Professional Documents
Culture Documents
مدخل جديد إلى فلسفة الدين - مصطفى النشار - مكتبة شغف
مدخل جديد إلى فلسفة الدين - مصطفى النشار - مكتبة شغف
tp
://
ww
w.
al
-m
ak
tab
eh
.c
om
مدخل جديد إلى فلسفة الدين -مكتبة
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ht
tp
://
ww
w.
a l-m
ak
ta
be
h.
co
m
النشار ،مصطفى.
6
، يجوز ولا ، اللبنانية المصرية للدار محفوظة الحقوق جمغ
و أ ، الممص هذا ورد في مما لأي الجزني، او الكلي ، نجر ال!باشر أو المباشر ، التوصبل ، من الصور بأي صورة
عر (تاحنه أو اشرجاعه أو تخزينه أو رقميا نحويله أو ، الاقتباس فه أو نحويره أو نرجت أو ، نصويره أو ، نسخه
. : ، 3 ىِ ب ج القاهرة -جامعة لآداب ا بكلية
ب
بل!
54
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ء ا لإهد ا
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
تصدير
الذي والمنبع يخفت لا الذي البريق ذات الاَثرة ، ،الغامضة الكلمة الساحرة تلك ، الدين
ل!نسان والسكينة الراحة والاستقرار إنه واحة . التاريخ منذ فجر لم ينقطعا خيرا وعبقا يفبض
الظواهر حينما أئه البشر كل إنسانيا أسطوريا في البدء مخترعا كان الذي ذلك . الطبيعة الهائم في
الحيوانات ألّهوا معظم كما ، والمنافع للخير مصدرا منها أو التي اعتبروها الطبيعية التي خافوا
وعاونتهم في حياتهم. عليهم والتي أنسوا بجوارها واَنستهم في وحدتهم الفضل صاحبة
الذين الأطهار هؤلاء الفلاسفة عقليا طبيعيا لدى دينا الذي تطور فيما بعد ليصبح ذلك إنه
لهذا العالم الإله المفاردتى أن يصلوا إلى إدراك ذلك بعقولهم وعبر تأملاتهم وحدوسهم نجحوا
واحدا أحدا، الإله الذي صوروه ،ذلك الطبيعي والكائن فيما وراء هذا الوجود المحسوس
الصورة السماوية التي وصف المجردة التي قربتهم فيما بعد مع تلك بكل الصفات ووصفوه
في كافة ورسله الله اْنبياء تترى على السماوية التي بدأت الكتب نفسه بنفسه في تلك بها الله
القديم الثرق ومَن تابعوهم ،من حضارات أصحابها باختلاف العقائد واختلفت تنوعت
المعبود الذي ارتضاه بقي العامل المشترك أن الجميع آمن بالألوهية وقدّس ولكن . الآن وحتى
لها عقيدة دينية بلا شك القداسة .فكل الشعائر التي تؤكد هذه العبادة وتؤكد تلك ومارس
إلهها أو ربما تعبده هو أو النبي ،ولها معبود المؤسس أو نبي ،ولها أتباع تبعوا هذا مؤصس!
ht
tp
://
ww
أخلاقيةw
.a
كما أن لها شعائرها المقدسة ،كما أن لكل عقيدة دينية أسسا ، المعبودة آلهتها المتعددة
l-m
ak
t
إلى تحقيقها .وفي هذا الإطار ينبغي أن نحمد abeلكانط أو أخروية تسعى دنيوية إليها وغايات تدعو
h.
co
m
7+
)لديل ملس!ه الى حهديد مدحل
ht
tp
://
ww
له قوله: ينبغي أن نحمد -عصر w.
كبير فلاسفة الدين الغربيين في العصر الحديث
التنوير، وهو a l-m
ak
ta
b
متعددة من العقائد من الممكن أن تكون هناك أشكال واحد .ولكن دين حقيقي eh.الي! ثمة سوى
co
m
إلى أنه ينتمي الناس فرد من عن أن نقول الصواب الأدنى إلى فقد يكون وتبعا لذلك . الدينية
ينتمي إلى هذا الدين أو ذاك ". أنه أن نقول بدلا من أو الإسلامية العقيدة اليهودية أو المسيحية
بالمعنى لي! واحد الحق اليها ،بينما الدين التي يتمي الدينية منا عقيدته لكل إن حقا
كثرة العقائد الدينية رغم الله واحد إن الدين عند . الإسلامي بالمعنى وانما أيضا فقط الكانطي
هذا الدين الواحد. وكئرة الكتب المقدسة التي توالت على نفس
قدمها الفلاسفة حول التأملية التي النظرية ف!ن فلسفة الدين هي تلك ، الدين كان ذلك عن وإذا
لم الفلسفة أن هذا الفرع من على التاكيد إلى يميلون البعض كان ،دهاذا المختلفة الدين وقضاياه
ف!نني ممن يعتقدون ان فلسفة الدين ظهرت ، على يد كانط وهيجل في العصر الحديث إلا يظهر
بها وآلهتهم اَمنوا التي الدينية أبدع البشر عقائدهم البشر ،فكما دينية لدى عقيدة أول منذ ظهور
أن يعتقد فيها ،أو حتى تأملا فلسفيا دون العقائد مَن بدأ يتأمل هذه بالتأكيد التي أئهوها ،ف!ن منهم
تفسيرية إما نظرات الحال واقع في العقائد الدينية هي التأملية حول إن الفلسفة . اعتنقها بعد أن
هو أرقى وأسمى. ما وبأتباعها إلى بها إلى تطوير هذه العقائد والوصول نقدية تهدف أو نظرات
له أو ناقدة لهذه العقيدة الدينية أو تلك. داعمة كانت الدين سواء بجوار كانت إن الفلسفة
عليه او رفضه. يعتبرها دعوة للخروج له ،والبعض يعتبرها خادمة للدين ومؤكدة والبعض
أن ترفض يمكن لا فادحا؟ إذ إن الفلسفة الحقة خطأ الأخير يخطئ والحقيقة أن هذا البعض
ن أ أبدا ولا ينبغي أن ننسى . فيه ما لكل لهذا العالم وموجد إله خالق التدين أو الإيمان بوجود
الخرافي، من طابعها الأسطوري هم مَن طوروا الديانات القديمة وحاولوا تخليصها الفلاسفة
هذا لتدرك بالروح الأقل تسمو أو على ، بالله إلى الاتحاد بالروح تسمو عقلية روحية إلى ديانات
العقائد التعددية. أصحاب بها أي تعددية يؤمن الواحد خلف الإله
ديانات روحية الأسطورية لصبح الدينية بعيد في تنقية العقائد منذ زمن إن الفلاسفة نجحوا
أداة العلم والتأمل من الفيثاغورثية التي جعل! الديانات الروح ،فمنذ وتنقي بالنفس تسمو
أفلوطين ثم كانت رؤى ، التوحيدية وأرسطو وأفلاطون سقراط إلى رؤى بالله والاتحاد للتطهر
فلاسفة الأديان السماوية من اليهود إلى المسيحيين الرؤى التي أبهرت تلك الصوفية ،وهي
قال أنهم !فلاسفة إلهيون" ،وكم إلى هؤلاء الفلاسفة على ينظرون والمسلمين ،وجعلتهم
نعت وكم أرواحنا، خلاص صلّي من أجل أيها القديس سقراط : الوسطى العصور مسيحيو
المعلم أرسطو بأفلاطون الإلهي ،وأطلقوا على أفلاطون والفلاسفة المسلمون المؤرخون
إلى معقول المعقولات ثم تجاوزت ، إلى المعقول المحسوس الفلاسفة تجاوزت إن رؤى
عند الصور" "صورة إنه كان الخيرأ، "مثال أفلاطون المثل ! عند أمثال إنه كان . المعقولات
وأدلتهم لإله وبراهينهم ا حول الفلاسفة إن رؤى . عند أفلوطين المطلق كما كان الواحد أرسطو،
السماوية من نثحرها على لأتباع الديانات السند العقلي الذي مكن كانت وجوده على العقلية
بين آيات وتوفيقه السكدري فيلون اليهودية بدون العزيز اْن يتصور .وللقارئ واسع نطاق
الطريق هي اعتبر أن الفلسفة ،والذي الله طبيعة حول وما قال به الفلاسفة المقدس الكتاب
وبدون تأثر ، سينكا مع القديس بولس وللقارئ العزيز أن يتصور المسيحية بدون مراسلات
الروماني ،لقد تأسى العصر في الرواقية للالام والشرور فلاسفة الأوائل بتحمل المسيحيين
،والتماس الداخلي الطمأنينة والسلام إلى دعوتها الرواقية في الأوائل بالفلسفة المسيحيون
ثمّ ؟ ومن اليونان فلاسفة نصوص عدم ترجمة على أيضا ما كان سيترتب أن نتصور ولنا
داخل سيظلون هؤلاء لقد كان . الله وجود على التأليهية وبأدلتهم برؤاهم المسلمين معرفة عدم
إلى الدين الجديد. ودعوتهم غير قادرين على التواصل مع الأمم الأخرى العربية الجزيرة
مَن اتهموا الفلسفة بأنها دعوة وجد حينما بيكون ما قاله فرنسيس لك العزيز أقول أيها القارئ
!. الإيمان بينما الكثير منها يعمق ذلك، ى إل قد يؤدي الفلسفة "إن القليل من : إلى الإلحاد ،قال
من صور يثبت أمام أي صورة لا لم يستند على قناعة عقلية هو إيمان هش إذا إن الإيمان الديني
ht
tp .وفلسفة الحقيقي الإيمان إنما هو العقلي القين على القلبي المستند ،اما الإيمان التشكيك
://
ww
w.
al
-m
القضية، يتعلق بتلك ما كل أمامنا فيه الفلاسفة الفرع من الفلسفة الذي يضيء ذلك الدين هي
a kt
ab
eh.
co
m
9+
هلس!ة الدلمن الى حديد عدحل
ht
tp
://
ww
w
ومغزاه ، الدين معنى لنا بها ،إنهم مَن يوضحون المرتبطة قضية .al-الألوهية أو بالقضايا الأخرى
m
ak
ta
be
الله. وجود على العديدة التي يقدمونها الأدلة بتلك الإيمان العقلي لنا طريق h.cإنهم مَن يضيئون
om
التي تسمو على كل الطبائع وتعلو على كل ما الله الحقيقي لطبيعة إلى الإدراك إنهم مَن وصلوا
هي إلى المعرفة الله إنهم مَن ادركوا بسمو تأملاتهم أن معرفة . هو إنساني أو طبيعي أو حسي
9إدراك هو للفلسفة الرئيسي مَن اعتبر أن الموضوع هو هنا أن اْرسطو أن تعلم ويكفي . الحقة
إنما تكمن الطبيعية الظواهر علل الطبيعة ومعرفة في مَن اعتبر أن البحث الإلهي إ ،وهو الوجود
االإله ،؟ فهو العلة أنه وحينئذِ سندرك ، الطبيعية العلل علة هذه عن ما يجعلنا نتساءل أنه قيمته في
محركه أنه هذا العالم رغم خارج الموجود الكائن الأسمى أنه رغم وللعالم الأولى للوجود
والشر، والخير ، الألوهية ولقضايا ، للدين إلى فهم أعمق الدين إذن دعوة فلسفة تكون وهكذا
الأديان المختلفة، في ودورها قبيل (المعجزة من وغيرهما بهاتين القضيتين ما له علاقة ولكل
هو للنفس فقط أم للنفس والجسد "المصير الأخروي أ وهل أ وقضية والنبوة إالوحي وقضية
يقتصر على بعضها أنه الدينية أم في كل المعتقدات ضروري هذا المصير الأخروي معا؟ ،وهل
للتأمل العميق مع يدعوك هنا بشكل معروضة هذه القضايا تجدها الآخر !3فكل دون البعض
هذه الرؤى والأفكار المحفزة للحوار والنقاش لنا فلاسفة الدين الذين أجهدوا أنفسهم ليقدموا
تلك والحوار حول الاهتمام وفي كل الأحوال أرجو منك عزيزي القارئ أن تشاركني
كان هناك ،هـان فهمه عليك لي العذر إن كان ثمة ما استشكل وأن تلتمس ، القضايا المطروحة
فلسفة فموضوع ؟ يفسد للود قضية الاَراء لا فاختلاف أو إعجابك لم ينل رضاك رأي طرحته
ربما آراء يطلع عليه من بما القارئ والترفق سعة صدر شديد الحساسية ويتطلب الدين موضوع
قابل بلا شك ما هو بشري فكل . الدينية عقيدته أحد تصوراته حول أو تصى إحساسه تصدم
عزيزي ولك . أن يمسه يستطيع العقيدة الدينية لا أحد بجوهر ما يتعلق والرد ،بينما كل للأخذ
آدم خطْاء ،وخير ابن وكل ونخطئ بشر نصيب إلا فما نحن ، أو تغفر أي هفوة القارئ أن تصفح
+ 01
ت!ديل
من وراء والاَخرة ،وهو الدنيا الخاتمة والسعادة في والله يوفقنا جميعا إلى ما فيه حسن
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
11+
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
---
الفص الأول
تمهيد:
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
المعدة إلى الطعام أ. إلى الاعتقاد كجوع افي الطبع الإنساني جوع
الدين للدراسة الوضعية من الأهمية بمكان كبير .فقد كان الدين هو هذا الجانب "إن إخضاع
وما يحمله الدين . من ناحية أخرى وفي حياة المجتمعات ، ناحية من الأفراد في حياة القدسي
من الخفاء والسمو نوعَا عليه كل هذا أضفى ، إلهية وأساطير غير منظورة في طياته من نفحات
.9 ص ، بدون ناريخ ، القاهرة بمصر، مكتبة الخانجي
عصر قبله كان القرن الذي ما بمقدار في الإلحاد والإنكار الك عصر (إن القرن العشرين
الكونية التي المختار ليكونوا شهداء للحكمة هم الشعب لآلاف السنين كان المصريون 9
لديها الأساسية التي أودعت في تكاملها بالعناصر مصر وقد احتفظت بها. تعين الإنسان وترقى
تكون مركزا كونيا للحكمة ". اَخر قريب سوف في وقت وهذا مما يؤكد أن مصر ، البداية منذ
ht
tp
://
صعيد العشماوي ،الأصول المصرية لليهوديةww ، المستث!ار محمد
w.
al
-m
ak
.263 ta
،ص be الانتشار العربي ،بيروت ،لبنان 4002 ،
م مؤس!ة
h.
co
m
15+
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
تمهيد4
إنه جوهر ، يهتز وجدانه أي امرؤ حتى الذي ما إن يسمعه اللفظ الساحر ذلك ، الدين
عن الصورة في وابتعد الحضارات العصور دان علا شأنه في بعض الإنسانية عبر الحضارات
فيها الفطرة التي تضافرت التي البشرية المنجزات ذلك يظل الدين أحد ومع الاَخر. بعضها
الإنسان الله لهداية البشر في تجنيب التي أرسلها السماوية عليها مع الرسالات الناس الله فطر
وجعله يهتدي إلى ، التاريخ معبوداته التي ابتدعها منذ فجر من كثير من الأساطير حول الخوف
أن نطلق يمكن التي الطبيعية وقتنا هذا الديانات تزال حتى فلا لأحد .ومع ذلك ا الإله الواحد
تزال هناك لا أنه كما ، السماوية الديانات إلى جوار إنسانية فلسفية باعتبارها صناعة عليها ديانات
وهذا هو . من الأشكال وتيارات إلحادية رافضة ل!يمان بالوجود الإلهي على أي شكل دعوات
،)((، فَلْيَكفُز شَآءَ وَمَف شَآءَ فَقيئمِن الله عليها إفَمَن جبلته التي خلقه هي وهذه الإنسان
الآية وفي دِ-فىِ.)3(، لَكُودِينُكُزوَلىَ وَتَقوَنهَا،)2(،ة جمورَهَا فَا"قَمَهَا ! سَونهَا وَمَا أوَنَقسٍ
فهذه أيضا تعد ، الإلهي للوجود الرافضين من لو كان حىَ إلى أن الإنسان الأخيرة ما يثير حتما
الصورة فيما حتى تتضح الدين لغة واصطلاحا إلى تعريف بداية يدعونا ما هذا هو ولعل
أما أ(0)4 أديان وجمعه به ما يتدين لجميع عرفه "المعجم الوجيز" هو "اسم إن الدين كما
ومصداق اْي جازاه & Lدينا يقال : ؟ عند العرب شتى للفظة الدين فلها معان الحرفي المعنى
ht
tp
:// . 6 : ) الكافرون 3 (
ww
w.
al
الأميرية، المطابع الهيئة العامة لثون مجمع الوجيز :من إصدارات ( )4المعجم
-m ، اللغة العربية بالقاهرة
ak
ta
be
h. . 24 1 ص م، طبعة 9002
co
m
17+
هلس!ه الدين حدلمد ال مدحل
ht
tp
://
w ww
a .
ومنه الديان أفعالنا، على ومحاسبون أي مجزيون ()1 لَمَدِينُونَأ أاءِنا : ذلك l-mقوله تعالى
ak
ta
be
h.
co
كما في قوله تعالى: ، الحساب : الجزاء ،والدين : وعلا ،والدين جل الله من صفات صفة وهي m
. لأديان ا الجمع: و أطعته، ي أ دنتله، قدد نتهو لطاعةو ا الدين: و يَؤهـاَلذِيف))2(، إنَلِكِ
عادتي (ر). أي ديني وديدني ما زال ذلك : العرب قول كما في العادة والشأن : والدين
بالكسر :أدين كالدِينة ماله أجل بأنه الدين للفيروز أبادي فيعرف ، المحيط أما القاموس
دائن ومدين ورجل ، ودان هو أخذه ، أعطيته إلى أجل وأقرضته ، وادنته ودنته بالكسر وديون
العادة والعبادة (.)4 به بالكسر: دنت دينا ،وقد دنته بالكسر الجزاء وقد بالكسر: والدين . ومدان
يقول االدين بالكسر: حيث " هذه المعاني اللغوية لدى الرازي في (مختار الصحاح ونفس
مَن دان الكيس : الحديث وفي . فدان أذله واستعبده ودانه يدينه دينا بالكسر: ، كالعادة والشأن
اْي جازاه . دينا يقال دان يدينه : والمكافأة الجزاء : أيضا والدين . لما بعد الموت وعمل نفسه
الطاعة. أيضا والدين . ما عملت وبحسب بفعلك تجازى اْي كما تجازي لما تدان يقال "كما تدين
يكون عليها التي اللغوية أن الدين في اللغة هو العادة والحالة هذه التعريفات من كل ويتضح
إن الدين إذن حالة المرء إزاء . عمله ينتظر الجزاء منه بحسب ، دائنه وذليلا أمام مطيعا الإنسان
أعلى وطرف طرف ؟ أن هذا المعنى اللغوي بكل اشتقاقاته يجعلنا أمام طرفين ولا شك ما، شأن
ارتبط الدين هنا ومن . الأعلى لأدنى الذي هو محتاج للطرف ا والدين هو حالة للطرف ، أدنى
وذلا في الطلب. له طاعة المرء لمن يدينه وشمتكين بالاستسلام والطاعة للمعبود ،كما يستسلم
. 53 : ت فا لصا ا ) 1 (
. 03- 24 ص c لسان العرب (مادة دين) ،الجزء 17 ( )2انظر :ابن منظور:
نقلا ، القاهرة ، تارلخ بدون ، البابي الحلبي مؤسسة ، الرابع الجزء ، المحيط القاموس : أبادي ( )3الفيروز
.7 ص ، م 8991 ، بالزقازيق مكتبة الرشيد ، الأديان إلى دراسة تاريخ مراد ،المدخل د .سعيد : عن
الدين ،دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع الى فلسفة مدخل : الخشت عئمان د .محمد ) نقلا عن: (4
+18
ل ا!9 ال!دل
اس!" ،وهي أ!ا 5 للا تينية ا عن احول مشتقة ولهأ!أ فكلمة لفرنسية وا لإنجليزية ا لغربية ا للغات ا في أما
تجاه الاَلهة(.)1 ما بواجب تأنيب ضمير، اْو بخوف المصحوب عام الإحساس تعني بشكل
وذل ، من دان أي خضع أو في اللغات الأخرى العربية اللغة في وبوجه عام ف!ن الدين سواء
ما : بها يراد أطلقت إذا والكلمة . متدينا أي أصبح به وتدين ، دينه ديانة وهو فهي دان بكذا ومنها
من بما يعتنقه المرء والتزامه طاعة هي آخر وبمعنى . اعتقاد وسلوك به من يتدين به البشر ،ويدين
وبين التدين ، أو الحال العادة أو الشأن باعتباره اللغة العربية بين الدين ويميز في . ومبادئ فكر
إليه في النهاية يوكل الذي الإله الخالق على التي تطلق والديان والاستعباد، ، هو الخضوع الذي
الإنسان على المكافأة أو الجزاء فيجازى ينبني الدين على حيث من ثواب وعقاب الحساب
الدين الإنسان وقد يحمل ، المنقادون الدين فهم المطيعون رجال أما : دين وأديان هي جمع
أجل، له أو بالعطاء فيما كان إما بالأخذ ، القرض الدين بمعنى هنا تأتي كلمة ومن ، ما يكره
والحكم والغلبة والاستعلاء والسلطان والملك والطاعة والمواظبة كما أجله الجزاء والحساب
عزة ومذلة، : الديانة ففي بالخير والشر؟ يجزى بما يضيع عملا لا الذي والمجازي والحاسب
صاحب فيها ويعتقد بها يؤمن التىِ النظر وجهة للدين حسب الاصطلاحية تتعدد التعريفات
الإدراكات جملة من أنه ا منها عدة معان للدين كدوا على فالفلاسفة المحدثون ؟ التعريف
لأوامره !. وطاعتها ، إياه حبها لله ،وعبادتها جراء من للنفس الحاصلة والأفعال والاعتقادات
أو الإيمان بالتقدم بالعلم بها ،كالإيمان والعمل المطلقة لإيمان بالقيم ا هو أن الدين 9 ومنها
لالاند إموسوعة : عنوان إلى العربية تحت ترجمه ، الفلسفي لالاند معجم ، المعجم لالاند: ( )1انظر:
1002م ،المجلد الثانية ،الطبعة وبيروت بباري! خليل ،دار عويدات أحمد الفلسفية :،د .خيل
ht
tp . 4012- 3012 ص الثالث
:// ،
ww
w.
al-m . الحرة الموسوعة ويكيبديا- في -معتقد! دين أ مادة : ( )2انظر
ak
ta
be ين -معتقد
h. org Wikipedia.ل*أ لنا د ع . 2 .
co
m
91+
هلس!ه الردل ال !ريد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
المتعبد الذي كفضل القيم بهذه المؤمنون ففضل ، أو الإيمان بالإنسانية الإيمان بالجمالأو l- m
ak
ta
b
من تجرد وحب به يتصف إلا بما الآخر على لأحدهما فضل لا شرعه بما خالقه ويعمل eh.يحب
co
m
أفرادا يتحلون بالصفات تضم اجتماعية ومنها أن إالدين مؤسسة لا، للذات صىانكار وإخلاص
لآتية: ا
سارية فيه، أو العالم مفارقة لهذا ، منه بقوة روحية أعلى أن الإنسان متصل اعتقادهم !-
الفلاسفة للدين فنجد أعطاها بعض إلى معان محددة العامة من هذه الكلمات انتقلنا ما هـاذا
، وغير المقدس اجتماعية قوامها التفريق بين المقدس أن "الدين مؤسسة اعتبر أن اميل دوركايم
من لآخر مادي مؤلف ،وا الوجدانية والمشاعر العقائد من مؤلف ولها جانبان أحدهما روحي
فهو ، للدين منظوره الاجتماعي مع يتسق هنا الذي قدمه دوركايم وبالطبع ف!ن التعريف
والتمييز بين ، للمؤمنين التحليل الاجتماعي والفكري خلال للدين من تعريف الأمر واقع في
والمادي في العقيدة ممارسة الشعائر. والتمييز بين الروحي ، وغير المقدس المقدس
وراء المجرى يقوم فيما إن الدين عيان لشيء : لنا وايتهد فيقول يقدمه الذي أما التعريف
ولكنه مع ذلك حقيقي شيء ؟ باطنه أو في ، هذا المجرى أو خلف ، العابر للأشياء المباشرة
أعظم الحقائق ولكنه في الوقت نفسه ، بعيدة هو بمثابة إمكانية شيء ، يزال ينتظر التحقق لا
عن كل فهم؟ يند ويزول ولكنه مع ذلك من شأنه أن ينقضي ما يخلع معنى على كل شيء ؟ الراهنة
،، مادة "الدين ، م 7891 ، اللبناني ببيروت دار الكتاب ، لأول ا المجلد ، الفلسفي المعجم : صليبا ( )1جميل
.573 ص ، السابق نفس المرجع : عن ( )2نقلا
02
ل 119 )ل!مل
هو المثل شيء ، المنال بعيد عصي نفسه الاَن الخير الأقصى ولكنه في بمثابة يعد امتلاكه شيء
الدينية خبرة صاحبه عن إذ إنه نابع بالطبع المنحى الصوفي هذا التعريف على ويغلب
للدين حيث الصوفي مع وايتهد في هذا التعريف الحدسي وربما يتفق وولتر ستيس ، الخاصة
إلى ما ، المنال إلى ما هو بعيد ؟ إلى المستحيل النفس الدين هو تعطش 9 عليه قائلا بأن إنه يعلق
أو بعيد المنال تعريفه مستحيل بحكم واللا متناهي ؟ اللا متناهي ..وأن الدين ينشد التصور يفوق
لا النور الذي النور ولكنه أيضا ينشد والدين . . أبدا إلى بلوكه سبيل لا ما تعريفه فهو إذن بحكم
الذي النور ليس موجودا في أي مكان او هو إنه . أو في أي زمان ، العثور عليه في أي مكان يمكن
الكينونة والوجود العلائق مع النزوع إلى قطع .إن الدين هو . في عالم المكان له أصلا لا وجود
هيهات الذي الكينونة .إن الدين هو هذا النهم . أغلال من الرغبة في التحرر تماما أو هو معا
ممكن فعلي أو لأي وجود لأي وجود بل هيهات مسمبلا، أم حاضرا أم ماضيا كان لأي وجود
نفسيا أم أم كان ماديا والنجوم أو فوق السحب لأرض ا أو في أي عالم اَخر على العالم في هذا
والقيم لأفكار المجردة ا مجموعة 9 فهو والأنثروبولوجيا الاجتماع علماء منظور أما الدين من
الأفكار تحكم العالم غنى عنها في لا فالدين هو رؤية ولذلك ، الثقافة من رحم القادمة التجارب أو
اكهة، أو وعبادة إله واحد الوجود، ، بالطبيعة الديني يرتبط عادة والمعتقد ، والأعمال الشخصية
تنتقل من التي والممارسات بالقيم !!اشراك الآلهة في الكون والحياة البشرية وقد يتعلق ذلك
الإبراهيمية (1يسماوية )فمعظ ت الديانا أمافي ) الديانات الروحيللديانةفيبعض ِالزعيم
و أ الأنبياء الإلهي لأحد (أي عبر الوحي ()3 الإله من خلال الأساسية قد كشفت المعتقدات
). الرسل
(A.
Whitehead).N Science and the Modern World, )Ch
(1. 12.
منشورات د .زكريا إبرهيم، : ترجمة ، الدين الزمن والأزل -مقال في فلسفة : ستش وولتر : عن نقلا
ht
tp .37 ص 1302 ، القاهرة ، العامة للكتاب المصربة ،الهيئة الأسرة مكتبة
:// ، م
ww
w.
a l-m . 43- 93 ص ، السابق نفس المرجع : وولتر ستيس ()2
ak
ta
be
(3)W
ن!لأh. ikiw/.grO
c
/pedia. ين P ,3. 4-3.
om
21+
هلس!ه الديل إلى جديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
إلى المنظور الإسلامي والفلسفية والأنثروبولوجية العامة التعريفات من هذه انتقلنا al
وإذا - m
ak
ta
e b
العقول ذوي إلهي يسوق ف!ن الدين عند فلاسفتنا القدامى يطلق "على وضع ، الدين h.coلتعريف
m
قال في معرض حينما " كتابه !الكليات في أبوالبقاء إليه تحديدا أشار الذي المعنى وهذا
إلى الخير بالذات العقول باختيارهم المحمود إلهي لذوي "عبارة عن وضع أنه تعريفه للدين
فيكون خاصة الأصول على فيه فيطلق وقد يتجوز . والصلاة والعلم كالاعتقاد قالبيا أو كان قلبيا
فيه أيضا يتجوز وقد (،)2 أ حَنِيفا اِبزَهِمَ مِّلةَ أدِينًا قِهمُا : تعالى قوله وعليه ، الملة بمعنى
هذه يعني فروع الملة القيمة آ!قَئِمَةِأ( ،)3أي وَذَارِ!كَ دِينُ ة وعليه ، خاصة الفروع على فيطلق
والملة إلى المجتهد، والمذهب ، والملة إلى الرسول . تعالى الله إلى منسوب والدين . لأصول ا
الملة مثلها ،لكن والدين ، ثوابه إلى أجل به نبيه ليتوصلوا لسان على الله لعبادة ما شرعه اسم
"(.)4 إليه والانقياد الطاعة باعتبار والدين ، إليه الدعاء باعتبار تقال
إلهي يدعو وضع 9إنه : يقول في تعريفه للدين حيث الجرجاني السياق يتحدث وفي نفس
بالاعتبار؟ ومختلفان بالذات الدين والملة متحدان . عن!م إلى ما هو عند الرسول العقول أصحاب
إنها ومن حيث ، ملة تسمى تجمع إنها ومن حيث دينا، تطاع تسمى إنها فإن الثمريعة من حيث
إلى الله أن الدين منسوب والمذهب ، بين الدين والملة الفرق مذهبا ،وقيل تسمى إليها يرجع
إلى المجتهد!(.)5 منسوب والمذهب ، إلى الرسول والملة منسوبة ، تعالى
بين الدين العلماء المسلمين التصمِز الدقيق لدى التعريفين السابقين من الاعتبار في ولنأخذ
كلها تعود إلى إنها ارتباط حيث بينها وان كان ، ثلاث فهذه مصطلحات ، والملة والمذهب
.572 ص ، السابق جميل صليبا :نفس المرجع انظر: ()1
الثقافة وزارة الثاك، ،الجزء المصري ومحمد درويش عدنان :د. ،تحقيق أبو البقاء :الكليات ()4
السابق، المرجع مراد ،نفس د .سعيد : نقلا عن . -932 '0,,327 8291r دمثق، ، والإرشاد القومي
.9 ص
. 601- 01 3 ص ، م 8391 ، العلمية ببيروت دار الكتب ، التعريفات : الجرجاني () 5
+2 2
اكاول! الفمل
أتباعه لهذا الدين أو ذاك تبعا لوجود التابعين أن تتعدد بتعدد يمكن فالملل ، الدين وهو الأصل
التفاصيل. بعض في قد تختلف الدين بصور الجماعات تتلقى هذه إذ وثقافيا؟ جغرافيا وبيئيا
(أي من الله إن الدين من حيث وضوحا اممثر وبالنسبة إلى الدين الإسلامي فالمسألة ربما تكون
الشريفة )، النبوية في (السنة ع!حِ الله رسول وآخرهم والأنبياء والملة هي ملة الرسول )، الوحى
والسّنه النبوية، القراَن الشريعة في على أصل بالقياس ، يعود إلى أولئك المجتهدين والمذهب
أن الدين " الفلسفي هو الدين عموما من زاوية فلسفية في المعجم وعود إلى بدء ف!ن تعريف
ي أ ولهذا يتصف . بينهما العلاقة محدوديته وعن المحدد في يعبر عن المطلق في إطلاقه وعن
القوة متكثرة أو أحادية ا(.)1 هذه تكون عليا وقد ارتباط الفرد بقوة روحية !-
الأديان -أي أديان -كافة بها تتميز على أن ثمة خصائص التاكيد إلى ما يقودنا ولعل هذا هو
واحد خالق لأديان تعتقد بوجود ا فمعظم ، طبيعية فوق إله أو كائنات بوجود -الإيمان 1
بهما وبالبشر وكافة الكائنات والعالم قادرين على التحكم للكون خالقين عدة أو
وغيرها من الأشياء التي إلهية من ذات تبجيل المقدس بها عبادية يقصد طقوس -3وجود
بالقدسية. تتصف
ht
tp .992 9791م ،ص الجديدة الفلسفي المعجم كرم ومراد وهبة ( )1يوسف
:// ، بالقاهرة الثقافة دار ، :
ww
w.
al-m ( )2انظر:
ak
ta
beh pedia.ن!آ Wi org / /نهـل!؟ ، !. 4دين أو معتقد .
.c
om
23 +
هلس!ه الدلمن إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
الناس ، قِبَل اتباعها من يجب التي لأحكام وا الاْخلاق تشمل شريعة أو -4قانون أخلاقيal
-m
ak
ta
be
الإله. من اَتية أنها عادة المؤمنون ويعتقد h.
co
m
صماظهار التبجيل والخضوع الاَلهة للاتصال بالله أو الأساسي الشكل -5الصلاة وهي
الأديان تحتوي وبعض والأرض السموات العالم وتركيب كيفية خلق -6رؤية كونية تشرح
العالم. شئون الإله ينظم أي كيف ؟ الثواب والعقاب آلية على
وفقا للرؤية الكونية التي يقدمها هذا ، لتنظيم حياة المؤمن شرعية أو مبادئ -7شريعة
الدين.
كان نوعها وصورتها أيا عام الأديان بشكل في هذا الإطار الذي ينظر إلى خصائص ويمكن
(:)1 الأديان مشتركة بين هذه على ثلاث حقائق أو مستويات التأكيد وعصرها
المقولات بمثابة وهي ، الإنسان الدين -أي دين -يقدم تفسيرا لعالم الوجود وموضع اْن
وأن ، الحياة في واقع خاصة بمنهجية أن تتحركوا عليكم : لأتباعه الدين أن يقول شئون أن من
تمثل القسم التي التعاليم من التي يطرحها هذا الدين في إطار مجموعة تعملوا بهذه التوصيات
والسلوكيات لأعمال ا من مجموعة وهي ، السابقين المستويين يجسد ما وهو ! دينية (عبادات
إلخ. . . . والحج والصوم الصلاة : مثل الأعمال هذه ومجموعة ، والشعائرية الرمزية
وهي: ، الأعم الأغلب في إلى ثلاثة أقسام ينقسم ف!ن الدين عموما ثتم ومن
الدينية. العبادات -3 الدينية . - 2الأخلاق ا -العقائد الدينية .
خمس وثوابت محددة أسس له أي دين، ، أيضا ينبغي الإشارة إلى أن الدين وفي هذا السياق
الحداثة، الفكر الديني وتحديات : كتاب ضمن ، الدينية الشبهات طوائف : ملكيان ( )1انظر :مصطفى
. 17- 16 ص ، م لبنان 9002 ، بيروت ، العربي دار الانتشار مؤسمة ، القبابجي أحمد : تعريب
+ 24
19ل ا ال!مل
ونظمتها وأول مَن ثوابتها العقيدة وحددت أسست التي وهو الشخصية : الديانة -،مؤسس
. بالكتاب المقدس إليها أو هي التي أنشأتها أو هي التي أوحي بها بشرت
اسم تطلق حسب أو ، اسمها المعتقد وله معنى حسب الديانة ويطلق اسم : الديانة -2اسم
وهو مقدسة أو ربما عدة كتب المقدس كتابها عقيدة دينية ولكل : المقدس -3الكتاب
الديانة، من عظماء هذه اتبعوه الأول أو مَن أنشاْها المؤسس التي أو الكتب الكتاب
وعقائد من فروض الديانة يتعلق بأركان هذه ما كل هذا الكتاب المقدس يضم ما وعادة
والطاوية بتأليفها كما في البوذية والكونفوشية إما باعترافها أو الكتب الكتاب ذلك ويظهر
. والإسلام اليهودية والمسيحية كما في الله قِبَل بها من أو القول بأنها موصى ، والجينية
والصيام الأعياد : مثل في كل مواعيده الذي يتحكم تقويمه الخاص لكل دين : -4التقويم
عند الهجري التقويم : الدين مثل إنشاء وقت غالبا من ويبدأ التقويم . إلخ . .. الحج ومواعيد
بها الشعائر(.)1 اللغة التي تمارس ذات لغة نزل بها ،وهي دين ولكل : اللغة -5
في حياة الإنسان ولماذا يبدو التدين أمرا ضروريا ، نشأة الدين أسباب الاَن عن السؤال ولعل
كان صمان . لدى الإنسان الديني وضرورته نشأة الاعتقاد الفلاسفة والعلماء حول يختلف
في الله والفطرة هي الطبيعة التي خلقها . إلى أن الدين فطرة في النفس البشرية أغلبهم يميل
هناك جماعة ليست أنه الأديان "هي عليها مؤرخو أجمع التي هنا ف!ن الحقيقة البثر ،ومن جميع
وفي تعليل ظواهر ، دون أن تفكر في مبدأ الإنسان ومصيره ثم مضت وعاشت ظهرت ، إنسانية
ht
tp
://
ww
w.
al-m ()1انظر:
ak
ta
be معتقد ، .Pدين 5-4.
h. org/wiki
/Wikipedia. اْو
co
m
25 +
هلس!ة الدين الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
الناس ، قِبَل اتباعها من يجب التي ايأخلاق والأحكام تشمل -4قانون أخلاقي أو شريعة al
-m
ak
ta
be
الإله. عادة أنها آتية من المؤمنون ويعتقد h.
co
m
!اظهار التبجيل والخضوع الاَلهة للاتصال بالله أو الأساسي الشكل -5الصلاة وهي
الأديان تحتوي وبعض والأرض السموات العالم وتركيب كيفية خلق -رؤية كونية تشرح 6
العالم. الإله شئون ينظم أي كيف ؟ والعقاب الثواب اَلية على
وفقا للرؤية الكونية التي يقدمها هذا ، لتنظيم حياة المؤمن شرعية مبادئ أو -شريعة 7
الدين.
كان نوعها وصورتها أيا عام الأديان بشكل في هذا الإطار الذي ينظر إلى خصائص ويمكن
(:)1 الأديان مشتركة بين هذه حقائق أو مستويات على ثلاث التأكيد وعصرها
المقولات بمثابة وهي ، الإنسان أن الدين -أي دين -يقدم تفسيرا لعالم الوجود وموضع
وأن ، الحياة في واقع خاصة بمنهجية أن تتحركوا عليكم : لأتباعه الدين أن يقول شئون أن من
التي تمثل القسم التعاليم من التي يطرحها هذا الدين في إطار مجموعة تعملوا بهذه التوصيات
والسلوكيات الأعمال من مجموعة وهي ، السابقن المستويين يجسد ما وهو أ دينية عبادات 9
إلخ. . . . والحج والصوم الصلاة : مثل الأعمال هذه ومجموعة ، والشعائرية الرمزية
وهي: ، الأعم الأغلب في إلى ثلاثة أقسام ينقسم ف!ن الدين عموما ثتم ومن
الدينية. العبادات -3 الدينية . الأخلاق -2 أ -العقائد الدينية .
خمس محددة وثوابت أسس ،له دين أي ، هذا السياق أيضا ينبغي الإشارة إلى أن الدين وفي
هى:
الحداثة، الفكر الديني وتحديات : كتاب الديية ،ضمن الشبهات طوائف : ملكيان ( )1انظر :مصطفى
. l6jo -17,.?9002 لبنان ، بيروت ، العربي دار الانتشار القبابجي ،مؤسسة أحمد : تعريب
24
ل 119 ال!ل
ونظمتها وأول مَن ثوابتها العقيدة وحددت أسست التي وهو الشخصية : الدبانة -4مؤسس
. المقدس إليها بالكتاب التي أوحي التي أنشاْتها أو هي هي اْو بها بشرت
اسم تطلق حسب أو ، اسمها المعتقد وله معنى حسب الديانة ويطلق اسم : الديانة -2اسم
وهو مقدسة أو ربما عدة كتب المقدس كتابها دينية عقيدة ولكل : المقدس -3الكتاب
الديانة، من عظماء هذه اتبعوه الأول أو مَن أنشأها المؤسس التي أو الكتب الكتاب
وعقائد من فروض الديانة يتعلق بأركان هذه ما كل هذا الكتاب المقدس يضم ما وعادة
والطاوية والكونفوشية البوذية بتأليفها كما في إما باعترافها أو الكتب الكتاب ذلك ولظهر
. والإسلام اليهودية والمسيحية كما في الله قِبَل بها من أو القول بأنها موصى ، والجينية
والصيام الأعياد : مثل في كل مواعيده الذي يتحكم تقويمه الخاص لكل دين : -4التقويم
عند الهجري التقويم : الدين مثل إنشاء وقت غالبا من ويبدأ التقويم . .إلخ . . الحج ومواعيد
بها الثعائر(.)1 اللغة التي تمارس ذات دين لغة نزل بها ،وهي ولكل : اللفة -5
في حياة الإنسان ولماذا يبدو التدين أمرا ضروريا ، نشأة الدين أسباب عن الاَن السؤال ولعل
كان هـان . لدى الإنسان الديني وضرورته نشأة الاعتقاد الفلاسفة والعلماء حول يختلف
في الله والفطرة هي الطبيعة التي خلقها . البثمرية أغلبهم يميل إلى أن الدين فطرة في النفس
هناك جماعة ليست أنه الأديان داهي عليها مؤرخو أجمع التي هنا ف!ن الحقيقة البشر ،ومن جميع
وفي تعليل ظواهر ، دون أن تفكر في مبدأ الإنسان ومصيره ثم مضت وعاشت ظهرت ، إنسانية
ht
tp
://
ww
w.
a l-m ()1انظر:
ak
ta
be أو معتقد ، .Pدين 5-4.
ن!لأ*
h. org/wiki
/pedia.
co
m
m25
هلسمه الدين الى حريد مرحل
ht
tp
://
ww
w
به أو ظنا ،تصور يقينا رأيا معينا حقا او باطلا، المسائل هذه لها من أن تتخذ ودون الكون .aوأحداثه
l-m
ak
ta
be
الكائنات بعد تحولهاإ(.)1 إليه في شأنها والمآل الذي تصير لها هذه الظواهر h.cالقوة التي تخضع
om
هو عمل "الدين أو الاعتقاد بأن القول إلى العلماء حدا ببعض ما هو وربما يكون ذلك
فهو في نظرهم الإلهام طريقه العقل الباطن أو شعوري اللا العمل كان ذلك سواء ، شعوري لا
هنا ف!ن الدين في نظرهم ومن . عنه رده على له للمرء في تكوينه ولا قدرة دخل لا اختياري عمل
أن ووليم جيمس وهيجل ديكارت : آخر من الفلاسفة مثل بينما الرأي الأرجح عند جانب
تجريد الاعتقاد أو الدين عن عمل يمكن لا العقل والإرادة معا ،وأنه الإيمان أو العقيدة من عمل
9إن الفكر هو الذي يميز : الرأي فيقول وهو يدافع عن ذلك انظر إلى هيجل . والإرادة الاختيار
لنجعلهما حتى أو الشعور أن نباعد بين الفكر والوجدان العجيب ومن . . الحيوان عن الإنسان
بل ويقضي -ويشوهه الديني الشعور ولاسيما الشعور- نعتقد أن الفكر يلوث بحيث ؟ ضدين
الفكر وأنهما اعتمدا عن بعيدا أن نتصور ان الدين والتقوى قد شئا 9 أيضا العجيب ومن أ عليه
الذي يمكن أن الإنسان هو وحده 9 ذاته ومَن يتصور ذلك ينسى في الوقت !، آخر سواه على شيء
ا(.)3 تفتقر إلى الدين بقدر ما تفتقد إلى القانون والأخلاق وأن الحيوانات له دين، أن يكون
وإنما هي مسألة فيها ، لدى الإنسان شعورية لا ممن يرون إن الدين ليس مسألة إن هيجل
بأن ومن الفكر ،فالدين عند الإنسان ناتج الفكر ويدلل على ذلك قدر كبير من الوعي الشعوري
هو انه وبما أن الإنسان هو الكائن الوحيد المتدين كما ، الحيوان يميز الإنسان عن ما الفكر هو
وإن ، الفكر والوعي درجات من لديه إذن ناتج درجة فالدين ، للقانون والأخلاق المبدع الوحيد
الخالصة. العقلية الفلسفة لديه عن درجة قليلا كانت بالطبع درجة من الفكر تقل
السعادة بالقاهرة ، تاريخ الأديان ،مطبعة مهداة لدراسة عبدالله دراز :الدين -بحوث ( )1د .محمد
.92 ص ، م 8391 ، الثانية الطبعة ، القاهرة ، دار الشروق ، في الشرق القديمة الأديان : شلبي ( )2د .رؤوف
بدون ، بالقاهرة مدبولي مكتبة ، إمام عبدالفتاح د .إمام : ترجمة ، الفلسفية العلوم موسوعة : ) هيجل (3
26
ل 119 ال!مل
أن وهي ، كثيرا إلى برهان تحتاج لا التي نراها واضحة بالطبع ف!ن هذا الرأي يتفق مع الحقيقة
في جميع -منذ نشأته على الأرض الإنسان -دون غيره من المخلوقات الدين ظاهرة صاحبت
لا العلم ولا الأديان السماوية، حولها يختلف لا الحقيقة وهذه . بقاع الأرض شتى وفي العصور
ظهر على هذه البشر ،وهو أول إنسان أبو السماوية من أن آدم جاء في الكتب بما فإن أخذت
بنظرية التطور العلمية أي نظرية النشوء أخذت هـاذا . الأنبياء أول كما هو معروف اَدم ف!ن الأرض
طور من الإنسان ارتقاء اَخر ف!ن آخر أو بمعنى الحيوان من ارتقاء والارتقاء ،فإن انبثاق الإنسان
على الدالة الألفاظ واستخدام اللغة يتميز بعدة أمور منها الحيوانية إلى طور الإنسانية جعله
على بها يسيطر التي الأدوات والآلات استخدام يريد أن يعبر عنها ،ومنها كذلك التي المعاني
هذا التاريخ الإنساني يتميز فجر ومنذ . والعبادة ومنها بالطبع التدين ، لخدمته الطبيعة وشمخرها
بقية الكائنات . انفرد به عن الديني الذي له معتقده وأصبح )، (1 بالتدين الإنسان
عليها ،وهي فطرة عقلية فطر الله الناس بأنه الدين نشأة النظرية التي تفسر هذه وإذا تجاوزنا
الأديان على حد سواء ،ف!ن ثمة تكاد تلقى إجماعا من العلماء والفلاسفة وأصحاب التي النظرية
تلك النظرية التي يرى ، عند دوركايم نشأة الدين منها النظرية الاجتماعية تفسر نظريات أخرى
يعيشها الناس من التي الاجتماعية الظروف باختلاف تختلف أن الدين ظاهرة اجتماعية صاحبها
هي: ثلاث حجج وقد دلل على ذلك ، المتحضرة إلى المجتمعات البدائية المجتمعات
دين إلا وقد أخذ فلا يوجد ، الدينية عامة الظواهر في الدائم والاطراد المطلق ا -التجانس
عن سلفه من الأديان من العقائد السابقة واطرد عنها منذ الديانات البدائية.
قائمة الأفراد باعتبارها مستقلة إلى حد كبير عن وموضوعيتها الدينية الحقائق -2استقلال
من معنى. في الموضوعية ما بكل فهي موضوعية ثمّ ومن بذاتها؟
صورها في جميع وهي ، التكاليف مسيطرة تضع اَمرة حقائق وهي ، الدينية -3جبرية الحقائق
.)O
إليه (2 وتعود المجموع عالية آمرة ؟ لأنها تنبثق من
ht
tp .9 ص سبق والأزل ستيس تقديمه لكتاب ( )1د .أحمد
:// إليه ، الإشارة ، الزمان : : الأهواني فؤاد
ww
w.
بمصرa،
l-m التطورية والمؤلهة في نثمرة مكتبة الخانجي نشأة الدين -النظريات النشار: سامى ( )2د .علي
ak
ta
be
h. . 15- 14 ص ، تاريخ بدون
co
m
27.
ال!ين هلس!ه الى ل!ديد مدع!ل
ht
tp
://
w w
w.
يشمل فالمقدس ومدنس مقدس للدين يتمثل في تقسيم الأشياء إلى إن المحور الأساسيal
، :
-m
ak
ta
be
h
الأمور الفردية العادية. هي أو غير المقدس والمدنس ، الأمور ذات النفع للمجتمع .coجميع
m
في القبائل الوثنية أن الأديان البدائية وخاصة ، الأديان مطالعته حول دوركايم من خلال ويرى
المجتمع لمقدسات تجسيدا عبادة الصنم وتمثل الكبيرة إن الوثنية تعتبر منشأ الأديان ، الاسترالية
لديها والتي تتمتع بقدرات الجمعية الروح دور كايم أن الأقوام البدائية حصرت ويعتقد . ودينه
حيوان أو نبات ممَدس ،وهذه الظاهرة ، تقدي! في ذلك وينعكس ، فردية في قالب الصنم فوق
البشرية إلى المجتمعات بالتدريج في المراحل اللاحقة من حركة الوثن تكاملت ظاهرة تقديس
ظهر الاعتقاد الديني هذا الأساس الواحد .وعلى الإله وعبادة الأرواح وأخيرا تقديس تقديس
دوركايم أن سائر المعتقدات الدينية ومعتقد . غير مقدس ومجال مجال مقدس : مجالين في
المثال سبيل وعلى لها، كالاعتقاد بالروح والخلود وغيرها تنحو هذا المنحى في معرفة المنشأ
بين ايأفراد(.)1 الاجتماعية تقوية العلاقات عوامل من الدينية تعتبر عاملا الثمعائر ف!ن
ن أ دليل على يوجد لا إنه حيث ؟ الانتقادات من الكثير يواجهها أن نظرية دوركايم والحقيقة
تعتبر نموذجا لا استراليا كما أن الوثنية في ، لأديان أخرى تعتبر منثئة دوركايم الوثنية كما يقول
كونه يتمتع بقدرات ف!ن المجتمع مع وكذلك . البشرية الأخرى فريدا للوثنية في المجتمعات
الديني لهيمنة معتقده فإن الفرد يخضع ، الدينية العقائد مسألة الفرد إلا أنه في كبيرة للتأثير على
للفرد أن يتحرك في مواجهة يمكن بحيث ، في أحيان كثيرة لهيمنة المجتمع خضوعه أكثر من
والابتعاد عن المجتمع بسبب العزلة الدافع الديني لديه أو ربما يختار وجود بسبب المجتمع
يقول الواقع ف!ن ، المجتمع قوى يعتقد بأن الدين وليد دوركايم وإذا كان . الديني المعتقد ذلك
المجتمع يدل على أن الدين ربما في المختلفة الفرق والمذاهب الديني ووجود إن الاختلاف
أن يكون عاملا من عوامل المجتمع مثلما أنه يمكن وتمزيق الفرقة عاملا من عوامل يكون
(.)2 توحيده
أحمد : تعريب ، الحداثة الفكر الديني وتحديات كتاب ضمن ، الدين منشأ : المحمودي ( )1أبوالفضل
. 34- 33 ص ، اليه الإشارة سبق ، القبابجي
+ 28
ل 119 ال!مل
تعتبر أن العامل التي الماركسية النظرية وهي ، لتفسير نشأة الدين نظرية أخرى وهناك
عن ذاته وابتعاده الإنسان أن الدين ناتج عن استغراب يعتبر فماركس ؟ الأهم هو الاقتصادي
بعوامل التحتية في بنيته الطبقي الذي يرتبط الاقتصادية والتفاوت الظروف الأصلية بسبب
إنما وأتباعه بأن كل مجتمع ويعتقد ماركس . الاقتصادي في المجتمع الإنتاج اقتصادية وشكل
العلاقات بالأولى والمقصود ؟ الفوقية التحتية والبنية البنية هما: بُعدين اساسيين على ينبني
الحقوقية المراتب بالثانية أما المقصود ، في المجتمع الاقتصادي الإنتاج الاقتصادية وأشكال
والدين . وغيرها والفلسفات والفنون الأيديولوجية والعقائد الدينية والأفكار السياسية والنظم
عوامل وهي ، التحتية والعوامل يتأثر بالبنى أنه إلا الفوقية الأمور رغم كونه من نظر ماركس في
الحياة الاقتصادية وأنماط تغير في عندما يحدث ف!نه ثئم متغيرة ومتحولة في حياة البشر .ومن
كما . الناس لدى الدينية في المعتقدات تغيير يترتب عل! إيجاد الإنتاج في المجتمع ف!ن ذلك
يقدم للفقراء توصيات حيث ؟ أيديولوجية الطبقة الحاكمة الدين عبارة عن اْن ماركسى يرى
ينبغي فلا المجتمع أفراد ويقرر أن النظام السياسي مقدر محتوم على ، النسيج الاجتماعي لحفظ
العالم إذن هي تفسير والتمرد .فوظيفة الدين عند ماركس مواجهة هذا النظام من موقع الرفض
الدين تدرلجيا بزوال يتنبأ هنا فهو ومن . المحرومين ومواساة الموجود للوضح المشروعية ومنح
الطبقة تسخرها واعتباره أداة ايديولوجية الدين لنشأة الرؤية الاقتصادية ف!ن هذه وبالطبع
يعانون منه الظلم الذي كان نوع أيا بالواقع فقراء المجتمع ليسلموا على للسيطرة الحاكمة
الدين ربما يكون من العوامل اْن فالحقيقة هي ، كذّب ذلك ما كئيرا فيها نظر؟ لأن الواقع مسألة
وليس . سياسيا الدين استخداما استخدام تحاول التي الأهم للثورة على هذه النظم الحاكمة
وأتباعه في مواجهة الفرعون دفاعا لموسى من أن الدين كان هو العامل المحرك أدل على ذلك
الله صلوات كما أن الدين لدى نبي الإسلام محمد ، والفقراء من بني إسرائيل عن المحرومين
فضلا عن أن تجربة ، لاقتصادي ا وتحكمهم قريش عليه كان حركة في مواجهة أشراف وسلامه
ونبوءاته فهي لم تساعد نظرية ماركس تكذب ذاتها هي الماركسية الاشتراكية التي طبقت البلدان
ht
tp
://
لهذه ww التي خضعت من أن الشعوب أدل على ذلك وليس العكس بل ربما حدث ، في زوال الدين
w.
al
-m
ak
ta
be
h. .36 ص ، نفسه ) (1
co
m
92 +
)لديل هلسفه الى جدلمد مدحل
ht
tp
://
www
الاشتراكية وما إن زالت الحكومات محافظة على عقائدها .a
التجربة الاشتراكية ظلت
، الدينية l-m
ak
ta
e b
من دون خوف الدينية شعائرهم لممارسة أتباعها إلى الظهور وعاد الدينية هذه العقائد h.cعادت
om
إذا فإنه آخر ومن جانب . كانت معادية للدين والقدينين التي الشيوعية هذه الحكومات بطش
ترى مقابلة ف!ن ثمة نظريات ، بالمنشأ الاقتصادي للدين يقولون والماركسيون كان ماركس
والأصل عالم الاجتماع الشهير يرى أن الدين يمثل الأساس فيبر هو ماكس فها تماما، العكس
ودلل على ذلك بأن البروتستانتية كانت عاملا رئيسيا التحتية للاقتصاد، البنية ويمثل للاقتصاد،
لنشأة الدين ) (السيكولوجي أن نطلق عليه التفسير النفسي يمكن ما وثمة تفسير اَخر هو
فرويد أن الدين ينغ من عجز يرى إذ ؟ فرويد ويونج من علماء النفس المحدثين يقدمه كل من
وينثأ الدين كما ، الطبيعة في الخارج والقوى الغريزية داخل نفسه مواجهة قوى الإنسان في
مرحلة مبكرة من التطور الإنساني أن الدين ينشأ في ! وهم !مستقبل كتابه فرويد في يضيف
لهذه القوى الخارجية والداخلية، عقله في التصدي أن يستخدم عندما لم يكن الإنسان يستطيع
القوى المهددة له يتعامل الإنسان مع حيث ؟ الطفل تكرار لتجربة رأي فرويد وكان الدين في
لأنه فرويد أن الدين وهم ،بل وخطر اعتبر هذا وعلى وهو طفل، بها تعلم التي الطريقة بنفس
ويعتقد فرويد ان الدين (.)2 التاريخ معها على مر سيئة تحالف إنسانية مؤسسات يميل إلى تقديس
في مرحلة الطفولة الداخلية المتولدة من حالة الكبت الجنسي من الانفعالات فاعليته يستمد
شعور اللا كامنة في ميول ورغبات يعكس بالله فيما يطلق عليه فرويد "عقدة اْوديب إ؟ فالاعتقاد
كما كان الطفل يشعر ، قدرة كبيرة لحماية الإنسان يملك إلى اْب سماوي حاجة تظهو على شكل
فالدين يمثل حالة نفسانية ناشئة هذا الأساس وعلى . في مرحلة الطفولة لحمايته بالحاجة للأب
التجربة الدينية أن جوهر ! النفس والدين علم 9 كتابه الإطار يرى يونج من خلال نفس وفي
أن على أساس الدينية والتجربة شعور اللا ويربط بين . أعلى من أنفسنا لقوى الخضوع هو
.23 ص ، السابق نفس المرجع مراد، سعيد د. : عن نقلا ()2
.93 ص ، السابق نفس المرجع : المحمودي ( )3أبوالفضل
03
119لأ )لممل
وتؤثر على سيطرتنا عن تند بل هو قوة ، الفردي من العقل أن يكون مجرد شطر يمكن شعور اللا
من الخبرة العاطفية تتمثل في الخضوع خاص بضرب تتسم الدينية ف!ن الخبرة ثمّ عقولنا .ومن
أو اللاشعور(.)1 الإله لقوة أعلى سواء أطلقنا على هذه القوة اسم
على الرغم من أن هذه النظرية النفسية لنشأة الدين قد لاقت رواجا واسعا بين أنه والحقيقة
نظرية أحادية الجانب تركز على المنش! الجنسي ف!نها ، بالموافقة أو بالرفض سواء المختصين
الإنسان إزاء أن تصرف وتدعي ، للسلوك الإنساني عموما والسلوك الديني على وجه الخصوص
لأحد يمكن لأنه لا وهذا أمر غاية في الغرابة ، طفولي جنسي نتيجة لكبت إياه الدين واعتناقه
يوجد أساسا ميل جنسي لا لأنه جنسي عالما كان أو فيلسوفا أن يدعي أن هذا الطفل لديه وعي
بعد بلوغه. أن يظل يؤثر عليه حتى لدى الطفل في هذه المرحلة والذي يمكن
فمن جهة تقرر ؟ الدور المنطقي نوع من فيها الفرويدية ف!ن هذه النظرية آخر جانب ومن
وقمعها فتظهر على كبتها إلى تحدد من ميول الفرد؟ وتؤدي البث!رية والاجتماعية أن الحضارة
والفنون البشرية وليدة هذا الكبت والميول فالحضارة ومن جهة أخرى أ، اعقدة أوديب شكل
دين هذا الكبت على شكل تظهر انعكاسات حيث ؟ عملية التفعيل والإسقاط الجنسية من خلال
(.)2 الكلام هذا إن ثمة تناقضا هنا في مضمون . وفن وغير ذلك
على بُعد منها الثلاث الأخيرة إنما تركز كل واحدة أن هذه النظريات اعتقادي الشخصي وفي
البعد عادة ما التفسير الأحادي وهذا . الإنسانية من أبعاد نشأة الظاهرة الدينية في المجتمعات واحد
هي في واقع الحال ظاهرة معقدة يبغي عدم قصر إنما يكون تفسيرا قاصرا لأن أي ظاهرة إنسانية
التاريخ بإرادتهم الناس عليها ،فهم منذ فجر الله فطر نرى أن الدين فطرة أننا والخلاصة
وأسماء المعبودات لكنهم فىِ العبادة اختلفت مظاهر . وعقولهم يعتقدون في دين ما
الخلىَ ونشأة الوجود وما وراء هذه الظواهر الطبيعية. أصل حول ما بعقيدة يؤمنون النهاية
، م 7791، بالقاهرة غريب مكتبة ، فؤاد كامل : ترجمة ، النفسي والتحليل الدين : فروم ()1إرلك
ht
tp .2 3- 2 ص
:// أ
ww
w.
a l-m .23- 24 ص ، السابق نفس المرجع مراد: عن سعيد نقلا
ak
ta
be السابق . 41 ، المرجع نفس المحمودي ( )2أبوالفضل
h. :
co
m
31+
الديل هلس!ة الى حهديد عدحل
ht
tp
://
www
إن الإنسان هو الكائن حيث ؟ فطرة عاقلة شعورية بقدر ما هي لا وهذه .aالفطرة ليست
l-m
ak
ta
b
الواعي عقله عبر إلا كذلك يكون أن له ممكنا يكن ولم ، o هذا الوجو المتدين في eh.cالوحيد
om
قوله تعالع: في ما عبر عنه القراَن الكريم بوضوح الحقيقة هي وهذه . !هارادته الحرة
بِرَئكُتم الَشتُ انفُسِغِ عَكَ وَا!تهَدَهُتم ظُهُورِهِزذُزِيهتم مِن ءَادَمَ بَنِئ مِن رَلكَ اضَذَ إوَإذ
الباعث فيها القرآن حقيقة يعرف إذ ؟ الدين لنشأة الإسلامية النظرية الآية إذن تتضمن إن هذه
توجد جيلا بعد جيل سوف التي ذريتهم من ظهورهم بني آدم من الله فقد استخرج ، التدين على
عليها الله التي خلق الفطرة .فكانت . بلى : ؟ فأجابوا بربكم ألست : وسألهم ، بعد قرن قرن في
ف!ذا انحرفت ، دون حاجة إلى وسيط الله استطاعتها التعرف على من حيث الإنسان فطرة سليمة
الحكمة من هذا السؤال والناس الله اْبرز ولذلك فقد عنر. ولا لها علة فلا بعد ذلك ذلك عن
تقِينَةِ ا يَؤمَ تَقُولُوأ ات إ : فقال تعالى هذا المثاق عليهم الله يزالون في عالم الذر يوم أن أخذ لا
ئِن ذُزِيةُ مِن قَتلُ وَ!نا ءَابَاَؤُنَا ايثْرَكَ اِنمَاَ تَقُولُؤأ اؤ ة أو غَفِ!يئَ"(،)2 عَق هَذَا !نا اِنا
اَية عباس ابن فسر وقد اَلمُتطِلُونَ"(.)3 فَعَلَ بِهَا افَتهلِكُنَا بَعْدِهِتم ذُزِية فِن وَحنا ثَبْلُ
كل نسمهَ هو منه آدم فاستخرج صلب مسح الله إن : إليها بقوله الإشارة الأعراف التي سبق
لهم بالأرزاق ثم به شيئا وتكفل ولا يشركوا الميثاق أن يعبدوه منهم خالقها إلى يوم القيامة فأخذ
أعطاه الميثاق يومثذ ،فمن أدرك منهم الميثاق مَن يولد أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى
صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على ومَن مات ، الاْول الآخر فوفي به نفعه الميثاق
الميثاق أن التدين مرتبط بالمطرة وهي ندرك حقيقة هنا ومن ، الفطرة الميثاق الأول أي على
. 37- 36 ص ، السابق المرجع نفس ، شلبي د .رءوف : .03نقلا عن : الروم ()4
32
19ل ا العحل
موس لنا ا كله إلى لكون ا د نقا ا مة ؟ حيث عا لإنسا ن ا إ لى الله نون قا هو مي لإسلا ا لمفهوم ا في لدين ا إن
اَقتِيَا وَصللأَزضِ فَقَالَ لًا دُظَ ن وَهِىَ آلشيآءِ اِلَى اَشتَ!وَى :إثُم حسبقولهتعالى الإلهي
الدين و!ا لى الله الإنسان فأنزل لا إ طآ!عِونَ أ( ،)1ولى يبق في الكون اتَتنَا قَاقًآ اؤ كَزها طَؤع
اشلَمَ مَن فِى وَلَهُر يَتغُوتَ اَدلَّهِ دِ!نِ إافَغَثز قوله تعالى : شأنه حسب عنده جل من سماويا
الدين وهذا . )83 : (اَل عمران يُزجَعُوتَ" وَإلَيهِ وَصَزها طَؤعا وَآلأزضرر اَلشنَوَتِ
على امتداد جميعا الأنبياء الإلهي إلى الوحي أنزله الله على البشر جميعا مصدره الذي
نُوء إِلَن كَمَآ اؤحَينَآ إِلَيكَ اؤحَيا اِنا 10 : الكريمة الاَية عنه ما تعبر وهذا . الثري التاريخ
يميز إلا بما الرؤية هذه عن لا يند الألوهية كل حال ف!ن تعدد الديانات وتعدد صور وعلى
أن الدين فطرة من والخلاصة . الاَن الديانات والعقائد السابقة منذ آدم حتى عن الدين الإسلامي
دائم ثمّ وهو من . عليها الفطرة وخرج عن ذلك ف!نما خالف الناص عليها ،ومَن يشذ الله فطر
ببساطة أن واهية يمكن عبر أسانيد وحجج ولو ادعي غير ذلك ينقصه حتى ما بأن ثمة الإحساس
خُلقت كل هذه الخلائق وأين مصدرها خُلق وكيف متسائلا :كيف ذاته في بالنظر يختبرها جميعا
أن الفطرة الصحيحة التي إن أنعم النظر فيها أدرك التساؤلات .؟؟ إلى اَخر هذه منتهاها. وأين
الأحد. الدين وعَبَدالخالق الواحد ضرورة اكتشف ثمّ ومن ؟ الإيمان بالله الخالق هي
هي: ول ديورانت في خمسة لخصها ما بعقيدة عديدة ل!يمان بالله والتدين إن ثمة بواعث
أو واتفق معه كثيرون من العلماء بشكل (،)2 والروحانية والأحلام والنفس والدهشة الخوف
ht
tp .11 )فصلت
:// : (1
ww
w.
al
العامة الهيئة المصرية الأسرة مكتبة منشورات الأول المجلد الحضارة قصة ديورانت ول ( )2انظر:
-m ، ، ، :
ak
ta
b eh . 201- 99 ص ، 1002 ، لقاهرة ، للكتاب
.c م ا
o m
33+
هلس!ه الديل إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
الإنسان وأن الاستحواذ على هذه الروح يمكن فيها، -3الاعتقاد بأن لكل مادة روحا تحمل l -m
ak
ta
be
والانتفاع بها. استخدامها من h.
co
m
إلى التدين. لإنسان ا دفع الذي المصدر اعتبره البعض الذي السحر -4
(،)1 التدين في على تقليد بعضها البعض دائما إن الأجيال تحرص حيث والتقاليد -5العادات
كَذَالِكَ يَقعَلُونَ.)2(، ءَابَاَءَنَا وَجَذنَآ أقَالُوأ بَل : تعالى قوله يلخص وهذا
أن السحر من يعتبر فديوران! ، بين ول ديورانت وأولئك خلافا في التصنيف ولعل الخلاف
ول ديورانت عن الدهثمة والأحلام ما قاله اَخر ف!ن ومن جانب . بواعثه من طرائق الدين وليس
درجة غرابته باعثا للإيمان كانت أيا المرء به ما يعلم كل فليس دقيقا، للدين ليس كبواعث
أمام الدهشة إن كانت إلا اللهم . الدينية المرء باعثا للعقيدة ما يدهش ليس وكذلك ، والتدين
على يد نبي من الأنبياء سواء شاهده المرء في الكون من حوله أو من دعوة جاءت ما إعجاز إلهي
كان موقفنا أيا وعلى كل حال ف!ن تعدد هذه البواعث . الرسالات من الرسل أصحاب أو رسول
نصنفها؟ فما هي هذه الصور وكيف ؟ الأديان عديدة من يترتب عليها صورا منها
وتفريعاتها تتعدد وتتنوع أصولها العالم وحضارات الدينية لدى شعوب إن المعتقدات
وعلماء الأديان تاريخ علماء وتصنيفها ،وقد اجتهد كثير من حصرها بالفعل لدرجة يصعب
العلماء وتبعا هؤلاء تبعا لميول التصنيفات هذه فقد اختلفت وبالطبع . مقارنة الأديان في تصنيفها
د .محمد المصري العالم بتصنيف أميل إلى الأخذ صمان كنت . اتبعوها التي المتعددة للمناهج
غير علمية وغير موضوعية، تصنيفات : كبيرين من الحَصنيفات يميز بين نوعين حيث ؟ خليفة
غير علمية أنها معه - يرى -ونحن التي وبالطبع ف!ن التصنيفات . علمية موضوعية وتصنيفات
التصنيفات العلمية فهي بينما وإقرارها، التي تمنع من اعتمادها من أوجه النقص الكثير يشوبها
العلمي الذي للأساس لكنه مقبول نظرا ، حوله نختلف أن يمكن علمي موضوعي لها أساس
يستند عليه.
.03 ص ، السابق نفس المرجع : شلبي رءوف ( )1د.
03وما بعدها. ص ، اليه الإشارة سبق . الدين نشأة : النشار سامي علي : كذلك وراجع
34
ل 119 ال!عل
عدم أو الدين هذا وهذا التصنيف يستند على وجود ، حية وميتة الأديان إلى أ -تصنيف
حاليّ ولها وجود لها فالأديان الحية هي التي ؟ الحياة الحديثة والمعاصرة على مسرح وجوده
التاريخ ولم يعد لها في وانتهت الوجود من التي زالت أما الأديان الميتة فهي . بها أتباع يؤمنون
عدم علمية هذا التصنيف أنه أغفل حقيقة أن الفكرة الدينية وأساس . بها حاليا أتباع يؤمنون
تموت لا فالأديان ثمّ اَخر .ومن تتطور إلى شكل أو أخرى وأنها قد تنتقل إلى صورة تموت لا
وانما تنتقل أفكارها ومفاهيمها من دين الى دين آخر. ، الحية موتا حقيقيا كما في الكائنات
المثال فإن الفكر الهندي الديني سبيل وعلى ، كذلك ديانات ماتت هي ليست أنها فما نتصور
في بصورة أو بأخرى تماما دانما هو موجود لم يمت البراهمانية الهندوسية القديم السابق على
إما في الحالي يزال له وجوده لا الفكر الديني البدائي حتى . الجينية وفي البوذية وفي الهندوسية
مثلا دخلت الإفريقية القارة ففي . الديانات الأحدث تسربه في بعض مستقل أو من خلال شكل
وهذا ، القارة حال انتشارها في هذه والإسلام في المسيحية الدينية البدائية هذه الأفكار بعض
القديمة في الدينية البدائية الأفكار تسربت حيث ؟ الاَسيوي في كل ديانات الشرق ما حدث
الأديان يعتمد على فصل وهو تصنيف ، الأديان إلى طبيعية وغير طبيعية -2تصنيف
تركز على الفكر الماورائي التي الأديان فكرها الديني من الطبيعة عن تستمد التي الطبيعية أي
نظرا لأن الأديان عموما تنظر إلى الطبيعة والوجود نظرة ؟ تعسفي فصل وهذا ) (الميتافيزيقي
على أحد للعالم الطبيعي وعالم ما وراء الطبيعة حتى إن ركزت تصورا شاملا وتكون ، كلية
على أنها ديانات طبيعية ارتبط فيها إليها ينظر مثلا فالديانات البدائية العالمين دون الاَخر؟
عالم ما وراء البدائي عن فكره بها رغم المؤمن الإنسان لم ي!نفصل ذلك ومع ، بالطبيعة الإنسان
المجردة العقلية الأفكار من خلال الأساطير وليس من خلال عن ذلك تعبيره جاء هـان الطبيعة
؟ الأسطورة محل الطبيعية هذه الديانات فيما بعد في مرحلة لاحقة من تطور التي ربما حلت
ht قدرته على فهم أسرار الإنسان من الطبيعة مرتبط بدرجة التقدم الفكري ومدى إن موقف حيث
tp
://
ww
w.
a
دار نشر، l-m 0002 ،
م بدون ، مقارنة وصفية الأديان -دراسة تارلخ : حسن خليفة ( )1انظر :د .محمد
ak
ta
be
h. .93- 33 ص
co
m
35+
gل الد هلس!ه إلى !ديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
تمييزا لأديان الميتافيزيقية لشى وا بين الأديان الطبيعية ف!ن التمييز المزعوم ثمّ ومن . al
الطبيعة
-m
ak
ta
b
eh.علميا.
co
m
مذهبية أو لرؤية دينية ذاتي يخضع وهو تصنيف ، وباطلة الأديان إلى حقيقية -3تصنيف
وبين ، به نؤمن وطائفتي أنا هو ديني حقيقي بين دين واحد تمسِزا عادة فهو يكون ولذلك ؟ معينة
التمييز والتعصب بُني على تصنيف فهو وبالطبع . بها نؤمن لا لأننا باطلة وزائفة أخرى ديانات
ولذا فهو تصنيف . وبقية الأديان باطلة هو الحق دينه يعتبر ديانة لأن كل صاحب ؟ البداية من
البشر مختلفون دام وما ، إلى الحقيقة هو طريقة للوصول إنما دين لدى صاحبه فكل تعسفي
ولا يرى . الدينية في عقائدهم سيختلفون بالتالي ف!نهم حولها، رؤاهم الحقيقة وتتعدد هذه حول
يقوم على أساس لا ف!ن هذا التصنيف ذلك وعلى . لأي دين آخر أي حسنات ما لدين المتعصب
الرؤية المذهبية المتعصبة والمتحيزة مقدما. بل يقوم على أساس علمي
نات ؟ الديا من نة ديا بكل لمؤمنين ا عداد أ يستند على تصنيف وهو ، ئي للدين لإحصا ا لتصنيف ا -4
نسبي بالتالي تصنيف وهو ، التابعين أقلها في عدد من اكثر الديانات أتباعا حتى فهو يتدرج ثمّ ومن
ديان أ فهناك ؟ لها لتابعين ا بعدد تقاس لا لأديان وقيمتها ا إن أهمية حيث متغير عليه الكثير من المآخذ؟
أصحاب قد تخص قليلون لأسباب أتباعها ولكن ، الديني كبير جدا من الرقي والتقدم قدر على
في هو حادث ما مثل انتشاره على التحول إلى دينهم ويمنعون قيودا الدين أنفسهم الذين يضعون
بهم دون إلى ديانة قومية خاصة أهلها حولوها ولكن ، راقية ومتقدمة ديانة توحيدية فهي ؟ اليهودية
ومتدنية قليلة القيمة ديانات كثيرة الأتباع ولكنها وهناك . اتباعها عدد فمنعوا انتشارها وقل ، غيرهم
وآسيا القارة الإفريقية مواضع المنتشرة في بعض البدائية الديانات وهذا وضع ، الديني في فكرها
في وخطير تأثير قوي قليلة الأتباع لكنها ذات أن ثمة ديانات عن فضلا . واستراليا وأمريكا الجنوبية
وكاليهودية ذات التأثير ، والمسيحية اليهودية في كل من التأثير كالزرادشتية ذات الأديان غيرها من
من الانتقادات أن أعدادا كبيرة من يواجه هذا التصنيف ما ولعل من أصعب . القوى في المسيجة
وأمريكا أوربا جدا في واضح الأمر وهذا ، المنتمين إلى بعضها يحد انتماؤهم شكليا وبالاسم فقط
المؤمنين بالمسيحية ضمن بل ربما كل هؤلاء يحصون إن معظم . المنحل وفي الاتحاد السوفيتي
الدين واعتبروه أمرا ورفضوا العلمانية إلى منهم تحولوا الكثير يشير إلى أن الواقع أن حين في
36
ل 119 ال!مل
لأتباع الدقيق وكذلك تقف ظاهرة تحول البعض من دين إلى دين آخر دون الإحصاء شخصيا،
الجغرافيا في علم سُمي ما يعتمد على تصنيف وهو ، للأديان الجغرافي أ -التصنيف
الأطالس الجغرافية التوفيع الجغرافي للأديان وعمل بدراسة وهو يختص ، الأديان بجغرافية
والفكر الجغرافية بين العوامل الصلة بتحديد وتهتم ، العالم انتثار الأديان في مناطق التي تحدد
النظر إلى ، هذا التصنيف صور ومن . الدينية والتقاليد الجغرافية في العادات البيئة وتأثير الديني
إلى العالم اقاليم تقسيم حسب وذلك ، بين أديان الشرق وأديان الغرب التمييز الأديان من خلال
و أ إفريقيا أو أديان للأديان فيقال أديان آسيا، القاري أيضا التصنيف صوره ومن ، وغربية شرقية
قاصر؟ إلا أنه المعالير العلمية رغم استناده إلى بعض تصنيف أنه والحقيقة أديان أوربا وهكذا.
بأديان الغرب مثل اليهودية والمسيحية والإسلام هي كلها أديان ظهرت مثلا يسمى ما نظرا لأن
فهذا خطأ ، غربيتان ديانتان بأنهما تحديدا ينظر إلى اليهودية والمسيحية وإذا كان البعض -2
أن ينظر إلى الإسلام على أنه يمكن لا أنه فضلا عن قلنا، كما ديانات شرقية لأنهما في الأصل
وهكذا الحال في ما . وله انتشاره في الغرب فهو جغرافيا ينتمي إلى الشرق دين غربي أو شرقي
والطاوية والبوذية والكونفوشية الهندوسية الديانات : بحتة مثل شرقية أنها ديانات ينظر إليه على
الآن لها ولكن الشرق الأقصى الآسيوي وخاصة في الشرق وغيرها .فهذه أيضا ديانات ظهرت
ف!ن هذا التصنيف أي الأحوال وعلى . منه الغربي في وخاصة العالم كثير من دول أتباعها في
في أحيان منه الاستفادة العلمية يمكن واضح علمي يستند على أساس إنما الجغرافي للأديان
هذا الانتشار ،وتكشف التي يكثر انتثار أتباع ديانة معينة فيها وحجم الأماكن يحدد حيث ؟ كثيرة
باستمرار مما يقضي وانتقالاتها؟ انتشار هذه الأديان هذه الدراسات الجغرافية للأديان عن حركة
. الواقع الديني للشعوب واعادة التوزيع الجغرافي لهم حسب الأتباع توزيع هؤلاء متابعة
تاريخيا حسب العالم بترتيب أديان معني التصنيف وهذا ، للأديان التاريخي التصنيف
ht
tp وديانات أديان قديمة التاريخية مثلما يقال عصورها لأديان حسب فيقسم التاريخ في ظهورها
:// ، : ا ،
ww
w.
a l-m
ak
ta
be
h. .47 - 04 ص ، السابق نفس المرجع )1انظر: (
co
m
37+
الديل !لس!ه الى حهديد مدحل
ht
tp
://
ww w
وسيطة .a
حضارية. بدائية وديانات ديانات إلى التاريخي التقسيم ما يتم وأحيانا . . حديثة وديانات l-m،
ak
ta
عديدة مثل عدم تواجهه مثاكل أنه إلا الحقائق التاريخية رغم استناده إلى بعض behوهذا التصنيف
.c
om
ترتيبها ويصعب في ظهورها ممَزامنة كما أن ثمة ديانات ، بدقة الديانات تحديد زمان نشأة بعض
فكلها ، والطاوية والبوذية والكونفوشية الزرادشتية في ديانات مثلما هو الحال ترتيبا تاريخيا
منها الكثير يحاط بشخصيات قبل الميلاد ،وقد ارتبطت في ظهورها تعود إلى القرن السادس
بين اْديان التمييز كما أن . دينهم تأسيس وظروف الرؤية التاريخية لعصورهم بأساطير تحجب
الدينية الأوضاع ص!انما فقط ، الدين نشأة به ليس لأن المقصود ؟ غير دقيق وأديان حديثة وسيطة
العامل الديني يعتمد على التصنيف وهذا ، للأديان الديني الموضوعي -3التصنيف
ويعد هذا التصنيف أكثر التصانيف . أو التاريخي الجغرافي العلوم كالتصنيف على وليس
الدينية، والمفاهيم العقائد في تشابه الأديان واختلافها من أساس إذ يقوم على ؟ للأديان مناسبة
وهناك ، لألوهية با لإيمان ا أساس إلهية وأديان غير إلهية على إلى أديان الأديان نصنف مثلما
يؤمن أتباعها التي من التمسِز بين الأديان التوحيدية على أساس والديانات الديانات التعددية
الديانات من الأولى ويتبع المجموعة . فقط بإله واحد أتباعها التي يؤمن والديانات بآلهة متعددة
الطبيعية العناصر فيها الاَلهة وعبادة تعددت حيث ؟ القديمة واليونانية الديانات الشرقية معظم
الإبراهيمية الثلاثة: السماوية الديانات على تطلق فهي الثانية أما المجموعة . الحية والكائنات
الديانات الثنوية أو الإثنية من ثالثة مجموعة تمثل ) .وثمة ديانات والإسلام (اليهودية والمسيحية
والمسيحية. واليهودية الزرادشتية تعتبر مزيجا من ديانة وهى )، م )1نسبة إلى ماني بن فاتك (274-216 (
نفسه "فارتليطأ الذي وسمى الموجودة الأديان ماني النبوة في بابل بعد أن اطلع على وقد ادعى
"، زرادشت الهند بواسطة أحيانا من الإله بأوامر الأنبياء أيثر : أقواله ومن ، المسيح عنه السيد أخبر
العالم دعوتي تصل من بابل حتى نبيا الله أ وإأرسلني بابل في لن!ثر دين الحق الله !والاَن أرسلني
الدينية المعتقدات بارندر: جفري العربية لكتاب بترجمته هامش ، إمام ! .د .إمام عبدالفتاح أجمع
. م 528 المتوفى حوالي مزدك الفارسي الديني الزعيم منبثق من المانوية ومؤسسه دين ثوي ( )2المزدكية
الى المشاركة في بديانة دعت ونادى ، في عصره السائده للزرادشتية مناهضة اشتراكية حركة قاد وقد
وأتباعه. وقتل مزدك ثاروا عليها، والنبلاء من الزرادشتيين والفرس الكهنة لكن والنساء، لأموال ا
/Wikipedia.
org/wiki ،!. .مزدكية أ
38
لما 119 ال!ل
بين الديانات السماوية والديانات التمييز آخر يقوم على في هذا الإطار تصنيف وهناك
الأرضية والديانات ، عبر الوحي الله من المنزلة الديانات فالديانات السماوية هي ، الأرضية
خارجي على أي مصدر أو على الوحي الاعتماد الأرضية دون المعرفة الإنسانية مصدرها
للمعرفة.
الفلسفية في مقابل ديانات الديانات بين التمييز هذا التصنيف يندرج تحت أن ويمكن
إلى عالمية وقومية أو عالمية الأديان الديني يصنف الأساس آخر على نفس وهناك تصنيف
بالإله المعبود؟ فالديانة علاقتهم لطبيعة دينهم وطبيعة به رؤية مَن يؤمنون حسب وذلك ، ومحلية
بقوم دون خاصة لكل زمان ومكان وللعالم كله وليست صالحة أنها ديانة العالمية يعتقد أهلها
أما الديانة القومية أو ، بالعالمية تقول ديانات والبوذية فهي والمحميحية مثل الإسلام غيرهم
دون غيرهم مثل الهندوسية واليهودية تخصهم أنها يعتقد أهلها ديانات خاصة فهي المحية
فيها الإله بالقبيلة القبلية البدائية التي يرتبط الديانات أيضا ومنها ، الخصوصية اللتان تدعيان
والأجداد. الاَباء التي تعبد الديانات ومثلها أيضا دموي عرقي في رباط وبالجماعة
الأديان تقسيم يمكن أو الخصوصية العالمية الذي يعتمد على واستنادا إلى هذا التصنيف
ومفاهيمها ،وأديان عقائدها إلى لانتثار ،وتقوم بجهود في سبيل نشر ا إلى أديان دعوية تسعى
بها أصلا. لغير المؤمنين تبليغ الدعوة إن طبيعتها عدم حيث ؟ تبليغية أو غير غير دعوية
سياسية واجتماعية يستند على أسس هنا الذي أقدمه المقترح والتصنيف الفقرة إن عنوان هذه
على ، والخاص العام في التمييز بين فانتراوب يستند جيف السياسي وهو عند مؤسسه ، حديثة
أساسا بوصفه والخاص العام الذي ينظر إلى التمييز بين والاقتصاد في السياسة الليبرالي النموذج
االأديان كتاب كازانوفا صاحب وقد حوله خوسيه (.)1 بين إدارة الدولة واقتصاد السوق تمييزا
ht
tp في جامعة اللغات الحية والترجمة قسم ترجمة الأديان العامة في العالم الحديث ( )1خوسيه
:// ، كازانوفا:
ww
w.
a
l-m
الطبعة ، لبنان ، بيروت ، العربية الوحدة دراسات مركز وتوزيع ، العربية للترجمة المنظمة البلمند ،نشر
ak
ta
be
h. . 72 ص ، م 5002 ، لأولى ا
co
m
93+
الدين هلس!ه الى حهديد عدحل
ht
tp
://
www
الدين ليميز من خلاله بين الأديان العامة إلى إطار تحليلي في مجال .a
العامة في العالم الحديث
" l- m
ak
ta
b
هي: للتمييز مرتكزا على أربعة أسس eh.cوالأديان الخاصة في العالم الحديث
om
وبين كل ايأشكال ، دين الذات الخاصة يسمونه أو ما إن التمييز بين التدين الفردي الخاص
الكنسي. بالدين غير المرئي والدين البعض لدى بين ما يسمى كالفرق إنه ، العامة للدين التجمعي
إن دين : قول جان جاك روسو مثلا خذ ؟ مختلفة يعبر عنه الكثيرون بصيغ إن هذا الدين الخاص
ذاتي فرقة بحد أنا : جيفرسون توماس أو قول ، أو الطقوس الهياكل أو المذابح يعرف لا .الإنسان .
الحديث الشكل عن نموذجية كلها تعبيرات وهذه . هو كنيستي فكري ؟ باين توماس أو قول ، دينية
تدعى شيلا على أطلقته سيدة ما الدين الفردي هو التعبيرات عن ذلك أطرف أما . للدين الفردي
دينيا غير متشددة بأنها وصرحت "، شيلانيتي 9 على ديانتها فقالت اسمها ديانتها ،لقد أطلقت
لقد حملني : قائلة تصريحاتها وقد ختمت ، فيها إلى الكنيسة الأخيرة التي ذهبت المرة ولا تذكر
معها الحوار حدا بمن أجروا ما وهذا . غير لا فقط الخافت صوتي بعيدا .إنها شيلانيتي الماني شوطا
فرد. اْي ديانة لكل ، -أكثر من 022مليون ديانة امريكية ذلك -بناء على أن نجد يمكن بأنه إلى القول
للوثنية، أن هذا هو الشكل الحديث اعتبر هذا التطرف الديني فبعضهم المنظرون حول وقد اختلف
المعاصرة الصور بانه الآخر البعض اعتبره في حين ، البشرية بل هو النرجسية ، بالله الشرك ليس إنه
في أمريكا وجد حيث ؟ هو دين المستقبل الفردي إن التصوف : فقد قال أحدهم . للدين والمستقبلية
الفردي ، لنثر هذا التصوف هما الوسيلة ! دين القلب 9 أو " الإنجيلية التقوية 9 وكانت ، تربة خصبة
المذهبية العقائد يقابل الحديث في أمريكا والعالم الأوربي وهذا التدين الفردي أو التصوف
مضافة إلى والكاثوليكية البروتستانتية ممثلة في إحياءَ هي الأخرى ، التقليدية التي شهدت
(.)1 الأمريكي للدين المحترمة المذهبية الأشكال التي تعتبر الاَن هي ، اليهودية
الليبرالي والعامة في إطار التقليد السياسي التمييز بين الأديان الخاصة التمييز يقوم على وهذا
الليبرالية لحصر مع النزعة يأتي انسجاما وهو . والدولة بين الكنيسة الفعل الدستوري لجهة
+04
ل 119 الطمل
حيث ؟ واسع " قطاع (خاص ضمن النطاقات سائر مع تجمع في القطاع الحكومي العام النطاق
كل الأديان الأخرى أديانا فيما تعتبر ) بها بالأديان "العامة الدولة المعترف كل كنائس تعرف
الليبرالي والخوف ، ولابد أن يظل كذلك هو شأن خاص الليبرالي إن الدين بالمفهوم . " خاصة 9
ومن ، الفردية قد تهدد حرية المعتقد من مؤسسة الخوف ، ذاته الدين هو في الوقت من تسسِعى
عاما إلا إذا شكلا وأن يتخذ ، العام النطاق أن يدخل للدين يمكن لا للحداثة المعياري المنظور
المعتقد(.)1 مبدأ حرية غير القابل للانتهاك وبقدسية بمبدأ الخصوصية قَبِل
متى إنه حيث باْعمال جان جاك روسو؟ بداياته للدين المدني منذ يرتبط المفهوم الحديث
عبادة الجماعة وظيفة أديان تؤدي بين الكلاسيكي يميز التقليد الجمهوري . الأمر بالدين تعلق
المؤمنة (أي الصوفية خلاصية وديانات ، محلية خاصة وبين عبادات ، جهة السياسية من
الدينية العقائد تلك إزعاجا لأديان المدنية الجمهورية ا ) ،وتعتبر أكثر فردية الفردي بالخلاص
على انعتاق الذات وتساعد ، المطلق للجماعة السياسية الولاء من الفرد تحرر التي الخلاصية
من شكل لا ولكنه يقرر أن إ، الدين من دولة قامت لم يكن أساسها ما 9 أنه يرى إن روسو
"دين !؟ لأن في عصره يستوفي الشروط من أجل "حكم صالح القاثمة الدين الثلاثة أشكال
شريعتين هذا الدين للبشر فداخليا يمنح وشرير؟ ) غير نافع سياسيا الكاثوليكية (اْي " الكاهن
ومواطنين في آن . أتقياء لا دون كونهم رجا متناقضة ويحول منهم واجبات ويتطلب ، وزعيمين
الحدود القومية والمحلية والجماعة الكنسية المتعدية الجن!ة وخارجيا تتجاوز المؤسسات
وخلافا . أن تنتج رعايا مخلصين تستطيع لا وبالتالي ، لأمة ا السياسية والسيادة المعيارية للدولة -
هذا ولكن ، والأمة الدولة عبر تقديس من شأنه أن ينتج رعايا مخلصين ! لذلك ف (دين المواطن
ويؤدي إلى شوفينية قومية غير متسامحة ، يقوم على الخطاْ والزيف لأنه كذلك الدين هو شر
كل وساميا في أنه يحول مقدسا دينا ! وأخيرا يعتبر ادين الإنسان ، في الوطنية دموي وغلو
ht -نظرا لعدم ارتباطه يضيف لا لأنه سياسيا نفعا يجدي لا ولكنه ، إلى أخوة الكائنات البشرية
tp
://
ww
w.
a l-m . 09- 88 ص ، نفسه ) (1
ak
ta
be
h. .19 ص ، ( )2نفسه
co
m
41+
هلس!ه اديل )لى جديد مدحل
ht
tp
://
ww
w
.a
الخاصة. إلى الأواصر الكبرى للمجتمعات أو القوانين إلى شرعة السياسي -أي شيء بالجسم
l-m
ak
ta
e b
تعلقهم المواطنين الفضيلة الجمهورية مستبدلا في قلوب فهذا الدين يقوض h.coوعلاوة على ذلك
m
الرأي الدينية وحرية بالحريات روسو هنا فقد نادى ومن . الخاصة الدنيوية بالدولة باهتماماتهم
يسيطر عليهما ،وأكد على الحاجة إلى "إعلان إيماني أو لأي حاكم أن يختصرهما يحق لا اللتين
بدونها مجتمعية يستحيل بل كمشاعر دينية بالتحديد كعقائد لا يقرر الحاكم مواده مدني صرف
"(.)1 المخلصين الرعايا أو من أن يكون المرء مواطنا صالحا
بهذا الدين المدني المناداة إنه بدلا من نظر؟ حيث فيه الحقيقة أن هذا الرأي لروسو لكن
للأديان يمكن التي دراسة الأساليب يمكن ، مواده -المرتبط بإعلان يقرر الحاكم -كما يسميه
أو ، العام بأدوار عامة بناءة وظيفيا في النطاق أن تضطلع والحديثة التقليدية ، والجديدة القديمة
الجماعة الحاكمة من مستوى نقله الدين المدني "فمن الضروري حول برأيه تم الأخذ إذا حتى
ب!ثمكل طبيعي الاجتماعي والتفاعل ) (2 المدني المجتمع إلى مستوى التي ستفرضه أو المجتمعية
وتلقاني.
