You are on page 1of 313

ht

tp
://
ww
w.
al
-m
ak
tab
eh
.c
om
‫مدخل جديد إلى فلسفة الدين ‪ -‬مكتبة‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫النشار‪ ،‬مصطفى‪.‬‬

‫النشار‬ ‫‪ /‬مصطفى‬ ‫الدين‬ ‫جديد إلى فلسفة‬ ‫مدخل‬

‫‪.‬‬ ‫‪1502‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اللبنانية‬ ‫‪ -‬ط ‪ -.2‬القاهرة ‪:‬الدار المصرية‬ ‫‪.‬‬

‫‪ 24‬سم‪.‬‬ ‫؟‬ ‫‪ 312‬ص‬


‫‪789 - 779 - 427 - 369 - 2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تدمك‬

‫ا‪ -‬الدين والفلسفة‪.‬‬

‫‪53.202‬‬ ‫‪0‬‬ ‫لعنوان‬ ‫ا‬ ‫‪-‬‬ ‫أ‬

‫‪1402 /‬‬ ‫‪27202‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الإيداع‬ ‫رقم‬

‫‪6‬‬

‫نمه‬ ‫اللبنا‬ ‫الرالالم!ية‬

‫القاهرة ‪.‬‬ ‫‪ 16‬عبد الخالق ثروت‬

‫‪+‬‬ ‫‪202‬‬ ‫تليفون ‪02501923 :‬‬

‫‪.‬ب ‪2202‬‬ ‫فاكس ‪ + 202 61890923 :‬ص‬

‫‪-E mail: info@ almasriah. com‬‬


‫‪.‬س‬ ‫_‪almasriah‬‬ ‫‪com‬‬

‫محفوظة‬ ‫الطبع والنشر‬ ‫جميع حقوق‬


‫يناير ‪ 1502‬م‬ ‫‪ 436‬أهـ‪-‬‬ ‫ربيع أول‬ ‫‪:‬‬ ‫الطبعة الأولى‬

‫‪1502r‬‬ ‫مارس‬ ‫أول ‪--a 1436‬‬ ‫جماد‬ ‫‪:‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬

‫‪،‬‬ ‫يجوز‬ ‫ولا‬ ‫‪،‬‬ ‫اللبنانية‬ ‫المصرية‬ ‫للدار‬ ‫محفوظة‬ ‫الحقوق‬ ‫جمغ‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫الممص‬ ‫هذا‬ ‫ورد في‬ ‫مما‬ ‫لأي‬ ‫الجزني‪،‬‬ ‫او‬ ‫الكلي‬ ‫‪،‬‬ ‫نجر ال!باشر‬ ‫أو‬ ‫المباشر‬ ‫‪،‬‬ ‫التوصبل‬ ‫‪،‬‬ ‫من الصور‬ ‫بأي صورة‬

‫عر‬ ‫(تاحنه‬ ‫أو‬ ‫اشرجاعه‬ ‫أو‬ ‫تخزينه‬ ‫أو‬ ‫رقميا‬ ‫نحويله‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫الاقتباس فه‬ ‫أو‬ ‫نحويره‬ ‫أو‬ ‫نرجت‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫نصويره‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫نسخه‬

‫من الدار‪.‬‬ ‫مبئ‬ ‫كابي‬ ‫ب!فن‬ ‫الا‬ ‫‪،‬‬ ‫الانترنت‬ ‫ضبكة‬


‫ألنشاا‬ ‫أ‪.‬د‪ .‬مصطخى‬
‫قم الفلسفة‬ ‫ورئي!‬ ‫أستاذ‬

‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ىِ‬ ‫ب‬ ‫ج‬ ‫القاهرة‬ ‫‪ -‬جامعة‬ ‫لآداب‬ ‫ا‬ ‫بكلية‬

‫ب‬

‫بل!‬

‫‪54‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫ء‬ ‫ا‬ ‫لإهد‬ ‫ا‬

‫إلى كلى الباحثين عن‪-.‬الحقيقة‬

‫الفاني‬ ‫فيما وراء هذا الوجود‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫تصدير‬

‫الذي‬ ‫والمنبع‬ ‫يخفت‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫البريق‬ ‫ذات‬ ‫الاَثرة‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬الغامضة‬ ‫الكلمة الساحرة‬ ‫تلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬

‫ل!نسان‬ ‫والسكينة‬ ‫الراحة والاستقرار‬ ‫إنه واحة‬ ‫‪.‬‬ ‫التاريخ‬ ‫منذ فجر‬ ‫لم ينقطعا‬ ‫خيرا وعبقا‬ ‫يفبض‬

‫الظواهر‬ ‫حينما أئه البشر كل‬ ‫إنسانيا أسطوريا‬ ‫في البدء مخترعا‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫الهائم في‬

‫الحيوانات‬ ‫ألّهوا معظم‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫والمنافع‬ ‫للخير‬ ‫مصدرا‬ ‫منها أو التي اعتبروها‬ ‫الطبيعية التي خافوا‬

‫وعاونتهم في حياتهم‪.‬‬ ‫عليهم والتي أنسوا بجوارها واَنستهم في وحدتهم‬ ‫الفضل‬ ‫صاحبة‬

‫الذين‬ ‫الأطهار‬ ‫هؤلاء الفلاسفة‬ ‫عقليا طبيعيا لدى‬ ‫دينا‬ ‫الذي تطور فيما بعد ليصبح‬ ‫ذلك‬ ‫إنه‬

‫لهذا العالم‬ ‫الإله المفاردتى‬ ‫أن يصلوا إلى إدراك ذلك‬ ‫بعقولهم وعبر تأملاتهم وحدوسهم‬ ‫نجحوا‬

‫واحدا أحدا‪،‬‬ ‫الإله الذي صوروه‬ ‫‪ ،‬ذلك‬ ‫الطبيعي والكائن فيما وراء هذا الوجود المحسوس‬

‫الصورة السماوية التي وصف‬ ‫المجردة التي قربتهم فيما بعد مع تلك‬ ‫بكل الصفات‬ ‫ووصفوه‬

‫في كافة‬ ‫ورسله‬ ‫الله‬ ‫اْنبياء‬ ‫تترى على‬ ‫السماوية التي بدأت‬ ‫الكتب‬ ‫نفسه بنفسه في تلك‬ ‫بها الله‬

‫‪.‬‬ ‫والإسلام‬ ‫اليهودية والمسيحية‬ ‫‪:‬‬ ‫الكبرى‬ ‫الديانات السماوية‬

‫القديم‬ ‫الثرق‬ ‫ومَن تابعوهم ‪ ،‬من حضارات‬ ‫أصحابها‬ ‫باختلاف‬ ‫العقائد واختلفت‬ ‫تنوعت‬

‫المعبود الذي ارتضاه‬ ‫بقي العامل المشترك أن الجميع آمن بالألوهية وقدّس‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫الآن‬ ‫وحتى‬

‫لها‬ ‫عقيدة دينية بلا شك‬ ‫القداسة ‪ .‬فكل‬ ‫الشعائر التي تؤكد هذه العبادة وتؤكد تلك‬ ‫ومارس‬

‫إلهها أو ربما‬ ‫تعبده هو‬ ‫أو النبي ‪ ،‬ولها معبود‬ ‫المؤسس‬ ‫أو نبي‪ ،‬ولها أتباع تبعوا هذا‬ ‫مؤصس!‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫أخلاقية‪w‬‬
‫‪.a‬‬
‫كما أن لها شعائرها المقدسة ‪ ،‬كما أن لكل عقيدة دينية أسسا‬ ‫‪،‬‬ ‫المعبودة‬ ‫آلهتها المتعددة‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪t‬‬
‫إلى تحقيقها ‪ .‬وفي هذا الإطار ينبغي أن نحمد ‪abe‬لكانط‬ ‫أو أخروية تسعى‬ ‫دنيوية‬ ‫إليها وغايات‬ ‫تدعو‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪7+‬‬
‫)لديل‬ ‫ملس!ه‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫له قوله‪:‬‬ ‫ينبغي أن نحمد‬ ‫‪ -‬عصر‬ ‫‪w.‬‬
‫كبير فلاسفة الدين الغربيين في العصر الحديث‬
‫التنوير‪،‬‬ ‫وهو ‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫متعددة من العقائد‬ ‫من الممكن أن تكون هناك أشكال‬ ‫واحد‪ .‬ولكن‬ ‫دين حقيقي‬ ‫‪eh.‬الي! ثمة سوى‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫إلى‬ ‫أنه ينتمي‬ ‫الناس‬ ‫فرد من‬ ‫عن‬ ‫أن نقول‬ ‫الصواب‬ ‫الأدنى إلى‬ ‫فقد يكون‬ ‫وتبعا لذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية‬

‫ينتمي إلى هذا الدين أو ذاك "‪.‬‬ ‫أنه‬ ‫أن نقول‬ ‫بدلا من‬ ‫أو الإسلامية‬ ‫العقيدة اليهودية أو المسيحية‬

‫بالمعنى‬ ‫لي!‬ ‫واحد‬ ‫الحق‬ ‫اليها‪ ،‬بينما الدين‬ ‫التي يتمي‬ ‫الدينية‬ ‫منا عقيدته‬ ‫لكل‬ ‫إن‬ ‫حقا‬

‫كثرة العقائد الدينية‬ ‫رغم‬ ‫الله واحد‬ ‫إن الدين عند‬ ‫‪.‬‬ ‫الإسلامي‬ ‫بالمعنى‬ ‫وانما أيضا‬ ‫فقط‬ ‫الكانطي‬

‫هذا الدين الواحد‪.‬‬ ‫وكئرة الكتب المقدسة التي توالت على نفس‬

‫قدمها الفلاسفة حول‬ ‫التأملية التي‬ ‫النظرية‬ ‫ف!ن فلسفة الدين هي تلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫كان ذلك عن‬ ‫وإذا‬

‫لم‬ ‫الفلسفة‬ ‫أن هذا الفرع من‬ ‫على‬ ‫التاكيد‬ ‫إلى‬ ‫يميلون‬ ‫البعض‬ ‫كان‬ ‫‪ ،‬دهاذا‬ ‫المختلفة‬ ‫الدين وقضاياه‬

‫ف!نني ممن يعتقدون ان فلسفة الدين ظهرت‬ ‫‪،‬‬ ‫على يد كانط وهيجل‬ ‫في العصر الحديث‬ ‫إلا‬ ‫يظهر‬

‫بها وآلهتهم‬ ‫اَمنوا‬ ‫التي‬ ‫الدينية‬ ‫أبدع البشر عقائدهم‬ ‫البشر‪ ،‬فكما‬ ‫دينية لدى‬ ‫عقيدة‬ ‫أول‬ ‫منذ ظهور‬

‫أن يعتقد فيها‪ ،‬أو حتى‬ ‫تأملا فلسفيا دون‬ ‫العقائد‬ ‫مَن بدأ يتأمل هذه‬ ‫بالتأكيد‬ ‫التي أئهوها‪ ،‬ف!ن منهم‬

‫تفسيرية‬ ‫إما نظرات‬ ‫الحال‬ ‫واقع‬ ‫في‬ ‫العقائد الدينية هي‬ ‫التأملية حول‬ ‫إن الفلسفة‬ ‫‪.‬‬ ‫اعتنقها‬ ‫بعد أن‬

‫هو أرقى وأسمى‪.‬‬ ‫ما‬ ‫وبأتباعها إلى‬ ‫بها‬ ‫إلى تطوير هذه العقائد والوصول‬ ‫نقدية تهدف‬ ‫أو نظرات‬

‫له أو ناقدة لهذه العقيدة الدينية أو تلك‪.‬‬ ‫داعمة‬ ‫كانت‬ ‫الدين سواء‬ ‫بجوار‬ ‫كانت‬ ‫إن الفلسفة‬

‫عليه او رفضه‪.‬‬ ‫يعتبرها دعوة للخروج‬ ‫له‪ ،‬والبعض‬ ‫يعتبرها خادمة للدين ومؤكدة‬ ‫والبعض‬

‫أن ترفض‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫فادحا؟ إذ إن الفلسفة الحقة‬ ‫خطأ‬ ‫الأخير يخطئ‬ ‫والحقيقة أن هذا البعض‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫أبدا‬ ‫ولا ينبغي أن ننسى‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه‬ ‫ما‬ ‫لكل‬ ‫لهذا العالم وموجد‬ ‫إله خالق‬ ‫التدين أو الإيمان بوجود‬

‫الخرافي‪،‬‬ ‫من طابعها الأسطوري‬ ‫هم مَن طوروا الديانات القديمة وحاولوا تخليصها‬ ‫الفلاسفة‬

‫هذا‬ ‫لتدرك‬ ‫بالروح‬ ‫الأقل تسمو‬ ‫أو على‬ ‫‪،‬‬ ‫بالله‬ ‫إلى الاتحاد‬ ‫بالروح‬ ‫تسمو‬ ‫عقلية روحية‬ ‫إلى ديانات‬

‫العقائد التعددية‪.‬‬ ‫أصحاب‬ ‫بها‬ ‫أي تعددية يؤمن‬ ‫الواحد خلف‬ ‫الإله‬

‫ديانات روحية‬ ‫الأسطورية لصبح‬ ‫الدينية‬ ‫بعيد في تنقية العقائد‬ ‫منذ زمن‬ ‫إن الفلاسفة نجحوا‬

‫أداة‬ ‫العلم والتأمل‬ ‫من‬ ‫الفيثاغورثية التي جعل!‬ ‫الديانات‬ ‫الروح ‪ ،‬فمنذ‬ ‫وتنقي‬ ‫بالنفس‬ ‫تسمو‬

‫أفلوطين‬ ‫ثم كانت رؤى‬ ‫‪،‬‬ ‫التوحيدية‬ ‫وأرسطو‬ ‫وأفلاطون‬ ‫سقراط‬ ‫إلى رؤى‬ ‫بالله‬ ‫والاتحاد‬ ‫للتطهر‬
‫فلاسفة الأديان السماوية من اليهود إلى المسيحيين‬ ‫الرؤى التي أبهرت‬ ‫تلك‬ ‫الصوفية ‪ ،‬وهي‬

‫قال‬ ‫أنهم !فلاسفة إلهيون"‪ ،‬وكم‬ ‫إلى هؤلاء الفلاسفة على‬ ‫ينظرون‬ ‫والمسلمين ‪ ،‬وجعلتهم‬

‫نعت‬ ‫وكم‬ ‫أرواحنا‪،‬‬ ‫خلاص‬ ‫صلّي من أجل‬ ‫أيها القديس‬ ‫سقراط‬ ‫‪:‬‬ ‫الوسطى‬ ‫العصور‬ ‫مسيحيو‬

‫المعلم‬ ‫أرسطو‬ ‫بأفلاطون الإلهي ‪ ،‬وأطلقوا على‬ ‫أفلاطون‬ ‫والفلاسفة المسلمون‬ ‫المؤرخون‬

‫الإسكندراني‪.‬‬ ‫بالشيخ‬ ‫كما لقبوا أفلوطين‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬

‫إلى معقول‬ ‫المعقولات‬ ‫ثم تجاوزت‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى المعقول‬ ‫المحسوس‬ ‫الفلاسفة تجاوزت‬ ‫إن رؤى‬

‫عند‬ ‫الصور"‬ ‫"صورة‬ ‫إنه كان‬ ‫الخيرأ‪،‬‬ ‫"مثال‬ ‫أفلاطون‬ ‫المثل ! عند‬ ‫أمثال‬ ‫إنه كان‬ ‫‪.‬‬ ‫المعقولات‬

‫وأدلتهم‬ ‫لإله وبراهينهم‬ ‫ا‬ ‫حول‬ ‫الفلاسفة‬ ‫إن رؤى‬ ‫‪.‬‬ ‫عند أفلوطين‬ ‫المطلق‬ ‫كما كان الواحد‬ ‫أرسطو‪،‬‬

‫السماوية من نثحرها على‬ ‫لأتباع الديانات‬ ‫السند العقلي الذي مكن‬ ‫كانت‬ ‫وجوده‬ ‫على‬ ‫العقلية‬

‫بين آيات‬ ‫وتوفيقه‬ ‫السكدري‬ ‫فيلون‬ ‫اليهودية بدون‬ ‫العزيز اْن يتصور‬ ‫‪ .‬وللقارئ‬ ‫واسع‬ ‫نطاق‬

‫الطريق‬ ‫هي‬ ‫اعتبر أن الفلسفة‬ ‫‪ ،‬والذي‬ ‫الله‬ ‫طبيعة‬ ‫حول‬ ‫وما قال به الفلاسفة‬ ‫المقدس‬ ‫الكتاب‬

‫بالألوهية‪.‬‬ ‫ل!يمان‬ ‫المكمل‬

‫وبدون تأثر‬ ‫‪،‬‬ ‫سينكا مع القديس بولس‬ ‫وللقارئ العزيز أن يتصور المسيحية بدون مراسلات‬

‫الروماني ‪ ،‬لقد تأسى‬ ‫العصر‬ ‫في‬ ‫الرواقية للالام والشرور‬ ‫فلاسفة‬ ‫الأوائل بتحمل‬ ‫المسيحيين‬

‫‪ ،‬والتماس‬ ‫الداخلي‬ ‫الطمأنينة والسلام‬ ‫إلى‬ ‫دعوتها‬ ‫الرواقية في‬ ‫الأوائل بالفلسفة‬ ‫المسيحيون‬

‫الخارجية‪.‬‬ ‫من الظروف‬ ‫الإنسان وليس‬ ‫السعادة من داخل‬

‫ثمّ‬ ‫؟ ومن‬ ‫اليونان‬ ‫فلاسفة‬ ‫نصوص‬ ‫عدم ترجمة‬ ‫على‬ ‫أيضا ما كان سيترتب‬ ‫أن نتصور‬ ‫ولنا‬

‫داخل‬ ‫سيظلون‬ ‫هؤلاء‬ ‫لقد كان‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫التأليهية وبأدلتهم‬ ‫برؤاهم‬ ‫المسلمين‬ ‫معرفة‬ ‫عدم‬

‫إلى الدين الجديد‪.‬‬ ‫ودعوتهم‬ ‫غير قادرين على التواصل مع الأمم الأخرى‬ ‫العربية‬ ‫الجزيرة‬

‫مَن اتهموا الفلسفة بأنها دعوة‬ ‫وجد‬ ‫حينما‬ ‫بيكون‬ ‫ما قاله فرنسيس‬ ‫لك‬ ‫العزيز أقول‬ ‫أيها القارئ‬

‫!‪.‬‬ ‫الإيمان‬ ‫بينما الكثير منها يعمق‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫ى‬ ‫إل‬ ‫قد يؤدي‬ ‫الفلسفة‬ ‫"إن القليل من‬ ‫‪:‬‬ ‫إلى الإلحاد‪ ،‬قال‬

‫من صور‬ ‫يثبت أمام أي صورة‬ ‫لا‬ ‫لم يستند على قناعة عقلية هو إيمان هش‬ ‫إذا‬ ‫إن الإيمان الديني‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪ .‬وفلسفة‬ ‫الحقيقي‬ ‫الإيمان‬ ‫إنما هو‬ ‫العقلي‬ ‫القين‬ ‫على‬ ‫القلبي المستند‬ ‫‪ ،‬اما الإيمان‬ ‫التشكيك‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l‬‬
‫‪-m‬‬
‫القضية‪،‬‬ ‫يتعلق بتلك‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫أمامنا‬ ‫فيه الفلاسفة‬ ‫الفرع من الفلسفة الذي يضيء‬ ‫ذلك‬ ‫الدين هي‬
‫‪a‬‬ ‫‪kt‬‬
‫‪ab‬‬
‫‪e‬‬‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪9+‬‬
‫هلس!ة الدلمن‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫ومغزاه ‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫معنى‬ ‫لنا‬ ‫بها‪ ،‬إنهم مَن يوضحون‬ ‫المرتبطة‬ ‫قضية ‪ .al-‬الألوهية أو بالقضايا الأخرى‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫الله‪.‬‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫العديدة التي يقدمونها‬ ‫الأدلة‬ ‫بتلك‬ ‫الإيمان العقلي‬ ‫لنا طريق‬ ‫‪ h.c‬إنهم مَن يضيئون‬
‫‪om‬‬

‫التي تسمو على كل الطبائع وتعلو على كل ما‬ ‫الله‬ ‫الحقيقي لطبيعة‬ ‫إلى الإدراك‬ ‫إنهم مَن وصلوا‬

‫هي إلى المعرفة‬ ‫الله‬ ‫إنهم مَن ادركوا بسمو تأملاتهم أن معرفة‬ ‫‪.‬‬ ‫هو إنساني أو طبيعي أو حسي‬

‫‪9‬إدراك‬ ‫هو‬ ‫للفلسفة‬ ‫الرئيسي‬ ‫مَن اعتبر أن الموضوع‬ ‫هو‬ ‫هنا أن اْرسطو‬ ‫أن تعلم‬ ‫ويكفي‬ ‫‪.‬‬ ‫الحقة‬

‫إنما تكمن‬ ‫الطبيعية‬ ‫الظواهر‬ ‫علل‬ ‫الطبيعة ومعرفة‬ ‫في‬ ‫مَن اعتبر أن البحث‬ ‫الإلهي إ‪ ،‬وهو‬ ‫الوجود‬

‫االإله ‪،‬؟ فهو العلة‬ ‫أنه‬ ‫وحينئذِ سندرك‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعية‬ ‫العلل‬ ‫علة هذه‬ ‫عن‬ ‫ما يجعلنا نتساءل‬ ‫أنه‬ ‫قيمته في‬

‫محركه‬ ‫أنه‬ ‫هذا العالم رغم‬ ‫خارج‬ ‫الموجود‬ ‫الكائن الأسمى‬ ‫أنه‬ ‫رغم‬ ‫وللعالم‬ ‫الأولى للوجود‬

‫‪.‬‬ ‫يتحرك‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫الأول‬

‫والشر‪،‬‬ ‫والخير‬ ‫‪،‬‬ ‫الألوهية‬ ‫ولقضايا‬ ‫‪،‬‬ ‫للدين‬ ‫إلى فهم أعمق‬ ‫الدين إذن دعوة‬ ‫فلسفة‬ ‫تكون‬ ‫وهكذا‬

‫الأديان المختلفة‪،‬‬ ‫في‬ ‫ودورها‬ ‫قبيل (المعجزة‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬ ‫بهاتين القضيتين‬ ‫ما له علاقة‬ ‫ولكل‬

‫هو للنفس فقط أم للنفس والجسد‬ ‫"المصير الأخروي أ وهل‬ ‫أ وقضية‬ ‫والنبوة‬ ‫إالوحي‬ ‫وقضية‬

‫يقتصر على بعضها‬ ‫أنه‬ ‫الدينية أم‬ ‫في كل المعتقدات‬ ‫ضروري‬ ‫هذا المصير الأخروي‬ ‫معا؟‪ ،‬وهل‬

‫للتأمل العميق مع‬ ‫يدعوك‬ ‫هنا بشكل‬ ‫معروضة‬ ‫هذه القضايا تجدها‬ ‫الآخر ‪ !3‬فكل‬ ‫دون البعض‬

‫هذه الرؤى والأفكار المحفزة للحوار والنقاش‬ ‫لنا‬ ‫فلاسفة الدين الذين أجهدوا أنفسهم ليقدموا‬

‫هذه القضايا شديدة الأهمية‪.‬‬ ‫حول‬

‫تلك‬ ‫والحوار حول‬ ‫الاهتمام‬ ‫وفي كل الأحوال أرجو منك عزيزي القارئ أن تشاركني‬

‫كان هناك‬ ‫‪ ،‬هـان‬ ‫فهمه عليك‬ ‫لي العذر إن كان ثمة ما استشكل‬ ‫وأن تلتمس‬ ‫‪،‬‬ ‫القضايا المطروحة‬

‫فلسفة‬ ‫فموضوع‬ ‫؟‬ ‫يفسد للود قضية‬ ‫الاَراء لا‬ ‫فاختلاف‬ ‫أو إعجابك‬ ‫لم ينل رضاك‬ ‫رأي طرحته‬

‫ربما‬ ‫آراء‬ ‫يطلع عليه من‬ ‫بما‬ ‫القارئ والترفق‬ ‫سعة صدر‬ ‫شديد الحساسية ويتطلب‬ ‫الدين موضوع‬

‫قابل‬ ‫بلا شك‬ ‫ما هو بشري‬ ‫فكل‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية‬ ‫عقيدته‬ ‫أحد تصوراته حول‬ ‫أو تصى‬ ‫إحساسه‬ ‫تصدم‬

‫عزيزي‬ ‫ولك‬ ‫‪.‬‬ ‫أن يمسه‬ ‫يستطيع‬ ‫العقيدة الدينية لا أحد‬ ‫بجوهر‬ ‫ما يتعلق‬ ‫والرد‪ ،‬بينما كل‬ ‫للأخذ‬

‫آدم خطْاء‪ ،‬وخير‬ ‫ابن‬ ‫وكل‬ ‫ونخطئ‬ ‫بشر نصيب‬ ‫إلا‬ ‫فما نحن‬ ‫‪،‬‬ ‫أو تغفر أي هفوة‬ ‫القارئ أن تصفح‬

‫اللهم اجعلنا منهم‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫التوابون‬ ‫الخطائين‬

‫‪+ 01‬‬
‫ت!ديل‬

‫من وراء‬ ‫والاَخرة‪ ،‬وهو‬ ‫الدنيا‬ ‫الخاتمة والسعادة في‬ ‫والله يوفقنا جميعا إلى ما فيه حسن‬

‫القصد‪ ،‬وهو المستعان على كل شيء‪.‬‬

‫النشار‬ ‫د‪ .‬مصطفى‬ ‫أ‪.‬‬

‫مدينة نصر بالقاهرة‬

‫‪ 02‬مايو ‪ 1402‬م‬ ‫هـالموافق‬ ‫أ‬ ‫‪435‬‬ ‫في ‪ 21‬رجب‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪11+‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m

---
‫الفص الأول‬

‫الأديان‬ ‫مفهوم الدين وتصنيف‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫المعنى اللنوي للدين‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أولا‬

‫للدين‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬المعنى الاصطلاحي‬

‫وبواعثه‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫نثأة‬ ‫‪:‬‬ ‫ثالثا‬

‫‪.‬‬ ‫الأديان‬ ‫تصنيف‬ ‫‪:‬‬ ‫رابعا‬

‫في العالم الحديث‪.‬‬ ‫العامة‬ ‫والأديان‬ ‫الخاصة‬ ‫الأديان‬ ‫خامسا‪:‬‬

‫تعمْيب‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫سادسا‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫المعدة إلى الطعام أ‪.‬‬ ‫إلى الاعتقاد كجوع‬ ‫افي الطبع الإنساني جوع‬

‫للنشر‪،‬‬ ‫مصر‬ ‫‪ -‬دار نهضة‬ ‫الله‬ ‫العقاد‪-‬‬ ‫محمود‬ ‫عباس‬

‫‪.14‬‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪1202‬‬ ‫الناسعة‪،‬‬ ‫الطبعة‬

‫الدين للدراسة الوضعية من الأهمية بمكان كبير‪ .‬فقد كان الدين هو هذا الجانب‬ ‫"إن إخضاع‬

‫وما يحمله الدين‬ ‫‪.‬‬ ‫من ناحية أخرى‬ ‫وفي حياة المجتمعات‬ ‫‪،‬‬ ‫ناحية‬ ‫من‬ ‫الأفراد‬ ‫في حياة‬ ‫القدسي‬

‫من الخفاء والسمو‬ ‫نوعَا‬ ‫عليه‬ ‫كل هذا أضفى‬ ‫‪،‬‬ ‫إلهية وأساطير غير منظورة‬ ‫في طياته من نفحات‬

‫إ‪.‬‬ ‫وحقيقته‬ ‫في أصله‬ ‫وبحث‬ ‫تفكير‬ ‫جعله بمعزل عن كل‬

‫النشار‪ ،‬نشأة الدين ‪ -‬النظريات التطورية والمؤلهة‪،‬‬ ‫د‪.‬علي سامي‬

‫‪.9‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫بدون ناريخ‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫بمصر‪،‬‬ ‫مكتبة الخانجي‬

‫عصر‬ ‫قبله‬ ‫كان القرن الذي‬ ‫ما‬ ‫بمقدار‬ ‫في الإلحاد والإنكار‬ ‫الك‬ ‫عصر‬ ‫(إن القرن العشرين‬

‫في الإيمان والنظر إلى الغيب المجهول "‪.‬‬ ‫الشك‬

‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفس المرجع‬ ‫العقاد‪،‬‬ ‫عباس محمود‬

‫الكونية التي‬ ‫المختار ليكونوا شهداء للحكمة‬ ‫هم الشعب‬ ‫لآلاف السنين كان المصريون‬ ‫‪9‬‬

‫لديها‬ ‫الأساسية التي أودعت‬ ‫في تكاملها بالعناصر‬ ‫مصر‬ ‫وقد احتفظت‬ ‫بها‪.‬‬ ‫تعين الإنسان وترقى‬

‫تكون مركزا كونيا للحكمة "‪.‬‬ ‫اَخر قريب سوف‬ ‫في وقت‬ ‫وهذا مما يؤكد أن مصر‬ ‫‪،‬‬ ‫البداية‬ ‫منذ‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫صعيد العشماوي ‪ ،‬الأصول المصرية لليهودية‪ww ،‬‬ ‫المستث!ار محمد‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪.263‬‬ ‫‪ta‬‬
‫‪ ،‬ص ‪be‬‬ ‫الانتشار العربي ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬لبنان ‪4002 ،‬‬
‫م‬ ‫مؤس!ة‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪15+‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫تمهيد‪4‬‬

‫إنه جوهر‬ ‫‪،‬‬ ‫يهتز وجدانه‬ ‫أي امرؤ حتى‬ ‫الذي ما إن يسمعه‬ ‫اللفظ الساحر‬ ‫ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬

‫عن الصورة في‬ ‫وابتعد‬ ‫الحضارات‬ ‫العصور دان علا شأنه في بعض‬ ‫الإنسانية عبر‬ ‫الحضارات‬

‫فيها الفطرة التي‬ ‫تضافرت‬ ‫التي‬ ‫البشرية‬ ‫المنجزات‬ ‫ذلك يظل الدين أحد‬ ‫ومع‬ ‫الاَخر‪.‬‬ ‫بعضها‬

‫الإنسان‬ ‫الله لهداية البشر في تجنيب‬ ‫التي أرسلها‬ ‫السماوية‬ ‫عليها مع الرسالات‬ ‫الناس‬ ‫الله‬ ‫فطر‬

‫وجعله يهتدي إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫التاريخ‬ ‫معبوداته التي ابتدعها منذ فجر‬ ‫من كثير من الأساطير حول‬ ‫الخوف‬

‫أن نطلق‬ ‫يمكن‬ ‫التي‬ ‫الطبيعية‬ ‫وقتنا هذا الديانات‬ ‫تزال حتى‬ ‫فلا‬ ‫لأحد‪ .‬ومع ذلك‬ ‫ا‬ ‫الإله الواحد‬

‫تزال هناك‬ ‫لا‬ ‫أنه‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫السماوية‬ ‫الديانات‬ ‫إلى جوار‬ ‫إنسانية‬ ‫فلسفية باعتبارها صناعة‬ ‫عليها ديانات‬

‫وهذا هو‬ ‫‪.‬‬ ‫من الأشكال‬ ‫وتيارات إلحادية رافضة ل!يمان بالوجود الإلهي على أي شكل‬ ‫دعوات‬

‫‪،)((،‬‬ ‫فَلْيَكفُز‬ ‫شَآءَ‬ ‫وَمَف‬ ‫شَآءَ فَقيئمِن‬ ‫الله عليها إفَمَن‬ ‫جبلته التي خلقه‬ ‫هي‬ ‫وهذه‬ ‫الإنسان‬

‫الآية‬ ‫وفي‬ ‫دِ‪-‬فىِ‪.)3(،‬‬ ‫لَكُودِينُكُزوَلىَ‬ ‫وَتَقوَنهَا‪،)2(،‬ة‬ ‫جمورَهَا‬ ‫فَا"قَمَهَا‬ ‫!‬ ‫سَونهَا‬ ‫وَمَا‬ ‫أوَنَقسٍ‬

‫فهذه أيضا تعد‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫للوجود‬ ‫الرافضين‬ ‫من‬ ‫لو كان‬ ‫حىَ‬ ‫إلى أن الإنسان‬ ‫الأخيرة ما يثير حتما‬

‫!!‬ ‫به‬ ‫يؤمن‬ ‫ودينه الذي‬ ‫عقيدته‬

‫الصورة فيما‬ ‫حتى تتضح‬ ‫الدين لغة واصطلاحا‬ ‫إلى تعريف‬ ‫بداية‬ ‫يدعونا‬ ‫ما‬ ‫هذا هو‬ ‫ولعل‬

‫باللفظ ذاته لغة واصطلاحا‪.‬‬ ‫الدين والمقصود‬ ‫يتعلق بمعنى‬

‫للدين‬ ‫اللغوي‬ ‫أولا‪ :‬المعنى‬

‫أما‬ ‫أ(‪0)4‬‬ ‫أديان‬ ‫وجمعه‬ ‫به‬ ‫ما يتدين‬ ‫لجميع‬ ‫عرفه "المعجم الوجيز" هو "اسم‬ ‫إن الدين كما‬

‫ومصداق‬ ‫اْي جازاه‬ ‫‪ & L‬دينا‬ ‫يقال ‪:‬‬ ‫؟‬ ‫عند العرب‬ ‫شتى‬ ‫للفظة الدين فلها معان‬ ‫الحرفي‬ ‫المعنى‬

‫‪. 92‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬الكهف‬

‫‪.8- 7‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬الشصى‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪. 6‬‬ ‫‪:‬‬ ‫) الكافرون‬ ‫‪3‬‬ ‫(‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫الأميرية‪،‬‬ ‫المطابع‬ ‫الهيئة العامة لثون‬ ‫مجمع‬ ‫الوجيز‪ :‬من إصدارات‬ ‫(‪ )4‬المعجم‬
‫‪-m‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اللغة العربية بالقاهرة‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 24‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫طبعة ‪9002‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪17+‬‬
‫هلس!ه الدين‬ ‫حدلمد ال‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪.‬‬
‫ومنه الديان‬ ‫أفعالنا‪،‬‬ ‫على‬ ‫ومحاسبون‬ ‫أي مجزيون‬ ‫(‪)1‬‬ ‫لَمَدِينُونَأ‬ ‫أاءِنا‬ ‫‪:‬‬ ‫ذلك‪ l-m‬قوله تعالى‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫كما في قوله تعالى‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الحساب‬ ‫‪:‬‬ ‫الجزاء‪ ،‬والدين‬ ‫‪:‬‬ ‫وعلا‪ ،‬والدين‬ ‫جل‬ ‫الله‬ ‫من صفات‬ ‫صفة‬ ‫وهي‬ ‫‪m‬‬

‫‪.‬‬ ‫لأديان‬ ‫ا‬ ‫الجمع‪:‬‬ ‫و‬ ‫أطعته‪،‬‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫دنتله‪،‬‬ ‫قدد نتهو‬ ‫لطاعةو‬ ‫ا‬ ‫الدين‪:‬‬ ‫و‬ ‫يَؤهـاَلذِيف‪))2(،‬‬ ‫إنَلِكِ‬

‫عادتي (ر)‪.‬‬ ‫أي‬ ‫ديني وديدني‬ ‫ما زال ذلك‬ ‫‪:‬‬ ‫العرب‬ ‫قول‬ ‫كما في‬ ‫العادة والشأن‬ ‫‪:‬‬ ‫والدين‬

‫بالكسر‪ :‬أدين‬ ‫كالدِينة‬ ‫ماله أجل‬ ‫بأنه‬ ‫الدين‬ ‫للفيروز أبادي فيعرف‬ ‫‪،‬‬ ‫المحيط‬ ‫أما القاموس‬

‫دائن ومدين‬ ‫ورجل‬ ‫‪،‬‬ ‫ودان هو أخذه‬ ‫‪،‬‬ ‫أعطيته إلى أجل وأقرضته‬ ‫‪،‬‬ ‫وادنته‬ ‫ودنته بالكسر‬ ‫وديون‬

‫العادة والعبادة (‪.)4‬‬ ‫به بالكسر‪:‬‬ ‫دنت‬ ‫دينا‪ ،‬وقد‬ ‫دنته بالكسر‬ ‫الجزاء وقد‬ ‫بالكسر‪:‬‬ ‫والدين‬ ‫‪.‬‬ ‫ومدان‬

‫يقول االدين بالكسر‪:‬‬ ‫حيث‬ ‫"‬ ‫هذه المعاني اللغوية لدى الرازي في (مختار الصحاح‬ ‫ونفس‬

‫مَن دان‬ ‫الكيس‬ ‫‪:‬‬ ‫الحديث‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫فدان‬ ‫أذله واستعبده‬ ‫ودانه يدينه دينا بالكسر‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫كالعادة والشأن‬

‫اْي جازاه ‪.‬‬ ‫دينا‬ ‫يقال دان يدينه‬ ‫‪:‬‬ ‫والمكافأة‬ ‫الجزاء‬ ‫‪:‬‬ ‫أيضا‬ ‫والدين‬ ‫‪.‬‬ ‫لما بعد الموت‬ ‫وعمل‬ ‫نفسه‬

‫الطاعة‪.‬‬ ‫أيضا‬ ‫والدين‬ ‫‪.‬‬ ‫ما عملت‬ ‫وبحسب‬ ‫بفعلك‬ ‫تجازى‬ ‫اْي كما تجازي‬ ‫لما‬ ‫تدان‬ ‫يقال "كما تدين‬

‫الأديان (‪.)5‬‬ ‫ومنه الدين والجمع‬

‫يكون عليها‬ ‫التي‬ ‫اللغوية أن الدين في اللغة هو العادة والحالة‬ ‫هذه التعريفات‬ ‫من كل‬ ‫ويتضح‬

‫إن الدين إذن حالة المرء إزاء‬ ‫‪.‬‬ ‫عمله‬ ‫ينتظر الجزاء منه بحسب‬ ‫‪،‬‬ ‫دائنه‬ ‫وذليلا أمام‬ ‫مطيعا‬ ‫الإنسان‬

‫أعلى وطرف‬ ‫طرف‬ ‫؟‬ ‫أن هذا المعنى اللغوي بكل اشتقاقاته يجعلنا أمام طرفين‬ ‫ولا شك‬ ‫ما‪،‬‬ ‫شأن‬

‫ارتبط الدين‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الأعلى‬ ‫لأدنى الذي هو محتاج للطرف‬ ‫ا‬ ‫والدين هو حالة للطرف‬ ‫‪،‬‬ ‫أدنى‬

‫وذلا في الطلب‪.‬‬ ‫له‬ ‫طاعة‬ ‫المرء لمن يدينه وشمتكين‬ ‫بالاستسلام والطاعة للمعبود‪ ،‬كما يستسلم‬

‫‪. 53‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫فا‬ ‫لصا‬ ‫ا‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تحة‬ ‫لفا‬ ‫ا‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪03-‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ص‬ ‫‪c‬‬ ‫لسان العرب (مادة دين)‪ ،‬الجزء ‪17‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬ابن منظور‪:‬‬

‫نقلا‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫تارلخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫البابي الحلبي‬ ‫مؤسسة‬ ‫‪،‬‬ ‫الرابع‬ ‫الجزء‬ ‫‪،‬‬ ‫المحيط‬ ‫القاموس‬ ‫‪:‬‬ ‫أبادي‬ ‫(‪ )3‬الفيروز‬

‫‪.7‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪8991‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالزقازيق‬ ‫مكتبة الرشيد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأديان‬ ‫إلى دراسة تاريخ‬ ‫مراد‪ ،‬المدخل‬ ‫د‪ .‬سعيد‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬

‫الدين ‪ ،‬دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع‬ ‫الى فلسفة‬ ‫مدخل‬ ‫‪:‬‬ ‫الخشت‬ ‫عئمان‬ ‫د‪ .‬محمد‬ ‫) نقلا عن‪:‬‬ ‫(‪4‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪14- 13‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪3002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬

‫‪+18‬‬
‫ل‬ ‫ا!‪9‬‬ ‫ال!دل‬

‫اس!"‪ ،‬وهي‬ ‫أ!ا‬ ‫‪5‬‬ ‫للا تينية‬ ‫ا‬ ‫عن‬ ‫احول مشتقة‬ ‫ولهأ!أ‬ ‫فكلمة‬ ‫لفرنسية‬ ‫وا‬ ‫لإنجليزية‬ ‫ا‬ ‫لغربية‬ ‫ا‬ ‫للغات‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫أما‬

‫تجاه الاَلهة(‪.)1‬‬ ‫ما‬ ‫بواجب‬ ‫تأنيب ضمير‪،‬‬ ‫اْو‬ ‫بخوف‬ ‫المصحوب‬ ‫عام الإحساس‬ ‫تعني بشكل‬

‫وذل ‪،‬‬ ‫من دان أي خضع‬ ‫أو في اللغات الأخرى‬ ‫العربية‬ ‫اللغة‬ ‫في‬ ‫وبوجه عام ف!ن الدين سواء‬

‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫بها‬ ‫يراد‬ ‫أطلقت‬ ‫إذا‬ ‫والكلمة‬ ‫‪.‬‬ ‫متدينا‬ ‫أي أصبح‬ ‫به‬ ‫وتدين‬ ‫‪،‬‬ ‫دينه‬ ‫ديانة وهو‬ ‫فهي‬ ‫دان بكذا‬ ‫ومنها‬

‫من‬ ‫بما يعتنقه‬ ‫المرء والتزامه‬ ‫طاعة‬ ‫هي‬ ‫آخر‬ ‫وبمعنى‬ ‫‪.‬‬ ‫اعتقاد وسلوك‬ ‫به من‬ ‫يتدين به البشر‪ ،‬ويدين‬

‫وبين التدين‬ ‫‪،‬‬ ‫أو الحال‬ ‫العادة أو الشأن‬ ‫باعتباره‬ ‫اللغة العربية بين الدين‬ ‫ويميز في‬ ‫‪.‬‬ ‫ومبادئ‬ ‫فكر‬

‫إليه في النهاية‬ ‫يوكل‬ ‫الذي‬ ‫الإله الخالق‬ ‫على‬ ‫التي تطلق‬ ‫والديان‬ ‫والاستعباد‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫هو الخضوع‬ ‫الذي‬

‫الإنسان على‬ ‫المكافأة أو الجزاء فيجازى‬ ‫ينبني الدين على‬ ‫حيث‬ ‫من ثواب وعقاب‬ ‫الحساب‬

‫شرا فشر‪.‬‬ ‫!هان‬ ‫عمله إن خيرا فخير‬

‫الدين الإنسان‬ ‫وقد يحمل‬ ‫‪،‬‬ ‫المنقادون‬ ‫الدين فهم المطيعون‬ ‫رجال‬ ‫أما‬ ‫‪:‬‬ ‫دين‬ ‫وأديان هي جمع‬

‫أجل‪،‬‬ ‫له‬ ‫أو بالعطاء فيما كان‬ ‫إما بالأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫القرض‬ ‫الدين بمعنى‬ ‫هنا تأتي كلمة‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫ما يكره‬

‫والحكم‬ ‫والغلبة والاستعلاء والسلطان والملك‬ ‫والطاعة والمواظبة‬ ‫كما أجله الجزاء والحساب‬

‫عزة ومذلة‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الديانة‬ ‫ففي‬ ‫بالخير والشر؟‬ ‫يجزى‬ ‫بما‬ ‫يضيع عملا‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫والمجازي‬ ‫والحاسب‬

‫الخير أو الشر والابتلاء(‪.)2‬‬ ‫في‬ ‫وعادة‬ ‫‪،‬‬ ‫وعصيان‬ ‫وطاعة‬

‫للدين‬ ‫الا!طلاحي‬ ‫المعنى‬ ‫‪:‬‬ ‫ثانيا‬

‫صاحب‬ ‫فيها‬ ‫ويعتقد‬ ‫بها‬ ‫يؤمن‬ ‫التىِ‬ ‫النظر‬ ‫وجهة‬ ‫للدين حسب‬ ‫الاصطلاحية‬ ‫تتعدد التعريفات‬

‫الإدراكات‬ ‫جملة من‬ ‫أنه‬ ‫ا‬ ‫منها‬ ‫عدة معان للدين‬ ‫كدوا على‬ ‫فالفلاسفة المحدثون‬ ‫؟‬ ‫التعريف‬

‫لأوامره !‪.‬‬ ‫وطاعتها‬ ‫‪،‬‬ ‫إياه‬ ‫حبها لله‪ ،‬وعبادتها‬ ‫جراء‬ ‫من‬ ‫للنفس‬ ‫الحاصلة‬ ‫والأفعال‬ ‫والاعتقادات‬

‫أو الإيمان بالتقدم‬ ‫بالعلم‬ ‫بها‪ ،‬كالإيمان‬ ‫والعمل‬ ‫المطلقة‬ ‫لإيمان بالقيم‬ ‫ا‬ ‫هو‬ ‫أن الدين‬ ‫‪9‬‬ ‫ومنها‬

‫لالاند‬ ‫إموسوعة‬ ‫‪:‬‬ ‫عنوان‬ ‫إلى العربية تحت‬ ‫ترجمه‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفي‬ ‫لالاند‬ ‫معجم‬ ‫‪،‬‬ ‫المعجم‬ ‫لالاند‪:‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪:‬‬

‫‪ 1002‬م‪ ،‬المجلد‬ ‫الثانية‬ ‫‪ ،‬الطبعة‬ ‫وبيروت‬ ‫بباري!‬ ‫خليل ‪ ،‬دار عويدات‬ ‫أحمد‬ ‫الفلسفية ‪ :،‬د‪ .‬خيل‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 4012- 3012‬‬ ‫ص‬ ‫الثالث‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الحرة‬ ‫الموسوعة‬ ‫ويكيبديا‪-‬‬ ‫في‬ ‫‪ -‬معتقد!‬ ‫دين‬ ‫أ‬ ‫مادة‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫ين ‪ -‬معتقد‬
‫‪h.‬‬ ‫‪org‬‬ ‫‪Wikipedia.‬ل*أ‬ ‫لنا‬ ‫د‬ ‫ع‬ ‫‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪91+‬‬
‫هلس!ه الردل‬ ‫ال‬ ‫!ريد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫المتعبد الذي‬ ‫كفضل‬ ‫القيم‬ ‫بهذه‬ ‫المؤمنون‬ ‫ففضل‬ ‫‪،‬‬ ‫أو الإيمان بالإنسانية‬ ‫الإيمان بالجمال‬‫أو ‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫من تجرد وحب‬ ‫به‬ ‫يتصف‬ ‫إلا بما‬ ‫الآخر‬ ‫على‬ ‫لأحدهما‬ ‫فضل‬ ‫لا‬ ‫شرعه‬ ‫بما‬ ‫خالقه ويعمل‬ ‫‪eh.‬يحب‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫أفرادا يتحلون بالصفات‬ ‫تضم‬ ‫اجتماعية‬ ‫ومنها أن إالدين مؤسسة‬ ‫لا‪،‬‬ ‫للذات‬ ‫صىانكار‬ ‫وإخلاص‬

‫لآتية‪:‬‬ ‫ا‬

‫الشعائر‪.‬‬ ‫الأحكام المشتركة وقيامهم ببعض‬ ‫أ‪ -‬قبولهم بعض‬

‫على تؤكيد هذا الإيمان وحفظه‪.‬‬ ‫ب ‪ -‬إيمانهم بقيم مطلقة وحرصهم‬

‫سارية فيه‪،‬‬ ‫أو‬ ‫العالم‬ ‫مفارقة لهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫بقوة روحية أعلى‬ ‫أن الإنسان متصل‬ ‫اعتقادهم‬ ‫!‪-‬‬

‫"(‪.)1‬‬ ‫كثيرة أو موحدة‬

‫الفلاسفة للدين فنجد‬ ‫أعطاها بعض‬ ‫إلى معان محددة‬ ‫العامة‬ ‫من هذه الكلمات‬ ‫انتقلنا‬ ‫ما‬ ‫هـاذا‬

‫‪،‬‬ ‫وغير المقدس‬ ‫اجتماعية قوامها التفريق بين المقدس‬ ‫أن "الدين مؤسسة‬ ‫اعتبر‬ ‫أن اميل دوركايم‬

‫من‬ ‫لآخر مادي مؤلف‬ ‫‪ ،‬وا‬ ‫الوجدانية‬ ‫والمشاعر‬ ‫العقائد‬ ‫من‬ ‫مؤلف‬ ‫ولها جانبان أحدهما روحي‬

‫‪.)2‬‬ ‫"‬ ‫والعادات‬ ‫الطقوس‬

‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫للدين‬ ‫منظوره الاجتماعي‬ ‫مع‬ ‫يتسق‬ ‫هنا‬ ‫الذي قدمه دوركايم‬ ‫وبالطبع ف!ن التعريف‬

‫والتمييز بين‬ ‫‪،‬‬ ‫للمؤمنين‬ ‫التحليل الاجتماعي والفكري‬ ‫خلال‬ ‫للدين من‬ ‫تعريف‬ ‫الأمر‬ ‫واقع‬ ‫في‬

‫والمادي في العقيدة ممارسة الشعائر‪.‬‬ ‫والتمييز بين الروحي‬ ‫‪،‬‬ ‫وغير المقدس‬ ‫المقدس‬

‫وراء المجرى‬ ‫يقوم فيما‬ ‫إن الدين عيان لشيء‬ ‫‪:‬‬ ‫لنا وايتهد فيقول‬ ‫يقدمه‬ ‫الذي‬ ‫أما التعريف‬

‫ولكنه مع ذلك‬ ‫حقيقي‬ ‫شيء‬ ‫؟‬ ‫باطنه‬ ‫أو في‬ ‫‪،‬‬ ‫هذا المجرى‬ ‫أو خلف‬ ‫‪،‬‬ ‫العابر للأشياء المباشرة‬

‫أعظم الحقائق‬ ‫ولكنه في الوقت نفسه‬ ‫‪،‬‬ ‫بعيدة‬ ‫هو بمثابة إمكانية‬ ‫شيء‬ ‫‪،‬‬ ‫يزال ينتظر التحقق‬ ‫لا‬

‫عن كل فهم؟‬ ‫يند‬ ‫ويزول ولكنه مع ذلك‬ ‫من شأنه أن ينقضي‬ ‫ما‬ ‫يخلع معنى على كل‬ ‫شيء‬ ‫؟‬ ‫الراهنة‬

‫‪،،‬‬ ‫مادة "الدين‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7891‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اللبناني ببيروت‬ ‫دار الكتاب‬ ‫‪،‬‬ ‫لأول‬ ‫ا‬ ‫المجلد‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفي‬ ‫المعجم‬ ‫‪:‬‬ ‫صليبا‬ ‫(‪ )1‬جميل‬

‫‪. 573- 572‬‬ ‫ص‬

‫‪.573‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫(‪ )2‬نقلا‬

‫‪02‬‬
‫ل‬ ‫‪119‬‬ ‫)ل!مل‬

‫هو المثل‬ ‫شيء‬ ‫‪،‬‬ ‫المنال‬ ‫بعيد‬ ‫عصي‬ ‫نفسه‬ ‫الاَن‬ ‫الخير الأقصى ولكنه في‬ ‫بمثابة‬ ‫يعد امتلاكه‬ ‫شيء‬

‫رجاء فيهأ(‪.)1‬‬ ‫لا‬ ‫الأعلى النهائي ولكنه في الوقت نفسه مطلب‬

‫الدينية‬ ‫خبرة صاحبه‬ ‫عن‬ ‫إذ إنه نابع‬ ‫بالطبع المنحى الصوفي‬ ‫هذا التعريف‬ ‫على‬ ‫ويغلب‬

‫للدين حيث‬ ‫الصوفي‬ ‫مع وايتهد في هذا التعريف الحدسي‬ ‫وربما يتفق وولتر ستيس‬ ‫‪،‬‬ ‫الخاصة‬

‫إلى ما‬ ‫‪،‬‬ ‫المنال‬ ‫إلى ما هو بعيد‬ ‫؟‬ ‫إلى المستحيل‬ ‫النفس‬ ‫الدين هو تعطش‬ ‫‪9‬‬ ‫عليه قائلا بأن‬ ‫إنه يعلق‬

‫أو بعيد المنال‬ ‫تعريفه مستحيل‬ ‫بحكم‬ ‫واللا متناهي‬ ‫؟‬ ‫اللا متناهي‬ ‫‪ ..‬وأن الدين ينشد‬ ‫التصور‬ ‫يفوق‬

‫لا‬ ‫النور الذي‬ ‫النور ولكنه‬ ‫أيضا ينشد‬ ‫والدين‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أبدا‬ ‫إلى بلوكه‬ ‫سبيل‬ ‫لا‬ ‫ما‬ ‫تعريفه‬ ‫فهو إذن بحكم‬

‫الذي‬ ‫النور‬ ‫ليس موجودا في أي مكان او هو‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬ ‫أو في أي زمان‬ ‫‪،‬‬ ‫العثور عليه في أي مكان‬ ‫يمكن‬

‫الكينونة والوجود‬ ‫العلائق مع‬ ‫النزوع إلى قطع‬ ‫‪ .‬إن الدين هو‬ ‫‪.‬‬ ‫في عالم المكان‬ ‫له أصلا‬ ‫لا وجود‬

‫هيهات‬ ‫الذي‬ ‫الكينونة ‪ .‬إن الدين هو هذا النهم‬ ‫‪.‬‬ ‫أغلال‬ ‫من‬ ‫الرغبة في التحرر تماما‬ ‫أو هو‬ ‫معا‬

‫ممكن‬ ‫فعلي أو لأي وجود‬ ‫لأي وجود‬ ‫بل هيهات‬ ‫مسمبلا‪،‬‬ ‫أم‬ ‫حاضرا‬ ‫أم‬ ‫ماضيا كان‬ ‫لأي وجود‬

‫نفسيا أم‬ ‫أم‬ ‫كان‬ ‫ماديا‬ ‫والنجوم‬ ‫أو فوق السحب‬ ‫لأرض‬ ‫ا‬ ‫أو في أي عالم اَخر على‬ ‫العالم‬ ‫في هذا‬

‫‪.)2(".‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أن يشبعه‬ ‫له‬ ‫هيهات‬ ‫روحيا‪،‬‬

‫والقيم‬ ‫لأفكار المجردة‬ ‫ا‬ ‫مجموعة‬ ‫‪9‬‬ ‫فهو‬ ‫والأنثروبولوجيا‬ ‫الاجتماع‬ ‫علماء‬ ‫منظور‬ ‫أما الدين من‬

‫الأفكار‬ ‫تحكم‬ ‫العالم‬ ‫غنى عنها في‬ ‫لا‬ ‫فالدين هو رؤية‬ ‫ولذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الثقافة‬ ‫من رحم‬ ‫القادمة‬ ‫التجارب‬ ‫أو‬

‫اكهة‪،‬‬ ‫أو‬ ‫وعبادة إله واحد‬ ‫الوجود‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالطبيعة‬ ‫الديني يرتبط عادة‬ ‫والمعتقد‬ ‫‪،‬‬ ‫والأعمال‬ ‫الشخصية‬

‫تنتقل من‬ ‫التي‬ ‫والممارسات‬ ‫بالقيم‬ ‫!!اشراك الآلهة في الكون والحياة البشرية وقد يتعلق ذلك‬

‫الإبراهيمية (‪1‬يسماوية )فمعظ‬ ‫ت‬ ‫الديانا‬ ‫أمافي‬ ‫)‬ ‫الديانات‬ ‫الروحيللديانةفيبعض‬ ‫ِالزعيم‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫الأنبياء‬ ‫الإلهي لأحد‬ ‫(أي عبر الوحي‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الإله‬ ‫من خلال‬ ‫الأساسية قد كشفت‬ ‫المعتقدات‬

‫)‪.‬‬ ‫الرسل‬

‫‪(A.‬‬
‫‪Whitehead‬‬‫‪).N‬‬ ‫‪Science and the Modern World,‬‬ ‫)‪Ch‬‬
‫‪(1.‬‬ ‫‪12.‬‬

‫منشورات‬ ‫د‪ .‬زكريا إبرهيم‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫الزمن والأزل ‪ -‬مقال في فلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫ستش‬ ‫وولتر‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.37‬‬ ‫ص‬ ‫‪1302‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة للكتاب‬ ‫المصربة‬ ‫‪ ،‬الهيئة‬ ‫الأسرة‬ ‫مكتبة‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪. 43- 93‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫وولتر ستيس‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪(3)W‬‬
‫ن!لأ‬‫‪h. ikiw/.grO‬‬
‫‪c‬‬
‫‪/pedia.‬‬ ‫ين‬ ‫‪P‬‬ ‫‪,3.‬‬ ‫‪4-3.‬‬
‫‪om‬‬
‫‪21+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫إلى‬ ‫جديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫إلى المنظور الإسلامي‬ ‫والفلسفية والأنثروبولوجية‬ ‫العامة‬ ‫التعريفات‬ ‫من هذه‬ ‫انتقلنا‬ ‫‪al‬‬
‫وإذا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫العقول‬ ‫ذوي‬ ‫إلهي يسوق‬ ‫ف!ن الدين عند فلاسفتنا القدامى يطلق "على وضع‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫‪ h.co‬لتعريف‬
‫‪m‬‬

‫‪.)(M‬‬ ‫الخير"‬ ‫إلى‬

‫قال في معرض‬ ‫حينما‬ ‫"‬ ‫كتابه !الكليات‬ ‫في‬ ‫أبوالبقاء‬ ‫إليه تحديدا‬ ‫أشار‬ ‫الذي‬ ‫المعنى‬ ‫وهذا‬

‫إلى الخير بالذات‬ ‫العقول باختيارهم المحمود‬ ‫إلهي لذوي‬ ‫"عبارة عن وضع‬ ‫أنه‬ ‫تعريفه للدين‬

‫فيكون‬ ‫خاصة‬ ‫الأصول‬ ‫على‬ ‫فيه فيطلق‬ ‫وقد يتجوز‬ ‫‪.‬‬ ‫والصلاة‬ ‫والعلم‬ ‫كالاعتقاد‬ ‫قالبيا‬ ‫أو‬ ‫كان‬ ‫قلبيا‬

‫فيه أيضا‬ ‫يتجوز‬ ‫وقد‬ ‫(‪،)2‬‬ ‫أ‬ ‫حَنِيفا‬ ‫اِبزَهِمَ‬ ‫مِّلةَ‬ ‫أدِينًا قِهمُا‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫وعليه‬ ‫‪،‬‬ ‫الملة‬ ‫بمعنى‬

‫هذه‬ ‫يعني فروع‬ ‫الملة القيمة‬ ‫آ!قَئِمَةِأ(‪ ،)3‬أي‬ ‫وَذَارِ!كَ دِينُ‬ ‫ة‬ ‫وعليه‬ ‫‪،‬‬ ‫خاصة‬ ‫الفروع‬ ‫على‬ ‫فيطلق‬

‫والملة‬ ‫إلى المجتهد‪،‬‬ ‫والمذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫والملة إلى الرسول‬ ‫‪.‬‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫منسوب‬ ‫والدين‬ ‫‪.‬‬ ‫لأصول‬ ‫ا‬

‫الملة‬ ‫مثلها‪ ،‬لكن‬ ‫والدين‬ ‫‪،‬‬ ‫ثوابه‬ ‫إلى أجل‬ ‫به‬ ‫نبيه ليتوصلوا‬ ‫لسان‬ ‫على‬ ‫الله لعبادة‬ ‫ما شرعه‬ ‫اسم‬

‫"(‪.)4‬‬ ‫إليه‬ ‫والانقياد‬ ‫الطاعة‬ ‫باعتبار‬ ‫والدين‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الدعاء‬ ‫باعتبار‬ ‫تقال‬

‫إلهي يدعو‬ ‫وضع‬ ‫‪9‬إنه‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫في تعريفه للدين حيث‬ ‫الجرجاني‬ ‫السياق يتحدث‬ ‫وفي نفس‬

‫بالاعتبار؟‬ ‫ومختلفان‬ ‫بالذات‬ ‫الدين والملة متحدان‬ ‫‪.‬‬ ‫عن!م‬ ‫إلى ما هو عند الرسول‬ ‫العقول‬ ‫أصحاب‬

‫إنها‬ ‫ومن حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫ملة‬ ‫تسمى‬ ‫تجمع‬ ‫إنها‬ ‫ومن حيث‬ ‫دينا‪،‬‬ ‫تطاع تسمى‬ ‫إنها‬ ‫فإن الثمريعة من حيث‬

‫إلى الله‬ ‫أن الدين منسوب‬ ‫والمذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الدين والملة‬ ‫الفرق‬ ‫مذهبا‪ ،‬وقيل‬ ‫تسمى‬ ‫إليها‬ ‫يرجع‬

‫إلى المجتهد!(‪.)5‬‬ ‫منسوب‬ ‫والمذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى الرسول‬ ‫والملة منسوبة‬ ‫‪،‬‬ ‫تعالى‬

‫بين الدين‬ ‫العلماء المسلمين‬ ‫التصمِز الدقيق لدى‬ ‫التعريفين السابقين‬ ‫من‬ ‫الاعتبار‬ ‫في‬ ‫ولنأخذ‬

‫كلها تعود إلى‬ ‫إنها‬ ‫ارتباط حيث‬ ‫بينها‬ ‫وان كان‬ ‫‪،‬‬ ‫ثلاث‬ ‫فهذه مصطلحات‬ ‫‪،‬‬ ‫والملة والمذهب‬

‫‪.572‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫جميل صليبا‪ :‬نفس المرجع‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪161‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الأنعام‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البينة‬ ‫(‪)3‬‬

‫الثقافة‬ ‫وزارة‬ ‫الثاك‪،‬‬ ‫‪ ،‬الجزء‬ ‫المصري‬ ‫ومحمد‬ ‫درويش‬ ‫عدنان‬ ‫‪ :‬د‪.‬‬ ‫‪ ،‬تحقيق‬ ‫أبو البقاء‪ :‬الكليات‬ ‫(‪)4‬‬

‫السابق‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫مراد‪ ،‬نفس‬ ‫د‪ .‬سعيد‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-932‬‬ ‫‪'0,,327‬‬ ‫‪8291r‬‬ ‫دمثق‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والإرشاد القومي‬

‫‪.9‬‬ ‫ص‬

‫‪.‬‬ ‫‪601- 01‬‬ ‫‪3‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪8391‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمية ببيروت‬ ‫دار الكتب‬ ‫‪،‬‬ ‫التعريفات‬ ‫‪:‬‬ ‫الجرجاني‬ ‫(‪) 5‬‬

‫‪+2‬‬ ‫‪2‬‬
‫اكاول!‬ ‫الفمل‬

‫أتباعه‬ ‫لهذا الدين أو ذاك تبعا لوجود‬ ‫التابعين‬ ‫أن تتعدد بتعدد‬ ‫يمكن‬ ‫فالملل‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫وهو‬ ‫الأصل‬

‫التفاصيل‪.‬‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫قد تختلف‬ ‫الدين بصور‬ ‫الجماعات‬ ‫تتلقى هذه‬ ‫إذ‬ ‫وثقافيا؟‬ ‫جغرافيا وبيئيا‬

‫(أي من‬ ‫الله‬ ‫إن الدين من‬ ‫حيث‬ ‫وضوحا‬ ‫اممثر‬ ‫وبالنسبة إلى الدين الإسلامي فالمسألة ربما تكون‬

‫الشريفة )‪،‬‬ ‫النبوية‬ ‫في (السنة‬ ‫ع!حِ‬ ‫الله‬ ‫رسول‬ ‫وآخرهم‬ ‫والأنبياء‬ ‫والملة هي ملة الرسول‬ ‫)‪،‬‬ ‫الوحى‬

‫والسّنه النبوية‪،‬‬ ‫القراَن‬ ‫الشريعة في‬ ‫على أصل‬ ‫بالقياس‬ ‫‪،‬‬ ‫يعود إلى أولئك المجتهدين‬ ‫والمذهب‬

‫الفقهية‪.‬‬ ‫المذاهب‬ ‫مثل اجتهادات الأئمة الأربعة أو غيرهم من أصحاب‬

‫أن الدين‬ ‫"‬ ‫الفلسفي هو‬ ‫الدين عموما من زاوية فلسفية في المعجم‬ ‫وعود إلى بدء ف!ن تعريف‬

‫ي‬ ‫أ‬ ‫ولهذا يتصف‬ ‫‪.‬‬ ‫بينهما‬ ‫العلاقة‬ ‫محدوديته وعن‬ ‫المحدد في‬ ‫يعبر عن المطلق في إطلاقه وعن‬

‫دين بما يأتي‪:‬‬

‫معينة‪.‬‬ ‫أ‪ -‬ممارسة شعائر وطقوس‬

‫‪.‬‬ ‫تعدلها أي قيمة أخرى‬ ‫لا‬ ‫الاعتقاد في قيمة مطلقة‬ ‫ب‪-‬‬

‫القوة متكثرة أو أحادية ا(‪.)1‬‬ ‫هذه‬ ‫تكون‬ ‫عليا وقد‬ ‫ارتباط الفرد بقوة روحية‬ ‫!‪-‬‬

‫الأديان ‪ -‬أي أديان ‪ -‬كافة‬ ‫بها‬ ‫تتميز‬ ‫على أن ثمة خصائص‬ ‫التاكيد‬ ‫إلى‬ ‫ما يقودنا‬ ‫ولعل هذا هو‬

‫بعدة نقاط أهمها (‪:)2‬‬

‫واحد‬ ‫خالق‬ ‫لأديان تعتقد بوجود‬ ‫ا‬ ‫فمعظم‬ ‫‪،‬‬ ‫طبيعية‬ ‫فوق‬ ‫إله أو كائنات‬ ‫بوجود‬ ‫‪ -‬الإيمان‬ ‫‪1‬‬

‫بهما وبالبشر وكافة الكائنات‬ ‫والعالم قادرين على التحكم‬ ‫للكون‬ ‫خالقين‬ ‫عدة‬ ‫أو‬

‫‪.‬‬ ‫لأخرى‬ ‫ا‬

‫المادة ‪.‬‬ ‫وعالم‬ ‫التمييز بين عالم الأرواح‬ ‫‪-2‬‬

‫وغيرها من الأشياء التي‬ ‫إلهية‬ ‫من ذات‬ ‫تبجيل المقدس‬ ‫بها‬ ‫عبادية يقصد‬ ‫طقوس‬ ‫‪ -3‬وجود‬

‫بالقدسية‪.‬‬ ‫تتصف‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.992‬‬ ‫‪ 9791‬م‪ ،‬ص‬ ‫الجديدة‬ ‫الفلسفي‬ ‫المعجم‬ ‫كرم ومراد وهبة‬ ‫(‪ )1‬يوسف‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫الثقافة‬ ‫دار‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪:‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪beh pedia.‬ن!آ ‪Wi‬‬ ‫‪org /‬‬ ‫‪ /‬نهـل!؟‬ ‫‪، !. 4‬دين أو معتقد‬ ‫‪.‬‬

‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬
‫‪23 +‬‬
‫هلس!ه الدلمن‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫الناس ‪،‬‬ ‫قِبَل‬ ‫اتباعها من‬ ‫يجب‬ ‫التي‬ ‫لأحكام‬ ‫وا‬ ‫الاْخلاق‬ ‫تشمل‬ ‫شريعة‬ ‫أو‬ ‫‪ -4‬قانون أخلاقي‬‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫الإله‪.‬‬ ‫من‬ ‫اَتية‬ ‫أنها‬ ‫عادة‬ ‫المؤمنون‬ ‫ويعتقد‬ ‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫صماظهار التبجيل والخضوع‬ ‫الاَلهة‬ ‫للاتصال بالله أو‬ ‫الأساسي‬ ‫الشكل‬ ‫‪ -5‬الصلاة وهي‬

‫لعرفا ن ‪.‬‬ ‫وا‬

‫الأديان تحتوي‬ ‫وبعض‬ ‫والأرض‬ ‫السموات‬ ‫العالم وتركيب‬ ‫كيفية خلق‬ ‫‪ -6‬رؤية كونية تشرح‬

‫العالم‪.‬‬ ‫شئون‬ ‫الإله‬ ‫ينظم‬ ‫أي كيف‬ ‫؟‬ ‫الثواب والعقاب‬ ‫آلية‬ ‫على‬

‫وفقا للرؤية الكونية التي يقدمها هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫لتنظيم حياة المؤمن‬ ‫شرعية‬ ‫أو مبادئ‬ ‫‪ -7‬شريعة‬

‫الدين‪.‬‬

‫كان نوعها وصورتها‬ ‫أيا‬ ‫عام‬ ‫الأديان بشكل‬ ‫في هذا الإطار الذي ينظر إلى خصائص‬ ‫ويمكن‬

‫(‪:)1‬‬ ‫الأديان‬ ‫مشتركة بين هذه‬ ‫على ثلاث حقائق أو مستويات‬ ‫التأكيد‬ ‫وعصرها‬

‫المقولات‬ ‫بمثابة‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسان‬ ‫الدين ‪ -‬أي دين ‪ -‬يقدم تفسيرا لعالم الوجود وموضع‬ ‫اْن‬

‫الدين "‪.‬‬ ‫عليه !عقائد‬ ‫التي يطلق‬

‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫في واقع‬ ‫خاصة‬ ‫بمنهجية‬ ‫أن تتحركوا‬ ‫عليكم‬ ‫‪:‬‬ ‫لأتباعه‬ ‫الدين أن يقول‬ ‫شئون‬ ‫أن من‬

‫تمثل القسم‬ ‫التي‬ ‫التعاليم‬ ‫من‬ ‫التي يطرحها هذا الدين في إطار مجموعة‬ ‫تعملوا بهذه التوصيات‬

‫الأخلاقية إ‪.‬‬ ‫التعاليم‬ ‫‪9‬‬ ‫أي‬ ‫الثاني للدين‬

‫والسلوكيات‬ ‫لأعمال‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقين‬ ‫المستويين‬ ‫يجسد‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫!‬ ‫دينية‬ ‫(عبادات‬

‫إلخ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والحج‬ ‫والصوم‬ ‫الصلاة‬ ‫‪:‬‬ ‫مثل‬ ‫الأعمال‬ ‫هذه‬ ‫ومجموعة‬ ‫‪،‬‬ ‫والشعائرية‬ ‫الرمزية‬

‫وهي‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الأعم‬ ‫الأغلب‬ ‫في‬ ‫إلى ثلاثة أقسام‬ ‫ينقسم‬ ‫ف!ن الدين عموما‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬

‫الدينية‪.‬‬ ‫العبادات‬ ‫‪-3‬‬ ‫الدينية ‪.‬‬ ‫‪ - 2‬الأخلاق‬ ‫ا‪ -‬العقائد الدينية ‪.‬‬

‫خمس‬ ‫وثوابت محددة‬ ‫أسس‬ ‫له‬ ‫أي دين‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫أيضا ينبغي الإشارة إلى أن الدين‬ ‫وفي هذا السياق‬

‫الحداثة‪،‬‬ ‫الفكر الديني وتحديات‬ ‫‪:‬‬ ‫كتاب‬ ‫ضمن‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫الشبهات‬ ‫طوائف‬ ‫‪:‬‬ ‫ملكيان‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬مصطفى‬

‫‪. 17- 16‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫لبنان ‪9002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫العربي‬ ‫دار الانتشار‬ ‫مؤسمة‬ ‫‪،‬‬ ‫القبابجي‬ ‫أحمد‬ ‫‪:‬‬ ‫تعريب‬

‫‪+ 24‬‬
‫‪ 19‬ل‬ ‫ا‬ ‫ال!مل‬

‫ونظمتها وأول مَن‬ ‫ثوابتها‬ ‫العقيدة وحددت‬ ‫أسست‬ ‫التي‬ ‫وهو الشخصية‬ ‫‪:‬‬ ‫الديانة‬ ‫‪ -،‬مؤسس‬

‫‪.‬‬ ‫بالكتاب المقدس‬ ‫إليها‬ ‫أو هي التي أنشأتها أو هي التي أوحي‬ ‫بها‬ ‫بشرت‬

‫اسم‬ ‫تطلق حسب‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫اسمها المعتقد وله معنى‬ ‫حسب‬ ‫الديانة‬ ‫ويطلق اسم‬ ‫‪:‬‬ ‫الديانة‬ ‫‪ -2‬اسم‬

‫منه‪.‬‬ ‫المكان الذي خرجت‬ ‫حسب‬ ‫أو‬ ‫منثأها‬

‫وهو‬ ‫مقدسة‬ ‫أو ربما عدة كتب‬ ‫المقدس‬ ‫كتابها‬ ‫عقيدة دينية‬ ‫ولكل‬ ‫‪:‬‬ ‫المقدس‬ ‫‪ -3‬الكتاب‬

‫الديانة‪،‬‬ ‫من عظماء هذه‬ ‫اتبعوه‬ ‫الأول أو مَن‬ ‫أنشاْها المؤسس‬ ‫التي‬ ‫أو الكتب‬ ‫الكتاب‬

‫وعقائد‬ ‫من فروض‬ ‫الديانة‬ ‫يتعلق بأركان هذه‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫هذا الكتاب المقدس‬ ‫يضم‬ ‫ما‬ ‫وعادة‬

‫‪.‬‬ ‫ومعاملات‬ ‫وتقويم وأعياد وعبادات‬ ‫واجتماعيات‬ ‫وتشريعات‬ ‫وسلوكيات‬ ‫وأخلاقيات‬

‫والطاوية‬ ‫بتأليفها كما في البوذية والكونفوشية‬ ‫إما باعترافها‬ ‫أو الكتب‬ ‫الكتاب‬ ‫ذلك‬ ‫ويظهر‬

‫‪.‬‬ ‫والإسلام‬ ‫اليهودية والمسيحية‬ ‫كما في‬ ‫الله‬ ‫قِبَل‬ ‫بها من‬ ‫أو القول بأنها موصى‬ ‫‪،‬‬ ‫والجينية‬

‫والصيام‬ ‫الأعياد‬ ‫‪:‬‬ ‫مثل‬ ‫في كل مواعيده‬ ‫الذي يتحكم‬ ‫تقويمه الخاص‬ ‫لكل دين‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -4‬التقويم‬

‫عند‬ ‫الهجري‬ ‫التقويم‬ ‫‪:‬‬ ‫الدين مثل‬ ‫إنشاء‬ ‫وقت‬ ‫غالبا من‬ ‫ويبدأ التقويم‬ ‫‪.‬‬ ‫إلخ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬‫‪.‬‬ ‫الحج‬ ‫ومواعيد‬

‫اليهود‪.‬‬ ‫العبراني عند‬ ‫والتقويم‬ ‫عند المسيحسِن‬ ‫والتقويم الميلادي‬ ‫المسلمين‬

‫بها الشعائر(‪.)1‬‬ ‫اللغة التي تمارس‬ ‫ذات‬ ‫لغة نزل بها‪ ،‬وهي‬ ‫دين‬ ‫ولكل‬ ‫‪:‬‬ ‫اللغة‬ ‫‪-5‬‬

‫في حياة الإنسان‬ ‫ولماذا يبدو التدين أمرا ضروريا‬ ‫‪،‬‬ ‫نشأة الدين‬ ‫أسباب‬ ‫الاَن عن‬ ‫السؤال‬ ‫ولعل‬

‫؟!‬ ‫مؤمنا أم غير مؤمن‬ ‫كان‬ ‫في كلتا الحالتين سواء‬

‫وبواعثه‬ ‫الدين‬ ‫نشأة‬ ‫‪:‬‬ ‫ثالثا‬

‫كان‬ ‫صمان‬ ‫‪.‬‬ ‫لدى الإنسان‬ ‫الديني وضرورته‬ ‫نشأة الاعتقاد‬ ‫الفلاسفة والعلماء حول‬ ‫يختلف‬

‫في‬ ‫الله‬ ‫والفطرة هي الطبيعة التي خلقها‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى أن الدين فطرة في النفس البشرية‬ ‫أغلبهم يميل‬

‫هناك جماعة‬ ‫ليست‬ ‫أنه‬ ‫الأديان "هي‬ ‫عليها مؤرخو‬ ‫أجمع‬ ‫التي‬ ‫هنا ف!ن الحقيقة‬ ‫البثر‪ ،‬ومن‬ ‫جميع‬

‫وفي تعليل ظواهر‬ ‫‪،‬‬ ‫دون أن تفكر في مبدأ الإنسان ومصيره‬ ‫ثم مضت‬ ‫وعاشت‬ ‫ظهرت‬ ‫‪،‬‬ ‫إنسانية‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫(‪)1‬انظر‪:‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫معتقد‬ ‫‪، .P‬دين‬ ‫‪5-4.‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪org/wiki‬‬
‫‪/Wikipedia.‬‬ ‫اْو‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪25‬‬ ‫‪+‬‬
‫هلس!ة الدين‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫الناس ‪،‬‬ ‫قِبَل‬ ‫اتباعها من‬ ‫يجب‬ ‫التي‬ ‫ايأخلاق والأحكام‬ ‫تشمل‬ ‫‪ -4‬قانون أخلاقي أو شريعة‬ ‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫الإله‪.‬‬ ‫عادة أنها آتية من‬ ‫المؤمنون‬ ‫ويعتقد‬ ‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫!اظهار التبجيل والخضوع‬ ‫الاَلهة‬ ‫للاتصال بالله أو‬ ‫الأساسي‬ ‫الشكل‬ ‫‪ -5‬الصلاة وهي‬

‫لعرفا ن ‪.‬‬ ‫وا‬

‫الأديان تحتوي‬ ‫وبعض‬ ‫والأرض‬ ‫السموات‬ ‫العالم وتركيب‬ ‫كيفية خلق‬ ‫‪ -‬رؤية كونية تشرح‬ ‫‪6‬‬

‫العالم‪.‬‬ ‫الإله شئون‬ ‫ينظم‬ ‫أي كيف‬ ‫؟‬ ‫والعقاب‬ ‫الثواب‬ ‫اَلية‬ ‫على‬

‫وفقا للرؤية الكونية التي يقدمها هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫لتنظيم حياة المؤمن‬ ‫شرعية‬ ‫مبادئ‬ ‫أو‬ ‫‪ -‬شريعة‬ ‫‪7‬‬

‫الدين‪.‬‬

‫كان نوعها وصورتها‬ ‫أيا‬ ‫عام‬ ‫الأديان بشكل‬ ‫في هذا الإطار الذي ينظر إلى خصائص‬ ‫ويمكن‬

‫(‪:)1‬‬ ‫الأديان‬ ‫مشتركة بين هذه‬ ‫حقائق أو مستويات‬ ‫على ثلاث‬ ‫التأكيد‬ ‫وعصرها‬

‫المقولات‬ ‫بمثابة‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسان‬ ‫أن الدين ‪ -‬أي دين‪ -‬يقدم تفسيرا لعالم الوجود وموضع‬

‫الدين "‪.‬‬ ‫عليه إعقائد‬ ‫التي يطلق‬

‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫في واقع‬ ‫خاصة‬ ‫بمنهجية‬ ‫أن تتحركوا‬ ‫عليكم‬ ‫‪:‬‬ ‫لأتباعه‬ ‫الدين أن يقول‬ ‫شئون‬ ‫أن من‬

‫التي تمثل القسم‬ ‫التعاليم‬ ‫من‬ ‫التي يطرحها هذا الدين في إطار مجموعة‬ ‫تعملوا بهذه التوصيات‬

‫الأخلاقية !‪.‬‬ ‫إالتعاليم‬ ‫الثاني للدين أي‬

‫والسلوكيات‬ ‫الأعمال‬ ‫من‬ ‫مجموعة‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقن‬ ‫المستويين‬ ‫يجسد‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫أ‬ ‫دينية‬ ‫عبادات‬ ‫‪9‬‬

‫إلخ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والحج‬ ‫والصوم‬ ‫الصلاة‬ ‫‪:‬‬ ‫مثل‬ ‫الأعمال‬ ‫هذه‬ ‫ومجموعة‬ ‫‪،‬‬ ‫والشعائرية‬ ‫الرمزية‬

‫وهي‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الأعم‬ ‫الأغلب‬ ‫في‬ ‫إلى ثلاثة أقسام‬ ‫ينقسم‬ ‫ف!ن الدين عموما‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬

‫الدينية‪.‬‬ ‫العبادات‬ ‫‪-3‬‬ ‫الدينية ‪.‬‬ ‫الأخلاق‬ ‫‪-2‬‬ ‫أ‪ -‬العقائد الدينية ‪.‬‬

‫خمس‬ ‫محددة‬ ‫وثوابت‬ ‫أسس‬ ‫‪ ،‬له‬ ‫دين‬ ‫أي‬ ‫‪،‬‬ ‫هذا السياق أيضا ينبغي الإشارة إلى أن الدين‬ ‫وفي‬

‫هى‪:‬‬

‫الحداثة‪،‬‬ ‫الفكر الديني وتحديات‬ ‫‪:‬‬ ‫كتاب‬ ‫الديية‪ ،‬ضمن‬ ‫الشبهات‬ ‫طوائف‬ ‫‪:‬‬ ‫ملكيان‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬مصطفى‬

‫‪.‬‬ ‫‪l6jo‬‬ ‫‪-17,.?9002‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪،‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫العربي‬ ‫دار الانتشار‬ ‫القبابجي‪ ،‬مؤسسة‬ ‫أحمد‬ ‫‪:‬‬ ‫تعريب‬

‫‪24‬‬
‫ل‬ ‫‪119‬‬ ‫ال!ل‬

‫ونظمتها وأول مَن‬ ‫ثوابتها‬ ‫العقيدة وحددت‬ ‫أسست‬ ‫التي‬ ‫وهو الشخصية‬ ‫‪:‬‬ ‫الدبانة‬ ‫‪ -4‬مؤسس‬

‫‪.‬‬ ‫المقدس‬ ‫إليها بالكتاب‬ ‫التي أوحي‬ ‫التي أنشاْتها أو هي‬ ‫هي‬ ‫اْو‬ ‫بها‬ ‫بشرت‬

‫اسم‬ ‫تطلق حسب‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫اسمها المعتقد وله معنى‬ ‫حسب‬ ‫الديانة‬ ‫ويطلق اسم‬ ‫‪:‬‬ ‫الديانة‬ ‫‪ -2‬اسم‬

‫منه‪.‬‬ ‫المكان الذي خرجت‬ ‫حسب‬ ‫أو‬ ‫منشأها‬

‫وهو‬ ‫مقدسة‬ ‫أو ربما عدة كتب‬ ‫المقدس‬ ‫كتابها‬ ‫دينية‬ ‫عقيدة‬ ‫ولكل‬ ‫‪:‬‬ ‫المقدس‬ ‫‪ -3‬الكتاب‬

‫الديانة‪،‬‬ ‫من عظماء هذه‬ ‫اتبعوه‬ ‫الأول أو مَن‬ ‫أنشأها المؤسس‬ ‫التي‬ ‫أو الكتب‬ ‫الكتاب‬

‫وعقائد‬ ‫من فروض‬ ‫الديانة‬ ‫يتعلق بأركان هذه‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫هذا الكتاب المقدس‬ ‫يضم‬ ‫ما‬ ‫وعادة‬

‫‪.‬‬ ‫ومعاملات‬ ‫وتقويم وأعياد وعبادات‬ ‫واجتماعيات‬ ‫وتضريعات‬ ‫وسلوكيات‬ ‫وأخلاقيات‬

‫والطاوية‬ ‫والكونفوشية‬ ‫البوذية‬ ‫بتأليفها كما في‬ ‫إما باعترافها‬ ‫أو الكتب‬ ‫الكتاب‬ ‫ذلك‬ ‫ولظهر‬

‫‪.‬‬ ‫والإسلام‬ ‫اليهودية والمسيحية‬ ‫كما في‬ ‫الله‬ ‫قِبَل‬ ‫بها من‬ ‫أو القول بأنها موصى‬ ‫‪،‬‬ ‫والجينية‬

‫والصيام‬ ‫الأعياد‬ ‫‪:‬‬ ‫مثل‬ ‫في كل مواعيده‬ ‫الذي يتحكم‬ ‫تقويمه الخاص‬ ‫لكل دين‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ -4‬التقويم‬

‫عند‬ ‫الهجري‬ ‫التقويم‬ ‫‪:‬‬ ‫الدين مثل‬ ‫إنشاء‬ ‫وقت‬ ‫غالبا من‬ ‫ويبدأ التقويم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ .‬إلخ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الحج‬ ‫ومواعيد‬

‫اليهود‪.‬‬ ‫العبراني عند‬ ‫والتقويم‬ ‫المشحيين‬ ‫عند‬ ‫والتقويم الميلادي‬ ‫المسلمين‬

‫بها الثعائر(‪.)1‬‬ ‫اللغة التي تمارس‬ ‫ذات‬ ‫دين لغة نزل بها‪ ،‬وهي‬ ‫ولكل‬ ‫‪:‬‬ ‫اللفة‬ ‫‪-5‬‬

‫في حياة الإنسان‬ ‫ولماذا يبدو التدين أمرا ضروريا‬ ‫‪،‬‬ ‫نشأة الدين‬ ‫أسباب‬ ‫عن‬ ‫الاَن‬ ‫السؤال‬ ‫ولعل‬

‫؟!‬ ‫مؤمنا أم غير مؤمن‬ ‫كان‬ ‫في كلتا الحالتين سواء‬

‫وبواعثه‬ ‫الدين‬ ‫نشأة‬ ‫‪:‬‬ ‫ثالثا‬

‫كان‬ ‫هـان‬ ‫‪.‬‬ ‫لدى الإنسان‬ ‫الديني وضرورته‬ ‫نشأة الاعتقاد‬ ‫الفلاسفة والعلماء حول‬ ‫يختلف‬

‫في‬ ‫الله‬ ‫والفطرة هي الطبيعة التي خلقها‬ ‫‪.‬‬ ‫البثمرية‬ ‫أغلبهم يميل إلى أن الدين فطرة في النفس‬

‫هناك جماعة‬ ‫ليست‬ ‫أنه‬ ‫الأديان داهي‬ ‫عليها مؤرخو‬ ‫أجمع‬ ‫التي‬ ‫هنا ف!ن الحقيقة‬ ‫البشر‪ ،‬ومن‬ ‫جميع‬

‫وفي تعليل ظواهر‬ ‫‪،‬‬ ‫دون أن تفكر في مبدأ الإنسان ومصيره‬ ‫ثم مضت‬ ‫وعاشت‬ ‫ظهرت‬ ‫‪،‬‬ ‫إنسانية‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫(‪)1‬انظر‪:‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫أو معتقد‬ ‫‪، .P‬دين‬ ‫‪5-4.‬‬
‫ن!لأ*‬

‫‪h.‬‬ ‫‪org/wiki‬‬
‫‪/pedia.‬‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m25‬‬
‫هلسمه الدين‬ ‫الى‬ ‫حريد‬ ‫مرحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫به‬ ‫أو ظنا‪ ،‬تصور‬ ‫يقينا‬ ‫رأيا معينا حقا او باطلا‪،‬‬ ‫المسائل‬ ‫هذه‬ ‫لها من‬ ‫أن تتخذ‬ ‫ودون‬ ‫الكون‪ .a‬وأحداثه‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫الكائنات بعد تحولهاإ(‪.)1‬‬ ‫إليه‬ ‫في شأنها والمآل الذي تصير‬ ‫لها هذه الظواهر‬ ‫‪ h.c‬القوة التي تخضع‬
‫‪om‬‬

‫هو عمل‬ ‫"الدين أو الاعتقاد‬ ‫بأن‬ ‫القول‬ ‫إلى‬ ‫العلماء‬ ‫حدا ببعض‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫وربما يكون ذلك‬

‫فهو في نظرهم‬ ‫الإلهام‬ ‫طريقه العقل الباطن أو‬ ‫شعوري‬ ‫اللا‬ ‫العمل‬ ‫كان ذلك‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫شعوري‬ ‫لا‬

‫هنا ف!ن الدين في نظرهم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫عنه‬ ‫رده‬ ‫على‬ ‫له‬ ‫للمرء في تكوينه ولا قدرة‬ ‫دخل‬ ‫لا‬ ‫اختياري‬ ‫عمل‬

‫ا(‪.)2‬‬ ‫والإرادة‬ ‫الشعور‬ ‫العلم لأنه قائم على‬ ‫يخالف‬

‫أن‬ ‫ووليم جيمس‬ ‫وهيجل‬ ‫ديكارت‬ ‫‪:‬‬ ‫آخر من الفلاسفة مثل‬ ‫بينما الرأي الأرجح عند جانب‬

‫تجريد الاعتقاد أو الدين عن عمل‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫العقل والإرادة معا‪ ،‬وأنه‬ ‫الإيمان أو العقيدة من عمل‬

‫‪9‬إن الفكر هو الذي يميز‬ ‫‪:‬‬ ‫الرأي فيقول‬ ‫وهو يدافع عن ذلك‬ ‫انظر إلى هيجل‬ ‫‪.‬‬ ‫والإرادة‬ ‫الاختيار‬

‫لنجعلهما‬ ‫حتى‬ ‫أو الشعور‬ ‫أن نباعد بين الفكر والوجدان‬ ‫العجيب‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الحيوان‬ ‫عن‬ ‫الإنسان‬

‫بل ويقضي‬ ‫‪ -‬ويشوهه‬ ‫الديني‬ ‫الشعور‬ ‫ولاسيما‬ ‫الشعور‪-‬‬ ‫نعتقد أن الفكر يلوث‬ ‫بحيث‬ ‫؟‬ ‫ضدين‬

‫الفكر وأنهما اعتمدا‬ ‫عن‬ ‫بعيدا‬ ‫أن نتصور ان الدين والتقوى قد شئا‬ ‫‪9‬‬ ‫أيضا‬ ‫العجيب‬ ‫ومن‬ ‫أ‬ ‫عليه‬

‫الذي يمكن‬ ‫أن الإنسان هو وحده‬ ‫‪9‬‬ ‫ذاته‬ ‫ومَن يتصور ذلك ينسى في الوقت‬ ‫!‪،‬‬ ‫آخر سواه‬ ‫على شيء‬

‫ا(‪.)3‬‬ ‫تفتقر إلى الدين بقدر ما تفتقد إلى القانون والأخلاق‬ ‫وأن الحيوانات‬ ‫له دين‪،‬‬ ‫أن يكون‬

‫وإنما هي مسألة فيها‬ ‫‪،‬‬ ‫لدى الإنسان‬ ‫شعورية‬ ‫لا‬ ‫ممن يرون إن الدين ليس مسألة‬ ‫إن هيجل‬

‫بأن‬ ‫ومن الفكر‪ ،‬فالدين عند الإنسان ناتج الفكر ويدلل على ذلك‬ ‫قدر كبير من الوعي الشعوري‬

‫هو‬ ‫انه‬ ‫وبما أن الإنسان هو الكائن الوحيد المتدين كما‬ ‫‪،‬‬ ‫الحيوان‬ ‫يميز الإنسان عن‬ ‫ما‬ ‫الفكر هو‬

‫وإن‬ ‫‪،‬‬ ‫الفكر والوعي‬ ‫درجات‬ ‫من‬ ‫لديه إذن ناتج درجة‬ ‫فالدين‬ ‫‪،‬‬ ‫للقانون والأخلاق‬ ‫المبدع‬ ‫الوحيد‬

‫الخالصة‪.‬‬ ‫العقلية‬ ‫الفلسفة‬ ‫لديه عن درجة‬ ‫قليلا‬ ‫كانت بالطبع درجة من الفكر تقل‬

‫السعادة بالقاهرة ‪،‬‬ ‫تاريخ الأديان ‪ ،‬مطبعة‬ ‫مهداة لدراسة‬ ‫عبدالله دراز‪ :‬الدين ‪ -‬بحوث‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد‬

‫ص ‪.34‬‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪9691‬‬

‫‪.92‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪8391‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫دار الشروق‬ ‫‪،‬‬ ‫في الشرق‬ ‫القديمة‬ ‫الأديان‬ ‫‪:‬‬ ‫شلبي‬ ‫(‪ )2‬د‪ .‬رؤوف‬

‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مدبولي‬ ‫مكتبة‬ ‫‪،‬‬ ‫إمام‬ ‫عبدالفتاح‬ ‫د‪ .‬إمام‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫موسوعة‬ ‫‪:‬‬ ‫) هيجل‬ ‫(‪3‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫صا‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬

‫‪26‬‬
‫ل‬ ‫‪119‬‬ ‫ال!مل‬

‫أن‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫كثيرا إلى برهان‬ ‫تحتاج‬ ‫لا‬ ‫التي نراها واضحة‬ ‫بالطبع ف!ن هذا الرأي يتفق مع الحقيقة‬

‫في جميع‬ ‫‪ -‬منذ نشأته على الأرض‬ ‫الإنسان ‪ -‬دون غيره من المخلوقات‬ ‫الدين ظاهرة صاحبت‬

‫لا العلم ولا الأديان السماوية‪،‬‬ ‫حولها‬ ‫يختلف‬ ‫لا‬ ‫الحقيقة‬ ‫وهذه‬ ‫‪.‬‬ ‫بقاع الأرض‬ ‫شتى‬ ‫وفي‬ ‫العصور‬

‫ظهر على هذه‬ ‫البشر‪ ،‬وهو أول إنسان‬ ‫أبو‬ ‫السماوية من أن آدم‬ ‫جاء في الكتب‬ ‫بما‬ ‫فإن أخذت‬

‫بنظرية التطور العلمية أي نظرية النشوء‬ ‫أخذت‬ ‫هـاذا‬ ‫‪.‬‬ ‫الأنبياء‬ ‫أول‬ ‫كما هو معروف‬ ‫اَدم‬ ‫ف!ن‬ ‫الأرض‬

‫طور‬ ‫من‬ ‫الإنسان‬ ‫ارتقاء‬ ‫اَخر ف!ن آخر‬ ‫أو بمعنى‬ ‫الحيوان‬ ‫من‬ ‫ارتقاء‬ ‫والارتقاء‪ ،‬فإن انبثاق الإنسان‬

‫على‬ ‫الدالة‬ ‫الألفاظ‬ ‫واستخدام‬ ‫اللغة‬ ‫يتميز بعدة أمور منها‬ ‫الحيوانية إلى طور الإنسانية جعله‬

‫على‬ ‫بها‬ ‫يسيطر‬ ‫التي‬ ‫الأدوات والآلات‬ ‫استخدام‬ ‫يريد أن يعبر عنها‪ ،‬ومنها كذلك‬ ‫التي‬ ‫المعاني‬

‫هذا التاريخ الإنساني يتميز‬ ‫فجر‬ ‫ومنذ‬ ‫‪.‬‬ ‫والعبادة‬ ‫ومنها بالطبع التدين‬ ‫‪،‬‬ ‫لخدمته‬ ‫الطبيعة وشمخرها‬

‫بقية الكائنات ‪.‬‬ ‫انفرد به عن‬ ‫الديني الذي‬ ‫له معتقده‬ ‫وأصبح‬ ‫)‪،‬‬ ‫(‪1‬‬ ‫بالتدين‬ ‫الإنسان‬

‫عليها‪ ،‬وهي‬ ‫فطرة عقلية فطر الله الناس‬ ‫بأنه‬ ‫الدين‬ ‫نشأة‬ ‫النظرية التي تفسر‬ ‫هذه‬ ‫وإذا تجاوزنا‬

‫الأديان على حد سواء‪ ،‬ف!ن ثمة‬ ‫تكاد تلقى إجماعا من العلماء والفلاسفة وأصحاب‬ ‫التي‬ ‫النظرية‬

‫تلك النظرية التي يرى‬ ‫‪،‬‬ ‫عند دوركايم‬ ‫نشأة الدين منها النظرية الاجتماعية‬ ‫تفسر‬ ‫نظريات أخرى‬

‫يعيشها الناس من‬ ‫التي‬ ‫الاجتماعية‬ ‫الظروف‬ ‫باختلاف‬ ‫تختلف‬ ‫أن الدين ظاهرة اجتماعية‬ ‫صاحبها‬

‫هي‪:‬‬ ‫ثلاث حجج‬ ‫وقد دلل على ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫المتحضرة‬ ‫إلى المجتمعات‬ ‫البدائية‬ ‫المجتمعات‬

‫دين إلا وقد أخذ‬ ‫فلا يوجد‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية عامة‬ ‫الظواهر‬ ‫في‬ ‫الدائم‬ ‫والاطراد‬ ‫المطلق‬ ‫ا‪ -‬التجانس‬

‫عن سلفه من الأديان من العقائد السابقة واطرد عنها منذ الديانات البدائية‪.‬‬

‫قائمة‬ ‫الأفراد‬ ‫باعتبارها مستقلة إلى حد كبير عن‬ ‫وموضوعيتها‬ ‫الدينية‬ ‫الحقائق‬ ‫‪ -2‬استقلال‬

‫من معنى‪.‬‬ ‫في الموضوعية‬ ‫ما‬ ‫بكل‬ ‫فهي موضوعية‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫بذاتها؟‬

‫صورها‬ ‫في جميع‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫التكاليف‬ ‫مسيطرة تضع‬ ‫اَمرة‬ ‫حقائق‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫‪ -3‬جبرية الحقائق‬

‫‪.)O‬‬
‫إليه (‪2‬‬ ‫وتعود‬ ‫المجموع‬ ‫عالية آمرة ؟ لأنها تنبثق من‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.9‬‬ ‫ص‬ ‫سبق‬ ‫والأزل‬ ‫ستيس‬ ‫تقديمه لكتاب‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬أحمد‬
‫‪://‬‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫الإشارة‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمان‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الأهواني‬ ‫فؤاد‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫بمصر‪a،‬‬
‫‪l-m‬‬ ‫التطورية والمؤلهة في نثمرة مكتبة الخانجي‬ ‫نشأة الدين ‪ -‬النظريات‬ ‫النشار‪:‬‬ ‫سامى‬ ‫(‪ )2‬د‪ .‬علي‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 15- 14‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫بدون‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪27.‬‬
‫ال!ين‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫ل!ديد‬ ‫مدع!ل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪w‬‬
‫‪w.‬‬
‫يشمل‬ ‫فالمقدس‬ ‫ومدنس‬ ‫مقدس‬ ‫للدين يتمثل في تقسيم الأشياء إلى‬ ‫إن المحور الأساسي‬‫‪al‬‬
‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h‬‬
‫الأمور الفردية العادية‪.‬‬ ‫هي‬ ‫أو غير المقدس‬ ‫والمدنس‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمور ذات النفع للمجتمع‬ ‫‪ .co‬جميع‬
‫‪m‬‬

‫في القبائل‬ ‫الوثنية‬ ‫أن الأديان البدائية وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأديان‬ ‫مطالعته حول‬ ‫دوركايم من خلال‬ ‫ويرى‬

‫المجتمع‬ ‫لمقدسات‬ ‫تجسيدا‬ ‫عبادة الصنم‬ ‫وتمثل‬ ‫الكبيرة‬ ‫إن الوثنية تعتبر منشأ الأديان‬ ‫‪،‬‬ ‫الاسترالية‬

‫لديها والتي تتمتع بقدرات‬ ‫الجمعية‬ ‫الروح‬ ‫دور كايم أن الأقوام البدائية حصرت‬ ‫ويعتقد‬ ‫‪.‬‬ ‫ودينه‬

‫حيوان أو نبات ممَدس‪ ،‬وهذه الظاهرة ‪،‬‬ ‫تقدي!‬ ‫في‬ ‫ذلك‬ ‫وينعكس‬ ‫‪،‬‬ ‫فردية في قالب الصنم‬ ‫فوق‬

‫البشرية إلى‬ ‫المجتمعات‬ ‫بالتدريج في المراحل اللاحقة من حركة‬ ‫الوثن تكاملت‬ ‫ظاهرة تقديس‬

‫ظهر الاعتقاد الديني‬ ‫هذا الأساس‬ ‫الواحد‪ .‬وعلى‬ ‫الإله‬ ‫وعبادة‬ ‫الأرواح وأخيرا تقديس‬ ‫تقديس‬

‫دوركايم أن سائر المعتقدات الدينية‬ ‫ومعتقد‬ ‫‪.‬‬ ‫غير مقدس‬ ‫ومجال‬ ‫مجال مقدس‬ ‫‪:‬‬ ‫مجالين‬ ‫في‬

‫المثال‬ ‫سبيل‬ ‫وعلى‬ ‫لها‪،‬‬ ‫كالاعتقاد بالروح والخلود وغيرها تنحو هذا المنحى في معرفة المنشأ‬

‫بين ايأفراد(‪.)1‬‬ ‫الاجتماعية‬ ‫تقوية العلاقات‬ ‫عوامل‬ ‫من‬ ‫الدينية تعتبر عاملا‬ ‫الثمعائر‬ ‫ف!ن‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫دليل على‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬ ‫إنه‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الانتقادات‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫يواجهها‬ ‫أن نظرية دوركايم‬ ‫والحقيقة‬

‫تعتبر نموذجا‬ ‫لا‬ ‫استراليا‬ ‫كما أن الوثنية في‬ ‫‪،‬‬ ‫لأديان أخرى‬ ‫تعتبر منثئة‬ ‫دوركايم‬ ‫الوثنية كما يقول‬

‫كونه يتمتع بقدرات‬ ‫ف!ن المجتمع مع‬ ‫وكذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫البشرية الأخرى‬ ‫فريدا للوثنية في المجتمعات‬

‫الديني‬ ‫لهيمنة معتقده‬ ‫فإن الفرد يخضع‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫العقائد‬ ‫مسألة‬ ‫الفرد إلا أنه في‬ ‫كبيرة للتأثير على‬

‫للفرد أن يتحرك في مواجهة‬ ‫يمكن‬ ‫بحيث‬ ‫‪،‬‬ ‫في أحيان كثيرة لهيمنة المجتمع‬ ‫خضوعه‬ ‫أكثر من‬

‫والابتعاد عن المجتمع بسبب‬ ‫العزلة‬ ‫الدافع الديني لديه أو ربما يختار‬ ‫وجود‬ ‫بسبب‬ ‫المجتمع‬

‫يقول‬ ‫الواقع‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫المجتمع‬ ‫قوى‬ ‫يعتقد بأن الدين وليد‬ ‫دوركايم‬ ‫وإذا كان‬ ‫‪.‬‬ ‫الديني‬ ‫المعتقد‬ ‫ذلك‬

‫المجتمع يدل على أن الدين ربما‬ ‫في‬ ‫المختلفة‬ ‫الفرق والمذاهب‬ ‫الديني ووجود‬ ‫إن الاختلاف‬

‫أن يكون عاملا من عوامل‬ ‫المجتمع مثلما أنه يمكن‬ ‫وتمزيق‬ ‫الفرقة‬ ‫عاملا من عوامل‬ ‫يكون‬

‫(‪.)2‬‬ ‫توحيده‬

‫أحمد‬ ‫‪:‬‬ ‫تعريب‬ ‫‪،‬‬ ‫الحداثة‬ ‫الفكر الديني وتحديات‬ ‫كتاب‬ ‫ضمن‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫منشأ‬ ‫‪:‬‬ ‫المحمودي‬ ‫(‪ )1‬أبوالفضل‬

‫‪. 34- 33‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫اليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫القبابجي‬

‫‪.36 - 35‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪+ 28‬‬
‫ل‬ ‫‪119‬‬ ‫ال!مل‬

‫تعتبر أن العامل‬ ‫التي‬ ‫الماركسية‬ ‫النظرية‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫لتفسير نشأة الدين‬ ‫نظرية أخرى‬ ‫وهناك‬

‫عن ذاته‬ ‫وابتعاده‬ ‫الإنسان‬ ‫أن الدين ناتج عن استغراب‬ ‫يعتبر‬ ‫فماركس‬ ‫؟‬ ‫الأهم‬ ‫هو‬ ‫الاقتصادي‬

‫بعوامل‬ ‫التحتية‬ ‫في بنيته‬ ‫الطبقي الذي يرتبط‬ ‫الاقتصادية والتفاوت‬ ‫الظروف‬ ‫الأصلية بسبب‬

‫إنما‬ ‫وأتباعه بأن كل مجتمع‬ ‫ويعتقد ماركس‬ ‫‪.‬‬ ‫الاقتصادي في المجتمع‬ ‫الإنتاج‬ ‫اقتصادية وشكل‬

‫العلاقات‬ ‫بالأولى‬ ‫والمقصود‬ ‫؟‬ ‫الفوقية‬ ‫التحتية والبنية‬ ‫البنية‬ ‫هما‪:‬‬ ‫بُعدين اساسيين‬ ‫على‬ ‫ينبني‬

‫الحقوقية‬ ‫المراتب‬ ‫بالثانية‬ ‫أما المقصود‬ ‫‪،‬‬ ‫في المجتمع‬ ‫الاقتصادي‬ ‫الإنتاج‬ ‫الاقتصادية وأشكال‬

‫والدين‬ ‫‪.‬‬ ‫وغيرها‬ ‫والفلسفات‬ ‫والفنون‬ ‫الأيديولوجية‬ ‫والعقائد الدينية والأفكار‬ ‫السياسية‬ ‫والنظم‬

‫عوامل‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫التحتية‬ ‫والعوامل‬ ‫يتأثر بالبنى‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫الفوقية‬ ‫الأمور‬ ‫رغم كونه من‬ ‫نظر ماركس‬ ‫في‬

‫الحياة الاقتصادية وأنماط‬ ‫تغير في‬ ‫عندما يحدث‬ ‫ف!نه‬ ‫ثئم‬ ‫متغيرة ومتحولة في حياة البشر‪ .‬ومن‬

‫كما‬ ‫‪.‬‬ ‫الناس‬ ‫لدى‬ ‫الدينية‬ ‫في المعتقدات‬ ‫تغيير‬ ‫يترتب عل! إيجاد‬ ‫الإنتاج في المجتمع ف!ن ذلك‬

‫يقدم للفقراء توصيات‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫أيديولوجية الطبقة الحاكمة‬ ‫الدين عبارة عن‬ ‫اْن‬ ‫ماركسى‬ ‫يرى‬

‫ينبغي‬ ‫فلا‬ ‫المجتمع‬ ‫أفراد‬ ‫ويقرر أن النظام السياسي مقدر محتوم على‬ ‫‪،‬‬ ‫النسيج الاجتماعي‬ ‫لحفظ‬

‫العالم‬ ‫إذن هي تفسير‬ ‫والتمرد‪ .‬فوظيفة الدين عند ماركس‬ ‫مواجهة هذا النظام من موقع الرفض‬

‫الدين تدرلجيا‬ ‫بزوال‬ ‫يتنبأ‬ ‫هنا فهو‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫المحرومين‬ ‫ومواساة‬ ‫الموجود‬ ‫للوضح‬ ‫المشروعية‬ ‫ومنح‬

‫لذاته وللعالم (‪.)1‬‬ ‫الإنسان‬ ‫ومعرفة‬ ‫الطبقي‬ ‫مع زيادة الوعي‬

‫الطبقة‬ ‫تسخرها‬ ‫واعتباره أداة ايديولوجية‬ ‫الدين‬ ‫لنشأة‬ ‫الرؤية الاقتصادية‬ ‫ف!ن هذه‬ ‫وبالطبع‬

‫يعانون منه‬ ‫الظلم الذي‬ ‫كان نوع‬ ‫أيا‬ ‫بالواقع‬ ‫فقراء المجتمع ليسلموا‬ ‫على‬ ‫للسيطرة‬ ‫الحاكمة‬

‫الدين ربما يكون من العوامل‬ ‫اْن‬ ‫فالحقيقة هي‬ ‫‪،‬‬ ‫كذّب ذلك‬ ‫ما‬ ‫كئيرا‬ ‫فيها نظر؟ لأن الواقع‬ ‫مسألة‬

‫وليس‬ ‫‪.‬‬ ‫سياسيا‬ ‫الدين استخداما‬ ‫استخدام‬ ‫تحاول‬ ‫التي‬ ‫الأهم للثورة على هذه النظم الحاكمة‬

‫وأتباعه في مواجهة الفرعون دفاعا‬ ‫لموسى‬ ‫من أن الدين كان هو العامل المحرك‬ ‫أدل على ذلك‬

‫الله‬ ‫صلوات‬ ‫كما أن الدين لدى نبي الإسلام محمد‬ ‫‪،‬‬ ‫والفقراء من بني إسرائيل‬ ‫عن المحرومين‬

‫فضلا عن أن تجربة‬ ‫‪،‬‬ ‫لاقتصادي‬ ‫ا‬ ‫وتحكمهم‬ ‫قريش‬ ‫عليه كان حركة في مواجهة أشراف‬ ‫وسلامه‬

‫ونبوءاته فهي لم تساعد‬ ‫نظرية ماركس‬ ‫تكذب‬ ‫ذاتها‬ ‫هي‬ ‫الماركسية‬ ‫الاشتراكية التي طبقت‬ ‫البلدان‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫لهذه ‪ww‬‬ ‫التي خضعت‬ ‫من أن الشعوب‬ ‫أدل على ذلك‬ ‫وليس‬ ‫العكس‬ ‫بل ربما حدث‬ ‫‪،‬‬ ‫في زوال الدين‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.36‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪92‬‬ ‫‪+‬‬
‫)لديل‬ ‫هلسفه‬ ‫الى‬ ‫جدلمد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬‫‪ww‬‬
‫الاشتراكية‬ ‫وما إن زالت الحكومات‬ ‫محافظة على عقائدها‬ ‫‪.a‬‬
‫التجربة الاشتراكية ظلت‬
‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫من‬ ‫دون خوف‬ ‫الدينية‬ ‫شعائرهم‬ ‫لممارسة‬ ‫أتباعها‬ ‫إلى الظهور وعاد‬ ‫الدينية‬ ‫هذه العقائد‬ ‫‪ h.c‬عادت‬
‫‪om‬‬

‫إذا‬ ‫فإنه‬ ‫آخر‬ ‫ومن جانب‬ ‫‪.‬‬ ‫كانت معادية للدين والقدينين‬ ‫التي‬ ‫الشيوعية‬ ‫هذه الحكومات‬ ‫بطش‬

‫ترى‬ ‫مقابلة‬ ‫ف!ن ثمة نظريات‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمنشأ الاقتصادي للدين‬ ‫يقولون‬ ‫والماركسيون‬ ‫كان ماركس‬

‫والأصل‬ ‫عالم الاجتماع الشهير يرى أن الدين يمثل الأساس‬ ‫فيبر‬ ‫هو ماكس‬ ‫فها‬ ‫تماما‪،‬‬ ‫العكس‬

‫ودلل على ذلك بأن البروتستانتية كانت عاملا رئيسيا‬ ‫التحتية للاقتصاد‪،‬‬ ‫البنية‬ ‫ويمثل‬ ‫للاقتصاد‪،‬‬

‫الرأسمالية والنظام الرأسمالي (()‪.‬‬ ‫من عوامل ظهور‬

‫لنشأة الدين‬ ‫)‬ ‫(السيكولوجي‬ ‫أن نطلق عليه التفسير النفسي‬ ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫وثمة تفسير اَخر هو‬

‫فرويد أن الدين ينغ من عجز‬ ‫يرى‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫فرويد ويونج من علماء النفس المحدثين‬ ‫يقدمه كل من‬

‫وينثأ الدين كما‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعة في الخارج والقوى الغريزية داخل نفسه‬ ‫مواجهة قوى‬ ‫الإنسان في‬

‫مرحلة مبكرة من التطور الإنساني‬ ‫أن الدين ينشأ في‬ ‫!‬ ‫وهم‬ ‫!مستقبل‬ ‫كتابه‬ ‫فرويد في‬ ‫يضيف‬

‫لهذه القوى الخارجية والداخلية‪،‬‬ ‫عقله في التصدي‬ ‫أن يستخدم‬ ‫عندما لم يكن الإنسان يستطيع‬

‫القوى المهددة له‬ ‫يتعامل الإنسان مع‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الطفل‬ ‫تكرار لتجربة‬ ‫رأي فرويد‬ ‫وكان الدين في‬

‫لأنه‬ ‫فرويد أن الدين وهم‪ ،‬بل وخطر‬ ‫اعتبر‬ ‫هذا‬ ‫وعلى‬ ‫وهو طفل‪،‬‬ ‫بها‬ ‫تعلم‬ ‫التي‬ ‫الطريقة‬ ‫بنفس‬

‫ويعتقد فرويد ان الدين‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫التاريخ‬ ‫معها على مر‬ ‫سيئة تحالف‬ ‫إنسانية‬ ‫مؤسسات‬ ‫يميل إلى تقديس‬

‫في مرحلة الطفولة‬ ‫الداخلية المتولدة من حالة الكبت الجنسي‬ ‫من الانفعالات‬ ‫فاعليته‬ ‫يستمد‬

‫شعور‬ ‫اللا‬ ‫كامنة في‬ ‫ميول ورغبات‬ ‫يعكس‬ ‫بالله‬ ‫فيما يطلق عليه فرويد "عقدة اْوديب إ؟ فالاعتقاد‬

‫كما كان الطفل يشعر‬ ‫‪،‬‬ ‫قدرة كبيرة لحماية الإنسان‬ ‫يملك‬ ‫إلى اْب سماوي‬ ‫حاجة‬ ‫تظهو على شكل‬

‫فالدين يمثل حالة نفسانية ناشئة‬ ‫هذا الأساس‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫في مرحلة الطفولة‬ ‫لحمايته‬ ‫بالحاجة للأب‬

‫نفسية في أعماق وجوده (‪.)3‬‬ ‫عند الإنسان من أوهام وآمال ورغبات‬

‫التجربة الدينية‬ ‫أن جوهر‬ ‫!‬ ‫النفس والدين‬ ‫علم‬ ‫‪9‬‬ ‫كتابه‬ ‫الإطار يرى يونج من خلال‬ ‫نفس‬ ‫وفي‬

‫أن‬ ‫على أساس‬ ‫الدينية‬ ‫والتجربة‬ ‫شعور‬ ‫اللا‬ ‫ويربط بين‬ ‫‪.‬‬ ‫أعلى من أنفسنا‬ ‫لقوى‬ ‫الخضوع‬ ‫هو‬

‫ص ‪.93-38‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )1‬نفسه‬

‫‪.23‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫مراد‪،‬‬ ‫سعيد‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.93‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫المحمودي‬ ‫(‪ )3‬أبوالفضل‬

‫‪03‬‬
‫‪ 119‬لأ‬ ‫)لممل‬

‫وتؤثر على‬ ‫سيطرتنا‬ ‫عن‬ ‫تند‬ ‫بل هو قوة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفردي‬ ‫من العقل‬ ‫أن يكون مجرد شطر‬ ‫يمكن‬ ‫شعور‬ ‫اللا‬

‫من الخبرة العاطفية تتمثل في الخضوع‬ ‫خاص‬ ‫بضرب‬ ‫تتسم‬ ‫الدينية‬ ‫ف!ن الخبرة‬ ‫ثمّ‬ ‫عقولنا‪ .‬ومن‬

‫أو اللاشعور(‪.)1‬‬ ‫الإله‬ ‫لقوة أعلى سواء أطلقنا على هذه القوة اسم‬

‫على الرغم من أن هذه النظرية النفسية لنشأة الدين قد لاقت رواجا واسعا بين‬ ‫أنه‬ ‫والحقيقة‬

‫نظرية أحادية الجانب تركز على المنش! الجنسي‬ ‫ف!نها‬ ‫‪،‬‬ ‫بالموافقة أو بالرفض‬ ‫سواء‬ ‫المختصين‬

‫الإنسان إزاء‬ ‫أن تصرف‬ ‫وتدعي‬ ‫‪،‬‬ ‫للسلوك الإنساني عموما والسلوك الديني على وجه الخصوص‬

‫لأحد‬ ‫يمكن‬ ‫لأنه لا‬ ‫وهذا أمر غاية في الغرابة‬ ‫‪،‬‬ ‫طفولي‬ ‫جنسي‬ ‫نتيجة لكبت‬ ‫إياه‬ ‫الدين واعتناقه‬

‫يوجد أساسا ميل جنسي‬ ‫لا‬ ‫لأنه‬ ‫جنسي‬ ‫عالما كان أو فيلسوفا أن يدعي أن هذا الطفل لديه وعي‬

‫بعد بلوغه‪.‬‬ ‫أن يظل يؤثر عليه حتى‬ ‫لدى الطفل في هذه المرحلة والذي يمكن‬

‫فمن جهة تقرر‬ ‫؟‬ ‫الدور المنطقي‬ ‫نوع من‬ ‫فيها‬ ‫الفرويدية‬ ‫ف!ن هذه النظرية‬ ‫آخر‬ ‫جانب‬ ‫ومن‬

‫وقمعها فتظهر على‬ ‫كبتها‬ ‫إلى‬ ‫تحدد من ميول الفرد؟ وتؤدي‬ ‫البث!رية والاجتماعية‬ ‫أن الحضارة‬

‫والفنون البشرية وليدة هذا الكبت والميول‬ ‫فالحضارة‬ ‫ومن جهة أخرى‬ ‫أ‪،‬‬ ‫اعقدة أوديب‬ ‫شكل‬

‫دين‬ ‫هذا الكبت على شكل‬ ‫تظهر انعكاسات‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫عملية التفعيل والإسقاط‬ ‫الجنسية من خلال‬

‫(‪.)2‬‬ ‫الكلام‬ ‫هذا‬ ‫إن ثمة تناقضا هنا في مضمون‬ ‫‪.‬‬ ‫وفن وغير ذلك‬

‫على بُعد‬ ‫منها‬ ‫الثلاث الأخيرة إنما تركز كل واحدة‬ ‫أن هذه النظريات‬ ‫اعتقادي الشخصي‬ ‫وفي‬

‫البعد عادة ما‬ ‫التفسير الأحادي‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫الإنسانية‬ ‫من أبعاد نشأة الظاهرة الدينية في المجتمعات‬ ‫واحد‬

‫هي في واقع الحال ظاهرة معقدة يبغي عدم قصر‬ ‫إنما‬ ‫يكون تفسيرا قاصرا لأن أي ظاهرة إنسانية‬

‫أحد مصادرها‪.‬‬ ‫أو‬ ‫عوا ملها‬ ‫فهمها على أحد‬

‫التاريخ بإرادتهم‬ ‫الناس عليها‪ ،‬فهم منذ فجر‬ ‫الله‬ ‫فطر‬ ‫نرى أن الدين فطرة‬ ‫أننا‬ ‫والخلاصة‬

‫وأسماء المعبودات لكنهم فىِ‬ ‫العبادة‬ ‫اختلفت مظاهر‬ ‫‪.‬‬ ‫وعقولهم يعتقدون في دين ما‬

‫الخلىَ ونشأة الوجود وما وراء هذه الظواهر الطبيعية‪.‬‬ ‫أصل‬ ‫حول‬ ‫ما‬ ‫بعقيدة‬ ‫يؤمنون‬ ‫النهاية‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7791،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫غريب‬ ‫مكتبة‬ ‫‪،‬‬ ‫فؤاد كامل‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫النفسي‬ ‫والتحليل‬ ‫الدين‬ ‫‪:‬‬ ‫فروم‬ ‫(‪)1‬إرلك‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.2 3- 2‬‬ ‫ص‬
‫‪://‬‬ ‫أ‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪.23- 24‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫مراد‪:‬‬ ‫عن سعيد‬ ‫نقلا‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫السابق ‪. 41 ،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫المحمودي‬ ‫(‪ )2‬أبوالفضل‬
‫‪h.‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪31+‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!ة‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬‫‪ww‬‬
‫إن الإنسان هو الكائن‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫فطرة عاقلة‬ ‫شعورية بقدر ما هي‬ ‫لا‬ ‫وهذه‪ .a‬الفطرة ليست‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫الواعي‬ ‫عقله‬ ‫عبر‬ ‫إلا‬ ‫كذلك‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫له‬ ‫ممكنا‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫‪o‬‬ ‫هذا الوجو‬ ‫المتدين في‬ ‫‪eh.c‬الوحيد‬
‫‪om‬‬

‫قوله تعالع‪:‬‬ ‫في‬ ‫ما عبر عنه القراَن الكريم بوضوح‬ ‫الحقيقة هي‬ ‫وهذه‬ ‫‪.‬‬ ‫!هارادته الحرة‬

‫بِرَئكُتم‬ ‫الَشتُ‬ ‫انفُسِغِ‬ ‫عَكَ‬ ‫وَا!تهَدَهُتم‬ ‫ظُهُورِهِزذُزِيهتم‬ ‫مِن‬ ‫ءَادَمَ‬ ‫بَنِئ‬ ‫مِن‬ ‫رَلكَ‬ ‫اضَذَ‬ ‫إوَإذ‬

‫"(‪.)1‬‬ ‫شَهِذنَآ‬ ‫قَالُوأبَكَ‬

‫الباعث‬ ‫فيها القرآن حقيقة‬ ‫يعرف‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الدين‬ ‫لنشأة‬ ‫الإسلامية‬ ‫النظرية‬ ‫الآية إذن تتضمن‬ ‫إن هذه‬

‫توجد جيلا بعد جيل‬ ‫سوف‬ ‫التي‬ ‫ذريتهم‬ ‫من ظهورهم‬ ‫بني آدم‬ ‫من‬ ‫الله‬ ‫فقد استخرج‬ ‫‪،‬‬ ‫التدين‬ ‫على‬

‫عليها‬ ‫الله‬ ‫التي خلق‬ ‫الفطرة‬ ‫‪ .‬فكانت‬ ‫‪.‬‬ ‫بلى‬ ‫‪:‬‬ ‫؟ فأجابوا‬ ‫بربكم‬ ‫ألست‬ ‫‪:‬‬ ‫وسألهم‬ ‫‪،‬‬ ‫بعد قرن‬ ‫قرن‬ ‫في‬

‫ف!ذا انحرفت‬ ‫‪،‬‬ ‫دون حاجة إلى وسيط‬ ‫الله‬ ‫استطاعتها التعرف على‬ ‫من حيث‬ ‫الإنسان فطرة سليمة‬

‫الحكمة من هذا السؤال والناس‬ ‫الله‬ ‫اْبرز‬ ‫ولذلك فقد‬ ‫عنر‪.‬‬ ‫ولا‬ ‫لها‬ ‫علة‬ ‫فلا‬ ‫بعد ذلك‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬

‫تقِينَةِ‬ ‫ا‬ ‫يَؤمَ‬ ‫تَقُولُوأ‬ ‫ات‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال تعالى‬ ‫هذا المثاق‬ ‫عليهم‬ ‫الله‬ ‫يزالون في عالم الذر يوم أن أخذ‬ ‫لا‬

‫ئِن‬ ‫ذُزِيةُ‬ ‫مِن قَتلُ وَ!نا‬ ‫ءَابَاَؤُنَا‬ ‫ايثْرَكَ‬ ‫اِنمَاَ‬ ‫تَقُولُؤأ‬ ‫اؤ‬ ‫ة‬ ‫أو‬ ‫غَفِ!يئَ"(‪،)2‬‬ ‫عَق هَذَا‬ ‫!نا‬ ‫اِنا‬

‫اَية‬ ‫عباس‬ ‫ابن‬ ‫فسر‬ ‫وقد‬ ‫اَلمُتطِلُونَ"(‪.)3‬‬ ‫فَعَلَ‬ ‫بِهَا‬ ‫افَتهلِكُنَا‬ ‫بَعْدِهِتم‬ ‫ذُزِية فِن‬ ‫وَحنا‬ ‫ثَبْلُ‬

‫كل نسمهَ هو‬ ‫منه‬ ‫آدم فاستخرج‬ ‫صلب‬ ‫مسح‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫إليها بقوله‬ ‫الإشارة‬ ‫الأعراف التي سبق‬

‫لهم بالأرزاق ثم‬ ‫به شيئا وتكفل‬ ‫ولا يشركوا‬ ‫الميثاق أن يعبدوه‬ ‫منهم‬ ‫خالقها إلى يوم القيامة فأخذ‬

‫أعطاه الميثاق يومثذ‪ ،‬فمن أدرك منهم الميثاق‬ ‫مَن‬ ‫يولد‬ ‫أعادهم في صلبه فلن تقوم الساعة حتى‬

‫صغيرا قبل أن يدرك الميثاق الآخر مات على‬ ‫ومَن مات‬ ‫‪،‬‬ ‫الاْول‬ ‫الآخر فوفي به نفعه الميثاق‬

‫الميثاق‬ ‫أن التدين مرتبط بالمطرة وهي‬ ‫ندرك حقيقة‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الفطرة‬ ‫الميثاق الأول أي على‬

‫كلَه ‪-‬‬ ‫‪َ،‬‬ ‫عه‬ ‫ء‪َ،‬‬


‫همُ المُفلِحُونَ!ه(‪.)4‬‬ ‫وَاؤبخبكَ‬ ‫اللهِ‬ ‫وَتجهَ‬ ‫!رِيدُونَ‬ ‫خَيز لِلذِيفَ‬ ‫(ذَالِكَ‬ ‫‪:‬‬ ‫قوله تعالى‬ ‫وهو‬ ‫الأول‬

‫‪.172‬‬ ‫‪:‬‬ ‫اف‬ ‫لأعر‬ ‫ا‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪72‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لأعراف‬ ‫ا‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪173‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لأعرا ف‬ ‫ا‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪. 37- 36‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪،‬‬ ‫شلبي‬ ‫د‪ .‬رءوف‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ .03‬نقلا عن‬ ‫‪:‬‬ ‫الروم‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪32‬‬
‫‪ 19‬ل‬ ‫ا‬ ‫العحل‬

‫موس‬ ‫لنا‬ ‫ا‬ ‫كله إلى‬ ‫لكون‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫نقا‬ ‫ا‬ ‫مة ؟ حيث‬ ‫عا‬ ‫لإنسا ن‬ ‫ا‬ ‫إ لى‬ ‫الله‬ ‫نون‬ ‫قا‬ ‫هو‬ ‫مي‬ ‫لإسلا‬ ‫ا‬ ‫لمفهوم‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫لدين‬ ‫ا‬ ‫إن‬

‫اَقتِيَا‬ ‫وَصللأَزضِ‬ ‫فَقَالَ لًا‬ ‫دُظَ ن‬ ‫وَهِىَ‬ ‫آلشيآءِ‬ ‫اِلَى‬ ‫اَشتَ!وَى‬ ‫‪ :‬إثُم‬ ‫حسبقولهتعالى‬ ‫الإلهي‬

‫الدين و!ا‬ ‫لى‬ ‫الله‬ ‫الإنسان فأنزل‬ ‫لا‬ ‫إ‬ ‫طآ!عِونَ أ(‪ ،)1‬ولى يبق في الكون‬ ‫اتَتنَا‬ ‫قَاقًآ‬ ‫اؤ كَزها‬ ‫طَؤع‬

‫اشلَمَ مَن فِى‬ ‫وَلَهُر‬ ‫يَتغُوتَ‬ ‫اَدلَّهِ‬ ‫دِ!نِ‬ ‫إافَغَثز‬ ‫قوله تعالى ‪:‬‬ ‫شأنه حسب‬ ‫عنده جل‬ ‫من‬ ‫سماويا‬

‫الدين‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪)83‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(اَل عمران‬ ‫يُزجَعُوتَ"‬ ‫وَإلَيهِ‬ ‫وَصَزها‬ ‫طَؤعا‬ ‫وَآلأزضرر‬ ‫اَلشنَوَتِ‬

‫على امتداد‬ ‫جميعا‬ ‫الأنبياء‬ ‫الإلهي إلى‬ ‫الوحي‬ ‫أنزله الله على البشر جميعا مصدره‬ ‫الذي‬

‫نُوء‬ ‫إِلَن‬ ‫كَمَآ اؤحَينَآ‬ ‫إِلَيكَ‬ ‫اؤحَيا‬ ‫اِنا‬ ‫‪10 :‬‬ ‫الكريمة‬ ‫الاَية‬ ‫عنه‬ ‫ما تعبر‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫الثري‬ ‫التاريخ‬

‫‪.)163‬‬ ‫بَغدِهِ‪(9 -‬النساء‪:‬‬ ‫مِن‬ ‫وَال!نب!نَ‬

‫يميز‬ ‫إلا بما‬ ‫الرؤية‬ ‫هذه‬ ‫عن‬ ‫لا يند‬ ‫الألوهية‬ ‫كل حال ف!ن تعدد الديانات وتعدد صور‬ ‫وعلى‬

‫أن الدين فطرة من‬ ‫والخلاصة‬ ‫‪.‬‬ ‫الاَن‬ ‫الديانات والعقائد السابقة منذ آدم حتى‬ ‫عن‬ ‫الدين الإسلامي‬

‫دائم‬ ‫ثمّ‬ ‫وهو من‬ ‫‪.‬‬ ‫عليها‬ ‫الفطرة وخرج‬ ‫عن ذلك ف!نما خالف‬ ‫الناص عليها‪ ،‬ومَن يشذ‬ ‫الله فطر‬

‫ببساطة أن‬ ‫واهية يمكن‬ ‫عبر أسانيد وحجج‬ ‫ولو ادعي غير ذلك‬ ‫ينقصه حتى‬ ‫ما‬ ‫بأن ثمة‬ ‫الإحساس‬

‫خُلقت كل هذه الخلائق وأين مصدرها‬ ‫خُلق وكيف‬ ‫متسائلا‪ :‬كيف‬ ‫ذاته‬ ‫في‬ ‫بالنظر‬ ‫يختبرها جميعا‬

‫أن الفطرة الصحيحة‬ ‫التي إن أنعم النظر فيها أدرك‬ ‫التساؤلات‬ ‫‪.‬؟؟ إلى اَخر هذه‬ ‫منتهاها‪.‬‬ ‫وأين‬

‫الأحد‪.‬‬ ‫الدين وعَبَدالخالق الواحد‬ ‫ضرورة‬ ‫اكتشف‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫الإيمان بالله الخالق‬ ‫هي‬

‫هي‪:‬‬ ‫ول ديورانت في خمسة‬ ‫لخصها‬ ‫ما‬ ‫بعقيدة‬ ‫عديدة ل!يمان بالله والتدين‬ ‫إن ثمة بواعث‬

‫أو‬ ‫واتفق معه كثيرون من العلماء بشكل‬ ‫(‪،)2‬‬ ‫والروحانية‬ ‫والأحلام والنفس‬ ‫والدهشة‬ ‫الخوف‬

‫هي‪:‬‬ ‫الاعتقاد خمسة‬ ‫إن بواعث‬ ‫قالوا‬ ‫باَخر‪ ،‬فلقد‬

‫ا‪ -‬الحاجة الفردية‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫بروعة المجهول‬ ‫من الطبيعة والإحساس‬ ‫‪ -2‬الخوف‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.11‬‬ ‫)فصلت‬
‫‪://‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪1‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫العامة‬ ‫الهيئة المصرية‬ ‫الأسرة‬ ‫مكتبة‬ ‫منشورات‬ ‫الأول‬ ‫المجلد‬ ‫الحضارة‬ ‫قصة‬ ‫ديورانت‬ ‫ول‬ ‫(‪ )2‬انظر‪:‬‬
‫‪-m‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪201-‬‬ ‫‪99‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لقاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫للكتاب‬
‫‪.c‬‬ ‫م‬ ‫ا‬

‫‪o‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪33+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫الإنسان‬ ‫وأن الاستحواذ على هذه الروح يمكن‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫‪ -3‬الاعتقاد بأن لكل مادة روحا تحمل‬ ‫‪l‬‬ ‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫والانتفاع بها‪.‬‬ ‫استخدامها‬ ‫من‬ ‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫إلى التدين‪.‬‬ ‫لإنسان‬ ‫ا‬ ‫دفع‬ ‫الذي‬ ‫المصدر‬ ‫اعتبره البعض‬ ‫الذي‬ ‫السحر‬ ‫‪-4‬‬

‫(‪،)1‬‬ ‫التدين‬ ‫في‬ ‫على تقليد بعضها البعض‬ ‫دائما‬ ‫إن الأجيال تحرص‬ ‫حيث‬ ‫والتقاليد‬ ‫‪ -5‬العادات‬

‫كَذَالِكَ يَقعَلُونَ‪.)2(،‬‬ ‫ءَابَاَءَنَا‬ ‫وَجَذنَآ‬ ‫أقَالُوأ بَل‬ ‫‪:‬‬ ‫تعالى‬ ‫قوله‬ ‫يلخص‬ ‫وهذا‬

‫أن السحر من‬ ‫يعتبر‬ ‫فديوران!‬ ‫‪،‬‬ ‫بين ول ديورانت وأولئك خلافا في التصنيف‬ ‫ولعل الخلاف‬

‫ول ديورانت عن الدهثمة والأحلام‬ ‫ما قاله‬ ‫اَخر ف!ن‬ ‫ومن جانب‬ ‫‪.‬‬ ‫بواعثه‬ ‫من‬ ‫طرائق الدين وليس‬

‫درجة غرابته باعثا للإيمان‬ ‫كانت‬ ‫أيا‬ ‫المرء‬ ‫به‬ ‫ما يعلم‬ ‫كل‬ ‫فليس‬ ‫دقيقا‪،‬‬ ‫للدين ليس‬ ‫كبواعث‬

‫أمام‬ ‫الدهشة‬ ‫إن كانت‬ ‫إلا‬ ‫اللهم‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية‬ ‫المرء باعثا للعقيدة‬ ‫ما يدهش‬ ‫ليس‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫والتدين‬

‫على يد نبي من الأنبياء‬ ‫سواء شاهده المرء في الكون من حوله أو من دعوة جاءت‬ ‫ما‬ ‫إعجاز إلهي‬

‫كان موقفنا‬ ‫أيا‬ ‫وعلى كل حال ف!ن تعدد هذه البواعث‬ ‫‪.‬‬ ‫الرسالات‬ ‫من الرسل أصحاب‬ ‫أو رسول‬

‫نصنفها؟‬ ‫فما هي هذه الصور وكيف‬ ‫؟‬ ‫الأديان‬ ‫عديدة من‬ ‫يترتب عليها صورا‬ ‫منها‬

‫الأديان‬ ‫تصنيف‬ ‫‪:‬‬ ‫رابعا‬

‫وتفريعاتها‬ ‫تتعدد وتتنوع أصولها‬ ‫العالم‬ ‫وحضارات‬ ‫الدينية لدى شعوب‬ ‫إن المعتقدات‬

‫وعلماء‬ ‫الأديان‬ ‫تاريخ‬ ‫علماء‬ ‫وتصنيفها‪ ،‬وقد اجتهد كثير من‬ ‫حصرها‬ ‫بالفعل‬ ‫لدرجة يصعب‬

‫العلماء وتبعا‬ ‫هؤلاء‬ ‫تبعا لميول‬ ‫التصنيفات‬ ‫هذه‬ ‫فقد اختلفت‬ ‫وبالطبع‬ ‫‪.‬‬ ‫مقارنة الأديان في تصنيفها‬

‫د‪ .‬محمد‬ ‫المصري‬ ‫العالم‬ ‫بتصنيف‬ ‫أميل إلى الأخذ‬ ‫صمان كنت‬ ‫‪.‬‬ ‫اتبعوها‬ ‫التي‬ ‫المتعددة‬ ‫للمناهج‬

‫غير علمية وغير موضوعية‪،‬‬ ‫تصنيفات‬ ‫‪:‬‬ ‫كبيرين من الحَصنيفات‬ ‫يميز بين نوعين‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫خليفة‬

‫غير علمية‬ ‫أنها‬ ‫معه ‪-‬‬ ‫يرى ‪ -‬ونحن‬ ‫التي‬ ‫وبالطبع ف!ن التصنيفات‬ ‫‪.‬‬ ‫علمية موضوعية‬ ‫وتصنيفات‬

‫التصنيفات العلمية فهي‬ ‫بينما‬ ‫وإقرارها‪،‬‬ ‫التي تمنع من اعتمادها‬ ‫من أوجه النقص‬ ‫الكثير‬ ‫يشوبها‬

‫العلمي الذي‬ ‫للأساس‬ ‫لكنه مقبول نظرا‬ ‫‪،‬‬ ‫حوله‬ ‫نختلف‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫علمي موضوعي‬ ‫لها أساس‬

‫يستند عليه‪.‬‬

‫‪.03‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫شلبي‬ ‫رءوف‬ ‫(‪ )1‬د‪.‬‬

‫‪ 03‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫اليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫نشأة‬ ‫‪:‬‬ ‫النشار‬ ‫سامي‬ ‫علي‬ ‫‪:‬‬ ‫كذلك‬ ‫وراجع‬

‫‪. 74‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الشعراء‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪34‬‬
‫ل‬ ‫‪119‬‬ ‫ال!عل‬

‫(‪:)1‬‬ ‫العلمية‬ ‫غير‬ ‫) التصنيفات‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫عدم‬ ‫أو‬ ‫الدين‬ ‫هذا‬ ‫وهذا التصنيف يستند على وجود‬ ‫‪،‬‬ ‫حية وميتة‬ ‫الأديان إلى‬ ‫أ‪ -‬تصنيف‬

‫حاليّ ولها‬ ‫وجود‬ ‫لها‬ ‫فالأديان الحية هي التي‬ ‫؟‬ ‫الحياة الحديثة والمعاصرة‬ ‫على مسرح‬ ‫وجوده‬

‫التاريخ ولم يعد لها‬ ‫في‬ ‫وانتهت‬ ‫الوجود‬ ‫من‬ ‫التي زالت‬ ‫أما الأديان الميتة فهي‬ ‫‪.‬‬ ‫بها‬ ‫أتباع يؤمنون‬

‫عدم علمية هذا التصنيف أنه أغفل حقيقة أن الفكرة الدينية‬ ‫وأساس‬ ‫‪.‬‬ ‫بها حاليا‬ ‫أتباع يؤمنون‬

‫تموت‬ ‫لا‬ ‫فالأديان‬ ‫ثمّ‬ ‫اَخر‪ .‬ومن‬ ‫تتطور إلى شكل‬ ‫أو‬ ‫أخرى‬ ‫وأنها قد تنتقل إلى صورة‬ ‫تموت‬ ‫لا‬

‫وانما تنتقل أفكارها ومفاهيمها من دين الى دين آخر‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الحية‬ ‫موتا حقيقيا كما في الكائنات‬

‫المثال فإن الفكر الهندي الديني‬ ‫سبيل‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫كذلك‬ ‫ديانات ماتت هي ليست‬ ‫أنها‬ ‫فما نتصور‬

‫في‬ ‫بصورة أو بأخرى‬ ‫تماما دانما هو موجود‬ ‫لم يمت‬ ‫البراهمانية‬ ‫الهندوسية‬ ‫القديم السابق على‬

‫إما في‬ ‫الحالي‬ ‫يزال له وجوده‬ ‫لا‬ ‫الفكر الديني البدائي‬ ‫حتى‬ ‫‪.‬‬ ‫الجينية‬ ‫وفي‬ ‫البوذية‬ ‫وفي‬ ‫الهندوسية‬

‫مثلا دخلت‬ ‫الإفريقية‬ ‫القارة‬ ‫ففي‬ ‫‪.‬‬ ‫الديانات الأحدث‬ ‫تسربه في بعض‬ ‫مستقل أو من خلال‬ ‫شكل‬

‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫القارة‬ ‫حال انتشارها في هذه‬ ‫والإسلام‬ ‫في المسيحية‬ ‫الدينية البدائية‬ ‫هذه الأفكار‬ ‫بعض‬

‫القديمة في‬ ‫الدينية البدائية‬ ‫الأفكار‬ ‫تسربت‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الاَسيوي‬ ‫في كل ديانات الشرق‬ ‫ما حدث‬

‫‪.‬‬ ‫بها المحدثون‬ ‫الديانات الحديثة التي يؤمن‬

‫الأديان‬ ‫يعتمد على فصل‬ ‫وهو تصنيف‬ ‫‪،‬‬ ‫الأديان إلى طبيعية وغير طبيعية‬ ‫‪ -2‬تصنيف‬

‫تركز على الفكر الماورائي‬ ‫التي‬ ‫الأديان‬ ‫فكرها الديني من الطبيعة عن‬ ‫تستمد‬ ‫التي‬ ‫الطبيعية أي‬

‫نظرا لأن الأديان عموما تنظر إلى الطبيعة والوجود نظرة‬ ‫؟‬ ‫تعسفي‬ ‫فصل‬ ‫وهذا‬ ‫)‬ ‫(الميتافيزيقي‬

‫على أحد‬ ‫للعالم الطبيعي وعالم ما وراء الطبيعة حتى إن ركزت‬ ‫تصورا شاملا‬ ‫وتكون‬ ‫‪،‬‬ ‫كلية‬

‫على أنها ديانات طبيعية ارتبط فيها‬ ‫إليها‬ ‫ينظر‬ ‫مثلا‬ ‫فالديانات البدائية‬ ‫العالمين دون الاَخر؟‬

‫عالم ما وراء‬ ‫البدائي عن‬ ‫فكره‬ ‫بها رغم‬ ‫المؤمن‬ ‫الإنسان‬ ‫لم ي!نفصل‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫‪،‬‬ ‫بالطبيعة‬ ‫الإنسان‬

‫المجردة‬ ‫العقلية‬ ‫الأفكار‬ ‫من خلال‬ ‫الأساطير وليس‬ ‫من خلال‬ ‫عن ذلك‬ ‫تعبيره‬ ‫جاء‬ ‫هـان‬ ‫الطبيعة‬

‫؟‬ ‫الأسطورة‬ ‫محل‬ ‫الطبيعية‬ ‫هذه الديانات‬ ‫فيما بعد في مرحلة لاحقة من تطور‬ ‫التي ربما حلت‬

‫‪ht‬‬ ‫قدرته على فهم أسرار‬ ‫الإنسان من الطبيعة مرتبط بدرجة التقدم الفكري ومدى‬ ‫إن موقف‬ ‫حيث‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬
‫دار نشر‪، l-m 0002 ،‬‬
‫م‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫مقارنة‬ ‫وصفية‬ ‫الأديان ‪ -‬دراسة‬ ‫تارلخ‬ ‫‪:‬‬ ‫حسن‬ ‫خليفة‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬د‪ .‬محمد‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.93- 33‬‬ ‫ص‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪35+‬‬
‫‪g‬ل‬ ‫الد‬ ‫هلس!ه‬ ‫إلى‬ ‫!ديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫تمييزا‬ ‫لأديان الميتافيزيقية لشى‬ ‫وا‬ ‫بين الأديان الطبيعية‬ ‫ف!ن التمييز المزعوم‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪al‬‬
‫الطبيعة‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫‪eh.‬علميا‪.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫مذهبية‬ ‫أو‬ ‫لرؤية دينية‬ ‫ذاتي يخضع‬ ‫وهو تصنيف‬ ‫‪،‬‬ ‫وباطلة‬ ‫الأديان إلى حقيقية‬ ‫‪ -3‬تصنيف‬

‫وبين‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫نؤمن‬ ‫وطائفتي‬ ‫أنا‬ ‫هو ديني‬ ‫حقيقي‬ ‫بين دين واحد‬ ‫تمسِزا‬ ‫عادة‬ ‫فهو يكون‬ ‫ولذلك‬ ‫؟‬ ‫معينة‬

‫التمييز والتعصب‬ ‫بُني على‬ ‫تصنيف‬ ‫فهو‬ ‫وبالطبع‬ ‫‪.‬‬ ‫بها‬ ‫نؤمن‬ ‫لا‬ ‫لأننا‬ ‫باطلة وزائفة‬ ‫أخرى‬ ‫ديانات‬

‫ولذا فهو تصنيف‬ ‫‪.‬‬ ‫وبقية الأديان باطلة‬ ‫هو الحق‬ ‫دينه‬ ‫يعتبر‬ ‫ديانة‬ ‫لأن كل صاحب‬ ‫؟‬ ‫البداية‬ ‫من‬

‫البشر مختلفون‬ ‫دام‬ ‫وما‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى الحقيقة‬ ‫هو طريقة للوصول‬ ‫إنما‬ ‫دين لدى صاحبه‬ ‫فكل‬ ‫تعسفي‬

‫ولا يرى‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية‬ ‫في عقائدهم‬ ‫سيختلفون‬ ‫بالتالي‬ ‫ف!نهم‬ ‫حولها‪،‬‬ ‫رؤاهم‬ ‫الحقيقة وتتعدد‬ ‫هذه‬ ‫حول‬

‫يقوم على أساس‬ ‫لا‬ ‫ف!ن هذا التصنيف‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫لأي دين آخر‬ ‫أي حسنات‬ ‫ما‬ ‫لدين‬ ‫المتعصب‬

‫الرؤية المذهبية المتعصبة والمتحيزة مقدما‪.‬‬ ‫بل يقوم على أساس‬ ‫علمي‬

‫نات ؟‬ ‫الديا‬ ‫من‬ ‫نة‬ ‫ديا‬ ‫بكل‬ ‫لمؤمنين‬ ‫ا‬ ‫عداد‬ ‫أ‬ ‫يستند على‬ ‫تصنيف‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫ئي للدين‬ ‫لإحصا‬ ‫ا‬ ‫لتصنيف‬ ‫ا‬ ‫‪-4‬‬

‫نسبي‬ ‫بالتالي تصنيف‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫التابعين‬ ‫أقلها في عدد‬ ‫من اكثر الديانات أتباعا حتى‬ ‫فهو يتدرج‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬

‫ديان‬ ‫أ‬ ‫فهناك‬ ‫؟‬ ‫لها‬ ‫لتابعين‬ ‫ا‬ ‫بعدد‬ ‫تقاس‬ ‫لا‬ ‫لأديان وقيمتها‬ ‫ا‬ ‫إن أهمية‬ ‫حيث‬ ‫متغير عليه الكثير من المآخذ؟‬

‫أصحاب‬ ‫قد تخص‬ ‫قليلون لأسباب‬ ‫أتباعها‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الديني‬ ‫كبير جدا من الرقي والتقدم‬ ‫قدر‬ ‫على‬

‫في‬ ‫هو حادث‬ ‫ما‬ ‫مثل‬ ‫انتشاره‬ ‫على التحول إلى دينهم ويمنعون‬ ‫قيودا‬ ‫الدين أنفسهم الذين يضعون‬

‫بهم دون‬ ‫إلى ديانة قومية خاصة‬ ‫أهلها حولوها‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫راقية ومتقدمة‬ ‫ديانة توحيدية‬ ‫فهي‬ ‫؟‬ ‫اليهودية‬

‫ومتدنية‬ ‫قليلة القيمة‬ ‫ديانات كثيرة الأتباع ولكنها‬ ‫وهناك‬ ‫‪.‬‬ ‫اتباعها‬ ‫عدد‬ ‫فمنعوا انتشارها وقل‬ ‫‪،‬‬ ‫غيرهم‬

‫وآسيا‬ ‫القارة الإفريقية‬ ‫مواضع‬ ‫المنتشرة في بعض‬ ‫البدائية‬ ‫الديانات‬ ‫وهذا وضع‬ ‫‪،‬‬ ‫الديني‬ ‫في فكرها‬

‫في‬ ‫وخطير‬ ‫تأثير قوي‬ ‫قليلة الأتباع لكنها ذات‬ ‫أن ثمة ديانات‬ ‫عن‬ ‫فضلا‬ ‫‪.‬‬ ‫واستراليا‬ ‫وأمريكا الجنوبية‬

‫وكاليهودية ذات التأثير‬ ‫‪،‬‬ ‫والمسيحية‬ ‫اليهودية‬ ‫في كل من‬ ‫التأثير‬ ‫كالزرادشتية ذات‬ ‫الأديان‬ ‫غيرها من‬

‫من الانتقادات أن أعدادا كبيرة من‬ ‫يواجه هذا التصنيف‬ ‫ما‬ ‫ولعل من أصعب‬ ‫‪.‬‬ ‫القوى في المسيجة‬

‫وأمريكا‬ ‫أوربا‬ ‫جدا في‬ ‫واضح‬ ‫الأمر‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫المنتمين إلى بعضها يحد انتماؤهم شكليا وبالاسم فقط‬

‫المؤمنين بالمسيحية‬ ‫ضمن‬ ‫بل ربما كل هؤلاء يحصون‬ ‫إن معظم‬ ‫‪.‬‬ ‫المنحل‬ ‫وفي الاتحاد السوفيتي‬

‫الدين واعتبروه أمرا‬ ‫ورفضوا‬ ‫العلمانية‬ ‫إلى‬ ‫منهم تحولوا‬ ‫الكثير‬ ‫يشير إلى أن‬ ‫الواقع‬ ‫أن‬ ‫حين‬ ‫في‬

‫‪36‬‬
‫ل‬ ‫‪119‬‬ ‫ال!مل‬

‫لأتباع‬ ‫الدقيق‬ ‫وكذلك تقف ظاهرة تحول البعض من دين إلى دين آخر دون الإحصاء‬ ‫شخصيا‪،‬‬

‫هذا الدين أو ذاك ‪.‬‬

‫العلمية (‪:)1‬‬ ‫التصنيفات‬ ‫(ب)‬

‫الجغرافيا‬ ‫في علم‬ ‫سُمي‬ ‫ما‬ ‫يعتمد على‬ ‫تصنيف‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫للأديان‬ ‫الجغرافي‬ ‫أ‪ -‬التصنيف‬

‫الأطالس الجغرافية‬ ‫التوفيع الجغرافي للأديان وعمل‬ ‫بدراسة‬ ‫وهو يختص‬ ‫‪،‬‬ ‫الأديان‬ ‫بجغرافية‬

‫والفكر‬ ‫الجغرافية‬ ‫بين العوامل‬ ‫الصلة‬ ‫بتحديد‬ ‫وتهتم‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫انتثار الأديان في‬ ‫مناطق‬ ‫التي تحدد‬

‫النظر إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫هذا التصنيف‬ ‫صور‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية‬ ‫والتقاليد‬ ‫الجغرافية في العادات‬ ‫البيئة‬ ‫وتأثير‬ ‫الديني‬

‫إلى‬ ‫العالم‬ ‫اقاليم‬ ‫تقسيم‬ ‫حسب‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫بين أديان الشرق وأديان الغرب‬ ‫التمييز‬ ‫الأديان من خلال‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫إفريقيا‬ ‫أو أديان‬ ‫للأديان فيقال أديان آسيا‪،‬‬ ‫القاري‬ ‫أيضا التصنيف‬ ‫صوره‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫وغربية‬ ‫شرقية‬

‫قاصر؟‬ ‫إلا أنه‬ ‫المعالير العلمية‬ ‫رغم استناده إلى بعض‬ ‫تصنيف‬ ‫أنه‬ ‫والحقيقة‬ ‫أديان أوربا وهكذا‪.‬‬

‫بأديان الغرب مثل اليهودية والمسيحية والإسلام هي كلها أديان ظهرت‬ ‫مثلا‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫نظرا لأن‬

‫في كل مكان في العالم‪.‬‬ ‫أتباعها‬ ‫في الثمرق ولها‬

‫فهذا خطأ‬ ‫‪،‬‬ ‫غربيتان‬ ‫ديانتان‬ ‫بأنهما‬ ‫تحديدا‬ ‫ينظر إلى اليهودية والمسيحية‬ ‫وإذا كان البعض‬ ‫‪-2‬‬

‫أن ينظر إلى الإسلام على أنه‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫أنه‬ ‫فضلا عن‬ ‫قلنا‪،‬‬ ‫كما‬ ‫ديانات شرقية‬ ‫لأنهما في الأصل‬

‫وهكذا الحال في ما‬ ‫‪.‬‬ ‫وله انتشاره في الغرب‬ ‫فهو جغرافيا ينتمي إلى الشرق‬ ‫دين غربي أو شرقي‬

‫والطاوية‬ ‫والبوذية والكونفوشية‬ ‫الهندوسية‬ ‫الديانات‬ ‫‪:‬‬ ‫بحتة مثل‬ ‫شرقية‬ ‫أنها ديانات‬ ‫ينظر إليه على‬

‫الآن لها‬ ‫ولكن‬ ‫الشرق الأقصى‬ ‫الآسيوي وخاصة‬ ‫في الشرق‬ ‫وغيرها‪ .‬فهذه أيضا ديانات ظهرت‬

‫ف!ن هذا التصنيف‬ ‫أي الأحوال‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫منه‬ ‫الغربي‬ ‫في‬ ‫وخاصة‬ ‫العالم‬ ‫كثير من دول‬ ‫أتباعها في‬

‫في أحيان‬ ‫منه‬ ‫الاستفادة العلمية‬ ‫يمكن‬ ‫واضح‬ ‫علمي‬ ‫يستند على أساس‬ ‫إنما‬ ‫الجغرافي للأديان‬

‫هذا الانتشار‪ ،‬وتكشف‬ ‫التي يكثر انتثار أتباع ديانة معينة فيها وحجم‬ ‫الأماكن‬ ‫يحدد‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫كثيرة‬

‫باستمرار‬ ‫مما يقضي‬ ‫وانتقالاتها؟‬ ‫انتشار هذه الأديان‬ ‫هذه الدراسات الجغرافية للأديان عن حركة‬

‫‪.‬‬ ‫الواقع الديني للشعوب‬ ‫واعادة التوزيع الجغرافي لهم حسب‬ ‫الأتباع‬ ‫توزيع هؤلاء‬ ‫متابعة‬

‫تاريخيا حسب‬ ‫العالم‬ ‫بترتيب أديان‬ ‫معني‬ ‫التصنيف‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫للأديان‬ ‫التاريخي‬ ‫التصنيف‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫وديانات‬ ‫أديان قديمة‬ ‫التاريخية مثلما يقال‬ ‫عصورها‬ ‫لأديان حسب‬ ‫فيقسم‬ ‫التاريخ‬ ‫في‬ ‫ظهورها‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.47‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪04‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪ )1‬انظر‪:‬‬ ‫(‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪37+‬‬
‫الديل‬ ‫!لس!ه‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬ ‫‪w‬‬
‫وسيطة ‪.a‬‬
‫حضارية‪.‬‬ ‫بدائية وديانات‬ ‫ديانات‬ ‫إلى‬ ‫التاريخي‬ ‫التقسيم‬ ‫ما يتم‬ ‫وأحيانا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫حديثة‬ ‫وديانات‬ ‫‪l-m‬‬‫‪،‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫عديدة مثل عدم‬ ‫تواجهه مثاكل‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫الحقائق التاريخية‬ ‫رغم استناده إلى بعض‬ ‫‪beh‬وهذا التصنيف‬
‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬
‫ترتيبها‬ ‫ويصعب‬ ‫في ظهورها‬ ‫ممَزامنة‬ ‫كما أن ثمة ديانات‬ ‫‪،‬‬ ‫بدقة‬ ‫الديانات‬ ‫تحديد زمان نشأة بعض‬

‫فكلها‬ ‫‪،‬‬ ‫والطاوية‬ ‫والبوذية والكونفوشية‬ ‫الزرادشتية‬ ‫في ديانات‬ ‫مثلما هو الحال‬ ‫ترتيبا تاريخيا‬

‫منها‬ ‫الكثير‬ ‫يحاط‬ ‫بشخصيات‬ ‫قبل الميلاد‪ ،‬وقد ارتبطت في ظهورها‬ ‫تعود إلى القرن السادس‬

‫بين اْديان‬ ‫التمييز‬ ‫كما أن‬ ‫‪.‬‬ ‫دينهم‬ ‫تأسيس‬ ‫وظروف‬ ‫الرؤية التاريخية لعصورهم‬ ‫بأساطير تحجب‬

‫الدينية‬ ‫الأوضاع‬ ‫ص!انما فقط‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫نشأة‬ ‫به ليس‬ ‫لأن المقصود‬ ‫؟‬ ‫غير دقيق‬ ‫وأديان حديثة‬ ‫وسيطة‬

‫الوسيط والحديث‪.‬‬ ‫في العصرين‬

‫العامل الديني‬ ‫يعتمد على‬ ‫التصنيف‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫للأديان‬ ‫الديني الموضوعي‬ ‫‪ -3‬التصنيف‬

‫ويعد هذا التصنيف أكثر التصانيف‬ ‫‪.‬‬ ‫أو التاريخي‬ ‫الجغرافي‬ ‫العلوم كالتصنيف‬ ‫على‬ ‫وليس‬

‫الدينية‪،‬‬ ‫والمفاهيم‬ ‫العقائد‬ ‫في‬ ‫تشابه الأديان واختلافها‬ ‫من‬ ‫أساس‬ ‫إذ يقوم على‬ ‫؟‬ ‫للأديان‬ ‫مناسبة‬

‫وهناك‬ ‫‪،‬‬ ‫لألوهية‬ ‫با‬ ‫لإيمان‬ ‫ا‬ ‫أساس‬ ‫إلهية وأديان غير إلهية على‬ ‫إلى أديان‬ ‫الأديان‬ ‫نصنف‬ ‫مثلما‬

‫يؤمن أتباعها‬ ‫التي‬ ‫من التمسِز بين الأديان‬ ‫التوحيدية على أساس‬ ‫والديانات‬ ‫الديانات التعددية‬

‫الديانات‬ ‫من‬ ‫الأولى‬ ‫ويتبع المجموعة‬ ‫‪.‬‬ ‫فقط‬ ‫بإله واحد‬ ‫أتباعها‬ ‫التي يؤمن‬ ‫والديانات‬ ‫بآلهة متعددة‬

‫الطبيعية‬ ‫العناصر‬ ‫فيها الاَلهة وعبادة‬ ‫تعددت‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫القديمة‬ ‫واليونانية‬ ‫الديانات الشرقية‬ ‫معظم‬

‫الإبراهيمية الثلاثة‪:‬‬ ‫السماوية‬ ‫الديانات‬ ‫على‬ ‫تطلق‬ ‫فهي‬ ‫الثانية‬ ‫أما المجموعة‬ ‫‪.‬‬ ‫الحية‬ ‫والكائنات‬

‫الديانات الثنوية أو الإثنية‬ ‫من‬ ‫ثالثة‬ ‫مجموعة‬ ‫تمثل‬ ‫)‪ .‬وثمة ديانات‬ ‫والإسلام‬ ‫(اليهودية والمسيحية‬

‫والمزدكية(‪.)2‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫والمانوية‬ ‫الزرادشتية‬ ‫‪:‬‬ ‫مثل‬ ‫الثنائية‬

‫والمسيحية‪.‬‬ ‫واليهودية‬ ‫الزرادشتية‬ ‫تعتبر مزيجا من‬ ‫ديانة‬ ‫وهى‬ ‫)‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪ )1‬نسبة إلى ماني بن فاتك (‪274-216‬‬ ‫(‬

‫نفسه "فارتليطأ الذي‬ ‫وسمى‬ ‫الموجودة‬ ‫الأديان‬ ‫ماني النبوة في بابل بعد أن اطلع على‬ ‫وقد ادعى‬

‫"‪،‬‬ ‫زرادشت‬ ‫الهند بواسطة‬ ‫أحيانا من‬ ‫الإله‬ ‫بأوامر‬ ‫الأنبياء‬ ‫أيثر‬ ‫‪:‬‬ ‫أقواله‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫المسيح‬ ‫عنه السيد‬ ‫أخبر‬

‫العالم‬ ‫دعوتي‬ ‫تصل‬ ‫من بابل حتى‬ ‫نبيا‬ ‫الله‬ ‫أ وإأرسلني‬ ‫بابل‬ ‫في‬ ‫لن!ثر دين الحق‬ ‫الله‬ ‫!والاَن أرسلني‬

‫الدينية‬ ‫المعتقدات‬ ‫بارندر‪:‬‬ ‫جفري‬ ‫العربية لكتاب‬ ‫بترجمته‬ ‫هامش‬ ‫‪،‬‬ ‫إمام‬ ‫!‪ .‬د‪ .‬إمام عبدالفتاح‬ ‫أجمع‬

‫‪. 912‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫لدى الشعوب‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪528‬‬ ‫المتوفى حوالي‬ ‫مزدك‬ ‫الفارسي‬ ‫الديني‬ ‫الزعيم‬ ‫منبثق من المانوية ومؤسسه‬ ‫دين ثوي‬ ‫(‪ )2‬المزدكية‬

‫الى المشاركة في‬ ‫بديانة دعت‬ ‫ونادى‬ ‫‪،‬‬ ‫في عصره‬ ‫السائده‬ ‫للزرادشتية‬ ‫مناهضة‬ ‫اشتراكية‬ ‫حركة‬ ‫قاد‬ ‫وقد‬

‫وأتباعه‪.‬‬ ‫وقتل مزدك‬ ‫ثاروا عليها‪،‬‬ ‫والنبلاء من الزرادشتيين والفرس‬ ‫الكهنة‬ ‫لكن‬ ‫والنساء‪،‬‬ ‫لأموال‬ ‫ا‬

‫‪/Wikipedia.‬‬
‫‪org/wiki‬‬ ‫‪،!. .‬مزدكية‬ ‫أ‬

‫‪38‬‬
‫لما‬ ‫‪119‬‬ ‫ال!ل‬

‫بين الديانات السماوية والديانات‬ ‫التمييز‬ ‫آخر يقوم على‬ ‫في هذا الإطار تصنيف‬ ‫وهناك‬

‫الأرضية‬ ‫والديانات‬ ‫‪،‬‬ ‫عبر الوحي‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫المنزلة‬ ‫الديانات‬ ‫فالديانات السماوية هي‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرضية‬

‫خارجي‬ ‫على أي مصدر‬ ‫أو‬ ‫على الوحي‬ ‫الاعتماد‬ ‫الأرضية دون‬ ‫المعرفة الإنسانية‬ ‫مصدرها‬

‫للمعرفة‪.‬‬

‫الفلسفية في مقابل ديانات‬ ‫الديانات‬ ‫بين‬ ‫التمييز‬ ‫هذا التصنيف‬ ‫يندرج تحت‬ ‫أن‬ ‫ويمكن‬

‫على الوحي الإلهي‪.‬‬ ‫المعتمدة‬ ‫التوحيد‬

‫إلى عالمية وقومية أو عالمية‬ ‫الأديان‬ ‫الديني يصنف‬ ‫الأساس‬ ‫آخر على نفس‬ ‫وهناك تصنيف‬

‫بالإله المعبود؟ فالديانة‬ ‫علاقتهم‬ ‫لطبيعة دينهم وطبيعة‬ ‫به‬ ‫رؤية مَن يؤمنون‬ ‫حسب‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫ومحلية‬

‫بقوم دون‬ ‫خاصة‬ ‫لكل زمان ومكان وللعالم كله وليست‬ ‫صالحة‬ ‫أنها ديانة‬ ‫العالمية يعتقد أهلها‬

‫أما الديانة القومية أو‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعالمية‬ ‫تقول‬ ‫ديانات‬ ‫والبوذية فهي‬ ‫والمحميحية‬ ‫مثل الإسلام‬ ‫غيرهم‬

‫دون غيرهم مثل الهندوسية واليهودية‬ ‫تخصهم‬ ‫أنها‬ ‫يعتقد أهلها‬ ‫ديانات خاصة‬ ‫فهي‬ ‫المحية‬

‫فيها الإله بالقبيلة‬ ‫القبلية البدائية التي يرتبط‬ ‫الديانات‬ ‫أيضا‬ ‫ومنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الخصوصية‬ ‫اللتان تدعيان‬

‫والأجداد‪.‬‬ ‫الاَباء‬ ‫التي تعبد‬ ‫الديانات‬ ‫ومثلها أيضا‬ ‫دموي‬ ‫عرقي‬ ‫في رباط‬ ‫وبالجماعة‬

‫الأديان‬ ‫تقسيم‬ ‫يمكن‬ ‫أو الخصوصية‬ ‫العالمية‬ ‫الذي يعتمد على‬ ‫واستنادا إلى هذا التصنيف‬

‫ومفاهيمها‪ ،‬وأديان‬ ‫عقائدها‬ ‫إلى لانتثار‪ ،‬وتقوم بجهود في سبيل نشر‬ ‫ا‬ ‫إلى أديان دعوية تسعى‬

‫بها أصلا‪.‬‬ ‫لغير المؤمنين‬ ‫تبليغ الدعوة‬ ‫إن طبيعتها عدم‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫تبليغية‬ ‫أو غير‬ ‫غير دعوية‬

‫الحديث‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫العامة‬ ‫والأديان‬ ‫الخاصة‬ ‫الأديان‬ ‫خامسا‪:‬‬

‫سياسية واجتماعية‬ ‫يستند على أسس‬ ‫هنا‬ ‫الذي أقدمه‬ ‫المقترح‬ ‫والتصنيف‬ ‫الفقرة‬ ‫إن عنوان هذه‬

‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫والخاص‬ ‫العام‬ ‫في التمييز بين‬ ‫فانتراوب يستند‬ ‫جيف‬ ‫السياسي‬ ‫وهو عند مؤسسه‬ ‫‪،‬‬ ‫حديثة‬

‫أساسا بوصفه‬ ‫والخاص‬ ‫العام‬ ‫الذي ينظر إلى التمييز بين‬ ‫والاقتصاد‬ ‫في السياسة‬ ‫الليبرالي‬ ‫النموذج‬

‫االأديان‬ ‫كتاب‬ ‫كازانوفا صاحب‬ ‫وقد حوله خوسيه‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫بين إدارة الدولة واقتصاد السوق‬ ‫تمييزا‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫في جامعة‬ ‫اللغات الحية والترجمة‬ ‫قسم‬ ‫ترجمة‬ ‫الأديان العامة في العالم الحديث‬ ‫(‪ )1‬خوسيه‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫كازانوفا‪:‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬
‫‪l-m‬‬
‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪،‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الوحدة‬ ‫دراسات‬ ‫مركز‬ ‫وتوزيع‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية للترجمة‬ ‫المنظمة‬ ‫البلمند‪ ،‬نشر‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 72‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪5002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لأولى‬ ‫ا‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪93+‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬‫‪ww‬‬
‫الدين ليميز من خلاله بين الأديان العامة‬ ‫إلى إطار تحليلي في مجال‬ ‫‪.a‬‬
‫العامة في العالم الحديث‬
‫"‬ ‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫هي‪:‬‬ ‫للتمييز‬ ‫مرتكزا على أربعة أسس‬ ‫‪eh.c‬والأديان الخاصة في العالم الحديث‬
‫‪om‬‬

‫الفردي في مقابل المذهبية‪:‬‬ ‫أ‪ -‬التصوف‬

‫وبين كل ايأشكال‬ ‫‪،‬‬ ‫دين الذات الخاصة‬ ‫يسمونه‬ ‫أو ما‬ ‫إن التمييز بين التدين الفردي الخاص‬

‫الكنسي‪.‬‬ ‫بالدين غير المرئي والدين‬ ‫البعض‬ ‫لدى‬ ‫بين ما يسمى‬ ‫كالفرق‬ ‫إنه‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة للدين التجمعي‬

‫إن دين‬ ‫‪:‬‬ ‫قول جان جاك روسو‬ ‫مثلا‬ ‫خذ‬ ‫؟‬ ‫مختلفة‬ ‫يعبر عنه الكثيرون بصيغ‬ ‫إن هذا الدين الخاص‬

‫ذاتي فرقة‬ ‫بحد‬ ‫أنا‬ ‫‪:‬‬ ‫جيفرسون‬ ‫توماس‬ ‫أو قول‬ ‫‪،‬‬ ‫أو الطقوس‬ ‫الهياكل أو المذابح‬ ‫يعرف‬ ‫لا‬ ‫‪.‬‬‫الإنسان ‪.‬‬

‫الحديث‬ ‫الشكل‬ ‫عن‬ ‫نموذجية‬ ‫كلها تعبيرات‬ ‫وهذه‬ ‫‪.‬‬ ‫هو كنيستي‬ ‫فكري‬ ‫؟‬ ‫باين‬ ‫توماس‬ ‫أو قول‬ ‫‪،‬‬ ‫دينية‬

‫تدعى شيلا على‬ ‫أطلقته سيدة‬ ‫ما‬ ‫الدين الفردي هو‬ ‫التعبيرات عن ذلك‬ ‫أطرف‬ ‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫للدين الفردي‬

‫دينيا‬ ‫غير متشددة‬ ‫بأنها‬ ‫وصرحت‬ ‫"‪،‬‬ ‫شيلانيتي‬ ‫‪9‬‬ ‫على ديانتها فقالت‬ ‫اسمها‬ ‫ديانتها‪ ،‬لقد أطلقت‬

‫لقد حملني‬ ‫‪:‬‬ ‫قائلة‬ ‫تصريحاتها‬ ‫وقد ختمت‬ ‫‪،‬‬ ‫فيها إلى الكنيسة‬ ‫الأخيرة التي ذهبت‬ ‫المرة‬ ‫ولا تذكر‬

‫معها الحوار‬ ‫حدا بمن أجروا‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫غير‬ ‫لا‬ ‫فقط‬ ‫الخافت‬ ‫صوتي‬ ‫بعيدا ‪.‬إنها شيلانيتي‬ ‫الماني شوطا‬

‫فرد‪.‬‬ ‫اْي ديانة لكل‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ -‬أكثر من ‪ 022‬مليون ديانة امريكية‬ ‫ذلك‬ ‫‪-‬بناء على‬ ‫أن نجد‬ ‫يمكن‬ ‫بأنه‬ ‫إلى القول‬

‫للوثنية‪،‬‬ ‫أن هذا هو الشكل الحديث‬ ‫اعتبر‬ ‫هذا التطرف الديني فبعضهم‬ ‫المنظرون حول‬ ‫وقد اختلف‬

‫المعاصرة‬ ‫الصور‬ ‫بانه‬ ‫الآخر‬ ‫البعض‬ ‫اعتبره‬ ‫في حين‬ ‫‪،‬‬ ‫البشرية‬ ‫بل هو النرجسية‬ ‫‪،‬‬ ‫بالله‬ ‫الشرك‬ ‫ليس‬ ‫إنه‬

‫في أمريكا‬ ‫وجد‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫هو دين المستقبل‬ ‫الفردي‬ ‫إن التصوف‬ ‫‪:‬‬ ‫فقد قال أحدهم‬ ‫‪.‬‬ ‫للدين‬ ‫والمستقبلية‬

‫الفردي ‪،‬‬ ‫لنثر هذا التصوف‬ ‫هما الوسيلة‬ ‫!‬ ‫دين القلب‬ ‫‪9‬‬ ‫أو‬ ‫"‬ ‫الإنجيلية‬ ‫التقوية‬ ‫‪9‬‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫تربة خصبة‬

‫وشعبيا‪.‬‬ ‫عليه طابعا ديمقراطيا‬ ‫وأضفت‬

‫المذهبية‬ ‫العقائد‬ ‫يقابل‬ ‫الحديث‬ ‫في أمريكا والعالم الأوربي‬ ‫وهذا التدين الفردي أو التصوف‬

‫مضافة إلى‬ ‫والكاثوليكية‬ ‫البروتستانتية‬ ‫ممثلة في‬ ‫إحياءَ‬ ‫هي الأخرى‬ ‫‪،‬‬ ‫التقليدية التي شهدت‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الأمريكي‬ ‫للدين‬ ‫المحترمة‬ ‫المذهبية‬ ‫الأشكال‬ ‫التي تعتبر الاَن هي‬ ‫‪،‬‬ ‫اليهودية‬

‫بها‪:‬‬ ‫كير المعترف‬ ‫الأديان‬ ‫بها مقابل‬ ‫المعترف‬ ‫الأدبان‬ ‫‪-2‬‬

‫الليبرالي‬ ‫والعامة في إطار التقليد السياسي‬ ‫التمييز بين الأديان الخاصة‬ ‫التمييز يقوم على‬ ‫وهذا‬

‫الليبرالية لحصر‬ ‫مع النزعة‬ ‫يأتي انسجاما‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬ ‫والدولة‬ ‫بين الكنيسة‬ ‫الفعل الدستوري‬ ‫لجهة‬

‫‪. 85- 83‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪+04‬‬
‫ل‬ ‫‪119‬‬ ‫الطمل‬

‫حيث‬ ‫؟‬ ‫واسع‬ ‫"‬ ‫قطاع (خاص‬ ‫ضمن‬ ‫النطاقات‬ ‫سائر‬ ‫مع تجمع‬ ‫في القطاع الحكومي‬ ‫العام‬ ‫النطاق‬

‫كل الأديان الأخرى أديانا‬ ‫فيما تعتبر‬ ‫)‬ ‫بها بالأديان "العامة‬ ‫الدولة المعترف‬ ‫كل كنائس‬ ‫تعرف‬

‫الليبرالي‬ ‫والخوف‬ ‫‪،‬‬ ‫ولابد أن يظل كذلك‬ ‫هو شأن خاص‬ ‫الليبرالي‬ ‫إن الدين بالمفهوم‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫خاصة‬ ‫‪9‬‬

‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الفردية‬ ‫قد تهدد حرية المعتقد‬ ‫من مؤسسة‬ ‫الخوف‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫الدين هو في الوقت‬ ‫من تسسِعى‬

‫عاما إلا إذا‬ ‫شكلا‬ ‫وأن يتخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫العام‬ ‫النطاق‬ ‫أن يدخل‬ ‫للدين‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫للحداثة‬ ‫المعياري‬ ‫المنظور‬

‫المعتقد(‪.)1‬‬ ‫مبدأ حرية‬ ‫غير القابل للانتهاك وبقدسية‬ ‫بمبدأ الخصوصية‬ ‫قَبِل‬

‫الدينية الخاصة‪:‬‬ ‫الديانات‬ ‫الديانات المدنية العامة مقابل‬ ‫‪-3‬‬

‫متى‬ ‫إنه‬ ‫حيث‬ ‫باْعمال جان جاك روسو؟‬ ‫بداياته‬ ‫للدين المدني منذ‬ ‫يرتبط المفهوم الحديث‬

‫عبادة الجماعة‬ ‫وظيفة‬ ‫أديان تؤدي‬ ‫بين‬ ‫الكلاسيكي‬ ‫يميز التقليد الجمهوري‬ ‫‪.‬‬ ‫الأمر بالدين‬ ‫تعلق‬

‫المؤمنة‬ ‫(أي الصوفية‬ ‫خلاصية‬ ‫وديانات‬ ‫‪،‬‬ ‫محلية خاصة‬ ‫وبين عبادات‬ ‫‪،‬‬ ‫جهة‬ ‫السياسية من‬

‫الدينية‬ ‫العقائد‬ ‫تلك‬ ‫إزعاجا‬ ‫لأديان المدنية الجمهورية‬ ‫ا‬ ‫)‪ ،‬وتعتبر أكثر‬ ‫فردية‬ ‫الفردي‬ ‫بالخلاص‬

‫على انعتاق الذات‬ ‫وتساعد‬ ‫‪،‬‬ ‫المطلق للجماعة السياسية‬ ‫الولاء‬ ‫من‬ ‫الفرد‬ ‫تحرر‬ ‫التي‬ ‫الخلاصية‬

‫(‪.)2‬‬ ‫لاختيار سبل فردية باطنية نحو الخلاص‬

‫من‬ ‫شكل‬ ‫لا‬ ‫ولكنه يقرر أن‬ ‫إ‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫من دولة قامت لم يكن أساسها‬ ‫ما‬ ‫‪9‬‬ ‫أنه‬ ‫يرى‬ ‫إن روسو‬

‫"دين‬ ‫!؟ لأن‬ ‫في عصره يستوفي الشروط من أجل "حكم صالح‬ ‫القاثمة‬ ‫الدين الثلاثة‬ ‫أشكال‬

‫شريعتين‬ ‫هذا الدين للبشر‬ ‫فداخليا يمنح‬ ‫وشرير؟‬ ‫) غير نافع سياسيا‬ ‫الكاثوليكية‬ ‫(اْي‬ ‫"‬ ‫الكاهن‬

‫ومواطنين في آن ‪.‬‬ ‫أتقياء‬ ‫لا‬ ‫دون كونهم رجا‬ ‫متناقضة ويحول‬ ‫منهم واجبات‬ ‫ويتطلب‬ ‫‪،‬‬ ‫وزعيمين‬

