You are on page 1of 12

‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬سايس‬

‫شعبة الجغرافية‪ ،‬الفصل الرابع‬


‫األستاذ حسن ضايض‬
‫جغرافية المغرب العامة‬
‫انظر التقديم العام على باور بوينت‬

‫تقسيم عام لألقاليم الجغرافية الكبرى في المغرب‪.‬‬


‫* جبال الريف‬
‫‪ -‬الريف الشرقي‬
‫‪ -‬الريف الغربي‬
‫‪ -‬الريف األوسط‬
‫* المغرب الشمالي الغربي‬
‫‪ -‬الفحص الطنجي (البالد الخلفية)‬
‫‪ -‬الهبط (حوض اللكوس)‬
‫* بلدان حوض سبو‬
‫‪ -‬الغرب‬
‫‪ -‬منطقة جنوب الريف‬
‫‪ -‬تالل مقدمة الريف‬
‫‪ -‬سايس‬
‫‪ -‬منطقة زمور السفلى‬
‫* الهضبة الوسطى‬
‫‪ -‬بالد زعير‬
‫‪ -‬بالد زمور العليا‬
‫* األطلس المتوسط‬
‫‪ -‬األطلس المتوسط الغربي‪ ،‬األطلس المتوسط الشرقي‪ ،‬األطلس المتوسط الشمالي‬
‫* بلدان ملوية الوسطى‪ ،‬سهول كرسيف النجود العليا‬
‫* سهول وهضاب وتالل المغرب األطلنطي‬
‫‪ -‬السهول األطلنطية الوسطى‪ :‬الشاوية‪ ،‬دكالة‪ ،‬عبدة‪ ،‬الشياظمة‪ ،‬حاحا‬
‫‪ -‬الهضاب والكتل الداخلية للمغرب األطلنطي‪ ،‬هضبة الفوسفاط‪ ،‬الرحامنة‪ ،‬الكنتور‪،‬‬
‫جبيالت‪.‬‬
‫‪ -‬السهول واألحواض الداخلية‪ :‬سهل الحوز‪ ،‬تادلة‪ ،‬قلعة السراغنة‬
‫* الكتل الجبلية الجنوبية‬
‫‪ -‬األطلس الكبير واألطلس الصغير وسفوحهما‬
‫* المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية‬
‫‪ -‬سهل سوس ‪ -‬ماسة‪ ،‬الواحات‬
‫‪ -‬المناطق الصحراوية‬
‫جبال الربف‬
‫جبال ممتدة على شكل قوس كبير من مضيق جبل طارق غربا إلى ملوية شرقا‪ ،‬تحفها من‬
‫الشمال حافة صخرية صلبة ومنيعة على طول الساحل المتوسطي‪ ،‬وتنخفض جنوبا في اتجاه‬
‫تالل مقدمة الريف‪ .‬تتميز جبال الريف بصعوبة االختراق رغم أن االرتفاعات منخفضة‬
‫نسبيا‪ ،‬إذ نادرا ما يتجاوز علو الجبال ألفي متر‪ .‬يشكل الظهر الكلسي في الغرب فوق‬
‫السطوح حاجزا حقيقيا مع تميزه بمظهر ضخم‪ ،‬وبتوالي قممه التي تقارب ألفي متر‪ .‬وفي‬
‫الوسط تنتشر سلسلة األعراف العالية من الحت والكوارتزيت اتجاها شرق‪-‬غرب‪ .‬وهي‬
‫مترابطة ومتصلة بالجبال في اتجاه الجنوب ولتشكل في األخير صفا جبليا تصل ذروته عند‬
‫جبل “تدغين” إلى ‪ 2452‬متر‪ .‬أما في الشرق فتعرف التضاريس نوعا من االنخفاض‪ ،‬لكن‬
‫مع ذلك فإنها تحدث ضغطا كبيرا‪ ،‬وتقل مع وجود سهول عليا منحصرة داخل سالسل‬
‫مرتفعة‪ .‬وترتبط هذه التضاريس بخوانق عميقة بمئات األمتار عند المناطق المنخفضة‬
‫الساحلية‪.‬‬
‫أ‪ -‬الريف الغربي‬
‫تتميز منطقة الريف الغربي (المعروفة ببالد جبالة) بداية تضاريس من التالل المرتفعة‬
‫(‪ 700‬م)‪ ،‬وتنخفض هذه التالل بشكل سريع في اتجاه الغرب‪ .‬وفي اتجاه الشمال الشرقي‬
‫تعلو التالل أحيانا قمم جبلية محاطة بحت مقاوم‪ ،‬يصل ارتفاعها إلى ‪ 1700‬متر عند جبلي‬
‫“سوگنا” و”غيسانا‪ .‬وتعتبر هذه الجهة واحدة من أكثر الجهات استقباال للتساقطات بالمغرب‪،‬‬
‫إذ تصل كمية األمطار إلى متر واحد خالل السنة بالتالل األكثر انخفاضا‪ ،‬وإلى متر ونصف‬
‫في المناطق التي يصل ارتفاعها إلى ‪ 1500‬متر‪ .‬وتتعدد المنابع المائية وتوجد بصفة رئيسية‬
‫عند أقدام الجبال‪ .‬كما تكسو غابة البلوط الفليني والبلوط األخضر مساحات شاسعة‪ .‬ويجمع‬
‫االقتصاد الريفي بطريقة متوازنة بين زراعة الحبوب واستغالل الغابة‪ ،‬ثم تربية الماشية‪.‬‬
‫ب‪ -‬الريف األوسط‬
‫تعتبر هذه الجهة من أكثر الجهات ارتفاعا بالريف‪ ،‬إذ يتجاوز علو الظهر الكلسي ألفي متر‪.‬‬
‫تنتشر بالشمال الغربي أعراف من الحت‪ ،‬خاصة في جبل “تيزيران” المشرف على البحر‬
‫المتوسط‪ .‬توجد في الوسط أعراف من الكوارتزيت يصل مداها عند جبل “تدغين” إلى‬
‫‪ 2452‬متر‪ .‬وفي الجنوب الشرقي لواد ورغة يصل ارتفاع الكتل الكلسية والشيستية في‬
‫“تايناست” إلى ‪ 1800‬متر‪.‬‬
‫وتعتبر المناطق المرتفعة أكثر رطوبة‪ ،‬إذ تتجاوز التساقطات ألف ميليمتر في السنة‪ .‬خالل‬
‫فصل الشتاء تكسو الثلوج المرتفعات لعدة أسابيع‪ .‬ويتسم النشاط الزراعي بضعفه‪ ،‬ويتمركز‬
‫خاصة على طول وادي ورغة ووادي‪.‬‬