المجتمع الأمريكي؟ في الواقِع المعاصر فربما نجده في تطبيقا لرؤية روسو أردنا ما واذا
من تركيبة من الأوقات داخل دين مدني مؤلف كانت في وقت الأمريكية إن السياسة حيث
النفعية/ ، والليبرالية ، التنويرية / والجمهورية ، الطهرانية التوراتية / المبادئ تقوم على خاصة
في تختلف لا الأمريكي الدين المدني الثلاثة التي تشكل كما أن المبادئ . والدينية /الأخلاقية
للعمل العام للدبن والأخلاق مقابل النطاق الذكوري -4النطاق النسوي الخاص
والشرعية:
برز في العصر والخاص العام بين الدين للتمييز التحليل من وجوه إن هذا المنظور النسوي
بين العالم النسوي التمييز يستند على حيث ؟ إطار الفلسفة النسوية المعاصرة في الحاضر
هو شأن ما عام بقدر لم يعد الدين في نظرهم شأن حيث . والعالم النسائي الخاص الذكوري
.39- 29 ص ، السابق نفس المرجع : عن ( )1نقلا
42
119لما ال!مل
-هو "المنزل ! الاتجاه النسوي أتباع الحداثة للدين -كما يقول فالموقع الذي تحدده ؟ خاص
المرءإ ،فالمنزل هو الثابت لعواطف للمنزل بل بمعنى إالمكان الفضاء الملموس بمعنى لا
وعلاوة ، والروحانية والدين والذاتية والعاطفية والفضيلة والحميمية والتعبير الحب نطاق
دوجلاس اَن ومن ثئم فقد وصفت بامتياز. النطاق الأنثوي فهذا النطاق المنزلي هو ذلك على
عملية بأنها في أمريكا في القرن التاسع عشر الدين التي حصلت التاريخية لخصخصة السيرورة
"((). (تاْنيثية
التي العامة والمسئولية الخطابية العقلانية الأخلاق بعد إعفائهما من إن الدين وكذلك
للحداثة السابقة لقد كانت المجتمعات . فردي خاص مجرد مسألة ذوق أصبح ، يمثلها الرجال
الساحات في الجماعية الإيمانية الأفعال بدءا من العامة للدين التحليلات على الإكراه تنزع إلى
إلى إدانة اْي لذلك الحديثة خلافا بينما تنزع المجتمعات ، إلى التكفير العام والجماعي ، العامة
المرء لدينه استعراض فيه يصبح مبلغا الدين وفي الواقع تبلغ خصخصة . عام للدين استعراض
"! سعئ "ذوق وينم عن ، بالاحترام غير جدير علنا أمام الاَخرين عملا
داخل المنزل لتصبح شأنا خاصا الدينية لانزواء العقيدة التفسيري النسوي البعد ورغم هذا
مع خوسيه الإقرار ف!ن الغالبية تميل إلى ، جماعي بشكل فيه الشعائر شأنا عاما تمارس وليس
وأي نظرية . والتحليلات كل هذه الضغوط يزال يتمتع ببعد عام يتخطى لا إلى أن الدين كازانوفا
). (2 نظرية غير مكتملة بالضرورة هي الحديث هذا البعد العام للدين تتجاهل
بشرية آراء هي إنما الأديان مفهوم الدين وتصنيف وآراء حول إن ما قدمناه من تصورات
وبين التصور ، وأنواعه نشأته وتعريفه : البشرية للدين القراءة كبير بين وفرق . الدين متفاوتة حول
الاكثر وضوحا التمييز أن فيه شك لا لكن الذي . لدى المؤمنين بكل دين على حدة الذي رسخ
إلى بشر بين الديانات البشرية أي التي انتسبت الأديان إنما هو الذي يميز ببساطة لتصنيف
ht
tp
://
ww
Feminization
Duglas: The of Amercan Culture, ()1انظر,Ann 7791. :
New York
w.
al-m و. 7 ص ، السابق نفس المرجع كازانوفا، خوسيه : عن نقلا
ak
ta
be
h. .001- 89 ص ، السابق نفس المرجع : انظر ()2
co
m
m43
هلس!ه الديل إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
وهي ، الإلهي الوحي وبين الديانات السماوية التي مصدرها ، على أقوالهم وأفعالهم واستندت
al
-m
ak
ta
b
). والإسلام (اليهودية والمشحية : الثلاثة الإبراهيمية بالديانات ما تسمى eh.ببساطة
co
m
و أ من ديانات لرية كانت العالم في ما إلى كل النظر للدين أن يهمل ولا يستطيع أي فيلسوف
بحق تصنيفها إلى درجة يصعب ولا تزال عبر التاريخ البشري تعددت الدينية فالعقائد ، سماوية
العالم تزال ديانات لا إذ لشعائرها؟ المتدينين بها والممارسين ص!احصاء تفريعاتها هـادراك كل
وا!تفاء ، بين الإيمان بالحياة الأخرى تتراوح ، المتعددة والاَلهة بين عبادة الإله الواحد تتراوح
وبين الشعائر والمظاهر المقدسة الشعائر والطقوس تتراوح بين ممارسة ، بالهداية الدنيوية
بالشئون والاهتمام الدنيوي بين الاهتمام بالشأن العالم تتراوح لا تزال ديانات ، المدنية الدنيوية
بين الديانات المؤمنة ، العقل الواضح وديانات الأسرار بين ديانات تتراوح ، الما ورائية الأخروية
عمله وميزان هذه الأعمال ، كل حسب المؤمنة بالمصير الجماعي الفردي والديانات بالخلاص
أن الخير والشر والتي ترى ، الاَلهة ثنائية إلى ترجع أن ثنائية الخير والشر التي ترى بين الديانات
فعل الخير إرادة مناطا للكائن العاقل الذي عليه يرى التكليف ما وبشِهما ، فعل الإنسان من
، بوضوح بينها الاختلاف ستبدو تفاصيل فيها العقيدة وكل تلك الصور من الديانات ومظاهر
والنفس والخير والر فلسفة الدين كالألوهية إلى موضوعات القادمة حينما نتطرق في الفصول
ي!+
الفصل التاني
تمهيد:
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
الكون ، تسود التي والقوانين الميكانيكية والهندسية ، العظيمة والاَلهة أرى النظام إحين
وأرى ، والاحترام عليَّ الإعجاب يسيطر الأشياء، لها لجميع عدد لا التي والغايات والوسائل
وجب فينا، العقل بوجود أقر إلى أن أعمالي تضطرني كانت أعمال البشر وحتى إذا أنه لا حا
هذا العقل وأقر بوجود . لها التي لا حصر الاَثار كبر في هذه أ نشاط ذي عقل عليئ أن أقر بوجود
يثبت كل عمل : المبدأ يهز اعتقادي بهذا فليس من شيء . رأيا أحدا يغثر الأعظم دون أن أخشى
فولتير، أ
وبهذه الطريقة . بل أيضا عن طريق القلب ، الحقيقة عن طريق العقل فحسب نعرف لا "نحن
محاربتها". العقلية المحاكمة التي عبثا تحاول الأولى المبادئ ندرك الثانية
يعرفها العقل .)l لا مبررات وللقلب . . العقل بالله ولش! يحس الذي هو 9إن القلب
في c )1353 -9136 ( أخناتون في عهد إلا العلماء أن التوحيد لم يظهر في مصر بعض ظن 9
منذ العلمية والآثار المكتشفة يقطع بأن التوحيد ظهر في مصر حين أن الذي ثبت من الدراسات
يتجلى في كل شيء". الله اْن ق .م) ،وأنه كان توحيدا مفاده زمن قديم جدا (حوالي 00501
،02 ص ، لليهودية المصرية الأصول : سعيد العشماوي أمحمد
لمن موصد لينبوع إنه . الظمأ في الصحراء الذي يروي العذب الينبوع أنت أيها يا آمون "
الينبوع ". يجد ف!نه هنالك تأمل ، يأتي الصامت فإنه حينما ، بالصمت يتذرع لمن ومفتوح يتكلم
ht
tp
://
فجر الضميرww . برستيد: عن نقلا
w.
al
-m
ak
ta
be
h.
co
m
47.
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
تمهيد:
أن الدين هذا الصدد في ولعلنا لاحظنا ، نشأته الدين وكيفية معنى السابق في الفصل عرضنا
نمط من أنماط بأنها نقول عادة حيث ؟ الفلسفة قديم قدم الإنسانية وهكذا الحال حينما ندرس
يقال عن أن نشأتها ما فهي أيضا قديمة قدم الإنسان رغم ثمّ ومن ؟ التفكير العقلي لدى الإنسان
فالإنسان الذي امتاز بالعقل من . اليونان بلاد قبل الميلاد في دقيق في القرن السادس كعلم
من ظواهر الطبيعة والوجود، حوله فيما أن يفكر لابد كان على ظهر هذه الأرض بداية وجوده
طبيعة وحسب ثئم علاقته ك!نسان بكل هذه الظواهر وبما وراءها .ومن ويتساءل عن أصلها وعن
الفلسفة فيه الذي ظهرت في ذات الوقت المقدسة الدينية الأسئلة نشأ الدين والعقيدة هذه
لديه منذ ارتبطا وقد ، ذاته قدم الإنسان والدينية قديمتان الفلسفية الخبرتين هنا ف!ن ومن
ظروفها ملائمة الإنسان الأول في السيطرة على الطبيعة البكر وجعل فبعد أن نجح ؟ البداية
ويتساءل عن أصله وأصل فيه، لحياته كان من الطبيعي أن يفكر في حقيقة هذا العالم الذي يعيثى
فلسفية قدمت سابقا تساؤلات كما أشرنا- هي في صميمها- وهذه التساؤلات ، الوجود ككل
الشرقية القديمة أولى إجابات الإنسان القأمل عليها وقادته هذه التساؤلات وتلك الحضارات
هذه وقد اختلفت ، طبيعة هذا العالم وأصله حول الدينية الإجابات إلى الإيمان بنوع من العقيدة
المختلفة. البيئية ظروفه وبحسب خبرة كل شعب عند الشعوب بحسب الدينية العقيدة
الحديثة للطباعة والنثر والتوزيع تباء دار ، والتطيقية النظرية إلى الفلسفة النثار :مدخل ( )1د .مصطفى
ht
tp . 32- 92 ص 7002 لقاهرة
:// ، م ، با
ww
w.
الترجمة العربية لفؤاد زكريا ،دار نهضة مصرal وانظر أيضا :هننرميد :الفلسفة أنواعها ومشكلانها،
-m
ak
ta
be ،ص .45 - 34 للطبع والنشر بالقاهرة ،الطبعة الثانية 7591 ،
h. م
co
m
94 +
الدين هلس!ه الى حهديد مدحل
ht
tp
://
www
.a
الفلسفية، الخبرة الدينية والخبرة وبالطبع فلم يكن ممكنا في ذلك الوقت الفصل بين l-m
ak
ta
be
حقيقة ظن البشر إلى عقلي مغلف بالأسطورة والخيال للوصول بحث كان بمثابة فكلاهما h.
co
m
يتزعزع فيها! لا مؤكدة ترقى إلى مكان الاعتقاد الديني الذي أنها خبراتهم المختلفة حسب
الفلسفة لدى بعد أن ظهرت وشيئا فشيئا بدأت الخبرتان تتمايزان لدى الإنسان وخاصة
البحث الفلسفي تمايز تصور شبه متكامل عن بلورة في حتى نجح أرسطو وتطورت اليونان
فكان أول الفلاسفة والعلماء اليونان الدينية العقيدة وتميز كليهما لديه عن ، العلمي عن البحث
والفلسفية منذ أن نزل الدينية التمايز بين الخبرتين هذا الصعيد الديني فقد حدث أما على
هذه فقد حسمت ، ثم الإسلام في المسيحية وخاصة المنزلة الدينية الإلهي بالشرائع الوحي
يميزون الناس وأصبح ، واضحة بصورة الخبرتين بين هاتين الفرق مسألة الدينية المنزلة الشرائع
وبين ، الديني خبرة تستند على الإيمان والتسليم بما ورد في النص باعتباره بين الدين بوضوح
اختلاط الدين وصار العقل الإنساني في الوجود. بحث بنتائج خبرة تتعلق الفلسفة باعتبارها
حتمتها في الزمن القديم طفولية التفكير الانساني مسألة تنتمي إلى بالفلسفة الذي كان ضرورة
على العقل الإنساني طرح ما بقدر بينهما، التمييز تاريخ العلاقة بين الدين والفلسفة على صعيد
ما جدوى : بالنظر والاعتبار مثل جديرة تساؤلات بهذه الشرائع السماوية المؤمنين لدى وخاصة
في العقلي الفلسفي إلى البحث وجه الحاجة ما : الدين ؟ وبمعنى أوضح الفلسفة في وجود
؟! المنزلة النصوص حقيقته من خلال الكثير حول الوجود بعدما اتضح حمَيقهَ
العقل المؤمن أن ظهر وقد ترتبت على هذه التساؤلات وغيرها من التساؤلات التي طرحها
على هذا العداء وترتب ، الدين والفلاسفة بين رجال أخرى أحيانا والصراع أحيانا العداء نوع من
أدركتها هذه التي الدين والحقيقة ضد أنها بحجة ، الفلسفة تحارب دينية فرق أو الصراع ظهور
الفلسفية حتى عصر الفلسفة الإسكندرية عصر مدرسة منذ توالت من الفلاسفة التي الفرق
وأن الحجة ، الحق يضاد لا فالحق ، بين الدين والفلسفة أي تعارض يوجد لا أنه ، الإسلاممِة
05
الناق ال!كل
العصور فلاسفة لها الحلول وقدم قد صاغها والدين التوفيق بين الفلسفة إشكالية كانت !هاذا
مع بين الدين والفلسفة الفروق ف!ن ما يعنينا الاَن هو بيان ، ومسلمين مسيحيين من الوسطى
حيث من ؟ الفروق هذه بيان لأفضل ا من وربما يكون . بينهما العلاقة وضرورة لحقيقة إدراكنا
التي الغاية ومن حيث ، المصدر والمنهج ومن حيث ، الموضوع ومن حيث التمييز بينهما،
يستهدفانها.
أصل : معينة مثل يلتقيان في معالجة موضوعات الرغم من أن الدين والفلسفة على أنه فنجد
والتي المستقلة موضوعاته منهما لكل إلا أن ، إلخ . . والوجود. وطبيعة ، الإنسان وطبيعة ، العالم
العلمية بالمشكلات كثيرا يهتم فالفيلسوف ، كثيرة الآخر في أحيان موضوعات تتقاطع مع لا
وقضايا الإنسان المعرفية واللغوية ويهتم أيضا بمشكلات العلماء وتحليلها، للعالم وتفسيرات
الفلسفي عند حد والبحث تتوقف لا إن اهتمامات الفيلسوف . والحضارية والبيئية والجمالية
"لا : الفارابى قول من ذلك أدل على وليس . التأمل وتجدده اَفادتى واتساع بالشمول عموما يتسم
عندها؟ فثمة مسائل حدودا ينبغي أن يتوقف ف!ن للعقل الإنساني المتفلسف ذلك ورغم
حتى في أو الميتافيزيقية يتعلق بالموضوعات فيما سواء دائما الحقيقة الفلسفية كانت هنا ومن
رؤيته من زاوية معينة حسب حقيقة نسبية يدركها كل فيلسوف لإنسانية ا أو الطبيعية الموضوعات
متعددة ، أوجه أي ذات ؟ نسبية إنسانية أنها يميز الحقيقة الفلسفية إذن ما أبرز إن . المتميزة الفلسفية
بذلك تنأى عن وهي ، إلهي سماوي علوي فهي حقيقة مطلقة مصدرها الدينية الحقيقة بعكس
حمالة أوجه أو الحقيقة الفلسفية نسبية كون فمان أو للتطوير .وبالطبع وغير قابلة للتعديل أي شك
الفلسفية ترجع أولا إلى طبيعة للحقيقة الأوجه المتعددة أو يقلل من قيمتها؟ لأن تلك لا يعيبها
نظرهم وجهات إلى اختلاف وترجع ، الفلاسفة بالبحث والتأمل يتناولها التي الموضوعات
ht
tp
://
ي ww الاختلاف في الرأي حول اْن الأهم -إلى ثالثا -وهذا هو وترجع ، الفلسفية ومذاهبهم
w.
أ
al
-m
ak
ta الطبيعة البشرية. هو من صميم إنما موضوع
be
h.
co
m
51.
الدين هلسفة )لى حهديد مدحل
ht
tp
://
www
المنهني: من حيث .a
ب-
أما l-m
ak
ta
be
h.
co
أي على القبول والتسليم بحقائق معينة تسليما ،والإذعان لها ؟ الإيمان فإن الدين يقوم على m
تقوده ما عقل الإنسان وعلى فيه يفكر ما على القائمة أن الفلسفة بطبيعتها في حين تاما، إذعانا
ذاك يؤمن بحقيقة معينة أو هذا الفيلسوف المقنعة التي تجعل العقلية الحجج وعلى إليه تأملاته
التي مصدرها الحقائق القبول بمجموعة ببساطة يعني عقيدة أي ، الدينية إن الإيمان بالعقيدة
طريق الوحي عن أم الله عند منزلة فعلا من الحقائق أكانت هذه سواء ، للطبيعة خارق إلهي
الديانات الأخرى كانت عند أصحاب أم السماوية كما في الديانات والأنبياء الإلهي إلى الرسل
في الفهم والعقل المنطق يستخدم الفيلسوف الديني مثله مثل إن المفكر : هنا قائل وقد يقول
الديني حينما يستخدم هذا القائل قد فاته أن المفكر لكن ، الخصوم والتفسير والرد على والتاْويل
أصلا ويقبله مع سائر به يؤمن لما الأدلة العقلية يضيف لكي يستخدمها ف!نه العقل والمنطق
أمامه بين تعارض أي إذا ما ظهر أنه ذلك على والدليل . دماذعانا معه بهذا الدين تسليما المؤمنين
الأول للثاني مباشرة عند المفكر الديني. خضع الإيمانية وبين الحقيقة البرهان العقلي
دائما ،إذ إن للعقل الفيلسوف إذ ينتصر ؟ الصدارة مكان ف!ن العقل يحتل الفيلسوف أما لدى
كان أيا الغامضة أو الخفية المسلمات جهدا عقليا لتجنب الفلسفة أن يبذل الفيلسوف من صميم
امتلك الدليل إذ إلا يققد في أي شيء، ولا للنقاش والجدل كل شيء يخضع فهو مصدرها،
العقلي عليه.
إنهما يهدفان إلى إدراك الحقيقة والوصول لكل منهما ،حيث القصوى الغاية وحدة فرغم
يهتم إلا لا شوقه إلى المعرفة وهو في الأغلب يحركه في الأساس أن الفيلسوف لاإ ، إلى الحق
فالهم الأساسي انسجامها، أو عدم البشرية المتأصلة وأمانيه آماله معارفه مع أقل القليل بانسجام
مريحة وتدخله في النتائج مقلقة أو غير حتى لو كانت الحقيقة للفيلسوف هو الوصول إلى
52
النانع ال!مل
بما فيه والعامل به المسلم المؤمن الأول هو إعطاء أما الدين فهدفه ، أو اجتماعية نفسية أزمات
بالأمان والطمأنينة في حاضره الملتزم بأوامره ونواهيه أكبر قدر من الإحساس لتعاليمه وفقا
النظر إلى الحقيقة المجردة بصرف هو الوصول إنما الفيلسوف أن هدف أمامنا يتضح هنا ومن
مع التقاليد البثرية أو أو غير منسجمة كانت منسجمة ، أم مريحة النتائج العملية مقلقة كانت عن
والراحة الدين دائما إلى توفير الانسجام بينما يهدف ، مجتمعه لديه أو لدى الاجتماعية العادات
إلى فهو سبيلهم ، حياة الناس في الأهمية المباشرة للدين ما يجعل وهذا ، ل!نسان العملسِن
. الأخرى حياتهم الدنيا وفي حياتهم والطمأنينة النفسية في العقلية الراحة
لقلق الإنسان في مواجهة الواقع الدائم وبالطبع فليس معنى ذلك أن الفلسفة هي المصدر
بل إن من الدين . البعض لراحته في مواجهتهما كما يتصور بينما الدين هو المصدر والمصير،
ومن الفلسفة فلسفات . المشقبل لفهم الواقع واستشراف يدفع الإنسان دفعا إلى التفلسف مَن
عقلية تريح العقل كما تريح الوجدان . تسند المعتقد الديني على حجج إيمانية
وللجوانب دوما إلى الفهم المجرد لحقيقة الوجود العقلي الساعي إن الفلسفة بمنهجها
كلاهما ، والدين بمنهجه التسليمي -الإيماني ، تحقيق سعادته المختلفة لحياة الإنسان وطرق
فإن ومع ذلك ، العقل والفلسفة تخاطب ، الوجدان فالدين يخاطب ؟ لحياة الإنسان ضروري
دعوته إلى ولذلك جاءت معا. والوجدان العقل الإسلامي قد خاطب الدين - الأديان خاتم
إيمان يكتمل لا الدينية التي إلى الفريضة ما يكون أقرب اعتبار التفكير العقلي والتأمل الفلسفي
والدينية. الدنيوية شئونه في كل أعملهما إذا إلا به المؤمن
لحياة الإنسان العاقل الآن كما أن الدين والفلسفة ضروريان فيها شك لا إن الحقيقة التي
ht
عن الحقيقة الدينية الحقيقة الصورة بعد أن تمايزت وإن اختلفت ، في الماضي له ضروريين كانا
tp
://
ww
w.
al-m التعامل معهما وفهمهما. كل منهما ومنهج الفلسفية وأصبحنا نعي مصدر
ak
ta
be
h.
co
m
53+
هلس!ه الديل الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
l-ma
الدين فلسفة مفهوم : ثانيا
ak
ta
be
h.
co
الدين في علاقتها فماذا تعني فلسفة ، العلاقة بين الدين والفلسفة كانت تلك هي صورة إذا
m
بالدين؟
والنصوص المفردات وتحليل ، الدينية التجربة وفحص ، لإلهي ا الوجود وطبيعة ، بالدين الخاصة
وللقضايا للمعاني العقلية الدراسة الدين هي أي أن فلسفة (.)1 والعلاقة بين الدين والعلم ، الدينية
وقضايا الله وما وراء الطبيعة مثل وجود الطبيعية للظواهر الدينية وتفسيراتها العقائد التي تطرحها
والمصير .وهو حقل قديم من حقول المعرفة وجد في أقدم المخطوطات الخلق والموت
من الفلسفة يرتبط بعلاقة وطيدة بفروع أخري وهو . البثمرية المتعلقة بالفلسفة التي عرفتها
خارج عادة ما تتم مناقثشها الدين والتاريخ ( .)2وفلسفة والمنطق العام كالميتافيزيقا والفكر
يتعلق بوجود فيما والمناظرات الجدلية خصوصا ، الكتب الشهيرة الأطر ا!اديمية من خلال
من نظام إيماني أو عن تحليل المشاكل المطروحة عوضا مناقئة أسئلة تتعلق بطبيعة الدين ككل
كمؤمنين أنفسهم مَن يقدمون كل قِبَل من قابلة للنقاش بطريقة تجعلها إنها ممممة . معين معتقد
:.Wikipedia.
Org/ wild/ Philosophy- نقلاعن of Religion .P I
لن!(ش
/Wikipedia. Org of Religion
:.Philosophy-
.P I 5Uعن
,8591 ا.
P 6 .
+5 4
الثالع ال!كل
الرغم وعلى ، الدينية بدراسة الظواهر الفرع من الفلسفة المختص الدين هي ذلك إن فلسفة
تشتمل على التي من النظريات والممارسة الأنظمة المعقدة من أن الديانات تمتلك نفس
الحقيقة على تقييم دعاوى التركيز الدين تتجه إلى فإن فلسفة ، الشعائرية الأساطير والطقوس
مواقف لها التي والإسلام كاليهودية والمسيحية الإيمانية الديانات معظم لدى سواء الدينية
التي عادة التقاليد الدينية الأخرى الإله أو لدى وفعاليات ، والطبيعة تتعلق بالوجود، واضحة
المعرفة وهو وكل ، القوة كل ويمتلك وخالد وحي غير مجسد وكأنه شخص الإله ما تنظر إلى
أجوبة عقلية عن العقلي لكل هذا كما أن لديهم الدين لديهم التقم إن فلاسفة . العالم خالق
وعلى ، للتأمل الفلسفي ملهما عادة ما يكون بألوانه المتعددة أن الدين هنا يبدو كيف ومن
(.)2 الدينية اعتقاداتهم تثيرها أسئلة عن لتجيبهم يلجأ الناس إلى الفلسفة ما كثيرا الآخر الجانب
على العقل وأشرنا- تعتمد الفلسفة -كما سبق إذ ؟ للدين فلسفة أمام الحالتين نحن كلتا وفي
-كما لأديان ا بينما تعتمد ، والحجة التحليل بواسطة عملها معونة وتؤدي دون وحده الإنساني
إلهيا، إلهاما الذي يعد هي الكتاب المقدس وأشرنا أيضا -في المقابل على وثيقة مقدسة سبق
(3
ويطلق عليها عادة اسم الوحي Revelation).
الفرع من الفلسفة المعني بدراسة وتحليل طبيعة سبق ف!ن فلسفة الدين هي ذلك لما لىاجمالا
إليها تلك التي تستند والبراهين الأدلة الدينية ونوع عليه المعتقدات المعرفة الدينية وما تنطوي
وأحوالها. منابعها وتجلياتها في والبحث الإيمانية التجارب تحليل وتحاول ، المعرفة
الشهير كتابه في إن أرسطو حيث الميتافيزيقا، الدين كلاسيكيا جزءا من وقد اعتبرت فلسفة
الأولى للوجود ،علة الحركة غير المتحركة من صميم العلة أن البحث عن اعتبر قد "الميتافيزيقا!
موضوع الإله هو حول ف!ن البحث وتبعا لأرسطو . " "الإله وتم تسميته ، الميتافيزيقي البحث
ht القاهرة ، ، والتوزيع رؤية للنشر ، مصطفى د .عادل : ترجمة ، الفلسفة إلى مدخل : إيرل ( )2وليم جيمس
tp
://
ww
w. .278 ص ، م 1102
al-m
ak Wikipedia org.
ta
be
/ wiki/ Philosophy- of the (3.1.
)P
Religion,
55 +
h.
co
m
الديل ملس!ه إلى حهديد عدحل
ht
tp
://
w ww
.a
الدين فلسفة مصطلح اليوم التاريخ حتى وتبنى الفلاسفة منذ ذلك . الطبيعي اللاهوت l-m
دراسة
ak
ta
e b
على الرغم من أنه مازال هناك وذلك . من التخصص مستقل h.cلهذا النوع من الدراسة كمجال
om
وبين ) الإسلامي (أو علماء الكلام بالاصطلاح بين علماء اللاهوت فرقا أن ثمة ونلاحظ
ينظرون إلى الوجود الإلهي كمسلمة ما عادة الأوائل أي علماء اللاهوت حيث ؟ الدين فلاسفة
الدينية الاعتقادات ويبررون ويشرحون بذاتها، واضحة أو كحقيقة ، أو بديهية غرِ قابلة للنقاش
فهم يختبرون الدين أما فلاسفة . الحدسية الفطرية والمجازات العقلاني أو بالصور بالمنطق
اعتقادات دين ما- المتضمنة في والجمالية والأخلاقية المعرفية والمنطقية الأسس وشقدون
الدين فإن فلاسفة ، الإله طبيعة موضوع عقليا وتجريبيا يحللون اللاهوت وبينما علماء . دين أي
الدينية. ما يتعلق بالمعتقدات وبإبداء الرأي في كل قابل للمعرفة عما هو أكئر بالسؤال مهتمون
أي معجزة حدثت فلسفة الدين مثل التساؤل عما الذي يجعلنا نصدق بها تهتم وثمة أسئلة أخرى
العلاقة بين وما هي ، العلاقة بين الإيمان الديني والعقل وما هي ! ؟ ذلك يمكننا من وسيلة وبأي
الرجاء بصلاة يسمى ما التوسلية أو الصلاة وهل ! الدينية ؟ اللغة حالة وما هي ! ؟ الدين والأخلاق
إلى ما وراء الميتافيزيقا، تذهب وغيرها الدين بهذه التساؤلات إن فلسفة ! ؟ أحيانا تبدو منطقية
والمنطق اللغهَ كنظرية المعرفة وفلسفة ، مختلفة فلسفية تتقاطع مع حقول تقدم تساؤلات وهي
رؤية العالم ((). في أيضا وتنظر الأخلاق وفلسفة ، الفلسفي
لاْننا ، الأديان طبيعية كانت أو سماوية أن فلسفة الدين في اعتقادي قديمة قدم ظهور شك لا
بالديانات وبالآلهة أيا كانت صورتها كان هناك المؤمن في كل عصر أنه أن نغفل نستطيع لا
وهذا ، وأولئك بين هؤلاء هناك دار أن جدلا ولا أشك . غير المؤمنين وكان هناك ونوعها،
تحليل أو ي!نهم وبين منكريها هو من صميم العقائد الدينية المختلفة بين أصحاب الجدل سواء
عليه تماما تعريفاتنا ما ينطبق إليها ،وهذا التي تستند الدينية وتقييم الأدلة والبراهين المعتقدات
الدين. لفلسفة
)P
Ibid, (1.2.
56
الثاق الممل
قبل الرابعة الدين معا إلى الألف العودة بنشأة الدين ونشأة فلسفة ربما يمكن وعلى ذلك
بدأت حيث ؟ القديمة مصر الإنساني على أرض التاريخ في أول مدنية ظهرت حيث الميلاد؟
يعدان أقدم ما برستيد- تعبير -على حد اللذان الاتحادين في عهد الحكومة والنظام السياسي
أعين أمام هذا النظام السياسي وقد وضع . من الأنظمة القومية العظيمة في تاريخ الإنسان عرف
المظاهر هنا بدأت ومن . الدين الأثر في له أعمق مما كان الحكومة لمظاهر خلابة صورا الناس
الأحيان في بعض عندهم يسمى الإله العظيم صار حتى عالم الألوهية الحكومية تنتقل إلى
القديمة ظهر لأول مرة قوة الإنسان في تلك المرحلة المبكرة من تاريخ مصر . العكس أو (ملكا"
وقد . الديانة المصرية دورا كبيرا في تشكيل ما ألفتا ولعبتا وهما فيه ، الباطنة وقوة الوازع الخلقي
و أ الكهنة ألَّفها منفية مسرحية ثنايا في لما والباطل "الحق عن الإنسان عرفه حي!سذ أقدم بحث ظهر
قبل الميلاد(.)1 الرابع الألف تاريخها إلى منتصف ويرجع ، القديمة فلاسفة منف
بين ديني ما العالم في أصول أول بحث أنها هذه المسرحية بداهة على ويدل شكل
ارتبطت إذ المسرحية التي أطلقها برستيد على مؤلف كلمة فلسفي هنا ولاحظ (.)2 وفلسفي
السياسي ونظامه مدينته ودولته ومكانة للطبيعة والوجود القديمة برؤية الإنسان العقيدة المصرية
التطور الذي لحق ذلك ، الفلسفية الدينية بالرؤية ى ارتباط العقيدة عل أدل في آن معا .وليس
فيها الفلسفة التي تتضافر الظاهرة هذه لرصد ويكفي ، السنين القديمة عبر آلاف بالديانة المصرية
التي لحقت أن نتأمل التطورات واحد اَن لها في النقدية معا ،العقيدة الدينية مع الرؤية والدين
القدامى في التي أطلقها المصريون المتتابعة الوجود ودور الألوهية في النظريات بتفسير أصل
العناصر بقية ترى أن الإله أتوم هو الخالق وبصحبته التي النظرية فمن ، الزمان السحيق ذلك
الوجود على في تفسير المادية إلى النظرية ، الشمسي في التاسوع الإلهي في المذهب الإلهية
الهرموبوليسي أو الأشموني، تولد عنها الثامون الإلهي في المذهب التي الأربعة العناصر أساس
الخالق بالفكر والنطق ولم يكن أنه الإله بتاح على الإله المنفي الذي صور ومنهما إلى المذهب
إلى الواستي الذي ينسب ثم إلى المذهب ، الوجود إلا إلى هذا الفكر والقول محتاجا لأن يوجد
ht
tp (،)801 كتاب الألف سلسلة مكتبة مصر- حسن، د .سليم ترجمة الضمير، فجر ( )1برستيد (ج )05
:// : :
ww
w.
a l-m .38 ص ، تاريخ بدون ، القاهرة
ak
ta
be ص .38 ( )2نفسه
h. ،
co
m
57+
الديل هلس!ه الى حهديد مدحل
ht
tp
://
w ww
أعظم وأنه آمون المذهب الذي نصب ذلك أو الأقصر حاليا، واست مدينة .a
مفكري
إلها الإله l-m
ak
ta
e b
المذهبية الدينية وفي كل هذه التطورات . بما فيها الأرباب الذين تتابعوا من بعده h.cخالق كل شيء
om
حتى يقتنع النظريات السابقة ويديرون جدلا حولها أو كل نظرية ينتقدون كان أتباع كل دين
الديانات الهندية تعددت حيث ؟ القديم في الفكر الديني الهندي سنجده الشيء ونفس
وربما ومنها ذات الطابع المادي . الخالص الصوفي فمنها ذات الطابع الروحاني ، القديمة
والنظر إلى المادة الآلهة في وجود الشك بدأ فيه في رج فيدا Rig Vedaالذي الإلحادي وخاصة
يؤشر على أن ثمة روْى مختلفة ما تعود( .)2وهذا وإليها الأشياء فمنها وجدت كل شيء، أنها على
لم أنه ومن المؤكد ، هذه الديانات المختلفة إلى الديانات الأخرى وانتقادات وجهها أصحاب
لقد . الدينية السابقة نظرة تحليلية نقدية للمعتقدات وجود الدينية إلا في التطورات هذه تحدث
بالتعرف وذلك ، دين تقوم على تحليل الواقع الإنساني كان لدى الهند القديمة ولا تزال فلسفة
وقد تم الربط . المعاناة لهذه علاج ووضع المعاناة أسباب وتحديد الإنسانية المعاناة اشكال على
إن الاعتبارات النظرية تمثل حيث ()3؟ والعملي بين الجانبين التأملي الهندية الدين في فلسفة
معها ممارسة لدرجة أصبحت جوهرها تمثل التي الاعتبارات العملية هي بينما الهيكل لها،
كمحك هذه الممارسة في مجال أن تطرح لابد والرؤية الفلسفية ، الحياة عملية لفن العيش في
- الأردن ، والطباعة والتوزيع للنشر دار المسيرة ، القديمة الرقية الن!ثار :الفلسفة د .مصطفى ( )1انظر:
. )95- 37 ص ، القديمة في مصر ، الطبيعة الأول (فلسفة الطبيعة وما وراء الفصل ، م 1202 ، عمان
اليازجي، ندرة : ترجمة ، الهندي الفلسفي الفكر : مور شارلز ود. راداكرشنا سرفيالي : أيضا وراجع
.67 ص ، م 6791 ، والنشر ،بيروت للتأليف والترجمة ، العربية دار اليقظة
,6791 .London
P 84
.55 ص ، إليه الإشارة سبق ايأديان، تاريخ : خليفة حسن ( )3د .محمد
، )991 ( عالم المعرفة سلسلة حين، يوسف كامل : القديم ،ترجمة الفكر الشرقي كولر: ( )4جون
+ 58
ال!ل النالح
حركة تمثلان الجينية الكبرى وكذلك الديانات الهندية وهي إحدى البوذية ولما كانت
مؤسس بوذا فهما إذن من خلال ، مستقلتين ديانتين ثم أصبحتا ، للهندوسية ديني وفلسفي إصلاح
ومن ؟ نقد الهندوسية نقديتين قامتا على للدين تعتبران فلسفتين الجينية ومهاتير مؤسس ، البوذية
ونفس . لمسارها تعتبر تطويرا لها وتعديلا أخرى ديانات عليها وتأسيس والخروج إصلاحها ثمّ
فعلى الرغم من أن ديانات الصين تميل إلى الحكمة والعبر ، نجده في الفكر الديني الصيني اليء
ارتبطت إلا أنها ، الهندية الديانات العميق الموجود في الميل إلى التحليل الفلسفي أكثر من
بتصور الانشغال على حساب فيها السعادة وتحقيق والدنيا أكثر إلى العالم ومالت تفاؤلية بنزعة
نسبة إلى الكونفوشية ف!ن ظهور في المصير ،أقول على الرغم من ذلك أو البحث حياة أخرى
الطاوية مؤسس للاؤتسي إالتاو" !الطاو" أو والطاوية نسبة إلى كتاب كونفوشيوس مؤسسها
الكونفوشية أحدثته الطاوية؟ وهي الأم الديانة داخل يعني أن ثمة تطورا حدث لها كديانة منافسة
تقليدي إلى الحد الذي أصبح كل صيني لها للكونفوشية ومصححة إثراء مما جعلها تمثل
إذ إن مؤسسيها ، دينية فلسفات بقدر ما هي القديمة ديانات الديانات الشرقية إذن لقد كانت
من خلال الدينية رؤيتهم ومعتقداتهم على صحة التأكيد هو دائما واْتباعهم إنما كان شغلهم
كما في مصر الدينية العقائد فهكذا تطورت ، الحضارة نفس تحليل ونقد الديانات السابقة في
ديانات وفلسفات أنتجت فكل هذه حضارات ، وبابل الصين كما في فارس كما في الهند في
كانت ولا تزال في هذه الديانات القديمة أن نصوصها تواجه البحث التي لكن المشكلة . دينية
وكذلك شعائرها وطقوسها أتباعها، وتعد أسرارا مقصورة على من الغموض الكثير تحمل
مرحلة التطور تمت كيف وعادة ما نجهل . هم إلا ملهمة لأتباعها ولا يكاد يفهمها إنما هي
هذا التطور. عقلية نقدية حدث أي أسس من السابق إلى اللاحق ولماذا تم هذا التطور ،وعلى
توضح الديانات لهذه تحليلات هؤلاء المؤسسين مقومات واضحة تكشف نكاد نملك ولا
أو الديانات لها مجددين التي اعتبروا أنفسهم السابقة سواء وانتقاداتهم للديانات ملاحظاتهم
اكتسبت صفة القداسة نصوص أو مقدسة عما أبدعوه من ديانات ونصوص المختلفة الأخرى
ht
tp
://
ww في الهند. وبوذا في الصين مع كونفوشيوس رحيلهم كما حدث بعد
w.
al-m
ak
ta
be .128 ص ، السابق نفس المرجع خليفة حسن محمد د. انظر: () 1
h. :
co
m
95+
هلس!ه الديل إلى حد! مدحل
ht
tp
://
ww
w
المتعددة ودياناتها الشرقية قديمة قدم هذه الحضارات لدفي في ذلك إن .فلسفة الدين ولا شك
al
-m
ak
ta
e b
ضن ما بعد .لكن فيما عنها تزال مجهولة ربما يتم الكشف لا أو التي التي اكتشفت h.cونصوصها
om
الغربية الحضارة مهد اليونان بلاد جليا في واضحا نجده ودياناتها، الأمم الشرقية به علينا تاريخ
تقدم لنا الميلاد قبل القرن العاشر منذ حوالي الجديدة الحضارة هذه إذ بدأت ؟ الأول وعصرها
بدأ النتاج الديني الذي وهذا . مكتوبا منذ إلياذة هوميروس صار لْم البداية في بدأ شفهيا نتاجا
الأورفية الديانة حتى الأوليمبية الديانة من خلاله في القرن العاشر والتي تأسست من هوميروس
في القرن السادس والديانة الفيثاغورية المنسوبة إلى فيثاغورس ، المنسوبة إلى أورفيوس
إلى الأوليمبية من الديانة الديانات المتعددة إن هذا الإنتاج الديني وتلك قبل الميلاد .أقول
من فلاسفة هذا قد وجد كل ، الديانة الفيثاغورية إلى الديانة الأورفية إلى الديانة الديونيسيوسية
أفلاطون الشاعر الجوال وحتى الفيلسوف ذلك منذ اكسينوفان شديد ينتقده بوضوح مَن اليونان
أن كل هؤلاء يعتبرون فلاسفة لدفَي شك لا إذ ؟ الرواق ومن بعدهما أبيقور وفلاسفة وأرسطو
سياسية فلسفية نظرية لحقالْق الوجود ونظريات يقدمون رؤى فلاسفة كانوا للدين بقدر ما
عن تعبيرا الشعر اْواثل مَن اتخذوا وكان من . .م عام O57ق حوالي القديمة في اليونانية
وكان أول مَن ، الشائعة في عصره الدينية أهم قصائده في نقد المعتقدات وكتب (،)1 فلسفتهم
في اليونان عرف ما وهيزيود ،وهما مَن ألسسا الشهيرين هوميروس اليونان شاعرا انتقاداته تلقى
يتزاوجون على هيئة بشر الاَلهة تصور الديانة هذه وكانت . الاْوليمبية بالديانة عبر قصائدهما
والذي . امرأة أو رجل على حب بعضا ويمَحاربون ويتنافس بعضهم ويتصارعون ، وينجبون
فضلا وذلك ، الذكور قد اغتصبوا زوجاتهم الآلهة يجد أن معظم الاَلهة هذه أنساب يلاحظ
يتآمرون على ما وكانوا عادة . وعشيقاتهم المشين مع زوجاتهم السلوك من ذوي كانوا عن أنهم
وكثيرا ما الذكور، بالاَلهة الإيقاع الاَلهات الإناث إلى تلجأ إذ كثيرا ما كانت ؟ البعض بعضهم
على السابقون ، الأول الجزء ، شرقي منظور اليونانية من الفلسفة تاريخ : النشار ( )1د .مصطفى
. 176- 175 ص ، م 91 89 ، الأولى الطبعة ، بالقاهرة للطباعة والنشر والتوزيع قباء دار ، السوفسطائيين
. 06
الناف! ال!كل
الآلهة قِبَل من أحد البشر سواء الأوليمب لتضاجع من عليائها فوق قمة جبل الاَلهة نزلت هذه
أهدافهم وأساسا من كان من ضمن مهم فعلاقتهم بالبشر وزواجهم . الذكور أو الاَلهات الإناث
قائلا: وهزيود الكبيرين هوميروس الديانة بنقده لشاعريها هذه تعليقه على وقد بدأ اكسينوفان
كالتلصص بالعار من قدر الآدميين وتكللهم تحط التي كل الأعمال الاَلهة يعزوان إلى اإنهما
!إن : حينما قال عن هذين الشاعرين الدينية مَن تلقى تعاليمه كل انتقد كما .)2(، والزنى والغش
اكسينوفان من إذن لقد رفض .)3(، على قصائد هوميروس الناس قد تعلموا منذ نشأتهم جميع
التي الهزلية هذه الصور رفض واْعمالهما وهزيود إلى هوميروس النقد خلال توجيه سهام
يؤمنون مَن أيضا على كل كل الشرور .وقد عاب الذين يمارسون الفانين كالبشر الاَلهة صورت
يتصورون الاَدميين إن : الآلهة أكيد عن ذو علم رجل يوجد 9 إنه : قال حيث ؟ الدينية بهذه العقيدة
ولو كان . لآدميين ا وصور كأصوات وصورا لهم أصواتا و(ن ، الثياب ويلبسون يولدون الاَلهة أن
صورا كما يفعل الآدميون لرسمت أن ترسم وتصنع وكان في وسعها أيد مثلنا والأسود للثيران
على آلهتها الخيل لصورت ولو استطاعت ؟ هي تماثيل على صورتها لها وصنعت صورا لاَلهتها
زرق اَلهتهم والتراقيون يصورون ، الأنوف فطس اكهتهم سودا إن الأحباش يصورون . صورتها
الاَلهة البشرية التي تجسد كل التصورات لتشمل انتقاداته اكسينوفان من وهكذا فقد وسع
لن بأنها أن وصفها هذه التصورات من وبلغ من سخريته ، الفانين على هيئة البشر وتصورها
الألوهية. عن تصوراتها حول التعبير الحيوانات للآلهة لو كان لها إمكانية عن وصف تختلف
اكد حيث ؟ الإيجابي إلى الجانب الدينية النقدي في فلسفته من الجانب وقد انتقل اكسينوفان
ولا في في صورته الاَدميين لا يشبه الاَلهة والبشر (يعلو على ثمة إلها واحدا باْن يؤمن أنه على
دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة ، ، اليونان الفكر الديني عند نصار: ( )1انظر :د .عصمت
ht
tp . 178 ص السابق المرجع الثار :نفس د .مصطفى نقلا عن
:// ، : ) (2
ww
w.
al-m السابق. المرجع نفس : (و) نقلا عن
ak
ta
be
h. .917- 178 ص ، السابق نفس المرجع : عن ( )4نقلا
co
m
61+
هلس!ه الديل الى !ريد مدحل
ht
tp
://
ww
w
كلها بقوة الأشياء على وهو يسيطر ككل وشسمع ويفكر ككل يرى ككل ) الإله عقله .!al-mفهو (أي
ak
ta
be
بتعدد المؤمنة الدينية العقائد هذه على تماما خرج قد اكسينوفان أن ذلك معنى وليس . )l "( .coعقله
h
m
هذا أنه (أي على تأكيدا الإله الواحد، بذلك إيمانه على لأن في تأكيد اكسينوفان ؟ الألوهية صور
بين يزال يقرب لا أنه عن تكشف وهذه الطريقة في الحديث ) الأعظم "بين الاَلهة والبشرا، الإله
هنا فقد قال إ( .)2ومن الاَلهة بين هذه هو الأعظم ويقرر أن إلهه الواحد والبشر، الاَلهة القطبين
وربما يرجع ذلك ، موحدا( )3بالمعنى الديني الصحيح أن اكسينوفان كان واحديا وليس البعض
واحد ،وأن والعالم شيء الإله هي أن العالم اكسينوفان تركز على وحدة قالها إلى عبارة أخرى
الواحد للإله إقرار الألوهية المطلقة يبدو حول فيما مترددا فقد كان اكسينوفان وعلى كل حال
ةإنه : القصيدة قوله في ذات من ذلك ولا أدل على . العالم وعن الاَلهة الأخرى وتنزيهه تماما عن
إ(.)4 الآلهة ذو علم أكيد عن رجل لم يوجد في العالم ولن يوجد
في فقد عاش ، أعلام الجيل الأول من السوفسطائيين الذي كان واحدا من أما بروديقوس
الاَخرين باهتمامه قبل الميلاد .وقد تميز عن السوفسطائسِن الثاني من القرن الخاص النصف
ومن ملاحظته من شدة التفكير في هذا الموضوع وقد خلص . الألوهية وفلسفة الدين بموضوع
كل تأليه إلى تتجه هذه القصائد إلى ان معظم المنتشرة في عصره الدينية القصائد للكثير من
فهذه وما شابهها، والخمر والينابيع والأنهار السماوية الأجسام : مثل للبشر ما هو نافع ومفيد
فقد اْطلق اليونان أتهوها وعبدوها؟ ثمّ ومن ؟ وإلهية مقدسة أنها أشياء على كلها نظر إليها البشر
الماء بوزايدون وعلى ، Dionysus ديونيسوس الخمر وعلى , ديميتر Demetr (الخبز) القمح على
(2 (:)..
Jaeger The Theology of Early Greek Philosophers, Oxford, )Press
Clarendon
(3
Ibi)4.
.018 ص ، السابق نفس المرجع النشار، مصطفى د. : عن نقلا ) (4
+6 2
الثافي ال!عل
فقد أئه ، متقاربين فوجدهما المصريين بين عمَائد اليونانيين وعقائد بروديقوس قارن وقد
العبادة والأسرار في الإنسان خبرة كل وكان ، النيل فقد أتهوا ؟ النافعة أيضا الأشياء المصريون
منافع (.)1 بما فيها من -تتعلق بالزراعة وترتبط -كما قال بروديقوس الدينية
اليونانسِن ومقارنتها لديانات معاصريه من النقدية بهذه النظرية اكتفى بروديقوس وقد
نظريته في فلسفة النتيجة الإجمالية التي لخصت القديمة لينتهي إلى هذه بالديانات المصرية
النافعة لهم. الأشياء والظواهر كل ويؤلهون يعبدون أن الناس : وهي ، الدين
وخاصة اليونان فلاسفة معظم قِبَل الدين من النظريات الفلسفية حول وبالطبع فقد تطورت
وربما تأثر بانتقاداته ، تلميذا لبروديقوس فقد كان سقراط ، وأفلاطون سقراط كل من لدى
التقليدية بتعدد الاَلهة بصورتها الأثينيين ككل اعتقاده رغم سقراط ثمّ اَثر ومن ؟ عصره لديانات
الإله أبوللون إله لعبادة كان مقزا على معبد دلفي الذي الدائم وتردده دياناتها المعتمدة وفي
إن سقراط : صديقه لخيريفون قالت لنبوءة كاهنة هذا المعبد حينما وخضوعه ، العقل والحكمة
آثر ، التقليدية عادة الأثينيين في عبادة آلهتهم على جريه رغم أثر سقراط أقول ، الأثينيين أحكم
من أنه واثقا وإنما كان ، صفاته ولا عن عن اسمه لا لم يعلن بوضوح هـان الإيمان ب!له واحد
رحلوا عن هذا العالم الدنيوي مَن سيلقى لديه المصير الأفضل وسيلتقي عنده بكل وأنه موجود
لم يلقاهم في حياته مَن الإله وللقاء العبور إلى الحياة الخالدة مع هذا بداية كان بمثابة الذي
حينما قال في وبدا كل ذلك . تجاه أفكارهم بالامتنان أحبهم وشعر الدنيا من علماء ومفكرين
عامة الناس : من أو من القضاة محاكمته سواء ممن حضروا الأثينيين مخاطبا ختام محاكمته
هنا لفظ العلم عند الإله مستخدما ! ؟ أفضل مصيره أينا . الحياة وأنتم إلى أنا إلى الموت : والاَن
الإله بالمفرد(.)2
ht
tp )Ibid !. 37 04
:// (1,
ww
w.
al
الدار وأثرها في الفلسفة الإسلامية والغربية -m ، منذ أفلاطون الألوهية فكرة النثار: ( )2انظر :د .مصطفى
ak
ta
be
h. . 301 الطبعة الرابعة 5002 ،م ،ص ، بالقاهرة السعودية للطباعة والنثر والتوزيع المصرية
co
m
63 +
ht
tp
هلس!ه الديل حديد ال ://
ww
مد i
w.
al
-m
ak
t
عن نظام العالم ومبدع الإنسان . العقل السامي والمسئول ذي ! إذن ب"الإله abeلقد اَمن سقراط
h .c
om
عبارة عن مجتمع من جعله يعتقد أن الكون الإلهي حدا من النضج لاهوت سقراط بلغ وقد
سام إله : أن يكون على رأسهم ولحتمل ، الإلهية البشرية السامية والموجودات الموجودات
في محاوراته له سقراط وألمح دائما ما خاطبه كان لإله الذي ا هو ( .)1وهذا الخير وعادل كامل
فهو أول مَن ؟ يزال الدين في الزمن القديم ولا أما أفلاطون فقد كان واحدا من أهم فلاسفة
عليه من فلاسفة الدين في كل والسابقين تناول في محاوراته بالتحليل والنقد كل أفكار معاصريه
المثالي للدولة بنى تصوره مَن وهو أول . الدينية نقد تصوراتهم في ذلك بما تفلسفهم مجالات
بالكون ومكانة يخها الدولة ومكانة الحاكم بناء من الإيمان بالألوهية السامية مشبها على أساس
على الشيخوخة النضج أو محاورات في محاورات وكان مصرا طوال الوقت سواء فيه ، الإله
القوانين! " محاوراته لدولة القوانين في آخر تصوره ولما قدم . الحكيم الواحد الحاكم ضرورة
مما جعله ؟ من الإيمان والتقوى كان حاكمها الفعلي هو القانون على أساس التي بنى هذه الدولة
درجة إلحادهم لمحاربة الملحدين حسب قانون الإلحاد أحد هو إليه يسبقه قانونا لم يسن
لحاد k ل وعذد ثلاث صور . وبين الموت سنوات لمدة خمس بين السجن فيه تتراوح العقوبات
هي:
لإفلات من العقاب ا وأنهم يستطيعون ، يرتكبون الذنوب عمن بسهولة ترضى الآلهة -3أن
وأيضا:
(Long :).W Religion in Idealistic Tradition - An Essay in : .J Clayton Feaver and William
الهيئة المصرية ظاظا، حسن لمحمد : العربية الترجمة ، القوانين محاورة العاثر من ( )2انظر :الكتاب
ك! وما بعدها. 7 ص م، 8691 ، بالقاهرة للكتاب العامة
ال!ل الثالح
محددة لممارسة ضوابط لقد اهتم أفلاطون في محاوراته لأخيرة هذه بالدين إلى درجة وضع
ا
وتحريم أي نوع ، على ممارسة هذه الشعائر عن طريق كهنة متخصصين الدينية والرقابة الشعائر
وعلى أيدي العامة في المعابد إلا الشعائر إقامة تحريم وكذلك ، الخاصة الدينية العبادات من
المثل في نظريته حول الدين عند أفلاطون في نظرياته الفلسفية وخاصة فلسفة وقد تجلت
أفلاطون (،)2 الإله الأسميعند مثال الخير" الذي هو صورة 9 للمثل هو مثالا على رأسها جعل التي
هذا الصانع في خلق الإله عن دور فيها وتحدث ، وقد كان لأفلاطون نظريته المستقلة عن الخلق
مادة قديمة وجود من خلال إلا قد تم صنعه لم يكن دمان اعتبره أفلاطون حادثا، العالم الذي
أي كائن من أو شيء اْي الصانع ايإله من خلاله يشكل ما ومثال قديم هو ، الأربعة العناصر هي
عبر محاوراته المختلفة في تأكيده في نظرية الألوهية عند أفلاطون تجلت وقد (.)3 الكائنات
وقد قدم أفلاطون (،)4 صفاته تعددت الإله صمان على واحدية مواقع عديدة من هذه المحاورات
تأثيرها وسيعم الإلهية لفلسفة أرسطو الأساس بمثابة ستكون الإله براهين عديدة على وجود
وهذه (.)5 العصر الحديث وحتى والإسلامي تاريخ الفلسفة اللاحق من العالمين المسيحي
لقضية الألوهية التي بعد ذلك تركيز في عرضنا موطن سيكون ما لأفلاطون هي الإلهية الفلسفة
،السفسطائيون الثاني ،الجزء شرقي منظور من اليونانية تاريخ الفلسفة النشار: ( )1انظر :د .مصطفى
.592 ص ، م 0002 ، الأولى الطبعة ، بالقاهرة للطباعة والنشر والتوزيع تباء دار ، وأفلاطون وسقراط
الباب الثالث عن الإشارة إليه في الإلوهية عند افلاطون ،سبق ( )2انظر :ما كتبناه في كتابنا :فكرة
الأفلاطونية، المثل نظرية عن الأول الفصل الأفلاطوني ،وخاصة ل!له المختلفة التصورات
اْفلاطون، عند الخلق نظرية عن الأول الثالث ،الفصل السابق ،الباب المرجع ( )3انظر :نفس
ص .242- 217
الأفلاطوني إ، الإله 9صفات : بعنوان الثالث من الباب الثالث في الفصل ، السابق المرجع نفس : انظر ()4
ht
tp . 272- 925 0
://
ww
w.
الله،!al-m وجود على أفلاطون 9براهين الباب الثالث عن الثاني من ،الفصل المرجع ( )5انظر :نفس
ak
ta
be
h. . 258- صر243،
co
m
65 +
هلس!ه الددن إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
وفلسفته الدينية أرسطو : ساد L l- m
ak
ta
be
h.
co
أي اهتمام لديه ليس باْنه قائل بين بشأنه الاَراء فقد تراوحت ، تلميذ أفلاطون أما اْرسطو m
كان بأن أرسطو مبررا ذلك ، الأخروية لديه اهتماما بالأمور نظرا لأنه لم يكن ؟ الدين بفلسفة
كان أنغ تلاميذ إنه هذا العالم ( ،)1وبين قائل في الواقعية الإنسان مشكلات أكثر اهتماما بدراسته
من الموجودات تقوم على إدراك أن هناك سلسلة ()2 دينية فلسفة الاَخر قدم هو أفلاطون حيث
أطلق عليها الهيولي الأولى التي لم نرها ولم نعرفها ،وتسير التي الخالصة المادة من تبدأ التي
تمتد من سلسلة في قمة هرم الوجود .وهي الإله إلى إدراك الصورة الخالصة التي هي صعودا
أرسطو يسميه ما إلى الفعل الكامل (أو ) بالقوة الوجود اْرسطو يسميه ما (أو الإمكان البحت
حيث ؟ ذاته بالفعل الكامل هو أيضا الإله الذي ينث!غل بتأمل الموجود وذلك ). بالفعل الوجود
سيحيق أن نقصا يفي به بالعالم لأن انشغاله الا ذاته ولا ينشغل يعقل لا الذي إنه العقل الخالص
العالم (ر) ،هو علة حركة يتحرك لا ذاته هو للعالم هـان كان الأول المحرك فهو يمثل ذلك ومع . به
فيه. إليه وعشقا شوقا إنما يتحرك العالم في ما يتحرك فكل ، الغاية للحركة باعتباره
وعلماء اللاهوت في العصور المدرسيون بارندر من المفارقة التي جعل! جفري ويتعجب
يتحرك وبين أب يسوع الدائب لا الذي هذا المحرك التوحيد بين في ينجحون الوسطى
العمل (.)4
فلسفيا إيمانا بين الإيمان بالإله الواحد الدينية قد تراوحت أرسطو والحقيقة أن فلسفة
التمييز على القائمة الميتافيزيقية نظريته وكذلك ، لديه الطبيعة كان نتيجة منطقية لفلسفة صارما
الإيمان بالعقيدة الدينية الشعبية المؤمنة بتعدد الآلهة. وبين ، بالفعل والوجود بالقوة بين الوجود
بين الواحدية الدينية العقيدة موضوع إزاء في تطوره الفكري قد تأرجح أن أرسطو ويرى البعض
بالقاهرة ، العامة للكتاب المصرية الهيئة ، سليم الحميد عبد : ترجمة ، الإغريق فلاسفة وورنر: ( )1ريكس
عالم د .إمام عبدالفتاح (مام ،سلسلة : ،ترجمة الشعوب الدينية لدى بارندر :المعتقدات ) جفري (2
.77 ص ، م 3991 ، ( ،) 173الكويت المعرفة بالكويت
( )3نفسه.
( )4نفسه.
+6 6
الثانح ال!مل
توحيده هذا من مقالة لنا ويظهر من حياته موحدا، الأول والثاني الطور كان في إذ والشرفي
الثامن منها، فيما عدا الفصل الميتافيزيقا" ة كتابه الشهير من الثاني عشر الكتاب اللام التي تحتل
بهذا التوحيد ،وانتهى في آخر الأمر في يتصل فيما تثور في نفسه قد أخذت كانت الشكوك لىان
عن فيها تحدث التي أكثر المواضع كان في ف!نه ومع ذلك . الطور الثالث من حياته إلى الشرك
عن الإله فيه صراحة الوحيد الذي تحدث وكان الموضع ، الجمع بصيغة كان يتحدث ، الإله
فليكن ، بصالح الكثيرين ليس "إن حكم ة حينما قال اللام كان في نهاية مقالة باعتباره واحدا
. الإلياذة أ( )1إلياذة هوميروس " قد اقتبسه من كان أرسطو قول وهو واحد"، زعيم
في أنه إلا ، كتاباته بعض في بدا الذي التردد عبر أطوار حياته كان لديه هذا ومع أن أرسطو
من هذا ،وذلك وقتنا وربما إلى ، الزمان الدين في ذلك كان من أهم فلاسفة اعتقادي الشخصي
الإلهي ( ،)2واعتبر الوجود دراسة الفلسفة بأنها علم مَن عرّف كان أول أنه الأول الجانب : جانبين
المعنى رأيه في إنه . وتدور تأملاته حوله أن يدرسه ل!نسان يمكن موضوع أهم أن هذا هو
الدين لديه مرتبطة بما كان يكتبه في الفلسفة فلسفة ظهرت هنا ومن . للميتافيزيقا الأخص
). الطبيعة (أو ما وراء بالميتافيزيقا شراحه فيما بعد لدى التي عرفت الأولى
بالوجود الإلهي فيها يؤمن ، إلهية حقيقية فلسفة صاحب فقد كان أرسطو الثاني الجانب أما
فهو العلة ، عليه ببراهين عقلية عديدة مبرهن فالإله للوجود، القصوى الإله هذا وبضرورة
الصورة وهو ، علة الحركة أنه مع يتحرك لا الذي الأول المحرك وهو ، الموجودات الأولى لكل
إن . ذاته يعقل الذي الخالص العقل وهو ، العالم الطبيعي ما في المفارقة للمادة ولكل الخالصة
حي، بأنه الأرسطي الإله عند أرسطو( .)3ومنها يوصف الإله كل هذه وغيرها براهين على وجود
. 174 ص ، دار القلم ببيروت ، بالكويت وكالة المطبوعات أرسطو، : بدوي ( )1عبدالرحمن
مذهبه طاليس أرسطو ، الثالث الجزء ، شرقي من منظور اليونانية النشار :تاريخ الفلسفة د .مصطفى () 2
. 15 صا ، م 1302 ، بالقاهرة اللبنانية الدار المصرية ، العلمية ونظرياته ، الفلسفي
. 164- 162 ص ، إليه الإشارة السابق كتابنا : في الإله وجود على براهين أرسطو : انظر () 3
ht
هذه البراهين في :رضا عبدالتواب نادي ،مفهوم الإله في الميتافيزيقا tp وانظر :تفاصيل أكثر حول
://
ww
w.
al
الاَداب ب!شرافي في كية الأرسطية وعلافته بالعالم الطبيعي ،رسالة دكنوراه غير مضثمورة ،تمت
-m
ak
ta
be
h. جامعة بني سويف 1302 ،م ،ص . 49- 53
co
m
67 +
jل ال
د هلس!ه الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
وفعل محض. خالصة وصورة خالص عقل وأنه أزلي أبدي وأنه ثابت ولا يشوبه أي تغيير، وأنه w.
al
-m
ak
ta
b
والتعدد ،وهو ولا يقبل القسمة التام الكمال ،كامل ehومن ثمّ فهو واحد لا متناه بسيط وغير مركب
.c
om
الني تؤكد على واحديته ومعها الصفات الإله البراهين العقلية على وجود وأعتقد أن هذه
بما اليونان هو تردد ناتج عن إدراك كل فلاسفة إنما ، بين الواحدية والشرك التردد تقطع بأن هذا
الديانة الأوليمبية، للعقائد الدينية الشعبية الشائعة وبالذات احترامهم عن وأفلاطون فيهم سقراط
وحديثه عن من كتابات أرسطو كثيرة بالجمع في مواضع الإله أن استخدام لفظ شك ولا
وتصوره ، الشعبية من جانب للمعتقدات يبرز الخضوع إنما والأفلاك العقول المفارقة للكواكب
كان لابد لكل كوكب ثمّ فلك القمر؟ ومن تحت ما فوق فلك القمر وعالم ما للتمييز بين عالم
الأربعة، المركبة من العناصر في طبيعته عن الموجودات أن يختلف الدائرية الحركة ذوي من
هي رمز الاقتراب من الكمال الإلهي عند أرسطو، دائرية السماوية تتحرك حركة فالموجودات
وهي ، الإله إيمانه بواحدية فهي ، الميتافيزيقية فلسفته إلى روح اَخر .أما رؤيته الأقرب جانب من
حديثه كان معظم حيث ؟ الفلسفة عن ومحاورة الميتافيزيقا كتاب فصول تماما في أغلب بدت ما
أناني إله الإله دالهه الواحد ،هو أن هذا الدين عند أرسطو، إن المأخذ الحقيقي على فلسفة
من خثحب وكأن هناك عساكر ، بكرامته اعتزازا ، كالتمثال وقف عسكري بقائد جامد ،أشبه
الطبيعي الذي بالعالم حقيقيا( .)3إذ إن علاقته جثا فنظمت قدر استطاعتها تحاكيه على أخذت
وهو إليه شوقا في الطبيعة يتحرك ما فكل ، هو علته علاقة عجيبة فهي علاقة من أسفل إلى أعلى
. 166- 164 ص ، السابق كتابنا في عند ارسطو الإله صفات : انظر ) (1
. 152- 69 السابق الإشارة إليها ،ص الدكتوراه في رسالة ذلك تفاصيل : وانظر
.277 ص ، السابق المرجع نفس : نادي عبدالتواب ( )2انظر :رضا
والنثر ،القاهرة 5391 ،م، التأليف والترجمة لجنة ،مطبعة اليونانية تاريخ الفلسفة كرم: ) يوسف (3
. 68
النانح ال!مل
مباشرة ولا علاقة عند أرسطو، الإله بالعالم لا عناية إلهية من إذن . ذاته خارج يهتم بأي شيء لا
ما ولا يوجد ، العكس الإله وليس نحو العالم من غير مباشرة دهانما العلاقة علاقة ، بالعالم تربطه
الفاعلة للحركة. العلة الغائية وليس يمثل أعلى إلا كونه محركا الإله بالعالم يربط
والإله ، للألوهية ورؤيته الدين عند أرسطو قيل ويقال عن فلسفة ما مع كل اْنه والطريف
واللاهوتية قد تأثرت الدينية ف!ن الفلسفات عنه شيء، يهتم بالعالم ولا يعرف لا الواحد الذي
أو في والإسلامية في الفلسفات المسيحية الدينية في العصور الوسطى سواء جميعا بأرسطو
مشكوك تدينه الدين -رغم أن بحق واحدا من أهم فلاسفة لقد كان أرسطو (.)1 العصر الحديث
عنوا أتى بعده من فلاسفة وعلماء لاهوت ما واسع في كل أثر تركه من بما -في كل العصور فيه
. . والمصير. الألوهية والخلود قضية الدين ومعناه وفي في نظر الفلاسفة لم يتوقف وبالطبع
الاهتمام موجودا عند بل ظل نفس إلخ عند العصر الهلليني الذي بلغ قمته الفلسفية عند أرسطو،
وتاريخيا عصر .م في عام 322ق أرسطو وفاة ما بعد وهو فلسفيا عصر ، فلاسفة العصر الهللينستي
هذا العصر ظهور تيارات فلسفية عديدة وقد شهد . .م الاكبر عام 323ق بعد وفاة الإسكندر ما
بالمدارس عرف ما التيارات الثكية فضلا عن ازدهار إلى جانب ، والرواقية الأبيقورية أهمها
الفلاسفة المنتمين ولقد قدم معظم )، والقورينائية والميجارية الكلبية (وهي الصغرى السقراطية
هذه الرؤى بين وتراوحت ، الدين والألوهية حول والتيارات الفلسفية رؤى إلى هذه المدارس
إلى أي حقيقة بصدد بل ايضا إنكار إمكان الوصول ، الآلهة فقط إنكار وجود الإنكار -ليس
أدرية والتشكيك اللا واتخذوا من اللامبالاة الذين ارتاحوا إلى وهؤلاء هم الشكاك أي شيء،
في المنكرة لإمكان فهم حقيقة أي شيء تحلقوا حوله وقدموا حججهم مذهبا في كل شيء
الشكاك حتى الأول لهذا الاتجاه الشكي لدى بيرون المؤسس البيرونية من الحجج بدءا ، العالم
ht
tp
://
ww
w.
فيالفصل السادس عن إله أرسطو عند المشائين al المرجع السابق ( )1انظر رضا عبدالتواب نادي نفس
، : :
-m
ak
ta
.272- be 233 التراث الهللينستي والمسيحي وكذلك في العصر الحديث والفلسفة المعاصرة ،ص
h.
co
m
m96
الدين هلس!ة الى حهديد مدحل
ht
tp
://
w ww
اكاديمية وعلى رأسهم ومرورا بشكاك وانتهاء وأجريبا، رأسهم أناسيد يموس .a
الجدليون وعلى
l- m
ak
ta
be
(.)1 الحديثة اكاديمية الوسطى وكارنيادس مؤسس الاكاديمية اركسيلاوس مؤسس h.
co
m
ف!ليك نقد في عصرهم للنظريات اللاهوتية انتقاداتهم مثلا على كيف كانت وإذا أردنا
الإله واعتبر على وجود أدلة الرواقيين كارنيادس فقد رفض ؟ الرواقي للاهوت كارنيادس
إلى دليل الإجماع يلجأون مثلا فالرواقيون ، تناقضات على تنطوي وأنها ، حاسمة ليست أنها
كان في استطاعتهم أن يبرهنوا على إجماع الأمم ف!نهم عندئذِ إذا لكن ، الإله كبرهان على وجود
كما رفض ! آلهة يبرهنون على وجود لا على إيمان كلي عام بالوجود الإلهي لكنهم يبرهنون
نفسر فكيف ، بالعناية الإلهية الاعتقاد صح إنه لو العناية الإلهية وانتقدها قائلا: في نظريتهم
في أن الإله تتجلى العناية كان الرواقيون يقولون بأن هذه دماذا الثعابين السامة ؟، مثلا وجود
الجرائم تدبير هذا العقل في العظمى من البث!ر ،يستخدمون الغالبية ف!ن ، الإنسان العقل وهب
يمد عنايته فعلا لجميع الإله كان صاذا ، البعض ببعضهم يلحقونها التي والمصائب والشرور
كما انتقد أيضا إيمانهم . السليم العقل أخيارا ،وأن يهبهم جميعا عليه أن يجعلهم فكان البشر،
على حرية الإنسان مؤكدا على أن هذا الاعتقاد يمثل خطرا شديدا ، المحتوم بالقدر والمصير
النقدي ، العصر الهللينستي بين هذا الاتجاه الإلحادي فلاسفة رؤى لقد تراوحت أقول
لدى خاصة ذلك ونلحظ ، معظمها على الأخلاق التي ركزت الفلسفية الأخرى والاتجاهات
بالبحث عن طريق السعادة الذي تراوح لديهم بين التي اهتمت السقراطية الصغرى المدارس
وبين القورينائيين رأي هو وهذا ، السعادة واعتبارها هي جوهر الحسية اللذة في الانغماس
ممارسة المرء بعيدا عن بقدر ما يكون تكون واعتبار أن الفضيلة ، اللذة الحسية في التام الزهد
أفروديت إنني لو صادفت : قال في ذلك الكلبية مؤسس انتستينز لدرجة أن هذه اللذات الحسية
شرقي من منظور اليونانية تاريخ الفلسفة كتابنا: في الشكية جميعا هذه الاتجاهات عن ( )1انظر :لمحة
بالقاهرة ، اللبنانية الدار المصرية ، الهللينستي في العصر اليونانية الفلسفية -المدارس الرابع -الجزء
.52- 5 أ ص ، السابق نفس المرجع انظر: ()2
07
النالح ال!مل
في توجهاته والرواقيين على التماس طريق للسعادة يختلف تركيز الأبيقورير رغم ولكن
أخلاقي يدعو للذة إلى مذهب منهما؟ فالأبيقورية قد دعت دهان انطلقتا هاتين المدرستين عن
من بما هو ضروري بالاكتفاء - بالقورينائيين تأثره أبيقور -رغم وأوصى ، المعتدلة الطبيعية
أما الرواقيون فقد انطلقوا . اللذات في تلك دون المغالاة طبيعي وضروري هو بما أي ؟ اللذة
الأخلاق لكنهم مارسوا ، العيش وفقا للطبيعة والزهد في اللذات إلى الكلبية بالفعل من دعوة
الأخلاقية على الإيمان وبنوا فلسقهم المعتدلة ولم يتطرفوا في الدعوة إلى الزهد والتقشف
قدما تصورا شاملا كان تميز الأبيقورية والرواقية في هذا الصدد أنهما مدرستان هنا ومن
فأبيقور كان ركم ؟ الألوهية وفي إطار هذا فقد تفلسفوا حول ، الوجود والكون والإنسان حول
لدينا كبشر باْن وبرر وجودها موجودة الآلهة أن كان يرى ، للعالم الطبيعي الذري ماديته وتفسيره
الشعور لدينا فيتولد صدورنا تتخلل لها ذرية تبعث بممثلات إنها حيث وجودها؟ فكرة عن
هذا وحياتها أكثر خلودا عن عالمنا الأرضي في عالم مستقل ووجودها بوجودها ،فهي موجودة
لن تعاقبه فهي لها بالإنسان مباشرة أنها لا علاقة تعني المستقلة وحياتها وتركيبها اكثر شفافية
الذرية؟ المادية الطبيعة فلسفة دينية مبنية على هنا فقد قدم أبيقور فلسفة ومن . بعقابه ولا تسعد
لن تعاقبهم بالتالي وأنها بعيدة عن حياة البشر، تحيا حياة مستقلة وهي مكونة من ذرات فالاَلهة
يحيا حياة تراه الإنسان أو أن تعذب لن يزيد من سعادتها الدنيا لأنه بعد حياتهم كما يتصورون
يحيا حياة السعادة الهادئة أن ترى الإنسان سعيدا يسعدها الاَلهة ف!ن الشقاء ،بل على العكس
كانت التي الخرافات والأساطير كل صور الدينية أبيقور في فلسفته رفض ذلك وعلى . المعتدلة
يقدمونه من قرابين للالهة ما البشر البشر تجاهها ،ونعى على وانتقد سلوكيات ، الآلهة تحاك عن
من ذاته الصحة على أن المرء ينبغي أن يلتمس وشدد ، الآلهة من أو درءا للخوف التماسا للصحة
فلا مبرر له فالاَلهة كائنات الآلهة من أما الخوف . الآلهة إلى القرابين تقديم من وليس وجسمه
ht
tp منها(.)1 أو نخاف نخ!ثصاها فلا ينبغي أن المستقلة مثلها مثلنا ولها حياتها السعيدة
:// ،
ww
w.
al-m
ak
ta
be
.h 121 - 111 ص ابيقور، والألوهية عند الأخلاق السابق عن المرجع كتبناه في نفس ما : انظر ()1
.c
om
71+
الديى !لس!ة إلى جدلمد عدحل
ht
tp
://
www
أربعة مقومات قد امتلك علاجا أن الحكيم الأبيقوري عند الأبيقورير .a
والخلاصة
له دائما l-m
ak
ta
b
الخوف وعدم ، الإيمان بالآلهة : هي والطمأنينة النفسية والسعادة eh.إذا اتبعه تمتع حقا بالصحة
co
m
(.)1 الألم تحمل الخير ،وسهولة تحصيل وسهولة لنا، بالنسبة شيء لا الموت منها ،وكون
من قضية واضح الثلاث لهم موقف فقد كان أعلامها عبر عصورها ، الرواقية أما الفلسفة
الإلهية والقدر الإله والعناية بوجود يؤمنون إذ كانوا جميعا ، دينية محددة فلسفة الألوهية ولهم
أقرب شيء نظر الكثيرين في في كل أركان الوجود ،فقصيدة كليانتس عن زيوس عدت الإلهي
الاتصال ذلك ، والناس الاَلهة بين أن توطد واستطاعت ، المسيحية إلى صلاة من الصلوات
وتدينا(.)2 حماسا التي تفيض الواثقة والصلاة والتقوى العبادة الذي يتيح الشخصي
وهو الكائن الحي الخالد، العالم جوهر الإله فقد كان الرواقيون يؤمنون بأن عام وبوجه
ما بكل ويعتني العالم يحرك الذي وهو ، طبيعته من يقبل الشر وليس لا الذي ، في سعادته الكامل
من مجموعه العالم في ما وكل له فهو صانع العالم وأب يتخلل كل شيء، إن وجوده حيث فيه؟
وهو في ولأ!؟ لأن كل الأشياء تتم بواسطته العلة إنهم يسمونه . برعايته إلى جزئياته مشمول
يحافظ عليها الحياة وهو الذي سبب لأنه Zeus يسمونه زيوس أو ، الإيجابية علته كل شيء
ولرعاها.
كله بسمائه العالم الإله يتطابق مع أن جوهر الرواقية زينون مؤسس منذ أعلن إنه كذلك
يدلان على حقيقة واحدة وهو وهذا الكون ، إذن يديره هذا الإله العاقل ككل فالكون . وأرضه
شاملة (ر).
من هذا العقل الإلهي أو الروح هي جنس إنما الإنسانية لقد كان الرواقيون يؤمنون بأن الروح
أن يتخذ الإنسان وسيطا آخر ليصل فليس من الضروري ثمّ في هذا الوجود .ومن المنبثة الإلهية
كانت عقيدتهم هنا ومن . بدنه تسكن التي بداخله في تلك الروح المقدسة الإله الإله لأن إلى
سوريا، الأبجدية للنشر ،دمق، أبو كسم، جورج : وتعليق تعريب الأبيقورلة، الفلسفة : بران ( )1جان
Rivaud, Les Grands Courants De la Pensee Antique, P 174. .A. انظر: ) (2
. 65 ص ، ام 719 ، بالقاهرة مكتبة الأنجلو المصرية ، الرواقية الفلسفة : امين ود .عثمان
. 591- 491 ص ، اليه السابق الاشارة كتابنا انظر: ) (3
+ 72
الثالح الطمل
يستعبدها ،دان الفلسفة هي على الروح حيث عبء إن الجسد : بقوله سينكا يعبر عن ذلك فيما
فهي ثمّ وفي طبيعة الأشياء؟ ومن العالم حينما تحثها على التأمل في التي تقدم العون للروح
تعمل دون وصاية من أن وتستطيع الروح بحريتها السماء حيث تنعم إلى تحولها من الأرض
الأخير اليوم أن يعتبر ممن يؤمنون بخلود الروح وهو إن سينكا . في عبوديته أو الوقوع الجسد
(.)1 الأبدية هو يوم ميلاده في من حياة الإنسان على الأرض
كل ما بأن يتزعزع لديهم لا الإيمان الذي الإيمان الرواقي بالخلود فضلا عن ذلك وهذا
للقدر دوما بأن الخضوع يشعرون يجعلهم ما هو ، الوجود خير طالما هو قدر إلهي في يجري
لأن تسعى لا " : قال تعبير حينما خير ذلك عن وقد عبر ابكتيتوس . بها هو قمة الحرية والشعور
فعلا .وسوف الأشياء كما تحدث في أن تحدث بل ارغب ، ترغب لما وفقا الأشياء تحدث تجعل
النتوكل على الإله به قائلا: وشملم يحدث ما العميق بخيرية كل إيمانه جعله يؤكد ما وهذا
ما يريد، إلا نريد لا وأ ، الله أراد ولنتعلم ما ، بامان مقرنا الحياة إلى رحلة في واصلون ونحن
أ(.)3 شاكرين ولفضله له حامدين فلنكن ما منحه ف!ن أراد الإله أن يسترد ، ولنتق فتنة المصائب
الإيمان الرواقي العظيم يؤكد هذا أوريليوس ماركوس الكبار هو اَخر زعماء الرواقية وها
على أن يريها معها يحرص فمن يعش ، الاَلهة مع !عش : يقول وخيرية القدر؟ حيث بالألوهية
لكل رجل التي وهبها زيوس القوة إرادة لأن تنفذ لأوامرها ومستعدة نفسه راضية وخاضعة دائما
وهو "(.)4 والعقل قوة الإدراك هي لكل إنسان التي وهبت القوة وهذه وحارسا، له قائدا لتكون
فايز، أوفيليا . د : العالم الاَخر ،ترجمة الحياة في إزاء مسألة الرواتية والرواقيون ، هوفن رينيه : وراجع
. 128 - 127 ص ، م 1 999 ، القاهرة ، والرومانية اليونانية للدراسات ن!ثرة الجمعية المصرية
(3
)Ibid
ht
tp .252 ص ، السابق نفس المرجع أمين وانظر :د .عثمان
://
:
ww
w.
al-m
ak
Marcus Aurelius, Meditations, Eng. Trans. By .G Long, Regenery Grateway, )Enc
(4.
ta
be
h.
co
Bend, Indiana, .U ,7491 (B..South
.A
.S .V,)21
Ch. P 55.
m
73 +
dل ال
د هلس!ه إلى حديد عدحل
ht
tp
://
ww
w
له يحدث ما فضيلة واحدة هي قبول كل إلا بقوله أيضا" :إنه لا يبقى الإنسان الأمثل يؤكد.alذلك
- m
ak
ta
be
الكثيرة ، لأفكار والتخيلات با ولا يزعج يدن! لا وأن ، عليه نزل بالقدر الذي والرضا به h.cوالسرور
om
ك!له أ(.)1 ويتبعها ويطيعها بل عليه أن يحفظها ، نفسه الكامنة في المقدسة الإلهية القوى تلك
دينية فلسفة متتالية قرون الطويل وعبر خمسة إذن فقد قدم الرواقيون عبر تاريخ مدرستهم
لقد أرسوا . في الحياة وأملهم في حياة أخروية أفضل زهدهم إيمانية يملأها التقوى ويصدقها
فإن ثثم ومن ؟ مفارقا للوجود دهانما يتخلله دينية تؤمن بنوع من الألوهية ليس معالم فلسفة
ينبغي أن نؤمن به في الوجود خير ما الوجود ولذا كان كل في ما في كل الإله الرواقي موجود
الروماني العالم وهكذا كان الإيمان الديني الرواقي العميق الذي عم كل أرجاء . له ونخضع
وكم . له وداعيا للاعتقاد بالدين الجديد ومقدمة العميق المسيحي ل!يمان آنذاك الدافع اكبر
معاصره سينكا دافعا الرسول وبين فلاسفة الرواق وخاصة بين القدي! بول! كانت المراسلات
جاء عبر عقل واحد وغايته واحدة سواء بأن لإيمان الديني العميق جوهره ا للث!عور المتبادل
أن الأول كان إيمانه رغم إيمان الآخر كلاهما فلقد احترم . الإلهي أو جاء عبر الوحي الفيلسوف
البشر الطبيعي الذي هو من صنع اللاهو! كان حديثنا السابق عن نشأة فلسفة الدين في ظل
الإيجابية أو النقدية إنما اللاهوتية سواء أفكارهم وكل الفلاسفة العقائد التي أبرزها هؤلاء فكل
نتيجة نزول الوحي الإلهي على رسله التي جاءت الأديان السماوية فماذا عن . هي صناعة ثرية
الأديان الثلاثة لقد كانت . 3 والسلام عليه الصلاة محمد وحتى الكرام منذ إبراهيم عليه السلام
بهذه العقائد التسليم فهل ، سماوية توحيدية ديانات ) والإسلام (اليهودية والمسيحية الكبرى
ينبغي دمان كان ، العقلية الرؤى هذه لديهم كان أنه هذا السؤال على الإجابة الواضحة ولعل
الديانات السماوية الثلاث وهم أولئك في أن نميز فيها بين مَن نطلق عليهم علماء اللاهوت
ي أ وجدوا دمان تفسيرا عقلانيا، في تفسيره يبداْون الذي الذين اتخذوا من النص الديني الأصل
74
jل ال
د هلس!ه الى حديد مدحل
أي كل تعيين وعن بعيد عن أنه فهي الإله اْبرز صفات أما . والعالم الوجود حقيقة ، الحقيقة
ذلك فهو وعلى ، فهو مفارق للعالم وهو ليس شبيها بأي شيء؟ الله يشبه شيء لا تحديد؟ إذ
مطلقا ،ويفوق في سموه سموا سام " ،إنه وملكه العالم أب " فهو له به لأنه العلة الأولى يعنى
نهائي عار لا وهو كائن ، بذاته ومكتف مملوء من نفسه إنه ، بالذات والجمال الخير بالذات
الكائنات المحدودة إلى مستوى به تجعلنا نهبط إليه لأن إضافة أي خاصية ؟ الخصائص من
و!الشمس " الخير الأعظم 9 أزلي غير متغير ،وهو مركبا وهو وليس بسيط الله إن . أو المخلوقة
بالفلسفات تأثره هي مزيج من الإله إنما بها فيلون التي وصف وبالطبع فإن هذه الصفات
في اَن معا. اليهودي وباللاهوت أفلاطون وخاصة ، اليونانية السابقة
وقد امتازت فلسفة الدين والألوهية عند فيلون باستخدامه لأول مرة منهج التأويل المجازي
المعرفة التي يقول طرق فيما حتى يكتشف التأويلية هذه الطريقة واَثر . لآيات الكتاب المقدس
واسحق إله إبراهيم الله " إن : لآية القائلة ا أوّل لقد ، إليه الإله والوصول طبيعة إدراك إلى به تؤدي
إن يعقوب إذ والطبيعة والزهد؟ العالم هي الله لمعرفة مصادر أنها تشير إلى ثلاث على " ويعقوب
فيرمز إلى النعم العفوية أما اسحق . التعلم بالزهد ،بينما يرمز إبراهيم إلى هنا يرمز إلى التمرس
(.)2 الطبيعية
ولكن ، العالم بالنظر في مصنوعاته في هذا الله إلى معرفة أن نصل نستطيع فإننا ذلك وعلى
لأن النفس وذلك ؟ والله بين الإنسان من كائنات متوسطة لابد هذه المعرفة تبدو ناقصة ولذلك
وبما أن الله ، إليه صعودها في فيلزمها أن تتدرج الله دفعة واحدة إلى معرفة أن تصل تستطيع لا
إلا عن ولا أن ندركه إليه ، ولا أن نصل ، عنه نعبر أن يمكن لا ف!نه الفكر وفوق العقل فوق كائن
. 701 ص ، السابق المرجع انظر :نفس ) (1
دار المعارف ، اليونانية والفلسفة الفلسميما بين التراث الثرقي الإسكندرية كتابنا :مدرسة وكذلك
ht
tp . 62 ص أم 599 ، بالقاهرة
:// ،
ww
w.
al-m .63 ص ، السابق المرجع : انظر ()2
ak
ta
be ( )3نفسه.
h.
co
m
.7 6
النالع ال!دل
ht
tp
://
ww
.a w
نطلق مَن وبين ، العقل النص على حساب أكدوا بين النص والعقل -أي تعارض - تعارض l-m
ak
ta
be
أنهم إلا الدينية لأن هؤلاء الفلاسفة رغم إيمانهم وعقيدتهم من بين هؤلاء؟ فلاسفة h.
عليهم
c
om
أدى ببعضهم ما إليها؟ وهذا التي سيتوصلون النتيجة كانت أيا لعقولهم وتأملاتهم يخضعونها
وامتلكوا القدرة العقلية على البرهنة وعقولهم الأغلبية إلى تقوية الإيمان في نفوسهم وهم
من أسس ما فيها بكل وانتهاء للألوهية تصورها من بدءا الدينية مناحي عقيدتهم العقلية على
إلى الاَخر وربما أدى ببعضهم ، أو بالحياة الأخرى الدنيا بالحياة تعلقت سواء إيمانية عقدية
حتى خرج اْو ، العقلية قناعاته إلى غيرها بموجب تلك وتحول أو هذه العقيدة على الخروج
من قلة قليلة جدا كانوا وهؤلاء ، السماوية الديانات على الديانة الطبيعية مفضلا جميعا عليها
عليهم من قِبَل المنكور معهم هذا الحدث الديانات السماوية وحدث اتبعوا الفلاسفة الذين
برز من بين إذ ؟ السماوية التوحيدية الثلاث العقاثد دين في كل فلاسفة لدينا هنا ف!ن ومن
البشرية العقل وقدموا قراءاتهم شأن إعلاء على فلاسفة حرصوا هذه الديانات كل من أتباع
الوحي السماوي به الأعم التوفيق بين ما أتى محاولين في الأغلب به اَمنوا الديني الذي للنص
الوجود الإلهي والبراهين حول وخاصة ، العقيدة المختلفة موضوعات العقل حول به وما أتى
الشر في ووجود اْخرى كالنفى والمصير الأخروي موضوعات وحول ، الله على وجود العقلية
. الموضوعات .إلخ هذه . . العقيدة في وضرورتها المعجزات وحول العالم
الذين ظهروا تحديدا اليهود والمسيحية الأديان السماوية هم فلاسفة ولعل أول فلاسفة
الأولى للميلاد .وكان أبرز هؤلاء الفلاسفة الثلاثة الإسكندرية الفلسفية في القرون في مدرسة
04بعد الميلاد()1 و .م مما بين عامي 04ق تقريبا الذي عاش هو فيلون السكندري شك بلا اليهود
يستند وكان ، المتدينين التوفيق بين إيمانه وقناعاته الفلسفية الفلاسفة من مَن حاول أول وكان
لله ولعل وصفه . ! الله واحد هو (إن الوحي والعقل مصدرهما : الى مقولته الشهيرة ذلك في
أن يبدأ منها مَن أراد إدراك البداية التي ينغي هو نقطة الله أن فهو يرى ، التوفيق هذا مدى يؤكد
وعبد الحليم موسى يوسف محمد : ترجمة ، والفلسفية لفيلون الإسكندري الدينية الاَراء : برييه (( )1ميل
.226 549أم ،ص ، بالقاهرة الباب الحلبي ، محمود ،مكتبة مصطفى
75 +
الثا!ما ال!ل
( 254 -185م) السكندري فكان أوريجين الفترة في تلك الدين المسيحيين فلاسفة أبرز أما
من التأويل العقلي لاَيات على أساس فيلون في التوفيق بين الدين والفلسفة الذي سار على خطى
ولما ، هو الوظيفة الأساسية ل!نسان ، كان يعتقد أن فهم الكتاب المقدس حيث الكتاب المقدس
لأن ؟ مهمة العارفين هي ف!ن هذه ، فهم العقيدة وكتابها المقدس عن البشر عاجزين كان بعض
الكتابة. ولا يتوقفون عند ظاهر النص أو حروف ، إلى المعاني الخفية النفاذ لديهم القدرة على
والاَخر ظاهر حرفي أحدهما : معنيان لها الكتاب المقدس لقد كان أوريجين يرى أن عبارات
ف!ن العارفين -وهم الفئة الأقل -يغوصون ، عند الأول العامة يتوقف وبينما ، روحاني عميق
عقيدة الإيمان المزدوج (.)2 فقد سُمي بصاحب ولذلك (.)1 الثاني ليدركوا
افي : التكوين تاْويله لما جاء في سفر المقدس لاَيات الكتاب العقلية تاْويلاته نماذج ومن
بل في ، الزمان بدء في تعني لا البدء" هنا " ،فقد اعتبر أن إفي والأرض الله السموات البدء خلق
فهو إلى لا خلق، خلق ولا من إلى خلق لا خلق لا يتغير من ثابت الله لأن ؟ الكلمة المبدأ أو في
أن يكون بلا يمكن فكيف الأبد. في ذلك إلى بخيريته منذ الأزل وسيستمر يزاول قدرته ويجود
(.)3 وتدبيره ماهيته في إلى الأبد لأنه ثابت منذ الأزل وسيحفظها الأرواح رعية وقتا؟ ،إنه خالق
الخلق: قد فتح الباب على مصراعيه لمناثة مشكلة لنا أنه ومن هذا النموذج التأويلي يتضح
لأوريجين التأويلية ؟ ولعل هذه الفلسفة الزمان تم خارج أم ؟ الزمان هل هو من عدم ؟ هل تم في
(.)4 العالم اعتبروه يميل إلى القول بقدم حيث ؟ الأساقفة عليه سخط جلبت ما هي
الثانية، الطبعة ، بالقاهرة دار المعارف ، الثالث -الجزء والكنيسة الدولة عبدالحميد، رأفت : ( )1نقلا عن
'739 ،م، الثانية ،الطبعة العربية ،3الترجمة م ج -3 ، الحضارة :قصة ديورانت ول وانظر كذلك
Cantor (N
:). Medival History- the Life and Death of aCivilization, انظرNew York : ()2
6391، !. 072
.277 ص ، إليهن الإشارة سبق ، اليونانية تاريخ الفلسفة : كرم يوسف : ( )3انظر
ht
tp
://
ww
Free Press, New ,6691
York.theP 334-328.
w.
al
السابق لهذه التأويلات في أخرى ونماذج فلسفة أوريجين كثيرة حول ( )4انظر :تفاصيل
-m كتابنا : التأويلية
ak
ta
b eh . 301- 89 ص ، إليه لإشارة
.c
ا
om
77 .
الدين هلس!ه إلى حخديد مدحل
ht
tp
://
www
.a
فليس معنى ، الإسكندرية الدين اليهود في عصر عند فيلون من فلاسفة توقفنا كنا قد l-m
وإذا
ak
ta
b
منهجه التوفيقي بين الدين اليهودي والفلسفة؟ رؤيته وطور تابع من لم يوجد بعد ذلك أنه eh.cذلك
om
الذي ولد في ملقة عام 0201م، بن جبيرول لدى سليمان التوفيقي قد استمر التقليد لأن هذا
اليهود ومن اسبينوزا أكبر فلاسفة أثره في توجيه لهذا الكتاب إينبوع الحياة " ،وكان كتاب وألف
) أم بن ميمون (402 - 1135 واستمر كذلك لدى موسى (.)1 العموم أهم فلاسفة الغرب على
واحدا من وكتب ، سيادة الفلسفة الإسلامية يهودي قرطبي ازدهر في عصر وهو فيلسوف
مسألة الذات فيه تناول " "دلالة الحائرين وهو كتاب الدين اليهودي المؤلفات في فلسفة أهم
سبيل المثال فقد قال عما جاء وعلى ، عند تأويل الكثير من النصوص وتوقف الإلهية والصفات
في ! قد ظنوا "صورة إن الناس : قال وشبهنا! صورتنا إنسانا على نصنع "إننا : التكوين في سفر
ورأوا انهم ، فيؤدي ذلك إلى التجسيم المحض الثيء وتخطيطه اللسان العبري يدل على شكل
المعنى على أعني الطبيعية الصورة ! فتقع على وأما "صورة ، النص إن فارقوا هذا الاعتقاد كذبوا
يكون المعنوي الذي عنه هو ذلك الوجود من حيث حقيقته هو ،وهو بما الذي بجوهر الشيء
الشكل لا الإدراك العقلي النوعية التي هي الصورة ، الصورة المراد من فيكون ، الإدراك الإنساني
مما أثار أرسطو؟ الصورة قياسا على مذهب خصائص هنا ابن ميمون لقد فسر "(.)2 والتخطيط
. ) (3 الحائرين كتابه بضلالة التوراة فسموا مفسري من عليه المحافظين
حيث ؟ العالم وقد كان لابن ميمون آراء عديدة في كل المسائل اللاهوتية مثل مسألة حدوث
قديما أن يكون من فالعالم لديه الا يخلو ؟ بالقدم والقائلين بالحدوث القائلين التوفيق بين حاول
إن كان موجودا غير كان قديما فيلزم ضرورة لىان . شك بلا محدث فله أو محدثا؟ فإن كان محدثا
ولا يمكن له لا علة وهو واحد داثم سرمدي ولا قوة في جسم كلها ليس هو جسما العالم أجسام
بدليل النص يرى أنهم موجودون حيث ؟ إ( .)4وكان له رأي أيضا في الملائكة الإله تغييره فهو
بوجود العقول يسلم لأنه يمنعه العقل لا وأن وجودهم ، المقدس في الكتاب وجودهم على
. 168 ص ، م التاسعة 1202 ، الطبعة مصر، -دار نهضة الله العقاد: محمود ( )1عباس
.166 1202م ،ص ، التاسعة الطبعة مصر، دار نهضة ، الله العقاد: محمود عباس : ( )2نقلا عن
( )5نفسه.