‫الحدود القومية والمحلية والجماعة‬ ‫الكنسية المتعدية الجن!ة‬ ‫وخارجيا تتجاوز المؤسسات‬

‫وخلافا‬ ‫‪.‬‬ ‫أن تنتج رعايا مخلصين‬ ‫تستطيع‬ ‫لا‬ ‫وبالتالي‬ ‫‪،‬‬ ‫لأمة‬ ‫ا‬ ‫السياسية والسيادة المعيارية للدولة ‪-‬‬

‫هذا‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫والأمة‬ ‫الدولة‬ ‫عبر تقديس‬ ‫من شأنه أن ينتج رعايا مخلصين‬ ‫!‬ ‫لذلك ف (دين المواطن‬

‫ويؤدي إلى شوفينية قومية غير متسامحة‬ ‫‪،‬‬ ‫يقوم على الخطاْ والزيف‬ ‫لأنه‬ ‫كذلك‬ ‫الدين هو شر‬

‫كل‬ ‫وساميا في أنه يحول‬ ‫مقدسا‬ ‫دينا‬ ‫!‬ ‫وأخيرا يعتبر ادين الإنسان‬ ‫‪،‬‬ ‫في الوطنية‬ ‫دموي‬ ‫وغلو‬

‫‪ht‬‬ ‫‪ -‬نظرا لعدم ارتباطه‬ ‫يضيف‬ ‫لا‬ ‫لأنه‬ ‫سياسيا‬ ‫نفعا‬ ‫يجدي‬ ‫لا‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى أخوة‬ ‫الكائنات البشرية‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪. 09- 88‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.19‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )2‬نفسه‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪41+‬‬
‫هلس!ه اديل‬ ‫)لى‬ ‫جديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫‪.a‬‬
‫الخاصة‪.‬‬ ‫إلى الأواصر الكبرى للمجتمعات‬ ‫أو‬ ‫القوانين‬ ‫إلى شرعة‬ ‫السياسي ‪ -‬أي شيء‬ ‫بالجسم‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫تعلقهم‬ ‫المواطنين‬ ‫الفضيلة الجمهورية مستبدلا في قلوب‬ ‫فهذا الدين يقوض‬ ‫‪ h.co‬وعلاوة على ذلك‬
‫‪m‬‬

‫الرأي‬ ‫الدينية وحرية‬ ‫بالحريات‬ ‫روسو‬ ‫هنا فقد نادى‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الخاصة‬ ‫الدنيوية‬ ‫بالدولة باهتماماتهم‬

‫يسيطر عليهما‪ ،‬وأكد على الحاجة إلى "إعلان إيماني‬ ‫أو‬ ‫لأي حاكم أن يختصرهما‬ ‫يحق‬ ‫لا‬ ‫اللتين‬

‫بدونها‬ ‫مجتمعية يستحيل‬ ‫بل كمشاعر‬ ‫دينية‬ ‫بالتحديد كعقائد‬ ‫لا‬ ‫يقرر الحاكم مواده‬ ‫مدني صرف‬

‫"(‪.)1‬‬ ‫المخلصين‬ ‫الرعايا‬ ‫أو من‬ ‫أن يكون المرء مواطنا صالحا‬

‫بهذا الدين المدني‬ ‫المناداة‬ ‫إنه بدلا من‬ ‫نظر؟ حيث‬ ‫فيه‬ ‫الحقيقة أن هذا الرأي لروسو‬ ‫لكن‬

‫للأديان‬ ‫يمكن‬ ‫التي‬ ‫دراسة الأساليب‬ ‫يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫مواده‬ ‫‪ -‬المرتبط بإعلان يقرر الحاكم‬ ‫‪ -‬كما يسميه‬

‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫العام‬ ‫بأدوار عامة بناءة وظيفيا في النطاق‬ ‫أن تضطلع‬ ‫والحديثة‬ ‫التقليدية‬ ‫‪،‬‬ ‫والجديدة‬ ‫القديمة‬

‫الجماعة الحاكمة‬ ‫من مستوى‬ ‫نقله‬ ‫الدين المدني "فمن الضروري‬ ‫حول‬ ‫برأيه‬ ‫تم الأخذ‬ ‫إذا‬ ‫حتى‬

‫ب!ثمكل طبيعي‬ ‫الاجتماعي‬ ‫والتفاعل‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬ ‫المدني‬ ‫المجتمع‬ ‫إلى مستوى‬ ‫التي ستفرضه‬ ‫أو المجتمعية‬

‫وتلقاني‪.‬‬

‫المجتمع الأمريكي؟‬ ‫في الواقِع المعاصر فربما نجده في‬ ‫تطبيقا لرؤية روسو‬ ‫أردنا‬ ‫ما‬ ‫واذا‬

‫من تركيبة‬ ‫من الأوقات داخل دين مدني مؤلف‬ ‫كانت في وقت‬ ‫الأمريكية‬ ‫إن السياسة‬ ‫حيث‬

‫النفعية‪/‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والليبرالية‬ ‫‪،‬‬ ‫التنويرية‬ ‫‪/‬‬ ‫والجمهورية‬ ‫‪،‬‬ ‫الطهرانية‬ ‫التوراتية ‪/‬‬ ‫المبادئ‬ ‫تقوم على‬ ‫خاصة‬

‫في‬ ‫تختلف‬ ‫لا‬ ‫الأمريكي‬ ‫الدين المدني‬ ‫الثلاثة التي تشكل‬ ‫كما أن المبادئ‬ ‫‪.‬‬ ‫والدينية ‪ /‬الأخلاقية‬

‫عند روسو(‪.)3‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫الأديان‬ ‫جوانبها عن‬ ‫بعض‬

‫للعمل‬ ‫العام‬ ‫للدبن والأخلاق مقابل النطاق الذكوري‬ ‫‪ -4‬النطاق النسوي الخاص‬

‫والشرعية‪:‬‬

‫برز في العصر‬ ‫والخاص‬ ‫العام‬ ‫بين الدين‬ ‫للتمييز‬ ‫التحليل‬ ‫من وجوه‬ ‫إن هذا المنظور النسوي‬

‫بين العالم‬ ‫النسوي‬ ‫التمييز‬ ‫يستند على‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫إطار الفلسفة النسوية المعاصرة‬ ‫في‬ ‫الحاضر‬

‫هو شأن‬ ‫ما‬ ‫عام بقدر‬ ‫لم يعد الدين في نظرهم شأن‬ ‫حيث‬ ‫‪.‬‬ ‫والعالم النسائي الخاص‬ ‫الذكوري‬

‫‪.39- 29‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫(‪ )1‬نقلا‬

‫‪.49‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫كازانوفا‪،‬‬ ‫خوسيه‬ ‫(‪)2‬‬

‫ص ‪.39‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )3‬نفسه‬

‫‪42‬‬
‫‪ 119‬لما‬ ‫ال!مل‬

‫‪ -‬هو "المنزل !‬ ‫الاتجاه النسوي‬ ‫أتباع‬ ‫الحداثة للدين ‪ -‬كما يقول‬ ‫فالموقع الذي تحدده‬ ‫؟‬ ‫خاص‬

‫المرءإ‪ ،‬فالمنزل هو‬ ‫الثابت لعواطف‬ ‫للمنزل بل بمعنى إالمكان‬ ‫الفضاء الملموس‬ ‫بمعنى‬ ‫لا‬

‫وعلاوة‬ ‫‪،‬‬ ‫والروحانية والدين‬ ‫والذاتية والعاطفية والفضيلة‬ ‫والحميمية‬ ‫والتعبير‬ ‫الحب‬ ‫نطاق‬

‫دوجلاس‬ ‫اَن‬ ‫ومن ثئم فقد وصفت‬ ‫بامتياز‪.‬‬ ‫النطاق الأنثوي‬ ‫فهذا النطاق المنزلي هو‬ ‫ذلك‬ ‫على‬

‫عملية‬ ‫بأنها‬ ‫في أمريكا‬ ‫في القرن التاسع عشر‬ ‫الدين التي حصلت‬ ‫التاريخية لخصخصة‬ ‫السيرورة‬

‫"(()‪.‬‬ ‫(تاْنيثية‬

‫التي‬ ‫العامة‬ ‫والمسئولية الخطابية‬ ‫العقلانية‬ ‫الأخلاق بعد إعفائهما من‬ ‫إن الدين وكذلك‬

‫للحداثة‬ ‫السابقة‬ ‫لقد كانت المجتمعات‬ ‫‪.‬‬ ‫فردي خاص‬ ‫مجرد مسألة ذوق‬ ‫أصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫يمثلها الرجال‬

‫الساحات‬ ‫في‬ ‫الجماعية‬ ‫الإيمانية‬ ‫الأفعال‬ ‫بدءا من‬ ‫العامة للدين‬ ‫التحليلات‬ ‫على‬ ‫الإكراه‬ ‫تنزع إلى‬

‫إلى إدانة اْي‬ ‫لذلك‬ ‫الحديثة خلافا‬ ‫بينما تنزع المجتمعات‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى التكفير العام والجماعي‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة‬

‫المرء لدينه‬ ‫استعراض‬ ‫فيه‬ ‫يصبح‬ ‫مبلغا‬ ‫الدين‬ ‫وفي الواقع تبلغ خصخصة‬ ‫‪.‬‬ ‫عام للدين‬ ‫استعراض‬

‫"!‬ ‫سعئ‬ ‫"ذوق‬ ‫وينم عن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالاحترام‬ ‫غير جدير‬ ‫علنا أمام الاَخرين عملا‬

‫داخل المنزل‬ ‫لتصبح شأنا خاصا‬ ‫الدينية‬ ‫لانزواء العقيدة‬ ‫التفسيري‬ ‫النسوي‬ ‫البعد‬ ‫ورغم هذا‬

‫مع خوسيه‬ ‫الإقرار‬ ‫ف!ن الغالبية تميل إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫جماعي‬ ‫بشكل‬ ‫فيه‬ ‫الشعائر‬ ‫شأنا عاما تمارس‬ ‫وليس‬

‫وأي نظرية‬ ‫‪.‬‬ ‫والتحليلات‬ ‫كل هذه الضغوط‬ ‫يزال يتمتع ببعد عام يتخطى‬ ‫لا‬ ‫إلى أن الدين‬ ‫كازانوفا‬

‫)‪.‬‬ ‫(‪2‬‬ ‫نظرية غير مكتملة‬ ‫بالضرورة‬ ‫هي‬ ‫الحديث‬ ‫هذا البعد العام للدين‬ ‫تتجاهل‬

‫تعقيب‬ ‫‪:‬‬ ‫سادسا‬

‫بشرية‬ ‫آراء‬ ‫هي‬ ‫إنما‬ ‫الأديان‬ ‫مفهوم الدين وتصنيف‬ ‫وآراء حول‬ ‫إن ما قدمناه من تصورات‬

‫وبين التصور‬ ‫‪،‬‬ ‫وأنواعه‬ ‫نشأته وتعريفه‬ ‫‪:‬‬ ‫البشرية للدين‬ ‫القراءة‬ ‫كبير بين‬ ‫وفرق‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫متفاوتة حول‬

‫الاكثر وضوحا‬ ‫التمييز‬ ‫أن‬ ‫فيه‬ ‫شك‬ ‫لا‬ ‫لكن الذي‬ ‫‪.‬‬ ‫لدى المؤمنين بكل دين على حدة‬ ‫الذي رسخ‬

‫إلى بشر‬ ‫بين الديانات البشرية أي التي انتسبت‬ ‫الأديان إنما هو الذي يميز ببساطة‬ ‫لتصنيف‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪Feminization‬‬
‫‪Duglas: The‬‬ ‫‪of Amercan‬‬ ‫‪Culture,‬‬ ‫(‪)1‬انظر‪,Ann 7791. :‬‬
‫‪New York‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫و‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫كازانوفا‪،‬‬ ‫خوسيه‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.001- 89‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m43‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫الوحي‬ ‫وبين الديانات السماوية التي مصدرها‬ ‫‪،‬‬ ‫على أقوالهم وأفعالهم‬ ‫واستندت‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫)‪.‬‬ ‫والإسلام‬ ‫(اليهودية والمشحية‬ ‫‪:‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫الإبراهيمية‬ ‫بالديانات‬ ‫ما تسمى‬ ‫‪eh.‬ببساطة‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫من ديانات لرية كانت‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫إلى كل‬ ‫النظر‬ ‫للدين أن يهمل‬ ‫ولا يستطيع أي فيلسوف‬

‫بحق تصنيفها‬ ‫إلى درجة يصعب‬ ‫ولا تزال عبر التاريخ البشري‬ ‫تعددت‬ ‫الدينية‬ ‫فالعقائد‬ ‫‪،‬‬ ‫سماوية‬

‫العالم‬ ‫تزال ديانات‬ ‫لا‬ ‫إذ‬ ‫لشعائرها؟‬ ‫المتدينين بها والممارسين‬ ‫ص!احصاء‬ ‫تفريعاتها‬ ‫هـادراك كل‬

‫وا!تفاء‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الإيمان بالحياة الأخرى‬ ‫تتراوح‬ ‫‪،‬‬ ‫المتعددة‬ ‫والاَلهة‬ ‫بين عبادة الإله الواحد‬ ‫تتراوح‬

‫وبين الشعائر والمظاهر‬ ‫المقدسة‬ ‫الشعائر والطقوس‬ ‫تتراوح بين ممارسة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالهداية الدنيوية‬

‫بالشئون‬ ‫والاهتمام‬ ‫الدنيوي‬ ‫بين الاهتمام بالشأن‬ ‫العالم تتراوح‬ ‫لا تزال ديانات‬ ‫‪،‬‬ ‫المدنية‬ ‫الدنيوية‬

‫بين الديانات المؤمنة‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل الواضح‬ ‫وديانات‬ ‫الأسرار‬ ‫بين ديانات‬ ‫تتراوح‬ ‫‪،‬‬ ‫الما ورائية الأخروية‬

‫عمله وميزان هذه الأعمال ‪،‬‬ ‫كل حسب‬ ‫المؤمنة بالمصير الجماعي‬ ‫الفردي والديانات‬ ‫بالخلاص‬

‫أن الخير والشر‬ ‫والتي ترى‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَلهة‬ ‫ثنائية‬ ‫إلى‬ ‫ترجع‬ ‫أن ثنائية الخير والشر‬ ‫التي ترى‬ ‫بين الديانات‬

‫فعل الخير‬ ‫إرادة‬ ‫مناطا للكائن العاقل الذي عليه‬ ‫يرى التكليف‬ ‫ما‬ ‫وبشِهما‬ ‫‪،‬‬ ‫فعل الإنسان‬ ‫من‬

‫وإرادة فعل الشر‪.‬‬

‫‪،‬‬ ‫بوضوح‬ ‫بينها‬ ‫الاختلاف‬ ‫ستبدو تفاصيل‬ ‫فيها‬ ‫العقيدة‬ ‫وكل تلك الصور من الديانات ومظاهر‬

‫والنفس والخير والر‬ ‫فلسفة الدين كالألوهية‬ ‫إلى موضوعات‬ ‫القادمة‬ ‫حينما نتطرق في الفصول‬

‫إلخ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الاَخر‪.‬‬ ‫والعالم‬ ‫والمعجزات‬

‫ي!‪+‬‬
‫الفصل التاني‬

‫الدين‬ ‫الدين وفلسفة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫بين الدين والفلسفة‪.‬‬ ‫العلاقة‬ ‫اولا‪:‬‬

‫الدين‪.‬‬ ‫فلسفة‬ ‫مفهوم‬ ‫ثانيا‪:‬‬

‫الدين‪.‬‬ ‫نث!أة فلسفة‬ ‫ثالثا‪:‬‬

‫الدين‪.‬‬ ‫فلاسفة‬ ‫أول‬ ‫وبروديقوس‬ ‫رابعا‪ :‬اكسينوفان‬

‫وأفلاطون وفلسفتهما الدينية‪.‬‬ ‫خامسا‪ :‬سقراط‬

‫الدينية‪.‬‬ ‫وفلسفته‬ ‫أرسطو‬ ‫‪:‬‬ ‫سادسا‬

‫الهللينستي‪.‬‬ ‫الدين في العصر‬ ‫سابعا‪ :‬فلسفة‬

‫السماوية‪.‬‬ ‫الأديان‬ ‫فلسفة الدين في ظل‬ ‫ثامنا‪:‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫الكون ‪،‬‬ ‫تسود‬ ‫التي‬ ‫والقوانين الميكانيكية والهندسية‬ ‫‪،‬‬ ‫العظيمة‬ ‫والاَلهة‬ ‫أرى النظام‬ ‫إحين‬

‫وأرى‬ ‫‪،‬‬ ‫والاحترام‬ ‫عليَّ الإعجاب‬ ‫يسيطر‬ ‫الأشياء‪،‬‬ ‫لها لجميع‬ ‫عدد‬ ‫لا‬ ‫التي‬ ‫والغايات‬ ‫والوسائل‬

‫وجب‬ ‫فينا‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫بوجود‬ ‫أقر‬ ‫إلى أن‬ ‫أعمالي تضطرني‬ ‫كانت أعمال البشر وحتى‬ ‫إذا‬ ‫أنه‬ ‫لا‬ ‫حا‬

‫هذا العقل‬ ‫وأقر بوجود‬ ‫‪.‬‬ ‫لها‬ ‫التي لا حصر‬ ‫الاَثار‬ ‫كبر في هذه‬ ‫أ‬ ‫نشاط‬ ‫ذي‬ ‫عقل‬ ‫عليئ أن أقر بوجود‬

‫يثبت‬ ‫كل عمل‬ ‫‪:‬‬ ‫المبدأ‬ ‫يهز اعتقادي بهذا‬ ‫فليس من شيء‬ ‫‪.‬‬ ‫رأيا‬ ‫أحدا يغثر‬ ‫الأعظم دون أن أخشى‬

‫مل لما‪.‬‬ ‫عا‬ ‫وجود‬

‫فولتير‪،‬‬ ‫أ‬

‫وبهذه الطريقة‬ ‫‪.‬‬ ‫بل أيضا عن طريق القلب‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقة عن طريق العقل فحسب‬ ‫نعرف‬ ‫لا‬ ‫"نحن‬

‫محاربتها"‪.‬‬ ‫العقلية‬ ‫المحاكمة‬ ‫التي عبثا تحاول‬ ‫الأولى‬ ‫المبادئ‬ ‫ندرك‬ ‫الثانية‬

‫يعرفها العقل ‪.)l‬‬ ‫لا‬ ‫مبررات‬ ‫وللقلب‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العقل‬ ‫بالله ولش!‬ ‫يحس‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫‪9‬إن القلب‬

‫باسكا لا‬ ‫أ‬

‫في‬ ‫‪c‬‬ ‫‪)1353‬‬ ‫‪-9136‬‬ ‫(‬ ‫أخناتون‬ ‫في عهد‬ ‫إلا‬ ‫العلماء أن التوحيد لم يظهر في مصر‬ ‫بعض‬ ‫ظن‬ ‫‪9‬‬

‫منذ‬ ‫العلمية والآثار المكتشفة يقطع بأن التوحيد ظهر في مصر‬ ‫حين أن الذي ثبت من الدراسات‬

‫يتجلى في كل شيء"‪.‬‬ ‫الله‬ ‫اْن‬ ‫ق ‪.‬م)‪ ،‬وأنه كان توحيدا مفاده‬ ‫زمن قديم جدا (حوالي ‪00501‬‬

‫‪،02‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫لليهودية‬ ‫المصرية‬ ‫الأصول‬ ‫‪:‬‬ ‫سعيد العشماوي‬ ‫أمحمد‬

‫لمن‬ ‫موصد‬ ‫لينبوع‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬ ‫الظمأ في الصحراء‬ ‫الذي يروي‬ ‫العذب‬ ‫الينبوع‬ ‫أنت أيها‬ ‫يا آمون‬ ‫"‬

‫الينبوع "‪.‬‬ ‫يجد‬ ‫ف!نه هنالك‬ ‫تأمل‬ ‫‪،‬‬ ‫يأتي الصامت‬ ‫فإنه حينما‬ ‫‪،‬‬ ‫بالصمت‬ ‫يتذرع‬ ‫لمن‬ ‫ومفتوح‬ ‫يتكلم‬

‫‪،‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫قديم عاش حوالي ‪ 0001‬ق‬ ‫لحكيم مصري‬ ‫أترنيمة‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫فجر الضمير‪ww .‬‬ ‫برستيد‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪47.‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫تمهيد‪:‬‬

‫أن الدين‬ ‫هذا الصدد‬ ‫في‬ ‫ولعلنا لاحظنا‬ ‫‪،‬‬ ‫نشأته‬ ‫الدين وكيفية‬ ‫معنى‬ ‫السابق‬ ‫في الفصل‬ ‫عرضنا‬

‫نمط من أنماط‬ ‫بأنها‬ ‫نقول عادة‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الفلسفة‬ ‫قديم قدم الإنسانية وهكذا الحال حينما ندرس‬

‫يقال عن أن نشأتها‬ ‫ما‬ ‫فهي أيضا قديمة قدم الإنسان رغم‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫التفكير العقلي لدى الإنسان‬

‫فالإنسان الذي امتاز بالعقل من‬ ‫‪.‬‬ ‫اليونان‬ ‫بلاد‬ ‫قبل الميلاد في‬ ‫دقيق في القرن السادس‬ ‫كعلم‬

‫من ظواهر الطبيعة والوجود‪،‬‬ ‫حوله‬ ‫فيما‬ ‫أن يفكر‬ ‫لابد‬ ‫كان‬ ‫على ظهر هذه الأرض‬ ‫بداية وجوده‬

‫طبيعة‬ ‫وحسب‬ ‫ثئم‬ ‫علاقته ك!نسان بكل هذه الظواهر وبما وراءها‪ .‬ومن‬ ‫ويتساءل عن أصلها وعن‬

‫الفلسفة‬ ‫فيه‬ ‫الذي ظهرت‬ ‫في ذات الوقت‬ ‫المقدسة‬ ‫الدينية‬ ‫الأسئلة نشأ الدين والعقيدة‬ ‫هذه‬

‫كتفكير نظري مجرد حول هذه الظواهر‪.‬‬

‫بين الدين والفلسفة (‪)1‬‬ ‫العلاقة‬ ‫اولا‪:‬‬

‫لديه منذ‬ ‫ارتبطا‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫قدم الإنسان‬ ‫والدينية قديمتان‬ ‫الفلسفية‬ ‫الخبرتين‬ ‫هنا ف!ن‬ ‫ومن‬

‫ظروفها ملائمة‬ ‫الإنسان الأول في السيطرة على الطبيعة البكر وجعل‬ ‫فبعد أن نجح‬ ‫؟‬ ‫البداية‬

‫ويتساءل عن أصله وأصل‬ ‫فيه‪،‬‬ ‫لحياته كان من الطبيعي أن يفكر في حقيقة هذا العالم الذي يعيثى‬

‫فلسفية قدمت‬ ‫سابقا تساؤلات‬ ‫كما أشرنا‪-‬‬ ‫هي في صميمها‪-‬‬ ‫وهذه التساؤلات‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجود ككل‬

‫الشرقية القديمة أولى إجابات الإنسان القأمل عليها وقادته هذه التساؤلات وتلك‬ ‫الحضارات‬

‫هذه‬ ‫وقد اختلفت‬ ‫‪،‬‬ ‫طبيعة هذا العالم وأصله‬ ‫حول‬ ‫الدينية‬ ‫الإجابات إلى الإيمان بنوع من العقيدة‬

‫المختلفة‪.‬‬ ‫البيئية‬ ‫ظروفه‬ ‫وبحسب‬ ‫خبرة كل شعب‬ ‫عند الشعوب بحسب‬ ‫الدينية‬ ‫العقيدة‬

‫الحديثة للطباعة والنثر والتوزيع‬ ‫تباء‬ ‫دار‬ ‫‪،‬‬ ‫والتطيقية‬ ‫النظرية‬ ‫إلى الفلسفة‬ ‫النثار‪ :‬مدخل‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬مصطفى‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 32- 92‬‬ ‫ص‬ ‫‪7002‬‬ ‫لقاهرة‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫با‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫الترجمة العربية لفؤاد زكريا‪ ،‬دار نهضة مصر‪al‬‬ ‫وانظر أيضا‪ :‬هننرميد‪ :‬الفلسفة أنواعها ومشكلانها‪،‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪ ،‬ص ‪.45 - 34‬‬ ‫للطبع والنشر بالقاهرة ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪7591 ،‬‬
‫‪h.‬‬ ‫م‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪94 +‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬
‫الفلسفية‪،‬‬ ‫الخبرة الدينية والخبرة‬ ‫وبالطبع فلم يكن ممكنا في ذلك الوقت الفصل بين‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫حقيقة ظن البشر‬ ‫إلى‬ ‫عقلي مغلف بالأسطورة والخيال للوصول‬ ‫بحث‬ ‫كان بمثابة‬ ‫فكلاهما‬ ‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫يتزعزع فيها!‬ ‫لا‬ ‫مؤكدة ترقى إلى مكان الاعتقاد الديني الذي‬ ‫أنها‬ ‫خبراتهم المختلفة‬ ‫حسب‬

‫الفلسفة لدى‬ ‫بعد أن ظهرت‬ ‫وشيئا فشيئا بدأت الخبرتان تتمايزان لدى الإنسان وخاصة‬

‫البحث الفلسفي‬ ‫تمايز‬ ‫تصور شبه متكامل عن‬ ‫بلورة‬ ‫في‬ ‫حتى نجح أرسطو‬ ‫وتطورت‬ ‫اليونان‬

‫فكان أول الفلاسفة والعلماء اليونان‬ ‫الدينية‬ ‫العقيدة‬ ‫وتميز كليهما لديه عن‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمي‬ ‫عن البحث‬

‫النزعة الدينية‪.‬‬ ‫بعيدا عن‬ ‫الذين قدموا فلسفتهم‬

‫والفلسفية منذ أن نزل‬ ‫الدينية‬ ‫التمايز بين الخبرتين‬ ‫هذا‬ ‫الصعيد الديني فقد حدث‬ ‫أما على‬

‫هذه‬ ‫فقد حسمت‬ ‫‪،‬‬ ‫ثم الإسلام‬ ‫في المسيحية‬ ‫وخاصة‬ ‫المنزلة‬ ‫الدينية‬ ‫الإلهي بالشرائع‬ ‫الوحي‬

‫يميزون‬ ‫الناس‬ ‫وأصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫واضحة‬ ‫بصورة‬ ‫الخبرتين‬ ‫بين هاتين‬ ‫الفرق‬ ‫مسألة‬ ‫الدينية المنزلة‬ ‫الشرائع‬

‫وبين‬ ‫‪،‬‬ ‫الديني‬ ‫خبرة تستند على الإيمان والتسليم بما ورد في النص‬ ‫باعتباره‬ ‫بين الدين‬ ‫بوضوح‬

‫اختلاط الدين‬ ‫وصار‬ ‫العقل الإنساني في الوجود‪.‬‬ ‫بحث‬ ‫بنتائج‬ ‫خبرة تتعلق‬ ‫الفلسفة باعتبارها‬

‫حتمتها في الزمن القديم طفولية التفكير الانساني مسألة تنتمي إلى‬ ‫بالفلسفة الذي كان ضرورة‬

‫على العقل الإنساني‬ ‫طرح‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ ‫بينهما‪،‬‬ ‫التمييز‬ ‫تاريخ العلاقة بين الدين والفلسفة على صعيد‬

‫ما جدوى‬ ‫‪:‬‬ ‫بالنظر والاعتبار مثل‬ ‫جديرة‬ ‫تساؤلات‬ ‫بهذه الشرائع السماوية‬ ‫المؤمنين‬ ‫لدى‬ ‫وخاصة‬

‫في‬ ‫العقلي الفلسفي‬ ‫إلى البحث‬ ‫وجه الحاجة‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫الدين ؟ وبمعنى أوضح‬ ‫الفلسفة في وجود‬

‫؟!‬ ‫المنزلة‬ ‫النصوص‬ ‫حقيقته من خلال‬ ‫الكثير حول‬ ‫الوجود بعدما اتضح‬ ‫حمَيقهَ‬

‫العقل المؤمن أن ظهر‬ ‫وقد ترتبت على هذه التساؤلات وغيرها من التساؤلات التي طرحها‬

‫على هذا العداء‬ ‫وترتب‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين والفلاسفة‬ ‫بين رجال‬ ‫أخرى‬ ‫أحيانا‬ ‫والصراع‬ ‫أحيانا‬ ‫العداء‬ ‫نوع من‬

‫أدركتها هذه‬ ‫التي‬ ‫الدين والحقيقة‬ ‫ضد‬ ‫أنها‬ ‫بحجة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫تحارب‬ ‫دينية‬ ‫فرق‬ ‫أو الصراع ظهور‬

‫الفلسفية حتى عصر الفلسفة‬ ‫الإسكندرية‬ ‫عصر مدرسة‬ ‫منذ‬ ‫توالت من الفلاسفة‬ ‫التي‬ ‫الفرق‬

‫وأن الحجة‬ ‫‪،‬‬ ‫الحق‬ ‫يضاد‬ ‫لا‬ ‫فالحق‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الدين والفلسفة‬ ‫أي تعارض‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬ ‫أنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلاممِة‬

‫له‪.‬‬ ‫الديني ومؤكدة‬ ‫والاعتقاد‬ ‫ل!يمان‬ ‫الفلسفية داعمة‬ ‫العقلية‬

‫‪05‬‬
‫الناق‬ ‫ال!كل‬

‫العصور‬ ‫فلاسفة‬ ‫لها الحلول‬ ‫وقدم‬ ‫قد صاغها‬ ‫والدين‬ ‫التوفيق بين الفلسفة‬ ‫إشكالية‬ ‫كانت‬ ‫!هاذا‬

‫مع‬ ‫بين الدين والفلسفة‬ ‫الفروق‬ ‫ف!ن ما يعنينا الاَن هو بيان‬ ‫‪،‬‬ ‫ومسلمين‬ ‫مسيحيين‬ ‫من‬ ‫الوسطى‬

‫حيث‬ ‫من‬ ‫؟‬ ‫الفروق‬ ‫هذه‬ ‫بيان‬ ‫لأفضل‬ ‫ا‬ ‫من‬ ‫وربما يكون‬ ‫‪.‬‬ ‫بينهما‬ ‫العلاقة‬ ‫وضرورة‬ ‫لحقيقة‬ ‫إدراكنا‬

‫التي‬ ‫الغاية‬ ‫ومن حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫المصدر والمنهج‬ ‫ومن حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫الموضوع‬ ‫ومن حيث‬ ‫التمييز بينهما‪،‬‬

‫يستهدفانها‪.‬‬

‫‪:‬‬ ‫الموضوع‬ ‫أ‪ -‬من حيث‬

‫أصل‬ ‫‪:‬‬ ‫معينة مثل‬ ‫يلتقيان في معالجة موضوعات‬ ‫الرغم من أن الدين والفلسفة‬ ‫على‬ ‫أنه‬ ‫فنجد‬

‫والتي‬ ‫المستقلة‬ ‫موضوعاته‬ ‫منهما‬ ‫لكل‬ ‫إلا أن‬ ‫‪،‬‬ ‫إلخ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والوجود‪.‬‬ ‫وطبيعة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسان‬ ‫وطبيعة‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬

‫العلمية‬ ‫بالمشكلات‬ ‫كثيرا‬ ‫يهتم‬ ‫فالفيلسوف‬ ‫‪،‬‬ ‫كثيرة‬ ‫الآخر في أحيان‬ ‫موضوعات‬ ‫تتقاطع مع‬ ‫لا‬

‫وقضايا الإنسان المعرفية واللغوية‬ ‫ويهتم أيضا بمشكلات‬ ‫العلماء وتحليلها‪،‬‬ ‫للعالم وتفسيرات‬

‫الفلسفي‬ ‫عند حد والبحث‬ ‫تتوقف‬ ‫لا‬ ‫إن اهتمامات الفيلسوف‬ ‫‪.‬‬ ‫والحضارية‬ ‫والبيئية‬ ‫والجمالية‬

‫"لا‬ ‫‪:‬‬ ‫الفارابى‬ ‫قول‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫أدل على‬ ‫وليس‬ ‫‪.‬‬ ‫التأمل وتجدده‬ ‫اَفادتى‬ ‫واتساع‬ ‫بالشمول‬ ‫عموما‬ ‫يتسم‬

‫"‪.‬‬ ‫فيه مدخل‬ ‫إلا وللفلسفة‬ ‫شيء‬ ‫يوجد‬

‫عندها؟ فثمة مسائل‬ ‫حدودا ينبغي أن يتوقف‬ ‫ف!ن للعقل الإنساني المتفلسف‬ ‫ذلك‬ ‫ورغم‬

‫!ادراك أي حقائق بشأنها‪.‬‬ ‫فيها‬ ‫يعجز عن الخوض‬ ‫غيبية‬

‫حتى في‬ ‫أو‬ ‫الميتافيزيقية‬ ‫يتعلق بالموضوعات‬ ‫فيما‬ ‫سواء‬ ‫دائما‬ ‫الحقيقة الفلسفية‬ ‫كانت‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬

‫رؤيته‬ ‫من زاوية معينة حسب‬ ‫حقيقة نسبية يدركها كل فيلسوف‬ ‫لإنسانية‬ ‫ا‬ ‫أو‬ ‫الطبيعية‬ ‫الموضوعات‬

‫متعددة ‪،‬‬ ‫أوجه‬ ‫أي ذات‬ ‫؟‬ ‫نسبية‬ ‫إنسانية‬ ‫أنها‬ ‫يميز الحقيقة الفلسفية إذن‬ ‫ما‬ ‫أبرز‬ ‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫المتميزة‬ ‫الفلسفية‬

‫بذلك تنأى عن‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫إلهي‬ ‫سماوي‬ ‫علوي‬ ‫فهي حقيقة مطلقة مصدرها‬ ‫الدينية‬ ‫الحقيقة‬ ‫بعكس‬

‫حمالة أوجه‬ ‫أو‬ ‫الحقيقة الفلسفية نسبية‬ ‫كون‬ ‫فمان‬ ‫أو للتطوير‪ .‬وبالطبع‬ ‫وغير قابلة للتعديل‬ ‫أي شك‬

‫الفلسفية ترجع أولا إلى طبيعة‬ ‫للحقيقة‬ ‫الأوجه المتعددة‬ ‫أو يقلل من قيمتها؟ لأن تلك‬ ‫لا يعيبها‬

‫نظرهم‬ ‫وجهات‬ ‫إلى اختلاف‬ ‫وترجع‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلاسفة بالبحث والتأمل‬ ‫يتناولها‬ ‫التي‬ ‫الموضوعات‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫ي ‪ww‬‬ ‫الاختلاف في الرأي حول‬ ‫اْن‬ ‫الأهم ‪ -‬إلى‬ ‫ثالثا‪ -‬وهذا هو‬ ‫وترجع‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫ومذاهبهم‬
‫‪w.‬‬
‫أ‬

‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬ ‫الطبيعة البشرية‪.‬‬ ‫هو من صميم‬ ‫إنما‬ ‫موضوع‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪51.‬‬
‫الدين‬ ‫هلسفة‬ ‫)لى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬‫‪ww‬‬
‫المنهني‪:‬‬ ‫من حيث‬ ‫‪.a‬‬
‫ب‪-‬‬
‫أما‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫أي على القبول والتسليم بحقائق معينة تسليما‪ ،‬والإذعان لها‬ ‫؟‬ ‫الإيمان‬ ‫فإن الدين يقوم على‬ ‫‪m‬‬

‫تقوده‬ ‫ما‬ ‫عقل الإنسان وعلى‬ ‫فيه‬ ‫يفكر‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫القائمة‬ ‫أن الفلسفة بطبيعتها‬ ‫في حين‬ ‫تاما‪،‬‬ ‫إذعانا‬

‫ذاك يؤمن بحقيقة معينة‬ ‫أو‬ ‫هذا الفيلسوف‬ ‫المقنعة التي تجعل‬ ‫العقلية‬ ‫الحجج‬ ‫وعلى‬ ‫إليه تأملاته‬

‫‪.‬‬ ‫التسليم والإذعان‬ ‫ذلك‬ ‫ترفض‬

‫التي مصدرها‬ ‫الحقائق‬ ‫القبول بمجموعة‬ ‫ببساطة‬ ‫يعني‬ ‫عقيدة‬ ‫أي‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫إن الإيمان بالعقيدة‬

‫طريق الوحي‬ ‫عن‬ ‫أم‬ ‫الله‬ ‫عند‬ ‫منزلة فعلا من‬ ‫الحقائق‬ ‫أكانت هذه‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫للطبيعة‬ ‫خارق‬ ‫إلهي‬

‫الديانات الأخرى‬ ‫كانت عند أصحاب‬ ‫أم‬ ‫السماوية‬ ‫كما في الديانات‬ ‫والأنبياء‬ ‫الإلهي إلى الرسل‬

‫من مصدر علوي غامض‪.‬‬

‫في الفهم‬ ‫والعقل‬ ‫المنطق‬ ‫يستخدم‬ ‫الفيلسوف‬ ‫الديني مثله مثل‬ ‫إن المفكر‬ ‫‪:‬‬ ‫هنا‬ ‫قائل‬ ‫وقد يقول‬

‫الديني حينما يستخدم‬ ‫هذا القائل قد فاته أن المفكر‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الخصوم‬ ‫والتفسير والرد على‬ ‫والتاْويل‬

‫أصلا ويقبله مع سائر‬ ‫به‬ ‫يؤمن‬ ‫لما‬ ‫الأدلة العقلية‬ ‫يضيف‬ ‫لكي‬ ‫يستخدمها‬ ‫ف!نه‬ ‫العقل والمنطق‬

‫أمامه بين‬ ‫تعارض‬ ‫أي‬ ‫إذا ما ظهر‬ ‫أنه‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫والدليل‬ ‫‪.‬‬ ‫دماذعانا‬ ‫معه بهذا الدين تسليما‬ ‫المؤمنين‬

‫الأول للثاني مباشرة عند المفكر الديني‪.‬‬ ‫خضع‬ ‫الإيمانية‬ ‫وبين الحقيقة‬ ‫البرهان العقلي‬

‫دائما‪ ،‬إذ إن‬ ‫للعقل‬ ‫الفيلسوف‬ ‫إذ ينتصر‬ ‫؟‬ ‫الصدارة‬ ‫مكان‬ ‫ف!ن العقل يحتل‬ ‫الفيلسوف‬ ‫أما لدى‬

‫كان‬ ‫أيا‬ ‫الغامضة أو الخفية‬ ‫المسلمات‬ ‫جهدا عقليا لتجنب‬ ‫الفلسفة أن يبذل الفيلسوف‬ ‫من صميم‬

‫امتلك الدليل‬ ‫إذ‬ ‫إلا‬ ‫يققد في أي شيء‪،‬‬ ‫ولا‬ ‫للنقاش والجدل‬ ‫كل شيء‬ ‫يخضع‬ ‫فهو‬ ‫مصدرها‪،‬‬

‫العقلي عليه‪.‬‬

‫غاية الدين والفلسفة‪:‬‬ ‫من حيث‬ ‫اما‬ ‫ب‪-‬‬

‫إنهما يهدفان إلى إدراك الحقيقة والوصول‬ ‫لكل منهما‪ ،‬حيث‬ ‫القصوى‬ ‫الغاية‬ ‫وحدة‬ ‫فرغم‬

‫يهتم إلا‬ ‫لا‬ ‫شوقه إلى المعرفة وهو في الأغلب‬ ‫يحركه في الأساس‬ ‫أن الفيلسوف‬ ‫لا‬‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى الحق‬

‫فالهم الأساسي‬ ‫انسجامها‪،‬‬ ‫أو عدم‬ ‫البشرية المتأصلة‬ ‫وأمانيه‬ ‫آماله‬ ‫معارفه مع‬ ‫أقل القليل بانسجام‬

‫مريحة وتدخله في‬ ‫النتائج مقلقة أو غير‬ ‫حتى لو كانت‬ ‫الحقيقة‬ ‫للفيلسوف هو الوصول إلى‬

‫‪52‬‬
‫النانع‬ ‫ال!مل‬

‫بما فيه والعامل‬ ‫به المسلم‬ ‫المؤمن‬ ‫الأول هو إعطاء‬ ‫أما الدين فهدفه‬ ‫‪،‬‬ ‫أو اجتماعية‬ ‫نفسية‬ ‫أزمات‬

‫بالأمان والطمأنينة في حاضره‬ ‫الملتزم بأوامره ونواهيه أكبر قدر من الإحساس‬ ‫لتعاليمه‬ ‫وفقا‬

‫‪.‬‬ ‫الدنيوي وفي مستقبه الأخروي‬

‫النظر‬ ‫إلى الحقيقة المجردة بصرف‬ ‫هو الوصول‬ ‫إنما‬ ‫الفيلسوف‬ ‫أن هدف‬ ‫أمامنا‬ ‫يتضح‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬

‫مع التقاليد البثرية أو‬ ‫أو غير منسجمة‬ ‫كانت‬ ‫منسجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫أم مريحة‬ ‫النتائج العملية مقلقة كانت‬ ‫عن‬

‫والراحة‬ ‫الدين دائما إلى توفير الانسجام‬ ‫بينما يهدف‬ ‫‪،‬‬ ‫مجتمعه‬ ‫لديه أو لدى‬ ‫الاجتماعية‬ ‫العادات‬

‫إلى‬ ‫فهو سبيلهم‬ ‫‪،‬‬ ‫حياة الناس‬ ‫في‬ ‫الأهمية المباشرة‬ ‫للدين‬ ‫ما يجعل‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫ل!نسان‬ ‫العملسِن‬

‫‪.‬‬ ‫الأخرى‬ ‫حياتهم‬ ‫الدنيا وفي‬ ‫حياتهم‬ ‫والطمأنينة النفسية في‬ ‫العقلية‬ ‫الراحة‬

‫لقلق الإنسان في مواجهة الواقع‬ ‫الدائم‬ ‫وبالطبع فليس معنى ذلك أن الفلسفة هي المصدر‬

‫بل إن من الدين‬ ‫‪.‬‬ ‫البعض‬ ‫لراحته في مواجهتهما كما يتصور‬ ‫بينما الدين هو المصدر‬ ‫والمصير‪،‬‬

‫ومن الفلسفة فلسفات‬ ‫‪.‬‬ ‫المشقبل‬ ‫لفهم الواقع واستشراف‬ ‫يدفع الإنسان دفعا إلى التفلسف‬ ‫مَن‬

‫عقلية تريح العقل كما تريح الوجدان ‪.‬‬ ‫تسند المعتقد الديني على حجج‬ ‫إيمانية‬

‫وللجوانب‬ ‫دوما إلى الفهم المجرد لحقيقة الوجود‬ ‫العقلي الساعي‬ ‫إن الفلسفة بمنهجها‬

‫كلاهما‬ ‫‪،‬‬ ‫والدين بمنهجه التسليمي ‪ -‬الإيماني‬ ‫‪،‬‬ ‫تحقيق سعادته‬ ‫المختلفة لحياة الإنسان وطرق‬

‫فإن‬ ‫ومع ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫والفلسفة تخاطب‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجدان‬ ‫فالدين يخاطب‬ ‫؟‬ ‫لحياة الإنسان‬ ‫ضروري‬

‫دعوته إلى‬ ‫ولذلك جاءت‬ ‫معا‪.‬‬ ‫والوجدان‬ ‫العقل‬ ‫الإسلامي قد خاطب‬ ‫الدين‬ ‫‪-‬‬ ‫الأديان‬ ‫خاتم‬

‫إيمان‬ ‫يكتمل‬ ‫لا‬ ‫الدينية التي‬ ‫إلى الفريضة‬ ‫ما يكون‬ ‫أقرب‬ ‫اعتبار التفكير العقلي والتأمل الفلسفي‬

‫والدينية‪.‬‬ ‫الدنيوية‬ ‫شئونه‬ ‫في كل‬ ‫أعملهما‬ ‫إذا‬ ‫إلا‬ ‫به‬ ‫المؤمن‬

‫لحياة الإنسان العاقل الآن كما‬ ‫أن الدين والفلسفة ضروريان‬ ‫فيها‬ ‫شك‬ ‫لا‬ ‫إن الحقيقة التي‬

‫‪ht‬‬
‫عن الحقيقة‬ ‫الدينية‬ ‫الحقيقة‬ ‫الصورة بعد أن تمايزت‬ ‫وإن اختلفت‬ ‫‪،‬‬ ‫في الماضي‬ ‫له‬ ‫ضروريين‬ ‫كانا‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫التعامل معهما وفهمهما‪.‬‬ ‫كل منهما ومنهج‬ ‫الفلسفية وأصبحنا نعي مصدر‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪53+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪l-m‬‬‫‪a‬‬
‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫مفهوم‬ ‫‪:‬‬ ‫ثانيا‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫الدين في علاقتها‬ ‫فماذا تعني فلسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫العلاقة بين الدين والفلسفة‬ ‫كانت تلك هي صورة‬ ‫إذا‬
‫‪m‬‬

‫بالدين؟‬

‫بالتساؤلات‬ ‫الفرع من الفلسفة المختص‬ ‫هي ذلك‬ ‫إن فلسفة الدين‬

‫والنصوص‬ ‫المفردات‬ ‫وتحليل‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫التجربة‬ ‫وفحص‬ ‫‪،‬‬ ‫لإلهي‬ ‫ا‬ ‫الوجود‬ ‫وطبيعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالدين‬ ‫الخاصة‬

‫وللقضايا‬ ‫للمعاني‬ ‫العقلية‬ ‫الدراسة‬ ‫الدين هي‬ ‫أي أن فلسفة‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫والعلاقة بين الدين والعلم‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬

‫وقضايا‬ ‫الله‬ ‫وما وراء الطبيعة مثل وجود‬ ‫الطبيعية‬ ‫للظواهر‬ ‫الدينية وتفسيراتها‬ ‫العقائد‬ ‫التي تطرحها‬

‫والمصير‪ .‬وهو حقل قديم من حقول المعرفة وجد في أقدم المخطوطات‬ ‫الخلق والموت‬

‫من الفلسفة‬ ‫يرتبط بعلاقة وطيدة بفروع أخري‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬ ‫البثمرية‬ ‫المتعلقة بالفلسفة التي عرفتها‬

‫خارج‬ ‫عادة ما تتم مناقثشها‬ ‫الدين‬ ‫والتاريخ (‪ .)2‬وفلسفة‬ ‫والمنطق‬ ‫العام كالميتافيزيقا‬ ‫والفكر‬

‫يتعلق بوجود‬ ‫فيما‬ ‫والمناظرات الجدلية خصوصا‬ ‫‪،‬‬ ‫الكتب الشهيرة‬ ‫الأطر ا!اديمية من خلال‬

‫الشر‪.‬‬ ‫ومشكلة‬ ‫الله‬

‫إلى‬ ‫تطمح‬ ‫أنها‬ ‫‪ Religious philosophy‬من ناحية‬


‫الفلسفة الدينية‬ ‫الدين عن‬ ‫فلسفة‬ ‫وتختلف‬

‫من نظام إيماني أو‬ ‫عن تحليل المشاكل المطروحة‬ ‫عوضا‬ ‫مناقئة أسئلة تتعلق بطبيعة الدين ككل‬

‫كمؤمنين‬ ‫أنفسهم‬ ‫مَن يقدمون‬ ‫كل‬ ‫قِبَل‬ ‫من‬ ‫قابلة للنقاش‬ ‫بطريقة تجعلها‬ ‫إنها ممممة‬ ‫‪.‬‬ ‫معين‬ ‫معتقد‬

‫أو غير مؤمنين (‪.)3‬‬

‫‪Alston, William‬‬ ‫‪:.P‬‬ ‫‪Problems‬‬ ‫‪of Philosophy of Religion,‬‬ ‫)‪Philoso‬‬


‫‪(1-‬‬
‫‪"Ecyclopedia of‬‬

‫‪New York,‬‬ ‫‪.phy",‬‬


‫‪Macmillan Publishing‬‬ ‫‪Co 6791.‬‬

‫‪:.Wikipedia.‬‬
‫‪Org/ wild/ Philosophy-‬‬ ‫نقلاعن ‪of Religion .P I‬‬

‫‪Stanford‬‬ ‫‪Encyclopedia of Philosophy,‬‬ ‫‪<< Philosophy‬‬


‫)‪Religion‬‬
‫‪of (2((.‬‬

‫لن!(ش‬
‫‪/Wikipedia. Org‬‬ ‫‪of‬‬ ‫‪Religion‬‬
‫‪:.Philosophy-‬‬
‫‪.P I‬‬ ‫‪ 5U‬عن‬

‫‪(3‬‬ ‫‪Evans, .C‬‬ ‫‪Stephen,‬‬ ‫)‪Press‬‬


‫‪Philosophy of Religion: Thinking about Faith, Intervarsity‬‬

‫‪,8591‬‬ ‫ا‪.‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪bid‬‬ ‫‪.:‬‬ ‫نقلاعن‬

‫‪+5‬‬ ‫‪4‬‬
‫الثالع‬ ‫ال!كل‬

‫الرغم‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫بدراسة الظواهر‬ ‫الفرع من الفلسفة المختص‬ ‫الدين هي ذلك‬ ‫إن فلسفة‬

‫تشتمل على‬ ‫التي‬ ‫من النظريات والممارسة‬ ‫الأنظمة المعقدة‬ ‫من أن الديانات تمتلك نفس‬

‫الحقيقة‬ ‫على تقييم دعاوى‬ ‫التركيز‬ ‫الدين تتجه إلى‬ ‫فإن فلسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫الشعائرية‬ ‫الأساطير والطقوس‬

‫مواقف‬ ‫لها‬ ‫التي‬ ‫والإسلام‬ ‫كاليهودية والمسيحية‬ ‫الإيمانية‬ ‫الديانات‬ ‫معظم‬ ‫لدى‬ ‫سواء‬ ‫الدينية‬

‫التي عادة‬ ‫التقاليد الدينية الأخرى‬ ‫الإله أو لدى‬ ‫وفعاليات‬ ‫‪،‬‬ ‫والطبيعة‬ ‫تتعلق بالوجود‪،‬‬ ‫واضحة‬

‫المعرفة وهو‬ ‫وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫القوة‬ ‫كل‬ ‫ويمتلك‬ ‫وخالد وحي‬ ‫غير مجسد‬ ‫وكأنه شخص‬ ‫الإله‬ ‫ما تنظر إلى‬

‫أجوبة عقلية عن‬ ‫العقلي لكل هذا كما أن لديهم‬ ‫الدين لديهم التقم‬ ‫إن فلاسفة‬ ‫‪.‬‬ ‫العالم‬ ‫خالق‬

‫الإنسان (‪.)1‬‬ ‫الدينية التي يطرحها‬ ‫التساؤلات‬ ‫تلك‬

‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫للتأمل الفلسفي‬ ‫ملهما‬ ‫عادة ما يكون‬ ‫بألوانه المتعددة‬ ‫أن الدين‬ ‫هنا يبدو كيف‬ ‫ومن‬

‫(‪.)2‬‬ ‫الدينية‬ ‫اعتقاداتهم‬ ‫تثيرها‬ ‫أسئلة‬ ‫عن‬ ‫لتجيبهم‬ ‫يلجأ الناس إلى الفلسفة‬ ‫ما‬ ‫كثيرا‬ ‫الآخر‬ ‫الجانب‬

‫على العقل‬ ‫وأشرنا‪-‬‬ ‫تعتمد الفلسفة ‪ -‬كما سبق‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫للدين‬ ‫فلسفة‬ ‫أمام‬ ‫الحالتين نحن‬ ‫كلتا‬ ‫وفي‬

‫‪ -‬كما‬ ‫لأديان‬ ‫ا‬ ‫بينما تعتمد‬ ‫‪،‬‬ ‫والحجة‬ ‫التحليل‬ ‫بواسطة‬ ‫عملها‬ ‫معونة وتؤدي‬ ‫دون‬ ‫وحده‬ ‫الإنساني‬

‫إلهيا‪،‬‬ ‫إلهاما‬ ‫الذي يعد‬ ‫هي الكتاب المقدس‬ ‫وأشرنا أيضا‪ -‬في المقابل على وثيقة مقدسة‬ ‫سبق‬

‫‪(3‬‬
‫ويطلق عليها عادة اسم الوحي ‪Revelation).‬‬

‫الفرع من الفلسفة المعني بدراسة وتحليل طبيعة‬ ‫سبق ف!ن فلسفة الدين هي ذلك‬ ‫لما‬ ‫لىاجمالا‬

‫إليها تلك‬ ‫التي تستند‬ ‫والبراهين‬ ‫الأدلة‬ ‫الدينية ونوع‬ ‫عليه المعتقدات‬ ‫المعرفة الدينية وما تنطوي‬

‫وأحوالها‪.‬‬ ‫منابعها وتجلياتها‬ ‫في‬ ‫والبحث‬ ‫الإيمانية‬ ‫التجارب‬ ‫تحليل‬ ‫وتحاول‬ ‫‪،‬‬ ‫المعرفة‬

‫الشهير‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫إن أرسطو‬ ‫حيث‬ ‫الميتافيزيقا‪،‬‬ ‫الدين كلاسيكيا جزءا من‬ ‫وقد اعتبرت فلسفة‬

‫الأولى للوجود‪ ،‬علة الحركة غير المتحركة من صميم‬ ‫العلة‬ ‫أن البحث عن‬ ‫اعتبر‬ ‫قد‬ ‫"الميتافيزيقا!‬

‫موضوع‬ ‫الإله هو‬ ‫حول‬ ‫ف!ن البحث‬ ‫وتبعا لأرسطو‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫"الإله‬ ‫وتم تسميته‬ ‫‪،‬‬ ‫الميتافيزيقي‬ ‫البحث‬

‫‪Cambridge Dictionary of Philosophy, Geneal‬‬ ‫‪Editor Robert‬‬ ‫‪,The‬‬


‫انظر‪Audi :‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪University Press, United Kingdom‬‬ ‫‪.Cambridge‬‬


‫‪,8991 P‬‬ ‫‪706.‬‬

‫‪ht‬‬ ‫القاهرة ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والتوزيع‬ ‫رؤية للنشر‬ ‫‪،‬‬ ‫مصطفى‬ ‫د‪ .‬عادل‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬ ‫‪:‬‬ ‫إيرل‬ ‫(‪ )2‬وليم جيمس‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬ ‫‪.278‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1102‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak Wikipedia org.‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪/‬‬ ‫‪wiki/ Philosophy- of the‬‬ ‫‪(3.1.‬‬
‫‪)P‬‬
‫‪Religion,‬‬

‫‪55‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫الديل‬ ‫ملس!ه‬ ‫إلى‬ ‫حهديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬
‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫مصطلح‬ ‫اليوم‬ ‫التاريخ حتى‬ ‫وتبنى الفلاسفة منذ ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الطبيعي‬ ‫اللاهوت‬ ‫‪l-m‬‬
‫دراسة‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫على الرغم من أنه مازال هناك‬ ‫وذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫من التخصص‬ ‫مستقل‬ ‫‪ h.c‬لهذا النوع من الدراسة كمجال‬
‫‪om‬‬

‫الكاثوليك يعتبرونه جزءا من الميتافيزيقا‪.‬‬ ‫الفلاسفة‬ ‫وخاصة‬ ‫الفلاسفة‬ ‫بعض‬

‫وبين‬ ‫)‬ ‫الإسلامي‬ ‫(أو علماء الكلام بالاصطلاح‬ ‫بين علماء اللاهوت‬ ‫فرقا‬ ‫أن ثمة‬ ‫ونلاحظ‬

‫ينظرون إلى الوجود الإلهي كمسلمة‬ ‫ما‬ ‫عادة‬ ‫الأوائل أي علماء اللاهوت‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الدين‬ ‫فلاسفة‬

‫الدينية‬ ‫الاعتقادات‬ ‫ويبررون‬ ‫ويشرحون‬ ‫بذاتها‪،‬‬ ‫واضحة‬ ‫أو كحقيقة‬ ‫‪،‬‬ ‫أو بديهية غرِ قابلة للنقاش‬

‫فهم يختبرون‬ ‫الدين‬ ‫أما فلاسفة‬ ‫‪.‬‬ ‫الحدسية‬ ‫الفطرية والمجازات‬ ‫العقلاني أو بالصور‬ ‫بالمنطق‬

‫اعتقادات دين ما‪-‬‬ ‫المتضمنة في‬ ‫والجمالية‬ ‫والأخلاقية‬ ‫المعرفية والمنطقية‬ ‫الأسس‬ ‫وشقدون‬

‫الدين‬ ‫فإن فلاسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإله‬ ‫طبيعة‬ ‫موضوع‬ ‫عقليا وتجريبيا‬ ‫يحللون‬ ‫اللاهوت‬ ‫وبينما علماء‬ ‫‪.‬‬ ‫دين‬ ‫أي‬

‫الدينية‪.‬‬ ‫ما يتعلق بالمعتقدات‬ ‫وبإبداء الرأي في كل‬ ‫قابل للمعرفة‬ ‫عما هو‬ ‫أكئر بالسؤال‬ ‫مهتمون‬

‫أي معجزة حدثت‬ ‫فلسفة الدين مثل التساؤل عما الذي يجعلنا نصدق‬ ‫بها‬ ‫تهتم‬ ‫وثمة أسئلة أخرى‬

‫العلاقة بين‬ ‫وما هي‬ ‫‪،‬‬ ‫العلاقة بين الإيمان الديني والعقل‬ ‫وما هي‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫ذلك‬ ‫يمكننا من‬ ‫وسيلة‬ ‫وبأي‬

‫الرجاء‬ ‫بصلاة‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫التوسلية أو‬ ‫الصلاة‬ ‫وهل‬ ‫!‬ ‫الدينية ؟‬ ‫اللغة‬ ‫حالة‬ ‫وما هي‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫الدين والأخلاق‬

‫إلى ما وراء الميتافيزيقا‪،‬‬ ‫تذهب‬ ‫وغيرها‬ ‫الدين بهذه التساؤلات‬ ‫إن فلسفة‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫أحيانا تبدو منطقية‬

‫والمنطق‬ ‫اللغهَ‬ ‫كنظرية المعرفة وفلسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫مختلفة‬ ‫فلسفية‬ ‫تتقاطع مع حقول‬ ‫تقدم تساؤلات‬ ‫وهي‬

‫رؤية العالم (()‪.‬‬ ‫في‬ ‫أيضا‬ ‫وتنظر‬ ‫الأخلاق‬ ‫وفلسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفي‬

‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫نثأة‬ ‫‪:‬‬ ‫ثالثا‬

‫لاْننا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأديان طبيعية كانت أو سماوية‬ ‫أن فلسفة الدين في اعتقادي قديمة قدم ظهور‬ ‫شك‬ ‫لا‬

‫بالديانات وبالآلهة أيا كانت صورتها‬ ‫كان هناك المؤمن‬ ‫في كل عصر‬ ‫أنه‬ ‫أن نغفل‬ ‫نستطيع‬ ‫لا‬

‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫وأولئك‬ ‫بين هؤلاء‬ ‫هناك‬ ‫دار‬ ‫أن جدلا‬ ‫ولا أشك‬ ‫‪.‬‬ ‫غير المؤمنين‬ ‫وكان هناك‬ ‫ونوعها‪،‬‬

‫تحليل‬ ‫أو ي!نهم وبين منكريها هو من صميم‬ ‫العقائد الدينية المختلفة‬ ‫بين أصحاب‬ ‫الجدل سواء‬

‫عليه تماما تعريفاتنا‬ ‫ما ينطبق‬ ‫إليها‪ ،‬وهذا‬ ‫التي تستند‬ ‫الدينية وتقييم الأدلة والبراهين‬ ‫المعتقدات‬

‫الدين‪.‬‬ ‫لفلسفة‬

‫‪)P‬‬
‫‪Ibid, (1.2.‬‬

‫‪56‬‬
‫الثاق‬ ‫الممل‬

‫قبل‬ ‫الرابعة‬ ‫الدين معا إلى الألف‬ ‫العودة بنشأة الدين ونشأة فلسفة‬ ‫ربما يمكن‬ ‫وعلى ذلك‬

‫بدأت‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫القديمة‬ ‫مصر‬ ‫الإنساني على أرض‬ ‫التاريخ‬ ‫في‬ ‫أول مدنية‬ ‫ظهرت‬ ‫حيث‬ ‫الميلاد؟‬

‫يعدان أقدم ما‬ ‫برستيد‪-‬‬ ‫تعبير‬ ‫‪ -‬على حد‬ ‫اللذان‬ ‫الاتحادين‬ ‫في عهد‬ ‫الحكومة والنظام السياسي‬

‫أعين‬ ‫أمام‬ ‫هذا النظام السياسي‬ ‫وقد وضع‬ ‫‪.‬‬ ‫من الأنظمة القومية العظيمة في تاريخ الإنسان‬ ‫عرف‬

‫المظاهر‬ ‫هنا بدأت‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫الأثر في‬ ‫له أعمق‬ ‫مما كان‬ ‫الحكومة‬ ‫لمظاهر‬ ‫خلابة‬ ‫صورا‬ ‫الناس‬

‫الأحيان‬ ‫في بعض‬ ‫عندهم يسمى‬ ‫الإله العظيم‬ ‫صار‬ ‫حتى‬ ‫عالم الألوهية‬ ‫الحكومية تنتقل إلى‬

‫القديمة ظهر لأول مرة قوة الإنسان‬ ‫في تلك المرحلة المبكرة من تاريخ مصر‬ ‫‪.‬‬ ‫العكس‬ ‫أو‬ ‫(ملكا"‬

‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫الديانة المصرية‬ ‫دورا كبيرا في تشكيل‬ ‫ما ألفتا ولعبتا‬ ‫وهما‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫الباطنة‬ ‫وقوة الوازع الخلقي‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫الكهنة‬ ‫ألَّفها‬ ‫منفية‬ ‫مسرحية‬ ‫ثنايا‬ ‫في‬ ‫لما‬ ‫والباطل‬ ‫"الحق‬ ‫عن‬ ‫الإنسان‬ ‫عرفه‬ ‫حي!سذ أقدم بحث‬ ‫ظهر‬

‫قبل الميلاد(‪.)1‬‬ ‫الرابع‬ ‫الألف‬ ‫تاريخها إلى منتصف‬ ‫ويرجع‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫فلاسفة منف‬

‫بين ديني‬ ‫ما‬ ‫العالم‬ ‫في أصول‬ ‫أول بحث‬ ‫أنها‬ ‫هذه المسرحية بداهة على‬ ‫ويدل شكل‬

‫ارتبطت‬ ‫إذ‬ ‫المسرحية‬ ‫التي أطلقها برستيد على مؤلف‬ ‫كلمة فلسفي‬ ‫هنا‬ ‫ولاحظ‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫وفلسفي‬

‫السياسي‬ ‫ونظامه‬ ‫مدينته ودولته‬ ‫ومكانة‬ ‫للطبيعة والوجود‬ ‫القديمة برؤية الإنسان‬ ‫العقيدة المصرية‬

‫التطور الذي لحق‬ ‫ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫الدينية بالرؤية‬ ‫ى ارتباط العقيدة‬ ‫عل‬ ‫أدل‬ ‫في آن معا‪ .‬وليس‬

‫فيها الفلسفة‬ ‫التي تتضافر‬ ‫الظاهرة‬ ‫هذه‬ ‫لرصد‬ ‫ويكفي‬ ‫‪،‬‬ ‫السنين‬ ‫القديمة عبر آلاف‬ ‫بالديانة المصرية‬

‫التي لحقت‬ ‫أن نتأمل التطورات‬ ‫واحد‬ ‫اَن‬ ‫لها في‬ ‫النقدية‬ ‫معا‪ ،‬العقيدة الدينية مع الرؤية‬ ‫والدين‬

‫القدامى في‬ ‫التي أطلقها المصريون‬ ‫المتتابعة‬ ‫الوجود ودور الألوهية في النظريات‬ ‫بتفسير أصل‬

‫العناصر‬ ‫بقية‬ ‫ترى أن الإله أتوم هو الخالق وبصحبته‬ ‫التي‬ ‫النظرية‬ ‫فمن‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمان السحيق‬ ‫ذلك‬

‫الوجود على‬ ‫في تفسير‬ ‫المادية‬ ‫إلى النظرية‬ ‫‪،‬‬ ‫الشمسي‬ ‫في التاسوع الإلهي في المذهب‬ ‫الإلهية‬

‫الهرموبوليسي أو الأشموني‪،‬‬ ‫تولد عنها الثامون الإلهي في المذهب‬ ‫التي‬ ‫الأربعة‬ ‫العناصر‬ ‫أساس‬

‫الخالق بالفكر والنطق ولم يكن‬ ‫أنه الإله‬ ‫بتاح على‬ ‫الإله‬ ‫المنفي الذي صور‬ ‫ومنهما إلى المذهب‬

‫إلى‬ ‫الواستي الذي ينسب‬ ‫ثم إلى المذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجود إلا إلى هذا الفكر والقول‬ ‫محتاجا لأن يوجد‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫(‪،)801‬‬ ‫كتاب‬ ‫الألف‬ ‫سلسلة‬ ‫مكتبة مصر‪-‬‬ ‫حسن‪،‬‬ ‫د‪ .‬سليم‬ ‫ترجمة‬ ‫الضمير‪،‬‬ ‫فجر‬ ‫(‪ )1‬برستيد (ج ‪)05‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪.38‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫ص ‪.38‬‬ ‫(‪ )2‬نفسه‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪57+‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫أعظم وأنه‬ ‫آمون‬ ‫المذهب الذي نصب‬ ‫ذلك‬ ‫أو الأقصر حاليا‪،‬‬ ‫واست‬ ‫مدينة‬ ‫‪.a‬‬
‫مفكري‬
‫إلها‬ ‫الإله‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫المذهبية‬ ‫الدينية‬ ‫وفي كل هذه التطورات‬ ‫‪.‬‬ ‫بما فيها الأرباب الذين تتابعوا من بعده‬ ‫‪ h.c‬خالق كل شيء‬
‫‪om‬‬

‫حتى يقتنع‬ ‫النظريات السابقة ويديرون جدلا حولها‬ ‫أو كل نظرية ينتقدون‬ ‫كان أتباع كل دين‬

‫اللاحق (‪.)1‬‬ ‫السابق إلى المذهب‬ ‫الجميع بالتحول من المذهب‬

‫الديانات الهندية‬ ‫تعددت‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫القديم‬ ‫في الفكر الديني الهندي‬ ‫سنجده‬ ‫الشيء‬ ‫ونفس‬

‫وربما‬ ‫ومنها ذات الطابع المادي‬ ‫‪.‬‬ ‫الخالص‬ ‫الصوفي‬ ‫فمنها ذات الطابع الروحاني‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬

‫والنظر إلى المادة‬ ‫الآلهة‬ ‫في وجود‬ ‫الشك‬ ‫بدأ فيه‬ ‫في رج فيدا‪ Rig Veda‬الذي‬ ‫الإلحادي وخاصة‬

‫يؤشر على أن ثمة روْى مختلفة‬ ‫ما‬ ‫تعود(‪ .)2‬وهذا‬ ‫وإليها‬ ‫الأشياء‬ ‫فمنها وجدت‬ ‫كل شيء‪،‬‬ ‫أنها‬ ‫على‬

‫لم‬ ‫أنه‬ ‫ومن المؤكد‬ ‫‪،‬‬ ‫هذه الديانات المختلفة إلى الديانات الأخرى‬ ‫وانتقادات وجهها أصحاب‬

‫لقد‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية السابقة‬ ‫نظرة تحليلية نقدية للمعتقدات‬ ‫وجود‬ ‫الدينية إلا في‬ ‫التطورات‬ ‫هذه‬ ‫تحدث‬

‫بالتعرف‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫دين تقوم على تحليل الواقع الإنساني‬ ‫كان لدى الهند القديمة ولا تزال فلسفة‬

‫وقد تم الربط‬ ‫‪.‬‬ ‫المعاناة‬ ‫لهذه‬ ‫علاج‬ ‫ووضع‬ ‫المعاناة‬ ‫أسباب‬ ‫وتحديد‬ ‫الإنسانية‬ ‫المعاناة‬ ‫اشكال‬ ‫على‬

‫إن الاعتبارات النظرية تمثل‬ ‫حيث‬ ‫(‪)3‬؟‬ ‫والعملي‬ ‫بين الجانبين التأملي‬ ‫الهندية‬ ‫الدين‬ ‫في فلسفة‬

‫معها ممارسة‬ ‫لدرجة أصبحت‬ ‫جوهرها‬ ‫تمثل‬ ‫التي‬ ‫الاعتبارات العملية هي‬ ‫بينما‬ ‫الهيكل لها‪،‬‬

‫كمحك‬ ‫هذه الممارسة‬ ‫في مجال‬ ‫أن تطرح‬ ‫لابد‬ ‫والرؤية الفلسفية‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫عملية لفن العيش في‬

‫(‪.)4‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫لاختبار الحقيقة‬

‫‪-‬‬ ‫الأردن‬ ‫‪،‬‬ ‫والطباعة‬ ‫والتوزيع‬ ‫للنشر‬ ‫دار المسيرة‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الرقية‬ ‫الن!ثار‪ :‬الفلسفة‬ ‫د‪ .‬مصطفى‬ ‫(‪ )1‬انظر‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪)95- 37‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫في مصر‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫الأول (فلسفة الطبيعة وما وراء‬ ‫الفصل‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1202‬‬ ‫‪،‬‬ ‫عمان‬

‫‪.915‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫اليازجي‪،‬‬ ‫ندرة‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الهندي‬ ‫الفلسفي‬ ‫الفكر‬ ‫‪:‬‬ ‫مور‬ ‫شارلز‬ ‫ود‪.‬‬ ‫راداكرشنا‬ ‫سرفيالي‬ ‫‪:‬‬ ‫أيضا‬ ‫وراجع‬

‫‪.67‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6791‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والنشر‪ ،‬بيروت‬ ‫للتأليف والترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫دار اليقظة‬

‫‪.K Damodaran, Indian Thought-‬‬ ‫‪A‬‬ ‫‪Critical Surv‬‬ ‫س!‬ ‫‪,y,‬‬


‫‪Asia Publishing House‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وكذلك‬

‫‪,6791‬‬ ‫‪.London‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪84‬‬

‫‪.55‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫ايأديان‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫خليفة حسن‬ ‫(‪ )3‬د‪ .‬محمد‬

‫‪، )991‬‬ ‫(‬ ‫عالم المعرفة‬ ‫سلسلة‬ ‫حين‪،‬‬ ‫يوسف‬ ‫كامل‬ ‫‪:‬‬ ‫القديم ‪ ،‬ترجمة‬ ‫الفكر الشرقي‬ ‫كولر‪:‬‬ ‫(‪ )4‬جون‬

‫‪. 03- 28‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪5991‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الكويت‬

‫‪+‬‬ ‫‪58‬‬
‫ال!ل النالح‬

‫حركة‬ ‫تمثلان‬ ‫الجينية‬ ‫الكبرى وكذلك‬ ‫الديانات الهندية‬ ‫وهي إحدى‬ ‫البوذية‬ ‫ولما كانت‬

‫مؤسس‬ ‫بوذا‬ ‫فهما إذن من خلال‬ ‫‪،‬‬ ‫مستقلتين‬ ‫ديانتين‬ ‫ثم أصبحتا‬ ‫‪،‬‬ ‫للهندوسية‬ ‫ديني وفلسفي‬ ‫إصلاح‬

‫ومن‬ ‫؟‬ ‫نقد الهندوسية‬ ‫نقديتين قامتا على‬ ‫للدين‬ ‫تعتبران فلسفتين‬ ‫الجينية‬ ‫ومهاتير مؤسس‬ ‫‪،‬‬ ‫البوذية‬

‫ونفس‬ ‫‪.‬‬ ‫لمسارها‬ ‫تعتبر تطويرا لها وتعديلا‬ ‫أخرى‬ ‫ديانات‬ ‫عليها وتأسيس‬ ‫والخروج‬ ‫إصلاحها‬ ‫ثمّ‬

‫فعلى الرغم من أن ديانات الصين تميل إلى الحكمة والعبر‬ ‫‪،‬‬ ‫نجده في الفكر الديني الصيني‬ ‫اليء‬

‫ارتبطت‬ ‫إلا أنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الهندية‬ ‫الديانات‬ ‫العميق الموجود في‬ ‫الميل إلى التحليل الفلسفي‬ ‫أكثر من‬

‫بتصور‬ ‫الانشغال‬ ‫على حساب‬ ‫فيها‬ ‫السعادة‬ ‫وتحقيق‬ ‫والدنيا‬ ‫أكثر إلى العالم‬ ‫ومالت‬ ‫تفاؤلية‬ ‫بنزعة‬

‫نسبة إلى‬ ‫الكونفوشية‬ ‫ف!ن ظهور‬ ‫في المصير‪ ،‬أقول على الرغم من ذلك‬ ‫أو البحث‬ ‫حياة أخرى‬

‫الطاوية‬ ‫مؤسس‬ ‫للاؤتسي‬ ‫إالتاو"‬ ‫!الطاو" أو‬ ‫والطاوية نسبة إلى كتاب‬ ‫كونفوشيوس‬ ‫مؤسسها‬

‫الكونفوشية أحدثته الطاوية؟‬ ‫وهي‬ ‫الأم‬ ‫الديانة‬ ‫داخل‬ ‫يعني أن ثمة تطورا حدث‬ ‫لها‬ ‫كديانة منافسة‬

‫تقليدي‬ ‫إلى الحد الذي أصبح كل صيني‬ ‫لها‬ ‫للكونفوشية ومصححة‬ ‫إثراء‬ ‫مما جعلها تمثل‬

‫ثانيا(‪.)1‬‬ ‫أولا وطاويا‬ ‫كنفوشيا‬

‫إذ إن مؤسسيها‬ ‫‪،‬‬ ‫دينية‬ ‫فلسفات‬ ‫بقدر ما هي‬ ‫القديمة ديانات‬ ‫الديانات الشرقية‬ ‫إذن لقد كانت‬

‫من خلال‬ ‫الدينية‬ ‫رؤيتهم ومعتقداتهم‬ ‫على صحة‬ ‫التأكيد‬ ‫هو‬ ‫دائما‬ ‫واْتباعهم إنما كان شغلهم‬

‫كما‬ ‫في مصر‬ ‫الدينية‬ ‫العقائد‬ ‫فهكذا تطورت‬ ‫‪،‬‬ ‫الحضارة‬ ‫نفس‬ ‫تحليل ونقد الديانات السابقة في‬

‫ديانات وفلسفات‬ ‫أنتجت‬ ‫فكل هذه حضارات‬ ‫‪،‬‬ ‫وبابل‬ ‫الصين كما في فارس‬ ‫كما في‬ ‫الهند‬ ‫في‬

‫كانت ولا تزال‬ ‫في هذه الديانات القديمة أن نصوصها‬ ‫تواجه البحث‬ ‫التي‬ ‫لكن المشكلة‬ ‫‪.‬‬ ‫دينية‬

‫وكذلك شعائرها وطقوسها‬ ‫أتباعها‪،‬‬ ‫وتعد أسرارا مقصورة على‬ ‫من الغموض‬ ‫الكثير‬ ‫تحمل‬

‫مرحلة التطور‬ ‫تمت‬ ‫كيف‬ ‫وعادة ما نجهل‬ ‫‪.‬‬ ‫هم‬ ‫إلا‬ ‫ملهمة لأتباعها ولا يكاد يفهمها‬ ‫إنما هي‬

‫هذا التطور‪.‬‬ ‫عقلية نقدية حدث‬ ‫أي أسس‬ ‫من السابق إلى اللاحق ولماذا تم هذا التطور‪ ،‬وعلى‬

‫توضح‬ ‫الديانات‬ ‫لهذه‬ ‫تحليلات هؤلاء المؤسسين‬ ‫مقومات واضحة تكشف‬ ‫نكاد نملك‬ ‫ولا‬

‫أو الديانات‬ ‫لها‬ ‫مجددين‬ ‫التي اعتبروا أنفسهم‬ ‫السابقة سواء‬ ‫وانتقاداتهم للديانات‬ ‫ملاحظاتهم‬

‫اكتسبت صفة القداسة‬ ‫نصوص‬ ‫أو‬ ‫مقدسة‬ ‫عما أبدعوه من ديانات ونصوص‬ ‫المختلفة‬ ‫الأخرى‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬ ‫في الهند‪.‬‬ ‫وبوذا‬ ‫في الصين‬ ‫مع كونفوشيوس‬ ‫رحيلهم كما حدث‬ ‫بعد‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪.128‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫خليفة حسن‬ ‫محمد‬ ‫د‪.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪95+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫إلى‬ ‫حد!‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫المتعددة‬ ‫ودياناتها‬ ‫الشرقية‬ ‫قديمة قدم هذه الحضارات‬ ‫لدفي في ذلك‬ ‫إن‪ .‬فلسفة الدين ولا شك‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫ضن‬ ‫ما‬ ‫بعد‪ .‬لكن‬ ‫فيما‬ ‫عنها‬ ‫تزال مجهولة ربما يتم الكشف‬ ‫لا‬ ‫أو التي‬ ‫التي اكتشفت‬ ‫‪ h.c‬ونصوصها‬
‫‪om‬‬

‫الغربية‬ ‫الحضارة‬ ‫مهد‬ ‫اليونان‬ ‫بلاد‬ ‫جليا في‬ ‫واضحا‬ ‫نجده‬ ‫ودياناتها‪،‬‬ ‫الأمم الشرقية‬ ‫به علينا تاريخ‬

‫تقدم لنا‬ ‫الميلاد‬ ‫قبل‬ ‫القرن العاشر‬ ‫منذ حوالي‬ ‫الجديدة‬ ‫الحضارة‬ ‫هذه‬ ‫إذ بدأت‬ ‫؟‬ ‫الأول‬ ‫وعصرها‬

‫بدأ‬ ‫النتاج الديني الذي‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫مكتوبا منذ إلياذة هوميروس‬ ‫صار‬ ‫لْم‬ ‫البداية‬ ‫في‬ ‫بدأ شفهيا‬ ‫نتاجا‬

‫الأورفية‬ ‫الديانة‬ ‫حتى‬ ‫الأوليمبية‬ ‫الديانة‬ ‫من خلاله‬ ‫في القرن العاشر والتي تأسست‬ ‫من هوميروس‬

‫في القرن السادس‬ ‫والديانة الفيثاغورية المنسوبة إلى فيثاغورس‬ ‫‪،‬‬ ‫المنسوبة إلى أورفيوس‬

‫إلى‬ ‫الأوليمبية‬ ‫من الديانة‬ ‫الديانات المتعددة‬ ‫إن هذا الإنتاج الديني وتلك‬ ‫قبل الميلاد‪ .‬أقول‬

‫من فلاسفة‬ ‫هذا قد وجد‬ ‫كل‬ ‫‪،‬‬ ‫الديانة الفيثاغورية‬ ‫إلى الديانة الأورفية إلى‬ ‫الديانة الديونيسيوسية‬

‫أفلاطون‬ ‫الشاعر الجوال وحتى‬ ‫الفيلسوف‬ ‫ذلك‬ ‫منذ اكسينوفان‬ ‫شديد‬ ‫ينتقده بوضوح‬ ‫مَن‬ ‫اليونان‬

‫أن كل هؤلاء يعتبرون فلاسفة‬ ‫لدفَي‬ ‫شك‬ ‫لا‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الرواق‬ ‫ومن بعدهما أبيقور وفلاسفة‬ ‫وأرسطو‬

‫سياسية‬ ‫فلسفية نظرية لحقالْق الوجود ونظريات‬ ‫يقدمون رؤى‬ ‫فلاسفة‬ ‫كانوا‬ ‫للدين بقدر ما‬

‫وأخلاقية وجمالية وخلافه‪.‬‬

‫الدين‬ ‫فلاسفة‬ ‫أول‬ ‫وبروديقوس‬ ‫اكسينوفان‬ ‫‪:‬‬ ‫رابعا‬

‫ولد اكسينوفان ‪ Xenophanes‬في مدينة كولوفون ‪ Colophon‬وهي إحدى المدن الأيونية‬

‫عن‬ ‫تعبيرا‬ ‫الشعر‬ ‫اْواثل مَن اتخذوا‬ ‫وكان من‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫عام ‪ O57‬ق‬ ‫حوالي‬ ‫القديمة في‬ ‫اليونانية‬

‫وكان أول مَن‬ ‫‪،‬‬ ‫الشائعة في عصره‬ ‫الدينية‬ ‫أهم قصائده في نقد المعتقدات‬ ‫وكتب‬ ‫(‪،)1‬‬ ‫فلسفتهم‬

‫في اليونان‬ ‫عرف‬ ‫ما‬ ‫وهيزيود‪ ،‬وهما مَن ألسسا‬ ‫الشهيرين هوميروس‬ ‫اليونان‬ ‫شاعرا‬ ‫انتقاداته‬ ‫تلقى‬

‫يتزاوجون‬ ‫على هيئة بشر‬ ‫الاَلهة‬ ‫تصور‬ ‫الديانة‬ ‫هذه‬ ‫وكانت‬ ‫‪.‬‬ ‫الاْوليمبية‬ ‫بالديانة‬ ‫عبر قصائدهما‬

‫والذي‬ ‫‪.‬‬ ‫امرأة أو رجل‬ ‫على حب‬ ‫بعضا‬ ‫ويمَحاربون ويتنافس بعضهم‬ ‫ويتصارعون‬ ‫‪،‬‬ ‫وينجبون‬

‫فضلا‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الذكور قد اغتصبوا زوجاتهم‬ ‫الآلهة‬ ‫يجد أن معظم‬ ‫الاَلهة‬ ‫هذه‬ ‫أنساب‬ ‫يلاحظ‬

‫يتآمرون على‬ ‫ما‬ ‫وكانوا عادة‬ ‫‪.‬‬ ‫وعشيقاتهم‬ ‫المشين مع زوجاتهم‬ ‫السلوك‬ ‫من ذوي‬ ‫كانوا‬ ‫عن أنهم‬

‫وكثيرا ما‬ ‫الذكور‪،‬‬ ‫بالاَلهة‬ ‫الإيقاع‬ ‫الاَلهات الإناث إلى‬ ‫تلجأ‬ ‫إذ كثيرا ما كانت‬ ‫؟‬ ‫البعض‬ ‫بعضهم‬

‫على‬ ‫السابقون‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫الجزء‬ ‫‪،‬‬ ‫شرقي‬ ‫منظور‬ ‫اليونانية من‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫النشار‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬مصطفى‬

‫‪.‬‬ ‫‪176- 175‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪91 89‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للطباعة والنشر والتوزيع‬ ‫قباء‬ ‫دار‬ ‫‪،‬‬ ‫السوفسطائيين‬

‫‪.‬‬ ‫‪06‬‬
‫الناف!‬ ‫ال!كل‬

‫الآلهة‬ ‫قِبَل‬ ‫من‬ ‫أحد البشر سواء‬ ‫الأوليمب لتضاجع‬ ‫من عليائها فوق قمة جبل‬ ‫الاَلهة‬ ‫نزلت هذه‬

‫أهدافهم وأساسا من‬ ‫كان من ضمن‬ ‫مهم‬ ‫فعلاقتهم بالبشر وزواجهم‬ ‫‪.‬‬ ‫الذكور أو الاَلهات الإناث‬

‫(‪.)1‬‬ ‫بينهم‬ ‫والتنافس‬ ‫صراعهم‬ ‫اسس‬

‫قائلا‪:‬‬ ‫وهزيود‬ ‫الكبيرين هوميروس‬ ‫الديانة بنقده لشاعريها‬ ‫هذه‬ ‫تعليقه على‬ ‫وقد بدأ اكسينوفان‬

‫كالتلصص‬ ‫بالعار‬ ‫من قدر الآدميين وتكللهم‬ ‫تحط‬ ‫التي‬ ‫كل الأعمال‬ ‫الاَلهة‬ ‫يعزوان إلى‬ ‫اإنهما‬

‫!إن‬ ‫‪:‬‬ ‫حينما قال‬ ‫عن هذين الشاعرين‬ ‫الدينية‬ ‫مَن تلقى تعاليمه‬ ‫كل‬ ‫انتقد‬ ‫كما‬ ‫‪.)2(،‬‬ ‫والزنى والغش‬

‫اكسينوفان من‬ ‫إذن لقد رفض‬ ‫‪.)3(،‬‬ ‫على قصائد هوميروس‬ ‫الناس قد تعلموا منذ نشأتهم‬ ‫جميع‬

‫التي‬ ‫الهزلية‬ ‫هذه الصور‬ ‫رفض‬ ‫واْعمالهما‬ ‫وهزيود‬ ‫إلى هوميروس‬ ‫النقد‬ ‫خلال توجيه سهام‬

‫يؤمنون‬ ‫مَن‬ ‫أيضا على كل‬ ‫كل الشرور‪ .‬وقد عاب‬ ‫الذين يمارسون‬ ‫الفانين‬ ‫كالبشر‬ ‫الاَلهة‬ ‫صورت‬

‫يتصورون‬ ‫الاَدميين‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫الآلهة‬ ‫أكيد عن‬ ‫ذو علم‬ ‫رجل‬ ‫يوجد‬ ‫‪9‬‬ ‫إنه‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الدينية‬ ‫بهذه العقيدة‬

‫ولو كان‬ ‫‪.‬‬ ‫لآدميين‬ ‫ا‬ ‫وصور‬ ‫كأصوات‬ ‫وصورا‬ ‫لهم أصواتا‬ ‫و(ن‬ ‫‪،‬‬ ‫الثياب‬ ‫ويلبسون‬ ‫يولدون‬ ‫الاَلهة‬ ‫أن‬

‫صورا كما يفعل الآدميون لرسمت‬ ‫أن ترسم وتصنع‬ ‫وكان في وسعها‬ ‫أيد مثلنا‬ ‫والأسود‬ ‫للثيران‬

‫على‬ ‫آلهتها‬ ‫الخيل لصورت‬ ‫ولو استطاعت‬ ‫؟‬ ‫هي‬ ‫تماثيل على صورتها‬ ‫لها‬ ‫وصنعت‬ ‫صورا‬ ‫لاَلهتها‬

‫زرق‬ ‫اَلهتهم‬ ‫والتراقيون يصورون‬ ‫‪،‬‬ ‫الأنوف‬ ‫فطس‬ ‫اكهتهم سودا‬ ‫إن الأحباش يصورون‬ ‫‪.‬‬ ‫صورتها‬

‫"(‪.)4‬‬ ‫البشرة‬ ‫العيون حمر‬

‫الاَلهة‬ ‫البشرية التي تجسد‬ ‫كل التصورات‬ ‫لتشمل‬ ‫انتقاداته‬ ‫اكسينوفان من‬ ‫وهكذا فقد وسع‬

‫لن‬ ‫بأنها‬ ‫أن وصفها‬ ‫هذه التصورات‬ ‫من‬ ‫وبلغ من سخريته‬ ‫‪،‬‬ ‫الفانين‬ ‫على هيئة البشر‬ ‫وتصورها‬

‫الألوهية‪.‬‬ ‫عن تصوراتها حول‬ ‫التعبير‬ ‫الحيوانات للآلهة لو كان لها إمكانية‬ ‫عن وصف‬ ‫تختلف‬

‫اكد‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الإيجابي‬ ‫إلى الجانب‬ ‫الدينية‬ ‫النقدي في فلسفته‬ ‫من الجانب‬ ‫وقد انتقل اكسينوفان‬

‫ولا في‬ ‫في صورته‬ ‫الاَدميين‬ ‫لا يشبه‬ ‫الاَلهة والبشر‬ ‫(يعلو على‬ ‫ثمة إلها واحدا‬ ‫باْن‬ ‫يؤمن‬ ‫أنه‬ ‫على‬

‫دار الهداية للطباعة والنشر والتوزيع بالقاهرة ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫الفكر الديني عند‬ ‫نصار‪:‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬د‪ .‬عصمت‬

‫‪.6‬‬ ‫أ‬ ‫‪ 3002‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبة‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 178‬‬ ‫ص‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫الثار‪ :‬نفس‬ ‫د‪ .‬مصطفى‬ ‫نقلا عن‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫السابق‪.‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫(و) نقلا عن‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.917- 178‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫(‪ )4‬نقلا‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪61+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫!ريد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫كلها بقوة‬ ‫الأشياء‬ ‫على‬ ‫وهو يسيطر‬ ‫ككل‬ ‫وشسمع‬ ‫ويفكر ككل‬ ‫يرى ككل‬ ‫)‬ ‫الإله‬ ‫عقله‪ .!al-m‬فهو (أي‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫بتعدد‬ ‫المؤمنة‬ ‫الدينية‬ ‫العقائد‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫تماما‬ ‫خرج‬ ‫قد‬ ‫اكسينوفان‬ ‫أن‬ ‫ذلك‬ ‫معنى‬ ‫وليس‬ ‫‪.‬‬ ‫‪)l‬‬ ‫"(‬ ‫‪ .co‬عقله‬
‫‪h‬‬
‫‪m‬‬

‫هذا‬ ‫أنه (أي‬ ‫على‬ ‫تأكيدا‬ ‫الإله الواحد‪،‬‬ ‫بذلك‬ ‫إيمانه‬ ‫على‬ ‫لأن في تأكيد اكسينوفان‬ ‫؟‬ ‫الألوهية‬ ‫صور‬

‫بين‬ ‫يزال يقرب‬ ‫لا‬ ‫أنه‬ ‫عن‬ ‫تكشف‬ ‫وهذه الطريقة في الحديث‬ ‫) الأعظم "بين الاَلهة والبشرا‪،‬‬ ‫الإله‬

‫هنا فقد قال‬ ‫إ(‪ .)2‬ومن‬ ‫الاَلهة‬ ‫بين هذه‬ ‫هو الأعظم‬ ‫ويقرر أن إلهه الواحد‬ ‫والبشر‪،‬‬ ‫الاَلهة‬ ‫القطبين‬

‫وربما يرجع ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫موحدا(‪ )3‬بالمعنى الديني الصحيح‬ ‫أن اكسينوفان كان واحديا وليس‬ ‫البعض‬

‫واحد‪ ،‬وأن‬ ‫والعالم شيء‬ ‫الإله‬ ‫هي أن‬ ‫العالم‬ ‫اكسينوفان تركز على وحدة‬ ‫قالها‬ ‫إلى عبارة أخرى‬

‫هذا الواحد هو الإله‪.‬‬

‫الواحد‬ ‫للإله‬ ‫إقرار الألوهية المطلقة‬ ‫يبدو حول‬ ‫فيما‬ ‫مترددا‬ ‫فقد كان اكسينوفان‬ ‫وعلى كل حال‬

‫ةإنه‬ ‫‪:‬‬ ‫القصيدة‬ ‫قوله في ذات‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫ولا أدل على‬ ‫‪.‬‬ ‫العالم‬ ‫وعن‬ ‫الاَلهة الأخرى‬ ‫وتنزيهه تماما عن‬

‫إ(‪.)4‬‬ ‫الآلهة‬ ‫ذو علم أكيد عن‬ ‫رجل‬ ‫لم يوجد في العالم ولن يوجد‬

‫في‬ ‫فقد عاش‬ ‫‪،‬‬ ‫أعلام الجيل الأول من السوفسطائيين‬ ‫الذي كان واحدا من‬ ‫أما بروديقوس‬

‫الاَخرين باهتمامه‬ ‫قبل الميلاد‪ .‬وقد تميز عن السوفسطائسِن‬ ‫الثاني من القرن الخاص‬ ‫النصف‬

‫ومن ملاحظته‬ ‫من شدة التفكير في هذا الموضوع‬ ‫وقد خلص‬ ‫‪.‬‬ ‫الألوهية وفلسفة الدين‬ ‫بموضوع‬

‫كل‬ ‫تأليه‬ ‫إلى‬ ‫تتجه‬ ‫هذه القصائد‬ ‫إلى ان معظم‬ ‫المنتشرة في عصره‬ ‫الدينية‬ ‫القصائد‬ ‫للكثير من‬

‫فهذه‬ ‫وما شابهها‪،‬‬ ‫والخمر‬ ‫والينابيع‬ ‫والأنهار‬ ‫السماوية‬ ‫الأجسام‬ ‫‪:‬‬ ‫مثل‬ ‫للبشر‬ ‫ما هو نافع ومفيد‬

‫فقد اْطلق اليونان‬ ‫أتهوها وعبدوها؟‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫وإلهية‬ ‫مقدسة‬ ‫أنها أشياء‬ ‫على‬ ‫كلها نظر إليها البشر‬

‫الماء بوزايدون‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫‪Dionysus‬‬ ‫ديونيسوس‬ ‫الخمر‬ ‫وعلى‬ ‫‪,‬‬ ‫ديميتر ‪Demetr‬‬ ‫(الخبز)‬ ‫القمح‬ ‫على‬

‫"(؟)‪.‬‬ ‫كاَلهة‬ ‫هذه جميعها‬ ‫‪ cHephaestus‬وقد عبدت‬ ‫هيفايستوس‬ ‫النار‬ ‫‪ 4Poseidon‬وعلى‬

‫‪.018‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫(‪ )1‬نقلا‬

‫‪(2‬‬ ‫(‪:)..‬‬
‫‪Jaeger‬‬ ‫‪The‬‬ ‫‪Theology of Early Greek‬‬ ‫‪Philosophers, Oxford,‬‬ ‫)‪Press‬‬
‫‪Clarendon‬‬

‫‪0691،‬‬ ‫‪.‬ء‬ ‫‪21-02.‬‬

‫‪(3‬‬
‫‪Ibi)4.‬‬

‫‪.018‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫النشار‪،‬‬ ‫مصطفى‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬

‫‪(5 .K‬‬ ‫‪Freeman:‬‬ ‫‪The‬‬ ‫‪Pre‬‬ ‫‪Socratic‬‬ ‫‪Philosophers,‬‬ ‫‪Oxford‬‬ ‫)‪Blackwell‬‬


‫‪Basil‬‬ ‫‪4691,‬‬
‫‪!. 373‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪374‬‬

‫‪+6‬‬ ‫‪2‬‬
‫الثافي‬ ‫ال!عل‬

‫فقد أئه‬ ‫‪،‬‬ ‫متقاربين‬ ‫فوجدهما‬ ‫المصريين‬ ‫بين عمَائد اليونانيين وعقائد‬ ‫بروديقوس‬ ‫قارن‬ ‫وقد‬

‫العبادة والأسرار‬ ‫في‬ ‫الإنسان‬ ‫خبرة‬ ‫كل‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫النيل‬ ‫فقد أتهوا‬ ‫؟‬ ‫النافعة‬ ‫أيضا الأشياء‬ ‫المصريون‬

‫منافع (‪.)1‬‬ ‫بما فيها من‬ ‫‪ -‬تتعلق بالزراعة وترتبط‬ ‫‪ -‬كما قال بروديقوس‬ ‫الدينية‬

‫اليونانسِن ومقارنتها‬ ‫لديانات معاصريه من‬ ‫النقدية‬ ‫بهذه النظرية‬ ‫اكتفى بروديقوس‬ ‫وقد‬

‫نظريته في فلسفة‬ ‫النتيجة الإجمالية التي لخصت‬ ‫القديمة لينتهي إلى هذه‬ ‫بالديانات المصرية‬

‫النافعة لهم‪.‬‬ ‫الأشياء والظواهر‬ ‫كل‬ ‫ويؤلهون‬ ‫يعبدون‬ ‫أن الناس‬ ‫‪:‬‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬

‫وأفلاطون وفلسفتهما الدينية‬ ‫خامسا‪ :‬سقراط‬

‫وخاصة‬ ‫اليونان‬ ‫فلاسفة‬ ‫معظم‬ ‫قِبَل‬ ‫الدين من‬ ‫النظريات الفلسفية حول‬ ‫وبالطبع فقد تطورت‬

‫وربما تأثر بانتقاداته‬ ‫‪،‬‬ ‫تلميذا لبروديقوس‬ ‫فقد كان سقراط‬ ‫‪،‬‬ ‫وأفلاطون‬ ‫سقراط‬ ‫كل من‬ ‫لدى‬

‫التقليدية‬ ‫بتعدد الاَلهة بصورتها‬ ‫الأثينيين‬ ‫ككل‬ ‫اعتقاده‬ ‫رغم‬ ‫سقراط‬ ‫ثمّ اَثر‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫عصره‬ ‫لديانات‬

‫الإله أبوللون إله‬ ‫لعبادة‬ ‫كان مقزا‬ ‫على معبد دلفي الذي‬ ‫الدائم‬ ‫وتردده‬ ‫دياناتها المعتمدة‬ ‫وفي‬

‫إن سقراط‬ ‫‪:‬‬ ‫صديقه‬ ‫لخيريفون‬ ‫قالت‬ ‫لنبوءة كاهنة هذا المعبد حينما‬ ‫وخضوعه‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل والحكمة‬

‫آثر‬ ‫‪،‬‬ ‫التقليدية‬ ‫عادة الأثينيين في عبادة آلهتهم‬ ‫على‬ ‫جريه‬ ‫رغم‬ ‫أثر سقراط‬ ‫أقول‬ ‫‪،‬‬ ‫الأثينيين‬ ‫أحكم‬

‫من أنه‬ ‫واثقا‬ ‫وإنما كان‬ ‫‪،‬‬ ‫صفاته‬ ‫ولا عن‬ ‫عن اسمه‬ ‫لا‬ ‫لم يعلن بوضوح‬ ‫هـان‬ ‫الإيمان ب!له واحد‬

‫رحلوا عن هذا العالم الدنيوي‬ ‫مَن‬ ‫سيلقى لديه المصير الأفضل وسيلتقي عنده بكل‬ ‫وأنه‬ ‫موجود‬

‫لم يلقاهم في حياته‬ ‫مَن‬ ‫الإله وللقاء‬ ‫العبور إلى الحياة الخالدة مع هذا‬ ‫بداية‬ ‫كان بمثابة‬ ‫الذي‬

‫حينما قال في‬ ‫وبدا كل ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫تجاه أفكارهم‬ ‫بالامتنان‬ ‫أحبهم وشعر‬ ‫الدنيا من علماء ومفكرين‬

‫عامة الناس ‪:‬‬ ‫من‬ ‫أو‬ ‫من القضاة‬ ‫محاكمته سواء‬ ‫ممن حضروا‬ ‫الأثينيين‬ ‫مخاطبا‬ ‫ختام محاكمته‬

‫هنا لفظ‬ ‫العلم عند الإله مستخدما‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫أفضل‬ ‫مصيره‬ ‫أينا‬ ‫‪.‬‬ ‫الحياة‬ ‫وأنتم إلى‬ ‫أنا إلى الموت‬ ‫‪:‬‬ ‫والاَن‬

‫الإله بالمفرد(‪.)2‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫)‪Ibid‬‬ ‫‪!.‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪04‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪(1,‬‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫الدار‬ ‫وأثرها في الفلسفة الإسلامية والغربية ‪-m ،‬‬ ‫منذ أفلاطون‬ ‫الألوهية‬ ‫فكرة‬ ‫النثار‪:‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬د‪ .‬مصطفى‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h. . 301‬‬ ‫الطبعة الرابعة ‪ 5002 ،‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫السعودية للطباعة والنثر والتوزيع‬ ‫المصرية‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪63 +‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫حديد ال‬ ‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫مد ‪i‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪t‬‬
‫عن نظام العالم ومبدع الإنسان ‪.‬‬ ‫العقل السامي والمسئول‬ ‫ذي‬ ‫!‬ ‫إذن ب"الإله‬ ‫‪abe‬لقد اَمن سقراط‬
‫‪h‬‬ ‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬
‫عبارة عن مجتمع من‬ ‫جعله يعتقد أن الكون الإلهي‬ ‫حدا من النضج‬ ‫لاهوت سقراط‬ ‫بلغ‬ ‫وقد‬

‫سام‬ ‫إله‬ ‫‪:‬‬ ‫أن يكون على رأسهم‬ ‫ولحتمل‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهية‬ ‫البشرية السامية والموجودات‬ ‫الموجودات‬

‫في محاوراته‬ ‫له سقراط‬ ‫وألمح‬ ‫دائما ما خاطبه‬ ‫كان‬ ‫لإله الذي‬ ‫ا‬ ‫هو‬ ‫(‪ .)1‬وهذا‬ ‫الخير وعادل‬ ‫كامل‬

‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫أ و" أوطيفرون‬ ‫" و" أ قريطون‬ ‫"كا لدفاع‬

‫فهو أول مَن‬ ‫؟‬ ‫يزال‬ ‫الدين في الزمن القديم ولا‬ ‫أما أفلاطون فقد كان واحدا من أهم فلاسفة‬

‫عليه من فلاسفة الدين في كل‬ ‫والسابقين‬ ‫تناول في محاوراته بالتحليل والنقد كل أفكار معاصريه‬

‫المثالي للدولة‬ ‫بنى تصوره‬ ‫مَن‬ ‫وهو أول‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية‬ ‫نقد تصوراتهم‬ ‫في ذلك‬ ‫بما‬ ‫تفلسفهم‬ ‫مجالات‬

‫بالكون ومكانة‬ ‫يخها‬ ‫الدولة ومكانة الحاكم‬ ‫بناء‬ ‫من الإيمان بالألوهية السامية مشبها‬ ‫على أساس‬

‫على‬ ‫الشيخوخة‬ ‫النضج أو محاورات‬ ‫في محاورات‬ ‫وكان مصرا طوال الوقت سواء‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫الإله‬

‫القوانين!‬ ‫"‬ ‫محاوراته‬ ‫لدولة القوانين في آخر‬ ‫تصوره‬ ‫ولما قدم‬ ‫‪.‬‬ ‫الحكيم‬ ‫الواحد‬ ‫الحاكم‬ ‫ضرورة‬

‫مما جعله‬ ‫؟‬ ‫من الإيمان والتقوى‬ ‫كان حاكمها الفعلي هو القانون على أساس‬ ‫التي‬ ‫بنى هذه الدولة‬

‫درجة إلحادهم‬ ‫لمحاربة الملحدين حسب‬ ‫قانون الإلحاد‬ ‫أحد هو‬ ‫إليه‬ ‫يسبقه‬ ‫قانونا لم‬ ‫يسن‬

‫لحاد‬ ‫‪k‬‬ ‫ل‬ ‫وعذد ثلاث صور‬ ‫‪.‬‬ ‫وبين الموت‬ ‫سنوات‬ ‫لمدة خمس‬ ‫بين السجن‬ ‫فيه‬ ‫تتراوح العقوبات‬

‫هي‪:‬‬

‫الآلهة من أي نوع ‪.‬‬ ‫ا‪ -‬إنكار وجود‬

‫البشر‪.‬‬ ‫بشئون‬ ‫إنكار أن الاَلهة تعنى‬ ‫‪-2‬‬

‫لإفلات من العقاب‬ ‫ا‬ ‫وأنهم يستطيعون‬ ‫‪،‬‬ ‫يرتكبون الذنوب‬ ‫عمن‬ ‫بسهولة‬ ‫ترضى‬ ‫الآلهة‬ ‫‪ -3‬أن‬

‫القرابين (‪.)2‬‬ ‫وتقديم‬ ‫الإلهي بالصلوات‬

‫‪Guthrie‬‬ ‫)‬ ‫‪(:‬ح‪.‬كأ‪*.‬‬ ‫‪Cambridge,‬‬ ‫‪at‬‬ ‫‪the‬‬ ‫‪.Socrates,‬‬


‫‪University Press,‬‬ ‫‪,7191 P 156.‬‬ ‫)انظر‪:‬‬ ‫(‪1‬‬

‫وأيضا‪:‬‬
‫(‪Long :).W‬‬ ‫‪Religion in Idealistic‬‬ ‫‪Tradition -‬‬ ‫‪An‬‬ ‫‪Essay in :‬‬ ‫‪.J‬‬ ‫‪Clayton‬‬ ‫‪Feaver and‬‬ ‫‪William‬‬

‫‪Religion in‬‬ ‫‪Philosophical and‬‬ ‫‪Cultural‬‬ ‫‪Perspective,‬‬ ‫‪Affiated East.‬‬ ‫‪,Harosz,‬‬


‫‪West‬‬ ‫‪Press‬‬

‫‪LTD,‬‬ ‫‪New .PVT.‬‬


‫‪Delhi, P‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪.‬‬

‫الهيئة المصرية‬ ‫ظاظا‪،‬‬ ‫حسن‬ ‫لمحمد‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫القوانين‬ ‫محاورة‬ ‫العاثر من‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬الكتاب‬

‫ك! وما بعدها‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪8691‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للكتاب‬ ‫العامة‬
‫ال!ل الثالح‬

‫محددة لممارسة‬ ‫ضوابط‬ ‫لقد اهتم أفلاطون في محاوراته لأخيرة هذه بالدين إلى درجة وضع‬
‫ا‬

‫وتحريم أي نوع‬ ‫‪،‬‬ ‫على ممارسة هذه الشعائر عن طريق كهنة متخصصين‬ ‫الدينية والرقابة‬ ‫الشعائر‬

‫وعلى أيدي‬ ‫العامة‬ ‫في المعابد‬ ‫إلا‬ ‫الشعائر‬ ‫إقامة‬ ‫تحريم‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الخاصة‬ ‫الدينية‬ ‫العبادات‬ ‫من‬

‫لهم بذلك (‪.)1‬‬ ‫الكهنة الرسميين المرخص‬

‫المثل‬ ‫في نظريته حول‬ ‫الدين عند أفلاطون في نظرياته الفلسفية وخاصة‬ ‫فلسفة‬ ‫وقد تجلت‬

‫أفلاطون (‪،)2‬‬ ‫الإله الأسميعند‬ ‫مثال الخير" الذي هو صورة‬ ‫‪9‬‬ ‫للمثل هو‬ ‫مثالا‬ ‫على رأسها‬ ‫جعل‬ ‫التي‬

‫هذا‬ ‫الصانع في خلق‬ ‫الإله‬ ‫عن دور‬ ‫فيها‬ ‫وتحدث‬ ‫‪،‬‬ ‫وقد كان لأفلاطون نظريته المستقلة عن الخلق‬

‫مادة قديمة‬ ‫وجود‬ ‫من خلال‬ ‫إلا‬ ‫قد تم‬ ‫صنعه‬ ‫لم يكن‬ ‫دمان‬ ‫اعتبره أفلاطون حادثا‪،‬‬ ‫العالم الذي‬

‫أي كائن من‬ ‫أو‬ ‫شيء‬ ‫اْي‬ ‫الصانع‬ ‫ايإله‬ ‫من خلاله‬ ‫يشكل‬ ‫ما‬ ‫ومثال قديم هو‬ ‫‪،‬‬ ‫الأربعة‬ ‫العناصر‬ ‫هي‬

‫عبر محاوراته المختلفة في تأكيده في‬ ‫نظرية الألوهية عند أفلاطون‬ ‫تجلت‬ ‫وقد‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫الكائنات‬

‫وقد قدم أفلاطون‬ ‫(‪،)4‬‬ ‫صفاته‬ ‫تعددت‬ ‫الإله صمان‬ ‫على واحدية‬ ‫مواقع عديدة من هذه المحاورات‬

‫تأثيرها‬ ‫وسيعم‬ ‫الإلهية‬ ‫لفلسفة أرسطو‬ ‫الأساس‬ ‫بمثابة‬ ‫ستكون‬ ‫الإله‬ ‫براهين عديدة على وجود‬

‫وهذه‬ ‫(‪.)5‬‬ ‫العصر الحديث‬ ‫وحتى‬ ‫والإسلامي‬ ‫تاريخ الفلسفة اللاحق من العالمين المسيحي‬

‫لقضية الألوهية التي‬ ‫بعد ذلك‬ ‫تركيز في عرضنا‬ ‫موطن‬ ‫سيكون‬ ‫ما‬ ‫لأفلاطون هي‬ ‫الإلهية‬ ‫الفلسفة‬

‫واْخطر قضايا فلسفة الدين عبر كل العصور‪.‬‬ ‫اْهم‬ ‫هي‬

‫‪ ،‬السفسطائيون‬ ‫الثاني‬ ‫‪ ،‬الجزء‬ ‫شرقي‬ ‫منظور‬ ‫من‬ ‫اليونانية‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫النشار‪:‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬د‪ .‬مصطفى‬

‫‪.592‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪0002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للطباعة والنشر والتوزيع‬ ‫تباء‬ ‫دار‬ ‫‪،‬‬ ‫وأفلاطون‬ ‫وسقراط‬

‫الباب الثالث عن‬ ‫الإشارة إليه في‬ ‫الإلوهية عند افلاطون ‪ ،‬سبق‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬ما كتبناه في كتابنا‪ :‬فكرة‬

‫الأفلاطونية‪،‬‬ ‫المثل‬ ‫نظرية‬ ‫عن‬ ‫الأول‬ ‫الفصل‬ ‫الأفلاطوني ‪ ،‬وخاصة‬ ‫ل!له‬ ‫المختلفة‬ ‫التصورات‬

‫‪. 142- 115‬‬ ‫ص‬

‫اْفلاطون‪،‬‬ ‫عند‬ ‫الخلق‬ ‫نظرية‬ ‫عن‬ ‫الأول‬ ‫الثالث ‪ ،‬الفصل‬ ‫السابق ‪ ،‬الباب‬ ‫المرجع‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬نفس‬

‫ص ‪.242- 217‬‬

‫الأفلاطوني إ‪،‬‬ ‫الإله‬ ‫‪9‬صفات‬ ‫‪:‬‬ ‫بعنوان‬ ‫الثالث‬ ‫من الباب‬ ‫الثالث‬ ‫في الفصل‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪272-‬‬ ‫‪925‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫الله‪،!al-m‬‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫أفلاطون‬ ‫‪9‬براهين‬ ‫الباب الثالث عن‬ ‫الثاني من‬ ‫‪ ،‬الفصل‬ ‫المرجع‬ ‫(‪ )5‬انظر‪ :‬نفس‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪258-‬‬ ‫صر‪243،‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪65 +‬‬
‫هلس!ه الددن‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫وفلسفته الدينية‬ ‫أرسطو‬ ‫‪:‬‬ ‫ساد ‪L‬‬ ‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫أي اهتمام‬ ‫لديه‬ ‫ليس‬ ‫باْنه‬ ‫قائل‬ ‫بين‬ ‫بشأنه‬ ‫الاَراء‬ ‫فقد تراوحت‬ ‫‪،‬‬ ‫تلميذ أفلاطون‬ ‫أما اْرسطو‬ ‫‪m‬‬

‫كان‬ ‫بأن أرسطو‬ ‫مبررا ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخروية‬ ‫لديه اهتماما بالأمور‬ ‫نظرا لأنه لم يكن‬ ‫؟‬ ‫الدين‬ ‫بفلسفة‬

‫كان أنغ تلاميذ‬ ‫إنه‬ ‫هذا العالم (‪ ،)1‬وبين قائل‬ ‫في‬ ‫الواقعية‬ ‫الإنسان‬ ‫مشكلات‬ ‫أكثر اهتماما بدراسته‬

‫من الموجودات‬ ‫تقوم على إدراك أن هناك سلسلة‬ ‫(‪)2‬‬ ‫دينية‬ ‫فلسفة‬ ‫الاَخر‬ ‫قدم هو‬ ‫أفلاطون حيث‬

‫أطلق عليها الهيولي الأولى التي لم نرها ولم نعرفها‪ ،‬وتسير‬ ‫التي‬ ‫الخالصة‬ ‫المادة‬ ‫من‬ ‫تبدأ‬ ‫التي‬

‫تمتد من‬ ‫سلسلة‬ ‫في قمة هرم الوجود‪ .‬وهي‬ ‫الإله‬ ‫إلى إدراك الصورة الخالصة التي هي‬ ‫صعودا‬

‫أرسطو‬ ‫يسميه‬ ‫ما‬ ‫إلى الفعل الكامل (أو‬ ‫)‬ ‫بالقوة‬ ‫الوجود‬ ‫اْرسطو‬ ‫يسميه‬ ‫ما‬ ‫(أو‬ ‫الإمكان البحت‬

‫حيث‬ ‫؟‬ ‫ذاته‬ ‫بالفعل الكامل هو أيضا الإله الذي ينث!غل بتأمل‬ ‫الموجود‬ ‫وذلك‬ ‫)‪.‬‬ ‫بالفعل‬ ‫الوجود‬

‫سيحيق‬ ‫أن نقصا‬ ‫يفي‬ ‫به‬ ‫بالعالم لأن انشغاله‬ ‫الا ذاته ولا ينشغل‬ ‫يعقل‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫إنه العقل الخالص‬

‫العالم‬ ‫(ر)‪ ،‬هو علة حركة‬ ‫يتحرك‬ ‫لا‬ ‫ذاته‬ ‫هو‬ ‫للعالم هـان كان‬ ‫الأول‬ ‫المحرك‬ ‫فهو يمثل‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫‪.‬‬ ‫به‬

‫فيه‪.‬‬ ‫إليه وعشقا‬ ‫شوقا‬ ‫إنما يتحرك‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫ما يتحرك‬ ‫فكل‬ ‫‪،‬‬ ‫الغاية للحركة‬ ‫باعتباره‬

‫وعلماء اللاهوت في العصور‬ ‫المدرسيون‬ ‫بارندر من المفارقة التي جعل!‬ ‫جفري‬ ‫ويتعجب‬

‫يتحرك وبين أب يسوع الدائب‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫هذا المحرك‬ ‫التوحيد بين‬ ‫في‬ ‫ينجحون‬ ‫الوسطى‬

‫العمل (‪.)4‬‬

‫فلسفيا‬ ‫إيمانا‬ ‫بين الإيمان بالإله الواحد‬ ‫الدينية قد تراوحت‬ ‫أرسطو‬ ‫والحقيقة أن فلسفة‬

‫التمييز‬ ‫على‬ ‫القائمة‬ ‫الميتافيزيقية‬ ‫نظريته‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫لديه‬ ‫الطبيعة‬ ‫كان نتيجة منطقية لفلسفة‬ ‫صارما‬

‫الإيمان بالعقيدة الدينية الشعبية المؤمنة بتعدد الآلهة‪.‬‬ ‫وبين‬ ‫‪،‬‬ ‫بالفعل‬ ‫والوجود‬ ‫بالقوة‬ ‫بين الوجود‬

‫بين الواحدية‬ ‫الدينية‬ ‫العقيدة‬ ‫موضوع‬ ‫إزاء‬ ‫في تطوره الفكري‬ ‫قد تأرجح‬ ‫أن أرسطو‬ ‫ويرى البعض‬

‫بالقاهرة ‪،‬‬ ‫العامة للكتاب‬ ‫المصرية‬ ‫الهيئة‬ ‫‪،‬‬ ‫سليم‬ ‫الحميد‬ ‫عبد‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإغريق‬ ‫فلاسفة‬ ‫وورنر‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ريكس‬

‫‪. 136‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪8591‬‬

‫عالم‬ ‫د‪ .‬إمام عبدالفتاح (مام‪ ،‬سلسلة‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫الشعوب‬ ‫الدينية لدى‬ ‫بارندر‪ :‬المعتقدات‬ ‫) جفري‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.77‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪3991‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ ،) 173‬الكويت‬ ‫المعرفة بالكويت‬

‫(‪ )3‬نفسه‪.‬‬

‫(‪ )4‬نفسه‪.‬‬

‫‪+6‬‬ ‫‪6‬‬
‫الثانح‬ ‫ال!مل‬

‫توحيده هذا من مقالة‬ ‫لنا‬ ‫ويظهر‬ ‫من حياته موحدا‪،‬‬ ‫الأول والثاني‬ ‫الطور‬ ‫كان في‬ ‫إذ‬ ‫والشرفي‬

‫الثامن منها‪،‬‬ ‫فيما عدا الفصل‬ ‫الميتافيزيقا"‬ ‫ة‬ ‫كتابه الشهير‬ ‫من‬ ‫الثاني عشر‬ ‫الكتاب‬ ‫اللام التي تحتل‬

‫بهذا التوحيد‪ ،‬وانتهى في آخر الأمر في‬ ‫يتصل‬ ‫فيما‬ ‫تثور في نفسه‬ ‫قد أخذت‬ ‫كانت الشكوك‬ ‫لىان‬

‫عن‬ ‫فيها‬ ‫تحدث‬ ‫التي‬ ‫أكثر المواضع‬ ‫كان في‬ ‫ف!نه‬ ‫ومع ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الطور الثالث من حياته إلى الشرك‬

‫عن الإله‬ ‫فيه صراحة‬ ‫الوحيد الذي تحدث‬ ‫وكان الموضع‬ ‫‪،‬‬ ‫الجمع‬ ‫بصيغة‬ ‫كان يتحدث‬ ‫‪،‬‬ ‫الإله‬

‫فليكن‬ ‫‪،‬‬ ‫بصالح‬ ‫الكثيرين ليس‬ ‫"إن حكم‬ ‫ة‬ ‫حينما قال‬ ‫اللام‬ ‫كان في نهاية مقالة‬ ‫باعتباره واحدا‬

‫‪.‬‬ ‫الإلياذة أ(‪ )1‬إلياذة هوميروس‬ ‫"‬ ‫قد اقتبسه من‬ ‫كان أرسطو‬ ‫قول‬ ‫وهو‬ ‫واحد"‪،‬‬ ‫زعيم‬

‫في‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫كتاباته‬ ‫بعض‬ ‫في‬ ‫بدا‬ ‫الذي‬ ‫التردد‬ ‫عبر أطوار حياته كان لديه هذا‬ ‫ومع أن أرسطو‬

‫من‬ ‫هذا‪ ،‬وذلك‬ ‫وقتنا‬ ‫وربما إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمان‬ ‫الدين في ذلك‬ ‫كان من أهم فلاسفة‬ ‫اعتقادي الشخصي‬

‫الإلهي (‪ ،)2‬واعتبر‬ ‫الوجود‬ ‫دراسة‬ ‫الفلسفة بأنها علم‬ ‫مَن عرّف‬ ‫كان أول‬ ‫أنه‬ ‫الأول‬ ‫الجانب‬ ‫‪:‬‬ ‫جانبين‬

‫المعنى‬ ‫رأيه‬ ‫في‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬ ‫وتدور تأملاته حوله‬ ‫أن يدرسه‬ ‫ل!نسان‬ ‫يمكن‬ ‫موضوع‬ ‫أهم‬ ‫أن هذا هو‬

‫الدين لديه مرتبطة بما كان يكتبه في الفلسفة‬ ‫فلسفة‬ ‫ظهرت‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫للميتافيزيقا‬ ‫الأخص‬

‫)‪.‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫(أو ما وراء‬ ‫بالميتافيزيقا‬ ‫شراحه‬ ‫فيما بعد لدى‬ ‫التي عرفت‬ ‫الأولى‬

‫بالوجود الإلهي‬ ‫فيها‬ ‫يؤمن‬ ‫‪،‬‬ ‫إلهية حقيقية‬ ‫فلسفة‬ ‫صاحب‬ ‫فقد كان أرسطو‬ ‫الثاني‬ ‫الجانب‬ ‫أما‬

‫فهو العلة‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه ببراهين عقلية عديدة‬ ‫مبرهن‬ ‫فالإله‬ ‫للوجود‪،‬‬ ‫القصوى‬ ‫الإله‬ ‫هذا‬ ‫وبضرورة‬

‫الصورة‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫علة الحركة‬ ‫أنه‬ ‫مع‬ ‫يتحرك‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫الأول‬ ‫المحرك‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الموجودات‬ ‫الأولى لكل‬

‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاته‬ ‫يعقل‬ ‫الذي‬ ‫الخالص‬ ‫العقل‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم الطبيعي‬ ‫ما في‬ ‫المفارقة للمادة ولكل‬ ‫الخالصة‬

‫حي‪،‬‬ ‫بأنه‬ ‫الأرسطي‬ ‫الإله‬ ‫عند أرسطو(‪ .)3‬ومنها يوصف‬ ‫الإله‬ ‫كل هذه وغيرها براهين على وجود‬

‫‪. 174‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫دار القلم ببيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫بالكويت‬ ‫وكالة المطبوعات‬ ‫أرسطو‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بدوي‬ ‫(‪ )1‬عبدالرحمن‬

‫مذهبه‬ ‫طاليس‬ ‫أرسطو‬ ‫‪،‬‬ ‫الثالث‬ ‫الجزء‬ ‫‪،‬‬ ‫شرقي‬ ‫من منظور‬ ‫اليونانية‬ ‫النشار‪ :‬تاريخ الفلسفة‬ ‫د‪ .‬مصطفى‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪. 15‬‬ ‫صا‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1302‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫اللبنانية‬ ‫الدار المصرية‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمية‬ ‫ونظرياته‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفي‬

‫‪Metaphiscs ( .B II- Chi- b3001.P), Eng.‬‬


‫‪.Aristotle:‬‬
‫‪Trus. P 522.‬‬ ‫جع ‪:‬‬ ‫ورا‬

‫‪.‬‬ ‫‪164-‬‬ ‫‪162‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫السابق‬ ‫كتابنا‬ ‫‪:‬‬ ‫في‬ ‫الإله‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫براهين أرسطو‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪ht‬‬
‫هذه البراهين في ‪ :‬رضا عبدالتواب نادي ‪ ،‬مفهوم الإله في الميتافيزيقا ‪tp‬‬ ‫وانظر‪ :‬تفاصيل أكثر حول‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫الاَداب‬ ‫ب!شرافي في كية‬ ‫الأرسطية وعلافته بالعالم الطبيعي ‪ ،‬رسالة دكنوراه غير مضثمورة‪ ،‬تمت‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫جامعة بني سويف ‪ 1302 ،‬م‪ ،‬ص ‪. 49- 53‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪67 +‬‬
‫‪j‬ل‬ ‫ال‬
‫د‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫وفعل محض‪.‬‬ ‫خالصة‬ ‫وصورة‬ ‫خالص‬ ‫عقل‬ ‫وأنه‬ ‫أزلي أبدي وأنه ثابت ولا يشوبه أي تغيير‪،‬‬ ‫وأنه ‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫والتعدد‪ ،‬وهو‬ ‫ولا يقبل القسمة‬ ‫التام‬ ‫الكمال‬ ‫‪ ،‬كامل‬ ‫‪ eh‬ومن ثمّ فهو واحد لا متناه بسيط وغير مركب‬
‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الحقيقي‬ ‫والخير‬ ‫الأول‬ ‫المعشوق‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫في‬ ‫الجميل‬

‫الني تؤكد على واحديته‬ ‫ومعها الصفات‬ ‫الإله‬ ‫البراهين العقلية على وجود‬ ‫وأعتقد أن هذه‬

‫بما‬ ‫اليونان‬ ‫هو تردد ناتج عن إدراك كل فلاسفة‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الواحدية والشرك‬ ‫التردد‬ ‫تقطع بأن هذا‬

‫الديانة الأوليمبية‪،‬‬ ‫للعقائد الدينية الشعبية الشائعة وبالذات‬ ‫احترامهم‬ ‫عن‬ ‫وأفلاطون‬ ‫فيهم سقراط‬

‫هذه العقائد‪.‬‬ ‫أصحاب‬ ‫يصدموا‬ ‫ألا‬ ‫على‬ ‫وحرصهم‬

‫وحديثه عن‬ ‫من كتابات أرسطو‬ ‫كثيرة‬ ‫بالجمع في مواضع‬ ‫الإله‬ ‫أن استخدام لفظ‬ ‫شك‬ ‫ولا‬

‫وتصوره‬ ‫‪،‬‬ ‫الشعبية من جانب‬ ‫للمعتقدات‬ ‫يبرز الخضوع‬ ‫إنما‬ ‫والأفلاك‬ ‫العقول المفارقة للكواكب‬

‫كان لابد لكل كوكب‬ ‫ثمّ‬ ‫فلك القمر؟ ومن‬ ‫تحت‬ ‫ما‬ ‫فوق فلك القمر وعالم‬ ‫ما‬ ‫للتمييز بين عالم‬

‫الأربعة‪،‬‬ ‫المركبة من العناصر‬ ‫في طبيعته عن الموجودات‬ ‫أن يختلف‬ ‫الدائرية‬ ‫الحركة‬ ‫ذوي‬ ‫من‬

‫هي رمز الاقتراب من الكمال الإلهي عند أرسطو‪،‬‬ ‫دائرية‬ ‫السماوية تتحرك حركة‬ ‫فالموجودات‬

‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الإله‬ ‫إيمانه بواحدية‬ ‫فهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الميتافيزيقية‬ ‫فلسفته‬ ‫إلى روح‬ ‫اَخر‪ .‬أما رؤيته الأقرب‬ ‫جانب‬ ‫من‬

‫حديثه‬ ‫كان معظم‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الفلسفة‬ ‫عن‬ ‫ومحاورة‬ ‫الميتافيزيقا‬ ‫كتاب‬ ‫فصول‬ ‫تماما في أغلب‬ ‫بدت‬ ‫ما‬

‫بصيغة المفرد ‪.)2(405‬‬ ‫الإله‬ ‫عن‬ ‫فيها‬

‫أناني‬ ‫إله‬ ‫الإله‬ ‫دالهه الواحد‪ ،‬هو أن هذا‬ ‫الدين عند أرسطو‪،‬‬ ‫إن المأخذ الحقيقي على فلسفة‬

‫من خثحب‬ ‫وكأن هناك عساكر‬ ‫‪،‬‬ ‫بكرامته‬ ‫اعتزازا‬ ‫‪،‬‬ ‫كالتمثال‬ ‫وقف‬ ‫عسكري‬ ‫بقائد‬ ‫جامد‪ ،‬أشبه‬

‫الطبيعي الذي‬ ‫بالعالم‬ ‫حقيقيا(‪ .)3‬إذ إن علاقته‬ ‫جثا‬ ‫فنظمت‬ ‫قدر استطاعتها‬ ‫تحاكيه على‬ ‫أخذت‬

‫وهو‬ ‫إليه‬ ‫شوقا‬ ‫في الطبيعة يتحرك‬ ‫ما‬ ‫فكل‬ ‫‪،‬‬ ‫هو علته علاقة عجيبة فهي علاقة من أسفل إلى أعلى‬

‫‪.‬‬ ‫‪166-‬‬ ‫‪164‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫كتابنا‬ ‫في‬ ‫عند ارسطو‬ ‫الإله‬ ‫صفات‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪152- 69‬‬ ‫السابق الإشارة إليها‪ ،‬ص‬ ‫الدكتوراه‬ ‫في رسالة‬ ‫ذلك‬ ‫تفاصيل‬ ‫‪:‬‬ ‫وانظر‬

‫‪.277‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫نادي‬ ‫عبدالتواب‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬رضا‬

‫والنثر‪ ،‬القاهرة ‪ 5391 ،‬م‪،‬‬ ‫التأليف والترجمة‬ ‫لجنة‬ ‫‪ ،‬مطبعة‬ ‫اليونانية‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫كرم‪:‬‬ ‫) يوسف‬ ‫(‪3‬‬

‫‪. 182‬‬ ‫ص‬

‫‪. 68‬‬
‫النانح‬ ‫ال!مل‬

‫مباشرة‬ ‫ولا علاقة‬ ‫عند أرسطو‪،‬‬ ‫الإله بالعالم‬ ‫لا عناية إلهية من‬ ‫إذن‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاته‬ ‫خارج‬ ‫يهتم بأي شيء‬ ‫لا‬

‫ما‬ ‫ولا يوجد‬ ‫‪،‬‬ ‫العكس‬ ‫الإله وليس‬ ‫نحو‬ ‫العالم‬ ‫من‬ ‫غير مباشرة‬ ‫دهانما العلاقة علاقة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعالم‬ ‫تربطه‬

‫الفاعلة للحركة‪.‬‬ ‫العلة الغائية وليس‬ ‫يمثل‬ ‫أعلى‬ ‫إلا كونه محركا‬ ‫الإله بالعالم‬ ‫يربط‬

‫والإله‬ ‫‪،‬‬ ‫للألوهية‬ ‫ورؤيته‬ ‫الدين عند أرسطو‬ ‫قيل ويقال عن فلسفة‬ ‫ما‬ ‫مع كل‬ ‫اْنه‬ ‫والطريف‬

‫واللاهوتية قد تأثرت‬ ‫الدينية‬ ‫ف!ن الفلسفات‬ ‫عنه شيء‪،‬‬ ‫يهتم بالعالم ولا يعرف‬ ‫لا‬ ‫الواحد الذي‬

‫أو في‬ ‫والإسلامية‬ ‫في الفلسفات المسيحية‬ ‫الدينية‬ ‫في العصور الوسطى‬ ‫سواء‬ ‫جميعا بأرسطو‬

‫مشكوك‬ ‫تدينه‬ ‫الدين ‪ -‬رغم أن‬ ‫بحق واحدا من أهم فلاسفة‬ ‫لقد كان أرسطو‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫العصر الحديث‬

‫عنوا‬ ‫أتى بعده من فلاسفة وعلماء لاهوت‬ ‫ما‬ ‫واسع في كل‬ ‫أثر‬ ‫تركه من‬ ‫بما‬ ‫‪ -‬في كل العصور‬ ‫فيه‬

‫الألوهية‪.‬‬ ‫موضوع‬ ‫ببحث‬

‫سابعا‪ :‬فلسفة الدين في العصر الهللينستي‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والمصير‪.‬‬ ‫الألوهية والخلود‬ ‫قضية‬ ‫الدين ومعناه وفي‬ ‫في‬ ‫نظر الفلاسفة‬ ‫لم يتوقف‬ ‫وبالطبع‬

‫الاهتمام موجودا عند‬ ‫بل ظل نفس‬ ‫إلخ عند العصر الهلليني الذي بلغ قمته الفلسفية عند أرسطو‪،‬‬

‫وتاريخيا عصر‬ ‫‪.‬م‬ ‫في عام ‪ 322‬ق‬ ‫أرسطو‬ ‫وفاة‬ ‫ما بعد‬ ‫وهو فلسفيا عصر‬ ‫‪،‬‬ ‫فلاسفة العصر الهللينستي‬

‫هذا العصر ظهور تيارات فلسفية عديدة‬ ‫وقد شهد‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫الاكبر عام ‪ 323‬ق‬ ‫بعد وفاة الإسكندر‬ ‫ما‬

‫بالمدارس‬ ‫عرف‬ ‫ما‬ ‫التيارات الثكية فضلا عن ازدهار‬ ‫إلى جانب‬ ‫‪،‬‬ ‫والرواقية‬ ‫الأبيقورية‬ ‫أهمها‬

‫الفلاسفة المنتمين‬ ‫ولقد قدم معظم‬ ‫)‪،‬‬ ‫والقورينائية والميجارية‬ ‫الكلبية‬ ‫(وهي‬ ‫الصغرى‬ ‫السقراطية‬

‫هذه الرؤى بين‬ ‫وتراوحت‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين والألوهية‬ ‫حول‬ ‫والتيارات الفلسفية رؤى‬ ‫إلى هذه المدارس‬

‫إلى أي حقيقة بصدد‬ ‫بل ايضا إنكار إمكان الوصول‬ ‫‪،‬‬ ‫الآلهة‬ ‫فقط إنكار وجود‬ ‫الإنكار‪ -‬ليس‬

‫أدرية والتشكيك‬ ‫اللا‬ ‫واتخذوا من‬ ‫اللامبالاة‬ ‫الذين ارتاحوا إلى‬ ‫وهؤلاء هم الشكاك‬ ‫أي شيء‪،‬‬

‫في‬ ‫المنكرة لإمكان فهم حقيقة أي شيء‬ ‫تحلقوا حوله وقدموا حججهم‬ ‫مذهبا‬ ‫في كل شيء‬

‫الشكاك‬ ‫حتى‬ ‫الأول لهذا الاتجاه الشكي‬ ‫لدى بيرون المؤسس‬ ‫البيرونية‬ ‫من الحجج‬ ‫بدءا‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫في‬‫الفصل السادس عن إله أرسطو عند المشائين ‪al‬‬ ‫المرجع السابق‬ ‫(‪ )1‬انظر رضا عبدالتواب نادي نفس‬
‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪.272-‬‬ ‫‪be 233‬‬ ‫التراث الهللينستي والمسيحي وكذلك في العصر الحديث والفلسفة المعاصرة ‪ ،‬ص‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m96‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ة‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫اكاديمية وعلى رأسهم‬ ‫ومرورا بشكاك‬ ‫وانتهاء‬ ‫وأجريبا‪،‬‬ ‫رأسهم أناسيد يموس‬ ‫‪.a‬‬
‫الجدليون وعلى‬
‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫(‪.)1‬‬ ‫الحديثة‬ ‫اكاديمية‬ ‫الوسطى وكارنيادس مؤسس‬ ‫الاكاديمية‬ ‫اركسيلاوس مؤسس‬ ‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫ف!ليك نقد‬ ‫في عصرهم‬ ‫للنظريات اللاهوتية‬ ‫انتقاداتهم‬ ‫مثلا على كيف كانت‬ ‫وإذا أردنا‬

‫الإله واعتبر‬ ‫على وجود‬ ‫أدلة الرواقيين‬ ‫كارنيادس‬ ‫فقد رفض‬ ‫؟‬ ‫الرواقي‬ ‫للاهوت‬ ‫كارنيادس‬

‫إلى دليل الإجماع‬ ‫يلجأون‬ ‫مثلا‬ ‫فالرواقيون‬ ‫‪،‬‬ ‫تناقضات‬ ‫على‬ ‫تنطوي‬ ‫وأنها‬ ‫‪،‬‬ ‫حاسمة‬ ‫ليست‬ ‫أنها‬

‫كان في استطاعتهم أن يبرهنوا على إجماع الأمم ف!نهم عندئذِ‬ ‫إذا‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الإله‬ ‫كبرهان على وجود‬

‫كما رفض‬ ‫!‬ ‫آلهة‬ ‫يبرهنون على وجود‬ ‫لا‬ ‫على إيمان كلي عام بالوجود الإلهي لكنهم‬ ‫يبرهنون‬

‫نفسر‬ ‫فكيف‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعناية الإلهية‬ ‫الاعتقاد‬ ‫صح‬ ‫إنه لو‬ ‫العناية الإلهية وانتقدها قائلا‪:‬‬ ‫في‬ ‫نظريتهم‬

‫في أن الإله‬ ‫تتجلى‬ ‫العناية‬ ‫كان الرواقيون يقولون بأن هذه‬ ‫دماذا‬ ‫الثعابين السامة ؟‪،‬‬ ‫مثلا وجود‬

‫الجرائم‬ ‫تدبير‬ ‫هذا العقل في‬ ‫العظمى من البث!ر‪ ،‬يستخدمون‬ ‫الغالبية‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسان العقل‬ ‫وهب‬

‫يمد عنايته فعلا لجميع‬ ‫الإله‬ ‫كان‬ ‫صاذا‬ ‫‪،‬‬ ‫البعض‬ ‫ببعضهم‬ ‫يلحقونها‬ ‫التي‬ ‫والمصائب‬ ‫والشرور‬

‫كما انتقد أيضا إيمانهم‬ ‫‪.‬‬ ‫السليم‬ ‫العقل‬ ‫أخيارا‪ ،‬وأن يهبهم‬ ‫جميعا‬ ‫عليه أن يجعلهم‬ ‫فكان‬ ‫البشر‪،‬‬

‫على حرية الإنسان‬ ‫مؤكدا على أن هذا الاعتقاد يمثل خطرا شديدا‬ ‫‪،‬‬ ‫المحتوم‬ ‫بالقدر والمصير‬

‫(‪.)2‬‬ ‫أفعاله‬ ‫الأخلاقية عن‬ ‫ومسئولشِه‬

‫النقدي ‪،‬‬ ‫العصر الهللينستي بين هذا الاتجاه الإلحادي‬ ‫فلاسفة‬ ‫رؤى‬ ‫لقد تراوحت‬ ‫أقول‬

‫لدى‬ ‫خاصة‬ ‫ذلك‬ ‫ونلحظ‬ ‫‪،‬‬ ‫معظمها على الأخلاق‬ ‫التي ركزت‬ ‫الفلسفية الأخرى‬ ‫والاتجاهات‬

‫بالبحث عن طريق السعادة الذي تراوح لديهم بين‬ ‫التي اهتمت‬ ‫السقراطية الصغرى‬ ‫المدارس‬

‫وبين‬ ‫القورينائيين‬ ‫رأي‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫السعادة‬ ‫واعتبارها هي جوهر‬ ‫الحسية‬ ‫اللذة‬ ‫في‬ ‫الانغماس‬

‫ممارسة‬ ‫المرء بعيدا عن‬ ‫بقدر ما يكون‬ ‫تكون‬ ‫واعتبار أن الفضيلة‬ ‫‪،‬‬ ‫اللذة الحسية‬ ‫في‬ ‫التام‬ ‫الزهد‬

‫أفروديت‬ ‫إنني لو صادفت‬ ‫‪:‬‬ ‫قال في ذلك‬ ‫الكلبية‬ ‫مؤسس‬ ‫انتستينز‬ ‫لدرجة أن‬ ‫هذه اللذات الحسية‬

‫‪.‬‬ ‫بيدي‬ ‫) لخنقتها‬ ‫والجمال‬ ‫إلهة الحب‬ ‫(وهي‬

‫شرقي‬ ‫من منظور‬ ‫اليونانية‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫كتابنا‪:‬‬ ‫في‬ ‫الشكية جميعا‬ ‫هذه الاتجاهات‬ ‫عن‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬لمحة‬

‫بالقاهرة ‪،‬‬ ‫اللبنانية‬ ‫الدار المصرية‬ ‫‪،‬‬ ‫الهللينستي‬ ‫في العصر‬ ‫اليونانية‬ ‫الفلسفية‬ ‫‪ -‬المدارس‬ ‫الرابع‬ ‫‪ -‬الجزء‬

‫‪ 43‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪02 13‬‬

‫‪.52- 5‬‬ ‫أ‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪07‬‬
‫النالح‬ ‫ال!مل‬

‫في توجهاته‬ ‫والرواقيين على التماس طريق للسعادة يختلف‬ ‫تركيز الأبيقورير‬ ‫رغم‬ ‫ولكن‬

‫أخلاقي يدعو للذة‬ ‫إلى مذهب‬ ‫منهما؟ فالأبيقورية قد دعت‬ ‫دهان انطلقتا‬ ‫هاتين المدرستين‬ ‫عن‬

‫من‬ ‫بما هو ضروري‬ ‫بالاكتفاء‬ ‫‪-‬‬ ‫بالقورينائيين‬ ‫تأثره‬ ‫أبيقور‪ -‬رغم‬ ‫وأوصى‬ ‫‪،‬‬ ‫المعتدلة‬ ‫الطبيعية‬

‫أما الرواقيون فقد انطلقوا‬ ‫‪.‬‬ ‫اللذات‬ ‫في تلك‬ ‫دون المغالاة‬ ‫طبيعي وضروري‬ ‫هو‬ ‫بما‬ ‫أي‬ ‫؟‬ ‫اللذة‬

‫الأخلاق‬ ‫لكنهم مارسوا‬ ‫‪،‬‬ ‫العيش وفقا للطبيعة والزهد في اللذات‬ ‫إلى‬ ‫الكلبية‬ ‫بالفعل من دعوة‬

‫الأخلاقية على الإيمان‬ ‫وبنوا فلسقهم‬ ‫المعتدلة ولم يتطرفوا في الدعوة إلى الزهد والتقشف‬

‫والقدر‪.‬‬ ‫بالألوهية والقضاء‬

‫قدما تصورا شاملا‬ ‫كان تميز الأبيقورية والرواقية في هذا الصدد أنهما مدرستان‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬

‫فأبيقور كان ركم‬ ‫؟‬ ‫الألوهية‬ ‫وفي إطار هذا فقد تفلسفوا حول‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجود والكون والإنسان‬ ‫حول‬

‫لدينا كبشر‬ ‫باْن‬ ‫وبرر وجودها‬ ‫موجودة‬ ‫الآلهة‬ ‫أن‬ ‫كان يرى‬ ‫‪،‬‬ ‫للعالم الطبيعي‬ ‫الذري‬ ‫ماديته وتفسيره‬

‫الشعور‬ ‫لدينا‬ ‫فيتولد‬ ‫صدورنا‬ ‫تتخلل‬ ‫لها‬ ‫ذرية‬ ‫تبعث بممثلات‬ ‫إنها‬ ‫حيث‬ ‫وجودها؟‬ ‫فكرة عن‬

‫هذا وحياتها أكثر خلودا‬ ‫عن عالمنا الأرضي‬ ‫في عالم مستقل‬ ‫ووجودها‬ ‫بوجودها‪ ،‬فهي موجودة‬

‫لن تعاقبه‬ ‫فهي‬ ‫لها بالإنسان‬ ‫مباشرة‬ ‫أنها لا علاقة‬ ‫تعني‬ ‫المستقلة‬ ‫وحياتها‬ ‫وتركيبها اكثر شفافية‬

‫الذرية؟‬ ‫المادية‬ ‫الطبيعة‬ ‫فلسفة‬ ‫دينية مبنية على‬ ‫هنا فقد قدم أبيقور فلسفة‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫بعقابه‬ ‫ولا تسعد‬

‫لن تعاقبهم‬ ‫بالتالي‬ ‫وأنها‬ ‫بعيدة عن حياة البشر‪،‬‬ ‫تحيا حياة مستقلة‬ ‫وهي‬ ‫مكونة من ذرات‬ ‫فالاَلهة‬

‫يحيا حياة‬ ‫تراه‬ ‫الإنسان أو‬ ‫أن تعذب‬ ‫لن يزيد من سعادتها‬ ‫الدنيا لأنه‬ ‫بعد حياتهم‬ ‫كما يتصورون‬

‫يحيا حياة السعادة الهادئة‬ ‫أن ترى الإنسان سعيدا‬ ‫يسعدها‬ ‫الاَلهة‬ ‫ف!ن‬ ‫الشقاء‪ ،‬بل على العكس‬

‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الخرافات والأساطير‬ ‫كل صور‬ ‫الدينية‬ ‫أبيقور في فلسفته‬ ‫رفض‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫المعتدلة‬

‫يقدمونه من قرابين للالهة‬ ‫ما‬ ‫البشر‬ ‫البشر تجاهها‪ ،‬ونعى على‬ ‫وانتقد سلوكيات‬ ‫‪،‬‬ ‫الآلهة‬ ‫تحاك عن‬

‫من ذاته‬ ‫الصحة‬ ‫على أن المرء ينبغي أن يلتمس‬ ‫وشدد‬ ‫‪،‬‬ ‫الآلهة‬ ‫من‬ ‫أو درءا للخوف‬ ‫التماسا للصحة‬

‫فلا مبرر له فالاَلهة كائنات‬ ‫الآلهة‬ ‫من‬ ‫أما الخوف‬ ‫‪.‬‬ ‫الآلهة‬ ‫إلى‬ ‫القرابين‬ ‫تقديم‬ ‫من‬ ‫وليس‬ ‫وجسمه‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫منها(‪.)1‬‬ ‫أو نخاف‬ ‫نخ!ثصاها‬ ‫فلا ينبغي أن‬ ‫المستقلة‬ ‫مثلها مثلنا ولها حياتها السعيدة‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪.h 121 - 111‬‬ ‫ص‬ ‫ابيقور‪،‬‬ ‫والألوهية عند‬ ‫الأخلاق‬ ‫السابق عن‬ ‫المرجع‬ ‫كتبناه في نفس‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬
‫‪71+‬‬
‫الديى‬ ‫!لس!ة‬ ‫إلى‬ ‫جدلمد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬‫‪ww‬‬
‫أربعة‬ ‫مقومات‬ ‫قد امتلك علاجا‬ ‫أن الحكيم الأبيقوري‬ ‫عند الأبيقورير‬ ‫‪.a‬‬
‫والخلاصة‬
‫له‬ ‫دائما‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫الخوف‬ ‫وعدم‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيمان بالآلهة‬ ‫‪:‬‬ ‫هي‬ ‫والطمأنينة النفسية‬ ‫والسعادة‬ ‫‪eh.‬إذا اتبعه تمتع حقا بالصحة‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الألم‬ ‫تحمل‬ ‫الخير‪ ،‬وسهولة‬ ‫تحصيل‬ ‫وسهولة‬ ‫لنا‪،‬‬ ‫بالنسبة‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫الموت‬ ‫منها‪ ،‬وكون‬

‫من قضية‬ ‫واضح‬ ‫الثلاث لهم موقف‬ ‫فقد كان أعلامها عبر عصورها‬ ‫‪،‬‬ ‫الرواقية‬ ‫أما الفلسفة‬

‫الإلهية والقدر‬ ‫الإله والعناية‬ ‫بوجود‬ ‫يؤمنون‬ ‫إذ كانوا جميعا‬ ‫‪،‬‬ ‫دينية محددة‬ ‫فلسفة‬ ‫الألوهية ولهم‬

‫أقرب شيء‬ ‫نظر الكثيرين‬ ‫في‬ ‫في كل أركان الوجود‪ ،‬فقصيدة كليانتس عن زيوس عدت‬ ‫الإلهي‬

‫الاتصال‬ ‫ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫والناس‬ ‫الاَلهة‬ ‫بين‬ ‫أن توطد‬ ‫واستطاعت‬ ‫‪،‬‬ ‫المسيحية‬ ‫إلى صلاة من الصلوات‬

‫وتدينا(‪.)2‬‬ ‫حماسا‬ ‫التي تفيض‬ ‫الواثقة‬ ‫والصلاة والتقوى‬ ‫العبادة‬ ‫الذي يتيح‬ ‫الشخصي‬

‫وهو الكائن الحي الخالد‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫جوهر‬ ‫الإله‬ ‫فقد كان الرواقيون يؤمنون بأن‬ ‫عام‬ ‫وبوجه‬

‫ما‬ ‫بكل‬ ‫ويعتني‬ ‫العالم‬ ‫يحرك‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫طبيعته‬ ‫من‬ ‫يقبل الشر وليس‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫‪،‬‬ ‫في سعادته‬ ‫الكامل‬

‫من مجموعه‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫وكل‬ ‫له‬ ‫فهو صانع العالم وأب‬ ‫يتخلل كل شيء‪،‬‬ ‫إن وجوده‬ ‫حيث‬ ‫فيه؟‬

‫وهو في‬ ‫ولأ!؟ لأن كل الأشياء تتم بواسطته‬ ‫العلة‬ ‫إنهم يسمونه‬ ‫‪.‬‬ ‫برعايته‬ ‫إلى جزئياته مشمول‬

‫يحافظ عليها‬ ‫الحياة وهو الذي‬ ‫سبب‬ ‫لأنه‬ ‫‪Zeus‬‬ ‫يسمونه زيوس‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيجابية‬ ‫علته‬ ‫كل شيء‬

‫ولرعاها‪.‬‬

‫كله بسمائه‬ ‫العالم‬ ‫الإله يتطابق مع‬ ‫أن جوهر‬ ‫الرواقية‬ ‫زينون مؤسس‬ ‫منذ أعلن‬ ‫إنه كذلك‬

‫يدلان على حقيقة واحدة‬ ‫وهو وهذا الكون‬ ‫‪،‬‬ ‫إذن يديره هذا الإله العاقل‬ ‫ككل‬ ‫فالكون‬ ‫‪.‬‬ ‫وأرضه‬

‫شاملة (ر)‪.‬‬

‫من هذا العقل الإلهي أو الروح‬ ‫هي جنس‬ ‫إنما‬ ‫الإنسانية‬ ‫لقد كان الرواقيون يؤمنون بأن الروح‬

‫أن يتخذ الإنسان وسيطا آخر ليصل‬ ‫فليس من الضروري‬ ‫ثمّ‬ ‫في هذا الوجود‪ .‬ومن‬ ‫المنبثة‬ ‫الإلهية‬

‫كانت عقيدتهم‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫بدنه‬ ‫تسكن‬ ‫التي‬ ‫بداخله في تلك الروح المقدسة‬ ‫الإله‬ ‫الإله لأن‬ ‫إلى‬

‫سوريا‪،‬‬ ‫الأبجدية للنشر‪ ،‬دمق‪،‬‬ ‫أبو كسم‪،‬‬ ‫جورج‬ ‫‪:‬‬ ‫وتعليق‬ ‫تعريب‬ ‫الأبيقورلة‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫بران‬ ‫(‪ )1‬جان‬

‫‪.113‬‬ ‫ص‬ ‫‪ 299‬أم‪،‬‬

‫‪Rivaud, Les Grands Courants‬‬ ‫‪De‬‬ ‫‪la‬‬ ‫‪Pensee Antique, P 174.‬‬ ‫‪.A.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪. 65‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫‪719‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مكتبة الأنجلو المصرية‬ ‫‪،‬‬ ‫الرواقية‬ ‫الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫امين‬ ‫ود‪ .‬عثمان‬

‫‪.‬‬ ‫‪591-‬‬ ‫‪491‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫اليه‬ ‫السابق الاشارة‬ ‫كتابنا‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫‪+ 72‬‬
‫الثالح‬ ‫الطمل‬

‫يستعبدها‪ ،‬دان الفلسفة هي‬ ‫على الروح حيث‬ ‫عبء‬ ‫إن الجسد‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫سينكا‬ ‫يعبر عن ذلك‬ ‫فيما‬

‫فهي‬ ‫ثمّ‬ ‫وفي طبيعة الأشياء؟ ومن‬ ‫العالم‬ ‫حينما تحثها على التأمل في‬ ‫التي تقدم العون للروح‬

‫تعمل دون وصاية من‬ ‫أن‬ ‫وتستطيع‬ ‫الروح بحريتها‬ ‫السماء حيث تنعم‬ ‫إلى‬ ‫تحولها من الأرض‬

‫الأخير‬ ‫اليوم‬ ‫أن‬ ‫يعتبر‬ ‫ممن يؤمنون بخلود الروح وهو‬ ‫إن سينكا‬ ‫‪.‬‬ ‫في عبوديته‬ ‫أو الوقوع‬ ‫الجسد‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الأبدية‬ ‫هو يوم ميلاده في‬ ‫من حياة الإنسان على الأرض‬

‫كل ما‬ ‫بأن‬ ‫يتزعزع لديهم‬ ‫لا‬ ‫الإيمان الذي‬ ‫الإيمان الرواقي بالخلود فضلا عن ذلك‬ ‫وهذا‬

‫للقدر‬ ‫دوما بأن الخضوع‬ ‫يشعرون‬ ‫يجعلهم‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجود خير طالما هو قدر إلهي‬ ‫في‬ ‫يجري‬

‫لأن‬ ‫تسعى‬ ‫لا‬ ‫"‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫تعبير حينما‬ ‫خير‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫وقد عبر ابكتيتوس‬ ‫‪.‬‬ ‫بها‬ ‫هو قمة الحرية والشعور‬

‫فعلا‪ .‬وسوف‬ ‫الأشياء كما تحدث‬ ‫في أن تحدث‬ ‫بل ارغب‬ ‫‪،‬‬ ‫ترغب‬ ‫لما‬ ‫وفقا‬ ‫الأشياء تحدث‬ ‫تجعل‬

‫عن حياتك "(‪.)2‬‬ ‫حينئذٍ‬ ‫ترضى‬

‫النتوكل على الإله‬ ‫به قائلا‪:‬‬ ‫وشملم‬ ‫يحدث‬ ‫ما‬ ‫العميق بخيرية كل‬ ‫إيمانه‬ ‫جعله يؤكد‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬

‫ما يريد‪،‬‬ ‫إلا‬ ‫نريد‬ ‫لا‬ ‫وأ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫أراد‬ ‫ولنتعلم ما‬ ‫‪،‬‬ ‫بامان‬ ‫مقرنا‬ ‫الحياة إلى‬ ‫رحلة‬ ‫في‬ ‫واصلون‬ ‫ونحن‬

‫أ(‪.)3‬‬ ‫شاكرين‬ ‫ولفضله‬ ‫له حامدين‬ ‫فلنكن‬ ‫ما منحه‬ ‫ف!ن أراد الإله أن يسترد‬ ‫‪،‬‬ ‫ولنتق فتنة المصائب‬

‫الإيمان الرواقي العظيم‬ ‫يؤكد هذا‬ ‫أوريليوس‬ ‫ماركوس‬ ‫الكبار‬ ‫هو اَخر زعماء الرواقية‬ ‫وها‬

‫على أن يريها‬ ‫معها يحرص‬ ‫فمن يعش‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَلهة‬ ‫مع‬ ‫!عش‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫وخيرية القدر؟ حيث‬ ‫بالألوهية‬

‫لكل رجل‬ ‫التي وهبها زيوس‬ ‫القوة‬ ‫إرادة‬ ‫لأن تنفذ‬ ‫لأوامرها ومستعدة‬ ‫نفسه راضية وخاضعة‬ ‫دائما‬

‫وهو‬ ‫"(‪.)4‬‬ ‫والعقل‬ ‫قوة الإدراك‬ ‫هي‬ ‫لكل إنسان‬ ‫التي وهبت‬ ‫القوة‬ ‫وهذه‬ ‫وحارسا‪،‬‬ ‫له قائدا‬ ‫لتكون‬

‫‪.247- 246‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫(‪)1‬انظر‪:‬نفسه‬

‫فايز‪،‬‬ ‫أوفيليا‬ ‫‪.‬‬ ‫د‬ ‫‪:‬‬ ‫العالم الاَخر‪ ،‬ترجمة‬ ‫الحياة في‬ ‫إزاء مسألة‬ ‫الرواتية والرواقيون‬ ‫‪،‬‬ ‫هوفن‬ ‫رينيه‬ ‫‪:‬‬ ‫وراجع‬

‫‪. 128 -‬‬ ‫‪127‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1‬‬ ‫‪999‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫والرومانية‬ ‫اليونانية‬ ‫للدراسات‬ ‫ن!ثرة الجمعية المصرية‬

‫‪(2‬‬ ‫‪Epictetus:‬‬ ‫‪The Enchiridion‬‬ ‫‪(VIII), Eng. Trans.‬‬ ‫)‪South‬‬


‫‪by .G Long, Regenery Gateway,‬‬

‫‪Indiana .U .S‬‬ ‫‪.A‬‬


‫‪,5691‬‬
‫‪.Bend,P‬‬ ‫‪174.‬‬

‫‪(3‬‬
‫)‪Ibid‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.252‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫أمين‬ ‫وانظر‪ :‬د‪ .‬عثمان‬
‫‪://‬‬
‫‪:‬‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪Marcus‬‬ ‫‪Aurelius,‬‬ ‫‪Meditations, Eng.‬‬ ‫‪Trans.‬‬ ‫‪By‬‬ ‫‪.G Long,‬‬ ‫‪Regenery Grateway,‬‬ ‫)‪Enc‬‬
‫‪(4.‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪Bend, Indiana, .U‬‬ ‫‪,7491 (B..South‬‬
‫‪.A‬‬
‫‪.S‬‬ ‫‪.V,)21‬‬
‫‪Ch.‬‬ ‫‪P 55.‬‬
‫‪m‬‬
‫‪73‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪d‬ل‬ ‫ال‬
‫د‬ ‫هلس!ه‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫له‬ ‫يحدث‬ ‫ما‬ ‫فضيلة واحدة هي قبول كل‬ ‫إلا‬ ‫بقوله أيضا‪" :‬إنه لا يبقى الإنسان الأمثل‬ ‫يؤكد‪.al‬ذلك‬
‫‪-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫الكثيرة ‪،‬‬ ‫لأفكار والتخيلات‬ ‫با‬ ‫ولا يزعج‬ ‫يدن!‬ ‫لا‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫نزل‬ ‫بالقدر الذي‬ ‫والرضا‬ ‫به‬ ‫‪ h.c‬والسرور‬
‫‪om‬‬

‫ك!له أ(‪.)1‬‬ ‫ويتبعها ويطيعها‬ ‫بل عليه أن يحفظها‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫الكامنة في‬ ‫المقدسة‬ ‫الإلهية‬ ‫القوى‬ ‫تلك‬

‫دينية‬ ‫فلسفة‬ ‫متتالية‬ ‫قرون‬ ‫الطويل وعبر خمسة‬ ‫إذن فقد قدم الرواقيون عبر تاريخ مدرستهم‬

‫لقد أرسوا‬ ‫‪.‬‬ ‫في الحياة وأملهم في حياة أخروية أفضل‬ ‫زهدهم‬ ‫إيمانية يملأها التقوى ويصدقها‬

‫فإن‬ ‫ثثم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫مفارقا للوجود دهانما يتخلله‬ ‫دينية تؤمن بنوع من الألوهية ليس‬ ‫معالم فلسفة‬

‫ينبغي أن نؤمن به‬ ‫في الوجود خير‬ ‫ما‬ ‫الوجود ولذا كان كل‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫في كل‬ ‫الإله الرواقي موجود‬

‫الروماني‬ ‫العالم‬ ‫وهكذا كان الإيمان الديني الرواقي العميق الذي عم كل أرجاء‬ ‫‪.‬‬ ‫له‬ ‫ونخضع‬

‫وكم‬ ‫‪.‬‬ ‫له‬ ‫وداعيا‬ ‫للاعتقاد بالدين الجديد‬ ‫ومقدمة‬ ‫العميق‬ ‫المسيحي‬ ‫ل!يمان‬ ‫آنذاك الدافع اكبر‬

‫معاصره سينكا دافعا‬ ‫الرسول وبين فلاسفة الرواق وخاصة‬ ‫بين القدي! بول!‬ ‫كانت المراسلات‬

‫جاء عبر عقل‬ ‫واحد وغايته واحدة سواء‬ ‫بأن لإيمان الديني العميق جوهره‬ ‫ا‬ ‫للث!عور المتبادل‬

‫أن الأول كان إيمانه‬ ‫رغم‬ ‫إيمان الآخر‬ ‫كلاهما‬ ‫فلقد احترم‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهي‬ ‫أو جاء عبر الوحي‬ ‫الفيلسوف‬

‫الإلهي‪.‬‬ ‫عقليا والثاني جاء إيمانه عبر الوحي‬

‫السماوبة‬ ‫الأديان‬ ‫فلسفة الدين في ظل‬ ‫ثامنا‪:‬‬

‫البشر‬ ‫الطبيعي الذي هو من صنع‬ ‫اللاهو!‬ ‫كان حديثنا السابق عن نشأة فلسفة الدين في ظل‬

‫الإيجابية أو النقدية إنما‬ ‫اللاهوتية سواء‬ ‫أفكارهم‬ ‫وكل‬ ‫الفلاسفة‬ ‫العقائد التي أبرزها هؤلاء‬ ‫فكل‬

‫نتيجة نزول الوحي الإلهي على رسله‬ ‫التي جاءت‬ ‫الأديان السماوية‬ ‫فماذا عن‬ ‫‪.‬‬ ‫هي صناعة ثرية‬

‫الأديان الثلاثة‬ ‫لقد كانت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫والسلام‬ ‫عليه الصلاة‬ ‫محمد‬ ‫وحتى‬ ‫الكرام منذ إبراهيم عليه السلام‬

‫بهذه العقائد‬ ‫التسليم‬ ‫فهل‬ ‫‪،‬‬ ‫سماوية‬ ‫توحيدية‬ ‫ديانات‬ ‫)‬ ‫والإسلام‬ ‫(اليهودية والمسيحية‬ ‫الكبرى‬

‫عقلية؟‬ ‫رؤى‬ ‫لم يصاحبه‬ ‫لدى أصحابها‬ ‫السماوية‬

‫ينبغي‬ ‫دمان كان‬ ‫‪،‬‬ ‫العقلية‬ ‫الرؤى‬ ‫هذه‬ ‫لديهم‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫هذا السؤال‬ ‫على‬ ‫الإجابة الواضحة‬ ‫ولعل‬

‫الديانات السماوية الثلاث وهم أولئك‬ ‫في‬ ‫أن نميز فيها بين مَن نطلق عليهم علماء اللاهوت‬

‫ي‬ ‫أ‬ ‫وجدوا‬ ‫دمان‬ ‫تفسيرا عقلانيا‪،‬‬ ‫في تفسيره‬ ‫يبداْون‬ ‫الذي‬ ‫الذين اتخذوا من النص الديني الأصل‬

‫(‪)1‬‬ ‫أول‬ ‫‪4‬‬ ‫*‪.!.‬س!ر‬ ‫(‪،)6‬‬ ‫‪.Ch.‬‬


‫‪P‬‬ ‫‪92.‬‬

‫‪74‬‬
‫‪j‬ل‬ ‫ال‬
‫د‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬

‫أي‬ ‫كل تعيين وعن‬ ‫بعيد عن‬ ‫أنه‬ ‫فهي‬ ‫الإله‬ ‫اْبرز صفات‬ ‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫والعالم‬ ‫الوجود‬ ‫حقيقة‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقة‬

‫ذلك فهو‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫فهو مفارق للعالم‬ ‫وهو ليس شبيها بأي شيء؟‬ ‫الله‬ ‫يشبه‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫تحديد؟ إذ‬

‫مطلقا‪ ،‬ويفوق في سموه‬ ‫سموا‬ ‫سام‬ ‫"‪ ،‬إنه‬ ‫وملكه‬ ‫العالم‬ ‫أب‬ ‫"‬ ‫فهو‬ ‫له‬ ‫به لأنه العلة الأولى‬ ‫يعنى‬

‫نهائي عار‬ ‫لا‬ ‫وهو كائن‬ ‫‪،‬‬ ‫بذاته‬ ‫ومكتف‬ ‫مملوء من نفسه‬ ‫إنه‬ ‫‪،‬‬ ‫بالذات‬ ‫والجمال‬ ‫الخير بالذات‬

‫الكائنات المحدودة‬ ‫إلى مستوى‬ ‫به‬ ‫تجعلنا نهبط‬ ‫إليه‬ ‫لأن إضافة أي خاصية‬ ‫؟‬ ‫الخصائص‬ ‫من‬

‫و!الشمس‬ ‫"‬ ‫الخير الأعظم‬ ‫‪9‬‬ ‫أزلي غير متغير‪ ،‬وهو‬ ‫مركبا وهو‬ ‫وليس‬ ‫بسيط‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫أو المخلوقة‬

‫الوجود(‪.)1‬‬ ‫لكل‬ ‫المبدأ الأول‬ ‫المعقولة "‪ ،‬وهو‬

‫بالفلسفات‬ ‫تأثره‬ ‫هي مزيج من‬ ‫الإله إنما‬ ‫بها فيلون‬ ‫التي وصف‬ ‫وبالطبع فإن هذه الصفات‬

‫في اَن معا‪.‬‬ ‫اليهودي‬ ‫وباللاهوت‬ ‫أفلاطون‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية السابقة‬

‫وقد امتازت فلسفة الدين والألوهية عند فيلون باستخدامه لأول مرة منهج التأويل المجازي‬

‫المعرفة التي‬ ‫يقول طرق‬ ‫فيما‬ ‫حتى يكتشف‬ ‫التأويلية‬ ‫هذه الطريقة‬ ‫واَثر‬ ‫‪.‬‬ ‫لآيات الكتاب المقدس‬

‫واسحق‬ ‫إله إبراهيم‬ ‫الله‬ ‫" إن‬ ‫‪:‬‬ ‫لآية القائلة‬ ‫ا‬ ‫أوّل‬ ‫لقد‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإله والوصول‬ ‫طبيعة‬ ‫إدراك‬ ‫إلى‬ ‫به‬ ‫تؤدي‬

‫إن يعقوب‬ ‫إذ‬ ‫والطبيعة والزهد؟‬ ‫العالم‬ ‫هي‬ ‫الله‬ ‫لمعرفة‬ ‫مصادر‬ ‫أنها تشير إلى ثلاث‬ ‫على‬ ‫"‬ ‫ويعقوب‬

‫فيرمز إلى النعم العفوية‬ ‫أما اسحق‬ ‫‪.‬‬ ‫التعلم‬ ‫بالزهد‪ ،‬بينما يرمز إبراهيم إلى‬ ‫هنا يرمز إلى التمرس‬

‫(‪.)2‬‬ ‫الطبيعية‬

‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫بالنظر في مصنوعاته في هذا‬ ‫الله‬ ‫إلى معرفة‬ ‫أن نصل‬ ‫نستطيع‬ ‫فإننا‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬

‫لأن النفس‬ ‫وذلك‬ ‫؟‬ ‫والله‬ ‫بين الإنسان‬ ‫من كائنات متوسطة‬ ‫لابد‬ ‫هذه المعرفة تبدو ناقصة ولذلك‬

‫وبما أن الله‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫صعودها‬ ‫في‬ ‫فيلزمها أن تتدرج‬ ‫الله دفعة واحدة‬ ‫إلى معرفة‬ ‫أن تصل‬ ‫تستطيع‬ ‫لا‬

‫إلا عن‬ ‫ولا أن ندركه‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫ولا أن نصل‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫نعبر‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫ف!نه‬ ‫الفكر‬ ‫وفوق‬ ‫العقل‬ ‫فوق‬ ‫كائن‬

‫به‪.‬‬ ‫)‪ (3 Ecstasy‬اليه والاتحاد‬ ‫الانجذاب‬ ‫طريق‬

‫‪. 701‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫انظر‪ :‬نفس‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫دار المعارف‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫والفلسفة‬ ‫الفلسميما بين التراث الثرقي‬ ‫الإسكندرية‬ ‫كتابنا‪ :‬مدرسة‬ ‫وكذلك‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 62‬‬ ‫ص‬ ‫أم‬ ‫‪599‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.63‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫(‪ )3‬نفسه‪.‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪.7‬‬ ‫‪6‬‬
‫النالع‬ ‫ال!دل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫نطلق‬ ‫مَن‬ ‫وبين‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫النص على حساب‬ ‫أكدوا‬ ‫بين النص والعقل ‪ -‬أي تعارض ‪-‬‬ ‫تعارض ‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫أنهم‬ ‫إلا‬ ‫الدينية‬ ‫لأن هؤلاء الفلاسفة رغم إيمانهم وعقيدتهم‬ ‫من بين هؤلاء؟‬ ‫فلاسفة‬ ‫‪h.‬‬
‫عليهم‬
‫‪c‬‬
‫‪om‬‬

‫أدى ببعضهم‬ ‫ما‬ ‫إليها؟ وهذا‬ ‫التي سيتوصلون‬ ‫النتيجة‬ ‫كانت‬ ‫أيا‬ ‫لعقولهم وتأملاتهم‬ ‫يخضعونها‬

‫وامتلكوا القدرة العقلية على البرهنة‬ ‫وعقولهم‬ ‫الأغلبية إلى تقوية الإيمان في نفوسهم‬ ‫وهم‬

‫من أسس‬ ‫ما فيها‬ ‫بكل‬ ‫وانتهاء‬ ‫للألوهية‬ ‫تصورها‬ ‫من‬ ‫بدءا‬ ‫الدينية‬ ‫مناحي عقيدتهم‬ ‫العقلية على‬

‫إلى‬ ‫الاَخر‬ ‫وربما أدى ببعضهم‬ ‫‪،‬‬ ‫أو بالحياة الأخرى‬ ‫الدنيا‬ ‫بالحياة‬ ‫تعلقت‬ ‫سواء‬ ‫إيمانية‬ ‫عقدية‬

‫حتى خرج‬ ‫اْو‬ ‫‪،‬‬ ‫العقلية‬ ‫قناعاته‬ ‫إلى غيرها بموجب‬ ‫تلك وتحول‬ ‫أو‬ ‫هذه العقيدة‬ ‫على‬ ‫الخروج‬

‫من‬ ‫قلة قليلة جدا‬ ‫كانوا‬ ‫وهؤلاء‬ ‫‪،‬‬ ‫السماوية‬ ‫الديانات‬ ‫على‬ ‫الديانة الطبيعية‬ ‫مفضلا‬ ‫جميعا‬ ‫عليها‬

‫عليهم من قِبَل‬ ‫المنكور‬ ‫معهم هذا الحدث‬ ‫الديانات السماوية وحدث‬ ‫اتبعوا‬ ‫الفلاسفة الذين‬

‫أقرانهم في العقيدة والدين‪.‬‬

‫برز من بين‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫السماوية التوحيدية الثلاث‬ ‫العقاثد‬ ‫دين في كل‬ ‫فلاسفة‬ ‫لدينا‬ ‫هنا ف!ن‬ ‫ومن‬

‫البشرية‬ ‫العقل وقدموا قراءاتهم‬ ‫شأن‬ ‫إعلاء‬ ‫على‬ ‫فلاسفة حرصوا‬ ‫هذه الديانات‬ ‫كل من‬ ‫أتباع‬

‫الوحي السماوي‬ ‫به‬ ‫الأعم التوفيق بين ما أتى‬ ‫محاولين في الأغلب‬ ‫به‬ ‫اَمنوا‬ ‫الديني الذي‬ ‫للنص‬

‫الوجود الإلهي والبراهين‬ ‫حول‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫العقيدة المختلفة‬ ‫موضوعات‬ ‫العقل حول‬ ‫به‬ ‫وما أتى‬

‫الشر في‬ ‫ووجود‬ ‫اْخرى كالنفى والمصير الأخروي‬ ‫موضوعات‬ ‫وحول‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫على وجود‬ ‫العقلية‬

‫‪.‬‬ ‫الموضوعات‬ ‫‪ .‬إلخ هذه‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العقيدة‬ ‫في‬ ‫وضرورتها‬ ‫المعجزات‬ ‫وحول‬ ‫العالم‬

‫الذين ظهروا تحديدا‬ ‫اليهود والمسيحية‬ ‫الأديان السماوية هم فلاسفة‬ ‫ولعل أول فلاسفة‬

‫الأولى للميلاد‪ .‬وكان أبرز هؤلاء الفلاسفة‬ ‫الثلاثة‬ ‫الإسكندرية الفلسفية في القرون‬ ‫في مدرسة‬

‫‪ 04‬بعد الميلاد(‪)1‬‬ ‫و‬ ‫‪.‬م‬ ‫مما بين عامي ‪ 04‬ق‬ ‫تقريبا‬ ‫الذي عاش‬ ‫هو فيلون السكندري‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫اليهود‬

‫يستند‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫المتدينين التوفيق بين إيمانه وقناعاته الفلسفية‬ ‫الفلاسفة‬ ‫من‬ ‫مَن حاول‬ ‫أول‬ ‫وكان‬

‫لله‬ ‫ولعل وصفه‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫الله‬ ‫واحد هو‬ ‫(إن الوحي والعقل مصدرهما‬ ‫‪:‬‬ ‫الى مقولته الشهيرة‬ ‫ذلك‬ ‫في‬

‫أن يبدأ منها مَن أراد إدراك‬ ‫البداية التي ينغي‬ ‫هو نقطة‬ ‫الله‬ ‫أن‬ ‫فهو يرى‬ ‫‪،‬‬ ‫التوفيق‬ ‫هذا‬ ‫مدى‬ ‫يؤكد‬

‫وعبد الحليم‬ ‫موسى‬ ‫يوسف‬ ‫محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫والفلسفية لفيلون الإسكندري‬ ‫الدينية‬ ‫الاَراء‬ ‫‪:‬‬ ‫برييه‬ ‫(‪( )1‬ميل‬

‫‪.226‬‬ ‫‪ 549‬أم‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫الباب الحلبي‬ ‫‪،‬‬ ‫محمود‪ ،‬مكتبة مصطفى‬

‫‪75 +‬‬
‫الثا!ما‬ ‫ال!ل‬

‫(‪ 254 -185‬م)‬ ‫السكندري‬ ‫فكان أوريجين‬ ‫الفترة‬ ‫في تلك‬ ‫الدين المسيحيين‬ ‫فلاسفة‬ ‫أبرز‬ ‫أما‬

‫من التأويل العقلي لاَيات‬ ‫على أساس‬ ‫فيلون في التوفيق بين الدين والفلسفة‬ ‫الذي سار على خطى‬

‫ولما‬ ‫‪،‬‬ ‫هو الوظيفة الأساسية ل!نسان‬ ‫‪،‬‬ ‫كان يعتقد أن فهم الكتاب المقدس‬ ‫حيث‬ ‫الكتاب المقدس‬

‫لأن‬ ‫؟‬ ‫مهمة العارفين‬ ‫هي‬ ‫ف!ن هذه‬ ‫‪،‬‬ ‫فهم العقيدة وكتابها المقدس‬ ‫عن‬ ‫البشر عاجزين‬ ‫كان بعض‬

‫الكتابة‪.‬‬ ‫ولا يتوقفون عند ظاهر النص أو حروف‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى المعاني الخفية‬ ‫النفاذ‬ ‫لديهم القدرة على‬

‫والاَخر‬ ‫ظاهر حرفي‬ ‫أحدهما‬ ‫‪:‬‬ ‫معنيان‬ ‫لها‬ ‫الكتاب المقدس‬ ‫لقد كان أوريجين يرى أن عبارات‬

‫ف!ن العارفين ‪ -‬وهم الفئة الأقل ‪ -‬يغوصون‬ ‫‪،‬‬ ‫عند الأول‬ ‫العامة‬ ‫يتوقف‬ ‫وبينما‬ ‫‪،‬‬ ‫روحاني‬ ‫عميق‬

‫عقيدة الإيمان المزدوج (‪.)2‬‬ ‫فقد سُمي بصاحب‬ ‫ولذلك‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫الثاني‬ ‫ليدركوا‬

‫افي‬ ‫‪:‬‬ ‫التكوين‬ ‫تاْويله لما جاء في سفر‬ ‫المقدس‬ ‫لاَيات الكتاب‬ ‫العقلية‬ ‫تاْويلاته‬ ‫نماذج‬ ‫ومن‬

‫بل في‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمان‬ ‫بدء‬ ‫في‬ ‫تعني‬ ‫لا‬ ‫البدء" هنا‬ ‫"‪ ،‬فقد اعتبر أن إفي‬ ‫والأرض‬ ‫الله السموات‬ ‫البدء خلق‬

‫فهو‬ ‫إلى لا خلق‪،‬‬ ‫خلق‬ ‫ولا من‬ ‫إلى خلق‬ ‫لا خلق‬ ‫لا يتغير من‬ ‫ثابت‬ ‫الله‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الكلمة‬ ‫المبدأ أو في‬

‫أن يكون بلا‬ ‫يمكن‬ ‫فكيف‬ ‫الأبد‪.‬‬ ‫في ذلك إلى‬ ‫بخيريته منذ الأزل وسيستمر‬ ‫يزاول قدرته ويجود‬

‫(‪.)3‬‬ ‫وتدبيره‬ ‫ماهيته‬ ‫في‬ ‫إلى الأبد لأنه ثابت‬ ‫منذ الأزل وسيحفظها‬ ‫الأرواح‬ ‫رعية وقتا؟‪ ،‬إنه خالق‬

‫الخلق‪:‬‬ ‫قد فتح الباب على مصراعيه لمناثة مشكلة‬ ‫لنا أنه‬ ‫ومن هذا النموذج التأويلي يتضح‬

‫لأوريجين‬ ‫التأويلية‬ ‫؟ ولعل هذه الفلسفة‬ ‫الزمان‬ ‫تم خارج‬ ‫أم‬ ‫؟‬ ‫الزمان‬ ‫هل هو من عدم ؟ هل تم في‬

‫(‪.)4‬‬ ‫العالم‬ ‫اعتبروه يميل إلى القول بقدم‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الأساقفة‬ ‫عليه سخط‬ ‫جلبت‬ ‫ما‬ ‫هي‬

‫الثانية‪،‬‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫دار المعارف‬ ‫‪،‬‬ ‫الثالث‬ ‫‪ -‬الجزء‬ ‫والكنيسة‬ ‫الدولة‬ ‫عبدالحميد‪،‬‬ ‫رأفت‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬نقلا عن‬

‫‪.03‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪8391‬‬

‫‪ '739 ،‬م‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫‪ ،‬الطبعة‬ ‫العربية‬ ‫‪ ،3‬الترجمة‬ ‫م‬ ‫ج ‪-3‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الحضارة‬ ‫‪ :‬قصة‬ ‫ديورانت‬ ‫ول‬ ‫وانظر كذلك‬

‫‪.31‬‬ ‫‪-‬أ‬ ‫ص ‪031‬‬

‫‪Cantor (N‬‬
‫‪:).‬‬ ‫‪Medival History- the Life and Death of aCivilization,‬‬ ‫انظر‪New York :‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪6391، !. 072‬‬

‫‪.277‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليهن‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫كرم‬ ‫يوسف‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‬

‫‪On‬‬ ‫‪the First Principles, .Origen:‬‬


‫‪.B III Ch‬‬ ‫بهلأ‬ ‫‪in‬‬ ‫جع ‪<< Greek and Roman Philosophyo :‬‬ ‫ورا‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪Free Press,‬‬ ‫‪New‬‬ ‫‪,6691‬‬
‫‪York‬‬‫‪.theP‬‬ ‫‪334-328.‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫السابق‬ ‫لهذه التأويلات في‬ ‫أخرى‬ ‫ونماذج‬ ‫فلسفة أوريجين‬ ‫كثيرة حول‬ ‫(‪ )4‬انظر‪ :‬تفاصيل‬
‫‪-m‬‬ ‫كتابنا‬ ‫‪:‬‬ ‫التأويلية‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪301- 89‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫لإشارة‬
‫‪.c‬‬
‫ا‬

‫‪o‬‬‫‪m‬‬
‫‪77 .‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ه‬ ‫إلى‬ ‫حخديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬
‫فليس معنى‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسكندرية‬ ‫الدين اليهود في عصر‬ ‫عند فيلون من فلاسفة‬ ‫توقفنا‬ ‫كنا قد‬ ‫‪l-m‬‬
‫وإذا‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫منهجه التوفيقي بين الدين اليهودي والفلسفة؟‬ ‫رؤيته وطور‬ ‫تابع‬ ‫من‬ ‫لم يوجد بعد ذلك‬ ‫أنه‬ ‫‪eh.c‬ذلك‬
‫‪om‬‬

‫الذي ولد في ملقة عام ‪ 0201‬م‪،‬‬ ‫بن جبيرول‬ ‫لدى سليمان‬ ‫التوفيقي قد استمر‬ ‫التقليد‬ ‫لأن هذا‬

‫اليهود ومن‬ ‫اسبينوزا أكبر فلاسفة‬ ‫أثره في توجيه‬ ‫لهذا الكتاب‬ ‫إينبوع الحياة "‪ ،‬وكان‬ ‫كتاب‬ ‫وألف‬

‫)‬ ‫أم‬ ‫بن ميمون (‪402 - 1135‬‬ ‫واستمر كذلك لدى موسى‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫العموم‬ ‫أهم فلاسفة الغرب على‬

‫واحدا من‬ ‫وكتب‬ ‫‪،‬‬ ‫سيادة الفلسفة الإسلامية‬ ‫يهودي قرطبي ازدهر في عصر‬ ‫وهو فيلسوف‬

‫مسألة الذات‬ ‫فيه‬ ‫تناول‬ ‫"‬ ‫"دلالة الحائرين‬ ‫وهو كتاب‬ ‫الدين اليهودي‬ ‫المؤلفات في فلسفة‬ ‫أهم‬

‫سبيل المثال فقد قال عما جاء‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫عند تأويل الكثير من النصوص‬ ‫وتوقف‬ ‫الإلهية‬ ‫والصفات‬

‫في‬ ‫!‬ ‫قد ظنوا "صورة‬ ‫إن الناس‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫وشبهنا!‬ ‫صورتنا‬ ‫إنسانا على‬ ‫نصنع‬ ‫"إننا‬ ‫‪:‬‬ ‫التكوين‬ ‫في سفر‬

‫ورأوا انهم‬ ‫‪،‬‬ ‫فيؤدي ذلك إلى التجسيم المحض‬ ‫الثيء وتخطيطه‬ ‫اللسان العبري يدل على شكل‬

‫المعنى‬ ‫على‬ ‫أعني‬ ‫الطبيعية‬ ‫الصورة‬ ‫! فتقع على‬ ‫وأما "صورة‬ ‫‪،‬‬ ‫النص‬ ‫إن فارقوا هذا الاعتقاد كذبوا‬

‫يكون‬ ‫المعنوي الذي عنه‬ ‫هو ذلك الوجود‬ ‫من حيث‬ ‫حقيقته‬ ‫هو‪ ،‬وهو‬ ‫بما‬ ‫الذي بجوهر الشيء‬

‫الشكل‬ ‫لا‬ ‫الإدراك العقلي‬ ‫النوعية التي هي‬ ‫الصورة‬ ‫‪،‬‬ ‫الصورة‬ ‫المراد من‬ ‫فيكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الإدراك الإنساني‬

‫مما أثار‬ ‫أرسطو؟‬ ‫الصورة قياسا على مذهب‬ ‫خصائص‬ ‫هنا‬ ‫ابن ميمون‬ ‫لقد فسر‬ ‫"(‪.)2‬‬ ‫والتخطيط‬

‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬ ‫الحائرين‬ ‫كتابه بضلالة‬ ‫التوراة فسموا‬ ‫مفسري‬ ‫من‬ ‫عليه المحافظين‬

‫حيث‬ ‫؟‬ ‫العالم‬ ‫وقد كان لابن ميمون آراء عديدة في كل المسائل اللاهوتية مثل مسألة حدوث‬

‫قديما‬ ‫أن يكون‬ ‫من‬ ‫فالعالم لديه الا يخلو‬ ‫؟‬ ‫بالقدم‬ ‫والقائلين‬ ‫بالحدوث‬ ‫القائلين‬ ‫التوفيق بين‬ ‫حاول‬

‫إن كان موجودا غير‬ ‫كان قديما فيلزم ضرورة‬ ‫لىان‬ ‫‪.‬‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫محدث‬ ‫فله‬ ‫أو محدثا؟ فإن كان محدثا‬

‫ولا يمكن‬ ‫له‬ ‫لا علة‬ ‫وهو واحد داثم سرمدي‬ ‫ولا قوة في جسم‬ ‫كلها ليس هو جسما‬ ‫العالم‬ ‫أجسام‬

‫بدليل النص‬ ‫يرى أنهم موجودون‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫إ(‪ .)4‬وكان له رأي أيضا في الملائكة‬ ‫الإله‬ ‫تغييره فهو‬

‫بوجود العقول‬ ‫يسلم‬ ‫لأنه‬ ‫يمنعه العقل‬ ‫لا‬ ‫وأن وجودهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المقدس‬ ‫في الكتاب‬ ‫وجودهم‬ ‫على‬

‫أي العقول المجردة عن الأجسام (‪.)5‬‬ ‫؟‬ ‫المفارقة‬

‫‪. 168‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫التاسعة ‪1202 ،‬‬ ‫الطبعة‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫‪ -‬دار نهضة‬ ‫الله‬ ‫العقاد‪:‬‬ ‫محمود‬ ‫(‪ )1‬عباس‬

‫‪.166‬‬ ‫‪ 1202‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫التاسعة‬ ‫الطبعة‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫دار نهضة‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫العقاد‪:‬‬ ‫محمود‬ ‫عباس‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬نقلا عن‬

‫الصفحة‪.‬‬ ‫نفس‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬نفس‬

‫‪.167‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫(‪ )4‬نقلا‬

‫(‪ )5‬نفسه‪.‬‬

‫‪+ 78‬‬
‫النافى‬ ‫الم!ل‬

‫وأوريجين‬ ‫عند كلمنت‬ ‫الأمر‬ ‫يتوقف‬ ‫لم‬ ‫المسيحية حيث‬ ‫الدين‬ ‫الشيء في فلسفة‬ ‫ونفس‬

‫الذي ولد في‬ ‫كان القديس أوغسطين‬ ‫الدين في المسيحية‬ ‫بل إن أعظم فلاسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫السكندرفي‬

‫معضلات‬ ‫بحثا في‬ ‫الأسبقين‬ ‫الكنيسة‬ ‫اَباء‬ ‫أوفى‬ ‫يعتبر من‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫القرن الرابع الميلادي‬ ‫منتصف‬

‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫مخلوق‬ ‫العالم‬ ‫أقر تماما بأن‬ ‫أنه‬ ‫آرائه‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫النظر الدينية والعقلية‬ ‫وجهتي‬ ‫من‬ ‫الفكر‬

‫!إن للأب والابن‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬ ‫الثالوث‬ ‫لمسألة‬ ‫كتاباته‬ ‫في‬ ‫كما عرض‬ ‫‪.‬‬ ‫الآزال‬ ‫هكذا منذ أزل‬ ‫لم يوجد‬

‫لىان‬ ‫‪.‬‬ ‫شيئا غيره‬ ‫القدس‬ ‫شيئا والابن شئا آخر وروح‬ ‫فيه‬ ‫الأب‬ ‫واحدا ليس‬ ‫جوهرا‬ ‫القدس‬ ‫وروح‬

‫هذا الاتحاد باتحاد النور ولهيبها‬ ‫ومثل‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫كذلك‬ ‫ذاتا‬ ‫القدص‬ ‫والروح‬ ‫ذاتا‬ ‫ذاتا والأب‬ ‫كان الابن‬

‫واحد(‪.)1‬‬ ‫وهما جوهر‬

‫المفكرين الذين‬ ‫من‬ ‫متعددة بعد القديس اْوغسطين‬ ‫اْجيالا‬ ‫قد اْخرجت‬ ‫أن الكيسة‬ ‫ورغم‬

‫في القرن‬ ‫الذي ولد وعاش‬ ‫يبقى القديس توما اكويني‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الفلسفة واللاهوت‬ ‫مزجوا‬

‫الميلادي واحدا من أهم فلاسفة المسيحية عبر تاريخها وهو في مكانة بين نلاسفة‬ ‫الثالث عشر‬

‫كما تأثر‬ ‫بابن رشد‬ ‫تأثر‬ ‫قد‬ ‫الدين الإسلاميين وهو‬ ‫وبين فلاسفة‬ ‫بمكانة ابن رشد‪،‬‬ ‫المسيحية‬

‫التوفيقيين المسلمين‬ ‫الفلاسفة‬ ‫كما تأثر بكل‬ ‫أرسطو‪،‬‬ ‫بفلسفة‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫كثيرا بالفلسفة‬

‫تعارض‬ ‫حدث‬ ‫إذا‬ ‫العقل‬ ‫الديني في مواجهة‬ ‫أهمية النص‬ ‫على‬ ‫التأكيد‬ ‫وهو يميل إلى‬ ‫‪.‬‬ ‫قبله‬ ‫من‬

‫فيها الوحي ولا يتأتى‬ ‫يفصل‬ ‫العالم‬ ‫إن مسألة حدوث‬ ‫‪:‬‬ ‫المثال فهو يقول‬ ‫سبيل‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫بينهما‬

‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫قررته الكنيسة‬ ‫فيها اْيضا عما‬ ‫فهو لم يخرج‬ ‫الثالوث‬ ‫لمسألة‬ ‫اما بالنسبة‬ ‫‪.‬‬ ‫إثباتها بالبرهان‬

‫لأنهما أقرب‬ ‫؟‬ ‫العقلية‬ ‫إلا بالصدورات‬ ‫تمثيله‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫الأقانيم‬ ‫بالنسبة الى‬ ‫أن الصدور‬ ‫كان يرى‬

‫المعقول من العقل‬ ‫من الأب كصدور‬ ‫تصدر‬ ‫فالروح القدص‬ ‫؟‬ ‫الالهية‬ ‫إلى الصفات‬ ‫الموجودات‬

‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الكلمة من الإنسان‬ ‫كصدور‬ ‫اْو‬ ‫فصلا أو تفرقة بين الصادر ومصدره‬ ‫ذلك‬ ‫دون أن يقتضي‬

‫عنه(‪.)2‬‬ ‫تفارقه ولا تنفصل‬ ‫لا‬ ‫بصدورها‬

‫الأسماء من‬ ‫عشرات‬ ‫الدين لدى فلاسفته لتشمل‬ ‫مظلة فلسفة‬ ‫في الإسلام فقد اتسعت‬ ‫أما‬

‫فلسفة‬ ‫الفقهاء‪ ،‬ونجد أجلى صور‬ ‫في التيار لاعتزالي إلى بعض‬ ‫ا‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫المتكلمين‬ ‫بعض‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 174‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 175‬‬ ‫ص‬ ‫(‪ )2‬نفسه‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪97+‬‬
‫هلس!ه الديك‬ ‫إلى‬ ‫جدير‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫من الكندي مرورا بالفارابي وابن سينا والغزالي في المشرق‬ ‫يبدأ‬ ‫الفلسفي الذي‬ ‫التيار‬ ‫الدين‪w.a‬لدى‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫العربي‪.‬‬ ‫في المغرب‬ ‫بابن طفيل وابن باجه وابن رشد‬ ‫وانتهاء‬ ‫‪ eh‬العربي‬
‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬

‫على حد التماس بين‬ ‫عند أول هؤلاء الفلاسفة الذين ربما يقف‬ ‫فلسفة الدين بوضوح‬ ‫وقد بدت‬

‫جعل‬ ‫أنه‬ ‫في‬ ‫أرسطو‬ ‫عام ‪ 866‬م منحى‬ ‫تقريبا‬ ‫المتوفى‬ ‫اتخذ الكندي‬ ‫حيث‬ ‫!‬ ‫المتكلمين والفلاسفة‬

‫الأشياء بحقائقها‬ ‫علم‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بأنها‬ ‫قائلا‬ ‫بوضوح‬ ‫عرفها‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الإلهي‬ ‫الوجود‬ ‫دراسة‬ ‫علم‬ ‫الفلسفة هي‬

‫هي علم الحق الأول الذي هو علة كل حق !(‪.)1‬‬ ‫نحو أخص‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫بقدر طاقة الإنسان‬

‫ومن ثئم‬ ‫؟‬ ‫العلم الإلهي‬ ‫هي‬ ‫وإنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجود الإلهي‬ ‫أن أهم مهام الفلسفة هو دراسة‬ ‫يعتبر‬ ‫إنه‬

‫الأول‬ ‫المبدأ‬ ‫على دراسة‬ ‫"‬ ‫بالله في الفلسفة الأولى‬ ‫فقد ركز الكندي في "رسالته إلى المعتصم‬

‫وهو واجب‬ ‫ولا يفسد‬ ‫يتغير‬ ‫لا‬ ‫بالأزلي والواحد الحق الذي‬ ‫نعته‬ ‫الذي‬ ‫الله‬ ‫أي‬ ‫الأشياء‬ ‫لجميع‬

‫بأدلة‬ ‫الله‬ ‫على وجود‬ ‫الكندي‬ ‫وقد استدل‬ ‫‪.‬‬ ‫وفصل‬ ‫جنس‬ ‫له‬ ‫وغير المعلوم والذي ليس‬ ‫الوجود‬

‫ما‬ ‫العالم فلكل محدث‬ ‫منذ أفلاطون ودليل حدوث‬ ‫به‬ ‫الذي شاع الأخذ‬ ‫العناية‬ ‫عديدة منها دليل‬

‫صانعه (‪.)2‬‬ ‫العالم مقدمة لوجود‬ ‫إن حدوث‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫أحدثه‬

‫العالم‬ ‫"إن في نظم‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫ذلك‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫!‬ ‫الفاعلة‬ ‫العلة‬ ‫الإبانة عن‬ ‫أ‬ ‫في رسالته‬ ‫وقد عبر الكندي‬

‫هـاتقان هيئته على‬ ‫‪،‬‬ ‫لبعض‬ ‫بعضه‬ ‫وتسخير‬ ‫‪،‬‬ ‫لبعض‬ ‫وانقمِاد بعضه‬ ‫‪،‬‬ ‫في بعض‬ ‫بعضه‬ ‫وفعل‬ ‫‪،‬‬ ‫وترتيبه‬

‫مدبر وعلى أحكم حكمه ومع كل حكمة حكيم؟‬ ‫تدبير‬ ‫الأصلح في كون كل كائن ومع كل‬ ‫الأمر‬

‫!(‪.)3‬‬ ‫لأن هذه جميعا من المضاف‬

‫الكندي في عملية التوفيق بين الدين والفلسفة‪،‬‬ ‫على درب‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫‪059‬‬ ‫وقد سار الفارابي (المتوفى‬

‫ربط بين الإلهيات والسياسة‬ ‫أنه‬ ‫حتى‬ ‫‪،‬‬ ‫بالألوهية‬ ‫مناحيها فلسفة مؤمنة‬ ‫فقد كانت فلسفته وفي كل‬

‫السبب‬ ‫باعتباره‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫عن‬ ‫بالحديث‬ ‫"‬ ‫المدينة الفاضلة‬ ‫أهل‬ ‫‪9‬اَراء‬ ‫افتتح كتابه الشهير‬ ‫حينما‬

‫‪ 79‬وما بعدها‪،‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫الجزء‬ ‫‪،‬‬ ‫أبوريدة‬ ‫عبدالهادي‬ ‫التي نشرها د‪ .‬محمد‬ ‫الفلسفية‬ ‫الكندي‬ ‫(‪ )1‬رسائل‬

‫الدار المتحدة‬ ‫‪،‬‬ ‫اليازجي‬ ‫لكمال‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫فخري‬ ‫ماجد‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬

‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪01‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7491‬‬ ‫‪،‬‬ ‫للنشر‪ ،‬بيروت‬

‫‪. 116- 114‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫ماجد فخري‬ ‫(‪)2‬‬

‫محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫تحقيق‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫الكندي‬ ‫رسائل‬ ‫العلة الفاعلة المنشورة ضمن‬ ‫عن‬ ‫الإبانة‬ ‫رسالة في‬ ‫‪:‬‬ ‫الكندي‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫‪. 215‬‬ ‫ص‬ ‫ام ‪،‬‬ ‫‪059‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربي‬ ‫دار الفكر‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫ج‬ ‫‪،‬‬ ‫أبوريدة‬ ‫عبد الهادي‬

‫‪08‬‬
‫الناق‬ ‫ال!عل‬

‫ولا ضد‪،‬‬ ‫له‬ ‫لا شريك‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزلي‬ ‫‪،‬‬ ‫بذاته‬ ‫المكتفي‬ ‫الوجود‪،‬‬ ‫واجب‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الكائنات‬ ‫الأول لجميع‬

‫لكي يدرك طبيعة‬ ‫ولا يحتاج لواسطة‬ ‫علة وجوده‬ ‫بذاته‬ ‫وهو اللامتناهي غير قابل للتحديد‪ ،‬وهو‬

‫صدر‬ ‫ما‬ ‫وأول‬ ‫الأول الذي انبثقت عنه كل الموجودات‬ ‫إنه‬ ‫‪،‬‬ ‫التعقل‬ ‫فهو العاقل وموضوع‬ ‫وجوده‬

‫فمن إدراكه الأول يتولد‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫وإدراك‬ ‫إدراك موجده‬ ‫وهو قادر على‬ ‫!‪،‬‬ ‫لأول‬ ‫ا‬ ‫االعقل‬ ‫عنه هو‬

‫أن‬ ‫نجد‬ ‫الأولى (‪ .)1‬وهكذا‬ ‫أو السماء‬ ‫"‬ ‫الأقصى‬ ‫الفلك‬ ‫‪9‬‬ ‫الثاني يثأ‬ ‫الإدراك‬ ‫الثاني !‪ ،‬ومن‬ ‫"العقل‬

‫بأرسطو‬ ‫التاْثر‬ ‫فيها‬ ‫يمتزج‬ ‫الإله بالعالم‬ ‫وعلاقة‬ ‫الإلهية‬ ‫الإلهي والصفات‬ ‫الفارابي للوجود‬ ‫رؤية‬

‫فضلا عن محاولته التوفيقية‬ ‫‪،‬‬ ‫من جهة أخرى‬ ‫من جهة وبأفلوطين في نظريته عن الفيض والصدور‬

‫العقول‬ ‫هذه‬ ‫به‬ ‫ل!له ليس‬ ‫الإسلامي‬ ‫أن التصور‬ ‫المعروف‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫لإسلامية‬ ‫ا‬ ‫والرؤية‬ ‫ذلك‬ ‫بين كل‬

‫نظرية الخلق الإسلامية أي الخلق من عدم هي نظرية‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫الفارابي‬ ‫عنها‬ ‫تحدث‬ ‫التي‬ ‫العشرة‬

‫هذه‬ ‫ينتقد‬ ‫للغزالي أن‬ ‫ومن هنا فقد حق‬ ‫‪.‬‬ ‫بالقدم‬ ‫التي هي أميل إلى القول‬ ‫أو الفيض‬ ‫الصدور‬

‫الإسلامية‪.‬‬ ‫للشريعة‬ ‫ويعتبر أنها مخالفة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعالم‬ ‫الرؤية الفارابية ل!له وعلاقته‬

‫موقف‬ ‫تابع‬ ‫) لوجدنا أنه‬ ‫م‬ ‫‪3601‬‬ ‫تركنا الفارابي واتجهنا إلى ابن سينا (المتوفى سنة‬ ‫وإذا‬

‫وبرهن عقليا على وجوده‬ ‫الله‬ ‫بعد أن أكد على وجود‬ ‫إذ إنه‬ ‫الاعتقاد بالصدور؟‬ ‫الفارابي في‬

‫عن صدور‬ ‫يتحدث‬ ‫(‪،)2‬‬ ‫الوجوه‬ ‫من جميع‬ ‫الخير المطلق‬ ‫وأنه‬ ‫باعتباره العلة الأولى للوجود‪،‬‬

‫عن‬ ‫يصدر‬ ‫ما‬ ‫إن أول‬ ‫يقول‬ ‫إنه‬ ‫إذ‬ ‫‪،‬‬ ‫والفارابي‬ ‫بأفلاطون‬ ‫الاَخر‬ ‫هو‬ ‫متأثرا‬ ‫وترتيبها‬ ‫الموجودات‬

‫الدنيا(‪،)3‬‬ ‫الموجودات‬ ‫هذا العالم صدرت‬ ‫هو عالم العقول أو الصور‪ ،‬وبتوسط‬ ‫)‬ ‫الله‬ ‫الباري (أي‬

‫من قبل إلى الفارابي‪.‬‬ ‫الانتقادات إلى ابن سينا كما وجهها‬ ‫وقد وجه الغزالي نفس‬

‫أن ننكر‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫نظر إسلامية‬ ‫لهما من وجهة‬ ‫انتقاداته‬ ‫في‬ ‫أن الغزالي محق‬ ‫‪،‬‬ ‫والحقيقة‬

‫بفكرة الصنعة وهي‬ ‫الاكتفاء‬ ‫أولهما‬ ‫أن لهما موقفين يعز الدفاع عنهما‪:‬‬ ‫د‪ .‬مدكور‬ ‫تعبير‬ ‫حد‬ ‫على‬

‫والذي‬ ‫إليه القراَن‬ ‫الخلق الذي قصد‬ ‫يحقق‬ ‫لا‬ ‫وهو‬ ‫الفيض أو الصدور‪،‬‬ ‫شيئا آخر سوى‬ ‫ليست‬

‫‪. 168- 167‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪،‬‬ ‫ماجد فخري‬ ‫(‪ )1‬انظر‪:‬‬

‫‪. 312‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫عند أفلاطون‬ ‫الألوهية‬ ‫فكرة‬ ‫‪:‬‬ ‫كتابنا‬ ‫وانظر‪:‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫قراءات في الفلسفة‪،‬‬ ‫ابوريان‪،‬‬ ‫علي‬ ‫النشار ومحمد‬ ‫سامي‬ ‫علي‬ ‫بكتاب‬ ‫رسالة الطير‪ ،‬منشورة‬ ‫(‪ )2‬ابن سينا‬
‫‪://‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.655‬‬ ‫‪ ،632‬ص‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪759‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫الدار القومية للطباعة والنشر‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪.317‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫عند أفلاطون‬ ‫الألوهية‬ ‫النشار‪ :‬فكرة‬ ‫مصطفى‬ ‫(‪ )3‬د‪.‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪81.‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫!ديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫العلم الإلهي على الكليات أو محاولة بسطه عن‬ ‫وثانيهما قصر‬ ‫‪.‬‬ ‫قدرة الباري !ارادته‬ ‫يعتمد‪ .‬على‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫علما(‪.)1‬‬ ‫شيء‬ ‫بكل‬ ‫أحاط‬ ‫الله‬ ‫أن‬ ‫تماما ما أثبته القرآن من‬ ‫لا يحقق‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى الجزئيات‬ ‫‪ h.co‬طريقها‬
‫‪m‬‬

‫العربي‬ ‫العربي واتجهنا إلى فلاسفته في المغرب‬ ‫الإسلام في المشرق‬ ‫تركنا فلاسفة‬ ‫لىاذا‬

‫‪9‬تهافت تهافت الفلاسفةأ‬ ‫كتابه‬ ‫يبذل جهدا وفيرا في‬ ‫(الممَوفى ‪ 8911‬م) سنجده‬ ‫ابن رشد‬ ‫وخاصة‬

‫محاولا‬ ‫!‬ ‫تهافت الفلاسفة‬ ‫‪9‬‬ ‫الفارابي وابن سينا في‬ ‫ضد‬ ‫الغزالي وحججه‬ ‫الإمام‬ ‫الرد على‬ ‫في‬

‫اختلاف‬ ‫هنا‬ ‫أن الاختلاف‬ ‫السابقين من تهمة الكفر والزندقة على أساس‬ ‫الإسلام‬ ‫فلاسفة‬ ‫تبرئة‬

‫من‬ ‫أنه‬ ‫فضلا عن‬ ‫‪،‬‬ ‫اَياته‬ ‫تفسير القرآن وفهم بعض‬ ‫نظر عقلية حول‬ ‫وجهات‬ ‫في التاْويلات يعكس‬

‫يعلم‬ ‫لا‬ ‫لأنه‬ ‫فلسفية‬ ‫كما أنه ضرورة‬ ‫‪،‬‬ ‫دينية‬ ‫ضرورة‬ ‫للقراَن‬ ‫أن التفسير العقلي‬ ‫أكد على‬ ‫آخر‬ ‫جانب‬

‫هو‬ ‫إلا تأويلا واحدا‬ ‫تتحمل‬ ‫لا‬ ‫العبارة‬ ‫ف!ن هذه‬ ‫ابن رشد‬ ‫العلم أ‪ .‬وعند‬ ‫في‬ ‫إلا "الراسخون‬ ‫تأويله‬

‫أنهم الفلاسفة (‪.)2‬‬

‫على‬ ‫العقلية‬ ‫براهينه‬ ‫طريق هؤلاء الفلاسفة ويقدم‬ ‫في نفس‬ ‫يسير‬ ‫نجد أن ابن رشد‬ ‫ولذلك‬

‫في كتابيه‪:‬‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫امتازت محاولته‬ ‫مثلما فعل الكندي والفارابي وابن سينا‪ ،‬وقد‬ ‫الإله‬ ‫وجود‬

‫في عقائد‬ ‫الأدلة‬ ‫عن مناهج‬ ‫و!الكشف‬ ‫أ‬ ‫من الاتصال‬ ‫بين الحكمة والشريعة‬ ‫فيما‬ ‫المقال‬ ‫‪،‬فصل‬

‫وغيرها‬ ‫‪،‬‬ ‫الكوني‬ ‫والدليل‬ ‫‪،‬‬ ‫الغائية‬ ‫دليل‬ ‫‪،‬‬ ‫العناية‬ ‫دليل‬ ‫‪،‬‬ ‫العقلية‬ ‫لأدلة‬ ‫ا‬ ‫هذه‬ ‫بتدعيم‬ ‫امتازت‬ ‫!‬ ‫الملة‬

‫القراَنية(‪.)3‬‬ ‫بالآيات‬

‫واحد‪.‬‬ ‫اَن‬ ‫الشريعة وبرهان العقل في‬ ‫بين مقتضى‬ ‫التوفيقية‬ ‫قدرته‬ ‫رشد بذلك على‬ ‫ابن‬ ‫وقد أكد‬

‫فقط‬ ‫إمكانية ذلك‬ ‫أكد على‬ ‫إلا أنه‬ ‫الفلسفة مستطاعة‬ ‫أن نصرة‬ ‫رأى‬ ‫أنه‬ ‫برغم‬ ‫أن ابن رشد‬ ‫والحقيقة‬

‫أولت‬ ‫إذا‬ ‫إلى أن الشريعة‬ ‫واستنادا‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الفلسفة والدين‬ ‫اصيل‬ ‫تضارب‬ ‫حالهَ عدم وجود‬ ‫في‬

‫ذ‬ ‫إ‬ ‫(‪،)4‬‬ ‫الحقيقي‬ ‫على وجهها‬ ‫أن تتفق كل الاتفاق مع الفلسفة وقد فهمت‬ ‫لابد‬ ‫الصحيح‬ ‫التأويل‬

‫الحق "‪.‬‬ ‫لا يضاد‬ ‫إن (الحق‬

‫‪ ،‬دار المعارف‬ ‫الثاني‬ ‫‪ ،‬الجزء‬ ‫وتطبيقه‬ ‫منهج‬ ‫‪-‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الفلسفة‬ ‫في‬ ‫مدكور‪:‬‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬إبراهيم بيومي‬

‫‪.84‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫‪769‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬

‫‪.937‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫ماجد فخري‬ ‫(‪ )2‬د‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪334-‬‬ ‫‪332‬‬ ‫ص‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫الاشارة‬ ‫السابق‬ ‫كتابنا‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪. 381‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫فخري‬ ‫(‪ )4‬د‪ .‬ماجد‬

‫‪+ 82‬‬
‫ال!ل الثالع‬

‫أو المتكلم أو الرجل العادي على‬ ‫مفر للفيلسوف‬ ‫أنه لا‬ ‫يرى‬ ‫وفي كل الأحوال ف!ن ابن رشد‬

‫في عقائد الملة"‬ ‫الأدلة‬ ‫عن مناهج‬ ‫في "الكشف‬ ‫بعدة مبادئ أوضحها‬ ‫الإقرار‬ ‫مفر من‬ ‫لا‬ ‫السواء‪،‬‬

‫رأسها‪:‬‬ ‫وعلى‬

‫وأوفى البراهين على هذا الوجود هما دليل الاختراع ودليل‬ ‫‪،‬‬ ‫للعالم‬ ‫ومدبر‬ ‫كصانع‬ ‫الله‬ ‫أ‪ -‬وجود‬

‫العناية‪.‬‬

‫لَفَسَدَتَا"(‪،)1‬‬ ‫اَددهُ‬ ‫إِلا‬ ‫ءَالِهَة‬ ‫فِهِمَآ‬ ‫ألَوْكَانَ‬ ‫‪:‬‬ ‫الثلاث‬ ‫القراَنية‬ ‫الآيات‬ ‫عليها‬ ‫التي تدل‬ ‫الوحدانية‬ ‫‪-2‬‬

‫إِلَه بِمَا ظًقَ‬ ‫كُل‬ ‫لذَهَبَ‬ ‫اذا‬ ‫اِفَي‬ ‫مِن‬ ‫مَعَهُو‬ ‫!اتَ‬ ‫وَمَا‬ ‫وَلَد‬ ‫مِن‬ ‫اَللَّهُ‬ ‫اَتخَذَ‬ ‫وإمَا‬

‫ءَالِهَة‬ ‫مَعَهُو‬ ‫لؤكَانَ‬ ‫و ةظُط‬ ‫إ(‪")2‬‬ ‫يَصِفُوتَ‬ ‫عَما‬ ‫اللَّهِ‬ ‫سُبْحَنَ‬ ‫بَعْضي‬ ‫عَكَ‬ ‫بَغضُهُتم‬ ‫وَلَعَلَا‬

‫‪.‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫سَبِيلأ ‪( 4‬‬ ‫اَتضَشِ‬ ‫ذِى‬ ‫اِلَن‬ ‫لَّاَتتَغَؤأ‬ ‫اِذُا‬ ‫يَقُرلُونَ‬ ‫كَمَا‬

‫والإرادة‬ ‫والقدرة‬ ‫العلم والحياة‬ ‫‪:‬‬ ‫القرآن إلى الله وهي‬ ‫التي يسندها‬ ‫السبع‬ ‫الكمال‬ ‫‪ -‬صفات‬ ‫‪3‬‬

‫والكلام ‪.‬‬ ‫والبصر‬ ‫والسمع‬

‫‪.‬‬ ‫‪)5‬‬ ‫"(‬ ‫ثَىءُ‬ ‫كَمِثلِهِء‬ ‫لَيسَ‬ ‫ة‬ ‫الآية‬ ‫في‬ ‫كما جاء‬ ‫نقص(‪)4‬‬ ‫كل‬ ‫تنزيه الله عن‬ ‫‪-4‬‬

‫من ماَخذ‬ ‫نقديا‬ ‫موقفا‬ ‫وكما وقف‬ ‫‪،‬‬ ‫آراء سابقيه‬ ‫هذه المبادئ فقد ناقش ابن رشد‬ ‫وفي ضوء‬

‫هؤلاء الفلاسفة‬ ‫آراء‬ ‫فقد ناقش‬ ‫سينا(‪،)6‬‬ ‫الفارابي وابن‬ ‫الغزالي على الفلاسفة السابقين وخاصة‬

‫عن الأفلاطونية الجديدة (أفلوطين) فيما يتعلق بفكرة الفيض‬ ‫أخذوه‬ ‫فيما‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫وانتقدهم‬

‫سينا بوجه‬ ‫ابن‬ ‫الوجود عند‬ ‫الماهية على وجود‬ ‫سبق‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫ومسألة العقول‬ ‫والصدور‬

‫خاص(‪.)7‬‬

‫‪.22‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لأنبياء‬ ‫(‪)1‬‬


‫ا‬

‫‪.‬‬ ‫‪19 :‬‬ ‫المؤمنون‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لإسراء‬ ‫(‪)3‬‬


‫ا‬

‫‪. 382- 381‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)4‬‬


‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النورى‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪385-‬‬ ‫‪384‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫فخري‬ ‫(‪)6‬انظر‪ :‬د‪ .‬ماجد‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 193- 387‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪83 +‬‬
‫الديل‬ ‫هلسفه‬ ‫الى‬ ‫حدلمد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫أو من‬ ‫من اليهود أو من المسيحيين‬ ‫الأديان السماولة جميعا سواء‬ ‫كان لفلاسفة‬ ‫‪w.‬‬
‫وهكذا‬ ‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫بالبراهين والأدلة العقلية‬ ‫المؤيد‬ ‫العقلي‬ ‫موقفهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَن‬ ‫دياناتهم وحتى‬ ‫ومنذ ظهور‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ eh‬المسلمين‬
‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬

‫وهم جميعا‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ورؤيتهم العقلية‬ ‫الإيمانية‬ ‫بين نزعتهم‬ ‫الألوهية مازجين‬ ‫معتقداتهم حول‬ ‫على‬

‫يضاد الحق وأن الدين والفلسفة‬ ‫لا‬ ‫الحق‬ ‫باْن‬ ‫كانوا على وعي‬ ‫‪،‬‬ ‫أو هناك‬ ‫هنا‬ ‫باستثناءات قليلة‬

‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫خالقة‬ ‫قوة إلهية عليا هي‬ ‫الإيمان بوجود‬ ‫في‬ ‫وخاصة‬ ‫بل يتكاملان‬ ‫‪،‬‬ ‫يتناقضان‬ ‫لا‬

‫علة كل ما هو موجود‬ ‫وهي‬ ‫المادية‬ ‫صفاتها هي الوحدانية والخلو من‬ ‫وأن أهم‬ ‫‪،‬‬ ‫التي تسيّره‬

‫للوجود‪،‬‬ ‫العلة الأولى‬ ‫هو‬ ‫)‬ ‫وأسمائه‬ ‫أن الله (بتعدد صفاته‬ ‫على‬ ‫لقد اتفقوا جميعا‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫وسابقة‬

‫‪.‬‬ ‫الخير بالذات‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫واكمل‬ ‫الأسمى‬ ‫فهو الوجود‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫ومبدعه‬ ‫خالقه‬ ‫وهو‬

‫‪84‬‬
‫الفصلى الثالث‬

‫فلسفة الدين في العصر الحديت‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫في العصر الحديث‪.‬‬ ‫اْولا‪ :‬نثأة فلسفة الدين‬

‫الدين بين التجريبيين والمثاليين‪.‬‬ ‫فلسفة‬ ‫ثانيا‪:‬‬

‫الدين عند كانط‪.‬‬ ‫فلسفة‬ ‫ثالثا‪:‬‬

‫الدين عند هيجل‪.‬‬ ‫رابعا‪ :‬فلسفة‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫على مجرد‬ ‫كل وقت‬ ‫في‬ ‫ينبغي أن يكون مؤسسا‬ ‫إنما‬ ‫كونيا‪،‬‬ ‫أجل أن يكون‬ ‫‪9‬إن الدين من‬

‫العقل !‪.‬‬

‫بداخلي‬ ‫والقانون الأخلاقي‬ ‫فوقي‬ ‫بالنجوم‬ ‫السماء المرصعة‬ ‫‪:‬‬ ‫في نفسي‬ ‫شيئان يثيران الدهشة‬ ‫‪9‬‬

‫"‪.‬‬ ‫للعالم‬ ‫الأول‬ ‫والعقل‬ ‫فوقي‬ ‫بالنجوم‬ ‫أو ربما السماء المرصعة‬

‫كانط‪،‬‬ ‫ألىلمانويل‬

‫والفلسفة‬ ‫الإنجيل‬ ‫‪،‬‬ ‫التاريخية مصدران‬ ‫الناحية‬ ‫لها من‬ ‫‪،‬‬ ‫في الغرب‬ ‫فكرتنا نحن‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫‪9‬إن فكرة‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫ليونانية‬ ‫ا‬

‫ياسبرز‪،‬‬ ‫أكارل‬

‫أ‪.‬‬ ‫بيته‬ ‫في‬ ‫الدين أن يكون‬ ‫يستطيع‬ ‫فيه وحده‬ ‫النطاق الذي‬ ‫‪9‬إن العقل هو‬

‫هو حقيقي‪،‬‬ ‫والذي‬ ‫‪،‬‬ ‫عداه‬ ‫شيء‬ ‫وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقة الحقه الوحيدة‬ ‫إنه‬ ‫‪،‬‬ ‫المطلق‬ ‫هو الجوهر‬ ‫الله‬ ‫‪9‬إن‬

‫‪،‬‬ ‫وحده‬ ‫الله‬ ‫هي‬ ‫الوحيدة‬ ‫إن الحقيقة المطلقة‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاته‬ ‫من‬ ‫حقيقي‬ ‫وجود‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاته‬ ‫حقيقيا في‬ ‫ليس‬

‫"‪.‬‬ ‫المطلق‬ ‫الجوهر‬ ‫ف!نه هو‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬

‫هيجل‪،‬‬ ‫أفريدربك‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪87+‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫الحقيقي لفلسفة‬ ‫هو المؤسس‬ ‫مَن‬ ‫حول‬ ‫الدين‬ ‫في فلسفة‬ ‫بين المختصين‬ ‫هناك خلاف‬

‫فون‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬ل‬ ‫الدين عموما يسهلهاح‬ ‫يقول إن تاريخ فلسفة‬ ‫مَن‬ ‫فهناك‬ ‫‪،‬‬ ‫العصر الحديث‬ ‫الدين في‬

‫الكنسية للعهد الجديد"‬ ‫التاريحْية‬ ‫بكتابه االمبادئ‬ ‫‪)4916-1755P‬‬ ‫‪.J‬‬ ‫)‪.L Mosheim‬‬ ‫موزهيم‬

‫الديانة‬ ‫"وضعية‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫هيجل‬ ‫الكبير‬ ‫الألماني‬ ‫الفيلسوف‬ ‫إليه‬ ‫عام ‪ ،1737‬وقد أشار‬ ‫الذي وضعه‬

‫التاريخية‬ ‫للكتابة‬ ‫بتأسيسه‬ ‫لاهوتي ألماني اشتهر‬ ‫إلا‬ ‫هو‬ ‫ما‬ ‫أن موزهيم‬ ‫والحق‬ ‫إ(‪.)1‬‬ ‫المسيحية‬

‫الكنسية البراجماتية‪.‬‬

‫وتلاميذه ‪،‬‬ ‫معاصريه‬ ‫اهتماما من‬ ‫قد لاقى‬ ‫كتبه في هذا الكتاب‬ ‫ما‬ ‫ربما تبدو أهميته في أن‬ ‫ولكن‬

‫كلوكر‪ ،‬وكذلك‬ ‫ف‬ ‫‪.‬‬ ‫الألماني ج‬ ‫المستشرق‬ ‫به‬ ‫كما اهتم‬ ‫؟‬ ‫هردر وهو أحد تلاميذه‬ ‫طوره‬ ‫حيث‬

‫‪.‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫أم(‬ ‫‪818‬‬ ‫عام ‪-6018‬‬ ‫!‬ ‫يسوع ‪ /‬المسيح‬ ‫ديانة‬ ‫"تاريخ‬ ‫ستولبرج الذي كتب‬ ‫جراف‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬ل‬ ‫ف‬

‫!أحاديث‬ ‫كتابه‬ ‫شلاير ماخر دفعة قوية لتأليف‬ ‫ولعل هذه المؤلفات الم!الية هي التي أعطت‬

‫لابد أن نقلع عن‬ ‫إننا‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫انتقد هؤلاء‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫م‬ ‫عام ‪9917‬‬ ‫"‬ ‫المثقفين‬ ‫من‬ ‫الدين إلى محتقريه‬ ‫عن‬

‫وأن ننظر نظرة غير‬ ‫‪،‬‬ ‫واحدة فحسب‬ ‫ديانة‬ ‫تقول إنه لابد من أن تكون هناك‬ ‫التي‬ ‫الرغبة العابثة‬

‫بالفعل (‪.)3‬‬ ‫تلك الديانات التي تطورت‬ ‫متحيزة بقدر الإمكان إلى جميع‬

‫عن جهود‬ ‫تنويه‬ ‫مجرد‬ ‫ميخائيل أنوود صاحبه‬ ‫جانب‬ ‫والحقيقة أن هذا الرأي ربما يكون من‬

‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫عنوان فلسفة الدين‬ ‫أول كتاب يحمل‬ ‫كتابة‬ ‫أمام‬ ‫الطريق‬ ‫هيجل‬ ‫أمام‬ ‫السابقين الذين مهدوا‬

‫الأعلى‬ ‫طبعه المجلس‬ ‫‪،‬‬ ‫إمام‬ ‫د‪( .‬مام عبدالفتاح‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫هيجل‬ ‫مصطلحات‬ ‫(‪ )1‬ميخائيل أنوود‪ :‬معجم‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪.328‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪0002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫القومي للترجمة (‪،)186‬‬ ‫المشروع‬ ‫‪،‬‬ ‫للثقافة‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫(‪ )2‬نفسه‪.‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 932- 328‬‬ ‫ص‬ ‫نفسه‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪98+‬‬
‫هلس!ة الدين‬ ‫الى‬ ‫جددد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫قام‬ ‫وقد‬ ‫ام‬ ‫‪083‬‬ ‫‪1827‬‬ ‫تعود إلى عامي‬ ‫محاضرات‬ ‫الدين "‪ ،‬وهي‬ ‫في فلسفة‬ ‫‪al‬‬
‫بعنوان‬ ‫محاضرات‬
‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-m‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪.‬‬ ‫عام ‪r'832‬‬ ‫في‬ ‫أي‬ ‫‪ h.c‬بنشرها ناشر أعماله بعد وفاته بعام واحد؟‬
‫‪om‬‬

‫مع كانط‬ ‫إلا‬ ‫الدين لم تظهر بمعناها الدقيق قبل هيجل‬ ‫فهناك مَن يقول إن فلسفة‬ ‫ولذلك‬

‫ففي هذا الكتاب يظهر لأول مرة البحث‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫عام ‪3917‬‬ ‫!‬ ‫العقل وحده‬ ‫الدين في حدود‬ ‫‪9‬‬ ‫كتابه‬ ‫في‬

‫هو دين كميدان معرفي مستقل عن سائر فروع‬ ‫الفلسفي المنظم والفلسفي للدين من حيث‬

‫كلي من منظور العقل‬ ‫للدين بشكل‬ ‫نقديا‬ ‫لقد قدم كانط في هذا الكتاب تفسيرا عقلانيا‬ ‫‪.‬‬ ‫الفلسفة‬

‫والله كما يقدمها الدين‬ ‫الدينية والعلاقة بين الإنسان‬ ‫فيه المعتقدات‬ ‫وأخضع‬ ‫‪،‬‬ ‫والعملي‬ ‫النظري‬

‫وحدها(‪.)1‬‬ ‫العقلية‬ ‫المعايير‬ ‫محكما‬ ‫الفلسفي المستفيض‬ ‫للبحث‬

‫هـان‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫قديمة قدم نشأة الدين‬ ‫الدين ربما تكون‬ ‫وأشرنا أن فلسفة‬ ‫وفي اعتقادي كما سبق‬

‫اليوناني‪،‬‬ ‫للدين بنظرة عقلية نقدية هو اكسينوفان الشاعر والفيلسوف‬ ‫تعرض‬ ‫كان أول فيلسوف‬

‫قبل‪.‬‬ ‫ما أكدنا عليه من‬ ‫وهذا‬

‫أولا‪ :‬نشأة فلسفة الدين في العصر الحديث‬

‫على هذه التواريخ التي‬ ‫الدين سابق‬ ‫في فلسفة‬ ‫فربما يكون الحديث‬ ‫ني العصر الحديث‬ ‫أما‬

‫عشر‪.‬‬ ‫النهضة وتحديدا إلى القرن الخامس‬ ‫إلى عصر‬ ‫بها‬ ‫أن نعود‬ ‫يمكن‬ ‫إذ‬ ‫كثيرا؟‬ ‫أنوود‬ ‫حددها‬

‫وأتباعه من المشائين‬ ‫الذين هاجموا أرسطو‬ ‫الفلاسفة الأفلاطونن‬ ‫ظهر في هذا القرن بعض‬ ‫إذ‬

‫بين‬ ‫(عاش‬ ‫نقولادي كوسا‬ ‫هؤلاء هو‬ ‫وكان أول وأشهر‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية‬ ‫أفلاطون‬ ‫فلسفة‬ ‫واستلهموا‬

‫المعرفة على الطريقة الأفلاطونية‪،‬‬ ‫بتحليل‬ ‫الإله‬ ‫إلى معرفة‬ ‫توصل‬ ‫الذي‬ ‫)‬ ‫‪1464P -1014‬‬ ‫عامي‬

‫لأعظم الحاوي‬ ‫ا‬ ‫هو الموجود‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫إلى الوحدة‬ ‫الكثرة‬ ‫في رد‬ ‫تكمن‬ ‫رأيه‬ ‫فالمعرفة في‬

‫فهو إالأشياء جميعا في حال الوحدة أو الانطواء‪ ،‬والعالم والأشياء جميعا في حال‬ ‫لكل وجود‬

‫الفعل والعالم الموجود‬ ‫قوة إلى‬ ‫فيه كل‬ ‫بلغت‬ ‫الذي‬ ‫المطلق‬ ‫الله الموجود‬ ‫‪.‬‬ ‫أو الانتشار‬ ‫الكثرة‬

‫بالقياس إلى‬ ‫يعد له وجود‬ ‫لا‬ ‫العالم‬ ‫فوجود‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى الفعل‬ ‫القوة‬ ‫المنتقل من‬ ‫المركب‬ ‫المشخص‬

‫"(‪.)2‬‬ ‫لإلهي‬ ‫ا‬ ‫الوجود‬

‫بالقاهرة ‪،‬‬ ‫والتوزيع‬ ‫والنث!ر‬ ‫قباء للطباعة‬ ‫الدين ‪ ،‬دار‬ ‫فلسفة‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬ ‫‪:‬‬ ‫الخشت‬ ‫عثمان‬ ‫د‪ .‬محمد‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.27‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2002r‬‬

‫‪. 11- 01‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6291‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫دار المعارف‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫كرم‬ ‫يوسف‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬
‫الثالث‬ ‫ال!مل‬

‫كيفية إثبات‬ ‫ذي بال عن‬ ‫يقول بشيء‬ ‫لا‬ ‫والكون‬ ‫لله‬ ‫التفصيلية‬ ‫دي كوسا‬ ‫دراسة‬ ‫ثنايا‬ ‫وفي‬

‫المتناهية‬ ‫بأن الموجودات‬ ‫القائل‬ ‫إلى البرهان العقلي‬ ‫دانما يشير إشارة موجزة‬ ‫الله‬ ‫حقيقة وجود‬

‫المعرفة‬ ‫في سياق‬ ‫أننا‬ ‫غير‬ ‫بذاتها‪،‬‬ ‫موجودة‬ ‫متناهية‬ ‫لها علة‬ ‫لابد أن تكون‬ ‫بذاتها‬ ‫توجد‬ ‫لا‬ ‫التي‬

‫أن نجد معنى فلسفيا للتناهي والوجود والعلية؟‬ ‫علينا‬ ‫بوصفها قياسا يعتمد على المقارنة يصعب‬

‫من حقائق‬ ‫حقيقة‬ ‫أنه‬ ‫على أساس‬ ‫الله‬ ‫بوجود‬ ‫ثئم كانت الوسيلة المعتادة عنده أن يسلم‬ ‫ومن‬

‫المطلق ينبغي‬ ‫الأقصى‬ ‫أن الحد‬ ‫‪،‬‬ ‫الصرف‬ ‫التحليل الصوري‬ ‫ثم أن يبين عن طريق‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيمان‬

‫يتعلق‬ ‫فيما‬ ‫وهذه النزعة الإيمانية ‪Fideism‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الوجود المستقل‬ ‫على صفة‬ ‫ذاته‬ ‫داخل‬ ‫أن يحتوي‬

‫المعرفية‪.‬‬ ‫لقوانا‬ ‫للترتيب التصاعدي‬ ‫اللامتناهي نتيجة لازمة لوصفه‬ ‫الفعلي للموجود‬ ‫بالوجود‬

‫على‬ ‫الاستدلال‬ ‫ولا نستطيع‬ ‫‪،‬‬ ‫المتناهية‬ ‫بالموضوعات‬ ‫جوهريا‬ ‫ارتباطا‬ ‫مرتبطة‬ ‫والذهن‬ ‫فالحواس‬

‫المنهج‬ ‫بها اللامتناهى(‪ .)1‬لقد استخدم‬ ‫التي ندرك‬ ‫هو الملكة‬ ‫والعقل‬ ‫‪.‬‬ ‫لله‬ ‫اللامتناهي‬ ‫الوجود‬

‫قدرتنا على معرفة‬ ‫اْن‬ ‫وأضاف‬ ‫‪،‬‬ ‫اللامتناهي‬ ‫الموجود‬ ‫إلى ذلك‬ ‫الأفلاطوني هنا في الوصول‬

‫تظل غافية داخل نفوسنا حتى‬ ‫إلا أنها‬ ‫‪،‬‬ ‫المعرفة‬ ‫اللامتناهي هي قدرة طبيعية على‬ ‫هذا الوجود‬

‫حقيقة وجود‬ ‫العقل الإنساني أن يدرك‬ ‫ولا يستطيع‬ ‫‪.‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫يوقظها فعل الإيمان العالي على‬

‫اللامتناهي‪.‬‬ ‫حقيقيا عن‬ ‫مفهوما‬ ‫فبهذا النور يكتسب‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيمان‬ ‫اللامتناهي إلا بعد ان يتلقى نور‬ ‫الله‬

‫الإيمان فيها‬ ‫غرسها‬ ‫التي‬ ‫اللامتناهي‬ ‫الحقيقة الأولى عن‬ ‫إلى مضمون‬ ‫قوانا العقلية‬ ‫وحيئذِ تفضي‬

‫‪.‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫(‬ ‫منهجية‬ ‫بطريقة‬ ‫تنميتها‬ ‫على‬ ‫الأمر‪ ،‬وتعمل‬ ‫أول‬

‫طريق‬ ‫التي تأتي عن‬ ‫النورانية‬ ‫معرفته‬ ‫وبين‬ ‫لله اللامتناهي‬ ‫بين المعرفة المنهجية‬ ‫وإذا جمعنا‬

‫المسيحية‬ ‫والديانة‬ ‫من وفق بين الأفلاطونية‬ ‫نور الإيمان لاستطعنا أن نقرر أن دي كوسا كان أفضل‬

‫مؤمنين‬ ‫الأفلاطونيين‬ ‫ولم يكن جميع‬ ‫‪،‬‬ ‫عن ماهيته ووجوده‬ ‫والكشف‬ ‫به‬ ‫في معرفته لله والإيمان‬

‫دين طبيعي قائم على الله‬ ‫أصحاب‬ ‫في معظمهم‬ ‫كانوا‬ ‫مثل دي كوسا‪ ،‬بل‬ ‫بالوحي المسيحي‬

‫أفلاطون ‪.‬‬ ‫من كتب‬ ‫له‬ ‫المؤيدة‬ ‫الأدلة‬ ‫والنفس والخلود والحرية يستمدون‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫ام‪،‬‬ ‫بالقاهرة ‪739 ،‬‬ ‫غريب‬ ‫‪ ،‬مكتبة‬ ‫كامل‬ ‫‪ :‬فؤاد‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫الحديثة‬ ‫الفلسفة‬ ‫الله في‬ ‫كولينز‪:‬‬ ‫جيمس‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪-61vo.‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.17‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪19 +‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫إلى‬ ‫حريد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫‪.a‬‬
‫الإلهيات‬ ‫‪9‬‬ ‫كتاب أسماه‬ ‫اْفلاطون في‬ ‫الذي شرح‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫(‪9914 - 1433‬‬ ‫مرسيليو‬ ‫هؤلاء‬ ‫ومن‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫إليه‬ ‫يستمع‬ ‫إلى دين فلسفي‬ ‫إن الحاجة ماسة‬ ‫‪:‬‬ ‫النفس "‪ ،‬ولَال في مقدمته‬ ‫‪ h.c‬الأفلاطونية في خلود‬
‫‪om‬‬

‫والفيثاغورية‬ ‫الأفلاطونية‬ ‫المضطربة‬ ‫البيئة‬ ‫في تلك‬ ‫وتلاقت‬ ‫‪.‬‬ ‫به‬ ‫بقبول وقد يقتنعون‬ ‫الفلاسفة‬

‫الاعتقاد بالروحانيات‬ ‫في‬ ‫غريبة تشترك‬ ‫مذاهب‬ ‫فنشأت‬ ‫‪.‬‬ ‫السرية‬ ‫والكابال(‪ )1‬اليهودية والمذاهب‬

‫)‬ ‫م‬ ‫‪4914 -‬‬ ‫(‪1463‬‬ ‫لاميراندول‬ ‫دي‬ ‫بيك‬ ‫جاك‬ ‫النزعة ينتمي‬ ‫دمالى هذه‬ ‫‪.‬‬ ‫العلم الطبيعي‬ ‫معالجة‬ ‫وفي‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫)‬ ‫أم‬ ‫‪541 -‬‬ ‫(‪3914‬‬ ‫وبراسلس‬

‫الذي أشاد بالعلم‬ ‫جيوردانوبرونو (‪)0016r- 1548‬‬ ‫الفترة‬ ‫الدين في تلك‬ ‫ومن أهم فلاسفة‬

‫فقد قدم‬ ‫‪،‬‬ ‫ترحاله‬ ‫قلقه وكثرة‬ ‫الرغم من شدة‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫الألماني الذي يمثله دي كوساوبراسلس‬

‫وهو خيرها جميعا‪ ،‬وكتاب‬ ‫والمبدأ والواحد!‬ ‫العلة‬ ‫منها "في‬ ‫عناوين غامضة‬ ‫كتبا كثيرة تحمل‬

‫منها‬ ‫الملحوظ‬ ‫ولعل‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫والشكل‬ ‫والعدد‬ ‫المونادا‬ ‫"‪ ،‬وإفي‬ ‫العوالم‬ ‫اللامتناهي وفي‬ ‫العالم‬ ‫"في‬

‫‪،‬‬ ‫والمادة‬ ‫الكلية‬ ‫والنفس‬ ‫الكلي‬ ‫الله والعقل‬ ‫‪:‬‬ ‫الأربعة‬ ‫بأقانيمها‬ ‫بالأفلاطونية الجديدة‬ ‫تأثره الشديد‬

‫(‪.)3‬‬ ‫والاستدلال‬ ‫بالتمييز‬ ‫يعمل‬ ‫فكرنا الذي‬ ‫متناول‬ ‫وبقولها إن الله فوق‬

‫هو الطبيعة نفسها أو من‬ ‫إنه‬ ‫من حيث‬ ‫؟‬ ‫المبداْ والعلة‬ ‫برونو ل!له الذي هو‬ ‫فلسفة‬ ‫وتتعرض‬

‫واحد‪.‬‬ ‫والطبيعة الجوهرية شيء‬ ‫فالله‬ ‫‪.‬‬ ‫هذه الطبيعة وفي ثناياها‬ ‫في نطاق‬ ‫لنا‬ ‫إنه تجلى‬ ‫حيث‬

‫الأولى‬ ‫العلة‬ ‫والمبدأ الإلهي أو‬ ‫الطبيعي‬ ‫هو التجلي‬ ‫الإله‬ ‫لهذا‬ ‫به‬ ‫الوحيد المسموح‬ ‫والتجلي‬

‫بميدان‬ ‫تحيط‬ ‫والمظاهر التي‬ ‫الأعراض‬ ‫والمظاهر‪ ،‬ومن خلالها تلك‬ ‫تتحقق في الأغراض‬

‫ينتهي‬ ‫لا‬ ‫ثمة تقدما‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫على الطبيعة المحسوسة‬ ‫لله‬ ‫هناك علو واقعي جوهري‬ ‫وليس‬ ‫‪.‬‬ ‫تجربتنا‬

‫ي‬ ‫د‬ ‫وبرونو شأنه في هذا شأن‬ ‫‪.‬‬ ‫الطبيعة اللامتناهي نفسه‬ ‫جوهر‬ ‫صوب‬ ‫للذكاء الإنساني والحب‬

‫الإيمان‬ ‫قوىِ من‬ ‫إلى فعل‬ ‫نظرته هذه‬ ‫وتستند‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى معرفته أو التعبير عنه‬ ‫ب!له لا سبيل‬ ‫يؤمن‬ ‫كوسا‬

‫إ‪ ،‬والتي يبدو فيها‬ ‫الحب‬ ‫إعن‬ ‫كما تعبر عنه قصيدته‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫مع‬ ‫وتطابقه‬ ‫الكون‬ ‫تناهي‬ ‫لا‬ ‫في‬ ‫الطبيعي‬

‫يقول ‪:‬‬ ‫حين‬ ‫واضحا‬ ‫والأفلوطيني‬ ‫التأثير الأفلاطوني‬

‫اليهود‬ ‫الدين من‬ ‫رجال‬ ‫شروح‬ ‫او المقبرل والكابال جملة‬ ‫"الكابال" يعني التقليد المرروث‬ ‫(‪ )1‬لفظ‬

‫بمكان ‪.‬‬ ‫الأصل‬ ‫بعيدة عن‬ ‫شروح‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫التوراة‬ ‫على‬

‫‪. 13- 12‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫كرم‬ ‫يوسف‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪. 35- 34‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫كرم‬ ‫(‪ )3‬يوسف‬

‫‪+ 29‬‬
‫النالث‬ ‫ال!مل‬

‫الأبدي‬ ‫والواحد‬ ‫والمبدأ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة العلة‬

‫والحياة والحركة‪،‬‬ ‫الوجود‬ ‫منه يخرج‬ ‫الذي‬

‫وعمقا‪.‬‬ ‫والذي يمتد نفسه طولا وعرضا‬

‫في الجحيم‪،‬‬ ‫‪ ،‬اْو‬ ‫أو على الأرض‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى كل من في السموات‬

‫أدرك‬ ‫‪،‬‬ ‫والعقل‬ ‫‪،‬‬ ‫والذهن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالحس‬

‫أن يفهم‬ ‫يمكن‬ ‫أو حساب‬ ‫من فعل أو مقياس‬ ‫ما‬ ‫أنه‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العدد‪.‬‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫السعة‬ ‫القوة وتلك‬ ‫تلك‬

‫‪. .‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الطائشة‬ ‫والجرأة‬ ‫؟‬ ‫المنحرف‬ ‫والروح‬ ‫الجاحد‪،‬‬ ‫والقلب‬

‫على عيني‪،‬‬ ‫عاوة‬ ‫ولن تسدل‬ ‫‪،‬‬ ‫لن تكفي لنشر الظلمة من حولي‬

‫الجميلة "(‪.)1‬‬ ‫من تأمل الشمس‬ ‫في حرماني‬ ‫أبدا‬ ‫ولن تنجح‬

‫معينة في مناشط‬ ‫والمبدأ والواحدا يشير برونو إلى سمات‬ ‫العلة‬ ‫"في‬ ‫وفي ختام كتابه الرئيسي‬

‫هو‬ ‫فالعقل‬ ‫‪.‬‬ ‫الشاملة‬ ‫الإلهية‬ ‫واحديته‬ ‫يتوج‬ ‫البرهان الذي‬ ‫بحسبانها‬ ‫والأخلاقية‬ ‫العقلية‬ ‫الإنسان‬

‫نقولا‬ ‫لاحظ‬ ‫ولقد‬ ‫‪.‬‬ ‫بالحس‬ ‫المرتبط‬ ‫الذهن‬ ‫ومن‬ ‫الحس‬ ‫من‬ ‫أعلى‬ ‫أنه‬ ‫أعني‬ ‫‪،‬‬ ‫قوانا الإدراكية‬ ‫أعلى‬

‫على حين يرد‬ ‫وتباينها‪،‬‬ ‫أسيرتين لتناهي ايأشياء‬ ‫تبقيان‬ ‫الأخيرتين‬ ‫من تبل أن الملكتين‬ ‫دي كوسا‬

‫الكامنة وراء الأشياء‪ .‬وهذه العملية التبسيطية‬ ‫ما هو معقد إلى بساطة الماهية الواحدة‬ ‫العقل كل‬

‫متناهيا وراء تعدد الظروف‬ ‫لا‬ ‫عقلنا الفطري بأن هناك جوهرا واحدا‬ ‫اقتناع‬ ‫المختزلة تعبر عن‬

‫تكوينه لعالم‬ ‫الأولى في‬ ‫العلة‬ ‫الإلهي أو‬ ‫العقل‬ ‫به‬ ‫الذي يهبط‬ ‫وهذا هو السلم نفسه‬ ‫‪،‬‬ ‫المتناهية‬

‫بالأشياء‬ ‫لمعرفته‬ ‫اكتسابه‬ ‫في‬ ‫العقل الإنساني‬ ‫عليه يصعد‬ ‫والذي‬ ‫‪،‬‬ ‫المتباينة المتناهية‬ ‫الحالات‬

‫تأمل الكون‬ ‫أيضا نجد سعادتنا الحقيقية في‬ ‫وفي الحال ايأخلاقي‬ ‫‪.‬‬ ‫جوهرية‬ ‫وحدة‬ ‫بوصفها‬

‫كلا إلهيا(‪.)2‬‬ ‫بوصفه‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 36- 35‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫كولينز‪:‬‬ ‫جيميس‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 43- 42‬‬ ‫ص‬ ‫نفسه‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪39 +‬‬
‫هلسعه الديل‬ ‫ال‬ ‫جديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫بين‬ ‫بالنذر‬ ‫التصدع الحافل‬ ‫من خلال ذلك‬ ‫للإله‬ ‫الفلسفية الحديثة‬ ‫الدراسة‬ ‫وقد دخلت‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫من‬ ‫الإله‬ ‫عن‬ ‫في كفاية العقل على معرفة شيء‬ ‫فقدَ ثقته‬ ‫بين إيمان‬ ‫‪،‬‬ ‫والعقلية‬ ‫‪ h.c‬النزعتين الإيمانية‬
‫‪om‬‬

‫عاملا‬ ‫الوحي‬ ‫به الأمر إلى اعتبار‬ ‫انتهى‬ ‫وبين عقل‬ ‫‪،‬‬ ‫البرهان‬ ‫ومناهج‬ ‫الفلسفية‬ ‫المبادئ‬ ‫خلال‬

‫أي دافع فعال لرأب هذا الصاع‬ ‫ولم يصدر‬ ‫‪.‬‬ ‫له‬ ‫ومفسدا‬ ‫خارجيا عن نطاق هذا العمل الفلسفي‬

‫نتيجة‬ ‫والذين أصبحوا‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العصر الوسطى‬ ‫المفكرين الذين انحدروا من مدرسي‬ ‫من جانب‬

‫صادفوه من صعوبات ‪ -‬أقل استجابة لمطالب العقل الحديث الخاصة حين‬ ‫فيما‬ ‫لاستغراقهم‬

‫شرع في التفلسف عن الله‪.‬‬

‫والمثالسِن‬ ‫الدين بين التجريبيين‬ ‫فلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫ثانيا‬

‫عن‬ ‫الحديثة‬ ‫في الفلسفات‬ ‫الثلاثة القائمة‬ ‫بذور الاتجاهات‬ ‫هذه الصراعات خرجت‬ ‫ومن‬

‫والنزعة العقلانية (‪ .)1‬وقد برز من‬ ‫‪،‬‬ ‫والنزعة الإيمانية‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫نزعة الشك‬ ‫‪:‬‬ ‫بها‬ ‫وأعني‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬

‫عن الإله‬ ‫تحدث‬ ‫واتجاه عقلاَني صرف‬ ‫الإله‬ ‫بتحديد‬ ‫قام‬ ‫اتجاه تجريبي‬ ‫‪:‬‬ ‫العقليين اتجاهان‬

‫يد فرنسيس‬ ‫قد بدأ مبكرا على‬ ‫تقريبا‪ ،‬الا أن الاتجاه التجريبي‬ ‫وقد كانا متعاصرين‬ ‫‪.‬‬ ‫وظيفة‬ ‫بوصفه‬

‫وليبنتز وكانط‪.‬‬ ‫وسيبينوزا‬ ‫ديكارت‬ ‫العقلي تزعمه‬ ‫والاتجاه‬ ‫‪.‬‬ ‫بيكون‬

‫الدين عند التجريبيين والتنويريين‪:‬‬ ‫أ‪ -‬فلسفة‬

‫‪:‬‬ ‫بيكون‬ ‫) فرنسيس‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫الطريقة العلمية في دراسة‬ ‫قد أدخل‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫‪1626- 1561‬‬ ‫(‬ ‫بيكون‬ ‫الرغم من أن فرنسيس‬ ‫على‬

‫مَن‬ ‫رد فيها على‬ ‫التي‬ ‫الدينية التي عبر عنها في عبارته الشهيرة‬ ‫إلا أن له أيضا فلسفته‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬

‫يميل‬ ‫الفلسفة‬ ‫إإن القليل من‬ ‫‪:‬‬ ‫فيها‬ ‫العبارة التي قال‬ ‫إلى الإلحاد‪ ،‬تلك‬ ‫بأنها الطريق‬ ‫يتهم الفلسفة‬

‫لأن‬ ‫وذلك‬ ‫)‪.‬‬ ‫فيها ينتهي بعقول الناس إلى الإيمان‬ ‫التعمق‬ ‫الإنسان إلى الإلحاد‪ ،‬ولكن‬ ‫بعقل‬

‫تنمينا‬ ‫ازداد‬ ‫‪9‬كلما‬ ‫و‬ ‫إ‪.‬‬ ‫عقولنا الصغيرة على الأرض‬ ‫ويهدي‬ ‫في السماء يرشد‬ ‫كبيرا‬ ‫هناك عقلا‬ ‫‪9‬‬

‫بل هم آلهة خالدة ا‪.‬‬ ‫قاماتها‬ ‫انتصبت‬ ‫حيوانات‬ ‫ليسوا‬ ‫ازددنا يقينا بأن الناس‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫في أعماق‬

‫أسبابا‬ ‫الإنسان‬ ‫عقل‬ ‫و"إذا ما صادف‬ ‫مثالا إلهياإ‪.‬‬ ‫أو‬ ‫نموذجا‬ ‫لنا‬ ‫أن نجد‬ ‫تمكننا من‬ ‫وأالفلسفة‬

‫النظر‬ ‫أمعن‬ ‫إذا‬ ‫ولكنه‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى ما وراءها‬ ‫يتابع السير‬ ‫لا‬ ‫عندها‬ ‫أحيانا‬ ‫الطبيعة )‪ ،‬فقد يقف‬ ‫مبعثرة (في‬

‫ص ‪45‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪+9‬‬ ‫‪4‬‬
‫ال!مل النالت‬

‫العناية‬ ‫من الارتماء في أحضان‬ ‫بدا‬ ‫يجد‬ ‫فإنه لا‬ ‫حلقاتها‬ ‫تتصل‬ ‫‪ .‬كيف‬ ‫‪.‬‬ ‫الأسباب‬ ‫سلسلة‬ ‫فشهد‬

‫نتيجة‬ ‫أنه‬ ‫أي‬ ‫؟‬ ‫معين‬ ‫مرسوم‬ ‫فكل شيء‬ ‫‪،‬‬ ‫عارض‬ ‫شيء‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫و"ليس‬ ‫!‬ ‫بالله‬ ‫والتسليم‬ ‫الإلهية‬

‫إذن أن التعمق في‬ ‫فقد ارتأى بيكون‬ ‫!(‪.)1‬‬ ‫له‬ ‫وجود‬ ‫لا‬ ‫فالمصادفة شيء‬ ‫‪9‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أصلا!‬ ‫نظام مخطط‬

‫أن النظرة التجريبية العلمية‬ ‫ورأى‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهي‬ ‫بنموذجنا‬ ‫إلى الإيمان بالله والاتصال‬ ‫يؤدي‬ ‫الفلسفة‬

‫الأولى‪،‬‬ ‫العلة‬ ‫وراءها؟ أي إلى‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫التي‬ ‫إلى هذه الطبيعة ونظامها يرجعنا إلى أول السلسلة‬

‫العناية الإلهية‪.‬‬ ‫بوجود‬ ‫إلى القول‬ ‫بنا‬ ‫يؤدي‬ ‫العالم‬ ‫عليه‬ ‫فالنظام الذي‬

‫(‪ )2‬هوبز‪:‬‬

‫الاتجاه‬ ‫رواد‬ ‫أحد‬ ‫نجدها لدى توماس هوبز )‪-9167f )1588Hobbes‬‬ ‫هذه الأفكار‬ ‫ونفس‬

‫معرفتنا بالله في كتابه الليفياثان‬ ‫إذ يحدثنا عن‬ ‫؟‬ ‫بالمادية‬ ‫كثيرا ما اتهم‬ ‫الذي‬ ‫الإنجليزي‬ ‫التجريبي‬

‫الإنسان عن النظر إلى‬ ‫يصرف‬ ‫‪،‬‬ ‫الاستطلاع أو الرغبة في معرفة العلل‬ ‫"إن حب‬ ‫قائلا‪:‬‬ ‫مةطأ‪،‬أ!ءسأ‬

‫حتى ينتهي بالضرورة في‬ ‫العلة‬ ‫عن علة هذه‬ ‫ثم البحث‬ ‫‪،‬‬ ‫العلة‬ ‫المعلول لكي يوجهه نحو التماس‬

‫علة أزلية فيصل‬ ‫صانما هي‬ ‫‪،‬‬ ‫لها أدنى علة سابقة‬ ‫مؤداها أن ثمة علة ليس‬ ‫إلى فكرة‬ ‫المطاف‬ ‫خاتمة‬

‫أن يقوم المرء بأي بحث‬ ‫يستحيل‬ ‫أنه‬ ‫وهكذا نجد‬ ‫!‬ ‫"الله‬ ‫الناس تسميته باسم‬ ‫اصطلح‬ ‫ما‬ ‫إلى‬

‫نحو الاعتقاد بأن ثمة‬ ‫مدفوعا عن هذا الطريق نفسه‬ ‫دون أن يجد نفسه‬ ‫الطبيعية‬ ‫في العلل‬ ‫عميق‬

‫مطابقة تماما‬ ‫فكرة تجيء‬ ‫الله‬ ‫على البشر أن يكونوا في أذهانهم عن‬ ‫كان يستحيل‬ ‫أزليا هـان‬ ‫واحدا‬

‫إ(‪.)2‬‬ ‫لطبيعته‬

‫(‪ )3‬باركلي‪:‬‬

‫‪ 1753x )1685-‬الذي يعد أحد أهم‬


‫تركنا هوبز ونظرنا في فلسفة باركلي )‪Berkley‬‬ ‫لماذا‬

‫وجدنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة الإنجليزية‬ ‫في‬ ‫اللامادية‬ ‫كما يعد ممثلا للألوهية‬ ‫‪،‬‬ ‫عصره‬ ‫الدين في‬ ‫فلاسفة‬

‫‪.021‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلاسفة‬ ‫أعلام‬ ‫‪:‬‬ ‫توماس‬ ‫هنري‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪. 261‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫المجلد‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسانية‬ ‫تراث‬ ‫هوبز‪ ،‬مجلة‬ ‫لتوماس‬ ‫)‬ ‫التنين‬ ‫اللفياثان (أو‬ ‫‪:‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫زكريا‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫وانظر ايضا‪:‬‬

‫‪(Thomas), Leviathan, The .U‬‬ ‫‪.A‬‬


‫‪.S‬‬ ‫‪America by Encyclopedia‬‬ ‫‪,Hobbes‬‬
‫‪Britannica‬‬ ‫‪5291,‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪,1‬‬ ‫‪,Part‬‬
‫‪Ghapter‬‬ ‫‪XI 9‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪97.‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫وكذلك‪:‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be (Richard),‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.Peters‬‬
‫‪,6791 P 922‬‬
‫‪Hobbes, England, Penguin Books,‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪232.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪59‬‬ ‫‪+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫إلى‬ ‫مدح ل حديد‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫إذ إنه استخدم‬ ‫؟‬ ‫الكتابة‬ ‫في‬ ‫باركلي‬ ‫الطريقة التي استخدمها‬ ‫‪،‬‬ ‫ناحيتين‬ ‫من‬ ‫واضحا‬ ‫تأثره‪.al-‬بأفلاطون‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫الثلاث أ‬ ‫المحاورات‬ ‫‪9‬‬ ‫كتبه‬ ‫هذه الطريقة في أشهر‬ ‫كان قد استخدم‬ ‫دمان‬ ‫‪،‬‬ ‫المحاورات‬ ‫‪ h.c‬أسلوب‬
‫‪om‬‬

‫من‬ ‫ف!نما قد تأثر بهذه الطريقة فترة متأخرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدكتور هويدي‬ ‫كما يقول‬ ‫‪،‬‬ ‫أن يتأثر بأفلاطون‬ ‫دون‬

‫الصغيرأ‬ ‫الفيلسوف‬ ‫‪9‬‬ ‫أو‬ ‫هو !السيفرون!‬ ‫له‬ ‫اَخر‬ ‫الحوار في كتاب‬ ‫حياته عندما عاود استخدام‬

‫بأفلاطون ليس فقط في صياغة الحوار وطريقة توجيه الأسئلة والإجابة عليها‪،‬‬ ‫تأثره‬ ‫فظهر حي!ذِ‬

‫أما‬ ‫!(‪0)1‬‬ ‫أكثر وأكثر في كتاب إالحلقات‬ ‫اثره‬ ‫بل أيضا في الأفكار الفلسفية نفسها؟ مما سيتضح‬

‫وهذا‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫وجود‬ ‫برهنته على‬ ‫وفي‬ ‫الإلهية‬ ‫فلسفته‬ ‫في‬ ‫بأفلاطون‬ ‫فقد تأثر باركلي‬ ‫الأخرى‬ ‫الناحية‬

‫في فترة‬ ‫إلا‬ ‫الأفلاطونية‬ ‫المحاورة‬ ‫أسلوب‬ ‫ما ينفي الرأي السابق من أن باركلي لم يستخدم‬

‫متأخرة من حياته‪.‬‬

‫فهو ينظر‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسان‬ ‫الله وحرية‬ ‫وجود‬ ‫هما‬ ‫للأخلاقية‬ ‫مبدأين‬ ‫أن هناك‬ ‫تعلن‬ ‫باركلي‬ ‫وفلسفة‬

‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫قانون شخصي‬ ‫أنه‬ ‫على أساس‬ ‫لا‬ ‫لوك ‪-‬‬ ‫مثل جون‬ ‫في ذلك‬ ‫مثله‬ ‫إلى القانون الأخلاقي ‪-‬‬

‫المتناهين في‬ ‫لأشخاص‬ ‫ا‬ ‫إلى‬ ‫اللامتناهي‬ ‫ونداء من الشخص‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫إرادة‬ ‫أنه إعلان عن‬ ‫على‬

‫ما يستطيعه‬ ‫بأقصى‬ ‫الإله الأبدية‬ ‫حياة‬ ‫في‬ ‫المشاركة‬ ‫الإنساني‬ ‫وغاية الوجود‬ ‫‪،‬‬ ‫للحرية‬ ‫استخدامهم‬

‫ثتم‬ ‫عليها‪ .‬ومن‬ ‫والحفاظ‬ ‫جميعا‬ ‫الأشياء‬ ‫صانع‬ ‫هو‬ ‫"إن الله وحده‬ ‫‪:‬‬ ‫فهو يقول‬ ‫‪،‬‬ ‫قدرة‬ ‫من‬ ‫الإنسان‬

‫ملزم بكل روابط‬ ‫والجن!س البشري‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫المشرّع لهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫يعتريه أدنى شك‬ ‫لا‬ ‫الحق الذي‬ ‫ف!نه‬

‫لهذا الإنسان‬ ‫العالم‬ ‫هذا ف!ن الإله لم يدبر‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫لقوانينه‬ ‫على الخضوع‬ ‫والمصلحة‬ ‫الواجب‬

‫عامة وللأمم‬ ‫للناس‬ ‫الرفاهية‬ ‫يريد‬ ‫إنه‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫لغيره‬ ‫أو‬ ‫او لهذا العصر‬ ‫الأمة أو تلك‬ ‫أو ذاك أو لهذه‬

‫فرد"(‪.)2‬‬ ‫لكل‬ ‫فيها الأفعال المتضافرة‬ ‫ما ينبغي أن ثارك‬ ‫كلها‪ ،‬وهذا‬ ‫العالم‬ ‫ولعصور‬ ‫جميعا‪،‬‬

‫للمعرفة على‬ ‫كوسيلة‬ ‫الركم من أن مثاليته تدعو إلى الحس‬ ‫أن باركلي على‬ ‫وهنا نلاحظ‬

‫بين الله صانع‬ ‫ف!نه يربط‬ ‫‪،‬‬ ‫والحدسية‬ ‫العقلية‬ ‫إلى المعرفة‬ ‫التي تستند‬ ‫المثاليات المعروفة‬ ‫خلاف‬

‫فيها‪.‬‬ ‫الله‬ ‫لمشاركة‬ ‫على الإنسان أن يسعى‬ ‫التي يجب‬ ‫والخيرية‬ ‫الأشياء وبين الأخلاقية‬

‫العربية‪،‬‬ ‫الثقافة‬ ‫دار‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الثلاث‬ ‫المحاورات‬ ‫‪،‬‬ ‫باركلي‬ ‫د‪:‬‬ ‫ال!عربية‬ ‫ترجمته‬ ‫مقدمة‬ ‫‪:‬‬ ‫هويدي‬ ‫يحي‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.8‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7691‬‬

‫‪.163‬‬ ‫ص‬ ‫ال!مابق‪،‬‬ ‫نفس المرجع‬ ‫كولينزة‬ ‫جيمس‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪69‬‬
‫ال!مل اللالت‬

‫قد تركه بلا‬ ‫ذاته‬ ‫بل إن كانط‬ ‫‪،‬‬ ‫بغير حل‬ ‫ولم يتركه هو وحده‬ ‫‪،‬‬ ‫حير باركلي‬ ‫ثمة تساؤلَا‬ ‫ولكن‬

‫فما هو هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل باعتبارها نتاج فعله التفكيري‬ ‫بواسطة‬ ‫الطبيعة قد خلقت‬ ‫فلو كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫حل‬

‫أن هذا العقل ليس العقل المكتفي بذاته‪،‬‬ ‫الوجه ؟ واضح‬ ‫الطبيعة على هذا‬ ‫خلق‬ ‫العقل الذي‬

‫كانط أو فيلسوف‬ ‫أو‬ ‫باركلي‬ ‫على الإطلاق إلى ذهن‬ ‫يتبادر‬ ‫فلم‬ ‫‪.‬‬ ‫هذا الفرد أو ذاك‬ ‫يخص‬ ‫الذي‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫الكواكب‬ ‫مسارات‬ ‫أن كبلر قد خلق‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫النظام الشمسي‬ ‫من أتباعهما‪ ،‬أن كوبرنيك قد خلق‬

‫ومربع المسافة بين مركزيهما‪،‬‬ ‫بين التجاذب بين جسمين‬ ‫العلاقة العكسية‬ ‫أن نيوتن قد خلق‬

‫بل هو‬ ‫‪،‬‬ ‫متناهِ‬ ‫قاطعة أن خالق العامل الفيزيائي ليس أي إنسان أو عقل‬ ‫فلقد قرر باركلي بصورة‬

‫من‬ ‫تخلص‬ ‫مفكرا مطلقا‪ ،‬وبذلك‬ ‫أو‬ ‫فاعلا مطلقا‬ ‫في حالة تصوره‬ ‫الله‬ ‫أي‬ ‫متنا؟؟‬ ‫لا‬ ‫أو‬ ‫إلهي‬ ‫عقل‬

‫بأن‬ ‫القائلة‬ ‫النظرية‬ ‫من‬ ‫كما تخلص‬ ‫‪،‬‬ ‫النهضة‬ ‫عصر‬ ‫مفكرو‬ ‫به‬ ‫الوجود الذي نادى‬ ‫وحدة‬ ‫مذهب‬

‫المادي الذي‬ ‫في المذهب‬ ‫باقية‬ ‫نظرية قد ظلت‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫أو المادي هو جسم‬ ‫الفيزيائي‬ ‫العالم‬

‫عند اسبينوزا وليبنتز‪ .‬واعتقد باركلي كما‬ ‫كذلك‬ ‫له‬ ‫آثار‬ ‫كما بقيت‬ ‫‪،‬‬ ‫اْيامه‬ ‫كان مازال سائدا في‬

‫أي‬ ‫له‬ ‫وليس‬ ‫فكر خالص‬ ‫الله‬ ‫أن‬ ‫المسيحي‬ ‫واللاهوت‬ ‫أن اعتقد كل من أفلاطون وأرسطو‬ ‫سبق‬

‫تفكيره (‪.)1‬‬ ‫بفعل‬ ‫قد خلقه‬ ‫شيء‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫خلقه‬ ‫شيء‬ ‫ولكنه‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫فالعالم ليس‬ ‫جسم‬

‫أ‪ ،‬والتي‬ ‫وفيلونوس‬ ‫الثلاثة بين هيلاس‬ ‫المحاورات‬


‫الم‬ ‫من‬ ‫الثانية‬ ‫النظر في المحاورة‬ ‫ولعل‬

‫فكرة النظام‬ ‫من خلال‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫برهانا‬ ‫ويعطينا‬ ‫‪،‬‬ ‫باركلي‬ ‫بلسان‬ ‫فيلونوس‬ ‫فيها‬ ‫يتحدث‬

‫وهي‬ ‫الأساسية‬ ‫وعلته‬ ‫خالقه‬ ‫على‬ ‫والتي تدل‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫المنبثة‬ ‫والغائية‬ ‫والخيرية‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫الموجود‬

‫في رؤية الغابات والخمائل‬ ‫أليس‬ ‫‪،‬‬ ‫جميلة‬ ‫بخضرة‬ ‫وقد اكتست‬ ‫هذه الحقول‬ ‫ترى‬ ‫ألا‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫فيقول‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬

‫؟ وعند‬ ‫بعيدة‬ ‫بالروح في آفاق‬ ‫يقر العين ويثلج الصدر وشمبح‬ ‫ما‬ ‫الرقراقة‬ ‫والجداول‬ ‫والأنهار‬

‫الغابة‬ ‫أو حتى‬ ‫الذي تختفي قمته بين السحاب‬ ‫الواسع العميق أو الجبل الضخم‬ ‫للمحيط‬ ‫رؤيتنا‬

‫ألا‬ ‫‪،‬‬ ‫والصحاري‬ ‫للصخور‬ ‫رؤيتنا‬ ‫في‬ ‫المشوق ؟ وحتى‬ ‫تمتلئ نفسنا بنوع من الخوف‬ ‫ألا‬ ‫‪،‬‬ ‫الكثيفة‬

‫أعمق من‬ ‫ولكنها ممتعة في الوقت نفسه ؟ فهل هناك إذن سرور‬ ‫طبيعة متوحشة‬ ‫أمام‬ ‫بأننا‬ ‫نشعر‬

‫وإذا تركت‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫؟‬ ‫به الأرض‬ ‫تزخر‬ ‫الذي‬ ‫الطبيعي‬ ‫الجمال‬ ‫به عند تأملنا لنواحي‬ ‫نشعر‬ ‫الذي‬ ‫السرور‬

‫في كبد السماء‪ ،‬فهلا ترى معي أن حركة‬ ‫تتلألأ‬ ‫النجوم المضيئة التي‬ ‫وتأملت‬ ‫الان هذه الأرض‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫أم‪، al‬‬
‫القاهرة ‪-m 689 ،‬‬ ‫جامعة‬ ‫مطبعة‬ ‫محمود‪،‬‬ ‫حمدي‬ ‫‪ :‬د‪ .‬أحمد‬ ‫الطبيعة ‪ ،‬ترجمة‬ ‫فكرة‬ ‫(‪ )1‬كولنجوود‪:‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫ص ‪.137- 136‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m79‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!ة‬ ‫إلى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫عظيمة في تنظيم شؤوننا‬ ‫فائدة‬ ‫تفيدنا‬ ‫تتخذها في السماء‬ ‫التي‬ ‫المختلفة وأوضاعها‬ ‫‪.a‬‬
‫الكواكب‬
‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫قياسا‬ ‫الشمس‬ ‫قياس المسافات حول‬ ‫‪.‬أليست هذه الأجرام تستطيع وحدها‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ h.c‬وتدبير الكون معا؟‪.‬‬
‫‪om‬‬

‫هذه القوانين الدقيقة‬ ‫به‬ ‫ثبات إذن تتصف‬ ‫فأىِ‬ ‫تماما مع الزمن الذي تحتاجه في قطعها؟‬ ‫يتمشى‬

‫والطبيعة ؟"(‪.)1‬‬ ‫الكون‬ ‫التي يسير بها خالق‬

‫في هذا‬ ‫يقول‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫كله‬ ‫الأمر‬ ‫الله وإليه يرجع‬ ‫الطبيعة هي‬ ‫أن العلة الحقيقية في‬ ‫يرى‬ ‫فباركلي‬

‫‪،‬‬ ‫قوة لأخرى‬ ‫أن تكون‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫ما‬ ‫دمان قوة‬ ‫‪،‬‬ ‫لأخرى‬ ‫علة‬ ‫أن تكون‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫ما‬ ‫"إن صورة‬ ‫‪:‬‬ ‫أيضا‬

‫بعد ذلك عن‬ ‫أن نبحث‬ ‫التفاهة‬ ‫فمن‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫وحده‬ ‫الله‬ ‫هي‬ ‫الطبيعية‬ ‫الاْشياء‬ ‫العلة لجميع‬ ‫لىان‬

‫يرفض‬ ‫هنا‬ ‫!(‪ .)2‬وكأنه‬ ‫الله‬ ‫عليه‬ ‫أن يكون‬ ‫يجب‬ ‫لما‬ ‫صورة‬ ‫هذا يعطينا أنسب‬ ‫ومذهبي‬ ‫‪.‬‬ ‫ثانوية‬ ‫علل‬

‫أيضا "ولا مشاركة‬ ‫فهو يضيف‬ ‫‪،‬‬ ‫الوسطى‬ ‫والاَلهة‬ ‫والأرواح‬ ‫الثانوية‬ ‫العلل‬ ‫أفلاطون عن‬ ‫حديث‬

‫"(‪.)3‬‬ ‫الثانية‬ ‫العلل‬ ‫أو الطبيعة وبين‬ ‫الله‬ ‫بين‬ ‫في مذهبي‬

‫(‪ )4‬فولتير‪:‬‬

‫لاهوتا علميا؟ حيث‬ ‫أن يؤسس‬ ‫التنوير‬ ‫عصر‬ ‫فيلسوف‬ ‫(‪)1778P- 4916‬‬ ‫فولتير‬ ‫ولقد استطاع‬

‫الرغم من‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫علمية‬ ‫آراء‬ ‫من‬ ‫نيوتن وديكارت‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫قدمه السابقون‬ ‫ما‬ ‫استند إلى‬

‫باطنة‬ ‫أن هناك ضرورة‬ ‫يرى‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫(‪،)4‬‬ ‫الألوهية‬ ‫في‬ ‫فولتير‬ ‫رأي‬ ‫تكتنف‬ ‫الصعوبات‬ ‫أن كثيرا من‬

‫الأولى الضرورية مثلما‬ ‫العلة‬ ‫عن هذه‬ ‫دائما‬ ‫العالم‬ ‫الإلهي المنتج "فلقد صدر‬ ‫تحدد النشاط‬

‫الخلق الحر كما تعلمنا المسيحية‪،‬‬ ‫بطريق‬ ‫العالم‬ ‫يصنع‬ ‫لا‬ ‫والله‬ ‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الضوء عن الشمس‬ ‫يصدر‬

‫للقوانين المنظمة عن صنعة الفعل فيه‪.‬‬ ‫الفيزيائية‬ ‫الناحية‬ ‫من‬ ‫الضروري‬ ‫ولكن عن طريق الصدور‬

‫هو اهتمامه بوجود الشر الطبيعي‬ ‫الإله‬ ‫هذه الخمية على‬ ‫يدخل‬ ‫فولتير‬ ‫الدافع الذي جعل‬ ‫ولعل‬

‫انسجام‬ ‫لازما عن‬ ‫شثا‬ ‫اعتباره‬ ‫تقليله أو‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫أن الشر‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫فعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫والأخلاقي‬

‫الإلهي أكثر منه نتيجة لاختيار‬ ‫للفعل‬ ‫نتيجة ضرورية‬ ‫أنه‬ ‫النظر إليه على‬ ‫الممكن‬ ‫من‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬

‫العربية للدكنور‬ ‫‪ ،‬الترجمة‬ ‫الثانية‬ ‫المحاورة‬ ‫وفيلونوس‪،‬‬ ‫هيلاس‬ ‫بين‬ ‫الثلاث‬ ‫القحاورات‬ ‫‪:‬‬ ‫باركلي‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪201- 101‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪679‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الثقافة‬ ‫دار‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫هويدي‬ ‫يحى‬

‫‪.33‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪13‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫نوابغ الفكر العربي ‪0691‬‬ ‫سلسلة‬ ‫‪،‬‬ ‫دار المعارف‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫باركلي‬ ‫‪:‬‬ ‫هويدي‬ ‫يحى‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫ع ‪.33‬‬ ‫(‪ )3‬نفسه ‪،‬‬

‫‪. 402- 302‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫كولينز‪،‬‬ ‫جيصى‬ ‫‪،‬‬ ‫في ثفصيل هذه الصعوبات‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬

‫‪89‬‬
‫الممل )لنالف‬

‫عالمنا؟ إذ ينبغي تبرئة‬ ‫عن‬ ‫الحرية الإلهية مسئولة‬ ‫أن تكون‬ ‫فولتير‬ ‫وتد أنكر‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه‬ ‫إكراه‬ ‫لا‬ ‫واضح‬

‫محيص‬ ‫لا‬ ‫على أنهما نتيجة‬ ‫بمعاملة الألم والشر الطبيعي‬ ‫من أي مسئولية أخلاقية عن الشر‬ ‫الله‬

‫الإنساني (‪.)1‬‬ ‫الأخلاقية على المستوى‬ ‫التمييزات‬ ‫وقصر‬ ‫باطنيا‬ ‫عنها لفعله السببي المحدد‬

‫ف!نه قد انتقد أيضا الملحدين‬ ‫‪،‬‬ ‫وديكارت‬ ‫والمسيحية‬ ‫قد انتقد كئيرا المسيحيين‬ ‫فولتير‬ ‫وإذا كان‬

‫يعرف‬ ‫أنه‬ ‫إن الملحد يظن‬ ‫مطبقا؟ حيث‬ ‫لغزا‬ ‫شيئا والعالم معه يصبح‬ ‫يفسر‬ ‫لا‬ ‫أن الإلحاد‬ ‫معتبرا‬

‫لأنه‬ ‫ومرة أخرى‬ ‫‪،‬‬ ‫ما يؤكده‬ ‫يعرف‬ ‫لا‬ ‫لأنه‬ ‫مرة‬ ‫‪،‬‬ ‫مرتين‬ ‫إذن جاهل‬ ‫فهو‬ ‫شيئا‬ ‫يعرف‬ ‫لا‬ ‫وهو‬ ‫شيئا‪،‬‬

‫وبأن‬ ‫‪،‬‬ ‫عدم‬ ‫يأتي من‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫بأن‬ ‫إيمانا عقليا جازما‬ ‫يؤمن‬ ‫فولتير‬ ‫إن‬ ‫)‪.‬‬ ‫(‪2‬‬ ‫معارفه‬ ‫حدود‬ ‫يدرك‬ ‫لا‬

‫من‬ ‫إذ ليس‬ ‫؟‬ ‫العالم‬ ‫لهذا‬ ‫منظم‬ ‫عقل‬ ‫وجود‬ ‫إنما تعني‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫التي تدبر‬ ‫والقوانين الهندسية‬ ‫النظام‬

‫كعقل‬ ‫الله‬ ‫وهذا دليله القاطع على وجود‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫عامل‬ ‫يثبت وجود‬ ‫يهز اعتقاده بأن كل عمل‬ ‫شيء‬

‫منظم للوجود ومبدع للعالم‪.‬‬

‫(‪ )5‬روسو‪:‬‬

‫يحكم‬ ‫الله‬ ‫أن‬ ‫مالبرانش وفولتير على‬ ‫فهو يتفق مع‬ ‫)‪،‬‬ ‫م‬ ‫(‪1778- 1712‬‬ ‫جاك روسو‬ ‫أما جان‬

‫استثناءات‬ ‫الإنسان‬ ‫الزمني أن يمنح‬ ‫المنظور‬ ‫أن نتوتع منه داخل‬ ‫العبث‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫بقوانين عامة‬ ‫العالم‬

‫الفرد‪،‬‬ ‫العناية الالهية إلى الإنسان‬ ‫أن تصل‬ ‫لله يتطلب‬ ‫الأخلاقي‬ ‫ف!ن المفهوم‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫‪،‬‬ ‫خاصة‬

‫وعنايته‬ ‫‪،‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫لديه أشبه براعي الاْرواح عند‬ ‫فالله‬ ‫له في النهاية معاملة عادلة‬ ‫وأن تضمن‬

‫وبالنظر‬ ‫‪.‬‬ ‫الأبدي‬ ‫الفردي في مصيره‬ ‫بل الشخص‬ ‫فحسب‬ ‫بوجه عام‬ ‫الجنس البشري‬ ‫تشمل‬ ‫لا‬

‫عن‬ ‫يلزم الخلود الشخصي‬ ‫‪،‬‬ ‫النهائية‬ ‫الأخلاقي للعدالة‬ ‫والمطلب‬ ‫إلى قوانين الطبيعة المحددة‬

‫اجتماعيا ووهميا‬ ‫جزاء‬ ‫بوصفه‬ ‫فولتير الخلود‬ ‫يرى‬ ‫وبينما‬ ‫‪.‬‬ ‫الالهية‬ ‫وفقا لعنايته‬ ‫للكون‬ ‫الله‬ ‫تنظيم‬

‫مرتبطة بقيمة الإنسان‬ ‫دين!ة‬ ‫أخلاقية‬ ‫شخصية‬ ‫أهميهَ‬ ‫حقيقة ذات‬ ‫بوصفه‬ ‫روسو‬ ‫يقبله‬ ‫خالصا‪،‬‬

‫وبعدالة الله وخيريته(‪.)4‬‬ ‫الفردي‬

‫‪. 902- 802‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫الثانية‪،‬‬ ‫‪ ،‬الطبعة‬ ‫بيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫عويدات‬ ‫مثورات‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫محي‬ ‫د‪ .‬صباح‬ ‫فولتير‪ ،‬ترجمة‬ ‫(‪ )2‬أندرله كريسون‬
‫‪://‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬ ‫‪. 57‬‬ ‫ص‬ ‫‪849‬‬
‫‪-m‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪.915‬‬ ‫ص‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪.221‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫كولينز‪:‬‬ ‫جيصى‬ ‫(‪) 4‬‬
‫هلس!ه الدين‬ ‫الى‬ ‫جددد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪ -‬فلسفة الدين عند المثاليين‪:‬‬ ‫‪al-‬ب‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫يكا‬ ‫)‬ ‫‪co‬‬
‫ر‬ ‫د‬ ‫‪4‬‬ ‫(‬
‫‪m‬‬

‫التيار‬ ‫وعدنا إلى نشأة‬ ‫‪،‬‬ ‫التنوير فيه‬ ‫وفلاسفة‬ ‫وتجريبسِه‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫علماء‬ ‫تركنا‬ ‫لىاذا‬

‫بنظريته في‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫(‪0165- 6915‬‬ ‫رينيه ديكارت‬ ‫لوجدنا أن مؤسسه‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة الحديثة‬ ‫المثالي في‬

‫الكامل‪،‬‬ ‫وجود‬ ‫أن غير الكامل يفترض‬ ‫بتقريره‬ ‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫الواقعية‬ ‫الحقيقة‬ ‫ودرجات‬ ‫الكمال‬ ‫درجات‬

‫‪.‬‬ ‫الألوهية بوجه خاص‬ ‫في فلسفة الدين عموما وموضوع‬ ‫(‪،)1‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫لتعاليم‬ ‫وارثا‬ ‫قد أصبح‬

‫الخير‬ ‫وصنو‬ ‫‪،‬‬ ‫قيمة‬ ‫كل حقيقة وكل‬ ‫أصل‬ ‫‪.‬‬ ‫أسمى‬ ‫كائنا‬ ‫الله‬ ‫ينتصب‬ ‫الديكارتي‬ ‫العالم‬ ‫ففي ذروة‬

‫الذين يفترعون‬ ‫‪،‬‬ ‫التجريبي‬ ‫أتباع المذهب‬ ‫من‬ ‫النقيض‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫الأفلاطوني‬ ‫العالم‬ ‫ذروة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسمى‬

‫الفعلية‬ ‫العالم‬ ‫ذلك أن صورة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫من الكامل منطلقه‬ ‫يتخذ ديكارت‬ ‫‪،‬‬ ‫غير الكامل‬ ‫الكامل من‬

‫تلك برؤى أفلوطين والقديس‬ ‫وقد دعم صورته‬ ‫أن ديكارت‬ ‫لا‬ ‫إ‬ ‫‪،‬‬ ‫وأفلاطون‬ ‫واحدة عند ديكارت‬

‫شأنا واحدا(‪.)2‬‬ ‫من الكامل واللامتناهي‬ ‫وأضرابهما جعل‬ ‫أوغسطين‬

‫فقد‬ ‫‪.‬‬ ‫مسلكا فريدا في التاريخ الفلسفي‬ ‫القول بأن الفلسفة الديكارتية قد سلكت‬ ‫وبهذا صح‬

‫ولم يرد أن تكون معرفتنا لوجود الله‬ ‫‪،‬‬ ‫مباشرة وبغير واسطة‬ ‫الإله‬ ‫من النفس إلى‬ ‫الفيلسوف‬ ‫سار‬

‫العكس من ذلك‬ ‫‪ -‬بل رأى على‬ ‫الفلاسفة واللاهوتيين‬ ‫من‬ ‫غيره‬ ‫‪ -‬كما صنع‬ ‫العالم‬ ‫طريق‬ ‫عن‬

‫لها(ر)‪" - ،‬فيقين المعرفة كلها‬ ‫سندا‬ ‫الله‬ ‫تفتقر إلى وجود‬ ‫التي‬ ‫هي‬ ‫العالم‬ ‫أن المعرفة بوجود‬

‫أن أعرف‬ ‫لا أستطيع‬ ‫إنني قبل أن أعرفه‬ ‫بحيث‬ ‫؟‬ ‫الإله الحقيقي‬ ‫معرفة‬ ‫إلا على‬ ‫يتوقفا‬ ‫لا‬ ‫وحقيقتها‬

‫بدون هذه‬ ‫أننا‬ ‫على هذا‪ ،‬إلى درجة‬ ‫جميعا يتوقف‬ ‫ويقين الأشياء الأخرى‬ ‫‪،‬‬ ‫شيئا آخر معرفة كاملة‬

‫كاملة "(‪.)4‬‬ ‫معرفة‬ ‫شيئا آخر‬ ‫علينا تماما أن نعرف‬ ‫يستحيل‬ ‫‪،‬‬ ‫المعرفة‬

‫مكتبة‬ ‫‪،‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫خوري‬ ‫مارون‬ ‫الأب‬ ‫إلى سارتر‪ ،‬ترجمة‬ ‫ديكارت‬ ‫الفلسفة الفرنسية من‬ ‫ة‬ ‫فال‬ ‫(‪ )1‬جان‬

‫‪.92‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6891‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫عويدات‬ ‫مثورات‬ ‫‪،‬‬ ‫الفكر الجامعي‬

‫‪. 91‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬

‫الثانية‪،‬‬ ‫الطبعة‬ ‫والنشر‪،‬‬ ‫دار الثقافة للطباعة‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الغربية‬ ‫الفلسفة‬ ‫المثالية في‬ ‫رواد‬ ‫‪:‬‬ ‫أمين‬ ‫) عثمان‬ ‫(‪3‬‬

‫‪.23‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪759‬‬

‫‪.24‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫كولينز‪:‬‬ ‫جيمس‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫)‬ ‫‪4‬‬ ‫(‬

‫‪001‬‬
‫النالث‬ ‫الطمل‬

‫موجود‬ ‫فأنا‬ ‫وشر‪،‬‬ ‫النفس ببساطة‬ ‫أولا من وجود‬ ‫الله‬ ‫على وجود‬ ‫فقد دلل ديكارت‬ ‫ولذلك‬

‫ثلاثة أدلة أدتها الدليل‬ ‫الفكرة أقام ديكارت‬ ‫هذه‬ ‫أساس‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫الكائن الكامل‬ ‫‪9‬‬ ‫فكرة‬ ‫نفسي‬ ‫وفي‬

‫تعريف‬ ‫من نفس‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫يستخلص‬ ‫لأنه‬ ‫وهو قد سُمي كذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫المشهور بالدليل الأنطولوجي‬

‫توا أن‬ ‫رأينا‬ ‫‪،‬‬ ‫الكمالات‬ ‫بجميع‬ ‫المتصف‬ ‫الكامل‬ ‫هو الكائن‬ ‫الله‬ ‫أن‬ ‫سلمنا‬ ‫إذا‬ ‫ف!ننا‬ ‫‪،‬‬ ‫أو معناه‬ ‫الله‬

‫الكمال (‪.)1‬‬ ‫الوجود كمالا أو ضربا من ضروب‬ ‫باعتبار‬ ‫بالوجود‬ ‫لابد متصف‬ ‫الله‬

‫للطريق الأفلاطوني الذي‬ ‫عن طريق مخالف‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫قد وصل‬ ‫الرغم من أن ديكارت‬ ‫وعلى‬

‫قد قدم‬ ‫أن ديكارت‬ ‫إلا‬ ‫‪.‬‬ ‫كما أثبت ديكارت‬ ‫العكس‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫ثم لينتهي إلى‬ ‫العالم‬ ‫يبدأ من‬

‫الحمَائق الأبدية‪،‬‬ ‫قد خلق‬ ‫الله‬ ‫القول بأن‬ ‫ديكارت‬ ‫مذهب‬ ‫فقد تضمن‬ ‫‪،‬‬ ‫للعقول‬ ‫كخالق‬ ‫لله‬ ‫تصورا‬

‫لنا‬ ‫وهكذا يتضح‬ ‫‪.‬‬ ‫كذلك‬ ‫الماهيات‬ ‫ولكنه خلق‬ ‫‪،‬‬ ‫الخارجية فحسب‬ ‫فهو لم يخلق الموجودات‬

‫على القول بأن الله‬ ‫‪،‬‬ ‫بأفلاطون‬ ‫ومالبرانش متأثرين في ذلك‬ ‫لم يقتصر كل من أوغسطين‬ ‫بينما‬ ‫أنه‬

‫فقد اتجه ديكارت‬ ‫‪،‬‬ ‫الله لذاته‬ ‫فهم‬ ‫الأبدية تمثل‬ ‫الحقائق‬ ‫أن هذه‬ ‫وذكروا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأبدية‬ ‫الحقائق‬ ‫قد خلق‬

‫(‪.)2‬‬ ‫ذاته‬ ‫صنع‬ ‫الى القول بأنها من‬

‫أن‬ ‫أكد دائما على‬ ‫قد‬ ‫أن ديكارت‬ ‫‪،‬‬ ‫الديكارتية‬ ‫الأفلاطونية في الفلسفة‬ ‫العناصر‬ ‫أبرز‬ ‫ولعل‬

‫مساندة‬ ‫بلا‬ ‫دائم‬ ‫وجود‬ ‫له‬ ‫الذي لي!‬ ‫الفيزيقي الخارجي‬ ‫العالم‬ ‫من وجود‬ ‫يقينا‬ ‫أكثر‬ ‫الله‬ ‫وجود‬

‫(‪.)3‬‬ ‫العدم المحض‬ ‫هذا العالم في‬ ‫قوة الله التي لولاها لسقط‬ ‫من‬

‫‪.24‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫أمين‬ ‫عثمان‬ ‫(‪) 1‬‬

‫الأنجلو‬ ‫مكتبة‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫امين‬ ‫عثمان‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الفلسفة‬ ‫في‬ ‫التأملات‬ ‫‪:‬‬ ‫ديكارت‬ ‫ايضا‪:‬‬ ‫وانظر‬

‫‪.47- 43‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7491‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫المصرية‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪9691‬‬ ‫‪،‬‬ ‫السادسة‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫المصرية‬ ‫الأنجلو‬ ‫مكتبة‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫ديكارت‬ ‫‪،‬‬ ‫أمين‬ ‫عثمان‬ ‫‪:‬‬ ‫كذلك‬ ‫وانظر‬

‫‪. 172‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪171‬‬ ‫ص‬

‫‪.‬‬ ‫‪201 -‬‬ ‫‪01‬‬ ‫صا‬ ‫‪،‬‬ ‫لأولى‬ ‫ا‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫أمين‬ ‫عثمان‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫مبادئ‬ ‫‪،‬‬ ‫ديكارت‬ ‫‪:‬‬ ‫كذلك‬ ‫وانظر‬

‫‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫عفيفي‬ ‫أبوالعلا‬ ‫‪:‬‬ ‫مراجعة‬ ‫محمود‪،‬‬ ‫حمدي‬ ‫أحمد‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫الفيلسوف‬ ‫طريق‬ ‫‪:‬‬ ‫فال‬ ‫جان‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪- 463‬ك!‪4‬‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪6791‬‬ ‫‪،‬‬ ‫سلسلة الألف كتاب‬ ‫‪،‬‬ ‫العرب‬ ‫سجل‬ ‫مؤسسة‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪Long‬‬ ‫‪(Wilbur), Religion in Identistic Tradition,‬‬ ‫‪An‬‬ ‫‪Essay in‬‬ ‫<<‬
‫)‪Philosophi‬‬
‫‪Religion‬‬ ‫‪(3-‬‬ ‫‪in‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h. and‬‬
‫‪co‬‬
‫‪Cultural perspective>>.‬‬ ‫‪.calP‬‬ ‫‪45.‬‬
‫‪m‬‬
‫‪101 +‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬
‫كان سائدا في العصر‬ ‫ما‬ ‫لم يتعد‬ ‫إنه‬ ‫إلى القول‬ ‫المفسرين لفلسفة ديكارت‬ ‫حدا ببعض‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫يريد إثبات حقائق الدين‬ ‫تعبيرهم‬ ‫على حد‬ ‫فقد كان ديكارت‬ ‫"‬ ‫المتقدم اأؤمن كي أعقل‬ ‫‪ eh.c‬الوسيط‬
‫‪om‬‬

‫في أن‬ ‫عن باسكال‬ ‫يختلف‬ ‫لا‬ ‫هذا النحو‬ ‫على‬ ‫أنه‬ ‫أي‬ ‫؟‬ ‫إقناع الكافرين‬ ‫يمكن‬ ‫ببراهين عقلية حتى‬

‫بل‬ ‫فعلا للعقل‬ ‫الدينية ليس‬ ‫بل إن الإيمان بالحقائق‬ ‫‪،‬‬ ‫العقيدة المسيحية‬ ‫كليهما يقوم بالدفاع عن‬

‫إن كل الحقائق‬ ‫‪.‬‬ ‫والتميز أكثر من ذلك‬ ‫يطبق عليه مقايي! الوضوح‬ ‫لا‬ ‫لذلك‬ ‫(‪،)1‬‬ ‫للإرادة‬ ‫فعل‬

‫من‬ ‫بمعونة من السماء‪ ،‬وبفضل‬ ‫بها إلا‬ ‫الإنسان التصديق‬ ‫ولا يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫تتعدى حدود‬ ‫الدينية‬

‫(‪،)2‬‬ ‫الدينية‬ ‫في فهم الحقائق‬ ‫لوظائفه‬ ‫يبدو في نظرهم ‪ -‬هادما للعقل ومعطلا‬ ‫ديكارت‬ ‫اْن‬ ‫أي‬ ‫؟‬ ‫الله‬

‫أن ما‬ ‫بقاعدة تعصمنا من الزلل وهي‬ ‫أن نتمسك‬ ‫يقرر أنه ينبغي مثل كل شيء‬ ‫إن ديكارت‬ ‫إذ‬

‫العقل‬ ‫من ومضات‬ ‫أن ومضة‬ ‫ف!ذا بدا‬ ‫اَخر‪،‬‬ ‫يعدله يقين أي شيء‬ ‫لا‬ ‫اليقين الذي‬ ‫هو‬ ‫الله‬ ‫أوحاه‬

‫(‪.)3‬‬ ‫الله‬ ‫من عند‬ ‫يجيء‬ ‫لما‬ ‫حكمنا‬ ‫أن نخضع‬ ‫ذلك‪ ،‬وجب‬ ‫بثيء يخالف‬ ‫إلينا‬ ‫تشير‬

‫‪:‬‬ ‫اسبينوزا‬ ‫(‪)2‬‬

‫فلاسفة‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫يعتبر واحدا‬ ‫أم ) الذي‬ ‫إلى اسبينوزا (‪677-1632‬‬ ‫واتجهنا‬ ‫صاذا تركنا ديكارت‬

‫قوله‬ ‫الرغم من‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫الديكارتية‬ ‫القضايا‬ ‫أنه قد أكد كثيرا من‬ ‫فسنجد‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديث‬ ‫الدين في العصر‬

‫الوحيد‬ ‫هو الديكارتي‬ ‫في نظر البعض‬ ‫إنه‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫ديكارت‬ ‫يعتنقه‬ ‫الوجود الذي لم‬ ‫وحدة‬ ‫بمذهب‬

‫(‪.)4‬‬ ‫الدين‬ ‫في مجال‬ ‫الذي استطاع أن يطبق المنهج الديكارتي خاصة‬

‫الطبيعة‬ ‫‪9‬‬ ‫هو‬ ‫عنده‬ ‫فالجوهر‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫بينه وبين‬ ‫بالتوحيد‬ ‫الله‬ ‫حول‬ ‫حديثه‬ ‫بدأ اسبينوزا‬ ‫فقد‬

‫ي‬ ‫أ‬ ‫‪،‬؟‬ ‫!الطبيعة المطبوعة‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫والأحوال‬ ‫الصفات‬ ‫هو مصدر‬ ‫الخالقة من حيث‬ ‫إ؟ اْي‬ ‫الطابعة‬

‫خالقين‬ ‫‪،‬‬ ‫أو الطبيعة إذن خالدين‬ ‫فالله‬ ‫نفسها(‪.)5‬‬ ‫والأحوال‬ ‫هو هذه الصفات‬ ‫المخلوقة من حيث‬

‫‪Descartes (R‬‬ ‫)‪,‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪Regles Pour‬‬ ‫‪la‬‬ ‫‪Direction de‬‬ ‫‪'1‬‬ ‫‪Esprit, Rogle,‬‬ ‫‪(1.‬‬
‫‪)P‬‬ ‫‪II,‬‬ ‫‪45.‬‬

‫هامش ص ‪.9‬‬ ‫لاسبينوزاأ‪،‬‬ ‫إمقدمة ترجمته لرسالة في اللاهوت والسياسة‬ ‫حنفي‬ ‫حسن‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬

‫فؤاد زكريا‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫والسياسة أ‪ ،‬مراجعة‬ ‫اللاهوت‬ ‫في‬ ‫لأسبينوزا‪ ،‬رسالة‬ ‫ترجمته‬ ‫‪" :‬مقدمة‬ ‫حنفي‬ ‫) حسن‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.9‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7191‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة‬ ‫المصرية‬ ‫الهيئة‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬

‫‪. 018‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫التأملات في الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )3‬ديكارت‬

‫‪.018‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫مبادئ‬ ‫‪:‬‬ ‫ديكارت‬ ‫‪:‬‬ ‫وانظر كذلك‬

‫‪.9‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫حنفي‬ ‫(‪ )4‬حسن‬

‫‪. 11‬‬ ‫صا‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫كرم‬ ‫(‪ )5‬يوسف‬

‫‪201‬‬
‫النالث‬ ‫ال!مل‬

‫إذ إن كل‬ ‫الأشياء؟‬ ‫العلة لكل‬ ‫التي تمثل‬ ‫اللانهائية‬ ‫الصفات‬ ‫لذاتهما يمتلك‬ ‫وخلقهما‬ ‫‪.‬‬ ‫لذاتهما‬

‫لجوهره ‪،‬‬ ‫اْو‬ ‫الجوهرية الخاصة‬ ‫تماما كفاعلية لصفاته‬ ‫أن يفسر‬ ‫يستطيع‬ ‫لا‬ ‫الله‬ ‫أقل من‬ ‫شيء‬

‫هذه‬ ‫وجود‬ ‫يشمل‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫لله‬ ‫إنتاجا‬ ‫يعد‬ ‫في هذا الحس‬ ‫محدود‬ ‫فالمعرفة والتفسير لأي شيء‬

‫فالعقل اللامتناهي أو‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫بل كل صفاتها الجوهرية انعكاسا لوجوده وجوهره‬ ‫ايأشياء فحسب‬

‫الباقية‬ ‫الروحية‬ ‫القوة‬ ‫أي‬ ‫؟‬ ‫اللامتناهية‬ ‫الإلهية‬ ‫الفكرية‬ ‫للقوة‬ ‫مباشر‬ ‫معلول‬ ‫التي هي‬ ‫الله أ‬ ‫فكرة‬ ‫‪9‬‬

‫هي هي اْبدا‬ ‫باقية‬ ‫كما أن الحركة‬ ‫‪،‬‬ ‫الجزئية‬ ‫الروحية‬ ‫الظواهر‬ ‫في الطيعة مع اختلاف‬ ‫أبدا‬ ‫هي‬ ‫هي‬

‫ف!ن ترتيب المعاني‬ ‫أحوال الفكر‪،‬‬ ‫على‬ ‫يصدق‬ ‫الامتداد‬ ‫على أحوال‬ ‫يصدق‬ ‫وما‬ ‫الامتداد‪.‬‬ ‫في‬

‫كان من طبيعة الموجود المفكر أن يكونْ‬ ‫هـاذا‬ ‫من ترتيب الأعيان في الامتداد‪،‬‬ ‫الفكر صورة‬ ‫في‬

‫مفكر‪ ،‬وأن‬ ‫من كوننا جزءا من موجود‬ ‫اَتية‬ ‫المطابقة‬ ‫غير‬ ‫معانينا‬ ‫أن‬ ‫فمن المحقق‬ ‫‪،‬‬ ‫مطابقة‬ ‫معاني‬

‫)‪.‬‬ ‫(‪2‬‬ ‫ناقص‬ ‫الموجود بعضها كامل وبعضها‬ ‫من معاني ذلك‬ ‫عقلنا مكون‬

‫الله وماهيته‬ ‫"أن وجود‬ ‫‪:‬‬ ‫"‬ ‫الألوهية في كتابه !الأخلاق‬ ‫حول‬ ‫عقيدته‬ ‫اسبينوزا موضحا‬ ‫ويقول‬

‫حقيقة خالدة مثل ماهيته‪،‬‬ ‫الله‬ ‫ومن ذلك ينتج أن وجود‬ ‫‪:‬‬ ‫أمر واحد‪ ،‬ومن هذه القضية مشتقة تقول‬

‫بل لماهيتها‬ ‫الأشياء فقط‬ ‫العلة المحايثة لوجود‬ ‫هو‬ ‫الله‬ ‫ليس‬ ‫‪:‬‬ ‫تقول‬ ‫والعشرون‬ ‫الخامسة‬ ‫والقضية‬

‫لديه‬ ‫التفرقة‬ ‫بوحدة الوجود وعدم‬ ‫عن إيمان سبينوزا الواضح‬ ‫تكشف‬ ‫‪،‬‬ ‫العبارة‬ ‫أيضا!(‪ .)3‬وهذه‬

‫أن خلق‬ ‫"‬ ‫"الأخلاق‬ ‫في‬ ‫ملاحظاته‬ ‫يقر في إحدى‬ ‫أنه‬ ‫فيبدو‬ ‫الخلق‬ ‫قضية‬ ‫أما عن‬ ‫‪،‬‬ ‫والطبيعة‬ ‫الله‬ ‫بين‬

‫الأشياء‬ ‫بعض‬ ‫أن تكون‬ ‫يبغي‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الملاحظة‬ ‫في تلك‬ ‫فهو يقول‬ ‫‪.‬‬ ‫وسيطة‬ ‫علل‬ ‫الأشياء قد تم بواسطة‬

‫بالضرورة عن طبيعة الأشياء‬ ‫تنجم‬ ‫التي‬ ‫لأشياء‬ ‫ا‬ ‫تلك‬ ‫مباشرة وبخاصة‬ ‫الله‬ ‫قِتل‬ ‫من‬ ‫مخلوقة‬

‫والتي‬ ‫‪،‬‬ ‫العلل الوسميطة المؤدية إلى أشياء أخرى‬ ‫لأولية نظرا لكونها‬ ‫ا‬ ‫المخلوقات‬ ‫وهذه‬ ‫‪.‬‬ ‫المطلقة‬

‫هو السبب الأقرب من‬ ‫الله‬ ‫أن‬ ‫ينتج عن ذلك‬ ‫فإنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫تتصور بدون‬ ‫أو‬ ‫مع ذلك ان توجد‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬

‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الإطلاق‬ ‫من نوعه على‬ ‫امتلك السبب‬ ‫كمن‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫خلقها مباشرة‬ ‫الأشياء‪،‬‬ ‫تلك‬

‫السبب‬ ‫هو‬ ‫الله‬ ‫القول حمَا بأن‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫اْنه‬ ‫أيضا‬ ‫ذلك‬ ‫وينتج عن‬ ‫‪.‬‬ ‫أسبابها‬ ‫بدون‬ ‫الله‬ ‫آثار‬ ‫وجود‬

‫‪(1‬‬ ‫)‪Hampshire‬‬
‫ث!!كا(‬
‫‪S‬‬ ‫‪(,‬‬ ‫‪.Spinoza,‬‬
‫‪,5391 P 48.‬‬
‫‪Penguin Books London,‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪113‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫كرم‬ ‫يوسف‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪w.‬‬
‫ناظم‪a‬‬
‫‪l-m‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫عصر‬ ‫هامبشير‪،‬‬ ‫ستيورات‬ ‫في كتاب‬ ‫منث!ورة‬ ‫نصوص‬ ‫‪،‬‬ ‫اسبينوزا‪ :‬الأخلاق‬ ‫)‬ ‫‪3‬‬ ‫(‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬‫‪eh‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪135-‬‬ ‫‪133‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪749‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القومي‬ ‫والإرشاد‬ ‫الثقافة‬ ‫وزارة‬ ‫منثورات‬ ‫‪،‬‬ ‫دمثق‬ ‫‪،‬‬ ‫الطحان‬
‫‪.c‬‬
‫‪o‬‬‫‪m‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!‬ ‫الى‬ ‫جديد‬ ‫عده!ل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫أو أنها تصدر‬ ‫الله مباشرة‬ ‫الأشياء التي يخلقها‬ ‫الأشياء من‬ ‫‪al‬‬
‫البعيد للأشياء المفردة ما لم نميز هذه‬ ‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪e‬‬
‫من‬ ‫وبين نتائجه بحال‬ ‫بينه‬ ‫لا صلة‬ ‫الذي‬ ‫السبب‬ ‫البعيد‬ ‫السبب‬ ‫من‬ ‫نفهم‬ ‫‪ .‬لأننا‬ ‫طبيعته المطلقة‬ ‫‪ h.c‬عن‬
‫‪om‬‬

‫لا‬ ‫الله وبدونه‬ ‫على‬ ‫تعتمد‬ ‫وهي‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫في‬ ‫موجودة‬ ‫‪،‬‬ ‫الموجودة‬ ‫الأشياء‬ ‫عْير أن جميع‬ ‫‪.‬‬ ‫لأحوال‬ ‫ا‬

‫ولا أن تتصور"(‪.)1‬‬ ‫لها أن توجد‬ ‫يمكن‬

‫(‪ )3‬ليبنتز‪:‬‬

‫عناصر‬ ‫بها‬ ‫إلا أن‬ ‫الوجود(‪،)2‬‬ ‫وحدة‬ ‫من مذصب‬ ‫أخرى‬ ‫صورة‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫(‪1716- 9164‬‬ ‫ليبنتز‬ ‫وقد قدم‬

‫في‬ ‫الفكر والوجود‬ ‫لديه بأن‬ ‫الاقتناع‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫وراء التنوع‬ ‫الوحدة‬ ‫عن‬ ‫فبحثه الدائب‬ ‫‪،‬‬ ‫أفلاطونية‬

‫نفسه يقرر ذلك في مقدمة‬ ‫ليبنتز‬ ‫فيلسوفا أفلاطونيا(و)‪ .‬إن‬ ‫منه‬ ‫واحد يجعلان‬ ‫شيء‬ ‫صميمهما‬

‫لوك حينما يقول‬ ‫على‬ ‫للرد‬ ‫الذي خصصه‬ ‫أ‬ ‫العقل الإنسانى‬ ‫الجديدة عن‬ ‫كتابه إالمقالات‬

‫كان كلانا قد‬ ‫دمان‬ ‫‪.‬‬ ‫أقرب إلى أفلاطون‬ ‫ومذهبي‬ ‫لوك أقرب إلى أرسطو‬ ‫إإن مذهب‬ ‫‪:‬‬ ‫بصراحة‬

‫الفيلسوفين !(‪.)4‬‬ ‫هذين‬ ‫في أمور كثيرة مذهب‬ ‫انتقد‬

‫في‬ ‫يريد الراحة والعزاء‬ ‫الذي‬ ‫الفكر‬ ‫مطالب‬ ‫يرضي‬ ‫مجرد فرض‬ ‫ليبنتز‬ ‫عند‬ ‫الله‬ ‫فلم يكن‬

‫الذي‬ ‫!‬ ‫الكافى‬ ‫وإنما هو "السبب‬ ‫‪،‬‬ ‫الممكنة‬ ‫من الأسباب‬ ‫ولا كان حلقة أخيرة في سلسلة‬ ‫‪،‬‬ ‫المطلق‬

‫انطلق من‬ ‫إذا‬ ‫إليه‬ ‫الفكر أن يصل‬ ‫يستطيع‬ ‫بحيث‬ ‫؟‬ ‫ممكنة‬ ‫السلسلة‬ ‫كل حلقة من حلقات‬ ‫يجعل‬

‫منها‪.‬‬ ‫أية حلقة‬

‫مثل أفلاطون والقديس‬ ‫هذا‬ ‫في‬ ‫مثله‬ ‫الحقيقة‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫دليله‬ ‫ليبنتز‬ ‫ويقيم‬

‫هذا‬ ‫يكون‬ ‫إله‬ ‫وجود‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫يستنتج‬ ‫لا‬ ‫ليبنتز‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫وثابتة‬ ‫خال!ة‬ ‫الحقائق‬ ‫ف!ذا كانت‬ ‫‪.‬‬ ‫أوغسطين‬

‫فهو يستنتج‬ ‫‪.‬‬ ‫طابع تفيهره‬ ‫على‬ ‫يدل‬ ‫طريقا آخر‬ ‫دانما ينهج‬ ‫‪.‬‬ ‫الثابت لهذه الحقائق‬ ‫الخالد‬ ‫المبدأ‬

‫علة‬ ‫وجود‬ ‫عليها‪ ،‬ضرورة‬ ‫التي نعتمد‬ ‫الأبدية‬ ‫(أو المثل ) الخالدة والحقائق‬ ‫واقعية الأفكار‬ ‫من‬

‫‪.‬‬ ‫‪136-‬‬ ‫‪135‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقة‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )1‬سبينوزا‪ :‬الأخلاق‬

‫‪.138‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫كرم‬ ‫يوسف‬ ‫(‪) 2‬‬

‫والفضل‬ ‫العقلية للطبيعة‬ ‫المونادولوجيا والمبادئ‬ ‫لليبنتز‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫تقديم ترجمته‬ ‫‪:‬‬ ‫عبدالغفار مكاوي‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪.06‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫للطباعة والنشر‪7891 ،‬‬ ‫الثقافة‬ ‫دار‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬

‫‪.06‬‬ ‫ص‬ ‫هامش‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 4‬‬

‫‪+‬‬ ‫‪401‬‬
‫المعل النالث‬

‫ليسا‬ ‫الأبدية‬ ‫الحقائق‬ ‫أي إمكان تصورها ‪ -‬وضرورة‬ ‫إن إمكان الأفكار‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الواقعية‬ ‫لهذه‬ ‫سبب‬ ‫أو‬

‫ولابد أن يكون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالفعل‬ ‫هذا الواقع موجودا‬ ‫ولابد أن يكون مصدر‬ ‫‪،‬‬ ‫الواقع‬ ‫صور‬ ‫من‬ ‫صورة‬ ‫الا‬

‫الأفكار والحقائق نفسها(‪.)1‬‬ ‫ضروريا ضرورة‬

‫"من الحق‬ ‫‪:‬‬ ‫حينما يقول‬ ‫المونادولوجيا‬ ‫فقرات‬ ‫هذا الدليل في فقرتين من‬ ‫عن‬ ‫ليبنتز‬ ‫ويعبر‬

‫ما‬ ‫بقدر‬ ‫‪،‬‬ ‫الماهيات‬ ‫مصدر‬ ‫بل هو كذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫ليس هو مصدر الموجودات فحسب‬ ‫أن الله‬ ‫أيضا‬

‫الإلهي‬ ‫الذهن‬ ‫اْن‬ ‫ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫واقع‬ ‫من‬ ‫عليه الإمكان‬ ‫ما يحتوي‬ ‫اَخر مصدر‬ ‫أو هو بمعنى‬ ‫‪،‬‬ ‫واقعية‬ ‫تكون‬

‫لن يكون في‬ ‫وبغير وجوده‬ ‫عليها وجودها‬ ‫أو الأفكار التي يتوقف‬ ‫‪،‬‬ ‫الأبدية‬ ‫الحقائق‬ ‫منطقة‬ ‫هو‬

‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫ممكن‬ ‫شيء‬ ‫كذلك‬ ‫فيها‬ ‫بل يكون‬ ‫‪،‬‬ ‫فحسب‬ ‫موجود‬ ‫شيء‬ ‫فيها‬ ‫ولن يكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الإمكانات واقع‬

‫سبب‬ ‫فلا بد أن يكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الأبدية‬ ‫الحقائق‬ ‫في‬ ‫أو حتى‬ ‫أو الإمكانات‬ ‫إن كان ئمة واقع في الماهيات‬

‫ماهيته‬ ‫الذي تتضمن‬ ‫الكائن الضروري‬ ‫وبالتالي على وجود‬ ‫‪،‬‬ ‫وفعلي‬ ‫موجود‬ ‫هذا واقعا على شيء‬

‫والذي يكفيه أن يكون ممكنا لكي يكون واقعيا(‪.)2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫وجوده‬

‫هذا الجزء من مذهبه بعالم المثل عند أفلاطون فيقول في (رسالته إلى هانشيوم أ‪:‬‬ ‫ليبنتز‬ ‫ويربط‬

‫أميل إلى‬ ‫وأنا‬ ‫الذهن الإلهي عالما معقولا‪،‬‬ ‫أفلاطون القول بأن في‬ ‫إليه‬ ‫أروع ما ذهب‬ ‫(إن من‬

‫"المونادولوجياأ‬ ‫إليهما من‬ ‫الإشارة‬ ‫قرأنا الفقرتين السابق‬ ‫أننا‬ ‫الأفكارلما(‪ .)3‬ولو‬ ‫منطقة‬ ‫تسميته‬

‫لم يكن وصفا‬ ‫(‪)4‬‬ ‫الموضوعية‬ ‫المثالية‬ ‫بالمثالية الواقعية أو‬ ‫ليبنتز‬ ‫فلسفة‬ ‫وصف‬ ‫اْن‬ ‫لأدركنا‬ ‫جيدا‬

‫الحقيقة هو الوجه المقابل لإثبات وجوده على‬ ‫على أساس‬ ‫الله‬ ‫ف!ثبات وجود‬ ‫‪،‬‬ ‫عن الصواب‬ ‫بعيدا‬

‫وينما ينطلق الدليل الأخير من الطابع الفعلي والواقع الممكن‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫أو الإمكان‬ ‫الحدوث‬ ‫أساس‬

‫واْن‬ ‫‪.‬‬ ‫فوق كل شك‬ ‫الله‬ ‫يؤمن بأن وجود‬ ‫فليبنتز‬ ‫‪.‬‬ ‫نجد الدليل الأول ينطلق من واقعية الضروري‬

‫خالق العالم الممكن (‪.)3‬‬ ‫وهو كذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الخالدة‬ ‫الأبدية‬ ‫الحقائق‬ ‫هو مصدر‬ ‫الله‬

‫‪.53‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفى المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫مكاوي‬ ‫الغفار‬ ‫(‪ )1‬عبد‬

‫‪.914‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪148‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪)44‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(فقرة ‪43‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫المونادولوجيا‪ ،‬الترجمة‬ ‫ليبنتز‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬ف‬ ‫(‪)2‬ج‬

‫‪.914‬‬ ‫ص‬ ‫هامش‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪Conceptual‬‬ ‫التصورية ‪Realism‬‬ ‫الواقعية‬ ‫أفلاطون‬ ‫(‪ )4‬المعروف أن تيلور تد أطلق على مذهب‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫"‪،‬‬ ‫!الجمهورية‬ ‫لمحاورة‬ ‫دراسته‬ ‫‪:‬‬ ‫فؤاد زكريا‬ ‫‪:‬‬ ‫(انظر‬ ‫‪.‬‬ ‫ليبنتز‬ ‫لمذهب‬ ‫التسمية‬ ‫تلك‬ ‫قريبة من‬ ‫تسمية‬ ‫وهي‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 147‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪146‬‬ ‫ص‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 54- 53‬‬ ‫نفس المرجع ال!ابق‪ ،‬ص‬ ‫‪:‬‬ ‫عبدالغفار مكاوي‬ ‫(‪) 5‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m501‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ه‬ ‫إلى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫ليبنتز؟ إذ إنها فلسفة‬ ‫النظر إلى فلسفة‬ ‫ما يلفت‬ ‫أول‬ ‫" هي‬ ‫قبل إن "الوحدة‬ ‫فقد قلنا من‬ ‫‪.a‬‬
‫ولذلك‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫أن التجربة تعلمنا كل لحظة‬ ‫صحيح‬ ‫‪.‬‬ ‫الكثرة في مركز واحد أو بؤرة واحدة‬ ‫أن تضم‬ ‫‪ h.c‬تحاول‬
‫‪om‬‬

‫الكئرة‬ ‫هذه‬ ‫تضم‬ ‫أهناك وحدة‬ ‫‪:‬‬ ‫القدم‬ ‫منذ‬ ‫قد تساءلوا‬ ‫الفلاسفة‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ومتنوعة‬ ‫متعددة‬ ‫الأشياء‬

‫العقل الذي يفرضها‬ ‫من صنع‬ ‫أن هذه الوحدة شيء‬ ‫أم‬ ‫أي نحو تتم ؟‬ ‫من الأشياء؟‪ ،‬وعلى‬ ‫الهائلة‬

‫المتعددة بطبيعتها؟‬ ‫على الموجودات‬

‫أو مثال أو نموذج‬ ‫"‬ ‫"ايدوس‬ ‫وجود‬ ‫افترض‬ ‫أنه‬ ‫ولقد كانت إجابة أفلاطون على هذا السؤال‬

‫بين هذه المثل والنماذج العديدة في مثال‬ ‫أن يوحد‬ ‫بعد ذلك‬ ‫ثم حاول‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه أشياء مختلفة‬ ‫تشارك‬

‫أفلاطون في‬ ‫خطى‬ ‫لبينتز‬ ‫تابع‬ ‫الخير! حينا‪ .‬وقد‬ ‫‪9‬‬ ‫و‬ ‫حينا‬ ‫!‬ ‫إالإله‬ ‫وأسمياه‬ ‫اعلى أو نموذج أشرف‬

‫فهو قد‬ ‫‪،‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫عن منهج‬ ‫يختلف‬ ‫مهجا‬ ‫ولكنه سلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الكثرة‬ ‫التي تجمع‬ ‫بحثه عن الوحدة‬

‫وهذه المثل‬ ‫‪،‬‬ ‫أولى لكل المخلوقات‬ ‫نماذج‬ ‫أو‬ ‫أي عن مثل‬ ‫؟‬ ‫مثلا عن أفكار أبدية خالدة‬ ‫تحدث‬

‫وهذه‬ ‫على علاقة ببعضها البعض‬ ‫المتناهية‬ ‫الأشياء‬ ‫وأن جميع‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫عقل‬ ‫في‬ ‫كائنة‬ ‫أو النماذج‬

‫حقيقية (‪.)1‬‬ ‫وحدة‬ ‫بينها‬ ‫العلاتة تؤلف‬

‫لهذه الوحدة‬ ‫مبدأ‬ ‫الوقت للكلام عن‬ ‫يضطرنا في نفس‬ ‫العالم‬ ‫أن حديثنا عن وحدة‬ ‫ليبنتز‬ ‫ويرى‬

‫أنه‬ ‫الأفكار‪ .‬ولكنه يرى من ناحية أخري‬ ‫أم‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫المبدأ‬ ‫أكان هذا‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫خارج‬ ‫من‬

‫جميع‬ ‫هو أصل‬ ‫الله‬ ‫لأن‬ ‫الله ؟‬ ‫إلى‬ ‫إلا بالرجوع‬ ‫العالم‬ ‫داخل‬ ‫القائمة‬ ‫الوحدة‬ ‫هذه‬ ‫تفسير‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬

‫)‪.‬‬ ‫(‪2‬‬ ‫البعض‬ ‫مع بعضها‬ ‫واتساقها‬ ‫تجانسها‬ ‫وعلة‬ ‫‪.‬‬ ‫المتناهية‬ ‫أو‬ ‫المخلوقة‬ ‫المونادات‬

‫المتميزة حول‬ ‫الذين كانت لهم فلسفاتهم‬ ‫العصر الحديث‬ ‫لنتوقف عند أهم فلاسفة‬ ‫والاَن‬

‫لفلسفة الدين‪.‬‬ ‫الحقيقيين‬ ‫‪ -‬المؤسسين‬ ‫الآراء‬ ‫الكثير من‬ ‫بل ربما يكونا ‪ -‬بحسب‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬

‫الدين عند كانط‬ ‫فلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫ثالثا‬

‫أهم الفلاسفة عبر‬ ‫واحدا من‬ ‫بلا شك‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫‪4018-1724‬‬ ‫(‬ ‫!ا‬ ‫‪،4‬دع‬ ‫)‬ ‫(كنت‬ ‫كنط‬ ‫أو‬ ‫يعد كانط‬

‫هي‬ ‫إنما‬ ‫فلسفته‬ ‫إن جل‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الإطلاق‬ ‫يمثل الأهم على‬ ‫وإن كان بالنسبة لموضوعنا‬ ‫‪،‬‬ ‫التاريخ‬

‫الدين في حدود‬ ‫"‬ ‫بصورة مباشرة كما في كتابه‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫تدور حول‬ ‫الأمر‬ ‫واقع‬ ‫في‬

‫‪.58‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫عبد الغفار مكاوي‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪.95‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪601‬‬
‫ال!مل النالت‬

‫إ‪" ،‬نقد‬ ‫نقد العقل النظري‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الكبرى‬ ‫النقدية‬ ‫غير مباشرة كما في مؤلفاته‬ ‫"‪ ،‬أو بصورة‬ ‫العقل وحده‬

‫أ‪.‬‬ ‫الحكم‬ ‫العقل العملي "‪" ،‬نقد ملكة‬

‫حياته‬ ‫فقد اتهموه في أواخر‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫الإيمان بوجود‬ ‫مؤمنا حق‬ ‫ولقد كان كانط‬

‫وأرسل‬ ‫‪،‬‬ ‫كتبه‬ ‫بعض‬ ‫نشر‬ ‫الرقابة‬ ‫منعت‬ ‫اْن‬ ‫لدرجة‬ ‫يكتبه على مبادئ الكتاب المقدس‬ ‫ما‬ ‫بخطورة‬

‫ويحذره من‬ ‫المقدس‬ ‫الكتاب‬ ‫حول‬ ‫يكتب‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫فيه‬ ‫يؤنبه‬ ‫خاصا‬ ‫أمرا‬ ‫عام ‪ 497‬أم‬ ‫إليه الملك‬

‫‪;a l‬‬ ‫يلزم مؤكدا‬ ‫بما‬ ‫كانط للرد عليه‬ ‫لوثر؟ مما اضطر‬ ‫ديانة‬ ‫يمس‬ ‫فيما‬ ‫أو نشر‬ ‫إن خاض‬ ‫العاقبة‬ ‫سوء‬

‫(‪.)1‬‬ ‫متينا للتدين الصحيح‬ ‫أساسا‬ ‫إنما يضع‬ ‫باَرائه‬ ‫‪ ،‬واْنه‬ ‫صالح‬ ‫مواطن‬

‫الأخلاقي‬ ‫إذ كان يرد هذا الإيمان إلى الضمير‬ ‫؟‬ ‫طريقته‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫مؤمنا بوجود‬ ‫كان كانط‬ ‫لقد‬

‫تأملاته مقصورة‬ ‫بأن العقل ينبغي أن تظل‬ ‫فلسفته‬ ‫اَمن في‬ ‫إنه‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫براهين عقلية‬ ‫ولا يستند فيه على‬

‫الأشياء في‬ ‫هذا العقل النفاذ إلى حقائق‬ ‫ولا ينبغي أن يحاول‬ ‫‪cPhenomena‬‬ ‫الطبيعية‬ ‫الظواهر‬ ‫على‬

‫رأسها‬ ‫في ذاتها وعلى‬ ‫الأشياء‬ ‫التي تمثل‬ ‫الحقائق‬ ‫أن هذه‬ ‫اعتبر كانط‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاتها ‪Noumena‬‬

‫وأن تظل في‬ ‫‪،‬‬ ‫ينبغي أن تستند على الضمير الأخلاقي‬ ‫التي‬ ‫العقل العملي‬ ‫هي من مسلمات‬ ‫الله‬

‫في ارتباطه بعالم الظواهر الخارجية وعالم الضمير الأخلاقي‬ ‫هذا العقل والعقل وحده‬ ‫حدود‬

‫منحيين‪:‬‬ ‫اتخذت‬ ‫أنها‬ ‫الدين الكانطية على‬ ‫إلى فلسفة‬ ‫النظر‬ ‫هذا يمكن‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫الإنسان‬ ‫بداخل‬

‫فيه كانط رؤيته‬ ‫إيجابي أوضح‬ ‫ومنحى‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقة‬ ‫الإلهية‬ ‫كل الفلسفات‬ ‫انتقد فيه‬ ‫نقدي‬ ‫منحى‬

‫‪.‬‬ ‫من منظوره العقلي الخاص‬ ‫للدين وللألوهية‬

‫ا‪ -‬المنحى النقدي لفلسفة الدين عند كانط‪:‬‬

‫الغزالي‬ ‫السابقة عليه يذكرنا دائما بموتف‬ ‫الإلهية‬ ‫النقدي من الفلسفات‬ ‫كانط‬ ‫إن موقف‬

‫كانط ال!نقدي‬ ‫كان موقف‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫السابقة عليه مع الفارق‬ ‫الإسلامية‬ ‫الإلهية‬ ‫النقدي من الفلسفات‬

‫الدين ونصوص‬ ‫على صحيح‬ ‫فيه‬ ‫الغزالي النقدي موقفا استند‬ ‫كان موقف‬ ‫بينما‬ ‫موقفا عقليا بحتا‪،‬‬

‫إن كليهما انتهى‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫متشابهة‬ ‫وإن كانت نتيجة الموقفين رغم تباين اسسهما‬ ‫‪.‬‬ ‫القرآن الكريم‬

‫فيه‪.‬‬ ‫العقلي‬ ‫للشك‬ ‫قِبَل‬ ‫لا‬ ‫إيمانيا‬ ‫الإلهي تسليما‬ ‫التسليم بالوجود‬ ‫إلى ضرورة‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫بالإسكندرلة‪l-m ،‬‬ ‫والنشر‬ ‫لدنيا الطباعة‬ ‫الوفاء‬ ‫دار‬ ‫النظرية ‪ ،‬طبعة‬ ‫وفلسفته‬ ‫كانط‬ ‫‪:‬‬ ‫زيدان‬ ‫محمود‬ ‫د‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪4002r‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m701‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫أن يثبت‬ ‫يستطيع‬ ‫لا‬ ‫هذا العقل‬ ‫لكن‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫عن‬ ‫فكرة‬ ‫بداية بأن في عقلنا الخالص‬ ‫يؤمن‬ ‫إن كانط‬ ‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫الله التي تقدم بها الفلاسفة‬ ‫وجود‬ ‫البراهين على‬ ‫فكل‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الفكرة‬ ‫هذه‬ ‫فعليا يطابق‬ ‫‪ h.c‬وجودا‬
‫‪om‬‬

‫تماما أو غير قابل للنقد‬ ‫صحيحا‬ ‫نعتبره‬ ‫أن‬ ‫برهان يمكن‬ ‫بينها‬ ‫للنقد ولا يوجد‬ ‫السابقون معرضة‬

‫وقد‬ ‫ورائها(‪.)1‬‬ ‫طائل من‬ ‫لا‬ ‫عبثية‬ ‫هي‬ ‫إنما‬ ‫السابقة‬ ‫فكل هذه المجهودات‬ ‫لذا‬ ‫‪.‬‬ ‫أخطاء‬ ‫به‬ ‫أو ليس‬

‫وقد‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫التي قدمها السابقون على وجود‬ ‫العقلية‬ ‫نقده لتلك البراهين‬ ‫من خلال‬ ‫أكد كانط ذلك‬

‫عرف‬ ‫الذي‬ ‫الكوني‬ ‫والدليل‬ ‫‪،‬‬ ‫الأنطولوجي‬ ‫الدليل الوجودي‬ ‫‪:‬‬ ‫هى‬ ‫في ثلاثة أدلة رئيسية‬ ‫حصرها‬

‫التدبير أو النظام ‪.‬‬ ‫بدليل‬ ‫عرف‬ ‫الذي‬ ‫الطبيعي‬ ‫اللاهوتي‬ ‫والدليل‬ ‫‪،‬‬ ‫بدليل العلة الأولى‬

‫أ‪ -‬نقده للدليل ايانطولوجي‪:‬‬

‫ولينتز هي كما يلي‪:‬‬ ‫من المحدثين كديكارت‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫هذا الدليل عند أصحابه‬ ‫إن صورة‬

‫نهائي من الصفات‬ ‫لا‬ ‫عدد‬ ‫إليه‬ ‫يسند‬ ‫أو فكرة أكثر الكائنات كمالا فكرة عن شيء‬ ‫الله‬ ‫‪ .‬فكرة‬

‫على الكمال المطلق‪.‬‬ ‫التي تنطوي‬

‫الكمال المطلق‪.‬‬ ‫له‬ ‫فيما‬ ‫تتحقق‬ ‫‪ .‬الوجود صفة‬

‫الله موجودا‪.‬‬ ‫‪ .‬ينبغي أن يكون‬

‫هل هي‬ ‫فيه‬ ‫عبر تحليله لمعنى القضية أو القضايا المستخدمة‬ ‫ينتقد هذا الاستدلال‬ ‫وهو‬

‫فعليا‪ ،‬دمانما هو‬ ‫يقرر وجودا‬ ‫لا‬ ‫الخالص‬ ‫إلى أن العقل‬ ‫وينتهي‬ ‫ا‬ ‫؟‬ ‫تركيبية‬ ‫تحليلية أم قضايا‬ ‫قضايا‬

‫صادقة فهي ليست‬ ‫تركيبية‬ ‫قضية‬ ‫موجودأ‬ ‫االله‬ ‫إذن للقول بأن‬ ‫أساس‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫بأفكار فقط‬ ‫يستمتع‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫أو‬ ‫تركيبية‬ ‫الخطأ أن ننتقل من قضية تحليلية بمفردها إلى قضية‬ ‫من‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الإطلاق‬ ‫على‬ ‫قضية‬

‫واقعي (‪.)2‬‬ ‫تماما إلى معرفة وجود‬ ‫قبلية‬ ‫ننتقل من معرفة‬

‫أو الدليل الكوني‪:‬‬ ‫‪ -‬نقده للدليل الكوزمولوجي‬ ‫‪2‬‬

‫ذلك الذي يبدأ‬ ‫‪،‬‬ ‫العلة الأولى‬ ‫أو دليل‬ ‫الفلاسفة بدليل الحدوث‬ ‫لدى بعض‬ ‫المعروف‬ ‫وهو‬

‫قوته من استناده‬ ‫وهو يستمد‬ ‫‪.‬‬ ‫ردها إلى محدثها أو علتها‬ ‫ويتم‬ ‫‪،‬‬ ‫أشياء حادثة‬ ‫تقرير وجود‬ ‫من‬

‫‪. 327‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪.334- 332‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪801‬‬
‫ال!عل النالت‬

‫المنطقي‬ ‫من‬ ‫صاذا كان‬ ‫‪،‬‬ ‫نهاية‬ ‫مالا‬ ‫العلية إلى‬ ‫تلقائيا امتداد السلسلة‬ ‫لكنه يتضمن‬ ‫‪،‬‬ ‫العلية‬ ‫مبدأ‬ ‫على‬

‫إلى‬ ‫سبيل‬ ‫أنه لا‬ ‫أن كانط يرى‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫كما يقول دعاته‬ ‫الله‬ ‫عند حد أول هو‬ ‫السلسلة‬ ‫توقف‬ ‫وجوب‬

‫قبلي (‪.)1‬‬ ‫ولا ببرهان‬ ‫لا بالحس‬ ‫الأول‬ ‫هذا الحد‬ ‫إدراك‬

‫او دليل العناية والنظام ‪:‬‬ ‫نقده للدليل اللاهوتي ‪ -‬الطبيعي‬ ‫‪-3‬‬

‫لقوانين‪،‬‬ ‫من تناسق وارتباط وانسجام وخضوع‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫من ملاحظة‬ ‫يبدأ‬ ‫الدليل الذي‬ ‫إنه‬

‫بحثه عن علة أولى‬ ‫من حيث‬ ‫؟‬ ‫السابق‬ ‫الدليل الكوزمولوي‬ ‫أن هذا الدليل يفترض‬ ‫يرى‬ ‫وكانط‬

‫باقتراح إضافة كل الكمالات الممكنة إلى هذه العلة‬ ‫الدليل الأنطولوجي‬ ‫كما يفترض‬ ‫‪،‬‬ ‫للحوادث‬

‫العجيبة‪.‬‬ ‫المفروضة‬

‫والفنان اللاإنسان ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الفنان‬ ‫بين الإنسان‬ ‫التماثل والمشابهة‬ ‫افتراض‬ ‫يقوم في رأيه على‬ ‫أنه‬ ‫كما‬

‫هذه‬ ‫فنسند‬ ‫التصميم‬ ‫غاية الدقة في‬ ‫والاَلة التي بلغت‬ ‫‪،‬‬ ‫الجميل‬ ‫ننظر إلى المنزل المتسق‬ ‫حيث‬

‫وننقل هذه المشابهة إلى العلاقة بين عالم غاية في‬ ‫‪،‬‬ ‫مدبر عليم‬ ‫الأشياء وصفاتها إلى فعل عقل‬

‫معرفتنا‬ ‫لها؟ لأنها تفترض‬ ‫أساس‬ ‫لا‬ ‫الصثمابهة‬ ‫وهذه‬ ‫‪.‬‬ ‫الترتيب والنظام إلى علة عليا عاقلة ومدبرة‬

‫الإنساني‬ ‫العقل‬ ‫على‬ ‫كانط‬ ‫وينكر‬ ‫‪.‬‬ ‫هـارادته‬ ‫وعقله‬ ‫بتدبيره‬ ‫ومعرفتنا‬ ‫كمالا‬ ‫اكثر الكائنات‬ ‫بطبيعة‬

‫علة‬ ‫للعالم المحسوس‬ ‫ينبغي أن يكون‬ ‫أنه‬ ‫نثبت‬ ‫لكي‬ ‫اَخر فنحن‬ ‫جانب‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫المعرفة بطبيعة‬

‫طبقا للقوانين التجريبية‬ ‫إيجاد النظام والاتساق‬ ‫أولا أنه غير قادر بذاته على‬ ‫يلزم أن نثبت‬ ‫‪،‬‬ ‫أولى‬

‫إذا‬ ‫وحتى‬ ‫‪.‬‬ ‫النقطة ولا يستطيع‬ ‫هذه‬ ‫هذا الدليل لم يثبت‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫خارجية‬ ‫قوة‬ ‫دون‬ ‫الجزئية‬

‫وهو أن هذا الدليل قد أثبت فقط‬ ‫‪،‬‬ ‫أساسي‬ ‫تجاهلنا هذين الاعتراضين السابقين فيبقى اعتراض‬

‫في الأساس‬ ‫لكن الدليل يهدف‬ ‫‪،‬‬ ‫القدرة‬ ‫العلم عظيم‬ ‫يبغي أن يكون لهذا العالم صانعا واسع‬ ‫أنه‬

‫أيضا إلى تقرير أن للخالق كل‬ ‫يهدف‬ ‫أنه‬ ‫إلى جانب‬ ‫له‬ ‫مجرد صانع‬ ‫إلى إثبات خالق للعالم وليس‬

‫الممكنة (‪.)2‬‬ ‫الكمالات‬

‫على‬ ‫العقلية‬ ‫والبراهين‬ ‫الأدلة‬ ‫الانتقادات التي وجهها كانط لهذه‬ ‫والحقيقة أنه رغم هذه‬

‫ينكر هذا الوجود الإلهي كما‬ ‫أنه‬ ‫أبدا‬ ‫تعني‬ ‫فهي لم تكن‬ ‫"‪،‬‬ ‫الإله في "نقد العقل النظري‬ ‫وجود‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪،‬ص ‪.337- 336‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫ص ‪.933- 337‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪901‬‬ ‫‪+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫)لى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫العقل‬ ‫عليها أن يكون الوجود الإلهي من مسلمات‬ ‫فقط يفضل‬ ‫أنه‬ ‫تعني‬ ‫ما‬ ‫سبق‪ .al-‬وأشرنا‪ ،‬بقدر‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫بأن ثمة‬ ‫فكانط يؤمن بكل بساطة‬ ‫‪.‬‬ ‫المضادة‬ ‫من البراهين والبراهين‬ ‫بدلا من هذا السيل‬ ‫‪ h.c‬العملي‬
‫‪om‬‬

‫على‬ ‫لنا‬ ‫لكي يضمن‬ ‫الله‬ ‫عن وجود‬ ‫مندوحة‬ ‫لا‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الله‬ ‫للتسليم بوجود‬ ‫بها‬ ‫أخلاقية نشعر‬ ‫حاجة‬

‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫القداسة‬ ‫نحقق‬ ‫وبذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫إرادتنا متطابقة تماما مع القانون الأخلاقي‬ ‫جعل‬ ‫الأقل قدرتنا على‬

‫وأن يسد‬ ‫‪،‬‬ ‫المبعثرة‬ ‫جهودنا الأخلاقية‬ ‫إلى أن يجمع‬ ‫يهدف‬ ‫؟‬ ‫وظيفة الله الأخلاقية‬ ‫من‬ ‫الجانب‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الخيرة‬ ‫الإرادة‬ ‫وتحقيق‬ ‫النية‬ ‫بين‬ ‫الفجوة‬

‫المنحى الايجابي لفلسفة الدين عند كانط‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫الدين‬ ‫يرى‬ ‫لا‬ ‫فهو‬ ‫؟‬ ‫والعقل‬ ‫الأخلاق‬ ‫‪:‬‬ ‫اثنين هما‬ ‫أساسين‬ ‫على‬ ‫الدين عند كانط‬ ‫فلسفة‬ ‫تستند‬

‫هذه‬ ‫وتبدأ تفاصيل‬ ‫‪.‬‬ ‫التي يتمتع بها الإنسان‬ ‫الحرية الأخلاقية‬ ‫العقل أساسه‬ ‫ودين‬ ‫‪،‬‬ ‫دين العقل‬ ‫لا‬ ‫إ‬

‫هو ما ارتضاه‬ ‫وذلك‬ ‫؟‬ ‫العقل‬ ‫مجرد‬ ‫الدين في حدود‬ ‫‪:‬‬ ‫كتابه‬ ‫النظرة في عنوان‬ ‫من‬ ‫الكانطية‬ ‫الرؤية‬

‫عديدة ‪،‬‬ ‫ترجمات‬ ‫قد ترجمت‬ ‫الألمانية‬ ‫إن لفظة !!ه(!!‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫بالعربية‬ ‫لعنوانه‬ ‫العربي‬ ‫المترجم‬

‫!الدين في حدود‬ ‫‪:‬‬ ‫بعنوان‬ ‫ترجموه‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫البسيط‬ ‫تعني‬ ‫الفرنسيين‬ ‫للمترجمين‬ ‫بالنسبة‬ ‫فهي‬

‫"العاري ) ‪(KNaked‬‬ ‫بعضهم‬ ‫ترجمها‬ ‫الإنجليز حيث‬ ‫المترجمون‬ ‫بينما اختلف‬ ‫"‪،‬‬ ‫العقل البسيط‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫أو العاري ‪ -‬المجرد معا أحكة!ا(‪ )2‬وكل هذه المعاني يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫‪3!9‬ءللا!‬ ‫وحده‬ ‫وترجمها آخرون‬

‫العقل إ‪،‬‬ ‫مجرد‬ ‫الدين في حدود‬ ‫‪9‬‬ ‫العربية‬ ‫لترجمته‬ ‫المسكين‬ ‫فتحي‬ ‫اخحَارها‬ ‫اللفظة التي‬ ‫تلخصها‬

‫أي ننزع عنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين أو نعريه‬ ‫كانط بالضبط فهو يريد أن نجرد‬ ‫يقصده‬ ‫ما‬ ‫العقل تعني‬ ‫فمجرد‬

‫غير مرئي‪،‬‬ ‫الإيمان الحر الذي يشده من الداخل بشكل‬ ‫نواة‬ ‫عن‬ ‫لنكشف‬ ‫النظامية‬ ‫العقيدة‬ ‫ملابس‬

‫تعرية الدين‬ ‫فالتجريد هو‬ ‫بمجردها؟‬ ‫بحقيقته العقلية المحضة‬ ‫يمكننا أن نبصر‬ ‫وعندئذِ فقط‬

‫أي مفهومه العقلي‬ ‫؟‬ ‫الصرف‬ ‫عن مفهومه‬ ‫العقائد السائدة والمختلفة والكشف‬ ‫إذن من ملابس‬

‫ص ‪.271- 027‬‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫كولينز‪:‬‬ ‫جيصى‬ ‫(‪)1‬‬

‫الدار القومية‬ ‫‪،‬‬ ‫مكاوي‬ ‫عبدالغفار‬ ‫‪.‬‬ ‫د‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫لأخلاق‬ ‫ا‬ ‫ميتافيزيقا‬ ‫تأسيس‬ ‫‪:‬‬ ‫كانط‬ ‫يمانويل‬ ‫إ‬ ‫‪:‬‬ ‫هنا‬ ‫وراجع‬

‫‪.126-‬‬ ‫‪125‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6591‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للطباعة والنشر‬

‫‪. 361 - 358‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫عند افلاطون‬ ‫الألوهية‬ ‫فكرة‬ ‫كتابنا‪:‬‬ ‫وانظر‪:‬‬

‫جداول‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫مجرد‬ ‫الدين في حدود‬ ‫‪:‬‬ ‫كانط‬ ‫العربية لكتاب‬ ‫لترجمته‬ ‫المسكين‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬تقديم فتحي‬

‫‪.04- 93‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1202‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لنان‬ ‫‪-‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫والتوزيع‬ ‫للنشر‬

‫‪011‬‬
‫ال!مل النالت‬

‫أي مجردا‬ ‫؟‬ ‫عنه‬ ‫الغريبة‬ ‫الدين العقلي مجردا من كل الشوائب‬ ‫بيان‬ ‫والقصد من ذلك هو‬ ‫‪،‬‬ ‫المحض‬

‫للهيمنة على الضمائر‬ ‫خارجية‬ ‫تعدو أن تكون وسائل‬ ‫لا‬ ‫والتي‬ ‫الرسمية‬ ‫العقاثد‬ ‫عاريا من لباس‬

‫مصلحة المؤسسة الكنسية‪.‬‬ ‫عنوان تخويل مزعوم بحق تحويل الكتاب المقدس حسب‬ ‫تحت‬

‫وبالتالي يمكننا أن نراه‬ ‫‪،‬‬ ‫نظر العقل وحده‬ ‫أمام‬ ‫عاريا‬ ‫يصبح‬ ‫يريد تجريد الدين بحيث‬ ‫إن كانط‬

‫وليس باسم أي وهم آخر يخرج عن نطاق نظرنا‬ ‫وقيود عقولنا‪،‬‬ ‫تخوم‬ ‫أو‬ ‫بمجرده داخل حدود‬

‫(‪.)1‬‬ ‫إدراكه‬ ‫قدراتنا‬ ‫أو يتخطى‬ ‫البشري‬

‫كما أن هذا العنوان‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيمانية‬ ‫عقائدنا‬ ‫هذا العنوان إخراجنا عن‬ ‫يريد بمقتضى‬ ‫لا‬ ‫إن كانط‬

‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫المقدس‬ ‫بالدين أو بالكتاب‬ ‫لىايمانه‬ ‫في عقيدة كانط‬ ‫ينبغي أن يوقعنا في فخ التشكيك‬ ‫لا‬

‫وتبدو العقيدة‬ ‫ايإيمان‬ ‫حتى يترسخ‬ ‫عقولنا الحرة‬ ‫نفهم كل هذا بموجب‬ ‫أن‬ ‫كل ما يريده هو‬

‫وهو منها‬ ‫إليه‬ ‫التي قد تنسب‬ ‫‪،‬‬ ‫السلوكيات‬ ‫نتيجة بعض‬ ‫بها‬ ‫قد تعلق‬ ‫‪،‬‬ ‫صافية من أي شوائب‬ ‫نقية‬

‫!!‬ ‫بريء‬

‫الدين‪:‬‬ ‫اساس‬ ‫(‪ )1‬الأخلاق والحرية‬

‫وهو أمر يقوده إليه‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫شك‬ ‫لا‬ ‫الإنسان إلى الدين والتدين في رأي كانط مسألة‬ ‫إن حاجة‬

‫تقود على نحو‬ ‫إنما‬ ‫إن الأخلاق‬ ‫‪:‬‬ ‫بذلك دون مواربة حينما يقول‬ ‫وهو يصرح‬ ‫‪.‬‬ ‫الأخلاقي‬ ‫ضميره‬

‫عن الإنسان ‪،‬‬ ‫خارج‬ ‫‪،‬‬ ‫القدرة‬ ‫واسع‬ ‫خلقي‬ ‫إلى مشرع‬ ‫هي تتوسع‬ ‫وعبر ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫لابد منه إلى الدين‬

‫النهائية‬ ‫الغاية‬ ‫أن تكون‬ ‫ويجب‬ ‫التي يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫النهائية لخلق‬ ‫الغاية‬ ‫تلك‬ ‫تكمن‬ ‫إرادته‬ ‫في‬

‫للإنسان (‪.)2‬‬

‫للعالم وباعتباره‬ ‫الخير الأسمى‬ ‫باعتباره‬ ‫أن كانط يرى أن الإيمان بالوجود الإلهي‬ ‫إذن واضح‬

‫إن الحاجة إلى الدين والإيمان‬ ‫‪.‬‬ ‫أخلاتية لدى الإنسان‬ ‫هو حاجة‬ ‫إنما‬ ‫ل!نسان‬ ‫النهائية‬ ‫الغاية‬

‫فكأن الدين عند كانط أساسه‬ ‫‪.‬‬ ‫من الأخلاق‬ ‫تنبع‬ ‫بل هي فكرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسان‬ ‫تأتي من خارج‬ ‫لا‬ ‫بالله‬

‫الفضيلة والخلق من التدين‪،‬‬ ‫يكتسب‬ ‫لا‬ ‫إن الإنسان‬ ‫؟‬ ‫الكثيرون‬ ‫كما يظن‬ ‫العكس‬ ‫الأخلاق وليس‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪،‬صأ‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫إليها‪،‬‬‫‪-m‬‬ ‫العربية السابق الإشارة‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،)6-‬‬ ‫العقل (‪71‬‬ ‫مجرد‬ ‫حدود‬ ‫الدين في‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬ايمانويل كانط‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 94-‬‬ ‫‪0,48‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪11‬‬ ‫‪+‬أ‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫غاية نهائية لهذه الحرية‬ ‫ويريد بحريته أن يعطي‬ ‫خلق‬ ‫على‬ ‫إلا لأنه‬ ‫متدينا‬ ‫يصبح‬ ‫لا‬ ‫بل ‪.al-‬إنه‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫من كل أنواع الاحترام الأقرب هو الذي يجعله يفكر من نفسه‬ ‫"‬ ‫الإنسان إلى "احترام أعظم‬ ‫‪ h.c‬حاجة‬
‫‪om‬‬

‫نوعا من الاحترام لأجلّ وأروع غاية‬ ‫إلا‬ ‫ليست‬ ‫فالعبادة‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫للعبادة‬ ‫اموضوعا‬ ‫ما‬ ‫شيء‬ ‫جعل‬ ‫في‬

‫(‪.)1‬‬ ‫ممكنة لوجودنا على الأرض‬ ‫نهائية‬

‫ومن ثمّ‬ ‫‪،‬؟‬ ‫للاحترام الأعظم‬ ‫بموضوع‬ ‫تعترف‬ ‫قانونها‬ ‫في قداسة‬ ‫!‬ ‫كانط‬ ‫عند‬ ‫إن الأخلاق‬

‫وتظهر‬ ‫للعبادة‬ ‫الدين السبب الأعلى الذي ينفذ هاته القوانين موضوعا‬ ‫تمثل على مستوى‬ ‫"فإنها‬

‫وعظمته "(‪.)2‬‬ ‫في سموه‬

‫عليه الإيمان به‬ ‫يتوجب‬ ‫الذي‬ ‫إلى هذا الكائن الأعظم‬ ‫الإنسان‬ ‫لماذا يحتاج‬ ‫ما تساءلنا‪:‬‬ ‫!ماذا‬

‫وجوده‬ ‫لا يتحول‬ ‫حتى‬ ‫!‬ ‫له إما يقدسه‬ ‫أن يكون‬ ‫ينبغي ل!نسان‬ ‫بأنه‬ ‫يجيبنا‬ ‫؟ ف!ن كانط‬ ‫واحترامه‬

‫(‪.)3‬‬ ‫ما للمستقبل‬ ‫معنى‬ ‫لها الأفق نحو‬ ‫يفتح‬ ‫بلا هدف‬ ‫اليومي إلى آلية كسولة‬

‫البشر إلى‬ ‫بين حاجة‬ ‫نجمع‬ ‫كيف‬ ‫‪:‬‬ ‫في التساؤل‬ ‫كانط تكمن‬ ‫ينبهنا إليها‬ ‫التي‬ ‫المعضلة‬ ‫لكن‬

‫بالحرية ؟!‬ ‫الأصلي‬ ‫وبين إحساسهم‬ ‫ما‬ ‫شيء‬ ‫تقديس‬

‫لأي‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫أن نسير في هذا السبيل‬ ‫علينا‬ ‫المعضلة بأن يقترح‬ ‫هذه‬ ‫حل‬ ‫يحاول‬ ‫وهو‬

‫ينبغي أن يكون‬ ‫به‬ ‫يتعلق‬ ‫إن الاحترام الذي‬ ‫"من حيث‬ ‫إلا‬ ‫لأن يعبد‬ ‫أن يكون أهلا‬ ‫مقدس‬ ‫شيء‬

‫خلقية في طبيعتا‬ ‫من حاجة‬ ‫نابعة‬ ‫من الاحترام الحر لقداسة‬ ‫ضرب‬ ‫الصحيحة‬ ‫فالعبادة‬ ‫حرا"(‪.)4‬‬

‫لإنسانية‪.‬‬ ‫ا‬

‫العبادة التي‬ ‫تلك‬ ‫‪،‬‬ ‫العبادة‬ ‫العقيدة وحرية‬ ‫حرية‬ ‫على‬ ‫الرؤية الكانطية الحريصة‬ ‫هذه‬ ‫ضوء‬ ‫وفي‬

‫والأجر‬ ‫إيمان الشعائر فهو ‪9‬إيمان السخرة‬ ‫ما يسميه‬ ‫ينتقد كانط‬ ‫الاحترام للمعبود‪،‬‬ ‫من‬ ‫ضربا‬ ‫تمثل‬

‫ص ‪. 48- 47‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،)IV‬‬


‫(‪-5‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪. 13- 12‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫وانظر‪ :‬مقدمة الترجمة‬

‫ص ‪.05‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪-6-7( VI‬‬


‫‪(c‬‬ ‫المصدر السابق‬ ‫نفس‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )2‬إيمانويل كانط‬

‫‪. 13‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫) انظر‪ :‬مقدمة الترجمة‬ ‫(‪3‬‬

‫‪.)I‬‬
‫‪3‬‬ ‫(‪-7‬‬ ‫نفس المصدر‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )4‬إيمانويل كانط‬

‫‪. 13‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫وانظر‪ :‬مقدمة الترجمة‬

‫‪ 12‬أ‪+‬‬
‫ال!عل النالف‬

‫وذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫خلقيا‬ ‫لأنه ليس‬ ‫إيمانا مخلصا‬ ‫أن ينظر إليه بوصفه‬ ‫)‪ ،‬ولا يمكن‬ ‫الذليل‬ ‫‪،‬‬ ‫المرتزقة‬ ‫(إيمان‬

‫إن الذي‬ ‫"‪،‬‬ ‫من القلب خالصة‬ ‫نوايا‬ ‫على‬ ‫حرا‪ ،‬مؤسسا‬ ‫إيمانا‬ ‫ينبغي أن يكون‬ ‫أن الإيمان المخلص‬

‫أفعال‬ ‫مرضيا عنه من الرب بواسطة‬ ‫يصبح‬ ‫أنه‬ ‫في ظنه‬ ‫يذهب‬ ‫‪9‬‬ ‫الشعائر دون إخلاص‬ ‫يمارس‬

‫أو‬ ‫أفعال منتزعة خوفا‬ ‫بواسطة‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫قيمة خلقية‬ ‫أي‬ ‫تمتلك‬ ‫لا‬ ‫مشقتها‬ ‫على‬ ‫العبادة التي هي‬

‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫حقيقي‬ ‫ب!خلاص‬ ‫الشعالْر‬ ‫يمارس‬ ‫أما الذي‬ ‫"‬ ‫‪.‬‬ ‫بهاا‬ ‫أن يقوم‬ ‫شرير‬ ‫لإنسان‬ ‫والتي يمكن‬ ‫رجاء‪،‬‬

‫ضرورياإ(‪.)1‬‬ ‫أمرا‬ ‫بوصفها‬ ‫خلقية حسنة‬ ‫نية‬ ‫لهذا الغرض‬ ‫يفترض‬

‫فكرة الخير‬ ‫بوصفه‬ ‫قلبه‬ ‫في‬ ‫الله‬ ‫يحمل‬ ‫إنما‬ ‫حرا‬ ‫إيمانا‬ ‫هنا على أن المؤمن‬ ‫يؤكد‬ ‫إن كانط‬

‫بالتالي‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الباطني النهائي لضمائرنا الإنسانية‬ ‫الخلقي‬ ‫للبشر والشرع‬ ‫الممكنة‬ ‫القصوى‬

‫حر وليس‬ ‫يؤمن بشكل‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬ ‫بجدارته‬ ‫الدين النظامي‬ ‫يقنع رجال‬ ‫حتى‬ ‫إلى أي طقوس‬ ‫يحتاج‬ ‫لا‬

‫بالتملق المنظم للشعاثر‪ .‬كما أن كانط يؤكد عادة‬ ‫الأخروي‬ ‫النعيم‬ ‫إيمان المرتزقة الذين يطلبون‬

‫هي كلها قائمة على مجاز تجاري‬ ‫النظامية‬ ‫يرى أن العقائد‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫حاد على فكرته تلك‬ ‫وبشكل‬

‫)‪.‬‬ ‫(‪2‬‬ ‫"‬ ‫غير ! النعمة‬ ‫! الإلهية‬ ‫! الرحمة‬ ‫غالبا من‬ ‫لا يفهم‬ ‫بحيث‬ ‫فظيع‬

‫الشعائر الدينية‬ ‫(يمان المرء وممارسة‬ ‫الذي يجعل‬ ‫الإيمان الحر‪ ،‬ذلك‬ ‫إلا‬ ‫يفهم‬ ‫لا‬ ‫إن كانط‬

‫أن‬ ‫يعني سوى‬ ‫لا‬ ‫حر‬ ‫"أن يؤمن المرء بشكل‬ ‫؟‬ ‫غير ذات المؤمن‬ ‫أجل أي غاية أخرى‬ ‫تتم من‬ ‫لا‬

‫قِبَل‬ ‫عنه من‬ ‫مرضيا‬ ‫مطابقة لواجبه "؟ لأنه إالإيمان بإمكانية أن يصبح‬ ‫يغير حياته إلى حياة جديدة‬

‫"(‪.)3‬‬ ‫حسنة‬ ‫سيرة‬ ‫الحياة مستقبلا‬ ‫بأن يسير في‬ ‫الرب‬

‫إلى التضحية‬ ‫محالة‬ ‫لا‬ ‫سينتهي‬ ‫‪،‬‬ ‫إنما هو في نظر كانط‬ ‫‪،‬‬ ‫النعمة‬ ‫الايمان في تجارة‬ ‫إن مَن يختزل‬

‫بما فينا‬ ‫ولكن‬ ‫فينا‪،‬‬ ‫يشرع‬ ‫كانط‬ ‫في رأي‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫البشري‬ ‫الطبيعة الإنسانية وكبرياء العقل‬ ‫بضرت‬

‫الذي‬ ‫فينا‪،‬‬ ‫الخلقي‬ ‫"الاستعداد‬ ‫لألوهية تعطل‬ ‫معنى‬ ‫لا‬ ‫لأنه‬ ‫لأنفسنا؟‬ ‫التشريع‬ ‫قوة عقلية على‬ ‫من‬

‫وفي الوقت نفسه المؤول لكل دين ‪.)4(،‬‬ ‫هو الأساس‬

‫‪. 491‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫‪ ،)1 16 -‬الترجمة‬ ‫(‪115- 71‬‬ ‫المصدر‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫إيمانويل كانط‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪.25‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫مقدمة الترجمة‬ ‫‪:‬‬ ‫المسكين‬ ‫فتحي‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 591‬‬ ‫‪491‬‬ ‫ص‬ ‫الترجمة‬ ‫نفسه (‪،)116 - 71‬‬ ‫إيمانويل كانط‬
‫‪://‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.202‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫‪- VI‬ا ‪ ،)12‬الترجمة‬ ‫(‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 4‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.27‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫مقدمة الترجمة‬ ‫‪:‬‬ ‫وانظر‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪113+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫نقد اليهودية‪:‬‬ ‫(‪2‬‬ ‫‪al‬‬
‫)‬ ‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫العقلي الخالص المبني على الاستعداد الخلقي‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫كانط عن هذا‬ ‫وفي سبيل بحث‬ ‫‪m‬‬

‫مميزا بين الإيمان العقلي بهذا‬ ‫كانط‬ ‫يتحدث‬ ‫‪،‬‬ ‫حدوده‬ ‫الانسان ويبدو في‬ ‫يحترم عقل‬ ‫والذي‬

‫الإيمان التاريخي الذي يبدو من النظر في تاريخ عقائد‬ ‫وبمِن‬ ‫‪،‬‬ ‫كما سنرى‬ ‫إليه‬ ‫الدين الذي يدعو‬

‫مجموعة‬ ‫مجرد‬ ‫هو‬ ‫اليهودي‬ ‫أن المعتقد‬ ‫"‬ ‫فهو ينتقد اليهودية معتبرا‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫المختلفة‬ ‫الشعوب‬

‫أن الملاحق‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫عليها نحو من دستور‬ ‫كانت قد تأسس‬ ‫التي‬ ‫التنظيمية‬ ‫القوانين‬ ‫من‬

‫مطلقا من‬ ‫هي ليست‬ ‫تالية‬ ‫أو أيضا في فترة‬ ‫الوقت‬ ‫بعد في ذلك‬ ‫إما‬ ‫له‬ ‫الخلقية التي أضيفت‬

‫بل مجرد‬ ‫دينا‪،‬‬ ‫إن اليهودية على الحقيقة لشت‬ ‫‪.‬‬ ‫هي كذلك‬ ‫إليها بما‬ ‫ولا تنتمي‬ ‫اليهودية في شيء‬

‫مث!تركا‬ ‫كيانا‬ ‫فهم يؤلفون‬ ‫خاصة‬ ‫أنهم ينتمون إلى سلالة‬ ‫بما‬ ‫هم‬ ‫‪،‬‬ ‫من الناس‬ ‫اتحاد بين جمهرة‬

‫قوانين سياسية !(‪.)1‬‬ ‫مجرد‬ ‫تحت‬

‫خلقية بقدر ما‬ ‫عقلية تستند على أسس‬ ‫ديانة‬ ‫ف!ن اليهودية في نظر كانط ليست‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬

‫من‬ ‫أنفسهم‬ ‫اعتبروا‬ ‫من البشر‬ ‫تعبر عن معتقد مجموعة‬ ‫في الأساس‬ ‫سياسية‬ ‫ديانة دنيوية‬ ‫هي‬