‫ج‪ -‬الريف الشرقي أو منطقة الناضور‬

‫تطابق حدوده واد النكور غربا وملوية شرقا والسهول الممتدة إلى وجدة جنوبا‪ ،‬تتميز هذه‬
‫المنطقة بوجود كثافة سكانية مرتفعة تتجاوز في كثيرا من األحيان ‪ 100‬ن‪/‬كلم‪ ،2‬ورغم أنها‬
‫في الهامش الشرقي لجبال الريف التي تنخفض لتنفتح بشكل واسع على البحر األبيض‬
‫المتوسط‪ ،‬فهي مجزأة إلى جبال عالية غربا تصل ارتفاعاتها إلى ‪ 1613‬م شمال كاسيطا‬
‫وجبال أقل ارتفاعا في الشرق ككثلة كبدانة ب‪ 933‬م وهي جبال تشرف على مجموعة من‬
‫السهول (زبرة‪ ،‬بوعرق‪.)...‬‬
‫وتعتبر هذه المنطقة رغم توالي سنوات الجفاف من أهم المناطق المغربية التي تعرف‬
‫دينامية اقتصادية خاصة‪ .‬ويرتبط هذا بتنوع الموارد االقتصادية التي تميز المغرب الشرقي‬
‫والتي تعتمد على موارد الهجرة الخارجية والفالحة العصرية واالقتصاديات المرتبطة‬
‫بالحدود (سبتة المحتلة‪ ،‬الجزائر) والتصنيع‪.‬‬
‫فعلى مستوى الهجرة الهجرة الخارجية في تنمية كل مدن هذه المنطقة خاصة منها الناضور‬
‫وميدار وزايو والعروي وغيرها بفضل األموال التي حقنها المهاجرين (‪ 150‬ألف مهاجر‬
‫بمنطقة الناضور) في قطاع البناء والتجارة وفي القطاع البنكي الذي عرف نموا كبيرا حيث‬
‫نجد ‪ 3900‬ساكن لكل مؤسسة بنكية (‪ 1994‬موار األبناك ‪ 10‬ماليير درهم)‪ .‬وبارتباطا‬
‫كذلك بالموارد الخارجية‪.‬‬
‫كما ساهمت مدينة مليلية المحتلة في إنعاش األسواق المحلية‪ .‬نشير إلى أن هذه المدينة‬
‫تحظى بإعفاء من الرسوم الجمركية وضرائب أخرى على السلع المجلوبة منذ ‪ ،1863‬وهو‬
‫ما دفع بالسكان إلى التعاطي لتجارة التهريب التي تعتبر الركيزة األساسية لإلقتصاد‬
‫الحضري بالمنطقة الشرقية وخاصة منها اقتصاد مدينة الناضور (‪ 24‬ألف في ‪1934‬‬
‫‪ 112.300‬ن ‪ 126.100 ،1994‬ن ‪.)2004‬‬
‫وباإلضافة إلى موردي الهجرة والتهريب‪ ،‬تدخلت الدولة منذ السبعينات بإرساء صناعة‬
‫تعدينية كاملة في المنطقة كانت تتوخى إيجاد مركب مندمج لتحويل المواد األولية المحلية‬
‫والجهوية‪ .‬لكن هذا االختيار لم يوفق كثيرا بحيث ال تتوفر المنطقة سوى مؤسسة‬
‫(صوناصيد) تحول الصلب الخام المستورد إلى قضبان حديدية ملفوفة (حوالي ‪ 370‬ألف‬
‫طن سنويا)‪ .‬ومرد ذلك عوامل عدة منها توقف مجموعة من المناجم عن اإلنتاج ومنافسة‬
‫الصناعات الناشئة وبالبعد عن السوق المركزي‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى هذه األنشطة تعرف المنطقة نشاطا آخر ال يقل أهمية والمتمثل في ميناء بني‬
‫أنصار (بين الناضور ومليلية) الذي يساهم في حركية نقل البضائع من وإلى الخارج‪.‬‬
‫كما أن القطاع الفالحي ارتباطا بتطور السقي العصري بمناطق زبرا‪ ،‬والكارب‪ ،‬وبوعرق‬
‫يعتبر من المكونات األساسية في اقتصاد هذه المنطقة‪ .‬ويتميز االستغالل الفالحي بالمجال‬
‫المسقي بتنوع اإلنتاج مع أهمية واضحة لألشجار المثمرة خاصة منها أشجار الحوامض‪.‬‬

