You are on page 1of 117

‫وزارة الت ـ ـ ـعليـم العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـال ـ ـ ـ ـي والبح ـ ـ ــث العل ـ ـ ـم ـ ـ ـي‬

‫ج ـ ـ ـ ـام ـ ـعة عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبد الرح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـمان ميـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرة بج ـ ــاية‬

‫ك ــلي ـ ـة الح ــق ـ ــوق والعل ــوم السياسـيـة‬


‫قسم القانون الخاص‬

‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال(‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ‬

‫ﻣﻘدﻣﺔ ﻣن طرف اﻷﺳﺗﺎذ‪ :‬ط ﺎش ﻋزاﻟدﯾن‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ ‪2015/2014‬‬


‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣﻘدﻣــــــــﺔ‬
‫ّ‬
‫ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟرم واﻟﻌﻘﺎب ﻗﺳﻣﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﺟﻣﻊ ﻓﯾﻬﻣﺎ أﻫم اﻟﺟراﺋم وﻣﺧﺗﻠﻒ‬
‫اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﻘﺳم اﻷول ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﺿد اﻟﺷﺊ اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺣﺻر ﻓ ﻪ ﺟراﺋم أﻣن اﻟدوﻟﺔ واﻟﺗﺟﻣﻬر وﺟراﺋم‬
‫ﺿد اﻟدﺳﺗور وﺿد اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ و ذا ﺟراﺋم ﺿد اﻟﻧظﺎم واﻷﻣن اﻟﻌﻣوﻣﯾﯾن وﺟراﺋم اﻟﺗزو ر‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻘﺳم اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺗﺣت ﻋﻧوان اﻟﺟراﺋم ﺿد اﻷﻓراد‪ ،‬ﺗﻧﺎول ﻓ ﻪ ﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﺿد اﻷﺷﺧﺎص وﺗﻠك اﻟواﻗﻌﺔ ﺿد اﻷﻣوال ‪.‬‬
‫ﺗﺗﻣﯾز ﻪ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬و ﺛرة وﻗوﻋﻬﺎ‬ ‫وﺳ ﺄﺧذ ﻫذا اﻟﻘﺳم اﻟﻘﺳط اﻷوﻓر ﻣن دراﺳﺗﻧﺎ ﻧظ ار ﻟﻠﺗﻌﻘﯾد اﻟذ‬
‫ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧر و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﻧﺗﻧﺎول أﻫﻣﻬﺎ ﺎﻟﺗﻔﺻﯾﻞ وﻧﺗرك اﻟ ﻌض اﻷﺧر ﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟطﺎﻟب‪.‬‬

‫اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص‬

‫اﻟﻔﺻﻞ اﻷول‪ :‬ﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ‬

‫ﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ ﺗﺗﺿﻣن أﺳﺎﺳﺎ اﻟﻘﺗﻞ واﻟﺿرب واﻟﺟرح وأﻋﻣﺎل اﻟﺗﻌد اﻷﺧر ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻗد ﺗﻛون ﻣﻘﺻودة أو‬
‫ﻏﯾر ﻣﻘﺻودة وﻟﻬذا ﺳﻧﻘﺳم ﻫذا اﻟﻔﺻﻞ اﻟﻰ ﺛﻼث ﻣ ﺎﺣث ﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻷول اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد وﻓﻲ اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟﺿرب واﻟﺟرح‬
‫اﻟﻌﻣد وأﻋﻣﺎل اﻟﺗﻌد اﻷﺧر وﻓﻲ اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻟث أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻣﻘﺻودة‪.‬‬

‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‬


‫اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ‬ ‫ﻣن أﺧطر اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ﻧظ ار ﻟوﺟود ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﻟد‬ ‫ﻌﺗﺑر اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‬
‫واﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻧﻪ وﻫو اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ ﺣ ﺎة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧر ‪.‬‬
‫ﻔﻌﻞ إﻧﺳﺎن آﺧر)‪.(‬‬ ‫ﻌرف اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ﻟد اﻟﻔﻘﻪ ﺄﻧﻪ إزﻫﺎق روح إﻧﺳﺎن ﻋﻣدا ﻐﯾر ﺣ‬
‫ﻣﺎ أن اﻟﺗﺷرﻌﺎت ﺗﻛﺎد ﺗﺗﻔ ﻋﻠﻰ ﺗﻌرﻒ واﺣد ﺣﯾث ﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ ‬ق ع ) ﻫو إزﻫﺎق روح إﻧﺳﺎن ﻋﻣدا(‪.‬‬
‫ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﻒ ﻣ ن إﺳﺗﻧﺗﺎج ﻋﻧﺎﺻر ﺛﻼﺛﺔ ﻣ وﻧﺔ ﻷر ﺎن اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد وﻫﻲ‪:‬‬
‫‪ _‬وﺟود إﻧﺳﺎن أزﻫﻘت روﺣﻪ‬
‫‪ _‬وﻗوع ﻓﻌﻞ ﻋﻣد ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻣوت أﻧﺳﺎن آﺧر‬
‫)‪(‬‬
‫‪ _‬وﺟود ﻧ ﺔ إﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ وﻫﻲ اﻟﻘﺗﻞ‬
‫ــــــ‬
‫)‪ -(‬ﺟﻧد ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس‪ ،‬اﻟط ﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﺟﻣ ﻊ‪،‬ﺑﯾروت‪ ،‬د س ن‪ ،‬ص‪.683‬‬
‫)‪ -(‬وﻫﻲ ﻧﻔس اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ اﺳﺗظﻬرﻫﺎ ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،//‬ﻧﺑﯾﻞ ﺻﻘر‪ ،‬اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻣﺣ ﻣﺔ‬
‫اﻟﺟﻧﺎ ﺎت اﻷﺳﺋﻠﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻬد ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ، ،‬ص ‪.‬‬
‫ﺳ طﺎ ﺎن أو ﻣﺷددا أو ذو وﺻﻒ ﺧﺎص‪.‬‬ ‫ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻣﺷﺗر ﺔ ﻓﻲ ﻞ أﺷ ﺎل اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‬
‫‪1‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫وﻟذﻟك ﺳﻧﻘﺳم ﻫذا اﻟﻣ ﺣث اﻟﻰ ﻣطﻠب أول ﻧﺗﻧﺎول ﻓ ﻪ أر ﺎن اﻟﻘﺗﻞ وﻓﻲ ﻣطﻠب ﺛﺎﻧﻲ ظروف اﻟﺗﺷدﯾد وﻓﻲ ﻣطﻠب ﺛﺎﻟث‬
‫ﺻور ﻟﻠﻘﺗﻞ ﺑﺗﻛﯾ ﻔﺎت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول ‪ :‬أر ﺎن اﻟﻘﺗﻞ‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫ﻟﻠﻘﺗﻞ ﺳﺗوﺟب ﺗوﻓر ﻋﻧﺎﺻرﻩ أ ﺿﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ﺟود ﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻫو إﻧﺳﺎن ﺣﻲ زﻫﻘت‬ ‫وﻟﺗﻛو ن اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫روﺣﻪ‪ٕ ،‬واﺗ ﺎن ﻓﻌﻞ إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﺣداث اﻟوﻓﺎة‪ ،‬وﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾن ﻫذا اﻟﺳﻠوك واﻟوﻓﺎة‪.‬‬
‫‪ _1‬إزﻫﺎق روح إﻧﺳﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣ ﺎة‪:‬‬
‫اﻟﻘﺗﻞ ﻫو إﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺣ ﺎة ﻓوﺟود إﻧﺳﺎن ﺣﻲ ﻫو ﺷر ﻣﺳﺑ وﻣﻔﺗرض‪.‬‬
‫‪ -‬ﺣ اﻟﺣ ﺎة ﻗ ﻣﺗﻬﺎ واﺣدة ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻧوع اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ أو ﺟﻧﺳﻪ أو ﺳﻧﻪ أو ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺻﺣ ﺔ أو‬
‫ﻣر زﻩ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﺗﻰ ﺎن اﻟﻐرض ﻫو اﻧﺗزاع اﻟﺣ ﺎة ﻣن ﺎﺋن ﺷر ﻣوﻟود ﻣن إﻣرأة ﻌﺗﺑر ﻗﺗﻞ)‪.(1‬‬
‫_ ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﺣ اﻟﺣ ﺎة ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون إﻻ إذا وﻟد ﺣ ﺎ) اﻟﻣﺎدة ‪ 25‬ق م (‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻹﻋﺗداء اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ‬
‫إﻟﻰ إﻋدام ﺣ ﺎة‬ ‫ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ رﻏم أﻧﻪ ﯾؤد‬ ‫ون اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬ ‫اﻟﻰ وﻓﺎﺗﻪ ﻟن‬ ‫ﯾؤد‬ ‫اﻟﺟﻧﯾن داﺧﻞ طن أﻣﻪ واﻟذ‬
‫ﺷرﺔ أ ﺿﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻘﻊ ﺗﺣت ﺗﻛﯾﯾﻒ ﺧﺎص ﻫو ﺟرﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 304‬ق ع‪ ،‬إﻻ أن ﻫذﻩ‬
‫ﺳﺗوﺟب اﻟﺗﻔﺻﯾﻞ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻛن أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ‬ ‫اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ وﻣﻊ ﺗطور اﻟﻌﻠم اﻟﺣدﯾث واﻟطب أﺻ ﺢ ﻣن اﻟواﺟب ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﺷ ﻞ دﻗﯾ‬
‫ﺗظﻬر أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد وﻟذﻟك ﺳﻧﻌود إﻟﯾﻬﺎ ﻓ ﻣﺎ ﻌد‪.‬‬
‫إذا ﺎن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ طﻔﻞ ﺣدﯾث اﻟﻌﻬد ﺎﻟوﻻدة ﺳﺗﺧﺿﻊ اﻟﺟرﻣﺔ ﻟﺗﻛﯾﯾﻒ ﺧﺎص ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪259‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻘﺗﻞ‬
‫اﻷطﻔﺎل‪.‬‬
‫ﻗد ﻘﻊ ﻓﻌﻞ اﻟﻘﺗﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﺳﺎن ﺎن ﻗد ﻣﺎت دون ﻋﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن طﻠ اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﯾت ﻗﺻد ﻗﺗﻠﻪ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ‬
‫أر اﻟﻔﻘ ﻪ ‪ Garraud‬ﻻ ﻌد ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻗﺎﺗﻼ وﻻ ﺷﺎرﻋﺎ ﻓ ﻪ إﺳﺗﻧﺎدا اﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻣﺎﻩ ﺎﻹﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ‬
‫ﻧظ ار ﻟﺗﺧﻠﻒ ﻋﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ ﻣن اﻟﻌﺎﺻر اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ وﻫو وﺟود إﻧﺳﺎن ﺣﻲ ﻟﺣظﺔ اﻟﺟرﻣﺔ)‪.(2‬‬
‫ﯾرﻓض اﻟﻌﻘﺎب‬ ‫اﻟﻔﻘﻪ اﻷﺧر ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﺗﺟرم اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻹﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣوﺿوﻋﻲ اﻟذ‬ ‫ﻟد‬ ‫و ﺧﺗﻠﻒ اﻟ أر‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ ﻷﻧﻪ ﻻ ﻣ ن اﻟﺑدء ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ أﺻﻼ‪ ،‬واﻟﻧ ﺔ وﺣدﻫﺎ ﻻﺗﻛﻔﻲ ﻟﺗﻛو ن اﻟﺷروع‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﯾن ﻌﺗﺑر أﺻﺣﺎب اﻟﻧظرﺔ اﻟﺷﺧﺻ ﺔ أن ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ ﻫو ﺷروﻋﺎ ﻓﻲ ﻗﺗﻞ ﺧﺎب أﺛرﻩ ﻟﺳﺑب ﺧﺎرج ﻋن إرادة اﻟﻔﺎﻋﻞ‪.‬‬
‫ﻔرق ﺑﯾن اﻹﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺳﺑ ﺔ واﻟﻣطﻠﻘﺔ ‪ ،‬ﻓﺈن ﻓﻌﻞ اﻟﻘﺗﻞ ﻋﻠﻰ إﻧﺳﺎن ﻣﯾت ﻟدﯾﻬم ﻌﺗﺑر ﻣظﻬر ﻣن‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻣوﻗﻒ اﻟذ‬
‫ﻣظﺎﻫر اﻹﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ واﻟﻣﺗﻌﻠ ﺑﺟﺳم اﻟﺟرﻣﺔ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد ﺣدث أن أﺣﺎﻟت ﻏرﻓﺔ إﺗﻬﺎم ﻓﻲ‬
‫ـــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺟﻧد ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.684‬‬
‫)‪ -(2‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.684‬‬
‫ﺎرس ﺷﺧﺻﺎ ﺑﺗﻬﻣﺔ اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻗﺗﻞ وﻗﻊ ﻋﻠﻰ إﻧﺳﺎن ﺎن ﻗد ﺗوﻓﻲ)‪ ،(1‬ﻣﺎ ﺳﺎﻧدت ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﻣﺛﻞ ﻫذا‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬إﻻ أن ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ ﻣﺄﺧوذا ﻋﻠ ﻪ ﺑﺈﻋﺗ ﺎرﻩ ﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻧ ﺔ اﻹﺟراﻣ ﺔ ﺻﻔﺔ‬ ‫اﻟﻣوﻗﻒ ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻬﺎ ﺳﻧﺔ ‪1986‬‬

‫‪2‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻋﻧﺻر ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺎد ﺔ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك ﺗﺟوز اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻣﺎدة ‪ 153‬ق ع‬ ‫ﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻠﺗﺟرم‪ ،‬ﻓﻲ ﻏ ﺎب أ‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣرﻣﺔ اﻟﻣوﺗﻰ)‪.(3‬‬
‫ون اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻣن اﻟﻐﯾر‪ ،‬ﻓﺈذا وﻗﻊ ﻓﻌﻞ اﻟﻘﺗﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔس ﺳ ﻌﺗﺑر إﻧﺗﺣﺎ ار و ﻫو‬ ‫ﺳﺗوﺟب ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ أن‬
‫ﻓﻌﻞ ﻏﯾر ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﻊ اﻟﺟزاﺋر وﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ‪ ،‬ﻷن ﻣﺑدأ ﺷﺧﺻ ﺔ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻻ ﯾﺟﯾز أن‬
‫ﺗﺗﺣﻣﻞ ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟﻣﻧﺗﺣر آﺛﺎر إﻧﺗﺣﺎرﻩ‪.‬‬
‫وﻣن اﻷﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗ ﺔ ﻋن ﻋدم ﺗﺟرم ﻓﻌﻞ اﻹﻧﺗﺣﺎر أﻧﻪ ﻻ ﻋﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺷروع ﻓ ﻪ أ ﺿﺎ ) وﻣﻊ ذاﻟك ﻓﺈرﺗﻛﺎب ﺟرح أو‬
‫إﺣداث ﻋﺎﻫﺔ ﻗد ﻘﻊ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻗﺎﻧون ﺧﺎص ﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺳ ر (‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﻌﺎﻗب اﻟﺷرك ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺣﺎر ‪ ،‬إﻻ أن ﻫذﻩ‬
‫ﺑﯾﻧﻬﺎ و ﯾن اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺣﺎر‪ ،‬ﻓﻣﺎدام أن رﺿﺎ‬ ‫اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣﺗﺎج اﻟﻰ ﻧوع ﻣن اﻟدﻗﺔ ﺳﺗوﺟب ﺗوﺿ ﺣﻬﺎ ﻟﻠﺗﻔر‬
‫اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻟ س ﺳﺑ ﺎ ﻟﻺ ﺎﺣﺔ ﻓﻣن ﻘدم ﻣﺳﺎﻋدة آﻧ ﺔ وﻣ ﺎﺷرة ﻟﻼﻧﺗﺣﺎر ﺳ ﻘﻊ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 273‬ق ع‪،‬ﻓﻘد‬
‫ﻗﺿﻲ أن اﻟﺷﺧﺻﺎن اﻟّﻠذان ﯾﺗﻔﻘﺎن ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺣﺎر اﻟﻣﺗ ﺎدل ﺄن طﻠ أﺣدﻫﻣﺎ اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ زﻣﯾﻠﻪ ﺛم ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻪ ﻓﺈن رﺿﺎ‬
‫اﻟذ ﺗوﻓﻲ ﻻ ﻌﻔﻲ ﻣن ﻗ ﺎم ﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟ ﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣ ﺎة ﻋن ﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ‪ ،‬ﻣﺎ ﻗﺿﻲ أ ﺿﺎ ﺑﺈﺳﻧﺎد اﻟﻘﺗﻞ‬
‫اﻟﻐرق ﻓ ﻘوم اﻟزوج ﺑﺈﻏراق زوﺟﺗﻪ ﺛم ﯾﺗراﺟﻊ ﻋن إﻏ ارق‬ ‫اﻟﻌﻣد ﻟﻠزوج اﻟذ اﺗﻔ ﻣﻊ زوﺟﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺣﺎر ﻋن طر‬
‫ﻧﻔﺳﻪ)‪.(4‬‬
‫ﻣﺎ ﻗد ﯾﺗﻌرض ﻟﻠﻌﻘو ﺔ ﻣن ﺎن ﺣﺎﺿ ار وﻟم ﯾﺗدﺧﻞ ﻟﻣﻧﻊ اﻹﻧﺗﺣﺎر إﺳﺗﻧﺎدا اﻟﻰ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 182‬ق ع‪ ،‬ﻫذا ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﻰ اﻟﺗﺣرض ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺗﺣﺎر ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺎن ﻋن طر اﻟدﻋﺎ ﺔ واﻹﺷﻬﺎر وﻫﻲ ﺻورة ﻟﺗﻌرض اﻷﺷﺧﺎص ﻟﻠﺧطر‪.‬‬

‫‪ -2‬وﻗوع ﻓﻌﻞ إﯾﺟﺎﺑﻲ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ اﻟﻘﺗﻞ‪:‬‬


‫ون ﻓﻌﻼ إﯾﺟﺎﺑ ﺎ وﻻ ﻋﺑرة ﻌد ذﻟك‬ ‫ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺟب أن‬ ‫وﻫو ﺷر آﺧر ﻟﺗﻛو ن ﻋﻧﺎﺻر اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫طرﻘﺔ ﺎﻧت‪ ،‬وﻏﺎﻟ ﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم اﻟﻘﺗﻞ‬ ‫ون اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻗد أﺗﻰ ﻋﻣﻼ ﺣدث اﻟﻣوت ﺄ‬ ‫ﻔﻲ أن‬ ‫ﺎﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ‪ ،‬ﺑﻞ‬
‫ﺄﺳﻠﺣﺔ ﻧﺎرﺔ وﻣواد ﺣﺎدة وﻗﺎطﻌﺔ أو ﺛﻘﯾﻠﺔ أو ﻣﺗﻔﺟرة و ذا ﻋن طر اﻹﻏراق او اﻟﺧﻧ ‪ ، ...‬ﺗﺳﺗﺛﻧﻰ وﺳﯾﻠﺔ واﺣدة ﻓﻘط‬
‫)‪(5‬‬
‫‪.‬‬ ‫وﻫﻲ إﻋطﺎء ﻣواد ﺳﺎﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﻛﯾﯾﻒ ﺧﺎص ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺟرﻣﺔ اﻟﺗﺳﻣ م‬
‫ــــــ‬
‫‪(1)-Levasseur George, Homicide, encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et procédures‬‬
‫‪pénales,tome 4,Paris,2003,p 02.‬‬
‫ظﻧﻪ أﻧﻪ ﻟم ﻣت إذ ﻗﺻد إﻧﻬﺎء‬
‫)‪-(2‬وذﻟك ﻓﻲ ﻗﺿ ﺔ ﺷﺧص ﻗﺗﻞ ﻣن طرف ﺷﺧص آﺧر ﻘطﻌﺔ ﺣدﯾد ﺔ وﻓﻲ اﻟﯾوم اﻟﻣواﻟﻲ اﻋﺗد ﻋﻠ ﻪ آﺧر ﺣﯾث ّ‬
‫ﺣ ﺎﺗﻪ ﻋن طر ﻋدة ﺿرﺎت ﺑواﺳطﺔ ﻗﺎرورات‪ .‬راﺟﻊ‪:‬‬
‫‪éme‬‬
‫‪Pradel jean Danti-juan Michel, droit pénal spécial,2 édition, Edition Cujas, Paris, 2001, p 32.‬‬
‫‪(3)-Rassat Michèle laure, droit pénal spécial, 3ème édition, Dalloz, Paris, 2001, p 234.‬‬
‫‪(4)-Levasseur George, Homicide, op-cit, p 1.‬‬
‫‪(5)- Ibid, p2.‬‬

‫ون ﻗد أﻋد اﻟوﺳﯾﻠﺔ وﻫ ﺄ ﻟﻪ‪ ،‬ﻣن ﺣﻔر‬ ‫ﻔﻲ أن‬ ‫ﺑﯾد اﻟﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬ﺑﻞ‬ ‫ﻻ ﺷﺗر أن ﯾﺗم اﻟﻘﺗﻞ ﺻﻔﺔ ﻣ ﺎﺷرة أ‬
‫ﺣﻔرة ﻵﺧر ‪ ،‬أو ﻣن ﯾﻠﻘﻰ ﺂﺧر ﻓﻲ اﻟ ﺣر ﻘﺻد إﻏراﻗﻪ)‪.(1‬‬

‫‪3‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻛﻼم واﻟﺗﻌذﯾب اﻟﻧﻔﺳﻲ ﺎﺳﺗﺧدام‬ ‫ﻟﻣﺎ ﺎن اﻟﻘﺗﻞ ﯾﺗطﻠب ﺳﻠوك إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻓﺈن اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺧص ﻋن طر‬
‫ﻟﻠﻘﺗﻞ ﺣﺗﻰ ٕوان‬ ‫اﻟﺳﺣر واﻟﺷﻌوذة ﻣﺛﻼ ﻹﺿﻌﺎف ﺻﺣﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻘﺻد ﻗﺗﻠﻪ)‪ ،(2‬ﻻ ﻣ ن أن ﺷ ﻞ اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫ﺣدﺛت اﻟوﻓﺎة ﻋﻘب ذﻟك ﺻدﻓﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌد ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﺷروﻋﺎ أ ﺿﺎ‪.‬‬
‫وﻟﻛن طرح اﻟﺳؤال ﻣن ﻧﺎﺣ ﺔ أﺧر ﻫﻞ ﺷﺗر ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻘﺗﻞ أن ﺗﻛون أﻋﻣﺎﻻ ﻣﺎد ﺔ ؟ ﻓﺎﻟﻧص اﻟﻌرﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠ‬
‫ﺎﻟﻘﺗﻞ ﺟﺎء ﻋﺎﻣﺎ وﻟذﻟك ﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﺳﺗ ﻌد اﻟﻌواﻣﻞ اﻟﻧﻔﺳ ﺔ ﻹﺣداث اﻟوﻓﺎة ‪ ،‬ﻣن طﻠ ﻋ ﺎ ار ﻧﺎرﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﺎن‬
‫ﺑﺟوارﻩ ﺷﺧص آﺧر ﺗوﻓﻲ ﻣن ﺷدة اﻟﻔزع‪ ،‬ﯾر ﻌض اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ أﻧﻪ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﺳﺗ ﻌد اﻟﻘﺎﻧون ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻌواﻣﻞ إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﻣ ن اﻹﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻟ س ﻷﻧﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﺎد ﺔ ﺑﻞ ﻟﻌدم وﺿوح ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرط ﺑﯾن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ‬
‫وﻫﻲ اﻟﻘﺗﻞ ﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﻧﺳوب ﻟﻠﻣﺗﻬم)‪.(3‬‬
‫ﻣﺎ أن اﺷﺗ ار وﺟود ﻓﻌﻞ إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻹﺣداث اﻟﻘﺗﻞ طرح ﻣﺳﺄﻟﺔ أﺧر ﻫﻲ اﻟﻘﺗﻞ ﺎﻹﻣﺗﻧﺎع أو اﻟﺗرك؟‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ أﺛﺎرت ﻧﻘﺎﺷﺎ ﻓﻘﻬ ﺎ ﻓرق ﻓ ﻪ اﻟﺷراح ﺑﯾن ﻣﺎإذا ﺎن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﺎن ﻣ ﻠﻔﺎ ﺎﻟﻘ ﺎم ﺎﻟﻌﻣﻞ ﺳواء‬
‫ﺣدق‬ ‫ﺎﻟﻘﺎﻧون أو ﻣﻘﺗﺿﻰ إﻟﺗزام ﺷﺧﺻﻲ أو ﻟم ن ذﻟك‪ ،‬إذ أن اﻹﻣﺗﻧﺎع ﻋﻣدا ﻋن ﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻐﯾر ﻣن اﻟﺧطر اﻟذ‬
‫ﻪ ٕوان ﺎن ﻣﻧﺑوذا ﻣن اﻟوﺟﻬﺔ اﻷﺧﻼﻗ ﺔ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﻣ ن أن ﺳو ﺑﯾن ﻫذا اﻹﻣﺗﻧﺎع وﻓﻌﻞ اﻟﻘﺗﻞ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺷﺧص‬
‫اﻟذ ﯾر آﺧر ﻋﻠﻰ وﺷك اﻟﻐرق وﻟم ﺳﺎرع ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗﻪ ﻻ ﻣ ن إﻋﺗ ﺎرﻩ ﻗﺎﺗﻼ وﻟو ﺎن ﻗد أراد ﻣوﺗﻪ‪.‬‬
‫وﻟﻛن إذا ﺎن اﻟﻣﻣﺗﻧﻊ ﻗد أﻟزﻣﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺑواﺟب اﻟﻘ ﺎم ﻌﻣﻞ واﻣﺗﻧﻊ ﺳ ون ﻣﺳؤوﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺗرﺗ ﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا‬
‫اﻹﻣﺗﻧﺎع‪ ،‬ﻓﺎﻷم اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻧﻊ ﻋن إرﺿﺎع ﻣوﻟودﻫﺎ ﺣﺗﻰ ﻣﺎت ﺟوﻋﺎ ﺗﻌﺑر ﻗﺎﺗﻠﺔ)‪.(4‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﺛﯾر اﻟﻘﺗﻞ ﺎﻹﻣﺗﻧﺎع ﺻﻌو ﺔ إﺛ ﺎت اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ إذ أن ﻧ ﺔ إﺣداث اﻟﻘﺗﻞ ﻻ ﺗظﻬر إﻻ ﻔﻌﻞ إﯾﺟﺎﺑﻲ‪،‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ٕوان ﺎن ﻻ ﻌﺎﻗب ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺗﻞ ﺎﻹﻣﺗﻧﺎع إﻻ أﻧﻪ أﻋد ﺗﺟرم ﺧﺎص ﻷﺷ ﺎل اﻹﻣﺗﻧﺎع ﻋن‬
‫ﺗﻘد م اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر أو اﻣﺗﻧﺎع ﻋن اﻟﻘ ﺎم ﻔﻌﻞ ﻟﻣﻧﻊ وﻗوع ﺟرﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻔﻌﻼن اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 182‬ق ع‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻧﺻوص أﺧر ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﺗرك أ ﺿﺎ ﺎﻟﻣﺎدة ‪ 314‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗرك اﻷطﻔﺎل‬
‫واﻟﻌﺎﺟزن وﺗﻌرﺿﻬم ﻟﻠﺧطر‪ ،‬م ‪ 269‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻣﻧﻊ اﻟطﻌﺎم واﻟﻌﻧﺎ ﺔ ﻋن اﻟﻘﺻر أﻗﻞ ﻣن ‪ 16‬ﺳﻧﺔ‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺟﻧد ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.685‬‬
‫)‪ -(2‬ﺳﻣ ﻪ ﻋﺎﻟم اﻹﺟرام ‪ ،Garrofalo‬اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻣﻌﻧو أو ‪ ،homicide morale‬أﻣﺎ اﻷﺳﺗﺎذ ‪ Pradel‬ﻓ ﺳﻣ ﻪ ‪ crime surnaturel‬راﺟﻊ‪:‬‬
‫‪Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p33‬‬
‫)‪ -(3‬ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻘدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗ ﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ، 2002 ،‬ص‪.218‬‬
‫)‪ -(4‬وﻫو اﻟﻣوﻗﻒ اﻟذ أﺧذت ﻪ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ﻗرار ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 1983/01/04‬ﺣﯾث ّأﯾدت ﺣ ﻣﺎ ﺻﺎدر ﺎﻹداﻧﺔ ﻓﻲ ﺣ اﻣرأة اﻣﺗﻧﻌت ﻋﻣدا‬
‫ﻋن ﻗطﻊ اﻟﺣﺑﻞ اﻟﺳر ﻟﻣوﻟودﻫﺎ ﻣن أﺟﻞ إﺣداث وﻓﺎﺗﻪ‪ ،‬راﺟﻊ ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،‬ﺑﯾرﺗﻲ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫‪ ،2013/2012‬ص‪.100‬وﻫو ﻧﻔس اﻟﻣوﻗﻒ أﺧذت ﻪ ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﻓﻲ ‪ ،1955 /11/22‬راﺟﻊ‪:‬‬
‫‪-Code pénal français, cent cinquantième édition, annotation de jurisprudences et de bibliographies par Mayaud‬‬
‫‪Yves, Dalloz,Paris,2008.p 413.‬‬
‫‪ -3‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ‪:‬‬
‫ار طﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ﺗﻌﻧﻲ ﺣدوث اﻟوﻓﺎة ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﻌﻞ اﻟﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻗد ﺣدث أن ﯾﺗم اﻟﻘﺗﻞ‬
‫ﺑﺈﺗﺣﺎد ﻋواﻣﻞ أﺧر إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻓﻌﻞ اﻟﺟﺎﻧﻲ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗطرح ﻣﺳﺄﻟﺔ إﺳﻧﺎد اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذا اﻟﻔﻌﻞ ﻣ ﺎﺷرة أم ﻻ؟‬
‫‪4‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫إﻧﻘﺳم اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ إﻟﻰ ﻧظرﺎت ﻋدﯾدة ﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ ﻧظرﺔ ﺗﻌﺎدل اﻷﺳ ﺎب ‪ ،‬ﻧظرﺔ اﻟﺳﺑب اﻟﻣ ﺎﺷر‪،‬‬
‫وﻧظرﺔ اﻟﺳﺑب اﻟﻧﺷط‪ ،‬و ذا ﻧظرﺔ اﻟﺳﺑب اﻟﻣﻼﺋم‪.‬‬
‫ون ﻓﻌﻞ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻟﻪ ﻣن اﻟﻛﻔﺎ ﺔ‬ ‫و ﺗﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر اﻟﻰ اﻷﺧذ ﺑﻧظرﺔ اﻟﺳﺑب اﻟﻣ ﺎﺷر اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗر أن‬
‫واﻟﻔﻌﺎﻟ ﺔ ﻹﺣداث اﻟوﻓﺎة ﺻﻔﺔ ﻣ ﺎﺷرة دون اﻟﻧظر اﻟﻰ اﻟﻌواﻣﻞ اﻷﺧر اﻟﺗﻲ ﺗ ﻘﻰ ﻣﺟرد ظروﻓﺎ ﻣﺳﺎﻋدة‪ ،‬وﻗد ﻗﺿت‬
‫اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ أﻧﻪ " ﺷﺗر ﻟﺗﺣﻘ ﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ﺗوﻓر ار طﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾن ﻧﺷﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ووﻓﺎة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪،‬‬
‫ﺣﯾث إذا ﺗدﺧﻞ ﻋﺎﻣﻞ ﺧﺎرﺟﻲ ﺑﯾن ﻧﺷﺎ اﻟﻣﺗﻬم وﻣوت اﻟﺿﺣ ﺔ إﻧﻘطﻌت ار طﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﻘوم ﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ‬
‫ﺳﻬﻞ ﻷﺧ ﻪ اﻟﺻﻐﯾر أﺧذﻫﺎ واﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ واﻗﻌﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﺣ ﺻﺎﺣب ﺑﻧدﻗ ﺔ ﺻﯾد ﻟم ﯾﺧﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻣ ﺎن آﻣن‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذ‬
‫ﻗﺗﻞ ﻋﻣد ﻷن إﺧﻔﺎء اﻟﺳﻼح ٕوان ﺎن ﻌد إﻫﻣﺎﻻ إﻻ أﻧﻪ ﻟم ن ﺳﺑ ﺎ ﻣ ﺎﺷ ار ﻓﻲ وﻓﺎة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ")‪.(1‬‬
‫ن ﻣن ﺷﺄﻧﻪ إﺣداث اﻟوﻓﺎة إﻻ أﻧﻪ ﻟﺳوء اﻟﻌﻼج أو ﻹﻫﻣﺎل‬ ‫وﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ وﻟم‬ ‫ﻓﺎﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟذ‬
‫اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ أﺻﯾب ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣرض ﻗﺎﺗﻞ أد اﻟﻰ ﺣدوث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﺈن اﻟﺿﺎرب ﻟن ون ﻣﺳؤوﻻ‬
‫ﻋن اﻟﻘﺗﻞ ﻷن وﻓﺎة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻟم ﺗﻛن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣ ﺎﺷرة ﻟﻠﺿرب ‪ ،‬ﺑﻞ أن اﻟﺳﺑب اﻟﻣ ﺎﺷر ﻫو ﺧطﺄ اﻟطﺑﯾب أو إﻫﻣﺎل‬
‫اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ)‪.(2‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬


‫اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ر ن ﻣﻬم ﺟدا ﻣﯾزﻩ ﻋن أﺷ ﺎل أﺧر ﻣن اﻟﻘﺗﻞ ﺎﻟﻘﺗﻞ اﻟﺧطﺄ أو‬
‫اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﻣﻔﺿﻲ اﻟﻰ اﻟوﻓﺎة واﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﺎرﺿﻲ‪ ،‬و ﻘﺗﺿﻲ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ﺗوﻓر ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻘﺻد‪ ،‬ﻗﺻد ﻋﺎم واﻟذ‬
‫ﻌﻧﻲ اﻟﻌﻠم ٕوارادة اﻟﻘ ﺎم ﻔﻌﻞ ﻣﺣظور وﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬وﻗﺻد ﺧﺎص و ﻌﻧﻲ ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ أو ﻧ ﺔ إزﻫﺎق روح اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪،‬‬
‫إذ أن وﺟود ﻫذﻩ اﻟﻧ ﺔ ﺿرورﺔ ﻟﺗﻛﯾﯾﻒ اﻟﻔﻌﻞ ﻗﺗﻞ ﻋﻣد وﻏ ﺎﺑﻬﺎ ﺳﯾﺗﻐﯾر اﻟﻰ ﻗﺗﻞ ﺧطﺄ أو ﺿرب وﺟرح ﻣﻔﺿﻲ اﻟﻰ‬
‫اﻟﻣوت‪ ،‬ﻓﻘد اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ أن ﻏ ﺎب ذ ر ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣد ﻓﻲ ﺳؤال اﻹداﻧﺔ ﻌﺗﺑر ﺧطﺄ ﺟوﻫر ﯾﺗرﺗب ﻋﻠ ﻪ‬
‫اﻟ طﻼن)‪.(3‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫)‪ -(2‬ﷴ ز ﻲ اﺑو ﻋﺎﻣر ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗ ﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪،2009 ،‬ص ‪.197‬‬
‫)‪ -(3‬وﻗد ﺟﺎء ﻓﻲ أﺣد ﺣﯾﺛ ﺎت اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ " ،1994/02/15‬ﺣﯾث أﻧﻪ ﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ ورﻗﺔ اﻷﺳﺋﻠﺔ ﯾﺗّﺿﺢ ﻓﻌﻼ أن اﻟﺳؤال اﻟﻣﺗﻌّﻠ ﺑﺈداﻧﺔ‬
‫ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻧ ﺔ اﻹﺟرام ﻟﻠﻣﺗﻬم ٕوارادﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ ﻟم ن ﻣوﺟودا ﻓﻲ ﻋﻧوان‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻣﺗﻬم ﻟم ﺣﺗو ﻋﻠﻰ ﻞ اﻟﻌﻧﺎﺻر‪ ...‬إذ ﯾﺗﺿﺢ أن ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻣد اﻟذ‬
‫اﻟﺳؤال وﻫذا ﺧطﺄ ﺟوﻫر ‪ ، "...‬ﻧﺑﯾﻞ ﺻﻘر‪ ،‬اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎ ﺎت اﻷﺳﺋﻠﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.‬‬

‫وﺟود ﻫذﻩ اﻟﻧ ﺔ أ ﺿﺎ ﻻ ﺗﻌﻧﻲ أن ون ﻫﻧﺎك ﺳﺑ اﻹﺻرار‪ ،‬ﻓﻬﻣﺎ أﻣران ﻣﻧﻔﺻﻼن وﻻ ﺳﺗﻠزم ﺗوﻓر ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ‬
‫ون ﻫﻧﺎك ﺳﺑ اﻹﺻرار‪ .‬إذ أﻧﻪ ﻣ ن أن ﺗﻛون ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ دون وﺟود ﺳﺑ اﻹﺻرار وﻫو ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ‬ ‫أن‬
‫اﻟﻌﺎد ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون اﻟﻧ ﺔ ﻣﻌﺎﺻرة ﻟﺳﻠوك اﻟﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻗد ون ﺳﺑ اﻹﺻرار دون ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ وﻫو ﻣﺎ ﺣدث ﻓﻲ اﻟﺿرب‬
‫واﻟﺟرح اﻟﻣﻔﺿﻲ اﻟﻰ اﻟوﻓﺎة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﯾﻒ ﻣ ن اﻹﺳﺗدﻻل ﺑوﺟود ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ؟‬
‫ﺟﻌﻞ ﻌض اﻟﺗﺷرﻌﺎت ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻗراﺋن ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣ ن‬ ‫ﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻬﻣﺔ ﺟدا ﻹﺛ ﺎت اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‪ ،‬اﻷﻣر اﻟذ‬
‫ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ إﺳﺗﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻣن اﻟﻣظﺎﻫر اﻟﺧﺎرﺟ ﺔ ﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻘﺗﻞ ‪ ،‬وﻗد ﺳ ت اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ذﻟك وﺗرك اﻟﻔرﺻﺔ ﻟﻠﻘﺿﺎء‬
‫ﻌﺗﻣد ﺎﻟﺧﺻوص ﻋﻠﻰ وﺳﯾﻠﺔ اﻟﺗﻧﻔﯾذ وﻣوﻗﻊ اﻹﺻﺎ ﺔ وﺟﺳﺎﻣﺗﻬﺎ ﻟﻺﺳﺗدﻻل ﻋﻠﻰ ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ‪ ،‬ﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳﻼح‬ ‫اﻟذ‬
‫ﻧﺎر ٕواﺻﺎ ﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟرأس أو اﻟﺻدرأو اﻟ طن‪ ،‬إﺳﺗﻌﻣﺎل ﺳ ﯾن واﻟطﻌن ﻓﻲ اﻟﺻدر ﺣﺗﻰ وﺻﻞ اﻟﻰ اﻟﻘﻠب‬
‫أو ﻓﻲ اﻟ طن ٕواﺧراج اﻷﻣﻌﺎء‪ ،‬أو ﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻔﺄس او ﺣﺟرة ﺑﯾرة واﻟﺿرب ﺑﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟرأس‪.‬‬
‫إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟوز إﺳﺗﻧﺗﺎج ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﻣن ﻧوع اﻵﻟﺔ وظروف اﻟواﻗﻌﺔ وﻟو ﻟم ﺗﻘﻊ اﻹﺻﺎ ﺔ ﻓﻲ ﻣﻘﺗﻞ ﻠﻣﺎ ﺎﻧت اﻟوﻓﺎة ﻧﺗﯾﺟﺔ‬
‫ﻣ ﺎﺷرة ﻟﻠﺟرﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺎ أن ﻣﺟرد إﺳﺗﻌﻣﺎل آﻟﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﻟ ﺳت وﺣدﻫﺎ دﻟ ﻼ ﻋﻠﻰ ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻗرﻧﺔ ﺳ طﺔ ﻣ ن إﺛ ﺎت ﻋ ﺳﻬﺎ ‪ ،‬ﻓﻘد‬
‫ﺳﺗﻧﺗﺞ ﻣن ظروف اﻟﺟرﻣﺔ أن اﻟﻔﺎﻋﻞ ﺎن ﯾﻧو ﻓﻘط إﺣداث ﺟرح رﻏم اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﺳﻼح ﻗﺎﺗﻞ)‪.(1‬‬
‫ﯾوﺟﻪ اﻟﻰ ﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻣﻌﯾن أو ﺎن‬ ‫وﻣﺗﻰ ﺛﺑﺗت ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﺳ ون اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣﺳؤوﻻ ﺳواء ﺎن ﻗﺻدﻩ ﻣﺣدودا أ‬
‫اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻊ ﻣن اﻟﻧﺎس‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ أﻛدﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 256‬ﺎﻟﻘول "‪ ...‬اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ‬ ‫ﻗﺻدﻩ ﻏﯾر ﻣﺣدود ﻣن طﻠ‬
‫ﺷﺧص ﻣﻌﯾن أو ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﺗﺻﺎدف وﺟودﻩ أو ﻣﻘﺎﺑﻠﺗﻪ‪ ."...‬ﻣن ﯾرﻣﻲ ﻣواد ﻣﺗﻔﺟرة ‪ ،‬أو طﻠ ﺷﺎﺣﻧﺔ ﺑدون‬
‫ﺳﺎﺋ ﻧﺣو ﻗوات اﻷﻣن )‪.(2‬‬
‫وﻻ ﯾﻠﻌب اﻟ ﺎﻋث دو ار ﻟﺗﺑرر اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ﺳواء ﺎن ﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﻟﻐﯾرة أو اﻟﻐﺿب أو اﻟﺛﺄر أو ﺎن ﺎﻋﺛﺎ ﺳ ﺎﺳ ﺎ‪.‬‬
‫وﻟﻛن ﻫﻧﺎك ﺎﻋث طرح إﺷ ﺎل ﺣﻘ ﻘﻲ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻌﻘﺎﺑ ﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ وﻫو ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﺑ ﺎﻋث اﻟﺷﻔﻘﺔ أو‬
‫ﻌﻧﻲ إﺣداث اﻟوﻓﺎة ﻟوﻗﻒ ﻣﻌﺎﻧﺎة ﻣرض ﻻ ﯾرﺟﻰ ﺷﻔﺎءﻩ أو ﺎن طﻔﻼ ﻣﺷوﻫﺎ اﻟﻰ درﺟﺔ ﺎد‬ ‫‪ L’euthanasie‬واﻟذ‬
‫ﻘﺳم اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻫذا اﻟ ﺎﻋث اﻟﻰ ﺻورﺗﯾن ﺻورة اﻟﻘﺗﻞ ﺑداﻓﻊ اﻟﺷﻔﻘﺔ اﻹﯾﺟﺎﺑﻲ‬
‫ﻻ ﺷ ﻪ ﺑﻧو اﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬و ّ‬
‫ﯾﺗﺿﻣن ﻣﻧﺎوﻟﺔ أو ﺣﻘن اﻟﺷﺧص اﻟذ ﻻ ﯾرﺟﻰ ﺷﻔﺎءﻩ‬
‫ّ‬ ‫‪ l’euthanasie active‬واﻟذ ﻌﻧﻲ اﻟﻘ ﺎم ﺳﻠوك إﯾﺟﺎﺑﻲ‬
‫ﺷ ّ ﻞ اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﺗﺳﻣ م ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪ ،‬وﻫﻧﺎك اﻟﻘﺗﻞ ﺑداﻓﻊ اﻟﺷﻔﻘﺔ اﻟﺳﻠﺑﻲ أو‬ ‫ﻣواد ﻗﺎﺗﻠﺔ وﻫو اﻟﻔﻌﻞ اﻟذ‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺟﻧد ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.700‬‬
‫)‪ -(2‬ﻗ اررات ﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ‪:‬‬
‫‪-Cass.Crim.Fran.10 /06 /1970. Cass.Crim.Fran.10/04/1975, Code pénal français, op-cit,p 296 .‬‬

‫ﻌﻧﻲ اﻹﻣﺗﻧﺎع أو ﺗوﻗﯾﻒ اﻟﻌﻼج اﻟﻰ ﻏﺎ ﺔ وﻓﺎة اﻟﺷﺧص اﻟﻣرض وﻫو ﻣﺎ ﺷ ّ ﻞ‬ ‫‪ l’euthanasie passive‬واﻟذ‬
‫أ ﺿﺎ ﻋﻧﺎﺻر ﺟرﻣﺔ اﻹﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘد م ﻣﺳﺎﻋدة ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻣﯾﻞ اﻟﻰ اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎﻧت‬
‫اﻟوﻓﺎة ﻣﺣﻘﻘﺔ )‪ .(1‬و ﻧﻘﺳم اﻟﻔﻘﻪ ﺑﺧﺻوص اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺑﯾن ﻣن ﯾؤ د ﻓ رة ﻋدم اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺗﻞ اﻟرﺣم ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﻧ ﻌث ﻣن‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻫو ﻣوﻗﻒ‬ ‫ﻧﻔس إﺟراﻣ ﺔ‪ ،‬وﻣن ﯾرﻓض ذﻟك ﺑدﻋو ﺿرورة ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﻧﻔس اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﺗدﻧﻰ اﻷﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺣ ﺎة‬
‫ﻌﺗﺑر اﻟﻘﺗﻞ ﺟرﻣﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت ﺣدة اﻟداﻓﻊ إﻟ ﻪ‪ ،‬وﻋﻠﻰ‬ ‫ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﻌﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ‪ ،‬وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﺗﺷرﻊ اﻟﺟزاﺋر اﻟذ‬

‫‪6‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻌ س ﻣن ذﻟك اﺗﺟﻬت ﻌض اﻟدول إﻟﻰ إ ﺎﺣﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟرﺣم ﺷرو ﻣﺛﻞ ﻫوﻟﻧدا و ﻠﺟ ﺎ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟ ﻌض اﻵﺧر ﻗرر‬
‫ﺗﺧﻔﯾﻒ اﻟﻌﻘو ﺔ ﺈﺳ ﺎﻧ ﺎ ٕوا طﺎﻟ ﺎ واﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳور واﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ)‪.(3‬‬
‫* ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻐﻠط ﻓﻲ ﺟر ﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ‪:‬‬
‫ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻐﻠط ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻣن ﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟزﻧﺎد ظﻧﺎ ﻣﻧﻪ أن اﻟﺳﻼح ﻓﺎرﻏﺎ ‪ ،‬ﻗد ﯾﻧﺗﻔﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻟﻛن‬
‫ﺷ ﻞ ﻗﺗﻼ ﻏﯾر ﻋﻣد ‪.‬‬ ‫ﻣﺗﻰ ﺛﺑت أﻧﻪ ﺎن ﻋن رﻋوﻧﺔ أو ﻋدم اﺣﺗ ﺎ‬
‫ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻐﻠط ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪ erreur de droit‬ﻣن ظن أن اﻟﻘﺗﻞ اﻟرﺣم أو اﻟﻘﺗﻞ ﻓﻲ اﻟﻣ ﺎرزة ﻣﺷروع ﻓﻬذا‬
‫ﻻ ﯾزﻞ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ)‪.(4‬‬
‫ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻐﻠط ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ أ ﻋﻧدﻣﺎ ﻘﺗﻞ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺷﺧص ﻏﯾر اﻟذ ﻗﺻدﻩ ﺳواء ﺳﺑب ﺧطﺄ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺗﺻو ب أو ﺳﺑب ﺧطﺄ ﻓﻲ ﺷﺧﺻ ﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻣن ﻘﺗﻞ ﻋﻣر ظﺎﻧﺎ أﻧﻪ أﺣﻣد‪ ،‬ﻫذا أ ﺿﺎ ﻻ ﯾزﻞ ﻋﻧﻪ اﻟﻘﺻد‬
‫اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ إذ أن اﻟﻘﺎﻧون ﺷﺗر ﻓﻘط أن ون اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻗﺻد ﻗﺗﻞ إﻧﺳﺎن)‪.(5‬‬
‫* ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺣر ض ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺗﻞ‪:‬‬
‫ﻗد ﺣرض ﺷﺧص آﺧر ﻋﻠﻰ ﻗﺗﻞ "أ" ﻓﯾﺧطﺄ و ﻘﺗﻞ "ب" ﻫﻞ ﻣ ن ﻟﻠﻣﺣرض أن ﯾدﻓﻊ ﻌدم اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻘﺗﻞ اﻟذ وﻗﻊ ﺑدﻋو أﻧﻪ ﻟم ﺣرض ﻋﻠﻰ ﻗﺗﻞ "ب"؟‬
‫ـــــــــ‬
‫‪(1)-Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p36‬‬
‫)‪ -(2‬ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻘدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.202‬‬
‫ﺟﻬﻧم ﺧﺎﻟدا‬
‫ﻣﺗﻌﻣدا ﻓﺟزاؤﻩ ّ‬
‫‪ -‬وﻫو ﻣﺎ أﺟﻣﻌت ﻋﻠ ﻪ اﻟد ﺎﻧﺎت اﻟﺳﻣﺎو ﺔ ﺑﺗﺣرم ﻣطﻠ ﻹزﻫﺎق روح اﻹﻧﺳﺎن إذ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻘرآن اﻟﻛرم "و ﻣن ﻘﺗﻞ ﻣؤﻣﻧﺎ ّ‬
‫ﺗﺿﻣﻧت اﻟﺗو ارة أﻣ ار ﺻرﺣﺎ ﻟﻠﻧﺑﻲ ﻣوﺳﻰ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺳﻼم‬
‫ّ‬ ‫ﺗﺿﻣن اﻹﻧﺟﯾﻞ ﺣ ﻣﺎ ﺄن " ﷲ وﻫﺑﻧﺎ اﻟﺣ ﺎة وﻫو اﻟوﺣﯾد اﻟذ ﻣ ﻧﻪ أﺧذﻫﺎ"‪ ،‬و‬
‫ّ‬ ‫ﻓﯾﻬﺎ‪ ،"...‬ﻣﺎ‬
‫ﺄن "ﻻﺗﻘﺗﻞ أﺑدا"‪.‬‬
‫)‪-(3‬ﷴ ز ﻲ اﺑو ﻋﺎﻣر ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ ﻌض اﻟوﻻ ﺎت اﻷﻣر ﺔ ﺗم اﻹﻋﺗراف ﺣ اﻟﻣرض رﻓض اﻟﻌﻼج اﻟﻰ ﻏﺎ ﺔ وﻓﺎﺗﻪ وﻫو إﻗرار ﺻدر ﻣن اﻟﻣرض ﺗﺣت إﺳم وﺻ ﺔ اﻟﺣ ﺎة ‪le‬‬
‫‪ ,testament de vie‬راﺟﻊ ﺎﻟﺗﻔﺻﯾﻞ‪ :‬ﻫد ﺣﺎﻣد ﻗﺷﻘوش‪ ،‬اﻟﻘﺗﻞ ﺑداﻓﻊ اﻟﺷﻔﻘﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌر ﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،1994 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -‬ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺻدر ﻓﻲ ‪ 2005 /04 /22‬ﻗﺎﻧون ﺣﻘوق اﻟﻣرﺿﻰ و ﻹﻧﻬﺎء اﻟﺣ ﺎة‪ ،‬ﻣﻧﺢ ﻣوﺟ ﻪ ﻟﻸط ﺎء إﻣ ﺎﻧ ﺔ ﺗوﻗﯾﻒ اﻟﻌﻼج أو اﻟﺗوّﻗﻒ ﻋن ﺗﻘد م‬
‫اﻟدواء إذا ﺎن اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﻫو ﺗﺄﺧﯾر ﻣوﻋد اﻟوﻓﺎة أو ﺎن اﻟﺣﻔﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣ ﺎة اﺻطﻧﺎﻋ ﺎ‪ ،‬راﺟﻊ‪:‬‬
‫‪ème‬‬
‫‪-Malabart Valérie, droit pénal spécial, 4 édition, Dalloz, Paris, 2009, p 51.‬‬
‫)‪ -(4‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ أﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص‪،‬اﻟﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻟﺟراﺋم ﺿد اﻷﻣوال‪ ،‬اﻟﺟزء اﻷول‪،‬اﻟط ﻌﺔ ا‬
‫اﻟر ﻌﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ‬
‫ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2002 ،‬ص‪.32‬‬
‫)‪ -(5‬ﻓﻘد ﻗﺿﻲ ﻘ ﺎم اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ﻣﻊ ﺳﺑ اﻹﺻرار ﻓﻲ ﺣ ﺷﺧص ﺗﺷﺎﺟر ﻣﻊ ﻣﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻓ ﻌث ﻟﻪ طردا ﻣﻔﺧﺧﺎ أﻧﻔﺟر ﻓﻲ وﺳط ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻌﻣﺎل ﻗﺑﻞ أن ﺻﻞ اﻟﻰ اﻟﻣرﺳﻞ إﻟ ﻪ‪.Cass.Crim.Franc.4/01/1978, Code pénal Français, op-cit, p296.،‬‬
‫ﺷّﻪ اﻟﻔﻘ ﻪ ‪Garraud‬أن ﻣﺎ ﻗﺎم ﻪ اﻟﻣﺣرض ﻋ ﺎرة ﻋن ﺗﻔو ض وﻫو اﻟﺳﺑب اﻷول اﻟﻣﻧﺗﺞ ﻟﻠﻘﺗﻞ اﻟذ ﯾرﺗﻛ ﻪ‬
‫اﻟﻣﻔوض وﻻ ﻣ ﻧﻪ )اﻟﻣﺣرض( أن ﯾﺗﺣﺟﺞ ﺄن اﻟﻣﻔوض ﻗد ﺗﺟﺎوز ﺣدود اﻟﺗﻔو ض ﻣﺎدام أﻧﻪ ﻋﻬد ﻟﻪ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻣﺷروع‬
‫ﻞ ﻣﺎ ﺳﯾرﺗﻛ ﻪ ﻣن أﺧطﺎء)‪.(1‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟظروف اﻟﻣﺷددة ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ظروف ﻣرﺗ طﺔ ﺑﻧ ﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ‪) :‬اﻟﻘﺗﻞ ﻣﻊ ﺳﺑ اﻹﺻرار( ‪Préméditation‬‬
‫‪7‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫وﻫو ﻣﺎﻋرﻓﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ " 256‬ﻫو ﻋﻘد اﻟﻌزم ﻗﺑﻞ ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﻣﻌﯾن أو ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص‬
‫ﺎن"‬ ‫ﯾﺗﺻﺎدف وﺟودﻩ أو ﻣﻘﺎﺑﻠﺗﻪ وﺣﺗﻰ وﻟو ﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻧ ﺔ ﻣﺗوﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ ظرف أو ﺷر‬
‫ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﻣﺔ ﺣﯾث ﺳﺗﻠزم ﻣﺿﻲ ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن ﺑﯾن اﻟﺗﺻﻣ م وﺗﻧﻔﯾذ‬ ‫وﻋﻘد اﻟﻌزم ﻌﻧﻲ اﻟﺗﺻﻣ م اﻟﺳﺎﺑ‬
‫اﻟﺟرﻣﺔ ‪ ،‬وﻋﻘد اﻟﻌزم اﺗﻔ ﻏﺎﻟﺑ ﺔ اﻟﺷراح ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﻔﻲ وﺣدﻩ ﻟﺗﺣدﯾد ﺳﺑ اﻹﺻرار‪ ،‬ﺑﻞ ﻻﺑد أن ﻘﺗرن ﻌﻧﺻر اﺧر‬
‫ون اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻗد ﻓ ر ﻓ ﻣﺎ ﻋزم ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎ ﻪ ورﺗب وﺳﺎﺋﻠﻪ وﺗدﺑر‬ ‫أﻛﺛر أﻫﻣ ﺔ وﻫو اﻟﺗﻔ ﯾر واﻟﺗدﺑر وﻫدوء اﻟ ﺎل‪ ،‬ﺣﯾث‬
‫ﻓﻲ ﻋواﻗ ﻪ وﻧظم أﻣورﻩ طرﻘﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺎرﺗﻛﺎب اﻟﺟرﻣﺔ ﺷ ﻞ ﺟﯾد وﻫﺎد ء دون ﺗﺄﺛﯾر ﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟﻐﺿب)‪.(2‬‬
‫ﻟذا ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع ﻌﺑر ﻋن اﻟﻘﺗﻞ ﻣﻊ ﺳﺑ اﻹﺻرار ﻣﺻطﻠﺢ اﻹﻏﺗ ﺎل ‪ assassinat‬وﻫو ﺷﻒ ﻋن ﺷﺧﺻ ﺔ‬
‫إﺟراﻣ ﺔ أﺷد ﺧطورة‪ ،‬ﻷن ﺳﺑ اﻹﺻرار ﻔﺗرض أن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺎن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟطﺑ ﻌ ﺔ وﺗﺻﻣ ﻣﻪ وﺗﻔ ﯾرﻩ‬
‫ﻣﺷدد‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓرﺋ س‬
‫ﺷﻒ ﻋن ط ﻌﻪ اﻟﺣﻘ ﻘﻲ‪ ،‬وﻓ رة اﻹﻏﺗ ﺎل ﻻ ﻌﺗﺑر ﺟرﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ﺑﻞ ﻫﻲ ﻗﺗﻞ ّ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺟرﻣﺔ‬
‫ﺎﻹذﻧﺎب واﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣﺗﻌّﻠ ﺑﺗوّﻓر‬ ‫ﻣﺗﻣﯾزن اﻷول ﻣﺗﻌّﻠ‬
‫ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎ ﺎت ﯾﺟب ﻋﻠ ﻪ أن طرح ﻓﻲ ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺳؤاﻟﯾن ّ‬
‫ظرف ﺳﺑ اﻹﺻرار ﻫذا ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺳؤال ﻗ ﺎم اﻟﻘﺗﻞ)‪ ،(3‬وﻫو اﻟﻣﺑدأ اﻟذ طرﺣﺗﻪ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺎﻟﻘول " أن ﻋدم‬
‫اﻟﻣدون ﻓﻲ ﺑ ﺎﻧﺎت اﻟﻘرار دون اﻟﻣﻧطوق ّ‬
‫ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن وﺟود ظرف اﻟﺗﺷدﯾد ﯾﻧﺟر‬ ‫ّ‬ ‫ﻣﺳﺗﻘﻞ ﻋن ﺳﺑ اﻹﺻرار‬
‫ّ‬ ‫طرح ﺳؤال‬
‫ﻋﻧﻪ اﻟﻧﻘض" )‪.(4‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺗﺷدﯾد اﻟﻣرﺗ ط ﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻹﺟراﻣ ﺔ‬
‫‪ 1‬اﻟﺗرﺻد‪guet-apens‬‬
‫وﺗﻌرﻓﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ " 257‬ﻫو اﻧﺗظﺎر ﺷﺧص ﻟﻔﺗرة طﺎﻟت أو ﻗﺻرت ﻓﻲ ﻣ ﺎن أو أﻛﺛر وذﻟك إﻣﺎ ﻹزﻫﺎق روﺣﻪ أو‬
‫ﻟﻺﻋﺗداء ﻋﻠ ﻪ" و ﻐﻠب ﻓﻲ اﻟﺗرﺻد ﻋﻧﺻر اﻟﻣﻔﺎﺟﺋﺔ و اﻟﺗﺧﻔﻲ ﺣﯾث ﻻ ﻣﻧﺢ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻟﻠﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ أ ﺔ ﻓرﺻﺔ ﻟﻠدﻓﺎع‬
‫ﻋن ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﺑﻞ ون اﻟﻧﺟﺎح ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﻣﺔ ﺎد ون ﻣﺿﻣوﻧﺎ‪ ،‬ﻟذﻟك ﺟﻌﻞ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺟﻧد ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء اﻟﺧﺎﻣس‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.707‬‬
‫)‪-(2‬ﷴ ز ﻲ اﺑو ﻋﺎﻣر ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪،‬ص ‪.304‬‬
‫‪(3)-Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p36.‬‬
‫)‪ -(4‬ﻗرار ﻓﻲ ‪ ،2003 /12/23‬وارد ﻋﻧد‪ :‬ﻧﺑﯾﻞ ﺻﻘر‪ ،‬اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎ ﺎت اﻷﺳﺋﻠﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.‬‬

‫ﻌﺗﺑرﻩ ﻧوع ﻣن ﺳﺑ اﻹﺻرار أو ﻣ وﻧﺎ ﻟﻪ‪،‬وﻫو ﻣﺎ ﺟﻌﻞ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1992‬ﯾﺗﺧّﻠﻰ ﻋن ﺗﻌرﻒ‬
‫اﻹﺻرار)‪ ،(1‬ﻣﺎ ﻣ ن‬ ‫ﻣﺷدد و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ وﺟود ﻟﺗرﺻد دون ﺳﺑ‬
‫اﻟﺗرﺻد و ﺗﻔﻲ ﻓﻘط ﻔ رة اﻹﺻرار ظرف ّ‬
‫ّ‬ ‫ﻓ رة‬

‫أ ون ﺳﺑ اﻹﺻرار ﺑدون ّ‬
‫ﺗرﺻد )‪.(2‬‬
‫وﻟﻛن ﻌﺎرض اﻟ ﻌض اﻵﺧر ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ و ر أن اﻟﺗرﺻد ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟود ﺗﺻﻣ م ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺗﻞ وﻟﻛن ﻻ ﯾدل ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺗﻔ ﯾر وﻫدوء اﻟ ﺎل ﻓﻘد ﺣدث أن ﯾﻧﺗظر ﺷﺧص آﺧر ﻋﻘب ﺷﺟﺎر و ﻘﺗﻠﻪ ﻗﺑﻞ أن ﺗزول ﻋﻧﻪ ﺛﺎﺋرة اﻟﻐﺿب ‪ ،‬ﻓﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﺗﺣﻘ اﻟﻘﺗﻞ ﺑﺗرﺻد دون ﺳﺑ اﻹﺻرار‪.‬‬
‫‪ 2‬اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻣﻘﺗرن ﺑﺟﻧﺎ ﺔ‪:‬‬

‫‪8‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫أن اﻟﻣﺷرع اﺳﺗﺛﻧﺎﻩ ﺣ م ﺧﺎص ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻋن اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗﻌدد‬‫وﻫو ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌدد اﻟﺣﻘ ﻘﻲ ﻟﻠﺟراﺋم إﻻّ ّ‬
‫اﻟﺗﺻد ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺟرم اﻟذ‬
‫ّ‬ ‫اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪ 34‬و‪ 35‬ق ع‪ ،‬واﻟﻌﺑرة ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺛﻞ ﻫذا اﻟﺗﻌدد ﺗﻔرﺿﻪ ﺿرورة‬
‫ﺗﺟرﻩ اﻟﻰ أﻛﺛر ﻣن ذﻟك‪ ،‬ﻣﻣﺎ ﺳﺗوﺟب ﺗﻬدﯾدﻩ ﺎﻹﻋدام‬
‫ﻻ ﺗﻔﻲ ﺎرﺗﻛﺎب اﻟﻘﺗﻞ ﻓﻘط ﺑﻞ أن ﺷﺧﺻﯾﺗﻪ اﻟﺧطﯾرة ﻣ ن أن ّ‬
‫)‪.(3‬‬
‫ﻧﺻت ﻋﻠ ﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ " 1/263‬ﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺗﻞ ﺎﻹﻋدام إذا ﺳﺑ أو ﺻﺎﺣب أو ﺗﻠﻰ ﺟﻧﺎ ﺔ أﺧر " ‪ ،‬ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذا‬
‫اﻟﻧص ﻧﻼﺣظ أن اﻟﻘﺗﻞ ﻘﺗﺿﻲ ﺗوﻓر ﺷرطﯾن‪:‬‬
‫ـ اﻟ ار طﺔ اﻟزﻣﻧ ﺔ ﺑﯾن اﻟﺟر ﻣﺗﯾن‪ :‬ﺣﯾث ﻻ ﯾﻬم إن ﺎﻧت اﻟﺟﻧﺎ ﺔ اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺎﻟﻘﺗﻞ ﻗد ﺗﻘدﻣﺗﻪ أو ﺻﺎﺣﺑﺗﻪ أو ﺗﻠﺗﻪ‪ ،‬ﺑﻞ‬
‫ﻔﻲ أن ﺗﻛوﻧﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺗﺻﻣ م واﺣد وﻧﺷﺎ إﺟراﻣﻲ ﻣﺗواﻟﻲ واﺣد وﻓﻲ ﻓﺗرة زﻣﻧ ﺔ ﻣﺗﻘﺎرﺔ‪ ،‬ﯾﺧﺿﻊ ﺗﻘدﯾرﻫﺎ ﻟﻠﻘﺿﺎة دون‬
‫ﺎﻗﺗران اﻟﻘﺗﻞ‬ ‫وﺣدة اﻟﻐرض أو اﻟﺳﺑب‪،‬ﻓﻘد اﻧﺗﻘد اﻟﻔﻘﻪ ﻋدم وﺿوح اﻟﻧص اﻟﻣﺗﻌّﻠ‬ ‫أن ﺳﺗﻠزم ﺗواﻓر ار طﺔ أﺧر‬
‫ﺎﻟﺟﻧﺎ ﺔ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗرك اﻟﺳﻠطﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧ ﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﺗﻞ واﻟﺟﻧﺎ ﺔ ‪ ،‬ﻓﻣن ﺷرع ﻓﻲ ﻗﺗﻞ ﺷﺧص‬
‫ﻋﻠ ﻪ رﺻﺎﺻﺎ وأرداﻩ ﻗﺗ ﻼ ﻌﺗﺑر ﺻورة ﻣن اﻟﻘﺗﻞ‬ ‫ﻋﻣدا ﺛم ﻫرب وﻋﻧد ﻫرو ﻪ ﺣﺎول أﺣد اﻟﻧﺎس أن ﺿ طﻪ ﻓﺄطﻠ‬
‫طﻠ اﻟﻧﺎر ﻋﻠﻰ زوﺟﺗﻪ ﻗﺎﺻدا ﻗﺗﻠﻬﺎ وﻋﻧدﻣﺎ أﺳرﻋت واﻟدﺗﻬﺎ وأﺧﺗﻬﺎ ﻟﻧﺟدﺗﻬﺎ طﻠ‬ ‫اﻟﻣﻘﺗرن ﺑﺟﻧﺎ ﺔ‪،‬أو اﻟﺷﺧص اﻟذ‬
‫طﻌن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺂﻟﺔ ﺣﺎدة ﻘﺻد ﻗﺗﻠﻬﺎ ﺛم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﯾوم‬ ‫اﻟﻧﺎر ﻋﻠﯾﻬﻣﺎ أ ﺿﺎ ﻘﺻد ﻗﺗﻠﻬﻣﺎ ‪ ،‬أو اﻟﺷﺧص اﻟذ‬
‫واﻟﻣ ﺎن ﻗﺎم ﺣرق ﻣﻧزﻟﻬﺎ )‪ ، (4‬إﻻّ أﻧﻪ ﻻ ﻌﺗﺑر ظرﻓﺎ ﻣﺷددا ﻓﻲ ﻧظر ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ إذا اﺑﺗﻌدت اﻟﺟرﻣﺗﯾن‬
‫ﻋدة أ ﺎم واﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑت ﻓﻲ أﻣﺎﻛن ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﻓﻲ ﻗرار أﺧر اﺷﺗرطت أن ﺗرﺗﻛب اﻟﺟﻧﺎﯾﺗﯾن ﻓﻲ ﻣ ﺎن‬
‫ﻋن ﻌﺿﻬﻣﺎ اﻟ ﻌض ّ‬
‫واﺣد وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﯾوم )‪ ،(5‬وﻟم ﻔﺻﻞ ﻗﺿﺎء اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧ ﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﻧﺎﯾﺗﯾن ﻓﻘد‬
‫اﻛﺗﻔت ﻓﻲ ﻗرار ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 1980/10/28‬ﺎﻟﻘول أﻧﻪ " ﺳﺗﻔﺎد ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 263‬ﻓﻲ ﻓﻘرﺗﻬﺎ اﻷوﻟﻰ أن اﻗﺗران اﻟﻘﺗﻞ‬
‫)‪(6‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻔﻲ وﺣدﻩ ﻟﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘو ﺔ‪"...‬‬ ‫ﺑﺟﻧﺎ ﺔ أﺧر‬
‫ــــــ‬
‫‪(1)- Camrille de jacobet de Nombel, L’originalité de la circonstance aggravante de guet-apens, RSC2011, Paris,p545.‬‬
‫)‪ -(2‬ﻗرار ﺻﺎدر ﻋن اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ‪ ،2006 /05 /24‬ﻧﺑﯾﻞ ﺻﻘر اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.337‬‬
‫‪(3)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p41.‬‬
‫)‪-(4‬ﷴ ز ﻲ اﺑو ﻋﺎﻣر ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪،‬ص ‪.467‬‬
‫‪(5)- Crim.Franc.14/01/1954- 30/10/1947, code pénal Français, op-cit, p299.‬‬
‫)‪ -(6‬ﻗرار ﻓﻲ ‪ ،1980/10/28‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫ـ وﺟود ﺟﻧﺎ ﺔ أﺧر ‪ :‬و ﻌﻧﻲ ذﻟك أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﺟﻧﺎ ﺔ أﺧر ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻣﺗﻣﯾزة ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن أﻓﻌﺎل ﺗﺷ ﻞ ﻣﻧﻬﺎ ﺟرﻣﺔ‬
‫رﺻﺎﺻﺎ و ﺻﯾب‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﻣن طﻠ‬ ‫أﺧر ﻏﯾر اﻟﻘﺗﻞ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺎﻧت اﻟﺟرﻣﺗﺎن ﺣدﺛﺗﺎ ﻣن ﻓﻌﻞ واﺣد ﻻ ﺗطﺑ‬
‫ﺷﺧﺻﯾن أو ﯾرﻣﻲ ﻗﻧﺑﻠﺔ ﻓﺗﺻﯾب ﻋدة أﺷﺧﺎص‪.‬‬
‫وﻻ ﺗﻬم اﻟطﺑ ﻌﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ ﻟﻠﺟﻧﺎ ﺔ ﺳواء ﺎﻧت ﻣن ﺟﻧﺎ ﺎت اﻟﻌﻧﻒ أو ﻣن ﺗﻠك اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال أو اﻟواﻗﻌﺔ ﺿد أﻣن‬
‫ﻣﺎ‬ ‫اﻟدوﻟﺔ‪،‬وﻻ ﺷﺗر أن ﺗﻛون اﻟﺟﻧﺎ ﺔ اﻟﻣﻘﺗرﻧﺔ ﻣن ﻧوع آﺧر ﻏﯾر اﻟﻘﺗﻞ ﺑﻞ ﻣ ن أن ﺗﻛون ﻫﻲ أ ﺿﺎ ﺟﻧﺎ ﺔ ﻗﺗﻞ‬
‫ﯾﺟوز أن ﺗﻛون ﺷروﻋﺎ ﻓﻘط ﻣﺎدام أن اﻟﻘﺎﻧون ﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ ﺟرﻣﺔ ﺗﺎﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﯾﻬم إن وﻗﻌت اﻟﺟﻧﺎ ﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس‬
‫اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ أو ﻋﻠﻰ ﻏﯾرﻩ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫وﻟﻛن إذا اﺳﺗﻔﺎد اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﻋذر ﻣﺧﻔﻒ ﺎﻹﺳﺗﻔزاز اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 277‬و ﻌدﻫﺎ ﺣﯾث ﻐﯾر ﺗﻛﯾﯾﻒ اﻟﺟرﻣﺔ ﻣن‬
‫ﺟﻧﺎ ﺔ اﻟﻰ ﺟﻧﺣﺔ‪ ،‬ﺳوف ﻟن ﺷ ﻞ اﻟظرف اﻟﻣﺷدد ﻟﻠﻘﺗﻞ اﻟﻣﻘﺗرن ﺑﺟﻧﺎ ﺔ ﻋ س إن ﺎن اﻟﺗﺧﻔﯾﻒ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷﺧذ ﺎﻟظروف‬
‫اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ ﺑﺈﻋﺗ ﺎرﻫﺎ ﻻ ﺗﻐﯾر ﻣن وﺻﻒ اﻟﺟرﻣﺔ‪.‬‬

‫‪ 3‬اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻣرﺗ ط ﺑﺟﻧﺣﺔ‪:‬‬


‫ﻔﻲ أن ﺗﻛون ﻣﻘﺗرﻧﺔ ﺎﻟﻘﺗﻞ ﺑﻞ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﻋﻼﻗﺔ‬ ‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎﺣ ﺔ ﻟﻠﻘﺗﻞ أﻗﻞ ﺷدة وﻻ‬
‫ون اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪" 2/ 263‬إﻣﺎ إﻋداد أو ﺗﺳﻬﯾﻞ أو ﺗﻧﻔﯾذ ﺟﻧﺣﺔ‪ ،‬أو‬ ‫ﺳﺑﺑ ﺔ ﺗﺟﻣﻌﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺗﻞ ﯾﺟب أن‬
‫ﺗﺳﻬﯾﻞ ﻓرار ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟﻧﺣﺔ أو اﻟﺷر ﺎء ﻓﯾﻬﺎ أو ﺿﻣﺎن ﺗﺧﻠﺻﻬم ﻣن ﻋﻘو ﺗﻬﺎ" وﻗﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ‪28‬‬
‫‪ 1980 /10/‬ﺎﻟﻘول " ‪ّ ...‬إﻧﻣﺎ ﯾﺗطّﻠب اﻟﺗﺷدﯾد ﻓﻲ اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪263‬‬
‫ق ع ﺗواﻓر ار طﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾن اﻟﺟرﻣﺗﯾن ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺟب أن ون اﻟﻘﺻد ﻣن ارﺗﻛﺎب ﺟﻧﺎ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ﺗﻬﯾﺋﺔ أو ﺗﺳﻬﯾﻞ‬
‫)‪(1‬‬
‫‪.‬‬ ‫أو ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺟﻧﺣﺔ"‬
‫وﻟﺗﺣﻘ ﻫذا اﻟظرف اﻟﻣﺷدد ﺳﺗوﺟب ﺗوﻓر ﺷرطﯾن أ ﺿﺎ‪:‬‬
‫ـ إﺟﺗﻣﺎع اﻟﻘﺗﻞ ﻣﻊ ﺟﻧﺣﺔ‪ :‬ﺣﯾث ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺟﻧﺣﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ وﻣﺗﻣﯾزة ﻋن اﻟﻘﺗﻞ ‪ ،‬وﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ أن إﺧﻔﺎء‬
‫ﺟﺛﺔ اﻟﻘﺗﯾﻞ ٕوان ﺎﻧت ﺟﻧﺣﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﻟ ﺳت ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻋن ﺟﻧﺎ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﺷ ﻞ ظرﻓﺎ ﻣﺷددا‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﻻ ﯾﻬم ﻧوع اﻟﺟﻧﺣﺔ اﻟﻣرﺗﻛ ﺔ ﺑﻞ ﺷﺗر أن ﺗﻛون ﻗد ﻧﻔذت أوﺷرع ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ إذا ﺎﻧت ﻣن اﻟﺟﻧﺢ اﻟﺗﻲ ﻌﺎﻗب‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﻛون ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳرﻗﺔ ﺑﯾن اﻷزواج أو ﺑﯾن‬
‫اﻷﺻول واﻟﻔرع ﻻ ﻣ ن أن ون ظرﻓﺎ ﻣﺷددا ﺑدون ﺗﻘد م ﺷ و )‪ ، (2‬إﻻّ أن ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﻗد ذﻫﺑت ﻋ س‬
‫ﯾﻬم إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﯾﺗﻣﺗّﻊ ﺣﺻﺎﻧﺔ ﻗﺎﻧوﻧ ﺔ‬
‫اﻟﻣﺷدد وﻻ ّ‬
‫ّ‬ ‫ذﻟك واﻋﺗﺑرت أﻧﻪ ﻔﻲ أن ﺗﻛﺗﻣﻞ اﻟﺟﻧﺣﺔ ﺄر ﺎﻧﻬﺎ ﻟﻘ ﺎم اﻟظرف‬
‫ﺗﻌﻔ ﻪ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻔروع واﻷﺻول ﻣﺎ ﻻ ﯾﻬم إن ﺎﻧت ﺗﻠك اﻟﺟﻧﺣﺔ ﻗد اﻧﻘﺿت ﺎﻟﺗﻘﺎدم )‪ (3‬و ﻫو ﻣﺎ‬
‫ﻧﻣﯾﻞ اﻟﻰ اﻹﻋﺗﻘﺎد ﺻﺣﺗﻪ ط ﻘﺎ ﻟﻣﺑدأ اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺿﯾ ﻟﻠﻧص اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻗرار ﻓﻲ ‪ ،1980/10/28‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.101‬‬
‫)‪- (2‬ﷴ ز ﻲ اﺑو ﻋﺎﻣر ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪،‬ص ‪.278‬‬
‫‪(3)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p42.‬‬
‫ﻣﺎ أن اﻟظرف اﻟﻣﺷدد ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟرد اﻟﺷروع ﺳواء ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ أو ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺣﺔ اﻟﻣرﺗ طﺔ ﺑﻬﺎ وﻟذﻟك ﺳوف ﺗطﺑ اﻟﻔﻘرة‬
‫اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 263‬ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻣرﺗ ط ﺑﺟﻧﺣﺔ ﺗﺎﻣﺔ أو ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﺗﺎم اﻟﻣرﺗ ط ﺷروع ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ‬
‫ﻓﻲ ﺟﻧﺣﺔ ‪ٕ ،‬واذا وﻗﻊ اﻟﻘﺗﻞ ﺳﺑ اﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد اﻟﻣرﺗ ط ﺑﺟﻧﺣﺔ أ ﺿﺎ ﺗطﺑ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة‪ 2/263‬ﺎﻟﺷﺧص اﻟذ‬
‫ﯾرﺗﻛب ﺳرﻗﺔ و ﻘﺗﻞ ﻣﻊ ﺳﺑ اﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد اﻟﺷﺎﻫد اﻟذ رآﻩ‪.‬‬
‫ـ ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ‪ :‬و ﻌﻧﻲ ذﻟك أﻧﻪ ﻻ ﻔﻲ اﻹﻗﺗران وﻻ وﺣدة اﻟﺳﺑب ﻟﻸﺧذ ﺑﻬذا اﻟظرف اﻟﻣﺷدد ﺑﻞ ﺳﺗوﺟب أن ﺗﺗﺣﻘ‬
‫إﺣد اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 2/263‬وﻫﻲ ﺗﻧﻘﺳم اﻟﻰ ﺟزأﯾن اﻷول "إﻋداد أو ﺗﺳﻬﯾﻞ أو ﺗﻧﻔﯾذ ﺟﻧﺣﺔ"‪ ،‬اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫"ﺗﺳﻬﯾﻞ ﻓرار ﻣرﺗﻛﺑﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟﻧﺣﺔ أو اﻟﺷر ﺎء ﻓﯾﻬﺎ أو ﺿﻣﺎن ﺗﺧﻠﺻﻬم ﻣن ﻋﻘو ﺎﺗﻬﺎ"‪ ،‬ﻓﺈن ﻟم ﺗﺗﺣﻘ إﺣد ﻫذﻩ اﻟﺻور‬

‫‪10‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻟﺗطﺑﯾ ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓ ﺛﯾ ار ﻣﺎ ﺣدث أن ﺗرﺗ ط ﺟﻧﺎ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﻣﻊ ﺟﻧﺣﺔ دون أن ﯾﺗﺣﻘ ﻫذا اﻟظرف‪،‬‬
‫اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻻ ﺻﺢ ﻗﺎﻧوﻧﺎ إﻋﺗ ﺎر‬ ‫ارﺗﻛب ﻗﺗﻼ أﺛﻧﺎء ﻣﺷﺎﺟرة ودون ﻗﺻد ﺳﺎﺑ أﺧذ ﻣﺎﻻ ﺎن ﻟد‬ ‫ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟذ‬
‫اﻟﺳرﻗﺔ ظرﻓﺎ ﻣﺷدد ﻟﻠﻘﺗﻞ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﺷﺗر أن ﺗﻛون اﻟﺟﻧﺎ ﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﻛب ﻟﺗﺳﻬﯾﻞ اﻟﺟﻧﺣﺔ وﻟ س اﻟﻌ س‪ ،‬ﻓﻣن ﺎن ﺣﻣﻞ ﺳﻼح ﺑدون ﺗرﺧ ص‬
‫ﻹﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻗﺗﻞ ﺷﺧص ﻻ ون ﻣﺣﻼ ﻟﺗطﺑﯾ اﻟﻣﺎدة ‪. 2/263‬‬
‫اﻟزﻣﺎﻧﻲ و اﻟﻣ ﺎﻧﻲ ﻓﻘد ﺗﻘﻊ اﻟﺟرﻣﺗﯾن ﻓﻲ ﻣ ﺎﻧﯾن وزﻣﻧﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن وﻗد ﺗدوم اﻟﻔﺗرة ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ وﻗﺗﺎ‬ ‫وﻻ ﺷﺗر اﻹرﺗ ﺎ‬
‫طو ﻼ‪ ،‬ﻣن ﺳرق ﺛم ﻌد ﻣدة طو ﻠﺔ ﻘﺗﻞ اﻟﺷﺎﻫد اﻟذ رآﻩ‪ ،‬وﻻ ﺗﺄﺛﯾر ﻟﺗﻘﺎدم اﻟﺟﻧﺣﺔ‪.‬‬
‫ﻟم ﯾﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ إرﺗﻛﺎب ﺟﻧﺎ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﻟﻐرض ﺟﻧﺎ ﺔ أﺧر ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺷراح ﯾﺗﻔﻘون ﻋﻠﻰ اﻧط ﺎق اﻟﻣﺎدة‬
‫‪ 2/263‬ﻷن اﻟﻘول ﻐﯾر ذﻟك ﯾؤد اﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻏﯾر ﻣﻌﻘوﻟﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ظروف ﻣﺷددة ﻣرﺗ طﺔ ﺎﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ‬


‫‪ 1‬اﻟﻘﺗﻞ ﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻌذﯾب واﻷﻋﻣﺎل اﻟوﺣﺷ ﺔ‬
‫اﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟﺗﻌذﯾب واﻷﻋﻣﺎل اﻟوﺣﺷ ﺔ ﻹرﺗﻛﺎب ﺟﻧﺎ ﺔ ) وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻘﺗﻞ(‬ ‫ﻓﻘد اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺎدة ‪262‬ق ع اﻟﺷﺧص اﻟذ‬
‫ﻓﻲ ﻣرﺗ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﻣﻊ ﺳﺑ اﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد‪ ،‬ﻓطﺑ ﻌﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟذ ﯾﺗم ﺑﻬذا اﻟﺷ ﻞ ﺳﻣﻰ إﻏﺗ ﺎﻻ أ ﺿﺎ‪ ،‬ﻓﻬو ظرف ﻣﺷدد‬
‫ﻋﺎم ﯾﻧطﺑ ﻋﻠﻰ ﻞ اﻟﺟﻧﺎ ﺎت‪،‬وﻧﻔس اﻟﺷﻲء إذا ﺣدﺛت اﻟوﻓﺎة ﺳﺑب اﻟﺧطﻒ ﺳواء ﺎن اﻟﺿﺣ ﺔ ﺎﻟﻐﺎ أو ﻗﺎﺻر وﻓ‬
‫أﺣ ﺎم اﻟﻣواد ‪293‬ﻣ رر وﻣ رر‪.1‬‬
‫‪ 2‬اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣواد ﻣﺗﻔﺟرة أو اﻟﺣر ‪:‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﺗﺣﻘ اﻟظرف اﻟﻣﺷدد ﻟﻠﻘﺗﻞ ﻣﺗﻰ ﺗم ﺳﺑب إﺿرام اﻟﻧﺎر ﻋﻣدا ﻓﻲ اﻷﻣوال اﻟﻣذ ورة ﻓﻲ م ‪ 396‬ق ع ) ﻓﻲ ﻣ ﺎن‬
‫أو ﻣﺳﺎﻛن أو ﻏرف أو ﺧ م أو أﻛﺷﺎك و ﻟو ﻣﺗﻧﻘﻠﺔ أو ﺑواﺧر أو ﺳﻔن أو ﻣﺧﺎزن أو ورش إذا ﺎﻧت ﻏﯾر ﻣﺳ وﻧﺔ أو‬
‫ﻏﯾر ﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﻠﺳ ن(‪ ،‬و ﺗم ﺗوﻗ ﻊ اﻟﻌﻘﺎب وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪ 1/399‬ق ع‪.‬‬
‫اﻟﻣواد ‪402‬‬ ‫ﻋﺎم أو ﺧﺎص وﻓ‬ ‫ﻣﺎ ﻌﺗﺑر ظرﻓﺎ ﻣﺷددا وﻓﺎة ﺷﺧص ﺳﺑب وﺿﻊ ﻋﻣدا آﻻت ﻣﺗﻔﺟرة ﻓﻲ طر‬
‫و‪403‬ق ع‪ ،‬و ذا اﻟوﻓﺎة اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺧطﻒ وﻓ اﻟﻣواد ‪293‬ﻣ رر و ﻣ رر‪1‬إذ ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻹﻋدام‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻋﻘو ﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‬


‫اﻟﻔرع ‪ : 1‬ﻋﻘو ﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟ ﺳ ط واﻟﻣﺷدد‬
‫ﻋﻘو ﺔ أﺻﻠ ﺔ ﻫﻲ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د ط ﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 3/ 263‬ق ع‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﻌﻘو ﺎت‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‬ ‫ﺗطﺑ‬
‫اﻟﺗﻛﻣﯾﻠ ﺔ واﻟﺗ ﻌ ﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻘﺗﻞ ﻣﻊ ﺗواﻓر ظرف ﻣن اﻟظروف اﻟﻣﺷددة اﻟﺗﻲ ذ رﻧﺎﻫﺎ ﻓ ﻠﻬﺎ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻹﻋدام‪.‬‬
‫اﻟﻔرع ‪ : 2‬اﻟظروف و اﻷﻋذار اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ‬

‫‪11‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ـ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠظروف اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ‪ :‬ﻫﻲ ﻋ ﺎرة ﻋن آﻟ ﺎت ﺗﺟﯾز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ ﺗﺧﻔ ض اﻟﻌﻘو ﺔ ﻠﻣﺎ ﻗدر ﺗواﻓرﻫﺎ ﺣﯾث أﺟﺎزت‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 53‬ق ع اﻟﻧزول ﺎﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻰ ﻏﺎ ﺔ ‪ 10‬ﺳﻧوات ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إذا ﺎﻧت اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻣﻘررة اﻹﻋدام‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺟوز ﺗﺧﻔ ﺿﻬﺎ‬
‫اﻟﻰ ‪ 5‬ﺳﻧوات ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د‪.‬‬
‫ظﻬر ﻓﻲ ﺻور ﺛﻼﺛﺔ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع وﻫﻲ‪:‬‬ ‫ـ أﻣﺎ اﻷﻋذار اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ‪ :‬ﻓﺗﺗﻣﺛﻞ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ﻋذر اﻹﺳﺗﻔزاز اﻟذ‬
‫‪ -‬م ‪ 277‬ق ع إذا دﻓﻊ اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﻰ ارﺗﻛﺎب ﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ وﻗوع ﺿرب ﺷدﯾد ﻣن أﺣد اﻷﺷﺧﺎص ‪.‬‬
‫ـ م‪ 278‬ق ع إذا ارﺗﻛب اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﻘﺗﻞ ﻟدﻓﻊ ﺗﺳﻠ أو ﺛﻘب أﺳوار أو ﺣ طﺎن أو ﺗﺣط م ﻣداﺧﻞ اﻟﻣﻧﺎزل أو اﻷﻣﺎﻛن‬
‫اﻟﻣﺳ وﻧﺔ أو ﻣﻠﺣﻘﺎﺗﻬﺎ إذا ﺣدث ذﻟك أﺛﻧﺎء اﻟﻧﻬﺎر‪.‬‬
‫ـ‪ 279‬ق ع إذا ارﺗﻛب اﻟﻘﺗﻞ زوج ﻋﻠﻰ زوج آﺧر أو ﺷر ﻪ ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻣﻔﺎﺟﺋﺗﻪ ﻣﺗﻠ ﺳﺎ ﺎﻟزﻧﺎ‪.‬‬
‫وﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺗﺧﻔض اﻟﻌﻘو ﺔ وﺟو ﺎ اﻟﻰ اﻟﺣ س ‪ 5‬ﺳﻧوات )م ‪ 283‬ق ع(‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟ ار ﻊ‪ :‬ﺻور ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻘﺗﻞ‬


‫‪L’ empoisonnement‬اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻘﺗﻞ ﺎﻟﺗﺳﻣ م‬
‫وﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 260‬ق ع أﻋد ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺗﻛﯾ ﻔﺎ ﺧﺎﺻﺎ وﻋﻘو ﺔ ﻗﺻو ﻫﻲ اﻹﻋدام ﻧظ ار ﻟطﺑ ﻌﺗﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻋن اﻟﻘﺗﻞ‬
‫و ﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﺳﺗﺧدام أو ﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻐﯾر ﻣواد ﻣن طﺑ ﻌﺗﻬﺎ أﻧﻬﺎ ﻗﺎﺗﻠﺔ وذﻟك ﻘﺻد إﺣداث وﻓﺎﺗﻪ)‪ ،(1‬ﻓﻬﻲ ﺟرﻣﺔ‬ ‫اﻟﻌﺎد‬
‫ﺳﻬﻠﺔ اﻹرﺗﻛﺎب وﻻ ﺗﺳﺗﻠزم أ ﺟﻬد‪ ،‬ﻣﺎ أﻧﻬﺎ ﺟرﻣﺔ ﺻﻌب إﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان ﺗم ذﻟك ﺻﻌب ﺿ ط ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ)‪ ،(2‬وﻣﺎ‬
‫ﻣﯾزﻫﺎ ﻋن اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﺎد أن ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺗﺗم ﻣﺟرد ﺗﻧﺎول اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﻣﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ‪ ،‬أ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﺗﺣدث‬
‫اﻟوﻓﺎة ﻟذا ﻓﻬﻲ ﺟرﻣﺔ ﺷ ﻠ ﺔ إذ ﻗﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻬﺎﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 2008/01/23‬أن " ﺟﻧﺎ ﺔ اﻟﺗﺳﻣ م ﺗﻘوم‬
‫ﻟﻬذﻩ‬ ‫ﻣﺟرد اﺳﺗﻌﻣﺎل أو إﻋطﺎء ﻣواد ﺳﺎﻣﺔ‪ ...‬ﻐض اﻟﻧظر ﻋن ﺗﺣﻘﯾ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗدﺧﻞ ﺿﻣن اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬ ‫ّ‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟﺟرﻣﺔ" ‪،‬ﻟذا طرح اﻟﺳؤال ﺣول إﻣ ﺎﻧ ﺔ ّ‬
‫ﺗﺻور اﻟﺷروع ﻓﯾﻬﺎ وﻗد اﺗﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻰ‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)- CULIOLIMarcel, Empoisonnement, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et procédures‬‬
‫‪pénales,tome 3,Paris,2003,p2.‬‬
‫‪(2)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p44.‬‬
‫)‪ -(3‬ﻗرار ﺻﺎدر ﻓﻲ‪ ،2008 /01 /23 :‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ﻋدد ‪ ،2008 ،01‬ص ‪.293‬‬
‫ﯾرﻣﻲ ﻣﺎدة ﺳﺎﻣﺔ داﺧﻞ ﺑﺋر أو ﯾدس اﻟﺳم ﻓﻲ اﻟطﻌﺎم ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر أن ﺄﻛﻞ ﻣﻧﻪ‬ ‫اﻟرد ﺎﻹﯾﺟﺎب ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷﺧص اﻟذ‬
‫اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻣ ن ﺗﺻور اﻟﻌدول ﻓﯾﻬﺎ)‪ ،(1‬ﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ ﻣ ن أن ﺗرﺗﻛب إﻻ ﺑوﺳﯾﻠﺔ واﺣدة وﻫﻲ‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺎدة ﺳﺎﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﺗﺳﻣ م ﻧﺻت ﻋﻠ ﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 260‬ق ع " اﻟﺗﺳﻣ م ﻫو اﻹﻋﺗداء ‪ .....‬ﺑﺗﺄﺛﯾر ﻣواد ﻣ ن أن‬ ‫‪1‬ـ اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫ﺗؤد اﻟﻰ اﻟوﻓﺎة ﻋﺎﺟﻼ أو آﺟﻼ ‪"...‬‬
‫ـ إﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣواد ﺳﺎﻣﺔ‪ :‬ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت اﻟطرﻘﺔ اﻟﺗﻲ وﺻﻠت ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﻣﺔ اﻟﻰ ﺟﺳم اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺳواء ﺑوﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫طﻌﺎم أو ﺷراب أو ﺎﻟﺣﻘن أو ﺣﺗﻰ ﺎﻹﺗﺻﺎل اﻟﺟﻧﺳﻲ ) ﻓﯾروس اﻟﺳﯾدا(‪ ،‬إذ أن ظﻬور أﺷ ﺎل ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﺳﻣ م ﺎن‬
‫اﻟﻣﺑرر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذ داﻓﻊ ﻋﻠ ﻪ أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذ ﻋﺎرض ﻣﻘﺗرح أﻋﺿﺎء اﻟﺣ وﻣﺔ واﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻹﻟﻐﺎء‬
‫‪12‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫إذ طﺎﻟب أﻋﺿﺎء ﻣﺟﻠس اﻷﻣﺔ ﺿرورة ﺗوﺳ ﻊ ﻣﻔﻬوم اﻟﺗﺳﻣ م‬ ‫ﺟرﻣﺔ اﻟﺗﺳﻣ م ﺎﻋﺗ ﺎرﻫﺎ ﻻ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻋن اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﺎد‬
‫ﻟﻣواﺟﻬﺔ أﺧطﺎرﻩ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ظﻬور وﺳﺎﺋﻞ ﺟدﯾدة ﻟﻠﺗﺳﻣ م ﻧﻘﻞ اﻟﻔﯾروﺳﺎت اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ)‪.(2‬‬
‫ـ اﻟطﺑ ﻌﺔ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣواد‪ :‬ﻣﻬﻣﺎ ﺎن ﻣﺻدرﻫﺎ ﺣﯾوان ﺳم اﻷﻓﺎﻋﻲ و ﻌض اﻟﺿﻔﺎدع اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ ﻣﺛﻼ أو ﻧ ﺎت ﻣﺛﻞ ‪la‬‬
‫‪ ،cigue‬ﻣﻌدن ﻣﺛﻞ ‪ ، l’arsenic‬ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت طﺑ ﻌﺗﻪ ﺳﺎﺋﻞ أو ﺻﻠب‪ ،‬ﻏﺎز ‪ ،‬ﻏﺑرة‪ ،‬ﻣﺎ ﺗوﺟد ﻣواد أﺧر ﻏﯾر‬
‫ﻣﺻﻧﻔﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺳﺎﻣﺔ وﻟﻛﻧﻬﺎ ﻗﺎﺗﻠﺔ ﺎﻟﻔﯾروس‪ ،‬ﻣﺎ ﻻﺗﻬم ﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﺈذا ﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣواد ﺗﺷﺗر ﻹﺣداث اﻟوﻓﺎة ﺗوّﻓر‬
‫ﺛم ﻗدﻣت ﻣ ﺔ أﻗﻞ وﻟم ﺗﺣدث اﻟﻘﺗﻞ ﻓﺎﻟﺟرﻣﺔ ﺗﻘوم وﺗﻌﺗﺑر ﺷروع ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻣ م)‪ . (3‬وﻟم ﻌﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ّ‬
‫ﻣﺔ ّ‬
‫ﺗﺳﻣ ﻣﺎ ﺣﺎﻻت ﺛﯾرة ﻟﻠﻘﺗﻞ رﻏم أﻧﻬﺎ ﺗﻣت ﻣواد ﻗﺎﺗﻠﺔ ﺎﻟﻘﺗﻞ اﻟذ وﻗﻊ ﻋن طر زﺟﺎج ﻣطﺣون‪ ،‬أو اﻟﺷﺧص اﻟﺟﺎﻣﻞ‬
‫ﻟﻔﯾروس اﻟﺳﯾدا و ﻘوم ﻌض أﺣد رﺟﺎل اﻟﺷرطﺔ و ﻘول ﻟﻪ "إﻧﻧﻲ ﺣﺎﻣﻞ ﻟﻠﻔﯾروس وﺳﺗﻣوت أﻧت أ ﺿﺎ" ‪ ،‬واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻟذ‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫وﺿﻊ ﻣﺎدة ﺗﺣﺗو ﻋﻠﻰ ﻏﺎز ﻧوو ‪ substances radioactives‬ﻓﻲ ﺳ ﺎرة ﻣﺳﺗﺧدﻣﻪ وأﺻﯾب ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺷﻠﻞ‬
‫ﻣﺎ ﺗطرح أ ﺿﺎ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻣﺎدة اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻛون ﻟدﯾﻬﺎ طﺑ ﻌﺔ ﻗﺎﺗﻠﺔ إﻻّ إذا ﺗﺻﺎدﻓت ﻣﻊ ﺗواﻓر ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺣﺳﺎﺳ ﺔ ﻟد‬
‫اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬أ أن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺳﺗﻌﯾن ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺻﺣ ﺔ ﻣن أﺟﻞ ﺗﺣﻘﯾ اﻟطﺎ ﻊ اﻟﺳﺎم ﻟﻠﻣﺎدة‪ ،‬ﻓرﻏم ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫إﻻ أن ﻻ ﻣ ن ﺗﻛﯾﯾﻒ اﻟﻔﻌﻞ ﺎﻟﺗﺳﻣ م ﺎﻋﺗ ﺎر أن اﻟﻘﺎﻧون ﺷﺗ ار اﻟطﺎ ﻊ اﻟﺳﺎم واﻟﻘﺎﺗﻞ ﯾﺟب أن ﯾﺗواﻓر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‬
‫ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻓﺎﻟﻔﻌﻞ ﯾ ﻘﻰ ﻗﺗﻼ ﻋﺎد ﺎ أو ﺷروﻋﺎ )‪.(5‬‬

‫ــــــــ‬

‫‪(1)-Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p44.‬‬


‫‪(2)-CULIOLIMarcel, Empoisonnement, op-cit,p9.‬‬
‫‪(3)- Malabart Valérie,op-ct, p 66.‬‬
‫‪(4)- CULIOLIMarcel, Empoisonnement, op-cit,p 09.‬‬
‫‪(5)-Malabart Valérie, op-cit, p66.‬‬

‫‪2‬ـ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ :‬ﻘﺗﺿﻲ ﺗواﻓر ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﻟد اﻟﺟﺎﻧﻲ وﻣﺗﻰ ﺗوﻓرت اﻟﻧ ﺔ ﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳﻣ م ﺣﺗﻰ وأن ﺎن ﻗﺻدﻩ‬
‫ﻌض اﻟﻔﻘﻪ أن اﻟﻘﺻد اﻟﻣطﻠوب ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ ﺎﻟﺗﺳﻣ م ﯾﺧﺗﻠﻒ‬ ‫ن ﯾﻧو ﻗﺗﻞ ﺷﺧص ﻣﺣدد‪ ،‬و ر‬ ‫ﻟم‬ ‫ﻏﯾر ﻣﺣدود‪ ،‬أ‬
‫ﯾﺗطﻠ ﻪ اﻟﻘﺗﻞ ﺎﻟﺗﺳﻣ م ﻟ س إﺣداث اﻟوﻓﺎة ﺑﻞ اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹراد‬ ‫ﻷن اﻟﺷﺊ اﻟذ‬ ‫ﺷﺗرطﻪ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﺎد‬ ‫ﻋن ذﻟك اﻟذ‬
‫ﻟﻣﺎدة ﺳﺎﻣﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻠم طﺑ ﻌﺗﻬﺎ اﻟﻘﺎﺗﻠﺔ دون اﺷﺗ ار ﻧ ﺔ ﺗﺣﻘ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ وﻫﻲ اﻟوﻓﺎة‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻟم ﺗؤّدﻩ ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض‬
‫اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﻗ اررات ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث اﻋﺗﺑرت أن اﻟﺷﺧص اﻟذ ﺣﻣﻞ ﻓﯾروس اﻟﺳﯾدا ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺄﻧﻪ ﻗﺎﺗﻞ واﻟذ أﻗﻧﻊ‬
‫ﻔﻲ ﻟﻠﻘول ﺄﻧﻪ ﺎن ﯾﻧو ﻗﺗﻠﻬﺎ)‪ ، (1‬ﻣﺎ اﻋﺗﺑرت أن اﻷط ﺎء‬ ‫ﺷر ﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻌدم اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟواﻗﻲ ﻻ‬
‫ﻣﻠوث ﻟﻠﻘول ﺑﺗوﻓر ﻧ ﺔ‬
‫ﻣﻠوث ﻔﯾروس اﻟﺳﯾدا ﻻ ﻔﻲ اﻹﺳﺗﻧﺎد اﻟﻰ ﺗواﻓر اﻟﻌﻠم ﺄن اﻟدم ّ‬ ‫اﻟذﯾن ﺣﻘﻧوا ﻣرﺿﻰ ﺑدم ّ‬
‫اﻟﺗﺳﻣ م ﺑﻞ أن ﻫذﻩ اﻟﻧ ﺔ ﻣ ن اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﻬﺎ ﻣن وﺟود ﻋداوة ﻣﺳ ﻘﺔ ﻣﺛﻼ )‪. (2‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻗﺗﻞ اﻷﺻول م‪258‬ق ع ‪le parricide‬‬