‫تقوم على‬ ‫إنها دولة ئيوتراطية‬ ‫‪.‬‬ ‫السياسية‬ ‫الصبغة‬ ‫بهذه‬ ‫ابمانهم مصطبغا‬ ‫وبقي‬ ‫‪،‬‬ ‫خاصة‬ ‫سلالة‬

‫يتلقونها مباشرة من الله‪.‬‬ ‫التي‬ ‫"ارستقراطية من الكهان أو الزعماء الذين يتفاخرون بالتعيمات‬

‫حقا‬ ‫له‬ ‫أن‬ ‫يدعي‬ ‫لا‬ ‫فهو‬ ‫دنيويا‪،‬‬ ‫حاكما‬ ‫فقط بوصفه‬ ‫وممجد‬ ‫هنا‪ ،‬هو معظم‬ ‫الله‬ ‫ف!ن اسم‬ ‫ثثم‬ ‫ومن‬

‫"(‪.)2‬‬ ‫فيه‬ ‫أو‬ ‫الضمير‬ ‫على‬

‫على أي إيمان ديني !(‪)3‬؟‬ ‫في صميمها‬ ‫تحتوي‬ ‫لا‬ ‫أ‬ ‫هي كذلك‬ ‫بما‬ ‫إن اليهودية في نظر كانط إذن‬

‫يريد أن‬ ‫لم يكن‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫باعتباره‬ ‫متمثلا‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫هذا الشعب‬ ‫مشرع‬ ‫‪9‬‬ ‫لأن‬

‫فقط‬ ‫سياسية‬ ‫جماعة‬ ‫كان يريد ان يؤسس‬ ‫أنه‬ ‫ما يبين‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫أدنى مراعاة للحياة المستقبلية‬ ‫يولي‬

‫أخلاتية إ(‪)4‬‬ ‫جماعة‬ ‫وليس‬

‫‪. 702- 602‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫‪)125-‬‬ ‫نفس المصدر (‪+‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬إيمانويل كانط‬

‫‪.702‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬

‫ص ‪.802‬‬ ‫‪-126‬‬
‫(‪،)8V‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 3‬‬

‫(‪ )4‬نفسه‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫الم!ل الثالث‬

‫البشري برمته‬ ‫الجنس‬ ‫قد أقصت‬ ‫‪،‬‬ ‫بل كانت بالأحرى‬ ‫‪،‬‬ ‫يوما دعوة كونية‬ ‫إن اليهودية لم تشكل‬

‫ولذلك‬ ‫؟‬ ‫الأخرى‬ ‫اختاره يهوه لنفسه يعادي كل الثمعوب‬ ‫خاصا‬ ‫من جماعتها‪ ،‬باعتبارها شعبا‬

‫آخر"(‪.)1‬‬ ‫عداء كل شعب‬ ‫يرزح تحت‬

‫الكنسية‪:‬‬ ‫التقليدية‬ ‫(‪ )3‬نقد المسيحية‬

‫رغم‬ ‫ف!ن المسيحية‬ ‫‪،‬‬ ‫معينة‬ ‫لجماعة‬ ‫سياسية‬ ‫ديانة‬ ‫اليهودية أقرب إلى أن تكون‬ ‫كانت‬ ‫ل!اذا‬

‫الكثير‬ ‫به‬ ‫أن تاريخها‬ ‫يرى‬ ‫إلا أن كانط‬ ‫‪،‬‬ ‫دينية عالمية‬ ‫دعوة‬ ‫وتمثل‬ ‫‪،‬‬ ‫كونية‬ ‫لكنيسة‬ ‫كونها مؤسسة‬

‫فكم من‬ ‫‪9‬‬ ‫؟‬ ‫العقل‬ ‫يستند على مجرد‬ ‫تبعدها عن كونها دين خلقي‬ ‫التي‬ ‫الصوفية‬ ‫الشطحات‬ ‫من‬

‫عددا‬ ‫تد جعلت‬ ‫التبتل‬ ‫وكم من مدائح في قداسة‬ ‫‪،‬‬ ‫والرهبان‬ ‫صوفية في حياة النساك‬ ‫شطحات‬

‫قد‬ ‫بها‬ ‫المرتبطة‬ ‫المزعومة‬ ‫أن المعجزات‬ ‫وكيف‬ ‫‪،‬‬ ‫لهذا العالم‬ ‫غير ذي جدوى‬ ‫كبيرا من الناس‬

‫مفروضة‬ ‫تراتبية‬ ‫من خلال‬ ‫أنه‬ ‫خرافة عمياء‪ ،‬وكيف‬ ‫تأثير‬ ‫تحت‬ ‫ثقيلة‬ ‫بقيود‬ ‫كاهل الشعب‬ ‫أرهقت‬

‫أدعياء يزعمون‬ ‫مفسرين‬ ‫أفواه‬ ‫على‬ ‫الرهيب للأرثوذكسية‬ ‫أحرار قد تعالى الصوت‬ ‫أناس‬ ‫على‬

‫العقدية إلى‬ ‫الآراء‬ ‫قد انقسم بسبب‬ ‫والعالم المسيحي‬ ‫‪،‬‬ ‫لتفسير الكتاب‬ ‫المخولون‬ ‫أنهم وحدهم‬

‫متنافرة ا(‪.)2‬‬ ‫أحزاب‬

‫بها‪ -‬عند حدود هذه‬ ‫المؤمنين‬ ‫كانط للمسيحية ‪ -‬كما هي في عصره لدى‬ ‫نقد‬ ‫ولم يتوقف‬

‫التي حولتها‬ ‫العقدية‬ ‫عند هذه الخلافات‬ ‫أو‬ ‫عقلانيتها‪،‬‬ ‫الصوفية التي قللت من‬ ‫الشطحات‬

‫بل ألمح كانط إلى‬ ‫الكوني النقي الذي كان عند مؤسسها‪،‬‬ ‫متناسية الأصل‬ ‫متنافرة‬ ‫إلى أحزاب‬

‫ففي الغرب‬ ‫يعني الدين في شيء؟‬ ‫لا‬ ‫فيما‬ ‫والتدخل‬ ‫‪،‬‬ ‫بالحكام والمحكومين‬ ‫الكنسي‬ ‫الاستبداد‬

‫بواسطة العصا السحرية للتهديد‬ ‫مثل الأطفال‬ ‫في الملوك ويعاقبهم‬ ‫أكان الرئيس الروحي يتحكم‬

‫للقضاء على شعوب‬ ‫)‬ ‫(صليبية‬ ‫خارجية‬ ‫حروب‬ ‫خوض‬ ‫ويدفعهم إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الجماعة‬ ‫بالخلع من‬

‫ضد‬ ‫المحكومين‬ ‫وتمرد‬ ‫‪،‬‬ ‫بينهم‬ ‫فيما‬ ‫للتقاتل‬ ‫‪9‬‬ ‫الناس‬ ‫الكنيسة‬ ‫لقد دفعت‬ ‫‪.‬‬ ‫العالم‬ ‫الاَخر من‬ ‫الجزء‬

‫إن هذه‬ ‫‪.‬‬ ‫نحو مغايرأ‬ ‫على‬ ‫الذين يفكرون‬ ‫معاصريهم‬ ‫والكره الدموي ضد‬ ‫‪،‬‬ ‫التي عليهم‬ ‫السلطة‬

‫يشير إلى التحول نحو السياسة‬ ‫إنما‬ ‫الصور من التحكم والعنف ونشر الكره وتجذير الاختلافات‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫ص ‪.902- 802‬‬ ‫‪126 ،)IV‬‬
‫( ‪-‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫ص ‪.213‬‬ ‫(‪-0127‬‬
‫‪،)IV‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪m‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪+‬‬
‫فلس!ة الدلمل‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫مدت‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬‫‪ww‬‬
‫تكون في رأي‬ ‫السياسية‬ ‫وهذه المصالح‬ ‫العقيدة‬ ‫السياسية على‬ ‫المصلحة‬ ‫‪.a‬‬
‫وتفضيل‬
‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫عقيدة كنسية استبدادية "(‪.)1‬‬ ‫في اسس‬ ‫‪ h.co‬كانط امحجوبة‬
‫‪m‬‬

‫في‬ ‫سلطة‬ ‫‪9‬‬ ‫اعتبرها‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫بالدين واحتكرته‬ ‫قد استبدت‬ ‫الكنيسة‬ ‫يعتبر أن سلطة‬ ‫إن كانط‬

‫الإنسان وعدم وعيه بقدرته وخوفه‬ ‫عجز‬ ‫استغلت‬ ‫"(‪ ،)2‬إذ إنها‬ ‫مبدأ الخير على نحو باطل‬ ‫خدمة‬

‫التي‬ ‫"القوة غير المنظورة‬ ‫هؤلاء‬ ‫لقد استمال‬ ‫‪.‬‬ ‫ما‬ ‫لإله ولأصنام‬ ‫وعابد‬ ‫للجيد‪،‬‬ ‫إلى خادم‬ ‫وحولته‬

‫فيها‬ ‫ما تسود‬ ‫جهة‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫الكنيسة‬ ‫بذلك‬ ‫هي‬ ‫‪،‬‬ ‫البابوية‬ ‫"(‪" .)3‬إن‬ ‫إلى صالحهم‬ ‫في قدر البشر‬ ‫تتحكم‬

‫تشكل‬ ‫التي‬ ‫تكون مبادئ الأخلاق هي‬ ‫لا‬ ‫عليه حينما‬ ‫نعثر‬ ‫وهو أمر‬ ‫‪،‬‬ ‫عبادة قائمة على الطلاسم‬

‫هي على قدر‬ ‫صناعة الشعوذة‬ ‫توجد اْشكال عديدة من الكناسْ!؟ حيث‬ ‫إنها‬ ‫‪.‬‬ ‫القاعدة والجوهر‪.‬‬

‫حتى‬ ‫ديانة‬ ‫وبالتالي أيضا كل‬ ‫‪،‬‬ ‫خلقية‬ ‫كل‬ ‫تقريبا‬ ‫تبدو وكأنها قد أزاحت‬ ‫بحيث‬ ‫والالية‬ ‫التنوع‬ ‫من‬

‫الوثنية "(‪.)4‬‬ ‫من‬ ‫قريبا جدا‬ ‫مكانها وتنتهي‬ ‫أن تأخذ‬ ‫تستطيع‬

‫عند أهلها في عصره ‪،‬‬ ‫صورتها‬ ‫كما بدت‬ ‫كتبه في نقد المسيحية‬ ‫ما‬ ‫عبر‬ ‫‪،‬‬ ‫كانط‬ ‫لقد حاول‬

‫من خزعبلات وأساطير كادت تحولها كما اتضح‬ ‫بها‬ ‫علق‬ ‫ما‬ ‫المسيحية من كل‬ ‫حاول تخليص‬

‫إيمانه‬ ‫أصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫ويعبده‬ ‫سام‬ ‫ب!له‬ ‫فيها‬ ‫المرء‬ ‫أن يؤمن‬ ‫بدلا من‬ ‫‪،‬‬ ‫في عبارته الأخيرة إلى وثنية استبدادية‬

‫كانط‬ ‫لقد وصف‬ ‫‪.‬‬ ‫وخوفهم‬ ‫الإيمانية‬ ‫عواطفهم‬ ‫بالبشر مستغلة‬ ‫استبدت‬ ‫لسلطة كنسية‬ ‫وتسليمه‬

‫!مطيعا للدين أ‪.‬‬ ‫المرء مطيعا للكنيسة ولي!‬ ‫فيه‬ ‫المثسعوذ" الذي يبدو‬ ‫الإيمان ب!ايإيمان‬ ‫هذا‬

‫لسلطة استبدادية‪.‬‬ ‫خاضعا‬ ‫وأصبح‬ ‫!(‪)5‬‬ ‫منه في واقع الحال !حريته الأخلاقية‬ ‫سلبت‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬

‫(‪ )4‬في مدخ ونقد الأسلام‪:‬‬

‫أشار إلى الاسلام‬ ‫‪،‬‬ ‫اليهودية والمسيحية‬ ‫السماوية‬ ‫للديانات‬ ‫هذا التقويم الكانطي‬ ‫غمرة‬ ‫وفي‬

‫!حِ فقال ‪:‬‬ ‫الروحي محمد‬ ‫الدين إلى مؤسسه‬ ‫نسب‬ ‫حِث‬ ‫؟‬ ‫من الفهم والإنصاف‬ ‫فيها الكثير‬ ‫إشارة‬

‫(‪ ،)013 - +‬ص ‪.214‬‬ ‫(‪ )1‬نفسه‬

‫ص ‪.277‬‬ ‫‪131 ،)IV‬‬


‫( ‪-‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪,278‬‬ ‫‪c‬‬ ‫(‪ )3‬نفسه (الأ ‪)175 -‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪283‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫()‪176 -VI‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 4‬‬

‫‪.283‬‬ ‫نفسه (‪ ،)018 - 917 - 71‬ص‬ ‫(‪) 5‬‬

‫‪116‬‬
‫النالت‬ ‫ال!مل‬

‫قد وجد‬ ‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫المعجزات‬ ‫إذ لابد من‬ ‫بالكبرياء؟‬ ‫‪ der‬فهو يتميز‬ ‫‪Mohmmedanism‬‬ ‫أما دين محمد‬ ‫"‬

‫عبادته كلها من نوع‬ ‫وطقوس‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخرى‬ ‫في الانتصارات وفي قهر الشعوب‬ ‫بإيمانه‬ ‫الخاص‬ ‫التأليه‬

‫فهو لابد أن يستند على‬ ‫يتميز بالكبرياء‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫فهو يرى إذن أن الدين المحمدي‬ ‫!(‪.)1‬‬ ‫شجاع‬

‫الأخرى ‪،‬‬ ‫على الشعوب‬ ‫أتباعه‬ ‫في تلك الانتصارات التي حققها‬ ‫سنده‬ ‫وهو قد وجد‬ ‫‪،‬‬ ‫معجزات‬

‫‪.‬‬ ‫قهرا لهذه الشعوب‬ ‫واعتبر كانط أن في ذلك‬

‫والشجاعة‬ ‫‪،‬‬ ‫النوع الشجاع‬ ‫أنها من‬ ‫الدينية الإسلامية‬ ‫يعود ليؤكد حينما يتعلق بالطقوس‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬

‫كانط الدين المحمدي بصفتين أخلاقيتين‬ ‫وصف‬ ‫فقد‬ ‫‪.‬‬ ‫كبرى‬ ‫اْخلاقية‬ ‫كما هو معلوم فضيلة‬

‫دين استند على الإعجاز العقلي في المقام‬ ‫أنه‬ ‫بهذه الصفة‬ ‫ولعله قصد‬ ‫بالكبرياء‬ ‫وصفه‬ ‫‪:‬‬ ‫عظيمتين‬

‫فهو قد شرحها‬ ‫بالشجاعة‬ ‫الدينية‬ ‫لطقوسه‬ ‫وصفه‬ ‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫العواطف‬ ‫الأول ولم يلجأ إلى استجداء‬

‫بصير‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫بعالم‬ ‫ليس‬ ‫شعب‬ ‫لدى‬ ‫الكبرياء‬ ‫الظاهرة المتميزة ظاهرة‬ ‫إن هذه‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫حينما قال‬ ‫بنفسه‬

‫قد جدد في العالم‬ ‫كونه وحده‬ ‫محمد)‬ ‫(يقصد‬ ‫أيضا أن تتأتى من تخيل مؤسسه‬ ‫يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ب!يمانه‬

‫في ذلك نحوا من‬ ‫ريب سيكون‬ ‫وبلا‬ ‫‪،‬‬ ‫فوق المحسوسة‬ ‫وطبيعته‬ ‫وحده‬ ‫الله‬ ‫مفهوم‬ ‫مرة أخرى‬

‫في حالة استطاعته‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرك‬ ‫حرره من عبادة الصور ومن فوضى‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الذي أضفاه على شعبه‬ ‫النبل‬

‫عن حق"(‪.)2‬‬ ‫لنفسه هذا الفضل‬ ‫أن ينسب‬

‫قاله من قبل عن المسيحية‬ ‫ما‬ ‫مقارنة بين‬ ‫بهذه العبارة الأخيرة يكاد يُجري‬ ‫وكأن كانط‬

‫نتيجة التوجه نحو‬ ‫؟‬ ‫والشجاعة‬ ‫الكبرياء‬ ‫إلى الأخير‬ ‫فهو قد نسب‬ ‫‪،‬‬ ‫وأتباعه‬ ‫وأتباعها‪ ،‬وبين الإسلام‬

‫العقل رغم جهل القائمين‬ ‫فهو دين خاطب‬ ‫عنها؟‬ ‫يحد‬ ‫خلقية لم‬ ‫على أسس‬ ‫القائم‬ ‫العقل‬ ‫دين‬

‫النافذة ‪.‬‬ ‫العقلية‬ ‫قد استعانوا بالبصيرة‬ ‫فهو وهم‬ ‫عليه وأمية النبي محمد؟‬

‫عقيدة‬ ‫قد جدد‬ ‫الكريم‬ ‫النافذة لهذا الدين وأتباعه بأن رسوله‬ ‫العقلية‬ ‫البصيرة‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫ودلل‬

‫فضلا عن‬ ‫‪،‬‬ ‫ونزهه عن الشرك‬ ‫غير المحسوسة‬ ‫العقلية‬ ‫طبيعته‬ ‫الواحد وأكد على‬ ‫الله‬ ‫البثمر حول‬

‫من فوضى‬ ‫في هذا الدين تميزت ‪ -‬في رأي كانط ‪ -‬بالتحرر من عبادة الصور وتخلصت‬ ‫العبادة‬ ‫أن‬

‫بهذا‬ ‫المؤمنين‬ ‫أو ولاية لأحد على‬ ‫دينية‬ ‫سلطة‬ ‫نتيجة مباشرة لعدم وجود‬ ‫إلا‬ ‫وما ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرك‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.28‬‬ ‫صو‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫)‪ ،‬بالهاث!‪،‬‬ ‫‪- VI‬‬
‫نفسه (‪018‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫(‪ )2‬نفسه‪.‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪117+‬‬
‫الددن‬ ‫هلسفة‬ ‫الى‬ ‫حدلمد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬ ‫‪w‬‬
‫إلا‬ ‫العقيدة وعبادتها لنفسه‬ ‫هذه‬ ‫فضل‬ ‫ينسب‬ ‫اْن‬ ‫محمد‬ ‫نبيه‬ ‫ب!مكان‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫من‬ ‫الرغم‬ ‫الدين‪.‬‬
‫‪al‬‬
‫على‬
‫‪،‬‬
‫‪-m‬‬ ‫‪.‬‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫متعلقا برسوله الكريم‪.‬‬ ‫كان ذلك‬ ‫لو‬ ‫الواحد حتى‬ ‫بالله‬ ‫من الشرك‬ ‫أتباعه‬ ‫بالتالي‬ ‫‪ h.c‬أنه لم يفعل فحرر‬
‫‪om‬‬

‫في ممارستها‪ ،‬وبأن الله‬ ‫الإرادة‬ ‫وبحرية‬ ‫العبادة‬ ‫بأهمية التجرد في‬ ‫واعِ‬ ‫دين‬ ‫فيلسوف‬ ‫شهادة‬ ‫إنها‬

‫ي‬ ‫أ‬ ‫في القداسة‬ ‫يشاركه‬ ‫أو‬ ‫به‬ ‫ولا ينبغي أن يشرك‬ ‫‪،‬‬ ‫الخالصة‬ ‫الإيمانية‬ ‫العقيدة‬ ‫الواحد هو جوهر‬

‫هذا مغزى‬ ‫‪.‬‬ ‫الإسلام‬ ‫والله في‬ ‫بين الإنسان‬ ‫إنه لا واسطة‬ ‫!‬ ‫نفسه‬ ‫نبيه‬ ‫ولو كان‬ ‫حتى‬ ‫المؤمنين‬ ‫من‬

‫ولا قلق‬ ‫ولا خوف‬ ‫ولا عبادة لصورة‬ ‫شرك‬ ‫فلا‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫ونبيه‬ ‫الإسلام‬ ‫كانط عن‬ ‫قالها‬ ‫العبارة التي‬

‫الواحد الأحد‪.‬‬ ‫الله‬ ‫لأن الإنسان يشعر بحريته أكثر مع‬ ‫؟‬ ‫الدين‬ ‫القائمين على‬ ‫من رضى‬

‫أي من‬ ‫لجوهر‬ ‫نقدا‬ ‫والحقيقة أن نقد كانط لهذه الأديان السماوية التاريخية وأتباعها ليس‬

‫العقيدة‬ ‫جوهر‬ ‫شوهت‬ ‫ما‬ ‫كثيرا‬ ‫التي‬ ‫أتباعها‬ ‫لنقد تصورات‬ ‫هو محاولة‬ ‫ما‬ ‫الديانات بقدر‬ ‫هذه‬

‫غير ثوبه‬ ‫ثوبا‬ ‫ألبسته‬ ‫التي‬ ‫والخرافات‬ ‫المظاهر والأساطير‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫عليها‬ ‫وألقت‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيمانية‬

‫الأصيل بما‬ ‫والتأويلات التي أخرجته عن جوهره‬ ‫وأدخلته في متاهات من التفسيرات‬ ‫‪،‬‬ ‫الأصلي‬

‫والاعتقاد‬ ‫التمييز‬ ‫على‬ ‫قادرا‬ ‫حرا يمتلك ضميرا‬ ‫إنسانا‬ ‫‪ -‬في نظر كانط ‪-‬‬ ‫تخاطب‬ ‫إيمانية‬ ‫هو عقيدة‬

‫ورهبان يفرضون‬ ‫يتحولوا إلى قديسين‬ ‫اْن‬ ‫أتباعه‬ ‫الحق لبعض‬ ‫تعبدية تعطي‬ ‫الحر‪ ،‬إلى مظاهر‬

‫سطوة ليست من حقهم ويعطون لأنفسهم سلطة‬ ‫عليهم‬ ‫ويبسطون‬ ‫الناس‬ ‫سيطرتهم على‬

‫من‬ ‫هذه مظاهر استبدادية ليست‬ ‫وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫إلى نيل رضا‬ ‫العباد‬ ‫قيادة‬ ‫التفسير والتأويل وسلطة‬

‫وتقرب‬ ‫من عبادة حب‬ ‫العبادة‬ ‫وتحول‬ ‫‪،‬‬ ‫الحرة‬ ‫الإيمانية‬ ‫تقلل من العقيدة‬ ‫وهي‬ ‫الدين في شيء‪،‬‬

‫بين‬ ‫وسطاء‬ ‫دانما لمن نصبوا أنفسهم‬ ‫‪،‬‬ ‫وحده‬ ‫لله‬ ‫إلى عبادة إذعان وذل ليس‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫أخلاقي‬

‫به‪.‬‬ ‫الله والمؤمنين‬

‫ايس! الدين الحقيقي عند كانط‪:‬‬ ‫(ب)‬

‫الذي‬ ‫الدين العقلي‬ ‫وما هو هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫عند كانط‬ ‫الحقيقي‬ ‫ما هو إذن الدين‬ ‫‪:‬‬ ‫الاَن‬ ‫السؤال‬ ‫ولعل‬

‫؟!‬ ‫طبيعته واسسه‬ ‫وما هي‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫يلمح‬

‫يطيع القانون‬ ‫إنما‬ ‫(إن كل امرئ‬ ‫‪:‬‬ ‫قوله‬ ‫في‬ ‫الدين تكمن‬ ‫إن الفكرة الرئيسية عند كانط حول‬

‫إرادة‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫في الوقت نفسه‬ ‫إليه‬ ‫ينبغي أن ينظر‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫على نفسه‬ ‫كتبه‬ ‫الذي‬ ‫)‬ ‫(غير النظامي‬

‫بما هو وحي‬ ‫المحض‬ ‫إنه في مبدأ الدين العقلي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العقل‬ ‫طريق‬ ‫إليه عن‬ ‫العالم كما أوحيت‬ ‫حاكم‬

‫‪118‬‬
‫الممل النالت‬

‫إلى نظام جديد‬ ‫الانتقال‬ ‫هذا‬ ‫أساس‬ ‫ينبغي أن يكمن‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫كافة‬ ‫باستمرار في البشر‬ ‫رباني يحدث‬

‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫يجب‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ ‫متدرج‬ ‫إصلاح‬ ‫شيئا فشيئا بواسطة‬ ‫للأشياء‪ ،‬وهو انتقال يأخذ في التحقيق‬

‫ولو أن مبدأ الانتقال المتدرج من إيمان الكنائس إلى دين‬ ‫‪.‬‬ ‫أن يكون عملا بشريا‪.‬‬ ‫يجب‬ ‫ما‬ ‫جهة‬

‫جذوره‬ ‫الذي وجد‬ ‫هو وحده‬ ‫على الأرض‬ ‫(إلهية )‬ ‫وبالتالي إلى دولة أخلاقية‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل الكوني‬

‫على نحو عمومي وفي أي مكان "(‪.)1‬‬ ‫بعامة‬

‫الإنسان الأخلاقي الذي‬ ‫من ضمير‬ ‫ينبع‬ ‫رؤية كانط لحق!قة الدين أنه الدين الذي‬ ‫هي‬ ‫تلك‬

‫رباني !‪.‬‬ ‫هو وحي‬ ‫بما‬ ‫إن هذا هو !الدين العقلي المحض‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهية‬ ‫الإرادة‬ ‫يتوافق بالضرورة مع‬

‫حتما لأنه‬ ‫سيتشكل‬ ‫هذا الدين بهذا المعنى الأخلاقي ‪ -‬العقلي ‪ -‬الإلهي المحض‬ ‫وتحقق‬

‫الدينية شيئا فشيئا‬ ‫أن ينقي عقيدته‬ ‫على‬ ‫القادر‬ ‫العاقل‬ ‫الإنسان‬ ‫شيئا فشيئا بواسطة‬ ‫في التحقق‬ ‫آخذ‬

‫‪.‬‬ ‫الأرض‬ ‫إلهية على‬ ‫دولة أخلاقية‬ ‫تتحقق‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫العقل الكوني‬ ‫عقيدة‬ ‫تصبح‬ ‫حتى‬

‫في نظره كل مؤمن حر‪ ،‬دان معركة‬ ‫إليه‬ ‫كانط يصبو‬ ‫إليه‬ ‫الذي يدعو‬ ‫"‬ ‫الكوني‬ ‫العقل‬ ‫إن "دين‬

‫المتدرج من‬ ‫الانتقال‬ ‫على‬ ‫الإنسانية‬ ‫تناضل من أجل مساعدة‬ ‫التي‬ ‫تلك‬ ‫الحقيقي هي‬ ‫التنوير‬

‫بين‬ ‫أ‬ ‫فكرة !وحدة دين العقل المحض‬ ‫هدي‬ ‫تحت‬ ‫"الايمان الحرأ‬ ‫إلى‬ ‫ا‬ ‫"الإيمان النظامي‬

‫يكون كونيا‬ ‫إلى بلورة ملامح إقانون دولي للشعوب‬ ‫شديد‬ ‫على طموح‬ ‫بناء‬ ‫بني البشر‪ ،‬وذلك‬

‫ما فتئئ يتقدم‬ ‫ولكنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسان‬ ‫عين‬ ‫لا تلاحظه‬ ‫مبدأ الخير الذي‬ ‫إ(‪ .)2‬إنه "عمل‬ ‫سلطة‬ ‫وصاحب‬

‫الفضيلة‬ ‫وفقا لقوانين‬ ‫هو جماعة مشتركة‬ ‫بما‬ ‫الجنس البشري‬ ‫في رحاب‬ ‫يبلغ‬ ‫باستمرار حتى‬

‫سيطرته سلما‬ ‫تحت‬ ‫للعالم‬ ‫على الشر ويؤمن‬ ‫الانتصار‬ ‫نحو من السلطان والملك ينجح في‬ ‫إلى‬

‫"(‪.)3‬‬ ‫أبديا‬

‫النظامي )‪ ،‬كما‬ ‫(أو الإيمان‬ ‫بين إيمان الشعائر‬ ‫بأن الصراع‬ ‫يتزعزع‬ ‫لا‬ ‫إيمانا‬ ‫مؤمن‬ ‫إن كانط‬

‫الثاني؟‬ ‫لصالح‬ ‫حتما‬ ‫سينتهي‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ -‬الدين العقلي المحض‬ ‫دايمان الدين الخلقي‬ ‫أحيانا‪،‬‬ ‫يسميه‬

‫الإيمان الأول بما هو إيمان‬ ‫الرغم من "أن الإنسان ميال باستمرار ل!علاء من شأن‬ ‫على‬ ‫إذ‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.302- 202‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫‪ )1‬نفسه ((‪ ،) 122 - 7‬الترجمة‬ ‫(‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪. 03- 92‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫وانظر‪ :‬مقدمة الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫‪)123 -‬‬ ‫نفسه (‪+‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫ص ‪.402‬‬ ‫‪123 ،)IV‬‬
‫( ‪-‬‬ ‫نفسه‬
‫‪h.‬‬ ‫(‪) 3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪911‬‬ ‫‪+‬‬
‫هلسفة الدين‬ ‫الى‬ ‫!ديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬‫‪.a‬‬
‫بحقه في الأولوية التي تعود إليه‬ ‫المطالبة‬ ‫عن‬ ‫أبدا‬ ‫لم يتخل‬ ‫الاَخر‬ ‫أن أالإيمان‬ ‫"‪ ،‬إلا‬ ‫تاريخي‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫أ(‪.)1‬‬ ‫النهاية‬ ‫في‬ ‫ريب‬ ‫بلا‬ ‫يفرضه‬ ‫سوف‬ ‫وهو حق‬ ‫‪،‬‬ ‫النفوس‬ ‫الإيمان الوحيد الذي يحسن‬ ‫‪ h.co‬بوصفه‬
‫‪m‬‬

‫العبادة الخلقية الحقيقية لله‬ ‫‪9‬‬ ‫إنما هو‬ ‫‪،‬‬ ‫في إيمان الدين الخلقي‬ ‫العبادة وطرائقها‬ ‫أساس‬ ‫أما‬

‫هم‬ ‫حيث‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى ملكوته‬ ‫رعايا ينتمون‬ ‫هم‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫؟‬ ‫له‬ ‫أن يؤدوها‬ ‫المؤمنين‬ ‫التي ينبغي على‬

‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫وهي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫القلوب‬ ‫بها عبادة‬ ‫ونعني‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الحرية‬ ‫قوانين‬ ‫تحت‬ ‫الملكوت‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫مواطنون‬

‫كل الواجبات الحقيقية باعتبارها وصايا وأوامر‬ ‫تبعث على ملاحظة‬ ‫النوايا التي‬ ‫في‬ ‫إلا‬ ‫أن توجد‬

‫"(‪.)2‬‬ ‫الله‬ ‫الى‬ ‫حصرا‬ ‫في أفعال معينة موجهة‬ ‫وليس‬ ‫‪،‬‬ ‫إلهية‬

‫وسائل‬ ‫‪9‬‬ ‫في‬ ‫فلتظهر‬ ‫‪،‬‬ ‫حسية‬ ‫العبادة الخلقية القلبية في وسائل‬ ‫هذه‬ ‫أن تظهر‬ ‫كان ضروريا‬ ‫ما‬ ‫وإذا‬

‫وهو تحقيق‬ ‫ألا‬ ‫واحد‬ ‫جميعا على مقصد‬ ‫‪9‬‬ ‫هذه الوسائل‬ ‫تتأسس‬ ‫بحيث‬ ‫؟‬ ‫بتعبير كانط‬ ‫"‬ ‫حسية جيدة‬

‫من مراعاة‬ ‫أن تنقسم بواسطة العقل إلى أربعة ضروب‬ ‫وهذه الوسائل يمكن‬ ‫"(‪.)3‬‬ ‫الخير الأخلاقي‬

‫‪:‬‬ ‫هي(‪)4‬‬ ‫الواجب‬

‫على الخير‬ ‫الباعثة‬ ‫والنية‬ ‫أنفسنا‪،‬‬ ‫في صلب‬ ‫راسخا‬ ‫تأسيسا‬ ‫إن هذا الخير ينبغي أن يؤسس‬

‫ينبغي أن توقظ في وجداننا‪.‬‬

‫حتى يتسنى‬ ‫قانونا؟‬ ‫لذلك‬ ‫مخصصة‬ ‫أيام‬ ‫العمومية في‬ ‫للخير عبر الاجتماعات‬ ‫النشر الخارجي‬

‫الحياة العادية‪.‬‬ ‫في‬ ‫تواصلها‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية‬ ‫والأمنيات‬ ‫بالتعاليم‬ ‫التصريح‬ ‫عال‬ ‫بصوت‬ ‫هناك‬

‫الإيمان ‪.‬‬ ‫في جماعة‬ ‫يدخلون‬ ‫عبر قبول أعضاء جدد‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫نقل هذا الخير إلى السلف‬

‫توحد هؤلاء‬ ‫من شأنها أن تجعل‬ ‫‪،‬‬ ‫عمومية مكررة‬ ‫الحفاظ على هذه الجماعة عبر شكليات‬

‫مبدأ المساواة بينهم في الحقوق ‪،‬‬ ‫حسب‬ ‫وذلك‬ ‫دائما‪،‬‬ ‫واحد‪ ،‬شيئا‬ ‫اخلاقي‬ ‫الأعضاء داخل جسم‬

‫ومبدأ اقتسام كل ثمار الخير الأخلاقي‪.‬‬

‫‪.502‬‬ ‫ص‬ ‫)‪،‬‬ ‫نفسه ((‪124 - 7‬‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪.003‬‬ ‫ص‬ ‫‪،)1‬‬ ‫نفسه (‪29 - VI‬‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.03‬‬ ‫صا‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪ )3‬نفسه (الأ ‪391 -‬‬ ‫(‬

‫(‪ )4‬نفسه‪.‬‬

‫‪012‬‬
‫ال!مل الثالت‬

‫قدر‬ ‫أن كانط حاول‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫مظاهر الدين المسيحي‬ ‫بعض‬ ‫بها‬ ‫الأربعة‬ ‫أن هذه الضروب‬ ‫ورغم‬

‫عليه إيمان الشعائر أو الإيمان‬ ‫مما أطلق‬ ‫يشوبها‬ ‫ما‬ ‫المظاهر من كل‬ ‫هذه‬ ‫استطاعته أن يجرد‬

‫مجرد‬ ‫باعتباره‬ ‫لم يأخذه المرء‬ ‫ما‬ ‫في أمور الدين متى‬ ‫أن كل تصرف‬ ‫‪9‬‬ ‫اعتبر‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫النظامي‬

‫وبالتالي يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫مرضاة‬ ‫كفيلة بكسب‬ ‫ذاتها‬ ‫بوصفه وسيلة هي في‬ ‫إليه‬ ‫بل يلجأ‬ ‫‪،‬‬ ‫خلقي‬ ‫تصرف‬

‫‪.) m‬‬ ‫لما(‬ ‫أمانينا هو إيمان تمائم وطلاسم‬ ‫كل‬ ‫تحقيق‬ ‫خلالها‬ ‫من‬

‫هيجل‬ ‫عند‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫رابعا‪:‬‬

‫جدا؟ حيث‬ ‫العالم مكانة خاصة‬ ‫‪ -1831 (1771‬م) بين فلاسفة‬ ‫‪Fredrick Hegel‬‬ ‫يحتل هيجل‬

‫فلاسفة عصره‬ ‫بين‬ ‫ويمثل حلقة الوصل‬ ‫‪،‬‬ ‫على الإطلاق‬ ‫يعد أعظم فلاسفة العصر الحديث‬

‫سواء تلك‬ ‫‪،‬‬ ‫التيارات الفلسفية المعاصرة‬ ‫من عباءته معظم‬ ‫خرج‬ ‫وفلاسفة العصر الحاضر؟ حيث‬

‫الهيجليون الجد‪ ،‬أو تلك التي‬ ‫إليه‬ ‫الذي ينسب‬ ‫التيار‬ ‫إيجابي وأبرزهم ذلك‬ ‫بشكل‬ ‫به‬ ‫التي تاْثرت‬

‫البراجماتي‬ ‫والتيار‬ ‫صورها‬ ‫بمختلف‬ ‫التحليلية‬ ‫على نقد مذهبه الإطلاقي مثل التيارات‬ ‫قامت‬

‫‪.‬‬ ‫التيارات الفلسفية المعاصرة‬ ‫من‬ ‫وغيرهما‬

‫واحدا ممن أرسوا قواعد هذا الفرع الجديد من الفلسفة‬ ‫يعد هيجل‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫وبالنسبة لفلسفة‬

‫الأخرى‬ ‫كتاباته‬ ‫فضلا عن‬ ‫"‪،‬‬ ‫في فلسفة الدين‬ ‫الشهير إمحاضرات‬ ‫بكتابه‬ ‫في إطار الفلسفة الحديثة‬

‫و"الإيمان والمعرفةا‬ ‫"‬ ‫المبكرة‬ ‫اللاهوتية‬ ‫"الكتابات‬ ‫‪:‬‬ ‫مثل‬ ‫الموضوع‬ ‫هذا‬ ‫حول‬ ‫التي تحلقت‬

‫أ‪.‬‬ ‫الروح‬ ‫ظاهريات‬ ‫و"‬ ‫"‪،‬‬ ‫المسيحي‬ ‫الدين‬ ‫‪v‬‬ ‫و‬

‫فيه تعود إلى عام ‪1821P‬‬ ‫بالدين منذ شبابه المبكر غير أن اهتمامه بالمحاضرة‬ ‫وقد اهتم هيجل‬

‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫العام‬ ‫في نفس‬ ‫"‬ ‫"الإيمان المسيحى‬ ‫كتابه‬ ‫ماخر‬ ‫زميله في جامعة برلين شلير‬ ‫حينما نشر‬

‫مهما‬ ‫كتابا‬ ‫في هذا المجال‬ ‫الذي كتب‬ ‫كروزر‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه زميله في جامعة هيدلبرج ف‬ ‫يفضل‬ ‫هيجل‬

‫‪.‬‬ ‫‪1812P‬‬ ‫عام ‪-0181‬‬ ‫"‬ ‫اليونان‬ ‫لاسيما‬ ‫المَديمة‬ ‫الشعوب‬ ‫عند‬ ‫أالرمزية والأساطير‬ ‫‪:‬‬ ‫عنوان‬ ‫تحت‬

‫شيلر ماخر هجوما شديدا من هيجل جراء محاولته في ذلك الكتاب السابق الذكر‬ ‫ولقد نال‬

‫الدين على الثعور(‪.)2‬‬ ‫تأسيس‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 203-103‬‬ ‫ص‬ ‫()‪-391VI‬‬ ‫نفسه‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫القومي‪a‬‬
‫‪l-m‬‬ ‫المشروع‬ ‫‪،‬‬ ‫إمام‬ ‫د‪ .‬إمام عبدالفتاح‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫هيجل‬ ‫مصطلحات‬ ‫معجم‬ ‫أنوود‪:‬‬ ‫ميخائيل‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.932‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تارلخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للثقافة‬ ‫الأعلى‬ ‫المجلس‬ ‫نشره‬ ‫‪c‬‬ ‫للترجمة (‪)186‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪12 1 m‬‬
‫هلس!ه )لدين‬ ‫الى‬ ‫جديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫عاما بعد‬ ‫حوله جعله يطور هذه المحاضرات‬ ‫بالدين ومحاضراته‬ ‫أن اهتمام هيجل‬ ‫والحقيقة‬ ‫‪al‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫الذي توفي‬ ‫العام‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫عام ‪1831‬‬ ‫حوالي عشرة أعوام من عام ‪ 1821‬وحتى‬ ‫ذلك‬ ‫‪ h.c‬آخر‪ ،‬واستغرق‬
‫‪om‬‬

‫نشر عام ‪ 832‬أم أي بعد وفاته‬ ‫هذه المحاضرات‬ ‫فيه‬ ‫أن هذا الكتاب الذي نشرت‬ ‫والمعروف‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه‬

‫‪:‬‬ ‫المحاضرات‬ ‫الطويلة من‬ ‫السلسلة‬ ‫هذه‬ ‫وقد تضمنت‬ ‫‪.‬‬ ‫بعام‬

‫وعلاقته بالفلسفة وطبيعة فلسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫عامة‬ ‫لطبيعة الدين بصفة‬ ‫فيها‬ ‫(‪ )1‬المقدمة التي عرض‬

‫إلى‪:‬‬ ‫البحث‬ ‫ثم تقسم المقدمة موضوع‬ ‫إليها‪،‬‬ ‫حاجتنا‬ ‫الدين ومدى‬

‫الدين‪.‬‬ ‫) الفكرة الشاملة عن‬ ‫أ‬ ‫(‬

‫الفكرة الشاملة أو الدين المتعين‪.‬‬ ‫تطور‬ ‫(ب)‬

‫أو ديانة القمة‪.‬‬ ‫أو اكتمالها أو ديانة الوحي‬ ‫إليها الفكرة الاملة‬ ‫المَمة التي تصل‬ ‫(جى)‬

‫وتناقش‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫(‪ )2‬الفكرة الشاملة عن‬

‫عامة‪.‬‬ ‫بصفة‬ ‫أو الدين‬ ‫الله‬ ‫)‬ ‫أ‬ ‫(‬

‫الدينية‪.‬‬ ‫العلاقات‬ ‫(ب)‬

‫دة ‪.‬‬ ‫لعبا‬ ‫ا‬ ‫بر)‬ ‫(‬

‫من‪:‬‬ ‫وتتألف‬ ‫‪،‬‬ ‫المتعينة‬ ‫الديانة‬ ‫(‪)3‬‬

‫الشرقية‪.‬‬ ‫البدائية والديانة‬ ‫الديانة‬ ‫أي‬ ‫؟‬ ‫الطبيعة‬ ‫) ديانة‬ ‫أ‬ ‫(‬

‫اليهودية وديانة الإغريق‪.‬‬ ‫أي‬ ‫؟‬ ‫) ديانة الفردية الروحية‬ ‫(ب‬

‫الرومان ‪.‬‬ ‫ديانهَ‬ ‫أي‬ ‫؟‬ ‫) ديانة الغرضية‬ ‫(ب‬

‫بين سلسلة‬ ‫مع تنوع واختلافات‬ ‫ويناقشها‬ ‫المسيحية‬ ‫وهو‬ ‫‪ )4‬ديانة القمة أو الدين المطلق‬ ‫(‬

‫على انها‬ ‫يتصور الم!حية‬ ‫لا‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫والابن والروح القدس‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ -‬الله الأب‬ ‫المحاضرات‬

‫عن التطور‬ ‫إخارجة‬ ‫ذاتها‬ ‫بل على أنها عودة الفكرة الشاملة إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫دين من ديانات أخرى‬

‫تستطيع‬ ‫لا‬ ‫الدين بطريقة‬ ‫للفكرة الشاملة عن‬ ‫ومحققة‬ ‫‪،‬‬ ‫المتعينة‬ ‫الديانة‬ ‫في‬ ‫المتضمن‬

‫‪122‬‬
‫الثالث‬ ‫الممل‬

‫كان‬ ‫ما‬ ‫وترفع‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخرى‬ ‫الديانات‬ ‫حقيقة‬ ‫تعبر عن‬ ‫وهي‬ ‫‪.‬‬ ‫بها‬ ‫أن تقوم‬ ‫الأخرى‬ ‫الديانات‬

‫فيها حقاأ(‪.)1‬‬

‫الدين عند هيجل‪:‬‬ ‫أ‪ -‬مفهوم‬

‫فقد كان عصره هو عصر‬ ‫‪،‬‬ ‫للدين‬ ‫ينفصل عن فهم معاصريه‬ ‫لا‬ ‫الدين‬ ‫عن‬ ‫مفهوم هيجل‬ ‫إن‬

‫مساحة‬ ‫له‬ ‫أن يعالج الدين وأن يخصص‬ ‫كان لابد لأي فيلسوف‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الإيمان الديني العميق‬

‫المتناغم للقوى‬ ‫النمو‬ ‫وقمة‬ ‫!‬ ‫الإنسانية‬ ‫‪9‬‬ ‫أنه ذروة‬ ‫الدين على‬ ‫مثلا نظر إلى‬ ‫فهيردر‬ ‫‪،‬‬ ‫فكره‬ ‫في‬

‫الأبدية‬ ‫الأبدية والراحة‬ ‫النطاق للحقيقة‬ ‫ذلك‬ ‫‪9‬‬ ‫أنه‬ ‫إلى الدين على‬ ‫نظر هيجل‬ ‫ولذا‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬ ‫البشرية‬

‫ومن ثئم‬ ‫"؟‬ ‫اْنفسنا مما هو زماني مؤقت‬ ‫في الدين نسحب‬ ‫‪9‬‬ ‫لأننا‬ ‫إلا‬ ‫وما ذلك‬ ‫"‪،‬‬ ‫الأبدي‬ ‫والسلام‬

‫الخاصة‬ ‫والتناقضات‬ ‫تنحل‬ ‫العالم‬ ‫ألغاز‬ ‫منه كل‬ ‫النطاق الذي‬ ‫لوعينا بذلك‬ ‫بالنسبة‬ ‫الدين هو‬ ‫ة‬ ‫ف!ن‬

‫إن‬ ‫أ‪.‬‬ ‫يخرس‬ ‫الألم‬ ‫صوت‬ ‫وحيث‬ ‫التحجب‬ ‫بعد‬ ‫وقد تكشفت‬ ‫معناها‬ ‫تجد‬ ‫للتفكير‬ ‫بأعمق مدى‬

‫الأقصى في الدين وني الفكر‬ ‫وفخاره يجد محوره‬ ‫لسعادته وعظمته‬ ‫‪9‬‬ ‫الإنسان‬ ‫إليه‬ ‫يسعى‬ ‫ما‬ ‫كل‬

‫الأشياءإ(‪.)3‬‬ ‫كل‬ ‫الأشياء وخاتمة‬ ‫بداية كل‬ ‫ف!ن الله هو‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫بالله‬ ‫والشعور‬ ‫الوعي‬ ‫وفي‬

‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫مطلقة‬ ‫ف!نه لهذا هو حر حرية‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫موضوع‬ ‫هو‬ ‫الله‬ ‫كان‬ ‫لما‬ ‫انه‬ ‫اعتبر هيجل‬ ‫وقد‬

‫في حضرته‬ ‫وهي‬ ‫القصوى‬ ‫الغاية‬ ‫الالماء في هذه‬ ‫تستهدف‬ ‫لأن كل الغايات الأخرى‬ ‫ذاته‬ ‫يعين‬

‫إيجد‬ ‫الله‬ ‫وفي‬ ‫الدين‬ ‫في‬ ‫أنه‬ ‫ويرى هيجل‬ ‫ذاتهاإ(‪.)4‬‬ ‫من‬ ‫لها قيمة‬ ‫تكون‬ ‫أن‬ ‫عن‬ ‫تتلاشي وتكف‬

‫تنزل الأثقال عن كاهلها‪ ،‬أثقال‬ ‫الغاية‬ ‫بهذه‬ ‫بذاتها‪،‬‬ ‫الروح‬ ‫تنشغل‬ ‫ففي الدين حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫الكل تحققه‬

‫غير‬ ‫تعود الروح تربط نفسها بشيء‬ ‫لا‬ ‫فهنا‬ ‫‪،‬‬ ‫نهائيين‬ ‫إشباعا وخلاصا‬ ‫لذاتها‬ ‫كل تناه وتكسب‬

‫العلاقة اللامتناهية‪،‬‬ ‫وهذه هي‬ ‫‪،‬‬ ‫الارتباط باللامحدود واللامتناهي‬ ‫ولكن‬ ‫نفسها‪ ،‬وهذا محدود‪،‬‬

‫في‬ ‫وعيها حرا حرية مطلقة ويكون‬ ‫يكون‬ ‫هنا‬ ‫‪.‬‬ ‫العبودية‬ ‫التزمتية أو‬ ‫علاقة‬ ‫علاقة الحرية وليست‬

‫هو الإحساس‬ ‫وهذا الشرط للحرية في طابعه كشعور‬ ‫‪.‬‬ ‫بالحقيقة المطلقة‬ ‫وعي‬ ‫لأنه‬ ‫الحقيقة وعيا‬

‫‪.O33-331‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪.472‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫مكتبة دار‬ ‫مجاهد‪،‬‬ ‫عبدالمنعم‬ ‫‪ :‬مجاهد‬ ‫الدين ‪ ،‬ترجمة‬ ‫فلسفة‬ ‫في‬ ‫‪ :‬محاضرات‬ ‫هيجل‬ ‫(‪ )3‬فريدريك‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.23‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫إلى فلسفة‬ ‫مدخل‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫‪ 1002‬م‪ ،‬الحلقة‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الكلمة‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.24‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 4‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪123 +‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!‬ ‫إلى‬ ‫حثيد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫أبعد لتفعله أكثر من‬ ‫ليس لديها شيء‬ ‫فإنه‬ ‫كنشاط‬ ‫بينما‬ ‫‪،‬‬ ‫البركة‬ ‫اليمن أو‬ ‫بالإشباع الذي نسميه‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫عظمته "(‪.)1‬‬ ‫وكشف‬ ‫الله‬ ‫‪ h.c‬تجلية جلالية‬
‫‪om‬‬

‫لإدراك اللامتناهي‬ ‫حينما يرتقي‬ ‫أن الإنسان يبلغ قمة حريته وقمة سعادته‬ ‫هيجل‬ ‫اعتبر‬ ‫لقد‬

‫بالوجود ايإلهي على هذا النحو إنما هو الدين الحقيقي‪،‬‬ ‫وأن هذا الوعي‬ ‫‪.‬‬ ‫أي الله‬ ‫اللامحدود‬

‫!إن الدين‬ ‫‪:‬‬ ‫حينما قال أيضا‬ ‫على ذلك‬ ‫وقد أكد هيجل‬ ‫‪.‬‬ ‫أن يفعله الإنسان‬ ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫أسمى‬ ‫وهو‬

‫بين الإيمان‬ ‫أحيانا‬ ‫أن ثمة تعارضا يبدو‬ ‫ورغم‬ ‫"(‪،)2‬‬ ‫المعرفة الفلسفية‬ ‫يستيقظ في القلب عن طريق‬

‫بما هو محدد‬ ‫الدائم‬ ‫أو بالارتباط‬ ‫بالعلة والمعلول‬ ‫الفلسفية التي قد تبدو محددة‬ ‫الديني والمعرفة‬

‫بدون حرية‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫بما هو إلهي‬ ‫الدين يمتلئ القلب‬ ‫على صعيد‬ ‫!‬ ‫فمانه‬ ‫‪،‬‬ ‫تعبير هيجل‬ ‫بحسب‬

‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫بالحرية‬ ‫المرء هذا الشعور‬ ‫تكسب‬ ‫التي‬ ‫إن المعرفة الفلسفية تلك هي‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫ذاتي‬ ‫أو وعي‬

‫الديني الأصيل البسيط مع المعرفة والعقل‪،‬‬ ‫الحاجة إلى التوفيق بين الدين والشعور‬ ‫نشأت‬ ‫ثمّ‬

‫الحاجة إلى هذا التوفيق على نحو أكثر مما يوجد في‬ ‫برزت‬ ‫في الدين المسيحي‬ ‫أنه‬ ‫يرى‬ ‫وهيجل‬

‫شتى‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫لأسباب‬ ‫الديانات الأخرى‬

‫ذلك‬ ‫من‬ ‫انطلق‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫أو الانقسام‬ ‫المطلقة‬ ‫الثنائية‬ ‫له بدايته الأصلية‬ ‫كانت‬ ‫أن الدين المسيحي‬

‫وفيه‬ ‫‪.‬‬ ‫السلام الطبيعي‬ ‫إربا ويدمر‬ ‫ويقطعها‬ ‫للروح‬ ‫الطبيعية‬ ‫الوحدة‬ ‫يمزق‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫بالمعاناة‬ ‫الشعور‬

‫مع نفسه‪.‬‬ ‫في حياته الجوانية في تناقض‬ ‫يبدو الإنسان شريرا من مولده ويكون‬

‫يسمح‬ ‫لا‬ ‫على نحو‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيمان‬ ‫درجة من اجل‬ ‫لأقصى‬ ‫تنكشف‬ ‫اليه‬ ‫والتوفيق والحاجة‬

‫في صراع‬ ‫بساطتها وراءها ودخلت‬ ‫أن الروح قد خلفت‬ ‫للإيمان أن يكون مجرد نوع بارد‪ ،‬وذلك‬

‫في هذه‬ ‫والأنا‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫تغترب‬ ‫‪،‬‬ ‫تنسحب‬ ‫إنها‬ ‫‪.‬‬ ‫مع الحق‬ ‫إنها كخاطئة هي أخر في تعارض‬ ‫‪،‬‬ ‫باطني‬

‫ونجد‬ ‫‪،‬‬ ‫للفكر العادي‬ ‫مستقل‬ ‫ولذا فهي تطرح كمحتوى‬ ‫؟‬ ‫الحقيقة‬ ‫هي‬ ‫الحالة من الانقسام ليس!‬

‫أن الحقيقة أولا تعلو السلطة‪.‬‬

‫وأحوال‬ ‫طبيعة الله وخصائص‬ ‫فيه‬ ‫ذلك أكون قد انتقلت إلى عالم عقلي‬ ‫يحدث‬ ‫وعندما‬

‫في هذا ف!ن حريتي‬ ‫‪،‬‬ ‫التأمل‬ ‫وفي‬ ‫بالإثم‬ ‫الشعور‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫للمعرفة‬ ‫تمثل‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫تصت‬ ‫التي‬ ‫الفعل‬

‫(‪)1‬نفسه‪.‬‬

‫‪. 25‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.1 24‬‬
‫النالفما‬ ‫ال!مل‬

‫نفسه‪.‬‬ ‫في الدين المسيحي‬ ‫جوهري‬ ‫هي عنصر‬ ‫القبلية‬ ‫ولهذا ف!ن المعرفة‬ ‫‪.‬‬ ‫لي بوضوح‬ ‫تنكشف‬

‫فيه حرا؟ ففيه‬ ‫أو بالأحرى أصبح‬ ‫حريتي‬ ‫على أن أستبقي‬ ‫نفسه يتوجب‬ ‫ففي الدين المسيحي‬

‫غاية جوهرية‪.‬‬ ‫النوع فحسب‬ ‫يكون التفكير بالنسبة للفرد كفرد وليس‬ ‫‪ ،‬فيه‬ ‫النفس‬ ‫بكون خلاص‬

‫المميز الأساسي‬ ‫هي‬ ‫العقلية‬ ‫المعرفة‬ ‫نجد‬ ‫وهكذا‬ ‫‪.‬‬ ‫العقلية‬ ‫للمعرفة‬ ‫المبدأ الحق‬ ‫الذاتية هي‬ ‫هذه‬

‫(‪.)1‬‬ ‫في الدين المسيحي‬

‫من ممارسة‬ ‫الفرد‬ ‫تمكن‬ ‫التي‬ ‫الديانة‬ ‫في ختام النص السابق أن المسيحية هي‬ ‫هيجل‬ ‫اعتبر‬ ‫لقد‬

‫واعتبر أن المعرفة العقلية‬ ‫‪،‬‬ ‫العقلية‬ ‫فقد اعتبرها ديانة المعرفة‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫التفكير والفعل‬ ‫في‬ ‫حريته‬

‫المميزة لها‪.‬‬ ‫هي‬

‫يتصوره‬ ‫ما‬ ‫عن‬ ‫يتحدث‬ ‫ما‬ ‫بقدر‬ ‫المسيحي‬ ‫عن اللاهوت‬ ‫يتحدث‬ ‫هنا‬ ‫ولا يظن أحد أن هيجل‬

‫للاهوت‬ ‫وليس‬ ‫إن هذا هو ناتج تحليله الفلسفي للدين المسيحي‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين المسيحي‬ ‫فلسفيا جوهر‬

‫حيث‬ ‫‪.‬‬ ‫في عصره‬ ‫عن اللاهوت‬ ‫لم يكن راضيا‬ ‫لأن الواقع أن هيجل‬ ‫؟‬ ‫كما كان سائدا في عصره‬

‫الفيلسوف‬ ‫حصرها‬ ‫باستهجان‬ ‫هيجل‬ ‫قابلها‬ ‫هناك على الأقل أربعة أنواع من اللاهوت‬ ‫كانت‬

‫اْنوود فيما يلي(‪:)2‬‬ ‫ميخائيل‬ ‫الهيجلي‬

‫الذي حاول‬ ‫"(‪)8‬‬ ‫من أمثال "فولف‬ ‫التنوير‬ ‫العقلي الذي عبر عنه مفكرو عصر‬ ‫أ‪ -‬اللاهوت‬

‫أكثر مما‬ ‫في نظر هيجل‬ ‫يستغرق‬ ‫فذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫أخرى‬ ‫دينية‬ ‫الله وحقائق‬ ‫وجود‬ ‫البرهنة على‬

‫بدلا من‬ ‫لله)‬ ‫الاسيما‬ ‫دينية‬ ‫سلفا تمثلات‬ ‫فهو يفترض‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫بنبغي وأقل مما ينبغي عن‬

‫ينظر إلى‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫فهو يعمل على إفقار مضمون‬ ‫ومع ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫اشتقاقها على نحو سليم‬

‫معنا في الدين‪.‬‬ ‫معه ووحدته‬ ‫اعتبارا لوحدتنا‬ ‫ولا يضع‬ ‫موضوع‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫وحده‬ ‫الله‬

‫العقل وحده "‪.‬‬ ‫"الدين في حدود‬ ‫كتابه‬ ‫‪ -2‬رد كانط الدين إلى الأخلاق لاسيما في‬

‫‪.42-41‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫)نفسه‬ ‫(‪1‬‬

‫‪.473- 472‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫سبق الإشارة‬ ‫‪،‬‬ ‫هيجل‬ ‫يخائيل أنوود‪ :‬معجم مصطلحات‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫في‬ ‫وتوفي‬ ‫‪'967‬‬ ‫ألماني ولد في ‪24‬‬ ‫فيلسوف‬ ‫‪Von‬‬ ‫) ‪Wolff‬‬ ‫(فولف‬ ‫فون وولف‬ ‫(") هو‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫يناير‬ ‫البارون‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫من تلاميذ الفيلسوت‬ ‫التنوير الألماني وهو‬ ‫باسم‬ ‫الرسمي‬ ‫بمثابة المتحدث‬ ‫‪( 9‬بريل ‪ 1754‬م‪ ،‬وكان‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫الشهير ليبتز‪.‬‬ ‫الألماني‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m125‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫ح ل حددد‬ ‫‪c‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫أو الوجدان أو المعرفة‬ ‫تقول إن الدين يقوم على الشعور‬ ‫التي‬ ‫وياكوبي‬ ‫‪ -3‬نظرة شليرماخر‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫في مكان‬ ‫فاصلة‬ ‫خطوطا‬ ‫يضع‬ ‫يرى هيجل‬ ‫الدين‬ ‫النظرة تجعل‬ ‫وهذه‬ ‫المباشرة‬ ‫‪h.‬‬
‫فيما‬ ‫‪.‬‬ ‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫‪.‬‬ ‫فارغ‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫لحقيقتها‬ ‫النظريات الدينية دون أن يعرض‬ ‫يكتفي بسرد‬ ‫التاريخي الذي‬ ‫‪ -4‬اللاهوت‬

‫بالله‪.‬‬ ‫لا يهتم إلا بالدين وليس‬ ‫هذا اللاهوت‬ ‫ومثل‬ ‫‪.‬‬ ‫عقلانيها‬

‫اْن‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫النقدي من هذه الصور من اللاهوت في عصره‬ ‫رغم موقف هيجل‬ ‫أنه‬ ‫والطريف‬

‫كما‬ ‫بالله‬ ‫فهو في فلسفته يهتم كثيرا‬ ‫أ‬ ‫من اللاهوت‬ ‫ضربا‬
‫نظره قي‬ ‫وجهة‬ ‫من‬ ‫فلسفته تعتبر حتى‬

‫من النوع الأول السابق‬ ‫عن اللاهوت‬ ‫الدين عنده تختلف‬ ‫لكن فلسفة‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫أن الدين موضوعه‬

‫كطريق‬ ‫إنها تهتم بالدين بما هو كذلك‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫؟‬ ‫النوع الثاني والثالث‬ ‫عن‬ ‫وكذلك‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫الإشارة‬

‫وطالما أن وعينا الديني وعبادتنا هي نفسها‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫هي نفسها طورا في تطور‬ ‫وبوصفها‬ ‫الله‬ ‫لتمثل‬

‫الفهم‬ ‫) لا‬ ‫(أو الفكرة الشاملة‬ ‫العقل والتصور‬ ‫تتضمن‬ ‫كذلك‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫لله‬ ‫مرحلة في الوعي الذاتي‬

‫إنها تهتم بحقيقة وعقلانية‬ ‫من حيث‬ ‫؟‬ ‫من اللاهوت‬ ‫الرابع‬ ‫النوع‬ ‫عن‬ ‫تختلف‬ ‫فهي‬ ‫‪،‬‬ ‫فحسب‬

‫‪.)1‬‬ ‫(‬ ‫ديان‬ ‫لأ‬ ‫ا‬

‫علاقة الفلسفة بالدين‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫والدين لديه يكادا يكونا شيئا واحدا‪ ،‬وهو نفسه يكشف‬ ‫أن فلسفة هيجل‬ ‫ومما سبق نكتشف‬

‫فموضوع‬ ‫‪9‬‬ ‫؟‬ ‫الموضوع‬ ‫من حيث‬ ‫إنهما كذلك‬ ‫‪! :‬‬ ‫التقارب بينهما لديه حينما يقول‬ ‫ذلك‬ ‫عن مدى‬

‫تفسير‬ ‫)‪،‬‬ ‫(الله‬ ‫شيئا غير‬ ‫وليس‬ ‫)‬ ‫(الله‬ ‫الفلسفة هو الحقيقة الخالدة في موضوعيتها‬ ‫الدين وكذلك‬

‫إنها‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫المعرفة بذلك الذي ليس من‬ ‫بل هي‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫كلمة عن‬ ‫إن الفلسفة ليست‬ ‫)‪.‬‬ ‫(الله‬

‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫ما هو أبدي‬ ‫معرفة‬ ‫بل هي‬ ‫‪،‬‬ ‫والحياة‬ ‫التجريبي‬ ‫أو الوجود‬ ‫تهتم بالكيان الخارجي‬ ‫معرفة‬ ‫ليست‬

‫عن طيعتهإ(‪.)2‬‬ ‫وما يصدر‬ ‫(الله)‪،‬‬ ‫هو‬

‫الفلسفة‪،‬‬ ‫الدين كعمل‬ ‫ف!ن عمل‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الفلسفة والدين‬ ‫المشترك‬ ‫كان ذلك هو الموضوع‬ ‫وإذا‬

‫تفض‬ ‫نفسها وهي‬ ‫أن تفض‬ ‫تعمل شيئا سوى‬ ‫لا‬ ‫ن الفلسفة‬ ‫‪91‬‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الدين‬ ‫الفلسفة كعمل‬ ‫وعمل‬

‫‪.473‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪.94‬‬ ‫الإشارة اليها‪ ،‬ص‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫في فلسفة الدين ‪ ،‬الترجمة‬ ‫محاضرات‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬هيجل‬

‫‪+1 26‬‬
‫الثالث‬ ‫ال!صل‬

‫الدين‬ ‫وهكذا ففي رأي هيجل !يصبح‬ ‫إ(‪.)1‬‬ ‫الدين وتكشفه‬ ‫نفسها تفض‬ ‫تفض‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬

‫فبالطريقة نفسها‬ ‫؟‬ ‫ديانة‬ ‫إنها‬ ‫‪.‬‬ ‫عبادة‬ ‫هي في الواقع‬ ‫ذاتها‬ ‫والفلسفة شيثا واحدا‪ ،‬فالفلسفة في‬

‫مع الدين‪،‬‬ ‫ف!ن الفلسفة تتوحد وتتطابق‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬ ‫(بالله)‪.‬‬ ‫تتخلى عن الأفكار والآراء لكي تنشغل‬

‫على هذا النحو‪.‬‬ ‫دينا‬ ‫والفرق هو في طريقة فريدة متميزة عن طريقة النظر للأشياء والتي تسمى‬

‫وما يميزهما الواحد عن الآخر هو مجرد‬ ‫‪،‬‬ ‫هو أنهما دين‬ ‫بين الدين والفلسفة‬ ‫المشترك‬ ‫والشيء‬

‫في كل منهما!(‪.)2‬‬ ‫نوع وطريقة الدين التي نجدهما‬

‫ولعل‬ ‫!‪،‬‬ ‫"الله‬ ‫وهو‬ ‫بينهما‬ ‫المثترك‬ ‫الموضوع‬ ‫إذن ف!ن الدين والفلسفة يتطابقان من حيث‬

‫فمنذ أفلاطون وأرسطو‬ ‫‪،‬‬ ‫من قبل‬ ‫الإلهية‬ ‫الفلاسفة في تاريخ الفلسفة‬ ‫بمعظم‬ ‫هنا‬ ‫يذكرنا‬ ‫هيجل‬

‫نطاق الأشياء وخارج‬ ‫للفلسفة هو تامل الحقيقة خارج‬ ‫الأساسي‬ ‫يعتبران أن الموضوع‬ ‫أنهما‬ ‫نجد‬

‫الرئيسي للفلسفة؟‬ ‫أن الوجود الإلهي هو الموضوع‬ ‫لقد رأى أرسطو‬ ‫‪،‬‬ ‫المحسوس‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬

‫يقترب الإنسان العادي من‬ ‫ما‬ ‫وبقدر‬ ‫‪،‬‬ ‫للفيلسوف‬ ‫هي المهمة الأسمى‬ ‫الإله‬ ‫ثئم ف!ن تأمل‬ ‫ومن‬

‫الفكر‬ ‫ما سادت‬ ‫النظرة ذاتها هي‬ ‫هذه‬ ‫ولعل‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهي‬ ‫للوجود‬ ‫فيلسوفا ومدركا‬ ‫بقدر ما يكون‬ ‫ذلك‬

‫فلقد اعتبروا‬ ‫‪.‬‬ ‫والإسلام‬ ‫اليهودية والمسيحية‬ ‫لدى فلاسفة‬ ‫طوال العصور الوسطى‬ ‫الفلسفي‬

‫تكاد توحد من‬ ‫الدينية‬ ‫ففلسفاتهم‬ ‫لمّ‬ ‫ومن‬ ‫!؟‬ ‫الله‬ ‫‪9‬‬ ‫هو‬ ‫للفيلسوف‬ ‫الأسمى‬ ‫جميعا أن الموضوع‬

‫"‪.‬‬ ‫الله‬ ‫‪9‬‬ ‫هو‬ ‫واحد‬ ‫إن موضوعها‬ ‫‪.‬‬ ‫بين الفلسفة والدين‬ ‫الزاوية‬ ‫هذه‬

‫إقرار‬ ‫أ‬ ‫الدين‬ ‫في فلسفة‬ ‫من "محاضراته‬ ‫التالية‬ ‫في الفقرة‬ ‫حاول‬ ‫رغم أن هيجل‬ ‫أنه‬ ‫والحقيقة‬

‫من حيث‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫لهما‪،‬‬ ‫المشترك‬ ‫عن هذا المحتوى‬ ‫بعيدا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفروق بين الفلسفة والدين‬ ‫بعض‬

‫وحدتهما(‪.)3‬‬ ‫لا يثمعر عاد إلى التأكيد على‬

‫لكن في‬ ‫الفلسفهَ كما أشرنا عند هيجل‬ ‫مضمون‬ ‫الآن هو‪ :‬لو أن للدين نفس‬ ‫ولعل السؤال‬

‫تلاميذه‬ ‫أنوود أحد‬ ‫بلسان‬ ‫جاء‬ ‫الذي‬ ‫هذا السؤال‬ ‫واجابة‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫إلى الدين‬ ‫فلماذا نحتاج‬ ‫‪،‬‬ ‫أدنى‬ ‫صورة‬

‫تلميذه فيما يلي(‪:)4‬‬ ‫لخصها‬ ‫عند هيجل‬ ‫له عدة إجابات‬ ‫‪،‬‬ ‫المعاصرين‬

‫(‪ )1‬نفسه‪.‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.05 -94‬‬ ‫ص‬ ‫نفسه‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 52‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أ‬ ‫‪ :‬نفس المصدر‪ ،‬ص‬ ‫انظر‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 476- 047‬‬ ‫ص‬ ‫السابق‬ ‫أنوود‪ :‬نفس المرجع‬ ‫ميخائيل‬ ‫(‪4‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪127+‬‬
‫هلس!ه الدين‪-‬‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫مثل الحرية‬ ‫ما‬ ‫حقيقة‬ ‫يعرض‬ ‫المبكرة‬ ‫الدين كان في فترات معينة مثل المسيحية‬ ‫‪.al-‬ا‪ -‬أن‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫له‪.‬‬ ‫المعاصرة‬ ‫الفلسفة‬ ‫أكثر كفاية صهاقناعا من‬ ‫بين البشر بطريقة‬ ‫والمساواة‬ ‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫فلسفية‬ ‫الحقيقة نفسها بمصطلحات‬ ‫الفلسفة بالدين وعرضت‬ ‫عندما لحقت‬ ‫‪ -2‬وحتى‬

‫بصفة‬ ‫الفترات‬ ‫في فترة من‬ ‫والتقدم الفلسفي‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫ما أنجزه‬ ‫سلفا‬ ‫ما فعلته كان يفترض‬

‫التقدم الديني‪.‬‬ ‫سلفا‬ ‫الفرد يفترض‬ ‫عامة أو عند‬

‫أساسا على‬ ‫فالفلسفة مقصورة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫به‬ ‫لحقت‬ ‫لو‬ ‫عن الدين حتى‬ ‫الاستغناء‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫‪-3‬‬

‫في صورتها‬ ‫الناس‬ ‫ولا معقولة عند معظم‬ ‫هي جذابة‬ ‫لا‬ ‫كما أنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫من‬ ‫قليلة‬ ‫فئة‬

‫لهم‬ ‫ويعرض‬ ‫ويفتنها‬ ‫خيال الجماهير‬ ‫العكس يجذب‬ ‫أما الدين فهو على‬ ‫‪.‬‬ ‫المجردة‬

‫ليس بحاجة‬ ‫حتى أن الفيلسوف‬ ‫‪،‬‬ ‫جذابة‬ ‫في صورة‬ ‫فيه‬ ‫حقائق عميقة عن الكون ومكانهم‬

‫العامة‪.‬‬ ‫العبادة‬ ‫عن‬ ‫بديل كاف‬ ‫والمؤتمرات‬ ‫إلى أن يعتبر المحاضرات‬

‫لابد‬ ‫السياسي‬ ‫غير أن الدين والتكوين‬ ‫‪،‬‬ ‫والسياسي‬ ‫النظام الأخلاقي‬ ‫الدين اْغراض‬ ‫‪ -4‬يخدم‬

‫ضئيل‬ ‫تأثير‬ ‫سوى‬ ‫له‬ ‫الإنسان من قوانين لي!‬ ‫يصوره‬ ‫ما‬ ‫مادام‬ ‫أن يكونا في تناغم وانسجام‬

‫على الضمير الديني‪.‬‬

‫انظر‬ ‫؟‬ ‫الدولة‬ ‫بالفعل أن الدين مهم جدا لدعم‬ ‫هذه النقطة الأخيرة بالذات يؤكد هيجل‬ ‫وفي‬

‫أولا أي يقين مطلق وأمان‬ ‫ففي الدين تجد‬ ‫؟‬ ‫الدين‬ ‫أن تستقر على‬ ‫إإن الدولة يجب‬ ‫‪:‬‬ ‫إليه يقول‬

‫الأخرى‬ ‫إالإلزامات‬ ‫فضلا عن‬ ‫إ‪،‬‬ ‫أن يؤدوها للدولة‬ ‫والواجبات التي يجب‬ ‫‪،‬‬ ‫لميول الناس‬ ‫مطلق‬

‫الدولة أو الاستخفاف‬ ‫بالانتقاص من القوانين وتنظيمات‬ ‫فيها‬ ‫التدخل‬ ‫الديني يمكن‬ ‫الإلزام‬ ‫غير‬

‫كل هذا النقد‬ ‫الذي يخمد‬ ‫إن الدين هو وحده‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والذين هم في السلطة‬ ‫الذين يحكمون‬ ‫بالأفراد‬

‫إن تبجيل‬ ‫باختصار‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المطلق‬ ‫الإلزام‬ ‫اللاتناهي‬ ‫في هذا‬ ‫ويغنيها ويبث‬ ‫المبررات‬ ‫ويزن‬ ‫الذاتي‬

‫أو الآلهة يفكك‬ ‫)‬ ‫(الله‬ ‫بينما احتقار‬ ‫‪،‬‬ ‫ويحفظهم‬ ‫والدول‬ ‫والأسر‬ ‫الأفراد‬ ‫يؤسس‬ ‫الاَلهة‬ ‫أو‬ ‫)‬ ‫(الله‬

‫إلى دمارهاأ(‪.)1‬‬ ‫روابط الأسرة والدولة ويؤدي‬ ‫القوانين والواجبات ويحطم‬ ‫أساس‬

‫مجاهد‬ ‫عبدالمنعم‬ ‫من الترجمة العربية لمجاهد‬ ‫الثانية‬ ‫الحلقة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫في فلسفة‬ ‫محاضرات‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬هيجل‬

‫‪.28‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫الدين )‪ ،‬دار الكلمة‬ ‫(فلعمفة‬

‫‪128‬‬
‫الثالفما‬ ‫الفمل‬

‫والأسرة والدولة يذكرنا‬ ‫الأفراد‬ ‫للدين ودوره في حماية‬ ‫الشديد من هيجل‬ ‫التقدير‬ ‫ولعل هذا‬

‫القانون‬ ‫‪:‬‬ ‫أمرين اثنين هما‬ ‫تقوم على‬ ‫مثالية‬ ‫من دولة‬ ‫!‬ ‫!القوانين‬ ‫محاوره‬ ‫بما قدمه أفلاطون في‬

‫الإلحاد‬ ‫يحرم‬ ‫قانونا‬ ‫لدور الدين وأهميته للدولة أن سن‬ ‫احترام أفلاطون‬ ‫وبلغ من‬ ‫‪،‬‬ ‫والدين‬

‫لقد اتفق هيجل‬ ‫من الصور(‪.)1‬‬ ‫على الإيمان الديني بأي صورة‬ ‫على معاقبة أي فرد خارج‬ ‫وينص‬

‫جرأة أفلاطون في هذه‬ ‫تأتيه أبدا‬ ‫لم‬ ‫لكن هيجل‬ ‫‪،‬‬ ‫الدولة‬ ‫أفلاطون في أهمية الدين لاستقرار‬ ‫مع‬

‫قدر طاقته على‬ ‫بالبرهنة‬ ‫الدعوة الغريبة بمعاقبة الملحدين ومحاربة الإلحاد‪ .‬لقد اكتفى هيجل‬

‫الاستقرار‪ ،‬وأن تحقيق الواجب‬ ‫ف!ن ممارسة الصوابية يحقق‬ ‫‪،‬‬ ‫عندما يكون الدين هو الأساس‬ ‫أنه‬ ‫"‬

‫معه‪.‬‬ ‫طالما تتوافق مع الدين ولا تتعارض‬ ‫أن تحترم‬ ‫يمكن‬ ‫بالتالي‬ ‫وأن القوانين‬ ‫آمناإ(‪،)2‬‬ ‫يصبح‬

‫والدولة‬ ‫والأسرة‬ ‫الأفراد‬ ‫وهو الذي يحمي‬ ‫‪،‬‬ ‫المطلق‬ ‫الإلزام‬ ‫أساس‬ ‫رأيه‬ ‫فالإيمان الديني هو في‬

‫من الضياع والدمار‪.‬‬

‫عند هيجل‪:‬‬ ‫(الله)‬ ‫ب‪-‬‬

‫فإن إدراك‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫)‪،‬‬ ‫(الله‬ ‫سبق هو‬ ‫فيما‬ ‫كما أشرنا‬ ‫الفلسفة والدين إذن عند هيجل‬ ‫إن جوهر‬

‫وإن كان الأمر‬ ‫‪.‬‬ ‫ولا غنى عنها‬ ‫والفلسفية مسألة ضرورية‬ ‫الدينية‬ ‫النظر‬ ‫الله من وجهتي‬ ‫حقيقة‬

‫إلى هذا‬ ‫الفيلسوف حتى يصل‬ ‫من ناحية الفلسفة يحتاج إلى جهد‬ ‫ف!نه‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫بالنسبة للدين مسلم‬

‫المطلقة‪.‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫بأن الله هو‬ ‫الهيجلي‬ ‫اليقين‬

‫وهو (الله)‬ ‫ألا‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ -‬أهي التصور الذي لم يتطور بعد للدين نفسه‬ ‫إن بداية الدين ‪ -‬عند هيجل‬

‫مطلق ‪..‬‬ ‫هو المعرفة الحقة بشكل‬ ‫وأن الدين وحده‬ ‫حقيقة كل شيء‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫المطلقة‬ ‫)‬ ‫(الحقيقة‬ ‫هو‬

‫حقيقته‬ ‫ألفة به‪،‬‬ ‫على‬ ‫نحن‬ ‫هي شيء‬ ‫الله‬ ‫ف!ن ماهية‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫الذين من قبل نمتلك‬ ‫نحن‬ ‫لنا‬ ‫وبالنسبة‬

‫ماثلة في وعينا الذاتي إ(ر)‪.‬‬ ‫الجوهرية‬

‫إلى الفلسفة السياسية والاجتماعية ‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‪،‬‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬كتابنا‪ ،‬مدخل‬

‫‪. 162‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1202‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫الاْردن‬ ‫عمان ‪-‬‬

‫العامة للكتاب‬ ‫الهيئة المصرية‬ ‫ظاظا‪،‬‬ ‫حسن‬ ‫محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،)12‬‬ ‫(ك‬ ‫القوانين‬ ‫‪:‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫‪:‬‬ ‫وراجع‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪ 162‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ص‬ ‫بالقاهرة‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.28‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المصدر‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬هيجل‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪.13‬‬ ‫ص‬ ‫نفسه‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪912+‬‬
‫هلس!ه الدين‬ ‫الى‬ ‫دد‬ ‫حل ‪h‬‬ ‫‪c‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫؟!‬ ‫فماذا عنه عند المتفلسف‬ ‫‪،‬‬ ‫المتدين‬ ‫لله عند‬ ‫بالنسبة‬ ‫الدين‬ ‫هو منظور‬ ‫ذلك‬ ‫كان‬ ‫‪al‬‬
‫صماذا‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫مجرد‬ ‫هو أولا اسم‬ ‫)‬ ‫(الله‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمية‬ ‫الناحية‬ ‫من‬ ‫إذا ما نظرنا إلى ذلك‬
‫الم‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫يجيبنا هيجل‬ ‫‪m‬‬

‫طريقها‬ ‫وعن‬ ‫‪،‬‬ ‫لله موجودة‬ ‫الاستيعاب‬ ‫والتي هي‬ ‫‪،‬‬ ‫التك!ثحف‬ ‫الدين التي هي‬ ‫‪ ..‬وأن فلسفة‬ ‫عام‬

‫‪.)1‬‬ ‫)‪(1‬‬ ‫(الله‬ ‫معرفتنا الفلسفية بطبيعة‬ ‫تكون‬ ‫فحسب‬

‫المعرفة الفلسفية من وجهة نظر‬ ‫كما تكشفها‬ ‫الله‬ ‫طبيعة‬ ‫هي‬ ‫ما‬ ‫هو‪:‬‬ ‫فإن السؤال‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬

‫؟!‬ ‫هيجل‬

‫هو الكلي‪،‬‬ ‫الله‬ ‫مع ذاته ‪ .‬إن‬


‫‪.‬‬ ‫مطلقة‬ ‫وحدة‬ ‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫هو تام في‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫هو (الكلي‬ ‫)‬ ‫(الله‬ ‫"إن‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬

‫المقابل لآلهة‬ ‫الواحد‬ ‫وليس‬ ‫الأحد‬ ‫هو (الواحد)‬ ‫)‬ ‫(الله‬ ‫إن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالمحتوى‬ ‫هو الحافل‬ ‫‪،‬‬ ‫العيني‬ ‫هو‬

‫فيه‬ ‫والذي‬ ‫(كليته هو)‪،‬‬ ‫هو‬ ‫)‬ ‫(الله‬ ‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫(الله‬ ‫ألا وهو‬ ‫الصمد)‬ ‫إلا (الفرد‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬ ‫بل‬ ‫متعددة‬

‫ولام‬ ‫بألف‬ ‫(الوجود)‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬ ‫جزئية‬ ‫توجد‬ ‫لا‬ ‫فيه‬ ‫والذي‬ ‫‪،‬‬ ‫تناهِ‬ ‫فيه لا يوجد‬ ‫والذي‬ ‫‪.‬‬ ‫حد‪.‬‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬

‫حقيقيا في‬ ‫عداه ليس‬ ‫شيء‬ ‫وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫الوحيدة‬ ‫الحقة‬ ‫إنه الحقيقة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بذاته‬ ‫المكتفي‬ ‫المطلق‬ ‫‪،‬‬ ‫التعريف‬

‫(الجوهر)‬ ‫ف!نه (هو)‬ ‫ثثم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الوحيدة‬ ‫المطلقة‬ ‫إنه الحقيقة‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاته‬ ‫من‬ ‫حقيقي‬ ‫له وجود‬ ‫لسِى‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬

‫‪.)2(!.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المطلق‬

‫الواضح‬ ‫هيجل‬ ‫تاْثر‬ ‫فيها‬ ‫بهذه الطريقة إنما يبدو‬ ‫الله‬ ‫لماهية‬ ‫التجريدي‬ ‫أن هذا التصور‬ ‫ولا شك‬

‫إلا جوهر‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬ ‫"أنه‬ ‫كان يرى‬ ‫‪ 677 - 1632‬ام ) الذي‬ ‫(‬ ‫الشهير‬ ‫الهولندي‬ ‫الفيلسوف‬ ‫باسبينوزا‬

‫من‬ ‫يحتاج إلى تصور‬ ‫لا‬ ‫وتصوره‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫من‬ ‫تصوره‬ ‫ويجري‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫هو في‬ ‫ما‬ ‫بأنه‬ ‫وقد عرفه‬ ‫واحد‪،‬‬

‫هو‬ ‫إنما‬ ‫التصور بهذه الطريقة التجريدية ل!له‬ ‫بأن هذا‬ ‫نفسه‬ ‫وقد اعترف هيجل‬ ‫إ(‪.)3‬‬ ‫غيره‬ ‫أحد‬

‫بالفعل "نزعة اسبينوزية ‪.)4(،‬‬

‫؟ !‬ ‫الكلي ‪ -‬المطلق‬ ‫هذا الواحد‪-‬‬ ‫إلى إدراك‬ ‫الطريق‬ ‫كيف‬ ‫‪:‬‬ ‫هو‬ ‫السؤال‬ ‫ولكن‬

‫(‪)1‬نفسه‪.‬‬

‫‪. 15- 14‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫من النص‪.‬‬ ‫‪ 5‬أ‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقة‬ ‫هامثى المترجم في نفس الصفحة‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪.15‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المصدر‬ ‫‪:‬‬ ‫هيجل‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬

‫‪13 0‬‬
‫ال!ل الثالث‬

‫يفكرون ويتأملون‬ ‫لكنه بالنسبة لمن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالإيمان في التصور العادي‬ ‫الشعور‬ ‫إلا‬ ‫طريق‬ ‫لا‬ ‫إنه‬

‫ةيعني ن‬
‫أ‬ ‫يقول هيجل‬ ‫فيما‬ ‫الله‬ ‫التفكير‪ ،‬والتفكير في‬ ‫هو‬ ‫لأن طريقهم‬ ‫سيختلف‬ ‫ويتفلسفون‬

‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫هو خالص‬ ‫ما‬ ‫يعني أن نرتفع إلى‬ ‫إنه‬ ‫‪،‬‬ ‫عما هو جزئي‬ ‫‪،‬‬ ‫عما هو خارجي‬ ‫نرتفع عما هو حسي‪،‬‬

‫ينتمي إلى مجال‬ ‫ما‬ ‫وراء‬ ‫‪،‬‬ ‫إنه تجاوز فوق (أو وراء) الحسي‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫مع‬ ‫هو في وحدة‬ ‫الذي‬ ‫ذلك‬

‫وهذا النطاق هو (التفكير)‪.)1(1‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)$U‬‬ ‫إلى النطاق الخالص‬ ‫‪،‬‬ ‫الحواس‬

‫منذ‬ ‫الألوهية‬ ‫عن‬ ‫الباحثين‬ ‫الفلاسفة‬ ‫معظم‬ ‫مع حديث‬ ‫هنا يتقاطع‬ ‫هيجل‬ ‫أن حديث‬ ‫شك‬ ‫ولا‬

‫ثم فلاسفة الدين المحدثين والمعاصرين‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة حتى أفلاطون وأرسطو‬ ‫في مصر‬ ‫فلاسفة منف‬

‫والبرهنة على وجوده ‪.‬‬ ‫الله‬ ‫هذا التفكير المجرد في طبيعة‬ ‫عن‬ ‫نهانا‬ ‫باسشّاء كانط الذي‬

‫في أن طبيعة (الله)‬ ‫مع أرسطو‪،‬‬ ‫يتفق مع هؤلاء الفلاسفة أيضا‪ ،‬وخاصة‬ ‫أن هيجل‬ ‫والطريف‬

‫هو‬ ‫!إن التفكير وحده‬ ‫‪:‬‬ ‫التفكير‪ .‬يقول هيجل‬ ‫هي كذلك‬ ‫فيه‬ ‫التفكير كما أن طبيعة المفكر‬ ‫هي‬

‫أن ينتجه (التفكير)‬ ‫يمكن‬ ‫الذي‬ ‫الكلي‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫في إجراءاته‬ ‫‪،‬‬ ‫فعاليته‬ ‫في‬ ‫)‬ ‫(الكل‬ ‫) إنه‬ ‫(الكلي‬ ‫نشاط‬

‫إنه‬ ‫‪،‬‬ ‫إذن ف!نه ما يتعذر تقديره‬ ‫‪.‬‬ ‫تماما‬ ‫أن يكون مجردا‬ ‫(التفكير)‪ ،‬يمكن‬ ‫من أصل‬ ‫هو‬ ‫والذي‬

‫كل تجزيئي "(‪.)2‬‬ ‫محو‬ ‫إنه‬ ‫كل حد‪،‬‬ ‫محو‬ ‫إنه‬ ‫‪،‬‬ ‫اللامتناهي‬

‫المفكر‬ ‫بينما‬ ‫ماهيتهما الفكر‪ ،‬لكن‬ ‫فيه‬ ‫والمُفكَر‬ ‫أن المفكر‬ ‫إلا‬ ‫من ذلك‬ ‫ولا ينبغي أن يفهم‬

‫بهذه‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫إنما‬ ‫التفكير أيضا‬ ‫الذي طبيعته وفعاليته هي‬ ‫فيه‬ ‫المُفكَّر‬ ‫ف!ن‬ ‫مجرد شخص‪،‬‬ ‫هو‬

‫معه‬ ‫فهو الواحد وهو المطلق وهو الكلي وهو اللامتناهي وهو الذي تنمحي‬ ‫‪،‬‬ ‫المجردة‬ ‫الصفات‬

‫‪.‬‬ ‫الجزئيات‬

‫مطلق‬ ‫الوجود بشكل‬ ‫توجه لهيجل نحو عقيدة وحدة‬ ‫اْي‬ ‫ذلك‬ ‫ينبغي أن يفهم من‬ ‫لا‬ ‫‪:‬‬ ‫أقول‬

‫في أي دين إ(‪.)3‬‬ ‫موجودة‬ ‫الوجود على هذا النحو "ليست‬ ‫إن وحدة‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫لأنه ينكر ذلك بوضوح‬

‫هنا يتميز في البداية‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫إ‪.‬‬ ‫فكرة "الجوهرية‬ ‫إعلى نحو اكثر دقة تسميتها‬ ‫رأيه‬ ‫في‬ ‫والأفضل‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫ص ‪.17‬‬ ‫(‪)1‬نفسه‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫)نفسه‪.‬‬ ‫(‪2‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪9‬‬ ‫(‪)3‬نفسه ‪،‬ص‬
‫‪h.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪Ill +‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫!دلمد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫أيضا محددة‬ ‫وهي‬ ‫جوهرا‬ ‫تظل‬ ‫اْيضا (الروح‬ ‫) المطلقة‬ ‫إن (الذات‬ ‫فحسب‬ ‫(جوهر)‬ ‫‪ .al‬أنه‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫‪،‬‬ ‫‪.‬‬
‫على‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬
‫!(‪.)1‬‬ ‫كذات‬ ‫تيا‬ ‫ذا‬
‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬

‫أطلق عليه المعرفة المباشرة والتوسط‪،‬‬ ‫ما‬ ‫الوجود المطلقة بحديثه عن‬ ‫ينفي وحدة‬ ‫إن هيجل‬

‫الواحد عن الآخر‪ ،‬ف!ذا كان الاثنان‬ ‫و(الله) مختلفان‬ ‫(أنا)‬ ‫إإنني‬ ‫شديد‪:‬‬ ‫قال بوضوح‬ ‫وحينما‬

‫هناك وحدة‬ ‫ستكون‬ ‫‪،‬‬ ‫هناك تحرر من أي توسط‬ ‫سيكون‬ ‫‪،‬‬ ‫هناك علاقة مباشرة‬ ‫واحدا‪ ،‬إذن ستكون‬

‫ف!ن (الواحد)‬ ‫الاثنان مختلفين‬ ‫كان‬ ‫‪ .‬ولما‬ ‫‪.‬‬ ‫تمايز أو تباين أو فرق‬ ‫بدون‬ ‫أي وحدة‬ ‫‪،‬‬ ‫علاقة‬ ‫بدون‬

‫خر)"(‪.)2‬‬ ‫(الآ‬ ‫ما عليه‬ ‫ليس‬

‫بين‬ ‫‪،‬‬ ‫والمعروف‬ ‫بين العارف‬ ‫التمايز‬ ‫هذا‬ ‫في نظر هيجل‬ ‫تقتضي‬ ‫بالله‬ ‫إن المعرفة الفلسفية‬

‫مهتمين‬ ‫نكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫محرفة‬ ‫حينما نتناول‬ ‫"إننا‬ ‫‪:‬‬ ‫هيجل‬ ‫يقول‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهية‬ ‫الإنسانية والذات‬ ‫الذات‬

‫في (واحد)‬ ‫هما‬ ‫وحدة حيث‬ ‫وتوجد‬ ‫‪،‬‬ ‫مختلفان‬ ‫الاثنين‬ ‫ان‬ ‫‪.‬‬ ‫قياس‬ ‫شكل‬ ‫بما له‬ ‫مباشر‬ ‫بشكل‬

‫لي!‬ ‫ولكن‬ ‫"‬ ‫تتم بالتوسط‬ ‫كمعرفة‬ ‫تنطرح‬ ‫)‬ ‫(الله‬ ‫هنا معرفة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫القياس‬ ‫(ثالث )‪ ،‬هذا هو‬ ‫خلال‬ ‫من‬

‫وإن‬ ‫‪،‬‬ ‫للثوسط‬ ‫يتعرض‬ ‫لا‬ ‫لأن "ذلك الذي هو واحد‪( ،‬الواحد)‬ ‫الإله‬ ‫الإخلال بواحدية‬ ‫معنى ذلك‬

‫هي إ(‪.)3‬‬ ‫ذاتها‬ ‫على توسطية داخل‬ ‫تحتوي‬ ‫لأنها‬ ‫)‬ ‫(الله‬ ‫تمثل معرفة‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫أدلة‬

‫إنما يعني بالضرورة‬ ‫العارفة‬ ‫لإنسانية‬ ‫ا‬ ‫لإلهية والذات‬ ‫ا‬ ‫بين الذات‬ ‫أقره هيجل‬ ‫التمايز الذي‬ ‫وهذا‬

‫وإن نادى بأن طبيعة الله هي المطلق وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫المتعارف عليه‬ ‫الوجود بالشكل‬ ‫وحدة‬ ‫أنه يرفض‬

‫إثبات الجوهرية الإطلاقية‬ ‫بها‬ ‫فكل هذه تعبيرات قصد‬ ‫‪.‬‬ ‫معه الجزئيات‬ ‫وهو الذي تنمحي‬ ‫الكل‬

‫هذه الجزئيات أو تبدو من خلالها!‬ ‫تحتوي‬ ‫ذاته الكلية‬ ‫أن‬ ‫بها‬ ‫ولم يقصد‬ ‫لله‪،‬‬

‫أنه ممن يففحلون‬ ‫أبدا‬ ‫تعني‬ ‫لا‬ ‫عن معرفة الله عبر القياس والتوسط‬ ‫هنا‬ ‫هيجل‬ ‫إن حديث‬

‫قد قال‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫أدلة‬ ‫عن‬ ‫محاضراته‬ ‫في مطلع‬ ‫إنه‬ ‫إذ‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫البراهين العقلية على وجود‬ ‫هذه‬

‫تعد‬ ‫أنها‬ ‫حتى‬ ‫فيها‬ ‫بعيد‪ -‬تقع في قبضة التشكيك‬ ‫إلى مدى‬ ‫هي‪-‬‬ ‫الله‬ ‫"إن ادلة وجود‬ ‫‪:‬‬ ‫صراحة‬

‫قاحلة قد‬ ‫إنها صحراء‬ ‫‪،‬‬ ‫أيام وئت‬ ‫ميتافيزيقا‬ ‫وأنها تنتمي إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه الدهر وشرب‬ ‫عتيقا أكل‬ ‫شيئا‬

‫(‪)1‬نفسه‪.‬‬

‫‪.115‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫)نفسه‬ ‫(‪2‬‬

‫‪،‬ص ‪.116‬‬ ‫(‪)3‬نفسه‬

‫‪132‬‬
‫النالت‬ ‫ال!عل‬

‫وانتقاداته‬ ‫الأدلة‬ ‫كانط عن هذه‬ ‫بما قاله‬ ‫تذكرنا‬ ‫من هيجل‬ ‫العبارة‬ ‫أن هذه‬ ‫ولا شك‬ ‫منها!(‪.)1‬‬ ‫هربنا‬

‫؟!‬ ‫ما البديل عند هيجل‬ ‫لها‪ ،‬لكن‬

‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫تعبيره‬ ‫حد‬ ‫على‬ ‫أ‬ ‫الدافى للدين‬ ‫الشعور‬ ‫!‬ ‫وهو‬ ‫!‬ ‫هو (الإيمان الحي‬ ‫إن البديل عند هيجل‬

‫عقلية لإثبات‬ ‫أدلة‬ ‫إلى‬ ‫من منظور ديني ليس بحاجة‬ ‫إله‬ ‫الداخلي بوجود‬ ‫الإيمان الحي والشعور‬

‫الأدلة العقلية‬ ‫أ(‪ .)2‬فتلك‬ ‫المصداقية‬ ‫من‬ ‫الكثير‬ ‫الحقيقة الدينية قد فقدت‬ ‫فالبرهنة على‬ ‫‪9‬‬ ‫‪،‬‬ ‫وجوده‬

‫تعد في نظر هيجل‬ ‫عليها الدهرأ‪ ،‬وهي‬ ‫قد "عفى‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫معروفة‬ ‫قد أصبحت‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫على‬

‫الضرورة‬ ‫هذه‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الفكر والعقل‬ ‫لإشباع‬ ‫الأدلة لها ضرورتها‬ ‫هذه‬ ‫دينيا!(‪! .)3‬لقد كانت‬ ‫لا‬ ‫أمرا‬ ‫‪9‬‬

‫مختلفا تماما عما كانت عليه في السابق "(‪.)4‬‬ ‫الحديثة وضعا‬ ‫الثقافة‬ ‫في‬ ‫قد اتخذت‬

‫يطرح فيه‬ ‫لا‬ ‫الجواني الذي‬ ‫الشعور‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫إيمانه العقلي بوجود‬ ‫يستند في‬ ‫إن هيجل‬

‫إيلاما في‬ ‫أشد‬ ‫الانقسامات‬ ‫أن يجعل‬ ‫شأنه‬ ‫من‬ ‫لأن هذا التناقض‬ ‫‪9‬‬ ‫؟‬ ‫بين الفكر والإيمان‬ ‫التناقض‬

‫الروخ !(‪.)5‬‬ ‫أعماق‬

‫مجاهد‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫)‪ ،‬الترجمة‬ ‫الله‬ ‫(أدلة وجود‬ ‫الثامنة‬ ‫الحلقة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫محاضرات‬ ‫‪:‬‬ ‫هيجل‬ ‫فردريك‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪. 46‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪4002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مكتبة دار الكلمة‬ ‫عبدالمنعم مجاهد‪،‬‬

‫(‪ )2‬نفسه‪.‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫(‪ )3‬نفسه‪.‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.47- 46‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪47‬‬ ‫ص‬ ‫نفسه‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪) 5‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪133.‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫الفصل الرابح‬

‫اللّه)‬ ‫(‬ ‫الألوهية وأدلة وجود‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫القديمة‪.‬‬ ‫نثأة التوحيد في مصر‬ ‫‪:‬‬ ‫أولا‬

‫القديم‪.‬‬ ‫الألوهية في الفكر الهندي‬ ‫ثانيا‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫القديم الأخرى‬ ‫الشرق‬ ‫الألوهية في حضارات‬ ‫‪:‬‬ ‫ثالثا‬

‫‪.‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫على‬ ‫السابق‬ ‫اليوناني‬ ‫الألوهية في الفكر‬ ‫رابعا‪:‬‬

‫الأله‪.‬‬ ‫وجود‬ ‫عقلية على‬ ‫براهين‬ ‫وأول‬ ‫أفلاطون‬ ‫‪:‬‬ ‫خامسا‬

‫الاله‪.‬‬ ‫على وجود‬ ‫البرهنة‬ ‫طريق افلاطون في‬ ‫يواصل‬ ‫أرسطو‬ ‫‪:‬‬ ‫سادسا‬

‫الله‪.‬‬ ‫السماوبة والبرهنة على وجود‬ ‫الأديان‬ ‫سابعا‪ :‬فلاسفة‬

‫والمعاصرين‪.‬‬ ‫المحدثين‬ ‫عند الفلاسفة‬ ‫الله‬ ‫ثامنا‪ :‬أدلة وجود‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫حيوانية‬ ‫نفسا‬ ‫يكون‬ ‫لا‬ ‫كائنا مفكرا‬ ‫وحسب‬ ‫باعتباره‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫نتيجة المعرفة‬ ‫خالد‬ ‫إن الإنسان‬ ‫!‬

‫ككلية‬ ‫خلوده‬ ‫جذر‬ ‫‪،‬‬ ‫حياته‬ ‫جذر‬ ‫التفكير‪ ،‬هو‬ ‫‪،‬‬ ‫العقلانية‬ ‫والمعرفة‬ ‫‪.‬‬ ‫حرة‬ ‫خالصة‬ ‫بل هو نفس‬ ‫‪،‬‬ ‫ميتة‬

‫‪ -‬هي كلية‬ ‫جهة أخرى‬ ‫الروح ‪ -‬من‬ ‫بينما‬ ‫إن النفس الحيوانية تغرق في حياة الجسد‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫نفسه‬ ‫في‬

‫في ذاتها"‪.‬‬

‫والفكرة الخالدة )‬ ‫(الله‬ ‫‪8‬‬ ‫في فلسفة الدين ‪-‬ج‬ ‫محاضرات‬ ‫‪:‬‬ ‫هيجل‬

‫‪.76‬‬ ‫‪ 4002‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مكتبة دار الكلمة‬ ‫‪،‬‬ ‫عبدالمنعم‬ ‫لمجاهد‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬

‫الله‬ ‫الذي ينطق باسم‬ ‫الشاهد‬ ‫ذلك‬ ‫الإنسان يكمن‬ ‫ففي قلب‬ ‫؟‬ ‫في القلب‬ ‫إن الله موجود‬ ‫‪9‬‬

‫"‪.‬‬ ‫العالم الطبيعي‬ ‫من ظروف‬ ‫خارجي‬ ‫ويبرهن على وجوده ولي! في أي ظرف‬

‫الزمان والأزل ‪ -‬مقال في فلسفة الدين‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ولتر ستيس‬

‫الهيئة المصرية‬ ‫‪،‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫لزكريا‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬

‫‪. 9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ص‬ ‫للكناب‪ 4302 ،‬م‪،‬‬ ‫العامة‬

‫أن يكون على اتصال‬ ‫يمكن‬ ‫كائنا‬ ‫قبل كل شيء‬ ‫الله‬ ‫يعتبر‬ ‫حركيا‪،‬‬ ‫أم‬ ‫كان‬ ‫إن الدين سكونيا‬ ‫‪9‬‬

‫‪.01‬‬ ‫‪.‬‬ ‫التبديل‬ ‫من‬ ‫الذين أعقبوه مع شيء‬ ‫معظم‬ ‫به‬ ‫الذي أخذ‬ ‫أرسطو‬ ‫إله‬ ‫عنه‬ ‫يعجز‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫بنا‪،‬‬

‫الدروبي‬ ‫سامي‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫والدين‬ ‫منبعا الأخلاق‬ ‫‪:‬‬ ‫برجسون‬ ‫هنري‬

‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للكتاب‬ ‫العامة‬ ‫الهيئة المصرية‬ ‫‪،‬‬ ‫عبدالدايم‬ ‫وعبدالله‬

‫‪.502‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪0102‬‬

‫والنبي‬ ‫ما‪.‬‬ ‫إلى البشر عن شيء‬ ‫بها‬ ‫الله‬ ‫يوحي‬ ‫اليقينية التي‬ ‫المعرفة‬ ‫هي‬ ‫النبوة أو الوحي‬ ‫أ‬

‫به‪،‬‬ ‫يقينية‬ ‫على معرفة‬ ‫يقدرن على الحصول‬ ‫لا‬ ‫الناس الذين‬ ‫من‬ ‫به لأمثاله‬ ‫الله‬ ‫يوحي‬ ‫ما‬ ‫نفس‬ ‫هو‬

‫‪.!.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إلا إدراكه بالإيمان وحده‬ ‫ولا يملكون‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫الهيئة ‪ww‬‬ ‫‪،‬‬ ‫حنفي‬ ‫د‪ .‬حسن‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫والسياسة‬ ‫اللاهوت‬ ‫في‬ ‫صبينوزا‪ :‬رسالة‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬ ‫‪. 123‬‬ ‫‪ 7191‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهر‬ ‫والنشر‬ ‫للتأليف‬ ‫العامة‬ ‫المصرية‬
‫‪b‬‬‫‪eh‬‬
‫‪.‬‬

‫‪.c‬‬
‫‪o‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪m137‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫تمهيد‪:‬‬

‫فقد فطر الإنسان‬ ‫‪،‬‬ ‫منذ بداية الخليقة‬ ‫شك‬ ‫بدأ بلا‬ ‫له‬ ‫إن البحث عن مبدع لهذا الوجود وأصل‬

‫إجابات الإنسان‬ ‫وقد تراوحت‬ ‫‪.‬‬ ‫هذا الوجود الإلهي‬ ‫أولى تساؤلاته عن‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫على التساؤل‬

‫والأسرار وبين الإجابات المشفوعة بالأدلة‬ ‫بين الإجابات المغلفة بالأساطير‬ ‫على هذا التساؤل‬

‫واحد أباع هذا‬ ‫ب!له‬ ‫ل!يمان‬ ‫حدوسا‬ ‫بمثابة‬ ‫والكثير من هذه الإجابات كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫والبراهين‬ ‫العقلية‬

‫لمادة سابقة‪.‬‬ ‫الوجود دون حاجة‬

‫الألوهية من أن‬ ‫الباحثين حول‬ ‫جمني‬ ‫الكثير‬ ‫عليه عادة‬ ‫جرت‬ ‫ما‬ ‫تماما‬ ‫هنا فليس صحيحا‬ ‫ومن‬

‫عقائده ايأولى مساوية‬ ‫فكانت‬ ‫كما ترقى في العلوم والصناعا!‪،‬‬ ‫العقائد‪،‬‬ ‫إالإنسان قد ترقى في‬

‫تعبير‬ ‫ذلك ‪ -‬على حد‬ ‫على‬ ‫"(‪ .)1‬وقد دللوا‬ ‫كانت علومه وصناعاته‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫لحياته الأولى‬

‫إتتوافى كلها‬ ‫حيث‬ ‫"؟‬ ‫لاجتماع‬ ‫وا‬ ‫المقابلة‬ ‫علماء‬ ‫التي أحصاها‬ ‫العقاد‪! -‬بالمشاهدات‬ ‫عباس‬

‫وأن الأمم‬ ‫‪،‬‬ ‫البدائية‬ ‫الأمم‬ ‫في جميع‬ ‫أن الإيمان بالأرواح شائع‬ ‫عليها‪ ،‬وهي‬ ‫إلى نتيجة يجمعون‬

‫الطبيعية‪،‬‬ ‫العبادة‬ ‫تخلو من مظاهر‬ ‫لا‬ ‫داقامة الدولة‬ ‫هذا الطور إلى أطوار الحضارة‬ ‫التي جاوزت‬

‫على أنماط‬ ‫المتتابعة‬ ‫لأطوار‬ ‫ا‬ ‫تتخلل هذه‬ ‫وأن عبادة الأسلاف‬ ‫‪،‬‬ ‫على الخصوص‬ ‫وعبادة الكواكب‬

‫تلك الأطوار كافة‬ ‫نهاية‬ ‫التوحيد فهو‬ ‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫نصيبه من العلم والمدنية‬ ‫حسب‬ ‫منها‬ ‫كل طور‬ ‫تناسب‬

‫قدرا وقدرة وينفرد‬ ‫الاَلهة‬ ‫يعلو على‬ ‫ب!له‬ ‫منها اَمنت‬ ‫فكل حضارة‬ ‫‪،‬‬ ‫الكبرى‬ ‫الحضارات‬ ‫في جميع‬

‫في زمرة الملائكة التي تحف‬ ‫ببقائها‬ ‫تحتفظ‬ ‫أو‬ ‫تزول‬ ‫حتى‬ ‫بالجلالة بين أرباب تتضاءل وتخفت‬

‫الإله الأعلى إ(‪.)2‬‬ ‫بعرش‬

‫‪. 13‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1202‬‬ ‫‪،‬‬ ‫التاسعة‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مصر‬ ‫دار نهضة‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫العقاد‪:‬‬ ‫محمود‬ ‫(‪ )1‬عباس‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫(‪ )2‬نفط‪.‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫بدون‪l‬‬ ‫بمصر‪،‬‬ ‫الخانجي‬ ‫مكبة‬ ‫والمؤلهة‬ ‫النشار‪ ،‬نشأة الدين ‪ -‬النظريات‬ ‫سامي‬ ‫علي‬
‫‪-m‬‬ ‫‪،‬‬ ‫التطورية‬ ‫‪:‬‬ ‫وانظر‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪ 03‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪913+‬‬
‫هلس!ه )لدين‬ ‫الى‬ ‫!ثيد‬ ‫!د!ل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫بين الإيمان بالإله والواحد والاَلهة‬ ‫قد تراوحت‬ ‫اعتقادنا‬ ‫في‬ ‫الإيمان بالألوهية‬ ‫إن قضية‬ ‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫أو حتى بتأليه الحيوانات‬ ‫الأشخاص‬ ‫أو بتأليه‬ ‫الطبيعية‬ ‫الظواهر‬ ‫بتأليه‬ ‫كانت‬ ‫‪ eh.‬المتعددة سواء‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫التطور‬ ‫في آن واحد‪! .‬ان حدث‬ ‫الحضارات‬ ‫في معظم‬ ‫ذلك‬ ‫بدأ‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫والكائنات الحية المختلفة‬

‫في طور التحضر والمدنية‪،‬‬ ‫العبادة‬ ‫إلى طور‬ ‫البدائية‬ ‫مما أطلق عليه مظاهر العبادات‬ ‫بعضها‬ ‫في‬

‫أو التعددية إلى‬ ‫هذه العقائد السحرية‬ ‫تجاوزت‬ ‫التي‬ ‫تلك الحدوس‬ ‫لم يمنع من وجود‬ ‫ف!ن ذلك‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫‪،‬‬ ‫في هذا العصر أو ذاك‬ ‫التعدد التي شاعت‬ ‫رغم صور‬ ‫فيه‬ ‫الإله الواحد والاعتقاد‬ ‫وجود‬ ‫حدس‬

‫أو ذاك ‪.‬‬ ‫الطور الحضاري‬ ‫في ذلك‬

‫الحضارة المصرية‬ ‫بشرية في الوجود وهي‬ ‫مع بزوغ أول حضارة‬ ‫أنه‬ ‫أدل على ذلك من‬ ‫وليس‬

‫كان هناك ذلك الظن السائد‬ ‫إنه‬ ‫معا؟ حيث‬ ‫اَن‬ ‫كل هذه الصور للعقيدة موجودة في‬ ‫القديمة كانت‬

‫عامي‬ ‫فيما بين‬ ‫أخناتون‬ ‫في عهد ملكها الفيلسوف‬ ‫إلا‬ ‫بأن التوحيد الإلهي لم يظهر في مصر‬

‫في‬ ‫التوحيد ظهر‬ ‫ااْن‬ ‫والأثارية‬ ‫العلمية‬ ‫الحقيقة التي أثبسَها الدراسات‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫ق‬ ‫‪1353-‬‬ ‫‪9136‬‬

‫يتجلى‬ ‫الله‬ ‫مفاده أن‬ ‫وأنه كان توحيدا‬ ‫الميلاد‪،‬‬ ‫عام قبل‬ ‫أ‬ ‫‪0050‬‬ ‫منذ حوالي‬ ‫قديم جدا‬ ‫منذ زمن‬ ‫مصر‬

‫نور العقل‬ ‫منذ تفتح وجه التاريخ وأشرق‬ ‫للمعتقد المصري‬ ‫إن المفهوم الصحيح‬ ‫‪.‬‬ ‫في كل شيء‬

‫وهو‬ ‫ولم يكن يوجد شيء‪،‬‬ ‫البدء‬ ‫منذ‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫وأنه‬ ‫خالق كل شيء‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫شريك‬ ‫لا‬ ‫أن الإله واحد‬

‫عن شكله‪،‬‬ ‫يبحث‬ ‫أو‬ ‫أحد ان يتصوره‬ ‫يستطيع‬ ‫لا‬ ‫وهو خفي‬ ‫‪،‬‬ ‫الأبدية‬ ‫الواحد الأزل وأن الله هو‬

‫وأن الله‬ ‫‪،‬‬ ‫والله لم يولد قط‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫والله هو‬ ‫‪،‬‬ ‫هو الحق‬ ‫الله‬ ‫وأن‬ ‫؟‬ ‫نهاية‬ ‫ولا‬ ‫بلا عدد‬ ‫الله‬ ‫وأن أسماء‬

‫يوجد‪ ،‬وأن الله‬ ‫وما سوف‬ ‫فيه‬ ‫وما يوجد‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫وجد‬ ‫ما‬ ‫هو الخالق لكل‬ ‫والله‬ ‫‪،‬‬ ‫ولم يُخلق‬ ‫يخلق‬

‫وأن‬ ‫التو)‪،‬‬ ‫في‬ ‫كانت‬ ‫(أو‬ ‫فورا‬ ‫كلمة تحققت‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫صدر‬ ‫إذا‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫وأنشأ الأرض‬ ‫مد السموات‬

‫وأن الله‬ ‫‪،‬‬ ‫مَن يخدمه‬ ‫وأن الله يكافئ‬ ‫‪،‬‬ ‫مَن يعرفه‬ ‫يعرت‬ ‫الله‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫الذين يقدرونه‬ ‫بهؤلاء‬ ‫الله رحيم‬

‫معان‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫والأم إلى آخر‬ ‫هو الأب‬ ‫الله‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫منهاجه‬ ‫على‬ ‫وش!ير‬ ‫طريقه‬ ‫مَن يتبعه (أي يتغ‬ ‫يحمي‬

‫آثارها‪ ،‬لم يظهر تمثال واحد‬ ‫أغلب‬ ‫مصر‬ ‫وقد نفضت‬ ‫‪،‬‬ ‫كله‬ ‫التاريخ المصري‬ ‫راقية ‪ .‬وعلى مدى‬ ‫‪.‬‬

‫الذي‬ ‫للأله‬ ‫والناس والرموز ولم يكن ثمة تمثال واحد‬ ‫للملوك‬ ‫التماثيل‬ ‫كانت‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫الأعظم‬ ‫ل!له‬

‫"(‪.)1‬‬ ‫ان يتصوره‬ ‫إنسان‬ ‫لأي‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫وأنه‬ ‫ولا هيئة‬ ‫ولا صورة‬ ‫له‬ ‫شكل‬ ‫لا‬ ‫بأنه‬ ‫اَمنوا‬

‫بيروت ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربي‬ ‫الانثار‬ ‫مؤسسة‬ ‫‪،‬‬ ‫لليهودية‬ ‫المصرية‬ ‫الأصول‬ ‫‪:‬‬ ‫العشماوي‬ ‫سعيد‬ ‫محمد‬ ‫(‪ )1‬المستشار‬

‫‪.22- 21‬‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪4002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لبنان‬

‫ص ‪.892‬‬ ‫‪،928‬‬ ‫ص‬ ‫وانظر ايضا‪ :‬في نفس المرجع‬

‫‪014‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫ل!مل‬ ‫)‬

‫التأليهية‬ ‫في كل المذاهب‬ ‫إن هذه الصورة التوحيدية للعقيدة المصرية منذ فجر التاريخ بدت‬

‫الاَتية‪:‬‬ ‫التفاصيل‬ ‫ما ستوضحه‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫في مصر‬

‫الفديمة‬ ‫اولا‪ :‬نشأة التوحيد في مصر‬

‫هليوبوليس القديمة؟‬ ‫مدينة الشمس‬ ‫أو‬ ‫قدمها مفكرو مدينة أون‬ ‫في مصر‬ ‫للتأليه‬ ‫إن أقدم صورة‬

‫الإيمان بالإله‬ ‫قبل الميلاد؟ حيث‬ ‫والعشرين‬ ‫الرابع‬ ‫القرن‬ ‫إلى حوالي‬ ‫يرجع هذا المذهب‬ ‫حيث‬

‫من عوالم وكائنات‬ ‫بما فيه‬ ‫كل الوجود‬ ‫التاسوع الإلهي الذي عنه صدر‬ ‫أتوم بوحدانيته على رأس‬

‫ذلك المذهب في حوالي ‪0002‬‬ ‫عن‬ ‫الموتى معبرا‬ ‫ورد في كتاب‬ ‫ما‬ ‫انظر إلى‬ ‫حية وجماد(‪0)1‬‬

‫ي‬ ‫أ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫"نون‬ ‫في‬ ‫إلى الوجود‬ ‫أتيت‬ ‫الوحيد)‬ ‫(الواحد‬ ‫في شروقه‬ ‫أ‬ ‫أتوم‬ ‫(‬ ‫لإله‬ ‫ا‬ ‫‪9‬إن‬ ‫‪:‬‬ ‫الميلاد‬ ‫قبل‬

‫هو في‬ ‫أنا‬ ‫‪ .‬إني‬ ‫‪.‬‬ ‫أولد نفسه‬ ‫الذي‬ ‫إن الإله العظيم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫قد صنع‬ ‫‪،‬‬ ‫البدء وحكم‬ ‫في‬ ‫نهض‬ ‫الذي‬ ‫أ‬ ‫"رع‬

‫‪.)2(".‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الآلهة‬ ‫من‬ ‫الصدارة‬

‫في هذه‬ ‫الإعجازي‬ ‫يشبه الحدس‬ ‫فيها ما‬ ‫بصورة‬ ‫وان كان ذلك‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫السياق‬ ‫نفس‬ ‫في‬ ‫وجاء‬

‫فيه مفكرو مدينة منف‬ ‫اْكد‬ ‫المنفي الذي‬ ‫بالمذهب‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫من تاريخ‬ ‫الفترة السجقة‬

‫الكون برعايته‬ ‫قد شمل‬ ‫وأنه‬ ‫هو الذي فكر ودبر قبل أن يخلق ويعمر‪،‬‬ ‫"‬ ‫بتاح‬ ‫‪9‬‬ ‫أن الإله الخالق‬

‫الذي فكر ونطق فكان الوجود وكانت‬ ‫كان العقل المقدس‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬ ‫ما في الوجود قدره‬ ‫لكل‬ ‫ورسم‬

‫قلب (أو عقل)‬ ‫الأصل‬ ‫هو في‬ ‫إنما‬ ‫!وهكذا‬ ‫‪:‬‬ ‫البديع‬ ‫المنفي‬ ‫انظر إلى هذا النص‬ ‫‪.‬‬ ‫الموجودات‬

‫فعن طريق‬ ‫‪.‬‬ ‫على ترديد ما قدره الفؤاد‪.‬‬ ‫أزل جرى‬ ‫الأرباب جميعا‪! ،‬انما هو كان لسان‬ ‫أرسل‬

‫ثم‬ ‫اْيضا‪،‬‬ ‫جميعا وأتوم وتاسوعه‬ ‫الأرباب‬ ‫فخلق‬ ‫‪،‬‬ ‫من بعده بدأ الخلق‬ ‫!‬ ‫إالفكر" إذن واالنطق‬

‫خلق‬ ‫تتابع‬ ‫أن‬ ‫إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫اللسان‬ ‫بها‬ ‫(الإلهي ) وأمر‬ ‫كل كلمة ربانية تدبرها العقل‬ ‫أن أفضت‬ ‫حدث‬

‫جميعا‪ ،‬وتقرر ما‬ ‫الأقوات جميعا‪ ،‬الخيرات‬ ‫وتوفرت‬ ‫الأطياف الحوارس‬ ‫الأنفس وتقرر شأن‬

‫السعودية للطباعة والنشر‬ ‫الدار المصرية‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫في مصر‬ ‫النشار‪ :‬الفكر الفلسفي‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬د‪ .‬مصطفى‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪.27‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪4002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫والتوزيع‬
‫‪ww‬‬ ‫م‬

‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫إلى‬ ‫ونقله‬ ‫بدج‪،‬‬ ‫والس‬ ‫السير‬ ‫‪:‬‬ ‫الهيروغليفية‬ ‫عن‬ ‫ترجمه‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪I‬‬ ‫(‬ ‫نص‬ ‫(‪،)17‬‬ ‫الفصل‬ ‫‪:‬‬ ‫الموتى‬ ‫(‪ )2‬كتاب‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.42- 4‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪8891‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مدبولي‬ ‫مكتبة‬ ‫‪،‬‬ ‫عطية‬ ‫د‪ .‬فيليب‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬
‫‪co‬‬
‫أ‬

‫‪m‬‬
‫‪141+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫جديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫لمن‬ ‫والفناء‬ ‫الحياة لمن يعمل بالسلم‬ ‫أن توهب‬ ‫وحق‬ ‫من أمور الناس وتقرر ما يكره‬ ‫‪al‬‬
‫يستحب‬
‫‪،‬‬ ‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬
‫‪.)1(".‬‬ ‫بالإثم‬ ‫يتحمل‬ ‫‪.c‬‬
‫‪.‬‬
‫‪om‬‬

‫جاز خلقه لهذا العالم‬ ‫في الوجود‪ ،‬والذي‬ ‫الواحد الخالق لكل شيء‬ ‫بالإله‬ ‫إنه الإيمان إذن‬

‫النفوس‬ ‫من آلهة التاسوع حتى‬ ‫ما فيه بالتتابع‬ ‫وتدبر‪ ،‬ثم نطق فكان الوجود بكل‬ ‫أن فكر‬ ‫بمجرد‬

‫‪.‬‬ ‫الحياة‬ ‫الخيرات المادية التي تساعد البشر على‬ ‫وكل‬ ‫والأطياف الحوارس‬

‫قرر ولأول مرة في تاريخ البشرية‬ ‫لأنه‬ ‫هذا النص المنفي العظيم والمعجز؟‬ ‫أن صدى‬ ‫ولا شك‬

‫وهي‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫فيكون‬ ‫كن‬ ‫‪9‬‬ ‫فكان‬ ‫العالم إلا التفكير دارادة الخلق‬ ‫لخلق‬ ‫محتاجا‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫أن الله الواحد‬

‫في‬ ‫قمة النضج‬ ‫التي تمثل‬ ‫المنزلة فيما بعد‪ ،‬وهي‬ ‫العقائد السماوية‬ ‫أكدتها كل‬ ‫المَي‬ ‫النظرية‬ ‫ذات‬

‫أبدعه‪.‬‬ ‫بالعالم الذي‬ ‫الإله الواحد‬ ‫علاقة‬

‫الواستي (وهو نسبة إلى‬ ‫صداه في المذهب‬ ‫المنفي قد وجد‬ ‫إن هذا النص‬ ‫‪:‬‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫أقول‬

‫الواحد‬ ‫أن إلههم المقدس‬ ‫يؤكد أصحابه‬ ‫المصرية القديمة (الأقصر حاليا)؟ حيث‬ ‫!‬ ‫مدينة واست‬

‫هو الذي أنجب‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلائق أجمعين‬ ‫من هدي‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه نون‬ ‫هو "الذي صدر‬ ‫"‬ ‫"آمون‬ ‫الأحد‬

‫ب‬ ‫ر‬ ‫وأنه‬ ‫هيئة اَتوم‪،‬‬ ‫في‬ ‫ذاته‬ ‫استكمل‬ ‫مَن‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرباب الاْولين‬ ‫من‬ ‫مَن استولدوا الشمس‬

‫‪(2‬‬
‫‪.)K‬‬ ‫العالمين وأنه بداية الوجود‬

‫أحدثه يعد ثورة شاملة‬ ‫ما‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫من فراغ‬ ‫أخناتون إذن لم يأت‬ ‫وبالطبع ف!ن التوحيد عند‬

‫لقد رأى أخناتون الحق في أن‬ ‫‪.‬‬ ‫وتداعياته‬ ‫أصوله‬ ‫له‬ ‫القديمة كانت‬ ‫في مصر‬ ‫الدينية‬ ‫العقيدة‬ ‫في‬

‫العبادة‬ ‫وقد غتر من طرق‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرض‬ ‫واحدا أعظم تطل سماؤه حانية من عل فوق جسم‬ ‫إلها‬ ‫يصور‬

‫إنما تكون‬ ‫أ‬ ‫"آتون‬ ‫عل!‬ ‫أطلق‬ ‫أن عبادة هذا الإله الذي‬ ‫لأنه رأى‬ ‫؟‬ ‫ثورته‬ ‫هو مكمن‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫التقليدية‬

‫العقيدة الأخناتونية‬ ‫لقد تميزت‬ ‫‪.‬‬ ‫الإله‬ ‫هذا‬ ‫لخدمة‬ ‫إلا مكرسا‬ ‫ليس‬ ‫وأن أخناتون‬ ‫‪،‬‬ ‫الطلق‬ ‫الهواء‬ ‫في‬

‫إنه‬ ‫؟‬ ‫مكان‬ ‫في كل‬ ‫جميعا‬ ‫ينبغي أن يعبده البشر‬ ‫أنه الإله الذي‬ ‫على‬ ‫بالدعوة إلى هذا الإله الواحد‬

‫دراسة لرت‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫في مصر‬ ‫نشأة الوجود‬ ‫فلسفات‬ ‫‪:‬‬ ‫د‪ .‬عبير عبدالعزيز صالح‬ ‫ترجمة‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪4‬‬ ‫أ‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1‬‬ ‫ير ‪959‬‬ ‫فبرا‬ ‫‪،‬‬ ‫هرة‬ ‫لقا‬ ‫ا‬ ‫‪-26‬‬ ‫لعدد‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫أ‬ ‫لمجلة‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫بمجلة‬

‫صلمهـ‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪،‬‬ ‫د‪ .‬عبدالعزيز صالح‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬نقلا عن‬

‫‪14‬‬ ‫‪2‬‬
‫الليم‬ ‫لممل‬ ‫ا‬

‫للناس‬ ‫المحب‬ ‫إنه الأب‬ ‫‪،‬‬ ‫الكون‬ ‫لجميع‬ ‫الحي‬ ‫إالإله الواحد‬ ‫‪:‬‬ ‫الشهيرة‬ ‫قصيدته‬ ‫في‬ ‫يقول‬ ‫كما‬

‫!(‪.)1‬‬ ‫أقطار الأرض‬ ‫وسوريا وجميع‬ ‫جميعا‪ ،‬في مصر‬

‫التوحيدية ربما تنغ أو ربما‬ ‫أن كل هذه المذاهب‬ ‫الفكر اللاهوتي المصري‬ ‫في‬ ‫والطريف‬

‫من‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫وتعتبر في نظر الكثيرين‬ ‫تدعو ل!له الواحد‬ ‫راسخة‬ ‫دينية‬ ‫تتقاطع مع عقيدة‬ ‫أو‬ ‫تتماس‬

‫إحدى‬ ‫‪،‬‬ ‫في أوربا العصور الوسطى‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫الديانات‬ ‫أو من دارسي‬ ‫(‪)2‬‬ ‫التراث المصرى‬ ‫دارسي‬

‫الديانة‬ ‫تلك هي‬ ‫(‪،)3‬‬ ‫لإسلام‬ ‫وا‬ ‫بالإضافة إلى اليهودية والمسيحية‬ ‫الموحدة‬ ‫الديانات الأربعة‬

‫الذي أطلق عليه‬ ‫قرينه‬ ‫أو نسبة إلى تحوت‬ ‫الأوزيرية المنسوبة إلى أوزير لدى علماء المصريات‬

‫يقل‬ ‫لا‬ ‫ما‬ ‫منذ‬ ‫وجدت‬ ‫ديانة‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫عند المسلمين‬ ‫أو النبي إدرش!‬ ‫‪Hermes‬‬ ‫اليونانيون هرمس‬

‫الهرمسية‬ ‫الديانة‬ ‫بثأن‬ ‫الآراء‬ ‫تعدد‬ ‫ورغم‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫التاريخ‬ ‫عل مدى‬ ‫آلاف عام واستمرت‬ ‫عن عشرة‬

‫القرنين‬ ‫إلا بين‬ ‫تكتب نصوصها‬ ‫دمان لم‬ ‫المصري‬ ‫تحوت‬ ‫إلى هرص‪-‬‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫أنها تعود‬ ‫إلا‬

‫على‬ ‫قليلا‬ ‫سابقة‬ ‫وجود‬ ‫فرَة‬ ‫الإسكندرية وفي‬ ‫في عصر‬ ‫اليونانية‬ ‫باللغة‬ ‫الميلاديين‬ ‫الثاني والثالث‬

‫(‪ 027 -502‬م)(‪.)5‬‬ ‫أفلوطين السكندري‬ ‫الكبير‬ ‫الإسكندرية المصري‬ ‫فيلسوف‬

‫يرى‬ ‫ما‬ ‫دائما‬ ‫السلبي الذي‬ ‫عليه الطابع الصوفي‬ ‫يغلب‬ ‫ف!نه‬ ‫للألوهية‬ ‫تصورهم‬ ‫بخصوص‬ ‫أما‬

‫الخير أن نبتعد‬ ‫تقريرية ل!له من‬ ‫إن أي صفة‬ ‫إذ‬ ‫‪.‬‬ ‫لها‬ ‫إنساني‬ ‫من أي تصور‬ ‫اْكبر‬ ‫دعاته الألوهية‬

‫أو الكائن الذي‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫حد‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫إنما الحد‬
‫دا‬ ‫فالإله عندهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ننفي عنه اْي طبيعة جسمانية‬ ‫عنها حتى‬

‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫السعودية‬ ‫الدار المصرية‬ ‫‪،‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫عند‬ ‫الألوهية‬ ‫فكرة‬ ‫‪:‬‬ ‫النشار‬ ‫د‪ .‬مصطفى‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ )1‬نقلا عن‬ ‫(‬

‫‪. 21 - 02‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪5002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الرابعة‬

‫أيقظوا العالم‪،‬‬ ‫بكتابنا‪ :‬فلاسفة‬ ‫التي نثمرت‬ ‫الفيلسوف‬ ‫ايضا‪ :‬دراستنا‪ :‬اخناتون ‪ -‬الملك‬ ‫وراجع‬

‫‪ 21‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ة‪ 89‬أم‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للنشر والتوفيع‬ ‫الثقافة‬ ‫بدار‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الطبعة‬

‫الهيئة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدروبي‬ ‫د‪ .‬سامي‬ ‫‪:‬‬ ‫؟ ترجمة‬ ‫نفهمهم‬ ‫‪-‬كيف‬ ‫الفلاسفة‬ ‫أعلام‬ ‫‪:‬‬ ‫توماس‬ ‫هنري‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وكذلك‬

‫‪. 14‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪ 729‬أم‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫والشر‬ ‫العامة للتاليف والترجمة‬ ‫المصرية‬

‫‪.98‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفى‬ ‫‪:‬‬ ‫العشماوي‬ ‫سعيد‬ ‫محمد‬ ‫المستشار‬ ‫(‪) 2‬‬

‫م‪،‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اللاذقية‬ ‫سورلا‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫للطباعة‬ ‫دار المرساة‬ ‫الأسرار‪،‬‬ ‫ديانات‬ ‫بشور‪:‬‬ ‫د‪ .‬وديع‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪.14‬‬ ‫ص‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫(‪ )4‬المستشار محمد سعيد العشماوي نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.274‬‬
‫‪ww‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫الثمرقي‬ ‫الإسكندرية الفلسفية بين التراث‬ ‫في كتابنا‪ :‬مدرسة‬ ‫(‪ )5‬انظر‪ :‬ما كتبناه عن التيار الهرمسي‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬ص ‪912-011‬‬ ‫والفلسفة اليونانية ‪ ،‬دار المعارف بالقاهرة ? ‪'599‬‬ ‫م‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪14 3+‬‬
‫هلس!ة الدلمل‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫هو العقل الخالق المتحد مع الكلمة والذي يحيط‬ ‫الله‬ ‫‪9‬إن‬ ‫ولا يحويه شيء(‪)1‬‬ ‫كل شيء‬ ‫يحوي‪a‬‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫إلى نهاية‬ ‫لها‬ ‫حد‬ ‫لا‬ ‫بداية‬ ‫من‬ ‫يدورون‬ ‫جعلهم‬ ‫خلقه يدور‪،‬‬ ‫ما‬ ‫جعل‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ eh.‬بالأفلاك ويبرمها بدواره‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫حر من كل جسمه‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لذاته‬ ‫كمال من كمال حامل‬ ‫‪،‬‬ ‫إالعقل والكلمة الوجوس‬ ‫إنه‬ ‫لها"(‪.)2‬‬ ‫نهاية‬ ‫لا‬

‫هو‬ ‫ما‬ ‫حافظا‬ ‫حاويا لكل شيء‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫في نفسه‬ ‫نفسه‬ ‫‪،‬‬ ‫ولا يلمس‬ ‫الجسم‬ ‫به‬ ‫يمس‬ ‫لا‬ ‫كل خطأ‬ ‫من‬

‫النفس الأعلى ‪..‬‬ ‫ونموذج‬ ‫النور‬ ‫نور يفوق‬ ‫‪،‬‬ ‫والصدق‬ ‫الصلاح‬ ‫هي‬ ‫بالتشبيه‬ ‫ضياؤه‬ ‫موجود‬

‫وكل واحد وكل‬ ‫الكل‬ ‫‪،‬‬ ‫يوجدهم‬ ‫لأنه مَن‬ ‫واحد من هؤلاء؟‬ ‫اْي‬ ‫هو‬ ‫ليس‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫الله‬ ‫إذن ما هو‬

‫ولم يترك شيئا آخر لم يكن ‪..‬‬ ‫‪،‬‬ ‫مما هو كائن‬ ‫شيء‬

‫بل علة‬ ‫روحا‬ ‫الله ليس‬ ‫‪،‬‬ ‫بل هو علة العقل‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫ليس‬ ‫الله‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫الله‬ ‫يكون‬ ‫اْن‬ ‫إذن ماذا تقول‬

‫بهذين‬ ‫الله‬ ‫على المرء أن يكرم‬ ‫لذلك يجب‬ ‫النور‪.‬‬ ‫بل علة وجود‬ ‫النور‬ ‫ليس‬ ‫الله‬ ‫‪،‬‬ ‫الروح‬ ‫وجود‬

‫غيره "(‪.)3‬‬ ‫ولا أحد‬ ‫إليه وحده‬ ‫يعودان‬ ‫اسمان‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪ -‬والأب‬ ‫(الصالح‬ ‫الأسمين‬

‫في االزمان‬ ‫ستيس‬ ‫ولتر‬ ‫ما استخدمنا اصطلاح‬ ‫إذا‬ ‫ف!ن هذا اللاهوت السلبي ‪-‬‬ ‫وهكذا‬

‫لكن هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫إيجابية‬ ‫باي صفة‬ ‫الاله‬ ‫وصف‬ ‫يفضلون‬ ‫لا‬ ‫إنهم‬ ‫‪.‬‬ ‫والأزل إ‪ -‬هو السائد عند الهرامسة‬

‫كل وجود‪.‬‬ ‫بل هو الوجود الحقيقي وأصل‬ ‫‪،‬‬ ‫أو العدم‬ ‫وبين المجهول‬ ‫بينه‬ ‫يعني أنهم يوحدون‬ ‫لا‬

‫الكل‬ ‫وجذر‬ ‫مصدر‬ ‫هي‬ ‫"الوحدانية‬ ‫أ‪ ،‬وأن‬ ‫يشبه إلا ذاته وحده‬ ‫لا‬ ‫ا‬ ‫أن الإله في رأيهم‬ ‫ما هنالك‬ ‫كل‬

‫ليس من‬ ‫ذاته‬ ‫المصدر‬ ‫بينما‬ ‫‪،‬‬ ‫يكون العدم‬ ‫وبدون هذا المصدر‬ ‫ومصدر‪،‬‬ ‫كل الأشياء أصل‬ ‫وفي‬

‫!(‪.)4‬‬ ‫ذاته‬ ‫غير‬ ‫شيء‬

‫في ذات‬ ‫ظهوراأ‬ ‫وهو ا!ثر‬ ‫وهو الخفي‬ ‫‪،‬‬ ‫فوق أي اسم‬ ‫‪9‬‬ ‫إن الإله عند الهرامسة ببساطة‬

‫كل الأسماء لأنها‬ ‫له‬ ‫ولذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫لأن الكل هو وهو الكل‬ ‫ليس هو‬ ‫هناك شيء‬ ‫"ليس‬ ‫إذ‬ ‫‪،‬‬ ‫الوقت‬

‫اسم لكونه أباهم جميعا"(‪.)5‬‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ‫ذاته‬ ‫واحد‪ .‬ولهذا هو‬ ‫جميعا لأب‬

‫‪. 124‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )1‬نفسه‬

‫الترجمة العربية المنشورة بكتاب‬ ‫(‪ ،)11‬نقلا عن‬ ‫الثر‪:‬‬ ‫يراعي‬ ‫) بوماندرشى‬ ‫(‪1‬‬ ‫(‪ )2‬الكتابات الهرمسية‬

‫‪. 63‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الاشارة‬ ‫وديع بشور‪ ،‬سبق‬

‫الإشارة إليها‪،‬‬ ‫الترجمة السابق‬ ‫‪ ،)114‬نفس‬ ‫هـ‪-‬‬ ‫ا‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬ ‫اسكلبيوس‬ ‫(‪ )2‬إلى‬ ‫الهرمسية‬ ‫(‪ )3‬الكتابات‬

‫‪. 76‬‬ ‫‪-‬‬ ‫صر‪75،‬‬

‫‪.83‬‬ ‫الكاس (‪ ،)01‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)4‬‬ ‫نفس المصدر‬ ‫)‬ ‫‪4‬‬ ‫(‬

‫‪.88‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الترجمة‬ ‫ظهورا (‪ ،)01‬نفس‬ ‫الخفي واكثر‬ ‫الله‬ ‫المصدر (‪)5‬‬ ‫نفس‬ ‫)‬ ‫(‪5‬‬

‫‪144‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫ل!مل‬ ‫ا‬

‫كلها تؤكد إيمان‬ ‫الإله‬ ‫وفهم طبيعة‬ ‫محاولة تسمية‬ ‫التكرار في‬ ‫الوحدانية وأيضا‬ ‫إن هذه‬

‫صفاته فهو هو‪،‬‬ ‫علينا‬ ‫تشابهت‬ ‫أو‬ ‫أسماؤه‬ ‫تعددت‬ ‫هـان‬ ‫الواحد الأحد‪ ،‬الذي‬ ‫الإله‬ ‫الهرامسة بهذا‬

‫ظهورا في‬ ‫وهو ا!ثر‬ ‫‪،‬‬ ‫الخفي‬ ‫فهو‬ ‫ثتم‬ ‫هو‪ .‬ومن‬ ‫لما‬ ‫تجليات‬ ‫إلا‬ ‫إلا هو‪ ،‬وما الاْشياء‬ ‫ولا يوجد‬

‫طبيعته الحقة‪.‬‬ ‫ذات الوقت لمن يعرف‬

‫القديم‬ ‫الألوهية في الفكر الهندي‬ ‫ثانيا‪:‬‬

‫قبل‬ ‫الرابعهَ‬ ‫والتي يعود بعضها إلى الألف‬ ‫دياناتها‪،‬‬ ‫بتعدد‬ ‫الهند‬ ‫الألوهية في‬ ‫تتعدد صور‬

‫كتاب‬ ‫وخاصة‬ ‫"‪،‬‬ ‫الفيدا المقدسة‬


‫دا‬ ‫كتب‬ ‫الهندية هو‬ ‫التأليهية‬ ‫أقدم النصوص‬ ‫الميلاد‪ .‬ولعل‬

‫الكثير‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عرفه العالم كما أجمع‬ ‫مقدس‬ ‫يعد أقدم كتاب‬ ‫"فيدا" الذي‬ ‫)‬ ‫(اْورج‬ ‫"رلك‬

‫من التراث الفيدي إلى التراث الهندوسي‬ ‫الهند‬ ‫بعد أن تحولت‬ ‫وحتى‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫الأديان‬ ‫مؤرخي‬ ‫من‬

‫الهنود يؤمنون بأهمية وقداسة التراث‬ ‫الرئيسية في الهند‪ ،‬ظل‬ ‫الديانة‬ ‫نسبة إلى الهندوسية وهي‬

‫إلى أولئك‬ ‫إلا‬ ‫الهرطقة‬ ‫صفة‬ ‫ولا ينسب‬ ‫‪،‬‬ ‫يوليه قدره من الإجلال‬ ‫إن كل هندوسي‬ ‫إ؟ إذ‬ ‫الفيدي‬

‫الذين ينظر إليهم على‬ ‫وحدهم‬ ‫فهم‬ ‫‪،‬‬ ‫أو السيخ‬ ‫البوذية‬ ‫أو‬ ‫أتباع الجينية‬ ‫من‬ ‫صراحة‬ ‫الذين ينكرونه‬

‫إ(‪.)2‬‬ ‫أنهم هراطقة‬

‫الهندوسي‪،‬‬ ‫الاَلهة‬ ‫مجمع‬ ‫داخل‬ ‫الاَلهة‬ ‫الهندوسية بأعداد هائلة من‬ ‫أتباع‬ ‫ذلك يؤمن‬ ‫وعلى‬

‫والجيل‬ ‫‪،‬‬ ‫والأرض‬ ‫السماوات‬ ‫اَلهة‬ ‫إلى عدة أجيال أقدمها‬ ‫تنقسم‬ ‫وهي‬ ‫الفيدا‪،‬‬ ‫فهناك أولا آلهة‬ ‫‪9‬‬

‫ومثرا إله الشمس‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫أندرا إله العاصفة‬ ‫أهمها‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫وأرضية‬ ‫إلهية سماوية‬ ‫قوى‬ ‫على‬ ‫الثاني يشمل‬

‫يشتمل‬ ‫لآلهة الهندوسية‬ ‫ا‬ ‫الثالث من‬ ‫والجيل‬ ‫‪.‬‬ ‫السوما (الهوما)‬ ‫إله شراب‬ ‫إله النار‪ ،‬وسوما‬ ‫وأجنى‬

‫إلى الهند‪ .‬ويمثل هذا‬ ‫الاَريين‬ ‫وشيفا‪ ،‬وهو الجيل الذي ظهر بعد وصول‬ ‫براهما وفثنو‬ ‫على‬

‫‪،‬‬ ‫لبنان‬ ‫بيبليون‪،‬‬ ‫دار ومكتبة‬ ‫‪:‬‬ ‫وترجمة‬ ‫فيدا‪ ،‬دراسة‬ ‫ريك‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫صليبا‪ :‬اقدم كاب‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬لويس‬

‫‪ht‬‬ ‫‪.24- 22‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪5002‬‬


‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫عالم‪a‬‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ ،‬سلسلة‬ ‫إمام‬ ‫د‪ .‬إمام عبدالفتاح‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫العوب‪،‬‬ ‫الدينية لدى‬ ‫بارندر‪ :‬المعتقدات‬ ‫(‪ )2‬جفري‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 136‬‬ ‫ص‬ ‫ام ‪،‬‬ ‫‪399‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الكويت‬ ‫(‪)173‬‬ ‫‪،‬‬ ‫المعرفة‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m145‬‬
‫فلس!ه الديل‬ ‫إلى‬ ‫حددد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫تأخذ‬ ‫آلهة مجردة‬ ‫وهي‬ ‫الرابع فهو آلهة الأوبينشاد‪،‬‬ ‫أما الجيل‬ ‫والفناء‬ ‫والبقاء‬ ‫الخلق‬ ‫‪al‬‬
‫الثالوث‬
‫‪.‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬
‫(()‪.‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫الألقاب‬ ‫من‬ ‫ذلك‬ ‫وغير‬ ‫أبعد الخلق‬ ‫الواحد‬ ‫الإله الواحد‪،‬‬ ‫ألقاب‬ ‫‪.c‬‬
‫الدينية‬ ‫‪om‬‬

‫براهما‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫المعبودة في الهندوسية‬ ‫الاَلهة‬ ‫من أهم‬ ‫وشيفا‬ ‫براهما وفشنو‬ ‫الآلهة‬ ‫وتعتبر‬

‫!(‪.)2‬‬ ‫العالم‬ ‫على‬ ‫يحافظ‬ ‫يخلق وشيفا يدمر وثنو‬

‫إلى عبادة‬ ‫واتجهت‬ ‫‪،‬‬ ‫قد تطورت‬ ‫البراهمانية‬ ‫اْن‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫الديانة الهندوسية‬ ‫في‬ ‫الآلهة‬ ‫تعدد‬ ‫ورغم‬

‫من جذر‬ ‫البراهما‪ ،‬مشتق‬ ‫هو البراهما واسم‬ ‫‪،‬‬ ‫الأعظم‬ ‫الإله‬ ‫أنه‬ ‫من بين عدة آلهة على‬ ‫إله واحد‬

‫تدور مؤخرا على الروح‬ ‫ثم أصبحت‬ ‫‪،‬‬ ‫النمو أو النشاط أو الطاقة والقوة الإلهة‬ ‫حول‬ ‫دلالته‬ ‫تدور‬

‫فهي تشير أولا‬ ‫ديني عدة معان في الهندوسية‬ ‫وللكلمة كمصطلح‬ ‫‪.‬‬ ‫العالم‬ ‫الكون أو‬ ‫وعلى أساس‬

‫طبقة‬ ‫إلى البراهمانسِن‪ ،‬وهم‬ ‫ثانيا‬ ‫وتشير‬ ‫‪،‬‬ ‫الهندية المتأخرة‬ ‫التعاليم‬ ‫براهما في‬ ‫إلى الإله الشخصي‬

‫إلى مفهوم‬ ‫ثالثا‬ ‫وتشير‬ ‫‪،‬‬ ‫الديني الهندي‬ ‫الطبقات‬ ‫نظام‬ ‫من‬ ‫الطبقة الأولى‬ ‫يكونون‬ ‫الذين‬ ‫الكهنة‬

‫محايدة في جنسها‬ ‫وغير مشخصة‬ ‫أولية‬ ‫قوة‬ ‫أو الكون وهو‬ ‫العالم‬ ‫روح‬ ‫به‬ ‫البراهما الذي يقصد‬

‫لأول‬ ‫ا‬ ‫المبدأ‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزلية‬ ‫أو‬ ‫واللانهائية‬ ‫والضمير‬ ‫الحقيقهَ‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫ومعينة للجميع‬ ‫متحركة‬ ‫وهي‬

‫جميعا بل هو‬ ‫الاَلهة‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫بالإثبات‬ ‫وليس‬ ‫بالسلب‬ ‫وغير مادي ويوصف‬ ‫غير القابل للوصف‬

‫الإنسان أيضا فالكل براهما وبراهما هو الكل (‪.)3‬‬ ‫يحتوي‬

‫من تطور الفكر في (رج فيدا)؟‬ ‫والثالثة‬ ‫الثانية‬ ‫هذا التوجه نحو التوحيد في المرحلتن‬ ‫بدا‬ ‫وتد‬

‫الى التوحيد‪ ،‬ومن ثثم إلى الاعتراف بالإله الواحد‪ .‬هذا‬ ‫الطبيعية‬ ‫التعددية‬ ‫الانتقال من‬ ‫حيث‬

‫والتي ستنتقل بعد ذلك إلى الأوبانيشاد‬ ‫للفيدا‪،‬‬ ‫العقيدة الفلسفية الرئيسية‬ ‫الاعتراف الذي يشكل‬

‫التي هي أرقى منهج للفكر الفلسفي الهندي إ(‪.)4‬‬ ‫الفيدانتا‬ ‫صمالى‬

‫'‬ ‫‪0002r‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫دار نشر‪،‬‬ ‫مقارنة ‪ ،‬بدون‬ ‫وصفية‬ ‫تاهـلخ الأديان ‪ -‬دراسة‬ ‫‪:‬‬ ‫خليفة حسن‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد‬

‫‪. 66- 65‬‬ ‫ص‬

‫‪.D .L C‬‬ ‫‪! ody,‬ة‬ ‫‪Chamans, Prophets and Sages,‬‬ ‫‪Introduction to‬‬ ‫‪World‬‬ ‫وراجع ‪:‬‬

‫‪Wadsworth Pub.‬‬ ‫‪,.oC‬‬ ‫‪.Religions,‬‬


‫‪,8591 P 251.‬‬
‫‪Belmont,‬‬

‫‪.66‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫محمد خليفة حسن‬ ‫د‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪. 65 -‬‬ ‫صلم!‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫العربية‬ ‫اليقظة‬ ‫‪ ،‬دار‬ ‫اليازجي‬ ‫‪ :‬ندرة‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫الهندي‬ ‫الفلسفي‬ ‫الفكر‬ ‫مور‪:‬‬ ‫شارلز‬ ‫ود‪.‬‬ ‫) رادا كرشنا‬ ‫(‪4‬‬

‫صك!‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6791‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بيروت‬ ‫والنشر‪،‬‬ ‫والترجمة‬ ‫للتأليف‬

‫‪146‬‬
‫الممل الليم‬

‫الرج‬ ‫‪9‬‬ ‫يقول كتاب‬ ‫)‬ ‫ففي النشيد الموجه إلى فارونا (رئيس آلهة النظام الطبيعي والأخلاقي‬

‫المرئي‬ ‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫السحري‬ ‫بفنه‬ ‫الليل والنهار‬ ‫طبيعة الإله الواحد إنه !هو الذي اْوجد‬ ‫فيداأ في‬

‫الخفية العجيبة‬ ‫الأسماء‬ ‫ويعرف‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫عوالم‬ ‫يقيم‬ ‫هو الذي‬ ‫‪.‬‬ ‫قويا‪.‬‬ ‫راعيا‬ ‫يشبه‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬‫‪.‬‬ ‫للجميع‬

‫تتركز‬ ‫فيه‬ ‫جديدا مختلفا‪،‬‬ ‫السماء شكلا‬ ‫بالحكمة والتعقل كلما أنتجت‬ ‫ويزدهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الصباح‬ ‫لأشعة‬

‫"الصانع‬ ‫بأنه‬ ‫يصفونه‬ ‫)‬ ‫خالق الكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الكل‬ ‫(صانع‬ ‫وفي أنشودة فيشفا كارمن‬ ‫"(‪.)1‬‬ ‫كل الحكمة‬

‫وكل‬ ‫الذي يعرف كل الشعوب‬ ‫الذي صنعنا‪ ،‬المدبر‬ ‫هو الأب‬ ‫‪،‬‬ ‫الرفغ‬ ‫الحضور‬ ‫صاحب‬ ‫المدبر‪،‬‬

‫والسماء!(‪.)2‬‬ ‫الأرض‬ ‫إنه أقدم من‬ ‫‪،‬‬ ‫الكائنة‬ ‫الأشياء‬

‫في اليد‪،‬‬ ‫يرى ولا يوضع‬ ‫لا‬ ‫"الذي‬ ‫الإله بأنه‬ ‫وفي نشيد من أناشيد "أوبانيشا مونداكا" يوصف‬

‫في كل‬ ‫موجود‬ ‫هو أبدي‬ ‫‪،‬‬ ‫بدون يد او قدم‬ ‫‪،‬‬ ‫بدون نظر أو سمع‬ ‫‪،‬‬ ‫قبيلة‬ ‫عائلة وبدون‬ ‫بدون‬ ‫وهو‬

‫الذي يدركه الحكيم ويعلم أنه‬ ‫‪،‬‬ ‫يغني‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫كثير الذكاء؟ ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫زمان‬ ‫في كل‬ ‫ماض‬ ‫‪،‬‬ ‫مكان‬

‫"(‪.)3‬‬ ‫الموجودات‬ ‫أصل‬

‫السلبي الذي ينفي كل‬ ‫التأليه‬ ‫من سمات‬ ‫سمة‬ ‫بها الإله هنا‬ ‫السالبة التي يوصف‬ ‫إن الصفات‬

‫ولا شكل‬ ‫وهو سماوي‬ ‫غير موجود‬ ‫‪9‬‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫واحد مشخص‬ ‫أنه‬ ‫فرغم‬ ‫الإله‬ ‫البشرية عن‬ ‫الصفات‬

‫وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫‪،‬‬ ‫التنفس‬ ‫منه ينبعث‬ ‫‪9‬‬ ‫أنه‬ ‫أخرى‬ ‫أنشودة‬ ‫لأجابتنا‬ ‫علاقته بالعالم‬ ‫عن‬ ‫صاذا سألنا‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫له‬

‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الشمس‬ ‫هي‬ ‫النار ومحروقاتها‬ ‫منه تنطلق‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عيناه‬ ‫والشمس‬ ‫القمر‬ ‫‪،‬‬ ‫رأسه‬ ‫النماء‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.،‬‬ ‫الحواس‬

‫عديدة‬ ‫مخلوقات‬ ‫‪.‬‬ ‫لأنثى‬ ‫ا‬ ‫البذرة في‬ ‫يسكب‬ ‫والمذكر‬ ‫‪،‬‬ ‫لأعشاب‬ ‫ا‬ ‫لأرض‬ ‫ا‬ ‫المطر‪ ،‬ومن‬ ‫القمر ينطلق‬

‫والطيور(‪ .)4‬وفي‬ ‫والقطعان‬ ‫الناس‬ ‫‪،‬‬ ‫لأجرام‬ ‫وا‬ ‫‪،‬‬ ‫وعنه تنتج أيضا الاَلهة العديدة‬ ‫‪،‬‬ ‫الشخص‬ ‫تنتج عن‬

‫العظيم وفي‬ ‫المسكن‬ ‫إنه‬ ‫الخفاء‪،‬‬ ‫المتحرك في‬ ‫ويدعي‬ ‫الخفي‬ ‫أنه‬ ‫مع‬ ‫إالبين‬ ‫أنشودة تالية هو‬

‫يفنى‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫هو براهمان‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫كائن‬ ‫هو الكائن واللا‬ ‫ويغمز‪،‬‬ ‫ويتنفس‬ ‫يتحرك‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫وضع‬ ‫داخله‬

‫الذي‬ ‫نور الأنوار‪ ،‬هو‬ ‫وهو‬ ‫‪ .‬إنه مشرق‬ ‫‪.‬‬ ‫الخلود‬ ‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقي‬ ‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫والعقل‬ ‫والكلام‬ ‫إنه الحياة‬

‫الروخ !(‪.)5‬‬ ‫يعرفه عارفو‬

‫‪. 46- 45‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬نقلا عن‬

‫‪47‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)2‬‬


‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪. 39‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪) 3‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.59- 49‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 79- 69‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 5‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪147+‬‬
‫هلس!ه الديى‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫أكثر وضوحا‬ ‫تعبيرا‬ ‫بالعالم‬ ‫طبيعة الإله وعلاقته‬ ‫سفينا سفاترا" عن‬ ‫أوبانيشاد‬ ‫"‬ ‫‪.al-m‬وقد عبرت‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫بدايته‬ ‫‪،‬‬ ‫كله‬ ‫العالم‬ ‫يعود‬ ‫إليه‬ ‫الذي‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫‪9‬‬ ‫إنه‬ ‫إله العالم المتنوع الواحد‬ ‫عن‬ ‫‪ h.co‬حينما قالت‬
‫‪m‬‬

‫وحدة‬ ‫عقيدة‬ ‫ف!ن‬ ‫المادية‬ ‫والمظاهر‬ ‫والتعدد‬ ‫فيه التنوع‬ ‫طبيعي‬ ‫عالم‬ ‫ونهايته إ(‪ .)1‬وإذا كان ثمة‬

‫الطبيعة‬ ‫اْن‬ ‫أن نعرف‬ ‫"يجب‬ ‫‪:‬‬ ‫حينما تقول‬ ‫هذا الأوبانيشاد‪،‬‬ ‫تطل برأسها في نصوص‬ ‫الوجود‬

‫منه ‪ .‬إنه‬
‫‪.‬‬ ‫جزء‬ ‫التي هي‬ ‫الأشياء‬ ‫كله تتخلله‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الوهم‬ ‫هو صانع‬ ‫الأرباب‬ ‫وأن رب‬ ‫‪،‬‬ ‫وهم‬

‫العالم كله باستمرار‪،‬‬ ‫يغلف‬ ‫كله ‪ ..‬هو الذي‬ ‫الكون‬ ‫حاوي‬ ‫‪،‬‬ ‫متنوع‬ ‫شيء‬ ‫كل‬ ‫خالق‬ ‫‪،‬‬ ‫الكل‬ ‫خالق‬

‫والماء والنار‬ ‫الأرض‬ ‫اْنه‬ ‫يعتبر‬ ‫هو الذي‬ ‫‪،‬‬ ‫لأنه يحكمه‬ ‫يدور‬ ‫عمله‬ ‫‪،‬‬ ‫المعرفة‬ ‫كلي‬ ‫‪،‬‬ ‫الصفات‬ ‫مالك‬

‫"(‪.)2‬‬ ‫ء‬ ‫لقضا‬ ‫وا‬ ‫لهواء‬ ‫وا‬

‫الألوهية‬ ‫قدم مذهب‬ ‫مَن‬ ‫أول‬ ‫بأنه‬ ‫الأوبانيشاد في الفكر الهندي‬ ‫لاهوت‬ ‫ولتر ستيس‬ ‫وقد صنف‬

‫إن لم تكن‬ ‫به‬ ‫الدينية‬ ‫لأن الخبرة‬ ‫وذلك‬ ‫؟‬ ‫غير قابل للوصف‬ ‫الله‬ ‫بأن‬ ‫إنها تعني الاعتقاد‬ ‫‪.‬‬ ‫السلبية‬

‫يعني‬ ‫على أن وصفه‬ ‫الإله‬ ‫فإن الإنسان يعجز عن وصف‬ ‫‪،‬‬ ‫والإشراق الصوفي‬ ‫عن طريق التصوف‬

‫مؤلفيها‪ :‬إن‬ ‫لسان‬ ‫على‬ ‫قد قالت‬ ‫"الأوبانيثاد!‬ ‫وإذا كانت‬ ‫المميز(ر)‪.‬‬ ‫فيه الطابع الفريد‬ ‫يحطم‬ ‫أنه‬

‫في‬ ‫اثناسيوس‬ ‫فإن القديس‬ ‫به‬ ‫أو يحيط‬ ‫أن يدركه‬ ‫يستطيع‬ ‫لا‬ ‫ف!ن أحدا‬ ‫‪،‬‬ ‫غير قابل للفهم‬ ‫براهمان‬

‫والابن‬ ‫‪،‬‬ ‫يقبل الفهم‬ ‫لا‬ ‫"إن الاَب‬ ‫‪:‬‬ ‫حينما يقول‬ ‫الدينية مع الأوبانيشاد‬ ‫يتفق في عقيدته‬ ‫المسيحية‬

‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الفهم‬ ‫تقبل‬ ‫لا‬ ‫ثلاثة أشياء‬ ‫هناك‬ ‫ليس‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫يقبل الفهم‬ ‫لا‬ ‫القدس‬ ‫والروح‬ ‫‪،‬‬ ‫الفهم‬ ‫يقبل‬ ‫لا‬

‫لا يقبل الفهم إ(‪.)4‬‬ ‫فقط‬ ‫واحد‬ ‫شيء‬

‫في حديث‬ ‫!‬ ‫الفهم‬ ‫يقبل‬ ‫أو ‪ip‬‬ ‫في الأوبانيشاد‬ ‫"‬ ‫اغير قابل للفهم‬ ‫عبارة‬ ‫معنى‬ ‫ف!ن‬ ‫وبالطبع‬

‫إن كل صفة إيجابية‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫العقلية‬ ‫التصورات‬ ‫أن الله غير قابل ل!دراك عن طريق‬ ‫اثناسيوس‬

‫أي صفة حتى‬ ‫أو‬ ‫أي محمول‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫يستطيع أي امرؤ أن ينسب‬ ‫لا‬ ‫أنه‬ ‫وفي الحقيقة‬ ‫‪.‬‬ ‫تقدم تصورا‬

‫إن الإله غير قابل للفهم أو‬ ‫‪.‬‬ ‫البثرية‬ ‫التصورات‬ ‫تلك‬ ‫من‬ ‫والإله أسمى‬ ‫‪.‬‬ ‫الوجود‪.‬‬ ‫صفة‬ ‫ولو كانت‬

‫لأنه في نظر‬ ‫؟‬ ‫الإطلاق‬ ‫على‬ ‫غير قابل ل!دراك‬ ‫أنه‬ ‫ذلك‬ ‫معنى‬ ‫ولي!‬ ‫‪،‬‬ ‫الاستدلالي‬ ‫العقلي‬ ‫للإدراك‬

‫‪.142‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪. 146- 442‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪101- 19‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫ذكره‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫والأزل‬ ‫الزمان‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬ولتر ستيس‬

‫‪. 201‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬

‫‪148‬‬
‫اللي!‬ ‫ل!مل‬ ‫ا‬

‫العقلي‬ ‫قابلية الله ل!دراك‬ ‫إن عدم‬ ‫‪.‬‬ ‫الحدس‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫قابل ل!دراك‬ ‫السلبي‬ ‫أتباع هذا اللاهوت‬

‫نسبية بالقياس‬ ‫بل هي صفة‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫هو في صميم‬ ‫ما‬ ‫على نحو‬ ‫الله‬ ‫مطلقه من صفات‬ ‫صفة‬ ‫ليست‬

‫إلى عقولنا فقط(‪.)1‬‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫الصفات‬ ‫بسلب‬ ‫التي تأخذ‬ ‫أو الألوهية السلبية‬ ‫‪،‬‬ ‫السلبي‬ ‫وربما نفهم طبيعة هذا اللاهوت‬

‫‪.)2( ،‬‬ ‫ثَىء‬ ‫كَمِثْلِهِء‬ ‫الآية الكريمة ‪ :‬ة لَيسَ‬ ‫نقرا جيدا‬ ‫الله حينما‬ ‫عن‬ ‫العقلية‬ ‫التصورات‬

‫هامتان هما البوذية‬ ‫أخريتان‬ ‫ديانتان‬ ‫الهندوسية‬ ‫البراهماتية‬ ‫قد انبثقت عن‬ ‫أنه‬ ‫والمعروف‬

‫ورغم أنها تمثل حركة‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫أما البوذية فهي نسبة إلى جوتاما بوذا (‪ 483- 563‬ق‬ ‫‪.‬‬ ‫والجينية‬

‫يستند على‬ ‫لا‬ ‫على اعتماد طريق للخلاص‬ ‫ركزت‬ ‫إلا أنها‬ ‫‪،‬‬ ‫في الهندوسية‬ ‫ديني وفلسفي‬ ‫إصلاح‬

‫اجتياز الطريق ذي الشعب‬ ‫من خلال‬ ‫الخلاص‬ ‫بل على الإيمان بضرورة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالألوهية‬ ‫إيمان واضح‬

‫الثمانية‪:‬‬

‫‪ -‬الاعتقاد الصحيح‪.‬‬ ‫أ‬

‫القرار الصحيح‪.‬‬ ‫‪-2‬‬

‫‪ -3‬الكلام الصحيح‪.‬‬

‫‪ -4‬الأفعال الصحيحة‪.‬‬

‫‪ -5‬الحياة الصحيحة‪.‬‬

‫‪ -6‬التطبيق الصحيح‪.‬‬

‫‪ -7‬الأفكار الصحيحة‪.‬‬

‫(‪.)3‬‬ ‫‪ -8‬التأمل الصحيح‬

‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1-‬‬ ‫‪901‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ )1‬نفسه‬ ‫(‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لشورى‬ ‫ا‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪ ،‬الطبعة‪al‬‬ ‫بيروت‬ ‫عويدات‬ ‫العوا‪ ،‬منشورات‬ ‫د‪ .‬عادل‬ ‫ترجمة‬ ‫إنانيون‬ ‫فلاسفة‬ ‫ياسبرز‬ ‫كارل‬ ‫انظر‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪-m‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.76‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪889‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الثالثة‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪914+‬‬
‫هلس!ه الدين‬ ‫الى‬ ‫جديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫الكمال‬ ‫الإنسان درجة‬ ‫فيها‬ ‫الحالة التي يبلغ‬ ‫إلى حالة "النرفاناإ‪ ،‬وهي‬ ‫للوصول‬ ‫وذلك‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫عملية إعادة‬ ‫وهي‬ ‫النرفانا‬ ‫قادرة على اجتياز عتبة‬ ‫وتكون‬ ‫‪،‬‬ ‫من حياة الأرض‬ ‫روحه‬ ‫‪ eh.‬وتتخلص‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫النرفانا‬ ‫تد دخل‬ ‫قيل إن بوذا نفسه‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫التام للروح‬ ‫والسكون‬ ‫الدائم‬ ‫حالة السلام‬ ‫الميلاد‪ ،‬وهي‬

‫‪.‬م(‪.)1‬‬ ‫!تى‬ ‫‪453‬‬ ‫‪01489‬‬ ‫عام‬ ‫حوالي‬

‫السادس قبل‬ ‫القرن‬ ‫حوالي منتصف‬ ‫الهند‬ ‫الذي عاش في‬ ‫مهافيرا‬ ‫ومؤسسها‬ ‫أما الجينية‬

‫"‪،‬‬ ‫المنتصرون‬ ‫"‬ ‫أي‬ ‫؟‬ ‫إلى الجيناس‬ ‫نسبت‬ ‫فهي‬ ‫‪،‬‬ ‫البوذية‬ ‫لبوذا مؤسس‬ ‫يعتبر معاصرا‬ ‫الميلاد والذي‬

‫(‪.)2‬‬ ‫الناس إلى طريق الخلاص‬ ‫الأبطال القديسون الذين يرشدون‬ ‫وهم‬

‫والزهد في‬ ‫إلى اللاعنف‬ ‫أخلاقية تدعو‬ ‫ديانة‬ ‫تأليهية بقدر كونها‬ ‫ديانة‬ ‫ليست‬ ‫أيضا‬ ‫وهي‬

‫قابل للتدمير؟ وذلك‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫مفادها أن‬ ‫إن الجنية تقوم على مسلمة‬ ‫‪.‬‬ ‫الدنيوية‬ ‫الحياة‬ ‫مطالب‬

‫ومن ثتم‬ ‫الفيدا؟‬ ‫كتب‬ ‫بوجه عام سلطة‬ ‫الجينية‬ ‫ولقد أنكرت‬ ‫‪9‬‬ ‫شيء(ر)‪0‬‬ ‫لا‬ ‫يخلق من‬ ‫شيء‬ ‫لأنه لا‬

‫إله‬ ‫‪،‬‬ ‫إله السماء‪ ،‬إله العواصف‬ ‫‪:‬‬ ‫مثل‬ ‫الآلهة‬ ‫قوة‬ ‫في‬ ‫أن الوثوق‬ ‫أتباع الجينية‬ ‫اعتبر‬ ‫آلهة الفيدا حيث‬

‫فكرة‬ ‫بعيدا عن‬ ‫الأشياء‬ ‫وجوهر‬ ‫الحقيقة‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫إنهم حاولوا‬ ‫‪.‬‬ ‫وهمية‬ ‫الرعدأ‪ . .‬إلخ مسألة‬ ‫‪.‬‬

‫مختلفة من الوجود؟‬ ‫لقانون الكارما والتجسيد في أشكال‬ ‫في الجنية تخضع‬ ‫الآلهة‬ ‫إن‬ ‫الاَلهة(‪.)4‬‬

‫اعتراف الجينية‬ ‫ورغم‬ ‫‪.‬‬ ‫أو في تحقيق الخلاص‬ ‫العالم‬ ‫في أحداث‬ ‫تأثير‬ ‫بذات‬ ‫فهي ليست‬ ‫ولذلك‬

‫أزلي‬ ‫إله‬ ‫يعتقدون في وجود‬ ‫لا‬ ‫‪-‬‬ ‫سبق‬ ‫فيما‬ ‫منعدمة التأثير‪ ،‬فهم ‪ -‬وكما أشرنا‬ ‫الآلهة‬ ‫بوجود هذه‬

‫الموجودة فيه(‪.)5‬‬ ‫القوانين الطبيعية والأخلاقية‬ ‫فالكون يسير حسب‬ ‫‪،‬‬ ‫للعالم‬ ‫خالق ومدبر‬

‫‪.98- 08‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫خليفة حسن‬ ‫محمد‬ ‫د‪.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪Scriptures,‬‬ ‫‪Selected and‬‬ ‫‪Translated‬‬ ‫‪,Buddnist‬‬


‫‪by Edward‬‬ ‫‪Conze‬‬ ‫‪:‬‬ ‫مراجعة‬ ‫ويمكنك‬

‫‪Benguin. Books, England 7691.‬‬

‫‪ ،‬دمث!ق‪،‬‬ ‫التكوين‬ ‫‪ ،‬دار‬ ‫يوسف‬ ‫‪ :‬سعدي‬ ‫‪ ، The‬ترجمة‬ ‫بوذا‪ :‬الدامابادا ‪، apada‬ح!‪Dha 4‬‬ ‫وأيضا‪:‬‬

‫‪ 0102‬م‪.‬‬

‫‪.69‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫‪:‬‬ ‫خليفة‬ ‫(‪ )2‬د‪ .‬محمد‬

‫‪Jyoti Prasad Jain: Religion and Culture First ed‬‬ ‫‪,7591‬‬


‫‪(3.‬‬
‫‪)P‬‬ ‫‪33,‬‬

‫الجيني‪،‬‬ ‫مفهوم النفس في الفكر‬ ‫‪،‬‬ ‫شاهين‬ ‫الأمير‬ ‫وانظر‪ :‬رسالة الماجصشير التي أعدتها تلميذتي إيمان‬

‫‪.84‬‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪1402‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪ -‬جامعة‬ ‫الاَداب‬ ‫كلية‬ ‫غير منثور‪،‬‬ ‫بحث‬

‫‪.52‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫شاهين‬ ‫الأمير‬ ‫(‪! )4‬يمان‬

‫‪.501‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫خليفة‬ ‫محمد‬ ‫د‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬

‫‪+ 015‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫ل!مل‬ ‫ا‬

‫القديم الأخرى‬ ‫الثرق‬ ‫حضارات‬ ‫الألوهية لدى‬ ‫ثالثا‪:‬‬

‫الألوهية والإله الواحد لدى‬ ‫بهذين المثالين على تصورات‬ ‫بنا أن نكتفي‬ ‫وربما يجدر‬

‫لم‬ ‫الشرقية الأخرى‬ ‫في الحضارات‬ ‫الألوهيهَ‬ ‫(ن تصورات‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الشرقية القديمة‬ ‫الحضارا!‬

‫في درجة‬ ‫إلا‬ ‫اللهم‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة والهند القديمة‬ ‫في مصر‬ ‫وجدت‬ ‫التي‬ ‫هذه التصورات‬ ‫عن‬ ‫تخرج‬

‫فلسفات‬ ‫شهدت‬ ‫ما‬ ‫تأليهية بقدر‬ ‫فلسفات‬ ‫فالحضارة الصينية لم تشهد‬ ‫؟‬ ‫الألوهية‬ ‫تصور‬ ‫وضوح‬

‫الإنسان على العمل احتراما للسماء كما عند الكونفوشية (‪،)1‬‬ ‫تحض‬ ‫دينية‬ ‫أخلاقية لتصورات‬

‫رؤيتها‬ ‫الحضارة الفارسية فقد لخصت‬ ‫أما‬ ‫الطاويين(‪.)2‬‬ ‫كما عند‬ ‫)‬ ‫واحتراما للطاو (الطريق‬

‫كبير زعماء‬ ‫وإن مال زرادشت‬ ‫)‪،‬‬ ‫(أهورا مازدا وأهريمان‬ ‫الخير والشر‬ ‫ثنائية‬ ‫وهية في تقديس‬ ‫للأل‬

‫وخالق‬ ‫الوجود‬ ‫إله الخير ومفيض‬ ‫باعتباره‬ ‫أهورا مازدا فقط‬ ‫الديانات الفارسية إلى تقديس‬

‫لم‬ ‫الذي‬ ‫‪،‬‬ ‫القديم الأزلي‬ ‫‪،‬‬ ‫لأعظم‬ ‫ا‬ ‫لإله‬ ‫ا‬ ‫هو‬ ‫والزرادشتيين‬ ‫مزدا عند زرادشت‬ ‫فاهورا‬ ‫‪.‬‬ ‫الكون‬

‫خالق الكون كله‬ ‫وهو‬ ‫يُنظر‬ ‫يرى ولا‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫الأرواح‬ ‫وهو علة العلل وروح‬ ‫يولد ولن يموت‬

‫والذي‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسان وخالقه‬ ‫وهو أب‬ ‫‪،‬‬ ‫على الأرض‬ ‫ما‬ ‫وكل‬ ‫والنار‬ ‫الجنة‬ ‫والملائكة الأبرار وخالق‬

‫بالعقل والبصيرة (‪.)3‬‬ ‫المخلوقات‬ ‫بقية‬ ‫شرفه على‬

‫الوجود‬ ‫وأصل‬ ‫الألوهية‬ ‫حول‬ ‫مفاهيمها‬ ‫العراق القديم فتعود في‬ ‫في‬ ‫البابلية‬ ‫أما الحضارة‬

‫في الألف الثالثة‬ ‫بين النهرين التي ازدهرت‬ ‫ما‬ ‫القديمة في بلاد‬ ‫إلى سابقتها الحضارة السومرية‬

‫من بين حضارات‬ ‫القديمة‬ ‫مع الحضارة المصرية‬ ‫الأقدم‬ ‫الحضارة‬ ‫تعتبر‬ ‫وهي‬ ‫الميلاد‪،‬‬ ‫قبل‬

‫في الكون تأمل‬ ‫تأملاتهم‬ ‫في‬ ‫البابليون‬ ‫بعدهم‬ ‫وقد حاول السومريون ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الشرق القديم‬

‫دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة بعمان ‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الثار‪ :‬الفلسفة الشرقية‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬د‪ .‬مصطفى‬

‫‪. 148‬‬ ‫‪ 1202‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأردن‬

‫نفه‪ ،‬ص ‪. 155- 154‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫الأدبية‪،‬‬ ‫دار الكنوز‬ ‫‪،‬‬ ‫العلوي‬ ‫لهادي‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫(‪)04- 93‬‬ ‫‪،‬‬ ‫التاو للأوتس‬ ‫كتاب‬ ‫‪:‬‬ ‫وراجع‬

‫‪. 69- 49‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1‬‬ ‫‪599‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬لبنان‬ ‫بيروت‬

‫وراجع‪:‬‬ ‫‪23c- 22‬‬ ‫ص‬ ‫إليه ‪،‬‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫عند أفلاطون‬ ‫الألوهية‬ ‫فكرة‬ ‫الثار‪:‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬د‪ .‬مصطفى‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫عن‬ ‫الكتب المجوصية المقدسة للزرادشتية‪،‬‬ ‫وهو مجموع‬ ‫(أهم كتب‬ ‫كتاب‬
‫‪://‬‬ ‫نقله‬ ‫الأبستا)‬ ‫الفندياد‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬
‫‪l-m 1102 ،‬‬
‫م‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫‪ ،‬الطبعة‬ ‫وبيروت‬ ‫بغداد‬ ‫‪،‬‬ ‫الجمل‬ ‫منثورات‬ ‫‪،‬‬ ‫الموصلي‬ ‫الحلبي‬ ‫د‪ .‬داود‬ ‫‪:‬‬ ‫الفرنسية‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪ ،92‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ص‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪+‬أ ‪15‬‬
‫هلس!ه )لدين‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫هذه‬ ‫وتد دارت‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫العقلي‬ ‫الإقناع‬ ‫بقدر كبير من‬ ‫إلى إجابات مرضية تتسم‬ ‫الأشياء والوصول‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫واعتبار الماء‬ ‫‪،‬‬ ‫المادي للعالم الطبيعي‬ ‫الألوهية في مدار الأصل‬ ‫الإجابات حول‬ ‫وتلك‬ ‫‪ h.c‬التأملات‬
‫‪om‬‬

‫وكي‬ ‫السماء)‬ ‫أنو (أي‬ ‫والتي هي‬ ‫‪،‬‬ ‫الخالقة‬ ‫الاَلهة‬ ‫اتبعتها‬ ‫التي‬ ‫الخلق‬ ‫وأن أساليب‬ ‫‪.‬‬ ‫الأصل‬ ‫هو‬

‫أقول ‪:‬‬ ‫)‪،‬‬ ‫وانليل (أي الهواء) الذي تولد من اتحادهما (أي اتحاد السماء والأرض‬ ‫)‬ ‫(أي الأرض‬

‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الإلهية‬ ‫القوة الخالقة للكلمة‬ ‫على‬ ‫إنما استندت‬ ‫الاَلهة‬ ‫التي اتبعها هؤلاء‬ ‫الخلق‬ ‫إن أساليب‬

‫أن يفعله هو أن‬ ‫الخالق‬ ‫ل!له‬ ‫ما ينبغي‬ ‫ف!ن كل‬ ‫‪،‬‬ ‫مبدأ القوة الخالقة للكلمة‬ ‫هذا المبدأ‪،‬‬ ‫بموجب‬

‫وينطق بالاسم اسم الشيء المراد خلقه فينتج الخلق (‪.)2‬‬ ‫!‬ ‫!الكلمة‬ ‫ويقول‬ ‫الخطط‬ ‫يصمم‬

‫‪-‬‬ ‫في التراث السومري‬ ‫المبدأ‬ ‫بين هذا‬ ‫هنا‬ ‫عن أوجه الشبه‬ ‫والحقيقة أنه ربما ينبغي البحث‬