‫الجهة الشمالية الشرقية‬


‫نميز فيها بين منطقة السهوب والعتبة الشرقية‬
‫أ‪ -‬العتبة الشرقية‪ :‬تقع في أقصى الشمال الشرقي على الحدود بين المغرب والجزائر‪ ،‬تتميز‬
‫بمناخ متوسطي شبه جاف‪ ،‬تقل فيها التساقطات السنوية عن ‪ 350‬ملم في المناطق‬
‫المنخفضة وتتراوح بين ‪ 500‬و‪ 600‬ملم في الجبال‪ .‬وحداتها التضاريسية تتنوع بين‬
‫السهول كسهل تريفة وأنكاد والجبال كجبال بني يزناسن وجرادة ودبدو‪ .‬ونظرا للقحولة‬
‫المرتفعة تعرف المنطقة نسب تشجير ضعيفة ال تتجاوز ‪ .%10‬وتتوفر المنطقة على‬
‫إمكانيات مائية مهمة تتمثل في واد ملوية الذي ساهمت مياهه من خالل سدي محمد الخامس‬
‫ومشرع حمادي من تحديث األراضي الفالحية بسهل تريفة على الضفة اليمنى‪ .‬وهو السهل‬
‫الذي يعرف انتشارا مهما لغراسة الحوامض التي تغطي حوالي ‪ 10‬الف هكتار والتي جعلت‬
‫من تريفة ثالث منطقة مصدرة للحوامض بعد سوس والغرب‪ .‬غير أن شيخوخة األشجار‬
‫وتراجع االنتاج خالل السنوات األخيرة دفع الفالحين إلى تنويع الزراعة التسويقية بإدماج‬
‫زراعة البقول‪.‬‬
‫ب_مجال السهوب‬
‫يمتد بين محوري كرسيف وعين بني مطهر شماال وفكيك وبودنيب جنوبا‪ .‬تغلب على إطاره‬
‫التضاريسي القحولة لبعده عن البحر ولوجود مجموعة من الحواجز التضاريسية تمنع عنه‬
‫رطوبة البحر وهي جبال الريف الشرقي واألطلس المتوسط الشرقي ولتعرضه للرياح‬
‫الصحراوية (الشركي)‪ .‬ومن الناحية التضاريسية تتكون السهوب من سهول ملوية الوسطى‬
‫في الغرب والهضاب العليا في الشرق واألطلس الكبير الشرقي في الجنوب‪ .‬وتصل‬
‫االرتفاعات بالهضاب العليا إلى ‪ 1000‬متر لكن تتخللها جبال عالية كجبل كروز (‪ 1920‬م)‬
‫بالقرب من فكيك‪ .‬وتنتشر بها سبخات وأحواض مغلقة‪.‬‬
‫وتعتبر الحلفاء أهم النباتات الطبيعية بالمنطقة التي تتميز بكثافة سكانية ضعيفة تقل عن ‪، 5‬ن‬
‫ن كلم‪ ،2‬وأما أهم المدن فنجد بوعرفة ب‪ 25950‬ن وفكيك ب‪12580‬ن (إقليم فكيك)‬
‫وبودنيب بحوالي ‪ 9870‬ن (الراشدية) وكرسيف بحوالي ‪ 57307‬ن (تازة) وعين بني مطهر‬
‫بحوالي ‪ 13530‬ن (جرادة) وميسور ‪ 2100‬ن وأوطاط الحاج ‪ 13950‬ن (بولمان)‪ .‬لكن‬
‫الظاهرة الحضرية تبقي ضعيفة بالمنطقة إذ نجد مدينة واحدة لكل ‪ 7000‬كلم‪.2‬‬
‫وأما النشاط االقتصادي بأراضي السهوب فيرتكز أساسا على تربية الماشية التي يقدر عددها‬
‫ب‪ 800‬ألف رأس وأهم المواشي هنا خروف بني كيل (لحم لذيذ‪ ،‬تسمين سريع تحمل‬
‫العطش)‪.‬‬
‫‪ -‬الغرب واللكوس‬
‫من المناطق المحظوظة طبيعيا واقتصاديا ومن المناطق التي استفادت من تدخالت الدولة‪.‬‬
‫فعلى المستوى الطبيعي تتراوح بهما التساقطات المطرية بين ‪ 400‬ملم و‪ 700‬ملم‪/‬السنة‬
‫ويتميزان بسهولهما المنبسطة وغناء تربتهما‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬يمكن تقسيم هذا المجال أربعة‬
‫أقسام هي منطقة الساحل‪ :‬تطل على المحيط األطلسي بواسطة أجراف هي عبارة عن رمال‬
‫متصلبة حثية ‪ :‬و‪ 2‬الهبط‪ :‬مجموعة من التالل الصلصالية والحثية يتعمق فيها واد اللكوس‬
‫وواد المخازن (رافده) التي أدت إلى ظهور أراضي من الطمي‪ .‬و‪3‬الغرب الداخلي‪ :‬قلب‬
‫الغرب يتميز بركامات سميكة من الطمي نتيجة المياه الهائلة التي تحملها روافد سبو‬
‫وخاصة منها واد ورغة و‪ 4‬الهوامش الجبلية‪ :‬تشكل الحدود الشرقية لهذه السهول‪ :‬عبارة‬
‫عن تالل وجبال عارية تتميز بسيادة زراعة الحبوب‪.‬‬
‫ويعتبر سهل الغرب من السهول التي تعرف تجهيزا هيدروفالحيا عصريا متميزا بحيث‬
‫يمتد السقي العصري على حوالي ‪ 100‬ألف هكتار من خالل مجموعة من السدود أهمها سد‬
‫الوحدة والقنصرة وإدريس األول باإلضافة إلى األراضي التي تسقى بواسطة الضخ من‬
‫األودية الكبيرة والتي تصل مساحتها إلى ‪ 20‬ألف هكتار‪ .‬اللكوس ‪ 30+‬ألف هكتار‪ .‬وقد‬
‫جعل السقي العصري من اللكوس والغرب أكبر مجال في اإلنتاج الفالحي‪ % 95 :‬من‬
‫األُرز‪ % 75 ،‬من قصب السكر وحوالي ‪ % 75‬من توت األرض‪ .‬كما ساهم اإلنتاج‬
‫الفالحي بظهور صناعات غذائية متنوعة كصناعة السكر والحليب وغيرهما‪ .‬كما أن‬
‫تحديث القطاع الفالحي ساهم في إنعاش الشغل الفالحي والصناعي والتجاري وكذلك في‬
‫ازدهار التمدن وخاصة القنيطرة (‪ 359142‬ن) وسوق األربعاء (‪ 43392‬ن) وسيدي يحيى‬
‫الغرب (‪ 31705‬ن) وسيدي سليمان (‪ 78060‬ن) (إقليم القنيطرة) ومشرع بلقصيري‬
‫(‪ 27630‬ن) وسيدي قاسم ‪( 27630‬إقليم سيدي قاسم) والقصر الكبير (‪ 107380‬ن)‬
‫والعرائش (‪ 107371‬ن)‪.‬‬

‫‪ -‬األطلس المتوسط‬
‫يوجد وسط المغرب وتتقاسمه عدة أقاليم منها صفرو وتازة وخنيفرة وإفران و بولمان‬
‫وخنيفرة والحاجب واألجزاء الشرقية لبني مالل‪ .‬ويمتد على ‪ 250‬كلم وعلى مساحة ‪40‬‬
‫ألف كلم‪ .2‬مناخ األطلس المتوسط مناخ رطب ويعرف تساقطات ثلجية‪ .‬وهو في األصل‬
‫مجال رعوي إذ كان يعرف حركة انتجاعية بين قممه صيفا والهضبة الوسطى وأطراف‬
‫سايس وتادلة شتاء‪ .‬لكن جنوح السكان نحو االستقرار بدأت معالمه تظهر بشكل خاص‬
‫خالل الفترة االستعمارية ليصبح استقرارهم اليوم شبه نهائي‪ .‬وحداثة االستقرار بهذا الجبل‬
‫هي التي تفسر ضعف الكثافة السكانية التي تصل في المتوسط إلى ‪ 45‬ن‪/‬كلم‪.2‬‬
‫تتراوح ارتفاعات األطلس المتوسط بين ‪ 1100‬و‪ 2000‬م في الهضاب الشمالية الغربية‬
‫لألطلس وبين ‪ 2500‬و‪ 3000‬م في السالسل الجبلية الصغيرة شرقا‪ .‬وبشكل عام فتضاريس‬
‫األطلس المتوسط قليلة االرتفاع رغم وجود قمم مرتفعة كما هو شأن بويبالن (‪ 3190‬م)‬
‫وبوناصر (‪ 3354‬م)‪ .‬ويعتبر األطلس المتوسط جزءا أساسيا في المنظومة المائية في‬
‫المغرب فهو خزان مائي حقيقي‪ .‬ونظرا لكونه حاجزا أساسيا أمام المؤثرات المحيطية فهو‬
‫يعرف تساقطات مطرية تتراوح بين ‪ 600‬و‪ 1100‬ملم في المناطق الوسطى‪ ،‬لكنها تنخفض‬
‫إلى ما بين ‪ 350‬و‪ 500‬ملم في الشرق والجنوب الشرقي‪.‬‬
‫وعلى مستوى الغطاء النباتي تغطي الغابة مساحات مهمة بهذا الجبل خاصة منها أشجار‬
‫السنديان األخضر في االرتفاعات التي تتراوح بين ‪ 1200‬و‪ 1600‬م واألرز في‬
‫االرتفاعات التي يبلغ علوها ‪ 1800‬م‪.‬‬
‫وهو جبل يتميز بتمدن سريع لكنه يتركز أساسا على أطراف األطلس المتوسط ومنها‬
‫صفرو ‪ 64006‬ن وإيموزار ‪ 13745‬ن والحاجب ‪ 27667‬وأزرو ‪ 47540‬وإفران‬
‫‪ 13000‬ن ومريرت‪ 35188‬وخنيفرة ‪.72619‬‬