‫‪13‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫" ﻗﺗﻞ اﻷﺻول ﻫو إزﻫﺎق روح اﻷب أو اﻷم أو أ ﻣن اﻷﺻول اﻟﺷرﻋﯾﯾن"‬
‫ون ﻫذا اﻷﺻﻞ ﺷرﻋ ﺎ ﻣﻣﺎ ﺳﺗ ﻌد ﺣﺎﻻت اﻟﺗﺑﻧﻲ واﻟﻛﻔﺎﻟﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﻌﺎﻗب ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة أن‬ ‫ﺣﯾث ﺗﺷﺗر‬
‫ﺎﻹﻋدام )م‪ ،(1/261‬وﻻ وﺟود ﻷﻋذار ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣن ﻗﺗﻞ أﺻوﻟﻪ)م ‪ 282‬ق ع(‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻗﺗﻞ اﻷطﻔﺎل ﺣدﯾﺛﻲ اﻟﻌﻬد ﺎﻟوﻻدة ‪L’infanticide‬‬
‫واﻟظروف اﻟﻣﺷددة ﻟﻪ‪ ،‬وﻟﻛن ﻣﺎ ﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ وﺟود ﻣﺳﺄﻟﺔ‬ ‫ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 259‬وﻟﻪ ﻧﻔس أر ﺎن اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‬
‫ﺣداﺛﺔ اﻟﻌﻬد ﺎﻟوﻻدة واﻟﺗﻲ ﻟم ﺣدد اﻟﻘﺎﻧون ﻣدﺗﻬﺎ وﻟﻛن ﺣﺳب ﻣﺎ ذﻫب إﻟ ﻪ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻫﻲ ﺗﻠك اﻷ ﺎم اﻟﺳﺎ ﻘﺔ‬
‫ﻟﺗﺳﺟﯾﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧ ﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻫﻲ ﻣدة ‪ 5‬أ ﺎم ﺣﺳب ﻗﺎﻧون اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧ ﺔ اﻟﺻﺎدر ﺎﻷﻣر رﻗم‪. 20/70‬‬
‫ـ ﻣﺎ ﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺣﺎﻟﺔ إرﺗﻛﺎب اﻟﻘﺗﻞ ﻣن طرف اﻷم ﻓﻘد ﺧﺻﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻌﻘو ﺔ ﻣﺧﻔﻔﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن ‪ 10‬ﺳﻧوات‬
‫اﻟﻰ ‪ 20‬ﺳﻧﺔ ﺳواء ﺎﻧت ﻓﺎﻋﻠﺔ أﺻﻠ ﺔ أو ﺷر ﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ ، 2/ 261‬وذﻟك أﺧذا ﻌﯾن اﻹﻋﺗ ﺎر‬
‫)‪(3‬‬
‫‪ ،‬وﻟﻛن ﻫذا اﻟﻌذر ﻻ ﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎﻫم ﻣﻌﻬﺎ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب‬ ‫اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﻔﺳ ﺔ ﻟﻸم ﻓﻲ اﻟﻠﺣظﺎت اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟوﻻدة‬
‫اﻟﺟر ﻣﺔ‪.‬‬
‫إﻟﻰ‬ ‫ﯾؤد‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣوظﻒ أﺛﻧﺎء أداء ﻣﻬﺎﻣﻪ أو ﻣﻧﺎﺳ ﺔ أداء وظ ﻔﺗﻪ واﻟذ‬ ‫* ﺿﺎف اﻟﻰ ﻫذا ﺟرﻣﺔ اﻹﻋﺗداء اﻟﻌﻣد‬
‫اﻟوﻓﺎة ﻣﻊ ﻗﺻد إﺣداﺛﻬﺎ ﺣﯾث ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻣﺎدة ‪ 148‬م ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺎﻹﻋدام‪.‬‬

‫ـــــــــ‬
‫‪(1)- Crim.Franc. 02 /07/1998, code pénal Français, op-cit, p304.‬‬
‫‪(2)-Crim.Fran, 18/06/2003, code pénal Français, op-cit, p304.‬‬
‫وﻗد ّﺑرر ذﻟك اﻷﺳﺗﺎذ ﺑ ﺎرﺎ ﻓﻲ ﻣؤﻟﻔﻪ اﻟﺟراﺋم واﻟﻌﻘو ﺎت ﺎﻟﻘول‪:‬‬
‫‪« l’infanticide d’autre part, est le résultat inéluctable de l’alternative ou est placée une femme qui a succombé par‬‬
‫‪faiblesse ou qui a été victime de la violence. Entre la honte et la mort d’un être incapable d’en ressentir les‬‬
‫‪atteintes, comment ne choisirait –elle pas ce dernier parti, plutôt que d’être exposée avec son malheureux enfant à‬‬
‫‪une misère certaine » BECCAREA Cesare, des délits et des peines, traduction de Maurice chevallier, GF‬‬
‫‪Flammarion, Paris, 1991, p146 .‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الضرب والجرح العمد وأعمال التعدي اإلخرى‬
‫‪Coups et blessures et voies de fait‬‬
‫م ‪264‬ق ع‬
‫ﻔ ﺔ ﺗﻘﺳ م اﻟﻣﺷرع ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﺣﯾث ﺗﺣدث ﻋن اﻟﻘﺗﻞ ﻓﻲ ﺟزء ﺧﺎص ﺛم ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻷﺧر ﻋن‬ ‫ﯾﺟب اﻟﺗﻧﺑ ﻪ اﻟﻰ‬
‫رﻏم أن ﻣﺻطﻠﺢ أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﺷﻣﻞ أ ﺿﺎ اﻟﻘﺗﻞ ﻷن ﻞ اﻋﺗداء‬ ‫أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ‪ ،‬و ﻌﻧﻲ ﺑﻬﺎ اﻟﺿرب واﻟﺟرح واﻟﺗﻌد‬
‫ﻣس اﻟﻛ ﺎن اﻟﺟﺳد ﻟﻺﻧﺳﺎن ﻌﺗﺑر ﻋﻣﻞ ﻋﻧﻒ‪.‬‬
‫و ﺷﺗرك اﻟﻘﺗﻞ وأﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ اﻷﺧر ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺗﯾن ‪:‬‬
‫ﺿرورة وﺟود إﻧﺳﺎن ﺣﻲ ﻷن اﻟﺿرب واﻟﺟرح ﻻ ﯾرﺗﻛب إﻻ ﺿد إﻧﺳﺎن ﺣﻲ ﻣﻊ ﺧﺻوﺻ ﺔ ﯾﺗﻣﯾز ﺑﻬﺎ‬ ‫ـ اﻷوﻟﻰ ﺗﺗﻌﻠ‬
‫اﻟﻘﺗﻞ ﺣﯾث اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ ﻫو اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺣ ﺎة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ـ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ أن أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﺗﺳﺗوﺟب وﺟود ﻓﻌﻞ إﯾﺟﺎﺑﻲ ﯾﺗﻛون ﻪ اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻣﺛﻞ اﻟﻘﺗﻞ‪ ،‬أﻣﺎ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺳﻠﺑ ﺔ ) اﻟﺗرك(‬
‫ﻓﻬﻲ ﻣﺣﻞ ﺗﻛﯾ ﻔﺎت ﺧﺎﺻﺔ)‪ ،(1‬ﺟرﻣﺔ اﻹﻣﺗﻧﺎع ﻋن ﺗﻘد م اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻟﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧطر)م ‪181‬و‪ 182‬ﻗﻊ(‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫أر ﺎن اﻟﺟر ﻣﺔ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﻠﺿرب واﻟﺟرح وأﻋﻣﺎل اﻟﺗﻌد اﻷﺧر‬


‫ﯾﺛﯾر اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻘﺗﻞ ﻌض اﻟﺗﻌﻘﯾدات ﻟﻠﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺻور اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪264‬‬
‫ﺣﯾث أوردت أرﻊ ﺻور وﻫﻲ اﻟﺿرب‪،‬اﻟﺟرح‪ ،‬أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ‪ ،‬اﻟﺗﻌد ‪.‬‬
‫ﺻﯾب ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ﻔﻌﻞ ﺷﻲء ﻣﺎد ﻏﺎﻟ ﺎ ﻣﺎ ﯾﺗرك أﺛ ار ﯾدل ﻋﻠ ﻪ ﻷﻧﻪ ﺣدث ﻗطﻊ‬ ‫‪ 1‬اﻟﺟروح ‪ :‬ﻫﻲ ﻋ ﺎرة ﻋن أذ‬
‫أو ﺗﻣزق أو ﺳر أو ﺣروق أو ﺗﺳﻠﺦ‪ ،‬ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت اﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ‪ ،‬ﺳﻼح اﺑ ض أو ﻧﺎر أو ﺣﺟر أو ﺑﻠﻛﻣﺔ‬
‫وﺣﺗﻰ ﺎﻟﻌض‪....‬‬
‫ون ﻣﺳؤوﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرح ﻣﺎ‬ ‫وﻟ س ﺿرورﺎ أن ﺣدث اﻟﺟرح ﺑﯾد اﻟﺟﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻓﻣن ﺣرض ﻠ ﺎ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص وﻋﺿﻪ‬
‫ﺻدم ﺷﺧﺻﺎ أد إﻟﻰ ﺟرﺣﻪ ﺳواء ﺑواﺳطﺔ اﻟﻣر ﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ أو ﺳﺑب ﺗدﺣرﺟﻪ‬ ‫ون ﻣﺳؤوﻻ أ ﺿﺎ ﺳﺎﺋ اﻟﺳ ﺎرة اﻟذ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷرض‪ ،‬ﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون اﻟﺟروح ﺎطﻧ ﺔ ﻣن ﻌﺗد ﻋﻠﻰ اﻣرأة ﺣﺎﻣﻞ ﯾؤد اﻟﻰ إﺟﻬﺎﺿﻬﺎ‪.‬‬
‫‪ 2‬اﻟﺿرب‪ :‬و ﻘﺻد ﻪ اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺧ طﺔ أو ﺻدﻣﺔ ﻌﻧﻒ)‪ ،(2‬ﻓﺈذا ﺎن ﻣﺻﺣو ﺎ ﺑﺟروح ﯾﻒ‬
‫ـــــــ‬
‫‪(1)-Rassat Michèle laure,op-cit, p252.‬‬
‫‪(2)-Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p59.‬‬

‫ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺟرح‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﯾر ذﻟك ﯾ ﻘﻰ ﺿرﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾﺧﻠﻒ آﺛﺎرا‪ ،‬وﻻ ﺳﺗوﺟب أن ﺳﺗدﻋﻲ ﻋﻼﺟﺎ‪ ،‬و ﻣ ن‬
‫أن ﯾﺗم ﺄ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣذ ورة ﻓﻲ اﻟﺟرح ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺻﻔﻌﺔ اﻟﻰ اﻟوﺟﻪ ﺗﻌﺗﺑر ﺿرﺎ ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗﻣت ﻌﻧﻒ‪.‬‬

‫‪ 3vois de fait‬اﻟﺗﻌد‬
‫وﻫو أ ﺿﺎ ﻋﻣﻞ ﻋﻧﻒ وﻟﻛﻧﻪ أﻗﻞ ﺧطورة ﻣن اﻟﺿرب و اﻟﺟرح إﻻ أﻧﻪ ﻌﺎدﻟﻬﺎ ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟﺟﺳﺎﻣﺔ ﺑﺈﻋﺗ ﺎر أن اﻟﻔﺎﻋﻞ‬
‫أﺛر ﻋﻠﻰ ﺟﺳد اﻟﺿﺣ ﺔ ﻓﻘد ﯾﺗم‬ ‫ﻣ ن أﻻ ﯾﺗرك أ‬ ‫ﺳﺑب ﺿر ار ﺟﺳد ﺎ ﻟﻠﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻔﻌﻞ إﯾﺟﺎﺑﻲ أ ﺿﺎ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﻌد‬
‫اﻟﻣﻼﻣﺳﺔ ﻟﺟﺳم اﻟﺿﺣ ﺔ وﻫو ﻣﺎ ﻘﺻدﻩ اﻟﻣﺷرع ﻣﺻطﻠﺢ " اﻟﺗﻌد " ﻣﺎ ﻗد ﯾﺗم ﺑدون ﻣﻼﻣﺳﺔ وﻫو ﻣﺎ‬ ‫ﻋن طر‬
‫ﻘﺻدﻩ اﻟﻣﺷرع ﻣﺻطﻠﺢ "أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ اﻷﺧر "‪.‬‬
‫ﻣﺛﻞ دﻓﻊ ﺷﺧص اﻟﻰ اﻟﺳﻘو ﻋﻠﻰ اﻷرض‪ ،‬اﻟ ﺻ ﻓﻲ‬ ‫ﻋدة أﻣﺛﻠﺔ ﺳوﻗﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﺗﻌﺗﺑر ﻣن أﺷ ﺎل اﻟﺗﻌد‬
‫اﻟوﺟﻪ‪ ،‬اﻟﺟﻠب ﻣن اﻟﺷﻌر‪ ،‬اﻟﺟذب ﻣن اﻷذﻧﯾن‪ ،‬اﻟدﻓﻊ ﻋﻠﻰ ﺟﺳم ﺻﻠب)‪ ،(1‬رﻣ ﺔ رة ﻼﺳﺗ ﺔ ﻓﻲ وﺟﻪ ﺷﺧص ﻣﻠﯾﺋﺔ‬

‫‪15‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣواد ﻗذرة‪ ،‬ﻣﺎ ﻌﺗﺑر ﺗﻌد طرد ﺿﺎ ط ﺷرطﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ﻣن ﻣﺣﻞ ﺗﺟﺎر ‪ ،‬رﻣﻲ اﻟوزر ﺎﻟﺑ ض أو اﻟﻘﺎرورات اﻟﻔﺎرﻏﺔ‪،‬‬
‫ﺗﺣﻠﯾ ﺷﻌر ﺷﺧص دون رﺿﺎﻩ )‪.(2‬‬
‫‪ 4‬أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ اﻷﺧر ‪:‬‬
‫ﻪ أذ‬ ‫وﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺎد ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث اﻧزﻋﺎﺟﺎ ﺷدﯾدا ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ دون أن ﯾﻠﺣ‬
‫ﺟﺳﻣﺎﻧ ﺎ و ﺳﺗوﺟب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻋﻣﺎل أن ﺗﺗم ﺣر ﺔ أو ﺳﻠوك إﯾﺟﺎﺑﻲ ﯾﺛﯾر ﻟد اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺧوف واﻟﻔزع اﻟذ ﯾؤد‬
‫اﻟﻰ اﺿطراب ﻓﻲ ﻗواﻩ اﻟﺟﺳد ﺔ واﻟﻌﺻﺑ ﺔ)‪ ،(3‬وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﺗوﺟ ﻪ ﺳﻼح ﻧﺎر اﻟﻰ وﺟﻪ اﻟﺿﺣ ﺔ‪ ،‬أ ٕواطﻼق ﻋ ﺎر‬
‫ﻧﺎر ﻓﺟﺄة أﻣﺎﻣﻪ)‪ ،(4‬اﻹﻧطﻼق ﺎﻟﺳ ﺎرة ﻧﺣو اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬اﻟﺿرب ﻋﻠﻰ اﻟﺳطﺢ ﻟﻣﻧﻊ ﺳﺎﻛﻧﻲ اﻟطﺎﺑ اﻟﺳﻔﻠﻲ ﻣن اﻟﻧوم‬
‫ﯾ ﻌث ﺑرﺳﺎﺋﻞ ﺗﺣﺗو‬ ‫اﻟﻰ اﺿطراب ﻓﻲ اﻟﻘو اﻟﺟﺳد ﺔ ﻟﻠﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ)‪ ،(5‬أو اﻟذ‬ ‫‪ ،‬وﺣﺗﻰ اﻹزﻋﺎج اﻟﻬﺎﺗﻔﻲ إذا أد‬
‫‪ ،‬ﺗﻌﻠﯾ‬ ‫)‪(6‬‬
‫ﻋﻠﻰ رﺳوم ﻟﻠﺗﺧو ﻒ إذ أﺻ ﺢ ﻣﺛﻞ ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطورﺗﻪ ﺷ ّ ﻞ ﺟرﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ‬
‫إﻋﻼن وﻓﺎة ﻟﺷﺧص ﻣﺎزال ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣ ﺎة)‪.(7‬‬
‫ﺷﻬﺎدات طﺑ ﺔ‪.‬‬ ‫وﻹﺛ ﺎت ﺗﻠك اﻹﺿط ار ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدﺛﻬﺎ ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻏﺎﻟ ﺎ ﻣﺎ ﺷﺗر اﻟﻘﺿﺎء أن ﯾﺗم ﻋن طر‬
‫و ﺳﺗ ﻌد اﻟﻔﻘﻪ إﻋﺗ ﺎر اﻷﻗوال واﻹﺷﺎرات ﺣﺗﻰ وأن اﺷﺗﻣﻠت ﻋﻠﻰ ﺗﻬدﯾد ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺗﻌد واﻟﻌﻧﻒ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 264‬ﻷن اﻟﻘﺎﻧون ﻌﺎﻗب ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻷﻋﻣﺎل اﻟﻣﺎد ﺔ‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫‪(1)-Rassat Michèle laure,op-cit, p253.‬‬
‫‪(2)-Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p59.‬‬
‫‪(3)- crim.Fran. 3/01/1936. Code pénal, op-cit, p 420 .‬‬
‫‪(4)- Crim.Fran.22/11/1936. Code pénal, op-cit, p420.‬‬
‫‪(5)- Crim.Fran. 03/01/1969.Code pénal, op-cit, p 421.‬‬
‫‪(6)-Art.222-16 du même code.‬‬
‫‪(7)- Crim.Fran. 27/11/1999. Code pénal.Fran. p420.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو‬


‫ﻘﺗﺿﻲ اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ﻟﻠﺿرب واﻟﺟرح وﺟود ﻗﺻد ﻋﺎم وﻗﺻد ﺧﺎص ﻣﺛﻞ اﻟﻘﺗﻞ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم ﻌﻧﻲ إرادة إﺗ ﺎن‬
‫ﯾرﺗﻛ ﻪ ﻣﺟرﻣﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪ ،‬ﻟﻛن وﺟود ﻫذﻩ اﻹرادة ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﺑﻞ ﻘﺗﺿﻲ أ ﺿﺎ‬ ‫اﻟﻔﻌﻞ وﻋﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺄن اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟذ‬
‫ﺗواﻓر ﻧ ﺔ اﻹﺿرار ﺎﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ) اﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص( وﻫو ﻣﺎ ﯾﺑرر اﻟﻌﺑرة ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل وﻫﻲ إرادة‬
‫اﻟﻣﺷرع ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻣن ﻞ أﺷ ﺎل اﻟﻣﺳﺎس ﺳﻼﻣﺗﻪ وﺻﺣﺗﻪ‪ ،‬ﻓرﻏم أن ﻌض اﻟﺷراح ﺗﻐﺎﺿوا ﻋن اﻟﺗر ﯾز‬
‫وﻏﯾر اﻟﻌﻣد‬ ‫ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺿرب واﻟﺟرح إﻻ أﻧﻪ ﺷ ﻞ ﺿﺎ ط اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻌﻣد‬
‫‪،‬ﻷن اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﺧطﺄ أ ﺿﺎ ﯾﺗم ﺑﺈرادة ووﻋﻲ وﻟﻛن دون رﻏ ﺔ ﻓﻲ ﺣدوث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ أ اﻟﺿرر‪.‬‬
‫و ﻠﻣﺎ ﺗوﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻼ أﺛر ﻟﻠﺑواﻋث ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت ﺻﻔﺗﻬﺎ ﺷرﻔﺔ أو ﻣﺷﻔﻘﺔ أو ﺗﻠﺑ ﺔ ﻟطﻠب اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪.‬‬
‫ـ ﻣﺎ ﯾﺗﺣﻣﻞ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ ﻋن اﻟﻘﺻد اﻹﺣﺗﻣﺎﻟﻲ ﻠﻣﺎ أد اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟذ ارﺗﻛ ﻪ اﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻟم ن ﯾﻧﺗظرﻫﺎ‬
‫ﻣﺗﻰ ﺛﺑﺗت ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ‪ ،‬ﺎﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟذ طﺎل ﻋﻼﺟﻪ ﺣﺗﻰ أﺣدث ﻟﻪ اﻟﺟرح ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ ﻣﺎ‬

‫‪16‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺳﺄل أ ﺿﺎ ﻋن اﻟﻘﺻد ﻏﯾر اﻟﻣﺣدود ﻣن ﯾرﻣﻲ ﺣﺟرة ﻋﻠﻰ ﺣﺷد ﻣن ﺑﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ﻓ ﺻﯾب أﺣدﻫم‪ ،‬وﻻ أﺛر أ ﺿﺎ‬
‫ﻟﻠﻐﻠط ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻷن اﻟﻌﺑرة ﻫﻧﺎ ﺎﻟﻧ ﺔ وﻟ س ﺷﺧص اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬ﻓﻣن طﺄطﺄ رأﺳﻪ واﻧطﻠ ﻟﺿرب‬
‫آﺧر ﻓﺄﺻﺎب ﻏﯾرﻩ ون ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ﺿرب ﻋﻣد ‪.‬‬
‫ﯾﺧﺗﻠﻒ ﺑﺈﺧﺗﻼف ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺟرﻣﺔ ﺣﯾث ﻻ ﻋﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﺷروع‬ ‫* ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺷروع ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﻌﻣد‬
‫ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺢ إﻻ ﺑﻧص ﺧﺎص وﻫو ﻣﺎﻟم ﯾرد ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﺟﻧﺢ اﻟﺿرب واﻟﺟرح‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﺟﻧﺎ ﺎت اﻟﺟرح ﻓﺎﻟﺣ م ﻣﺧﺗﻠﻒ إن ﺎن ﺿرﺎ أوﺟرﺣﺎ ﻣﻔﺿ ﺎ اﻟﻰ اﻟوﻓﺎة ﺣﯾث ﻻ ﻣ ن ﺗﺻور اﻟﺷروع‬
‫ﻓﯾﻬﺎ أﺻﻼ‪ ،‬ﻓطﺑ ﻌﺔ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻻ ﺗﺗﻔ ﻣﻊ أر ﺎن اﻟﺷروع ﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻘوم إﻻ إذا ﺣدﺛت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ وﻫﻲ اﻟوﻓﺎة‪ ،‬أﻣﺎ إذا‬
‫ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ ﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﺷروع ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺻﻌ ﺎ ‪ ،‬ﻟذا إﺳﺗﻘر اﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻋﺗ ﺎر أن ﻞ‬ ‫* ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻺﺷﺗراك ﻓﺗطﺑﯾ أر ﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﻌﻣد‬
‫ﻣن ﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎب ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻌﺗﺑر ﻓﺎﻋﻼ أﺻﻠ ﺎ)‪ ،(1‬و ﺳﺄل اﻟﻣﺳﺎﻫﻣون ﻋﻠﻰ اﻟﺿرر اﻟذ أﺻﺎب اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‬
‫ﺣﺗﻰ إن ﺎن أﺣدﻫم ارﺗﻛب ﺿر ار ﺳ طﺎ‪ ،‬وﻋﻠﻰ ﻋ س ﻣن ذﻟك ﻓﻘد اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ‬ ‫ﺟﻣﺎﻋ ﺎ دون ﺗﻔر‬
‫اﻟﺟزاﺋر أن " ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع أداﻧوا اﻟﻣﺗﻬﻣﯾن ﻣن أﺟﻞ ﺗﻬﻣﺔ اﻟﻣﺷﺎﺟرة ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻋﺗراﻓﺎت ﻌض ﻣﻧﻬم ﻣﺷﺎر ﺔ‬
‫ﻞ واﺣد ﻣﻧﻬم ﻋﻠﻰ ﺣدة ﻣﻊ ﺗﺣدﯾد‬ ‫ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﺗﺷﺧ ص اﻟﺗﻬﻣﺔ ﻓﻲ ﺣ‬ ‫اﻷﻏﻠﺑ ﺔ واﻟﺣﺎل أﻧﻪ ﺎن ّ‬
‫)‪(2‬‬
‫اﻟﻣﺻﺎب وﺧطورة إﺻﺎﺑﺗﻪ وﻣﺗﻰ ﺧﺎﻟﻔوا ذﻟك ﻓﻘد ﺧرﻗوا أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪379‬ق إج"‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)-RASSAT Michèle laure,op-cit, p257.‬‬
‫)‪ -(2‬قرار في ‪ ،1989 /14‬مجلة قضائية‪ ،‬عدد‪ ،1991 ، 3‬ص ‪.248‬‬

‫* أﺳ ﺎب اﻹ ﺎﺣﺔ ﺄﻧواﻋﻬﺎ ﻟﻬﺎ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺗطﺑﯾ ﻓﻲ اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﻌﻣد ‪ ،‬ﻓﻲ ﻣﻬﻧﺔ اﻟطب واﻟﺟراﺣﺔ ﻣﺛﻼ ﺷﺗر أن‬
‫ون ﻓﻲ إطﺎر ﻋﻼﺟﻲ وﻗﺎﻧوﻧﻲ‪ ،‬أ ﺿﺎ ﻓﻲ اﻟرﺎﺿﺔ ﺷر اﺣﺗرام اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻠﻌ ﺔ‪ ،‬و ذا ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻌض‬
‫اﻟﻣﻌﺗﻘدات اﻟدﯾﻧ ﺔ وﻟﻛن ﺷر أﻻ ﺗﺻﻞ اﻟﻰ ﺣد إﺣداث ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ ﺧﺗﺎن اﻹﻧﺎث ﻓﻲ ﻌض اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت‬
‫اﻹﻓرﻘ ﺔ)‪.(1‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟظروف اﻟﻣﺷددة ﻟﺟراﺋم اﻟﺿرب واﻟﺟرح وأﻋﻣﺎل اﻟﺗﻌد اﻷﺧر‬
‫‪ - 1‬ظروف ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻣرﺗﻛب‬
‫ـ أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ‪ :‬ﻟم ﻌرف اﻟﻣﺷرع اﻟﻌﺎﻫﺔ اﻟﻣﺳﺗد ﻣﺔ ﺑﻞ أﺷﺎر إﻟﯾﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻊ ذ ر‬
‫أﻣﺛﻠﺔ ﺎﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺗﺎﻟﻲ م ‪ ... " 2/264‬ﻓﻘد أو ﺑﺗر أﺣد اﻷﻋﺿﺎء أو اﻟﺣرﻣﺎن ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ أو ﻓﻘد اﻟ ﺻرأو ﻓﻘد إ ﺻﺎر‬
‫إﺣد اﻟﻌﯾﻧﯾن أو أ ﺔ ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ أﺧر "‬

‫‪17‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻰ ﺣرﻣﺎن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ وﻟو‬ ‫ﻓﺎﻟﻌﺎﻫﺔ اﻟﻣﺳﺗد ﻣﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﻓﻘد ﻋﺿو ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﺟﺳم أو ﺟزء ﻣﻧﻪ ﯾؤد‬
‫ون ﺷ ﻞ داﺋم‪ ،‬وﺗﻘرر وﺟود ﻫذﻩ اﻟﻌﺎﻫﺔ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣوﺿوﻋ ﺔ ﻔﺻﻞ ﻓﯾﻬﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع‬ ‫ﺻﻔﺔ ﺟزﺋ ﺔ ﺷر أن‬
‫ﺎﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺄﻫﻞ اﻟﺧﺑرة ) ﺷﻬﺎدة طﺑ ﺔ(‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻗطﻊ أﺣد أﺻﺎ ﻊ اﻟﯾدﯾن ‪ ،‬أو أ ﺟزء ﻣن اﻟذراع أو ﻓﺻﻠﻪ ﻠ ﺎ‪ ،‬إﺳﺗﺋﺻﺎل اﻟطﺣﺎل‪la rate‬‬
‫اﻋﺗﺑر اﻟطﺣﺎل )اﻟﺑﻧ رﺎس( ﺟﻬﺎز وﻟ س ﻋﺿو)‪ ،(3‬واﺧﺗﻠﻒ اﻟ أر‬ ‫وﻗد رﻓﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻗرار اﻟﻣﺟﻠس اﻟذ‬
‫ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻔﻘد اﻟﻛﻠ ﺔ وﻟﻛن اﻷرﺟﺢ أﻧﻬﺎ ﺗﻌد ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻔﻘد اﻷﺳﻧﺎن ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻻ‬
‫ﺗﻘّﻠﻞ ﻣن ﻣﻧﻔﻌﺔ اﻟﻔم و ﻣ ن اﺳﺗﺑداﻟﻬﺎ)‪.(4‬‬
‫ـ اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻣﻔﺿﻲ اﻟﻰ اﻟوﻓﺎة دون ﻗﺻد إﺣداﺛﻪ م ‪ 4/264‬و ﺷﺗر ﻟﺗطﺑﯾ ﻫذا اﻟظرف أن ون ﻫﻧﺎك ﻓﻌﻞ اﻟﺿرب‬
‫أو اﻟﺟرح ﺣﺻﻞ ﻋﻣدا‪ ،‬أن ﺗﺣدث اﻟوﻓﺎة‪ ،‬أن ﺗوﺟد ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾن اﻟﺿرب أو اﻟﺟرح واﻟوﻓﺎة‪ ،‬ﻓﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾ‬
‫ﻫذا اﻟظرف ﻣﻬﻣﺔ ﺟدا ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎﻧت ﻫﻧﺎك ﻋواﻣﻞ أﺧر ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ إﺣداث اﻟوﻓﺎة‬
‫) اﻟﺷﯾﺧوﺧﺔ أو اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣ ﺔ(‪ ،‬واﻟذ ﻣﯾز ﻫذا اﻟظرف ﻣﻊ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﺎد ﻫو اﻧﻌدام ﻧ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﻓﻣﺎ ﺎن ﻘﺻدﻩ‬
‫اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻫو إﺻﺎ ﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻓﻘط ‪ ،‬ﻟذا ﺳﺗوﺟب ﻋﻧد اﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ ﻗﺿ ﺔ اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻣﻔﺿﻲ اﻟﻰ اﻟوﻓﺎة طرح ﺳؤال‬
‫ﺧﺎص ﻌﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻣرﺗﻛب واﻟوﻓﺎة اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋﻧﻪ ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺳؤال اﻟﺿرب أو اﻟﺟرح اﻟﻌﻣد ‪.‬‬
‫‪- 2‬ظروف ﻣﺷددة ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ‪ :‬و ﻗد ذ رﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪266‬ق ع ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺳﻼح‪ ،‬ﺳواء ﺎن ﺳﻼﺣﺎ‬
‫طﺑ ﻌﺗﻪ ) ﺳﻼح ﻧﺎر أو ﺳﻼح أﺑ ض(‪ ،‬أو ﺳﻼﺣﺎ ﺎﻹﺳﺗﻌﻣﺎل ) اﻟﻌﺻﺎ‪ ،‬اﻟﺣﺟر ‪ ،(....‬ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ أن اﻟﻧص‬
‫اﺳﺗﻌﻣﻞ ﻣﺻطﻠﺢ "ﺣﻣﻞ أﺳﻠﺣﺔ" و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻘ ﺎم اﻟظرف اﻟﻣﺷدد ﻻ ﻘﺗﺿﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻼح ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)- RASSAT Michèle laure,op-cit. P 258.‬‬
‫‪(2)- Crim. Franc. 18/12 /1962, Code pénal,op-cit, p 425.‬‬
‫)‪ -(3‬قرار في ‪ ،2001 /12/25‬مجلة قضائية ‪ ،2002‬عدد ‪ ،2‬ص ‪.546‬‬
‫‪(4)- Crim.Franc. 23 /11/1948, Code pénal, op-cit, p 426.‬‬

‫‪ - 3‬ظروف ﻣﺷددة ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺷﺧص اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ :‬وﺗﺗﻌﻠ أﺳﺎﺳﺎ ﺎﻟﺿرب أو اﻟﺟرح اﻟواﻗﻊ ﺿد اﻟواﻟدﯾن‬
‫أو اﻷﺻول اﻟﺷرﻋﯾﯾن م ‪ 267‬ق ع ‪ ،‬واﻟﻣرﺗﻛب ﺿد اﻟﻘﺎﺻر اﻟذ ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ‪ 16‬ﺳﻧﺔ )م ‪ 269‬اﻟﻰ ‪ 272‬ﻗﻊ(‪.‬‬
‫و ﺿﺎف اﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟظروف ظرﻓﻲ ﺳﺑ اﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد اﻟﻠذان ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻋﻧﻬﻣﺎ ﺎﻟﺗﻔﺻﯾﻞ ﺳﺎ ﻘﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻋﻘو ﺔ اﻟﺿرب واﻟﺟرح وأﻋﻣﺎل اﻟﺗﻌد اﻷﺧر‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﻌﻣﻞ أو ﻣرض أﻗﻞ ﻣن ‪ 15‬ﯾوم‬
‫ﺗطﺑ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ ، 1/ 442‬ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑرﻫﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ‪ 10‬أ ﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ اﻟﻰ ﺷﻬرن ﻋﻠﻰ اﻷﻛﺛر‬
‫وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 8000‬د ج اﻟﻰ ‪ 16000‬د ج‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﺻﻔﺢ اﻟﺿﺣ ﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﯾﻧﻬﻲ اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ وﻓ اﻟﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة‬
‫ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﯾﺗﻐﯾر اﻟﺗﻛﯾﯾﻒ و ﺻ ﺢ ﻧﻔس اﻟﻔﻌﻞ ﺟﻧﺣﺔ ﻣﺗﻰ وﻗﻊ ﻣﻊ ﺳﺑ اﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد أو ﺣﻣﻞ اﻟﺳﻼح )م ‪266‬ق ع(‪ ،‬أو‬
‫ﺎن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ أﺣد اﻟواﻟدﯾن أو اﻷﺻول اﻟﺷرﻋﯾﯾن ) م ‪ٕ ،(1/267‬واذا ﺎن اﻟﺿﺣ ﺔ ﻗﺎﺻر ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز ‪ 16‬ﺳﻧﺔ ) م‬
‫‪269‬ق ع(‪ ،‬ﻣﺎ ﺗﺷدد اﻟﻌﻘو ﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﺻر إذا ﺎن ﻣرﺗﻛب اﻟﺟرﻣﺔ ﻣن أﺻوﻟﻪ أو ﻣﻣن ﻟﻬم ﺳﻠطﺔ ﻋﻠ ﻪ أو‬
‫ﯾﺗوﻟون رﻋﺎﯾﺗﻪ ) م ‪.( 272‬‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣرض أو اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﻌﻣﻞ أﻛﺛر ﻣن ‪ 15‬ﯾوم‬
‫ـ ﻌﺎﻗب اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺟﻧﺣﺔ وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪ 1/264‬ﺎﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪ 5‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 100000‬اﻟﻰ‬
‫‪ 500000‬د ج‬
‫ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ‪ 16‬ﺳﻧﺔ م ‪270‬‬ ‫ـ ﺗﺷدد اﻟﺟﻧﺣﺔ إذا وﻗﻌت ﻋﻠﻰ اﻷﺻول اﻟﺷرﻋﯾﯾن ) م ‪ ،( 2/267‬أوﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺻر اﻟذ‬
‫‪ 1/‬ـ ﻣﺎ ﺗﺷدد إذا وﻗﻌت ﻣﻊ ﺳﺑ اﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد ﻟﺗﺻ ﺢ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن‬
‫‪ 200000‬اﻟﻰ ‪ 1000000‬د ج‪ ،‬ﻌدﻣﺎ ﺎﻧت ﺗﻛﯾﻒ ﺟﻧﺎ ﺔ ﺣﺳب اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻘد م‪ .‬وﺗﺻ ﺢ ﺟﻧﺎ ﺔ إذا اﺟﺗﻣﻊ ظرﻓﻲ‬
‫اﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد ﻣﻊ وﺟود اﻟﺿﺣ ﺔ ﻣن اﻷﺻول ) م ‪ٕ ،(267‬واذا ﺎن اﻟﺿﺣ ﺔ ﻗﺎﺻر واﻟﺟﺎﻧﻲ أﺣد اﻷﺻول أو ﻣﻣن‬
‫ﻟﻬم ﺳﻠطﺔﻋﻠ ﻪ أو ﯾﺗوﻟﻰ رﻋﺎﯾﺗﻪ) م ‪.(2/272‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ‪:‬‬
‫ـ ﺗطﺑ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 3 / 264‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑرﻫﺎ ﺟﻧﺎ ﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺳﺟن ﻣن ‪ 5‬اﻟﻰ ‪10‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫ـ ﯾﺗم ﺗﺷدﯾدﻫﺎ ﻟﺗﺻ ﺢ ﻣن ‪ 10‬اﻟﻰ ‪20‬ﺳﻧﺔ ﺣﺳب ﻣﺎ إذا ﺗوﻓر ظرف ﻣﺷدد واﺣد ﺎﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد)م ‪،(265‬‬
‫اﻟﺿﺣ ﺔ ﻣن اﻷﺻول )م‪ ،(267‬اﻟﺿﺣ ﺔ ﻗﺎﺻر )م ‪ ،(271‬ﻣﺎ ﻣ ن ﺗﺷدﯾدﻫﺎ ﻟﺗﺻ ﺢ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ دإذا ﺗوﻓر‬
‫ظرﻓﯾن ﻣﺷددﯾن‪ ،‬ﻣﺎ ﻟو اﻗﺗرن وﺟود اﻟﺿﺣ ﺔ ﻣن اﻷﺻول ﻣﻊ ﺳﺑ اﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد)م ‪ ، (267‬او اﻗﺗرن وﺟود‬
‫اﻟﺿﺣ ﺔ ﻗﺎﺻر ﻣﻊ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن اﻷﺻول أو ﻣﻣن ﻟﻬم ﺳﻠطﺔ ﻋﻠ ﻪ أو ﯾﺗوﻟﻰ رﻋﺎﯾﺗﻪ )م ‪.(272‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺟزاﺋر ﯾﺟب أن ﺗﺣدد ﻣدة اﻟﻌﺟز اﻟﻛﻠﻲ ﻋن اﻟﻌﻣﻞ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻟم ﺷر اﻟﻰ ﻋﻘﺎب اﻟﻔﻌﻞ اﻟذ ﻟم ﯾؤد اﻟﻰ أ ﻣدة ﻟﻠﻌﺟز‬
‫وأﻛدت ذﻟك اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ﻗرار ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1989 /07 /8‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،1992‬ﻋدد ‪ ،2‬ص ‪.213‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟ ار ﻊ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿرب أو اﻟﺟرح اﻟﻣﻔﺿﻲ اﻟﻰ اﻟوﻓﺎة‬
‫ـ ﯾﻒ ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ ﺟﻧﺎ ﺔ أ ﺿﺎ وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪ 4/264‬ﻋﻘو ﺗﻬﺎ اﻟﺳﺟن ﻣن ‪ 10‬اﻟﻰ ‪20‬ﺳﻧﺔ‪.‬‬
‫ـ ﯾﺗم ﺗﺷدﯾدﻫﺎ اﻟﻰ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د إذا وﻗﻌت ظرف ﻣﺷدد ﺳﺑ اﻹﺻرار واﻟﺗرﺻد‪ ،‬اﻟﺿﺣ ﺔ ﻣن اﻷﺻول‪ ،‬اﻟﺿﺣ ﺔ‬
‫ﻗﺎﺻر ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ‪ 16‬ﺳﻧﺔ‪.‬‬
‫ـ ﯾﺗم ﺗﺷدﯾدﻫﺎ اﻟﻰ ﺣد اﻹﻋدام ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﺣ ﺔ ﻗﺎﺻر واﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن اﻷﺻول أو ﻣﻣن ﻟﻪ ﺳﻠطﺔ ﻋﻠ ﻪ أو ﯾﺗوﻟﻰ رﻋﺎﯾﺗﻪ‬
‫)م ‪.(4/ 272‬‬
‫ﺎر زﻣﻧ ﺎ ﻟﻣدة اﻟﻌﺟز ﺑﻞ‬
‫* ٕواذا وﻗﻊ اﻟﻌﻧﻒ ﻋﻠﻰ ﻣوظﻒ أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﻪ أو ﻣﻧﺎﺳ ﺔ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺗﻪ ﻓﺈن اﻟﻣﺷرع ﻻ ﺣدد ﻣﻌ ا‬
‫ﻌﺎﻗب اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪5‬ﺳﻧوات ﺣ س ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت ﻣدة اﻟﻌﺟز )م‪.(148‬‬

‫‪19‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ٕواذا أد اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻰ إﺳﺎﻟﺔ اﻟدﻣﺎء أو إﺣداث ﺟرح أو ﻣرض ﻋﻧدﻣﺎ ﺣﺻﻞ اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺿﻲ أو أﺣد اﻟﻣﺣﻠﻔﯾن ﻓﺈن‬
‫اﻟﻔﻌﻞ ﺳ ﺷ ﻞ ﺟﻧﺎ ﺔ ﻋﻘو ﺗﻬﺎ اﻟﺳﺟن ﻣن‪5‬اﻟﻰ ‪10‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫اﻟﻌﻧﻒ اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻣوظﻒ اﻟﻰ ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻘو ﺔ ﺑﯾن ‪10‬اﻟﻰ‪20‬ﺳﻧﺔ ﺛم اﻟﻰ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د ﻓﻲ‬ ‫أﻣﺎ إذا أد‬
‫ﺣﺎﻟﺔ واﻟوﻓﺎة دون ﻗﺻد إﺣداﺛﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﺗواﻓر اﻷﻋذار‪:‬‬
‫ﺗﺧﻔض ﺟﻣ ﻊ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘو ﺎت إذا وﺟد ﻋذر ﻣن اﻷﻋذار اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ‬
‫) ‪277‬اﻟﻰ ‪ 278‬ﻗﻊ(‪.‬‬
‫و ﺗم اﻟﺗﺧﻔ ض ﻋﻠﻰ اﻟﺷ ﻞ اﻟذ ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 283‬ﻗﻊ‪:‬‬
‫ـ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪ 5‬ﺳﻧوات إذا ﺗﻌﻠ اﻷﻣر ﺑﺟﻧﺎ ﺔ ﻋﻘو ﺗﻬﺎ اﻹﻋدام أو اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د‪.‬‬
‫ـ اﻟﺣ س ﻣن ‪6‬أﺷﻬر اﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن إذا ﺗﻌﻠ اﻷﻣر ﺑﺟﻧﺎ ﺔ أﺧر ‪.‬‬
‫ـ اﻟﺣ س ﻣن ﺷﻬرن اﻟﻰ ‪ 3‬أﺷﻬر إذا ﺎﻧت ﺟﻧﺣﺔ‪.‬‬
‫ﺿد ﺷﺧص ﺎﻟﻎ ﻌد ﻣﻔﺎﺟﺋﺗﻪ‬
‫ﻣﺎ ﺳﺗﻔﯾد ﻣرﺗﻛب اﻟﺿرب أو اﻟﺟرح ﻣن ﻋذر ﻌﻔ ﻪ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ﻧﻬﺎﺋ ﺎ إذا ﻣﺎ ارﺗﻛ ﻪ ّ‬
‫وﻫو ﻣﺎرس أﻓﻌﺎل ﻣﺧﻠﺔ ﺣ ﺎء ﻗﺎﺻر ﻟم ﻣﻞ اﻟﺳﺎدس ﻋﺷر ﺳواء ﻌﻧﻒ أو ﻐﯾر ﻋﻧﻒ‪.‬‬

‫ﺗﺿﻣن أﺣ ﺎﻣﺎ ﺟدﯾدة ﻣﺗﻌّﻠﻘﺔ‬


‫ّ‬ ‫وﺗﺟدر اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ اﻷﺧﯾر أن ﻣﺷروع ﺗﻌدﯾﻞ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟذ ﺳ ﺻدر ﻗر ﺎ‬
‫ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﺗﺟﻧ ﺢ اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻣرﺗﻛب ﻣن طرف‬ ‫ﺄﺷ ﺎل اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻣﻣﺎرس ﺑﯾن اﻷزواج إذ أﺿﺎف اﻟﻣﺎدة ‪ 266‬ﻣ رر اﻟﺗﻲ ّ‬
‫اﻟزوج ﻋﻠﻰ زوﺟﻪ اﻷﺧر ﺳواء ﺎن اﻟﻌﺟز أﻗﻞ أو أﻛﺛر ﻣن ‪15‬ﯾوم‪ ،‬ﻣﺎ أﺿﺎف اﻟﻣﺎدة ‪266‬ﻣ رر‪ 1‬اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﻟﻔﺎ أو اﻟﺗﺄﺛﯾر اﻟﻧﻔﺳﻲ ﻋﻠﻰ زوﺟﻪ اﻷﺧر اﻟﻰ درﺟﺔ ﺗﺣط ﻣن‬ ‫ﯾرﺗﻛب ﻋﻧﻔﺎ ﻣﻌﻧو ﺎ ﻋن طر‬ ‫ﻋﻘﺎب اﻟزوج اﻟذ‬
‫ﺿﻊ ﺣدا ﻟﻠﻣﺗﺎ ﻌﺔ‬ ‫راﻣﺔ ﻫذا اﻷﺧﯾر أو أﺛرت ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺗﻬﺎ اﻟﺑدﻧ ﺔ أو اﻟﻧﻔﺳ ﺔ‪ ،‬ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ ﺻﻔﺢ اﻟﺿﺣ ﺔ اﻟذ‬
‫ﻓﻲ ﻼ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﺻور ﺧﺎﺻﺔ ﻻﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻘﺗﻞ‬

‫اﻟﻔرع اﻷول ‪:‬ﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻐﯾر ﻣواد ﺿﺎرة ﺎﻟﺻﺣﺔ‪Administration de substances nuisible à la santé‬‬
‫وردت ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪275‬ـ ‪ 276‬ق ع وﻣﺎ ﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻋن ﺟرﻣﺔ اﻟﺗﺳﻣ م أن اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟ ﺳت ﻗﺎﺗﻠﺔ‬
‫طﺑ ﻌﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﻣﺎ ﻘﺗﺿﻲ ﻓﯾﻬﺎ أن ﺗﺳﺑب ﻣرﺿﺎ أو ﻋﺟ از ﻟﻠﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ٕ ،‬واﻋﺗ ﺎر أن اﻟﻣﺎدة ﺿﺎرة ﺎﻟﺻﺣﺔ ﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ‬
‫وﺿﻊ‬ ‫اﻟذ‬ ‫ﻣوﺿوﻋ ﺔ ﻘدرﻫﺎ ﻗﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع ﺎﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺄﻫﻞ اﻟﺧﺑرة‪.‬وﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ أن رﺋ س اﻟﻔر‬

‫‪20‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻣﻧﺎﻓس ﻣن إﺟﻞ إﻓﺷﺎﻟﻬم ﺷ ﻞ ﺟرﻣﺔ‬ ‫ﺣﻘﻧﺔ‪ ،‬واﻟﻣوﺟﻪ ﻟﻼﻋﺑﻲ اﻟﻔر‬ ‫ﻣﺎدة " ‪ "Valium‬ﻓﻲ ﻗﺎرورة اﻟﻣﺎء ﻋن طر‬
‫ﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻐﯾر ﻣﺎدة ﺿﺎرة ﺎﻟﺻﺣﺔ)‪.(1‬‬
‫ﻌﻧﺎﺻرﻩ ﻣن ﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻐﯾر ﻣواد ﺿﺎرة ﻣﻬﻣﺎ ﺎن ﻣﺻدرﻫﺎ و ﻔﻣﺎ ﺎﻧت اﻟطرﻘﺔ‬ ‫وﻟﻘ ﺎﻣﻬﺎ ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓر اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻠّﻘﺎﻫﺎ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ وﻫو وﻗوع ﺿرر ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺛم ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾن‬
‫اﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ واﻟﻌﺟز أو اﻟﻣرض اﻟﻧﺎﺗﺞ)‪.(2‬‬
‫ﻣﺎ أن اﻟﻌﺑرة ﻓﻲ اﻋﺗ ﺎر أن اﻟﻣﺎدة ﺿﺎرة ﺎﻟﺻﺣﺔ ﻫﻲ ﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻷﺧﯾرة ﻌد ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ وﻟ س ﺎﻷﺛر اﻟوﻗﺗﻲ اﻟذ ﻗد ﺗﺳﺑ ﻪ‬
‫ﻌض اﻟﻣواد ﻌض اﻹﺿط ار ﺎت اﻟوﻗﺗ ﺔ ﻓﻲ وظﺎﺋﻒ اﻷﻋﺿﺎء وﻟﻛﻧﻬﺎ ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ ﺻﺣ ﺔ ﻣﻔﯾدة )‪.(3‬‬
‫ﻗدرة اﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ إﺣداث اﻟﺿرر ﻣﻌ ﺎر اﻟرﺟﻞ اﻟﻣﻌﺗﺎد‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻗد ﺣدث ﻓﻲ ﻌض اﻟﺣﺎﻻت أن‬ ‫ﻣﺎ ﯾﺟب ﻗ ﺎس ﻣد‬
‫ﻏﯾرﻫم‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ‬ ‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟدﯾﻬم وﻻ ﺗﺳﺑب ذات اﻟﺿرر ﻟد‬
‫ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﺗﺳﺑب ﺿرر ﻟﻠ ﻌض ﻧﺗﯾﺟﺔ وﺟود ﺣﺳﺎﺳ ﺔ ّ‬
‫ﯾﺟب اﻋﺗ ﺎرﻫﺎ ﻣواد ﺿﺎرة ﻷن اﻟﻣﺷﺗر ﻓﯾﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻣﺎدة ﺿﺎرة ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ)‪.(4‬‬

‫* اﻟﻌﻘو ﺔ‪:‬‬
‫ـ ﺗﻛﯾﻒ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﻬﺎ ﺟﻧﺣﺔ ﺳواء ﺎن اﻟﻣرض أو اﻟﻌﺟز ﺗﺟﺎوز أو ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ‪ 15‬ﯾوم ﻓﺗﻛون ﻋﻘو ﺗﻬﺎ اﻟﺣ س‬
‫ﻣن ﺷﻬرن اﻟﻰ ﺛﻼث ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 20‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 100‬أﻟﻒ د ج إذا ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﻌﺟز ‪ 15‬ﯾوم‪ ،‬وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺗﺟﺎوز ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﺗﺷدد اﻟﻌﻘو ﺔ ﻟﺗﺻ ﺢ ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات‪.‬‬
‫ـ ﺗﺻ ﺢ ﺟﻧﺎ ﺔ إذا ﻧﺗﺞ ﻋن اﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ ﻣرض ﺳﺗﺣﯾﻞ ﻋﻼﺟﻪ او ﻋﺟز ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﺿو أو ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ) ‪ 5‬اﻟﻰ ‪10‬‬
‫ﺳﻧوات ﺳﺟن(‪ ،‬أو أد اﻟﻔﻌﻞ إﻟﻰ اﻟوﻓﺎة دون ﻗﺻد إﺣداﺛﻬﺎ)‪ 10‬اﻟﻰ ‪ 20‬ﺳﻧﺔ ﺳﺟن(‪.‬‬
‫وﺗﺷدد اﻟﻌﻘو ﺔ ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ اﻷﺣوال إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ أﺣد اﻷﺻول أو اﻟﻔروع أو أﺣد اﻟزوﺟﯾن أو ﻣن ﯾرث اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ أو‬
‫ﺎن ﻣﻣن ﻟﻬم ﺳﻠطﺔ ﻋﻠ ﻪ أو ﯾﺗوﻟون رﻋﺎﯾﺗﻪ )‪276‬ق ع(‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪(1)-Crim.Franc. 14/06/1995 , Code pénal , op-cit, p440.‬‬
‫‪(2)- Malabart Valérie, op-cit, p63.‬‬
‫)‪ -(3‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪(4)- Malabart Valérie, op-cit, p63.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺧﺻﺎء م ‪ 274‬ق ع ‪castration‬‬


‫و ﻌﻧﻲ اﻟﺧﺻﺎء ﻫو اﻋﺗداء ﻋﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﺎﺳﺗﺋﺻﺎل أو ﻗطﻊ أ ﻋﺿو ﺿرور ﻟﻠﺗﻧﺎﺳﻞ)‪.(1‬‬
‫ﯾﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ اﺳﺗﺋﺻﺎل أو ﺑﺗر ﻋﺿو ﻣن اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺗﻧﺎﺳﻠ ﺔ اﻟﺿرورﺔ ﻟﻺﺗﺻﺎل‬ ‫ـ و ﻘﺗﺿﻲ ﻓﻌﻞ اﻟﺧﺻﺎء ر ن ﻣﺎد‬
‫اﻟﺟﻧﺳﻲ ﺳواء ﺎﻧت ذ رﺔ وﻫﻲ اﻷﻛﺛر ﺣدوﺛﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺑروزﻫﺎ وﻗد ﺗﺗم ﺳواء ﻘطﻊ اﻟﻌﺿو اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﻲ أو إﺣد اﻟﺧﺻﯾﺗﯾن‬
‫اﻟﻰ‬ ‫أو ﯾﺗم إﺣراﻗﻬﺎ ﻣﺛﻼ‪ ،‬ﻓ ون ﻣﺳؤوﻻ ﻋن ﺟرﻣﺔ اﻟﺧﺻﺎء ﻣن ﺿرب آﺧر ﺑر ﻠﺔ وأﺻﺎب اﺣد اﻟﺧﺻﯾﺗﯾن ﻣﻣﺎ أد‬
‫ﺿرورة إﺳﺗﺄﺻﺎﻟﻬﺎ)‪.(2‬‬

‫‪21‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺻﻌب ﻧوﻋﺎ ﻣﺎ ارﺗﻛﺎب ﺟرﻣﺔ اﻟﺧﺻﺎء ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻋﻣﻠ ﺔ إﺳﺗﺄﺻﺎل اﻟﻣﺑ ض وﻟﻛن ﺛﯾ ار ﻣﺎ‬ ‫أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻧﺛو‬
‫ﻧﺟدﻫﺎ ﺗﻣﺎرس ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﻏزﺗﻬﺎ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﺳﻞ ‪ ،‬و ﺗم ﻋن طر اﻟﺟراﺣﯾن واﻷط ﺎء‪.‬‬
‫ﻌﻧﻲ اﻟﻐﻠ اﻟﺗﺎم ﻟطرﻓﻲ ﻓرج اﻷﻧﺛﻰ ﻷﻧﻬﺎ‬ ‫ﻟﻛن ﻻ ﻌﺗﺑر ﺧﺻﺎء ﺧﺗﺎن اﻷﻧﺛﻰ‪ ،‬أو ﻓﻌﻞ ‪ l’infibulation‬واﻟذ‬
‫أﻓﻌﺎل ﻻ ﺗؤد اﻟﻰ اﻟﺣرﻣﺎن ﻣن اﻹﻧﺟﺎب)‪.(3‬‬
‫ـ ﻣﺎ ﻻ ﯾدﺧﻞ اﻟﺗﻌﻘ م ﺳواء ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠذ ر أو اﻷﻧﺛﻰ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﺗطﺑﯾ ﺟرﻣﺔ اﻟﺧﺻﺎء ﻷﻧﻪ ٕوان ﺎن ﺿﻌﻒ ﻣن‬
‫اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺟﺎب إﻻ أﻧﻪ ﻻ ﻘﺿﻲ ﻧﻬﺎﺋ ﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﺟﻬزة اﻟﺗﻧﺎﺳﻠ ﺔ ‪.‬‬
‫ﯾﺗم ﻋﻠﻰ اﻟذات ﻟن ﺗطﺑ ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪274‬‬ ‫ﯾﺗم ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر أﻣﺎ اﻟذ‬ ‫ـ ﻌﺎﻗب اﻟﻘﺎﻧون ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ اﻟﺧﺻﺎء اﻟذ‬
‫أﺻﺣﺎب اﻟﺷذوذ اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟذﯾن ﻘوﻣون ﺑﺈﺟراء ﻋﻣﻠ ﺎت ﺗﺣو ﻞ اﻟﺟﻧس‬ ‫‪،‬وﻫﻲ ﺛﯾرة اﻟﺣدوث ﻓﻲ اﻟزﻣن اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟد‬
‫)دون أن ﻧﻧﺳﻰ إﻣ ﺎﻧ ﺔ اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ وﻓ أﺣ ﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺳ ر (‪.‬‬
‫ـ أﻣﺎ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﯾر اﻟ ﻌض ﻣن اﻟﺷراح أﻧﻪ ﻻ ﻔﻲ ﻓﻘط ﺗوﻓر ﻧ ﺔ ﺣرﻣﺎن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻣن اﻹﻧﺟﺎب ﺑﻞ وﺣﻣﺎ ﺔ‬
‫ﻟﻸﻓراد اﻟﻣرﺿﻰ ﺎﻟﻌﻘم واﻟﻘﺎدرن ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﺳﺗوﺟب أن ﺗﺗﺟﻪ ﻧ ﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﻰ اﻟﺣرﻣﺎن ﻣن اﻷﻋﺿﺎء‬
‫)‪(4‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻟﺿرورﺔ ﻟﻠﺗﻧﺎﺳﻞ‬
‫أﻣﺎ ﻋﻘو ﺔ اﻟﺧﺻﺎء ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 274‬ﻓﻬﻲ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د و ﻣ ن ﺗﺷدﯾدﻫﺎ اﻟﻰ اﻹﻋدام ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺣدوث اﻟوﻓﺎة‪.‬‬
‫ـ ﻣﺎ ﺳﺗﻔﯾد ﻣرﺗﻛب ﺟرﻣﺔ اﻟﺧﺻﺎء ﻣن اﻷﻋذار اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ إذا ﻣﺎ ارﺗﻛﺑﻬﺎ أﺛﻧﺎء ﺗﻌرﺿﻪ ﻷﻓﻌﺎل ﻣﺧﻠﺔ ﺣ ﺎﺋﻪ ﺎﻟﻌﻧﻒ‬
‫وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪ 280‬ق ع ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﺗﻌذﯾب واﻷﻋﻣﺎل اﻟوﺣﺷ ﺔ‪Torture et actes de cruauté‬‬
‫ﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﺟرﻣﺔ اﻟﺗﻌذﯾب ﺎﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻛﻠﻣﺔ إﻻ ﻌد ﺻدور ﻗﺎﻧون رﻗم ‪04‬ـ ‪ 15‬اﻟﺻﺎدر‬ ‫ﻟم ن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﻣﺎرﺳﻪ اﻟﻣوظﻔون وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪110‬ﻣ رر‪1‬‬ ‫ﻓﻲ ‪ 10‬ـ ‪11‬ـ‪ ، 2004‬ﺣﯾث ﺎن ﻣن ﻗﺑﻞ ﻻ ﯾﺟرم إﻻ ﻓﻌﻞ اﻟﺗﻌذﯾب اﻟذ‬
‫ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻋﺗ ﺎرﻩ ظرﻓﺎ ﻣﺷددا ﻓﻲ اﻟ ﻌض اﻵﺧر )م ‪262‬ـ‪ 293‬ق ع‪ ،(...‬وﻟﻛن ﻌد ﺻدور اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﻟﻒ اﻟذ ر‬
‫أﻋطﻰ اﻟﻣﺷرع ﺗﻌرﻔﺎ ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﺗﻌذﯾب ﻣﺄﺧوذا ﻣن إﺗﻔﺎﻗ ﺔ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻣﻧﺎﻫﺿﺔ‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)-Cass.Crim.Franc.01/03/1929 ,CULIOLI Marcel, Castration, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire‬‬
‫‪de droit pénal et procédures pénales, Paris,2003,p2.‬‬
‫‪(2)- Ibid.p5‬‬
‫)‪ -(3‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.61‬‬
‫‪(4)- CULIOLI Marcel, Castration, op-cit, p6.‬‬
‫اﻟﺗﻌذﯾب ﺣﯾث ﺗﻧﺎوﻟﺗﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 263‬ﻣ رر ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‪ " :‬ﻞ ﻋﻣﻞ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻋذاب أو أﻟم ﺷدﯾد ﺟﺳد ﺎ ﺎن أو ﻋﻘﻠ ﺎ ﯾﻠﺣ‬
‫ﻋﻣدا ﺷﺧص ﻣﺎ ﻣﻬﻣﺎ ﺎن ﺳﺑ ﻪ"‪.‬‬
‫ﻓ ﺎﻟرﺟوع اﻟﻰ ﻫذا اﻟﺗﻌرﻒ ﻧﺟد أن اﻟﻣﺷرع ﻻ ﻘﺻد ﻓﻘط اﻟﺗﻌذﯾب اﻟﻣﺎد ﺑﻞ اﻟﻣﻌﻧو أ ﺿﺎ‪.‬‬
‫ـ وﻣﺎ ﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ أﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌذﯾب اﻟﻣﻣﺎرس ﻣن طرف اﻟﻣوظﻔﯾن ﺑﻞ أ ﺿﺎ‬
‫ذﻟك اﻟﻣرﺗﻛب ﻣن طرف اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻌﺎدﯾﯾن‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫وﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠﻒ أﺟزاء اﻟﺟﺳم‬ ‫ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ إﺣداث أﻟم ﺷدﯾد ﻔوق اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﻌﺎد‬ ‫ـ و ﻘﺗﺿﻲ اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫ﺷﺧص‬ ‫ﺎﻟﺷطب ﺎﻟﺳ ﯾن ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗو اﻟوﺟﻪ‪ ،‬إﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺻﻌ اﻟﻛﻬرﺎﺋﻲ‪ ،‬رط ﺷﺧص ٕواﺷ ﺎﻋﻪ ﻟﻛﻣﺎت‪ ،‬ﺗﻌﻠﯾ‬
‫ﺿد أدﻧﻰ ﻗ م‬
‫وﺗوﺣﺷﺎ ﺧطﯾ ار ّ‬
‫ّ‬ ‫ﻌﺑر ﻋن ﺷﺧﺻ ﺔ ّ‬
‫أﺷد إﺟراﻣﺎ وﻫﻣﺟ ﺔ‬ ‫ورطﻪ ﺛم ﺟﻠدﻩ‪...‬ﻓﺎﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ّ‬
‫اﻹﻧﺳﺎﻧ ﺔ)‪.(1‬‬
‫وﺗظﻬر ﺧﺻوﺻ ﺔ اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﺑﺗﻌدد اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣؤذ ﺔ ﺑﺟﺳد اﻟﺿﺣ ﺔ أو ﺎﻹﻋﺗداء ﻋﻠ ﻪ ﺑﻧﻔس اﻟﻔﻌﻞ وﻟﻛن‬
‫ﻣرات أو ﺎﺳﺗﻣرار ﻣدة ﻓﻌﻞ اﻹﻋﺗداء)‪.(2‬‬
‫ﻋدة ّ‬
‫ﻓﻲ ّ‬
‫ـ أﻣﺎ اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻘﺗﺿﻲ ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم ﺗواﻓر ﻗﺻد ﺧﺎص ﯾﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ﻧ ﺔ إﺣداث اﻷﻟم‬
‫اﻟﺷدﯾد ﻟﻠﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ)‪.(3‬‬
‫*اﻟﻌﻘو ﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻛﯾ ﻔﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 263‬ﻣ رر‪ 1‬ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺟﻧﺎ ﺔ‬ ‫واﻟذ‬ ‫ﻣﺎرﺳﻪ اﻟﺷﺧص اﻟﻌﺎد‬ ‫ﻣﯾز اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﺑﯾن اﻟﺗﻌذﯾب اﻟذ‬
‫ﻌﺎﻗب اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷﺻﻠﻲ واﻟﻣﺣرض واﻵﻣر ﺎﻟﺗﻌذﯾب ﺎﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻣن ‪ 5‬ال‪ 10‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪100‬أﻷف اﻟﻰ‬
‫ﻣﻠﯾون د ج ‪.‬‬
‫ﯾﺗم ﺗﺷدﯾدﻫﺎ ﻟﺗﺻ ﺢ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻣن ‪ 10‬اﻟﻰ ‪ 20‬ﺳﻧﺔ وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 150‬أﻟﻒ اﻟﻰ ﻣﻠﯾون وﺳت ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ دج إذا‬
‫ﺳﺑ اﻟﺗﻌذﯾب أوﺻﺎﺣب أو ﺗﻠﻰ ﺟﻧﺎ ﺔ ) ﻏﯾر اﻟﻘﺗﻞ (‪ ،‬إذا اﻗﺗرن ﺑﺟﻧﺎ ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻹﻋدام‪.‬‬
‫ـ أﻣﺎ اﻟﺗﻌذﯾب اﻟﻣﻣﺎرس ﻣن طرف اﻟﻣوظﻒ )ﻷﺟﻞ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻋﺗراف أو ﻣﻌﻠوﻣﺎت( ﻓﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ اﻟﻣﺎدة ‪263‬‬
‫ﻣ رر‪ 2‬ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺟﻧﺎ ﺔ ﺳﺟن ﻣؤﻗت ﻣن ‪ 10‬اﻟﻰ ‪ 20‬ﺳﻧﺔ وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪150‬أﻟﻒ اﻟﻰ ﻣﻠﯾون وﺳت ﻣﺎﺋﺔ أﻟﻒ دج ‪،‬‬
‫وﺗﺻ ﺢ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د إذا ﺳﺑ اﻟﺗﻌذﯾب أو ﺻﺎﺣ ﻪ أو ﺗﻼﻩ ﺟﻧﺎ ﺔ أﺧر ﻏﯾر اﻟﻘﺗﻞ‪.‬‬
‫ﻣﺎرﺳﻪ أﺣد ﺗﺎ ﻌ ﻪ ﺎﻟﺳﺟن ﻣن ‪5‬اﻟﻰ ‪10‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ‬ ‫أو ﺳ ت ﻋن اﻟﺗﻌذﯾب اﻟذ‬ ‫و ﻌﺎﻗب ﻞ ﻣوظﻒ واﻓ‬
‫ﻣن‪100‬أﻟﻒ اﻟﻰ ﻣﻠﯾون دج ) اﻟﻣﺎدة ‪ 263‬رر‪.(2/2‬‬
‫ﺿﺎف اﻟﻰ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺗﻬدﯾد وﻫﻲ ﺷ ﻞ ﻣن أﺷ ﺎل اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻣﻌﻧو وﻫواﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪284‬‬
‫اﻟﻰ ‪ 287‬ﻗﻊ ﺣﯾث ﻣﯾز اﻟﻣﺷرع ﺑﯾن وﺳﯾﻠﺗﯾن ﻣن وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗﻬدﯾد‪ ،‬اﻟﺗﻬدﯾد ﺑواﺳطﺔ ﻣﺣرر) وﺛ ﻘﺔ‪ ،‬ﺻور‪ ،‬رﻣوز‪،‬‬
‫ﺎﻟﻘول‪.‬‬ ‫ﺷﻌﺎر(‪ ،‬واﻟﺗﻬدﯾد اﻟﺷﻔو‬
‫ـــــ‬
‫‪Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p72.‬‬
‫‪(2)- Malabart Valérie, op-cit, p60.‬‬
‫‪(3)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p73.‬‬

‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻟث‬
‫أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﺔ‬
‫‪Les violences non intentionnelles‬‬
‫م ‪ 288‬ـ ‪289‬ق ع‬

‫‪23‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻣﺎدة ‪ 288‬اﻟﻘﺗﻞ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد أﻣﺎ اﻟﺿرب واﻟﺟرح ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﻓﻘد ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 289‬ورﻏم اﺧﺗﻼف‬
‫اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﺟرﻣﺗﯾن و ذا اﺧﺗﻼف ﺟﺳﺎﻣﺗﻬﻣﺎ إﻻ أﻧﻪ ﻣﯾزﻫﻣﺎ وﺣدة اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺎﻟﺧطﺄ ﻟذا إرﺗﺄﯾﻧﺎ اﻟﻰ‬
‫دراﺳﺗﻬﻣﺎ ﻣﻌﺎ‪.‬‬
‫ـ ﻟ س ﻣﻌﻧﺎﻩ اﻟﻘول ﺄﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﺔ أﻧﻬﺎ ﺗﻘﻊ ﺑدون إرادة ﻓﺎﻧﻌدام اﻹرادة ﯾﻧﻔﻲ اﻟﻌﻘﺎب ‪ ،‬ﺑﻞ إن اﻟﻘﺎﻧون ﻌﺎﻗب‬
‫ن ﯾرﻏﺑﻬﺎ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﺑﻞ ﺎن ﺑﺈﻣ ﺎﻧﻪ ﺗﺟﻧﺑﻬﺎ ﻟو ﺗﺻرف ﺣذر‬ ‫ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل إراد ﺔ أﻧﺗﺟت أﺿرار ﻟم‬
‫واﺣﺗ ﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﺗطور اﻟﻺﻗﺗﺻﺎد‬ ‫ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث إذ أد‬ ‫وﻗد اﺗﺧذت أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﺔ ﻣﺟر ﻏﯾر ﻋﺎد‬
‫واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ اﻟﻰ ارﺗﻔﺎع ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﺷ ﻞ رﻫﯾب‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺗﺻدر ﺣر ﺔ اﻟﻣرور وﻣراﻛز اﻟﻌﻣﻞ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻷﻛﺛر‬
‫ﻋرﺿﺔ ﻟﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم‪.‬‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻌد أﻛﺛر ﺟراﺋم اﻟﺧطﺄ ﺟﺳﺎﻣﺔ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻋن اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‪ ،‬ﻷن ﻓﻲ ﻫذا اﻷﺧﯾر اﻟﺟﺎﻧﻲ‬ ‫وﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد‬
‫ﺣﯾث ﻻ ﯾرد إﻻ اﻟﻔﻌﻞ دون اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ‪.‬‬ ‫ﯾرد اﻟﻔﻌﻞ وﻧﺗﯾﺟﺗﻪ ﻋ س اﻟﻘﺗﻞ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد‬
‫ون‬ ‫ﺣﯾث‬ ‫ﻫو ﺻورة ﻣن ﺻور اﻟﻘﺻد اﻟﻣﺗﻌد‬ ‫ﻣﺎ أﻧﻪ ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻋن اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﻣﻔﺿﻲ اﻟﻰ اﻟوﻓﺎة اﻟذ‬
‫اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻗد ﺗﻌﻣد إﺣداث اﻟﺿرب أو اﻟﺟرح وﻫﻲ ﺟرﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ٕواذا ﺑﻧﺗﯾﺟﺔ أﺧر ﺗﻘﻊ دون ﻗﺻد إﺣداﺛﻬﺎ وﻫﻲ‬
‫ﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋواﻣﻞ ﻻ دﺧﻞ ﻹرادة اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻣن ﺳﻘط ﻣن طﺎﺑ‬ ‫اﻟوﻓﺎة‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻋن اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﺎرﺿﻲ اﻟذ‬
‫ﻋﻣﺎرة ﻋﻠﻰ أﺣد اﻟﻣﺎرة ﻓ ﻣوت و ﻧﺟو ﻫو‪ ،‬ﺣﯾث ﻻ ﺳﺄل ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻷن اﻟوﻓﺎة ﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺳﻘو اﻟﺧﺎرج ﻋن‬
‫إرادة اﻟﻔﺎﻋﻞ‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫أر ﺎن ﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد‬
‫ﻫو اﻟﻘﺗﻞ أو اﻹﺻﺎ ﺔ)اﻟﺿرب‪ ،‬اﻟﺟرح‪ ،‬اﻟﻣرض(‪ 2،‬اﻟﺧطﺄ‪ 3 ،‬ﻋﻼﻗﺔ‬ ‫ﺗﺷﺗر ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم أر ﺎن ﺛﻼﺛﺔ ‪ 1‬ﻓﻌﻞ ﻣﺎد‬
‫ﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر اﻟﻧﺎﺗﺞ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻓﻌﻞ اﻟﻘﺗﻞ أو اﻹﺻﺎ ﺔ‬
‫ﻣﯾﻞ ﻌض اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻰ اﻋﺗ ﺎر أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﻫﻲ ﺟراﺋم ﻣﺎد ﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺑرة ﻓﻲ وﻗوﻋﻬﺎ ﺎﻟﺿرر اﻟﻣﺎد‬
‫اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻧﻬﺎ ﻟﺗﻘدﯾر ﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﻔﺎﻋﻞ‪ ،‬ﻟذا ﻻ دور ﻟﻠﺧطﺄ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻣﻬﻣﺎ ﺎن ﺟﺳ ﻣﺎ ﻓﺈن ﻟم ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻗﺗﻞ أو‬
‫إﺻﺎ ﺔ أﺧر ﺳوف ﻟن ﯾﺗﺎ ﻊ اﻟﻣﺧطﺄ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ‪.‬‬
‫ون إﻻ إذا وﻗﻌت ﺎﻣﻠﺔ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ وﺟود ﻟﻠﺷروع ﻓﯾﻬﺎ‬ ‫وﻣن ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻣﺎد ﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟراﺋم أن اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻻ‬
‫ﻷن طﺑ ﻌﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﺗﻔ ﻣﻊ أر ﺎن اﻟﺷروع)‪.(1‬‬
‫ﻧﺎ ﻗد ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎﻩ ﻣن ﻗﺑﻞ‪،‬‬ ‫وﻟﻛﻲ ﺗﻘوم ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﯾﺟب أن ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺎﺋن إﻧﺳﺎﻧﻲ ﺣﺳب ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذ‬
‫إﻻ أن ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﺣﻲ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﺔ طرح إﺷ ﺎﻟ ﺔ ﻫﺎﻣﺔ وﺣﺎﻟ ﺔ وﻫﻲ وﺿﻌ ﺔ اﻟﺟﻧﯾن اﻟﻣﻘﺑﻞ ﻋﻠﻰ‬

‫‪24‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻣ ﻼد أو اﻟﻣ ﺗﻣﻞ اﻟﻧﻣو واﻟذ ﯾﺗﺄﻫب ﻟﻠﺧروج إﻟﻰ اﻟدﻧ ﺎ ﺣﯾث ﻏﺎﻟ ﺎ ﻣﺎ ون ﺿﺣ ﺔ ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم و ﺎﻟﺧﺻوص‬
‫اﻟﻘﺗﻞ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد اﻟذ ﺗﺗﺳﺑب ﻓ ﻪ ﺣوادث اﻟﻣرور وأﺧطﺎء اﻷط ﺎء واﻟﻘﺎ ﻼت‪.‬‬
‫ﻓﻣن ﺧﻼل إﺳﺗﻘراء اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻟﻘﺗﻞ و ﺎﻟﺧﺻوص اﻟﻣواد ‪ 254‬و‪ 259‬ق ع ﯾﺑدو أن اﻟﻣﺷرع ﻌﺗﺑر إزﻫﺎق روح‬
‫إﻧﺳﺎن ﺣﻲ ﺄﻧﻬﺎ ﻗﺗﻞ إﺑﺗداء ﻣن اﻟﻠﺣظﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣ ﻼد ﺣﯾث ﻌرف ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 259‬ﻗﺗﻞ اﻷطﻔﺎل ﺄﻧﻪ إزﻫﺎق روح‬
‫ون ﻫﻧﺎك ﻗﺗﻞ ﻻﺑد أن ﯾرﺗﻛب ﺿد طﻔﻞ دق ﻗﻠ ﻪ وﺗﻧﻔس ﺧﺎرج ﺟدار اﻟرﺣم‬ ‫طﻔﻞ ﺣدﯾث اﻟﻌﻬد ﺎﻟوﻻدة ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻲ‬
‫ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﺗظﻬر ﺟﻣ ﻊ أطراﻓﻪ اﻟﻰ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ)‪.(2‬‬
‫و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻼ وﺟود ﻟﻧﺻوص ﺗﺣﻣﻲ ﻫذا اﻟﺟﻧﯾن ﻗﺑﻞ اﻟﻣ ﻼد ﺧﺎرج ﻧطﺎق ﺟرﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض‪.‬‬
‫اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﺛﺎر ﻧﻘﺎش ﺣﺎد ﺑﯾن ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع وﻗﺿﺎة ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض‪ ،‬ﻓﻔﻲ اﻟوﻗت‬ ‫ـ طرﺣت ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻟد‬
‫إﺗﺟﻬت ﻌض اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺗﻲ طرﺣت أﻣﺎﻣﻬﺎ ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻟﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﻰ اﻋﺗ ﺎر اﻟﺟﻧﯾن اﻟﻣﻘﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻣ ﻼد ﻫو ﻣﺛﺎ ﺔ‬ ‫اﻟذ‬
‫آت اﻟﻰ اﻟدﻧ ﺎ ﺗﺳﺗوﺟب ﺣﻣﺎﯾﺗﻪ ﻣن ﻞ أﺷ ﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻗﺗﻼ ﺎن أو إﯾذاء وﺣددت ﻓﺗرة ﻣﺎ‬ ‫ﺎن ﺟﺳد‬ ‫إﻧﺳﺎن ﻣﺗﻣﺗﻊ‬
‫ﺑﯾن ‪ 20‬اﻟﻰ ‪ 24‬أﺳﺑوع ﺣد ﻓﺎﺻﻞ ﻹﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣﻣﺎ ﺔ ﻣن ﻧطﺎق ﺟرﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض اﻟﻰ ﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻌﻧﻒ واﺗﺧذت‬
‫اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛﺎﻣﻞ‬ ‫ﻧﺻوص اﻟﻌﻧﻒ ﻋﻣد ﺎ ﺎن أوﻏﯾر ﻋﻣد‬ ‫ﻣﻌ ﺎر اﻟﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻠﺣ ﺎة ‪ la viabilité‬ﺷر ﻟﺗطﺑﯾ‬
‫اﻟﺟﺳد ﻟﻠﺟﻧﯾن‪.‬‬
‫ﻓﻔﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1987‬ﺻدر ﺣ م ﻋن ﻣﺣ ﻣﺔ ‪doui‬إﻋﺗﺑرت ﻓ ﻪ أن اﻟﺟﻧﯾن اﻟذ ﯾزن ﺗﻘر ﺎ ‪ 4‬ﯾﻠوﻏراﻣﺎت واﻟذ‬
‫اﻧﺗزع ﻣن طن أﻣﻪ ﻣﯾﺗﺎ ﺳﺑب ﺣﺎدث ﻣرور‪ ،‬دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺎن ﺣ ﺎ أﺛﻧﺎء اﻟﺣﻣﻞ وﻗﺎ ﻼ ﻟﻠﺣ ﺎة ﻌدﻩ)‪ ،(3‬أﻣﺎ ﻓﻲ أأن‬
‫ﺳﻧﺔ ‪2000‬إﻋﺗﺑرت ﻣﺣ ﻣﺔ‪Rim‬اﻟﺟﻧﯾن اﻟذ ﺑﻠﻎ ‪8‬أﺷﻬر ون ﻗد اﻛﺗﻣﻞ ﻧﻣوﻩ وﻗد ﺷ طرﻘﻪ اﻟﻰ اﻟﺣ ﺎة‬
‫ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ن ﻣﻧﻔﺻﻼ ﻋن أﻣﻪ أﺛﻧﺎء وﻓﺎﺗﻪ‪ ،‬ﻓ ﺎن ﻣن اﻟﺿرور أن ﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻟﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ)‪.(4‬‬
‫وﻟﻛن وﻟﺳوء ﺣظ ﻫذا اﻟﺟﻧﯾن رﻓﺿت ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﺗﺄﯾﯾد ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﺗﺄﺳ ﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺿرورة إﺣﺗرام ﻣﺑدأ‬
‫ﻔرض ﺿرورة اﻟﺗﻔﺳﯾر اﻟﺿﯾ ﻟﻠﻧص اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟذ ﻻ ﻣﻧﺢ أ ﺔ ﺣﻣﺎ ﺔ ﺧﺎرج ﺟرﻣﺔ‬ ‫ﺷرﻋ ﺔ اﻟﺗﺟرم واﻟﻌﻘﺎب اﻟذ‬
‫)‪(5‬‬
‫‪.‬‬ ‫اﻹﺟﻬﺎض‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ وﻓﺗّوح ﻋﺑد ﷲ اﻟﺷﺎذﻟﻲ‪،‬ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،2003 ،‬ص‪:‬‬
‫‪.22‬‬
‫‪(2)-Mayaud(Y), violences involontaires, op-cit, 2005 , p :4.‬‬
‫‪(3)- Levasseur(G),homicide ou blessures involontaires causées a l’enfant à naître, RSC ,1993, p328‬‬
‫‪(4)- Trib.Rim. 03/02/2000, code pénal français, p-cit, p :315.‬‬
‫‪(5)- Mayaud(Y), violences involontaires, op,cit, p :6.‬‬
‫ـ وﺗﻌﺗﺑر اﻧ ﻠﺗ ار ﻣن اﻟدول اﻟﻘﻼﺋﻞ اﻟﺗﻲ ﺗﻔطﻧت ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣﯾث أﺻدرت ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1929‬ﻗﺎﻧون إﺳﺗﺣدﺛت ﻓ ﻪ‬
‫ﺟرﻣﺔ ﺳﻣﯾﻬﺎ ﺟرﻣﺔ ﻧﻘض ﺣ ﺎة طﻔﻞ ‪،Child destruction‬إذ ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻫذا اﻟﻘﺎﻧون " ﻞ ﻣن ﺗﻌﻣد‬
‫اﻟﺣ ﺎة" وﺗﺗﺄﻛد‬ ‫ﻧﻘض ﺣ ﺎة طﻔﻞ ﻗﺎﺑﻞ ﻷن ﯾوﻟد ﺣ ﺎ وأﻓﺿﻰ ذﻟك اﻟﻰ ﻣوﺗﻪ ﻗﺑﻞ اﻧﻔﺻﺎﻟﻪ ﻋن اﻷم ﻌﺎﻗب ﺎﻟﺳﺟن ﻣد‬
‫ﻗﺎﺑﻠ ﺔ اﻟﺟﻧﯾن ﻟﻠﺣ ﺎة ﺣﺳب ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة إﺑﺗداء ﻣن اﻷﺳﺑوع ‪) 28‬أ ‪ 7‬أﺷﻬر()‪.(1‬‬

‫‪25‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫واﻟﺣﻘ ﻘﺔ أن ﻣوﻗﻒ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟو ﺗﻧﺎوﻟﻧﺎﻩ ﺑﻧوع ﻣن اﻟدﻗﺔ‪ ،‬ﺳﻧﺟد أﻧﻧﺎ ﻧﺻﻞ اﻟﻰ ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻏﯾر ﻣﻌﻘوﻟﺔ‬
‫وﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ وأﻣﺛﻠﺔ ﺛﯾرة ﻋن ذﻟك ‪ ،‬ﻓﺎﻟطﺑﯾب اﻟذ ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺟرح ﺟﻧﯾن ﻣ ﺗﻣﻞ اﻟﻧﻣو داﺧﻞ طن أﻣﻪ ﺛم ﺑذل ﻞ ﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫وﺳﻌﻪ ﻹﻧﻘﺎذﻩ وﺗﻣ ن ﻣن ذﻟك ﺛم وﻟد ﻣﺻﺎ ﺎ ﻌﺎﻫﺔ‪ ،‬ﺳ ون ﻣﺳؤوﻻ ﺟﻧﺎﺋ ﺎ ﻋﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻲ ﺣﯾن زﻣﯾﻠﻪ اﻟذ ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻣﺛﻞ‬
‫ﻫذا اﻟﺟرح وﺗﻌﻣد اﻹﻫﻣﺎل ﺣﺗﻰ ﺗوﻓﻲ اﻟﺟﻧﯾن ﻗﺑﻞ اﻟﻣ ﻼد ﺳوف ﻟن ﯾﺗﻌرض ﻷ ﻣﺳﺎﺋﻠﺔ ﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪.‬‬
‫ﻟذا ﺎن ﻣن اﻷﺟدر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷرع أن ﯾﺗدﺧﻞ ﺳرﻋﺔ ﺳواء ﺎﻟﺗﻌدﯾﻞ أو ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻧﺻوص ﺟدﯾدة أو ﺑﺈدراج اﻟﺣﻣﺎ ﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺗﺷرﻊ ﺧﺎص ﺎﻟطﻔﻞ ﻣﺎ ﻓﻌﻞ اﻟﻣﺷرع اﻹﻧ ﻠﯾز ‪ ،‬رﻏم ﻣﺎ ﻌﺎب ﻋﻠ ﻪ ﻓ ﻣﺎ ﯾﺧص اﻹﻓ ار ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎب‪ ،‬وذﻟك ﻟﺗﻔﺎد‬
‫اﻟوﻗوع ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺛﻐرة اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ‪.‬‬
‫ﻷن اﻟﺟﻧﯾن اﻟﻣﻘﺑﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻣ ﻼد ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻻ ﯾﺗﻣﺗﻊ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ وﻟو ﺎﻟﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺣﯾواﻧﺎت اﻷﻟ ﻔﺔ‬
‫ﺎﻟﻛﻼب ﻣﺛﻼ‪ ،‬اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﯾﻬﺎ اﻟﻣواد ‪ 443‬و‪ 457‬ق ع‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺧطﺄ‬
‫وﻫو اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟﻣﻣﯾز ﻟﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻏﺎب اﻟﺧطﺄ ﻧ ون أﻣﺎم ﻓﻌﻞ ﻋﺎرﺿﻲ ﻏﯾر ﻣﻌﺎﻗب‬
‫ﻏﯾر ﻣ ﺎﺷر‬ ‫ﻧﺗﺎﺋﺞ ﻟم ﯾردﻫﺎ اﻟﻔﺎﻋﻞ‪ ،‬ﺳواء ﻣ ﺎﺷرة أو طر‬ ‫ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬و ﺛﺑت اﻟﺧطﺄ ﻠﻣﺎ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ او ﺗرك إراد‬
‫وﻟﻛن ﻓﻲ وﺳﻌﻪ ﺗﺟﻧﺑﻬﺎ‪ ،‬و ون ذﻟك ﺳواء ﺑﺈﻫﻣﺎل أو رﻋوﻧﺔ أو ﻋدم إﺣﺗ ﺎ أو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠواﺋﺢ واﻷﻧظﻣﺔ وﻫﻲ ﺻور‬
‫اﻟﺧطﺄ اﻟﺗﻲ ذ رﺗﻬﺎ اﻟﻣواد ‪ 288‬و ‪ 289‬ق ع ﺣﯾث ﺗﻣﯾز اﻟﺧطﺄ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﻣذ ور ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪124‬‬
‫ق م اﻟذ ﺟﺎء ﻌ ﺎرة ﻋﺎﻣﺔ دون ﺣﺻر ﻟﺻور ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬
‫ﺻورة ﺛﺎﻧ ﺔ ﻟﻠر ن اﻟﻣﻌﻧو اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻘﺻد ﻋﻧﺻران ﯾﺟب ﺗواﻓرﻫﻣﺎ ﻟﺗﺄﺳ س اﻟﻌﻘﺎب‬ ‫ﯾﺗﺿﻣن اﻟﺧطﺄ ﻏﯾراﻟﻌﻣد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﺔ وﺗﻣﯾﯾزﻩ ﻋن اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻫذان اﻟﻌﻧﺻران ﻫﻣﺎ اﺗﺟﺎﻩ اﻹرادة ﻧﺣو ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ واﺟب اﻹﻧﺗ ﺎﻩ‬
‫واﻟﺣ طﺔ وﺿرورة ﺗواﻓر اﻟﻌﻠم ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟﺗوﻗﻊ ﻟﻠﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘت‪.‬‬
‫و ﻐض اﻟﻧظر ﻋن اﻹﺧﺗﻼف اﻟذ ﺛﺎر ﺑﯾن اﻟﺷراح ﻓ ﻣﺎ ﯾﺧص ذ ر ﺻور اﻟﺧطﺄ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﺣﺻر أم‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﻣﺛﺎل ‪ ،‬ﻓﺈن اﻟﺛﺎﺑت أن ﻫذﻩ اﻟﺻور وردت ﻣﻌﻧﻰ واﺳﻊ ﻣ ن أن ﺗﺷﻣﻞ ﺟﻣ ﻊ ﺻور اﻟﺧطﺄ وﻫﻲ ﻣﺗﻘﺎرﺔ‬
‫ﺟدا وﻣﺗداﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻌﺿﻬﺎ اﻟ ﻌض)‪.(2‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻣﻬﻧد ﺻﻼح أﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ‪ ،‬اﻟﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ ﻟﻠﺟﺳم اﻟ ﺷر ﻓﻲ ظﻞ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟطﺑ ﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻹﺳ ﻧدرﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺻر‪،2002،‬ص‪.40‬‬
‫‪(2)-Pradel (J)Danti-juan (M), droit pénal spécial, op-cit, p :82.‬‬

‫ﻓﺈﺣﺗرام اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻻ ﺗﻣﻧﻊ اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺧطﺄ ﻠﻣﺎ وﺟد ﻋدم اﺣﺗ ﺎ ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾﻬم ﻣﺛﻼ‬
‫إن ﺎن رب اﻟﻌﻣﻞ إﺣﺗرم ﺟﻣ ﻊ ﻗواﻋد ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣﻞ إذا ﻟم ﯾﺗﺧذ ﺎﻟزﺎدة ﻋﻞ ذﻟك واﺟ ﺎت اﻟﺣ طﺔ اﻟﺗﻲ ﻔرﺿﻪ ﻋﻠ ﻪ‬

‫‪26‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣﻧﺻ ﻪ‪ ،‬و ﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك أﻧﻪ ﻻ ﯾﻬم إن ﺎن اﻹﺧﻼل ﺑﺗﻠك اﻟﻘواﻋد ﺷ ﻞ ﺟرﻣﺔ أو ﻻ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺷ ﻠت ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﺎﻗ ﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫وﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ﻫذﻩ اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ وﻓﺎة أو ﺟرح‪ ،‬ون اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻗد ارﺗﻛب ﺟرﻣﺗﯾن‪.‬‬
‫ـ وﻣﺳﺄﻟﺔ طﺑ ﻌﺔ اﻟﺧطﺄ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﻟم ﺗﻛن ﻣﺣﻞ اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﯾوم وﻧظ ار ﻟﻠﺗطور اﻟﻣذﻫﻞ‬
‫ﻓﻲ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣواﺻﻼت وﺗﻌدد ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺣ ﺎة اﻹﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ واﻹﻗﺗﺻﺎد ﺔ أﺻ ﺢ ﻣن اﻟﺿرور اﻷﺧذ ﻌﯾن اﻹﻋﺗ ﺎر ﻫذﻩ‬
‫اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ‪ ،‬إذ أن اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻟﺧطﺄ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﻣﺎزاﻟت ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺿرر ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻌﻘو ﺔ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﺧطﺄ ﻓﻼ‬
‫ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣ ﺎن إﻟﻰ‬ ‫ﻓرق ﺑﯾن دراﺟﺗﻪ ﺳواء ﺎن ﺳﯾ ار أو ﺟﺳ ﻣﺎ ﻓﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺣدد اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﯾؤد‬
‫ﯾرﺗﻛ ﻪ‬ ‫ﻋدم ﺗﻧﺎﺳب اﻟﺟزاء ﻣﻊ درﺟﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﺗﻛب إذ أن اﻟواﻗﻊ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ذﻟك‪ ،‬ﻓ ﯾﻒ ﻣ ن ﺗﺳو ﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟذ‬
‫ﺳﺎﺋ ﺳ ﺎرة ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻗﺗﻞ أو إﺻﺎ ﺔ ﺷﺧص ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺳرﻋﺔ اﻟﻣﻔرطﺔ ﻓﻲ ﻣ ﺎن‬
‫ﺧﺎﻟﻲ ﻣن اﻟﺟﻣﻬور‪ ،‬واﻟﺧطﺄ اﻟذ ﯾرﺗﻛ ﻪ ﺳﺎﺋ آﺧر واﻟذ ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ وﻟﻛن داﺧﻞ ﺷﺎرع ﻣﻠﻲء ﺎﻟﻧﺎس‪.‬‬
‫وﻣﻧذ ﺳﻧﺔ ‪ 2000‬اﺻ ﺢ ﻣﯾز ﺑﯾن ﺛﻼث‬ ‫ـ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ وﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ﺗﻌﻠ ﻘﺎت اﻟﺷراح ﺣول اﻟﺧطﺄ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد‬
‫درﺟﺎت أﺳﺎﺳ ﺔ ‪:‬‬
‫اﻟﺧطﺄ اﻟ ﺳ ط‪la faute simple‬واﻟذ ﯾﺗﺣﻘ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﯾﺗوﻗﻊ اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﻲ ﺣﯾن ﺎن ﻣن واﺟ ﻪ ذﻟك‪.‬‬
‫ون ﻓ ﻪ اﻹﻫﻣﺎل وﻋدم اﻹﺣﺗ ﺎ‬ ‫اﻟﺧطﺎ اﻟﻣوﺻوف أو ااﻟﻔﺎدح‪ la faute caractérisée‬وﻫو اﻟﺧطﺄ اﻟذ‬
‫ﻓﻲ درﺟﺔ ﻣن اﻟﺧطورة اﻟﻛﺑﯾرة و اﻟواﺿﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﻣ ن ﺗﺟﺎﻫﻠﻬﺎ‪ ،‬وﻫو اﻟﺧطﺄ اﻟذ أﺻ ﺢ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺷﺗرطﻪ‬
‫ظﻒ‪.(...‬‬
‫ﻹﺳﻧﺎد اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﻏﯾر اﻟﻣ ﺎﺷرة ) ﻣﺳؤوﻟ ﺔ ﻣدﯾر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ واﻟﻣو ّ‬
‫اﻟﺧطﺄ اﻹراد ‪ la faute délibérée‬وﻫو اﻧﺗﻬﺎك إراد ﻟﻺﻟﺗزام ﺎﻷﻣن واﻟﺣ طﺔاﻟﻣﻔروض ﺑواﺳطﺔ اﻟﻘﺎﻧون أو‬
‫ﺎن ﻌﺗﺑرﻩ ﺻورة ﻟﻠﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ‪.‬‬ ‫اﻟﻼﺋﺣﺔ ﻣﻣﺎ ﯾؤد اﻟﻰ ﺗﻌرض اﻟﻐﯾر ﻟﻠﺧطر‪ ،‬إذ أن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺗﻘﻠﯾد‬
‫وﻗد ﺟﻌﻞ اﻟﻌﻘو ﺔ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﺣﺳب ﺟﺳﺎﻣﺔ اﻟﺧطﺄ دون أن ﺗﺗﻌد اﻹطﺎر اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻌﻘو ﺔ اﻟﻣﻘررة ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر‬
‫اﻟﻌﻣد )‪.(1‬‬
‫ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺧطﺄ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﻣدﻧﻲ‪:‬‬
‫وﺗﺛور ﻣﺳﺄﻟﺔ أﺧر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن ﺣول وﺣدة اﻟﺧطﺄ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ واﻟﻣدﻧﻲ‪ ،‬إذ أن اﻟﻬدف ﻣن اﻟﻣوﻗﻒ اﻟﺣدﯾث ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﻊ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻣﯾزﻩ ﻋن اﻟﺧطﺄ اﻟﻣدﻧﻲ ﻌدﻣﺎ ﺎن‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻫو إﻋطﺎء ﻣﻔﻬوم ﺟدﯾد وﻣﺳﺗﻘﻞ ﻟﻠﺧطﺄ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد‬
‫اﻟﻘﺿﺎء ﻗد درج ﻋﻠﻰ ﺗوﺣﯾدﻫﻣﺎ ﻣﺛﻠﻪ ﻣﺛﻞ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟزاﺋر ﺣﺎﻟ ﺎ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻟﻬﺎ أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ اﻟﻘﺻو ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻌﻣﻠﻲ‬
‫طرح ﻫﻞ ﯾﺟوز ﻋﻧد اﻟﺣ م ﺑﺑراءة ﺷﺧص ﻣن ﺗﻬﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ أو اﻹﺻﺎ ﺔ‬ ‫إذ أن اﻟﺳؤال اﻟذ‬
‫ـــــــ‬
‫‪(1)-Nuttens(J.D), la loi fauchon du 10/08/2000 ou la fin de la confusion de la faute civile et de la faute‬‬
‫‪pénale d’imprudence, Gazette de palais, 2000,4et5 octobre, p :07.‬‬
‫اﻟﺧطﺄ ﻟﻌدم ﻗ ﺎم اﻟﺻور اﻟﻣذ ورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 288‬ق ع ‪ ،‬اﻟﺣ م ﻋﻠ ﻪ ﺑﺗﻌو ض ﻣدﻧﻲ ﻷﻧﻪ ارﺗﻛب ﺧطﺄ ﻣدﻧ ﺎ ﯾﺛﯾر‬
‫ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ؟‬

‫‪27‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻓﺎﻷﺧذ ﺑوﺣدة اﻟﺧطﺄﯾن ﻌﻧﻲ ﻋدم ﺟواز اﻟﺣ م ﺎﻟﺗﻌو ض إﺣﺗراﻣﺎ ﻟﻘوة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺣ وم ﻓ ﻪ ﺟﻧﺎﺋ ﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟدﻋو‬
‫ﻣﺑدأ اﻹﺛراء ﻼ ﺳﺑب أو‬ ‫ﺣرﻣﺎن اﻟﺿﺣ ﺔ ﻣن اﻟﺗﻌو ض ﯾﻠﺟﺄ اﻟﻰ ﺗطﺑﯾ‬ ‫اﻟﻣدﻧ ﺔ‪ ،‬ﻟذا ﻧﺟد أن اﻟﻘﺿﺎء ﻟﻛﻲ ﯾﺗﻔﺎد‬
‫ﺗﺄﺳ س اﻟﺗﻌو ض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻷﺷ ﺎء ﻠﻣﺎ ﺗوﻓرت أر ﺎﻧﻬﺎ)‪ ،(1‬أﻣﺎ اﻻﺧذ ﺑﺈزدواﺟ ﺔ اﻟﺧطﺄﯾن اﻟﻣﻧﺗﻬﺞ‬
‫ﺣﺎﻟ ﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﻊ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻌﻧﻲ أن اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣدﻧﻲ ﻣ ﻧﻪ اﻟﺣ م ﺎﻟﺗﻌو ض ﻣﺗﻰ ﺛﺑت أن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺳﻧد اﻟﻰ اﻟﻣﺗﻬم ٕوان‬
‫ﻟم ﻘﻊ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ ﻧﺻوص ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت إﻻ أﻧﻪ ﯾﺗﺿﻣن ﺧطﺄ ﺳﺗوﺟب ﻣﺳؤوﻟﯾﺗﻪ‪ ،‬وذﻟك دون اﻹﺧﻼل ﻘوة اﻟﺷﻲء‬
‫اﻟﻣﺣ وم ﻓ ﻪ ﺟﻧﺎﺋ ﺎ وﻻ ﻧﺟد ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر إﻻ ﻓﻲ ﻌض اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺎﻷﻣر ‪ 74 -15‬اﻟﻣﺗﻌﻠ‬
‫ﺎﻟﺗﻌو ض ﻋن ﺣوادث اﻟﻣرور ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 8‬ﻣﻧﻪ إذ اﻟﺗﻌو ض ﻋن ﺣوادث اﻟﻣرور ﯾؤﺳس ﻋﻠﻰ ﻓ رة اﻟﺧطر وﻟ س ﻋﻠﻰ‬
‫ﻓ رة اﻟﺧطﺄ)‪ ،(2‬وﻗد ﺛﺎر ﻧﻘﺎش ﻓﻘﻬﻲ ﺑﯾن ﻣؤ د ﻟﻠﺗوﺣﯾد وﻣﻌﺎرض وﻟﻛﻞ ﺣﺟﺟﻪ ﺣﯾث ﻻ ﺳﻊ ﻟﻧﺎ اﻟﻣﻘﺎم ﻟﻠﺧوض ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ار طﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ‬