‫المنفي‬ ‫إن المذهب‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫القديمة‬ ‫المنفي الشهير في مصر‬ ‫في النص‬ ‫المبدأ‬ ‫وبين نفس‬ ‫‪،‬‬ ‫البابلي‬

‫وضوحا‬ ‫أكثر‬ ‫كان بصورة‬ ‫هـان‬ ‫‪،‬‬ ‫بالضبط‬ ‫في أصل الوجود ونشأة المخلوقات ينص على ذلك‬

‫وصرا مة‪.‬‬

‫افلاطون‬ ‫على‬ ‫السابق‬ ‫اليوناني‬ ‫رابعا‪ :‬الألوهية في الفكر‬

‫الشرقية الفكرية في كل‬ ‫الحضارات‬ ‫في مدرسة‬ ‫قد تخرجوا‬ ‫اليونان‬ ‫أن قدامى‬ ‫لاشك‬

‫جدا‬ ‫قريبا‬ ‫لآلهتهم كان‬ ‫إن تصورهم‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الفكر الديني والتأليهي‬ ‫مجال‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫المجالات‬

‫من خيال مفكري‬ ‫مثلا‬ ‫كان خيالهم في ذلك كان أقل سعة‬ ‫هـان‬ ‫الشرقيين‬ ‫محا قدمناه من تصور‬

‫بالمعنى‬ ‫التأليه‬ ‫التأليهية‬ ‫حضارتهم‬ ‫فهم لم يعرفوا في مطلع‬ ‫‪.‬‬ ‫القديمة‬ ‫أخناتون في مصر‬ ‫أو‬ ‫منف‬

‫غموض‬ ‫بلا‬ ‫إنسانية عظيمة منمقة وكائنات ثرية‬ ‫كانت موجودات‬ ‫فالاَلهة الأوليمبية‬ ‫‪،‬‬ ‫الصحيح‬

‫)‪.‬‬ ‫(‪3‬‬ ‫أو سرية‬

‫المثنى‬ ‫مكتبة‬ ‫‪،‬‬ ‫فخري‬ ‫د‪ .‬احمد‬ ‫‪:‬‬ ‫ومراجعة‬ ‫باقر‪ ،‬تقديم‬ ‫طه‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫سور‪،‬‬ ‫ألواح‬ ‫من‬ ‫‪:‬‬ ‫كريمر‬ ‫صمويل‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪. 151‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫الخانجي‬ ‫ببغداد ومؤسسة‬

‫‪. 156‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪. 177‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫ال!ابق‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الثرقية‬ ‫الفلسفة‬ ‫كتابنا‬ ‫وانظر‬

‫‪Cheney‬‬ ‫(‪).S‬‬ ‫‪Men Who Have Walked‬‬ ‫‪with God, Delta‬‬ ‫‪,7491‬‬
‫‪(3.‬‬
‫‪)P‬‬ ‫‪Print,‬‬ ‫‪086‬‬

‫عبدالفتاح‬ ‫د‪ .‬إمام‬ ‫‪:‬‬ ‫الروح )‪ ،‬ترجمة‬ ‫الجزء الثاني (فلسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫هيجل‬ ‫فلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫ستيس‬ ‫وانظر ايضا‪ :‬ولتر‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪8291‬‬ ‫‪،‬‬ ‫دار التنوير ببيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫إمام‬

‫‪+‬‬ ‫‪152‬‬
‫)لمحل )لليم‬

‫بل إن‬ ‫‪.‬‬ ‫فقط‬ ‫الدينية‬ ‫المراسيم‬ ‫على مستوى‬ ‫والاَلهة‬ ‫انعدام الفرق بين الإنسان‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬

‫والبابليون في‬ ‫المصريون‬ ‫مما وضعه‬ ‫الآلهة‬ ‫إلى‬ ‫الإنسان في منزلة أقرب‬ ‫الإغريق قد وضعوا‬

‫وولدن منهن الأولاد‪ .‬وقد‬ ‫الاَلهة‬ ‫فالأدب الإغريقي يعدد نساء كثيرات عشقهن‬ ‫‪.‬‬ ‫كثيرة‬ ‫مواطن‬

‫انتهاك حرمة أحد‬ ‫الذي يحاول‬ ‫كان ذلك‬ ‫اليونان‬ ‫في بلاد‬ ‫النموذجي‬ ‫أن الخاطئ‬ ‫البعض‬ ‫أوضح‬

‫الكون‬ ‫خلقت‬ ‫التي‬ ‫لم تكن هي‬ ‫ظواهر الطجة‬ ‫الأولمبية رغم تجليها في‬ ‫الاَلهة‬ ‫ثم إن‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَلهة‬

‫آلهة‬ ‫رأينا‬ ‫الملكية الذي‬ ‫مخلوقاتها بنفس حق‬ ‫بالإنسان كأحد‬ ‫تتصرف‬ ‫مقدورها أن‬ ‫في‬ ‫وليس‬

‫وهو لذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الآلهة‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫مشترك‬ ‫بسلف‬ ‫بل إن الإغريقي يدعي‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫تتمتع‬ ‫الأقطار الأخرى‬

‫فالأغنية السادسة لبندارس مثلا‪ ،‬تستهل كما يلي‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫وقصوره‬ ‫عجزه‬ ‫أشد بسبب‬ ‫معاناة‬ ‫يعاني‬

‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫نتنفس‬ ‫واحدة‬ ‫أم‬ ‫كلانا من رحم‬ ‫‪،‬‬ ‫كلا البشر والاَلهة‬ ‫‪،‬‬ ‫واحد‪ ،‬واحد فقط‬ ‫عرق‬ ‫من‬ ‫‪9‬‬

‫البرونز‪،‬‬ ‫صلابة‬ ‫هناك‬ ‫الاَلهة‬ ‫ولدى‬ ‫لدينا هنا لا شيء‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بيننا‬ ‫الشَقة في قوتنا‪ ،‬الفاصلة‬ ‫هي‬ ‫بعيدة‬

‫يتزعزع "(‪.)1‬‬ ‫لا‬ ‫خالد‬ ‫ولهم في السماء عرش‬

‫وإن يكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الشعر الشرقي القديم‬ ‫اختلافا عميقا عن روح‬ ‫إن الروح في مئل هذا الشعر تختلف‬

‫الأصداء‬ ‫اْهم‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫من معتقداتهم‬ ‫الكثير‬ ‫أهل الشرق‬ ‫يشاطرون‬ ‫مازالوا‬ ‫الفترة‬ ‫في هذه‬ ‫الإغريق‬

‫القديم في تفسير‬ ‫كان التماثل بين الأسلوبين الإكريقي والشرقي‬ ‫‪،‬‬ ‫الأدنى‬ ‫الشرق‬ ‫لمعتقدات‬

‫بعضها ببعض‬ ‫فيه‬ ‫التي‬ ‫العناصر‬ ‫النظرة المنظمة إلى الكون بوصل‬ ‫فكلاهما يستهدف‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعة‬

‫حوالي ‪007‬‬ ‫ولعله كتب‬ ‫‪،‬‬ ‫الآلهة‬ ‫أنساب‬ ‫كتابه‬ ‫هزيود في‬ ‫وقد عبر عن ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫بصلة الرحم والنسب‬

‫والبشر‪ ،‬ويأتي‬ ‫الاَلهة‬ ‫هما والد‬ ‫إن السماء والأرض‬ ‫ثم يقول‬ ‫‪،‬‬ ‫بالهيولي‬ ‫التسلسل‬ ‫يبدأ هزيود‬ ‫‪،‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫ق‬

‫زفس‬ ‫ثم تزوج‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫الأمثال‬ ‫سفر‬ ‫‪9‬‬ ‫في‬ ‫الله "‬ ‫أو "حكمة‬ ‫المصرية‬ ‫تذكرنا ب معات‬ ‫عددية‬ ‫بشخصيات‬

‫وأيريني‬ ‫)‬ ‫(العدالة‬ ‫) ودايك‬ ‫الصالح‬ ‫يونوميا (الحكم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫له الهوراي‬ ‫فولدت‬ ‫الوضاء‪،‬‬ ‫تيمس‬ ‫من‬

‫الفاني (‪.)2‬‬ ‫الإنسان‬ ‫اللواتي يُعنين بأعمال‬ ‫وهن‬ ‫‪،‬‬ ‫(السلم ) الموردة‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫دار‬ ‫منشورات‬ ‫بغداد‪،‬‬ ‫جبرا‪،‬‬ ‫ابراهيم‬ ‫جبرا‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ ،‬الخاتمة‬ ‫الفلسفة‬ ‫قبل‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫فرانكفورت‬ ‫وهـ‪.‬أ‬ ‫‪.‬‬ ‫_‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.276- 275‬‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪0691‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.276‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m153‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫والأوديسة‬ ‫لإلياذة‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫(‪)1‬‬ ‫كان لهوميروس‬ ‫‪،‬‬ ‫لاَلهة اليونان‬ ‫صورة‬ ‫في رسم‬ ‫ا!بر‬ ‫الفضل‬ ‫ولكن‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫لاهاتهم لهم‬ ‫واَ‬ ‫آلهتهم‬ ‫ويعتقدون في‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَلهة‬ ‫يؤمنون بتعدد‬ ‫الأخائيين والطروادلين‬ ‫‪ h.c‬فهو يصور‬
‫‪om‬‬

‫وفي الحقيقة إن أناس تلك الأزمان لم تكن لديهم‬ ‫‪،‬‬ ‫ص!الهات‬ ‫اَلهة‬ ‫نسميهم‬ ‫البشر‪ .‬ونحن‬ ‫شكل‬

‫فهم‬ ‫‪،‬‬ ‫المادي‬ ‫عهدا من العالم‬ ‫اْحدث‬ ‫الاَلهة‬ ‫وكانوا يرون أن تلك‬ ‫‪،‬‬ ‫معبود قادر أزلي‬ ‫عن‬ ‫فكرة‬

‫لهم القدرة العظيمة والقوة الفائقة‪،‬‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫أزليا‬ ‫ليس‬ ‫وجودهم‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫اعتقادهم خالدون‬ ‫في‬

‫وهو في‬ ‫أبوهم زفس‬ ‫‪،‬‬ ‫قادرين وكانوا جميعا أسرة واحدة‬ ‫ولكنهم لم يكونوا على كل شيء‬

‫لإرادة القضاء والقدر فقط(‪.)2‬‬ ‫وهو عرضة‬ ‫‪.‬‬ ‫جميعا‬ ‫الآلهة‬ ‫فوق‬ ‫الألياذة‬

‫ومخاصمتهم‬ ‫خططهم‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫عاملمِن‬ ‫كأشخاص‬ ‫الإلياذة‬ ‫في‬ ‫الآلهة‬ ‫هوميروس‬ ‫وقد أدخل‬

‫وحقيقة الوجود‬ ‫وقد سبق الكلام عليهم كأنهم من الشخصية‬ ‫‪.‬‬ ‫الحرب‬ ‫وأعمالهم تؤثر في جرحى‬

‫يستتبع أن تكون‬ ‫لا‬ ‫فريقين‬ ‫الآلهة‬ ‫هؤلاء‬ ‫تقل عن منزلة المحاربين من بني البشر‪ ،‬وكون‬ ‫لا‬ ‫بمنزلة‬

‫أعمالا‬ ‫ف!ن الشاعر كان يفترض‬ ‫غير حقيقية في جوهرها‪،‬‬ ‫الإلياذة‬ ‫البشرية الواردة في‬ ‫الحوادث‬

‫طبيعي واضح (‪.)3‬‬ ‫سبب‬ ‫إلى‬ ‫يرجع‬ ‫لا‬ ‫غريبا‬ ‫يبدو‬ ‫ما قد‬ ‫لكي يفسر‬ ‫إلهيون‬ ‫يقوم بها أشخاص‬

‫وهي‬ ‫على كرسيه‬ ‫آرسي‬ ‫!وأجلست‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلياذة‬ ‫في‬ ‫يقوله هوميروس‬ ‫ما‬ ‫هذه الصورة‬ ‫ومما يوضح‬

‫هل يظن زفس‬ ‫‪:‬‬ ‫الإله وقال‬ ‫ضيق‬ ‫فاشتد‬ ‫‪،‬‬ ‫برسالة زفس‬ ‫إلى فوسيذ‬ ‫ثم إن إيريس ذهبت‬ ‫‪،‬‬ ‫تخاطبه‬

‫لأقدار البحر ملكا‪،‬‬ ‫ا‬ ‫وقد أعطتني‬ ‫‪،‬‬ ‫ثلاثة‬ ‫أخوة‬ ‫فنحن‬ ‫‪،‬‬ ‫وأنا أماثله شرفا‬ ‫‪.‬‬ ‫بالقوة‬ ‫إذن أنه سيقيدني‬

‫ب!رادة‬ ‫اشر‬ ‫فلا‬ ‫جميعا‪،‬‬ ‫لنا‬ ‫الأرض‬ ‫السماء‪،‬ولكن‬ ‫ولزفس‬ ‫‪،‬‬ ‫مملكة الظلمات‬ ‫لأوزش!‬ ‫كما أعطت‬

‫مزلزل‬ ‫يا‬ ‫تريديني‬ ‫هل‬ ‫‪:‬‬ ‫أجابت‬ ‫إيريس‬ ‫لكن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بسواه‬ ‫ولا يتحرش‬ ‫‪،‬‬ ‫ته‬ ‫ممتلكا‬ ‫فليبق هو ضمن‬ ‫‪،‬‬ ‫زفس‬

‫فقال‬ ‫!‬ ‫البكر‬ ‫تدرة المولود‬ ‫شك‬ ‫تعلم ولا‬ ‫كهذا وأنت‬ ‫زفس بجواب خشن‬ ‫أن اْرجع إلى‬ ‫الأرض‬

‫وبقية‬ ‫إذا ازدراني‬ ‫أنه‬ ‫اعلمي‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫المرة‬ ‫له هذه‬ ‫فسأذعن‬ ‫‪،‬‬ ‫إيريس‬ ‫يا‬ ‫صوابا‬ ‫لقد نطقت‬ ‫فوسيذ‪:‬‬

‫قبل‬ ‫عر‬ ‫التاسع‬ ‫القرن‬ ‫قد ولد في‬ ‫بأنه‬ ‫يقر‬ ‫فالبعض‬ ‫‪،‬‬ ‫مولد هوميروس‬ ‫في تحديد‬ ‫المؤرخون‬ ‫ويختلف‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫الديوانيين‬ ‫في نشة‬ ‫حتى‬ ‫النقاد‬ ‫كما يختلف‬ ‫عثر‪،‬‬ ‫ولد أول القرن الحادي‬ ‫أنه‬ ‫يرى‬ ‫الميلاد‪ ،‬والبعض‬

‫‪.)4‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪9691‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مطبعة السعادة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫دراز‪:‬‬ ‫الله‬ ‫عبد‬ ‫(محمد‬ ‫اليه‬

‫‪ ،‬الطبعة‬ ‫ببيروت‬ ‫للملالين‬ ‫العلم‬ ‫‪ ،‬دار‬ ‫هوميروس‬ ‫لإلياذة‬ ‫ترجمتها‬ ‫‪ :‬مقدمة‬ ‫الخالدي‬ ‫سلام‬ ‫(‪ ) 2‬عنبرة‬

‫وتعليق‪:‬‬ ‫عرض‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة في العصر الوسيط‬ ‫روح‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ،02‬وأيضا اتين جيلسون‬ ‫‪ 779‬ام‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬

‫‪. 18‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7491‬‬ ‫للطباعة والنشر‪،‬‬ ‫الثقافة‬ ‫دار‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫د‪ .‬إمام عبدالفتاح‬

‫‪.2‬‬ ‫أ‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫(‪ )3‬المرجع‬

‫‪154‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫ل!مل‬ ‫ا‬

‫بيني وبينه‬ ‫هنالك‬ ‫فسيكون‬ ‫نصرا‪،‬‬ ‫الإغريق‬ ‫يول‬ ‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫المنال‬ ‫عزيزة‬ ‫طروادة‬ ‫وجعل‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرباب‬

‫لا نهاية له!(‪.)1‬‬ ‫خصام‬

‫وهم يتحدثون عن البشر‪ ،‬ولزيوس وسيادته على‬ ‫للالهة‬ ‫نفس الصورة‬ ‫ويقدم هوميروس‬

‫الأوديسة‪:‬‬ ‫في‬ ‫فيقول‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَلهة الاَخرين‬

‫الملوك‬ ‫ليعدل‬ ‫‪:‬‬ ‫قائلة‬ ‫أثينا‬ ‫فيهم‬ ‫وتكلمت‬ ‫الأولمب‬ ‫في أعالي‬ ‫مجلسهم‬ ‫إلى عقد‬ ‫الاَلهة‬ ‫عاد‬ ‫ة‬

‫ولا يذكره‬ ‫‪،‬‬ ‫لرعيته‬ ‫أب‬ ‫خير‬ ‫فقد كان‬ ‫(‪)2‬‬ ‫أوذيس‬ ‫هاكم‬ ‫!‬ ‫بين الناس‬ ‫العناية بالخير داقامة العدل‬ ‫عن‬

‫من سفينة تحمله إلى‬ ‫وليس‬ ‫‪.‬‬ ‫النائية‬ ‫عن الرحيل في جزيرة كليبسو‬ ‫أحد‪ .‬وهو قد حبس‬ ‫اليوم‬ ‫منهم‬

‫آملا أن يتنسم أخبار أبيه‪.‬‬ ‫إلى فيلوس‬ ‫ثم إن الخُطاب يتاَمرون على قتل ولده الذي ذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫بلاده‬

‫انتقام‬ ‫بالخُطاب‬ ‫يحل‬ ‫لكي‬ ‫بنفسك‬ ‫المكيدة‬ ‫هذه‬ ‫تقولين ؟ ألم تدبري‬ ‫ما هذا الذي‬ ‫‪:‬‬ ‫فأجابها زذلى‬

‫كما تشائين لكي يرجع إلى بلده سليما‪ ،‬ويرتد‬ ‫بحكمتك‬ ‫فلك أن ترشديه‬ ‫‪،‬‬ ‫تليماخ‬ ‫أما‬ ‫؟‬ ‫أوزشى‬

‫إلى الحورية كليبسو وبلغها رغبتي‬ ‫هرمس‬ ‫يا‬ ‫اذهب‬ ‫‪:‬‬ ‫ثم قال هرمس‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى نحورهم‬ ‫كيد الخطاب‬

‫وحمل‬ ‫‪،‬‬ ‫الذهبيتين‬ ‫خفيه‬ ‫وبعد أن انمَعل هرمس‬ ‫‪.‬‬ ‫الآن إلى وطنه‬ ‫أوذيس‬ ‫أن يرجع‬ ‫في‬ ‫ا!يدة‬

‫اوزشى‪:‬‬ ‫كانت تحب‬ ‫لأنها‬ ‫قالت مغتاظة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى كليبسو وأخبرها برغبة زفس‬ ‫ذهب‬ ‫بيده‬ ‫صولجانه‬

‫أوزش!‪،‬‬ ‫أما‬ ‫فانيا‪،‬‬ ‫إنسانا‬ ‫الآلهات قد أحبت‬ ‫عندما ترون إحدى‬ ‫ليأخذهم الحسد‬ ‫الآلهة‬ ‫اْيها‬ ‫إنكم‬

‫كان ذهابه‬ ‫إذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَن‬ ‫فليذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫صحبه‬ ‫جميع‬ ‫فهلك‬ ‫‪،‬‬ ‫بصاعقة‬ ‫سمة‬ ‫زفس‬ ‫فلم أنقذه حينما ضرب‬

‫!اني مع هذا على‬ ‫‪،‬‬ ‫ليس لديه سفينة ولا مجدفون‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫أقدر على إرساله‬ ‫لا‬ ‫ولكنني‬ ‫‪،‬‬ ‫زفس‬ ‫يرضي‬

‫يلحق بك‬ ‫لا‬ ‫هذا لكي‬ ‫أسرع في عملك‬ ‫‪:‬‬ ‫إلى طريق عودته سالما‪ ،‬فقال هرمس‬ ‫استعداد لأرشده‬

‫زفس"(‪.)3‬‬ ‫غضب‬

‫العلم‬ ‫‪ ،‬دار‬ ‫‪ ،‬بيروت‬ ‫حسين‬ ‫طه‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪ ،‬تقديم‬ ‫الخالدي‬ ‫سلام‬ ‫‪ :‬عنبرة‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫الإلياذة‬ ‫‪:‬‬ ‫هوميروس‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪391-‬‬ ‫‪291‬‬ ‫‪ 779‬ام‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫للملايين‬

‫يقولون بأن الديانة‬ ‫البعض‬ ‫التي جعلت‬ ‫هي‬ ‫اليونانية‬ ‫الاَلهة‬ ‫على‬ ‫لزيوص‬ ‫هذه السيادة التي كانت‬ ‫ولعل‬ ‫(‪) 2‬‬

‫تتجه منذ بدايتها الى التوحيد‪.‬‬ ‫كانت‬ ‫اليونانية‬

‫‪).J‬‬
‫‪(H.‬‬ ‫‪Religion‬‬ ‫‪in‬‬ ‫‪Greece and Tome, Harper Torch Books,‬‬ ‫‪New‬‬ ‫‪York,‬‬ ‫‪,9591‬‬
‫‪.RoseP‬‬ ‫‪116.‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بيروت‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫حسين‬ ‫د‪ .‬طه‬ ‫تقديم‬ ‫الخالدي‬ ‫سلام‬ ‫عنبرة‬ ‫ترجمة‬ ‫الأوذيسة‬ ‫هوميروس‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪ ،‬ويوضح ‪l-m‬‬ ‫بكثير مما يثبه هذه النصوص‬ ‫الاستزادة‬ ‫ويمكن‬ ‫‪.62-95‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪779‬‬ ‫‪،‬‬ ‫للملايين‬ ‫دار العلم‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪L166 165، 161‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪158‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الأوذيسة‬ ‫نفس الصورة من‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪155+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫إلى‬ ‫جديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫الآلهة‬ ‫بعض‬ ‫وأن هناك أناسا تصطفيهم‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَلهة‬ ‫يقر بمراتب‬ ‫أن هوميروس‬ ‫لنا‬ ‫يتضح‬ ‫وهكذا‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫كانت لتجد‬ ‫ما‬ ‫الصورة للآلهة‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫أنفسهم‬ ‫الاَلهة‬ ‫الصراع بين‬ ‫‪ h.c‬وتحادثهم وترعاهم مما يحدث‬
‫‪om‬‬

‫إلها‬ ‫الروح التي لم تعرف‬ ‫الروح الإغريقية تلك‬ ‫قبولا وانتشارا لو لم تكن معبرة عن خصائص‬

‫الإغريقية هي أول‬ ‫فالحضارة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسان‬ ‫عبدت‬ ‫ما‬ ‫الطبيعة المؤلهة بقدر‬ ‫مفارقا بل لم تعبد قوى‬

‫على صورة‬ ‫إلا‬ ‫الاَلهة‬ ‫تتصور‬ ‫لا‬ ‫أنها‬ ‫حد‬ ‫الإنساني إلى‬ ‫الأرض تمثلت المذهب‬ ‫على‬ ‫حضارة‬

‫ومزودة بقوة‬ ‫في كونها خالدة‬ ‫إلا‬ ‫عن البشر‬ ‫الاَلهة‬ ‫ولا تختلف‬ ‫ونقائصهم‬ ‫أهوائهم‬ ‫البشر بكل‬

‫(‪.)1‬‬ ‫البشرية‬ ‫للطبيعة‬ ‫خارقة‬

‫مثل هيراكليس‬ ‫إلها‬ ‫بين كونه معبودا بشريا أي بطلا‪ ،‬وكونه‬ ‫يجمع‬ ‫مَن‬ ‫وقد كان هناك من البشر‬

‫العمالقة الشرسة (‪.)2‬‬ ‫هجمة‬ ‫بعد أن انتصر للآلهة في معركتهم ضد‬ ‫إلها‬ ‫الذي كان بشرا وأصبح‬

‫إذا‬ ‫أنه‬ ‫ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الفكر الديني الإغريقي‬ ‫في‬ ‫أ و ‪9‬إله !‬ ‫!بطل‬ ‫هنا بين كلمتي‬ ‫أن نفرق‬ ‫يجب‬ ‫ولكن‬

‫فإنهما في العصور‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة بدقة تامة وتمييز واضح‬ ‫العصور‬ ‫في‬ ‫اللفظان قد استخدما‬ ‫هذان‬ ‫كان‬

‫ف!ن‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫‪.‬‬ ‫يليه‬ ‫وما‬ ‫الهلينستي‬ ‫تمييز إبان العصر‬ ‫دون‬ ‫واستخدما‬ ‫قد امتزجا واختلطا‬ ‫المتأخرة‬

‫قط أن اختلطت طقوس‬ ‫ظل ملموسا‪ ،‬ولم يحدث‬ ‫العبادة‬ ‫والبطل في طقوس‬ ‫الإله‬ ‫بين‬ ‫!الفصل‬

‫هاتين الفئتين‬ ‫بين طبيعة كل من‬ ‫إن هناك فروقا واضحة‬ ‫إذ‬ ‫‪.‬‬ ‫عبادة البطل‬ ‫عبادة الآلهة بطقوس‬

‫آدمية إلى‬ ‫فحياتهم‬ ‫أما الأبطال!‬ ‫‪.‬‬ ‫والنعيم المقيم‬ ‫والسعادة‬ ‫بالخلود‬ ‫يتمتعون‬ ‫فالآلهة‬ ‫‪،‬‬ ‫المقدستين‬

‫من القبور‬ ‫قبر‬ ‫الأبطال ف!نهم يدفنون في‬ ‫وبعد موت‬ ‫‪،‬‬ ‫والمغامرات‬ ‫بالاَلام‬ ‫مملوءة‬ ‫زوال وهي‬

‫فلا يموتون ولا يوضعون‬ ‫أما الاَلهة‬ ‫‪.‬‬ ‫عبادتهم وبؤرة نفوذهم‬ ‫هو مركز‬ ‫ويصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫عظامهم‬ ‫يضم‬

‫دائما‬ ‫للآلهة تشرف‬ ‫تقام‬ ‫التي‬ ‫أن المعابد‬ ‫إلى ذلك‬ ‫يضاف‬ ‫‪،‬‬ ‫في قبور وتنتشر معابدهم في كل مكان‬

‫في سهل‬ ‫ومعبد زيوس‬ ‫أثينا‬ ‫في‬ ‫اكروبوليس‬ ‫فوق صخرة‬ ‫الباثنون‬ ‫على جهة الثمرف مثل معبد‬

‫تقديم‬ ‫وطقوس‬ ‫الآلهة‬ ‫أعياد‬ ‫وكانت‬ ‫أوليمبيا في حين أن معابد الأبطال كانت تطل على الغرب‬

‫نجيب‬ ‫زكي‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫القديمة‬ ‫‪ ،‬الفلسفة‬ ‫الأول‬ ‫‪ ،‬الكتاب‬ ‫الغربية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫رسل‬ ‫برتراند‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.35‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6791‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫والثر‪،‬‬ ‫والترجمة‬ ‫التأليف‬ ‫لجنة‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫محمود‪،‬‬

‫بغداد‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫عربية‬ ‫آفاق‬ ‫مجلة‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرقبة‬ ‫وأصولها‬ ‫التأليه‬ ‫أسطورة‬ ‫في مغزى‬ ‫(بحث‬ ‫هرقل‬ ‫‪:‬‬ ‫عتمان‬ ‫(‪ )2‬أحمد‬

‫(النيمية الأولى‪،‬‬ ‫بندراوس‬ ‫‪ ،96‬نقلا عن‪:‬‬ ‫الثاني ‪ 7891‬م‪ ،‬ص‬ ‫كانون‬ ‫‪ ،‬العدد الخاصى‪،‬‬ ‫الثالثة‬ ‫السنة‬

‫)‪.‬‬ ‫يليه‬ ‫وما‬ ‫بيت ‪67‬‬

‫‪156‬‬
‫الليم‬ ‫ل!مل‬ ‫ا‬

‫وتقام أعيادهم‬ ‫ليلا‬ ‫عبادة الأبطال فقد كانت تمارس‬ ‫طقوس‬ ‫أما‬ ‫النهار‪،‬‬ ‫في وضح‬ ‫تقام‬ ‫الأضاحي‬

‫ما‬ ‫بعكص‬ ‫المعبود‬ ‫البطل‬ ‫وفاة‬ ‫تاريخ‬ ‫محدد هو في غالب الظن‬ ‫في تاريخ‬ ‫مرة واحدة كل عام‬

‫هي‬ ‫ألفاظ معشِة ()‪Holoautein, Shphozien,Enagizein‬‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَلهة‬ ‫عبادة‬ ‫إزاء‬ ‫كان الحال‬

‫فكانت ألفاظ‬ ‫للاَلهة‬ ‫تقديمها‬ ‫للدلالة عن‬ ‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫عن تقديم القرابين للأبطال‬ ‫للتعبير‬ ‫تستخدم‬ ‫التي‬

‫أكل مقدمو‬
‫استثنالْية‬
‫أن‬ ‫قط إلافي ظروف‬ ‫‪،‬ولم يحدث‬ ‫‪(Hiereuin,‬‬
‫أخرى تستخدم مثل )‪Thuein‬‬

‫خلال‬ ‫دم الأضحية‬ ‫أن يسيل‬ ‫ولابد من‬ ‫كان‬ ‫للأبطال‬ ‫القرابين‬ ‫تقديم‬ ‫أثناء‬ ‫وفي‬ ‫منها‪،‬‬ ‫الأضاحي‬

‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫فوق هذه الحفرة‬ ‫إلى أسفل‬ ‫كان راْس الحيوان ينكس‬ ‫(ذ‬ ‫؟‬ ‫ثقب الى باطن الأرض‬ ‫أو‬ ‫حفرة‬

‫في‬ ‫عيناه‬ ‫تكون‬ ‫يرفع إلى أعلى بحيث‬ ‫فإن رأسه‬ ‫للاَلهة‬ ‫أثناء تقديم مثل هذا الحيوان كأضحية‬

‫في حين‬ ‫‪c‬‬ ‫(‪(Eschara‬‬ ‫‪،‬إيسخارا"‬ ‫السماء‪ ،‬وكان المكان الذي تقدم عليه قرابين الأبطال يسمى‬

‫كان له‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫هنا ليس لفظيا فقط‬ ‫والاختلاف‬ ‫)‪Bomos‬‬ ‫(‬ ‫بوموس"‬ ‫‪9‬‬ ‫يسمى‬ ‫الاَلهة‬ ‫كان مذبح‬

‫بين عبادة‬ ‫الفوارق‬ ‫هذه‬ ‫وشيئا فشيئا ضاقث‬ ‫‪.‬‬ ‫البوموس‬ ‫من‬ ‫كان اكثر انخفاضا‬ ‫فالايسخارا‬ ‫‪،‬‬ ‫دلالته‬

‫المتأخرة ‪،‬‬ ‫العصور‬ ‫إبان‬ ‫للدلالة عليها‬ ‫المستخدم‬ ‫والمصطلح‬ ‫‪،‬‬ ‫الأبطال والآلهة في الطقوس‬

‫العبادة‬ ‫بين طقوس‬ ‫تجمع‬ ‫إذ‬ ‫نفسها؟‬ ‫هو عبادة هيراكليس‬ ‫دليل على ذلك ‪ -‬كما أشرنا‪-‬‬ ‫وخير‬

‫"(‪.)1‬‬ ‫للاَلهة‬ ‫العبادة السماوية‬ ‫وطقوس‬ ‫للأبطال‬ ‫الأرضية‬

‫سؤال‬ ‫دائما‬ ‫ف!نه يطرأ‬ ‫‪،‬‬ ‫للالهة‬ ‫هذه الصورة‬ ‫عن رسم‬ ‫هم المسئولون‬ ‫اليونان‬ ‫كان شعراء‬ ‫واذا‬

‫الصورة من خيالهم‪،‬‬ ‫وهيزيود قد صنعوا هذه‬ ‫هل أولئك الشعراء أمثال هوميروس‬ ‫‪:‬‬ ‫وهو‬ ‫ملح‬

‫وغيره من الشعراء لم يعبروا‬ ‫أن هوميروس‬ ‫أم‬ ‫قبولا لديه ؟‬ ‫وصادفت‬ ‫اليوناني‬ ‫المجتمع‬ ‫بها‬ ‫فاقتنع‬

‫هذه المعتقدات السائدة‬ ‫بلورة‬ ‫لهم من ذلك سوى‬ ‫ولم يكن‬ ‫فعلا‪،‬‬ ‫معتقدات سائدة‬ ‫عن‬ ‫إلا‬

‫جيله‪،‬‬ ‫الشاعر قصة موفقة جعلها رمزا لمعتقدات‬ ‫أخرج‬ ‫إذا‬ ‫؟‪ ،‬وبمعنى آخر‬ ‫قصائد شعرية‬ ‫في‬

‫ثم‬ ‫اْولا‬ ‫العقائد‬ ‫؟ الحق كما يجيبنا كارلايل بأن‬ ‫من تلك المعتقدات‬ ‫أنها أقدم عهدا‬ ‫أتحسب‬

‫والعقيدة حقيقة والشعر‬ ‫‪،‬‬ ‫صورة‬ ‫والشعر‬ ‫فالعقيدة أصل‬ ‫لها‪،‬‬ ‫رمزا إلهيا وتمثيلا‬ ‫القصيدة‬ ‫تكون‬

‫مسببها(‪ .)2‬وأعتقد أن هذا يصدق‬ ‫لا‬ ‫نتيجة الحقيقة‬ ‫هي‬ ‫الث!عرية‬ ‫القول إن الرموز‬ ‫ظلها‪ ،‬وقصارى‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫م! ‪.65-‬‬ ‫ص‬ ‫نفس المرجع‬ ‫(‪ )1‬أحمد عتمان‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬
‫‪l-‬‬
‫فبراير‬ ‫‪،‬‬ ‫الهلال‬ ‫‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬دار‬ ‫السباعي‬ ‫محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫البطولة ‪ ،‬ترجمة‬ ‫وعبادة‬ ‫الأبطال‬ ‫‪:‬‬ ‫كارلايل‬ ‫توماس‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪ ،7891‬ص ‪.13‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪157+‬‬
‫هلس!ه الدلمن‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫كانت سائدة‬ ‫التي‬ ‫منهم يقدم ظلا للحقيقة‬ ‫وهزيود‪ .‬فكل‬ ‫وهوميروس‬ ‫بندارس‬ ‫‪l-m‬‬
‫تماما على شعر‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫كل منهما في تفسيره‬ ‫اختلاف‬ ‫لنا‬ ‫وهذا يفسر‬ ‫‪،‬‬ ‫أهله‬ ‫لما كان يعتقده‬ ‫وصورة‬ ‫اليوناني‬ ‫‪ h.co‬في المجتمع‬
‫‪m‬‬

‫هو‬ ‫لما‬ ‫صورة‬ ‫جميعا يرسمون‬ ‫أنهم‬ ‫مخالفة للاخر رغم‬ ‫تسميات‬ ‫واتخاذه‬ ‫لتلك المعتقدات‬

‫الإصلاحية‬ ‫بالمجهودات‬ ‫قد اصطبغت‬ ‫كما يعتقد كورنفورد‪-‬‬ ‫السائد‪ .‬ولذا فالاَلهة الهوميرية‪-‬‬

‫الأنبياء الذين تناولوه‬ ‫بصبغة‬ ‫قد اصطبغ‬ ‫‪Mosaic‬‬ ‫‪Jehovah‬‬ ‫كما أن الإله الموسوي‬ ‫‪،‬‬ ‫الفترة‬ ‫في تلك‬

‫ا) ‪.‬‬ ‫للاحللا‬ ‫‪Testament‬‬ ‫العهد الجديد‬ ‫وكذلك‬

‫التي رسم‬ ‫الآلهة‬ ‫نماذج‬ ‫من‬ ‫واحدا‬ ‫الهوميرية التي تعد نموذجا‬ ‫الآلهة‬ ‫إذا اتتنعنا فعلا بأن‬ ‫ولكن‬

‫المعتقدات التي قدمتها وأكدتها تلك‬ ‫تؤمن بنفس هذه‬ ‫بيئة‬ ‫وليدة‬ ‫كانت‬ ‫اليونان‬ ‫شعراء‬ ‫صورتها‬

‫من‬ ‫أنها‬ ‫؟ يعتقد البعض‬ ‫الدينية‬ ‫هذه المعتقدات‬ ‫عن مصدر‬ ‫الآن أن نتساءل‬ ‫لنا‬ ‫يحق‬ ‫ألا‬ ‫القصائد‪،‬‬

‫وفي‬ ‫‪،‬‬ ‫متباينة‬ ‫متقلبة‬ ‫‪،‬‬ ‫كانت مختلطة‬ ‫أنها‬ ‫غير‬ ‫(‪،)2‬‬ ‫عليه ستار النسيان‬ ‫أسدل‬ ‫وليدة وحي‬ ‫غير شك‬

‫الإنسان‬ ‫فيها صنعة‬ ‫أن يرى‬ ‫بد من‬ ‫لم يكن‬ ‫بحيث‬ ‫؟‬ ‫معقولة‬ ‫وغير‬ ‫‪،‬‬ ‫صبيانية‬ ‫‪،‬‬ ‫الأحيان متناقضة‬ ‫أغلب‬

‫هذا‬ ‫‪.‬‬ ‫والطارئة إلى الخرافات‬ ‫الأولية‬ ‫العقائد‬ ‫أن ترد نشأة‬ ‫العبث‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫الوحي‬ ‫إلى جانب‬

‫حين كان‬ ‫حتى‬ ‫فنونه‬ ‫فقد كان يلهو بموضوعات‬ ‫‪.‬‬ ‫فنانا‬ ‫كان في جوهره‬ ‫اليوناني‬ ‫بالإضافة إلى أن‬

‫يرويها‪ ،‬ومن جهة‬ ‫التي‬ ‫لهذه الأقاصيص‬ ‫المعنى الخاص‬ ‫ليزدري‬ ‫إنه‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫الآلهة‬ ‫عن‬ ‫يتحدث‬

‫كانت هي‬ ‫‪،‬‬ ‫المتوارثة‬ ‫الأساطير‬ ‫يروي ‪ -‬الأتدمين أصول‬ ‫فيما‬ ‫‪-‬‬ ‫التي علمت‬ ‫الاَلهة‬ ‫فهذه‬ ‫أخرى‬

‫داذا نظرنا إلى المجتمع‬ ‫(‪،)3‬‬ ‫أكثر مما يعلم الانسان‬ ‫الأساطير‬ ‫من‬ ‫ولا تعرف‬ ‫‪،‬‬ ‫فانية محدودة‬ ‫نفسها‬

‫تؤمن به‬ ‫بما‬ ‫يؤمنون‬ ‫الأورفية منتشرة بين أفراده ونجدهم‬ ‫الديانة‬ ‫وجدنا‬ ‫الفترة‬ ‫اليوناني في تلك‬

‫دينية ثنائية‪.‬‬ ‫معتقدات‬

‫‪(1‬‬ ‫‪Cornford‬‬ ‫‪).M Greek Religious‬‬


‫‪(F.‬‬ ‫‪Thought, Edited by Eernest Barker,‬‬ ‫‪University‬‬ ‫)‪of‬‬
‫‪,2391‬‬ ‫‪.London,‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪.‬ممثهـ‬ ‫س!‬ ‫‪7‬‬

‫‪(2‬‬ ‫‪Gordon‬‬ ‫(‪).C‬‬ ‫‪Civilization, the Nortton Library,‬‬


‫‪Greek and Hebrew‬‬ ‫‪New‬‬
‫)‪York‬‬
‫‪6591,‬‬
‫‪!. 218‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪921.‬‬

‫الهيئة‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأهواني‬ ‫فؤاد‬ ‫د‪ .‬أحمد‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪( )3‬ميل بوترو‪ :‬العلم والدين في الفلسفة المعاصرة‬

‫‪.01‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪739‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة للكتاب‬ ‫المصرية‬

‫‪158‬‬
‫)ل!ل )لليم‬

‫النظر ويعتقد‬ ‫لكنها تستوقف‬ ‫غامضة‬ ‫وهو شخصية‬ ‫‪،‬‬ ‫أورفيوس‬ ‫قد أسسها‬ ‫ديانة‬ ‫والأورفية‬

‫الرواية‬ ‫وتجري‬ ‫خياليا‪،‬‬ ‫كان إلها أو بطلا‬ ‫أنه‬ ‫كان رجلا حقيقيا‪ ،‬على حين يعتقد اَخرون‬ ‫أنه‬ ‫البعض‬

‫(أو الحركة المرتبطة باسمه)‬ ‫اْنه‬ ‫لكن الظاهر أن الرأي الأرجح‬ ‫تراقيا‬ ‫‪ -‬جاء من‬ ‫‪ -‬مثل باخوس‬ ‫بانه‬

‫أن جذوره‬ ‫كئير مما يظهر‬ ‫على‬ ‫أن التعاليم الأورفية تحتوي‬ ‫ومن المؤكد‬ ‫‪.‬‬ ‫كريت‬ ‫من‬ ‫جاءت‬

‫ويقال‬ ‫الأثر‪،‬‬ ‫هذا‬ ‫انتقال‬ ‫في‬ ‫واليونان‬ ‫وأن كريت هي حلقة الوصل بين مصر‬ ‫الأولى في مصر‪،‬‬

‫متهوسة من معتنقي المذهب الباخي‪ ،‬ومهما يكن من‬ ‫مزقته طائفة‬ ‫أورفيوص كان مصلحا‬ ‫إن‬

‫الأورفية نفسها (أي تعاليم‬ ‫تام بالتعاليم‬ ‫فنحن على علم‬ ‫وجود)‬ ‫له‬ ‫الو كان‬ ‫أمر تعاليم أورفيوس‬

‫من العنصر‬ ‫‪:‬‬ ‫متعارضين‬ ‫من عنصرين‬ ‫كانت تؤمن بأن الإنسان مركب‬ ‫إن الأورفية‬ ‫)(‪.)1‬‬ ‫الأتباع‬

‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫للنفس‬ ‫القبر‬ ‫بمثابة‬ ‫وهو مبدأ الخير‪ ،‬فالجسد‬ ‫وهو مبدأ الشر ومن دم ديونيسيوس‬ ‫الطيطاني‬

‫الإنسان أن يتطهر من الشر‪ ،‬وهذا أمر‬ ‫فواجب‬ ‫‪،‬‬ ‫دائم‬ ‫معها على خصام‬ ‫اللدود‪ ،‬يجري‬ ‫عدوها‬

‫ولادات تطيل مدة التطهير والتكفير‬ ‫من سلسلة‬ ‫له‬ ‫له حياة أرضية واحدة بل لابد‬ ‫تكفي‬ ‫لا‬ ‫عسير‬

‫كانوا يقيمونها ليلا‪ .‬منها التطهير بالاستحمام‬ ‫العقيدة طقوسا‬ ‫هذه‬ ‫ورتبوا على‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى اَلاف السنين‬

‫في كتاب‬ ‫كالتي وردت‬ ‫صلوات‬ ‫وتلاوة‬ ‫‪،‬‬ ‫اللبن‬ ‫بلون‬ ‫إليه مادةللونه‬ ‫أو بالماء المضاف‬ ‫‪،‬‬ ‫باللبن‬

‫(‪.)2‬‬ ‫عند المصريين‬ ‫أ المعروف‬ ‫أالموتى‬

‫وبالطهارة‬ ‫الإلهية وبالعالم الروحاني‬ ‫بالعدالة‬ ‫لإيمان الراسخ‬ ‫با‬ ‫هذا تمتاز‬ ‫لأورفية إلى جانب‬ ‫وا‬

‫أغراضها دون‬ ‫كفيلة بتحقيق‬ ‫وحدها‬ ‫بينما باقي "الأسرار! كانت تعتقد أن الطقوس‬ ‫‪،‬‬ ‫الباطنة‬

‫الآخر‬ ‫العالم‬ ‫في شعالْرها‪ ،‬وتتصور‬ ‫المعاني وتدمجها‬ ‫بعض‬ ‫خلقيا‪ ،‬بل كانت تستبيح‬ ‫التكمل‬

‫فيه الضحية‬ ‫فهم يمجدون‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫النظر بين آلهة‬ ‫إلهها عديم‬ ‫ماديا‪ ،‬وتمتاز الأورفية بأن‬ ‫تصورا‬

‫أن الأورفية كانت تتجه‬ ‫كذلك‬ ‫ويلاحظ‬ ‫(‪،)3‬‬ ‫الحق‬ ‫صاحب‬ ‫والفوز النهائي للضعيف‬ ‫‪،‬‬ ‫المظلومة‬

‫أن تجد حلولا منطقية لمشكلة‬ ‫الوجودأ ولكنها لم تحاول‬ ‫إوحدة‬ ‫بعد باسم‬ ‫فيما‬ ‫عرف‬ ‫ما‬ ‫إلى‬

‫الفلسفة‬ ‫فجر‬ ‫‪،‬‬ ‫الأهواني‬ ‫‪ ،43‬وأيضا أحمد‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫الكتاب‬ ‫‪،‬‬ ‫الغربية‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬برتراندرسل‬

‫‪. 28- 27‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪539‬‬ ‫الثالثة ‪،‬‬ ‫الطبعة‬ ‫والنشر‪،‬‬ ‫التأليف‬ ‫لجنة‬ ‫مطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫الفلسفة‬ ‫ناريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫كرم‬ ‫يوسف‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫ص‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.8- 7‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫(‪ )3‬نفس‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪915+‬‬
‫هلسفة الدين‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫عن‬ ‫في وضوح‬ ‫قد عبرت‬ ‫على العكس‬ ‫إنها‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫وبين الله والعالم‬ ‫‪،‬‬ ‫والعقل‬ ‫المادة‬ ‫التضاد بين‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫الشرقية في مظهرها الأخلاقي والديني (‪.)1‬‬ ‫‪h.‬‬
‫الثنائية‬ ‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫كلا منهما تتضمن‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫وثنائية الكون‬ ‫بين ثنائية النفس‬ ‫اتصالا وتلاحما‬ ‫فإن هناك‬ ‫وبالطبع‬

‫ما يكون طويلا‬ ‫غالبا‬ ‫الطريق‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫طريقا يقود إلى لأخرى‬
‫ا‬ ‫منهما تتضمن‬ ‫فكل‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخرى‬

‫هذا الميل الذي يبدو من كل منهما تجاه الأخرى ‪،‬‬ ‫أو تصدم‬ ‫أن تحطم‬ ‫والقوى المتعارضة يمكن‬

‫في المبادئ‬ ‫المضمرة‬ ‫الثنائية‬ ‫فنحن قد تحدثنا من قبل عن‬ ‫‪.‬‬ ‫الأورفية‬ ‫كان هذا ممثلا لدى‬ ‫وقد‬

‫فعل هذا‪ ،‬فقد قال بحقارة‬ ‫مَن‬ ‫بل كان أفلاطون أول‬ ‫ذاتها‪،‬‬ ‫من‬ ‫الأساسية للأورفية لم تستخرجها‬

‫من‬ ‫واقعية الطبيعة المحسوسة‬ ‫بعدم‬ ‫وقال‬ ‫‪،‬‬ ‫وبهاء المثل‬ ‫رونق‬ ‫أجل‬ ‫الفردية من‬ ‫الجزلْية‬ ‫الأشياء‬

‫المقدسة معارضة للقوة‬ ‫الإلهية‬ ‫القوة‬ ‫وجعل‬ ‫‪،‬‬ ‫كل دنيوي أرضي‬ ‫عن‬ ‫المتعالية‬ ‫الحقيقة‬ ‫أجل‬

‫في تارلخ‬ ‫الباحثون المحدثون‬ ‫فقد ذهب‬ ‫ولذلك‬ ‫(‪،)2‬‬ ‫الكاملة ل!له‬ ‫الفضيلة‬ ‫من أجل‬ ‫الأرضية‬

‫وتبعا لما‬ ‫‪،‬‬ ‫على الفلسفة‬ ‫تأثيرها‬ ‫وبيان‬ ‫الديانة الأورفية‬ ‫تفاصيل‬ ‫بعيدة في بحث‬ ‫الدين أشواطا‬

‫ولقد‬ ‫‪،‬‬ ‫لأصل‬ ‫ا‬ ‫أغلبها أورفية‬ ‫في‬ ‫واْفلاطون‬ ‫فتعاليم هيراقليطس‬ ‫‪Macchioro‬‬ ‫اليه ماكيورو‬ ‫ذهب‬

‫فعلها في التطور‬ ‫‪ An Oriental Type‬وقد فعلت‬ ‫الأورفية ذات طابع شرقي‬ ‫الديانة‬ ‫رأى كثيرون أن‬

‫الأورفي‬ ‫فهو يعتبر أن المذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫قد لاحظه رسل‬ ‫ما‬ ‫وهذا أيضا‬ ‫)‪.‬‬ ‫(‪3‬‬ ‫الإغريقية‬ ‫للروح‬ ‫العضوي‬

‫هو‬ ‫ينشدونه‬ ‫الذي كان الأورفيون‬ ‫رمز‪ ،‬والسكر‬ ‫عند الأورفِن مجرد‬ ‫زاهد‪ ،‬فالخمر‬ ‫مذهب‬

‫على ضرب‬ ‫فهم يعتقدون أنهم بهذه الطريقة يحصلون‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫الوجد" أي حالة الاتحاد مع‬ ‫‪9‬‬ ‫حالة‬

‫هذا العنصر‬ ‫وقد تسلل‬ ‫‪،‬‬ ‫المألوفة‬ ‫عليها بالوسائل‬ ‫الحصول‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫المعرفة الصوفي! التي‬ ‫من‬

‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫الأورفي‬ ‫للمذهب‬ ‫الذي كان مصلحا‬ ‫على أيدي فيثاكورس‬ ‫اليونانية‬ ‫إلى الفلسفة‬ ‫الصوفي‬

‫‪،‬‬ ‫افلاطون‬ ‫إلى‬ ‫طالي!ى‬ ‫من‬ ‫اليونانية‬ ‫الفلسفة‬ ‫‪c‬‬ ‫لأول‬ ‫ا‬ ‫الجزء‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفي‬ ‫الفكر‬ ‫تاريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫أبوريان‬ ‫علي‬ ‫محمد‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.35‬‬ ‫‪ 7291‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المصري‬ ‫دار الجامعات‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسكندرية‬ ‫‪،‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الطبعة‬

‫‪(2‬‬ ‫‪Gomperz‬‬ ‫)‪(Th.‬‬ ‫‪Greek‬‬ ‫‪Thinkers, vol.‬‬ ‫‪III,‬‬ ‫‪Translated‬‬ ‫‪by .G .G‬‬ ‫‪Berry, .B‬‬ ‫‪.A‬‬ ‫)‪John‬‬
‫‪London‬‬

‫‪,9391‬‬ ‫‪.Mornay,‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪11,‬‬

‫‪Jaeger ).W( The Theology of Early Greek‬‬ ‫‪Philosophers, Oxford,‬‬ ‫‪The Clarendon‬‬‫)‪Press‬‬
‫‪(3,‬‬
‫‪.‬ح‬ ‫‪95.‬‬

‫‪Rose‬‬ ‫)‬ ‫لأ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫(‬ ‫‪Op. Cit.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ 69‬ج‬ ‫‪-‬‬ ‫‪79. :‬‬ ‫نظر كذلك‬ ‫وا‬

‫‪016‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫ال!عل‬

‫إلى‬ ‫فيثاغورس‬ ‫ثم انتقلت الأورفية من‬ ‫‪،‬‬ ‫الديونيسوسية‬ ‫للديانة‬ ‫مصلحا‬ ‫نفسه‬ ‫كان أورفيوس‬

‫( ‪.)1‬‬ ‫أفلاطون‬

‫بالمعنى الدقيىَ‪ ،‬ولكنها كانت قريبة لذلك النوع من‬ ‫لم تكن فلسفة‬ ‫الديانة‬ ‫وبالطبع فهذه‬

‫الديني الذي مثلته‬ ‫هذا الشعور‬ ‫ولكن‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫لبحثه‬ ‫مجالا‬ ‫يتخذ من العالم العلوي‬ ‫التفكير الذي‬

‫الذي سيبقى مؤكدا دوجماطيقيا‬ ‫مثلا‪،‬‬ ‫ولص!‪2‬‬ ‫‪5‬‬ ‫لزيوس‬ ‫الأورفية لدى الإغريق ليس من نوع تصورهم‬

‫الذي نجده في الفن‬ ‫زيوس‬ ‫فتصور‬ ‫على ذلك‬ ‫وبناء‬ ‫‪،‬‬ ‫والتأويل‬ ‫صلبا‪ ،‬ممتنعا عن إعادة المسير‬

‫!(‪.)3‬‬ ‫التي أسمته ب"الإلهي‬ ‫الفلسفة‬ ‫حياة جديدة لدى‬ ‫وفي الشعر يصور‬

‫أقل‬ ‫زيوس‬ ‫فقد أصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫اتجاها يتجه نحو الوحدانية‬ ‫قبل الميلاد نلاحظ‬ ‫فمنذ القرن السادس‬

‫وهو يتحرك تجاه مركز‬ ‫الأولمب‬ ‫اْعالي‬ ‫المشاغبة المقيمة في‬ ‫العائلة‬ ‫فهو الأب لتلك‬ ‫تشخصا‪،‬‬

‫فكرة القدر‪ ،‬فبمجرد أن يحكم‬ ‫وقد أدى هذا الاتجاه إلى إعادة إصلاح‬ ‫؟‬ ‫العالم‬ ‫السامية في‬ ‫القوة‬

‫بواسطة إرادة سامية قادرة على التغلب على الجميع‪،‬‬ ‫فردية ‪ A Single Will‬أو حتى‬ ‫ب!رادة‬ ‫العالم‬

‫للدين‬ ‫بالنسبة‬ ‫تمثل‬ ‫النتيجة‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫الإرادة‬ ‫في تلك‬ ‫متضمنا‬ ‫ص!! أن يكون‬ ‫أ"‪3‬‬ ‫لأول‬ ‫للقدر‬ ‫الممكن‬ ‫من‬

‫(‪.)4‬‬ ‫أهمية عظيمة‬

‫في جو من التدين القوي والشعور‬ ‫الفلسفة أيضا‪ ،‬لأن الفلسفة قد نشأت‬ ‫منها‬ ‫وقد استفادت‬

‫تشابها جوهريا‬ ‫يخفي‬ ‫وحسب‬ ‫ظاهري‬ ‫اختلاف‬ ‫فإنه‬ ‫بينهما‬ ‫كان هناك اختلاف‬ ‫دمان‬ ‫(‪،)3‬‬ ‫الصوفي‬

‫لىانهما‬ ‫‪،‬‬ ‫متعاقبتين‬ ‫في فترتين‬ ‫إلا نتاج العقل الإنساني‬ ‫ليسا‬ ‫إذ إن الدين والفلسفة‬ ‫بينهما؟‬ ‫وباطنيا‬

‫الطبيعة‬ ‫بدراسة‬ ‫البداية‬ ‫فالفلسفة تُعنى في‬ ‫(‪،)6‬‬ ‫بطرق مختلفة‬ ‫عينها ولكن‬ ‫المسائل‬ ‫يعالجان‬

‫والرابع‬ ‫والقرنان الخامس‬ ‫المبادئ التي أمكن للمتأخرين شرحها‬ ‫محاولة استقصاء‬ ‫الخارجية‬

‫‪.47- 46‬‬ ‫ص‬ ‫محمود‪،‬‬ ‫نجيب‬ ‫د‪ .‬زكي‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫الكتاب‬ ‫‪،‬‬ ‫الغربية‬ ‫تارلخ الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬برتراند رسل‬

‫‪Jaeger ).W( Op.‬‬ ‫‪(2.‬‬


‫‪)P‬‬ ‫‪Cit.,‬‬ ‫‪98.‬‬

‫)‪Ibid‬‬ ‫‪(3,‬‬ ‫‪.‬ح‬ ‫‪174.‬‬

‫‪(4‬‬ ‫‪Cornford‬‬ ‫‪(R.‬‬ ‫‪).M‬‬ ‫‪Op. Cit)0،‬‬ ‫ج‬ ‫‪.xvii‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪(5‬‬ ‫‪Aveling‬‬ ‫(‪).F‬‬ ‫‪Psychology:‬‬ ‫‪An‬‬ ‫‪Essay‬‬ ‫‪in:‬‬ ‫‪An‬‬ ‫‪Outline of‬‬ ‫‪Modem‬‬ ‫‪Knowledge' Edited‬‬ ‫)‪by‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪William Rose.‬‬ ‫‪London, Victor Gallonez LtD, 6th Impression‬‬ ‫‪9391‬‬
‫‪.Dr.P‬‬ ‫‪358.‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.15‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫مطبعة الإرشاد القومي ‪719 ،‬‬ ‫بغداد‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )6‬كريم متى‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪1 61 +‬‬
‫الدلمل‬ ‫هلس!ه‬ ‫)لى‬ ‫حهديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬‫‪ww‬‬
‫قبل‪.al-‬الميلاد قد شهدا تقارب طريق الفلسفة مع الاتجاه التوحيدي ‪ Monotheistic Tendency‬لدى‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫تصور‬ ‫وهلة‬ ‫تقابل فيه لأول‬ ‫‪،‬‬ ‫في ذروته‬ ‫السقراطية‬ ‫في المدرسة‬ ‫فالطابع الفلسفي‬ ‫‪.‬‬ ‫الإصلاح‬ ‫‪ eh.‬شعراء‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫الاَلهة‬ ‫بتوليد‬ ‫بل اختص‬ ‫كما هو‬ ‫في وضعه‬ ‫لم يجمد‬ ‫هوميروس‬ ‫فزيوس‬ ‫‪،‬‬ ‫الخير للعالم‬ ‫الصانع‬

‫ينبغي‬ ‫لا‬ ‫ولكن‬ ‫(‪)1‬‬ ‫من العالم‬ ‫وأصغر‬ ‫‪،‬‬ ‫يعد طفلا للسماء والأرض‬ ‫منها‬ ‫الأكبر‬ ‫وحتى‬ ‫‪،‬‬ ‫الصغرى‬

‫واحد؟ لأن‬ ‫هي والدين شيء‬ ‫أنها‬ ‫الدين‬ ‫أن الفلسفة الإغريقية لنثمأتها في أحضان‬ ‫هنا‬ ‫أن يفهم‬

‫عنه لم‬ ‫إلى البحث‬ ‫انصرفوا‬ ‫الذي‬ ‫فالأصل‬ ‫‪،‬‬ ‫جديدة‬ ‫هذا التفكير الديني صبغة‬ ‫قد أكسبوا‬ ‫الفلاسفة‬

‫كما أنهم لم يبحثوا‬ ‫‪،‬‬ ‫إلهي‬ ‫أب‬ ‫إنهم لم يلجأوا إلى وصف‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫أسطورية‬ ‫يقدموه في مصطلحات‬

‫بل لقد جدوا في طلب‬ ‫‪،‬‬ ‫كينونة لاحقة‬ ‫محلها حالات‬ ‫تحل‬ ‫التي‬ ‫الأولية‬ ‫بمعنى الحالة‬ ‫عن الأصل‬

‫بل‬ ‫"‬ ‫أزالبداية‬ ‫مدلولها‬ ‫ليس‬ ‫"‬ ‫"الأصل‬ ‫فاللفظة الإغريقية التي تعني‬ ‫‪.‬‬ ‫وأبدي‬ ‫حلولي‬ ‫للوجود‬ ‫أساس‬

‫صعيد‬ ‫الطبيعة من‬ ‫في‬ ‫الإنسان‬ ‫مشكلات‬ ‫معناه تحويل‬ ‫الأول !‪ ،‬وهذا‬ ‫أو إالسبب‬ ‫"‬ ‫القديم‬ ‫"المبدأ‬

‫الإغريق‬ ‫أن عقائد المبكرين من فلاسفة‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى المجال الذهني‬ ‫الشعري‬ ‫الإيمان والحدس‬

‫الوحي الملهم‪،‬‬ ‫بل إن أقوالهم أشبه بنطق‬ ‫‪،‬‬ ‫المنظم‬ ‫الفكر الموضوعي‬ ‫في ألفاظ من‬ ‫لم تصغ‬

‫إن الكون‬ ‫وقالوا‬ ‫‪،‬‬ ‫من فرضية لم تثبت قط‬ ‫نادرة‬ ‫بجراْة‬ ‫فقد انطلق هؤلاء المفكرون‬ ‫ولا عجب‬

‫دماننا‬ ‫نظاما واحدا‪،‬‬ ‫إدراكاتنا‬ ‫من‬ ‫أن وراء الفوضى‬ ‫لقد افترضوا‬ ‫وبعبارة أخرى‬ ‫‪،‬‬ ‫للفهم‬ ‫قابل‬ ‫أ‬ ‫‪9‬كل‬

‫منشأها البصيرة الحدسية‪،‬‬ ‫نظريات‬ ‫فهم قد صاغوا‬ ‫(‪،)2‬‬ ‫النظام‬ ‫نستطيع فهم ذلك‬ ‫علاوة على ذلك‬

‫فرضية يؤمنون بصحتها‬ ‫من كل نظام فكري‬ ‫وكان الأساس‬ ‫فيها بالتعليل والاستقراء‪،‬‬ ‫وتوسعوا‬

‫التجربة والواقع‪،‬‬ ‫أدلة‬ ‫إلى‬ ‫ثانية‬ ‫المقامة عليها دون الرجوع‬ ‫التراكيب‬ ‫ويجعلونها قادرة على حمل‬

‫‪.‬‬ ‫من الاحتمال‬ ‫في نظرهم أفضل‬ ‫المنسجم‬ ‫فالتماسك‬

‫المعترف‬ ‫الإغريقية المبكرة هو‬ ‫الفلسفة‬ ‫عهد‬ ‫طوال‬ ‫"‬ ‫ذاتها ترينا أن "العقل‬ ‫النقطة بحد‬ ‫وهذه‬

‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫وبارمنيدس‬ ‫' يرد ذكره قبل هيراقليطس‬ ‫)‬ ‫‪Logos‬‬ ‫"‬ ‫بالرغم من أن إاللوغوس‬ ‫أعلى‬ ‫حكما‬ ‫به‬

‫هما اللذان‬ ‫!‬ ‫المانعة‬ ‫الدين‬ ‫قدسيات‬ ‫‪9‬‬ ‫عن‬ ‫لاستقلال‬ ‫ا‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫نحو‬ ‫أو الصريح‬ ‫التوجه الضمني‬

‫الأدنى‬ ‫عن الفكر في الشرق‬ ‫التصمِز‬ ‫يميزها أشد‬ ‫المبكرة في وضح‬ ‫الفلسفة الإغريقية‬ ‫يضعان‬

‫المنطق‬ ‫ثوب‬ ‫في الفلسفة الإغريقية كان حديثا يلبس‬ ‫عن الروح‬ ‫أن الحديث‬ ‫حتى‬ ‫(‪،)3‬‬ ‫القديم‬

‫‪Cornford‬‬ ‫‪).M Greek Religious‬‬


‫‪(F.‬‬ ‫)‪xxi-xxii‬‬
‫‪Thought,‬‬ ‫‪(1.‬‬ ‫‪.p .p‬‬

‫‪.927- 278‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الخاتمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫ما قبل‬ ‫‪:‬‬ ‫فرانكفورت‬ ‫هـ‪.‬أ‬ ‫(‪ )2‬هـ‪ .‬و‬

‫ص ‪.092- 928‬‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫(‪ )3‬المرجع‬

‫‪+ 162‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫ل!صل‬ ‫ا‬

‫عن‬ ‫فالبحث‬ ‫ودينا‪،‬‬ ‫الخواطر عقيدة‬ ‫في العقول فكرا مجردا أكثر مما يدور في‬ ‫ويدور‬ ‫‪،‬‬ ‫والجدل‬

‫النظر‬ ‫لبناء الوجود في العقل واستيفاء لمجال‬ ‫وكأنه استكمال‬ ‫اليوناني‬ ‫في الفكر‬ ‫أخذ‬ ‫الروح‬

‫الفكر السابق على سقراط‬ ‫ولو أن موقف‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫الحياة‬ ‫في هذا الوجود وامتداده في الحياة وما بعد‬

‫علاقة هذا الفكر‬ ‫نظرنا في‬ ‫ووجهة‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫لتنقيح في دائرة‬ ‫يحتاج‬ ‫اليونانية‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫في‬

‫بين الدين الخالص‬ ‫تمييزا‬ ‫أن تكون مؤثرة (‪)2‬رغم أن هؤلاء قد استطاعوا أن يحدثوا‬ ‫بالدين يجب‬

‫استعمالا‬ ‫(‪)3‬‬ ‫للأسطورة‬ ‫استعمال أولئك الفلاسفة‬ ‫من خلال‬ ‫والفلسفة ‪ -‬كما أشرنا‪ -‬وهذا يتضح‬

‫فالأساطير في الدين الإغريقي كانت عبارة عن قصص‬ ‫لها‪،‬‬ ‫مخالفا لاستعمال رجال الدين‬

‫الأساطير عن أسئلة الإغريق‬ ‫وقد أجابت‬ ‫‪،‬‬ ‫السامية‬ ‫البشرية‬ ‫تلك الموجودات‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَلهة‬ ‫أفعال‬ ‫حول‬

‫النار‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫البرق‬ ‫‪،‬‬ ‫القمر‪ ،‬النجوم‬ ‫‪،‬‬ ‫الشمس‬ ‫السماء‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ما هي‬ ‫عن‬ ‫والملغز‬ ‫الغامض‬ ‫العالم‬ ‫القدماء حول‬

‫أحيانا‬ ‫الأسطورة‬ ‫فقد استخدموا‬ ‫الإغريق‬ ‫وما بعد هذا العالم ؟(‪ .)4‬أما الفلاسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫الموت‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬

‫رمزي‬ ‫بأسلوب‬ ‫الفلسفي‬ ‫لكي يمثلوا المذهب‬ ‫وأحيانا أخرى‬ ‫آرائهم وتبسيطها‬ ‫لشرح‬ ‫كصورة‬

‫بين الحقيقة والوهم‪.‬‬ ‫يجمع‬

‫في استعمالهم‬ ‫النظر‬ ‫أكثر مدى اختلاف تصور الفلاسفة عن سابقيهم من‬ ‫لنا‬ ‫وقد يتضح‬

‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعي‬ ‫اللاهوت‬ ‫من تصور‬ ‫كثيرا‬ ‫أقدم‬ ‫فرغم أن لفظ علم اللاهوت‬ ‫"‬ ‫اللاهوت‬ ‫(علم‬ ‫للفظ‬

‫ولذا‬ ‫دائما؟‬ ‫صحيحا‬ ‫فهمها‬ ‫لم يكن‬ ‫الحقيقة‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫بالعقلية‬ ‫كان أيضا إبداعا محدودا‬ ‫أنه‬

‫يعبر‬ ‫ما‬ ‫مضمون‬ ‫بل تشمل‬ ‫وحده‬ ‫!‬ ‫"اللفظ‬ ‫قا!رة على‬ ‫ليست‬ ‫لأنها‬ ‫خاصا‬ ‫تأكيدا‬ ‫فهي تستوجب‬

‫الأهمية‬ ‫مدى‬ ‫لنا‬ ‫أن يبين‬ ‫اتجاه عقلي مميز للأغريق‪ ،‬وهذا من شأنه‬ ‫فعلم اللاهوت‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه اللفظ‬

‫ثيولوجياأ ‪ Theologia‬اللذان‬ ‫‪9‬‬ ‫‪ Logos‬ولكلمة‬ ‫للوغوس‬ ‫الإغريق‬ ‫أولاها المفكرون‬ ‫التي‬ ‫القصوى‬

‫‪.132‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪719‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربي‬ ‫دار الفكر‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫والإنسان‬ ‫الله‬ ‫‪:‬‬ ‫الخطيب‬ ‫الكريم‬ ‫عبد‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪Jaeger,‬‬
‫‪(2‬‬ ‫‪t‬أح‪)p.‬‬ ‫"‪.‬‬ ‫‪. 8.‬ع‬

‫لها اساس‬ ‫كان‬ ‫او حادثة غير عادية سواء‬ ‫بكائن خرافي‬ ‫متداولة أو خرافية تعلق‬ ‫قصة‬ ‫) الأسطورة‬ ‫(‪3‬‬

‫كالاَلهة والأبطال‬ ‫الطبيعية‬ ‫أو فوق‬ ‫الدينية‬ ‫للظاهرة‬ ‫تفسيرا‬ ‫لأسطورة‬ ‫ا‬ ‫وتقدم‬ ‫‪،‬‬ ‫طبيعي‬ ‫أم تفسير‬ ‫واقعي‬

‫المعرفة التي‬ ‫مقال بمجلة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسطورة‬ ‫إلى مصطلح‬ ‫مدخل‬ ‫‪،‬‬ ‫الشمعة‬ ‫انظر‪ :‬خلدون‬ ‫‪.‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫وقوى‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.8- 7‬‬ ‫ص‬ ‫)‪،‬‬ ‫ام‬ ‫تموز (‪789‬‬ ‫والإرشاد القومي بسوريا‪ ،‬العدد ‪791‬‬ ‫الثقافة‬ ‫عن وزارة‬ ‫تصدر‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪Zimmerman‬‬ ‫)‪!0‬‬ ‫‪(J‬‬ ‫‪Dictionnary of Classical‬‬ ‫‪Mythology,‬‬ ‫)‪A Bantam York‬‬
‫‪(4,‬‬
‫‪New‬‬ ‫‪Book,‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h. Printing,‬‬
‫‪co‬‬
‫‪,7791‬‬‫‪.‬‬
‫‪ht12.‬‬ ‫‪xvi‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m163‬‬
‫الديل‬ ‫هلسمه‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫أصبح‬ ‫ل!غريق‬ ‫بالنسبة‬ ‫فالإله‬ ‫‪،‬‬ ‫البرهان‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫‪Gods‬‬ ‫أو الآلهة‬ ‫الإله ‪ od‬ق‬ ‫من‬ ‫يعنيان الاقتراب‬ ‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫اليونانية‬ ‫اللغة‬ ‫تتع تطور كل من الفكرة واللفظ في تاريخ‬ ‫فقد يكون من الأفضل‬ ‫هنا‪،‬‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ eh.‬مشكلة‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫لتعريفات عامة‬ ‫بنا‬ ‫والفلسفة قد تصل‬ ‫بمناقشة منظمة للعلاقة بين علم اللاهوت‬ ‫نبدأ‬ ‫بدلا من أن‬

‫‪.‬‬ ‫فترة محددة‬ ‫أكثر من‬ ‫صحتها‬ ‫لا تدوم‬

‫علم الدين‬ ‫أو‬ ‫أي علم اللاهوت‬ ‫وثيولوجيا‬ ‫أي المتفقة في اللاهوت‬ ‫ثيولوغوس‬ ‫إن الكلمات‬

‫أي المشتغل‬ ‫أي علم(‪ ،)1‬وثيولوجين‬ ‫ولوغوس‬ ‫‪،‬‬ ‫إله‬ ‫أي‬ ‫لفظة ثيوس‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫أو النظر العقلي إلى‬

‫الفلسفية‬ ‫اللغة‬ ‫في‬ ‫قد خلقت‬ ‫‪،‬‬ ‫باللاهوت‬ ‫أو الخاص‬ ‫أي اللاهوتي‬ ‫وثيولوجيكوس‬ ‫‪،‬‬ ‫بعلم اللاهوت‬

‫وكان هو‬ ‫‪،‬‬ ‫استخدم كلمة ثيولوجيا أي علم اللاهوت‬ ‫مَن‬ ‫وكان أفلاطون أول‬ ‫لأفلاطون وأرسطو‪،‬‬

‫أن يقيم مستويات‬ ‫اْراد‬ ‫عندما‬ ‫أ‬ ‫الجمهورية‬ ‫‪9‬‬ ‫قدمها في محاوره‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الفكرة‬ ‫المباع لهذه‬ ‫بوضوح‬

‫الفكرة‬ ‫مَن أباع هذه‬ ‫كان أول‬ ‫أن أفلاطون‬ ‫!ورغم‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫الجيد(‪2‬‬ ‫معيارا للشعر‬ ‫وأن يضع‬ ‫‪،‬‬ ‫معينة‬ ‫فلسفية‬

‫العلوم‬ ‫اعلى‬ ‫أن اللاهوت‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫يعتبر علاوة‬ ‫إنه‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫فقط‬ ‫كعلم‬ ‫يعالج اللاهوت‬ ‫لم يكن‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬

‫"(‪.)3‬‬ ‫الدينية السائدة‬ ‫الاعتقادات‬ ‫من‬ ‫ويبدو هذا العلم لديه متقدما بلا سند‬ ‫‪،‬‬ ‫التأملية‬

‫الحق في تقديم مثل هذه‬ ‫أنهم أصحاب‬ ‫‪،‬‬ ‫وقبل أفلاطون‬ ‫‪،‬‬ ‫اعتقد الفلاسفة وحدهم‬ ‫وقد‬

‫الذكاء باعتباره‬ ‫العودة إلى عقل سامي‬ ‫يعتقدوا بضرورة‬ ‫حتى‬ ‫طويل‬ ‫وقت‬ ‫ولم يمض‬ ‫‪،‬‬ ‫الأنساق‬

‫ايأشياء دون ألوهية؟‬ ‫في أصل‬ ‫البحث‬ ‫الأيام‬ ‫في تلك‬ ‫علة أولى للأشياء‪ ،‬فلم يكن من المستغرب‬

‫الذين‬ ‫والاَخرين‬ ‫وهيراقليطس‬ ‫وانكسيمانس‬ ‫عند طاليس‬ ‫هذه القضية أي تساؤل‬ ‫تثر‬ ‫لم‬ ‫حيث‬

‫وربما كان‬ ‫‪،‬‬ ‫أول مَن ألحد بين الفلاسفة‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫وهو‬ ‫انكساجوراس‬ ‫بينما‬ ‫‪،‬‬ ‫أحاطوا بنظام الكون‬

‫بعدما أكد أن العقل هو منظم‬ ‫راجع إلى أن انكساجوراس‬ ‫اثهم بينهم بالإلحاد(‪ ،)4‬وذلك‬ ‫مَن‬ ‫أول‬

‫لأولى‪،‬‬ ‫ا‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الكتب‬ ‫دار إحياء‬ ‫‪،‬‬ ‫سقراط‬ ‫قبل‬ ‫اليونانية‬ ‫الفلسفة‬ ‫فجر‬ ‫‪:‬‬ ‫فؤاد الأهواني‬ ‫د‪ .‬أحمد‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪.02‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫‪549‬‬

‫‪Jaeger,‬‬ ‫‪The Theology of Early Greek‬‬ ‫‪(2.‬‬


‫‪)P‬‬
‫‪Philosophers,‬‬ ‫‪4.‬‬

‫‪(3‬‬ ‫‪Mortiner,‬‬ ‫‪.P‬‬ ‫‪Adler‬‬ ‫&‬ ‫‪William Gorman, The Great‬‬ ‫‪Ideas Vol.‬‬ ‫)‪Chicago‬‬
‫))‪،‬‬ ‫‪5291.‬‬
‫"‬ ‫‪.‬‬ ‫‪885.‬‬

‫‪(4‬‬ ‫‪Hume, on‬‬ ‫‪Religion,‬‬ ‫‪Selected and‬‬ ‫‪Introduction‬‬ ‫‪by Richard Wokkbeim,‬‬ ‫‪Collins,‬‬ ‫)‪The‬‬
‫‪Library, 4th Impression,‬‬ ‫‪.Fantana‬‬
‫‪,7191 p‬‬ ‫‪94.‬‬

‫‪164‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫ل!مل‬ ‫ا‬

‫جميعا إلى الماء‬ ‫بالعناصر الأربعة وردها‬ ‫الطبيعية‬ ‫كل الموجودات‬ ‫جميعا‪ ،‬عاد وفسر‬ ‫الأشياء‬

‫عد الاَلهة‬ ‫! لأنه‬ ‫"الدفاع‬ ‫يصفه بالإلحاد في محاورة‬ ‫سقراط‬ ‫مما جعل‬ ‫؟‬ ‫والنار والهواء والتراب‬

‫‪.‬‬ ‫لحجارة‬ ‫كا‬

‫الله‬ ‫خامسا‪ :‬أفلاطون وأول براهين عقلية على وجود‬

‫القديمة (وخاصة‬ ‫مصر‬ ‫‪:‬‬ ‫هما في اعتقادي‬ ‫للألوهية من مصدرين‬ ‫لقد استقى أفلاطون تصوره‬

‫الذي‬ ‫الإله‬ ‫وعقيدته (التي لم تتزعزع يوما عن‬ ‫وسقراط‬ ‫)‪،‬‬ ‫التوحيد والخلق‬ ‫عقائد مفكريها حول‬

‫بحياته مقتولا على يد مَن‬ ‫رسالته الإصلاحية التي لم تكل يوما ولم تمل حتى أودت‬ ‫منه‬ ‫استمد‬

‫هي‪:‬‬ ‫اْربعة‬ ‫الأفلاطوني بوجه عام على مبادئ‬ ‫وقد استند اللاهوت‬ ‫)‪.‬‬ ‫شأنهم‬ ‫إصلاح‬ ‫حاول‬

‫عبر عنه بصيغة المفرد‬ ‫ما‬ ‫الذي كثيرا‬ ‫الإله الواحد‪،‬‬ ‫رأسها‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‪ -‬أن الآلهة موجودة‬

‫‪.‬‬ ‫‪Theos‬‬

‫لحياتنا وتوجهنا إلى الحياة‬ ‫الفيزيقية‬ ‫الأحوال‬ ‫في‬ ‫البثر وتتحكم‬ ‫‪ -2‬أنها تُعنى بشئون‬

‫‪.‬‬ ‫السعيدة‬

‫قابلية‬ ‫بالتالي النفوس البشرية الخلود وعدم‬ ‫التي تهب‬ ‫للفساد‪ ،‬وهي‬ ‫قابلة‬ ‫‪ -3‬أنها غير‬

‫الفساد‪.‬‬

‫في العالم وتتقدم على أساسها الحياة‬ ‫مقدسة تنظم كل شيء‬ ‫إلهية‬ ‫ثمة خطة‬ ‫أن‬ ‫‪-4‬‬

‫(‪.)1‬‬ ‫البشرية‬

‫إجمالها على‬ ‫يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ايإله‬ ‫هذه المبادئ قدم أفلاطون عدة براهين على وجود‬ ‫ضوء‬ ‫وفي‬

‫النحو التالي‪:‬‬

‫‪. 247‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪245‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫عند أفلاطون‬ ‫الألوهية‬ ‫الثار‪ :‬فكرة‬ ‫د‪ .‬مصطفى‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر هذه المبادئ‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫وراجع‪:‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪alLodge (R). : The Philosophy of Plato,‬‬ ‫& ‪Routlodge‬‬ ‫‪Kegan paul‬‬ ‫‪LTD,‬‬ ‫‪London, Without‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪Dat beh". 18 - 0291‬‬
‫اح‬

‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬
‫‪165 +‬‬
‫هلس!ة الد‬ ‫إلى‬ ‫طثيد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫فاعلة‪:‬‬ ‫الإله كعلة‬ ‫وجود‬ ‫برهان‬ ‫‪) 1‬‬ ‫‪(a‬‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫وهذا ما أدركه أفلاطون‬ ‫‪.‬‬ ‫من علة أوجدته‬ ‫له‬ ‫أي لابد‬ ‫لابد له من موجد؟‬ ‫إن كل ما يوجد‬ ‫‪m‬‬

‫كان‬ ‫أيا‬ ‫أن شيئا‬ ‫لأن من المستحيل‬ ‫؟‬ ‫إنما ينشأ بفعل علة‬ ‫ينشأ ضروره‬ ‫ما‬ ‫حينما يؤكد على أن كل‬

‫العلل‪:‬‬ ‫من‬ ‫أن نميز بين نوعين‬ ‫"‬ ‫"طيماوس‬ ‫في‬ ‫أفلاطون‬ ‫ينبغي كما يقول‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫علة‬ ‫بدون‬ ‫ينشأ‬

‫الأمور كافة أ(‪ .)1‬فالعلة‬ ‫النوع الإلهي في‬ ‫‪9‬‬ ‫عن‬ ‫أن نتقصى‬ ‫ويجب‬ ‫‪،‬‬ ‫والنوع الإلهي‬ ‫النوع الضروري‬

‫لهذه العلل‬ ‫مجرد معلولات‬ ‫بالتأكيد‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫هي علة العلل وسابقة على كل الموجودات‬ ‫الإلهية‬

‫بالطبع "الإله الصانع "‪.‬‬ ‫رأسها‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الإلهية‬

‫)‪:‬‬ ‫محركة‬ ‫(الأله كعلة‬ ‫) البرهان الكوني‬ ‫(ب‬

‫إن كل حركة‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الحركة‬ ‫ظاهرة‬ ‫عند أفلاطون من ظاهرة مرئية وهي‬ ‫البرهان المستمد‬ ‫وهو‬

‫الأرضي والسماوي تفترض وجودا محركا‬ ‫هذا العالم‬ ‫الحركات في‬ ‫تفترض محركا‪ ،‬وسلسلة‬

‫يصرح‬ ‫لا‬ ‫كان أفلاطون‬ ‫لهان‬ ‫‪.‬‬ ‫الحركة‬ ‫نفسه‬ ‫آخر وهو الذي يهب‬ ‫يتلقى حركته من شيء‬ ‫لا‬ ‫أعلى‬

‫نفس‬ ‫السماء‪ ،‬وهي‬ ‫تتولى حركات‬ ‫قدسية‬ ‫بوجود نفس‬ ‫يصرح‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫اْول‪،‬‬ ‫كمحرك‬ ‫الإله‬ ‫بوجود‬

‫"‪.‬‬ ‫العالم‬ ‫أو "روح‬ ‫!‬ ‫العالم‬ ‫إنفس‬ ‫إن هذه هي‬ ‫‪.‬‬ ‫كل شيء‬ ‫بعنايتها‬ ‫عاقلة وتشمل‬ ‫مادية خيرة‬ ‫لا‬

‫القوانينأ‬ ‫‪9‬‬ ‫الأفلاطوني في‬ ‫جوهريا في اللاهوت‬ ‫تعد أساسا‬ ‫كمبدأ للحركة ومصدرها‬ ‫فالنفس‬

‫حركتها الأولى‬ ‫فقد استدل أفلاطون من خلال‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬؟‬ ‫كما كانت أساسا للكون في !طيماوس‬

‫إ(‪.)2‬‬ ‫"الإله‬ ‫أول هو‬ ‫محرك‬ ‫على وجود‬

‫الفائية أو النظام ‪:‬‬ ‫برهان‬ ‫(‪)%‬‬

‫على وجود‬ ‫دليلا‬ ‫يتخذ هذا البرهان من المخلوقات‬ ‫من البرهان السابق حيث‬ ‫وهو نمط موسع‬

‫ويعبر أفلاطون‬ ‫‪.‬‬ ‫منظم‬ ‫يؤكد وجود‬ ‫العالم‬ ‫من نظام في هذا‬ ‫نشاهده‬ ‫ما‬ ‫ويؤكد على أن‬ ‫‪،‬‬ ‫الخالق‬

‫الثقافة‬ ‫وزارة‬ ‫‪ ،‬منثورات‬ ‫بربارة‬ ‫جرجي‬ ‫فؤاد‬ ‫للأب‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫‪ ،‬الترجمة‬ ‫(‪)96‬‬ ‫‪ :‬طيماوس‬ ‫أفلاطون‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.321‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫و أم‬ ‫‪07‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والسياحة والارشاد القومي بسوريا‪ ،‬دمق‬

‫‪.‬‬ ‫‪251-924‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫عند افلاطون‬ ‫الألوهية‬ ‫فكرة‬ ‫كتابنا‪:‬‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪Plato:‬‬ ‫‪Timueus‬‬ ‫(‪-a34( b‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وراجع‬

‫‪Plato:‬‬ ‫‪Laws xii‬‬ ‫‪)669‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪679‬‬ ‫‪:‬‬ ‫وأيضا‬

‫‪166‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫ل!مل‬ ‫ا‬

‫في خلقه البديع‬ ‫واضحة‬ ‫تظهر‬ ‫وهي‬ ‫الاله لا نهائية‬ ‫هذا البرهان حينما يؤكد على أن حكمة‬ ‫عن‬

‫لنا‬ ‫لأن هذا ال!ثمكل هو أكمل الأشكال واْجملها‪ ،‬وخلق‬ ‫دائرة‬ ‫هيئة‬ ‫على‬ ‫العالم‬ ‫فقد صنع‬ ‫؟‬ ‫الصنع‬

‫الطبيعة الناطقة‬ ‫إلى أصوات‬ ‫به‬ ‫لنصغي‬ ‫السماء‪ ،‬ومنحنا السمع‬ ‫جمال‬ ‫البصر لنلاحظ بواسطته‬

‫عن قصد(‪ .)1‬لقد‬ ‫كل شيء‬ ‫الخير ورتب‬ ‫هو عقل توخى‬ ‫إنما‬ ‫إن صانع كل ذلك‬ ‫‪:‬‬ ‫بمعنى الانسجام‬

‫ل!له‬ ‫المحكم‬ ‫التدبير‬ ‫بقوله عن‬ ‫للكون على اكمل وجه ممكن‬ ‫الإله‬ ‫ختم أفلاطون تصوير هندسة‬

‫الكل ليكون‬ ‫وهندس‬ ‫والنفس في الجسد‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل في النفس‬ ‫بناء على هذا التفكير‪ ،‬جعل‬ ‫‪9‬‬ ‫أنه‬

‫محتمل‬ ‫القول طبقا لبرهان‬ ‫هذا النحو يجب‬ ‫فعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫إ‬ ‫الأعمال‬ ‫هو خير‬ ‫بالطبع أبهي الأشياء وينجز‬

‫‪.)2(،‬‬ ‫الإله‬ ‫بعناية‬ ‫وصار‬ ‫وأنه حدث‬ ‫‪،‬‬ ‫وعقل‬ ‫ذو نفس‬ ‫هذا العالم في الحقيقة كائن حي‬ ‫‪9‬‬ ‫بأن‬

‫صعوبة‬ ‫أية‬ ‫يوجد‬ ‫هل‬ ‫ة‬ ‫‪:‬‬ ‫"‬ ‫القوانين‬ ‫أ‬ ‫البرهان بقوله في محاورة‬ ‫أفلاطون على ذلك‬ ‫كد‬ ‫وقد‬

‫والنجوم والعالم والنظام الملائم‬ ‫والشمس‬ ‫ويرد‪ :‬إن الأرض‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫الإله‬ ‫البرهنة على وجود‬ ‫في‬

‫!(‪.)،‬‬ ‫الآلهة‬ ‫على وجود‬ ‫كل هذه براهين مؤسسة‬ ‫‪،‬‬ ‫وسنين‬ ‫وتقسيمها إلى شهور‬ ‫للفصول‬

‫‪:‬‬ ‫الاجماخ‬ ‫(د) برهان‬

‫بأن ثمة‬ ‫يتزعزع‬ ‫لا‬ ‫إيمانا‬ ‫الفطرة المؤمنة‬ ‫للبشر‪ ،‬تلك‬ ‫الطبيعية‬ ‫الفطرة‬ ‫على‬ ‫البرهان يشند‬ ‫وهذا‬

‫وقد أخذ أفلاطون من هذه الفطرة البشرية‬ ‫‪.‬‬ ‫بانتظام‬ ‫على هذا الكون وتسئره‬ ‫تسيطر‬ ‫قوة عظمى‬

‫في الكتاب العاشر‬ ‫وهو يعبر عن ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫بالفعل‬ ‫الاَلهة‬ ‫على وجود‬ ‫الإله دليلا‬ ‫المجمعة على وجود‬

‫البراهين‬ ‫من‬ ‫الآلهة‬ ‫في وجود‬ ‫والبرابرة‬ ‫الهللييين‬ ‫كل‬ ‫اعتقاد‬ ‫‪9‬إن واقعة‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫جنما‬ ‫!‬ ‫االقوانين‬ ‫من‬

‫بالفعل «)(‪.)4‬‬ ‫المؤكدة على وجودهم‬

‫نظرية المئل‪:‬‬ ‫(هـ) برهان‬

‫فالعقل عند‬ ‫أ؟‬ ‫المثل‬ ‫(نظرية‬ ‫آخر يرتبط بأهم نظريات أفلاطون الفلسفية وهي‬ ‫برهانا‬ ‫إن ثمة‬

‫بحث‬ ‫وقد‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫نحيا‬ ‫الذي‬ ‫متغير في هذا العالم الطبيعي‬ ‫ما هو‬ ‫لكل‬ ‫الثابتة‬ ‫الحقائق‬ ‫يمثل‬ ‫أفلاطون‬

‫‪.04- 93‬‬ ‫م‪ ،‬ص‬ ‫‪4791‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫دار إحياء الكتب‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الألوهية‬ ‫مشكلة‬ ‫‪:‬‬ ‫غلاب‬ ‫(‪ )1‬محمد‬

‫‪Plato:‬‬ ‫‪Timaeus ( 29e-‬‬ ‫‪003‬‬ ‫‪.a‬‬ ‫‪.b c(.‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪:‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪(3‬‬ ‫‪Plato:‬‬ ‫‪)x‬‬
‫(‪)886‬‬
‫‪(Laws-‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫ص ‪.254‬‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫السابق‬ ‫كتابنا‬ ‫وانظر‪:‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 15‬‬ ‫صا‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫أفلاطون‬ ‫دييس‬ ‫أوجست‬ ‫نقلا عن‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m167‬‬
‫هلس!ه الدبى‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫شتى في‬ ‫وقد عرفه بصور‬ ‫!‬ ‫أن نطلق عليه "مثال المئل‬ ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫محاوراته عن‬ ‫أفلاطون في معظم‬
‫‪l‬‬ ‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫لأي‬ ‫نقرأ وصفه‬ ‫ا وحينما‬ ‫االجمهورية‬ ‫في‬ ‫واالخير"‬ ‫المأدبة‬ ‫في‬ ‫"‬ ‫الجمال‬ ‫‪9‬‬ ‫فهو‬ ‫المحاورات‬ ‫‪ eh‬هذه‬
‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬

‫أي محمول‬ ‫إليه‬ ‫يضاف‬ ‫لا‬ ‫أي‬ ‫يوصف‬ ‫لا‬ ‫‪9‬أنه‬ ‫المأدبة‬ ‫في‬ ‫"‬ ‫الجمال‬ ‫ة‬ ‫قال عن‬ ‫كما‬ ‫أنه‬ ‫منهما نجد‬

‫يدرك‬ ‫لا‬ ‫"إنه‬ ‫‪:‬‬ ‫ولكنه هو هو"(‪ .)1‬وكما قال عن "الخير" في الجمهورية‬ ‫في شيء‬ ‫غير مشارك‬ ‫لأنه‬

‫وخير‪ ،‬فهو الذي ينشر ضوء‬ ‫هو جميل‬ ‫ما‬ ‫علة كل‬ ‫أنه‬ ‫ونوقن‬ ‫إلا‬ ‫ندركه‬ ‫لا‬ ‫ولكننا‬ ‫‪،‬‬ ‫بصعوبة‬ ‫إلا‬

‫يفوقها جمالا‬ ‫‪،‬‬ ‫فهو مبدأ العلم والحق‬ ‫‪،‬‬ ‫قوة الإدراك‬ ‫النفس‬ ‫العلوم ويمنح‬ ‫موضوعات‬ ‫على‬ ‫الحق‬

‫إلا سلبا ولا يعين إيجاباإ(‪.)2‬‬ ‫لا يوصف‬ ‫‪،‬‬ ‫بيان‬ ‫كل‬ ‫ليعجز‬ ‫وإن جماله‬ ‫‪.‬‬ ‫جمال‬ ‫لها من‬ ‫مهما يكن‬

‫مثال !الخير" في الجمهورية قد يكون أسميتصور‬ ‫وهكذا يبدو أن مثال المثل عنده وخاصة‬

‫عنها‪ ،‬عند اْفلاطون‪.‬‬ ‫التعبير‬ ‫مهما أوتي من بيان‬ ‫الإنسان‬ ‫التي يعجز‬ ‫بهذه الصفات‬ ‫للإله‬

‫المواضع‬ ‫في كثير من‬ ‫الاَلهة بالجمع‬ ‫لكلمة‬ ‫أفلاطون‬ ‫استخدام‬ ‫رغم‬ ‫أنه‬ ‫وأود الإشارة هنا إلى‬

‫لفظة الإله بالمفرد في عشرات‬ ‫قد استخدم‬ ‫أنه‬ ‫الألوهية إلا أن الحقيقة‬ ‫وجود‬ ‫فيها على‬ ‫التي برهن‬

‫هذه الصيغة المفردة‬ ‫ل!له حينما يستخدم‬ ‫ؤوكم كان وصفه‬ ‫‪.‬‬ ‫المختلفة‬ ‫من محاوراته‬ ‫المواضع‬

‫الإرادة‬ ‫وهو صاحب‬ ‫كل شيء‬ ‫هو المبدع والكامل والخالق ومقياس‬ ‫فالإله‬ ‫‪،‬‬ ‫للإله سامية ورائعة‬

‫الأهم لتأمل الانسان "(‪.)3‬‬ ‫لأن يكون الموضوع‬ ‫وهو المستحق‬

‫الاله‬ ‫على وجود‬ ‫البرهنة‬ ‫طريق أفلاطون في‬ ‫يواصل‬ ‫سادسا‪ :‬أرسطو‬

‫لىان اختلفت‬ ‫‪،‬‬ ‫لإله‬ ‫ا‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫البرهنة‬ ‫في‬ ‫أفلاطون‬ ‫طريق‬ ‫قد استكمل‬ ‫الحقيقة أن اْرسطو‬ ‫وفي‬

‫دليين‬ ‫لأدلة الأفلاطونية‬ ‫ا‬ ‫إلى‬ ‫الشيء باختلاف فلسفته ‪ -‬حيث أضاف أرسطو‬ ‫بعض‬ ‫براهينه‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪4591‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫بمصر‪،‬‬ ‫الاعتماد‬ ‫مطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫الميري‬ ‫لوليم‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫المأدبة‬ ‫‪:‬‬ ‫افلاطون‬ ‫انظر‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.07- 68‬‬ ‫ص‬

‫للكتاب‬ ‫العامة‬ ‫الهيئة المصرية‬ ‫زكريا‪،‬‬ ‫فؤاد‬ ‫للدكتور‬ ‫العربية‬ ‫‪ ،‬الترجمة‬ ‫‪ ،‬الجمهورية‬ ‫أفلاطون‬ ‫) انظر‪:‬‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.428- 426‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7491‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬

‫والنشر بالقاهرة ‪،‬‬ ‫والترجمة‬ ‫التأليف‬ ‫مطبعة لجنة‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫كرم‬ ‫أيضا‪ :‬يوسف‬ ‫وراجع‬

‫‪.82‬‬ ‫‪ 5391‬م‪ ،‬ص‬ ‫الثالثة ‪،‬‬ ‫الطبعة‬

‫انظر‪:‬‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪Plato' s‬‬ ‫‪Dictionary, Edited by‬‬ ‫‪Morris‬‬ ‫‪Stockhommer,‬‬ ‫‪Philosophical‬‬ ‫‪Library,‬‬ ‫‪New York‬‬

‫‪ 101 - 201.‬ج ‪6391,‬‬

‫‪.388- 386‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫عند افلاطون‬ ‫الألوهية‬ ‫‪:‬‬ ‫كتابنا‬ ‫وكذلك‬

‫‪168‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫ل!عل‬ ‫ا‬

‫الأرسطية‬ ‫الفلسفة‬ ‫حسب‬ ‫"‪ ،‬ولتلاحظ‬ ‫القوة والعقل‬ ‫‪9‬‬ ‫ودليل‬ ‫"‬ ‫الإله كعلة صورية‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫هما‬ ‫جديدين‬

‫إلى التمييز بين علل أربعة‬ ‫قاده‬ ‫العلل‬ ‫عن‬ ‫أرسطو‬ ‫إن بحث‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫لعملة واحدة‬ ‫أنهما وجهان‬

‫وبالطبع‬ ‫العالم فكل اْشياء العالم مركبة من مادة وصورة‬ ‫تمثل جوهر‬ ‫التي‬ ‫الصورية‬ ‫العلة‬ ‫أهمها‬

‫في العالم الطبيعي يقودنا‬ ‫الموجودات‬ ‫وتسلسل‬ ‫كل شيء‪،‬‬ ‫فالصورة تمثل كمال وماهية وجوهر‬

‫صورة‬ ‫بلا شك‬ ‫وهي‬ ‫الصور‪،‬‬ ‫لإجابة أنها صورة‬ ‫ا‬ ‫فتكون‬ ‫!‬ ‫بلا مادة ؟‬ ‫صورة‬ ‫توجد‬ ‫ألا‬ ‫‪:‬‬ ‫إلى التساؤل‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الإله‬ ‫فهي‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫لهذا العالم الطبيعي‬ ‫ومفارقة‬ ‫خالصة‬

‫والوجود بالفعل يقابل‬ ‫‪،‬‬ ‫المادة‬ ‫يقابل‬ ‫عند أرسطو‬ ‫بالقوة‬ ‫أن الوجود‬ ‫ولما كان من المعروف‬

‫في إطار‬ ‫طالما نحن‬ ‫به‬ ‫الفعل يظل معمولا‬ ‫ووجوده‬ ‫بالقوة‬ ‫الشيء‬ ‫ف!ن التص!ز بين وجود‬ ‫‪،‬‬ ‫الصورة‬

‫يوجد‬ ‫ألا‬ ‫‪:‬‬ ‫التساؤل‬ ‫إلى نفس‬ ‫يقودنا حتما‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫كاشْاته في الكمال‬ ‫وتدرج‬ ‫الطبيعي‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬

‫الذي‬ ‫الخالص‬ ‫بالفعل‬ ‫الوجود‬ ‫ذلك‬ ‫بأن الإله هو‬ ‫ويجيبنا أرسطو‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫التام المطلق‬ ‫بالفعل‬ ‫الوجود‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫والتغير‪ ،‬فاْي حركة‬ ‫للحركة‬ ‫أرسطو‬ ‫تفسير‬ ‫على‬ ‫الدليل يعتمد‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫قوة‬ ‫إمكانية أو‬ ‫أية‬ ‫فيه‬ ‫ليس‬

‫أن هذا‬ ‫ولا شك‬ ‫لا يتغير‪.‬‬ ‫شيء‬ ‫وجود‬ ‫وتستلزم‬ ‫تفترض‬ ‫صيرورة‬ ‫وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫الثبات‬ ‫أي تغير يفترض‬

‫بالقوة‬ ‫هو موجود‬ ‫ما‬ ‫المفارق لكل‬ ‫هو الوجود بالفعل الخالص‬ ‫للتغير‪،‬‬ ‫القابل‬ ‫الوجود الثابت غير‬

‫وهو الوجود‬ ‫‪،‬‬ ‫هو الوجود بالفعل الخالص‬ ‫إن الوجود الإلهي إذن عند أرسطو‬ ‫‪.‬‬ ‫أو يتغير‬ ‫يصير‬

‫الذي‬ ‫بالقوة‬ ‫الوجود‬ ‫‪،‬‬ ‫والصورة‬ ‫المادة‬ ‫هي مزيج من‬ ‫التي‬ ‫الطبيعية‬ ‫الموجودات‬ ‫المفارق لكل‬

‫نحو الكمال (‪.)2‬‬ ‫يسعى‬

‫(الله)‬ ‫السماوبة والبرهنة على وجود‬ ‫الأديان‬ ‫سابعا‪ :‬فلاسفة‬

‫‪ -‬قد تابعوا افلاطون‬ ‫الأمر ‪ -‬كما أشرنا فيما سبق‬ ‫في حقيقة‬ ‫لأديان السماوية‬ ‫ا‬ ‫فلاسفة‬ ‫إن معظم‬

‫الرؤية العقلية‬ ‫التوفيق بين هذه‬ ‫منهم‬ ‫الكثير‬ ‫وحاول‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫الوجود‬ ‫لحعمة‬ ‫في رؤيتهما‬ ‫وأرسطو‬

‫المقدسة‪.‬‬ ‫به النصوص‬ ‫وبين ما أتت‬

‫الطبيعي‪،‬‬ ‫بالعالم‬ ‫وعلاقته‬ ‫الأرسطية‬ ‫الميتافيزيقا‬ ‫الإله في‬ ‫نادي ‪ :‬مفهوم‬ ‫عبدالتواب‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬رضا‬

‫‪ 1302‬م‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بني سويف‬ ‫جامعة‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَداب‬ ‫النشار‪ ،‬كلية‬ ‫د‪ .‬مصطفى‬ ‫ب!شراف‬ ‫رسالة دكتوراه غير منشورة‬

‫‪. 72- 67‬‬ ‫ص‬


‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫ونظرياته العلمية ‪ ،‬الدار المصرية اللبنانية ‪://‬‬ ‫الفلسفي‬ ‫ومذهبه‬ ‫طالي!‬ ‫كتابنا‪ :‬ارسطو‬ ‫وانظر كذلك‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪1302‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.76- 73‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬رضا عبدالتواب‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m916‬‬
‫الدين‬ ‫هلسمه‬ ‫إلى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫(‪w.‬‬
‫اليهودية‪:‬‬ ‫) فلاسفة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫من مؤسسي‬ ‫يعتبر‬ ‫وهو‬ ‫العصر الإسكندري‬ ‫اليهودية في‬ ‫فيلون أهم فلاسفة‬ ‫ولنبدأ من‬ ‫‪co‬‬
‫‪،‬‬
‫‪m‬‬

‫فيلون في فلسفته‬ ‫وقد سار‬ ‫‪.‬‬ ‫ميلادية‬ ‫‪04‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪.‬م‬ ‫‪ 04‬ق‬ ‫تقريبا فيما بين عامي‬ ‫وعاش‬ ‫‪،‬‬ ‫السهودية‬ ‫الفلسفة‬

‫عند فيلون‬ ‫فالله‬ ‫‪.‬‬ ‫على وجوده‬ ‫براهينه‬ ‫أو في‬ ‫للإله‬ ‫في وصفه‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫الدينية على خطى‬

‫فهو‬ ‫لي! شبيها بأي شيء‪.‬‬ ‫الله والله‬ ‫يشبه‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫أي تعيين أو تحديد‪ .‬إذ‬ ‫عن‬ ‫البعد‬ ‫بعيد كل‬

‫تعبير فيلون أأب‬ ‫بحسب‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬ ‫للعالم‬ ‫به يأنه العلة الأولى‬ ‫فهو يُعنى‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫‪،‬‬ ‫للعالم‬ ‫مفارق‬

‫‪.‬‬ ‫بالذات‬ ‫والجمال‬ ‫الخير بالذات‬ ‫في سموه‬ ‫ويفوق‬ ‫مطلقا‪،‬‬ ‫سموا‬ ‫إنه السامي‬ ‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫وملكه‬ ‫العالم‬

‫تجعله يهبط إلى مستوى‬ ‫إليه‬ ‫لأن أي إضافة‬ ‫؟‬ ‫والصفات‬ ‫الخصائص‬ ‫من‬ ‫عارِ‬ ‫‪،‬‬ ‫بذاته‬ ‫إنه مكتفِ‬

‫(‪.)1‬‬ ‫أو المخلوقة‬ ‫المحدودة‬ ‫الكائنات‬

‫أفلاطون‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫بالفلسفة‬ ‫تأثره‬ ‫إنماهي مزيج من‬ ‫أن هذه الصفات‬ ‫ومن الملاحظ‬

‫‪.‬‬ ‫اليهودي‬ ‫وباللاهوت‬

‫الله مثبتة في مؤلفاته المختلفة‪،‬‬ ‫وجود‬ ‫قدم أدلته على‬ ‫حينما‬ ‫تأثر فيلون بأفلاطون‬ ‫تجلى‬ ‫وقد‬

‫أن يكون مركبا‪،‬‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫الذي يعتمد على أن الله‬ ‫ذلك‬ ‫!‪،‬‬ ‫"دليل البساطة‬ ‫الأدلة‬ ‫هذه‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬

‫لو كان هناك أي عنصر آخر‬ ‫لأنه‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫أن ينضاف‬ ‫لأي عنصر‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫لأنه‬ ‫بل هو بسيط‬

‫وكونه‬ ‫‪.‬‬ ‫له أو دونه‬ ‫أو مساويا‬ ‫منه‬ ‫فلا يخلو هذا العنصر من أق يكون أعلى‬ ‫الله‬ ‫لطبيعة‬ ‫ينضاف‬

‫ومثيل‬ ‫ف!ن الله مساوِ‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫أن نفكر‬ ‫يصح‬ ‫لا‬ ‫محال‬ ‫(وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫بداهة‬ ‫له مستحيل‬ ‫مساو‬ ‫اْو‬ ‫منه‬ ‫أعلى‬

‫لأن كل‬ ‫بسيط‬ ‫فالإله‬ ‫وهكذا‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫ولا يتقبل انحطاط إلى أدنى ولا نزوي إلى أفضل‬ ‫دالْما‬ ‫لذاته‬

‫ومن برهان البساطة هذا‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫ذاته‬ ‫ليس ولا يكون أبدا أدنى من‬ ‫ذاته والله‬ ‫يرده أدنى من‬ ‫تركيب‬

‫المعارف‬ ‫‪ ،‬دار‬ ‫اليونانية‬ ‫والفلسفة‬ ‫الشرقي‬ ‫التراث‬ ‫بين‬ ‫الفلسفية‬ ‫الإسكندرلة‬ ‫كتابنا‪ :‬مدرسة‬ ‫) انظر‪:‬‬ ‫(‪1‬‬

‫‪.62‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪5591‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬

‫‪Philo,‬‬ ‫‪On‬‬ ‫ول ‪The‬‬ ‫ح‬ ‫‪5‬‬ ‫‪،‬للا‬ ‫‪1 of‬‬ ‫‪World' s‬‬ ‫‪Creation‬‬ ‫‪Given by.‬‬ ‫ول ‪Moses, in‬‬ ‫ه‬ ‫‪6‬ل!ول‬ ‫‪:‬‬ ‫ور جع‬ ‫ا‬

‫‪Philosophy after Aristotle, Edited by Jason .L Sannder, the Free Press,‬‬ ‫‪New York 6691,‬‬

‫‪09‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2 20.‬‬

‫موصى‪،‬‬ ‫يوسف‬ ‫محمد‬ ‫‪ :‬د‪.‬‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫الإسكندري‬ ‫لفيلون‬ ‫والفلسفية‬ ‫الدينية‬ ‫الآراء‬ ‫برليه‪:‬‬ ‫إميل‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪. 301‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪549‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫الحلبي‬ ‫البا‪.‬ممي‬ ‫مصطفى‬ ‫نشرته مكتبة ومطبعة‬ ‫النجار‪،‬‬ ‫د‪.‬عبد الحليم‬

‫‪017‬‬
‫ال!مل الليم‬

‫إواحدإ؟ ومن‬ ‫أنه‬ ‫وهي‬ ‫الإله‬ ‫من صفات‬ ‫الأفلاطوني ليؤكد أهم صفة‬ ‫يرتد فيلون إلى اللاهوت‬

‫مركبا‪.‬‬ ‫أن يكون‬ ‫فهو لا يمكن‬ ‫ثئم‬

‫يفوق المثال‬ ‫الإله‬ ‫أن‬ ‫الأفلاطوني حينما أكد على‬ ‫والحقيقة أن فيلون قد تجاوز اللاهوت‬

‫من الخير‬ ‫وأفضل‬ ‫‪،‬‬ ‫من العلم‬ ‫وأفضل‬ ‫‪،‬‬ ‫من الفضيلة‬ ‫عنده أفضل‬ ‫"فمالله‬ ‫مثال الخير؟‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسمى‬

‫نفسه أ(‪.)1‬‬

‫من قبل وربما استمده‬ ‫جديدا لم يرد عند الأفلاطونيين‬ ‫برهانا‬ ‫فيلون في اعتقادي‬ ‫وقد أضاف‬

‫بين العالم‬ ‫التباين‬ ‫إن‬ ‫"؟ إذ‬ ‫أن نطلق عليه "دليل القداسة‬ ‫الذي يمكن‬ ‫ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫المقدس‬ ‫الكتاب‬ ‫من‬

‫ومن‬ ‫؟‬ ‫قدسية الثاني وكونه أصلا للأول‬ ‫ورائه أي العالم المعقول يؤكد على‬ ‫ما‬ ‫وبين‬ ‫المحسوس‬

‫المثل الأعلى‬ ‫والله عند فيلون هو‬ ‫‪.‬‬ ‫من هذا العالم المعقول‬ ‫وأطهر‬ ‫هو أقدس‬ ‫ما‬ ‫ثمّ فإن ثمة‬

‫‪.‬‬ ‫المحسوس‬ ‫العالم‬ ‫بهذا‬ ‫لاتصال‬ ‫با‬ ‫ذاته‬ ‫ينبغي أن يدنس‬ ‫لا‬ ‫ولذا فهو‬ ‫‪.‬‬ ‫والصفاء‬ ‫‪،‬‬ ‫والطهارة‬ ‫للقداسة‬

‫عند‬ ‫الله‬ ‫على أن‬ ‫إن هذا البرهان يؤكد‬ ‫‪.‬‬ ‫عن العالم المعقول‬ ‫انفصاله حتى‬ ‫أيضا سبب‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬

‫يدير الكون كله‬ ‫فهو الذي‬ ‫‪.‬‬ ‫معا‬ ‫عن العالمين المعقول والمحسوس‬ ‫في وجوده‬ ‫فيلون منفصل‬

‫(‪.)2‬‬ ‫بوجوده‬ ‫الإنسانية‬ ‫يملأ العالم والنفس‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫المنفرد بالخلق‬ ‫الوحيد‬ ‫الحكيم‬ ‫وهو‬

‫وكذلك‬ ‫الإله‬ ‫على وجود‬ ‫الفيلونية‬ ‫بهذه البراهين‬ ‫تأثروا‬ ‫فلاسفة اليهودية قد‬ ‫معظم‬ ‫اْن‬ ‫ولا شك‬

‫بالبيئة‬ ‫تأثر‬ ‫لىان كان كل منهم قد‬ ‫‪،‬‬ ‫المقدس‬ ‫لاَيات الكتاب‬ ‫انتهجوا منهجه في التأويل المجازي‬

‫الإسكندرية الفلسفي وقبل أن تظهر المسيحية وتزدهر؟‬ ‫ففيلون ابن عصر‬ ‫فيها؟‬ ‫وجد‬ ‫التي‬ ‫الفكرية‬

‫الإسلام‬ ‫أولا ثم بظهور‬ ‫وفلاسفتها‬ ‫المسيحية‬ ‫عليه ستتأثر بظهور‬ ‫فإن الرؤية عند اللاحقين‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬

‫في‬ ‫وجودهم‬ ‫كان في ظل‬ ‫‪،‬‬ ‫اليهودية‬ ‫الفلسفة‬ ‫من عصور‬ ‫أن أهم عصر‬ ‫والمعروف‬ ‫‪.‬‬ ‫ثانيا‬ ‫وفلاسفته‬

‫‪ -‬تطورت‬ ‫برييه‬ ‫تعبير‬ ‫في العالم العربي ‪ -‬على حد‬ ‫إذ إنه‬ ‫؟‬ ‫الإسلامية‬ ‫الإسلام والحضارة‬ ‫عصر‬

‫اليهودي المصري‬ ‫ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسرائيلي‬ ‫متأسية بفيلون‪ ،‬فهكذا كانت فلسفة اسحق‬ ‫العبرية‬ ‫الفلسفة‬

‫وهو يهودي‬ ‫الفيومي‬ ‫وهكذا كانت فلسفة سعديا بن يوسف‬ ‫‪ 049‬م‪،‬‬ ‫و‬ ‫بين عامي ‪845‬‬ ‫الذي عاش‬

‫واحدا من أهم المؤلفات‬ ‫وكتب‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫عامي ‪429-298‬‬ ‫العراق بين‬ ‫في جنوبي‬ ‫آخر من مصر عاش‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪.601‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫أ‪.‬‬ ‫‪- 801‬ا‬ ‫ص‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪h.‬‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m171‬‬
‫هلس!ه الديى‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مد!‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫فلسفة‬ ‫وهكذا أيضا بدت‬ ‫‪.‬‬ ‫عام ‪329r‬‬ ‫الذي وضعه‬ ‫"‬ ‫"الإيمان والعلم‬ ‫الفلسفية اليهودية كتاب‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫الشهير "ينبوع‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪0701‬‬ ‫و‬ ‫‪0201‬‬ ‫في إسبانيا بين عامي‬ ‫بن جبيرول الذي عاش‬ ‫سليمان‬ ‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫فوق كل‬ ‫كان هو المتسامي‬ ‫الله لديه‬ ‫إن‬ ‫حيث‬ ‫بأرسطو؟‬ ‫تأثرا‬ ‫الحياة "‪ ،‬والذي كان فيما يبدو أكثر‬

‫الهيولي ولا تحتمل‬ ‫ثم الصورة التي تعين‬ ‫الإرادة‬ ‫من‬ ‫الموجودات‬ ‫ثم بعده يأتي ترتيب‬ ‫شيء‬

‫والهيولي(‪،)1‬‬ ‫الصورة‬ ‫الرئيسي لهذا الكتاب كان دراسة‬ ‫أن الموضوع‬ ‫والطريف‬ ‫‪.‬‬ ‫أن تفارقها‬

‫بن‬ ‫اليهودية الأشهر على الإطلاق فكان موسى‬ ‫فيلسوف‬ ‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫أرسطية‬ ‫بالطبع اصطلاحات‬ ‫وهي‬

‫ومات‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫وولد في قرطبة عام ‪135‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫العربية‬ ‫الحضارة‬ ‫أيضا في ظل‬ ‫ميمون الذي عاش‬

‫الشريعة‬ ‫يشرح‬ ‫كحاخام‬ ‫كان يكتب‬ ‫"‬ ‫إدلالة الحائرين‬ ‫الشهير‬ ‫كتابه‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫القاهرة ‪)4012‬‬ ‫في‬

‫الألوهيهَ والعقول المفارقة وحركات‬ ‫الفلسفية ومسائل‬ ‫كثيرا إلى الموضوعات‬ ‫ولا يتطرق‬

‫(‪.)2‬‬ ‫فهمَا أفضل‬ ‫"‬ ‫"التوراة‬ ‫منها‬ ‫ويفهم‬ ‫خلالها‬ ‫من‬ ‫إلا بقدر ما يشرح‬ ‫والهيولي‬ ‫الأفلاك والصورة‬

‫المسيحية‪:‬‬ ‫فلاسفة‬ ‫(ب)‬

‫رغم‬ ‫‪ 043‬م‬ ‫و‬ ‫‪354‬‬ ‫بين عامي‬ ‫الذي عاش‬ ‫تبدأ مع اوغسطين‬ ‫إن الفلسفة المسيحية بحق‬

‫في القرنين الأول والثاني‬ ‫السكندريين‬ ‫وأوريجين‬ ‫كلمنت‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الغنوصية المسيحية‬ ‫وجود‬

‫لميلاديين‪.‬‬ ‫ا‬

‫وبين القديس‬ ‫بين هؤلاء جميعا‬ ‫الأفلاطونية هي القاسم المشترك‬ ‫والحقيقة أن المسحة‬

‫بالأفلاطونية المحدثة‬ ‫وان اختلطت‬ ‫‪،‬‬ ‫بين أفلاطونيته الواضحة‬ ‫مزج بوضوح‬ ‫الذي‬ ‫أوغسطين‬

‫على النحو التالي‪:‬‬ ‫الله‬ ‫ومن خلالهما قدم عدة براهين على وجود‬ ‫‪.‬‬ ‫وبين المسيحية‬

‫‪:‬‬ ‫الأشراق‬ ‫(‪ )1‬برهان‬

‫أنه‬ ‫يعتقد كأفلاطون‬ ‫(ذ إنه كان‬ ‫؟‬ ‫المعرفة‬ ‫في إطار نظريته عن‬ ‫البرهان قدمه أوغسطين‬ ‫وهذا‬

‫عندئذِ على أن ترى الله‪،‬‬ ‫فستجترئ‬ ‫وجملت‬ ‫وتناغمت‬ ‫النفس إلى نفسها وانتظمت‬ ‫متى فرغت‬

‫لجورج‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫والنهضة‬ ‫الوسيط‬ ‫الثالث ‪ -‬العصر‬ ‫‪ -‬الجزء‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫برييه‬ ‫إميل‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.131-‬‬ ‫‪013‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪8391‬‬ ‫‪،‬‬ ‫للطباعة والنشر ببيروت‬ ‫دار الطليعة‬ ‫طرابثي‪،‬‬

‫‪.133-132‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪172‬‬
‫)ل!عل )لليم‬

‫حين التأمل‬ ‫تكتشف‬ ‫الإنسانية‬ ‫إن الذات‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫حقيقة‬ ‫بل والد كل‬ ‫‪،‬‬ ‫كل حقيقة‬ ‫تصدر‬ ‫منه‬ ‫المنبع الذي‬

‫فهناك موجود‬ ‫ثئم‬ ‫أن تتكون من جنسها؟ ومن‬ ‫لابد‬ ‫علتها‬ ‫أن هناك حقائق وهذه الحقائق‬ ‫له‬ ‫والتفرغ‬

‫واحد ولهذا ف!ن الماهية التي‬ ‫والماهية شيء‬ ‫إن الوجود‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫وهذا الموجود‬ ‫أزلي أبدي‬

‫أيضا(‪.)2‬‬ ‫وجوده‬ ‫في نفوسنا تقتضي‬ ‫الله‬ ‫الوجود‪ .‬ففكرة‬ ‫في نفوسنا تقتضي‬ ‫لله‬ ‫نتصورها‬

‫فاعلة !ورية‪:‬‬ ‫الاله كعلة‬ ‫(‪ )2‬برهان‬

‫في الوجود‬ ‫التغير‬ ‫أن‬ ‫يرى أوغسطين‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الأفلاطوني الأرسطي‬ ‫التأثير‬ ‫فيه‬ ‫وهو برهان يرى‬

‫الذي يعطيها‬ ‫هو‬ ‫أن يكون الشيء‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫مضادة‬ ‫صورة‬ ‫يتم بأن يتخذ الشيء‬

‫الصورة ؟‬ ‫عن طريق موجد‬ ‫يتم إلا‬ ‫أن‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫صورته‬ ‫إن إعطاء أي شيء‬ ‫‪.‬‬ ‫لنفسه لأن هذا مستحيل‬

‫(ر)‪.‬‬ ‫الله‬ ‫هي‬ ‫العلة باعتبارها واهبة الصورة‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫الخالقة‬ ‫العلة‬ ‫فهو‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬

‫‪:‬‬ ‫الفائية والنظام‬ ‫برهان‬ ‫(‪)3‬‬

‫يصدر‬ ‫لا‬ ‫الجمال‬ ‫وذلك‬ ‫النظام‬ ‫على أن في الوجود نظاما وجمالا‪ ،‬وهذا‬ ‫وفيه يؤكد أوغسطين‬

‫(‪.)4‬‬ ‫الله‬ ‫عن مُوجد فنان هو‬ ‫إلا‬

‫فقد عاد‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫بين عامي ‪9011, 3301‬‬ ‫القديس أنسيلم الذي عاش‬ ‫سار‬ ‫أوغسطين‬ ‫درب‬ ‫وعلى‬

‫وهو‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫أروع البراهين على وجود‬ ‫وقدم واحدا من‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ -‬الأفلاطوني‬ ‫إلى المأثور الأوغسطيني‬

‫أهم مؤلفاته هي إمناجاة النفس"‬ ‫من‬ ‫اثنين‬ ‫إليه عبر‬ ‫الذي توصل‬ ‫!‬ ‫الكمال‬ ‫‪9‬‬ ‫عليه برهان‬ ‫ما أطلق‬

‫برهن‬ ‫الثاني‬ ‫كان موجودا‪ ،‬وفي‬ ‫إذا‬ ‫وعما‬ ‫الله‬ ‫يعرفه العقل عن‬ ‫ما‬ ‫الأول حدد‬ ‫ففي‬ ‫"‪،‬‬ ‫وإالعظة‬

‫أعظم‬ ‫شيء‬ ‫تصور‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫نؤمن بأنك شيء‬ ‫"إننا‬ ‫‪:‬‬ ‫ونصها‬ ‫اسمه‬ ‫خلدت‬ ‫التي‬ ‫عليه بهذه الحجة‬

‫أن‬ ‫والحقيقة‬ ‫‪.‬‬ ‫هذا يعد نوعا من الحمق‬ ‫في ضوء‬ ‫الله‬ ‫في وجود‬ ‫أن التشكيك‬ ‫يعتبر‬ ‫وهو‬ ‫أ(‪.)3‬‬ ‫منه‬

‫‪.2‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)1‬نفسه‬

‫‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬ ‫بالكويت‬ ‫‪ ،‬وكالة المطبوعات‬ ‫الوسطى‬ ‫العصور‬ ‫‪ :‬فلسفة‬ ‫بدوي‬ ‫الرحمن‬ ‫(‪ )2‬د‪ .‬عبد‬

‫ص ‪.26‬‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪9791‬‬


‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.26‬‬ ‫ص‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 3‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫ص ‪.27‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)4‬نفسه‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫صا‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫برييه‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m173‬‬
‫الددل!‬ ‫هلس!ة‬ ‫الى‬ ‫حدد‪3‬‬ ‫ص حل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫بصور وبصيغ مختلفة يمكن النظر‬ ‫الكتابين‬ ‫لديه في هذين‬ ‫ظهرت‬ ‫الكمال قد‬ ‫هذه‪ .al‬الحجة حجة‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫التالي (‪:)1‬‬ ‫النحو‬ ‫على‬ ‫مستقلة‬ ‫براهين‬ ‫اْنها‬ ‫‪ h.co‬إليها على‬
‫‪m‬‬

‫‪:‬‬ ‫الأول‬ ‫البرهان‬

‫هو الوجود‪ ،‬ولكل موجود‬ ‫تام‬ ‫لأشياء في كمال عام‬ ‫ا‬ ‫تشترك جميع‬ ‫إذ‬ ‫يقوم على فكرة الوجود‪،‬‬

‫أن يوجد‬ ‫الذي يمكن‬ ‫وحده‬ ‫فهو‬ ‫الواجب‬ ‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫واجبة‬ ‫وأن الأشياء ممكنة وليست‬ ‫ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫علة‬

‫هو‬ ‫الأول الذي‬ ‫الموجود‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫أول‬ ‫واحد‬ ‫موجود‬ ‫الموجودات‬ ‫هذه‬ ‫العلة لجميع‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫بلا علة‬

‫الأشياء‪.‬‬ ‫جميع‬ ‫إليه ترجع‬ ‫بذاته الذي‬ ‫إنه الموجود‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫الوجود‬ ‫واجب‬ ‫وحده‬

‫البرهان الثاني‪:‬‬

‫اكمل من بعضها‬ ‫‪،‬‬ ‫الكائنات‬ ‫أن بعض‬ ‫به‬ ‫من المسلم‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫فكرة الكمال في الكائنات‬ ‫يقوم على‬

‫في درجة الكمال ‪..‬‬ ‫فهناك إذن اختلاف‬ ‫؟‬ ‫من الحيوان‬ ‫الإنسان أكمل‬ ‫اْن‬ ‫الاَخر‪ ،‬فليس من شك‬

‫أن توجد‬ ‫يمكن‬ ‫وهل‬ ‫!‬ ‫عند حد؟‬ ‫تقف‬ ‫ما لا نهاية أم‬ ‫الكمال إلى‬ ‫والسؤال هو‪ :‬هل ترتفع درجات‬

‫ترتفع إلى ما لا نهاية لوقعنا في تناقض‬ ‫الكمال‬ ‫إن درجات‬ ‫قلنا‬ ‫إذا‬ ‫!‬ ‫كاملة بذاتها؟‬ ‫متعددة‬ ‫كائنات‬

‫متساوية‬ ‫كائنات‬ ‫قلنا بوجود‬ ‫دماذا‬ ‫‪.‬‬ ‫في الكمال‬ ‫متناهية‬ ‫غير‬ ‫الكائنات‬ ‫تكون‬ ‫اْن‬ ‫المستحيل‬ ‫لأنه من‬

‫أكمل‬ ‫الكائنات‬ ‫جميع‬ ‫وستكون‬ ‫‪،‬‬ ‫صفة مشتركة‬ ‫ف!ن ثمة‬ ‫في الكمال ولي! هناك كائن أعلى‬

‫واحدة في ماهيتها‪ ،‬دماما‬ ‫يرجع إلى ماهيتها وحيمئذِ ستكون‬ ‫إما‬ ‫الأشياء‪ .‬وهذا الكمال المشترك‬

‫فلابد‬ ‫‪.‬‬ ‫كمالا أكبر من كل هذه الكمالات‬ ‫سيكون‬ ‫وهذا الشيء‬ ‫‪،‬‬ ‫الماهية‬ ‫غير‬ ‫ترجع إلى شيء‬ ‫اْن‬

‫كمال أعلى هو الكمال الأول وهو الله‪.‬‬ ‫إذن من وجود‬

‫البرهان الثالث‪:‬‬

‫‪j6.0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫أن يتصور موجودا أكمل‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫فكرة عن موجد‬ ‫لدى كل إنسان‬ ‫أنه‬ ‫يقوم على‬

‫أن هذه الفكرة‬ ‫يبقى علينا أن نثبت‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫بها‬ ‫نؤمن‬ ‫الإيمان ويجعلنا‬ ‫لنا‬ ‫إيمانية يقدمها‬ ‫حقيقة‬

‫الكائن‬ ‫نظرنا إلى الفكرة التي في ذهننا عن‬ ‫فماذا‬ ‫‪.‬‬ ‫أيضا في الخارج‬ ‫موجودة‬ ‫الذهن‬ ‫في‬ ‫الموجودة‬

‫لكان هذا‬ ‫في الذهن فحسب‬ ‫موجود‬ ‫أنه‬ ‫حكمنا‬ ‫إذا‬ ‫أننا‬ ‫وجدنا‬ ‫منه‬ ‫أكبر‬ ‫أن يتصور‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫الذي‬

‫‪.72- 07‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفى‬ ‫‪:‬‬ ‫بدوي‬ ‫عبدالرحمن‬ ‫‪:‬‬ ‫في‬ ‫البراهين‬ ‫هذه‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ )1‬انظر‬ ‫(‬

‫‪174‬‬
‫الع!ل الليم‬

‫كائن‬ ‫ومعنى هذا وجود‬ ‫‪.‬‬ ‫في الخارج‬ ‫في الذهن وموجود‬ ‫آخر موجود‬ ‫كالْن‬ ‫الكائن أقل كمالا من‬

‫أن يتصور‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫إذن فإن الكائن الذي‬ ‫‪.‬‬ ‫أن يتصور‪ .‬وهذا خُلف‬ ‫كائن يمكن‬ ‫أكبر‬ ‫من‬ ‫كمل‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫عن امممل كائن يمكن‬ ‫لدينا‬ ‫الخارج أيضا‪ .‬وهذه الفكرة التي‬ ‫أن يوجد في‬ ‫لابد‬ ‫منه‬ ‫أكمل‬

‫على هذا النحو‪.‬‬ ‫موجود‬ ‫الله‬ ‫ف!ن‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫حقيقي‬ ‫يتصور هي حقيقة مطابقة لموجود‬

‫الذي كان‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫‪1274 -1221‬‬ ‫(‬ ‫بونا فنتورا‬ ‫القديس‬ ‫سار‬ ‫وأنسيلم‬ ‫أوغسطين‬ ‫درب‬ ‫نفس‬ ‫وعلى‬

‫فاسدة لا‬ ‫تصورات‬ ‫الناس عنه‬ ‫بعض‬ ‫تصورات‬ ‫فإن‬ ‫ومع ذلك‬ ‫بذاته‬ ‫واضح‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫يعتبر أن‬

‫الطريق‬ ‫وكان‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫طريق‬ ‫أي‬ ‫وعن‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫ممكنة‬ ‫حقيقته‬ ‫معرفة‬ ‫هل‬ ‫‪:‬‬ ‫التساؤل‬ ‫كان‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫حقيقته‬ ‫تدرك‬

‫ثلاثهَ‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫وتتقاطع مع براهين سابقيه‬ ‫تتأثر‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫هذه البراهين التي قدمها والتي‬ ‫عنده هو‬

‫النحو التالي (‪:)1‬‬ ‫براهين عبر عنها على‬

‫وأن الإنسان‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسانية بالفطرة‬ ‫النفس‬ ‫في‬ ‫موجودة‬ ‫الله‬ ‫أن فكرة‬ ‫(‪ )1‬يقوم هذا البرهان على‬

‫أكبر منه‪.‬‬ ‫أو‬ ‫أن يتصور اكمل‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫هذا الكائن الذي‬ ‫يمكنه بفطرته أن يدرك وجود‬

‫هذا النزوع‬ ‫أن ينزع الإنسان‬ ‫ولا يمكن‬ ‫‪.‬‬ ‫الكبرى‬ ‫الحكمة‬ ‫إدراك‬ ‫إن لدينا نزوعا فطريا نحو‬

‫الكبرى المتمثلة في‬ ‫لإدراك حقيقة هذه الحكمة‬ ‫لديه هذه الفطرة وهذا العشق‬ ‫وتكون‬

‫في نفوسنا‪،‬‬ ‫لأن فكرته موجودة‬ ‫موجود‬ ‫الله‬ ‫ولا يكون موجودا‪ .‬فكأن‬ ‫الله‬ ‫إدراك وجود‬

‫معقول حاضر في معقول هو هذه النفس‪.‬‬ ‫والله‬

‫المعقول‬ ‫الى‬ ‫إلى المعقولات حتى يصل‬ ‫مرتفعا‬ ‫على المحسوسات‬ ‫هذا البرهان‬ ‫يقوم‬ ‫(‪)2‬‬

‫محدث‬ ‫تدل على وجود‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫فانية‬ ‫حسية‬ ‫موجودات‬ ‫أمامنا‬ ‫نجد‬ ‫إننا‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫الأول وهو‬

‫ولا وجود‬ ‫‪.‬‬ ‫البسيط‬ ‫بوجود‬ ‫يؤذن‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفانية مركبة‬ ‫الكائنات‬ ‫أن هذه‬ ‫ولنلاحظ‬ ‫أحدثها‪.‬‬

‫وجود‬ ‫الفانية كلها تقتضي‬ ‫المتغيرة‬ ‫الكائنات‬ ‫وهذه‬ ‫‪.‬‬ ‫الثابت‬ ‫وجود‬ ‫المتغير بدون‬ ‫للفاني‬

‫هذا إلا الله‪.‬‬ ‫ثابتة وليس‬ ‫علة فاعلة بسيطة‬

‫فهمنا‬ ‫للوجود‬ ‫لأولى‬ ‫ا‬ ‫المباد!‬ ‫فهمنا حدود‬ ‫أننا إذا‬ ‫على‬ ‫يستند‬ ‫الذي‬ ‫الوجودي‬ ‫(‪ )3‬البرهان‬

‫إن المحمول‬ ‫لزوما قطعيا‪ ،‬حيث‬ ‫لازم للموضوع‬ ‫أي أن المحمول‬ ‫الحال وجوبها‪،‬‬ ‫في‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫يكون متضمنا بالضرورة في الموضوع ؟ فحين نقول الله موجود‪ ،‬ف!ن هذه العبارة من نوع‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪901-501‬‬ ‫بدوي ‪ :‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص‬ ‫انظر‪ :‬هذه البراهين فى عبدالرحمن‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m175‬‬
‫ملس!ه )لديك‬ ‫الى‬ ‫حددد‬ ‫مدخل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫قطعا‬ ‫أكبر منه تستلزم‬ ‫موجود‬ ‫تصور‬ ‫لا يمكن‬ ‫الذي‬ ‫الموجود‬ ‫لأن فكرة‬ ‫؟‬ ‫لأولى‬ ‫ا‬ ‫المبادئ‬ ‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫النحو التالي‪:‬‬ ‫هذا البرهان على‬ ‫صياغة‬ ‫ويمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫هذا الكائن‬ ‫وجود‬ ‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫فالله إذن موجود‪.‬‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫الله هو‬ ‫كان‬ ‫إذا‬

‫الله هو الله‪.‬‬ ‫ولكن‬

‫إذن فالله موجود‪.‬‬

‫الحالة‬ ‫ه‬ ‫المعرفة ‪^i j ،‬‬ ‫موضوع‬ ‫ضرورة‬ ‫‪:‬‬ ‫هما‬ ‫متلازمتين‬ ‫البرهان على فكرتين‬ ‫هذا‬ ‫ويقوم‬

‫وهذه‬ ‫الماهية إلى الوجود‪.‬‬ ‫من‬ ‫الانتقال الطبيعي‬ ‫وضرورة‬ ‫‪،‬‬ ‫وحده‬ ‫دياليه‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫بالنسبة‬ ‫مسحققة‬

‫أيضا‪.‬‬ ‫إلى الله وحده‬ ‫بالنسبة‬ ‫متحققة‬ ‫الحال‬

‫من‬ ‫الانتقال‬ ‫بعد في نقده للعقل النظري رافضا هذا‬ ‫فيما‬ ‫انتقد هذا البرهان‬ ‫قد‬ ‫كان كانط‬ ‫وإذا‬

‫لأن‬ ‫انتقال‬ ‫ثمة‬ ‫ليس‬ ‫بأنه‬ ‫أن يرد‬ ‫فنتورا‬ ‫لبونا‬ ‫يمكن‬ ‫ف!نه‬ ‫الوجود واعتبره غير مبرر‪،‬‬ ‫الماهية إلى‬

‫ممثلة للوجود‪.‬‬ ‫في الذهن باعتبارها في الأساس‬ ‫الماهية حاضرة‬

‫على الإطلاق ف!نه‬ ‫المسيحية‬ ‫وهو أهم فلاسفة‬ ‫)‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1267‬‬ ‫(‪-1224‬‬ ‫القديس توما ا!ويني‬ ‫أما‬

‫بداْ‬ ‫أنه‬ ‫على الرغم من‬ ‫ابن رشد‪ ،‬وذلك‬ ‫وشارحه‬ ‫من عباءة أفلاطون ليلبس عباءة أرسطو‬ ‫قد خرج‬

‫بالذات يسير في ذات الطريق التي كان أفلاطون‬ ‫الله‬ ‫الألوهية والبراهين على وجود‬ ‫في موضوع‬

‫بذاته‪.‬‬ ‫ليس واضحا‬ ‫الله‬ ‫على أن وجود‬ ‫إنه وافق الأفلاطونيين‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الأول‬ ‫أساسها‬ ‫واضع‬ ‫هو‬

‫مشروعيتها‬ ‫عقلية تستمد‬ ‫بأدلة‬ ‫وجوده‬ ‫لتأكيد‬ ‫التاْملي‬ ‫بذل الجهد العقلي‬ ‫فالأمر يستلزم‬ ‫ولذلك‬

‫على هذه‬ ‫أثره‬ ‫الذي يتضح‬ ‫وهذا هو النهج الأرسطي‬ ‫‪،‬‬ ‫في العالم الطبيعي‬ ‫يجري‬ ‫ما‬ ‫ملاحظة‬ ‫من‬

‫‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬ ‫فيما يلي‬ ‫والتي سنعرضها‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫وجود‬ ‫البراهين والأدلة التوماوية على‬

‫محركة‪:‬‬ ‫الأله كعلة‬ ‫برهان‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫ضد‬ ‫و!الخلاصة‬ ‫!‬ ‫اللاهوتية‬ ‫الخلاصة‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫في كتابيه‬ ‫توما‬ ‫القديس‬ ‫عرفه‬ ‫البرهان كما‬ ‫وهذا‬

‫في سلسلة‬ ‫أن نستمر‬ ‫نستطيع‬ ‫لا‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬ ‫من محرك‬ ‫له‬ ‫لابد‬ ‫الكفار‪ ،،‬يستند على أن كل محرك‬

‫المحرك‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫يتحرك‬ ‫لا‬ ‫أول‬ ‫حي!مذٍ بمحرك‬ ‫فنقول‬ ‫بل لابد أن نقف‬ ‫‪،‬‬ ‫ما لا نهاية‬ ‫إلى‬ ‫المحركات‬

‫‪.‬‬ ‫‪154-141‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫هذه الأدلة في‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪176‬‬
‫ال!عل ال!يم‬

‫مستندا إلى الحركة‬ ‫الإله‬ ‫على وجود‬ ‫البرهان الأرسطي‬ ‫وهذا هو نفس‬ ‫‪.‬‬ ‫الإله‬ ‫هو‬ ‫يتحرك‬ ‫لا‬ ‫الذي‬

‫والتساؤل عن علتها‪.‬‬

‫العلية‪:‬‬ ‫(‪ )2‬برهان‬

‫وبعضها‪.‬‬ ‫لأشياء‬ ‫ا‬ ‫تأثير عِلبئ متبادل بين‬ ‫وهناك‬ ‫‪.‬‬ ‫مؤثرا‬ ‫أثر يستلزم‬ ‫أن كل‬ ‫على‬ ‫يستند‬ ‫وهو‬

‫العلة‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫عند علة أولى‬ ‫‪،‬‬ ‫الوقوف‬ ‫بل لابد من‬ ‫‪،‬‬ ‫نهاية‬ ‫مالا‬ ‫العلل إلى‬ ‫تسلسل‬ ‫فلا يمكن‬ ‫وبالطبع‬

‫فصله‬ ‫البرهان الذي‬ ‫ذات‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬ ‫وأرسطو‬ ‫ف!ن هذا البرهان قديم قدم أفلاطون‬ ‫وبالطبع‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫هي‬

‫الفرق أن ابن سينا قد‬ ‫الإسلام ابن سينا‪ .‬دان ظل‬ ‫الأجزاء فيلسوف‬ ‫عقليا محكم‬ ‫برهانا‬ ‫وأقامه‬

‫حيث‬ ‫؟‬ ‫المقام الأول‬ ‫توما الى العلة نظرة دينية في‬ ‫بينما نظر القديس‬ ‫‪،‬‬ ‫عقلية فلسفية‬ ‫صياغة‬ ‫صاغه‬

‫خلقا طبيعيا‪.‬‬ ‫خلقا من عدم ولا تخلق‬ ‫الأولى عنده تخلق‬ ‫العلة‬ ‫الخلق أي أن‬ ‫بها‬ ‫قصد‬

‫والواجب‪:‬‬ ‫(‪ )3‬برهان الممكن‬

‫أن هناك أشياء ممكنة الوجود وكل‬ ‫‪،‬‬ ‫المأخوذة عن الفارابي وابن سينا وابن ميمون‬ ‫وخلاصته‬

‫بل من غيره ‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫من‬ ‫وجوده‬ ‫يستمد‬ ‫لا‬ ‫أنه‬ ‫يوجد‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫ألا‬ ‫أن يوجد ويمكن‬ ‫هو ممكن‬ ‫ما‬

‫الوجود الذي يستمد‬ ‫الممكنة يقودنا إلى افتراض واجب‬ ‫الموجودات‬ ‫ف!ن تسلسل‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬

‫هو الله‪.‬‬ ‫بذاته‬ ‫وهذا الوجود الواجب‬ ‫‪،‬‬ ‫من احد سواه‬ ‫وليس‬ ‫ذاته‬ ‫من‬ ‫وجوده‬

‫‪:‬‬ ‫في الكمال‬ ‫التدرج‬ ‫برهان‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬

‫أن هناك تدرجا‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫أنسيلم الأشارة‬ ‫للقديس‬ ‫يقوم هذا البرهان على افتراض سبق‬

‫يوجد إلا‬ ‫لا‬ ‫هذا الكمال النسبي‬ ‫ولكن‬ ‫شيئا أكمل من شيء‪،‬‬ ‫دائما‬ ‫فهناك‬ ‫‪،‬‬ ‫الكمال‬ ‫مراتب‬ ‫في‬

‫هذا الكمال‬ ‫ومن ثئم فلابد من وجود‬ ‫‪،‬‬ ‫المطلق‬ ‫النبل‬ ‫الكمال أو الخير المطلق أو‬ ‫بالمشاركة في‬

‫الله‪.‬‬ ‫وجود‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫وهذا الوجود المطلق الكمال هو‬ ‫‪.‬‬ ‫المطلق‬

‫(البرهان الكوني )‪:‬‬ ‫النظام‬ ‫(‪ )5‬برهان‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫يستند على‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلاسفة منذ أفلاطون‬ ‫من قبل عند محظم‬ ‫اليه‬ ‫وهو الذي يستند كما أشرنا‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫وجود علة عاقلة منظمة ‪ ،‬وهذه العلة العاقلة المنظمة لكل ما في الوجود والتي ‪ww‬‬ ‫كل نظام يقتضي‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬ ‫لكل موجود‪ ،‬غاية ودورا إنما هي الله‪.‬‬ ‫رسمت‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪177+‬‬
‫هلس!ه الدلمن‬ ‫)لى‬ ‫جديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫الإسلام ‪:‬‬ ‫فلاسفة‬ ‫(ب)‬ ‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫واضح‬ ‫أول كتاب فلسفي‬ ‫كان صاحب‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫أول فلاسفة الإسلام‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫لقد كان الكندي (‪886‬‬ ‫‪m‬‬

‫اعتبر‬ ‫أنه‬ ‫الأولى "‪ .‬أما رؤيته للألوهية فتتمثل في‬ ‫الفلسفة‬ ‫بالله في‬ ‫إلى المعتصم‬ ‫رسالة‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عنوانه‬

‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاته‬ ‫عند علة غير‬ ‫أو جوده‬ ‫عدمه‬ ‫تصور‬ ‫لا يمكن‬ ‫الذي‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزلي‬ ‫‪،‬‬ ‫الحق‬ ‫الواحد‬ ‫الله هو‬

‫والفساد إنما‬ ‫التغير‬ ‫لأن‬ ‫ولا يفسد‬ ‫يتغير‬ ‫لا‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجود وغير المعلول‬ ‫الكائن واجب‬ ‫ثمّ فهو‬

‫الكائن‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫بذاته‬ ‫الموجود‬ ‫إنه الواحد‬ ‫‪.‬‬ ‫له‬ ‫لا ضد‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫المتقاربة‬ ‫الأضداد‬ ‫من‬ ‫بالشيء‬ ‫يلحقان‬

‫الذي ليس بعده تمام أو كمال (‪.)1‬‬ ‫الأتم اكمل‬

‫وإن لم يغفل قراءة أفلاطون‬ ‫‪،‬‬ ‫المثمائية الأرسطية‬ ‫المدرسة‬ ‫في ركب‬ ‫الكندي‬ ‫سار‬ ‫وقد‬

‫هي‬ ‫ادلة‬ ‫برهنته‬ ‫قدم الكندي في‬ ‫حيث‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫على وجود‬ ‫أدلة‬ ‫فيما قدمه من‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫والتأثر به‬

‫إنما هو عالم‬ ‫الطبيعي‬ ‫أن العالم‬ ‫رأى‬ ‫حيث‬ ‫‪.‬‬ ‫والغائية‬ ‫ومنها دليل العناية‬ ‫أفلاطونية‬ ‫فىِ أساسها‬

‫والواحد الحق الأول المبدع‬ ‫‪.‬‬ ‫يركبه‬ ‫لمن يحدثه ومركب‬ ‫وهو في هذا في حاجة‬ ‫‪،‬‬ ‫ومركب‬ ‫حادث‬

‫في‬ ‫الذي أضاف‬ ‫"غار ودثر" بلغة الكندي‬ ‫إلا‬ ‫عن إمساكه‬ ‫يخلو شيء‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫لما أبدع‬ ‫الممسك‬

‫وانقياد‬ ‫أإن في نظم العالم وترتيبه وفعل بعضه في بعض‬ ‫إ‪:‬‬ ‫الفاعلة‬ ‫العلة‬ ‫عن‬ ‫ايإنابة‬ ‫‪9‬‬ ‫رسالته في‬

‫الأصلح في كون كل كاثن وفساد كل‬ ‫الأمر‬ ‫على‬ ‫هيئته‬ ‫لىاتقان‬ ‫بعضه لبعض وتسخير بعضه لبعض‬

‫فاسد وثبات كل ثابت وزوال كل زائل لأعظم دلالة على أتقن تدبير‪ ،‬ومع كل تدبير مدبر‪ ،‬وعلى‬

‫أ(‪.)2‬‬ ‫لأن هذه كلها جميعا من المضاف‬ ‫‪،‬‬ ‫حكيم‬ ‫ومع كل حكمة‬ ‫حكمة‬ ‫أحكم‬

‫يدلنا على وجود‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫الكندي إلى أن النظام والتدبير في هذا‬ ‫يذهب‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬

‫فىِ‬ ‫والنظام سواء‬ ‫الغائية‬ ‫في رسالته على‬ ‫أمثلة‬ ‫عدة‬ ‫لنا‬ ‫وقد ضرب‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫المنظم والمدبر وهو‬

‫(ر)‪.‬‬ ‫العالم السفلي‬ ‫أو في‬ ‫العالم العلوي‬

‫للنثر‬ ‫المتحدة‬ ‫‪ ،‬الدار‬ ‫اليازجي‬ ‫د‪ .‬كمال‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫فخري‬ ‫ماجد‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪. 114‬‬ ‫ص‬ ‫أم ‪،‬‬ ‫‪749‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ببيروت‬

‫ونثمرها‬ ‫الفلسفبة التي حققها‬ ‫الكندي‬ ‫رسائل‬ ‫العلة الفاعلة ‪ ،‬ضمن‬ ‫عن‬ ‫الإبانة‬ ‫رسالة في‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬الكندي‬

‫‪.215‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪0591‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫دار الفكر العربي‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫الجزء‬ ‫‪،‬‬ ‫أبوريدة‬ ‫عبد الهادي‬ ‫د‪ .‬محمد‬

‫الطجة السادسة‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫دار المعارف‬ ‫‪،‬‬ ‫المشرق‬ ‫فلاسفة‬ ‫مذاهب‬ ‫‪:‬‬ ‫العراقي‬ ‫عاطف‬ ‫د‪ .‬محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪.86‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫‪789‬‬

‫‪178‬‬
‫الليم‬ ‫ل!دل‬ ‫ا‬

‫مَن فهم‬ ‫الثاني فهو أول‬ ‫بالمعلم‬ ‫الملقب‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪059--‬‬ ‫‪933‬‬ ‫الفارابي المتوفى‬ ‫أما أبونصر‬

‫نُسب‬ ‫وإن كان تد اعتمد على نص‬ ‫أفلاطون وأرسطو‬ ‫بين رأي‬ ‫بتوفيقه‬ ‫جيدا‬ ‫اليوناني‬ ‫اللاهوت‬

‫لأفلوطين‪.‬‬ ‫!‬ ‫التاسوعات‬ ‫(‬ ‫قع جزء من كتاب‬ ‫الوا‬ ‫الذي هو في‬ ‫!‬ ‫الربوبية‬ ‫"‬ ‫وهو كتاب‬ ‫خطأ لأرسطو‪،‬‬

‫من جهة‬ ‫والإسلام‬ ‫‪،‬‬ ‫وأفلوطين من جهة‬ ‫الفارابي مزيجا من أفلاطون وأرسطو‬ ‫ولذا جاء لاهوت‬

‫لأحد تتخلل كل‬ ‫ا‬ ‫الواحد‬ ‫الإله‬ ‫لقد كانت رؤية الفارابي للألوهية وتأكيده على وجود‬ ‫‪.‬‬ ‫أخرى‬

‫ونفس‬ ‫الأسس‬ ‫نفس‬ ‫حول‬ ‫الإله‬ ‫الفارابي على وجود‬ ‫أدلة‬ ‫ودارت‬ ‫‪.‬‬ ‫منها‬ ‫الشاسية‬ ‫فلسفته حتى‬

‫التمييز بين واجب‬ ‫ذلك‬ ‫سابقيه‬ ‫على‬ ‫اْضاف‬ ‫ولكنه‬ ‫‪.‬‬ ‫الكوني‬ ‫والدليل‬ ‫‪،‬‬ ‫العناية والغائية‬ ‫في‬ ‫الصيغة‬

‫الوجود‬ ‫عداه ممكن‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫بينما‬ ‫‪،‬‬ ‫الوجود هو الوجود بالذات‬ ‫الوجود‪ .‬فواجب‬ ‫وممكن‬ ‫الوجود‬

‫الوجود بذاته‪.‬‬ ‫بوجود واجب‬ ‫ومرتبط وجوده‬

‫‪،‬‬ ‫!‬ ‫الفصوص‬ ‫‪9‬‬ ‫كتا به‬ ‫وخا صة في‬ ‫‪،‬‬ ‫موجزة وعميقة‬ ‫بلغة‬ ‫هين‬ ‫لبرا‬ ‫ا‬ ‫بي عن هذه‬ ‫را‬ ‫لفا‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫تعبيرا‬ ‫وجاء ت‬

‫لم الخلىَ‬ ‫عا‬ ‫أن تلحظ‬ ‫لك‬ ‫!‬ ‫‪:‬‬ ‫الخا لقة بقوله‬ ‫الصانعة‬ ‫علة‬ ‫لفا‬ ‫ا‬ ‫لعلة‬ ‫ا‬ ‫دليل‬ ‫‪،‬‬ ‫لكوني‬ ‫ا‬ ‫لدليل‬ ‫ا‬ ‫عن‬ ‫قد عبر‬ ‫فهو‬

‫لابد من‬ ‫أنه‬ ‫وتعلم‬ ‫عالم الوجود المحض‬ ‫عنه وتلحظ‬ ‫أن تعرض‬ ‫ولك‬ ‫‪،‬‬ ‫فترى فيه أمارات الصنعة‬

‫لىان‬ ‫ف!ن اعتبرت عالم الخلق فأنت صاعد‬ ‫‪9‬‬ ‫عليه الموجود بالذات‬ ‫ينبني‬ ‫الذات وتعلم كيف‬ ‫وجود‬

‫اك (‪.)1‬‬ ‫ذ‬ ‫هو‬ ‫ا‬ ‫أن هذ‬ ‫لصعود‬ ‫با‬ ‫تعر ف‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاك‬ ‫ا‬ ‫هذ‬ ‫لنزول أن ليس‬ ‫با‬ ‫زل ‪،‬تعر ف‬ ‫نا‬ ‫نت‬ ‫فأ‬ ‫لم لوجود‬ ‫ا‬ ‫عا‬ ‫اعتبرت‬

‫أنهُو‬ ‫بِرَئك‬ ‫يَكفِ‬ ‫أوَلَتم‬ ‫أنهُ اطئئ‬ ‫لَهُتم‬ ‫يَتَبَ!نَ‬ ‫حَتى‬ ‫أنفُسِتم‬ ‫وَفئ‬ ‫فِى آلأَفَاقِ‬ ‫ءَايتنَا‬ ‫أسَزُ‪!-‬ز‬

‫لفَى‪-‬ء ثَهيذ‪.)2(،‬‬ ‫عَكَ كل‬

‫الحق‬ ‫عرفت‬ ‫‪،‬‬ ‫أولا الحق‬ ‫عرفت‬ ‫‪9‬إذا‬ ‫‪:‬‬ ‫حينما يقول‬ ‫البرهان بصورة أخرى‬ ‫يعبر عن نفس‬ ‫وهو‬

‫هو حق‪،‬‬ ‫ما‬ ‫الحق على‬ ‫الباطل ولم تعرف‬ ‫الباطل أولا عرفت‬ ‫دان عرفت‬ ‫‪،‬‬ ‫ما ليس بحق‬ ‫وعرفت‬

‫"(‪.)3‬‬ ‫بل توجه وجهك‬ ‫الاَفلين‬ ‫تحب‬ ‫لا‬ ‫ف!نك‬ ‫حق‬ ‫أنه‬ ‫فانظر إلى الحق على‬

‫يقر بذلك يبعد عن‬ ‫لا‬ ‫ومَن‬ ‫‪.‬‬ ‫على الخالق واضحة‬ ‫إن الفارابي يرى إذن أن دلالة المخلوقات‬

‫بذلك فقد لزم طريق الحق والحق أحق أن يتبع‪.‬‬ ‫ومَن يعترف‬ ‫‪،‬‬ ‫الحق‬

‫آباد الدكن‪،‬‬ ‫العثمانية بحيدر‬ ‫دائرة المعارف‬ ‫مجلس‬ ‫مطبعة‬ ‫في‬ ‫طغ‬ ‫الفصوعى‪،‬‬ ‫كتاب‬ ‫‪:‬‬ ‫الفارابي‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫ا! ص ‪.6‬‬ ‫‪345‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪. 53‬‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬فصلت‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.7‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m917‬‬
‫الدلمن‬ ‫هلس!ه‬ ‫‪ c‬ح ل حهديد‬
‫الى‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫نجده قد استفاد من شروح‬ ‫إلى ابن سينا (المتوفى ‪)3601-- 428‬‬ ‫‪al-m‬وإذا تركنا الفارابي‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫الدين‪،‬‬ ‫وفلسفة‬ ‫الميتافيزيقيا‬ ‫مجال‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان في كل المجالات‬ ‫‪ h.c‬الفارابي على فلاسفة‬
‫‪om‬‬

‫الألوهية‬ ‫موضوع‬ ‫وفي رسائله المتنوعة عن‬ ‫"‪،‬‬ ‫والتنبيهات‬ ‫الإشارات‬ ‫‪1‬‬ ‫ابن سينا في‬ ‫كتب‬ ‫فكم‬

‫الله‪،‬‬ ‫على وجود‬ ‫البرهانية‬ ‫الأدلة‬ ‫وبخصوص‬ ‫‪.‬‬ ‫عليها‬ ‫ومعلقا‬ ‫مقتبسا من كلام أفلاطون وأرسطو‬

‫وان كان قد مزج بين‬ ‫‪،‬‬ ‫فقد اتفق ابن سينا مع هؤلاء الفلاسفة السابقين فيما قدموه من براهين‬

‫رسالة‬ ‫‪9‬‬ ‫الوجود‪ ،‬حينما يقول في‬ ‫برهان واجب‬ ‫والبرهان الكوني وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫العلة الفاعلة‬ ‫برهان‬

‫العلة‬ ‫العلل خاصة‬ ‫الله ذوات‬ ‫ما لم يتقدم عليها وجود‬ ‫المعلولات‬ ‫إلى وجود‬ ‫الطير! إنه لا سبيل‬

‫الوجود‬ ‫الله )‬ ‫على‬ ‫عليه (أي‬ ‫لأنه كما كان يطلق‬ ‫؟‬ ‫بذاته‬ ‫الخير المطلق‬ ‫الأولى هي‬ ‫والعلة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬

‫مطلق‬ ‫إن العلة الأولى خير‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫خيرية‬ ‫عن‬ ‫تحرى‬ ‫لا‬ ‫ف!ن حقيقته‬ ‫وجود‪،‬‬ ‫له‬ ‫مما‬ ‫واحد‬ ‫وكل‬ ‫الحقيقي‬

‫الوجوه (‪.)1‬‬ ‫من جميع‬

‫تؤمن‬ ‫التي‬ ‫والصدور‬ ‫بنظرية الفيض‬ ‫يبدو مؤمنين‬ ‫فيما‬ ‫الفارابىِ‬ ‫وقد كان ابن سينا وسابقه‬

‫حيث‬ ‫؟‬ ‫بأفلوطين‬ ‫في ذلك‬ ‫متاْثرين‬ ‫وهو الخير بالذات‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫عن الموجود‬ ‫الموجودات‬ ‫بصدور‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫العقول‬ ‫عن الباري هو عالم‬ ‫أن أول ما يصدر‬ ‫أ‪،‬‬ ‫النيروزية‬ ‫ابن سينا يؤكد في !الرسالة‬ ‫نجد‬

‫يبدع عنه عالم العقل‪،‬‬ ‫ما‬ ‫أول‬ ‫‪9‬‬ ‫الدنيا‪ ،‬وأن‬ ‫الموجودات‬ ‫هذا العالم صدرت‬ ‫ويتوسط‬ ‫الصور‪،‬‬

‫والاستعداد‪ ،‬عقول‬ ‫القوة‬ ‫مواد‪ ،‬خالية من‬ ‫بلا‬ ‫قائمة‬ ‫على عدة من الموجودات‬ ‫هو جملة تشتمل‬

‫إلى أن‬ ‫الموجودات‬ ‫صدور‬ ‫ويتسلسل‬ ‫‪،‬‬ ‫أ‬ ‫به‬ ‫لاقتداء‬ ‫وا‬ ‫لأول‬ ‫ا‬ ‫إلى‬ ‫كلها تشتاق‬ ‫‪،‬‬ ‫باهرة‬ ‫وصور‬ ‫ظاهرة‬

‫أ(‪.)2‬‬ ‫الذي ينقسم إلى "أثيري وعنصري‬ ‫!‬ ‫(العالم الجسماني‬ ‫إلى حدود‬ ‫يصل‬

‫الواحد‪-‬‬ ‫فاض‬ ‫حيث‬ ‫عند الفارابي وابن سينا علاقة صدور‪،‬‬ ‫الإله بالعالم‬ ‫علاقة‬ ‫لقد كانت‬

‫فصدرت‬ ‫على الموجودات‬ ‫بالوجود‬ ‫فاض‬ ‫‪،‬‬ ‫الخير بالذات‬ ‫‪،‬‬ ‫العلة الأولى‬ ‫‪،‬‬ ‫لأول‬ ‫ا‬ ‫الموجود‬

‫العالم الجسماني‪.‬‬ ‫متسلسلة من العقل الأول وبقية العقول العشرة حتى‬

‫نجد أن ابن طفيل (المتوفى‬ ‫الإسلامي من المشرق إلى المغرب‬ ‫العالم‬ ‫الفلسفة في‬ ‫انتقال‬ ‫ومع‬

‫من‬ ‫وذلك‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫على وجود‬ ‫التأكيد‬ ‫العربي في‬ ‫المشرق‬ ‫طريق فلاسفة‬ ‫‪ )1186x‬يواصل‬ ‫‪-581‬‬

‫في‬ ‫أبوريان‪ ،‬تراءات‬ ‫علي‬ ‫النشار ود‪ .‬محمد‬ ‫سامي‬ ‫د‪ .‬علي‬ ‫بكتاب‬ ‫مثررة‬ ‫أالطير"‬ ‫ابن سينا‪ :‬رسالة‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪637X0‬‬ ‫‪655-‬‬ ‫‪632‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪'759‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫للطباعة والثر‪،‬‬ ‫الدار القومية‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬

‫‪.‬‬ ‫‪65-‬‬ ‫صك!‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫لإشارة‬ ‫ا‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫الألوهية‬ ‫مشكلة‬ ‫‪،‬‬ ‫غلاب‬ ‫محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪018‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫لممل‬ ‫ا‬

‫دليل الحركة‬ ‫‪:‬‬ ‫هى‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫أدلهَ‬ ‫فيها ثلاثة‬ ‫يقدم‬ ‫أ التىِ‬ ‫بن يقظان‬ ‫الشهيرة "حي‬ ‫قصته‬ ‫خلال‬

‫وبالطبع‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫الغائية والعنايهَ الإلهية‬ ‫ودليل‬ ‫‪،‬‬ ‫الصورة عن محدث‬ ‫والصورة أو حدوث‬ ‫المادة‬ ‫ودليل‬

‫إسلاميا‬ ‫أو‬ ‫عن أفلاطون‬ ‫يونانيا‬ ‫سواء كان‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫من التراث الفلسفي‬ ‫مستمدة‬ ‫الأدلة‬ ‫فكل هذه‬

‫كما‬ ‫نظرية مجردة‬ ‫بصيغة‬ ‫نظرا لأنه لم يقدمها‬ ‫مختلفة‬ ‫ابن طفيل‬ ‫صياغة‬ ‫صمان جاءت‬ ‫‪،‬‬ ‫منذ الكندي‬

‫انظر إلى‬ ‫‪.‬‬ ‫حوله‬ ‫فيما‬ ‫قصته‬ ‫نتيجة تأملات بطل‬ ‫قصصية‬ ‫قدمها في صياغة‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقون‬ ‫فعل‬

‫عن قدرة‬ ‫يكشف‬ ‫فيها‬ ‫والتأمل‬ ‫الموجودات‬ ‫!إن تصفح‬ ‫‪:‬‬ ‫الدليل الأخير حينما يقول‬ ‫تعبيره عن‬

‫عن كثرها تجدها‬ ‫إن أقل الأشياء الموجودة فضلا‬ ‫؟‬ ‫ودقيق علمه تعالى‬ ‫حكمه‬ ‫فاعلها ويصف‬

‫حر مختار في‬ ‫عن فاعل‬ ‫لا‬ ‫إ‬ ‫صدوره‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫وبدائع الصنعة‬ ‫آثار الحكمة‬ ‫على‬ ‫شاهدة‬

‫الكمال "(‪.)2‬‬ ‫غاية الكمال وفوق‬

‫عقلانيته الأرسطية‬ ‫قادته‬ ‫(‪ 126‬أ‪ 891 -‬أم) فقد‬ ‫الإسلامي ابن رشد‬ ‫المغرب‬ ‫أهم فلاسفة‬ ‫أما‬

‫أيضا من الفلاسفة‬ ‫من خلال عدة براهين كانت في معظمها مستمدة‬ ‫الله‬ ‫على وجود‬ ‫التأكيد‬ ‫إلى‬

‫الدليل‬ ‫وهو‬ ‫؟‬ ‫العلة الفاعلة‬ ‫هو دليل‬ ‫العقلانية‬ ‫وهذه‬ ‫وقد كان أهم هذه البراهين التي تتسق‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقن‬

‫فالعالم عنده‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫معلولها بالضرورة‬ ‫وجد‬ ‫وجدت‬ ‫العلة إذا‬ ‫بأن‬ ‫القاثل‬ ‫المبدأ‬ ‫المبني على‬

‫غير‬ ‫الدائم‬ ‫هذا الحدوث‬ ‫والله هو الذي يحفظ‬ ‫‪،‬‬ ‫دائم منذ الأزل‬ ‫وهو في حالة حدوث‬ ‫‪،‬‬ ‫محدث‬

‫وانتهى‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫وجود‬ ‫الأدلة السابقة على‬ ‫بنظرة تقييمية لكل‬ ‫رؤية ابن رشد‬ ‫وقد تميزت‬ ‫(ر)‪.‬‬ ‫المنقطع‬

‫في هذين الجنسين‪:‬‬ ‫منحصرة‬ ‫)‬ ‫(الإله‬ ‫الصانع‬ ‫على وجود‬ ‫الأدلة‬ ‫!أن‬ ‫على‬ ‫التأكيد‬ ‫إلى‬ ‫هذا‬ ‫من‬

‫على‬ ‫في الاستدلال‬ ‫واعتبر أن الدليل الأول هو طريق الجمهور‬ ‫‪،‬‬ ‫"دلالة العناية ودلالة الاختراع‬

‫أو العلماء‬ ‫الخواص‬ ‫أما الدليل الثاني فهو طريق‬ ‫؟‬ ‫المعرفة الحسية‬ ‫على‬ ‫يستند‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الله‬ ‫وجود‬

‫بالبرهان "(‪.)4‬‬ ‫ما يدرك‬ ‫يُدرك بالحس‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫يزيدون‬ ‫لأن هؤلاء‬ ‫الله ؟‬ ‫لمعرفة‬

‫ابن‬ ‫في فلسفة‬ ‫الميافيزيقا‬ ‫‪،‬‬ ‫العراقي‬ ‫عاطف‬ ‫د‪ .‬محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫الأدلة عند ابن طفيل‬ ‫هذه‬ ‫انظر في تفاصيل‬

‫وما بعدها‪.‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪ 9791‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫دار المعارف‬ ‫‪،‬‬ ‫طفيل‬

‫‪.89‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪949‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫دار المعارف‬ ‫‪،‬‬ ‫بن يقظان‬ ‫حي‬ ‫‪:‬‬ ‫ابن طفيل‬ ‫(‪2‬‬

‫السابق‪.‬‬ ‫وانظر أيضا‪ :‬المرجع‬

‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫دار المعارف‬ ‫العقلية في فلسفة ابن رشد‪،‬‬ ‫النزعة‬ ‫‪:‬‬ ‫العراقي‬ ‫عاطف‬ ‫انظر د‪ .‬محمد‬ ‫(‪3‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪591-‬‬ ‫‪491‬‬ ‫ص‬ ‫‪9791r‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫ببيروت ‪'al-m6891x ،‬‬ ‫دار حمد‬ ‫‪ ،‬منشورات‬ ‫والغرب‬ ‫الشرق‬ ‫من‬ ‫‪ :‬فلاسفة‬ ‫غالب‬ ‫مصطفى‬ ‫نقلا عن‪:‬‬ ‫(‪4‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫ص ‪.991- 891‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪181 +‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ه‬ ‫إلى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫كما أقره في كتابه إمناهج‬ ‫ووجوده‬ ‫للإنسان‬ ‫وموافقة‬ ‫في‬ ‫ابن رشد‬ ‫‪.a‬‬
‫ودليل‬
‫العالم‬ ‫‪،‬‬ ‫العناية الإلهية‬ ‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫صياغته على هيئة قياس على النحو التالي‪:‬‬ ‫يمكن‬ ‫الملة‬ ‫عن عقائد‬ ‫في الكشف‬ ‫الأدلة‬ ‫‪h.‬‬
‫!‬ ‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫)‪.‬‬ ‫صغرى‬ ‫‪.‬‬ ‫(م‬ ‫والكائنات‬ ‫الإنسان‬ ‫موافقا لوجود‬ ‫أجزائه يوجد‬ ‫‪ -‬العالم بجميع‬

‫‪.‬‬ ‫نحو غاية واحدة فهو مصنوع‬ ‫اجزائه لفعل واحد مسددا‬ ‫موافقا في جميع‬ ‫‪ -‬كل ما يوجد‬

‫)‪.‬‬ ‫كبرى‬ ‫‪.‬‬ ‫(م‬

‫(‪.)1‬‬ ‫وله صانع‬ ‫‪ -‬إذن فالعالم مصنوع‬

‫الشارح‬ ‫باعتباره‬ ‫ليس‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامي‬ ‫في الفكر الفلسفي‬ ‫العقلانية‬ ‫يمثل قمة‬ ‫كان ابن رشد‬ ‫هـاذا‬

‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫والدين‬ ‫عقلية توفيقية بين الفلسفة‬ ‫محاولة‬ ‫أهم‬ ‫بل باعسَباره صاحب‬ ‫؟‬ ‫فقط‬ ‫الاكبر لأرسطو‬

‫للأدلة‬ ‫الدينية‬ ‫ولاحظناها في صياغاته العقلية ‪-‬‬ ‫سبق‬ ‫التي‬ ‫الفائقهَ‬ ‫قدرته‬ ‫في‬ ‫بوضوح‬ ‫بدا ذلك‬

‫دليل العناية والغائية‪.‬‬ ‫وخاصة‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫وجود‬ ‫على‬

‫يلتفت‬ ‫لا‬ ‫ما‬ ‫عادة‬ ‫الإسلامي‬ ‫الفكر الفلسفي‬ ‫في‬ ‫آخر‬ ‫تيارا‬ ‫فإن ثمة‬ ‫‪،‬‬ ‫كذلك‬ ‫كان ذلك‬ ‫إذا‬ ‫اْقول‬

‫هنا فلاسفة‬ ‫به‬ ‫وأعني‬ ‫‪،‬‬ ‫التيار الصوفي‬ ‫ألا وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين عند المسلمين‬ ‫في فلسفة‬ ‫إليه الباحثون‬

‫بالألوهية‪،‬‬ ‫لاتصال‬ ‫ا‬ ‫في‬ ‫ونظرياتهم‬ ‫الصوفية‬ ‫إلى فلسفاتهم‬ ‫لإضافة‬ ‫با‬ ‫فهم‬ ‫؟‬ ‫غيرهم‬ ‫ولسِ!‬ ‫الصوفية‬

‫ولم يكتفوا بالرؤى الكشفية الصوفية‪.‬‬ ‫الله‬ ‫على وجود‬ ‫العقلية‬ ‫في البرهنة‬ ‫قد قدموا رؤى‬

‫)‬ ‫أم‬ ‫(المتوفى ‪191‬‬ ‫الدين السهروردي‬ ‫على هؤلاء الصوفية المتفلسفة شهاب‬ ‫مثلا‬ ‫ولنأخذ‬

‫منطقيا‬ ‫في الوجود السهروردي‬ ‫البحث‬ ‫قاد‬ ‫فلقد‬ ‫أو الشهيد؟‬ ‫المقتول‬ ‫وهو الملقب بالسهروردي‬

‫مما كان عليه‬ ‫الدليل بطريقة أكثر وضوحا‬ ‫الوجودإ‪ ،‬وقدعبر عن ذلك‬ ‫واجب‬ ‫‪9‬‬ ‫في‬ ‫إلى البحث‬

‫الوجود لابد له‬ ‫هو ممكن‬ ‫ما‬ ‫أن كل‬ ‫لقد قرر السهروردي‬ ‫‪.‬‬ ‫ابن سينا‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫الحال عند سابقيه‬

‫كان‬ ‫د!الا‬ ‫كهذا ليس ممكنا‪،‬‬ ‫تفتقر إلى سبب‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫فسلسلة الممكنات‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫من سبب‬

‫والسلسلة غير المتناهية‬ ‫نهاية‬ ‫لا‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫وهكذا‬ ‫وافتقر بدوره إلى سبب‬ ‫داخلا في عداد الممكنات‬

‫واجب‬ ‫الممكنة موجود‬ ‫الموجودات‬ ‫سلسلة‬ ‫فلابد من أن يكون في أساس‬ ‫ولذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫مستحيلة‬

‫‪.273‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫العراقي‬ ‫عاطف‬ ‫محمد‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪182‬‬
‫ال!مل الليم‬

‫أن‬ ‫والطريف‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫هو‬ ‫بذاته‬ ‫أن هذا الموجود الواجب‬ ‫ولا شك‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ممكنا بوجه من الوجوه‬ ‫وليس‬

‫من الأدلة‬ ‫الكثير‬ ‫مستمدة من هذا الدليل وتتقاطع مع‬ ‫الأدلة‬ ‫من‬ ‫أخرى‬ ‫قدم مجموعة‬ ‫السهروردي‬

‫منها‪:‬‬ ‫التي قدمها الفلاسفة‬

‫من كائن‬ ‫وجودها‬ ‫تستمد‬ ‫الوجود‪ ،‬وعليه فالأجسام‬ ‫واجبة‬ ‫ولا صورتها‬ ‫مادة الأجسام‬ ‫لا‬

‫)‪.‬‬ ‫الله‬ ‫(هو‬ ‫الجهات‬ ‫من جميع‬ ‫واجب‬

‫تفتقر‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫الحركات‬ ‫فإن سلسلة‬ ‫‪،‬‬ ‫داخلة أصلا في ماهية الجسم‬ ‫الحركة ليست‬ ‫دامت‬ ‫ما‬

‫)‪.‬‬ ‫الله‬ ‫(هو‬ ‫غير متحرك‬ ‫إلى محرك‬

‫كل واحدة من هذه المقولات‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫المقولات‬ ‫الوجود ليس موضوعا لأي من‬ ‫إن واجب‬

‫واحد من الموجودات الجزئية هو ممكن الوجود‪ .‬وهذا يعني أن الإمكان‬ ‫الأقل‬ ‫على‬ ‫يقابلها‬

‫وعليه فجميع المقولات‬ ‫‪.‬‬ ‫تحته ذلك الكائن الجزئي‬ ‫الجنس الذي ينضوي‬ ‫من صفات‬ ‫صفة‬

‫بل هو وجود محض‬ ‫‪،‬‬ ‫لأي من المقولات‬ ‫يخضع‬ ‫لا‬ ‫موجود واجب‬ ‫تفتقر إلى‬ ‫فكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫ممكنة‬

‫)(‪.)2‬‬ ‫الله‬ ‫(هو‬ ‫‪،‬‬ ‫غير قابل للكثرة بوجه‬

‫والمعاصرين‬ ‫المحدثين‬ ‫الله عند الفلاسفة‬ ‫أدلة وجود‬ ‫‪:‬‬ ‫ثامنا‬

‫الأديان السماوية قد‬ ‫وفلاسفة‬ ‫اليونان‬ ‫التي قدمها فلاسفة‬ ‫العقلية‬ ‫الأدلة‬ ‫أن هذه‬ ‫ولا شك‬

‫في أن يقدموا مذاهبهم الميتافيزيقية‬ ‫مما ساهم‬ ‫؟‬ ‫الغرب المحدثين‬ ‫طريقها إلى فلاسفة‬ ‫وجد!‬

‫السابق‬ ‫في الفصل‬ ‫الأدلة‬ ‫الدينية في ضوئها‪ .‬وقد أشرنا إلى الكثير من معالم هذه‬ ‫وفلسفاتهم‬

‫النقدي‬ ‫كل من كانط وهيجل‬ ‫كما عرفنا موقف‬ ‫‪،‬‬ ‫لفلسفة الدين في العصر الحديث‬ ‫حينما عرضنا‬

‫عليهما‪.‬‬ ‫السابقون‬ ‫الأدلة التي قدمها‬ ‫هذه‬ ‫من‬

‫على وجود‬ ‫الأدلة‬ ‫لهذه‬ ‫بين مؤيد ومعارض‬ ‫فالأمر لم يختلف‬ ‫‪،‬‬ ‫أما في الفلسفة المعاصرة‬

‫علمية أو تستند على العلم‬ ‫لأن الفلسفات المعاصرة في مجملها هي فلسفات‬ ‫إلا‬ ‫وما ذلك‬ ‫الله ‪،‬‬

‫عن‬ ‫المثالية‬ ‫فقد غابت‬ ‫‪،‬‬ ‫واَراء فلسفية‬ ‫تقدمه من نظريات‬ ‫ما‬ ‫وتتخذ من منهجه التجريبي تكئة لكل‬

‫‪ht‬‬
‫ومذاهبها‪.‬‬ ‫تياراتها‬ ‫من‬ ‫الكثير‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.304‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫فخري‬ ‫(‪ )1‬انظر‪ :‬ماجد‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 404- 304‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m183‬‬
‫هلسطه الديل‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫ن‬ ‫أ‬ ‫ستجد‬ ‫‪،‬‬ ‫ديوي‬ ‫وجون‬ ‫التي تزعمها لارلز بيرس ووليم جيمس‬ ‫مثلا البراجماتية‬ ‫‪.al-‬خذ‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫البراجماتية من‬ ‫موقف‬ ‫عن‬ ‫الدين والتساؤل‬ ‫بفلسفة‬ ‫قليلا‬ ‫هو مَن اهتم‬ ‫‪ h.co‬أوسطهم‬
‫‪m‬‬

‫معينة ل!يمان ‪.‬‬ ‫عن صورة‬ ‫عن الله أو حتى‬ ‫واضحا‬ ‫أن يقدم تصورا‬ ‫يستطيع‬ ‫لا‬ ‫موقفه متحيرا‬

‫يرعى‬ ‫الله‬ ‫لكنه اعتبر أن‬ ‫الدين ولا التدين بصراحة‬ ‫لم يرفض‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫(‪ 842‬أ‪0191 -‬‬ ‫فوليم جيمس‬

‫فقط‬ ‫صادق‬ ‫الروحي‬ ‫وأن المذهب‬ ‫‪،‬‬ ‫باق‬ ‫إرضائها في عالم‬ ‫وسائل‬ ‫لأمانينا‬ ‫منافعنا العليا ويوفر‬

