You are on page 1of 2

‫الوقاية من التشوهات الخلقية‬

‫في رحلة التطور داخل الرحم‪ ،‬يمر الجنين بمراحل متعددة حيث تتشكل أعضاؤه وأنظمته الجسدية‪ .‬خالل هذه الفترة الحرجة‪ ،‬يمكن أن‬
‫تحدث اضطرابات تؤدي إلى تشوهاتٍ في بعض األعضاء أو األجزاء الجسدية‪ .‬هذه التشوهات قد تكون واضحة عند الوالدة‪ ،‬أو و قد ال‬
‫تظهر إال في مراحل الحقة من الحياة‪.‬‬

‫هناك أنواع كثيرة من التشوهات الخلقية‪ ،‬من أمثلتها‪ :‬العيوب الخلقية في القلب‪ ،‬والشفة األرنبية‪ ،‬وتشوهات األطراف‪ ،‬وغيرها‪ .‬كذلك‬
‫تتفاوت حدة هذه التشوهات واآلثار الناتجة منها عنها وبعضها قد يتطلب تدخالتٍ عاجلة أو رعاية طبية مستمرة ورعاية خاصة‪.‬‬

‫بشكل كبير يمكن منع حدوث التوشهات التشوهات الخلقية‪ ،‬وذلك عبر إجراءات وقائية تتمحور حول التشخيص المبكر لها والممارسات‬
‫الوقائية التي تمنع حدوثها‪ ،‬مثل اتباع نمط حياةٍ صحيٍ خالل فترة الحمل‪ ،‬وتجنب التعرض للمواد الضارة‪.‬‬

‫أعراض التشوهات الخلقية‪:‬‬

‫أعراض التشوهات الخلقية تعتمد على مكان ونوع التشوه وشدته‪ .‬بعض التشوهات قد تكون واضحة عند الوالدة‪ ،‬بينما قد ال تظهر‬
‫أعراض أخرىوبعضها قد ال يظهر إال بعد فترة من الزمن‪.‬‬

‫من األعراض الشائعة‪ ،‬التشوهات البنوية للجسم وبعض أجزائه مثل قصر األطراف والتصاقها أو ربما غيابها‪ .‬ومنها عيوب العمود‬
‫الفقري مثل العمود الفقري المشقوق‪.‬‬
‫من أعراض تشوهات القلب والدورة الدموية‪ ،‬صعوبة تنفس المولود وتوزرم وتوّر م أطرافه وزرقة جلده‪.‬‬
‫وهناك أعراض مرتبطة بالنمو اإلدراكي والمهاري والسلوكي‪ ،‬وهي بسبب تشوهات في الجهاز العصبي‪ .‬وربما ظهرت أعراض‬
‫العيوب الخلقية في الجهاز الهضمي والتنفسي على شكل صعوبة في الت نفس والتغذية‪ ،‬أو قد تكون التشوهات في الجلد وأنسجته فتظهر‬
‫على شكل وحمات أو أكياس جلدية‪.‬‬

‫أسباب التنشوهات الخلقية‪:‬‬

‫بشكل عام تنتج التشوهات الخلقية من تطور غير طبيعي لجسم الجنين أثناء فترة الحمل‪ ،‬وهذا الخلل بدوره يمكن أن ينتج من عدة أسباب‬
‫أهمها‪ ،:‬الطفرات الجينية‪ ،‬وهي تغييرات تصيب تركيب الحمض النووي في الخاليا وذلك لعوامل وراثية غالًبا‪.‬‬

‫من األسباب أيًض ا التعرض للمواد الضارة مثل بعض األدوية أو المواد الكيميائية واإلشعاعية التي تتسبب باختالل النمو‪ .‬كذلك فإن‬
‫الحالة الصحية المتدنية لألم قد تكون سبًبا مهًم ا خاصة في حالة نقصس بعض العناصر والمغذيات‪ ،‬أو في حالة إصابة األم ببعض‬
‫األمراض فإن ذلك قد يتسبب بهذه التشوهات‪ ،‬مثل بعض األمراض المزمنة وكذلك إصابتها ببعض األنواع من العدوى الحيوية‪.‬‬

‫عوامل عوامل الخطورة‪:‬‬

‫التعامل والوعي بعوامل الخطورة واتخاذ الخطوات الالزمة تجاهها يسهم بشكل مؤثر في منع حدوثها أو الحد من خطر آثارها‬
‫ومضاعفاتها‪ .‬من العوامل التي تزيد احتمال اإلضابة اإلصابة بالتشوهات الخلقية‪:‬‬

‫‪ -‬العوامل الوراثية والتاريخ العائلي‪،.‬‬

‫‪ -‬تقدم عمر األم واألب‪.‬‬

‫‪ -‬حالة األم الصحية‪ ،‬فالنساء اللواتي لديهن حاالت مرضية معينة مثل السكري‪ ،‬الصرع‪ ،‬أو أمراض الغدة الدرقية قد يكون لديهن خطر‬
‫أكبرأعلى إلنجاب أطفال مع تشوهاتمصابين بتشوهاٍت خلقية‪.‬‬

‫‪ -‬سوء التغذية‪ - ،‬نقص التغذية أو نقص في بعض العناصر الغذائية الهامة المهمة مثل حمض الفوليك يمكن أن يزيد من خطر اإلصابة‬
‫بتشوهات خلقية‪.‬‬