‫وﻫﻲ ار طﺔ واﺟ ﺔ اﻟﻘ ﺎم ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ واﻹﺻﺎ ﺔ اﻟﺧطﺄ ﺣﯾث ﺳﺗوﺟب أن ون ﺑﯾن اﻟﺿرر واﻟﺧطﺄ اﻟﻣرﺗﻛب ار طﺔ ﺳﺑﺑ ﺔ‬
‫ﺷ ﻞ ﻻ ﻣ ن ﺗﺻور وﻗوع اﻟﺿرر ﻟو ﻟم ﻘﻊ اﻟﺧطﺄ‪ ،‬ﺳواء ﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟ ار طﺔ ﻣ ﺎﺷرة أو ﻏﯾر ﻣ ﺎﺷرة‪ ،‬ﺣﯾث ﻋﺑر‬
‫ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﺎﻟﻘول " ﻞ ﻣن ﻗﺗﻞ ﺧطﺄ أو ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك"‪.‬‬

‫ﯾرﻣﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﺑﯾن ﻋﺟﻼت‬ ‫ﻓﺈذا وﻗﻊ اﻟﻘﺗﻞ أو اﻹﺻﺎ ﺔ رﻏم ﻋدم ﻗ ﺎم ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﻓﻼ ﺗﻘوم اﻟﺟرﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟذ‬
‫اﻟﺳ ﺎرة ﻻ ون ﺳﺎﺋﻘﻬﺎ ﻣﺳؤوﻻ ﻋن اﻹﺻﺎ ﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن ﻘودﻫﺎ ﺑدون رﺧﺻﺔ‪.‬‬

‫ون ﻣﺳؤوﻻ ﻋن وﻓﺎﺗﻪ إذا ﺗﺑﯾن أن ﻣوﺗﻪ‬ ‫ﯾﺟر ﻋﻣﻠ ﺔ ﺟراﺣ ﺔ ﻟﺷﺧص ﺗوﻓﻲ ﻌدﻫﺎ ﻣ ﺎﺷرة ﻻ‬ ‫ﻣﺎ أن اﻟطﺑﯾب اﻟذ‬
‫ﺎن ﻣﺣﺗوﻣﺎ أﺟرت اﻟﻌﻣﻠ ﺔ أم ﻻ‪.‬‬

‫ﺗﻘوم اﻟﺟرﻣﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎﻧت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺧطﺄ واﻟﺿرر ﻏﯾر ﻣ ﺎﺷر ﺳﺎﺋ اﻟﺳ ﺎرة اﻟذ ﻟم ﯾﺧﻔض ﻣن ﺣدة اﻟﺿوء‬
‫ﻓﺗﺳﺑب ﻓﻲ إﻋﻣﺎء ﺻﺎﺣب اﻟﺳ ﺎرة اﻟﻘﺎدﻣﺔ ﻓﻲ اﻹﺗﺟﺎﻩ اﻟﻣﻌﺎﻛس وﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﺻدم أﺣد اﻟدراﺟﯾن ﻓ ون اﻟﺳﺎﺋ اﻷول‬
‫ﻣﺳؤوﻻ ﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﻣ ﺎﺷرة‪.‬‬

‫ـــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺣﺳن ﺻﺎدق اﻟﻣرﺻﻔﺎ ‪ ،‬اﻟﻣرﺻﻔﺎو ﻓﻲ اﻟدﻋو اﻟﻣدﻧ ﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋ ﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳ ﻧدرﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪،1997 ،‬‬
‫ص‪.145 :‬‬

‫)‪ (2‬ﻣراد ﺑن ط ﻘﺎق‪ ،‬ﺗﻌو ض اﻷﺿرار اﻟﺟﺳﻣﺎﻧ ﺔ ﻋن ﺣوادث اﻟﻣرور‪ ،‬ﺗرﺟﻣﺔ ﻋﻠﻲ ﺑوﺧﻠﺧﺎل‪ ،‬ﺗﻌو ض اﻷﺿرار اﻟﺟﺳﻣﺎﻧ ﺔ ﻟﺿﺣﺎ ﺎ‬
‫ﺣوادث اﻟﻣرور‪ ،‬اﻟﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،1991‬ﻋدد‪ ،04‬ص‪.27:‬‬

‫اﻟﻰ وﻗوع‬ ‫ﻌﯾن ﻋﺎﻣﻞ ﺷﺎب وﻧﺎﻗص اﻟﺧﺑرة ﻟﺗﺷﻐﯾﻞ آﻟﺔ ﻣﻌﻘدة وﺧطﯾرة أد‬ ‫وﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟرب اﻟﻌﻣﻞ اﻟذ‬
‫ﻔﻲ ﻟﺗﻘوم ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ‬ ‫ﺣﺎدث‪،‬وﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﺷﺗر أن ﯾرﺗﻛب اﻟﻔﺎﻋﻞ ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻗﺗﻼ أو ﺟرﺣﺎ ﻐﯾر ﻗﺻد ﺑﻞ‬

‫‪28‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫أن ﺗﺗم اﻟﺟرﻣﺔ ﻔﻌﻞ ﻏﯾرﻩ وﻟﻛن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ ﯾﻧﺳب اﻟﻰ ﻫذا اﻟﻔﺎﻋﻞ وﻗد ﻗﺿﻲ أﻧﻪ " ﺳﺗوﺟب ﺗﻘﺎﺳم اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ ﻋن‬
‫اﻟﺗﻌو ض ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻬم اﻷﺻﻠﻲ وﻫو ﻣ ﺎﻧ ﻲ وﻣﺎﻟك اﻟﺳ ﺎرة اﻟذ ﻟم ﻔﻘد ﻌد ﺳﻠطﺔ اﻹدارة واﻟﺗوﺟ ﻪ واﻟﻣراﻗ ﺔ ﻋﻠﯾﻬﺎ")‪.(1‬‬

‫ٕواذا وﻗﻊ اﻟﺿرر ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻋدة أﺧطﺎء ﻟﻌدة ﻓﺎﻋﻠﯾن ون ﻫؤﻻء ﻣﺳؤوﻟﯾن ﺟﻣ ﻌﺎ ﻋن ﻫذا اﻟﺿرر ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن ﻌﺿﻬم‬
‫ﻗد أﺻﯾب ﻪ ﻓﻘد ﻗﺿﻲ ﺄن ﻣرﻲ اﻷ ﻘﺎر واﻟﺟزار واﻟﺑ طر ﻣﺳؤوﻟﯾن ﺟﻣ ﻌﺎ ﻋن اﻹﺿرار ﺻﺣﺔ أﺷﺧﺎص ﻧﺗﯾﺟﺔ‬
‫أﻛﻠﻬم ﻟﻠﺣم ﻓﺎﺳد‪ ،‬وﻗد ﻘﻊ اﻟﺧطﺄ اﻟواﺣد ﻣن ﻋدة أﺷﺧﺎص ﺣﯾث ﺗطرح ﻣﺳﺄﻟﺔ وﺟود اﻹﺷﺗراك ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر‬
‫اﻟﻌﻣد ﺔ‪ ،‬ﻓرﻏم وﺟود إﺧﺗﻼف ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ إﻻ أن اﻟﻣﺷرع ﻘوﻟﻪ " ﻞ ﻣن ﻗﺗﻞ ﺧطﺄ أو ﺗﺳﺑب ﻓﻲ ذﻟك" ﻌﻧﻲ أن ﻞ ﻣن‬
‫اﺷﺗرك ﻓﻲ إﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻌﺗﺑر ﻓﺎﻋﻼ أﺻﻠ ﺎ‪ .‬و ﺣدث ذﻟك ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻣﺎرس ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﺷﺧﺎص ﻋﻣﻼ ﺧطﯾ ار ﺗﺳﺑب‬
‫ﻓﻲ إﺣداث إﺻﺎ ﺔ أو ﻗﺗﻞ‪ ،‬ﻓ ﻞ أﻓراد ﺗﻠك اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣ ن أن ﺗﻛون ﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋن اﻟﺣﺎدث‪ ،‬ﻣﺎ ﻟو أن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻟﻘﻧﺎﺻﺔ ﯾﺗدرون ﻋﻠﻰ اﻟرﻣﻲ ﻓﺄﺻﺎب أﺣدﻫم ﺷﺧﺻﺎ ﻣﺎ)‪.(2‬‬

‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺷﺎر ﺔ اﻟﻘوة اﻟﻘﺎﻫرة ﻓﺈن اﻧﺗﻔﺎء اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ ﺳﺑﺑﻬﺎ ﺳﺗوﺟب ﺗوﻓر ﺷرطﯾن وﻫﻣﺎ ﻋدم إﻣ ﺎن اﻟدﻓﻊ وﻋدم إﻣ ﺎن‬
‫)‪(3‬‬
‫اﻟﺗوﻗﻊ ﺣﯾث إذا ﺗﺧّﻠﻒ أﺣدﻫﻣﺎ ﻻ ّ‬
‫ﻌﺗد ﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺿﻲ أن ﺛﻘب طّﺎن ﻋﺟﻠﺔ اﻟﺳ ﺎرة أﺛﻧﺎء اﻟﺳﯾر وأد اﻟﻰ ﻗﺗﻞ وﺟرح‬
‫ﺧطﺄ ﻻ ﻌﺗﺑر ﻗوة ﻗﺎﻫرة ﺑﻞ ﻫﻲ ﻣن اﻟﺣوادث اﻟﻌﺎد ﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺳﺎﺋ أن ﺣطﺎ ﻟﻬﺎ)‪.(4‬‬

‫ون ﻟﺧطﺄ‬ ‫ﻣﺎ أن ﺧطﺄ اﻟﺿﺣ ﺔ ﻻ ﻌﻔﻲ اﻟﻔﺎﻋﻞ ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ ﻣﺗﻰ ﺎن ﻟﺧطﺄﻩ دور ﻓﻲ إﺣداث اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ‬
‫ﻌد ﺧطﺎ ﺷﺎرك ﻣﻊ ﺧطﺄ‬
‫اﻟﺿﺣ ﺔ ﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﺗﻌو ض ﻓﻘط‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺿﻲ أن" إﻓﻼت اﻟﺿﺣ ﺔ ﻣن ﺣراﺳﺔ أﺑو ﻪ ّ‬
‫اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ وﻗوع اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﺗوﺟب ﺗﻘﺳ م اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻌو ض")‪.(5‬‬

‫ﻣﺎﻟك اﻟﺣﯾوان ون أ ﺿﺎ ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن اﻟﻘﺗﻞ أو اﻟﺟرح اﻟذ ﯾرﺗﻛ ﻪ ﺣﯾواﻧﻪ ﻣﺗﻰ ﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺧطﺄ ﻓﻲ اﻟﻣراﻗ ﺔ ﻣن طرف‬
‫ﻫذا اﻟﻣﺎﻟك‪ ،‬ﻓﺎﻟذ ﯾﺗرك ﻠ ﺎ ﻣن اﻟﻧوع اﻟﺧطﯾر ﻓﻲ اﻟطر وﻋض أﺣد اﻟﻣﺎرة وﺟب ﻋﻘﺎب ﺻﺎﺣ ﻪ‪.‬‬

‫ـــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ رﻗم ‪ 1987‬ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪1981/02/19‬ﻧﺷرة اﻟﻘﺿﺎة ‪ ،1982‬ﻋدد ﺧﺎص‪ ،‬ص‪.193‬‬
‫‪(2)-Levasseur(G), Homicide, encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et procédures pénales , 2003,‬‬
‫‪tome 4, p :07‬‬
‫)‪ -(3‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﻌﺎم‪،‬اﻟط ﻌﺔ اﻟﺳﺎ ﻌﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2008 ،‬ص‪.187:‬‬
‫)‪ -(4‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ رﻗم ‪ 23184‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1981/07/09‬ﻧﺷرة اﻟﻘﺿﺎة ‪ ،1988‬ﻋدد ‪ ،44‬ص ‪.100‬‬
‫)‪ -(5‬ﻗرار رﻗم ‪ 22430‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1981/05/28‬ﻧﺷرة اﻟﻘﺿﺎة ‪ ،1988‬ﻋدد ‪ ،44‬ص‪.101‬‬
‫ﻣﺎ ﻗﺿت أ ﺿﺎ أن ﺧطﺄ اﻟﺿﺣ ﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌو ض ﻋن ﺣوادث اﻟﻣرور ﻻ ﯾﻠﻌب أ دور و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟذ ﯾر ب اﻟﺷﺎﺣﻧﺔ ﻣن اﻟﺧﻠﻒ‬
‫و ؤد اﻟﻰ ﺳﻘوطﻪ ﺳﺗﺣ اﻟﺗﻌو ض رﻏم ﺗﺑرﺋﺔ اﻟﻣﺗﻬم‪ ،‬وﻫو اﻟﺗﻌو ض اﻟذ ﺳﯾدﻓﻌﻪ اﻟﺻﻧدوق اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺗﻌو ض ﻋن ﺣوادث اﻟﻣرور‪ ،‬ﻗرار رﻗم‬
‫‪ 48961‬ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1988 /02/09‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،1990‬ﻋدد ‪ ،4‬ص ‪.251‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻌﻘو ﺔ‬
‫‪29‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻌﻘو ﺔ اﻷﺻﻠ ﺔ‬

‫اﺗﺧذ اﻟﻣﺷرع ﻣﻌ ﺎرن ﻟﺗوﻗ ﻊ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻓﻲ أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﺔ ﻫﻣﺎ ﻣﻌ ﺎر اﻟﻌﺟز اﻟﻛﻠﻲ ﻋن اﻟﻌﻣﻞ وﻣﻌ ﺎر اﻟوﻓﺎة‪.‬‬

‫أـ اﻟﻌﺟز اﻟﻛﻠﻲ ﻋن اﻟﻌﻣﻞ‪:‬‬

‫ـ ﺗﻛون ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ إذا أدت اﻹﺻﺎ ﺔ أو اﻟﺟرح او اﻟﻣرض اﻟﻰ ﻋﺟز ﻠﻲ ﻋن اﻟﻌﻣﻞ ﻟﻣدة ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز ‪ 3‬أﺷﻬر وﺗﻛون‬
‫اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ‪ 10‬أ ﺎم اﻟﻰ ﺷﻬرن وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 8000‬اﻟﻰ ‪ 16000‬دج)م ‪467‬ﻣ رر‪/ 1‬ف‪ (6‬أو ﺑﺈﺣد ﻫﺎﺗﯾن‬
‫اﻟﻌﻘو ﺗﯾن وذﻟك وﻓ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 442‬ﻗﻊ‪.‬وﻻ ﺗﺣرك اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟر ﻣﺔ إﻻ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺷ و اﻟﺿﺣ ﺔ‪،‬‬
‫ﺛم إذا ﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ ﺗﺗوﻗﻒ اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ وﻓ اﻟﻔﻘرة اﻟ ار ﻌﺔ واﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة‪.‬‬

‫ـ ﺗﺻ ﺢ ﺟﻧﺣﺔ و طﺑ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 289‬ﻗﻊ إذا ﺗﺟﺎوز اﻟﻌﺟز ﻣدة ‪ 3‬أﺷﻬر ﺣﯾث ﻌﺎﻗب اﻟﻔﺎﻋﻞ ﺎﻟﺣ س ﻣن‬
‫ﺷﻬرن اﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 20000‬اﻟﻰ ‪ 100000‬دج أو ﺑﺈﺣد ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘو ﺗﯾن‪.‬‬

‫ب ـ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟوﻓﺎة‪:‬‬
‫ﺗطﺑ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 288‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻗب اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺎﻟﺣ س ﻣن ‪ 6‬أﺷﻬراﻟﻰ ‪3‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن‪ 20000‬اﻟﻰ‪100000‬د‬

‫أﻣﺎ اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠ ﺔ ﻓﻘد ﺎن ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻘط ﻗﺎﻧون اﻟﻣرور رﻗم ‪ 14/01‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 2001/08/19‬إﻻ أﻧﻪ ﻌد‬
‫ﺗﻌدﯾﻞ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻘﺎﻧون ‪ 23/06‬أﺻ ﺢ ﯾﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 16‬ﻣ رر‪ 4‬وﺗﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾ أوﺳﺣب أو إﻟﻐﺎء‬
‫رﺧﺻﺔ اﻟﺳ ﺎﻗﺔ إذا ﺎن ﺳﺑب اﻹﺻﺎ ﺔ أو اﻟوﻓﺎة ﻫو ﺣﺎدث ﻣرور‪ ،‬ﺛم أﺿﺎف ﻗﺎﻧون اﻟﻣرور ‪ 03/09‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ‬
‫‪ 2009/07/22‬وﺟوب إﻟﻐﺎء اﻟرﺧﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪ 98‬ﻣﻧﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ظروف اﻟﺗﺷدﯾد‬
‫أوﻻ‪ :‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﺗﻠك اﻟواردة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت‬
‫ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 290‬ﻗﻊ وﻫﻲ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﺣر ﺔ اﻟﻣرور ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ظرﻓﯾن ﻫﻣﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﺳ ر و ﻣﺣﺎوﻟﺔ‬
‫طرﻘﺔ أﺧر ‪،‬و ﻫﻣﺎ ظرﻓﺎن‬ ‫اﻟﻔرار أو ﺗﻐﯾﯾر ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻣﺎﻛن أو ﺄ‬
‫اﻟﺗﻬرب ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ واﻟﻣدﻧ ﺔ ﻋن طر‬
‫ّ‬
‫ﻋﺎﻣﺎن ﻣ ن ﻗ ﺎﻣﻬﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ ﺣﺎﻻت اﻟﻘﺗﻞ واﻟﺟرح ﻏﯾر اﻟﻌﻣد رﻏم أﻧﻪ ظﻬر أﻧﻬﻣﺎ ﻣﺗﻌﻠﻘﺎن ﺣوادث اﻟﻣرور‪ ،‬ﻓﻣن‬
‫اﻟﻰ إﺻﺎ ﺔ أﺣد‬ ‫ﺎن ﻌﻣﻞ داﺧﻞ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺄﻟﺔ ﺧطﯾرة وﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳ ر ﻟم ﯾﺗﻣ ن ﻣن اﻟﺗﺣ م ﻓﯾﻬﺎ ﺷ ﻞ ﺟﯾد ﻓﺈد‬
‫وﺗطﺑ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 290‬ق ع ‪ ،‬ﻣﺎ أن اﻟﺷﺧص‬
‫ّ‬ ‫زﻣﻼﺋﻪ ﺳوف ﺗﻘوم ﺟرﻣﺔ اﻟﺟرح ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﻣﻊ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳ ر‬
‫اﻟذ ﺻطﺎد ﺑﺑﻧدﻗﯾﺗﻪ ﻓﻲ ﻏﺎ ﺔ وأﺻﺎب أﺣد اﻷﺷﺧﺎص طﻠﻘﺔ ﻧﺎرﺔ ﻋن طر اﻟﺧطﺄ ﺛم اﺧﺗﻔﻰ ﻋن اﻷﻧظﺎر ﺣﺗﻰ‬
‫اﻛﺗﺷﻒ ﻌد اﻟﻘ ﺎم ﺎﻟﺗﺣرﺎت ﻌﺗﺑر ﻣﺗﻬرﺎ ﻋن اﻟﻣؤوﻟ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ واﻟﻣدﻧ ﺔ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺗﺻ ﺢ ﻋﻘو ﺔ اﻟﺟرح ﻏﯾر‬ ‫و ﻠﻣﺎ ﺗوﻓر اﻟظرﻓﯾن ﺗﺿﺎﻋﻒ اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 288‬و‪ 289‬ﻗﻊ أ‬
‫اﻟﺣ س ﻣن ‪ 4‬أﺷﻬر اﻟﻰ ‪ 4‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 40‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 200‬أﻟﻒ دج‪ ،‬أﻣﺎ ﻋﻘو ﺔ اﻟﻘﺗﻞ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد‬ ‫اﻟﻌﻣد‬
‫ﺗﺻ ﺢ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪ 6‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 40‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 200‬أﻟﻒ دج‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧ ﺎ‪ :‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﺗﻠك اﻟواردة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻣرور‪:‬‬


‫ﻟﻘد اﻋﺗﻣد ﻗﺎﻧون ‪ /‬ﺳ ﺎﺳﺔ اﻟﺗﺷدﯾد ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻣﻧﻪ ّ‬
‫اﻟﺣد اﻟﺗزاﯾد اﻟﺧطﯾر ﻟﺟراﺋم اﻟﻘﺗﻞ واﻟﺟرح اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﺣوادث‬
‫ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ ‬ﻣﻧﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺑدأ ﺑﺗطﺑﯾ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ ‬و‪ ‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت‬‫اﻟﻣرور ﻓﻘد ّ‬
‫اﻟﻌﺎد ﺔ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺗواﻓرت اﻟظروف اﻟﻣﺷددة ﻓﻘد ورد ﺗﻧظ ﻣﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷ ﻞ اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب ﺣﺎدث ﻣرور ﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻗﺗﻞ ﻏﯾر ﻋﻣد ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳ ر أو ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ﻣواد أو أﻋﺷﺎب ﻣﺧذرة ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ‪‬ﺳﻧوات‬
‫أﺣ ﺎم ﻗﺎﻧون اﻟﻣرور‬ ‫اﻟﻣﺎدة ‪/ ‬ف‪ ،‬وﺗﺛﺑت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳ ر وﻓ‬ ‫وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ ‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ ‬أﻟﻒ د ج وﻓ‬
‫‪ /‬ﺑﺗواﻓر اﻟﻛﺣول ﻓﻲ اﻟدم ﺑﻧﺳ ﺔ ‪‬ﻓﻲ اﻷﻟﻒ ﻣﻠﻞ ﻓﻣﺎ ﻓوق‪ ،‬وﻓ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون‪ ،‬ﺣﯾث ﺎﻧت‬
‫ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ‪ 0,10 14/01‬ﻓﻘط‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳ ر و ﺎن ﻘود ﻣر ﺔ ﻣن اﻟوزن اﻟﺛﻘﯾﻞ أو ﻣﻌدة ﻟﻠﻧﻘﻞ اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻸﻓراد أو ﻟﻧﻘﻞ اﻟﻣواد‬
‫اﻟﺧطرة ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ‪5‬ﺳﻧوات اﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 500‬أﻟﻒ اﻟﻰ ﻣﻠﯾون دج وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪ /68‬ف‬
‫‪.2‬‬
‫اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟوارد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 69‬وﻫﻲ ﺛﯾرة) اﻹﻓ ار ﻓﻲ اﻟﺳرﻋﺔ‪،‬‬ ‫‪ -‬إذا وﻗﻊ اﻟﻘﺗﻞ ﺳﺳب ارﺗﻛﺎب إﺣد‬
‫اﻟﺗﺟﺎوز اﻟﺧطﯾر‪ ،‬ﻋدم اﺣﺗرام اﻷوﻟو ﺔ‪ ،‬ﻋدم اﻹﻣﺗﺛﺎل ﻹﺷﺎرات اﻷﻣر ﺎﻟﺗوﻗﻒ‪ ،‬اﻟﻣﻧﺎورات اﻟﺧطﯾرة‪ ،‬اﻟﺳﯾر ﻓﻲ اﻹﺗﺟﺎﻩ‬
‫ﻟ ﻼ أو أﺛﻧﺎء اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺿ ﺎب أو ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﺧﺎل ﻣن‬ ‫اﻟﻣﻣﻧوع‪ ،‬ﻗ ﺎدة اﻟﻣر ﺔ ﺑدون إﻧﺎرة و ذا ﺗوﻗﻔﻬﺎ ﻓﻲ وﺳط اﻟطر‬
‫اﻹﻧﺎرة اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ‪ ،‬اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﯾدو ﻟﻠﻬﺎﺗﻒ اﻟﻣﺣﻣول أو وﺿﻊ ﺧوذة اﻟﺗﺻﻧت اﻹذاﻋﻲ واﻟﺳﻣﻌﻲ و ذا ﺗﺷﻐﯾﻞ اﻷﺟﻬزة‬
‫اﻟﺳﻣﻌ ﺔ اﻟ ﺻرﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺳ ﺎﻗﺔ(‪ ،‬ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪ 3‬ﺳﻧوات ﺣ س وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 50‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪200‬‬
‫أﻟﻒ دج‪.‬‬
‫اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣذ ورة أﻋﻼﻩ‪ ،‬و ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻘود ﻣر ﺔ ﻣن ﺻﻧﻒ اﻟوزن اﻟﺛﻘﯾﻞ أو ﻣﻌدة‬ ‫‪ -‬إذا وﻗﻊ اﻟﻘﺗﻞ ﺳﺑب إﺣد‬
‫ﻟﻠﻧﻘﻞ اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ أو ﻟﻧﻘﻞ اﻟﻣواد اﻟﺧطرة ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ‪ 5‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 100‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪500‬‬
‫أﻟﻒ دج ) اﻟﻣﺎدة ‪ 69‬ﻓﻘرة أﺧﯾرة ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻣرور(‪.‬‬
‫ﺗﻬرب ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ أو اﻟﻣدﻧ ﺔ ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ‬
‫‪ -‬إذا وﻗﻊ اﻟﻘﺗﻞ و ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ّ‬
‫‪ 5‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 100‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 200‬أﻟﻒ دج )م ‪/ 73‬ف ‪.(1‬‬

‫ب‪ -‬ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب ﺣﺎدث ﻣرور أد اﻟﻰ ﻗ ﺎم ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺟرح ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫‪ -‬إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳ ر أو ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ﻣواد أو أﻋﺷﺎب ﻣﺧذرة ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪ ‬ﺳﻧوات‬
‫وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ ‬أﻟﻒ دج )اﻟﻣﺎدة ‪ / ‬ف‪.(‬‬
‫‪ -‬إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳ ر و ﺎن ﻘود ﻣر ﺔ ﻣن اﻟوزن اﻟﺛﻘﯾﻞ أو ﻣﻌدة ﻟﻠﻧﻘﻞ اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ ﻟﻸﻓراد أو ﻟﻧﻘﻞ اﻟﻣواد‬
‫اﻟﺧطرة ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ‪5‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 100‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 250‬أﻟﻒ دج) م ‪/70‬ف‪.(2‬‬
‫‪ -‬إذا وﻗﻊ اﻟﺟرح ﺳﺑب ارﺗﻛﺎب إﺣد اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟوارد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 71‬وﻫﻲ ﻧﻔس ﺗﻠك اﻟﻣذ ورة أﻋﻼﻩ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 69‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻟﻘﺗﻞ اﻟﺧطﺄ ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ‪ 6‬أﺷﻬر اﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪20‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 50‬أﻟﻒ دج‬
‫)م ‪.( 71‬‬
‫اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت اﻟﻣذ ورة أﻋﻼﻩ‪ ،‬و ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻘود ﻣر ﺔ ﻣن ﺻﻧﻒ اﻟوزن اﻟﺛﻘﯾﻞ أو ﻣﻌدة‬ ‫‪ -‬إذا وﻗﻊ اﻟﺟرح ﺳﺑب إﺣد‬
‫ﻟﻠﻧﻘﻞ اﻟﺟﻣﺎﻋﻲ أو ﻟﻧﻘﻞ اﻟﻣواد اﻟﺧطرة ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪3‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪50‬أﻟﻒ ‪150‬أﻟﻒ‬
‫دج() م ‪ 71‬ﻓﻘرة أﺧﯾرة(‪.‬‬

‫ﺗﻬرب ﻣن اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ أو اﻟﻣدﻧ ﺔ ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ‬


‫‪ -‬إذا وﻗﻊ اﻟﺟرح و ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ّ‬
‫‪3‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 50‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 150‬أﻟﻒ دج) م ‪ / 73‬ف ‪.(2‬‬
‫وﻓﻲ اﻷﺧﯾر وﻣﻧذ ﺗﻌدﯾﻞ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ‪ 2004/11/10‬واﻹﻋﺗراف ﺎﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧو‬
‫ون‬ ‫وﻓ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 51‬ﻣ رر ﻗﻊ‪ ،‬ﺛم ﺗوﺳ ﻊ ﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ ﺷ ﻞ ﺻرﺢ ﻌد ﺗﻌدﯾﻞ ‪، 2006/12/20‬‬
‫اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧو ﻣﺳؤوﻻ ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻟﺣﺳﺎ ﻪ أﺣد أﻋﺿﺎءﻩ أو أﺣد ﻣﻣﺛﻠ ﻪ وذﻟك ﺑﻧص‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪303‬ﻣ رر‪ 3‬ﻗﻊ وﻓ ﺷرو اﻟﻣﺎدة ‪51‬ﻣ رر ﻗﻊ‪.‬‬
‫وﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋدة ﻗ اررات ﺻﺎدرة ﺎﻹداﻧﺔ ﻷﺷﺧﺎص ﻣﻌﻧو ﺔ ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم اﻟﻘﺗﻞ أو اﻟﺿرب واﻟﺟرح ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ‪.‬‬
‫ﻗواﻋد ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣﻞ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺄﻣن‬ ‫ﻓﻘد ﺗم إداﻧﺔ ﺗﻌﺎوﻧ ﺔ ﻓﻼﺣ ﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣدﯾرﻫﺎ اﻟﻌﺎم ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﻫﻣﺎل ﻓﻲ ﺗطﺑﯾ‬
‫اﻟﻧﺎﺗﺞ ﻋﻧﻪ ﻋﺟز ﻋن اﻟﻌﻣﻞ ﻷﻛﺛر ﻣن‬ ‫وﺳﻼﻣﺔ اﻟﻌﻣﺎل‪ ،‬ﻣﺎ أداﻧت ﻣﺣ ﻣﺔ ﺎرس ﺷر ﺗﯾن ﺑﺗﻬﻣﺔ اﻟﺟرح ﻏﯾر اﻟﻌﻣد‬
‫‪3‬أﺷﻬر ‪،‬إﺣداﻫﻣﺎ ﺻﺎﺣ ﺔ اﻹﺳﻘﺎﻟﺔ ‪ L’échafaudage‬اﻟﺗﻲ وﻗﻒ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺿﺣ ﺔ ﺛم اﻧﻬﺎرت‪ ،‬ﻟﻌدم وﺟود رﻗﺎ ﺔ‬
‫ﻟﻺﺳﻘﺎﻟﺔ‪ ،‬واﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﻗﺎﻣت ﺑﺗر ﯾﺑﻬﺎ رﻏم ﻋدم إﺧﺗﺻﺎﺻﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك) ﻗرار ﻓﻲ ‪.(1995/11/3‬‬
‫ﻣﺎ ﺗم إداﻧﺔ ﻣؤﺳﺳﺔ ﺳ ﺎﺣ ﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺗزﻟﺞ اﻟﺛﻠﺟﻲ ﺑﺟرﻣﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﺧطﺄ ﻟﻌدم ﺗوﻓﯾر اﻷﻣن اﻟﻼزم‬
‫ﺣ ﺎة ﻌﺿﻬم)‪.(1‬‬ ‫ﻟزﺎﺋﻧﻬﺎ ﻌد اﻧﻬ ﺎر ﺛﻠﺟﻲ أود‬
‫ــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ أﺣ ﺎم واردة ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪- Code pénal Français, op-cit, p397.‬‬

‫اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺟراﺋم ﺿد اﻷﺧﻼق) ذات اﻟطﺎ ﻊ اﻟﺟﻧﺳﻲ(‬

‫‪32‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬

‫ﻟﻘد أورد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻋدة ﻣظﺎﻫر ﻟﻬذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﯾﺧﺗﻠﻒ ﺗﻛﯾ ﻔﻬﺎ ﺣﺳب طﺑ ﻌﺔ اﻷﻓﻌﺎل‬
‫اﻟﻣرﺗﻛ ﺔ ‪ ،‬ﻓﻘد ﺷ ﻞ اﻟﻔﻌﻞ زﻧﺎ أو اﻏﺗﺻﺎب أو ﺷذوذ ﺟﻧﺳﻲ أو إﺧﻼل ﺎﻷﺧﻼق اﻟﺣﻣﯾدة ‪ ،‬ﻣﺎ ﻗد ون اﻟﻔﻌﻞ إﺧﻼﻻ‬
‫ﺎﻟﺣ ﺎء وﻗد ون ﻣرﺗ طﺎ ﻔﻌﻞ اﻟدﻋﺎرة أو ﺗﺣرﺷﺎ ﺟﻧﺳ ﺎ أو ﻓﺎﺣﺷﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺣﺎرم‪.‬‬
‫وﻗد اﺧﺗرﻧﺎ ﻣﻧﻬﺎ أﻫﻣﻬﺎ وﻗﺳﻣﻧﺎﻫﺎ اﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن ﺳﻧﺗﻧﺎول ﻓﻲ اﻟﻣ ﺣث اﻷول أﻫم اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺎﻟو ء أو اﻟﻣواﻗﻌﺔ‬
‫اﻟﺟﻧﺳ ﺔ وﻓﻲ ﻣ ﺣث ﺛﺎﻧﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم دون ﻣواﻗﻌﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‬
‫ﺟراﺋم ﺗﺗم ﺎﻟﻣواﻗﻌﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ‬
‫‪Infractions sexuelles avec pénétration‬‬
‫وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرك ﻓﻲ ﻣﯾزة أﺳﺎﺳ ﺔ ﺗﺗﻌﻠ ﺿرورة ﺛﺑوت وﻗﺎع ﺟﻧﺳﻲ طﺑ ﻌﻲ ﻟﻘ ﺎﻣﻬﺎ وﺗﺗﻣﺛﻞ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟزﻧﺎ واﻹﻏﺗﺻﺎب‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫اﻟزﻧﺎ م ‪339‬ق ع‪l’adultère‬‬
‫إن اﻟﺣ ﻣﺔ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﻫو اﻟﺣﻔﺎ ﻋﻠﻰ ﺎن اﻷﺳرة و واﺟ ﺎت اﻟزوﺟﯾن واﻹﺣﺗرام اﻟﻣﺗ ﺎدل)‪.(1‬‬
‫وﻣﻊ ﺗطور اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت إزدادت ﻫوة اﻟﺧﻼف ﺑﯾن اﻟﺷراﺋﻊ اﻟﺳﻣﺎو ﺔ واﻟﺗﺷرﻌﺎت اﻟوﺿﻌ ﺔ ﺷﺄن اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ‪،‬‬
‫ﻓﻘد اﺗﺟﻬت اﻟﺷراﺋﻊ اﻟﺳﻣﺎو ﺔ اﻟﻰ ﺗﺣرم ﻞ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻧﺳ ﺔ ﺗﺗم ﺧﺎرج اﻹطﺎر اﻟﺷرﻋﻲ وﻫو اﻟزواج ‪ ،‬ﺳواء ﺎن ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ‬
‫ﻣﺣﺻﻧﺎ أوﻏﯾر ﻣﺣﺻن‪ ،‬إذ ورد ﻧﻔس اﻟﻣوﻗﻒ ﻓﻲ اﻟﺗوراة واﻹﻧﺟﯾﻞ وأﺧﯾ ار ﻓﻲ اﻟﺷرﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ "اﻟزاﻧ ﺔ‬
‫واﻟزاﻧﻲ ﻓﺎﺟﻠدوا ﻞ واﺣد ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣﺎﺋﺔ ﺟﻠدة وﻻ ﺗﺄﺧذ م ﺑﻬﻣﺎ رأﻓﺔ ﻓﻲ دﯾن ﷲ إن ﻧﺗم ﺗؤﻣﻧون ﺎﻪﻠﻟ واﻟﯾوم اﻵﺧر‬
‫وﻟ ﺷﻬد ﻋذاﺑﻬﻣﺎ طﺎﺋﻔﺔ ﻣن اﻟﻣؤﻣﻧﯾن"‪.‬ﺳورة اﻟﻧور اﻵ ﺔ ‪. 2‬‬

‫ﻓﻲ ﻧظرﺗﻬﺎ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣن ﻻ ﻌﺎﻗب أﺻﻼ ﻋﻠﻰ اﻟزﻧﺎ‪ ،‬أﺧذا ﻣﺑدأ‬ ‫أﻣﺎ اﻟﻘواﻧﯾن اﻟوﺿﻌ ﺔ ﻓﻠم ﺗﺗﻔ‬
‫ﻔﻲ ﻓﻘط وﺟود اﻟرﺿﺎ ﻹ ﺎﺣﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ‪،‬وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﻧذ‬ ‫اﻟﺣرﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ‪ ،‬إذ‬
‫ﻌﺗد ﺑﻬﺎ ﻓﻘط ﻟﺗﺳﺑﯾب إﻧﺣﻼل اﻟ ار طﺔ اﻟزوﺟ ﺔ ﻓﻘط وﻓ ﻗواﻋد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ)‪. (2‬‬
‫‪،1975‬وأﺻ ﺣت اﻟﺟرﻣﺔ ّ‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)- TARHINI Rola, le sort de la femme, auteur ou victime d’infractions sexuelles et /ou familiales, en‬‬
‫‪droit pénal comparé Français et Libanais, thèse pour le doctorat, université Nancy2, France, 2011, p399.‬‬
‫‪(2)- Ibid.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺗﺷرﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﺗﺗﻔ ﻫﻲ أ ﺿﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟﺗﺟرم إذ ﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﺟﻌﻞ ﻓرﻗﺎ ﺑﯾن زﻧﺎ‬
‫اﻟزوج وزﻧﺎ اﻟزوﺟﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﺻر ﻣﺛﻼ ﺷﺗر ﻟﻌﻘﺎب اﻟزوج أن ﯾرﺗﻛب ﻓﻌﻞ اﻟزﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻧزل اﻟزوﺟ ﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ أﻧﻪ ﻻ‬
‫ﺗزد ﻋﻘو ﺗﻪ أﻛﺛر ﻣن ‪6‬أﺷﻬر وﻟﻪ ﺣ اﻟﻌﻔو ﻋن زوﺟﺗﻪ اﻟزاﻧ ﺔ ﻌد اﻟﺣ م ﻋﻠﯾﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﺎ أﻧﻪ ﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻷﻋذار اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ‬
‫إذا ﻣﺎ ﻗﺗﻞ زوﺟﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠ س ﺎﻟزﻧﺎ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫أﻣﺎ اﻟزوﺟﺔ ﻓﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ اﻟزﻧﺎ أﯾﻧﻣﺎ ارﺗﻛﺑﺗﻪ وﻋﻘو ﺗﻬﺎ ﻗد ﺗﺻﻞ اﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن ‪،‬وﻟ س ﻟﻬﺎ ﺣ اﻟﻌﻔو ﻣن زوﺟﻬﺎ اﻟزاﻧﻲ‬
‫وﻻ ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣن اﻷﻋذار إذا ﻣﺎ ﻗﺗﻠت زوﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠ س‪.‬‬
‫ﺑﯾن زﻧﺎ اﻟزوج وزﻧﺎ اﻟزوﺟﺔ وﻟﻛن ﻟ س ﺻﻔﺔ‬ ‫أﻣﺎ اﻹﺗﺟﺎﻩ اﻵﺧر ﻣن اﻟﺗﺷرﻌﺎت ﻓﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ اﻟزﻧﺎ دون ﺗﻔر‬
‫ﻣطﻠﻘﺔ وﻫو ﻣوﻗﻒ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﺣﯾث ﻻ ﻌﺗﺑر اﻟﺷﺧص ﻣرﺗﻛ ﺎ ﻟﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ إﻻ إذا ﺎن ﻣﺗزوﺟﺎ‪.‬‬
‫ـ وﺣﻔﺎظﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟزوج اﻟﻣﺿرور وأوﻻدﻩ ﻓﻘد أﺗﺟﻬت ﻣﻌظم اﻟﺗﺷرﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ اﻟزﻧﺎ اﻟﻰ ﻋدم ﺟﺎزة‬
‫ﻣ ﻧﻪ أن ﯾﺗﻧﺎزل ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ أ ﺔ ﺣﺎﻟﺔ ﺎﻧت ﻋﻠﯾﻬﺎ‬ ‫ﺗﺣرك اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ إﻻ ﺑﻧﺎ ء ﻋﻠﻰ ﺷ و اﻟزوج اﻟﻣﺿرور اﻟذ‬
‫ﺗﻣس ﻗدﺳ ﺔ اﻟزواج اﻟﺗﻲ ﺿﻣﻧﻬﺎ و ﺣﻣﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﺗﻣس اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ )‪.(1‬‬
‫اﻟدﻋو ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺟرﻣﺔ ّ‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬أر ﺎن ﺟر ﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‬
‫ﻓ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 339‬ﺷﺗر ﻟﻘ ﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺗوﻓر ﺛﻼﺛﺔ أر ﺎن أﺳﺎﺳ ﺔ ‪ ،‬ر ن أول ﻣﻔﺗرض وﻫو ﻗ ﺎم ار طﺔ اﻟزوﺟ ﺔ‬
‫ﺣﯾث ﻻ ﻣ ن ﺗﺻور وﺟود اﻟزﻧﺎ ﻓﻲ ﻧظر اﻟﻘﺎﻧون دون أن ون ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ أﺣد اﻟطرﻓﯾن ﻣﺗزوﺟﺎ‪.‬‬
‫اﻟر ن اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻫو اﻟر ن اﻟﻣﺎد اﻟﻣﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ﻓﻌﻞ اﻟو ء أو اﻟﻣواﻗﻌﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ‪ ،‬ﺛم ر ن ﺛﺎﻟث وﻫواﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪1‬ـ ﻗ ﺎم اﻟ ار طﺔ اﻟزوﺟ ﺔ‬
‫ﯾﻠزم‬ ‫ﻻ ﻣ ن اﻟﺣدﯾث ﻋن ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ إﻻ إذا ﺎن طرﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ أو أﺣدﻫﻣﺎ ﻣﺗزوﺟﺎ‪ ،‬ﻓﻌﻘد اﻟزواج ﻫو اﻟذ‬
‫اﻟزوج واﻟزوﺟﺔ ﺎﻷﻣﺎﻧﺔ واﻹﺧﻼص اﻟﻣﺗ ﺎدل)‪.(2‬‬
‫وﻟذﻟك ﻻ ﻣ ن ﺗﺻور ﻗ ﺎم اﻟزﻧﺎ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة اﻟﻣوﺟودة ﺑﯾن إﺑرام اﻟزواج واﻧﺣﻼﻟﻪ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺣﻣﻠت ﻣن‬
‫رﺟﻞ ﻗﺑﻞ زواﺟﻬﺎ ﺂﺧر ﺛم وﺿﻌت ﺣﻣﻠﻬﺎ ﻌد اﻟزواج وﻻ ﺗﻌﺎﻗب ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن اﻟﻘ ﺎم ﺎﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﺎن ﻓﻲ ﻓﺗرة‬
‫اﻟﺧطو ﺔ)‪.(3‬‬
‫ﻣﺎ ﻻ ﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟزﻧﺎ إذا وﻗﻌت اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻌد اﻧﺣﻼل اﻟ ار طﺔ اﻟزوﺟ ﺔ ﺎﻟوﻓﺎة أو اﻟطﻼق‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﺣ م‬
‫ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻓﻲ اﻟطﻼق ﺣﺳب ﻣﺎ إذا ﺎن رﺟﻌ ﺎ أو ﺎﺋﻧﺎ‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)- BOUCHE(A.W), L’adultère au point de vue pénal, thèse pour le doctorat, faculté de droit, Paris,‬‬
‫‪1893, p 229.‬‬
‫‪(2)- TARHINI Rola, le sort de la femme…, op-cit, p 402.‬‬
‫‪(3)- BOUCHE(A.W), L’adultère au point de vue pénal,op-cit, p 202.‬‬

‫ﻓﺈذا وﻗﻊ اﻟزﻧﺎ ﻓﻲ ﻋدة اﻟطﻼق اﻟرﺟﻌﻲ ﺗﺟوز ﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ﻷن اﻟ ار طﺔ اﻟزوﺟ ﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗ ﻘﻰ ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻰ ﻏﺎ ﺔ‬
‫اﻟطﻼق اﻟرﺟﻌﻲ‬ ‫ﻧﻬﺎ ﺔ ﻋدة اﻟﻣرأة اﻟﻣطﻠﻘﺔ‪،‬أﻣﺎ إذا وﻗﻊ اﻟﻔﻌﻞ ﻌد اﻟطﻼق اﻟ ﺎﺋن ﺳواء ﺎن ﺎﺋﻧﺎ ﺑﯾﻧوﻧﺔ ﺻﻐر )أ‬
‫اﻟذ اﻧﺗﻬت ﻣدﺗﻪ( او ﺎن ﺑﯾﻧوﻧﺔ ﺑر ﻓﻼ ﺗﺛور ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟزﻧﺎ‪.‬‬
‫وﻣﺎ دام أن اﻟ ار طﺔ اﻟزوﺟ ﺔ ﻋﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ ﻟﻘ ﺎم اﻟزﻧﺎ ﻓﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻻ ﺗﻘوم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟزواج اﻟﻔﺎﺳد أو اﻟ ﺎطﻞ ٕواذا دﻓﻊ‬
‫اﻟﻣﺗﻬم ﺑذﻟك أو ﺷر ﻪ ﺳﺗوﺟب ﺗوﻗﯾﻒ اﻟﻣﺣﺎﻛﻣﺔ اﻟﻰ ﻏﺎ ﺔ اﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟ طﻼن أو اﻟﻔﺳﺎد أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻷﺣوال‬
‫اﻟﺷﺧﺻ ﺔ‪ ،‬ﻷن ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻷوﻟ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﺟب ﺗوﻗﯾﻒ اﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ اﻟﻰ ﻏﺎ ﺔ‬
‫‪34‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻔﺻﻞ ﻣن اﻟﺟﻬﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ)‪ٕ ،(1‬واذا ﻧﺷﺄ اﻟﻌﻘد ﺻﺣ ﺣﺎ ﻓﻼ ﻋﺑرة ون اﻟﻔﻌﻞ ﻗد ارﺗﻛب ﻗﺑﻞ‬
‫اﻟدﺧول ﺎﻟزوﺟﺔ أو ﻌد ذﻟك ‪.‬‬

‫أﻣﺎ إﺛ ﺎت اﻟزواج وﻫو ﻣﺳﺄﻟﺔ أﺳﺎﺳ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرﻣﺔ ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 22‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﯾﺗم ﺷﻬﺎدة ﺗﺳﺗﺧرج‬
‫ﻣن اﻟﺑﻠد ﺔ اﻟﻣﺳﺟﻞ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻘد‪ٕ ،‬واذا ﻟم ن ﻣﺳﺟﻼ ﻓ ﺣ م ﻗﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫وﻟم ﺗﻛن اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻋﻠﻰ ﻣوﻗﻒ واﺣد ﻓﻘد ﻗﺿت ﻓﻲ ‪ 1980/12/02‬ﻌدم ﻗﺑول اﻟزواج ﺎﻟﻔﺎﺗﺣﺔ ﻹﺛ ﺎت ﻗ ﺎم‬
‫اﻟزﻧﺎ وﻓﻲ ‪ 1982/11/09‬ﻗﺿت ﻌدم ﻗﺑول اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻓﻲ ﺟﻧﺣﺔ اﻟزﻧﺎ إﻻ ﻌد ﺗﻘد م ﻋﻘد ﻣن اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧ ﺔ ﯾﺛﺑت زواج‬
‫اﻟﺷﺎﻛﻲ‪.‬‬
‫ون اﻟزاﻧﻲ وﻗت ارﺗﻛﺎب اﻷﻓﻌﺎل ﻣرﺗ ط ﻌﻘد زواج ﻣﻊ اﻟﺷﺎﻛﻲ‬ ‫وﻟﻛن ﻓﻲ ﻗرار ﻣﻌﺎﻛس ‪ 1987/02/24‬اﺷﺗرطت أن‬
‫ﺣﺗﻰ وﻟو ﺣﺻﻞ ﻫذا اﻟزواج أﻣﺎم ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻟم ﺣﺻﻞ ﺗﺳﺟﯾﻠﻪ ﻓﻲ ﺳﺟﻼت اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧ ﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔﺎﺗﺣﺔ دون اﻧﺗظﺎر اﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ طﻼﻗﻬﺎ ﻣن اﻟزوج‬ ‫ﻣﺎ ﻗﺿت ﻘ ﺎم زﻧﺎ اﻟزوﺟﺔ اﻟﺗﻲ ﺗزوﺟت ﺑرﺟﻞ آﺧر ﻋن طر‬
‫ون اﻟﺣ م اﻟطﻼق ﻧﻬﺎﺋ ﺎ)‪ ،(2‬ﻣﺎ اﻋﺗﺑرت ﻓﻲ أﺣد اﻟﻘرارت اﻟﺣدﯾﺛﺔ أن اﻟﺗدﻟﯾﻞ‬ ‫اﻷول‪ ،‬واﺷﺗرطت ﻓﻲ ﺣ م آﺧر أن‬
‫ﻌد ﺧرﻗﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون)‪.(3‬‬
‫ﺎﻟزواج اﻟﻌرﻓﻲ ﻟﻧﻔﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ّ‬
‫‪-2‬اﻟوطء أو اﻟﻣواﻗﻌﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ‪pénétration‬‬
‫إ ﻼج ﻋﺿو‬ ‫و ﻌﻧﻲ ذﻟك أن اﻟزﻧﺎ ﻻ ﻘوم إﻻ ﺑوﺟود ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻧﺳ ﺔ ﻓﻌﻠ ﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﺗﻬم واﻟﺷرك وذﻟك ﻋن طر‬
‫ﺎﻟﻣﻼﻣﺳﺎت و ﻞ أﺷ ﺎل اﻟﻣداﻋ ﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻻ ﺗﺛﯾر ﻣﺳﺄﻟﺔ‬ ‫اﻟﺗذ ﯾر ﻓﻲ ﻓرج اﻟﻣرأة‪ ،‬و دون ذﻟك ﻓﺄﻋﻣﺎل اﻟﻔﺣش اﻷﺧر‬
‫اﻟزﻧﺎ)‪.(4‬‬

‫ـــــــــ‬
‫‪(1)-Cass.Crim.13/05/1867, BOUCHE(A.W), L’adultère au point de vue pénal,op-cit, p 203.‬‬
‫)‪ -(2‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗ اررات ﻣﺗوﻓرة ﻋﻧد‪ :‬ﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،‬ط ﻌﺔ ‪ ،2013/2012‬ﺑﯾرﺗﻲ ﻟﻠﻧﺷر‪،‬‬
‫اﻟﺟزاﺋر‪ ،2013 ،‬ص‪.144‬‬
‫)‪ -(3‬ﻗرار ﻓﻲ ‪ ،2005 /06 /01‬ﻣﺗوﻓر ﻋﻧد‪ :‬ﺟﻣﺎل ﺳﺎ س‪،‬اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت‪،‬اﻟﺟزء ‪ ،4‬ط ﻌﺔ ‪ ،1‬ﻣﻧﺷورات‬
‫ﻠ ك‪،‬اﻟﺟزاﺋر‪ ،2014 ،‬ص ‪.1495‬‬
‫‪(4)- BOUCHE(A.W), L’adultère au point de vue pénal,op-cit, p200.‬‬
‫وﻧظ ار ﻟﺻﻌو ﺔ ﻣﺷﺎﻫدة ﻫذﻩ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻘد ﻗﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎﻓﻲ ‪ 1984/03/20‬أن اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﺷﺗر ﻣﻌﺎﯾﻧﺔ ﺣﺻول‬
‫ﻔﻲ ﻟﻠﻌﻘﺎب ﻣﺷﺎﻫدة اﻟزاﻧﻲ ﻓﻲ ظروف ﻻ ﺗﺗرك ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺷك ﻓﻲ أﻧﻬﻣﺎ ﻗد ﺎﺷ ار اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣﻌﺎ‬ ‫اﻟو ء أو اﻟﺟﻣﺎع ٕواﻧﻣﺎ‬
‫اﻟﺟﻧﺳ ﺔ‪ ،‬واﺷﺗ ار ﻫذﻩ اﻟﻣواﻗﻌﺔ ﺟﻌﻞ ﻣﻌظم اﻟﻔﻘﻪ ﻣﯾﻞ اﻟﻰ اﻟﻘول ﻌدم إﻣ ﺎﻧ ﺔ ﺗﺻور اﻟﺷروع ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻟم ﯾرد اﻟﻌﻘﺎب‬
‫ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﺑدء ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻪ ﻓﻲ اﻟﺗﺟرم‪ٕ ،‬وان ﺎن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻣ ن‬
‫ﺗﺻور وﺟود ﻌض اﻟﺳﻠو ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﺑر ﻣن ﻣﻘدﻣﺎت اﻟزﻧﺎ‪ ،‬إﻻ أن ﺧطﺔ اﻟﻣﺷرع ﻌدم اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎن أﺧذا ﻌﯾن‬

‫‪35‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻹﻋﺗ ﺎر اﻟﻔﺿ ﺣﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾرﻫﺎ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ‪ ،‬وﻟذﻟك ﺎن ﻣن اﻷﻓﺿﻞ ﻋدم ﺗﺳﺟﯾﻠﻬﺎ ﺣ م ﻗﺿﺎﺋﻲ إﻻ إذا ﺎﻧت‬
‫ﺗﺎﻣﺔ)‪.(1‬‬
‫اﻟﻧﺳب ﻓﺣﺳب ﺑﻞ ﺣﻣﺎ ﺔ ﺣرﻣﺔ اﻟزواج‪ ،‬ﻓﺈن ﻫذﻩ‬ ‫وﻟﻣﺎ ﺎن اﻟﻐرض ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟزﻧﺎ ﻟ س ﻣﻧﻊ اﺧﺗﻼ‬
‫اﻟﺟرﻣﺔ ﺗﺛور ﺣﺗﻰ ٕوان ﺗﻣت اﻟﻣواﻗﻌﺔ ﻣﻊ ﺻﺑﻲ ﻟم ﺣﺗﻠم أو ﻣﻊ ﺷﯾﺦ طﺎﻋن ﻓﻲ اﻟﺳن أو ﻣﻊ اﻣرأة ﺑﻠﻐت ﺳن‬
‫اﻟ ﺄس)‪ ،(2‬وﻻ ﻌﺗﺑر زﻧﺎ إذا ﺎن اﻟﺷرك ﻣن ﻧﻔس ﺟﻧس اﻟﻣﺗﻬم‪ ،‬ﻓﻬذا ﺷ ﻞ ﺷذوذا ﺟﻧﺳ ﺎ وﻫو اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ‬
‫ون أطراف اﻟﻌﻼﻗﺔ ﻣن ﺟﻧﺳﯾن ﻣﺧﺗﻠﻔﯾن‪ ،‬وﻻ ﻌﺗﺑر زﻧﺎ إذا ﺗﻣت‬ ‫اﻟﻣﺎدة‪ ، 338‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﺗﻘﺗﺿﻲ أن‬
‫اﻟﻣواﻗﻌﺔ ﻣﻊ ﺣﯾوان‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﻌﺗﺑر زﻧﺎ إﺗ ﺎن اﻟزوﺟﺔ ﻣن دﺑرﻫﺎ)‪.(3‬‬

‫‪3‬ـ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪:‬‬


‫ﯾﺛﺑت وﺟود اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ إذا ارﺗﻛب اﻟزوج أو اﻟزوﺟﺔ اﻟﻔﻌﻞ ﺑﺈرادة وﻋﻠم ﺄﻧﻪ ﻣﺗزوج وأﻧﻪ ﯾواﻗﻊ‬
‫ﺷﺧﺻﺎ ﻏﯾر ﻣرﺗ ط ﻪ ﻌﻘد زواج ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻻ ﻌﺗﺑر زﻧﺎ اﻟﻣواﻗﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﺑﺧدﻋﺔ أو ﺑﺈﻛراﻩ ﺳواء ﺻدر ﻣن ﺷﺧص‬
‫رﻩ زوﺟﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻣواﻗﻌﺔ رﺟﻞ آﺧر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺟﻠب ﻣﺻﻠﺣﺔ‬ ‫أﺟﻧﺑﻲ أو ﻣن اﻟﺷرك أو ﻣن اﻟزوج ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬ﺎﻟرﺟﻞ اﻟذ‬
‫ﻣﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟزوﺟﺔ زاﻧ ﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ إذا اﻋﺗﻘد اﻟزاﻧﻲ ﺄﻧﻪ ﺎن ﻣطﻠﻘﺎ أو أن زوﺟﻪ اﻵﺧر اﻟﻐﺎﺋب ﻗد ﻣﺎت ﻓﻼ ﯾﻧﻔﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺑﺈﻋﺗ ﺎر أن ﻼ‬
‫اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن )اﻟطﻼق واﻟﻐ ﺎب( ﯾﺛﺑﺗﺎ ﺣ م ﻗﺿﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫و ﻧﺗﻔﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟد اﻟﺷرك ﻠﻣﺎ ﺛﺑت ﻋدم ﻋﻠﻣﻪ ﺑزواج اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷﺻﻠﻲ أو ﺗم اﻹﺗﺻﺎل اﻟﺟﻧﺳﻲ ﺑﺈﻛراﻩ‪.‬‬

‫ﻣوﻗﻊ اﻟﺷر ك )اﻟﺧﻠﯾﻞ أو اﻟﺧﻠﯾﻠﺔ( ﻓﻲ ﺟر ﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‬


‫اﻹﺷ ﺎل اﻟذ ﺗطرﺣﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 339‬ﻗﻊ أن اﻟﻧص اﻟﻌرﻲ ﻋﺑر ﻋن اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣواﻗﻌﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ اﻟﻣﺷ ﻠﺔ ﻟﻠﺟرﻣﺔ‬
‫واﻟ أر ‪ co-auteur‬ﺄﻧﻪ ﺷر ﺎ‪ ،‬أﻣﺎ اﻟﻧص اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓ ﻌﺗﺑرﻩ ﻓﺎﻋﻼ أﺻﻠ ﺎ ﻟﻠزﻧﺎ اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ‬
‫اﻟﻐﺎﻟب ﻟد اﻟﺷراح أن ﻫذا اﻟطرف ظﻞ ﺷر ﺎ)‪ ،(4‬وذﻟك ﺑ ﺳﺎطﺔ أن اﻟﻌﺑرة ﻣن ﺗﺟرم اﻟزﻧﺎ ﻟ س ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ‬
‫ـــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز‪،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫‪(2)- TARHINI Rola, le sort de la femme…, op-cit, p 406.‬‬
‫)‪ -(3‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.131‬‬
‫)‪ -(4‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.132‬‬
‫اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟ ار طﺔ اﻟزوﺟ ﺔ ﻣن اﻟﺧ ﺎﻧﺔ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻫو اﻟزوج اﻟذ أﺧﻞ‬
‫ﺑواﺟب اﻹﺧﻼص واﻟﺿﺣ ﺔ ﻫو اﻟزوج اﻵﺧر و ﻘﻰ اﻟطرف اﻟﺛﺎﻟث ﻓﻲ ﻣر ز اﻟﺷرك)‪ ،(1‬و ﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك‪:‬‬
‫ـ ﻻ ﻣ ن ﺗﺻور ﻗ ﺎم ﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﺷرك ﻓﻲ اﻟزﻧﺎ ﺑدون ﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ ﺑﺈﻋﺗ ﺎر أن إﺟرام اﻟﺷرك ﻫو ﻓرع ﻣن‬
‫إﺟرام اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷﺻﻠﻲ‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ـ ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺗوﻓر ﻟد اﻟﺷرك أر ﺎن اﻹﺷﺗراك ﻓﻲ اﻟزﻧﺎ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ وﺗواﻓر اﻟﻌﻠم ﻘ ﺎم اﻟزواج ﻓﻲ‬
‫ﺣ اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷﺻﻠﻲ)‪.(2‬‬
‫ـ إذا ﻗدم اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ﺷ و ﺿد زوﺟﻪ اﻟزاﻧﻲ ﻓﻬذﻩ اﻟﺷ و ﺗﻧﺻرف اﻟﻰ اﻟﺷرك ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾذ ر أﺳﻣﻪ ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﺻراﺣﺔ ﺑﻞ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾرﻏب اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ ﺗﺣرك اﻟدﻋو ﺿدﻩ)‪.(3‬‬
‫ـ وﻟﻛن إذا ﻗدم اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ﻫذﻩ اﻟﺷ و ﺿد اﻟﺷرك وﺣدﻩ ﺳﺗﻛون ﻋد ﻣﺔ اﻷﺛر‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﺣﺳب ﻣوﻗﻒ ﻣﺣ ﻣﺔ‬
‫ﻣﺛﺎ ﺔ ﺻﻔﺢ أو ﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺑﯾﻧﻪ و ﯾن اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻪ اﻟﺷرك)‪.(4‬‬ ‫اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﺷ و‬
‫ـ ﺗﻧﺎزل اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ﻋن ﺷ واﻩ ﺿد اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ ﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻪ اﻟﺷرك ﺣﺗﻣﺎ وﻟﻪ أن ﯾﺗﻣﺳك ﺑﻬذا اﻟﺗﻧﺎزل ﻓﻲ أ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﺎﻧت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟدﻋو وﻟو ﻷول ﻣرة أﻣﺎم اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ‪.‬‬
‫ـ أﻣﺎ ﺗطﺑﯾ أﺳ ﺎب إﻧﻘﺿﺎء اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺻدر ﻋﻔو ﺷﺎﻣﻞ ﺿد اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ ﺳ ﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻪ اﻟﺷرك ‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻒ ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﯾر ﻋدم ﺟواز ﻣﺗﺎ ﻌﺔ اﻟﺷرك وﺗوﻗﯾﻒ اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ إذا ﺗم‬ ‫ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ ﻓﺎﻟ أر‬
‫ﺗﺣر ﻬﺎ وﻫو ﻣﺎﺟر ﻋﻠ ﻪ اﻟﺗطﺑﯾ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر‪ ،‬ﺗﺄﺳ ﺳﺎ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻣﺗﻬم ﯾ ﻘﻰ ﺑر ء ﺣﺗﻰ ﺻدر ﻋﻠ ﻪ ﺣ م‬
‫ﻧﻬﺎﺋﻲ)‪ ،(5‬وﻫﻧﺎك ﻣوﻗﻒ واﻟذ ﻧﻣﯾﻞ اﻟﻰ ﺗﺄﯾﯾدﻩ ﯾر أن ﻣوت اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ ﻻ ﻣﻧﻊ ﻣن‬
‫اﺳﺗﻣرار اﻟدﻋو ﺿد اﻟﺷرك‪ ،‬ﺣﺟﺔ أن اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻫﻲ أن ﻣوت اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷﺻﻠﻲ ﻻ ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﺷرك ﻓﻲ‬
‫اﻟﺟرﻣﺔ وﻫذﻩ اﻟﻘﺎﻋدة ﻻ ﯾوﺟد ﻟﻬﺎ اﺳﺗﺛﻧﺎء ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‪.‬‬
‫واﻟﻣﺑرر اﻵﺧر اﻟذ ﯾدﻋم ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ أن ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ٕوان ﺎﻧت ﺗظﻬر ﺄن أﺛرﻫﺎ ﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟزوج اﻟﻣﺿرور‬
‫ﻓﻘط‪ ،‬إﻻ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ ﻫﻲ ﻣﺛﻞ ﺟﻣ ﻊ اﻟﺟراﺋم اﻷﺧر اﻟﺗﻲ ﺗﻣس ﺎﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪ ،‬ﺑﺈﻋﺗ ﺎرﻫﺎ ﻫدم ﻟﻛ ﺎن اﻷﺳرة اﻟﺧﻠ ﺔ‬
‫اﻷﺳﺎﺳ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻷﺟﺗﻣﺎﻋﻲ)‪.(6‬‬
‫ـ ﻻ ﺗﺳﻘط اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺷرك إذا ﺗوﻓﻲ اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ ﻌد أن أﺻ ﺢ اﻟﺣ م اﻟﺻﺎدر ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺧﯾر‬
‫ﻧﻬﺎﺋ ﺎ‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪(1)-BOUCHE(A.W), L’adultére au point de vue pénal,op-cit, p 222.‬‬
‫‪(2)- TARHINI Rola, le sort de la femme…, op-cit, p 421.‬‬
‫‪(3)- BOITARD, Leçons de droit criminel, 13é édition, imprimerie et librairie MARCHAL et BILLARD,‬‬
‫‪Paris, 1890.p 393.‬‬
‫‪(4)-BOUCHE(A.W), L’adultére au point de vue pénal,op-cit, p 238.‬‬
‫)‪ -(5‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.137‬‬
‫‪ ،2‬اﻟراﻋﻲ ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،1997 ،‬ص ‪.188‬‬ ‫)‪ -(6‬إدوارد ﻏﺎﻟﻲ اﻟذﻫﺑﻲ‪ ،‬اﻟﺟراﺋم اﻟﺟﻧﺳ ﺔ‪،‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻷدﻟﺔ ﻓﻲ ﺟر ﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‬


‫ﺗﻌﺗﺑر ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﻣن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺳﺗﺛﻧﺎة ﻣن اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺛ ﺎت ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪ ،‬إذ ﻻ ﻘﺑﻞ ﻹﺛ ﺎﺗﻬﺎ إﻻ ﺑﺗﻠك‬
‫اﻷدﻟﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪341‬ﻗﻊ‪ ،‬وﻗد ﻧﻘﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ﻋدة ﻗ اررات ﻟﻬﺎ أﺣ ﺎم إﻋﺗﻣدت‬
‫ﻋﻠﻰ أدﻟﺔ ﻏﯾر ﺗﻠك اﻟواردة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة‪ ،‬ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 1973/05/15‬اﻟذ ﻧص ﻋﻠﻰ أن" ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﻻ‬

‫‪37‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺗﺛﺑت إﻻ ﺎﻟطرق اﻟواردة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 341‬وﻣن ﺛم ﻻﺗﺻﻠﺢ ﺷﻬﺎدة ﺷﺎﻫد ﻹﺛ ﺎت ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ")‪،(1‬‬
‫وﻫذﻩ اﻷدﻟﺔ ﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ‪:‬‬
‫ﻣﺣﺿر ﻣﺣرر ﻣن طرف أﺣد ﺿ ﺎط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‬ ‫‪1‬ـ إﺛ ﺎت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠ س ﺎﻟزﻧﺎ ﻋن طر‬
‫وﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠ س ﻣ ﻧﺔ ﻣﻧﺢ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻟﺿ ﺎ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ ﻌض اﻟﺳﻠطﺎت اﻹﺳﺗﺛﻧﺎﺋ ﺔ ﻟﺟﻣﻊ اﻷدﻟﺔ‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم‬
‫اﻟواﻗﻌﺔ‪ ،‬وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‪ ،‬وﻟﻛن ﺷر أن ﯾﺗم إﺛ ﺎت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠ س طرق ﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬ﻓﻼ ﯾؤﺧذ ﺑﻬﺎ إذا ﺎﻧت ﻧﺗﯾﺟﺔ‬
‫اﻟﺗﺟﺳس ﻣن ﺛﻘب اﻟ ﺎب ﻣﺛﻼ‪،‬إﻻ إذا وﻗﻊ ﻓﻲ ﻣﻧزل اﻟزوﺟ ﺔ ﺣﯾث ﺣ ﻟﻛﻼ‬ ‫ﺗﻔﺗ ش ﺎطﻞ أو ﺗم اﻛﺗﺷﺎﻓﻬﺎ ﻋن طر‬
‫اﻟزوﺟﯾن ﻣﺷﺎﻫدة ﻣﺎ ﺣﺻﻞ ﺑداﺧﻠﻪ ﺎﻓﺔ اﻟوﺳﺎﺋﻞ‪.‬‬
‫و ﺷﺗر ﻹﺛ ﺎت ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠ س أن ﺗﺷﻒ ﺿﺎ ط اﻟﺷرطﺔ اﻟﺟرﻣﺔ وﻓ اﻟﺣﺎﻻت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪41‬ق إج‬
‫وﻗد ﻗﺳﻣﻬﺎ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻰ‪:‬‬
‫ـ ﺗﻠ س ﺣﻘ ﻘﻲ إذا ﻣﺎ ﺗم ﺿ ط اﻟﺟرﻣﺔ أﺛﻧﺎء ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ أو ﻌد ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ ﺑﺑرﻫﺔ ﺳﯾرة ﺟدا وﻫﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن اﻟواردﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة‬
‫اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪.41‬‬
‫ـ ﺗﻠ س إﻋﺗ ﺎر و ﺗﺿﻣن ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗ ﻊ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺎﻟﺻ ﺎح ﻟﻠﻣﺷﺗ ﻪ ﻓ ﻪ ﻓﻲ وﻗت ﻗرب ﻣن ارﺗﻛﺎ ﻪ ﻟﻠﺟرﻣﺔ‪ ،‬أو وﺟد ﻟد‬
‫اﻟﻣﺗﻬم أﺷ ﺎء أو آﺛﺎر أو دﻻﺋﻞ ﺗﻔﺗرض ﻣﺳﺎﻫﻣﺗﻪ ﻓﻲ اﻟﺟرﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﻌﺗﺑر ﺗﻠ س أ ﺿﺎ ﺣﺎﻟﺔ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﺟرﻣﺔ داﺧﻞ ﻣﻧزل ﻣن طرف ﺻﺎﺣ ﻪ و ﻌد وﻗوﻋﻬﺎ ﻣ ﺎﺷرة ﺎدر ﺑﺈﺳﺗدﻋﺎء أﺣد‬
‫ﺿ ﺎ اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪.‬‬
‫وﻟﻣﺎ ﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب ﻋﻠﻰ ض ش ق وأﻋواﻧﻪ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑ ﺔ اﻟﺣﺎﻻت ﻣﺷﺎﻫدة ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠ س ﺎﻟزﻧﺎ ‪،‬اﻋﺗﺑرت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘرار اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 1984/03/20‬أﻧﻪ ﻔﻲ أن ﺗﻘﻊ ﻣﺷﺎﻫدﺗﻬﻣﺎ ﻋﻘب ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﻣﺔ ﻓﻲ وﺿﻌ ﺔ أو ظروف أو‬
‫ﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﺗﺗرك ﻣﺟﺎﻻ ﻟﻠﺷك ﻓﻲ أﻧﻬﻣﺎ ﺎﺷ ار اﻟﻌﻼﻗﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ)‪.(2‬‬

‫ـــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.144‬‬
‫)‪ -(2‬ﻗرار‪،1984/03/20‬ﻣﻠﻒ رﻗم ‪ ،34051‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،1990‬ﻋدد ‪ ،2‬ص ‪.269‬‬
‫‪ -‬اﻟﺣﻘ ﻘﺔ أن ﻣﻧطوق ﻫذا اﻟﻘرار ﺷو ﻪ ﻏﻣوض ﺑﯾر وﺗﻧﺎﻗض ﻏﯾر ﻣﻘﺑول ﻣﻊ ﻗ اررات أﺧر أﺻدرﺗﻬﺎ ﻧﻔس اﻟﻣﺣ ﻣﺔ إذ اﻋﺗﺑر اﻟﺷﻬﺎدة‬
‫ﺟﺎﺋز اﻷﺧذ ﺑﻬﺎ دﻟﯾﻞ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ وﻫو ﻣﺎ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﺿﻣون اﻟﻣﺎدة ‪ 341‬ق ع إذ ورد ﻓ ﻪ ﻣﺎﯾﻠﻲ" ﻣن اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ أن ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﺗﻠ س ﺑﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﻻ ﺗﺣﺗﺎج ﺣﺗﻣﺎ اﻟﻰ ﻣﻌﺎﯾﻧﺗﻬﺎ ﻣن طرف ﺿﺎ ط اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،‬وأﻧﻪ ﻣن اﻟﺿرور أن ﺗﺛﺑت اﻟﺟرﻣﺔ ﺑدﻟﯾﻞ ﻘﺎم‬
‫ﺎﻧت ﺗرﺗﻛب ﻓ ﻪ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ أو ﻌد ﺣدوﺛﻬﺎ ﻘﻠﯾﻞ‪"...‬‬ ‫ﺣﺳب اﻟطرق اﻟﻌﺎد ﺔ ﺷﺎﻫد ﯾؤ د أﻧﻪ وﻗﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﺣﯾن اﻟذ‬
‫‪2‬ـ اﻹﻗرار اﻟوارد ﻓﻲ رﺳﺎﺋﻞ أو ﻣﺳﺗﻧدات ﺻﺎدرة ﻣن اﻟﻣﺗﻬم‪:‬‬
‫وﻫﻲ ﻋ ﺎرة ﻋن ﻣﺣررات ﺗﺗﺿﻣن اﻋﺗراﻓﺎ ﺻرﺣﺎ أو ﺿﻣﻧ ﺎ ﻣن اﻟﻣﺗﻬم ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻧﺳ ﺔ ﻣﻊ ﻏﯾر اﻟزوج‪ ،‬دون أن‬
‫ﺎﻟﺻور اﻟﻔوﺗوﻏراﻓ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗظﻬر اﻟﻣﺗﻬم ﻓﻲ وﺿﻊ ﻣرب ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد‬ ‫ﺷﺗر ﺗوﻗ ﻌﻬﺎ‪ ،‬وﻗد ﺗﻛون ﻣﺳﺗﻧدات أﺧر‬
‫رﻓﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ أﺣدث ﻗ ارراﺗﻬﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻟزﻧﺎ اﻹﻋﺗداد ﺷرط "ﻓﯾدﯾو" دﻟﯾﻞ ﻣن أدﻟﺔ إﺛ ﺎت ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ)‪،(1‬‬

‫‪38‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫و ﻓﻲ ﻞ اﻟﺣﺎﻻت ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ أن ﺗﺗﺄﻛد ﻣن ﺻﺣﺔ ﻫذﻩ اﻟﻣﺳﺗﻧدات ﺎﻟﻺﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺄﻫﻞ اﻟﺧﺑرة ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺗطور اﻟﺗﻘﻧ ﺔ‬
‫اﻟرﻗﻣ ﺔ واﻟﺻﻌو ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺛﯾرﻫﺎ ﻟﻠﺗﺄﻛد ﻣن أﺻﺎﻟﺔ اﻟﻣﺳﺗﻧد‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﺿ طﻬﺎ طرق ﻣﺷروﻋﺔ‪ ،‬ﻟﻛﻧﻪ ﻗﺿﻲ أن اﻟزوﺟﯾن ﯾﺟوز ﻷﺣدﻫﻣﺎ أن ﯾﺧﺗﻠس ﻣن زوﺟﻪ اﻵﺧر‬
‫اﻟرﺳﺎﺋﻞ أو اﻟﻣﺳﺗﻧدات اﻟﻣوﺟودة داﺧﻞ ﺑﯾﺗﻪ ﻠﻣﺎ اﻋﺗﻘد أﻧﻬﺎ ﺗﺛﺑت ﺗور زوﺟﻪ اﻵﺧر ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ)‪.(2‬‬
‫‪3‬ـ اﻹﻋﺗراف‪:‬‬
‫و ﺳﻣ ﻪ اﻟﻣﺷرع ﺎﻹﻗرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ و ﺧﺗﻠﻒ ﻋن اﻹﻗرار اﻟوارد ﻓﻲ اﻟرﺳﺎﺋﻞ واﻟﻣﺳﺗﻧدات ﺑﺈﻋﺗ ﺎر أن اﻹﻗرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﺗم‬
‫أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء ﺎﻟﺧﺻوص أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ اﻟﺗﺣﻘﯾ )‪ ،(3‬ﻣﺎ ﯾﺧﺿﻊ ﻫذا اﻹﻋﺗراف ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﺗﻲ ﺗﺣ م اﻹﻋﺗراف وﺳﯾﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻹﺛ ﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺟب أن ون ﺻرﺣﺎ ﻷن اﻟﻣﺗﻬم ﻗد ارﺗﻛب اﻟﺟﻣﺎع أو اﻟو ء)‪ ،(4‬وﻟذﻟك ﻓﺈﻧﻪ إذا اﻋﺗرف ﺄﻧﻪ‬
‫ﺎن ﻋﻠﻰ ﺻﻠﺔ ﺎﻟﺷرك ﻻ ﻔﻲ ﻹﻋﺗ ﺎرﻩ إﻗ ار ار ﺎرﺗﻛﺎب اﻟزﻧﺎ‪.‬‬
‫واﻹﻋﺗراف ﺷﺄﻧﻪ ﺷﺎن وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺛ ﺎت اﻷﺧر ﻓﻬو ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻠﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﺔ ﻟﻘﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﺣﺳب ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪213‬‬
‫ﻗﻊ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻓﻲ ﺟر ﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‬
‫‪1‬ـ ﺿرورة وﺟود ﺷ و اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ﻟﺗﺣر ك اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ‬
‫ﻣن اﻟزوج‬ ‫اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ﺷﺄن ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﺻﻔﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋ ﺔ ودون ﺷ و‬ ‫ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻧ ﺎ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺣرك اﻟدﻋو‬
‫اﻟﻣﺿرور‪،‬ﻓﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﻣن ﺑﯾن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺷ و اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗﻘد ﻣﻬﺎ ﻗﺑﻞ ﺗﺣرك اﻟدﻋو ‪ٕ ،‬واذا ﺣر ت ﻗﺑﻞ‬
‫ﺗﻘد م اﻟﺷ و ﺳوف ﺗﻌﺗﺑر ﻋد ﻣﺔ اﻷﺛر ‪ ،‬وﻻ ﺗﺻﺣﺣﻬﺎ اﻟﺷ و اﻟﻣﻘدﻣﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺳﯾر ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﺟب أن ﺗﺻدر اﻟﺷ و ﻣن اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ﻧﻔﺳﻪ وأن ﺗﺣﻣﻞ ﺗوﻗ ﻌﻪ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺣ ﺷﺧﺻﻲ ﻻ ﻣ ن أن‬
‫ــــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻗرار رﻗم ‪ 443709‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،2009/06/24‬وارد ﻋﻧد ﺟﻣﺎل ﺳﺎ س‪ ،‬اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎﺗﯾن اﻟﻣرﺟﻊ‬
‫اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬اﻟﺟزء ‪ ،4‬ص‪.1689‬‬
‫)‪ -(2‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.134‬‬
‫)‪ " -(3‬ﻣن اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ أن ﻣن ﺑﯾن أدﻟﺔ إﺛ ﺎت ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ اﻹﻗرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻓﺈن اﻹﻋﺗراف ﺑﻬذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ أﻣﺎم ﻗﺎﺿﻲ ﻣن‬
‫ﻗﺿﺎة اﻟﻧ ﺎ ﺔ ﻌﺗﺑر إﻗ ار ار ﻗﺿﺎﺋ ﺎ ﯾﻠزم ﺻﺎﺣ ﻪ" ﻗرار رﻗم ‪ 28837‬ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1984/06/12‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،1990‬ﻋدد ‪ ،1‬ص‪.279‬‬
‫اﻟﻣﻘر وﺣدﻩ دون ﻏﯾرﻩ‪ٕ ،‬وا ّن اﻟﻘﺿﺎء ﺑﺈداﻧﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ إﻗرار اﻟزوﺟﺔ اﻟزاﻧ ﺔ وﺣدﻫﺎ‬
‫)‪ " -(4‬إن اﻹﻗرار اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ اﻟزﻧﺎ ﺷﺧﺻﻲ ﯾﻠزم ّ‬
‫ﻌد ﻗﺻو ار ﻓﻲ اﻟﺗﻌﻠﯾﻞ وﺳوء ﺗطﺑﯾ اﻟﻘﺎﻧون" ﻗرار رﻗم ‪ 210717‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪،2000/11/22‬اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‬ ‫ﻓﻲ ﻏ ﺎب إﻗرار اﻟﻣﺗﻬم ّ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣواد اﻟﺟزاﺋ ﺔ‪،‬ﺟزء ‪ ،1‬ﻋدد ﺧﺎص‪ ،2002 ،‬ص ‪.263‬‬

‫اﻟزوج‬ ‫ﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻏﯾرﻩ‪ ،‬ﺳواء أﺛﻧﺎء ﺣ ﺎﺗﻪ أو ﻌد وﻓﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺣﯾث إذا ﺗوﻓﻲ ﻗﺑﻞ ﺗﻘد م اﻟﺷ و ﺗﺳﻘط اﻟدﻋو ﻓﻲ ﺣ‬
‫ﻗدﻣﻬﺎ‬
‫اﻟزاﻧﻲ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻧ ﺎ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺗﺣرك اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ﻓﻲ اﻟزﻧﺎ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺷ و ﻣن اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ّ‬
‫ﻟﺗﺣرك دﻋو اﻟطﻼق وذ ر ﻣن ﺑﯾن أﺳ ﺎﺑﻬﺎ ارﺗﻛﺎب اﻟزﻧﺎ ﻣن طرف اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠ ﻪ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫إﻻ أﻧﻪ ﯾﺟوز ﻟﻪ ﺗﻘد م اﻟﺷ و ﻋن طر ﺗو ﯾﻞ ﺧﺎص ﯾﻧﺻب ﻋﻠﻰ وﻗﺎﺋﻊ ﺳﺎ ﻘﺔ‪ ،‬إذ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺟوز إﺟراء اﻟو ﺎﻟﺔ ﻣﻘدﻣﺎ‬
‫ﻟﻠﺗﺑﻠ ﻎ ﻋﻠﻰ اﻟزوج اﻵﺧر إذا ﻣﺎ أﻗدم ﻋﻠﻰ اﻟزﻧﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻏ ﺎب اﻟزوج اﻟﻣو ﻞ‪ٕ ،‬واﻻ ذﻟك ﻌﺗﺑر ﺗﻧﺎزﻻ ﻋن أﺧص ﺣ‬
‫ﻣن اﻟﺣﻘوق اﻟزوﺟ ﺔ‪.‬‬
‫إﺷﺗ ار اﻟﺷ و ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﻗد ﯾﺛﯾر ﻌض اﻹﺷ ﺎﻻت ﻓﻲ اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ إذا وﺟد ﻫﻧﺎك ﺗﻌدد ﻟﻠﺟراﺋم ‪ ،‬وﻫذا‬
‫ون ﻣﻌﻧو ﺎ وﻣﺛﺎﻟﻪ ارﺗﻛﺎب‬ ‫ون ﺣﻘ ﻘ ﺎ وﻣﺛﺎﻟﻪ أن ﺳرق ﺷرك اﻟزوﺟﺔ اﻟزاﻧ ﺔ ﻣﺎﻻ ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟزوﺟﻬﺎ‪ ،‬وﻗد‬ ‫اﻟﺗﻌدد ﻗد‬
‫ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻋﺎم ﻓﻬو ﻓﻌﻞ ﻋﻠﻧﻲ ﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟزﻧﺎ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺳؤال اﻟﻣطروح ﻫﻧﺎ ﻫﻞ ﯾﺟب ﺗطﺑﯾ اﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺎﻟﺗﻌدد واﻷﺧذ ﺎﻟوﺻﻒ اﻷﺷد و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓ ﻠﻣﺎ ﺎﻧت ﺟرﻣﺔ‬
‫اﻟزﻧﺎ ﻫﻲ اﻷﺷد ﺗﻣﺗﻧﻊ اﻟﻧ ﺎ ﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗﺣرك اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ﻓﻲ ﻼ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﺗﻌددة إﻻ ﻌد ﺗﻘد م اﻟﺷ و ﻣن‬
‫اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺎﻧت ﻻ ﺗﺣﻣﻞ اﻟوﺻﻒ اﻷﺷد ﺗﺟوز اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗ طﺔ ﺑﻬﺎ؟‬
‫ﻫﻧﺎك ﻣوﻗﻒ ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﺄﺧذ ﺑﻬذا اﻟ أر ﻟﻛن اﻟ أر اﻟﻐﺎﻟب ﯾر ﻋ س ذﻟك‪ ،‬ﺳواء ﺎن اﻟﺗﻌدد ﺣﻘ ﻘ ﺎ أو ﺻورﺎ ‪ ،‬ﻓﺈن‬
‫ﺷر اﻟﺷ و ﻻ ﻣﻧﻊ اﻟﻧ ﺎ ﺔ ﻣن ﺗﺟرك اﻟدﻋو ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﻣرﺗ طﺔ ﻣﻊ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ دون اﻟﻧظر إن ﺎﻧت أﺷد أو‬
‫أﺧﻒ وﺻﻔﺎ‪ .‬ﻷن اﻋﺗ ﺎرات اﻟﻌداﻟﺔ ﻻ ﺗﺟﯾز اﻟﺗﺿﺣ ﺔ ﺎﻟﺣﻘوق اﻷﺧر اﻟﻣﻌﺗد ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣ اﻟزوج اﻟﻣﺿرور‬
‫ﻟﻣﺟرد ﺗﻘﺎﻋس ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻋن ﺗﻘد م اﻟﺷ و ‪.‬‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳﺣب اﻟﺷ و ﻣن طرف اﻟزوج اﻟﻣﺿرور وﻫو ﻣﺎ ﻘﺻدﻩ اﻟﻣﺷرع ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺻﻔﺢ" اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة‬
‫اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 339‬ﻗﻊ ﺗﺗوﻗﻒ اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﺿد اﻟزوج اﻟزاﻧﻲ واﻟﺷرك أ ﺿﺎ‪.‬‬
‫ﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠزوج‬ ‫ﺣ‬ ‫وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ وﻓﺎة اﻟزوج اﻟﻣﺿرور ﻌد ﺗﻘد م اﻟﺷ و ﻓﺎﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﺗﺳﺗﻣر ﻷن اﻟﺟرﻣﺔ ﻻ ﺗﺗﻌﻠ‬
‫اﻟﻣﺿرور ﻓﻘط‪ ،‬ﺑﻞ ﺗ ﻘﻰ ﺣ ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ أ ﺿﺎ‪.‬‬
‫و ﺷﺗر أ ﺿﺎ ﺗﻘد م اﻟﺷ و واﻟ ار طﺔ اﻟزوﺟ ﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻓﻼ ﺗﺟوز ﻌد زوال ﺻﻔﺔ اﻟزوج ﺎﻟطﻼق‪.‬‬
‫‪2‬ـ اﻟﺟزاء‪:‬‬
‫ﻣﻧذ ﺗﻌدﯾﻞ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﺳﻧﺔ ‪ 1982‬أﺻ ﺣت اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ واﺣدة ﺳواء ﺎن اﻟزاﻧﻲ زوﺟﺎ أو زوﺟﺔ ‪،‬‬
‫ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺗطﺑﯾ ﻧﻔس اﻟﻌﻘو ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷرك وﻫﻲ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 339‬اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻹﻏﺗﺻﺎب‪336‬ﻗﻊ‪Le viol‬‬
‫ﻟم ﻌرف اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻓﻌﻞ اﻹﻏﺗﺻﺎب وﻟﻛن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﯾﺗﻔ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ إ ﻼج اﻟﻌﺿو اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﻲ ﻟﻠذ ر ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣ ﺎن اﻟطﺑ ﻌﻲ اﻟﻣﻌد ﻟﻪ ﻟد اﻷﻧﺛﻰ ﻣن ﺑﻧﻲ اﻹﻧﺳﺎن دون رﺿﺎﻫﺎ)‪.(1‬‬

‫‪40‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ن ﯾﺗﺑﻧﺎﻩ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر إﻻ ﻌد ﺗﻌدﯾﻞ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون ‪01/14‬‬ ‫ﻓﻣﺻطﻠﺢ اﻹﻏﺗﺻﺎب ﻟم‬
‫ﺣﯾث ﺗم إﻟﻐﺎء ﻣﺻطﻠﺢ " ﻫﺗك اﻟﻌرض" ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 336‬ﻹزاﻟﺔ اﻟﺧﻠط ﻣﻊ ﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء‪ ،‬ﻣﺎ زاد ﻫذا‬
‫اﻟﺗﻌدﯾﻞ ﻣن ﻏﻣوض ﻣﻔﻬوم اﻹﻏﺗﺻﺎب ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺣدث ﻋﻠﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﻘﺎﺻر وﻟ س اﻟﻘﺎﺻرة ﻣﺎ ﻫو‬
‫ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻘد م ﻷن ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻘﺎﺻر ﺷﻣﻞ ﻼ ﻣن اﻟذ ر واﻷﻧﺛﻰ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﺣﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺗﻘﺎد ﺄن‬
‫وﺳﻊ ﻣن ﻣﻔﻬوم اﻹﻏﺗﺻﺎب ﻓﻲ ﻗﺎﻧون‬ ‫اﻹﻏﺗﺻﺎب ﻗد ﻘﻊ ﻋﻠﻰ اﻟذ ر أ ﺿﺎ ‪ ،‬ﻣﺛﻞ ﻣﺎ أﺧذ ﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذ‬
‫اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻟ ﺷﻣﻞ ﻞ إ ﻼج ﺟﻧﺳﻲ أ ﺎ ﺎﻧت طﺑ ﻌﺗﻪ ﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص اﻟﻐﯾر ﺎﻟﻘوة أو اﻟﺗﻬدﯾد أو اﻟﻣ ﺎﻏﺗﺔ‪،‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ ،‬ﺑﻞ وﺻﻞ اﻟﻰ ﺣد اﻹﻋﺗراف ﺑﺈﻣ ﺎﻧ ﺔ‬ ‫وﺳﯾﻠﺔ ﺎﻧت‬ ‫ﺳواء وﻗﻊ ﻣن رﺟﻞ ﻋﻠﻰ أﻧﺛﻰ أو ﻣن رﺟﻞ ﻋﻠﻰ رﺟﻞ و ﺄ‬
‫ﻣﺗﺎ ﻌﺔ اﻟزوج ﺑﺟرﻣﺔ اﻹﻏﺗﺻﺎب إذا أﻛرﻩ زوﺟﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻗﻌﺔ)‪.(3‬‬
‫وﻣﺎ ﻣﯾز ﻓﻌﻞ اﻹﻏﺗﺻﺎب أن اﻟﺣ ﻣﺔ ﻣن ﺗﺟرﻣﻪ ﻫو ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺣرﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻟﻸﻧﺛﻰ وﻟ س ﻣﺗﻌﻠﻘﺎ ﺷرﻓﻬﺎ‪ ،‬و ﻧﺗﺞ‬
‫ﻋن ذﻟك أن إﻛراﻩ ﻋﺎﻫرة ﻋﺎﻫرة أو ﺳﺎﻗطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻗﻌﺔ ﻌد اﻏﺗﺻﺎ ﺎ)‪.(4‬‬
‫وﻻ ﻋﺑرة ﺎﻟ ﺎﻋث أ ﺿﺎ ﺣﯾث ﺳﺗو إن ﺎن اﻟﻬدف ﻣن اﻟﻔﻌﻞ ﻫو إرﺿﺎء اﻟﺷﻬوة أو اﻹﻧﺗﻘﺎم ﻣن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻔض‬
‫رﺗﻬﺎ أو إﻟﺣﺎق اﻟﻌﺎر ﺑﻬﺎ أو ﺄﺳرﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻣﺎ ﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ أ ﺿﺎ أن اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﯾﻬﺎ ﻣﻔﺗرض وﺟودﻩ ﻠﻣﺎ ﺗﻣت اﻟﻣواﻗﻌﺔ ﺑدون رﺿﺎ اﻷﻧﺛﻰ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬أر ﺎن ﺟر ﻣﺔ اﻹﻏﺗﺻﺎب‬
‫‪1‬ـ اﻟﻣواﻗﻌﺔ‪:‬‬
‫إ ﻼج‬ ‫وﻓﻲ ﻫذا اﻟر ن ﺗﺷ ﻪ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻏﺗﺻﺎب أ ﺿﺎ ﻻ ﯾﺗم إﻻ ﺑوﺟود ﺟﻣﺎع ﺣﻘ ﻘﻲ وﻓﻌﻠﻲ وذﻟك ﻋن طر‬
‫ﻋﺿو اﻟﺗذ ﯾر ﻓﻲ ﻓرج اﻷﻧﺛﻰ‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﻌﺗﺑر إﻏﺗﺻﺎ ﺎ إذا ﺗم اﻹ ﻼج ﻐﯾر اﻟﻌﺿو اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﻲ ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت اﻟوﺳﯾﻠﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺎ ﻻ ﻌﺗﺑر اﻏﺗﺻﺎ ﺎ إذا ﺗم اﻹ ﻼج ﻓﻲ ﻣ ﺎن آﺧر ﻏﯾر اﻟﻔرج)‪.(5‬‬
‫وﻻ ﻌد ﻓض ﻏﺷﺎء اﻟ ﺎرة ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻸﻧﺛﻰ اﻟﻌذراء واﺟب اﻟوﻗوع ﻹﺛ ﺎت اﻟﺟﻣﺎع‪ ،‬ﻷن اﻟطب اﻟﺣدﯾث أﻛد ﻋﻠﻰ وﺟود‬
‫أﻏﺷ ﺔ ﻣن اﻟﻧوع اﻟﻣطﺎطﻲ اﻟﺗﻲ ﻗد ﻻ ﯾﺗم ﺗﻣزﻘﻬﺎ ﻋن طر اﻹ ﻼج)‪.(6‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪(2)- Art. 222-23, Code pénal Français, op-cit, 456 « toute pénétration sexuelle de quelque nature qu’il‬‬
‫‪soit , commis sur la personne d’autrui par violence,contrainte, menace, ou surprise est un viol ».‬‬
‫‪(3)- Cass.Crim.Fran.05/09 / 1990, code pénal, op-cit, p460.‬‬
‫)‪ -(4‬ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻘدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.469‬‬
‫)‪ -(5‬ز ﻲ أﺑو ﻋﺎﻣر ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.665‬‬
‫)‪ -(6‬إدوارد ﻏﺎﻟﻲ اﻟذﻫﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.117‬‬

‫ﻣﺎ ﺷﺗر ﻓﻲ ﻓﻌﻞ اﻟﻣواﻗﻌﺔ أن ﯾﺗم ﻋﻠﻰ اﻣرأة ﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﻗﯾد اﻟﺣ ﺎة وﻻ أﻫﻣ ﺔ ﻌد ذﻟك إن ﺎﻧت ﻋذراء أو ﻓﺎﻗدة‬
‫اﻟﻌذرﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا وﻗﻊ اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ اﻣرأة ﻣﯾﺗﺔ ﻻ ﻌﺗﺑر إﻏﺗﺻﺎ ﺎ ﺑﻞ ﻫو اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣرﻣﺔ اﻟﻣوﺗﻰ)‪.(1‬‬

‫‪41‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫)‪(2‬‬
‫وﻣﺎ دام أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر أﻋد ﻧﻔس‬ ‫ﺎد ﻻ ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻋن ﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء‬ ‫اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻹﻏﺗﺻﺎب‬
‫اﻟﻌﻘو ﺔ ﻟﻛﻼ اﻟﺟرﻣﺗﯾن ﻓﺎﻟﺷروع ﻓﻲ اﻹﻏﺗﺻﺎب ﻻ ﯾﺛﯾر إﺷ ﺎﻟ ﺔ)‪ ،(3‬ﺑﻞ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻛون أﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾدا ﻟد اﻟﺗﺷرﻌﺎت اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺟرﻣﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎب ﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻر ‪.‬‬
‫وﻟﻛن ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻗد ﺗﻘﻊ أﻓﻌﺎﻻ ﺗﺗﻌد اﻹﺧﻼل ﺎﻟﺣ ﺎء دون وﻗوع اﻹ ﻼج اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻷﺳ ﺎب ﻻ دﺧﻞ ﻹرادة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﻣﺎ ﻟو دﺧﻞ رﺟﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﻬﺎ وﻫﻲ ﻧﺎﺋﻣﺔ ﻓرﻓﻊ ﻣﻼ ﺳﻬﺎ وأﻣﺳك ﺑرﺟﻠﯾﻬﺎ ﻓﺎﺳﺗ ﻘظت وﻗﺎوﻣﺗﻪ ﺣﺗﻰ اﺳﺗﻧﻣﻰ‬
‫دون أن ﯾﺗﻣ ن ﻣن اﻹ ﻼج‪ ،‬ﻓﻬذا ﻌﺗﺑر ﺷروﻋﺎ ﻓﻲ اﻹﻏﺗﺻﺎب وﻟ س ﻓﻌﻼ ﻣﺧﻼ ﺎﻟﺣ ﺎء‪ ،‬أو اﻟﺷﺧص اﻟذ دﺧﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻣرأة ﻓﻲ ﻏرﻓﺗﻬﺎ ﺑﺈﻛراﻩ وﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذ ﯾﻧزع ﻓ ﻪ ﺛ ﺎ ﻪ و ﺳﺗﻌﻣﻞ اﻟواﻗﻲ ﺗﻣ ّ ﻧت ﻣن اﻟﻬروب)‪.(4‬‬
‫‪2‬ـ إﻧﻌدام اﻟرﺿﺎ‬
‫وﻫو ﻋﻧﺻر ﺟوﻫر ﻟﺗﻛو ن ﺟرﻣﺔ اﻹﻏﺗﺻﺎب ‪ ،‬و ﺟد ﻌض اﻟﺷراح ﻣﻌ ﺎر ﻟﻠﺗدﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ إﻧﻌدام اﻟرﺿﺎ ﻣﻣراﺳﺔ‬
‫اﻟﻌﻧﻒ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺣ ﺔ وﻫوﻣﺎ ﻧراﻩ ﺗﺿﯾ ﻘﺎ ﻟﻣﺟﺎل اﻟرﺿﺎ‪ ،‬إذ أﻧﻪ ﯾﻧﻌدم ﻓﻲ ﺣﺎﻻت أﺧر ﻻ ﺗﺳﺗﻠزم ﺗواﻓر اﻟﻌﻧﻒ‪ ،‬وﻟذﻟك‬
‫ﻓﺎﻧﻌدام اﻟرﺿﺎ ﻫو ﻞ ﺣﺎﻟﺔ ﻻﺗﺳﺗط ﻊ اﻟﻣرأة اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن إرادﺗﻬﺎ ﺷ ﻞ ﺻﺣ ﺢ ﺳواء ﺳﺑب اﻹﻛراﻩ أو اﻟﻧوم أو اﻟﺧداع‬
‫أو اﻟﻣ ﺎﻏﺗﺔ أو اﻧﻌدام اﻟﺗﻣﯾﯾز أو اﻟﻣرض أو اﻹﻏﻣﺎء)‪.(5‬‬
‫أـ اﻹﻛراﻩ‪ :‬وﻫو ﻗد ون ﻣﺎد ﺎ أو ﻣﻌﻧو ﺎ‪.‬‬
‫ﻌﻧﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻗوة ﻣﺎد ﺔ وﻋﻧ ﻔﺔ ﻟﻐرض اﺳﺗﺳﻼم اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻟﻛن ﻟﻘ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ ﻻﺑد أن ﯾﺛﺑت‬ ‫ﻓﺎﻹﻛراﻩ اﻟﻣﺎد‬
‫وﺟود ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺟﺳﻣﺎﻧ ﺔ ﻓﻌﻠ ﺔ ﻹ ﻌﺎد اﻟﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬وﻟ ﺳت ﺗﻠك اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺑدﯾﻬﺎ اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣ ﺎن ﺣﺗﻰ ﻣﻊ زوﺟﻬﺎ‬
‫واﻟﺗﻲ ﻫﻲ ﻧوع ﻣن اﻟدﻻل اﻟطﺑ ﻌﻲ اﻟذ ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻻ ﺗﺳﺗﺳﻠم إﻻ ﻌد إﻟﺣﺎح اﻟرﺟﻞ)‪ٕ ،(6‬واذا وﺟدت ﻣﻘﺎوﻣﺔ ﻓﻼ ﺷﺗر أن‬
‫ﺗﺳﺗﻣر ﺣﺗﻰ اﻟﻧﻬﺎ ﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻓﻘدت ﻗواﻫﺎ واﺳﺗﺳﻠﻣت ﻗﺑﻞ ﻧﻬﺎ ﺔ اﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﯾؤﺛر ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻗ ﺎم ﺟرﻣﺔ اﻹﻏﺗﺻﺎب)‪.(7‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪(1)-Rassat Michèle laure,op-cit, p252.‬‬
‫‪(2)- BOITARD, Leçons de droit criminel,op-cit, p386.‬‬
‫ﻣﻣﯾز إذ ﺗﺗم ﻔﻌﻞ أو ﺣر ﺔ ﻓﺈن اﻟﺑد ء ﻓﻲ‬
‫)‪ -(3‬وﻗد ﻗﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ " ﻟﻣﺎ ﺎﻧت ﺟﻧﺎ ﺔ ﻫﺗك اﻟﻌرض)أ اﻹﻏﺗﺻﺎب( ذات طﺎ ﻊ ّ‬
‫اﻟﺗﻧﻔﯾذ ﺣد ذاﺗﻪ ﻫﺗك ﻋرض)أ ﻓﻌﻞ ﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء( وﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﺗطﺑﯾ اﻟﻣﺎدة ‪ 30‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت"‪ ،‬ﻗرار ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪،1999/10/26‬‬
‫ﻧﺑﯾﻞ ﺻﻘر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.275‬‬
‫‪(4)- Cass.Crim.Franc.10/01/1996, Code pénal, op-cit, p 461.‬‬
‫‪(5)- Cass.Crim.Franc. 10/07/1973, Code pénal, op-cit, p 458.‬‬
‫)‪ -(6‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.98‬‬
‫)‪ -(7‬ﷴ ﺻ ﺣﻲ ﻧﺟم‪ ،‬اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص‪ ،‬اﻟط ﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﻊ‪ ،1999 ،‬ص ‪.194‬‬