‫‪ -‬منطقة فاس مكناس‬


‫يضم هذا اإلقليم منطقة سايس مكناس والتالل المشرفة عليها من الشمال وهي تالل مقدمة‬
‫الريف المشكلة من الحياينة واشراكة‪ .‬تتميز هذه التالل بكثافة سكانية ريفية مرتفعة تتجاوز‬
‫غالبا ‪ 100‬ن‪/‬كلم‪ 2‬وبتعرية مائية مرتفعة بسبب سيادة التكوينات الطينية والصلصالية‬
‫الهشة‪ .‬وأما االستغالل الفالحي فيمزج بين الزراعات الموسمية (الحبوب) وغراسة‬
‫الزيتون‪ .‬وأما تربية الماشية فلم تعد تحتل إال مكانة هامشية في الدخل الريفي بسبب توالي‬
‫الجفاف بشكل مستمر‪ .‬وهي الخاصية الطبيعية التي ساهمت في فقدان التوازن بين الحمولة‬
‫السكانية والموارد االقتصادية المحلية مما ترتب عنه نزوح سكاني في اتجاه المدن اإلقليمية‬
‫خاصة منها فاس ومكناس‪ .‬لكن تذبذب التساقطات المطرية ال يفسر لوحده هذا الخلل وإنما‬
‫كذلك بسيطرة فاس على أهم األراضي وأخصبها بالحياينة وشراكة‪ .‬إذ أن معظم األراضي‬
‫التي تتجاوز مساحتها ‪ 10‬سنوات هي في يد حضريين فاسيين أو وزانيين‪ .‬وأما التجليات‬
‫األخرى لهذا الخلل فتكمن في ضعف الظاهرة الحضرية بمنطقتي الحياينة واشراكة إذ يقل‬
‫معدل التمدين بهما عن ‪ % 10‬فقط‪ .‬ورغم كل هذا فالمنطقة تتوفر على إمكانيات طبيعية‬
‫مهمة غير مستغلة في التنمية المحلية‪ ،‬ونخص هنا بالذكر الموارد المائية السطحية التي‬
‫تقطع التالل من خالل واد اللبن وورغة وسبو‪.‬‬
‫وأما بالنسبة لسايس فنميز فيه بين السايس الفاسي والسايس المكناسي‪ .‬فاألول عبارة عن‬
‫سهل ضعيف االرتفاع واالنحدار مقارنة بمكناس الذي هو عبارة عن حادور طويل ومائل‬
‫تتعمق فيه األودية‪ .‬وأما التساقطات المطرية بهما فتتراوح بين ‪ 500‬و‪ 600‬ملم‪ .‬وقد أحدث‬
‫االستعمار بسايس قطاعا فالحيا عصريا رأسماليا خاصة في مجال األشجار المثمرة‬
‫والكروم‪ .‬وتتميز هذه المنطقة بتركز كبير للملكية الكبيرة التي أصبحت بعد خروج‬
‫االستعمار في يد كبار التجار والمحامين واألطباء والعسكر ورجال السلطة‪ .‬فمثال ‪% 50‬‬
‫من األراضي بالجماعات القروية المحاذية لفاس هي في ملك هذه الفئة‪ .‬وقد نتج عن هذا‬
‫التفاوت في الملكية هجرة قوية إلى مدينتي فاس ومكناس اللتين عرفتا نموا ديمغرافيا‬
‫يتراوح معدله السنوي بين ‪ % 1,5‬و‪ % 2‬خالل العقدين األخيرين‪.‬‬

‫األطلس الكبير‬
‫مجموعة جبيلة أكثر ارتفاعا في المغرب (‪ 4165‬م بتبقال) يمتد على حوالي ‪ 600‬كلم‪،‬‬
‫وهو عبارة عن حاجز جبلي قاسي الطقس وخاصة في األجزاء المطلة على الجنوب‬
‫الشرقي والشرق (حوالي ‪ 250‬ملم في الريش و‪ 220‬بدادس العليا)‪ .‬وأما األجزاء المحيطية‬
‫فتعرف تساقطات مهمة تتراوح بين ‪ 700‬و‪ 800‬ملم‪ ،‬وتزيد الرطوبة عند االرتفاعات التي‬
‫تصل إلى ‪ 2500‬م حيث تنتشر النباتات الطبيعية كالسنديان والمخروطيات والخروب‬
‫والزيتون البري على السفوح الرطبة والسهوب على السفوح الجافة‪ ،‬وأما في االرتفاعات‬
‫‪ 3000-2500‬م فنجد الصقيع والثلج وأشجار العرعار والنباتات الشوكية‪ ،‬وأما فوق ‪3000‬‬
‫م فالصخور عارية من النبات‪ .‬ويعتبر هذا الجبل هو اآلخر خزانا مائيا مهما لوجود‬
‫الطبقات الكلسية به لكن بدرجة أقل من األطلس المتوسط‪ .‬ويوفر واد العبيد إمكانيات مائية‬
‫مهمة تشكل حوالي نصف الموارد المائية باإلضافة إلى واد لخضر وواد تاساوت‪.‬‬
‫وفيما يتعلق باالستغالل الفالحي فيتعلق األمر بنظام زراعي تقليدي ضعيف اإلنتاج بسبب‬
‫قساوة المناخ وضعف إعداد األراضي وإغنائها بالمواد المخصبة‪ .‬غير أن بعض المناطق‬
‫من أ‪.‬ط‪.‬ك‪ .‬بدأت تعرف نظاما زراعيا متطورا لكونه بدأ ينفتح على السوق بعد التطور‬
‫الذي تعرفه زراعة البطاطيس ووالورديات وأشجار الزيتون بأوريكة وغيغاية وانفيس‬
‫بالقرب من مراكش‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى النشاط الزراعي تعرف تربية الماشية التي يغلب عليها األغنام والماعز‬
‫انتشارا كبيرا نظرا لوجود مجاالت رعوية عارية وواسعة أو لوجود أراضي رعوية غابوية‬
‫خاصة منها غابة أركان والبلوط األخضر‪ ،‬وهي التشكيالت التي بدأت تعرف تراجعا كبيرا‬
‫بسبب الرعي الجائر لكن أساسا بسبب االجتثاث والقطع المفرطين من أجل إنتاج الفحم‪.‬‬
‫وكما هو األمر في األطلس المتوسط يعرف أ‪.‬ك نشاطا سياحيا مهما خاصة في مناطق‬
‫أوريكا وأوكيمدن وتوبقال لكن النشاط السياحي ال يزال جنينيا ويحتاج إلى بنية إيوائية حتى‬
‫يكون أكثر استقباال وأكثر مردودية‪.‬‬
‫ويمكن أن نميز داخل أط‪ .‬ك‪ .‬بين أجزائه اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬األطلس الكبير الغربي يحتل الجزء األكبر من أ‪.‬ط‪.‬ك ويمتد من تيزنتيشكا من الشرق إلى‬
‫الجبال المشرفة على سوس من الغرب‪ .‬هذا الجزء يتميز بكونه جبال فريدا في المغرب‬
‫الرتفاعاته الكبيرة ومناخه البارد ونباتاته المتميزة كسرو األطلس‪ .‬تربية الماشية والزراعة‬
‫نشاطان مكمالن لكن في إطار تقليدي‪ .‬اقتصاد فالحي تقليدي‪ :‬مدن قليلة‪ :‬تحناوت‪ ،‬موالي‬
‫إبراهيم‪.‬‬