‫‪ -‬التعرض للمواد الضارة واإلشعاع‪ ،‬بما في ذلك بعض أنواع األدوية‪.‬‬

‫‪ -‬العدوى وااللتهابات الحيوية‪ ،‬كاإلصابة ببعض أنواع الفيروسات (مثل الزيكا والحصبة األلمانية)‪ ،‬أو البكتيريا (مثل الليستيريا)‪ ،‬أو‬
‫الطفيليات (مثل التوكسوبالزما)‬

‫الوقاية من األمراض التشوهات الخلقية‪:‬‬


‫تمثل الوقاية في حالةمن التشوهات الخلقية أمًر ا مهًم ا للغاية‪ ،‬خاصة أن بعض هذه التشوهات ال يمكن عالجه بعد حدوثه لكن يمكن بشكل‬
‫كبير منع حدوثه‪.‬‬

‫هناك مجموعة من اإلجراءات التي يمكن اتباعها لتحقيق هذه الوقاية ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬رعاية الحمل المنتظمة‪ :‬تابعي حملك مع الفريق المختص‪ ،‬هذه الرعاية يجب أن تبدأ من قبل الحمل‪ ،‬وتستمر بشكل منتظم خالل فترة‬
‫الحمل‪.‬‬

‫‪ -‬تناول المكمالت الغذائية‪ :‬تناولي المكمالت والفيتامينات التي تمنع أو تقلل حدوث بعض أنواع التشوهات‪ ،‬خاصة خالل أشهر الحمل‬
‫األولى‪.‬‬

‫‪ -‬التحكم باألمراض‪ :‬تأكدي من إدارتك لمرضك ‪ -‬خاصة األمراض المزمنة ‪ -‬بشكل يمنع التأثير السلبي‪.‬‬

‫‪ -‬تجنب المواد الضارة‪ :‬تجنبي التعرض للمواد الكيميائية الضارة مثل المبيدات وغيرها واإلشعاع بما في ذلك بعض أنواع األدوية‪،‬‬
‫والتدخين والكحول والمخدرات‪.‬‬

‫‪ -‬نمط الحياة الصحي‪ :‬حافظي على الوزن المثالي وتناولي األطعمة الصحية ومارسي الرياضة المناسبة‪.‬‬

‫خاصة المتعلقة بحدوث التشوهات الخلقية‪.‬‬


‫ً‬ ‫‪ -‬التطعيم‪ :‬تأكدي من أخذ جميع التطعيمات المهمة‬

‫تشخيص التشوهات الخلقية‪:‬‬

‫تمثل متابعة الحمل المنتظمة والجيدة حجرز األساس في تشخيص هذه التشوهات‪ .‬يتم استخدام مجموعة من الفحوصات واالختبارات‬
‫لتشخيص الحالة وتحديد العالج المناسب‪.‬‬

‫تشخيص التشوهات الخلقية يمكن أن يتم بعدة طرق‪ ،‬وغالًبا ما يعتمد على نوع التشوه ووقت اكتشافه‪ .‬من أهم اإلجراءات المتبعة في‬
‫تشخيص التوشهات التشوهات الخلقية‪:‬‬
‫تحاليل الدم‪ ،‬أشعة الرنين المغناطيسي‪ ،‬األشعة فوق الصوتية (السونار)‪ ،‬فحص السائل األمنيوسي‪ ،‬وفحص المشيمة والحبل السري‪،‬‬
‫واالختبارات الجينية في بعض األحيان‪.‬‬

‫في كثير من الحاالت يتم التشخيص تشخيص تشوهات الجنين داخل الرحم أثناء الحمل‪ ،‬لكن في بعض الحاالت‪ ،‬قد ال يتم تشخيص‬
‫التشوه إال بعد الوالدة‪.‬‬

‫عالج التشوهات الخلقية‪:‬‬

‫التعامل مع التشوهات الخلقية يعتمد على نوع وشدة التشوه‪ .‬بعض التشوهات قد تحتاج إلى تدخل طبي أو جراحي فوري‪ ،‬بينما قد يكون‬
‫عالجي متكامل‪.‬‬
‫ٍّ‬ ‫برنامج‬
‫ٍ‬ ‫باإلمكان التعامل مع بعضها عبر‬

‫من أهم طرق العالج‪:‬‬

‫‪ -‬األدوية‪ :‬قد تكون األدوية ضرورية لعالج األعراض أو منع المضاعفات المرتبطة بالتشوه‪.‬‬

‫‪ -‬برامج التدخل المبكر‪ :‬لتحسين القدرات السلوكية واإلدراكية والمعرفية‪.‬‬

‫‪ -‬العالج التأهيلي والطبيعي‪ :‬لتحسين المهارات وتطوير القدرات الجسدية والذهنية‪.‬‬

‫‪ -‬الجراحة‪ :‬لتصحيح التشوه وتحسين وظائف الجسم المتأثرة بالتشوه‪.‬‬


‫باإلضافة إلى برامج الدعم النفسي ‪ :‬التي تهدف إلى توعية الطفل وعائلته للتعامل مع وضعه الصحي وتقبّل اختالفه دون أن يؤثر ذلك‬
‫على نفسيته‬

‫بشكل عام يحتاج األطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية إلى متابعة منتظمة ورعاية طبية مستمرة لضمان حصولهم على الدعم‬
‫والعالج الالزمين‪ .‬وفي حاالت التشوه المتقدمة غالًبا ما يكون الهدف من العالج هو تحسين جودة حياة الطفل ودعمه وعائلته‪ .‬لذلك يجب‬
‫أن تكون الخطة العالجية مصممة خصيًص ا وتراعي االحتياجات الخاصة للطفل وعائلته‪.‬‬

You might also like