+ 78
النافى الم!ل
وأوريجين عند كلمنت الأمر يتوقف لم المسيحية حيث الدين الشيء في فلسفة ونفس
الذي ولد في كان القديس أوغسطين الدين في المسيحية بل إن أعظم فلاسفة ، السكندرفي
معضلات بحثا في الأسبقين الكنيسة اَباء أوفى يعتبر من وهو ، القرن الرابع الميلادي منتصف
وأنه ، مخلوق العالم أقر تماما بأن أنه آرائه أهم ومن . النظر الدينية والعقلية وجهتي من الفكر
!إن للأب والابن : فقال الثالوث لمسألة كتاباته في كما عرض . الآزال هكذا منذ أزل لم يوجد
لىان . شيئا غيره القدس شيئا والابن شئا آخر وروح فيه الأب واحدا ليس جوهرا القدس وروح
هذا الاتحاد باتحاد النور ولهيبها ومثل . ! كذلك ذاتا القدص والروح ذاتا ذاتا والأب كان الابن
المفكرين الذين من متعددة بعد القديس اْوغسطين اْجيالا قد اْخرجت أن الكيسة ورغم
في القرن الذي ولد وعاش يبقى القديس توما اكويني أنه إلا ، بين الفلسفة واللاهوت مزجوا
الميلادي واحدا من أهم فلاسفة المسيحية عبر تاريخها وهو في مكانة بين نلاسفة الثالث عشر
كما تأثر بابن رشد تأثر قد الدين الإسلاميين وهو وبين فلاسفة بمكانة ابن رشد، المسيحية
التوفيقيين المسلمين الفلاسفة كما تأثر بكل أرسطو، بفلسفة وخاصة ، اليونانية كثيرا بالفلسفة
تعارض حدث إذا العقل الديني في مواجهة أهمية النص على التأكيد وهو يميل إلى . قبله من
فيها الوحي ولا يتأتى يفصل العالم إن مسألة حدوث : المثال فهو يقول سبيل وعلى . بينهما
ولكنه ، قررته الكنيسة فيها اْيضا عما فهو لم يخرج الثالوث لمسألة اما بالنسبة . إثباتها بالبرهان
لأنهما أقرب ؟ العقلية إلا بالصدورات تمثيله يمكن لا الأقانيم بالنسبة الى أن الصدور كان يرى
المعقول من العقل من الأب كصدور تصدر فالروح القدص ؟ الالهية إلى الصفات الموجودات
وهي ، الكلمة من الإنسان كصدور اْو فصلا أو تفرقة بين الصادر ومصدره ذلك دون أن يقتضي
الأسماء من عشرات الدين لدى فلاسفته لتشمل مظلة فلسفة في الإسلام فقد اتسعت أما
فلسفة الفقهاء ،ونجد أجلى صور في التيار لاعتزالي إلى بعض ا وخاصة ، المتكلمين بعض
ht
tp
://
ww
w.
al-m . 174 ص ، نفسه () 1
ak
ta
be . 175 ص ( )2نفسه
h. ،
co
m
97+
هلس!ه الديك إلى جدير مدحل
ht
tp
://
ww
من الكندي مرورا بالفارابي وابن سينا والغزالي في المشرق يبدأ الفلسفي الذي التيار الدينw.aلدى
l-m
ak
ta
b
العربي. في المغرب بابن طفيل وابن باجه وابن رشد وانتهاء ehالعربي
.c
om
على حد التماس بين عند أول هؤلاء الفلاسفة الذين ربما يقف فلسفة الدين بوضوح وقد بدت
جعل أنه في أرسطو عام 866م منحى تقريبا المتوفى اتخذ الكندي حيث ! المتكلمين والفلاسفة
الأشياء بحقائقها علم 9 : بأنها قائلا بوضوح عرفها حيث ؟ الإلهي الوجود دراسة علم الفلسفة هي
هي علم الحق الأول الذي هو علة كل حق !(.)1 نحو أخص وعلى . بقدر طاقة الإنسان
ومن ثئم ؟ العلم الإلهي هي وإنها ، الوجود الإلهي أن أهم مهام الفلسفة هو دراسة يعتبر إنه
الأول المبدأ على دراسة " بالله في الفلسفة الأولى فقد ركز الكندي في "رسالته إلى المعتصم
وهو واجب ولا يفسد يتغير لا بالأزلي والواحد الحق الذي نعته الذي الله أي الأشياء لجميع
بأدلة الله على وجود الكندي وقد استدل . وفصل جنس له وغير المعلوم والذي ليس الوجود
ما العالم فلكل محدث منذ أفلاطون ودليل حدوث به الذي شاع الأخذ العناية عديدة منها دليل
صانعه (.)2 العالم مقدمة لوجود إن حدوث إذ ؟ أحدثه
العالم "إن في نظم : بقوله ذلك كل عن ! الفاعلة العلة الإبانة عن أ في رسالته وقد عبر الكندي
هـاتقان هيئته على ، لبعض بعضه وتسخير ، لبعض وانقمِاد بعضه ، في بعض بعضه وفعل ، وترتيبه
مدبر وعلى أحكم حكمه ومع كل حكمة حكيم؟ تدبير الأصلح في كون كل كائن ومع كل الأمر
الكندي في عملية التوفيق بين الدين والفلسفة، على درب ) م 059 وقد سار الفارابي (المتوفى
ربط بين الإلهيات والسياسة أنه حتى ، بالألوهية مناحيها فلسفة مؤمنة فقد كانت فلسفته وفي كل
السبب باعتباره الله وجود عن بالحديث " المدينة الفاضلة أهل 9اَراء افتتح كتابه الشهير حينما
79وما بعدها، ص ، الأول الجزء ، أبوريدة عبدالهادي التي نشرها د .محمد الفلسفية الكندي ( )1رسائل
الدار المتحدة ، اليازجي لكمال : العربية الترجمة ، الإسلامية الفلسفة تاريخ : فخري ماجد : نقلا عن
. 1 01 ص ، م 7491 ، للنشر ،بيروت
. 116- 114 ص ، المرجع نفس : ماجد فخري ()2
محمد : تحقيق ، الفلسفية الكندي رسائل العلة الفاعلة المنشورة ضمن عن الإبانة رسالة في : الكندي ) (3
. 215 ص ام ، 059 ، العربي دار الفكر ، القاهرة ، ا ج ، أبوريدة عبد الهادي
08
الناق ال!عل
ولا ضد، له لا شريك ، الأزلي ، بذاته المكتفي الوجود، واجب فهو ، الكائنات الأول لجميع
لكي يدرك طبيعة ولا يحتاج لواسطة علة وجوده بذاته وهو اللامتناهي غير قابل للتحديد ،وهو
صدر ما وأول الأول الذي انبثقت عنه كل الموجودات إنه ، التعقل فهو العاقل وموضوع وجوده
فمن إدراكه الأول يتولد ، ذاته وإدراك إدراك موجده وهو قادر على !، لأول ا االعقل عنه هو
أن نجد الأولى ( .)1وهكذا أو السماء " الأقصى الفلك 9 الثاني يثأ الإدراك الثاني ! ،ومن "العقل
بأرسطو التاْثر فيها يمتزج الإله بالعالم وعلاقة الإلهية الإلهي والصفات الفارابي للوجود رؤية
فضلا عن محاولته التوفيقية ، من جهة أخرى من جهة وبأفلوطين في نظريته عن الفيض والصدور
العقول هذه به ل!له ليس الإسلامي أن التصور المعروف ولكن . لإسلامية ا والرؤية ذلك بين كل
نظرية الخلق الإسلامية أي الخلق من عدم هي نظرية وليس ، الفارابي عنها تحدث التي العشرة
هذه ينتقد للغزالي أن ومن هنا فقد حق . بالقدم التي هي أميل إلى القول أو الفيض الصدور
الإسلامية. للشريعة ويعتبر أنها مخالفة ، بالعالم الرؤية الفارابية ل!له وعلاقته
موقف تابع ) لوجدنا أنه م 3601 تركنا الفارابي واتجهنا إلى ابن سينا (المتوفى سنة وإذا
وبرهن عقليا على وجوده الله بعد أن أكد على وجود إذ إنه الاعتقاد بالصدور؟ الفارابي في
عن صدور يتحدث (،)2 الوجوه من جميع الخير المطلق وأنه باعتباره العلة الأولى للوجود،
عن يصدر ما إن أول يقول إنه إذ ، والفارابي بأفلاطون الاَخر هو متأثرا وترتيبها الموجودات
الدنيا(،)3 الموجودات هذا العالم صدرت هو عالم العقول أو الصور ،وبتوسط ) الله الباري (أي
من قبل إلى الفارابي. الانتقادات إلى ابن سينا كما وجهها وقد وجه الغزالي نفس
أن ننكر يمكن لا حيث ؟ نظر إسلامية لهما من وجهة انتقاداته في أن الغزالي محق ، والحقيقة
بفكرة الصنعة وهي الاكتفاء أولهما أن لهما موقفين يعز الدفاع عنهما: د .مدكور تعبير حد على
والذي إليه القراَن الخلق الذي قصد يحقق لا وهو الفيض أو الصدور، شيئا آخر سوى ليست
. 168- 167 ص ، السابق نفس المرجع ، ماجد فخري ( )1انظر:
. 312 ص ، إليه الإشارة سبق ، الرابعة الطبعة ، عند أفلاطون الألوهية فكرة : كتابنا وانظر:
ht
tp قراءات في الفلسفة، ابوريان، علي النشار ومحمد سامي علي بكتاب رسالة الطير ،منشورة ( )2ابن سينا
:// : :
ww
w.
al-m .655 ،632ص ص ، أم 759 ، بالقاهرة الدار القومية للطباعة والنشر
ak
ta
be .317 ص ، عند أفلاطون الألوهية النشار :فكرة مصطفى ( )3د.
h.
co
m
81.
هلس!ه الديل الى !ديد عدحل
ht
tp
://
ww
w
العلم الإلهي على الكليات أو محاولة بسطه عن وثانيهما قصر . قدرة الباري !ارادته يعتمد .على
al
-m
ak
ta
be
علما(.)1 شيء بكل أحاط الله أن تماما ما أثبته القرآن من لا يحقق وهذا ، إلى الجزئيات h.coطريقها
m
العربي العربي واتجهنا إلى فلاسفته في المغرب الإسلام في المشرق تركنا فلاسفة لىاذا
9تهافت تهافت الفلاسفةأ كتابه يبذل جهدا وفيرا في (الممَوفى 8911م) سنجده ابن رشد وخاصة
محاولا ! تهافت الفلاسفة 9 الفارابي وابن سينا في ضد الغزالي وحججه الإمام الرد على في
اختلاف هنا أن الاختلاف السابقين من تهمة الكفر والزندقة على أساس الإسلام فلاسفة تبرئة
من أنه فضلا عن ، اَياته تفسير القرآن وفهم بعض نظر عقلية حول وجهات في التاْويلات يعكس
يعلم لا لأنه فلسفية كما أنه ضرورة ، دينية ضرورة للقراَن أن التفسير العقلي أكد على آخر جانب
هو إلا تأويلا واحدا تتحمل لا العبارة ف!ن هذه ابن رشد العلم أ .وعند في إلا "الراسخون تأويله
على العقلية براهينه طريق هؤلاء الفلاسفة ويقدم في نفس يسير نجد أن ابن رشد ولذلك
في كتابيه: وخاصة ، امتازت محاولته مثلما فعل الكندي والفارابي وابن سينا ،وقد الإله وجود
في عقائد الأدلة عن مناهج و!الكشف أ من الاتصال بين الحكمة والشريعة فيما المقال ،فصل
وغيرها ، الكوني والدليل ، الغائية دليل ، العناية دليل ، العقلية لأدلة ا هذه بتدعيم امتازت ! الملة
القراَنية(.)3 بالآيات
واحد. اَن الشريعة وبرهان العقل في بين مقتضى التوفيقية قدرته رشد بذلك على ابن وقد أكد
فقط إمكانية ذلك أكد على إلا أنه الفلسفة مستطاعة أن نصرة رأى أنه برغم أن ابن رشد والحقيقة
أولت إذا إلى أن الشريعة واستنادا ، بين الفلسفة والدين اصيل تضارب حالهَ عدم وجود في
ذ إ (،)4 الحقيقي على وجهها أن تتفق كل الاتفاق مع الفلسفة وقد فهمت لابد الصحيح التأويل
،دار المعارف الثاني ،الجزء وتطبيقه منهج - الإسلامية الفلسفة في مدكور: ( )1د .إبراهيم بيومي
.937 ص ، السابق نفس المرجع : ماجد فخري ( )2د.
. 334- 332 ص إليه ، الاشارة السابق كتابنا انظر: ()3
. 381 ص ، السابق المرجع نفس : فخري ( )4د .ماجد
+ 82
ال!ل الثالع
أو المتكلم أو الرجل العادي على مفر للفيلسوف أنه لا يرى وفي كل الأحوال ف!ن ابن رشد
في عقائد الملة" الأدلة عن مناهج في "الكشف بعدة مبادئ أوضحها الإقرار مفر من لا السواء،
رأسها: وعلى
وأوفى البراهين على هذا الوجود هما دليل الاختراع ودليل ، للعالم ومدبر كصانع الله أ -وجود
العناية.
لَفَسَدَتَا"(،)1 اَددهُ إِلا ءَالِهَة فِهِمَآ ألَوْكَانَ : الثلاث القراَنية الآيات عليها التي تدل الوحدانية -2
إِلَه بِمَا ظًقَ كُل لذَهَبَ اذا اِفَي مِن مَعَهُو !اتَ وَمَا وَلَد مِن اَللَّهُ اَتخَذَ وإمَا
ءَالِهَة مَعَهُو لؤكَانَ و ةظُط إ(")2 يَصِفُوتَ عَما اللَّهِ سُبْحَنَ بَعْضي عَكَ بَغضُهُتم وَلَعَلَا
. )3 سَبِيلأ ( 4 اَتضَشِ ذِى اِلَن لَّاَتتَغَؤأ اِذُا يَقُرلُونَ كَمَا
والإرادة والقدرة العلم والحياة : القرآن إلى الله وهي التي يسندها السبع الكمال -صفات 3
. )5 "( ثَىءُ كَمِثلِهِء لَيسَ ة الآية في كما جاء نقص()4 كل تنزيه الله عن -4
من ماَخذ نقديا موقفا وكما وقف ، آراء سابقيه هذه المبادئ فقد ناقش ابن رشد وفي ضوء
هؤلاء الفلاسفة آراء فقد ناقش سينا(،)6 الفارابي وابن الغزالي على الفلاسفة السابقين وخاصة
عن الأفلاطونية الجديدة (أفلوطين) فيما يتعلق بفكرة الفيض أخذوه فيما وخاصة ، وانتقدهم
سينا بوجه ابن الوجود عند الماهية على وجود سبق وكذلك ، ومسألة العقول والصدور
خاص(.)7
وهم جميعا، ، ورؤيتهم العقلية الإيمانية بين نزعتهم الألوهية مازجين معتقداتهم حول على
يضاد الحق وأن الدين والفلسفة لا الحق باْن كانوا على وعي ، أو هناك هنا باستثناءات قليلة
وهي ، العالم هذا خالقة قوة إلهية عليا هي الإيمان بوجود في وخاصة بل يتكاملان ، يتناقضان لا
علة كل ما هو موجود وهي المادية صفاتها هي الوحدانية والخلو من وأن أهم ، التي تسيّره
للوجود، العلة الأولى هو ) وأسمائه أن الله (بتعدد صفاته على لقد اتفقوا جميعا . عليه وسابقة
. الخير بالذات وهو ، واكمل الأسمى فهو الوجود ثمّ ومن ؟ ومبدعه خالقه وهو
84
الفصلى الثالث
تمهيد:
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
على مجرد كل وقت في ينبغي أن يكون مؤسسا إنما كونيا، أجل أن يكون 9إن الدين من
العقل !.
بداخلي والقانون الأخلاقي فوقي بالنجوم السماء المرصعة : في نفسي شيئان يثيران الدهشة 9
". للعالم الأول والعقل فوقي بالنجوم أو ربما السماء المرصعة
كانط، ألىلمانويل
والفلسفة الإنجيل ، التاريخية مصدران الناحية لها من ، في الغرب فكرتنا نحن ، الله 9إن فكرة
ياسبرز، أكارل
أ. بيته في الدين أن يكون يستطيع فيه وحده النطاق الذي 9إن العقل هو
هو حقيقي، والذي ، عداه شيء وكل ، الحقيقة الحقه الوحيدة إنه ، المطلق هو الجوهر الله 9إن
، وحده الله هي الوحيدة إن الحقيقة المطلقة . ذاته من حقيقي وجود له ليس . ذاته حقيقيا في ليس
هيجل، أفريدربك
ht
tp
://
ww
w.
a l-m
ak
ta
be
h.
co
m
87+
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
الحقيقي لفلسفة هو المؤسس مَن حول الدين في فلسفة بين المختصين هناك خلاف
فون . .ل الدين عموما يسهلهاح يقول إن تاريخ فلسفة مَن فهناك ، العصر الحديث الدين في
الكنسية للعهد الجديد" التاريحْية بكتابه االمبادئ )4916-1755P .J ).L Mosheim موزهيم
الديانة "وضعية كتابه في هيجل الكبير الألماني الفيلسوف إليه عام ،1737وقد أشار الذي وضعه
التاريخية للكتابة بتأسيسه لاهوتي ألماني اشتهر إلا هو ما أن موزهيم والحق إ(.)1 المسيحية
الكنسية البراجماتية.
وتلاميذه ، معاصريه اهتماما من قد لاقى كتبه في هذا الكتاب ما ربما تبدو أهميته في أن ولكن
كلوكر ،وكذلك ف . الألماني ج المستشرق به كما اهتم ؟ هردر وهو أحد تلاميذه طوره حيث
. )2 أم( 818 عام -6018 ! يسوع /المسيح ديانة "تاريخ ستولبرج الذي كتب جراف . .ل ف
!أحاديث كتابه شلاير ماخر دفعة قوية لتأليف ولعل هذه المؤلفات الم!الية هي التي أعطت
لابد أن نقلع عن إننا : بقوله انتقد هؤلاء حيث ؟ م عام 9917 " المثقفين من الدين إلى محتقريه عن
وأن ننظر نظرة غير ، واحدة فحسب ديانة تقول إنه لابد من أن تكون هناك التي الرغبة العابثة
بالفعل (.)3 تلك الديانات التي تطورت متحيزة بقدر الإمكان إلى جميع
عن جهود تنويه مجرد ميخائيل أنوود صاحبه جانب والحقيقة أن هذا الرأي ربما يكون من
وكان ، عنوان فلسفة الدين أول كتاب يحمل كتابة أمام الطريق هيجل أمام السابقين الذين مهدوا
الأعلى طبعه المجلس ، إمام د( .مام عبدالفتاح : ترجمة ، هيجل مصطلحات ( )1ميخائيل أنوود :معجم
ht
tp
:// .328 ص ، م 0002 ، القاهرة القومي للترجمة (،)186 المشروع ، للثقافة
ww
w.
al-m ( )2نفسه.
ak
ta
be . 932- 328 ص نفسه
h. ، () 3
co
m
98+
هلس!ة الدين الى جددد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
قام وقد ام 083 1827 تعود إلى عامي محاضرات الدين " ،وهي في فلسفة al
بعنوان محاضرات
، ، -m 9 :
ak
ta
be
. عام r'832 في أي h.cبنشرها ناشر أعماله بعد وفاته بعام واحد؟
om
مع كانط إلا الدين لم تظهر بمعناها الدقيق قبل هيجل فهناك مَن يقول إن فلسفة ولذلك
ففي هذا الكتاب يظهر لأول مرة البحث ، م عام 3917 ! العقل وحده الدين في حدود 9 كتابه في
هو دين كميدان معرفي مستقل عن سائر فروع الفلسفي المنظم والفلسفي للدين من حيث
كلي من منظور العقل للدين بشكل نقديا لقد قدم كانط في هذا الكتاب تفسيرا عقلانيا . الفلسفة
والله كما يقدمها الدين الدينية والعلاقة بين الإنسان فيه المعتقدات وأخضع ، والعملي النظري
هـان ، ذاته قديمة قدم نشأة الدين الدين ربما تكون وأشرنا أن فلسفة وفي اعتقادي كما سبق
اليوناني، للدين بنظرة عقلية نقدية هو اكسينوفان الشاعر والفيلسوف تعرض كان أول فيلسوف
على هذه التواريخ التي الدين سابق في فلسفة فربما يكون الحديث ني العصر الحديث أما
عشر. النهضة وتحديدا إلى القرن الخامس إلى عصر بها أن نعود يمكن إذ كثيرا؟ أنوود حددها
وأتباعه من المشائين الذين هاجموا أرسطو الفلاسفة الأفلاطونن ظهر في هذا القرن بعض إذ
بين (عاش نقولادي كوسا هؤلاء هو وكان أول وأشهر . الدينية أفلاطون فلسفة واستلهموا
المعرفة على الطريقة الأفلاطونية، بتحليل الإله إلى معرفة توصل الذي ) 1464P -1014 عامي
لأعظم الحاوي ا هو الموجود الله إن حيث ؟ إلى الوحدة الكثرة في رد تكمن رأيه فالمعرفة في
فهو إالأشياء جميعا في حال الوحدة أو الانطواء ،والعالم والأشياء جميعا في حال لكل وجود
الفعل والعالم الموجود قوة إلى فيه كل بلغت الذي المطلق الله الموجود . أو الانتشار الكثرة
بالقياس إلى يعد له وجود لا العالم فوجود ، إلى الفعل القوة المنتقل من المركب المشخص
بالقاهرة ، والتوزيع والنث!ر قباء للطباعة الدين ،دار فلسفة إلى مدخل : الخشت عثمان د .محمد ()1
. 11- 01 ص ، م 6291 ، بالقاهرة دار المعارف ، الحديثة تاريخ الفلسفة : كرم يوسف ) (2
الثالث ال!مل
كيفية إثبات ذي بال عن يقول بشيء لا والكون لله التفصيلية دي كوسا دراسة ثنايا وفي
المتناهية بأن الموجودات القائل إلى البرهان العقلي دانما يشير إشارة موجزة الله حقيقة وجود
المعرفة في سياق أننا غير بذاتها، موجودة متناهية لها علة لابد أن تكون بذاتها توجد لا التي
أن نجد معنى فلسفيا للتناهي والوجود والعلية؟ علينا بوصفها قياسا يعتمد على المقارنة يصعب
من حقائق حقيقة أنه على أساس الله بوجود ثئم كانت الوسيلة المعتادة عنده أن يسلم ومن
المطلق ينبغي الأقصى أن الحد ، الصرف التحليل الصوري ثم أن يبين عن طريق ، الإيمان
يتعلق فيما وهذه النزعة الإيمانية Fideism . الوجود المستقل على صفة ذاته داخل أن يحتوي
المعرفية. لقوانا للترتيب التصاعدي اللامتناهي نتيجة لازمة لوصفه الفعلي للموجود بالوجود
على الاستدلال ولا نستطيع ، المتناهية بالموضوعات جوهريا ارتباطا مرتبطة والذهن فالحواس
المنهج بها اللامتناهى( .)1لقد استخدم التي ندرك هو الملكة والعقل . لله اللامتناهي الوجود
قدرتنا على معرفة اْن وأضاف ، اللامتناهي الموجود إلى ذلك الأفلاطوني هنا في الوصول
تظل غافية داخل نفوسنا حتى إلا أنها ، المعرفة اللامتناهي هي قدرة طبيعية على هذا الوجود
حقيقة وجود العقل الإنساني أن يدرك ولا يستطيع . الطبيعة يوقظها فعل الإيمان العالي على
اللامتناهي. حقيقيا عن مفهوما فبهذا النور يكتسب ، الإيمان اللامتناهي إلا بعد ان يتلقى نور الله
الإيمان فيها غرسها التي اللامتناهي الحقيقة الأولى عن إلى مضمون قوانا العقلية وحيئذِ تفضي
. )2 ( منهجية بطريقة تنميتها على الأمر ،وتعمل أول
طريق التي تأتي عن النورانية معرفته وبين لله اللامتناهي بين المعرفة المنهجية وإذا جمعنا
المسيحية والديانة من وفق بين الأفلاطونية نور الإيمان لاستطعنا أن نقرر أن دي كوسا كان أفضل
مؤمنين الأفلاطونيين ولم يكن جميع ، عن ماهيته ووجوده والكشف به في معرفته لله والإيمان
دين طبيعي قائم على الله أصحاب في معظمهم كانوا مثل دي كوسا ،بل بالوحي المسيحي
أفلاطون . من كتب له المؤيدة الأدلة والنفس والخلود والحرية يستمدون
ht
tp
:// ام، بالقاهرة 739 ، غريب ،مكتبة كامل :فؤاد ،ترجمة الحديثة الفلسفة الله في كولينز: جيمس ()1
ww
w.
al-m 17 -61vo.
ak
ta
be
h. .17 ص ، نفسه ()2
co
m
19 +
هلس!ه الديل إلى حريد عدحل
ht
tp
://
ww
w
.a
الإلهيات 9 كتاب أسماه اْفلاطون في الذي شرح ) م (9914 - 1433 مرسيليو هؤلاء ومن l-m
ak
ta
e b
إليه يستمع إلى دين فلسفي إن الحاجة ماسة : النفس " ،ولَال في مقدمته h.cالأفلاطونية في خلود
om
والفيثاغورية الأفلاطونية المضطربة البيئة في تلك وتلاقت . به بقبول وقد يقتنعون الفلاسفة
الاعتقاد بالروحانيات في غريبة تشترك مذاهب فنشأت . السرية والكابال( )1اليهودية والمذاهب
) م 4914 - (1463 لاميراندول دي بيك جاك النزعة ينتمي دمالى هذه . العلم الطبيعي معالجة وفي
الذي أشاد بالعلم جيوردانوبرونو ()0016r- 1548 الفترة الدين في تلك ومن أهم فلاسفة
فقد قدم ، ترحاله قلقه وكثرة الرغم من شدة وعلى . الألماني الذي يمثله دي كوساوبراسلس
وهو خيرها جميعا ،وكتاب والمبدأ والواحد! العلة منها "في عناوين غامضة كتبا كثيرة تحمل
منها الملحوظ ولعل . ! والشكل والعدد المونادا " ،وإفي العوالم اللامتناهي وفي العالم "في
، والمادة الكلية والنفس الكلي الله والعقل : الأربعة بأقانيمها بالأفلاطونية الجديدة تأثره الشديد
(.)3 والاستدلال بالتمييز يعمل فكرنا الذي متناول وبقولها إن الله فوق
هو الطبيعة نفسها أو من إنه من حيث ؟ المبداْ والعلة برونو ل!له الذي هو فلسفة وتتعرض
واحد. والطبيعة الجوهرية شيء فالله . هذه الطبيعة وفي ثناياها في نطاق لنا إنه تجلى حيث
الأولى العلة والمبدأ الإلهي أو الطبيعي هو التجلي الإله لهذا به الوحيد المسموح والتجلي
بميدان تحيط والمظاهر التي الأعراض والمظاهر ،ومن خلالها تلك تتحقق في الأغراض
ينتهي لا ثمة تقدما ولكن ، على الطبيعة المحسوسة لله هناك علو واقعي جوهري وليس . تجربتنا
ي د وبرونو شأنه في هذا شأن . الطبيعة اللامتناهي نفسه جوهر صوب للذكاء الإنساني والحب
الإيمان قوىِ من إلى فعل نظرته هذه وتستند . إلى معرفته أو التعبير عنه ب!له لا سبيل يؤمن كوسا
إ ،والتي يبدو فيها الحب إعن كما تعبر عنه قصيدته ، الله مع وتطابقه الكون تناهي لا في الطبيعي
اليهود الدين من رجال شروح او المقبرل والكابال جملة "الكابال" يعني التقليد المرروث ( )1لفظ
بمكان . الأصل بعيدة عن شروح وهي ، التوراة على
. 13- 12 ص ، السابق نفس المرجع : كرم يوسف () 2
. 35- 34 ص ، المرجع نفس : كرم ( )3يوسف
+ 29
النالث ال!مل
أن يفهم يمكن أو حساب من فعل أو مقياس ما أنه
. .
. . الطائشة والجرأة ؟ المنحرف والروح الجاحد، والقلب
على عيني، عاوة ولن تسدل ، لن تكفي لنشر الظلمة من حولي
الجميلة "(.)1 من تأمل الشمس في حرماني أبدا ولن تنجح
معينة في مناشط والمبدأ والواحدا يشير برونو إلى سمات العلة "في وفي ختام كتابه الرئيسي
هو فالعقل . الشاملة الإلهية واحديته يتوج البرهان الذي بحسبانها والأخلاقية العقلية الإنسان
نقولا لاحظ ولقد . بالحس المرتبط الذهن ومن الحس من أعلى أنه أعني ، قوانا الإدراكية أعلى
على حين يرد وتباينها، أسيرتين لتناهي ايأشياء تبقيان الأخيرتين من تبل أن الملكتين دي كوسا
الكامنة وراء الأشياء .وهذه العملية التبسيطية ما هو معقد إلى بساطة الماهية الواحدة العقل كل
متناهيا وراء تعدد الظروف لا عقلنا الفطري بأن هناك جوهرا واحدا اقتناع المختزلة تعبر عن
تكوينه لعالم الأولى في العلة الإلهي أو العقل به الذي يهبط وهذا هو السلم نفسه ، المتناهية
بالأشياء لمعرفته اكتسابه في العقل الإنساني عليه يصعد والذي ، المتباينة المتناهية الحالات
تأمل الكون أيضا نجد سعادتنا الحقيقية في وفي الحال ايأخلاقي . جوهرية وحدة بوصفها
ht
tp
://
ww
w.
al-m . 36- 35 ص ، المرجع نفس كولينز: جيميس ) 1 (
ak
ta
be . 43- 42 ص نفسه
h. ، () 2
co
m
39 +
هلسعه الديل ال جديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
بين بالنذر التصدع الحافل من خلال ذلك للإله الفلسفية الحديثة الدراسة وقد دخلت l-m
ak
ta
be
من الإله عن في كفاية العقل على معرفة شيء فقدَ ثقته بين إيمان ، والعقلية h.cالنزعتين الإيمانية
om
عاملا الوحي به الأمر إلى اعتبار انتهى وبين عقل ، البرهان ومناهج الفلسفية المبادئ خلال
أي دافع فعال لرأب هذا الصاع ولم يصدر . له ومفسدا خارجيا عن نطاق هذا العمل الفلسفي
نتيجة والذين أصبحوا- ، العصر الوسطى المفكرين الذين انحدروا من مدرسي من جانب
صادفوه من صعوبات -أقل استجابة لمطالب العقل الحديث الخاصة حين فيما لاستغراقهم
عن الحديثة في الفلسفات الثلاثة القائمة بذور الاتجاهات هذه الصراعات خرجت ومن
والنزعة العقلانية ( .)1وقد برز من ، والنزعة الإيمانية ، الفلسفية نزعة الشك : بها وأعني ، الله
عن الإله تحدث واتجاه عقلاَني صرف الإله بتحديد قام اتجاه تجريبي : العقليين اتجاهان
يد فرنسيس قد بدأ مبكرا على تقريبا ،الا أن الاتجاه التجريبي وقد كانا متعاصرين . وظيفة بوصفه
الطريقة العلمية في دراسة قد أدخل ) م 1626- 1561 ( بيكون الرغم من أن فرنسيس على
مَن رد فيها على التي الدينية التي عبر عنها في عبارته الشهيرة إلا أن له أيضا فلسفته ، الفلسفة
يميل الفلسفة إإن القليل من : فيها العبارة التي قال إلى الإلحاد ،تلك بأنها الطريق يتهم الفلسفة
لأن وذلك ). فيها ينتهي بعقول الناس إلى الإيمان التعمق الإنسان إلى الإلحاد ،ولكن بعقل
تنمينا ازداد 9كلما و إ. عقولنا الصغيرة على الأرض ويهدي في السماء يرشد كبيرا هناك عقلا 9
بل هم آلهة خالدة ا. قاماتها انتصبت حيوانات ليسوا ازددنا يقينا بأن الناس ، الفلسفة في أعماق
أسبابا الإنسان عقل و"إذا ما صادف مثالا إلهياإ. أو نموذجا لنا أن نجد تمكننا من وأالفلسفة
النظر أمعن إذا ولكنه . إلى ما وراءها يتابع السير لا عندها أحيانا الطبيعة ) ،فقد يقف مبعثرة (في
+9 4
ال!مل النالت
العناية من الارتماء في أحضان بدا يجد فإنه لا حلقاتها تتصل .كيف . الأسباب سلسلة فشهد
نتيجة أنه أي ؟ معين مرسوم فكل شيء ، عارض شيء العالم في و"ليس ! بالله والتسليم الإلهية
إذن أن التعمق في فقد ارتأى بيكون !(.)1 له وجود لا فالمصادفة شيء 9 . أصلا! نظام مخطط
أن النظرة التجريبية العلمية ورأى . الإلهي بنموذجنا إلى الإيمان بالله والاتصال يؤدي الفلسفة
الأولى، العلة وراءها؟ أي إلى شيء لا التي إلى هذه الطبيعة ونظامها يرجعنا إلى أول السلسلة
العناية الإلهية. بوجود إلى القول بنا يؤدي العالم عليه فالنظام الذي
( )2هوبز:
الاتجاه رواد أحد نجدها لدى توماس هوبز )-9167f )1588Hobbes هذه الأفكار ونفس
معرفتنا بالله في كتابه الليفياثان إذ يحدثنا عن ؟ بالمادية كثيرا ما اتهم الذي الإنجليزي التجريبي
الإنسان عن النظر إلى يصرف ، الاستطلاع أو الرغبة في معرفة العلل "إن حب قائلا: مةطأ،أ!ءسأ
حتى ينتهي بالضرورة في العلة عن علة هذه ثم البحث ، العلة المعلول لكي يوجهه نحو التماس
علة أزلية فيصل صانما هي ، لها أدنى علة سابقة مؤداها أن ثمة علة ليس إلى فكرة المطاف خاتمة
أن يقوم المرء بأي بحث يستحيل أنه وهكذا نجد ! "الله الناس تسميته باسم اصطلح ما إلى
نحو الاعتقاد بأن ثمة مدفوعا عن هذا الطريق نفسه دون أن يجد نفسه الطبيعية في العلل عميق
مطابقة تماما فكرة تجيء الله على البشر أن يكونوا في أذهانهم عن كان يستحيل أزليا هـان واحدا
إ(.)2 لطبيعته
( )3باركلي:
وجدنا ، الفلسفة الإنجليزية في اللامادية كما يعد ممثلا للألوهية ، عصره الدين في فلاسفة
.021 ص ، العربية الترجمة ، الفلاسفة أعلام : توماس هنري : نقلا عن ) 1 (
. 261 ص ، الأول المجلد ، الإنسانية تراث هوبز ،مجلة لتوماس ) التنين اللفياثان (أو : إبراهيم زكريا ) (2
وانظر ايضا:
ht
tp
:// ,1 ,Part
Ghapter XI 9 78 - 97.
ww
w.
al-m وكذلك:
ak
ta
be (Richard),
h. .Peters
,6791 P 922
Hobbes, England, Penguin Books, - 232.
co
m
59 +
هلس!ه الديل إلى مدح ل حديد
ht
tp
://
ww
w
إذ إنه استخدم ؟ الكتابة في باركلي الطريقة التي استخدمها ، ناحيتين من واضحا تأثره.al-بأفلاطون
m
ak
ta
be
الثلاث أ المحاورات 9 كتبه هذه الطريقة في أشهر كان قد استخدم دمان ، المحاورات h.cأسلوب
om
من ف!نما قد تأثر بهذه الطريقة فترة متأخرة ، الدكتور هويدي كما يقول ، أن يتأثر بأفلاطون دون
الصغيرأ الفيلسوف 9 أو هو !السيفرون! له اَخر الحوار في كتاب حياته عندما عاود استخدام
بأفلاطون ليس فقط في صياغة الحوار وطريقة توجيه الأسئلة والإجابة عليها، تأثره فظهر حي!ذِ
أما !(0)1 أكثر وأكثر في كتاب إالحلقات اثره بل أيضا في الأفكار الفلسفية نفسها؟ مما سيتضح
وهذا الله ، وجود برهنته على وفي الإلهية فلسفته في بأفلاطون فقد تأثر باركلي الأخرى الناحية
في فترة إلا الأفلاطونية المحاورة أسلوب ما ينفي الرأي السابق من أن باركلي لم يستخدم
متأخرة من حياته.
فهو ينظر ، الإنسان الله وحرية وجود هما للأخلاقية مبدأين أن هناك تعلن باركلي وفلسفة
بل ، قانون شخصي أنه على أساس لا لوك - مثل جون في ذلك مثله إلى القانون الأخلاقي -
المتناهين في لأشخاص ا إلى اللامتناهي ونداء من الشخص ، الله إرادة أنه إعلان عن على
ما يستطيعه بأقصى الإله الأبدية حياة في المشاركة الإنساني وغاية الوجود ، للحرية استخدامهم
ثتم عليها .ومن والحفاظ جميعا الأشياء صانع هو "إن الله وحده : فهو يقول ، قدرة من الإنسان
ملزم بكل روابط والجن!س البشري ، العالم المشرّع لهذا ، يعتريه أدنى شك لا الحق الذي ف!نه
لهذا الإنسان العالم هذا ف!ن الإله لم يدبر وعلى ، لقوانينه على الخضوع والمصلحة الواجب
عامة وللأمم للناس الرفاهية يريد إنه بل ، لغيره أو او لهذا العصر الأمة أو تلك أو ذاك أو لهذه
فرد"(.)2 لكل فيها الأفعال المتضافرة ما ينبغي أن ثارك كلها ،وهذا العالم ولعصور جميعا،
للمعرفة على كوسيلة الركم من أن مثاليته تدعو إلى الحس أن باركلي على وهنا نلاحظ
بين الله صانع ف!نه يربط ، والحدسية العقلية إلى المعرفة التي تستند المثاليات المعروفة خلاف
فيها. الله لمشاركة على الإنسان أن يسعى التي يجب والخيرية الأشياء وبين الأخلاقية
العربية، الثقافة دار ، القاهرة ، الثلاث المحاورات ، باركلي د: ال!عربية ترجمته مقدمة : هويدي يحي ()1
69
ال!مل اللالت
قد تركه بلا ذاته بل إن كانط ، بغير حل ولم يتركه هو وحده ، حير باركلي ثمة تساؤلَا ولكن
فما هو هذا ، العقل باعتبارها نتاج فعله التفكيري بواسطة الطبيعة قد خلقت فلو كانت ، حل
أن هذا العقل ليس العقل المكتفي بذاته، الوجه ؟ واضح الطبيعة على هذا خلق العقل الذي
كانط أو فيلسوف أو باركلي على الإطلاق إلى ذهن يتبادر فلم . هذا الفرد أو ذاك يخص الذي
و أ ، الكواكب مسارات أن كبلر قد خلق أو ، النظام الشمسي من أتباعهما ،أن كوبرنيك قد خلق
ومربع المسافة بين مركزيهما، بين التجاذب بين جسمين العلاقة العكسية أن نيوتن قد خلق
بل هو ، متناهِ قاطعة أن خالق العامل الفيزيائي ليس أي إنسان أو عقل فلقد قرر باركلي بصورة
من تخلص مفكرا مطلقا ،وبذلك أو فاعلا مطلقا في حالة تصوره الله أي متنا؟؟ لا أو إلهي عقل
بأن القائلة النظرية من كما تخلص ، النهضة عصر مفكرو به الوجود الذي نادى وحدة مذهب
المادي الذي في المذهب باقية نظرية قد ظلت وهي ، الله أو المادي هو جسم الفيزيائي العالم
عند اسبينوزا وليبنتز .واعتقد باركلي كما كذلك له آثار كما بقيت ، اْيامه كان مازال سائدا في
أي له وليس فكر خالص الله أن المسيحي واللاهوت أن اعتقد كل من أفلاطون وأرسطو سبق
تفكيره (.)1 بفعل قد خلقه شيء الله ، خلقه شيء ولكنه . الله فالعالم ليس جسم
فكرة النظام من خلال الله وجود على برهانا ويعطينا ، باركلي بلسان فيلونوس فيها يتحدث
وهي الأساسية وعلته خالقه على والتي تدل ، فيه المنبثة والغائية والخيرية العالم في الموجود
في رؤية الغابات والخمائل أليس ، جميلة بخضرة وقد اكتست هذه الحقول ترى ألا 9 : فيقول ، الله
؟ وعند بعيدة بالروح في آفاق يقر العين ويثلج الصدر وشمبح ما الرقراقة والجداول والأنهار
الغابة أو حتى الذي تختفي قمته بين السحاب الواسع العميق أو الجبل الضخم للمحيط رؤيتنا
ألا ، والصحاري للصخور رؤيتنا في المشوق ؟ وحتى تمتلئ نفسنا بنوع من الخوف ألا ، الكثيفة
أعمق من ولكنها ممتعة في الوقت نفسه ؟ فهل هناك إذن سرور طبيعة متوحشة أمام بأننا نشعر
وإذا تركت . . . ؟ به الأرض تزخر الذي الطبيعي الجمال به عند تأملنا لنواحي نشعر الذي السرور
في كبد السماء ،فهلا ترى معي أن حركة تتلألأ النجوم المضيئة التي وتأملت الان هذه الأرض
ht
tp
://
ww
w.
أم، al
القاهرة -m 689 ، جامعة مطبعة محمود، حمدي :د .أحمد الطبيعة ،ترجمة فكرة ( )1كولنجوود:
ak
ta
be
h. ص .137- 136
co
m
m79
الديل هلس!ة إلى حهديد مدحل
ht
tp
://
w ww
عظيمة في تنظيم شؤوننا فائدة تفيدنا تتخذها في السماء التي المختلفة وأوضاعها .a
الكواكب
l- m
ak
ta
be
قياسا الشمس قياس المسافات حول .أليست هذه الأجرام تستطيع وحدها . h.cوتدبير الكون معا؟.
om
هذه القوانين الدقيقة به ثبات إذن تتصف فأىِ تماما مع الزمن الذي تحتاجه في قطعها؟ يتمشى
في هذا يقول وهو ، كله الأمر الله وإليه يرجع الطبيعة هي أن العلة الحقيقية في يرى فباركلي
، قوة لأخرى أن تكون يمكن لا ما دمان قوة ، لأخرى علة أن تكون يمكن لا ما "إن صورة : أيضا
بعد ذلك عن أن نبحث التفاهة فمن ثئم ومن . وحده الله هي الطبيعية الاْشياء العلة لجميع لىان
يرفض هنا !( .)2وكأنه الله عليه أن يكون يجب لما صورة هذا يعطينا أنسب ومذهبي . ثانوية علل
أيضا "ولا مشاركة فهو يضيف ، الوسطى والاَلهة والأرواح الثانوية العلل أفلاطون عن حديث
"(.)3 الثانية العلل أو الطبيعة وبين الله بين في مذهبي
( )4فولتير:
لاهوتا علميا؟ حيث أن يؤسس التنوير عصر فيلسوف ()1778P- 4916 فولتير ولقد استطاع
الرغم من وعلى ، علمية آراء من نيوتن وديكارت وخاصة ، عليه قدمه السابقون ما استند إلى
باطنة أن هناك ضرورة يرى أنه إلا (،)4 الألوهية في فولتير رأي تكتنف الصعوبات أن كثيرا من
الأولى الضرورية مثلما العلة عن هذه دائما العالم الإلهي المنتج "فلقد صدر تحدد النشاط
الخلق الحر كما تعلمنا المسيحية، بطريق العالم يصنع لا والله . أ الضوء عن الشمس يصدر
للقوانين المنظمة عن صنعة الفعل فيه. الفيزيائية الناحية من الضروري ولكن عن طريق الصدور
هو اهتمامه بوجود الشر الطبيعي الإله هذه الخمية على يدخل فولتير الدافع الذي جعل ولعل
انسجام لازما عن شثا اعتباره تقليله أو يمكن لا أن الشر من الرغم فعلى . العالم في والأخلاقي
الإلهي أكثر منه نتيجة لاختيار للفعل نتيجة ضرورية أنه النظر إليه على الممكن من أنه إلا ، العالم
العربية للدكنور ،الترجمة الثانية المحاورة وفيلونوس، هيلاس بين الثلاث القحاورات : باركلي ()1
. 201- 101 ص ، أم 679 ، العربية الثقافة دار ، القاهرة ، هويدي يحى
.33 ص ، م 13 ، م نوابغ الفكر العربي 0691 سلسلة ، دار المعارف ، القاهرة ، باركلي : هويدي يحى ) (2
. 402- 302 ص ، السابق نفس المرجع كولينز، جيصى ، في ثفصيل هذه الصعوبات انظر: ) (4
89
الممل )لنالف
عالمنا؟ إذ ينبغي تبرئة عن الحرية الإلهية مسئولة أن تكون فولتير وتد أنكر . فيه إكراه لا واضح
محيص لا على أنهما نتيجة بمعاملة الألم والشر الطبيعي من أي مسئولية أخلاقية عن الشر الله
الإنساني (.)1 الأخلاقية على المستوى التمييزات وقصر باطنيا عنها لفعله السببي المحدد
ف!نه قد انتقد أيضا الملحدين ، وديكارت والمسيحية قد انتقد كئيرا المسيحيين فولتير وإذا كان
يعرف أنه إن الملحد يظن مطبقا؟ حيث لغزا شيئا والعالم معه يصبح يفسر لا أن الإلحاد معتبرا
لأنه ومرة أخرى ، ما يؤكده يعرف لا لأنه مرة ، مرتين إذن جاهل فهو شيئا يعرف لا وهو شيئا،
وبأن ، عدم يأتي من شيء لا بأن إيمانا عقليا جازما يؤمن فولتير إن ). (2 معارفه حدود يدرك لا
من إذ ليس ؟ العالم لهذا منظم عقل وجود إنما تعني ، العالم التي تدبر والقوانين الهندسية النظام
كعقل الله وهذا دليله القاطع على وجود (.)3 عامل يثبت وجود يهز اعتقاده بأن كل عمل شيء
( )5روسو:
يحكم الله أن مالبرانش وفولتير على فهو يتفق مع )، م (1778- 1712 جاك روسو أما جان
استثناءات الإنسان الزمني أن يمنح المنظور أن نتوتع منه داخل العبث ومن ، بقوانين عامة العالم
الفرد، العناية الالهية إلى الإنسان أن تصل لله يتطلب الأخلاقي ف!ن المفهوم ذلك ومع ، خاصة
وعنايته ، أفلاطون لديه أشبه براعي الاْرواح عند فالله له في النهاية معاملة عادلة وأن تضمن
وبالنظر . الأبدي الفردي في مصيره بل الشخص فحسب بوجه عام الجنس البشري تشمل لا
عن يلزم الخلود الشخصي ، النهائية الأخلاقي للعدالة والمطلب إلى قوانين الطبيعة المحددة
اجتماعيا ووهميا جزاء بوصفه فولتير الخلود يرى وبينما . الالهية وفقا لعنايته للكون الله تنظيم
مرتبطة بقيمة الإنسان دين!ة أخلاقية شخصية أهميهَ حقيقة ذات بوصفه روسو يقبله خالصا،
ht
tp
الثانية، ،الطبعة بيروت ، عويدات مثورات ، الدين محي د .صباح فولتير ،ترجمة ( )2أندرله كريسون
:// : :
ww
w.
al . 57 ص 849
-m ، ام
ak
ta
be .915 ص المرجع نفس عن نقلا ()3
h. ، :
co
m
.221 ص ، السابق نفس المرجع كولينز: جيصى () 4
هلس!ه الدين الى جددد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
-فلسفة الدين عند المثاليين: al-ب
m
ak
ta
be
h.
: ت يكا ) co
ر د 4 (
m
التيار وعدنا إلى نشأة ، التنوير فيه وفلاسفة وتجريبسِه الحديث العصر علماء تركنا لىاذا
بنظريته في ) م (0165- 6915 رينيه ديكارت لوجدنا أن مؤسسه ، الفلسفة الحديثة المثالي في
الكامل، وجود أن غير الكامل يفترض بتقريره ثم ، الواقعية الحقيقة ودرجات الكمال درجات
. الألوهية بوجه خاص في فلسفة الدين عموما وموضوع (،)1 أفلاطون لتعاليم وارثا قد أصبح
الخير وصنو ، قيمة كل حقيقة وكل أصل . أسمى كائنا الله ينتصب الديكارتي العالم ففي ذروة
الذين يفترعون ، التجريبي أتباع المذهب من النقيض وعلى . الأفلاطوني العالم ذروة ، الأسمى
الفعلية العالم ذلك أن صورة ، الأول من الكامل منطلقه يتخذ ديكارت ، غير الكامل الكامل من
تلك برؤى أفلوطين والقديس وقد دعم صورته أن ديكارت لا إ ، وأفلاطون واحدة عند ديكارت
فقد . مسلكا فريدا في التاريخ الفلسفي القول بأن الفلسفة الديكارتية قد سلكت وبهذا صح
ولم يرد أن تكون معرفتنا لوجود الله ، مباشرة وبغير واسطة الإله من النفس إلى الفيلسوف سار
العكس من ذلك -بل رأى على الفلاسفة واللاهوتيين من غيره -كما صنع العالم طريق عن
لها(ر)" - ،فيقين المعرفة كلها سندا الله تفتقر إلى وجود التي هي العالم أن المعرفة بوجود
أن أعرف لا أستطيع إنني قبل أن أعرفه بحيث ؟ الإله الحقيقي معرفة إلا على يتوقفا لا وحقيقتها
بدون هذه أننا على هذا ،إلى درجة جميعا يتوقف ويقين الأشياء الأخرى ، شيئا آخر معرفة كاملة
كاملة "(.)4 معرفة شيئا آخر علينا تماما أن نعرف يستحيل ، المعرفة
مكتبة ، بيروت ، خوري مارون الأب إلى سارتر ،ترجمة ديكارت الفلسفة الفرنسية من ة فال ( )1جان
.92 ص ، م 6891 ، الأولى الطبعة ، عويدات مثورات ، الفكر الجامعي
الثانية، الطبعة والنشر، دار الثقافة للطباعة ، القاهرة ، الغربية الفلسفة المثالية في رواد : أمين ) عثمان (3
.24 ص ، السابق نفس المرجع كولينز: جيمس : عن نقلا ) 4 (
001
النالث الطمل
موجود فأنا وشر، النفس ببساطة أولا من وجود الله على وجود فقد دلل ديكارت ولذلك
ثلاثة أدلة أدتها الدليل الفكرة أقام ديكارت هذه أساس وعلى . " الكائن الكامل 9 فكرة نفسي وفي
تعريف من نفس الله وجود يستخلص لأنه وهو قد سُمي كذلك ، المشهور بالدليل الأنطولوجي
توا أن رأينا ، الكمالات بجميع المتصف الكامل هو الكائن الله أن سلمنا إذا ف!ننا ، أو معناه الله
الكمال (.)1 الوجود كمالا أو ضربا من ضروب باعتبار بالوجود لابد متصف الله
للطريق الأفلاطوني الذي عن طريق مخالف الله إلى قد وصل الرغم من أن ديكارت وعلى
قد قدم أن ديكارت إلا . كما أثبت ديكارت العكس وليس ، الله ثم لينتهي إلى العالم يبدأ من
الحمَائق الأبدية، قد خلق الله القول بأن ديكارت مذهب فقد تضمن ، للعقول كخالق لله تصورا
لنا وهكذا يتضح . كذلك الماهيات ولكنه خلق ، الخارجية فحسب فهو لم يخلق الموجودات
على القول بأن الله ، بأفلاطون ومالبرانش متأثرين في ذلك لم يقتصر كل من أوغسطين بينما أنه
فقد اتجه ديكارت ، الله لذاته فهم الأبدية تمثل الحقائق أن هذه وذكروا ، الأبدية الحقائق قد خلق
أن أكد دائما على قد أن ديكارت ، الديكارتية الأفلاطونية في الفلسفة العناصر أبرز ولعل
مساندة بلا دائم وجود له الذي لي! الفيزيقي الخارجي العالم من وجود يقينا أكثر الله وجود
(.)3 العدم المحض هذا العالم في قوة الله التي لولاها لسقط من
.24 ص ، السابق المرجع نفس : أمين عثمان () 1
الأنجلو مكتبة القاهرة ، امين عثمان : ترجمة ، الأولى الفلسفة في التأملات : ديكارت ايضا: وانظر
.47- 43 ص ، م 7491 ، الخامسة الطبعة ، المصرية
، م 9691 ، السادسة الطبعة ، المصرية الأنجلو مكتبة ، القاهرة ، ديكارت ، أمين عثمان : كذلك وانظر
. 201 - 01 صا ، لأولى ا الطبعة ، أمين عثمان : ترجمة ، الفلسفة مبادئ ، ديكارت : كذلك وانظر
،القاهرة ، عفيفي أبوالعلا : مراجعة محمود، حمدي أحمد : ،ترجمة الفيلسوف طريق : فال جان ()2
ht
tp - 463ك!4 ص م، 6791 ، سلسلة الألف كتاب ، العرب سجل مؤسسة
://
ww
w.
a l-m
ak
Long (Wilbur), Religion in Identistic Tradition, An Essay in <<
)Philosophi
Religion (3- in
ta
be
h. and
co
Cultural perspective>>. .calP 45.
m
101 +
الدين هلس!ه الى حهديد عدحل
ht
tp
://
w ww
.a
كان سائدا في العصر ما لم يتعد إنه إلى القول المفسرين لفلسفة ديكارت حدا ببعض ما وهذا l-m
ak
ta
b
يريد إثبات حقائق الدين تعبيرهم على حد فقد كان ديكارت " المتقدم اأؤمن كي أعقل eh.cالوسيط
om
في أن عن باسكال يختلف لا هذا النحو على أنه أي ؟ إقناع الكافرين يمكن ببراهين عقلية حتى
بل فعلا للعقل الدينية ليس بل إن الإيمان بالحقائق ، العقيدة المسيحية كليهما يقوم بالدفاع عن
إن كل الحقائق . والتميز أكثر من ذلك يطبق عليه مقايي! الوضوح لا لذلك (،)1 للإرادة فعل
من بمعونة من السماء ،وبفضل بها إلا الإنسان التصديق ولا يمكن ، العقل تتعدى حدود الدينية
(،)2 الدينية في فهم الحقائق لوظائفه يبدو في نظرهم -هادما للعقل ومعطلا ديكارت اْن أي ؟ الله
أن ما بقاعدة تعصمنا من الزلل وهي أن نتمسك يقرر أنه ينبغي مثل كل شيء إن ديكارت إذ
العقل من ومضات أن ومضة ف!ذا بدا اَخر، يعدله يقين أي شيء لا اليقين الذي هو الله أوحاه
(.)3 الله من عند يجيء لما حكمنا أن نخضع ذلك ،وجب بثيء يخالف إلينا تشير
فلاسفة أهم من يعتبر واحدا أم ) الذي إلى اسبينوزا (677-1632 واتجهنا صاذا تركنا ديكارت
قوله الرغم من على ، الديكارتية القضايا أنه قد أكد كثيرا من فسنجد ، الحديث الدين في العصر
الوحيد هو الديكارتي في نظر البعض إنه بل ، ديكارت يعتنقه الوجود الذي لم وحدة بمذهب
(.)4 الدين في مجال الذي استطاع أن يطبق المنهج الديكارتي خاصة
الطبيعة 9 هو عنده فالجوهر ، الطبيعة بينه وبين بالتوحيد الله حول حديثه بدأ اسبينوزا فقد
ي أ ،؟ !الطبيعة المطبوعة وهو ، والأحوال الصفات هو مصدر الخالقة من حيث إ؟ اْي الطابعة
خالقين ، أو الطبيعة إذن خالدين فالله نفسها(.)5 والأحوال هو هذه الصفات المخلوقة من حيث
هامش ص .9 لاسبينوزاأ، إمقدمة ترجمته لرسالة في اللاهوت والسياسة حنفي حسن : عن نقلا
فؤاد زكريا، : والسياسة أ ،مراجعة اللاهوت في لأسبينوزا ،رسالة ترجمته " :مقدمة حنفي ) حسن (2
.9 ص ، م 7191 ، العامة المصرية الهيئة ، القاهرة
. 018 ص ، العربية الترجمة ، الأولى التأملات في الفلسفة : ( )3ديكارت
.018 ص ، العربية الترجمة ، الفلسفة مبادئ : ديكارت : وانظر كذلك
.9 ص ، السابق نفس المرجع : حنفي ( )4حسن
. 11 صا ، السابق المرجع نفس : كرم ( )5يوسف
201
النالث ال!مل
إذ إن كل الأشياء؟ العلة لكل التي تمثل اللانهائية الصفات لذاتهما يمتلك وخلقهما . لذاتهما
لجوهره ، اْو الجوهرية الخاصة تماما كفاعلية لصفاته أن يفسر يستطيع لا الله أقل من شيء
هذه وجود يشمل لا الذي لله إنتاجا يعد في هذا الحس محدود فالمعرفة والتفسير لأي شيء
فالعقل اللامتناهي أو (.)1 بل كل صفاتها الجوهرية انعكاسا لوجوده وجوهره ايأشياء فحسب
الباقية الروحية القوة أي ؟ اللامتناهية الإلهية الفكرية للقوة مباشر معلول التي هي الله أ فكرة 9
هي هي اْبدا باقية كما أن الحركة ، الجزئية الروحية الظواهر في الطيعة مع اختلاف أبدا هي هي
ف!ن ترتيب المعاني أحوال الفكر، على يصدق الامتداد على أحوال يصدق وما الامتداد. في
كان من طبيعة الموجود المفكر أن يكونْ هـاذا من ترتيب الأعيان في الامتداد، الفكر صورة في
مفكر ،وأن من كوننا جزءا من موجود اَتية المطابقة غير معانينا أن فمن المحقق ، مطابقة معاني
). (2 ناقص الموجود بعضها كامل وبعضها من معاني ذلك عقلنا مكون
الله وماهيته "أن وجود : " الألوهية في كتابه !الأخلاق حول عقيدته اسبينوزا موضحا ويقول
حقيقة خالدة مثل ماهيته، الله ومن ذلك ينتج أن وجود : أمر واحد ،ومن هذه القضية مشتقة تقول
بل لماهيتها الأشياء فقط العلة المحايثة لوجود هو الله ليس : تقول والعشرون الخامسة والقضية
لديه التفرقة بوحدة الوجود وعدم عن إيمان سبينوزا الواضح تكشف ، العبارة أيضا!( .)3وهذه
أن خلق " "الأخلاق في ملاحظاته يقر في إحدى أنه فيبدو الخلق قضية أما عن ، والطبيعة الله بين
الأشياء بعض أن تكون يبغي 9 : الملاحظة في تلك فهو يقول . وسيطة علل الأشياء قد تم بواسطة
بالضرورة عن طبيعة الأشياء تنجم التي لأشياء ا تلك مباشرة وبخاصة الله قِتل من مخلوقة
والتي ، العلل الوسميطة المؤدية إلى أشياء أخرى لأولية نظرا لكونها ا المخلوقات وهذه . المطلقة
هو السبب الأقرب من الله أن ينتج عن ذلك فإنه ، الله تتصور بدون أو مع ذلك ان توجد يمكن لا
يمكن لا لأنه ، الإطلاق من نوعه على امتلك السبب كمن وليس ، خلقها مباشرة الأشياء، تلك
السبب هو الله القول حمَا بأن يمكن لا اْنه أيضا ذلك وينتج عن . أسبابها بدون الله آثار وجود
(1 )Hampshire
ث!!كا(
S (, .Spinoza,
,5391 P 48.
Penguin Books London,
ht
tp
://
ww
. 113 ص ، السابق نفس المرجع : كرم يوسف ()2
w.
ناظمa
l-m : ترجمة ، العقل عصر هامبشير، ستيورات في كتاب منث!ورة نصوص ، اسبينوزا :الأخلاق ) 3 (
ak
ta
beh . 135- 133 ص ، أم 749 ، القومي والإرشاد الثقافة وزارة منثورات ، دمثق ، الطحان
.c
om
الديل هلس! الى جديد عده!ل
ht
tp
://
ww
w.
أو أنها تصدر الله مباشرة الأشياء التي يخلقها الأشياء من al
البعيد للأشياء المفردة ما لم نميز هذه -m
ak
ta
b e
من وبين نتائجه بحال بينه لا صلة الذي السبب البعيد السبب من نفهم .لأننا طبيعته المطلقة h.cعن
om
لا الله وبدونه على تعتمد وهي الله ، في موجودة ، الموجودة الأشياء عْير أن جميع . لأحوال ا
( )3ليبنتز:
عناصر بها إلا أن الوجود(،)2 وحدة من مذصب أخرى صورة ) م (1716- 9164 ليبنتز وقد قدم
في الفكر والوجود لديه بأن الاقتناع وهذا . وراء التنوع الوحدة عن فبحثه الدائب ، أفلاطونية
نفسه يقرر ذلك في مقدمة ليبنتز فيلسوفا أفلاطونيا(و) .إن منه واحد يجعلان شيء صميمهما
لوك حينما يقول على للرد الذي خصصه أ العقل الإنسانى الجديدة عن كتابه إالمقالات
كان كلانا قد دمان . أقرب إلى أفلاطون ومذهبي لوك أقرب إلى أرسطو إإن مذهب : بصراحة
في يريد الراحة والعزاء الذي الفكر مطالب يرضي مجرد فرض ليبنتز عند الله فلم يكن
الذي ! الكافى وإنما هو "السبب ، الممكنة من الأسباب ولا كان حلقة أخيرة في سلسلة ، المطلق
انطلق من إذا إليه الفكر أن يصل يستطيع بحيث ؟ ممكنة السلسلة كل حلقة من حلقات يجعل
مثل أفلاطون والقديس هذا في مثله الحقيقة على الله وجود على دليله ليبنتز ويقيم
هذا يكون إله وجود ذلك من يستنتج لا ليبنتز ف!ن ، وثابتة خال!ة الحقائق ف!ذا كانت . أوغسطين
فهو يستنتج . طابع تفيهره على يدل طريقا آخر دانما ينهج . الثابت لهذه الحقائق الخالد المبدأ
علة وجود عليها ،ضرورة التي نعتمد الأبدية (أو المثل ) الخالدة والحقائق واقعية الأفكار من
. 136- 135 ص ، السابقة الترجمة ، ( )1سبينوزا :الأخلاق
.138 ص ، المابق نفس المرجع : كرم يوسف () 2
والفضل العقلية للطبيعة المونادولوجيا والمبادئ لليبنتز، العربية تقديم ترجمته : عبدالغفار مكاوي () 3
.06 ص ، م للطباعة والنشر7891 ، الثقافة دار ، القاهرة ، الإلهي
+ 401
المعل النالث
ليسا الأبدية الحقائق أي إمكان تصورها -وضرورة إن إمكان الأفكار- . الواقعية لهذه سبب أو
ولابد أن يكون ، بالفعل هذا الواقع موجودا ولابد أن يكون مصدر ، الواقع صور من صورة الا
"من الحق : حينما يقول المونادولوجيا فقرات هذا الدليل في فقرتين من عن ليبنتز ويعبر
ما بقدر ، الماهيات مصدر بل هو كذلك ، ليس هو مصدر الموجودات فحسب أن الله أيضا
الإلهي الذهن اْن ذلك . واقع من عليه الإمكان ما يحتوي اَخر مصدر أو هو بمعنى ، واقعية تكون
لن يكون في وبغير وجوده عليها وجودها أو الأفكار التي يتوقف ، الأبدية الحقائق منطقة هو
لأنه ، ممكن شيء كذلك فيها بل يكون ، فحسب موجود شيء فيها ولن يكون ، الإمكانات واقع
سبب فلا بد أن يكون ، الأبدية الحقائق في أو حتى أو الإمكانات إن كان ئمة واقع في الماهيات
ماهيته الذي تتضمن الكائن الضروري وبالتالي على وجود ، وفعلي موجود هذا واقعا على شيء
هذا الجزء من مذهبه بعالم المثل عند أفلاطون فيقول في (رسالته إلى هانشيوم أ: ليبنتز ويربط
أميل إلى وأنا الذهن الإلهي عالما معقولا، أفلاطون القول بأن في إليه أروع ما ذهب (إن من
"المونادولوجياأ إليهما من الإشارة قرأنا الفقرتين السابق أننا الأفكارلما( .)3ولو منطقة تسميته
لم يكن وصفا ()4 الموضوعية المثالية بالمثالية الواقعية أو ليبنتز فلسفة وصف اْن لأدركنا جيدا
الحقيقة هو الوجه المقابل لإثبات وجوده على على أساس الله ف!ثبات وجود ، عن الصواب بعيدا
وينما ينطلق الدليل الأخير من الطابع الفعلي والواقع الممكن، ، أو الإمكان الحدوث أساس
واْن . فوق كل شك الله يؤمن بأن وجود فليبنتز . نجد الدليل الأول ينطلق من واقعية الضروري
خالق العالم الممكن (.)3 وهو كذلك ، الخالدة الأبدية الحقائق هو مصدر الله
.53 ص ، السابق نفى المرجع : مكاوي الغفار ( )1عبد
.914 - 148 ص ، )44 - (فقرة 43 ، العربية المونادولوجيا ،الترجمة ليبنتز: . .ف ()2ج
Conceptual التصورية Realism الواقعية أفلاطون ( )4المعروف أن تيلور تد أطلق على مذهب
ht
tp
:// "، !الجمهورية لمحاورة دراسته : فؤاد زكريا : (انظر . ليبنتز لمذهب التسمية تلك قريبة من تسمية وهي
ww
w.
al-m . 147 - 146 ص
ak
ta
be
h. . 54- 53 نفس المرجع ال!ابق ،ص : عبدالغفار مكاوي () 5
co
m
m501
الدين هلس!ه إلى حهديد مدحل
ht
tp
://
w ww
ليبنتز؟ إذ إنها فلسفة النظر إلى فلسفة ما يلفت أول " هي قبل إن "الوحدة فقد قلنا من .a
ولذلك l-m
ak
ta
e b
ن أ أن التجربة تعلمنا كل لحظة صحيح . الكثرة في مركز واحد أو بؤرة واحدة أن تضم h.cتحاول
om
الكئرة هذه تضم أهناك وحدة : القدم منذ قد تساءلوا الفلاسفة ولكن ، ومتنوعة متعددة الأشياء
العقل الذي يفرضها من صنع أن هذه الوحدة شيء أم أي نحو تتم ؟ من الأشياء؟ ،وعلى الهائلة
أو مثال أو نموذج " "ايدوس وجود افترض أنه ولقد كانت إجابة أفلاطون على هذا السؤال
بين هذه المثل والنماذج العديدة في مثال أن يوحد بعد ذلك ثم حاول ، فيه أشياء مختلفة تشارك
أفلاطون في خطى لبينتز تابع الخير! حينا .وقد 9 و حينا ! إالإله وأسمياه اعلى أو نموذج أشرف
فهو قد ، أفلاطون عن منهج يختلف مهجا ولكنه سلك ، الكثرة التي تجمع بحثه عن الوحدة
وهذه المثل ، أولى لكل المخلوقات نماذج أو أي عن مثل ؟ مثلا عن أفكار أبدية خالدة تحدث
وهذه على علاقة ببعضها البعض المتناهية الأشياء وأن جميع . الله عقل في كائنة أو النماذج
لهذه الوحدة مبدأ الوقت للكلام عن يضطرنا في نفس العالم أن حديثنا عن وحدة ليبنتز ويرى
أنه الأفكار .ولكنه يرى من ناحية أخري أم الله هو المبدأ أكان هذا سواء ، العالم خارج من
جميع هو أصل الله لأن الله ؟ إلى إلا بالرجوع العالم داخل القائمة الوحدة هذه تفسير يمكن لا
). (2 البعض مع بعضها واتساقها تجانسها وعلة . المتناهية أو المخلوقة المونادات
المتميزة حول الذين كانت لهم فلسفاتهم العصر الحديث لنتوقف عند أهم فلاسفة والاَن
لفلسفة الدين. الحقيقيين -المؤسسين الآراء الكثير من بل ربما يكونا -بحسب ، الدين
أهم الفلاسفة عبر واحدا من بلا شك ) م 4018-1724 ( !ا ،4دع ) (كنت كنط أو يعد كانط
هي إنما فلسفته إن جل حيث ؟ الإطلاق يمثل الأهم على وإن كان بالنسبة لموضوعنا ، التاريخ
الدين في حدود " بصورة مباشرة كما في كتابه سواء ، الدين فلسفة تدور حول الأمر واقع في
.58 ص ، السابق المرجع نفس : عبد الغفار مكاوي ) (1
601
ال!مل النالت
إ" ،نقد نقد العقل النظري 9 : الكبرى النقدية غير مباشرة كما في مؤلفاته " ،أو بصورة العقل وحده
حياته فقد اتهموه في أواخر ذلك ومع ، الله الإيمان بوجود مؤمنا حق ولقد كان كانط
وأرسل ، كتبه بعض نشر الرقابة منعت اْن لدرجة يكتبه على مبادئ الكتاب المقدس ما بخطورة
ويحذره من المقدس الكتاب حول يكتب ما على فيه يؤنبه خاصا أمرا عام 497أم إليه الملك
;a l يلزم مؤكدا بما كانط للرد عليه لوثر؟ مما اضطر ديانة يمس فيما أو نشر إن خاض العاقبة سوء
(.)1 متينا للتدين الصحيح أساسا إنما يضع باَرائه ،واْنه صالح مواطن
الأخلاقي إذ كان يرد هذا الإيمان إلى الضمير ؟ طريقته على الله مؤمنا بوجود كان كانط لقد
تأملاته مقصورة بأن العقل ينبغي أن تظل فلسفته اَمن في إنه إذ ؟ براهين عقلية ولا يستند فيه على
الأشياء في هذا العقل النفاذ إلى حقائق ولا ينبغي أن يحاول cPhenomena الطبيعية الظواهر على
رأسها في ذاتها وعلى الأشياء التي تمثل الحقائق أن هذه اعتبر كانط ثمّ ومن . ذاتها Noumena
وأن تظل في ، ينبغي أن تستند على الضمير الأخلاقي التي العقل العملي هي من مسلمات الله
في ارتباطه بعالم الظواهر الخارجية وعالم الضمير الأخلاقي هذا العقل والعقل وحده حدود
منحيين: اتخذت أنها الدين الكانطية على إلى فلسفة النظر هذا يمكن وعلى . الإنسان بداخل
فيه كانط رؤيته إيجابي أوضح ومنحى ، السابقة الإلهية كل الفلسفات انتقد فيه نقدي منحى
الغزالي السابقة عليه يذكرنا دائما بموتف الإلهية النقدي من الفلسفات كانط إن موقف
كانط ال!نقدي كان موقف حيث ؟ السابقة عليه مع الفارق الإسلامية الإلهية النقدي من الفلسفات
الدين ونصوص على صحيح فيه الغزالي النقدي موقفا استند كان موقف بينما موقفا عقليا بحتا،
إن كليهما انتهى حيث ؟ متشابهة وإن كانت نتيجة الموقفين رغم تباين اسسهما . القرآن الكريم
فيه. العقلي للشك قِبَل لا إيمانيا الإلهي تسليما التسليم بالوجود إلى ضرورة
ht
tp
://
ww
w.
aبالإسكندرلةl-m ، والنشر لدنيا الطباعة الوفاء دار النظرية ،طبعة وفلسفته كانط : زيدان محمود د. ()1
ak
ta
be
h. . ا أ ص ، 4002r
co
m
m701
هلس!ه الديل الى حديد عدحل
ht
tp
://
ww
w.
أن يثبت يستطيع لا هذا العقل لكن الله ، عن فكرة بداية بأن في عقلنا الخالص يؤمن إن كانط al
-m
ak
ta
be
الله التي تقدم بها الفلاسفة وجود البراهين على فكل ثمّ ومن . الفكرة هذه فعليا يطابق h.cوجودا
om
تماما أو غير قابل للنقد صحيحا نعتبره أن برهان يمكن بينها للنقد ولا يوجد السابقون معرضة
وقد ورائها(.)1 طائل من لا عبثية هي إنما السابقة فكل هذه المجهودات لذا . أخطاء به أو ليس
وقد الله ، التي قدمها السابقون على وجود العقلية نقده لتلك البراهين من خلال أكد كانط ذلك
عرف الذي الكوني والدليل ، الأنطولوجي الدليل الوجودي : هى في ثلاثة أدلة رئيسية حصرها
التدبير أو النظام . بدليل عرف الذي الطبيعي اللاهوتي والدليل ، بدليل العلة الأولى
ولينتز هي كما يلي: من المحدثين كديكارت وخاصة ، هذا الدليل عند أصحابه إن صورة
نهائي من الصفات لا عدد إليه يسند أو فكرة أكثر الكائنات كمالا فكرة عن شيء الله .فكرة
هل هي فيه عبر تحليله لمعنى القضية أو القضايا المستخدمة ينتقد هذا الاستدلال وهو
فعليا ،دمانما هو يقرر وجودا لا الخالص إلى أن العقل وينتهي ا ؟ تركيبية تحليلية أم قضايا قضايا
صادقة فهي ليست تركيبية قضية موجودأ االله إذن للقول بأن أساس فلا ، بأفكار فقط يستمتع
ن أ أو تركيبية الخطأ أن ننتقل من قضية تحليلية بمفردها إلى قضية من إذ ؟ الإطلاق على قضية
ذلك الذي يبدأ ، العلة الأولى أو دليل الفلاسفة بدليل الحدوث لدى بعض المعروف وهو
قوته من استناده وهو يستمد . ردها إلى محدثها أو علتها ويتم ، أشياء حادثة تقرير وجود من
801
ال!عل النالت
المنطقي من صاذا كان ، نهاية مالا العلية إلى تلقائيا امتداد السلسلة لكنه يتضمن ، العلية مبدأ على
إلى سبيل أنه لا أن كانط يرى إلا ، كما يقول دعاته الله عند حد أول هو السلسلة توقف وجوب
قبلي (.)1 ولا ببرهان لا بالحس الأول هذا الحد إدراك
او دليل العناية والنظام : نقده للدليل اللاهوتي -الطبيعي -3
لقوانين، من تناسق وارتباط وانسجام وخضوع العالم في ما من ملاحظة يبدأ الدليل الذي إنه
بحثه عن علة أولى من حيث ؟ السابق الدليل الكوزمولوي أن هذا الدليل يفترض يرى وكانط
باقتراح إضافة كل الكمالات الممكنة إلى هذه العلة الدليل الأنطولوجي كما يفترض ، للحوادث
العجيبة. المفروضة
والفنان اللاإنسان ، ، الفنان بين الإنسان التماثل والمشابهة افتراض يقوم في رأيه على أنه كما
هذه فنسند التصميم غاية الدقة في والاَلة التي بلغت ، الجميل ننظر إلى المنزل المتسق حيث
وننقل هذه المشابهة إلى العلاقة بين عالم غاية في ، مدبر عليم الأشياء وصفاتها إلى فعل عقل
معرفتنا لها؟ لأنها تفترض أساس لا الصثمابهة وهذه . الترتيب والنظام إلى علة عليا عاقلة ومدبرة
الإنساني العقل على كانط وينكر . هـارادته وعقله بتدبيره ومعرفتنا كمالا اكثر الكائنات بطبيعة
علة للعالم المحسوس ينبغي أن يكون أنه نثبت لكي اَخر فنحن جانب ومن . الله المعرفة بطبيعة
طبقا للقوانين التجريبية إيجاد النظام والاتساق أولا أنه غير قادر بذاته على يلزم أن نثبت ، أولى
إذا وحتى . النقطة ولا يستطيع هذه هذا الدليل لم يثبت ولكن . عليه خارجية قوة دون الجزئية
وهو أن هذا الدليل قد أثبت فقط ، أساسي تجاهلنا هذين الاعتراضين السابقين فيبقى اعتراض
في الأساس لكن الدليل يهدف ، القدرة العلم عظيم يبغي أن يكون لهذا العالم صانعا واسع أنه
أيضا إلى تقرير أن للخالق كل يهدف أنه إلى جانب له مجرد صانع إلى إثبات خالق للعالم وليس
على العقلية والبراهين الأدلة الانتقادات التي وجهها كانط لهذه والحقيقة أنه رغم هذه
ينكر هذا الوجود الإلهي كما أنه أبدا تعني فهي لم تكن "، الإله في "نقد العقل النظري وجود
ht
tp
://
ww
w.
a l-m ،ص .337- 336 نفسه ()1
ak
ta
be
h. ص .933- 337 ، نفسه ()2
co
m
901 +
هلس!ه الديل )لى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w
العقل عليها أن يكون الوجود الإلهي من مسلمات فقط يفضل أنه تعني ما سبق .al-وأشرنا ،بقدر
m
ak
ta
e b
بأن ثمة فكانط يؤمن بكل بساطة . المضادة من البراهين والبراهين بدلا من هذا السيل h.cالعملي
om
على لنا لكي يضمن الله عن وجود مندوحة لا إذ ؟ الله للتسليم بوجود بها أخلاقية نشعر حاجة
وهذا ، القداسة نحقق وبذلك ، إرادتنا متطابقة تماما مع القانون الأخلاقي جعل الأقل قدرتنا على
وأن يسد ، المبعثرة جهودنا الأخلاقية إلى أن يجمع يهدف ؟ وظيفة الله الأخلاقية من الجانب
الدين يرى لا فهو ؟ والعقل الأخلاق : اثنين هما أساسين على الدين عند كانط فلسفة تستند
هذه وتبدأ تفاصيل . التي يتمتع بها الإنسان الحرية الأخلاقية العقل أساسه ودين ، دين العقل لا إ
هو ما ارتضاه وذلك ؟ العقل مجرد الدين في حدود : كتابه النظرة في عنوان من الكانطية الرؤية
عديدة ، ترجمات قد ترجمت الألمانية إن لفظة !!ه(!! حيث ؟ بالعربية لعنوانه العربي المترجم
!الدين في حدود : بعنوان ترجموه ثمّ ومن ؟ البسيط تعني الفرنسيين للمترجمين بالنسبة فهي
"العاري ) (KNaked بعضهم ترجمها الإنجليز حيث المترجمون بينما اختلف "، العقل البسيط
ن أ أو العاري -المجرد معا أحكة!ا( )2وكل هذه المعاني يمكن ، 3!9ءللا! وحده وترجمها آخرون
العقل إ، مجرد الدين في حدود 9 العربية لترجمته المسكين فتحي اخحَارها اللفظة التي تلخصها
أي ننزع عنه ، الدين أو نعريه كانط بالضبط فهو يريد أن نجرد يقصده ما العقل تعني فمجرد
غير مرئي، الإيمان الحر الذي يشده من الداخل بشكل نواة عن لنكشف النظامية العقيدة ملابس
تعرية الدين فالتجريد هو بمجردها؟ بحقيقته العقلية المحضة يمكننا أن نبصر وعندئذِ فقط
أي مفهومه العقلي ؟ الصرف عن مفهومه العقائد السائدة والمختلفة والكشف إذن من ملابس
الدار القومية ، مكاوي عبدالغفار . د : ترجمة ، لأخلاق ا ميتافيزيقا تأسيس : كانط يمانويل إ : هنا وراجع
.126- 125 ص ، م 6591 ، بالقاهرة للطباعة والنشر
. 361 - 358 ص ، عند افلاطون الألوهية فكرة كتابنا: وانظر:
جداول ، العقل مجرد الدين في حدود : كانط العربية لكتاب لترجمته المسكين ( )2انظر :تقديم فتحي
.04- 93 ص ، م 1202 ، لنان - بيروت ، والتوزيع للنشر
011
ال!مل النالت
أي مجردا ؟ عنه الغريبة الدين العقلي مجردا من كل الشوائب بيان والقصد من ذلك هو ، المحض
للهيمنة على الضمائر خارجية تعدو أن تكون وسائل لا والتي الرسمية العقاثد عاريا من لباس
مصلحة المؤسسة الكنسية. عنوان تخويل مزعوم بحق تحويل الكتاب المقدس حسب تحت
وبالتالي يمكننا أن نراه ، نظر العقل وحده أمام عاريا يصبح يريد تجريد الدين بحيث إن كانط
وليس باسم أي وهم آخر يخرج عن نطاق نظرنا وقيود عقولنا، تخوم أو بمجرده داخل حدود
كما أن هذا العنوان ، الإيمانية عقائدنا هذا العنوان إخراجنا عن يريد بمقتضى لا إن كانط
إن . المقدس بالدين أو بالكتاب لىايمانه في عقيدة كانط ينبغي أن يوقعنا في فخ التشكيك لا
وتبدو العقيدة ايإيمان حتى يترسخ عقولنا الحرة نفهم كل هذا بموجب أن كل ما يريده هو
وهو منها إليه التي قد تنسب ، السلوكيات نتيجة بعض بها قد تعلق ، صافية من أي شوائب نقية
!! بريء
وهو أمر يقوده إليه فيها، شك لا الإنسان إلى الدين والتدين في رأي كانط مسألة إن حاجة
تقود على نحو إنما إن الأخلاق : بذلك دون مواربة حينما يقول وهو يصرح . الأخلاقي ضميره
عن الإنسان ، خارج ، القدرة واسع خلقي إلى مشرع هي تتوسع وعبر ذلك ، لابد منه إلى الدين
النهائية الغاية أن تكون ويجب التي يمكن ، العالم النهائية لخلق الغاية تلك تكمن إرادته في
للإنسان (.)2
للعالم وباعتباره الخير الأسمى باعتباره أن كانط يرى أن الإيمان بالوجود الإلهي إذن واضح
إن الحاجة إلى الدين والإيمان . أخلاتية لدى الإنسان هو حاجة إنما ل!نسان النهائية الغاية
فكأن الدين عند كانط أساسه . من الأخلاق تنبع بل هي فكرة ، الإنسان تأتي من خارج لا بالله
الفضيلة والخلق من التدين، يكتسب لا إن الإنسان ؟ الكثيرون كما يظن العكس الأخلاق وليس
ht
tp 4 ،صأ نفسه ()1
://
ww
w.
al
إليها،-m العربية السابق الإشارة الترجمة ،)6- العقل (71 مجرد حدود الدين في : ( )2ايمانويل كانط
ak
ta
be . 94- 0,48
h.
co
m
11 +أ
هلس!ه الديل الى حديد عدحل
ht
tp
://
ww
w
إن . غاية نهائية لهذه الحرية ويريد بحريته أن يعطي خلق على إلا لأنه متدينا يصبح لا بل .al-إنه
m
ak
ta
e b
من كل أنواع الاحترام الأقرب هو الذي يجعله يفكر من نفسه " الإنسان إلى "احترام أعظم h.cحاجة
om
نوعا من الاحترام لأجلّ وأروع غاية إلا ليست فالعبادة . " للعبادة اموضوعا ما شيء جعل في
ومن ثمّ ،؟ للاحترام الأعظم بموضوع تعترف قانونها في قداسة ! كانط عند إن الأخلاق
وتظهر للعبادة الدين السبب الأعلى الذي ينفذ هاته القوانين موضوعا تمثل على مستوى "فإنها
عليه الإيمان به يتوجب الذي إلى هذا الكائن الأعظم الإنسان لماذا يحتاج ما تساءلنا: !ماذا
وجوده لا يتحول حتى ! له إما يقدسه أن يكون ينبغي ل!نسان بأنه يجيبنا ؟ ف!ن كانط واحترامه
(.)3 ما للمستقبل معنى لها الأفق نحو يفتح بلا هدف اليومي إلى آلية كسولة
البشر إلى بين حاجة نجمع كيف : في التساؤل كانط تكمن ينبهنا إليها التي المعضلة لكن
لأي يمكن لا : أن نسير في هذا السبيل علينا المعضلة بأن يقترح هذه حل يحاول وهو
ينبغي أن يكون به يتعلق إن الاحترام الذي "من حيث إلا لأن يعبد أن يكون أهلا مقدس شيء
خلقية في طبيعتا من حاجة نابعة من الاحترام الحر لقداسة ضرب الصحيحة فالعبادة حرا"(.)4
لإنسانية. ا
العبادة التي تلك ، العبادة العقيدة وحرية حرية على الرؤية الكانطية الحريصة هذه ضوء وفي
والأجر إيمان الشعائر فهو 9إيمان السخرة ما يسميه ينتقد كانط الاحترام للمعبود، من ضربا تمثل
.)I
3 (-7 نفس المصدر ، ( )4إيمانويل كانط
12أ+
ال!عل النالف
وذلك . خلقيا لأنه ليس إيمانا مخلصا أن ينظر إليه بوصفه ) ،ولا يمكن الذليل ، المرتزقة (إيمان
إن الذي "، من القلب خالصة نوايا على حرا ،مؤسسا إيمانا ينبغي أن يكون أن الإيمان المخلص
أفعال مرضيا عنه من الرب بواسطة يصبح أنه في ظنه يذهب 9 الشعائر دون إخلاص يمارس
أو أفعال منتزعة خوفا بواسطة ثمّ ومن ؟ قيمة خلقية أي تمتلك لا مشقتها على العبادة التي هي
فهو ، حقيقي ب!خلاص الشعالْر يمارس أما الذي " . بهاا أن يقوم شرير لإنسان والتي يمكن رجاء،
فكرة الخير بوصفه قلبه في الله يحمل إنما حرا إيمانا هنا على أن المؤمن يؤكد إن كانط
بالتالي وهو ، الباطني النهائي لضمائرنا الإنسانية الخلقي للبشر والشرع الممكنة القصوى
حر وليس يؤمن بشكل إنه . بجدارته الدين النظامي يقنع رجال حتى إلى أي طقوس يحتاج لا
بالتملق المنظم للشعاثر .كما أن كانط يؤكد عادة الأخروي النعيم إيمان المرتزقة الذين يطلبون
هي كلها قائمة على مجاز تجاري النظامية يرى أن العقائد حيث ؟ حاد على فكرته تلك وبشكل
). (2 " غير ! النعمة ! الإلهية ! الرحمة غالبا من لا يفهم بحيث فظيع
الشعائر الدينية (يمان المرء وممارسة الذي يجعل الإيمان الحر ،ذلك إلا يفهم لا إن كانط
أن يعني سوى لا حر "أن يؤمن المرء بشكل ؟ غير ذات المؤمن أجل أي غاية أخرى تتم من لا
قِبَل عنه من مرضيا مطابقة لواجبه "؟ لأنه إالإيمان بإمكانية أن يصبح يغير حياته إلى حياة جديدة
إلى التضحية محالة لا سينتهي ، إنما هو في نظر كانط ، النعمة الايمان في تجارة إن مَن يختزل
بما فينا ولكن فينا، يشرع كانط في رأي الله إن . البشري الطبيعة الإنسانية وكبرياء العقل بضرت
الذي فينا، الخلقي "الاستعداد لألوهية تعطل معنى لا لأنه لأنفسنا؟ التشريع قوة عقلية على من
. 491 ص ، العربية ،)1 16 -الترجمة (115- 71 المصدر نفس : إيمانويل كانط ) (1
.25 ص ، مقدمة الترجمة : المسكين فتحي : انظر () 2
ht
tp . 591 491 ص الترجمة نفسه (،)116 - 71 إيمانويل كانط
:// - ، العربية : ) (3
ww
w.
al-m .202 ص ، العربية - VIا ،)12الترجمة ( نفسه () 4
ak
ta
be
h. .27 ص ، مقدمة الترجمة : وانظر
co
m
113+
هلس!ه الديل الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
نقد اليهودية: (2 al
) -m
ak
ta
be
h.
co
العقلي الخالص المبني على الاستعداد الخلقي، الدين كانط عن هذا وفي سبيل بحث m
مميزا بين الإيمان العقلي بهذا كانط يتحدث ، حدوده الانسان ويبدو في يحترم عقل والذي
الإيمان التاريخي الذي يبدو من النظر في تاريخ عقائد وبمِن ، كما سنرى إليه الدين الذي يدعو
مجموعة مجرد هو اليهودي أن المعتقد " فهو ينتقد اليهودية معتبرا ثمّ ومن . المختلفة الشعوب
أن الملاحق وذلك ، الدولة عليها نحو من دستور كانت قد تأسس التي التنظيمية القوانين من
مطلقا من هي ليست تالية أو أيضا في فترة الوقت بعد في ذلك إما له الخلقية التي أضيفت
بل مجرد دينا، إن اليهودية على الحقيقة لشت . هي كذلك إليها بما ولا تنتمي اليهودية في شيء
مث!تركا كيانا فهم يؤلفون خاصة أنهم ينتمون إلى سلالة بما هم ، من الناس اتحاد بين جمهرة
خلقية بقدر ما عقلية تستند على أسس ديانة ف!ن اليهودية في نظر كانط ليست ذلك وعلى
من أنفسهم اعتبروا من البشر تعبر عن معتقد مجموعة في الأساس سياسية ديانة دنيوية هي
تقوم على إنها دولة ئيوتراطية . السياسية الصبغة بهذه ابمانهم مصطبغا وبقي ، خاصة سلالة
يتلقونها مباشرة من الله. التي "ارستقراطية من الكهان أو الزعماء الذين يتفاخرون بالتعيمات
حقا له أن يدعي لا فهو دنيويا، حاكما فقط بوصفه وممجد هنا ،هو معظم الله ف!ن اسم ثثم ومن
على أي إيمان ديني !()3؟ في صميمها تحتوي لا أ هي كذلك بما إن اليهودية في نظر كانط إذن
يريد أن لم يكن ، نفسه الله هو باعتباره متمثلا كان أنه من الرغم على ، هذا الشعب مشرع 9 لأن
فقط سياسية جماعة كان يريد ان يؤسس أنه ما يبين وهو ، أدنى مراعاة للحياة المستقبلية يولي
. 702- 602 ص ، العربية الترجمة ، )125- نفس المصدر (+ : ( )1إيمانويل كانط
ص .802 -126
(،)8V نفسه () 3
( )4نفسه.
114
الم!ل الثالث
البشري برمته الجنس قد أقصت ، بل كانت بالأحرى ، يوما دعوة كونية إن اليهودية لم تشكل
ولذلك ؟ الأخرى اختاره يهوه لنفسه يعادي كل الثمعوب خاصا من جماعتها ،باعتبارها شعبا
رغم ف!ن المسيحية ، معينة لجماعة سياسية ديانة اليهودية أقرب إلى أن تكون كانت ل!اذا
الكثير به أن تاريخها يرى إلا أن كانط ، دينية عالمية دعوة وتمثل ، كونية لكنيسة كونها مؤسسة
فكم من 9 ؟ العقل يستند على مجرد تبعدها عن كونها دين خلقي التي الصوفية الشطحات من
عددا تد جعلت التبتل وكم من مدائح في قداسة ، والرهبان صوفية في حياة النساك شطحات
قد بها المرتبطة المزعومة أن المعجزات وكيف ، لهذا العالم غير ذي جدوى كبيرا من الناس
مفروضة تراتبية من خلال أنه خرافة عمياء ،وكيف تأثير تحت ثقيلة بقيود كاهل الشعب أرهقت
أدعياء يزعمون مفسرين أفواه على الرهيب للأرثوذكسية أحرار قد تعالى الصوت أناس على
العقدية إلى الآراء قد انقسم بسبب والعالم المسيحي ، لتفسير الكتاب المخولون أنهم وحدهم
بها -عند حدود هذه المؤمنين كانط للمسيحية -كما هي في عصره لدى نقد ولم يتوقف
التي حولتها العقدية عند هذه الخلافات أو عقلانيتها، الصوفية التي قللت من الشطحات
بل ألمح كانط إلى الكوني النقي الذي كان عند مؤسسها، متناسية الأصل متنافرة إلى أحزاب
ففي الغرب يعني الدين في شيء؟ لا فيما والتدخل ، بالحكام والمحكومين الكنسي الاستبداد
بواسطة العصا السحرية للتهديد مثل الأطفال في الملوك ويعاقبهم أكان الرئيس الروحي يتحكم
للقضاء على شعوب ) (صليبية خارجية حروب خوض ويدفعهم إلى ، الجماعة بالخلع من
ضد المحكومين وتمرد ، بينهم فيما للتقاتل 9 الناس الكنيسة لقد دفعت . العالم الاَخر من الجزء
إن هذه . نحو مغايرأ على الذين يفكرون معاصريهم والكره الدموي ضد ، التي عليهم السلطة
يشير إلى التحول نحو السياسة إنما الصور من التحكم والعنف ونشر الكره وتجذير الاختلافات
ht
tp
://
ww
w.
a l-m ص .902- 802 126 ،)IV
( - نفسه () 1
ak
ta
be
h.
co
ص .213 (-0127
،)IV نفسه () 2
m
115 +
فلس!ة الدلمل الى حهديد مدت
ht
tp
://
www
تكون في رأي السياسية وهذه المصالح العقيدة السياسية على المصلحة .a
وتفضيل
إنما ، الدينية l-m
ak
ta
e b
عقيدة كنسية استبدادية "(.)1 في اسس h.coكانط امحجوبة
m
في سلطة 9 اعتبرها ثئم ومن ؟ بالدين واحتكرته قد استبدت الكنيسة يعتبر أن سلطة إن كانط
الإنسان وعدم وعيه بقدرته وخوفه عجز استغلت "( ،)2إذ إنها مبدأ الخير على نحو باطل خدمة
التي "القوة غير المنظورة هؤلاء لقد استمال . ما لإله ولأصنام وعابد للجيد، إلى خادم وحولته
فيها ما تسود جهة من ، الكنيسة بذلك هي ، البابوية "(" .)3إن إلى صالحهم في قدر البشر تتحكم
تشكل التي تكون مبادئ الأخلاق هي لا عليه حينما نعثر وهو أمر ، عبادة قائمة على الطلاسم
هي على قدر صناعة الشعوذة توجد اْشكال عديدة من الكناسْ!؟ حيث إنها . القاعدة والجوهر.