‫‪ -‬األطلس الكبير األوسط‪ :‬أطلس أزيالل‬


‫تضاريس وعرة‪ ،‬ينقسم قسمان قسم جبلي متوسط ينظر نحو أزيالل وقسم جبلي عال‬
‫ينظر إلى الجنوب المتأثر بالمناخ شبه الصحراوي‪ .‬ويسمى كذلك باألطلس الكبير الكلسي‬
‫لسيادة التكوينات الكلسية‪ .‬به جبال عالية مثل جبل مكون ‪ 4071‬م وأزوقي ‪ 3690‬م وتتراوح‬
‫التساقطات المطرية به بين ‪ 600‬مم بمنطقة أزيالل ‪ 320‬م في المناطق العليا شبه الجافة‬
‫(إملشيل) حيث سيادة النباتات الشوكية والسهوب‪ .‬وتجمع الحياة االقتصادية بين الزراعة‬
‫وتربية الماشية في مجاالت رعوية قصيرة أو في مجاالت طويلة‪ .‬غير أن تنقل الرعاة بدأ‬
‫يتراجع نتيجة الجنوح إلى االستقرار والمنافسة على األراضي الرعوية والضغط عليها‪.‬‬
‫وتتميز ظروف العيش بهذا الجبل بقساوتها وتخلفها نتيجة صغر الملكية إذ تقل معظم‬
‫االستغالليات عن ‪ 5‬هك‪ ،‬ونتيجة تدهور األراضي بسبب االستغالل الكثيف وبسبب االجتثاث‬
‫المستمر للغطاء النباتي الطبيعي‪ .‬وهي الظروف التي نتج عنها احتدام الهجرة الداخلية‬
‫والخارجية‪.‬‬

‫‪ -‬األطلس الكبير الشرقي‬


‫يبتدئ بشكل عام من الخط الذي يربط إملشيل وتنغير في اتجاه الشرق‪ ،‬وهو مجال‬
‫يتميز بسيادة القارية والكثافة السكانية الضعيفة (‪ 25‬ن‪/‬كلم‪ )2‬وتركز الزراعات بالقرب من‬
‫األودية‪ ،‬ويعتمد النشاط الرعوي على التنقل بين المنخفضات والسفوح الجبلية كجبل‬
‫العياشي الذي يستقبل خالل الصيف رعاة آيت حديدو وآيت يافلمان ورعاة ملوية العليا‪ .‬نجد‬
‫بهذا الجزء كتال جبلية ضخمة بالشمال مثل جبل معسكر (‪3277‬م) الذي تسوده الثلوج‪ ،‬كما‬
‫نجد به بحيرات مشهورة في هضبة البحيرات حول إملشيل أهمها إسلي وتيسليت‪ .‬وخالفا‬
‫لألطلس الكبير األوسط نجد بهذا األطلس بعض المدن كالريش التي استفادت من موقعها (‬
‫‪ 20155‬ن ‪ )2004‬الرابط بين ميدلت والراشدية‪.‬‬

‫‪ -‬السهول الداخلية‪ :‬تادلة وحوز مراكش‬


‫* تادلة‬
‫الدير ‪ +‬السهل ‪ +‬واد أم الربيع‪ :‬إمكانيات طبيعية مهمة === استقرار بشري كثيف‬
‫‪ 120‬ن‪ + /‬السقي العصري (‪ 105‬ألف هكتار) منذ ‪= 1931‬‬
‫تعتبر تادلة أول قطاع مسقي بالمغرب به كثافة سكانية مرتفعة تزيد عن ‪ 120‬ن‪/‬كلم‪2‬‬
‫تتركز على امتداد وادي أم الربيع ودير األطلس المتوسط‪ ،‬تنتج ‪ 3/1‬شمندر السكر المغربي‬
‫و‪ % 70‬من القطن‪ ،‬كما أصبحت تضم شبكة حضرية مهمة‪ .‬هذا السهل الذي يمتد بين هضبة‬
‫الفوسفاط واألطلس المتوسط يتميز برطوبة متوسطة تتراوح بين ‪ 350‬و‪ 700‬ملم‪ .‬ولقد ساهم‬
‫السقي العصري الذي يمتد على ضفتي أم الربيع بقطاع بني عمير على الضفة اليمنى منذ‬
‫‪ 1931‬من خالل سد القصبة الزيدانية وبقطاع بني موسى على الصفة اليسرى من خالل سد‬
‫بين الويدان (‪ 1.5‬مليار م‪ ،)3‬ساهم في ظهور مجال فالحي عصري يمتد على حوالي ‪105‬‬
‫أالف هكتار‪ .‬ولعل تطور الحواضر بهذا السهل دليل على دينامية االقتصاد الفالحي‬
‫بالمنطقة‪ .‬وتعتبر الفقيه بن صالح وبني مالل أهم المدن وأكبرها‪ .‬فبني مالل يصل عدد‬
‫سكانها ‪ 165‬الف نسمة الفقيه بن صالح حوالي ‪ 85‬ألف ن‪.‬‬
‫ورغم أهمية االقتصاد الفالحي وما ارتبط به من نشاط صناعي من خالل تحويل القطن‬
‫وتصنيع السكر والعلف وتعليب الحوامض‪ ،‬تعرف تادلة هجرة خارجية قوية في اتجاه إيطاليا‬
‫خاصة من منطقة بني مسكين‪ .‬وتجد هذه الحركة تفسيرها في مجموعة من العوامل أهمها‬
‫التوزيع غير المتكافئ لألراضي الفالحية بحيث إن حوالي ‪ % 42‬من الملكيات تقل مساحتها‬
‫عن هكتارين‪.‬‬