‫ﻣﺎ ﺷﺗر أ ﺿﺎ أن ﯾﺧﺗﻞ ﻣﯾزان اﻟﻘوة اﻟﺟﺳد ﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻼ ﻣ ن ﻹﻣرأة أن ﺗدﻋﻲ إﻏﺗﺻﺎﺑﻬﺎ ﻣن‬
‫طﻔﻞ ﻟ س ﻟﻪ اﻟﻘوة اﻟﻌﺿﻠ ﺔ اﻟﻛﺎﻓ ﺔ ﻟﻠﺗﻐﻠب ﻋﻠﯾﻬﺎ)‪.(1‬‬

‫‪42‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫و ﺷﺗر أ ﺿﺎ وﺟود آﺛﺎر اﻟﻌﻧﻒ أو اﻹﺻﺎ ﺎت ﺑﺟﺳم اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻹﻋﺗ ﺎر أن اﻟوﻗﺎع ﻗد ﺗم ﺎﻟﻘوة‪ ،‬ﻓﺈذا ﻟم ﺗوﺟد ﻫذﻩ‬
‫اﻵﺛﺎر ﺳﺗوﺟب اﻟﺗرث‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﻏﺎﻟ ﺎ ﻣﺎ ﺗرﺿﻰ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻧﺳ ﺔ وﻋﻧد ﻧﻬﺎﯾﺗﻬﺎ وﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺧوف ﻣن‬
‫اﻟﻔﺿ ﺣﺔ ﺗدﻋﻲ أن اﻟرﺟﻞ أﻛرﻫﻬﺎ ﻋﻠﻰ ذﻟك‪،‬‬
‫أﻣﺎ اﻹﻛراﻩ اﻟﻣﻌﻧو ﻓﻐﺎﻟ ﺎ ﻣﺎ ﯾﺗم ﻋن طر اﻟﺗﻬدﯾد اﻟﻰ درﺟﺔ ﺳﻠب ﺣرﺔ اﻹﺧﺗ ﺎر ﻟد اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻗد ون‬
‫اﻟﺗﻬدﯾد ﻘﺗﻞ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ أو أﺣد أﻗرﺎﺋﻬﺎ أو اﻟﺗﻬدﯾد ﻔﺿ ﺣﺔ أو إﻓﺷﺎء ﺳر‪.‬‬
‫ﻫدد إﻣرأة ﺑﺗﺟردﻫﺎ ﻣن ﺛ ﺎﺑﻬﺎ وﺗر ﻬﺎ ﻋﺎرﺔ ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻣﻌزول وﺧﺎل‪ ،‬ﻓﺳﻠﻣت ﻟﻪ ﻧﻔﺳﻬﺎ‬ ‫ﻓﻘد ﻗﺿﻲ أن اﻟﺷﺧص اﻟذ‬
‫ﻣﺗﺄﺛرة ﺑﻬذا اﻟﺗﻬدﯾد ﻌﺗﺑر إﻏﺗﺻﺎ ﺎ)‪.(2‬‬
‫ﺿط‬ ‫وﻻ ﺗﻧﺗﻔﻲ اﻟﺟرﻣﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن اﻟﺗﻬدﯾد ﺣدث ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺳﻠوك إﺟراﻣﻲ ﻗﺎﻣت ﻪ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺷرطﻲ اﻟذ‬
‫إﻣرأة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻠ س ﺑزﻧﺎ ﺛم ﯾﻬددﻫﺎ ﻔﺿﺢ أﻣرﻫﺎ أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء إن ﻟم ﺗﻘﺑﻞ ﻣواﻗﻌﺗﻪ ﻌﺗﺑر ﻣن ﻗﺑﯾﻞ اﻹﻛراﻩ اﻟﻣﻌﻧو )‪.(3‬‬
‫ﯾﻧﻌدم اﻟرﺿﺎ إذا ﺎﻧت اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻏﯾر ﻣﻣﯾزة ﺳواء ﻟﺻﻐر ﺳﻧﻬﺎ واﻟﻣﺣدد ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ب‪13‬ﺳﻧﺔ )م ‪ 49‬ﻗﻊ(‬
‫ﻻ‬ ‫ﺻدر ﻓﻲ ﻓﺗرة اﻟﺟﻧون ‪ ،‬ﻟﻛن إذا ﺎن اﻟﺟﻧون ﻣن اﻟﻧوع اﻟذ‬ ‫أو ﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺟﻧون‪ ،‬إذ أﻧﻪ ﻻ ﻋﺑرة ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﻟﻠرﺿﺎ اﻟذ‬
‫ﯾﻧﺗﺎب اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻓﺗرات ﻣﺗﻘطﻌﺔ وﺣدﺛت اﻟﻣواﻗﻌﺔ ﻓﻲ‬ ‫ﻔﻘد اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ إدراك أو ﻣن اﻟﻧوع اﻟذ‬
‫ﻓﺗرة اﻹﻓﺎﻗﺔ و ﺎﻟرﺿﺎ‪ ،‬ﺳوف ﻟن ون اﻏﺗﺻﺎ ﺎ‪.‬‬
‫ون اﻟﻣرض ﺳﺑ ﺎ ﻓﻲ اﻧﻌدام اﻟرﺿﺎ‪ ،‬ﻓﺈذا وﺟد اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﯾﻬﺎ ﻣﺳﺗﻠﻘ ﺔ ﻓﻲ ﻓراﺷﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣرض‬ ‫ﻣﺎ ﻗد‬
‫ﺷدﯾد أﻗﻌدﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ واﺳﺗﻐﻞ اﻟﻔرﺻﺔ وﺟﺎﻣﻌﻬﺎ ﺳ ﻌﺗﺑر إﻏﺗﺻﺎ ﺎ‪ ،‬ﻣﺎ أن اﻟﻌ ﺎء اﻟﺷدﯾد ﯾؤﺛر أ ﺿﺎ ﻋﻠﻰ رﺿﺎ‬
‫اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺗﻲ ﺗﻘﺎوم ﺷﺧﺻﺎ أراد اﻏﺗﺻﺎﺑﻬﺎ وﻋﻧد اﻧﺻراﻓﻪ أﺗﻰ آﺧر واﻏﺗﺻﺑﻬﺎ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذ ﻣﺎزاﻟت ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن‬
‫اﻟﻌ ﺎء ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻷول)‪.(4‬‬
‫ﯾدﺧﻞ ﺳرر اﻣرأة ﻓﻲ ﺻورة‬ ‫ﯾﻧﻌدم اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣواﻗﻌﺔ ﺎﻟﺧداع أو ﻓﻲ ﻏﻔﻠﺔ‪ ،‬وﻣن ﺻور ذﻟك‪ ،‬اﻟرﺟﻞ اﻟذ‬
‫ﯾواﻗﻊ اﻣرأة ﺎﻧت زوﺟﺗﻪ دون ﻋﻠﻣﻬﺎ ﺄﻧﻬﺎ‬ ‫ﺗرﺿﻰ اﻟﺟﻣﺎع ﻣﻌﻪ)‪ ،(5‬أو اﻟرﺟﻞ اﻟذ‬ ‫ﺗﺿﻧﻪ زوﺟﻬﺎ أو ﻋﺷ ﻘﻬﺎ اﻟذ‬
‫ﻣطﻠﻘﺔ‪ ،‬أو اﻟطﺑﯾب اﻟذ اﻧﺗﻬز ﻓرﺻﺔ ﻋﻼج إﻣرأة و واﻗﻌﻬﺎ)‪.(6‬‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)- Cass.Crim.Franc.8/06/1994, Code pénal, op-cit, p 495.‬‬
‫‪(2)-Cass.Crim.Franc.01/02/1992, Code pénal, op-cit, p 459.‬‬
‫‪(3)-Cass.Crim.Franc.29/04/1960, Code pénal, op-cit, p 459.‬‬
‫)‪ -(4‬إدوارد ﻏﺎﻟﻲ اﻟذﻫﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.130‬‬
‫)‪ -(5‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪(6)- Cass.Crim.Franc.25/10/1994, Code pénal, op-cit, p 459.‬‬

‫و دﺧﻞ ﻓﻲ ﺣ م اﻟﺧداع اﻟرﺟﻞ اﻟذ ﯾﺗﻌﺎطﻰ اﻟﺳﺣر ودﺧﻞ ﺑﯾﺗﺎ طﻠب ﻣن ﺻﺎﺣ ﻪ ﻗﺻد ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﻪ ﻟﺗﻣ ﯾﻧﻪ ﻣن اﻹﺗﺻﺎل‬
‫ﺟﻧﺳ ﺎ ﺑزوﺟﺗﻪ اﻟﻌروس ﻓﺎﻏﺗﻧم اﻟﻔرﺻﺔ ﻫذا اﻟﺳﺎﺣر ﻟﻣواﻗﻌﺗﻬﺎ)‪.(1‬‬
‫ﻣﺎ ﻌﺗﺑر ﺧداﻋﺎ ﻣواﻗﻌﺔ اﻟﻣرأة أﺛﻧﺎء ﻧوﻣﻬﺎ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻏﻣﺎء أو اﻟﺗﻧو م اﻟﻣﻐﻧﺎط ﺳﻲ‪ ،‬اﻟﺳ ر ‪....‬اﻟﺦ‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ـ أﻣﺎ إذا وﺟد اﻧﻌدام اﻟرﺿﺎ ﻟد اﻟرﺟﻞ ﺎﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺗﻛرﻩ رﺟﻼ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواﻗﻌﺔ ﻓﻼ ﻌﺗﺑر اﻏﺗﺻﺎ ﺎ ﺑﻞ ﺷ ﻞ ﻓﻌﻼ ﻣﺧﻼ‬
‫ﺣ ﺎء اﻟرﺟﻞ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك ﻣ ن أن ﺗﻛون اﻟﻣرأة ﺷر ﺔ ﻓﻲ اﻹﻏﺗﺻﺎب أو ﻣﺣرﺿﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك‪.‬‬
‫ون اﻟﻔﻌﻞ ﻏﯾر ﻣﺷروع‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺄذا أﻛرﻩ اﻟزوج زوﺟﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﺎع ﻻ ﻌد‬ ‫ـ و ﺷﺗر ﻓﻲ اﻷﺧذ ﺎﻧﻌدام اﻟرﺿﺎ أن‬
‫إﻏﺗﺻﺎ ﺎ‪ ،‬ﺎﻋﺗ ﺎر أن اﻟ ار طﺔ اﻟزوﺟ ﺔ ﺗﻌطﻲ اﻟزوﺟﯾن ﺣ اﻹﺳﺗﻣﺗﺎع ﺑ ﻌﺿﻬﻣﺎ)‪ ،(2‬وﻟﻛن ﺷر أن ﯾﺗم اﻟﺟﻣﺎع ﻓﻲ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺑﻞ‪ ،‬ﻓﺈذا واﻗﻊ اﻟزوج زوﺟﺗﻪ ﻓﻲ دﺑرﻫﺎ ﻐﯾر رﺿﺎﻫﺎ ﺳ ﻌد ﻣرﺗﻛ ﺎ ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ‬ ‫اﻟﻣ ﺎن اﻟطﺑ ﻌﻲ اﻟﻣﻌد ﻟذﻟك‪ ،‬أ‬
‫اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء)‪.(3‬‬
‫وﻏﺎﻟ ﺎ ﻣﺎ ﯾﺛﺑت اﻹﻏﺗﺻﺎب إذا ﺗم اﻟﺿ ط ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠ س أو ﺷﻬﺎدة طﺑ ﺔ ﺗﺑﯾن آﺛﺎر اﻟﻌﻧﻒ اﻟﻣﻣﺎرس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻧﻲ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺟزاء‬
‫ﺎﻟﺳﺟن ﻣن ‪ 5‬اﻟﻰ‬ ‫ﺣﻣﻞ وﺻﻒ اﻟﺟﻧﺎ ﺔ ﺣﯾث ﻌﺎﻗب ﻣرﺗﻛب اﻹﻏﺗﺻﺎب اﻟﻌﺎد‬ ‫اﻹﻏﺗﺻﺎب ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر‬
‫‪ 10‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟظروف اﻟﺗﺷدﯾد‪:‬‬
‫‪1‬ـ إذا ﺎﻧت اﻟﺿﺣ ﺔ ﻗﺎﺻر ﻟم ﻣﻞ ﺳن ‪ 18‬ﺳﻧﺔ ﺗرﻓﻊ ﻋﻘو ﺔ اﻟﺳﺟن ﻟﺗﺻ ﺢ ﻣن ‪ 10‬اﻟﻰ ‪ 20‬ﺳﻧﺔ) م ‪(2/336‬‬
‫‪2‬ـ إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن اﻷﺻول أو ﻣﻣن ﻟﻬم ﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺣ ﺔ أو ﺎن ﺧﺎدﻣﺎ ﺄﺟر ﻟد ﻪ أو ﻣوظﻔﺎ أو ﻣن رﺟﺎل‬
‫اﻟدﯾن ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻰ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د )م ‪.(337‬‬
‫‪3‬ـ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻌﺎﻧﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺷﺧص أو أﻛﺛر ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻰ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د أ ﺿﺎ )م ‪.(337‬‬

‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ رﻗم ‪ 40236‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1984/11/20‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ 1990‬ﻋدد ‪ ،2‬ص ‪.247‬‬
‫‪(2)- TARHINI Rola, le sort de la femme…, op-cit, p 395.‬‬

‫)‪ -(3‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.102‬‬


‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﺟراﺋم ﺗﻘوم ﺑدون ﻣواﻗﻌﺔ‬

‫‪44‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫ﺟراﺋم اﻹﺧﻼل ﺎﻟﺣ ﺎء‬
‫ﻣﯾز اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﺑﯾن ﻧوﻋﯾن ﻣن ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﻛون ﻓﻌﻼ ﻣﺧﻼ ﺎﻟﺣ ﺎء ورد اﻟﻧص ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪335‬‬
‫ﻗﻊ وﻗد ون ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻧ ﺎ ﻣﺧﻼ ﺎﻟﺣ ﺎء وﻫواﻟذ ﻧﺻت ﻋﻠ ﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 333‬ﻗﻊ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء‪l’attentat a la pudeur‬‬
‫و ﻌﻧﻲ ﻞ ﻓﻌﻞ ﻣﻧﺎﻓﻲ ﻟﻶداب ﻘﻊ ﻋﻣدا وﻣ ﺎﺷرة ﻋﻠﻰ ﺟﺳم ﺷﺧص آﺧر ﺑدون رﺿﺎﻩ‪ ،‬و ﺗﻔ ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻊ‬
‫اﻹﻏﺗﺻﺎب ﻓﻲ اﻟﺣ ﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﺟرم‪ ،‬إذ أن اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ ﻫو ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺣرﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻔرد ﻣﻊ اﺧﺗﻼف ﻧطﺎق اﻟﺣﻣﺎ ﺔ‪،‬‬
‫ﻓﻔﻲ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء ﺣﻣﻲ اﻟﻘﺎﻧون ﻼ ﻣن اﻟرﺟﻞ واﻟﻣرأة ﻋ س اﻹﻏﺗﺻﺎب ﻓﻬو ﻣﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﻣرأة ﻓﻘط‪،‬‬
‫ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺗﺻور وﻗوﻋﻪ إﻻ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 336‬ق ع‪.‬‬
‫ﺣﯾث أن ﻞ ﻣﺳﺎس ﺟﻧﺳﻲ ﺑﺟﺳم اﻟﻣﺟﻧﻲ‬ ‫ﻣﺎ أن ﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء ﺗﻌد أوﺳﻊ وأﺷﻣﻞ ﻣن اﻹﻏﺗﺻﺎب‬
‫ﻋﻠ ﻪ ﺑدون رﺿﺎﻩ ﻌد ﻓﻌﻼ ﻣﺧﻼ ﺎﻟﺣ ﺎء ﻣﺎﻋدا اﻟﻣواﻗﻌﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ)‪.(1‬‬

‫‪1‬ـ أر ﺎن اﻟﺟر ﻣﺔ‪:‬‬


‫أـ اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫ﺷﺗر ﻟﻘ ﺎم اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء وﺟود ﻋﻧﺻرن وﻫﻣﺎ‪:‬‬
‫اﻟﻛﺷﻒ ﻋن اﻟﻌورة‪.‬‬ ‫ـ إﺗ ﺎن ﻓﻌﻞ ﻣﻧﺎﻓﻲ ﻟﻠﺣ ﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺳواء ﺎﻟﻣﺳﺎس ﻪ ﻣ ﺎﺷرة أو ﻋن طر‬
‫ﻋورات اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺎﻟﺗﻘﺑﯾﻞ‪ ،‬اﻟﻘرص ﻋﻠﻰ ﻓﺧذ اﻟﻣرأة‪ ،‬ﺿم اﻟﻣرأة ﺎﻟﻘوة‬ ‫ﻓﻘد ﻘﻊ اﻟﻣﺳﺎس ﻣ ﺎﺷرة ﻋﻠﻰ إﺣد‬
‫ﺣﺗﻰ ﻻﻣس ﺟﺳدﻫﺎ ﺟﺳد اﻟﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬وﺿﻊ اﻷﺻ ﻊ ﻓﻲ اﻟدﺑر‪ ،‬إﻣﺳﺎك اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻟﺛدﯾﻲ اﻟﻣرأة‪ ،‬إ ﻼج اﻟﻌﺿو اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﻲ ﻟﻠذ ر‬
‫ﻓﻲ دﺑر اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺎﻟﻘوة ﺳواء ﺎﻧت اﻣرأة أو رﺟﻞ)‪.(2‬‬
‫وﻻ ﺷﺗر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺳﺎس أن ﻘﻊ داﺋﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋورة ﻣن ﻋورات اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺑﻞ ﻔﻲ أن ون اﻟﻔﻌﻞ ﻣﻧطو ﺎ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺧدش ﺟﺳ م ﻟﻠﺣ ﺎء ﺣﺗﻰ ٕوان وﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﺟزء ﻣن ﺟﺳم اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻻ ﻌد ﻋورة‪ ،‬ﻣن ﺿﻊ ﻋﺿوﻩ اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﻲ ﻓﻲ‬
‫ﯾد ﺷﺧص آﺧر أو ﻓﻲ ﻓﻣﻪ أو أ ﺟزء آﺧر ﻣن ﺟﺳﻣﻪ‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫‪(1)-Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p482.‬‬
‫)‪ -(2‬ﷴ ز ﻲ أﺑو ﻋﺎﻣر ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.286‬‬

‫ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣ ﺎن أن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻘوم ﺑدور إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﻘ ﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ و ﻘﻰ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ ﻣوﻗﻒ ﺳﻠﺑﻲ‪ ،‬ﻟﻛن ﻻ ﻣﻧﻊ‬
‫رﻩ إﻣرأة ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻌر أﻣﺎﻣﻪ أو ﻣن‬ ‫ﻟﻘ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ أن ﯾﺗم اﻟﻌ س ﺎﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺗﻛرﻩ رﺟﻼ ﻟﻺﺗﺻﺎل ﺑﻬﺎ ﺟﻧﺳ ﺎ‪ ،‬او اﻟذ‬
‫ﯾرﻏم اﺛﻧﯾن ﻋﻠﻰ اﻹﺗﺻﺎل اﻟﺟﻧﺳﻲ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ)‪.(1‬‬

‫‪45‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣﺎ ﻻ ﺷﺗر ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺳﺎس أن ﯾﺗرك أﺛ ار ﻋﻠﻰ ﺟﺳد أو ﺛ ﺎب اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﺷﺗر أن ﺗﺗم اﻟﻣﻼﻣﺳﺔ ﻣ ﺎﺷرة‬
‫ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬ﺑﻞ ﻔﻲ ﻟﻘ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ورد ﻋﻠﻰ ﺟﺳم ﻣﺳﺗور ﺎﻟﻣﻼ س‪.‬‬
‫ـ اﻟﻛﺷﻒ ﻋن ﻋورة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ :‬ﻓﺗﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺟرﻣﺔ دون أن ﺳﺗﻌد اﻷﻣر ﻣﻼﻣﺳﺗﻬﺎ‪ ،‬وﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺣدﯾد أ ﻣن أﺟزاء‬
‫اﻟﺟﺳم ﺗﻌد ﻋورة‪ ،‬ﻫﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻧﺳﺑ ﺔ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻵﺧر‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻣﺗﻔ ﻋﻠ ﻪ أن ﻣدﻟول اﻟﻌورة ﯾﺗﺳﻊ ﻣﺟﺎﻻ ﻟد‬
‫اﻟﻣرأة أﻛﺛر ﻣن اﻟرﺟﻞ‪ ،‬ﺑﺈﻋﺗ ﺎر أن اﻟرﺟﻞ ﻣﺎ ﻌد ﻋورة ﻟد ﻪ ﻫﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻣﺣﺻورة ﺑﯾن اﻟﺳرة واﻟر ﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﻟد اﻟﻣرأة‬
‫وﺧﺻوﺻﺎ ﻟد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ﻓ ﻞ أﻋﺿﺎء ﺟﺳدﻫﺎ ﻌد ﻋورة إﻻ اﻟوﺟﻪ واﻟﻛﻔﯾن‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﺳﺗر ﺛدﯾﻲ اﻟﻣرأة أو ﻣﻼ ﺳﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻣﻼ س اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻣن اﻟﺧﻠﻒ‪ ،‬ﺗﻣز‬ ‫وﻟذﻟك ﻌﺗﺑر ﻓﻌﻼ ﻣﺧﻼ ﺎﻟﺣ ﺎء ﺗﻣز‬
‫ﺎن ﺳ ﺢ ﻓ ﻪ ﻋﺎرﺎ)‪.(2‬‬ ‫إﺧراج اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺎﻟﻘوة ﻣن اﻟﻣﺎء اﻟذ‬
‫ـ ﻋدم رﺿﺎ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪:‬‬
‫ﻞ أﺷ ﺎل اﻹﻛراﻩ واﻟﻣ ﺎﻏﺗﺔ واﻟﺧد ﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺷرﺣﻧﺎﻫﺎ ﺳﺎ ﻘﺎ أﺛﻧﺎء اﻟﺣدﯾث ﻋن‬ ‫و ﻌﻧﻲ ذﻟك أن ﯾﺗم ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻔﻌﻞ‬
‫ﯾﺗﺿﻣن ﺳؤال ﺧﺎص ﺷﯾر‬
‫ّ‬ ‫ﯾﺗﺿﻣن ﺳؤال اﻹداﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎ ﺎت أن‬
‫ّ‬ ‫اﻹﻏﺗﺻﺎب‪ ،‬وﻗد أوﺟﺑت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ أن‬
‫اﻟﻰ ظرف اﻟﻌﻧﻒ)‪.(3‬‬
‫إﻻ أن اﻟﻣﺷرع اﺳﺗﺛﻧﻰ ﺣﺎﻟﺔ وﺣﯾدة ﺗﻘوم ﺑﻬﺎ ﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء ﺣﺗﻰ ٕوان ﺗم ﺑرﺿﺎ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ إذا ﺎن‬
‫ﻗﺎﺻ ار ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ﺳن ‪16‬ﺳﻧﺔ ) م ‪/ 334‬ف‪ 1‬ﻗﻊ(‪.‬‬
‫ب ـ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪:‬‬
‫ﻔﻲ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء وﺟود ﻗﺻد ﻋﺎم ﺗﻧﺻرف ﻓ ﻪ إرادة اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﻰ اﻟﻔﻌﻞ و اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﻌدم‬
‫ﻣﺷروﻋ ﺔ ﻣﺎ ﻘوم ﻪ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺣدث أن ﻻﻣس ﺷﺧﺻﺎ ﺟﺳم آﺧر ﻋرﺿﺎ أﺛﻧﺎء اﻟزﺣﺎم ﻟر وب ﺣﺎﻓﻠﺔ أو اﻟدﺧول‬
‫اﻟﻰ اﻟﻣﻠﻌب ﻣﺛﻼ‪ ،‬ﻻ ﺷ ﻞ ﻓﻌﻼ ﻣﺧﻼ ﺎﻟﺣ ﺎء ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻﺗﻘوم اﻟﺟرﻣﺔ ﻓﻲ ﺣ ﻣن دﻓﻊ إﻣرأة ﻘﺻد إ ﻌﺎدﻫﺎ ﻣن طرﻘﻪ‬
‫ﻓﺳﻘطت ﻋﻠﻰ اﻷرض واﻧ ﺷﻔت إﺣد ﻋوراﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ﺗﺎ ﺔ‬ ‫ٕواذا ﺛﺑت وﺟود اﻟﻘﺻد ﻓﻼ ﻋﺑرة ﻌد ذﻟك ﺎﻟ ﺎﻋث‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳﺎﺣر اﻟذ ﯾدﻋﻲ أﻧﻪ ﻌﺎﻟﺞ اﻟﻧﺳﺎء ﻣن اﻟﻣرض ﻋن طر‬
‫ﻋ ﺎرات ﻋﻠﻰ أﻓﺧﺎذﻫن أو ﺛدﯾﯾﻬن ﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻛ ﺎ ﻟﻠﺟرﻣﺔ إذا وﻗﻌت ﺑدون اﻟرﺿﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﯾﺑرر اﻟﻔﻌﻞ أﻧﻪ ﺎن ﻣﺟرد‬
‫إﻧﺗﻘﺎم ﻣن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ أو ذو ﻪ)‪.(4‬‬
‫ـــــــ‬
‫)‪ -(1‬إدوارد ﻏﺎﻟﻲ اﻟذﻫﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪.126 ،‬‬
‫)‪ -(2‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.102‬‬
‫)‪ -(3‬ﻗرار ﻓﻲ ‪ ،2006 /11/22‬وارد ﻋﻧد‪ :‬ﻧﺑﯾﻞ ﺻﻘر‪ ،‬اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.317‬‬
‫‪(4)- BOITARD, Leçons de droit criminel,op-cit, p385.‬‬

‫‪2‬ـ اﻟﺟزاء‪:‬‬

‫‪46‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ورد اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 334‬و‪ 335‬ق ع ‪ ،‬ﺣﯾث ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 335‬ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋدة‬
‫ﻘﻊ ﺎﻟﻌﻧﻒ أو ﺑدون اﻟرﺿﺎ‪ ،‬ﺣﯾث اﻋﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﺟﻧﺎ ﺔ ﻣﻌﺎﻗب‬ ‫اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء اﻟذ‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺳﺟن ﻣن ‪ 5‬اﻟﻰ ‪10‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫وﺗﺷدد اﻟﻌﻘو ﺔ ﺑﻧﻔس اﻟظروف اﻟﻣﺷددة ﻟﺟرﻣﺔ اﻹﻏﺗﺻﺎب‪:‬‬
‫ـ م ‪ 1/335‬إذا ﺎن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻗﺎﺻ ار ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ﺳن ‪ 16‬ﺳﻧﺔ ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻣن ‪ 10‬اﻟﻰ‪ 20‬ﺳﻧﺔ‪ ،‬وﻗد أﻏﻔﻞ اﻟﻣﺷرع‬
‫اﻟﺟزاﺋر اﻟرﻓﻊ ﻣن ﺳن اﻟﻘﺻور ﻓﻲ ﺗﻌدﯾﻞ ‪ 01/14‬ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻓﻌﻞ ﻓﻲ اﻹﻏﺗﺻﺎب وﻫو ﻣوﻗﻒ ﻻ ﺗﻔﺳﯾر ﻟﻪ ﻣﺎدام أن‬
‫)‪(1‬‬
‫اﻟﺟرﻣﺗﯾن ﻣﺗﺷﺎﺑﻬﺗﯾن ﺗﻘر ﺎ ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟﺧطورة؟‬
‫ـ م ‪ 337‬إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن اﻷﺻول أو ﻣﻣن ﻟﻬم ﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺿﺣ ﺔ أو ﺎن ﻣوظﻔﺎ أو رﺟﻞ دﯾن أو إذا اﺳﺗﻌﺎن‬
‫اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺷﺧص أو أﻛﺛر‪ ،‬ﻓﺎﻟﻌﻘو ﺔ ﺗرﻓﻊ اﻟﻰ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د‪.‬‬
‫وأوردت اﻟﻣﺎدة ‪ 334‬ﻗﻊ ﻗﺎﻋدة إﺳﺗﺛﻧﺎﺋ ﺔ ﺗﻌﺎﻗب ﻣرﺗﻛب اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء ﺣﺗﻰ ٕوان ﺗم ﺑدون ﻋﻧﻒ إذا ﺎن اﻟﺿﺣ ﺔ‬
‫ﻗﺎﺻرا‪ ،‬وﺗﻔرق ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﯾن‪:‬‬
‫ون اﻟﻔﻌﻞ ﺟﻧﺣﺔ ﻣﺷددة ﻌﺎﻗب اﻟﻔﺎﻋﻞ ﺎﻟﺣ س ﻣن ‪5‬ال ‪ 10‬ﺳﻧوات إذا ﺎن اﻟﺿﺣ ﺔ ﻗﺎﺻ ار ﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ‪ 16‬ﺳﻧﺔ‬ ‫ـ‬
‫و ﺗم ﺗﺷدﯾدﻫﺎ ﻲ ﺗﺻ ﺢ ﺟﻧﺎ ﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺳﺟن ﻣن ‪ 10‬اﻟﻰ ‪ 20‬ﺳﻧﺔ إذا ﺗوﻓرت اﻟظروف اﻟﻣﺷددة اﻟواردة ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 337‬ﻗﻊ‪.‬‬
‫ـ ﺗﻌﺗﺑر ﺟﻧﺎ ﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺳﺟن ﻣن ‪ 5‬اﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات إذا ﺎن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺗﺟﺎوز ‪ 16‬ﺳﻧﺔ وﻟم ﯾﺑﻠﻎ ‪ 19‬ﺳﻧﺔ أو‬
‫ﻟم ﯾﺗم ﺗرﺷﯾدﻩ ﺎﻟزواج) أ ﻟم ﻣﻞ ‪18‬ﺳﻧﺔ(‪ ،‬و ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن اﻷﺻول‪.‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء ‪ 333‬ق ع‪Outrage public a la pudeur‬‬
‫ﻓﻲ ﺻورة ﺣر ﺔ ﻋﺿو ﺔ ذات طﺎ ﻊ ﺟﻧﺳﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻹﺧﻼل‬ ‫ﻣ ن ﺗﻌرﻒ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺄﻧﻬﺎ إﺗ ﺎن ﻟﻔﻌﻞ ﻣﺎد‬
‫ﺎﻟﺣ ﺎء اﻟﻌﺎم واﻵداب)‪.(2‬‬
‫ﻓﻬﻲ ٕوان ﺎﻧت ﺗﺷ ﻪ ﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء ﺑﺈﻋﺗ ﺎرﻩ أ ﺿﺎ ﯾﺗﺿﻣن ﻓﻌﻞ ﯾﺧدش اﻟﺣ ﺎء إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺗﻣﯾز ﻋﻧﻪ ﻓﻲ‬
‫ﻧﻘﺎ أﻫﻣﻬﺎ‪:‬‬
‫ــــــــ‬
‫ﻣﻣﯾز أﻣﺎم ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎ ﺎت وﻋﻠﻰ ذﻟك ﻗﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ‬ ‫)‪ -(1‬إن أﻫﻣ ﺔ ﺳن اﻟﻘﺻور ظرف ﻣﺷدد ﺳﺗوﺟب أن ون ّ‬
‫ﻣﺣﻞ ﺳؤال ّ‬
‫ﻣﺳﺗﻘﻞ ﻟﺗطﺑﯾ اﻟظرف‬
‫ّ‬ ‫ﯾﺗطرق اﻟﻰ ﺳن اﻟﻘﺻور ﻓﻲ ﺳؤال‬
‫اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء اﺳﺗﻧﺎدا اﻟﻰ ﺳؤال واﺣد ﻟم ّ‬
‫ّ‬ ‫ﺑﻧﻘض ﺣ م ﺻﺎدر ﺎﻹداﻧﺔ ﺎﻟﻔﻌﻞ‬
‫اﻟﻣﺷدد‪ .‬ﻗرار ﻓﻲ ‪ ،1985/11/26‬وارد ﻋﻧد‪ :‬ﻧﺑﯾﻞ ﺻﻘر‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫‪(2)-BOITARD, Leçons de droit criminel,op-cit, p384.‬‬

‫‪47‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ـ أن اﻟﻌﺑرة ﻣن ﺗﺟرم اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻫو ﺣﻣﺎ ﺔ ﺷﻌور اﻟﺟﻣﻬور ﻣن أن ﺗﺧدﺷﻪ ﻌض اﻟﺳﻠو ﺎت اﻟﺟﻧﺳ ﺔ واﻟﻣﻧﺎظر‬
‫اﻟﻌﺎرﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻷﺧﻼق اﻟﺗﺧﻔﻲ ﻋﻧد إﺗ ﺎﻧﻬﺎ‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻫو اﻟﺟﻣﻬور اﺑﺗداء)‪ ،(1‬ﻓﻲ‬
‫ﻫو ﺷﺧص اﺳﺗطﺎل‬ ‫ﺣﯾن أن اﻟﻐرض ﻣن ﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء ﻫو ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺣرﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟذ‬
‫اﻟﻔﻌﻞ ﻣ ﺎﺷرة اﻟﻰ ﺟﺳدﻩ)‪.(2‬‬
‫ـ ﺷﺗر اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ وﺟود اﻟﻌﻠﻧ ﺔ وﻟﻛن ﻻ ﻋﺑرة ﻟﻠرﺿﺎ ﻓﻬﻲ ﺗﻘوم ﺣﺗﻰ ٕوان وﻗﻊ اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺧص رﺿﻲ ﻪ‪.‬‬
‫ﻘﺗﺿﻲ ﻟﻘ ﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺗوﻓر أر ﺎﻧﻬﺎ وﻫﻲ ر ن ﻣﺎد ﯾﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ وﺟود ﻓﻌﻞ ﻣﺎد ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻹﺧﻼل ﺎﻟﺣ ﺎء اﻟﻌﺎم‬
‫وارﺗﻛﺎ ﻪ ﻋﻠﻧﺎ‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫‪1‬ـ اﻟر ن اﻟﻣﺎد ‪:‬‬
‫ﺷﺎﻫدﻩ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻻ ﯾدﺧﻞ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﺟرﻣﺔ ﻣﺟرد إﺻدار‬ ‫ﯾﺧدش ﺣ ﺎء اﻟﻐﯾر اﻟذ‬ ‫و ﺷﺗر إرﺗﻛﺎب ﻓﻌﻞ ﻣﺎد‬
‫اﻷﻗوال اﻟﻐزﻟ ﺔ أو ﺗﺣﺗو ﻋﻠﻰ ﻋ ﺎرات ﺑذﯾﺋﺔ ﻓﻬﻲ ﻗد ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﺟرم ﺧﺎص ) اﻟﺳب واﻟﺷﺗم()‪ ،(3‬ﻣﺎ ﻻﺗدﺧﻞ أ ﺿﺎ‬
‫اﻟرﺳوم واﻟﺻور واﻷﻓﻼم اﻟﺧﻠ ﻌﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺑﻞ ﻫﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪333‬ﻣ رر ق ع اﻟﻣﺗﺿﻣﻧﺔ ﺟرﻣﺔ‬
‫اﻹﺧﻼل ﺎﻷﺧﻼق اﻟﺣﻣﯾدة‪ ،‬وﻗد ﺧص اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر اﻟﻘﺎﺻر ﺣﻣﺎ ﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻹطﺎر ﺣﯾث أﺿﺎف اﻟﻣﺎدة‬
‫ﺗﺟرم ﻓﻌﻞ ﺗﺻو ر ﻗﺎﺻر ﻟم ﻣﻞ ‪ 18‬ﺳﻧﺔ ﺄ وﺳﯾﻠﺔ ﺎﻧت وﻫو ﻣﺎرس أﻧﺷطﺔ‬ ‫‪333‬ﻣ رر‪ 1‬ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻗﺎﻧون ‪ّ 01/14‬‬
‫ﺟﻧﺳ ﺔ أو ﻗﺎم ﺑﺗﺻو ر أﻋﺿﺎء اﻟﻘﺎﺻر اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻷﻏراض ﺟﻧﺳ ﺔ أو ﻗﺎم ﺑﺈﻧﺗﺎج وﺗوزﻊ أو ﻧﺷر أو ﺗرو ﺞ أو اﺳﺗﯾراد أو‬
‫ﺗﺻدﯾر أو ﻋرض أو ﺑ ﻊ أو ﺣ ﺎزة ﻣواد إ ﺎﺣ ﺔ ﻣﺗﻌّﻠﻘﺔ ﺎﻟﻘﺻر‪.‬‬

‫و ﺳﺗو أن ﻘﻊ ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻧﻔﺳﻪ أو ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻟﻐﯾر ﺑرﺿﺎﺋﻪ أو ﻐﯾر رﺿﺎﺋﻪ‪ ،‬وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻷﺧﯾرة ﺳ ﺷ ﻞ ﺗﻌددا ﻣﻌﻧو ﺎ ﻟﻠﺟراﺋم ﻣﻊ ﺟرﻣﺔ اﻹﻏﺗﺻﺎب أو اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء اﻟﻌﺑرة ﻓ ﻪ ﺎﻟوﺻﻒ اﻻﺷد اﻟذ‬
‫ﺗﺗﻣﯾز ﻪ ﻫﺎﺗﯾن اﻷﺧﯾرﺗﯾن‪.‬‬
‫ﻻ ﻋﺑرة إن ﺎن اﻟﻘ ﺎم ﺎﻟﻔﻌﻞ ﺗم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻋﻼﻗﺔ ﺷرﻋ ﺔ ﺎﻟزوج اﻟذ ﯾداﻋب زوﺟﺗﻪ ﻓﻲ اﻟطر اﻟﻌﺎم‪.‬‬
‫ﻗد ﻘﻊ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻟﻐﯾر وذﻟك ﺑﺈﺗ ﺎن ﺣر ﺎت ﺟﻧﺳ ﺔ ﻣﺗﺻﻠﺔ ﻪ‪ ،‬وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﻣﻣﺎرﺳﺔ‬
‫اﻟﺟﻣﺎع ﻋﻠﻰ ﻣ أر ﻣن اﻟﻧﺎس ‪ ،‬ﻟﻣس ﻣﺎ ﻌد ﻋورة ﺳواء ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﻟد اﻟرﺟﻞ أو ﻟد اﻷﻧﺛﻰ‪.‬‬
‫اﻟﻌﺎم أو اﻟﻘ ﺎم‬ ‫اﻟﻛﺷﻒ ﻋن اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺗﻧﺎﺳﻠ ﺔ ﻓﻲ اﻟطر‬ ‫وﻗد ﻘﻊ ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﺳم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻧﻔﺳﻪ ﻋن طر‬
‫ﺣر ﺎت أو إﺷﺎرات ﺟﻧﺳ ﺔ ﻣن ﺷﯾر اﻟﻰ ﻋﺿوﻩ اﻟﺗﻧﺎﺳﻠﻲ و ﻧﺎد ﺷﺧﺻﺎ ﻟﻛﻲ ﯾﻠﻔت ﻧظرﻩ اﻟ ﻪ)‪.(4‬‬

‫ـــــــــ‬
‫‪(1)- Cass.Crim.Franc. 27/10/1932, Code pénal, op-cit, p474.‬‬
‫‪(2)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p449.‬‬
‫)‪ -(3‬ﷴ ﺳﻌﯾد ﻧﻣور‪ ،‬ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت‪ ،‬اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص‪ ،‬دار اﻟﺛﺎﻗﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪ ،2002 ،‬ص‪.221‬‬
‫‪(4)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p451.‬‬

‫‪48‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﯾ ﻘﻰ ﻓ رة ﻧﺳﺑ ﺔ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻣن ﻣﺟﺗﻣﻊ ﻵﺧر وﻓﻲ‬ ‫ﻣﺎ ﺗطرح ﻣﺳﺄﻟﺔ ﻣﻔﻬوم اﻟﺣ ﺎء اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ واﻟذ‬
‫ﻣﺟﺗﻣﻊ واﺣد ﺑﯾن ﺑﯾﺋﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺎﻟرﻒ واﻟﻣدﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟواﺣدة ﺑﯾن اﻟﺷﺎطﻰء واﻟطر اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠﻒ أ ﺿﺎ‬
‫ﺣﺳب اﻷزﻣﻧﺔ‪ ،‬إذ ﯾﺗﻌﻘد اﻷﻣر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗداء اﻷﻟ ﺳﺔ اﻟﻘﺻﯾرة ﺟدا ﻟد اﻟﻧﺳﺎء ﺈرﺗداء ﺣﺎﻣﻞ اﻟﺛدﯾﯾن ﻓﻘط‪.‬‬
‫ﻓﻧﺟد ﻣﺛﻼ ﻟد اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻹﺳﻼﻣ ﺔ ان اﻟﺗﻌر اﻟﻛﻠﻲ ﻣﻧﺎﻓ ﺎ ﻟﻠﺣ ﺎء ﻣﻬﻣﺎ ﺎن اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ ﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﻼج‪ ،‬ﻓﻲ‬
‫اﻟﻐرب ﻔرﻗون ﺑﯾن اﻟﺗﻌر ذو اﻟطﺎ ﻊ اﻟﺟﻧﺳﻲ واﻟﺗﻌر ﻟﻬدف ﻓﻧﻲ‪ ،‬ﺎﻟﻔﺗﺎة اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌر أﻣﺎم رﺳﺎم ﻟﻐرض‬ ‫ﺣﯾن ﻟد‬
‫رﺳم ﻣﻔﺎﺗن اﻟﻣرأة‪ ،‬ﻣﺎ ﺗوﺟد ﻟدﯾﻬم أﻣﺎﻛن ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺟوز ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺗﻌر اﻟﻛﻠﻲ دون اﻹﺧﻼل ﺎﻟﺣ ﺎء اﻟﻌﺎم ﻓﻲ ﻌض‬
‫اﻟﺷواطﻰء ﻣﺛﻼ‪ ،‬و ذا ﻓﻲ ﻌض اﻟﻣراﻗص اﻟﻠﯾﻠ ﺔ)‪.(1‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻣﻔﻬم اﻟﺣ ﺎء ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻐﯾر ﺗﻌر ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺑﻠﺔ اﻟﺣﺎرة ﻣﺛﻼ واﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻣ ﺎن ﺣﺳﺎس ﻣن‬
‫اﻟﺟﺳد) اﻟﺷﻔﺗﯾن( ﺗﻌد ﻣﻧﺎﻓ ﺔ ﻟﻠﺣ ﺎء ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﻧﺎ وﻗد ﻻﺗﻛون ذﻟك ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ آﺧر‪.‬‬
‫وﻟﻛن ﻫﻞ ﻔﻲ ﻓﻘط ﻟﻘ ﺎم اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء أن ﯾﺗم ﺿ طﻪ ﻋن طر اﻟﻣﺷﺎﻫدة؟‬
‫ﯾﺧدش ﻣن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺣ ﺎء اﻟﻌﯾن واﻷذن)‪،(2‬‬ ‫ﻓﻘد ذﻫب اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻣﺻر اﻟﻰ اﻋﺗ ﺎر أن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻫو اﻟذ‬
‫ﺳﻣﺎع أﺻوات ﻣﺻﺎﺣ ﺔ ﻟﻠﻔﻌﻞ دون رأﯾﺗﻪ‪ ،‬ﺷر أن ﯾﺧدش إﺣﺳﺎس اﻟﺳﺎﻣﻊ‪ ،‬ﺄﺻوات‬ ‫وﻟذﻟك ﻓﻘد ﻘﻊ ﻋن طر‬
‫اﻟﻌﻣوﻣﻲ‪ ،‬ﯾﺗﺟﻪ ﻣوﻗﻒ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﻫذا اﻹﺗﺟﺎﻩ‬ ‫اﻟﺗﻧﻬد واﻟﺗﺄوﻩ اﻟﻣﺻﺎﺣ ﺔ ﻟﻠﺟﻣﺎع داﺧﻞ ﻣﻐﺎرة أﻣﺎم اﻟطر‬
‫ﺎﻋﺗ ﺎر أن ﻧص اﻟﻣﺎدة ﺟﺎء ﻋﺎﻣﺎ‪ ،‬وﻗد ﻗﺿﻲ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻗﺑﻞ ﺗﻌدﯾﻞ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﺳﻧﺔ ‪ 1992‬ﻋﻠﻰ ﻗ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ ﻓﻲ‬
‫ﻗﺿ ﺔ ﺗﺗﻠﺧص ﻓﻲ أن رﺟﻼ دﺧﻞ ﻟ ﻼ ﻓﻲ ﺳرر ﺗرﻗد ﻓ ﻪ أﺧﺗﯾن ﺟﺎﻣﻊ اﻟﻛﺑﯾرة ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﻣﻊ اﻟﺻﻐﯾرة رﻏم أﻧﻬﺎ ﻟم‬
‫ﺗر ﺷﯾﺋﺎ)‪ ،(3‬وﻟذﻟك ﻻ ﻧﺗﻔ ﻣﻊ ﻌض ﺷراح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺟزاﺋر اﻟذﯾن إﺷﺗرطوا وﺟود اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﻓﻘط‪ ،‬ﺑﺈﻋﺗ ﺎر أن‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻣﺻطﻠﺢ‬ ‫ﻫذا اﻟﻣوﻗﻒ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻌد ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﺣﯾث أﺻ ﺢ طﻠ‬
‫‪ L’exhibition‬و ﻌﻧﻲ ذﻟك ﺿﻣﻧ ﺎ إﺷﺗ ار اﻟﻧظر ﻟﻘ ﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ)‪.(4‬‬
‫‪2‬ـ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻰ ﺟرح‬ ‫ﻣن اﻟﻧﺎس أد‬ ‫وﻫﻲ ﻋﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ ﻣﻣﯾز ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ‪ ،‬وﺗﻌﻧﻲ أن ﯾرﺗﻛب اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻣ أر‬
‫ﻔﻲ‬ ‫أﻧﻪ ﻻ داﻋﻲ ﻟﻠ ﺣث إن وﺟد ﻫﻧﺎك ﺷﻬود‪ ،‬ﺑﻞ‬ ‫ﺷﻌورﻫم ‪ ،‬وﻟﻛن اﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﺷﺗر أن ﺗﻛون اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﻓﻌﻠ ﺔ أ‬
‫ﻓﻘط أن ﺗﻛون اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﻣﻣ ﻧﺔ أو ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟو ارﺗﻛﺑت اﻟﺟرﻣﺔ ﻟ ﻼ ‪ ،‬ﻓﻲ طر ﻋﺎم وﻣﻧﻌزل ﺣﯾث ﻣ ن أن ﻣر‬
‫ﺄن اﻟﻔﻌﻞ ارﺗﻛب ﯾوﻣﺎ‬
‫ﻣﺟرد اﻟﺳﻣﺎع ّ‬
‫ﻔﻲ ّ‬ ‫أﺣد اﻷﻓراد و راﻩ‪ ،‬ﻣﺎ ﺳﺗوﺟب اﺛ ﺎت اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌﻞ وﻻ‬
‫ﻣدة ﻋﻧد ظﻬور اﻟﺣﻣﻞ ﻟد اﻟﻣرأة )‪.(5‬‬
‫ﻟﻘ ﺎم اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﻣﺎ ﻟو اﻛﺗﺷﻒ اﻟﻔﻌﻞ ﻌد ّ‬
‫ــــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.106‬‬
‫)‪ -(2‬إدوارد ﻏﺎﻟﻲ اﻟذﻫﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪،‬ص ‪.136‬‬
‫‪(3)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p451.‬‬
‫‪(4)- Trib. Paris, 13/12/1994, Code pénal Français, op-cit, p477.‬‬
‫)‪ -(5‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ رﻗم ‪ ،26957‬ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1983 /12/27‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪1989‬ﻋدد ‪ ،1‬ص‪.373‬‬

‫‪49‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻓﺈذا ﺗﺣﻘﻘت اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﻓﻼ ﻋﺑرة ﻌد ذﻟك إذا ﺎن اﻟﺷﺎﻫد ﻗد أراد اﻟﻧظر أو ﺣدث ﺻﻔﺔ ﻋرﺿ ﺔ‪ ،‬ﻷن اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺟرﻣﺔ ﻻ ﺣﻣﻲ ﺣ ﺎء ﻓرد واﺣد‪ ،‬ﺑﻞ ﺣ ﺎء اﻟﺟﻣﻬور‪.‬‬
‫وﻻ ﻋﺑرة أ ﺿﺎ إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻗد أراد ﻫذﻩ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ أم ﺣدﺛت ﺑﺈﻫﻣﺎل‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ‪1996/12/30‬‬
‫"‪ ...‬أن اﻟﻘ ﺎم ﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﺳ ﺎرة ﻋﻠﻰ ﺷﺎطﻰء اﻟ ﺣر ﻌد ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻧ ﺎ‪ ،‬ذﻟك ﻷﻧﻪ ﻻ ﺷﺗر ﻟﺗواﻓر ﻋﻧﺻر اﻟﻌﻠﻧ ﺔ أن‬
‫ﻔﺎﺟﻰء اﻟﻐﯾر ﻋﻣﻞ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﻞ ﻔﻲ أن ﺗﻛون اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ")‪.(1‬‬
‫ﻔﻲ إﺣﺗﻣﺎل اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﻟﺗﺣﻘ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺗواﻓر ﺳواء وﻗﻊ اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻋﻣوﻣﻲ أو ﺧﺎص‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك‬ ‫و ﻣﺎ أﻧﻪ‬
‫إﺗﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻰ ﺗﻘرر ﻗﺎﻋدة ﻣﻔﺎدﻫﺎ أﻧﻪ ﺗﻛﻔﻲ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ اﻟﺣ ﻣ ﺔ أو اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ ﻟﻘ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ إذا وﻗﻌت ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻋﻣوﻣﻲ‬
‫و ﺷﺗر أن ﺗﻛون ﻋﻠﻧ ﺔ واﻗﻌ ﺔ وﻓﻌﻠ ﺔ إذا ﻣﺎ وﻗﻌت ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﺧﺎص‪.‬‬
‫ﻘﻊ ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻋﻣوﻣﻲ‪:‬‬ ‫أ‪ -‬اﻟﻔﻌﻞ اﻟذ‬
‫وﻗد ﻗﺳﻣت اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ اﻟﻰ ﺛﻼﺛﺔ أﻧواع‪:‬‬
‫ﻗﯾد‪ ،‬و دﺧﻞ ﻓﻲ‬ ‫‪ -‬ﻣ ﺎن ﻋﻣوﻣﻲ طﺑ ﻌﺗﻪ‪ :‬وﻫﻲ ﺟﻣ ﻊ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﻣ ن ﻟﻠﺟﻣﻬور اﻟﺗﺟول أو اﻟﻣرور ﻓﯾﻬﺎ دون أ‬
‫ﺣ ﻣﻬﺎ اﻟطرق واﻟﺷوارع واﻟﺷواطﻰء واﻟﺣداﺋ ‪ ،‬واﻷﻧﻬﺎر واﻟﻐﺎ ﺎت‪ ،‬ﺣﯾث ﻔﺗرض ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان وﻗﻊ اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ‬
‫اﻟظﻼم أو ﺑﯾن اﻷﺷﺟﺎر دون أن ﺷﺎﻫدﻩ أﺣد)‪ ،(2‬ﻣﺎ ﻌﺗﺑر اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻧ ﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان وﻗﻊ داﺧﻞ ﺳ ﺎرة ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺗوﻗﻔﺔ أو‬
‫ﺎﻧت ﺗﺳﯾر ﻓﻲ طر ﻋﻣوﻣﻲ إﻻ إذا ﺎن ﺻﺎﺣﺑﻬﺎ ﻗد اﺗﺧذ اﻹﺣﺗ ﺎطﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻘﻔﻞ ﻧواﻓذﻫﺎ ﺳﺗﺎﺋر‪ ،‬وﺗﺳﺗﺛﻧﻰ ﺳ ﺎرة‬
‫اﻷﺟرة إذا ﺎﻧت ﻣﺗوﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﻋﻣوﻣﻲ ﺣﯾث ﺗﺗوﻓر اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان وﺿﻌت ﺳﺗﺎﺋر ﻋﻠﻰ زﺟﺎﺟﻬﺎ)‪.(3‬‬
‫‪ -‬اﻟﻣ ﺎن اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺎﻟﺗﺧﺻ ص‪ :‬وﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ون اﻟدﺧول إﻟﯾﻬﺎ ﻓﻲ أوﻗﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺟﺎﻧﺎ أو ﺑدﻓﻊ‬
‫أﺟرة‪ ،‬ﻓﻲ ﻌض اﻟﻣراﻓ اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬اﻟﻣدارس‪ ،‬ﻗﺎﻋﺎت اﻟﺳﯾﻧﻣﺎ‪ ،‬اﻟﻘطﺎر اﻟﻣﻘﺎﻫﻲ‪ ،‬اﻟﻣطﺎﻋم‪...‬‬
‫ﻓﺈذا وﻗﻊ اﻟﻔﻌﻞ ﻓﻲ اﻷوﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﻣﺢ ﻟﻠﺟﻣﻬور دﺧوﻟﻬﺎ ﺗﺣﻘﻘت اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﺷﺎﻫدﻩ أﺣد‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن‬
‫اﻷوﻗﺎت ﺗﻌد أﻣﺎﻛن ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺿﻲ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ أن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣرﺗﻛب داﺧﻞ ﻗﺳم ﻓﻲ ﻣدرﺳﺔ ﺧﺎرج أوﻗﺎت اﻟﻌﻣﻞ ﺣﯾث‬
‫ﺗم ﻗﻔﻠﻪ ﺟﯾدا‪ ،‬ﻻ ﺗﺗوﻓر اﻟﻌﻠﻧ ﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﺗﺗوﻓر أ ﺿﺎ ﺷﺄن ﻓﻌﻞ ارﺗﻛب داﺧﻞ ﻣرﺣﺎض ﻋﻣوﻣﻲ ﺗم ﻗﻔﻠﻪ ﺑﺈﺣ ﺎم‪ ،‬وﻟﻛن إذا‬
‫ﺳﻣﻌت أﺻوات أو ﺣر ﺎت ﺗؤد اﻟﻰ إﻣ ﺎﻧ ﺔ ﻓﻬم ﻣﺎ ﻘﻊ ﺎﻟداﺧﻞ ﺳوف ﺗﺗﺣﻘ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬أﻣﺎ اﻟﻣ ﺎن اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺎﻟﻣﺻﺎدﻓﺔ ﺄﺧذ ﺣ م اﻟﻣ ﺎن اﻟﻌﻣوﻣﻲ ﺎﻟﺗﺧﺻ ص وﻫو ﻌﻧﻲ اﻟﻣ ﺎن اﻟذ ﯾﻠﺗﻘﻲ ﻓ ﻪ اﻟﺟﻣﻬور‬
‫ﺻدﻓﺔ ﺎﻟﻣﺣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﺔ واﻟﻣﺳﺗﺷﻔ ﺎت واﻟﺳﺟون ‪...‬اﻟﺦ)‪.(4‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ وارد ﻋﻧد‪ :‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.335‬‬
‫‪(2)- Cass.Crim.Franc.29/ 04/ 1939, Code pénal français, p 477.‬‬
‫)‪ -(3‬إدوارد ﻏﺎﻟﻲ اﻟذﻫﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫)‪ -(4‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.107‬‬

‫ﻘﻊ ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﺧﺎص‪:‬‬ ‫ب‪ -‬اﻟﻔﻌﻞ اﻟذ‬

‫‪50‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫رﻏم أن اﻷﺻﻞ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﻣﺎﻛن ﺻﻌب ﺗﺻور وﺟود اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ و ﺳﺑب ﻣوﻗﻊ‬
‫اﻟﻣ ﺎن أو ظروف اﻟﺣﺎدث‪ ،‬ﻣ ن أن ﺗﻘوم اﻟﺟرﻣﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟو أن ﻫذا اﻟﻣ ﺎن ﻣﻧزﻻ أو ﻏرﻓﺔ ﺗطﻞ ﻧواﻓذﻫﺎ ﻋﻠﻰ طر‬
‫ﻋﺎم ﻓﺈذا وﻗﻊ اﻟﻔﻌﻞ ﻧﻬﺎ ار ﻣﻊ ﺗرك اﻟﻧﺎﻓذة ﻣﻔﺗوﺣﺔ أو ﻣﻊ وﺟود اﻟﺿوء ﺗﻛون اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ وﻗد ﺗﺗﺣﻘ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﺣﺗﻰ‬
‫ٕوان ﺎﻧت إﻣ ﺎﻧ ﺔ اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﺗﻛون ﻣن ﻣ ﺎن ﺧﺎص آﺧر ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟطواﺑ اﻟﻣﺗﻘﺎﺑﻠﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﺗﻘوم اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﺣﺗﻰ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن‬
‫اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﻣﻐﻠﻘﺔ إذا ﻟم ﺗﺗﺧذ اﻹﺣﺗ ﺎطﺎت اﻟﻼزﻣﺔ وأﻣ ن دﺧول اﻟﻐﯾر إﻟﯾﻬﺎ ﺻدﻓﺔ ﺻﺎﺣب ﻏرﻓﺔ ﻓﻲ ﻓﻧدق أﻫﻣﻞ إﻗﻔﺎل‬
‫ﺎﺑﻬﺎ)‪.(1‬‬
‫اﻟﻧظر ﻣن ﺛﻘب اﻟ ﺎب أو ﺑوﺿﻊ ﺳﻠم ﻓﻲ‬ ‫إﻻ أﻧﻪ إذا اﺗﺧذت إﺣﺗ ﺎطﺎت اﻟﺗﺧﻔﻲ وﺗﻣت اﻟﻣﺷﺎﻫدة ﺧﻠﺳﺔ أو ﻋن طر‬
‫ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟﻧﺎﻓذة أو ﻋن طر ﻣﻧظﺎر ﻣ ﺑر ﻓﻼ ﺗﺗوﻓر اﻟﻌﻠﻧ ﺔ)‪.(2‬‬
‫‪ -3‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء ﻣﺗﺎز ﺑﺧﺻوﺻ ﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻔﺎﻋﻞ إن ﺎن ﻗد ﻗﺻد‬
‫ﻔﻲ ﻣﺟرد اﻹﻫﻣﺎل أو ﻋدم اﺗﺧﺎذ اﻹﺣﺗ ﺎطﺎت‬ ‫ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌﻞ ﻓ ﻌدﺋذ ﻻ ﺷﺗر وﺟود ﻧ ﺔ اﻹﺧﻼل ﺎﻟﺣ ﺎء اﻟﻌﺎم‪ ،‬ﺑﻞ‬
‫ﯾؤ دﻩ ﺟﺎﻧب ﻣن اﻟﻔﻘﻪ و ذﻫب ﺟﺎﻧب آﺧر اﻟﻰ‬ ‫اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺗﺧﻔﻲ ﻟﻛﻲ ﺗﻘوم اﻟﺟرﻣﺔ‪ ،‬وﻫذا ﻣوﻗﻒ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ اﻟذ‬
‫اﻟﻘول ﺿرورة ﺗوﻓر ﻗﺻد اﻹﺧﻼل ﺎﻟﺣ ﺎء اﻟﻌﺎم ﺣﯾث ﯾﺟب أن ﻌﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺄن ﻓﻌﻠﻪ ﯾﺧدش ﺷﻌور اﻟﺟﻣﻬور‪.‬‬
‫وﻟﻛن ﺗوﺟد ﺣﺎﻻت أﯾن ﺳﺗﺣﯾﻞ ﺗﺻور وﺟود ﻗﺻد ﺟﻧﺎﺋﻲ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋدم ﻗ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ إذا وﻗﻊ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻗوة ﻗﺎﻫرة‬
‫أو ﺣﺎﻟﺔ ﺿرورة‪.‬‬
‫ﻓﺈذا ﺣدث أن وﻗﻊ زﻟزال ﻓوﺛب اﻟزوﺟﺎن ﻣن ﻧﺎﻓذة ﻏرﻓﺔ ﻧوﻣﻬﻣﺎ اﻟﻰ اﻟﺧﺎرج وﻫﻣﺎ ﻋﺎرﺎ ﻓﻼ ﻌﺗﺑر ﻓﻌﻞ ﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء‪،‬‬
‫ﻣﺎ أن اﻟرﺢ اﻟذ ﯾﻬب ﻓﺟﺄة و رﻓﻊ ﻣﻼ س ﻓﺗﺎة ﺣﺗﻰ ﺷﻒ إﺣد ﻋوراﺗﻬﺎ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﻓﻌﻼ ﻣﺧﻼ ﺎﻟﺣ ﺎء‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻟﺟزاء‬
‫ﻌﺗﺑر اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن ﺷﻬرن اﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن وﻏراﻣﺔ ‪20‬أﻟﻒ دج اﻟﻰ ‪100‬أﻟﻒ دج‪ ،‬وﺗﺷدد‬
‫ﻫذﻩ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻠﻣﺎ ﺎن اﻟﻔﻌﻞ ﺷذوذا ﺟﻧﺳ ﺎ ﺗم ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﻣن ﻧﻔس اﻟﺟﻧس‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ ﻣن ‪ 6‬أﺷﻬر اﻟﻰ ‪3‬‬
‫ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪20‬أﻟﻒ دج اﻟﻰ ‪ 100‬أﻟﻒ دج‪.‬‬
‫وﻫﻧﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﻧﺑ ﻪ أن اﻟﺷذوذ اﻟﺟﻧﺳﻲ ﺟرﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 338‬ﺑﻧﻔس ﻋﻘو ﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ‪.‬‬
‫ﻫﻲ اﻟﻣﺎدة‬ ‫وﻟﻛن إذا وﻗﻊ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺷذوذ ﻋﻠﻧﺎ ﻓﻬذا ﻌﺗﺑر ظرﻓﺎ ﻣﺷددا ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻓﺎﻟﻧص اﻟواﺟب اﻟﺗطﺑﯾ‬
‫‪ 333‬ﻗﻊ‪/‬ف ‪. 2‬‬

‫ـــــــــ‬
‫‪(1)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p453.‬‬
‫)‪ -(2‬إدوارد ﻏﺎﻟﻲ اﻟذﻫﺑﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.137‬‬

‫ﻣﺎ أن اﻟﻣﺎدة ‪ 338‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻟﺷذوذ أوردت ظرﻓﺎ ﻣﺷددا ﺣﯾث إذا وﻗﻊ اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺻر ﺗﺟﺎوز ﺳن ‪ 16‬وﻟم ﯾﺑﻠﻎ‬
‫‪ 18‬ﺳﻧﺔ ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻰ ‪3‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ‪20‬أﻟﻒ دج‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈذا وﻗﻊ ﻓﻌﻞ اﻟﺷذوذ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺻر ﺑﯾن ‪ 16‬ال ‪ 18‬ﺳﻧﺔ وﺗم ذﻟك ﻋﻠﻧ ﺎ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺷ ﻞ ﺗﻌددا ﻣﻌﻧو ﺎ ﺑﯾن‬
‫اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ ﻣﻊ ﺗوﻓر ظرف ﻣﺷدد وﻫو ﻓﻌﻞ اﻟﺷذوذ‪ ،‬ﻣﻊ ﺟرﻣﺔ ﺷذوذ ﺟﻧﺳﻲ ﻣﺷددة ﻧظ ار ﻟوﻗوع اﻟﻔﻌﻞ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺻر‬
‫وﻟذﻟك ﺗﻛون اﻟﻌﺑرة ﺎﻟوﺻﻒ اﻷﺷد وﻫﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﺷذوذ اﻟﺟﻧﺳﻲ اﻟواﻗﻊ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺻر ﺑﺈﻋﺗ ﺎر أن ﻋﻘو ﺗﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺣد‬
‫اﻷﻗﺻﻰ ﻓﻘط وﻫﻲ ‪3‬ﺳﻧوات‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺗﺣرش اﻟﺟﻧﺳﻲ‪341‬ﻣ رر ق ع‪L’harcèlement sexuel‬‬
‫ﻟم ﻌرف ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺟزاﺋر ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ إﻻ اﺑﺗداء ﻣن ‪ 2004/11/10‬إﺛر ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻘﺎﻧون ‪ 04/15‬و ﻌود‬
‫وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ أول اﻷﻣر ﺿﻣن أﺣ ﺎم ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻣﻞ وﻟﻛن ﻣﻧذ‬ ‫أﺻﻞ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 341‬ﻣ رر اﻟﻰ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذ‬
‫‪ 1994‬أدرﺟت ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﺣﯾث ﺗواﻟت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﺗﻌد ﻼت ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ‪ 1998‬ﺛم ﻓﻲ ‪ ،2002‬إذ ﺗﺧﻠﻰ اﻟﻣﺷرع‬
‫ﻋﻼﻗﺔ رﺋ س ﻣرؤوس ﻟﻘ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ)‪ ،(1‬وﻓﻲ‬ ‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ ﺷر وﺟود ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗ ﻌ ﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ أ‬
‫وﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎق اﻟﺟرﻣﺔ ﻟﺗﺷﻣﻞ ﺣﺗﻰ ﻓﻌﻞ إطﻼق اﻟﻌ ﺎرات ذات طﺎ ﻊ ﺟﻧﺳﻲ ﺷ ﻞ ﻣﺗﻛرر‬‫آﺧر ﺗﻌدﯾﻞ ﺳﻧﺔ ‪ّ 2012‬‬
‫ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﺣط راﻣﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ)‪.(2‬‬
‫ﺎن ﺣﺻر ﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ دون ﻏﯾرﻫﺎ ﺣﯾث‬ ‫وﻟﻛن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر أﺧذ ﻋﻧﻪ اﻟﻧص اﻟﻘد م اﻟذ‬
‫ﻻ ﻣ ن أن ﺣدث اﻟﺗﺣرش ﻣن زﻣﯾﻞ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻞ ﻣﺛﻼ‪.‬‬
‫إﺻدار اﻷواﻣر‬ ‫و ﻌﻧﻲ اﻟﺗﺣرش ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 341‬ﻣ رر‪ ،‬ﻫو ﻞ اﺳﺗﻐﻼل ﺳﻠطﺔ وظ ﻔﺔ أو ﻣﻬﻧﺔ ﻋن طر‬
‫ﻟﻠﻐﯾر أو ﺎﻟﺗﻬدﯾد أو اﻹﻛراﻩ أو ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺿﻐو ﻋﻠﻰ اﻟﻐﯾر ﻗﺻد إﺟ ﺎرﻩ ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺟﺎ ﺔ ﻟﻠرﻏ ﺎت اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻟﺻﺎﺣب ﻫذﻩ‬
‫اﻟﺳﻠطﺔ‪.‬‬
‫وﻟذﻟك ﻓﺟرﻣﺔ اﻟﺗﺣرش ﻻ ﺗﻘﻊ إﻻ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﻬﻧ ﺔ‪،‬وﻫو ﻋ ﺎرة ﻋن ﺷر ﻣﺳﺑ ﯾﺟب ﺗوّﻓرﻩ ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻟﺟرﻣﺔ ‪،‬‬
‫ﺗﺻور ﺗواﻓرﻫﺎ إﻻّ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺟﺎﻻت‪ ،‬وﺳواء ﺎن ذﻟك ﻓﻲ اﻹدارات أو اﻟﻣؤﺳﺳﺎت أو ﻓﻲ‬
‫ﻷن ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺗ ﻌ ﺔ ﻻ ﻣ ن ّ‬
‫ﻣﻬن ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺎﻟطب واﻟﻣﺣﺎﻣﺎة واﻟﻬﻧدﺳﺔ‪....‬وﻣﻊ ذﻟك ﺿﯾﻒ اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻌض اﻟﺣﺎﻻت ﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻌﻼﻗﺔ رﻏم‬
‫)‪(3‬‬
‫أو ﻓﻲ اﻟﺣ ﺎة‬ ‫أﻧﻬﺎ ﻟ س ﻟﻬﺎ اﻟطﺎ ﻊ اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟ ﺣت‪ ،‬ﻣﺎ ﻟو ﺎﻧت اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺳ ﺎﺳ ﺔ أو ﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻌﻠ م‬
‫اﻟﺟﻣﻌو ﺔ‪ ...‬اﻟﻣﻬم أن ﺗﻛون ﻫﻧﺎك ﺳﻠطﺔ ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬و ﻬذا اﻟﺗﻔﺳﯾر أﺧذ ﻪ اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻗﺑﻞ إﻟﻐﺎء‬
‫)‪(4‬‬
‫ﻫذا اﻟﺷر ‪،‬ﻟﻛن ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻻ ﯾﺟب أن ّ‬
‫ﺗﻣﺗد اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟطﺑ ﻌ ﺔ ﺎﻟﺳﻠطﺔ اﻷﺑو ﺔ‬
‫ـــــــــ‬
‫‪(1)- Malabart valérie, Infraction sexuelles, encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et‬‬
‫‪procédures pénales,Paris,2003,p 01.‬‬
‫‪(2)- Art.222-33.Code pénal Français,edition 2014, http //www.légifrance.gouv‬‬
‫‪(3)- Cass.Crim.Franc. 15/06/2000, Code pénal Français annoté, Op-cit, p 478.‬‬
‫‪(4)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p480.‬‬
‫ﻣﺛﻠﻣﺎ ﻫو ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺟﻧﺳ ﺔ اﻷﺧر ‪ ،‬أو ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗرﺗ ط ﺎﻟﺗ ﻌ ﺔ اﻟﻣﺎﻟ ﺔ أو اﻹﻗﺗﺻﺎد ﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﻌّﻠ‬
‫اﻻﻣر ﻣﺛﻼ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﺗﺟرﻬﺎ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﻣﺛّﻞ ﺷر ﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾن ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌو ﺿﺎت ﻣﺎﻟ ﺔ )‪.(1‬‬

‫‪52‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣﺎ أن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻗد ون اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ إﻣرأة أو رﺟﻞ ٕوان ﺎﻧت ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻬﺎ ﺗﺣدث ﺿد اﻟﻧﺳﺎء ودﻟﯾﻞ ذﻟك أن‬
‫إدراﺟﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﺎن ﺛﻣرة ﺟﻬود اﻟﺟﻣﻌ ﺎت اﻟﻧﺳو ﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬أر ﺎن اﻟﺟر ﻣﺔ‬
‫‪ -1‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫اﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 341‬ﻣ رر أن اﻟﻣﺷرع ﺣدد ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟﺻور ﻟﻠوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺗﺣرش‪ ،‬ﻓﺈذا‬
‫ﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘت إﺣد ﻫذﻩ اﻟﺻور و ﺎن اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ دﻓﻊ اﻟﻣرؤوس ﻟﻺﺳﺗﺟﺎ ﺔ ﻟﻠرﻏ ﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠرﺋ س وﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾرﺿﺦ‬
‫اﻟﻣرؤوس ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻟﺟرﻣﺔ ﺗﻘوم‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻻ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗﺣﻘﯾ اﻟرﻏ ﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺟرﻣﺔ ﺷ ﻠ ﺔ‪.‬‬
‫اﻟﺻور اﻟﻣذ ورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة واﻟﺗﻲ‬ ‫اﻟﺷراح أن ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺗﻘوم وﻟو ﻔﻌﻞ واﺣد ﻠﻣﺎ ﺗﺣﻘﻘت إﺣد‬ ‫ّ‬ ‫واﻟﻣرﺟﺢ ﻟد‬
‫ﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ ﻗﺿﺎة اﻟﺣ م إﺑرازﻫﺎ أﺛﻧﺎء ﻗﺿﺎﺋﻬم ﺎﻹداﻧﺔ رﻏم أن اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﺻطﻠﺢ ‪ harceler‬ﻔﯾد ﺗﻛرار اﻟﻔﻌﻞ)‪.(2‬‬
‫وﻫذﻩ اﻟﺻور ﺗﺗﻣﺛﻞ أﺳﺎﺳﺎ ﻓﻲ ‪:‬‬
‫ﺄﻣر ﻣرؤوﺳﺗﻪ ﺎﻟدﺧول اﻟﻰ ﻣ ﺗ ﻪ واﻟﺧﻠو ﺑﻬﺎ ﻣدة ﻣن اﻟزﻣن دون‬ ‫‪ -‬إﺻدار أواﻣر ﺗﺎﺑ ﺔ أو ﺷﻔو ﺔ‪ ،‬ﺎﻟرﺋ س اﻟذ‬
‫أ داﻋﻲ ﻣن دواﻋﻲ اﻟﻌﻣﻞ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﺗﻬدﯾد و ﺗم ﻋﺎدة ﺎﻟﻔﺻﻞ ﻣن اﻟﻌﻣﻞ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻹﺳﺗﺟﺎ ﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬اﻹﻛراﻩ ﻣﺎد ﺎ ﺎن أو ﻣﻌﻧو ﺎ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﺿﻐو ﻋن طر إرﻫﺎق اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻞ ﻣﺛﻼ‪.‬‬
‫ﻔﻲ أن ﯾرﺗﻛب رﻏ ﺔ ﻓﻲ‬ ‫ون ﻫو ﻧﻔﺳﻪ ذو طﺎ ﻊ ﺟﻧﺳﻲ‪ ،‬ﺑﻞ‬ ‫أن‬ ‫ﻣﺎ ﻻ ﺷﺗر ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣ ون ﻟﻠر ن اﻟﻣﺎد‬
‫ﺗﺣﻘﯾ ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺟﻧﺳ ﺔ ﻓﻘط‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻟم ﺣدد اﻟﻣﺷرع ﻧوﻋﻬﺎ ‪ ،‬وﻟذﻟك ﯾ ﻘﻰ ﻟﻠﻘﺿﺎء وﺣدﻩ ﺗﻘدﯾر إن‬
‫ﺎﻧت اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾرد أن ﯾﺟﻧﯾﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣذ ورة آﻧﻔﺎ ذات طﺑ ﻌﺔ ﺟﻧﺳ ﺔ ﺳواء ﺎﻧت ﻟﻬدف‬
‫ﺗ ﺎدل اﻟﻘ ﻼت أو اﻟﻣداﻋ ﺔ أو اﻟﺟﻣﺎع‪...‬اﻟﺦ)‪.(3‬‬
‫ﺄﺷ ﺎل ﻣن اﻹﻛراﻩ ﻣﻔﻬوﻣﻪ اﻟﻌﺎم ﻟذﻟك ﻓﻼ ﻣ ن أن ﻘﻊ‬ ‫واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﺻور اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪341‬ﻣ رر ّﻠﻬﺎ ﺗﺗﻌّﻠ‬
‫ﻣﺗﻣﯾزة ﻋن ﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬ﺗﺧﺻ ص ﻣ ﺗب ﻓﺧم أو‬
‫اﻟﺗﺣرش ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﻣﻌﺎﻛﺳﺔ أ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﺿﺣ ﺔ ﻣﻌﺎﻣﻠﺔ ّ‬ ‫ّ‬
‫اﻟﺗﺣرش أ ﺿﺎ ﻠﻣﺎ ﺛﺑت أن اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎﻫو‬
‫ّ‬ ‫ﻗﺎﻋﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻟﺗﻧﺎول اﻟﻐذاء ‪ ،‬إذ أدرﺟﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻹﻧ ﻠﯾز ﻣن ﺑﯾن ﺻور‬
‫ﻗﺿﺎء ﻣﺻﻠﺣﺔ ﺟﻧﺳ ﺔ)‪.(4‬‬
‫ـــــــ‬
‫‪(1)- Rassat Michèle laure,op-cit, p472.‬‬
‫‪(2)- Malabart valérie, Infraction sexuelles, op-cit, p 2.‬‬
‫‪(3)- Ibid.‬‬
‫‪(4)- Rassat Michèle laure,op-cit, p473.‬‬

‫‪ -2‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬

‫‪53‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﺷراح ﻣن ﯾر ﺿرورة ﺗوﻓر ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻟﺗﺣﻘ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ‪ ،‬ﻗﺻد ﻋﺎم و ﻌﻧﻲ إرادة‬
‫اﻟﻘ ﺎم ﺄﻓﻌﺎل اﻟﺗﺣرش‪ ،‬وﻗﺻد ﺧﺎص وﻫو ﻧ ﺔ ﺑﻠوغ ﻫدف ذو طﺎ ﻊ ﺟﻧﺳﻲ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻘ ﺎم ﺑﺗﻠك اﻷﻓﻌﺎل‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺈذا‬
‫ﻌﺗرف ﻟﻣرؤوﺳﺗﻪ‬ ‫ﺎن اﻟﻔﻌﻞ ﻟ س ﻣن طﺑ ﻌﺗﻪ إرﻏﺎم اﻟﻣرؤوس ﻋﻠﻰ اﻟرﺿوخ ﺳوف ﻟن ﻌد ﺗﺣرﺷﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟرﺋ س اﻟذ‬
‫ﻟﻬﺎ واﺷﺗ ﺎﻗﻪ ﻟرؤ ﺗﻬﺎ داﺧﻞ ﻣ ﺗ ﻪ ﻓﻬذا إﺑداء ﻟﻌﺎطﻔﺔ ﺣب ﻻ ﺗﺻﻞ اﻟﻰ ﺣد ارﺗﻛﺎب اﻟﺗﺣرش )‪ ،(1‬ﻷن‬ ‫ﺣ ﻪ اﻟﻌﻣﯾ‬
‫اﻟﺗﺣرش ﻫو اﻟﺗﻌﺳﻒ ﻓﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺳﻠطﺔ وﻟ س ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﺣ ﺎم اﻟﻣﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻼﺋﻘﺔ)‪.(2‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ ﺗﺟرم‬
‫ﻟذﻟك ﻓﺈن اﻹﺛ ﺎت ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﺗﺣرش طرح ﺗﻌﻘﯾدات ﺑﯾرة ﺗﺟﻌﻞ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻋرﺿﺔ ﻟﻺﻧﻘﻼب ﻋﻠ ﻪ ﺑﺟرﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﺣرش ﻓﻘد اﺗﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻰ اﺷﺗ ار أن ﺗﻛون ّ‬
‫ﻣدﻋﻣﺔ‬ ‫ّ‬ ‫اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ‪ ،‬وﻟﻣﺎ ﺎﻧت اﻟﺷﻬﺎدة ﻣن أﻫم وﺳﺎﺋﻞ إﺛ ﺎت‬
‫ﺑ ﻌض اﻟظروف اﻟﻣوﺿوﻋ ﺔ‪ ،‬ﺎﻟﺿﺣ ﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻧدت اﻟﻰ ﺷﻬﺎدة زﻣﯾﻠﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻣﻞ ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻋرض ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﻌﻘﺎﺑ ﺔ اﻟﻣﺗﺗﺎﻟ ﺔ واﻟﻣﺗراﻛﻣﺔ ﺑدون ﻣﺑرر اﻟﺗﻲ اﺗﺧذﻫﺎ رﺋ ﺳﻬﺎ اﻟﻰ ﻏﺎ ﺔ اﻷﻣر ﻔﺻﻠﻬﺎ ﻣن اﻟﻌﻣﻞ)‪.(3‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺟزاء‬
‫اﻟﺗﺣرش اﻟﺟﻧﺳﻲ إﻋﺗﺑرﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 341‬ﻣ رر ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺣ س ﻣن ﺷﻬرن اﻟﻰ ﺳﻧﺔ واﺣدة وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪50‬‬
‫أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 200‬أﻷف دج‪ ،‬وﺗﺿﺎﻋﻒ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود‪.‬‬

‫ﺗﺿﻣن أﺣ ﺎﻣﺎ ﺟدﯾدة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺟراﺋم اﻟﺟﻧﺳ ﺔ‪ ،‬إذ‬


‫ّ‬ ‫وﻓﻲ ﻣﺷروع ﺗﻌدﯾﻞ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟذ أﺷرﻧﺎ إﻟ ﻪ ﺳﺎ ﻘﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻗد‬
‫أﺿﺎف اﻟﻣﺎدة ‪333‬ﻣ رر‪ 2‬ﻌﺎﻗب ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ ﻣﺿﺎ ﻘﺔ اﻣرأة ﻋن طر اﻷﻓﻌﺎل أو اﻷﻗوال أو اﻹﺷﺎرات ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ‬
‫أن ﺗﺧدش ﺣ ﺎءﻫﺎ ‪ ،‬ﻣﺎ أﺿﺎف اﻟﻣﺎدة ‪333‬ﻣ رر‪ 3‬ﻌﺎﻗب ﻓﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﺷ ﺎل اﻹﻋﺗداء اﻟﻣرﺗﻛب ﻋﻠﻰ ﺷﺧص ﻋن‬
‫ون اﻟﻬدف ﻣﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎس ﺎﻟﺣرﻣﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺿﺣ ﺔ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﺳﯾﺛﯾر‬ ‫اﻟﻌﻧﻒ أو اﻟﺗﻬدﯾد أو اﻹﻛراﻩ أو ﺑﺧﻠﺳﺔ‬ ‫طر‬
‫ﻋدل اﻟﻣﺷروع‬
‫اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء‪ ،‬ﻫذا وﻗد ّ‬
‫ّ‬ ‫ﺻﻌو ﺔ ﺑﯾرة ﻓﻲ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن ﻫذا اﻟﻧص وﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 335‬اﻟﻣﺗﻌّﻠﻘﺔ ﺎﻟﻔﻌﻞ‬
‫ﺗﺣرﺷﺎ ﻞ ﻓﻌﻞ أو ﻟﻔظ أو‬
‫وﺳﻊ ﻣن ﻧطﺎﻗﻪ ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻓﻘرة ﺛﺎﻧ ﺔ ﺗﻌﺗﺑر ّ‬‫اﻟﻣﺎدة ‪341‬ﻣ رر اﻟﻣﺗﻌﻠ ﺎﻟﺗﺣرش اﻟﺟﻧﺳﻲ ﺣﯾث ّ‬
‫ﺗﺻرف ﺻدر ﻣن ﺷﺧص ﻟﺷﺧص آﺧر ﺣﻣﻞ طﺎ ﻌﺎ أو إ ﺣﺎء ﺟﻧﺳ ﺎ دون رطﻪ ﻌﻼﻗﺔ اﻟﺗ ﻌ ﺔ‪ ،‬ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ‬ ‫ّ‬
‫اﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺷرع ﻟ ﻌض اﻟظروف اﻟﻣﺷددة اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﻛن ﻣﻌروﻓﺔ ﻓﻲ اﻟﺟراﺋم اﻟﺟﻧﺳ ﺔ وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺗﻌّﻠﻘﺔ ﺎﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺻﺣ ﺔ‬
‫ﻟﻠﺿﺣ ﺔ ﺳواء ﺎﻧت ﺿﻌﻔﺎ أو ﻣرﺿﺎ أو إﻋﺎﻗﺔ أو ﻋﺟ از ﺑدﻧ ﺎ أو ذﻫﻧ ﺎ أو ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﻣﻞ‪.‬‬

‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪(1)-Trib.Versailles.30 /06/1993, Code pénal français annoté, op-cit, p478.‬‬


‫‪(2)- Malabart valérie, droit pénal spécial, op-cit, p 183.‬‬
‫‪(3)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p481.‬‬

‫‪54‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﺟراﺋم ﺿد اﻟﺷرف واﻹﻋﺗ ﺎر‬
‫ﺗﺗﺣﻘ ﺟراﺋم اﻟﺷرف و اﻹﻋﺗ ﺎر ﺻور ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ أوردﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﻋدة ﻧﺻوص ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻘد ﺷ ﻞ اﻟﻔﻌﻞ‬
‫ﻗذﻓﺎ‪،‬أو ﺳ ﺎ ‪،‬أو إﻫﺎﻧﺔ ‪ ،‬أو وﺷﺎ ﺔ ﺎذ ﺔ و ﻗد ون إﻓﺷﺎء ﻟﻠﺳر ‪.‬‬

‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‬
‫اﻟﻘــــــذف ‪ 296‬ق ع‪diffamation‬‬

‫ورد اﻟﻧص اﻷﺻﻠﻲ ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻘذف ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 296‬ق ع ﺎﻟﻘول " ﻌد ﻗذﻓﺎ ﻞ إدﻋﺎء ﺑواﻗﻌﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ اﻟﻣﺳﺎس‬
‫ﺷرف أو إﻋﺗ ﺎر اﻷﺷﺧﺎص أو اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣدﻋﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺑﻬﺎ أو إﺳﻧﺎدﻫﺎ إﻟﯾﻬم أو إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻬﯾﺋﺔ ‪ ،"...‬و ﻌود أﺻﻞ ﻫذا‬
‫اﻟﺗﻌرﻒ اﻟﻰ اﻟﻣﺎدة ‪ 29‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 29‬ﺟو ﻠ ﺔ ‪.(1)1881‬‬
‫ﺎﻟﻣﺎدة ‪ 144‬ﻣ رر و ﻣ رر ‪ 2‬و اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﯾن ﺑرﺋ س اﻟﺟﻣﻬورﺔ و‬ ‫ﻣﺎ وردت ﺻور أﺧر ﻟﻠﻘذف ﻓﻲ ﻣواد أﺧر‬
‫اﻟرﺳول ﷴ )ص( و ﺎﻗﻲ اﻷﻧﺑ ﺎء اﻷﺧر و ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 146‬ق ع اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑ ﻌض اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻧظﺎﻣ ﺔ ﺎﻟﺟ ش اﻟﺷﻌﺑﻲ‬
‫اﻟوطﻧﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫أر ﺎن اﻟﺟر ﻣﺔ‬
‫ﺗﺗﻛون اﻟﺟرﻣﺔ ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أر ﺎن و ﻫﻲ إدﻋﺎء أو إﺳﻧﺎد واﻗﻌﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﺎﻟﺷرف أو اﻹﻋﺗ ﺎر وأن ﯾﺗم اﻹدﻋﺎء أو أﻹﺳﻧﺎد‬
‫ﻋﻠﻧ ﺎ ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪:‬إدﻋﺎء أو إﺳﻧﺎد واﻗﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻠﻐﯾر‪Allegation ou imputation d’un fait déterminé‬‬
‫وﻟﻛﻲ ﯾﺗﺣﻘ ﻫذا اﻟر ن ﺳﺗوﺟب ﺗوﻓر اﻟﺷرو اﻟﺗﺎﻟ ﺔ‪:‬‬
‫‪ -1‬وﺟود اﻹدﻋﺎء أو اﻹﺳﻧﺎد‪ :‬و ﻫﻣﺎ ﻣﺻطﻠﺣﺎن ﻻ ﻣﯾز ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ اﻟﻘﺎﻧون و ﻻ اﻟﻘﺿﺎء و ﺗﺣﻘ اﻟﻘذف ﺳواء ﺎن‬
‫اﻟﺷﺧص‬ ‫اﻹﺳﻧﺎد ﻣ ﺎﺷ ار أو ﺟﺎء ﺻ ﻐﺔ أﺧر ‪ ،‬ﻼﻣ ﺔ ﺎﻧت أو ﺗﺎﺑ ﺔ ﻠﻣﺎ ﺎن ﺣﻣﻞ ﻣﻌﻧﻰ ﺷﺎﺋﻧﺎ ﻓﻲ ﺣ‬
‫ون ﻣﺎ ﻗﺎم ﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻋ ﺎرة ﻋن إﻋﺎدة ﻧﺷر ﻟﻣﻘﺎل ﺣﻣﻞ ﻋ ﺎرات اﻟﻘذف أو‬ ‫اﻟﻣﻘذوف‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﺷﺗر ﻟﻘ ﺎم اﻹدﻋﺎء أن‬
‫ﻣﺎ ﯾرو ﻪ ﻫو ﻼم ﻟﻐﯾرﻩ‪ ،‬وﻗد أوﺿﺣت اﻟﻣﺎدة‪ 296‬ﺷ ﻞ اﻹدﻋﺎء أو اﻹﺳﻧﺎد ﻓﻲ ﻋ ﺎراﺗﻬﺎ اﻷﺧﯾرة ﻓﻘد ون ﻋ ﺎرة ﻋن‬
‫ﺣدﯾث أو ﺻ ﺎح أو ﺗﻬدﯾد أو ﯾﺗم ﻋن طر اﻟﻛﺗﺎ ﺔ ﻓﻲ ﻣﻧﺷورات أو ﻻﻓﺗﺎت أو إﻋﻼﻧﺎت‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)-Art. 29 de la loi du 29 juillet 1881 « toute allégation ou imputation d’un fait qui porte atteinte à‬‬
‫‪l’honneur ou à la considération de la personne ou du corps auquel le fait est imputé est une diffamation »,‬‬
‫‪Code pénal français annoté, op-cit, p 2241.‬‬

‫‪55‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻟذﻟك ﻓﻬو ﻗد ﺣﻣﻞ طﺎ ﻌﺎ إﺧ ﺎرﺎ وﻗد ون ذو طﺎ ﻊ ﻋداﺋﻲ ﻓﻲ ﺻورة اﻟﺗﻬدﯾد وﻫو ﻣﺎ ﻗد ﺷ ّ ﻞ ﺗﻌددا ﻣﻊ ﺟرﻣﺔ‬
‫اﻟﺗﻬدﯾد‪ ،‬ﻣﺎ أن اﻹدﻋﺎء أو اﻹﺳﻧﺎد ﻗد ون ﻣ ﺎﺷ ار ﻣﺎ ﻗد ﻘﻊ ﻋن طر اﻟﺗﻠﻣ ﺢ‪ ،‬إذ أن اﻟﺗﻠﻣ ﺢ ﯾزرع اﻟﺷ وك ﻟد‬
‫ﺗﻣﺳﻬﺎ ﻓﺿ ﺣﺔ اﻹﺧﺗﻼس إﻻّ أن اﻟﺗﺣﻘ ﻘﺎت ﻣﺎزاﻟت ﺟﺎرﺔ‬
‫اﻷﻓراد ﻣﺛﻞ اﻹﺳﻧﺎد اﻟﻣ ﺎﺷر‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘول ﻣﺛﻼ ﺄن اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟم ّ‬
‫وﻗد ﺗطﺎﻟﻬﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﻌﺗﺑر ﻗذﻓﺎ )‪.(1‬‬
‫ﻣﺷﯾن ﻣس‬ ‫ون ﻣوﺿوع اﻹدﻋﺎء أو اﻹﺳﻧﺎد واﻗﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ :‬ﺣﯾث ﻻ ﻘوم اﻟﻘذف إﻻ ﺑﺈﺳﻧﺎد ﻓﻌﻞ ﻣﺎد‬ ‫‪ -2‬أن‬
‫ﺷرف و إﻋﺗ ﺎر اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘذوف‪ ،‬و ﻟﻬذا ﺗﺳﺗ ﻌد اﻟﻌ ﺎرات ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت درﺟﺔ ﺗﻬﺟﻣﻬﺎ إذا ﻟم ﺗرﺗﻛز ﻋﻠﻰ واﻗﻌﺔ ﻣﺎد ﺔ‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺷ ﻞ ﺟرﻣﺔ اﻟﺳب‪ ،‬ﻣن ﯾدﻋﻲ أن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻗﺎﺗﻞ أو ﺷﺎﻫد اﻟزور أو ﺳﺎرق‪ ،‬و ﺗﻌﯾﯾن‬
‫ﻌﺗﺑر ﻣﻌ ﺎر اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺳب و اﻟﻘذف)‪ ،(2‬ﻟذﻟك ﻲ ﻘوم اﻟﻘذف ﯾﺟب أن ﯾدﻋﻲ اﻟﺟﺎﻧﻲ أن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‬ ‫اﻟواﻗﻌﺔ‬
‫ﻫو اﻟذ ﻗﺗﻞ ﻓﻼن ﻓﻲ زﻣﺎن وﻣ ﺎن ﻣﻌﯾن‪ ،‬أو ﯾدﻋﻲ أﻧﻪ ﺳرق ﺳ ﺎرة ﺷﺧص‪ ،‬أو أﻧﻪ ﺗﻠﻘﻰ رﺷوة ﻷﺟﻞ ﺧدﻣﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻘد ﻗﺿﻲ أن اﻹدﻋﺎء ﺄن اﻟﻣﺗرﺷﺢ ﻟﻺﻧﺗﺧﺎ ﺎت ﻫو ﻣن رﺟﺎل أﺣد اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ اﻟﻌدو ﻣﻊ ذ ر اﺳم اﻟﺑﻧك‬
‫ﻌﺗﺑر ﻗذﻓﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﻘوم اﻟﻘذف ﺣﺗﻰ إذا ﺎن اﻹﺳﻧﺎد طر اﻟﺗﻠﻣ ﺢ ‪ insinuation‬ﻓﻲ ﺷ ﻞ ﻋ ﺎرات ﺗﺗﺿﻣن إﻫﺎﻧﺔ‪ ،‬ﻓﻘد‬
‫ﻗﺿﻲ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ أن ﺗﺳﺟﯾﻞ اﻟﻌ ﺎرة اﻟﺗﺎﻟ ﺔ " اﻟﺟﻣﻬورﺔ اﻟ ار ﻌﺔ‪ ،‬ﻫﻧﺎ ﯾﺑدأ ﺷﺎرع اﻟﻌﻣﻼء واﻟﺧوﻧﺔ" ﺗﻌﺗﺑر ﻗذﻓﺎ‪ ،‬أو ﻧﺷر‬
‫ﺧرطﺔ ﻟﻌدد ﻣن اﻟﻣراﻛز اﻟﺻﺣ ﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣﻧطﻘﺔ واﻟﺗﻲ ّ‬
‫ﺗﻘدم ﺧدﻣﺎت اﺳﺗﻌﺟﺎﻟ ﺔ ﻣﻊ اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﻣ ن‬
‫اﻟﻠﺟوء إﻟﯾﻬﺎ واﻟﺗﻲ ﺳﺗﺣﺳن ﺗﻔﺎدﯾﻬﺎ ﻓﻬذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﻛون ﺿﺣ ﺔ ﻗذف)‪.(3‬‬
‫ﻣﺎ ﯾر اﻟ ﻌض أن ﻫﻧﺎك ﻋ ﺎرات ﺗﺣﻣﻞ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ إﺳﻧﺎد واﻗﻌﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻟذا ﺗﻘوم اﻟﺟرﻣﺔ ﻣﺟرد إطﻼﻗﻬﺎ ﻌ ﺎرة‬
‫اﻟﻣﻔﻠس‪ le banqueretier‬أو‪ ، cagoulard‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻷﻧﺗﻣﺎء اﻟﻰ ﺟﻣﻌ ﺔ أﺷرار)‪.(4‬‬
‫‪ -‬وﻻ ﺷﺗر اﻟﻘﺎﻧون أن ﺗﻛون اﻟواﻗﻌﺔ ﺎذ ﺔ ﻓﺎﻟﺟرﻣﺔ ﺗﻘوم ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎﻧت ﺻﺣ ﺣﺔ ‪،‬إﻻ أن اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ذﻫﺑت‬
‫ﻋ س ذﻟك ﻓﻲ إﺣد ﻗ ارراﺗﻬﺎ واﺷﺗرطت ﻋدم ﺻﺣﺔ اﻹدﻋﺎء أو اﻹﺳﻧﺎد‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺿت ﻘ ﺎم اﻟﻘذف ﻓﻲ ﺣ اﻟﻣﺗﻬم ﻣﺎدام‬
‫أن اﻟﺗﺣﻘﯾ ﻗد أﺛﺑت ﻋدم ﺻﺣﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ أﺳﻧدﻫﺎ اﻟﻰ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ) ﻗرار ‪.(1999 /9/6‬‬
‫ﻣﺎ ﻗﺿت ﺎﻟﻘول" ﻻ ﻘﻊ ﺗﺣت طﺎﺋﻠﺔ اﻟﻘﺎﻧون إﺳﻧﺎد اﻹدﻋﺎء ﺑواﻗﻌﺔ إﻻ إذا ﻟم ﯾﺗﻣ ن ﺻﺎﺣب اﻹدﻋﺎء ﻣن إﺛ ﺎت‬
‫إدﻋﺎءﻩ"‪).‬ﻗرار ﻓﻲ ‪.(5)(1999/11/2‬‬
‫ــــــــ‬
‫‪ème‬‬
‫‪(1)- Dreyer Emmanuel, responsabilités civiles et pénales des médias, 2 édition, édition Litec, Paris,‬‬
‫‪2008,p 88.‬‬
‫‪(2)- GUILLOT Henri, Diffamation, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et procédures‬‬
‫‪pénales,Paris,2003,p 06.‬‬
‫)‪ -(3‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗ اررات ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﻣوﺟودة ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪-Code pénal Français annoté, op-cit, p2248.‬‬
‫‪(4)- GUILLOT Henri, Diffamation, op-cit, p9.‬‬
‫)‪ -(5‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.116‬‬

‫‪ -3‬أن ون اﻹدﻋﺎء أو اﻹﺳﻧﺎد ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎس ﺎﻟﺷرف أو اﻹﻋﺗ ﺎر‬