حتى ديانة وبالتالي أيضا كل ، خلقية كل تقريبا تبدو وكأنها قد أزاحت بحيث والالية التنوع من
الوثنية "(.)4 من قريبا جدا مكانها وتنتهي أن تأخذ تستطيع
عند أهلها في عصره ، صورتها كما بدت كتبه في نقد المسيحية ما عبر ، كانط لقد حاول
من خزعبلات وأساطير كادت تحولها كما اتضح بها علق ما المسيحية من كل حاول تخليص
إيمانه أصبح ، ويعبده سام ب!له فيها المرء أن يؤمن بدلا من ، في عبارته الأخيرة إلى وثنية استبدادية
كانط لقد وصف . وخوفهم الإيمانية عواطفهم بالبشر مستغلة استبدت لسلطة كنسية وتسليمه
!مطيعا للدين أ. المرء مطيعا للكنيسة ولي! فيه المثسعوذ" الذي يبدو الإيمان ب!ايإيمان هذا
لسلطة استبدادية. خاضعا وأصبح !()5 منه في واقع الحال !حريته الأخلاقية سلبت ثئم ومن
أشار إلى الاسلام ، اليهودية والمسيحية السماوية للديانات هذا التقويم الكانطي غمرة وفي
!حِ فقال : الروحي محمد الدين إلى مؤسسه نسب حِث ؟ من الفهم والإنصاف فيها الكثير إشارة
116
النالت ال!مل
قد وجد هو ، المعجزات إذ لابد من بالكبرياء؟ derفهو يتميز Mohmmedanism أما دين محمد "
عبادته كلها من نوع وطقوس ، الأخرى في الانتصارات وفي قهر الشعوب بإيمانه الخاص التأليه
فهو لابد أن يستند على يتميز بالكبرياء ،ومع ذلك فهو يرى إذن أن الدين المحمدي !(.)1 شجاع
الأخرى ، على الشعوب أتباعه في تلك الانتصارات التي حققها سنده وهو قد وجد ، معجزات
والشجاعة ، النوع الشجاع أنها من الدينية الإسلامية يعود ليؤكد حينما يتعلق بالطقوس أنه إلا
كانط الدين المحمدي بصفتين أخلاقيتين وصف فقد . كبرى اْخلاقية كما هو معلوم فضيلة
دين استند على الإعجاز العقلي في المقام أنه بهذه الصفة ولعله قصد بالكبرياء وصفه : عظيمتين
فهو قد شرحها بالشجاعة الدينية لطقوسه وصفه أما . العواطف الأول ولم يلجأ إلى استجداء
بصير أنه إلا بعالم ليس شعب لدى الكبرياء الظاهرة المتميزة ظاهرة إن هذه 9 : حينما قال بنفسه
قد جدد في العالم كونه وحده محمد) (يقصد أيضا أن تتأتى من تخيل مؤسسه يمكن ، ب!يمانه
في ذلك نحوا من ريب سيكون وبلا ، فوق المحسوسة وطبيعته وحده الله مفهوم مرة أخرى
في حالة استطاعته ، الشرك حرره من عبادة الصور ومن فوضى إذ ؟ الذي أضفاه على شعبه النبل
قاله من قبل عن المسيحية ما مقارنة بين بهذه العبارة الأخيرة يكاد يُجري وكأن كانط
نتيجة التوجه نحو ؟ والشجاعة الكبرياء إلى الأخير فهو قد نسب ، وأتباعه وأتباعها ،وبين الإسلام
العقل رغم جهل القائمين فهو دين خاطب عنها؟ يحد خلقية لم على أسس القائم العقل دين
النافذة . العقلية قد استعانوا بالبصيرة فهو وهم عليه وأمية النبي محمد؟
عقيدة قد جدد الكريم النافذة لهذا الدين وأتباعه بأن رسوله العقلية البصيرة هذه على ودلل
فضلا عن ، ونزهه عن الشرك غير المحسوسة العقلية طبيعته الواحد وأكد على الله البثمر حول
من فوضى في هذا الدين تميزت -في رأي كانط -بالتحرر من عبادة الصور وتخلصت العبادة أن
بهذا المؤمنين أو ولاية لأحد على دينية سلطة نتيجة مباشرة لعدم وجود إلا وما ذلك ، الشرك
ht
tp
://
ww
w.
al-m .28 صو ، العربية الترجمة ) ،بالهاث!، - VI
نفسه (018 () 1
ak
ta
be ( )2نفسه.
h.
co
m
117+
الددن هلسفة الى حدلمد مدحل
ht
tp
://
ww w
إلا العقيدة وعبادتها لنفسه هذه فضل ينسب اْن محمد نبيه ب!مكان كان أنه من الرغم الدين.
al
على
،
-m .
ak
ta
be
متعلقا برسوله الكريم. كان ذلك لو الواحد حتى بالله من الشرك أتباعه بالتالي h.cأنه لم يفعل فحرر
om
في ممارستها ،وبأن الله الإرادة وبحرية العبادة بأهمية التجرد في واعِ دين فيلسوف شهادة إنها
ي أ في القداسة يشاركه أو به ولا ينبغي أن يشرك ، الخالصة الإيمانية العقيدة الواحد هو جوهر
هذا مغزى . الإسلام والله في بين الإنسان إنه لا واسطة ! نفسه نبيه ولو كان حتى المؤمنين من
ولا قلق ولا خوف ولا عبادة لصورة شرك فلا ثمّ ومن ، ونبيه الإسلام كانط عن قالها العبارة التي
الواحد الأحد. الله لأن الإنسان يشعر بحريته أكثر مع ؟ الدين القائمين على من رضى
أي من لجوهر نقدا والحقيقة أن نقد كانط لهذه الأديان السماوية التاريخية وأتباعها ليس
العقيدة جوهر شوهت ما كثيرا التي أتباعها لنقد تصورات هو محاولة ما الديانات بقدر هذه
غير ثوبه ثوبا ألبسته التي والخرافات المظاهر والأساطير من الكثير عليها وألقت ، الإيمانية
الأصيل بما والتأويلات التي أخرجته عن جوهره وأدخلته في متاهات من التفسيرات ، الأصلي
والاعتقاد التمييز على قادرا حرا يمتلك ضميرا إنسانا -في نظر كانط - تخاطب إيمانية هو عقيدة
ورهبان يفرضون يتحولوا إلى قديسين اْن أتباعه الحق لبعض تعبدية تعطي الحر ،إلى مظاهر
سطوة ليست من حقهم ويعطون لأنفسهم سلطة عليهم ويبسطون الناس سيطرتهم على
من هذه مظاهر استبدادية ليست وكل ، الله إلى نيل رضا العباد قيادة التفسير والتأويل وسلطة
وتقرب من عبادة حب العبادة وتحول ، الحرة الإيمانية تقلل من العقيدة وهي الدين في شيء،
بين وسطاء دانما لمن نصبوا أنفسهم ، وحده لله إلى عبادة إذعان وذل ليس الله إلى أخلاقي
الذي الدين العقلي وما هو هذا ، عند كانط الحقيقي ما هو إذن الدين : الاَن السؤال ولعل
يطيع القانون إنما (إن كل امرئ : قوله في الدين تكمن إن الفكرة الرئيسية عند كانط حول
إرادة أنه على في الوقت نفسه إليه ينبغي أن ينظر ولكن ، على نفسه كتبه الذي ) (غير النظامي
بما هو وحي المحض إنه في مبدأ الدين العقلي . . العقل طريق إليه عن العالم كما أوحيت حاكم
118
الممل النالت
إلى نظام جديد الانتقال هذا أساس ينبغي أن يكمن إنما ، كافة باستمرار في البشر رباني يحدث
ومن ، يجب ما بقدر متدرج إصلاح شيئا فشيئا بواسطة للأشياء ،وهو انتقال يأخذ في التحقيق
ولو أن مبدأ الانتقال المتدرج من إيمان الكنائس إلى دين . أن يكون عملا بشريا. يجب ما جهة
جذوره الذي وجد هو وحده على الأرض (إلهية ) وبالتالي إلى دولة أخلاقية ، العقل الكوني
الإنسان الأخلاقي الذي من ضمير ينبع رؤية كانط لحق!قة الدين أنه الدين الذي هي تلك
رباني !. هو وحي بما إن هذا هو !الدين العقلي المحض . الإلهية الإرادة يتوافق بالضرورة مع
حتما لأنه سيتشكل هذا الدين بهذا المعنى الأخلاقي -العقلي -الإلهي المحض وتحقق
الدينية شيئا فشيئا أن ينقي عقيدته على القادر العاقل الإنسان شيئا فشيئا بواسطة في التحقق آخذ
. الأرض إلهية على دولة أخلاقية تتحقق ثتم ومن ؟ العقل الكوني عقيدة تصبح حتى
في نظره كل مؤمن حر ،دان معركة إليه كانط يصبو إليه الذي يدعو " الكوني العقل إن "دين
المتدرج من الانتقال على الإنسانية تناضل من أجل مساعدة التي تلك الحقيقي هي التنوير
بين أ فكرة !وحدة دين العقل المحض هدي تحت "الايمان الحرأ إلى ا "الإيمان النظامي
يكون كونيا إلى بلورة ملامح إقانون دولي للشعوب شديد على طموح بناء بني البشر ،وذلك
ما فتئئ يتقدم ولكنه ، الإنسان عين لا تلاحظه مبدأ الخير الذي إ( .)2إنه "عمل سلطة وصاحب
الفضيلة وفقا لقوانين هو جماعة مشتركة بما الجنس البشري في رحاب يبلغ باستمرار حتى
سيطرته سلما تحت للعالم على الشر ويؤمن الانتصار نحو من السلطان والملك ينجح في إلى
"(.)3 أبديا
النظامي ) ،كما (أو الإيمان بين إيمان الشعائر بأن الصراع يتزعزع لا إيمانا مؤمن إن كانط
الثاني؟ لصالح حتما سينتهي ، -الدين العقلي المحض دايمان الدين الخلقي أحيانا، يسميه
الإيمان الأول بما هو إيمان الرغم من "أن الإنسان ميال باستمرار ل!علاء من شأن على إذ
ht
tp .302- 202 ص ، العربية )1نفسه (( ،) 122 - 7الترجمة (
://
ww
w.
a l-m . 03- 92 ص ، العربية وانظر :مقدمة الترجمة ، )123 - نفسه (+ () 2
ak
ta
be ص .402 123 ،)IV
( - نفسه
h. () 3
co
m
911 +
هلسفة الدين الى !ديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.a
بحقه في الأولوية التي تعود إليه المطالبة عن أبدا لم يتخل الاَخر أن أالإيمان " ،إلا تاريخي
l-m
ak
ta
e b
أ(.)1 النهاية في ريب بلا يفرضه سوف وهو حق ، النفوس الإيمان الوحيد الذي يحسن h.coبوصفه
m
العبادة الخلقية الحقيقية لله 9 إنما هو ، في إيمان الدين الخلقي العبادة وطرائقها أساس أما
هم حيث ومن . . إلى ملكوته رعايا ينتمون هم حيث من ؟ له أن يؤدوها المؤمنين التي ينبغي على
يمكن لا وهي . . القلوب بها عبادة ونعني . . الحرية قوانين تحت الملكوت ذلك في مواطنون
كل الواجبات الحقيقية باعتبارها وصايا وأوامر تبعث على ملاحظة النوايا التي في إلا أن توجد
"(.)2 الله الى حصرا في أفعال معينة موجهة وليس ، إلهية
وسائل 9 في فلتظهر ، حسية العبادة الخلقية القلبية في وسائل هذه أن تظهر كان ضروريا ما وإذا
وهو تحقيق ألا واحد جميعا على مقصد 9 هذه الوسائل تتأسس بحيث ؟ بتعبير كانط " حسية جيدة
من مراعاة أن تنقسم بواسطة العقل إلى أربعة ضروب وهذه الوسائل يمكن "(.)3 الخير الأخلاقي
على الخير الباعثة والنية أنفسنا، في صلب راسخا تأسيسا إن هذا الخير ينبغي أن يؤسس
حتى يتسنى قانونا؟ لذلك مخصصة أيام العمومية في للخير عبر الاجتماعات النشر الخارجي
الحياة العادية. في تواصلها ثمّ ومن . الدينية والأمنيات بالتعاليم التصريح عال بصوت هناك
الإيمان . في جماعة يدخلون عبر قبول أعضاء جدد وذلك ، نقل هذا الخير إلى السلف
توحد هؤلاء من شأنها أن تجعل ، عمومية مكررة الحفاظ على هذه الجماعة عبر شكليات
مبدأ المساواة بينهم في الحقوق ، حسب وذلك دائما، واحد ،شيئا اخلاقي الأعضاء داخل جسم
( )4نفسه.
012
ال!مل الثالت
قدر أن كانط حاول إلا ، مظاهر الدين المسيحي بعض بها الأربعة أن هذه الضروب ورغم
عليه إيمان الشعائر أو الإيمان مما أطلق يشوبها ما المظاهر من كل هذه استطاعته أن يجرد
مجرد باعتباره لم يأخذه المرء ما في أمور الدين متى أن كل تصرف 9 اعتبر حيث ؟ النظامي
وبالتالي يمكن ، الله مرضاة كفيلة بكسب ذاتها بوصفه وسيلة هي في إليه بل يلجأ ، خلقي تصرف
.) m لما( أمانينا هو إيمان تمائم وطلاسم كل تحقيق خلالها من
جدا؟ حيث العالم مكانة خاصة -1831 (1771م) بين فلاسفة Fredrick Hegel يحتل هيجل
فلاسفة عصره بين ويمثل حلقة الوصل ، على الإطلاق يعد أعظم فلاسفة العصر الحديث
سواء تلك ، التيارات الفلسفية المعاصرة من عباءته معظم خرج وفلاسفة العصر الحاضر؟ حيث
الهيجليون الجد ،أو تلك التي إليه الذي ينسب التيار إيجابي وأبرزهم ذلك بشكل به التي تاْثرت
البراجماتي والتيار صورها بمختلف التحليلية على نقد مذهبه الإطلاقي مثل التيارات قامت
واحدا ممن أرسوا قواعد هذا الفرع الجديد من الفلسفة يعد هيجل ، الدين وبالنسبة لفلسفة
الأخرى كتاباته فضلا عن "، في فلسفة الدين الشهير إمحاضرات بكتابه في إطار الفلسفة الحديثة
و"الإيمان والمعرفةا " المبكرة اللاهوتية "الكتابات : مثل الموضوع هذا حول التي تحلقت
فيه تعود إلى عام 1821P بالدين منذ شبابه المبكر غير أن اهتمامه بالمحاضرة وقد اهتم هيجل
وكان ، العام في نفس " "الإيمان المسيحى كتابه ماخر زميله في جامعة برلين شلير حينما نشر
مهما كتابا في هذا المجال الذي كتب كروزر . عليه زميله في جامعة هيدلبرج ف يفضل هيجل
. 1812P عام -0181 " اليونان لاسيما المَديمة الشعوب عند أالرمزية والأساطير : عنوان تحت
شيلر ماخر هجوما شديدا من هيجل جراء محاولته في ذلك الكتاب السابق الذكر ولقد نال
ht
tp . 203-103 ص ()-391VI نفسه
:// ، ) 1 (
ww
w.
القوميa
l-m المشروع ، إمام د .إمام عبدالفتاح : ترجمة ، هيجل مصطلحات معجم أنوود: ميخائيل ، نفسه ) (2
ak
ta
be
h. .932 ص ، تارلخ بدون ، بالقاهرة للثقافة الأعلى المجلس نشره c للترجمة ()186
co
m
12 1 m
هلس!ه )لدين الى جديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
عاما بعد حوله جعله يطور هذه المحاضرات بالدين ومحاضراته أن اهتمام هيجل والحقيقة al
- m
ak
ta
e b
الذي توفي العام وهو ، م عام 1831 حوالي عشرة أعوام من عام 1821وحتى ذلك h.cآخر ،واستغرق
om
نشر عام 832أم أي بعد وفاته هذه المحاضرات فيه أن هذا الكتاب الذي نشرت والمعروف . فيه
: المحاضرات الطويلة من السلسلة هذه وقد تضمنت . بعام
وعلاقته بالفلسفة وطبيعة فلسفة ، عامة لطبيعة الدين بصفة فيها ( )1المقدمة التي عرض
إلى: البحث ثم تقسم المقدمة موضوع إليها، حاجتنا الدين ومدى
أو ديانة القمة. أو اكتمالها أو ديانة الوحي إليها الفكرة الاملة المَمة التي تصل (جى)
الشرقية. البدائية والديانة الديانة أي ؟ الطبيعة ) ديانة أ (
بين سلسلة مع تنوع واختلافات ويناقشها المسيحية وهو )4ديانة القمة أو الدين المطلق (
على انها يتصور الم!حية لا وهو ، والابن والروح القدس ، -الله الأب المحاضرات
عن التطور إخارجة ذاتها بل على أنها عودة الفكرة الشاملة إلى ، دين من ديانات أخرى
تستطيع لا الدين بطريقة للفكرة الشاملة عن ومحققة ، المتعينة الديانة في المتضمن
122
الثالث الممل
كان ما وترفع ، الأخرى الديانات حقيقة تعبر عن وهي . بها أن تقوم الأخرى الديانات
فيها حقاأ(.)1
فقد كان عصره هو عصر ، للدين ينفصل عن فهم معاصريه لا الدين عن مفهوم هيجل إن
مساحة له أن يعالج الدين وأن يخصص كان لابد لأي فيلسوف إذ ؟ الإيمان الديني العميق
المتناغم للقوى النمو وقمة ! الإنسانية 9 أنه ذروة الدين على مثلا نظر إلى فهيردر ، فكره في
الأبدية الأبدية والراحة النطاق للحقيقة ذلك 9 أنه إلى الدين على نظر هيجل ولذا . ) 2 ( البشرية
ومن ثئم "؟ اْنفسنا مما هو زماني مؤقت في الدين نسحب 9 لأننا إلا وما ذلك "، الأبدي والسلام
الخاصة والتناقضات تنحل العالم ألغاز منه كل النطاق الذي لوعينا بذلك بالنسبة الدين هو ة ف!ن
إن أ. يخرس الألم صوت وحيث التحجب بعد وقد تكشفت معناها تجد للتفكير بأعمق مدى
الأقصى في الدين وني الفكر وفخاره يجد محوره لسعادته وعظمته 9 الإنسان إليه يسعى ما كل
الأشياءإ(.)3 كل الأشياء وخاتمة بداية كل ف!ن الله هو ثتم ومن ؟ بالله والشعور الوعي وفي
وهو ، مطلقة ف!نه لهذا هو حر حرية ، الدين موضوع هو الله كان لما انه اعتبر هيجل وقد
في حضرته وهي القصوى الغاية الالماء في هذه تستهدف لأن كل الغايات الأخرى ذاته يعين
إيجد الله وفي الدين في أنه ويرى هيجل ذاتهاإ(.)4 من لها قيمة تكون أن عن تتلاشي وتكف
تنزل الأثقال عن كاهلها ،أثقال الغاية بهذه بذاتها، الروح تنشغل ففي الدين حيث ، الكل تحققه
غير تعود الروح تربط نفسها بشيء لا فهنا ، نهائيين إشباعا وخلاصا لذاتها كل تناه وتكسب
العلاقة اللامتناهية، وهذه هي ، الارتباط باللامحدود واللامتناهي ولكن نفسها ،وهذا محدود،
في وعيها حرا حرية مطلقة ويكون يكون هنا . العبودية التزمتية أو علاقة علاقة الحرية وليست
هو الإحساس وهذا الشرط للحرية في طابعه كشعور . بالحقيقة المطلقة وعي لأنه الحقيقة وعيا
ht
tp
:// مكتبة دار مجاهد، عبدالمنعم :مجاهد الدين ،ترجمة فلسفة في :محاضرات هيجل ( )3فريدريك
ww
w.
al-m .23 ص ، الدين إلى فلسفة مدخل ، الأولى 1002م ،الحلقة مصر، ، الكلمة
ak
ta
be
h. .24 ص ، نفسه () 4
co
m
123 +
الديل هلس! إلى حثيد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
أبعد لتفعله أكثر من ليس لديها شيء فإنه كنشاط بينما ، البركة اليمن أو بالإشباع الذي نسميه
l-m
ak
ta
be
عظمته "(.)1 وكشف الله h.cتجلية جلالية
om
لإدراك اللامتناهي حينما يرتقي أن الإنسان يبلغ قمة حريته وقمة سعادته هيجل اعتبر لقد
بالوجود ايإلهي على هذا النحو إنما هو الدين الحقيقي، وأن هذا الوعي . أي الله اللامحدود
!إن الدين : حينما قال أيضا على ذلك وقد أكد هيجل . أن يفعله الإنسان يمكن ما أسمى وهو
بين الإيمان أحيانا أن ثمة تعارضا يبدو ورغم "(،)2 المعرفة الفلسفية يستيقظ في القلب عن طريق
بما هو محدد الدائم أو بالارتباط بالعلة والمعلول الفلسفية التي قد تبدو محددة الديني والمعرفة
بدون حرية ولكن ، بما هو إلهي الدين يمتلئ القلب على صعيد ! فمانه ، تعبير هيجل بحسب
ومن . بالحرية المرء هذا الشعور تكسب التي إن المعرفة الفلسفية تلك هي . " ذاتي أو وعي
الديني الأصيل البسيط مع المعرفة والعقل، الحاجة إلى التوفيق بين الدين والشعور نشأت ثمّ
الحاجة إلى هذا التوفيق على نحو أكثر مما يوجد في برزت في الدين المسيحي أنه يرى وهيجل
ذلك من انطلق وقد . أو الانقسام المطلقة الثنائية له بدايته الأصلية كانت أن الدين المسيحي
وفيه . السلام الطبيعي إربا ويدمر ويقطعها للروح الطبيعية الوحدة يمزق حيث ؟ بالمعاناة الشعور
مع نفسه. في حياته الجوانية في تناقض يبدو الإنسان شريرا من مولده ويكون
يسمح لا على نحو ولكن ، الإيمان درجة من اجل لأقصى تنكشف اليه والتوفيق والحاجة
في صراع بساطتها وراءها ودخلت أن الروح قد خلفت للإيمان أن يكون مجرد نوع بارد ،وذلك
في هذه والأنا ، عنه تغترب ، تنسحب إنها . مع الحق إنها كخاطئة هي أخر في تعارض ، باطني
ونجد ، للفكر العادي مستقل ولذا فهي تطرح كمحتوى ؟ الحقيقة هي الحالة من الانقسام ليس!
وأحوال طبيعة الله وخصائص فيه ذلك أكون قد انتقلت إلى عالم عقلي يحدث وعندما
في هذا ف!ن حريتي ، التأمل وفي بالإثم الشعور وفي . . للمعرفة تمثل الله إلى تصت التي الفعل
()1نفسه.
.1 24
النالفما ال!مل
نفسه. في الدين المسيحي جوهري هي عنصر القبلية ولهذا ف!ن المعرفة . لي بوضوح تنكشف
فيه حرا؟ ففيه أو بالأحرى أصبح حريتي على أن أستبقي نفسه يتوجب ففي الدين المسيحي
غاية جوهرية. النوع فحسب يكون التفكير بالنسبة للفرد كفرد وليس ،فيه النفس بكون خلاص
المميز الأساسي هي العقلية المعرفة نجد وهكذا . العقلية للمعرفة المبدأ الحق الذاتية هي هذه
من ممارسة الفرد تمكن التي الديانة في ختام النص السابق أن المسيحية هي هيجل اعتبر لقد
واعتبر أن المعرفة العقلية ، العقلية فقد اعتبرها ديانة المعرفة ثمّ ومن ؟ التفكير والفعل في حريته
يتصوره ما عن يتحدث ما بقدر المسيحي عن اللاهوت يتحدث هنا ولا يظن أحد أن هيجل
للاهوت وليس إن هذا هو ناتج تحليله الفلسفي للدين المسيحي ، الدين المسيحي فلسفيا جوهر
حيث . في عصره عن اللاهوت لم يكن راضيا لأن الواقع أن هيجل ؟ كما كان سائدا في عصره
الفيلسوف حصرها باستهجان هيجل قابلها هناك على الأقل أربعة أنواع من اللاهوت كانت
الذي حاول "()8 من أمثال "فولف التنوير العقلي الذي عبر عنه مفكرو عصر أ -اللاهوت
أكثر مما في نظر هيجل يستغرق فذلك ، أخرى دينية الله وحقائق وجود البرهنة على
بدلا من لله) الاسيما دينية سلفا تمثلات فهو يفترض ، الدين بنبغي وأقل مما ينبغي عن
ينظر إلى إنه . الدين فهو يعمل على إفقار مضمون ومع ذلك ، اشتقاقها على نحو سليم
معنا في الدين. معه ووحدته اعتبارا لوحدتنا ولا يضع موضوع أنه على وحده الله
العقل وحده ". "الدين في حدود كتابه -2رد كانط الدين إلى الأخلاق لاسيما في
.473- 472 ص ، إليه سبق الإشارة ، هيجل يخائيل أنوود :معجم مصطلحات ) (2
ht
tp في وتوفي '967 ألماني ولد في 24 فيلسوف Von ) Wolff (فولف فون وولف (") هو
:// ، م يناير البارون
ww
w.
al-m
من تلاميذ الفيلسوت التنوير الألماني وهو باسم الرسمي بمثابة المتحدث ( 9بريل 1754م ،وكان
ak
ta
be الشهير ليبتز. الألماني
h.
co
m
m125
الدين هلس!ه الى ح ل حددد c
ht
tp
://
ww
.a w
أو الوجدان أو المعرفة تقول إن الدين يقوم على الشعور التي وياكوبي -3نظرة شليرماخر l-m
ak
ta
be
في مكان فاصلة خطوطا يضع يرى هيجل الدين النظرة تجعل وهذه المباشرة h.
فيما . co
m
. فارغ
و أ لحقيقتها النظريات الدينية دون أن يعرض يكتفي بسرد التاريخي الذي -4اللاهوت
بالله. لا يهتم إلا بالدين وليس هذا اللاهوت ومثل . عقلانيها
اْن إلا ، النقدي من هذه الصور من اللاهوت في عصره رغم موقف هيجل أنه والطريف
كما بالله فهو في فلسفته يهتم كثيرا أ من اللاهوت ضربا
نظره قي وجهة من فلسفته تعتبر حتى
من النوع الأول السابق عن اللاهوت الدين عنده تختلف لكن فلسفة . الله أن الدين موضوعه
كطريق إنها تهتم بالدين بما هو كذلك حيث من ؟ النوع الثاني والثالث عن وكذلك إليه ، الإشارة
وطالما أن وعينا الديني وعبادتنا هي نفسها ، الله هي نفسها طورا في تطور وبوصفها الله لتمثل
الفهم ) لا (أو الفكرة الشاملة العقل والتصور تتضمن كذلك وهي ، لله مرحلة في الوعي الذاتي
إنها تهتم بحقيقة وعقلانية من حيث ؟ من اللاهوت الرابع النوع عن تختلف فهي ، فحسب
والدين لديه يكادا يكونا شيئا واحدا ،وهو نفسه يكشف أن فلسفة هيجل ومما سبق نكتشف
فموضوع 9 ؟ الموضوع من حيث إنهما كذلك ! : التقارب بينهما لديه حينما يقول ذلك عن مدى
تفسير )، (الله شيئا غير وليس ) (الله الفلسفة هو الحقيقة الخالدة في موضوعيتها الدين وكذلك
إنها ، العالم المعرفة بذلك الذي ليس من بل هي ، العالم كلمة عن إن الفلسفة ليست ). (الله
ما ، ما هو أبدي معرفة بل هي ، والحياة التجريبي أو الوجود تهتم بالكيان الخارجي معرفة ليست
الفلسفة، الدين كعمل ف!ن عمل ، بين الفلسفة والدين المشترك كان ذلك هو الموضوع وإذا
تفض نفسها وهي أن تفض تعمل شيئا سوى لا ن الفلسفة 91 حيث ؟ الدين الفلسفة كعمل وعمل
.94 الإشارة اليها ،ص سبق ، العربية في فلسفة الدين ،الترجمة محاضرات : ( )2هيجل
+1 26
الثالث ال!صل
الدين وهكذا ففي رأي هيجل !يصبح إ(.)1 الدين وتكشفه نفسها تفض تفض وهي ، الدين
فبالطريقة نفسها ؟ ديانة إنها . عبادة هي في الواقع ذاتها والفلسفة شيثا واحدا ،فالفلسفة في
مع الدين، ف!ن الفلسفة تتوحد وتتطابق ثئم ومن (بالله). تتخلى عن الأفكار والآراء لكي تنشغل
على هذا النحو. دينا والفرق هو في طريقة فريدة متميزة عن طريقة النظر للأشياء والتي تسمى
وما يميزهما الواحد عن الآخر هو مجرد ، هو أنهما دين بين الدين والفلسفة المشترك والشيء
ولعل !، "الله وهو بينهما المثترك الموضوع إذن ف!ن الدين والفلسفة يتطابقان من حيث
فمنذ أفلاطون وأرسطو ، من قبل الإلهية الفلاسفة في تاريخ الفلسفة بمعظم هنا يذكرنا هيجل
نطاق الأشياء وخارج للفلسفة هو تامل الحقيقة خارج الأساسي يعتبران أن الموضوع أنهما نجد
الرئيسي للفلسفة؟ أن الوجود الإلهي هو الموضوع لقد رأى أرسطو ، المحسوس العالم هذا
يقترب الإنسان العادي من ما وبقدر ، للفيلسوف هي المهمة الأسمى الإله ثئم ف!ن تأمل ومن
الفكر ما سادت النظرة ذاتها هي هذه ولعل . الإلهي للوجود فيلسوفا ومدركا بقدر ما يكون ذلك
فلقد اعتبروا . والإسلام اليهودية والمسيحية لدى فلاسفة طوال العصور الوسطى الفلسفي
تكاد توحد من الدينية ففلسفاتهم لمّ ومن !؟ الله 9 هو للفيلسوف الأسمى جميعا أن الموضوع
". الله 9 هو واحد إن موضوعها . بين الفلسفة والدين الزاوية هذه
إقرار أ الدين في فلسفة من "محاضراته التالية في الفقرة حاول رغم أن هيجل أنه والحقيقة
من حيث أنه إلا لهما، المشترك عن هذا المحتوى بعيدا ، الفروق بين الفلسفة والدين بعض
لكن في الفلسفهَ كما أشرنا عند هيجل مضمون الآن هو :لو أن للدين نفس ولعل السؤال
تلاميذه أنوود أحد بلسان جاء الذي هذا السؤال واجابة ! ؟ إلى الدين فلماذا نحتاج ، أدنى صورة
تلميذه فيما يلي(:)4 لخصها عند هيجل له عدة إجابات ، المعاصرين
( )1نفسه.
ht
tp .05 -94 ص نفسه
:// ، () 2
ww
w.
al-m . 52 - 5 أ :نفس المصدر ،ص انظر ()3
ak
ta
be . 476- 047 ص السابق أنوود :نفس المرجع ميخائيل (4
h. ، )
co
m
127+
هلس!ه الدين- الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w
مثل الحرية ما حقيقة يعرض المبكرة الدين كان في فترات معينة مثل المسيحية .al-ا -أن
m
ak
ta
be
له. المعاصرة الفلسفة أكثر كفاية صهاقناعا من بين البشر بطريقة والمساواة h.
co
m
ف!ن ، فلسفية الحقيقة نفسها بمصطلحات الفلسفة بالدين وعرضت عندما لحقت -2وحتى
بصفة الفترات في فترة من والتقدم الفلسفي . الدين ما أنجزه سلفا ما فعلته كان يفترض
أساسا على فالفلسفة مقصورة ، الفلسفة به لحقت لو عن الدين حتى الاستغناء يمكن لا -3
في صورتها الناس ولا معقولة عند معظم هي جذابة لا كما أنها ، الناس من قليلة فئة
لهم ويعرض ويفتنها خيال الجماهير العكس يجذب أما الدين فهو على . المجردة
ليس بحاجة حتى أن الفيلسوف ، جذابة في صورة فيه حقائق عميقة عن الكون ومكانهم
لابد السياسي غير أن الدين والتكوين ، والسياسي النظام الأخلاقي الدين اْغراض -4يخدم
ضئيل تأثير سوى له الإنسان من قوانين لي! يصوره ما مادام أن يكونا في تناغم وانسجام
انظر ؟ الدولة بالفعل أن الدين مهم جدا لدعم هذه النقطة الأخيرة بالذات يؤكد هيجل وفي
أولا أي يقين مطلق وأمان ففي الدين تجد ؟ الدين أن تستقر على إإن الدولة يجب : إليه يقول
الأخرى إالإلزامات فضلا عن إ، أن يؤدوها للدولة والواجبات التي يجب ، لميول الناس مطلق
الدولة أو الاستخفاف بالانتقاص من القوانين وتنظيمات فيها التدخل الديني يمكن الإلزام غير
كل هذا النقد الذي يخمد إن الدين هو وحده . . والذين هم في السلطة الذين يحكمون بالأفراد
إن تبجيل باختصار . . المطلق الإلزام اللاتناهي في هذا ويغنيها ويبث المبررات ويزن الذاتي
أو الآلهة يفكك ) (الله بينما احتقار ، ويحفظهم والدول والأسر الأفراد يؤسس الاَلهة أو ) (الله
إلى دمارهاأ(.)1 روابط الأسرة والدولة ويؤدي القوانين والواجبات ويحطم أساس
مجاهد عبدالمنعم من الترجمة العربية لمجاهد الثانية الحلقة ، الدين في فلسفة محاضرات : ( )1هيجل
.28 ص ، م 2002 ، بالقاهرة الدين ) ،دار الكلمة (فلعمفة
128
الثالفما الفمل
والأسرة والدولة يذكرنا الأفراد للدين ودوره في حماية الشديد من هيجل التقدير ولعل هذا
القانون : أمرين اثنين هما تقوم على مثالية من دولة ! !القوانين محاوره بما قدمه أفلاطون في
الإلحاد يحرم قانونا لدور الدين وأهميته للدولة أن سن احترام أفلاطون وبلغ من ، والدين
لقد اتفق هيجل من الصور(.)1 على الإيمان الديني بأي صورة على معاقبة أي فرد خارج وينص
جرأة أفلاطون في هذه تأتيه أبدا لم لكن هيجل ، الدولة أفلاطون في أهمية الدين لاستقرار مع
قدر طاقته على بالبرهنة الدعوة الغريبة بمعاقبة الملحدين ومحاربة الإلحاد .لقد اكتفى هيجل
الاستقرار ،وأن تحقيق الواجب ف!ن ممارسة الصوابية يحقق ، عندما يكون الدين هو الأساس أنه "
معه. طالما تتوافق مع الدين ولا تتعارض أن تحترم يمكن بالتالي وأن القوانين آمناإ(،)2 يصبح
والدولة والأسرة الأفراد وهو الذي يحمي ، المطلق الإلزام أساس رأيه فالإيمان الديني هو في
فإن إدراك ثمّ ومن )، (الله سبق هو فيما كما أشرنا الفلسفة والدين إذن عند هيجل إن جوهر
وإن كان الأمر . ولا غنى عنها والفلسفية مسألة ضرورية الدينية النظر الله من وجهتي حقيقة
إلى هذا الفيلسوف حتى يصل من ناحية الفلسفة يحتاج إلى جهد ف!نه ، به بالنسبة للدين مسلم
وهو (الله) ألا ، -أهي التصور الذي لم يتطور بعد للدين نفسه إن بداية الدين -عند هيجل
مطلق .. هو المعرفة الحقة بشكل وأن الدين وحده حقيقة كل شيء، ، المطلقة ) (الحقيقة هو
حقيقته ألفة به، على نحن هي شيء الله ف!ن ماهية ، الدين الذين من قبل نمتلك نحن لنا وبالنسبة
إلى الفلسفة السياسية والاجتماعية ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ( )1انظر :كتابنا ،مدخل
. 162 ص ، م 1202 ، الأولى الطبعة ، الاْردن عمان -
العامة للكتاب الهيئة المصرية ظاظا، حسن محمد : ترجمة ،)12 (ك القوانين : أفلاطون : وراجع
ht
tp 162وما بعدها. ص بالقاهرة
:// ،
ww
w.
al-m .28 ص ، السابق نفس المصدر : ( )2هيجل
ak
ta
be .13 ص نفسه
h. ، ) (3
co
m
912+
هلس!ه الدين الى دد حل h c
ht
tp
://
ww
w.
؟! فماذا عنه عند المتفلسف ، المتدين لله عند بالنسبة الدين هو منظور ذلك كان al
صماذا
-m
ak
ta
be
h.
co
مجرد هو أولا اسم ) (الله ف!ن ، العلمية الناحية من إذا ما نظرنا إلى ذلك
الم : بقوله يجيبنا هيجل m
طريقها وعن ، لله موجودة الاستيعاب والتي هي ، التك!ثحف الدين التي هي ..وأن فلسفة عام
المعرفة الفلسفية من وجهة نظر كما تكشفها الله طبيعة هي ما هو: فإن السؤال ذلك وعلى
؟! هيجل
المقابل لآلهة الواحد وليس الأحد هو (الواحد) ) (الله إن ، بالمحتوى هو الحافل ، العيني هو
فيه والذي (كليته هو)، هو ) (الله إن . ). (الله ألا وهو الصمد) إلا (الفرد يوجد لا بل متعددة
ولام بألف (الوجود) إنه . جزئية توجد لا فيه والذي ، تناهِ فيه لا يوجد والذي . حد. يوجد لا
حقيقيا في عداه ليس شيء وكل ، الوحيدة الحقة إنه الحقيقة . . بذاته المكتفي المطلق ، التعريف
(الجوهر) ف!نه (هو) ثثم ومن . . الوحيدة المطلقة إنه الحقيقة . ذاته من حقيقي له وجود لسِى ، ذاته
الواضح هيجل تاْثر فيها بهذه الطريقة إنما يبدو الله لماهية التجريدي أن هذا التصور ولا شك
إلا جوهر يوجد لا "أنه كان يرى 677 - 1632ام ) الذي ( الشهير الهولندي الفيلسوف باسبينوزا
من يحتاج إلى تصور لا وتصوره ، ذاته من تصوره ويجري ، ذاته هو في ما بأنه وقد عرفه واحد،
هو إنما التصور بهذه الطريقة التجريدية ل!له بأن هذا نفسه وقد اعترف هيجل إ(.)3 غيره أحد
؟ ! الكلي -المطلق هذا الواحد- إلى إدراك الطريق كيف : هو السؤال ولكن
()1نفسه.
من النص. 5أ ص ، السابقة هامثى المترجم في نفس الصفحة انظر: ()3
.15 ص ، السابق نفس المصدر : هيجل ) (4
13 0
ال!ل الثالث
يفكرون ويتأملون لكنه بالنسبة لمن ، بالإيمان في التصور العادي الشعور إلا طريق لا إنه
ةيعني ن
أ يقول هيجل فيما الله التفكير ،والتفكير في هو لأن طريقهم سيختلف ويتفلسفون
إلى ، هو خالص ما يعني أن نرتفع إلى إنه ، عما هو جزئي ، عما هو خارجي نرتفع عما هو حسي،
ينتمي إلى مجال ما وراء ، إنه تجاوز فوق (أو وراء) الحسي ، ذاته مع هو في وحدة الذي ذلك
وهذا النطاق هو (التفكير).)1(1 . ()$U إلى النطاق الخالص ، الحواس
منذ الألوهية عن الباحثين الفلاسفة معظم مع حديث هنا يتقاطع هيجل أن حديث شك ولا
ثم فلاسفة الدين المحدثين والمعاصرين، ، القديمة حتى أفلاطون وأرسطو في مصر فلاسفة منف
والبرهنة على وجوده . الله هذا التفكير المجرد في طبيعة عن نهانا باسشّاء كانط الذي
في أن طبيعة (الله) مع أرسطو، يتفق مع هؤلاء الفلاسفة أيضا ،وخاصة أن هيجل والطريف
هو !إن التفكير وحده : التفكير .يقول هيجل هي كذلك فيه التفكير كما أن طبيعة المفكر هي
أن ينتجه (التفكير) يمكن الذي الكلي وهذا . . في إجراءاته ، فعاليته في ) (الكل ) إنه (الكلي نشاط
إنه ، إذن ف!نه ما يتعذر تقديره . تماما أن يكون مجردا (التفكير) ،يمكن من أصل هو والذي
كل تجزيئي "(.)2 محو إنه كل حد، محو إنه ، اللامتناهي
المفكر بينما ماهيتهما الفكر ،لكن فيه والمُفكَر أن المفكر إلا من ذلك ولا ينبغي أن يفهم
بهذه الله هو إنما التفكير أيضا الذي طبيعته وفعاليته هي فيه المُفكَّر ف!ن مجرد شخص، هو
معه فهو الواحد وهو المطلق وهو الكلي وهو اللامتناهي وهو الذي تنمحي ، المجردة الصفات
. الجزئيات
مطلق الوجود بشكل توجه لهيجل نحو عقيدة وحدة اْي ذلك ينبغي أن يفهم من لا : أقول
في أي دين إ(.)3 موجودة الوجود على هذا النحو "ليست إن وحدة إذ ؟ لأنه ينكر ذلك بوضوح
هنا يتميز في البداية الله إن إ. فكرة "الجوهرية إعلى نحو اكثر دقة تسميتها رأيه في والأفضل
ht
tp ص .17 ()1نفسه
:// ،
ww
w.
al-m )نفسه. (2
ak
ta
be . 9 ()3نفسه ،ص
h. 1
co
m
Ill +
الدين هلس!ه الى !دلمد عدحل
ht
tp
://
ww
w
أيضا محددة وهي جوهرا تظل اْيضا (الروح ) المطلقة إن (الذات فحسب (جوهر) .alأنه
. . ) ، .
على-m
ak
ta
b eh
!(.)1 كذات تيا ذا
.c
om
أطلق عليه المعرفة المباشرة والتوسط، ما الوجود المطلقة بحديثه عن ينفي وحدة إن هيجل
الواحد عن الآخر ،ف!ذا كان الاثنان و(الله) مختلفان (أنا) إإنني شديد: قال بوضوح وحينما
هناك وحدة ستكون ، هناك تحرر من أي توسط سيكون ، هناك علاقة مباشرة واحدا ،إذن ستكون
ف!ن (الواحد) الاثنان مختلفين كان .ولما . تمايز أو تباين أو فرق بدون أي وحدة ، علاقة بدون
بين ، والمعروف بين العارف التمايز هذا في نظر هيجل تقتضي بالله إن المعرفة الفلسفية
مهتمين نكون ، الله محرفة حينما نتناول "إننا : هيجل يقول . الإلهية الإنسانية والذات الذات
في (واحد) هما وحدة حيث وتوجد ، مختلفان الاثنين ان . قياس شكل بما له مباشر بشكل
لي! ولكن " تتم بالتوسط كمعرفة تنطرح ) (الله هنا معرفة . . القياس (ثالث ) ،هذا هو خلال من
وإن ، للثوسط يتعرض لا لأن "ذلك الذي هو واحد( ،الواحد) الإله الإخلال بواحدية معنى ذلك
هي إ(.)3 ذاتها على توسطية داخل تحتوي لأنها ) (الله تمثل معرفة الله وجود أدلة
إنما يعني بالضرورة العارفة لإنسانية ا لإلهية والذات ا بين الذات أقره هيجل التمايز الذي وهذا
وإن نادى بأن طبيعة الله هي المطلق وهي ، المتعارف عليه الوجود بالشكل وحدة أنه يرفض
إثبات الجوهرية الإطلاقية بها فكل هذه تعبيرات قصد . معه الجزئيات وهو الذي تنمحي الكل
هذه الجزئيات أو تبدو من خلالها! تحتوي ذاته الكلية أن بها ولم يقصد لله،
أنه ممن يففحلون أبدا تعني لا عن معرفة الله عبر القياس والتوسط هنا هيجل إن حديث
قد قال الله وجود أدلة عن محاضراته في مطلع إنه إذ ، الله البراهين العقلية على وجود هذه
تعد أنها حتى فيها بعيد -تقع في قبضة التشكيك إلى مدى هي- الله "إن ادلة وجود : صراحة
قاحلة قد إنها صحراء ، أيام وئت ميتافيزيقا وأنها تنتمي إلى ، عليه الدهر وشرب عتيقا أكل شيئا
()1نفسه.
132
النالت ال!عل
وانتقاداته الأدلة كانط عن هذه بما قاله تذكرنا من هيجل العبارة أن هذه ولا شك منها!(.)1 هربنا
وهذا . تعبيره حد على أ الدافى للدين الشعور ! وهو ! هو (الإيمان الحي إن البديل عند هيجل
عقلية لإثبات أدلة إلى من منظور ديني ليس بحاجة إله الداخلي بوجود الإيمان الحي والشعور
الأدلة العقلية أ( .)2فتلك المصداقية من الكثير الحقيقة الدينية قد فقدت فالبرهنة على 9 ، وجوده
تعد في نظر هيجل عليها الدهرأ ،وهي قد "عفى وهي ، معروفة قد أصبحت الله وجود على
الضرورة هذه لكن ، الفكر والعقل لإشباع الأدلة لها ضرورتها هذه دينيا!(! .)3لقد كانت لا أمرا 9
مختلفا تماما عما كانت عليه في السابق "(.)4 الحديثة وضعا الثقافة في قد اتخذت
يطرح فيه لا الجواني الذي الشعور على الله إيمانه العقلي بوجود يستند في إن هيجل
إيلاما في أشد الانقسامات أن يجعل شأنه من لأن هذا التناقض 9 ؟ بين الفكر والإيمان التناقض
مجاهد : العربية ) ،الترجمة الله (أدلة وجود الثامنة الحلقة ، الدين فلسفة محاضرات : هيجل فردريك ()1
. 46 ص ، م 4002 ، بالقاهرة مكتبة دار الكلمة عبدالمنعم مجاهد،
( )2نفسه.
ht
tp ( )3نفسه.
://
ww
w.
al-m .47- 46 ص ، نفسه ) (4
ak
ta
be 47 ص نفسه
h. ، () 5
co
m
133.
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
الفصل الرابح
تمهيد:
الاله. على وجود البرهنة طريق افلاطون في يواصل أرسطو : سادسا
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
حيوانية نفسا يكون لا كائنا مفكرا وحسب باعتباره فهو ، نتيجة المعرفة خالد إن الإنسان !
ككلية خلوده جذر ، حياته جذر التفكير ،هو ، العقلانية والمعرفة . حرة خالصة بل هو نفس ، ميتة
-هي كلية جهة أخرى الروح -من بينما إن النفس الحيوانية تغرق في حياة الجسد، . نفسه في
في ذاتها".
والفكرة الخالدة ) (الله 8 في فلسفة الدين -ج محاضرات : هيجل
.76 4002م ،ص ، بالقاهرة مكتبة دار الكلمة ، عبدالمنعم لمجاهد العربية الترجمة
الله الذي ينطق باسم الشاهد ذلك الإنسان يكمن ففي قلب ؟ في القلب إن الله موجود 9
". العالم الطبيعي من ظروف خارجي ويبرهن على وجوده ولي! في أي ظرف
أن يكون على اتصال يمكن كائنا قبل كل شيء الله يعتبر حركيا، أم كان إن الدين سكونيا 9
.01 . التبديل من الذين أعقبوه مع شيء معظم به الذي أخذ أرسطو إله عنه يعجز ما وهذا بنا،
الدروبي سامي : ترجمة ، والدين منبعا الأخلاق : برجسون هنري
والنبي ما. إلى البشر عن شيء بها الله يوحي اليقينية التي المعرفة هي النبوة أو الوحي أ
به، يقينية على معرفة يقدرن على الحصول لا الناس الذين من به لأمثاله الله يوحي ما نفس هو
ht
tp
://
الهيئة ww ، حنفي د .حسن : ترجمة ، والسياسة اللاهوت في صبينوزا :رسالة
w.
al
-m
ak
ta . 123 7191م ،ص ، بالقاهر والنشر للتأليف العامة المصرية
beh
.
.c
o m
m137
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
تمهيد:
فقد فطر الإنسان ، منذ بداية الخليقة شك بدأ بلا له إن البحث عن مبدع لهذا الوجود وأصل
إجابات الإنسان وقد تراوحت . هذا الوجود الإلهي أولى تساؤلاته عن وكانت ، على التساؤل
والأسرار وبين الإجابات المشفوعة بالأدلة بين الإجابات المغلفة بالأساطير على هذا التساؤل
واحد أباع هذا ب!له ل!يمان حدوسا بمثابة والكثير من هذه الإجابات كانت ، والبراهين العقلية
الألوهية من أن الباحثين حول جمني الكثير عليه عادة جرت ما تماما هنا فليس صحيحا ومن
عقائده ايأولى مساوية فكانت كما ترقى في العلوم والصناعا!، العقائد، إالإنسان قد ترقى في
تعبير ذلك -على حد على "( .)1وقد دللوا كانت علومه وصناعاته وكذلك ، لحياته الأولى
إتتوافى كلها حيث "؟ لاجتماع وا المقابلة علماء التي أحصاها العقاد! -بالمشاهدات عباس
وأن الأمم ، البدائية الأمم في جميع أن الإيمان بالأرواح شائع عليها ،وهي إلى نتيجة يجمعون
الطبيعية، العبادة تخلو من مظاهر لا داقامة الدولة هذا الطور إلى أطوار الحضارة التي جاوزت
على أنماط المتتابعة لأطوار ا تتخلل هذه وأن عبادة الأسلاف ، على الخصوص وعبادة الكواكب
تلك الأطوار كافة نهاية التوحيد فهو أما ، نصيبه من العلم والمدنية حسب منها كل طور تناسب
قدرا وقدرة وينفرد الاَلهة يعلو على ب!له منها اَمنت فكل حضارة ، الكبرى الحضارات في جميع
في زمرة الملائكة التي تحف ببقائها تحتفظ أو تزول حتى بالجلالة بين أرباب تتضاءل وتخفت
. 13 ص ، م 1202 ، التاسعة الطبعة ، بالقاهرة مصر دار نهضة ، الله العقاد: محمود ( )1عباس
ht
tp ( )2نفط.
://
ww
w.
aبدونl بمصر، الخانجي مكبة والمؤلهة النشار ،نشأة الدين -النظريات سامي علي
-m ، التطورية : وانظر
ak
ta
be
h. 03وما بعدها. ص ، تاريخ
co
m
913+
هلس!ه )لدين الى !ثيد !د!ل
ht
tp
://
ww
w.
بين الإيمان بالإله والواحد والاَلهة قد تراوحت اعتقادنا في الإيمان بالألوهية إن قضية al
-m
ak
ta
b
أو حتى بتأليه الحيوانات الأشخاص أو بتأليه الطبيعية الظواهر بتأليه كانت eh.المتعددة سواء
co
m
التطور في آن واحد! .ان حدث الحضارات في معظم ذلك بدأ وقد ، والكائنات الحية المختلفة
في طور التحضر والمدنية، العبادة إلى طور البدائية مما أطلق عليه مظاهر العبادات بعضها في
أو التعددية إلى هذه العقائد السحرية تجاوزت التي تلك الحدوس لم يمنع من وجود ف!ن ذلك
و أ ، في هذا العصر أو ذاك التعدد التي شاعت رغم صور فيه الإله الواحد والاعتقاد وجود حدس
الحضارة المصرية بشرية في الوجود وهي مع بزوغ أول حضارة أنه أدل على ذلك من وليس
كان هناك ذلك الظن السائد إنه معا؟ حيث اَن كل هذه الصور للعقيدة موجودة في القديمة كانت
عامي فيما بين أخناتون في عهد ملكها الفيلسوف إلا بأن التوحيد الإلهي لم يظهر في مصر
في التوحيد ظهر ااْن والأثارية العلمية الحقيقة التي أثبسَها الدراسات ولكن . .م ق 1353- 9136
يتجلى الله مفاده أن وأنه كان توحيدا الميلاد، عام قبل أ 0050 منذ حوالي قديم جدا منذ زمن مصر
نور العقل منذ تفتح وجه التاريخ وأشرق للمعتقد المصري إن المفهوم الصحيح . في كل شيء
وهو ولم يكن يوجد شيء، البدء منذ الله هو وأنه خالق كل شيء، ، له شريك لا أن الإله واحد
عن شكله، يبحث أو أحد ان يتصوره يستطيع لا وهو خفي ، الأبدية الواحد الأزل وأن الله هو
وأن الله ، والله لم يولد قط ، الحياة والله هو ، هو الحق الله وأن ؟ نهاية ولا بلا عدد الله وأن أسماء
يوجد ،وأن الله وما سوف فيه وما يوجد العالم في وجد ما هو الخالق لكل والله ، ولم يُخلق يخلق
وأن التو)، في كانت (أو فورا كلمة تحققت الله من صدر إذا وأنه ، وأنشأ الأرض مد السموات
وأن الله ، مَن يخدمه وأن الله يكافئ ، مَن يعرفه يعرت الله وأن ، الذين يقدرونه بهؤلاء الله رحيم
معان من ذلك والأم إلى آخر هو الأب الله . ). منهاجه على وش!ير طريقه مَن يتبعه (أي يتغ يحمي
آثارها ،لم يظهر تمثال واحد أغلب مصر وقد نفضت ، كله التاريخ المصري راقية .وعلى مدى .
الذي للأله والناس والرموز ولم يكن ثمة تمثال واحد للملوك التماثيل كانت إنما ، الأعظم ل!له
"(.)1 ان يتصوره إنسان لأي يمكن لا وأنه ولا هيئة ولا صورة له شكل لا بأنه اَمنوا
بيروت ، ، العربي الانثار مؤسسة ، لليهودية المصرية الأصول : العشماوي سعيد محمد ( )1المستشار
014
لليم ا ل!مل )
التأليهية في كل المذاهب إن هذه الصورة التوحيدية للعقيدة المصرية منذ فجر التاريخ بدت
هليوبوليس القديمة؟ مدينة الشمس أو قدمها مفكرو مدينة أون في مصر للتأليه إن أقدم صورة
الإيمان بالإله قبل الميلاد؟ حيث والعشرين الرابع القرن إلى حوالي يرجع هذا المذهب حيث
من عوالم وكائنات بما فيه كل الوجود التاسوع الإلهي الذي عنه صدر أتوم بوحدانيته على رأس
ذلك المذهب في حوالي 0002 عن الموتى معبرا ورد في كتاب ما انظر إلى حية وجماد(0)1
ي أ . . أ "نون في إلى الوجود أتيت الوحيد) (الواحد في شروقه أ أتوم ( لإله ا 9إن : الميلاد قبل
هو في أنا .إني . أولد نفسه الذي إن الإله العظيم . . قد صنع ، البدء وحكم في نهض الذي أ "رع
في هذه الإعجازي يشبه الحدس فيها ما بصورة وان كان ذلك 9 : السياق نفس في وجاء
فيه مفكرو مدينة منف اْكد المنفي الذي بالمذهب يسمى ما ، العالم من تاريخ الفترة السجقة
الكون برعايته قد شمل وأنه هو الذي فكر ودبر قبل أن يخلق ويعمر، " بتاح 9 أن الإله الخالق
الذي فكر ونطق فكان الوجود وكانت كان العقل المقدس إنه . ما في الوجود قدره لكل ورسم
قلب (أو عقل) الأصل هو في إنما !وهكذا : البديع المنفي انظر إلى هذا النص . الموجودات
فعن طريق . على ترديد ما قدره الفؤاد. أزل جرى الأرباب جميعا! ،انما هو كان لسان أرسل
ثم اْيضا، جميعا وأتوم وتاسوعه الأرباب فخلق ، من بعده بدأ الخلق ! إالفكر" إذن واالنطق
خلق تتابع أن إلى ، اللسان بها (الإلهي ) وأمر كل كلمة ربانية تدبرها العقل أن أفضت حدث
جميعا ،وتقرر ما الأقوات جميعا ،الخيرات وتوفرت الأطياف الحوارس الأنفس وتقرر شأن
السعودية للطباعة والنشر الدار المصرية ، القديمة في مصر النشار :الفكر الفلسفي ( )1انظر :د .مصطفى
ht
tp
:// .27 ص ، 4002 ، بالقاهرة والتوزيع
ww م
w.
al-m إلى ونقله بدج، والس السير : الهيروغليفية عن ترجمه )، I ( نص (،)17 الفصل : الموتى ( )2كتاب
ak
ta
be
h. .42- 4 ص ، م 8891 ، بالقاهرة مدبولي مكتبة ، عطية د .فيليب : العربية
co
أ
m
141+
هلس!ه الديل الى جديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
لمن والفناء الحياة لمن يعمل بالسلم أن توهب وحق من أمور الناس وتقرر ما يكره al
يستحب
، -m
ak
ta
b eh
.)1(". بالإثم يتحمل .c
.
om
جاز خلقه لهذا العالم في الوجود ،والذي الواحد الخالق لكل شيء بالإله إنه الإيمان إذن
النفوس من آلهة التاسوع حتى ما فيه بالتتابع وتدبر ،ثم نطق فكان الوجود بكل أن فكر بمجرد
. الحياة الخيرات المادية التي تساعد البشر على وكل والأطياف الحوارس
قرر ولأول مرة في تاريخ البشرية لأنه هذا النص المنفي العظيم والمعجز؟ أن صدى ولا شك
وهي . " فيكون كن 9 فكان العالم إلا التفكير دارادة الخلق لخلق محتاجا يكن لم أن الله الواحد
في قمة النضج التي تمثل المنزلة فيما بعد ،وهي العقائد السماوية أكدتها كل المَي النظرية ذات
الواستي (وهو نسبة إلى صداه في المذهب المنفي قد وجد إن هذا النص : شك بلا أقول
الواحد أن إلههم المقدس يؤكد أصحابه المصرية القديمة (الأقصر حاليا)؟ حيث ! مدينة واست
هو الذي أنجب وأنه ، الخلائق أجمعين من هدي وأنه ، عنه نون هو "الذي صدر " "آمون الأحد
ب ر وأنه هيئة اَتوم، في ذاته استكمل مَن وأنه ، الأرباب الاْولين من مَن استولدوا الشمس
(2
.)K العالمين وأنه بداية الوجود
أحدثه يعد ثورة شاملة ما وأن ، من فراغ أخناتون إذن لم يأت وبالطبع ف!ن التوحيد عند
لقد رأى أخناتون الحق في أن . وتداعياته أصوله له القديمة كانت في مصر الدينية العقيدة في
العبادة وقد غتر من طرق ، الأرض واحدا أعظم تطل سماؤه حانية من عل فوق جسم إلها يصور
إنما تكون أ "آتون عل! أطلق أن عبادة هذا الإله الذي لأنه رأى ؟ ثورته هو مكمن وهذا ، التقليدية
العقيدة الأخناتونية لقد تميزت . الإله هذا لخدمة إلا مكرسا ليس وأن أخناتون ، الطلق الهواء في
إنه ؟ مكان في كل جميعا ينبغي أن يعبده البشر أنه الإله الذي على بالدعوة إلى هذا الإله الواحد
دراسة لرت ، القديمة في مصر نشأة الوجود فلسفات : د .عبير عبدالعزيز صالح ترجمة : نقلا عن ) (1
4 أ ص ، م 1 ير 959 فبرا ، هرة لقا ا -26 لعدد ا ، أ لمجلة ا ا بمجلة
صلمهـ. ، السابق المرجع نفس ، د .عبدالعزيز صالح : ترجمة : ( )2نقلا عن
14 2
الليم لممل ا
للناس المحب إنه الأب ، الكون لجميع الحي إالإله الواحد : الشهيرة قصيدته في يقول كما
التوحيدية ربما تنغ أو ربما أن كل هذه المذاهب الفكر اللاهوتي المصري في والطريف
من سواء ، وتعتبر في نظر الكثيرين تدعو ل!له الواحد راسخة دينية تتقاطع مع عقيدة أو تتماس
إحدى ، في أوربا العصور الوسطى وخاصة ، الديانات أو من دارسي ()2 التراث المصرى دارسي
الديانة تلك هي (،)3 لإسلام وا بالإضافة إلى اليهودية والمسيحية الموحدة الديانات الأربعة
الذي أطلق عليه قرينه أو نسبة إلى تحوت الأوزيرية المنسوبة إلى أوزير لدى علماء المصريات
يقل لا ما منذ وجدت ديانة وهي ، عند المسلمين أو النبي إدرش! Hermes اليونانيون هرمس
الهرمسية الديانة بثأن الآراء تعدد ورغم (.)4 التاريخ عل مدى آلاف عام واستمرت عن عشرة
القرنين إلا بين تكتب نصوصها دمان لم المصري تحوت إلى هرص- شك بلا أنها تعود إلا
على قليلا سابقة وجود فرَة الإسكندرية وفي في عصر اليونانية باللغة الميلاديين الثاني والثالث
يرى ما دائما السلبي الذي عليه الطابع الصوفي يغلب ف!نه للألوهية تصورهم بخصوص أما
الخير أن نبتعد تقريرية ل!له من إن أي صفة إذ . لها إنساني من أي تصور اْكبر دعاته الألوهية
أو الكائن الذي ، له حد لا الذي إنما الحد
دا فالإله عندهم ، ننفي عنه اْي طبيعة جسمانية عنها حتى
الطبعة ، بالقاهرة السعودية الدار المصرية ، أفلاطون عند الألوهية فكرة : النشار د .مصطفى : )1نقلا عن (
أيقظوا العالم، بكتابنا :فلاسفة التي نثمرت الفيلسوف ايضا :دراستنا :اخناتون -الملك وراجع
21وما بعدها. ة 89أم ،ص ، بالقاهرة للنشر والتوفيع الثقافة بدار ، الأولى الطبعة
الهيئة ، الدروبي د .سامي : ؟ ترجمة نفهمهم -كيف الفلاسفة أعلام : توماس هنري انظر: : وكذلك
. 14 - 7 729أم ،ص ، بالقاهرة والشر العامة للتاليف والترجمة المصرية
.98 ص ، السابق المرجع نفى : العشماوي سعيد محمد المستشار () 2
م، 6002 ، اللاذقية سورلا- ، والتوزيع والنشر للطباعة دار المرساة الأسرار، ديانات بشور: د .وديع () 3
.14 ص
ht
tp
:// ( )4المستشار محمد سعيد العشماوي نفس المرجع ،ص .274
ww :
w.
al
-m
الثمرقي الإسكندرية الفلسفية بين التراث في كتابنا :مدرسة ( )5انظر :ما كتبناه عن التيار الهرمسي
ak
ta
be
h. . ،ص 912-011 والفلسفة اليونانية ،دار المعارف بالقاهرة ? '599 م
co
m
14 3+
هلس!ة الدلمل إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
هو العقل الخالق المتحد مع الكلمة والذي يحيط الله 9إن ولا يحويه شيء()1 كل شيء يحويa
l-m
ak
ta
b
إلى نهاية لها حد لا بداية من يدورون جعلهم خلقه يدور، ما جعل ، eh.بالأفلاك ويبرمها بدواره
co
m
حر من كل جسمه، ، لذاته كمال من كمال حامل ، إالعقل والكلمة الوجوس إنه لها"(.)2 نهاية لا
هو ما حافظا حاويا لكل شيء، ، في نفسه نفسه ، ولا يلمس الجسم به يمس لا كل خطأ من
النفس الأعلى .. ونموذج النور نور يفوق ، والصدق الصلاح هي بالتشبيه ضياؤه موجود
وكل واحد وكل الكل ، يوجدهم لأنه مَن واحد من هؤلاء؟ اْي هو ليس ! ؟ الله إذن ما هو
ولم يترك شيئا آخر لم يكن .. ، مما هو كائن شيء
بل علة روحا الله ليس ، بل هو علة العقل ، العقل ليس الله ! ؟ الله يكون اْن إذن ماذا تقول
بهذين الله على المرء أن يكرم لذلك يجب النور. بل علة وجود النور ليس الله ، الروح وجود
غيره "(.)3 ولا أحد إليه وحده يعودان اسمان . ). -والأب (الصالح الأسمين
في االزمان ستيس ولتر ما استخدمنا اصطلاح إذا ف!ن هذا اللاهوت السلبي - وهكذا
لكن هذا ، إيجابية باي صفة الاله وصف يفضلون لا إنهم . والأزل إ -هو السائد عند الهرامسة
كل وجود. بل هو الوجود الحقيقي وأصل ، أو العدم وبين المجهول بينه يعني أنهم يوحدون لا
الكل وجذر مصدر هي "الوحدانية أ ،وأن يشبه إلا ذاته وحده لا ا أن الإله في رأيهم ما هنالك كل
ليس من ذاته المصدر بينما ، يكون العدم وبدون هذا المصدر ومصدر، كل الأشياء أصل وفي
في ذات ظهوراأ وهو ا!ثر وهو الخفي ، فوق أي اسم 9 إن الإله عند الهرامسة ببساطة
كل الأسماء لأنها له ولذلك . لأن الكل هو وهو الكل ليس هو هناك شيء "ليس إذ ، الوقت
اسم لكونه أباهم جميعا"(.)5 له ليس ذاته واحد .ولهذا هو جميعا لأب
الترجمة العربية المنشورة بكتاب ( ،)11نقلا عن الثر: يراعي ) بوماندرشى (1 ( )2الكتابات الهرمسية
الإشارة إليها، الترجمة السابق ،)114نفس هـ- ا 1 ( : اسكلبيوس ( )2إلى الهرمسية ( )3الكتابات
.83 الكاس ( ،)01ص ، ()4 نفس المصدر ) 4 (
.88 ص ، الترجمة ظهورا ( ،)01نفس الخفي واكثر الله المصدر ()5 نفس ) (5
144
لليم ا ل!مل ا
كلها تؤكد إيمان الإله وفهم طبيعة محاولة تسمية التكرار في الوحدانية وأيضا إن هذه
صفاته فهو هو، علينا تشابهت أو أسماؤه تعددت هـان الواحد الأحد ،الذي الإله الهرامسة بهذا
ظهورا في وهو ا!ثر ، الخفي فهو ثتم هو .ومن لما تجليات إلا إلا هو ،وما الاْشياء ولا يوجد
قبل الرابعهَ والتي يعود بعضها إلى الألف دياناتها، بتعدد الهند الألوهية في تتعدد صور
الكثير ذلك على عرفه العالم كما أجمع مقدس يعد أقدم كتاب "فيدا" الذي ) (اْورج "رلك
من التراث الفيدي إلى التراث الهندوسي الهند بعد أن تحولت وحتى (.)1 الأديان مؤرخي من
الهنود يؤمنون بأهمية وقداسة التراث الرئيسية في الهند ،ظل الديانة نسبة إلى الهندوسية وهي
إلى أولئك إلا الهرطقة صفة ولا ينسب ، يوليه قدره من الإجلال إن كل هندوسي إ؟ إذ الفيدي
الذين ينظر إليهم على وحدهم فهم ، أو السيخ البوذية أو أتباع الجينية من صراحة الذين ينكرونه
الهندوسي، الاَلهة مجمع داخل الاَلهة الهندوسية بأعداد هائلة من أتباع ذلك يؤمن وعلى
والجيل ، والأرض السماوات اَلهة إلى عدة أجيال أقدمها تنقسم وهي الفيدا، فهناك أولا آلهة 9
ومثرا إله الشمس، ، أندرا إله العاصفة أهمها من ، وأرضية إلهية سماوية قوى على الثاني يشمل
يشتمل لآلهة الهندوسية ا الثالث من والجيل . السوما (الهوما) إله شراب إله النار ،وسوما وأجنى
إلى الهند .ويمثل هذا الاَريين وشيفا ،وهو الجيل الذي ظهر بعد وصول براهما وفثنو على
، لبنان بيبليون، دار ومكتبة : وترجمة فيدا ،دراسة ريك ، العالم في صليبا :اقدم كاب ( )1انظر :لويس
براهما حيث ؟ المعبودة في الهندوسية الاَلهة من أهم وشيفا براهما وفشنو الآلهة وتعتبر
إلى عبادة واتجهت ، قد تطورت البراهمانية اْن إلا ، الديانة الهندوسية في الآلهة تعدد ورغم
من جذر البراهما ،مشتق هو البراهما واسم ، الأعظم الإله أنه من بين عدة آلهة على إله واحد
تدور مؤخرا على الروح ثم أصبحت ، النمو أو النشاط أو الطاقة والقوة الإلهة حول دلالته تدور
فهي تشير أولا ديني عدة معان في الهندوسية وللكلمة كمصطلح . العالم الكون أو وعلى أساس
طبقة إلى البراهمانسِن ،وهم ثانيا وتشير ، الهندية المتأخرة التعاليم براهما في إلى الإله الشخصي
إلى مفهوم ثالثا وتشير ، الديني الهندي الطبقات نظام من الطبقة الأولى يكونون الذين الكهنة
محايدة في جنسها وغير مشخصة أولية قوة أو الكون وهو العالم روح به البراهما الذي يقصد
لأول ا المبدأ وهو ، الأزلية أو واللانهائية والضمير الحقيقهَ وهو ، ومعينة للجميع متحركة وهي
جميعا بل هو الاَلهة وهو ، بالإثبات وليس بالسلب وغير مادي ويوصف غير القابل للوصف
من تطور الفكر في (رج فيدا)؟ والثالثة الثانية هذا التوجه نحو التوحيد في المرحلتن بدا وتد
الى التوحيد ،ومن ثثم إلى الاعتراف بالإله الواحد .هذا الطبيعية التعددية الانتقال من حيث
والتي ستنتقل بعد ذلك إلى الأوبانيشاد للفيدا، العقيدة الفلسفية الرئيسية الاعتراف الذي يشكل
' 0002r ، القاهرة دار نشر، مقارنة ،بدون وصفية تاهـلخ الأديان -دراسة : خليفة حسن ( )1د .محمد
.D .L C ! ody,ة Chamans, Prophets and Sages, Introduction to World وراجع :
.66 ص ، السابق نفس المرجع : محمد خليفة حسن د. ()2
العربية اليقظة ،دار اليازجي :ندرة ،ترجمة الهندي الفلسفي الفكر مور: شارلز ود. ) رادا كرشنا (4
146
الممل الليم
الرج 9 يقول كتاب ) ففي النشيد الموجه إلى فارونا (رئيس آلهة النظام الطبيعي والأخلاقي
المرئي هو ، السحري بفنه الليل والنهار طبيعة الإله الواحد إنه !هو الذي اْوجد فيداأ في
الخفية العجيبة الأسماء ويعرف ، الحياة عوالم يقيم هو الذي . قويا. راعيا يشبه إنه .. للجميع
تتركز فيه جديدا مختلفا، السماء شكلا بالحكمة والتعقل كلما أنتجت ويزدهي ، الصباح لأشعة
"الصانع بأنه يصفونه ) خالق الكون ، الكل (صانع وفي أنشودة فيشفا كارمن "(.)1 كل الحكمة
وكل الذي يعرف كل الشعوب الذي صنعنا ،المدبر هو الأب ، الرفغ الحضور صاحب المدبر،
في اليد، يرى ولا يوضع لا "الذي الإله بأنه وفي نشيد من أناشيد "أوبانيشا مونداكا" يوصف
في كل موجود هو أبدي ، بدون يد او قدم ، بدون نظر أو سمع ، قبيلة عائلة وبدون بدون وهو
الذي يدركه الحكيم ويعلم أنه ، يغني لا الذي هو كثير الذكاء؟ ذلك ، زمان في كل ماض ، مكان
السلبي الذي ينفي كل التأليه من سمات سمة بها الإله هنا السالبة التي يوصف إن الصفات
ولا شكل وهو سماوي غير موجود 9 أنه إلا واحد مشخص أنه فرغم الإله البشرية عن الصفات
وكل ، العقل ، التنفس منه ينبعث 9 أنه أخرى أنشودة لأجابتنا علاقته بالعالم عن صاذا سألنا . " له
ومن ، الشمس هي النار ومحروقاتها منه تنطلق . . عيناه والشمس القمر ، رأسه النماء . .، الحواس
عديدة مخلوقات . لأنثى ا البذرة في يسكب والمذكر ، لأعشاب ا لأرض ا المطر ،ومن القمر ينطلق
والطيور( .)4وفي والقطعان الناس ، لأجرام وا ، وعنه تنتج أيضا الاَلهة العديدة ، الشخص تنتج عن
العظيم وفي المسكن إنه الخفاء، المتحرك في ويدعي الخفي أنه مع إالبين أنشودة تالية هو
يفنى لا الذي هو براهمان . . . كائن هو الكائن واللا ويغمز، ويتنفس يتحرك ما كل وضع داخله
الذي نور الأنوار ،هو وهو .إنه مشرق . الخلود هو ، الحقيقي هو ، والعقل والكلام إنه الحياة
. 46- 45 ص ، السابق المرجع : ( )1نقلا عن
وحدة عقيدة ف!ن المادية والمظاهر والتعدد فيه التنوع طبيعي عالم ونهايته إ( .)1وإذا كان ثمة
الطبيعة اْن أن نعرف "يجب : حينما تقول هذا الأوبانيشاد، تطل برأسها في نصوص الوجود
منه .إنه
. جزء التي هي الأشياء كله تتخلله العالم هذا ، الوهم هو صانع الأرباب وأن رب ، وهم
العالم كله باستمرار، يغلف كله ..هو الذي الكون حاوي ، متنوع شيء كل خالق ، الكل خالق
والماء والنار الأرض اْنه يعتبر هو الذي ، لأنه يحكمه يدور عمله ، المعرفة كلي ، الصفات مالك
الألوهية قدم مذهب مَن أول بأنه الأوبانيشاد في الفكر الهندي لاهوت ولتر ستيس وقد صنف
إن لم تكن به الدينية لأن الخبرة وذلك ؟ غير قابل للوصف الله بأن إنها تعني الاعتقاد . السلبية
يعني على أن وصفه الإله فإن الإنسان يعجز عن وصف ، والإشراق الصوفي عن طريق التصوف
مؤلفيها :إن لسان على قد قالت "الأوبانيثاد! وإذا كانت المميز(ر). فيه الطابع الفريد يحطم أنه
في اثناسيوس فإن القديس به أو يحيط أن يدركه يستطيع لا ف!ن أحدا ، غير قابل للفهم براهمان
والابن ، يقبل الفهم لا "إن الاَب : حينما يقول الدينية مع الأوبانيشاد يتفق في عقيدته المسيحية
بل ، الفهم تقبل لا ثلاثة أشياء هناك ليس ولكن ، يقبل الفهم لا القدس والروح ، الفهم يقبل لا
في حديث ! الفهم يقبل أو ip في الأوبانيشاد " اغير قابل للفهم عبارة معنى ف!ن وبالطبع
إن كل صفة إيجابية حيث ؟ العقلية التصورات أن الله غير قابل ل!دراك عن طريق اثناسيوس
أي صفة حتى أو أي محمول الله إلى يستطيع أي امرؤ أن ينسب لا أنه وفي الحقيقة . تقدم تصورا
إن الإله غير قابل للفهم أو . البثرية التصورات تلك من والإله أسمى . الوجود. صفة ولو كانت
لأنه في نظر ؟ الإطلاق على غير قابل ل!دراك أنه ذلك معنى ولي! ، الاستدلالي العقلي للإدراك
. 101- 19 ص ، العربية الترجمة ، ذكره سبق ، والأزل الزمان : ( )3انظر :ولتر ستيس
148
اللي! ل!مل ا
العقلي قابلية الله ل!دراك إن عدم . الحدس طريق عن قابل ل!دراك السلبي أتباع هذا اللاهوت
نسبية بالقياس بل هي صفة ، ذاته هو في صميم ما على نحو الله مطلقه من صفات صفة ليست
و أ الصفات بسلب التي تأخذ أو الألوهية السلبية ، السلبي وربما نفهم طبيعة هذا اللاهوت
.)2( ، ثَىء كَمِثْلِهِء الآية الكريمة :ة لَيسَ نقرا جيدا الله حينما عن العقلية التصورات
هامتان هما البوذية أخريتان ديانتان الهندوسية البراهماتية قد انبثقت عن أنه والمعروف
ورغم أنها تمثل حركة )، .م أما البوذية فهي نسبة إلى جوتاما بوذا ( 483- 563ق . والجينية
يستند على لا على اعتماد طريق للخلاص ركزت إلا أنها ، في الهندوسية ديني وفلسفي إصلاح
اجتياز الطريق ذي الشعب من خلال الخلاص بل على الإيمان بضرورة ، بالألوهية إيمان واضح
الثمانية:
-3الكلام الصحيح.
-4الأفعال الصحيحة.
-5الحياة الصحيحة.
-6التطبيق الصحيح.
-7الأفكار الصحيحة.
ht
tp
:// . 1 1 : لشورى ا ) 2 (
ww
w.
،الطبعةal بيروت عويدات العوا ،منشورات د .عادل ترجمة إنانيون فلاسفة ياسبرز كارل انظر ()3
-m ، : ، : :
ak
ta
be
h. .76 ص ، أم 889 ، الثالثة
co
m
914+
هلس!ه الدين الى جديد عدحل
ht
tp
://
ww
.a w
الكمال الإنسان درجة فيها الحالة التي يبلغ إلى حالة "النرفاناإ ،وهي للوصول وذلك l-m
ak
ta
b
عملية إعادة وهي النرفانا قادرة على اجتياز عتبة وتكون ، من حياة الأرض روحه eh.وتتخلص
co
m
النرفانا تد دخل قيل إن بوذا نفسه وقد ، التام للروح والسكون الدائم حالة السلام الميلاد ،وهي
السادس قبل القرن حوالي منتصف الهند الذي عاش في مهافيرا ومؤسسها أما الجينية
"، المنتصرون " أي ؟ إلى الجيناس نسبت فهي ، البوذية لبوذا مؤسس يعتبر معاصرا الميلاد والذي
(.)2 الناس إلى طريق الخلاص الأبطال القديسون الذين يرشدون وهم
والزهد في إلى اللاعنف أخلاقية تدعو ديانة تأليهية بقدر كونها ديانة ليست أيضا وهي
قابل للتدمير؟ وذلك شيء لا مفادها أن إن الجنية تقوم على مسلمة . الدنيوية الحياة مطالب
ومن ثتم الفيدا؟ كتب بوجه عام سلطة الجينية ولقد أنكرت 9 شيء(ر)0 لا يخلق من شيء لأنه لا
إله ، إله السماء ،إله العواصف : مثل الآلهة قوة في أن الوثوق أتباع الجينية اعتبر آلهة الفيدا حيث
فكرة بعيدا عن الأشياء وجوهر الحقيقة عن البحث إنهم حاولوا . وهمية الرعدأ . .إلخ مسألة .
مختلفة من الوجود؟ لقانون الكارما والتجسيد في أشكال في الجنية تخضع الآلهة إن الاَلهة(.)4
اعتراف الجينية ورغم . أو في تحقيق الخلاص العالم في أحداث تأثير بذات فهي ليست ولذلك
أزلي إله يعتقدون في وجود لا - سبق فيما منعدمة التأثير ،فهم -وكما أشرنا الآلهة بوجود هذه
الموجودة فيه(.)5 القوانين الطبيعية والأخلاقية فالكون يسير حسب ، للعالم خالق ومدبر
.98- 08 ص ، السابق نفس المرجع : خليفة حسن محمد د. انظر: ()1
،دمث!ق، التكوين ،دار يوسف :سعدي ، Theترجمة بوذا :الدامابادا ، apadaح!Dha 4 وأيضا:
0102م.
الجيني، مفهوم النفس في الفكر ، شاهين الأمير وانظر :رسالة الماجصشير التي أعدتها تلميذتي إيمان
.84 ص م، 1402 ، القاهرة -جامعة الاَداب كلية غير منثور، بحث
.52 ص ، السابق نفس المرجع : شاهين الأمير (! )4يمان
.501 ص ، السابق نفس المرجع : خليفة محمد د. ()5
+ 015
لليم ا ل!مل ا
الألوهية والإله الواحد لدى بهذين المثالين على تصورات بنا أن نكتفي وربما يجدر
لم الشرقية الأخرى في الحضارات الألوهيهَ (ن تصورات حيث ؟ الشرقية القديمة الحضارا!
في درجة إلا اللهم ، القديمة والهند القديمة في مصر وجدت التي هذه التصورات عن تخرج
فلسفات شهدت ما تأليهية بقدر فلسفات فالحضارة الصينية لم تشهد ؟ الألوهية تصور وضوح
الإنسان على العمل احتراما للسماء كما عند الكونفوشية (،)1 تحض دينية أخلاقية لتصورات
رؤيتها الحضارة الفارسية فقد لخصت أما الطاويين(.)2 كما عند ) واحتراما للطاو (الطريق
كبير زعماء وإن مال زرادشت )، (أهورا مازدا وأهريمان الخير والشر ثنائية وهية في تقديس للأل
وخالق الوجود إله الخير ومفيض باعتباره أهورا مازدا فقط الديانات الفارسية إلى تقديس
لم الذي ، القديم الأزلي ، لأعظم ا لإله ا هو والزرادشتيين مزدا عند زرادشت فاهورا . الكون
خالق الكون كله وهو يُنظر يرى ولا لا الذي الأرواح وهو علة العلل وروح يولد ولن يموت
والذي ، الإنسان وخالقه وهو أب ، على الأرض ما وكل والنار الجنة والملائكة الأبرار وخالق
الوجود وأصل الألوهية حول مفاهيمها العراق القديم فتعود في في البابلية أما الحضارة
في الألف الثالثة بين النهرين التي ازدهرت ما القديمة في بلاد إلى سابقتها الحضارة السومرية
من بين حضارات القديمة مع الحضارة المصرية الأقدم الحضارة تعتبر وهي الميلاد، قبل
في الكون تأمل تأملاتهم في البابليون بعدهم وقد حاول السومريون ومن . الشرق القديم
دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة بعمان ، ، القديمة الثار :الفلسفة الشرقية ( )1انظر :د .مصطفى
الأدبية، دار الكنوز ، العلوي لهادي : العربية الترجمة ()04- 93 ، التاو للأوتس كتاب : وراجع
. 69- 49 ص ، م 1 599 ، ،لبنان بيروت
وراجع: 23c- 22 ص إليه ، الإشارة سبق ، عند أفلاطون الألوهية فكرة الثار: ( )3انظر :د .مصطفى
ht
tp عن الكتب المجوصية المقدسة للزرادشتية، وهو مجموع (أهم كتب كتاب
:// نقله الأبستا) الفندياد
ww
w.
a
l-m 1102 ،
م، الأولى ،الطبعة وبيروت بغداد ، الجمل منثورات ، الموصلي الحلبي د .داود : الفرنسية
ak
ta
be
h. ،92وما بعدها. ص
co
m
+أ 15
هلس!ه )لدين إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
هذه وتد دارت (.)1 العقلي الإقناع بقدر كبير من إلى إجابات مرضية تتسم الأشياء والوصول
l-m
ak
ta
be
واعتبار الماء ، المادي للعالم الطبيعي الألوهية في مدار الأصل الإجابات حول وتلك h.cالتأملات
om
وكي السماء) أنو (أي والتي هي ، الخالقة الاَلهة اتبعتها التي الخلق وأن أساليب . الأصل هو
أقول : )، وانليل (أي الهواء) الذي تولد من اتحادهما (أي اتحاد السماء والأرض ) (أي الأرض
إذ ؟ الإلهية القوة الخالقة للكلمة على إنما استندت الاَلهة التي اتبعها هؤلاء الخلق إن أساليب
أن يفعله هو أن الخالق ل!له ما ينبغي ف!ن كل ، مبدأ القوة الخالقة للكلمة هذا المبدأ، بموجب
وينطق بالاسم اسم الشيء المراد خلقه فينتج الخلق (.)2 ! !الكلمة ويقول الخطط يصمم
- في التراث السومري المبدأ بين هذا هنا عن أوجه الشبه والحقيقة أنه ربما ينبغي البحث
المنفي إن المذهب حيث ؟ القديمة المنفي الشهير في مصر في النص المبدأ وبين نفس ، البابلي
وضوحا أكثر كان بصورة هـان ، بالضبط في أصل الوجود ونشأة المخلوقات ينص على ذلك
وصرا مة.
الشرقية الفكرية في كل الحضارات في مدرسة قد تخرجوا اليونان أن قدامى لاشك
جدا قريبا لآلهتهم كان إن تصورهم حيث ؟ الفكر الديني والتأليهي مجال وخاصة ، المجالات
من خيال مفكري مثلا كان خيالهم في ذلك كان أقل سعة هـان الشرقيين محا قدمناه من تصور
بالمعنى التأليه التأليهية حضارتهم فهم لم يعرفوا في مطلع . القديمة أخناتون في مصر أو منف
غموض بلا إنسانية عظيمة منمقة وكائنات ثرية كانت موجودات فالاَلهة الأوليمبية ، الصحيح
المثنى مكتبة ، فخري د .احمد : ومراجعة باقر ،تقديم طه : ترجمة سور، ألواح من : كريمر صمويل ()1
. 151 ص ، تاريخ بدون ، بالقاهرة الخانجي ببغداد ومؤسسة
. 177 ص ، إليه الإشارة ال!ابق ، القديمة الثرقية الفلسفة كتابنا وانظر
Cheney ().S Men Who Have Walked with God, Delta ,7491
(3.