‫* سهل الحوز‬
‫سهل الحوز عبارة عن حوض ردم تتراوح ارتفاعاته بين ‪ 460‬و‪ 600‬م‪ .‬تتخلله من‬
‫الشمال تضاريس جبلية قليلة االرتفاع تتمثل في جبيالت التي تشرف بدورها على منخفض‬
‫البحيرة الضعيف التسرب وعلى هضبة الكنتور وينتهي سهل الحوز شرقا عند السراغنة‬
‫حيث يتراوح االرتفاع بين ‪ 700‬و‪ 800‬م‪.‬‬
‫يتميز السهل بمناخ شبه جاف حيث تتراوح التساقطات به بين ‪ 200‬و‪ 300‬مم‪ .‬وهي‬
‫الظروف المناخية التي جعلت االستغالل الزراعي تغلب عليه زراعة الحبوب المقاللة‪ ،‬مع‬
‫وجود مجاالت مسقية من خالل السقي العصري أو التقليدي بواسطة العيون واآلبار‪ .‬هذه‬
‫الظروف مجتمعة لم تسمح بظهور شبكة حضرية جهوية قوية‪ ،‬وتعتبر مراكش أهم المدن‬
‫بالحوز حيث يتجاوز عدد سكانها ‪ 800‬ألف نسمة‪ ،‬وتطورها يرتبط بما يوفره االقتصاد‬
‫الريفي واالقتصاد السياحي‪.‬‬

‫السهول األطلنتية‪ :‬الشاوية ودكالة‬


‫* الشاوية‬
‫تتميز بتنوع اإلطار الطبيعي فعلى امتداد الساحل نجد مجال الولجة والشاوية السفلى والشاوية‬
‫العليا‪ .‬الولجة هنا عبارة عن شريط ضيق يمتد بمحاذاة الساحل ويعرف سيادة واضحة‬
‫لزراعة البواكر‪ .‬وأما الشاوية السفلى التي هي أراضي ترس والتي تتجاوز فيها المتوسط‬
‫المطري السنوي ‪ 400‬ملم فتعرف سيادة الحبوب وكثافة سكانية مرتفعة قد تتجاوز ‪100‬‬
‫ن‪/‬كلم ‪ 2‬بالقرب من سطات‪.‬‬
‫وأما الشاوية العليا فهي أقل رطوبة وأكثر ارتفاعا وقارية من الشاوية السفلى وتعرف سيادة‬
‫الزراعات الموسمية خاصة منها الحبوب والتي تتم في إطار تقليدي‪.‬‬
‫توجد بالشاوية مجموعة من المدن استمدت ديناميتها من االقتصاد الفالحي المحلي ولكن‬
‫كذلك من قربها من العاصمة االقتصادية الدار البيضاء‪ ،‬أهم هذه المدن برشيد الذي يتميز‬
‫بنشاط صناعي مهم يوظف أكثر من ‪ 8000‬عامل والذي نتج عنه هجرة كثيفة إليها ويشهد‬
‫على ذلك معدل النمو السنوي لسكانها الذي وصل إلى ‪ % 5‬بين ‪ 1994‬و‪ 2004‬حيث انتقل‬
‫عدد السكان بين الفترتين من حوالي ‪ 55‬ألف نسمة إلى حوالي ‪ 90‬ألف ن‪ .‬نجد كذلك مدينة‬
‫سطات التي تعتبر عاصمة للشاوية والتي عرفت هي األخرى نمو ديمغرافيا مهما حيث انتقل‬
‫عدد السكان من ‪ 92000‬نسمة سنة ‪ 1994‬إلى حوالي ‪ 120‬ألف ن حاليا (‪ .)% 2‬وهو النمو‬
‫الذي يرتبط بتطور المدينة عمرانيا وصناعيا وسياحيا وتجاريا ارتباطا بالرأسمال الوطني أو‬
‫األجنبي وخاصة منه األوربي والخليجي‪.‬‬

‫سهل دكالة‬
‫من السهول التي عرفت استقرارا بشريا قديما نتج عنه كثافة سكانية مرتفعة تتراوح بين‬
‫‪ 100‬و‪ 150‬ن‪/‬كيم‪ ،2‬يعتبر واد أم الربيع الحد الطبيعي الفاصل عن الشاوية والذي أنجزت‬
‫عليه مجموعة من السدود (انظر الخريطة)‪ .‬يتميز بوجود مناطق غنية كالولجة التي هي‬
‫امتداد لولجة الشاوية والتي تمتد من الجديدة إلى الدار البيضاء‪ .‬تنتج هذه الولجة كذلك البواكر‬
‫إما في استغالليات عارية أو في البيوت البالستيكية التي تنتج حوالي ‪ % 10‬من الطماطم‬
‫المغربية‪ .‬كما تعرف تكامال واضحا بين األنشطة االقتصادية حيث نجد إلى جانب الفالحة‬
‫الصيد والسياحة وحقول المحار‪.‬‬
‫وجنوب الولجة يوجد قطاع فالحي آخر وهو قطاع دكالة الوسطى الذي يعرف انتشارا‬
‫كبيرا لزراعة الحبوب وتربية الماشية‪ .‬وأما القطاع الثالث فهو قطاع دكالة المسقية من خالل‬
‫السدود المبنية على واد أم الربيع‪ .‬وقد جعل السقي العصري الذي يمتد على حوالي ‪65000‬‬
‫هكتار‪ ،‬جعل من دكالة القطاع العصري الرابع في المغرب‪ ،‬فهو ينتج ‪ % 32‬من اإلنتاج‬
‫الوطني للسكر و‪ % 85‬من الصوجا لكن الحبوب ال تزال تحتل مكانة مهمة في المجال‬
‫المسقي لدكالة‪.‬‬
‫وتكمن أهمية دكالة بشكل عام ليس فقط في قطاعها الفالحي وإنما كذلك في المنشآت‬
‫الصناعية التي بوجد بساحلها‪ .‬فجنوب الجديدة المنطقة الصناعية للجرف األصفر الذي هو‬
‫عبارة عن ميناء يشتمل على حوض مائي تصل مساحته إلى ‪ 200‬هكتار (الدار البيضاء ‪80‬‬
‫هك)‪ ،‬وقادر على استقبال بواخر تصل حمولتها ‪ 100‬ألف طن‪ .‬وبه كذلك مركب لتحويل‬
‫الفوسفاط إلى معدن الفوسفور المصدر كلية إلى الخارج‪ ،‬باإلضافة إلى توفره على محطة‬
‫حرارية ومحالت لصنع السفن وإصالحها وميناء صيد صغير‪.‬‬
‫أهم المدن بدكالة نجد الجديدة التي ارتفع عدد سكانها من ‪ 119‬ألف ن ‪ 994‬إلى ‪144‬‬
‫ألف ن ‪( 2004‬معدل نمو ‪ )% 2‬وآزمور وسيدي بنور (‪ 40‬ألف ن) الذي يعتبر المركز‬
‫التقني واإلداري لقطاع دكالة المسقي‪ ،‬وتعتبر المدينة من أكبر أسواق الجملة على المستوى‬
‫الوطني‪ .‬باإلضافة إلى مدن أخرى كأزمور بالقرب من الجديدة والبير جديد وخميس‬
‫الزمامرة‪.‬‬