‫‪.‬‬ ‫‪)I‬‬ ‫(‬ ‫نفسه‬ ‫المقدار‬ ‫وبهذا‬ ‫المعنى‬ ‫بهذا‬

‫في حياتهم‬ ‫نافعة للمؤمنين‬ ‫مسألة‬ ‫أن الإيمان به ربما يكون‬ ‫الله على‬ ‫فهو ينظر إذن إلى وجود‬

‫نحو‬ ‫على‬ ‫الكمال‬ ‫من‬ ‫عالمنا إلى الاقتراب‬ ‫وقادت‬ ‫بالنجاح‬ ‫ما بشرت‬ ‫إذا‬ ‫المادة‬ ‫كما أن‬ ‫‪،‬‬ ‫الدنيا هذه‬

‫المزعومة التي‬ ‫القوة‬ ‫كما يعبد سبنسر‬ ‫‪،‬‬ ‫وبكل غبطة‬ ‫توا‬ ‫المادة‬ ‫منطقي سيعبد‬ ‫فأي رجل‬ ‫‪،‬‬ ‫موصول‬

‫هو كل‬ ‫وهذا‬ ‫الأبد‪.‬‬ ‫إلى‬ ‫إليه‬ ‫بل ستؤدي‬ ‫إلى البر الاَن فقط‬ ‫إلى معرفتها؟ إذ إنها لن تؤدي‬ ‫لا سبيل‬

‫معادلة ومكافئة‬ ‫أداءه فهي‬ ‫الله‬ ‫ما يستطيع‬ ‫كل‬ ‫العملية تفعل‬ ‫الناحية‬ ‫إنها من‬ ‫إليه وحيث‬ ‫ما نحتاج‬

‫إنما‬ ‫فيها‬ ‫الحياة ومف!دة‬ ‫إن مسألة الإيمان بوجود قوة دافعة في‬ ‫إله أ(‪.)2‬‬ ‫له ووظيفتها هي وظيفة‬

‫التي‬ ‫الناجحة‬ ‫النتيجة‬ ‫هو‬ ‫فالمهم‬ ‫‪.‬‬ ‫أو الإيمان بالمادة‬ ‫ب!له‬ ‫الإيمان‬ ‫فيها إذن عند جيمس‬ ‫يتساوى‬

‫آخر من كتابه‬ ‫حينما يقول في موضع‬ ‫بصورة واضحة‬ ‫وهو يعبر عن ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫إليها هذا الإيمان‬ ‫يؤدي‬

‫كل الحقاثق حسابها بعضها مع‬ ‫بعد أن تسوى‬ ‫إلا‬ ‫حسمه‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫الله‬ ‫عن‬ ‫رأيه‬ ‫!البراجماتية ! "إن‬

‫(‪.)3‬‬ ‫‪a‬‬ ‫معا‬ ‫وتستقيم‬ ‫بعض‬

‫في‬ ‫يمدنا بمعونته‬ ‫‪ -‬مجرد وجود أخلاقي مشخص‬ ‫الأحوال‬ ‫‪ -‬في أحسن‬ ‫عند جيمس‬ ‫الله‬ ‫إن‬

‫أن نسير فيه‪،‬‬ ‫سوى‬ ‫بعد ذلك‬ ‫علينا‬ ‫يكون‬ ‫لا‬ ‫معينا‬ ‫علينا بعنايته طريقا‬ ‫محاربة الشر دون أن يفرض‬

‫‪ -‬على‬ ‫هو نفسه ليس بقادر‪ -‬في رأي جيمس‬ ‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫خيرية‬ ‫لنا‬ ‫ان يضمن‬ ‫في استطاعته‬ ‫وليس‬

‫‪042‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪629‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫دار المعارف‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫كرم‬ ‫يوسف‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ )1‬نقلا عن‬ ‫(‬

‫م‪،‬‬ ‫بالقاهرة ‪'659 ،‬‬ ‫العربية‬ ‫النهضة‬ ‫العريان ‪ ،‬دار‬ ‫علي‬ ‫‪ :‬محمد‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫‪ :‬البراجماتية‬ ‫جيمس‬ ‫) وليم‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.912‬‬ ‫ص‬

‫‪. 137‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫‪+‬‬ ‫‪184‬‬
‫لليم‬ ‫ا‬ ‫المعل‬

‫أو قادر على‬ ‫مشَاهِ‬ ‫أبدا بأنه لا‬ ‫يقول‬ ‫لا‬ ‫ولكنه‬ ‫الله بأنه خير‬ ‫يصف‬ ‫هـاجمالا ف!ن جيص!‬ ‫‪.‬‬ ‫شيء‬ ‫كل‬

‫شيء(‪.)1‬‬ ‫كل‬

‫بل هو‬ ‫نادرا‪،‬‬ ‫يعد‬ ‫الله‬ ‫من الحديث عن وجود‬ ‫والتحليليين‬ ‫الوضدمِن‬ ‫وبالطبع ن!ن موقف‬

‫الفلسفية التي انكبت‬ ‫عنه طبقا لرؤيتهم‬ ‫نظرا لأنهم في الغالب الأعم يرون أن الحديث‬ ‫؟‬ ‫معدوم‬

‫والفكر عند التحليليين يعد حديثا عن‬ ‫اللغة‬ ‫الواقع عند الوضعيين وتحليلات‬ ‫على دراسة‬ ‫فقط‬

‫هو واقع تجريبي‬ ‫إلا بما‬ ‫ألا ينشغلوا‬ ‫منهم بوضوح‬ ‫إن علميتهم تقتضي‬ ‫‪.‬‬ ‫زائد عن الحاجة‬ ‫موجود‬

‫الإنسان في حياته العملية‪.‬‬ ‫متعلق بقضايا العلم ومشكلات‬

‫بل على‬ ‫‪،‬‬ ‫الألوهية‬ ‫أن كل الفلاسفة المعاصرين قد أهملوا قضية‬ ‫ذلك‬ ‫ولا يفي‬

‫الألوهية مثل هنري برجسون‬ ‫اهتموا بقضية‬ ‫مَن‬ ‫كبار‪ ،‬من بينهم‬ ‫دين‬ ‫فهناك فلاسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫العكس‬

‫الذي‬ ‫أ‬ ‫الأخلاق والدين‬ ‫منبعا‬ ‫‪9‬‬ ‫الدين هو‬ ‫فلسفة‬ ‫كتب‬ ‫اْهم‬ ‫من‬ ‫واحد‬ ‫‪ 4191‬م) صاحب‬ ‫(‪-9185‬‬

‫من واقع رؤيته المستندة على‬ ‫والدين الحركي‬ ‫الدين السكوني‬ ‫نظريته الشهيرة حول‬ ‫فيه‬ ‫لخص‬

‫‪.‬‬ ‫المباع أو الخلاق‬ ‫الوثبة الحيوية والتطور‬ ‫البيولوجيا لفكرة‬ ‫علم‬

‫أفلاطون وأرسطو؟‬ ‫السابقين وخاصة‬ ‫تصورات‬ ‫برجسون‬ ‫انتقد‬ ‫فقد‬ ‫؟‬ ‫بالألوهية‬ ‫وفيما يتعلق‬

‫إن علة المبدأ‬ ‫إذ‬ ‫نظرهما؟‬ ‫بين وجهات‬ ‫يبدو من اختلاف‬ ‫ما‬ ‫رغم كل‬ ‫متشابهان‬ ‫‪9‬‬ ‫اعتبر أنهما‬ ‫حيث‬

‫واعتبر‬ ‫بين المثال والشيءإ(‪.)2‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫أقامها‬ ‫العلة التي‬ ‫هي‬ ‫بالعالم‬ ‫قال به أرسطو‬ ‫الأول الذي‬

‫لديه هو‬ ‫الإله‬ ‫مثال المثل أو مثال الخير)‪ ،‬وأن‬ ‫(يقصد‬ ‫الله‬ ‫لم يقل بأن المثال هو‬ ‫أن أفلاطون‬

‫فليس لهذا‬ ‫ذلك‬ ‫عن مثال الخير‪ ،‬وعلى‬ ‫مستقلا‬ ‫العالم‬ ‫الذي ينظم‬ ‫)‬ ‫الإله الصانع (الديمورج‬

‫كان يعبدها‬ ‫الاَلهة التي‬ ‫يشبه في شيء‬ ‫الا‬ ‫فهو‬ ‫الأرسطي‬ ‫الإله‬ ‫اْما‬ ‫وجود‪،‬‬ ‫نصف‬ ‫إلا‬ ‫الإله الصانع‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6891‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مصر‬ ‫مكتبة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫الجزء‬ ‫‪،‬‬ ‫المعاصرة‬ ‫الفلسفة‬ ‫في‬ ‫دراسات‬ ‫‪:‬‬ ‫إبراهيم‬ ‫زكريا‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪. 53‬‬ ‫ص‬

‫‪ ،‬الهيئة‬ ‫الأهواني‬ ‫فؤاد‬ ‫‪ :‬أحمد‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫المعاصرة‬ ‫الفلسفة‬ ‫في‬ ‫والدين‬ ‫العلم‬ ‫بوترو‪:‬‬ ‫أميل‬ ‫وأيضا‪:‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪-253‬‬ ‫'‪242vo‬‬ ‫بالقاهرة ‪7391r ،‬‬ ‫العامة للكتاب‬ ‫المصرية‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬
‫‪l-m‬‬
‫الهيئة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدائم‬ ‫الله عبد‬ ‫وعبد‬ ‫الدروبي‬ ‫‪ :‬سامي‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫والدين‬ ‫الأخلاق‬ ‫‪ :‬منبعا‬ ‫برجسون‬ ‫هنري‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪.602‬‬ ‫ص‬ ‫‪0102‬‬ ‫الأسرة‬ ‫مكتبة‬ ‫منشورات‬ ‫العامة للكتاب‬ ‫المصرية‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪185 +‬‬
‫هلس!ه الدين‬ ‫)لى‬ ‫!دي د‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫ينعي أيضا على‬ ‫وهو‬ ‫الصور"(‪.)1‬‬ ‫الفكرية أو صورة‬ ‫‪ .‬إنه افكرة‬ ‫لإنجيل‬ ‫‪al‬‬
‫اليونان ولا إله التوراة‬
‫‪.‬‬ ‫وا‬ ‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬
‫في‬ ‫"يبحثون‬ ‫حينما‬ ‫ويعتبر أنهم‬ ‫‪،‬‬ ‫التأليهية القديمة‬ ‫بهذه النظريات‬ ‫تعلقهم‬ ‫المحدثين‬ ‫الفلاسفة‬ ‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬

‫تحل !(‪.)2‬‬ ‫لا‬ ‫أنفسهم في مشكلات‬ ‫على هذا النحو (يورطون‬ ‫"‬ ‫الله وطبيعته‬ ‫وجود‬

‫يميل نحو التجربة الصوفية‬ ‫رؤيته الفلسفية العامة‬ ‫حسب‬ ‫برجسون‬ ‫أن‬ ‫يتضح‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬

‫ذات الوقت بأن "التجربة‬ ‫أنه يعترف في‬ ‫إلا‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫طبيعة‬ ‫لمعرفة‬ ‫كطريق‬ ‫الصوفي‬ ‫والحدس‬

‫مقنعة تمام الإقناع‬ ‫ولن تكون‬ ‫‪،‬‬ ‫النهائي‬ ‫باليقين‬ ‫أن تأتي للفيلسوف‬ ‫وحدها‬ ‫تستطيع‬ ‫لا‬ ‫الصوفية‬

‫عليها‪ ،‬أن من المعقول‬ ‫القائم‬ ‫الحسية أو البرهان‬ ‫طريق آخر كالتجربة‬ ‫عن‬ ‫رأى الفيلسوف‬ ‫إذا‬ ‫إلا‬

‫التجربة لدى‬ ‫هذه‬ ‫على‬ ‫بعدئذِ‬ ‫فإذا وقع‬ ‫‪،‬‬ ‫بمبدأ عال‬ ‫ممتازة يتقبل فيها الإنسان‬ ‫ثمة تجربة‬ ‫أن يكون‬

‫من‬ ‫شيئا‬ ‫الصوفية‬ ‫على‬ ‫النتائج المكتسبة‬ ‫فاْلقت هذه‬ ‫‪،‬‬ ‫إليها النتائج المكتسبة‬ ‫أضاف‬ ‫الصوفيين‬

‫والبرهان مع‬ ‫يرى دمج الدليل العقلي الفلسفي من الإحساس‬ ‫موضوعيتها!(‪ .)3‬إذن ف!ن برجسون‬

‫تستند‬ ‫الإلهي ومعرفته‬ ‫الوجود‬ ‫إن رؤيته لإدراك‬ ‫‪.‬‬ ‫بالله‬ ‫للمعرفة‬ ‫ليكونا معا أساسا‬ ‫التجربة الصوفية‬

‫عليه‬ ‫للاعتقاد لديه بما يطلق‬ ‫معا اْساسان‬ ‫وهما‬ ‫العقلي‬ ‫والبرهان‬ ‫التجربة الصوفية‬ ‫‪:‬‬ ‫أساسين‬ ‫على‬

‫في عبارات حتى‬ ‫التصوف‬ ‫أن يصوغ‬ ‫‪9‬‬ ‫في نظر برجسون‬ ‫إن على الفيلسوف‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫"الوثبة الحيوية‬

‫إ(‪)4‬‬ ‫الصوفية‬ ‫به‬ ‫ما تأتي‬ ‫هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫حب‬ ‫وهو موضوع‬ ‫حب‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫؟‬ ‫هذه‬ ‫الله‬ ‫طبيعة‬ ‫يكون قد حدد‬

‫يفوق الوصف‪.‬‬ ‫شيء‬ ‫لأنه‬ ‫لن ينتهي‬ ‫عند الصوفي‬ ‫هذا الحب‬ ‫ووصف‬

‫كما يستعين‬ ‫بالحدس‬ ‫وهو يستعين‬ ‫على درجات‬ ‫‪9‬‬ ‫يؤكد برجسون‬ ‫فيما‬ ‫الفلسفي‬ ‫اليقين‬ ‫إن‬

‫بالحدس‬ ‫إلا‬ ‫القائم على العلم فلن يكون ذلك‬ ‫الممكن أن يمد الحدس‬ ‫كان من‬ ‫صماذا‬ ‫‪.‬‬ ‫بالبرهان‬

‫تحب‬ ‫بأن‬ ‫كائنات جديرة‬ ‫ذاتها‬ ‫من‬ ‫تستخرج‬ ‫تريد أن‬ ‫قوة مبدعة هي الحب‬ ‫إ(‪! .)3‬إن‬ ‫الصوفى‬

‫فقط عن‬ ‫الإلهية معبرة‬ ‫للروحانية‬ ‫هي نقيض‬ ‫من حيث‬ ‫ماديتها‪،‬‬ ‫عوالم تكون‬ ‫أن تنثر‬ ‫لتستطيع‬

‫يخلق !(‪.)6‬‬ ‫مَن‬ ‫وبين‬ ‫هو مخلوق‬ ‫ما‬ ‫التميز بين‬

‫‪. 702- 602‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪.802‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪0‬‬ ‫)نفسه ‪،‬ص‬ ‫(‪3‬‬

‫(‪)4‬نفسه‪.‬‬

‫‪.217‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪5‬‬

‫(‪)6‬نفسه‪.‬‬

‫‪. 186‬‬
‫ال!مل الليم‬

‫في حب‬ ‫المتمثل‬ ‫الصوفي‬ ‫هو مزيج من الحدس‬ ‫إنما‬ ‫الله‬ ‫على وجود‬ ‫إذن فدليل برجسون‬

‫والذوبان‬ ‫به‬ ‫بلا كلل لمزيد من المحبة والاتحاد‬ ‫وتسعى‬ ‫بتلك الطريقة التي تند عن الوصف‬ ‫الله‬

‫العلم‬ ‫عقلي يستند على‬ ‫دليل‬ ‫الصوفي في صورة‬ ‫ومحاولة صياغة هذا الحدس‬ ‫‪،‬‬ ‫في محبته‬

‫في الوجود معبرة‬ ‫التي تسري‬ ‫"‬ ‫الحيوية‬ ‫"الوثبة‬ ‫يطلق عليه برجسون‬ ‫فيما‬ ‫البيولوجية‬ ‫والدراسات‬

‫الحيوي في‬ ‫التيار‬ ‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫ومبدعه‬ ‫الوجود الإلهي الذي هو في واقع الأمر خالق كل شيء‬ ‫عن ذلك‬

‫لأن‬ ‫؟‬ ‫وتُحب‬ ‫فعلا فهي تحب‬ ‫الحية قد وجدت‬ ‫والكائنات‬ ‫هو علة وجودها‬ ‫)‬ ‫المادة (الوثبة الحيوية‬

‫الذي هو هذه القدرة‬ ‫الله‬ ‫ولما كانت هذه الكائنات منفصلة عن‬ ‫‪،‬‬ ‫هي حب‬ ‫لها إنما‬ ‫القدرة المبدعة‬

‫إن الكون إذن بكل‬ ‫فيه(‪.)1‬‬ ‫فكان هذا الكون الذي نحيا‬ ‫في كون‬ ‫إلا‬ ‫أن توجد‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫نفسها‪ ،‬كان‬

‫لمباع خالق وبين الخالق والمخلوق‬ ‫هو مخلوق‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫ما فيه من مادة وحياة وقوة دافعة للحياة‬

‫من المخلوقين إلى‬ ‫وخاصة‬ ‫الذي ينبغي أن يكون‬ ‫أو ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫المتبادل‬ ‫هذا الحب‬ ‫تمايزهما‬ ‫رغم‬

‫والعقلي تتأكد لدى‬ ‫والعلمي التجريبي‬ ‫وبالبرهان الحسي‬ ‫الله‬ ‫الصوفية‬ ‫يعرف‬ ‫فبالحب‬ ‫؟‬ ‫الخالق‬

‫الفيلسوف هذه المعرفة‪.‬‬

‫ذات الطابع الصوفي ‪ -‬العلمي في آن معا عند برجون‬ ‫ولعل شيئا من هذه الرؤية الحدسية‬

‫حينما‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫‪4791‬‬ ‫‪(1861- .A .N‬‬ ‫وايتهد ‪Whitehead‬‬ ‫الفرد نورث‬ ‫تقريبا‬ ‫إلى معاصره‬ ‫قد تسربت‬

‫تتخذه من‬ ‫فيما‬ ‫علة نفسها‬ ‫الإلهية‬ ‫أن الذات‬ ‫وعن‬ ‫"‬ ‫و"الصيرورة‬ ‫"‬ ‫!الإبداعية‬ ‫عن‬ ‫يتحدث‬ ‫نجده‬

‫صوب‬ ‫مستمرا‬ ‫وتقدما‬ ‫انتقالا إلى الجدة‬ ‫الفعلي‬ ‫العالم‬ ‫به‬ ‫ما يكون‬ ‫هي‬ ‫إن الإبداعية‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫قرارات‬

‫يقدم‬ ‫‪،‬‬ ‫"الدين في دور التكوين ))‪Religion in theMakingN‬‬ ‫كتابه‬ ‫وفي‬ ‫للوجود(‪.)2‬‬ ‫جديدة‬ ‫أشكال‬

‫فهو ليس كائنا‬ ‫‪،‬‬ ‫حقيقيا ولكنه من نوع خاص‬ ‫كائنا‬ ‫الله‬ ‫فيه‬ ‫الذي يرى‬ ‫الله‬ ‫طبيعة‬ ‫عن‬ ‫وايتهد عرضا‬

‫متقدم على العالم‬ ‫الله‬ ‫إن‬ ‫‪،‬‬ ‫هو إنساني‬ ‫ما‬ ‫لكل‬ ‫السابق المشروط‬ ‫بل هو الأساس‬ ‫دنيويا‪،‬‬ ‫زمانيا‬

‫الله ليس‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫عليه مع أن العالم يحتاج‬ ‫أو معتمدا‬ ‫العالم‬ ‫نتيجة‬ ‫ليس‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫خارجه‬ ‫بالزمان وهو‬

‫زمانيا دنيويا (ر)‪.‬‬ ‫لهذا ليس‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫بالعالم‬ ‫مثمروطا‬

‫(‪)1‬نفسه‪.‬‬

‫م‪،‬‬ ‫بالقاهرة ‪7391 ،‬‬ ‫غريب‬ ‫‪ ،‬مكتبة‬ ‫كامل‬ ‫‪ :‬فؤاد‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫الحديثة‬ ‫الفلسفة‬ ‫الله في‬ ‫كولينز‪:‬‬ ‫) جيص!‬ ‫(‪2‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫ك‬ ‫ص‬
‫‪://‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪(3‬‬
‫‪a‬‬
‫‪l-m‬‬ ‫‪Thompson‬‬ ‫‪).F‬‬
‫‪(K.‬‬ ‫‪Whitehead' s‬‬ ‫‪Philosophy of‬‬ ‫‪Religion,‬‬ ‫‪Mouton, the‬‬ ‫)‪Paris‬‬
‫‪Hague,‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪7191,‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪c‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪".‬‬ ‫‪56- 057‬‬
‫‪om‬‬
‫‪187+‬‬
‫الدي!خ‬ ‫هلس!‬ ‫الى‬ ‫حدلمد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫أن الله‬ ‫هذه الحقيقة الحدسية‬ ‫الألوهية إجمالا تتركز حول‬ ‫حول‬ ‫الدينية‬ ‫دايتهد‬ ‫‪.a‬‬
‫إن فلسفة‬ ‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫لكنه ليس كأي‬ ‫‪،‬‬ ‫ككائن حقيقي‬ ‫وهو موجود‬ ‫‪.‬‬ ‫العالم‬ ‫ومتقدم على‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمان‬ ‫وأنه خارج‬ ‫‪ h.c‬موجود‬
‫‪om‬‬

‫جميعا مشروطا‬ ‫والتي يعتبر وجودها‬ ‫‪،‬‬ ‫كل الكائنات‬ ‫الكائن السابق على‬ ‫كائن اَخر‪ ،‬بل هو‬

‫إنه الحقيقة المنظمة‬ ‫‪.‬‬ ‫وجودها‬ ‫عن‬ ‫مستقل‬ ‫ووجوده‬ ‫‪.‬‬ ‫العالم‬ ‫وعلة‬ ‫الكائنات‬ ‫فهو علة كل‬ ‫‪.‬‬ ‫بوجوده‬

‫خارجه‪.‬‬ ‫أنه‬ ‫رغم‬ ‫الوجود‬ ‫ما في‬ ‫لكل‬

‫الدين‬ ‫ف!ن فلسفة‬ ‫‪،‬‬ ‫واضحة‬ ‫أهميته بصورة‬ ‫الصوفي‬ ‫للحدس‬ ‫يعطي‬ ‫السياق الذي‬ ‫وفي نفس‬

‫الشهير "الزمان‬ ‫كتابه‬ ‫جميعها‬ ‫التي غلفت‬ ‫)‬ ‫م‬ ‫لندن عام ‪'886‬‬ ‫(المولود في‬ ‫ولتر ستيس‬ ‫عند‬

‫وأن‬ ‫‪.‬‬ ‫الاستدلالي‬ ‫والطريق‬ ‫معرفته بالعقل‬ ‫ولا يمكن‬ ‫قبيل الغيب‬ ‫أن الله من‬ ‫يرى‬ ‫والأزل "‪ ،‬فهو‬

‫ستيس‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫‪.‬‬ ‫او بالرؤية الصوفية‬ ‫بالحدس‬ ‫أي‬ ‫المباشر‬ ‫لاتصال‬ ‫با‬ ‫إلا‬ ‫أن تكون‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫معرفته‬

‫الإلهي أو‬ ‫الطبيعي إلى المستوى‬ ‫من المستوى‬ ‫بنا‬ ‫أن يرقى‬ ‫منطقي يمكن‬ ‫ليس ثمة استدلال‬ ‫"إنه‬

‫الطبيعي أ‪.‬‬ ‫اللاهوت‬ ‫‪9‬‬ ‫باسم‬ ‫تسميته‬ ‫يمكن‬ ‫ثمة شيء‬ ‫ولي!‬ ‫‪،‬‬ ‫النظام الطبيعي إلى النظام الإلهي‬ ‫من‬

‫على‬ ‫يعرف‬ ‫لا‬ ‫لىاما‬ ‫)‪،‬‬ ‫عن طريق الوحي (أي عن طريق الحدس‬ ‫الله‬ ‫أن يُعرف‬ ‫إما‬ ‫اْنه‬ ‫هذا‬ ‫ومعنى‬

‫في كل لحظة من‬ ‫يحدث‬ ‫بل هو شيء‬ ‫‪،‬‬ ‫في الماضي‬ ‫حدث‬ ‫شيئا قد‬ ‫الوحي‬ ‫وليس‬ ‫‪.‬‬ ‫الإطلاق‬

‫أعلى لحظة من‬ ‫إلى‬ ‫يصل‬ ‫أن‬ ‫لان كان فن شأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫وفي كل قلب من القلوب‬ ‫‪،‬‬ ‫الزمان‬ ‫لحظات‬

‫العظيم أ(‪.)1‬‬ ‫لحظاته في الإشراق الموجود لدى الصوفي‬

‫وتفضيله لطريق الحدس‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫على وجود‬ ‫العقلية‬ ‫للأدلة‬ ‫رؤيته المنكرة‬ ‫تلخص‬ ‫العبارة‬ ‫وهذه‬

‫بالعقل ا‪،‬‬ ‫لإيمان ولير‬ ‫با‬ ‫فالله عنده "يعرف‬ ‫‪،‬‬ ‫حقيقته‬ ‫بالله !ادراك‬ ‫مثلى للاتصال‬ ‫كوسيلة‬ ‫الصوفي‬

‫برهان ‪،‬‬ ‫مع كل‬ ‫أو التي تتعارض‬ ‫عليه برهان‬ ‫لا ينهض‬ ‫الذي‬ ‫الأعمى‬ ‫التصديق‬ ‫يعني‬ ‫لا‬ ‫الإيمان‬ ‫‪9‬‬ ‫و‬

‫يفسر‬ ‫إذ‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين‬ ‫للعقل أيضا دوره في مضمار‬ ‫ولكن‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫عن‬ ‫هي الكثسف‬ ‫إنما‬ ‫إن مهمة الإيمان‬

‫كما أن عليه أن يتأكد‬ ‫‪،‬‬ ‫الرمزية‬ ‫القضايا‬ ‫طريقة‬ ‫وهي‬ ‫الممكنة‬ ‫الإيمان بالطريقة الوحيدة‬ ‫مكتشفات‬

‫!امكان التحامها جميعا في نسق واحد‬ ‫الاَخر‪،‬‬ ‫من توافق تلك القضايا الرمزية بعضها مع البعض‬

‫‪.‬‬ ‫‪)2‬‬ ‫إ(‬ ‫منظم‬

‫بالقاهرة ‪،‬‬ ‫للكتاب‬ ‫العامة‬ ‫إبراهيم ‪ ،‬الهيئة المصرية‬ ‫د‪ .‬زكريا‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫والأزل‬ ‫الزمان‬ ‫‪:‬‬ ‫ستيس‬ ‫ولتر‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.931-‬‬ ‫‪318‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1302‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسرة‬ ‫مكتبة‬ ‫منشورات‬

‫‪. 931‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪188‬‬
‫الممل الليم‬

‫مسألة‬ ‫وليست‬ ‫‪،‬‬ ‫حدسية‬ ‫إيمانية‬ ‫يرى أن الإيمان بالوجود الإلهي مسألة‬ ‫وهذا يحني أن ستيس‬

‫العمل‬ ‫عليه "سوى‬ ‫وليس‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫حقيقة‬ ‫معرفة‬ ‫في‬ ‫دور‬ ‫أي‬ ‫له‬ ‫ليس‬ ‫بالتالي‬ ‫والعقل‬ ‫‪.‬‬ ‫عقلية استدلالية‬

‫الأديان السماوية‬ ‫فلاسفة‬ ‫هنا أمام أحد‬ ‫إ(‪ ،)1‬وكأننا‬ ‫التي يزودنا بها الحدس‬ ‫تأويل الحقائق‬ ‫على‬

‫نفسه "أن العقل يعمل‬ ‫الإيمان أو تعبير ستيس‬ ‫لتبرير‬ ‫إن العقل يخضع‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫في العصر الوسيط‬

‫مع ما أتى به‬ ‫أن يتعارض‬ ‫له‬ ‫فلا ينبغي‬ ‫ثمّ‬ ‫إ(‪)2‬؟ ومن‬ ‫له الإيمان والوحي‬ ‫حدده‬ ‫الذي‬ ‫لإطار‬ ‫ا‬ ‫في‬

‫أو الامتداد إلى ما ورائه‪.‬‬ ‫تجاوزه‬ ‫أو أن يحاول‬ ‫الوحي‬

‫الأدلة‬ ‫معظم‬ ‫ستيس‬ ‫ينتقد‬ ‫لإلهي‬ ‫ا‬ ‫‪ -‬الصوفية لإدراك الوجود‬ ‫الحدسية‬ ‫الرؤية‬ ‫هذه‬ ‫وفي ضوء‬

‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫النظام‬ ‫أو دليل‬ ‫الكوني‬ ‫والدليل‬ ‫‪،‬‬ ‫الغائي‬ ‫الدليل‬ ‫‪:‬‬ ‫قبل مثل‬ ‫من‬ ‫التي لجأ إليها الفلاسفة‬ ‫العقلية‬

‫إلى النظام‬ ‫حتى نصل‬ ‫إليها!‬ ‫نستند‬ ‫كمقدمات‬ ‫أو‬ ‫أن الانتقال من النظام الطبيعي كمقدمة‬ ‫يرى‬

‫إجراء‬ ‫الله‬ ‫إليها الدليل على وجود‬ ‫بمثابة النتيجة التي يخلص‬ ‫النهاية‬ ‫يبدو في‬ ‫الإلهي الذي‬

‫في‬ ‫موجودة‬ ‫النتيجة‬ ‫أن‬ ‫من العالم الطبيعي في حين‬ ‫المقدمة مستمدة‬ ‫‪9‬‬ ‫ببساطة‬ ‫لأنه‬ ‫؟‬ ‫مستحيل‬

‫إليها عن طريق مثل هذا‬ ‫علة عاقلة للعالم المادي يتم الوصول‬ ‫!أية‬ ‫كما أن‬ ‫"(‪.)3‬‬ ‫العالم الإلهي‬

‫صمانما‬ ‫الله‬ ‫الطيعي‪ ،‬ولن تكون هي‬ ‫النظام‬ ‫آخر أعني جزءا من‬ ‫إلا كائنا طبيعيا‬ ‫الاستدلال لن تكون‬

‫صانع )‪. (4 KDemiurge‬‬ ‫مجرد‬ ‫الفروض‬ ‫على أحسن‬ ‫ستكون‬

‫‪.032‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫(‪)2‬نفسه‪.‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪.192‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 3‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 392‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪1 8‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪+‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫الفصهلى الخامس‬

‫الشر في العالم‬ ‫مشكلة‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫القديم‪.‬‬ ‫الفكر الشرقي والبوناني‬ ‫والشر في‬ ‫الخير‬ ‫اصل‬ ‫اولا‪:‬‬

‫القديمة‪.‬‬ ‫الاسكندرية‬ ‫الشر عند فلاسفة‬ ‫مشكلة‬ ‫‪:‬‬ ‫ثانيا‬

‫السماوبة‪.‬‬ ‫الأديان‬ ‫الثر في‬ ‫مشكلة‬ ‫‪:‬‬ ‫ثالثا‬

‫الثر في الفلسفة الحديثة‪:‬‬ ‫رابعا‪ :‬مشكلة‬

‫مونتاني‪.‬‬ ‫) عند‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫عند نولتير‪.‬‬ ‫)‬ ‫ب‬ ‫(‬

‫عند كانط‪-‬‬ ‫)‬ ‫ب‬ ‫(‬

‫عند هبج!‪.‬‬ ‫)‬ ‫( د‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫رذائل أ‪.‬‬ ‫دون‬ ‫من‬ ‫لم يولد أحد‬ ‫‪9‬‬

‫‪. 86‬‬ ‫لبيت‬ ‫ا‬ ‫‪، ،‬‬ ‫لهجا ئيات‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫هورا س‬

‫إ‪.‬‬ ‫الإنسانية‬ ‫الطبيعة‬ ‫مبدأ الخير في‬ ‫بجوار‬ ‫"إن مبدأ الثر ساكن‬

‫‪، 91-‬‬ ‫*‬ ‫‪:‬‬ ‫العقل‬ ‫مجرد‬ ‫الدين في حدود‬ ‫‪:‬‬ ‫كانط‬

‫للنشر بيروت ‪56 ,, 'o.1202r ،‬‬ ‫جداول‬ ‫‪،‬‬ ‫لفنحي المسكين‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬

‫بالمسائل جميعها ويرد على مسألة الشر لأمر فوق إمكاناتناأ‪.‬‬ ‫يحيط‬ ‫(إن إعطاء جواب‬

‫فولتير‪ :‬نقلا عن‪:‬‬

‫الدين‪،‬‬ ‫محى‬ ‫د‪ .‬صباح‬ ‫‪:‬‬ ‫فولتير‪ ،‬ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫اندريه كريسون‬

‫‪. 69‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪829‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫عويداث‬ ‫منشورات‬

‫التي تملأ‬ ‫هنا تنبع الأوهام والأخطاء‬ ‫الألوهية لمنطقنا‪ ،‬ومن‬ ‫أن نخضع‬ ‫نريد بتبجحنا‬ ‫أوهكذا‬

‫يحدا‪.‬‬ ‫لا‬ ‫إدراكه بما‬ ‫تفوق‬ ‫العالم ؟ لأن الإنسان يريد أن يزن بميزان الخير عظائم‬

‫عن‪:‬‬ ‫نقلا‬ ‫‪:‬‬ ‫مونتاني‬

‫صقر‪،‬‬ ‫نبيه‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫مونتاني‬ ‫‪،‬‬ ‫كريسون‬ ‫اندريه‬

‫‪. 99 -98‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪8294‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫عويدات‬ ‫دار‬

‫هذا الكل هو الإنسان الحر؟‬ ‫حسب‬ ‫لىارادته‬ ‫والإنسان الذي يقود نفسه‬ ‫‪.‬‬ ‫إن الإله هو الكلي‬ ‫‪9‬‬

‫هو هنا‬ ‫هو حق‬ ‫ما‬ ‫وان عمل‬ ‫‪.‬‬ ‫به‬ ‫أخلاقياته الجزئية الخاصة‬ ‫وليس‬ ‫الكلية‬ ‫الإرادة‬ ‫ثمّ يمثل‬ ‫ومن‬

‫قيمة إزاء‬ ‫ماله‬ ‫صوابية‬ ‫‪،‬‬ ‫الأنانية‬ ‫الغايات‬ ‫من‬ ‫التحرر‬ ‫‪،‬‬ ‫أمام الإله‬ ‫التواجد‬ ‫‪،‬‬ ‫الأساسية‬ ‫الخاصية‬

‫‪.‬‬ ‫‪4‬‬ ‫الإله‬

‫‪-‬الديانة الروحية‪،‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الحلقة‬ ‫؟‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫محاضرات‬ ‫‪:‬‬ ‫هيجل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬
‫‪.l-m 93‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪3002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مكتبة دار الحكمة‬ ‫عبدالمنعم مجاهد‪،‬‬ ‫مجاهد‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪91 3+‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫تمهيد‪:‬‬

‫لأشياء من حوله نظرة تقويمية‬ ‫ا‬ ‫وهو ينظر إلى‬ ‫منذ ظهور الإنسان على وجه الأرض‬ ‫أنه‬ ‫شك‬ ‫لا‬

‫هو‬ ‫البداية‬ ‫شر‪ ،‬وبالطبع فقد كان معياره في‬ ‫بأنه‬ ‫الآخر‬ ‫خير‪ ،‬ويصف‬ ‫بأنه‬ ‫بعضها‬ ‫ويصف‬ ‫‪،‬‬ ‫أخلاقية‬

‫لكن بالتأكيد‬ ‫أذى أو ضرر‪،‬‬ ‫من‬ ‫منها‬ ‫ما يلاقيه‬ ‫هذه الأشياء من منافع أو‬ ‫ما يعود عليه من وجود‬

‫بكل‬ ‫العالم‬ ‫الإله الصانع أو الخالق لهذا‬ ‫وأدرك وجود‬ ‫بعد أن عرف‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫مرحلة لاحقة‬ ‫في‬

‫المفترض‬ ‫النظام‬ ‫هذا‬ ‫وجود‬ ‫من اين أتى الشر في ظل‬ ‫‪:‬‬ ‫من كائنات وأشياء وظواهر تساءل‬ ‫ما فيه‬

‫فعلا إلهيا؟!‬ ‫في الوجود بوصفه‬ ‫ما‬ ‫في كل‬

‫التساؤل الذي يطرحه‬ ‫ذلك‬ ‫العالم‬ ‫الشر في‬ ‫وجود‬ ‫معضلة‬ ‫وقد عبر عن‬

‫يوجد‬ ‫كل الأشياء‪ ،‬فكيف‬ ‫تصنع الخير كما صنعت‬ ‫الاَلهة‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫موراي ‪ .G Murray‬حينما يقول‬ ‫‪.‬‬ ‫ج‬

‫فلاسفة الدين عبر التاريخ‬ ‫لدى معظم‬ ‫سنشاهده‬ ‫ما‬ ‫إجابته لعلها هي‬ ‫ويجيب‬ ‫؟ !(‪)1‬‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫الثمر‬

‫الظلام‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬ ‫الخير‪ ،‬مثلما‬ ‫في غياب‬ ‫يبدو فقط‬ ‫إنه‬ ‫!‬ ‫حقيقى‬ ‫شر‬ ‫هناك‬ ‫ليس‬ ‫أنه‬ ‫يبدو‬ ‫‪:‬‬ ‫حينما يقول‬

‫الضوء(‪.)2‬‬ ‫حينما يغيب‬ ‫فقط‬ ‫بل يوجد‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫في‬

‫الخير والشر في الفكر الشرقي واليوناني القديم‬ ‫أولا‪ :‬أصل‬

‫وهكذا الأمر منذ تأمل‬ ‫‪.‬‬ ‫غيابه‬ ‫في‬ ‫إلا‬ ‫الخير ولا يبدو الشر‬ ‫القضية إذن هو‬ ‫في‬ ‫إن الأصل‬

‫بها‪.‬‬ ‫التي اَمن‬ ‫والأديان‬ ‫المقدسة‬ ‫النصوص‬ ‫عنها من خلال‬ ‫والتعبير‬ ‫‪،‬‬ ‫هذه القضية‬ ‫الإنسان في‬

‫بتاح وخلقه‬ ‫الاله‬ ‫عن‬ ‫"‬ ‫المنفي‬ ‫النص‬ ‫‪9‬‬ ‫في‬ ‫المصريون‬ ‫القديمة يتحدث‬ ‫ومنذ فجر التاريخ في مصر‬

‫الإله التي خلقت‬ ‫إنها كلمة‬ ‫‪،‬‬ ‫به اللسان‬ ‫(العقل ) ونطق‬ ‫فيه القلب‬ ‫ما فكر‬ ‫الإلهي بفضل‬ ‫للتاسوع‬

‫كما‬ ‫المادية‬ ‫بفضلها كل الخيرات‬ ‫بفضلها كل ما في الوجود من كائنات وبشر‪ ،‬كما خلقت‬

‫‪ht‬‬ ‫‪(1‬‬ ‫‪Gilbert Murray, Five‬‬ ‫‪Stages of‬‬ ‫‪Greek‬‬ ‫)‪Garden‬‬


‫‪Doubleday Anchor Books,‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪Religion,‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪ ty- New York‬أح‬
‫ج ‪5591,‬‬ ‫‪0302‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪(2‬‬
‫)‪Ibid‬‬ ‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪91 5+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫ال‬ ‫حريد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫يحبه الناس‬ ‫ما‬ ‫أن يفعل‬ ‫اعتاد‬ ‫مَن‬ ‫من أجل‬ ‫)‬ ‫الوقت بفضلها أيضا (الثواب العادل‬ ‫ذات‬ ‫خلق‪ .al-‬في‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫للمجرم (‪.)1‬‬ ‫والموت‬ ‫المسالم‬ ‫الحياة للكائن‬ ‫الأفعال المكروهة ووهبت‬ ‫لمن يرتكب‬ ‫)‬ ‫‪ h.c‬و(العقاب‬
‫‪om‬‬

‫الأقوات جميعا‬ ‫وتوفرت‬ ‫الأطياف الحوارس‬ ‫ونطقه "شأن‬ ‫بتأملاته‬ ‫لقد تقرر بفعل العقل الإلهي‬

‫الحياة لمن‬ ‫أن توهب‬ ‫وحق‬ ‫‪،‬‬ ‫من أمور الناس وتقرر ما يكره‬ ‫يستحب‬ ‫ما‬ ‫جميعا وتقرر‬ ‫والخيرات‬

‫‪،‬‬ ‫باللسان‬ ‫وخرج‬ ‫تدبره العقل‬ ‫الذي‬ ‫الناموس‬ ‫بالإثم ‪ ..‬ووفق‬ ‫والفناء لن يتحمل‬ ‫‪،‬‬ ‫بالسلم‬ ‫يعمل‬

‫اليدين‬ ‫الفنون جميعها‪ ،‬وتوفر نشاط‬ ‫وأبدعت‬ ‫الأمور جميعها‬ ‫قدره وأنجزت‬ ‫لكل شيء‬ ‫فقدر‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫الأعضاء كلها"‬ ‫القدمين وخلجات‬ ‫وسعي‬

‫ف!ن‬ ‫العكس‬ ‫بل على‬ ‫‪،‬‬ ‫يحمله للإنسان‬ ‫الشر حتى‬ ‫بتاح قد خلق‬ ‫الإله‬ ‫أن‬ ‫يعني ذلك‬ ‫وليس‬

‫أن توهب‬ ‫"وحق‬ ‫‪:‬‬ ‫السابق‬ ‫ورد في النص‬ ‫ما‬ ‫حرية الفعل بدليل‬ ‫ل!نسان‬ ‫أعطت‬ ‫الأقدار التي قدرت‬

‫اختيار الإنسان الذي‬ ‫من‬ ‫بالإثم إ؟ فالإثم والخطيئة‬ ‫يتحمل‬ ‫لمن‬ ‫والفناء‬ ‫‪،‬‬ ‫بالسلم‬ ‫يعمل‬ ‫الحياة لمن‬

‫الأعضاء كلهاإ‪ ،‬وهو يستخدمها إما‬ ‫القدمين وخلجات‬ ‫اليدين وسعي‬ ‫نشاط‬ ‫‪9‬‬ ‫الخالق‬ ‫الإله‬ ‫وهبه‬

‫‪.‬‬ ‫العقاب‬ ‫الشر فيلقي‬ ‫العادل أو في‬ ‫ني الخير فيلقي الثواب‬

‫دمار الثرأ‪،‬‬ ‫القديمة اأسطورة‬ ‫الشهيرة في مصر‬ ‫من تلك الأسطورة‬ ‫أدل على ذلك‬ ‫وليس‬

‫في‬ ‫ذلك‬ ‫وقد حدث‬ ‫)‪.‬‬ ‫الإله (رع‬ ‫التي تعبر عن الخطيئة التي ارتكبها البشر ضد‬ ‫تلك الأسطورة‬

‫السن‬ ‫بلغ الإله رع من‬ ‫وعندما‬ ‫‪.‬‬ ‫الأرض‬ ‫معا على‬ ‫يتعايشون‬ ‫البشر والاَلهة فيه شيئا واحدا‬ ‫كان‬ ‫زمن‬

‫المشورة‬ ‫ليسألها‬ ‫الآلهة‬ ‫لكنه أدرك أفكارهم ودعا‬ ‫وتاَمرهم ضده‬ ‫البشر في تجديفهم‬ ‫بدأ‬ ‫عتيا‬

‫التي هي الشمس‬ ‫عينيه‬ ‫أن يرسل‬ ‫الآلهة‬ ‫عليه‬ ‫فاقترحت‬ ‫‪،‬‬ ‫فيما ينبغي عليه فعله مع هؤلاء الخطاة‬

‫هذه الآلهة‬ ‫وبالفعل استعرضت‬ ‫‪.‬‬ ‫المتاَمرين‬ ‫‪ Hathor‬لكي تسحق‬ ‫مظهر المعبودة حتحور‬ ‫متقمصة‬

‫على‬ ‫مصممة‬ ‫وهي‬ ‫عادت‬ ‫ثم‬ ‫إ‪،‬‬ ‫!القوية‬ ‫أي‬ ‫‪،،‬د!ل!ل!‪3‬‬ ‫‪et‬‬ ‫أكسبها لقب سخمت‬ ‫مما‬ ‫قوتها ضدهم‬

‫(رع) الشفقة على البشر‬ ‫تماما‪ .‬وفي هذه اللحظة أدركت‬ ‫واستئصالهم‬ ‫الذهاب إليهم كرة أخرى‬

‫الترجمة الفرنسية‬ ‫‪،‬‬ ‫الثاني‬ ‫‪ -‬المجلد‬ ‫القديمة‬ ‫من مصر‬ ‫دنيوية‬ ‫مقدسة ونصوص‬ ‫عن نصوص‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ -‬مطبوعات‬ ‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫دار الفكر للدراسات‬ ‫‪،‬‬ ‫ونقلها إلى العربية ماهر جويجاتي‬ ‫لكلير لالويت‬

‫‪.26‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1‬‬ ‫‪699‬‬ ‫‪،‬‬ ‫هرة‬ ‫لقا‬ ‫ا‬ ‫‪،‬‬ ‫ليونسكو‬ ‫ا‬

‫بالعدد‬ ‫دراسة نشرت‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫في مصر‬ ‫الوجود‬ ‫نشاْة‬ ‫فلسفات‬ ‫‪:‬‬ ‫د‪ .‬عبدالعزيز صالح‬ ‫ترجمة‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪. 41‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫فبراير ‪9591‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫"‬ ‫المجلة‬
‫‪11‬‬ ‫‪ 246‬من مجلة‬

‫‪691‬‬
‫ال!مل ال!اعللل‬

‫فاكهة حمراء اللون يطلق عل!ها اسم‬ ‫قدر كبير من‬ ‫لإحضار‬ ‫!‬ ‫جزيرة ‪9‬إلفنتين‬ ‫إلى‬ ‫فوجه رسله‬

‫يمكن‬ ‫الفاكهة حتى‬ ‫مع هذه‬ ‫خرجت‬ ‫الجعة‬ ‫اَلاف إبريق من‬ ‫سبعة‬ ‫ثم أمر بتجهيز‬ ‫‪،‬‬ ‫)‪Didi‬‬ ‫(ديدي‬

‫فيه لتدمير‬ ‫أن تذهب‬ ‫فيه حتحور‬ ‫أزمعت‬ ‫اليوم الذي‬ ‫صباح‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫قانية‬ ‫وكأنها دماء‬ ‫الجعة‬ ‫أن تظهر‬

‫ثملة‬ ‫أصبحت‬ ‫منها‬ ‫وعبت‬ ‫الاَلهة‬ ‫وعندما قدمت‬ ‫‪،‬‬ ‫الخمر في الحقول‬ ‫بأن تصب‬ ‫)‬ ‫البشر‪ ،‬أمر (رع‬

‫الإله‬ ‫بفضل‬ ‫مصير رهيب‬ ‫البشر من‬ ‫إنقاذ‬ ‫أمكن‬ ‫ثمّ‬ ‫تماما؟ مما جعلها تغفل عن ضحاياها‪ ،‬ومن‬

‫ممتطيا ظهر‬ ‫إلى سمائه‬ ‫ضائقا بآثامهم فذهب‬ ‫)‬ ‫(رع‬ ‫فقد ظل‬ ‫الرغم من ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫)‪.‬‬ ‫(رع‬ ‫اكبر‬

‫القمر‪،‬‬ ‫الذي ظهر للبشر في صورة‬ ‫على الأرض‬ ‫له‬ ‫ممثلا‬ ‫)‬ ‫(تحوت‬ ‫الإله‬ ‫السماوية تاركا‬ ‫البقرة‬

‫عنها(‪.)1‬‬ ‫)‬ ‫بارتفاع (رع‬ ‫بعد أن عم الظلام الأرض‬ ‫الضياء مرة أخرى‬ ‫واْعاد‬

‫وتآمره بهذه‬ ‫وشروره‬ ‫الإنسان‬ ‫خطيئة‬ ‫يواجه‬ ‫رمز الخير والإله الأعظم‬ ‫)‬ ‫ف!ن الإله (رع‬ ‫وهكذا‬

‫مَن ينجيه‬ ‫عنه وأرسل‬ ‫عاد وعفا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأثيم‬ ‫فعله‬ ‫على‬ ‫الإنسان‬ ‫فبعد أن قرر أن يعاقب‬ ‫‪.‬‬ ‫الخيرة‬ ‫الروح‬

‫وشمسها‬ ‫رع هو نور الأرض‬ ‫الإله‬ ‫إن‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫ولننظر إلى رمزية النور والظلام‬ ‫‪.‬‬ ‫هذا العقاب‬ ‫من‬

‫فترك فيها‬ ‫أيضا ب!ظلام الأرض‬ ‫)‬ ‫(رع‬ ‫ولم يرضَ‬ ‫‪،‬‬ ‫الظلام‬ ‫عنها حل‬ ‫غاب‬ ‫وحينما‬ ‫‪،‬‬ ‫الساطعة‬

‫والشر والظلام‬ ‫الآلهة‬ ‫فالخير والضياء من‬ ‫دائما‬ ‫عنها‪ .‬وهكذا‬ ‫كيابه‬ ‫في‬ ‫لينيرها‬ ‫‪ -‬القمر‬ ‫(تحوت)‬

‫وآثامهم‪.‬‬ ‫من أفعال البشر ونتيجة خطاياهم‬

‫وأوزورش!‬ ‫إيزيس‬ ‫لقديم أسطورة‬ ‫ا‬ ‫للفكر الديني المصري‬ ‫لتاريخ البشري‬ ‫ا‬ ‫أن ينسى‬ ‫ولا يمكن‬

‫وألقى‬ ‫قيده وقتله‬ ‫للشر بحقده على أخيه أوزورشى حيث‬ ‫الذي كان رمزا‬ ‫وصراعها مع ست‬

‫وكما‬ ‫‪.‬‬ ‫أرجاء الأرض‬ ‫قطعة وبعثرها في‬ ‫عشرة‬ ‫اْربع‬ ‫إلى‬ ‫قطع جسده‬ ‫إنه‬ ‫بجثته في الماء‪ ،‬ولقال‬

‫إلى الحياة بمعاونة نفتيس شقيقته وأمه نوت ‪.‬‬ ‫عودته‬ ‫في سبيل‬ ‫إيزيس زوجة أوزورش!‬ ‫عانت‬

‫مستعيدا الميراث‬ ‫من ست‬ ‫له‬ ‫خلفه وانتقم‬ ‫أبيه ‪،‬‬ ‫بعد وفاة‬ ‫الذي ولد‬ ‫الابن حورس‬ ‫خلف‬ ‫وقد‬

‫حكم‬ ‫(رع)‪ .‬حيث‬ ‫الإله‬ ‫المبارزة‬ ‫وقد نطق بالحكم النهائي في هذا الصراع وهذه‬ ‫‪.‬‬ ‫الذي يستحقه‬

‫ان هذه القصة‬ ‫السماء(‪.)2‬‬ ‫في حين تولى إرع) ملك‬ ‫السفلي‬ ‫العالم‬ ‫منذ هذا التاريخ‬ ‫(أوزورشى)‬

‫‪،‬‬ ‫قدري‬ ‫د‪ .‬أحمد‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الديانة المصرية‬ ‫‪:‬‬ ‫تشرني‬ ‫ياروسلاف‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫الأسطورة‬ ‫(‪ )1‬نص‬

‫بالقاهرة ‪،‬‬ ‫للاثار‬ ‫الأعلى‬ ‫المجلس‬ ‫‪-‬‬ ‫الثقافة‬ ‫وزارة‬ ‫لرته‬ ‫‪c‬‬ ‫(‪)6‬‬ ‫والتاريخية‬ ‫الثقافة الأثرية‬ ‫سلسلة‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫ص ‪.62 - 06‬‬ ‫‪ 879‬ام‪،‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫إليها‪،‬‬ ‫الإشارة‬ ‫‪ ،‬سبق‬ ‫القديمة ‪ ،‬الترجمة‬ ‫مصر‬ ‫من‬ ‫ونصوص‬ ‫مقدسة‬ ‫) انظر‪ :‬نصوص‬
‫‪-m‬‬ ‫العربية‬ ‫دنيوية‬ ‫(‪2‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.69‬‬ ‫ص‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪791+‬‬
‫هلس!ه الدين‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مد!ل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫بل‬ ‫القديمة وحدها‪،‬‬ ‫أنشودة خالدة بين البشر يرددونها ليس في مصر‬ ‫المقدسة ظلت‬ ‫الأسطورية‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫المصرية‬ ‫الدينية‬ ‫للقوة الروحانية‬ ‫المثال الراسخ‬ ‫أنها‬ ‫كله على‬ ‫‪ eh.c‬في عالم البحر الأبيض المتوسط‬
‫‪om‬‬

‫والأشرار‬ ‫للشر‬ ‫والفناء‬ ‫للخير‪،‬‬ ‫الخلود‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫النهاية‬ ‫في‬ ‫أن الخير سينتصر‬ ‫ومثالا على‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬

‫الأفعال الشريرة ‪.‬‬ ‫الزمن وكئرت‬ ‫وان طال‬

‫أكثر وضوحا‬ ‫أخرى‬ ‫في صورة‬ ‫هذه الروْية للصراع الأبدي بين الخير والشر‬ ‫تجلت‬ ‫وقد‬

‫وبعده بالاعتقاد بالثنائية‬ ‫قبل زرادشت‬ ‫الزرادشتية التي عرفت‬ ‫الديانة‬ ‫القدماء في‬ ‫الإيرانسِن‬ ‫لدى‬

‫مبدأين كأصل‬ ‫وجود‬ ‫كونية تفترض‬ ‫بثنائية‬ ‫فهي تؤمن‬ ‫الخير والشر؟‬ ‫ثنائية‬ ‫‪،‬‬ ‫الكونية والأخلاقية‬

‫هذه العقيدة في الثنائية‬ ‫وقد تطورت‬ ‫)‪.‬‬ ‫(أهريمان‬ ‫الشر‬ ‫مازدا) وروح‬ ‫(أهورَا‬ ‫الخير‬ ‫روح‬ ‫‪:‬‬ ‫للكون‬

‫بأي‬ ‫لإله الخير ولا يعتبر مسئولا‬ ‫ا‬ ‫أنه‬ ‫ينظر إلى أهورا مازدا على‬ ‫فأصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫التأليهية‬ ‫والثنائية‬ ‫الكونية‬

‫وأصبح‬ ‫‪.‬‬ ‫شيطان‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫إليه‬ ‫ينظر‬ ‫أهريمان رمز الشر فأصبح‬ ‫حال من عن مبدأ الشر‪ ،‬واكتسب‬

‫‪،‬‬ ‫الخيرة‬ ‫الملائكة‬ ‫قوى من‬ ‫تساعده‬ ‫الخير ومصدره‬ ‫إله‬ ‫مازدا‬ ‫فاْهورا‬ ‫منهما قوى تساعده‬ ‫لكل‬

‫الصراع‬ ‫وأخذ الأمر على الصعيدين الديني والأخلاقي صورة‬ ‫‪.‬‬ ‫قوى الشر‬ ‫أهريمان فتساعده‬ ‫أما‬

‫أو بين‬ ‫وفيما بعد بين النور والظلمة‬ ‫الخير والشر‪،‬‬ ‫وهما‬ ‫أو أخلاقيتين‬ ‫بين قوتين روحيتين‬ ‫المستمر‬

‫أولي يجعل‬ ‫أو‬ ‫اختياري أصلي‬ ‫وبين هاتين القوتين المتصارعتين هناك موقف‬ ‫‪.‬‬ ‫والفوضى‬ ‫النظام‬

‫‪،‬‬ ‫الحقيقة والضلال‬ ‫فالاختيار الحر بين‬ ‫؟‬ ‫الزرادشتية‬ ‫في‬ ‫المبدا الرئيسي‬ ‫الاختيار الأخلاقي‬ ‫من‬

‫للأحرار(‪.)1‬‬ ‫الأساسي‬ ‫الفعل‬ ‫هو‬ ‫بين النظام والفوضى‬ ‫‪،‬‬ ‫بين النور والظلام‬ ‫بين الخير والشر‪،‬‬

‫كتاب الفنديد )‪( Vendidad.‬اي القانون‬ ‫‪I‬‬ ‫للزرادشتية وخاصة‬ ‫المقدسة‬ ‫النصوص‬ ‫وقد عبرت‬

‫فصلا يعرض‬ ‫وعشرين‬ ‫اثنين‬ ‫يتألف هذا الكتاب من‬ ‫حيث‬ ‫تعبير؟‬ ‫عن ذلك خير‬ ‫)‬ ‫المضاد للشياطين‬

‫السموات‬ ‫خلق‬ ‫الأولى من سفر التكوين وهي‬ ‫الإصحاحات‬ ‫لها‬ ‫أولها للأمور نفسها التي تعرض‬

‫وعما أوجدته‬ ‫بعد اخرى‬ ‫المباركة واحدة‬ ‫الطيبة‬ ‫من الأرض‬ ‫الله‬ ‫عما خلقه‬ ‫فيتحدث‬ ‫والأرض‬

‫من‬ ‫الكهنوت‬ ‫رجال‬ ‫لها‬ ‫يخضع‬ ‫التي‬ ‫فصوله للنظم‬ ‫بقية‬ ‫وتعرض‬ ‫‪،‬‬ ‫الخبيثة‬ ‫من الأرواح‬ ‫قوى الشر‬

‫ومثكلات‬ ‫لأسرة‬ ‫ا‬ ‫ونظم‬ ‫والحياة والزواج‬ ‫المتعلقة بالموت‬ ‫الزراد!ثتية‬ ‫العقائد‬ ‫الزرادشتية ولبيان‬

‫الموتى وتطهير الملابس والبدن والصحة‬ ‫والنجاسة والغسل والطهارة وغسل‬ ‫الاجتماعية‬ ‫الحياة‬

‫‪. 157 -‬‬ ‫‪'o.,156‬‬ ‫دار نثمر‪ ،‬القاهرة ‪0002r ،‬‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫الأديان‬ ‫تاريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫خليفة حسن‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬محمد‬

‫‪891‬‬
‫العكل ال!امللل‬

‫الشرور‬ ‫من‬ ‫التي تنجي‬ ‫الزرادشتية‬ ‫والعبادات‬ ‫الشرائع‬ ‫يبين باختصار‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬ ‫إلخ‬ ‫‪)1(.‬‬ ‫‪0‬‬‫‪.‬‬ ‫والمرض‬

‫إله الخير أهورا مازدا‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الإله‬ ‫وتقربه من‬

‫أن الفكر الديني الهندي يؤكد على أن الشر والخطيئة من الإنسان‬ ‫ذات السياق نجد‬ ‫وفي‬

‫الخطيئة وتطهره‬ ‫من هذه‬ ‫التخلص‬ ‫على‬ ‫أن تساعده‬ ‫الاَلهة‬ ‫يناشد‬ ‫ما‬ ‫كثيرا‬ ‫)‬ ‫وأنه (أي الإنسان‬

‫من‬ ‫الثر‬ ‫نجد النداءات إلى فارونا ليخلص‬ ‫إالفيدا!‬ ‫ففي‬ ‫‪.‬‬ ‫المختلفة‬ ‫قوى الشر‬ ‫فيه‬ ‫أوقعته‬ ‫متى‬

‫ي‬ ‫أ‬ ‫؟‬ ‫فيئَ‬ ‫أي خطيئة وجدت‬ ‫؟‬ ‫عيني‬ ‫تعصب‬ ‫من عصبة‬ ‫"خلصنا من الخطيئة كما تخلصني‬ ‫‪:‬‬ ‫الخطايا‬

‫كل‬ ‫من‬ ‫فارونا‬ ‫يا‬ ‫خلصنا‬ ‫‪،‬‬ ‫أيتها المياه‬ ‫عني‬ ‫فأزيليها‬ ‫زورا‪،‬‬ ‫أو حلفت‬ ‫قد كذبت‬ ‫إن كنت‬ ‫‪،‬‬ ‫اقترفته‬ ‫شر‬

‫الله‪،‬‬ ‫يا‬ ‫هذا‬ ‫من كل‬ ‫خلصنا‬ ‫‪،‬‬ ‫عن معرفة‬ ‫أو‬ ‫كنا قد خدعنا غيرنا عن جهل‬ ‫دهاذا‬ ‫‪.‬‬ ‫اقترفناها‪.‬‬ ‫خطيئة‬

‫فارونا!(‪.)2‬‬ ‫يا‬ ‫أعزاء عليك‬ ‫نكون‬ ‫هكذا‬

‫للخير والشر كقوتين‬ ‫لإيراني في تصويره‬ ‫ا‬ ‫إلى التراث‬ ‫أقرب‬ ‫اليوناني‬ ‫التراث الديني‬ ‫وربما يكون‬

‫جرتين‬ ‫الاَلهة‬ ‫كبير‬ ‫أنه كان يدق على باب زيوس‬ ‫اليونانية‬ ‫لأساطير‬ ‫ا‬ ‫تروي بعض‬ ‫إلهيتين؟ حيث‬

‫على‬ ‫بتوزيع محتوياتهما‬ ‫على الشر‪ ،‬ويقوم زيوس‬ ‫تحتوي‬ ‫على الخير والأخرى‬ ‫إحداهما تحتوي‬

‫الشر(‪.)3‬‬ ‫إلا‬ ‫يعطيهم‬ ‫لا‬ ‫وآخرون‬ ‫خليطا من الجرتين‪،‬‬ ‫البثر بمشيئته فيعطي البعض‬

‫لدى الانسان إلى‬ ‫التي‬ ‫الشرور‬ ‫بعض‬ ‫نسبت‬ ‫حشِما‬ ‫الديانة الفيثاغورية‬ ‫ذلك‬ ‫وقد اكدت‬

‫من هذه‬ ‫قسمته‬ ‫وتدعوه إلى تحمل‬ ‫إ‪،‬‬ ‫ل!نسان‬ ‫الشرور‬ ‫بعض‬ ‫إن "اكهة الحظ تعطي‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الاَلهة‬

‫القدر يعطي‬ ‫‪9‬‬ ‫إن‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫ما أمكنه ذلك‬ ‫بل عليه أن يعالجها‬ ‫‪،‬‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫بوداعة وألا يحزن‬ ‫الشرور‬

‫مصر‬ ‫دار نهضة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫على‬ ‫السابقة‬ ‫الأديان‬ ‫في‬ ‫المقدسة‬ ‫الأسفار‬ ‫‪:‬‬ ‫وافي‬ ‫عبدالواحد‬ ‫د‪ .‬علي‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪. 913‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للطبع والنشر‬

‫‪،‬‬ ‫وبيروت‬ ‫ببغداد‬ ‫الجمل‬ ‫منشورات‬ ‫‪،‬‬ ‫الموصلي‬ ‫الحلبي‬ ‫د‪ .‬داود‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫الفنديداد‪،‬‬ ‫كتاب‬ ‫‪:‬‬ ‫وراجع‬

‫بعدها‪.‬‬ ‫‪ 92‬وما‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪1102‬‬


‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫العربية‬ ‫دار اليقظة‬ ‫‪،‬‬ ‫اليازجي‬ ‫ندرة‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الهندي‬ ‫الفلسفي‬ ‫الفكر‬ ‫مور‪:‬‬ ‫وشارلز‬ ‫كرشنا‬ ‫رادا‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪. 61‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6791‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ببيروت‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 124‬‬ ‫‪ 002‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪3‬‬ ‫الثانية ‪،‬‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫الهداية‬ ‫دار‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫عند‬ ‫الديني‬ ‫الفكر‬ ‫نصار‪:‬‬ ‫(‪ )3‬عصمت‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪991+‬‬
‫هلسعه الدين‬ ‫الى‬ ‫حثيد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫"الذين يعرفون طريق‬ ‫من أولئك‬ ‫يكون في نظرهم‬ ‫منا‬ ‫ولعل الإنسان‬ ‫!(‪،)1‬‬ ‫للصالح‬ ‫أقل‪.al-‬الشرور‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫)‬ ‫زيوس‬ ‫الإله‬ ‫(أي‬ ‫الأب زفس‬ ‫كما أن‬ ‫!‪،‬‬ ‫إبالإذعان يجد الناس الخلاص‬ ‫إذ‬ ‫من الشرإ؟‬ ‫الخلاص‬ ‫‪co‬‬
‫‪9‬‬

‫‪m‬‬

‫إ(‪.)2‬‬ ‫كثيرة‬ ‫يحرر من شرور‬

‫على‬ ‫القادر‬ ‫حلها عند المؤمن‬ ‫دينية‬ ‫عند الفيثاغورية تعالج كمشكلة‬ ‫اشر‬ ‫كانت مشكلة‬ ‫!هاذا‬

‫على انتشاله‬ ‫القادرة‬ ‫الخيرة‬ ‫الآلهة‬ ‫إلى‬ ‫ومحاولة التقرب‬ ‫بالتطهير‬ ‫نفسه‬ ‫من شرور‬ ‫التخلص‬

‫قد أعطاها بعدا معرفيا حينما أكد على أنه بالأضداد تعرف‬ ‫ف!ن هيراقليطس‬ ‫هذه الشرور‪،‬‬ ‫من‬

‫عرفنا الخيرات ‪،‬‬ ‫ما‬ ‫لولا الشرور‬ ‫أنه‬ ‫الخير لنا!‪ ،‬وهذا يعني‬ ‫مصدر‬ ‫معتبرا "أن الضد‬ ‫الأضداد‬

‫فلولا الجوع‬ ‫؟‬ ‫الخير وخيريته‬ ‫عن‬ ‫خالصا‪ ،‬بل هو الذي يكشف‬ ‫ليس شرا‬ ‫رأيه‬ ‫فالشر في‬ ‫ولذلك‬

‫وهكذا‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫النهار‪.‬‬ ‫نور‬ ‫ما عرفنا‬ ‫الليل‬ ‫ولولا‬ ‫النور‪،‬‬ ‫قيمة‬ ‫ما عرفنا‬ ‫الظلام‬ ‫ولولا‬ ‫‪،‬‬ ‫الشبع‬ ‫قيمة‬ ‫ما عرفنا‬

‫نعرفه من‬ ‫قصدا حتى‬ ‫إليها‬ ‫في كل هذه الأضداد‪ ،‬وقصد‬ ‫موجود‬ ‫الإله‬ ‫بأن‬ ‫قال هيراقليطس‬ ‫ولذلك‬

‫إن‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫في فلسفة هيراقليطس‬ ‫كذلك‬ ‫إلى الأخلاقي لمسألة الشر واضح‬ ‫البعد‬ ‫خلالها(‪ .)3‬كما أن‬

‫الانسان على‬ ‫اليس من الخير أن يحصل‬ ‫ف!ذ‬ ‫وخيريتها‪،‬‬ ‫فضيلتها‬ ‫النفس وزهدها هو طريق‬ ‫جفاف‬

‫والتحب طريق الراحة‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الثمبع‬ ‫سبيل‬ ‫والجوع‬ ‫‪،‬‬ ‫والسعادة‬ ‫الصحة‬ ‫مطحِة‬ ‫فالمرض‬ ‫؟‬ ‫يرغب‬ ‫ما‬ ‫كل‬

‫نقاء‬ ‫يتم دوما على حساب‬ ‫إنما‬ ‫ف!ن إرضاء الشهوة وإشباعها‬ ‫الشهوة عسير"‬ ‫ولو أن ‪9‬كبح جماح‬

‫عند الاسترخاء‬ ‫عسير‬ ‫ولو أن ذلك‬ ‫ف!ن "من الخير إخفاء الطيش‬ ‫ولذلك‬ ‫؟‬ ‫النفس‬ ‫الروح وصفاء‬

‫والسكر!(‪.)4‬‬

‫الديني لمسألة‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫والأخلاقي‬ ‫الاهتمام بالبعدين المعرفي‬ ‫اليونان‬ ‫فلاسفة‬ ‫وقد واصل‬

‫الخير‪ ،‬و"الشر! ينبغي أن‬ ‫‪9‬‬ ‫يؤكد على أن أي معرنة لحقيقة‬ ‫الخير والشر‪ ،‬إلى أن وجدنا سقراط‬

‫هذه‬ ‫أداة‬ ‫قد جعل‬ ‫أن سقراط‬ ‫والطريف‬ ‫‪.‬‬ ‫المرء التمييز بين الحق والباطل‬ ‫يقوم على استطاعة‬

‫ديانات الأسرار‪ ،‬دار المرساة‬ ‫‪:‬‬ ‫د‪ .‬وديع بشور‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫الفيثاغورية‬ ‫من قواعد السلوك‬ ‫هذه النصوص‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪213‬‬ ‫‪'O .6002r ،‬‬ ‫اللاذقية‬ ‫سوريا‪-‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والتوزيع‬ ‫للطباعة والنثر‬

‫‪.215‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪ ،‬دار قباء الحديثة ‪ ،‬القاهرة ‪،‬‬ ‫شرقي‬ ‫منظور‬ ‫تاريخ الفلسفة اليونانية من‬ ‫الثار‪:‬‬ ‫(‪ )3‬انظر‪ :‬د‪ .‬مصطفى‬

‫ص ‪. 912‬‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪7002‬‬

‫‪.013‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬

‫‪002‬‬
‫ال!مل ال!امللل‬

‫لديه‬ ‫فالفضيلة‬ ‫‪،‬‬ ‫لمعلم‬ ‫حاجة‬ ‫ودون‬ ‫الأخلاقيتين‬ ‫و!الضمير‪،‬‬ ‫!‬ ‫العقل‬ ‫‪9‬‬ ‫التمييز هو‬ ‫وذلك‬ ‫المعرفة‬

‫و( الرذيلة‬ ‫!‬ ‫علم‬ ‫الفضيلة‬ ‫‪9‬‬ ‫تكون‬ ‫المعنى‬ ‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫"‬ ‫واحدة‬ ‫و" الفضيلة‬ ‫!‬ ‫النفس‬ ‫في‬ ‫كامن‬ ‫"علم‬

‫التأمل واختيار‬ ‫لأنه لم يحسن‬ ‫الشريرة‬ ‫أفعاله‬ ‫عن‬ ‫مسئوليته‬ ‫هنا أن يتحمل‬ ‫الإنسان‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫جهل‬

‫بحاجة لمعلم‬ ‫هو‬ ‫فلا‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫طريق يسير الوصول‬ ‫الفضيلة رغم أن ذلك في رأي سقراط‬ ‫طريق‬

‫نحتاج للتريث‬ ‫أننا‬ ‫هنالك‬ ‫ما‬ ‫بل كل‬ ‫‪،‬‬ ‫يلهمنا الطريق‬ ‫علوي‬ ‫ولا هو بحاجة إلى مصدر‬ ‫إياه‬ ‫ليعلمنا‬

‫حتما إلى طريق الخير ويبعدنا عن‬ ‫الأخلاقي وهو سيرشدنا‬ ‫وتدقيىَ الَأمل واستفتاء الفمير‬

‫أو‬ ‫"‪،‬‬ ‫الجني‬ ‫‪9‬‬ ‫ذلك‬ ‫بمساعدة‬ ‫كان يفعل ذلك‬ ‫شخصيا‬ ‫أنه‬ ‫إلى‬ ‫وقد أشار سقراط‬ ‫الشر(‪.)1‬‬ ‫طريق‬

‫عن الاستطراد في‬ ‫ينهاه‬ ‫بلغة المتدينين الذي كان عادة ما‬ ‫"‬ ‫"الملاك‬ ‫ربما الأففمل أن نسميه‬

‫إلى هذا إالجني‪،‬‬ ‫إشارة سقراط‬ ‫عن طريق الخير‪ .‬وقد جاءت‬ ‫فيه‬ ‫قد تنكب‬ ‫لأنه‬ ‫؟‬ ‫معين‬ ‫حديث‬

‫كان يتلقى هذه الإشارة من داخله‬ ‫أن سقراط‬ ‫إلا‬ ‫بالطبع‬ ‫ولا يعني ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫في محاورة فايدروس‬

‫‪.‬‬ ‫اعتقادي‬ ‫في‬ ‫ولي! من أي مصدر خارجي‬

‫المعرفي والأخلاقي‬ ‫البُعدين‬ ‫على‬ ‫التأكيد‬ ‫في‬ ‫واصل أفلاطون طريق سقراط‬ ‫وبالطبع فقد‬

‫أن الإله‬ ‫حينما أكد على‬ ‫تأليهيا واضحا‪،‬‬ ‫دينيا‬ ‫إليها بعدا‬ ‫هـان كان قد أضاف‬ ‫الخير والشر‪،‬‬ ‫لمشكلة‬

‫الإنسان التي نزلت‬ ‫هو (الخيرأ أو بالأحرى هو مثال المثل (مثال الخير)‪ ،‬وأن الشر هو من نفس‬

‫يوقعها في الشر‪ .‬وقد‬ ‫ما‬ ‫ومحاولتها تبية مطالبه هو‬ ‫في الجسد‬ ‫سجنها‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه صافية طاهرة‬

‫الأشرار‬ ‫فهي ستعاقب‬ ‫ولذلك‬ ‫؟‬ ‫خيرة وعادلة‬ ‫أن تكون‬ ‫إلا‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫أن الآلهة‬ ‫اعتقد أفلاطون‬

‫وتلك‬ ‫‪.‬‬ ‫والأبدية‬ ‫الخلود‬ ‫وتكسبهم‬ ‫بالترحاب‬ ‫في الحياة الأخرى‬ ‫الخيرين‬ ‫وستتلقى‬ ‫‪،‬‬ ‫بشرورهم‬

‫فيها‬ ‫التي تحدث‬ ‫المحاورة‬ ‫تلك‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫فيدون‬ ‫‪9‬‬ ‫محاورة‬ ‫التي عبر عنها في‬ ‫الراسخة‬ ‫عقيدته‬ ‫كانت‬

‫التقية‬ ‫النقية‬ ‫النفس الطاهرة‬ ‫خلود‬ ‫على‬ ‫فيها‬ ‫واكد‬ ‫‪.‬‬ ‫تبعا لأفعالها‬ ‫النفى الذي يتفاوت‬ ‫مصير‬ ‫عن‬

‫الأخير‬ ‫اليوم‬ ‫عنها في هذه المحاورة كانت حديثه عن‬ ‫تحدث‬ ‫التي‬ ‫إذ إن المناسبة‬ ‫؟‬ ‫سقراط‬ ‫كنفس‬

‫أصلها‬ ‫لتعود إلى‬ ‫الجسد‬ ‫سجنها‪ -‬سجن‬ ‫لأن تغادر‬ ‫نفس سقراط‬ ‫عن شوق‬ ‫فيها‬ ‫من حياته وعبر‬

‫(‪.)2‬‬ ‫ايإلهي في سعادة ورضى‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫ك! ‪.944 -‬‬ ‫‪8‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪h.‬‬ ‫وما‬ ‫‪557‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫عند أفلاطون‬ ‫"‬ ‫و"الأخلاق‬ ‫"‬ ‫"النفس‬ ‫فصول‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نف!‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪02 01‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫عدخل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫الشر عند فلاسفة الإسكندرية القديمة‬ ‫مشكلة‬ ‫‪.‬‬ ‫‪al‬‬
‫ثانيا‪:‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫ببعدها الديني كان في مدرسة‬ ‫الخير والشر‬ ‫لمشكلة‬ ‫وضوحا‬ ‫والحقيقة أن التناول اكثر‬ ‫‪m‬‬

‫سواء‬ ‫الأسرار‪،‬‬ ‫وديانات‬ ‫بالتيارات الدينية اليهودية والمسيحية‬ ‫الفلسفية التي حفلت‬ ‫لإسكندرية‬ ‫ا‬

‫كما عند الهرامسة‬ ‫اليونانية‬ ‫والفلسفات‬ ‫بالتأثر بالعقائد‬ ‫امتزجت‬ ‫بحتة أو شرقية‬ ‫كانت شرقية‬

‫تأثير‬ ‫ذات‬ ‫كانت‬ ‫الإيرانية‬ ‫والمانوية ذواتا الأصول‬ ‫الزرادشتية‬ ‫الثنائية‬ ‫ف!ن‬ ‫وبالطبع‬ ‫‪.‬‬ ‫وأفلوطين‬

‫لفلاسفة‬ ‫الإسكندرية‬ ‫في عصر‬ ‫في تناول هذه المشكلة‬ ‫وكان السبق‬ ‫‪.‬‬ ‫الوقت‬ ‫ذلك‬ ‫في‬ ‫خطير‬

‫الشر‪ ،‬فأكد على أن‬ ‫لمثكلة‬ ‫والدينية‬ ‫الأخلاقية‬ ‫الأبعاد‬ ‫فيلون الذي ركز على‬ ‫وخاصة‬ ‫اليهود‪،‬‬

‫ف!ن الخطيئة‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫أن يهرب‬ ‫لا يستطيع‬ ‫الإنسان‬ ‫ولما كان‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫الابتعاد عن‬ ‫هو‬ ‫الشر الأخلاقي‬

‫سيد‬ ‫أنه‬ ‫ويظن‬ ‫لله‬ ‫إلى نفسه أكثر مما‬ ‫ونجده ينسب‬ ‫بالكبرياء‬ ‫تجعله يشعر‬ ‫فيها‬ ‫يوقع نفسها‬ ‫التي‬

‫منه إلا بمعرفة‬ ‫المرء أن ينجو‬ ‫يستطيع‬ ‫لا‬ ‫كبير‬ ‫شر‬ ‫الكبرياء‬ ‫أن‬ ‫والحقيقة‬ ‫‪.‬‬ ‫الخارجية‬ ‫لقواه وللأشياء‬

‫ضالتها هو الشر الكامن في أولئك الذين يظنون‬ ‫نفسه لأن عدم معرفة حقيقة النفس دادراك مدى‬

‫العالم (‪.)1‬‬ ‫سادة‬ ‫أنفسهم‬ ‫والأمراء الذين يحسبون‬ ‫‪،‬‬ ‫النبوءة‬ ‫على‬ ‫قادرين‬ ‫أنفسهم‬

‫وهو قد‬ ‫‪.‬‬ ‫طبيعتها‬ ‫على‬ ‫الخطيئة ولي!‬ ‫‪ -‬في نظر فيلون ‪ -‬يدل على سبب‬ ‫الله‬ ‫إن الابتعاد عن‬

‫في النفس الإنسانية متأرجحا‬ ‫تحليل طبيعة الخطيئة والشر‬ ‫"‬ ‫الألسن‬ ‫بلبلة‬ ‫‪9‬‬ ‫في رسالته‬ ‫حاول‬

‫في النفس‪،‬‬ ‫توتر الجزء المسيطر‬ ‫ارتخاء وعدم‬ ‫تعتبر‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫الرواقي للرذيلة‬ ‫بين التصور‬

‫صادرا من الجزء الأسفل‬ ‫تبعية‬ ‫عصيانا أو عدم‬ ‫تعتبر‬ ‫كانت‬ ‫التي‬ ‫وبين فكرة الخطأ عند أفلاطون‬

‫غير إرادية‬ ‫أخطاء‬ ‫فرغم وجود‬ ‫؟‬ ‫البحتة للخطيئة‬ ‫الإرادية‬ ‫الطبيعة‬ ‫أكد فيلون على‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫للنفس‬

‫في‬ ‫يعيش‬ ‫الثرير الذي‬ ‫لدى‬ ‫أما الخطايا الحقيقية فنجدها‬ ‫‪.‬‬ ‫حقيقية‬ ‫خطايا‬ ‫إلا أنها ليست‬ ‫مقصودة‬

‫والشعور‬ ‫‪.‬‬ ‫صالح‬ ‫بها كأنها عمل‬ ‫بل ويفخر‬ ‫‪،‬‬ ‫ببراهينه‬ ‫عليها ويبررها‬ ‫ويتمرن‬ ‫وكأنها وطنه‬ ‫الخطئة‬

‫المثل الأعلى الإنساني على الخرر منها‪ ،‬فالإنسان‬ ‫بالخطيئة عند فيلون يبلغ حدا جعله يقصر‬

‫إلى امتلاك الخير(‪ .)2‬إن الخطيئة المتعمدة ‪ -‬التي‬ ‫إلى حد الوصول‬ ‫بعيدا‬ ‫السير‬ ‫بطبيعته عاجز عن‬

‫بطبيعة الخير المطبوعة في النفس البثرية‪.‬‬ ‫لها إلا بمقابلتها‬ ‫وجود‬ ‫لا‬ ‫خطيئة ‪-‬‬ ‫تعد دون سواها‪-‬‬

‫إليها‪،‬‬ ‫الإشارة‬ ‫‪ ،‬سبق‬ ‫العربية‬ ‫‪ ،‬الترجمة‬ ‫الإسكندري‬ ‫لفيلون‬ ‫والفلسفية‬ ‫الديية‬ ‫الاَراء‬ ‫‪،‬‬ ‫برييه‬ ‫إميل‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.375‬‬ ‫ص‬

‫‪.377 - 376‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪+ 202‬‬
‫ال!كل ال!امللل‬

‫الأشرار(‪ .)1‬إذن يوافق فيلون‬ ‫عند شر‬ ‫الضمير الأخلاقي الموجود حتى‬ ‫إلا‬ ‫هي‬ ‫ما‬ ‫وهذه المعرفة‬

‫داخل‬ ‫هو شاهد موجود‬ ‫)‬ ‫على أن الضمير الأخلاقي (وهو العقل عند سقراط‬ ‫التاكيد‬ ‫في‬ ‫سقراط‬

‫أو يكافئ أو يتهم أو يعاقب‪.‬‬ ‫كالملك‬ ‫يحكم‬ ‫‪،‬‬ ‫كل إنسان‬ ‫نفس‬

‫الذين التقطوا‬ ‫مسيحيا على يد مَن عرفوا بالغنوصيين الإسكندرانيين‬ ‫وتبدأ معالجة المشكلة‬

‫"‬ ‫التوراة‬ ‫‪9‬‬ ‫بين‬ ‫من تعارض‬ ‫يزعمون‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫الثنائية‬ ‫أقاموا‬ ‫الزرادشتية وقد‬ ‫الثنائية‬ ‫من‬ ‫الخيط‬

‫إله وديع‬ ‫لنا عن‬ ‫يكشف‬ ‫لإنجيل‬ ‫ا‬ ‫بينما‬ ‫جبارا‪،‬‬ ‫إلها قاسيا‬ ‫إن التوراة تصور‬ ‫ا قائلين‬ ‫وة الإنجيل‬

‫القرن الثاني‬ ‫الأول من‬ ‫(النصف‬ ‫باسيليدس‬ ‫كان تفسير‬ ‫هذا الأساس‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫للغاية‬ ‫حليم خير‬

‫زاد عليه فالنتيوس‬ ‫وقد‬ ‫الأشرار‪.‬‬ ‫الملائكة‬ ‫رئي!‬ ‫بأنه‬ ‫وصفه‬ ‫) لإله العهد القديم الذي‬ ‫الميلادي‬

‫وأرواح نجسة‬ ‫كائنات شريرة‬ ‫بالقول إن الإنسان قد خلقه الأيونات )‪ (2 Eons‬أو الملائكة وهي‬

‫إليها‬ ‫أضاف‬ ‫التي‬ ‫عينها‬ ‫وهذه الخليقة هي‬ ‫‪.‬‬ ‫والأهواء‬ ‫لات‬ ‫الانفعا‬ ‫إلى الخليقة‬ ‫طريقها تدلف‬ ‫عن‬

‫الروح (‪.)3‬‬ ‫الطيب الخير بذرة من الجوهر العلوي وهي‬ ‫الإله‬ ‫الإله الأعلى أو‬

‫بدخوله إلى عالم البشر‬ ‫الذي سمح‬ ‫ال!ثر‬ ‫ثالثهم مرقيون في خيرية الإله تبعا لهذا‬ ‫وقد تشكك‬

‫لأول‬ ‫ا‬ ‫بالشقاء لأن أباهم‬ ‫جميعا‬ ‫البشر‬ ‫على‬ ‫بأن يقضي‬ ‫نفسه‬ ‫تطاوعه‬ ‫خير هذا الذي‬ ‫إله‬ ‫أي‬ ‫‪:‬‬ ‫قائلا‬

‫(‪.)4‬‬ ‫امرأة‬ ‫في المعرفة أو أحب‬ ‫تفاحة أو رغب‬ ‫اْكل‬

‫الأوائل للكنيسة‬ ‫الاَباء‬ ‫وهو من‬ ‫عام ‪ 185‬م) الإسكندري‬ ‫(المولود‬ ‫وعموما فقد رد اوريجين‬

‫وانما هو من نفس‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫على أن الشر ليس من‬ ‫بالتأكيد‬ ‫رد على هؤلاء الغنوصسِن‬ ‫‪،‬‬ ‫بالإسكندرية‬

‫التوفيق بين حرية الإنسان وبين‬ ‫يمكن‬ ‫كيف‬ ‫‪:‬‬ ‫الكبرى‬ ‫عن المشكلة‬ ‫ذلك‬ ‫ثنايا‬ ‫الإنسان مجيبا في‬

‫في التراث العربي الإسلامي‬ ‫عرفت‬ ‫ما‬ ‫وهي‬ ‫والأفعال‬ ‫علم الله بالحوادث‬ ‫الديني بسبق‬ ‫ايمانه‬

‫لا‬ ‫الخير أو الشر‪ ،‬لكن‬ ‫أن فلانا سيريد‬ ‫يعلم ضرورة‬ ‫الله‬ ‫"إن‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫رد‬ ‫الجبر والاختيار‪،‬‬ ‫بمشكلة‬

‫الجميع‬ ‫يوجه‬ ‫الخير بالذات‬ ‫وهو‬ ‫ولكنه‬ ‫يقيدها سلفا‪،‬‬ ‫لا‬ ‫والله‬ ‫مصونة‬ ‫فالحرية‬ ‫؟‬ ‫ب!رادة ضرورلة‬

‫‪.278‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)1‬‬

‫ذكور‬ ‫‪ ،‬وهي‬ ‫الله‬ ‫بعد‬ ‫الروحانية التي توجد‬ ‫أو القوى‬ ‫الموجودات‬ ‫على‬ ‫يطلقه فالنتيوس‬ ‫(‪ )2‬هو اسم‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫ومنها ما هو خئر‪ ،‬ومنها ما هو ماكر وشرير‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ثلاثة وثلاثون كرمز الى المسيح‬ ‫وعددها‬ ‫صماناث‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.83 - 82‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫الإسكندرلة‬ ‫مدرسة‬ ‫‪:‬‬ ‫كتابنا‬ ‫انظر‬ ‫(‪) 3‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.84‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 4‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m302‬‬
‫هلس!ه الدلمن‬ ‫إلى‬ ‫!ثيد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫ولو لم يكن‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫أن يطاوع التوجيه أو يتأبى‬ ‫ويدع لكل‬ ‫العناية‬ ‫هو‬ ‫شامل‬ ‫للخير‪ .‬بفعل مستقل‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫الحياة‬ ‫ولأضحت‬ ‫والوعد والوعيد‪ ،‬أمورا غير مفهومة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأمر والنهي‬ ‫لأضحى‬ ‫‪ h.c‬الحال كذلك‬
‫‪om‬‬

‫إتابعة لاستحقاقناا(‪.)2‬‬ ‫‪ -‬إذن‬ ‫تعبير أوريجين‬ ‫حد‬ ‫‪ -‬على‬ ‫لنا‬ ‫الله‬ ‫إن معاملة‬ ‫لما(‪0)1‬‬ ‫الدينية عقيمة‬

‫في‬ ‫إليه عقابا‬ ‫يرتد‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫من اختيار وفعل الانسان‬ ‫هو‬ ‫الله لىانما‬ ‫من‬ ‫إن الشر إذن لش!‬

‫في حياته الدنيا‪.‬‬ ‫الخطيئة‬ ‫عن‬ ‫التوبة‬ ‫الإنسان في‬ ‫إن لم ينجح‬ ‫الحياة الأخرى‬

‫الإسكندرية‬ ‫الوقت وفي عصر‬ ‫لمشكلة الخير والشر في ذلك‬ ‫الأهم والأشمل‬ ‫ولعل المعالجة‬

‫تقوم‬ ‫إذ‬ ‫القديمة وهو أفلوطين (‪ 502- 027‬م)؟‬ ‫في الفلسفة‬ ‫الكبير‬ ‫معالجة ثالث الثالوث‬ ‫كانت هي‬

‫عالم‬ ‫(أو المطلق أو الواحد) وحتى‬ ‫ثمة تدرجا فيضيا من الخير المحض‬ ‫اْن‬ ‫فلسفة أفلوطين على‬

‫من‬ ‫في الوجود سواء‬ ‫ما‬ ‫فكل‬ ‫‪،‬‬ ‫الوحدة الخيرية‬ ‫وهذا يعني أن حقيقة الوجود عنده هي‬ ‫‪،‬‬ ‫المادة‬

‫تمثله‬ ‫عن المطلق وصورة‬ ‫هو فيض‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫من أشياء العالم المحسوس‬ ‫أو‬ ‫المعقول‬ ‫العالم‬ ‫اْقانيم‬

‫أي‬ ‫لأنه‬ ‫جزء من خيريته التي لم ولن تنقطع من الوجود‬ ‫بها‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬ ‫نعم‬ ‫أدنى بعد وجوده‬ ‫في وجود‬

‫الخير المطلق هو حقيقة الوجود(‪.)3‬‬

‫وكيف‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫الثمر في هذا العالم المحسوس‬ ‫هو مصدر‬ ‫ما‬ ‫إذن‬ ‫‪:‬‬ ‫عادة‬ ‫ذلك يكون السؤال‬ ‫وعلى‬

‫أن نفسر وجوده ؟!‬ ‫يمكن‬

‫بل هي‬ ‫إيجابيا‪،‬‬ ‫شيئا‬ ‫ليست‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫إليها‬ ‫إنه ينظر‬ ‫‪،‬‬ ‫المادة‬ ‫الشر عند أفلوطين هو‬ ‫إن مصدر‬

‫الوجود من أعلى إلى أسفل‬ ‫لأن تسلسل‬ ‫؟‬ ‫لقد افترضها في فلسفته فقط‬ ‫‪.‬‬ ‫خالص‬ ‫سلبي‬ ‫وجود‬ ‫لا‬

‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫ما يرتد إلى أصله الميتافيزيقي إلى الخير المحض‬ ‫لكن سرعان‬ ‫بها‪،‬‬ ‫كان لابد أن ينتهي‬

‫الهابطة من أعلى‬ ‫في الحركة‬ ‫ضروري‬ ‫فوجودها‬ ‫ومع ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫يعني أن المادة هي الشر المطلق‬

‫إلى العالم‬ ‫او الخير المحض‬ ‫وأصله الواحد أو المطلق‬ ‫المعقول‬ ‫العالم‬ ‫أي من‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى أسفل‬

‫إن‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫ويعبر أفلوطين عن ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫السلبية‬ ‫بصورتها‬ ‫المادة‬ ‫هذه‬ ‫فيه‬ ‫تقبع‬ ‫الذي‬ ‫المحسوس‬

‫‪.28‬‬ ‫أ‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫دار القلم ببيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫كرم‬ ‫يوسف‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ )1‬نقلا عن‬ ‫(‬

‫‪. 281‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫عن نفس‬ ‫نفلا‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪. 148 -‬‬ ‫‪147‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫اليه‬ ‫الإشارة‬ ‫السابق‬ ‫كتابنا‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪) 3‬‬

‫غير‬ ‫رسالة ماجستير‬ ‫‪،‬‬ ‫الخير والشر في فلسفة أفلوطين‬ ‫‪:‬‬ ‫حمدون‬ ‫محمد‬ ‫عبدالله‬ ‫وانظر أيضا‪ :‬اسماء‬

‫‪.37 - 35‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫أ"‪2‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪ -‬جامعة‬ ‫الاَداب‬ ‫كلية‬ ‫‪،‬‬ ‫إشرافي‬ ‫منشورة تحت‬

‫‪402‬‬
‫ال!ل ال!اعللل‬

‫إذا‬ ‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫ينقصه قليل من الخير ليس شرا بحال‬ ‫ما‬ ‫الشر يكون في الحرمان المطلق من الخير‪ ،‬وإن‬

‫ذلك يكون الشر هنا‪،‬‬ ‫)‪ -‬فعند‬ ‫(المادة‬ ‫الهيولي‬ ‫حال‬ ‫مطلقا‪ -‬وهذه هي‬ ‫الخير‬ ‫كان الحرمان من‬

‫ازداد‬ ‫وكلما‬ ‫اْيضا‪،‬‬ ‫الشر‬ ‫مطلقا فكذلك‬ ‫كان الحرمان‬ ‫دماذا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الخير‪.‬‬ ‫قدر من‬ ‫له قط أي‬ ‫ما لي!‬ ‫وهو‬

‫‪.)1‬‬ ‫"(‬ ‫الحال‬ ‫الشر في‬ ‫الشر وكان‬ ‫طاقة جانب‬ ‫قويت‬ ‫الحرمان‬

‫وبين‬ ‫العالم‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫السابقة‬ ‫نفهم أفلوطين جيدا بين الهيولي‬ ‫حتى‬ ‫هنا‬ ‫وينبغي أن نميز‬

‫يسبق‬ ‫فيما‬ ‫إن الشر الحقيقي هو‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫منها الأشياء والعالم المحسوس‬ ‫الهيولي التي شكلت‬

‫بل في الحرمان‬ ‫‪،‬‬ ‫أي حرمان‬ ‫‪،‬‬ ‫لأن الشر ليس في حرمان‬ ‫إلا‬ ‫للأشياء‪ ،‬وما ذلك‬ ‫الهيولي المثكلة‬

‫في صورة‬ ‫أو بدت‬ ‫أو ارتبطت‬ ‫أو الهيولي تحددت‬ ‫المادة‬ ‫أن‬ ‫أنه طالما‬ ‫والمعروف‬ ‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬ ‫المطلق‬

‫"لم تعد‬ ‫أنه‬ ‫وهذا يعني عند أفلوطين‬ ‫‪.‬‬ ‫لم قعد مادة أو هيولي صرف‬ ‫فهي‬ ‫الأرسطي‬ ‫بالتعبير‬ ‫ما‬

‫أن‬ ‫نافيا‬ ‫أفلوطين‬ ‫ولهذا يقول‬ ‫أ(‪.)3‬‬ ‫الهيولي‬ ‫بل يكون الشر قبل‬ ‫‪،‬‬ ‫قائمة في الهيولي‬ ‫الشر‬ ‫حقيقة‬

‫من‬ ‫بها‬ ‫يلحق‬ ‫ما‬ ‫"وعليه ف!ن الأجساد في حقيقتها تكون شرا على قدر‬ ‫‪:‬‬ ‫الأجساد شرا مطلقا‬ ‫تكون‬

‫الأول أ(‪.)4‬‬ ‫الر‬ ‫ليست‬ ‫الهيولي ولكها‬

‫أن تكون الشر‪ ،‬بل الشر الأول هو الهيولي السابقة‬ ‫كان أفلوطين قد نفى عن الأجساد‬ ‫هـاذا‬

‫في حد ذاتها‬ ‫فمن باب أولى تكون النفس ليست‬ ‫‪،‬‬ ‫أو ذاك‬ ‫هذا الجسد‬ ‫على الدخول في لثكيل‬

‫دائما‬ ‫ثمّ‬ ‫من‬ ‫وهي‬ ‫؟‬ ‫شريرة ا(‪ .)5‬لأن ثمة نفوسا كالله تميل إلى الروح‬ ‫كل نفس‬ ‫ليست‬ ‫أنه‬ ‫شرا كما‬

‫كل ما كان فاقد الحد والوزن وفيه شرأ(‪ .)6‬وبالطبع‬ ‫عن الهيولي وعن‬ ‫أعرضت‬ ‫"‬ ‫لأنها‬ ‫طاهرة‬

‫عن‬ ‫أن تبتعد‬ ‫واستطاعت‬ ‫طاهرة وتقية‬ ‫فهي نفس‬ ‫الشاكلة‬ ‫تكون على نفس‬ ‫تستطيع أن‬ ‫فكل نفس‬

‫الأعمال التي‬ ‫فهي تتنوع !بدورها وفقا لجوهر‬ ‫‪،‬‬ ‫في ذلك‬ ‫لم تنجح‬ ‫أما إذا‬ ‫الرور‬ ‫الشر وممارسة‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)7‬‬ ‫بها"‬ ‫تتشكل‬

‫‪-‬‬ ‫الأول‬ ‫التاسوع‬ ‫‪،‬‬ ‫لبنان ببيروت‬ ‫مكتبة‬ ‫جبر‪،‬‬ ‫فريد‬ ‫العربية للدكتور‬ ‫الترجمة‬ ‫التاسوعات‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫أفلوطين‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص ‪.001‬‬ ‫‪،)5( 51‬‬ ‫ف ‪- 8‬‬


‫(‪ )2‬نفسه‪.‬‬

‫‪ )3‬نفسه‪.‬‬ ‫(‬

‫ص ‪.99‬‬ ‫‪،)4( 51‬‬ ‫تأ ‪ -‬ف ‪- 8‬‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫(‪ )4‬نفس المصدر‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫(‪ )5‬نفسه‪.‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 001‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 6‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 101‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m502‬‬
‫هلس!ه الدين‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫!أنه‬ ‫رأيه‬ ‫ففي‬ ‫بالطبع‬ ‫شريرة‬ ‫على أن نفوسنا ليست‬ ‫التأكيد‬ ‫إلى‬ ‫اْميل‬ ‫إن أفلوطين بوجه عام‬ ‫‪al‬‬
‫؟‬ ‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪،‬‬ ‫الشر قبل أن نكون‬ ‫الشر فطرنا‪ ،‬بل إنما كان‬ ‫على‬ ‫أننا‬ ‫بمعنى‬ ‫الشر‬ ‫أصل‬ ‫ينبغي أن نعتبر أنفسنا‬ ‫لا‬ ‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫للتفلت من‬ ‫وثمة مخرج‬ ‫‪،‬‬ ‫منهم‬ ‫فيهم على غير رضى‬ ‫يتحكم‬ ‫إنما‬ ‫في الناس‬ ‫يتحكم‬ ‫فالثحر الذي‬

‫قدرتهم‬ ‫حسب‬ ‫بالطبع‬ ‫وذلك‬ ‫إ(‪،)1‬‬ ‫مكفول لبعضهم وليس للجميع‬ ‫في النفس وهو‬ ‫القائم‬ ‫الشر‬

‫الأرضي‬ ‫هذا العالم‬ ‫من‬ ‫الانفكاك‬ ‫قدرتهم على‬ ‫وهيولاها وحسب‬ ‫على التحكم في أجسامهم‬

‫اللطيفة غير‬ ‫بفضل‬ ‫ة‬ ‫يمكنها باستمرار أن تظل مرتبطة بأصلها السماوي‬ ‫بحيث‬ ‫؟‬ ‫النفس‬ ‫وتصفية‬

‫"(‪.)2‬‬ ‫فيه‬ ‫الكاثنة‬ ‫الهيولانية‬

‫أبدا يحوم في عالم الفساد‪ ،‬عالمنا‬ ‫ة‬ ‫فهو‬ ‫لأرض‬ ‫ا‬ ‫هذه‬ ‫لن يزول من‬ ‫إن الشر عند أفلوطين‬

‫ظلم‬ ‫فلا‬ ‫منتظمة في سعيها؟‬ ‫في سيرها‪،‬‬ ‫منضبطة‬ ‫لأنها أبدا‬ ‫من كل شر‬ ‫بريئة‬ ‫هذا"؟ لأن "السماء‬

‫‪.)3(،‬‬ ‫والفوضى‬ ‫فالظلم‬ ‫الأرض‬ ‫أما ما على‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك‬ ‫ولا ما سوى‬ ‫هناك‬

‫سؤالا إلا‬ ‫قارئه‬ ‫لم يترك في ذهن‬ ‫أن مناقشة أفلوطين لمسألة الشر مناقشة مستفيضة‬ ‫والحقيقة‬

‫شريرة في‬ ‫)‬ ‫إدارة (الهيولي‬ ‫تكون‬ ‫كيف‬ ‫‪:‬‬ ‫عن سؤال يخص‬ ‫أجاب‬ ‫‪:‬‬ ‫المثال‬ ‫فعلى سبيل‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫وأجاب‬

‫وأجاب‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫من الكيفيات‬ ‫لديها شيء‬ ‫وليس‬ ‫المحمولات‬ ‫يحمل‬ ‫مجرد حامل‬ ‫فيه‬ ‫الوقت الذي هو‬

‫من المحتمل أن تمسي‬ ‫لأضحى‬ ‫مثالا‬ ‫كانت‬ ‫إنها لو‬ ‫بحيث‬ ‫؟‬ ‫لها كيفية‬ ‫أن‬ ‫!شريرة ليس بسبب‬ ‫بأنها‬

‫لها مثال ف!ن‬ ‫بما أنها ليس‬ ‫أنه‬ ‫يعني‬ ‫أ(‪ )4‬وهذا‬ ‫المتناقضين‬ ‫بينها وبين المثال ما بين‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫شريرة‬

‫إن‬ ‫والخير‪،‬‬ ‫لمثال الوجود‬ ‫العدم بالنسبة‬ ‫الث!ر فيها لأنها تمثل‬ ‫كان‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫العدم‬ ‫يكون‬ ‫مقابلها‬

‫الثامن من التاسوع الأول‬ ‫الفصل‬ ‫فقد خصص‬ ‫‪،‬‬ ‫وعلى أي حال‬ ‫أ(‪.)5‬‬ ‫والرذيلة‬ ‫العدم فيها هو الشر‬ ‫‪9‬‬

‫؟‬ ‫هو الشر وأين مصدره‬ ‫ما‬ ‫بأكمله لمناقشة هذه التساؤلات بصدد‬

‫)نفسه‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫(‪)2‬نفسه‪.‬‬

‫‪.01‬‬ ‫‪،‬صا‬ ‫(‪)6‬‬ ‫‪51‬‬ ‫‪-‬ف ‪- 8‬‬ ‫‪،‬تأ‬ ‫)نفسه‬ ‫(‪3‬‬

‫‪.501‬‬ ‫ص‬ ‫‪c‬‬ ‫‪)15(51‬‬ ‫تا ‪-‬ف ‪- 8‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪) 4‬نفسه‬

‫(‪)5‬نفسه‪.‬‬

‫‪602‬‬
‫ال!ل ال!امللل‬

‫السماوية‬ ‫الأديان‬ ‫الثر في‬ ‫مشكلة‬ ‫ثالثا‪:‬‬

‫في اليهودية‬ ‫للإنسان‬ ‫الأولى‬ ‫بالخطيئة‬ ‫يسمى‬ ‫بما‬ ‫الشر في الأديان السماوية ترتبط‬ ‫إن مشكلة‬

‫محاولة الخلاص‬ ‫دائما‬ ‫الإنسان‬ ‫على‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫آدم‬ ‫البشر فيهما خطيئة‬ ‫ورث‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫والمسيحية‬

‫السماويتان في تناول قضية الخلاص‬ ‫الديانتان‬ ‫هاتان‬ ‫وقد تشابهت‬ ‫‪.‬‬ ‫الموروثة‬ ‫من هذه الخطيئة‬

‫الخطيئة وكيفية التخلص‬ ‫صثكلة‬ ‫نثصأت‬ ‫ففي اليهودية والمسيحية‬ ‫؟‬ ‫علة الخطيئة‬ ‫رغم اختلاف‬

‫تحقيق الخلاص ل!نسان‬ ‫الذي وظيفته‬ ‫حيث تطورت عقيدة الخلاص والمسيح المخلص‬ ‫منها؟‬

‫الإنساني‬ ‫والشقاء‬ ‫المعاناة‬ ‫مشكلة‬ ‫فقد سيطرت‬ ‫‪،‬‬ ‫والبوذية والجينية‬ ‫أما في الهندوسية‬ ‫‪.‬‬ ‫الخطيئة‬ ‫من‬

‫كل واحدة من‬ ‫فقد حددت‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫الثسقاء؟‬ ‫وذلك‬ ‫المعاناة‬ ‫الإنسان من هذه‬ ‫أن يتخلص‬ ‫وضرورة‬

‫الإسلام فليس‬ ‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫فهي جميعا ديانات خلاصية‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫الديانات طريقها للخلاص‬ ‫هذه‬

‫بل هو‬ ‫‪،‬‬ ‫بذنب‬ ‫فيه لم يولد محملا‬ ‫إن الإنسان‬ ‫‪.‬‬ ‫فيه‬ ‫للإنسان‬ ‫مشكلة‬ ‫توجد‬ ‫لا‬ ‫لأنه‬ ‫دينا خلاصيا‬

‫بهذا نال‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫تقرب‬ ‫وكلما‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية‬ ‫الطاعة والالتزام بالشعائر‬ ‫عباد الله الذين عليهم‬ ‫من‬ ‫عبد‬

‫الإسلام بهذا الصدد مصطلحات‬ ‫يستخدم‬ ‫ولذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫لاقى العقاب‬ ‫ذلك‬ ‫وكلما خالف‬ ‫‪،‬‬ ‫الثواب‬

‫فلا‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫إ‪،‬‬ ‫الفلاح‬ ‫‪9‬‬ ‫و‬ ‫وأالفوزأ‬ ‫ا‬ ‫"النجاة‬ ‫‪:‬‬ ‫الخلا ص" مثل مصطلح‬ ‫‪9‬‬ ‫عن مصطلح‬ ‫مختلفة‬

‫لتحقيق‬ ‫؟‬ ‫من الأفعال‬ ‫بل يوجد مبدأ المسئولية الشخصية‬ ‫‪،‬‬ ‫من الخطيئة‬ ‫ل!سلام‬ ‫يوجد مخلص‬

‫أفعال الخير‬ ‫من‬ ‫الاَخر‬ ‫على الجانب‬ ‫وبالإكثار‬ ‫والشرور‪،‬‬ ‫عن المعاصي‬ ‫بالبعد‬ ‫النجاة والفوز‬

‫(‪.)1‬‬ ‫عن المحرمات‬ ‫والبُعد‬ ‫أعمال الحلال‬ ‫ومواصلة‬

‫والمتكلمين‬ ‫الفقهاء‬ ‫جدلا واسعا بين‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫في الإسلام قد لاقت‬ ‫الخير والشر‬ ‫إن مشكلة‬

‫قضية القدر‬ ‫حول‬ ‫من حديث‬ ‫بها‬ ‫بقضية "الجبر والاختيار! وما ارتبط‬ ‫والفلاسفة فيما عرف‬

‫يتعلق بالمَكليف‬ ‫فيما‬ ‫بالبشر‬ ‫الله‬ ‫علاقة‬ ‫الأفعال وقضية‬ ‫وخلق‬ ‫الإرادة‬ ‫وقضية حرية‬ ‫‪،‬‬ ‫خيره وشره‬

‫اَيات القرآن ذاتها‬ ‫وكم كانت‬ ‫‪.‬‬ ‫بالقضايا السابقة‬ ‫وعلاقتهما‬ ‫الأخرويين‬ ‫والعقاب‬ ‫والثواب‬

‫الكريمة‪:‬‬ ‫الاَية‬ ‫نذكر منها‬ ‫لمناقشة هذه القضية‬ ‫دافعا لهؤلاء الفقهاء والمتكلمين والفلاسفة‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.692‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫خليفة حسن‬ ‫انظر‪ :‬د‪ .‬محمد‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.124‬‬ ‫ص‬ ‫هامش‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نصار‪ :‬نفس المرجع‬ ‫عصمت‬ ‫‪:‬‬ ‫وكذلك‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪702.‬‬
‫الدين‬ ‫ملسطه‬ ‫الى‬ ‫‪ -‬د‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫مدح‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬
‫الكريمة‬ ‫والاَية‬ ‫تُزجَعُونَ"(‪،)1‬‬ ‫!إلَيْنَا‬ ‫بِاَلمثعزِوَاَجميزِفِتنَةَ‬ ‫وَنَتلُوكُم‬ ‫اتمَؤتِ‬ ‫ذَآ!قَةُ‬ ‫نَفسو‬
‫‪a‬‬
‫‪kt‬‬
‫!حُ!‬
‫‪ab‬‬
‫‪eh‬‬
‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬
‫الآية‬ ‫وكذلك‬ ‫تَغلَمُوتَأ(‪،)2‬‬ ‫وَأنتُزلَا‬ ‫يَغلَمُ‬ ‫وَاَللهُ‬ ‫فكُثم‬ ‫شَ!‪4‬‬ ‫وَهُوَ‬ ‫شَئا‬ ‫تُحِبوأ‬ ‫أن‬ ‫ةوَعَسَئ‬

‫وبالطبع‬ ‫‪ْ)3‬‬ ‫رَشَدا)(‬ ‫رَ!غ‬ ‫بِهِتم‬ ‫ارَادَ‬ ‫اش‬ ‫آلأزضِ‬ ‫فِى‬ ‫ارِددَ بِمَن‬ ‫أيثَو‬ ‫نَذرِئ‬ ‫لَا‬ ‫إوَانا‬ ‫‪:‬‬ ‫الكريمة‬

‫قد عصى‬ ‫البداية‬ ‫من‬ ‫إنه‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫للشر في الإسلام‬ ‫ف!ن إبلي!ى أو الشيطان يلعب دورا هاما كمصدر‬

‫لمؤمنين‬ ‫ا‬ ‫لبشر‬ ‫ا‬ ‫من آيات تحض‬ ‫وكم‬ ‫‪،‬‬ ‫وصفه‬ ‫حسب‬ ‫لمكانة والخلقة‬ ‫ا‬ ‫لأقل منه في‬ ‫ا‬ ‫بالبشر‬ ‫ربه وتربص‬

‫اَجمظ سِ‪)4(،‬‬ ‫إآتوَشوَاسِ‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫اللعين‬ ‫هذا الإبليس‬ ‫ومن‬ ‫الرجيم‬ ‫هذا الشيطان‬ ‫الاستعاذة من‬ ‫على‬

‫طريق الشر‪.‬‬ ‫طريق الخير ويدفعهم دفعا إلى سلوك‬ ‫البشر في سلوك‬ ‫يشكك‬ ‫ما‬ ‫دائما‬ ‫الذي‬

‫بالخطورة التي كانت عيها‬ ‫والصمر في نظر الإسلام لم تكن مع كل ذلك‬ ‫الخير‬ ‫إن قضية‬

‫ف!ن أراد‬ ‫‪،‬‬ ‫إرادة الإنسان‬ ‫على‬ ‫تتوقف‬ ‫قلنا‬ ‫كما‬ ‫لأن المسألة في الإسلام‬ ‫؟‬ ‫في اليهودية والمسيحية‬

‫فعل‬ ‫تلين نحو‬ ‫لا‬ ‫ب!رادة‬ ‫الشعائر‬ ‫بعقيدته وقرأ قرآنه ومارس‬ ‫بالله وتمسك‬ ‫استعاذ‬ ‫قهر الث!يطان‬

‫الشيطان وسيتعد‬ ‫تأثير‬ ‫حتما من‬ ‫وهو بهذا سينجو‬ ‫‪.‬‬ ‫والمحرمات‬ ‫الخيرات والبعد عن السيئات‬

‫والمقيم للشعائر‪،‬‬ ‫للقراَن‬ ‫الإنسان المتعبد‪ ،‬القارئ‬ ‫على‬ ‫سلطان‬ ‫لا‬ ‫حيث‬ ‫‪.‬‬ ‫طريقه ويهزمه‬ ‫عن‬

‫على‬ ‫مَن يتوكل‬ ‫إن‬ ‫وَ!لَا‪،)3(،‬‬ ‫‪ُ5‬‬ ‫فَاتخِذْ‬ ‫هُوَ‬ ‫الا‬ ‫إِلَهَ‬ ‫‪ :‬ألَآ‬ ‫والعدل‬ ‫الحق‬ ‫الله‬ ‫إلا سلطان‬ ‫سلطان‬ ‫لا‬

‫فمن‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫أي سلطان‬ ‫أو لإبيس‬ ‫وكيله ولا يكون للشيطان‬ ‫الله‬ ‫يكون‬ ‫أفعاله‬ ‫الله ويتقيه في‬
‫عه "َ‬ ‫ء‪َ،‬‬ ‫عه‬ ‫يَ‬
‫وَاؤلبكَ همُ‬ ‫اللَّهِ‬ ‫يُرِيدُونَ وَتجهَ‬ ‫لِلذِيفَ‬ ‫خَيرُ‬ ‫و أذَالِكَ‬ ‫‪.)6( ،‬‬ ‫فلهُو خَيْرمِّ!ا‬ ‫جَاَءَ بِاَلحَسَنَةِ‬ ‫ة‬

‫و إذَالِكَ‬ ‫>‬ ‫(‪)8‬‬ ‫وَعَكَ رَ!تم !تَوَممونَ!‬ ‫ءَامَنُوأ‬ ‫لِلذِفىَ‬ ‫خَثروَاتقَى‬ ‫الدهِ‬ ‫عِدَ‬ ‫وةوَمَا‬ ‫الْمُقلِحُونَ"(‪،)7‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لأنبياء‬ ‫ا‬

‫‪.216‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البقرة‬

‫‪.‬‬ ‫‪01‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الجن‬

‫‪. 4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الناس‬

‫‪. 9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المزمل‬

‫‪.84‬‬ ‫‪:‬‬ ‫القصص‬

‫‪.38‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الروم‬

‫‪.‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الثورى‬

‫‪802‬‬
‫ال!مل ال!اعللل‬

‫إوَلَؤ ا‪!،‬تم فَعَلُوأ‬ ‫لَهُم‪.)2(،‬و‬ ‫خَقرُا‬ ‫لَ! نَ‬ ‫اَلْحِتنب‬ ‫اهْلُ‬ ‫ءَامَفَ‬ ‫خَمرلًكُزوَاطهَرُ*‪.)1(،‬وإوَلَؤ‬

‫تَثبِيتا‪.)3(،‬‬ ‫وَأشَا‬ ‫ثتم‬ ‫خَيرُا‬ ‫!نَ‬ ‫بِهِء‬ ‫!وعَظُونَ‬ ‫مَا‬

‫والتماسه‬ ‫تتبع طريقه‬ ‫إذا‬ ‫لإنسان‬ ‫ا‬ ‫وبيد‬ ‫الله‬ ‫فالخير من‬ ‫رؤية القرآن نفسه للخير والشر‪،‬‬ ‫هي‬ ‫تلك‬

‫طريق الإيمان وتتبع خطوات‬ ‫عن‬ ‫تنكب‬ ‫التي‬ ‫الشر فهو من ذات الإنسان‬ ‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫بالعبادة والتقوى‬

‫تِجدُوهُ‬ ‫خَقم‬ ‫ئِن‬ ‫لأنفُسِكُر‬ ‫تُقَذِمُوا‬ ‫وَمَا‬ ‫‪،)4(،‬وة‬ ‫ثتم‬ ‫يَكُ خَترا‬ ‫يَتُوبُوا‬ ‫‪ :‬إفَ!ن‬ ‫ذلك‬ ‫‪ .‬ومع‬ ‫الشيطان‬

‫ف!ن‬ ‫عام‬ ‫وبوجه‬ ‫يَرَهُوأ(‪،)6‬‬ ‫شَوا‬ ‫ذَوةٍ‬ ‫مِثقَالَ‬ ‫!غمَل‬ ‫أتجرم "(‪،)5‬إوَمَن‬ ‫وَأعْظَمَ‬ ‫خَئرا‬ ‫آلثهِ هُوَ‬ ‫عِندَ‬

‫ئِق خَز‬ ‫لأَناُلسِكُر‬ ‫وَمَا تُقَذِمُوأ‬ ‫اَثبرلةِ"(‪،)7‬ة‬ ‫خَترُ‬ ‫!‬ ‫اؤلبكَ‬ ‫لصبخَتِ‬ ‫اَ‬ ‫وَ!لُوا‬ ‫ءَامَنُوا‬ ‫إالذِينَ‬

‫بِاَثمَغزوفِ‬ ‫ةوًيأمُرُوتَ‬ ‫‪:‬‬ ‫لمن‬ ‫الخير‬ ‫ان الخيركل‬ ‫وَاغظَمَ أتجرم إ(‪.)8‬‬ ‫خَترا‬ ‫هُوَ‬ ‫اَللَّهِ‬ ‫عِندَ‬ ‫تحدُوهُ‬

‫آقضَيزتُ‬ ‫لَهُمُ‬ ‫ف!ن ‪:‬ةوَاؤلبر‬ ‫وبالطبع‬ ‫(‪.)9‬‬ ‫اَقخَئزتِ!‬ ‫فِى‬ ‫عَنِ آتمُنكَرِ وَلُسَرعُوتَ‬ ‫وًينهَوْنَ‬

‫الْخَئزت‬ ‫فِى‬ ‫يُسَرعُوتَ‬ ‫ةصانُوا‬ ‫لأنهم‬ ‫إلا‬ ‫ذلك‬ ‫وما‬ ‫اَتمُقلِحُو "(‪)01‬‬ ‫هُمُ‬ ‫وَاؤلبكَ‬

‫سَبِقُونَ‪.)12(،‬‬ ‫لَمَا‬ ‫وَهُتم‬ ‫آخمئزت‬ ‫فِى‬ ‫إيُسَرعُونَ‬ ‫كانوا‬ ‫أنهم‬ ‫كما‬ ‫‪،)11(9‬‬ ‫وَرَهَبَا‬ ‫وًيذعُونَنَا رَغَبا‬

‫الفقهاء والمتكلمين والفلاسفة حول‬ ‫وفرق‬ ‫بين طوائف‬ ‫فمهما كان الخلاف‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬

‫تلك النصوص‬ ‫ف!ن رؤية الإسلام من خلال‬ ‫الجبر والاختيارأ‪،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫الخير والثمر في ضوء‬ ‫قضية‬

‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫دلة‬ ‫لمجا‬ ‫ا‬

‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫‪:‬‬ ‫عمران‬ ‫آل‬

‫‪.66‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النساء‬

‫‪.74‬‬ ‫‪:‬‬ ‫التوبة‬

‫‪.02‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المزمل‬

‫‪. 7‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الزلزلة‬

‫‪.‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪:‬‬ ‫البينة‬

‫‪.‬‬ ‫‪02‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المزمل‬

‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عمران‬ ‫اَل‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪:‬‬ ‫) التوبة‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪.09‬‬ ‫) الأنبياء‪:‬‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪.61 :‬‬ ‫) المؤمنون‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪902 +‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!ه‬ ‫إلى‬‫عدح ل حهديد‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫ف!ن هؤلاء‬ ‫أفعالهم‬ ‫أقدار البشر وحدد‬ ‫حفظ‬ ‫أن اللوح المحفوظ‬ ‫الرغم من‬ ‫إذ على‬ ‫‪al‬‬
‫واضحة‬
‫‪،‬‬ ‫‪-m‬‬ ‫؟‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫فضلا‬ ‫عليهم القدر‪،‬‬ ‫الذي سجله‬ ‫هذه الحياة لم يكونوا يعلمون بهذا‬ ‫وجودهم في‬ ‫البشر حال‬ ‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫عليهم‬ ‫ومن ثئم حق‬ ‫‪.‬‬ ‫فشر‬ ‫إن خيرا فخير !ان شرا‬ ‫الواعية‬ ‫أنهم اكتسبوا أفعالهم ب!رادتهم‬ ‫عن‬

‫وبالتوبة يمكن‬ ‫‪.‬‬ ‫أخطأ‬ ‫لمن‬ ‫التوبة مفتوح‬ ‫ف!ن باب‬ ‫إبليس‬ ‫غواية الشيطان‬ ‫ورغم‬ ‫‪،‬‬ ‫والعقاب‬ ‫الثواب‬

‫ذافي‬ ‫أو‬ ‫من هذا الذنب‬ ‫يخلصه‬ ‫مَن‬ ‫دون حاجة لمساعدة‬ ‫لأي إنسان أخطأ أن يعود إلى جادة الصواب‬

‫ينتظر‬ ‫ما‬ ‫دائما‬ ‫وهو الذي‬ ‫‪،‬‬ ‫دعاه‬ ‫إذا‬ ‫المضطر‬ ‫من حبل الوريد‪ ،‬وهو الذي يجيب‬ ‫إليه‬ ‫لأن الله أقرب‬

‫يَتُوبَ عَلَيتحُثم ‪،)1(،‬‬ ‫ان‬ ‫يُرِيدُ‬ ‫وَاَدلهُ‬ ‫ة‬ ‫من أحد‪،‬‬ ‫وساطة‬ ‫دون‬ ‫من عباده هذه التوية فيغفر لهم ذنويهم‬

‫إوَمَن تَابَ وَعَمِلَ صبحًا‬ ‫عَلَط "(‪،)2‬‬ ‫يَتُوبُ‬ ‫اَلئهَ‬ ‫فَ!ت‬ ‫وَأضلَحَ‬ ‫ةفَمَن تَابَ مِن بَغدِ ظُقِصِ‬

‫يَتُوبُوأ‬ ‫ظَن‬ ‫وة‬ ‫(‪.)4‬‬ ‫وَاَتمُؤمِصهة‬ ‫اَتمُؤمِنِنَ‬ ‫عَلَى‬ ‫اَلثهُ‬ ‫مَتَائاأ(‪ ،)3‬أوَ‪-‬صتُوبَ‬ ‫اللَّهِ‬ ‫الَى‬ ‫!تُوبُ‬ ‫فَ!نهُر‬

‫وةوَتُوبُؤأ‬ ‫بخَهَ!أ(‪،)6‬‬ ‫اَلشؤءَ‬ ‫يَغمَلُونَ‬ ‫لِلذِيفَ‬ ‫اَللَّهِ‬ ‫عَلَى‬ ‫اَلتؤبَةُ‬ ‫و"اِنمَا‬ ‫)‪.‬‬ ‫(‪5‬‬ ‫‪4‬‬ ‫!تم‬ ‫خَترا‬ ‫يَكُ‬

‫لَعَلكُرْتُفْلِحُوتَ‪.)7(،‬‬ ‫اَتمُؤْمِنُوتَ‬ ‫أ‪،‬يهَ‬ ‫جمَيعَا‬ ‫اَللهِ‬ ‫الَى‬

‫وهكذا تجد الإسلام في معالجته لقضية الخير والشر معالجة واعية بمعني الخير والشر‪ ،‬واعية‬

‫الموت أن يتوبوا‬ ‫لحظة‬ ‫وحتى‬ ‫لأتباعه‬ ‫ومع ذلك يفتح الاسلام الطريق‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫الشر محذرة‬ ‫بأصل‬

‫طالما كان‬ ‫به‬ ‫ظن عبده‬ ‫عند حسن‬ ‫دائما‬ ‫والله‬ ‫ارتكبوها‪،‬‬ ‫أو شرور‬ ‫عن أي ذنوب‬ ‫الله‬ ‫وش!تغفروا‬

‫الرحِمُ‪.)8( ،‬‬ ‫القرآنية هو إاَقوابُ‬ ‫الاَيات‬ ‫عشرات‬ ‫بنص‬ ‫الله‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫استغفاره وتوبته توبة صادقة‬

‫‪. 27‬‬ ‫‪:‬‬ ‫النساء‬

‫‪.‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لما ندة‬ ‫ا‬ ‫(‪2‬‬

‫‪. 7‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ن‬ ‫الفرقا‬ ‫(‪3‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪:‬‬ ‫اب‬ ‫لأحز‬ ‫ا‬ ‫(‪4‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪74‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لتوبة‬ ‫ا‬


‫(‪5‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لنساء‬ ‫ا‬ ‫(‪6‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪31‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لنور‬ ‫ا‬


‫(‪7‬‬

‫يلي‪:‬‬ ‫ما‬ ‫القرَانية‬ ‫الآيات‬ ‫من‬ ‫راجع‬ ‫(‪8‬‬

‫‪) 12‬‬ ‫آية‬ ‫‪:‬‬ ‫الحجرات‬ ‫(‬ ‫‪-‬‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪401‬‬ ‫آية‬ ‫‪:‬‬ ‫(التوبة‬ ‫‪-‬‬ ‫)‬ ‫‪016 ،‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪54c‬‬ ‫‪،37‬‬ ‫اَية‬ ‫‪:‬‬ ‫البقرة‬ ‫(‬

‫‪.‬‬ ‫‪)3‬‬ ‫اَية‬ ‫‪:‬‬ ‫النصر‬ ‫(‬ ‫) ‪-‬‬ ‫‪16‬‬ ‫آية‬ ‫‪:‬‬ ‫لنساء‬ ‫ا‬ ‫(‬ ‫‪-‬‬

‫‪+021‬‬
‫ال!مل ال!اعللل‬

‫عنه وسلوك‬ ‫بالبُعد‬ ‫إيمانهم‬ ‫كابتلاء للمؤمنين حتى يصدق‬ ‫إلا‬ ‫إن الشر لم يوجد في الإسلام‬

‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫قلنا‬ ‫كما‬ ‫مصراعيه‬ ‫على‬ ‫العودة إلى الله مفتوح‬ ‫فطريق‬ ‫أخطأ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الدوام‬ ‫الخير على‬ ‫طريق‬

‫‪ -‬هو في واقع الحال ‪ -‬دافع إلى الخير ومرشد‬ ‫لأنه‬ ‫خير‬ ‫الله‬ ‫عند‬ ‫إنما‬ ‫نظنه شرا‬ ‫ما‬ ‫اعتقادي ان كل‬

‫والاَثام‬ ‫الشرور‬ ‫هذه‬ ‫انكشفت‬ ‫لنعرفها ونتجنبها وقد‬ ‫لا‬ ‫إ‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫لم توجد‬ ‫إن الشرور‬ ‫‪.‬‬ ‫إلى طريقه‬

‫ليحيا حياة‬ ‫؟‬ ‫إلا اتباع أوامر الله ورسوله‬ ‫المؤمن‬ ‫فلم يعد أمام الإنسان‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الله عنه‬ ‫فيما نهى‬

‫نهى عنه‪،‬‬ ‫ما‬ ‫وعليه في ذات الوقت أن يبتعد عن كل‬ ‫‪.‬‬ ‫الثواب‬ ‫الإيمان والتقوى والخير ويلقى كل‬

‫القدامى‪،‬‬ ‫كما قال الفلاسفة‬ ‫بأضدادها‬ ‫الأشياء تعرف‬ ‫كانت‬ ‫دهاذا‬ ‫‪.‬‬ ‫والاَثام‬ ‫الشرور‬ ‫هذا تكمن‬ ‫ففي‬

‫الشر قد‬ ‫وطريق‬ ‫‪،‬‬ ‫ورسوله‬ ‫الله‬ ‫في أوامر‬ ‫الخير قد اتضح‬ ‫الشر‪ .‬ومادام طريق‬ ‫ف!ن الخير ضده‬

‫في‬ ‫على ذلك‬ ‫الحلال بتن والحرام بتن كما اصطلح‬ ‫فقد أصبح‬ ‫‪.‬‬ ‫ورسوله‬ ‫الله‬ ‫بنواهي‬ ‫اتضح‬

‫تشابه عليه‪،‬‬ ‫لو‬ ‫أن يحذر طريق الحرام حتى‬ ‫إلا‬ ‫وما على المرء المؤمن‬ ‫‪.‬‬ ‫الدين الإسلامي الحنيف‬

‫ليكون من المتقين الناجين الذين يلقون الثواب العظيم في‬ ‫؟‬ ‫بفعل الخيرات‬ ‫الله‬ ‫إلى‬ ‫وأن يتقرب‬

‫الحياة الآخرة ‪.‬‬

‫الشر في الفلسفة الحديثة‬ ‫رابعا‪ :‬مشكلة‬

‫مونتاني‪:‬‬ ‫عند‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫فلاسفة الدين طوال العصور الوسطى‬ ‫الشر في العالم لدى معظم‬ ‫علاج مشكلة‬ ‫وقد تواصل‬

‫لكن كان من أبرز هؤلاء‪ :‬مونتاني وفولتير وكانط وهيجل‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫النهضة‬ ‫وعصر‬

‫في‬ ‫في عام ‪ 2915‬م‪ ،‬فقد كان من أوائل الشكاك‬ ‫أما مونتاني الذي ولد في عام ‪ 1533‬م ومات‬

‫بيرون وحتى عصره ‪،‬‬ ‫منذ‬ ‫الارتيابِن والث!كاك‬ ‫وافق على معظم حجج‬ ‫حيث‬ ‫!‬ ‫العصر الحديث‬

‫إلى عقائد‬ ‫الشك‬ ‫وقد مد ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫الشاكة في قيمة العقل وقيمة الحواس‬ ‫فقد وافقهم على حججهم‬

‫وبذات الطريقة‬ ‫جميعهم‬ ‫البشر يحكمون‬ ‫بأن‬ ‫الزعم‬ ‫ذلك‬ ‫والشر‪ ،‬وحارب‬ ‫الخير‬ ‫الناس حول‬

‫هو والشر حيث‬ ‫حيث‬ ‫الخير‬ ‫ويرون جميعهم‬ ‫‪،‬‬ ‫وعلى ما هو غير صحيح‬ ‫على ما هو صحيح‬

‫فما يقال عن الشرائع التي‬ ‫‪،‬‬ ‫التاريخ‬ ‫ولم يقرءوا‬ ‫هو حولهم‬ ‫ما‬ ‫يلتفتون إلى‬ ‫لا‬ ‫هو‪ ،‬وأكد أن هؤلاء‬

‫تصدر‬ ‫لا‬ ‫صادرة عن طبيعة الأشياء هي‬ ‫إنها‬ ‫والتي نقول عنها‬ ‫‪،‬‬ ‫البشر والضمير الإنساني‬ ‫يتبناها‬

‫‪ht‬‬ ‫العادة (‪.)1‬‬ ‫في الحقيقة إلا عن‬


‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬
‫ببيروت ‪، l-m‬‬ ‫عويدات‬ ‫منثورات‬ ‫صقر‪،‬‬ ‫نبيه‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫فلسفته‬ ‫‪-‬‬ ‫حياته‬ ‫‪:‬‬ ‫مونتانى‬ ‫‪،‬‬ ‫كريسون‬ ‫أندريه‬ ‫) انظر‪:‬‬ ‫(‪1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.41 - 04‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫‪839‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m211‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫ال‬ ‫جديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫الظن الذي جعل‬ ‫من ذلك‬ ‫أن يخفف‬ ‫ويحاول‬ ‫‪،‬‬ ‫والتجبر الإنساني‬ ‫التكبر‬ ‫إن مونتاني يحارب‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫أليس للطائر الصغير كل الحق في أن يفكر‬ ‫‪:‬‬ ‫ساخرا‬ ‫ويتساءل‬ ‫‪،‬‬ ‫الكون‬ ‫محور‬ ‫أنه‬ ‫‪ h.c‬الإنسان يتصور‬
‫‪om‬‬

‫؟! وينتقل من تلك السخرية إلى السخرية من الإنسان الملحد‬ ‫كما يفكر هذا ايإنسان المتغطرس‬

‫يكون‬ ‫لا‬ ‫وأن ما لا يطابق أفكاره‬ ‫كل شيء‬ ‫يعرف‬ ‫بأنه‬ ‫الظن الأجوف‬ ‫الذي يأتي إلحاده من ذلك‬

‫(‪)1‬‬ ‫صحيحا‪.‬‬

‫في‬ ‫الشر موجود‬ ‫اْن‬ ‫بما‬ ‫‪:‬‬ ‫الملحد يبدو حينما يقول‬ ‫لدى‬ ‫الظن الأجوف‬ ‫هذا‬ ‫وأول ظواهر‬

‫إيجاد‬ ‫لله‬ ‫فلم يكن ممكنا‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫عن‬ ‫شيء‬ ‫صدور‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫أنه‬ ‫وبما‬ ‫ليس بموجود‪،‬‬ ‫فالله‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬

‫"الادعاء الجنوني‬ ‫من‬ ‫بأنه‬ ‫المتغطرسين‬ ‫الملحدين‬ ‫هؤلاء‬ ‫ويرد مونتاني على‬ ‫‪.‬‬ ‫مادة‬ ‫غير‬ ‫من‬ ‫الكون‬

‫في أيدينا مفاتيح أحكامه‬ ‫الله‬ ‫هل وضع‬ ‫إذ‬ ‫‪.‬‬ ‫نراه يوافق تفكيرنا‪.‬‬ ‫لا‬ ‫كل ما‬ ‫بالمستحيل‬ ‫أن نصم‬

‫ترفع‬ ‫التي‬ ‫مونتاني ‪ -‬من سنبلة الحنطة‬ ‫الملحد أن يتخذ ‪ -‬فيما يضيف‬ ‫إن على‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫وأدلة قدرته‬

‫وأن يحذر تهور عقله‬ ‫‪،‬‬ ‫عبء جهله‬ ‫تحت‬ ‫ينسحق‬ ‫وهىِ ممتلئة أن‬ ‫وتخفضه‬ ‫فاركة‬ ‫رأسها وهي‬

‫الجامح "(‪.)2‬‬

‫وقد استخدمها‬ ‫‪،‬‬ ‫مونتاني‬ ‫فلسفة‬ ‫اللاذعة هي من سمات‬ ‫والسخرية‬ ‫والتشكيك‬ ‫النقد‬ ‫إن هذا‬

‫في وجود‬ ‫تكئة للتثكيك‬ ‫العالم‬ ‫الشر في‬ ‫من وجود‬ ‫للرد على هؤلاء الملحدين الذين يتخذون‬

‫هؤلاء البشر فبدلا من‬ ‫المتهافت أحد أمراض‬ ‫وراء الفضول‬ ‫مونتاني أن الركض‬ ‫اعتبر‬ ‫ولقد‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬

‫ومن‬ ‫؟‬ ‫يملكون‬ ‫لا‬ ‫ما‬ ‫وراء‬ ‫يسعون‬ ‫‪،‬‬ ‫التي لديهم‬ ‫بالخيرات‬ ‫إلى الراحة والتمتع بسلام‬ ‫أن يخلدوا‬

‫الو كان حكيما لثفن‬ ‫بأنه‬ ‫الإنسان عموما‬ ‫فهو ينصح‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫في كل شيء‬ ‫بأنفسهم‬ ‫يزجون‬ ‫ثمّ‬

‫أن تفيد به حياته ‪.)3(،‬‬ ‫إلى ما يمكنها‬ ‫بالنسبة‬ ‫الأشياء‬

‫حاول‬ ‫حينما‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫السابقة‬ ‫بالعبارة‬ ‫قال‬ ‫إلى أبيقور حينما‬ ‫الفلاسفة‬ ‫إن مونتاني كان أقرب‬

‫حينما قال بأننا‬ ‫‪،‬‬ ‫والاَلام‬ ‫الشرور‬ ‫ما تعانيه أنفسنا من‬ ‫الأبيقورية في علاج‬ ‫أ‬ ‫"الروشتة‬ ‫من‬ ‫أن يستفيد‬

‫السلام في داخلنا‪ ،‬ولنحذر في ذات‬ ‫نريد أن نذوق طعم‬ ‫كنا‬ ‫ميولنا وأهواءنا إن‬ ‫أن ننظم‬ ‫يجب‬

‫من‬ ‫لنا‬ ‫تتهيأ‬ ‫باللذة حينما‬ ‫الاستمتاع‬ ‫لنا‬ ‫تتيح‬ ‫فرصة‬ ‫أية‬ ‫ولا نمنع أنفسنا من‬ ‫‪،‬‬ ‫الباطل‬ ‫التقشف‬ ‫الوقت‬

‫لكن في وسعنا‬ ‫‪،‬‬ ‫نلغيه‬ ‫في وسعنا أن‬ ‫شر وليس‬ ‫الألم‬ ‫يقر كأبيقور بأن‬ ‫إنه‬ ‫غير أن تكون ضارة بأحد‪.‬‬

‫‪.48‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪. 05 - 94‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪.54‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪212‬‬
‫الععل الثامللل‬

‫أيضا‬ ‫(‪ .)1‬وهو‬ ‫والاحتمال‬ ‫وبالصبر‬ ‫في تقبله بالابتسام‬ ‫وأن نجتهد‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫أن لا نبالغ في الخوف‬

‫ويعتبر أن الذين يتألمون ويضطربون‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫الحديث‬ ‫يتألم إزاء‬ ‫ولا‬ ‫الموت‬ ‫يخشى‬ ‫لا‬ ‫كاْبيقور‬

‫الذهاب رفقتهم (‪.)2‬‬ ‫منه بلهاء؟ لأن الواقع أن اَلاف البشر يموتون كل يوم ولا ينبغي ان نخشى‬

‫ومع ذلك فهو يدعو‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫ولا ينسبها إلى‬ ‫من شرور‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫يخشى‬ ‫لا‬ ‫ف!ن مونتاني‬ ‫وببساطة‬

‫الإنسان لأن يتشبه‬ ‫فيها‬ ‫يسعى‬ ‫لا‬ ‫الطبيعة البشرية المعتدلة التي‬ ‫إنسانية تستند على‬ ‫إلى فلسفة‬

‫هنا فقد‬ ‫(‪ .)3‬ومن‬ ‫ومحبوبة‬ ‫إلى أن يحيا حياة حلوة‬ ‫يسعى‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬ ‫فيها بالبهائم‬ ‫ولا أن يتشبه‬ ‫‪،‬‬ ‫بالملائكة‬

‫بأن مونتاني قد‬ ‫‪ -‬وبرر ذلك‬ ‫أندريه كريسون‬ ‫تعبير‬ ‫‪ -‬على حد‬ ‫وثنيا مائة بالمائة‬ ‫عد مونتاني ملحدا‬

‫منها‪ ،‬وأن لديه‬ ‫تحذرنا‬ ‫الديانة المسيحية‬ ‫التي ما برحت‬ ‫إلى الثقة الكاملة بالطبيعة البشرية‬ ‫دعى‬

‫عن العقيدة‬ ‫البعيدة‬ ‫هذه الأفكار‬ ‫مثلا على‬ ‫وضرب‬ ‫‪،‬‬ ‫بصلة إلى العقيدة الكاثوليكية‬ ‫تمت‬ ‫لا‬ ‫أفكارا‬

‫الانتحار ولا يعتبره شرا(‪.)4‬‬ ‫مونتاني كان يحبذ‬ ‫باْن‬

‫عند فولتير‪:‬‬ ‫)‬ ‫ب‬ ‫(‬

‫أي بعد مونتاني‬ ‫؟‬ ‫م‬ ‫الشهير الذي ولد عام ‪4916‬‬ ‫التنوير‬ ‫عصر‬ ‫أن فولتير فيلسوف‬ ‫والطريف‬

‫بل‬ ‫الساخرة وأسلوبه الت!ثكيكي‪،‬‬ ‫في روحه‬ ‫وخاصة‬ ‫قاله‬ ‫مما‬ ‫الكثير‬ ‫بقرن كامل يكاد ي!فق معه في‬

‫في‬ ‫عليه بأن اسلوبه الثمكي وعباراته التي استخدمها في ذلك كانت أكثر قوة ووضوحا‬ ‫زاد‬ ‫ربما‬

‫إذ‬ ‫؟‬ ‫السيد المسيح‬ ‫الكنيسة باسم‬ ‫فيما يردده زعماء‬ ‫فهو يتشكك‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫عما يريد السخرية‬ ‫الكشف‬

‫‪.)5(".‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأصلية‬ ‫الخطيئة‬ ‫أجتث‬ ‫كي‬ ‫وسأموت‬ ‫لقد جئت‬ ‫‪:‬‬ ‫اْناجيله‬ ‫لم يقل مطلقا في‬ ‫المسيح‬ ‫!‬ ‫أن‬ ‫يرى‬

‫ولا يجب‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫‪9‬‬ ‫بل يعود ليقول إنه‬ ‫‪،‬‬ ‫من زعماء الكنيسة‬ ‫عند حد السخرية‬ ‫يتوقف‬ ‫لا‬ ‫وهو‬

‫‪،‬‬ ‫والكذب‬ ‫السخافات‬ ‫من‬ ‫نسيج‬ ‫فالدين المسيحي‬ ‫‪.‬‬ ‫وعقائدها‬ ‫الاعتقاد بأساطير المسيحية‬

‫إ(‪.)6‬‬ ‫أإ‬ ‫الإلهية‬ ‫البلاهة‬ ‫‪9‬‬ ‫العالم‬ ‫نفسه إلا إذا أبقى في‬ ‫أن يدافع عن‬ ‫ولا يمكن‬

‫‪.95 - 56‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‬

‫ص ‪.01‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.61‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫ص ‪.73‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫الدين‪،‬‬ ‫محي‬ ‫‪ :‬د‪ .‬صباح‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫حياته ‪ -‬آثاره ‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اندريه كريسون‬ ‫(‪ ) 5‬نقلا عن‬
‫‪://‬‬ ‫فلسفته‬ ‫‪ :‬فولتير‬ ‫‪:‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أ‬ ‫ص‬ ‫أم ‪،‬‬ ‫‪849‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ببيروت‬ ‫عويدات‬ ‫منشورات‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫(‪6‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 53 - 52‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫عن نفس‬ ‫نقلا‬ ‫)‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪213+‬‬
‫هلس!ة الديل‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫فهو يرى أن الإلحاد‬ ‫ملحدا‬ ‫قد أصبح‬ ‫أنه‬ ‫وزعماء الكنيسة‬ ‫ينتقد المسيحية‬ ‫أنه‬ ‫معنى‬ ‫وليس‬ ‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫أ(‪.)1‬‬ ‫إحا لات‬ ‫المعاكس‬ ‫الرأي‬ ‫إلا أن في‬ ‫‪،‬‬ ‫الله صعوبات‬ ‫بوجود‬ ‫القائل‬ ‫إذ أإن في الرأي‬ ‫؟‬ ‫‪ h.c‬جنون‬
‫‪om‬‬

‫يظن أنه‬ ‫لغزا مطبقا‪ ،‬والملحد لهذا السبب‬ ‫شيئا والعالم معه يصبح‬ ‫يفسر‬ ‫لا‬ ‫رأيه‬ ‫فالإلحاد في‬

‫مرة لأنه‬ ‫؟‬ ‫مرتين‬ ‫شيئا‪ .‬فهو في رأي فولتير جاهل‬ ‫يعرف‬ ‫لا‬ ‫وهو في واقع الحال‬ ‫كل شيء‬ ‫يعرف‬

‫معارفه (‪.)2‬‬ ‫حدود‬ ‫لأنه لا يدرك‬ ‫ومرة‬ ‫‪،‬‬ ‫ما يؤكده‬ ‫لا يعرف‬

‫خلق‬ ‫وباْنه‬ ‫بأن الله موجود‬ ‫فهو مؤمن‬ ‫"‬ ‫الطبيعي‬ ‫دعاة "الدين‬ ‫طريقة‬ ‫بالله على‬ ‫يؤمن‬ ‫فولتير‬ ‫إن‬

‫تم الخلق‪.‬‬ ‫كيف‬ ‫تصور‬ ‫إمكاننا‬ ‫ليس في‬ ‫بأنه‬ ‫وإن كان يقر‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم منذ الأزل‬

‫الشر‪ ،‬ويؤكد‬ ‫عن مشكلة‬ ‫فولتير‬ ‫هذا الإيمان الذي لم يخلُ من التساؤل يتحدث‬ ‫وفي ضوء‬

‫باعتباره‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫الذين يؤكدون‬ ‫حتى‬ ‫لأنه‬ ‫الملحد ملحدا؟‬ ‫جعلت‬ ‫التي‬ ‫هي‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫البداية‬ ‫في‬

‫يفعل وما‬ ‫ما‬ ‫لماذا يفعل‬ ‫يعرف‬ ‫الإله‬ ‫إلى القول بأن هذا‬ ‫مضطرون‬ ‫يثيب ويعاقب‬ ‫الخالق الذي‬

‫يمكنهم أن يقولوا ذلك وهم‬ ‫إذن فكيف‬ ‫فولتير‪:‬‬ ‫عند‬ ‫وهنا يكون السؤال‬ ‫!‬ ‫الذي خلق‬ ‫العالم‬ ‫هو‬

‫الظلم‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫والعذاب المعنوي‬ ‫‪،‬‬ ‫والألم الجسماني‬ ‫‪،‬‬ ‫المخلوقات‬ ‫يرون في كل مكان نواقص‬

‫في جميع‬ ‫الحياة‬ ‫لم ينفخ في‬ ‫الله‬ ‫يبدو أن‬ ‫حتى‬ ‫إن منظر الكون مخيف‬ ‫ويقول مثككا‪:‬‬ ‫!‬ ‫والجرائم‬

‫ونحن‬ ‫‪،‬‬ ‫والعدل والطيبة في هذا الكون‬ ‫بعضها بعضا‪ ،‬فأين الحكمة‬ ‫لكي يفترس‬ ‫إلا‬ ‫المخلوقات‬

‫اراد أن يتحاشى‬ ‫أنه‬ ‫دماما‬ ‫‪،‬‬ ‫ولم يرد ذلك‬ ‫الشر‬ ‫أن يتحاشى‬ ‫كان باستطاعته‬ ‫الله‬ ‫أن‬ ‫إما‬ ‫‪:‬‬ ‫أمام أمرين‬

‫وفي الحالة‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫وعادل‬ ‫أن نقول إنه طيب‬ ‫يمكن‬ ‫هل‬ ‫‪:‬‬ ‫الحالة الأولى‬ ‫؟! وفي‬ ‫الشر ولم يستطع‬

‫!(‪)3‬‬ ‫قادر على كل شيء؟‬ ‫بأنه‬ ‫القول‬ ‫هل يمكن‬ ‫‪:‬‬ ‫الثانية‬

‫جواب‬ ‫اإن إعطاء‬ ‫‪:‬‬ ‫الجميع‬ ‫يريح‬ ‫فولتير الذي‬ ‫يقول‬ ‫‪،‬‬ ‫القارئ‬ ‫مداه لدى‬ ‫ال!ثمك‬ ‫أن يصل‬ ‫وقبل‬

‫وفي كل الأحوال فليس في‬ ‫إمكاناتنا‪،‬‬ ‫جميعا‪ ،‬ويرد على مسألة الشر لأمر فوق‬ ‫بالمسالْل‬ ‫يحيط‬

‫توسخ‬ ‫نجد دما وقاذورات‬ ‫؟ لأننا‬ ‫وهو الكون‬ ‫اْلا‬ ‫البديع‬ ‫منظم لهذا القصر‬ ‫الإمكان إنكار وجود‬

‫أدراجه أ(‪.)4‬‬

‫‪.56‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪.57‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪. 96 - 68‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫‪. 96‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬

‫‪+ 214‬‬
‫الممل ال!امللل‬

‫عند كانط‪:‬‬ ‫)‬ ‫ب‬ ‫(‬

‫لدى‬ ‫وخاصة‬ ‫هذه الأهمية التي اكتسبتها قضية الشر في الفلسفة الحديثة قبل كانط‬ ‫ولعل‬

‫فلاسفة‬ ‫فيلسوف‬ ‫جعل‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫الملاحدة ومَن يقفون على أعتاب الإلحاد من أتباع الدين الطبيعي‬

‫لمنامة هذه‬ ‫"‬ ‫العقل‬ ‫مجرد‬ ‫الدين في حدود‬ ‫‪9‬‬ ‫كتابه‬ ‫جُل‬ ‫إيمانويل كانط يخصص‬ ‫العصر الحديث‬

‫التي‬ ‫له ذلك دون أدنى عناء‪ .‬فالأطروحات‬ ‫هذا الكتاب يتضح‬ ‫فهرس‬ ‫ومَن ينظر في‬ ‫‪،‬‬ ‫القضية‬

‫فيه أربعة هي‪:‬‬ ‫كانط‬ ‫يطرحها‬

‫الشر‬ ‫في هذه الأطروحة حول‬ ‫يتحدث‬ ‫ثئم‬ ‫بجوار مبدأ الخير؟ ومن‬ ‫أ‪ -‬أن مبدأ الشر ساكن‬

‫في الطبيعة البشرية‪.‬‬ ‫الجذري‬

‫السيادة على الإنسان ‪.‬‬ ‫‪ -2‬أن ثمة صراعا بين مبدأ الخير ومبدأ الشر من أجل‬

‫الله‪.‬‬ ‫ملكوت‬ ‫‪ -3‬انتصار مبدأ الخير على مبدأ الشر وتأسيى‬

‫سيادة مبدأ الخير‪.‬‬ ‫تحت‬ ‫الباطلة‬ ‫‪ -4‬العبادة والعبادة‬

‫إلى الشر في‬ ‫النزوع‬ ‫كانط في مطلع حديثه عن الأطروحة الأولى بالحديث عن‬ ‫ويفاجئنا‬

‫من هذا النزوع نحو الشر في الطبيعة الإنسانية‬ ‫مؤكدا على أن ثمة ثلاث درجات‬ ‫الإنسانية‬ ‫الطبيعة‬

‫أيضا بوهن‬ ‫ما يسميه‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫العامة‬ ‫في اتباع المسلما!‬ ‫البشري‬ ‫القلب‬ ‫يتعلق بضعف‬ ‫‪:‬‬ ‫أولها‬

‫مع الأخلاقية حتى‬ ‫الدوافع غير الأخلاقية‬ ‫إلى خلط‬ ‫يتعلق بالنزوع‬ ‫‪:‬‬ ‫وثانيها‬ ‫‪.‬‬ ‫الإنسانية‬ ‫الطبيعة‬

‫النزوع‬ ‫وثالثها‪:‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الخير‪ ،‬بمعنى عدم صفاء القلب‬ ‫مسلمات‬ ‫وتحت‬ ‫نية‬ ‫عن حسن‬ ‫ذلك‬ ‫حدث‬ ‫لىان‬

‫ف!ن‬ ‫(‪ .)1‬وبالطبع‬ ‫البشري‬ ‫أو القلب‬ ‫الإنسانية‬ ‫الطبيعة‬ ‫خبث‬ ‫القبيحة بمعنى‬ ‫إلى القبول بالمسلمات‬

‫في‬ ‫للخير‬ ‫الأصلي‬ ‫الاستعداد‬ ‫كانط‬ ‫فيما يرى‬ ‫يلغي‬ ‫لا‬ ‫هذا النزوع إلى الثمر في الطبيعة الإنسانية‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫بالطبع نعني‬ ‫شرير‬ ‫بأن الإنسان‬ ‫القائلين‬ ‫مع‬ ‫نقول‬ ‫حينما‬ ‫فنحن‬ ‫الطبيعة الإنسانية (‪ .)2‬ولذلك‬

‫النزوع‬ ‫نحو‬ ‫الانحراف‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫مسلماته‬ ‫عنه في‬ ‫ينحرف‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقانون الخلقي‬ ‫وعيه‬ ‫هذا الإنسان رغم‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫للنشر والتوفيع‪ ،‬الكويت‪،‬‬ ‫جداول‬ ‫‪،‬‬ ‫المسكين‬ ‫فتحي‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫العقل‬ ‫مجرد‬ ‫الدين في حدود‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬كانط‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫ص ‪.97‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪92 - VI- II)،‬‬
‫‪)1202r‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫ص ‪.74‬‬ ‫‪،)IV‬‬
‫(‪- 26‬‬ ‫نفس المصدر‪،‬‬ ‫انظر‪:‬‬
‫‪h.‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪215+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫)لى‬ ‫!ديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫"شرير‬ ‫هو أيضا‬ ‫"‬ ‫خيّر بالطبع‬ ‫أنه‬ ‫كما‬ ‫يعني أن الإنسان‬ ‫المعرفة بالقانون الخلقي‬ ‫رغم‬ ‫الشر‬ ‫إلى ‪al‬‬
‫‪9‬‬

‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫؟؟‬ ‫؟‬ ‫أ؟‬ ‫ا‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫!بم‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫بالطبع‬ ‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫في الفرق‬ ‫يكمن‬ ‫اْن‬ ‫ينبغي‬ ‫لا‬ ‫خئرا أو شريرا‪،‬‬ ‫الإنسان‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫بما‬ ‫المتعلق‬ ‫الفرق‬ ‫ؤ‬ ‫هنا ف!ن‬ ‫ومن‬

‫للاَخر‪ .‬وبالتالي ف!ن الإنسان‬ ‫شرطا‬ ‫أي منهما هو سيتخذه‬ ‫‪:‬‬ ‫التبعية‬ ‫بل في نوع‬ ‫"‪،‬‬ ‫بين الدوافع‬

‫في مسلماته؟‬ ‫بها‬ ‫عند القبول‬ ‫النظام الأخلاقي للدوافع‬ ‫يقلب‬ ‫بأنه‬ ‫فقط‬ ‫هو شرير‬ ‫)‬ ‫الأفضل‬ ‫(حتى‬

‫نزوعا طبيعيا إلى‬ ‫الإنسان‬ ‫فإن في‬ ‫الطبيعة الإنسانية‬ ‫في‬ ‫إلى ذلك‬ ‫نزوع‬ ‫إذا ما كان يوجد‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬

‫عليه أمرا‬ ‫التغلب‬ ‫ينبغي ةأن يكون‬ ‫فهذا نزوع‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫جذرى‬ ‫هو شر‬ ‫‪ .‬إن هذا الشر‬ ‫‪.‬‬ ‫الشر‬

‫انحراف‬ ‫الأرجح‬ ‫خبيثا ‪ ..‬بل هو على‬ ‫ليس‬ ‫الإنسانية‬ ‫فإن "الطابع الشرير للطبيعة‬ ‫ولذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫ممكناا‬

‫الطبيعة‬ ‫هشاشة‬ ‫لأنه ينشأ عن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بعامة‬ ‫مع إرادة خيرة‬ ‫في توافق‬ ‫أن يوجد‬ ‫يمكن‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫في القلب‬

‫بجوار بعضهما‬ ‫يسكنان‬ ‫الخير والشر‬ ‫اْن‬ ‫هي أن كانط يرى‬ ‫الاَن‬ ‫حتى‬ ‫والخلاصة‬ ‫إ(‪.)1‬‬ ‫الإنسانية‬

‫خبثا مطلقا‪،‬‬ ‫ليس‬ ‫لذا ف!ن الشر‬ ‫‪.‬‬ ‫للبشر‬ ‫النزوع الطبيعي‬ ‫فهما إذن من‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعة الإنسانية‬ ‫داخل‬

‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الأخلاقية‬ ‫باعثا ودافعا للاختيار الحر والمسئولية‬ ‫ربما تكون‬ ‫الإنسان‬ ‫لىانما هو إمكانية داخل‬

‫بوصفه‬ ‫‪1‬‬ ‫الأجيال‬ ‫الشر الخلقي عند الإنسان وفي كل‬ ‫كانط نسبة أصل‬ ‫وفي هذا الإطار يرفض‬

‫إن اكل فعل قبيح ينبغي متى بحثنا عن أصله‬ ‫إ(‪)2‬؟ إذ‬ ‫الأول‬ ‫اَبائنا‬ ‫من‬ ‫الوراثة‬ ‫عبر‬ ‫إلينا‬ ‫شيئا وصل‬

‫فمهما‬ ‫‪،‬‬ ‫البراءة‬ ‫الإنسان مباشرة انطلاقا من حال‬ ‫له‬ ‫تعرض‬ ‫كأنما هو شيء‬ ‫إليه‬ ‫في العقل أن ينظر‬

‫خارجة‪،‬‬ ‫اْم‬ ‫فيه‬ ‫موجودة‬ ‫كانت‬ ‫سواء‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫العلل الطبيعية المؤثرة‬ ‫كانت‬ ‫ومهما‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫كان سلوكه‬

‫أن يتم‬ ‫دالْما‬ ‫وينبغي‬ ‫يمكن‬ ‫بحيث‬ ‫؟‬ ‫العلل‬ ‫تلك‬ ‫بأي من‬ ‫متعينا‬ ‫ف!ن فعله مع ذلك فعل حر‪ ،‬وليس‬

‫لمشيئته !(ر)‪.‬‬ ‫أصليا‬ ‫استعمالا‬ ‫بوصفهما‬ ‫عليهما‬ ‫الحكم‬

‫لاستعمال حرية الإنسان في‬ ‫البداية‬ ‫هو عند كانط نقطة‬ ‫قلنا‬ ‫إن النزوع الطبيعي للشر إذن كما‬

‫طبقا لمبدأ الواجب‬ ‫الإنسانية‬ ‫للأخلاق‬ ‫أصيلا يؤسس‬ ‫إراديا‬ ‫فعلا‬ ‫فعله للخير‬ ‫الاختيار حتى يكون‬

‫العبارة الأخيرة لكانط‬ ‫هذه‬ ‫الخطيئة "(‪ .)4‬وفي‬ ‫بل من‬ ‫‪،‬‬ ‫الحرية‬ ‫إن !بداية الشر لتنبثق من‬ ‫‪.‬‬ ‫الأخلاقي‬

‫‪.‬‬ ‫‪09 -‬‬ ‫ص ‪88‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪37-36 - VI-‬‬


‫()‪II‬‬ ‫(‪ )1‬نفس المصدر‪،‬‬

‫ص ‪.49 - 39‬‬ ‫(‪،)04 71‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)2‬‬

‫ص ‪.59 - 49‬‬ ‫(‪،)41 71‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪.69‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪)41-42‬‬ ‫‪+‬‬ ‫(‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬

‫‪216‬‬
‫المعل الخامللل‬

‫آدم في‬ ‫وقوع‬ ‫وكأن‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫لاَدم نتيجة انحدار إغواء الشيطان‬ ‫الأولى‬ ‫العقلي للخطيئة‬ ‫تبريره‬ ‫يتضح‬

‫وكان نتيجة اختياره أو ميله‬ ‫‪،‬‬ ‫مق تجانب‬ ‫أ‬ ‫(الشيطان‬ ‫الخطيثة كان نتيجة هذا المؤثر الخارجي‬

‫آخر‪ .‬إن المسألة إذن في نظر كانط لم تكن مساْلة وراثة لدى كل البشر وتبعية‬ ‫من جانب‬ ‫للغواية‬

‫مسئولية‬ ‫المرء دائما أن يتحمل‬ ‫البداية اختيار‪ ،‬وعلى‬ ‫لأن الأمر من‬ ‫؟‬ ‫فيها آدم‬ ‫وقع‬ ‫التي‬ ‫للخطيئة‬

‫اختياره العقلي‪.‬‬

‫من الحرية‬ ‫ينبثق‬ ‫فكرنا في أن هذا الشر‬ ‫من الخير إلى الشر متى‬ ‫"إن السقوط‬ ‫‪:‬‬ ‫كانط‬ ‫يقول‬

‫إمكانية هذا الأخير هو أمر‬ ‫دمان‬ ‫من الشر إلى الخير‪،‬‬ ‫أمر لي! بأيسر في الفهم من النهوض‬ ‫هو‬

‫أن نصبح‬ ‫يجب‬ ‫نحن‬ ‫‪:‬‬ ‫القائل‬ ‫لأمر‬ ‫ا‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫النظر عن هذا السقوط‬ ‫بصرف‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫الجدال‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬

‫ينبغي علينا‬ ‫فإنه‬ ‫شيئا‪ .‬وبالتالي‬ ‫هو مع ذلك يرن في أنفسنا دون أن يفقد من شدته‬ ‫أناسا أفضل‬

‫اكتسابا‬ ‫ذلك أيضا ‪ .‬إن إعادة الاستعداد الأصلي للخير في أنفسنا هي بذلك ليست‬ ‫‪.‬‬ ‫أن نسظيع‬

‫نحن‬ ‫‪،‬‬ ‫أن هذا الدافع الذي يتمثل في احترام القانون الخلقي‬ ‫نحو الخير‪ ،‬وذلك‬ ‫لدافع مفقود‬

‫جديدإ(‪.)1‬‬ ‫من‬ ‫أبدا أن نكتسبه‬ ‫فلن نستطيع‬ ‫ممكنا‬ ‫ذلك‬ ‫يمكننا أن نفقده أبدا‪ ،‬ولو كان‬ ‫لا‬

‫أن يحوله إلى خير بما‬ ‫رؤية كانط للشر الأخلاقي الذي ينبغي ل!نسان‬ ‫تلك إذن هي خلاصة‬

‫فهما‬ ‫بين الخير والشر‪،‬‬ ‫الإنسانية‬ ‫الطبيعة‬ ‫في‬ ‫جدلية‬ ‫للخير‪ .‬إن ثمة علاقة‬ ‫أن لديه الطبيعة الأصيلة‬

‫بسلوكه‬ ‫الارتقاء‬ ‫إمكانية‬ ‫القانون الخلقي‬ ‫بموجب‬ ‫الإنسان‬ ‫فلدى‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫طبيعة الإنسان‬ ‫معا من‬

‫إن‬ ‫‪.‬‬ ‫طبيعة خترة‬ ‫الشر ب!يقاظ ما بذاته من‬ ‫في‬ ‫السقوط‬ ‫دائما‪ ،‬لديه إمكانية النجاة من‬ ‫الأفضل‬ ‫نحو‬

‫ما‬ ‫القوة‬ ‫من‬ ‫هي "التي تمنحه‬ ‫لأنها‬ ‫؟‬ ‫الأخلاقي‬ ‫القداسة الحقيقية عند كانط هي فكرة الواجب‬

‫لإيقاظ النوايا‬ ‫"وسيلة‬ ‫وهي‬ ‫"‪،‬‬ ‫عليه احترام واجبه‬ ‫أن يفرضها‬ ‫التي يمكن‬ ‫التضحيات‬ ‫به يحتمل‬

‫الأخلاقية على نحو باهرأ(‪.)2‬‬

‫عند هيجل‪:‬‬ ‫)‬ ‫( د‬

‫والشر طريق كانط رغم اختلافاته‬ ‫الخير‬ ‫هيجل في رفشه للدين عموما ولقضية‬ ‫وقد واصل‬

‫معه‪.‬‬ ‫الكثيرة‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 101 - 001‬‬ ‫((‪ ،)45-46 7‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 601‬‬ ‫ص‬ ‫‪)5‬‬ ‫(*‬ ‫نفسه‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪217.‬‬
‫هلس!ة الدين‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫ارتبطت رؤيته الدينية‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫والاتساع‬ ‫للقضية بالشمول‬ ‫معالجة هيجل‬ ‫وبالطبع فقد تميزت‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫فهو يعرف‬ ‫؟‬ ‫والميتافيزيقية‬ ‫المنطقية‬ ‫بل وحتى‬ ‫‪،‬‬ ‫برؤيته المعرفية والسياسية‬ ‫الخير والشر‬ ‫‪ beh‬لقضية‬
‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬

‫مع الإرادة‬ ‫الإرادة‬ ‫لتصور‬ ‫وحده‬ ‫الفكرة بوصفها‬ ‫الخير هو‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫فلسفهَ الحق‬ ‫الخير في اْصول‬

‫مع إرادة الفرد الجزئية‬ ‫الكلية‬ ‫للإرادة‬ ‫الفكرة الشاملة‬ ‫بالفكرة هنا‪ ،‬تلك‬ ‫"(‪ .)1‬والمقصود‬ ‫الجزئية‬

‫والماهية أ(‪ .)2‬وفيما‬ ‫الوجود‬ ‫احقيقة‬ ‫تمثل‬ ‫عند هيجل‬ ‫أن الفكرة الشاملة‬ ‫والمعروف‬ ‫‪.‬‬ ‫اَن معا‬ ‫في‬

‫فالله‬ ‫‪.‬‬ ‫هذه الفكرة الشاملة‬ ‫بوجودها‬ ‫يرى أن المسيحية قد حققت‬ ‫يتعلق بفلسفة الدين ف!ن هيجل‬

‫الكلية‬ ‫الإرادة‬ ‫الجزئية مع هذه‬ ‫ما تتوافق إرادة الفرد‬ ‫وبقدر‬ ‫‪،‬‬ ‫الخيّرة‬ ‫الكلية‬ ‫الإرادة‬ ‫تلك‬ ‫يمثل‬

‫أيضا في‬ ‫ما يعبر عنه هيجل‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫الأفضل‬ ‫المصير‬ ‫وتضمن‬ ‫ماهية وجودها‬ ‫الخيرة بقدر ما تحقق‬

‫قيمة بالنسبة ل!رادة الذاتية‬ ‫ماله‬ ‫هو‬ ‫يقول إن !الخير والخير وحده‬ ‫حيث‬ ‫!؟‬ ‫الحق‬ ‫فلسفة‬ ‫أصول‬ ‫!‬

‫والتقدير"‬ ‫النية‬ ‫الخير في‬ ‫مع‬ ‫اتفاقها‬ ‫من حيث‬ ‫إلا‬ ‫قيمة لها ولا كرامة‬ ‫لا‬ ‫الذاتية‬ ‫الإرادة‬ ‫وهذه‬

‫خيرا‪ ،‬وأن الفعل بوصفه‬ ‫تراه‬ ‫سوف‬ ‫صحيحا‬ ‫عليه بوصفه‬ ‫تتعرف‬ ‫ما‬ ‫الذاتية هو أن‬ ‫الإرادة‬ ‫حق‬ ‫‪9‬‬ ‫و‬

‫شر‪،‬‬ ‫أو‬ ‫خطأ‪ ،‬خير‬ ‫أو‬ ‫حق‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫إليها‬ ‫ينسب‬ ‫في الموضوعية الخارجية سوف‬ ‫هدفها يدخل‬

‫)(ر)‪.‬‬ ‫طبقا لمعرفتها للقيمة التي للفعل في موضوعيته‬ ‫غير مشروع‬ ‫اْو‬ ‫مشروع‬

‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫للأديان‬ ‫على تحليله‬ ‫هو خير في علاقته لما هو شر‬ ‫لما‬ ‫هذه الرؤية‬ ‫لقد طبق هيجل‬

‫ذلك أن الخير الكلي يقترن‬ ‫القدماء‪ ،‬فأكد بصدد‬ ‫الفرس‬ ‫ديانة‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫ديانة النور‬ ‫عليه‬ ‫ما أطلق‬

‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫هيجل‬ ‫يقول‬ ‫للبشر‪.‬‬ ‫الخير بالنسبة‬ ‫ماذا عن‬ ‫ولكن‬ ‫ذاتها‪.‬‬ ‫بالكلية‬ ‫يقزن‬ ‫‪،‬‬ ‫الجوهرية‬ ‫بالوحدة‬

‫ما‬ ‫‪.‬‬ ‫نفسه‬ ‫السؤال‬ ‫وهنا يطرح‬ ‫‪.‬‬ ‫خئرة‬ ‫مقاصد‬ ‫لديهم‬ ‫إن البشر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بعدة طرق‬ ‫استخدامه‬ ‫الخير يمكن‬

‫مع (الشر) على نحو‬ ‫لكنه في حرب‬ ‫)‬ ‫"إن الخير هو في الحقيقة (الحق )‪( ،‬القوي‬ ‫‪.‬‬ ‫الخير؟‪.‬‬ ‫هو‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫على الشر‬ ‫يجب‬ ‫أنه‬ ‫ومن الحق‬ ‫‪.‬‬ ‫منتصبا ضده‬ ‫وبظل‬ ‫‪،‬‬ ‫كمبدأ مطلق‬ ‫(الشر) ضده‬ ‫به‬ ‫ينتصب‬

‫إزالته !(‪.)4‬‬ ‫يجب‬ ‫‪،‬‬ ‫قهره‬ ‫يجري‬

‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫بالقاهرة ‪6991 ،‬‬ ‫مدبولي‬ ‫‪ ،‬ميهبة‬ ‫إمام‬ ‫عبدالفتاح‬ ‫د‪ .‬إمام‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫الحق‬ ‫فلسفة‬ ‫‪ :‬أصول‬ ‫هيجل‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪782vo.‬‬

‫مدبولي‬ ‫مكتبة‬ ‫‪،‬‬ ‫إمام‬ ‫د‪ .‬إمام عبدالفتاح‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الثاني‬ ‫المجلد‬ ‫‪-‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫موسوعة‬ ‫‪:‬‬ ‫هيجل‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪. 37‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬

‫‪.268‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،)132 -‬‬ ‫(‪131‬‬ ‫إليه‬ ‫الاشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫فلسفة الحق‬ ‫أصول‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )3‬هيجل‬

‫العرية‪:‬‬ ‫‪ ،‬الترجمة‬ ‫الحرية‬ ‫وديانة‬ ‫‪ ،‬ديانة الطبيعة‬ ‫الرابعة‬ ‫الدين ‪ ،‬الحلقة‬ ‫فلسفة‬ ‫محاضرا!‬ ‫‪:‬‬ ‫هيجل‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪. 69 - 59‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪3002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مكتبة دار الحكمة‬ ‫عبد المنعم مجاهد‪،‬‬ ‫مجاهد‬

‫‪21 A‬‬
‫ال!مل ال!امللل‬

‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫والقوة‬ ‫الحق‬ ‫فالخير هو‬ ‫الخير والشر‪،‬‬ ‫ثنائية‬ ‫موقفه الحقيقي من‬ ‫بيان‬ ‫هنا‬ ‫يبدأ هيجل‬

‫قهر‬ ‫يجب‬ ‫إذ‬ ‫الشر‪ ،‬ومن الحق أن ينتصر الخير على الشر؟‬ ‫الثاني‬ ‫المبدأ‬ ‫حربه ضد‬ ‫في‬ ‫ينتصب‬

‫ويقر بأن كليهما موجود‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫باللامتناهي‬ ‫بينما الشر‬ ‫الخير بالمتناهي‬ ‫هيجل‬ ‫ويصف‬ ‫‪.‬‬ ‫!ازالته‬ ‫الشر‬

‫مبدأ واحد‪ ،‬قوة واحدة ‪،‬‬ ‫"إلا‬ ‫‪ -‬ليس‬ ‫‪ -‬عند هيجل‬ ‫الله‬ ‫مع أن‬ ‫بوجوده‬ ‫وهذا يعني أن الشر مسموح‬

‫وجودا‬ ‫الشر ليس‬ ‫إذن وجود‬ ‫"(‪.)1‬‬ ‫مستقل‬ ‫وجود‬ ‫له‬ ‫ف!ن الشر ليس‬ ‫ولهذا السبب‬ ‫؟‬ ‫المتناهي‬

‫ويبدو‬ ‫‪،‬‬ ‫الخير المطلق‬ ‫الإله‬ ‫المتناهي المحدد هو فقط وجود‬ ‫بل إن الوجود الجوهري‬ ‫جوهريا‪،‬‬

‫ويمثل وجها‬ ‫فيه‬ ‫الكلي للخير‪ ،‬بل هو كامن‬ ‫هذا الوجود‬ ‫خارج‬ ‫أن الشر ليس موجودا مستقلا‬

‫له‪.‬‬ ‫آخر‬

‫ففي‬ ‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ضده‬ ‫ينتصب‬ ‫فالنور اله ظلام‬ ‫‪،‬‬ ‫بعلاقة النور بالظلام‬ ‫علاقة الخير والشر‪،‬‬ ‫هيجل‬ ‫ويثبه‬

‫جنبا إلى‬ ‫وسلبه‬ ‫"النور‬ ‫أي أن‬ ‫؟‬ ‫منفصلتين الواحدة عن الأخرى‬ ‫الطيعة نجد هاتين الخاصيتين‬

‫الظلام "(‪.)2‬‬ ‫هو القوة التي تمحو‬ ‫الحقيمَة‬ ‫في‬ ‫النور‬ ‫رغم أن‬ ‫جنب‬

‫الذي يذكرنا‬ ‫)‬ ‫(أي الظلام‬ ‫وسلبه‬ ‫النور‬ ‫بين‬ ‫وما نجده في الطبيعة على هذا النحو من تداخل‬

‫ما‬ ‫إن‬ ‫أقول‬ ‫مبهلِمُونَ ‪.)3(9‬‬ ‫هُم‬ ‫فَ!ذَا‬ ‫الهَارَ‬ ‫مِنهُ‬ ‫لهُمُ اَثيلُ نَشلَخُ‬ ‫إوَءَايَة‬ ‫‪:‬‬ ‫الاَية القرآنية‬ ‫بهذه‬

‫في الإله هو‬ ‫إذ إن "هذا التحدد‬ ‫‪:‬‬ ‫الإله‬ ‫في‬ ‫موجود‬ ‫أنه‬ ‫هيجل‬ ‫هذا النحو يرى‬ ‫في الطبيعة على‬ ‫نجده‬

‫تجريده ‪ -‬هو التناقض مع ذاته‪.‬‬ ‫والذي ‪ -‬بسبب‬ ‫‪،‬‬ ‫العنصر الذي له أهمية‬ ‫زال بعد ذلك‬ ‫ما‬ ‫نفسه‬

‫‪..‬‬ ‫تنقسم‬ ‫لا‬ ‫التي‬ ‫الوحدة‬ ‫هي‬ ‫هذه‬ ‫النور‪.‬‬ ‫هو‬ ‫الخير والخير‬ ‫إن النور هو‬ ‫‪.‬‬ ‫طوله‬ ‫لديه الثر على‬ ‫لكن‬

‫وان كان هذا على نحو‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه‬ ‫أن يتغلب‬ ‫مع الشر‪ ،‬والذي يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫مع الظلام‬ ‫في صراع‬ ‫النور‬ ‫لكن‬

‫القيام بهذا‪.)4(01.‬‬ ‫بالفعل عن‬ ‫لأنه لا ينجم‬ ‫؟‬ ‫مثالي فحسب‬

‫بينهما‪،‬‬ ‫وثمة صراع‬ ‫‪،‬‬ ‫الإله‬ ‫داخل الكل الواحد الذي هو‬ ‫)‬ ‫(النور والظلام‬ ‫إذن فالخير والشر‬

‫فعله إذن‬ ‫فللشر‬ ‫‪.‬‬ ‫ضروريا‬ ‫إلا أن هذا ليس‬ ‫الشر‪،‬‬ ‫على‬ ‫دائما للتغلب‬ ‫قوة الخير مؤهلة‬ ‫صمان كانت‬

‫المطلق الذي هو الخير‪.‬‬ ‫بوجود الوجود الأصلي‬ ‫دائما‬ ‫!ان كان يقاس‬ ‫ا‪-‬لي‬ ‫في الوجود‪ .‬ووجوده‬

‫‪. 69‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 89‬‬ ‫)نفسه ‪،‬ص‬
‫‪://‬‬ ‫(‪2‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫)يسَ‪7:‬‬ ‫(‪3‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.89‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪921+‬‬
‫هلس!ة الددل‬ ‫الى‬ ‫حددد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫إن ‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫دائما‪! .‬إن الخير ليس متناقضا‬ ‫وبظهوره يظهر الشر وهما متعارضان‬ ‫دائما‬ ‫للخير‬ ‫ثمة تجلى‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫في‬ ‫إلا‬ ‫أولا‪ ،‬ولا يحدث‬ ‫التناقض‬ ‫بالأحرى عن طريق الشر يتبدى ذلك‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫طبيعته‬ ‫‪ h.c‬بفضل‬
‫‪om‬‬

‫الشر"(‪.)1‬‬

‫؟!‬ ‫العالم‬ ‫يأتي الثر إلى‬ ‫الأديان كلها‪ :‬كيف‬ ‫عنه فلسفات‬ ‫ينشأ السؤال الذي تبحث‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬

‫فيما‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫أي صعوبة‬ ‫هذا السؤال‬ ‫يشكل‬ ‫لا‬ ‫الزرادشتية‬ ‫الديانة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالنسبة لديانة الفرس‬

‫من أي طابع‬ ‫خال‬ ‫من شيء‬ ‫نبعا‬ ‫إإن الشر موجود بنفس وجود الخير‪ ،‬وكلاهما‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول هيجل‬

