Professional Documents
Culture Documents
,الخطب الوعظية هي اهم انواع الخطابة في العصر الجاهلي ,والخطب الوعظية هي الُخ طب التي ُيقّد م فيها
الكثير من المواعظ والحكم ،والتي تُح ّث على التزام مكارم األخالق ،والصفات النبيلة ،والمحاسن التي يرقى
بها الُمجتمع ،ومع أّن العرب في الجاهلية كانوا يعبدون األصنام واألوثان إاّل أّن المروءة والشهامة واألخالق
كانت من طبائعهم التي ُط بعوا عليها ،ولكن هذا األمر لن ينفعهم في شيٍء ؛ ألنه ال ينفع مع الكفر طاعة ،وال
مع اإليمان معصية ،فقد كانوا ُيكرمون ضيوفهم ،وُيساعدون المحتاجين ،ويقفون في صّف الّضعفاء الذين ال
يستطيعون أن يأخذوا حقوقهم كاملًة من ُمغتصبيهاوو ذكرفيه الخطيب أن هذه الحياة قصيرة جًد ا وليس لها
أي أهمية ولن يعيش أحد هنا طويًال .إذا اعتقد شخص ما أنه يمكن أن يعيش طويًال ،فعليه أن ينظر في
األسالف واألمم القديمة كما رأينا في خطبة قس بن ساعدة األيادي :-
«َأُّي َه ا الَّن اُس ،اْس َم ُعوا َو ُعواَ ،م ْن َع اَش َم اتَ ،و َم ْن َم اَت َف اتَ ،و ُك ُّل َم ا ُه َو آٍت آت ..مطر ونبات وأرزاق
وأقوات وآباء وأمهات وأحياء وأموات جمع وأشتاتَ ،لْيٌل َد اجَ ،و َن َه اٌر َس ْاجَ ،و َس ماٌء َذ اُت أْب َر اٍج ،وأرض ذات
فجاج ،وبحار ذات أمواج ،ومهاد موضوع ،وسق ف مرفوع ،ونجوم َت مور ،وبحار ال تغورَ ،و ُنُجوٌم َت ْز َه ر،
َو ِبَح اٌر َت ْز َخ رِ ..إَّن ِفى الَّس َم اِء َلَخ َب رًا ،وِإَّن ِفى األرِض َلِعَب رًاَ ،م ا َب ْاُل الَّن اِس َي ْذ هُبوَن َو َال َي ْر ِج ُعون؟! ،أَر ُضوا
َف َأَق اُموا ،أْم ُتِر ُك وا َفَن اُموا؟ ،تبًا ألرباب الغفلة من األمم الخالية والقرون الماضية .يا معشر إياد ..يا َم ْع َش َر
إَي اد :أْي َن اآلَب اُء واألْج َد اُد ؟ ،وأْي َن الَفَر اِع َن ُة الِّش َد اُد ؟َ ،أَلْم َي ُك ْو ُنوا أْك َث َر ِم ْنُك م َم اًال وأطوَل آجاًال؟َ ،ط َح َن ُهم الدْه ُر
ِبَك ْلَك ِلِه ،ومَّز َق هم بتطاُو ِله ..يقسم (قس) باهلل َق َس مًا ال إثم فيه إن هلل دينًا هو أرَض ى لكم وأفضل من دينكم الذى
أنتم عليه ،إنكم لتأتون من األمر منكرًا» تعد تلك الخطبة أفصح خطب العرب
"ِإَّن َأْه َل َهِذِه الَّد اِر َس ْف ٌر ،ال َي ُح ُّلوَن َع ْق َد الِّر َح اِل ِإال في َغْي ِر َه اَ ،و َقْد َأَت اَك َم ا َلْي َس ِبَم ْر ُد وٍد َع ْن َك َ ،و اْر َت َح َل َع ْن َك
َم ا َلْي َس ِبَر اِج ٍع ِإَلْي َك َ ،و َأَق اَم َمَعَك َم ْن َس َي ْظ َع ُن َع ْن َك َو َي َد ُع َك َ ،و اْع َلْم َأَّن الُّد ْن َي ا َث الَثُة َأَّياٍم َ :ف َأْم ِس ِع َظ ٌة َو َش اِه ُد
َع ْد ٍل َف َج َعَك ِبَن ْف ِس ِهَ ،و َأْب َقى َلَك َو َع َلْي َك ِح ْك َم َت ُهَ ،و الَي ْو َم َغ ِنْي َم ٌة َ ،و َص ِديٌق َأَت اَك َو لم َت ْأِتِهَ ،ط اَلْت َع َلْي َك َغْي َب ُتُه،
َو َس ُتْس ِر ُع َع ْن َك ِر ْح َلُتُهَ ،و َغًد ا ال َتْد ِر ي َم ْن َأْه ُلُهَ ،و َس َي ْأِتْي َك ِإْن َو َج َد َك "]٨[.