‫الهضاب األطلنتية من واد أبي رقراق إلى جبيالت‪:‬‬


‫‪ -‬الهضبة الوسطى‪:‬‬
‫تتميز هذه الوحدة بظهور صخور الزمن األول (الكرانيت) وبتباين ارتفاعاتها بين ‪400‬‬
‫م بالر ّماني و‪ 1000‬إلى ‪ 1600‬م بهضاب المنت ووالماس والثلث‪ .‬وتقطع الهضبة مجموعة‬
‫من األودية منها واد أبي رقراق وروافده وواد الشراط والمالح‪ .‬وكانت الهضبة الوسطى إلى‬
‫عهد قريب خاصة بمنطقة زعير وزيان والهضاب المرتفعة مجاال غابويا حقيقيا لكنه تعرض‬
‫للتدهور نتيجة االجتثات الحرق والرعي‪ .‬غير أن بعض المناطق مثل زايان ال تزال تحتفظ‬
‫بنمط العيش الرعوي نظرا لتوفرها على مؤهالت طبيعية متنوعة منها أهمية الرطوبة وتنوع‬
‫الغطاء النباتي والتنوع التضاريسي‪ .‬وقد ساهم المستعمر من خالل االقتصاد الزراعي‬
‫الرأسمالي الذي أنشأه على األراضي المنبسطة المجاورة للهضبة كما هو األمر في األراضي‬
‫بين الرباط ومكناس من الحد من العمليات االنتجاعية للرعاة من زمور وزايان ولم يعد يتعلق‬
‫األمر إال بالتنقل عبر مجاالت صغيرة‪.‬‬
‫على المستوى البشري لم تسمح الظروف المحلية القاسية واالقتصاد الرعوي من ظهور‬
‫شبكة حضرية جهوية‪ .‬فالمدن المهمة توجد على تخوم الهضبة الوسطى وهي الخميسات‬
‫وتيفلت‪ .‬فالخميسات عرفت نموا مطردا حيث انتقل عدد سكانها من ‪ 59‬ألف ن سنة ‪1981‬‬
‫إلى ‪ 89‬ألف ن ‪ 1994‬وإلى ‪ 105‬ألف ن ‪ .2004‬وأما تيفلت فانتقل عدد سكانها من حوالي‬
‫‪ 29700‬ن سنة ‪ 1982‬إلى ‪ 50‬ألف ن سنة ‪ 1994‬وإلى حوالي ‪ 70‬ألف ن سنة ‪.2004‬‬
‫ويجد هذا النمو الحضري في موقع المدينتين على طريق وطني مهم يربط بين الشرق‬
‫والغرب وكذلك في تنوع األنشطة االقتصادية بهما‪ .‬وأما المدن األخرى كولماس والمعازيز‬
‫(الخميسات) والرماني والزحيليكة وسيدي يحيى زعير فهي عبارة عن مراكز ذات إشعاع‬
‫جهوي ضعيف‪.‬‬

‫‪ -‬هضبة الفوسفاط‬

‫تسمى كذلك هضبة ورديغة وهي عبارة عن تكوينات كلسية تعود إلى الزمن الثالث‪ ،‬تتميز‬
‫بمشهدها الجغرافي الهضبي الرتيب وبقلة التساقطات المطرية التي تتراوح بين ‪ 200‬و‪500‬‬
‫مم‪/‬السنة‪ ،‬وبنفاذية األراضي‪ .‬وهي نفسها الخصائص التي نجدها بهضبة الكنتطور في‬
‫الجنوب‪ .‬وكلها عوامل جعلت الهضبة تتميز بكثافتها السكانية الضعيفة‪ .‬وما يميز هذه الهضبة‬
‫كما يدل على ذلك اسمها وجود ثروة فوسفاطية كبيرة تحت األرض‪ .‬فالمنطقة تنتج سنويا‬
‫أكثر من ‪ 15‬مليون طن من الفوسفاط الذي يصدر منه حوالي نصف اإلنتاج بعد غسله أو‬
‫غربلته وتجفيفه‪ .‬وهي العملية التي نتج عنها ركامات ضخمة من بقايا الفوسفاط‪.‬‬
‫وقد ساهم استخراج الفوفسفاط (الذهب األبيض) في تطور الظاهرة الحضرية التي تتمثل في‬
‫مجموعة من المدن هي واد زم وأبي الجعد وخريبكة‪ .‬فهذه األخيرة التي لم يكن عدد سكانها‬
‫‪ 8000‬نسمة خالل الثالثينات من القرن الماضي ارتفعت ساكنتها إلى ‪ 152‬ألف ن سنة‬
‫‪ 1994‬وإلى ‪ 167‬ألف ن سنة ‪ .2004‬لكن المدينة في الحقيقة لم تستفد كثيرا من عائدات‬
‫هذه الثروة ويمكن مالحظة ذلك من خالل ضعف البنية التحتية للمدينة وضعف تنوع مصادر‬
‫الشغل‪ ،‬وتعتبر الهجرة إلى الخارج منذ السبعينات والثمانينات مؤشرا قويا لعجز المدينة عن‬
‫توفير الشغل للفئات الشابة‪ .‬ونفس الظاهرة تعيشها أرياف خريبكة التي عرفت معدالت نمو‬
‫سلبي لسكانها تراوحت بين ‪ 0.9‬و‪ % 6-‬سنويا بين ‪ 1994‬و‪.2004‬‬