‫‪Allégation ou imputation de nature à porter atteinte a l’honneur où a la considération‬‬
‫‪56‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﺷرف و اﻹﻋﺗ ﺎر ﻻ ﻔرق ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ اﻟﻘﺿﺎء وﻗد وردا ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﯾن ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 296‬ﻗﻊ إﻻ أن ذﻟك ﻻ ﻌﻧﻲ أﻧﻬﻣﺎ‬
‫ﻣﺗرادﻓﺎن ﻓﻠﻛﻞ ﻣﻧﻬﻣﺎ ﻣﻌﻧﺎ ﺧﺎص‪.‬‬
‫ﻘدرﻩ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺈﺣﺳﺎﺳﻪ اﻟذاﺗﻲ ﻟﺗﺣدﯾد ﻗ ﻣﺗﻪ ﻋﻧد ﻧﻔﺳﻪ دون‬ ‫ﻓﺎﻟﺷرف ﻌﺑر ﻌﺑر ﻋن اﻟﻧزاﻫﺔ واﻹﺧﻼص اﻟذ‬
‫اﻧﺗظﺎر ﺣ م اﻟﻐﯾر‪ ،‬واﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺎﻟﺷرف ﻗد ﺗﻛون ﻣرﺗ طﺔ ﺑوﺿﻌ ﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻘذوف اﺗﺟﺎﻩ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻣن‬
‫ﯾدﻋﻲ أن اﻟﺷﺧص ﻗد ﺣ م ﻋﻠ ﻪ ﻌﻘو ﺔ ﺟﻧﺎﺋ ﺔ أو ﺟﻧﺣ ﺔ‪ ،‬أو اﻟﻘول ﻋﻠﻧﺎ ﺄن اﻟﺷﺧص ﺎن ﻓﻲ اﻟﺳﺟن وﻟم ﺳﺗط ﻊ‬
‫ون اﻟﻔﻌﻞ‬ ‫اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ رد اﻹﻋﺗ ﺎر‪ ،‬أو اﻹدﻋﺎء ﺄن ﺷﻬﺎدة ﺳوا ﻘﻪ اﻟﻌدﻟ ﺔ ﻣﻠﯾﺋﺔ ﻌدة أﺣ ﺎم اﻹداﻧﺔ‪ ،‬و ﻣﺎ ﻗد‬
‫اﻟﻣﺎس ﺎﻟﺷرف إدﻋﺎء ﺄن اﻟﺷﺧص ﻗد ﺧﺎﻟﻒ ﻌض اﻟﻘواﻋد اﻷﺧﻼﻗ ﺔ ‪ la loi morale‬ﻣن ﯾدﻋﻲ أن اﻟﺛروة اﻟﺗﻲ‬
‫ﻣﻠﻛﻬﺎ اﻟﺷﺧص ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن أﻣوال رو ﺔ ﯾﺧﺻﻞ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬أو اﻹدﻋﺎء ﺄن اﻟطﺎﻟب ﻗد ﻏش ﻓﻲ اﻹﻣﺗﺣﺎن‪ ،‬أو أن اﻟﻣذ رة‬
‫اﻟﺗﻲ ﻧﺎﻗﺷﻬﺎ ﻟ س ﻫو ﻣن أﻧﺟزﻫﺎ)‪.(1‬‬
‫ون ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾ ارﻩ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻐﯾر أو اﻟﺗﻲ ﯾرد أن‬ ‫أﻣﺎ اﻋﺗ ﺎر اﻟﺷﺧص ﻌﻧﻲ اﻟﻘ ﻣﺔ اﻹﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ أ‬
‫ﻧظرﻫم‪ ،‬ﻓﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺎس ﺎﻹﻋﺗ ﺎر ﻫو ﻞ ﻓﻌﻞ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﯾﻬدر أو ﯾﻧﻘص ﻣن راﻣﺗﻪ وﻗ ﻣﺗﻪ ﻟد اﻟﻐﯾر)‪ ،(2‬واﻹﻋﺗ ﺎر‬
‫ﻗد ون ﺧﺎﺻﺎ ﺣﯾث ﻘوم اﻟﻘذف ﻓﻲ ﺣ ﻣن ادﻋﻰ ﺎﻟﻘول " أﻧﻪ ﺎن ﻣن اﻷﺟدر ﻋﻠﻰ اﻟزوﺟﯾن اﻟوﻓﺎء ﺑدﯾون ﻋﺎﺋﻠﺗﻬم‬
‫ﻣن ادﻋﻰ أن اﻟرﺎﺿﻲ ﯾﺑ ﻊ‬ ‫ون اﻋﺗ ﺎر إﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﺣﯾث ﯾﺛور اﻟﻘذف ﻓﻲ ﺣ‬ ‫ﺑدﻻ ﻣن ﺷراء آﻟﺔ اﻟﺑ ﺎﻧو"‪ ،‬وﻗد‬
‫اﻟﻣﻧﺷطﺎت ﻋﺑر ﻣوﻗﻌﻪ اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ أو أن اﻟﻛﺎﺗب اﻟذ ﻧﺷر اﻟﻛﺗﺎب ﺗﺣت ﺗوﻗ ﻌﻪ ﻟ س ﻫو ﻣن أّﻟﻔﻪ ‪ ،‬وﻗد ون اﻋﺗ ﺎر‬
‫ﻣﻬﻧﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻹﻋﺗ ﺎر اﻟﻣﻬﻧﻲ ﻟﻠﺗﺟﺎر ﻣﺛﻼ ﯾﺗﻛون ﻣن ﺛﻼﺛﺔ ﻋﻧﺎﺻر ﻧزاﻫﺗﻪ ﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ ﻣﻊ اﻟزﺎﺋن واﻟﺗزاﻣﺎﺗﻪ ﺑﺗﻌﻬداﺗﻪ‬
‫اﻟﺗﺟﺎرﺔ و ذا راﻣﺔ ﻣﺣﻠﻪ اﻟﺗﺟﺎر ‪ ،‬ﻓ ﻞ ﻓﻌﻞ ﻣس أﺣد ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻌﺗﺑر ﻣﺳﺎﺳﺎ ﺎﻋﺗ ﺎرﻩ)‪.(3‬‬
‫ادﻋﻰ أن اﻟﺿﺣ ﺔ ﻋﺎﻫرة وﻗدم ﺻورﺗﻬﺎ ﺗؤ د ﻋﻼﻗﺗﻪ ﺑﻬﺎ وﻧﺻﺣﻪ ﺎﻹﺑﺗﻌﺎد ﻋن‬ ‫وﻗد ﻗﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺄن اﻟذ‬
‫ﻋﺎﺋﻠﺗﻬﺎ وﻋدم ﺧط ﺔ اﻟﺿﺣ ﺔ ﻌﺗﺑر ﻣرﺗﻛ ﺎ ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻘذف)‪).(4‬ﻗرار ﻓﻲ ‪.(1995/1/15‬‬
‫‪ -4‬ﺿرورة ﺗﻌﯾﯾن اﻟﺷﺧص أو اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﻘذوﻓﺔ‬
‫‪Désignation de la personne ou du corps contre qui l’imputation est dirigé‬‬
‫وﻻ ﺷﺗر اﻟﻘﺎﻧون ذ ر اﺳم اﻟﻣﻘذوف ﻣ ﺎﺷرة ﺑﻞ ﻔﻲ ﻟﺗﻌﯾﯾﻧﻪ أن ﺗﻛون اﻹﺷﺎرة إﻟ ﻪ ﺑوﺿوح ﺣﯾث ﺳﻬﻞ إﻛﺗﺷﺎف ﻣن‬
‫ﺎن ﻘﺻد اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻗذﻓﻪ‪ ،‬ﻣن طﻠ ﻋ ﺎرات اﻟﻘذف ﺿد ﻣدﯾر ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ دون ذ ر إﺳم اﻟﺷﺧص‪ ،‬وﻫذا اﻟﺗﻌﯾﯾن‬
‫ﻋﻧﺻر ﺿرور ﻟﻘ ﺎم اﻟﻘذف‪ ،‬ﻓﺈذا ﺎﻧت اﻟﻌ ﺎرات ﺗﺗﺿﻣن ﻓﻘط إﻧﺗﻘﺎدات أو ﺛوران ﺿد ﻣواﻗﻒ ﻓﻠﺳﻔ ﺔ أو دﯾﻧ ﺔ أو‬
‫ﺳ ﺎﺳ ﺔ وﺟﺎءت ﻋﺎﻣﺔ دون اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ ﺷﺧص ﻣﻌﯾن ﻻ ﻌﺗﺑر ﻗذﻓﺎ)‪.(5‬‬
‫ـــــــ‬
‫‪(1)- GUILLOT Henri, Diffamation, op-cit, p10.‬‬
‫‪(2)- DERYER Emmanuel, op-cit, p 95.‬‬
‫‪(3)- GUILLOT Henri, Diffamation, op-cit, p12.‬‬
‫)‪ -(4‬بوسقيعة احسن‪ ،‬قنون العقوبات ‪ ،...‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.115‬‬
‫‪(5)- GUILLOT Henri, Diffamation, op-cit, p12.‬‬
‫‪ -‬واﻟﻣﻘذوف ﻧوﻋﯾن‪ :‬اﻷﺷﺧﺎص واﻟﻬﯾﺋﺎت‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺷﺧص ﯾﻧﺻرف اﻟﻰ اﻷﻓراد دون ﺗﻣﯾﯾز ﻣن ﺣﯾث اﻟﺳن أو اﻟﺟﻧس أو اﻷﻫﻠ ﺔ أو اﻟﺟﻧﺳ ﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﻧﺻرف أ ﺿﺎ اﻟﻰ اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧو ﺔ‪ ،‬وﻟم ﺷر اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر اﻟﻰ اﻟﻘذف اﻟﻣوﺟﻪ ﺿد اﻟﻣوﺗﻰ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟﻘذف اﻟﻣوﺟﻪ اﻟﻰ اﻟرﺳول ﷴ )ص( و ﺎﻗﻲ اﻷﻧﺑ ﺎء‪ ،‬ﺎﻋﺗ ﺎر أن اﻟﻣﺑدأ ﻓﻲ اﻟﺷﺧﺻ ﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑ ﻌﻲ‬
‫ﺗﻧﺗﻬﻲ ﺑوﻓﺎﺗﻪ‪ ،‬ﺛم أﻧﻪ ﻻ ﯾوﺟد ﺿرر ﻣ ﺎﺷر ﺻﯾب اﻟﺿﺣ ﺔ اﻟﻣﺗوﻓﻰ‪.‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻬﯾﺋﺎت ﻓﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻛون ﻧظﺎﻣ ﺔ ﻟﻬﺎ ﻧوع ﻣن اﻟﺳﻠطﺔ واﻹدارة اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺣث ﺗﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺷ ﻞ ﺟﻣﻌ ﺎت ﻋﺎﻣﺔ‬
‫ﺎﻟﺑرﻟﻣﺎن واﻟﻣﺟﺎﻟس اﻟﺑﻠد ﺔ واﻟوﻻﺋ ﺔ وﻣﺟﻠس اﻟﺣ وﻣﺔ‪ ،...‬وﻗد ﺗﻛون ﻫﯾﺋﺎت ﻋﻣوﻣ ﺔ ﺗﻧﺷﺄﻫﺎ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ و ﺣ ﻣﻬﺎ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﺎﻟو ازرات وﻣدﯾرﺎت اﻷﻣن واﻟﺟﻣﺎرك واﻟﺟ ش‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺟﻣ ﻊ اﻟﻣراﻓ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻷﺧر )‪ ،(1‬و ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﻰ ﻫذﯾن اﻟﺻﻧﻔﯾن ﺗوﺟد ﻓﺋﺔ أﺧر ﻣذ ورة ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪144‬ﻣ رر و ﻣ رر‪ 2‬ﺣﯾث ﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟﻧﺻوص ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻌﺎﻗب‬
‫ﻋﻠﻰ ﻞ أﺷ ﺎل اﻹﺳﺎءة وﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ اﻟﻘذف اﻟﻣوﺟﻪ اﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﻔﺋﺎت وﻫﻲ رﺋ س اﻟﺟﻣﻬورﺔ واﻟرﺳول ﷴ)ص(و ﺎﻗﻲ‬
‫اﻷﻧﺑ ﺎء و ﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ رؤﺳﺎء اﻟدول اﻷﺟﻧﺑ ﺔ)اﻟﻣﺎدة ‪ 123‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﻋﻼم‪.(05/12‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻌﻠﻧ ﺔ‬
‫و ﺣﺳب اﻟﻣواد ‪ 296‬و‪144‬ﻣ رر ﻓﺈن اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﺗﺗﺣﻘ ﺑﺈﺣد اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﺎﻟ ﺔ‪:‬‬
‫ﻣﺻطﻠﺣﺎت ﻋدة ﺎﻟﺣدﯾث‪ ،‬اﻟﺻ ﺎح ‪ ،‬اﻟﺗﻬدﯾد‪ ،‬اﻟﺗﺻرﺢ ﺷر أن‬ ‫‪ -1‬ﺎﻟﻘول‪ :‬وﻗد ﻋﺑر ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر‬
‫ون ﻓﻲ ﻣ ﺎن أو ﻣﺟﺎﻟس ﻋﻣوﻣ ﺔ وﺳواء ﺎن اﻟﻣ ﺎن ﻋﻣوﻣ ﺎ طﺑ ﻌﺗﻪ ﺣﯾث ﺗﺗﺣﻘ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﻠﻣﺎ ﺎن ﺎﻹﻣ ﺎن ﺳﻣﺎع‬
‫ون ﻋﺎﻣﺎ‬ ‫ون ﻋﺎﻣﺎ ﺎﻟﺗﺧﺻ ص) ﻗﺎﻋﺔ اﻟﻣﺳرح ﻣﺛﻼ(‪ ،‬ﻣﺎ ﻗد‬ ‫اﻟﻘول دون اﺷﺗ ار ﺗواﺟد اﻟﺟﻣﻬور ﻓ ﻪ‪ ،‬ﻣﺎ ﻗد‬
‫ﺎﻟﻣﺻﺎدﻓﺔ )اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﺧﺎﺻﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻣﻧﺎﺳ ﺎت(‪.‬‬
‫وﻗد ﺗﺗﺣﻘ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﻓﻲ ﻣ ﺎن ﺧﺎص إذا ﺎن طﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﺎرع ﻋﻣوﻣﻲ ﺣﯾث ﻣ ن ﺳﻣﺎع ﻋ ﺎرات اﻟﻘذف ﻣن طرف‬
‫اﻟﻣﺎرة‪،‬وﺗﺗﺣﻘ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ اذا اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻣ ﺑرات اﻟﺻوت أو اﻟﻣذ ﺎع واﻟﺗﻠﻔزة واﻷﻧﺗرﻧﺎت‪.‬‬
‫اﻟﻣﻧﺷورات واﻟﻼﻓﺗﺎت واﻹﻋﻼﻧﺎت واﻟرﺳوم واﻟﻛﺎر ﺎﺗﯾر و ﻞ أﺷ ﺎل اﻟﺗﺻو ر‬ ‫‪ -2‬اﻟﻛﺗﺎ ﺔ واﻟﺗﺻو ر‪ :‬وذﻟك ﻋن طر‬
‫اﻷﺧر ﺣﯾث ﺗﺗﺣﻘ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﻠﻣﺎ ﺗم ﺗوزﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد ﺑدون ﺗﻣﯾﯾز أو ﻋرﺿﻬﺎ ﺳواء ﻟﻠﺑ ﻊ او ﻟﻠﻣﺷﺎﻫدة ﻓﻘط‪.‬‬
‫وﻧظ ار ﻷﻫﻣ ﺔ اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﺳﺗوﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺿﺎة ﺑ ﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺣ م اﻹداﻧﺔ ﻷن ﻏ ﺎب اﻟﻌﻠﻧ ﺔ ﯾﺟﻌﻞ اﻟﻔﻌﻞ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﺗطﺑ ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 2/463‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻟﺳب ﻏﯾر اﻟﻌﻠﻧﻲ‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.199‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬


‫ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﻘذف ﻗﺻد ﻋﺎم ﯾﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ إرادة وﻋﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺄن أﻗواﻟﻪ وﻣﺣرراﺗﻪ ﺳﺗﻣس ﺷرف واﻋﺗ ﺎر اﻟﻣﺟﻧﻲ‬
‫ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬وﻣﺎ ﻣﯾز اﻟﻘذف أﻧﻪ ﺟرﻣﺔ ﻗﺻد ﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻓﺗراض ﺳوء اﻟﻧ ﺔ ﻟد اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣﺟرد اﻹدﻋﺎء أو اﻹﺳﻧﺎد ﻟذا ﻧﺟد‬

‫‪58‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫أﺣ ﺎم اﻹداﻧﺔ ﺗﺳﺗﻌﻣﻞ ﻋ ﺎرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋﻠﻰ ﺳوء اﻟﻧ ﺔ " ﺑﻧ ﺔ اﻟﻘذف"‪"،‬ﺑﻧ ﺔ إﺟراﻣ ﺔ" "ﺑﻧ ﺔ اﻹﺿرار" " ﺳوء ﻧ ﺔ" ‪،‬‬
‫وﻟذﻟك ﻓﺈذا ادﻋﻰ اﻟﻣﺗﻬم ﺣﺳن ﻧﯾﺗﻪ ﻓ ﻘﻊ ﻋﻠ ﻪ إﺛ ﺎت ذﻟك‪ ،‬وﻻ ﻌﺗﺑر دﻟ ﻼ ﻋﻠﻰ ﺣﺳن اﻟﻧ ﺔ إذا ﺎﻧت اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺳﻧدة‬
‫ﻣﺣﺗﻣﻠﺔ اﻟوﻗوع‪ ،‬وﻻ إن ﺎﻧت ﻗد ﺗم اﻟﺗﺷﻬﯾر ﺑﻬﺎ ﻣن ﻗﺑﻞ‪ ،‬وﻻ إن ﺎﻧت ﺻﺣ ﺣﺔ‪ ،‬وﻻ ﻋدم وﺟود ﻋداوة ﺷﺧﺻ ﺔ ﻣﻊ‬
‫اﻟﻣﻘذوف‪ٕ ،‬واذا ﺎن اﻟﻘﺎذف ﺻﺣﻔ ﺎ ﻓﻼ ﻣ ﻧﻪ أن ﺣﺗﺞ ﺑﺈرادة إﻋﻼم اﻟﺟﻣﻬور‪ ،‬وﻻ اﻟﺧطﺄ ﻓﻲ ﺷﺧص اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ وﻻ‬
‫ﻋﺑرة ﺎﻟ ﺎﻋث أ ﺿﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن ﺷرﻔﺎ)‪.(1‬‬
‫وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺿﻣن اﻟﻘول أو اﻟﻛﺗﺎ ﺔ إدﻋﺎء أو إﺳﻧﺎد ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻟﻣﺳﺎس ﺎﻟﺷرف أو اﻹﻋﺗ ﺎر ﻓﻬﻲ ﺗﻌﺗﺑر أ ﺿﺎ دﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺳوء اﻟﻧ ﺔ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻘﺎﺿﻲ ﻏﯾر ﻣﻠزم ﺑﺑ ﺎن ذﻟك ﻓﻲ ﺣ م اﻹداﻧﺔ‪ٕ ،‬واذا وﺟدت دﻻﺋﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﺳن اﻟﻧ ﺔ ﺎﻟﻣﺳﺗﻧدات أو‬
‫اﻟﺷﻬﺎدات أو ظروف ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﻘدﯾر ﻗﺿﺎة اﻟﻣوﺿوع ﺗﺣت رﻗﺎ ﺔ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ‪.‬‬
‫وﻗد أﺧذ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺣﺳن اﻟﻧ ﺔ ﻟﺗﺑرر اﻟﻘذف ﻠﻣﺎ ﺛﺑت أن اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ ﺎن ﻣﺷروﻋﺎ وﻓﻲ اﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻌﺎم‬
‫ﺎﻟﺻﺣ ﻔﺔ اﻟﺗﻲ أﺟرت ﺗﺣﻘ ﻘﺎ ﺟد ﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺿﻲ أﺣد اﻟﻣرﺷﺣﯾن ﻟرﺋﺎﺳﺔ اﻟﺟﻣﻬورﺔ ﺛم ﻧﺷرﺗﻪ ﻗﺑﻞ إﺟراء اﻻﻧﺗﺧﺎ ﺎت)‪.(2‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻓﻲ ﺟر ﻣﺔ اﻟﻘذف وﻋﻘو ﺗﻪ‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ‬
‫ﻟﻘد ﻧص اﻟﻣﺷرع ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﻧ ﺎ ﺔ ﺗ ﺎﺷر اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ﺻﻔﺔ ﺗﻠﻘﺎﺋ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣواد‬
‫‪144‬ﻣ رر وﻣ رر‪) 2‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑرﺋ س اﻟﺟﻣﻬورﺔ‪ ،‬واﻟﻧﺑﻲ ﷴ)ص( ‪ (...‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﺳ ت ﻋن ذﻟك ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘذف‬
‫اﻟﻣوﺟﻪ إﻟﻰ اﻷﻓراد واﻟﻬﯾﺋﺎت‪ ،‬و ﻌﻧﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ أﻧﻪ ﻘﺗﺿﻲ ﺗﻘد م اﻟﺷ و ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻷن ﺧﺻوﺻ ﺔ ﺟرﻣﺔ‬
‫اﻟﻘذف ﺗﺟﻌﻞ أن اﻟﻣﺳﺎس ﺎﻟﺷرف واﻹﻋﺗ ﺎر ﻫو ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺷﺧﺻ ﺔ ﻻ ﺣس ﺑﻬﺎ إﻻ اﻟﻣﻌﻧﻲ ﺎﻷﻣر‪ ،‬وﻟﻌﻞ ﻣﺎ ﯾؤ د ذﻟك‬
‫أﺿﺎف ﻓﻘرة ﺛﺎﻧ ﺔ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 298‬ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ إﻣ ﺎﻧ ﺔ ﺗوﻗﯾﻒ‬ ‫ﻫو ﻣﺎ ﺟﺎء ﻪ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺗﻌدﯾﻞ ‪ 23/06‬اﻟذ‬
‫اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻋن طر ﺳﺣب اﻟﺷ و ‪.‬‬

‫ــــــــــ‬
‫‪(1)- GUILLOT Henri, Diffamation, op-cit, p21.‬‬
‫‪(2)-Ibid.p23.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻌﻘو ﺔ‬
‫ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻣﻘدار اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻘذف ﺣﺳب ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻣﻊ اﺳﺗﻘرار وﺻﻔﻬﺎ ﺑﺈﻋﺗ ﺎرﻫﺎ ﺟﻧﺣﺔ ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ‬
‫اﻟﺣﺎﻻت‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫‪ -‬إذا ﺎن اﻟﻘذف ﻣوﺟﻪ ﺿد اﻷﻓراد ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺷﻬرن اﻟﻰ ‪6‬أﺷﻬر وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪25000‬اﻟﻰ‬
‫ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘو ﺗﯾن )اﻟﻣﺎدة ‪ 1/298‬ﻗﺎﻧون ‪ .(23/06‬وﺗﻧص اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة‬ ‫‪50000‬اﻟﻒ دج أو ﺑﺈﺣد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘذف اﻟﻣوﺟﻪ ﻟﺷﺧص أو أﺷﺧﺎص ﯾﻧﺗﻣون اﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻋرﻗ ﺔ أو ﻣذﻫﺑ ﺔ أو اﻟﻰ دﯾن ﻣﻌﯾن و ﺎن اﻟﻐرض ﻣﻧﻪ‬
‫اﻟﺗﺣرض ﻋﻠﻰ اﻟﻛراﻫ ﺔ ﯾن اﻟﻣواطﻧﯾن أو اﻟﺳ ﺎن‪ ،‬ﻋﻘو ﺗﻬﺎ اﻟﺣ س ﻣن ﺷﻬر اﻟﻰ ﺳﻧﺔ وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪10‬آﻻف اﻟﻰ‬
‫‪100‬أﻟﻒ دج أو إﺣد ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘو ﺗﯾن‪.‬‬
‫‪ -‬إذا ﺎن اﻟﻘذف ﻣوﺟﻪ اﻟﻰ رﺋ س اﻟﺟﻣﻬورﺔ ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ ﻏراﻣﺔ ﻓﻘط ﻌدﻣﺎ ﺎﻧت ﻗﺑﻞ ﺗﻌدﯾﻞ ‪ 2011‬ﺗﺗﺿﻣن‬
‫اﻟﺣ س وﻣﻘدارﻫﺎ ﻣن ‪100‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪500‬أﻟﻒ دج ‪ ،‬وﺗﺿﺎﻋﻒ ﻫذﻩ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌود )‪144‬ﻣ رر(‪ ،‬وﻧﻔس‬
‫اﻟﻌﻘو ﺔ ﺗطﺑ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘذف اﻟﻣوﺟﻪ اﻟﻰ اﻟﻬﯾﺋﺎت) ‪144‬ﻣ رر و‪ .(146‬ﻣﺎ ﻧص ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻼم ‪ 05/12‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‬
‫‪123‬ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻫﺎﻧﺔ اﻟﻣوﺟﻬﺔ اﻟﻰ رؤﺳﺎء اﻟدول اﻷﺟﻧﺑ ﺔ وأﻋﺿﺎء اﻟ ﻌﺛﺎت اﻟدﺑﻠوﻣﺎﺳ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗم ﻋن طر‬
‫اﻟﺻﺣﺎﻓﺔ ﺣﯾث ﺗﻌﺎﻗب اﻟﺻﺣ ﻔﺔ ﻐراﻣﺔ ﻣن ‪25‬أﻟﻔدج اﻟﻰ ‪ 100‬أﻟﻒ دج‪ ،‬و ذا ﺣﺎﻟﺔ إﻫﺎﻧﺔ ﺻﺣﻔﻲ أﺛﻧﺎء أداء ﻣﻬﺎﻣﻪ‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 126‬ﻌﻘو ﺔ ﻏراﻣﺔ ﻣن ‪30‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 100‬أﻟﻔدج ‪.‬‬
‫‪ -‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻘذف اﻟذ ﯾﺗﺿﻣن إﺳﺎءة ﻟﻠرﺳول ﷴ)ص( و ﺎﻗﻲ اﻷﻧﺑ ﺎء أو اﻹﺳﺗﻬزاء ﺎﻟﻣﻌﻠوم ﻣن اﻟدﯾن ﺎﻟﺿرورة أو‬
‫ﺄ ﺔ ﺷﻌﯾرة ﻣن ﺷﻌﺎﺋر اﻟدﯾن اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪144‬ﻣ ر‪ 2‬ﻋﻠﻰ ﻋﻘو ﺗﻬﺎ ﺎﻟﺣ س ﻣن ‪3‬ﺳﻧوات اﻟﻰ‬
‫‪5‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪50‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪200‬أف دج‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﺗم إﻟﻐﺎء اﻟﻣﺎدة ‪144‬ﻣ رر‪ 1‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب اﻟﻘذف ﺑواﺳطﺔ ﻧﺷرﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ‬
‫‪Dénonciation calomnieuse‬‬

‫‪60‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣن أﻫم ﺟراﺋم ﺿد اﻟﺷرف واﻹﻋﺗ ﺎر اﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻘذف ﻧﺟد أ ﺿﺎ ﺟرﻣﺔ اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ اﻟﺗﻲ ورد اﻟﻧص‬
‫اﻟﻰ ﻋﻘﺎب اﻟﻣوﺷﻲ ﻪ إذا ﺎﻧت‬ ‫ﺗؤد‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪300‬ﻗﻊ‪ ،‬و ﻘﺻد ﺑﻬﺎ إﺳﻧﺎد أو ّادﻋﺎء واﻗﻌﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ّ‬
‫ﺻﺣ ﺣﺔ‪ ،‬ﯾﺗم ﺗﻘد ﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺷ ﻞ ﻼغ اﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺻﻼﺣ ﺔ اﻟﻌﻘﺎب ﺗﺄدﯾ ﺎ أو ﺟزاﺋ ﺎ‪.‬‬
‫ﯾﺗﺿﻣن ﻣﺣﺗو اﻟ ﻼغ وﻗﺎﺋﻊ‬
‫ّ‬ ‫ﻓﻬﻲ ﻣﺛﻞ اﻟﻘذف ﺗﺷر أ ﺿﺎ وﺟود واﻗﻌﺔ ﻣﺳﻧدة اﻟﻰ اﻟﻣوﺷﻲ ﻪ ﺣﯾث ﯾﺟب أن‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ُﯾ ّدﻋﻰ أن اﻟﻣوﺷﻲ ﻪ ﻗد ارﺗﻛﺑﻬﺎ‪،‬إﻻّ أﻧﻬﺎ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻋﻧﻪ ﺎﻋﺗ ﺎرﻫﺎ ﺗﺷر ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟوﻗﺎﺋﻊ أن ﺗﺷ ّ ﻞ إﺣد اﻟﺟراﺋم‬
‫ّ‬
‫ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت أو ﺟرﻣﺔ ﺗﺄدﯾﺑ ﺔ ﺳوف ﺗؤد اﻟﻰ ﻋﻘﺎب اﻟﻣوﺷﻲ ﻪ إذا ّ‬
‫)‪(1‬‬
‫ﺻﺢ اﻹدﻋﺎء ﺑﻬﺎ ‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻋﻧﺻر‬
‫ﻻ ﺷ ﻞ ﻋﻧﺻ ار ﻓﻲ اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎد ﺔ ﻋ س اﻟﻘدف ﻣﺎ رأﯾﻧﺎ ﺳﺎ ﻘﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠﻒ أ ﺿﺎ ﻋن اﻟﻔﻌﻞ‬ ‫اﻟﻌﻠﻧ ﺔ اﻟذ‬
‫اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 78‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋ ﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠ ﺑدﻋو اﻟﺗﻌو ض اﻟﺗﻲ ﻣ ن ﻟﻠﻣﺗّﻬم أن ﯾرﻓﻌﻬﺎ‬
‫ﺿد اﻟﻣدﻋﻲ اﻟﻣدﻧﻲ إذا ﺻدر ﻓﻲ ﺣﻘﻪ أﻣر ﺄﻻ وﺟﻪ ﻟﻠﻣﺗﺎ ﻌﺔ )‪ (la dénonciation téméraire‬وﻫﻲ دﻋو‬ ‫ّ‬
‫ﻣ ن رﻓﻌﻬﺎ دون أن ﯾﻧﺗﻔﻲ ﺣ اﻹدﻋﺎء ﺎﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﺗﺧﺗﻠﻒ أ ﺿﺎ ﻋن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‬
‫ﺎﻟﺷرف واﻹﻋﺗ ﺎر ٕواﻧﻣﺎ ﺗﺣﻣﻲ ﺳﻠطﺔ ﻫﯾﺋﺔ‬ ‫‪ 145‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻟﺗﺑﻠ ﻎ ﻋن ﺟرﻣﺔ وﻫﻣ ﺔ إذ أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻻ ﺗﺗﻌّﻠ‬
‫اﻟﻘﺿﺎء ﺄن ﻻ ﺿ ﻊ وﻗﺗﻬﺎ ﻟﻠ ﺣث ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ ﻏﯾر ﻣوﺟودة‪.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫أر ﺎن اﻟﺟر ﻣﺔ‬
‫ﯾﺗﺿﻣن واﻗﻌﺔ ﺎذ ﺔ‬
‫ّ‬ ‫ﯾﺗﺿﻣن ﻋدة ﻋﻧﺎﺻر أﻫﻣﻬﺎ وﺟود ﻼغ‬
‫ّ‬ ‫ﺷﺗر ﻟﻘ ﺎم اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ وﺟود ر ن ﻣﺎد‬
‫ﺗﺷ ﻞ ﺟرﻣﺔ ﺗﺄدﯾﺑ ﺔ أو ﺟزاﺋ ﺔ‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺿرورة ﺗﻘد م اﻟ ﻼغ ﻟﻠﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺎﻟﻌﻘﺎب ﻟو ﺻﺣت ﺗﻠك‬
‫ﯾﺗﺿﻣن ﻗﺻد اﻹﺿرار ﺎﻟﻣﺑّﻠﻎ ﻋﻧﻪ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟواﻗﻌﺔ‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ر ن ﻣﻌﻧو‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻋﻧﺎﺻر اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫ظﻒ‬ ‫ﺗﻘدم اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ ﻓﻲ ﺷ ﻞ ﻼغ ﺻدر ﻣن ﺷﺧص ﺳواء ﺎن ﻫو اﻟﺿﺣ ﺔ أو ﻏﯾرﻩ‪ ،‬ﺷﺧﺻﺎ ﻋﺎد ﺎ أو ﻣو ّ‬‫ّ‬
‫ﻣﺎ ﻣ ن أن ون اﻟﻣﺑّﻠﻎ ﻋدة أﺷﺧﺎص‪ ،‬وﻗد ون ﺷﺧﺻﺎ ﻣﻌﻧو ﺎ)‪ ،(2‬وﻗد ذ ر اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 300‬ﻣﺻطﻠﺢ "‬
‫اﻟﻔرد " وﻟ س اﻟﺷﺧص ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺿﺣ ﺔ وﻫو ﻣﺎ ﺣﻣﻞ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺗﻘﺎد ﺄﻧﻪ ﯾﺟب أن ون ﺷﺧﺻﺎ طﺑ ﻌ ﺎ إﻻّ أن ذﻟك‬
‫ﻻ ﻣﻧﻊ ﻣن أن ون اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧو ﺿﺣ ﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ‪.‬‬
‫ــــــــــ‬
‫‪(1)- GUILLOT Henri, Diffamation, op-cit, p2.‬‬
‫‪(2)- VASSOGNE Jean et BERNARD Camille, Dénonciation calomnieuse, encyclopédie juridique Dalloz,‬‬
‫‪répertoire de droit pénal et procédures pénales,Paris, 2003,p 01.‬‬

‫‪ -1‬ﺷ ﻞ اﻟ ﻼغ‪:‬‬
‫ﻘدم ﻓﯾﻬﺎ اﻟ ﻼغ ﺗﻠﻘﺎﺋ ﺎ‬
‫ﯾﺟب أن ﯾﺗم ﺗﻘد م اﻟ ﻼغ ﺗﻠﻘﺎﺋ ﺎ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر وﺷﺎ ﺔ ﺎذ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻻ ّ‬
‫اﻟدﻓﺎع أو ﻓﻲ اﻹﺟﺎ ﺔ ﻋن‬ ‫ﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺷﺎﻫد اﻟذ ﺳﺗدﻋﻰ ﻟﻠﺷﻬﺎدة أو اﻟﻣﺗﻬم ﻋﻧد ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﺣ ّ‬ ‫ﺎﻟﺗﺻرﺣﺎت اﻟﻲ ّ‬

‫‪61‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻷﺳﺋﻠﺔ اﻟﺗﻲ طرﺣﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ أو اﻟﺷرطﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،‬أو ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﻔرض ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون واﺟب اﻟﺗﺑﻠ ﻎ‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ )إدارة‬
‫ﺗﺣر ﺎت ّ‬
‫ظﻔﯾن اﻟﻣ ّﻠﻔﯾن ﺑﺈﺟراء ّ‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﻌض اﻟﻣو ّ‬
‫ﺎﻟﺷرطﻲ اﻟذ ﯾﺟب ﻋﻠ ﻪ ﺗﺑﻠ ﻎ رﺋ ﺳﻪ ﺣﺎدﺛﺔ ّ‬
‫اﻟﺿراﺋب‪ ،‬ﻣراﻗ ﺔ اﻷﺳﻌﺎر…()‪.(1‬‬
‫‪ -2‬ﻣﺿﻣون اﻟ ﻼغ‪:‬‬
‫ﯾﺗﺿﻣن اﻟ ﻼغ ﺳرد ﻟواﻗﻌﺔ ﺗﺳﻧد اﻟﻰ اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻋﻧﻪ ﺄﻧﻪ ﻫو ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ وﻫذﻩ واﻟواﻗﻌﺔ إﻣﺎ أن ﺗﺷ ﻞ ﻋﻧﺎﺻر‬
‫ّ‬ ‫ﯾﺟب أن‬
‫ﺟرﻣﺔ ﻣن ﺟراﺋم ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت أو ﻋﻧﺎﺻر ﺟر ﻣﺔ ﺗﺄدﯾﺑ ﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت درﺟﺗﻬﺎ ﺣﯾث إذا ﺻﺢ اﻹدﻋﺎء أو اﻹﺳﻧﺎد‬
‫ﻫذﻩ‬ ‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺎن ﻣﺿﻣون اﻟواﻗﻌﺔ ﻻ ﺷ ّ ﻞ إﺣد‬
‫ّ‬ ‫ﺳوف ﯾؤد اﻟﻰ ﻋﻘﺎب اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻋﻧﻪ ﻣن طرف اﻟﺟﻬﺔ‬
‫اﻟﺟراﺋم ﻓﻼ ﺗﻘوم اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ ﻣﺎ ﻟو أن ﻣﺿﻣون اﻟ ﻼغ ﺎن واﻗﻌﺔ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ أن ﺗؤد اﻟﻰ اﻟﺗﻌو ض اﻟﻣدﻧﻲ‬
‫ﻓﻘط‪ ،‬و ﻔﻲ وﺟود اﻟﻌﻘﺎب ﺳواء ﺎن ﺟزاﺋ ﺎ أو إدارﺎ أو ﺗﺄدﯾﺑ ﺎ ﻟﻘ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ﺛﺑت أﻧﻪ ﻻ ﻣ ن ﻋﻘﺎب‬
‫اﻟﻣوﺷﻲ ﻪ ﻟوﺟود ﻣﺎﻧﻊ ﻣن ﻣواﻧﻊ اﻟﻌﻘﺎب) ﻋﻼﻗﺔ اﻟﻘ ار ﺔ ﻣﺛﻼ(‪ ،‬أو وﺟود اﻟﺗﻘﺎدم أو اﻟﻌﻔو)‪.(2‬‬
‫ﻘدم ﻟﻬﺎ اﻟ ﻼغ‪:‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ّ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺔ إﻣﺎ أن ﺗﻛون أﺣد رﺟﺎل اﻟﺿ ط اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ أو اﻹدار أو اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ ﺣ ﻣﺗﺎ ﻌﺔ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣوﺷﻲ ﺑﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ‪ ،‬أو ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺔ رﺋ س اﻟﻣوﺷﻲ ﻪ‬
‫ّ‬ ‫أو ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺳﻠطﺔ ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ ﺗﻘد م طﻠب اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻟﻠﺟﻬﺔ‬
‫ﻣ ﺎﺷرة أو ﻣﺳﺗﺧدﻣﻪ‪ ،‬ﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺟﻬﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذ اﻹﺟراءات اﻟﻌﻘﺎﺑ ﺔ أو ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺗﻬﺎ إﺣﺎﻟﺔ‬
‫اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻰ اﻟﺟﻬﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك اﻟﺣ ﻓﻲ اﻟﻌﻘﺎب‪.‬‬
‫‪ -4‬ذب اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﺑّﻠﻎ ﻋﻧﻬﺎ‪:‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻋ س اﻟﻘذف ﻓﺈن اﻟﺗﺑﻠ ﻎ ﻋن واﻗﻊ ﺻﺣ ﺣﺔ ﯾﻧﻔﻲ ﻗ ﺎم ﺟرﻣﺔ اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ و ون إﺛ ﺎت ﺻﺣﺔ اﻟواﻗﻌﺔ إﻣﺎ‬
‫ﺟراﺋم ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت أو ﻗ ارر ﺑﺗطﺑﯾ ﺟزاء ﺗﺄدﯾﺑﻲ‬ ‫ﺻدر إذا ﺎﻧت اﻟواﻗﻌﺔ اﻟﻣﺑﻠﻎ ﻋﻧﻬﺎ إﺣد‬ ‫ﺣ م اﻹداﻧﺔ اﻟذ‬
‫إذا ﺎﻧت اﻟواﻗﻌﺔ ﻋ ﺎرة ﻋن ﺟرﻣﺔ ﺗﺄدﯾﺑ ﺔ‪.‬‬
‫أﻣﺎ إذا ﺎﻧت اﻟواﻗﻌﺔ ﺎذ ﺔ ﺗﻘوم اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ ﻌد إﺛ ﺎت ذﺑﻬﺎ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺎﻧت ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺟزاء ﺟﻧﺎﺋﻲ ﻓﺈن إﺛ ﺎت اﻟواﻗﻌﺔ‬
‫ون ﺣ م ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺎﻟﺑراءة أو ﺄﻣر ﺄﻻ وﺟﻪ ﻟﻠﻣﺗﺎ ﻌﺔ أو ﻘرار اﻟﺣﻔظ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺎﻧت ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺟزاء ﺗﺄدﯾﺑﻲ ﻓﯾﺗم إﺛ ﺎت‬
‫إﺟراء ﻋﻘﺎﺑﻲ ﺿد‬ ‫اﻟﻛذب ﻘرار اﻟﺣﻔظ اﻟﺻﺎدر ﻣن رﺋ س اﻟﻣوﺷﻲ أو ﻣﺧدوﻣﻪ)‪ ،(3‬ﻣﺎ ﯾﺛﺑت أ ﺿﺎ ﻌدم اﺗﺧﺎذ أ‬
‫اﻟﻣوﺷﻲ ﻪ‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪(1)- VASSOGNE Jean et BERNARD Camille, op-cit, p2.‬‬
‫‪(2)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p481.‬‬
‫ﺣﻔظ و ازرة اﻟﻌدل اﻟﺷ و‬ ‫)‪ -(3‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ رﻗم ‪520370‬ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ، 2011/02/24‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،2012 ،‬ﻋدد ‪ ، 1‬ص‪ 355‬ﻣﺗﻌﻠ‬
‫ﺿد ﻗﺎﺿﻲ"‪.‬‬
‫اﻟﻣﻘدﻣﺔ ّ‬
‫ﻓﻬذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻠﻬﺎ ﯾﺟب اﻟﺗﺛﺑت ﻣن ﺗواﻓرﻫﺎ ﻟﺗﻘد م اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ ﺧﺎﺻﺔ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣوﺷﻲ ﺑﻬﺎ وﺻدور ﻗرار‬
‫ﺿدﻫم ﻗﺑﻞ‬
‫ّ‬ ‫ﺿد ﺷﺧص ﺗب ﺷ و‬ ‫ﺷﺄﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘد رﻓﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ إدﻋﺎء ﻓرﻗﺔ اﻟدرك اﻟوطﻧﻲ ﺑﻬذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ّ‬
‫اﻟﺗﺛﺑت ﻣن ﺻﺣﺔ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻓﯾﻬﺎ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺻدور ﻗرار ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ)‪.(1‬‬
‫اﻟﺗﺣﻘﯾ ﻓﻲ ﻣﺣﺗو اﻟﺷ و و ّ‬

‫‪62‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو‬


‫اﺗﻬﺎﻣﻪ ﺑواﻗﻌﺔ‬ ‫اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺷﺗر وﺟود ﻧ ﺔ ﺳﯾﺋﺔ ﻟد اﻟواﺷﻲ ﻟﻐرض اﻹﺿرار ﺎﻟﻐﯾر ﻋن طر‬
‫ﻏﯾر ﺻﺣ ﺣﺔ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑذﻟك دون اﺷﺗ ار ﺗﺣﻘ ﻫذا اﻟﺿرر‪ ،‬واﻟﻣﻘﺻود ﺳوء اﻟﻧ ﺔ ﻫو ﻋﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺄن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﺗﻲ‬
‫ﺑّﻠﻎ ﺑﻬﺎ ﻋن اﻟﻣوﺷﻲ ﻪ ﻏﯾر ﺻﺣ ﺣﺔ ﻓﻘد ﻗﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ " أن ﺳوء اﻟﻧّﺔ ﻻ ﺗﺗﻣﺛّﻞ ﻓﻲ ﻧ ﺔ اﻹﺿرار ٕواّﻧﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫ﻣﻌرﻓﺔ ﻋدم ﺻﺣﺔ اﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣﺑّﻠﻎ ﻋﻧﻬﺎ )‪. (2‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻌﻘو ﺔ‬


‫ﯾﺗراوح ﺑﯾن ‪ 6‬أﺷﻬر اﻟﻰ ‪5‬ﺳﻧوات‬ ‫‪ -‬ﻌﺎﻗب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺟرﻣﺔ اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ ﻌﻘو ﺔ ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻘدارﻫﺎ اﻟﺣ س اﻟذ‬
‫ﺟراﺋم اﻟﻔﺳﺎد‬ ‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب اﻟوﺷﺎ ﺔ ﺑﺈﺣد‬
‫ﺗطﺑ‬
‫ﺣ س وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪20‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪100‬أﻟﻒ دج وﻧﻔس اﻟﻌو ﺔ ّ‬
‫) ﺎﻟرﺷوة‪ ،‬اﺳﺗﻐﻼل اﻟﻧﻔوذ‪ (...‬ﻣﺎ ﻋدا اﻟﻐراﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗراوح ﻣﺎ ﺑﯾن ‪50‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪500‬أﻟﻒ دج وذﻟك وﻓ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة‬
‫ﺎﻟوﻗﺎ ﺔ ﻣن اﻟﻔﺳﺎد و ﻣ ﺎﻓﺣﺗﻪ ‪.‬‬ ‫‪ 46‬ﻣن ﻗﺎﻧون‪ 01/06‬اﻟﻣﺗﻌﻠ‬

‫ﻫذا ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺟرﻣﺔ إﻓﺷﺎء اﻟﺳر اﻟﻣﻬﻧﻲ اﻟوارد اﻟﻧص ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 301‬وﺟﻧﺣﺔ اﻹﻫﺎﻧﺔ)اﻟﻣواد ‪، 144‬‬
‫و‪144‬ﻣ رر و‪ ،(146‬ﺛم ﺟﻧﺣﺔ اﻟﺳب اﻟوارد اﻟﻧص اﻷﺻﻠﻲ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 297‬ق ع‪ ،‬و ذا ﺟﻧﺣﺔ إﻧﺗﻬﺎك ﺣرﻣﺔ‬
‫ﻧﺻت ﻋﻠ ﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 303‬ﻣ رر‪.‬‬
‫اﻟﺣ ﺎة اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ّ‬

‫أﺧﯾ ار ون اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧو ﻣﺳؤوﻻ ﺟزاﺋ ﺎ ﻋن ﺟﻣ ﻊ ﺟراﺋم ﺿد اﻟﺷرف واﻹﻋﺗ ﺎر وذﻟك ﺻر ﺢ اﻟﻌ ﺎرة اﻟواردة‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪175‬ﻣ رر و‪303‬ﻣ رر‪. 3‬‬

‫ـــــــــــ‬
‫)‪-(1‬ﻗرار ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1996 /07/21‬ﻣﺗوﻓر ﻋﻧد‪ :‬ﺟﻣﺎل ﺳﺎ س‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪،‬اﻟﺟزء ‪ ،3‬ص ‪.1193‬‬
‫)‪ -(2‬ﻗرار رﻗم‪ 422003‬ﺻﺎدر ﻓﻲ‪ ، 2009 /03/04‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،2011‬ﻋدد ‪ ،1‬ص ‪ ،272‬و ذا ﻗرار رﻗم ‪198286‬ﺻﺎدر‬
‫ﻓﻲ ‪ ، 1999 /7 /28‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،2001‬ﻋدد ‪ ،2‬ص‪.405‬‬

‫اﻟﻔﺻﻞ اﻟ ار ﻊ‬
‫ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺳرة‬

‫‪63‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‬
‫ﺟر ﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض م ‪ 304‬اﻟﻰ ‪313‬ﻗﻊ‬
‫ﻌود أﺻﻞ اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻹﺟﻬﺎض اﻟﻰ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد ﺗﻌدﯾﻠﻪ ﻘﺎﻧون ‪ 29‬ﺟو ﻠ ﺔ‬
‫‪ 1939‬إﻻّ أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺗطور ﺷ ﻞ ﺑﯾر ﻧﺣو ﺗﺿﯾﯾ اﻟﺗﺟر م ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﺟﻬﺎض إذ ّرس ﻣﺑدأ ﺣرﺔ‬
‫اﻹﺟﻬﺎض ﻣﻧذ ‪ ،1975‬وأﺻ ﺢ ﻻ ﺳﻣﺢ ﻪ إﻻّ إذا ﺗم ﻣﻣﺎرﺳﺗﻪ ﻣن طرف اﻟﻐﯾر ﺑدون رﺿﺎ اﻟﻣرأة)‪ ،(1‬أﻣﺎ إذا رﺿﯾت‬
‫ﻪ اﻟﻣرأة ﻻ ﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ إذا ﺗم وﻓ اﻟﺷرو اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ ﻫﻧﺎك ﺄن ﯾﺗم إﺟراءﻩ ﻗﺑﻞ اﻷﺳﺑوع ‪ 12‬وأن‬
‫ﻣﺎرﺳﻪ طﺑﯾب ﻓﻲ ﻋ ﺎدة ﻋﻣوﻣ ﺔ أو ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ إﻣ ﺎﻧ ﺔ إﺟراءﻩ ﻓﻲ ﻞ وﻗت إذا ﺗوﻓرت ﺷرو اﻹﺟﻬﺎض‬
‫ﻣﻧﻊ اﻹﺟﻬﺎض ﺑدون‬ ‫اﻟﻌﻼﺟﻲ )‪ ، (2‬وﻣﻧذ اﻹﻋﺗراف ﺣرﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﺗﻐﯾرت اﻟﻌﺑرة ﻣن ﺗﺟرﻣﻪ وأﺻ ﺢ اﻟﻧص اﻟذ‬
‫رﺿﺎ اﻟﻣرأة ﺣﻣﻲ اﻟﺳﻼﻣﺔ اﻟﺟﺳد ﺔ ﻟﻠﻣرأة ووﺿﻌﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ﺑﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ‪ ،‬وﻫذا ﻋ س‬
‫ﻣﺎزال ﻌﺗﺑر اﻟﺟرﻣﺔ ﻣن ﺟراﺋم اﻷﺳرة اﻟﻌﺑرة ﻣن ﺗﺟرﻣﻬﺎ ﻫو ﺣﻣﺎ ﺔ ﺣ اﻷﺳرة واﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر اﻟذ‬
‫اﻟﺷراح اﻟذﯾن اﻋﺗﺑروا اﻟﺟرﻣﺔ ﻣن ﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ )‪.(3‬‬
‫اﻟﺗﻧﺎﺳﻞ واﻟﺗﻛﺎﺛر‪،‬ﻟذﻟك ﻻ ﻧﺗﻔ ﻣﻊ ﻌض ّ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫أر ﺎن اﻟﺟر ﻣﺔ‬
‫ﻌﻧﻲ اﻹﺟﻬﺎض اﻟﺗﺳﺑب ﻋﻣدا ﻓﻲ إﺳﻘﺎ اﻟﺣﻣﻞ ﺑوﺳﯾﻠﺔ ﻏﯾر طﺑ ﻌ ﺔ ﻗﺑﻞ اﻷوان‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺄر ﺎن ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ‬
‫ﺗﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ اﻹﺳﻘﺎ واﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﺛم اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫وﻫﻣﺎ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ارﺗﻛﺎ ﻪ ﻣن طرف اﻟﻐﯾر‬ ‫ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﺻورﺗﯾن ﻟﻺﺳﻘﺎ‬ ‫ﯾﺗﺿﻣن اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫ّ‬
‫وﺻورة اﻹﺳﻘﺎ اﻟذ ﯾﺗم ﻣن طرف اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ‪.‬‬
‫و ﻌﻧﻲ اﻹﺳﻘﺎ إﻧﻬﺎء اﻟﺣﻣﻞ ﺑﺈﺧراج اﻟﺟﻧﯾن أو اﻟﺑو ﺿﺔ اﻟﻣﻠﻘﺣﺔ ﻣن طن اﻟﻣرأة وﻻ ﻋﺑرة ﻌد ذﻟك ﺎﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ‬
‫ون ﺣ ﺎ أﺛﻧﺎء‬ ‫وﺻﻞ إﻟﯾﻬﺎ ﻧﻣو اﻟﺟﻧﯾن ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺟرﻣﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﯾﺗﺷ ﻞ ﻌد‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﺷﺗر أن‬
‫)‪(4‬‬
‫إﺳﻘﺎطﻪ ‪ ،‬وﻗد ﯾﺗم اﻹﺳﻘﺎ ﻣن طرف اﻟﻐﯾر ّ‬
‫ﺗطﺑ ﻋﻠ ﻪ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 304‬ق ع ﻣﺎ ﻗد ﺗرﺗﻛ ﻪ اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ‬
‫وﺗطﺑ ﻋﻠﯾﻬﺎ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 309‬ق ع‪.‬‬
‫ّ‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)- Art. 223-10 , Code pénal Français, op-cit, p 530.‬‬
‫‪(2)-Art.L2212-1.2212-2.2222-2. Du code de la santé, code pénal, op-cit, p531.‬‬
‫)‪ -(3‬أﻧظر ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ أﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪،‬ص‪.36‬‬
‫)‪ -(4‬ﺟﻧد ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪ ،‬ﺟزء ‪ ،1‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.668‬‬
‫أ‪-‬ﺣﺎﻟﺔ إﺳﻘﺎط اﻟﺣﻣﻞ ﻣن طرف اﻟﻐﯾر‪:‬‬
‫وﻫﻲ اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 304‬ﻗﻊ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺟرﻣﺔ ﻠﻣﺎ ﺗم اﻹﺟﻬﺎض ﻔﻌﻞ اﻟﻐﯾر ﺳواء ﺎن ﺷﺧﺻﺎ‬
‫اﻟطب وﻻ ﻋﺑرة أ ﺿﺎ ﺑرﺿﺎ اﻟﻣرأة ﺳواء رﺿﯾت ﻪ اﻟﻣرأة أم ﻻ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺗم ﻋن طر‬
‫ّ‬ ‫ﻋﺎد ﺎ أو ﺎن ﯾﻧﺗﻣﻲ اﻟﻰ ﻣﻬﻧﺔ‬
‫اﻟﻌﻧﻒ ﺎﻟﺿرب ﻣﺛﻼ ﻓﺳوف ﯾﺗم ﺑدون رﺿﺎﻫﺎ‪ ،‬أﻣﺎ إذا وﻗﻊ ﺑﺈﻋطﺎءﻫﺎ أدو ﺔ أو ﻣﺄﻛوﻻت ﻓ ﺳﺗو ذﻟك ﺑرﺿﺎﻫﺎ أو‬

‫‪64‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺑدوﻧﻪ‪ ،‬ﺑﻞ ذﻫب اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ أ ﻌد ﺣد ﻣن ذﻟك‪ ،‬إذ ﻌﺎﻗب ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﺣﯾﻠﺔ ﻷن اﻟﻧص ﺟﺎء ﺎﻟﻘول " ﻞ‬
‫ﻣن أﺟﻬض اﻣرأة ﺣﺎﻣﻞ أو ﻣﻔﺗرض ﺣﻣﻠﻬﺎ‪ "...‬و ﻌﻧﻲ اﻓﺗراض اﻟﺣﻣﻞ ﻗد ون ﻏﯾر ﻣوﺟودا أﺻﻼ‪ ،‬ﻟذﻟك ون اﻟﻣﺷرع‬
‫ﻗد أﺧذ ﺑﺈﺣد ﺗطﺑ ﻘﺎت ﺻورة اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ اﻹﺳﺗﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ‪.‬‬
‫و ﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻻ ﯾﺟﻌﻞ ﻣن وﺟود اﻟﺣﻣﻞ ر ﻧﺎ ﻟﻘ ﺎم ﺟرﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض وﻫذا ﻋ س ﻣﺎ ﺷﺗرطﻪ‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺻر ﻣﺛﻼ)‪.(1‬‬
‫ـ اﻟوﺳﺎﺋﻞ‪:‬‬
‫ﻻ ﺷﺗر اﻟﻘﺎﻧون وﺳﯾﻠﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻹرﺗﻛﺎب اﻹﺟﻬﺎض ‪ ،‬ﻓرﻏم أﻧﻪ ذ ر اﻟ ﻌض ﻣﻧﻬﺎ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺟﺎءت ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﻣﺛﺎل‬
‫ﺣﯾث ﻧص ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ " 104‬ﻞ ﻣن أﺟﻬض اﻣرأة‪ ...‬ﺑﺈﻋطﺎﺋﻬﺎ ﻣﺄﻛوﻻت أو ﻣﺷرو ﺎت أو أدو ﺔ أو ﺎﺳﺗﻌﻣﺎل طرق‬
‫ﻌض‬ ‫ﺣﻣﻠﻬﺎ‬ ‫اﻟرﺎﺿﺎت اﻟﻌﻧ ﻔﺔ ﻘﺻد إﺳﻘﺎ‬ ‫أو أﻋﻣﺎل ﻋﻧﻒ أو ﺄ ﺔ وﺳﯾﻠﺔ أﺧر "‪ ،‬ﻟذا ﻓﻘد ﺗﻣﺎرس اﻟﻣرأة إﺣد‬
‫اﻟﻔﻧون اﻟﻘﺗﺎﻟ ﺔ ورﺎﺿﺔ ﻣﺎل اﻷﺟﺳﺎم‪.‬‬
‫وﻻ أﻫﻣ ﺔ إن ﺎﻧت اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻺﺟﻬﺎض أم ﻻ‪ ،‬ﺑﻞ ﻔﻲ إﺛ ﺎت أن ﺗﻠك اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ أدت اﻟﻰ اﻹﺳﻘﺎ وﻫذﻩ‬
‫ﺳﺗوﺟب ﻋﻠ ﻪ اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺎﻟطب اﻟﺷرﻋﻲ‪.‬‬ ‫اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﻘدﯾر اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟذ‬
‫ﺗرﺗﻛ ﻪ اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 309‬ق ع‪،‬ﺳواء ﺗﺣﻘﻘت‬ ‫‪-2‬ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺳﻘﺎط اﻟذ‬
‫اﻟﺟرﻣﺔ ﺎﻣﻠﺔ أو ﺎﻧت ﺷروﻋﺎ أو ﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟطرق اﻟﺗﻲ أرﺷدت إﻟﯾﻬﺎ أو أﻋطﯾت ﻟﻬﺎ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﻬو ﺻورة‬
‫أﺧر ﺗﺑرز ﺳ ﺎﺳﺔ اﻟﺗﺷدﯾد اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻣدﻫﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻹﺟﻬﺎض‪ ،‬إذ أن اﻟﺗﺟرم ﺷﻣﻞ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﺟرد اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋﻞ اﻹﺟﻬﺎض اﻟﺗﻲ أرﺷدت‬
‫ﺣﺗﻰ ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﻋﻣﺎل اﻟﺗﺣﺿﯾرﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻧص ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب ّ‬
‫إﻟﯾﻬﺎ‪ ،‬أو أﻋطﯾت ﻟﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة اﻟﺣﺎﻣﻞ‬ ‫ﯾﺗطﻠب ﻟﻘ ﺎم اﻹﺟﻬﺎض إﺗﺟﺎﻩ إرادة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻹﻧﻬﺎء اﻟﺣﻣﻞ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺑوﺟودﻩ‪ٕ ،‬واذا اﻋﺗد‬
‫ﺎﻟﺿرب ﻻﺑد أن ون ﻗﺻدﻩ ﻣن ذﻟك ﻫو إﺣداث اﻹﺟﻬﺎض ٕواﻻ ﺳوف ﻟن ﯾﺗﺎ ﻊ إﻻ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺿرب أو اﻟﺟرح‬
‫ﺳواء وﻗﻊ ﻋﻣدا أو ﺧطﺄ ﻷن اﻹﺟﻬﺎض ﺟرﻣﺔ ﻗﺻد ﺔ ﻻ ﻣ ن أن ﺗﻘﻊ إﻻّ ﻋﻣدا)‪.(2‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﷴ ز ﻲ أﺑو ﻋﺎﻣر‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت‪ ،‬اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،1981 ،‬ص ‪.131‬‬
‫)‪ -(2‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ رﻗم ‪ 252408‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،2002/02/12‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،2002 ،‬ﻋدد ‪ ،2‬ص ‪ ،550‬ﺟﺎء ﻓ ﻪ " إن‬
‫إداﻧﺔ اﻟﻣﺗﻬم ﺑﺟﻧﺣﺔ اﻹﺟﻬﺎض دون إﺑراز ﻋﻧﺎﺻر اﻟﺗﻬﻣﺔ ٕواﺛ ﺎت اﻟﻘﺻد اﻟﺣﻘ ﻘﻲ ﻟﻠﺿرب اﻟراﻣﻲ ﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﺟﻬﺎض ّ‬
‫ﻌد اﻧﻌداﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻷﺳﺎس اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪.‬‬
‫اﻹﺟﻬﺎض اﻟﻌﻼﺟﻲ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر ‪:‬‬
‫ﻌﺗﺑر ﺳﺑب إ ﺎﺣﺔ ﺳﻣﺢ‬ ‫ﻟﻘد أﺟﺎز اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر إﻣ ﺎﻧ ﺔ إﺟراء اﻹﺟﻬﺎض دون اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠ ﻪ واﻟذ‬
‫ﺎﻹﺟﻬﺎض ﻟﻐرض ﻋﻼﺟﻲ إذا اﺳﺗوﺟﺑﺗﻪ اﻟﺿرورة اﻟﺣﺎﻟﺔ‪ ،‬وﻟﻛن ﺷرو ورد اﻟ ﻌض ﻣﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 308‬واﻟ ﻌض‬
‫اﻵﺧر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 72‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ وﺗﺗﻣﺛﻞ ﻓ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن‬ ‫ـ أن ﺗﻛون ﺣ ﺎة اﻷم ﻓﻲ ﺧطر ﺗﺳﺗوﺟب ﺗوﻗﯾﻒ اﻟﺣﻣﻞ)م ‪ (308‬أو ﺎن اﻹﺟﻬﺎض ﺿرور ﻟﻠﺣﻔﺎ‬
‫اﻟﻔﯾز وﻟوﺟﻲ واﻟﻌﻘﻠﻲ اﻟﻣﻬدد ﺑﺧطر م)‪ (72‬ﻗﺎﻧون اﻟﺻﺣﺔ‪.‬‬
‫ـ أن ﻘوم ﻪ طﺑﯾب أﺧﺻﺎﺋﻲ أو ﺟراح ﻌد اﺳﺗﺷﺎرة طﺑﯾﺑﯾن ون أﺣدﻫﻣﺎ ﺧﺑﯾ ار ﻣﻌﺗﻣدا ﻟد اﻟﻣﺣﺎﻛم‪.‬‬
‫ـ أن ﺣرر اﻟطﺑﯾ ﺎن اﻟﻣﺳﺗﺷﺎران ﺷﻬﺎدة اﻟﻔﺣص ﺗﺑﯾن ﺿرورة اﻟﻠﺟوء اﻟﻰ اﻹﺟﻬﺎض ﻹﻧﻘﺎذ ﺣ ﺎة اﻷم‪.‬‬
‫ـ إﺧ ﺎر اﻟﺳﻠطﺔ اﻹدارﺔ‪.‬‬
‫ـ إﺟراء اﻹﺟﻬﺎض ﻋﻠﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺻﺣﺔ ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺟزاء‬
‫اﻟﻔرﻋﺎﻷول‪ :‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻺﺟﻬﺎض اﻟﻣﻣﺎرس ﻣن طرف اﻟﻐﯾر‬
‫ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 304‬ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب ﻣن ارﺗﻛب ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻌﻘو ﺔ ﺟﻧﺣ ﺔ ﻣﻘدارﻫﺎ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪5‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ‬
‫ﻣن ‪20‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 100‬أﻟﻒ دج‪.‬‬
‫و ﺗم ﺗﺷدﯾد اﻟﻌﻘو ﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن‪:‬‬
‫ـ إذا أد اﻹﺟﻬﺎض اﻟﻰ وﻓﺎة اﻷم ﻓﺗﺻ ﺢ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺳﺟن ﻣن ‪ 10‬إﻟﻰ ‪20‬ﺳﻧﺔ‪.‬‬
‫ـ ﺣﺎﻟﺔ ﺛﺑوت اﻹﻋﺗ ﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻹﺟﻬﺎض ﺗﺿﺎﻋﻒ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻷﺻﻠ ﺔ ﻟﺗﺻ ﺢ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ‪10‬ﺳﻧوات‬
‫طﺑ اﻟﺣد اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺳﺟن وﻫﻲ ‪ 20‬ﺳﻧﺔ‪.‬‬‫وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 40‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪ 200‬اﻟﻒ دج‪ٕ ،‬واذا أد اﻟﻰ اﻟوﻓﺎة ّ‬
‫ﻣﺎ أﺿﺎﻓت اﻟﻣﺎدة ‪306‬إﻣ ﺎﻧ ﺔ إﺗﺧﺎذ ﻌض اﻟﺗداﺑﯾر اﻷﻣﻧ ﺔ ﺎﻟﻣﻧﻊ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻣﻬﻧﺔ ﻟﻣدة ‪ 5‬ﺳﻧوات زاﺋد‬
‫ﺟواز اﻟﺣ م ﺎﻟﻣﻧﻊ ﻣن اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻲ ﺣ ﻣن أرﺷد أو ﺳﻬﻞ ﻋﻣﻠ ﺔ اﻹﺟﻬﺎض أو ﻗﺎم ﺑﻬﺎ إذا ﺎن ﻣن اﻟﺻﻧﻒ اﻟذﯾن‬
‫ذ رﺗﻬم اﻟﻣﺎدة وﻫم اﻷط ﺎء واﻟﺻ ﺎدﻟﺔ واﻟﻘﺎ ﻼت ‪،‬ﺟراﺣﻲ اﻷﺳﻧﺎن ‪ ،‬طﻠ ﺔ اﻟطب ﻣﺧﺗﻠﻒ ﻓروﻋﻪ‪ ،‬اﻟﻣﻣرﺿون‪،‬‬
‫اﻟﻣدﻟﻛون‪ ،‬ﺗﺟﺎر اﻷدوات اﻟﺟراﺣ ﺔ‪ ،‬ﻣﺣﺿروا اﻟﻌﻘﺎﻗﯾر‪ ،‬ﺻﺎﻧﻌو اﻷرطﺔ اﻟطﺑ ﺔ‪ ،‬ﻫذا ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﻟﻠﺗداﺑﯾر اﻟﺗﻲ وردت ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 311‬واﻟﺗﻲ ون ﺗطﺑ ﻘﻬﺎ وﺟو ﺎ واﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ اﻟﻣﻧﻊ ﻣن ﻣﻣﺎرﺳﺔ ﻣﻬﻧﺔ أو ﻋﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ أو‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﺎﻟﺗوﻟﯾد أو أﻣراض اﻟﻧﺳﺎء‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻌﻘﺎب اﻹﺟﻬﺎض اﻟذ ﺗﻣﺎرﺳﻪ اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ‪:‬‬
‫ورد اﻟﻧص ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 309‬ﻗﻊ ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺟ س ﻣن ‪ 6‬أﺷﻬر اﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن وﻏراﻣﺔ ﻣن‬
‫‪20‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪100‬أﻟﻒ دج ﻣﻊ وﺟوب اﺗﺧﺎذ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪311‬ﻗﻎ‪.‬‬

‫‪3‬ـ ﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺗﺣر ض ﻋﻠﻰ اﻹﺟﻬﺎض‪:‬‬


‫ﻌﺎﻗب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺣرض ﻓﻲ اﻹﺟﻬﺎض ﻠﻣﺎ ﺗوﻓرت إﺣد اﻟﺻور اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 310‬ﻗﻊ ﺈﻟﻘﺎء ﺧطب ﻓﻲ‬
‫إﻋﻼﻧﺎت‪،‬ﺻور‪،‬رﺳوم‪ ،‬ﺗب‪ ،‬أو اﻟﻘ ﺎم‬ ‫أﻣﺎﻛن ﻋﻣوﻣ ﺔ ﺗﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻹﺟﻬﺎض أو ﺗوزﻊ أو ﺑ ﻊ أو ﻋرض أو ﻟﺻ‬

‫‪66‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺎﻟدﻋﺎ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻌ ﺎدات اﻟطﺑ ﺔ اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ أو اﻟﻣزﻋوﻣﺔ وﻗد اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺣ س ﻣن ﺷﻬرن اﻟﻰ ‪3‬ﺳﻧوات‬
‫وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 20‬أﻟﻒ ‪100‬أﻟﻒ دج أو ﺑﺈﺣد ﻫﺎﺗﯾن اﻟﻌﻘو ﺗﯾن‪.‬‬
‫ﺗرﺗﻛ ﻪ اﻟﻣرأة‬ ‫‪4‬ـ ﻌﺎﻗب اﻟﺷر ك ﺑﻧﻔس ﻋﻘو ﺔ اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷﺻﻠﻲ ﺳواء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﺟﻬﺎض اﻟﻣرﺗﻛب ﻣن اﻟﻐﯾر أو اﻟذ‬
‫ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ وﻻ ﻌﺗﺑر اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﺣﻣﻠون اﻟﺻﻔﺎت اﻟﻣذ ورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 306‬ﺷر ﺎء ﺑﻞ اﻋﺗﺑرﻫم اﻟﻣﺷرع ﻓﺎﻋﻠﯾن‬
‫أﺻﻠﯾﯾن‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ اﻟﺷروع ﺑﻧص ﺻرﺢ ﻓﻲ ﻼ ﺻورﺗﻲ اﻹﺟﻬﺎض‪.‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﺧطﻒ أو إ ﻌﺎد اﻟﻘﺎﺻر ﺑدون ﻋﻧﻒ م ‪L’enlèvement ou le détournement de mineurs‬‬
‫ٌ‪326‬ع‬
‫ﻧص اﻟﻣﺎدة‪ 326‬ﻌﺎﻗب ﻞ ﺷﺧص ﻗﺎم ﺎﻟﺧطﻒ أو اﻹ ﻌﺎد ﻋﻠﻰ ﻗﺎﺻر ﻓﻬو ﻧص ﺟﺎﺋز اﻹﻧط ﺎق ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ اﻷخ أو‬
‫اﻷﺧت‪ ،‬ﺳﺗﺛﻧﻰ ﻓﻘط اﻷﺑو ن ﻷﻧﻬﻣﺎ ﯾﺧﺿﻌﺎن ﻟﻧص ﺧﺎص وﻫو اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ ،328‬وﻻ ﻋﺑرة أ ﺿﺎ ﺑﺟﻧس‬
‫اﻟﺿﺣ ﺔ ذ ار ﺎن أو أﻧﺛﻰ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫أر ن اﻟﺟر ﻣﺔ‬
‫ﻫﻲ ﺛﻼﺛﺔ‪ ،‬ﻓﻌﻞ اﻟﺧطﻒ أو اﻹ ﻌﺎد‪ ،‬ﺻﻐر اﻟﺿﺣ ﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻓﻌﻞ اﻟﺧطﻒ أو اﻹ ﻌﺎد‬
‫أرادﻩ اﻟﻣ ﻠﻒ ﺑرﻋﺎﯾﺗﻪ أن ﻘ م ﻓ ﻪ وﻧﻘﻠﻪ اﻟﻰ ﻣﺣﻞ آﺧر‬ ‫و ﻌﻧﻲ ذﻟك ﺧطﻒ اﻟطﻔﻞ وأﺧذﻩ ﻣن اﻟﺣﯾز اﻟﻣ ﺎﻧﻲ اﻟذ‬
‫ﯾﺧطﻒ ﻣﻧﻪ اﻟﻘﺎﺻر و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬو ﻞ ﻣ ﺎن رﺿﻲ ﻪ اﻟﻣ ﻠﻒ‬ ‫ﻘﺻد إﺧﻔﺎءﻩ‪ ،‬ﻟم ﺣدد اﻟﻣﺷرع طﺑ ﻌﺔ اﻟﻣ ﺎن اﻟذ‬
‫ون أ ﺿﺎ ﻣﻧزل أﺣد اﻷﻗﺎرب أو‬ ‫ون ﻣﻧزل أﺑو ﻪ ﻗد‬ ‫ﺑراﻋ ﺔ اﻟﻘﺎﺻر ﺄن ﯾﺗواﺟد ﻓ ﻪ ﻫذا اﻷﺧﯾر ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓ ﻣﺎ ﻗد‬
‫اﻷﺻدﻗﺎء أو ﺣﺗﻰ ﻣراﻛز اﻟﺗﺳﻠ ﺔ واﻟﺗرﻓ ﻪ واﻟﻣﺧ ﻣﺎت‪.‬‬
‫ﺗﻌﻣدت اﻟﻬروب ﻣن ﻣﺣﻞ إﻗﺎﻣﺗﻬﺎ‬‫وﻻ أﺛر ﻋﻠﻰ ﻗ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ ﺗرك اﻟﻘﺎﺻر ﻣﺣﻞ إﻗﺎﻣﺗﻪ ﺑﺈرادﺗﻪ وﺗﺗ ﻊ اﻟﺧﺎطﻒ‪،‬أﻣﺎ إذا ّ‬
‫دون ّ‬
‫ﺗدﺧﻞ ﻣن اﻟﺧﺎطﻒ او ﺗﺄﺛﯾر ﻣن ﻓﻼ ﻘو م اﻹ ﻌﺎد)‪ ،(1‬ﻣﺎ ﻻ ﺗﻘوم اﻟﺟرﻣﺔ إذا ﻟم ﯾﺗوّﻓر ﻓﻌﻞ اﻹ ﻌﺎد‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺿﻲ‬
‫ﻌدم ﺗّﻔرﻩ ﻓﻲ ﺣ اﻟطﺑﯾب اﻟذ اﺳﺗﻘﺑﻞ ﻓﺗﺎة ﻗﺎﺻر ﻓﻲ ﻣ ﺗ ﻪ وﻣﺎرس ﻋﻼﻗﺔ ﺟﻧﺳ ﺔ ﻣﻌﻬﺎ)‪.(2‬‬
‫ــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻗ اررات اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺻﺎدرة ﻓﻲ ‪ ،1971 /01/5‬و ذا ﻓﻲ ‪ ،1981/01/05‬واردة ﻋﻧد‪ :‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت‪،‬‬
‫اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫‪(2)-Cass.Crim.Franc. 23 /12/1968, Code pénal Français, op-cit, p729.‬‬

‫وﻟم ﺣدد اﻟﻣﺷرع م ﻫﻲ اﻟﻣﻬﻠﺔ اﻟﻣﺷﺗر ﺗوﻓرﻫﺎ ﻟﻘ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ذﻫب اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻰ اﻟﻘول ﺄن اﻟﺟرﻣﺔ ﺗﺗﺣﻘ‬
‫ﻠﻣﺎ أﺣدث اﻹ ﻌﺎد ﺧﻠﻞ ﻓﻲ ﻣﻣﺎرﺳﺔ أﺷ ﺎل اﻟرﻋﺎ ﺔ ﻣن طرف ﺻﺎﺣب اﻟﺳﻠطﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧطوف‪ ،‬وﺻﺎﺣب اﻟﺳﻠطﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺻر ﻗد ون واﻟد ﻪ أو وﺻ ﺎ أو وﻟ ﺎ أو ﺣﺎﺿﻧﺎ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻣرة‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﺣﺳب ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم‬
‫ّ‬ ‫وﺗ ﻘﻰ اﻟﺟرﻣﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻠﻣﺎ اﺳﺗﻣر ﻓﻌﻞ اﻹ ﻌﺎد و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻬﻲ ﻣن ﻧوع اﻟﺟراﺋم‬
‫ﻓﯾﻬﺎ ﻣن ﯾوم ﺗوﻗﻒ ﺣﺎﻟﺔ إﺳﺗﻣرار اﻹ ﻌﺎد ﻣﺎ ﺗﻧﺗﻬﻲ أ ﺿﺎ ﺑﺑﻠوغ اﻟﻣﺧطوف ﺳن اﻟرﺷد‪.‬‬
‫ﺣﺟ ﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻘﺿﻲ ﻓ ﻪ أو ﻋدم اﻟﻌﻘﺎب ﻣرﺗﯾن‪ ،‬ﻋﻠﻰ ﻧﻔس اﻟوﻗﺎﺋﻊ‪ ،‬إذ أن اﻟطﺎ ﻊ‬ ‫ﺗطﺑ ﻗﺎﻋدة ّ‬ ‫ﻣﺎ ﻻ ّ‬
‫اﺳﺗﻣر ﻓﻲ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ رﻏم وﺟود ﺣ م إداﻧﺔ ﺳﺎﺑ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﻠﺟرﻣﺔ ﺗﻣ ّ ن ﻣن ﻋﻘﺎب ﻧﻔس اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﻧﻔس اﻟوﻗﺎﺋﻊ إذا ﻣﺎ‬
‫ّ‬
‫ﺗﺟدد اﻹﺳﺗﻣرار )‪.(1‬‬
‫ﻓﻬﻲ ﺟرﻣﺔ ﻣﺗﺟددة ّﻠﻣﺎ ّ‬
‫ﻣﺎ ﺷﺗر ﻟﻘ ﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ أن ﯾﺗم اﻹ ﻌﺎد ﺑدون ﺗﺣﺎﯾﻞ وﻻ إﻛراﻩ‪ ،‬ﺣﯾث إذا ﺗوﻓر ﻫذان اﻟظرﻓﺎن ﺳﺗﻘوم ﺟﻧﺎ ﺔ‬
‫اﻟﺧطﻒ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 293‬ﻣ رر‪ 1‬اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ ﻘﺎﻧون ‪ 01/14‬وأﺻ ﺢ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺳﺟن اﻟﻣؤّد‪ ،‬وﻗد ﺗﺻﻞ‬
‫اﻟﻰ اﻹﻋدام إذا ﺗﻌرض اﻟﻘﺎﺻر اﻟﻰ ﺗﻌذﯾب أو اﻋﺗداء ﺟﻧﺳﻲ أو أد اﻟﺧطﻒ اﻟﻰ وﻓﺎﺗﻪ أو ﺎن ﻣن أﺟﻞ طﻠب اﻟﻔد ﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻗﺻور اﻟﺿﺣ ﺔ‬
‫ﺣﯾث ﺗﺷﺗر اﻟﻣﺎدة ‪ 326‬أن ون اﻟﻣﺧطوف ﻗﺎﺻ ار ﻟم ﻣﻞ ﺳن ‪ 18‬ﺳﻧﺔ ﺳواء ذ ار أو أﻧﺛﻰ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪:‬‬
‫وﻟﻘ ﺎﻣﻪ ﯾﺟب أن ﯾﺗﻌﻣد اﻟﺟﺎﻧﻲ إﺧﻔﺎء اﻟﻣﺧطوف ﻋن ذو ﻪ وﻻ ﺷﺗر اﻟﻘﺎﻧون إرﺗﻛﺎب أ اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺧطوف‬
‫ﺗﻌدد اﻟﺟراﺋم ﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﻔﺻﻞ ﻓﯾﻬﺎ وﻓ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪32‬‬
‫ﺑﻞ ﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد اﻹ ﻌﺎد‪ ،‬ﻓﺈذا وﻗﻊ اﻹﻋﺗداء ﺳﯾﺛﯾر ﻣﺳﺄﻟﺔ ّ‬
‫وﻣﺎ ﻌدﻫﺎ ق ع‪.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﺗﻌد ﺳن ‪18‬‬ ‫ﯾﻧﺗﻔﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ّﻠﻣﺎ ﺛﺑت أن اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻧﺧدع ﺑﻬﯾﺋﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟذ ظﻬر أﻧﻪ ّ‬
‫وﻻ ﻋﺑرة أ ﺿﺎ ﺎﻟ ﺎﻋث ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن ﻣﺷروﻋﺎ ﻣﺎ ﻟو ﺎن اﻟﻐرض ﻣن اﻟﺧطﻒ ﻫو اﻟزواج‪ ،‬رﻏم أﻧﻪ ﻗد ﺳﺗﻔﯾد ﻓﻲ‬
‫ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟظروف اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ )‪. (3‬‬

‫ــــــــ‬
‫‪(1)- Cass.Crim.Franc. 30/06/1983, Code pénal Français, op-cit, p730.‬‬
‫‪(2)- Cass.Crim.Franc. 6/11/1963, Code pénal Français, op-cit, p730.‬‬
‫‪(3)- Cass.Crim.Franc. 21/10/1954, Code pénal Français, op-cit, p730.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ‬
‫اﻟﻔرع ﻷول‪ :‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺷ و‬

‫‪68‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻻ ﺷﺗر اﻟﻘﺎﻧون ﺗﻘد م ﺷ و ﻟﺗﺣرك اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎﺻﺔ وردت ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪326‬‬
‫‪ ، 2/‬وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ إذا ﺎﻧت اﻟﻣﺧطوﻓﺔ أﻧﺛﻰ وﺗزوﺟت ﺑﺧﺎطﻔﻬﺎ‪ ،‬ﺣﯾث ﻻ ﺗﺣرك اﻟدﻋو إﻻ ﻌد ﺗﻘد م ﺷ و ﻣن طرف‬
‫اﻷﺷﺧﺎص اﻟذﯾن ﻟﻬم ﺻﻔﺔ ﻓﻲ طﻠب إ طﺎل اﻟزواج‪،‬ﻓرﻏم ﺗﻧﺎﻗﺿﻬﺎ ﻣﻊ أﺣ ﺎم ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋر ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﺣ م‬
‫أﻛدت أﻛﺛر ﻣن ﻣرة ﻋﻠﻰ ﺿرورة اﻷﺧذ ﻌﯾن اﻹﻋﺗ ﺎر‬
‫اﻟﻣﺗﻌّﻠ ﺑر ن ﺣﺿور اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ اﻟزواج إﻻّ أن اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ّ‬
‫ﻫذا اﻟزواج )‪،(1‬إذ أﻟﻐﯾت ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ وﻣﺎزاﻟت ﺎﻗ ﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر ‪.‬‬

‫ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺗﻘﺎدم ﺗطﺑ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪8‬ﻣ رر‪ 1‬ﻣن ق إج اﻟﺗﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻻ ﯾﺑدأ ﺳرﺎن ﻣدة اﻟﺗﻘﺎدم ﻓﻲ اﻟﺟﻧﺎ ﺎت‬
‫واﻟﺟﻧﺢ اﻟﻣرﺗﻛ ﺔ ﺿد اﻟﺣدث إﻻ اﺑﺗداء ﻣن ﺑﻠوﻏﻪ ﺳن اﻟرﺷد اﻟﻣدﻧﻲ ) ‪19‬ﺳﻧﺔ(‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻌﻘو ﺔ‬
‫ﺟرﻣﺔ ﺧطﻒ أو إ ﻌﺎد اﻟﻘﺎﺻر ﻌﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪5‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن‬
‫‪20‬أﻟﻒ اﻟﻰ ‪100‬أﻟﻒ دج‪.‬‬

‫ـــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻗ اررات ﻟﻠﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ‪ ،2006/04/26 ،1995/01/03‬ﻣﺗوﻓرة ﻋﻧد‪ :‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪،‬‬
‫ص‪.135‬‬
‫اﻟ ﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ‬

‫اﻟﻔﺻﻞ اﻷول‬

‫‪69‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻣﺎد ﺔ‬

‫اﻷﺣ ﺎم اﻟﻣﺷﺗر ﺔ ﺑﯾن اﻟﺳرﻗﺔ واﻟﻧﺻب و ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‬


‫ﺗﺷﺗرك ﺟراﺋم اﻟﺳرﻗﺔ واﻟﻧﺻب وﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ أﻧﻬﺎ اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ‪ ،‬وﻫذا اﻹﺷﺗراك ظﻬر ﻓ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫ون‬ ‫ون ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻔﻌﻞ اﻹﻋﺗداء ﯾﺟب أن‬ ‫‪1‬ـ ﻣن ﺣﯾث اﻟﺷرو اﻟﻣﺗطﻠ ﺔ ﻓﻲ ﻣﺣﻞ اﻟﺟرﻣﺔ‪ ،‬إذ أن اﻟﺷﻲء اﻟذ‬
‫ون‬ ‫ون ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟﻐﯾر اﻟﺟﺎﻧﻲ و ﺗطﻠب اﻟﻣﺷرع أن‬ ‫ون ﻫذا اﻟﺷﻲء ﻣﺎﻻ وأن‬ ‫ﻣﺣﻼ ﻟﺣ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ‪ ،‬ﻟذﻟك ﯾﺟب أن‬
‫ﻣﻧﻘوﻻ‪.‬‬
‫‪2‬ـ ﺗﺷﺗرك ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻣن ﺣﯾث اﻟﻘﺻد إذ ﻫﻲ ﺟراﺋم ﻗﺻد ﺔ ﻓﻼ ﻣ ن أن ﺗﻘوم إﺣداﻫﺎ ﺎﻟﺧطﺄ ﺑﻞ ﻻﺑد ﻣن ﺗواﻓر ﻧ ﺔ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ ﻫﻲ" ﻧ ﺔ اﻟﺗﻣﻠك" ﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص رﻏم أﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺔ اﺗﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺣدﯾث اﻟﻰ ﻋدم اﻷﺧذ ﻪ‪.‬‬
‫‪3‬ـ إن اﻹﻋﺗداء ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻻ ﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ ﺣ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ ﺑﻞ ﯾﺗﻌداﻫﺎ إﻟﻰ ﺣﻘوق أﺧر ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳرﻗﺔ ﻫﻲ اﻋﺗداء‬
‫ﻋﻠﻰ ﺣ اﻟﺣ ﺎزة اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ‪ ،‬اﻟﻧﺻب أ ﺿﺎ ﯾﺗﺿﻣن اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣرﺔ اﻹرادة وﺳﻼﻣﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‬
‫ﻫﻲ إﺧﻼل ﺎﻟﺛﻘﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺎ ﺗﻧطو ﻋﻠ ﻪ ﻣن ﻋدوان ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ‪.‬‬
‫أوﺟﻪ اﻹﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﺳرﻗﺔ واﻟﻧﺻب وﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‬
‫اﻹﺧﺗﻼف ﺑﯾن ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻣن ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ اﻹﺟراﻣﻲ اﻟﻣ ون ﻟﻠر ن اﻟﻣﺎد ﻟﻛﻞ ﺟرﻣﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺳرﻗﺔ ﺗﻔﺗرض ﻓﻌﻞ " اﻷﺧذ"‬
‫ﯾﺗﺣﻘ ﻋن طرﻘﻪ إﺧراج اﻟﻣﺎل ﻣن ﺣ ﺎزة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ٕوادﺧﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺣ ﺎزة ﺛﺎﻧ ﺔ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺗﺳﻠ م ﯾﻧﻔﻲ ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ‪ ،‬ﻷﻧﻪ ﯾﻧﻔﻲ‬
‫اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺣ ﺎزة ‪ ،‬واﻟﻧﺻب ﻔﺗرض أﺳﺎﻟﯾب ﺗدﻟ ﺳ ﺔ ﺗﻌﯾب إرادة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ وﺗوﻗﻌﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﻠط اﻟذ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﺳﻠم‬
‫اﻟﻣﺎل إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ واﻟﺗﺳﻠ م ﻻ ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ ﺑﻞ إﻧﻪ ﻧﺗﯾﺟﺗﻪ اﻹﺟراﻣ ﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺗﻔﺗرض ﻓﻌﻼ ﯾﺧون‬
‫ﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻓ ﻪ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺳﻠم ﻟﻪ ﻣﺎﻟﻪ‪ ،‬واﻟﺗﺳﻠ م ﻻ ﯾﺗﻌﺎرض أ ﺿﺎ ﻣﻊ ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ ﺑﻞ‬
‫ﻔﺗرﺿﻪ‪ ،‬وﻟﻛن ﻟ س ﻧﺗﯾﺟﺗﻪ اﻹﺟراﻣ ﺔ ﺑﻞ ﻫو ﻋﻣﻞ ﺳﺎﺑ ﻋﻠﻰ اﻹﻋﺗداء‪ ،‬ﺻﺎدر ﻋن إرادة ﺻﺣ ﺣﺔ و ﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد‬
‫ﻌﺗرف ﻪ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‬
‫اﻟﺳــــــــــرﻗﺔ‬
‫م‪350‬ﻗﻊ‬

‫‪70‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﺳرﻗﺔ ﻫﻲ اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ واﻟﺣ ﺎزة ﻟﺷﻲء ﻣﻧﻘول وﻗد ﻋرﻓﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 350‬ﻗﻊ " ﻞ ﻣن اﺧﺗﻠس ﺷﯾﺋﺎ ﻏﯾر‬
‫ﻣﻣﻠوك ﻟﻪ‪."...‬‬
‫ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﻒ اﻟﻣوﺟز ﻧﺳﺗﺧﻠص أر ﺎن ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﻬﻲ اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ واﻟﺣ ﺎزة ﻣﻌﺎ ﺗﺗطﻠب‬
‫ﻣوﺿوﻋﺎ ﻫو اﻟﻣﺎل )اﻟﻣﻧﻘول( اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﻠﻐﯾر وﻓﻌﻼ ﯾﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ " اﻷﺧذ ﺑدون اﻟرﺿﺎ" ﺣﺳب ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟذ "‬
‫وﺿﻌﻪ اﻟﻣﺷرع "اﻹﺧﺗﻼس‪soustraction‬وﻗﺻدا ﻘوم ﺑﻧ ﺔ اﻟﺗﻣﻠك ﻟذﻟك اﻟﺷﻲء‪،‬رﻏم أن اﻟﻣﺷرع أﻏﻔﻞ ذ ر‬
‫ذﻟك إﻻ أن اﻟﻧص اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺎن أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻋﺑر ﻋﻧﻪ ﻣﺻطﻠﺢ "‪"frauduleusement‬إ ﻏﺷﺎ‪.‬‬
‫رﻏم أن اﻟﺗطﺑﯾ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺣدﯾث ﻟم ﻌد ﯾﺗطﻠب وﺟود ﻫذﻩ اﻟﻧ ﺔ‪.‬‬
‫ﻓﺎﻟﺳرﻗﺔ اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ واﻟﺣ ﺎزة ﻣﻌﺎ وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺎﻟﺣ ﺎزة ﯾﺗم اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺻﻔﺔ ﻋرﺿ ﺔ ﻓﺎﻟﺳﺎرق ﻟم ن ﺣﺎﺋ از‬
‫ﻟﻠﺷﻲء ﻣن ﻗﺑﻞ‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻺﻋﺗداء ﻋﻠ ﻪ ﺳﺗوﺟب ﺎﻟﺿرورة اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺣ ﺎزة وﻫذﻩ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ ﺗﺗﺿﺢ ﻣن اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﻣﻊ‬
‫ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺎن ﺣوز اﻟﺷﻲء ﺳﺑب ﻣﺷروع ﻗﺑﻞ ارﺗﻛﺎب ﺟرﻣﺗﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫طﺑ ﻌﺔ اﻟﺷﻲء ﻣوﺿوع اﻟﺳرﻗﺔ‬
‫ون ﻣوﺿوع ﻟﻺﻋﺗداء ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺔ ﻋدة ﺷرو وﻫﻲ أن ون ﻣﺎﻻ‪ ،‬وأن ون ﻣن طﺑ ﻌﺔ‬ ‫ﺷﺗر ﻓﻲ اﻟﺷﻲء اﻟذ‬
‫ﻣﺎد ﺔ‪ ،‬أن ون ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟﻠﻐﯾر‪ ،‬أن ون ﻣﻧﻘوﻻ‪ ،‬وأن ون ﻓﻲ ﺣ ﺎزة اﻟﻐﯾر‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﯾﺟب أن ون اﻟﺷﻲء ﻣﺎﻻ‪:‬‬
‫ون ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻟﻠﻣﻠﻛ ﺔ وﻻ ﺻﻠﺢ ﻣﺣﻼ ﻟﻠﻣﻠﻛ ﺔ إﻻ ﺷﯾﺋﺎ ﻟﻪ‬ ‫ﻓﻣﺎ داﻣت اﻟﺳرﻗﺔ اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ ﻓﻣوﺿوﻋﻬﺎ ﯾﺟب أن‬
‫ﺻﻔﺔ اﻟﻣﺎل وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧون‪ ،‬وﻫذا اﻟﻣﺎل ﻫو ﻞ ﺷﻲء ﺻﻠﺢ ﻣﺣﻼ ﻟﺣ ﻋﯾﻧﻲ ‪ ،‬وﻻ ﯾﺧرج ﻋن ﻫذا اﻟﻣﻔﻬوم إﻻ اﻷﺷ ﺎء‬
‫اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘﺑﻞ طﺑ ﻌﺗﻬﺎ أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﺣ ﻋﯾﻧﻲ ﺎﻹﻧﺳﺎن‪ ،‬و ذا اﻷﺷ ﺎء اﻟﺗﻲ ﻻ ﺳﺗط ﻊ ﺷﺧص أن ﺣوزﻫﺎ ﺎﻟﻣ ﺎﻩ‬
‫ﻓﻲ اﻟ ﺣر واﻟﻬواء ﻓﻲ اﻟﺟو أو ﻣ ﺎﻩ اﻟﻣطر )‪ ،(1‬أﻣﺎ إذا اﺣﺗﺟزت ﻣ ﺔ ﻣن اﻟﻣﺎء أو اﻟﻬواء ﻓﻲ وﻋﺎء اﻋﺗﺑرت أﻣواﻻ‪.‬‬
‫ﻻ ﺻﻠﺢ اﻹﻧﺳﺎن ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﺳرﻗﺔ ﻓﺻﻔﺔ اﻟﻣﺎل ﻣﻧﺗﻔ ﺔ ﻋﻧﻪ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﺈن إﺧﻔﺎء طﻔﻞ أو اﺧﺗطﺎﻓﻪ ﻻ ﻌﺗﺑر ﺳرﻗﺔ و ﻧﺎء‬
‫أو اﻟﺷﻌر اﻟﻣﺳﺗﻌﺎر واﻷﺳﻧﺎن‬ ‫ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺈن ﺟﺳدﻩ اﻟﺣﻲ ﻻ ﻌﺗﺑر ﻣﺎﻻ‪ ،‬إﻻ أن اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺻﻧﺎﻋ ﺔ ﺎﻟﺳﺎق اﻟﺣدﯾد‬
‫اﻟﺻﻧﺎﻋ ﺔ ﻫﻲ أﻣوال ﻣ ن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺳرﻗﺔ )‪.(2‬‬

‫ـــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬ﺟراﺋم اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال‪ ،‬اﻟﻣﺟّﻠد اﻷول‪ ،‬ط ﻌﺔ‪ ،3‬ﺑﯾروت‪ ،1998 ،‬ص ‪.33‬‬
‫)‪ -(2‬ﻧﻔس اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ون اﻟﺷﻲء ذو طﺑ ﻌﺔ ﻣﺎد ﺔ‪:‬‬
‫ﺻﻠﺢ ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﺣ اﻟﻌﯾﻧﻲ ﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ وﺣ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ ﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫ﻫو وﺣدﻩ اﻟذ‬ ‫ﻓﻠﻣﺎ ﺎن اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺎد‬
‫وﻟﻣﺎ ﺎﻧت اﻟﺳرﻗﺔ اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ ﻓﺎﻟﻣﺑدأ أﻧﻪ ﻻ ﻣ ن ﺗﺻور وﻗوﻋﻬﺎ إﻻ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﺎد )‪ ،(1‬ﻓ ﻞ اﻷﺟﺳﺎم‬
‫ﺗﺻﻠﺢ أن ﺗﻛون ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﺳرﻗﺔ ﺳواء ﺎﻧت أﺟﺳﺎﻣﺎ ﺻﻠ ﺔ أو ﻏﺎزﺔ أو ﺳﺎﺋﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺿﻲ أن‬ ‫ﺎن ﻣﺎد‬ ‫اﻟﺗﻲ ﻟﻬﺎ‬

‫‪71‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻫذﻩ‬ ‫ﺗﻣر ﺑﻬﺎ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻣ ن ﺗﺻور اﻧﺗزاع ﺣ ﺎزﺗﻬﺎ ﻋن طر‬ ‫اﻟﻛﻬرﺎء ﻟﻬﺎ ﺎن ﻣﺎد ظﻬر ﻓﻲ اﻷﺳﻼك اﻟﺗﻲ ّ‬
‫اﻷﺳﻼك وﺳرﻗﺗﻬﺎ )‪ ،(2‬وﻗد ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 33‬ﻣن ﻗﺎﻧون ‪ 07 /85‬اﻟﻣﺗﻌّﻠ ﺑﺈﻧﺗﺎج اﻟطﺎﻗﺔ اﻟﻛﻬرﺎﺋ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺗ ﺎر ﻞ‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻏﯾر ﺷرﻋﻲ أو اﺣﺗ ﺎﻟﻲ ﻟﻠﻛﻬرﺎء واﻟﻐﺎز ﺗﻌﺑر ﺳرﻗﺔ و ﻌﺎﻗب ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ وﻓ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 350‬ق ع )‪.(3‬أﻣﺎ‬
‫اﻷﻓ ﺎر ﻓﻣﺎداﻣت ﻻ ﻣ ن ﺣ ﺎزﺗﻬﺎ ﻣﺎد ﺎ ﻓﻼ ﺗﺻﻠﺢ ﻟﻠﺳرﻗﺔ ﺑﻞ ﺗدﺧﻞ ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺟراﺋم اﻟﺗﻘﻠﯾد اﻟﻣرﺗ طﺔ ﺎﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﻘوق اﻟﻣؤﻟﻒ واﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺟﺎورة وأﻣر ‪07/03‬‬ ‫اﻟﻣﻠﻛ ﺔ اﻷدﺑ ﺔ واﻟﻔ رﺔ‪ ،‬ﺗﻠك اﻟواردة ﻓﻲ أﻣر ‪ 05/03‬اﻟﻣﺗﻌّﻠ‬
‫اﻟﻣﺗﻌّﻠ ﺑﺑراءات اﻹﺧﺗراع‪.‬‬
‫وردﻩ اﻟﻰ ﻣﺎﻟﻛﻪ ﻓﻬﻲ أ ﺿﺎ ﻻ ﺗﻛون ﻣﺣﻼ إﻻ‬
‫ﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻣﻧﺎﻓﻊ أ ﺣﺎﻟﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺷﻲء ﻟﻺﻧﺗﻔﺎع ﻪ ّ‬
‫ﻟﺣ ﺷﺧﺻﻲ‪ ،‬وﻣﻊ ذﻟك ﯾﺗﺟﻪ اﻟﺗطﺑﯾ اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺣدﯾث اﻟﻰ اﻹﻋﺗراف ﺳرﻗﺎت اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل ﻋﻧدﻣﺎ أﺻ ﺢ ﻻ ﺷﺗر‬
‫ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص ﻟﻘ ﺎم اﻟﺳرﻗﺔ ﻣﺎ ﺳﻧر ﻓ ﻣﺎ ﻌد‪ ،‬وﻗد واﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎء ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺣﺎﻻت ﺛﯾرة ﺗﺗﻌﻠ‬
‫ﺎﻹﺳﺗ ﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﺳ ﺎرات ﻟﻐرض اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻘط إذ ﺎﻧت اﻟﻣﺣﺎﻛم ﺗدﯾن ﻫؤﻻء ﺑﺗﻬﻣﺔ ﺳرﻗﺔ اﻟﺑﻧزن )‪ ،(4‬ﺑﻞ ﺣﺗﻰ ﻗﺎﻧون‬
‫اﻟﻌﻘو ﺎت ﯾﺟرم ﻌض اﻟﺳﻠو ﺎت اﻟﺗﻲ ﻌﺗﺑرﻫﺎ اﻟﻔﻘﻪ ﻣن ﺻور ﺳرﻗﺎت اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ ﺎﻟﻣﺎدة ‪ 366‬اﻟﺗﻲ ﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب ﻣن‬
‫ﺳﺗﻬﻠك ﻣﺄﻛوﻻت أو ﻣﺷرو ﺎت دون ان ﯾدﻓﻊ ﺛﻣﻧﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﻌدم ﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ ذﻟك‪ ،‬أو طﻠب ﺗﺧﺻ ص ﻏرﻓﺔ ﻓﻲ ﻓﻧدق‬

‫دون دﻓﻊ ﺛﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ّ‬


‫ﺗﺟرم اﻟﻣﺎدة ‪ 367‬ﻓﻌﻞ اﺳﺗﺋﺟﺎر ﺳ ﺎرة ر وب ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺄﻧﻪ ﻻ ﺳﺗط ﻊ دﻓﻊ ﺛﻣن اﻹﺳﺗﺋﺟﺎر‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﺳرﻗﺔ اﻟﺧدﻣﺔ ﺎﻟﻣ ﺎﻟﻣﺎت اﻟﻬﺎﺗﻔ ﺔ ﻻ ﻣ ن أن ﺗﺻﻠﺢ ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺳرﻗﺔ ﺎﻋﺗ ﺎر أﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﻣﻠك ﺎﻧﺎ ﻣﺎد ﺎ ﻫﻲ أ ﺿﺎ‬
‫)‪،(5‬وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد اﻋﺗﺑرت ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻣﺻرﺔ أن اﻟﺧط اﻟﺗﻠ ﻔوﻧﻲ ﻟﻪ ﻗ ﻣﺔ ﻣﺎﻟ ﺔ ﺗﺗﻣﺛّﻞ ﻓﻲ ﺗﻛﺎﻟﯾﻒ اﻹﺷﺗراك‬
‫واﻟﻣ ﺎﻟﻣﺎت اﻟﺗﻠ ﻔوﻧ ﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ وﻣن ﺛم ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺟوز أن ون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺳرﻗﺔ )‪.(6‬أﻣﺎ ﻗﺎﻧون ‪2000/03‬‬
‫ﯾﺟرم ﺑﻧص ﺧﺎص وارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪/135‬ف ‪ 2‬ﻣﻧﻪ ﻓﻌﻞ ﺗﺣو ﻞ‬
‫ﺎﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﺑرد واﻟﻣواﺻﻼت ّ‬ ‫اﻟﻣﺗﻌّﻠ‬
‫ــــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪(2)- Cass.Crim.Franc. 3/08/1912, Code pénal Français, op-cit, p759.‬‬
‫)‪ -(3‬ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓﻲ ﻗرار ﻟﻠﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 2010/09/30‬ﺄن "ﺳرﻗﺔ اﻟﻛﻬرﺎء ﺗﺧﺿﻊ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ واﻟﻌﻘﺎب ﻟﻘﺎﻧون‬
‫اﻹﺟراءات اﻟﺟزاﺋ ﺔ وﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت وﻟ س ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻛﻬرﺎء"‪ ،‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،2011‬ﻋدد ‪ ،2‬ص ‪.326‬‬
‫)‪ -(4‬ﺳﺎﻣﻲ أﺣﻣد ﻧوﻓﻞ‪ ،‬ﺳرﻗﺔ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ‪ ،‬دون ذ ر دار اﻟﻧﺷر وﻻ ﺑﻠد اﻟﺷر‪ ،1995 ،‬ص‪.124‬‬
‫‪(5)-JEANDIDIER Wilfrid, droit pénal des affaires, 5e édition, Dalloz 2003, p07.‬‬
‫)‪ -(6‬ﺳﺎﻣﻲ أﺣﻣد ﻧوﻓﻞ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.254‬‬

‫اﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺳﻠﻛ ﺔ أو اﻟﻼّﺳﻠﻛ ﺔ أو ﺳﺗﻐﻞ ﺧطو اﻟﻣواﺻﻼت‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ّرﺳﺗﻪ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ﻗرار ﺻﺎدر ﻓﻲ‬
‫‪.(1) 2009/01/28‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﯾﺟب أن ون ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟﻐﯾر اﻟﺟﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ون‬ ‫و ﻌﻧﻲ ذﻟك أﻧﻪ ﻻ ﻣ ن ﺗﺻور وﻗوع اﻟﺳرﻗﺔ ﺿد ﻣﺎل ﻣﻣﻠوك ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ أو ﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﻣﻠوك ﻷﺣد ﻟذﻟك‬
‫ﺎﻟﻘول" ﻏﯾر ﻣﻣﻠوك ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ" ﺣﯾث ﯾدﺧﻞ ﻓﻲ ﻧطﺎﻗﻪ اﻟﻣﺎل ﻏﯾر‬ ‫اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺟﺎﻧب اﻟدﻗﺔ ﻧدﻣﺎ ﻋﺑر ﻋن ﻫذا اﻟﺷر‬