)P Print, 086
عبدالفتاح د .إمام : الروح ) ،ترجمة الجزء الثاني (فلسفة ، هيجل فلسفة : ستيس وانظر ايضا :ولتر
+ 152
)لمحل )لليم
بل إن . فقط الدينية المراسيم على مستوى والاَلهة انعدام الفرق بين الإنسان يكن ولم
والبابليون في المصريون مما وضعه الآلهة إلى الإنسان في منزلة أقرب الإغريق قد وضعوا
وولدن منهن الأولاد .وقد الاَلهة فالأدب الإغريقي يعدد نساء كثيرات عشقهن . كثيرة مواطن
انتهاك حرمة أحد الذي يحاول كان ذلك اليونان في بلاد النموذجي أن الخاطئ البعض أوضح
الكون خلقت التي لم تكن هي ظواهر الطجة الأولمبية رغم تجليها في الاَلهة ثم إن ، الاَلهة
آلهة رأينا الملكية الذي مخلوقاتها بنفس حق بالإنسان كأحد تتصرف مقدورها أن في وليس
وهو لذلك . الآلهة وبين بينه مشترك بسلف بل إن الإغريقي يدعي ، به تتمتع الأقطار الأخرى
فالأغنية السادسة لبندارس مثلا ،تستهل كما يلي: ، وقصوره عجزه أشد بسبب معاناة يعاني
ولكن ، نتنفس واحدة أم كلانا من رحم ، كلا البشر والاَلهة ، واحد ،واحد فقط عرق من 9
البرونز، صلابة هناك الاَلهة ولدى لدينا هنا لا شيء، . بيننا الشَقة في قوتنا ،الفاصلة هي بعيدة
وإن يكن ، الشعر الشرقي القديم اختلافا عميقا عن روح إن الروح في مئل هذا الشعر تختلف
الأصداء اْهم ولكن ، من معتقداتهم الكثير أهل الشرق يشاطرون مازالوا الفترة في هذه الإغريق
القديم في تفسير كان التماثل بين الأسلوبين الإكريقي والشرقي ، الأدنى الشرق لمعتقدات
بعضها ببعض فيه التي العناصر النظرة المنظمة إلى الكون بوصل فكلاهما يستهدف ، الطبيعة
حوالي 007 ولعله كتب ، الآلهة أنساب كتابه هزيود في وقد عبر عن ذلك . بصلة الرحم والنسب
والبشر ،ويأتي الاَلهة هما والد إن السماء والأرض ثم يقول ، بالهيولي التسلسل يبدأ هزيود ، .م ق
زفس ثم تزوج . . " الأمثال سفر 9 في الله " أو "حكمة المصرية تذكرنا ب معات عددية بشخصيات
وأيريني ) (العدالة ) ودايك الصالح يونوميا (الحكم . . له الهوراي فولدت الوضاء، تيمس من
الفاني (.)2 الإنسان اللواتي يُعنين بأعمال وهن ، (السلم ) الموردة
ht
tp
:// دار منشورات بغداد، جبرا، ابراهيم جبرا : ترجمة ، ،الخاتمة الفلسفة قبل ما : فرانكفورت وهـ.أ . _ ()1
ww
w.
al-m .276- 275 ص م، 0691 ، الحياة
ak
ta
be
h. .276 ص ، المرجع نفس () 2
co
m
m153
هلس!ه الديل إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
والأوديسة لإلياذة ا في ()1 كان لهوميروس ، لاَلهة اليونان صورة في رسم ا!بر الفضل ولكن l-m
ak
ta
e b
لاهاتهم لهم واَ آلهتهم ويعتقدون في ، الاَلهة يؤمنون بتعدد الأخائيين والطروادلين h.cفهو يصور
om
وفي الحقيقة إن أناس تلك الأزمان لم تكن لديهم ، ص!الهات اَلهة نسميهم البشر .ونحن شكل
فهم ، المادي عهدا من العالم اْحدث الاَلهة وكانوا يرون أن تلك ، معبود قادر أزلي عن فكرة
لهم القدرة العظيمة والقوة الفائقة، وكانت ، أزليا ليس وجودهم ولكن . اعتقادهم خالدون في
وهو في أبوهم زفس ، قادرين وكانوا جميعا أسرة واحدة ولكنهم لم يكونوا على كل شيء
لإرادة القضاء والقدر فقط(.)2 وهو عرضة . جميعا الآلهة فوق الألياذة
ومخاصمتهم خططهم ف!ن ، عاملمِن كأشخاص الإلياذة في الآلهة هوميروس وقد أدخل
وحقيقة الوجود وقد سبق الكلام عليهم كأنهم من الشخصية . الحرب وأعمالهم تؤثر في جرحى
يستتبع أن تكون لا فريقين الآلهة هؤلاء تقل عن منزلة المحاربين من بني البشر ،وكون لا بمنزلة
أعمالا ف!ن الشاعر كان يفترض غير حقيقية في جوهرها، الإلياذة البشرية الواردة في الحوادث
طبيعي واضح (.)3 سبب إلى يرجع لا غريبا يبدو ما قد لكي يفسر إلهيون يقوم بها أشخاص
وهي على كرسيه آرسي !وأجلست ، الإلياذة في يقوله هوميروس ما هذه الصورة ومما يوضح
هل يظن زفس : الإله وقال ضيق فاشتد ، برسالة زفس إلى فوسيذ ثم إن إيريس ذهبت ، تخاطبه
لأقدار البحر ملكا، ا وقد أعطتني ، ثلاثة أخوة فنحن ، وأنا أماثله شرفا . بالقوة إذن أنه سيقيدني
ب!رادة اشر فلا جميعا، لنا الأرض السماء،ولكن ولزفس ، مملكة الظلمات لأوزش! كما أعطت
مزلزل يا تريديني هل : أجابت إيريس لكن . . بسواه ولا يتحرش ، ته ممتلكا فليبق هو ضمن ، زفس
فقال ! البكر تدرة المولود شك تعلم ولا كهذا وأنت زفس بجواب خشن أن اْرجع إلى الأرض
وبقية إذا ازدراني أنه اعلمي ولكن ، المرة له هذه فسأذعن ، إيريس يا صوابا لقد نطقت فوسيذ:
قبل عر التاسع القرن قد ولد في بأنه يقر فالبعض ، مولد هوميروس في تحديد المؤرخون ويختلف ) 1 (
الديوانيين في نشة حتى النقاد كما يختلف عثر، ولد أول القرن الحادي أنه يرى الميلاد ،والبعض
.)4 ص ، م 9691 ، بالقاهرة مطبعة السعادة ، الدين دراز: الله عبد (محمد اليه
،الطبعة ببيروت للملالين العلم ،دار هوميروس لإلياذة ترجمتها :مقدمة الخالدي سلام ( ) 2عنبرة
وتعليق: عرض ، الفلسفة في العصر الوسيط روح : ،02وأيضا اتين جيلسون 779ام ،ص ، الثانية
. 18 ص ، م 7491 للطباعة والنشر، الثقافة دار ، الثانية الطبعة ، د .إمام عبدالفتاح
154
لليم ا ل!مل ا
بيني وبينه هنالك فسيكون نصرا، الإغريق يول ولم ، المنال عزيزة طروادة وجعل ، الأرباب
وهم يتحدثون عن البشر ،ولزيوس وسيادته على للالهة نفس الصورة ويقدم هوميروس
الملوك ليعدل : قائلة أثينا فيهم وتكلمت الأولمب في أعالي مجلسهم إلى عقد الاَلهة عاد ة
ولا يذكره ، لرعيته أب خير فقد كان ()2 أوذيس هاكم ! بين الناس العناية بالخير داقامة العدل عن
من سفينة تحمله إلى وليس . النائية عن الرحيل في جزيرة كليبسو أحد .وهو قد حبس اليوم منهم
آملا أن يتنسم أخبار أبيه. إلى فيلوس ثم إن الخُطاب يتاَمرون على قتل ولده الذي ذهب ، بلاده
انتقام بالخُطاب يحل لكي بنفسك المكيدة هذه تقولين ؟ ألم تدبري ما هذا الذي : فأجابها زذلى
كما تشائين لكي يرجع إلى بلده سليما ،ويرتد بحكمتك فلك أن ترشديه ، تليماخ أما ؟ أوزشى
إلى الحورية كليبسو وبلغها رغبتي هرمس يا اذهب : ثم قال هرمس . إلى نحورهم كيد الخطاب
وحمل ، الذهبيتين خفيه وبعد أن انمَعل هرمس . الآن إلى وطنه أوذيس أن يرجع في ا!يدة
اوزشى: كانت تحب لأنها قالت مغتاظة . . إلى كليبسو وأخبرها برغبة زفس ذهب بيده صولجانه
أوزش!، أما فانيا، إنسانا الآلهات قد أحبت عندما ترون إحدى ليأخذهم الحسد الآلهة اْيها إنكم
كان ذهابه إذا ، الاَن فليذهب ، صحبه جميع فهلك ، بصاعقة سمة زفس فلم أنقذه حينما ضرب
!اني مع هذا على ، ليس لديه سفينة ولا مجدفون إذ ؟ أقدر على إرساله لا ولكنني ، زفس يرضي
يلحق بك لا هذا لكي أسرع في عملك : إلى طريق عودته سالما ،فقال هرمس استعداد لأرشده
زفس"(.)3 غضب
العلم ،دار ،بيروت حسين طه د. ،تقديم الخالدي سلام :عنبرة ،ترجمة الإلياذة : هوميروس ()1
. 391- 291 779ام ،ص ، الثانية الطبعة ، للملايين
يقولون بأن الديانة البعض التي جعلت هي اليونانية الاَلهة على لزيوص هذه السيادة التي كانت ولعل () 2
).J
(H. Religion in Greece and Tome, Harper Torch Books, New York, ,9591
.RoseP 116.
ht
tp ، بيروت الثانية الطبعة حسين د .طه تقديم الخالدي سلام عنبرة ترجمة الأوذيسة هوميروس ()3
:// ، ، : : : ، :
ww
w.
a ،ويوضح l-m بكثير مما يثبه هذه النصوص الاستزادة ويمكن .62-95 ص ، أم 779 ، للملايين دار العلم
ak
ta
be . L166 165، 161 ص ، 158 ص ، الأوذيسة نفس الصورة من
h.
co
m
155+
هلس!ه الديل إلى جديد عدحل
ht
tp
://
ww
.a w
الآلهة بعض وأن هناك أناسا تصطفيهم ، الاَلهة يقر بمراتب أن هوميروس لنا يتضح وهكذا l-m
ak
ta
e b
كانت لتجد ما الصورة للآلهة وهذه ، أنفسهم الاَلهة الصراع بين h.cوتحادثهم وترعاهم مما يحدث
om
إلها الروح التي لم تعرف الروح الإغريقية تلك قبولا وانتشارا لو لم تكن معبرة عن خصائص
الإغريقية هي أول فالحضارة ، الإنسان عبدت ما الطبيعة المؤلهة بقدر مفارقا بل لم تعبد قوى
على صورة إلا الاَلهة تتصور لا أنها حد الإنساني إلى الأرض تمثلت المذهب على حضارة
ومزودة بقوة في كونها خالدة إلا عن البشر الاَلهة ولا تختلف ونقائصهم أهوائهم البشر بكل
مثل هيراكليس إلها بين كونه معبودا بشريا أي بطلا ،وكونه يجمع مَن وقد كان هناك من البشر
العمالقة الشرسة (.)2 هجمة بعد أن انتصر للآلهة في معركتهم ضد إلها الذي كان بشرا وأصبح
إذا أنه ذلك . الفكر الديني الإغريقي في أ و 9إله ! !بطل هنا بين كلمتي أن نفرق يجب ولكن
فإنهما في العصور ، القديمة بدقة تامة وتمييز واضح العصور في اللفظان قد استخدما هذان كان
ف!ن ذلك ومع . يليه وما الهلينستي تمييز إبان العصر دون واستخدما قد امتزجا واختلطا المتأخرة
قط أن اختلطت طقوس ظل ملموسا ،ولم يحدث العبادة والبطل في طقوس الإله بين !الفصل
هاتين الفئتين بين طبيعة كل من إن هناك فروقا واضحة إذ . عبادة البطل عبادة الآلهة بطقوس
آدمية إلى فحياتهم أما الأبطال! . والنعيم المقيم والسعادة بالخلود يتمتعون فالآلهة ، المقدستين
من القبور قبر الأبطال ف!نهم يدفنون في وبعد موت ، والمغامرات بالاَلام مملوءة زوال وهي
فلا يموتون ولا يوضعون أما الاَلهة . عبادتهم وبؤرة نفوذهم هو مركز ويصبح ، عظامهم يضم
دائما للآلهة تشرف تقام التي أن المعابد إلى ذلك يضاف ، في قبور وتنتشر معابدهم في كل مكان
في سهل ومعبد زيوس أثينا في اكروبوليس فوق صخرة الباثنون على جهة الثمرف مثل معبد
تقديم وطقوس الآلهة أعياد وكانت أوليمبيا في حين أن معابد الأبطال كانت تطل على الغرب
نجيب زكي د. : ،ترجمة القديمة ،الفلسفة الأول ،الكتاب الغربية الفلسفة تاريخ : رسل برتراند ()1
.35 ص ، م 6791 ، الثانية الطبعة والثر، والترجمة التأليف لجنة ، القاهرة محمود،
بغداد، ، عربية آفاق مجلة ، الشرقبة وأصولها التأليه أسطورة في مغزى (بحث هرقل : عتمان ( )2أحمد
(النيمية الأولى، بندراوس ،96نقلا عن: الثاني 7891م ،ص كانون ،العدد الخاصى، الثالثة السنة
156
الليم ل!مل ا
وتقام أعيادهم ليلا عبادة الأبطال فقد كانت تمارس طقوس أما النهار، في وضح تقام الأضاحي
ما بعكص المعبود البطل وفاة تاريخ محدد هو في غالب الظن في تاريخ مرة واحدة كل عام
هي ألفاظ معشِة ()Holoautein, Shphozien,Enagizein وكانت ، الاَلهة عبادة إزاء كان الحال
فكانت ألفاظ للاَلهة تقديمها للدلالة عن أما ، عن تقديم القرابين للأبطال للتعبير تستخدم التي
أكل مقدمو
استثنالْية
أن قط إلافي ظروف ،ولم يحدث (Hiereuin,
أخرى تستخدم مثل )Thuein
خلال دم الأضحية أن يسيل ولابد من كان للأبطال القرابين تقديم أثناء وفي منها، الأضاحي
أما ، فوق هذه الحفرة إلى أسفل كان راْس الحيوان ينكس (ذ ؟ ثقب الى باطن الأرض أو حفرة
في عيناه تكون يرفع إلى أعلى بحيث فإن رأسه للاَلهة أثناء تقديم مثل هذا الحيوان كأضحية
في حين c ((Eschara ،إيسخارا" السماء ،وكان المكان الذي تقدم عليه قرابين الأبطال يسمى
كان له هـانما ، هنا ليس لفظيا فقط والاختلاف )Bomos ( بوموس" 9 يسمى الاَلهة كان مذبح
بين عبادة الفوارق هذه وشيئا فشيئا ضاقث . البوموس من كان اكثر انخفاضا فالايسخارا ، دلالته
المتأخرة ، العصور إبان للدلالة عليها المستخدم والمصطلح ، الأبطال والآلهة في الطقوس
العبادة بين طقوس تجمع إذ نفسها؟ هو عبادة هيراكليس دليل على ذلك -كما أشرنا- وخير
سؤال دائما ف!نه يطرأ ، للالهة هذه الصورة عن رسم هم المسئولون اليونان كان شعراء واذا
الصورة من خيالهم، وهيزيود قد صنعوا هذه هل أولئك الشعراء أمثال هوميروس : وهو ملح
وغيره من الشعراء لم يعبروا أن هوميروس أم قبولا لديه ؟ وصادفت اليوناني المجتمع بها فاقتنع
هذه المعتقدات السائدة بلورة لهم من ذلك سوى ولم يكن فعلا، معتقدات سائدة عن إلا
جيله، الشاعر قصة موفقة جعلها رمزا لمعتقدات أخرج إذا ؟ ،وبمعنى آخر قصائد شعرية في
ثم اْولا العقائد ؟ الحق كما يجيبنا كارلايل بأن من تلك المعتقدات أنها أقدم عهدا أتحسب
والعقيدة حقيقة والشعر ، صورة والشعر فالعقيدة أصل لها، رمزا إلهيا وتمثيلا القصيدة تكون
مسببها( .)2وأعتقد أن هذا يصدق لا نتيجة الحقيقة هي الث!عرية القول إن الرموز ظلها ،وقصارى
ht
tp م! .65- ص نفس المرجع ( )1أحمد عتمان
:// ، :
ww
w.
a
l-
فبراير ، الهلال ،القاهرة ،دار السباعي محمد : البطولة ،ترجمة وعبادة الأبطال : كارلايل توماس ()2
m
ak
ta
be
h. ،7891ص .13
co
m
157+
هلس!ه الدلمن إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
كانت سائدة التي منهم يقدم ظلا للحقيقة وهزيود .فكل وهوميروس بندارس l-m
تماما على شعر
ak
ta
e b
كل منهما في تفسيره اختلاف لنا وهذا يفسر ، أهله لما كان يعتقده وصورة اليوناني h.coفي المجتمع
m
هو لما صورة جميعا يرسمون أنهم مخالفة للاخر رغم تسميات واتخاذه لتلك المعتقدات
الإصلاحية بالمجهودات قد اصطبغت كما يعتقد كورنفورد- السائد .ولذا فالاَلهة الهوميرية-
الأنبياء الذين تناولوه بصبغة قد اصطبغ Mosaic Jehovah كما أن الإله الموسوي ، الفترة في تلك
التي رسم الآلهة نماذج من واحدا الهوميرية التي تعد نموذجا الآلهة إذا اتتنعنا فعلا بأن ولكن
المعتقدات التي قدمتها وأكدتها تلك تؤمن بنفس هذه بيئة وليدة كانت اليونان شعراء صورتها
من أنها ؟ يعتقد البعض الدينية هذه المعتقدات عن مصدر الآن أن نتساءل لنا يحق ألا القصائد،
وفي ، متباينة متقلبة ، كانت مختلطة أنها غير (،)2 عليه ستار النسيان أسدل وليدة وحي غير شك
الإنسان فيها صنعة أن يرى بد من لم يكن بحيث ؟ معقولة وغير ، صبيانية ، الأحيان متناقضة أغلب
هذا . والطارئة إلى الخرافات الأولية العقائد أن ترد نشأة العبث ومن ، الإلهي الوحي إلى جانب
حين كان حتى فنونه فقد كان يلهو بموضوعات . فنانا كان في جوهره اليوناني بالإضافة إلى أن
يرويها ،ومن جهة التي لهذه الأقاصيص المعنى الخاص ليزدري إنه بل ، الآلهة عن يتحدث
كانت هي ، المتوارثة الأساطير يروي -الأتدمين أصول فيما - التي علمت الاَلهة فهذه أخرى
داذا نظرنا إلى المجتمع (،)3 أكثر مما يعلم الانسان الأساطير من ولا تعرف ، فانية محدودة نفسها
تؤمن به بما يؤمنون الأورفية منتشرة بين أفراده ونجدهم الديانة وجدنا الفترة اليوناني في تلك
الهيئة ، القاهرة ، الأهواني فؤاد د .أحمد : ترجمة ، (( )3ميل بوترو :العلم والدين في الفلسفة المعاصرة
158
)ل!ل )لليم
النظر ويعتقد لكنها تستوقف غامضة وهو شخصية ، أورفيوس قد أسسها ديانة والأورفية
الرواية وتجري خياليا، كان إلها أو بطلا أنه كان رجلا حقيقيا ،على حين يعتقد اَخرون أنه البعض
(أو الحركة المرتبطة باسمه) اْنه لكن الظاهر أن الرأي الأرجح تراقيا -جاء من -مثل باخوس بانه
أن جذوره كئير مما يظهر على أن التعاليم الأورفية تحتوي ومن المؤكد . كريت من جاءت
ويقال الأثر، هذا انتقال في واليونان وأن كريت هي حلقة الوصل بين مصر الأولى في مصر،
متهوسة من معتنقي المذهب الباخي ،ومهما يكن من مزقته طائفة أورفيوص كان مصلحا إن
الأورفية نفسها (أي تعاليم تام بالتعاليم فنحن على علم وجود) له الو كان أمر تعاليم أورفيوس
من العنصر : متعارضين من عنصرين كانت تؤمن بأن الإنسان مركب إن الأورفية )(.)1 الأتباع
وهو ، للنفس القبر بمثابة وهو مبدأ الخير ،فالجسد وهو مبدأ الشر ومن دم ديونيسيوس الطيطاني
الإنسان أن يتطهر من الشر ،وهذا أمر فواجب ، دائم معها على خصام اللدود ،يجري عدوها
ولادات تطيل مدة التطهير والتكفير من سلسلة له له حياة أرضية واحدة بل لابد تكفي لا عسير
كانوا يقيمونها ليلا .منها التطهير بالاستحمام العقيدة طقوسا هذه ورتبوا على ، إلى اَلاف السنين
في كتاب كالتي وردت صلوات وتلاوة ، اللبن بلون إليه مادةللونه أو بالماء المضاف ، باللبن
وبالطهارة الإلهية وبالعالم الروحاني بالعدالة لإيمان الراسخ با هذا تمتاز لأورفية إلى جانب وا
أغراضها دون كفيلة بتحقيق وحدها بينما باقي "الأسرار! كانت تعتقد أن الطقوس ، الباطنة
الآخر العالم في شعالْرها ،وتتصور المعاني وتدمجها بعض خلقيا ،بل كانت تستبيح التكمل
فيه الضحية فهم يمجدون ، اليونان النظر بين آلهة إلهها عديم ماديا ،وتمتاز الأورفية بأن تصورا
أن الأورفية كانت تتجه كذلك ويلاحظ (،)3 الحق صاحب والفوز النهائي للضعيف ، المظلومة
أن تجد حلولا منطقية لمشكلة الوجودأ ولكنها لم تحاول إوحدة بعد باسم فيما عرف ما إلى
الفلسفة فجر ، الأهواني ،43وأيضا أحمد ص ، الأول الكتاب ، الغربية تاريخ الفلسفة : ( )1برتراندرسل
ht
tp
:// ، أم 539 الثالثة ، الطبعة والنشر، التأليف لجنة مطبعة ، القاهرة ، اليونانية الفلسفة ناريخ : كرم يوسف ) (2
ww
w.
a l-m .7 ص
ak
ta
be
h. .8- 7 ص ، السابق ، المرجع ( )3نفس
co
m
915+
هلسفة الدين الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
عن في وضوح قد عبرت على العكس إنها بل ، وبين الله والعالم ، والعقل المادة التضاد بين
l-m
ak
ta
be
الشرقية في مظهرها الأخلاقي والديني (.)1 h.
الثنائية co
m
كلا منهما تتضمن ولكن ، وثنائية الكون بين ثنائية النفس اتصالا وتلاحما فإن هناك وبالطبع
ما يكون طويلا غالبا الطريق ولكن ، طريقا يقود إلى لأخرى
ا منهما تتضمن فكل ، الأخرى
هذا الميل الذي يبدو من كل منهما تجاه الأخرى ، أو تصدم أن تحطم والقوى المتعارضة يمكن
في المبادئ المضمرة الثنائية فنحن قد تحدثنا من قبل عن . الأورفية كان هذا ممثلا لدى وقد
فعل هذا ،فقد قال بحقارة مَن بل كان أفلاطون أول ذاتها، من الأساسية للأورفية لم تستخرجها
من واقعية الطبيعة المحسوسة بعدم وقال ، وبهاء المثل رونق أجل الفردية من الجزلْية الأشياء
المقدسة معارضة للقوة الإلهية القوة وجعل ، كل دنيوي أرضي عن المتعالية الحقيقة أجل
في تارلخ الباحثون المحدثون فقد ذهب ولذلك (،)2 الكاملة ل!له الفضيلة من أجل الأرضية
وتبعا لما ، على الفلسفة تأثيرها وبيان الديانة الأورفية تفاصيل بعيدة في بحث الدين أشواطا
ولقد ، لأصل ا أغلبها أورفية في واْفلاطون فتعاليم هيراقليطس Macchioro اليه ماكيورو ذهب
فعلها في التطور An Oriental Typeوقد فعلت الأورفية ذات طابع شرقي الديانة رأى كثيرون أن
الأورفي فهو يعتبر أن المذهب ، قد لاحظه رسل ما وهذا أيضا ). (3 الإغريقية للروح العضوي
هو ينشدونه الذي كان الأورفيون رمز ،والسكر عند الأورفِن مجرد زاهد ،فالخمر مذهب
على ضرب فهم يعتقدون أنهم بهذه الطريقة يحصلون الله ، الوجد" أي حالة الاتحاد مع 9 حالة
هذا العنصر وقد تسلل ، المألوفة عليها بالوسائل الحصول يمكن لا المعرفة الصوفي! التي من
كما ، الأورفي للمذهب الذي كان مصلحا على أيدي فيثاكورس اليونانية إلى الفلسفة الصوفي
، افلاطون إلى طالي!ى من اليونانية الفلسفة c لأول ا الجزء ، الفلسفي الفكر تاريخ : أبوريان علي محمد ()1
.35 7291م ،ص ، المصري دار الجامعات ، الإسكندرية ، الرابعة الطبعة
(2 Gomperz )(Th. Greek Thinkers, vol. III, Translated by .G .G Berry, .B .A )John
London
,9391 .Mornay,
P 11,
Jaeger ).W( The Theology of Early Greek Philosophers, Oxford, The Clarendon)Press
(3,
.ح 95.
Rose ) لأ. . ( Op. Cit. ، 69ج - 79. : نظر كذلك وا
016
لليم ا ال!عل
إلى فيثاغورس ثم انتقلت الأورفية من ، الديونيسوسية للديانة مصلحا نفسه كان أورفيوس
( .)1 أفلاطون
بالمعنى الدقيىَ ،ولكنها كانت قريبة لذلك النوع من لم تكن فلسفة الديانة وبالطبع فهذه
الديني الذي مثلته هذا الشعور ولكن (.)2 لبحثه مجالا يتخذ من العالم العلوي التفكير الذي
الذي سيبقى مؤكدا دوجماطيقيا مثلا، ولص!2 5 لزيوس الأورفية لدى الإغريق ليس من نوع تصورهم
الذي نجده في الفن زيوس فتصور على ذلك وبناء ، والتأويل صلبا ،ممتنعا عن إعادة المسير
!(.)3 التي أسمته ب"الإلهي الفلسفة حياة جديدة لدى وفي الشعر يصور
أقل زيوس فقد أصبح ، اتجاها يتجه نحو الوحدانية قبل الميلاد نلاحظ فمنذ القرن السادس
وهو يتحرك تجاه مركز الأولمب اْعالي المشاغبة المقيمة في العائلة فهو الأب لتلك تشخصا،
فكرة القدر ،فبمجرد أن يحكم وقد أدى هذا الاتجاه إلى إعادة إصلاح ؟ العالم السامية في القوة
بواسطة إرادة سامية قادرة على التغلب على الجميع، فردية A Single Willأو حتى ب!رادة العالم
للدين بالنسبة تمثل النتيجة وهذه ، الإرادة في تلك متضمنا ص!! أن يكون أ"3 لأول للقدر الممكن من
في جو من التدين القوي والشعور الفلسفة أيضا ،لأن الفلسفة قد نشأت منها وقد استفادت
تشابها جوهريا يخفي وحسب ظاهري اختلاف فإنه بينهما كان هناك اختلاف دمان (،)3 الصوفي
لىانهما ، متعاقبتين في فترتين إلا نتاج العقل الإنساني ليسا إذ إن الدين والفلسفة بينهما؟ وباطنيا
الطبيعة بدراسة البداية فالفلسفة تُعنى في (،)6 بطرق مختلفة عينها ولكن المسائل يعالجان
والرابع والقرنان الخامس المبادئ التي أمكن للمتأخرين شرحها محاولة استقصاء الخارجية
.47- 46 ص محمود، نجيب د .زكي : ترجمة ، الأول الكتاب ، الغربية تارلخ الفلسفة : ( )1برتراند رسل
ht
tp
://
ww
(5 Aveling ().F Psychology: An Essay in: An Outline of Modem Knowledge' Edited )by
w.
al-m
ak
William Rose. London, Victor Gallonez LtD, 6th Impression 9391
.Dr.P 358.
ta
be
h. .15 ص ، أم مطبعة الإرشاد القومي 719 ، بغداد، ، اليونانية الفلسفة : ( )6كريم متى
co
m
1 61 +
الدلمل هلس!ه )لى حهديد عدحل
ht
tp
://
www
قبل.al-الميلاد قد شهدا تقارب طريق الفلسفة مع الاتجاه التوحيدي Monotheistic Tendencyلدى
m
ak
ta
b
تصور وهلة تقابل فيه لأول ، في ذروته السقراطية في المدرسة فالطابع الفلسفي . الإصلاح eh.شعراء
co
m
الاَلهة بتوليد بل اختص كما هو في وضعه لم يجمد هوميروس فزيوس ، الخير للعالم الصانع
ينبغي لا ولكن ()1 من العالم وأصغر ، يعد طفلا للسماء والأرض منها الأكبر وحتى ، الصغرى
واحد؟ لأن هي والدين شيء أنها الدين أن الفلسفة الإغريقية لنثمأتها في أحضان هنا أن يفهم
عنه لم إلى البحث انصرفوا الذي فالأصل ، جديدة هذا التفكير الديني صبغة قد أكسبوا الفلاسفة
كما أنهم لم يبحثوا ، إلهي أب إنهم لم يلجأوا إلى وصف إذ ؟ أسطورية يقدموه في مصطلحات
بل لقد جدوا في طلب ، كينونة لاحقة محلها حالات تحل التي الأولية بمعنى الحالة عن الأصل
بل " أزالبداية مدلولها ليس " "الأصل فاللفظة الإغريقية التي تعني . وأبدي حلولي للوجود أساس
صعيد الطبيعة من في الإنسان مشكلات معناه تحويل الأول ! ،وهذا أو إالسبب " القديم "المبدأ
الإغريق أن عقائد المبكرين من فلاسفة إلا ، إلى المجال الذهني الشعري الإيمان والحدس
الوحي الملهم، بل إن أقوالهم أشبه بنطق ، المنظم الفكر الموضوعي في ألفاظ من لم تصغ
إن الكون وقالوا ، من فرضية لم تثبت قط نادرة بجراْة فقد انطلق هؤلاء المفكرون ولا عجب
دماننا نظاما واحدا، إدراكاتنا من أن وراء الفوضى لقد افترضوا وبعبارة أخرى ، للفهم قابل أ 9كل
منشأها البصيرة الحدسية، نظريات فهم قد صاغوا (،)2 النظام نستطيع فهم ذلك علاوة على ذلك
فرضية يؤمنون بصحتها من كل نظام فكري وكان الأساس فيها بالتعليل والاستقراء، وتوسعوا
التجربة والواقع، أدلة إلى ثانية المقامة عليها دون الرجوع التراكيب ويجعلونها قادرة على حمل
المعترف الإغريقية المبكرة هو الفلسفة عهد طوال " ذاتها ترينا أن "العقل النقطة بحد وهذه
وهذا . وبارمنيدس ' يرد ذكره قبل هيراقليطس ) Logos " بالرغم من أن إاللوغوس أعلى حكما به
هما اللذان ! المانعة الدين قدسيات 9 عن لاستقلال ا وهذا ، العقل نحو أو الصريح التوجه الضمني
الأدنى عن الفكر في الشرق التصمِز يميزها أشد المبكرة في وضح الفلسفة الإغريقية يضعان
المنطق ثوب في الفلسفة الإغريقية كان حديثا يلبس عن الروح أن الحديث حتى (،)3 القديم
.927- 278 ص ، العربية الترجمة ، الخاتمة ، الفلسفة ما قبل : فرانكفورت هـ.أ ( )2هـ .و
+ 162
لليم ا ل!صل ا
عن فالبحث ودينا، الخواطر عقيدة في العقول فكرا مجردا أكثر مما يدور في ويدور ، والجدل
النظر لبناء الوجود في العقل واستيفاء لمجال وكأنه استكمال اليوناني في الفكر أخذ الروح
الفكر السابق على سقراط ولو أن موقف (.)1 الحياة في هذا الوجود وامتداده في الحياة وما بعد
علاقة هذا الفكر نظرنا في ووجهة ، العقل لتنقيح في دائرة يحتاج اليونانية تاريخ الفلسفة في
بين الدين الخالص تمييزا أن تكون مؤثرة ()2رغم أن هؤلاء قد استطاعوا أن يحدثوا بالدين يجب
استعمالا ()3 للأسطورة استعمال أولئك الفلاسفة من خلال والفلسفة -كما أشرنا -وهذا يتضح
فالأساطير في الدين الإغريقي كانت عبارة عن قصص لها، مخالفا لاستعمال رجال الدين
الأساطير عن أسئلة الإغريق وقد أجابت ، السامية البشرية تلك الموجودات ، الاَلهة أفعال حول
النار، ، البرق ، القمر ،النجوم ، الشمس السماء، : ما هي عن والملغز الغامض العالم القدماء حول
أحيانا الأسطورة فقد استخدموا الإغريق وما بعد هذا العالم ؟( .)4أما الفلاسفة ، الموت ، الحياة
رمزي بأسلوب الفلسفي لكي يمثلوا المذهب وأحيانا أخرى آرائهم وتبسيطها لشرح كصورة
في استعمالهم النظر أكثر مدى اختلاف تصور الفلاسفة عن سابقيهم من لنا وقد يتضح
إلا ، الطبيعي اللاهوت من تصور كثيرا أقدم فرغم أن لفظ علم اللاهوت " اللاهوت (علم للفظ
ولذا دائما؟ صحيحا فهمها لم يكن الحقيقة وهذه ، اليونانية بالعقلية كان أيضا إبداعا محدودا أنه
يعبر ما مضمون بل تشمل وحده ! "اللفظ قا!رة على ليست لأنها خاصا تأكيدا فهي تستوجب
الأهمية مدى لنا أن يبين اتجاه عقلي مميز للأغريق ،وهذا من شأنه فعلم اللاهوت ، عنه اللفظ
ثيولوجياأ Theologiaاللذان 9 Logosولكلمة للوغوس الإغريق أولاها المفكرون التي القصوى
.132 ص ، أم 719 ، العربي دار الفكر ، القاهرة ، الثانية الطبعة ، والإنسان الله : الخطيب الكريم عبد () 1
Jaeger,
(2 tأح)p. ". . 8.ع
لها اساس كان او حادثة غير عادية سواء بكائن خرافي متداولة أو خرافية تعلق قصة ) الأسطورة (3
كالاَلهة والأبطال الطبيعية أو فوق الدينية للظاهرة تفسيرا لأسطورة ا وتقدم ، طبيعي أم تفسير واقعي
المعرفة التي مقال بمجلة ، الأسطورة إلى مصطلح مدخل ، الشمعة انظر :خلدون . الطبيعة وقوى
ht
tp .8- 7 ص )، ام تموز (789 والإرشاد القومي بسوريا ،العدد 791 الثقافة عن وزارة تصدر
:// ،
ww
w.
al-m
ak
Zimmerman )!0 (J Dictionnary of Classical Mythology, )A Bantam York
(4,
New Book,
ta
be
h. Printing,
co
,7791.
ht12. xvi
m
m163
الديل هلسمه الى حهديد عدحل
ht
tp
://
ww
w.
أصبح ل!غريق بالنسبة فالإله ، البرهان طريق عن Gods أو الآلهة الإله odق من يعنيان الاقتراب al
-m
ak
ta
b
اليونانية اللغة تتع تطور كل من الفكرة واللفظ في تاريخ فقد يكون من الأفضل هنا، ومن ، eh.مشكلة
co
m
لتعريفات عامة بنا والفلسفة قد تصل بمناقشة منظمة للعلاقة بين علم اللاهوت نبدأ بدلا من أن
علم الدين أو أي علم اللاهوت وثيولوجيا أي المتفقة في اللاهوت ثيولوغوس إن الكلمات
أي المشتغل أي علم( ،)1وثيولوجين ولوغوس ، إله أي لفظة ثيوس من ، الدين أو النظر العقلي إلى
الفلسفية اللغة في قد خلقت ، باللاهوت أو الخاص أي اللاهوتي وثيولوجيكوس ، بعلم اللاهوت
وكان هو ، استخدم كلمة ثيولوجيا أي علم اللاهوت مَن وكان أفلاطون أول لأفلاطون وأرسطو،
أن يقيم مستويات اْراد عندما أ الجمهورية 9 قدمها في محاوره وقد ، الفكرة المباع لهذه بوضوح
الفكرة مَن أباع هذه كان أول أن أفلاطون !ورغم ، ) الجيد(2 معيارا للشعر وأن يضع ، معينة فلسفية
العلوم اعلى أن اللاهوت ذلك على يعتبر علاوة إنه بل ، فقط كعلم يعالج اللاهوت لم يكن أنه إلا
"(.)3 الدينية السائدة الاعتقادات من ويبدو هذا العلم لديه متقدما بلا سند ، التأملية
الحق في تقديم مثل هذه أنهم أصحاب ، وقبل أفلاطون ، اعتقد الفلاسفة وحدهم وقد
الذكاء باعتباره العودة إلى عقل سامي يعتقدوا بضرورة حتى طويل وقت ولم يمض ، الأنساق
ايأشياء دون ألوهية؟ في أصل البحث الأيام في تلك علة أولى للأشياء ،فلم يكن من المستغرب
الذين والاَخرين وهيراقليطس وانكسيمانس عند طاليس هذه القضية أي تساؤل تثر لم حيث
وربما كان ، أول مَن ألحد بين الفلاسفة شك بلا وهو انكساجوراس بينما ، أحاطوا بنظام الكون
بعدما أكد أن العقل هو منظم راجع إلى أن انكساجوراس اثهم بينهم بالإلحاد( ،)4وذلك مَن أول
لأولى، ا الطبعة ، العربية الكتب دار إحياء ، سقراط قبل اليونانية الفلسفة فجر : فؤاد الأهواني د .أحمد ) 1 (
(3 Mortiner, .P Adler & William Gorman, The Great Ideas Vol. )Chicago
))، 5291.
" . 885.
(4 Hume, on Religion, Selected and Introduction by Richard Wokkbeim, Collins, )The
Library, 4th Impression, .Fantana
,7191 p 94.
164
لليم ا ل!مل ا
جميعا إلى الماء بالعناصر الأربعة وردها الطبيعية كل الموجودات جميعا ،عاد وفسر الأشياء
عد الاَلهة ! لأنه "الدفاع يصفه بالإلحاد في محاورة سقراط مما جعل ؟ والنار والهواء والتراب
القديمة (وخاصة مصر : هما في اعتقادي للألوهية من مصدرين لقد استقى أفلاطون تصوره
الذي الإله وعقيدته (التي لم تتزعزع يوما عن وسقراط )، التوحيد والخلق عقائد مفكريها حول
بحياته مقتولا على يد مَن رسالته الإصلاحية التي لم تكل يوما ولم تمل حتى أودت منه استمد
هي: اْربعة الأفلاطوني بوجه عام على مبادئ وقد استند اللاهوت ). شأنهم إصلاح حاول
عبر عنه بصيغة المفرد ما الذي كثيرا الإله الواحد، رأسها وعلى ، ا -أن الآلهة موجودة
. Theos
لحياتنا وتوجهنا إلى الحياة الفيزيقية الأحوال في البثر وتتحكم -2أنها تُعنى بشئون
. السعيدة
قابلية بالتالي النفوس البشرية الخلود وعدم التي تهب للفساد ،وهي قابلة -3أنها غير
الفساد.
في العالم وتتقدم على أساسها الحياة مقدسة تنظم كل شيء إلهية ثمة خطة أن -4
(.)1 البشرية
إجمالها على يمكن ، ايإله هذه المبادئ قدم أفلاطون عدة براهين على وجود ضوء وفي
النحو التالي:
. 247 - 245 ص ، عند أفلاطون الألوهية الثار :فكرة د .مصطفى : انظر هذه المبادئ () 1
ht
tp وراجع:
://
ww
w.
alLodge (R). : The Philosophy of Plato, & Routlodge Kegan paul LTD, London, Without
-m
ak
ta
Dat beh". 18 - 0291
اح
.c
om
165 +
هلس!ة الد إلى طثيد عدحل
ht
tp
://
ww
w.
فاعلة: الإله كعلة وجود برهان ) 1 (a l-m
ak
ta
be
h.
co
وهذا ما أدركه أفلاطون . من علة أوجدته له أي لابد لابد له من موجد؟ إن كل ما يوجد m
كان أيا أن شيئا لأن من المستحيل ؟ إنما ينشأ بفعل علة ينشأ ضروره ما حينما يؤكد على أن كل
العلل: من أن نميز بين نوعين " "طيماوس في أفلاطون ينبغي كما يقول أنه إلا ، علة بدون ينشأ
الأمور كافة أ( .)1فالعلة النوع الإلهي في 9 عن أن نتقصى ويجب ، والنوع الإلهي النوع الضروري
لهذه العلل مجرد معلولات بالتأكيد هي التي هي علة العلل وسابقة على كل الموجودات الإلهية
إن كل حركة إذ ؟ الحركة ظاهرة عند أفلاطون من ظاهرة مرئية وهي البرهان المستمد وهو
الأرضي والسماوي تفترض وجودا محركا هذا العالم الحركات في تفترض محركا ،وسلسلة
يصرح لا كان أفلاطون لهان . الحركة نفسه آخر وهو الذي يهب يتلقى حركته من شيء لا أعلى
نفس السماء ،وهي تتولى حركات قدسية بوجود نفس يصرح أنه إلا اْول، كمحرك الإله بوجود
". العالم أو "روح ! العالم إنفس إن هذه هي . كل شيء بعنايتها عاقلة وتشمل مادية خيرة لا
القوانينأ 9 الأفلاطوني في جوهريا في اللاهوت تعد أساسا كمبدأ للحركة ومصدرها فالنفس
حركتها الأولى فقد استدل أفلاطون من خلال ثمّ ومن ،؟ كما كانت أساسا للكون في !طيماوس
على وجود دليلا يتخذ هذا البرهان من المخلوقات من البرهان السابق حيث وهو نمط موسع
ويعبر أفلاطون . منظم يؤكد وجود العالم من نظام في هذا نشاهده ما ويؤكد على أن ، الخالق
الثقافة وزارة ،منثورات بربارة جرجي فؤاد للأب : العربية ،الترجمة ()96 :طيماوس أفلاطون ()1
.321 ص ، و أم 07 ، والسياحة والارشاد القومي بسوريا ،دمق
. 251-924 ص ، عند افلاطون الألوهية فكرة كتابنا: : انظر ()2
166
لليم ا ل!مل ا
في خلقه البديع واضحة تظهر وهي الاله لا نهائية هذا البرهان حينما يؤكد على أن حكمة عن
لنا لأن هذا ال!ثمكل هو أكمل الأشكال واْجملها ،وخلق دائرة هيئة على العالم فقد صنع ؟ الصنع
الطبيعة الناطقة إلى أصوات به لنصغي السماء ،ومنحنا السمع جمال البصر لنلاحظ بواسطته
عن قصد( .)1لقد كل شيء الخير ورتب هو عقل توخى إنما إن صانع كل ذلك : بمعنى الانسجام
ل!له المحكم التدبير بقوله عن للكون على اكمل وجه ممكن الإله ختم أفلاطون تصوير هندسة
الكل ليكون وهندس والنفس في الجسد، ، العقل في النفس بناء على هذا التفكير ،جعل 9 أنه
محتمل القول طبقا لبرهان هذا النحو يجب فعلى . إ الأعمال هو خير بالطبع أبهي الأشياء وينجز
.)2(، الإله بعناية وصار وأنه حدث ، وعقل ذو نفس هذا العالم في الحقيقة كائن حي 9 بأن
صعوبة أية يوجد هل ة : " القوانين أ البرهان بقوله في محاورة أفلاطون على ذلك كد وقد
والنجوم والعالم والنظام الملائم والشمس ويرد :إن الأرض ! ؟ الإله البرهنة على وجود في
!(.)، الآلهة على وجود كل هذه براهين مؤسسة ، وسنين وتقسيمها إلى شهور للفصول
بأن ثمة يتزعزع لا إيمانا الفطرة المؤمنة للبشر ،تلك الطبيعية الفطرة على البرهان يشند وهذا
وقد أخذ أفلاطون من هذه الفطرة البشرية . بانتظام على هذا الكون وتسئره تسيطر قوة عظمى
في الكتاب العاشر وهو يعبر عن ذلك ، بالفعل الاَلهة على وجود الإله دليلا المجمعة على وجود
البراهين من الآلهة في وجود والبرابرة الهللييين كل اعتقاد 9إن واقعة : يقول جنما ! االقوانين من
فالعقل عند أ؟ المثل (نظرية آخر يرتبط بأهم نظريات أفلاطون الفلسفية وهي برهانا إن ثمة
بحث وقد فيه ، نحيا الذي متغير في هذا العالم الطبيعي ما هو لكل الثابتة الحقائق يمثل أفلاطون
.04- 93 م ،ص 4791 ، العربية دار إحياء الكتب ، القاهرة ، الألوهية مشكلة : غلاب ( )1محمد
ht
tp
://
ww
(3 Plato: )x
()886
(Laws-
w.
al-m ص .254 ، إليه الإشارة السابق كتابنا وانظر:
ak
ta
be . 15 صا العربية الترجمة أفلاطون دييس أوجست نقلا عن ) (4
h. ، ، :
co
m
m167
هلس!ه الدبى إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
شتى في وقد عرفه بصور ! أن نطلق عليه "مثال المئل يمكن ما محاوراته عن أفلاطون في معظم
l -m
ak
ta
b
لأي نقرأ وصفه ا وحينما االجمهورية في واالخير" المأدبة في " الجمال 9 فهو المحاورات ehهذه
.c
om
أي محمول إليه يضاف لا أي يوصف لا 9أنه المأدبة في " الجمال ة قال عن كما أنه منهما نجد
يدرك لا "إنه : ولكنه هو هو"( .)1وكما قال عن "الخير" في الجمهورية في شيء غير مشارك لأنه
وخير ،فهو الذي ينشر ضوء هو جميل ما علة كل أنه ونوقن إلا ندركه لا ولكننا ، بصعوبة إلا
يفوقها جمالا ، فهو مبدأ العلم والحق ، قوة الإدراك النفس العلوم ويمنح موضوعات على الحق
إلا سلبا ولا يعين إيجاباإ(.)2 لا يوصف ، بيان كل ليعجز وإن جماله . جمال لها من مهما يكن
مثال !الخير" في الجمهورية قد يكون أسميتصور وهكذا يبدو أن مثال المثل عنده وخاصة
عنها ،عند اْفلاطون. التعبير مهما أوتي من بيان الإنسان التي يعجز بهذه الصفات للإله
المواضع في كثير من الاَلهة بالجمع لكلمة أفلاطون استخدام رغم أنه وأود الإشارة هنا إلى
لفظة الإله بالمفرد في عشرات قد استخدم أنه الألوهية إلا أن الحقيقة وجود فيها على التي برهن
هذه الصيغة المفردة ل!له حينما يستخدم ؤوكم كان وصفه . المختلفة من محاوراته المواضع
الإرادة وهو صاحب كل شيء هو المبدع والكامل والخالق ومقياس فالإله ، للإله سامية ورائعة
الاله على وجود البرهنة طريق أفلاطون في يواصل سادسا :أرسطو
لىان اختلفت ، لإله ا وجود على البرهنة في أفلاطون طريق قد استكمل الحقيقة أن اْرسطو وفي
دليين لأدلة الأفلاطونية ا إلى الشيء باختلاف فلسفته -حيث أضاف أرسطو بعض براهينه
، م 4591 ، القاهرة بمصر، الاعتماد مطبعة ، الميري لوليم : العربية الترجمة ، المأدبة : افلاطون انظر ()1
للكتاب العامة الهيئة المصرية زكريا، فؤاد للدكتور العربية ،الترجمة ،الجمهورية أفلاطون ) انظر: (2
والنشر بالقاهرة ، والترجمة التأليف مطبعة لجنة ، اليونانية تاريخ الفلسفة ، كرم أيضا :يوسف وراجع
Plato' s Dictionary, Edited by Morris Stockhommer, Philosophical Library, New York
.388- 386 ص ، عند افلاطون الألوهية : كتابنا وكذلك
168
لليم ا ل!عل ا
الأرسطية الفلسفة حسب " ،ولتلاحظ القوة والعقل 9 ودليل " الإله كعلة صورية 9 : هما جديدين
إلى التمييز بين علل أربعة قاده العلل عن أرسطو إن بحث حيث ؟ لعملة واحدة أنهما وجهان
وبالطبع العالم فكل اْشياء العالم مركبة من مادة وصورة تمثل جوهر التي الصورية العلة أهمها
في العالم الطبيعي يقودنا الموجودات وتسلسل كل شيء، فالصورة تمثل كمال وماهية وجوهر
صورة بلا شك وهي الصور، لإجابة أنها صورة ا فتكون ! بلا مادة ؟ صورة توجد ألا : إلى التساؤل
(.)1 الإله فهي ثتم ومن ؟ لهذا العالم الطبيعي ومفارقة خالصة
والوجود بالفعل يقابل ، المادة يقابل عند أرسطو بالقوة أن الوجود ولما كان من المعروف
في إطار طالما نحن به الفعل يظل معمولا ووجوده بالقوة الشيء ف!ن التص!ز بين وجود ، الصورة
يوجد ألا : التساؤل إلى نفس يقودنا حتما وهذا . كاشْاته في الكمال وتدرج الطبيعي العالم هذا
الذي الخالص بالفعل الوجود ذلك بأن الإله هو ويجيبنا أرسطو ! ؟ التام المطلق بالفعل الوجود
و أ والتغير ،فاْي حركة للحركة أرسطو تفسير على الدليل يعتمد وهذا . قوة إمكانية أو أية فيه ليس
أن هذا ولا شك لا يتغير. شيء وجود وتستلزم تفترض صيرورة وكل ، الثبات أي تغير يفترض
بالقوة هو موجود ما المفارق لكل هو الوجود بالفعل الخالص للتغير، القابل الوجود الثابت غير
وهو الوجود ، هو الوجود بالفعل الخالص إن الوجود الإلهي إذن عند أرسطو . أو يتغير يصير
الذي بالقوة الوجود ، والصورة المادة هي مزيج من التي الطبيعية الموجودات المفارق لكل
-قد تابعوا افلاطون الأمر -كما أشرنا فيما سبق في حقيقة لأديان السماوية ا فلاسفة إن معظم
الرؤية العقلية التوفيق بين هذه منهم الكثير وحاول ، الإلهي الوجود لحعمة في رؤيتهما وأرسطو
الطبيعي، بالعالم وعلاقته الأرسطية الميتافيزيقا الإله في نادي :مفهوم عبدالتواب ( )1انظر :رضا
1302م، ، بني سويف جامعة ، الاَداب النشار ،كلية د .مصطفى ب!شراف رسالة دكتوراه غير منشورة
فيلون في فلسفته وقد سار . ميلادية 04 ، .م 04ق تقريبا فيما بين عامي وعاش ، السهودية الفلسفة
عند فيلون فالله . على وجوده براهينه أو في للإله في وصفه سواء ، أفلاطون الدينية على خطى
فهو لي! شبيها بأي شيء. الله والله يشبه شيء لا أي تعيين أو تحديد .إذ عن البعد بعيد كل
تعبير فيلون أأب بحسب إنه . للعالم به يأنه العلة الأولى فهو يُعنى ذلك ومع ، للعالم مفارق
. بالذات والجمال الخير بالذات في سموه ويفوق مطلقا، سموا إنه السامي . أ وملكه العالم
تجعله يهبط إلى مستوى إليه لأن أي إضافة ؟ والصفات الخصائص من عارِ ، بذاته إنه مكتفِ
أفلاطون وخاصة ، اليونانية بالفلسفة تأثره إنماهي مزيج من أن هذه الصفات ومن الملاحظ
الله مثبتة في مؤلفاته المختلفة، وجود قدم أدلته على حينما تأثر فيلون بأفلاطون تجلى وقد
أن يكون مركبا، يمكن لا الذي يعتمد على أن الله ذلك !، "دليل البساطة الأدلة هذه أهم ومن
لو كان هناك أي عنصر آخر لأنه وذلك ، إليه أن ينضاف لأي عنصر يمكن لا لأنه بل هو بسيط
وكونه . له أو دونه أو مساويا منه فلا يخلو هذا العنصر من أق يكون أعلى الله لطبيعة ينضاف
ومثيل ف!ن الله مساوِ فيه ، أن نفكر يصح لا محال (وهذا . بداهة له مستحيل مساو اْو منه أعلى
لأن كل بسيط فالإله وهكذا . " ولا يتقبل انحطاط إلى أدنى ولا نزوي إلى أفضل دالْما لذاته
ومن برهان البساطة هذا (.)2 ذاته ليس ولا يكون أبدا أدنى من ذاته والله يرده أدنى من تركيب
المعارف ،دار اليونانية والفلسفة الشرقي التراث بين الفلسفية الإسكندرلة كتابنا :مدرسة ) انظر: (1
Philo, On ول The ح 5 ،للا 1 of World' s Creation Given by. ول Moses, in ه 6ل!ول : ور جع ا
Philosophy after Aristotle, Edited by Jason .L Sannder, the Free Press, New York 6691,
موصى، يوسف محمد :د. ،ترجمة الإسكندري لفيلون والفلسفية الدينية الآراء برليه: إميل ()2
. 301 ص ، أم 549 ، بالقاهرة الحلبي البا.ممي مصطفى نشرته مكتبة ومطبعة النجار، د.عبد الحليم
017
ال!مل الليم
إواحدإ؟ ومن أنه وهي الإله من صفات الأفلاطوني ليؤكد أهم صفة يرتد فيلون إلى اللاهوت
يفوق المثال الإله أن الأفلاطوني حينما أكد على والحقيقة أن فيلون قد تجاوز اللاهوت
من الخير وأفضل ، من العلم وأفضل ، من الفضيلة عنده أفضل "فمالله مثال الخير؟ ، الأسمى
نفسه أ(.)1
من قبل وربما استمده جديدا لم يرد عند الأفلاطونيين برهانا فيلون في اعتقادي وقد أضاف
بين العالم التباين إن "؟ إذ أن نطلق عليه "دليل القداسة الذي يمكن ذلك ، المقدس الكتاب من
ومن ؟ قدسية الثاني وكونه أصلا للأول ورائه أي العالم المعقول يؤكد على ما وبين المحسوس
المثل الأعلى والله عند فيلون هو . من هذا العالم المعقول وأطهر هو أقدس ما ثمّ فإن ثمة
. المحسوس العالم بهذا لاتصال با ذاته ينبغي أن يدنس لا ولذا فهو . والصفاء ، والطهارة للقداسة
عند الله على أن إن هذا البرهان يؤكد . عن العالم المعقول انفصاله حتى أيضا سبب هنا ومن
يدير الكون كله فهو الذي . معا عن العالمين المعقول والمحسوس في وجوده فيلون منفصل
(.)2 بوجوده الإنسانية يملأ العالم والنفس الذي وهو ، المنفرد بالخلق الوحيد الحكيم وهو
وكذلك الإله على وجود الفيلونية بهذه البراهين تأثروا فلاسفة اليهودية قد معظم اْن ولا شك
بالبيئة تأثر لىان كان كل منهم قد ، المقدس لاَيات الكتاب انتهجوا منهجه في التأويل المجازي
الإسكندرية الفلسفي وقبل أن تظهر المسيحية وتزدهر؟ ففيلون ابن عصر فيها؟ وجد التي الفكرية
الإسلام أولا ثم بظهور وفلاسفتها المسيحية عليه ستتأثر بظهور فإن الرؤية عند اللاحقين ثتم ومن
في وجودهم كان في ظل ، اليهودية الفلسفة من عصور أن أهم عصر والمعروف . ثانيا وفلاسفته
-تطورت برييه تعبير في العالم العربي -على حد إذ إنه ؟ الإسلامية الإسلام والحضارة عصر
اليهودي المصري ذلك ، الإسرائيلي متأسية بفيلون ،فهكذا كانت فلسفة اسحق العبرية الفلسفة
وهو يهودي الفيومي وهكذا كانت فلسفة سعديا بن يوسف 049م، و بين عامي 845 الذي عاش
واحدا من أهم المؤلفات وكتب ، م عامي 429-298 العراق بين في جنوبي آخر من مصر عاش
ht
tp
://
ww
w.
a l-m .601 ص ، السابق نفس المرجع : عن نقلا ()1
ak
ta
be أ. - 801ا ص نفسه ()2
h. ا ،
co
m
m171
هلس!ه الديى الى حديد مد!
ht
tp
://
ww
.a w
فلسفة وهكذا أيضا بدت . عام 329r الذي وضعه " "الإيمان والعلم الفلسفية اليهودية كتاب
l-m
ak
ta
be
h.
الشهير "ينبوع كتابه في ، م 0701 و 0201 في إسبانيا بين عامي بن جبيرول الذي عاش سليمان co
m
فوق كل كان هو المتسامي الله لديه إن حيث بأرسطو؟ تأثرا الحياة " ،والذي كان فيما يبدو أكثر
الهيولي ولا تحتمل ثم الصورة التي تعين الإرادة من الموجودات ثم بعده يأتي ترتيب شيء
والهيولي(،)1 الصورة الرئيسي لهذا الكتاب كان دراسة أن الموضوع والطريف . أن تفارقها
بن اليهودية الأشهر على الإطلاق فكان موسى فيلسوف أما ، أرسطية بالطبع اصطلاحات وهي
ومات ، ام وولد في قرطبة عام 135 ، الإسلامية العربية الحضارة أيضا في ظل ميمون الذي عاش
الشريعة يشرح كحاخام كان يكتب " إدلالة الحائرين الشهير كتابه وفي . القاهرة )4012 في
الألوهيهَ والعقول المفارقة وحركات الفلسفية ومسائل كثيرا إلى الموضوعات ولا يتطرق
(.)2 فهمَا أفضل " "التوراة منها ويفهم خلالها من إلا بقدر ما يشرح والهيولي الأفلاك والصورة
رغم 043م و 354 بين عامي الذي عاش تبدأ مع اوغسطين إن الفلسفة المسيحية بحق
في القرنين الأول والثاني السكندريين وأوريجين كلمنت وكذلك ، الغنوصية المسيحية وجود
لميلاديين. ا
وبين القديس بين هؤلاء جميعا الأفلاطونية هي القاسم المشترك والحقيقة أن المسحة
بالأفلاطونية المحدثة وان اختلطت ، بين أفلاطونيته الواضحة مزج بوضوح الذي أوغسطين
على النحو التالي: الله ومن خلالهما قدم عدة براهين على وجود . وبين المسيحية
أنه يعتقد كأفلاطون (ذ إنه كان ؟ المعرفة في إطار نظريته عن البرهان قدمه أوغسطين وهذا
عندئذِ على أن ترى الله، فستجترئ وجملت وتناغمت النفس إلى نفسها وانتظمت متى فرغت
لجورج : العربية الترجمة ، والنهضة الوسيط الثالث -العصر -الجزء الفلسفة تاريخ : برييه إميل : انظر ()1
.131- 013 ص ، م 8391 ، للطباعة والنشر ببيروت دار الطليعة طرابثي،
172
)ل!عل )لليم
حين التأمل تكتشف الإنسانية إن الذات (.)1 حقيقة بل والد كل ، كل حقيقة تصدر منه المنبع الذي
فهناك موجود ثئم أن تتكون من جنسها؟ ومن لابد علتها أن هناك حقائق وهذه الحقائق له والتفرغ
واحد ولهذا ف!ن الماهية التي والماهية شيء إن الوجود . الله هو وهذا الموجود أزلي أبدي
أيضا(.)2 وجوده في نفوسنا تقتضي الله الوجود .ففكرة في نفوسنا تقتضي لله نتصورها
في الوجود التغير أن يرى أوغسطين حيث ؟ الأفلاطوني الأرسطي التأثير فيه وهو برهان يرى
الذي يعطيها هو أن يكون الشيء يمكن لا ذلك وعلى ، له مضادة صورة يتم بأن يتخذ الشيء
الصورة ؟ عن طريق موجد يتم إلا أن يمكن لا صورته إن إعطاء أي شيء . لنفسه لأن هذا مستحيل
(ر). الله هي العلة باعتبارها واهبة الصورة وهذه ، الخالقة العلة فهو ثتم ومن
يصدر لا الجمال وذلك النظام على أن في الوجود نظاما وجمالا ،وهذا وفيه يؤكد أوغسطين
فقد عاد ، م بين عامي 9011, 3301 القديس أنسيلم الذي عاش سار أوغسطين درب وعلى
وهو الله ، أروع البراهين على وجود وقدم واحدا من ، -الأفلاطوني إلى المأثور الأوغسطيني
أهم مؤلفاته هي إمناجاة النفس" من اثنين إليه عبر الذي توصل ! الكمال 9 عليه برهان ما أطلق
برهن الثاني كان موجودا ،وفي إذا وعما الله يعرفه العقل عن ما الأول حدد ففي "، وإالعظة
أعظم شيء تصور يمكن لا نؤمن بأنك شيء "إننا : ونصها اسمه خلدت التي عليه بهذه الحجة
أن والحقيقة . هذا يعد نوعا من الحمق في ضوء الله في وجود أن التشكيك يعتبر وهو أ(.)3 منه
،الطبعة الثالثة، بالكويت ،وكالة المطبوعات الوسطى العصور :فلسفة بدوي الرحمن ( )2د .عبد
هو الوجود ،ولكل موجود تام لأشياء في كمال عام ا تشترك جميع إذ يقوم على فكرة الوجود،
أن يوجد الذي يمكن وحده فهو الواجب أما . واجبة وأن الأشياء ممكنة وليست ذلك ، علة
هو الأول الذي الموجود وهذا . أول واحد موجود الموجودات هذه العلة لجميع ولكن . بلا علة
الأشياء. جميع إليه ترجع بذاته الذي إنه الموجود . الله هو الوجود واجب وحده
البرهان الثاني:
اكمل من بعضها ، الكائنات أن بعض به من المسلم إذ ؟ فكرة الكمال في الكائنات يقوم على
في درجة الكمال .. فهناك إذن اختلاف ؟ من الحيوان الإنسان أكمل اْن الاَخر ،فليس من شك
أن توجد يمكن وهل ! عند حد؟ تقف ما لا نهاية أم الكمال إلى والسؤال هو :هل ترتفع درجات
ترتفع إلى ما لا نهاية لوقعنا في تناقض الكمال إن درجات قلنا إذا ! كاملة بذاتها؟ متعددة كائنات
متساوية كائنات قلنا بوجود دماذا . في الكمال متناهية غير الكائنات تكون اْن المستحيل لأنه من
أكمل الكائنات جميع وستكون ، صفة مشتركة ف!ن ثمة في الكمال ولي! هناك كائن أعلى
واحدة في ماهيتها ،دماما يرجع إلى ماهيتها وحيمئذِ ستكون إما الأشياء .وهذا الكمال المشترك
فلابد . كمالا أكبر من كل هذه الكمالات سيكون وهذا الشيء ، الماهية غير ترجع إلى شيء اْن
البرهان الثالث:
j6.0 ، منه أن يتصور موجودا أكمل يمكن لا فكرة عن موجد لدى كل إنسان أنه يقوم على
أن هذه الفكرة يبقى علينا أن نثبت ولكن . بها نؤمن الإيمان ويجعلنا لنا إيمانية يقدمها حقيقة
الكائن نظرنا إلى الفكرة التي في ذهننا عن فماذا . أيضا في الخارج موجودة الذهن في الموجودة
لكان هذا في الذهن فحسب موجود أنه حكمنا إذا أننا وجدنا منه أكبر أن يتصور يمكن لا الذي
.72- 07 ص ، السابق المرجع نفى : بدوي عبدالرحمن : في البراهين هذه : )1انظر (
174
الع!ل الليم
كائن ومعنى هذا وجود . في الخارج في الذهن وموجود آخر موجود كالْن الكائن أقل كمالا من
أن يتصور يمكن لا إذن فإن الكائن الذي . أن يتصور .وهذا خُلف كائن يمكن أكبر من كمل
ن أ عن امممل كائن يمكن لدينا الخارج أيضا .وهذه الفكرة التي أن يوجد في لابد منه أكمل
على هذا النحو. موجود الله ف!ن ثمّ ومن . الله هو حقيقي يتصور هي حقيقة مطابقة لموجود
الذي كان ) م 1274 -1221 ( بونا فنتورا القديس سار وأنسيلم أوغسطين درب نفس وعلى
فاسدة لا تصورات الناس عنه بعض تصورات فإن ومع ذلك بذاته واضح الله وجود يعتبر أن
الطريق وكان ! ؟ طريق أي وعن ! ؟ ممكنة حقيقته معرفة هل : التساؤل كان ثئم ومن . حقيقته تدرك
ثلاثهَ وهي ، وتتقاطع مع براهين سابقيه تتأثر شك بلا هذه البراهين التي قدمها والتي عنده هو
وأن الإنسان ، الإنسانية بالفطرة النفس في موجودة الله أن فكرة ( )1يقوم هذا البرهان على
أكبر منه. أو أن يتصور اكمل يمكن لا هذا الكائن الذي يمكنه بفطرته أن يدرك وجود
هذا النزوع أن ينزع الإنسان ولا يمكن . الكبرى الحكمة إدراك إن لدينا نزوعا فطريا نحو
الكبرى المتمثلة في لإدراك حقيقة هذه الحكمة لديه هذه الفطرة وهذا العشق وتكون
في نفوسنا، لأن فكرته موجودة موجود الله ولا يكون موجودا .فكأن الله إدراك وجود
المعقول الى إلى المعقولات حتى يصل مرتفعا على المحسوسات هذا البرهان يقوم ()2
محدث تدل على وجود وهذه ، فانية حسية موجودات أمامنا نجد إننا . الله الأول وهو
ولا وجود . البسيط بوجود يؤذن وهذا ، الفانية مركبة الكائنات أن هذه ولنلاحظ أحدثها.
وجود الفانية كلها تقتضي المتغيرة الكائنات وهذه . الثابت وجود المتغير بدون للفاني
فهمنا للوجود لأولى ا المباد! فهمنا حدود أننا إذا على يستند الذي الوجودي ( )3البرهان
إن المحمول لزوما قطعيا ،حيث لازم للموضوع أي أن المحمول الحال وجوبها، في
ht
tp
://
ww
يكون متضمنا بالضرورة في الموضوع ؟ فحين نقول الله موجود ،ف!ن هذه العبارة من نوعw.
al
-m
ak
ta
be
h. . 901-501 بدوي :نفس المرجع السابق ،ص انظر :هذه البراهين فى عبدالرحمن : () 1
co
m
m175
ملس!ه )لديك الى حددد مدخل
ht
tp
://
ww
w.
قطعا أكبر منه تستلزم موجود تصور لا يمكن الذي الموجود لأن فكرة ؟ لأولى ا المبادئ a l-m
ak
ta
be
النحو التالي: هذا البرهان على صياغة ويمكن ، هذا الكائن وجود h.
co
m
الحالة ه المعرفة ^i j ، موضوع ضرورة : هما متلازمتين البرهان على فكرتين هذا ويقوم
وهذه الماهية إلى الوجود. من الانتقال الطبيعي وضرورة ، وحده دياليه الله إلى بالنسبة مسحققة
من الانتقال بعد في نقده للعقل النظري رافضا هذا فيما انتقد هذا البرهان قد كان كانط وإذا
لأن انتقال ثمة ليس بأنه أن يرد فنتورا لبونا يمكن ف!نه الوجود واعتبره غير مبرر، الماهية إلى
على الإطلاق ف!نه المسيحية وهو أهم فلاسفة )، م 1267 (-1224 القديس توما ا!ويني أما
بداْ أنه على الرغم من ابن رشد ،وذلك وشارحه من عباءة أفلاطون ليلبس عباءة أرسطو قد خرج
بالذات يسير في ذات الطريق التي كان أفلاطون الله الألوهية والبراهين على وجود في موضوع
بذاته. ليس واضحا الله على أن وجود إنه وافق الأفلاطونيين حيث ؟ الأول أساسها واضع هو
مشروعيتها عقلية تستمد بأدلة وجوده لتأكيد التاْملي بذل الجهد العقلي فالأمر يستلزم ولذلك
على هذه أثره الذي يتضح وهذا هو النهج الأرسطي ، في العالم الطبيعي يجري ما ملاحظة من
: ()1 فيما يلي والتي سنعرضها الله ، وجود البراهين والأدلة التوماوية على
ضد و!الخلاصة ! اللاهوتية الخلاصة 9 : في كتابيه توما القديس عرفه البرهان كما وهذا
في سلسلة أن نستمر نستطيع لا ولكن . من محرك له لابد الكفار ،،يستند على أن كل محرك
المحرك وهذا . يتحرك لا أول حي!مذٍ بمحرك فنقول بل لابد أن نقف ، ما لا نهاية إلى المحركات
. 154-141 ص ، السابق المرجع نفس : هذه الأدلة في : انظر () 1
176
ال!عل ال!يم
مستندا إلى الحركة الإله على وجود البرهان الأرسطي وهذا هو نفس . الإله هو يتحرك لا الذي
والتساؤل عن علتها.
وبعضها. لأشياء ا تأثير عِلبئ متبادل بين وهناك . مؤثرا أثر يستلزم أن كل على يستند وهو
العلة وهذه ، عند علة أولى ، الوقوف بل لابد من ، نهاية مالا العلل إلى تسلسل فلا يمكن وبالطبع
فصله البرهان الذي ذات وهو . وأرسطو ف!ن هذا البرهان قديم قدم أفلاطون وبالطبع . الله هي
الفرق أن ابن سينا قد الإسلام ابن سينا .دان ظل الأجزاء فيلسوف عقليا محكم برهانا وأقامه
حيث ؟ المقام الأول توما الى العلة نظرة دينية في بينما نظر القديس ، عقلية فلسفية صياغة صاغه
خلقا طبيعيا. خلقا من عدم ولا تخلق الأولى عنده تخلق العلة الخلق أي أن بها قصد
أن هناك أشياء ممكنة الوجود وكل ، المأخوذة عن الفارابي وابن سينا وابن ميمون وخلاصته
بل من غيره . ، ذاته من وجوده يستمد لا أنه يوجد ،وهذا يعني ألا أن يوجد ويمكن هو ممكن ما
الوجود الذي يستمد الممكنة يقودنا إلى افتراض واجب الموجودات ف!ن تسلسل ذلك وعلى
هو الله. بذاته وهذا الوجود الواجب ، من احد سواه وليس ذاته من وجوده
أن هناك تدرجا وهو ، إليه أنسيلم الأشارة للقديس يقوم هذا البرهان على افتراض سبق
يوجد إلا لا هذا الكمال النسبي ولكن شيئا أكمل من شيء، دائما فهناك ، الكمال مراتب في
هذا الكمال ومن ثئم فلابد من وجود ، المطلق النبل الكمال أو الخير المطلق أو بالمشاركة في
الله. وجود شك بلا وهذا الوجود المطلق الكمال هو . المطلق
ن أ يستند على ، الفلاسفة منذ أفلاطون من قبل عند محظم اليه وهو الذي يستند كما أشرنا
ht
tp
://
وجود علة عاقلة منظمة ،وهذه العلة العاقلة المنظمة لكل ما في الوجود والتي ww كل نظام يقتضي
w.
al
-m
ak
ta لكل موجود ،غاية ودورا إنما هي الله. رسمت
be
h.
co
m
177+
هلس!ه الدلمن )لى جديد عدحل
ht
tp
://
ww
w.
الإسلام : فلاسفة (ب) al
-m
ak
ta
be
h.
co
واضح أول كتاب فلسفي كان صاحب حيث ؟ أول فلاسفة الإسلام ) م لقد كان الكندي (886 m
اعتبر أنه الأولى " .أما رؤيته للألوهية فتتمثل في الفلسفة بالله في إلى المعتصم رسالة 9 : عنوانه
ومن . ذاته عند علة غير أو جوده عدمه تصور لا يمكن الذي وهو ، الأزلي ، الحق الواحد الله هو
والفساد إنما التغير لأن ولا يفسد يتغير لا وهو ، الوجود وغير المعلول الكائن واجب ثمّ فهو
الكائن وهو ، بذاته الموجود إنه الواحد . له لا ضد وهو ، المتقاربة الأضداد من بالشيء يلحقان
وإن لم يغفل قراءة أفلاطون ، المثمائية الأرسطية المدرسة في ركب الكندي سار وقد
هي ادلة برهنته قدم الكندي في حيث . الله على وجود أدلة فيما قدمه من وخاصة ، والتأثر به
إنما هو عالم الطبيعي أن العالم رأى حيث . والغائية ومنها دليل العناية أفلاطونية فىِ أساسها
والواحد الحق الأول المبدع . يركبه لمن يحدثه ومركب وهو في هذا في حاجة ، ومركب حادث
في الذي أضاف "غار ودثر" بلغة الكندي إلا عن إمساكه يخلو شيء فلا ، لما أبدع الممسك
وانقياد أإن في نظم العالم وترتيبه وفعل بعضه في بعض إ: الفاعلة العلة عن ايإنابة 9 رسالته في
الأصلح في كون كل كاثن وفساد كل الأمر على هيئته لىاتقان بعضه لبعض وتسخير بعضه لبعض
فاسد وثبات كل ثابت وزوال كل زائل لأعظم دلالة على أتقن تدبير ،ومع كل تدبير مدبر ،وعلى
أ(.)2 لأن هذه كلها جميعا من المضاف ، حكيم ومع كل حكمة حكمة أحكم
يدلنا على وجود إنما ، العالم الكندي إلى أن النظام والتدبير في هذا يذهب ذلك وعلى
فىِ والنظام سواء الغائية في رسالته على أمثلة عدة لنا وقد ضرب . الله المنظم والمدبر وهو
للنثر المتحدة ،الدار اليازجي د .كمال : ترجمة ، الإسلامية الفلسفة تاريخ : فخري ماجد انظر: ()1
ونثمرها الفلسفبة التي حققها الكندي رسائل العلة الفاعلة ،ضمن عن الإبانة رسالة في : ( )2الكندي
.215 ص ، م 0591 ، بالقاهرة دار الفكر العربي ، الأول الجزء ، أبوريدة عبد الهادي د .محمد
الطجة السادسة، ، بالقاهرة دار المعارف ، المشرق فلاسفة مذاهب : العراقي عاطف د .محمد : انظر ()3
178
الليم ل!دل ا
مَن فهم الثاني فهو أول بالمعلم الملقب وهو ، م 059-- 933 الفارابي المتوفى أما أبونصر
نُسب وإن كان تد اعتمد على نص أفلاطون وأرسطو بين رأي بتوفيقه جيدا اليوناني اللاهوت
لأفلوطين. ! التاسوعات ( قع جزء من كتاب الوا الذي هو في ! الربوبية " وهو كتاب خطأ لأرسطو،
من جهة والإسلام ، وأفلوطين من جهة الفارابي مزيجا من أفلاطون وأرسطو ولذا جاء لاهوت
لأحد تتخلل كل ا الواحد الإله لقد كانت رؤية الفارابي للألوهية وتأكيده على وجود . أخرى
ونفس الأسس نفس حول الإله الفارابي على وجود أدلة ودارت . منها الشاسية فلسفته حتى
التمييز بين واجب ذلك سابقيه على اْضاف ولكنه . الكوني والدليل ، العناية والغائية في الصيغة
الوجود عداه ممكن ما كل بينما ، الوجود هو الوجود بالذات الوجود .فواجب وممكن الوجود
، ! الفصوص 9 كتا به وخا صة في ، موجزة وعميقة بلغة هين لبرا ا بي عن هذه را لفا ا ت تعبيرا وجاء ت
لم الخلىَ عا أن تلحظ لك ! : الخا لقة بقوله الصانعة علة لفا ا لعلة ا دليل ، لكوني ا لدليل ا عن قد عبر فهو
لابد من أنه وتعلم عالم الوجود المحض عنه وتلحظ أن تعرض ولك ، فترى فيه أمارات الصنعة
لىان ف!ن اعتبرت عالم الخلق فأنت صاعد 9 عليه الموجود بالذات ينبني الذات وتعلم كيف وجود
اك (.)1 ذ هو ا أن هذ لصعود با تعر ف و ، ذاك ا هذ لنزول أن ليس با زل ،تعر ف نا نت فأ لم لوجود ا عا اعتبرت
أنهُو بِرَئك يَكفِ أوَلَتم أنهُ اطئئ لَهُتم يَتَبَ!نَ حَتى أنفُسِتم وَفئ فِى آلأَفَاقِ ءَايتنَا أسَزُ!-ز
الحق عرفت ، أولا الحق عرفت 9إذا : حينما يقول البرهان بصورة أخرى يعبر عن نفس وهو
هو حق، ما الحق على الباطل ولم تعرف الباطل أولا عرفت دان عرفت ، ما ليس بحق وعرفت
"(.)3 بل توجه وجهك الاَفلين تحب لا ف!نك حق أنه فانظر إلى الحق على
يقر بذلك يبعد عن لا ومَن . على الخالق واضحة إن الفارابي يرى إذن أن دلالة المخلوقات
بذلك فقد لزم طريق الحق والحق أحق أن يتبع. ومَن يعترف ، الحق
آباد الدكن، العثمانية بحيدر دائرة المعارف مجلس مطبعة في طغ الفصوعى، كتاب : الفارابي ()1
ht
tp
://
ww
ا! ص .6 345
w.
a l-m . 53 : ( )2فصلت
ak
ta
be
h. .7 ص ، نفسه ()3
co
m
m917
الدلمن هلس!ه cح ل حهديد
الى
ht
tp
://
ww
w.
نجده قد استفاد من شروح إلى ابن سينا (المتوفى )3601-- 428 al-mوإذا تركنا الفارابي
ak
ta
e b
الدين، وفلسفة الميتافيزيقيا مجال وخاصة ، اليونان في كل المجالات h.cالفارابي على فلاسفة
om
الألوهية موضوع وفي رسائله المتنوعة عن "، والتنبيهات الإشارات 1 ابن سينا في كتب فكم
الله، على وجود البرهانية الأدلة وبخصوص . عليها ومعلقا مقتبسا من كلام أفلاطون وأرسطو
وان كان قد مزج بين ، فقد اتفق ابن سينا مع هؤلاء الفلاسفة السابقين فيما قدموه من براهين
رسالة 9 الوجود ،حينما يقول في برهان واجب والبرهان الكوني وكذلك ، العلة الفاعلة برهان
العلة العلل خاصة الله ذوات ما لم يتقدم عليها وجود المعلولات إلى وجود الطير! إنه لا سبيل
الوجود الله ) على عليه (أي لأنه كما كان يطلق ؟ بذاته الخير المطلق الأولى هي والعلة ، الأولى
مطلق إن العلة الأولى خير . . خيرية عن تحرى لا ف!ن حقيقته وجود، له مما واحد وكل الحقيقي
تؤمن التي والصدور بنظرية الفيض يبدو مؤمنين فيما الفارابىِ وقد كان ابن سينا وسابقه
حيث ؟ بأفلوطين في ذلك متاْثرين وهو الخير بالذات ، الأول عن الموجود الموجودات بصدور
و أ العقول عن الباري هو عالم أن أول ما يصدر أ، النيروزية ابن سينا يؤكد في !الرسالة نجد
يبدع عنه عالم العقل، ما أول 9 الدنيا ،وأن الموجودات هذا العالم صدرت ويتوسط الصور،
والاستعداد ،عقول القوة مواد ،خالية من بلا قائمة على عدة من الموجودات هو جملة تشتمل
إلى أن الموجودات صدور ويتسلسل ، أ به لاقتداء وا لأول ا إلى كلها تشتاق ، باهرة وصور ظاهرة
أ(.)2 الذي ينقسم إلى "أثيري وعنصري ! (العالم الجسماني إلى حدود يصل
الواحد- فاض حيث عند الفارابي وابن سينا علاقة صدور، الإله بالعالم علاقة لقد كانت
فصدرت على الموجودات بالوجود فاض ، الخير بالذات ، العلة الأولى ، لأول ا الموجود
نجد أن ابن طفيل (المتوفى الإسلامي من المشرق إلى المغرب العالم الفلسفة في انتقال ومع
من وذلك الله ، على وجود التأكيد العربي في المشرق طريق فلاسفة )1186xيواصل -581
في أبوريان ،تراءات علي النشار ود .محمد سامي د .علي بكتاب مثررة أالطير" ابن سينا :رسالة ) (1
. 637X0 655- 632 ص ، م '759 ، القاهرة للطباعة والثر، الدار القومية ، الفلسفة
. 65- صك! ، إليه لإشارة ا سبق ، الألوهية مشكلة ، غلاب محمد : نقلا عن ) (2
018
لليم ا لممل ا
دليل الحركة : هى الله وجود على أدلهَ فيها ثلاثة يقدم أ التىِ بن يقظان الشهيرة "حي قصته خلال
وبالطبع (.)1 الغائية والعنايهَ الإلهية ودليل ، الصورة عن محدث والصورة أو حدوث المادة ودليل
إسلاميا أو عن أفلاطون يونانيا سواء كان ، السابق من التراث الفلسفي مستمدة الأدلة فكل هذه
كما نظرية مجردة بصيغة نظرا لأنه لم يقدمها مختلفة ابن طفيل صياغة صمان جاءت ، منذ الكندي
انظر إلى . حوله فيما قصته نتيجة تأملات بطل قصصية قدمها في صياغة بل ، السابقون فعل
عن قدرة يكشف فيها والتأمل الموجودات !إن تصفح : الدليل الأخير حينما يقول تعبيره عن
عن كثرها تجدها إن أقل الأشياء الموجودة فضلا ؟ ودقيق علمه تعالى حكمه فاعلها ويصف
حر مختار في عن فاعل لا إ صدوره يمكن لا وهذا ، وبدائع الصنعة آثار الحكمة على شاهدة
عقلانيته الأرسطية قادته ( 126أ 891 -أم) فقد الإسلامي ابن رشد المغرب أهم فلاسفة أما
أيضا من الفلاسفة من خلال عدة براهين كانت في معظمها مستمدة الله على وجود التأكيد إلى
الدليل وهو ؟ العلة الفاعلة هو دليل العقلانية وهذه وقد كان أهم هذه البراهين التي تتسق ، السابقن
فالعالم عنده ثئم ومن ؟ معلولها بالضرورة وجد وجدت العلة إذا بأن القاثل المبدأ المبني على
غير الدائم هذا الحدوث والله هو الذي يحفظ ، دائم منذ الأزل وهو في حالة حدوث ، محدث
وانتهى الله ، وجود الأدلة السابقة على بنظرة تقييمية لكل رؤية ابن رشد وقد تميزت (ر). المنقطع
في هذين الجنسين: منحصرة ) (الإله الصانع على وجود الأدلة !أن على التأكيد إلى هذا من
على في الاستدلال واعتبر أن الدليل الأول هو طريق الجمهور ، "دلالة العناية ودلالة الاختراع
أو العلماء الخواص أما الدليل الثاني فهو طريق ؟ المعرفة الحسية على يستند حيث ؟ الله وجود
بالبرهان "(.)4 ما يدرك يُدرك بالحس ما على يزيدون لأن هؤلاء الله ؟ لمعرفة
ابن في فلسفة الميافيزيقا ، العراقي عاطف د .محمد : الأدلة عند ابن طفيل هذه انظر في تفاصيل
وما بعدها. 128 9791م ،ص ، بالقاهرة دار المعارف ، طفيل
.89 ص ، أم 949 ، بالقاهرة دار المعارف ، بن يقظان حي : ابن طفيل (2
الطبعة ، بالقاهرة دار المعارف العقلية في فلسفة ابن رشد، النزعة : العراقي عاطف انظر د .محمد (3
ht
tp . 591- 491 ص 9791r
:// ، ، الثانية
ww
w.
ببيروت 'al-m6891x ، دار حمد ،منشورات والغرب الشرق من :فلاسفة غالب مصطفى نقلا عن: (4
ak
ta
be ص .991- 891
h.
co
m
181 +
الدين هلس!ه إلى حهديد مدحل
ht
tp
://
w ww
كما أقره في كتابه إمناهج ووجوده للإنسان وموافقة في ابن رشد .a
ودليل
العالم ، العناية الإلهية l- m
ak
ta
be
صياغته على هيئة قياس على النحو التالي: يمكن الملة عن عقائد في الكشف الأدلة h.
! co
m
). صغرى . (م والكائنات الإنسان موافقا لوجود أجزائه يوجد -العالم بجميع
. نحو غاية واحدة فهو مصنوع اجزائه لفعل واحد مسددا موافقا في جميع -كل ما يوجد
الشارح باعتباره ليس ، الإسلامي في الفكر الفلسفي العقلانية يمثل قمة كان ابن رشد هـاذا
وقد ، والدين عقلية توفيقية بين الفلسفة محاولة أهم بل باعسَباره صاحب ؟ فقط الاكبر لأرسطو
للأدلة الدينية ولاحظناها في صياغاته العقلية - سبق التي الفائقهَ قدرته في بوضوح بدا ذلك
يلتفت لا ما عادة الإسلامي الفكر الفلسفي في آخر تيارا فإن ثمة ، كذلك كان ذلك إذا اْقول
هنا فلاسفة به وأعني ، التيار الصوفي ألا وهو ، الدين عند المسلمين في فلسفة إليه الباحثون
بالألوهية، لاتصال ا في ونظرياتهم الصوفية إلى فلسفاتهم لإضافة با فهم ؟ غيرهم ولسِ! الصوفية
ولم يكتفوا بالرؤى الكشفية الصوفية. الله على وجود العقلية في البرهنة قد قدموا رؤى
) أم (المتوفى 191 الدين السهروردي على هؤلاء الصوفية المتفلسفة شهاب مثلا ولنأخذ
منطقيا في الوجود السهروردي البحث قاد فلقد أو الشهيد؟ المقتول وهو الملقب بالسهروردي
مما كان عليه الدليل بطريقة أكثر وضوحا الوجودإ ،وقدعبر عن ذلك واجب 9 في إلى البحث
الوجود لابد له هو ممكن ما أن كل لقد قرر السهروردي . ابن سينا وخاصة ، الحال عند سابقيه
كان د!الا كهذا ليس ممكنا، تفتقر إلى سبب العالم في فسلسلة الممكنات ذلك وعلى ، من سبب
والسلسلة غير المتناهية نهاية لا ما إلى وهكذا وافتقر بدوره إلى سبب داخلا في عداد الممكنات
واجب الممكنة موجود الموجودات سلسلة فلابد من أن يكون في أساس ولذلك ، مستحيلة
.273 ص ، السابق نفس المرجع : العراقي عاطف محمد ) (1
182
ال!مل الليم
أن والطريف . الله هو بذاته أن هذا الموجود الواجب ولا شك (.)1 ممكنا بوجه من الوجوه وليس
من الأدلة الكثير مستمدة من هذا الدليل وتتقاطع مع الأدلة من أخرى قدم مجموعة السهروردي
من كائن وجودها تستمد الوجود ،وعليه فالأجسام واجبة ولا صورتها مادة الأجسام لا
تفتقر العالم في الحركات فإن سلسلة ، داخلة أصلا في ماهية الجسم الحركة ليست دامت ما
كل واحدة من هذه المقولات لأن ؟ المقولات الوجود ليس موضوعا لأي من إن واجب
واحد من الموجودات الجزئية هو ممكن الوجود .وهذا يعني أن الإمكان الأقل على يقابلها
وعليه فجميع المقولات . تحته ذلك الكائن الجزئي الجنس الذي ينضوي من صفات صفة
بل هو وجود محض ، لأي من المقولات يخضع لا موجود واجب تفتقر إلى فكانت ، ممكنة
الأديان السماوية قد وفلاسفة اليونان التي قدمها فلاسفة العقلية الأدلة أن هذه ولا شك
في أن يقدموا مذاهبهم الميتافيزيقية مما ساهم ؟ الغرب المحدثين طريقها إلى فلاسفة وجد!
السابق في الفصل الأدلة الدينية في ضوئها .وقد أشرنا إلى الكثير من معالم هذه وفلسفاتهم
النقدي كل من كانط وهيجل كما عرفنا موقف ، لفلسفة الدين في العصر الحديث حينما عرضنا
على وجود الأدلة لهذه بين مؤيد ومعارض فالأمر لم يختلف ، أما في الفلسفة المعاصرة
علمية أو تستند على العلم لأن الفلسفات المعاصرة في مجملها هي فلسفات إلا وما ذلك الله ،
عن المثالية فقد غابت ، واَراء فلسفية تقدمه من نظريات ما وتتخذ من منهجه التجريبي تكئة لكل
ht
ومذاهبها. تياراتها من الكثير
tp
://
ww
w.
al-m .304 ص ، إليه الإشارة سبق ، الإسلامية تاريخ الفلسفة : فخري ( )1انظر :ماجد
ak
ta
be
h. . 404- 304 ص ، السابق نفس المرجع : عن نقلا ()2
co
m
m183
هلسطه الديل الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w
ن أ ستجد ، ديوي وجون التي تزعمها لارلز بيرس ووليم جيمس مثلا البراجماتية .al-خذ
m
ak
ta
e b
وكان ، الدين البراجماتية من موقف عن الدين والتساؤل بفلسفة قليلا هو مَن اهتم h.coأوسطهم
m
معينة ل!يمان . عن صورة عن الله أو حتى واضحا أن يقدم تصورا يستطيع لا موقفه متحيرا
يرعى الله لكنه اعتبر أن الدين ولا التدين بصراحة لم يرفض ) م ( 842أ0191 - فوليم جيمس
فقط صادق الروحي وأن المذهب ، باق إرضائها في عالم وسائل لأمانينا منافعنا العليا ويوفر
في حياتهم نافعة للمؤمنين مسألة أن الإيمان به ربما يكون الله على فهو ينظر إذن إلى وجود
نحو على الكمال من عالمنا إلى الاقتراب وقادت بالنجاح ما بشرت إذا المادة كما أن ، الدنيا هذه
المزعومة التي القوة كما يعبد سبنسر ، وبكل غبطة توا المادة منطقي سيعبد فأي رجل ، موصول
هو كل وهذا الأبد. إلى إليه بل ستؤدي إلى البر الاَن فقط إلى معرفتها؟ إذ إنها لن تؤدي لا سبيل
معادلة ومكافئة أداءه فهي الله ما يستطيع كل العملية تفعل الناحية إنها من إليه وحيث ما نحتاج
إنما فيها الحياة ومف!دة إن مسألة الإيمان بوجود قوة دافعة في إله أ(.)2 له ووظيفتها هي وظيفة
التي الناجحة النتيجة هو فالمهم . أو الإيمان بالمادة ب!له الإيمان فيها إذن عند جيمس يتساوى
آخر من كتابه حينما يقول في موضع بصورة واضحة وهو يعبر عن ذلك . إليها هذا الإيمان يؤدي
كل الحقاثق حسابها بعضها مع بعد أن تسوى إلا حسمه يمكن لا الله عن رأيه !البراجماتية ! "إن
في يمدنا بمعونته -مجرد وجود أخلاقي مشخص الأحوال -في أحسن عند جيمس الله إن
أن نسير فيه، سوى بعد ذلك علينا يكون لا معينا علينا بعنايته طريقا محاربة الشر دون أن يفرض
-على هو نفسه ليس بقادر -في رأي جيمس لأنه ، العالم خيرية لنا ان يضمن في استطاعته وليس
042 ص ، أم 629 ، بالقاهرة دار المعارف ، الحديثة تاريخ الفلسفة : كرم يوسف : )1نقلا عن (
م، بالقاهرة '659 ، العربية النهضة العريان ،دار علي :محمد ،ترجمة :البراجماتية جيمس ) وليم (2
.912 ص
+ 184
لليم ا المعل
أو قادر على مشَاهِ أبدا بأنه لا يقول لا ولكنه الله بأنه خير يصف هـاجمالا ف!ن جيص! . شيء كل
شيء(.)1 كل
بل هو نادرا، يعد الله من الحديث عن وجود والتحليليين الوضدمِن وبالطبع ن!ن موقف
الفلسفية التي انكبت عنه طبقا لرؤيتهم نظرا لأنهم في الغالب الأعم يرون أن الحديث ؟ معدوم
والفكر عند التحليليين يعد حديثا عن اللغة الواقع عند الوضعيين وتحليلات على دراسة فقط
هو واقع تجريبي إلا بما ألا ينشغلوا منهم بوضوح إن علميتهم تقتضي . زائد عن الحاجة موجود
بل على ، الألوهية أن كل الفلاسفة المعاصرين قد أهملوا قضية ذلك ولا يفي
الألوهية مثل هنري برجسون اهتموا بقضية مَن كبار ،من بينهم دين فهناك فلاسفة ، العكس
الذي أ الأخلاق والدين منبعا 9 الدين هو فلسفة كتب اْهم من واحد 4191م) صاحب (-9185
من واقع رؤيته المستندة على والدين الحركي الدين السكوني نظريته الشهيرة حول فيه لخص
أفلاطون وأرسطو؟ السابقين وخاصة تصورات برجسون انتقد فقد ؟ بالألوهية وفيما يتعلق
إن علة المبدأ إذ نظرهما؟ بين وجهات يبدو من اختلاف ما رغم كل متشابهان 9 اعتبر أنهما حيث
واعتبر بين المثال والشيءإ(.)2 أفلاطون أقامها العلة التي هي بالعالم قال به أرسطو الأول الذي
لديه هو الإله مثال المثل أو مثال الخير) ،وأن (يقصد الله لم يقل بأن المثال هو أن أفلاطون
فليس لهذا ذلك عن مثال الخير ،وعلى مستقلا العالم الذي ينظم ) الإله الصانع (الديمورج
كان يعبدها الاَلهة التي يشبه في شيء الا فهو الأرسطي الإله اْما وجود، نصف إلا الإله الصانع
، م 6891 ، بالقاهرة مصر مكتبة ، الأول الجزء ، المعاصرة الفلسفة في دراسات : إبراهيم زكريا انظر: () 1
،الهيئة الأهواني فؤاد :أحمد ،ترجمة المعاصرة الفلسفة في والدين العلم بوترو: أميل وأيضا:
ht
tp . -253 '242vo بالقاهرة 7391r ، العامة للكتاب المصرية
://
ww
w.
a
l-m
الهيئة ، الدائم الله عبد وعبد الدروبي :سامي ،ترجمة والدين الأخلاق :منبعا برجسون هنري ()2
ak
ta
be .602 ص 0102 الأسرة مكتبة منشورات العامة للكتاب المصرية
h. ، م ، ،
co
m
185 +
هلس!ه الدين )لى !دي د مدحل
ht
tp
://
ww
w.
ينعي أيضا على وهو الصور"(.)1 الفكرية أو صورة .إنه افكرة لإنجيل al
اليونان ولا إله التوراة
. وا -m
ak
ta
b eh
في "يبحثون حينما ويعتبر أنهم ، التأليهية القديمة بهذه النظريات تعلقهم المحدثين الفلاسفة .c
om
تحل !(.)2 لا أنفسهم في مشكلات على هذا النحو (يورطون " الله وطبيعته وجود
يميل نحو التجربة الصوفية رؤيته الفلسفية العامة حسب برجسون أن يتضح ثمّ ومن
ذات الوقت بأن "التجربة أنه يعترف في إلا . الله طبيعة لمعرفة كطريق الصوفي والحدس
مقنعة تمام الإقناع ولن تكون ، النهائي باليقين أن تأتي للفيلسوف وحدها تستطيع لا الصوفية
عليها ،أن من المعقول القائم الحسية أو البرهان طريق آخر كالتجربة عن رأى الفيلسوف إذا إلا
التجربة لدى هذه على بعدئذِ فإذا وقع ، بمبدأ عال ممتازة يتقبل فيها الإنسان ثمة تجربة أن يكون
من شيئا الصوفية على النتائج المكتسبة فاْلقت هذه ، إليها النتائج المكتسبة أضاف الصوفيين
والبرهان مع يرى دمج الدليل العقلي الفلسفي من الإحساس موضوعيتها!( .)3إذن ف!ن برجسون
تستند الإلهي ومعرفته الوجود إن رؤيته لإدراك . بالله للمعرفة ليكونا معا أساسا التجربة الصوفية
عليه للاعتقاد لديه بما يطلق معا اْساسان وهما العقلي والبرهان التجربة الصوفية : أساسين على
في عبارات حتى التصوف أن يصوغ 9 في نظر برجسون إن على الفيلسوف . " "الوثبة الحيوية
إ()4 الصوفية به ما تأتي هذا ، حب وهو موضوع حب الله إن ؟ هذه الله طبيعة يكون قد حدد
يفوق الوصف. شيء لأنه لن ينتهي عند الصوفي هذا الحب ووصف
كما يستعين بالحدس وهو يستعين على درجات 9 يؤكد برجسون فيما الفلسفي اليقين إن
بالحدس إلا القائم على العلم فلن يكون ذلك الممكن أن يمد الحدس كان من صماذا . بالبرهان
تحب بأن كائنات جديرة ذاتها من تستخرج تريد أن قوة مبدعة هي الحب إ(! .)3إن الصوفى
فقط عن الإلهية معبرة للروحانية هي نقيض من حيث ماديتها، عوالم تكون أن تنثر لتستطيع
()4نفسه.
()6نفسه.
. 186
ال!مل الليم
في حب المتمثل الصوفي هو مزيج من الحدس إنما الله على وجود إذن فدليل برجسون
والذوبان به بلا كلل لمزيد من المحبة والاتحاد وتسعى بتلك الطريقة التي تند عن الوصف الله
العلم عقلي يستند على دليل الصوفي في صورة ومحاولة صياغة هذا الحدس ، في محبته
في الوجود معبرة التي تسري " الحيوية "الوثبة يطلق عليه برجسون فيما البيولوجية والدراسات
الحيوي في التيار إن . ومبدعه الوجود الإلهي الذي هو في واقع الأمر خالق كل شيء عن ذلك
لأن ؟ وتُحب فعلا فهي تحب الحية قد وجدت والكائنات هو علة وجودها ) المادة (الوثبة الحيوية
الذي هو هذه القدرة الله ولما كانت هذه الكائنات منفصلة عن ، هي حب لها إنما القدرة المبدعة
إن الكون إذن بكل فيه(.)1 فكان هذا الكون الذي نحيا في كون إلا أن توجد يمكن لا نفسها ،كان
لمباع خالق وبين الخالق والمخلوق هو مخلوق إنما ، ما فيه من مادة وحياة وقوة دافعة للحياة
من المخلوقين إلى وخاصة الذي ينبغي أن يكون أو ذلك ، المتبادل هذا الحب تمايزهما رغم
والعقلي تتأكد لدى والعلمي التجريبي وبالبرهان الحسي الله الصوفية يعرف فبالحب ؟ الخالق
ذات الطابع الصوفي -العلمي في آن معا عند برجون ولعل شيئا من هذه الرؤية الحدسية
حينما ) م 4791 (1861- .A .N وايتهد Whitehead الفرد نورث تقريبا إلى معاصره قد تسربت
تتخذه من فيما علة نفسها الإلهية أن الذات وعن " و"الصيرورة " !الإبداعية عن يتحدث نجده
صوب مستمرا وتقدما انتقالا إلى الجدة الفعلي العالم به ما يكون هي إن الإبداعية . . قرارات
يقدم ، "الدين في دور التكوين ))Religion in theMakingN كتابه وفي للوجود(.)2 جديدة أشكال
فهو ليس كائنا ، حقيقيا ولكنه من نوع خاص كائنا الله فيه الذي يرى الله طبيعة عن وايتهد عرضا
متقدم على العالم الله إن ، هو إنساني ما لكل السابق المشروط بل هو الأساس دنيويا، زمانيا
الله ليس ف ، إليه عليه مع أن العالم يحتاج أو معتمدا العالم نتيجة ليس وهو ، خارجه بالزمان وهو
()1نفسه.
م، بالقاهرة 7391 ، غريب ،مكتبة كامل :فؤاد ،ترجمة الحديثة الفلسفة الله في كولينز: ) جيص! (2
ht
tp . 4 ك ص
:// 3
ww
w.
(3
a
l-m Thompson ).F
(K. Whitehead' s Philosophy of Religion, Mouton, the )Paris
Hague,
ak
ta
7191,
h.
c
be ". 56- 057
om
187+
الدي!خ هلس! الى حدلمد عدحل
ht
tp
://
w ww
أن الله هذه الحقيقة الحدسية الألوهية إجمالا تتركز حول حول الدينية دايتهد .a
إن فلسفة l- m
ak
ta
e b
لكنه ليس كأي ، ككائن حقيقي وهو موجود . العالم ومتقدم على ، الزمان وأنه خارج h.cموجود
om
جميعا مشروطا والتي يعتبر وجودها ، كل الكائنات الكائن السابق على كائن اَخر ،بل هو
إنه الحقيقة المنظمة . وجودها عن مستقل ووجوده . العالم وعلة الكائنات فهو علة كل . بوجوده
الدين ف!ن فلسفة ، واضحة أهميته بصورة الصوفي للحدس يعطي السياق الذي وفي نفس
الشهير "الزمان كتابه جميعها التي غلفت ) م لندن عام '886 (المولود في ولتر ستيس عند
وأن . الاستدلالي والطريق معرفته بالعقل ولا يمكن قبيل الغيب أن الله من يرى والأزل " ،فهو
ستيس: يقول . او بالرؤية الصوفية بالحدس أي المباشر لاتصال با إلا أن تكون يمكن لا معرفته
الإلهي أو الطبيعي إلى المستوى من المستوى بنا أن يرقى منطقي يمكن ليس ثمة استدلال "إنه
الطبيعي أ. اللاهوت 9 باسم تسميته يمكن ثمة شيء ولي! ، النظام الطبيعي إلى النظام الإلهي من
على يعرف لا لىاما )، عن طريق الوحي (أي عن طريق الحدس الله أن يُعرف إما اْنه هذا ومعنى
في كل لحظة من يحدث بل هو شيء ، في الماضي حدث شيئا قد الوحي وليس . الإطلاق
أعلى لحظة من إلى يصل أن لان كان فن شأنه ، وفي كل قلب من القلوب ، الزمان لحظات
وتفضيله لطريق الحدس الله ، على وجود العقلية للأدلة رؤيته المنكرة تلخص العبارة وهذه
بالعقل ا، لإيمان ولير با فالله عنده "يعرف ، حقيقته بالله !ادراك مثلى للاتصال كوسيلة الصوفي
برهان ، مع كل أو التي تتعارض عليه برهان لا ينهض الذي الأعمى التصديق يعني لا الإيمان 9 و
يفسر إذ . الدين للعقل أيضا دوره في مضمار ولكن الله ، عن هي الكثسف إنما إن مهمة الإيمان
كما أن عليه أن يتأكد ، الرمزية القضايا طريقة وهي الممكنة الإيمان بالطريقة الوحيدة مكتشفات
!امكان التحامها جميعا في نسق واحد الاَخر، من توافق تلك القضايا الرمزية بعضها مع البعض
بالقاهرة ، للكتاب العامة إبراهيم ،الهيئة المصرية د .زكريا : ترجمة ، والأزل الزمان : ستيس ولتر ()1
.931- 318 ص ، م 1302 ، الأسرة مكتبة منشورات
188
الممل الليم
مسألة وليست ، حدسية إيمانية يرى أن الإيمان بالوجود الإلهي مسألة وهذا يحني أن ستيس
العمل عليه "سوى وليس الله ، حقيقة معرفة في دور أي له ليس بالتالي والعقل . عقلية استدلالية
الأديان السماوية فلاسفة هنا أمام أحد إ( ،)1وكأننا التي يزودنا بها الحدس تأويل الحقائق على
نفسه "أن العقل يعمل الإيمان أو تعبير ستيس لتبرير إن العقل يخضع حيث ؟ في العصر الوسيط
مع ما أتى به أن يتعارض له فلا ينبغي ثمّ إ()2؟ ومن له الإيمان والوحي حدده الذي لإطار ا في
الأدلة معظم ستيس ينتقد لإلهي ا -الصوفية لإدراك الوجود الحدسية الرؤية هذه وفي ضوء
فهو ، النظام أو دليل الكوني والدليل ، الغائي الدليل : قبل مثل من التي لجأ إليها الفلاسفة العقلية
إلى النظام حتى نصل إليها! نستند كمقدمات أو أن الانتقال من النظام الطبيعي كمقدمة يرى
إجراء الله إليها الدليل على وجود بمثابة النتيجة التي يخلص النهاية يبدو في الإلهي الذي
في موجودة النتيجة أن من العالم الطبيعي في حين المقدمة مستمدة 9 ببساطة لأنه ؟ مستحيل
إليها عن طريق مثل هذا علة عاقلة للعالم المادي يتم الوصول !أية كما أن "(.)3 العالم الإلهي
صمانما الله الطيعي ،ولن تكون هي النظام آخر أعني جزءا من إلا كائنا طبيعيا الاستدلال لن تكون
ht
tp ()2نفسه.
