‫المقدمة‬

‫بسم هللا والحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا خاتم االنبياء والمرسلين اما بعد فسأتناول في‬
‫هذا البحث موضوع علم االخالق ومحتويات البحث هي‬
‫اوال تعريف الخلق وعلم االخالق‬
‫ثانيا موضوع علم األخالق‬
‫ثالثا فوائد علم االخالق‬
‫مناقشة محتويات البحث‬
‫اوال تعريف الخلق وعلم االخالق‬
‫تعريف الخلق لغة ‪:‬السجية والطبع والمروءة والدين‬ ‫•‬
‫الخلق اصطالحا عند مسكويه ‪ :‬الخلق هو حال النفس داعية لها إلي أفعالها من غير فكر وال‬ ‫•‬
‫رويه وتنقسم إلي‬
‫‪)١‬ما يكون طبعا من اصل المزاج‬
‫‪ )٢‬ما يكون مستفادا بالعادة والتدرب‬
‫عند ابو حامد الغزالي ‪:‬عباره عن هيئة في النفس راسخه عنها تصدر األفعال بسهوله‬ ‫•‬
‫من غير حاجه الي فكر ورويه فإن كانت الهيئة تصدر افعاال جميله كان الخلق جميال‬
‫وإذا كانت تصدر أفعال قبيحة كان الخلق قبيحا‬
‫عند الشريف الجرجاني ‪:‬الخلق عباره عن هيئة للنفس راسخه تصدر االفعال بسهولة من غير‬ ‫•‬
‫حاجه الي فكر ورويه فإن كانت افعال جميله كان المرء جميال وان كانت قبيحة كان المرء‬
‫قبيحا‬
‫عند عبد الكريم زيدان ‪ :‬مجموعة من المعاني والصفات المستقرة في النفس وفي مميزاتها‬ ‫•‬
‫يحسن المرء في فعله أو يقبح‬
‫تعريف علم االخالق ‪:‬علم يبحث في قواعد السلوك أو محاوله يراد بها وضع مبادئ نظرية عامه‬
‫تستخدم اساسا لكل القواعد العمليه التي يتطلبها سلوكنا الشخصي وتقتضيها سيرتنا العمليه‬
‫وتصرفاتنا اننا نسير بمقتضي القواعد العامة التي يضعها فالسفة الخالق‬
‫او علم يوضح معني الخير والشر ويبين ما ينبغي ان يكون عليه معاملة الناس بعضهم بعضا‬
‫ويشرح الغاية التي ينبغي أن يقصدها الناس في أعمالهم‬
‫وبالتالي يستفاد من هذه التعاريف ما يلي‬
‫‪ )١‬أن هذه التعاريف متنوعة تبعا إلختالف وجهات نظر العلماء‬
‫‪)٢‬ان هذه التعاريف تدل علي ان العلم ال يقتصر على البحث بل هو كائن يبحث عن ما ينبغي‬
‫‪)٣‬انها اوضحت إن االخالق هي الحالة الداخله التي يوصف بها اإلنسان‬
 ‫ثانيا موضوع علم األخالق‬
‫موضوع علم األخالق يبحث عن االعمال الصادره عن العبد من ناحية الخير والشر والتي ال‬
‫تخرج عن ما يلي‬
‫• االعمال االرادية ‪:‬وهي االعمال التي تصدر عن اإلنسان بعد تفكير وتدبير لنتائجها‬
‫المرتقبة وتكوين إداره لعملها فإذا أراد اإلنسان أن يتزوج فكر طويال ودار في باله عن‬
‫مواصفات شريكة حياته والحالة المادية وكل النواحي ليتخذ قراره النهائي فإذا قرر‬
‫الزواج تكون لديه اإلراده والرغبه التي تمكنه من إخراج هذا األمر إلي حيز الفكر ثم‬
‫حيز العمل الفعلي‬

‫• األعمال الغير إرادية ‪:‬وهي األعمال التي ال يفكر فيها اإلنسان وليس له القدره في‬
‫حدوثها وال يتدبر نتائجها وال يتحكم فيها مثل عملية الهضم وعملية التنفس وكذلك نبض‬
‫القلب هذه جميعا اعمال ٱليه وقد تتم فيها قصور فتعود علي اإلنسان بنتائج وخيمة‬

‫األعمال ٱخذة الشبه بين األعمال اإلرادية واألعمال الغير إرادية ‪:‬وهي األعمال التي إذا‬
‫نظرنا إليها من زاوية حسبناها اعمال إرادية وإذا نظرنا لها من جانب ٱخر نراها غير‬
‫إرادية‬
‫فمن الناس من يأتي أعماال وهو نائم فيقوم من فراشه من غير أن يشعر أو يذهب لزيارة‬
‫قبر عزيز عليه أو يقتل شخصا في طريقه ثم يعود إلي فراشه مرة أخري ويسغرق في‬
‫النوم دون أن يدرك‬
‫ومنهم أيضا من يصاب بنوبات عصبيه تجعله يرتكب حماقات كبيره في حالة هيجان‬
‫عصبي فيضرب اٱلخرين أو يقتلهم وهو غير مدرك لفعله‬
‫وإذا نظرت إلي هذه االعمال من حيث آثارها تجد انها اعمال إرادية سواء كانت خيره ام‬
‫شريره وإذا نظرت إليها من حيث انها وقعت دون إدراك وفكر فتجد انها اعمال غير‬
‫إراديه‬
 ‫ويمكن تقسيم االعمال التي تخضع الي او ال تخضع للحكم الخلقي كالتالي‬
‫‪)١‬االعمال االرادية ‪:‬تخضع للحكم الخلقي فيحكم عليها بانها خير او شر ويحاسب عليها صاحبها‬
‫وهو مسؤول عن كل النتائج فإن كانت خيرا امتدحناه وان كانت شرا لمناه واحتقرناه وعقبناه‬
‫وابتعدوا عنه‬