‫‪72‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺻﻠﺢ‬ ‫ون ﻣوﺿﻊ اﻟﺳرﻗﺔ " ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟﻐﯾر اﻟﺟﺎﻧﻲ" ‪ ،‬وﻫو اﻟوﺣﯾد ﻓﻘط اﻟذ‬ ‫ﻣﻣﻠوك ﻷﺣد أﻣﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾر اﻟﺻﺣ ﺢ أن‬
‫ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﺳرﻗﺔ‪ ،‬وﻗد ﺗﺛﯾر ﻌض اﻷﺷ ﺎء ﻧوع ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾد ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗوﺿﻊ ﻣﻊ اﻟﻣوﺗﻰ ﻓﻲ ﻗﺑورﻫم ﻓﻘد ظﻬر أﻧﻬﺎ ﺗم‬
‫اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋﻧﻬﺎ وﺻﺎرت ﻣﺗرو ﺔ وﻟﻛن ﻫذا ﻟ س ﺻﺣ ﺣﺎ‪ ،‬ﻓﺈرادة أﻫﻞ اﻟﻣﺗوﻓﻰ ﻟم ﺗﺗﺟﻪ اﻟﻰ اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن ﻫذﻩ اﻷﺷ ﺎء‪ٕ ،‬واﻧﻣﺎ‬
‫ﺗم إ ﻘﺎءﻫﺎ ﻫﻧﺎك ﺗﺣﻘ ﻘﺎ ﻟﻣﻌﺗﻘد ﻣﻌﯾن ﯾؤﻣﻧون ﻪ‪ ،‬و ﻧطﺑ ﻫذا ﻋﻠﻰ اﻷﻋﺿﺎء اﻟﺻﻧﺎﻋ ﺔ ﻟﻠﺟﺛﺔ)‪.(2‬‬
‫وﻟﻛن ﻫﻞ ﯾﻧطﺑ ﻫذا اﻟﺣ م ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺛﺔ ﻧﻔﺳﻬﺎ أو أﻋﺿﺎءﻫﺎ اﻟطﺑ ﻌ ﺔ‪ ،‬ﻻ ﻣ ن ذﻟك ﺣﺗﻰ ٕوان اﻋﺗرﻓﻧﺎ أن اﻟﺟﺛﺔ ﻌد‬
‫اﻟﻣوت ﺗﺻ ﺢ ﺷﯾﺋﺎ‪ ،‬ﻟﻛن ﻻ ﺗﻛون ﻣﻣﻠو ﺔ ﻷﺣد‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﺈن وﺻﻒ اﻹﺳﺗ ﻼء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺄﻧﻪ ﺳرﻗﺔ ﻻ ﯾﺗﺣﻘ ٕواﻧﻣﺎ وﺿﻊ‬
‫ﻟﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺗﺟرم ﺧﺎص ﺟراﺋم اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﺣرﻣﺔ اﻟﻣوﺗﻰ أو ﺗطﺑﯾ اﻟﻧﺻوص اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻹﺗﺟﺎر ﺎﻷﻋﺿﺎء وﻓ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 303‬ﻣ رر ‪ 17‬ف‪ ،2/‬أﻣﺎ إذا ﺎن اﻟﺷﻲء ﻋ ﺎرة ﻋن أﻣوال اﺳﺗوﻟﻰ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟداﺋن ﻹﺳﺗ ﻔﺎء دﯾﻧﻪ ﻣن اﻟﻣدﯾن ﻓﺈن‬
‫ﻫذا اﻟداﺋن ﻌﺗﺑر ﺳﺎرﻗﺎ ﻟﻬﺎ وﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺳرﻗﺔ ﺷﻲء ﺎن ﻣﺳروﻗﺎ ﻣن ﻗﺑﻞ )‪.(3‬‬
‫أﻣﺎ إذا ﺎن اﻟﺷﻲء ﻣﺣﻞ ﻣﻠﻛ ﺔ ﻣﻘررة ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ ﻓﺎﻟﻘﺎﻋدة أﻧﻪ ﻻ ﺳرق ﺷﺧص ﻣﺎﻟﻪ ٕواﻧﻣﺎ ﻌﺗﺑر ﻓﻌﻠﻪ اﺳﺗﻌﻣﺎل‬
‫ﻟﻣﻠﻛﯾﺗﻪ‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈذا ﺎن ﻫذا اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﺣ ﺎزة اﻟﻐﯾر واﺳﺗردﻩ ﺧﻔ ﺔ أو ﺎﻟﻘوة ﻓﻼ ﺗﻘوم ﻔﻌﻠﻪ اﻟﺳرﻗﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن‬
‫ﻣﺣﻞ ﺣ ﻋﯾﻧﻲ أﺧر ﻏﯾر ﺣ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ ﺣ اﻟرﻫن ﻣﺛﻼ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺎﻧت اﻟﻣﻠﻛ ﺔ ﻣﺷﺗر ﺔ ﻓﺈن ﻓﻌﻞ اﻟﺳرﻗﺔ ﻘوم ﻓﻲ ﺣ‬
‫ﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ أﻣوال اﻟﺗر ﺔ وﻫو اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ‬ ‫ﻣن ﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء دون رﺿﺎ ﺷر ﻪ‪ ،‬ﺎﻟوارث اﻟذ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 363‬ق ع‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺗم ﺣرﻣﺎن ﻣﺎﻟك اﻟﺷﻲء ﻣن ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻣن طرف ﺳﻠطﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺛﻼ ﻣن أﺟﻞ ﺗوﺟ ﻪ ﻫذا اﻟﺷﻲء‬
‫اﺳﺗرد ﻣ ﺔ ﻣن اﻟﺣﻠﯾب‬ ‫ون ﻣرﺗﻛ ﺎ ﻟﻠﺳرﻗﺔ ﻣﺎﻟك اﻟﺣﻠﯾب اﻟذ‬ ‫اﺳﺗردﻩ‬
‫ّ‬ ‫ﻣﻌﯾن ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﻔﻘدﻩ ﻧﻬﺎﺋ ﺎ ﻓﺈذا‬
‫ﻟﻐرض ّ‬
‫)‪. (4‬‬ ‫أﺧذﺗﻪ ﻣﻧﻪ ﻫﯾﺋﺎت اﻟرﻗﺎ ﺔ ﺛم اﺳﺗرﺟﻌﻬﺎ دون ﻋﻠم ﺗﻠك اﻟﻬﯾﺋﺔ‬
‫أﻣﺎ إذا ﺎن اﻟﺷﻲء ﻻ ﻣﻠﻛﻪ أﺣد ﻓﺈﻧﻪ ﯾﺗﺧذ إﺣد اﻟوﺻﻔﯾن إﻣﺎ أن ون ﺷﯾﺋﺎ ﻣ ﺎﺣﺎ وﻫﻲ أﺷ ﺎء ﻟم ﺗﻛن ﻓﻲ وﻗت‬
‫ﻣﺎ ﻣﻣﻠو ﺔ ﻷﺣد واﻹﺳﺗ ﻼء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻌﺗﺑر ﺳﺑب ﻹﻛﺗﺳﺎب ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﻌض اﻟﺛرروات اﻟطﺑ ﻌ ﺔ واﻟﺣﯾوان اﻟﺑر وﻟﻛن إذا‬
‫اﻟﺻﯾد دون رﺧﺻﺔ ﻌﺗﺑر‬ ‫ﺎن ﻫذا اﻟﺣﯾوان ﻣوﺟودا ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺔ اﺻط ﺎد ﺧﺎﺻﺔ ﻣﺛﻼ ﻓﺈن اﻹﺳﺗ ﻼء ﻋﻠ ﻪ ﻋن طر‬
‫ﺳرﻗﺔ )‪ ،(5‬أو ﺗﻛون أﺷ ﺎء ﻣﺗرو ﺔ وﻫﻲ أﺷ ﺎء ﺎﻧت ﻣﻣﻠو ﺔ ﺛم ﺗﺧﻠﻰ ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ ﻋن ﺣ ﺎزﺗﻪ ﻟﻬﺎ ﺑﻧ ﺔ‬
‫ـــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ‪ ،2009 /01 /28‬ﺟﻣﺎل ﺳﺎ س‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬اﻟﺟزء ‪،4‬ص ‪.1730‬‬
‫‪(2)- LUCAS DE LEYSSAC Marie-Paule,Le vol , Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et‬‬
‫‪procédures pénales,Paris,2003,p 01.‬‬
‫)‪ -(3‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫‪(4)- Rassat Michèle laure,op-cit, p56.‬‬
‫‪(5)- Cass.Crim.Franc. 30/01/1992, Code pénal, op-cit, p 311.‬‬
‫اﻟﻧزول ﻋن ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ‪ ،‬إﻻ أن اﻟﻧزول ﻋن اﻟﻣﻠﻛ ﺔ ﻻ ﻘﺑﻞ إﻻ ﻣن اﻟﻣﺎﻟك أو ﻣن ﻣﺛﻠﻪ ﻗﺎﻧوﻧﺎ ‪ ،‬ﺎﻹﺳﺗ ﻼء ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻼك‬
‫اﻟﺗﺎ ﻌﺔ ﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺑرد واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺗﻲ ﺗﺗر ﻬﺎ أﺣ ﺎﻧﺎ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣﻞ ﻓﯾﻬﺎ )‪.(1‬‬
‫أﻣﺎ إذا ﺎن اﻟﺷﻲء ﻣﻔﻘودا ﻓﺄن اﻟﻔﻘدان ﻻ ﯾﻧﻬﻲ ﻣﻠﻛ ﺔ ﻣن ﻓﻘد ﻣﻧﻪ‪ ،‬إﻻ أن ﻣﺎ ﻌﯾ اﻋﺗ ﺎرﻫﺎ ﺳرﻗﺔ أن اﻟﺷﻲء‬
‫اﻟﻣﻔﻘود ﻟم ﻌد ﻓﻲ ﺣ ﺎزة أﺣد ‪ ،‬ورﻏم ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻘﺿﺎء واﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﺳرﻗﺔ ﻷن اﻟﻣﺎﻟك ﻟم ﻔﻘد اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو‬
‫ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﺷﻲء )‪ ،(2‬ﺧﺎﺻﺔ إذا ﺗواﻓرت ﻗرﻧﺔ اﻟﻌﻠم ﻔﻘد اﻟﺷﻲء ﻟد اﻟﺟﺎﻧﻲ‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟ ار ﻊ‪ :‬ﯾﺟب أن ون ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻧﻘوﻻ‪:‬‬
‫ون ﻣﻣ ﻧﺎ إﻻ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ‬ ‫ﺑﺈﻋﺗ ﺎر أن ﻓﻌﻞ "اﻷﺧذ" ﻔﺗرض ﺗﻐﯾﯾر ﻣوﺿﻊ اﻟﺷﻲء ﻣن ﺣ ﺎزة اﻟﻰ أﺧر ﻓذﻟك ﻻ‬
‫ﻟﻠﻣﻧﻘول‪ ،‬ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻣدﻟول اﻟﻣﻧﻘول ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻋﻧﻪ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ وﻟﻛن ﻟ س ﻌض اﻟﺷﻲء‪ ،‬إذ أن ﻗﺎﻧون‬
‫اﻟﻌﻘو ﺎت ﻌﺗﺑر ﻞ ﺷﻲء ﻣ ن ﺗﻐﯾﯾر ﻣوﺿﻌﻪ ﻌﺗﺑر ﻣﻧﻘوﻻ وﻓﻲ ﻫذا ﯾدﻣﺞ ﻣﺎ ﺳﻣﻰ ﺎﻟﻌﻘﺎر ﺎﻟﺗﺧﺻ ص ) اﻟﻧواﻓذ‪،‬‬
‫ﻻ ﻣ ن رﻓﻌﻪ ﻣن‬ ‫ون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺳرﻗﺔ إﻻ اﻷﺷ ﺎء اﻟﺛﺎﺑﺗﺔ اﻟذ‬ ‫اﻷﺑواب‪،‬ﺣﺟﺎرة اﻟﺟدران‪ ،‬اﻷﺷﺟﺎر ‪ ،(...‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ‬
‫ﻣوﺿﻌﻪ إطﻼﻗﺎ ﻘطﻌﺔ أرض أو اﻟﺑﻧﺎء أﻣﺎ اﻹﺳﺗ ﻼء ﻋﻠﻰ ﺳﻧد ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ ﻌﺗﺑر ﺳرﻗﺔ ﻷن اﻟﺳﻧد ﻋ ﺎرة ﻋن ﻣﻧﻘول‪.(3).‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬ﯾﺟب أن ون ﻓﻲ ﺣ ﺎزة ﻏﯾر اﻟﺟﺎﻧﻲ‪:‬‬
‫ﻣﯾز اﻟﺳرﻗﺔ ﻋن ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ واﻟﻌﻠﺔ ﻣن ذﻟك أن اﻟﺳرﻗﺔ إﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺣ ﺎزة اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺎ‬
‫ّ‬ ‫وﻫو اﻟﺷر اﻟذ‬
‫ﺗﻧطو ﻋﻠ ﻪ ﻣن إﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ‪ ،‬وﻻ ﻣ ن ﺗﺻور إﻋﺗداء ﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﺣ ﺎزة ﻏﯾرﻩ إﻻ إذا ﺎن ذﻟك اﻟﻐﯾر ﺣوز‬
‫اﻟﻣﺎل اﻟذ ﯾﻧﺻب ﻋﻠ ﻪ ﻓﻌﻞ اﻹﻋﺗداء‪.‬‬
‫واﻟﺣ ﺎزة ﻧوﻋﺎن ﻫﻧﺎك ﺣ ﺎزة ﺎﻣﻠﺔ ﻣﺎرس ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺣﺎﺋز ﺳﻠطﺎﺗﻪ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء وأﺑرز ﻣﺛﺎل ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣﺎﻟك‬
‫اﻟﺷﻲء إذ أن ﺣ ﺎزﺗﻪ ﺗﺳﺗﻧد اﻟﻰ ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ‪ ،‬و ﻫﻧﺎك ﺣ ﺎزة ﻧﺎﻗﺻﺔ ﺗﻛون ﺳﻠطﺎت اﻟﺣﺎﺋز ﻣﺣدودة‪ ،‬ﺗﺿﯾ وﺗﺗﺳﻊ ﺑﺈﺧﺗﻼف‬
‫ﻌﺗﻣد ﻋﻠ ﻪ اﻟﺣﺎﺋز ﻓﻬو ﻻ ﯾدﻋﻲ ﺣﻘﺎ أﺻ ﻼ ﻣ ﺎﺷ ار ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟود ﻊ واﻟﻣﺳﺗﻌﯾر‬ ‫اﻟﺳﻧد اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذ‬
‫واﻟﻣﺳﺗﺄﺟر واﻟﻣرﺗﻬن)‪ ،(4‬وﻓﻲ ﻼ اﻟﺻورﺗﯾن ﻣن اﻟﺣ ﺎزة إذا ﺛﺑﺗت ﻻ ﺗﻘوم ﺟرﻣﺔ اﻟﺳرﻗﺔ‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺣﺎز اﻟﺷﺧص اﻟﺷﻲء‬
‫ردﻩ‬
‫ﯾردﻩ ﻣن ﯾرد ﺷراء ﻗﻣ ص و طﻠب ﻣن اﻟ ﺎﺋﻊ أن ﯾﻧﺎوﻟﻪ أ ﺎﻩ ﻟﻣﻌﺎﯾﻧﺗﻪ ﺛم ﯾرﻓض ّ‬
‫ﻋرﺿﺎ ﻓﻘط أ ﻟﻣدة ﻗﺻﯾرة ﺛم ّ‬
‫ﻌﺗﺑر ﺳﺎرﻗﺎ ﻟﻪ إن ﻟم ﯾدﻓﻊ ﺛﻣﻧﻪ‪ ،‬ﻷن وﺟود اﻟﺷﻲء ﻟد ﻪ ﻋ ﺎرة ﻋن ٍﯾد ﻋﺎرﺿﺔ ﻓﻘط ‪.(5)Remise partielle‬‬

‫ــــــــ‬
‫‪(1)- Cass.Crim. Franc. 31/05/1978.Code pénal,op-cit, p311.‬‬
‫)‪ -(2‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪(3)-LUCAS DE LEYSSAC Marie-Paule,le vol, op-cit, p2.‬‬
‫)‪ -(4‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.83‬‬
‫‪(5)- RASSAT Michèle laure,op-cit, p94.‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﻋﻧﺎﺻر اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﻠﺳرﻗﺔ‬
‫ﻘوم اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﻠﺳرﻗﺔ ﻔﻌﻞ اﻹﺧﺗﻼس ﻣﺎ ﺳﻣ ﻪ اﻟﻣﺷرع وﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﯾﺗﺿﻣن ﻋﻧﺻرن‪:‬‬
‫اﻷﺧذ وﻋدم اﻟرﺿﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﻓﻌﻞ اﻷﺧــذ‬

‫‪74‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫أﺧذ اﻟﺷﻲء ﻌﻧﻲ ﻧزﻋﻪ ﻣن ﯾد اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ واﻹﺳﺗ ﻼء ﻋﻠ ﻪ ‪ ،‬وﻓﻲ ﻣدﻟوﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻫو ﻋ ﺎرة ﻋن ﺗﺑدﯾﻞ ﻟﻠﺣ ﺎزة واﻟﺗﻲ‬
‫ﺗﻌﻧﻲ إﺧ ارج اﻟﺷﻲء ﻣن ﺣ ﺎزة ٕوادﺧﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺣ ﺎزة أﺧر )‪ ،(1‬وﻟذﻟك ﻻ ﻔﻲ ﻹرﺗﻛﺎب ﻓﻌﻞ اﻷﺧذ ﻣﺟرد إﺧراج اﻟﺷﻲء ﻣن‬
‫ﺣ ﺎزة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ دون إدﺧﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﺣ ﺎزة ﺟدﯾدة ‪ ،‬ﻓﻣن أطﻠ طﺎﺋ ار ﻣن ﻗﻔﺻﻪ أو ﺣﺻﺎن ﻣن إﺳطﺑﻠﻪ وﺗر ﻪ ﺣ ار ﻻ‬
‫ﻌد ﺳﺎرﻗﺎ ﻟﻪ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﻌد إﺗﻼف اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﻣوﺿﻌﻪ أﺧذا ﻟﻪ)‪ ،(2‬وﺗﺑدﯾﻞ اﻟﺣ ﺎزة ﺑﻬذا اﻟﺷ ﻞ ﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻر أﺳﺎﺳﻲ‬
‫دور ﻓﻲ ﺗﺑدﯾﻞ اﻟﺣ ﺎزة أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺻب‬ ‫ﻟﺗﻣﯾﯾز اﻟﺳرﻗﺔ ﻋن اﻟﻧﺻب وﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ إذ اﻟﻣﺎﻟك ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺔ ﻻ ﯾﻠﻌب أ‬
‫وﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﯾﻠﻌب دو ار إﯾﺟﺎﺑ ﺎ إﻣﺎ ﺑﺗﺳﻠ م اﻟﺷﻲء ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺟراﻣ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺻب أو ﺗﺳﻠ ﻣﻪ ﺷر ﻣﺳ ﻘﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ)‪.(3‬‬
‫اﻟﯾد أو اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﯾﻠﺔ أﺧر ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﺄداة ﻷﺧذ اﻟﺷﻲء وﻫذﻩ‬ ‫و ﺗم ارﺗﻛﺎب ﻓﻌﻞ اﻷﺧذ ﺳواء ﺷ ﻞ ﻣ ﺎﺷر ﻋن طر‬

‫اﻷداة ﻗد ﺗﻛون آﻟﺔ ّ‬


‫ﻣﻌﯾﻧﺔ أو ﺣﯾوان أو إﻧﺳﺎن ﺣﺳن اﻟﻧ ﺔ ‪ ،‬ﻣن ﯾوﻫم اﻟﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺣﻣﺎم ﺄن اﻟﻣﻌطﻒ وﻣﺎ ﻓ ﻪ ﻫو‬
‫ﻣﻌﯾن)‪. (4‬‬
‫ﻣﻠﻛﻪ وﻧﺎوﻟﻪ أ ﺎﻩ‪ ،‬ﻣﺎ ﻗد ﻘﻊ اﻷﺧذ ﻣﺟ ّرد اﻟﺻوت ﺎﺧﺗﻼس ﺣﯾوان ﻋن طر اﻟﺻﻔﯾر أو إﺻدار ﺻوت ّ‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋدم اﻟرﺿﺎ‬
‫ﻟﻛﻲ ﻘوم اﻹﺧﺗﻼس ﯾﺟب أن ﯾﺗم اﻷﺧذ ﻐﯾر رﺿﺎ اﻟﺣﺎﺋز‪ ،‬أﻣﺎ إذا ﺗم ﻣواﻓﻘﺗﻪ ﻓﺳوف ﯾﻧﺗﻔﻲ ﻋﻧﺻر اﻹﻋﺗداء‪.‬‬
‫ـ ﻓﺈذا ﺎن اﻟﺣﺎﺋز ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟﻣﺎﻟك ﻓرﺿﺎﺋﻪ ﯾﻧﻔﻲ اﻟﻔﻌﻞ اﻹﺟراﻣﻲ ﺣﯾث ﻻ ون ﻓﻲ ﻧﺷﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ إﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ‬
‫أو اﻟﺣ ﺎزة‪.‬‬
‫ـ إذا ﺎن اﻟﺣﺎﺋز ﻏﯾر اﻟﻣﺎﻟك ﻓرﺿﺎ أﺣدﻫﻣﺎ ﺎﻓﻲ ﻟﻧﻔﻲ ﻓﻌﻞ اﻷﺧذ‪ ،‬ﺣﯾث ﺣول دون اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ واﻟﺣ ﺎزة‬
‫ﻣﻌﺎ‪ ،‬ﻓﻣن ﺗﺳﻠم اﻟﺷﻲء اﻟﻣؤﺟر ﺑرﺿﺎ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻓﻬو ﻟ س ﺳﺎرﻗﺎ ﻟﻪ ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن اﻟﻣؤﺟر ﻟم ﯾرﺿﻰ ﺑذﻟك وﻟﻛن ﻗد‬
‫ﺳﺄل ﻣﻊ اﻟﻣﺳﺗﺄﺟر ﻋن ﺟرﻣﺔ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‪.‬‬
‫ـ ﻣﺎ أن اﻟﻌﻠم ﺎﻟﻔﻌﻞ ﻻ ﻌﻧﻲ اﻟرﺿﺎ ﻪ‪ ،‬ﻓﻘد ﺳ ت اﻟﺣﺎﺋز إﺧﺗ ﺎ ار ﻟﻠﺟﺎﻧﻲ أو اﺳﺗدراﺟﺎ ﻟﻪ ﻟﺿ طﻪ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻠ س‬
‫"ﻓﻌدم اﻟرﺿﺎ ﻻ ﻋدم اﻟﻌﻠم ﻫو اﻟذ ﯾﻬم ﻓﻲ ﺟر ﻣﺔ اﻟﺳرﻗﺔ")‪.(5‬‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)- Cass.Crim.Franc.18/11/1837, Code pénal, op-cit, p762.‬‬
‫)‪ -(2‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪(3)-LUCAS DE LEYSSAC Marie-Paule,le vol, op-cit, p2.‬‬
‫)‪ -(4‬ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.244‬‬
‫)‪ -(5‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.95‬‬

‫‪ -‬و ﻧﺗﻔﻲ اﻟرﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم ﺗواﻓر إرادة ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣ ﺎزة ﺳواء ﺎن ﺳﺑب ﻋﯾب ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺿﻲ ﺄن ﺗﺳﻠ م اﻟﺷﻲء‬
‫اﻟذ ﺻدر ﻣن ﺻﻐﯾر اﻟﺳن أو ﻣن ﺷﺧص ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺟﻧون أو ﺣﺎﻟﺔ ﺳ ر ﻻ ّ‬
‫ﻌﺗد ﻪ‪ ،‬و ذﻟك إذا وﻗﻊ ﻋن طر‬
‫اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻹرادة ﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﻧو م أو اﻟﻌﻧﻒ‪ ،‬أو اﻧﺗﻘﻞ اﻟﺷﻲء اﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ دون ﺗدﺧﻞ ﺣﺎﺋز اﻟﺷﻲء ﻣﺎ ﻟو ﺗم ﻔﻌﻞ‬
‫وﺳﻠم اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋ ﻪ اﻟﺷﻲء ﺑﯾدﻩ ﻟﻛن ﻟم ﺗﺗوّﻓر ﻟد ﻪ‬
‫ّ‬ ‫اﻟرﺎح ﻣﺛﻼ)‪ ، (1‬ﻣﺎ ﯾﻧﺗﻔﻲ اﻟرﺿﺎ ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎﻧت اﻹرادة ﺎﻣﻠﺔ وﺣرة‬
‫ﻟﻣﺟرد اﻹطﻼع ﻋﻠ ﻪ ﻓﻘط ٕواﻋﺎدﺗﻪ ﺻﺎﺣب ﻣﺣﻞ ﺑ ﻊ اﻟذﻫب اﻟذ ﻘدم ﻟزوﻧﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ‬ ‫ّ‬ ‫إرادة ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺣ ﺎزة ﺑﻞ ﺳّﻠﻣﻪ‬
‫ﻘدﻣﻬﺎ ﻵﺧر ﻣن أﺟﻞ ﺗﺟرﺑﻬﺎ ﺑﻬدف اﻟﺷراء ﺛم ﯾﻬرب ﺑﻬﺎ)‪. (2‬‬
‫ّ‬ ‫ﻣن اﻟﺧواﺗم ﻻﺧﺗ ﺎر ﻣﺎ ﻌﺟ ﻪ‪ ،‬أو ﺻﺎﺣب اﻟدراﺟﺔ اﻟذ‬
‫‪75‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻌﻧﻲ ﺗواﻓ إرادة‬ ‫‪ -‬أﻣﺎ إذا ﺗواﻓر اﻟرﺿﺎ ﻓﺈﻧﻪ ﺗﻘوم ﻓ رة اﻟﺗﺳﻠ م اﻟذ ﯾﻧﻔﻲ اﻹﺧﺗﻼس و ﻫو ذﻟك اﻟﺗﺳﻠ م اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ اﻟذ‬
‫ﺗﻐﯾﯾرﻫﺎ ﺑﺈﺣد ﺻور ﻧﻘﻞ اﻟﺣ ﺎزة اﻟﺗﻲ إﻣﺎ أن ﺗﻛون ﺎﻣﻠﺔ ﻣﺎ‬ ‫اﻟﻣﺳّﻠم ﻣﻊ إرادة اﻟﻣﺗﺳّﻠم ﻋﻠﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﺣ ﺎزة اﻟﺷﻲء‪ ،‬أ‬
‫ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ إﻗراض اﻟﻧﻘود ﻣﺛﻼ‪ ،‬أو ﻧﺎﻗﺻﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗم ﻣﻘﺗﺿﻰ أﺣد ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻌﻘد اﻟﻌﺎرﺔ أو اﻹﯾﺟﺎر أو اﻟرﻫن أو‬
‫ﺎن ﺳﺗﺣّﻘﻪ ﻣن‬ ‫ﯾﺗﺳّﻠم ﻣﺑﻠﻎ زاﺋد ﻋن اﻟذ‬ ‫اﻟود ﻌﺔ )‪ٕ ،(3‬واذا ﺗواﻓﻘت اﻹرادﺗﯾن ﻻ ﺗﺄﺛﯾر ﻓ ﻣﺎ ﻌد ﻟﻠﻐﻠط‪ ،‬ﺎﻟداﺋن اﻟذ‬
‫ﻘدم ﻣﺑﻠﻎ ﻣﺎﻟ ﺎ ﻔوق اﻟﻘ ﻣﺔ اﻟﺗﻲ طﻠﺑﻬﺎ اﻟزون أو ﺻﺎﺣب اﻟ طﺎﻗﺔ اﻟﺑﻧ ﺔ اﻟذ ﺗﻣ ّ ن ﻣن‬
‫ّ‬ ‫ﻣدﯾﻧﻪ أو ﻣوظﻒ اﻟﺑرد اﻟذ‬
‫اﻟﻣوزع اﻵﻟﻲ‪،‬أو اﻟﺗﺎﺟر اﻟذ ﻌﯾد ﻟﻠﻣﺷﺗر ﻣﺑﻠﻎ أﻛﺛر ﻣﺎ ﺳﺗﺣّﻘﻪ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ﺳﺣب ﻣﺑﻠﻎ ﯾزد ﻋن ﻣﺎ ﻫو ﻣﺗوّﻓر ﻓﻲ رﺻﯾدﻩ ﻣن‬
‫اﻟﻐﻠط‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻞ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﻓﺎﻟﻣﺳّﻠم ﯾﻠزﻣﻪ‬ ‫ﯾﺟد ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻔﻘودا و ﻌﯾدﻩ ﻵﺧر ﻏﯾر ﺻﺣﺎ ﻪ ﻋن طر‬ ‫أو اﻟﺷﺧص اﻟذ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﺎﻟرﻗﺎ ﺔ واﻟﺗﺄﻛد ﻣن طﺑ ﻌﺔ اﻟﺷﻲء أو ﻣﯾﺗﻪ أو ﻣن اﻟﺷﺧص اﻟﻣﺗﺳّﻠم)‪.(4‬‬
‫ون ﻣﺣﻼّ إﻻّ ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻧﺻب إذا‬ ‫اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻐش أو اﻟﺧداع ﺣﯾث ﻻ‬ ‫وﻧﻔس اﻟﺣ م إذا ﻣﺎ ﺗم اﻟﺗﺳﻠ م ﻋن طر‬
‫ﺗواﻓرت إﺣد ﺻورﻩ)‪.(5‬‬
‫وﺿﻊ‬ ‫أﻣﺎ إذا ﺎن اﻟﺷﻲء ﺣﺗو ﻪ ﺟﻬﺎز اﻟﺑ ﻊ اﻵﻟﻲ وﻫو ﺟﻬﺎز ﺿﻊ ﻓ ﻪ اﻟﺗﺟﺎر ﺳﻠﻊ ﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻋن طر‬
‫ﻗطﻊ ﻧﻘد ﺔ ﻓ ﻪ ﻓﻣن ﺗﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺳﻠﻌﺔ دون وﺿﻊ اﻟﻘطﻌﺔ اﻟﻧﻘد ﺔ ﻌﺗﺑر ﺳﺎرﻗﺎ ﻟﻬﺎ وﻻ ﻣ ن اﻹدﻋﺎء ﺑوﺟود اﻟﺗﺳﻠ م‪،‬‬
‫ﻷن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﻌﻠ ﻋﻠﻰ ﺷر ﻫو وﺿﻊ اﻟﻘطﻌﺔ اﻟﻧﻘد ﺔ‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ أن اﻟﺗﺳﻠ م ﻫو ﻋﻣﻞ ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻻ ﻣ ن أن‬
‫ﺻدر إﻻ ﻣن إﻧﺳﺎن )‪.(6‬‬
‫ــــــــــ‬
‫‪(1)- LUCAS DE LEYSSAC Marie-Paule,le vol, op-cit, p2.‬‬
‫‪(2)- Cass.Crim.Franc. 10/04/1959 , Code pénal,op-cit, p 762.‬‬
‫)‪-(3‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.95‬‬
‫‪(4)- LUCAS DE LEYSSAC Marie-Paule,le vol, op-cit, p2.‬‬
‫رد ﻣﺟوﻫرات ﺗﺳّﻠﻣﺗﻬﺎ ﻣن أﺧر ﻟﻘﺎء ﻋدم اﻟﺗﺑﻠ ﻎ ﻋن‬
‫)‪ -(5‬وﻗد ﻗﺿت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ أﻧﻪ "ﻻ ﺗﻘوم اﻟﺳرﻗﺔ ﻓﻲ ﺣ اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ رﻓﺿت ّ‬
‫ﺷﻘﯾ ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟذ ﺳرق ﻣﺟوﻫراﺗﻬﺎ ﺳﺑب ﻏ ﺎب ﻓﻌﻞ اﻹﺧﺗﻼس"‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪ 214791‬ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،2000/03/29‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ‬
‫‪ 2002‬ﻋدد ‪ ،1‬ص ‪.164‬‬
‫)‪-(6‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.109‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‬
‫اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬
‫اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺔ ﻌﻧﻲ أن اﻟﻣﺗﻬم ﯾﺟب أن ﻌﻠم ﺑﺗواﻓر أر ﺎن اﻟﺳرﻗﺔ وﻋﻧﺎﺻر ﻞ ر ن‪ ،‬ﻓﯾﺟب أن ﻌﻠم أن‬
‫ﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻫو ﻓﻲ ﻣﻠﻛ ﺔ ﻏﯾرﻩ‪ ،‬وأن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻏﯾر راﺿﻲ ﻋن ﻓﻌﻠﻪ‪ ،‬و ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ذﻟك ﯾﺟب أن‬ ‫اﻟﻣﺎل اﻟذ‬
‫ﺗﺗﺟﻪ إرادﺗﻪ اﻟﻰ اﻗﺗراف اﻟﻔﻌﻞ وﺗﺣﻘﯾ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ‪.‬‬
‫ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﻘﺻد اﻟﺧﺎص ﺎن اﻟﻔﻘﻪ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺷﺗر ﺗوﻓر ﻧ ﺔ اﻟﺗﻣﻠك وﻫو ﻣﺎ ﻔﻬم ﻣن ﻣﺻطﻠﺢ ‪soustraction‬‬
‫‪ frauduleuse‬اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 350‬إﻻ أن اﻟﺗطﺑ ﻘﺎت اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ اﻟﺣﺎﻟ ﺔ ﻟم ﺗﻌد ﺗﺗطﻠ ﻪ ﺧﺎﺻﺔ‬

‫‪76‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻔﻲ أن ﺗﻛون وﻟو ﻟ ﻌض اﻟوﻗت‬ ‫ﻣﻊ اﻹﻋﺗراف ﺳرﻗﺔ اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل )‪ ،(1‬أو ﻻ ﺷﺗر أن ﺗﻛون ﻧ ﺔ اﻟﺗﻣﻠك ﻧﻬﺎﺋ ﺔ ﺑﻞ‬
‫)‪،(2‬وﻗد ﻗﺿﻲ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﻓﻲ إﺣد اﻟﻘﺿﺎ ﺎ اﻟﻧﺎدرة ﻘ ﺎم اﻟﺳرﻗﺔ ﻓﻲ ﺣ اﻣرأة أﺧذت ﻣن زوﺟﻬﺎ أوراق اﻹﻣﺗﺣﺎن ﻟﺷﻬﺎدة‬
‫ﻟﻣﺟرد اﻹﺿرار ﺑزوﺟﻬﺎ ﻓﻘط‬
‫ّ‬ ‫اﻟ ﺎﻟورﺎ دون أن ﺗﻛون ﻟدﯾﻬﺎ ﻻ ﻧ ﺔ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ وﻻ إﺗﻼﻓﻬﺎ وﻻ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ ﻷ ﻏرض ﺎن ﺑﻞ‬
‫)‪.(3‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟ ار ﻊ‬
‫ﻋﻘو ﺔ اﻟﺳرﻗﺔ‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺳرﻗﺔ اﻟ ﺳ طﺔ‬
‫ﻫﻲ ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ﺧﻣس ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 100000‬دج اﻟﻰ ‪ 500000‬دج ﻺﺿﺎﻓﺔ‬
‫اﻟﻰ ﻋﻘو ﺎت ﺗﻛﻣﯾﻠ ﺔ ورد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪.350‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟظروف اﻟﻣﺷددة‬
‫اﻟﻣﻼﺣظ ﻓ ﻣﺎ ﺟﺎء ﻪ ﻗﺎﻧون ‪ 23/06‬اﻧﻪ ﺣﺎول ﺗﺧﻔﯾﻒ اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﻣﻘررة ﻟﻠﺳرﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﻣﻊ وﺟود ظروف‬
‫ﻔ ﺔ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ‪،‬‬ ‫ﻣﺷددة ﻣﺎ ﺷدد ﻌض اﻟﺣﺎﻻت اﻷﺧر ‪ ،‬ﺣﯾث أﻟﻐﻰ ﻋﻘو ﺔ اﻹﻋدام ﻣن ﺟراﺋم اﻟﺳرﻗﺎت ﻣﻬﻣﺎ ﺎﻧت‬
‫وأﺻ ﺢ ﺗرﺗﯾب اﻟﻌﻘو ﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺷ ﻞ اﻟﺗﺎﻟﻲ‪:‬‬
‫‪ -1‬ﺟﻧﺣﺔ ﻣﺷددة‪):‬م ‪350‬ﻣ رر وﻣ رر‪ (352،354،1‬وﻧﺻت ﻋﻠﻰ ﻋﻘو ﺗﯾن‪:‬‬
‫أ‪ -‬ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻰ اﻟﺣ س ﻣن ‪2‬ﺳﻧوات اﻟﻰ ‪10‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪200000‬دج اﻟﻰ ﻣﻠﯾون دج إذا ﺗوﻓر أﺣد‬
‫اﻟظرﻓﯾن اﻟﺗﺎﻟﯾﯾن‪:‬‬
‫‪ -‬إﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ أو اﻟﺗﻬدﯾد ﻪ‪.‬‬
‫‪ -‬إﺳﺗﻐﻼل ﺿﻌﻒ اﻟﺿﺣ ﺔ ) اﻟﺳن‪ ،‬اﻟﻣرض‪ ،‬اﻹﻋﺎﻗﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺟز اﻟﺑدﻧﻲ أو ذﻫﻧﻲ‪،‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﻣﻞ( م‪350‬ﻣ رر‪.‬‬
‫ـــــــ‬
‫‪e‬‬
‫‪(1)- VERON Michel, droit pénal spécial, 8 Edition, Dalloz, Paris, 2000, p199.‬‬
‫‪(2)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p553.‬‬
‫‪(3)- RASSAT Michèle laure,op-cit, p100.‬‬

‫ﻣن اﻵﺛﺎر م ‪ 350‬ﻣ رر‪ ،1‬وﻫﻲ ﺗﻌﺗﺑر‬ ‫ﻣﻌرف أ‬


‫‪ -‬إذا ﺎن اﻟﺷﻲء ﻣﺣﻞ اﻟﺳرﻗﺔ ﻣﻣﺗﻠك ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﻧﻘول ﻣﺣﻣﻲ أو ّ‬
‫إﺿﺎﻓﺔ ﻟﻘﺎﻧون ‪ 04 /98‬اﻟﻣﺗﻠﻌ ﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺗراث اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﺣﯾث ﻟم ﺣﺗو ﻋﻠﻰ ّ‬
‫ﻧص ﯾﺟرم ﺳرﻗﺔ اﻵﺛﺎر أو أ ﻣﻣﺗﻠك‬
‫ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻣﻧﻘول ﺎﻟّﻠوﺣﺎت اﻟزﺗ ﺔ ‪ ،‬ﻣﺎ ﺗﺷدد اﻟﻌﻘو ﺔ وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪ 350‬ﻣ رر ‪ 2‬ﻟﺗﺻ ﺢ اﻟﺣ س ﻣن ‪ 5‬اﻟﻰ ‪ 15‬ﺳﻧﺔ‬
‫وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪500‬أﻟﻒ دج اﻟﻰ ﻣﻠﯾون و‪500‬أﻟﻒ إذا ﺗوﻓرت ظروف ﺗﻌدد اﻟﺟﻧﺎة‪ ،‬ﺣﻣﻞ اﻟﺳﻼح‪ ،‬ﺳرﻗﺗﻬﺎ ﻓﻲ إطﺎر‬
‫ظﻣﺔ‪ ،‬أو ﺳﺎﻋدت ﻋﻠﻰ ارﺗﻛﺎﺑﻬﺎ وظ ﻔﺔ اﻟﻔﺎﻋﻞ‪.‬‬
‫ﺟرﻣﺔ ﻣﻧ ّ‬
‫ب‪ -‬ﻋﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ‪5‬ﺳﻧوات اﻟﻰ ‪10‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪500000‬دج اﻟﻰ ﻣﻠﯾون دج ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻓر اﻟظروف‬
‫اﻟﺗﺎﻟ ﺔ‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫‪ -‬إرﺗﻛﺎب اﻟﺳرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟطرق اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ أو اﻟﻣر ﺎت اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻟﻧﻘﻞ اﻟﻣﺳﺎﻓرن أو اﻟﻣراﺳﻼت أو اﻷﻣﺗﻌﺔ‪ ،‬أو داﺧﻞ‬
‫اﻟﺳ ك اﻟﺣدﯾد ﺔ واﻟﻣﺣطﺎت واﻟﻣواﻧﻰء واﻟﻣطﺎرات وأرﺻﻔﺔ اﻟﺷﺣن واﻟﺗﻔرﻎ‪ ).‬م ‪(352‬‬
‫‪ -‬ارﺗﻛﺎب اﻟﺳرﻗﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻠﯾﻞ‪ ،‬أو ﺗﻌدد اﻟﺟﻧﺎة‪،‬أو أﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺗﺳﻠ أو اﻟﻛﺳرواﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﻧﻔﺎﻗﺄو ﻣﻔﺎﺗ ﺢ ﻣﺻطﻧﻌﺔ أو‬
‫ﺳر اﻷﺧﺗﺎم ﺣﺗﻰ وﻟو وﻗﻌت ﻓﻲ ﻣﺑﻧﻰ ﻏﯾر ﻣﻌد ﻟﻠﺳ ن‪ ).‬م ‪(354‬‬
‫‪ -2‬ﺟﻧﺎ ﺔ اﻟﺳرﻗﺔ‪ :‬وﻓﯾﻬﺎ ﺣﺎﻟﺗﯾن‪:‬‬
‫أ‪ -‬اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻣن ‪10‬ال‪20‬ﺳﻧﺔ وﻏراﻣﺔ ﻣن ﻣﻠﯾون اﻟﻰ ﻣﻠﯾوﻧﯾن دج إذا اﺗﺣد ظرﻓﯾن ﻣن اﻟظروف اﻟواردة ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 353‬ﻗﻊ وﻫﻲ‪ :‬اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ أو اﻟﺗﻬدﯾد ﻪ‪ ،‬اﻟﻠﯾﻞ‪ ،‬ﺗﻌدد اﻟﺟﻧﺎة‪ ،‬وﺟود اﻟﺗﺳﻠ أو اﻟﻛﺳر أو اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻷﻧﻔﺎق‬
‫واﻟﻣﻔﺎﺗ ﺢ اﻟﻣﺻطﻧﻌﺔ و ﺳر اﻷﺧﺗﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻛن أو اﻟﻣﻧﺎزل اﻟﻣﺳ وﻧﺔ‪ ،‬اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣر ﺔ ذات ﻣﺣرك‬
‫ﻟﺗﺳﻬﯾﻞ ﻓﻌﻞ اﻟﺳرﻗﺔ‪ ،‬إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺧﺎدﻣﺎ أو ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ﺄﺟر ووﻗﻌت اﻟﺳرﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﻧزل ﻣﺧدوﻣﻪ ﺣﺗﻰ ٕوان ﻟم ﺗﻛن‬
‫ﺿدﻩ‪ ،‬إذا ﺎن اﻟﺳﺎرق ﻋﺎﻣﻼ أو ﻣﺗدرﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻞ ارﺗﻛب اﻟﺳرﻗﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺻﻧﻊ أو ﻣﺧزن أو ﻣﻧزل ﺗﺎ ﻊ ﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﻪ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د إذا ﺗوﻓر أﺣد اﻟظرف اﻟﺗﺎﻟ ﺔ‪:‬‬
‫‪ -‬اﻟﺳرﻗﺔ ﻣﻊ ﺣﻣﻞ اﻟﺳﻼح واﻣﻼﺣظ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 351‬اﻧﻬﺎ وردت ﺻ ﻐﺔ اﻟﺟﻣﻊ و ﺄﻧﻬﺎ ﺗﺷﺗر اﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺣﻣﻞ اﻟﺳﻼح‬
‫ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن اﻟﻔﺎﻋﻞ‬ ‫اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﯾﺟﻌﻞ ظرف ﺣﻣﻞ اﻟﺳﻼح ﯾﺗﺣﻘ‬ ‫ون ﻫﻧﺎك ﺗﻌدد اﻟﻔﺎﻋﻠﯾن‪ ،‬إﻻ أن اﻟﺗطﺑﯾ‬ ‫أن‬
‫واﺣدا‪).‬م ‪(351‬‬
‫‪ -‬إرﺗﻛﺎب ﻓﻌﻞ اﻟﺳرﻗﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﻛوارث واﻹﺿط ار ﺎت ) اﻟﺣر ‪،‬إﻧﻔﺟﺎر‪ ،‬زﻟزال‪ ،‬ﻓ ﺿﺎن‪ ،‬ﺗﻣرد‪(...‬‬
‫‪ -‬إذا اﻧﺻب ﻓﻌﻞ اﻟﺳرﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻣﻌد ﻟﺗﺄﻣﯾن ﺳﻼﻣﺔ وﺳﺎﺋﻞ اﻟﻧﻘﻞ اﻟﻌﺎم واﻟﺧﺎص )م ‪351‬ﻣ رر(‪ ،‬واﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ‬
‫ﻫذﯾن اﻟظرﻓﯾن أن اﻟﻣﺷرع ﻗﺎم ﺑﺗﻐﻠ ظ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗوﻓرﻫﻣﺎ ﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﻣﻘررة ﻗﺑﻞ اﻟﺗﻌدﯾﻞ اﻟﺗﻲ‬
‫ﺎﻧت اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻓﻘط‪.‬‬
‫ون اﻟﺿﺣ ﺔ اﻟدوﻟﺔ أو إﺣد‬ ‫*و ﺗم ﺗﺷدﯾدﻫﺎ أ ﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟظرف اﻟﻌﺎم اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‪ /382‬ﻣ رر ﻋﻧدﻣﺎ‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ إذ ﺗﺻ ﺢ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫وﺗﺷدد ﻟﺗﺻ ﺢ اﻟﺳﺟن اﻟﻣؤ د إذا اﻗﺗرﻧت اﻟﺳرﻗﺔ ﺄﺣد اﻟظروف اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدواد ‪ 352‬و‪ 353‬و‪. 354‬‬
‫* ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺷروع ﻓﻬو ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ ﺑﻧص ﺻرﺢ ﻓﻲ ﺟﻣ ﻊ أﺷ ﺎل ﺟﻧﺢ اﻟﺳرﻗﺔ ﺳ طﺔ ﺎﻧت أو ﻣﺷددة‪.‬‬

‫* اﻹﻋﻔﺎءات ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺔ‪:‬‬


‫ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 368‬وﻫﻲ ﺛﻼث ﺣﺎﻻت ﻠﻣﺎ ﺗوﻓرت ﻻ ﻘﺑﻞ ﺗﺣرك اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ وﻫﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺳرﻗﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن) وﻫﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ أﻟﻐﺎﻫﺎ ﻣﺷروع اﻟﺗﻌدﯾﻞ اﻟﺟدﯾد وﺟﻌﻠﻬﺎ ّ‬
‫ﻣﻘﯾدة ﺷ و ﻓﻘط(‬
‫‪ -‬اﻟﺳرﻗﺔ اﻟﻣرﺗﻛ ﺔ ﻣن اﻟﻔرع ﻋﻠﻰ اﺣد أﺻوﻟﻪ‬
‫‪ -‬اﻟﺳرﻗﺔ ﻣن اﻷﺻول ﺿد اﻟﻔرع‪.‬‬
‫أﻣﺎ ﻓﻲ ﻏﯾرﻫﺎ ﻣن ﺣﺎﻻت اﻟﺳرﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ ﺑﯾن اﻷﻗﺎرب واﻟﺣواﺷﻲ واﻷﺻﻬﺎر اﻟﻰ اﻟدرﺟﺔ اﻟ ار ﻌﺔ ﻓﺎﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﺷﺄﻧﻬﺎ‬
‫ﻣﺗوﻗﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﺷر اﻟﺷ و وﺗﺗوﻗﻒ ﻫذﻩ اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ إذا ﻣﺎ ﺗم ﺳﺣب اﻟﺷ و وﻫذا ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 369‬ﻗﻊ‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻻ ﯾﺗﻌد أﺛر اﻹﻋﻔﺎء ﻣن اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻰ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﯾن اﻟﻣ ﺎﺷرن ) اﻷﺻﻠﯾون( ‪ ،‬وﻟﻛن ﺷرك ﻣن ﺗوﻓرت ﺷﺄﻧﻪ إﺣد‬
‫ﺣﺎﻻت اﻹﻋﻔﺎء اﻟﻣذ ورة ﺳ ﻔﻠت ﻣن اﻟﻌﻘﺎب وﻓ اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻺﺷﺗراك اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌﻞ ﻋﻘﺎب اﻟﺷرك ﯾﺗ ﻊ ﻋﻘﺎب اﻟﻔﺎﻋﻞ‬
‫اﻷﺻﻠﻲ‪.‬‬

‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﺟر ﻣﺔ اﻟﻧﺻب م ‪ 372‬ﻗﻊ‪Escroquerie‬‬

‫اﻟﻧﺻب ﻫو اﻹﺳﺗ ﻼء ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ﻣﻣﻠوك ﻟﻠﻐﯾر ﺑﺧداﻋﻪ وﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠ م ذﻟك اﻟﻣﺎل‪ ،‬و ﻣر اﻟﻧﺻب ﺑﺧطوات‬
‫ﻣرﺗ طﺔ ﻓ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﺎ ﻋن طر ﻋﻼﻗﺔ ﺳﺑﺑ ﺔ ﺗﺑدأ ﺎﻟﺧداع ﻋن طر وﺳﺎﺋﻞ إﺣﺗ ﺎﻟ ﺔ ذ رﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﺣﺻر ‪،‬‬
‫وﻫذا اﻟﺧداع ﯾؤد اﻟﻰ اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻐﻠط اﻟذ ﯾؤد ﺑدورﻩ اﻟﻰ اﻟﻘ ﺎم ﺑﺗﺻرف ﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﺛم اﻟﺗﺳﻠ م ﻫو ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺟرﻣ ﻪ ﻟذﻟك‬
‫اﻟﺗﺻرف)‪.(1‬‬
‫ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻧﺻب ﯾﺧﺗﻠﻒ ﻋن اﻟﺳرﻗﺔ ﺎﻋﺗ ﺎر أن ﻫذﻩ اﻹﺧﯾرة ﯾﻧﺗﻘﻞ اﻟﺷﻲء ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻰ ﺣ ﺎزة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻔﻌﻞ اﻷﺧذ أﻣﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧﺻب ﻓﯾﻧﺗﻘﻞ اﻟﺷﻲء ﺑﺈرادة اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻟﻛﻧﻬﺎ إرادة ﻣﻌﯾ ﺔ ﻔﻌﻞ ﺗﺄﺛﯾر وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗدﻟ س ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﺗﺳﻠ م ﻓ ﻪ ﻌﺗﺑر ﻧﺗﯾﺟﺔ‬
‫ﺟرﻣ ﺔ ﻋ س اﻟﺳرﻗﺔ ﺣﯾث إذا وﻗﻊ اﻟﺗﺳﻠ م ﺳﯾﻧﻔﻲ اﻹﺧﺗﻼس‪.‬‬
‫ﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠﻒ أ ﺿﺎ ﻋن ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻧﺗﻘﻞ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﺷﻲء اﻟﻰ ﺣ ﺎزة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺳﺑب اﻟﺗدﻟ س ٕواﻧﻣﺎ ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻋﻘد‬
‫أﻣﺎﻧﺔ ﻣﺳﺑ ﻣﻊ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻘﺿﻲ ﺑﺗﻘد م اﻟﺷﻲء ﻣن طرف ﻫذا اﻷﺧﯾر ﺑﺈرادة ﺣرة ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ وﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺛم ﯾدﻋﻲ ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ ﻟﻠﺷﻲء ﻓﺎﻟﺗﺳﻠ م ون ﺳﺎ ﻘﺎ ﺷر ﻣﺳﺑ ﻟﻘ ﺎم ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ )‪.(2‬‬

‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪،‬ص ‪.291‬‬
‫‪(2)-MASCALA Corinne, Escroquerie, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et procédures‬‬
‫‪pénales,Paris, 2003,p 01.‬‬

‫ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﺻب‪ ،‬ﻓرﻏم أﻧﻪ ﻫو اﻟﻣﻘﺻود أﺻﻼ ﺎﻟﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ إﻻ‬ ‫ﻟ س ﻓﻘط ﺣ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ ﻫو اﻟﺣ اﻟﻣﻌﺗد‬
‫ﺣ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ ﺳﻼﻣﺔ إرادﺗﻪ‪ ،‬و ذا ﻣﺻﻠﺣﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ أن ﺳود‬ ‫أﻧﻪ ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ذﻟك ﺻﯾب ﺣﻘوﻗﺎ أﺧر‬
‫ﺣﺳن اﻟﻧ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت و ذا ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ ﻓﻲ أن ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠون اﻟﺣﻘ ﻘﺔ واﻟﺻدق ﻓﻲ ﺗﻌﺎﻣﻠﻬم)‪.(1‬‬
‫ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻣﺟرم اﻟﻣﺣﺗﺎل ﻋن ﻏﯾرﻩ ﻣن ﻣﺟرﻣﻲ اﻟﺳرﻗﺎت وﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﺧﺻوﺻ ﺎت أﻫﻣﻬﺎ أن ﻏﺎﻟﺑ ﺔ ﻣرﺗﻛﺑﻲ‬
‫ﻣﺎ ّ‬
‫ﻣﺗﻘدﻣﯾن ﻓﻲ اﻟﺳن وأﻛﺛرﺗﻬم ﯾﺗﺟﺎوزون ﺳن اﻷرﻌﯾن ﻋ س ﻣﺟرﻣﻲ اﻟﺳرﻗﺎت اﻟذﯾن ﯾﻧﺣﺻر ﺑﯾن‬
‫ﺟراﺋم اﻟﻧﺻب ﺗﺟدﻫم ّ‬
‫اﻟﻣﻌدل اﻟطﺑ ﻌﻲ ﻟﻣﺟرﻣﻲ اﻷﻣوال ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ‬
‫ّ‬ ‫ﺑﺗﻔوﻗﻪ ﻓﻲ درﺟﺔ اﻟذ ﺎء ﻋن‬ ‫‪ 20‬اﻟﻰ ‪ 30‬ﺳﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ّ‬
‫ﯾﺗﻣﯾز اﻟﻣﺣﺗﺎل ّ‬
‫اﻧدﻣﺎﺟﻪ اﻟﻛﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ وﻗدرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺧط ط ﻟﻠﻣﺳﺗﻘﺑﻞ ﻋﻧد ارﺗﻛﺎ ﻪ اﻟﺟرﻣﺔ ﻋ س ﻣﺟرم اﻟﺳرﻗﺔ)‪.(2‬‬

‫‪79‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺗﺎرﺧ ﺎ أﺧذ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 372‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ ‪ 1810‬وﻟﻛن ﻣﻊ ﺻدور ﻗﺎﻧون‬
‫وﺳﻌت ﻣن ﻧطﺎق ﺟرﻣﺔ‬ ‫اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺳﻧﺔ ‪1994‬أﻗدم اﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺗﻌد ﻼت ﺟوﻫرﺔ ّ‬
‫اﻟﻧﺻب ﺣﯾث أﺿﺎف ﻓ رة اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺻﻔﺔ ﺻﺣ ﺣﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗدﻟ س وأﻟﻐﻰ ﺗﻠك اﻷﻏراض اﻟﺗﻲ ﯾﺟب ﺗﺣﻘ ﻘﻬﺎ ﻣن‬
‫ﻘﯾت ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﻬﺎ وﻟم‬ ‫اﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗدﻟ س واﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﻣذ ورة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﺣﺻر)‪ ،(3‬أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﻊ اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﯾﺗدﺧﻞ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﺣﺗﻰ ﻟﺗﻌدﯾﻞ اﻟﻧص اﻟﻌرﻲ اﻟذ ورد ﻓ ﻪ ﺧﻠط ﺑﯾر‪.‬‬
‫ّ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﺟر ﻣﺔ اﻟﻧﺻب‬
‫و ﺗﻛون ﻣن ﻓﻌﻞ اﻟﺗدﻟ س وﺗﺳﻠ م اﻟﻣﺎل وﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﺗدﻟ س ‪la tromprie‬‬
‫اﻟﺗدﻟ س ﻫو ﺳﻠوك إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻘوم ﻣﻘﺗﺿﺎﻩ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺎﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺧداع ﻣن أﺟﻞ إﻗﻧﺎع اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺻﺣﺔ‬
‫ﺑﺗﺻرف ﻣﺎﻟﻲ)‪ ،(4‬ﻟذﻟك ﯾﺧرج ﻣن ﻧطﺎق اﻟﺗدﻟ س اﻹﺟراﻣﻲ اﻟﻣوﻗﻒ‬
‫ّ‬ ‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﻪ اﻟﻰ اﻟﻘ ﺎم‬
‫اﻟﻛذب ﺷﺄن واﻗﻌﺔ ّ‬
‫اﻟﺳﻠﺑﻲ اﻟذ ﯾﺗﺧذﻩ ﺷﺧص ﺑﺗر ﻪ أﺧر ﻓﻲ ﻏﻠط وﻗﻊ ﻓ ﻪ ﻗﺑﻞ أن ﻘدم ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺻرف اﻟﻣﺎﻟﻲ‪ ،‬ﻣﺛﻞ اﻟﺷﺧص اﻟذ ﻘﻲ‬
‫ﺑﺗﺣﺳن ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﺻﺣ ﺔ )‪.(5‬‬
‫ﻘ ض ﻣﻧﺣﺔ اﻹﻋﺎﻗﺔ ﻣن اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وﻟم ﯾﻧﺑﻬﻬﺎ ّ‬
‫و ﺧﺗﻠﻒ اﻟﺗدﻟ س ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟذ ﻫو وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻺﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛ ﺔ اﻟﺷﻲء و ؤد اﻟﻰ ﻗ ﺎم ﺟرﻣﺔ ﻋن اﻟﺗدﻟ س‬
‫ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟذ ﻫو ﻋﯾب ﻣن ﻋﯾوب اﻟرﺿﺎ ﺳﺗوﺟب طﻼن اﻟﻌﻘد أو اﻹﻟﺗزام ﺎﻟﺗﻌو ض‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫)‪ -(1‬إﺑراﻫ م ﺣﺎﻣد اﻟطﻧطﺎو ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ ﻋن ﺟراﺋم اﻟﻧﺻب واﻹﺣﺗ ﺎل‪ ،‬اﻟﻣ ﺗ ﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪ ،1997 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪(2)- Rassat Michèle laure,op-cit, p177.‬‬
‫‪(3)-MASCALA Corinne, Escroquerie,op-cit, p2.‬‬
‫)‪ -(4‬إﺑراﻫ م ﺣﺎﻣد اﻟطﻧطﺎو ‪ ،‬اﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.14‬‬
‫‪(5)- Cass.Crim.Franc.2/10/1978, Code pénal, op-cit, p799.‬‬

‫‪1‬ـ اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗﻲ ﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﺗدﻟ س‪:‬‬


‫وﻗد ذ رﻫﺎ اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﺣﺻر وﻫو ﻣﺎ ﺷ ّ ﻞ ﺗﺿﯾ ﻘﺎ ﺑﯾ ار ﻟﻧطﺎق ﺟرﻣﺔ اﻟﻧﺻب ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣﺎﻟﻲ‬
‫ﻣﻊ ﺗطور أﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟ ﺔ ﺣﯾث ﻗد ﯾؤد اﻟﻰ إﻓﻼت أﺷ ﺎل أﺧر ﻟﻺﺣﺗ ﺎل ﻻ ﺣﺗو ﻬﺎ اﻟﻧص و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ‬
‫إﻓﻼت ﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﻣن اﻟﻌﻘﺎب ﻷن ﺣﺻر وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗدﻟ س ﻌﻧﻲ إﻟﺗزام اﻟﻘﺎﺿﻲ إذا أدان اﻟﻣﺗﻬم ﺎﻟﻧﺻب أن ﯾﺛﺑت ﻓﻲ‬
‫ﻣوﺿوع اﻹدﻋﺎء ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة ‪ 372‬ﻗﻊ ) ﺧﺎﺻﺔ‬ ‫ﺣ ﻣﻪ دﺧول اﻟﻧﺷﺎ‬
‫ﻫو أﻛﺛر وﺿوﺣﺎ( ﻣ ن اﺳﺗﻧﺗﺎج ﻧوﻋﯾن ﻣن ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋﻞ وﻫﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻧﺎورات اﺣﺗ ﺎﻟ ﺔ أو‬ ‫اﻟﻧص اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟذ‬
‫اﺳﺗﻌﻣﺎل أﺳﻣﺎء أو ﺻﻔﺎت ﺎذ ﺔ ون اﻟﻐﺎ ﺔ ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎﯾﻠﻲ‪:‬‬

‫‪80‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ـ إﯾﻬﺎم اﻟﻧﺎس ﺑوﺟود ﻣﺷﺎرﻊ ﺎذ ﺔ أو ﺧ ﺎﻟ ﺔ ﺈﻧﺷﺎء ﺷر ﺔ أو ﺟﻣﻌ ﺔ أو ﺣﻔﻞ أو ﺟﻣﻊ ﺗﺑرﻋﺎت ﻟﻣﻧ و ﯾن‪ ،‬ﻓﻘد ﻗﺿﻲ‬
‫ادﻋﺎء ﻣﺷروع ﺧ ﺎﻟﻲ ﻓﻲ ﺣ اﻟﺷر ﺔ اﻟﺗﻲ أﻓﻠﺳت وﻣﻊ ذﻟك ﻣﺎزاﻟت ﺗﺻدر ﻣﺷﺎرﻊ ﻻ ﻣ ن‬ ‫ﻘ ﺎم اﻟﻧﺻب ﻋن طر‬
‫ﺗﺟﺳﯾدﻫﺎ‪ ،‬أو اﻟﺷﺧص اﻟذ ّﯾدﻋﻲ إﻧﺷﺎء ﻣﺷروع ﺻﻧﺎﻋﻲ ﺳﻣﺢ ﺑﺧﻠ ﻣﻧﺎﺻب ﺷﻐﻞ وطﻠب إﻋﺎﻧﺔ ٕواﺷراك اﻟﺳﻠطﺎت‬
‫اﻟﻣﺣﻠ ﺔ‪،‬أو ﺻﺎﺣب ﺷر ﺔ ﻟﺑ ﻊ اﻟﻣواد اﻟطﺑ ﺔ اﻟذ ﻫو ﻧﻔﺳﻪ طﺑﯾب ﻌﻣﻞ ﻓﻲ إﺣد اﻟﻌ ﺎدات ظﻬر أن ‪ 80‬ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺋﺔ‬
‫ﻣن رﻗم أﻋﻣﺎﻟﻪ ﺎن ﻧﺎﺗﺟﺎ ﻋن ﺗﺿﺧ م ﻓﺎﺗورة اﻟﺑ ﻊ ﻟﺗﻠك اﻟﻌ ﺎدة إﺿرار ﺷر ﺔ اﻟﺗﺄﻣﯾن)‪.(1‬‬
‫ﯾوﻫم ﺷﺧص ﺄﻧﻪ ﻟﻪ ﺳﻠطﺔ أو أﻧﻪ ﻣﺣﻞ ﺛﻘﺔ ﻓﻲ‬ ‫ـ اﻹﯾﻬﺎم ﺑوﺟود ﺳﻠطﺔ ﺧ ﺎﻟ ﺔ أو اﻋﺗﻣﺎد ﻣﺎﻟﻲ ﺧ ﺎﻟﻲ ﺎﻟﻣﺣﺎﻣﻲ اﻟذ‬
‫اﺳﺗطﺎﻋﺗﻪ أن ﺣﺻﻞ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺣ م ﻗﺿﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ أو ﻋﻔو ﻋن ﻋﻘو ﺗﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﺑﻠﻎ إﺿﺎﻓﻲ ﻋن ﻣﺳﺗﺣﻘﺎﺗﻪ‪،‬‬
‫أو اﻟﺷﺧص اﻟذ ّﯾدﻋﻲ أﻧﻪ ﻣﻠك ﺳﻠطﺔ ﺧ ﺎﻟ ﺔ ﺗﻣ ّ ﻧﻪ ﻣن ﺷﻔﺎء اﻟﺿﺣ ﺔ وزواج اﺑﻧﺗﻬﺎ )‪.(2‬‬
‫ـ إﺣداث اﻷﻣﻞ ﺎﻟﻔوز أو رﺢ وﻫﻣﻲ‪ ،‬ﺎﻟﻔوز ﺑﺟﺎﺋزة ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﺎ ﻫو ﺛﯾر اﻟوﻗوع ﻋﺑر اﻟﻬﺎﺗﻒ اﻟﻧﻘﺎل‪ ،‬أو إﺣداث اﻷﻣﻞ‬
‫ﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻔﺎء أو ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺻب ﻋﻣﻞ أو ﻋﻠﻰ ﻣﺳ ن‪.‬‬

‫ـ أن ﯾ ﻌث ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻐﯾر اﻟﺧوف ﻣن ﺣﺎدﺛﺔ ﺧ ﺎﻟ ﺔ ﺎﻟطﺑﯾب اﻟذ ﺣث ﻋﻠﻰ إﺟراء ﻋﻣﻠ ﺔ ﺟراﺣ ﺔ ﺳرﻌﺔ ٕواﻻّ ّ‬
‫ﺗطور‬
‫اﻟﻣرض‪ ،‬و ﺎن اﻷﻣر ﻻ ﻘﺗﺿﻲ إﺟراء اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ٕواﻧﻣﺎ ﺎن اﻟﻐرض ﻫو دﻓﻊ ﺗﻛﺎﻟ ﻔﻬﺎ ﻓﻘط‪.‬‬
‫أـ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻣﻧﺎورات اﺣﺗ ﺎﻟ ﺔ‪les manœuvre frauduleuses‬‬
‫وﻫﻲ ﻋ ﺎرة ﻋن أﻛﺎذﯾب ﻣدﻋﻣﺔ ﻌﻧﺎﺻر ﺧﺎرﺟ ﺔ‪.‬‬
‫‪1‬ـ اﻟﻛذب‪:‬‬
‫وﻫو ﺟوﻫر اﻟﻣﻧﺎو ارت اﻹﺣﺗ ﺎﻟ ﺔ ﺣﯾث ﯾﺗرﺗب ﻋن ذﻟك أﻧﻪ إذا ﺎن ﻣﺎ ﯾدﻟﻲ ﻪ اﻟﻣﺗﻬم ﺻﺣ ﺣﺎ ﻓﻼ ﺗﻘوم ﻪ اﻟﻣﻧﺎورات‬
‫ﺷﺧص ﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠ م ﻣﺎﻟﻪ إﻟ ﻪ‪ ،‬ﻣﺎ ﻟو أﺧﺑر ﺷﺧﺻﺎ أﺧر ﺄن‬ ‫اﻹﺣﺗ ﺎﻟ ﺔ‪ ،‬وﻟو ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻧﺷوء داﻓﻊ ﻟد‬
‫ﻣﻌرﺿﺎ ﻟﻺﺧﺗطﺎف و ﺎن ذﻟك ﺻﺣ ﺣﺎ ﻓﺗﺳّﻠم ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻣﺎل ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺧ ﺎرﻩ)‪.(3‬‬
‫إﺑﻧﻪ ّ‬
‫ـــــــ‬
‫)‪(1‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻗ اررات ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻧﻘض اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ‪:‬‬
‫‪Code pénal Français, op-cit, p813.‬‬
‫)‪ -(2‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1992/09/22‬وارد ﻓﻲ‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء ‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.159‬‬
‫)‪ -(3‬إﺑراﻫ م ﺣﺎﻣد اﻟطﻧطﺎو ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.16‬‬
‫وﻻ ﻔرق اﻟﻘﺎﻧون ﺑﯾن ﺻور اﻟﻛذب ﺳواء ﺗم ﺗﺎﺑ ﺎ أو ﺷﻔو ﺎ وﺣﺗﻰ ﺎﻹ ﻣﺎء أو اﻹﺷﺎرة إذا ﺎﻧت ﻟﻬﺎ دﻻﻟﺔ ﻓﻬﻣﻬﺎ‬
‫ون اﻟﺷﺧص اﻷﺻم ﻣﺟﻧ ﺎ ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ‬ ‫اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ووﻗﻊ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻐﻠط‪ ،‬وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟذﻟك ﻣ ن ﺗﺻور أن‬
‫اﻟﻧﺻب)‪.(1‬‬
‫‪2‬ـ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺧﺎرﺟ ﺔ‪:‬‬
‫وﺗظﻬر أﻫﻣ ﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر أن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺳﺗﻣد ﻣﻧﻬﺎ اﻷدﻟﺔ ﻟﺗدﻋ م ﺻﺣﺔ أﻛﺎذﯾ ﻪ‪،‬ﻓﺎﻟﻛذب اﻟﻣﺟرد ﻣن ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر‬
‫ﻔﻲ ﻟﺗﺣﻘﯾ اﻟﺗدﻟ س‪ ،‬ﻓﺈذا اﻗﺗﻧﻊ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻪ وﺳﻠم ﻣﺎﻟﻪ ﻻ ﻘوم اﻟﻧﺻب‪ ،‬ﻓﺎﻟﺷﺧص اﻟذ‬ ‫اﻟﺧﺎرﺟ ﺔ ﺗدﻋﻣﻪ ﻻ‬
‫ﻌﺗﺑر ﻣﻘﺻ ار وﻻ ﯾﻠوم إﻻ ﻧﻔﺳﻪ)‪ ،(2‬واﻟﻌﻧﺎﺻر‬ ‫ﻔر ﻓﻲ ﺛﻘﺗﻪ ﺎﻟﻐﯾر وﺗﺻرف ﻐﯾر ﻣﺎ ﻣ ن أن ﻔﻌﻠﻪ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻌﺎد‬

‫‪81‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ن ﻣﻘﺻ ار إذا اﻧﺧدع ﺑﻬﺎ‪،‬و ﺟﻣﻊ اﻟﻘﺿﺎء أن ﻏﺎﻟﺑ ﺔ ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر‬ ‫اﻟﺧﺎرﺟ ﺔ ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺛﺑت أن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻟم‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ)‪.(3‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ ﻓﻲ ﺗدﻋ م اﻟﻛذب ﻫﻲ إﻣﺎ اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺷﺧص ﺛﺎﻟث أو اﺳﺗﻐﻼل ظرف أو ﺗﻘد م وﺛﺎﺋ‬
‫ون ﺣﺳن اﻟﻧ ﺔ ‪ ،‬و ﺷ ﻞ ﺗﻠﻘﺎﺋﻲ ﻷﻧﻪ إذا ﺎن ﺳوء ﻧ ﺔ ﺳ ﺻ ﺢ ﺷر ﺎ)‪،(4‬‬ ‫و ﺷﺗر ﻓﻲ ﺗدﺧﻞ اﻟﺷﺧص اﻟﺛﺎﻟث أن‬
‫ون ﺎﻓ ﺎ ﻟﺗﻛو ن اﻟﻣﻧﺎورات اﻹﺣﺗ ﺎﻟ ﺔ ﯾﺟب أن ﺿﯾﻒ ﺟدﯾدا اﻟﻰ اﻷﻛﺎذﯾب‪ ،‬ﻓﺈذا ﺎن اﻟﺷﺧص اﻟﺛﺎﻟث رﺳوﻻ‬ ‫وﻟﻛﻲ‬
‫وﻟﻛن إذا أﺿﺎف ﺷﯾﺋﺎ ﻣن ﻋﻧدﻩ ﻟﯾدﻋم ﻪ‬ ‫ﻟﻠﻣﺗﻬم أو ﻧﺎﺋ ﺎ ﻋﻧﻪ ﻧﻘﻞ اﻷﻛﺎذﯾب ﻣﺎ ﺳﻣﻌﻬﺎ ﻓﺈن اﻟﺗدﻟ س ﻻ ﯾﺗﺣﻘ‬
‫ﺣﻣﻞ اﻟﺷﺧص اﻟﺛﺎﻟث ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﺧﻞ ﻓﻼ‬ ‫ون اﻟﻣﺗﻬم ﻫو اﻟذ‬ ‫اﻷﻛﺎذﯾب ﻓﺈن اﻟﻣﻧﺎورات اﻹﺣﺗﺎﻟ ﺔ ﺗﻘوم‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺟب أن‬
‫ﻘوم اﻟﺗدﻟ س إذا ﻣﺎ ﺗدﺧﻞ ﻣن ﺗﻠﻘﺎء ﻧﻔﺳﻪ واﻧﺧدع اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ)‪.(5‬‬
‫ون ﻣن ﺻﻧﻊ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن أﻣن ﺳ ﺎرﺗﻪ ﺿد اﻟﺳرﻗﺔ ﺛم ادﻋﻰ ﺳرﻗﺗﻬﺎ واﺑﻠﻎ‬ ‫ﻣﻌﯾن ﻓ ﺳﺗو أن‬
‫أﻣﺎ اﻹﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ظرف ّ‬
‫ﺗﻌرض ﻟﻠﺳرﻗﺔ و ﻌدﻫﺎ طﺎﻟب ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺗﺄﻣﯾن)‪،(6‬أو ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺣﻞ اﻟذ‬ ‫اﻟﺷرطﺔ واﺻطﻧﻊ آﺛﺎر ﻣﺎد ﺔ ﻟﻺﯾﻬﺎم ﺄﻧﻪ ّ‬
‫ﯾﺗظﺎﻫر ﻌرﺿﻪ ﻟﻺﯾﺟﺎر ﺛم ﻘ ض ﻣﺑﻠﻎ اﻹﯾﺟﺎر ﻣن ﻣﺳﺗﺄﺟر وﻫو ﻓﻲ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ ﺎن ﻗد ﺻدر ﻗرار ﻣن اﻟواﻟﻲ ﻐﻠﻘﻪ )‪،(7‬‬
‫أو ﺎن ﻫذا اﻟظرف ﻣن ﺻﻧﻊ اﻟطﺑ ﻌﺔ ﻣن ﻘﻒ ﻋﻠﻰ ﻣﻘرﺔ ﻣن ﻗرﺔ وﻗﻊ ﻓﯾﻬﺎ زﻟزال و طﻠب ﺗﺑرﻋﺎت ﻣوﻫﻣﺎ اﻟﻣﺟﻧﻲ‬
‫ﻋﻠﯾﻬم أﻧﻪ ﯾﺟﻣﻌﻬﺎ ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﻧ و ﯾن‪.‬‬
‫ﻘدﻣﻪ اﻟﻰ ورﺛﺔ اﻟﻣﺗوﻓﻰ‪،‬‬ ‫وﻗد ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻋ ﺎرة ﻋن وﺛﺎﺋ ّ‬
‫ﻘدﻣﻬﺎ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺷ ك ﻣزور أو اﻋﺗراف ﺑدﯾن ﻣزور ّ‬
‫أو ﺗﻘد م ﺷﻬﺎدة طﺎﻟﺔ ﻣزورة ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ إﻋﺎﻧﺔ ‪.‬‬
‫ب ـ اﺳﺗﻌﻣﺎل إﺳم ﺎذب أو ﺻﻔﺔ ﺎذ ﺔ‪:fausse qualité ou faux nom‬‬
‫ﺣﯾث ﯾﺗﺧذ اﻟﻣﺗﻬم إﺳم ﻏﯾر اﺳﻣﻪ أوﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﺻﻔﺗﻪ ﻓﯾﻧﺧدع اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺑذﻟك و ﻘﻊ ﻓﻲ اﻟﻐﻠط ‪ ،‬و ﻌﺗﻘد أن ﻟﻠﻣﺗﻬم‬
‫ذﻟك اﻹﺳم أو اﻟﺻﻔﺔ ﺛم ﻘدم ﻋﻠﻰ ﺗﺻرف ﻣﺎﻟﻲ ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻐﻠط ‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.310‬‬
‫‪(2)- Trib Paris.16/1/1960 « …parce qu’une personne avisée et sensée ne doit pas se laisser tromper par‬‬
‫‪des simples affirmations sans vérifier leur véracité » / Rassat Michèle laure,op-cit, p121.‬‬
‫‪(3)- Cass.Crim.Franc.08/11/1951. MASCALA Corinne, Escroquerie,op-cit, p2.‬‬
‫‪(4)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p572.‬‬
‫)‪ -(5‬إﺑراﻫ م ﺣﺎﻣد اﻟطﻧطﺎو ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.45‬‬
‫‪(6)-Cass. Crim.Franc.11/05/1971. Code pénal, op-cit, p802.‬‬
‫)‪ -(7‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،2002 /06 /18‬ﻧﺷرة اﻟﻘﺿﺎة‪ ،2006 ،‬ﻋدد ‪ 58‬ص ‪.165‬‬
‫ﺳﺗﻣﻊ‬ ‫ﺗﻔﻲ ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻛذب اﻟﻣﺟرد دون ﺗدﻋ ﻣﻪ ﺳﻠوك ﻣﺳﺗﻘﻞ ﻋﻧﻪ‪ ،‬ﻓﺎﻟذ‬ ‫ﻣﺎ ﻣﯾز ﻫذﻩ اﻟوﺳﯾﻠﺔ ﻋن اﻷوﻟﻰ أﻧﻪ‬
‫ﻟﺷﺧص ﯾدﻋﻲ اﺳﻣﺎ أو ﺻﻔﺔ ﺎذ ﺔ ﻻ ﯾﺗ ﺎدر اﻟﻰ ذﻫﻧﻪ ﻓ رة ﻣطﺎﻟﺑﺗﻪ ﺑﺗﻘد م اﻟدﻟﯾﻞ ﻋﻠﻰ ﺻﺣﺔ اﻹﺳم أو اﻟﺻﻔﺔ‪ ،‬ﻣﺎ‬
‫ون ﻟﺗﺣﻘﯾ أﺣد اﻷﻫداف اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 372‬وﻫﻲ‬ ‫ﻗﺿﻲ أن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹﺳم أو اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ ﻻ ﺷﺗر أن‬
‫إدﻋﺎء ﻣﺷروع أو ﺳﻠطﺔ ﺧ ﺎﻟ ﺔ أو إﺣداث اﻷﻣﻞ ﺎﻟﻔوز أو اﻟﺧوف ﻣن وﻗوع ﺣﺎدث)‪ ،(1‬وﻟﻛن ﯾﺟب أن ﺻدر ﻣن‬
‫ﻔﻲ ﻣﺟرد اﻹﻣﺗﻧﺎع ‪ ،‬ﻓﻣن ﺳ ت ﻋﻠﻰ اﻹﺳم أو‬ ‫اﻟﻣﺗﻬم ﺳﻠوك إﯾﺟﺎﺑﻲ ﻟﺗدﻋ م اﻹﺳم أو اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ وﻣن ﺛم ﻻ‬
‫اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺧﺎطﺋﺔ اﻟﺗﻲ اﻋﺗﻘدﻫﺎ اﻟﻐﯾر ﻓ ﻪ ﻓﻼ ﯾرﺗﻛب ﻧﺻ ﺎ اﻟذ ﺗﺳّﻠم أﻣواﻻ ﺳﺑﺑﻬﺎ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻓﺎﻹﺳم اﻟﻛﺎذب ﻫو ﻞ اﺳم ﻏﯾر اﻹﺳم اﻟﺣﻘ ﻘﻲ ﻟﻠﻣﺗﻬم ‪،‬ﺳواء اﺗﺧذ اﺳم ﺷﺧص آﺧر ﻟﻪ وﺟود ﺣﻘ ﻘﻲ وﻣﻌروف‬
‫أو اﺳم ﺷﺧص ﺧ ﺎﻟﻲ ﻟ س ﻟﻪ وﺟود ٕواذا ﺎن اﻹﺳم ﺣﻘ ﻘﻲ وﺗم ﺑرﺿﺎ ﺻﺎﺣ ﻪ ﻓﺈﻧﻪ ﺳ ﺻ ﺢ ﺷر ﺎ ﻫو أ ﺿﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﻧﺻب )‪ ،(2‬ﺎﻟطﺑﯾب اﻟذ ادﻋﻰ اﺳم طﺑﯾب أﺧر و ﺗب اﻟوﺻﻔﺎت ﺎﺳﻣﻪ ﻌد اﺗﻔﺎق ﻣﺳﺑ ﻣﻌﻪ )‪.(3‬‬
‫وﺳواء اﺧﺗﻠﻒ ﻫذا اﻹﺳم ﺟزﺋ ﺎ او ﻠ ﺎ ﻋن اﻹﺳم اﻟﺣﻘ ﻘﻲ‪ ،‬و ﺎﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﻊ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ ﻓﺈن اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹﺳم اﻟﻛﺎذب‬
‫طﺎﻗﺔ دﻓﻊ إﻟﻛﺗروﻧ ﺔ ﻣﺳروﻗﺔ ﻣرﺗﻛ ﺎ ﻟﻠﻧﺻب‬ ‫ﻗﺎم ﺑدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻎ اﻟﺳﻠﻊ ﻋن طر‬ ‫ﻗﻠﯾﻞ وﻗد ﻗﺿﻲ ﺎﻋﺗ ﺎر اﻟﺷﺧص اﻟذ‬
‫ﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻹﺳم اﻟﻛﺎذب )‪.(4‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ ﻫﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺻﻔﺎت ﯾﺗﺧذﻫﺎ اﻟﻣﺗﻬم ذ ﺎ ﻟﺣﻣﻞ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﺗﺳﻠ م ﻣﺎﻟﻪ وﻫدﻩ اﻟﺻﻔﺎت‬
‫ﻣر ز ﻋﺎﺋﻠﻲ ﺎدﻋﺎء ﻋﻼﻗﺔ ﻗ ار ﺔ ﺷﺧص ﻣﺣﻞ ﺛﻘﺔ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻓﺗﻘوم ﺟرﻣﺔ اﻟﻧﺻب‪ ،‬إذ ﯾدﺧﻞ‬ ‫ﺗﺗﻧوع ‪ ،‬ﻓﻘد ﺗﺗﻌﻠ‬
‫ﻓﻲ اﻋﺗﻘﺎدﻩ أن ﻫذا اﻟﺷﺧص ﺳ ﺿﻣن وﻓﺎء اﻟﻣﺗﻬم ﻣﺎ ﺗﻌﻬد ﻪ‪ ،‬ﺎدﻋﺎء اﻣرأة أﻧﻬﺎ زوﺟﺔ رﺟﻞ أﻋﻣﺎل ﻓﺗﺣﺻﻞ ﻋﻠﻰ‬
‫إﯾﻬﺎﻣﻪ ﺄن ذﻟك اﻟرﺟﻞ ﺳﯾدﻓﻊ ﺛﻣﻧﻬﺎ)‪ ،(5‬ﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻣﻬﻧﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣن‬ ‫ﺳﻠﻊ ﻣن ﺗﺎﺟر ﻋن طر‬
‫ﻣر ز‬ ‫ﯾدﻋﻲ أﻧﻪ طﺑﯾب أو ﻣﺣﺎم ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎﻧت ﻫذﻩ اﻟﻣﻬﻧﺔ ﻣوﺟودة وﻟﻛن ﺎن ﻗد ﻓﺻﻞ ﻣﻧﻬﺎ ‪ ،‬ﻣﺎ ﻗد ﺗﺗﻌﻠ‬
‫ﻘدﻣﻬﺎ ﻌض‬
‫اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﯾدﻋﻲ أﻧﻪ ﺣﺎﺻﻞ ﻋﻠﻰ ﺷﻬﺎدة ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻌﺗﺑر اﻟ ﻌض أن اﻟﺗﺻرﺣﺎت اﻟﻛﺎذ ﺔ اﻟﺗﻲ ّ‬
‫ﻘدم‬
‫اﻷﺷﺧﺎص ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻋدات اﺟﺗﻣﺎﻋ ﺔ ﺗدﺧﻞ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﺳﺗﻌﻣﺎل ﺻﻔﺔ ﺎذ ﺔ‪ ،‬ﻣن ّﯾدﻋﻲ ﺻﻔﺔ اﻟ طﺎل و ّ‬
‫اﻟوﺛﺎﺋ اﻟﻣﺛﺑﺗﺔ‪ ،‬و ﺎﻟط ﻊ ﻣﻊ إﻣ ﺎﻧ ﺔ ﻗ ﺎم اﻟﺗﻌدد ﻣﻊ ﺟراﺋم أﺧر ﺎﻟﺗزو ر )‪. (6‬‬
‫ﻫﻧﺎك ﺻﻔﺎت ﻻ ﻘوم اﻟﻧﺻب ﺎﻟﻛذب ﻓﻲ ﺷﺄﻧﻬﺎ‪ ،‬وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺻﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺟر ﻋرف اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻣطﺎﻟ ﺔ‬
‫ون اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻣﻘﺻ ار ﻓﻲ ﺣﻘﻪ إن ﺧدع ﺑﻬذﻩ اﻟﺻﻔﺔ ‪ ،‬ﻣن‬ ‫ﻣن ﯾدﻋﯾﻬﺎ ﺗﻘد م اﻟدﻟﯾﻞ اﻟﻣﺛﺑت ﻹدﻋﺎﺋﻪ‪ ،‬وﻟذﻟك‬
‫ﯾدﻋﻲ ﺻﻔﺔ اﻟداﺋن ﻟﻠﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻓ ﺳﻠﻣﻪ ﻫذا اﻹﺧﯾر ﻣﺎﻻ دون أن طﺎﻟ ﻪ ﺑﺈﺑراز ﺳﻧد اﻟدﯾن ﻓﻬو ﻻ ﯾرﺗﻛب ﻧﺻ ﺎ)‪.(7‬‬
‫ــــــــــ‬
‫‪(1)-MASCALA Corinne, Escroquerie,op-cit, p3.‬‬
‫‪(2)- Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p563.‬‬
‫‪(3) MASCALA Corinne, Escroquerie,op-cit, p3.‬‬
‫‪(4)- MALABART Valérie, op-cit, p 412.‬‬
‫)‪ -(5‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.351‬‬
‫‪(6)- VERON Michel, op-cit, p 214.‬‬
‫)‪ -(7‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.351‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺗﺳﻠ م اﻟﻣﺎل‬


‫ﻫو اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟرﻣ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺻب و ﻪ ﺗﻛﺗﻣﻞ ﻋﻧﺎﺻر اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﻠﺟرﻣﺔ‪ ،‬ﻋﺑر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﺎﻟﻘول " ﻞ ﻣن‬
‫ﺗوﺻﻞ اﻟﻰ اﺳﺗﻼم أو ﺗﻠﻘﻲ ‪ ...‬أو إﺑراء‪"...‬وﻟذﻟك ﻧﺳﺗط ﻊ اﻟﻘول أن اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫﻲ "اﻟﺗﺳﻠ م" اﻟﺻﺎدر ﻣن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‬
‫أوﻗﻌﻪ ﻓ ﻪ اﻟﻣﺗﻬم‪ ،‬واﻟﺗﺳﻠ م ﯾﺗﻌﯾن اﻟﻧظر إﻟ ﻪ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ "ﻋﻣﻞ ﻗﺎﻧوﻧﻲ " ﻋﻧﺻرﻩ اﻟﺟوﻫر إرادة‬ ‫ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر اﻟﻐﻠط اﻟذ‬
‫اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﻣﻌﯾ ﺔ ﺎﻟﺗدﻟ س‪ ،‬واﻟﺗﻲ اﺗﺟﻬت اﻟﻰ اﻟﻘ ﺎم ﺑﺗﺻرف ﻣﺎﻟﻲ أﻣﺎ اﻟﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻣﺎد ﺔ ﻣﺎ ﻫﻲ إﻻ اﻟﻣظﻬر اﻟﻣﺎد‬
‫ﻟﻬذا اﻟﻌﻣﻞ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﯾﺟب أن ﺳّﻠم اﻟﻣﺎل ﻓﻘد ﯾﺗم‬ ‫ون اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﺻب ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟذ‬ ‫و ﻧﺗﺞ ﻋن ذﻟك أﻧﻪ ﻻ ﺳﺗﻠزم أن‬
‫ون ﺗﺳﻠ ﻣﺎ ﻣ ﺎﺷ ار ﻟﻠﻧﻘود أو ﺿﺎﻋﺔ‬ ‫ﻟﻠﻣﺎل ﻓ ﻣﺎ ﻗد‬ ‫اﻟﺗﺳﻠ م ﻣن ﻏﯾرﻩ‪ ،‬ﻣﺎ أورد اﻟﻣﺷرع ﻋدة ﺻور ﻟﻠﺗﺳﻠ م اﻟﻣﺎد‬
‫ﻣﺟرد ﺧداع اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‬ ‫ون ﺳﻧدا ﯾﺗﺿﻣن ﺗﻌﻬدا أو إﺑراء ﻣن ﺗﻌﻬد ﻋﻠﻰ ﺣد ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣﺷرع‪ ،‬ﻓﻬو ﯾﺗﺣﻘ‬ ‫ﻣﺛﻼ ﻗد‬
‫ﻘدﻣﻪ اﻟﻣﺣﺗﺎل‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺗﺣﻘ اﻟﻧﺻب إذا اﺳﺗطﺎع اﻟﻣﺣﺗﺎل ﺑﺧداﻋﻪ ﺣﻣﻞ اﻟﻣﺟﻧﻲ‬ ‫وﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗوﻗ ﻊ أﺳﻔﻞ اﻟﺳﻧد اﻟذ‬
‫ﻋﻠ ﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺟﯾﻞ اﺳﻣﻪ ﻓﻲ دﻓﺗر ﻟ ﺻ ﺢ ﻣﻣن ﺳﺗﺣﻘون ﻓﻲ ذﻣﺗﻪ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻣﺎل‪ ،‬أو ﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ أن ﺣذف ﻣن دﻓﺎﺗرﻩ‬
‫ﻣﺑﻠﻐﺎ ﺛﺎﺑﺗﺎ ﻓﻲ ذﻣﺔ اﻟﻣﺗﻬم‪ ،‬ﻓﻬو ﻣﺛﺎ ﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺳﻧد إﺑراء)‪.(1‬‬
‫)‪(2‬‬
‫ﻟﻘ ﺎﻣﻪ ﻓﻘد ﻘوم ﻓﻲ ﺣ ﻣن ﻗﺎم ﺑﺗدﻟ س أﺧر ﻟﺗﺳﻠ م ﺷﯾﺋﺎ‬ ‫وﻻ ﺷﺗر أن ﺻﺎب اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻧﺻب ﺿرر‬
‫ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن ﻗد ﺗرك ﻟﻪ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻣﺎل ﻔوق ﻗ ﻣﺔ اﻟﺷﻲء‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﺷﺗر أن ﯾﻧﺎل اﻟﺟﺎﻧﻲ رﺣﺎ ﻣن اﺣﺗ ﺎﻟﻪ ﻓﺗﻘوم‬
‫ﺗﺑرع ﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣﺳّﻠم ﻟﻪ ﺳﺑب اﻟﻧﺻب أو أﺗﻠﻔﻪ أو ﺎن ﻗد اﺣﺗﺎل ﻣن أﺟﻞ أن ﺳّﻠم اﻟﺷﻲء ﻟﻠﻐﯾر)‪.(3‬‬
‫اﻟﺟرﻣﺔ ﺣﺗﻰ ٕوان ّ‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ‬
‫ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻌﻞ واﻟﻧﺗﯾﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺻب ﺿم ﺟزأﯾن ﻣرﺗ طﯾن ﻓ ﻣﺎ ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾن ﻓﻌﻞ‬
‫أد‬ ‫اﻟﺗدﻟ س واﻟﻐﻠط و ذا ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ ﺑﯾن اﻟﻐﻠط واﻟﺗﺳﻠ م‪ ،‬وﻟذﻟك ﯾﺟب أن ﯾﺛﺑت أن اﻟﺗدﻟ س ﻫو أﺣد اﻟﻌواﻣﻞ اﻟذ‬
‫ﺣﻣﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﺳﻠ م‬ ‫ون ﻏﻠط اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻫو اﻟذ‬ ‫ﺎﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﻰ اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻐﻠط‪ ،‬و ﺗﻌﯾن ﻣن ﻧﺎﺣ ﺔ ﺛﺎﻧ ﺔ أن‬
‫ﻣﺎﻟﻪ اﻟﻰ اﻟﻣﺗﻬم‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﻠوﻻ ﻓﻌﻞ اﻟﺗدﻟ س ﻟﻣﺎ وﻗﻊ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻐﻠط وﻟوﻻ اﻟﻐﻠط ﻟﻣﺎ أﻗدم اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺗﻠﺳ م ﻣﺎﻟﻪ)‪.(4‬‬
‫اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪:‬‬
‫ﺟرﻣﺔ ﻟﻧﺻب ﻫﻲ ﺟرﻣﺔ ﻋﻣد ﺔ ﺗﺗطﻠب ﻟﻘ ﺎﻣﻬﺎ ﻗﺻد ﻋﺎم ﺷﺗر ﻋﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺄر ﺎن اﻟﺟرﻣﺔ ٕوارداﺗﻪ ﻓﻲ إﺗ ﺎﻧﻬﺎ‪.‬‬
‫وﻗﺻد ﺧﺎص ﯾﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ﻧ ﺔ اﻹﺳﺗ ﻼء ﻋﻠﻰ ﻣﺎل اﻟﻐﯾر‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻣﺣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.359‬‬
‫‪(2)- Cass.Crim.Franc.15/06/1992.‬‬
‫‪(3)- Cass.Crim.Franc.13/06/1968.‬‬
‫)‪ -(4‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.372‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺟزاء‬


‫ﺟرﻣﺔ اﻟﻧﺻب ﻫﻲ ﺟﻧﺣﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪5‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣﺎﻟ ﺔ ﻣن ‪ 20000‬دج اﻟﻰ ‪100000‬‬
‫دج‪ .‬ﺿﺎف إﻟﯾﻬﺎ ﻋﻘو ﺎت ﺗﻛﻣﯾﻠ ﺔ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 372‬ﻗﻊ‪.‬‬

‫ﺗﺷدد ﻫذﻩ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻟ ﺻﻞ ﺣدﻫﺎ اﻷﻗﺻﻰ اﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات ﺣ س وﻏراﻣﺔ ‪400000‬أﻟﻒ دج إذا وﻗﻌت ﻣن ﺷﺧص ﻟﺟﺄ‬
‫اﻟﻰ اﻟﺟﻣﻬور ﻘﺻد إﺻدار أﺳﻬم ﺷر ﺎت أو ﻣﺷروﻋﺎت ﺗﺟﺎرﺔ أو ﺻﻧﺎﻋ ﺔ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣﺎ ﺗﺷدد أ ﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟظرف اﻟﻌﺎم اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 382‬ﻣ رر ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻘﻊ اﻟﺟرﻣﺔ ﺿد اﻟدوﻟﺔ أو إﺣد‬
‫ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ ‪ ،‬إذ ﺗﺻ ﺢ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫* ﺗطﺑ ﻧﻔس اﻹﻋﻔﺎءات واﻟﻘﯾود اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪ 368‬و‪ 369‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺗﯾن ﺎﻟﺳرﻗﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﯾن اﻷﻗﺎرب ﺣﯾث ﺗﺣﯾﻞ‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 373‬اﻟﻰ ﺗطﺑ ﻘﻬﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﺟرﻣﺔ اﻟﻧﺻب أ ﺿﺎ‪.‬‬
‫* ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺷروع ﻓﻲ اﻟﻧﺻب ﻓﻬو ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠ ﻪ ﺻرﺢ اﻟﻌ ﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 372‬ﻗﻊ‪.‬‬

‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﺟر ﻣﺔ إﺻدار اﻟﺷ ك ﺑدون رﺻﯾد م ‪ 274‬ﻗﻊ‬
‫اﻟﺷ ك ﻋرﻓﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ ، 472‬وﻟم ﯾورد ﻟﻪ ﺗﻌرﻔﺎ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت رﻏم‬
‫أﻫﻣ ﺔ ذﻟك ﻟﺗﺳﻬﯾﻞ ﺗﺣدﯾد أر ﺎن اﻟﺟرﻣﺔ وﺗﻣﺎﺷ ﺎ ﻣﻊ اﺳﺗﻘﻼﻟ ﺔ اﻟﻣﻔﺎﻫ م ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻋﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘواﻧﯾن اﻷﺧر ‪،‬‬
‫ﻓﻘد ﻗﺿﻲ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ أن اﻟورﻗﺔ ﺗﻌد ﺷ ﺎ ﻣﺗﻰ ﺎن ﻟﻪ ﻣظﻬرﻩ وﻟو ﺎﻧت ﻻ ﺗﻌد ذﻟك وﻓ أﺣ ﺎم اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎر ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺗﺿﻣن ﺗﺟرم اﺻدار ﺷ ك ﺑدون رﺻﯾد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻷوﻟﻰ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫و ﻌرﻓﻪ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺻﺎدر ﺳﻧﺔ ‪ 1865‬ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ‬
‫‪Le cheque est l’écrit qui, sous la forme d’un mandat de paiement sert au tireur à effectuer‬‬
‫‪le retrait, à son profit ou au profit d’un tiers, de tout ou partie de fonds portés au crédit de‬‬
‫)‪son compte chez le tiré.(1‬‬
‫وﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﻔﻘﻪ ﻣن ﻌرﻓﻪ ﺎﻟﻘول أﻧﻪ ﺻك ﺄﻣر ﻣوﺟ ﻪ ﻣﺣررﻩ ) اﻟﺳﺎﺣب( ﺷﺧﺻﺎ آﺧر ) اﻟﻣﺳﺣوب ﻋﻠ ﻪ( ون ﻓﻲ‬
‫اﻟﻐﺎﻟب ﻣﺻرﻓﺎ‪ ،‬أن ﯾدﻓﻊ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻣﺎل إﻣﺎ ﻷﻣرﻩ أو ﻷﻣر ﺷﺧص ﻌﯾﻧﻪ ﻣﺟرد اﻹطﻼع ﻋﻠﻰ اﻟﺻك‪ ،‬و ﻌرف أ ﺿﺎ‬
‫ﺄﻧﻪ ورﻗﺔ ﺗﺗﺿﻣن أﻣ ار ﺻﺎد ار ﻣن ﺷﺧص وﻫو اﻟﺳﺎﺣب اﻟﻰ ﺷﺧص ﻫو اﻟﻣﺳﺣوب ﻋﻠ ﻪ ﺄن ﯾدﻓﻊ ﻣﺟرد اﻹطﻼع‬
‫ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺑﻠﻐﺎ ﻣن اﻟﻧﻘود ﻟﺷﺧص ﺛﺎﻟث ﻫو اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد أو ﻹذﻧﻪ أو ﻟﻠﺣﺎﻣﻞ)‪.(2‬‬

‫ـــــــ‬
‫‪(1)-Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p563.‬‬
‫)‪ -(2‬ﺣﺳن ﺻﺎدق اﻟﻣرﺻﻔﺎو ‪ ،‬اﻟﻣرﺻﻔﺎو ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺷ ك‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳ ﻧدرﺔ‪ ،1995 ،‬ص‪.26‬‬