://
ww
w.
a l-m .192 ص ، نفسه () 3
ak
ta
be . 392 ص ، نفسه ()4
h.
co
m
1 8 9 +
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
الفصهلى الخامس
تمهيد:
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
رذائل أ. دون من لم يولد أحد 9
. 86 لبيت ا ، ، لهجا ئيات ا : هورا س
إ. الإنسانية الطبيعة مبدأ الخير في بجوار "إن مبدأ الثر ساكن
، 91- * : العقل مجرد الدين في حدود : كانط
للنشر بيروت 56 ,, 'o.1202r ، جداول ، لفنحي المسكين العربية الترجمة
بالمسائل جميعها ويرد على مسألة الشر لأمر فوق إمكاناتناأ. يحيط (إن إعطاء جواب
الدين، محى د .صباح : فولتير ،ترجمة ، اندريه كريسون
. 69 ص ، أم 829 ، بيروت ، عويداث منشورات
التي تملأ هنا تنبع الأوهام والأخطاء الألوهية لمنطقنا ،ومن أن نخضع نريد بتبجحنا أوهكذا
يحدا. لا إدراكه بما تفوق العالم ؟ لأن الإنسان يريد أن يزن بميزان الخير عظائم
. 99 -98 ص ، م 8294 ، بيروت ، عويدات دار
هذا الكل هو الإنسان الحر؟ حسب لىارادته والإنسان الذي يقود نفسه . إن الإله هو الكلي 9
هو هنا هو حق ما وان عمل . به أخلاقياته الجزئية الخاصة وليس الكلية الإرادة ثمّ يمثل ومن
قيمة إزاء ماله صوابية ، الأنانية الغايات من التحرر ، أمام الإله التواجد ، الأساسية الخاصية
-الديانة الروحية، الخامسة الحلقة ؟ الدين فلسفة محاضرات : هيجل
ht
tp
://
ww
w.
a
.l-m 93 ص ، م 3002 ، بالقاهرة مكتبة دار الحكمة عبدالمنعم مجاهد، مجاهد : ترجمة
ak
ta
be
h.
co
m
91 3+
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
تمهيد:
لأشياء من حوله نظرة تقويمية ا وهو ينظر إلى منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض أنه شك لا
هو البداية شر ،وبالطبع فقد كان معياره في بأنه الآخر خير ،ويصف بأنه بعضها ويصف ، أخلاقية
لكن بالتأكيد أذى أو ضرر، من منها ما يلاقيه هذه الأشياء من منافع أو ما يعود عليه من وجود
بكل العالم الإله الصانع أو الخالق لهذا وأدرك وجود بعد أن عرف وخاصة ، مرحلة لاحقة في
المفترض النظام هذا وجود من اين أتى الشر في ظل : من كائنات وأشياء وظواهر تساءل ما فيه
التساؤل الذي يطرحه ذلك العالم الشر في وجود معضلة وقد عبر عن
يوجد كل الأشياء ،فكيف تصنع الخير كما صنعت الاَلهة إن : موراي .G Murrayحينما يقول . ج
فلاسفة الدين عبر التاريخ لدى معظم سنشاهده ما إجابته لعلها هي ويجيب ؟ !()1 العالم في الثمر
الظلام يوجد لا الخير ،مثلما في غياب يبدو فقط إنه ! حقيقى شر هناك ليس أنه يبدو : حينما يقول
وهكذا الأمر منذ تأمل . غيابه في إلا الخير ولا يبدو الشر القضية إذن هو في إن الأصل
بها. التي اَمن والأديان المقدسة النصوص عنها من خلال والتعبير ، هذه القضية الإنسان في
بتاح وخلقه الاله عن " المنفي النص 9 في المصريون القديمة يتحدث ومنذ فجر التاريخ في مصر
الإله التي خلقت إنها كلمة ، به اللسان (العقل ) ونطق فيه القلب ما فكر الإلهي بفضل للتاسوع
كما المادية بفضلها كل الخيرات بفضلها كل ما في الوجود من كائنات وبشر ،كما خلقت
الأقوات جميعا وتوفرت الأطياف الحوارس ونطقه "شأن بتأملاته لقد تقرر بفعل العقل الإلهي
الحياة لمن أن توهب وحق ، من أمور الناس وتقرر ما يكره يستحب ما جميعا وتقرر والخيرات
، باللسان وخرج تدبره العقل الذي الناموس بالإثم ..ووفق والفناء لن يتحمل ، بالسلم يعمل
اليدين الفنون جميعها ،وتوفر نشاط وأبدعت الأمور جميعها قدره وأنجزت لكل شيء فقدر
ف!ن العكس بل على ، يحمله للإنسان الشر حتى بتاح قد خلق الإله أن يعني ذلك وليس
أن توهب "وحق : السابق ورد في النص ما حرية الفعل بدليل ل!نسان أعطت الأقدار التي قدرت
اختيار الإنسان الذي من بالإثم إ؟ فالإثم والخطيئة يتحمل لمن والفناء ، بالسلم يعمل الحياة لمن
الأعضاء كلهاإ ،وهو يستخدمها إما القدمين وخلجات اليدين وسعي نشاط 9 الخالق الإله وهبه
. العقاب الشر فيلقي العادل أو في ني الخير فيلقي الثواب
دمار الثرأ، القديمة اأسطورة الشهيرة في مصر من تلك الأسطورة أدل على ذلك وليس
في ذلك وقد حدث ). الإله (رع التي تعبر عن الخطيئة التي ارتكبها البشر ضد تلك الأسطورة
السن بلغ الإله رع من وعندما . الأرض معا على يتعايشون البشر والاَلهة فيه شيئا واحدا كان زمن
المشورة ليسألها الآلهة لكنه أدرك أفكارهم ودعا وتاَمرهم ضده البشر في تجديفهم بدأ عتيا
التي هي الشمس عينيه أن يرسل الآلهة عليه فاقترحت ، فيما ينبغي عليه فعله مع هؤلاء الخطاة
هذه الآلهة وبالفعل استعرضت . المتاَمرين Hathorلكي تسحق مظهر المعبودة حتحور متقمصة
على مصممة وهي عادت ثم إ، !القوية أي ،،د!ل!ل!3 et أكسبها لقب سخمت مما قوتها ضدهم
(رع) الشفقة على البشر تماما .وفي هذه اللحظة أدركت واستئصالهم الذهاب إليهم كرة أخرى
الترجمة الفرنسية ، الثاني -المجلد القديمة من مصر دنيوية مقدسة ونصوص عن نصوص نقلا ()1
-مطبوعات والتوزيع والنشر دار الفكر للدراسات ، ونقلها إلى العربية ماهر جويجاتي لكلير لالويت
.26 ص ، م 1 699 ، هرة لقا ا ، ليونسكو ا
بالعدد دراسة نشرت ، القديمة في مصر الوجود نشاْة فلسفات : د .عبدالعزيز صالح ترجمة : نقلا عن ) (2
. 41 ص ، م فبراير 9591 ، القاهرة " المجلة
11 246من مجلة
691
ال!مل ال!اعللل
فاكهة حمراء اللون يطلق عل!ها اسم قدر كبير من لإحضار ! جزيرة 9إلفنتين إلى فوجه رسله
يمكن الفاكهة حتى مع هذه خرجت الجعة اَلاف إبريق من سبعة ثم أمر بتجهيز ، )Didi (ديدي
فيه لتدمير أن تذهب فيه حتحور أزمعت اليوم الذي صباح وفي . قانية وكأنها دماء الجعة أن تظهر
ثملة أصبحت منها وعبت الاَلهة وعندما قدمت ، الخمر في الحقول بأن تصب ) البشر ،أمر (رع
الإله بفضل مصير رهيب البشر من إنقاذ أمكن ثمّ تماما؟ مما جعلها تغفل عن ضحاياها ،ومن
ممتطيا ظهر إلى سمائه ضائقا بآثامهم فذهب ) (رع فقد ظل الرغم من ذلك وعلى ). (رع اكبر
القمر، الذي ظهر للبشر في صورة على الأرض له ممثلا ) (تحوت الإله السماوية تاركا البقرة
عنها(.)1 ) بارتفاع (رع بعد أن عم الظلام الأرض الضياء مرة أخرى واْعاد
وتآمره بهذه وشروره الإنسان خطيئة يواجه رمز الخير والإله الأعظم ) ف!ن الإله (رع وهكذا
مَن ينجيه عنه وأرسل عاد وعفا ، الأثيم فعله على الإنسان فبعد أن قرر أن يعاقب . الخيرة الروح
وشمسها رع هو نور الأرض الإله إن حيث ؟ ولننظر إلى رمزية النور والظلام . هذا العقاب من
فترك فيها أيضا ب!ظلام الأرض ) (رع ولم يرضَ ، الظلام عنها حل غاب وحينما ، الساطعة
والشر والظلام الآلهة فالخير والضياء من دائما عنها .وهكذا كيابه في لينيرها -القمر (تحوت)
وأوزورش! إيزيس لقديم أسطورة ا للفكر الديني المصري لتاريخ البشري ا أن ينسى ولا يمكن
وألقى قيده وقتله للشر بحقده على أخيه أوزورشى حيث الذي كان رمزا وصراعها مع ست
وكما . أرجاء الأرض قطعة وبعثرها في عشرة اْربع إلى قطع جسده إنه بجثته في الماء ،ولقال
إلى الحياة بمعاونة نفتيس شقيقته وأمه نوت . عودته في سبيل إيزيس زوجة أوزورش! عانت
مستعيدا الميراث من ست له خلفه وانتقم أبيه ، بعد وفاة الذي ولد الابن حورس خلف وقد
حكم (رع) .حيث الإله المبارزة وقد نطق بالحكم النهائي في هذا الصراع وهذه . الذي يستحقه
ان هذه القصة السماء(.)2 في حين تولى إرع) ملك السفلي العالم منذ هذا التاريخ (أوزورشى)
، قدري د .أحمد : ترجمة ، القديمة الديانة المصرية : تشرني ياروسلاف : نقلا عن الأسطورة ( )1نص
بالقاهرة ، للاثار الأعلى المجلس - الثقافة وزارة لرته c ()6 والتاريخية الثقافة الأثرية سلسلة
ht
tp
://
ww
ص .62 - 06 879ام،
w.
al
إليها، الإشارة ،سبق القديمة ،الترجمة مصر من ونصوص مقدسة ) انظر :نصوص
-m العربية دنيوية (2
ak
ta
be
h. .69 ص
co
m
791+
هلس!ه الدين إلى حديد مد!ل
ht
tp
://
ww
.a w
بل القديمة وحدها، أنشودة خالدة بين البشر يرددونها ليس في مصر المقدسة ظلت الأسطورية
l-m
ak
ta
b
المصرية الدينية للقوة الروحانية المثال الراسخ أنها كله على eh.cفي عالم البحر الأبيض المتوسط
om
والأشرار للشر والفناء للخير، الخلود وأن ، النهاية في أن الخير سينتصر ومثالا على ، القديمة
أكثر وضوحا أخرى في صورة هذه الروْية للصراع الأبدي بين الخير والشر تجلت وقد
وبعده بالاعتقاد بالثنائية قبل زرادشت الزرادشتية التي عرفت الديانة القدماء في الإيرانسِن لدى
مبدأين كأصل وجود كونية تفترض بثنائية فهي تؤمن الخير والشر؟ ثنائية ، الكونية والأخلاقية
هذه العقيدة في الثنائية وقد تطورت ). (أهريمان الشر مازدا) وروح (أهورَا الخير روح : للكون
بأي لإله الخير ولا يعتبر مسئولا ا أنه ينظر إلى أهورا مازدا على فأصبح ، التأليهية والثنائية الكونية
وأصبح . شيطان أنه على إليه ينظر أهريمان رمز الشر فأصبح حال من عن مبدأ الشر ،واكتسب
، الخيرة الملائكة قوى من تساعده الخير ومصدره إله مازدا فاْهورا منهما قوى تساعده لكل
الصراع وأخذ الأمر على الصعيدين الديني والأخلاقي صورة . قوى الشر أهريمان فتساعده أما
أو بين وفيما بعد بين النور والظلمة الخير والشر، وهما أو أخلاقيتين بين قوتين روحيتين المستمر
أولي يجعل أو اختياري أصلي وبين هاتين القوتين المتصارعتين هناك موقف . والفوضى النظام
، الحقيقة والضلال فالاختيار الحر بين ؟ الزرادشتية في المبدا الرئيسي الاختيار الأخلاقي من
للأحرار(.)1 الأساسي الفعل هو بين النظام والفوضى ، بين النور والظلام بين الخير والشر،
كتاب الفنديد )( Vendidad.اي القانون I للزرادشتية وخاصة المقدسة النصوص وقد عبرت
فصلا يعرض وعشرين اثنين يتألف هذا الكتاب من حيث تعبير؟ عن ذلك خير ) المضاد للشياطين
السموات خلق الأولى من سفر التكوين وهي الإصحاحات لها أولها للأمور نفسها التي تعرض
وعما أوجدته بعد اخرى المباركة واحدة الطيبة من الأرض الله عما خلقه فيتحدث والأرض
من الكهنوت رجال لها يخضع التي فصوله للنظم بقية وتعرض ، الخبيثة من الأرواح قوى الشر
ومثكلات لأسرة ا ونظم والحياة والزواج المتعلقة بالموت الزراد!ثتية العقائد الزرادشتية ولبيان
الموتى وتطهير الملابس والبدن والصحة والنجاسة والغسل والطهارة وغسل الاجتماعية الحياة
. 157 - 'o.,156 دار نثمر ،القاهرة 0002r ، بدون ، الأديان تاريخ : خليفة حسن ( )1د .محمد
891
العكل ال!امللل
الشرور من التي تنجي الزرادشتية والعبادات الشرائع يبين باختصار إنه . إلخ )1(. 0. والمرض
أن الفكر الديني الهندي يؤكد على أن الشر والخطيئة من الإنسان ذات السياق نجد وفي
الخطيئة وتطهره من هذه التخلص على أن تساعده الاَلهة يناشد ما كثيرا ) وأنه (أي الإنسان
من الثر نجد النداءات إلى فارونا ليخلص إالفيدا! ففي . المختلفة قوى الشر فيه أوقعته متى
ي أ ؟ فيئَ أي خطيئة وجدت ؟ عيني تعصب من عصبة "خلصنا من الخطيئة كما تخلصني : الخطايا
كل من فارونا يا خلصنا ، أيتها المياه عني فأزيليها زورا، أو حلفت قد كذبت إن كنت ، اقترفته شر
الله، يا هذا من كل خلصنا ، عن معرفة أو كنا قد خدعنا غيرنا عن جهل دهاذا . اقترفناها. خطيئة
للخير والشر كقوتين لإيراني في تصويره ا إلى التراث أقرب اليوناني التراث الديني وربما يكون
جرتين الاَلهة كبير أنه كان يدق على باب زيوس اليونانية لأساطير ا تروي بعض إلهيتين؟ حيث
على بتوزيع محتوياتهما على الشر ،ويقوم زيوس تحتوي على الخير والأخرى إحداهما تحتوي
الشر(.)3 إلا يعطيهم لا وآخرون خليطا من الجرتين، البثر بمشيئته فيعطي البعض
لدى الانسان إلى التي الشرور بعض نسبت حشِما الديانة الفيثاغورية ذلك وقد اكدت
من هذه قسمته وتدعوه إلى تحمل إ، ل!نسان الشرور بعض إن "اكهة الحظ تعطي إذ ؟ الاَلهة
القدر يعطي 9 إن حيث ؟ ما أمكنه ذلك بل عليه أن يعالجها ، ذلك على بوداعة وألا يحزن الشرور
مصر دار نهضة ، الإسلام على السابقة الأديان في المقدسة الأسفار : وافي عبدالواحد د .علي : انظر ) (1
. 913 ص ، تاريخ بدون ، بالقاهرة للطبع والنشر
، وبيروت ببغداد الجمل منشورات ، الموصلي الحلبي د .داود : ترجمة الفنديداد، كتاب : وراجع
m
على القادر حلها عند المؤمن دينية عند الفيثاغورية تعالج كمشكلة اشر كانت مشكلة !هاذا
على انتشاله القادرة الخيرة الآلهة إلى ومحاولة التقرب بالتطهير نفسه من شرور التخلص
قد أعطاها بعدا معرفيا حينما أكد على أنه بالأضداد تعرف ف!ن هيراقليطس هذه الشرور، من
عرفنا الخيرات ، ما لولا الشرور أنه الخير لنا! ،وهذا يعني مصدر معتبرا "أن الضد الأضداد
فلولا الجوع ؟ الخير وخيريته عن خالصا ،بل هو الذي يكشف ليس شرا رأيه فالشر في ولذلك
وهكذا. . النهار. نور ما عرفنا الليل ولولا النور، قيمة ما عرفنا الظلام ولولا ، الشبع قيمة ما عرفنا
نعرفه من قصدا حتى إليها في كل هذه الأضداد ،وقصد موجود الإله بأن قال هيراقليطس ولذلك
إن إذ ؟ في فلسفة هيراقليطس كذلك إلى الأخلاقي لمسألة الشر واضح البعد خلالها( .)3كما أن
الانسان على اليس من الخير أن يحصل ف!ذ وخيريتها، فضيلتها النفس وزهدها هو طريق جفاف
والتحب طريق الراحة، ، الثمبع سبيل والجوع ، والسعادة الصحة مطحِة فالمرض ؟ يرغب ما كل
نقاء يتم دوما على حساب إنما ف!ن إرضاء الشهوة وإشباعها الشهوة عسير" ولو أن 9كبح جماح
عند الاسترخاء عسير ولو أن ذلك ف!ن "من الخير إخفاء الطيش ولذلك ؟ النفس الروح وصفاء
والسكر!(.)4
الديني لمسألة ثتم ومن ؟ والأخلاقي الاهتمام بالبعدين المعرفي اليونان فلاسفة وقد واصل
الخير ،و"الشر! ينبغي أن 9 يؤكد على أن أي معرنة لحقيقة الخير والشر ،إلى أن وجدنا سقراط
هذه أداة قد جعل أن سقراط والطريف . المرء التمييز بين الحق والباطل يقوم على استطاعة
ديانات الأسرار ،دار المرساة : د .وديع بشور : نقلا عن الفيثاغورية من قواعد السلوك هذه النصوص ) 1 (
213 'O .6002r ، اللاذقية سوريا- ، والتوزيع للطباعة والنثر
،دار قباء الحديثة ،القاهرة ، شرقي منظور تاريخ الفلسفة اليونانية من الثار: ( )3انظر :د .مصطفى
.013 ص ، السابق نفس المرجع : عن نقلا ) (4
002
ال!مل ال!امللل
لديه فالفضيلة ، لمعلم حاجة ودون الأخلاقيتين و!الضمير، ! العقل 9 التمييز هو وذلك المعرفة
و( الرذيلة ! علم الفضيلة 9 تكون المعنى وبهذا ، " واحدة و" الفضيلة ! النفس في كامن "علم
التأمل واختيار لأنه لم يحسن الشريرة أفعاله عن مسئوليته هنا أن يتحمل الإنسان وعلى . أ جهل
بحاجة لمعلم هو فلا ، إليه طريق يسير الوصول الفضيلة رغم أن ذلك في رأي سقراط طريق
نحتاج للتريث أننا هنالك ما بل كل ، يلهمنا الطريق علوي ولا هو بحاجة إلى مصدر إياه ليعلمنا
حتما إلى طريق الخير ويبعدنا عن الأخلاقي وهو سيرشدنا وتدقيىَ الَأمل واستفتاء الفمير
أو "، الجني 9 ذلك بمساعدة كان يفعل ذلك شخصيا أنه إلى وقد أشار سقراط الشر(.)1 طريق
عن الاستطراد في ينهاه بلغة المتدينين الذي كان عادة ما " "الملاك ربما الأففمل أن نسميه
إلى هذا إالجني، إشارة سقراط عن طريق الخير .وقد جاءت فيه قد تنكب لأنه ؟ معين حديث
كان يتلقى هذه الإشارة من داخله أن سقراط إلا بالطبع ولا يعني ذلك . في محاورة فايدروس
المعرفي والأخلاقي البُعدين على التأكيد في واصل أفلاطون طريق سقراط وبالطبع فقد
أن الإله حينما أكد على تأليهيا واضحا، دينيا إليها بعدا هـان كان قد أضاف الخير والشر، لمشكلة
الإنسان التي نزلت هو (الخيرأ أو بالأحرى هو مثال المثل (مثال الخير) ،وأن الشر هو من نفس
يوقعها في الشر .وقد ما ومحاولتها تبية مطالبه هو في الجسد سجنها ولكن ، إليه صافية طاهرة
الأشرار فهي ستعاقب ولذلك ؟ خيرة وعادلة أن تكون إلا يمكن لا أن الآلهة اعتقد أفلاطون
وتلك . والأبدية الخلود وتكسبهم بالترحاب في الحياة الأخرى الخيرين وستتلقى ، بشرورهم
فيها التي تحدث المحاورة تلك . . " فيدون 9 محاورة التي عبر عنها في الراسخة عقيدته كانت
التقية النقية النفس الطاهرة خلود على فيها واكد . تبعا لأفعالها النفى الذي يتفاوت مصير عن
الأخير اليوم عنها في هذه المحاورة كانت حديثه عن تحدث التي إذ إن المناسبة ؟ سقراط كنفس
أصلها لتعود إلى الجسد سجنها -سجن لأن تغادر نفس سقراط عن شوق فيها من حياته وعبر
ht
tp
://
ww
w.
al-m ك! .944 - 8 ص ، المرجع نفس انظر: () 1
ak
ta
be
بعدها.
h. وما 557 ص ، عند أفلاطون " و"الأخلاق " "النفس فصول ، السابق المرجع نف! : انظر ()2
co
m
02 01
الدين هلس!ه الى حهديد عدخل
ht
tp
://
w ww
الشر عند فلاسفة الإسكندرية القديمة مشكلة . al
ثانيا:
-m
ak
ta
be
h.
co
ببعدها الديني كان في مدرسة الخير والشر لمشكلة وضوحا والحقيقة أن التناول اكثر m
سواء الأسرار، وديانات بالتيارات الدينية اليهودية والمسيحية الفلسفية التي حفلت لإسكندرية ا
كما عند الهرامسة اليونانية والفلسفات بالتأثر بالعقائد امتزجت بحتة أو شرقية كانت شرقية
تأثير ذات كانت الإيرانية والمانوية ذواتا الأصول الزرادشتية الثنائية ف!ن وبالطبع . وأفلوطين
لفلاسفة الإسكندرية في عصر في تناول هذه المشكلة وكان السبق . الوقت ذلك في خطير
الشر ،فأكد على أن لمثكلة والدينية الأخلاقية الأبعاد فيلون الذي ركز على وخاصة اليهود،
ف!ن الخطيئة ، الله من أن يهرب لا يستطيع الإنسان ولما كان ، الله الابتعاد عن هو الشر الأخلاقي
سيد أنه ويظن لله إلى نفسه أكثر مما ونجده ينسب بالكبرياء تجعله يشعر فيها يوقع نفسها التي
منه إلا بمعرفة المرء أن ينجو يستطيع لا كبير شر الكبرياء أن والحقيقة . الخارجية لقواه وللأشياء
ضالتها هو الشر الكامن في أولئك الذين يظنون نفسه لأن عدم معرفة حقيقة النفس دادراك مدى
العالم (.)1 سادة أنفسهم والأمراء الذين يحسبون ، النبوءة على قادرين أنفسهم
وهو قد . طبيعتها على الخطيئة ولي! -في نظر فيلون -يدل على سبب الله إن الابتعاد عن
في النفس الإنسانية متأرجحا تحليل طبيعة الخطيئة والشر " الألسن بلبلة 9 في رسالته حاول
في النفس، توتر الجزء المسيطر ارتخاء وعدم تعتبر كانت التي الرواقي للرذيلة بين التصور
صادرا من الجزء الأسفل تبعية عصيانا أو عدم تعتبر كانت التي وبين فكرة الخطأ عند أفلاطون
غير إرادية أخطاء فرغم وجود ؟ البحتة للخطيئة الإرادية الطبيعة أكد فيلون على وقد ، للنفس
في يعيش الثرير الذي لدى أما الخطايا الحقيقية فنجدها . حقيقية خطايا إلا أنها ليست مقصودة
والشعور . صالح بها كأنها عمل بل ويفخر ، ببراهينه عليها ويبررها ويتمرن وكأنها وطنه الخطئة
المثل الأعلى الإنساني على الخرر منها ،فالإنسان بالخطيئة عند فيلون يبلغ حدا جعله يقصر
إلى امتلاك الخير( .)2إن الخطيئة المتعمدة -التي إلى حد الوصول بعيدا السير بطبيعته عاجز عن
بطبيعة الخير المطبوعة في النفس البثرية. لها إلا بمقابلتها وجود لا خطيئة - تعد دون سواها-
إليها، الإشارة ،سبق العربية ،الترجمة الإسكندري لفيلون والفلسفية الديية الاَراء ، برييه إميل ()1
.375 ص
+ 202
ال!كل ال!امللل
الأشرار( .)1إذن يوافق فيلون عند شر الضمير الأخلاقي الموجود حتى إلا هي ما وهذه المعرفة
داخل هو شاهد موجود ) على أن الضمير الأخلاقي (وهو العقل عند سقراط التاكيد في سقراط
أو يكافئ أو يتهم أو يعاقب. كالملك يحكم ، كل إنسان نفس
الذين التقطوا مسيحيا على يد مَن عرفوا بالغنوصيين الإسكندرانيين وتبدأ معالجة المشكلة
" التوراة 9 بين من تعارض يزعمون ما على الثنائية أقاموا الزرادشتية وقد الثنائية من الخيط
إله وديع لنا عن يكشف لإنجيل ا بينما جبارا، إلها قاسيا إن التوراة تصور ا قائلين وة الإنجيل
القرن الثاني الأول من (النصف باسيليدس كان تفسير هذا الأساس وعلى ، للغاية حليم خير
زاد عليه فالنتيوس وقد الأشرار. الملائكة رئي! بأنه وصفه ) لإله العهد القديم الذي الميلادي
وأرواح نجسة كائنات شريرة بالقول إن الإنسان قد خلقه الأيونات ) (2 Eonsأو الملائكة وهي
إليها أضاف التي عينها وهذه الخليقة هي . والأهواء لات الانفعا إلى الخليقة طريقها تدلف عن
الروح (.)3 الطيب الخير بذرة من الجوهر العلوي وهي الإله الإله الأعلى أو
بدخوله إلى عالم البشر الذي سمح ال!ثر ثالثهم مرقيون في خيرية الإله تبعا لهذا وقد تشكك
لأول ا بالشقاء لأن أباهم جميعا البشر على بأن يقضي نفسه تطاوعه خير هذا الذي إله أي : قائلا
الأوائل للكنيسة الاَباء وهو من عام 185م) الإسكندري (المولود وعموما فقد رد اوريجين
وانما هو من نفس الله ، على أن الشر ليس من بالتأكيد رد على هؤلاء الغنوصسِن ، بالإسكندرية
التوفيق بين حرية الإنسان وبين يمكن كيف : الكبرى عن المشكلة ذلك ثنايا الإنسان مجيبا في
في التراث العربي الإسلامي عرفت ما وهي والأفعال علم الله بالحوادث الديني بسبق ايمانه
لا الخير أو الشر ،لكن أن فلانا سيريد يعلم ضرورة الله "إن : بقوله رد الجبر والاختيار، بمشكلة
الجميع يوجه الخير بالذات وهو ولكنه يقيدها سلفا، لا والله مصونة فالحرية ؟ ب!رادة ضرورلة
ذكور ،وهي الله بعد الروحانية التي توجد أو القوى الموجودات على يطلقه فالنتيوس ( )2هو اسم
ht
tp
:// ومنها ما هو خئر ،ومنها ما هو ماكر وشرير. ، ثلاثة وثلاثون كرمز الى المسيح وعددها صماناث
ww
w.
al-m .83 - 82 ص ، إليه الإشارة سبق ، الفلسفية الإسكندرلة مدرسة : كتابنا انظر () 3
ak
ta
be
h. .84 ص ، نفسه () 4
co
m
m302
هلس!ه الدلمن إلى !ثيد عدحل
ht
tp
://
ww
w
ولو لم يكن ، عليه أن يطاوع التوجيه أو يتأبى ويدع لكل العناية هو شامل للخير .بفعل مستقل
al
-m
ak
ta
e b
الحياة ولأضحت والوعد والوعيد ،أمورا غير مفهومة ، الأمر والنهي لأضحى h.cالحال كذلك
om
إتابعة لاستحقاقناا(.)2 -إذن تعبير أوريجين حد -على لنا الله إن معاملة لما(0)1 الدينية عقيمة
في إليه عقابا يرتد ثمّ ومن ؟ من اختيار وفعل الانسان هو الله لىانما من إن الشر إذن لش!
في حياته الدنيا. الخطيئة عن التوبة الإنسان في إن لم ينجح الحياة الأخرى
الإسكندرية الوقت وفي عصر لمشكلة الخير والشر في ذلك الأهم والأشمل ولعل المعالجة
تقوم إذ القديمة وهو أفلوطين ( 502- 027م)؟ في الفلسفة الكبير معالجة ثالث الثالوث كانت هي
عالم (أو المطلق أو الواحد) وحتى ثمة تدرجا فيضيا من الخير المحض اْن فلسفة أفلوطين على
من في الوجود سواء ما فكل ، الوحدة الخيرية وهذا يعني أن حقيقة الوجود عنده هي ، المادة
تمثله عن المطلق وصورة هو فيض إنما ، من أشياء العالم المحسوس أو المعقول العالم اْقانيم
أي لأنه جزء من خيريته التي لم ولن تنقطع من الوجود بها لكن ، نعم أدنى بعد وجوده في وجود
وكيف ! ؟ الثمر في هذا العالم المحسوس هو مصدر ما إذن : عادة ذلك يكون السؤال وعلى
بل هي إيجابيا، شيئا ليست أنها على إليها إنه ينظر ، المادة الشر عند أفلوطين هو إن مصدر
الوجود من أعلى إلى أسفل لأن تسلسل ؟ لقد افترضها في فلسفته فقط . خالص سلبي وجود لا
وهذا . ما يرتد إلى أصله الميتافيزيقي إلى الخير المحض لكن سرعان بها، كان لابد أن ينتهي
الهابطة من أعلى في الحركة ضروري فوجودها ومع ذلك ، يعني أن المادة هي الشر المطلق
إلى العالم او الخير المحض وأصله الواحد أو المطلق المعقول العالم أي من ، إلى أسفل
إن 9 : بقوله ويعبر أفلوطين عن ذلك . السلبية بصورتها المادة هذه فيه تقبع الذي المحسوس
.28 أ ص ، تاريخ بدون ، دار القلم ببيروت ، اليونانية تاريخ الفلسفة : كرم يوسف : )1نقلا عن (
. 281 ص ، المرجع عن نفس نفلا () 2
. 148 - 147 ص ، اليه الإشارة السابق كتابنا انظر: () 3
غير رسالة ماجستير ، الخير والشر في فلسفة أفلوطين : حمدون محمد عبدالله وانظر أيضا :اسماء
.37 - 35 ص ، م أ"2 ، القاهرة -جامعة الاَداب كلية ، إشرافي منشورة تحت
402
ال!ل ال!اعللل
إذا أما ، ينقصه قليل من الخير ليس شرا بحال ما الشر يكون في الحرمان المطلق من الخير ،وإن
ذلك يكون الشر هنا، ) -فعند (المادة الهيولي حال مطلقا -وهذه هي الخير كان الحرمان من
ازداد وكلما اْيضا، الشر مطلقا فكذلك كان الحرمان دماذا . . الخير. قدر من له قط أي ما لي! وهو
.)1 "( الحال الشر في الشر وكان طاقة جانب قويت الحرمان
وبين العالم وجود على السابقة نفهم أفلوطين جيدا بين الهيولي حتى هنا وينبغي أن نميز
يسبق فيما إن الشر الحقيقي هو إذ ؟ منها الأشياء والعالم المحسوس الهيولي التي شكلت
بل في الحرمان ، أي حرمان ، لأن الشر ليس في حرمان إلا للأشياء ،وما ذلك الهيولي المثكلة
في صورة أو بدت أو ارتبطت أو الهيولي تحددت المادة أن أنه طالما والمعروف . ) (2 المطلق
"لم تعد أنه وهذا يعني عند أفلوطين . لم قعد مادة أو هيولي صرف فهي الأرسطي بالتعبير ما
أن نافيا أفلوطين ولهذا يقول أ(.)3 الهيولي بل يكون الشر قبل ، قائمة في الهيولي الشر حقيقة
من بها يلحق ما "وعليه ف!ن الأجساد في حقيقتها تكون شرا على قدر : الأجساد شرا مطلقا تكون
أن تكون الشر ،بل الشر الأول هو الهيولي السابقة كان أفلوطين قد نفى عن الأجساد هـاذا
في حد ذاتها فمن باب أولى تكون النفس ليست ، أو ذاك هذا الجسد على الدخول في لثكيل
دائما ثمّ من وهي ؟ شريرة ا( .)5لأن ثمة نفوسا كالله تميل إلى الروح كل نفس ليست أنه شرا كما
كل ما كان فاقد الحد والوزن وفيه شرأ( .)6وبالطبع عن الهيولي وعن أعرضت " لأنها طاهرة
عن أن تبتعد واستطاعت طاهرة وتقية فهي نفس الشاكلة تكون على نفس تستطيع أن فكل نفس
الأعمال التي فهي تتنوع !بدورها وفقا لجوهر ، في ذلك لم تنجح أما إذا الرور الشر وممارسة
- الأول التاسوع ، لبنان ببيروت مكتبة جبر، فريد العربية للدكتور الترجمة التاسوعات، : أفلوطين ()1
)3نفسه. (
ص .99 ،)4( 51 تأ -ف - 8 ، السابق ( )4نفس المصدر
ht
tp ( )5نفسه.
://
ww
w.
al-m . 001 ص ، نفسه () 6
ak
ta
be
h. . 101 ص ، نفسه ()7
co
m
m502
هلس!ه الدين الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
!أنه رأيه ففي بالطبع شريرة على أن نفوسنا ليست التأكيد إلى اْميل إن أفلوطين بوجه عام al
؟ -m
ak
ta
be
h.
، الشر قبل أن نكون الشر فطرنا ،بل إنما كان على أننا بمعنى الشر أصل ينبغي أن نعتبر أنفسنا لا co
m
للتفلت من وثمة مخرج ، منهم فيهم على غير رضى يتحكم إنما في الناس يتحكم فالثحر الذي
قدرتهم حسب بالطبع وذلك إ(،)1 مكفول لبعضهم وليس للجميع في النفس وهو القائم الشر
الأرضي هذا العالم من الانفكاك قدرتهم على وهيولاها وحسب على التحكم في أجسامهم
اللطيفة غير بفضل ة يمكنها باستمرار أن تظل مرتبطة بأصلها السماوي بحيث ؟ النفس وتصفية
أبدا يحوم في عالم الفساد ،عالمنا ة فهو لأرض ا هذه لن يزول من إن الشر عند أفلوطين
ظلم فلا منتظمة في سعيها؟ في سيرها، منضبطة لأنها أبدا من كل شر بريئة هذا"؟ لأن "السماء
.)3(، والفوضى فالظلم الأرض أما ما على . . ذلك ولا ما سوى هناك
سؤالا إلا قارئه لم يترك في ذهن أن مناقشة أفلوطين لمسألة الشر مناقشة مستفيضة والحقيقة
شريرة في ) إدارة (الهيولي تكون كيف : عن سؤال يخص أجاب : المثال فعلى سبيل ، عنه وأجاب
وأجاب ! ؟ من الكيفيات لديها شيء وليس المحمولات يحمل مجرد حامل فيه الوقت الذي هو
من المحتمل أن تمسي لأضحى مثالا كانت إنها لو بحيث ؟ لها كيفية أن !شريرة ليس بسبب بأنها
لها مثال ف!ن بما أنها ليس أنه يعني أ( )4وهذا المتناقضين بينها وبين المثال ما بين ولكن ، شريرة
إن والخير، لمثال الوجود العدم بالنسبة الث!ر فيها لأنها تمثل كان ثئم ومن ؟ العدم يكون مقابلها
الثامن من التاسوع الأول الفصل فقد خصص ، وعلى أي حال أ(.)5 والرذيلة العدم فيها هو الشر 9
؟ هو الشر وأين مصدره ما بأكمله لمناقشة هذه التساؤلات بصدد
()2نفسه.
.501 ص c )15(51 تا -ف - 8 ، () 4نفسه
()5نفسه.
602
ال!ل ال!امللل
في اليهودية للإنسان الأولى بالخطيئة يسمى بما الشر في الأديان السماوية ترتبط إن مشكلة
محاولة الخلاص دائما الإنسان على ثتم ومن ؟ آدم البشر فيهما خطيئة ورث حيث ؟ والمسيحية
السماويتان في تناول قضية الخلاص الديانتان هاتان وقد تشابهت . الموروثة من هذه الخطيئة
الخطيئة وكيفية التخلص صثكلة نثصأت ففي اليهودية والمسيحية ؟ علة الخطيئة رغم اختلاف
تحقيق الخلاص ل!نسان الذي وظيفته حيث تطورت عقيدة الخلاص والمسيح المخلص منها؟
الإنساني والشقاء المعاناة مشكلة فقد سيطرت ، والبوذية والجينية أما في الهندوسية . الخطيئة من
كل واحدة من فقد حددت ثمّ ومن الثسقاء؟ وذلك المعاناة الإنسان من هذه أن يتخلص وضرورة
الإسلام فليس أما . فهي جميعا ديانات خلاصية ذلك وعلى . الديانات طريقها للخلاص هذه
بل هو ، بذنب فيه لم يولد محملا إن الإنسان . فيه للإنسان مشكلة توجد لا لأنه دينا خلاصيا
بهذا نال الله إلى تقرب وكلما . الدينية الطاعة والالتزام بالشعائر عباد الله الذين عليهم من عبد
الإسلام بهذا الصدد مصطلحات يستخدم ولذلك ، لاقى العقاب ذلك وكلما خالف ، الثواب
فلا ذلك وعلى إ، الفلاح 9 و وأالفوزأ ا "النجاة : الخلا ص" مثل مصطلح 9 عن مصطلح مختلفة
لتحقيق ؟ من الأفعال بل يوجد مبدأ المسئولية الشخصية ، من الخطيئة ل!سلام يوجد مخلص
أفعال الخير من الاَخر على الجانب وبالإكثار والشرور، عن المعاصي بالبعد النجاة والفوز
والمتكلمين الفقهاء جدلا واسعا بين شك بلا في الإسلام قد لاقت الخير والشر إن مشكلة
قضية القدر حول من حديث بها بقضية "الجبر والاختيار! وما ارتبط والفلاسفة فيما عرف
يتعلق بالمَكليف فيما بالبشر الله علاقة الأفعال وقضية وخلق الإرادة وقضية حرية ، خيره وشره
اَيات القرآن ذاتها وكم كانت . بالقضايا السابقة وعلاقتهما الأخرويين والعقاب والثواب
الكريمة: الاَية نذكر منها لمناقشة هذه القضية دافعا لهؤلاء الفقهاء والمتكلمين والفلاسفة
ht
tp
://
ww
w.
al-m .692 ص ، السابق المرجع نفس : خليفة حسن انظر :د .محمد () 1
ak
ta
be
h. .124 ص هامش ، السابق نصار :نفس المرجع عصمت : وكذلك
co
m
702.
الدين ملسطه الى -د ي ل مدح
ht
tp
://
ww
w.
a l-m
الكريمة والاَية تُزجَعُونَ"(،)1 !إلَيْنَا بِاَلمثعزِوَاَجميزِفِتنَةَ وَنَتلُوكُم اتمَؤتِ ذَآ!قَةُ نَفسو
a
kt
!حُ!
ab
eh
.c
om
الآية وكذلك تَغلَمُوتَأ(،)2 وَأنتُزلَا يَغلَمُ وَاَللهُ فكُثم شَ!4 وَهُوَ شَئا تُحِبوأ أن ةوَعَسَئ
وبالطبع ْ)3 رَشَدا)( رَ!غ بِهِتم ارَادَ اش آلأزضِ فِى ارِددَ بِمَن أيثَو نَذرِئ لَا إوَانا : الكريمة
قد عصى البداية من إنه حيث ؟ للشر في الإسلام ف!ن إبلي!ى أو الشيطان يلعب دورا هاما كمصدر
لمؤمنين ا لبشر ا من آيات تحض وكم ، وصفه حسب لمكانة والخلقة ا لأقل منه في ا بالبشر ربه وتربص
اَجمظ سِ)4(، إآتوَشوَاسِ فهو ، اللعين هذا الإبليس ومن الرجيم هذا الشيطان الاستعاذة من على
طريق الشر. طريق الخير ويدفعهم دفعا إلى سلوك البشر في سلوك يشكك ما دائما الذي
بالخطورة التي كانت عيها والصمر في نظر الإسلام لم تكن مع كل ذلك الخير إن قضية
ف!ن أراد ، إرادة الإنسان على تتوقف قلنا كما لأن المسألة في الإسلام ؟ في اليهودية والمسيحية
فعل تلين نحو لا ب!رادة الشعائر بعقيدته وقرأ قرآنه ومارس بالله وتمسك استعاذ قهر الث!يطان
الشيطان وسيتعد تأثير حتما من وهو بهذا سينجو . والمحرمات الخيرات والبعد عن السيئات
والمقيم للشعائر، للقراَن الإنسان المتعبد ،القارئ على سلطان لا حيث . طريقه ويهزمه عن
على مَن يتوكل إن وَ!لَا،)3(، ُ5 فَاتخِذْ هُوَ الا إِلَهَ :ألَآ والعدل الحق الله إلا سلطان سلطان لا
فمن: . عليه أي سلطان أو لإبيس وكيله ولا يكون للشيطان الله يكون أفعاله الله ويتقيه في
عه "َ ءَ، عه يَ
وَاؤلبكَ همُ اللَّهِ يُرِيدُونَ وَتجهَ لِلذِيفَ خَيرُ و أذَالِكَ .)6( ، فلهُو خَيْرمِّ!ا جَاَءَ بِاَلحَسَنَةِ ة
و إذَالِكَ > ()8 وَعَكَ رَ!تم !تَوَممونَ! ءَامَنُوأ لِلذِفىَ خَثروَاتقَى الدهِ عِدَ وةوَمَا الْمُقلِحُونَ"(،)7
802
ال!مل ال!اعللل
إوَلَؤ ا!،تم فَعَلُوأ لَهُم.)2(،و خَقرُا لَ! نَ اَلْحِتنب اهْلُ ءَامَفَ خَمرلًكُزوَاطهَرُ*.)1(،وإوَلَؤ
والتماسه تتبع طريقه إذا لإنسان ا وبيد الله فالخير من رؤية القرآن نفسه للخير والشر، هي تلك
طريق الإيمان وتتبع خطوات عن تنكب التي الشر فهو من ذات الإنسان أما . بالعبادة والتقوى
تِجدُوهُ خَقم ئِن لأنفُسِكُر تُقَذِمُوا وَمَا ،)4(،وة ثتم يَكُ خَترا يَتُوبُوا :إفَ!ن ذلك .ومع الشيطان
ف!ن عام وبوجه يَرَهُوأ(،)6 شَوا ذَوةٍ مِثقَالَ !غمَل أتجرم "(،)5إوَمَن وَأعْظَمَ خَئرا آلثهِ هُوَ عِندَ
ئِق خَز لأَناُلسِكُر وَمَا تُقَذِمُوأ اَثبرلةِ"(،)7ة خَترُ ! اؤلبكَ لصبخَتِ اَ وَ!لُوا ءَامَنُوا إالذِينَ
بِاَثمَغزوفِ ةوًيأمُرُوتَ : لمن الخير ان الخيركل وَاغظَمَ أتجرم إ(.)8 خَترا هُوَ اَللَّهِ عِندَ تحدُوهُ
آقضَيزتُ لَهُمُ ف!ن :ةوَاؤلبر وبالطبع (.)9 اَقخَئزتِ! فِى عَنِ آتمُنكَرِ وَلُسَرعُوتَ وًينهَوْنَ
الْخَئزت فِى يُسَرعُوتَ ةصانُوا لأنهم إلا ذلك وما اَتمُقلِحُو "()01 هُمُ وَاؤلبكَ
سَبِقُونَ.)12(، لَمَا وَهُتم آخمئزت فِى إيُسَرعُونَ كانوا أنهم كما ،)11(9 وَرَهَبَا وًيذعُونَنَا رَغَبا
الفقهاء والمتكلمين والفلاسفة حول وفرق بين طوائف فمهما كان الخلاف ذلك وعلى
تلك النصوص ف!ن رؤية الإسلام من خلال الجبر والاختيارأ، 9 الخير والثمر في ضوء قضية
ht
tp . 88 : ) التوبة
://
ww
w.
al-m
.09 ) الأنبياء:
ak
ta
be .61 : ) المؤمنون
h.
co
m
902 +
الديل هلس!ه إلىعدح ل حهديد
ht
tp
://
ww
w.
ف!ن هؤلاء أفعالهم أقدار البشر وحدد حفظ أن اللوح المحفوظ الرغم من إذ على al
واضحة
، -m ؟
ak
ta
be
فضلا عليهم القدر، الذي سجله هذه الحياة لم يكونوا يعلمون بهذا وجودهم في البشر حال h.
co
m
عليهم ومن ثئم حق . فشر إن خيرا فخير !ان شرا الواعية أنهم اكتسبوا أفعالهم ب!رادتهم عن
وبالتوبة يمكن . أخطأ لمن التوبة مفتوح ف!ن باب إبليس غواية الشيطان ورغم ، والعقاب الثواب
ذافي أو من هذا الذنب يخلصه مَن دون حاجة لمساعدة لأي إنسان أخطأ أن يعود إلى جادة الصواب
ينتظر ما دائما وهو الذي ، دعاه إذا المضطر من حبل الوريد ،وهو الذي يجيب إليه لأن الله أقرب
يَتُوبَ عَلَيتحُثم ،)1(، ان يُرِيدُ وَاَدلهُ ة من أحد، وساطة دون من عباده هذه التوية فيغفر لهم ذنويهم
إوَمَن تَابَ وَعَمِلَ صبحًا عَلَط "(،)2 يَتُوبُ اَلئهَ فَ!ت وَأضلَحَ ةفَمَن تَابَ مِن بَغدِ ظُقِصِ
يَتُوبُوأ ظَن وة (.)4 وَاَتمُؤمِصهة اَتمُؤمِنِنَ عَلَى اَلثهُ مَتَائاأ( ،)3أوَ-صتُوبَ اللَّهِ الَى !تُوبُ فَ!نهُر
وةوَتُوبُؤأ بخَهَ!أ(،)6 اَلشؤءَ يَغمَلُونَ لِلذِيفَ اَللَّهِ عَلَى اَلتؤبَةُ و"اِنمَا ). (5 4 !تم خَترا يَكُ
وهكذا تجد الإسلام في معالجته لقضية الخير والشر معالجة واعية بمعني الخير والشر ،واعية
الموت أن يتوبوا لحظة وحتى لأتباعه ومع ذلك يفتح الاسلام الطريق ، منه الشر محذرة بأصل
طالما كان به ظن عبده عند حسن دائما والله ارتكبوها، أو شرور عن أي ذنوب الله وش!تغفروا
الرحِمُ.)8( ، القرآنية هو إاَقوابُ الاَيات عشرات بنص الله لأن ؟ استغفاره وتوبته توبة صادقة
) 12 آية : الحجرات ( - ) 1 1 8 - 401 آية : (التوبة - ) 016 ، 128 54c ،37 اَية : البقرة (
. )3 اَية : النصر ( ) - 16 آية : لنساء ا ( -
+021
ال!مل ال!اعللل
عنه وسلوك بالبُعد إيمانهم كابتلاء للمؤمنين حتى يصدق إلا إن الشر لم يوجد في الإسلام
وفي . قلنا كما مصراعيه على العودة إلى الله مفتوح فطريق أخطأ ومن . الدوام الخير على طريق
-هو في واقع الحال -دافع إلى الخير ومرشد لأنه خير الله عند إنما نظنه شرا ما اعتقادي ان كل
والاَثام الشرور هذه انكشفت لنعرفها ونتجنبها وقد لا إ العالم في لم توجد إن الشرور . إلى طريقه
ليحيا حياة ؟ إلا اتباع أوامر الله ورسوله المؤمن فلم يعد أمام الإنسان ثمّ ومن . الله عنه فيما نهى
نهى عنه، ما وعليه في ذات الوقت أن يبتعد عن كل . الثواب الإيمان والتقوى والخير ويلقى كل
القدامى، كما قال الفلاسفة بأضدادها الأشياء تعرف كانت دهاذا . والاَثام الشرور هذا تكمن ففي
الشر قد وطريق ، ورسوله الله في أوامر الخير قد اتضح الشر .ومادام طريق ف!ن الخير ضده
في على ذلك الحلال بتن والحرام بتن كما اصطلح فقد أصبح . ورسوله الله بنواهي اتضح
تشابه عليه، لو أن يحذر طريق الحرام حتى إلا وما على المرء المؤمن . الدين الإسلامي الحنيف
ليكون من المتقين الناجين الذين يلقون الثواب العظيم في ؟ بفعل الخيرات الله إلى وأن يتقرب
فلاسفة الدين طوال العصور الوسطى الشر في العالم لدى معظم علاج مشكلة وقد تواصل
لكن كان من أبرز هؤلاء :مونتاني وفولتير وكانط وهيجل. ، النهضة وعصر
في في عام 2915م ،فقد كان من أوائل الشكاك أما مونتاني الذي ولد في عام 1533م ومات
بيرون وحتى عصره ، منذ الارتيابِن والث!كاك وافق على معظم حجج حيث ! العصر الحديث
إلى عقائد الشك وقد مد ذلك . الشاكة في قيمة العقل وقيمة الحواس فقد وافقهم على حججهم
وبذات الطريقة جميعهم البشر يحكمون بأن الزعم ذلك والشر ،وحارب الخير الناس حول
هو والشر حيث حيث الخير ويرون جميعهم ، وعلى ما هو غير صحيح على ما هو صحيح
فما يقال عن الشرائع التي ، التاريخ ولم يقرءوا هو حولهم ما يلتفتون إلى لا هو ،وأكد أن هؤلاء
تصدر لا صادرة عن طبيعة الأشياء هي إنها والتي نقول عنها ، البشر والضمير الإنساني يتبناها
؟! وينتقل من تلك السخرية إلى السخرية من الإنسان الملحد كما يفكر هذا ايإنسان المتغطرس
يكون لا وأن ما لا يطابق أفكاره كل شيء يعرف بأنه الظن الأجوف الذي يأتي إلحاده من ذلك
()1 صحيحا.
في الشر موجود اْن بما : الملحد يبدو حينما يقول لدى الظن الأجوف هذا وأول ظواهر
إيجاد لله فلم يكن ممكنا شيء لا عن شيء صدور يمكن لا أنه وبما ليس بموجود، فالله ، العالم
"الادعاء الجنوني من بأنه المتغطرسين الملحدين هؤلاء ويرد مونتاني على . مادة غير من الكون
في أيدينا مفاتيح أحكامه الله هل وضع إذ . نراه يوافق تفكيرنا. لا كل ما بالمستحيل أن نصم
ترفع التي مونتاني -من سنبلة الحنطة الملحد أن يتخذ -فيما يضيف إن على ! ؟ وأدلة قدرته
وأن يحذر تهور عقله ، عبء جهله تحت ينسحق وهىِ ممتلئة أن وتخفضه فاركة رأسها وهي
الجامح "(.)2
وقد استخدمها ، مونتاني فلسفة اللاذعة هي من سمات والسخرية والتشكيك النقد إن هذا
في وجود تكئة للتثكيك العالم الشر في من وجود للرد على هؤلاء الملحدين الذين يتخذون
هؤلاء البشر فبدلا من المتهافت أحد أمراض وراء الفضول مونتاني أن الركض اعتبر ولقد . الله
ومن ؟ يملكون لا ما وراء يسعون ، التي لديهم بالخيرات إلى الراحة والتمتع بسلام أن يخلدوا
الو كان حكيما لثفن بأنه الإنسان عموما فهو ينصح هنا ومن . في كل شيء بأنفسهم يزجون ثمّ
حاول حينما وكذلك ، السابقة بالعبارة قال إلى أبيقور حينما الفلاسفة إن مونتاني كان أقرب
حينما قال بأننا ، والاَلام الشرور ما تعانيه أنفسنا من الأبيقورية في علاج أ "الروشتة من أن يستفيد
السلام في داخلنا ،ولنحذر في ذات نريد أن نذوق طعم كنا ميولنا وأهواءنا إن أن ننظم يجب
من لنا تتهيأ باللذة حينما الاستمتاع لنا تتيح فرصة أية ولا نمنع أنفسنا من ، الباطل التقشف الوقت
لكن في وسعنا ، نلغيه في وسعنا أن شر وليس الألم يقر كأبيقور بأن إنه غير أن تكون ضارة بأحد.
212
الععل الثامللل
أيضا ( .)1وهو والاحتمال وبالصبر في تقبله بالابتسام وأن نجتهد ، منه أن لا نبالغ في الخوف
ويعتبر أن الذين يتألمون ويضطربون ، عنه الحديث يتألم إزاء ولا الموت يخشى لا كاْبيقور
الذهاب رفقتهم (.)2 منه بلهاء؟ لأن الواقع أن اَلاف البشر يموتون كل يوم ولا ينبغي ان نخشى
ومع ذلك فهو يدعو . الله ولا ينسبها إلى من شرور العالم في ما يخشى لا ف!ن مونتاني وببساطة
الإنسان لأن يتشبه فيها يسعى لا الطبيعة البشرية المعتدلة التي إنسانية تستند على إلى فلسفة
هنا فقد ( .)3ومن ومحبوبة إلى أن يحيا حياة حلوة يسعى إنه . فيها بالبهائم ولا أن يتشبه ، بالملائكة
بأن مونتاني قد -وبرر ذلك أندريه كريسون تعبير -على حد وثنيا مائة بالمائة عد مونتاني ملحدا
منها ،وأن لديه تحذرنا الديانة المسيحية التي ما برحت إلى الثقة الكاملة بالطبيعة البشرية دعى
عن العقيدة البعيدة هذه الأفكار مثلا على وضرب ، بصلة إلى العقيدة الكاثوليكية تمت لا أفكارا
أي بعد مونتاني ؟ م الشهير الذي ولد عام 4916 التنوير عصر أن فولتير فيلسوف والطريف
بل الساخرة وأسلوبه الت!ثكيكي، في روحه وخاصة قاله مما الكثير بقرن كامل يكاد ي!فق معه في
في عليه بأن اسلوبه الثمكي وعباراته التي استخدمها في ذلك كانت أكثر قوة ووضوحا زاد ربما
إذ ؟ السيد المسيح الكنيسة باسم فيما يردده زعماء فهو يتشكك ، منه عما يريد السخرية الكشف
.)5(". . الأصلية الخطيئة أجتث كي وسأموت لقد جئت : اْناجيله لم يقل مطلقا في المسيح ! أن يرى
ولا يجب يمكن لا 9 بل يعود ليقول إنه ، من زعماء الكنيسة عند حد السخرية يتوقف لا وهو
، والكذب السخافات من نسيج فالدين المسيحي . وعقائدها الاعتقاد بأساطير المسيحية
إ(.)6 أإ الإلهية البلاهة 9 العالم نفسه إلا إذا أبقى في أن يدافع عن ولا يمكن
ht
tp الدين، محي :د .صباح ،ترجمة حياته -آثاره - - اندريه كريسون ( ) 5نقلا عن
:// فلسفته :فولتير :
ww
w.
a l-m . 5 أ ص أم ، 849 ، ببيروت عويدات منشورات
ak
ta
be (6
h. . 53 - 52 ص ، المرجع عن نفس نقلا )
co
m
213+
هلس!ة الديل الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
فهو يرى أن الإلحاد ملحدا قد أصبح أنه وزعماء الكنيسة ينتقد المسيحية أنه معنى وليس l- m
ak
ta
be
أ(.)1 إحا لات المعاكس الرأي إلا أن في ، الله صعوبات بوجود القائل إذ أإن في الرأي ؟ h.cجنون
om
يظن أنه لغزا مطبقا ،والملحد لهذا السبب شيئا والعالم معه يصبح يفسر لا رأيه فالإلحاد في
مرة لأنه ؟ مرتين شيئا .فهو في رأي فولتير جاهل يعرف لا وهو في واقع الحال كل شيء يعرف
معارفه (.)2 حدود لأنه لا يدرك ومرة ، ما يؤكده لا يعرف
خلق وباْنه بأن الله موجود فهو مؤمن " الطبيعي دعاة "الدين طريقة بالله على يؤمن فولتير إن
تم الخلق. كيف تصور إمكاننا ليس في بأنه وإن كان يقر ، العالم منذ الأزل
الشر ،ويؤكد عن مشكلة فولتير هذا الإيمان الذي لم يخلُ من التساؤل يتحدث وفي ضوء
باعتباره الله وجود الذين يؤكدون حتى لأنه الملحد ملحدا؟ جعلت التي هي أنها على البداية في
يفعل وما ما لماذا يفعل يعرف الإله إلى القول بأن هذا مضطرون يثيب ويعاقب الخالق الذي
يمكنهم أن يقولوا ذلك وهم إذن فكيف فولتير: عند وهنا يكون السؤال ! الذي خلق العالم هو
الظلم وخاصة ، والعذاب المعنوي ، والألم الجسماني ، المخلوقات يرون في كل مكان نواقص
في جميع الحياة لم ينفخ في الله يبدو أن حتى إن منظر الكون مخيف ويقول مثككا: ! والجرائم
ونحن ، والعدل والطيبة في هذا الكون بعضها بعضا ،فأين الحكمة لكي يفترس إلا المخلوقات
اراد أن يتحاشى أنه دماما ، ولم يرد ذلك الشر أن يتحاشى كان باستطاعته الله أن إما : أمام أمرين
وفي الحالة ! ؟ وعادل أن نقول إنه طيب يمكن هل : الحالة الأولى ؟! وفي الشر ولم يستطع
!()3 قادر على كل شيء؟ بأنه القول هل يمكن : الثانية
جواب اإن إعطاء : الجميع يريح فولتير الذي يقول ، القارئ مداه لدى ال!ثمك أن يصل وقبل
وفي كل الأحوال فليس في إمكاناتنا، جميعا ،ويرد على مسألة الشر لأمر فوق بالمسالْل يحيط
توسخ نجد دما وقاذورات ؟ لأننا وهو الكون اْلا البديع منظم لهذا القصر الإمكان إنكار وجود
أدراجه أ(.)4
+ 214
الممل ال!امللل
لدى وخاصة هذه الأهمية التي اكتسبتها قضية الشر في الفلسفة الحديثة قبل كانط ولعل
فلاسفة فيلسوف جعل ما هو ، الملاحدة ومَن يقفون على أعتاب الإلحاد من أتباع الدين الطبيعي
لمنامة هذه " العقل مجرد الدين في حدود 9 كتابه جُل إيمانويل كانط يخصص العصر الحديث
التي له ذلك دون أدنى عناء .فالأطروحات هذا الكتاب يتضح فهرس ومَن ينظر في ، القضية
الشر في هذه الأطروحة حول يتحدث ثئم بجوار مبدأ الخير؟ ومن أ -أن مبدأ الشر ساكن
السيادة على الإنسان . -2أن ثمة صراعا بين مبدأ الخير ومبدأ الشر من أجل
إلى الشر في النزوع كانط في مطلع حديثه عن الأطروحة الأولى بالحديث عن ويفاجئنا
من هذا النزوع نحو الشر في الطبيعة الإنسانية مؤكدا على أن ثمة ثلاث درجات الإنسانية الطبيعة
أيضا بوهن ما يسميه هو وهذا ، العامة في اتباع المسلما! البشري القلب يتعلق بضعف : أولها
مع الأخلاقية حتى الدوافع غير الأخلاقية إلى خلط يتعلق بالنزوع : وثانيها . الإنسانية الطبيعة
النزوع وثالثها: . الخير ،بمعنى عدم صفاء القلب مسلمات وتحت نية عن حسن ذلك حدث لىان
ف!ن ( .)1وبالطبع البشري أو القلب الإنسانية الطبيعة خبث القبيحة بمعنى إلى القبول بالمسلمات
في للخير الأصلي الاستعداد كانط فيما يرى يلغي لا هذا النزوع إلى الثمر في الطبيعة الإنسانية
ن أ بالطبع نعني شرير بأن الإنسان القائلين مع نقول حينما فنحن الطبيعة الإنسانية ( .)2ولذلك
النزوع نحو الانحراف وهذا ، مسلماته عنه في ينحرف ، بالقانون الخلقي وعيه هذا الإنسان رغم
ht
tp للنشر والتوفيع ،الكويت، جداول ، المسكين فتحي ترجمة ، العقل مجرد الدين في حدود : ( )1كانط
://
ww
w.
al-m ص .97 ، 92 - VI- II)،
)1202r
ak
ta
be ص .74 ،)IV
(- 26 نفس المصدر، انظر:
h. () 2
co
m
215+
هلس!ه الديل )لى !ديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
"شرير هو أيضا " خيّر بالطبع أنه كما يعني أن الإنسان المعرفة بالقانون الخلقي رغم الشر إلى al
9
-m
ak
ta
be
h.
؟؟ ؟ أ؟ ا ! ؟ !بم . " بالطبع co
m
في الفرق يكمن اْن ينبغي لا خئرا أو شريرا، الإنسان كان إذا بما المتعلق الفرق ؤ هنا ف!ن ومن
للاَخر .وبالتالي ف!ن الإنسان شرطا أي منهما هو سيتخذه : التبعية بل في نوع "، بين الدوافع
في مسلماته؟ بها عند القبول النظام الأخلاقي للدوافع يقلب بأنه فقط هو شرير ) الأفضل (حتى
نزوعا طبيعيا إلى الإنسان فإن في الطبيعة الإنسانية في إلى ذلك نزوع إذا ما كان يوجد ثتم ومن
عليه أمرا التغلب ينبغي ةأن يكون فهذا نزوع ذلك ومع . " جذرى هو شر .إن هذا الشر . الشر
انحراف الأرجح خبيثا ..بل هو على ليس الإنسانية فإن "الطابع الشرير للطبيعة ولذلك . ممكناا
الطبيعة هشاشة لأنه ينشأ عن . . بعامة مع إرادة خيرة في توافق أن يوجد يمكن وهذا . . في القلب
بجوار بعضهما يسكنان الخير والشر اْن هي أن كانط يرى الاَن حتى والخلاصة إ(.)1 الإنسانية
خبثا مطلقا، ليس لذا ف!ن الشر . للبشر النزوع الطبيعي فهما إذن من ، الطبيعة الإنسانية داخل
. . الأخلاقية باعثا ودافعا للاختيار الحر والمسئولية ربما تكون الإنسان لىانما هو إمكانية داخل
بوصفه 1 الأجيال الشر الخلقي عند الإنسان وفي كل كانط نسبة أصل وفي هذا الإطار يرفض
إن اكل فعل قبيح ينبغي متى بحثنا عن أصله إ()2؟ إذ الأول اَبائنا من الوراثة عبر إلينا شيئا وصل
فمهما ، البراءة الإنسان مباشرة انطلاقا من حال له تعرض كأنما هو شيء إليه في العقل أن ينظر
خارجة، اْم فيه موجودة كانت سواء فيه ، العلل الطبيعية المؤثرة كانت ومهما ، السابق كان سلوكه
أن يتم دالْما وينبغي يمكن بحيث ؟ العلل تلك بأي من متعينا ف!ن فعله مع ذلك فعل حر ،وليس
لاستعمال حرية الإنسان في البداية هو عند كانط نقطة قلنا إن النزوع الطبيعي للشر إذن كما
طبقا لمبدأ الواجب الإنسانية للأخلاق أصيلا يؤسس إراديا فعلا فعله للخير الاختيار حتى يكون
العبارة الأخيرة لكانط هذه الخطيئة "( .)4وفي بل من ، الحرية إن !بداية الشر لتنبثق من . الأخلاقي
.69 ص ، )41-42 + ( ، نفسه ) (4
216
المعل الخامللل
آدم في وقوع وكأن ، له لاَدم نتيجة انحدار إغواء الشيطان الأولى العقلي للخطيئة تبريره يتضح
وكان نتيجة اختياره أو ميله ، مق تجانب أ (الشيطان الخطيثة كان نتيجة هذا المؤثر الخارجي
آخر .إن المسألة إذن في نظر كانط لم تكن مساْلة وراثة لدى كل البشر وتبعية من جانب للغواية
مسئولية المرء دائما أن يتحمل البداية اختيار ،وعلى لأن الأمر من ؟ فيها آدم وقع التي للخطيئة
اختياره العقلي.
من الحرية ينبثق فكرنا في أن هذا الشر من الخير إلى الشر متى "إن السقوط : كانط يقول
إمكانية هذا الأخير هو أمر دمان من الشر إلى الخير، أمر لي! بأيسر في الفهم من النهوض هو
أن نصبح يجب نحن : القائل لأمر ا ف!ن ، النظر عن هذا السقوط بصرف ، فيه الجدال يمكن لا
ينبغي علينا فإنه شيئا .وبالتالي هو مع ذلك يرن في أنفسنا دون أن يفقد من شدته أناسا أفضل
اكتسابا ذلك أيضا .إن إعادة الاستعداد الأصلي للخير في أنفسنا هي بذلك ليست . أن نسظيع
نحن ، أن هذا الدافع الذي يتمثل في احترام القانون الخلقي نحو الخير ،وذلك لدافع مفقود
جديدإ(.)1 من أبدا أن نكتسبه فلن نستطيع ممكنا ذلك يمكننا أن نفقده أبدا ،ولو كان لا
أن يحوله إلى خير بما رؤية كانط للشر الأخلاقي الذي ينبغي ل!نسان تلك إذن هي خلاصة
فهما بين الخير والشر، الإنسانية الطبيعة في جدلية للخير .إن ثمة علاقة أن لديه الطبيعة الأصيلة
بسلوكه الارتقاء إمكانية القانون الخلقي بموجب الإنسان فلدى ثتم ومن . طبيعة الإنسان معا من
إن . طبيعة خترة الشر ب!يقاظ ما بذاته من في السقوط دائما ،لديه إمكانية النجاة من الأفضل نحو
ما القوة من هي "التي تمنحه لأنها ؟ الأخلاقي القداسة الحقيقية عند كانط هي فكرة الواجب
لإيقاظ النوايا "وسيلة وهي "، عليه احترام واجبه أن يفرضها التي يمكن التضحيات به يحتمل
والشر طريق كانط رغم اختلافاته الخير هيجل في رفشه للدين عموما ولقضية وقد واصل
معه. الكثيرة
ht
tp
://
ww
w.
al-m . 101 - 001 (( ،)45-46 7ص ، نفسه ) 1 (
ak
ta
be . 601 ص )5 (* نفسه
h. ، 0 ، () 2
co
m
217.
هلس!ة الدين الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
ارتبطت رؤيته الدينية حيث ؟ والاتساع للقضية بالشمول معالجة هيجل وبالطبع فقد تميزت l-m
ak
ta
فهو يعرف ؟ والميتافيزيقية المنطقية بل وحتى ، برؤيته المعرفية والسياسية الخير والشر behلقضية
.c
om
مع الإرادة الإرادة لتصور وحده الفكرة بوصفها الخير هو 9 : بقوله فلسفهَ الحق الخير في اْصول
مع إرادة الفرد الجزئية الكلية للإرادة الفكرة الشاملة بالفكرة هنا ،تلك "( .)1والمقصود الجزئية
والماهية أ( .)2وفيما الوجود احقيقة تمثل عند هيجل أن الفكرة الشاملة والمعروف . اَن معا في
فالله . هذه الفكرة الشاملة بوجودها يرى أن المسيحية قد حققت يتعلق بفلسفة الدين ف!ن هيجل
الكلية الإرادة الجزئية مع هذه ما تتوافق إرادة الفرد وبقدر ، الخيّرة الكلية الإرادة تلك يمثل
أيضا في ما يعبر عنه هيجل وهذا . الأفضل المصير وتضمن ماهية وجودها الخيرة بقدر ما تحقق
قيمة بالنسبة ل!رادة الذاتية ماله هو يقول إن !الخير والخير وحده حيث !؟ الحق فلسفة أصول !
والتقدير" النية الخير في مع اتفاقها من حيث إلا قيمة لها ولا كرامة لا الذاتية الإرادة وهذه
خيرا ،وأن الفعل بوصفه تراه سوف صحيحا عليه بوصفه تتعرف ما الذاتية هو أن الإرادة حق 9 و
شر، أو خطأ ،خير أو حق أنه على إليها ينسب في الموضوعية الخارجية سوف هدفها يدخل
)(ر). طبقا لمعرفتها للقيمة التي للفعل في موضوعيته غير مشروع اْو مشروع
وخاصة ، للأديان على تحليله هو خير في علاقته لما هو شر لما هذه الرؤية لقد طبق هيجل
ذلك أن الخير الكلي يقترن القدماء ،فأكد بصدد الفرس ديانة هي التي ديانة النور عليه ما أطلق
إن : هيجل يقول للبشر. الخير بالنسبة ماذا عن ولكن ذاتها. بالكلية يقزن ، الجوهرية بالوحدة
ما . نفسه السؤال وهنا يطرح . خئرة مقاصد لديهم إن البشر . . بعدة طرق استخدامه الخير يمكن
مع (الشر) على نحو لكنه في حرب ) "إن الخير هو في الحقيقة (الحق )( ،القوي . الخير؟. هو
ن أ على الشر يجب أنه ومن الحق . منتصبا ضده وبظل ، كمبدأ مطلق (الشر) ضده به ينتصب
، م بالقاهرة 6991 ، مدبولي ،ميهبة إمام عبدالفتاح د .إمام : ،ترجمة الحق فلسفة :أصول هيجل ()1
782vo.
مدبولي مكتبة ، إمام د .إمام عبدالفتاح : ترجمة ، الثاني المجلد - الفلسفية العلوم موسوعة : هيجل ()2
.268 ص ، العربية الترجمة ،)132 - (131 إليه الاشارة سبق ، فلسفة الحق أصول : ( )3هيجل
العرية: ،الترجمة الحرية وديانة ،ديانة الطبيعة الرابعة الدين ،الحلقة فلسفة محاضرا! : هيجل ()4
. 69 - 59 ص ، م 3002 ، بالقاهرة مكتبة دار الحكمة عبد المنعم مجاهد، مجاهد
21 A
ال!مل ال!امللل
وهو ، والقوة الحق فالخير هو الخير والشر، ثنائية موقفه الحقيقي من بيان هنا يبدأ هيجل
قهر يجب إذ الشر ،ومن الحق أن ينتصر الخير على الشر؟ الثاني المبدأ حربه ضد في ينتصب
ويقر بأن كليهما موجود، ، باللامتناهي بينما الشر الخير بالمتناهي هيجل ويصف . !ازالته الشر
مبدأ واحد ،قوة واحدة ، "إلا -ليس -عند هيجل الله مع أن بوجوده وهذا يعني أن الشر مسموح
وجودا الشر ليس إذن وجود "(.)1 مستقل وجود له ف!ن الشر ليس ولهذا السبب ؟ المتناهي
ويبدو ، الخير المطلق الإله المتناهي المحدد هو فقط وجود بل إن الوجود الجوهري جوهريا،
ويمثل وجها فيه الكلي للخير ،بل هو كامن هذا الوجود خارج أن الشر ليس موجودا مستقلا
له. آخر
ففي . أ ضده ينتصب فالنور اله ظلام ، بعلاقة النور بالظلام علاقة الخير والشر، هيجل ويثبه
جنبا إلى وسلبه "النور أي أن ؟ منفصلتين الواحدة عن الأخرى الطيعة نجد هاتين الخاصيتين
الظلام "(.)2 هو القوة التي تمحو الحقيمَة في النور رغم أن جنب
الذي يذكرنا ) (أي الظلام وسلبه النور بين وما نجده في الطبيعة على هذا النحو من تداخل
ما إن أقول مبهلِمُونَ .)3(9 هُم فَ!ذَا الهَارَ مِنهُ لهُمُ اَثيلُ نَشلَخُ إوَءَايَة : الاَية القرآنية بهذه
في الإله هو إذ إن "هذا التحدد : الإله في موجود أنه هيجل هذا النحو يرى في الطبيعة على نجده
تجريده -هو التناقض مع ذاته. والذي -بسبب ، العنصر الذي له أهمية زال بعد ذلك ما نفسه
.. تنقسم لا التي الوحدة هي هذه النور. هو الخير والخير إن النور هو . طوله لديه الثر على لكن
وان كان هذا على نحو ، عليه أن يتغلب مع الشر ،والذي يمكن ، مع الظلام في صراع النور لكن
بينهما، وثمة صراع ، الإله داخل الكل الواحد الذي هو ) (النور والظلام إذن فالخير والشر
فعله إذن فللشر . ضروريا إلا أن هذا ليس الشر، على دائما للتغلب قوة الخير مؤهلة صمان كانت
المطلق الذي هو الخير. بوجود الوجود الأصلي دائما !ان كان يقاس ا-لي في الوجود .ووجوده
ht
tp . 89 )نفسه ،ص
:// (2
ww
w.
al-m . 3 )يسَ7: (3
ak
ta
be
h. .89 ص ، نفسه ()4
co
m
921+
هلس!ة الددل الى حددد مدحل
ht
tp
://
ww
إن .a w
دائما! .إن الخير ليس متناقضا وبظهوره يظهر الشر وهما متعارضان دائما للخير ثمة تجلىl-m
ak
ta
e b
في إلا أولا ،ولا يحدث التناقض بالأحرى عن طريق الشر يتبدى ذلك ولكن ، طبيعته h.cبفضل
om
الشر"(.)1
؟! العالم يأتي الثر إلى الأديان كلها :كيف عنه فلسفات ينشأ السؤال الذي تبحث هنا ومن
فيما وذلك ، أي صعوبة هذا السؤال يشكل لا الزرادشتية الديانة ، بالنسبة لديانة الفرس
من أي طابع خال من شيء نبعا إإن الشر موجود بنفس وجود الخير ،وكلاهما : يقول هيجل
محدد).)2(1
الثمر عن طريق حادثة السقو! تمثيلا تصويريا لأصل فقد قدم الإنجيل ، في المسيحية أما
وحواء في اَدم على هذا النحو :بعد خلق -جرت هيجل يضيف فيما والحكاية - ؟ إثر الخطيئة
فالحية أي حال وعلى . معينة من شجرة ياْكلوا البشر الأوائل أن على الله حرم ) (الفردوس
حينئذٍ عقابا وقّع الله عليهم " .وقد الله مثل تكونون "سوف : بقولها يأكلونها وجعلتهم ضللتهم
ما هو الخير كمثلنا ،فإنه يعرف آدم واحد !انظروا ،لقد أصبح : نفسه ولكنه قال في الوقت شديدا،
ف!ن الإنسان -استنادا إلى ما قاله ، الخاصة الزاوية هذه نظرنا إلى المسألة من هـاذا وما هو الشرإ.
قد حال بينه الله ف!ن هذا يعني أن نظرنا إلى الأمر من جهة أخرى إذا ولكن إلها؟ -قد أصبح الله
()3 ا. طالما قد طرده من الفردوس على هذا الدرب وبنيه هو
في مناقشة هذه هيجل وشمتطرد . للأمر الآلهي اَدم عدو طاعة إنه الشر، ذلك هو إذن أصل
هدية، إنما يمثل لاَدم به الأمر الإلهي صدر الذي تحليله أن هذا الخطر خلال ليؤكد من ، القصة
إن الروح -روح اَدم- . الوقت حرية الفعل في ذات واكتسب آدم الخير والشر، عرف بها وأن
اختيار متعسف لكنه في نظر هيجل الاختيار يرجع الخير والشر، هذه الحرية في وإلى ، حرة
إإن الإنسان في البدء بريء وعاجز، . البراءة في حال حيمئذِ الشر .إن الإنسان كان لارتكاب
هذا فهي ومع ، حرية أي توجد لا الطفل وفي . إليه الخلقية التي تنسب الأعمال لديه وبالتالي
عبدالمنعم مجاهد : ترجمة ، الديانة الروحية - الخامسة الدين ،الحلقة فلسفة محاضرات : ) هيجل (1
. 201 ص ، م 3002 ، بالقاهرة مكتبة دار الكلمة مجاهد،
( )2نفسه.
+ 022
ال!عل ال!اعللل
إن عليه ألا يتجاوز . البراءة إلى مرة أخرى إن عليه أن يصل . ل!نسان إلى الطابع الماهوي تمت
والله يؤكد ، بالله أشبه يصبح إن آدم سوف : البراءة .إن الحية تقول . الأولى حالة الحالة تلك
وهذه هي . الله مع التشابه تشكل التي هو من أن هذه المعرفة هي شهادته هذه الحقيقة ويضيف
العودة إلى على حريصا حينما يظل بالله دائما أن يتشبه لإنسان ا هنا إلى أن على يلمح إن هيجل
فب!مكانه أن يعود إلى حالة البراءة الطفولية، ، بالخطيئة الاثم وتحمل ولو فعل البراءة حتى حالة
أن هنا أن هذه القصة ومغزاها السردي هيجل ويلاحظ . الشمر حالة الخير الذي يرفض وهي
الحق وهي يكون طبيعيا ،وفي هذا نجد ضمنا الفكرة المعبر عنها في اللاهوت ألا "علي الإنسان
الإنسان وعلى ، الطبيعية الحالة في هذه الاستقرار وأن الثمر قائم في . بطبعه شرير أن الإنسان
أن مرة أخرى يجب إن الروح . . إرادته بممارسة ، حريته الحالة بممارسة هذه خارج أن يتقدم
والحرية هي بالضبط ما ، حالة التصالح ترقى وتحرز ذاتها، الوحدة المطلقة داخل وتحرز ترقى
مع ذاتها"(.)2 إلى هذا التصالح ثانية الروح عودة ذاتها، إلى ثانية الروح عودة يتضمن
الروح وتصالح بالهداية منها الخلاص هـامكانية في الخطيئة السقوط يرى أن قصة إن هيجل
في إلا النهائي للقصة لم يوجد المغزى وهذا ، الإنسانية الحرية جوهر تشكل انما ذاتها مع
إن القصة لم تفهم بمعناها التأملي "(.)3 نالت معناها الحق وحدها اففي المسيحية ؟ المسيحية
الصراع بين الخير والشر ،وذلك على تحتوي التي أنها تنبعث من طبيعة الإنسان نفسه على
والذي يكون ، التقي الإنسان على "صورة يحصل حينئذِ حينما ينتصر داخله الخير على الشر،
التفكير إن التقوى يجري ، بل بالأحرى ، حياته الثمر والصراع معه ما عند لحظة ماهوية في فيه
المرحلة تلك ، الدينية في عصره الروح الأخيرة التي دخلتها إلى المرحلة هنا ينقلنا هيجل ومن
"إن الإنسان يدرك : بقوله جوهرها التي يلخص ! ،تلك والحرية عليها "ديانة الإنسان التي يطلق
ht
tp . 601 ص
:// ، نفسه () 2
ww
w.
al-m ( )3نفسه.
ak
ta
be
h. . 701 - 601 ()4نفط ،ص
co
m
221 +
ملس!ه الدين ال حثيد مد!
ht
tp
://
ww
. w
إن الإنسان روح . روحي هو روح والإنسان يقول كل منهما للاَخر :ذلك والإله ، لإله ا نفسه aفي
l-m
ak
ta
e b
في الدين يغض ولكن فيه ، الانفصال وعنصر تناه - وله أيضا -وهذا حق . روح الإله أن ما h.cبمثل
om
?). "( الله في نفسه معرفة تناهيه ؟ لأن معرفته هي النظر عن
الخطيئة بخصوص رغم أنه بوجه عام يقبل العقيدة المسيحية القول إن هيجل وخلاصة
التي يقبل التسليم بالقصة لا إلا أنه ، الخطيئة هذه ورث الذي للانسان الأولى والطبيعة الشريرة
ذاتها من لأن الفكرة الشاملة ؟ الأول قام به الإنسان عرضي أنها نتيجة فعل على الخطيئة تقدم
بما أن لديه الروح لكن ، طبيعي لأنه مخلوق بطبعه ( ،)2وذلك لبيان أن الإنسان شرير تكفي الروح
. الخاص نجفسها نشاطها فمن واجبها أن تكون حرة وأن تحقق ، والتوبة على التصحيح القادرة
هو ما يتبع ويبتعد عنه عندما ، هو جسدي ما ، هو جزئي ما عن الإنسان عندما يتغ فالشر يصدر
أن يكون بل يمكن ، احتمال ليس مجرد الله الإنسان الفرد مع إن تصالح . وما هو روحي كلي
والبعد عن الانجراف وراء الرغبات والثسهوات ، هو روحي باتباع ما واقعا تحققه إرادة الإنسان
الجسمانية.
.223 ص ، إليه الاشارة سبق ، الدين الى فلسفة مدخل : الخشت عثمان انظر :د .محمد () 2
222
الفصل السادس
تمهيد:
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
أ. الإله (من أجل رؤية كل السماء ،لابد من رؤية
إن البصيرة . الأخلاقية من الناحية لتحقيقه نسعى ما كنا كل لنا إن العقل الإلهي قد حقق ا
لأن تحققهما في هذه الحالة يكون خارجيا ؟ بفعل أي قوة من القوى أن تتحققا يمكن لا والإرادة
الإرادة وتحصل ، تكون البصيرة حاضرة ، مكتملا منذ الأزل يكون كل شيء حيث . فقط ولحظيا
كل بل انتصار ابدي حيث ، ولا قلق ولا تردد ولا شك يكون هناك نقص فلا . مرادها على الكلية
، الأنصاري احمد ترجمة ، الديني للفلسفة الجانب : روشى جوزيا
.345 ص ، م 0002 ، بالقاهرة للثقافة الأعلى نشره المجلس
بالمباشرية إنه .. أن تكون الروح الذاتي في لهذا الوحي كيف ، الديني لهذا الشعور كيف "
.. ذاته في توسطا تحتوي التي كل المعرفة ولكنها المباشرية الحقيقة مثل في ) (بالحدس
العلاقة هي المعرفة التي تعبر عن هذه دهان . آخر هو الله وحي!ذٍ يوجد كمعرفة إنني أعيش
فلسفة محاضرات : كتابه في عن الوحي كوسيط هكذا عبر هيجل
عبدالمنعم مجاهد ترجمة ، الدين -فلسفة الثانية الحلقة ، الدين
. 114 ص ، م 2002 ، بالقاهرة مكتبة دار الكلمة مجاهد،
النبوة ترتبط لىانما إلى كون ، بين الحضارات التبادل إلى لا النبوة يرجع ظاهرة إن شمول 9
الزمان وقهرها!. في الإنسان ينزع إلى تجاوز تحديدات خاص بجانب
ht
tp
://
ww التاريخ، الى فلسفة العقائد علم النبوة -من : مبروك د .علي
w.
al-m
ak
ta .57 ص ، أم 399 ، ببيروت التنوير دار
be
h.
co
m
225 +
هلس!ه الددل الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w
على أمر ينطوي وهو إلى إلغاء النبوة نفسها، الحاجة إدراك من لأخير ."alإن النبوة تبلغ كمالها
-m
ا
ak
ta
b
لكي وأن الإنسان . منه يغار مقود إلى ابد على معتمدا بقاء الوجود لاستحالة العميق eh.إدراكها
co
m
على وسائله هو!. النهاية أن يترك ليعتمد في لابد كمال معرفته لنفسه يحصل
226
تمهيد:
بها من وجود وما ارتبط هي قضية الوحي الدين في فلسفة القضايا لعل من أهم وأخطر
الثلاث : المصطلحات إن هذه . بالمعجزات فيما يسمى بالاثنين ما ارتبط وكذلك النبوة والرسل
الدين عموما فلاسفة لدى ينفصم لا ارتباطا بالبعض ارتبط بعضها النبوة والمعجزات ، الوحي
مفهوم فيها هي الديانات التي ظهر لأنها نظرا ؟ الأديان السماوية على وجه الخصوص وفلسفة
وبين المؤمنين بهذه ، والنبي أو الرسول الله بين كان هو الوسيط حيث ؟ واضح الوحي بشكل
طبيعي على أنه هو فوق ما ولما كان البشر عادة ما ينظرون إلى كل . تلك أو الديانة السماوية
ن أ - والحقيقة . للطبيعة أو الخوارق المعجزا! والأنبياء الرسل هؤلاء فقد انتظروا من ، معجزة
بل إن هذا يعد من ، تحدثوا عن الوحي أو المعجزة مَن الأديان السماوية وأتباعها ليسوا هم فقط
كانت شرقية ، أو أخلاقية أو طبيعية أو فلسفية كانت الأديان سماوية بين معظم الأمور المشتركة
منها دائما ينتظرون ألوهية فيما وراء الطبيعة من الاعتقاد فالديانة عادة ما تقوم على . أو غربية
إ؟ ،سواء "المعجزة "النبوة "؟ وما هي "؟ ،وماذا تعني "الوحي ماذا يعني : الاَن والسؤال
السماوية ؟ ! الأديان قبل كان ثمة وحي هل ) أ (
الأديان غير السماوية الثلاث وبين الإبراهيمية قبل بين الأديان السماوية من ميزنا لقد
وقد تم تسجيل الله ، من السماء لأحد رسل أن الأديان السماوية تقوم على وحي على أساس
ht
tp نزلت وحيا على موسى، التوراة في الديانات الئلاث بالكتب المقدسة عرف فيما هذا الوحي
://
ww
w.
aصورتهl-
m وإن اختلفت ، ) (!عِ والقرآن نزلى وحيا على محمد ، نزل وحيا على عيسى والإنجيل
ak
ta
be
h.
co
m
m227
الديل هلس!ه الى حديد ول c
ht
tp
://
ww
w.
دقة تسجيل مدى حول وما ارتبط بذلك من تساؤلات ، بين الديانات الثلاث تسجيله a
وطرق
l-m
ak
ta
e b
مؤرخىِ )1 ف!ن بعض( ذلك ومع . الثلاث والرسل الأنبياء نزل على هؤلاء h.coهذا الوحي الذي
m
الوحي بصورته ولا يقفون عند حدود الدين يتحدثون عن ان ثمة أشكالا مختلفة للوحي فلسفة
والبراهمانية، الفيدية في للوحي بل يتحدثون عن أسلوب ، الثلاثة السامية في الأديان السماوية
في الأديان السماوية كما هو حادث ووسيط ومستقبل وإن لم يكن هذا الوحي على هيئة مرسل
الكون بواسطة الحكماء .بل يقرون إصغاء للحقيقة الأساسية لجوهر دانما على شكل ، الثلاثة
الموجود في بالمعنى " عن (وجود للوحي يكشف ما البراهمانية نصوص توجد في بعض بأنه
الأوبانيشاد نصوص إفالوحي في بعض ؟ والإسلامي اليهودي والمسيحي التفكير الإبراهيمي
عن الإله لرسالة سماوية من عبارة عن استقبا-ل الرسول فيه الوحي ولكن ، ليس إصغاء للحقيقة
ووسيط ومستقبل ليس على هيئة مرسل 9 في نظر هؤلاء تعد وحيا ،ولكن الفيدا إن أسفار
تلقي دانما على شكل ، الإبراهيمية في الديانات السماوية الكتب المقدسة الوحي في مثل
تميزه عن ألوان التي هذا الوحي ومن سمات : الحكماء الملهمين للحقيقة الكوذِ 4عن روحي
شخصية؟ سمات بأية تتسم لا يأتي من كينونة أنه بمعنى ، غير شخصاني وحي أنه الوحي الأخرى
محددة إ(.)3 براهمان لي!ست شخصية وهي العليا لأن الحقيقة الجوهرية
اتصال في هيثة مقاطع كثيرة تدل على وجود به أنصار هذا الرأي بأن أالأوبانيشادأ وشتدل
الرئيسية معالمها كاناأ التي من أوبانيشاد 9 في ما جاء ذلك من ، الاَلهة ما وأحد بين إنسان حوار
الخلود، الراحلة فيما يتعلق بمسألة الأرواح وباما إله عالم دار بين ناسيكتاس الذي الحوار ذلك
كما يفضل ، الأرضية ويفضلها على الخيرات المعرفة الحق وفي هذا الحوار يختار ناسيكتاس
يتكلم ويعطي بأن الإله ا!بر تقطع إشارات توجد أنه كما . . اللذة . الخير على تفوق نظرية
أقواله وكلماته إلها أكبر توجد يعد في (الأوبانيشادأ الذي فمثلا براجاباتي ؟ للاخرين الحقائق
الدين ،دار قباء للثمر والترزيع الى فلسفة :مدخل الخثت عثمان د .محمد هؤلاء: ( )1انظر من
( )2نفسه.