‫‪ -‬هضبة الرحامنة‬
‫تتميز هذه الهضبة بظروف اقتصادية صعبة نتيجة قساوة المناخ بحيث ال تستقبل سنويا‬
‫إال ‪ 300‬مم ونتيجة ضعف التربة ارتباطا بسيادة صخور صلبة تتكون عادة من الكوارتزيت‬
‫الصلب‪ .‬ولهذه االعتبارات فالنشاط الفالحي يعتمد على نظام زراعي هش ورعي واسع‪ ،‬مما‬
‫جعل المنطقة تفتقر لشبكة حضرية قوية‪ .‬وفي هذا الصدد تعتبر صخور الرحامنة مركزا‬
‫صغيرا ال يتجاوز عدد سكانه ‪ 4500‬نسمة وهو عبارة عن نقطة عبور تربط مراكش بالدار‬
‫البيضاء‪.‬‬
‫‪ -‬محور عبدة ‪ -‬الشياظمة ‪ -‬حاحا‬
‫تعتبر عبدة امتدادا لسهل دكالة‪ ،‬لكن االقتصاد الفالحي الذي تعتبر الحبوب أهم مقوماته‬
‫يتأثر بضعف التساقطات وعدم انتظامها‪ ،‬إذ ال يتجاوز متوسط التساقطات المطرية السنوية‬
‫‪ 400‬مم‪ .‬وتعتبر مدينة آسفي عاصمة عبدة وهي مدينة كانت قبل سنين قليلة أول ميناء‬
‫للسردين في العالم من حيث الحمولة التي يستقبلها‪ ،‬لكن نزوح سمكها إلى الجنوب سبب في‬
‫تراجع الصيد وإقفال معظم المعامل‪ .‬وقد ساهم الثلوث الصناعي في هذا التراجع نتيجة‬
‫المعامل الموجودة جنوب المدينة والتي تعالج فوسفاط اليوسفية من أجل إنتاج الحامض‬
‫الفوسفوري ومواد كيماوية أخرى‪.‬‬
‫وأما الشياظمة فمعظم أراضيها غير خصبة ومواردها المائية ضعيفة مقارنة بعبدة‪ ،‬كما‬
‫أن أراضيه المستغلة فالحيا هي عبارة عن بقع متناثرة تمارس بها زراعة الحبوب في إطار‬
‫معيشي‪ ،‬وتعتبر جنوب أرياف الشياظمة بداية النتشار شجرة األركان التي تساهم في تنمية‬
‫الدخل األسري لسكان األرياف‪ .‬اعتماد أرياف الشياظمة على الفالحة المعيشية لم يمكن من‬
‫تطوير شبكة حضرية قوية إذ تعتبر الصويرة (‪ 70‬ألف ن) في هذا الصدد مدينة معزولة‬
‫تعتمد أساسا على السياحة الداخلية والخارجية خاصة خالل السنوات األخيرة‪.‬‬
‫وأما حاحا فيغلب عليها الطابع الجبلي وهي منطقة معزولة تفتقر بشكل حاد إلى الطرق‪.‬‬
‫كما أن فالحتها معيشية بامتياز تغلب عليها زراعة الشعير وإنتاج أركان‪ ،‬ولعل تخلف‬
‫اقتصادها الريفي هو الذي يفسر ضعف الظاهرة الحضرية التي تقتصر على مراكز صغير‬
‫مثل تمنار (‪ 10‬آالف ن)‪.‬‬

‫‪ -‬األطلس الصغير‬
‫عبارة عن كتلة قديمة تمتد من ساحل المحيط األطلنتي غربا إلى حدود منطقة تافياللت‬
‫شرقا وتنتشر فيها صخور متنوعة مثل الكوارتويت والبازلت والكرانيت والحجر الرملي‪.‬‬
‫ويتعدى علو جبال األطلس الصغير ‪ 2500‬متر حيث يصل في جبل صاغرو إلى ‪2710‬‬
‫متر‪.‬وتحد األطلس الصغير من جهة الجنوب األعراف األبالشية لجبلي باني والواركزيز‬
‫ويتصل بسلسلة األطلس الكبير بواسطة جبل سيروا المكون من طفوحات بركانية كما ينتهي‬
‫من جهة سفوحه الشمالية بمنخفضين متسعين تراكمت فيهما اإلرسابات وهما منخفض سهل‬
‫سوس ومنخفض دادس‪.‬‬
‫‪ -‬حوض سوس‬
‫يقع حوض سوس بين خطي عرض ‪ 30‬و ‪ 31‬درجة شماال وخطي طول ‪ 7.5‬و ‪10‬‬
‫درجة غربا‪ ،‬تشرف عليه جبال األطلس الكبير الغربي من الشمال وجبال األطلس الصغير‬
‫من الجنوب‪ .‬وبين هاتين السلسلتين الجبليتين يقع مجال سهلي منفتح بشكل متسع على المحيط‬
‫األطلنتي يسمى بسهل سوس‪ ،‬وهو آخر السهول األطلنتية المغربية جنوبا‪ .‬وأما مناخ الحوض‬
‫فيتميز عموما بكونه شبه جاف‪ .‬وفي هذا السياق يمكن التمييز داخل سهل سوس بين سهل‬
‫سوس األعلى (من خانق أولوز شرقا إلى تارودانت غربا)‪ ،‬وسهل سوس األوسط (غرب‬
‫مدينة تارودانت إلى واد ايسن غربا)‪ ،‬وسهل سوس األسفل‪ :‬من أوالد تايمة إلى مصب واد‬
‫سوس بالمحيط األطلنتي)‪.‬‬
‫تعتبر مياه الفرشة الباطنية الركيزة األساس لالقتصاد الفالحي للمنطقة‪ ،‬اذ تشكل حوالي‬
‫‪ % 85‬من مجموع المياه المستعملة في الفالحة‪ .‬غير أن الضغط الممارس من قبل الفالحة‬
‫العصرية أدى إلى هبوطها بشكل مهول مما قد يؤدي إلى استنزافها وإلى تدهور ظروف‬
‫العيش في المنطقة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى الفالحة التي تعتبر المحرك األساس لالقتصاد بسوس‪ ،‬توجد قطاعات‬
‫اقتصادية ال تخلو من أهمية‪ ،‬خاصة منها الصيد البحري‪ ،‬وقطاع البناء‪ ،‬والسياحة‪،‬‬
‫واالقتصاد الغابي (شجرة األرگان)‪.‬‬
‫‪ -‬الحمادات‬
‫تنتشر الحمادات فوق مساحة شاسعة في الصحراء المغربية‪ .‬وهي عبارة عن هضاب‬
‫صحراوية ذات ارتفاعات متوسطة وتتكون في معظمها من اإلرسابات الكلسية للزمنين‬
‫الثاني والثالث ويعلو سطحها أحيانا الحصى والحجارة نتيجة عوامل التعرية التي أدت إلى‬
‫تفكك الجزء األعلى من طبقاتها الصخرية‪ .‬وهي تشرف على السهول والمنخفضات‬
‫المجاورة لها بواسطة حافات قوية االنحدار من أهم الحمادات درعة والگعدة وگير وكمكم‪.‬‬
‫‪ -‬التضاريس الصحراوية‬
‫تتميز هذه التضاريس باالنبساط وقلة االرتفاع‪,‬وتشمل السهول والمنخفضات واألحواض‬
‫الصحراوية‪ .‬ومن أهم السهول في الصحراء المغربية سهل الركيبات الذي يشغل مساحة‬
‫شاسعة وهو عبارة عن سهل تحاتي تكون خالل فترة ما قبل الكمبري من صخور متحولة‬
‫صلبة ومن الگرانيت‪ .‬وال يتجاوز ارتفاعه في الغالب ‪ 200‬متر وتوجد في جهاته الشمالية‬
‫والشمالية الشرقية نتوءات من الگرانيت وأعراف كوارتزية‪.‬‬

You might also like