‫ﻓﺎﻟﺷ ك ﻫو وﺳﯾﻠﺔ اﻛﺗﺷﻔت ﻟﺗﺳﻬﯾﻞ ﺗداول اﻷﻣوال وﻣن ﻣﻣﯾزاﺗﻪ أﻧﻪ وﺳﯾﻠﺔ دﻓﻊ ﻓورﺔ‪ ،‬ﻓﻣﺎدام أﻧﻪ ﻣرﺗ ط أﺳﺎﺳﺎ‬
‫ﺎﻷﻣوال ﻓﻘد ﺧﺻﻪ اﻟﻣﺷرع ﻌدة أﺷ ﺎل ﻣن اﻟﺗﺟرم ﺗﺣﻣ ﻪ ﻣن ﻣﺧﺗﻠﻒ اﻹﻋﺗداءات اﻟﺗﻲ ﻗد ﺗرد ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬وﻟﻌﻞ ﻣن أﻫﻣﻬﺎ‬
‫ﺟرﻣﺔ إﺻدار اﻟﺷ ك ﺑدون رﺻﯾد أو ﺑرﺻﯾد ﻏﯾر ﺎﻓﻲ‪ .‬وﻗﺑﻞ اﻟﺧوض ﻓﻲ أر ﺎن ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﯾﺟب اﻟﺗطرق اﻟﻰ‬
‫أطراف اﻟﺗﻌﺎﻣﻞ ﻓﻲ اﻟﺷ ك ﺣﯾث ﻧﺟد ‪:‬‬
‫ﻘوم ﺑﺈﻧﺷﺎﺋﻪ أ ﺗوﻗ ﻌﻪ ﻌد ﺗﺳﺟﯾﻞ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻘ ﻣﺔ اﻟﺷ ك واﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﻬﺎ‬ ‫اﻟﺳﺎﺣب ‪ :‬وﻫو ﻣﺎﻟك اﻟﺷ ك اﻟذ‬
‫وﺗﺎرﺦ اﻹﺻدار ﻫذا ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﺑ ﺎﻧﺎت أﺧر أﺻ ﺢ اﻟﯾوم ﯾﺗم ط ﻌﻬﺎ ﻣﺳ ﻘﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣﺳﺣوب ﻋﻠ ﻪ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت دﻓﺗر اﻟﺷ ﺎت واﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻣﻧﻬﺎ ﺳﺣب اﻟﻘ ﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟ ﺔ اﻟﻣﺳﺟﻠﺔ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺷ ك ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد‪ :‬وﻫو اﻟﺷﺧص اﻟذ أﺻدر اﻟﺷ ك ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫أر ﺎن اﻟﺟر ﻣﺔ‬
‫ﻓﻣن ﺧﻼل ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 374‬ﻗﻊ ﯾﺗﺿﺢ أن ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻋﻧﺻرن وﻧﺎن اﻟر ن اﻟﻣﺎد وﻫﻣﺎ ﻓﻌﻞ اﻹﺻدار‬
‫وﻋدم اﻟوﻓﺎء ﻘ ﻣﺔ اﻟﺷ ك ﻟﻌدة أﺳ ﺎب ﺗم ﺗﻌدادﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ واﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة ﻫذا ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟر ن‬
‫اﻟﻣﻌﻧو ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫‪1‬ـ اﻹﺻدار‬
‫و ﻌﻧﻲ ﺗدو ن اﻟﺑ ﺎﻧﺎت اﻟﻼزﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺷ ك وﺗﻘد ﻣﻪ ﻟﺻرف اﻟﻘ ﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟ ﺔ اﻟﻣذ ورة ﻓ ﻪ‪ ،‬ﻓﻬو ﺳﺗوﺟب ﺗوﻓر ﻋﻧﺻرن‪:‬‬
‫ـ ﺗﺎ ﺔ وﺗﺣر ر اﻟﺷ ك‪ :‬وﻫو ﻣﺎ ﺳﻣﻲ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺑﺈﻧﺷﺎء اﻟﺷ ك ‪ .‬وﻓﻲ ﻟﺣظﺔ إﻧﺷﺎء اﻟﺷ ك ﻻ ﻌﺗﺑر‬
‫) اﻹﺻدار( ﻓﻬﻲ ﻣﺟرد أﻋﻣﺎل ﺗﺣﺿﯾرﺔ ﻻ ﻋﻘﺎب ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻻﯾﺗم اﻹﺻدار إﻻ ﺑﺗوﻓر‬ ‫اﻟﺳﺎﺣب ﻗد أﻋطﻰ ﺷ ﺎ أ‬
‫ﻋﻧﺻر ﺛﺎﻧﻲ وﻫو‪:‬‬
‫ـ ﻋرض اﻟﺷ ك ﻟﻠﺗداول‪ :‬و ﻌﻧﻲ ﺗﺳﻠ ﻣﻪ ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾد أو ﻟﻠﺣﺎﻣﻞ و ون ذﻟك ﻣﺛﺎ ﺔ أﻣر ﻟﻠﻣﺳﺣوب ﻋﻠ ﻪ ﺄن ﯾدﻓﻊ اﻟﻣﺑﻠﻎ‬
‫اﻟﻣدون ﻓ ﻪ ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾد‪ٕ ،‬واذا اﺧﺗﻠﻔت اﻟﻘ ﻣﺔ اﻟﻣطﻠوب دﻓﻌﻬﺎ ﺑﯾن ﻣﺎ ﻫو ﻣ ﺗوب ﺎﻷﺣرف وﻣﺎ ﻫو ﻣ ﺗوب ﺎﻷرﻗﺎم ﻓﺎﻟﻌﺑرة‬
‫ﺎﻷوﻟﻰ)‪.(1‬‬
‫ﻓﻬﻧﺎك ﻣن اﻟﻔﻘﻪ واﻟﻘﺿﺎء ﻣن ﯾر أن ﻣﻠﻛ ﺔ اﻟرﺻﯾد اﻟواﺟب اﻟدﻓﻊ ﯾﻧﺗﻘﻞ اﻟﻰ ذﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣﺟرد إﺻدار‬
‫ﻌض اﻟﻔﻘﻪ واﻟذ ﻧﺳﺎﻧدﻩ ﻹﻋﺗ ﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﻣن ﺟﻬﺔ‪ ،‬ﻷن ﻣﻘﺎﺑﻞ اﻟوﻓﺎء‬ ‫اﻟﺷ ك)‪ ،(2‬وﻫذا اﻟﻘول ﻣردود ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ أر‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ 1988/9/28‬وارد ﻓﻲ‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫)‪ -(2‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪1981/12/10‬وارد ﻓﻲ‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.160‬‬

‫ﻓﻲ اﻟﺷ ك ﻫو ﻧﻘود وﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﻫﻲ أﻣوال ﻣﺛﻠ ﺔ ﻻ ﺗﺗﺣﻘ ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ إﻻ ﺎﻟﻔرز ﻟذﻟك ﻓﻬﻲ ﺗ ﻘﻲ ﻓﻲ ﻣﻠﻛ ﺔ اﻟﺳﺎﺣب اﻟﻰ‬
‫ﺎﻟﺣ ﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﺟرم ‪ ،‬ﻷن‬ ‫ون إﻻ ﻌد دﻓﻊ ﻗ ﻣﺔ اﻟﺷ ك‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧر ﻹﻋﺗ ﺎر ﻣﺗﻌﻠ‬ ‫ﻏﺎ ﺔ ﺗﻌﯾﯾﻧﻬﺎ‪ ،‬وذﻟك ﻻ‬
‫اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻻ ﺣﻣﻲ ﻣﻠﻛ ﺔ اﻟرﺻﯾد ﻘدر ﻣﺎ ﺣﻣﻲ اﻟﺷ ك ﻓﻲ ﺣد ذاﺗﻪ‪ ،‬ﻟذا ﻻ ﯾوﺟد ﻣﺎ ﻣﻧﻊ اﻟﺳﺎﺣب ﻣن‬
‫ﺳﺣب ﻗ ﻣﺔ اﻟﺷ ك ﻌد إﺻدارﻩ وﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺗﺎ ﻊ ﺟزاﺋ ﺎ ﻟ س ﻷﻧﻪ ﺗﺻرف ﻓ ﻣﺎ ﻻ ﻣﻠﻛﻪ ﺑﻞ ﻷﻧﻪ أﺧﻞ ﺎﻟﺛﻘﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت‬
‫ون ﻫﻧﺎك‬ ‫ﻘوم ﻣﻘﺎم اﻟﻧﻘود)‪ ،(1‬ﺛم أﻧﻪ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ إﺻدار اﻟﺷ ك ﺑدون رﺻﯾد ﻻ ﺷﺗر أن‬ ‫اﻟﺷ ك اﻟذ‬ ‫ﻋن طر‬
‫ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 374‬ق ع‬ ‫ﻣؤد‬
‫أﻛدت ﻋﻠ ﻪ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ ﺎﻟﻘول " إذا ﺎن ّ‬
‫ﺷﺧص ﺗﺿرر ﻣن اﻟﺟرﻣﺔ وﻫو ﻣﺎ ّ‬
‫ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺷﺗر وﺟود ﺷﺧص ﻣﺗﺿرر ﻣن اﻹﺻدار ﻟﻺداﻧﺔ‪.(2)"...‬‬ ‫أﻧﻪ ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ إﺻدار ﺷ ك ﺑدون رﺻﯾد ّ‬
‫ﻣﺳﺄﻟﺔ إﺻدار اﻟﺷ ك ﻋن طر و ﯾﻞ‪:‬‬

‫‪86‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫و ﯾﻞ ﻟﻪ ﻓﻔﻲ ﻟﺣظﺔ ﺗواﺟد‬ ‫ﺗطرح اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﻻ ﺳﻠم اﻟﺳﺎﺣب اﻟﺷ ك ﻟﻠﻣﺳﺗﻔﯾد ﻣ ﺎﺷرة ﺑﻞ ﯾﺗم ذﻟك ﻋن طر‬
‫اﻟﺷ ك ﻟد اﻟو ﯾﻞ ﻫﻞ ﻌﺗﺑر أﻧﻪ طرح ﻟﻠﺗداول و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺗﺣﻘ اﻹﺻدار؟‬
‫ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﯾر أن اﻟﻌﺑرة ﻓﻲ اﻹﺻدار ﻫو ﺑﺧروج اﻟﺷ ك ﻣن ﺣوزة اﻟﺳﺎﺣب ﺣﺗﻰ وﻟو ﺎن ﻣن ﺗﺳﻠﻣﻪ ﻫو و ﯾﻠﻪ وﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﻘﺎﺑﻞ ﻧﺟد أن اﻟو ﯾﻞ ﻣﺛﻞ ﺷﺧص اﻟﻣو ﻞ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺗواﺟد اﻟﺷ ك ﻟد ﻪ ﻌﺗﺑر و ﺄﻧﻪ ﻣﺎزال ﺣوزة اﻟﻣو ﻞ وﻟم ﯾﺗﻧﺎزل‬
‫)‪(3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ﻋﻧﻪ ﻌد‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﻼ ﻣﺟﺎل ﻟﻠﺣدﯾث ﻋن اﻹﺻدار‬
‫ﻓرﻏم أﻧﻪ ﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﻘﺿﺎء ﻣن ﻻ ﻣﯾز ﺑﯾن اﻟﺗﺳﻠ م اﻟﻣﻘدم ﻟﻠو ﯾﻞ أو اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد إذ ﻌﺗﺑر أن اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﻠﺟرﻣﺔ‬
‫ﻘوم ﻣﺟرد ﺗﺧﻠﻲ اﻟﺳﺎﺣب ﻧﻬﺎﺋ ﺎ ﻋن اﻟﺷ ك ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﻣن اﻟﻧﺎﺣ ﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ ﻌﺗﺑر اﻟﺳﺎﺣب ﻣﺎزال ﻣﻠك اﻟﺷ ك‪،‬وﻫو ﻣﺎ‬
‫ﻣ ن ﻓﻬﻣﻪ ﻣن ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ إذ أن ﻹﺻدار ‪ -‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻗ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ‪ -‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻻ ﯾﺗﺣﻘ إﻻ ﻋﻧد ﺳﺣب‬
‫اﻟرﺻﯾد ﻣن طرف اﻟو ﯾﻞ إذ ﯾﻧص اﻟﻘرار ﺄﻧﻪ " ﺳﺄل ﺟزاﺋ ﺎ ﻋن ﺟرﻣﺔ إﺻدار اﻟﺷ ك ﺑدون رﺻﯾد و ﯾﻞ ﺻﺎﺣب‬
‫ﻔﻌﻠﻪ وﺣدﻩ ﻋرض اﻟﺷ ك ﻟﻠﺗداول" ﻓﻬذا‬ ‫ﯾﺗﺣﻘ‬ ‫اﻟﺷ ك ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﺣب رﺻﯾد ﻣو ﻠﻪ ﺑﺈﻋﺗ ﺎرﻩ ﻣﺻدر اﻟﺷ ك اﻟذ‬
‫اﻟﻣوﻗﻒ أ ﺿﺎ ﯾﺛﯾر ﻌض اﻟﺻﻌو ﺎت اﻟﺗﻲ ﻣ ن ﻣواﺟﻬﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻹﺛ ﺎت إذا ﺎن ﺻﺎﺣب اﻟﺷ ك ﺳﻲء اﻟﻧ ﺔ )‪.(4‬‬
‫‪2‬ـ ﺗﻌذر اﻟوﻓﺎء ﻘ ﻣﺔ اﻟﺷ ك‬
‫وﻗد ذ رت اﻟﻣﺎدة ‪ 374‬ﻋدة ﺻور ﻟﺗﻌذر اﻟوﻓﺎء وﻫﻲ أﺳ ﺎب ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﺎﻟرﺻﯾد‪ ،‬ﻓﻘد ﻻ ون ﻣوﺟودا أوﻏﯾر ﺎﻓ ﺎ‬
‫ﻟﺳداد ﻗ ﻣﺔ اﻟﺷ ك أو ﻗﺎم اﻟﺳﺎﺣب ﺳﺣ ﻪ ﻠﻪ أو اﻟ ﻌض ﻣﻧﻪ ﻌد اﻹﺻدار أو ﻗﺎم ﺑﺈﻋطﺎء أﻣر ﻟﻠﻣﺳﺣوب ﻋﻠ ﻪ ﻌدم‬
‫اﻟدﻓﻊ‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺣﺳن ﺻﺎدق اﻟﻣرﺻﻔﺎو ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.138‬‬
‫)‪ -(2‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ رﻗم ‪ 42963‬ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1987 /12 /15‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،1990‬ﻋدد ‪ ،4‬ص‪.246‬‬
‫)‪ -(3‬ﺣﺳن ﺻﺎدق اﻟﻣرﺻﻔﺎو ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.143‬‬
‫)‪ -(4‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ رﻗم ‪ ،262845‬ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،2001/06/25‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،2002‬ﻋدد‪،2‬ص ‪.155‬‬
‫أـ ﻋدم وﺟود رﺻﯾد ﺎﻓﻲ ‪ :‬و ﻌﻧﻲ ذﻟك أن اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﻋﻧدﻣﺎ ﻘدم اﻟﺷ ك ﻟﻠدﻓﻊ ﻔﺎﺟﻰء ﻌدم ﺗوﻓر رﺻﯾد ﻌﺎدل أو ﻔوق‬
‫اﻟﻘ ﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟ ﺔ اﻟﻣدوﻧﺔ ﻓ ﻪ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻓﺎﻟﻌﺑرة ﻟﻘ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ ﻫو ﺑﻠﺣظﺔ ﺗﻘد م اﻟﺷ ك ﻟﻠدﻓﻊ وﻋدم ﻔﺎ ﺔ اﻟرﺻﯾد‪ ،‬وﻻ أﻫﻣ ﺔ ﻌد‬
‫ذﻟك ﻟﻠﺗﺎرﺦ اﻟﻣﻌﯾن ﻓﻲ اﻟﺷ ك ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺟرﻣﺔ ﺳواء ﺗم ﺗﻘد ﻣﻪ ﻗﺑﻞ ذﻟك اﻟﺗﺎرﺦ أو ﻌدﻩ وذﻟك ﺗ ﻌﺎ ﻟطﺑ ﻌﺔ اﻟﺷ ك‬
‫اﻟذ ﻫو أداة وﻓﺎء ﻓورﺔ)‪.(1‬‬
‫ب ـ ﻗ ﺎم اﻟﺳﺎﺣب ﺳﺣب اﻟرﺻﯾد ﺎﻟﻛﺎﻣﻞ أو اﻟ ﻌض ﻣﻧﻪ ﻌد اﻹﺻدار‬
‫ﻣﺻدر اﻟﺷ ك ﻗ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ ﯾﺟب أن ﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺑﻠﻎ ﻌﺎدل ﻗ ﻣﺔ اﻟﺷ ك ﻓﻲ رﺻﯾدﻩ اﻟﻰ‬ ‫ﻓﻠﻛﻲ ﯾﺗﻔﺎد‬
‫ﻏﺎ ﺔ دﻓﻊ ﺗﻠك اﻟﻘ ﻣﺔ ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺣدث أن ﺳﺣب ﺎﻣﻞ رﺻﯾدﻩ أو اﻟ ﻌض ﻣﻧﻪ ﺷ ﻞ ﯾﺗﻌذر ﻣﻌﻪ اﺳﺗ ﻔﺎء ﻗ م اﻟﺷ ك اﻟذ‬
‫أﺻدرﻩ‪ ،‬ﺻ ﺢ ﻋرﺿﺔ ﻹرﺗﻛﺎب اﻟﺟر ﻣﺔ ﻓﻲ أ ﻟﺣظﺔ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺗﻘد م اﻟﺷ ك ﻟﻠوﻓﺎء)‪.(2‬‬
‫ج ـ أﻣر اﻟﻣﺳﺣوب ﻋﻠ ﻪ ﻌدم اﻟدﻓﻊ‬

‫‪87‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫وﺗﻌﻧﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ أن ﻘوم اﻟﺳﺎﺣب ﻌد إﺻدار اﻟﺷ ك ﺄﻣر اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻣﻠك ﻓﯾﻬﺎ اﻟرﺻﯾد ﻌدم اﻟدﻓﻊ‪ ،‬ﻓﺗﻘوم‬
‫اﻟﺟرﻣﺔ ﻣﻬﻣﺎ ﺎن ﺳﺑب ﻫذا اﻷﻣر ﺎﺳﺗﺛﻧﺎء ﺣﺎﻟﺗﯾن ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪/ 502‬ف‪ 2‬ﺣﯾث أﺟﺎزت‬
‫اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟدﻓﻊ إذا ﺗوﻓرت‪ ،‬وﻫﻣﺎ ﺣﺎﻟﺔ إﻓﻼس اﻟﺣﺎﻣﻞ أو ﺿ ﺎع اﻟﺷ ك)‪.(3‬‬
‫أﻣﺎ اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻘد أﺟﺎزت إﻣ ﺎﻧ ﺔ اﻷﻣر ﺎﻟدﻓﻊ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺳرﻗﺔ ﺷر أن ﻘدم دﻟﯾﻞ ﻗﺎطﻊ ﻋﻠﻰ ذﻟك أﻻ وﻫو‬
‫اﻟﺣ م اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ اﻟﺛﺎﺑت ﻟﻘ ﺎم اﻟﺳرﻗﺔ)‪.(4‬‬
‫ﺗم إﺻدارﻩ وﺗوﻓرت ﻓ ﻪ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت ﺳ ﻌﺎﻗب ﻣﻊ ﻣرﺗﻛب ﺟرﻣﺔ‬ ‫* ٕواذا ﻗﺎم اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد ﺑﺗظﻬﯾر اﻟﺷ ك اﻟذ‬
‫اﻹﺻدار)م‪ 2/374‬ق ع(‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ‪:‬‬
‫ﺗﺗطﻠب ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻗﺻد ﻋﺎم ﯾﺗﻠﺧص ﻓﻲ ﺿرورة وﺟود اﻟﻌﻠم ﺄن اﻟرﺻﯾد ﻏﯾر ﺎﻓﻲ أو ﻏﯾر ﻣوﺟود ﻣﻊ إرادة‬
‫إﺗ ﺎن اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ‪.‬‬
‫إﻻ أن اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻣﺗﺎز ﺑﺧﺻوﺻ ﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻣﻔﺎدﻫﺎ أن اﻟﻘﺿﺎء ﻔﺗرض وﺟود ﺳوء اﻟﻧ ﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ‬
‫ﻣﺟرد ﺛﺑوت ﻋدم وﺟود اﻟرﺻﯾد أو ﻋدم ﻔﺎﯾﺗﻪ‪ ،‬ﻟذا ﻧﺟد أن ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺗﺷ ﻪ ﺟ ارﺋم اﻟﺧطﺄ اﻟﻣﻔﺗرض‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻔﺗرض‬
‫ﺧطﺄ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣﺟرد ﻗ ﺎم اﻟر ن اﻟﻣﺎد ‪.‬‬
‫ﺣﯾث ذﻫﺑت اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻓﻲ أﺣد ﻣواﻗﻔﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻰ اﻟﻘول " إن اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ﻟﺟرﻣﺔ إﺻدار اﻟﺷ ك‬
‫ﺑدون رﺻﯾد ﻫو ﻣﻔﺗرض إذ ﻣ ن اﺳﺗﺧﻼص ﺳوء اﻟﻧ ﺔ واﻟﻌﻠم ﻣﺟرد إﺻدار ﺷ ك ﻻ ﻘﺎﺑﻠﻪ رﺻﯾد ﻗﺎﺋم وﻗﺎﺑﻞ‬
‫ﻟﻠﺻرف‪ ،‬وﻻ ﻋﺑرة ﻌد ذﻟك ﺿﺂﻟﺔ أو ﺗﻔﺎﻫﺔ اﻟﻧﻘص اﻟﻣﻠﺣو ﻓﻲ اﻟرﺻﯾد")‪.(4‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺣﺳن ﺻﺎدق اﻟﻣرﺻﻔﺎو ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺑ ‪ ،‬ص ‪.153‬‬
‫)‪ -(2‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1998 /12/14‬وارد ﻓﻲ ‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫)‪ -(3‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1981/12/10‬وارد ﻓﻲ‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫)‪ -(4‬ﻋدة ﻗ اررات ﻟﻠﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻣن ﺑﯾﻧﻬﺎ‪ ،‬ﻗرار رﻗم ‪260422‬ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،2000/03/27‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ‪ ،2002‬ﻋدد ﺧﺎص‪ ،‬ص‪.121‬‬
‫إﻻ أﻧﻪ ﻣﺎ ﻼﺣظ ﻌد ﺗﻌدﯾﻞ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺗﺟﺎر ﻘﺎﻧون ‪ 02/05‬أن اﻟﻣﺷرع و ﺄﻧﻪ أراد اﻟﺗﺧﻠﻲ ﻋن اﻓﺗراض ﺳوء اﻟﻧ ﺔ‬
‫ﻣﺟرد اﻛﺗﺷﺎف ﻋدم وﺟود اﻟرﺻﯾد‪ ،‬وذﻟك ﺎﺳﺗﺣداث إﺟراءات ﻟﻠﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﺟدﯾدة ‪ ،‬ﺣﯾث ﻻ ﺗﺣرك اﻟدﻋو إﻻ ﻌد اﻟﺗﺄﻛد‬
‫ﻣن أن اﻟﺳﺎﺣب ﺗﻌﻣد إﻓراغ اﻟرﺻﯾد ﻠﻪ أو ﻌﺿﻪ و ﺗم ذﻟك ﻣﺎ ﯾﻠﻲ‪:‬‬
‫إﺟراءات اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻓﻲ ﺟر ﻣﺔ إﺻدار اﻟﺷ ك ﺑدون رﺻﯾد‪:‬‬
‫وﻫﻲ اﻟﺻورة اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺗﻠك اﻹﺟراءات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪/ 526‬ﻣ رر‪ 2‬ق ت اﻟﻰ ﻏﺎ ﺔ ﻣ رر‪. 13‬‬
‫ﻓﻣﻧذ ﻫذا اﻟﺗﻌدﯾﻞ ﻟم ﻌد ﺗﺣرك اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ﻣ ﺎﺷرة ﻌد اﻹﺻدار ﻣﻣ ﻧﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﺳﺗوﺟب اﺳﺗ ﻔﺎء ﻌض اﻹﺟراءات‬
‫اﻟﺗﻲ ﻘوم ﺑﻬﺎ اﻟﻣﺳﺣوب ﻋﻠ ﻪ ) اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟ ﺔ( ﻗﺑﻞ ﺗﻘد م ﺷﻬﺎدة ﻋدم اﻟدﻓﻊ دﻟﯾﻞ ﻟﻣ ﺎﺷرة اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪.‬‬
‫وﺗﻧطﻠ ﻫذﻩ اﻹﺟراءات ﻣن إﺻدار أﻣر ﻟﻠﺳﺎﺣب ﺎﻟدﻓﻊ وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪/526‬ﻣ رر‪ 2‬وذﻟك ﻟﺗﺳو ﺔ اﻟرﺻﯾد وﺟﻌﻠﻪ ﺎﻓ ﺎ‬
‫ﻟﺗﺳدﯾد ﻗ ﻣﺔ اﻟﺷ ك ‪ ،‬وأن ﯾﺗم ذﻟك ﺧﻼل ‪ 10‬أ ﺎم ﻣن ﺗﺎرﺦ ﺗوﺟ ﻪ ﻫذا اﻷﻣر‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫‪ٕ -‬واذا ﻟم ﺗﺗم اﻟﺗﺳو ﺔ ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣدة ﺗﻠزم اﻟﻣﺎدة ‪/526‬ﻣ رر‪ 3‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻣﺎﻟ ﺔ ﺑﺈﺗﺧﺎذ إﺟراء ﺛﺎﻧﻲ وﻫو ﻣﻧﻊ اﻟﺳﺎﺣب‬
‫ﻣن إﺻدار ﺷ ﺎت ﻟﻣدة ‪5‬ﺳﻧوات ﺣﺳب اﻟﻣﺎدة ‪ 526‬ﻣ رر‪ 4‬وﺗﺿﯾﻒ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة إﻣ ﺎﻧ ﺔ إﻟﻐﺎء ﻫذا اﻟﻣﻧﻊ إذا ﺗﻣ ن‬
‫اﻟﺳﺎﺣب ﻣن ﺗﺳو ﺔ ﻗ ﻣﺔ اﻟﺷ ك أو ﻗﺎم ﺑﺗﻛو ن رﺻﯾد ﺛم دﻓﻊ ﻏراﻣﺔ اﻟﺗﺑرﺋﺔ ﺧﻼل ‪ 20‬ﯾوم ﯾﺗم ﺣﺳﺎﺑﻬﺎ ﻣن ﺗﺎرﺦ ﻧﻬﺎ ﺔ‬
‫اﻷﻣر ﺎﻟدﻓﻊ ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻓﺈذا ﻟم ﺳﺗﺟﯾب اﻟﺳﺎﺣب ﻟﻬذﻩ اﻹﺟراءات ﺣﯾﻧﻬﺎ ﻣ ن ﺗﺣرك اﻟدﻋو اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ وﻓ أﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 374‬ﻗﻊ‪ ،‬وذﻟك‬
‫ﻌد ﻧﻬﺎ ﺔ اﻵﺟﺎل اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪526‬ﻣ رر‪ 2‬وﻣ رر‪ 4‬أ ‪ 10‬أ ﺎم اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻷﻣر ﺎﻟدﻓﻊ و ‪ 20‬ﯾوم‬
‫اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻣﻧﻊ إﺻدار اﻟﺷ ﺎت‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻻ ﺗﺑدأ إﻻ ﻌد ﻧﻬﺎ ﺔ ﻣدة ‪ 30‬ﯾوم ﻣن ﺗﺎرﺦ ﺗوﺟ ﻪ اﻷﻣر ﺎﻟدﻓﻊ)‪.(1‬‬
‫* ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻺﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ‪:‬‬
‫ﻌد ﺻدور ﺗﻌدﯾﻞ ‪ 23/06‬أﺿﺎف اﻟﻣﺷرع اﻟﻣﺎدة ‪ 375‬ﻣ رر اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟﻰ ﻣﺣ ﻣﺔ ﻣ ﺎن اﻟوﻓﺎء أو‬
‫ﻣﺣ ﻣﺔ إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻣﺳﺗﻔﯾد‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻣ ﺎﻧ ﺔ ﺗطﺑﯾ اﻹﺣ ﺎم اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﺗﺣدﯾد اﻹﺧﺗﺻﺎص اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ اﻟﻣواد‬
‫‪37‬و‪40‬و‪ 329‬ق إج واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﻣ ﺎن إﻗﺎﻣﺔ أو اﻟﻘ ض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﻬم أو ﻣ ﺎن وﻗوع اﻟﺟرﻣﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺟزاء‬
‫ﻣﺎ ﻣﯾز ﻗﺎﻧون ‪ 02/05‬أﻧﻪ أزال ﺗﻠك اﻹزدواﺟ ﺔ ﻓﻲ اﻷﺣ ﺎم اﻟﺗﻲ ﺎﻧت ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﺟ ارﺋم اﻟﺷ ك ﻗﺑﻞ ﺻدورﻩ ﺣﯾث‬
‫أﺻ ﺣت اﻟﻣﺎدة ‪ 540‬ق ت ﺗﺣﯾﻞ اﻟﻰ ﺗطﺑﯾ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 374‬و‪375‬ﻗﻊ ﻌد إﻟﻐﺎء اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 538‬و‪539‬ﻗت ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ‬
‫ﺳﺗﺗ ﻊ ﺗطﺑﯾ اﻟﻣ ﺎد ء اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻠﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺎﻟظروف اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ وﻧظﺎم وﻗﻒ اﻟﺗﻧﻔﯾذ واﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠ ﺔ ‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫ﺗﺿﻣن ﻧﻘض‬
‫ّ‬ ‫)‪ -(1‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،2008/04/30‬وارد‪ :‬ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪،165‬‬
‫ﻗرار اﻹداﻧﺔ ﺻﺎدر ﻣن ﻣﺟﻠس ﻗﺿﺎﺋﻲ ﺧرق أﺣ ﺎم اﻟﻣواد اﻟﺳﺎ ﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺿﻊ اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ اﻟﺟزاﺋ ﺔ ﻹﺟراءات ﻣﺳ ﻘﺔ‪.‬‬
‫ﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ﺟراﺋم اﻟﺷ ك ﻣﺧﺗﻠﻒ ﺻورﻫﺎ ﻌﻘو ﺔ ﺟﻧﺣ ﺔ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻓﻘط ﻓﻲ ﻣﻘدارﻫﺎ ‪ ،‬ﻓ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻹﺻدار ﺷ ك ﺑدون‬
‫رﺻﯾد وﺟرﻣﺔ ﺟﻌﻞ اﻟﺷ ك ﺿﻣﺎن ﻓ ﻌﺎﻗب ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺎﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪ 5‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋن ﻗ ﻣﺔ اﻟﺷ ك‬
‫أو ﻋن ﻗ ﻣﺔ اﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻟرﺻﯾد‪ ،‬أﻣﺎ ﺟرﻣﺔ ﺗزو ر اﻟﺷ ك ﻓ ﻌﺎﻗب ﻣزور اﻟﺷ ك وﻗﺎﺑﻠﻪ ﺎﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺔ اﻟﻰ ‪10‬‬
‫ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻻ ﺗﻘﻞ ﻋن ﻗ ﻣﺔ اﻟﺷ ك أو ﻗ ﻣﺔ اﻟﻧﻘص ﻓﻲ اﻟرﺻﯾد‪.‬‬
‫‪ -‬ﯾوﺟد ظرف ﻣﺷدد واﺣد ورد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪382‬ﻣ رر إذا ﻣﺎ ارﺗﻛﺑت اﻟﺟرﻣﺔ ﺿد اﻟدوﻟﺔ أو اﻷﺷﺧﺎص اﻟﻣﻌﻧو ﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﺗرﻓﻊ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻟﺗﺻ ﺢ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات‪.‬‬

‫اﻟﻣ ﺣث اﻟ ار ﻊ‬
‫ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ م ‪376‬ﻗﻊ‪Abus de confiance‬‬
‫ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ أو إﺳﺎءة اﻹﺋﺗﻣﺎن ﻫو اﺳﺗ ﻼء ﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻘول ﺣوزﻩ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣﻣﺎ ﺣددﻩ اﻟﻘﺎﻧون ﻋن‬
‫ﺧ ﺎﻧﺔ اﻟﺛﻘﺔ اﻟﺗﻲ أودﻋت ﻓ ﻪ ﻣﻘﺗﺿﻰ ﻫذا اﻟﻌﻘد وذﻟك ﺑﺗﺣو ﻞ ﺻﻔﺗﻪ ﻣن ﺣﺎﺋز ﻟﺣﺳﺎب ﻣﺎﻟﻛﻪ اﻟﻰ ﻣدع‬ ‫طر‬
‫ﻟﻣﻠﻛﯾﺗﻪ)‪.(1‬‬

‫‪89‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻓﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻻ ﺗﻔﺗرض اﻧﺗزاﻋﺎ ﻟﺣ ﺎزة اﻟﺷﻲء ﻣن ﯾد اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﻔﺗرض أن اﻟﺷﻲء ﺎن ﻣن ﻗﺑﻞ ﻓﻲ‬
‫ﺣ ﺎزة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﺳﺑب ﻣﺷروع‪ ،‬وأﻧﻪ ﻗد ﺳﻠم إﻟ ﻪ ﺗﺳﻠ ﻣﺎ ﺻﺎد ار ﻋن إرادة ﻣﻌﺗﺑرة ﻗﺎﻧوﻧﺎ)‪ ،(2‬ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺗﻠﻒ ﻋن‬
‫ﻔﺗرض ﺗﺳﻠ ﻣﺎ ﻣﻌﯾ ﺎ ﻷﻧﻪ ﺻﺎد ار ﻋن أرادة‬ ‫اﻟﺳرﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺗرض ﻓﻌﻞ اﻷﺧذ) إﻧﺗزاع اﻟﺣ ﺎزة(‪ ،‬وﺗﺧﺗﻠﻒ ﻋن اﻟﻧﺻب اﻟذ‬
‫أﻓﺳدﻫﺎ اﻟﺧداع‪ ،‬واﻟﻣﻼﺣظ أ ﺿﺎ أن ﻓﻲ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻋﺗﻣد اﻟﻣﺷرع ﺳ ﺎﺳﺔ ﺣﺻر اﻷﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ذات ﻗ ﻣﺔ ﻟﻛﻲ‬
‫دور أﻣﺎ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‬ ‫ﺗﻛون ﻣوﺿﻌﺎ ﻟﻠﺟرﻣﺔ وﻫذا ﻋ س اﻟﻧﺻب واﻟﺳرﻗﺔ ﺎﻟﺧﺻوص ﺣﯾث ﻻ ﺗﻠﻌب ﻗ م اﻟﺷﻲء أ‬
‫ﻋدد اﻟﻣﺷرع " اﻷوراق اﻟﺗﺟﺎرﺔ‪ ،‬اﻟﻧﻘود‪ ،‬اﻟ ﺿﺎﺋﻊ‪ ،‬اﻷوراق اﻟﻣﺎﻟ ﺔ‪ ،‬ﻣﺧﺎﻟﺻﺎت‪ ،‬أو ﻣﺣررات أﺧر ﺗﺛﺑت اﻟﺗزاﻣﺎ أو‬
‫ﻓﻘد ّ‬
‫إﺑراء "‪.‬‬

‫ـــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻋﺑد اﻟﻣﻠك ﺟﻧد ‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﺟزء ‪ ،3‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.303‬‬
‫)‪ -(2‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬ﺟراﺋم اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال‪ ،‬اﻟﻣﺟّﻠد ‪ ،2‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.450‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫ﺿرورة ﺗﺳﻠ م اﻟﺷﻲء ﺷرط ﻣﺳﺑ ﻟﻘ ﺎم اﻟﺟر ﻣﺔ‬
‫ﺷﺗر ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ﻣوﺿوع ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻧﻔس اﻟطﺑ ﻌﺔ اﻟﻣﺷﺗر ﺔ ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺔ واﻟﻧﺻب إذ ﻫﻲ ﺗرد ﻋﻠﻰ ﻣﺎل ذ‬
‫طﺑ ﻌﺔ ﻣﺎد ﺔ ‪ ،‬ﻓﻣن اﺋﺗﻣن ﺷﺧص ﻋﻠﻰ ﺳر ﻋﻠﻣﻲ ذو أﻫﻣ ﺔ ﺻﻧﺎﻋ ﺔ أو ﺧﺑر ذو أﻫﻣ ﺔ ﺳ ﺎﺳ ﺔ ﺛم أﻓﺷﺎﻩ ﻓﻬو ﻻ‬
‫اﺣﺗﻔظ ﺑرﻗم اﻟ طﺎﻗﺔ‬ ‫اﻟﻣراﺳﻠﺔ اﻟذ‬ ‫ﯾرﺗﻛب ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ)‪،(1‬وﻣﻊ ذﻟك ﻓﻘد ﻗﺿﻲ أن رﺋ س اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻟﻠﺑ ﻊ ﻋن طر‬
‫)‪،(2‬‬
‫ﺗﺗﺿﻣن‬
‫ّ‬ ‫وﻧﻔس اﻟﺷﻲء ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻹﺧﺗﻼس أوراق‬ ‫اﻟﺑﻧ ﺔ ﻷﺣد زﺎﺋﻧﻪ ﺛم اﺳﺗﺧدﻣﻪ ﻟﻐرض ﺷﺧﺻﻲ ﻌﺗﺑر ﺧ ﺎﻧﺔ أﻣﺎﻧﺔ‬
‫ﺷﺧص اﺳﺗﻌﻣﻞ أﺟﻬزة ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗ ﺔ‬ ‫ﻣﻧﺣت ﻟﻪ ﺳﺑب وظ ﻔﺗﻪ)‪ ،(3‬ﻣﺎ ﻗﺎﻣت ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺣ‬ ‫إﺟراءات ﺗﺣﻘﯾ‬
‫ﺗﺻرﻓﻪ ﻓﻲ إطﺎر أداء وظ ﻔﺗﻪ اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻹﺧﻔﺎء ﺻور ﺟﻧﺳ ﺔ ﺧﻠ ﻌﺔ)‪.(4‬‬
‫وﺿﻌت ﺗﺣت ّ‬
‫ﻟﻛن ﻣن اﻟﺻﻌب ﺗطﺑﯾ اﻟﻧص اﻟﻣﺗﻌﻠ ﺑﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﺧﺗﻼس اﻟﺧدﻣﺔ ﻓﻘد ﻗﺿﻲ ﺑرﻓض ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ‬
‫ﺣ رﺋ س اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟذ ﻟﺟﺄ اﻟﻰ اﺳﺗﻐﻼل ﻋﺎﻣﻠﯾن ﻓﻲ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ ﻷداء أﻋﻣﺎل ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ اﻟﺧﺎص)‪.(5‬‬

‫‪90‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺷﻣﻞ ﺣﺗﻰ اﻟﻌﻘﺎر ﺎﻟﺗﺧﺻ ص‪ ،‬ﺎﻟﻣﺳﺗﺄﺟر اﻟذ‬ ‫ون اﻟﺷﻲء ﻣﻧﻘوﻻ ﻣﻔﻬوﻣﻪ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت أ‬ ‫ﻣﺎ ﯾﺟب أن‬
‫ون اﻟﺷﻲء ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟﻐﯾر‬ ‫اﻧﺗزع ﻣن اﻟﺑﻧﺎ ﺔ ﺗﻣﺛﺎﻻ وﺿﻊ ﻟﻠﺗﺟﻣﯾﻞ وادﻋﻰ ﻟﻧﻔﺳﻪ ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ وﺗﺻرف ﻓ ﻪ‪ ،‬ﻣﺎ ﯾﺟب أن‬
‫اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن ﺣﺎﺋ از ﻟﻪ ﻓﺈذا ﺎن ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟﻪ أو ﺎن ﻏﯾر ﻣﻣﻠوك ﻷﺣد ﻓﻬذا اﻹﻋﺗداء ﻏﯾر ﻣﺗﺻور‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺗﺳﻠ م اﻟﺷﻲء ﺗﺳﻠ ﻣﺎ ﻧﺎﻗﻼ ﻟﻠﺣ ﺎزة اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ‪:‬‬
‫ﺗﻘوم ﻪ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻻ ﯾﺗﺻور إﻻ إذا ﺎن اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﺣ ﺎزة اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻗﺑﻞ ارﺗﻛﺎب اﻟﻔﻌﻞ اﻟﺟرﻣﻲ‬ ‫ﻓﺎﻟﻔﻌﻞ اﻟذ‬
‫وﻫو ﻻ ون ﻓﻲ ﺣ ﺎزﺗﻪ إﻻ إذا ﺎن ﻗد ﺳﻠم إﻟ ﻪ ‪ ،‬ﻟذﻟك ﻗﺿﻲ ﻌدم اﻋﺗ ﺎرﻩ ﺧﺎﺋﻧﺎ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ اﻟﻔﻼح اﻟذ ﻗﺎم ﺑﺑ ﻊ اﻟﻣواد‬
‫اﻟﻛ ﻣﺎﺋ ﺔ ﻟﻣﺻﻠﺣﺗﻪ واﻟﺗﻲ ﺗﻧﺗﺟﻬﺎ اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟزراﻋ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻌﻣﻞ ﻓﯾﻬﺎ‪ ،‬ﻣﺎ ﻻ ﺗﻌﺗﺑر ﺧﺎﺋﻧﺔ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﻟﻲ‬
‫ﻋﻠﻰ أﻣوال ﺗﻌود ﻟﺻد ﻘﻬﺎ اﻟذ ﻧﺳﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻬﺎ ﻓﻔﻲ ﺗﻠك اﻟﺣﺎﻟﺗﯾن ﻟم ﯾﺗم اﻟﺗﺳﻠ م)‪ ،(6‬أو اﻟﻛﺎﺗ ﺔ اﻟﺗﻲ اﺧﺗﻠﺳت ﺷ ﺎت‬

‫ﻣن ﻣ ﺗب رﺋﺳﻬﺎ ﻓﻲ ﻏ ﺎ ﻪ و دون رﺿﺎﻩ ‪،‬وﻫذا اﻟﺗﺳﻠ م ّ‬


‫)‪(7‬‬
‫ﻌﺗﺑر ﻓ ﻪ اﻟﺗﺳﻠ م‬ ‫ﻣﯾز ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻋن اﻟﻧﺻب اﻟذ‬
‫ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟرﻣﺔ أو اﻟﻬدف ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ أن اﻟﺗﺳﻠ م اﻟﻣﺳﺑ ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺔ ﯾﻧﺗﻔﻲ ﻣﻌﻪ اﻹﺧﺗﻼس إذا ﺣﺎز اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﺷﻲء ﻷﻧﻪ‬
‫ﯾﺗﻌذر ﻣﻌﻪ ارﺗﻛﺎب ﻓﻌﻞ اﻷﺧذ اﻟذ ﺷ ّ ﻞ اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﻬذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻣؤﻗﺗﺔ ﺣﯾث إذا‬ ‫و ﺷﺗر ﻓﻲ اﻟﺗﺳﻠ م أن ﺻدر ﻋن إرادة ﺳﻠ ﻣﺔ اﺗﺟﻬت اﻟﻰ ﻧﻘﻞ ﺣ ﺎزة اﻟﺷﻲء ﺣ ﺎزة ﻧﺎﻗﺻﺔ أ‬
‫اﺗﺟﻬت ﻟﻧﻘﻞ اﻟﺣ ﺎزة ﺎﻣﻠﺔ ﻓﻼ ﺗﻘوم ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﺎ ﻟو ﺎن ﻋﻘد ﻗرض أﻣوال ﻧﻘد ﺔ‪ ،‬وﻻ ﺗﻘوم أ ﺿﺎ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﻘﻞ اﻟﯾد‬
‫اﻟﻌﺎرﺿﺔ ﺣﯾث ﺗﻘوم اﻟﺳرﻗﺔ إذا ادﻋﻰ اﻟﻣﺗﺳﻠم ﻣﻠﻛﯾﺗﻬﺎ‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.450‬‬
‫‪(2)- Cass.Crim.Franc14/11/2000,Code pénal, op-cit, p844.‬‬
‫‪(3)- Cass.Crim.Franc.02/07/1998,Code pénal, op-cit, p844.‬‬
‫‪(4)- Trib.Corr.Lemans 16/2/1998, Code pénal,op-cit, p483.‬‬
‫‪(5)- Malabart Valérie, op-cit, p436.‬‬
‫‪(6)- RASSAT Michèle laure,op-cit, p151.‬‬
‫)‪ -(7‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1997/04/14‬وارد ﻓﻲ‪ :‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء‪ ،...‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.168‬‬
‫)‪(1‬‬
‫ﻔﻲ اﻧﻌﻘﺎد اﻹرادﺗﯾن ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻞ ﺳﻠطﺎت اﻟﺣ ﺎزة‬ ‫ﻟﻠﺷﻲء ﻹﻧﺗﻘﺎل اﻟﺣ ﺎزة‪ ،‬ﺑﻞ‬ ‫وﻻ ﺷﺗر اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻧﻘﻞ اﻟﻣﺎد‬
‫ﺗﺻرف‬
‫ﻣﺎ ﻟو ﺎن ﻋﻘد ﺑ ﻊ اﻟﺳ ﺎرة وﻟم ﯾﺗﺳﻠم اﻟﻣﺷﺗر ﺗﻠك اﻟﺳ ﺎرة إذ ﺗﺻ ﺢ ﻋﻠﻰ ﺷ ﻞ ود ﻌﺔ ﻟد اﻟ ﺎﺋﻊ ﺣﯾث إذا ّ‬
‫ﻓﯾﻬﺎ ﻌﺗﺑر ﺧﺎﺋﻧﺎ ﻟﻸﻣﺎﻧﺔ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺗﺳﻠ م ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣن اﻟﻌﻘود اﻟﺗﻲ ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون‪:‬‬
‫ﻻ وﺟود ﻟﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﺎﻟم ﯾﺗم اﻟﺗﺳﻠ م ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ أﺣد اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 376‬وﻗد ﺣددﻫﺎ اﻟﻣﺷرع‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﺣﺻر‪ ،‬وﻣن ﺛم ﻻ ﯾﺟوز ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ أن ﺿﯾﻒ إﻟﯾﻬﺎ ﻋﻘدا ﻟم ﯾرد ﺑﯾﻧﻬﺎ‪ ،‬و ﺗرﺗب ﻋن ذﻟك إﻟﺗزام اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺄن‬
‫ﯾﺑﯾن ﻓﻲ ﺣ ﻣﻪ ﺎﻹداﻧﺔ اﻟﻌﻘد اﻟذ ﺗﺳﻠم اﻟﻣدﻋﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟﺷﻲء ﺑﻧﺎء ﻋﻠ ﻪ)‪ٕ ،(2‬واذا دﻓﻊ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺄن ذﻟك اﻟﻌﻘد ﻟ س ﻣﻣﺎ‬
‫ﻧص ﻋﻠ ﻪ اﻟﻘﺎﻧون ﺎن دﻓﻌﻪ ﺟوﻫرﺎ ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﺿﻲ أن ﯾرد ﻋﻠ ﻪ ﻗﺑوﻻ أو رﻓﺿﺎ‪.‬‬
‫ﻟﻛن اﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 376‬ﻓﻠﻘ ﺎم ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻻ ﺳﺗوﺟب ﺎﻟﺿرورة وﺟود ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻹﺋﺗﻣﺎن‬
‫ﺑﻞ ﻻﺣظ اﻟﻣﺷرع أن ﻌض اﻟﻣراﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ ﻏﯾر ذات اﻷﺻﻞ اﻟﺗﻌﺎﻗد ﺗﺷﺎ ﻪ ﺗﻣﺎﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻟد ﻋن ﻌض اﻟﻌﻘود‬

‫‪91‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﺗﻲ ﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬وﻟذﻟك ﻓﻬﻲ ﺗدﺧﻞ ﻓﻲ ﻧطﺎق ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ وﻣن أﻣﺛﻠﺔ ذﻟك ﺣﺎﻟﺗﻲ اﻟود ﻌﺔ واﻟو ﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻓ ﻣﺎ ﻗد ﺗﻛون‬
‫اﻟود ﻌﺔ ﺗﻌﺎﻗد ﺔ ﻗد ﺗﻛون ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ) ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣﺎرس اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ( واﻟو ﺎﻟﺔ أ ﺿﺎ ﻗد ﺗﻛون ﻗﺿﺎﺋ ﺔ أو ﻗﺎﻧوﻧ ﺔ ﺣﺎﻻت اﻟوﻟﻲ‬
‫واﻟوﺻﻲ واﻟﻘ م وو ﯾﻞ داﺋﻧﻲ اﻟﻣﻔﻠس وﻣﺻﻔﻲ اﻟﺷر ﺔ‪ ،‬ﻓﻬذﻩ اﻟﻣراﻛز ﺗﺷﻣﻠﻬﺎ ﻋ ﺎرة اﻟﻧص ﺑﺈﻋﺗ ﺎر أﻧﻪ ﻟم ﺻﻒ اﻟﺗﺳﻠ م‬
‫ﺄﻧﻪ ) ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد اﻟود ﻌﺔ أو ﻋﻘد اﻟو ﺎﻟﺔ( ﺑﻞ ورد ﺎﻟﻘول ) ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻹﺟﺎرة أو اﻟود ﻌﺔ أو اﻟو ﺎﻟﺔ‪ ،(...‬ﻣﻣﺎ‬
‫ﺳﻣﺢ ﺑﺈدﺧﺎل اﻟود ﻌﺔ واﻟو ﺎﻟﺔ ﻏﯾر اﻟﺗﻌﺎﻗدﯾﺗﯾن ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻟﻧص‪ ،‬وﺗطﺑ ﻘﺎ ﻟذﻟك إذا ﺑدد أو اﺧﺗﻠس اﻟوﺻﻲ أو اﻟوﻟﻲ أو‬
‫ﺣوزﻩ أو ﻓﻌﻞ ذﻟك و ﯾﻞ اﻟداﺋﻧﯾن ﻓﻲ اﻟﺗﻔﻠ ﺳﺔ ﺎن ﻣﺳﺋوﻻ ﻋن ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ)‪ ،(3‬ﻣﺎ‬ ‫اﻟﻘ م ﻣﺎل ﻧﺎﻗص اﻷﻫﻠ ﺔ اﻟذ‬
‫ظﻬرت ﺣدﯾﺛﺎ ﻌض اﻟﻌﻘود أﺗﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎء اﻟﻰ اﻋﺗﺑرﻫﺎ ﻋﻘود اﺋﺗﻣﺎن ﻣ ن أن ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﺟرﻣﺔ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻌﻘد‬
‫ﺎﻟﻣﺷرع اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻰ ﺗﻌدﯾﻞ اﻟﻧص اﻟﻣﺗﻌّﻠ‬ ‫اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻹﯾﺟﺎر وﻋﻘد اﻟﺑ ﻊ ﺎﻹﯾﺟﺎر وﻋﻘود اﻟﺗﺳﯾﯾر‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ أد‬
‫ﺗﺗﺿﻣن‬
‫ّ‬ ‫ﻞ أﻧواع اﻟﻌﻘود و ﺷﺗر ﻓﻘط أن‬ ‫ﺑﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺣﯾث ﻗﺎم ﺑﺈﻟﻐﺎء ﻓ رة ﺣﺻر ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺑﻞ أﺻ ﺢ ّ‬
‫ﻌﺗد‬
‫إﻟﺗزام ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺷﻲء ﻟﻣﺎﻟﻛﻪ)‪.(4‬‬
‫ﻌﺗد ﻓ ﻣﺎ ﻌد ﻣﺳﺄﻟﺔ طﻼﻧﻪ‪ ،‬واﻟﻔﺻﻞ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد وﺟود وﺗﻛﯾ ﻔﻪ ﻫو‬
‫ٕواذا ﺛﺑت وﺟود اﻟﻌﻘد ﺳﺑب ﻧﻘﻞ اﻟﺣ ﺎزة اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ ﻻ ّ‬
‫ﻣن اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻔرﻋ ﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﺗص ﺑﻬﺎ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﺟزاﺋﻲ )‪.(5‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪(1)- VERON Michel , op-cit, p 232.‬‬
‫)‪ -(2‬ﻗرار اﻟﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ رﻗم‪ 27105‬اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ ‪ ،1983/01/11‬ﻣﺟﻠﺔ ﻗﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،1989 ،‬ﻋدد ‪ ،1‬ص ‪ ،327‬ﺣﯾث ﺟﺎء ﻓ ﻪ " ﻣﺗﻰ‬
‫ﺗطرق اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻰ طﺑ ﻌﺔ اﻟﻌﻘد اﻟذ ﯾرط اﻟﺿﺣ ﺔ ﺎﻟﻣﺗﻬم‪ ،‬ذﻟك أن طﺑ ﻌﺔ اﻟﻌﻘد وﺗﻛﯾ ﻔﻪ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﺗﺷ ّﻞ‬
‫ﺎن ﻣن اﻟﻣﻘرر ﻗﺎﻧوﻧﺎ ﺿرورة ّ‬
‫اﻟﺷر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣن ﺣﯾث اﺛ ﺎت ﺟﻧﺣﺔ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‪"...‬‬
‫)‪ -(3‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.457‬‬
‫‪(4)- VERON Michel , op-cit, p 231. aussi : Article 314-1 Code pénal français.‬‬
‫‪(5)- VERON Michel , op-cit, p 233.‬‬

‫اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 376‬ﻓﻲ اﻟود ﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗوﺟب أن ﯾﻠﺗزم اﻟود ﻊ ﻓﯾﻬﺎ‬ ‫ّ‬ ‫ﺳﻣﺎﻫﺎ‬
‫وﺗﺗﻣﺛّﻞ ﻋﻘود اﻹﺋﺗﻣﺎن اﻟﺗﻲ ّ‬
‫ﺑرد ﻣﺛﻠﻪ ﻓﻘط ﻓﻼ ﺗﻘوم ﻪ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ود ﻌﺔ اﻟﻧﻘود‬
‫ﯾردﻩ ﻋﯾﻧﺎ و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈذا اﻟﺗزم ّ‬
‫ﺎﻹﺣﺗﻔﺎ ﺎﻟﺷﻲء اﻟﻣودع ﻟد ﻪ وأن ّ‬
‫ﻣﺛﻼ‪ ،‬أ ﺿﺎ إﯾﺟﺎر اﻷﺷ ﺎء اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ و اﻟو ﺎﻟﺔ وﻋﻘد ﻋﺎرﺔ اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل وﻟ س اﻹﺳﺗﻬﻼك أو اﻟﻘرض ﻷن ﻓﻲ ﻋﺎرﺔ‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬و ذا ﻋﻘد اﻟرﻫن وﻋﻘود أداء اﻷﻋﻣﺎل ﺳواء‬
‫ﺑرد اﻟﺷﻲء ﻧﻔﺳﻪ ﻌد اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﻟﻣدة ّ‬
‫اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل ﯾﻠﺗزم اﻟﻣﺳﺗﻌﯾر ّ‬
‫ﻓﯾدﻋﻲ ﻫذا‬
‫ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺎﻟﻣﻘﺎوﻟﺔ و اﻟﻧﻘﻞ أو اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺟﺎﻧ ﺔ ﻣﺎ ﻟو أن ﺷﺧص ﻣﻧﺢ ﻟزﻣﯾﻞ ﻫﺎﺗﻔﺎ ﻧﻘﺎﻻ ﻟ ﺻﻠﺣﻪ ﻣﺟﺎﻧﺎ ّ‬
‫اﻷﺧﯾر ﻣﻠﻛﯾﺗﻪ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻓﻲ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‬

‫‪92‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣﺗﻌددة ﻋن اﻟﺻور اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺧذﻫﺎ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‪ ،‬إﻻ أن ﻫذﻩ اﻷﻟﻔﺎ ﺗﺟﺗﻣﻊ ﺣول ﻓ رة واﺣدة‬ ‫ﻓﺎﻟﻣﺷرع ﻋﺑر ﺄﻟﻔﺎ‬
‫ﻫﻲ "ﺗﻐﯾﯾر اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻧوع ﺣ ﺎزﺗﻪ" ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘواﻋد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻣوﺿوع ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﺗﻔﺗرض أن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺎن ﺣوز اﻟﺷﻲء‬
‫ﻲ‬ ‫اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﻐﯾرﻩ ﺣ ﺎزة ﻧﺎﻗﺻﺔ‪ ،‬ﻌﺗرف ﻓﯾﻬﺎ ﺣﻘوق اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ و ﻘر أن ذﻟك اﻟﺷﻲء ﻣوﺟودا ﻟد ﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣؤﻗت‬
‫ﻋﻠ ﻪ أو ﺑواﺳطﺗﻪ ﻋﻣﻼ ﻟﺣﺳﺎب اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬إﻻ أﻧﻪ ﺗﺗﺟﻪ إرادﺗﻪ اﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر ﻧوع اﻟﺣ ﺎزة وﺟﻌﻠﻬﺎ ﺎﻣﻠﺔ ﻋن‬ ‫ﯾؤد‬
‫ادﻋﺎء ﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺣﻘ ﻘﻲ)‪ ،(1‬و ﻌﺑر ﻋن ﻫذﻩ اﻹرادة ﺄﻓﻌﺎل ﻣﺎد ﺔ ﻋﺑر ﻋﻧﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻣﺻطﻠﺣﺎت‬ ‫طر‬
‫اﻹﺧﺗﻼس واﻟﺗﺑدﯾد‪.‬‬
‫‪1‬ـ اﻹﺧﺗﻼس‪ :Détournement‬و ﻘﺻد ﻪ ﻗ ﺎم اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺎﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺷﻲء أو اﻹﻧﺗﻔﺎع ﻪ ﺷ ﻞ ﻌﺑر ﺄﻧﻪ‬
‫اﻹﻧﺗﻔﺎع إﻣﺎ اﻟﻰ اﺳﺗﻬﻼك‬ ‫ﯾؤد‬
‫ﻣﺎﻟﻛﻪ‪،‬وﻟﻛن ﻟ س ّﻞ اﺳﺗﻌﻣﺎل أو اﻧﺗﻔﺎع ﻌﺗﺑر اﺧﺗﻼﺳﺎ ﻓﻠﻘ ﺎم ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺟب أو ّ‬
‫ﻣن أﺟﻠﻪ ﺗﺳّﻠﻣﻪ‬ ‫اﻟﺷﻲء ّﻠ ﺎ أو ﺟزﺋ ﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﻪ أن ﺗﻧﻘص ﻣن ﻗ ﻣﺗﻪ‪ ،‬او اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﻏﯾر اﻟﻐرض اﻟذ‬
‫اﻟﺟﺎﻧﻲ ‪ ،‬ﻣن ﯾدﻣﺞ اﻷﻣوال اﻟﻣودﻋﺔ ﻟد ﻪ ﻓﻲ ﺧزﻧﺔ ﻣؤﺳﺳﺗﻪ أو ﯾدﺧﻠﻬﺎ ﻓﻲ رأس ﻣﺎل ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺔ)‪.(2‬‬
‫ﻣﯾزﻩ ﻋن اﻟﺗﺑدﯾد‪.‬‬ ‫و ﺗﻣﯾز اﻹﺧﺗﻼس أﻧﻪ ﻻ ﻔﺗرض إﺧراج اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﺷﻲء ﻣن ﺣ ﺎزﺗﻪ أ ﻻ ﯾﺗﺻرف ﻓ ﻪ وﻫو اﻟذ‬
‫‪ -2‬اﻟﺗﺑدﯾد ‪ :Dissipation‬و ﻌﻧﻲ اﻟﺗﺑدﯾد ﻓﻌﻼ ﯾﺧرج ﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﺷﻲء ﻣن ﺣ ﺎزﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻔﻘد ﻪ اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‬
‫وﻫو إﺗﻼف اﻟﺷﻲء أو ﺗﺣط ﻣﻪ أو ﺗﻣزﻘﻪ ﻠﻪ أو ﻌﺿﻪ‪،‬‬ ‫اﻷﻣﻞ ﻓﻲ اﺳﺗرداد ﻫذا اﻟﺷﻲء‪ ،‬ﻓﻬو ﺣﻣﻞ ﻣﻌﻧﻲ ﻣﺎد‬
‫وﻣﻌﻧﻰ ﻗﺎﻧوﻧﻲ و ﻌﻧﻲ اﻟﺗﺻرف ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ﺑ ﻊ أو ﻣﻘﺎ ﺿﺔ أو ﻫ ﺔ ﻣﺎ أؤﺗﻣن ﻋﻠ ﻪ)‪ ،(3‬وﻟﻛن ﻣن ﯾؤﺟر أو ﻌﯾر أو‬
‫أؤﺗﻣن ﻋﻠ ﻪ ﻻ ﯾرﺗﻛب ﺗﺑدﯾدا ﻷن اﻟﺗﺻرف ﻔﺗرض إﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻘوق اﻟﻌﯾﻧ ﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء‪ ،‬وﻫو‬ ‫ﯾودع اﻟﺷﻲء اﻟذ‬
‫ﻣﺎ ﻻ ﻣ ن ﺗﺣﻘﻘﻪ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻻت)‪.(4‬‬
‫ــــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.465‬‬
‫‪(2)-RASSAT Michèle laure,op-cit, p163.‬‬
‫‪(3)-RASSAT Michèle laure,op-cit, p161.‬‬
‫)‪ -(4‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.466‬‬

‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟرﻣ ﺔ ﻓﻲ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻻﻣﺎﻧﺔ‬


‫ﻓﺎﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺟرﻣ ﺔ ﻫﻲ اﻟﺿرر اﻟذ ﯾﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻌﻞ ﺣﺳب ﺗﻌﺑﯾر اﻟﻣﺷرع "‪ ...‬وذﻟك إﺿ ار ار ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ‪"...‬و ﺣﺳب‬
‫أو ﻣﻌﻧو ‪،‬ﺣﺎل أو ﻣﺣﺗﻣﻞ‪ ،‬ﺟﺳ ﻣﺎ أو ﺳﯾرا‪ ،‬أﺻﺎب‬ ‫ﻫذا اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻓﺈن ﻣدﻟول اﻟﺿرر ﯾﺗوﺳﻊ اﻟﻰ ﻞ ﺿرر ﻣﺎد‬
‫اﻟﻣﺎﻟك أو ﻏﯾرﻩ ﻣﻣن ﻟﻪ ﺣﻘوق ﻋﻠﻰ اﻟﺷﻲء ‪ ،‬وﻣﻬﻣﺎ ﺎن اﻟﻣﺿرور ﺷﺧﺻﺎ طﺑ ﻌ ﺎ أو ﻣﻌﻧو ﺎ‪ ،‬وﺳواء ﺎن اﻟﻣﺿرور‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺎ أم ﻻ ) ﻣن ﯾﺟﻣﻊ ﺗﺑرﻋﺎت ﻟﺻﺎﻟﺢ ﻣﻧ و ﯾن ﺎرﺛﺔ ﺛم ﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠ ﻪ(‪ ،‬وﻻ أﻫﻣ ﺔ إن ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻗد ﻧﺎل ﺳ ﺎ ﻔﻌﻠﻪ‬
‫ّ‬
‫أم ﻻ‪ ،‬ﺑدﻟﯾﻞ اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﺷرع ﻟﻔظ اﻹﺗﻼف‪ ،‬ﻣﺎ ﻔﻲ أن ﯾﺗﺣﻘ ﻫذا اﻟﺿرر وﻟو ﺷ ﻞ ﻣؤّﻗت ﻣن ﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺛم ﻌﯾدﻩ ﻟﻣﺎﻟﻛﻪ)‪.(1‬‬
‫ﻟﻣدة ّ‬
‫اﻟﺷﻲء ّ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬

‫‪93‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺎﻣﻞ‬ ‫ﺗﺗطﻠب ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻧوﻋﯾن ﻣن اﻟﻘﺻد ‪ ،‬ﻗﺻد ﻋﺎم ﯾﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ﻋﻠم اﻟﺟﺎﻧﻲ ٕوارادﺗﻪ إﺗ ﺎن اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺟرم ﻗﺎﻧوﻧﺎ‬
‫ﻓﯾﻬﺎ‬ ‫اﻷر ﺎن‪ ،‬وﻗﺻد ﺧﺎص ﯾﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ﻧ ﺔ اﻟﺗﻣﻠك أو ﻘﺻد ﺣرﻣﺎن اﻟﻣﺎﻟك اﻟﺣﻘ ﻘﻲ ﻣن ﻣﺎﻟﻪ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺣﻘ‬
‫ﻣﺟرد اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﻏﯾر ﻣﺎ اﺗﻔ ﻋﻠ ﻪ او ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻟﺷرو‬
‫اﻹﺿرار ﺎﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬ﻓﺈذا ﺎن ﻗﺻد اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻫو ّ‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺎ أو ﻋﯾ ﺎ ﻣﺎ‪ ،‬ﻓﺈﻧﻪ ﺳ ون ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﻣطﺎﻟ ﺔ ﺑﺗﻌو ﺿﺎت ﻣدﻧ ﺔ ﻓﻘط‪ ،‬ﻣن اﺋﺗُﻣن‬
‫اﻟﻌﻘد أو أﺣدث ﻓﻲ اﻟﺷﻲء ﻧﻘﺻﺎ ّ‬
‫ﻋﻠﻰ ﺳ ﺎرة و ﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﺿﺎء ﺣﺎﺟﺎﺗﻪ أو ﻣﺟوﻫ ارت ﻓﻠ ﺳﻬﺎ‪ ،‬ﻓﻬذا اﻟﺳﻠوك ﻻ ﺣرم اﻟﻣﺎﻟك ﻣن اﻟﺷﻲء )‪.(2‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟر ﻊ‬
‫اﻟﺟزاء‬
‫ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻫﻲ ﺟﻧﺣﺔ ﻋﻘو ﺗﻬﺎ أﺧﻒ ﻣن اﻟﺳرﻗﺔ واﻟﻧﺻب‪ ،‬ﺣﯾث ﺣددﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 376‬ق ع ﺎﻟﺣ س ﻣن ‪ 3‬أﺷﻬر‬
‫اﻟﻰ ‪ 3‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪ 20000‬دج اﻟﻰ ‪ 100000‬دج ‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ ﻧﻔس اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠ ﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﻧﺻب و‬
‫اﻟﺳرﻗﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻣدة ‪ 10‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ اﻟﻰ ‪400000‬دج ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﯾن‪:‬‬
‫*وﺗﺷدد ﻫذﻩ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻟﺗﺻﻞ اﻟﻰ اﻟﺣ س ّ‬
‫‪-‬إذا ﻟﺟﺄ اﻟﺟﺎﻧﻲ اﻟﻰ اﻟﺟﻣﻬور ) اﻟﻣﺎدة ‪ 378‬ﻗﻊ(‬
‫‪ -‬إذا ﺎن اﻟﺟﺎﻧﻲ ﺳﻣﺳﺎ ار أو ﻣﺳﺗﺷﺎ ار ﻣﻬﻧﻲ أو ﻣﺣرر ﻋﻘود‪ /378)....‬ف‪.(2‬‬
‫* ﻣﺎ ﺗﺷدد ﻟﺗﺻ ﺢ ﺟﻧﺎ ﺔ ﻣﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺎﻟﺳﺟن اﻟﻣؤﻗت ﻣن ‪ 5‬اﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات إذا ارﺗﻛﺑﻬﺎ ﻗﺎﺋم ﺑوظ ﻔﺔ ﻋﻣوﻣ ﺔ أو‬
‫ﻗﺿﺎﺋ ﺔ أﺛﻧﺎء أداء ﻋﻣﻠﻪ أو ﻣﻧﺎﺳﺑﺗﻪ‪.‬‬
‫ﻫذا ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟظرف اﻟﻌﺎم اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 382‬ﻣ رر إذا ﺎن اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ اﻟدوﻟﺔ أو إﺣد ﻣؤﺳﺳﺎﺗﻬﺎ ﺣﯾث‬
‫ﺗﺻﻞ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻰ اﻟﺣ س ﻣن ﺳﻧﺗﯾن اﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫* ﻣﺎ ﺗطﺑ اﻹﻋﻔﺎءات اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﺎدﺗﯾن ‪ 386‬و ‪ 369‬ﻗﻊ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﯾن اﻷﻗﺎرب‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)-Cass.Crim. 16/02/1977 .RASSAT Michèle laure,op-cit, p164.‬‬
‫)‪ -(2‬ﺟﻧد ﻋﺑد اﻟﻣﻠك‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.309‬‬

‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺧﺎﻣس‬
‫ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‪Blanchiment des capitaux‬‬
‫م ‪ 389‬ﻣ رر‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
‫ﻣﻔﻬوم ﺟر ﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‬
‫أﺧﻔﺎء ﻣﺻدرﻫﺎ‬ ‫ﻘﺻد ﺑﺗﺑﯾ ض اﻻﻣوال أو ﻏﺳﯾﻠﻬﺎ إزاﻟﺔ اﻟطﺎ ﻊ اﻟﻘذر أو ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﺗﻠك اﻷﻣوال ﻋن طر‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ‬
‫اﻹﺟراﻣﻲ أو إﺧﻔﺎء ﺣﻘ ﻘﺗﻬﺎ ﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﺋدات إﺟراﻣ ﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﻋﻣﻠ ﺔ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺗﻣو ﻪ اﻟﻣﺻدر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﻘ ﻣﺔ ﻣﺎﻟ ﺔ ّ‬
‫ﺑﺈدﺧﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺻرﻓﻲ وﺟﻌﻠﻬﺎ أﻣواﻻ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻌﺎﻣﻞ واﻹﺳﺗﺛﻣﺎر)‪.(1‬‬

‫‪94‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻣﻧذ ﺻدور ﻗﺎﻧون ‪ 15 / 2004‬ﺑﺈﺿﺎﻓﺔ ﻗﺳم ﺧﺎص‬
‫ّ‬ ‫ﻓﻬﻲ ظﺎﻫرة إﺟراﻣ ﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﻌﺎﻗب ﻋﻠﯾﻬﺎ‬
‫ﺑﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال اﻟذ ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣواد ﻣن ‪ 389‬ﻣ رر اﻟﻰ ﻏﺎ ﺔ ﻣ رر ‪.7‬‬
‫ﻋرف ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪389‬ﻣ رر ﺎﻟﻧظر اﻟﻰ ﻣﺻدر اﻷﻣوال ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع إذ‬
‫ﺣﯾث ّ‬
‫ﻧﺻت " ﺗﺣو ﻞ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت او ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻣﻊ ﻋﻠم اﻟﻔﺎﻋﻞ ﺄﻧﻬﺎ ﻋﺎﺋدات إﺟراﻣ ﺔ ﻐرض إﺧﻔﺎء أو ﺗﻣو ﻪ اﻟﻣﺻدر ﻏﯾر‬
‫ّ‬
‫اﻟﻣﺷروع ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت"‪.‬‬
‫ﻋرﻓﻬﺎ أ ﺿﺎ ﺎﻟﻧظر اﻟﻰ ﺣﻘ ﻘﺔ ﺗﻠك اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﺎﻟﻘول " إﺧﻔﺎء أو ﺗﻣو ﻪ اﻟطﺑ ﻌﺔ اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ‬
‫ﻣﺎ ّ‬
‫اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ أو ﺣر ﺗﻬﺎ أو اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌّﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ‪."...‬‬
‫ّ‬ ‫ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﻣﺻدرﻫﺎ أو ﻣ ﺎﻧﻬﺎ أو ﻔ ﺔ‬
‫ﺎﻟوﻗﺎ ﺔ ﻣن ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال وﺗﻣو ﻞ‬ ‫ﺗﺿﻣﻧﺗﻪ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن ﻗﺎﻧون ‪ 01/05‬اﻟﻣﺗﻌّﻠ‬
‫ّ‬ ‫وﻫو ﻧﻔس اﻟﺗﻌرﻒ اﻟذ‬
‫اﻹرﻫﺎب وﻣ ﺎﻓﺣﺗﻬﻣﺎ‪ ،‬وﻫو ﺗﻌرﻒ أ ﺿﺎ ﻣﺄﺧوذ ﻣن اﺗﻔﺎﻗ ﺔ ﻓﯾﯾﻧﺎ ﻟﻣ ﺎﻓﺣﺔ اﻹﺗﺟﺎر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﺎﻟﻣﺧذرات ﻟﺳﻧﺔ‬
‫‪.1988‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺗﻣﯾﯾز ﺟر ﻣﺔ ﺗﺑﺑ ض اﻷﻣوال ﻋن ﺟر ﻣﺔ اﻹﺧﻔﺎء)م ‪:(387‬‬
‫ﻧظ ار ﻟﻠدور اﻟذ ﯾﻠﻌ ﻪ ﻋﻧﺻر اﻹﺧﻔﺎء ‪ dissimulation‬ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟر ﻣﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺷ ﻪ اﻟﻰ ﺣد ﻌﯾد ﺟرﻣﺔ إﺧﻔﺎء‬
‫اﻷﺷ ﺎء اﻟﻣﺗﺣﺻﻞ ﻣن ﺟرﻣﺔ اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 387‬ﻣن ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﺑﻞ أن اﻟ ﻌض ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻋﺗﺑرﻫﺎ‬
‫اﻟﺗوﺳﻊ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻹﺧﻔﺎء ﻟ ﺷﻣﻞ ﺻور أﺧر ﻏﯾر اﻹﺧﻔﺎء‬
‫ّ‬ ‫ﺻورة ﻣﻧﻪ‪ ،‬ﺧﺎﺻﺔ وأن اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﯾوم ﯾﺗﺟﻪ اﻟﻰ‬
‫ﻋن طر اﻟﺣ ﺎزة‪ ،‬ﺑﻞ ﻣ ن أن ﻘﻊ ﻋن طر اﻹﺧﻔﺎء ﺎﻹﺳﺗﻌﻣﺎل أو ﺎﻹﺳﺗﻬﻼك) ﺎﻟﺷﺧص اﻟذ ﺳﺗﻬﻠك‬
‫اﻟﻣﺷرو ﺎت اﻟﻣﺳروﻗﺔ()‪.(2‬‬
‫ـــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻧﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزز ﺷﺎﻓﻲ‪ ،‬ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،2005 ،‬ص‪.49‬‬
‫‪(2)-Pradel jean Danti-juan Michel,op-cit, p604.‬‬

‫اﻟوارد ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة‬ ‫وﻣﻊ ذﻟك ﺗوﺟد اﺧﺗﻼﻓﺎت ﺟوﻫرﺔ ﺑﯾن اﻹﺧﻔﺎء وﺟرﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﺟﻌﻠت ﻣن اﻟﻧص اﻟﺗﻘﻠﯾد‬
‫‪ 387‬ﻏﯾر ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﺳﺗ ﻌﺎب اﻟطﺎ ﻊ اﻟﺧﺎص ﻟﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال وﻫو ﻣﺎ ﻓرض ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺷرﻌﺎت ﺿرورة إﺿﺎﻓﺔ‬
‫ﻧﺻوص ﺗﺗﻣﺎﺷﻰ ﻣﻊ ﺧﺻوﺻ ﺔ اﻟظﺎﻫرة‪.‬‬
‫ارﺗﻛب اﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻣﺻدر‪ ،‬ﻓﺎﻟﻘﺎﻧون ﻻ ﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ‬ ‫‪ -‬ﻓﺟرﻣﺔ اﻹﺧﻔﺎء ﻏﺎﻟ ﺎ ﻣﺎ ﺗرﺗﻛب ﻣن طرف ﺷﺧص ﻏﯾر اﻟذ‬
‫أﺧﻔﻰ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺳروق‪ ،‬أﻣﺎ ﻓﻲ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﻓﺈن‬ ‫ﻣرﺗﯾن‪ ،‬ﻣﺎ ﻟو أن اﻟﺷﺧص اﻟﺳﺎرق ﻫو ﻧﻔس اﻟذ‬ ‫ﻧﻔس اﻟوﻗﺎﺋﻊ ّ‬
‫دﺧﻞ‬
‫اﻟﻣﺣﺻﻞ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ٕ ،‬واذا ﺗ ّ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﺟرﻣﺔ اﻷﺻﻠ ﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣ ﺎن ﻫو ﻧﻔﺳﻪ اﻟذ ﯾ ﺣث ﻋن ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻐﯾر ﺳوف ون ﻣن ﻗﺑﯾﻞ اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ اﻷﺻﻠ ﺔ أو اﻟﺗ ﻌ ﺔ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﺗﺑﯾ ض)‪.(1‬‬

‫‪95‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣﺟرد ﺣ ﺎزة اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺗﺣﺻﻞ ﻣن اﻟﺟرﻣﺔ‪ ،‬أﻣﺎ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﻓﺈن‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬ﻣﺎ أن اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻟﻺﺧﻔﺎء ﺗﻣﻞ‬
‫ﯾﺗﻛون ﻋﺑر ّ‬
‫ﻋدة ﻣراﺣﻞ ﻣﻌّﻘدة ﺗﺑدأ ﻌﻣﻠ ﺔ إﯾداع اﻷﻣوال اﻟﻰ ﻏﺎ ﺔ إدﻣﺎﺟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ‬ ‫اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ّ‬
‫اﻟﻌﺎد )‪.(2‬‬
‫ﯾﺗﺿﻣن اﺳﺗﻘ ﺎل اﻟﺷﻲء وﺣ ﺎزﺗﻪ‪ ،‬أﻣﺎ ﺗﺑﯾ ض‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬ﻣﺎ ﺷﺗر ﻓﻲ اﻹﺧﻔﺎء ﻟﻘ ﺎم اﻟر ن اﻟﻣﺎد أن ﯾﺗم ﺳﻠوك إﯾﺟﺎﺑﻲ‬
‫ﺗﺻور ﻗ ﺎﻣﻬﺎ ﺳﻠوك ﺳﻠﺑﻲ)‪ ،(3‬ﻣﺎ ﻟو أن اﻟﺑﻧك اﻣﺗﻧﻊ ﻋﻣدا ﻋن اﻹﺳﺗﻌﻼم ﺣول ﻣﺻدر اﻷﻣوال‬ ‫ّ‬ ‫اﻷﻣوال ﻣ ن‬
‫اﻟﻣﺷﺑوﻫﺔ وﻓ ﻣﺎ ﺗﺷﺗرطﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 10‬ﻣن ﻗﺎﻧون ‪.01/05‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣراﺣﻞ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‬
‫وﻣﺎ دام اﻟﻔﻘﻪ اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﺷّﻪ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺎﻟﻐﺳﯾﻞ ﻓﺈن ﻫذا اﻷﺧﯾر ﯾﺗم ﻓﻲ ﺛﻼﺛﺔ ﻣراﺣﻞ و ﻫﻲ ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻐﺳﯾﻞ اﻹﺑﺗداﺋﻲ‬
‫‪ prélavage‬وﺗﻌﻧﻲ ﻓﻲ ﻏﺳﯾﻞ اﻷﻣوال ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﯾداع – ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﻐﺳﯾﻞ اﻟرﺋ ﺳﻲ‪ lessivage ou lavage‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ‬
‫اﻟﺗﻣو ﻪ واﻟﺗﺣو ﻞ ﺛم ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻧﺷﯾﻒ‪ l’essorage‬واﻟﺗﻲ ﺗﻌﻧﻲ اﻹدﻣﺎج‪.‬‬
‫‪ -1‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻹﯾداع ‪ : le placement‬وﺗﻌﻧﻲ ﻋﻣﻠ ﺔ إدﺧﺎل ﺗﻠك اﻷﻣوال اﻟﻘذرة ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ ﺳواء ﺑﺈﯾداﻋﻬﺎ ﻓﻲ أﺣد‬
‫ﻣؤﺳﺳﺔ ﻣﺎﻟ ﺔ أﺧر ‪ ،‬أو ﺷراء أﺳﻬم أو ﺻ وك ﻧﻘد ﺔ‪ ،‬إذ ﺗﻌﺗﺑر أﺧطر وأﺻﻌب ﻣرﺣﻠﺔ إذ ﺗﺷدد ﻓﯾﻬﺎ‬ ‫اﻟﺑﻧوك أو أ‬
‫اﻟرﻗﺎ ﺔ ﻋﻠﻰ ﻫو ﺔ أﺻﺣﺎب ﺗﻠك اﻷﻣوال وﻣﺻدرﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺎدة ‪ 7‬ﻣن ﻗﺎﻧون ‪ 01/ 05‬ﺗﻔرض ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت‬
‫اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻫو ﺔ وﻋﻧﺎو ن زﺎﺋﻧﻬﺎ ﻗﺑﻞ ﻓﺗﺢ ﺣﺳﺎب أو دﻓﺗر أو ﺣﻔظ ﺳﻧدات أو ﻗ م ‪ ...‬أو رط أ ﺔ ﻋﻼﻗﺔ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻣﺎﻟ ﺔ اﻷﺧر‬

‫ﻋﻣﻞ آﺧر"‪ ،‬ﻣﺎ ﺗﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 10‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون " إذا ﺗﻣت اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ﻓﻲ ظروف ﻣن اﻟﺗﻌﻘﯾد ‪ّ ...‬‬
‫ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧوك و‬
‫ﻣﺣﻞ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ وﻫو ﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن‪."...‬‬
‫اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟ ﺔ اﻹﺳﺗﻌﻼم ﺣول ﻣﺻدر اﻷﻣوال ووﺟﻬﺗﻬﺎ و ذا ّ‬
‫ــــــــ‬
‫‪(1)-WILFRID Jeandidier, droit pénal des affaires, op-cit, p25.‬‬
‫ﻋﻣﺎن‪ ،2006 ،‬ص‪.97‬‬ ‫)‪-(2‬ﻣﻔﯾد ﻧﺎﯾﻒ اﻟدﯾﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻏﺳﯾﻞ اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ ،‬اﻟط ﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟﺛﺎﻗﺎﻓﺔ‪ّ ،‬‬
‫)‪ -(3‬ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬ﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﻣﺻرف اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ ﻋن اﻷﻣوال ﻏﯾر اﻟﻧظ ﻔﺔ)ظﺎﻫرة ﻏﺳﯾﻞ اﻷﻣوال(‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة‪،‬‬
‫اﻷﺳ ﻧدرﺔ‪ ،2002 ،‬ص‪.74‬‬

‫‪ -2‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻣو ﻪ واﻟﺗﺣو ﻞ ‪: la conversion ou empilage‬‬


‫ﻋدة ﻋﻣﻠ ﺎت ﻣﺻرﻓ ﺔ ﻣﻌّﻘدة‬ ‫وﻫﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﻘوم ﻓﯾﻬﺎ أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺎل ﺑﺗﻔر اﻟﻘ م اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ ﻋن طر إﺟراء ّ‬
‫ﺟدا‪ ،‬وﻣن‬
‫اﻟﺗﺣر ﺎت ﺷﺄﻧﻬﺎ أﻣ ار ﺻﻌ ﺎ ّ‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻐرض ﻣﻧﻬﺎ إزاﻟﺔ أ آﺛﺎر ﻣﺗﻌّﻠﻘﺔ ﺎﻟﻣﺻدر اﻹﺟراﻣﻲ ﻟﺗﻠك اﻷﻣوال ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻞ‬
‫ﻋدة ﺣﺳﺎ ﺎت أﻛﺛرﻫﺎ ﺗﻛون ﺧﺎرج اﻟﺗراب اﻟوطﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟدول‬
‫أﺑرز ﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠ ﺎت اﻟﻘ ﺎم ﺑﺗﺣو ﻞ ﺗﻠك اﻷﻣوال ﻋﺑر ّ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺑﻧﻰ ﺗﺳﻬ ﻼت ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺻرﻓﻲ " ﺳو ﺳ ار"‪.‬‬
‫‪ -3‬ﻣرﺣﻠﺔ اﻹدﻣﺎج‪ Intégration‬وﻫﻲ ﻋﻣﻠ ﺔ إﻧدﻣﺎج اﻷﻣوال ﻏﯾر اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﻣﻊ اﻷﻣوال اﻟﻣﺷروﻋﺔ ﺣﯾث ﺗُﺳﺗﺧدم‬
‫ﻋﻠﻰ ﺷ ﻞ اﺳﺗﺛﻣﺎرات و ﻓﻲ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻹﻗﺗﺻﺎد ﺔ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ و ذا دﻓﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺷ ﻞ ﻗروض)‪.(1‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬

‫‪96‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫أر ﺎن ﺟر ﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪:‬ﺿرورة وﺟود اﻟﺟر ﻣﺔ ﻣﺻدر اﻷﻣوال‬
‫ﻟﻘد ﻗﻠﻧﺎ ﺳﺎ ﻘﺎ أن ﻣن ﺧﺻوﺻ ﺎت ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﺟرﻣﺔ إﺧﻔﺎء ﺗﺷﺗر ﻣﺳ ﻘﺎ وﺟود ﺟرﻣﺔ ﻫﻲ أﺻﻞ اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻣﺻطﻠﺢ " ﻋﺎﺋدات إﺟراﻣ ﺔ" وﻟم ﺣدد ﻣﻌﻧﻰ ﻫذﻩ اﻟﻌﺎﺋدات ﺳواء ﻓﻲ ﻗﺎﻧون‬
‫ّ‬ ‫وﻋﺑر ﻋن ذﻟك‬
‫اﻟﻣراد ﺗﺑﯾ ﺿﻬﺎ‪ّ ،‬‬
‫اﻟﻌﻘو ﺎت أو ﻓﻲ ﻗﺎﻧون ‪ 01/05‬اﻟﻣﺗﻌﻠ ﻣ ﺎﻓﺣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﺑﻞ أن ﻫذا اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﻧﺟد ﻟﻪ ﺗﻌرﻔﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 2‬ﻓﻘرة‬
‫)ز( ﻣن ﻗﺎﻧون ‪ 01/06‬اﻟﻣﺗﻌّﻠ ﻣ ﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد ﺣﯾث ﻧﺻت ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌﺎﺋدات اﻹﺟراﻣ ﺔ ﻫﻲ " ّﻞ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت اﻟﻣﺗﺄﺗ ﺔ‬
‫اﻟﻣﺗﺣﺻﻞ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﺷ ﻞ ﻣ ﺎﺷر أو ﻏﯾر ﻣ ﺎﺷر ﻣن ارﺗﻛﺎب ﺟرﻣﺔ"‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أو‬
‫و ﻧﺻرف ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻰ ﺟﻣ ﻊ ﺟراﺋم ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت‪ ،‬ﻓرﻏم أن اﻟﺗﺑﯾ ض ﻣ ن أن ﻘﻊ ﺣﺗﻰ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻷﻣوال اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن اﻟﺟراﺋم اﻟ ﺳ طﺔ ﺎﻟﺳرﻗﺔ واﻟﻧﺻب وﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ‪...‬اﻟﺦ ‪ ،‬إﻻ أن ﻫﻧﺎك ﺟراﺋم أﻛﺛر ﺧطورة ﺗﻛون‬
‫ﻋﺎﺋداﺗﻬﺎ أﻣوال ﻣّﺎت ﺿﺧﻣﺔ ّ‬
‫ﺟدا ﻻ ﻔﻲ ﻟﺗﺑﯾ ﺿﻬﺎ اﺳﺗﺛﻣﺎرﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺷﺎرﻊ ﺳ طﺔ ﻻ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﻠرﻗﺎ ﺔ ﺑﻧﺎء ﻣﻧزل أو‬
‫ﺷراء ﺳ ﺎرة ﻓﺧﻣﺔ‪ ،‬ﺑﻞ أن ﺿﺧﺎﻣﺔ ﻫذﻩ اﻷﻣوال ﺗﻘﺗﺿﻲ اﻟﻣرور ﻌﻣﻠ ﺎت ﻣﺻرﻓ ﺔ ﻹﻧﺟﺎز ﻣﺷﺎرﻊ ﺑر أو ﻧﺷرﻫﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺣﺳﺎ ﺎت ﺗﻘﺗﺿﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﻟب اﻷﺣ ﺎن اﻟﺧروج ﻣن ﻧطﺎق اﻹﻗﻠ م اﻟوطﻧﻲ)‪.(2‬‬
‫وﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم اﻷﺻﻞ ﺗﺗﻣﺛّﻞ ﺎﻟﺧﺻوص ﻓﻲ اﻹﺗﺟﺎر ﺎﻟﻣﺧذرات واﻷﻋﺿﺎء اﻟ ﺷرﺔ واﻹﺗﺟﺎر ﺎﻟ ﺷر واﻷﺳﻠﺣﺔ‬
‫واﻟﺗﻬرب وﺟراﺋم اﺧﺗﻼس اﻷﻣوال اﻟﻌﺎﻣﺔ واﻟرﺷوة وﻏﯾرﻫﺎ‪ ،‬وﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻬﺎ ﺟﻧﺎ ﺎت وﺟﻧﺢ ﻟذﻟك ﻧﺟد اﻟﻣﺷرع‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣﺛﻼ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 1-324‬اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﻧص ﺻراﺣﺔ ﺄن ون ﻣﺻدر اﻷﻣوال ﺟﻧﺎ ﺔ أو ﺟﻧﺣﺔ‪،‬‬
‫ﻋرف اﻟﺟرﻣﺔ اﻷﺻﻠ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 4‬ﻣن ﻗﺎﻧون ‪ " 01/05‬أ ﺔ ﺟرﻣﺔ ﺣﺗﻰ وﻟو ارﺗﻛﺑت ﻓﻲ‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻓﻘد ّ‬
‫ّ‬ ‫أﻣﺎ‬

‫ﺎﻟﺧﺎرج ﺳﻣﺣت ﻟﻣرﺗﻛﺑﯾﻬﺎ ﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال" ﻋﻠﻰ أن ون ﻣﻌﺎﻗ ﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر وﻓ ﻣﺎ ّ‬
‫ﻧﺻت ﻋﻠ ﻪ اﻟﻣﺎدة‬
‫ﻣﺗﺣﺻﻠﺔ ﻣن ﺟﻧﺎ ﺔ أو‬
‫ّ‬ ‫ﻧﺻت ﻋﻠﻰ "‪ ...‬وﺟود أﻣوال أو ﻋﻣﻠ ﺎت ﺷﺗ ﻪ أﻧﻬﺎ‬ ‫‪ 05‬أﻣﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 21‬ﻣن ﻧﻔس اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻘد ّ‬
‫ظﻣﺔ أو اﻟﻣﺗﺎﺟرة ﺎﻟﻣﺧ ّذرات أو اﻟﻣؤﺛّرات اﻟﻌﻘﻠ ﺔ‪."...‬‬
‫ﺟﻧﺣﺔ ﻻﺳ ﻣﺎ اﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻣﻧ ّ‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬أﺣﻣد ﺳﻌر ﻗﺎﺿﻲ‪ ،‬ﺟراﺋم ﻏﺳﯾﻞ اﻷوال‪ ،‬ﺗﻣو ﻞ اﻹرﻫﺎب‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪ ،2006 ،‬ص ص‪.36-34‬‬
‫)‪ -(2‬ﻧﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزز ﺷﺎﻓﻲ‪ ،‬ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬
‫ﻘوم ﻪ اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال وﻫﻲ‪:‬‬ ‫اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﻌداد ﻋدة ﺻور ﻟﻠﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ اﻟذ‬
‫ّ‬ ‫ﻟﻘد ﻗﺎم‬
‫‪ -1‬ﺗﺣو ﻞ اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﻧﻘﻠﻬﺎ )‪389‬ﻣ رر )أ((‪:la conversion ou le transport‬‬
‫و ﻘﺻد ﺎﻟﺗﺣو ﻞ ﺗﻐﯾﯾر ﺷ ﻞ اﻻﻣوال إﻣﺎ ﺻرﻓﻬﺎ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺟﻧﺑ ﺔ اﻟﻘو ﺔ ﺎﻟﯾورو أو اﻟدوﻻر‪ ،‬أو اﻟﻘ ﺎم‬
‫ﺗﺗﺿﻣن ﺷراء اﻟﻌﻘﺎرات أو اﻟﺗﺣﻒ اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ واﻟﻠوﺣﺎت اﻟزﺗ ﺔ و ذا ﺷراء ﻌض اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﻌروﻓﺔ‬
‫ّ‬ ‫ﺄﻋﻣﺎل ﻏﯾر ﻣﺻرﻓ ﺔ‬
‫ﺑﺗدّﻓ اﻷﻣوال ﺎﻟﻧواد اﻟﻠﯾﻠ ﺔ وﻣﻌﺎرض اﻟﺳ ﺎرات اﻟﻔﺧﻣﺔ ﺛم ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ ﺛﺎﻧ ﺔ اﻟﻘ ﺎم ﺑﺑ ﻊ ﺗﻠك اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻ وك ﻧﻘد ﺔ ﯾﺗم ﻣوﺟﺑﻬﺎ ﻓﺗﺢ ﺣﺳﺎ ﺎت ﺑﻧ ﺔ ﻋﺎد ﺔ‪ .‬أﻣﺎ ﻧﻘﻞ اﻷﻣوال ﻌﻧﻲ اﻧﺗﻘﺎﻟﻬﺎ ﻣن ﻣ ﺎن اﻟﻰ ﻣ ﺎن أﺧر أو ﻣن‬

‫‪97‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺳﻬﻠت ﻟﻐﺎﺳﻠﻲ اﻷﻣوال اﻟﻘ ﺎم ﻌﻣﻠ ﺎت اﻟﺗﺣو ﻞ وﻧﻘﻞ‬ ‫إﻗﻠ م ﺑﻠد اﻟﻰ إﻗﻠ م آﺧر‪ ،‬وﻣﻧذ اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺗﺟﺎرة اﻹﻟﻛﺗروﻧ ﺔ ﻓﻘد ّ‬
‫اﻷﻣوال ﺷ ﻞ ﺳرﻊ وآﻣن ﻋن طر اﺳﺗﺧدام ﺷ ﺔ اﻻﻧﺗرﻧت دون اﻟﻣرور ﺎﻟﻌﻣﻠ ﺎت اﻟﺑﻧ ﺔ اﻟﻣﻌّﻘدة)‪.(1‬‬
‫‪ -2‬إﺧﻔﺎء أو ﺗﻣو ﻪ اﻟطﺑ ﻌﺔ اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ ﻟﻠﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو ﻣﺻدرﻫﺎ)‪389‬ﻣ رر )ب( (‪:le déguisement‬‬
‫اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣول دون ﻣﻌرﻓﺔ ﻣﺻدر اﻷﻣوال وﻻ اﻟطﺑ ﻌﺔ اﻟﺣﻘ ﻘ ﺔ ﻟﺗﻠك اﻷﻣوال‬
‫ّ‬ ‫ﺗﺗﺿﻣن ﻞ أﺷ ﺎل‬
‫ّ‬ ‫وﻫﻲ ﺻورة‬
‫اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ وﻓﻲ ﺣر ﺗﻬﺎ و ذا اﻟﺣﻘوق اﻟﻣﺗﻌّﻠﻘﺔ ﺑﻬﺎ)‪ ،(2‬إذ ﻌﺗﺑر أ إﺧﻼل‬
‫ّ‬ ‫ﺎﻟﺗﻣو ﻪ ﻋﻠﻰ ﻣ ﺎن ﺗواﺟدﻫﺎ أو ﻔ ﺔ‬
‫ﺑﺗداﺑﯾر اﻟوﻗﺎ ﺔ ﻣن ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﻣﺛﻼ ﺻورة ﻟﻠﺗﻣو ﻪ ﻋﻠﻰ طﺑ ﻌﺔ اﻷﻣوال أو ﻣﺻدرﻫﺎ‪ ،‬ﺎﻣﺗﻧﺎع اﻟﺧﺎﺿﻊ‬ ‫ﻋﻣد‬
‫اﻟﻣﺎدة ‪ 7‬وﻋدم‬ ‫ﻣﺳﯾرو وأﻋوان اﻟﻬﯾﺋﺎت اﻟﻣﺎﻟ ﺔ ﻋن اﻟﺗﺄﻛد ﻣن ﻫو ﺔ اﻟزون وﻓ‬
‫ﻟﻺﺧطﺎر ﺎﻟﺷﺑﻬﺔ وﻫم ﺎﻟﺧﺻوص ّ‬
‫اﻻﺳﺗﻌﻼم ﻞ اﻟطرق اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ ﻣن ﻫو ﺔ اﻵﻣر ﺎﻟﻌﻣﻠ ﺔ اﻟﺣﻘ ﻘﻲ أو اﻟذ ﯾﺗم اﻟﺗﺻرف ﻟﺣﺳﺎ ﻪ وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪ 9‬و ذا‬
‫اﻹﺳﺗﻌﻼم ﺣول ﻣﺻدر اﻷﻣوال ووﺟﻬﺗﻬﺎ و ذا ﻣﺣﻞ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ وﻫو ﺔ اﻟﻣﺗﻌﺎﻣﻠﯾن اﻹﻗﺗﺻﺎدﯾﯾن وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪ 10‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ‬
‫ﻟﻠوﺛﺎﺋ اﻟﻣﺗﻌّﻠﻘﺔ ﺑﻬو ﺔ اﻟزﺎﺋن واﻟﻌﻣﻠ ﺎت اﻟﺗﻲ ﺗم إﺟراءﻫﺎ ﻟﻠﻣدة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺗرطﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪14‬‬ ‫اﻟﻰ ﻋدم اﻹﺣﺗﻔﺎ اﻟﻌﻣد‬
‫وﻫﻲ ‪ 5‬ﺳﻧوات‪.‬‬
‫‪-3‬إﻛﺗﺳﺎب اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت أو اﺳﺗﺧداﻣﻬﺎ‪ :‬ﯾﻧﺻرف ﻣﺻطﻠﺢ اﻹﻛﺗﺳﺎب اﻟﻰ ﻞ أﺷ ﺎل اﻹﺳﺗ ﻼء ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت‬
‫ﺎﻟﺗﻣّﻠك أو اﻟﺣ ﺎزة ﺳواء ﺎﻧت ﺎﻣﻠﺔ أو ﻧﺎﻗﺻﺔ ‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎل واﺳﺗﻐﻼل ﺗﻠك اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت‪.‬‬
‫‪ -4‬اﻹﺷﺗراك واﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻓﻲ ارﺗﻛﺎب اﻟﺟراﺋم اﻟﺳﺎ ﻘﺔ‪:‬‬
‫اﻟﻣﺷرع ﻞ أﺷ ﺎل اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﺻﻔﺔ اﻟﻔﺎﻋﻞ اﻷﺻﻠﻲ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﺳواء ﺎن ذﻟك‬
‫ّ‬ ‫ﯾﺟرم‬
‫وﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺻورة ّ‬
‫ﺎﻟﺗواطؤ أو اﻟﺗﺂﻣر أو اﻟﺗﺣرض أو اﻟﺗﺳﻬﯾﻞ أو أ ﺷ ﻞ آﺧر ﻣن ﺗﻘد م اﻟﻣﺷورة ‪ ،‬و ﻘﺻد ﺑﻬذا اﻟﻧص ﺎﻟﺧﺻوص‬
‫اﻟﺣرة ﺎﻟﻣوﺛّﻘﯾن واﻟﻣﺣﺎﻣﯾن و ّﻞ ﻫؤﻻء‬
‫ظﻔﻲ اﻟﺑﻧوك واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟ ﺔ اﻷﺧر وأﺻﺣﺎب اﻟﻣﻬن ّ‬
‫ﻣو ّ‬
‫اﻟذﯾن أﺧﺿﻌﺗﻬم اﻟﻣﺎدة ‪ 19‬ﻣن ﻗﺎﻧون ‪ 01 /05‬ﻟواﺟب اﻹﺧطﺎر ﺎﻟﺷﺑﻬﺔ‪ ،‬إذ ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣﻧﻬﺎ " ﻞ ﺷﺧص‬
‫طﺑ ﻌﻲ ﻘوم ﻓﻲ إطﺎر ﻣﻬﻧﺗﻪ ﺎﻹﺳﺗﺷﺎرة و‪ /‬أو ﺑﺈﺟراء ﻋﻣﻠ ﺎت إﯾداع أو ﻣ ﺎدﻻت أو ﺗوظ ﻔﺎت أو‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﻣﻔﯾد ﻧﺎﯾﻒ اﻟدﯾﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻏﺳﯾﻞ اﻷﻣوال‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫)‪ -(2‬ﻧﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزز ﺷﺎﻓﻲ‪ ،‬ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص ‪.336‬‬
‫ﺗﺣو ﻼت أو أ ﺔ ﺣر ﺔ ﻟرؤوس اﻷﻣوال ﻻﺳ ﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗو اﻟﻣﻬن اﻟﺣرة وﺧﺻوﺻﺎ ﻣﻬن اﻟﻣﺣﺎﻣﯾن واﻟﻣوﺛّﻘﯾن‬
‫وﻣﺣﺎﻓظﻲ اﻟﺣﺳﺎ ﺎت واﻟﺳﻣﺎﺳرة واﻟو ﻼء اﻟﺟﻣر ﯾﯾن وأﻋوان اﻟﺻرف واﻟوﺳطﺎء ﻓﻲ ﻋﻣﻠ ﺎت اﻟﺑورﺻﺔ واﻷﻋوان‬
‫اﻟﻌﻘﺎرﯾن وﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻔوﺗرة‪.‬‬
‫ﺗﺟﺎر اﻷﺣﺟﺎر اﻟﻛرﻣﺔ واﻟﻣﻌﺎدن اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ واﻷﺷ ﺎء اﻷﺛرﺔ واﻟﺗﺣﻒ اﻟﻔﻧ ﺔ"‪.‬‬‫و ذا ّ‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث‪:‬اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو‬
‫ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﺟرﻣﺔ ﻋﻣد ﺔ ﺷﺗر ﻟﻘ ﺎﻣﻬﺎ ﺗواﻓر اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ وﺟوﻫرﻩ اﻟﻌﻠم ﺎﻟﻣﺻدر ﻏﯾر اﻟﻣﺷروع ﻟﻸﻣوال)‪ ،(1‬إذ‬
‫ﺣوﻟﻬﺎ أو ﻘوم ﺑﺈﺧﻔﺎءﻫﺎ أو ﺗﺳﺑﻬﺎ‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﺿرورة ﺗواﻓر اﻟﻌﻠم ﻟد اﻟﻔﺎﻋﻞ ﺄن اﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﯾﻧﻘﻠﻬﺎ أو ّ‬
‫ّ‬ ‫ذر‬
‫ﻘدم اﻟﻣﺷورة ﺷﺄﻧﻬﺎ ﻋ ﺎرة ﻋن ﻋﺎﺋدات إﺟراﻣ ﺔ‪.‬‬
‫أو ّ‬