+ 228
ال!كل الساددلل
من أوبانثاد شاندوجيا" 9 في كثيرا جاء ما من ذلك . البراهمة يؤمن حسبما في الأوبانيشاد
نعم هكذا ، براجاباتي تكلم وتارة "هكذا " براجاباتي تكلم هكذا 9 : تارة أقوال يأتي عقبها مباشرة
تكلم .)1(،
نطلق عليه اْن بين ما يمكن التمييز عليها هنا هو ضرورة والحقيقة التي ينبغي أن نؤكد
ومن هذه الرؤى إوحيأ، أنها لىالهاماتهم التي ربما ينظر إليها أصحابها على الحكماء رؤى
ورد لدى بعض فيما وكذلك ، الأقصى في الشرق الفلسفية والأخلاقية الديانات معظم كانت
قبله أورنيوس ومن ، الفيثاغورية والديانة كفيثاغورس إليهم ديانات نسبت سواء ، اليونان فلاسفة
روايات أفلاطون الذي اعتبر -حسب إليهم ديانات كسقراط الأورفية ،أو مَن لم تنسب والديانة
كاهنة معبد ! و"إلهام أ هو من إجني إنما في حياته ما قام به السقراطية -أن كل محاوراته في
عن الأثينيين ! ،فضلا إليه بنبوءة أنه أأحكم ألقت حينما الإصلاحية عليه مهمته التي ألقت دلفي
في ذم الحب الذي يوقفه عن الحديث ذلك ، سقراط أ جني ! عن ورد في محاورة فايدروس ما
يححول ، ايإلهي الإلهام أو الوحي من صور هنا الذي يعد أ ب!شارة من هذا "الجني حينما يتحول
ودياناتهم وبين الأديان السماوية دالهاماتهم الحكماء هؤلاء ينبغي التميز بين رؤى : أقول
الملائكة المكلفين طريق عن لأنبياء والرسل ا "يتلقاه الأديان الإلهي في هذه فالوحي ؟ التوحيدية
بتبليغها الى أقوامهم إ( .)3اما في ليقوموا بدورهم إلى الأنبياء والرسل والتكاليف بتبليغ الوحي
البديل وكان ، النبوة ظاهرة لديهم فلم يكن لأقصى ا في الشرق والأخلاقية الفلسفية الديانات
الجزء الأول ، شرقي من منظور اليونانية تاريخ الفلسفة : كتابنا هؤلاء الفلاسفة في عن ما كتبناه انظر: ()2
م. 2"7 ، الثانية الطبعة ، بالقاهرة والتوزيع والشر للطباعة الحديثة قباء دار لرته ، الثاني والجزء
دار مطر، حلمي أميرة الدكتورة : العربية الترجمة أفايدروس"، محاورة : أفلاطون : كذلك وراجع
من البشر الذين هم أولئك الأشخاص والأنبياء . بالنبوة مرتبطة في اعتقادي مسألة إن الوحي
(بهذا على معرفته وجعلهم بخطابه وفطرهم "وفضلهم ابن خلدون تعبير على حد الله اصطفاهم
..ويدلونهم هدايتهم على ويحرضونهم بمهامهم بينهم وبين عباده يعرفونهم ) وسائل الخطاب
الخوارق من المعارف ويظهره على ألسنتهم من عليهم فيما يلقيه وكان ، النجاة طريق على
ولا بواسطتهم الله من إلا إلى معرفتها سبيل لا البشر التي عن المغيبة الكائنات والأخبار عن
عن الحاضرين غيبة "أن يوجد لهم في حال الوحي خلدون ابن يصص فيما وعلامة هذ الوحي
!انما هي في الحقيقة منهما في شيء، إغماء في رأي العين وليست أو غثي كأنه معهم مع غطيط
ثم ، بالكلية مدارك البشر لهم الخارج عن المناسب استغراق في لقاء الملك الروحاني بإدراكهم
شخص في صورة له من الكلام فيتفهمه ،أو يتمثل دوي بسماع إما ، البثمرية ينزل إلى المدارك
ومن أ(.)3 إليه ما ألقي الحال وقد وعى ثم تنجلي عنه تلك ، الله بما جاء به من عند يخاطبه
الخير والذكاء ومجانبة أيضا "خلق ابن خلدون يضيف فيما والرسل قبل الوحي الأنبياء علامات
إلى الدين علاماتهم دعاؤهم ومن . . العصمة وهذا هو معنى . اْجمع والرجس المذمومات
ومن علاماتهم . . في قومهم حسب وأن يكونوا ذوي . . الصلاة والصدقة والعفاف والعبادة من
من الانسلاخ 9 هي لحظة إنما إن لحظة الوحي إ(.)4 بصدقهم أيضا وقوع الخوارق لهم شاهدة
ما موانع البدن وعوائقه عن إنزههم حيث ؟ الله عليها الأنبياء والرسل فطر فطرة ا ،وهذه البشرية
تلك بها يحاذون التي في غرائزهم من القصد والاستقامة ركب بما لها بالبشرية داموا ملامسين
)نفمه. (1
.73 ص ، تاريخ بدون ، العلمية ببيروت دار الكتب منشورات ، مقدمة ابن خلدون : ( )2ابن خلدون
توجهوا لذا . نحوها. بتلك الوجهة وتسيغ تكشف العبادة طبائعهم رغبة في وركز في الوجهة
دويا كأنه أحدهم فتارة يسمع . . ما يتلقونه الملأ الأعلى وتلقوا في ذلك ب!ثمريتهم عن وانسلخوا
وتارة ، وقد وعاه وفهمه إلا الدوي ينقضي فلا ألقي عليه المعنى الذي منه من الكلام يأخذ رمز
الملك والرجوع إلى يقوله والتلقي من ما يتمثل له الملك الذي يلقي إليه رجلا فيكلمه ويعي
ليس لأنه من لمح البصر؟ بل أقرب ، واحدة يلقى عليه كأنه في لحظة ما المدارك البثرية وفهمه
لأن الوحي في اللغة وحيا سميت ولذلك ، بل كلها تقع جميعا فيظهر كأنها سريعة ، زمان في
المرسلين الأنبياء وبين ؟ غير المرسلين الأنبياء بين ذلك من خلال ولقد ميز ابن خلدون
حالة تمثل الثانية أما الحالة ، رتبة الأنبياء غير المرسلين هي )؟ فحالة الدوي (الأنبياء الرسل أي
أكمل من الأولى (.)2 رتبة المرسلين وهي الأنبياء رتبة هي الملك رجلا يخاطب
ثَقِيلاَ،)3(، قَؤلاً فقال تعالى :ةإِنا سَنُقِتى عَلَيثثَ الوحي القراَن الكريم لحظة وقد أوضح
عليه !كان ينزل قالت عنها؟ حيث الله محمد رضي النبي كما أوضحتها السيدة عائشة زوج
ابن خلدون وقد علل . عرقا! جبينه ليتفصد لىان ، عنه البرد فيفصم الشديد اليوم في الوحي
فيحدث النفس كلام الملكية وتلقي إلى المدارك حالة مفارقة الثرية 9 بأنه حالة الوحي صعوبة
الأفق الآخرأ(.)4 إلى ذلك أفقها وانسلاخها عنها من ذاتها عنه شدة من مفارقة الذات
الأفق الآخر حين تلقي الوحي عبر عنه فيلون السكندري لارتياد البشرية وهذا الانسلاخ عن
الوحي، يحدث لكي والثمهوات يكفي أن يتحرر الإنسان من الحواس لا أنه حينما أكد على
بل ، النبوة منعدمان في بالوجدان الشخصي يسمى وما فالعقل ، ذاته يخرج من أن بل يجب
المكان أو الناس يعرف لا إن الإنسان في حالة الاستيلاء الالهي . تماما إن كل تفكير محذوف
محله ليحل الكائن الإنساني الكاثن الإلهي يطرد الوحي إنه في حال . بل ولا نفسه ، به المحيطين
ht
tp . 97 ص
:// ، نفسه () 2
ww
w.
al-m . 5 : المزمل () 3
ak
ta
be
h. . 08 ص ، نفسه ()4
co
m
m231
هلس!ه الديل )ل حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
ويتخذ هذا النبي )، الإنسان (أي عن طريق صوت هو عن نفسه عن طريق صوتنا الخاص al
وليعبر-m
ak
ta
b eh
تتخذ والثانية ، يملأ النفس داخلي صوت الأولى تتخذ شكل : ثلاث عند فيلون درجات التعبير .c
om
كلام ملفوظ أصله تتخذ شكل والثالثة ، طريق الكلام بدورها عن ذاتها عن تعبر فكرة شكل
وجها مختلفا لظاهرة واحدة ؟ منها كل تصف ، الوحي عند فيلون ثلاث ذلك ف!ن طرق وعلى
كلمة نطق بها. بأنه وتارة ، داخلية سمع حاسة بأنه تارة وقد وصف ، ا -الذي يتلقى الوحي
وتارة بأنه ، محله تطرد العقل وتحل التي تارة بأنه الروح الإلهية وقد وصف ، -2الوسيط
خالص. عقل
نهناك رأيان ، الوحي عن الفكر القديم الوحيدة في النظرية وبالطبع فلم تكن هذه هي
فقدا تاما كان يرى أفلاطون أن الملهم يفقد شخصية حيث ، اليونانية الفلسفة بينهما انقسمت
كان يعتقد أن حيث ؟ هذا الراي نقيض يرى بلوتارك بينما كان ، الإلهي التأثير القلة أو جراء من
وطبعة الخاتم وهذا الاندماج أشبما بالشمع المتأله العمل الإلهي وعمل ثمة اندماجا بين هاتف
في عالم دخول أو الإلهام الإلهي هو قبل كل شيء كان يعتقد أن الوحي إن افلاطون . عليه
عن مجهول يوجد شيء لا العالم المعقول في إذ إنه ؟ لهذا العالم المحسوس مفارق معقول
العالمين: النبوة إلى ازدواج ينسب ما تأثر به فيلون الذي وهذا . الملهم ) النبي (او الحكيم هذا
والذي لأرضي ا العقل : القول بعقلين على رأي أفلاطون أضاف حيث ، والمعقول المحسوس
أيضا الإنسان السماوي (أي الإنسان الذي أطلق عليه في الجسد ،والعقل الخالص يدخل
إليه، الإشارة سبق ، العربية الترجمة ، الإسكندري لفيلون والفلسفية الآراء الدينية : برييه إميل ) 1 (
.247 ص
232
ال!عل الساددلل
اليهودية ونبيها ويفسر ويؤول وحي يستلهم والوحي النبوة وبما أن فيلون كان في رؤيته عن
فقد ، اليونان فلاسفة مَن تأثر بهم من التوفيق بين رؤية اليهودية ورؤية عليه السلام محاولا موسى
أن الوحي يهبط فجأة دون أن تتوقعه النفس اعتبر حيث ؟ الدينية رؤيته تلك الروح على غلبت
ويصطبغ وجهه مظاهر النشوة فهو يبتسم ويحمر جمحِ حيحئذِ تبدو على الشخص إذ ؟ أو تريده
في الوقت نفسه تعتريه نفسا وجسما ولكن ، لديه الفائدة الغذاء عديم ويصبح بالاحمرار جسمه
وإن كان ، نوبات في ينزل متدرجا كما اعتبر فيلون أن الوحي ، والقوة والنشاط زيادة في الصحة
أنبياء(.)1 كافية لتجعلهم وكانت ، الإلهية إلا مرة واحدة فيهم الروح لم تظهر هناك أشخاص
و أ أنبيائه أحد على أو مسموعا يلقيه مقروءا هو كلام الله الذي إن الوحي : الفول وخلاصة
اذن ثلاثة عناصر: فللوحي أو النبي إلا ابلاغه للبشر. الرسول وما مهمة ، رسله
أو عن طريق وصيط. إلهاما وهو كلام الله سواء جهرا أو ، الوحي -2مضمون
الله بها إلى البشر اليقين!ة التي يوحي المعرفة هو أمران أولهما :أن الوحي هنا نستنتج ومن
يقدرون لا الذين الناس الله لأمثاله من به ما يوحي أن النبي هو مفسر : وثانيهما . ما شيء عن
(.)2 إلا إدراكه بالإيمان وحده ولا يملكون ، به يقينية معرفة على الحصول على
اسبي!نوزا تعبير يجد على حد ، في اليهودية والمسيحية وخاصة ، والناظر إلى الكتب المقدسة
الأحيان بعض وفي . معا أو بالطريقتين الحسية للأنبياء بالكلام أو بالمظاهر أن الله قد أوحى 9
وأحيانا ، رؤيته أو لحظة سماعه النبي حادثا بالفعل لم يتخيله الكلام والمظهر الحسي يكون
وهو في اليقظة على نحو حتى النبي مهيأة حيث تكون مخيلة ؟ يكون مجرد خيالات أخرى
الشرائع لموسى قد أوحى الله أن مثال ذلك . صوتا أو يرى شيئا بوضوح يسمع أنه يجعله يتخيل
"فاجتمع بك هناك ، ) 2 : 25 ( بذلك الخروج ويخبرنا سفر . حقيقي التي سنها للعبرانيين بصوت
ht
tp .253 ص ()1
:// ، نفسه
ww
w.
al
الهيئة-m د .فؤاد زكريا، : مراجعة ، حنفي د .حسن : ترجمة ، والسياسة في اللاهوت رسالة ( )2سينوزا:
ak
ta
be .123 ص أم 719 القاهرة والنث!ر، العامة للتاليف والترجمة المصرية
h. ، ،
co
m
233 +
هلس!ه الديل الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w
.a
صوتا حقيقيا قد استخدم الله أن فهذا يدل على !. الغشاء من بين الكرويين من فوق وأناجيك
l- m
ak
ta
b
باستثناء هذا الصوت ولكن ، لرغبته مجيبا وجده إليه الله أن يتحدث أراد كلما eh.cبدليل أن موسى
om
حقيقي آخرإ( .)1والمعروف في ظل آخر أي نبي كان أي صوت يسمع الذي أبلغ الشريعة لم
الله من سمع الذي يعني أنه الوحيد لا هذا ولكن الله ، كليم أن موسى الإسلام الشرائع السماوية
يف! رسولا أن الله وبمحمد دينا لأن حادثة الإسراء والمعراج تؤكد للمؤمنين بالاسلام مباشرة
هناك التكليف بالصلوات الخمس. إلى محمد من فوق سبع سماوات وصدر تحدث قد
عن النبوة عن الوحي بالحديث ارتباط الحديث حال يبدو من حديثنا السابق مدى أية وعلى
الله التي يوحي اليقينية المعرفة هي حد تعبير سبينوزا أيضا " -النبوة والوحي لأنه -وعلى
بدون وحي فلا نبوة كبير. إلى حد وهذا صحيح والوحي النبوة بين بها إلى البشر! فكأنه وحد
من البشر تماما بين هذا الصنف وهما يفصلان ، متضايفان فهما حدان نبوة بدون ولا وحي
البشر الذين كان بقية وبين والمرسلين الأنبياء والذي تلقى عنه مباشرة صنف الله المقرب من
لهذا الدين اْتباعا يكونوا ثئم ومن ؟ بما ينقله النبي أو الرسول والإيمان الوحي إما تصديق عليهم
في بها ،وهي الأديان الموحي دائرة الإيمان بهذا الدين أو ذاك من عن ليخرجوا ؟ به يصدقون لا أو
). والإسلام (اليهودية والمسيجة : الثلاثة الأديان الإبراهيمية على تقتصر الشخصي اعتقادي
والأنبياء ، والرسل الأنبياء إلى البشر من الله لمن حملوا وحي ()+هي صفة أعطيت النبوهَ إن
ابن تعبير وجعلهم -على حد ، اصطفاهم الله من بين عباده وفضلهم بخطابه هم أشخاص
من :النبوة مبروك علي : في اللغات للنبوة والنبي في جميع اللغوي الأصل على التعرف ( )+يمكنك
15 ص ، الأول 3991م ،الفصل ، الأولى الطبعة ، دار التنوير ببيروت ، التاريخ العقائد إلى فلسفة علم
وما بعدها.
. 73 ص ، السابق نفى المصدر : خلدون ابن ()2
+ 234
ال!مل السادللل
؟ الإسلامي بوجه خاص العربي مناقشات واسعة في التراث النبوة قضية وقد شهدت
تحديدا تصاعد ففي القرن الثالث الهجري ؟ النبوة الملاحدة قد أنكروا ظاهرة نظرا لأن بعض
النبوة وجود فطعنوا في ، النبوة والقراَن للعقيدة الاسلامية لاسيما تجاه إلحادي مخالف تيار
أنكروا الذين الهند، في البراهمة مذهب أتباع أهمها من واستمدوا هجومهم من مصادر شتى
ليس ثمة حاجة إلى وأنه ، الإلهية الحكمة مع يتعارض أن وجودهم وزعموا النبوة والرسل
الأفعال أو قبحها ،وقد زعموا أن على حسن الدلالة لأن في العقل الإنساني الكفاية في الرسل
مثل ذبح البهائم الدينية عقائدهم حسب العقل والحكمة حظره ما بعض ب!باحته الرسل قد جاءوا
الإلهي بعض النبوة والوحي الآراء البراهمية في إنكار وقد تابع هذه . بلا ذنب صمايلام الحيوان
هـالذي كتب عدة مؤلفات عام 892 الراوندي المتوفى أحمد بن اسحاق أمثال المسلمين من
كذلك ،9ومنهم الزمرد 9 و ومنها كتابه إالفرند! ، الرسل رسالات النبوة وإبطال على في الطعن
كما طعن وئ!، في الطعن على الرسول كتابا الذي صنف الوراق محمد بن هارون أبو عيسى
في ذلك بن زكريا الرازي الذي كتب هؤلاء على الإطلاق أبومحمد وكان من أشهر ، القرآن في
الكتاب الأول وقد صادف !. الأديان وأنقض " المتنبئين أو حيل الأنياء مخاريق 9 كتابين هما:
منه لنا فقد بقي ، الثاني أما الكتاب . القرامطة لدى وخاصة الطوائف بين بعض رواجا فقده قبل
أ. النبوة "أعلام فقرات أوردها أبوحاتم الرازي المتوفى سنة 322هـ 339 -م في كتاب بعض
لإنسان ، وا الله بين كوسطاء الأنبياء لدور وتنكر الوحي فكرة باتا رفضا م الرازي 259 لقد رفض
الحق، بمعرفة يفي الله الوارد من ما دام نور العقل ضرورية غير أن النبوة إما أن تكون يرى فهو
اعتقدوا أن الله الفتن بين جماعة الدماء داضرام من سفك الكئير اَلت إلى لأنها ؟ أو أنها منكرة
هذه الخطوة (.)1 لم يظفروا بمل أخرى بالوحي وجماعة خصهم
أن العقل هو المرجع في يعتبر كان لأنه ؟ والنبوة الوحي حول الآراء اعتنق الرازي هذه وقد
ولا نجعله درجته لا ننزله عن 9 علينا أن ولذلك ؟ والدنيوية الدينية والإلهية والحياتية الأمور كل
ht
tp
://
ww
w.
aالدار المتحدةl-m ، اليازجي كمال العربية للدكتور الترجمة ، الاسلامية الفلسفة تاريخ : فخري د .ماجد ()1
ak
ta
be
h. . 145 ص ، م 7491 ، ببيروت للنر
co
m
m235
فلسمه الدين إلى جديد عدحل
ht
tp
://
ww
w.
حيث عنده هو الحاكم والمتبوع الروحاني "( ،فالعقل "الطب كما قال في al
محكوما
؟ كتابه عليه )، -m
ak
ta
be
أن يؤكد ذلك أيضا في كتابه وقد حاول كانت سواء تقع خارجه سلطة h.
. ) دنيوية دينية أو ، لا co
m
وزعم الله ، ابن أنه ومنها :ازعم عشى ، التناقضات بين الأديان الأنبياءإ ،ب!ظهار امخاريق
البث!ر.)1(، كسائر أنه مخلوق محمد وزعم ، له أنه لا ابن موسى
للنقمة والنقد الشديدين عرضتهما ، للراوندي والرازي الاَراء هذه عام فقد عرضت وبوجه
اتهم الرازي وقد ، المسلمن واللاحقين عليهم من المفكرين والفلاسفة معاصريهم لحلَ من
كما شهدت ، من الشيعة الإسماعيلية الغلاة في أوساط حتى بالمروق من الدين والإلحاد ووصم
في القرن الحادي عشر ناصر خسرو الداعية الإصماعيلي التي وجهها العنيفة الردود على ذلك
كانت مؤلفاته هي والذي ، م المتوفى 339 حاتم الرازي أبو مواطنه وسميه وكذلك ، الميلادي
بدءا من البهار الإسلام فلاسفة لدى فقد تتالت ، للنبوة المنكرين هذين الردود على أما أهم
ردين كتب أنه المؤرخون الفارابي الذي كان معاصرا للراوندي والرازي معا ،وروى أبي نصر
نظرية طغ مَن أول ويعتبر الفارابي حقيقة إلينا، الردين لم يصلا أن هذين إلا كل منهما على
كبير في خلفائه من فلاسفة تأثير وكان لنظريته هذه فيها، القول وفصل النبوة بطابعها الفلسفي
وما وراء علم المس وقد قامت نظريته تلك على دعائم من (.)3 الإسلام المتكلم!ن والصوفية
من وسائل الاتصال بين ويعدها وسيلة تفسيرا سيكولوجيا النبوة يفسر الفارابي إن إذ ؟ الطبيعة
الثقافية، حضرموت مجلة ، ا،فغاني الى الفارابي من النبوة نظرية : الجبوري الدين د .عماد : نقلا عن ) 1 (
السابق، المرجع نفس ، مبروك للنبوة في :علي نقد ابن الراوندي والرازي كثر عن وانظر :تفاصيل
. 146 - 145 ص ، السابق نف! المرجع : ماجد فخري د. ()2
.302 ص ، طبعة دار الوفاء بالإسكندرية ، من الفكر الفلسفي ( )3د .عبدالفتاح فؤاد :ابن تيية وموقفه
بالقاهرة ، دار المعارف ، في الفلسفة الاصلامية م!نهج وتطبيق بيومي مدكور: د .إبراهيم وانظر أيضا:
+ 236
للل 3 السا ال!حل
لازم لحياة المدينة الفاضلة من الناحية النبي أن فوق ذلك وعالم السماء ،ويرى عالم الأرض
في اْثر من لما له بل ، فحسب الشخصي ترجع إلى سموه لا فمنزلته . السياسية والأخلاقية
(.)1 المجتمع
أهل المدينة الفاضلة ،؟ "آراء كتابه في أكئر وضوحا النبوة الفارابي لنظريته عن ويعتبر عرض
تشتغل التي الدرجة وهي )، (قوته المتخيلة بالطبع غاية الكمال إنسان وصلت النبي يرى أن حيث
به القوة وبما تخدم الخارجية المحسوسات الكاملة بما يرد عليها من القوية فيها القوة المتخيلة
التي تمكنها أن يقبل القوة القدرة أو كثير ،من (مع اشتغالها بهذين فضل فيها ويظل ، الناطقة
من خلالها افي يقظته عن العقل الفعال الجزئيات الحاضرة والمستقبلة أو محاكياتها !احبها
الشريفة ويراها، الموجودات المفارقة وسائر المعقولات ويقبل محاكيات ، من المحسوسات
نبوة بالأشياء الإلهية )(.)2 المعقولات من له بما قبله بمخيلته فيكون
النفس المختلفة. عن قوى إطار نظريته في ظل النبوة تلك عن رؤيته الفارابي وقد عرض
منها بوظيفتها بئن ترابطها وكيفية قيام كل حيث ؟ والناطقة والمتخيلة والنزوعية الغاذية والحاسة
الناطقة وبخاصة لهذه القوى يمكن كيف أن يوضح وحاول ، وما تخدم به كل منهما الأخرى
عالم العقول المفارقة للمادة وعالم ، العلوي الأشرف بالعالم أن تتصل والمتخيلة والحاسة
هو فيه فوق فلك القمر ،والذي أدنى موجود ما الذي هو عالم عن الحس المجردة المعقولات
وهو الوسيط بين العقول العلوية المفارقة وبين )، الذي سماه أيضا (العقل الفعال العقل العاشر
في ما يعبر عنه بالوحي عند الفارابي هو ) الفعال (العقل فهذا الوسيط ولذلك ؟ العقل الإنساني
من عبر سلسلة الله اي العقل العاشر أو الفعال يتلقى فيضا من إن الوحي . الديني المصطلح
من معرفته على العقول البثمرية ،لكن بشروط وهذا العقل يفيض الله ، العقول الأقرب منه إلى
او العقل المنفعل إلى مرتبة العقل بالقوة تدرج ينتقل من خلاله العقل الذي للأنسان وضمن
إلى عقله الممعل الفعال العقل الفعال يفيضه تعالى إلى العقل الله من إن ما يفيض . . بالفعل
حكيما إلى عقله الففعل منه يفيض بما العقل المستفاد ،ثم إلى قوته المتخيلة فيكون بتوسط
ht
tp
:// .07 ص ، السابق المرجع نفس مدكور: د .إبراهيم ) 1 (
ww
w.
للنشرa
l-m دار المسار ، السياسي الفارابي في مشروع الدين والأيديولوجيا طه السيد أحمد: ( )2د .عزمي
ak
ta
be .62 ص 2002 الأولى الطبعة الأردن المفرق - والتوزيع
h. ، م ، ، ،
co
m
237+
هلس!ه الدلمل إلى حديد عدحل
ht
tp
://
ww
w.
al
ومخبرا منذرا بما سيكون نبيا منه إلى قوته المتخيلة وبما يفيض ، التمام على ومتعقلا وفيلسوفا -m
ak
ta
e b
). (l فيه الإلهي يعقل بوجود الجزئيات الاَن من h.cبما هو
"
om
هذا الفيض الذي المخيلة بالعقل الإلهي عن طريق في اتصال أن النبوة تكمن والخلاصة
ونظريته عند الفارابي العقول يفهم في ضوء تسلسل وذلك ، عبر العقول المتوسطة يفيض
ممكنا أمرا ليست إلا أنها العقلي السابق عند الفارابي رغم تفسيرها والنبوة . المعقدة في ذلك
فهو يبلغها وللنبي مهمة يؤديها ورسالة "، بقوة قدسية في روحها إقوة تختص إنها أحد، لكل
وهذه القوة القدسية وهذه . ()2 " والترهيب الأمة بالترغيب ويأخذ ، والشرائع السنن "واضع
بالعقل الإلهي. أن الفارابي يقر باتصالهما رغم ، الفيلسوف بهما النبي عن الرسالة هما ما يفترق
ما بدأ منه ابن سينا هي السابق النص إليها الفارابي في التي أشار القوة القدسية هذه ولعل
مقام النبوة انتقاص نظرية الفارابي من ابن سينا إلى شبهة تنبه فقد ، النبوة عن نظريته الخاصة
ولذا فقد ؟ تبلغها القوة المتخيلة في النفس مرتبة استثنائية من الكمال حينما اعتبرها مجرد
درجة يستطيع العقل أسمى بأنه الذي وصفه إلى العقل القدسي النبوة عمد ابن سينا إلى إسناد
نظرية عند الذي يتجاوز كل قوة حدسية تلك الدرجة من العقل الحدسي إنها الإنساني بلوغها،
من للعادة أفيمكن إذن أن يكون شخص بنسبة خارقة بعضهم إلا ولا يمتلكها ، الناس معظم
أعني إلى أن يثشعل حدسا، العقلية الاتصال بالمبادئ الصفاء ،وشدة مؤيد النفس بشدة ، الناس
المدركات صور له تظهر المرتبة وعندما يبلغ هذه قبولا لإلهام العقل الفعال في كل شيء،
يتهيأ لا القضايا التي تلك يدرك دون عناء أو بحث العقل الفعال فورا ،وبذلك في المخزونة
معرفمها))(.)3 للاخرين
التي المادة لأن مثله دائما؟ وجود مما يتكرر النجاة أ9 :إن النبي ليس ! في ابن سينا يقول
قليل ونادر"(،)4 في وقت هـانما كل وقت الامتزاج في فيها أن تقع لها يمكن لا مثله تقبل كمالا
. 591 - 491 ص ، السابق المرجع نفس : فخري د .ماجد : نقلا عن () 3
إليه، الاشارة ،سبق الأفغاني إلى الفارابي النبوة من نظرية : الجبوري الدين عماد :د. عن ) نقلا (4
.7 ص
23 8
للل 3 )لسا ال!حل
إلا وفق الطاعة لا تكون هذه نبي يتميز باستحقاق بأن "كل " والتنبيهات في "الإشارات ويضِف
من عند أنها على تدل التي الاَيات ومثلا على ذلك ، بقية الناس الني عن بها يمتاز خصوصية
وخاصة انتقاداته اللاذعة للفلاسفة أبوحامد الغزالي ( 505 -045هـ) رغم الإمام أن والطريف
النبوة وعقل يدافع عن وهو ، النبوة حول في موقفهما يكاد يتفق معهما أنه الا وابن سينا، الفارابي
في البوادي فهو أخس مثل عقل أحاد السوادية واجلاف النبي النبي قائلا! :ومَن ظن ان عقل
الناس في فهم العلوم اختلف لما ولولاه ، الغريزة ينكر تفاوت نفسه من أحاد السوادية وكيف
تنبعث وإلى كامل ، بأدنى رمز أو إشارة يفهم ذكي ..والى بالتفهيم يفهم لا بليد إلى ولما انقسموا
لهم في بواطنهم يتضح السلام أن الأنبياء عليهم وذلك . . التعليم الأمور بدون حقائق نفسه من
الوحي كثيرة ودرجات . . والوحي بالإلهام ذلك ويعبر عن من غير تعلم وسماع أمور غامضة
لما(.)2 المكاشفة علم من فيها لا يليق بعلم المعاملة بل هو والخوض
ونظرية ، النبوة بين نظرية الفارابي وابن سينا عن الاختلاف الأخيرة نكتشف الجملة تلك وفي
التصوف طريق أن مَن لا يسلك يرى حيث نظريته الصوفية إذ إن نظرية الأخير تنبع من ؟ الغزالي
التحقيق الأولياء هي في نظره على فكرامات إ(،)3 الاسم النبوة إلا من حقيقة يدرك فليس "
إلى غار حراء وكان يخلو بربه أقبل حينما محمد ! النبي كان ذلك أول حال الأنبياء إذ بدايات
خاليا راْي الغزالي فإن الإنسان خلق وبحسب ربه "، عشق اإن محمدا : ويتعبد حتى قالت العرب
ومن ، الإدراك الحسي من خلال ، العوالم خيره من تلك إنما ، الله خير معه من عوالم لا ساذجا
الغيب وما سيكون بها يبصر عين أخرى فيه وأن للعقل طورا آخر تنفتح ، الإدراك العقلي خلال
ذلك ، النوم وهو النبوة نموذجا من خاصية على خلقه بأن أعطاهم الله وقد قرب ، في المستقبل
العزلة أثناء في : يقول حيث الأنبياء؟ لكىِ يتذوق النبوة في تقليد التصوف ينتهج الغزالي مسلك
ببضاعة عقل العقلاء ،بل تأثيرها يدرك وجه لا بان لي على الضرورة أن أدوية القلوب والخلوة
عليهم السلام فالأنبياء الأشياء على خواص النبوة الذين اطلعوا بخاصية الأنبياء فيها تقليد يجب
للنبوة بالتصديق، هنا في أن يشهد الغزالي تكمن ف!ن فائدة العقل عند ثمّ ومن . القلوب أطباء
في النبوة ف!ن نظرية ابن رشد ، بنكهتها الصولية نظرية الغزالي في النبوة قد تميزت كانت صماذا
لم يكرر على الرغم من أن ابن رشد إذ كما لدى الفلاسفة السابقين طابعا عقليا؟ قد اتخذت
على العقول وارتبا! النبوة بالاتصال بالعقل الإلهي سواء الفارابي وابن سينا حول نظريات
عقلانيته لأنه ف!ن نظريته قد أكدت أقول على الرغم من ذلك ، الثاني طريقة الأول أو على طريقة
باستمرار النبوة بها نظرية التي ارتبطت للمعجزات البي بدون حاجة وصدق النبوة أكد على
على وليس أ الداخلي للنبوة (الصدق على التأكيد تبدو في فعقلانية ابن رشد . السابقين عند
انطلاقا نبوته صدق رأيه ينبع فالنبي في . الأنبياء إلى للعادة أو للطبيعة مما ينسب أي خوارق
واستقامة حياتهم وتبغي صلاحهم لكل الناس ف!ن كانت صالحة بها، الشريعة التي يأتي من
من أفعال الأنبياء يكون صادقا J.L j ،كان من المعروف بها ف!ن النبي الذي أتى وتنظيم مجتمعهم
هذا نبوة هذه الشريعة الصالحة هي الدليل الكافي على ف!ن واقعة وجود ، بشريعة صالحة الإتيان
مصدر للبي لم يكن (ذا الوحي من الشريعة بأن هذه إلا الإقرار حينئذِ يبقى لا إذ . النبي أو ذاك
في والأمانة والإخلاص له فيها بالصدق النبي واْخلاقه الصثمهود أن صدق والخلاصة . لها اَخر
. للعادة الخارقة بأي من الظواهر تصديقه عند قومه قبل أن يثبت ذلك القول والفعل هما ضمان
الخارق للعوائد في قوة الفعل العجيب ولي! ا : حينما يقول بوضوح عن ذلك ويعبر ابن رشد
024
ال!مل السادللل
يُعتقد أن مَن ما جهة إلا من ، الرسالة دلالة قطعية وجود على إلهي أن يدل أنه الجميع يرى الذي
!(.)1 لا يكذب والفاضل ، الأشياء فهو فاضل عليه أمثال هذه ظهرت
صاحبها ،فهو يتلقى الوحي وينقله صادقا في نقله. من صدق النبوة إنما ينبع إذن ف!ن صدق
إن كان ثمة وحتى من خارجها، الرسالة نفسها ولي! مسألة داخلية من مضمون النبوة وصدق
ويؤكد ابن رشد أيضا من خارجها. وليست نفسها الإلهية الرسالة فهي معجزة داخل معجزة
على دل ، الشرائع المعرفة بوضع في خارقا كان إذا للمع!اد، أن الخارق وذلك : بقوله أيضا ذلك
ليس الذي وأما الخارق . نبوة المسمى الله وهو من بوحي !انما كان ، بتعلم لم يكن أن وضعها
وغير ذلك فليس يدل دلالة ضرورية على هذه انفلاق البحر الشرائع مثل هو في نفس وضع
تدل مفردة فليس أتت إذا وأما ، الأولى الدلالة إلى إذا اقترنت وانما تدل ، نبوة المسماة الصفة
على القائمة النبوة هو صدق أن الأهم على رشد ابن وهذه إشارة واضحة من !(.)2 على ذلك
يصدر ما فقد كان كل ثمّ لم يكن متعلما؟ ومن أميا نبيا !ر ،فقد كان محمد نبوة وخاصة الوحي
يُوحَى إِكَ"(،)4 مَا إِلا أإِن اتبعُ (3 إِكَ مِن ر!" !وحَى مَا إنمَآ أ+تبعُ ةقُل الله ، عنه وحيا من
يُوحَى.)6(، الا وَخى هُوَ أانْ ،)5(، صِا وَ (لَه إِلهكُتم انمَآ اِكَ ئِثلكُزيُوحَى بَشَر اناْ إنمَآ ةفل
للوحي الناقل النبي هو الوحي ومدى صدق شرعي معيار رشد إذن فمعيار النبوة عند ابن
لي! مسألة فيضية كما كان لألوهية وتلقي الوحي عن ابن رشد با إن الاتصال . نزوله عليه قبل
بل هو مسألهَ تتم ، كما عند الغزالي إشراقية صوفية مسألة وليسى الفارابي وابن سينا عند سابقيه
نشره مركز دراسات ، حنفي مصطفى تحقيق ، الملة الأدلة في عقائد مناهج عن الكشف ( )1ابن رشد:
بن ميمون وموسى العقل والوحي -منهج التأويل بين ابن رشد منصور: نقلا عن :د .اشرت
. 39 - 29 ص ، م 1402 بالقاهرة وسبينوزا ،رؤية للنثر والتوزيع
. 49 - 39 ص ، السابق منصور ،نفس المرجع أشرف د. : عن نقلا () 2
ht
tp
:// . 05 : الأنعام ()4
ww
w.
a l-m 01أ. : الكهف ()5
ak
ta
be
h. . 4 : لنجم ا ()6
co
m
241 +
الدين هلس! إلى !ديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
(ز) النبوة عند ابن مبمون: al
-m
ak
ta
be
h.
co
الخيط من فلاسفة طرف النبوة عن نظريته وقد شد الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون في m
فالنبوة ، العقول والفيض عن بنظريتهم ربطها الفارابي وابن سينا؟ حيث وخاصة ، الإسلام
انظر إله وهو يقول كما لو كان يكرر أقوالا ، الفعال من العقل النبي إلهي على فيض لديه هي
العقل بوساطة عز وجل الله من يفيض النبوة وماهيتها فمِض "اعلم أن حقيقة : سينا للفارابي وابن
كمال القوة غاية وتلك هي . الناطقة أولا ،ثم على القوة المتخيلة بعد ذلك القوة الفعال على
للنبي مما يتفق مع الله اختيار من النبوة أن السياق يقرر ابن ميمون ذات وفي إ(.)1 المتخيلة
هما :النظرية الفلسفية الإسلامية في على أساسين اْيضا وهو يستند في ذلك التوراتية الظرية
والنظرية الكلامية في الصُرفة أي ، الفعال بالعقل الاتصال في للجميع المشتركة العامة الإمكانية
وظفها ابن ميمون في سياقه الخاص حيث ؟ بالقرآن بكلام شبيه الإتيان الله للناس عن صرف
للذين يختارهم (.)2 للناس عن الاتصال النبوي بالعقل الفعال سوى الله ليحولها إلى صرف
رؤيته للنبوة قد استقى الهودية الأهم في العصر الحديث أن سبينوزا فيلسوف والطريف
بهما تأثر أنه أم هل قرأهما مباشرة أيضا كما فعل ابن ميمون من الفارابي وابن سينا ،ولا أعرف
الى الخيال ؟ النبوة فلقد اتفق سبينوزا مع الفارابي وابن سينا في إرجاع ، طريق ابن ميمون عن
أن الأنبياء لم يتلقوا وحيا إلهيا إلا بالاستعانة تردد الآن دون أن نؤكد نستطيع : إليه يقول انظر
ولعله يوافق ابن إ(ر). تكون حقيقية مرة وخيالية مرة أخرى أو صور كلمات بالخيال أي بواسطة
إن 9 : يقول حيث الأنبياء المصطفين الله من مَن يختاره ينزل على بأن الوحي حينما يقول ميمون
الثقافة مكتبة ، أتاي د .حسين العربية والعبرية بأصوله عارضه ، الحائرين دلالة : ميمون بن ) موسى (1
.004 ص ، م 8002 الثانية الطبعة - القاهرة ، الدينية
.017 منصور :نفى المرجع الابق ،ص أشرف د. : عن نقلا
. 174 - 017 ص ، السابق منصور :نفس المرجع أشرف د. انظر: ()2
.142 ص ، إليه الإشارة سبق : والسياسة رسالة في اللاهوت : سبينوزا ()3
. 24 ص ، السابق منصور :نفس المرجع أشرف د. وانظر ايضا:
242
ال!عل السادللل
فالوحي عند سبينوزا "(.)1 الله بالفعل عن يصدر ..وأن كل شيء الله بقدرة قد حدث الوحي
الطاعة على الخيال وعلى فائقة أوتوا قدرة بشر الأنبياء إن حيث ؟ طبيعي شيء النبوة وكذلك
فلا شك ، بالخيال الإلهي بالاستعانة الوحي ( .)2ولما كانوا قد أدركوا الأخلاق مبادئ وتطبيق
المعجزات هذا ف!ن سبينوزا ينكر وجود وعلى "()3 الذهن حدود قد تعدت أن كثيرا من تعاليمهم
بالوحي عن طريق لا إ ولا يؤمن خارجي ينكر ببساطة كل وحي لأنه ، والنبوة للوحي الخارجية
شيء فهو ينكر أي ثمّ ومن ، كما أنه منبع الطاعة والتقوى هو منبع الفلسفة الذي النور الفطري
العلل الطبيعية نجهل أننا معنى ولي! الله "(،)4 قدرة ذاتها لأن "قدرة الطبيعة هي غير طبيعي
قد فهمنا لن نكون ، الطبيعية العلل بقدر ما نجهل أننا المؤكد إذ إمن معجزا؟ نعتبره ما أن لشيء
لكل ما تفسيرهم من خلال الله قدرة أن يعرفوا مدى للبشر على وفي هذا حث أ(.)5 الله قدرة
في النبوة "فلسنا لعلة معرفة أما بالنسبة . الله ذاتها قدرة هي علله التي تمثل مدركين ، هو طبيعي
لنستخلص يكفينا في رأي سبينوزا أن ننظر في تعاليم الكتاب المقدس إذ إلى معرفتها!؟ حاجة
في علل دون أن نبحث لكن من ، الطبيعة كما نفعل تماما مع معطيات التعاليم منها نتائج هذه
أنه لا عبر الخيال إ الله من للوحي تلقي بالنبوة وبأنها اعتراف سبينوزا والحقيقة أنه رغم
ي أ ؟ أن الدين الشامل ! لأنه يرى الله المختار، اليهود وشعب أنبياء على قاصرة أن تكون يرفض
فيه صراحة يوجد لا " الأنبياء والحواريين كله بوساطة إلى الجنس به أوحي القانون الإلهي الذي
بأسلوب قد عرضت التعاليم أن هذه الأمر في ما إن كل إذ . . يناقضه أو العقل شيئا يخالف
"(.)7 الله عامة الناس على طاعة أقوى الحجج على حض إلى شاعري واستندت
ht
tp نفسه. )
://
ww
w.
al-m الصفحة. ونفس المصدر انظر :نفس )
ak
ta
be . 118 ص نفسه )
h. ،
co
m
m243
الديل فلسفه الى حهديد مدحل
ht
tp
://
www
الفلسفة الذي وطريق من جانب هنا أن يميز بين طريق الدين والوحي .a
إن سبينوزا يحاول
، l-m
ak
ta
e b
فهما ، الكاملة الحرية له ويترك للعقل إن الدين يسمح إذ اَخر. من جانب النور الفطري h.cعده
om
الحاملة الدينية فالاْسفار ، ويتقابلان يتقاطعان ومع ذلك منهما ميدانه الخاص لكل طريقان
وجوب وهي بها للأنبياء، التي أوحي الإلهية من الأفكار فكرة يسيرة في مجملها تحمل للوحي
الأنبياء الكتاب المقدس وتد أوصى . العدل والإنسان!ة بممارسة وذلك بروح خالصة الله طاعة
حتى يضمنوا على قدر عقولهم الإلهية العقائد والأفكار بأن يعلموا الناس هذه والحواريين
الاَخر بها يؤمن لا بمعتقدات الذهني فيؤمن أحدهم ولما كان الناس مختلفين في تكوينهم
تترك لكل فرد حرية الحكم فهذا يعني أنه ينبغي أن الآخر، ضحك يثير ما ويحترم أحدهم
و أ باتفاقها فرد مقياس إيمان كل وأن تكون الأعمال وحدها ، الإيمان كما يفهم وحقه في تفسير
ولا بحرية ورضا الله الجميع إطاعة في نظر سبينوزا -يستطيع وهكذا- . اختلافها مع النفوس
وطريق الفلسفة ومشروعيتها التمييز بين طريق كما قلنا فيما سبق هنا إنما يحاول إن شينوزا
السابقة إنه يثبت في النصوص . النتائج الغايات وفي اتفاقهما في رغم ، الدين ومشروعيته
مثمروعية الفلسفة بفصلها تماما عن الدين وتمييز خطابها البرهاني العقلي المنطقي عن خطاب
كان يتفق مع إذا وهو . للخطابة والمجاز والتصوير الشعري الأخلاقي المستخدم الدين الوعظي
حينما يوجه للعامة مراعاة لتفكير وخاصة ، الخطاب على مراعاة مستويات التأكيد في ابن رشد
في كتابه ذلك عن قاله فيما يستهدف كان ابن رشد عنه تماما حيث ف!نه يختلف ، المخاطبين
سبينوزا أما . من خارجه الدين وليس داخل من فقهيا الفلسفة مشروعية تبرير ! المقال فصل 9
الديني بأسلوبه الخطابي الشاعري الداعية لنشر الخطاب فقط عن الضرورات هنا فكان يتحدث
به(.)3 والإيمان قبوله وفهمه يمكنهم حتى ؟ العامة الأنبياء لمخاطبة قِبَل من
*جم!.911 ()2نفسه
.027 - 926 ص ، السابق منصور :نفس المرجع أشرف د. انظر: ()3
244
ال!مل السادللل
إنها إذ ؟ والنبوة الدين بظاهرتي الوحي واْشرنا مرتطة في فلسفة ك!ا سبق إن المعجزات
ليس وفي نظر آخرين كما سنرى ، والوحي النبوة تصديق من شروط تعد شرطا في نظر البعض
مبدأ تحمل يحملانها التي لأن الرسالة ؟ لتصديىَ النبي أو الوحي شرطا أن تكون بالضرورة
). النبي (أي مَن ينقلها والأمانة التي يتحلى من داخلها ومن اْخلاق الصدق صدقها
؟! المعجزة أولا ماذا تعني لنعرف ، الفريقين اَراء على أن نتعرف وقبل
!الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي السالم من العلماء هي اصطلاح في إن المعجزة
في أول تقدير 3أ +وهي اللاتينية كه من اللفظة الإنجليزية مشتقة ولفظة أ(،)1 المعارضة
الطبيعية وحدها!( .)2ولعل تفسيره بالأسباب يمكن لا الذي الحدث تعني "ذلك للغاية صعب
آخر فهي جانب ومن ، ()3 الطبيعة دورة توقف أو النظام تعني إفساد لها أنها الشائع التعريف
حدث أنه أي ()4؟ للطبيعة الإنتاجية الطاقة يفوق -حدث قال القديس توما اكويني فيما تعني -
كان هنا ومن . الطبيعة مما تتجه طبيعي أو على شيء أن يستند على سبب يمكن لا استثنائي
!(.)5 الطبيعة انتهاك لقوانين 9 باْنها للمعجزة ديفيد هيوم تعريف
محددة من لصالح أشكال بصور من الحجاج ارتبط المعجزات قد وتاريخيا ف!ن ظهور
يظهره للعادة أمر خارق 9 إنها حيث ؟ الديني للمعجزة المعنى هنا ظهر ( .)6ومن لألوهية با الإيمان
نقلا . 238 ص ، الثاني العربي -الجزء دار الكتاب ، القراَن الاتقان في علوم : الدين السيوطي ( )1جلال
. أ ص ، الإنترنت على حدودا بلا "مؤمنون موقع ، مقالة في المعجزة : ابي يعلى محفوظ : عن
,1.acles,
P
ht
tp أول ()4 4.
://
ww
w.
(a)5
4.أول l-m
ak
ta
أول ()6be 4.
h.
co
m
245 +
هلس!ه الديل إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
الكثير اشتهرت أن يأتوا بمثله "( .)1وقد البشر عن إذن ما يعجز فهي ، تأييدا لنبوته يد نبي al-mعلى
الله
ak
ta
b
e
يد نبي الله ثعبانا على العصا قلب : مثل الأنبياء والمرسلين في الفكر الديني لدى المعجزات h.coمن
m
عليه السلام . يد عيسى على المرضى وشفاء إحياء الموتى : ومثل ، عليه السلام موسى
إاعتادوا يمثل عادة لدى البشر؟ حيث بأنه سبينوزا هذا المنظور الديني للمعجزة وقد فسر
وعنايته تظهر الله إن العامة يظنون أن قدرة 9 حيث إلهيا؟ سببه عملا العمل الذي يجهلون تسمية
تصوره أ. اعتادوا لما مناقض ، للعادة خارق في الطبيعة شيء حدث إذا ممكنة صورة بأوضح
إ(.)2 الطبيعة الظاهر على نظام هو الخروج الله برهان على وجود اأن أوضح إنهم يعتقدون
الناس ، باَراء في صلته إلا أن يفهم يمكن لا هنا فقد أكد سبينوزا على أن "لفظ المعجزة ومن
أو هو على الأقل عمل آخر معروف نستطيع أن نبين علته قياسا على شيء لا عمل ويعني مجرد
أن نبين نستطيع لا حادثة 9 بأنها فقد عرفها هو ذلك وعلى ". لراوي المعجزة أن يفسره يمكن لا
العقل ). "(( )3أي الفطري بالنور كما ندركها الطبيعية الأشياء مبادئ علتها اعتمادا على
دوما ظهيرا خارجيا ل!يمان بالنبوات عبر تاريخ الأديان على اعتبار لقد اعتبرت المعجزات
أو على الأقل نبوته خارقة للطبيعة تدعم دوما أن يظهر قدرات الديانة أو على زعيم النبي أن على
قصص وهكذا حفلت . خارقة للطبيعة تتيح للاَخرين تصديقه خارجة علامات تظهر مع وجوده
ونفس ، لهم تحققت أو التي حققوها المعجزات بقصص وزرادشت بوذا الشرق مثل أنبياء حياة
حياة هرمس حفلت ديانات الأسرار فكم بأنها التي اشتهرت اليونان نجده في ديانات الشيء
الديانة زعيم حياة فيثاغورث وأيضا ، الأورفية نبي حياة أورفيوس وكذلك ، الأسطورية بالقصص
كان هـانه الآخر)، العالم (أي زار هادس هـانه الأنهار، كان يحادث إنه قيل عنه وكم . الفيثاغورية
به. لصقت عبرت عن معجزات التي الروايات آخر هذه إلى فخذ من ذهب ذا
. أ ص ، السابق المرجع نفس : أبي يعلى محفوظ : )1نقلا عن (
.22 صا ، إليه الإشارة سبق ، والسياسة رسالة في اللاهوت : سبينوزا ()2
246
العيل السادللل
المقدسة عبر الكتب مؤكدة أنباء لتحمل والمسيحية اليهودية وخاصة ، لسماوية ا لأديان ا وأتت
المعجزة " ! في التراث الديني أن رسخ ثمّ ومن . أنبيائها على يد تحققت التي المعجزات عن
وتدعم رسالتهم لتؤكد صحة ، لأنبياء هذه الديانات أو الخوارق للطبيعة لابد أن تظهر مصاحبة
الذي " "القرآن وهي استند على معجزة عقلية واضحة الرغم من أن الدين الإسلامي وعلى
واحدة من باَية حتى مثله أو بسورة من يأتوا حتى العقلية البشر عقول وأفهام وقدرات باَياته تحدى
الخوارق ع! بأي من المعجزات محمد نبوة ، النبوة الإسلام عن ربط تصديق ابتعد وبهذا ، اَياته
في نفي القرآن نفسه لظاهرة المعجزة وخاصة من خلال البداية من هذا واضحا بدا وقد . للطبعة
قال تعالى: محمد، النبي ظاهرة الإسراء والمعراج من خلالها معجزة عدت التي الإسراء" " سورة
جَنةُ ئِن تحِيل اؤ تَكُونَ لَثَ ! يَنبُوع! آلازضِ مِنَ لَنَا تَقجُرَ لَكَ حَتى لَن نؤمِفَ ةوَقَالُوأ
كِسَفَا اؤ تَأقِ عَلينَا كَمَا زَعَضتَ الشمَآءَ تُشقِطَ اوْ ! تَقجِيرًا خِبلهَا آلانهَرَ لَتُاَلخرَ وَعِنَمي
وَلَن نؤمِفَ فِى الشمَآءِ تَرْقَى ئِن زُخرفلااؤ اؤ يَكُونَ لَكَ بَيت ! قَبِيلاَ وَاَثمَتب!ةِ بِاَللَّهِ
مَنَعَ وَمَا رسُولاً ! بَشًرَا إِلا كِمَبا نقرَؤُهُو قُل سُتحَانَ وَ! هَل كُنتُ عَليَنَا تنُزلَ حَتى لِرُفيِكَ
. )1 !(، وسُولاً بَشَرًا اَللَّهُ قَالُؤأ أبَعَثَ ان ا، اَثهُدَى اِذ جَاَءَمٌ يُؤمِنُؤأ ان الناسَ
للطبيعة، من خلال خوارق نبوة محمد ، النبوة لإمكان أن يكون تصديق واضح إن هذا نفي
ما هنالك .كل . زخرف من ولا بيت ، وأعناب نخيل من له جنة لهم ينبوعا ولم يكن فهو لم يفجر
للبشر في هذا ينقله الوحي الذي ذلك إن معجزته الحقيقية هي في بثحرا رسولا، إلا أنه ليس
من الاهتمام كبيرا قسطا قد أخذت أن قضية المعجزات إلا الرغم من ذلك كله على أقول
بين مَن يرون ضرورة ، بين المؤيدين والمعارضين الإسلامي التراث الكلامي والفلسفي في
في النبي الذين اعتبروا أن معجزة وبين المعارضين ، نبوة النبي التي تؤكد صدق المعجزات
ht
tp
://
ww بشر مجرد لا إ وأنه ليس . به المؤمنين إلى عبر الوحي التي حملها السماهـلة رسالته مضمون
w.
al-m
ak
ta
be . 49 - 09 لإسر
h. : ء ا ا () 1
co
m
247 +
هلس!ه الديل الى !ديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
يشهد والذي التي أهلته لتلقي هذا الوحي الصفة تلك الأمين الصادف بصفته al
يتلقى هذا الوحي
، ، -m
ak
ta
e b
له بها الأعداء قبل الأصدقاء. وشهد ، والداني h.cله بها القاصي
om
من الأفعال التي اعتبروها علامات بإيراد الكثير أنفسهم المؤيدون للمعجزة فقد شغلوا أما
حياته أمامه وفي مسيرة عرض فيما أو ، النبي من أفعال به قام فيما سواء معجزة صماشارات
السيرة بمثل هذه وقد امتلأت كتب . للطبيعة خارقة معجزات أنها على إليها نظر أحداث من
الفرق الكلامية قد أيدت هذه المعجزات الأهم هو أن بعض لكن . الأحداث الروايات وتلك
يمكن لا التي غير المحدودة الله وبين قدرة وربطوا بين ذلك ، النبوة دلائل صدوَ من واعتبرتها
الفرق الكلامية، ومن أبرز هذه . الطبيعة بالإيمان بالمعجزة وخوارق إلا تأكيدها هي الأخرى
لقدرة ومخالفة أنها مختلفة على إلا الله قدرة تصور الأشاعرة لم ي!طع " إذ ؟ الأشاعرة فرق
على أنه الله للطبيعة باستمرار ونظروا إلى فعل متجاوزة أنها على عاملوها ولذلك ، الطبيعة
وحتمي لها قانون ثابت كان إذا الطبيعة أن واعتقدوا . العجائبية إلا في الأفعال الإعجازية يظهر لا
لأنهم ؟ وعظمته الله قدرة من ذاتها ف!ن هذا ينقص اَثارها من للأشياء سببية ذاتية تحدث كان هـاذا
وأنكروا لأسباب ا أنكروا وبذلك . والتأثير في الفعل الله كما لو أنها تشارك الطبيعة بذلك تصوروا
تأثيراتها إلا تحدث لا إن الأشياء وقالوا . نتائجها تلقائيا وحتميا إحداث على الأسباب قدرة هذه
وتدخله الله قدرة وتأثير لتبرير المعجزة ! المتصل الخلق ! أسموه ما عن الأشاعرة لقد تحدث
المشاهد إنكار الارتباط العلمي ثثم كما يريد .ومن وتغيير طبائع الأشياء في الطبيعة وقتما يشاء
خلقا مباشرا بدون العالم خلق الله على أن لقد أكدوا . الطبيعة العالم وظواهر بين حوادث
في الطبيعة خلقا مباشرا بهذا المعنى (.)2 يحدث ما كل يستمر في خلق وهو كذلك ، وسائط
إنما هو اقتران والظواهر نراه في الطبيعة بين الأشياء الذي أن الاقتران اعتبر الأشاعرة لقد
بطريق الله افتراض إفعل حينما افترض أبورشيدأ، ة ويدعى اقترحه أحدهم ما وهذا ا !عادة
.354 - 353 ص ، السابق منصور :نفى المرجع أشرف د. ()1
الثاني، ،المجلد عبدالغني لبيب د .مصطفى : ترجمة ، المتكلمين فلسفة : ولفسون أ. هاري ) انظر: (2
.896 - 796 ص م، 5002 للثقافة بالقاهرة الأعلى نثره المجلس
248
الم!ل السادللل
إلى الهواء على الحجر ،وتحول على الدوام بالضرب النار لظاهرة خروج كتفسير ممكن ، العادة
نفسه؟ هذا إلى الأشعري ! "العادة تصور " "الطوسي وقد نسب . معينة على الدوام في ظروف ماء
ب!جراء العادة !(.)1 يقال إنه جعلها قال الأخير9 :إن أفعال الله المتكررة حيث
تعالى لله لازمة كصفة وتأكيده على المعجزات للعلية الغزالي في إنكاره ايإمام اتفق وقد
ونظريتهم عن المتصل للخلق مفهومهم واستخدم ، الأشعرية الاَراء دلالة على قدرته مع هذه
وينكرون ، والمعلول العلة تلازم دوما على على الفلاسفة الذين يؤكدون العادة في الهجوم
الوجود بين في يروي هو عنهم -بالاقتران المشاهد فيما حينما يقولون - بالتالي المعجزات
بين لاقتران ا ! إن : بقوله عليهم إذ يرد . " بالضرورة تلازم اقتران " ويعتبرونه ، والمسببات الأسباب
مثال "الاحتراق ذلك على عندنا ،،ويذكر ضروريا العادة سببا وما يعتقد مسببا ليس ما يعتقد في
من قبل أبوالهزيل والجبائي وكثير من أهل الذي كان قد استخدمه النار" مع ملاقاة القطن في
لأن . أن النار علة الإحراق دليل على يوجد لا قائلا :إإنه ويحتج . للعلية إنكارهم في الكلام
تدل والمشاهدة النار، الاحتراق عند ملاقاة الدليل الوحيد لدى الفلاسفة هو م!ثاهدة وصول
هذا يؤكد الغزالي أن وعلى !. علة سواه لا به وأنه عنده ولا تدل على الحصول الحصول على
بالنسبة يصح للنار بالنسبة وما يصح النار. عند ملاقاة القطن ب!رادته هو الذي يخلق الإحراق الله
لا علة التساوق 9 الله يخلقها أو الظواهر الاقتران بين الأشياء اْن ف!ن الغزالي يرى وعموما
(أي في مقدور الله بل في المقدور للافترالتى)، (أي غير قابل للفوت لكونه ضروريا في نفسه
جرا الرقبة ..وهلم هـادامة الحياة مع جز ، الرقبة جز دون الموت وخلق ، ا!ل دون الشبع خلق
مطلق بث!كل بين الأشياء والظواهر السببية إنكار العلية أو خطورة ويبدو أن الغزالي قد أدرك
أيضا ممكنا. ونقيضه ، أن هذا الإنكار ممكن على التأكيد تنبه إلى ولذلك ؟ تأكيدا للمعجزة
.107 - 007 ص ، السابق عن نفس المرجع نقلا ) (1
إذن ممكنة بمعنى اْنها إنها فالغزالي يقول ثمّ ومن )!((). المعجزات من هذه الممكنات (يقصد
في أذهاننا "يرسخ الذي هو أ العادة بها مرة بعد أخرى واستمرار ، تقع ألا أن تقع ويجوز يجوز 9
"إذ للأنبياء؟ وغير ممكن هو ممكن بما الغزالي هذه القدرة على علم المستقبل وقد نسب
غدا ،وقدومه ممكنا، يقدم من سفره لا فلانا نبي من الأنبياء عليهم السلام أن أن يعلم يجوز
فهو جائز للأنبياء جائزا بالنسبة كان ذلك إذا وبالطبع . أ الممكن يعلم عدم وقوع ذلك ولكن
في بإيقاعها العادة قادر دوما على "خرق إنه للأنبياء، الوحي الطبيعة وصاحب بالطبع لخالق
ويكون ، تعالى الله مقدورات في الثميء ممكنا أن يكون إذ لا مانع من ؟ فيه العادات تخرق زمان
لي! بأنه لنا العلم ولخلق ، الأوقات إمكانه في بعض يفعله مع لا أنه علمه في سابق قد جرى
والمسببات ، بين الأسباب الفلاسفة في قولهم بالاقتران الضروري انتقد أن الغزالي ورغم
لىاحياء الموتى، ثعبانا، العصا الخارقة للعادة من قلب يعني إنكار المعجزات وبين أن ذلك
فيما co? l*JJوخاصة الخارقة المعجزات من أقر بأنهم قد قالوا بشيء أنه إلا القمر . .إلخ
. وشق
ولم تستغرقها ، وقويت أن القوة المتخيلة إذا استولت بأنهم "زعموا قال حيث ؟ بالنبوة يتعلق
الكائنة في ، الجزئيات فيها صور فانطبعت ، المحفوظ اللوح على اطلعت ، بالاشتغال الحواس
فهذه هي ، النوم عليهم -ولساثر الناس في الله في اليقظة للأنبياء -صلوات المستقبل -وذلك
كأساس الطبيعة لأحداث الاقتران السببي ينبغي التمييز هنا بين التأكيد على أية حال وعلى
هذا الطبيعة في أن يغئر من وبين الإمكانية المتاحة دائما لمباع ، الطبيعي النظام حقيقة لإدراك
. 24 6 - 245 ص ، نفسه () 3
025
الطمل السادللل
قبل ذلك أو لما بعده من انتظام الطبيعة وظواهرها لما استثنائية غير نافية الاقتران كحوادث
القاضي عبدالجبار الذي التزم باستثناء أئمة المعتزلة أدركه بوضوح ما هو وربما يكون ذلك
(.)1 للنبوة مقوم خارجي هي من حيث ؟ على موقفهم الداعم للمعجزة ووافق الأشاعرة
الطبيعة ينتظم حركتها في موضوعيا أن ثمة أساسا أكدوا على إجمالا إن أئمة المعتزلة
"مواتا" يستمد ليست وهي فاعلياتها، قائمة في الطبيعة تنتظم ونموها ،وأن ثمة قوانين موضوعية
لا يعني أن الطبيعة ) .وهذا 2 ( بذاته بل نظاما فاعلا ، غير قانون ثابت على خارجي مصدر فعله من
فعلا لله -إنما هي -من حيث "الطبيعة لأن ، مطلق بشكل الله عن فعل بقوانينها قد انفصلت
ما بل على حسب ، الحقيقة بالإرادة على يوصف لا حيث أراد ما على حسب لا أنثمأها الله
على نحو معين من انتظامها أن يعني الله علم ف!ن إنشاء الطبيعة على حسب ثمّ ومن إ(.)3 علم
هـان ؟ للنبوة مقوما خارجيا بوصفها ما إنكار المعتزلة للمعجزة ف!ن هذا يعني بصورة وبالطبع
النبوة يتأتى لها من أن صدق مما يعني ، للنبوة باطنيا أنها تعد مقوما إلى التأكيد على كانوا يميلون
بأن ) القدربة (المعتزلة وأتباعه من وفي هذا يقول تمامة بن أشرس . من خارجا داخلها وليس
من عدم التناقض به وما يأتي شرعه إلى أكثر من سلامة نبوته يحتاج في الحجة على لا النبي 9
"(.)4 فيه
في بعضها مثل معجزة الذي شكك ، النظام عموما فهو مال إلى إنكار المعجزات أما الذي
هو حيث من إذ الجمع تفريقها؟ يقدر على لا القمر أجزاء جامع القمر ،حينما Uل بأن انشقاق
علم، ما -على حسب بالعلم واستبدالها الله إرادة في إنكار النظام قد تحقق -على أصل الله مراد
.284 ص ، السابق المرجع نفس : مبروك د .علي () 1
ht
tp .285 ص
:// ، نفسه () 2
ww
w.
al-m ( )3نفسه.
ak
ta
be
h. .286 ص ، السابق نفالمرجع : مبروك د .علي : نقلا عن () 4
co
m
251 +
فلسفه الدين ال حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
أخرى وهكذا فعل النظام مع معجزات . العلم نقضا لهذا شك بلا ف!ن تفريق أجزائه يعد هنا a ومنl-
m
ak
ta
e b
من بين اْصابعه(.)1 الماء ونبوع ، يده العصا في مثل معجزة شبيح زَوِ للنبي محمد h.coنسبت
m
المعجزة إنها ، الكريم القراَن في الإسلام هي معجزة للنبوة الأهم والأصدق إن المعجزة
مع ذات المعجزة توحدت وهكذا . للنبوة خارجيا تقوما ذاتيا ولي! بوصفها التي تبلورت
في الإضافة لها لا ، الدعوى ذات في التأمل في قائما يغدو التماس صدقها لا بحيث ؟ الدعوى
من خارجها(.)2
والرسالة في حد ذاتها النبوة على ان التأكيد المعتزلة في يتفق مع عموم ويبدو أن ابن رشد
ليست إن المعجزة . قوانين للطبيعة أي إلى خرق يؤدي لا ؟ لأن مضمونها لا يقبلان بالمعجزات
وعلى يد نبي من غير تعلم بشري بها الإتيان وإنما هي في عملية ذاتها، والرسالة النبوة من فعل
وبين المعجزة ، في الرسالة المحمدية الباطنة بين هذه المعجزة يميز ابن رشد ثتم أمي( .)3ومن
وبين بينها التي لي! " البرانية (المعجزة يسميها إذ ؟ للطبيعة بالمعنى التقليدي التي هي خرق
تدل لا أنها بمعنى قطعية وليست ، إقناعية بالتالي ودلالتها الرسالة علاقة منطقية مباشرة مضمون
(.)4 اليقين ولا تفيد الإقناع بل هي لمجرد النبوة على صدق ذاتها في حد
في وخاصة ، السببية المعجزة وإنكار للنظرية الأشعرية في ذلك كان نقد ابن رشد وعلى
قول بعيد تماما 9 هو إنما يقول إن قولهم هذا وفي ذلك فيها، إنها مجرد عادة ولا ضرورة قولهم
شيء هنا لم يكن ها والمسببات متى رفعنا الأسباب لها؟ إذ بل هو مبطل ، الحكمة عن مقتضى
ما في هذا العالم ها هنا ،دان جميع صانع لا اْعني الذين يقولون ، بالاتفاق القائلين به على يرد
والعلية؟ والغائية النظام بدليل الأشاعرة يرد على إن ابن رشد "(.)5 المادية هو عن الأسباب إنما
ومن . أوجدها موجدها عن علم وحكمة قد إنه هو الدليل الحقيقي على أن الموجودات إذ
باستمرار ،فهذا يعني لها للطبيعة وتجاوزا مخالف أنه على الله نظروا الى فعل إذا ثتم ف!نهم
.69 ص ، السابق منصور :نفس المرجع أشرف د. ) (3
252
ال!كل السادللل
القوانين يمثل انتقاصا من قدرة منهم أن إثبات هذه اعتقادا قوانين الطبيعة بالكامل أنهم ينفون
يقؤم رؤيتهم تلك ويؤكد على أن إن ابن رشد . آخر مع الله في الفعل شريك ويثبت وجود الله
والمسببات يعني عدم السماح بوجود علة فاعلة الأسباب فالقول بوجود ، هو الصحيح العكس
وكونها ، الأسباب مخترع إذ كان ؟ الله هنا إلا ها أن الا فاعل على تعبيره حسب ويؤكد الله غير
هو يقول فها ابن رشد، قرأ ما يؤكد عليه سبينوزا ،وكأنه حقا قد أن هذا هو نفسه والطريف
الطبيعة أوامر أزلية صمارادات إلهية ..وإنه كلما (إن قوانين : السابق كلام ابن رشد نفس مؤكدا
الأولى العلة لكيفية اعتمادها على وضوحا ازدادت معرفتنا بالأشياء الطبيعية وازداد تصورنا
إ(.)2 بالله وإرادته معرفة ازددنا ، الأزلية طبقا لقوانين الطبيعة وكيفية حدوثها
أن بالمعجزات لا نستطيع :أإننا السابقة ابن رشد أيضا وكأنه يعيد عبارات سبينوزا يقول
نظام الطبيعة بكثير من نحو أفضل استنباطها على نستطيع هـاننا ، وعنايته ووجوده الله نعرف
إلى بنا ويؤدي في كل شيء يتغيرأ(( .)3إن التصديق بالمعجزة يجعلنا نشك لا الثابت الذي
وردت التي (ذن كيف يمكن تفسير تلك المعجزات اسبينوزا: مع واذا تساءلنا الإلحادإ(.)4
9إن أية : مرة أخرى لأجابنا ! ؟ والأناجيل التوراتية النصوص في وخاصة ، المقدسة في الكتب
المعجزة في تفسير نستطيع لا وبالتالي . محض امتناع تتجاوز الطبيعة هي أو تناقض معجزة
"(.)3 كذلك أنه أو نعتقد الفهم الإنساني للطبيعة يتجاوز عملا إلا بوصفها المقدسة الكتب
للطبيعة أعمال النهاية مجرد في واعتبرها ذاتها، الى الطبيعة المعجزات إذن لقد رد سبينوزا
. 017- 916 ص ، إليه الإشارة سبق ، الأدلة مناهج عن الكشف ابن رشد: ) (1
.357 ص ، السابق منصور ،نفس المرجع اشرف د. عن نقلا
.226 ص ، إليه الإشارة سبق ، والسياسة رسالة في اللاهوت سبينوزا: () 2
ht
tp .227 ص
:// ، نفسه )3 ل
ww
w.
al-m ( )4نفسه.
ak
ta
be ( )5نفسه.
h.
co
m
m253
الديل !لس!ه )لى حهديحم مدحل
ht
tp
://
ww
w.
بين الأسباب الضرورية السببية أن إنكار العلاقة حول واسبينوزا أن ما قاله ابن رفد والحقيقة al
-m
ak
ta
e b
دافع عنه المتكلمون الذي بالشكل بالمعجزات الطريق اْمام التصديق وفتح ، h.cوالمسببات
om
هو هذا بالفعل. إذ إن ما حدث ؟ أمر غاية في الأهمية والإلحاد إلى التشكيك إنما يؤدي ، والغزالي
نبوءتهم غير معقولة بها الأنبياء على التي يحتج أن المعجزات عن مثلا ما يقوله ابن الراوندي خذ
وهو لدقته إ(،)1 عن المعارف ويدق ، إلى معرفته يبعد الوصول فيها ما وأن لأن "المخاريق شتى
عليها يجوز قليلة قد تواترت عبر شرذمة المعجزات أن أخبار هذه
لز إلى ذلك أيضا يضيف
يتكلم "(.)2 أو أن الذئب يسبح يسلّم أن الحصى "؟ "إذ مَن ذا الذي المواطأة في الكذب
الذين الملائكة معجزة لدرجة رفض للمعجزات نقده وشمتمر ابن الراوندي الملحد في
قليلي ، الشوكة إنهم كانوا مغلولي : حينما يقول ، النبي وصحابته بدر لنصرة يوم موقعة الله أنزلهم
أن يقتلوا زيادة على فلم يقدروا ، المسلمين وأيدي أيديهم واجتماع ، كثرة عددهم على ، البطشة
متسائلا عن دور هؤلاء الملائكة في غزوة أحد! ،حينما توارى النبي على سبعين رجلا .ويضيف
ف!ن حدوثها ، إليه الحاجة في وقت يجيء الله كانت المعجزة نصرا من "واذا بين القتلى فزعا"،
وضيقا"(.)3 الأقل حرجا وضيقا أولى من حدوثها في الحالات حرجا في الحالات اكثر
أخذ حي!نما وانتهى إلى الكفر والإلحاد المعجزات في ابن الراوندي التشكيك بدأ وهكذا
(.)4 " ذاته الكريم االقراَن وهي في المعجزة الكبرى ل!سلام حتى يشكك
على هذا النحو المنظم الدقيق الذي ترتبط فيه الله إذن يبقى التأكيد على ان الطيعة خلقها
ولا ينبغي بأي . نفسه بخالقها استثنائي يرتبط إلا كفعل بخرقها يسمح لا وبما العلل بالمعلولات
فالله والعناية . الإلهي بالوجود النبوات أو التصديق لتصديق المعجزات الربط بين ضرورة حال
يسمح بما في الطبيعة هذه السنن وضعه الله عناية لأن من أن يعرفا بضدهما، يمكن لا الإلهية
وهي ، الطبيعة حكمة كشف ثئم ومن العلل وتفسير الظواهر؟ للحياة البشرية أن تستمر في كشف
.154 ص ، السابق المرجع نفس : مبروك د .علي : ( )1نقلا عن
( )2نفسه.
. 156 - 155 ص ، السابق نفس المرجع انظر: () 4
وما بحدها. 301 ص ، الإسلام من تاريخ الإلحاد في : بدوي د .عبدالرحمن : وراجع
254
ال!ل السادللل
فكيف . " وقدرته الله قوة هي إذ "إن قوة الطبيعة وقدرتها . الله كما قال سبينوزا من حكمة بلا شك
إن المعجزة هي بالفعل في . أو بإنكارها ب!ثبات المعجزات لنا أن ننتقص من هذه القدرة سواء
طبيعي إنها شيء . غدا الاَن فربما نفهمه إن لم نفهمه في الطبيعة بشكل الله فعل من هي اعتقادي
ويمكنها من داخل كل شيء، وسعت الله وبوجه عام ف!ن قدرة . تفسيرا في حينه له نملك لا
في وردت قليلة باسشاءات إلا يفعل ذلك لا الله لكن كل شيء، تغيير خارجها من أو الطبيعة
الله الأخيرة للبشرية كانت لأن معجزة ، الاَن ممكنة الاستثناءات ولم تعد هذه ، المقدسة الكتب
المعجزة ما تصنع إن البثمرية الاَن بقوة الله وارادته هي . القراَن الكريم وفي يح في نبوة محمد
أسرار الكون واحدا بعد آخر. تلو المعجزة بالتقدم العلمي وكشف
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
m255
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
الفصل السابح
والبعث النفس
تمهيد:
. القديم الأخرى في بلاد الشرق والخلود النفس : ثانيا
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
خالدا ،عندئذِ يصل إلى الفاني يصبح ، القلب !عندما تتحرر كل الرغبات التي تسكن
الفكر الفلسفي : مور وتشارلز رادكرشنا نقلا عن : كانا "أوبانبشاد
. 49 ص ، أم 679 ، ببيروت العربية دار اليقظة ، ندرة اليازجي دكتورة ، الهندي
لما. الإله عند العلم ! ! أفضل مصيره أينا ، الحياة إلى وأنتم الموت إلى أنا "والآن
. االدفاع " لأفلاطون انظر محاورة : ب!عدامه الأثينبة التي قضت
تجني ، النهائية للعدالة عهدا إذا افترضنا إلا أخلاقمِا نظاما الكون منطقيا أن نتصور لا يمكن 9
نوايانا الطيبة ". أن تجنىِ من المفروض من الثمار التي كان آخر فيه
.288 7591م ،ص ، الثانية الطبعة ، بالقاهرة للطبع والنشر دار نهضة مصر
يكون صالحا )؟ لأن الذي يعرف بالألوهية (المعرفة المتصلة 9إن فضيلة النفس هي الغنوص
ht
tp
://
ww للطباعة دار المرسال الأسرار، ديانات : بشور وديع : نقلا عن
w.
al-m
ak
ta
be . 401 ص ، 6002 ، سوريا والنشر،
h. م
co
m
925+
هلس!ه الديل ال حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w
بالنسبة لهذه الفكرة الشاملة هو الجسد ويكون ، النفس ".alإن الفكرة الشاملة للحياة هي
-m
ak
ta
b
eh.واقعها".
co
m
لأمام العربية الترجمة ، العلوم الفلسفية موسوعة : هيجل فرديرك
.454 ص ، تاريخ بدون ، بالقاهرة مكتبة مدبولي ، إمام عبدالفتاح
+ 026
تمهيد:
بل ولدى ، الأديان النفس والخلود من القضايا المحورية في كل اْو تعد قضية النفس والبعث
يسأل شك لا فهو ، كل إنسان عاقل ولا تزال تشغل فقضية المصير شغلت ؟ غير المتدينين حتى
إليه من إجابة ما يتوصل ضوء وفي ! البقاء؟ إلى الفناء أم إلى هل : صمالى ماذا سيؤول ، مصيره عن
في حياتنا هنترميد -تتغلغل تعبير الخلود -على حد ف!ن قضية المصير ومشكلة ثمّ ومن
تعالجها التي المسائل -من بين جميع فهي ، إلى حد عميق الباطنة معتقداتنا وفي الثخصية
عداها؟ وذلك ما تنتظر الإجابة عنها باهتمام يفوق اهتمامنا بكل التي الفلسفة -هي المشكلة
على الإجابة التي يقدمها بشأن نجاحه أو فشله في نظر الكثيرين بتوقف فلسفي لأن أي مذهب
الشكل الفلسفية بهذا المذاهب بال الفلاسفة وأصحاب تشغل القضية كانت هذه هـاذا
لأن الحق ذلك أقول ! ! البشرية التدين عبر تاريخ ودعاة الديانات بأصحاب فما بالك ، المحوري
سببه أن أصحاب مدار التاريخ إما كان الاها على الدينية وتفضيلهم بالعقائد أن البشر في تعلقهم
الدينية العقائد إذا ما اتبعوا المؤكد والثواب الحسن بالمصير الناس ما يعدون عادة الديانات
يؤمن بهذه لا مَن ذات الوقت يتوعدون وفي ، الأخلاقي طريق الهداية والصلاح في وساروا
إذا لم يتبعوهم، في الحياة الأخرى التعس بالمصير وبالتالي ، المقيم والعذاب العقائد بالويل
اللذات وراء هذه في الجري والاستغرالَى ، المؤقتة اللذية الدنيا ومطالبها على فقط وركزوا
إلا فما هي أينما وجدتها، اللذة الحسية فاقتنص ، الحياة أنه لا حياة بعد هذه حجة تحت الدنيوية
. تنتظرنا بعد الممات ولا حياة أخرى الدنيا ولا بعث حياتنا
ht
tp
://
ww
w.
والنث!رa،
l-m للطباعة مصر دار نهضة د .فؤاد زكريا، : ترجمة ومشكلاتها، أنواعها الفلسفة ( )1هنترميد:
ak
ta
be
h. .375 ص ، م 7591 الثانية ، الطبعة ، القاهرة
co
m
261 +
هلس!ه الديى الى !ديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
ينظرون إلى هذه القضية من منظور ديني تشغلهم لا أولئك الذين حتى فإنه آخر ومن جانب l-m
ak
ta
e b
الإنسانية يتساءلون عما يتبقى من الإنسان والشخصية ما إذ عادة ؟ h.cالقضية من منظور إنساني بحت
om
؟ ا بعد الموت
عن البعض تحدث ، الديني المنظور البعيد عن الفلسفي ذا الطابع الإنساني لعله لهذا السؤال
ركزوا على أن الإنسان حيث ؟ الخلود البيولوجي عن تحدث مَن أنواع مختلفة للخلود؟ فمنهم
ببساطة إنه ، المختلفة الأجيال الأحفاد خلال وأبناء وأحفاده أبنائه يبقى بعد موته في أشخاص
الآخر عن نوع البعض لأحفاد ،وهكذا تحدث وا الأبناء الخلود عن طريق الاستمرار عبر أجيال
ل!نسان بعد موته الجسدي بقاء الذي يعني أن ثمة وهو ، هو الخلود الاجتماعي ثان من الخلود،
قدر العطاء الاجتماعي على البقاء والاستمرار وهنا يكون ، وأصدقائه هو بقاء لذكرياته مع أسرته
تخليد ذكراه بعد موته. يستحق مقدار جدارته واسهاماته في المجتمع بنصيب للأنسان وعلى
وهذا النوع ، الخلود الأخلاقي يسمى ما وهو الثاني النوع ثالث يعد رافدا من روافد وثمة نوع
هنترميد تعبير حد -على المتحررة في العصر الحديث المتدينة الشخصيات يجتذب ما عادة
لكنها في ذات ، تشتهيه الأنفس فيها ما عن الإيمان بجنة التي تعزف الشخصيات إن هذه إذ -
إلى تحقيق الأخلاق وفي سعي الحياة في كفاح من أجل أن تنقضي من الصعب اْنه الوقت ترى
طوال حياتهم إنما الشر بشجاعة الذين يهبون حياتهم لنصرة الخير وقاتلوا قوى إن هؤلاء
التذكاري الذي ربما يخلد ذكراهم ويشيد بجهودهم. النصب ذلك إلى الخلود من خلال يسعون
أفعالهم ن بقاءهم وبقاء ذكرى 91 الخير لن يضيع هباء، إلى جانب إنهم يعتبرون أن نضالهم
الإنسانية (.)1 باقية ما بقيت الخيرة لابد أن له مغزاه ودلالته التي ستظل الإنسانية
إنما بأن الايمان بالخلود التي ترتبط المعاني تلك الفلسفية للخلود، المعاني هذه وبعيدا عن
عن الخلود نتحدث كنا الأخلاقية في حياة البشر ،سواء القيم الآخر ازدهار يعني على الجانب
أقول هذا عن هذه المعاني . الدينية أو من منظور الفلسفات الطبيعية ومعناه من منظور الفلسفات
+ 262
القديمة أولا :النفس والخلود في مصر
وربما للتدين في تاريخ البشرية؟ ، الأول للأخلاق المحرك إن الخلود كعقيدة دينية هو
الضمير فيها البشرية الأخلاق وأرست التي علمت الحضارة وهي إنسانية إن أول حضارة حيث
قامت في كل منجزاتها الحضارية من تلك ، المصرية القديمة الحضارة بها وأعني ، الأخلاقي
القدماء أن حياة الإنسان ووجوده لم يتصور المصريون إذ المصير؟ التساؤل عن العقيدة حول
لقد أدركوا منذ التاريخ . منثورا هباء أن تذهب وفي هذه الحياة الدنيا يمكن الأرض هذه على
يستمر حياة أخرى مرتبطا بافتراض وجود إلا يكون لا الحقيقي لحياة الإنسان البيد أن المغزى
ستكون شك بلا هي التي الأخرى هذه الحياة هذا الافتراض لضرورة وجود وفي ضوء
فمن . المبهرة العلمية الدينية ومعها إبداعاتهم بدأت كل فلسفاتهم . الأطول والأهم ل!نسان
هو حيث كان مفهوم الجسم يعد واضحا؟ هـاذا ؟ بين النفس والجسم التمييز عن الحديث بدأ جهة
أن يغادر الجسد يصبح ما الذي الشيء الغامض فإن النفس ذلك ، مادي يتحلل بعد الموت جسر
طبيعتها. أمامها وتأمل التوقف تستحق فهي ثمّ ومن . لا حياة فيها ولا حركة جثة هامدة
بعلم التحنيط ذلك الحفاظ عليه سليما إما : أمرين بأحد الجسد على مشكلة تغلبوا إنهم
صاحبها جسم التماثيل الحجرية التي تماثل صورة ب!قامة الاَن أو العلم المعجز للبشرية حتى
عليه وينتقلان معا إلى العالم تتعرف القبر الميت عن النفس بعد نزول الجسد حتى حينما تبحث
إلى النهار"، الخروج " أو كتاب لما الموتى 9 كتاب التي لخصها المصرية المعتقدات الآخر ،حسب
المتوفى جسد بها إلى جوار لأن به التعاويذ التي كان يُحتفظ ؟ لهذا الكتاب العنوان الأصلح وهو
إنه الخلود لمن . العذاب والنجاة من النهار إلى الخروج على تلاوتها لتساعده يمكن حتى
أفعاله الدفاع وكانت ذلك لم يستطع اما مَن . الإلهية في أن يدافع عن نفسه أمام المحكمة نجح
على نفسه وحقت ، عليه العذاب فحق الذنوب والمعاصي اتجاه الشر وارتكاب الدنيوية في
من جديد. الاَخر إلى العالم في التطهر والعودة تنجح حتى العودة لتعيش في أجساد شتى
ht كانت الأصل الذي لأنها ؟ القديمة النفس في مصر التفاصيل لنظرية ولنتوقف عند بعض
tp
://
ww
أو في التراثw. الشرقية الأخرى نبعت منه الكثير من النظريات الشبيهة ،سواء في الحضارات
al
-m
ak
ta
b.
الغربي بدءا من اليونان القديمة وفي معظم التراث الإنساني الديني والفلسفي حتى اليوم eh
.c
om
263 +
هلس!ه الدين إلى حديد مدحل
ht
tp
ع3 ://
ww
" إْ)2 "2أ ؟ الا ا وأصلها: الروح - النفس ( ) 1w.مفهوم
al
-m
ak
ta
be
h.
co
عن ثلاث قوى أساسية للنفس " "متون الأهرام المصرية القديمة وخاصة النصوص تحدثت m
تكون إلى ما ما هي أقرب والتي هي الكا ،،4 أن ندعوها ثلاث صور؟ ربما من الصواب أو
أيضا تفل وهي ، مماته في اْو حياته في سواء ، وفاعليته طاقة الإنسان تمثل وهي ، بالقرين يسمى
كانت دراذا ). (أي إلى الحياة الأخرى النهار إلى وعند الخروج القبر الأمين للروح في الحارس
على إليها وقد نظر ، !! في اللغة المصرية القديمة ف!ن الروح نفسها تسمى ، قرين الروح كا هي
و أ شفانية للنفس ا!ثر الثانية وهذه الصورة ، المعنوي الغامض كيانه له خالد مقدس جوهر أنها
الذي يتوحد مع عالم إخو Ehw أو لتصبح هي أخ تتجه إلى العالم السماوي ما Bسرعان ، للروح
إلى الخلود(.)1 من الروح التي تصل النورانية القوة والإخو هي ، الخالدة الإلهية الأرواح
Ehw, Ba القديمة عن النفس التعبيرات المصرية العلاقة الوثيقة بين هذه ولعلنا نلاحظ
عن للتعبير أفلاطون وهو Psuche وخاصة اليونان فلاسفة الذي استخدمه المصطلح وبين نفس
النوراني البسيط التعبير ذلك بأنها في محاوراته النفس أن أفلاطون قد عزف وخاصة ، النفس
أفلاطون في محاورته الشهيرة المح إليه السماوي للنفس الذي هذا الأصل وليس
عن منف فلاسفة فيه الذي عبر ! المنفي في "النص جاء بما أيضا التأثر ببعيد عن ! أفايدروس
العالم عن طريق ما الإله الخالق قد خلق ! "بتاح عن أن فيه تحدثوا أو الإيجاد؟ حيث الخلق
كل أن أفضت الخلق حدث تتابع وفي إطار ، اللسان به وما نطق )، (العقل -القلب الفؤاد تدبره
لأطياف ا الأنفس وتقرر شأن خلق تتابع ربانية تدبرها العقل الإلهي وأمر بها اللسان إلى كلمة
دم! 2م، 2 للثقافة بالقاهرة ، الأعلى المجلس صابر، الأهرام ،نقلها إلى العربية حسن انظر :متون ()1
كتابنا :الفكر في أفلاطون القديمة وأثرها على مصر في نظرية النفس وانظر أيضا ما كتبناه عن
. 127 - 126 ص ، بالقاهرة السعودية الدار المصرية ، القديمة في مصر الفلسفي
. 912 - 128 ص ، السابق نفس المرجع النشار: مصطفى انظر: () 2
264
العصل )لسايم
حيث كان ؟ لخلق النفس الصورة الإلهية الهرمسية عن نفس هذه النصوص وقد عبرت
فحبسها الله أراد كما قادرة على رعاية نفسها على الأرض ليست مجرد روح البداية الإنسان في
"ألم : الإلهي للنفس عن الأصل هرمس يقول (.)1 لروحه الخالدة كمنزل فانِ مادي جسد في
والأنفس . . -تأتي كل هذه الأنفس الكلية واحدة -النفس من نفس أنه العامة في المواعظ تسمع
من عدم الموت إلى خطوة وبينما الأنفس البشرية تصل تتحول إلى بشر، الهواء في تعيش التي
بأن وكذلك ، الإنسانية الروحانية للنفس النورانية القدامى إذن بالطبيعة المصريون آمن لقد
هذه النفوس هي علة وكانت ، الأجسام قبل خلق الإله خلقه ما كانت أول حيث ؟ إلهي أصلها
عموما بأن ثمة حياة أخرى للنفس فقد اَمن المصريون الأخروي أما فيما يتعلق بالمصير
في سواء ، المصرية القديمة النصوص وقد حفلت . الحياة عموما بعد هذه ول!نسان للنفس
الهرمسية بالإشارة إلى هذا أو متون الأهرام أو النصوص النهار) إلى الموتى (الخروج كتاب
وبين الاعتقاد في ، المتعددة للنفس بين الاعتقاد في التناسخ والحيوات الذي تراوح المصير
سنونوأ، 9 التحول إلى طائر : التحولات فصول عن ! "الموتى كتاب نصوص لقد تحدثت
عن كائنات العالم السفلي " الأهرام "متون كما تحدثت (.)3 (سنا"! ،الى التمساح الثعبان والى
بأشكال مختلفة وتقدم ابتهالات لهذه الكائنات الفاسدين الذين سيتشكلون ستتلقى أنها وكيف
كلية الآداب -جامعة القديمة ،مجلة مصر في ونثأة الوجود الطبيعة فلسفة : بحثنا عن = وراجع
.09 ص ، م 5991 اكتوبر مجلد 55-عدد ،4 ، القاهرة
الى ،ونقلها كاندي وبيتر فريك تيموثي : ،ترجمة المفقودة الفراعنة حكمة : هرمى متون انظر: ) (1
. 58 2002م ،ص ، للثقافة بالقاهرة الأعلى الفاروق عمر ،نشره المجلس عمر : العربية
ht
tp . 301 ص 6002 سوريا - دار المرساة ديانات الأسرار، د .وديع بثور ( )2نقلا عن
:// ، م ، اللاذقية ، : :
ww
w.
aمكتبةl
-m ، عطية د .فيليب : العربية الى ونقله ، بدج والس السير : ترجمة ، الفرعوني الموتى كتاب : انظر ()3
ak
ta
be
h. 201 ،101 ،99على التوالي. في 88c - 87 - 86ص ، ام 889 ، بالفاهرة مدبولي
co
m
265 +
هلس!ه الديل الى حدير مدحل
ht
tp
://
ww
w
عديدة تلميحات بها وهذه النصوص ، وتسلم من الصراعات ، في سلام حتى .al-تترك النفس تعيش
m
ak
ta
e b
أوزارها وذنوبها ،وتكون من النفس حتى تتطهر وتتخلص بها التي قد تمر h.cإلى أنواع الحيوات
om
الكائنات الإلهية: هناك نوعان من العلوي العالم "في : إنه الهرمسية فتقول أما النصوص
العناية بالأرواح التي غادرت الأرواح مهمته وحارس ، الأرواح الأرواح ومرشدو حراس
في بدن جديد .والطبيعة تعمل لاَخر تتجسد اَن الروح من الأرواح يرسل ومرشد أجسادها،
لها اْيضا وهي ، فيه الروح العائدة تصب فانيا تصنع وعاء حيث ؟ الأرواح مرشدي إلى جانب
فردية هي أن تنتج الطبيعة أشكالا على فالذاكرة تعمل ؟ الذاكرة والمهارة عليهما يطلق مساعدان
فرداني الروح التي كل شكل والمهارة تعمل على أن يناسب ، المثالية من الأشكال الكونية نسخ
مترهل وللروح نشيط وللروح المترهلة جسد يكون للروح النشطة جسد وبحيث ؟ به تحل سوف
الهرمسية إلى المصير المتفاوت للنفس بين التناسخ والخلود نجد وفي إشارة من النصوص
لكن كل ، واحد ،ولا إلى أماكن عشوائية لأرواح إلى مكان ا كل تذهب لا ! إنه كتابها يقولون
لمحاكمة تتعرض وعندما تترك الروح الجسد . طبيعتها إلى المكان الذي يناسب تذهب روح
بالحياة في لها وعندما تجد أن الروح شريفة طاهرة يسمح . الإلهية الكائنات رئيس واستجواب
إلى الأنواء والأعاصير بها فإنها يقذف عضال أنها ملوثة بجهل وجد إذا أما . طبيعتها يناسب مكان
إ(.)3 والأرض ما بين السماء الرياح العاصفة إلى الأبد في حولها تصطخب
خطأ في حق التي لم ترتكب الربانية الروح 9 يستقبل الإله إلى أن أتوم متون هرمس وتشير
عقلا كليا ،فهذه الروح عندما وأصبحت ، إلى الطهارة فازت في السبق التي الروح تلك أحد،
ا(.)4 أتوم تعمل في خدمة من ضياء حتى في جسد روحها تصبح المادية تهجر كينونتها
. 76 ص ، الإشارة الترجمة العربية السابق : ( )2متون هرص
266
ال!مل السايم
بالمصير الأخروي للنفس؟ الإيمان من وعموما فقد عبر المصريون عن صورة واضحة 9
والقضاة الاثنين أوزورشى أمام " القلب "بميزان يواجه بعد الموت كل إنسان سوف إن حيث
هذه الفكرة وتظهر كفتي التي عالجت والنصوص العديد من الرسومات وهناك . والأربعين
المتوفى، قلب الثانية الكفة والحقيقة ) .وفي (ربة الصدق ماعت الإلهة فيها رمز واحدة : الميزان
يصدر الحكم لصالحه بالسعادة فسوف توازن مع كفة الحقيقة إحداث فضائله استطاعت ف!ذا
منتظرا يقف " "ملتهم الموتى يسمى هذا التوازن فهناك وحش لم يحدث ،دماذا والخلود الأبدي
للتفلسف بداية !مشكلة الموت القديمة شكلت الهند في أنه المسار الفكري نجد وعلى نفس
عنها الإنسان الاَري الفيدي التي يبحث كانت السعادة القصوى حيث ؟ الديني الهندي وللتفكير
في عالم الأبرار الدين هي أن يعثر لروحه على مكان بين الموتى بها يقول التي القرابين من خلال
وبعالم الاَباء؟ الاَلهة وبعالم الشخصي الفيدا بالخلود لقد اعتقد هنود في قمة السماء(.)2 الاَباءأ
يذهبون إلى عالم يسيطر عليه ياما يذهبون الى السماء ،إلى عالم فيشنو ،والآخرون فالصالحون
العالم الذي أن يجعله خالدا في ذلك الآلهة ويبتهل المؤمن إلى )(.)3 الأرواح مملكة (حاكم
الأفراح والغبطة تجتمع وحيث ؟ البهاء الدائم يستقر نور السماء ويشع حيث ؟ ولا يفنى يموت لا
نسمع بها "التي هي إنها الأوبانيشاد الروح يقول كتاب الهندوسية المقدس تعريف وفي
الفكر الهندي وفي "(.)3 وغير العذب الكلام ونميز بين العذب الروائح ونلفظ ون رى ونشم
عالم ،سلسلة إمام د .إمام عبدالفتاح : ترجمة الثمعوب، الدينية لدى بارندر :المعتقدات ( )1جفري
اليقظة ،دار اليازجي ندرة : ،ترجمة الهندي الفلسفي الفكر مور: وتشارلز رادا كرشنا : عن نقلا ()3
ht
tp
:// صك!. ، م 6791 ، العربية ببيروت
ww
w.
al-m .67 ص ، المرجع نفس : نقلا عن ) (4
ak
ta
be
h. . 011 ص ، المرجع نفس : عن نقلا ()5
co
m
m267
هلس!ه الديل الى حدبد مدحل
ht
tp
://
ww
w
هواندار ،هو ، براهمان من الروح الكلي "الذي هو لأنها الكلية إلى الروح الفردية ترتد .aالروح
l-m
ak
ta
be
والريح والفضاء والماء والنور!( .)1إنها الأرض : وهو العناصر الآلهة كل هذه هو ، h.cبراجاباتي
om
كله العالم لأن هذا ؟ الإلهي الروح هـان كان جوهره ، تقر بوالدية العالم الوجود، وحدة عقيدة
"(.)2 بواسطته فيه ولأنه يتنفس لأنه قد أتى منه وسينحل ؟ يعبره الإنسان وبهدوء . براهمان
ويعود" .إن أي ويتحرك الإنسان ويعمل يجلس بالنور لأنه ا ؟ هي نور الإنسان إن الروح
إن أي . يترك الشرور وراءه الشرور ،وعندما يرحل به تتحد على جسد ولد وحصل إنما شخص
حالة وتوجد الاَخر، حالة كونه في هذا العالم وحالة كونه في العالم : في حالتين يوجد شخص
يرى الإنسان الحالتين الأخريين ففي هذه الحالة الوسطى . النوم هي كونه في حالة وسط ثالثة
هذا العالم واْفراح العالم الآخر(ر). يرى شرور الاَخر من العالم وعندما يقترب
للنفس، الأخروي المصير ثلاث عقائد مترابطة حول فإننا نجد في الأوبانيشاد وعموما،
وهي:
على نحو على نحو متكرر وتولد من جديد ،وتتجسد تقول إن النفس تموت التي العقيدة ) (1
الحياة أو في الدنيا أعماله في هذه الحياة نتائج إن المرء يتحمل ()2العقيدة التي تقول
ما نحو قانون الجزاء على حرفيا تعني والكرما ، الكرما Karma التي تسمى وهي ، المقبلة
الميلاد، وتجدد الموت الممل لتجدد إن هناك فرارا من التكرار التي تقول ( )3العقيدة
والتحرر من من الموت التام تعني الخلاص والنرفانا النرفاناإ(.)4 أو الموكشا 9 وتسمى
. 112 ص ، المرجع نفس : عن نقلا ()2
268
)ل!مل السايم
في الهند القديمة -إلى الدينية أهم التيارات الفكرية إحدى الجينية -وهي نظرت وتد
تمثل الجزء الواعي في الإنسان ، وأنها باعتبارها ذات طبيعة خالدة متميزة عن الجسد. النفس
أو بالخلود؟ حيث بالثواب والعقاب إما المصير التي ستتلقى وهي ، الحقيقي جوهره وهي
بعيدة عن اللامتناهية الخلود في حالة من السعادة دهانما ، للثواب والعقاب مرة أخرى مجال لا
و أ للشهوات والخضوع إما العبوديهَ أن تختار بين طريقين بوسعها الجينية عند إن النفس
ف!ن ثئم ومن . عن أفعالها ونتائج هذه الأفعال تجعلها مسئولة التي التحرر منها ،وقدرتها هي
بينما ، طبيعتها الأساسية تنسى الحياة وتمتزج بماديات المادي العالم التي تنحاز إلى النفس
المتحررة من الميلاد والوفاة والشيخوخة المادي فهي المس فوق الوجود تسمو التي النفس
وهي ، اللا متناهية حالة المعرفة والسعادة التي تملك النفس وهي . والخوف الشقاء ، والمرض
أن تقضي الأخروي يكون مصيرها الشهوات ومارست بالماديات إن النفس التي امتزجت
ولم . اَثام من اقترفته عقوبتها عما فترة إلى آخر حتى تقضي تنتقل من جسم حيث ؟ فترة عقوبة
مثل الميلاد وسائل أخرى بل افترضت ، الآثمة بالتناسخ كوسيلة لعقاب النفوس الجية تكتف
للخلاص لنيل التحرر ،ففي حالة عدم وصولها الخيرة التي تسعى في السماء كجزاء للنفوس
كثيرة الاَثمة للنفس كعقاب تولد في السماء كجزاء لها ،أو الميلاد في الججم ف!نها ، النهائي
حياتها ،ف!ن مصيرها يتمثل في العودة وعاشت اي إثم أو ذنوب لم ترتكب كان ثمة نفس لمان
إلى عالم الأرواح المتحررة في قمة تصعد حيث ؟ إلى الكل ا طريق "الخلاص المباشرة عن
الكون (ر).