‫‪)٢‬االعمال الغير إرادية ‪ :‬ال تخضع باي حال للحكم الخلقي فهي ليست من موضوع علم االخالق‬
‫وال يحكم عليها بانها خير او شر وال نحكم علي فاعلها بأنه خبأير او شرير النه ال يفكر فيها‬
‫وليست له إراده في عملها ومن ثم ال يحاسب عليها‬

‫‪ )٣‬االعمال اآلخذه بشبهة بين األعمال اإلرادية واألعمال الغير إرادية ‪ :‬حيث أن األعمال كلها‬
‫بالتأمل والتفكر نري أنها أعمال غير إرادية فليس النائم الذي يأتي بأعمال وهو نائم يتعمد فعل‬
‫هذه األعمال ولذلك فهو ليس مسؤوال وقت أن أتي بهذه االعمال ولكن يحاسب عليها إذا كان يعلم‬
‫أنه مصاب بهذا المرض وأنه قد يأتي علي أعمال خطره أثناء نومه فيحول بين نفسه وبين إتيان‬
‫هذه األعمال بأن يغلق باب غرفة نومه فال يتمكن من الخروج منها أو ينام‬

‫وفي االخير‬
‫موضوع علم األخالق هو األعمال التي صدرت عن اإلنسان عن عمد واختيار بعلم صاحبها‬
‫وقت عملها ماذا يعمل‬
‫وهذه التي تصدر عليها الحكم بالخير والشر وكذلك األعمال التي صدرت ال عن إرادة ولكن‬
‫يمكن االحتياط لها وقت اإلنتباه وأما ما يصدر دون إراده أو تحكم فهو خارج عن هذا العلم‬
 ‫ثالثا فوائد علم األخالق‬
‫ال يمكن لعلم األخالق أن يجعلنا صالحين اخيارا ولكن لكي تكون كذلك البد أن يتوافر شرطان‬
‫‪)١‬ان يكون استعداد المرء طيبا وأن يكون مياال بطبعه إلي الخير والصالح ويكره الرذيله بواذع‬
‫من ضميره وداخله‬
‫‪)٢‬أن يتقبل أوامر علم االخالق وما يخص عليه من فضائل وأن يؤمن برسالة علم االخالق‬
‫ويحملها ويبشر بها‬
‫فعلم االخالق إذا شبه بالطبيب حيث أن الطبيب يبصر مريضه باالضرار التي قد تنجم عن‬
‫الشرب وتناول المخدرات ويص له اضرارها ولكن ليس باستطاعته اي الطبيب أن يمنع المريض‬
‫من هذه المسكرات فكذلك علم االخالق الذي يوضح لإلنسان كل معاني الخير وكذلك الشر وعلي‬
‫هذا لدراسة علم االخالق له فوائد كثيرة وهي‬
‫أ) تقوية االراده االنسانيه في اتباع الطريق القويم‬

‫ب) انها تكسب صاحبها قدرة علي التمييز بين األعمال‬

‫ت) يساعد علم االخالق علي االهتمام بالعمل الصالح والتمسك به والقصد إليه خصوصا ً‬

‫ث) دراسة علم االخالق تكون اإلنسان بمثابة الحارس أو قانون يمنعه من االنسياق وراء‬
‫شهواته فيعمل علي تهذيبها وضبطها‬

‫ج) دراسة علم االخالق يعمل علي تحصيل االخالق الجيده وتجنب االخالق السيئة وهذا هو‬
‫الهدف االسمي لألخالق‬

‫ح) تمكين اإلنسان من دراسة النظريات القديمه والحديثه المتعلقة بسلوك اإلنسان واختيار‬
‫الصالح فيها لسعادة المجتمع‬

‫خ) توضيح الصالت الحقيقيه لألفراد وعالقة كل منهم باآلخر في الهيئة االجتماعيه‬
‫د) أسمي عرض يقصد إليه اإلنسان بحاله من حقوق وما عليه من واجبات نحو ربه ونحو‬
‫نفسه‬

‫ذ) معرفة التفاصيل الجوهريه للمبادئ الخلقيه واألسس التي بنيت عليها حتي مظفر بآراء‬
‫تعين المجتمع علي ان ينهج اقوم الطرق المؤدية إلي الحياة الصحيحة البعيدة عن الخمول‬
‫واالنحطاط‬
 ‫الخاتمة‬
‫اود لفت النظر في الذهاب إلي اهمية علم االخالق ودوره في بناء شخصية االفراد والتي تؤثر‬
‫تأثيرا ً كبيرا ً علي حياة المجتمع اإلسالمي لذا يجب االهتمام بالخلق الحسن لدي اإلنسان والذي‬
‫يستحوذ بصوره كامله علي اإلنسان وخطواته وافعاله ولكي يتميز ابناء جيلنا بالخلق الحسن ما‬
‫يمكنهم التشييد والتعمير في االرض ونشر رسالة اإلسالم للعالم أجمع‬

‫المصدر ‪:‬الكتاب الجامعي‬