خطب الزواج’” كان من عادات الجاهليين إذا ما أراد أحدهم الّز واج يتقدم من قومه رجٌل فُيلقي خطبة،
ويطلب الفتاة المرادة او المطلوبة للزواج باسم هذا الشاب في تلك الخطبة،و يصف اخالقه طيبة متميزة وقد
كان هذا النوع من الخطابة ُمنتشًر ا و تستخدم عامة وال سّيما لدى األشراف من الجاهليين ,مثالُ :خ طبة أبي
طالب مشهورة جدا عندما تقّد م ليطلب يد السيدة خديجة للنبي عليه الصالة والسالم و ذكر فيها خصائص
قبيلتهم و مالمحها ثم ظهر رغبته عليها و هذا هو النماذج من تلك الخطبة"......الحمد هلل الذي جعلنا من
ذرية إبراهيم ،وزرع إسماعيل ،وجعل لنا بلًد ا حراًما ،وبيًت ا محجوًج ا ،وجعلنا الحكام على الناس ،وإن محمًد ا
بن عبد هللا ابن أخي ال يوزن به فتى من قريش إال رجح به بركة وفضاًل وعداًل ومجًد ا ونباًل ،وإن كان في
المال مقاًّل فإّن المال عاريٌة مسترجعة ،وله في خديجة بنت خويلد رغبة ،ولها فيه مثل ذلك ،وما أردتم من
الّصداق فعلَّي "]٨[.
خطبة هانئ بن قبيضة قبيل موقعة ذي قار "يا معشر بكر ،هالك معذور خيٌر من ناج فرور ،إّن الحذر ال
ينجي من القدر ،وإّن الصبر من أسباب الّظ فر ،المنّية خيٌر من الّد نية ،واستقبال الموت خيٌر من استدباره،
والطعن في ثغر النحور أكرم منه في األدبار والظهور ،يا آل بكر قاتلوا ،فما من المنايا بّد "
: خطب عامر بن الظرب حين خطب صعصعة بن معاوية إلى عامر ابنته عمرة فقال
يا صعصعة انك جئت تشتري مني كبدي وأرحم ولدي عندي منعتك أو بعتك ،النكاح خير من األيمة
والحسيب كفء الحسيب والزوج الصالح أب بعد أب وقد أنكحتك خشية أال أجد مثلك أفر من السر إلى
العالنية ،أنصح ابنًا وأودع ضعيفًا قويًا ثم أقبل على قومه فقال يا معشر عدوان أخرجت من بين أظهركم
كريمتكم على غير رغبة عنكم ولكن من خط له شيء جاءه .رب زارع لنفسه حاصد سواه ولوال قسم
الحظوظ على قدر الجدود ما أدرك اآلخر من األول شيئًا يعيش به ولكن الذي أرسل الحيا أنبت المرعى ثم
قسمه أكال ،لكل فم بقلة ومن الماء جرعة ،إنكم ترون وال تعلمون ،لن يرى ما أصف لكم إال كل ذي قلب
واع ولكل شيء راع ولكل رزق ساع ،إما أكيس وإما أحمق وما رأيت شيئًا إال سمعت حسه ووجدت مسه
وال نعمة إال ومعها بؤس .ولو كان يميت الناس الداء ألحياهم الدواء فهل لكم في العلم العليم /قيل :ما هو قد
قلت فأصبت وأخبرت فصدقت /فقال :أمورًا شتى وشيئًا شيا حتى يرجع الميت حيًا ويعود ال شيء شيا
ولذلك خلقت األرض والسموات.