الفكر في النفس 9 : بعنوان للماجستير رسالتها في لأمير شاهين ا إيمان لأستاذة ا تلميذتي كتبته ما : ) انظر (1
ht
tp . 121 ص ، 1402 القاهرة -رسالة غير منشورة بكلية الآداب -جامعة إشرافي تحت ) الجيني
:// م ،
ww
w.
al-m . 123 - 122 ص ، نفسه ) (2
ak
ta
be
h. . 013 - 128 ص ، نفسه ) (3
co
m
926 +
هلس!ه الديل الى حدبد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
في الفكر الصيني القديم: ) (al-mب
ak
ta
be
h.
co
بقضية النفس اهتماما واضحا منذ فجر تارلخه عند الكونفوشية الفكر الصيني لم يشهد m
الأخلاقي من السلوك فيها الحياة الدنيا وما ينبغي للمرء على التركيز بل كان جل والمصير،
الجين 9 معالم الفكر الصيني الأخلاقي الذي يقوم على في رسم الكونفوشية ونجحت ، المَويم
حكماء التي لم يبلغها سوى الفضيلة المقدسة المتعالي من النموذج ذلك يعني أأ الذي ولس!
الذي فالإنسان ، البدنية أو قهر الثسهوات كثيرا القوى التي تتجاوز الباطنية إنها الفضيلة . الماضي
هو التجسيد الذي الأمير أو للحكيم قوته "ح "+يبلغ المثل الأعلى بتهذيب " الجين 9 إلى يسعى
الأخلاقي هذا السلوك غاية يكون ؟ ولأي ولم ذلك : تساءلنا ص!اذا . للسلوك الأعلى للمثل الذي
لأي غاية وليص والسياسيهَ البشر في حياتهم الاجتماعية لكانت الإجابة لأجل حال ! ؟ الأمثل
العلوية الإلهي للبشر ولا بقوة النفس بايأصل لا باله لم يشغل لأن كونفوشيوس ؟ أخروية
(.)1 الكونفوشية اَباء من أتباعه لدى الحال وهكذا . الأخروي المصير قضية وبالتالي لم تشغله
والمصير بطريق الخلاص ) جاء اهتمام الطاوية (التاوية الكونفوشية من العكس وعلى
الطاوية فلقد قدمت كثيرا قضية التصمِز بين النفس والجسد. لم تشغلهم أنه رغم الأخروي
إن باستطاعة حيث ؟ الجنة توصله إلى عدة طرق بها للمؤمن وعثدت طريقا للخلاص دينا بوصفها
يمكن ميزة ضرورية عن طريق التقوى والاعتراف والتكفير عن الذنوب أن يكتسب بها المؤمن
إلى الجنة. أن يتم إنقاذه أو إنقاذها فيتقل العالم السفلي فترة في والبقاء بعد الموت بواسطتها
خاصة دينية بالتقوى وتأدية خدمات الالتزام الطاوية أيضا عن طريق المؤمن في وشتطيع
الأحياء أن يظفروا في النهاية لعلهم بصلاح ، لهم الصلاة يستطيع حيث ؟ نداء لأرواح الموتى
المؤمن التدين يستطيع من عليا مرحلة وفي . الجنة ودخول العالم السفلي من بالانعتاق
بطبقة الموظفين فيها أن يبلغ مرحلة يلحق الدينية الخدمة للجماعة وتاْدية والتقشف بالإحسان
(.)2 الجنة دخول يضمن الخدمة في نظامها التصاعدي ومن خلال ، الرسميين في العالم السفلي
،284وما بعدها. ص ، ذكره سبق ، لدى الشعوب الدينية المعتقدات بارندر: جفري انظر: ()1
. 3 1 2 - 3 1 صا ، نفسه ) (2
027
ال!ل السايم
هو ، تماما والعبور إلى عالم الخالدين الموت بل لتجنب ، الجنة لدخول وثمة طريق مباشر
ن أ على السالك الحق هو ما ب!مكانه أن ينتقل إلى السماء مباشرة وكل إذ ؟ الحق طريق السالك
شابه ذلك، وما العملية الجنسية الصحي وتمرينات النفس وضبط بالغذاء يتبع عادات خاصة
الفاني. في الجسد الفانية العناصر الغليظة محل تفسد لا أثيرية عناصر حلول من ذلك ويقصد
العماء Chaosمع بداية إن الأبخرة التسعة كانت مندمجة في : التراث الطاوي ولقد قيل في
الجسم من اغلظها ،وتكؤن الأرض وتكونت أنقاها، السماء من فتكونت ثم )نفصلت ، الخلق
لحظة الميلاد ،ويتصل الحياة عندما دخله البخار الأصلي مُنح الغليظة ئم من العناصر البشري
البخار ينفصل وعند الموت . الحياة مبدأ الروح وهي هذا البخار بالماهية او بالجوهر فتتشكل
فإن ، أن لا يتحلل أريد للجسم لىاذا . الكون التي تحكم الأرواح تحكمه والجسم . الماهية عن
يبلغ المرء مرحلة وبذلك ، والماهية الروح لتمنع مغادرة موجودة لابد أيضا أن تظل لأرواح ا هذه
.)1 الخلود(
الاهتمام بظاهرة الموت حيث ؟ القديم البابلي هنا مع الفكر ويبدو أن الفكر الصيني يثابه
التي ملحمة جلجامش وقد عبرت . للنفس والمصير لاهتمام بتقديم نظرية واضحة ا والخلود دون
حيث ؟ الإنسان العراقي القديم من الموت 0155ق .م) عن موقف بين عامي (-0591 ما كتبت
الإنسان مع الموت هذه الملحمة صراع ولقد صورت ، منه والخوف القلق والشك ينتابه كان
الآلهة (.)2 دون وحده للإنسان قبوله لهذه الحقيقة المرة الظالمة لأنه يعد مصيرا وضرورة
ببغداد ومكتبة الخانجي المثنى طه باقر ،نشر مكتبة : ترجمة كريمر :من ألواح سومر، ( )2انظر :صمويل
المعرفة عالم سلسلة ، قديم -قراءة في أدب لاستبداد ا جذور : مكاوي د .عبدالغفار : وكذلك
ht
tp
:// . 147 ص ، م 4991 ، ) 1 (29 لكويت با
ww
w.
بعمانa
l-m دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ، القديمة الفلسفة الشرقية النثار: وأيضا :د .مصطفى
ak
ta
be . 917 ص 1202 لأردن -
h. ، م ، ا
co
m
271.
هلسطه الدين الى حديد عدحل
ht
tp
://
ww
w.
بالجنس الاَلهة أنزلته عقاب أنه على الطوفان هذه الملحمة الشهيرة كذلك وتد صورت al
- m
ak
ta
be
(أو الإله تحذيرات من ما قدمه له الإله انكي بفضل وبقي البطل فيها بالخلود ولقد ظفر . h.cالبشري
om
إن "أوتنا بشتيم . والحيوانات البشر عليها عائلات تهرب سفينة بناء طريق عن ) ،وكذلك أيا !ص!
بعد عبوره نهر عنه جلجامش كان يبحث الذي Unapishti) +الملقب بالبعيد -وهو الشخص
قد كان الذي ينبئ جلجامث! له الاَلهة- التي وهبتها الأبدية الحياة منه سر ليعرف العالم السفلي
نصير على جبل النهاية سفينته في استقرت وكيف من الطوفان هرب كيف ، نهر الموت لتوه عبر
هذا الإله ولقد أغضب . مختلفة من الطيور أنواعا بأن أطلق الماء ا! بعد أن اختبر انحسار 3 أ 3
أن يهبه الخلود(.)1 بعد جهد الآلهة أقنعته الدمار ،ثم من الهرب استطاع إنسانا 9إنليل! لأن
بين النهرين عموما إلى الموت ما بلاد في نظرة من الغموض كبيرا قدرا والحقيفة أن هناك
، الأرض توجد تحت التي إلى الجحيم أو دار الأشباح تنتقل أرواح الموت إذ . والحياة الأخرى
الذي يمر بالعالم السفلي في السماء فيزودهم بالضوء الوحيد الثمس إله ويتولى الحكم عليهم
على أنكيدو ويقص . يقرر نصيبهم الذي لإله (ننار" ا أيضا عيهم كما يحكم ، لديهم الموجود
وهي ، موحشة كئيبة بأنها فيها فيه الحياة يصف للعالم السفلي الملحمة وصفا في جلجامش
قضية النفس حول والدينية بالعديد من النظريات الفلسفية القديم فقد حفل اليوناني أما الفكر
فمنذ إلياذة هوميروس . القديم واضحا المصري الأثر ذلك سنجد منها وفي كثير والمصير،
ركزت التي الديانات أشهر لإيجاد ،وكانت وا الآلهة لهزيود ،بدأ التفكير في الخلق وأنساب
أورفيوس في يد على ظهرت الديانة الأورفية التي هي عن الجسم النفس وتميزها قضية على
نسبة وهى ، الديونيسيوسية الديانة ديني في إصلاح قبل الميلاد كحركة حوالي القرن السادس
سماوي على أن النفس من أصل الأورفيون لقد كد ، اليونان الخمر عند اله إلى ديونسيوس
. 23 ص ، السابق نفس المرجع بارندر: ( )1جفري
27 2
)ل!مل السايم
متجذرة في ونفسه ، من تراب الأرض فجسمه والسماء وأن الإنسان هو ابن الأرض ، وإلهي
وسط السماوي العالم من قبل في هذا فقد كانت النفس تعيش ثمّ ومن . السماوي العنصر
حيث ؟ بالتناسخ الأورفيون وقد آمن . تموت لا الالهة اْن كما تموت لا لذا فهي . الإلهي المجمع
الأجيال )،1 "دولاب تغلق الأبواب وتدخل حتى -السجن الجسم أن تدخل ما بأن النفس قالوا
Metem Psychosisيجب من دورات التقمص أو هذه الولادات المتكررة من وللتخلص
عقوبة وتقضي إن النفس الموجودة في الجسد إذ . من الحيوات الصالحة في سلسلة أن تعيش
خطاياها يكون هدفها النهائي التحرر والانطلاق من قيودها لتعود إلى أصلها الإلهي (.)2
والتطهر عند الأورفيين ، الحياة الطاهرة أن تمارس لابد التحرر النفس إلى هذا تصل ولكي
ومنع الفاصوليا والبيض مع ممارسة طقوس الحيوانية أكل المشتقات عن بالامتناع يكون
عن الامتناع إلى ذلك ويضاف ، الجسدي تسرع في إطلاق النفس من سجنها معقدة واحتفالات
وتلاوة باللبن كما قيل إن التطهير عندهم كان يتم بالاستحمام ، والجنس والخمور اكل اللحم
هذه الحياة الطاهرة تعود نفسه إلى على ومَن يعش . الموتى في كتاب كالتي وردت صلوات
يرى(.)3 لا حياتهم وموائدهم مع باقي الخالدين في عالم وتشاركهم الاَلهة رحاب
ثم في ، ثم في حيوات ، النفس في نبات في أن تعيش أدناه من يبدأ عندهم التقمص إن سلم
وقد اَمنوا . فوق الأرض ثانية تولد 003سنة في العالم حتى النفس أن تمضي وعلى ، إنسان جسم
التقمص (.)4 يتحرر تماما من دولاب متتالية حياة طاهرة ثلاث مرات يعش مَن بأن كذلك
. 177 ص ، السابق وديع بشور :نفس المرجع د. ()1
( )3نفسه.
ht
tp الرابعة، الطبعة ، بالقاهرة السعودية الدار المصرية ، أفلاطون عند الألوهية فكرة : كتابنا ايضا: وانظر
://
ww
w.
al-m . 35 - 34 ص ، م 5002
ak
ta
be
h. . 178 ص ، المرجع وديع بشور :نفس د. ()4
co
m
273 +
الدين هلس! إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w
كورية: الفيثا عند ) .al-mب(
ak
ta
be
h.
co
الدين كان حيث ؟ الأورفية الخيط من طرف الدينية فلسفته وقد شد فيثاغورس في m
ذ إ ؟ الطهارة يتعلق بطقوس فيما وخاصة ، للأورفية الإصلاح حركة الاَخر الفيثاغوري يمثل هو
والتأمل نفسه للبحث يهب مَن فكل ، أن النظر الفلسفي والعلم هو اْعظم تصفية فيثاغورس اعتبر
والتناسخ التقمص من عجلة الميلاد؟ أي من حالات ويتخلص ، فيلسوفا على الحقيقة يصبح
الالهي الأصل مع الأورفيين في فقد اتفق فيثاغورس ذلك وما عدا ((). المتكررة والولادات
لأن جوهرها ؟ في طبيعتها من الجسم النفس اْسمى باْن اعتقد الفيثاغوريون ثثم ومن ؟ للنفس
للتحرر. عليه أن يسعى هي حياة سجين في الجسم حمِاتها واعتبروا أن . جوهره عن مختلف
وهذا هو في أجساد أخرى الولادة لمعاودة الخروج من الجسم وهذا التحرر يأخذ صورة
عن جماد .وقد روي أو حيوان أو حتى إن!مان في جسد وهم يرون أن النفس قد تدخل ، التناسخ
لقد عرفته ، اْحد اصدقائي لأن فيه روح "لا تضربه : كلبه يضرب شاهده أنه قال لرجل فيثاغورس
للمرة الخامسة متجسد أنه نفسه كان يدعي أن فيثاغورس ويروى ". الجرو يصرخ عندما سمعت
فلش! ثمّ ومن ؟ ملكهم والبشر أزمنة التقمص أيضا أن الاَلهة قد عددت الفيثاغوريون ويعتقد
عدا فيما الحيوان بالانتحار أو ب!هلاك لهم ،سواء الإلهي الذي وضع النظام للبشر أن يخالفوا
إلى ثم تصعد ، لتتطهر بالعذاب تهبط إلى الجحيم بعد الموت اْن النفس وأن على . التضحية
من عجلة هي التخلص الفيثاغوريين عند الإنسانية للنفس القصوى أن الغاية ولاشك
هذا رهن وكل . لأبدي ا لتنعم بالخلود المتكررة الولادات سلسلة من والتحرر ، هذه الميلاد
الإنسان دوما من الاتحاد الأخلاقي القويم الذي يقرب بالسلوك والالتزام التطهر بقدرتها على
بالعالم الإلهي.
.78 ص ، ذكره سبق ، عند أفلاطون الألوهية النثار :فكرة ( )1د .مصطفى
. 302 - 202 ص ، المرجع وديع بشور :نفس د. ()2
274
الم!ل السالم
أكبر الأثر لها كان الأخروي النفس ومصيرها الفيثاغورية عن أصل التعاليم أن هذه ولا شك
ويؤكد على الطبيعة المميزة أ، نفسك يردد" :اعرف ما دائما الذي كان ، في فلسفة وتدين سقراط
الإلهي الأصل على وقد دلل سقراط . العقل للنفس الإنسانية وجوهرها والسامية والإلهية
حياة سابقة سامية ذات النفس فقد كانت ثمّ ومن إن المعرفة تذكر : دائما حينما كان يقول للنفس
ولقد دلل . الإلهي دوما إلى العودة إلى هذا الأصل تثشاق الأشياء ،وهي حقائق فيها على تعرفت
الطاهرة النقية حينما قال في اَخر محاكمته: التقية بالمصير الأفضل للنفس إيمانه على سقراط
سقراط كان فقد ، الإله عند العلم . . ! ؟ أفضل مصيره أينا ، الحياة إلى وأنتم الموت أنا إلى والآن
سيلقى المصير الأفضل لدى وأنه ، البالي هذا الجسد من سجن من أن نفسه تاقت للخروج واثقا
(.)1 الخير والصلاح إلى طريق الدائمة تقواه ودعوته الإله جزاء
هذه التعبيرات الغامضة. أفلاطون تلميذه هذه المعتقدات التي عبر عنها سقراط وقد تشرب
نظريته المفضلة في النفس الإنسانية اْول فكانت أن يوضحها ) افلاطون وكان عليه (أي على
أن معالم هذه النظرية ولا شك . أصلها وطبيعتها ومصيرها : النفس نظرية فلسفية مكاملة حول
القديمة التي مصر في وخاصة ، بعناصرها الثلاث نظرية المس تأثير تحت إلا عنده لم تتضح
هذه في توضيح وفيرا جهدا بذل أنه لأفلاطون ولكن يحسب . وفيثاغورس تأثر بها الأورفيون
ومصيرها. ، النفس وطبيعة ، النفس أصل : الثلاث العناصر
فايدروس" 9 في محاورة لنا صور حيث ؟ لإلهي ا أفلاطون أصلها النفس فقد أوضح أصل أما
الوصول إلى طاقتها قدر وحاولت الإلهية الموكب السماوي للنفوس كانت تسير خلف أنها
ولكنها بتدافعها )، (عالم المثل العالم الإلهي -عالم المعقولات إدراك حقائق الأشياء ني ذلك
الإلهي تتخبط في الزحام وتتعثر وينال التعب منها؟ الموكب بركب الصعود واللحاق محاولة
ht
tp
://
ww
w.
الحديثةa
l-m دار قباء (جزءان)، شرقي منظور تاريخ الفلسفة اليونانية من النثار: انظر :د .مصطفى ()1
ak
ta
be
h. .443 - 942 ص ، م 7002 ، الثانية الطبعة ، بالقاهرة للطباعة والنشر والتوزيع
co
m
m275
الدلل فلسطه إلى حهديد عدحل
ht
tp
://
w ww
سجنا يمثل بالنسبة في جسد لتدخل تفقد أجنحتها وتنزل إلى هذا العالم الأرضي .alثتم
لها
ومن-
m
ak
ta
e b
وعلة لحركته (.)1 حياة هذا الجسد h.coمؤقتا ،ولكنها تمثل مصدر
m
طبيعته الأصيلة والمميزة فهي إذن تمثل ، ولما كانت النفس هي الجزء الإلهي في الإنسان
النهاية في يمكنه حتى ؟ القويم الأخلاقي الطريق في تسييره قوة عاقلة قادرة على له بما فيها من
أفلاطون وقد تحدث . الحياة في هذه أفعاله الذي يليق ويتوافق مع الأخروي المصير يلقى اْن
والغضبية الإنسانية بقواها الشهوانية للنفس الثلاثية الطبيعة عن " "الجمهورية محاورة في
النفس من أن تعود إلى يقرب العقل في قوتي الشهوة والغضب وأكد على ان تحكم (،)2 والعاقلة
وهذا يعني أن أفلاطون ؟ والتناسخ من التقمص أخرى لحيوات الإلهي دون أن تحتاج أصلها
تعود النفس لا التناسخ حيث إما أن مصير النفس يعتبر فهو والفيثاغوريين كسابقيه من المصريين
حتى تقضي إلى جسد من جسد متنقلة بل تظل تحيا في العالم المادي ، الإلهي مباشرة العالم إلى
هو مصير يرى أن التناسخ فقط انه هنا وما يميز أفلاطون . اقترفته من آثام فترة عقوبتها عما
وأثقل وزنها ،فلم تتمكن من فيها فأثّر تلك النفوس التي اقترنت بالجسد الأشرار! ،وهي "نفوس
لحظة مغادرته تثقل وتنجذب فهي حين ثمّ ومن . الفاني التطهر ،ومن قطع علائقها بهذا الجسد
فتظل تلف وتدور حول ! اللامرئي عالم "هادس العالم المرئي خائفة من العالم نحو إلى الخلف
من جديد في أحد الأجساد ،وذلك بحسب تقيد على وجهها حتى هائمة حيث تظل المقابر؟
والإفرا! البطنة على تعودت التي فتلك النفوس ، من قبل الذي كانت قد سلكته نوع السلوك
وهؤلاء الذين ، الحيوانات الحمير وغير ذلك من في جضس ومعاقرة الخمر ،هؤلاء سيدخلون
الذئاب في أجساد يكونوا طغاة وناهبين سيدخلون واْن ، الظلم ارتكاب قبل كل شيء فضلوا
ودون بصيرة عقلية وتأمل فستدخل العادة من زاولوا الفضيلة على سبيل نفوس أما والصقور.
مطر ،طبعة دار أميرة حلمي الدكتورة : العربية ، )248 -الترجمة (246 فايدروس محاورة : ( )1افلاطون
للكتاب العامة المصرية الهيئة زكريا، فؤاد : العربية الترجمة c )443 - (436 الجمهورلة : أفلاطون ()2
. 932 - 3 17 ص ، م 8591 ، لقاهرة با
276
ال!مل السايم
منها رجال الإنسان فيخرج والنمل أو أن تعود من جديد إلى جنس والزنابير النحل في أجساد
الفلاسفة وهذه هي نفوس ، نقية متطهرة الدنيا في أن تحيا حياتها خئرة نجحت وثمة نفوس
على عقيدته وقد أكد أفلاطون (.)2 إلى أصلها الإلهي مباشرة ستعود ف!نها الأطهار الأخيار،
من والديني لدى معظم الفلسفي التقليد من في خلود النفس ببراهين عقلية أصبحت الراسخة
هذه البراهين على الطبيعة البسيطة للنفس الإنسانية وعلى أصلها الإلهي. معظم واعتمدت
والنفس هي البسيطة. هو المركب فالجسم ، عن طبيعة الجسم إن طبيعة النفس تختلف حيث
تعود النفس إلى أصلها ثمّ ومن ؟ يتحلل لا فإن البسيط ، مادي ينحل ويتحلل كان المركب ليان
بنقائها وطهارتها تشبهه الإلهي الذي العالم إلى أن تفنى بل ستعود إنها باقية ولا يمكن . الإلهي
وبساطتها.
حيث ؟ يتولد من ضده إن كل ضد إذ ؟ الطبيعة الأضداد في هذا البرهان على وجود وش!تدل
فكل منهما ، وهكذا في مسألة الحياة والموت الأبطأ، من من القوي والأسرع ياْتي الضعيف
من الأحياء ،وما يخرجون كما أن الأموات ، من الأموات يتولد من الآخر ،فالأحياء يخرجون
تكون النفوس نفوس الموتى موجودة في أن برهان كاف على ضرورة فهذا الأمر كذلك دام
شمس عين جامعة ، الحديثة مكتبة الحرية ، قرني عزت : العربية ( 81هـ) ،الترجمة فيدون : ( )1أفلاطون
إليها، الإشارة سبق زكريا، :فؤاد العربية ،الترجمة )621 - (614 :الجمهورية أفلاطون انظر ()2
ht
tp .564 - 556 ص
://
ww
w.
aمنظورl من تارلخ الفل!فة في وغيرها عند أفلاطون لهذه مفصلا عرضا ()3
-m اليونانية : كتابنا البراهين : انظر
ak
ta
be
h. . 567 - 566 ص ، إليه الإشارة سبق ، شرقي
co
m
m277
Jل الد هلس!ه إلى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
التذكر: ( )3برهان al
-m
ak
ta
be
h.
co
في في الجسد وقبل أن تحل ، حياتها السابقة يعتمد على أن النفس كانت قد عاشت وهو m
فهي ، الإلهي هو أصلها هذا اْن وطالما . الحقيقة الأقل جانبا من على وأدركت ، الإلهي العالم
ستعود إلى أصلها الإلهي الذي ، فيه عليها السجن الذي فرض من الجسد حتما حينما سسَحرر
الثحر الكامن فيه هو ذلك إنما ، اعماد أفلاطوني مفاده أن ما يفني أي كائن وهو يستند على
من الجسد ف!ن نفسية وليست سلمنا بأن الشرور لو وحتى ، فيه بالطبيعة وهو العنصر الخسيس
أن تكون لابد فهي ثتم ولا بفعل الشر الخارج عنها؟ ومن بها بفعل الشر الخاص تموت لا النفس
ف!ن هذه ، الحركة وبرهان ، نظرية المثل برهان : مثل أخرى قد قدم براهين هـان كان أفلاطون
، أفلاطون على التالية الدينية ما بقي أثرها في الفلسفات التي تحدثنا عنها هي الأربعة البراهين
الفكر الأفلاطوني في فيلون ؟ النفس وكذلك القديم حول للفكر المصري التأثير الكبير ظهر
كان سواء ، بين كل هذا التراث الفكري السابق الدينية في الفلسفات كان اول الموفقين حيث
فيلون يتأرجح تجد بالذات نظرية النفس وفي . المقدس ما أتى به الكتاب أو يونانيا وبين مصريا
النفس هو إن أصل يكون إلى أفلاطون حيث ما نجده أقرب إذ ؟ والديني بين البعدين الفلسفي
لفيلون بأن يميز فقد يُسمح ، التكوين ورد في سفر ما على وهو يستند في ذلك ، العالم الإلهي
أما الإنسان طين، من المخلوق والإنسان ، الله صورة الإنسان ؟ ذا ال!نفس ل!نسان بين صورتين
عقل أنه على وهو يرى أن هذا الانسان يؤول ، الإنسان الإلهي المطابق للوغوس الأول فهو
من العالم في بالله يوجد أشبه لا فكرة أن الإنسان عالم مصغر، وحسب ، يقود النفس إنساني
278
)ل!مل السالم
ك!له داخل في الإنسان يتأمل المعقولات ، فالإنسان الالهي هو . الإنساني العقل في المركب
عن من الطين فهو مختلف الإنسان المصنوع أما . الفكرة الأولى للإنسان الإلهي هي وهذه
. فان والروح ذكرا كان أو أنثى وهو من الجسم الأول فهو مركب
) هو فكرة أو نوع أو طابع أو الله (صورة فالإنسان الأول وبين الإنسان بينه الفرق وهنا يكمن
إن الإنسان المثال صورة . بطبيعته ذكرا ولا أنثى وهو غير فاسد وليس خاتم معقول غير جسمي
إن الإنسان الإلهي هو . آدم الإنسان المصنوع وطبيعته تعارض اللوغوس هو بدوره صورة الله
حادثة الطوفان أن عن فيلون ويتحدث (.)1 ونفس المصنوع المركب من جسم الإنسان فقط عقل
الذي على صورة الله؟ الشرق للإنسان صار مساويا في إلى أن نوح من إنسان أرضي حولت قد
ليس إنسانا اَخر من مؤلفاته عن آدم بوصفه في موضع تحدث أنه كما . أي الإنسان غير الجسمي
(.)2 الله قد ادعى صورة ،هـانه الإنسان السماوي سمات له أرضيا مخلوتا من طين ،بل إن
تهبط لتتحد التي منها نفوس للنفوس السماوي ف!ن فيلون يعتقد في الأ!ل ، وعلى كل حال
في عادات وترغب ومن الجسم تكون أقرب من الأرض التي الأرواح وهي ، الأرضية لأجسام با
الحياة الأرضية هذه اْهمية عدم حينما تدرك ، عكسي ربما تعود في سير وهي ، الفانية الحياة
ومقبرة وترتفع إلى أعلى كما تفر من سجن منه وتفر وسجنا قبرا تدعو الجسد وتفاهتها؟ حيث
من الأشياء ما في شيء الرغبة تحس لم وطهارة أفضل أكئر حظ لها وثمة نفوس أخرى كان
فهي تلاحظ ، العظيم والبصر من الملك الكامل مقام السمع القادر ولكنها تقوم من ، الأرضية
وش!ميها الكتاب المقدس أ يسميها الفلاسفة "ديمون Demons - التي وهي وترى كل شيء
بالملائكة (.)3
موسى يوسف د .محمد : ترجمة ، الإسكندري لفيلون والفلسفية الآراء الدينية : برييه ( )1إميل
5491م، ، القاهرة البابي الحلبي وأولاده بمصر، الحليم النجار ،مكتبة مصطفى ود .عبد
ht
tp ص .171 - 916
://
ww
w.
al-m . 173 - 172 ص ، نفسه ) (2
ak
ta
be
h. . 177 - 176 ص ، نفسه ()3
co
m
927 +
الديل هلس!ه ال حديد مد!
ht
tp
://
ww
w.a
وتساءلنا القبر، في جسدها التي ساقها قدرها لتدخل الإنسانية قصرنا الأمر على النفس هـاذا l-m
ak
ta
b
أن إجابة فيلون سترتبط كما هو الحال لدى السابقين عليه بمنظور أخلاقي؟ eh.cعن مصيرها سنجد
om
؟ كثيرة ومعرفته تتم على درجات الإله أو الروح نحو رؤية النفس يؤمن أن صعود نجده حيث
الإلهي. اللوغوس من الوقوف عند حد معرفة تمكنهم التي القوة الإدراكية يملكون مَن فثمة
معرفة القوى عند حدود تقف وهذه ، الإلهية إدراك الكلمة من أن تستطيع أضعف نفوس وثمة
في وحدته دون أي الله هي معرفة العبادة وإن كانت أعلى مراتب ، اللوغوس الأدنى مرتبة من
ومن العسير ، نادرة حالة وهي ، الصوفي حالة الانجذاب تعيش اَخر .إن هذه النفوس شيء
يلقى كل صنف حيث ؟ النفوس القدرات المعرفية المتفاوتة يتفاوت مصير هذه ضوء وفي
للجنس تعالى ختر ومحب الله وبما أن . القويم قدرته المعرفية وسلوكه منها مصيره بحسب
يدعو كل مَن والكتاب المقدس . للفناء دون أن ينقذه فهو لم يشأ أن يتركه عرضة ، البشري
اللوغوس -الاتجاه صوب -دون أن يتنفس أو يستريح إلى أن يحاول العدو سريعا يستطيع
متأثرة ، أوغسطين وخاصة ، الدين المسيحي عند فلاسفة نظرية النفس ومصيرها وجاءت
كأفلاطون فلقد اعتقد أوغسطين ؟ برؤى الكتاب المقدس الأفلاطوني وممزوجة أيضا بالمذهب
فكر؟ إذا إلا ذاته يدرك لا بأن الإنسان غير مادي وهو خالد ،وأثبت ذلك تماما بأن النفس جوهر
دوام الذات ، لنا تؤكد التي الذات لأن الذاكرة هي ثبات وجود إ الذاكرة إلى وهذا يؤدي عن طريق
يقودنا حتما إلى ما ومعرفتنا بهذه الذات هو ، الذات واحد وهو أحوال النفس إلى مصدر ورجع
إلى وأرجعناها جوهريا بها اتصالا يتصل لا ما عنها كل أبعدنا إذا لأننا ؟ النفس جوهرية إثبات
(.)3 روحية بل هي ، مادية أنها غير التعقل والإرادة والحياة سنجد
ودار القلم ببيروت ، بالكويت وكالة المطبوعات ، الوسطى فلسفة العصور : بدوي ( )3د .عبد الرحمن
يستطيع أن لا لأن "الجسد ؟ النفس البشرية هو العقل يرى أن جوهر إن القديس أوغسطين
إن القائلين فهو يوافق مع ومع ذلك "(،)1 النفس البشرية العاقلة بواسطة الإله إلا بكلمة يتحد
أو عدم تحريكها ،ثم المرء الاختياري لجميع أعضائه إإن تحريك إذ ؟ هي علة الحركة النفس
كل هذه مظاهر تنم ، بهذا الأمر لىافصاحه عن أفكاره أو لزومه الصمت أو عدم شعوره شعوره
هو في ذلك به وكان البرهان الذي أدلى . أفلاطون الخاصة بخلود النفس اَراء كما وافق على
إذن فهي ، النفس عن أن تنفصل يمكن لا الأبدية الحقائق ولما كانت ، أبدية الأبدية !أن الحقائق
التذكر الأفلاطوني. ذاته برهان البرهان هو وهذا فيهاأ(.)3 الموجودة أبدية كأبدية الحقائق
إذ LLيعمل الإنسان الشقي، ؟ المسيحي يؤمن بالخلاص ف!ن أوغسطين عن ذلك وفضلا
إلا إلى إله ومنه تنتظر تسكن لا إن النفس . ! ؟ المسيح يسوع سوى ينقذه بعد الموت الذي ذا ومَن
يسمع مَن ،)3 -2 :6وهناك (مزمور: " اْتزعزع فلن وملجأي فهو "إلهي ومخلصي خلاصها
من إذن مدعو .)28إن الإنسان : ا أ متى ( " إليّ أيها المتألمون !تعالوا : له فيقول الإنسان صوت
الرب " أيها أنت عادل 9 العدل سيجد أنه كما ، الشفاء من سقمه سيجد الأزلي حيث الله قِبَل
والاَثام . الخطايا كانت مهما )4()92 -3 : دانيال (
النفس بين حول نظرياتهم الإسلام الذين تراوحت عند فلاسفة كثيرا الأمر ولم يختلف
نظرية !ان كانت والتأثر بنظرية أرسطو، ، الفيثاغورية ، الأورفية ومصادرها بنظرية أفلاطون التأثر
بذات أصل وليست للجسم صورة إن النفس لديه مجرد حيث ؟ طابع ديني بذات ليست أرسطو
هم أولئك الفلاسفة يعنينا فإن الذي ولذلك . بالمصير الأخروي مشغولة ليست أنها كما ، إلهي
دار الشرق ، الحلوة يوحنا : العربية نقلها إلى ، أوغوسطينوس القدي! اعترافات : أوغسطين القدي! ()1
.014 ص ، م 1991 ، الرابعة الطبعة ، ببيروت
ht
tp نفسه. () 2
://
ww
w.
al-m . 32 ص ، السابق المرجع نفس : بدوي د .عبد الرحمن : ( )3نقلا عن
ak
ta
be . 143 ص السابق المصدر نفس أوغسطين ( )4القديس
h. ، :
co
m
281 +
هلس!ه الدين الى حديد عدول
ht
tp
://
ww
w.
إنها إذ ديني واضح بُعد ذات شك بلا إن نظرية النف! لديهم حيث الذين تأثروا بأفلاطونal
؟ ؟
-m
ak
ta
b eh
ومصيرا. بالعالم الإلهي أصلا مرتبطة .c
om
يرى الكدي فيما فالنفس بأفلاطون واضحا؟ التأثر الكندي نجد الإسلام ومنذ أول فلاسفة
عند فيثاغورس مؤداه كما غير مادي وروحاني جوهر إنها حيث ؟ تنتمي إلى العالم السماوي
مبدأ الحياة إن النفس هي إذ ؟ آني هو اتحاد عرضي إنما أن اتحاد النفس والجسد وأفلاطون
المادي . كيانه يلبث أن يتخلى عنه دون أن يؤثر في لا من الزمان فترة في الجسد يحل الذي
الباري من جوهر جوهرها ، وكمال ذات شرف طبيعة بسيطة إن النفس عند الكندي أيضا ذات
حمِاته لفترة به وإن اتحدت ، مباينة للبدن فهي ثتم ومن . من الشمس كضياء الشمس وجل عز
الذي يغمره نور ! "بعالم الحق ثانية هذا ستلحق الجسدي كيانها بعد أن تفارق وهي ، الأولى
خافيا عنها كما أثبت يتبقى شيء لا المعارف حتى جميع قادرة على استيعاب وتصبح ، الباري
ولم ، العاقلة وفق قوتها النفس الذي عاشت السعيد إنما هو فقط مصير إن هذا المصير
في الملذات التعساء الذين ينغمسون إذ إن هؤلاء . والاَثام الخلقية الجسدية في الملذات تنغمس
عليهم بينما شبّه الذين تغلبت ، عليهم الشهوانية قد طغت بالخنازير؟ لأن قوتهم الكندي يشبههم
العقلاء الحكماء. فهم كالملوك العاقلة القوة عليهم أما الذين تسيطر ، بالكلاب الغضبية قوتهم
وراء فيما المعقول العالم العودة مباشرة إلى يتهيأ لها لا عندما تفارق الجسد إن النفس
حينا أولا في فلك القمر ،ثم من التطهر ،فهي تمكث مسَابعة يمر بعضها في مراحل إنما ، الأفلاك
وعندها تصبح ، إلى أن تبلغ تماما الطهارة التوالي بعده على الواقعة عطارد ،فالأفلاك فلك في
بعد أن أفلتت من النفس به تستطيع ما إن هذا التطهر هو وحده . العقلي العالم بدخول جديرة
تعبر عليه نفوسنا بعد جسم إلا وما العالم الأدنى ، الإلهي العالم أن تعود إلى الجسد، عقال
. ()2 عقلية الله مشاهدة بمثماهدة تظفر حيث ؟ إلى العالم الأعلى الموت
للنث!ر الدار المتحدة ، اليازجي كمال ت العربية الترجمة ، الإسلامية الفلسفة تاريخ : فخري د .ماجد ()1
. 125 - 124 ص ، م 7491 ، ببيروت
. 282
السايم الطمل -
مقرونا عرضا " الروحاني الطب ! في رسالته الشهيرة في الاَخر هو أبوبكر الرازي فقد كتب أما
"الجمهورية إ(.)1 أفلاطون في قوى النفس الثلاث كما جاء في محاورة لمذهب بالاستحسان
و أ التقمص أن يجاهر باعتقاده بمذهب الغريب حقا في ظل كون الرازي فيلسوفا مسلما لكن
كانت أصلا التي إلى القول بأن النفس ذهب حيث ، وافلاطون التناسخ كما ورد عند فيثاغورس
الاتحاد بها حاولت بالمادة فتنت هـاذا حمقاء، ذلك كانت طائشة لكنها مع ، بالحياة تتصف
التمرد والامتناع المادة طبع من ولما كان . الجسدية اللذات لتنال بذلك عليها الصورة فأسبغت
هذا العالم إلى عونها بأن خلق الباري إلى أن يخف عن قبول الصورة الصادرة عن النفس اضطر
ليتيح للنفس التمتع بهذه اللذات الحسية ولو إلى حين. دية؟ وذلك ما من صور بما فيه
من أن النهاية في به يتمكن الإنسان ألوهيته حتى العقل الإنساني من جوهر الله ولقد خلق
حتى يمكنها ؟ العمل الصالح بضرورة إياها مذكرا من ركونها إلى البدن ويحفزها النفس يوقظ
تكون التحصيل قدرتها على ما تتوفر للنفس وبقدر ، المعقول العالم الإلهي في العودة إلى أصلها
تتحرر كما يقول فيثاغورس وبذلك . المعقول العالم والعودة إلى بلوغ خلاصها قدرتها على
في ستستمر ف!نها الفلسفة النفوس التي لم تتطهر وتدرس أما الميلاد). "عجلة من وأفلاطون
وعندما . المعقول الحالم إلى ثمّ من وتتحول سر الفلسفة الافي اكتشاف لها يتم حتى العالم هذا
وترجع ، الأدنى العالم الحقيقي يبطل هذا وتعود النفس ب!رشاد العقل الى موطنها يتحقق ذلك
على الاتحاد بالصورة إلى حالتها الأولى من الطهارة ومفارقة أرغمت المادة ) التي الهيولي (أي
الفلسفة أن هذا التصور الذي قدمه الرازي لمفهوم النفس وعلاقتها على دارص ولا يخفى
الأفلاطوني التأثير عليه وإن غلب . معا بأفلاطون وبأرسطو التأثر بالبدن إنما هو مزيج من
الذي يتراوح بين الاعتقاد في يتعلق بالأصل الالهي للنفس الإنسانية وبالمصير الأخروي فيما
ht
tp
://
ww
w.
al-m . 014 ص ، نفسه () 1
ak
ta
be
h. .141 ،ص )نفسه (2
co
m
m283
!لس!ه الدين الى حديد مدحل
ht
tp
://
ww
w.
(الفارابي وابن سينا): في الاسلام ) (al-mد
ak
ta
be
h.
co
عند الفيلسوفين الإسلاميين الكبيرين الفارابي وابن سينا؟ حيث كثيرا الأمر يختلف ولم m
كما تحدثا عن ، الإلهي لإنسانية وأصلها ا النفس الخيط من الكندي وتحدثا معا عن قوى التقطا
وأرسطو. بأفلاطون فقط وليس وصوفيته دمان تميزا بتأثرهما بأفلوطين ، الأخروي مصيرها
في الخلق التي العامة نظريته النفس من خلال عن خلق فقد تحدث ، بالفارابي وفيما يتعلق
صدور يتسلسل حيث الله ؟ أي ا الأول الموجود 9 عن العالم كيفية صدور باستفاضة تصف
عنه العقول العشرة الكونية السماولة وتحت فأولا تصدر ، الأول الموجود عن الموجودات
التجلي فينشأ ما هو أكمل مما سياق ينعكس إذ ؟ عالم الأجرام السماوية يقع العالم الأرضي
وبظهور الإنسان الذي هو . وهكذا تركيبا وما هو أكثر البسيط المركب هو أدنى كمالا ،ويحدث
القوة النفسية، فيه من ما يظهر إن أول . كماله الصاعد يبلغ هذا التدرج الكون من مصغرة صورة
هذه القوى كل وفي . فالناطقة فالقوة النزوعية فالمتخيلة القوة الحاسة القوة الغاذية تليها تدريجيا
ويطيع (.)1 آخر يخضع ويأمر وشطر يحكم منها نستطيع أن نميز بين شطر
للإنسان يمكن ما وهي ، العقلية الصور الناطقة في الإنسان هي مستودع القوة ف!ن وبالطبع
فما تبعا لففيلتها؟ النفس مصير يتفاوت ثتم ومن . بالألوهية والاتصال الكمال أن ينشد بفضله
من طبيعة عليه من نصيب حصلت ما النفس من سعادة أو شقاء في العالم الآخر تتم بقدر تلاقيه
الأرضية يكون رجاؤها حياتها لْي به من الفضيلة تحلت ما الفعال المفارقة أو بمقدار العقل
وهذه السعادة في . السعادة القصوى بمثابة على هذه الحالة من المفارقة التي هي في الحصول
كما في مضمون واحدة واضحة نوعية ذات هي واحدة ولا على نسبة الحياة الأخرى ليست
الذي كان مقرها المؤقت، على طبيعة الجسد تتوقف لأن طبيعة كل نفس !؟ الديني فكرة "المعاد
يكون فيها عناصرها ،ف!ن مصير النفس باختلاف أمزجتها وتركيب تختلف ولما كانت الأجساد
يكون إفراديا وبالطبع ف!ن المصير الأفضل . من السعادة والشقاء تابعا لحالها مع هذا الجسد
. 017 - 168 ص ، السابق نفس المرجع انظر: ()1
السعادة النفس ومدى رؤية الفارابي لمصير التي غلفت إن هذه الصبغة الأخلاقية والسياسية
باْفلاطون إلى حد كبير ،تستمر معه حينما يتحدث متأثرة شك بلا وهى بها، ستنعم التي الأخروية
هو إنما الجاهلة النفوس إن مصير هذه إذ ؟ الفاضلة النفوس عكس النفوس الجاهلة وهي عن
مادي إلى اَخر- تنتقل من جسد فستظل ، به وبلذاته الذي ارتبطت في هذا العالم الأرضي البقاء
أما ، بلا نهاية يستمر التنقل ف!ن هذا إنسان في جسد دامت ما -وهي الفارابي وهذا هو التناسخ
'). تماما( تتلاشى تزال تنمط تدريجيا حتى لا ف!نها حيوان جسد تقمصت إذا
إن الحيوات أو الولادات المستمرة حيث ؟ بين الفارابي وأفلاطون لاختلاف ا وهنا سنجد
للحياة الدائمة والخلود الذي قد يكون قابلة فهي ستكون ولذلك ؟ إنسان في جسد إما للنفس
هنا لم يعد فالنفس ثمّ ومن ؟ حيوان !اما في جسد ، الإلهي نهائيا بعودتها في النهاية إلى اصلها
إلى الفناء والتلاشي. ماَلها لأن ؟ الدائمة الحياة الأخرى لها أمل في
العقلي من للجانب بأن الخلود القائلة قد اقترب من النظرية الأرسطية هنا الفارابي ولعل
عن طريق الدائم واعتقاده بتنقلها الأرواح كان إقرار الفارابي بمبدأ تناسخ دمان ، نقط النفس
النفس الأخير أشبه في مجمله ومصير الفردية في خلود النفس رأيه كان تعاقب الولادة والموت
مع العقيدة الإسلامية فيما وجذرية من مخالفة تبدو واضحة في هذا ما على ، بآراء أفلاطون
جاهلة على حد سواء(.)2 أم ال!نفس عالمة كانت وخلود القيامة الأجساد ويوم بحشر يتصل
بأفلاطون وأرسطو، التأثر مزيجا من الأخرى نظريته عن النفس هي ابن سينا فقد جاءت أما
صدوريا؟ فمن حيث تعريف النفس جوانبها طابعا أفلوطينيا هي الأخرى في بعض !ان اتخذت
إلى ذي حياة طبيعي للنف!ى باعتبارها 9كمال أول لجسم فابن سي!نا يتبنى التعريف الأرسطي
الذي الجسم قوى ثلاث بحسب لها ف!ن ، هذا التعريف ومع أن النفس واحدة بحسب . إ بالقوة
سبق ما إلى حيوانية تضيف تقوم بالتغذي والنمو والتوالد ،وثمة نفس نباتية فثمة نفس فيه ، تحل
التفكير في الأربعة السابقة وظيفة إلى الوظائف عاقلة تضيف وثمة نفس ، الاحساس وظيفة
ht
tp
://
ww
w.
al-m .178 نفمه ،ص ) (1
ak
ta
be ()2نفسه.
h.
co
m
285 +
ملس!ه الدين الى طتيد مدخل
ht
tp
://
ww
.a w
فابن سينا يمزج بين الرؤية الصدورية الأفلوطنية وبين اْصل النفس ومصيرها أما من حيث l-m
ak
ta
e b
أصلها الإلهي. h.coرؤية أفلاطون وبراهينه على خلود النفس بحسب
m
يعد غامضا منها ابن سينا فإن موقف بعد الموت بقائها النفس أو يتعلق بمشكلة خلود أما فيما
يصيبه من سعادة وشقاء في الحياة وما الموت بعد الأجساد حشر أن حيث يرى ما؟ إلى حد
أما . بصدده والتساؤل فيه الخوض فتعذر على الفيلسوف عليه القرآن بوضوح قد نص الثانية
إن السعادة الأخروية حيث ؟ الفيلسوف النفس فقد عده من مشاغل أو مصير " المعاد الروحاني 9
وهي أ الروحية التي تبدو في إمقاربة الحق الأول السعادة الحكماء الإلهيين هي إليها التي يتوق
لاسيما جانبها العاقل من التوكؤ على ارتباطها بالجسد .وهذه السعادة تحرر نفوسهم يوجب ما
بطبيعة الحال أرقى من هي ، العاقلة القوة النفس وهي قوى التي تقوم على التكامل في أسمى
بها أن تعود إلى الخاص كمالها الناطقة إن النفس . الدنيا الجسدية في القوى اللذة أو الكمال
يتم للنف! وعندما . الأشياء لجميع الأول المبدأ سلطة العالم يقع تحت وهذا . المعقول العالم
باْعلى تحظى حيث ؟ الحق متحدة بالخير المطلق والجمال على هذا الكمال تصبح الحصول
والذي هو في ، الى الكمال العقلي عن هذا الشأو ومن الشوق التي قصرت أما النفوس
قسرا ،وهذه مفارقة الجسد الناجم عن ف!نها تعاني الشقاء ، الفردية وليد المبادرة ابن سينا عرف
هو زائف بما عنادا عن التشبث أو هو أفضل ما طلب التقاعس عن بسبب إما الحالة تحدث
بين حالة ما الفاصل عندها النفس عبور الحد تستطيع التي العقائد .وعموما ف!ن المرحلة من
أن التحرر من تخمينا .ورغم إلا ان تعرف يمكن لا وحالة السعادة الأخروية الدنيوية الشقاوة
حينما تنجح إلا أنها ، عسيرا على النفس أمرا قد يكون بعد الموت ومشاغله حتى الجسد رغبات
في حالة الغبطة التي المادة وتدخل هذا الارتباط وتتطهر تماما من مشاركة في فصم النهاية في
28 6
العصل السايم
بصورهَ رمزية في رسالته الشهيرة "رسالة الطير!؟ ولقد عبر ابن سينا عن المصير الأخروي
حية لمصير النفس الساعية وراء الحق المتخبطة في شراك الرغبات الحسية. صورة رسم حيث
فيدون أ(.)1 9 للنفس في محاورة أفلاطون من مصير رسمه بما كبيرا وفي هذه الصورة نجد شبها
عبر أيضا عن أصل حيث ؟ مثل أفلاطون مثله التشبيهية ويبدو أن ابن سينا كان مغرما بهذه الصور
يرى أن أصل أنه مما يؤكد أ؟ الأرفع إليك من المحل أهبطت : بقوله النف!ص في قصيدته الشهيرة
على وملذاته أملا في الحصول تاركة الجسد مرة أخرى إليه تعود سيجعلها ما النفس الإلهي هو
الفارابي وابن سينا لدى وخاصة ، الفلسفىِ في الإسلام التيار أن الواضح ولما كان من
للنفس دون الجسد ،وأن السعادة الأخروية مقصورة تحديدا ،يميل إلى إقرار المصير الأخروي
وخصص كثيرا، معهم في هذه المسألة ف!ن الغزالي قد توقف ، الحكيمة الفاضلة النفوس على
02لمناقشة نظريهَ المسائل 90 18c أ الفلاسفة الشهير (تهافت كتابه المسائل الثلاث الأخيرة من
. الخصوص على وجه النفس عموما ومصيرها هؤلاء الفلاسفة حول
أن النفس جوهر بسيط ومفارق حول عثمرة أورد الغزالي حججهم الثامنة ففي المسألة
عشرة التاسعة أدلة مختلفة ( .)2أما في المسألة تفي بالمراد عبر عشرة لا أنها على ودلل ، للمادة
يتصور لا !انها خالدة العدم بعد وجودها، فيها فقد أبطل قولهم إن النفوس الإنسانية يستحيل
البساطة والمفارقة، تقوم على أساس التي أيضا أن أدلتهم على خلود النفس هنا فناؤها ،واعتبر
، لأبدان ا إلى لأرواح ا ورد لأجساد، ا لبعث إنكارهم لغزالي ا أبطل فقد العشرين المسألة في أما
في قرآنه الله الناس به ما وعد وساثر ، العين الجنة والحور ووجود ، الجسمانية النار ووجود
ht
tp
:// ،دار العرب ذخائر دنيا ،سلسلة سليمان : وتقديم تحقيق ، الفلاسفة تهافت : الغزالي الإمام انظر: ()2
ww
w.
al-m .273 - 252 ص ، تاريخ بدون ، السابعة الطبعة ، بالقاهرة المعارف
ak
ta
be
h. . 281 - 274 ص ، نفسه ) (3
co
m
287+
الديى هلس!ه )لى حهديد مدحل
ht
tp
://
ww
.aw
، للعوام ضربت أمثلة إن كل تلك : في ذلك القائلة الفلاسفة الغزالي حجة وقد ر!ض . العظيم
l- m
ak
ta
b
لقد . الجسمانيين مرتبة من أعلى وهما ، روحانيين والعقاب أن الثواب يفهموا حتى الخلق eh.cعوام
om
الأدلة من خلال وأوضح ، كافة اعتبر الغزالي أن هذه الحجة واهية ومخالفة لاعتقاد المسلمين
الشرعية أن الغزالي "لم ينكر على الفلاسفة السابقين قولهم بأن في الآخرة أنواعا من اللذات
ولكن أكد لهم أن ، ولم ينكر قولهم ببقاء النفس عند مفارقة البدن ، اللذات الحسية من أعظم
في الأجساد ،وإنكار اللذات الجسمانية في إنكار حشر مخالفتهم للشرع في هذه المسألة يكمن
أ(.)1 القراَن في الجنة والنار كما وصف وجود النار ،وإنكار في الاَلام الجسمانية دمانكار ، الجنة
الخلط ربما شابه بعض هنا الفارابي وابن سينا من قبل ف!ن موقف قلنا والحقيقة أنه كما
بين فيه تأرجح حيث ؟ القلق والاضطراب بعض فيه رأيه ابن سينا الذي جاء وخاصة ، والغموض
وقد اَمن وعذابه البدن ونعيمه بعث فيها من وما جاء المحمدية فيه إلى الشريعة أمر رجع : أمرين
إلى العقل وما ترتب عليه من إيمان ببعث الأرواح ونعيمها فيه وأمر رجع ، له وأذعن ذلك بكل
-والمقصود المنصف للناقد ولم يكن . ذلك أيضا حكاية المذعن المؤمن وعذابها ،وقد حكى
نلوم ابن سينا على كنا ف!ن الاَخر(.)2 عليه أحد الجانبين دون هنا الإمام الغزالي -أن يسجل
من رأىِ ابن سينا دون أيضا نلوم الغزالي على تركيزه على جانب ،فإننا موقفه ورأيه المضطرب
لآخر. ا
إلى الفلسفة الغربية في العصر في العصور الوسطى الدينية من الفلسفات انتقلنا ما لىاذا
يميز بين طبيعة النهج الأفلاطوني الذي بفلسفته المثالية يواصل أن ديكارت سنجد الحديث
يمثل حقيقة الإنسان . ما الجوهر البسيط هو ويعتبر أن النفس ذلك ، الجسم وطبيعة النفس
على التدقيق أنا فما 9 يقول ديكارت حيث إ؟ !التأملات الشهير كتابه ني بوضوح ذلك بدا وقد
592X - 492من نفس المصدر السابق ص قاله الغزالي بهامش ما تعليق على : دنيا سليمان د. ()2
288
ال!عل السايم
ويفهم يشك شيء "إنه : المفكر يقول عن طبيعة هذا الشيء يتساءل مفكرإ ،وجنما شيء إلا
وبالطبع فقد ارتبط هذا . ') أيضا"( ويريد ولا يريد ويتخيل ويحس وينفي ، ويثبت ويتصور
فيها وتميزها عن البدن بفلسفته الشكية التي افترض الإنسانية لحقيقة النفس الإدراك الديكارتي
في صحة قلب الباطل حقا والحق باطلا ،لدرجة شككته ما كثيرا الماكر الذي الشيطان ذلك
من هذه التجربة الشكية بافتراض هذا الشيطان الماكر إلى إثبات وجوده ديكارت لقد خلص
هذه الذات المفكرة ببساطتها ،في مقابل وجود الأول لديه هو وجود اليقين ككائن مفكر فأصبح
باعتبارها الإنسانية النفس الفكرة التي لديه عن أن هذه وقد اعتبر ديكارت . الممتد المادي الجسد
اأشد تميزا من الفكرة التي لديه عن أي ولا عمقا هي طولا ولا عرضا لا شيئا مفكرا غير الممتد
الشاكة وبين البسيطة المفكرة هذه النفس الإنسانية بين وجود فقد ربط ديكارت هنا ومن
إلى إدراك يقود حتما الذي الشاكة دليل على النقص نفسه اْن حينما وجد ، الإلهي الوجود
أني أعتبر نفسي " إنني : ديكارت يقول . الكائن الكامل إلا لله ذلك يكون لا والكمال ، الكمال
لذهنه بقدر عظيم تعرض التي الذات الناقصة وهذه الفكرة عن . " غيره ومعتمد على ناقص شيء
عن كائن كامل ومستقل "فكرة وجود الاَخر على الجانب يؤكد ما هي ، التمسِز والوضوح من
أن وجوده على والدليل الله ، وجود "الدليل على ديكارت وهنا استخلص . " الله أي فكرة ؟ غيره
كما قدم اْفلاطون الصلة بين النفس لنا بدأ أفلاطونيا لكنه لم يقدم أن ديكارت والطريف
قاطع كما أن هذا الفصل غير المبرر بشكل . جذريا فصلا عنده منفصلين بقيا حيث ؟ والجسم
أن النفس سجينة يعتبر لأنه لم وربما كان ذلك ، بالتساوْل عن مصير هذه النفس ينشغل لا جعله
القومي للترجمة المجلس نشره ، أمين د .عثمان ترجمة ، الاْولى التأملات في الفلسفة : ( )1ديكارت
ht
tp . 101 - 001 ص 9002 لقاهرة
:// ، م ، با
ww
w.
al-m . 177 ص ، نفسه ) (2
ak
ta
be
h. . 178 ص ، نفسه ) (3
co
m
928+
الدكل !لس!ه إلى حدلمد مدحل
ht
tp
://
w ww
.a
طبيعة النهاية عنده من إنها منذ البداية وإلى . معه طالبة الخلاص أو أنها تحيا حالة صراع l-m
الجسم
ak
ta
b eh
قضية فلسفية ولم يكن لها إن القضية كانت عند ديكارت طبيعة البدن مختلفة تماما عن بسيطة .c
.
om
ذاته هي فماهية الإنسان . الإلهي بالوجود الإنساني الوجود علاقة اللهم إلا في ، دينية أبعاد أي
ف!ن هذا ، سلبي ينبئ عن النقص شكي بشكل الذات الإنسانية تبدأ تفكيرها كانت هـان ، المفكرة
لأي فعلا إلى إدراك الوجود الإلهي الكامل والضامن يقود ديكارت ما الإنساني هو النقص
للحديث عن النفس أتباعه من الغربيين طريقا للفلاسفة شق قد ديكارت ف!ن على كل حال
الذي تحدث ليبنتز 1715م) ومثل بوصفها هذا الجوهر الروحاني البسيط مثل مالبرانش (-1638
جوهرا الخاص مع جسمه إن كل موناد كما يقول ليبنتز "يؤلف إذ ؟ الروحية المونادات عن
دوما لأن كل ثابتا الكائن الحي ليس نجد أن "جسم ) ثابتا وبينما هذا الجوهر (النفس . حيا"
ب!نكاره باركلي الذي تميز عن ديكارت وكذلك الأنهار"(.)1 الأجسام في تغير مستمر ودائم مثل
إلى مجرد الحسية الصفات وأرجع ، بوجود الجوهر الروحي التام للجوهر المادي وقال فقط
كانط: (ب)
تؤكد على الطبيعة البسيطة والجوهرية التي المثالية والحقيقة أنه في مقابل هذه المذاهب
المادية المذاهب وجدت اليبنتز)، الحياة ومبدأ ) باعتبارها مبدأ الفكر (ديكارت الإنسانية للنفس
هزبز (-15!8 توماس المادية هذه المذاهب أصحاب أبرز وكان . على مادية النفس التي أكدت
فيه. بأي بُعد روحاني ولم يعترف العالم نظرة مادية ميكانيكية ما في نظر إلى كل ) الذي م 9167
بنقد آراء فقد عني ثئم أ؟ ومن الخالص "نقد العقل في إطار النفس فقد اهتم بقضية اْما كانط
لقد اعتبر . البسيطة وبطبيعتها النفس بجوهرية القائلين المثاليين الفلاسفة من وخاصة السابقين
بالقاهرة ، والتوزيع والنشر دار قباء للطباعة ، الدين فلسفة إلى مدخل : عثمان د .محمد : نقلا عن () 1
،سبق هويدي :د .يحى ترجمة وفيلونوس، بين هيلاس الثلاث :باركلي :المحاورات وراجع
092
ال!مل السايم
ناقث! البرهان الذي قدموه حيث "، أن القول بجوهرية النفس من "أغاليط العقل الخالص كانط
صياغته في الصورة القياسية التالية: والذي يمكن ، النفس عموما على جوهرية
جوهر: ثمّ من وهو ، إلا كموضوع لا يوجد ، أنه موضوع فيه إلا على أن نفكر يمكن لا ما
. فيه إلا كموضوع أن نفكر يمكن لا الكائن المفكر
جوهر(.)1 -أي كموضوع لا إ لا يوجد .الكائن المفكر ْ.
لقد ، المشترك الحد الأوسط أغلوطة لأنه يرتكب هذا القياس فاسد اعتبر كانط وقد
الكبرى في المقدمتين Substanceبمعنيين مختلفين وجوهر Subject كلمتا موضوع استخدمت
وفي المقدمة ، الكلمات في المقدمة الكبرى بالمعنى المنطقي الخالص استخدمت . والصغرى
تحليلية إلى نتيجة مقدمات زاوية أنه انتقل من من أيضا فاسد أن هذا القياس كما يعتبر كانط
: فكرة ديكارت النفس تقوم على بجوهرية القائلة النظرية آخر ف!ن هذه ومن جانب . تركيبية
صمانما إلى مجرد ، اْسميه نفس محدد إلى شيء تشير لا الفكرة وهذه . مفكر" ككائن موجود "أنا
ومن ثمّ ؟ لا غنى عنه لعملية المعرفة ضروري كشرط التلقائي تلقائية الفكر أو الفعل الفكري
يمكن لا هنا أنه بالبساطة اعتبر أن المقصود حيث ؟ النفس بساطة أيضا فكرة انتقد كانط وقد
أكثر ،وأن الهدف من إسناد هذه الصفة إلى النفس أن يسند أو إلى جوهرين أن تنقسم للنفس
كانط هذه وقد رفض وبين البساطة والخلود. والفناء نربط عادة بين التركيب اذ إليها الخلود؟
(1 Kant: Critique of Pure Reason, Trans. By .N Kemp Smith, Macmillan, London )2nd
,3391 Reprinted
imp, ,6191 -
B 041 B411.
دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر بالإسكندرية، ، النظرية وفل!فته كانط : زيدان د .محمود نقلا عن:
ht
tp
://
ww
ص .276 م، 4002
w.
a l-m .276 ص ، السابق نفس المرجع : زيدان محمود ( )2د.
ak
ta
be
h. ص . 927 - 278 ، نفط ()3
co
m
192 +
الديل هلس!ه الى حهديد عدحل
ht
tp
://
w ww
.a
ساقوه ما الطريقة بنفس النفس رفض جوهرية حول حججهم وكما رفض ، للميتافيزيقيين l-m
الفكرة
ak
ta
b eh
(.)1 بساطة النفس على من حجج .c
om
معهم سلم أنه إلا بجوهرية النفس وبساطتها، انتقد القائلين الرغم من أن كانط قد وعلى
يقدمونها ما على تلك البراهين التي سرعان قائما بهذا الخلود لم يكن لكن تسليمه . بخلودها
أن هذه البراهين " كما في "نفده للعقل النظري يرى وأنه هذا الخلود، كأدلة نظرية عقلية على
مسألة أن نجعل فالأوْلى ثئم ومن . على خلودها ومحكمة -ولن تكون -براهين صحيحة ليست
كانط في فلسفته يسميه ما تسليما في إطار بها التسليم يمكن التي خلود النفس من المسائل
هنا في إطار تدخل حيث " العقل العملي ميتافيزيقيا وهي "، "الميتافيزيقا المصمروعة عموما
؟ وفاسدة ضعيفة براهين إذن قد تكون المجردة العقلية إن البراهين . والديني الأخلاقي المجالين
فلسفة حسب البرهانية قدراتنا حدود خبرتنا أو خارج عن مجال خارج تدخلنا في مجال لأنها
القانون أن وجود على يدلنا إلى العقل العملي الذي فالأفضل أن نركن ولذلك . النقدية كانط
متع الحياة ولذاتها ،وأننا من دائما إلى ما هو عاجل لا ينبغي أن نسعى أننا يحثنا على فينا الخلقي
بعد موتنا. شهوة حتى لنا من شأنه أن يحقق ما إلى تحصيل ينبغي أن نسعى لا
ن أ في سبيل رغباتنا بكثير من أن نضحي على خفي بنداء يحثنا إن هذا القانون الأخلاقي
من ما نلاحظه هذا النداء الخفي ويؤيد . قوية طاغية لدينا عنه فكرة في عالم حر، مواطنين نكون
موجه وإنما كل شيء ، وظيفة تؤدي لا عبثا أو أو حركة تحدث شيء لا كائنات حية في عالمنا؟ إذ
على قبول فكرة إن عقلنا العملي يحثنا باختصار . وغاية بعيدة إلى هدت ويهدف إلى غرض؟
من وجودنا(.)2 الأسمى الغاية الخلقية لتحقيق حياتنا الخلود كفكرة اْساسية في
أنكر طبيعتها البسيطة فلماذا ، النفس بخلود قد سلم كان كانط إذا : الاَن يسأل سائل ولعل
التي اْبداها الميتافيزيقية البراهين العقية بتلك لم يسلم أن كانط وأعتقد ! ولماذا أنكر جوهريتها؟
والبدن ثنائية النفس قد صاغت وتلاميذه عند ديكارت لأنها وخاصة ؟ عليه السابقون الفلاسفة
ونفسا معا هما في علاقة وثيقة وتفاعلية. بدنا ولم يلتفت هؤلاء إلى أن الإنسان صارم بشكل
Kant: (2.
)B 424
Critique, - 6.
صا .282- 28 ، السابق نفس المرجع ، زيدان محمود د. : عن نقلا
292
)لسالمم ال!مل
علاقة ، عليّة علاقة !انما هما في ، متنافرتين طبيعتين ليسا من والبدن أن النفس يرى إن كانط
في هذا العالم عنصران والبدن إن النفس . التأثير المتبادل يعني Interactionوالتفاعل تفاعل
فهمها( )1بوضوح !ان كنا لا نستطيع ، البدن وماهية بين ماهية النفس علاقة علئة ضرورية وثمة
المذهب بحسب البرهانية الإدراكية قدراتنا عن خارج فيما يتعلق بما هو وليس لنا تبعا لما يبدو
لكانط. النقدي
هيجل: (!)
العلاقة تلك ، بالبدن في علاقتها بما فيها رؤيته للنفس الفلسفة النقدية لكانط من انتقلنا ما هـاذ
المؤمن أخلاقيا ودينيا يريح خلودا أبدا في رأيه مع الاعتقاد بخلودها التفاعلية التي لم تتعارض
استخداما وأكثرهم أمام أكبر الفلاسفة أننا فسنجد إلى هيجل ، أكثر تفاؤلا بمستقبله ويجعله
اشتقاقها حيث من ؟ ترتبط التي Geist بالألمانية يقابلها التي الكلمة تلك ، Spirit الروح لمفهوم
تعني التي تناظر بإحكام معاني كلمة الروح معانيها أن سلسلة إلا cGhost اللغوي بكلمة الشبح
ما " ،ووجود و"الذهن " و" النفس " "الروح معاني إ ،لكنها طورت والإثارة "العاطفة الأصل في
أبرزها: معان عدة لهذه الكلمة يكون بذلك . " و"الشبح الحس فوق
الجسد. مقابل في الإنسان في أو اللا مادي الروحي ) الجانب 1 (
إلخ. . . . لأرواحه المرء استرداد العليا" "الأرواح : نقول كما الأرواح الجمع صيغة وفي ()4
،روح الشعب روح العصر، ،العبقرية ،طباع العقلي الموقف اْو العقلي ) الروح (6
المسيحية.
ht
tp . المقدس الثالث في الثالوث المسيحي ( )7الروح القدس -الشخص
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h. .288 - 286 ص ، نفسه : ن زيدا د .محمود : انظر ) 1 (
co
m
m392
فلس!ه الدين الى مدح ل حديد
ht
tp
://
ww
w
الكافور مثلا ،في مقابل المعنى الحرفي أو الظاهر. )8(.al-المعنى الباطن أو روح
m
ak
ta
be
h.
co
إلخ. . . . التناقض ، الانتقام روح ()9 m
الكحول .. الكافور أو روح في الكيمياء ،تعني الماهية على نحو ما نقول روح ) 01الروح (
من أن أحيانا يقوله هيجل ما ويفسر ذلك إلى حد . ذاته ! "الكحول وهنا تكون الروح هي
نشوة باخوسية يصبح يكون الحق سوى لا "النشوة -أو السكر" وبذلك الحقيقة تتضمن
بكل تلك المعاني السابقة في مؤلفاته " "الروح هذا المصطلح قد استخدم وبالطبع ف!ن هيجل
تشير "الروح ا إذ ؟ بين هذه المعاني في كتبه المتأخرة أن ينسق وان كان قد حاول ، المختلفة
فهي الضيق بالمعنى أما الروح ، الطبيعة ينتجه في مقابل وما البشري العام إلى الروح بالمعنى
إلى !الشيئة" ! الطبيعة إالنفس مرتبة من السيكولوجية الفرد حياة تشمل التي الذاتي الروح
إلى عقلية أكثر للنفس من الحدس جوانب بالمعنى الضيق أيضا تشمل وهي . ()2 " إالإرادة إلى
بين الجماعة الاجتماعية فهي الروح المشترك أما الروح الموضوعي (.)3 الإرادة التفكير إلى
الفن والدين : تثممل فهي المطلق أما الروح وقوانينها، في عاداتها وتقاليدها ما تتجسد نحو على
الله من تتدفق وهي الله ، هنا هي المطلق فإن الروح ، الدين فلسفة في وإذا كنا نتحدث . والفلسفة
أن هذه ا الدين فلسفة في "محاضرات ويعتقد هيجل . وتلهم الإنسان وتطهره بالروح القدس
ولم يعطِ . لله الذاتي أنها الوعي على فهو تصورها وهكذا . المسيحية محايثة للجماعة الروح
للمسيح من الحسي الأمر الحضور يتطلب لا إذ ؟ أي أسبقية للجماعة المسيحية الأصلية هيجل
الأعلى نشره المجلس ، إمام د .إمام عبدالفتاح : ترجمة ، هيجل مصطلحات ( )1ميخائيل أنوود :معجم
. 513 - 512 ص ، تارلخ بدون ، للثقافة بالقاهرة ()186
.482 - الفقرات 387 الفلسفية -الجزء الثاك- العلوم موسوعة : ( )2انظر :هيجل
. 513 ص ، السابق المرجع ميخائيل أنوود :نفس : نقلا عن
492
ال!مل السايم
فهذه هي ، حياة الفرد السيكولوجية الذي يمل " الذاتي ويهمنا هنا التوقف عند "الروح
والنفس هي ، في البدن الفكرة الشاملة بوصفها نفسا وفيها "تحقق ، الفكرة المباشرة للحياة
التجزيئية هي اْيضا النفى بذلك ترتبط بذاتها .ولكن وهي الكلية المباشرة لتخارج الجسد،
أخيرا وهي . التي تظهر من فكرته الشاملة غير تلك يعبر عن تمييزات أخرى لا حتى أن الجسد
ما يشكل هو وهذا فصلهما، يمكن والجسد والنفس . . السلبية اللا متناهية . فردية البدن بوصفها
مكونين طرفا الفكرة عنصرين الموجود الحي يصبح عندما يموت أنه غير ، الحي فناء الموجود
(.)1 مختلفين
التي الكلية النفس أو الروح هذا النص إلى أن الحياة الإنسانية أساسها في هيجل ويشير
بها يتأثر شك بلا إنه حيث ؟ للنفس يمثل السلب بما هو والجسد بالجسد، منها جزء يمتزج
طبيعة من هنا بأن النفس يعترف كما أن هيجل . عنه مماته فصلها فبها حياته وفي . . ويأتمر بأمرها
ثلاث لها داخل حدودها ف!نها ، هيجل تعبير عن طبيعة النفس داخل الذات الحية بحسب أما
أو التوالد والإنتاج cIrritabili لإثارة + وا التهيج وسهولة ، Sensibil + الحساسية : هى صور
مع نفسه؟ يكون في علاقة مباشرة وبسيطة cReproductionفالكائن الحي في حالة الحساسية
وتباعده أي عضو يكون ثمة حقيقة لتخارج لا بحيث ؟ البدن مع كليا حاضرة النفس تكون إذ
على نفسه وأخيرا بقية الأعضاء ،أما في حالة التهيج والإثارة فيبدو الكائن الحي منقسما عن
الداخلي بين التمايز على الدوام من . يستعيد نفسه والتوالد الإنتاج الكائن الحي في حالة ف!ن
داخل إلا المستمرة هذه الفاعل الحي في عملية تجديد نفسه ولا يوجد . وجوارحه أعضائه
لكنه 3ولولعقأ، جن! أو كلي أو بالقوة فهو ضمنا قض تنا " بأنه الكائن الحي موت ويفسر هيجل
في ذاته يعد عضوا الكائن الحي اْن بمعنى فردا"(.)3 لا بوصفه إ مباشرا وجودا يوجد لا مع ذلك
بدون ، بالقاهرة مدبولي مكتبة ، إمام إمام عبدالفتاح د. : ترجمة ، الفلسفية العلوم موسوعة : ( )1هيجل
ht
tp
:// .453 ص تاريخ
ww ،
w.
al-m ص .455 ، ( )2نفسه
ak
ta
be
h. ص .457 ، ( )3نفسه
co
m
592 .
الديل هلس!ه الى ل حدي د عدح
ht
tp
://
ww
w
من نفس الجنس اَخر ومواجهته مع عضو التوالد بفكرة لغويا يرتبط وهو ، أو نوع في.al-mجن!
ak
ta
e b
جديد في الجنس، توالد عضو : الأول : وجهان الجنس ولمسار . في الجنس عضوا لذاته h.coتجعله
m
ذلك لكن خالدة عند هيجل فالروح (.)1 في الجنس وتحلله بتفككه الكائن الحي موت : والثاني
وهم يموتون والتوتر، النشاط فيها حياة الحيوان فحياتهم مثل ، يموتون لا يعني أن البشر لا
لا ما تقدم إلى نحو أو نحو اللا متناهي الزائف بدايتها اإن الحياة تسير بالكائن الحي في
فكرتها الشاملة هي أن تتغلب على هذه من حيث ؟ الحياة الحقيقية لمسار النتيجة غير أن ، نهاية
تعود إلى إنها . حياة . في صورة الاتجاهات تزال تكتنفها الفكرة من جميع لا المباشرة الي
الحيوية ولا يمثل موت بذاته kindحر قائم إلى حقيقتها وتدخل في الوجود كجنس ذاتها،
وكذلك فكرة ، الأهمية في عصر هيجل البالغة فكرة الموت كانت من الموضوعات إن
بين الفلاسفة المتدينين من أمثال مندلسون واسعا خاصة به انتشارا انتشر الإيمان حيث الخلود؟
- بفلسفة -ابن ميمون التأثر متأثرا شديد كان الذي اليهودي الفيلسوف ذلك . م). 6ة17 (-9172
عن خلود فيها ليدافع فيدون الأفلاطونية على غرار محاورة " أشهر أعماله "فيدون حيئ!ذٍ وكتب
انتشر بين مفكرين أكثر حيوية من وكذلك . في عصره كانت سائدة التي المادية ضد النفس
فهو -كما عرفنا أما كانط . والتقمص أو التناسخ الثانية الولادة بنظريات أخذ الذي أمثال هردر
للعقل العملي تدعيمها نظريا ،وإنما هي مسلمة يمكن لا أن الخلود نظرية قبل -فقد اعتبر من
هي هـانما ، الحياة ملائمة للقانون الخلقي في هذه أن تصبح يمكن لا إرادتنا ما دامت الخالص
وبذات . أزلية حياة متناهي الذي يتطلب اللا في اتجاه تقدمها عن طريق كذلك أن تصبح يمكن
ذ إ ؟ بالموت أن يتوقف نشاطهم يمكن لا اْمثاله الرجال جوته إلى أن العظام من الطريقة ذهب
الصفحة. ونفس المرجع د .إمام عبدالفتاح في نفس للمترجم )1هامش (
.458 - 457 السابق الإشارة إليها ،ص ، العربية إلى الترجمة المصدر، نفس : ( )3هيجل
. 143 ص ، السابق ميخائيل أنوود :نفس المرجع ()4
692
ال!مل السايم
وبالذات في الفترة المتأخرة من حياته ينظر إلى الموت هذا الجو الفكري راح هيجل وفي
الحياة هي ليست فحياة الروح ؟ للحياة إنه رفع . ذاتها للحياة جوهري أنه مقوم على ومواجهته
وتدعم نفسها من تعاني الموت التي الحياة الدمار ،دانما هي وتتحاشى الموت أمام تجبن التي
عليه تضفي الإنسان للموت تابلية أ -الجزء الثالث أان تال في (الموسوعة هنا ومن . خلاله
هذا النحو"( .)I على أن يفتقر إليه لو لم يكن الإكراه JIالقسر كان يمكن من تحررا
في وإمحاضرات " الروح في أظاهريات به المرتبطة والطقوس إلى الموت وينظر هيجل
لوفاة الفرد(.)2 الدنيوية الحياة على كلية ذات مغزى تضفي أنها على أ، فلسفة الدين
مكانا في كتابه يعتقد في خلود البشر ،وهو يعطي إذ ؟ المسيح تفسيرا لموت هيجل ويعرض
نظرها مؤكدا أن وجهة ، كير المسيحية لخلود النفس في الديانات ! في فلسفة الدين "محاضرات
لىان ، Geistخالدة وهو يقول في ذات الكتاب أن الروح . الله والخلود تتفق مع المميحية عن
على الرغم أنه والحقيقة . أزلية الجبال فهي مثل لها حد لا ذات ديمومة ليست أنها كان يضيف
بوجه عام كان به أن اهتمامه إلا ، به ويؤمن صراحة يذكر الخلود كما هو واضح أن هيجل من
اهتماما ضئيلا(.)3
في أن الخلود الفردي ينفق مع مذهب ميخائيل أنوود عدة مبررات للشك وتد قدم شارحه
أهمها: هيجل
عن سياقه الاجتماعي؟ كافيا يتميز تميزا الفرد أن سلفا يفترض الشخصي ا -أن الخلود
. قيمة ومغزى له أن نتصوره ويكون هذا السياق الذي يمكن خارج البقاء يستطيع بحيث
ف!نه ، المرء عن أي مجتمع انفصل ف!ذا ما ، الفردي من أنصار المذهب هيجل يكن ولم
وهكذا . بها يكون بشرا عاجزا عن أن يفكر ويتكلم ويفعل بطريقة بشرية معترف بالكاد
مسألة غير ، البشري للمجتمع أو ذكرى أثر من أي محروم الموجود البشري بقاء ف!ن
ht
tp
:// أ. صك! ، السابق المرجع نفس ( )1نقلا عن
ww
w.
a l-m . 145 ص ، ( )2نفسه
ak
ta
be
h. . 146 ص ، نفسه ) (3
co
m
m792
هلس!ه الدين الى !ديد مدحل
ht
tp
://
ww
.a w
أحد يستطيع لا إنه تقول التي فنظريته مع الخلود؟ تتعارض -2أن النزعة التاريخية عند هيجل l- m
ak
ta
be
بطريقة تنبؤية سواء ، بأي تفاصيل عن المستقبل تمنعنا من الحديث أن يقفز فوق عصره h.
co
m
عن الحياة بعد الموت . له مغزى أيضا أي حديث تستبعد وسوف ، أو بطريقة فرضية
، المتداخلة للأشخاص البنية بل بقاء الأفراد، لي!س هو كان يهم هيجل ما ف!ن وعموما
ثم فيها، بالإسهام الأفراد يقوم التي والروح المطلق الموضوعي الروح والتي تشكل
. 914 - 148 ص ، السابق ميخائيل أنوود :نف! المرجع ()1
892
المحتويات
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ، . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ء ا هد لأ ا
7 .............. ...... .. .......................... . ............... ........................................ ... . تصدير
17 ... .................... .......... .. . . .................. ............ .... .............. ..................... تمهد
4 9 ........................ ................... ................. .. ......... .. للدين الاصطلاحى المعنى ثانياْ
3 5 .... . . ................. . . ............... ................ ........... العلمية عْير التصنيفات - أ
3 7 ....................-................ .. ... ... ... .. .. .... ... .... .. العلممة.... التصنمفات ب-
93 ......... ............................: والأديادْ العامة يْر العالم الحديث الخاصة الأديالىْ خامسا:
ht 04 0000000000000000000000000000000000 0 0000000000000000 ... المذهبية لْي مقابل الفردي التصوف ()1
tp
://
ww
w.
al-m 4 0 0000000000000000000 بها000000000..... المعترف غير الأديان مقابل بها المعتر! الأديان ) 2 (
ak
ta
be
h.
co
m
992.
ارديلى هلسطه الى حد! الت!كدلمدحل
ht
tp
://
ww
w.
al-m
لصفحة الموضوخ ak
ta
be
h.
co
m
41 ...... . .... ....... ......... الخاصة الدينية الديانات العامة مقابل المدلْية الديانات ()3
42 العام النطاق الذكوري مقابل والأخلاق للدين الخاص ( )4النطاق النسوي
43
94
94
54
56
06 ............. ....... ...... ... . ....... ............ الدين فلاسفة أول ربروديموس اكسينوفادْ رابعا:
63 ......................... ....... .......................... الدينية وفلسفتهما وافلاطون سقراط : خاما
66
96 .... ....... ...... ................................... ....... الهللينستي. العصر لْي الدين فلسفة : سابعا
74 .... ........................................................ السماوية الأديان لْي ظل الدين فلسفة : ْلامنا
98
.3 00
يات لهحتو ا
9 0 00000000.-...................................................... الحديث العصر لْي اولا :نشأة فل!فة الدين
9 4 000000000000000000000000000000000000000000000000 000000000000: والمثاليين بين التجريبيين الدين فلسفة ْلانيا:
701 00000000000000000000000000000000000000000000 0 00 0 .. كانط عند الدين لفلسفة النقدي ا -المنحى
011 00000000000000000000000000000000،0000،00000 00.: الايجابي لفلسفة الدين عند كانط -المنحى ب
114 0000000000000000000000000000000000000000000000000 0000 000000000000000000000000000000 . ليهودية ا نقد ) (2
115 . ...........-..-... .........،.، .،........ ...-.-......... الكنسية التقليدية المسيحية ) لْقد (3
118 . ................................. . ........................... كانط عند الحقيقي الدين أسس جى-
121 ........................................... . .......... ..... ... .. . .. .....: هيجل عند الدين فلسفة رابعا:
13
14 . . . ......................... ................ القديمة مصر في التوحيد اولا :نشأة
14 .... ....... ... .. . .. . . .. . .. . ، القديم الهندي الفكر !ي الألوهية ثانيا:
15 .................... .. الأحْرى القديم الشرق حضارات لدى الألوهية ثالثا:
15 .................... أفلاطون على السابق اليوناني الفكر في الألوهية : رابعا
16 ..... .. .............: الله وجود على عقلية براهين واول أفلاطودْ : خامسا
16 .... .............. .،............. ...... فاعلة كعلة الاله -برهادْ وجود ا
16
................ )..-.......... الكوني (الإله كعلة محركة البرهان - ب
16
16
16 .. الإله وجود في البرهنة على افلاطون طريق يواصل ارسطو : سادسا
916 )............: (الله وجود على والبرهنة السماوية الأديان فلاسمْة : سابعا
047
172
4 7R
183 ... ..... والمعاصرين المحدثين الفلاسمْة عند ) الله ( ادلة وجود : ثامنا
ليثئويات ا
الصفحة الموضوع
،59
591 واليونالْي القديم ........... الخير والشر لْي الفكر الرقي أولا :اصل
211
213
215
217
227
22 7
22 7 ......................13 السماوية الأديادْ قي ثمة وحي كالىْ -هل أ
23 0 )......... في الأديان السماوية (فيلون وابن خلدون الوحي ب-
ht
tp 234
://
ww
w.
al-m
ak 234
ta
be
h.
co
m
303 +
الديل هلسمه إلى حديد التعكدلمدحل
ht
tp
://
ww
w.
al-m
لصفحة لموضوع ak
ا ا
ta
be
h.
co
m
235 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 ة لنبو ا منكرو - ب
238 ................. . .. .. . ....... ..-......... ............ .. ........... النبوة في سينا ابن نظرية - د
923 ..... ...... . . .. .. ..... .......... .. .. ........... .................. ...... الغزالي عند النبوة هـ-
242 .... . ..... ...، .، . ............ ........ .،..،.......................... .،. ميمون ابن عند النبوة - ز
246 .................... .......................: بين القبول والرفصْ الأديادْ مْي دور المعجزة ب-
267 ............................................... : الأحْرى القديم بلاد الشرق مْي والخلود النفس : ثانيا
+ 34
يات ليحتو ا
الصفحة
الموضوع
267
............................................... .................. .. . .. .... ........ الهندي الفكر يْر - ا
27 0
.........................................................،.. .. ............ القديم الصيني -لْي الفكر ب
271
................................ ..... ....،..،..،.. ....................... البابلي القديم يْر الفكر - جى
272 ........ .......... ..................-...............- .. ................ : اليونان لدى والخلود النفس ثالثا:
272 . . ... .. . .. .. . .. . . . .. . .. . .. . .. ... ... ... .. . .. . .. .. . .. .. . .. . .. . .. . . . . . . .. . .. .. . .. . .. .. . . . .. . . . .. الأورفية عند - أ
274 . . .. . .. .. . .. .. . .. . .. .-. .. . . . . .. . .. .. . . .. .. ... .-. .. . .. . .. .. . .. . .. . .. .. . .. . .. .. . .. . . . .. . . الفيثاغورية عند - ب
275 ، . .. .. . .. ... .. . .. ... .. . .. . .. . .. . .. .. . .. . . . . . . . .. . . .. . .. . . .. . .. . .. ... .. . .. .. وأفلاطون سقراط عند - ب
27 8 ...-.-.--.-.- . ..............................: الديْية لْي الفلسفات الأخروي والمصير رابعا :النفس
N27
................................................. .. )......... الإسكندري (فيلولىْ لْي اليهودية - أ
028
)...............................................-....................... (اوغسطين -في المسبحية ب
281
.............................................. .. .. .... )..... والرازي (الكندي -لْي الإسلام !
287 . . . ............. .................. .. . .. .. . .. ) الفلاسمْة ينتقد (الغزالي الإسلام في هـ-
288
..................................................: الحديث الغربي لْي الفكر والخلود النفس : خامسا
288 .... .. ... ... .. . .. .. . ... ... .. . .. . .. . .. . .. . .. ... .. . .. . .. . .. .. . .. . .. . .. . .. .. . .. ... .. . .. .. . .. .. ... .. ديكارت - I
092 ... . . . .. .. . .. . . . .. . .. ... ... ........ .. . . . . . . .. . .. . . . . . . .. .. . .. . .. ... .. ... .. ..... .. ... .. . . . . . .. . . ، . ، . نط S - ب
92 3
... . .. .. . .. ... .. ..... . .. ... .. .. . .. . .. .. . . .... .. ... . . . .. . .. . .. . .. ... .. . .. .. . .. . .. .. . .. . .. ........ هيجل - بر
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
303 +
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
الت!11 مدفد ا/ ة الدد هق أة ات اؤا 51د
. م في منطق المعرفة العلمية عند أرسطو6891 ، -دراسة -نظرية العلم الأرسطية أ
8491م. ، والغربية وأثرها في الفلسفة الإسلامية عند أفلاطون الألوهية - 2فكرة
. م 2،91 ، واليونانية في الفلسفة المصرية للفلسفة القديمة -دراسات - 5نحو تأريخ جديد
. م 5991 ، العربية باللغة الفلسفي للتأريخ جديدة رؤية - 6نحو
. م 5991 ، اليونانية والفلسفة الشرقي بين التراث الفلسفية الإسكندرية - 7مدرسة
. م الأدبي (بالاشتراك )5991 ، الثانوي الثالث للصف - 9التفكير الفلسفي
. م الأدبي (بالاشتراك )5991 ، الثانوي الثالث للصف - 01التفكير المنطقي
. 7991x ،، والقوانين "الجمهورية -قراءة في محاورتي - 11مكانة المرأة في فلسفة أفلاطون
. م 7991 ، اليونان -قراءة في الفكر التاريخي عند التاريخ - 12من التاريخ إلى فلسفة
ht
tp
:// م. 7991 ، اليونانية للفلسفة الثرقية - 13المصادر
ww
w.
al-m
ak . م 7991 ، اليونان عند الفلسفي لقراءة الفكر - 14مدخل
ta
be
h.
co
m
m703
الديل هلس!ه الى جديد الت!كدلمدحل
ht
tp
://
ww
w
. ام 899 ، الفلسفة إلى جديد .al-مدخل
-m 15
ak
ta
be
h.
899ام . القديمة في مصر السياسي - 16الخطاب co
،
m
8991م. السوفسطاثيين، السابقون على ) الأول (الجزء شرقي من منظور اليونانية - 17تاريخ الفلسفة
ام . اليو ، ابن خلدون حتى القديم من صولون الفكر السياسي - 02تطور
-أفلاطون ، -سقراط ) ،السوفسطائيون الثاني (الجزء شرقي منظور - 21تاريخ الفلسفة القديمة من
. ?0002
. 0002x ، ايالفية السابعة إلى معَا - -بين قرنين 22
. 2002r ، في القرن العشرين المعاصرة - 23رواد التجديد في الفلسفة المصرية
2002م. ، الإسلامي -رائد التصوف ( )1ذو النون المصري المصري - 25أعلام التراث الفلسفي
م. 2"3 ، النقدية وفلسفته بن رضوان ( )2علي المصري - 26اعلام التراث الفلسفي
والحوار الأخير 3002 ،م. محمود ( )3زكي نجيب - 27اعلام التراث الفلسفي المصري
م. 2 مو 3 ، التفاعل الحضاري - 28ما بعد العولمة -قراءة لمستقبل
م. 2 لمهو ، والواقع العملي النظري بين الخطاب الإنسان المعاصر - 92حقوق
(تحرير)، المعاصرة الخديات ظل قضايانا القومية في الفلحفة لخدمة - التطبيقية الفلسفة - 32
5002م.
+ 803
عول!ات
6002م. ، إنسانية واحدة حضارة بناء -نحو والآخر الأنا -جدل -في فلسفة الحضارة
. 8002r ، والعشرين الفكر التربوي العربي للقرن الحادي - 37في فلسفة التعليم -نحو إصلاح
0102م. ، الفعل في الفلسفة التطبيقية وفلسفة ومقالات -العلاج بالفلسفة -بحوث
عه!يم لب
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
903 +
ht
tp
://
w
الفلسفة مَن اضهموا حينما وجد " بيكون فرنسي! " الانجليزي هناك wمقولة أثيرة للفيلسوف w.
al
-m
ak
الكثير منها بينما إلى ذلك، قد يؤدي الفلسفة ان القلبل من : قال الى الألحاد، دعوة taبأنها
9
be
h.
co
m
الأيمان ". يعمق
من صورة أمام أي يثبت لا للمان هش على قناعة عقليةْ هو يستند لم إذا إن الايمان الديني
الحقيقي. الابان اليقبن العقلي انما هو المستند على القلبي الايمان ،أما التشكيك صور
- - ينعلق ما كل أمامنا فيه الفلاسفة النوع من الفلسفة الذي يفيء ذلك وفلسفة الدين هي
لنا بها ،إنهم مَق يوضحون المرتبطة الألوهية أو بالقضايا الأخرى القضية ..قضية بنلك
العديدة التي الأدلة الايمان العقلي بتلك طريق لنا الدين ومغزاه ..انهم مَن ينيرون معنى
على تسمو التي الله لطبيعة الحقيقي الى الإدراك وصلوا مَن انهم . . الله وجود على يقدمونها
برتي ..إنهم مَن أدركوا او حسي إنسافي أو طببعي ما هو كل فوق الطبائع ،وتعلو كل
9إدراك هو للفلسفة الرئيسي مَن اعتبر أن الموضوع هو أن تعلم هنا أن !أرسطو" ويكفي
(نما الطبيبة الظواهر علل في الطبيعة ومعرفة مَن اعتبر أن البحث الإلهي ،،وهو الوجود
انه سندرك الطبيعية ،وحي!ذ العلل هذه علة عن قيمته في أثه ما يجعلنا نتساءل نكمن
هذا خارج الموجود الأسمى أنه الكائن ركم وللعالم العلة الأولى للوجود " ،فهو الإله 9
! يتحرك لا الذي الأول مخركه أنه ركم . . العالم
-"- يم