‫محدد)‪.)2(1‬‬

‫الثمر عن طريق حادثة السقو!‬ ‫تمثيلا تصويريا لأصل‬ ‫فقد قدم الإنجيل‬ ‫‪،‬‬ ‫في المسيحية‬ ‫أما‬

‫وحواء في‬ ‫اَدم‬ ‫على هذا النحو‪ :‬بعد خلق‬ ‫‪ -‬جرت‬ ‫هيجل‬ ‫يضيف‬ ‫فيما‬ ‫والحكاية ‪-‬‬ ‫؟‬ ‫إثر الخطيئة‬

‫فالحية‬ ‫أي حال‬ ‫وعلى‬ ‫‪.‬‬ ‫معينة‬ ‫من شجرة‬ ‫ياْكلوا‬ ‫البشر الأوائل أن‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫حرم‬ ‫)‬ ‫(الفردوس‬

‫حينئذٍ عقابا‬ ‫وقّع الله عليهم‬ ‫"‪ .‬وقد‬ ‫الله‬ ‫مثل‬ ‫تكونون‬ ‫"سوف‬ ‫‪:‬‬ ‫بقولها‬ ‫يأكلونها‬ ‫وجعلتهم‬ ‫ضللتهم‬

‫ما هو الخير‬ ‫كمثلنا‪ ،‬فإنه يعرف‬ ‫آدم واحد‬ ‫!انظروا‪ ،‬لقد أصبح‬ ‫‪:‬‬ ‫نفسه‬ ‫ولكنه قال في الوقت‬ ‫شديدا‪،‬‬

‫ف!ن الإنسان ‪ -‬استنادا إلى ما قاله‬ ‫‪،‬‬ ‫الخاصة‬ ‫الزاوية‬ ‫هذه‬ ‫نظرنا إلى المسألة من‬ ‫هـاذا‬ ‫وما هو الشرإ‪.‬‬

‫قد حال بينه‬ ‫الله‬ ‫ف!ن هذا يعني أن‬ ‫نظرنا إلى الأمر من جهة أخرى‬ ‫إذا‬ ‫ولكن‬ ‫إلها؟‬ ‫‪ -‬قد أصبح‬ ‫الله‬

‫(‪)3‬‬ ‫ا‪.‬‬ ‫طالما قد طرده من الفردوس‬ ‫على هذا الدرب‬ ‫وبنيه‬ ‫هو‬

‫في مناقشة هذه‬ ‫هيجل‬ ‫وشمتطرد‬ ‫‪.‬‬ ‫للأمر الآلهي‬ ‫اَدم‬ ‫عدو طاعة‬ ‫إنه‬ ‫الشر‪،‬‬ ‫ذلك هو إذن أصل‬

‫هدية‪،‬‬ ‫إنما يمثل‬ ‫لاَدم‬ ‫به الأمر الإلهي‬ ‫صدر‬ ‫الذي‬ ‫تحليله أن هذا الخطر‬ ‫خلال‬ ‫ليؤكد من‬ ‫‪،‬‬ ‫القصة‬

‫إن الروح ‪ -‬روح اَدم‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الوقت حرية الفعل‬ ‫في ذات‬ ‫واكتسب‬ ‫آدم الخير والشر‪،‬‬ ‫عرف‬ ‫بها‬ ‫وأن‬

‫اختيار متعسف‬ ‫لكنه في نظر هيجل‬ ‫الاختيار يرجع الخير والشر‪،‬‬ ‫هذه الحرية في‬ ‫وإلى‬ ‫‪،‬‬ ‫حرة‬

‫إإن الإنسان في البدء بريء وعاجز‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫البراءة‬ ‫في حال‬ ‫حيمئذِ‬ ‫الشر‪ .‬إن الإنسان كان‬ ‫لارتكاب‬

‫هذا فهي‬ ‫ومع‬ ‫‪،‬‬ ‫حرية‬ ‫أي‬ ‫توجد‬ ‫لا‬ ‫الطفل‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫إليه‬ ‫الخلقية التي تنسب‬ ‫الأعمال‬ ‫لديه‬ ‫وبالتالي‬

‫عبدالمنعم‬ ‫مجاهد‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الديانة الروحية‬ ‫‪-‬‬ ‫الخامسة‬ ‫الدين ‪ ،‬الحلقة‬ ‫فلسفة‬ ‫محاضرات‬ ‫‪:‬‬ ‫) هيجل‬ ‫(‪1‬‬

‫‪. 201‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪3002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مكتبة دار الكلمة‬ ‫مجاهد‪،‬‬

‫(‪ )2‬نفسه‪.‬‬

‫‪. 301 - 201‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪+‬‬ ‫‪022‬‬
‫ال!عل ال!اعللل‬

‫إن عليه ألا يتجاوز‬ ‫‪.‬‬ ‫البراءة‬ ‫إلى‬ ‫مرة أخرى‬ ‫إن عليه أن يصل‬ ‫‪.‬‬ ‫ل!نسان‬ ‫إلى الطابع الماهوي‬ ‫تمت‬

‫والله يؤكد‬ ‫‪،‬‬ ‫بالله‬ ‫أشبه‬ ‫يصبح‬ ‫إن آدم سوف‬ ‫‪:‬‬ ‫البراءة ‪ .‬إن الحية تقول‬ ‫‪.‬‬ ‫الأولى حالة‬ ‫الحالة‬ ‫تلك‬

‫وهذه هي‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫مع‬ ‫التشابه‬ ‫تشكل‬ ‫التي‬ ‫هو من أن هذه المعرفة هي‬ ‫شهادته‬ ‫هذه الحقيقة ويضيف‬

‫القصة ‪.)1(،‬‬ ‫الفكرة العميقة الواردة في‬

‫العودة إلى‬ ‫على‬ ‫حريصا‬ ‫حينما يظل‬ ‫بالله‬ ‫دائما أن يتشبه‬ ‫لإنسان‬ ‫ا‬ ‫هنا إلى أن على‬ ‫يلمح‬ ‫إن هيجل‬

‫فب!مكانه أن يعود إلى حالة البراءة الطفولية‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالخطيئة‬ ‫الاثم وتحمل‬ ‫ولو فعل‬ ‫البراءة حتى‬ ‫حالة‬

‫أن‬ ‫هنا أن هذه القصة ومغزاها السردي‬ ‫هيجل‬ ‫ويلاحظ‬ ‫‪.‬‬ ‫الشمر‬ ‫حالة الخير الذي يرفض‬ ‫وهي‬

‫الحق وهي‬ ‫يكون طبيعيا‪ ،‬وفي هذا نجد ضمنا الفكرة المعبر عنها في اللاهوت‬ ‫ألا‬ ‫"علي الإنسان‬

‫الإنسان‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعية‬ ‫الحالة‬ ‫في هذه‬ ‫الاستقرار‬ ‫وأن الثمر قائم في‬ ‫‪.‬‬ ‫بطبعه‬ ‫شرير‬ ‫أن الإنسان‬

‫أن‬ ‫مرة أخرى‬ ‫يجب‬ ‫إن الروح‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫إرادته‬ ‫بممارسة‬ ‫‪،‬‬ ‫حريته‬ ‫الحالة بممارسة‬ ‫هذه‬ ‫خارج‬ ‫أن يتقدم‬

‫والحرية هي بالضبط ما‬ ‫‪،‬‬ ‫حالة التصالح‬ ‫ترقى وتحرز‬ ‫ذاتها‪،‬‬ ‫الوحدة المطلقة داخل‬ ‫وتحرز‬ ‫ترقى‬

‫مع ذاتها"(‪.)2‬‬ ‫إلى هذا التصالح‬ ‫ثانية‬ ‫الروح‬ ‫عودة‬ ‫ذاتها‪،‬‬ ‫إلى‬ ‫ثانية‬ ‫الروح‬ ‫عودة‬ ‫يتضمن‬

‫الروح‬ ‫وتصالح‬ ‫بالهداية‬ ‫منها‬ ‫الخلاص‬ ‫هـامكانية‬ ‫في الخطيئة‬ ‫السقوط‬ ‫يرى أن قصة‬ ‫إن هيجل‬

‫في‬ ‫إلا‬ ‫النهائي للقصة لم يوجد‬ ‫المغزى‬ ‫وهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسانية‬ ‫الحرية‬ ‫جوهر‬ ‫تشكل‬ ‫انما‬ ‫ذاتها‬ ‫مع‬

‫إن القصة لم تفهم بمعناها التأملي‬ ‫"(‪.)3‬‬ ‫نالت معناها الحق‬ ‫وحدها‬ ‫اففي المسيحية‬ ‫؟‬ ‫المسيحية‬

‫الصراع بين الخير والشر‪ ،‬وذلك‬ ‫على‬ ‫تحتوي‬ ‫التي‬ ‫أنها تنبعث من طبيعة الإنسان نفسه‬ ‫على‬

‫والذي يكون‬ ‫‪،‬‬ ‫التقي‬ ‫الإنسان‬ ‫على "صورة‬ ‫يحصل‬ ‫حينئذِ‬ ‫حينما ينتصر داخله الخير على الشر‪،‬‬

‫التفكير‬ ‫إن التقوى يجري‬ ‫‪،‬‬ ‫بل بالأحرى‬ ‫‪،‬‬ ‫حياته‬ ‫الثمر والصراع معه ما عند لحظة ماهوية في‬ ‫فيه‬

‫"(‪.)4‬‬ ‫الله‬ ‫إرادة‬ ‫أنها قائمة في عمل‬ ‫فيها على‬

‫المرحلة‬ ‫تلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية في عصره‬ ‫الروح‬ ‫الأخيرة التي دخلتها‬ ‫إلى المرحلة‬ ‫هنا ينقلنا هيجل‬ ‫ومن‬

‫"إن الإنسان يدرك‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫جوهرها‬ ‫التي يلخص‬ ‫!‪ ،‬تلك‬ ‫والحرية‬ ‫عليها "ديانة الإنسان‬ ‫التي يطلق‬

‫‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪40‬‬ ‫)نفسه ‪،‬ص‬ ‫(‪1‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 601‬‬ ‫ص‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫(‪ )3‬نفسه‪.‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 701 - 601‬‬ ‫(‪)4‬نفط ‪،‬ص‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪221 +‬‬
‫ملس!ه الدين‬ ‫ال‬ ‫حثيد‬ ‫مد!‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪w‬‬
‫إن الإنسان روح‬ ‫‪.‬‬ ‫روحي‬ ‫هو روح‬ ‫والإنسان يقول كل منهما للاَخر‪ :‬ذلك‬ ‫والإله‬ ‫‪،‬‬ ‫لإله‬ ‫ا‬ ‫نفسه‪ a‬في‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫في الدين يغض‬ ‫ولكن‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫الانفصال‬ ‫وعنصر‬ ‫تناه‬ ‫‪-‬‬ ‫وله أيضا ‪ -‬وهذا حق‬ ‫‪.‬‬ ‫روح‬ ‫الإله‬ ‫أن‬ ‫ما‬ ‫‪ h.c‬بمثل‬
‫‪om‬‬

‫?)‪.‬‬ ‫"(‬ ‫الله‬ ‫في‬ ‫نفسه‬ ‫معرفة‬ ‫تناهيه ؟ لأن معرفته هي‬ ‫النظر عن‬

‫الخطيئة‬ ‫بخصوص‬ ‫رغم أنه بوجه عام يقبل العقيدة المسيحية‬ ‫القول إن هيجل‬ ‫وخلاصة‬

‫التي‬ ‫يقبل التسليم بالقصة‬ ‫لا‬ ‫إلا أنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الخطيئة‬ ‫هذه‬ ‫ورث‬ ‫الذي‬ ‫للانسان‬ ‫الأولى والطبيعة الشريرة‬

‫ذاتها من‬ ‫لأن الفكرة الشاملة‬ ‫؟‬ ‫الأول‬ ‫قام به الإنسان‬ ‫عرضي‬ ‫أنها نتيجة فعل‬ ‫على‬ ‫الخطيئة‬ ‫تقدم‬

‫بما أن لديه الروح‬ ‫لكن‬ ‫‪،‬‬ ‫طبيعي‬ ‫لأنه مخلوق‬ ‫بطبعه (‪ ،)2‬وذلك‬ ‫لبيان أن الإنسان شرير‬ ‫تكفي‬ ‫الروح‬

‫‪.‬‬ ‫الخاص‬ ‫نجفسها نشاطها‬ ‫فمن واجبها أن تكون حرة وأن تحقق‬ ‫‪،‬‬ ‫والتوبة‬ ‫على التصحيح‬ ‫القادرة‬

‫هو‬ ‫ما‬ ‫يتبع‬ ‫ويبتعد عنه عندما‬ ‫‪،‬‬ ‫هو جسدي‬ ‫ما‬ ‫‪،‬‬ ‫هو جزئي‬ ‫ما‬ ‫عن الإنسان عندما يتغ‬ ‫فالشر يصدر‬

‫أن يكون‬ ‫بل يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫احتمال‬ ‫ليس مجرد‬ ‫الله‬ ‫الإنسان الفرد مع‬ ‫إن تصالح‬ ‫‪.‬‬ ‫وما هو روحي‬ ‫كلي‬

‫والبعد عن الانجراف وراء الرغبات والثسهوات‬ ‫‪،‬‬ ‫هو روحي‬ ‫باتباع ما‬ ‫واقعا تحققه إرادة الإنسان‬

‫الجسمانية‪.‬‬

‫‪. 013‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪.223‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الاشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫الى فلسفة‬ ‫مدخل‬ ‫‪:‬‬ ‫الخشت‬ ‫عثمان‬ ‫انظر‪ :‬د‪ .‬محمد‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪222‬‬
‫الفصل السادس‬

‫والنبوة والمعجزات‬ ‫الوحي‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫لوحي‪.‬‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫لا‬ ‫او‬

‫‪.‬‬ ‫لنبوة‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫نيا‬ ‫ثا‬

‫‪:‬‬ ‫ت‬ ‫ا‬ ‫لمعجز‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫لثا‬ ‫ثا‬

‫لغة واصطلاحا‪.‬‬ ‫المعجزة‬ ‫(‪ )1‬مفهوم‬

‫بين القبول والرفض‪.‬‬ ‫الأدبان‬ ‫في‬ ‫دور المعجزات‬ ‫(ب)‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫أ‪.‬‬ ‫الإله‬ ‫(من أجل رؤية كل السماء‪ ،‬لابد من رؤية‬

‫أرسطو يتحدث عن أكسينونان‬

‫إن البصيرة‬ ‫‪.‬‬ ‫الأخلاقية‬ ‫من الناحية‬ ‫لتحقيقه‬ ‫نسعى‬ ‫ما كنا‬ ‫كل‬ ‫لنا‬ ‫إن العقل الإلهي قد حقق‬ ‫ا‬

‫لأن تحققهما في هذه الحالة يكون خارجيا‬ ‫؟‬ ‫بفعل أي قوة من القوى‬ ‫أن تتحققا‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫والإرادة‬

‫الإرادة‬ ‫وتحصل‬ ‫‪،‬‬ ‫تكون البصيرة حاضرة‬ ‫‪،‬‬ ‫مكتملا منذ الأزل‬ ‫يكون كل شيء‬ ‫حيث‬ ‫‪.‬‬ ‫فقط ولحظيا‬

‫كل‬ ‫بل انتصار ابدي حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫ولا قلق‬ ‫ولا تردد ولا شك‬ ‫يكون هناك نقص‬ ‫فلا‬ ‫‪.‬‬ ‫مرادها‬ ‫على‬ ‫الكلية‬

‫يتحقق تحققا كاملا‪.01.‬‬ ‫شيء‬

‫‪،‬‬ ‫الأنصاري‬ ‫احمد‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الديني للفلسفة‬ ‫الجانب‬ ‫‪:‬‬ ‫روشى‬ ‫جوزيا‬

‫‪.345‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪0002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للثقافة‬ ‫الأعلى‬ ‫نشره المجلس‬

‫بالمباشرية‬ ‫إنه‬ ‫‪.‬‬‫‪.‬‬ ‫أن تكون‬ ‫الروح‬ ‫الذاتي في‬ ‫لهذا الوحي‬ ‫كيف‬ ‫‪،‬‬ ‫الديني‬ ‫لهذا الشعور‬ ‫كيف‬ ‫"‬

‫‪..‬‬ ‫ذاته‬ ‫في‬ ‫توسطا‬ ‫تحتوي‬ ‫التي‬ ‫كل المعرفة ولكنها المباشرية‬ ‫الحقيقة مثل‬ ‫في‬ ‫)‬ ‫(بالحدس‬

‫العلاقة هي‬ ‫المعرفة التي تعبر عن هذه‬ ‫دهان‬ ‫‪.‬‬ ‫آخر هو الله‬ ‫وحي!ذٍ يوجد‬ ‫كمعرفة‬ ‫إنني أعيش‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫‪..‬‬ ‫التوسط‬

‫فلسفة‬ ‫محاضرات‬ ‫‪:‬‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫عن الوحي كوسيط‬ ‫هكذا عبر هيجل‬

‫عبدالمنعم‬ ‫مجاهد‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫‪ -‬فلسفة‬ ‫الثانية‬ ‫الحلقة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬

‫‪. 114‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪2002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مكتبة دار الكلمة‬ ‫مجاهد‪،‬‬

‫النبوة ترتبط‬ ‫لىانما إلى كون‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الحضارات‬ ‫التبادل‬ ‫إلى‬ ‫لا‬ ‫النبوة يرجع‬ ‫ظاهرة‬ ‫إن شمول‬ ‫‪9‬‬

‫الزمان وقهرها!‪.‬‬ ‫في الإنسان ينزع إلى تجاوز تحديدات‬ ‫خاص‬ ‫بجانب‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬ ‫التاريخ‪،‬‬ ‫الى فلسفة‬ ‫العقائد‬ ‫علم‬ ‫النبوة ‪ -‬من‬ ‫‪:‬‬ ‫مبروك‬ ‫د‪ .‬علي‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬ ‫‪.57‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪399‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ببيروت‬ ‫التنوير‬ ‫دار‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪225 +‬‬
‫هلس!ه الددل‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫على‬ ‫أمر ينطوي‬ ‫وهو‬ ‫إلى إلغاء النبوة نفسها‪،‬‬ ‫الحاجة‬ ‫إدراك‬ ‫من‬ ‫لأخير‬ ‫‪ ."al‬إن النبوة تبلغ كمالها‬
‫‪-m‬‬
‫ا‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫لكي‬ ‫وأن الإنسان‬ ‫‪.‬‬ ‫منه‬ ‫يغار‬ ‫مقود‬ ‫إلى ابد على‬ ‫معتمدا‬ ‫بقاء الوجود‬ ‫لاستحالة‬ ‫العميق‬ ‫‪ eh.‬إدراكها‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫على وسائله هو!‪.‬‬ ‫النهاية‬ ‫أن يترك ليعتمد في‬ ‫لابد‬ ‫كمال معرفته لنفسه‬ ‫يحصل‬

‫‪.144‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إقبال ‪:‬تجديد التفكير الديني في الإسلام‬ ‫محمد‬

‫‪226‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫بها من وجود‬ ‫وما ارتبط‬ ‫هي قضية الوحي‬ ‫الدين‬ ‫في فلسفة‬ ‫القضايا‬ ‫لعل من أهم وأخطر‬

‫الثلاث ‪:‬‬ ‫المصطلحات‬ ‫إن هذه‬ ‫‪.‬‬ ‫بالمعجزات‬ ‫فيما يسمى‬ ‫بالاثنين‬ ‫ما ارتبط‬ ‫وكذلك‬ ‫النبوة والرسل‬

‫الدين عموما‬ ‫فلاسفة‬ ‫لدى‬ ‫ينفصم‬ ‫لا‬ ‫ارتباطا‬ ‫بالبعض‬ ‫ارتبط بعضها‬ ‫النبوة والمعجزات‬ ‫‪،‬‬ ‫الوحي‬

‫مفهوم‬ ‫فيها‬ ‫هي الديانات التي ظهر‬ ‫لأنها‬ ‫نظرا‬ ‫؟‬ ‫الأديان السماوية على وجه الخصوص‬ ‫وفلسفة‬

‫وبين المؤمنين بهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫والنبي أو الرسول‬ ‫الله‬ ‫بين‬ ‫كان هو الوسيط‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫واضح‬ ‫الوحي بشكل‬

‫طبيعي على أنه‬ ‫هو فوق‬ ‫ما‬ ‫ولما كان البشر عادة ما ينظرون إلى كل‬ ‫‪.‬‬ ‫تلك‬ ‫أو‬ ‫الديانة السماوية‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫‪-‬‬ ‫والحقيقة‬ ‫‪.‬‬ ‫للطبيعة‬ ‫أو الخوارق‬ ‫المعجزا!‬ ‫والأنبياء‬ ‫الرسل‬ ‫هؤلاء‬ ‫فقد انتظروا من‬ ‫‪،‬‬ ‫معجزة‬

‫بل إن هذا يعد من‬ ‫‪،‬‬ ‫تحدثوا عن الوحي أو المعجزة‬ ‫مَن‬ ‫الأديان السماوية وأتباعها ليسوا هم فقط‬

‫كانت‬ ‫شرقية‬ ‫‪،‬‬ ‫أو أخلاقية‬ ‫أو طبيعية أو فلسفية‬ ‫كانت‬ ‫الأديان سماوية‬ ‫بين معظم‬ ‫الأمور المشتركة‬

‫منها دائما‬ ‫ينتظرون‬ ‫ألوهية‬ ‫فيما وراء الطبيعة من‬ ‫الاعتقاد‬ ‫فالديانة عادة ما تقوم على‬ ‫‪.‬‬ ‫أو غربية‬

‫‪.‬‬ ‫التدخل لتوجيه أو توكيد إيمانهم عن طريق الخوارق والمعجزات‬

‫إ؟‪ ،‬سواء‬ ‫"المعجزة‬ ‫"النبوة "؟ وما هي‬ ‫"؟‪ ،‬وماذا تعني‬ ‫"الوحي‬ ‫ماذا يعني‬ ‫‪:‬‬ ‫الاَن‬ ‫والسؤال‬

‫؟!‬ ‫الديني‬ ‫أو‬ ‫بمعناها الطبيعي‬

‫الوحي‬ ‫‪:‬‬ ‫أولا‬

‫السماوية ؟ !‬ ‫الأديان‬ ‫قبل‬ ‫كان ثمة وحي‬ ‫هل‬ ‫)‬ ‫أ‬ ‫(‬

‫الأديان غير السماوية‬ ‫الثلاث وبين‬ ‫الإبراهيمية‬ ‫قبل بين الأديان السماوية‬ ‫من‬ ‫ميزنا‬ ‫لقد‬

‫وقد تم تسجيل‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫من السماء لأحد رسل‬ ‫أن الأديان السماوية تقوم على وحي‬ ‫على أساس‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫نزلت وحيا على موسى‪،‬‬ ‫التوراة‬ ‫في الديانات الئلاث‬ ‫بالكتب المقدسة‬ ‫عرف‬ ‫فيما‬ ‫هذا الوحي‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫صورته‪l-‬‬
‫‪m‬‬ ‫وإن اختلفت‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫(!عِ‬ ‫والقرآن نزلى وحيا على محمد‬ ‫‪،‬‬ ‫نزل وحيا على عيسى‬ ‫والإنجيل‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m227‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫ول‬ ‫‪c‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫دقة تسجيل‬ ‫مدى‬ ‫حول‬ ‫وما ارتبط بذلك من تساؤلات‬ ‫‪،‬‬ ‫بين الديانات الثلاث‬ ‫تسجيله‬ ‫‪a‬‬
‫وطرق‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫مؤرخىِ‬ ‫‪)1‬‬ ‫ف!ن بعض(‬ ‫ذلك‬ ‫ومع‬ ‫‪.‬‬ ‫الثلاث‬ ‫والرسل‬ ‫الأنبياء‬ ‫نزل على هؤلاء‬ ‫‪ h.co‬هذا الوحي الذي‬
‫‪m‬‬

‫الوحي بصورته‬ ‫ولا يقفون عند حدود‬ ‫الدين يتحدثون عن ان ثمة أشكالا مختلفة للوحي‬ ‫فلسفة‬

‫والبراهمانية‪،‬‬ ‫الفيدية‬ ‫في‬ ‫للوحي‬ ‫بل يتحدثون عن أسلوب‬ ‫‪،‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫السامية في الأديان السماوية‬

‫في الأديان السماوية‬ ‫كما هو حادث‬ ‫ووسيط‬ ‫ومستقبل‬ ‫وإن لم يكن هذا الوحي على هيئة مرسل‬

‫الكون بواسطة الحكماء‪ .‬بل يقرون‬ ‫إصغاء للحقيقة الأساسية لجوهر‬ ‫دانما على شكل‬ ‫‪،‬‬ ‫الثلاثة‬

‫الموجود في‬ ‫بالمعنى‬ ‫"‬ ‫عن (وجود للوحي‬ ‫يكشف‬ ‫ما‬ ‫البراهمانية‬ ‫نصوص‬ ‫توجد في بعض‬ ‫بأنه‬

‫الأوبانيشاد‬ ‫نصوص‬ ‫إفالوحي في بعض‬ ‫؟‬ ‫والإسلامي‬ ‫اليهودي والمسيحي‬ ‫التفكير الإبراهيمي‬

‫عن‬ ‫الإله‬ ‫لرسالة سماوية من‬ ‫عبارة عن استقبا‪-‬ل الرسول‬ ‫فيه‬ ‫الوحي‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫ليس إصغاء للحقيقة‬

‫أو وسطاء!(‪.)2‬‬ ‫طريق وسيط‬

‫ووسيط‬ ‫ومستقبل‬ ‫ليس على هيئة مرسل‬ ‫‪9‬‬ ‫في نظر هؤلاء تعد وحيا‪ ،‬ولكن‬ ‫الفيدا‬ ‫إن أسفار‬

‫تلقي‬ ‫دانما على شكل‬ ‫‪،‬‬ ‫الإبراهيمية‬ ‫في الديانات السماوية‬ ‫الكتب المقدسة‬ ‫الوحي في‬ ‫مثل‬

‫تميزه عن ألوان‬ ‫التي‬ ‫هذا الوحي‬ ‫ومن سمات‬ ‫‪:‬‬ ‫الحكماء الملهمين‬ ‫للحقيقة الكوذِ‪ 4‬عن‬ ‫روحي‬

‫شخصية؟‬ ‫سمات‬ ‫بأية‬ ‫تتسم‬ ‫لا‬ ‫يأتي من كينونة‬ ‫أنه‬ ‫بمعنى‬ ‫‪،‬‬ ‫غير شخصاني‬ ‫وحي‬ ‫أنه‬ ‫الوحي الأخرى‬

‫محددة إ(‪.)3‬‬ ‫براهمان لي!ست شخصية‬ ‫وهي‬ ‫العليا‬ ‫لأن الحقيقة الجوهرية‬

‫اتصال في هيثة‬ ‫مقاطع كثيرة تدل على وجود‬ ‫به‬ ‫أنصار هذا الرأي بأن أالأوبانيشادأ‬ ‫وشتدل‬

‫الرئيسية‬ ‫معالمها‬ ‫كاناأ التي من‬ ‫أوبانيشاد‬ ‫‪9‬‬ ‫في‬ ‫ما جاء‬ ‫ذلك‬ ‫من‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَلهة‬ ‫ما وأحد‬ ‫بين إنسان‬ ‫حوار‬

‫الخلود‪،‬‬ ‫الراحلة فيما يتعلق بمسألة‬ ‫الأرواح‬ ‫وباما إله عالم‬ ‫دار بين ناسيكتاس‬ ‫الذي‬ ‫الحوار‬ ‫ذلك‬

‫كما يفضل‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرضية‬ ‫ويفضلها على الخيرات‬ ‫المعرفة الحق‬ ‫وفي هذا الحوار يختار ناسيكتاس‬

‫يتكلم ويعطي‬ ‫بأن الإله ا!بر‬ ‫تقطع‬ ‫إشارات‬ ‫توجد‬ ‫أنه‬ ‫كما‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫اللذة ‪.‬‬ ‫الخير على‬ ‫تفوق‬ ‫نظرية‬

‫أقواله وكلماته‬ ‫إلها أكبر توجد‬ ‫يعد في (الأوبانيشادأ‬ ‫الذي‬ ‫فمثلا براجاباتي‬ ‫؟‬ ‫للاخرين‬ ‫الحقائق‬

‫الدين ‪ ،‬دار قباء للثمر والترزيع‬ ‫الى فلسفة‬ ‫‪ :‬مدخل‬ ‫الخثت‬ ‫عثمان‬ ‫د‪ .‬محمد‬ ‫هؤلاء‪:‬‬ ‫(‪ )1‬انظر من‬

‫‪.175‬‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪3002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬

‫(‪ )2‬نفسه‪.‬‬

‫‪. 176 - 175‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪+ 228‬‬
‫ال!كل الساددلل‬

‫من‬ ‫أوبانثاد شاندوجيا"‬ ‫‪9‬‬ ‫في‬ ‫كثيرا‬ ‫جاء‬ ‫ما‬ ‫من ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫البراهمة‬ ‫يؤمن‬ ‫حسبما‬ ‫في الأوبانيشاد‬

‫نعم هكذا‬ ‫‪،‬‬ ‫براجاباتي‬ ‫تكلم‬ ‫وتارة "هكذا‬ ‫"‬ ‫براجاباتي‬ ‫تكلم‬ ‫هكذا‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تارة‬ ‫أقوال يأتي عقبها مباشرة‬

‫تكلم ‪.)1(،‬‬

‫نطلق عليه‬ ‫اْن‬ ‫بين ما يمكن‬ ‫التمييز‬ ‫عليها هنا هو ضرورة‬ ‫والحقيقة التي ينبغي أن نؤكد‬

‫ومن هذه الرؤى‬ ‫إوحيأ‪،‬‬ ‫أنها‬ ‫لىالهاماتهم التي ربما ينظر إليها أصحابها على‬ ‫الحكماء‬ ‫رؤى‬

‫ورد لدى بعض‬ ‫فيما‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الأقصى‬ ‫في الشرق‬ ‫الفلسفية والأخلاقية‬ ‫الديانات‬ ‫معظم‬ ‫كانت‬

‫قبله أورنيوس‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الفيثاغورية‬ ‫والديانة‬ ‫كفيثاغورس‬ ‫إليهم ديانات‬ ‫نسبت‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫فلاسفة‬

‫روايات أفلاطون‬ ‫الذي اعتبر‪ -‬حسب‬ ‫إليهم ديانات كسقراط‬ ‫الأورفية‪ ،‬أو مَن لم تنسب‬ ‫والديانة‬

‫كاهنة معبد‬ ‫!‬ ‫و"إلهام‬ ‫أ‬ ‫هو من إجني‬ ‫إنما‬ ‫في حياته‬ ‫ما قام به‬ ‫السقراطية ‪ -‬أن كل‬ ‫محاوراته‬ ‫في‬

‫عن‬ ‫الأثينيين !‪ ،‬فضلا‬ ‫إليه بنبوءة أنه أأحكم‬ ‫ألقت‬ ‫حينما‬ ‫الإصلاحية‬ ‫عليه مهمته‬ ‫التي ألقت‬ ‫دلفي‬

‫في ذم الحب‬ ‫الذي يوقفه عن الحديث‬ ‫ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫سقراط‬ ‫أ‬ ‫جني‬ ‫!‬ ‫عن‬ ‫ورد في محاورة فايدروس‬ ‫ما‬

‫يححول‬ ‫‪،‬‬ ‫ايإلهي‬ ‫الإلهام‬ ‫أو‬ ‫الوحي‬ ‫من صور‬ ‫هنا‬ ‫الذي يعد‬ ‫أ‬ ‫ب!شارة من هذا "الجني‬ ‫حينما يتحول‬

‫الحب (‪.)2‬‬ ‫في مدح‬ ‫إلى الحديث‬

‫ودياناتهم وبين الأديان السماوية‬ ‫دالهاماتهم‬ ‫الحكماء‬ ‫هؤلاء‬ ‫ينبغي التميز بين رؤى‬ ‫‪:‬‬ ‫أقول‬

‫الملائكة المكلفين‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫لأنبياء والرسل‬ ‫ا‬ ‫"يتلقاه‬ ‫الأديان‬ ‫الإلهي في هذه‬ ‫فالوحي‬ ‫؟‬ ‫التوحيدية‬

‫بتبليغها الى أقوامهم إ(‪ .)3‬اما في‬ ‫ليقوموا بدورهم‬ ‫إلى الأنبياء والرسل‬ ‫والتكاليف‬ ‫بتبليغ الوحي‬

‫البديل‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫النبوة‬ ‫ظاهرة‬ ‫لديهم‬ ‫فلم يكن‬ ‫لأقصى‬ ‫ا‬ ‫في الشرق‬ ‫والأخلاقية‬ ‫الفلسفية‬ ‫الديانات‬

‫‪. 177 - 176‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)1‬‬

‫الجزء الأول‬ ‫‪،‬‬ ‫شرقي‬ ‫من منظور‬ ‫اليونانية‬ ‫تاريخ الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫كتابنا‬ ‫هؤلاء الفلاسفة في‬ ‫عن‬ ‫ما كتبناه‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫م‪.‬‬ ‫‪2"7‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫والتوزيع‬ ‫والشر‬ ‫للطباعة‬ ‫الحديثة‬ ‫قباء‬ ‫دار‬ ‫لرته‬ ‫‪،‬‬ ‫الثاني‬ ‫والجزء‬

‫دار‬ ‫مطر‪،‬‬ ‫حلمي‬ ‫أميرة‬ ‫الدكتورة‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫أفايدروس"‪،‬‬ ‫محاورة‬ ‫‪:‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫‪:‬‬ ‫كذلك‬ ‫وراجع‬

‫ام ‪.‬‬ ‫‪969‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫بمصر‪،‬‬ ‫المعارف‬


‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫علم العقائد‬ ‫النبوة من‬ ‫‪:‬‬ ‫مبروك‬ ‫علي‬ ‫‪:‬‬ ‫النبوءة والتنبؤ عند الإغريق في‬ ‫كثيرة حول‬ ‫وانظر‪ :‬تفصيلات‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.76 - 72‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪399‬‬ ‫‪،‬‬ ‫دار التنوير ببيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫التارلخ‬ ‫إلى فلسفة‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.492‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الأشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫الأديان‬ ‫تارلخ‬ ‫‪:‬‬ ‫خليفة حسن‬ ‫(‪ )3‬د‪ .‬محمد‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪922 +‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫طهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫من خلال‬ ‫عليها‬ ‫يحصلون‬ ‫التي‬ ‫الحكمة‬ ‫هو‪.al-m‬طبقة الحكماء‪ ،‬وكان هؤلاء الحكماء هم مصدر‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫التأملي في الطبيعة والكون (‪.)1‬‬ ‫‪ h.co‬مجهودهم‬
‫‪m‬‬

‫)‪:‬‬ ‫الوحي في الأديان السماوبة (فيلون وابن خلدون‬ ‫)‬ ‫(ب‬

‫من البشر الذين‬ ‫هم أولئك الأشخاص‬ ‫والأنبياء‬ ‫‪.‬‬ ‫بالنبوة‬ ‫مرتبطة‬ ‫في اعتقادي مسألة‬ ‫إن الوحي‬

‫(بهذا‬ ‫على معرفته وجعلهم‬ ‫بخطابه وفطرهم‬ ‫"وفضلهم‬ ‫ابن خلدون‬ ‫تعبير‬ ‫على حد‬ ‫الله‬ ‫اصطفاهم‬

‫‪ ..‬ويدلونهم‬ ‫هدايتهم‬ ‫على‬ ‫ويحرضونهم‬ ‫بمهامهم‬ ‫بينهم وبين عباده يعرفونهم‬ ‫) وسائل‬ ‫الخطاب‬

‫الخوارق‬ ‫من المعارف ويظهره على ألسنتهم من‬ ‫عليهم‬ ‫فيما يلقيه‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫النجاة‬ ‫طريق‬ ‫على‬

‫ولا‬ ‫بواسطتهم‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫إلا‬ ‫إلى معرفتها‬ ‫سبيل‬ ‫لا‬ ‫البشر التي‬ ‫عن‬ ‫المغيبة‬ ‫الكائنات‬ ‫والأخبار عن‬

‫إياهم !(‪.)2‬‬ ‫الله‬ ‫إلا بتعليم‬ ‫يعلمونها‬

‫عن الحاضرين‬ ‫غيبة‬ ‫"أن يوجد لهم في حال الوحي‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫يصص‬ ‫فيما‬ ‫وعلامة هذ الوحي‬

‫!انما هي في الحقيقة‬ ‫منهما في شيء‪،‬‬ ‫إغماء في رأي العين وليست‬ ‫أو‬ ‫غثي‬ ‫كأنه‬ ‫معهم مع غطيط‬

‫ثم‬ ‫‪،‬‬ ‫بالكلية‬ ‫مدارك البشر‬ ‫لهم الخارج عن‬ ‫المناسب‬ ‫استغراق في لقاء الملك الروحاني بإدراكهم‬

‫شخص‬ ‫في صورة‬ ‫له‬ ‫من الكلام فيتفهمه‪ ،‬أو يتمثل‬ ‫دوي‬ ‫بسماع‬ ‫إما‬ ‫‪،‬‬ ‫البثمرية‬ ‫ينزل إلى المدارك‬

‫ومن‬ ‫أ(‪.)3‬‬ ‫إليه‬ ‫ما ألقي‬ ‫الحال وقد وعى‬ ‫ثم تنجلي عنه تلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫بما جاء به من عند‬ ‫يخاطبه‬

‫الخير والذكاء ومجانبة‬ ‫أيضا "خلق‬ ‫ابن خلدون‬ ‫يضيف‬ ‫فيما‬ ‫والرسل قبل الوحي‬ ‫الأنبياء‬ ‫علامات‬

‫إلى الدين‬ ‫علاماتهم دعاؤهم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العصمة‬ ‫وهذا هو معنى‬ ‫‪.‬‬ ‫اْجمع‬ ‫والرجس‬ ‫المذمومات‬

‫ومن علاماتهم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫في قومهم‬ ‫حسب‬ ‫وأن يكونوا ذوي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الصلاة والصدقة والعفاف‬ ‫والعبادة من‬

‫من‬ ‫الانسلاخ‬ ‫‪9‬‬ ‫هي لحظة‬ ‫إنما‬ ‫إن لحظة الوحي‬ ‫إ(‪.)4‬‬ ‫بصدقهم‬ ‫أيضا وقوع الخوارق لهم شاهدة‬

‫ما‬ ‫موانع البدن وعوائقه‬ ‫عن‬ ‫إنزههم‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الله عليها الأنبياء والرسل‬ ‫فطر‬ ‫فطرة‬ ‫ا‪ ،‬وهذه‬ ‫البشرية‬

‫تلك‬ ‫بها‬ ‫يحاذون‬ ‫التي‬ ‫في غرائزهم من القصد والاستقامة‬ ‫ركب‬ ‫بما‬ ‫لها بالبشرية‬ ‫داموا ملامسين‬

‫)نفمه‪.‬‬ ‫(‪1‬‬

‫‪.73‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫العلمية ببيروت‬ ‫دار الكتب‬ ‫منشورات‬ ‫‪،‬‬ ‫مقدمة ابن خلدون‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬ابن خلدون‬

‫‪.73‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )3‬نفسه‬

‫‪.74 - 73‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪+ 23‬‬ ‫‪0‬‬


‫السادلملل‬ ‫ال!مل‬

‫توجهوا‬ ‫لذا‬ ‫‪.‬‬ ‫نحوها‪.‬‬ ‫بتلك الوجهة وتسيغ‬ ‫تكشف‬ ‫العبادة‬ ‫طبائعهم رغبة في‬ ‫وركز في‬ ‫الوجهة‬

‫دويا كأنه‬ ‫أحدهم‬ ‫فتارة يسمع‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ما يتلقونه‬ ‫الملأ الأعلى‬ ‫وتلقوا في ذلك‬ ‫ب!ثمريتهم‬ ‫عن‬ ‫وانسلخوا‬

‫وتارة‬ ‫‪،‬‬ ‫وقد وعاه وفهمه‬ ‫إلا‬ ‫الدوي‬ ‫ينقضي‬ ‫فلا‬ ‫ألقي عليه‬ ‫المعنى الذي‬ ‫منه‬ ‫من الكلام يأخذ‬ ‫رمز‬

‫الملك والرجوع إلى‬ ‫يقوله والتلقي من‬ ‫ما‬ ‫يتمثل له الملك الذي يلقي إليه رجلا فيكلمه ويعي‬

‫ليس‬ ‫لأنه‬ ‫من لمح البصر؟‬ ‫بل أقرب‬ ‫‪،‬‬ ‫واحدة‬ ‫يلقى عليه كأنه في لحظة‬ ‫ما‬ ‫المدارك البثرية وفهمه‬

‫لأن الوحي في اللغة‬ ‫وحيا‬ ‫سميت‬ ‫ولذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫بل كلها تقع جميعا فيظهر كأنها سريعة‬ ‫‪،‬‬ ‫زمان‬ ‫في‬

‫‪.)1‬‬ ‫أ(‬ ‫لإسراع‬ ‫ا‬

‫المرسلين‬ ‫الأنبياء‬ ‫وبين‬ ‫؟‬ ‫غير المرسلين‬ ‫الأنبياء‬ ‫بين‬ ‫ذلك‬ ‫من خلال‬ ‫ولقد ميز ابن خلدون‬

‫حالة تمثل‬ ‫الثانية‬ ‫أما الحالة‬ ‫‪،‬‬ ‫رتبة الأنبياء غير المرسلين‬ ‫هي‬ ‫)؟ فحالة الدوي‬ ‫(الأنبياء الرسل‬ ‫أي‬

‫أكمل من الأولى (‪.)2‬‬ ‫رتبة‬ ‫المرسلين وهي‬ ‫الأنبياء‬ ‫رتبة‬ ‫هي‬ ‫الملك رجلا يخاطب‬

‫ثَقِيلاَ‪،)3(،‬‬ ‫قَؤلاً‬ ‫فقال تعالى ‪ :‬ةإِنا سَنُقِتى عَلَيثثَ‬ ‫الوحي‬ ‫القراَن الكريم لحظة‬ ‫وقد أوضح‬

‫عليه‬ ‫!كان ينزل‬ ‫قالت‬ ‫عنها؟ حيث‬ ‫الله‬ ‫محمد رضي‬ ‫النبي‬ ‫كما أوضحتها السيدة عائشة زوج‬

‫ابن خلدون‬ ‫وقد علل‬ ‫‪.‬‬ ‫عرقا!‬ ‫جبينه ليتفصد‬ ‫لىان‬ ‫‪،‬‬ ‫عنه‬ ‫البرد فيفصم‬ ‫الشديد‬ ‫اليوم‬ ‫في‬ ‫الوحي‬

‫فيحدث‬ ‫النفس‬ ‫كلام‬ ‫الملكية وتلقي‬ ‫إلى المدارك‬ ‫حالة مفارقة الثرية‬ ‫‪9‬‬ ‫بأنه‬ ‫حالة الوحي‬ ‫صعوبة‬

‫الأفق الآخرأ(‪.)4‬‬ ‫إلى ذلك‬ ‫أفقها‬ ‫وانسلاخها عنها من‬ ‫ذاتها‬ ‫عنه شدة من مفارقة الذات‬

‫الأفق الآخر حين تلقي الوحي عبر عنه فيلون السكندري‬ ‫لارتياد‬ ‫البشرية‬ ‫وهذا الانسلاخ عن‬

‫الوحي‪،‬‬ ‫يحدث‬ ‫لكي‬ ‫والثمهوات‬ ‫يكفي أن يتحرر الإنسان من الحواس‬ ‫لا‬ ‫أنه‬ ‫حينما أكد على‬

‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫النبوة‬ ‫منعدمان في‬ ‫بالوجدان الشخصي‬ ‫يسمى‬ ‫وما‬ ‫فالعقل‬ ‫‪،‬‬ ‫ذاته‬ ‫يخرج من‬ ‫أن‬ ‫بل يجب‬

‫المكان أو الناس‬ ‫يعرف‬ ‫لا‬ ‫إن الإنسان في حالة الاستيلاء الالهي‬ ‫‪.‬‬ ‫تماما‬ ‫إن كل تفكير محذوف‬

‫محله‬ ‫ليحل‬ ‫الكائن الإنساني‬ ‫الكاثن الإلهي‬ ‫يطرد‬ ‫الوحي‬ ‫إنه في حال‬ ‫‪.‬‬ ‫بل ولا نفسه‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫المحيطين‬

‫‪. 97‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 97‬‬ ‫ص‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪:‬‬ ‫المزمل‬ ‫(‪) 3‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 08‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m231‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫)ل‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫ويتخذ هذا‬ ‫النبي )‪،‬‬ ‫الإنسان‬ ‫(أي عن طريق صوت‬ ‫هو عن نفسه عن طريق صوتنا الخاص‬ ‫‪al‬‬
‫وليعبر‬‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬
‫تتخذ‬ ‫والثانية‬ ‫‪،‬‬ ‫يملأ النفس‬ ‫داخلي‬ ‫صوت‬ ‫الأولى تتخذ شكل‬ ‫‪:‬‬ ‫ثلاث‬ ‫عند فيلون درجات‬ ‫التعبير‬ ‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬

‫كلام ملفوظ أصله‬ ‫تتخذ شكل‬ ‫والثالثة‬ ‫‪،‬‬ ‫طريق الكلام‬ ‫بدورها عن‬ ‫ذاتها‬ ‫عن‬ ‫تعبر‬ ‫فكرة‬ ‫شكل‬

‫(‪.)1‬‬ ‫منه ألوهية‬ ‫الفكر وأكثر‬ ‫عن‬ ‫مختلف‬

‫الوحي عند فيلون ‪:‬‬ ‫(بر) طرق‬

‫وجها مختلفا لظاهرة واحدة ؟‬ ‫منها‬ ‫كل‬ ‫تصف‬ ‫‪،‬‬ ‫الوحي عند فيلون ثلاث‬ ‫ذلك ف!ن طرق‬ ‫وعلى‬

‫إن هناك ثلاث مراحل‪:‬‬ ‫إذ‬

‫كلمة نطق بها‪.‬‬ ‫بأنه‬ ‫وتارة‬ ‫‪،‬‬ ‫داخلية‬ ‫سمع‬ ‫حاسة‬ ‫بأنه‬ ‫تارة‬ ‫وقد وصف‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‪ -‬الذي يتلقى الوحي‬

‫وتارة بأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫محله‬ ‫تطرد العقل وتحل‬ ‫التي‬ ‫تارة بأنه الروح الإلهية‬ ‫وقد وصف‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ -2‬الوسيط‬

‫خالص‪.‬‬ ‫عقل‬

‫(‪.)2‬‬ ‫الله‬ ‫الوحي وهو‬ ‫‪ -3‬مبعث‬

‫نهناك رأيان‬ ‫‪،‬‬ ‫الوحي‬ ‫عن‬ ‫الفكر القديم‬ ‫الوحيدة في‬ ‫النظرية‬ ‫وبالطبع فلم تكن هذه هي‬

‫فقدا تاما‬ ‫كان يرى أفلاطون أن الملهم يفقد شخصية‬ ‫حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫الفلسفة‬ ‫بينهما‬ ‫انقسمت‬

‫كان يعتقد أن‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫هذا الراي‬ ‫نقيض‬ ‫يرى‬ ‫بلوتارك‬ ‫بينما كان‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫التأثير‬ ‫القلة أو‬ ‫جراء‬ ‫من‬

‫وطبعة الخاتم‬ ‫وهذا الاندماج أشبما بالشمع‬ ‫المتأله‬ ‫العمل الإلهي وعمل‬ ‫ثمة اندماجا بين هاتف‬

‫في عالم‬ ‫دخول‬ ‫أو الإلهام الإلهي هو قبل كل شيء‬ ‫كان يعتقد أن الوحي‬ ‫إن افلاطون‬ ‫‪.‬‬ ‫عليه‬

‫عن‬ ‫مجهول‬ ‫يوجد شيء‬ ‫لا‬ ‫العالم المعقول‬ ‫في‬ ‫إذ إنه‬ ‫؟‬ ‫لهذا العالم المحسوس‬ ‫مفارق‬ ‫معقول‬

‫العالمين‪:‬‬ ‫النبوة إلى ازدواج‬ ‫ينسب‬ ‫ما تأثر به فيلون الذي‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫الملهم‬ ‫)‬ ‫النبي‬ ‫(او‬ ‫الحكيم‬ ‫هذا‬

‫والذي‬ ‫لأرضي‬ ‫ا‬ ‫العقل‬ ‫‪:‬‬ ‫القول بعقلين‬ ‫على رأي أفلاطون‬ ‫أضاف‬ ‫حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫والمعقول‬ ‫المحسوس‬

‫أيضا الإنسان السماوي (أي الإنسان‬ ‫الذي أطلق عليه‬ ‫في الجسد‪ ،‬والعقل الخالص‬ ‫يدخل‬

‫(‪.)3‬‬ ‫الله‬ ‫بالسماء) أو صورة‬ ‫المتصل‬

‫إليه‪،‬‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسكندري‬ ‫لفيلون‬ ‫والفلسفية‬ ‫الآراء الدينية‬ ‫‪:‬‬ ‫برييه‬ ‫إميل‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪.247‬‬ ‫ص‬

‫ص ‪.025‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)2‬‬

‫ص ‪.251 - 025‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(ر)‬

‫‪232‬‬
‫ال!عل الساددلل‬

‫اليهودية ونبيها‬ ‫ويفسر ويؤول وحي‬ ‫يستلهم‬ ‫والوحي‬ ‫النبوة‬ ‫وبما أن فيلون كان في رؤيته عن‬

‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫فلاسفة‬ ‫مَن تأثر بهم من‬ ‫التوفيق بين رؤية اليهودية ورؤية‬ ‫عليه السلام محاولا‬ ‫موسى‬

‫أن الوحي يهبط فجأة دون أن تتوقعه النفس‬ ‫اعتبر‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الدينية‬ ‫رؤيته تلك الروح‬ ‫على‬ ‫غلبت‬

‫ويصطبغ‬ ‫وجهه‬ ‫مظاهر النشوة فهو يبتسم ويحمر‬ ‫جمحِ‬ ‫حيحئذِ‬ ‫تبدو على الشخص‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫أو تريده‬

‫في الوقت نفسه تعتريه نفسا وجسما‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫لديه‬ ‫الفائدة‬ ‫الغذاء عديم‬ ‫ويصبح‬ ‫بالاحمرار‬ ‫جسمه‬

‫وإن كان‬ ‫‪،‬‬ ‫نوبات‬ ‫في‬ ‫ينزل متدرجا‬ ‫كما اعتبر فيلون أن الوحي‬ ‫‪،‬‬ ‫والقوة‬ ‫والنشاط‬ ‫زيادة في الصحة‬

‫أنبياء(‪.)1‬‬ ‫كافية لتجعلهم‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهية إلا مرة واحدة‬ ‫فيهم الروح‬ ‫لم تظهر‬ ‫هناك أشخاص‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫أنبيائه‬ ‫أحد‬ ‫على‬ ‫أو مسموعا‬ ‫يلقيه مقروءا‬ ‫هو كلام الله الذي‬ ‫إن الوحي‬ ‫‪:‬‬ ‫الفول‬ ‫وخلاصة‬

‫اذن ثلاثة عناصر‪:‬‬ ‫فللوحي‬ ‫أو النبي إلا ابلاغه للبشر‪.‬‬ ‫الرسول‬ ‫وما مهمة‬ ‫‪،‬‬ ‫رسله‬

‫الله‪.‬‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫الوحي‬ ‫‪ -‬مصدر‬ ‫ا‬

‫أو عن طريق وصيط‪.‬‬ ‫إلهاما‬ ‫وهو كلام الله سواء جهرا أو‬ ‫‪،‬‬ ‫الوحي‬ ‫‪ -2‬مضمون‬

‫أو الرسول ‪.‬‬ ‫النبي‬ ‫‪ -3‬متلقي الوحي وهو‬

‫الله بها إلى البشر‬ ‫اليقين!ة التي يوحي‬ ‫المعرفة‬ ‫هو‬ ‫أمران أولهما‪ :‬أن الوحي‬ ‫هنا نستنتج‬ ‫ومن‬

‫يقدرون‬ ‫لا‬ ‫الذين‬ ‫الناس‬ ‫الله لأمثاله من‬ ‫به‬ ‫ما يوحي‬ ‫أن النبي هو مفسر‬ ‫‪:‬‬ ‫وثانيهما‬ ‫‪.‬‬ ‫ما‬ ‫شيء‬ ‫عن‬

‫(‪.)2‬‬ ‫إلا إدراكه بالإيمان وحده‬ ‫ولا يملكون‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫يقينية‬ ‫معرفة‬ ‫على‬ ‫الحصول‬ ‫على‬

‫اسبي!نوزا‬ ‫تعبير‬ ‫يجد على حد‬ ‫‪،‬‬ ‫في اليهودية والمسيحية‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫والناظر إلى الكتب المقدسة‬

‫الأحيان‬ ‫بعض‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫معا‬ ‫أو بالطريقتين‬ ‫الحسية‬ ‫للأنبياء بالكلام أو بالمظاهر‬ ‫أن الله قد أوحى‬ ‫‪9‬‬

‫وأحيانا‬ ‫‪،‬‬ ‫رؤيته‬ ‫أو‬ ‫لحظة سماعه‬ ‫النبي‬ ‫حادثا بالفعل لم يتخيله‬ ‫الكلام والمظهر الحسي‬ ‫يكون‬

‫وهو في اليقظة على نحو‬ ‫حتى‬ ‫النبي مهيأة‬ ‫حيث تكون مخيلة‬ ‫؟‬ ‫يكون مجرد خيالات‬ ‫أخرى‬

‫الشرائع‬ ‫لموسى‬ ‫قد أوحى‬ ‫الله‬ ‫أن‬ ‫مثال ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫صوتا أو يرى شيئا بوضوح‬ ‫يسمع‬ ‫أنه‬ ‫يجعله يتخيل‬

‫"فاجتمع بك هناك ‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪25‬‬ ‫(‬ ‫بذلك‬ ‫الخروج‬ ‫ويخبرنا سفر‬ ‫‪.‬‬ ‫حقيقي‬ ‫التي سنها للعبرانيين بصوت‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.253‬‬ ‫ص‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫الهيئة‬‫‪-m‬‬ ‫د‪ .‬فؤاد زكريا‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫مراجعة‬ ‫‪،‬‬ ‫حنفي‬ ‫د‪ .‬حسن‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫والسياسة‬ ‫في اللاهوت‬ ‫رسالة‬ ‫(‪ )2‬سينوزا‪:‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪.123‬‬ ‫ص‬ ‫أم‬ ‫‪719‬‬ ‫القاهرة‬ ‫والنث!ر‪،‬‬ ‫العامة للتاليف والترجمة‬ ‫المصرية‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪233 +‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫‪.a‬‬
‫صوتا حقيقيا‬ ‫قد استخدم‬ ‫الله‬ ‫أن‬ ‫فهذا يدل على‬ ‫!‪.‬‬ ‫الغشاء من بين الكرويين‬ ‫من فوق‬ ‫وأناجيك‬
‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫باستثناء هذا الصوت‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫لرغبته‬ ‫مجيبا‬ ‫وجده‬ ‫إليه‬ ‫الله‬ ‫أن يتحدث‬ ‫أراد‬ ‫كلما‬ ‫‪ eh.c‬بدليل أن موسى‬
‫‪om‬‬

‫حقيقي آخرإ(‪ .)1‬والمعروف في ظل آخر‬ ‫أي نبي كان أي صوت‬ ‫يسمع‬ ‫الذي أبلغ الشريعة لم‬

‫الله‬ ‫من‬ ‫سمع‬ ‫الذي‬ ‫يعني أنه الوحيد‬ ‫لا‬ ‫هذا‬ ‫ولكن‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫كليم‬ ‫أن موسى‬ ‫الإسلام‬ ‫الشرائع السماوية‬

‫يف! رسولا أن الله‬ ‫وبمحمد‬ ‫دينا‬ ‫لأن حادثة الإسراء والمعراج تؤكد للمؤمنين بالاسلام‬ ‫مباشرة‬

‫هناك التكليف بالصلوات الخمس‪.‬‬ ‫إلى محمد من فوق سبع سماوات وصدر‬ ‫تحدث‬ ‫قد‬

‫عن النبوة‬ ‫عن الوحي بالحديث‬ ‫ارتباط الحديث‬ ‫حال يبدو من حديثنا السابق مدى‬ ‫أية‬ ‫وعلى‬

‫الله‬ ‫التي يوحي‬ ‫اليقينية‬ ‫المعرفة‬ ‫هي‬ ‫حد تعبير سبينوزا أيضا ‪" -‬النبوة والوحي‬ ‫لأنه ‪ -‬وعلى‬

‫بدون وحي‬ ‫فلا نبوة‬ ‫كبير‪.‬‬ ‫إلى حد‬ ‫وهذا صحيح‬ ‫والوحي‬ ‫النبوة‬ ‫بين‬ ‫بها إلى البشر! فكأنه وحد‬

‫من البشر‬ ‫تماما بين هذا الصنف‬ ‫وهما يفصلان‬ ‫‪،‬‬ ‫متضايفان‬ ‫فهما حدان‬ ‫نبوة‬ ‫بدون‬ ‫ولا وحي‬

‫البشر الذين كان‬ ‫بقية‬ ‫وبين‬ ‫والمرسلين‬ ‫الأنبياء‬ ‫والذي تلقى عنه مباشرة صنف‬ ‫الله‬ ‫المقرب من‬

‫لهذا الدين‬ ‫اْتباعا‬ ‫يكونوا‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫بما ينقله النبي أو الرسول‬ ‫والإيمان‬ ‫الوحي‬ ‫إما تصديق‬ ‫عليهم‬

‫في‬ ‫بها‪ ،‬وهي‬ ‫الأديان الموحي‬ ‫دائرة الإيمان بهذا الدين أو ذاك من‬ ‫عن‬ ‫ليخرجوا‬ ‫؟‬ ‫به‬ ‫يصدقون‬ ‫لا‬ ‫أو‬

‫)‪.‬‬ ‫والإسلام‬ ‫(اليهودية والمسيجة‬ ‫‪:‬‬ ‫الثلاثة‬ ‫الأديان الإبراهيمية‬ ‫على‬ ‫تقتصر‬ ‫الشخصي‬ ‫اعتقادي‬

‫النبوة‬ ‫‪:‬‬ ‫ثانيا‬

‫‪:‬‬ ‫النبوة‬ ‫) معنى‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫والأنبياء‬ ‫‪،‬‬ ‫والرسل‬ ‫الأنبياء‬ ‫إلى البشر من‬ ‫الله‬ ‫لمن حملوا وحي‬ ‫(‪)+‬هي صفة أعطيت‬ ‫النبوهَ‬ ‫إن‬

‫ابن‬ ‫تعبير‬ ‫وجعلهم ‪ -‬على حد‬ ‫‪،‬‬ ‫اصطفاهم الله من بين عباده وفضلهم بخطابه‬ ‫هم أشخاص‬

‫(‪.)2‬‬ ‫عباده‬ ‫وبين‬ ‫بينه‬ ‫‪ -‬وسائل‬ ‫خلدون‬

‫‪. 126‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫من‬ ‫‪ :‬النبوة‬ ‫مبروك‬ ‫علي‬ ‫‪:‬‬ ‫في‬ ‫اللغات‬ ‫للنبوة والنبي في جميع‬ ‫اللغوي‬ ‫الأصل‬ ‫على‬ ‫التعرف‬ ‫(‪ )+‬يمكنك‬

‫‪15‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫‪ 3991‬م‪ ،‬الفصل‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫دار التنوير ببيروت‬ ‫‪،‬‬ ‫التاريخ‬ ‫العقائد إلى فلسفة‬ ‫علم‬

‫وما بعدها‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪73‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفى المصدر‬ ‫‪:‬‬ ‫خلدون‬ ‫ابن‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪+ 234‬‬
‫ال!مل السادللل‬

‫‪:‬‬ ‫النبوة‬ ‫منكرو‬ ‫)‬ ‫ب‬ ‫(‬

‫؟‬ ‫الإسلامي بوجه خاص‬ ‫العربي‬ ‫مناقشات واسعة في التراث‬ ‫النبوة‬ ‫قضية‬ ‫وقد شهدت‬

‫تحديدا تصاعد‬ ‫ففي القرن الثالث الهجري‬ ‫؟‬ ‫النبوة‬ ‫الملاحدة قد أنكروا ظاهرة‬ ‫نظرا لأن بعض‬

‫النبوة‬ ‫وجود‬ ‫فطعنوا في‬ ‫‪،‬‬ ‫النبوة والقراَن‬ ‫للعقيدة الاسلامية لاسيما تجاه‬ ‫إلحادي مخالف‬ ‫تيار‬

‫أنكروا‬ ‫الذين‬ ‫الهند‪،‬‬ ‫في‬ ‫البراهمة‬ ‫مذهب‬ ‫أتباع‬ ‫أهمها‬ ‫من‬ ‫واستمدوا هجومهم من مصادر شتى‬

‫ليس ثمة حاجة إلى‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهية‬ ‫الحكمة‬ ‫مع‬ ‫يتعارض‬ ‫أن وجودهم‬ ‫وزعموا‬ ‫النبوة والرسل‬

‫الأفعال أو قبحها‪ ،‬وقد زعموا أن‬ ‫على حسن‬ ‫الدلالة‬ ‫لأن في العقل الإنساني الكفاية في‬ ‫الرسل‬

‫مثل ذبح البهائم‬ ‫الدينية‬ ‫عقائدهم‬ ‫حسب‬ ‫العقل والحكمة‬ ‫حظره‬ ‫ما‬ ‫بعض‬ ‫ب!باحته‬ ‫الرسل قد جاءوا‬

‫الإلهي بعض‬ ‫النبوة والوحي‬ ‫الآراء البراهمية في إنكار‬ ‫وقد تابع هذه‬ ‫‪.‬‬ ‫بلا ذنب‬ ‫صمايلام الحيوان‬

‫هـالذي كتب عدة مؤلفات‬ ‫عام ‪892‬‬ ‫الراوندي المتوفى‬ ‫أحمد بن اسحاق‬ ‫أمثال‬ ‫المسلمين من‬

‫كذلك‬ ‫‪ ،9‬ومنهم‬ ‫الزمرد‬ ‫‪9‬‬ ‫و‬ ‫ومنها كتابه إالفرند!‬ ‫‪،‬‬ ‫الرسل‬ ‫رسالات‬ ‫النبوة وإبطال‬ ‫على‬ ‫في الطعن‬

‫كما طعن‬ ‫وئ!‪،‬‬ ‫في الطعن على الرسول‬ ‫كتابا‬ ‫الذي صنف‬ ‫الوراق‬ ‫محمد بن هارون‬ ‫أبو عيسى‬

‫في ذلك‬ ‫بن زكريا الرازي الذي كتب‬ ‫هؤلاء على الإطلاق أبومحمد‬ ‫وكان من أشهر‬ ‫‪،‬‬ ‫القرآن‬ ‫في‬

‫الكتاب الأول‬ ‫وقد صادف‬ ‫!‪.‬‬ ‫الأديان‬ ‫وأنقض‬ ‫"‬ ‫المتنبئين‬ ‫أو حيل‬ ‫الأنياء‬ ‫مخاريق‬ ‫‪9‬‬ ‫كتابين هما‪:‬‬

‫منه‬ ‫لنا‬ ‫فقد بقي‬ ‫‪،‬‬ ‫الثاني‬ ‫أما الكتاب‬ ‫‪.‬‬ ‫القرامطة‬ ‫لدى‬ ‫وخاصة‬ ‫الطوائف‬ ‫بين بعض‬ ‫رواجا‬ ‫فقده‬ ‫قبل‬

‫أ‪.‬‬ ‫النبوة‬ ‫"أعلام‬ ‫فقرات أوردها أبوحاتم الرازي المتوفى سنة ‪ 322‬هـ ‪ 339 -‬م في كتاب‬ ‫بعض‬

‫لإنسان ‪،‬‬ ‫وا‬ ‫الله‬ ‫بين‬ ‫كوسطاء‬ ‫الأنبياء‬ ‫لدور‬ ‫وتنكر‬ ‫الوحي‬ ‫فكرة‬ ‫باتا‬ ‫رفضا‬ ‫م‬ ‫الرازي ‪259‬‬ ‫لقد رفض‬

‫الحق‪،‬‬ ‫بمعرفة‬ ‫يفي‬ ‫الله‬ ‫الوارد من‬ ‫ما دام نور العقل‬ ‫ضرورية‬ ‫غير‬ ‫أن النبوة إما أن تكون‬ ‫يرى‬ ‫فهو‬

‫اعتقدوا أن الله‬ ‫الفتن بين جماعة‬ ‫الدماء داضرام‬ ‫من سفك‬ ‫الكئير‬ ‫اَلت إلى‬ ‫لأنها‬ ‫؟‬ ‫أو أنها منكرة‬

‫هذه الخطوة (‪.)1‬‬ ‫لم يظفروا بمل‬ ‫أخرى‬ ‫بالوحي وجماعة‬ ‫خصهم‬

‫أن العقل هو المرجع في‬ ‫يعتبر‬ ‫كان‬ ‫لأنه‬ ‫؟‬ ‫والنبوة‬ ‫الوحي‬ ‫حول‬ ‫الآراء‬ ‫اعتنق الرازي هذه‬ ‫وقد‬

‫ولا نجعله‬ ‫درجته‬ ‫لا ننزله عن‬ ‫‪9‬‬ ‫علينا أن‬ ‫ولذلك‬ ‫؟‬ ‫والدنيوية‬ ‫الدينية والإلهية والحياتية‬ ‫الأمور‬ ‫كل‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫الدار المتحدة‪l-m‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اليازجي‬ ‫كمال‬ ‫العربية للدكتور‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الاسلامية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫فخري‬ ‫د‪ .‬ماجد‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 145‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7491‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ببيروت‬ ‫للنر‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m235‬‬
‫فلسمه الدين‬ ‫إلى‬ ‫جديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫حيث‬ ‫عنده هو الحاكم والمتبوع‬ ‫الروحاني "‪( ،‬فالعقل‬ ‫"الطب‬ ‫كما قال في‬ ‫‪al‬‬
‫محكوما‬
‫؟‬ ‫كتابه‬ ‫عليه )‪،‬‬ ‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫أن يؤكد ذلك أيضا في كتابه‬ ‫وقد حاول‬ ‫كانت‬ ‫سواء‬ ‫تقع خارجه‬ ‫سلطة‬ ‫‪h.‬‬
‫‪.‬‬ ‫)‬ ‫دنيوية‬ ‫دينية أو‬ ‫‪،‬‬ ‫لا‬ ‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫وزعم‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫ابن‬ ‫أنه‬ ‫ومنها‪ :‬ازعم عشى‬ ‫‪،‬‬ ‫التناقضات بين الأديان‬ ‫الأنبياءإ‪ ،‬ب!ظهار‬ ‫امخاريق‬

‫البث!ر‪.)1(،‬‬ ‫كسائر‬ ‫أنه مخلوق‬ ‫محمد‬ ‫وزعم‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫أنه لا ابن‬ ‫موسى‬

‫للنقمة والنقد الشديدين‬ ‫عرضتهما‬ ‫‪،‬‬ ‫للراوندي والرازي‬ ‫الاَراء‬ ‫هذه‬ ‫عام فقد عرضت‬ ‫وبوجه‬

‫اتهم الرازي‬ ‫وقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمن‬ ‫واللاحقين عليهم من المفكرين والفلاسفة‬ ‫معاصريهم‬ ‫لحلَ‬ ‫من‬

‫كما شهدت‬ ‫‪،‬‬ ‫من الشيعة الإسماعيلية‬ ‫الغلاة‬ ‫في أوساط‬ ‫حتى‬ ‫بالمروق من الدين والإلحاد‬ ‫ووصم‬

‫في القرن الحادي عشر‬ ‫ناصر خسرو‬ ‫الداعية الإصماعيلي‬ ‫التي وجهها‬ ‫العنيفة‬ ‫الردود‬ ‫على ذلك‬

‫كانت مؤلفاته هي‬ ‫والذي‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫المتوفى ‪339‬‬ ‫حاتم الرازي‬ ‫أبو‬ ‫مواطنه وسميه‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الميلادي‬

‫الرازي هذا(‪.)2‬‬ ‫لمذهب‬ ‫مصدرنا‬

‫نظرية النبوة عند الفارابي‪:‬‬ ‫(ب)‬

‫بدءا من‬ ‫البهار‬ ‫الإسلام‬ ‫فلاسفة‬ ‫لدى‬ ‫فقد تتالت‬ ‫‪،‬‬ ‫للنبوة‬ ‫المنكرين‬ ‫هذين‬ ‫الردود على‬ ‫أما أهم‬

‫ردين‬ ‫كتب‬ ‫أنه‬ ‫المؤرخون‬ ‫الفارابي الذي كان معاصرا للراوندي والرازي معا‪ ،‬وروى‬ ‫أبي نصر‬

‫نظرية‬ ‫طغ‬ ‫مَن‬ ‫أول‬ ‫ويعتبر الفارابي حقيقة‬ ‫إلينا‪،‬‬ ‫الردين لم يصلا‬ ‫أن هذين‬ ‫إلا‬ ‫كل منهما‬ ‫على‬

‫كبير في خلفائه من فلاسفة‬ ‫تأثير‬ ‫وكان لنظريته هذه‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫القول‬ ‫وفصل‬ ‫النبوة بطابعها الفلسفي‬

‫وما وراء‬ ‫علم المس‬ ‫وقد قامت نظريته تلك على دعائم من‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫الإسلام المتكلم!ن والصوفية‬

‫من وسائل الاتصال بين‬ ‫ويعدها وسيلة‬ ‫تفسيرا سيكولوجيا‬ ‫النبوة‬ ‫يفسر‬ ‫الفارابي‬ ‫إن‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الطبيعة‬

‫الثقافية‪،‬‬ ‫حضرموت‬ ‫مجلة‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‪،‬فغاني‬ ‫الى‬ ‫الفارابي‬ ‫من‬ ‫النبوة‬ ‫نظرية‬ ‫‪:‬‬ ‫الجبوري‬ ‫الدين‬ ‫د‪ .‬عماد‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪esu/:c/Uif‬‬ ‫!ك!‬ ‫ا عن موقع من الإنترنت ‪/Desktop/‬‬ ‫ص‬

‫السابق‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪،‬‬ ‫مبروك‬ ‫للنبوة في‪ :‬علي‬ ‫نقد ابن الراوندي والرازي‬ ‫كثر عن‬ ‫وانظر‪ :‬تفاصيل‬

‫‪. 161 - 155‬‬ ‫ص‬

‫‪. 146 - 145‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نف! المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫ماجد فخري‬ ‫د‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.302‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫طبعة دار الوفاء بالإسكندرية‬ ‫‪،‬‬ ‫من الفكر الفلسفي‬ ‫(‪ )3‬د‪ .‬عبدالفتاح فؤاد‪ :‬ابن تيية وموقفه‬

‫بالقاهرة ‪،‬‬ ‫دار المعارف‬ ‫‪،‬‬ ‫في الفلسفة الاصلامية م!نهج وتطبيق‬ ‫بيومي مدكور‪:‬‬ ‫د‪ .‬إبراهيم‬ ‫وانظر أيضا‪:‬‬

‫‪ 96‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ص‬ ‫الثالثة ‪،‬‬ ‫الطبعة‬

‫‪+ 236‬‬
‫للل‬ ‫‪3‬‬ ‫السا‬ ‫ال!حل‬

‫لازم لحياة المدينة الفاضلة من الناحية‬ ‫النبي‬ ‫أن‬ ‫فوق ذلك‬ ‫وعالم السماء‪ ،‬ويرى‬ ‫عالم الأرض‬

‫في‬ ‫اْثر‬ ‫من‬ ‫لما له‬ ‫بل‬ ‫‪،‬‬ ‫فحسب‬ ‫الشخصي‬ ‫ترجع إلى سموه‬ ‫لا‬ ‫فمنزلته‬ ‫‪.‬‬ ‫السياسية والأخلاقية‬

‫(‪.)1‬‬ ‫المجتمع‬

‫أهل المدينة الفاضلة ‪،‬؟‬ ‫"آراء‬ ‫كتابه‬ ‫في‬ ‫أكئر وضوحا‬ ‫النبوة‬ ‫الفارابي لنظريته عن‬ ‫ويعتبر عرض‬

‫تشتغل‬ ‫التي‬ ‫الدرجة‬ ‫وهي‬ ‫)‪،‬‬ ‫(قوته المتخيلة بالطبع غاية الكمال‬ ‫إنسان وصلت‬ ‫النبي‬ ‫يرى أن‬ ‫حيث‬

‫به القوة‬ ‫وبما تخدم‬ ‫الخارجية‬ ‫المحسوسات‬ ‫الكاملة بما يرد عليها من‬ ‫القوية‬ ‫فيها القوة المتخيلة‬

‫التي تمكنها أن يقبل‬ ‫القوة‬ ‫القدرة أو‬ ‫كثير‪ ،‬من‬ ‫(مع اشتغالها بهذين فضل‬ ‫فيها‬ ‫ويظل‬ ‫‪،‬‬ ‫الناطقة‬

‫من خلالها افي يقظته عن العقل الفعال الجزئيات الحاضرة والمستقبلة أو محاكياتها‬ ‫!احبها‬

‫الشريفة ويراها‪،‬‬ ‫الموجودات‬ ‫المفارقة وسائر‬ ‫المعقولات‬ ‫ويقبل محاكيات‬ ‫‪،‬‬ ‫من المحسوسات‬

‫نبوة بالأشياء الإلهية )(‪.)2‬‬ ‫المعقولات‬ ‫من‬ ‫له بما قبله بمخيلته‬ ‫فيكون‬

‫النفس المختلفة‪.‬‬ ‫عن قوى‬ ‫إطار نظريته‬ ‫في ظل‬ ‫النبوة‬ ‫تلك عن‬ ‫رؤيته‬ ‫الفارابي‬ ‫وقد عرض‬

‫منها بوظيفتها‬ ‫بئن ترابطها وكيفية قيام كل‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫والناطقة‬ ‫والمتخيلة‬ ‫والنزوعية‬ ‫الغاذية والحاسة‬

‫الناطقة‬ ‫وبخاصة‬ ‫لهذه القوى‬ ‫يمكن‬ ‫كيف‬ ‫أن يوضح‬ ‫وحاول‬ ‫‪،‬‬ ‫وما تخدم به كل منهما الأخرى‬

‫عالم العقول المفارقة للمادة وعالم‬ ‫‪،‬‬ ‫العلوي الأشرف‬ ‫بالعالم‬ ‫أن تتصل‬ ‫والمتخيلة والحاسة‬

‫هو‬ ‫فيه‬ ‫فوق فلك القمر‪ ،‬والذي أدنى موجود‬ ‫ما‬ ‫الذي هو عالم‬ ‫عن الحس‬ ‫المجردة‬ ‫المعقولات‬

‫وهو الوسيط بين العقول العلوية المفارقة وبين‬ ‫)‪،‬‬ ‫الذي سماه أيضا (العقل الفعال‬ ‫العقل العاشر‬

‫في‬ ‫ما يعبر عنه بالوحي‬ ‫عند الفارابي هو‬ ‫)‬ ‫الفعال‬ ‫(العقل‬ ‫فهذا الوسيط‬ ‫ولذلك‬ ‫؟‬ ‫العقل الإنساني‬

‫من‬ ‫عبر سلسلة‬ ‫الله‬ ‫اي العقل العاشر أو الفعال يتلقى فيضا من‬ ‫إن الوحي‬ ‫‪.‬‬ ‫الديني‬ ‫المصطلح‬

‫من معرفته على العقول البثمرية‪ ،‬لكن بشروط‬ ‫وهذا العقل يفيض‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫العقول الأقرب منه إلى‬

‫او العقل المنفعل إلى مرتبة العقل‬ ‫بالقوة‬ ‫تدرج ينتقل من خلاله العقل الذي للأنسان‬ ‫وضمن‬

‫إلى عقله الممعل‬ ‫الفعال‬ ‫العقل‬ ‫الفعال يفيضه‬ ‫تعالى إلى العقل‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫إن ما يفيض‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫بالفعل‬

‫حكيما‬ ‫إلى عقله الففعل‬ ‫منه‬ ‫يفيض‬ ‫بما‬ ‫العقل المستفاد‪ ،‬ثم إلى قوته المتخيلة فيكون‬ ‫بتوسط‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪.07‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫مدكور‪:‬‬ ‫د‪ .‬إبراهيم‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫للنشر‪a‬‬
‫‪l-m‬‬ ‫دار المسار‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسي‬ ‫الفارابي‬ ‫في مشروع‬ ‫الدين والأيديولوجيا‬ ‫طه السيد أحمد‪:‬‬ ‫(‪ )2‬د‪ .‬عزمي‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪.62‬‬ ‫ص‬ ‫‪2002‬‬ ‫الأولى‬ ‫الطبعة‬ ‫الأردن‬ ‫المفرق ‪-‬‬ ‫والتوزيع‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪237+‬‬
‫هلس!ه الدلمل‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫ومخبرا‬ ‫منذرا بما سيكون‬ ‫نبيا‬ ‫منه إلى قوته المتخيلة‬ ‫وبما يفيض‬ ‫‪،‬‬ ‫التمام‬ ‫على‬ ‫ومتعقلا‬ ‫وفيلسوفا‬ ‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫)‪. (l‬‬ ‫فيه الإلهي‬ ‫يعقل‬ ‫بوجود‬ ‫الجزئيات‬ ‫الاَن من‬ ‫‪ h.c‬بما هو‬
‫"‬

‫‪om‬‬

‫هذا الفيض الذي‬ ‫المخيلة بالعقل الإلهي عن طريق‬ ‫في اتصال‬ ‫أن النبوة تكمن‬ ‫والخلاصة‬

‫ونظريته‬ ‫عند الفارابي‬ ‫العقول‬ ‫يفهم في ضوء تسلسل‬ ‫وذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫عبر العقول المتوسطة‬ ‫يفيض‬

‫ممكنا‬ ‫أمرا‬ ‫ليست‬ ‫إلا أنها‬ ‫العقلي السابق‬ ‫عند الفارابي رغم تفسيرها‬ ‫والنبوة‬ ‫‪.‬‬ ‫المعقدة في ذلك‬

‫فهو‬ ‫يبلغها‬ ‫وللنبي مهمة يؤديها ورسالة‬ ‫"‪،‬‬ ‫بقوة قدسية‬ ‫في روحها‬ ‫إقوة تختص‬ ‫إنها‬ ‫أحد‪،‬‬ ‫لكل‬

‫وهذه‬ ‫القوة القدسية‬ ‫وهذه‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫"‬ ‫والترهيب‬ ‫الأمة بالترغيب‬ ‫ويأخذ‬ ‫‪،‬‬ ‫والشرائع‬ ‫السنن‬ ‫"واضع‬

‫بالعقل الإلهي‪.‬‬ ‫أن الفارابي يقر باتصالهما‬ ‫رغم‬ ‫‪،‬‬ ‫الفيلسوف‬ ‫بهما النبي عن‬ ‫الرسالة هما ما يفترق‬

‫‪:‬‬ ‫النبوة‬ ‫(د) نظربة ابن سينا في‬

‫ما بدأ منه ابن سينا‬ ‫هي‬ ‫السابق‬ ‫النص‬ ‫إليها الفارابي في‬ ‫التي أشار‬ ‫القوة القدسية‬ ‫هذه‬ ‫ولعل‬

‫مقام النبوة‬ ‫انتقاص نظرية الفارابي من‬ ‫ابن سينا إلى شبهة‬ ‫تنبه‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫النبوة‬ ‫عن‬ ‫نظريته الخاصة‬

‫ولذا فقد‬ ‫؟‬ ‫تبلغها القوة المتخيلة في النفس‬ ‫مرتبة استثنائية من الكمال‬ ‫حينما اعتبرها مجرد‬

‫درجة يستطيع العقل‬ ‫أسمى‬ ‫بأنه‬ ‫الذي وصفه‬ ‫إلى العقل القدسي‬ ‫النبوة‬ ‫عمد ابن سينا إلى إسناد‬

‫نظرية عند‬ ‫الذي يتجاوز كل قوة حدسية‬ ‫تلك الدرجة من العقل الحدسي‬ ‫إنها‬ ‫الإنساني بلوغها‪،‬‬

‫من‬ ‫للعادة أفيمكن إذن أن يكون شخص‬ ‫بنسبة خارقة‬ ‫بعضهم‬ ‫إلا‬ ‫ولا يمتلكها‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬ ‫معظم‬

‫أعني‬ ‫إلى أن يثشعل حدسا‪،‬‬ ‫العقلية‬ ‫الاتصال بالمبادئ‬ ‫الصفاء‪ ،‬وشدة‬ ‫مؤيد النفس بشدة‬ ‫‪،‬‬ ‫الناس‬

‫المدركات‬ ‫صور‬ ‫له‬ ‫تظهر‬ ‫المرتبة‬ ‫وعندما يبلغ هذه‬ ‫قبولا لإلهام العقل الفعال في كل شيء‪،‬‬

‫يتهيأ‬ ‫لا‬ ‫القضايا التي‬ ‫تلك‬ ‫يدرك دون عناء أو بحث‬ ‫العقل الفعال فورا‪ ،‬وبذلك‬ ‫في‬ ‫المخزونة‬

‫معرفمها))(‪.)3‬‬ ‫للاخرين‬

‫التي‬ ‫المادة‬ ‫لأن‬ ‫مثله دائما؟‬ ‫وجود‬ ‫مما يتكرر‬ ‫النجاة أ‪9 :‬إن النبي ليس‬ ‫!‬ ‫في‬ ‫ابن سينا‬ ‫يقول‬

‫قليل ونادر"(‪،)4‬‬ ‫في وقت‬ ‫هـانما‬ ‫كل وقت‬ ‫الامتزاج في‬ ‫فيها‬ ‫أن تقع‬ ‫لها‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫مثله‬ ‫تقبل كمالا‬

‫ص ‪.63 - 62‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)1‬‬

‫ص!‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪. 591 -‬‬ ‫‪491‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫فخري‬ ‫د‪ .‬ماجد‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫(‪) 3‬‬

‫إليه‪،‬‬ ‫الاشارة‬ ‫‪ ،‬سبق‬ ‫الأفغاني‬ ‫إلى‬ ‫الفارابي‬ ‫النبوة من‬ ‫نظرية‬ ‫‪:‬‬ ‫الجبوري‬ ‫الدين‬ ‫عماد‬ ‫‪ :‬د‪.‬‬ ‫عن‬ ‫) نقلا‬ ‫(‪4‬‬

‫‪.7‬‬ ‫ص‬

‫‪23‬‬ ‫‪8‬‬
‫للل‬ ‫‪3‬‬ ‫)لسا‬ ‫ال!حل‬

‫إلا وفق‬ ‫الطاعة لا تكون‬ ‫هذه‬ ‫نبي يتميز باستحقاق‬ ‫بأن "كل‬ ‫"‬ ‫والتنبيهات‬ ‫في "الإشارات‬ ‫ويضِف‬

‫من عند‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫تدل‬ ‫التي‬ ‫الاَيات‬ ‫ومثلا على ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫بقية الناس‬ ‫الني عن‬ ‫بها‬ ‫يمتاز‬ ‫خصوصية‬

‫هي معجزاته "(‪.)1‬‬ ‫ربه‪ ،‬وتلك‬

‫(هـ) النبوة عند الغزالي‪:‬‬

‫وخاصة‬ ‫انتقاداته اللاذعة للفلاسفة‬ ‫أبوحامد الغزالي (‪ 505 -045‬هـ) رغم‬ ‫الإمام‬ ‫أن‬ ‫والطريف‬

‫النبوة وعقل‬ ‫يدافع عن‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫النبوة‬ ‫حول‬ ‫في موقفهما‬ ‫يكاد يتفق معهما‬ ‫أنه‬ ‫الا‬ ‫وابن سينا‪،‬‬ ‫الفارابي‬

‫في‬ ‫البوادي فهو أخس‬ ‫مثل عقل أحاد السوادية واجلاف‬ ‫النبي‬ ‫النبي قائلا‪! :‬ومَن ظن ان عقل‬

‫الناس في فهم العلوم‬ ‫اختلف‬ ‫لما‬ ‫ولولاه‬ ‫‪،‬‬ ‫الغريزة‬ ‫ينكر تفاوت‬ ‫نفسه من أحاد السوادية وكيف‬

‫تنبعث‬ ‫وإلى كامل‬ ‫‪،‬‬ ‫بأدنى رمز أو إشارة‬ ‫يفهم‬ ‫ذكي‬ ‫‪ ..‬والى‬ ‫بالتفهيم‬ ‫يفهم‬ ‫لا‬ ‫بليد‬ ‫إلى‬ ‫ولما انقسموا‬

‫لهم في بواطنهم‬ ‫يتضح‬ ‫السلام‬ ‫أن الأنبياء عليهم‬ ‫وذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫التعليم‬ ‫الأمور بدون‬ ‫حقائق‬ ‫نفسه‬ ‫من‬

‫الوحي كثيرة‬ ‫ودرجات‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫والوحي‬ ‫بالإلهام‬ ‫ذلك‬ ‫ويعبر عن‬ ‫من غير تعلم وسماع‬ ‫أمور غامضة‬

‫لما(‪.)2‬‬ ‫المكاشفة‬ ‫علم‬ ‫من‬ ‫فيها لا يليق بعلم المعاملة بل هو‬ ‫والخوض‬

‫ونظرية‬ ‫‪،‬‬ ‫النبوة‬ ‫بين نظرية الفارابي وابن سينا عن‬ ‫الاختلاف‬ ‫الأخيرة نكتشف‬ ‫الجملة‬ ‫تلك‬ ‫وفي‬

‫التصوف‬ ‫طريق‬ ‫أن مَن لا يسلك‬ ‫يرى‬ ‫حيث‬ ‫نظريته الصوفية‬ ‫إذ إن نظرية الأخير تنبع من‬ ‫؟‬ ‫الغزالي‬

‫التحقيق‬ ‫الأولياء هي في نظره على‬ ‫فكرامات‬ ‫إ(‪،)3‬‬ ‫الاسم‬ ‫النبوة إلا‬ ‫من حقيقة‬ ‫يدرك‬ ‫فليس‬ ‫"‬

‫إلى غار حراء وكان يخلو بربه‬ ‫أقبل‬ ‫حينما‬ ‫محمد !‬ ‫النبي‬ ‫كان ذلك أول حال‬ ‫الأنبياء إذ‬ ‫بدايات‬

‫خاليا‬ ‫راْي الغزالي فإن الإنسان خلق‬ ‫وبحسب‬ ‫ربه "‪،‬‬ ‫عشق‬ ‫اإن محمدا‬ ‫‪:‬‬ ‫ويتعبد حتى قالت العرب‬

‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫الإدراك الحسي‬ ‫من خلال‬ ‫‪،‬‬ ‫العوالم‬ ‫خيره من تلك‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫خير معه من عوالم‬ ‫لا‬ ‫ساذجا‬

‫الغيب وما سيكون‬ ‫بها‬ ‫يبصر‬ ‫عين أخرى‬ ‫فيه‬ ‫وأن للعقل طورا آخر تنفتح‬ ‫‪،‬‬ ‫الإدراك العقلي‬ ‫خلال‬

‫ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫النوم‬ ‫وهو‬ ‫النبوة‬ ‫نموذجا من خاصية‬ ‫على خلقه بأن أعطاهم‬ ‫الله‬ ‫وقد قرب‬ ‫‪،‬‬ ‫في المستقبل‬

‫السابق‪.‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬نقلا عن‬


‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫دار الكتب‬ ‫طبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫الكتب‬ ‫دار إحياء‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫المجلد‬ ‫الدين ‪-‬‬ ‫علوم‬ ‫إحياء‬ ‫‪:‬‬ ‫الغزالي‬ ‫ابو حامد‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 501‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪ -‬بدون‬ ‫لبنان‬ ‫ببيروت ‪-‬‬ ‫العلمية‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.01‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫د‪ .‬عماد الدين الجوري‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m923‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫داذن‬ ‫عنه‬ ‫مقال يكشف‬ ‫في كسوة‬ ‫صريحا‬ ‫من الغيب‬ ‫سيكون‬ ‫يدرك‬ ‫‪al‬‬
‫التعبير‪،‬‬ ‫هـاما‬ ‫إما‬ ‫ما‬ ‫النائم‬ ‫‪-‬‬ ‫أن ‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬
‫وهكذا‬ ‫فيه عين يظهر في نورها الغيب وأمور لا يدركها العقل‬ ‫عبارة عن طور يحصل‬ ‫النبوة‬ ‫ف!ن‬ ‫‪.c‬‬
‫‪.‬‬
‫‪om‬‬

‫العزلة‬ ‫أثناء‬ ‫في‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫حيث‬ ‫الأنبياء؟‬ ‫لكىِ يتذوق النبوة في تقليد‬ ‫التصوف‬ ‫ينتهج الغزالي مسلك‬

‫ببضاعة عقل العقلاء‪ ،‬بل‬ ‫تأثيرها‬ ‫يدرك وجه‬ ‫لا‬ ‫بان لي على الضرورة أن أدوية القلوب‬ ‫والخلوة‬

‫عليهم السلام‬ ‫فالأنبياء‬ ‫الأشياء‬ ‫على خواص‬ ‫النبوة‬ ‫الذين اطلعوا بخاصية‬ ‫الأنبياء‬ ‫فيها تقليد‬ ‫يجب‬

‫للنبوة بالتصديق‪،‬‬ ‫هنا في أن يشهد‬ ‫الغزالي تكمن‬ ‫ف!ن فائدة العقل عند‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫القلوب‬ ‫أطباء‬

‫(‪.)1‬‬ ‫النبوة‬ ‫بعين‬ ‫ما يدرك‬ ‫إدراك‬ ‫عن‬ ‫بالعجز‬ ‫ولنفسه‬

‫‪:‬‬ ‫النبوة‬ ‫في‬ ‫(و) نظرية ابن رشد‬

‫في النبوة‬ ‫ف!ن نظرية ابن رشد‬ ‫‪،‬‬ ‫بنكهتها الصولية‬ ‫نظرية الغزالي في النبوة قد تميزت‬ ‫كانت‬ ‫صماذا‬

‫لم يكرر‬ ‫على الرغم من أن ابن رشد‬ ‫إذ‬ ‫كما لدى الفلاسفة السابقين طابعا عقليا؟‬ ‫قد اتخذت‬

‫على‬ ‫العقول وارتبا! النبوة بالاتصال بالعقل الإلهي سواء‬ ‫الفارابي وابن سينا حول‬ ‫نظريات‬

‫عقلانيته لأنه‬ ‫ف!ن نظريته قد أكدت‬ ‫أقول على الرغم من ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الثاني‬ ‫طريقة الأول أو على طريقة‬

‫باستمرار‬ ‫النبوة‬ ‫بها نظرية‬ ‫التي ارتبطت‬ ‫للمعجزات‬ ‫البي بدون حاجة‬ ‫وصدق‬ ‫النبوة‬ ‫أكد على‬

‫على‬ ‫وليس‬ ‫أ‬ ‫الداخلي للنبوة‬ ‫(الصدق‬ ‫على‬ ‫التأكيد‬ ‫تبدو في‬ ‫فعقلانية ابن رشد‬ ‫‪.‬‬ ‫السابقين‬ ‫عند‬

‫انطلاقا‬ ‫نبوته‬ ‫صدق‬ ‫رأيه ينبع‬ ‫فالنبي في‬ ‫‪.‬‬ ‫الأنبياء‬ ‫إلى‬ ‫للعادة أو للطبيعة مما ينسب‬ ‫أي خوارق‬

‫واستقامة حياتهم‬ ‫وتبغي صلاحهم‬ ‫لكل الناس‬ ‫ف!ن كانت صالحة‬ ‫بها‪،‬‬ ‫الشريعة التي يأتي‬ ‫من‬

‫من أفعال الأنبياء‬ ‫يكون صادقا‪ J.L j ،‬كان من المعروف‬ ‫بها‬ ‫ف!ن النبي الذي أتى‬ ‫وتنظيم مجتمعهم‬

‫هذا‬ ‫نبوة‬ ‫هذه الشريعة الصالحة هي الدليل الكافي على‬ ‫ف!ن واقعة وجود‬ ‫‪،‬‬ ‫بشريعة صالحة‬ ‫الإتيان‬

‫مصدر‬ ‫للبي‬ ‫لم يكن‬ ‫(ذا‬ ‫الوحي‬ ‫من‬ ‫الشريعة‬ ‫بأن هذه‬ ‫إلا الإقرار‬ ‫حينئذِ‬ ‫يبقى‬ ‫لا‬ ‫إذ‬ ‫‪.‬‬ ‫النبي أو ذاك‬

‫في‬ ‫والأمانة والإخلاص‬ ‫له فيها بالصدق‬ ‫النبي واْخلاقه الصثمهود‬ ‫أن صدق‬ ‫والخلاصة‬ ‫‪.‬‬ ‫لها‬ ‫اَخر‬

‫‪.‬‬ ‫للعادة‬ ‫الخارقة‬ ‫بأي من الظواهر‬ ‫تصديقه عند قومه قبل أن يثبت ذلك‬ ‫القول والفعل هما ضمان‬

‫الخارق للعوائد‬ ‫في قوة الفعل العجيب‬ ‫ولي!‬ ‫ا‬ ‫‪:‬‬ ‫حينما يقول‬ ‫بوضوح‬ ‫عن ذلك‬ ‫ويعبر ابن رشد‬

‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫أ‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪024‬‬
‫ال!مل السادللل‬

‫يُعتقد أن مَن‬ ‫ما‬ ‫جهة‬ ‫إلا من‬ ‫‪،‬‬ ‫الرسالة دلالة قطعية‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫إلهي أن يدل‬ ‫أنه‬ ‫الجميع‬ ‫يرى‬ ‫الذي‬

‫!(‪.)1‬‬ ‫لا يكذب‬ ‫والفاضل‬ ‫‪،‬‬ ‫الأشياء فهو فاضل‬ ‫عليه أمثال هذه‬ ‫ظهرت‬

‫صاحبها‪ ،‬فهو يتلقى الوحي وينقله صادقا في نقله‪.‬‬ ‫من صدق‬ ‫النبوة إنما ينبع‬ ‫إذن ف!ن صدق‬

‫إن كان ثمة‬ ‫وحتى‬ ‫من خارجها‪،‬‬ ‫الرسالة نفسها ولي!‬ ‫مسألة داخلية من مضمون‬ ‫النبوة‬ ‫وصدق‬

‫ويؤكد ابن رشد‬ ‫أيضا من خارجها‪.‬‬ ‫وليست‬ ‫نفسها‬ ‫الإلهية‬ ‫الرسالة‬ ‫فهي معجزة داخل‬ ‫معجزة‬

‫على‬ ‫دل‬ ‫‪،‬‬ ‫الشرائع‬ ‫المعرفة بوضع‬ ‫في‬ ‫خارقا‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫للمع!اد‪،‬‬ ‫أن الخارق‬ ‫وذلك‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫أيضا‬ ‫ذلك‬

‫ليس‬ ‫الذي‬ ‫وأما الخارق‬ ‫‪.‬‬ ‫نبوة‬ ‫المسمى‬ ‫الله وهو‬ ‫من‬ ‫بوحي‬ ‫!انما كان‬ ‫‪،‬‬ ‫بتعلم‬ ‫لم يكن‬ ‫أن وضعها‬

‫وغير ذلك فليس يدل دلالة ضرورية على هذه‬ ‫انفلاق البحر‬ ‫الشرائع مثل‬ ‫هو في نفس وضع‬

‫تدل‬ ‫مفردة فليس‬ ‫أتت‬ ‫إذا‬ ‫وأما‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬ ‫الدلالة‬ ‫إلى‬ ‫إذا اقترنت‬ ‫وانما تدل‬ ‫‪،‬‬ ‫نبوة‬ ‫المسماة‬ ‫الصفة‬

‫على‬ ‫القائمة‬ ‫النبوة‬ ‫هو صدق‬ ‫أن الأهم‬ ‫على‬ ‫رشد‬ ‫ابن‬ ‫وهذه إشارة واضحة من‬ ‫!(‪.)2‬‬ ‫على ذلك‬

‫يصدر‬ ‫ما‬ ‫فقد كان كل‬ ‫ثمّ‬ ‫لم يكن متعلما؟ ومن‬ ‫أميا‬ ‫نبيا‬ ‫!ر‪ ،‬فقد كان‬ ‫محمد‬ ‫نبوة‬ ‫وخاصة‬ ‫الوحي‬

‫يُوحَى إِكَ"(‪،)4‬‬ ‫مَا‬ ‫إِلا‬ ‫أإِن اتبعُ‬ ‫(‪3‬‬ ‫إِكَ مِن ر!"‬ ‫!وحَى‬ ‫مَا‬ ‫إنمَآ أ‪+‬تبعُ‬ ‫ةقُل‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫عنه وحيا من‬

‫يُوحَى‪.)6(،‬‬ ‫الا وَخى‬ ‫هُوَ‬ ‫أانْ‬ ‫‪،)5(،‬‬ ‫صِا‬ ‫وَ‬ ‫(لَه‬ ‫إِلهكُتم‬ ‫انمَآ‬ ‫اِكَ‬ ‫ئِثلكُزيُوحَى‬ ‫بَشَر‬ ‫اناْ‬ ‫إنمَآ‬ ‫ةفل‬

‫للوحي‬ ‫الناقل‬ ‫النبي‬ ‫هو الوحي ومدى صدق‬ ‫شرعي‬ ‫معيار‬ ‫رشد‬ ‫إذن فمعيار النبوة عند ابن‬

‫لي! مسألة فيضية كما كان‬ ‫لألوهية وتلقي الوحي عن ابن رشد‬ ‫با‬ ‫إن الاتصال‬ ‫‪.‬‬ ‫نزوله عليه‬ ‫قبل‬

‫بل هو مسألهَ تتم‬ ‫‪،‬‬ ‫كما عند الغزالي‬ ‫إشراقية‬ ‫صوفية‬ ‫مسألة‬ ‫وليسى‬ ‫الفارابي وابن سينا‬ ‫عند سابقيه‬

‫عن طريق الوحي‪.‬‬ ‫بالله‬ ‫بالاتصال‬

‫نشره مركز دراسات‬ ‫‪،‬‬ ‫حنفي‬ ‫مصطفى‬ ‫تحقيق‬ ‫‪،‬‬ ‫الملة‬ ‫الأدلة في عقائد‬ ‫مناهج‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫(‪ )1‬ابن رشد‪:‬‬

‫‪. 177‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫ببيروت ‪899‬‬ ‫العربية‬ ‫الوحدة‬

‫بن ميمون‬ ‫وموسى‬ ‫العقل والوحي ‪ -‬منهج التأويل بين ابن رشد‬ ‫منصور‪:‬‬ ‫نقلا عن‪ :‬د‪ .‬اشرت‬

‫‪. 39 - 29‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1402‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫وسبينوزا‪ ،‬رؤية للنثر والتوزيع‬

‫‪. 49 - 39‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫منصور‪ ،‬نفس المرجع‬ ‫أشرف‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪302‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لأعراف‬ ‫ا‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪05‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الأنعام‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪ 01‬أ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الكهف‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 4‬‬ ‫‪:‬‬ ‫لنجم‬ ‫ا‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪241‬‬ ‫‪+‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!‬ ‫إلى‬ ‫!ديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫(ز) النبوة عند ابن مبمون‪:‬‬ ‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫الخيط من فلاسفة‬ ‫طرف‬ ‫النبوة‬ ‫عن‬ ‫نظريته‬ ‫وقد شد الفيلسوف اليهودي موسى بن ميمون في‬ ‫‪m‬‬

‫فالنبوة‬ ‫‪،‬‬ ‫العقول والفيض‬ ‫عن‬ ‫بنظريتهم‬ ‫ربطها‬ ‫الفارابي وابن سينا؟ حيث‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬

‫انظر إله وهو يقول كما لو كان يكرر أقوالا‬ ‫‪،‬‬ ‫الفعال‬ ‫من العقل‬ ‫النبي‬ ‫إلهي على‬ ‫فيض‬ ‫لديه هي‬

‫العقل‬ ‫بوساطة‬ ‫عز وجل‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫يفيض‬ ‫النبوة وماهيتها فمِض‬ ‫"اعلم أن حقيقة‬ ‫‪:‬‬ ‫سينا‬ ‫للفارابي وابن‬

‫كمال القوة‬ ‫غاية‬ ‫وتلك هي‬ ‫‪.‬‬ ‫الناطقة أولا‪ ،‬ثم على القوة المتخيلة بعد ذلك‬ ‫القوة‬ ‫الفعال على‬

‫للنبي مما يتفق مع‬ ‫الله‬ ‫اختيار من‬ ‫النبوة‬ ‫أن‬ ‫السياق يقرر ابن ميمون‬ ‫ذات‬ ‫وفي‬ ‫إ(‪.)1‬‬ ‫المتخيلة‬

‫هما‪ :‬النظرية الفلسفية الإسلامية في‬ ‫على أساسين‬ ‫اْيضا‬ ‫وهو يستند في ذلك‬ ‫التوراتية‬ ‫الظرية‬

‫والنظرية الكلامية في الصُرفة أي‬ ‫‪،‬‬ ‫الفعال‬ ‫بالعقل‬ ‫الاتصال‬ ‫في‬ ‫للجميع‬ ‫المشتركة‬ ‫العامة‬ ‫الإمكانية‬

‫وظفها ابن ميمون في سياقه الخاص‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫بالقرآن‬ ‫بكلام شبيه‬ ‫الإتيان‬ ‫الله للناس عن‬ ‫صرف‬

‫للذين يختارهم (‪.)2‬‬ ‫للناس عن الاتصال النبوي بالعقل الفعال سوى‬ ‫الله‬ ‫ليحولها إلى صرف‬

‫(ح ) النبوة عند سبينوزا‪:‬‬

‫رؤيته للنبوة‬ ‫قد استقى‬ ‫الهودية الأهم في العصر الحديث‬ ‫أن سبينوزا فيلسوف‬ ‫والطريف‬

‫بهما‬ ‫تأثر‬ ‫أنه‬ ‫أم‬ ‫هل قرأهما مباشرة‬ ‫أيضا كما فعل ابن ميمون من الفارابي وابن سينا‪ ،‬ولا أعرف‬

‫الى الخيال ؟‬ ‫النبوة‬ ‫فلقد اتفق سبينوزا مع الفارابي وابن سينا في إرجاع‬ ‫‪،‬‬ ‫طريق ابن ميمون‬ ‫عن‬

‫أن الأنبياء لم يتلقوا وحيا إلهيا إلا بالاستعانة‬ ‫تردد‬ ‫الآن دون‬ ‫أن نؤكد‬ ‫نستطيع‬ ‫‪:‬‬ ‫إليه يقول‬ ‫انظر‬

‫ولعله يوافق ابن‬ ‫إ(ر)‪.‬‬ ‫تكون حقيقية مرة وخيالية مرة أخرى‬ ‫أو صور‬ ‫كلمات‬ ‫بالخيال أي بواسطة‬

‫إن‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫يقول‬ ‫حيث‬ ‫الأنبياء المصطفين‬ ‫الله من‬ ‫مَن يختاره‬ ‫ينزل على‬ ‫بأن الوحي‬ ‫حينما يقول‬ ‫ميمون‬

‫الثقافة‬ ‫مكتبة‬ ‫‪،‬‬ ‫أتاي‬ ‫د‪ .‬حسين‬ ‫العربية والعبرية‬ ‫بأصوله‬ ‫عارضه‬ ‫‪،‬‬ ‫الحائرين‬ ‫دلالة‬ ‫‪:‬‬ ‫ميمون‬ ‫بن‬ ‫) موسى‬ ‫(‪1‬‬

‫‪.004‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪8002‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫‪-‬‬ ‫القاهرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدينية‬

‫‪.017‬‬ ‫منصور‪ :‬نفى المرجع الابق‪ ،‬ص‬ ‫أشرف‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬

‫‪. 174 - 017‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫منصور‪ :‬نفس المرجع‬ ‫أشرف‬ ‫د‪.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.142‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪:‬‬ ‫والسياسة‬ ‫رسالة في اللاهوت‬ ‫‪:‬‬ ‫سبينوزا‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪24‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫منصور‪ :‬نفس المرجع‬ ‫أشرف‬ ‫د‪.‬‬ ‫وانظر ايضا‪:‬‬

‫‪242‬‬
‫ال!عل السادللل‬

‫فالوحي عند سبينوزا‬ ‫"(‪.)1‬‬ ‫الله‬ ‫بالفعل عن‬ ‫يصدر‬ ‫‪ ..‬وأن كل شيء‬ ‫الله‬ ‫بقدرة‬ ‫قد حدث‬ ‫الوحي‬

‫الطاعة‬ ‫على الخيال وعلى‬ ‫فائقة‬ ‫أوتوا قدرة‬ ‫بشر‬ ‫الأنبياء‬ ‫إن‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫طبيعي‬ ‫شيء‬ ‫النبوة‬ ‫وكذلك‬

‫فلا شك‬ ‫‪،‬‬ ‫بالخيال‬ ‫الإلهي بالاستعانة‬ ‫الوحي‬ ‫(‪ .)2‬ولما كانوا قد أدركوا‬ ‫الأخلاق‬ ‫مبادئ‬ ‫وتطبيق‬

‫المعجزات‬ ‫هذا ف!ن سبينوزا ينكر وجود‬ ‫وعلى‬ ‫"(‪)3‬‬ ‫الذهن‬ ‫حدود‬ ‫قد تعدت‬ ‫أن كثيرا من تعاليمهم‬

‫بالوحي عن طريق‬ ‫لا‬ ‫إ‬ ‫ولا يؤمن‬ ‫خارجي‬ ‫ينكر ببساطة كل وحي‬ ‫لأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫والنبوة‬ ‫للوحي‬ ‫الخارجية‬

‫شيء‬ ‫فهو ينكر أي‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫كما أنه منبع الطاعة والتقوى‬ ‫هو منبع الفلسفة‬ ‫الذي‬ ‫النور الفطري‬

‫العلل الطبيعية‬ ‫نجهل‬ ‫أننا‬ ‫معنى‬ ‫ولي!‬ ‫الله "(‪،)4‬‬ ‫قدرة‬ ‫ذاتها‬ ‫لأن "قدرة الطبيعة هي‬ ‫غير طبيعي‬

‫قد فهمنا‬ ‫لن نكون‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعية‬ ‫العلل‬ ‫بقدر ما نجهل‬ ‫أننا‬ ‫المؤكد‬ ‫إذ إمن‬ ‫معجزا؟‬ ‫نعتبره‬ ‫ما أن‬ ‫لشيء‬

‫لكل ما‬ ‫تفسيرهم‬ ‫من خلال‬ ‫الله‬ ‫قدرة‬ ‫أن يعرفوا مدى‬ ‫للبشر على‬ ‫وفي هذا حث‬ ‫أ(‪.)5‬‬ ‫الله‬ ‫قدرة‬

‫في‬ ‫النبوة "فلسنا‬ ‫لعلة معرفة‬ ‫أما بالنسبة‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫ذاتها قدرة‬ ‫هي‬ ‫علله التي تمثل‬ ‫مدركين‬ ‫‪،‬‬ ‫هو طبيعي‬

‫لنستخلص‬ ‫يكفينا في رأي سبينوزا أن ننظر في تعاليم الكتاب المقدس‬ ‫إذ‬ ‫إلى معرفتها!؟‬ ‫حاجة‬

‫في علل‬ ‫دون أن نبحث‬ ‫لكن من‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫كما نفعل تماما مع معطيات‬ ‫التعاليم‬ ‫منها نتائج هذه‬

‫الإلهية (‪.)6‬‬ ‫التعاليم‬ ‫هذه‬

‫أنه‬ ‫لا‬ ‫عبر الخيال إ‬ ‫الله‬ ‫من‬ ‫للوحي‬ ‫تلقي‬ ‫بالنبوة وبأنها‬ ‫اعتراف سبينوزا‬ ‫والحقيقة أنه رغم‬

‫ي‬ ‫أ‬ ‫؟‬ ‫أن الدين الشامل‬ ‫!‬ ‫لأنه يرى‬ ‫الله المختار‪،‬‬ ‫اليهود وشعب‬ ‫أنبياء‬ ‫على‬ ‫قاصرة‬ ‫أن تكون‬ ‫يرفض‬

‫فيه صراحة‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬ ‫"‬ ‫الأنبياء والحواريين‬ ‫كله بوساطة‬ ‫إلى الجنس‬ ‫به‬ ‫أوحي‬ ‫القانون الإلهي الذي‬

‫بأسلوب‬ ‫قد عرضت‬ ‫التعاليم‬ ‫أن هذه‬ ‫الأمر‬ ‫في‬ ‫ما‬ ‫إن كل‬ ‫إذ‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫يناقضه‬ ‫أو‬ ‫العقل‬ ‫شيئا يخالف‬

‫"(‪.)7‬‬ ‫الله‬ ‫عامة الناس على طاعة‬ ‫أقوى الحجج على حض‬ ‫إلى‬ ‫شاعري واستندت‬

‫‪.143‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المصدر‬ ‫سبينوزا‪:‬‬ ‫)‬

‫‪. 143‬‬ ‫هامش‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬

‫‪.143‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬

‫‪.‬‬ ‫‪143‬‬ ‫نفس المصدر‪ ،‬ص‬ ‫)‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫)‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫الصفحة‪.‬‬ ‫ونفس‬ ‫المصدر‬ ‫انظر‪ :‬نفس‬ ‫)‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 118‬‬ ‫ص‬ ‫نفسه‬ ‫)‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m243‬‬
‫الديل‬ ‫فلسفه‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬‫‪ww‬‬
‫الفلسفة الذي‬ ‫وطريق‬ ‫من جانب‬ ‫هنا أن يميز بين طريق الدين والوحي‬ ‫‪.a‬‬
‫إن سبينوزا يحاول‬
‫‪،‬‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫فهما‬ ‫‪،‬‬ ‫الكاملة‬ ‫الحرية‬ ‫له‬ ‫ويترك‬ ‫للعقل‬ ‫إن الدين يسمح‬ ‫إذ‬ ‫اَخر‪.‬‬ ‫من جانب‬ ‫النور الفطري‬ ‫‪ h.c‬عده‬
‫‪om‬‬

‫الحاملة‬ ‫الدينية‬ ‫فالاْسفار‬ ‫‪،‬‬ ‫ويتقابلان‬ ‫يتقاطعان‬ ‫ومع ذلك‬ ‫منهما ميدانه الخاص‬ ‫لكل‬ ‫طريقان‬

‫وجوب‬ ‫وهي‬ ‫بها للأنبياء‪،‬‬ ‫التي أوحي‬ ‫الإلهية‬ ‫من الأفكار‬ ‫فكرة يسيرة‬ ‫في مجملها‬ ‫تحمل‬ ‫للوحي‬

‫الأنبياء‬ ‫الكتاب المقدس‬ ‫وتد أوصى‬ ‫‪.‬‬ ‫العدل والإنسان!ة‬ ‫بممارسة‬ ‫وذلك‬ ‫بروح خالصة‬ ‫الله‬ ‫طاعة‬

‫حتى يضمنوا‬ ‫على قدر عقولهم‬ ‫الإلهية‬ ‫العقائد والأفكار‬ ‫بأن يعلموا الناس هذه‬ ‫والحواريين‬

‫الناس دون مقاومة أو تحفظ (‪.)1‬‬ ‫إيمان جميع‬

‫الاَخر‬ ‫بها‬ ‫يؤمن‬ ‫لا‬ ‫بمعتقدات‬ ‫الذهني فيؤمن أحدهم‬ ‫ولما كان الناس مختلفين في تكوينهم‬

‫تترك لكل فرد حرية الحكم‬ ‫فهذا يعني أنه ينبغي أن‬ ‫الآخر‪،‬‬ ‫ضحك‬ ‫يثير‬ ‫ما‬ ‫ويحترم أحدهم‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫باتفاقها‬ ‫فرد‬ ‫مقياس إيمان كل‬ ‫وأن تكون الأعمال وحدها‬ ‫‪،‬‬ ‫الإيمان كما يفهم‬ ‫وحقه في تفسير‬

‫ولا‬ ‫بحرية ورضا‬ ‫الله‬ ‫الجميع إطاعة‬ ‫في نظر سبينوزا‪ -‬يستطيع‬ ‫وهكذا‪-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫اختلافها مع النفوس‬

‫(‪.)2‬‬ ‫والإحسان‬ ‫العدل‬ ‫لا على‬ ‫إ‬ ‫جميعا‬ ‫يحرصون‬

‫وطريق‬ ‫الفلسفة ومشروعيتها‬ ‫التمييز بين طريق‬ ‫كما قلنا فيما سبق‬ ‫هنا إنما يحاول‬ ‫إن شينوزا‬

‫السابقة‬ ‫إنه يثبت في النصوص‬ ‫‪.‬‬ ‫النتائج‬ ‫الغايات وفي‬ ‫اتفاقهما في‬ ‫رغم‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين ومشروعيته‬

‫مثمروعية الفلسفة بفصلها تماما عن الدين وتمييز خطابها البرهاني العقلي المنطقي عن خطاب‬

‫كان يتفق مع‬ ‫إذا‬ ‫وهو‬ ‫‪.‬‬ ‫للخطابة والمجاز والتصوير الشعري‬ ‫الأخلاقي المستخدم‬ ‫الدين الوعظي‬

‫حينما يوجه للعامة مراعاة لتفكير‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫الخطاب‬ ‫على مراعاة مستويات‬ ‫التأكيد‬ ‫في‬ ‫ابن رشد‬

‫في كتابه‬ ‫ذلك‬ ‫عن‬ ‫قاله‬ ‫فيما‬ ‫يستهدف‬ ‫كان ابن رشد‬ ‫عنه تماما حيث‬ ‫ف!نه يختلف‬ ‫‪،‬‬ ‫المخاطبين‬

‫سبينوزا‬ ‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫من خارجه‬ ‫الدين وليس‬ ‫داخل‬ ‫من‬ ‫فقهيا‬ ‫الفلسفة‬ ‫مشروعية‬ ‫تبرير‬ ‫!‬ ‫المقال‬ ‫فصل‬ ‫‪9‬‬

‫الديني بأسلوبه الخطابي الشاعري‬ ‫الداعية لنشر الخطاب‬ ‫فقط عن الضرورات‬ ‫هنا‬ ‫فكان يتحدث‬

‫به(‪.)3‬‬ ‫والإيمان‬ ‫قبوله وفهمه‬ ‫يمكنهم‬ ‫حتى‬ ‫؟‬ ‫العامة‬ ‫الأنبياء لمخاطبة‬ ‫قِبَل‬ ‫من‬

‫‪. 911 -‬‬ ‫ع ‪118‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)1‬نفسه‬

‫*جم!‪.911‬‬ ‫(‪)2‬نفسه‬

‫‪.027 - 926‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫منصور‪ :‬نفس المرجع‬ ‫أشرف‬ ‫د‪.‬‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪244‬‬
‫ال!مل السادللل‬

‫ات‬ ‫المعجز‬ ‫‪:‬‬ ‫لثا‬ ‫ثا‬

‫إنها‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫والنبوة‬ ‫الدين بظاهرتي الوحي‬ ‫واْشرنا مرتطة في فلسفة‬ ‫ك!ا سبق‬ ‫إن المعجزات‬

‫ليس‬ ‫وفي نظر آخرين كما سنرى‬ ‫‪،‬‬ ‫والوحي‬ ‫النبوة‬ ‫تصديق‬ ‫من شروط‬ ‫تعد شرطا‬ ‫في نظر البعض‬

‫مبدأ‬ ‫تحمل‬ ‫يحملانها‬ ‫التي‬ ‫لأن الرسالة‬ ‫؟‬ ‫لتصديىَ النبي أو الوحي‬ ‫شرطا‬ ‫أن تكون‬ ‫بالضرورة‬

‫)‪.‬‬ ‫النبي‬ ‫(أي‬ ‫مَن ينقلها‬ ‫والأمانة التي يتحلى‬ ‫من داخلها ومن اْخلاق الصدق‬ ‫صدقها‬

‫؟!‬ ‫المعجزة‬ ‫أولا ماذا تعني‬ ‫لنعرف‬ ‫‪،‬‬ ‫الفريقين‬ ‫اَراء‬ ‫على‬ ‫أن نتعرف‬ ‫وقبل‬

‫لغودا واصطلاحا‪:‬‬ ‫المعجزة‬ ‫مفهوم‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫!الأمر الخارق للعادة المقرون بالتحدي السالم من‬ ‫العلماء هي‬ ‫اصطلاح‬ ‫في‬ ‫إن المعجزة‬

‫في أول تقدير‬ ‫‪3‬أ‪ +‬وهي‬ ‫اللاتينية كه‬ ‫من اللفظة‬ ‫الإنجليزية مشتقة‬ ‫ولفظة‬ ‫أ(‪،)1‬‬ ‫المعارضة‬

‫الطبيعية وحدها!(‪ .)2‬ولعل‬ ‫تفسيره بالأسباب‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫الحدث‬ ‫تعني "ذلك‬ ‫للغاية‬ ‫صعب‬

‫آخر فهي‬ ‫جانب‬ ‫ومن‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫دورة‬ ‫توقف‬ ‫أو‬ ‫النظام‬ ‫تعني إفساد‬ ‫لها أنها‬ ‫الشائع‬ ‫التعريف‬

‫حدث‬ ‫أنه‬ ‫أي‬ ‫(‪)4‬؟‬ ‫للطبيعة‬ ‫الإنتاجية‬ ‫الطاقة‬ ‫يفوق‬ ‫‪ -‬حدث‬ ‫قال القديس توما اكويني‬ ‫فيما‬ ‫تعني ‪-‬‬

‫كان‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫مما تتجه‬ ‫طبيعي أو على شيء‬ ‫أن يستند على سبب‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫استثنائي‬

‫!(‪.)5‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫انتهاك لقوانين‬ ‫‪9‬‬ ‫باْنها‬ ‫للمعجزة‬ ‫ديفيد هيوم‬ ‫تعريف‬

‫محددة من‬ ‫لصالح أشكال‬ ‫بصور من الحجاج‬ ‫ارتبط‬ ‫المعجزات قد‬ ‫وتاريخيا ف!ن ظهور‬

‫يظهره‬ ‫للعادة‬ ‫أمر خارق‬ ‫‪9‬‬ ‫إنها‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الديني للمعجزة‬ ‫المعنى‬ ‫هنا ظهر‬ ‫(‪ .)6‬ومن‬ ‫لألوهية‬ ‫با‬ ‫الإيمان‬

‫نقلا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪238‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الثاني‬ ‫العربي ‪ -‬الجزء‬ ‫دار الكتاب‬ ‫‪،‬‬ ‫القراَن‬ ‫الاتقان في علوم‬ ‫‪:‬‬ ‫الدين السيوطي‬ ‫(‪ )1‬جلال‬

‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنترنت‬ ‫على‬ ‫حدودا‬ ‫بلا‬ ‫"مؤمنون‬ ‫موقع‬ ‫‪،‬‬ ‫مقالة في المعجزة‬ ‫‪:‬‬ ‫ابي يعلى‬ ‫محفوظ‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬

‫‪(2 Stanford Encyclopedia of‬‬


‫)‪Philosoph‬‬
‫لا‬ ‫‪.otalp//:ptth‬‬ ‫‪stanford. edu/-Miracles,‬‬
‫‪entries/ Mir‬‬

‫‪,1.acles,‬‬
‫‪P‬‬

‫(‪)3‬‬ ‫أول‬ ‫‪4.‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫أول (‪)4‬‬ ‫‪4.‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫(‪a)5‬‬
‫‪ 4.‬أول ‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫أول (‪)6‬‬‫‪be 4.‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪245 +‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫الكثير‬ ‫اشتهرت‬ ‫أن يأتوا بمثله "(‪ .)1‬وقد‬ ‫البشر عن‬ ‫إذن ما يعجز‬ ‫فهي‬ ‫‪،‬‬ ‫تأييدا لنبوته‬ ‫يد نبي‬ ‫‪al-m‬على‬
‫الله‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫‪e‬‬
‫يد نبي الله‬ ‫ثعبانا على‬ ‫العصا‬ ‫قلب‬ ‫‪:‬‬ ‫مثل‬ ‫الأنبياء والمرسلين‬ ‫في الفكر الديني لدى‬ ‫المعجزات‬ ‫‪ h.co‬من‬
‫‪m‬‬

‫عليه السلام ‪.‬‬ ‫يد عيسى‬ ‫على‬ ‫المرضى‬ ‫وشفاء‬ ‫إحياء الموتى‬ ‫‪:‬‬ ‫ومثل‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه السلام‬ ‫موسى‬

‫إاعتادوا‬ ‫يمثل عادة لدى البشر؟ حيث‬ ‫بأنه‬ ‫سبينوزا هذا المنظور الديني للمعجزة‬ ‫وقد فسر‬

‫وعنايته تظهر‬ ‫الله‬ ‫إن العامة يظنون أن قدرة‬ ‫‪9‬‬ ‫حيث‬ ‫إلهيا؟‬ ‫سببه عملا‬ ‫العمل الذي يجهلون‬ ‫تسمية‬

‫تصوره أ‪.‬‬ ‫اعتادوا‬ ‫لما‬ ‫مناقض‬ ‫‪،‬‬ ‫للعادة‬ ‫خارق‬ ‫في الطبيعة شيء‬ ‫حدث‬ ‫إذا‬ ‫ممكنة‬ ‫صورة‬ ‫بأوضح‬

‫إ(‪.)2‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫الظاهر على نظام‬ ‫هو الخروج‬ ‫الله‬ ‫برهان على وجود‬ ‫اأن أوضح‬ ‫إنهم يعتقدون‬

‫الناس ‪،‬‬ ‫باَراء‬ ‫في صلته‬ ‫إلا‬ ‫أن يفهم‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫هنا فقد أكد سبينوزا على أن "لفظ المعجزة‬ ‫ومن‬

‫أو هو على الأقل عمل‬ ‫آخر معروف‬ ‫نستطيع أن نبين علته قياسا على شيء‬ ‫لا‬ ‫عمل‬ ‫ويعني مجرد‬

‫أن نبين‬ ‫نستطيع‬ ‫لا‬ ‫حادثة‬ ‫‪9‬‬ ‫بأنها‬ ‫فقد عرفها هو‬ ‫ذلك‬ ‫وعلى‬ ‫"‪.‬‬ ‫لراوي المعجزة أن يفسره‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬

‫العقل )‪.‬‬ ‫"(‪( )3‬أي‬ ‫الفطري‬ ‫بالنور‬ ‫كما ندركها‬ ‫الطبيعية‬ ‫الأشياء‬ ‫مبادئ‬ ‫علتها اعتمادا على‬

‫بين القبول والرفض‪:‬‬ ‫الأديان‬ ‫في‬ ‫دور المعجزة‬ ‫)‬ ‫(ب‬

‫دوما ظهيرا خارجيا ل!يمان بالنبوات عبر تاريخ الأديان على اعتبار‬ ‫لقد اعتبرت المعجزات‬

‫أو على الأقل‬ ‫نبوته‬ ‫خارقة للطبيعة تدعم‬ ‫دوما أن يظهر قدرات‬ ‫الديانة‬ ‫أو على زعيم‬ ‫النبي‬ ‫أن على‬

‫قصص‬ ‫وهكذا حفلت‬ ‫‪.‬‬ ‫خارقة للطبيعة تتيح للاَخرين تصديقه‬ ‫خارجة‬ ‫علامات‬ ‫تظهر مع وجوده‬

‫ونفس‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫تحققت‬ ‫أو‬ ‫التي حققوها‬ ‫المعجزات‬ ‫بقصص‬ ‫وزرادشت‬ ‫بوذا‬ ‫الشرق مثل‬ ‫أنبياء‬ ‫حياة‬

‫حياة هرمس‬ ‫حفلت‬ ‫ديانات الأسرار فكم‬ ‫بأنها‬ ‫التي اشتهرت‬ ‫اليونان‬ ‫نجده في ديانات‬ ‫الشيء‬

‫الديانة‬ ‫زعيم‬ ‫حياة فيثاغورث‬ ‫وأيضا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأورفية‬ ‫نبي‬ ‫حياة أورفيوس‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسطورية‬ ‫بالقصص‬

‫كان‬ ‫هـانه‬ ‫الآخر)‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫(أي‬ ‫زار هادس‬ ‫هـانه‬ ‫الأنهار‪،‬‬ ‫كان يحادث‬ ‫إنه‬ ‫قيل عنه‬ ‫وكم‬ ‫‪.‬‬ ‫الفيثاغورية‬

‫به‪.‬‬ ‫لصقت‬ ‫عبرت عن معجزات‬ ‫التي‬ ‫الروايات‬ ‫آخر هذه‬ ‫إلى‬ ‫فخذ من ذهب‬ ‫ذا‬

‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫أبي يعلى‬ ‫محفوظ‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ )1‬نقلا عن‬ ‫(‬

‫‪.22‬‬ ‫صا‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫والسياسة‬ ‫رسالة في اللاهوت‬ ‫‪:‬‬ ‫سبينوزا‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.224 - 223‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫‪246‬‬
‫العيل السادللل‬

‫المقدسة‬ ‫عبر الكتب‬ ‫مؤكدة‬ ‫أنباء‬ ‫لتحمل‬ ‫والمسيحية‬ ‫اليهودية‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫لسماوية‬ ‫ا‬ ‫لأديان‬ ‫ا‬ ‫وأتت‬

‫المعجزة "‬ ‫!‬ ‫في التراث الديني أن‬ ‫رسخ‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫أنبيائها‬ ‫على يد‬ ‫تحققت‬ ‫التي‬ ‫المعجزات‬ ‫عن‬

‫وتدعم‬ ‫رسالتهم‬ ‫لتؤكد صحة‬ ‫‪،‬‬ ‫لأنبياء هذه الديانات‬ ‫أو الخوارق للطبيعة لابد أن تظهر مصاحبة‬

‫إيمان حوارييهم وأتباعهم‪.‬‬

‫الذي‬ ‫"‬ ‫"القرآن‬ ‫وهي‬ ‫استند على معجزة عقلية واضحة‬ ‫الرغم من أن الدين الإسلامي‬ ‫وعلى‬

‫واحدة من‬ ‫باَية‬ ‫حتى‬ ‫مثله أو‬ ‫بسورة من‬ ‫يأتوا‬ ‫حتى‬ ‫العقلية‬ ‫البشر‬ ‫عقول وأفهام وقدرات‬ ‫باَياته‬ ‫تحدى‬

‫الخوارق‬ ‫ع! بأي من المعجزات‬ ‫محمد‬ ‫نبوة‬ ‫‪،‬‬ ‫النبوة‬ ‫الإسلام عن ربط تصديق‬ ‫ابتعد‬ ‫وبهذا‬ ‫‪،‬‬ ‫اَياته‬

‫في‬ ‫نفي القرآن نفسه لظاهرة المعجزة وخاصة‬ ‫من خلال‬ ‫البداية‬ ‫من‬ ‫هذا واضحا‬ ‫بدا‬ ‫وقد‬ ‫‪.‬‬ ‫للطبعة‬

‫قال تعالى‪:‬‬ ‫محمد‪،‬‬ ‫النبي‬ ‫ظاهرة الإسراء والمعراج من خلالها معجزة‬ ‫عدت‬ ‫التي‬ ‫الإسراء"‬ ‫"‬ ‫سورة‬

‫جَنةُ ئِن تحِيل‬ ‫اؤ تَكُونَ لَثَ‬ ‫!‬ ‫يَنبُوع!‬ ‫آلازضِ‬ ‫مِنَ‬ ‫لَنَا‬ ‫تَقجُرَ‬ ‫لَكَ حَتى‬ ‫لَن نؤمِفَ‬ ‫ةوَقَالُوأ‬

‫كِسَفَا اؤ تَأقِ‬ ‫عَلينَا‬ ‫كَمَا زَعَضتَ‬ ‫الشمَآءَ‬ ‫تُشقِطَ‬ ‫اوْ‬ ‫!‬ ‫تَقجِيرًا‬ ‫خِبلهَا‬ ‫آلانهَرَ‬ ‫لَتُاَلخرَ‬ ‫وَعِنَمي‬

‫وَلَن نؤمِفَ‬ ‫فِى الشمَآءِ‬ ‫تَرْقَى‬ ‫ئِن زُخرفلااؤ‬ ‫اؤ يَكُونَ لَكَ بَيت‬ ‫!‬ ‫قَبِيلاَ‬ ‫وَاَثمَتب!ةِ‬ ‫بِاَللَّهِ‬

‫مَنَعَ‬ ‫وَمَا‬ ‫رسُولاً !‬ ‫بَشًرَا‬ ‫إِلا‬ ‫كِمَبا نقرَؤُهُو قُل سُتحَانَ وَ! هَل كُنتُ‬ ‫عَليَنَا‬ ‫تنُزلَ‬ ‫حَتى‬ ‫لِرُفيِكَ‬

‫‪.‬‬ ‫‪)1‬‬ ‫!‪(،‬‬ ‫وسُولاً‬ ‫بَشَرًا‬ ‫اَللَّهُ‬ ‫قَالُؤأ أبَعَثَ‬ ‫ان‬ ‫ا‪،‬‬ ‫اَثهُدَى‬ ‫اِذ جَاَءَمٌ‬ ‫يُؤمِنُؤأ‬ ‫ان‬ ‫الناسَ‬

‫للطبيعة‪،‬‬ ‫من خلال خوارق‬ ‫نبوة محمد‬ ‫‪،‬‬ ‫النبوة‬ ‫لإمكان أن يكون تصديق‬ ‫واضح‬ ‫إن هذا نفي‬

‫ما هنالك‬ ‫‪ .‬كل‬ ‫‪.‬‬ ‫زخرف‬ ‫من‬ ‫ولا بيت‬ ‫‪،‬‬ ‫وأعناب‬ ‫نخيل‬ ‫من‬ ‫له جنة‬ ‫لهم ينبوعا ولم يكن‬ ‫فهو لم يفجر‬

‫للبشر في هذا‬ ‫ينقله‬ ‫الوحي الذي‬ ‫ذلك‬ ‫إن معجزته الحقيقية هي في‬ ‫بثحرا رسولا‪،‬‬ ‫إلا‬ ‫أنه ليس‬

‫"القراَن الكريم "‪.‬‬ ‫المقدس‬ ‫الكتاب‬

‫من الاهتمام‬ ‫كبيرا‬ ‫قسطا‬ ‫قد أخذت‬ ‫أن قضية المعجزات‬ ‫إلا‬ ‫الرغم من ذلك كله‬ ‫على‬ ‫أقول‬

‫بين مَن يرون ضرورة‬ ‫‪،‬‬ ‫بين المؤيدين والمعارضين‬ ‫الإسلامي‬ ‫التراث الكلامي والفلسفي‬ ‫في‬

‫في‬ ‫النبي‬ ‫الذين اعتبروا أن معجزة‬ ‫وبين المعارضين‬ ‫‪،‬‬ ‫نبوة النبي‬ ‫التي تؤكد صدق‬ ‫المعجزات‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬ ‫بشر‬ ‫مجرد‬ ‫لا‬ ‫إ‬ ‫وأنه ليس‬ ‫‪.‬‬ ‫به‬ ‫المؤمنين‬ ‫إلى‬ ‫عبر الوحي‬ ‫التي حملها‬ ‫السماهـلة‬ ‫رسالته‬ ‫مضمون‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 49 -‬‬ ‫‪09‬‬ ‫لإسر‬
‫‪h.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫ا‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪247 +‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫!ديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫يشهد‬ ‫والذي‬ ‫التي أهلته لتلقي هذا الوحي‬ ‫الصفة‬ ‫تلك‬ ‫الأمين‬ ‫الصادف‬ ‫بصفته‬ ‫‪al‬‬
‫يتلقى هذا الوحي‬
‫‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫له بها الأعداء قبل الأصدقاء‪.‬‬ ‫وشهد‬ ‫‪،‬‬ ‫والداني‬ ‫‪ h.c‬له بها القاصي‬
‫‪om‬‬

‫والفزالي )‪:‬‬ ‫(الأشاعرة‬ ‫للمعجزات‬ ‫(‪ )،‬المؤيدون‬

‫من الأفعال التي اعتبروها علامات‬ ‫بإيراد الكثير‬ ‫أنفسهم‬ ‫المؤيدون للمعجزة فقد شغلوا‬ ‫أما‬

‫حياته‬ ‫أمامه وفي مسيرة‬ ‫عرض‬ ‫فيما‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫النبي من أفعال‬ ‫به‬ ‫قام‬ ‫فيما‬ ‫سواء‬ ‫معجزة‬ ‫صماشارات‬

‫السيرة بمثل هذه‬ ‫وقد امتلأت كتب‬ ‫‪.‬‬ ‫للطبيعة‬ ‫خارقة‬ ‫معجزات‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫إليها‬ ‫نظر‬ ‫أحداث‬ ‫من‬

‫الفرق الكلامية قد أيدت هذه المعجزات‬ ‫الأهم هو أن بعض‬ ‫لكن‬ ‫‪.‬‬ ‫الأحداث‬ ‫الروايات وتلك‬

‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫التي‬ ‫غير المحدودة‬ ‫الله‬ ‫وبين قدرة‬ ‫وربطوا بين ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫النبوة‬ ‫دلائل صدوَ‬ ‫من‬ ‫واعتبرتها‬

‫الفرق الكلامية‪،‬‬ ‫ومن أبرز هذه‬ ‫‪.‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫بالإيمان بالمعجزة وخوارق‬ ‫إلا‬ ‫تأكيدها هي الأخرى‬

‫لقدرة‬ ‫ومخالفة‬ ‫أنها مختلفة‬ ‫على‬ ‫إلا‬ ‫الله‬ ‫قدرة‬ ‫تصور‬ ‫الأشاعرة‬ ‫لم ي!طع‬ ‫"‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الأشاعرة‬ ‫فرق‬

‫على أنه‬ ‫الله‬ ‫للطبيعة باستمرار ونظروا إلى فعل‬ ‫متجاوزة‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫عاملوها‬ ‫ولذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعة‬

‫وحتمي‬ ‫لها قانون ثابت‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫الطبيعة‬ ‫أن‬ ‫واعتقدوا‬ ‫‪.‬‬ ‫العجائبية‬ ‫إلا في الأفعال الإعجازية‬ ‫يظهر‬ ‫لا‬

‫لأنهم‬ ‫؟‬ ‫وعظمته‬ ‫الله‬ ‫قدرة‬ ‫من‬ ‫ذاتها ف!ن هذا ينقص‬ ‫اَثارها من‬ ‫للأشياء سببية ذاتية تحدث‬ ‫كان‬ ‫هـاذا‬

‫وأنكروا‬ ‫لأسباب‬ ‫ا‬ ‫أنكروا‬ ‫وبذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫والتأثير‬ ‫في الفعل‬ ‫الله‬ ‫كما لو أنها تشارك‬ ‫الطبيعة بذلك‬ ‫تصوروا‬

‫تأثيراتها إلا‬ ‫تحدث‬ ‫لا‬ ‫إن الأشياء‬ ‫وقالوا‬ ‫‪.‬‬ ‫نتائجها تلقائيا وحتميا‬ ‫إحداث‬ ‫على‬ ‫الأسباب‬ ‫قدرة هذه‬

‫"(‪.)1‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫عمل‬ ‫في‬ ‫المستمر‬ ‫الله وتدخله‬ ‫بمشيئة‬

‫وتدخله‬ ‫الله‬ ‫قدرة‬ ‫وتأثير‬ ‫لتبرير المعجزة‬ ‫!‬ ‫المتصل‬ ‫الخلق‬ ‫!‬ ‫أسموه‬ ‫ما‬ ‫عن‬ ‫الأشاعرة‬ ‫لقد تحدث‬

‫المشاهد‬ ‫إنكار الارتباط العلمي‬ ‫ثثم‬ ‫كما يريد‪ .‬ومن‬ ‫وتغيير طبائع الأشياء‬ ‫في الطبيعة وقتما يشاء‬

‫خلقا مباشرا بدون‬ ‫العالم‬ ‫خلق‬ ‫الله‬ ‫على أن‬ ‫لقد أكدوا‬ ‫‪.‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫العالم وظواهر‬ ‫بين حوادث‬

‫في الطبيعة خلقا مباشرا بهذا المعنى (‪.)2‬‬ ‫يحدث‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫يستمر في خلق‬ ‫وهو كذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫وسائط‬

‫إنما هو اقتران‬ ‫والظواهر‬ ‫نراه في الطبيعة بين الأشياء‬ ‫الذي‬ ‫أن الاقتران‬ ‫اعتبر الأشاعرة‬ ‫لقد‬

‫بطريق‬ ‫الله‬ ‫افتراض إفعل‬ ‫حينما افترض‬ ‫أبورشيدأ‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ويدعى‬ ‫اقترحه أحدهم‬ ‫ما‬ ‫وهذا‬ ‫ا‬ ‫!عادة‬

‫‪.354 - 353‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫منصور‪ :‬نفى المرجع‬ ‫أشرف‬ ‫د‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫الثاني‪،‬‬ ‫‪ ،‬المجلد‬ ‫عبدالغني‬ ‫لبيب‬ ‫د‪ .‬مصطفى‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫المتكلمين‬ ‫فلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫ولفسون‬ ‫أ‪.‬‬ ‫هاري‬ ‫) انظر‪:‬‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.896 - 796‬‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪5002‬‬ ‫للثقافة بالقاهرة‬ ‫الأعلى‬ ‫نثره المجلس‬

‫‪248‬‬
‫الم!ل السادللل‬

‫إلى‬ ‫الهواء‬ ‫على الحجر‪ ،‬وتحول‬ ‫على الدوام بالضرب‬ ‫النار‬ ‫لظاهرة خروج‬ ‫كتفسير ممكن‬ ‫‪،‬‬ ‫العادة‬

‫نفسه؟‬ ‫هذا إلى الأشعري‬ ‫!‬ ‫"العادة‬ ‫تصور‬ ‫"‬ ‫"الطوسي‬ ‫وقد نسب‬ ‫‪.‬‬ ‫معينة‬ ‫على الدوام في ظروف‬ ‫ماء‬

‫ب!جراء العادة !(‪.)1‬‬ ‫يقال إنه جعلها‬ ‫قال الأخير‪9 :‬إن أفعال الله المتكررة‬ ‫حيث‬

‫تعالى‬ ‫لله‬ ‫لازمة‬ ‫كصفة‬ ‫وتأكيده على المعجزات‬ ‫للعلية‬ ‫الغزالي في إنكاره‬ ‫ايإمام‬ ‫اتفق‬ ‫وقد‬

‫ونظريتهم عن‬ ‫المتصل‬ ‫للخلق‬ ‫مفهومهم‬ ‫واستخدم‬ ‫‪،‬‬ ‫الأشعرية‬ ‫الاَراء‬ ‫دلالة على قدرته مع هذه‬

‫وينكرون‬ ‫‪،‬‬ ‫والمعلول‬ ‫العلة‬ ‫تلازم‬ ‫دوما على‬ ‫على الفلاسفة الذين يؤكدون‬ ‫العادة في الهجوم‬

‫الوجود بين‬ ‫في‬ ‫يروي هو عنهم ‪ -‬بالاقتران المشاهد‬ ‫فيما‬ ‫حينما يقولون ‪-‬‬ ‫بالتالي المعجزات‬

‫بين‬ ‫لاقتران‬ ‫ا‬ ‫! إن‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫عليهم‬ ‫إذ يرد‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫بالضرورة‬ ‫تلازم‬ ‫اقتران‬ ‫"‬ ‫ويعتبرونه‬ ‫‪،‬‬ ‫والمسببات‬ ‫الأسباب‬

‫مثال "الاحتراق‬ ‫ذلك‬ ‫على‬ ‫عندنا‪ ،،‬ويذكر‬ ‫ضروريا‬ ‫العادة سببا وما يعتقد مسببا ليس‬ ‫ما يعتقد في‬

‫من قبل أبوالهزيل والجبائي وكثير من أهل‬ ‫الذي كان قد استخدمه‬ ‫النار"‬ ‫مع ملاقاة‬ ‫القطن‬ ‫في‬

‫لأن‬ ‫‪.‬‬ ‫أن النار علة الإحراق‬ ‫دليل على‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬ ‫قائلا‪ :‬إإنه‬ ‫ويحتج‬ ‫‪.‬‬ ‫للعلية‬ ‫إنكارهم‬ ‫في‬ ‫الكلام‬

‫تدل‬ ‫والمشاهدة‬ ‫النار‪،‬‬ ‫الاحتراق عند ملاقاة‬ ‫الدليل الوحيد لدى الفلاسفة هو م!ثاهدة وصول‬

‫هذا يؤكد الغزالي أن‬ ‫وعلى‬ ‫!‪.‬‬ ‫علة سواه‬ ‫لا‬ ‫به وأنه‬ ‫عنده ولا تدل على الحصول‬ ‫الحصول‬ ‫على‬

‫بالنسبة‬ ‫يصح‬ ‫للنار‬ ‫بالنسبة‬ ‫وما يصح‬ ‫النار‪.‬‬ ‫عند ملاقاة القطن‬ ‫ب!رادته‬ ‫هو الذي يخلق الإحراق‬ ‫الله‬

‫(‪.)2‬‬ ‫تتابع بين الحوادث‬ ‫لأي‬

‫لا‬ ‫علة التساوق‬ ‫‪9‬‬ ‫الله‬ ‫يخلقها‬ ‫أو الظواهر‬ ‫الاقتران بين الأشياء‬ ‫اْن‬ ‫ف!ن الغزالي يرى‬ ‫وعموما‬

‫(أي في مقدور الله‬ ‫بل في المقدور‬ ‫للافترالتى)‪،‬‬ ‫(أي‬ ‫غير قابل للفوت‬ ‫لكونه ضروريا في نفسه‬

‫جرا‬ ‫الرقبة ‪ ..‬وهلم‬ ‫هـادامة الحياة مع جز‬ ‫‪،‬‬ ‫الرقبة‬ ‫جز‬ ‫دون‬ ‫الموت‬ ‫وخلق‬ ‫‪،‬‬ ‫ا!ل‬ ‫دون‬ ‫الشبع‬ ‫خلق‬

‫!(‪.)3‬‬ ‫المقترنات‬ ‫إلى جميع‬

‫مطلق‬ ‫بث!كل‬ ‫بين الأشياء والظواهر‬ ‫السببية‬ ‫إنكار العلية أو‬ ‫خطورة‬ ‫ويبدو أن الغزالي قد أدرك‬

‫أيضا ممكنا‪.‬‬ ‫ونقيضه‬ ‫‪،‬‬ ‫أن هذا الإنكار ممكن‬ ‫على‬ ‫التأكيد‬ ‫تنبه إلى‬ ‫ولذلك‬ ‫؟‬ ‫تأكيدا للمعجزة‬

‫‪.107 - 007‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫عن نفس المرجع‬ ‫نقلا‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫ص ‪.996 - 896‬‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫(‪ )2‬نفس المرجع‬


‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫بالقاهرة ‪،‬‬ ‫دنيا‪ ،‬دار المعارف‬ ‫د‪ .‬سليمان‬ ‫‪:‬‬ ‫وتقديم‬ ‫تحقيق‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلاسفة‬ ‫تهافت‬ ‫‪:‬‬ ‫الغزالي‬ ‫الإمام‬ ‫‪:‬‬ ‫وراجع‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.2‬‬ ‫ر‬ ‫‪9‬‬ ‫ص‬ ‫‪c‬‬ ‫مسألة (‪)17‬‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫‪ -‬بدون‬ ‫السابعة‬ ‫الطبعة‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.923‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المصدر‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫الغزالي‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m924‬‬
‫هلسمة الديل‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫هذا الاقتران‬ ‫تغيير‬ ‫وحال‬ ‫‪،‬‬ ‫والعادة‬ ‫هو الخالق في الحالتين حالة الاقتران‬ ‫فالله‪ -.al-‬في حقيقة الأمر‪-‬‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫لم يفعلها‬ ‫الممكنات‬ ‫بأن هذه‬ ‫علما‬ ‫لنا‬ ‫الغزالي ‪ -‬قد خلق‬ ‫ف!ن الله ‪ -‬فيما يقول‬ ‫‪ h.c‬واختراقه ‪ .‬وعموما‬
‫‪om‬‬

‫إذن ممكنة بمعنى اْنها‬ ‫إنها‬ ‫فالغزالي يقول‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫)!(()‪.‬‬ ‫المعجزات‬ ‫من هذه الممكنات‬ ‫(يقصد‬

‫في أذهاننا‬ ‫"يرسخ‬ ‫الذي‬ ‫هو‬ ‫أ‬ ‫العادة بها مرة بعد أخرى‬ ‫واستمرار‬ ‫‪،‬‬ ‫تقع‬ ‫ألا‬ ‫أن تقع ويجوز‬ ‫يجوز‬ ‫‪9‬‬

‫عنه"(‪.)2‬‬ ‫لا تنفك‬ ‫ترسيخا‬ ‫العادة الماضية‬ ‫وفق‬ ‫جريانها على‬

‫"إذ‬ ‫للأنبياء؟‬ ‫وغير ممكن‬ ‫هو ممكن‬ ‫بما‬ ‫الغزالي هذه القدرة على علم المستقبل‬ ‫وقد نسب‬

‫غدا‪ ،‬وقدومه ممكنا‪،‬‬ ‫يقدم من سفره‬ ‫لا‬ ‫فلانا‬ ‫نبي من الأنبياء عليهم السلام أن‬ ‫أن يعلم‬ ‫يجوز‬

‫فهو جائز‬ ‫للأنبياء‬ ‫جائزا بالنسبة‬ ‫كان ذلك‬ ‫إذا‬ ‫وبالطبع‬ ‫‪.‬‬ ‫أ‬ ‫الممكن‬ ‫يعلم عدم وقوع ذلك‬ ‫ولكن‬

‫في‬ ‫بإيقاعها‬ ‫العادة‬ ‫قادر دوما على "خرق‬ ‫إنه‬ ‫للأنبياء‪،‬‬ ‫الوحي‬ ‫الطبيعة وصاحب‬ ‫بالطبع لخالق‬

‫ويكون‬ ‫‪،‬‬ ‫تعالى‬ ‫الله‬ ‫مقدورات‬ ‫في‬ ‫الثميء ممكنا‬ ‫أن يكون‬ ‫إذ لا مانع من‬ ‫؟‬ ‫فيه‬ ‫العادات‬ ‫تخرق‬ ‫زمان‬

‫لي!‬ ‫بأنه‬ ‫لنا العلم‬ ‫ولخلق‬ ‫‪،‬‬ ‫الأوقات‬ ‫إمكانه في بعض‬ ‫يفعله مع‬ ‫لا‬ ‫أنه‬ ‫علمه‬ ‫في سابق‬ ‫قد جرى‬

‫الوقت إ(‪.)3‬‬ ‫يفعله في ذلك‬

‫والمسببات ‪،‬‬ ‫بين الأسباب‬ ‫الفلاسفة في قولهم بالاقتران الضروري‬ ‫انتقد‬ ‫أن الغزالي‬ ‫ورغم‬

‫لىاحياء الموتى‪،‬‬ ‫ثعبانا‪،‬‬ ‫العصا‬ ‫الخارقة للعادة من قلب‬ ‫يعني إنكار المعجزات‬ ‫وبين أن ذلك‬

‫فيما‬ ‫‪ co? l*JJ‬وخاصة‬ ‫الخارقة‬ ‫المعجزات‬ ‫من‬ ‫أقر بأنهم قد قالوا بشيء‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫القمر‪ . .‬إلخ‬
‫‪.‬‬ ‫وشق‬

‫ولم تستغرقها‬ ‫‪،‬‬ ‫وقويت‬ ‫أن القوة المتخيلة إذا استولت‬ ‫بأنهم "زعموا‬ ‫قال‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫بالنبوة‬ ‫يتعلق‬

‫الكائنة في‬ ‫‪،‬‬ ‫الجزئيات‬ ‫فيها صور‬ ‫فانطبعت‬ ‫‪،‬‬ ‫المحفوظ‬ ‫اللوح‬ ‫على‬ ‫اطلعت‬ ‫‪،‬‬ ‫بالاشتغال‬ ‫الحواس‬

‫فهذه هي‬ ‫‪،‬‬ ‫النوم‬ ‫عليهم ‪ -‬ولساثر الناس في‬ ‫الله‬ ‫في اليقظة للأنبياء‪ -‬صلوات‬ ‫المستقبل ‪ -‬وذلك‬

‫للقوة المتخيلة "(‪.)4‬‬ ‫النبوة التي هي‬ ‫خاصة‬

‫كأساس‬ ‫الطبيعة‬ ‫لأحداث‬ ‫الاقتران السببي‬ ‫ينبغي التمييز هنا بين التأكيد على‬ ‫أية حال‬ ‫وعلى‬

‫هذا‬ ‫الطبيعة في أن يغئر من‬ ‫وبين الإمكانية المتاحة دائما لمباع‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعي‬ ‫النظام‬ ‫حقيقة‬ ‫لإدراك‬

‫‪. 245‬‬ ‫)نفسه ‪،‬ص!‪-2‬‬ ‫(‪1‬‬

‫‪. 245‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪. 24‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪- 245‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪.236‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 4‬‬

‫‪025‬‬
‫الطمل السادللل‬

‫قبل ذلك أو لما بعده من انتظام الطبيعة وظواهرها‬ ‫لما‬ ‫استثنائية غير نافية‬ ‫الاقتران كحوادث‬

‫هذا الاقتران العلّي‪.‬‬ ‫حسب‬

‫القاضي عبدالجبار الذي التزم‬ ‫باستثناء‬ ‫أئمة المعتزلة‬ ‫أدركه بوضوح‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫وربما يكون ذلك‬

‫(‪.)1‬‬ ‫للنبوة‬ ‫مقوم خارجي‬ ‫هي‬ ‫من حيث‬ ‫؟‬ ‫على موقفهم الداعم للمعجزة‬ ‫ووافق الأشاعرة‬

‫وسبينوزا)‪:‬‬ ‫(المعتزلة وابن رثد‬ ‫(‪ )2‬المنكرون للمعجزات‬

‫الطبيعة ينتظم حركتها‬ ‫في‬ ‫موضوعيا‬ ‫أن ثمة أساسا‬ ‫أكدوا على‬ ‫إجمالا‬ ‫إن أئمة المعتزلة‬

‫"مواتا" يستمد‬ ‫ليست‬ ‫وهي‬ ‫فاعلياتها‪،‬‬ ‫قائمة في الطبيعة تنتظم‬ ‫ونموها‪ ،‬وأن ثمة قوانين موضوعية‬

‫لا يعني أن الطبيعة‬ ‫)‪ .‬وهذا‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬ ‫بذاته‬ ‫بل نظاما فاعلا‬ ‫‪،‬‬ ‫غير قانون ثابت‬ ‫على‬ ‫خارجي‬ ‫مصدر‬ ‫فعله من‬

‫فعلا لله‪ -‬إنما‬ ‫هي‬ ‫‪ -‬من حيث‬ ‫"الطبيعة‬ ‫لأن‬ ‫‪،‬‬ ‫مطلق‬ ‫بشكل‬ ‫الله‬ ‫عن فعل‬ ‫بقوانينها‬ ‫قد انفصلت‬

‫ما‬ ‫بل على حسب‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫بالإرادة على‬ ‫يوصف‬ ‫لا‬ ‫حيث‬ ‫أراد‬ ‫ما‬ ‫على حسب‬ ‫لا‬ ‫أنثمأها الله‬

‫على نحو معين من‬ ‫انتظامها‬ ‫أن‬ ‫يعني‬ ‫الله‬ ‫علم‬ ‫ف!ن إنشاء الطبيعة على حسب‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫إ(‪.)3‬‬ ‫علم‬

‫يعد تجليا مباشرة لعلمه إن لم يكن هو علمه ذاته‪.‬‬ ‫النظام‬

‫هـان‬ ‫؟‬ ‫للنبوة‬ ‫مقوما خارجيا‬ ‫بوصفها‬ ‫ما إنكار المعتزلة للمعجزة‬ ‫ف!ن هذا يعني بصورة‬ ‫وبالطبع‬

‫النبوة يتأتى لها من‬ ‫أن صدق‬ ‫مما يعني‬ ‫‪،‬‬ ‫للنبوة‬ ‫باطنيا‬ ‫أنها تعد مقوما‬ ‫إلى التأكيد على‬ ‫كانوا يميلون‬

‫بأن‬ ‫)‬ ‫القدربة (المعتزلة‬ ‫وأتباعه من‬ ‫وفي هذا يقول تمامة بن أشرس‬ ‫‪.‬‬ ‫من خارجا‬ ‫داخلها وليس‬

‫من عدم التناقض‬ ‫به‬ ‫وما يأتي‬ ‫شرعه‬ ‫إلى أكثر من سلامة‬ ‫نبوته‬ ‫يحتاج في الحجة على‬ ‫لا‬ ‫النبي‬ ‫‪9‬‬

‫"(‪.)4‬‬ ‫فيه‬

‫في بعضها مثل معجزة‬ ‫الذي شكك‬ ‫‪،‬‬ ‫النظام‬ ‫عموما فهو‬ ‫مال إلى إنكار المعجزات‬ ‫أما الذي‬

‫هو‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫إذ الجمع‬ ‫تفريقها؟‬ ‫يقدر على‬ ‫لا‬ ‫القمر‬ ‫أجزاء‬ ‫جامع‬ ‫القمر‪ ،‬حينما ‪ U‬ل بأن‬ ‫انشقاق‬

‫علم‪،‬‬ ‫ما‬ ‫‪ -‬على حسب‬ ‫بالعلم‬ ‫واستبدالها‬ ‫الله‬ ‫إرادة‬ ‫في إنكار‬ ‫النظام‬ ‫قد تحقق ‪ -‬على أصل‬ ‫الله‬ ‫مراد‬

‫‪.284‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫مبروك‬ ‫د‪ .‬علي‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.285‬‬ ‫ص‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫(‪ )3‬نفسه‪.‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.286‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفالمرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫مبروك‬ ‫د‪ .‬علي‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫(‪) 4‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪251 +‬‬
‫فلسفه الدين‬ ‫ال‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫أخرى‬ ‫وهكذا فعل النظام مع معجزات‬ ‫‪.‬‬ ‫العلم‬ ‫نقضا لهذا‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫ف!ن تفريق أجزائه يعد‬ ‫هنا‬ ‫‪a‬‬ ‫ومن‪l-‬‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫من بين اْصابعه(‪.)1‬‬ ‫الماء‬ ‫ونبوع‬ ‫‪،‬‬ ‫يده‬ ‫العصا في‬ ‫مثل معجزة شبيح‬ ‫زَوِ‬ ‫للنبي محمد‬ ‫‪ h.co‬نسبت‬
‫‪m‬‬

‫المعجزة‬ ‫إنها‬ ‫‪،‬‬ ‫الكريم‬ ‫القراَن‬ ‫في الإسلام هي معجزة‬ ‫للنبوة‬ ‫الأهم والأصدق‬ ‫إن المعجزة‬

‫مع ذات‬ ‫المعجزة‬ ‫توحدت‬ ‫وهكذا‬ ‫‪.‬‬ ‫للنبوة‬ ‫خارجيا‬ ‫تقوما ذاتيا ولي!‬ ‫بوصفها‬ ‫التي تبلورت‬

‫في الإضافة لها‬ ‫لا‬ ‫‪،‬‬ ‫الدعوى‬ ‫ذات‬ ‫في التأمل في‬ ‫قائما‬ ‫يغدو التماس صدقها‬ ‫لا‬ ‫بحيث‬ ‫؟‬ ‫الدعوى‬

‫من خارجها(‪.)2‬‬

‫والرسالة في حد ذاتها‬ ‫النبوة‬ ‫على ان‬ ‫التأكيد‬ ‫المعتزلة في‬ ‫يتفق مع عموم‬ ‫ويبدو أن ابن رشد‬

‫ليست‬ ‫إن المعجزة‬ ‫‪.‬‬ ‫قوانين للطبيعة‬ ‫أي‬ ‫إلى خرق‬ ‫يؤدي‬ ‫لا‬ ‫؟ لأن مضمونها‬ ‫لا يقبلان بالمعجزات‬

‫وعلى يد نبي‬ ‫من غير تعلم بشري‬ ‫بها‬ ‫الإتيان‬ ‫وإنما هي في عملية‬ ‫ذاتها‪،‬‬ ‫والرسالة‬ ‫النبوة‬ ‫من فعل‬

‫وبين المعجزة‬ ‫‪،‬‬ ‫في الرسالة المحمدية‬ ‫الباطنة‬ ‫بين هذه المعجزة‬ ‫يميز ابن رشد‬ ‫ثتم‬ ‫أمي(‪ .)3‬ومن‬

‫وبين‬ ‫بينها‬ ‫التي لي!‬ ‫"‬ ‫البرانية‬ ‫(المعجزة‬ ‫يسميها‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫للطبيعة‬ ‫بالمعنى التقليدي التي هي خرق‬

‫تدل‬ ‫لا‬ ‫أنها‬ ‫بمعنى‬ ‫قطعية‬ ‫وليست‬ ‫‪،‬‬ ‫إقناعية‬ ‫بالتالي‬ ‫ودلالتها‬ ‫الرسالة علاقة منطقية مباشرة‬ ‫مضمون‬

‫(‪.)4‬‬ ‫اليقين‬ ‫ولا تفيد‬ ‫الإقناع‬ ‫بل هي لمجرد‬ ‫النبوة‬ ‫على صدق‬ ‫ذاتها‬ ‫في حد‬

‫في‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫السببية‬ ‫المعجزة وإنكار‬ ‫للنظرية الأشعرية في‬ ‫ذلك كان نقد ابن رشد‬ ‫وعلى‬

‫قول بعيد تماما‬ ‫‪9‬‬ ‫هو‬ ‫إنما‬ ‫يقول إن قولهم هذا‬ ‫وفي ذلك‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫إنها مجرد عادة ولا ضرورة‬ ‫قولهم‬

‫شيء‬ ‫هنا‬ ‫لم يكن ها‬ ‫والمسببات‬ ‫متى رفعنا الأسباب‬ ‫لها؟ إذ‬ ‫بل هو مبطل‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكمة‬ ‫عن مقتضى‬

‫ما في هذا العالم‬ ‫ها هنا‪ ،‬دان جميع‬ ‫صانع‬ ‫لا‬ ‫اْعني الذين يقولون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالاتفاق‬ ‫القائلين‬ ‫به على‬ ‫يرد‬

‫والعلية؟‬ ‫والغائية‬ ‫النظام‬ ‫بدليل‬ ‫الأشاعرة‬ ‫يرد على‬ ‫إن ابن رشد‬ ‫"(‪.)5‬‬ ‫المادية‬ ‫هو عن الأسباب‬ ‫إنما‬

‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫أوجدها موجدها عن علم وحكمة‬ ‫قد‬ ‫إنه هو الدليل الحقيقي على أن الموجودات‬ ‫إذ‬

‫باستمرار‪ ،‬فهذا يعني‬ ‫لها‬ ‫للطبيعة وتجاوزا‬ ‫مخالف‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫الله‬ ‫نظروا الى فعل‬ ‫إذا‬ ‫ثتم ف!نهم‬

‫‪.286‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 1‬‬

‫ص ‪.287‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.69‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫منصور‪ :‬نفس المرجع‬ ‫أشرف‬ ‫د‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫ص ‪.79‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪.356‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪5‬‬

‫‪252‬‬
‫ال!كل السادللل‬

‫القوانين يمثل انتقاصا من قدرة‬ ‫منهم أن إثبات هذه‬ ‫اعتقادا‬ ‫قوانين الطبيعة بالكامل‬ ‫أنهم ينفون‬

‫يقؤم رؤيتهم تلك ويؤكد على أن‬ ‫إن ابن رشد‬ ‫‪.‬‬ ‫آخر مع الله في الفعل‬ ‫شريك‬ ‫ويثبت وجود‬ ‫الله‬

‫والمسببات يعني عدم السماح بوجود علة فاعلة‬ ‫الأسباب‬ ‫فالقول بوجود‬ ‫‪،‬‬ ‫هو الصحيح‬ ‫العكس‬

‫وكونها‬ ‫‪،‬‬ ‫الأسباب‬ ‫مخترع‬ ‫إذ كان‬ ‫؟‬ ‫الله‬ ‫هنا إلا‬ ‫ها‬ ‫أن الا فاعل‬ ‫على‬ ‫تعبيره‬ ‫حسب‬ ‫ويؤكد‬ ‫الله‬ ‫غير‬

‫لوجودهاأ(‪.)1‬‬ ‫ب!ذنه وحفظه‬ ‫أسبابا مؤثرة هو‬

‫هو يقول‬ ‫فها‬ ‫ابن رشد‪،‬‬ ‫قرأ‬ ‫ما يؤكد عليه سبينوزا‪ ،‬وكأنه حقا قد‬ ‫أن هذا هو نفسه‬ ‫والطريف‬

‫الطبيعة أوامر أزلية صمارادات إلهية ‪ ..‬وإنه كلما‬ ‫(إن قوانين‬ ‫‪:‬‬ ‫السابق‬ ‫كلام ابن رشد‬ ‫نفس‬ ‫مؤكدا‬

‫الأولى‬ ‫العلة‬ ‫لكيفية اعتمادها على‬ ‫وضوحا‬ ‫ازدادت معرفتنا بالأشياء الطبيعية وازداد تصورنا‬

‫إ(‪.)2‬‬ ‫بالله وإرادته‬ ‫معرفة‬ ‫ازددنا‬ ‫‪،‬‬ ‫الأزلية‬ ‫طبقا لقوانين الطبيعة‬ ‫وكيفية حدوثها‬

‫أن‬ ‫بالمعجزات‬ ‫لا نستطيع‬ ‫‪ :‬أإننا‬ ‫السابقة‬ ‫ابن رشد‬ ‫أيضا وكأنه يعيد عبارات‬ ‫سبينوزا‬ ‫يقول‬

‫نظام الطبيعة‬ ‫بكثير من‬ ‫نحو أفضل‬ ‫استنباطها على‬ ‫نستطيع‬ ‫هـاننا‬ ‫‪،‬‬ ‫وعنايته‬ ‫ووجوده‬ ‫الله‬ ‫نعرف‬

‫إلى‬ ‫بنا‬ ‫ويؤدي‬ ‫في كل شيء‬ ‫يتغيرأ(‪( .)3‬إن التصديق بالمعجزة يجعلنا نشك‬ ‫لا‬ ‫الثابت الذي‬

‫وردت‬ ‫التي‬ ‫(ذن كيف يمكن تفسير تلك المعجزات‬ ‫اسبينوزا‪:‬‬ ‫مع‬ ‫واذا تساءلنا‬ ‫الإلحادإ(‪.)4‬‬

‫‪9‬إن أية‬ ‫‪:‬‬ ‫مرة أخرى‬ ‫لأجابنا‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫والأناجيل‬ ‫التوراتية‬ ‫النصوص‬ ‫في‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫المقدسة‬ ‫في الكتب‬

‫المعجزة في‬ ‫تفسير‬ ‫نستطيع‬ ‫لا‬ ‫وبالتالي‬ ‫‪.‬‬ ‫محض‬ ‫امتناع‬ ‫تتجاوز الطبيعة هي‬ ‫أو‬ ‫تناقض‬ ‫معجزة‬

‫"(‪.)3‬‬ ‫كذلك‬ ‫أنه‬ ‫أو نعتقد‬ ‫الفهم الإنساني‬ ‫للطبيعة يتجاوز‬ ‫عملا‬ ‫إلا بوصفها‬ ‫المقدسة‬ ‫الكتب‬

‫للطبيعة‬ ‫أعمال‬ ‫النهاية مجرد‬ ‫في‬ ‫واعتبرها‬ ‫ذاتها‪،‬‬ ‫الى الطبيعة‬ ‫المعجزات‬ ‫إذن لقد رد سبينوزا‬

‫الفهم الإنساني‪.‬‬ ‫تتجاوز‬

‫‪.‬‬ ‫‪017-‬‬ ‫‪916‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫الأدلة‬ ‫مناهج‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫ابن رشد‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪.357‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫منصور‪ ،‬نفس المرجع‬ ‫اشرف‬ ‫د‪.‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬

‫‪.226‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫والسياسة‬ ‫رسالة في اللاهوت‬ ‫سبينوزا‪:‬‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.227‬‬ ‫ص‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫‪)3‬‬ ‫ل‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫(‪ )4‬نفسه‪.‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫(‪ )5‬نفسه‪.‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m253‬‬
‫الديل‬ ‫!لس!ه‬ ‫)لى‬ ‫حهديحم‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫بين الأسباب‬ ‫الضرورية‬ ‫السببية‬ ‫أن إنكار العلاقة‬ ‫حول‬ ‫واسبينوزا‬ ‫أن ما قاله ابن رفد‬ ‫والحقيقة‬ ‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫دافع عنه المتكلمون‬ ‫الذي‬ ‫بالشكل‬ ‫بالمعجزات‬ ‫الطريق اْمام التصديق‬ ‫وفتح‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ h.c‬والمسببات‬
‫‪om‬‬

‫هو هذا بالفعل‪.‬‬ ‫إذ إن ما حدث‬ ‫؟‬ ‫أمر غاية في الأهمية‬ ‫والإلحاد‬ ‫إلى التشكيك‬ ‫إنما يؤدي‬ ‫‪،‬‬ ‫والغزالي‬

‫نبوءتهم غير معقولة‬ ‫بها الأنبياء على‬ ‫التي يحتج‬ ‫أن المعجزات‬ ‫عن‬ ‫مثلا ما يقوله ابن الراوندي‬ ‫خذ‬

‫وهو‬ ‫لدقته إ(‪،)1‬‬ ‫عن المعارف‬ ‫ويدق‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى معرفته‬ ‫يبعد الوصول‬ ‫فيها ما‬ ‫وأن‬ ‫لأن "المخاريق شتى‬

‫عليها‬ ‫يجوز‬ ‫قليلة‬ ‫قد تواترت عبر شرذمة‬ ‫المعجزات‬ ‫أن أخبار هذه‬
‫لز‬ ‫إلى ذلك أيضا‬ ‫يضيف‬

‫يتكلم "(‪.)2‬‬ ‫أو أن الذئب‬ ‫يسبح‬ ‫يسلّم أن الحصى‬ ‫"؟ "إذ مَن ذا الذي‬ ‫المواطأة في الكذب‬

‫الذين‬ ‫الملائكة‬ ‫معجزة‬ ‫لدرجة رفض‬ ‫للمعجزات‬ ‫نقده‬ ‫وشمتمر ابن الراوندي الملحد في‬

‫قليلي‬ ‫‪،‬‬ ‫الشوكة‬ ‫إنهم كانوا مغلولي‬ ‫‪:‬‬ ‫حينما يقول‬ ‫‪،‬‬ ‫النبي وصحابته‬ ‫بدر لنصرة‬ ‫يوم موقعة‬ ‫الله‬ ‫أنزلهم‬

‫أن يقتلوا زيادة‬ ‫على‬ ‫فلم يقدروا‬ ‫‪،‬‬ ‫المسلمين‬ ‫وأيدي‬ ‫أيديهم‬ ‫واجتماع‬ ‫‪،‬‬ ‫كثرة عددهم‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫البطشة‬

‫متسائلا عن دور هؤلاء الملائكة في غزوة أحد‪! ،‬حينما توارى النبي‬ ‫على سبعين رجلا‪ .‬ويضيف‬

‫ف!ن حدوثها‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الحاجة‬ ‫في وقت‬ ‫يجيء‬ ‫الله‬ ‫كانت المعجزة نصرا من‬ ‫"واذا‬ ‫بين القتلى فزعا"‪،‬‬

‫وضيقا"(‪.)3‬‬ ‫الأقل حرجا‬ ‫وضيقا أولى من حدوثها في الحالات‬ ‫حرجا‬ ‫في الحالات اكثر‬

‫أخذ‬ ‫حي!نما‬ ‫وانتهى إلى الكفر والإلحاد‬ ‫المعجزات‬ ‫في‬ ‫ابن الراوندي التشكيك‬ ‫بدأ‬ ‫وهكذا‬

‫(‪.)4‬‬ ‫" ذاته‬ ‫الكريم‬ ‫االقراَن‬ ‫وهي‬ ‫في المعجزة الكبرى ل!سلام‬ ‫حتى‬ ‫يشكك‬

‫على هذا النحو المنظم الدقيق الذي ترتبط فيه‬ ‫الله‬ ‫إذن يبقى التأكيد على ان الطيعة خلقها‬

‫ولا ينبغي بأي‬ ‫‪.‬‬ ‫نفسه‬ ‫بخالقها‬ ‫استثنائي يرتبط‬ ‫إلا كفعل‬ ‫بخرقها‬ ‫يسمح‬ ‫لا‬ ‫وبما‬ ‫العلل بالمعلولات‬

‫فالله والعناية‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهي‬ ‫بالوجود‬ ‫النبوات أو التصديق‬ ‫لتصديق‬ ‫المعجزات‬ ‫الربط بين ضرورة‬ ‫حال‬

‫يسمح‬ ‫بما‬ ‫في الطبيعة‬ ‫هذه السنن‬ ‫وضعه‬ ‫الله‬ ‫عناية‬ ‫لأن من‬ ‫أن يعرفا بضدهما‪،‬‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫الإلهية‬

‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫حكمة‬ ‫كشف‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬ ‫العلل وتفسير الظواهر؟‬ ‫للحياة البشرية أن تستمر في كشف‬

‫‪.154‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫مبروك‬ ‫د‪ .‬علي‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬نقلا عن‬

‫(‪ )2‬نفسه‪.‬‬

‫‪.155‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪. 156 - 155‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪) 4‬‬

‫وما بحدها‪.‬‬ ‫‪301‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلام‬ ‫من تاريخ الإلحاد في‬ ‫‪:‬‬ ‫بدوي‬ ‫د‪ .‬عبدالرحمن‬ ‫‪:‬‬ ‫وراجع‬

‫‪254‬‬
‫ال!ل السادللل‬

‫فكيف‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫وقدرته‬ ‫الله‬ ‫قوة‬ ‫هي‬ ‫إذ "إن قوة الطبيعة وقدرتها‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫كما قال سبينوزا من حكمة‬ ‫بلا شك‬

‫إن المعجزة هي بالفعل في‬ ‫‪.‬‬ ‫أو بإنكارها‬ ‫ب!ثبات المعجزات‬ ‫لنا أن ننتقص من هذه القدرة سواء‬

‫طبيعي‬ ‫إنها شيء‬ ‫‪.‬‬ ‫غدا‬ ‫الاَن فربما نفهمه‬ ‫إن لم نفهمه‬ ‫في الطبيعة بشكل‬ ‫الله‬ ‫فعل‬ ‫من‬ ‫هي‬ ‫اعتقادي‬

‫ويمكنها من داخل‬ ‫كل شيء‪،‬‬ ‫وسعت‬ ‫الله‬ ‫وبوجه عام ف!ن قدرة‬ ‫‪.‬‬ ‫تفسيرا في حينه‬ ‫له‬ ‫نملك‬ ‫لا‬

‫في‬ ‫وردت‬ ‫قليلة‬ ‫باسشاءات‬ ‫إلا‬ ‫يفعل ذلك‬ ‫لا‬ ‫الله‬ ‫لكن‬ ‫كل شيء‪،‬‬ ‫تغيير‬ ‫خارجها‬ ‫من‬ ‫أو‬ ‫الطبيعة‬

‫الله الأخيرة للبشرية كانت‬ ‫لأن معجزة‬ ‫‪،‬‬ ‫الاَن‬ ‫ممكنة‬ ‫الاستثناءات‬ ‫ولم تعد هذه‬ ‫‪،‬‬ ‫المقدسة‬ ‫الكتب‬

‫المعجزة‬ ‫ما تصنع‬ ‫إن البثمرية الاَن بقوة الله وارادته هي‬ ‫‪.‬‬ ‫القراَن الكريم‬ ‫وفي‬ ‫يح‬ ‫في نبوة محمد‬

‫أسرار الكون واحدا بعد آخر‪.‬‬ ‫تلو المعجزة بالتقدم العلمي وكشف‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m255‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫الفصل السابح‬

‫والبعث‬ ‫النفس‬

‫تمهيد‪:‬‬

‫النفس والخلود في مصر القديمة‪.‬‬ ‫أولا‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫القديم الأخرى‬ ‫في بلاد الشرق‬ ‫والخلود‬ ‫النفس‬ ‫‪:‬‬ ‫ثانيا‬

‫‪.‬‬ ‫اليونان‬ ‫لدى‬ ‫والخلود‬ ‫النفس‬ ‫‪:‬‬ ‫ثالثا‬

‫الدينية‪.‬‬ ‫الفلسفات‬ ‫في‬ ‫الأخروي‬ ‫والمصير‬ ‫النفس‬ ‫‪:‬‬ ‫رابعا‬

‫الحديث‪.‬‬ ‫في الفكر الغربي‬ ‫والخلود‬ ‫النفس‬ ‫‪:‬‬ ‫خامسا‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫خالدا‪ ،‬عندئذِ يصل إلى‬ ‫الفاني‬ ‫يصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫القلب‬ ‫!عندما تتحرر كل الرغبات التي تسكن‬

‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫ن‬ ‫هما‬ ‫برا‬

‫الفكر الفلسفي‬ ‫‪:‬‬ ‫مور‬ ‫وتشارلز‬ ‫رادكرشنا‬ ‫نقلا عن‬ ‫‪:‬‬ ‫كانا‬ ‫"أوبانبشاد‬

‫‪. 49‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪679‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ببيروت‬ ‫العربية‬ ‫دار اليقظة‬ ‫‪،‬‬ ‫ندرة اليازجي‬ ‫دكتورة‬ ‫‪،‬‬ ‫الهندي‬

‫لما‪.‬‬ ‫الإله‬ ‫عند‬ ‫العلم‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫أفضل‬ ‫مصيره‬ ‫أينا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫إلى‬ ‫وأنتم‬ ‫الموت‬ ‫إلى‬ ‫أنا‬ ‫"والآن‬

‫المحكمة‬ ‫أمام‬ ‫في ختام دفاعه عن نفسه‬ ‫سقراط‬ ‫من كلمات‬

‫‪.‬‬ ‫االدفاع " لأفلاطون‬ ‫انظر محاورة‬ ‫‪:‬‬ ‫ب!عدامه‬ ‫الأثينبة التي قضت‬

‫تجني‬ ‫‪،‬‬ ‫النهائية‬ ‫للعدالة‬ ‫عهدا‬ ‫إذا افترضنا‬ ‫إلا‬ ‫أخلاقمِا‬ ‫نظاما‬ ‫الكون‬ ‫منطقيا أن نتصور‬ ‫لا يمكن‬ ‫‪9‬‬

‫نوايانا الطيبة "‪.‬‬ ‫أن تجنىِ من‬ ‫المفروض‬ ‫من‬ ‫الثمار التي كان‬ ‫آخر‬ ‫فيه‬

‫للقيمة الخلقية إ‪.‬‬ ‫ازدهار‬ ‫إإن الخلود‬

‫د‪ .‬فؤاد زكريا‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫أنواعها ومشكلاتها‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫هت!رميد‪:‬‬

‫‪.288‬‬ ‫‪ 7591‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للطبع والنشر‬ ‫دار نهضة مصر‬

‫يكون صالحا‬ ‫)؟ لأن الذي يعرف‬ ‫بالألوهية‬ ‫(المعرفة المتصلة‬ ‫‪9‬إن فضيلة النفس هي الغنوص‬