‫‪98‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‬
‫اﻟﺟزاء ﻓﻲ ﺟر ﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‬
‫اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ ﺻورﺗﯾن ﻟﻠﻌﻘﺎب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ﻧص‬
‫ﻧظ ار ﻟﻠطﺎ ﻊ اﻟﺧﺎص ﻟﺟرﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﻓﻘد ّ‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻷﺣ ﺎم اﻟﻣﺗﻌّﻠﻘﺔ ﺎﻟوﻗﺎ ﺔ ﻣن ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‬
‫ﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون ‪ 01/05‬أﺣ ﺎم ﺟزاﺋ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪ 31‬اﻟﻰ ‪ 34‬ﺗﺳّﻠط ﻣوﺟﺑﻬﺎ ﻋﻘو ﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻻت اﻹﻣﺗﻧﺎع‬
‫ّ‬ ‫ﺣﯾث‬
‫اﻟﻌﻣد ﻋن ﺗﺣرر أو إرﺳﺎل اﻹﺧطﺎر ﺎﻟﺷﺑﻬﺔ أو اﻟﻘ ﺎم ﺎﻟدﻓﻊ أو ﻗﺑول اﻟدﻓﻊ ﺎﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻷﺣ ﺎم اﻟﻣﺎدة ‪ 6‬ﻣن ذات‬
‫اﻟﻘﺎﻧون أو اﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻟﻌﻣد ﺔ اﻟﻣﺗﻛررة ﻟﻛﻞ ﺗداﺑﯾر اﻟوﻗﺎ ﺔ ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب ﺟر ﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‬
‫وﻫﻲ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ورد اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪389‬ﻣ رر‪ 1‬وﻣﺎ ﻌدﻫﺎ ‪ ،‬إذ ﻣوﺟب ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻋﺗﺑر اﻟﻣﺷرع ﺗﺑﯾ ض‬
‫اﻷﻣوال ﺟﻧﺣﺔ ﻌﺎﻗب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺗﻬﺎ اﻟ ﺳ طﺔ ﺎﻟﺣ س ﻣن ‪ 5‬اﻟﻰ ‪ 10‬ﺳﻧوات وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪1000000‬دج اﻟﻰ‬
‫‪3000000‬دج‪.‬‬
‫اﻟﻣﺷددة‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟظروف‬
‫وﻫﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻹﻋﺗ ﺎد‪ ،‬أو ﺗوﻓﯾر اﻟﺗﺳﻬ ﻼت اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣﻬﺎ اﻟﻧﺷﺎ اﻟﻣﻬﻧﻲ‪،‬أو ارﺗﻛﺎب اﻟﺟرﻣﺔ ﻓﻲ إطﺎر ﺟﻣﺎﻋﺔ ﻣﻧ ّ‬
‫ظﻣﺔ‪،‬‬
‫ﺗﺻﻞ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻰ اﻟﺣ س ﻣن ‪ 10‬اﻟﻰ ‪ 20‬ﺳﻧﺔ وﻏراﻣﺔ ﻣن ‪4000000‬دج اﻟﻰ ‪8000000‬دج )م ‪389‬ﻣ رر ‪.(2‬‬
‫ﻋﻘو ﺔ اﻟﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧو ‪:‬‬
‫ﺗﻘﻞ ﻋن ‪ 4‬ﻣرات اﻟﺣد‬
‫‪ -‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺷﺧص اﻟﻣﻌﻧو اﻟذ ﯾرﺗﻛب اﺣد ﺻور ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﻓ ﻌﺎﻗب ﻐراﻣﺔ ﻻ ّ‬
‫اﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻐراﻣﺎت اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص اﻟطﺑ ﻌﻲ ﻓﻲ ﻞ اﻟﺣﺎﻻت ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﻣﺻﺎدرة‪.‬‬
‫اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﺟر ﻣﺔ‪:‬‬
‫ﻌﺎﻗب اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﻰ اﻟﺷروع ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﺑﻧص ﺻرﺢ وﻓ اﻟﻣﺎدة ‪ 389‬ﻣ رر ‪.3‬‬
‫ـــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑ ‪ ،‬ص‪.138‬‬

‫اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﺟراﺋم اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻣﻌﻧو ﺔ‬
‫ﻣن أﻋظم ﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺟرت ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻﻒ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر ﺑروز ﺛورة ﺟدﯾدة ﻫﻲ ﺛورة‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ إﻗﺗرﻧت ﻔ رة اﻟﺣﺎﺳوب ﻣﻧذ أن ﻗﺎم "ﺟون ﻓﺎن ﻧﯾوﻣن" ﻋﺎﻟم اﻟرﺎﺿ ﺎت اﻷﻣر ﻲ ﺑوﺿﻊ ﻣ ﺎدئ‬
‫ﯾﺗﻛون ﻣن ﺧﻣﺳﺔ ﻣ وﻧﺎت أﻫﻣﻬﺎ إﺛﻧﺗﺎن‪،‬ﻫﻣﺎ وﺣدة اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣر زﺔ ‪Unité‬‬ ‫اﻟﺣﺎﺳوب ﻣﺎ ﻫو ﻣﻌروف اﻟﯾوم‪،‬واﻟذ‬
‫‪centrale de traitement‬اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺑواﺳطﺗﻬﺎ ﺗﻧﻔﯾذ ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟﻌﻣﻠ ﺎت اﻟﺣﺳﺎﺑ ﺔ واﻟﻣﻧطﻘ ﺔ اﻟﻣطﻠوب ﺗﻧﻔﯾذﻫﺎ‪ ،‬و اﻟذاﻛرة‬
‫اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﻓﯾﻬﺎ ﺣﻔظ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻞ ﻋﻣﻠ ﺔ‪ ،‬ﺣﯾث ﯾﺗم ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ط ﻘﺎ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﻠ ﻣﺎت أو اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﺧزﻧﺔ أ ﺿﺎ‬
‫ﻓﻲ اﻟذاﻛرة‪ ،‬ﻓوﻟد اﻟﺣﺎﺳوب ﺟﻬﺎز رﺋ ﺳﻲ ﻓﻲ اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ ‪ ،‬و ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﺛورة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗ ﺔ ﺗطورت ﻣﻌﻬﺎ‬

‫‪99‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺎت اﻟﺗﻘﻧ ﺔ اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﺗﺣ م ﻓﻲ وﻓرة اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت وﺗﺧزﻧﻬﺎ و إﺳﺗرﺟﺎﻋﻬﺎ‪ ،‬وﻫو ﻣﺎ ﻌرف‬
‫ﻘﺎس ﻋﻠ ﻪ اﻟﺛروة و اﻟﺳ ﺎدة اﻹﻗﺗﺻﺎد ﺔ ﻟﻠدول‬ ‫ﺑﺗﻛﻧوﻟوﺟ ﺎ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أو اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗ ﺔ‪ ،‬ﺣﯾث أﺻ ﺣت اﻟﻣﻌ ﺎر اﻟذ‬
‫اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠﻛﻬﺎ ؛و ﺎﻟﻣوا ازة ﻣﻊ ذﻟك وﻓﻲ ظﻞ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺧزﻧﺔ آﻟ ﺎ ﺗطورت أ ﺿﺎ ﻋﻣﻠ ﺎت اﻟﺗﺟﺳس ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‬
‫اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ إﻟﻛﺗروﻧ ﺎ‪ ،‬وﺳرﻗﺗﻬﺎ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ﺎءت ﺗﺷ ﻞ ﺗﻬدﯾدا ﺎﻟﻐﺎ ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣ وﻣ ﺔ و اﻟﺧﺎﺻﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺣﺎﺳ ﺎت و اﻟﺷ ﺎت اﻻﺗﺻﺎﻟ ﺔ‪ ،‬و ﺗﻧوﻋت و ﺗطورت أﺷ ﺎل اﻻﻋﺗداء ﺷ ﻞ ﻣﻔﺎﺟﺊ إﺳﺗﻬدف ﺎﻟﺧﺻوص ﻣﻧظوﻣﺔ‬
‫ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﺣﺎﺳوب وﺷ ﺎت اﻻﺗﺻﺎل‪ ،‬ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬﻞ ارﺗﻛﺎب ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻟﺟراﺋم ﻋﺑر‬
‫اﻟﺣدود‪ ،‬ﺣﯾث أﻧﻪ ﻣ ن ﻟﺷﺧص ﺗﺗواﻓر ﻟد ﻪ اﻟﻣﻬﺎرة اﻟﻔﻧ ﺔ و ﺗﺳﻠﺢ ﺑ ﻌض اﻟﺗﺟﻬﯾزات اﻟﺗﻘﻧ ﺔ أن ﻣﺣو و ﻌدل أو‬
‫ﯾﺧرب أو ﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌط ﺎت ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻟﻛﺗروﻧ ﺎ ﻓﻲ دوﻟﺔ أﺧر ﺧﻼل ﺛوان ﻣﻌدودات ‪.‬‬
‫ﻓﻬذا اﻟﺗطور اﻟﻣذﻫﻞ ﺟﻌﻞ اﻟﺗﺷرﻌﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣ ﺔ ﻋﺎﺟزة ﻋﻠﻰ ﻣواﺟﻬﺔ ﻣﺛﻞ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم وﻧﺗﯾﺟﺔ‬
‫ﻟﺧﺻوﺻﯾﺗﻬﺎ و طﺎ ﻌﻬﺎ ﻏﯾر اﻟﻣﻠﻣوس ﯾﺗﻌذر ﺗطﺑﯾ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺔ ﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت‪ ،‬وأ ﺔ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻟﺗﺣﻣﯾﻠﻬﺎ ﻣﺎ ﻻ‬
‫طﺎق ﻗد ﺗﺻطدم ﻣﺑدأ اﻟﺷرﻋ ﺔ‪ ،‬ﻟذا ﺑدأ اﻟﻣﺷرﻋون ﯾﻧﺗﺑﻬون اﻟﻰ ﺿرورة ﻣﺣﺎﺻرة اﻹﺟ ارم أﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻘواﻋد ﺟدﯾدة‬
‫وﻧﺻوص ﺗﺗﻼءم ﻣﻊ طﺑ ﻌﺗﻬﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ)‪ ،(1‬ﻻﺳ ﻣﺎ ﻟد اﻟدول اﻟﻐﻧ ﺔ اﻟﺗﻲ أﺻ ﺢ اﻟﺣﺎﺳوب ﻓﯾﻬﺎ ﻣر ز ﻞ اﻟﻧﺷﺎطﺎت‪،‬‬
‫إﻗﺗﺻﺎد ﺔ ﺎﻧت أو ﻋﺳ رﺔ أو ﺳ ﺎﺳ ﺔ أو ﺧدﻣﺎﺗ ﺔ‪،‬ﻓﻲ ﺣﯾن ﻧﺟد ﻫذا اﻹﻫﺗﻣﺎم أﻗﻞ ﺣدة ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣ ﺔ‪ ،‬وﺧﺎﺻﺔ‬
‫اﻟدول اﻟﻌر ﺔ‪.‬‬
‫ﻌﺗﺑر ﻣن اﻷواﺋﻞ اﻟذﯾن ﺗﻔطﻧوا إﻟﻰ ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻹﺟرام واﻟﻔراغ اﻟﺗﺷرﻌﻲ اﻟذ أﺣدﺛﻪ‪ ،‬ﺣﯾث‬ ‫وﻟﻌﻞ اﻟﺗﺷر ﻊ اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﺳﺎرع ﺑدورﻩ إﻟﻰ ﺗﻌدﯾﻞ ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ‪ 2004/11/10‬وأورد ﻗﺳﻣﺎ ﺟدﯾدا ﺗﺣت ﻋﻧوان"اﻟﻣﺳﺎس ﺄﻧظﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ‬
‫اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت" ‪ les atteintes au système de traitement de donnés‬ﺗﻧﺎول ﻓ ﻪ أﺑرز وأﺧطر اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ‬
‫ﻣ ن أن ﺗﺳﺗﻬدف اﻟﻣﻧظوﻣﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻣواد ﻣن ‪394‬ﻣ رر اﻟﻰ ‪ 394‬ﻣ رر‪.(1) 7‬‬
‫ــــــــــ‬
‫‪(1) GASSIN Raymond, Fraude informatique, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et‬‬
‫‪procédures pénales,tome 3,Paris,2003.‬‬
‫)‪ -(2‬باإلضافة الى قانون ‪ 04/09‬المتض ّمن القواعد الخاصة للوقاية من الجرائم المتصلة بتكنلوجيات اإلعالم واإلتصال ومكافحتھا‪ ،‬الصادر في ‪5‬‬
‫أوت ‪ ، 2009‬ج ر ج ج رقم ‪47‬والصادرة في ‪2009/08/15‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‬
‫ﺟر ﻣﺔ اﻟﺗوﺻﻞ طر ﻘﺔ اﻟﻐش ﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت‬
‫‪L’accès ou le maintien dans un système‬‬
‫)‪De traitement automatisé de données ( STAD‬‬
‫وﺟﺎء اﻟﻧص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر " ﻌﺎﻗب ﺎﻟﺣ س ﻣن ﺛﻼﺛﺔ أﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﻧﺔ و ﻐراﻣﺔ ﻣن‪ 50.000‬إﻟﻰ‬
‫اﻟﻐش ﻓﻲ ﻞ أو ﺟزء ﻣن ﻣﻧظوﻣﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت أو‬ ‫‪ 100.000‬دج ﻞ ﻣن ﯾدﺧﻞ أو ﯾ ﻘﻰ ﻋن طر‬
‫ﺣﺎول ذﻟك"‪.‬‬
‫اﻟﺗﺣﺎﯾﻞ أو‬ ‫و ﺗﻌﺗﺑر ﻫذﻩ اﻟﻔﻘرة ﻫﻲ اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ﺗﺟرم ﻋﻣﻠ ﺔ اﻟﺗوﺻﻞ إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت ﻋن طر‬
‫اﻟﻐش‪ ،‬ﺣﯾث ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب ﻞ ﻣن ﯾدﺧﻞ أو ﺿ ط ﺑداﺧﻠﻬﺎ‪ ،‬و ﺗﺿﯾﻒ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ و اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة‬

‫‪100‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻋﻠﻰ ﻣﺿﺎﻋﻔﺔ اﻟﻌﻘو ﺔ ﻠﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋن ﻫذا اﻟدﺧول أو اﻟ ﻘﺎء ﻣﺣو أو ﺗﻌدﯾﻞ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣوﺟودة داﺧﻞ اﻟﻧظﺎم‪ ،‬أو‬
‫ﺗﺧرب و إﺗﻼف ﻧظﺎم اﻟﺗﺷﻐﯾﻞ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟﺷروط اﻟﻣﺳ ﻘﺔ ﻟﻘ ﺎم ﻫذﻩ اﻟﺟر ﻣﺔ‬
‫ﻓﻬﻲ ﺗﻘﺗﺿﻲ ﺷرطﯾن ‪-1 :‬ﺿرورة وﺟود ﻧظﺎم ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت‬
‫‪ -2‬وﺟود ﻧظﺎم اﻟﺣﻣﺎ ﺔ ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻌط ﺎت ‪.‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول‪ :‬ﺿرورة وﺟود ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت ‪:‬‬
‫ﻓﻬذا اﻟﻣﻔﻬوم ﻌﺗﺑر ﺣدﯾﺛﺎ ﻧﺳﺑ ﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ ،‬ﻟذا ﺣﺎوﻟت ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻘواﻧﯾن ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺗﻌرﻔﻪ ﺣﯾث‬
‫ﺟﺎء ﻓﻲ أﻋﻣﺎﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﻘﺻد ﻪ ﻣﺟﻣوﻋﺔ "ﻣر ﺔ ﻣن واﺣد أو ﻋدة وﺣدات ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﺳواء ﺎﻧت ﻣﺗﻣﺛﻠﺔ‬
‫ﻓﻲ ذاﻛرة اﻟﺣﺎﺳوب و ﺑرﻧﺎﻣﺟﻪ ووﺣدات اﻹدﺧﺎل و اﻹﺧراج و اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬و أن ﻫذا‬
‫اﻟﻣﺟﻣوع ﻣن اﻟوﺣدات ون ﻣﺣﻣ ﺎ ﺑﺟﻬﺎز اﻷﻣن")‪.(1‬‬
‫ﻋرﻓﻪ ﻗﺎﻧون ‪ 04 /09‬اﻟﻣذ ور ﺳﺎ ﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ "أ ﱡ ﻧظﺎم ﻣﻧﻔﺻﻞ أو ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ‬ ‫وﻗد ّ‬
‫ﻣﻌﯾن"‬
‫ﺑ ﻌﺿﻬﺎ اﻟ ﻌض أو اﻟﻣرﺗ طﺔ‪ ،‬ﻘوم واﺣد ﻣﻧﻬﺎ أو أﻛﺛر ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ آﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت ﺗﻧﻔﯾذا ﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ ّ‬
‫ﻋرف اﻟﻣﻌط ﺎت ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة ﺎﻟﻘول " ﻫﻲ ﻋﻣﻠ ﺔ ﻋرض ﻟﻠوﻗﺎﺋﻊ أو اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت أو اﻟﻣﻔﺎﻫ م ﻓﻲ ﺷ ﻞ ﺟﺎﻫز‬
‫ﻣﺎ ّ‬
‫ﺗؤد‬
‫ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ داﺧﻞ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗ ﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﻣﻧﺎﺳ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺟﻌﻞ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗ ﺔ ّ‬
‫وظ ﻔﺗﻬﺎ"‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫)‪ -(1‬ﺗﻌرﻒ ورد ﻓﻲ ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون اﻟﻐش اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ‪: 1988/01/5‬‬
‫‪«on doit entendre par système de traitement automatisé de données toute ensemble composé d’une ou‬‬
‫‪plusieurs unités de traitement,de mémoires,de logiciels, de données,d’organes, d’entrées-sorties et de‬‬
‫‪liaisons, qui concourent a un résultat déterminé,cet ensemble étant protégé par des dispositifs de‬‬
‫‪sécurité »,. GASSIN Raymond, op-cit, p1. voir aussi même auteur : Informatique et liberté,‬‬
‫‪Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et procédures pénales,tome 3,Paris,2003, p2.‬‬
‫ﻌرﻓﻬﺎ ﻣﻌﺟم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ‪:‬‬
‫‪Ensemble des opérations relative a la collecte, a l’enregistrement, a l’élaboration,a la modification et a‬‬
‫‪l’édition des données. Dictionnaire encyclopédique illustré, Larousse 1997.‬‬
‫ﻣ ن ﻓﻬم ﻣﻔردات اﻟﻧظﺎم اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲ و ﺎﻟﺿرورة وﺟود اﻟﺣﺎﺳوب ﻧﻔﺳﻪ‪ ،‬و ﻣﻧﻪ ﺳﺗ ﻌد‬ ‫ﻓﻣن ﺧﻼل اﻟﺗﻌرﻒ اﻟﺳﺎﺑ‬
‫ﻣن ﻧطﺎق ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ اﻟﺗوﺻﻞ وﻟو ﺎن ﺎﻟﻐش ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﯾدو ﺔ أو اﻵﻻت اﻟﻛﺗﺎﺑ ﺔ‪ .‬و ﻔﺗرض ﻓﻲ اﻟدﺧول‬
‫إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﺿرورة ﺣﻞ ﺷﻔرﺗﻬﺎ أو ﻣﻌرﻓﺔ ﻠﻣﺔ ﻣرور ﻣﻌﯾﻧﺔ ﺎﻋﺗ ﺎر أن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗم ﺗﺧزﻧﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﻟﺣﺎﺳب ﻗد ﻣرت ﻣرﺣﻠﺔ أوﻟ ﺔ ﯾﺗم ﺻ ﺎﻏﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﻌرﻓﻬﺎ اﻟﺣﺎﺳوب ‪ ،‬ﺗﻛون ﻣﻐﺎﯾرة ﻟﻣﺎ ﺎﻧت ﻋﻠ ﻪ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ‬
‫اﻟﻌﺎد ﺔ‪.‬‬
‫ﻟذﻟك ﻓﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت ﯾﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﺗﯾن ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر ‪ ،‬ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺎد ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن‬
‫ﺟﻬﺎز اﻟﺣﺎﺳوب ووﺣدات اﻹدﺧﺎل واﻹﺧراج وﻣﺧﺗﻠﻒ اﻟﺣواﻣﻞ ﻟﻠﺑراﻣﺞ واﻟﻣﻌط ﺎت‪ ،‬وﻋﻧﺎﺻر ﻣﻌﻧو ﺔ ﺗﺗﻣﺛذل ﻓﻲ اﻟﺑراﻣﺞ‬
‫واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺷّﻔرة ﻋﻠﻰ ﺷ ﻞ ﻣﻌط ﺎت)‪.(1‬‬

‫‪101‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻐش ‪:‬‬ ‫اﻟﺗوﺻﻞ إﻟﯾﻬﺎ طر‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬وﺟود ﻧظﺎم اﻟﺣﻣﺎ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت ﺿد‬
‫اﻟﻐش ﻫو إﻗﺗﺣﺎم ﻧظﺎم اﻟﺣﺎﺳوب ﻐﯾر ﺣ‬ ‫وﻫو ﺷر ﻟم ﯾﺗﻔ ﻋﻠ ﻪ اﻟﻔﻘﻬﺎء إﻻ أﻧﻪ ﻼﺣظ ﻣن ﻣﻌﻧﻰ اﻟدﺧول طر‬
‫إذا ﺎن ﻫذا اﻟﻧظﺎم ﻣﺣﻣ ﺎ ﺑﺗﺟﻬﯾزات أﻣﻧ ﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ‪ ،‬وﻗد رﻓض ﻧواب اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻔرﻧﺳﻲ إدراج ﻫذا اﻟﺷر ﻓﻲ ﻣﺣﺗو‬
‫ﺣﺟﺔ أن إدراج ﻣﺛﻞ ﻫذا اﻟﺷر‬ ‫اﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 1-323‬ق ع ف اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋر‬
‫ﺳ ﺣرم ﻌض اﻟﻧظم اﻟﻐﯾر ﻣﺷﻣوﻟﺔ ﺑﺗﺟﻬﯾزات أﻣﻧ ﺔ داﺧﻞ اﻟﻧظﺎم ﻣن اﻟﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪ ،‬و ﻟذﻟك اﻛﺗﻔﻰ اﻟﻣﺷرع‬
‫اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻧﻬﺎﺋﻲ ﺎﺷﺗ ار أن ﯾﺗم اﻟدﺧول ﺎﻟﻐش ﻓﻘط‪ ،‬وﺗ ﻌﻪ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ‪ ،‬و ﻘﻲ ﺗﻔﺳﯾر ﻫذا‬
‫اﻟﻐش ﺳﻠطﺔ ﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟﻣوﺿوع وﻓﻘﺎ ﻟﻣﻔﻬوم اﻷﻣن أﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ‪ ،‬ﻓﻠو أن ﻧظﺎﻣﺎ ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗ ﺎ ﺷﺗر ﻣﺛﻼ ﻟدﺧوﻟﻪ وﺟود‬
‫)‪(2‬‬
‫‪ .‬وﻧﻔس اﻟﺷﻲء إذا ﺎن‬ ‫ﺻﺎﺣب اﻟﺣ ﻓﺈن اﻟدﺧول إﻟ ﻪ ﺑ طﺎﻗﺔ ﻣﺳروﻗﺔ أو ﻣزورة ﻌﻧﻲ وﺟود اﻟﻐش‬ ‫طﺎﻗﺔ ﻟد‬
‫ﻻزﻣﺎ ﻣﻌرﻓﺔ ﻠﻣﺔ اﻟﺳر‪ ،‬ﻓﺈذا وﺟد اﺧﺗﻼف ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ أو ﺗم ﺗﺟرﺑﻬﺎ ﻣﺻﺎدﻓﺔ ﻌﻧﻲ أﻧﻪ ﺗوﺻﻞ إﻟﻰ ﻣﻌط ﺎت‬
‫طر اﻟﻐش ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪:‬ﺻور اﻟﺗﺟر م اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر‪/‬ف‪1‬‬
‫ﻫﻧﺎك ﺻورﺗﯾن ﻣﺣددﺗﯾن ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ‪:‬‬
‫اﻟﺗوﺻﻞ ﻋن طر اﻟﻐش ﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت و ﻘﺻد ﺑﻬﺎ اﻟﺗوﺻﻞ اﻟﻐﯾر اﻟﻣﺷروع‬
‫ّ‬ ‫اﻟﺻورة اﻷوﻟﻰ ‪:‬‬
‫ﻟﻬذا اﻟﻧظﺎم‪L’accès frauduleuse au système de traitement.‬‬
‫اﻟﺻورة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ‪ :‬اﻟ ﻘﺎء أو اﻟﺿ ط داﺧﻞ ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت أو ﻓﻲ ﺟزء ﻣﻧﻪ‪.‬‬
‫‪Le maintien dans tout ou partie d’un système de traitement‬‬
‫وﻫذﻩ اﻟﺻورة ﺟﺎءت ﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﻌﺎﻗب ﻞ ﻣن ﺿ ط وﻫو ﯾﺗﺟول داﺧﻞ ﻧظﺎم ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت وﺣﺗﻰ ٕوان‬
‫ﺎن دﺧوﻟﻪ إﻟ ﻪ ﻣﺻﺎدﻓﺔ‪ ،‬ﻣن ﯾﺟرب ﻋدة أرﻗﺎم أو رﻣوز ﻟﻐرض اﻟﺗوﺻﻞ إﻟﻰ ﺷﻲء ﻣﺎ ٕواذا ﻪ ﺷﻒ ﻠﻣﺔ‬
‫ــــــــــ‬
‫‪(1)-GASSIN Raymond, op-cit, p1.‬‬
‫)‪ -(2‬ﻓﻘد ﻗﺿﻲ أﻧﻪ ﻟ س ﻣن اﻟﺿرور أن ون ﻫﻧﺎك ﻧظﺎم ﺣﻣﺎ ﺔ ﺑﻞ ﻔﻲ أن ّ‬
‫ﻌﺑر ﻣﺎﻟك اﻟﻧظﺎم ﻋن ﻧﯾﺗﻪ ﺗﺣدﯾد ﻣن ﻫم اﻷﺷﺧﺎص‬
‫اﻟﻣﺳﻣوح ﻟﻬم ﺎﻟدﺧول‪.‬‬
‫‪Trib. Paris.5/04/1994. Code pénal Français, op-cit, p908.‬‬

‫أﻧﻪ‬ ‫اﻟﺳر اﻟﻣوﺻﻠﺔ إﻟﻰ ﻣﻌط ﺎت أﺧر ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺟرم ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﻣﺎدة ﻟم ﺳﻌﻰ إﻟﻰ اﻟدﺧول‪ ،‬ﺑﻞ ﺿ ط داﺧﻞ اﻟﻧظﺎم‪ ،‬أ‬
‫اﺳﺗﻣر ﻓﻲ اﻟﺗﺟول ﺑداﺧﻠﻪ دون وﺟﻪ ﺣ ‪،‬ﻓﺎﻟﻌﺑرة ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﻫو ﺎﻻﺳﺗﻣرار واﻟ ﻘﺎء داﺧﻞ اﻟﻧظﺎم‪ ،‬ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن‬
‫ﺗﻣ ن ﻣن دﺧول ﺷ ﺔ" اﻟ ﺎﻧﺗﻔون" اﻷﻣر ﺔ ﻟﻠﻣﺧﺎﺑرات ﻣﺻﺎدﻓﺔ‪ ،‬و ﻘﻲ‬ ‫اﻟدﺧول ﻣﺻﺎدﻓﺔ‪ ،‬ﻣﺛﻞ اﻟطﺎﻟب اﻷﻣر ﻲ اﻟذ‬
‫ﯾﺗﺟول ﻓﯾﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﺎد أن ﯾﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺣرب ﻧوو ﺔ)‪.(1‬‬
‫إذن ﻓﺈذا ﺗم اﻟدﺧول ﻋﺑﺛﺎ أو ﺿ ط اﻟﺟﺎﻧﻲ داﺧﻞ ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت ﻓﻘد ﻗرر اﻟﻣﺷرع ﻋﻘو ﺔ ﻟﻬذا اﻟﻔﻌﻞ‬
‫ﺎﻟﺣ س ﻣن ‪ 3‬أﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﻧﺔ و ﻐراﻣﺔ ﻣن ‪ 50.000‬إﻟﻰ ‪ 100.000‬دج ‪.‬‬

‫اﻟﺗوﺻﻞ أو اﻟ ﻘﺎء داﺧﻞ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت‬


‫ّ‬ ‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪:‬ﺗﺟر م اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗ ﺔ ﻋن‬
‫‪102‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺗﻔﻲ اﻟﻣﺷرع ﺑﺗﺟرم ﻓﻌﻞ اﻟدﺧول و اﻟ ﻘﺎء داﺧﻞ اﻟﻧظﺎم ﻓﻘط‪ ،‬ﺑﻞ إذا ﻧﺗﺟت ﻋن ﻫذا اﻟﺳﻠوك آﺛﺎر ﻣﻌﯾﻧﺔ‪،‬‬ ‫ﺣﯾث ﻟم‬
‫ﺗﺿﺎﻋﻒ اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻪ ﻓﻘد ﻧﺻت اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ و اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ ‪:‬‬
‫و ﺗﺿﺎﻋﻒ اﻟﻌﻘو ﺔ إذا ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﺣذف أو ﺗﻐﯾﯾر ﻟﻣﻌط ﺎت اﻟﻣﻧظوﻣﺔ‪.‬‬
‫ٕواذا ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣذ ورة أﻋﻼﻩ ﺗﺧرب ﻧظﺎم اﺷﺗﻐﺎل اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ﺗﻛون اﻟﻌﻘو ﺔ اﻟﺣ س ﻣن ‪ 6‬أﺷﻬر إﻟﻰ ﺳﻧﺗﯾن و‬
‫اﻟﻐراﻣﺔ ﻣن ‪ 50.000‬دج إﻟﻰ ‪ 150.000‬دج ‪.‬‬
‫وﻫذﻩ اﻵﺛﺎر ﺗﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ ‪:‬‬
‫‪-‬ﺣذف أو ﻣﺣو ﻟﻠﻣﻌط ﺎت‪la suppression des données‬‬
‫‪ -‬ﺗﻐﯾﯾر أو ﺗﻌدﯾﻞ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت ‪La modification des données‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪ -‬ﺗﺧرب أو ﺗﻌطﯾﻞ ﻧظﺎم إﺷﺗﻐﺎل اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ‪L’altération du fonctionnement de système‬‬
‫اﻟﻣﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر أن ﺟرﻣﺔ اﻟﻣﺳﺎس ﺑﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت ﺗﻘوم ﻣﺟرد اﻟدﺧول أو‬
‫اﻟ ﻘﺎء ﻓ ﻪ طرﻘﺔ اﻟﻐش‪ ،‬ﺣﺗﻰ و إن ﻟم ﯾﺗرﺗب ﻋن ﻫذا اﻟﺳﻠوك آﺛﺎر إﺟراﻣ ﺔ‪.‬‬
‫ﻓﻬﻲ ﺟرﻣﺔ ﺳﻠو ﺔ ﺷ ﻠ ﺔ ﻻ ﺗﺷﺗر ﺣدوث ﻧﺗﯾﺟﺔ إﺟراﻣ ﺔ‪ ،‬ﺣﺗﻰ ٕوان ﺎن اﻟﻣﺷرع ﻗد ﺷدد اﻟﻌﻘو ﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎ ﺗرﺗب‬
‫ﻋن ﻫذا اﻟﺳﻠوك أﺿرار ﻣﻌﯾﻧﺔ ‪.‬‬
‫اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ‪:‬‬
‫اﻟﻐش و ﻫذا اﻷﺧﯾر ﻌﻧﻲ إرادة‬ ‫ﺗﺳﺗوﺟب اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر أن ﯾﺗم اﻟدﺧول أو اﻟ ﻘﺎء ﻋن طر‬
‫إﺗ ﺎن اﻟﺳﻠوك ﻣﻊ ﻋﻠﻣﻪ ﺄن اﻟدﺧول أو اﻟ ﻘﺎء ﻏﯾر ﻣﺳﻣوح ﻟﻪ أو ﻏﯾر ﻣرﺧص‪ ،‬و ﻟذا ﻓﻬﻲ ﺗﺷﺗر ﻧوع ﻣن اﻟﻘﺻد اﻟﻌﺎم‬
‫دون اﻟﻘﺻد اﻟﺧﺎص ﻟﻐ ﺎب ﻧ ﺔ اﻹﺿرار‪ ،‬و ﻟذﻟك ﻓﺎﻟدﺧول ﻏﯾر اﻟﻣﺗﻌﻣد ﺎﻟدﺧول اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺟﺎور ﻻ‬
‫ون اﻟﺟﻧﺣﺔ ‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫‪(1)- GASSIN Raymond, op-cit, p 3.‬‬
‫ﺗﺻرف‬
‫)‪ -(2‬ﻓﻘد ﻗﺿﻲ ﻘ ﺎم ﺟرﻣﺔ ﺗﻌطﯾﻞ ﻧظﺎم اﺷﺗﻐﺎل اﻟﻣﻧظوﻣﺔ ﻓﻲ ﺣ اﻷﺟﯾر اﻟذ ﻗﺎم ﺑواﺳطﺔ اﻟﺣﺎﺳوب اﻟذ وﺿﻊ ﺗﺣت ّ‬
‫ﺳﺑب‬
‫ﺑﯾرة ﺑﻬدف أن ّ‬ ‫طﻠﻪ ﻋن طر إرﺳﺎل ﻋدة رﺳﺎﺋﻞ اﻟﻛﺗروﻧ ﺔ وﻣﻠﻔﺎت إﻟﻛﺗروﻧ ﺔ‬
‫ﻣﺳﺗﺧدﻣﻪ وﻋ ّ‬ ‫ﺎﻟدﺧول اﻟﻰ ﻧظﺎم ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻣﺗﻌّﻠ‬
‫ﻟﻪ أﺿرار ﺗﺟﺎرﺔ‪TGI.Lyon.20 /02/2001.Code pénal Français, op-cit, p908.‬‬
‫‪ -‬أﻣﺎ اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗ ﺔ ﻋن اﻟدﺧول أو اﻟ ﻘﺎء اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرﺗﯾن اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ و اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺎدة‬
‫و اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺿﻣن اﻷﺿرار اﻟﺗﻲ ﻣ ن أن ﺗﻠﺣ اﻟﻣﻌط ﺎت ﺎﻟﺣذف و اﻟﺗﻐﯾﯾر و ﺗﺧرب ﺗﺷﻐﯾﻞ اﻟﻧظﺎم ﻓﻬﻲ اﻋﺗداءات‬
‫ﻏﯾر ﻋﻣد ﻪ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن ﻋدم اﻻﺣﺗ ﺎ ‪.‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
‫ﺟر ﻣﺔ اﻹﺗﻼف اﻟﻌﻣد ﻟﻠﻣﻌط ﺎت‬
‫)‪Atteinte volontaire aux données contenues dans un STAD( altération de données‬‬

‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬

‫‪103‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻐش ﻣﻌط ﺎت ﻓﻲ ﻧظﺎم‬ ‫ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر ‪ 1‬ﺎﻟﻧص ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب ﻞ ﻣن أدﺧﻞ طر‬
‫ون اﻟﻣﺷرع ﻗد أزال اﻹﺷ ﺎل‬ ‫اﻟﻐش اﻟﻣﻌط ﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗﺿﻣﻧﻬﺎ‪،‬و ﺑﻬذا اﻟﻧص‬ ‫اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ أو أزال أو ﻋدل طر‬
‫اﻟﻣطروح ﺣول ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗطﺑﯾ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺗﻼف وﺗﺧرب اﻷﻣوال اﻟﻣﺎد ﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣواد‪ 395‬ق ع‬
‫وﻣﺎﯾﻠﯾﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻓﻌﻞ أو ﺗدﻣﯾر أو إﺗﻼف اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﻣﻌﻧو ‪ ،‬و ﺗﺗﻠﺧص ﺻور اﻟﺗﺟرم اﻟﺗﻲ ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ اﻟﻣﺎدة ‪394‬‬
‫ﻣ رر ‪ 1‬ﻓﻲ ﺛﻼث وﻫﻲ ‪:‬‬
‫‪ -1‬إدﺧﺎل ﻣﻌط ﺎت ﻓﻲ ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻟم ﺗﻛن ﻣوﺟودة ‪Introduction frauduleuse de données‬‬
‫ﺈدﺧﺎل ﺑراﻣﺞ ﺧﺑﯾﺛﺔ أو ﺗﻌﻠ ﻣﺎت ﻣﺷوﺷﺔ)‪ ( les bombes informatiques‬ﻣﺛﻞ ﻞ أﻧواع اﻟﻔﯾروﺳﺎت‪،‬‬
‫ﺣﯾث ﺗﺗﺳﺑب ﻓﻲ ﺗدﻣﯾر اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﻣﻌط ﺎت‪ ،‬وﻗد ﯾﺗﻌد ذﻟك اﻟﻰ ﺗﺧرب ﻧظﺎم ﺗﺳﯾﯾر اﻟﺣﺎﺳوب‪ ،‬وﻗد اﻋﺗﺑر اﻟﻔﻘﻪ أن‬
‫ﺳﺗﻌﻣﻞ رﻗﻣﻪ اﻟﺳر‬ ‫إدﺧﺎل ﻟﻣﻌط ﺎت ﻋن طر اﻟﻐش ﺣﺎﻟﺔ ﺻﺎﺣب طﺎﻗﺔ ﻣﻣﻐﻧطﺔ ﻟﻠﺳﺣب اﻵﻟﻲ ﻟﻸﻣوال اﻟذ‬
‫ﻟﺳﺣب ﻗ ﻣﺔ ﻣﺎﻟ ﺔ ﺗﺗﻌد ﺗﻠك اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ رﺻﯾدﻩ‪.‬‬
‫‪ -2‬إزاﻟﺔ أو ﻣﺣو ﻣﻌط ﺎت ﻣوﺟودة)‪(Suppression des données‬‬
‫‪( la‬وﻫﻲ ﺻورة واﺿﺣﺔ ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن إﺗﻼف اﻟﻣﻌط ﺎت وﻫذﻩ اﻟﻌﻣﻠ ﺔ ﺗﻔﺗرض وﺟود إدﺧﺎل ﻟﻠﻣﻌط ﺎت ﻟﻠﻘ ﺎم ﺎﻟﺣذف‬
‫وﻣن أﻣﺛﻠﺔ اﻟﺣذف إﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﻣﻣﺣﺎة)‪gomme‬‬
‫‪ -3‬اﻟﺗﻌدﯾﻞ ﻓﻲ اﻟﻣﻌط ﺎت اﻟﻣوﺟودة)‪:(Modification de données‬‬
‫وﻫو ﻧوع ﻣن اﻟﺗزو ر ﺣﯾث ﻌﺗﺑر ﺗﻌدﯾﻞ اﻟﻣﻌط ﺎت اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ آﻟ ﺎ ﺗﻐﯾﯾر ﻟﻠﺣﻘ ﻘﺔ وﻫو ﺷر ﻣن ﺑﯾن ﺷرو ﻗ ﺎم ‪.‬‬
‫ﺟرﻣﺔ اﻟﺗزو ر اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺔ‪.‬‬
‫ــــــــ‬
‫‪« Introduction c’est incorporer des caractères magnétiques nouveaux dans un support existant, soit‬‬
‫‪vierge,soit contenant déjà d’autre caractères magnétiques…c’est une des opérations élémentaires du‬‬
‫» ‪traitement de l’information‬‬
‫‪La suppression : « c’est retrancher des caractères enregistrés sur un support magnétique par effacement‬‬
‫‪des ceux-ci, ou un écrasement par surimpression de nouveaux caractères sur les anciens,ou encore par‬‬
‫» ‪transfert et stockage des caractères a supprimer dans une zone réservée de mémoire‬‬
‫‪Modification « changement apporté a l’état des données existantes sans en modifier la nature‬‬
‫‪magnétique » ex : le maquillage de données. GASSIN Raymond, op-cit, p8.‬‬

‫ون ﻫذا اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻧد ﻣ ﺗوب رﺳﻣ ﺎ ﺎن أو ﻋرﻓ ﺎ‪،‬وﻫذا ﻻ ﻣ ن ﺗﺣﻘﻘﻪ‬ ‫إﻻ أن ﻫذﻩ اﻷﺧﯾرة ﺗﺷﺗر أ ﺿﺎ أن‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﻣﻌﻧو ‪ ،‬ﻟذا أورد اﻟﻣﺷرع ﻧﺻﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ و طﺑ ﻌﺔ ﻫذﻩ اﻷﻣوال‪.‬‬
‫ﻓرﻏم ﻋدم ذ ر ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺗزو ر ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص ﺎﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت إﻻ أﻧﻪ إﺳﺗﻌﻣﻞ ﻣﻔردات ﺗﻌﺑر ﻋن‬
‫ذﻟك ﺗﻐﯾﯾر اﻟﻣﻌط ﺎت‪ ،‬أو ﺗﻌدﯾﻠﻬﺎ ﺛم ﺿﯾﻒ ﻓﻲ اﻟﻔﻘرة اﻟﺛﺎﻧ ﺔ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر ‪ 2‬ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻗ ﺔ ﻞ ﻣن ﺣوز أو‬
‫ﻔﺷﻲ أو ﯾﻧﺷر أو ﺳﺗﻌﻣﻞ ﻵ ﻏرض ﺎن اﻟﻣﻌط ﺎت اﻟﻣﺗﺣﺻﻞ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣن إﺣد اﻟﺟراﺋم اﻟﻣذ ورة ﻓﻲ‬
‫ون ﻣﺛﺎ ﺔ ﺗزو ر واﺳﺗﻌﻣﺎل‬ ‫اﻟﻣﺎدﺗﯾن‪ 394‬ﻣ رر وﻣ رر ‪،1‬و ﻌﻧﻲ ﺑذﻟك ﺗﻠك اﻟﻣﻌط ﺎت اﻟﻣﻌدﻟﺔ أو اﻟﺗﻲ ﺗم ﺗﻐﯾﯾرﻫﺎ‬
‫ﻣزور ‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺑﻞ و ﺗﻌﺎﻗب اﻟﻔﻘرة اﻷوﻟﻰ ﻣن اﻟﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر ‪ 2‬ﻋﻠﻰ ﻣﺟرد اﻟﺗﺻﻣ م أو اﻟ ﺣث أو اﻟﺗﺟﻣ ﻊ ﻟﻣﻌط ﺎت ﻣﺧزﻧﺔ أو‬
‫ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ أو ﻣرﺳﻠﺔ ﻣﺗﻰ ﺗوﻓرت ﻧ ﺔ اﻟﺗﺣﺎﯾﻞ ﻟﻐرض ارﺗﻛﺎب اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪ 394‬ﻣ رر ‪394-‬‬
‫ﻣ رر ‪ ،1‬و ﻌﻧﻲ ذﻟك إﻋداد ﺑراﻣﺞ و ﺗﻘﻧ ﺎت ﺗﺳﻬﻞ اﻟدﺧول إﻟﻰ ﻣﻧظوﻣﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻣﺛﻞ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ‬
‫ﺣﻞ اﻟﺷﻔرات و ﻠﻣﺎت اﻟﺳر أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻣﻲ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻣن ﺧطر اﻛﺗﺷﺎﻓﻪ أﺛﻧﺎء اﺳﺗﻣ اررﻩ ﻓﻲ اﻟ ﻘﺎء داﺧﻞ اﻟﻣﻧظوﻣﺔ‪،‬‬
‫أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻞ ﻟﻐرض ﺗدﻣﯾر أو ﺗﻌطﯾﻞ ﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺎﻟﺟﺔ اﻵﻟ ﺔ ﻟﻠﻣﻌط ﺎت ‪.‬‬
‫اﻟﺗﻼﻋب ﺎﻟﺑراﻣﺞ و ﻟﻐرض اﺧﺗﻼس‬ ‫أو ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣﻞ ﻟﻐرض اﻟﺗﻌدﯾﻞ ﻓﻘط ﺗﻘﻧ ﺔ ﺣﺳﺎب اﻟﻔواﺋد ﻋن طر‬
‫‪.‬‬ ‫اﻷﻣوال‬
‫‪ -‬ﻫذا ﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻋﻘﺎب ﻞ ﻣن ﻗﺎم ﺑﺗوﻓﯾر ﻣﺛﻞ ﻫذﻩ اﻟﻣﻌط ﺎت ﻟﻠﻐﯾر أو ﻧﺷرﻫﺎ أو أﺗﺟر ﻓﯾﻬﺎ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو‬
‫ﯾﺧﺗﻠﻒ اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺟرﻣﺔ ﻋن ﺟرﻣﺔ اﻟدﺧول و اﻟ ﻘﺎء و اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺗرﺗ ﺔ ﻋﻧﻬﻣﺎ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗﺗﺟﻪ‬
‫إرادة اﻟﺟﺎﻧﻲ إﻟﻰ اﻹﺿرار ﺎﻟﻐﯾر‪ ،‬و ﻟذﻟك ﺗطﺑ ﻗواﻋد اﻟﻌﻣد ﻓﻲ اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ ﻣن إرادة وﻋﻠم ﺻﻼﺣ ﺔ اﻟﻧﺷﺎ اﻟذ‬
‫ارﺗﻛ ﻪ اﻟﺟﺎﻧﻲ ﻷن ﻔﺿﻲ إﻟﻰ اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻣﺣظورة ﻗﺎﻧوﻧﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﻣﺣو أو اﻟﺗﻌدﯾﻞ أو إدﺧﺎل ﻣﻌط ﺎت ﺟدﯾدة ﯾﺗم ﺻﻔﺔ‬
‫ﻋﻣد ﺔ‪.‬‬
‫و ﺿﯾﻒ اﻟﻣﺷرع أﺣ ﺎم ﻣﺷﺗر ﺔ ﺑﯾن اﻟﺟراﺋم اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣواد ‪ 394‬ﻣ رر ‪1‬و‪ 2‬ﺣﯾث ﺗﺿﺎﻋﻒ‬
‫اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻣواد إذا ﻣﺎ ﺎﻧت ﺗﺳﺗﻬدف اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻌﻣوﻣ ﺔ ‪).‬م‬
‫‪394‬ﻣ رر‪(3‬‬
‫و إذا ﺎن ﻣرﺗﻛﺑﻬﺎ ﺷﺧﺻﺎ ﻣﻌﻧو ﺎ ﻓﺈن ﻋﻘو ﺔ اﻟﻐراﻣﺔ ﺗﺷدد ب ‪ 5‬ﻣرات أﻟﺣد أﻷﻗﺻﻰ ﻟﻠﻐراﻣﺔ اﻟﻣﻘررة ﻟﻠﺷﺧص‬
‫اﻟطﺑ ﻌﻲ )‪ 394‬ﻣ رر ‪. (5‬‬
‫و ﻧﺻت اﻟﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر ‪ 7‬ﻋﻠﻰ ﻋﻘﺎب اﻟﺷروع ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﺟﺎل ﺟرﻣﺔ ﺗﺎﻣﺔ ‪.‬‬
‫ﻫذا ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺗﻛﻣﯾﻠ ﺔ اﻟﺗﻲ ﻣ ن ﺗوﻗ ﻌﻬﺎ‪ ،‬و اﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣﻞ أﺳﺎﺳﺎ ط ﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر‪:6‬‬
‫ﻣﺻﺎدرة اﻷﺟﻬزة و اﻟﺑراﻣﺞ و اﻟوﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻣﻊ إﻏﻼق اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﺣﻼ ﻟﻠﺟرﻣﺔ‪.‬‬
‫إﻏﻼق اﻟﻣﺣﻞ أو ﻣ ﺎن اﻻﺳﺗﻐﻼل إذا ﺎﻧت اﻟﺟرﻣﺔ ﻗد ارﺗﻛﺑت ﻌﻠم ﻣﺎﻟﻛﻬﺎ ‪.‬‬
‫و ﻓﻲ اﻷﺧﯾر ﻣ ن اﻟﻘول أن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﺣﻘ ﻗﻔزة ﻧوﻋ ﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺟرم أﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﺗﺳﺗﺣ اﻟﺗﺷﺟ ﻊ‪،‬‬
‫ﺧﺎﺻﺔ و أﻧﻬﺎ‬ ‫ﻓﻲ ﺟﺳﺎﻣﺗﻬﺎ أﺷ ﺎل اﻹﺟرام اﻟﺗﻘﻠﯾد‬ ‫ﻷن اﻟﺧطورة اﻹﺟراﻣ ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻧ ﺄ ﺑﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟظﺎﻫرة ﺗﺗﻌد‬
‫ﺗﺳﺗﻬدف أﺳﺎﺳﺎ ﻣﺟﺎﻻت ﺣﺳﺎﺳﺔ ﺎﻟدواﺋر اﻟﻣﺎﻟ ﺔ واﻟﺗﺟﺎرﺔ و ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ )‪.(1‬‬
‫وﻣﻊ ذﻟك ﺗ ﻘﻰ ﻧﺎﻗﺻﺔ ﻣن ﺟﻬﺔ ﻷﻧﻬﺎ ﻟم ﺗﺗﻧﺎول ﻌض أﺷ ﺎل اﻹﺟرام اﻷﺧر ﻓﻲ ﻣﯾدان اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗ ﺔ ﺳرﻗﺔ‬
‫اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل أو ﺳرﻗﺔ وﻗت اﻵﻟﺔ‪ ،‬وﻣن ﺟﻬﺔ أﺧر ﻟم ﻔﺻﻞ ﻓﻲ ﻌض اﻟﻣﺳﺎﺋﻞ اﻟﻣطروﺣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء ﻓ ﻣﺎ‬
‫ﯾﺧص ﺗطﺑﯾ اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺔ ﻋﻠﻰ ﻌض اﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت و ﺎﻟﺧﺻوص ﺳرﻗﺔ اﻟﺑراﻣﺞ و اﻟﻣﻌط ﺎت ‪.‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‬
‫ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺳرﻗﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻌﻧو اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ‬

‫‪105‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣن اﻷوﺟﻪ اﻟﺳﻠﺑ ﺔ اﻟﺗﻲ ﯾؤاﺧذ ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر أﻧﻪ ﻟم ﯾﺗطرق إﻟﻰ ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺳرﻗﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﻣﻌﻧو ‪،‬‬
‫رﻏم أﻧﻬﺎ ﻓﺗﺣت ﻣﺟﺎﻻ واﺳﻌﺎ ﻟﻠﻣﻧﺎﻗﺷﺎت اﻟﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﻔﻘﻪ و اﻟﻘﺿﺎء إذ ﻘﻲ اﻟﺗﺳﺎؤل ﻣطروﺣﺎ ﺣول إﻣ ﺎﻧ ﺔ اﻟرط‬
‫ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣ وﻧﺔ ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﺳرﻗﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ 350‬ق ع و ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻر ﺳرﻗﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ‬
‫اﻟﻣﻌﻧو )‪.(2‬‬
‫و ﻟﻠﺗوﺿ ﺢ أﻛﺛر ﻓﺈن ﺳرﻗﺔ اﻷﺷ ﺎء اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗ ﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب ﻻ ﺗﺳرق ﻟﻠﻘ ﻣﺔ اﻟﻣﺎد ﺔ ﻟﻠﺷرط اﻟﻣﻣﻐﻧط أو اﻻﺳطواﻧﺔ‬
‫اﻟﻣﺳﺟﻞ ﻋﻠﯾﻬﺎ‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﺳرق ﻷﻫﻣ ﺔ ﻣﺎ ﻫو ﻣﺳﺟﻞ ﻋﻠ ﻪ أ ﻣﺣﺗواﻩ ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت و اﻟﺑراﻣﺞ‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻻ ﻣ ن اﻟﺣدﯾث‬
‫ﻋن ﺛﻧﺎﺋ ﺔ ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺔ أو ﺳرﻗﺔ اﻟﻬ ﻞ ﻣن ﺟﺎﻧب ﺛم ﺳرﻗﺔ اﻟﻣﺣﺗو ﻣن ﺟﺎﻧب آﺧر‪ ،‬ﻓﻬﻲ ﺳرﻗﺔ واﺣدة ﺗﻧﺻب ﻋﻠﻰ‬
‫ﺷﻲء ﻣﻘﺻود و ﻫو اﻟﻣﺣﺗو ‪.‬‬
‫ﻓﻣﺎ دام ﻫذا اﻟﻔرض ﻫو أﻫم و اﻟﻐﺎﻟب ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻟﺳرﻗﺔ ﻓﻬﻞ ﻧﻌﺗﺑرﻫﺎ ﺳرﻗﺔ ﻣﺎل أم ﻻ ؟‬
‫اﻟﺳرﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﻫﻲ اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻛ ﺔ ﻣﻧﻘول و ﺣ ﺎزﺗﻪ و ﻗد ﻋرﻓﻬﺎ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 350‬ق ع ﻋﻠﻰ‬
‫أﻧﻪ ﻌﺗﺑر ﺳﺎرق " ﻞ ﻣن اﺧﺗﻠس ﺷﯾﺋﺎ ﻏﯾر ﻣﻣﻠوك ﻟﻪ ‪"...‬‬
‫ﻓﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﺗﻌرﻒ اﻟﻣوﺟز ﻧﺳﺗﺧﻠص أر ﺎن اﻟﺟرﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻬﻲ اﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ و اﻟﺣ ﺎزة ﻣﻌﺎ و ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو‬
‫ﻓﻬﻲ ﺗﺗطﻠب ﻣوﺿوﻋﺎ ﻫو اﻟﻣﺎل ) اﻟﻣﻧﻘول ( اﻟﻣﻣﻠوك ﻟﻠﻐﯾر‪ ،‬و ﻓﻌﻼ ون ﻣن ﺷﺄﻧﻪ اﻻﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻛ ﺔ و اﻟﺣ ﺎزة‪،‬‬
‫و ﻫذا اﻟﻔﻌﻞ ﯾﺗﻣﺛﻞ ﻓﻲ " اﻷﺧذ ﺑدون اﻟرﺿﺎ " ﻓﻲ ﻣﻔﻬوم اﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟذ وﺿﻌﻪ اﻟﻣﺷرع " اﻻﺧﺗﻼس " و ﻗﺻدا ﻘوم‬
‫ﻋﻠﻰ اﻹرادة واﻟﻌﻠم ﻌﻧﺎﺻر اﻟﺟرﻣﺔ‪.‬‬
‫ون ﻣﻣﻠوك ﻟﻠﻐﯾر‪ ،‬ﻓﺈذا ﺎن اﻟﻣﺎل‬ ‫ﯾﺗطﻠ ﻪ ﻗ ﺎم اﻟﺳرﻗﺔ ﻫو وﺟود اﻟﺷﻲء اﻟﻣﻧﻘول اﻟذ‬ ‫إذن ﻓﺎﻟﺷر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذ‬
‫أﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﻣﻌﻧو ﯾدﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺻطﻠﺢ اﻟﺷﻲء اﻟواردة ﻓﻲ ﻧص اﻟﻣﺎدة ‪ ،350‬ون‬
‫ــــــــ‬
‫أﻛدت ﻋﻠ ﻪ اﻟﻣﺎدة ‪ 4‬ﻣن ﻗﺎﻧون ‪ 04/09‬اﻟﺗﻲ أﺟﺎزت إﻣ ﺎﻧ ﺔ اﺗﺧﺎذ إﺟراء ﻣراﻗ ﺔ اﻹﺗﺻﺎﻻت اﻹﻟﻛﺗروﻧ ﺔ واﻟﻣﺎدة ‪ 5‬اﻟﺗﻲ أﺟﺎزت اﻟﺗﻔﺗ ش‬
‫)‪ -(1‬وﻫو ﻣﺎ ّ‬
‫ﻟﻣﻧظوﻣﺎت ﻣﻌﻠﻣوﻣﺎﺗ ﺔ ﻐرض اﻟوﻗﺎ ﺔ ﻣن اﻷﻓﻌﺎل اﻟﻣﺎﺳﺔ ﺄﻣن اﻟدوﻟﺔ ﺎﻟﺧﺻوص اﻟﺟراﺋم اﻹرﻫﺎﺑ ﺔ أو ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﺣﺗﻣﺎل اﻋﺗداء ﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﯾﻬدد اﻟﻧظﺎم‬
‫اﻟﻌﺎم أو اﻟدﻓﺎع اﻟوطﻧﻲ أو ﻣؤﺳﺳﺎت اﻟدوﻟﺔ أو اﻹﻗﺗﺻﺎد اﻟوطﻧﻲ‪...‬‬
‫)‪ -(2‬وﻗد اﺗﺟﻪ ﻌض اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ اﻟﻰ ﻋدم ﻗﺑول ﻓ رة ﺳرﻗﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ اﻟﻣﺧزﻧﺔ ﻓﻲ أﺟﻬزة اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ أﻧظر‪:‬‬
‫‪- CHAWKI Mohamed, Le vol informatique : Quel cadre juridique aujourd’hui ? Droit-Tic.juill.2006, p 4.‬‬
‫أر ﺎن ﻫذﻩ‬ ‫اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺔ ﻣﺗﻰ ﺎن ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟﻐﯾر اﻟﺟﺎﻧﻲ‪ ،‬و ﻌدﻫﺎ ﺻ ﺢ ﻗﺎﺑﻞ ﻹﺳﻘﺎ‬ ‫ﻗد ﺗﺣﻘ‬
‫ون ﻣﺎﻻ‬ ‫اﻟﺟرﻣﺔ ﻋﻠ ﻪ‪ ،‬و ﻘﺗﺿﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﻲء ﻲ ون ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﺳرﻗﺔ أن ﺗﺗواﻓر ﻓ ﻪ ﺷرو ﺧﻣﺳﺔ وﻫﻲ أن‬
‫ﻣﻧﻘوﻻ ذو طﺑ ﻌﺔ ﻣﺎد ﺔ ‪ ،‬و أن ون ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟﻠﻐﯾر‪،‬و ﻓﻲ ﺣ ﺎزة اﻟﻐﯾر ‪.‬‬
‫اﺗﺟﻪ اﻟﻘﺿﺎء إﻟﻰ‬ ‫ﺳرﻗﺔ اﻟﺗ ﺎر اﻟﻛﻬرﺎﺋﻲ اﻟذ‬ ‫و ﺑﺈﯾﺟﺎز ﻓﺈذ ﻣﺎ ﺣﺎوﻟﻧﺎ ﺗﺷﺑ ﻪ ﺳرﻗﺔ اﻟﻣﺎل اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﻣﻌﻧو‬
‫اﻟﻣﻠﻣوس‪ ،‬ﺳﺗوﺟب أ ﺿﺎ اﻟ ﺣث ﻓﻲ طﺑ ﻌﺔ اﻟﻣﺎل‬ ‫إﻋﺗ ﺎرﻫﺎ ﺷﯾﺋﺎ ﻗﺎ ﻼ ﻟﻠﺳرﻗﺔ رﻏم أﻧﻪ ﻟ س ﻟﻪ ﺻﻔﺔ اﻟﺷﻲء اﻟﻣﺎد‬
‫اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﻣﻌﻧو ) اﻟﺑراﻣﺞ واﻟﻣﻌط ﺎت ( ﻣن وﺟﻬﺔ اﻟﻧظر اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ ‪.‬‬
‫ﻣ ن رؤ ﺗﻪ‬ ‫ﻓﻲ اﻟﺣﻘ ﻘﺔ أن اﻟﺑراﻣﺞ و اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻻ ﻣ ن أن ﺗﻛون ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻠﻣوﺳﺎ و ﻣﺣﺳوﺳﺎ‪ ،‬إﻻ أن ﻟﻬﻣﺎ ﺎن ﻣﺎد‬
‫ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ ﻣﺗرﺟﻣﺎ إﻟﻰ أﻓ ﺎر‪ ،‬وأن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﻧﺗﻘﻠﺔ ﻋﺑر اﻷﺳﻼك ﻋن طر اﻧﺗﻘﺎل ﻧ ﺿﺎت و رﻣوز ﺗﻣﺛﻞ ﺷﻔرات‬

‫‪106‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻣ ن ﺣﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﻬﺎ أﺻﻞ و ﻣوﻟد ﺻﺎدرة ﻋﻧﻪ ﻣ ن ﺳرﻗﺗﻪ‪ ،‬ووﺟود ﻫذا اﻟﻛ ﺎن اﻟﻣﺎد ﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﺻﺎﻟﺣﺔ‬
‫ﻷن ﺗﻛون ﻣوﺿوﻋﺎ ﻟﻠﺳﻠطﺎت اﻟﻣﺎد ﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻛون ﻣن ﻣﺟﻣوﻋﻬﺎ اﻟﺣﻘوق اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎﻟﻬﺎ اﻟﺳرﻗﺔ ﻓﻬﻲ ﺗﺧﺿﻊ ﻟﺳ طرة‬
‫ﻪ‬ ‫ﻞ أﻧواع اﻟﺗﺻرف اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻘ‬ ‫واﺿﻌﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎﺳوب‪ ،‬و ﺳﺗط ﻊ اﻟﺗﺣ م ﻓﯾﻬﺎ ٕواﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ و اﻟﺗﺻرف ﻓﯾﻬﺎ‬
‫ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ‪ ،‬و ﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺈن ﻓﻌﻞ "اﻷﺧذ " اﻟذ ﺗﻘوم ﻪ اﻟﺳرﻗﺔ اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺔ ﻣ ن أن ﯾرﺗﻛب ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺑراﻣﺞ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪.‬‬
‫إذ ﻫﻲ ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﻧﻘﻞ ﻣن ﻣوﺿﻊ إﻟﻰ آﺧر وأن اﻟﻘﺎﺑﻠ ﺔ ﻟﻼﻧﺗﻘﺎل ﻻ ﺷﺗر ﻓﯾﻬﺎ إﻧﺗﻘﺎل اﻟﻬ ﻞ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﻞ ﻔﻲ ﻓﻘط‬
‫وﻫو ﻣﺎ ﻌﻧ ﻪ ﻓﻌﻞ"اﻷﺧذ " و ﻧﺳﺗدل ﺑذﻟك ﻣن‬ ‫اﻻﻧﺗﻘﺎل اﻟذﻫﻧﻲ‪ ،‬و ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠﺧروج ﻣن ﺣ ﺎزة و اﻟدﺧول ﻓﻲ أﺧر‬
‫ﺧﻼل ﻧﺻوص اﻟﻣﺎدة ‪ 394‬ﻣ رر ‪ 2‬اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻗب ﻋﻠﻰ ‪ :‬أﻓﻌﺎل اﻟﺗﺻﻣ م و اﻟﺣ ﺎزة واﺳﺗﻌﻣﺎل‬
‫و‬ ‫ون ﻣوﺿوﻋﻬﺎ ‪.‬‬ ‫اﻟﻣﻌط ﺎت‪ ،‬و ﻫذﻩ اﻷﻓﻌﺎل ﻻ ﯾﺗﺻور ﺣدوﺛﻬﺎ دون وﺟود ﺎن ﻣﺎد ﻟﻠﺷﻲء اﻟذ‬
‫ﺳﺗﻌﻣﻠﻪ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋر ﻧﺟدﻩ ﻻ ﯾرﺗ ط ﺣﺗﻣﺎ ﻠﻣﺔ "ﻣﺎد " و‬ ‫ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧر إذا ﺗﺄﻣﻠﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﺻطﻠﺢ "اﻟﺷﻲء " اﻟذ‬
‫ﯾر اﻟ ﻌض ﻣن اﻟﻔﻘﻪ اﻟﻔرﻧﺳﻲ أن اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺔ أﺻﻼ ﺗدﺧﻞ ﻓﻲ ﻧطﺎق اﻻﺷ ﺎء وﻟ س ﺣﺗﻣﺎ‬
‫ﺿﻣن اﻟﻣﺎد ﺎت )‪.(1‬‬
‫ﺛم أن ﺗﻌرﻒ ﻠﻣﺔ اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﻣﻌﺟم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻔرﻧﺳ ﺔ ﻫو " ﻞ ﺣﻘ ﻘﺔ ﻣﻠﻣوﺳﺔ ﻣﺎد ﺎ أو ﻣﺟردة ﻣﻌﻧو ﺎ"‬
‫إذن ﻠﻣﺔ اﻟﺷﻲء ﻻ ﺗﻘﺗﺻر ﻋﻠﻰ اﻷﺷ ﺎء اﻟﻣﺎد ﺔ ﺑﻞ ﺗﻣﺗد ﻟﺗﺷﻣﻞ ﻣﺎﻫو ﻣﺟرد و ﻣﻌﻧو ‪.‬‬
‫)‪La chose « toute sorte d’objet matériel et d’abstraction »(2‬‬
‫و ﻟﻘد ﺻدرت ﻋدة أﺣ ﺎم و ﻗ اررات ﻗﺿﺎﺋ ﺔ ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ﺗؤ د ﻫذا اﻟﺗوﺟﻪ ﻓﻔﻲ ﺣ م ﺻﺎدر ﻋن إﺣد ﻣﺣﺎﻛم ﻟﻠﺟﻧﺢ‬
‫ﻫﻧﺎك أداﻧت ﺷﺧص ﺑﺟرﻣﺔ ﺳرﻗﺔ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت‪ ،‬ﺣﯾث ﻗﺎم اﻟﻣﺗﻬم وﻫو ﻣوظﻒ ﺳﺎﺑ ﻓﻲ ﺷر ﺔ ﺑﯾﺟو ﻟﻠﺳ ﺎرات ﺑﺗﺳﺟﯾﻞ‬
‫ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺧﺎﺻﺔ ﺎﻟﺷر ﺔ ﺣﺟﺔ أﻧﻪ ﺎن ﻗد ﺳﺎﻫم ﻓﻲ إﻋدادﻫﺎ أﺛﻧﺎء ﻋﻣﻠﻪ ﻓﻲ اﻟﺷر ﺔ)‪.(3‬‬
‫ـــــــ‬
‫‪(1)- CHAWKI Mohamed, Le vol informatique, op-cit, p10.‬‬
‫‪(2)- Dictionnaire encyclopédique illustré , Larousse, op-cit, p‬‬
‫‪(3)- CHAWKI Mohamed, Le vol informatique, op-cit, p05.‬‬

‫ون ﻣﻠﻛﺎ ﻟﻠﻐﯾر ﻓﺎﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺟﻠﻬﺎ‬ ‫ﻲ‬ ‫و ﻫذا اﻟﺣ م ﯾؤ د ﺻﻼﺣ ﺔ اﻟﺷﻲء أﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﻣﻌﻧو‬
‫اﻟﻣوظﻒ اﻟﻣﻔﺻول ﻣن اﻟﺷر ﺔ ﻫﻲ ﻣﻠك ﻟﻬﺎ‪ ،‬و ﻣﺎ ﻗﺎم ﻪ اﻟﻣﺗﻬم ﻫو اﺳﺗﺣواذ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻟ س ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟﻪ‬
‫و ﻫذا ﻫو ﺟوﻫر اﻹﺧﺗﻼس ﻓﻲ اﻟﺳرﻗﺔ ‪.‬‬

‫اﻟﻧﺻوص اﻟﺗﻘﻠﯾد ﺔ ﻓﻲ‬ ‫أﻣﺎ ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﺟرﻣﺗﻲ اﻟﻧﺻب و ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻼ ﯾوﺟد ﻋواﺋ ﺣﻘ ﻘ ﺔ ﺗﻌﺗرض ﺗطﺑﯾ‬
‫اﻟﻣﺟﺎل أﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ‪ ،‬ﻓﺗﻘوم ﺟرﻣﺔ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ ﻣﺗﻰ ﺎن اﻟﻐرض ﻫو اﺧﺗﻼس أو ﺗﺑدﯾد اﻟﻣﺎل أﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ اﻟﻣﺎد‬
‫اﻟذ ﻗد ﺳﻠم إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧﻲ وﻓﻘﺎ ﻹﺣد اﻟﻌﻘود اﻟﻣﻧﺻوص ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون ‪.‬‬
‫و ﻻ ﻐﯾر ﻣن اﻷﻣر ﺷﯾﺋﺎ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﻧﺻب‪ ،‬ﺑﻞ ﺗﺿﺎف وﺳﯾﻠﺔ أﺧر ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﻠﺗﺣﺎﯾﻞ و ﻫﻲ اﻟﺣﺎﺳوب ﻣﺎ أﻧﻪ‬
‫ﻣ ن اﺳﺗﺧدام ﺻﻔﺔ ﻏﯾر ﺻﺣ ﺣﺔ أو إﺳم ﺎذب ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺻب اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﻋن طر اﻟ طﺎﻗﺔ اﻟﻣﻣﻐﻧطﺔ‪،‬‬
‫ﺛم أن اﻟطرق اﻹﺣﺗ ﺎﻟ ﺔ وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋﻞ اﻟﺗدﻟ س اﻟﻣذ ورة ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾﻞ اﻟﺣﺻر ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ‪ 376‬ق ع ﺗﺷ ﻪ إﻟﻰ ﺣد‬

‫‪107‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﻌﯾد ﻣﺎ ﺳﻣﻰ ﺎﻟﺗﻼﻋب أﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﻲ ﻓﺎﻟﺗﻼﻋب ﺎﻟﺑراﻣﺞ و اﻟﻣﻌط ﺎت ﻟﻠﺗﻐﯾﯾر ﻣﻧﻬﺎ ﯾﻧﺗﺞ ﻋﻧﻪ إﯾﻬﺎم اﻟﻣﺟﻧﻲ ﻋﻠ ﻪ‬
‫ﺻﺣﺗﻬﺎ‪ .‬ﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﻪ ﺳﻠم ﻣﺎﻟﻪ‪.‬‬

‫ﺧﺎﺗﻣـــــﺔ‬
‫ﻟﻠﻣﻘرر‬
‫ّ‬ ‫ﺗﺿﻣﻧﺗﻬﺎ ﻫذﻩ اﻟﻣطﺑوﻋﺔ ﺗﺗﻌﻠ أﺳﺎس ﺎﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻓراد وذﻟك ط ﻘﺎ‬
‫ّ‬ ‫ﻣﻌظم اﻟﻣﺣﺎﺿرات اﻟﺗﻲ‬
‫ﺗم اﻋﺗﻣﺎدﻩ ﻟﺗدرس ﻣﺎدة اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص‪ ،‬وﻧظ ار ﻟﻛﺛرة ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺟراﺋم ﻓﻘد ﻓﺻﻠﻧﺎ ﻓﻲ ﻌﺿﻬﺎ‬ ‫اﻟذ‬
‫ﻋدة ﻣﻌﺎﯾﯾر ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻌّﻠ ﺑدرﺟﺔ اﻟﺧطورة ﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ‬ ‫وﻟﺧﺻﻧﺎ اﻟ ﻌض اﻷﺧر‪ ،‬وﻟم ﻧﺗﻧﺎول ﻋدد ﻣﻧﻬﺎ‪ ،‬وذﻟك ﺎﻋﺗﻣﺎد ّ‬
‫ﺧﺎﺻﺔ و ﻌض اﻟﺟراﺋم اﻷﺧﻼﻗ ﺔ ﺎﻹﻏﺗﺻﺎب واﻟﻔﻌﻞ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء واﻟﺳرﻗﺔ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺗﻌّﻠ ﺑدرﺟﺔ ﺗﻌﻘﯾد أر ﺎﻧﻬﺎ ﺟراﺋم‬
‫اﻟﺗﺳﻣ م واﻟزﻧﺎ واﻟﻘذف واﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ واﻟﻧﺻب وﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‪ ،‬وﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﻌّﻠ ﺑدرﺟﺔ اﺳﺗﻔﺣﺎﻟﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ و ﺛرة‬
‫وﻗوﻋﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﻔﻬم اﻟﺧﺎطﺊ ﻟﻠﺟرﻣﺔ ﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء و إﺻدار اﻟﺷ ك ﺑدون رﺻﯾد وﻏﯾرﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺧﺎص واﻟﻌﻠوم اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ ﻣرﺟﻌﺎ ﺎﻓ ﺎ وﻣﻬ ّﻣﺎ‬
‫وذﻟك ﻐ ﺔ أن ﯾﺟد طﺎﻟب اﻟﻘﺎﻧون ﺷ ﻞ ﻋﺎم وطﺎﻟب ّ‬
‫ﻟﻔﻬم اﻟﺗﻌﻘﯾدات اﻟﺗﻲ ﻣ ن أن ﯾواﺟﻬﻬﺎ أﺛﻧﺎء ﺗﻧﺎول ﻣﻌظم اﻟﺟراﺋم اﻷﻛﺛر ﺧطورة واﻷﻛﺛر ﺗﻌﻘﯾدا ﻓﻲ أر ﺎﻧﻬﺎ واﻷﻛﺛر‬
‫وﻗوﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ‪.‬‬

‫ﻟﻌّﻠﻧﻲ ﺑذﻟك أﻛون ﻗد ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ ّ‬


‫ﺣﻞ أﻟﻐﺎزﻫﺎ ﻣﻌﺗﻣدا ﻋﻠﻰ ﻣراﺟﻊ ﻣﺗﻌددة ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ وﻣﻧﻬﺎ اﻟﻣﺗﺧﺻﺻﺔ و ﻠﻐﺗﯾن‬
‫ﻣﺧﺗﻠﻔﺗﯾن وﻣن ﻣدارس ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ‪ ،‬ﺎﻹﺿﺎﻓﺔ اﻟﻰ اﻟﺗر ﯾز ﺧﺻوﺻﺎ ﻋﻠﻰ ﻣواﻗﻒ اﻟﻘﺿﺎء وطﻧ ﺔ ﺎﻧت أو أﺟﻧﺑ ﺔ ﻹﺟراء‬
‫ﻣﻘﺎرﻧﺎت ﺗﻌود ﺎﻟﻔﺎﺋدة ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾ ﺻﺣ ﺢ اﻟﻘﺎﻧون‪.‬‬

‫إﻧﺗﻬﻰ ﺣﻣد ﷲ‬

‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‬
‫‪ -1‬ﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌر ﺔ‪:‬‬
‫أ‪-‬اﻟﻛﺗب‪:‬‬
‫‪ -‬أﺣﻣد ﺳﻌر ﻗﺎﺿﻲ‪ ،‬ﺟراﺋم ﻏﺳﯾﻞ اﻷوال‪ ،‬ﺗﻣو ﻞ اﻹرﻫﺎب‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪.2006 ،‬‬
‫‪ -‬إﺑراﻫ م ﺣﺎﻣد اﻟطﻧطﺎو ‪ ،‬اﻟﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ ﻋن ﺟراﺋم اﻟﻧﺻب واﻹﺣﺗ ﺎل‪ ،‬اﻟﻣ ﺗ ﺔ اﻟﻘﺎﻧوﻧ ﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪1997 ،‬‬
‫‪ ،2‬اﻟراﻋﻲ ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪.1997 ،‬‬ ‫‪ -‬إدوارد ﻏﺎﻟﻲ اﻟذﻫﺑﻲ‪ ،‬اﻟﺟراﺋم اﻟﺟﻧﺳ ﺔ‪،‬‬
‫‪ -‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ أﺣﺳن‪ ،‬اﻟوﺟﯾز ﻓﻲ ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﺧﺎص‪،‬اﻟﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻟﺟراﺋم ﺿد اﻷﻣوال‪ ،‬اﻟﺟزء‬
‫اﻷول‪،‬اﻟط ﻌﺔ اﻟ ار ﻌﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﻊ‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪2006 ،‬‬
‫‪ -‬ﺑوﺳﻘ ﻌﺔ اﺣﺳن‪ ،‬ﺷرح اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟزاﺋﻲ اﻟﻌﺎم‪،‬اﻟط ﻌﺔ اﻟﺳﺎ ﻌﺔ‪ ،‬دار ﻫوﻣﺔ ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2008 ،‬‬
‫‪ -‬ﺟﻣﺎل ﺳﺎ س‪ ،‬اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ﻣﺎدة اﻟﺟﻧﺢ واﻟﻣﺧﺎﻟﻔﺎت‪ 4 ،‬اﺟزاء ‪ ،‬ط ﻌﺔ ‪ ،1‬ﻣﻧﺷورات ﻠ ك‪،‬اﻟﺟزاﺋر‪.2014 ،‬‬

‫‪108‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺟزء ا‪ ،‬اﻟط ﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ‪ ،‬دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﺟﻣ ﻊ‪،‬ﺑﯾروت‪ ،‬د س ن‪. ،‬‬
‫‪ -‬ﺟﻧد ﻋﺑد اﻟﻣﺎﻟك‪ ،‬اﻟﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ‪ 6 ،‬أ ا‬
‫‪ -‬ﺣﺳن ﺻﺎدق اﻟﻣرﺻﻔﺎو ‪ ،‬اﻟﻣرﺻﻔﺎو ﻓﻲ ﺟراﺋم اﻟﺷ ك‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳ ﻧدرﺔ‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬ﺣﺳن ﺻﺎدق اﻟﻣرﺻﻔﺎ ‪ ،‬اﻟﻣرﺻﻔﺎو ﻓﻲ اﻟدﻋو اﻟﻣدﻧ ﺔ أﻣﺎم اﻟﻣﺣﺎﻛم اﻟﺟزاﺋ ﺔ‪ ،‬ﻣﻧﺷﺄة اﻟﻣﻌﺎرف‪ ،‬اﻹﺳ ﻧدرﺔ‪،‬‬
‫ﻣﺻر‪.1997 ،‬‬
‫‪ -‬ﺳﺎﻣﻲ أﺣﻣد ﻧوﻓﻞ‪ ،‬ﺳرﻗﺔ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ‪ ،‬دون ذ ر دار اﻟﻧﺷر وﻻ ﺑﻠد اﻟﺷر‪.1995 ،‬‬
‫‪ -‬ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬ﻣﺳؤوﻟ ﺔ اﻟﻣﺻرف اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ ﻋن اﻷﻣوال ﻏﯾر اﻟﻧظ ﻔﺔ)ظﺎﻫرة ﻏﺳﯾﻞ اﻷﻣوال(‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ‬
‫اﻟﺟدﯾدة‪ ،‬اﻷﺳ ﻧدرﺔ‪.2002 ،‬‬
‫‪-‬ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻘدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗ ﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪.2002 ،‬‬
‫‪-‬ﻋﻠﻲ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر اﻟﻘﻬوﺟﻲ وﻓﺗّوح ﻋﺑد ﷲ اﻟﺷﺎذﻟﻲ‪،‬ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص‪ ،‬دار اﻟﻣطﺑوﻋﺎت اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ‪،‬‬
‫اﻟﻘﺎﻫرة‪2003 ،‬‬
‫‪ -‬ﷴ ز ﻲ اﺑو ﻋﺎﻣر ﺳﻠ ﻣﺎن ﻋﺑد اﻟﻣﻧﻌم‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﺧﺎص‪ ،‬ﻣﻧﺷورات اﻟﺣﻠﺑﻲ اﻟﺣﻘوﻗ ﺔ‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪.2009 ،‬‬
‫‪-‬ﷴ ز ﻲ أﺑو ﻋﺎﻣر‪ ،‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت‪ ،‬اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص‪ ،‬اﻟدار اﻟﺟﺎﻣﻌ ﺔ ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪.1981 ،‬‬
‫‪ -‬ﷴ ﺳﻌﯾد ﻧﻣور‪ ،‬ﺷرح ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت‪ ،‬اﻟﻘﺳم اﻟﺧﺎص‪ ،‬دار اﻟﺛﺎﻗﺎﻓﺔ‪ ،‬ﻋﻣﺎن‪.2002 ،‬‬
‫‪ -‬ﷴ ﺻ ﺣﻲ ﻧﺟم‪ ،‬اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﺧﺎص‪ ،‬اﻟط ﻌﺔ اﻟﺛﺎﻧ ﺔ‪ ،‬دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﻊ‪.1999 ،‬‬
‫‪ -‬ﻣﺣﻣود ﻧﺟﯾب ﺣﺳﻧﻲ‪ ،‬ﺟراﺋم اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال‪ ،‬اﻟﻣﺟّﻠد اﻷول واﻟﺛﺎﻧﻲ‪ ،‬ط ﻌﺔ‪ ،3‬ﺑﯾروت‪.1998 ،‬‬
‫ﻋﻣﺎن‪.2006 ،‬‬ ‫‪ -‬ﻣﻔﯾد ﻧﺎﯾﻒ اﻟدﯾﻠﻣﻲ‪ ،‬ﻏﺳﯾﻞ اﻷﻣوال ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪ ،‬اﻟط ﻌﺔ اﻷوﻟﻰ‪ ،‬دار اﻟﺛﺎﻗﺎﻓﺔ‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬ﻣﻬﻧد ﺻﻼح أﺣﻣد ﻓﺗﺣﻲ‪ ،‬اﻟﺣﻣﺎ ﺔ اﻟﺟﻧﺎﺋ ﺔ ﻟﻠﺟﺳم اﻟ ﺷر ﻓﻲ ظﻞ اﻻﺗﺟﺎﻫﺎت اﻟطﺑ ﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ‪ ،‬دار اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة‬
‫ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻹﺳ ﻧدرﺔ‪ ،‬ﻣﺻر‪.2002،‬‬
‫‪ -‬ﻧﺑﯾﻞ ﺻﻘر‪ ،‬اﻹﺟﺗﻬﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟﻠﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﺟﻧﺎ ﺎت اﻷﺳﺋﻠﺔ ‪ ،‬دار اﻟﻬد ﻟﻠط ﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪،‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬ﻧﺎد ﻋﺑد اﻟﻌزز ﺷﺎﻓﻲ‪ ،‬ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‪ ،‬اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻟﻠﻛﺗﺎب‪ ،‬ﻟﺑﻧﺎن‪.2005 ،‬‬
‫‪-‬ﻫد ﺣﺎﻣد ﻗﺷﻘوش‪ ،‬اﻟﻘﺗﻞ ﺑداﻓﻊ اﻟﺷﻔﻘﺔ‪ ،‬دار اﻟﻧﻬﺿﺔ اﻟﻌر ﺔ‪ ،‬اﻟﻘﺎﻫرة‪.1994،‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻘواﻧﯾن‪:‬‬
‫‪ -‬ﻗﺎﻧون اﻟﻌﻘو ﺎت ﻓﻲ ﺿوء اﻟﻣﻣﺎرﺳﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪ ،‬ﺑﯾرﺗﻲ ﻟﻠﻧﺷر‪ ،‬اﻟﺟزاﺋر‪2013/2012 ،‬‬

‫ج‪ -‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ‪:‬‬


‫‪ -‬اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﻘﺿﺎﺋ ﺔ اﻟﺻﺎدرة ﻋن ﻗﺳم اﻟوﺛﺎﺋ ﻟﻠﻣﺣ ﻣﺔ اﻟﻌﻠ ﺎ ﻟﺳﻧوات‪،1990 :‬عدد‪1‬و ‪ ،1991 ،4‬عدد ‪3‬‬
‫وعدد‪ 1992،4‬عدد ‪ 2001 ،2‬عدد ‪ 2002 ،2‬عدد ‪1‬و ‪2008، 2‬ﻋدد ‪ 2011 ،01‬ﻋدد ‪1‬و ‪ 2012 ،2‬ﻋدد ‪.1‬‬

‫‪ -2‬باللغة األجنبية‪:‬‬

‫‪109‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
2015/2014 ‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ‬
A- Livres :
- BECCAREA Cesare, des délits et des peines, traduction de Maurice chevallier, GF
Flammarion, Paris, 1991.
-BOITARD, Leçons de droit criminel, 13é édition, imprimerie et librairie MARCHAL et
BILLARD, Paris, 1890.
Dreyer Emmanuel, responsabilités civiles et pénales des médias, 2ème édition, édition
Litec, Paris, 2008.
- JEANDIDIER Wilfrid, droit pénal des affaires, 5e édition, Dalloz 2003.
-MALABART Valérie, droit pénal spécial, 4ème édition, Dalloz, Paris, 2009.
-PRADEL jean Danti-juan Michel, droit pénal spécial,2éme édition, Edition Cujas, Paris,
2001.
-RASSAT Michèle laure, droit pénal spécial, 3ème édition, Dalloz, Paris, 2001.
- VERON Michel, droit pénal spécial, 8e édition, Dalloz, Paris, 2000.

B- Thèses :
-TARHINI Rola, le sort de la femme, auteur ou victime d’infractions sexuelles et /ou
familiales, en droit pénal comparé Français et Libanais, thèse pour le doctorat, université
Nancy2, France, 2011.
- BOUCHE(A.W), L’adultère au point de vue pénal, thèse pour le doctorat, faculté de
droit, Paris, 1893.

C-Articles :
-CAMERILLE de jacobet de Nombel, L’originalité de la circonstance aggravante de
guet-apens, RSC, Paris,p545.
- CHAWKI Mohamed, Le vol informatique : Quel cadre juridique aujourd’hui ? Droit-
Tic.juill.2006.
-CULIOLI Marcel, Empoisonnement, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit
pénal et procédures pénales,tome 3,Paris,2003.
- CULIOLI Marcel, Castration, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal
et procédures pénales, Paris,2003.
-GASSIN Raymond, Fraude informatique Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de
droit pénal et procédures pénales, tome 3,Paris,2003.
- Gassin Rymond, Informatique et libertés, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de
droit pénal et procédures pénales,tome 3,Paris,2003.
-GUILLOT Henri, Diffamation, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal
et procédures pénales, Paris, 2003.
-LEVASSEUR George, Homicide, encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit
pénal et procédures pénales, tome 4,Paris,2003.
- LEVASSEUR George, Homicide ou blessures involontaires causées a l’enfant à naitre,
RSC ,1993.
- LEVASSEUR(G), Homicide, encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et
procédures pénales , 2003.

110
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
2015/2014 ‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ‬
-LUCAS DE LEYSSAC Marie-Paule,Le vol , Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire
de droit pénal et procédures pénales,Paris,2003.
- MALABART Valérie, Infraction sexuelles, encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de
droit pénal et procédures pénales,Paris, 2003.
- MASCALA Corinne, Escroquerie, Encyclopédie juridique Dalloz, répertoire de droit
pénal et procédures pénales,Paris, 2003.
- NUTTENS(J.D), la loi fauchon du 10/08/2000 ou la fin de la confusion de la faute
civile et de la faute pénale d’imprudence, Gazette de palais, 2000,4et5 octobre.
-VASSOGNE Jean et BERNARD Camille , Dénonciation calomnieuse, encyclopédie
juridique Dalloz, répertoire de droit pénal et procédures pénales,Paris,2003.

Codes :
-Code pénal français, cent cinquantième édition, annotation de jurisprudences et de
bibliographies par Mayaud Yves, Dalloz,Paris,2008.

‫اﻟﻔﻬرس‬
1...................................................................................................‫ﻣﻘدﻣﺔ‬
1.....................................................................‫ﺿد اﻷﺷﺧﺎص‬ ّ ‫ ﺟراﺋم‬: ‫اﻟ ﺎب اﻷول‬
1..............................................................................‫ ﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ‬:‫اﻟﻔﺻﻞ اﻷول‬
1.............................................................................. ‫ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‬:‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‬
2...............................................................................‫ أر ﺎن اﻟﻘﺗﻞ‬:‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‬
2.............................................................................. ‫اﻟر ن اﻟﻣﺎد‬: ‫اﻟﻔرع اﻷول‬
5..............................................................................‫اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‬: ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
8......................................................... ‫ اﻟظروف اﻟﻣﺷددة ﻓﻲ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد‬:‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‬
8................................................................‫ ظروف ﻣرﺗ طﺔ ﺑﻧ ﺔ اﻟﺟﺎﻧﻲ‬: ‫اﻟﻔرع اﻷول‬

111
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺗﺷدﯾد اﻟﻣرﺗ ط ﺎﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻹﺟراﻣ ﺔ‪8..........................................................‬‬
‫ﻣﺷددة ﻣرﺗ طﺔ ﺎﻟوﺳﯾﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﻌﻣﻠﺔ‪11................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ظروف ّ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﻋﻘو ﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ‪12.......................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻋﻘو ﺔ اﻟﻘﺗﻞ اﻟ ﺳ ط‪12........................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟظروف و اﻷﻋذار اﻟﻣﺧﻔﻔﺔ‪12................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟ ار ﻊ‪ :‬ﺻور ﺧﺎﺻﺔ ﻟﻠﻘﺗﻞ اﻟﻌﻣد ‪12.................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻘﺗﻞ ﺎﻟﺗﺳﻣ م‪12...............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻗﺗﻞ اﻷﺻول‪14...............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﻗﺗﻞ اﻷطﻔﺎل ﺣدﯾﺛﻲ اﻟﻌﻬد ﺎﻟوﻻدة‪14...........................................................‬‬
‫اﻟﺗﻌد اﻷﺧر ‪15...........................................‬‬‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﻌﻣد وأﻋﻣﺎل ّ‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أر ﺎن اﻟﺟرﻣﺔ‪15.............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد ‪15...............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ‪17.............................................................................‬‬
‫اﻟﻣﺷددة ﻟﺟراﺋم اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﻌﻣد ‪18..........................................‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟظروف‬
‫اﻟﺗﻌد ‪19.............................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﻘو ﺔ اﻟﺿرب واﻟﺟرح اﻟﻌﻣد وأﻋﻣﺎل ّ‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﻌﻣﻞ أو ﻣرض أﻗﻞ ﻣن ‪ 15‬ﯾوم‪19...........................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻌﺟز ﻋن اﻟﻌﻣﻞ أو ﻣرض أﻛﺛر ﻣن ‪ 15‬ﯾوم‪19..........................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺣﺎﻟﺔ وﺟود ﻋﺎﻫﺔ ﻣﺳﺗد ﻣﺔ‪19..................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺻور ﺧﺎﺻﺔ ﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻘﺗﻞ‪21......................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻣﻧﺎوﻟﺔ اﻟﻐﯾر ﻣواد ﺿﺎرة ﺎﻟﺻﺣﺔ‪21...........................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺟرﻣﺔ اﻟﺧﺻﺎء‪22............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﺗﻌذﯾب واﻷﻋﻣﺎل اﻟوﺣﺷ ﺔ‪22.................................................................‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬أﻋﻣﺎل اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ﺔ‪24..................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أر ﺎن ﺟراﺋم اﻟﻌﻧﻒ ﻏﯾر اﻟﻌﻣد ‪24............................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻓﻌﻞ اﻟﻘﺗﻞ أو اﻹﺻﺎ ﺔ‪24.......................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺧطﺄ‪26......................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ار طﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ‪28..............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻌﻘو ﺔ‪30.....................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻌﻘو ﺔ اﻷﺻﻠ ﺔ‪30............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ظروف اﻟﺗﺷدﯾد‪30.............................................................................‬‬

‫‪112‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺿد اﻷﺧﻼق‪33........................................................................‬‬‫اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺟراﺋم ّ‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‪ :‬ﺟراﺋم ﺗﻘوم ﺎﻟﻣواﻗﻌﺔ اﻟﺟﻧﺳ ﺔ‪33...............................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‪33................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬أر ﺎن ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‪34.........................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻷدﻟﺔ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‪38......................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟزﻧﺎ‪39....................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻻﻏﺗﺻﺎب‪41.................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬أر ﺎن ﺟرﻣﺔ اﻹﻋﺗﺻﺎب‪41...................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺟزاء‪44.....................................................................................‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺟراﺋم ﺗﻘوم ﺑدون ﻣواﻗﻌﺔ‪45....................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺟراﺋم اﻹﺧﻼل ﺎﻟﺣ ﺎء‪45......................................................................‬‬
‫اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء‪45.........................................................................‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻔرع اﻷول ‪:‬اﻟﻔﻌﻞ‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻔﻌﻞ اﻟﻌﻠﻧﻲ اﻟﻣﺧﻞ ﺎﻟﺣ ﺎء‪47.................................................................‬‬
‫اﻟﺗﺣرش اﻟﺟﻧﺳﻲ‪52............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ّ :‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬أر ﺎن اﻟﺟرﻣﺔ‪53.............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺟزاء‪54.....................................................................................‬‬
‫ﺿد اﻟﺷرف واﻹﻋﺗ ﺎر‪55...............................................................‬‬ ‫اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﺟراﺋم ّ‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‪ :‬اﻟﻘذف‪55......................................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أر ﺎن اﻟﺟرﻣﺔ‪55.............................................................................‬‬
‫ﻣﻌﯾﻧﺔ‪55.................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ّ :‬إدﻋﺎء أو إﺳﻧﺎد واﻗﻌﺔ ّ‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻌﻠﻧ ﺔ‪58.................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪59.........................................................................‬‬
‫اﻟﻣﻘررة ﻟﻪ‪59...........................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ ﻓﻲ ﺟرﻣﺔ اﻟﻘذف واﻟﻌﻘو ﺔ ّ‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ‪59.................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻌﻘو ﺔ‪60..................................................................................‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟوﺷﺎ ﺔ اﻟﻛﺎذ ﺔ‪61...........................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أر ﺎن اﻟﺟرﻣﺔ‪61...........................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻋﻧﺎﺻر اﻟر ن اﻟﻣﺎد ‪61....................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ‪63...........................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻌﻘو ﺔ‪63....................................................................................‬‬

‫‪113‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫ﺿد اﻷﺳرة‪64.........................................................................‬‬
‫اﻟﻔﺻﻞ اﻟ ار ﻊ ‪ :‬ﺟراﺋم ّ‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‪ :‬ﺟرﻣﺔ اﻹﺟﻬﺎض‪64...........................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أر ﺎن اﻟﺟرﻣﺔ‪64.............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد ‪64..............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪65.............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺟزاء‪66.....................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻺﺟﻬﺎض اﻟﻣﻣﺎرس ﻣن طرف اﻟﻐﯾر‪66................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻺﺟﻬﺎض اﻟﻣﻣﺎرس ﻣن طرف اﻟﻣرأة ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺳﻬﺎ‪66....................................‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺧطﻒ أو إ ﻌﺎد ﻗﺎﺻر ﺑدون ﻋﻧﻒ وﻻ ﺗﺣﺎﯾﻞ‪67................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أر ﺎن اﻟﺟرﻣﺔ‪67.............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻓﻌﻞ اﻟﺧطﺄ أو اﻹ ﻌﺎد‪67.......................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻗﺻور اﻟﺿﺣّﺔ‪68............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪68.............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﻣﺗﺎ ﻌﺔ‪69....................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺷ و ‪69............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻌﻘو ﺔ‪69....................................................................................‬‬

‫اﻟ ﺎب اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻣﻧﻘوﻟﺔ‪70........................................................‬‬


‫اﻟﻔﺻﻞ اﻷول ‪ :‬اﻟﺟراﺋم اﻟواﻗﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻣﺎد ﺔ‪70.........................................................‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻷول‪ :‬ﺟرﻣﺔ اﻟﺳرﻗﺔ‪71..............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬طﺑ ﻌﺔ اﻟﺷﻲء ﻣوﺿوع اﻟﺳرﻗﺔ‪71.............................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﯾﺟب أن ون اﻟﺷﻲء ﻣﺎﻻ‪71.................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ون اﻟﺷﻲء ذو طﺑ ﻌﺔ ّ‬
‫ﻣﺎد ﺔ‪72................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﯾﺟب أن ون ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻣﻠو ﺎ ﻟﻐﯾر اﻟﺟﺎﻧﻲ‪73....................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟ ار ﻊ ‪ :‬ﯾﺟب أن ون ﺷﯾﺋﺎ ﻣﻧﻘوﻻ‪74.................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬أﯾﺟب أن ون اﻟﺷﻲء ﻓﻲ ﺣ ﺎزة ﻏﯾر اﻟﺟﺎﻧﻲ‪74...............................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﻋﻧﺎﺻر اﻟر ن اﻟﻣﺎد ‪75......................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻓﻌﻞ اﻷﺧذ‪75..................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻋدم اﻟرﺿﺎ‪75.................................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪77.............................................................................‬‬

‫‪114‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟ ار ﻊ‪ :‬ﻋﻘو ﺔ اﻟﺳرﻗﺔ‪77..............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺎﻟﻧﺳ ﺔ ﻟﻠﺳرﻗﺔ اﻟ ﺳ طﺔ‪77.....................................................................‬‬
‫اﻟﻣﺷددة‪77...........................................................................‬‬
‫ّ‬ ‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟظروف‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺟرﻣﺔ اﻟﻧﺻب‪79.............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد ﻟﺟرﻣﺔ اﻟﻧﺻب‪80..............................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﺗدﻟ س اﻹﺟراﻣﻲ‪80..........................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﺗﺳﻠ م اﻟﻣﺎل‪84.................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬ﻋﻼﻗﺔ اﻟﺳﺑﺑ ﺔ‪84..............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺟزاء‪85.....................................................................................‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬ﺟرﻣﺔ إﺻدار اﻟﺷ ك ﺑدون رﺻﯾد‪86..........................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬أر ﺎن اﻟﺟرﻣﺔ‪86.............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﺎد ‪86..............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ‪88............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟﺟزاء‪89....................................................................................‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺛﺎﻟث‪:‬ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‪90...............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﺿرورة ﺗﺳﻠ م اﻟﺷﻲء ﺷر ﻣﺳﺑ ﻟﻘ ﺎم اﻟﺟرﻣﺔ‪91...........................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺗﺳﻠ م اﻟﺷﻲء ﺗﺳﻠ ﻣﺎ ﻧﺎﻗﻼ ﻟﻠﺣ ﺎزة اﻟﻧﺎﻗﺻﺔ‪91...................................................‬‬
‫ﺣددﻫﺎ اﻟﻘﺎﻧون‪92..................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﺗﺳﻠ م ﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ ﻋﻘد ﻣن ﻋﻘود اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ّ‬
‫اﻟﻣﺎد ﻟﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‪93................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬اﻟر ن ّ‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬اﻟﺳﻠوك اﻹﺟراﻣﻲ ﻓﻲ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‪93.........................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ اﻹﺟراﻣ ﺔ ﻓﻲ ﺧ ﺎﻧﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ‪94........................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﻘﺻد اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ‪94............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟ ار ﻊ‪ :‬اﻟﺟزاء‪94....................................................................................‬‬
‫اﻟﻣ ﺣث اﻟﺧﺎﻣس‪ :‬ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‪95..........................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻷول‪ :‬ﻣﻔﻬوم ﺟرﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ‪95.............................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺗﻣﯾﯾز ﺟرﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال ﻋن ﺟرﻣﺔ اﻹﺧﻔﺎء‪95...........................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬ﻣراﺣﻞ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‪96....................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬أر ﺎن ﺟرﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‪97..............................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﺿرورة وﺟود اﻟﺟرﻣﺔ ﻣﺻدر اﻷﻣوال ﻏﯾر اﻟﻧظ ﻔﺔ‪97........................................‬‬
‫اﻟﻣﺎد ‪98..............................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟر ن ّ‬

‫‪115‬‬
‫ﻣﺣﺎﺿرات ﻓﻲ ﻣﻘ ﺎس اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺎﺋﻲ اﻟﺧﺎص )ﺟراﺋم ﺿد اﻷﺷﺧﺎص واﻷﻣوال( ﻣﻘدﻣﺔ ﻟطﻠ ﺔ اﻟﺳﻧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣﺎﺳﺗر‬
‫ﺗﺧﺻص ﻗﺎﻧون ﺧﺎص وﻋﻠوم ﺟﻧﺎﺋ ﺔ ‪2015/2014‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻟث ‪ :‬اﻟر ن اﻟﻣﻌﻧو ‪99............................................................................‬‬
‫اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث‪ :‬اﻟﺟزاء‪99.....................................................................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻷول ‪ :‬ﻋﻘو ﺔ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ اﻷﺣ ﺎم اﻟﻣﺗﻌّﻠﻘﺔ ﺎﻟوﻗﺎ ﺔ ﻣن ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‪99...................................‬‬
‫اﻟﻔرع اﻟﺛﺎﻧﻲ ‪ :‬اﻟﻌﻘو ﺎت اﻟﻣﻘررة ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ارﺗﻛﺎب ﺟرﻣﺔ ﺗﺑﯾ ض اﻷﻣوال‪99...................................‬‬
‫اﻟﻔﺻﻞ اﻟﺛﺎﻧﻲ‪ :‬ﺟراﺋم اﻹﻋﺗداء ﻋﻠﻰ اﻷﻣوال اﻟﻣﻌﻧو ﺔ‪100......................................................‬‬
‫‪108...........................................................................................:‬‬ ‫ﺧﺎﺗﻣﺔ‬
‫ﻗﺎﺋﻣﺔ اﻟﻣراﺟﻊ‪109...........................................................................................:‬‬
‫‪112............................................................................................:‬‬ ‫اﻟﻔﻬرس‬

‫‪116‬‬

You might also like