‫هو إلهي "‪.‬‬ ‫هو على الأرض‬ ‫بينما‬ ‫وورعا‪ ،‬وحتى‬

‫‪Xorpus‬‬ ‫الهرمسية ‪Hermeticum‬‬ ‫‪ -‬الكتابات‬ ‫هرمس‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬ ‫للطباعة‬ ‫دار المرسال‬ ‫الأسرار‪،‬‬ ‫ديانات‬ ‫‪:‬‬ ‫بشور‬ ‫وديع‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 401‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪6002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫سوريا‬ ‫والنشر‪،‬‬
‫‪h.‬‬ ‫م‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪925+‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫ال‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫بالنسبة لهذه الفكرة الشاملة هو‬ ‫الجسد‬ ‫ويكون‬ ‫‪،‬‬ ‫النفس‬ ‫‪".al‬إن الفكرة الشاملة للحياة هي‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫‪ eh.‬واقعها"‪.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫لأمام‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫العلوم الفلسفية‬ ‫موسوعة‬ ‫‪:‬‬ ‫هيجل‬ ‫فرديرك‬

‫‪.454‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مكتبة مدبولي‬ ‫‪،‬‬ ‫إمام‬ ‫عبدالفتاح‬

‫‪+ 026‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫بل ولدى‬ ‫‪،‬‬ ‫الأديان‬ ‫النفس والخلود من القضايا المحورية في كل‬ ‫اْو‬ ‫تعد قضية النفس والبعث‬

‫يسأل‬ ‫شك‬ ‫لا‬ ‫فهو‬ ‫‪،‬‬ ‫كل إنسان عاقل‬ ‫ولا تزال تشغل‬ ‫فقضية المصير شغلت‬ ‫؟‬ ‫غير المتدينين‬ ‫حتى‬

‫إليه من إجابة‬ ‫ما يتوصل‬ ‫ضوء‬ ‫وفي‬ ‫!‬ ‫البقاء؟‬ ‫إلى الفناء أم إلى‬ ‫هل‬ ‫‪:‬‬ ‫صمالى ماذا سيؤول‬ ‫‪،‬‬ ‫مصيره‬ ‫عن‬

‫يكون سلوكه الأخلاقي في هذه الحياة الدنيا‪.‬‬

‫في حياتنا‬ ‫هنترميد‪ -‬تتغلغل‬ ‫تعبير‬ ‫الخلود‪ -‬على حد‬ ‫ف!ن قضية المصير ومشكلة‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬

‫تعالجها‬ ‫التي‬ ‫المسائل‬ ‫‪ -‬من بين جميع‬ ‫فهي‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى حد عميق‬ ‫الباطنة‬ ‫معتقداتنا‬ ‫وفي‬ ‫الثخصية‬

‫عداها؟ وذلك‬ ‫ما‬ ‫تنتظر الإجابة عنها باهتمام يفوق اهتمامنا بكل‬ ‫التي‬ ‫الفلسفة ‪ -‬هي المشكلة‬

‫على الإجابة التي يقدمها بشأن‬ ‫نجاحه أو فشله‬ ‫في نظر الكثيرين بتوقف‬ ‫فلسفي‬ ‫لأن أي مذهب‬

‫الذي تنعقد عليه آمال البشر(‪.)1‬‬ ‫هذا الموضوع‬

‫الشكل‬ ‫الفلسفية بهذا‬ ‫المذاهب‬ ‫بال الفلاسفة وأصحاب‬ ‫تشغل‬ ‫القضية‬ ‫كانت هذه‬ ‫هـاذا‬

‫لأن الحق‬ ‫ذلك‬ ‫أقول‬ ‫!‬ ‫!‬ ‫البشرية‬ ‫التدين عبر تاريخ‬ ‫ودعاة‬ ‫الديانات‬ ‫بأصحاب‬ ‫فما بالك‬ ‫‪،‬‬ ‫المحوري‬

‫سببه أن أصحاب‬ ‫مدار التاريخ إما كان‬ ‫الاها على‬ ‫الدينية وتفضيلهم‬ ‫بالعقائد‬ ‫أن البشر في تعلقهم‬

‫الدينية‬ ‫العقائد‬ ‫إذا ما اتبعوا‬ ‫المؤكد‬ ‫والثواب‬ ‫الحسن‬ ‫بالمصير‬ ‫الناس‬ ‫ما يعدون‬ ‫عادة‬ ‫الديانات‬

‫يؤمن بهذه‬ ‫لا‬ ‫مَن‬ ‫ذات الوقت يتوعدون‬ ‫وفي‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخلاقي‬ ‫طريق الهداية والصلاح‬ ‫في‬ ‫وساروا‬

‫إذا لم يتبعوهم‪،‬‬ ‫في الحياة الأخرى‬ ‫التعس‬ ‫بالمصير‬ ‫وبالتالي‬ ‫‪،‬‬ ‫المقيم‬ ‫والعذاب‬ ‫العقائد بالويل‬

‫اللذات‬ ‫وراء هذه‬ ‫في الجري‬ ‫والاستغرالَى‬ ‫‪،‬‬ ‫المؤقتة‬ ‫اللذية‬ ‫الدنيا ومطالبها‬ ‫على‬ ‫فقط‬ ‫وركزوا‬

‫إلا‬ ‫فما هي‬ ‫أينما وجدتها‪،‬‬ ‫اللذة الحسية‬ ‫فاقتنص‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫أنه لا حياة بعد هذه‬ ‫حجة‬ ‫تحت‬ ‫الدنيوية‬

‫‪.‬‬ ‫تنتظرنا بعد الممات‬ ‫ولا حياة أخرى‬ ‫الدنيا ولا بعث‬ ‫حياتنا‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫والنث!ر‪a،‬‬
‫‪l-m‬‬ ‫للطباعة‬ ‫مصر‬ ‫دار نهضة‬ ‫د‪ .‬فؤاد زكريا‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫ومشكلاتها‪،‬‬ ‫أنواعها‬ ‫الفلسفة‬ ‫(‪ )1‬هنترميد‪:‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.375‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7591‬‬ ‫الثانية ‪،‬‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪261 +‬‬
‫هلس!ه الديى‬ ‫الى‬ ‫!ديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫ينظرون إلى هذه القضية من منظور ديني تشغلهم‬ ‫لا‬ ‫أولئك الذين‬ ‫حتى‬ ‫فإنه‬ ‫آخر‬ ‫ومن جانب‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫الإنسانية‬ ‫يتساءلون عما يتبقى من الإنسان والشخصية‬ ‫ما‬ ‫إذ عادة‬ ‫؟‬ ‫‪ h.c‬القضية من منظور إنساني بحت‬
‫‪om‬‬

‫؟ ا‬ ‫بعد الموت‬

‫عن‬ ‫البعض‬ ‫تحدث‬ ‫‪،‬‬ ‫الديني‬ ‫المنظور‬ ‫البعيد عن‬ ‫الفلسفي‬ ‫ذا الطابع الإنساني‬ ‫لعله لهذا السؤال‬

‫ركزوا على أن الإنسان‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الخلود البيولوجي‬ ‫عن‬ ‫تحدث‬ ‫مَن‬ ‫أنواع مختلفة للخلود؟ فمنهم‬

‫ببساطة‬ ‫إنه‬ ‫‪،‬‬ ‫المختلفة‬ ‫الأجيال‬ ‫الأحفاد خلال‬ ‫وأبناء‬ ‫وأحفاده‬ ‫أبنائه‬ ‫يبقى بعد موته في أشخاص‬

‫الآخر عن نوع‬ ‫البعض‬ ‫لأحفاد‪ ،‬وهكذا تحدث‬ ‫وا‬ ‫الأبناء‬ ‫الخلود عن طريق الاستمرار عبر أجيال‬

‫ل!نسان بعد موته الجسدي‬ ‫بقاء‬ ‫الذي يعني أن ثمة‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫هو الخلود الاجتماعي‬ ‫ثان من الخلود‪،‬‬

‫قدر العطاء الاجتماعي‬ ‫على‬ ‫البقاء والاستمرار‬ ‫وهنا يكون‬ ‫‪،‬‬ ‫وأصدقائه‬ ‫هو بقاء لذكرياته مع أسرته‬

‫تخليد ذكراه بعد موته‪.‬‬ ‫يستحق‬ ‫مقدار جدارته واسهاماته في المجتمع بنصيب‬ ‫للأنسان وعلى‬

‫وهذا النوع‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلود الأخلاقي‬ ‫يسمى‬ ‫ما‬ ‫وهو‬ ‫الثاني‬ ‫النوع‬ ‫ثالث يعد رافدا من روافد‬ ‫وثمة نوع‬

‫هنترميد‬ ‫تعبير‬ ‫حد‬ ‫‪ -‬على‬ ‫المتحررة في العصر الحديث‬ ‫المتدينة‬ ‫الشخصيات‬ ‫يجتذب‬ ‫ما‬ ‫عادة‬

‫لكنها في ذات‬ ‫‪،‬‬ ‫تشتهيه الأنفس‬ ‫فيها ما‬ ‫عن الإيمان بجنة‬ ‫التي تعزف‬ ‫الشخصيات‬ ‫إن هذه‬ ‫إذ‬ ‫‪-‬‬

‫إلى تحقيق‬ ‫الأخلاق وفي سعي‬ ‫الحياة في كفاح من أجل‬ ‫أن تنقضي‬ ‫من الصعب‬ ‫اْنه‬ ‫الوقت ترى‬

‫الوحيدة "القبر"!‬ ‫نهايتها‬ ‫الخير الاجتماعي ويكون‬

‫طوال حياتهم إنما‬ ‫الشر بشجاعة‬ ‫الذين يهبون حياتهم لنصرة الخير وقاتلوا قوى‬ ‫إن هؤلاء‬

‫التذكاري الذي ربما يخلد ذكراهم ويشيد بجهودهم‪.‬‬ ‫النصب‬ ‫ذلك‬ ‫إلى الخلود من خلال‬ ‫يسعون‬

‫أفعالهم‬ ‫ن بقاءهم وبقاء ذكرى‬ ‫‪91‬‬ ‫الخير لن يضيع هباء‪،‬‬ ‫إلى جانب‬ ‫إنهم يعتبرون أن نضالهم‬

‫الإنسانية (‪.)1‬‬ ‫باقية ما بقيت‬ ‫الخيرة لابد أن له مغزاه ودلالته التي ستظل‬ ‫الإنسانية‬

‫إنما‬ ‫بأن الايمان بالخلود‬ ‫التي ترتبط‬ ‫المعاني‬ ‫تلك‬ ‫الفلسفية للخلود‪،‬‬ ‫المعاني‬ ‫هذه‬ ‫وبعيدا عن‬

‫عن الخلود‬ ‫نتحدث‬ ‫كنا‬ ‫الأخلاقية في حياة البشر‪ ،‬سواء‬ ‫القيم‬ ‫الآخر ازدهار‬ ‫يعني على الجانب‬

‫أقول هذا عن هذه المعاني‬ ‫‪.‬‬ ‫الدينية‬ ‫أو من منظور الفلسفات‬ ‫الطبيعية‬ ‫ومعناه من منظور الفلسفات‬

‫؟!‬ ‫الديني‬ ‫الخلود بالمعنى‬ ‫الأخلاقية للخلود‪ ،‬فماذا عن‬

‫‪.37 7- 376‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪+ 262‬‬
‫القديمة‬ ‫أولا‪ :‬النفس والخلود في مصر‬

‫وربما للتدين في تاريخ البشرية؟‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول للأخلاق‬ ‫المحرك‬ ‫إن الخلود كعقيدة دينية هو‬

‫الضمير‬ ‫فيها‬ ‫البشرية الأخلاق وأرست‬ ‫التي علمت‬ ‫الحضارة‬ ‫وهي‬ ‫إنسانية‬ ‫إن أول حضارة‬ ‫حيث‬

‫قامت في كل منجزاتها الحضارية من تلك‬ ‫‪،‬‬ ‫المصرية القديمة‬ ‫الحضارة‬ ‫بها‬ ‫وأعني‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخلاقي‬

‫القدماء أن حياة الإنسان ووجوده‬ ‫لم يتصور المصريون‬ ‫إذ‬ ‫المصير؟‬ ‫التساؤل عن‬ ‫العقيدة حول‬

‫لقد أدركوا منذ التاريخ‬ ‫‪.‬‬ ‫منثورا‬ ‫هباء‬ ‫أن تذهب‬ ‫وفي هذه الحياة الدنيا يمكن‬ ‫الأرض‬ ‫هذه‬ ‫على‬

‫يستمر‬ ‫حياة أخرى‬ ‫مرتبطا بافتراض وجود‬ ‫إلا‬ ‫يكون‬ ‫لا‬ ‫الحقيقي لحياة الإنسان‬ ‫البيد أن المغزى‬

‫‪.‬‬ ‫فيها وجوده‬

‫ستكون‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫هي‬ ‫التي‬ ‫الأخرى‬ ‫هذه الحياة‬ ‫هذا الافتراض لضرورة وجود‬ ‫وفي ضوء‬

‫فمن‬ ‫‪.‬‬ ‫المبهرة‬ ‫العلمية‬ ‫الدينية ومعها إبداعاتهم‬ ‫بدأت كل فلسفاتهم‬ ‫‪.‬‬ ‫الأطول والأهم ل!نسان‬

‫هو‬ ‫حيث‬ ‫كان مفهوم الجسم يعد واضحا؟‬ ‫هـاذا‬ ‫؟‬ ‫بين النفس والجسم‬ ‫التمييز‬ ‫عن‬ ‫الحديث‬ ‫بدأ‬ ‫جهة‬

‫أن يغادر الجسد يصبح‬ ‫ما‬ ‫الذي‬ ‫الشيء الغامض‬ ‫فإن النفس ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫مادي يتحلل بعد الموت‬ ‫جسر‬

‫طبيعتها‪.‬‬ ‫أمامها وتأمل‬ ‫التوقف‬ ‫تستحق‬ ‫فهي‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫لا حياة فيها ولا حركة‬ ‫جثة هامدة‬

‫بعلم التحنيط ذلك‬ ‫الحفاظ عليه سليما‬ ‫إما‬ ‫‪:‬‬ ‫أمرين‬ ‫بأحد‬ ‫الجسد‬ ‫على مشكلة‬ ‫تغلبوا‬ ‫إنهم‬

‫صاحبها‬ ‫جسم‬ ‫التماثيل الحجرية التي تماثل صورة‬ ‫ب!قامة‬ ‫الاَن أو‬ ‫العلم المعجز للبشرية حتى‬

‫عليه وينتقلان معا إلى العالم‬ ‫تتعرف‬ ‫القبر‬ ‫الميت‬ ‫عن النفس بعد نزول الجسد‬ ‫حتى حينما تبحث‬

‫إلى النهار"‪،‬‬ ‫الخروج‬ ‫"‬ ‫أو كتاب‬ ‫لما‬ ‫الموتى‬ ‫‪9‬‬ ‫كتاب‬ ‫التي لخصها‬ ‫المصرية‬ ‫المعتقدات‬ ‫الآخر‪ ،‬حسب‬

‫المتوفى‬ ‫جسد‬ ‫بها إلى جوار‬ ‫لأن به التعاويذ التي كان يُحتفظ‬ ‫؟‬ ‫لهذا الكتاب‬ ‫العنوان الأصلح‬ ‫وهو‬

‫إنه الخلود لمن‬ ‫‪.‬‬ ‫العذاب‬ ‫والنجاة من‬ ‫النهار‬ ‫إلى‬ ‫الخروج‬ ‫على‬ ‫تلاوتها لتساعده‬ ‫يمكن‬ ‫حتى‬

‫أفعاله‬ ‫الدفاع وكانت‬ ‫ذلك‬ ‫لم يستطع‬ ‫اما مَن‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهية‬ ‫في أن يدافع عن نفسه أمام المحكمة‬ ‫نجح‬

‫على نفسه‬ ‫وحقت‬ ‫‪،‬‬ ‫عليه العذاب‬ ‫فحق‬ ‫الذنوب والمعاصي‬ ‫اتجاه الشر وارتكاب‬ ‫الدنيوية في‬

‫من جديد‪.‬‬ ‫الاَخر‬ ‫إلى العالم‬ ‫في التطهر والعودة‬ ‫تنجح‬ ‫حتى‬ ‫العودة لتعيش في أجساد شتى‬

‫‪ht‬‬ ‫كانت الأصل الذي‬ ‫لأنها‬ ‫؟‬ ‫القديمة‬ ‫النفس في مصر‬ ‫التفاصيل لنظرية‬ ‫ولنتوقف عند بعض‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫أو في التراث‪w.‬‬ ‫الشرقية الأخرى‬ ‫نبعت منه الكثير من النظريات الشبيهة ‪ ،‬سواء في الحضارات‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b.‬‬
‫الغربي بدءا من اليونان القديمة وفي معظم التراث الإنساني الديني والفلسفي حتى اليوم ‪eh‬‬
‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬
‫‪263 +‬‬
‫هلس!ه الدين‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫ع‪3‬‬ ‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫"‬ ‫إ‪ْ)2‬‬ ‫‪ "2‬أ‬ ‫؟‬ ‫الا‬ ‫ا‬ ‫وأصلها‪:‬‬ ‫الروح‬ ‫‪-‬‬ ‫النفس‬ ‫(‪ ) 1w.‬مفهوم‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫عن ثلاث قوى أساسية للنفس‬ ‫"‬ ‫"متون الأهرام‬ ‫المصرية القديمة وخاصة‬ ‫النصوص‬ ‫تحدثت‬ ‫‪m‬‬

‫تكون إلى ما‬ ‫ما‬ ‫هي أقرب‬ ‫والتي‬ ‫هي الكا ‪،،4‬‬ ‫أن ندعوها ثلاث صور؟‬ ‫ربما من الصواب‬ ‫أو‬

‫أيضا‬ ‫تفل‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫مماته‬ ‫في‬ ‫اْو‬ ‫حياته‬ ‫في‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫وفاعليته‬ ‫طاقة الإنسان‬ ‫تمثل‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقرين‬ ‫يسمى‬

‫كانت‬ ‫دراذا‬ ‫)‪.‬‬ ‫(أي إلى الحياة الأخرى‬ ‫النهار‬ ‫إلى‬ ‫وعند الخروج‬ ‫القبر‬ ‫الأمين للروح في‬ ‫الحارس‬

‫على‬ ‫إليها‬ ‫وقد نظر‬ ‫‪،‬‬ ‫!! في اللغة المصرية القديمة‬ ‫ف!ن الروح نفسها تسمى‬ ‫‪،‬‬ ‫قرين الروح‬ ‫كا هي‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫شفانية للنفس‬ ‫ا!ثر‬ ‫الثانية‬ ‫وهذه الصورة‬ ‫‪،‬‬ ‫المعنوي الغامض‬ ‫كيانه‬ ‫له‬ ‫خالد‬ ‫مقدس‬ ‫جوهر‬ ‫أنها‬

‫الذي يتوحد مع عالم‬ ‫إخو ‪Ehw‬‬ ‫أو‬ ‫لتصبح هي أخ‬ ‫تتجه إلى العالم السماوي‬ ‫ما‬ ‫‪ B‬سرعان‬ ‫‪،‬‬ ‫للروح‬

‫إلى الخلود(‪.)1‬‬ ‫من الروح التي تصل‬ ‫النورانية‬ ‫القوة‬ ‫والإخو هي‬ ‫‪،‬‬ ‫الخالدة‬ ‫الإلهية‬ ‫الأرواح‬

‫‪Ehw, Ba‬‬ ‫القديمة عن النفس‬ ‫التعبيرات المصرية‬ ‫العلاقة الوثيقة بين هذه‬ ‫ولعلنا نلاحظ‬

‫عن‬ ‫للتعبير‬ ‫أفلاطون وهو ‪Psuche‬‬ ‫وخاصة‬ ‫اليونان‬ ‫فلاسفة‬ ‫الذي استخدمه‬ ‫المصطلح‬ ‫وبين نفس‬

‫النوراني البسيط‬ ‫التعبير‬ ‫ذلك‬ ‫بأنها‬ ‫في محاوراته‬ ‫النفس‬ ‫أن أفلاطون قد عزف‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫النفس‬

‫من العالم السماوي (‪.)2‬‬ ‫إلى الجسد‬ ‫التي هبطت‬

‫أفلاطون في محاورته الشهيرة‬ ‫المح إليه‬ ‫السماوي للنفس الذي‬ ‫هذا الأصل‬ ‫وليس‬

‫عن‬ ‫منف‬ ‫فلاسفة‬ ‫فيه‬ ‫الذي عبر‬ ‫!‬ ‫المنفي‬ ‫في "النص‬ ‫جاء‬ ‫بما‬ ‫أيضا‬ ‫التأثر‬ ‫ببعيد عن‬ ‫!‬ ‫أفايدروس‬

‫العالم عن طريق ما‬ ‫الإله الخالق قد خلق‬ ‫!‬ ‫"بتاح‬ ‫عن أن‬ ‫فيه‬ ‫تحدثوا‬ ‫أو الإيجاد؟ حيث‬ ‫الخلق‬

‫كل‬ ‫أن أفضت‬ ‫الخلق حدث‬ ‫تتابع‬ ‫وفي إطار‬ ‫‪،‬‬ ‫اللسان‬ ‫به‬ ‫وما نطق‬ ‫)‪،‬‬ ‫(العقل ‪ -‬القلب‬ ‫الفؤاد‬ ‫تدبره‬

‫لأطياف‬ ‫ا‬ ‫الأنفس وتقرر شأن‬ ‫خلق‬ ‫تتابع‬ ‫ربانية تدبرها العقل الإلهي وأمر بها اللسان إلى‬ ‫كلمة‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬ ‫"‬ ‫لحوا رس‬ ‫ا‬

‫دم!‪ 2‬م‪،‬‬ ‫‪2‬‬ ‫للثقافة بالقاهرة ‪،‬‬ ‫الأعلى‬ ‫المجلس‬ ‫صابر‪،‬‬ ‫الأهرام ‪ ،‬نقلها إلى العربية حسن‬ ‫انظر‪ :‬متون‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ 252 99، 95، 92L‬على التوالي‪.‬‬ ‫الفقرات ‪ 4265 - 214 - 39 - 25‬الصفحات‬

‫كتابنا‪ :‬الفكر‬ ‫في‬ ‫أفلاطون‬ ‫القديمة وأثرها على‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫نظرية النفس‬ ‫وانظر أيضا ما كتبناه عن‬

‫‪. 127 -‬‬ ‫‪126‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫السعودية‬ ‫الدار المصرية‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫في مصر‬ ‫الفلسفي‬

‫‪. 912 - 128‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫النشار‪:‬‬ ‫مصطفى‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪.912‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫‪264‬‬
‫العصل )لسايم‬

‫حيث كان‬ ‫؟‬ ‫لخلق النفس‬ ‫الصورة الإلهية‬ ‫الهرمسية عن نفس هذه‬ ‫النصوص‬ ‫وقد عبرت‬

‫فحبسها‬ ‫الله‬ ‫أراد‬ ‫كما‬ ‫قادرة على رعاية نفسها على الأرض‬ ‫ليست‬ ‫مجرد روح‬ ‫البداية‬ ‫الإنسان في‬

‫"ألم‬ ‫‪:‬‬ ‫الإلهي للنفس‬ ‫عن الأصل‬ ‫هرمس‬ ‫يقول‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫لروحه الخالدة‬ ‫كمنزل‬ ‫فانِ‬ ‫مادي‬ ‫جسد‬ ‫في‬

‫والأنفس‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ -‬تأتي كل هذه الأنفس‬ ‫الكلية‬ ‫واحدة ‪ -‬النفس‬ ‫من نفس‬ ‫أنه‬ ‫العامة‬ ‫في المواعظ‬ ‫تسمع‬

‫من عدم الموت‬ ‫إلى خطوة‬ ‫وبينما الأنفس البشرية تصل‬ ‫تتحول إلى بشر‪،‬‬ ‫الهواء‬ ‫في‬ ‫تعيش‬ ‫التي‬

‫(أي أرواح )"(‪.)2‬‬ ‫تتحول إلى ديمونات‬

‫بأن‬ ‫وكذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسانية‬ ‫الروحانية للنفس‬ ‫النورانية‬ ‫القدامى إذن بالطبيعة‬ ‫المصريون‬ ‫آمن‬ ‫لقد‬

‫هذه النفوس هي علة‬ ‫وكانت‬ ‫‪،‬‬ ‫الأجسام‬ ‫قبل خلق‬ ‫الإله‬ ‫خلقه‬ ‫ما‬ ‫كانت أول‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫إلهي‬ ‫أصلها‬

‫الأعضاء فيها‪.‬‬ ‫نشاط الأجسام وحركة‬

‫للنفس (النناسخ والخلود)‪:‬‬ ‫المصبر الأخروي‬ ‫)‬ ‫ب‬ ‫(‬

‫عموما بأن ثمة حياة أخرى‬ ‫للنفس فقد اَمن المصريون‬ ‫الأخروي‬ ‫أما فيما يتعلق بالمصير‬

‫في‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫المصرية القديمة‬ ‫النصوص‬ ‫وقد حفلت‬ ‫‪.‬‬ ‫الحياة‬ ‫عموما بعد هذه‬ ‫ول!نسان‬ ‫للنفس‬

‫الهرمسية بالإشارة إلى هذا‬ ‫أو متون الأهرام أو النصوص‬ ‫النهار)‬ ‫إلى‬ ‫الموتى (الخروج‬ ‫كتاب‬

‫وبين الاعتقاد في‬ ‫‪،‬‬ ‫المتعددة للنفس‬ ‫بين الاعتقاد في التناسخ والحيوات‬ ‫الذي تراوح‬ ‫المصير‬

‫الخلود الذي هو حتما المصير النهائي للنفس الإنسانية‪.‬‬

‫سنونوأ‪،‬‬ ‫‪9‬‬ ‫التحول إلى طائر‬ ‫‪:‬‬ ‫التحولات‬ ‫فصول‬ ‫عن‬ ‫!‬ ‫"الموتى‬ ‫كتاب‬ ‫نصوص‬ ‫لقد تحدثت‬

‫عن كائنات العالم السفلي‬ ‫"‬ ‫الأهرام‬ ‫"متون‬ ‫كما تحدثت‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫(سنا"‪! ،‬الى التمساح‬ ‫الثعبان‬ ‫والى‬

‫بأشكال مختلفة وتقدم ابتهالات لهذه الكائنات‬ ‫الفاسدين الذين سيتشكلون‬ ‫ستتلقى‬ ‫أنها‬ ‫وكيف‬

‫كلية الآداب ‪ -‬جامعة‬ ‫القديمة ‪ ،‬مجلة‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫ونثأة الوجود‬ ‫الطبيعة‬ ‫فلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫بحثنا عن‬ ‫= وراجع‬

‫‪.09‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪5991‬‬ ‫اكتوبر‬ ‫مجلد ‪ 55-‬عدد ‪،4‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬

‫الى‬ ‫‪ ،‬ونقلها‬ ‫كاندي‬ ‫وبيتر‬ ‫فريك‬ ‫تيموثي‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫المفقودة‬ ‫الفراعنة‬ ‫حكمة‬ ‫‪:‬‬ ‫هرمى‬ ‫متون‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪. 58‬‬ ‫‪ 2002‬م‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫للثقافة بالقاهرة‬ ‫الأعلى‬ ‫الفاروق عمر‪ ،‬نشره المجلس‬ ‫عمر‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 301‬‬ ‫ص‬ ‫‪6002‬‬ ‫سوريا ‪-‬‬ ‫دار المرساة‬ ‫ديانات الأسرار‪،‬‬ ‫د‪ .‬وديع بثور‬ ‫(‪ )2‬نقلا عن‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫اللاذقية‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫مكتبة‪l‬‬
‫‪-m‬‬ ‫‪،‬‬ ‫عطية‬ ‫د‪ .‬فيليب‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫الى‬ ‫ونقله‬ ‫‪،‬‬ ‫بدج‬ ‫والس‬ ‫السير‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفرعوني‬ ‫الموتى‬ ‫كتاب‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪ 201 ،101 ،99‬على التوالي‪.‬‬ ‫في ‪ 88c - 87 - 86‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫ام‬ ‫‪889‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالفاهرة‬ ‫مدبولي‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪265 +‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫حدير‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫عديدة‬ ‫تلميحات‬ ‫بها‬ ‫وهذه النصوص‬ ‫‪،‬‬ ‫وتسلم من الصراعات‬ ‫‪،‬‬ ‫في سلام‬ ‫حتى‪ .al-‬تترك النفس تعيش‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫أوزارها وذنوبها‪ ،‬وتكون‬ ‫من‬ ‫النفس حتى تتطهر وتتخلص‬ ‫بها‬ ‫التي قد تمر‬ ‫‪ h.c‬إلى أنواع الحيوات‬
‫‪om‬‬

‫الخلود(‪.)1‬‬ ‫للانتقال إلى عالم‬ ‫مؤهلة‬

‫الكائنات الإلهية‪:‬‬ ‫هناك نوعان من‬ ‫العلوي‬ ‫العالم‬ ‫"في‬ ‫‪:‬‬ ‫إنه‬ ‫الهرمسية فتقول‬ ‫أما النصوص‬

‫العناية بالأرواح التي غادرت‬ ‫الأرواح مهمته‬ ‫وحارس‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرواح‬ ‫الأرواح ومرشدو‬ ‫حراس‬

‫في بدن جديد‪ .‬والطبيعة تعمل‬ ‫لاَخر تتجسد‬ ‫اَن‬ ‫الروح من‬ ‫الأرواح يرسل‬ ‫ومرشد‬ ‫أجسادها‪،‬‬

‫لها‬ ‫اْيضا‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه الروح العائدة‬ ‫تصب‬ ‫فانيا‬ ‫تصنع وعاء‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الأرواح‬ ‫مرشدي‬ ‫إلى جانب‬

‫فردية هي‬ ‫أن تنتج الطبيعة أشكالا‬ ‫على‬ ‫فالذاكرة تعمل‬ ‫؟‬ ‫الذاكرة والمهارة‬ ‫عليهما‬ ‫يطلق‬ ‫مساعدان‬

‫فرداني الروح التي‬ ‫كل شكل‬ ‫والمهارة تعمل على أن يناسب‬ ‫‪،‬‬ ‫المثالية‬ ‫من الأشكال الكونية‬ ‫نسخ‬

‫مترهل وللروح‬ ‫نشيط وللروح المترهلة جسد‬ ‫يكون للروح النشطة جسد‬ ‫وبحيث‬ ‫؟‬ ‫به‬ ‫تحل‬ ‫سوف‬

‫قوي "(‪.)2‬‬ ‫جسد‬ ‫القوية‬

‫الهرمسية إلى المصير المتفاوت للنفس بين التناسخ والخلود نجد‬ ‫وفي إشارة من النصوص‬

‫لكن كل‬ ‫‪،‬‬ ‫واحد‪ ،‬ولا إلى أماكن عشوائية‬ ‫لأرواح إلى مكان‬ ‫ا‬ ‫كل‬ ‫تذهب‬ ‫لا‬ ‫!‬ ‫إنه‬ ‫كتابها يقولون‬

‫لمحاكمة‬ ‫تتعرض‬ ‫وعندما تترك الروح الجسد‬ ‫‪.‬‬ ‫طبيعتها‬ ‫إلى المكان الذي يناسب‬ ‫تذهب‬ ‫روح‬

‫بالحياة في‬ ‫لها‬ ‫وعندما تجد أن الروح شريفة طاهرة يسمح‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهية‬ ‫الكائنات‬ ‫رئيس‬ ‫واستجواب‬

‫إلى الأنواء والأعاصير‬ ‫بها‬ ‫فإنها يقذف‬ ‫عضال‬ ‫أنها ملوثة بجهل‬ ‫وجد‬ ‫إذا‬ ‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫طبيعتها‬ ‫يناسب‬ ‫مكان‬

‫إ(‪.)3‬‬ ‫والأرض‬ ‫ما بين السماء‬ ‫الرياح العاصفة‬ ‫إلى الأبد في‬ ‫حولها‬ ‫تصطخب‬

‫خطأ في حق‬ ‫التي لم ترتكب‬ ‫الربانية‬ ‫الروح‬ ‫‪9‬‬ ‫يستقبل‬ ‫الإله‬ ‫إلى أن أتوم‬ ‫متون هرمس‬ ‫وتشير‬

‫عقلا كليا‪ ،‬فهذه الروح عندما‬ ‫وأصبحت‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى الطهارة‬ ‫فازت في السبق‬ ‫التي‬ ‫الروح‬ ‫تلك‬ ‫أحد‪،‬‬

‫ا(‪.)4‬‬ ‫أتوم‬ ‫تعمل في خدمة‬ ‫من ضياء حتى‬ ‫في جسد‬ ‫روحها‬ ‫تصبح‬ ‫المادية‬ ‫تهجر كينونتها‬

‫‪-208vox402.‬‬ ‫‪214-382‬‬ ‫الفقرات‬ ‫‪،‬‬ ‫الأهرام‬ ‫متون‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪. 136‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫السابق الإشارة‬ ‫كتابنا‬ ‫وانظر‪:‬‬

‫‪. 76‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫الإشارة‬ ‫الترجمة العربية السابق‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬متون هرص‬

‫‪.08‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫‪.81‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬

‫‪266‬‬
‫ال!مل السايم‬

‫بالمصير الأخروي للنفس؟‬ ‫الإيمان‬ ‫من‬ ‫وعموما فقد عبر المصريون عن صورة واضحة‬ ‫‪9‬‬

‫والقضاة الاثنين‬ ‫أوزورشى‬ ‫أمام‬ ‫"‬ ‫القلب‬ ‫"بميزان‬ ‫يواجه بعد الموت‬ ‫كل إنسان سوف‬ ‫إن‬ ‫حيث‬

‫هذه الفكرة وتظهر كفتي‬ ‫التي عالجت‬ ‫والنصوص‬ ‫العديد من الرسومات‬ ‫وهناك‬ ‫‪.‬‬ ‫والأربعين‬

‫المتوفى‪،‬‬ ‫قلب‬ ‫الثانية‬ ‫الكفة‬ ‫والحقيقة )‪ .‬وفي‬ ‫(ربة الصدق‬ ‫ماعت‬ ‫الإلهة‬ ‫فيها رمز‬ ‫واحدة‬ ‫‪:‬‬ ‫الميزان‬

‫يصدر الحكم لصالحه بالسعادة‬ ‫فسوف‬ ‫توازن مع كفة الحقيقة‬ ‫إحداث‬ ‫فضائله‬ ‫استطاعت‬ ‫ف!ذا‬

‫منتظرا‬ ‫يقف‬ ‫"‬ ‫"ملتهم الموتى‬ ‫يسمى‬ ‫هذا التوازن فهناك وحش‬ ‫لم يحدث‬ ‫‪ ،‬دماذا‬ ‫والخلود الأبدي‬

‫المدان إ(‪.)1‬‬ ‫الحكم على هذا الشخص‬

‫الشرق القديم الأخرى‬ ‫بلاد‬ ‫النفس والخلود في‬ ‫ثانيا‪:‬‬

‫‪:‬‬ ‫الهندي‬ ‫الفكر‬ ‫) في‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫للتفلسف‬ ‫بداية‬ ‫!مشكلة الموت‬ ‫القديمة شكلت‬ ‫الهند‬ ‫في‬ ‫أنه‬ ‫المسار الفكري نجد‬ ‫وعلى نفس‬

‫عنها الإنسان الاَري الفيدي‬ ‫التي يبحث‬ ‫كانت السعادة القصوى‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الديني الهندي‬ ‫وللتفكير‬

‫في عالم‬ ‫الأبرار‬ ‫الدين هي أن يعثر لروحه على مكان بين الموتى‬ ‫بها‬ ‫يقول‬ ‫التي‬ ‫القرابين‬ ‫من خلال‬

‫وبعالم الاَباء؟‬ ‫الاَلهة‬ ‫وبعالم‬ ‫الشخصي‬ ‫الفيدا بالخلود‬ ‫لقد اعتقد هنود‬ ‫في قمة السماء(‪.)2‬‬ ‫الاَباءأ‬

‫يذهبون إلى عالم يسيطر عليه ياما‬ ‫يذهبون الى السماء‪ ،‬إلى عالم فيشنو‪ ،‬والآخرون‬ ‫فالصالحون‬

‫العالم الذي‬ ‫أن يجعله خالدا في ذلك‬ ‫الآلهة‬ ‫ويبتهل المؤمن إلى‬ ‫)(‪.)3‬‬ ‫الأرواح‬ ‫مملكة‬ ‫(حاكم‬

‫الأفراح والغبطة‬ ‫تجتمع‬ ‫وحيث‬ ‫؟‬ ‫البهاء الدائم‬ ‫يستقر نور السماء ويشع‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫ولا يفنى‬ ‫يموت‬ ‫لا‬

‫الرغبات والأشواق (‪.)4‬‬ ‫وتكتمل‬

‫نسمع‬ ‫بها‬ ‫"التي‬ ‫هي‬ ‫إنها‬ ‫الأوبانيشاد‬ ‫الروح يقول كتاب الهندوسية المقدس‬ ‫تعريف‬ ‫وفي‬

‫الفكر الهندي‬ ‫وفي‬ ‫"(‪.)3‬‬ ‫وغير العذب‬ ‫الكلام ونميز بين العذب‬ ‫الروائح ونلفظ‬ ‫ون رى ونشم‬

‫عالم‬ ‫‪ ،‬سلسلة‬ ‫إمام‬ ‫د‪ .‬إمام عبدالفتاح‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫الثمعوب‪،‬‬ ‫الدينية لدى‬ ‫بارندر‪ :‬المعتقدات‬ ‫(‪ )1‬جفري‬

‫‪.58‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪3991‬‬ ‫مايو‬ ‫المعرفة بالكويت (‪،)173‬‬

‫‪. 154‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫اليقظة‬ ‫‪ ،‬دار‬ ‫اليازجي‬ ‫ندرة‬ ‫‪:‬‬ ‫‪ ،‬ترجمة‬ ‫الهندي‬ ‫الفلسفي‬ ‫الفكر‬ ‫مور‪:‬‬ ‫وتشارلز‬ ‫رادا كرشنا‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫صك!‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪6791‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية ببيروت‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.67‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫)‬ ‫(‪4‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 011‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m267‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫حدبد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫هواندار‪ ،‬هو‬ ‫‪،‬‬ ‫براهمان‬ ‫من الروح الكلي "الذي هو‬ ‫لأنها‬ ‫الكلية‬ ‫إلى الروح‬ ‫الفردية‬ ‫ترتد‪ .a‬الروح‬
‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫والريح والفضاء والماء والنور!(‪ .)1‬إنها‬ ‫الأرض‬ ‫‪:‬‬ ‫وهو العناصر‬ ‫الآلهة‬ ‫كل هذه‬ ‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ h.c‬براجاباتي‬
‫‪om‬‬

‫كله‬ ‫العالم‬ ‫لأن هذا‬ ‫؟‬ ‫الإلهي‬ ‫الروح‬ ‫هـان كان جوهره‬ ‫‪،‬‬ ‫تقر بوالدية العالم‬ ‫الوجود‪،‬‬ ‫وحدة‬ ‫عقيدة‬

‫"(‪.)2‬‬ ‫بواسطته‬ ‫فيه ولأنه يتنفس‬ ‫لأنه قد أتى منه وسينحل‬ ‫؟‬ ‫يعبره الإنسان‬ ‫وبهدوء‬ ‫‪.‬‬ ‫براهمان‬

‫ويعود"‪ .‬إن أي‬ ‫ويتحرك‬ ‫الإنسان ويعمل‬ ‫يجلس‬ ‫بالنور‬ ‫لأنه‬ ‫ا‬ ‫؟‬ ‫هي نور الإنسان‬ ‫إن الروح‬

‫إن أي‬ ‫‪.‬‬ ‫يترك الشرور وراءه‬ ‫الشرور‪ ،‬وعندما يرحل‬ ‫به‬ ‫تتحد‬ ‫على جسد‬ ‫ولد وحصل‬ ‫إنما‬ ‫شخص‬

‫حالة‬ ‫وتوجد‬ ‫الاَخر‪،‬‬ ‫حالة كونه في هذا العالم وحالة كونه في العالم‬ ‫‪:‬‬ ‫في حالتين‬ ‫يوجد‬ ‫شخص‬

‫يرى الإنسان الحالتين الأخريين‬ ‫ففي هذه الحالة الوسطى‬ ‫‪.‬‬ ‫النوم‬ ‫هي كونه في حالة‬ ‫وسط‬ ‫ثالثة‬

‫هذا العالم واْفراح العالم الآخر(ر)‪.‬‬ ‫يرى شرور‬ ‫الاَخر‬ ‫من العالم‬ ‫وعندما يقترب‬

‫للنفس‪،‬‬ ‫الأخروي‬ ‫المصير‬ ‫ثلاث عقائد مترابطة حول‬ ‫فإننا نجد في الأوبانيشاد‬ ‫وعموما‪،‬‬

‫وهي‪:‬‬

‫على نحو‬ ‫على نحو متكرر وتولد من جديد‪ ،‬وتتجسد‬ ‫تقول إن النفس تموت‬ ‫التي‬ ‫العقيدة‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫المسماة سمسارا !د!‪،،3‬د!‪.3‬‬ ‫العقيدة‬ ‫متكرر في كائن حي جديد‪ ،‬وهي‬

‫الحياة‬ ‫أو في‬ ‫الدنيا‬ ‫أعماله في هذه الحياة‬ ‫نتائج‬ ‫إن المرء يتحمل‬ ‫(‪)2‬العقيدة التي تقول‬

‫ما‬ ‫نحو‬ ‫قانون الجزاء على‬ ‫حرفيا‬ ‫تعني‬ ‫والكرما‬ ‫‪،‬‬ ‫الكرما ‪Karma‬‬ ‫التي تسمى‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫المقبلة‬

‫يتمثل في عملية التناسخ في الهندوسية‪.‬‬

‫الميلاد‪،‬‬ ‫وتجدد‬ ‫الموت‬ ‫الممل لتجدد‬ ‫إن هناك فرارا من التكرار‬ ‫التي تقول‬ ‫(‪ )3‬العقيدة‬

‫والتحرر من‬ ‫من الموت‬ ‫التام‬ ‫تعني الخلاص‬ ‫والنرفانا‬ ‫النرفاناإ(‪.)4‬‬ ‫أو‬ ‫الموكشا‬ ‫‪9‬‬ ‫وتسمى‬

‫قيود الحياة ‪.‬‬ ‫كل‬

‫‪.011‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(أ!‬

‫‪. 112‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪. 13‬‬ ‫‪6‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪.155‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫بارندر‪:‬‬ ‫(‪ )4‬جفري‬

‫‪268‬‬
‫)ل!مل السايم‬

‫في الهند القديمة ‪ -‬إلى‬ ‫الدينية‬ ‫أهم التيارات الفكرية‬ ‫إحدى‬ ‫الجينية ‪ -‬وهي‬ ‫نظرت‬ ‫وتد‬

‫تمثل الجزء الواعي في الإنسان ‪،‬‬ ‫وأنها‬ ‫باعتبارها ذات طبيعة خالدة متميزة عن الجسد‪.‬‬ ‫النفس‬

‫أو بالخلود؟ حيث‬ ‫بالثواب والعقاب‬ ‫إما‬ ‫المصير‬ ‫التي ستتلقى‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الحقيقي‬ ‫جوهره‬ ‫وهي‬

‫بعيدة عن‬ ‫اللامتناهية‬ ‫الخلود في حالة من السعادة‬ ‫دهانما‬ ‫‪،‬‬ ‫للثواب والعقاب مرة أخرى‬ ‫مجال‬ ‫لا‬

‫خلاصها(‪.)1‬‬ ‫المتحررة التي حققت‬ ‫لتحيا مع الأرواح‬ ‫عالم التناسخ‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫للشهوات‬ ‫والخضوع‬ ‫إما العبوديهَ‬ ‫أن تختار بين طريقين‬ ‫بوسعها‬ ‫الجينية‬ ‫عند‬ ‫إن النفس‬

‫ف!ن‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫عن أفعالها ونتائج هذه الأفعال‬ ‫تجعلها مسئولة‬ ‫التي‬ ‫التحرر منها‪ ،‬وقدرتها هي‬

‫بينما‬ ‫‪،‬‬ ‫طبيعتها الأساسية‬ ‫تنسى‬ ‫الحياة‬ ‫وتمتزج بماديات‬ ‫المادي‬ ‫العالم‬ ‫التي تنحاز إلى‬ ‫النفس‬

‫المتحررة من الميلاد والوفاة والشيخوخة‬ ‫المادي فهي المس‬ ‫فوق الوجود‬ ‫تسمو‬ ‫التي‬ ‫النفس‬

‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫اللا متناهية‬ ‫حالة المعرفة والسعادة‬ ‫التي تملك‬ ‫النفس‬ ‫وهي‬ ‫‪.‬‬ ‫والخوف‬ ‫الشقاء‬ ‫‪،‬‬ ‫والمرض‬

‫المثالية للوجود(‪.)2‬‬ ‫الحالة‬ ‫تمثل‬

‫أن تقضي‬ ‫الأخروي‬ ‫يكون مصيرها‬ ‫الشهوات‬ ‫ومارست‬ ‫بالماديات‬ ‫إن النفس التي امتزجت‬

‫ولم‬ ‫‪.‬‬ ‫اَثام‬ ‫من‬ ‫اقترفته‬ ‫عقوبتها عما‬ ‫فترة‬ ‫إلى آخر حتى تقضي‬ ‫تنتقل من جسم‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫فترة عقوبة‬

‫مثل الميلاد‬ ‫وسائل أخرى‬ ‫بل افترضت‬ ‫‪،‬‬ ‫الآثمة‬ ‫بالتناسخ كوسيلة لعقاب النفوس‬ ‫الجية‬ ‫تكتف‬

‫للخلاص‬ ‫لنيل التحرر‪ ،‬ففي حالة عدم وصولها‬ ‫الخيرة التي تسعى‬ ‫في السماء كجزاء للنفوس‬

‫كثيرة‬ ‫الاَثمة‬ ‫للنفس‬ ‫كعقاب‬ ‫تولد في السماء كجزاء لها‪ ،‬أو الميلاد في الججم‬ ‫ف!نها‬ ‫‪،‬‬ ‫النهائي‬

‫‪.‬‬ ‫لذنوب‬ ‫ا‬

‫حياتها‪ ،‬ف!ن مصيرها يتمثل في العودة‬ ‫وعاشت‬ ‫اي إثم أو ذنوب‬ ‫لم ترتكب‬ ‫كان ثمة نفس‬ ‫لمان‬

‫إلى عالم الأرواح المتحررة في قمة‬ ‫تصعد‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫إلى الكل‬ ‫ا‬ ‫طريق "الخلاص‬ ‫المباشرة عن‬

‫الكون (ر)‪.‬‬

‫الفكر‬ ‫في‬ ‫النفس‬ ‫‪9‬‬ ‫‪:‬‬ ‫بعنوان‬ ‫للماجستير‬ ‫رسالتها‬ ‫في‬ ‫لأمير شاهين‬ ‫ا‬ ‫إيمان‬ ‫لأستاذة‬ ‫ا‬ ‫تلميذتي‬ ‫كتبته‬ ‫ما‬ ‫‪:‬‬ ‫) انظر‬ ‫(‪1‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 121‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1402‬‬ ‫القاهرة ‪ -‬رسالة غير منشورة‬ ‫بكلية الآداب ‪ -‬جامعة‬ ‫إشرافي‬ ‫تحت‬ ‫)‬ ‫الجيني‬
‫‪://‬‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 123 - 122‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 013 - 128‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪926 +‬‬
‫هلس!ه الديل‬ ‫الى‬ ‫حدبد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫في الفكر الصيني القديم‪:‬‬ ‫)‬ ‫‪(al-m‬ب‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫بقضية النفس‬ ‫اهتماما واضحا‬ ‫منذ فجر تارلخه عند الكونفوشية‬ ‫الفكر الصيني‬ ‫لم يشهد‬ ‫‪m‬‬

‫الأخلاقي‬ ‫من السلوك‬ ‫فيها‬ ‫الحياة الدنيا وما ينبغي للمرء‬ ‫على‬ ‫التركيز‬ ‫بل كان جل‬ ‫والمصير‪،‬‬

‫الجين‬ ‫‪9‬‬ ‫معالم الفكر الصيني الأخلاقي الذي يقوم على‬ ‫في رسم‬ ‫الكونفوشية‬ ‫ونجحت‬ ‫‪،‬‬ ‫المَويم‬

‫حكماء‬ ‫التي لم يبلغها سوى‬ ‫الفضيلة المقدسة‬ ‫المتعالي من‬ ‫النموذج‬ ‫ذلك‬ ‫يعني‬ ‫أأ الذي‬ ‫ولس!‬

‫الذي‬ ‫فالإنسان‬ ‫‪،‬‬ ‫البدنية أو قهر الثسهوات‬ ‫كثيرا القوى‬ ‫التي تتجاوز‬ ‫الباطنية‬ ‫إنها الفضيلة‬ ‫‪.‬‬ ‫الماضي‬

‫هو التجسيد‬ ‫الذي‬ ‫الأمير‬ ‫أو‬ ‫للحكيم‬ ‫قوته "ح‪ "+‬يبلغ المثل الأعلى‬ ‫بتهذيب‬ ‫"‬ ‫الجين‬ ‫‪9‬‬ ‫إلى‬ ‫يسعى‬

‫الأخلاقي‬ ‫هذا السلوك‬ ‫غاية يكون‬ ‫؟ ولأي‬ ‫ولم ذلك‬ ‫‪:‬‬ ‫تساءلنا‬ ‫ص!اذا‬ ‫‪.‬‬ ‫للسلوك‬ ‫الأعلى‬ ‫للمثل‬ ‫الذي‬

‫لأي غاية‬ ‫وليص‬ ‫والسياسيهَ‬ ‫البشر في حياتهم الاجتماعية‬ ‫لكانت الإجابة لأجل حال‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫الأمثل‬

‫العلوية‬ ‫الإلهي للبشر ولا بقوة النفس‬ ‫بايأصل‬ ‫لا‬ ‫باله‬ ‫لم يشغل‬ ‫لأن كونفوشيوس‬ ‫؟‬ ‫أخروية‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الكونفوشية‬ ‫اَباء‬ ‫من‬ ‫أتباعه‬ ‫لدى‬ ‫الحال‬ ‫وهكذا‬ ‫‪.‬‬ ‫الأخروي‬ ‫المصير‬ ‫قضية‬ ‫وبالتالي لم تشغله‬

‫والمصير‬ ‫بطريق الخلاص‬ ‫)‬ ‫جاء اهتمام الطاوية (التاوية‬ ‫الكونفوشية‬ ‫من‬ ‫العكس‬ ‫وعلى‬

‫الطاوية‬ ‫فلقد قدمت‬ ‫كثيرا قضية التصمِز بين النفس والجسد‪.‬‬ ‫لم تشغلهم‬ ‫أنه‬ ‫رغم‬ ‫الأخروي‬

‫إن باستطاعة‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الجنة‬ ‫توصله إلى‬ ‫عدة طرق‬ ‫بها‬ ‫للمؤمن‬ ‫وعثدت‬ ‫طريقا للخلاص‬ ‫دينا‬ ‫بوصفها‬

‫يمكن‬ ‫ميزة ضرورية‬ ‫عن طريق التقوى والاعتراف والتكفير عن الذنوب أن يكتسب‬ ‫بها‬ ‫المؤمن‬

‫إلى الجنة‪.‬‬ ‫أن يتم إنقاذه أو إنقاذها فيتقل‬ ‫العالم السفلي‬ ‫فترة في‬ ‫والبقاء‬ ‫بعد الموت‬ ‫بواسطتها‬

‫خاصة‬ ‫دينية‬ ‫بالتقوى وتأدية خدمات‬ ‫الالتزام‬ ‫الطاوية أيضا عن طريق‬ ‫المؤمن في‬ ‫وشتطيع‬

‫الأحياء أن يظفروا في النهاية‬ ‫لعلهم بصلاح‬ ‫‪،‬‬ ‫لهم‬ ‫الصلاة‬ ‫يستطيع‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫نداء لأرواح الموتى‬

‫المؤمن‬ ‫التدين يستطيع‬ ‫من‬ ‫عليا‬ ‫مرحلة‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫الجنة‬ ‫ودخول‬ ‫العالم السفلي‬ ‫من‬ ‫بالانعتاق‬

‫بطبقة الموظفين‬ ‫فيها‬ ‫أن يبلغ مرحلة يلحق‬ ‫الدينية‬ ‫الخدمة للجماعة‬ ‫وتاْدية‬ ‫والتقشف‬ ‫بالإحسان‬

‫(‪.)2‬‬ ‫الجنة‬ ‫دخول‬ ‫يضمن‬ ‫الخدمة في نظامها التصاعدي‬ ‫ومن خلال‬ ‫‪،‬‬ ‫الرسميين في العالم السفلي‬

‫‪ ،284‬وما بعدها‪.‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫ذكره‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫لدى الشعوب‬ ‫الدينية‬ ‫المعتقدات‬ ‫بارندر‪:‬‬ ‫جفري‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪- 3‬‬ ‫‪1‬‬ ‫صا‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪027‬‬
‫ال!ل السايم‬

‫هو‬ ‫‪،‬‬ ‫تماما والعبور إلى عالم الخالدين‬ ‫الموت‬ ‫بل لتجنب‬ ‫‪،‬‬ ‫الجنة‬ ‫لدخول‬ ‫وثمة طريق مباشر‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫على السالك الحق هو‬ ‫ما‬ ‫ب!مكانه أن ينتقل إلى السماء مباشرة وكل‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الحق‬ ‫طريق السالك‬

‫شابه ذلك‪،‬‬ ‫وما‬ ‫العملية الجنسية‬ ‫الصحي وتمرينات النفس وضبط‬ ‫بالغذاء‬ ‫يتبع عادات خاصة‬

‫الفاني‪.‬‬ ‫في الجسد‬ ‫الفانية‬ ‫العناصر الغليظة‬ ‫محل‬ ‫تفسد‬ ‫لا‬ ‫أثيرية‬ ‫عناصر‬ ‫حلول‬ ‫من ذلك‬ ‫ويقصد‬

‫العماء ‪ Chaos‬مع بداية‬ ‫إن الأبخرة التسعة كانت مندمجة في‬ ‫‪:‬‬ ‫التراث الطاوي‬ ‫ولقد قيل في‬

‫الجسم‬ ‫من اغلظها‪ ،‬وتكؤن‬ ‫الأرض‬ ‫وتكونت‬ ‫أنقاها‪،‬‬ ‫السماء من‬ ‫فتكونت‬ ‫ثم )نفصلت‬ ‫‪،‬‬ ‫الخلق‬

‫لحظة الميلاد‪ ،‬ويتصل‬ ‫الحياة عندما دخله البخار الأصلي‬ ‫مُنح‬ ‫الغليظة ئم‬ ‫من العناصر‬ ‫البشري‬

‫البخار‬ ‫ينفصل‬ ‫وعند الموت‬ ‫‪.‬‬ ‫الحياة‬ ‫مبدأ‬ ‫الروح وهي‬ ‫هذا البخار بالماهية او بالجوهر فتتشكل‬

‫فإن‬ ‫‪،‬‬ ‫أن لا يتحلل‬ ‫أريد للجسم‬ ‫لىاذا‬ ‫‪.‬‬ ‫الكون‬ ‫التي تحكم‬ ‫الأرواح‬ ‫تحكمه‬ ‫والجسم‬ ‫‪.‬‬ ‫الماهية‬ ‫عن‬

‫يبلغ المرء مرحلة‬ ‫وبذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫والماهية‬ ‫الروح‬ ‫لتمنع مغادرة‬ ‫موجودة‬ ‫لابد أيضا أن تظل‬ ‫لأرواح‬ ‫ا‬ ‫هذه‬

‫‪.)1‬‬ ‫الخلود(‬

‫في الفكر البابلي القديم‪:‬‬ ‫(ب)‬

‫الاهتمام بظاهرة الموت‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫القديم‬ ‫البابلي‬ ‫هنا مع الفكر‬ ‫ويبدو أن الفكر الصيني يثابه‬

‫التي‬ ‫ملحمة جلجامش‬ ‫وقد عبرت‬ ‫‪.‬‬ ‫للنفس والمصير‬ ‫لاهتمام بتقديم نظرية واضحة‬ ‫ا‬ ‫والخلود دون‬

‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الإنسان العراقي القديم من الموت‬ ‫‪ 0155‬ق ‪.‬م) عن موقف‬ ‫بين عامي (‪-0591‬‬ ‫ما‬ ‫كتبت‬

‫الإنسان مع الموت‬ ‫هذه الملحمة صراع‬ ‫ولقد صورت‬ ‫‪،‬‬ ‫منه‬ ‫والخوف‬ ‫القلق والشك‬ ‫ينتابه‬ ‫كان‬

‫الآلهة (‪.)2‬‬ ‫دون‬ ‫وحده‬ ‫للإنسان‬ ‫قبوله لهذه الحقيقة المرة الظالمة لأنه يعد مصيرا‬ ‫وضرورة‬

‫‪.312‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫ببغداد ومكتبة الخانجي‬ ‫المثنى‬ ‫طه باقر‪ ،‬نشر مكتبة‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫كريمر‪ :‬من ألواح سومر‪،‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬صمويل‬

‫‪. 91‬‬ ‫صا‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬

‫المعرفة‬ ‫عالم‬ ‫سلسلة‬ ‫‪،‬‬ ‫قديم‬ ‫‪ -‬قراءة في أدب‬ ‫لاستبداد‬ ‫ا‬ ‫جذور‬ ‫‪:‬‬ ‫مكاوي‬ ‫د‪ .‬عبدالغفار‬ ‫‪:‬‬ ‫وكذلك‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪. 147‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪4991‬‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‪29‬‬ ‫لكويت‬ ‫با‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫بعمان‪a‬‬
‫‪l-m‬‬ ‫دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الفلسفة الشرقية‬ ‫النثار‪:‬‬ ‫وأيضا‪ :‬د‪ .‬مصطفى‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 917‬‬ ‫ص‬ ‫‪1202‬‬ ‫لأردن‬ ‫‪-‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪271.‬‬
‫هلسطه الدين‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫بالجنس‬ ‫الاَلهة‬ ‫أنزلته‬ ‫عقاب‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫الطوفان‬ ‫هذه الملحمة الشهيرة كذلك‬ ‫وتد صورت‬ ‫‪al‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫(أو الإله‬ ‫تحذيرات‬ ‫من‬ ‫ما قدمه له الإله انكي‬ ‫بفضل‬ ‫وبقي‬ ‫البطل فيها بالخلود‬ ‫ولقد ظفر‬ ‫‪.‬‬ ‫‪ h.c‬البشري‬
‫‪om‬‬

‫إن "أوتنا بشتيم‬ ‫‪.‬‬ ‫والحيوانات‬ ‫البشر‬ ‫عليها عائلات‬ ‫تهرب‬ ‫سفينة‬ ‫بناء‬ ‫طريق‬ ‫عن‬ ‫)‪ ،‬وكذلك‬ ‫أيا !ص!‬

‫بعد عبوره نهر‬ ‫عنه جلجامش‬ ‫كان يبحث‬ ‫الذي‬ ‫‪ Unapishti) +‬الملقب بالبعيد‪ -‬وهو الشخص‬

‫قد‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫ينبئ جلجامث!‬ ‫له الاَلهة‪-‬‬ ‫التي وهبتها‬ ‫الأبدية‬ ‫الحياة‬ ‫منه سر‬ ‫ليعرف‬ ‫العالم السفلي‬

‫نصير‬ ‫على جبل‬ ‫النهاية‬ ‫سفينته في‬ ‫استقرت‬ ‫وكيف‬ ‫من الطوفان‬ ‫هرب‬ ‫كيف‬ ‫‪،‬‬ ‫نهر الموت‬ ‫لتوه‬ ‫عبر‬

‫هذا الإله‬ ‫ولقد أغضب‬ ‫‪.‬‬ ‫مختلفة من الطيور‬ ‫أنواعا‬ ‫بأن أطلق‬ ‫الماء‬ ‫ا! بعد أن اختبر انحسار‬ ‫‪3‬‬ ‫أ‬ ‫‪3‬‬

‫أن يهبه الخلود(‪.)1‬‬ ‫بعد جهد‬ ‫الآلهة‬ ‫أقنعته‬ ‫الدمار‪ ،‬ثم‬ ‫من‬ ‫الهرب‬ ‫استطاع‬ ‫إنسانا‬ ‫‪9‬إنليل! لأن‬

‫بين النهرين عموما إلى الموت‬ ‫ما‬ ‫بلاد‬ ‫في نظرة‬ ‫من الغموض‬ ‫كبيرا‬ ‫قدرا‬ ‫والحقيفة أن هناك‬

‫‪،‬‬ ‫الأرض‬ ‫توجد تحت‬ ‫التي‬ ‫إلى الجحيم أو دار الأشباح‬ ‫تنتقل أرواح الموت‬ ‫إذ‬ ‫‪.‬‬ ‫والحياة الأخرى‬

‫الذي يمر بالعالم السفلي في السماء فيزودهم بالضوء الوحيد‬ ‫الثمس‬ ‫إله‬ ‫ويتولى الحكم عليهم‬

‫على‬ ‫أنكيدو‬ ‫ويقص‬ ‫‪.‬‬ ‫يقرر نصيبهم‬ ‫الذي‬ ‫لإله (ننار"‬ ‫ا‬ ‫أيضا‬ ‫عيهم‬ ‫كما يحكم‬ ‫‪،‬‬ ‫لديهم‬ ‫الموجود‬

‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫موحشة‬ ‫كئيبة‬ ‫بأنها‬ ‫فيها‬ ‫فيه الحياة‬ ‫يصف‬ ‫للعالم السفلي‬ ‫الملحمة وصفا‬ ‫في‬ ‫جلجامش‬

‫على الأرض (‪.)2‬‬ ‫للحياة‬ ‫انعكاس شاحب‬

‫النفس والخلود لدى اليونان‬ ‫ثالثا‪:‬‬

‫الأورفية‪:‬‬ ‫عند‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫قضية النفس‬ ‫حول‬ ‫والدينية‬ ‫بالعديد من النظريات الفلسفية‬ ‫القديم فقد حفل‬ ‫اليوناني‬ ‫أما الفكر‬

‫فمنذ إلياذة هوميروس‬ ‫‪.‬‬ ‫القديم واضحا‬ ‫المصري‬ ‫الأثر‬ ‫ذلك‬ ‫سنجد‬ ‫منها‬ ‫وفي كثير‬ ‫والمصير‪،‬‬

‫ركزت‬ ‫التي‬ ‫الديانات‬ ‫أشهر‬ ‫لإيجاد‪ ،‬وكانت‬ ‫وا‬ ‫الآلهة لهزيود‪ ،‬بدأ التفكير في الخلق‬ ‫وأنساب‬

‫أورفيوس في‬ ‫يد‬ ‫على‬ ‫ظهرت‬ ‫الديانة الأورفية التي‬ ‫هي‬ ‫عن الجسم‬ ‫النفس وتميزها‬ ‫قضية‬ ‫على‬

‫نسبة‬ ‫وهى‬ ‫‪،‬‬ ‫الديونيسيوسية‬ ‫الديانة‬ ‫ديني في‬ ‫إصلاح‬ ‫قبل الميلاد كحركة‬ ‫حوالي القرن السادس‬

‫سماوي‬ ‫على أن النفس من أصل‬ ‫الأورفيون‬ ‫لقد كد‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫الخمر عند‬ ‫اله‬ ‫إلى ديونسيوس‬

‫‪. 23‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫بارندر‪:‬‬ ‫(‪ )1‬جفري‬

‫‪.27- 26‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪2‬‬
‫)ل!مل السايم‬

‫متجذرة في‬ ‫ونفسه‬ ‫‪،‬‬ ‫من تراب الأرض‬ ‫فجسمه‬ ‫والسماء‬ ‫وأن الإنسان هو ابن الأرض‬ ‫‪،‬‬ ‫وإلهي‬

‫وسط‬ ‫السماوي‬ ‫العالم‬ ‫من قبل في هذا‬ ‫فقد كانت النفس تعيش‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫السماوي‬ ‫العنصر‬

‫حيث‬ ‫؟‬ ‫بالتناسخ‬ ‫الأورفيون‬ ‫وقد آمن‬ ‫‪.‬‬ ‫تموت‬ ‫لا‬ ‫الالهة‬ ‫اْن‬ ‫كما‬ ‫تموت‬ ‫لا‬ ‫لذا فهي‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهي‬ ‫المجمع‬

‫الأجيال )‪،1‬‬ ‫"دولاب‬ ‫تغلق الأبواب وتدخل‬ ‫حتى‬ ‫‪ -‬السجن‬ ‫الجسم‬ ‫أن تدخل‬ ‫ما‬ ‫بأن النفس‬ ‫قالوا‬

‫من الولادة والموت (‪.)1‬‬ ‫طويل‬ ‫أي في درب‬

‫‪ Metem Psychosis‬يجب‬ ‫من دورات التقمص‬ ‫أو‬ ‫هذه الولادات المتكررة‬ ‫من‬ ‫وللتخلص‬

‫عقوبة‬ ‫وتقضي‬ ‫إن النفس الموجودة في الجسد‬ ‫إذ‬ ‫‪.‬‬ ‫من الحيوات الصالحة‬ ‫في سلسلة‬ ‫أن تعيش‬

‫خطاياها يكون هدفها النهائي التحرر والانطلاق من قيودها لتعود إلى أصلها الإلهي (‪.)2‬‬

‫والتطهر عند الأورفيين‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة الطاهرة‬ ‫أن تمارس‬ ‫لابد‬ ‫التحرر‬ ‫النفس إلى هذا‬ ‫تصل‬ ‫ولكي‬

‫ومنع الفاصوليا والبيض مع ممارسة طقوس‬ ‫الحيوانية‬ ‫أكل المشتقات‬ ‫عن‬ ‫بالامتناع‬ ‫يكون‬

‫عن‬ ‫الامتناع‬ ‫إلى ذلك‬ ‫ويضاف‬ ‫‪،‬‬ ‫الجسدي‬ ‫تسرع في إطلاق النفس من سجنها‬ ‫معقدة واحتفالات‬

‫وتلاوة‬ ‫باللبن‬ ‫كما قيل إن التطهير عندهم كان يتم بالاستحمام‬ ‫‪،‬‬ ‫والجنس‬ ‫والخمور‬ ‫اكل اللحم‬

‫هذه الحياة الطاهرة تعود نفسه إلى‬ ‫على‬ ‫ومَن يعش‬ ‫‪.‬‬ ‫الموتى‬ ‫في كتاب‬ ‫كالتي وردت‬ ‫صلوات‬

‫يرى(‪.)3‬‬ ‫لا‬ ‫حياتهم وموائدهم مع باقي الخالدين في عالم‬ ‫وتشاركهم‬ ‫الاَلهة‬ ‫رحاب‬

‫ثم في‬ ‫‪،‬‬ ‫ثم في حيوات‬ ‫‪،‬‬ ‫النفس في نبات‬ ‫في أن تعيش‬ ‫أدناه‬ ‫من‬ ‫يبدأ‬ ‫عندهم‬ ‫التقمص‬ ‫إن سلم‬

‫وقد اَمنوا‬ ‫‪.‬‬ ‫فوق الأرض‬ ‫ثانية‬ ‫تولد‬ ‫‪ 003‬سنة في العالم حتى‬ ‫النفس أن تمضي‬ ‫وعلى‬ ‫‪،‬‬ ‫إنسان‬ ‫جسم‬

‫التقمص (‪.)4‬‬ ‫يتحرر تماما من دولاب‬ ‫متتالية‬ ‫حياة طاهرة ثلاث مرات‬ ‫يعش‬ ‫مَن‬ ‫بأن‬ ‫كذلك‬

‫‪. 177‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫وديع بشور‪ :‬نفس المرجع‬ ‫د‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪178‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫(‪ )3‬نفسه‪.‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫الرابعة‪،‬‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫السعودية‬ ‫الدار المصرية‬ ‫‪،‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫عند‬ ‫الألوهية‬ ‫فكرة‬ ‫‪:‬‬ ‫كتابنا‬ ‫ايضا‪:‬‬ ‫وانظر‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 35 - 34‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪5002‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 178‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫وديع بشور‪ :‬نفس‬ ‫د‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪273 +‬‬
‫الدين‬ ‫هلس!‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫كورية‪:‬‬ ‫الفيثا‬ ‫عند‬ ‫)‬ ‫‪.al-m‬ب‬‫(‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫الدين‬ ‫كان‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الأورفية‬ ‫الخيط من‬ ‫طرف‬ ‫الدينية‬ ‫فلسفته‬ ‫وقد شد فيثاغورس في‬ ‫‪m‬‬

‫ذ‬ ‫إ‬ ‫؟‬ ‫الطهارة‬ ‫يتعلق بطقوس‬ ‫فيما‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫للأورفية‬ ‫الإصلاح‬ ‫حركة‬ ‫الاَخر‬ ‫الفيثاغوري يمثل هو‬

‫والتأمل‬ ‫نفسه للبحث‬ ‫يهب‬ ‫مَن‬ ‫فكل‬ ‫‪،‬‬ ‫أن النظر الفلسفي والعلم هو اْعظم تصفية‬ ‫فيثاغورس‬ ‫اعتبر‬

‫والتناسخ‬ ‫التقمص‬ ‫من عجلة الميلاد؟ أي من حالات‬ ‫ويتخلص‬ ‫‪،‬‬ ‫فيلسوفا على الحقيقة‬ ‫يصبح‬

‫الالهي‬ ‫الأصل‬ ‫مع الأورفيين في‬ ‫فقد اتفق فيثاغورس‬ ‫ذلك‬ ‫وما عدا‬ ‫(()‪.‬‬ ‫المتكررة‬ ‫والولادات‬

‫لأن جوهرها‬ ‫؟‬ ‫في طبيعتها من الجسم‬ ‫النفس اْسمى‬ ‫باْن‬ ‫اعتقد الفيثاغوريون‬ ‫ثثم‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫للنفس‬

‫للتحرر‪.‬‬ ‫عليه أن يسعى‬ ‫هي حياة سجين‬ ‫في الجسم‬ ‫حمِاتها‬ ‫واعتبروا أن‬ ‫‪.‬‬ ‫جوهره‬ ‫عن‬ ‫مختلف‬

‫وهذا هو‬ ‫في أجساد أخرى‬ ‫الولادة‬ ‫لمعاودة‬ ‫الخروج من الجسم‬ ‫وهذا التحرر يأخذ صورة‬

‫عن‬ ‫جماد‪ .‬وقد روي‬ ‫أو حيوان أو حتى‬ ‫إن!مان‬ ‫في جسد‬ ‫وهم يرون أن النفس قد تدخل‬ ‫‪،‬‬ ‫التناسخ‬

‫لقد عرفته‬ ‫‪،‬‬ ‫اْحد اصدقائي‬ ‫لأن فيه روح‬ ‫"لا تضربه‬ ‫‪:‬‬ ‫كلبه‬ ‫يضرب‬ ‫شاهده‬ ‫أنه قال لرجل‬ ‫فيثاغورس‬

‫للمرة الخامسة‬ ‫متجسد‬ ‫أنه‬ ‫نفسه كان يدعي‬ ‫أن فيثاغورس‬ ‫ويروى‬ ‫"‪.‬‬ ‫الجرو يصرخ‬ ‫عندما سمعت‬

‫السابقة (‪.)2‬‬ ‫حيواته‬ ‫وأنه يذكر‬

‫فلش!‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫ملكهم‬ ‫والبشر‬ ‫أزمنة التقمص‬ ‫أيضا أن الاَلهة قد عددت‬ ‫الفيثاغوريون‬ ‫ويعتقد‬

‫عدا‬ ‫فيما‬ ‫الحيوان‬ ‫بالانتحار أو ب!هلاك‬ ‫لهم‪ ،‬سواء‬ ‫الإلهي الذي وضع‬ ‫النظام‬ ‫للبشر أن يخالفوا‬

‫إلى‬ ‫ثم تصعد‬ ‫‪،‬‬ ‫لتتطهر بالعذاب‬ ‫تهبط إلى الجحيم بعد الموت‬ ‫اْن‬ ‫النفس‬ ‫وأن على‬ ‫‪.‬‬ ‫التضحية‬

‫نباتيا(‪.)3‬‬ ‫اْو‬ ‫بشريا أو حيوانيا‬ ‫جسدا‬ ‫لتتقممى‬ ‫الأرض‬

‫من عجلة‬ ‫هي التخلص‬ ‫الفيثاغوريين‬ ‫عند‬ ‫الإنسانية‬ ‫للنفس‬ ‫القصوى‬ ‫أن الغاية‬ ‫ولاشك‬

‫هذا رهن‬ ‫وكل‬ ‫‪.‬‬ ‫لأبدي‬ ‫ا‬ ‫لتنعم بالخلود‬ ‫المتكررة‬ ‫الولادات‬ ‫سلسلة‬ ‫من‬ ‫والتحرر‬ ‫‪،‬‬ ‫هذه‬ ‫الميلاد‬

‫الإنسان دوما من الاتحاد‬ ‫الأخلاقي القويم الذي يقرب‬ ‫بالسلوك‬ ‫والالتزام‬ ‫التطهر‬ ‫بقدرتها على‬

‫بالعالم الإلهي‪.‬‬

‫‪.78‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫ذكره‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫عند أفلاطون‬ ‫الألوهية‬ ‫النثار‪ :‬فكرة‬ ‫(‪ )1‬د‪ .‬مصطفى‬

‫‪. 302 - 202‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫وديع بشور‪ :‬نفس‬ ‫د‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪.302‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬

‫‪274‬‬
‫الم!ل السالم‬

‫وأفلاطون ‪:‬‬ ‫عند سقراط‬ ‫ب)‬ ‫(‬

‫أكبر الأثر‬ ‫لها‬ ‫كان‬ ‫الأخروي‬ ‫النفس ومصيرها‬ ‫الفيثاغورية عن أصل‬ ‫التعاليم‬ ‫أن هذه‬ ‫ولا شك‬

‫ويؤكد على الطبيعة المميزة‬ ‫أ‪،‬‬ ‫نفسك‬ ‫يردد‪" :‬اعرف‬ ‫ما‬ ‫دائما‬ ‫الذي كان‬ ‫‪،‬‬ ‫في فلسفة وتدين سقراط‬

‫الإلهي‬ ‫الأصل‬ ‫على‬ ‫وقد دلل سقراط‬ ‫‪.‬‬ ‫العقل‬ ‫للنفس الإنسانية وجوهرها‬ ‫والسامية والإلهية‬

‫حياة سابقة سامية‬ ‫ذات‬ ‫النفس‬ ‫فقد كانت‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫إن المعرفة تذكر‬ ‫‪:‬‬ ‫دائما‬ ‫حينما كان يقول‬ ‫للنفس‬

‫ولقد دلل‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهي‬ ‫دوما إلى العودة إلى هذا الأصل‬ ‫تثشاق‬ ‫الأشياء‪ ،‬وهي‬ ‫حقائق‬ ‫فيها على‬ ‫تعرفت‬

‫الطاهرة النقية حينما قال في اَخر محاكمته‪:‬‬ ‫التقية‬ ‫بالمصير الأفضل للنفس‬ ‫إيمانه‬ ‫على‬ ‫سقراط‬

‫سقراط‬ ‫كان‬ ‫فقد‬ ‫‪،‬‬ ‫الإله‬ ‫عند‬ ‫العلم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫أفضل‬ ‫مصيره‬ ‫أينا‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫إلى‬ ‫وأنتم‬ ‫الموت‬ ‫أنا إلى‬ ‫والآن‬

‫سيلقى المصير الأفضل لدى‬ ‫وأنه‬ ‫‪،‬‬ ‫البالي‬ ‫هذا الجسد‬ ‫من سجن‬ ‫من أن نفسه تاقت للخروج‬ ‫واثقا‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الخير والصلاح‬ ‫إلى طريق‬ ‫الدائمة‬ ‫تقواه ودعوته‬ ‫الإله جزاء‬

‫هذه التعبيرات الغامضة‪.‬‬ ‫أفلاطون تلميذه هذه المعتقدات التي عبر عنها سقراط‬ ‫وقد تشرب‬

‫نظريته المفضلة في النفس الإنسانية اْول‬ ‫فكانت‬ ‫أن يوضحها‬ ‫)‬ ‫افلاطون‬ ‫وكان عليه (أي على‬

‫أن معالم هذه النظرية‬ ‫ولا شك‬ ‫‪.‬‬ ‫أصلها وطبيعتها ومصيرها‬ ‫‪:‬‬ ‫النفس‬ ‫نظرية فلسفية مكاملة حول‬

‫القديمة التي‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫بعناصرها الثلاث‬ ‫نظرية المس‬ ‫تأثير‬ ‫تحت‬ ‫إلا‬ ‫عنده‬ ‫لم تتضح‬

‫هذه‬ ‫في توضيح‬ ‫وفيرا‬ ‫جهدا‬ ‫بذل‬ ‫أنه‬ ‫لأفلاطون‬ ‫ولكن يحسب‬ ‫‪.‬‬ ‫وفيثاغورس‬ ‫تأثر بها الأورفيون‬

‫ومصيرها‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫النفس‬ ‫وطبيعة‬ ‫‪،‬‬ ‫النفس‬ ‫أصل‬ ‫‪:‬‬ ‫الثلاث‬ ‫العناصر‬

‫فايدروس"‬ ‫‪9‬‬ ‫في محاورة‬ ‫لنا‬ ‫صور‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫لإلهي‬ ‫ا‬ ‫أفلاطون أصلها‬ ‫النفس فقد أوضح‬ ‫أصل‬ ‫أما‬

‫الوصول إلى‬ ‫طاقتها‬ ‫قدر‬ ‫وحاولت‬ ‫الإلهية‬ ‫الموكب السماوي للنفوس‬ ‫كانت تسير خلف‬ ‫أنها‬

‫ولكنها بتدافعها‬ ‫)‪،‬‬ ‫(عالم المثل‬ ‫العالم الإلهي ‪ -‬عالم المعقولات‬ ‫إدراك حقائق الأشياء ني ذلك‬

‫الإلهي تتخبط في الزحام وتتعثر وينال التعب منها؟‬ ‫الموكب‬ ‫بركب‬ ‫الصعود واللحاق‬ ‫محاولة‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫الحديثة‪a‬‬
‫‪l-m‬‬ ‫دار قباء‬ ‫(جزءان)‪،‬‬ ‫شرقي‬ ‫منظور‬ ‫تاريخ الفلسفة اليونانية من‬ ‫النثار‪:‬‬ ‫انظر‪ :‬د‪ .‬مصطفى‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.443 -‬‬ ‫‪942‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الثانية‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m275‬‬
‫الدلل‬ ‫فلسطه‬ ‫إلى‬ ‫حهديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫سجنا‬ ‫يمثل بالنسبة‬ ‫في جسد‬ ‫لتدخل‬ ‫تفقد أجنحتها وتنزل إلى هذا العالم الأرضي‬ ‫‪ .al‬ثتم‬
‫لها‬
‫ومن‪-‬‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫وعلة لحركته (‪.)1‬‬ ‫حياة هذا الجسد‬ ‫‪ h.co‬مؤقتا‪ ،‬ولكنها تمثل مصدر‬
‫‪m‬‬

‫طبيعته الأصيلة والمميزة‬ ‫فهي إذن تمثل‬ ‫‪،‬‬ ‫ولما كانت النفس هي الجزء الإلهي في الإنسان‬

‫النهاية‬ ‫في‬ ‫يمكنه‬ ‫حتى‬ ‫؟‬ ‫القويم‬ ‫الأخلاقي‬ ‫الطريق‬ ‫في‬ ‫تسييره‬ ‫قوة عاقلة قادرة على‬ ‫له بما فيها من‬

‫أفلاطون‬ ‫وقد تحدث‬ ‫‪.‬‬ ‫الحياة‬ ‫في هذه‬ ‫أفعاله‬ ‫الذي يليق ويتوافق مع‬ ‫الأخروي‬ ‫المصير‬ ‫يلقى‬ ‫اْن‬

‫والغضبية‬ ‫الإنسانية بقواها الشهوانية‬ ‫للنفس‬ ‫الثلاثية‬ ‫الطبيعة‬ ‫عن‬ ‫"‬ ‫"الجمهورية‬ ‫محاورة‬ ‫في‬

‫النفس من أن تعود إلى‬ ‫يقرب‬ ‫العقل في قوتي الشهوة والغضب‬ ‫وأكد على ان تحكم‬ ‫(‪،)2‬‬ ‫والعاقلة‬

‫وهذا يعني أن أفلاطون‬ ‫؟‬ ‫والتناسخ‬ ‫من التقمص‬ ‫أخرى‬ ‫لحيوات‬ ‫الإلهي دون أن تحتاج‬ ‫أصلها‬

‫تعود النفس‬ ‫لا‬ ‫التناسخ حيث‬ ‫إما‬ ‫أن مصير النفس‬ ‫يعتبر‬ ‫فهو‬ ‫والفيثاغوريين‬ ‫كسابقيه من المصريين‬

‫حتى تقضي‬ ‫إلى جسد‬ ‫من جسد‬ ‫متنقلة‬ ‫بل تظل تحيا في العالم المادي‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي مباشرة‬ ‫العالم‬ ‫إلى‬

‫هو مصير‬ ‫يرى أن التناسخ فقط‬ ‫انه‬ ‫هنا‬ ‫وما يميز أفلاطون‬ ‫‪.‬‬ ‫اقترفته من آثام‬ ‫فترة عقوبتها عما‬

‫وأثقل وزنها‪ ،‬فلم تتمكن من‬ ‫فيها‬ ‫فأثّر‬ ‫تلك النفوس التي اقترنت بالجسد‬ ‫الأشرار!‪ ،‬وهي‬ ‫"نفوس‬

‫لحظة مغادرته تثقل وتنجذب‬ ‫فهي حين‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫الفاني‬ ‫التطهر‪ ،‬ومن قطع علائقها بهذا الجسد‬

‫فتظل تلف وتدور حول‬ ‫!‬ ‫اللامرئي عالم "هادس‬ ‫العالم‬ ‫المرئي خائفة من‬ ‫العالم‬ ‫نحو‬ ‫إلى الخلف‬

‫من جديد في أحد الأجساد‪ ،‬وذلك بحسب‬ ‫تقيد‬ ‫على وجهها حتى‬ ‫هائمة‬ ‫حيث تظل‬ ‫المقابر؟‬

‫والإفرا!‬ ‫البطنة‬ ‫على‬ ‫تعودت‬ ‫التي‬ ‫فتلك النفوس‬ ‫‪،‬‬ ‫من قبل‬ ‫الذي كانت قد سلكته‬ ‫نوع السلوك‬

‫وهؤلاء الذين‬ ‫‪،‬‬ ‫الحيوانات‬ ‫الحمير وغير ذلك من‬ ‫في جضس‬ ‫ومعاقرة الخمر‪ ،‬هؤلاء سيدخلون‬

‫الذئاب‬ ‫في أجساد‬ ‫يكونوا طغاة وناهبين سيدخلون‬ ‫واْن‬ ‫‪،‬‬ ‫الظلم‬ ‫ارتكاب‬ ‫قبل كل شيء‬ ‫فضلوا‬

‫ودون بصيرة عقلية وتأمل فستدخل‬ ‫العادة‬ ‫من زاولوا الفضيلة على سبيل‬ ‫نفوس‬ ‫أما‬ ‫والصقور‪.‬‬

‫مطر‪ ،‬طبعة دار‬ ‫أميرة حلمي‬ ‫الدكتورة‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫‪ ، )248 -‬الترجمة‬ ‫(‪246‬‬ ‫فايدروس‬ ‫محاورة‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬افلاطون‬

‫‪.75 - 07‬‬ ‫‪ 969‬أم‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫المعارف‬

‫للكتاب‬ ‫العامة‬ ‫المصرية‬ ‫الهيئة‬ ‫زكريا‪،‬‬ ‫فؤاد‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪c‬‬ ‫‪)443‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪436‬‬ ‫الجمهورلة‬ ‫‪:‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪. 932 - 3 17‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪8591‬‬ ‫‪،‬‬ ‫لقاهرة‬ ‫با‬

‫‪276‬‬
‫ال!مل السايم‬

‫منها رجال‬ ‫الإنسان فيخرج‬ ‫والنمل أو أن تعود من جديد إلى جنس‬ ‫والزنابير‬ ‫النحل‬ ‫في أجساد‬

‫(‪.)1‬‬ ‫ومعتدلون‬ ‫متزنون‬

‫الفلاسفة‬ ‫وهذه هي نفوس‬ ‫‪،‬‬ ‫نقية‬ ‫متطهرة‬ ‫الدنيا‬ ‫في أن تحيا حياتها‬ ‫خئرة نجحت‬ ‫وثمة نفوس‬

‫على عقيدته‬ ‫وقد أكد أفلاطون‬ ‫(‪.)2‬‬ ‫إلى أصلها الإلهي مباشرة‬ ‫ستعود‬ ‫ف!نها‬ ‫الأطهار الأخيار‪،‬‬

‫من‬ ‫والديني لدى معظم‬ ‫الفلسفي‬ ‫التقليد‬ ‫من‬ ‫في خلود النفس ببراهين عقلية أصبحت‬ ‫الراسخة‬

‫قضية المصير والخلود‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القضية‬ ‫بعده من المهتمين بنفس‬ ‫أتوا‬

‫هذه البراهين على الطبيعة البسيطة للنفس الإنسانية وعلى أصلها الإلهي‪.‬‬ ‫معظم‬ ‫واعتمدت‬

‫(‪:)3‬‬ ‫البراهين‬ ‫هذه‬ ‫ومن‬

‫البساطة‪:‬‬ ‫(‪ )1‬برهان‬

‫والنفس هي البسيطة‪.‬‬ ‫هو المركب‬ ‫فالجسم‬ ‫‪،‬‬ ‫عن طبيعة الجسم‬ ‫إن طبيعة النفس تختلف‬ ‫حيث‬

‫تعود النفس إلى أصلها‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫يتحلل‬ ‫لا‬ ‫فإن البسيط‬ ‫‪،‬‬ ‫مادي ينحل ويتحلل‬ ‫كان المركب‬ ‫ليان‬

‫بنقائها وطهارتها‬ ‫تشبهه‬ ‫الإلهي الذي‬ ‫العالم‬ ‫إلى‬ ‫أن تفنى بل ستعود‬ ‫إنها باقية ولا يمكن‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهي‬

‫وبساطتها‪.‬‬

‫الأضداد‪:‬‬ ‫(‪ )2‬برهان‬

‫حيث‬ ‫؟‬ ‫يتولد من ضده‬ ‫إن كل ضد‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الطبيعة‬ ‫الأضداد في‬ ‫هذا البرهان على وجود‬ ‫وش!تدل‬

‫فكل منهما‬ ‫‪،‬‬ ‫وهكذا في مسألة الحياة والموت‬ ‫الأبطأ‪،‬‬ ‫من‬ ‫من القوي والأسرع‬ ‫ياْتي الضعيف‬

‫من الأحياء‪ ،‬وما‬ ‫يخرجون‬ ‫كما أن الأموات‬ ‫‪،‬‬ ‫من الأموات‬ ‫يتولد من الآخر‪ ،‬فالأحياء يخرجون‬

‫تكون النفوس نفوس الموتى موجودة في‬ ‫أن‬ ‫برهان كاف على ضرورة‬ ‫فهذا‬ ‫الأمر كذلك‬ ‫دام‬

‫وأنها من هناك تعود إلى الظهور‪.‬‬ ‫ما‪،‬‬ ‫مكان‬

‫شمس‬ ‫عين‬ ‫جامعة‬ ‫‪،‬‬ ‫الحديثة‬ ‫مكتبة الحرية‬ ‫‪،‬‬ ‫قرني‬ ‫عزت‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫(‪ 81‬هـ)‪ ،‬الترجمة‬ ‫فيدون‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬أفلاطون‬

‫‪.402‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫أم‬ ‫‪979‬‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬

‫إليها‪،‬‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫زكريا‪،‬‬ ‫‪ :‬فؤاد‬ ‫العربية‬ ‫‪ ،‬الترجمة‬ ‫‪)621‬‬ ‫‪-‬‬ ‫(‪614‬‬ ‫‪ :‬الجمهورية‬ ‫أفلاطون‬ ‫انظر‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.564 - 556‬‬ ‫ص‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫منظور‪l‬‬ ‫من‬ ‫تارلخ الفل!فة‬ ‫في‬ ‫وغيرها عند أفلاطون‬ ‫لهذه‬ ‫مفصلا‬ ‫عرضا‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪-m‬‬ ‫اليونانية‬ ‫‪:‬‬ ‫كتابنا‬ ‫البراهين‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 567 - 566‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬ ‫سبق‬ ‫‪،‬‬ ‫شرقي‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m277‬‬
‫‪J‬ل‬ ‫الد‬ ‫هلس!ه‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫التذكر‪:‬‬ ‫(‪ )3‬برهان‬ ‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫في‬ ‫في الجسد‬ ‫وقبل أن تحل‬ ‫‪،‬‬ ‫حياتها السابقة‬ ‫يعتمد على أن النفس كانت قد عاشت‬ ‫وهو‬ ‫‪m‬‬

‫فهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫هو أصلها‬ ‫هذا‬ ‫اْن‬ ‫وطالما‬ ‫‪.‬‬ ‫الحقيقة‬ ‫الأقل جانبا من‬ ‫على‬ ‫وأدركت‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫العالم‬

‫ستعود إلى أصلها الإلهي الذي‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫عليها السجن‬ ‫الذي فرض‬ ‫من الجسد‬ ‫حتما حينما سسَحرر‬

‫في حياتها الدنيوية‪.‬‬ ‫وهي‬ ‫حتى‬ ‫به‬ ‫طالما تعلقت‬

‫(‪ )4‬برهان خيرية النفس‪:‬‬

‫الثحر الكامن فيه‬ ‫هو ذلك‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫اعماد أفلاطوني مفاده أن ما يفني أي كائن‬ ‫وهو يستند على‬

‫من الجسد ف!ن‬ ‫نفسية وليست‬ ‫سلمنا بأن الشرور‬ ‫لو‬ ‫وحتى‬ ‫‪،‬‬ ‫فيه‬ ‫بالطبيعة وهو العنصر الخسيس‬

‫أن تكون‬ ‫لابد‬ ‫فهي‬ ‫ثتم‬ ‫ولا بفعل الشر الخارج عنها؟ ومن‬ ‫بها‬ ‫بفعل الشر الخاص‬ ‫تموت‬ ‫لا‬ ‫النفس‬

‫وبالتالي ششِا خالدا‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الدوام‬ ‫على‬ ‫شيئا موجودا‬

‫ف!ن هذه‬ ‫‪،‬‬ ‫الحركة‬ ‫وبرهان‬ ‫‪،‬‬ ‫نظرية المثل‬ ‫برهان‬ ‫‪:‬‬ ‫مثل‬ ‫أخرى‬ ‫قد قدم براهين‬ ‫هـان كان أفلاطون‬

‫‪،‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫على‬ ‫التالية‬ ‫الدينية‬ ‫ما بقي أثرها في الفلسفات‬ ‫التي تحدثنا عنها هي‬ ‫الأربعة‬ ‫البراهين‬

‫العربي الإسلامي والغربي المشحي‪.‬‬ ‫التراثين‬ ‫في‬ ‫وخاصة‬

‫في الفلسفات الدينية‬ ‫النفس والمصير الأخروي‬ ‫رابعا‪:‬‬

‫)‪:‬‬ ‫الإسكندري‬ ‫في اليهودية (فبلون‬ ‫; )‬ ‫(‬

‫الفكر الأفلاطوني في فيلون ؟‬ ‫النفس وكذلك‬ ‫القديم حول‬ ‫للفكر المصري‬ ‫التأثير الكبير‬ ‫ظهر‬

‫كان‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫بين كل هذا التراث الفكري السابق‬ ‫الدينية‬ ‫في الفلسفات‬ ‫كان اول الموفقين‬ ‫حيث‬

‫فيلون يتأرجح‬ ‫تجد‬ ‫بالذات‬ ‫نظرية النفس‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫المقدس‬ ‫ما أتى به الكتاب‬ ‫أو يونانيا وبين‬ ‫مصريا‬

‫النفس هو‬ ‫إن أصل‬ ‫يكون إلى أفلاطون حيث‬ ‫ما‬ ‫نجده أقرب‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫والديني‬ ‫بين البعدين الفلسفي‬

‫لفيلون بأن يميز‬ ‫فقد يُسمح‬ ‫‪،‬‬ ‫التكوين‬ ‫ورد في سفر‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫وهو يستند في ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم الإلهي‬

‫أما الإنسان‬ ‫طين‪،‬‬ ‫من‬ ‫المخلوق‬ ‫والإنسان‬ ‫‪،‬‬ ‫الله‬ ‫صورة‬ ‫الإنسان‬ ‫؟‬ ‫ذا ال!نفس‬ ‫ل!نسان‬ ‫بين صورتين‬

‫عقل‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫وهو يرى أن هذا الانسان يؤول‬ ‫‪،‬‬ ‫الإنسان الإلهي المطابق للوغوس‬ ‫الأول فهو‬

‫من‬ ‫العالم‬ ‫في‬ ‫بالله‬ ‫يوجد أشبه‬ ‫لا‬ ‫فكرة أن الإنسان عالم مصغر‪،‬‬ ‫وحسب‬ ‫‪،‬‬ ‫يقود النفس‬ ‫إنساني‬

‫‪278‬‬
‫)ل!مل السالم‬

‫ك!له داخل في الإنسان يتأمل المعقولات ‪،‬‬ ‫فالإنسان الالهي هو‬ ‫‪.‬‬ ‫الإنساني‬ ‫العقل في المركب‬

‫عن‬ ‫من الطين فهو مختلف‬ ‫الإنسان المصنوع‬ ‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫الفكرة الأولى للإنسان الإلهي‬ ‫هي‬ ‫وهذه‬

‫‪.‬‬ ‫فان‬ ‫والروح ذكرا كان أو أنثى وهو‬ ‫من الجسم‬ ‫الأول فهو مركب‬

‫) هو فكرة أو نوع أو طابع أو‬ ‫الله‬ ‫(صورة‬ ‫فالإنسان‬ ‫الأول‬ ‫وبين الإنسان‬ ‫بينه‬ ‫الفرق‬ ‫وهنا يكمن‬

‫إن الإنسان المثال صورة‬ ‫‪.‬‬ ‫بطبيعته‬ ‫ذكرا ولا أنثى وهو غير فاسد‬ ‫وليس‬ ‫خاتم معقول غير جسمي‬

‫إن الإنسان الإلهي هو‬ ‫‪.‬‬ ‫آدم‬ ‫الإنسان المصنوع‬ ‫وطبيعته تعارض‬ ‫اللوغوس‬ ‫هو بدوره صورة‬ ‫الله‬

‫حادثة الطوفان‬ ‫أن‬ ‫عن‬ ‫فيلون‬ ‫ويتحدث‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫ونفس‬ ‫المصنوع المركب من جسم‬ ‫الإنسان‬ ‫فقط عقل‬

‫الذي على صورة الله؟‬ ‫الشرق للإنسان‬ ‫صار مساويا في‬ ‫إلى أن‬ ‫نوح من إنسان أرضي‬ ‫حولت‬ ‫قد‬

‫ليس إنسانا‬ ‫اَخر من مؤلفاته عن آدم بوصفه‬ ‫في موضع‬ ‫تحدث‬ ‫أنه‬ ‫كما‬ ‫‪.‬‬ ‫أي الإنسان غير الجسمي‬

‫(‪.)2‬‬ ‫الله‬ ‫قد ادعى صورة‬ ‫‪ ،‬هـانه‬ ‫الإنسان السماوي‬ ‫سمات‬ ‫له‬ ‫أرضيا مخلوتا من طين‪ ،‬بل إن‬

‫تهبط لتتحد‬ ‫التي منها نفوس‬ ‫للنفوس‬ ‫السماوي‬ ‫ف!ن فيلون يعتقد في الأ!ل‬ ‫‪،‬‬ ‫وعلى كل حال‬

‫في عادات‬ ‫وترغب‬ ‫ومن الجسم‬ ‫تكون أقرب من الأرض‬ ‫التي‬ ‫الأرواح‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرضية‬ ‫لأجسام‬ ‫با‬

‫الحياة الأرضية‬ ‫هذه‬ ‫اْهمية‬ ‫عدم‬ ‫حينما تدرك‬ ‫‪،‬‬ ‫عكسي‬ ‫ربما تعود في سير‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الفانية‬ ‫الحياة‬

‫ومقبرة وترتفع إلى أعلى‬ ‫كما تفر من سجن‬ ‫منه‬ ‫وتفر‬ ‫وسجنا‬ ‫قبرا‬ ‫تدعو الجسد‬ ‫وتفاهتها؟ حيث‬

‫في سبيل الخلود والأبدية‪.‬‬ ‫الأثير‬ ‫على أجنحة خفيفة نحو‬

‫من الأشياء‬ ‫ما‬ ‫في شيء‬ ‫الرغبة‬ ‫تحس‬ ‫لم‬ ‫وطهارة أفضل‬ ‫أكئر‬ ‫حظ‬ ‫لها‬ ‫وثمة نفوس أخرى كان‬

‫فهي تلاحظ‬ ‫‪،‬‬ ‫العظيم‬ ‫والبصر من الملك‬ ‫الكامل مقام السمع‬ ‫القادر‬ ‫ولكنها تقوم من‬ ‫‪،‬‬ ‫الأرضية‬

‫وش!ميها الكتاب المقدس‬ ‫أ‬ ‫يسميها الفلاسفة "ديمون ‪Demons -‬‬ ‫التي‬ ‫وهي‬ ‫وترى كل شيء‬

‫بالملائكة (‪.)3‬‬

‫موسى‬ ‫يوسف‬ ‫د‪ .‬محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسكندري‬ ‫لفيلون‬ ‫والفلسفية‬ ‫الآراء الدينية‬ ‫‪:‬‬ ‫برييه‬ ‫(‪ )1‬إميل‬

‫‪ 5491‬م‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القاهرة‬ ‫البابي الحلبي وأولاده بمصر‪،‬‬ ‫الحليم النجار‪ ،‬مكتبة مصطفى‬ ‫ود‪ .‬عبد‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫ص ‪.171 - 916‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 173 - 172‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 177 - 176‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪927 +‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!ه‬ ‫ال‬ ‫حديد‬ ‫مد!‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬‫‪.a‬‬
‫وتساءلنا‬ ‫القبر‪،‬‬ ‫في جسدها‬ ‫التي ساقها قدرها لتدخل‬ ‫الإنسانية‬ ‫قصرنا الأمر على النفس‬ ‫هـاذا‬ ‫‪l‬‬‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫أن إجابة فيلون سترتبط كما هو الحال لدى السابقين عليه بمنظور أخلاقي؟‬ ‫‪ eh.c‬عن مصيرها سنجد‬
‫‪om‬‬

‫؟‬ ‫كثيرة‬ ‫ومعرفته تتم على درجات‬ ‫الإله‬ ‫أو الروح نحو رؤية‬ ‫النفس‬ ‫يؤمن أن صعود‬ ‫نجده‬ ‫حيث‬

‫الإلهي‪.‬‬ ‫اللوغوس‬ ‫من الوقوف عند حد معرفة‬ ‫تمكنهم‬ ‫التي‬ ‫القوة الإدراكية‬ ‫يملكون‬ ‫مَن‬ ‫فثمة‬

‫معرفة القوى‬ ‫عند حدود‬ ‫تقف‬ ‫وهذه‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهية‬ ‫إدراك الكلمة‬ ‫من أن تستطيع‬ ‫أضعف‬ ‫نفوس‬ ‫وثمة‬

‫في وحدته دون أي‬ ‫الله‬ ‫هي معرفة‬ ‫العبادة‬ ‫وإن كانت أعلى مراتب‬ ‫‪،‬‬ ‫اللوغوس‬ ‫الأدنى مرتبة من‬

‫ومن العسير‬ ‫‪،‬‬ ‫نادرة‬ ‫حالة‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الصوفي‬ ‫حالة الانجذاب‬ ‫تعيش‬ ‫اَخر‪ .‬إن هذه النفوس‬ ‫شيء‬

‫بها(‪.)1‬‬ ‫لاحتفاظ‬ ‫ا‬

‫يلقى كل صنف‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫النفوس‬ ‫القدرات المعرفية المتفاوتة يتفاوت مصير‬ ‫هذه‬ ‫ضوء‬ ‫وفي‬

‫للجنس‬ ‫تعالى ختر ومحب‬ ‫الله‬ ‫وبما أن‬ ‫‪.‬‬ ‫القويم‬ ‫قدرته المعرفية وسلوكه‬ ‫منها مصيره بحسب‬

‫يدعو كل مَن‬ ‫والكتاب المقدس‬ ‫‪.‬‬ ‫للفناء دون أن ينقذه‬ ‫فهو لم يشأ أن يتركه عرضة‬ ‫‪،‬‬ ‫البشري‬

‫اللوغوس‬ ‫‪ -‬الاتجاه صوب‬ ‫‪ -‬دون أن يتنفس أو يستريح‬ ‫إلى أن يحاول‬ ‫العدو سريعا‬ ‫يستطيع‬

‫الإلهي الأعلى (‪.)2‬‬

‫)‪:‬‬ ‫(اوكسطين‬ ‫) في المسيحية‬ ‫(ب‬

‫متأثرة‬ ‫‪،‬‬ ‫أوغسطين‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين المسيحي‬ ‫عند فلاسفة‬ ‫نظرية النفس ومصيرها‬ ‫وجاءت‬

‫كأفلاطون‬ ‫فلقد اعتقد أوغسطين‬ ‫؟‬ ‫برؤى الكتاب المقدس‬ ‫الأفلاطوني وممزوجة‬ ‫أيضا بالمذهب‬

‫فكر؟‬ ‫إذا‬ ‫إلا‬ ‫ذاته‬ ‫يدرك‬ ‫لا‬ ‫بأن الإنسان‬ ‫غير مادي وهو خالد‪ ،‬وأثبت ذلك‬ ‫تماما بأن النفس جوهر‬

‫دوام الذات ‪،‬‬ ‫لنا‬ ‫تؤكد‬ ‫التي‬ ‫الذات لأن الذاكرة هي‬ ‫ثبات وجود‬ ‫إ‬ ‫الذاكرة إلى‬ ‫وهذا يؤدي عن طريق‬

‫يقودنا حتما إلى‬ ‫ما‬ ‫ومعرفتنا بهذه الذات هو‬ ‫‪،‬‬ ‫الذات‬ ‫واحد وهو‬ ‫أحوال النفس إلى مصدر‬ ‫ورجع‬

‫إلى‬ ‫وأرجعناها‬ ‫جوهريا‬ ‫بها اتصالا‬ ‫يتصل‬ ‫لا‬ ‫ما‬ ‫عنها كل‬ ‫أبعدنا‬ ‫إذا‬ ‫لأننا‬ ‫؟‬ ‫النفس‬ ‫جوهرية‬ ‫إثبات‬

‫(‪.)3‬‬ ‫روحية‬ ‫بل هي‬ ‫‪،‬‬ ‫مادية‬ ‫أنها غير‬ ‫التعقل والإرادة والحياة سنجد‬

‫‪.918 - 1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪8‬‬ ‫)نفسه ‪،‬ص‬ ‫(‪1‬‬

‫‪. 291‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫) نفسه‬ ‫(‪2‬‬

‫ودار القلم ببيروت ‪،‬‬ ‫بالكويت‬ ‫وكالة المطبوعات‬ ‫‪،‬‬ ‫الوسطى‬ ‫فلسفة العصور‬ ‫‪:‬‬ ‫بدوي‬ ‫(‪ )3‬د‪ .‬عبد الرحمن‬

‫‪.32‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪9791‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الثالثة‬ ‫الطبعة‬

‫‪. 28‬‬ ‫‪0‬‬


‫ال!ل السابم‬

‫يستطيع أن‬ ‫لا‬ ‫لأن "الجسد‬ ‫؟‬ ‫النفس البشرية هو العقل‬ ‫يرى أن جوهر‬ ‫إن القديس أوغسطين‬

‫إن‬ ‫القائلين‬ ‫فهو يوافق مع‬ ‫ومع ذلك‬ ‫"(‪،)1‬‬ ‫النفس البشرية العاقلة‬ ‫بواسطة‬ ‫الإله إلا‬ ‫بكلمة‬ ‫يتحد‬

‫أو عدم تحريكها‪ ،‬ثم‬ ‫المرء الاختياري لجميع أعضائه‬ ‫إإن تحريك‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫هي علة الحركة‬ ‫النفس‬

‫كل هذه مظاهر تنم‬ ‫‪،‬‬ ‫بهذا الأمر لىافصاحه عن أفكاره أو لزومه الصمت‬ ‫أو عدم شعوره‬ ‫شعوره‬

‫قابلين للتنقل من حال إلى حال"(‪.)2‬‬ ‫وعقل‬ ‫عن نفس‬

‫هو‬ ‫في ذلك‬ ‫به‬ ‫وكان البرهان الذي أدلى‬ ‫‪.‬‬ ‫أفلاطون الخاصة بخلود النفس‬ ‫اَراء‬ ‫كما وافق على‬

‫إذن‬ ‫فهي‬ ‫‪،‬‬ ‫النفس‬ ‫عن‬ ‫أن تنفصل‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫الأبدية‬ ‫الحقائق‬ ‫ولما كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫أبدية‬ ‫الأبدية‬ ‫!أن الحقائق‬

‫التذكر الأفلاطوني‪.‬‬ ‫ذاته برهان‬ ‫البرهان هو‬ ‫وهذا‬ ‫فيهاأ(‪.)3‬‬ ‫الموجودة‬ ‫أبدية كأبدية الحقائق‬

‫إذ ‪ LL‬يعمل الإنسان الشقي‪،‬‬ ‫؟‬ ‫المسيحي‬ ‫يؤمن بالخلاص‬ ‫ف!ن أوغسطين‬ ‫عن ذلك‬ ‫وفضلا‬

‫إلا إلى إله ومنه تنتظر‬ ‫تسكن‬ ‫لا‬ ‫إن النفس‬ ‫‪.‬‬ ‫!‬ ‫؟‬ ‫المسيح‬ ‫يسوع‬ ‫سوى‬ ‫ينقذه بعد الموت‬ ‫الذي‬ ‫ذا‬ ‫ومَن‬

‫يسمع‬ ‫مَن‬ ‫‪ ،)3 -2 :6‬وهناك‬ ‫(مزمور‪:‬‬ ‫"‬ ‫اْتزعزع‬ ‫فلن‬ ‫وملجأي‬ ‫فهو "إلهي ومخلصي‬ ‫خلاصها‬

‫من‬ ‫إذن مدعو‬ ‫‪ .)28‬إن الإنسان‬ ‫‪:‬‬ ‫ا‬ ‫أ‬ ‫متى‬ ‫(‬ ‫"‬ ‫إليّ أيها المتألمون‬ ‫!تعالوا‬ ‫‪:‬‬ ‫له‬ ‫فيقول‬ ‫الإنسان‬ ‫صوت‬

‫الرب "‬ ‫أيها‬ ‫أنت عادل‬ ‫‪9‬‬ ‫العدل‬ ‫سيجد‬ ‫أنه‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫الشفاء من سقمه‬ ‫سيجد‬ ‫الأزلي حيث‬ ‫الله‬ ‫قِبَل‬

‫والاَثام ‪.‬‬ ‫الخطايا‬ ‫كانت‬ ‫مهما‬ ‫‪)4()92‬‬ ‫‪-3‬‬ ‫‪:‬‬ ‫دانيال‬ ‫(‬

‫)‪:‬‬ ‫والرازي‬ ‫في الإسلام (الكندي‬ ‫(‪)%‬‬

‫النفس بين‬ ‫حول‬ ‫نظرياتهم‬ ‫الإسلام الذين تراوحت‬ ‫عند فلاسفة‬ ‫كثيرا‬ ‫الأمر‬ ‫ولم يختلف‬

‫نظرية‬ ‫!ان كانت‬ ‫والتأثر بنظرية أرسطو‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الفيثاغورية‬ ‫‪،‬‬ ‫الأورفية‬ ‫ومصادرها‬ ‫بنظرية أفلاطون‬ ‫التأثر‬

‫بذات أصل‬ ‫وليست‬ ‫للجسم‬ ‫صورة‬ ‫إن النفس لديه مجرد‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫طابع ديني‬ ‫بذات‬ ‫ليست‬ ‫أرسطو‬

‫هم أولئك الفلاسفة‬ ‫يعنينا‬ ‫فإن الذي‬ ‫ولذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫بالمصير الأخروي‬ ‫مشغولة‬ ‫ليست‬ ‫أنها‬ ‫كما‬ ‫‪،‬‬ ‫إلهي‬

‫دار الشرق‬ ‫‪،‬‬ ‫الحلوة‬ ‫يوحنا‬ ‫‪:‬‬ ‫العربية‬ ‫نقلها إلى‬ ‫‪،‬‬ ‫أوغوسطينوس‬ ‫القدي!‬ ‫اعترافات‬ ‫‪:‬‬ ‫أوغسطين‬ ‫القدي!‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪.014‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪1991 ،‬‬ ‫الرابعة‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫ببيروت‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫نفسه‪.‬‬ ‫(‪) 2‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 32‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫بدوي‬ ‫د‪ .‬عبد الرحمن‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )3‬نقلا عن‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫‪. 143‬‬ ‫ص‬ ‫السابق‬ ‫المصدر‬ ‫نفس‬ ‫أوغسطين‬ ‫(‪ )4‬القديس‬
‫‪h.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪:‬‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪281 +‬‬
‫هلس!ه الدين‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫عدول‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫إنها‬ ‫إذ‬ ‫ديني واضح‬ ‫بُعد‬ ‫ذات‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫إن نظرية النف! لديهم‬ ‫حيث‬ ‫الذين تأثروا بأفلاطون‬‫‪al‬‬
‫؟‬ ‫؟‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬
‫ومصيرا‪.‬‬ ‫بالعالم الإلهي أصلا‬ ‫مرتبطة‬ ‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬

‫يرى الكدي‬ ‫فيما‬ ‫فالنفس‬ ‫بأفلاطون واضحا؟‬ ‫التأثر‬ ‫الكندي نجد‬ ‫الإسلام‬ ‫ومنذ أول فلاسفة‬

‫عند فيثاغورس‬ ‫مؤداه كما‬ ‫غير مادي وروحاني‬ ‫جوهر‬ ‫إنها‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫تنتمي إلى العالم السماوي‬

‫مبدأ الحياة‬ ‫إن النفس هي‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫آني‬ ‫هو اتحاد عرضي‬ ‫إنما‬ ‫أن اتحاد النفس والجسد‬ ‫وأفلاطون‬

‫المادي ‪.‬‬ ‫كيانه‬ ‫يلبث أن يتخلى عنه دون أن يؤثر في‬ ‫لا‬ ‫من الزمان‬ ‫فترة‬ ‫في الجسد‬ ‫يحل‬ ‫الذي‬

‫الباري‬ ‫من جوهر‬ ‫جوهرها‬ ‫‪،‬‬ ‫وكمال‬ ‫ذات شرف‬ ‫طبيعة بسيطة‬ ‫إن النفس عند الكندي أيضا ذات‬

‫حمِاته‬ ‫لفترة‬ ‫به‬ ‫وإن اتحدت‬ ‫‪،‬‬ ‫مباينة للبدن‬ ‫فهي‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫من الشمس‬ ‫كضياء الشمس‬ ‫وجل‬ ‫عز‬

‫الذي يغمره نور‬ ‫!‬ ‫"بعالم الحق‬ ‫ثانية‬ ‫هذا ستلحق‬ ‫الجسدي‬ ‫كيانها‬ ‫بعد أن تفارق‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫الأولى‬

‫خافيا عنها كما أثبت‬ ‫يتبقى شيء‬ ‫لا‬ ‫المعارف حتى‬ ‫جميع‬ ‫قادرة على استيعاب‬ ‫وتصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫الباري‬

‫ذلك أفلاطون (‪.)1‬‬

‫ولم‬ ‫‪،‬‬ ‫العاقلة‬ ‫وفق قوتها‬ ‫النفس الذي عاشت‬ ‫السعيد إنما هو فقط مصير‬ ‫إن هذا المصير‬

‫في الملذات‬ ‫التعساء الذين ينغمسون‬ ‫إذ إن هؤلاء‬ ‫‪.‬‬ ‫والاَثام الخلقية‬ ‫الجسدية‬ ‫في الملذات‬ ‫تنغمس‬

‫عليهم‬ ‫بينما شبّه الذين تغلبت‬ ‫‪،‬‬ ‫عليهم‬ ‫الشهوانية قد طغت‬ ‫بالخنازير؟ لأن قوتهم‬ ‫الكندي‬ ‫يشبههم‬

‫العقلاء الحكماء‪.‬‬ ‫فهم كالملوك‬ ‫العاقلة‬ ‫القوة‬ ‫عليهم‬ ‫أما الذين تسيطر‬ ‫‪،‬‬ ‫بالكلاب‬ ‫الغضبية‬ ‫قوتهم‬

‫وراء‬ ‫فيما‬ ‫المعقول‬ ‫العالم‬ ‫العودة مباشرة إلى‬ ‫يتهيأ لها‬ ‫لا‬ ‫عندما تفارق الجسد‬ ‫إن النفس‬

‫حينا أولا في فلك القمر‪ ،‬ثم‬ ‫من التطهر‪ ،‬فهي تمكث‬ ‫مسَابعة‬ ‫يمر بعضها في مراحل‬ ‫إنما‬ ‫‪،‬‬ ‫الأفلاك‬

‫وعندها تصبح‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى أن تبلغ تماما الطهارة‬ ‫التوالي‬ ‫بعده على‬ ‫الواقعة‬ ‫عطارد‪ ،‬فالأفلاك‬ ‫فلك‬ ‫في‬

‫بعد أن أفلتت من‬ ‫النفس‬ ‫به‬ ‫تستطيع‬ ‫ما‬ ‫إن هذا التطهر هو وحده‬ ‫‪.‬‬ ‫العقلي‬ ‫العالم‬ ‫بدخول‬ ‫جديرة‬

‫تعبر عليه نفوسنا بعد‬ ‫جسم‬ ‫إلا‬ ‫وما العالم الأدنى‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫العالم‬ ‫أن تعود إلى‬ ‫الجسد‪،‬‬ ‫عقال‬

‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫عقلية‬ ‫الله مشاهدة‬ ‫بمثماهدة‬ ‫تظفر‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫إلى العالم الأعلى‬ ‫الموت‬

‫للنث!ر‬ ‫الدار المتحدة‬ ‫‪،‬‬ ‫اليازجي‬ ‫كمال‬ ‫ت‬ ‫العربية‬ ‫الترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامية‬ ‫الفلسفة‬ ‫تاريخ‬ ‫‪:‬‬ ‫فخري‬ ‫د‪ .‬ماجد‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪. 125 -‬‬ ‫‪124‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪7491‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ببيروت‬

‫‪. 125‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪282‬‬
‫السايم‬ ‫الطمل‬ ‫‪-‬‬

‫مقرونا‬ ‫عرضا‬ ‫"‬ ‫الروحاني‬ ‫الطب‬ ‫!‬ ‫في رسالته الشهيرة في‬ ‫الاَخر‬ ‫هو‬ ‫أبوبكر الرازي فقد كتب‬ ‫أما‬

‫"الجمهورية إ(‪.)1‬‬ ‫أفلاطون في قوى النفس الثلاث كما جاء في محاورة‬ ‫لمذهب‬ ‫بالاستحسان‬

‫و‬ ‫أ‬ ‫التقمص‬ ‫أن يجاهر باعتقاده بمذهب‬ ‫الغريب حقا في ظل كون الرازي فيلسوفا مسلما‬ ‫لكن‬

‫كانت أصلا‬ ‫التي‬ ‫إلى القول بأن النفس‬ ‫ذهب‬ ‫حيث‬ ‫‪،‬‬ ‫وافلاطون‬ ‫التناسخ كما ورد عند فيثاغورس‬

‫الاتحاد بها‬ ‫حاولت‬ ‫بالمادة‬ ‫فتنت‬ ‫هـاذا‬ ‫حمقاء‪،‬‬ ‫ذلك كانت طائشة‬ ‫لكنها مع‬ ‫‪،‬‬ ‫بالحياة‬ ‫تتصف‬

‫التمرد والامتناع‬ ‫المادة‬ ‫طبع‬ ‫من‬ ‫ولما كان‬ ‫‪.‬‬ ‫الجسدية‬ ‫اللذات‬ ‫لتنال بذلك‬ ‫عليها الصورة‬ ‫فأسبغت‬

‫هذا العالم‬ ‫إلى عونها بأن خلق‬ ‫الباري إلى أن يخف‬ ‫عن قبول الصورة الصادرة عن النفس اضطر‬

‫ليتيح للنفس التمتع بهذه اللذات الحسية ولو إلى حين‪.‬‬ ‫دية؟ وذلك‬ ‫ما‬ ‫من صور‬ ‫بما فيه‬

‫من أن‬ ‫النهاية‬ ‫في‬ ‫به‬ ‫يتمكن الإنسان‬ ‫ألوهيته حتى‬ ‫العقل الإنساني من جوهر‬ ‫الله‬ ‫ولقد خلق‬

‫حتى يمكنها‬ ‫؟‬ ‫العمل الصالح‬ ‫بضرورة‬ ‫إياها‬ ‫مذكرا‬ ‫من ركونها إلى البدن ويحفزها‬ ‫النفس‬ ‫يوقظ‬

‫تكون‬ ‫التحصيل‬ ‫قدرتها على‬ ‫ما تتوفر للنفس‬ ‫وبقدر‬ ‫‪،‬‬ ‫المعقول‬ ‫العالم‬ ‫الإلهي في‬ ‫العودة إلى أصلها‬

‫تتحرر كما يقول فيثاغورس‬ ‫وبذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫المعقول‬ ‫العالم‬ ‫والعودة إلى‬ ‫بلوغ خلاصها‬ ‫قدرتها على‬

‫في‬ ‫ستستمر‬ ‫ف!نها‬ ‫الفلسفة‬ ‫النفوس التي لم تتطهر وتدرس‬ ‫أما‬ ‫الميلاد)‪.‬‬ ‫"عجلة‬ ‫من‬ ‫وأفلاطون‬

‫وعندما‬ ‫‪.‬‬ ‫المعقول‬ ‫الحالم‬ ‫إلى‬ ‫ثمّ‬ ‫من‬ ‫وتتحول‬ ‫سر الفلسفة الافي‬ ‫اكتشاف‬ ‫لها‬ ‫يتم‬ ‫حتى‬ ‫العالم‬ ‫هذا‬

‫وترجع‬ ‫‪،‬‬ ‫الأدنى‬ ‫العالم‬ ‫الحقيقي يبطل هذا‬ ‫وتعود النفس ب!رشاد العقل الى موطنها‬ ‫يتحقق ذلك‬

‫على الاتحاد بالصورة إلى حالتها الأولى من الطهارة ومفارقة‬ ‫أرغمت‬ ‫المادة ) التي‬ ‫الهيولي (أي‬

‫المادية (‪.)2‬‬ ‫الصور‬

‫الفلسفة أن هذا التصور الذي قدمه الرازي لمفهوم النفس وعلاقتها‬ ‫على دارص‬ ‫ولا يخفى‬

‫الأفلاطوني‬ ‫التأثير‬ ‫عليه‬ ‫وإن غلب‬ ‫‪.‬‬ ‫معا‬ ‫بأفلاطون وبأرسطو‬ ‫التأثر‬ ‫بالبدن إنما هو مزيج من‬

‫الذي يتراوح بين الاعتقاد في‬ ‫يتعلق بالأصل الالهي للنفس الإنسانية وبالمصير الأخروي‬ ‫فيما‬

‫التناسخ والاعتقاد في الخلود‪.‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 014‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 1‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.141‬‬ ‫‪،‬ص‬ ‫)نفسه‬ ‫(‪2‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m283‬‬
‫!لس!ه الدين‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫(الفارابي وابن سينا)‪:‬‬ ‫في الاسلام‬ ‫)‬ ‫‪ (al-m‬د‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫عند الفيلسوفين الإسلاميين الكبيرين الفارابي وابن سينا؟ حيث‬ ‫كثيرا‬ ‫الأمر‬ ‫يختلف‬ ‫ولم‬ ‫‪m‬‬

‫كما تحدثا عن‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫لإنسانية وأصلها‬ ‫ا‬ ‫النفس‬ ‫الخيط من الكندي وتحدثا معا عن قوى‬ ‫التقطا‬

‫وأرسطو‪.‬‬ ‫بأفلاطون‬ ‫فقط‬ ‫وليس‬ ‫وصوفيته‬ ‫دمان تميزا بتأثرهما بأفلوطين‬ ‫‪،‬‬ ‫الأخروي‬ ‫مصيرها‬

‫في الخلق التي‬ ‫العامة‬ ‫نظريته‬ ‫النفس من خلال‬ ‫عن خلق‬ ‫فقد تحدث‬ ‫‪،‬‬ ‫بالفارابي‬ ‫وفيما يتعلق‬

‫صدور‬ ‫يتسلسل‬ ‫حيث‬ ‫الله ؟‬ ‫أي‬ ‫ا‬ ‫الأول‬ ‫الموجود‬ ‫‪9‬‬ ‫عن‬ ‫العالم‬ ‫كيفية صدور‬ ‫باستفاضة‬ ‫تصف‬

‫عنه العقول العشرة الكونية السماولة وتحت‬ ‫فأولا تصدر‬ ‫‪،‬‬ ‫الأول‬ ‫الموجود‬ ‫عن‬ ‫الموجودات‬

‫التجلي فينشأ ما هو أكمل مما‬ ‫سياق‬ ‫ينعكس‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫عالم الأجرام السماوية يقع العالم الأرضي‬

‫وبظهور الإنسان الذي هو‬ ‫‪.‬‬ ‫وهكذا‬ ‫تركيبا‬ ‫وما هو أكثر‬ ‫البسيط المركب‬ ‫هو أدنى كمالا‪ ،‬ويحدث‬

‫القوة النفسية‪،‬‬ ‫فيه من‬ ‫ما يظهر‬ ‫إن أول‬ ‫‪.‬‬ ‫كماله‬ ‫الصاعد‬ ‫يبلغ هذا التدرج‬ ‫الكون‬ ‫من‬ ‫مصغرة‬ ‫صورة‬

‫هذه القوى‬ ‫كل‬ ‫وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫فالناطقة‬ ‫فالقوة النزوعية فالمتخيلة‬ ‫القوة الحاسة‬ ‫القوة الغاذية تليها تدريجيا‬

‫ويطيع (‪.)1‬‬ ‫آخر يخضع‬ ‫ويأمر وشطر‬ ‫يحكم‬ ‫منها‬ ‫نستطيع أن نميز بين شطر‬

‫للإنسان‬ ‫يمكن‬ ‫ما‬ ‫وهي‬ ‫‪،‬‬ ‫العقلية‬ ‫الصور‬ ‫الناطقة في الإنسان هي مستودع‬ ‫القوة‬ ‫ف!ن‬ ‫وبالطبع‬

‫فما‬ ‫تبعا لففيلتها؟‬ ‫النفس‬ ‫مصير‬ ‫يتفاوت‬ ‫ثتم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫بالألوهية‬ ‫والاتصال‬ ‫الكمال‬ ‫أن ينشد‬ ‫بفضله‬

‫من طبيعة‬ ‫عليه من نصيب‬ ‫حصلت‬ ‫ما‬ ‫النفس من سعادة أو شقاء في العالم الآخر تتم بقدر‬ ‫تلاقيه‬

‫الأرضية يكون رجاؤها‬ ‫حياتها‬ ‫لْي‬ ‫به من الفضيلة‬ ‫تحلت‬ ‫ما‬ ‫الفعال المفارقة أو بمقدار‬ ‫العقل‬

‫وهذه السعادة في‬ ‫‪.‬‬ ‫السعادة القصوى‬ ‫بمثابة‬ ‫على هذه الحالة من المفارقة التي هي‬ ‫في الحصول‬

‫كما في مضمون‬ ‫واحدة واضحة‬ ‫نوعية‬ ‫ذات‬ ‫هي‬ ‫واحدة ولا‬ ‫على نسبة‬ ‫الحياة الأخرى ليست‬

‫الذي كان مقرها المؤقت‪،‬‬ ‫على طبيعة الجسد‬ ‫تتوقف‬ ‫لأن طبيعة كل نفس‬ ‫!؟‬ ‫الديني‬ ‫فكرة "المعاد‬

‫يكون‬ ‫فيها‬ ‫عناصرها‪ ،‬ف!ن مصير النفس‬ ‫باختلاف أمزجتها وتركيب‬ ‫تختلف‬ ‫ولما كانت الأجساد‬

‫يكون إفراديا‬ ‫وبالطبع ف!ن المصير الأفضل‬ ‫‪.‬‬ ‫من السعادة والشقاء‬ ‫تابعا لحالها مع هذا الجسد‬

‫لأهل المدينة الفاضلة (‪.)2‬‬ ‫الفاضلة وجماعيا يكون‬ ‫للنفوس‬

‫‪. 017 - 168‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪. 177‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪2‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪4‬‬


‫ال!مل السالم‬

‫السعادة‬ ‫النفس ومدى‬ ‫رؤية الفارابي لمصير‬ ‫التي غلفت‬ ‫إن هذه الصبغة الأخلاقية والسياسية‬

‫باْفلاطون إلى حد كبير‪ ،‬تستمر معه حينما يتحدث‬ ‫متأثرة‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫وهى‬ ‫بها‪،‬‬ ‫ستنعم‬ ‫التي‬ ‫الأخروية‬

‫هو‬ ‫إنما‬ ‫الجاهلة‬ ‫النفوس‬ ‫إن مصير هذه‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الفاضلة‬ ‫النفوس‬ ‫عكس‬ ‫النفوس الجاهلة وهي‬ ‫عن‬

‫مادي إلى اَخر‪-‬‬ ‫تنتقل من جسد‬ ‫فستظل‬ ‫‪،‬‬ ‫به وبلذاته‬ ‫الذي ارتبطت‬ ‫في هذا العالم الأرضي‬ ‫البقاء‬

‫أما‬ ‫‪،‬‬ ‫بلا نهاية‬ ‫يستمر‬ ‫التنقل‬ ‫ف!ن هذا‬ ‫إنسان‬ ‫في جسد‬ ‫دامت‬ ‫ما‬ ‫‪ -‬وهي‬ ‫الفارابي‬ ‫وهذا هو التناسخ‬

‫')‪.‬‬ ‫تماما(‬ ‫تتلاشى‬ ‫تزال تنمط تدريجيا حتى‬ ‫لا‬ ‫ف!نها‬ ‫حيوان‬ ‫جسد‬ ‫تقمصت‬ ‫إذا‬

‫إن الحيوات أو الولادات المستمرة‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫بين الفارابي وأفلاطون‬ ‫لاختلاف‬ ‫ا‬ ‫وهنا سنجد‬

‫للحياة الدائمة والخلود الذي قد يكون‬ ‫قابلة‬ ‫فهي ستكون‬ ‫ولذلك‬ ‫؟‬ ‫إنسان‬ ‫في جسد‬ ‫إما‬ ‫للنفس‬

‫هنا لم يعد‬ ‫فالنفس‬ ‫ثمّ‬ ‫ومن‬ ‫؟‬ ‫حيوان‬ ‫!اما في جسد‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫نهائيا بعودتها في النهاية إلى اصلها‬

‫إلى الفناء والتلاشي‪.‬‬ ‫ماَلها‬ ‫لأن‬ ‫؟‬ ‫الدائمة‬ ‫الحياة الأخرى‬ ‫لها أمل في‬

‫العقلي من‬ ‫للجانب‬ ‫بأن الخلود‬ ‫القائلة‬ ‫قد اقترب من النظرية الأرسطية‬ ‫هنا‬ ‫الفارابي‬ ‫ولعل‬

‫عن طريق‬ ‫الدائم‬ ‫واعتقاده بتنقلها‬ ‫الأرواح‬ ‫كان إقرار الفارابي بمبدأ تناسخ‬ ‫دمان‬ ‫‪،‬‬ ‫نقط‬ ‫النفس‬

‫النفس الأخير أشبه في مجمله‬ ‫ومصير‬ ‫الفردية‬ ‫في خلود النفس‬ ‫رأيه‬ ‫كان‬ ‫تعاقب الولادة والموت‬

‫مع العقيدة الإسلامية فيما‬ ‫وجذرية‬ ‫من مخالفة تبدو واضحة‬ ‫في هذا‬ ‫ما‬ ‫على‬ ‫‪،‬‬ ‫بآراء أفلاطون‬

‫جاهلة على حد سواء(‪.)2‬‬ ‫أم‬ ‫ال!نفس عالمة كانت‬ ‫وخلود‬ ‫القيامة‬ ‫الأجساد ويوم‬ ‫بحشر‬ ‫يتصل‬

‫بأفلاطون وأرسطو‪،‬‬ ‫التأثر‬ ‫مزيجا من‬ ‫الأخرى‬ ‫نظريته عن النفس هي‬ ‫ابن سينا فقد جاءت‬ ‫أما‬

‫صدوريا؟ فمن حيث تعريف النفس‬ ‫جوانبها طابعا أفلوطينيا‬ ‫هي الأخرى في بعض‬ ‫!ان اتخذت‬

‫إلى ذي حياة‬ ‫طبيعي‬ ‫للنف!ى باعتبارها ‪9‬كمال أول لجسم‬ ‫فابن سي!نا يتبنى التعريف الأرسطي‬

‫الذي‬ ‫الجسم‬ ‫قوى ثلاث بحسب‬ ‫لها‬ ‫ف!ن‬ ‫‪،‬‬ ‫هذا التعريف‬ ‫ومع أن النفس واحدة بحسب‬ ‫‪.‬‬ ‫إ‬ ‫بالقوة‬

‫سبق‬ ‫ما‬ ‫إلى‬ ‫حيوانية تضيف‬ ‫تقوم بالتغذي والنمو والتوالد‪ ،‬وثمة نفس‬ ‫نباتية‬ ‫فثمة نفس‬ ‫فيه ‪،‬‬ ‫تحل‬

‫التفكير في‬ ‫الأربعة السابقة وظيفة‬ ‫إلى الوظائف‬ ‫عاقلة تضيف‬ ‫وثمة نفس‬ ‫‪،‬‬ ‫الاحساس‬ ‫وظيفة‬

‫الناطقة‪.‬‬ ‫الإنسانية‬ ‫النفس‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.178‬‬ ‫نفمه‪ ،‬ص‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬ ‫(‪)2‬نفسه‪.‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪285 +‬‬
‫ملس!ه الدين‬ ‫الى‬ ‫طتيد‬ ‫مدخل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫فابن سينا يمزج بين الرؤية الصدورية الأفلوطنية وبين‬ ‫اْصل النفس ومصيرها‬ ‫أما من حيث‬ ‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫أصلها الإلهي‪.‬‬ ‫‪ h.co‬رؤية أفلاطون وبراهينه على خلود النفس بحسب‬
‫‪m‬‬

‫يعد غامضا‬ ‫منها‬ ‫ابن سينا‬ ‫فإن موقف‬ ‫بعد الموت‬ ‫بقائها‬ ‫النفس أو‬ ‫يتعلق بمشكلة خلود‬ ‫أما فيما‬

‫يصيبه من سعادة وشقاء في الحياة‬ ‫وما‬ ‫الموت‬ ‫بعد‬ ‫الأجساد‬ ‫حشر‬ ‫أن‬ ‫حيث يرى‬ ‫ما؟‬ ‫إلى حد‬

‫أما‬ ‫‪.‬‬ ‫بصدده‬ ‫والتساؤل‬ ‫فيه‬ ‫الخوض‬ ‫فتعذر على الفيلسوف‬ ‫عليه القرآن بوضوح‬ ‫قد نص‬ ‫الثانية‬

‫إن السعادة الأخروية‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الفيلسوف‬ ‫النفس فقد عده من مشاغل‬ ‫أو مصير‬ ‫"‬ ‫المعاد الروحاني‬ ‫‪9‬‬

‫وهي‬ ‫أ‬ ‫الروحية التي تبدو في إمقاربة الحق الأول‬ ‫السعادة‬ ‫الحكماء الإلهيين هي‬ ‫إليها‬ ‫التي يتوق‬

‫لاسيما جانبها العاقل من التوكؤ على ارتباطها بالجسد‪ .‬وهذه السعادة‬ ‫تحرر نفوسهم‬ ‫يوجب‬ ‫ما‬

‫بطبيعة الحال أرقى من‬ ‫هي‬ ‫‪،‬‬ ‫العاقلة‬ ‫القوة‬ ‫النفس وهي‬ ‫قوى‬ ‫التي تقوم على التكامل في أسمى‬

‫بها أن تعود إلى‬ ‫الخاص‬ ‫كمالها‬ ‫الناطقة‬ ‫إن النفس‬ ‫‪.‬‬ ‫الدنيا‬ ‫الجسدية‬ ‫في القوى‬ ‫اللذة أو الكمال‬

‫يتم للنف!‬ ‫وعندما‬ ‫‪.‬‬ ‫الأشياء‬ ‫لجميع‬ ‫الأول‬ ‫المبدأ‬ ‫سلطة‬ ‫العالم يقع تحت‬ ‫وهذا‬ ‫‪.‬‬ ‫المعقول‬ ‫العالم‬

‫باْعلى‬ ‫تحظى‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫الحق‬ ‫متحدة بالخير المطلق والجمال‬ ‫على هذا الكمال تصبح‬ ‫الحصول‬

‫الغبطة (‪.)1‬‬ ‫درجات‬

‫والذي هو في‬ ‫‪،‬‬ ‫الى الكمال العقلي‬ ‫عن هذا الشأو ومن الشوق‬ ‫التي قصرت‬ ‫أما النفوس‬

‫قسرا‪ ،‬وهذه‬ ‫مفارقة الجسد‬ ‫الناجم عن‬ ‫ف!نها تعاني الشقاء‬ ‫‪،‬‬ ‫الفردية‬ ‫وليد المبادرة‬ ‫ابن سينا‬ ‫عرف‬

‫هو زائف‬ ‫بما‬ ‫عنادا‬ ‫عن التشبث‬ ‫أو‬ ‫هو أفضل‬ ‫ما‬ ‫طلب‬ ‫التقاعس عن‬ ‫بسبب‬ ‫إما‬ ‫الحالة تحدث‬

‫بين حالة‬ ‫ما‬ ‫الفاصل‬ ‫عندها النفس عبور الحد‬ ‫تستطيع‬ ‫التي‬ ‫العقائد‪ .‬وعموما ف!ن المرحلة‬ ‫من‬

‫أن التحرر من‬ ‫تخمينا‪ .‬ورغم‬ ‫إلا‬ ‫ان تعرف‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫وحالة السعادة الأخروية‬ ‫الدنيوية‬ ‫الشقاوة‬

‫حينما تنجح‬ ‫إلا أنها‬ ‫‪،‬‬ ‫عسيرا على النفس‬ ‫أمرا‬ ‫قد يكون‬ ‫بعد الموت‬ ‫ومشاغله حتى‬ ‫الجسد‬ ‫رغبات‬

‫في حالة الغبطة التي‬ ‫المادة وتدخل‬ ‫هذا الارتباط وتتطهر تماما من مشاركة‬ ‫في فصم‬ ‫النهاية‬ ‫في‬

‫لها أصلا(‪.)2‬‬ ‫كتبت‬

‫‪. 791 - 691‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪.891 - 791‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪28‬‬ ‫‪6‬‬
‫العصل السايم‬

‫بصورهَ رمزية في رسالته الشهيرة "رسالة الطير!؟‬ ‫ولقد عبر ابن سينا عن المصير الأخروي‬

‫حية لمصير النفس الساعية وراء الحق المتخبطة في شراك الرغبات الحسية‪.‬‬ ‫صورة‬ ‫رسم‬ ‫حيث‬

‫فيدون أ(‪.)1‬‬ ‫‪9‬‬ ‫للنفس في محاورة‬ ‫أفلاطون من مصير‬ ‫رسمه‬ ‫بما‬ ‫كبيرا‬ ‫وفي هذه الصورة نجد شبها‬

‫عبر أيضا عن أصل‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫مثل أفلاطون‬ ‫مثله‬ ‫التشبيهية‬ ‫ويبدو أن ابن سينا كان مغرما بهذه الصور‬

‫يرى أن أصل‬ ‫أنه‬ ‫مما يؤكد‬ ‫أ؟‬ ‫الأرفع‬ ‫إليك من المحل‬ ‫أهبطت‬ ‫‪:‬‬ ‫بقوله‬ ‫النف!ص في قصيدته الشهيرة‬

‫على‬ ‫وملذاته أملا في الحصول‬ ‫تاركة الجسد‬ ‫مرة أخرى‬ ‫إليه‬ ‫تعود‬ ‫سيجعلها‬ ‫ما‬ ‫النفس الإلهي هو‬

‫الحق‪.‬‬ ‫الاتحاد بالخير المطلق والجمال‬ ‫السعادة الأخروية العظمى لحظة‬

‫(هـ) في الاسلام (الفزالي ينتقد الفلاسفة )‪:‬‬

‫الفارابي وابن سينا‬ ‫لدى‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفىِ في الإسلام‬ ‫التيار‬ ‫أن‬ ‫الواضح‬ ‫ولما كان من‬

‫للنفس دون الجسد‪ ،‬وأن السعادة الأخروية مقصورة‬ ‫تحديدا‪ ،‬يميل إلى إقرار المصير الأخروي‬

‫وخصص‬ ‫كثيرا‪،‬‬ ‫معهم في هذه المسألة‬ ‫ف!ن الغزالي قد توقف‬ ‫‪،‬‬ ‫الحكيمة الفاضلة‬ ‫النفوس‬ ‫على‬

‫‪ 02‬لمناقشة نظريهَ‬ ‫المسائل ‪90 18c‬‬ ‫أ‬ ‫الفلاسفة‬ ‫الشهير (تهافت‬ ‫كتابه‬ ‫المسائل الثلاث الأخيرة من‬

‫‪.‬‬ ‫الخصوص‬ ‫على وجه‬ ‫النفس عموما ومصيرها‬ ‫هؤلاء الفلاسفة حول‬

‫أن النفس جوهر بسيط ومفارق‬ ‫حول‬ ‫عثمرة أورد الغزالي حججهم‬ ‫الثامنة‬ ‫ففي المسألة‬

‫عشرة‬ ‫التاسعة‬ ‫أدلة مختلفة (‪ .)2‬أما في المسألة‬ ‫تفي بالمراد عبر عشرة‬ ‫لا‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫ودلل‬ ‫‪،‬‬ ‫للمادة‬

‫يتصور‬ ‫لا‬ ‫!انها خالدة‬ ‫العدم بعد وجودها‪،‬‬ ‫فيها‬ ‫فقد أبطل قولهم إن النفوس الإنسانية يستحيل‬

‫البساطة والمفارقة‪،‬‬ ‫تقوم على أساس‬ ‫التي‬ ‫أيضا أن أدلتهم على خلود النفس‬ ‫هنا‬ ‫فناؤها‪ ،‬واعتبر‬

‫(‪.)3‬‬ ‫كافية‬ ‫إثباتها‪ ،‬غير‬ ‫عن‬ ‫التي عجزوا‬

‫‪،‬‬ ‫لأبدان‬ ‫ا‬ ‫إلى‬ ‫لأرواح‬ ‫ا‬ ‫ورد‬ ‫لأجساد‪،‬‬ ‫ا‬ ‫لبعث‬ ‫إنكارهم‬ ‫لغزالي‬ ‫ا‬ ‫أبطل‬ ‫فقد‬ ‫العشرين‬ ‫المسألة‬ ‫في‬ ‫أما‬

‫في قرآنه‬ ‫الله الناس‬ ‫به‬ ‫ما وعد‬ ‫وساثر‬ ‫‪،‬‬ ‫العين‬ ‫الجنة والحور‬ ‫ووجود‬ ‫‪،‬‬ ‫الجسمانية‬ ‫النار‬ ‫ووجود‬

‫‪. 902‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )1‬نفسه‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪ ،‬دار‬ ‫العرب‬ ‫ذخائر‬ ‫دنيا‪ ،‬سلسلة‬ ‫سليمان‬ ‫‪:‬‬ ‫وتقديم‬ ‫تحقيق‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلاسفة‬ ‫تهافت‬ ‫‪:‬‬ ‫الغزالي‬ ‫الإمام‬ ‫انظر‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪.273 -‬‬ ‫‪252‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تاريخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫السابعة‬ ‫الطبعة‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫المعارف‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 281 - 274‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪287+‬‬
‫الديى‬ ‫هلس!ه‬ ‫)لى‬ ‫حهديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬‫‪w‬‬
‫‪،‬‬ ‫للعوام‬ ‫ضربت‬ ‫أمثلة‬ ‫إن كل تلك‬ ‫‪:‬‬ ‫في ذلك‬ ‫القائلة‬ ‫الفلاسفة‬ ‫الغزالي حجة‬ ‫وقد ر!ض‬ ‫‪.‬‬ ‫العظيم‬
‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬
‫لقد‬ ‫‪.‬‬ ‫الجسمانيين‬ ‫مرتبة من‬ ‫أعلى‬ ‫وهما‬ ‫‪،‬‬ ‫روحانيين‬ ‫والعقاب‬ ‫أن الثواب‬ ‫يفهموا‬ ‫حتى‬ ‫الخلق‬ ‫‪ eh.c‬عوام‬
‫‪om‬‬

‫الأدلة‬ ‫من خلال‬ ‫وأوضح‬ ‫‪،‬‬ ‫كافة‬ ‫اعتبر الغزالي أن هذه الحجة واهية ومخالفة لاعتقاد المسلمين‬

‫الشرعية أن الغزالي "لم ينكر على الفلاسفة السابقين قولهم بأن في الآخرة أنواعا من اللذات‬

‫ولكن أكد لهم أن‬ ‫‪،‬‬ ‫ولم ينكر قولهم ببقاء النفس عند مفارقة البدن‬ ‫‪،‬‬ ‫اللذات الحسية‬ ‫من‬ ‫أعظم‬

‫في‬ ‫الأجساد‪ ،‬وإنكار اللذات الجسمانية‬ ‫في إنكار حشر‬ ‫مخالفتهم للشرع في هذه المسألة يكمن‬

‫أ(‪.)1‬‬ ‫القراَن‬ ‫في‬ ‫الجنة والنار كما وصف‬ ‫وجود‬ ‫النار‪ ،‬وإنكار‬ ‫في‬ ‫الاَلام الجسمانية‬ ‫دمانكار‬ ‫‪،‬‬ ‫الجنة‬

‫الخلط‬ ‫ربما شابه بعض‬ ‫هنا‬ ‫الفارابي وابن سينا‬ ‫من قبل ف!ن موقف‬ ‫قلنا‬ ‫والحقيقة أنه كما‬

‫بين‬ ‫فيه‬ ‫تأرجح‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫القلق والاضطراب‬ ‫بعض‬ ‫فيه‬ ‫رأيه‬ ‫ابن سينا الذي جاء‬ ‫وخاصة‬ ‫‪،‬‬ ‫والغموض‬

‫وقد اَمن‬ ‫وعذابه‬ ‫البدن ونعيمه‬ ‫بعث‬ ‫فيها من‬ ‫وما جاء‬ ‫المحمدية‬ ‫فيه إلى الشريعة‬ ‫أمر رجع‬ ‫‪:‬‬ ‫أمرين‬

‫إلى العقل وما ترتب عليه من إيمان ببعث الأرواح ونعيمها‬ ‫فيه‬ ‫وأمر رجع‬ ‫‪،‬‬ ‫له‬ ‫وأذعن‬ ‫ذلك‬ ‫بكل‬

‫‪ -‬والمقصود‬ ‫المنصف‬ ‫للناقد‬ ‫ولم يكن‬ ‫‪.‬‬ ‫ذلك أيضا حكاية المذعن المؤمن‬ ‫وعذابها‪ ،‬وقد حكى‬

‫نلوم ابن سينا على‬ ‫كنا‬ ‫ف!ن‬ ‫الاَخر(‪.)2‬‬ ‫عليه أحد الجانبين دون‬ ‫هنا الإمام الغزالي ‪ -‬أن يسجل‬

‫من رأىِ ابن سينا دون‬ ‫أيضا نلوم الغزالي على تركيزه على جانب‬ ‫‪ ،‬فإننا‬ ‫موقفه ورأيه المضطرب‬

‫لآخر‪.‬‬ ‫ا‬

‫الفكر الغربي الحديث‬ ‫في‬ ‫النف!س والخلود‬ ‫‪:‬‬ ‫خامسا‬

‫‪:‬‬ ‫ديكارت‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫إلى الفلسفة الغربية في العصر‬ ‫في العصور الوسطى‬ ‫الدينية‬ ‫من الفلسفات‬ ‫انتقلنا‬ ‫ما‬ ‫لىاذا‬

‫يميز بين طبيعة‬ ‫النهج الأفلاطوني الذي‬ ‫بفلسفته المثالية يواصل‬ ‫أن ديكارت‬ ‫سنجد‬ ‫الحديث‬

‫يمثل حقيقة الإنسان ‪.‬‬ ‫ما‬ ‫الجوهر البسيط هو‬ ‫ويعتبر أن النفس ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫الجسم‬ ‫وطبيعة‬ ‫النفس‬

‫على التدقيق‬ ‫أنا‬ ‫فما‬ ‫‪9‬‬ ‫يقول ديكارت‬ ‫حيث‬ ‫إ؟‬ ‫!التأملات‬ ‫الشهير‬ ‫كتابه‬ ‫ني‬ ‫بوضوح‬ ‫ذلك‬ ‫بدا‬ ‫وقد‬

‫ص ‪.287‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪ 592X - 492‬من نفس المصدر السابق‬ ‫ص‬ ‫قاله الغزالي بهامش‬ ‫ما‬ ‫تعليق على‬ ‫‪:‬‬ ‫دنيا‬ ‫سليمان‬ ‫د‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫اليه‪.‬‬ ‫لإشارة‬ ‫ا‬

‫‪288‬‬
‫ال!عل السايم‬

‫ويفهم‬ ‫يشك‬ ‫شيء‬ ‫"إنه‬ ‫‪:‬‬ ‫المفكر يقول‬ ‫عن طبيعة هذا الشيء‬ ‫يتساءل‬ ‫مفكرإ‪ ،‬وجنما‬ ‫شيء‬ ‫إلا‬

‫وبالطبع فقد ارتبط هذا‬ ‫‪.‬‬ ‫')‬ ‫أيضا"(‬ ‫ويريد ولا يريد ويتخيل ويحس‬ ‫وينفي‬ ‫‪،‬‬ ‫ويثبت‬ ‫ويتصور‬

‫فيها‬ ‫وتميزها عن البدن بفلسفته الشكية التي افترض‬ ‫الإنسانية‬ ‫لحقيقة النفس‬ ‫الإدراك الديكارتي‬

‫في صحة‬ ‫قلب الباطل حقا والحق باطلا‪ ،‬لدرجة شككته‬ ‫ما‬ ‫كثيرا‬ ‫الماكر الذي‬ ‫الشيطان‬ ‫ذلك‬

‫ذاته‪.‬‬ ‫الله‬ ‫الحقائق الرياضية وفي وجود‬

‫من هذه التجربة الشكية بافتراض هذا الشيطان الماكر إلى إثبات وجوده‬ ‫ديكارت‬ ‫لقد خلص‬

‫هذه الذات المفكرة ببساطتها‪ ،‬في مقابل وجود‬ ‫الأول لديه هو وجود‬ ‫اليقين‬ ‫ككائن مفكر فأصبح‬

‫باعتبارها‬ ‫الإنسانية‬ ‫النفس‬ ‫الفكرة التي لديه عن‬ ‫أن هذه‬ ‫وقد اعتبر ديكارت‬ ‫‪.‬‬ ‫الممتد‬ ‫المادي‬ ‫الجسد‬

‫اأشد تميزا من الفكرة التي لديه عن أي‬ ‫ولا عمقا هي‬ ‫طولا ولا عرضا‬ ‫لا‬ ‫شيئا مفكرا غير الممتد‬

‫"(‪.)2‬‬ ‫جسماني‬ ‫شيء‬

‫الشاكة وبين‬ ‫البسيطة المفكرة‬ ‫هذه النفس الإنسانية‬ ‫بين وجود‬ ‫فقد ربط ديكارت‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬

‫إلى إدراك‬ ‫يقود حتما‬ ‫الذي‬ ‫الشاكة دليل على النقص‬ ‫نفسه‬ ‫اْن‬ ‫حينما وجد‬ ‫‪،‬‬ ‫الإلهي‬ ‫الوجود‬

‫أني‬ ‫أعتبر نفسي‬ ‫"‬ ‫إنني‬ ‫‪:‬‬ ‫ديكارت‬ ‫يقول‬ ‫‪.‬‬ ‫الكائن الكامل‬ ‫إلا لله ذلك‬ ‫يكون‬ ‫لا‬ ‫والكمال‬ ‫‪،‬‬ ‫الكمال‬

‫لذهنه بقدر عظيم‬ ‫تعرض‬ ‫التي‬ ‫الذات الناقصة‬ ‫وهذه الفكرة عن‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫غيره‬ ‫ومعتمد على‬ ‫ناقص‬ ‫شيء‬

‫عن‬ ‫كائن كامل ومستقل‬ ‫"فكرة وجود‬ ‫الاَخر‬ ‫على الجانب‬ ‫يؤكد‬ ‫ما‬ ‫هي‬ ‫‪،‬‬ ‫التمسِز والوضوح‬ ‫من‬

‫أن وجوده‬ ‫على‬ ‫والدليل‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫وجود‬ ‫"الدليل على‬ ‫ديكارت‬ ‫وهنا استخلص‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫الله‬ ‫أي فكرة‬ ‫؟‬ ‫غيره‬

‫"(‪.)3‬‬ ‫حياته‬ ‫لحظات‬ ‫معتمد عليه كل الاعتماد في جميع‬

‫كما قدم اْفلاطون الصلة بين النفس‬ ‫لنا‬ ‫بدأ أفلاطونيا لكنه لم يقدم‬ ‫أن ديكارت‬ ‫والطريف‬

‫قاطع‬ ‫كما أن هذا الفصل غير المبرر بشكل‬ ‫‪.‬‬ ‫جذريا‬ ‫فصلا‬ ‫عنده منفصلين‬ ‫بقيا‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫والجسم‬

‫أن النفس سجينة‬ ‫يعتبر‬ ‫لأنه لم‬ ‫وربما كان ذلك‬ ‫‪،‬‬ ‫بالتساوْل عن مصير هذه النفس‬ ‫ينشغل‬ ‫لا‬ ‫جعله‬

‫القومي للترجمة‬ ‫المجلس‬ ‫نشره‬ ‫‪،‬‬ ‫أمين‬ ‫د‪ .‬عثمان‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الاْولى‬ ‫التأملات في الفلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ديكارت‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪. 101 -‬‬ ‫‪001‬‬ ‫ص‬ ‫‪9002‬‬ ‫لقاهرة‬
‫‪://‬‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫با‬

‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪. 177‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 178‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪928+‬‬
‫الدكل‬ ‫!لس!ه‬ ‫إلى‬ ‫حدلمد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬
‫طبيعة‬ ‫النهاية عنده من‬ ‫إنها منذ البداية وإلى‬ ‫‪.‬‬ ‫معه طالبة الخلاص‬ ‫أو أنها تحيا حالة صراع‬ ‫‪l-m‬‬
‫الجسم‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬
‫قضية فلسفية ولم يكن لها‬ ‫إن القضية كانت عند ديكارت‬ ‫طبيعة البدن‬ ‫مختلفة تماما عن‬ ‫بسيطة‬ ‫‪.c‬‬
‫‪.‬‬
‫‪om‬‬

‫ذاته‬ ‫هي‬ ‫فماهية الإنسان‬ ‫‪.‬‬ ‫الإلهي‬ ‫بالوجود‬ ‫الإنساني‬ ‫الوجود‬ ‫علاقة‬ ‫اللهم إلا في‬ ‫‪،‬‬ ‫دينية‬ ‫أبعاد‬ ‫أي‬

‫ف!ن هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫سلبي ينبئ عن النقص‬ ‫شكي‬ ‫بشكل‬ ‫الذات الإنسانية تبدأ تفكيرها‬ ‫كانت‬ ‫هـان‬ ‫‪،‬‬ ‫المفكرة‬

‫لأي‬ ‫فعلا إلى إدراك الوجود الإلهي الكامل والضامن‬ ‫يقود ديكارت‬ ‫ما‬ ‫الإنساني هو‬ ‫النقص‬

‫ناقصة في هذا العالم الممتد أمامنا‪.‬‬ ‫موجودات‬

‫للحديث عن النفس‬ ‫أتباعه‬ ‫من‬ ‫الغربيين‬ ‫طريقا للفلاسفة‬ ‫شق‬ ‫قد‬ ‫ديكارت‬ ‫ف!ن‬ ‫على كل حال‬

‫الذي تحدث‬ ‫ليبنتز‬ ‫‪ 1715‬م) ومثل‬ ‫بوصفها هذا الجوهر الروحاني البسيط مثل مالبرانش (‪-1638‬‬

‫جوهرا‬ ‫الخاص‬ ‫مع جسمه‬ ‫إن كل موناد كما يقول ليبنتز "يؤلف‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫الروحية‬ ‫المونادات‬ ‫عن‬

‫دوما لأن كل‬ ‫ثابتا‬ ‫الكائن الحي ليس‬ ‫نجد أن "جسم‬ ‫) ثابتا‬ ‫وبينما هذا الجوهر (النفس‬ ‫‪.‬‬ ‫حيا"‬

‫ب!نكاره‬ ‫باركلي الذي تميز عن ديكارت‬ ‫وكذلك‬ ‫الأنهار"(‪.)1‬‬ ‫الأجسام في تغير مستمر ودائم مثل‬

‫إلى مجرد‬ ‫الحسية‬ ‫الصفات‬ ‫وأرجع‬ ‫‪،‬‬ ‫بوجود الجوهر الروحي‬ ‫التام للجوهر المادي وقال فقط‬

‫(‪.)2‬‬ ‫ذاتية‬ ‫تأثيرات‬

‫كانط‪:‬‬ ‫(ب)‬

‫تؤكد على الطبيعة البسيطة والجوهرية‬ ‫التي‬ ‫المثالية‬ ‫والحقيقة أنه في مقابل هذه المذاهب‬

‫المادية‬ ‫المذاهب‬ ‫وجدت‬ ‫اليبنتز)‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫ومبدأ‬ ‫)‬ ‫باعتبارها مبدأ الفكر (ديكارت‬ ‫الإنسانية‬ ‫للنفس‬

‫هزبز (‪-15!8‬‬ ‫توماس‬ ‫المادية‬ ‫هذه المذاهب‬ ‫أصحاب‬ ‫أبرز‬ ‫وكان‬ ‫‪.‬‬ ‫على مادية النفس‬ ‫التي أكدت‬

‫فيه‪.‬‬ ‫بأي بُعد روحاني‬ ‫ولم يعترف‬ ‫العالم نظرة مادية ميكانيكية‬ ‫ما في‬ ‫نظر إلى كل‬ ‫) الذي‬ ‫م‬ ‫‪9167‬‬

‫بنقد آراء‬ ‫فقد عني‬ ‫ثئم‬ ‫أ؟ ومن‬ ‫الخالص‬ ‫"نقد العقل‬ ‫في إطار‬ ‫النفس‬ ‫فقد اهتم بقضية‬ ‫اْما كانط‬

‫لقد اعتبر‬ ‫‪.‬‬ ‫البسيطة‬ ‫وبطبيعتها‬ ‫النفس‬ ‫بجوهرية‬ ‫القائلين‬ ‫المثاليين‬ ‫الفلاسفة‬ ‫من‬ ‫وخاصة‬ ‫السابقين‬

‫بالقاهرة ‪،‬‬ ‫والتوزيع‬ ‫والنشر‬ ‫دار قباء للطباعة‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫إلى‬ ‫مدخل‬ ‫‪:‬‬ ‫عثمان‬ ‫د‪ .‬محمد‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬ ‫(‪) 1‬‬

‫‪. 24‬‬ ‫‪1‬‬ ‫ص‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪3002‬‬

‫‪.242‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪) 2‬‬

‫‪ ،‬سبق‬ ‫هويدي‬ ‫‪ :‬د‪ .‬يحى‬ ‫ترجمة‬ ‫وفيلونوس‪،‬‬ ‫بين هيلاس‬ ‫الثلاث‬ ‫‪ :‬باركلي ‪ :‬المحاورات‬ ‫وراجع‬

‫‪. 13‬‬ ‫ص‬ ‫مقدمة المترجم‬ ‫‪،‬‬ ‫إليه‬ ‫الإشارة‬

‫‪092‬‬
‫ال!مل السايم‬

‫ناقث! البرهان الذي قدموه‬ ‫حيث‬ ‫"‪،‬‬ ‫أن القول بجوهرية النفس من "أغاليط العقل الخالص‬ ‫كانط‬

‫صياغته في الصورة القياسية التالية‪:‬‬ ‫والذي يمكن‬ ‫‪،‬‬ ‫النفس‬ ‫عموما على جوهرية‬

‫جوهر‪:‬‬ ‫ثمّ‬ ‫من‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫إلا كموضوع‬ ‫لا يوجد‬ ‫‪،‬‬ ‫أنه موضوع‬ ‫فيه إلا على‬ ‫أن نفكر‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫ما‬

‫‪.‬‬ ‫فيه إلا كموضوع‬ ‫أن نفكر‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫الكائن المفكر‬

‫جوهر(‪.)1‬‬ ‫‪ -‬أي‬ ‫كموضوع‬ ‫لا‬ ‫إ‬ ‫لا يوجد‬ ‫‪ .‬الكائن المفكر‬ ‫ْ‪.‬‬

‫لقد‬ ‫‪،‬‬ ‫المشترك‬ ‫الحد الأوسط‬ ‫أغلوطة‬ ‫لأنه يرتكب‬ ‫هذا القياس فاسد‬ ‫اعتبر كانط‬ ‫وقد‬

‫الكبرى‬ ‫في المقدمتين‬ ‫‪ Substance‬بمعنيين مختلفين‬ ‫وجوهر‬ ‫‪Subject‬‬ ‫كلمتا موضوع‬ ‫استخدمت‬

‫وفي المقدمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الكلمات في المقدمة الكبرى بالمعنى المنطقي الخالص‬ ‫استخدمت‬ ‫‪.‬‬ ‫والصغرى‬

‫بمعنى يشير إلى الذات المفكرة (‪.)2‬‬ ‫الصغرى‬

‫تحليلية إلى نتيجة‬ ‫مقدمات‬ ‫زاوية أنه انتقل من‬ ‫من‬ ‫أيضا‬ ‫فاسد‬ ‫أن هذا القياس‬ ‫كما يعتبر كانط‬

‫‪:‬‬ ‫فكرة ديكارت‬ ‫النفس تقوم على‬ ‫بجوهرية‬ ‫القائلة‬ ‫النظرية‬ ‫آخر ف!ن هذه‬ ‫ومن جانب‬ ‫‪.‬‬ ‫تركيبية‬

‫صمانما إلى مجرد‬ ‫‪،‬‬ ‫اْسميه نفس‬ ‫محدد‬ ‫إلى شيء‬ ‫تشير‬ ‫لا‬ ‫الفكرة‬ ‫وهذه‬ ‫‪.‬‬ ‫مفكر"‬ ‫ككائن‬ ‫موجود‬ ‫"أنا‬

‫ومن ثمّ‬ ‫؟‬ ‫لا غنى عنه لعملية المعرفة‬ ‫ضروري‬ ‫كشرط‬ ‫التلقائي‬ ‫تلقائية الفكر أو الفعل الفكري‬

‫تشير إلى جوهر(‪.)3‬‬ ‫لا‬ ‫ف!نها بالتالي‬

‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫هنا أنه‬ ‫بالبساطة‬ ‫اعتبر أن المقصود‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫النفس‬ ‫بساطة‬ ‫أيضا فكرة‬ ‫انتقد كانط‬ ‫وقد‬

‫أكثر‪ ،‬وأن الهدف من إسناد هذه الصفة إلى النفس أن يسند‬ ‫أو‬ ‫إلى جوهرين‬ ‫أن تنقسم‬ ‫للنفس‬

‫كانط هذه‬ ‫وقد رفض‬ ‫وبين البساطة والخلود‪.‬‬ ‫والفناء‬ ‫نربط عادة بين التركيب‬ ‫اذ‬ ‫إليها الخلود؟‬

‫‪(1‬‬ ‫‪Kant:‬‬ ‫‪Critique of Pure Reason,‬‬ ‫‪Trans.‬‬ ‫‪By‬‬ ‫‪.N‬‬ ‫‪Kemp‬‬ ‫‪Smith, Macmillan, London‬‬ ‫)‪2nd‬‬
‫‪,3391 Reprinted‬‬
‫‪imp,‬‬ ‫‪,6191‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪B 041 B411.‬‬
‫دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر بالإسكندرية‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫النظرية‬ ‫وفل!فته‬ ‫كانط‬ ‫‪:‬‬ ‫زيدان‬ ‫د‪ .‬محمود‬ ‫نقلا عن‪:‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫ص ‪.276‬‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪4002‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪.276‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪:‬‬ ‫زيدان‬ ‫محمود‬ ‫(‪ )2‬د‪.‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫ص ‪. 927 - 278‬‬ ‫‪،‬‬ ‫نفط‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪192 +‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫حهديد‬ ‫عدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬ ‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬
‫ساقوه‬ ‫ما‬ ‫الطريقة‬ ‫بنفس‬ ‫النفس رفض‬ ‫جوهرية‬ ‫حول‬ ‫حججهم‬ ‫وكما رفض‬ ‫‪،‬‬ ‫للميتافيزيقيين‬ ‫‪l-m‬‬
‫الفكرة‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪b‬‬ ‫‪eh‬‬
‫(‪.)1‬‬ ‫بساطة النفس‬ ‫على‬ ‫من حجج‬ ‫‪.c‬‬
‫‪om‬‬

‫معهم‬ ‫سلم‬ ‫أنه‬ ‫إلا‬ ‫بجوهرية النفس وبساطتها‪،‬‬ ‫انتقد القائلين‬ ‫الرغم من أن كانط قد‬ ‫وعلى‬

‫يقدمونها‬ ‫ما‬ ‫على تلك البراهين التي سرعان‬ ‫قائما‬ ‫بهذا الخلود لم يكن‬ ‫لكن تسليمه‬ ‫‪.‬‬ ‫بخلودها‬

‫أن هذه البراهين‬ ‫"‬ ‫كما في "نفده للعقل النظري‬ ‫يرى‬ ‫وأنه‬ ‫هذا الخلود‪،‬‬ ‫كأدلة نظرية عقلية على‬

‫مسألة‬ ‫أن نجعل‬ ‫فالأوْلى‬ ‫ثئم‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫على خلودها‬ ‫ومحكمة‬ ‫‪ -‬ولن تكون ‪ -‬براهين صحيحة‬ ‫ليست‬

‫كانط في فلسفته‬ ‫يسميه‬ ‫ما‬ ‫تسليما في إطار‬ ‫بها‬ ‫التسليم‬ ‫يمكن‬ ‫التي‬ ‫خلود النفس من المسائل‬

‫هنا في إطار‬ ‫تدخل‬ ‫حيث‬ ‫"‬ ‫العقل العملي‬ ‫ميتافيزيقيا‬ ‫وهي‬ ‫"‪،‬‬ ‫"الميتافيزيقا المصمروعة‬ ‫عموما‬

‫؟‬ ‫وفاسدة‬ ‫ضعيفة‬ ‫براهين‬ ‫إذن قد تكون‬ ‫المجردة‬ ‫العقلية‬ ‫إن البراهين‬ ‫‪.‬‬ ‫والديني‬ ‫الأخلاقي‬ ‫المجالين‬

‫فلسفة‬ ‫حسب‬ ‫البرهانية‬ ‫قدراتنا‬ ‫حدود‬ ‫خبرتنا أو خارج‬ ‫عن مجال‬ ‫خارج‬ ‫تدخلنا في مجال‬ ‫لأنها‬

‫القانون‬ ‫أن وجود‬ ‫على‬ ‫يدلنا‬ ‫إلى العقل العملي الذي‬ ‫فالأفضل أن نركن‬ ‫ولذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫النقدية‬ ‫كانط‬

‫متع الحياة ولذاتها‪ ،‬وأننا‬ ‫من‬ ‫دائما إلى ما هو عاجل‬ ‫لا ينبغي أن نسعى‬ ‫أننا‬ ‫يحثنا على‬ ‫فينا‬ ‫الخلقي‬

‫بعد موتنا‪.‬‬ ‫شهوة حتى‬ ‫لنا‬ ‫من شأنه أن يحقق‬ ‫ما‬ ‫إلى تحصيل‬ ‫ينبغي أن نسعى‬ ‫لا‬

‫ن‬ ‫أ‬ ‫في سبيل‬ ‫رغباتنا‬ ‫بكثير من‬ ‫أن نضحي‬ ‫على‬ ‫خفي‬ ‫بنداء‬ ‫يحثنا‬ ‫إن هذا القانون الأخلاقي‬

‫من‬ ‫ما نلاحظه‬ ‫هذا النداء الخفي‬ ‫ويؤيد‬ ‫‪.‬‬ ‫قوية طاغية‬ ‫لدينا عنه فكرة‬ ‫في عالم حر‪،‬‬ ‫مواطنين‬ ‫نكون‬

‫موجه‬ ‫وإنما كل شيء‬ ‫‪،‬‬ ‫وظيفة‬ ‫تؤدي‬ ‫لا‬ ‫عبثا أو‬ ‫أو حركة تحدث‬ ‫شيء‬ ‫لا‬ ‫كائنات حية في عالمنا؟ إذ‬

‫على قبول فكرة‬ ‫إن عقلنا العملي يحثنا باختصار‬ ‫‪.‬‬ ‫وغاية بعيدة‬ ‫إلى هدت‬ ‫ويهدف‬ ‫إلى غرض؟‬

‫من وجودنا(‪.)2‬‬ ‫الأسمى‬ ‫الغاية‬ ‫الخلقية لتحقيق‬ ‫حياتنا‬ ‫الخلود كفكرة اْساسية في‬

‫أنكر طبيعتها البسيطة‬ ‫فلماذا‬ ‫‪،‬‬ ‫النفس‬ ‫بخلود‬ ‫قد سلم‬ ‫كان كانط‬ ‫إذا‬ ‫‪:‬‬ ‫الاَن‬ ‫يسأل‬ ‫سائل‬ ‫ولعل‬

‫التي اْبداها‬ ‫الميتافيزيقية‬ ‫البراهين العقية‬ ‫بتلك‬ ‫لم يسلم‬ ‫أن كانط‬ ‫وأعتقد‬ ‫!‬ ‫ولماذا أنكر جوهريتها؟‬

‫والبدن‬ ‫ثنائية النفس‬ ‫قد صاغت‬ ‫وتلاميذه‬ ‫عند ديكارت‬ ‫لأنها وخاصة‬ ‫؟‬ ‫عليه‬ ‫السابقون‬ ‫الفلاسفة‬

‫ونفسا معا هما في علاقة وثيقة وتفاعلية‪.‬‬ ‫بدنا‬ ‫ولم يلتفت هؤلاء إلى أن الإنسان‬ ‫صارم‬ ‫بشكل‬

‫‪8‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪1‬‬

‫‪Kant:‬‬ ‫‪(2.‬‬
‫‪)B 424‬‬
‫‪Critique,‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪6.‬‬

‫صا ‪.282- 28‬‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫نفس المرجع‬ ‫‪،‬‬ ‫زيدان‬ ‫محمود‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫عن‬ ‫نقلا‬

‫‪292‬‬
‫)لسالمم‬ ‫ال!مل‬

‫علاقة‬ ‫‪،‬‬ ‫عليّة‬ ‫علاقة‬ ‫!انما هما في‬ ‫‪،‬‬ ‫متنافرتين‬ ‫طبيعتين‬ ‫ليسا من‬ ‫والبدن‬ ‫أن النفس‬ ‫يرى‬ ‫إن كانط‬

‫في هذا العالم‬ ‫عنصران‬ ‫والبدن‬ ‫إن النفس‬ ‫‪.‬‬ ‫التأثير المتبادل‬ ‫يعني‬ ‫‪ Interaction‬والتفاعل‬ ‫تفاعل‬

‫فهمها( ‪ )1‬بوضوح‬ ‫!ان كنا لا نستطيع‬ ‫‪،‬‬ ‫البدن‬ ‫وماهية‬ ‫بين ماهية النفس‬ ‫علاقة علئة ضرورية‬ ‫وثمة‬

‫المذهب‬ ‫بحسب‬ ‫البرهانية‬ ‫الإدراكية‬ ‫قدراتنا‬ ‫عن‬ ‫خارج‬ ‫فيما يتعلق بما هو‬ ‫وليس‬ ‫لنا‬ ‫تبعا لما يبدو‬

‫لكانط‪.‬‬ ‫النقدي‬

‫هيجل‪:‬‬ ‫(!)‬

‫العلاقة‬ ‫تلك‬ ‫‪،‬‬ ‫بالبدن‬ ‫في علاقتها‬ ‫بما فيها رؤيته للنفس‬ ‫الفلسفة النقدية لكانط‬ ‫من‬ ‫انتقلنا‬ ‫ما‬ ‫هـاذ‬

‫المؤمن‬ ‫أخلاقيا ودينيا يريح‬ ‫خلودا‬ ‫أبدا في رأيه مع الاعتقاد بخلودها‬ ‫التفاعلية التي لم تتعارض‬

‫استخداما‬ ‫وأكثرهم‬ ‫أمام أكبر الفلاسفة‬ ‫أننا‬ ‫فسنجد‬ ‫إلى هيجل‬ ‫‪،‬‬ ‫أكثر تفاؤلا بمستقبله‬ ‫ويجعله‬

‫اشتقاقها‬ ‫حيث‬ ‫من‬ ‫؟‬ ‫ترتبط‬ ‫التي‬ ‫‪Geist‬‬ ‫بالألمانية‬ ‫يقابلها‬ ‫التي‬ ‫الكلمة‬ ‫تلك‬ ‫‪،‬‬ ‫‪Spirit‬‬ ‫الروح‬ ‫لمفهوم‬

‫تعني‬ ‫التي‬ ‫تناظر بإحكام معاني كلمة الروح‬ ‫معانيها‬ ‫أن سلسلة‬ ‫إلا‬ ‫‪cGhost‬‬ ‫اللغوي بكلمة الشبح‬

‫ما‬ ‫"‪ ،‬ووجود‬ ‫و"الذهن‬ ‫"‬ ‫و" النفس‬ ‫"‬ ‫"الروح‬ ‫معاني‬ ‫إ‪ ،‬لكنها طورت‬ ‫والإثارة‬ ‫"العاطفة‬ ‫الأصل‬ ‫في‬

‫أبرزها‪:‬‬ ‫معان‬ ‫عدة‬ ‫لهذه الكلمة‬ ‫يكون‬ ‫بذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫"‬ ‫و"الشبح‬ ‫الحس‬ ‫فوق‬

‫الجسد‪.‬‬ ‫مقابل‬ ‫في‬ ‫الإنسان‬ ‫في‬ ‫أو اللا مادي‬ ‫الروحي‬ ‫) الجانب‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪ -‬الشيطان ‪ -‬العفريت‪.‬‬ ‫(‪ )2‬الروح بمعنى الروح الحارس‬

‫‪.‬‬ ‫والنشاط‬ ‫) الحيوية والهمة‬ ‫(‪3‬‬

‫إلخ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫لأرواحه‬ ‫المرء‬ ‫استرداد‬ ‫العليا"‬ ‫"الأرواح‬ ‫‪:‬‬ ‫نقول‬ ‫كما‬ ‫الأرواح‬ ‫الجمع‬ ‫صيغة‬ ‫وفي‬ ‫(‪)4‬‬

‫والعام معا‪.‬‬ ‫أو العقل بمعناه الفردي‬ ‫(‪ )5‬الذهن‬

‫‪ ،‬روح‬ ‫الشعب‬ ‫روح‬ ‫العصر‪،‬‬ ‫‪ ،‬العبقرية ‪ ،‬طباع‬ ‫العقلي‬ ‫الموقف‬ ‫اْو‬ ‫العقلي‬ ‫) الروح‬ ‫(‪6‬‬

‫المسيحية‪.‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪.‬‬ ‫المقدس‬ ‫الثالث في الثالوث المسيحي‬ ‫(‪ )7‬الروح القدس ‪ -‬الشخص‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪.288 -‬‬ ‫‪286‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫‪:‬‬ ‫ن‬ ‫زيدا‬ ‫د‪ .‬محمود‬ ‫‪:‬‬ ‫انظر‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m392‬‬
‫فلس!ه الدين‬ ‫الى‬ ‫مدح ل حديد‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫الكافور مثلا‪ ،‬في مقابل المعنى الحرفي أو الظاهر‪.‬‬ ‫‪ )8(.al-‬المعنى الباطن أو روح‬
‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫إلخ‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫التناقض‬ ‫‪،‬‬ ‫الانتقام‬ ‫روح‬ ‫(‪)9‬‬ ‫‪m‬‬

‫الكحول ‪..‬‬ ‫الكافور أو روح‬ ‫في الكيمياء‪ ،‬تعني الماهية على نحو ما نقول روح‬ ‫‪ ) 01‬الروح‬ ‫(‬

‫من أن‬ ‫أحيانا‬ ‫يقوله هيجل‬ ‫ما‬ ‫ويفسر ذلك إلى حد‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاته‬ ‫!‬ ‫"الكحول‬ ‫وهنا تكون الروح هي‬

‫نشوة باخوسية يصبح‬ ‫يكون الحق سوى‬ ‫لا‬ ‫"النشوة ‪ -‬أو السكر" وبذلك‬ ‫الحقيقة تتضمن‬

‫(‪.)1‬‬ ‫الأعضاء سكارى‬ ‫جميع‬ ‫فيها‬

‫بكل تلك المعاني السابقة في مؤلفاته‬ ‫"‬ ‫"الروح‬ ‫هذا المصطلح‬ ‫قد استخدم‬ ‫وبالطبع ف!ن هيجل‬

‫تشير "الروح ا‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫بين هذه المعاني‬ ‫في كتبه المتأخرة أن ينسق‬ ‫وان كان قد حاول‬ ‫‪،‬‬ ‫المختلفة‬

‫فهي‬ ‫الضيق‬ ‫بالمعنى‬ ‫أما الروح‬ ‫‪،‬‬ ‫الطبيعة‬ ‫ينتجه في مقابل‬ ‫وما‬ ‫البشري‬ ‫العام إلى الروح‬ ‫بالمعنى‬

‫إلى !الشيئة"‬ ‫!‬ ‫الطبيعة‬ ‫إالنفس‬ ‫مرتبة من‬ ‫السيكولوجية‬ ‫الفرد‬ ‫حياة‬ ‫تشمل‬ ‫التي‬ ‫الذاتي‬ ‫الروح‬

‫إلى‬ ‫عقلية أكثر للنفس من الحدس‬ ‫جوانب‬ ‫بالمعنى الضيق أيضا تشمل‬ ‫وهي‬ ‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬ ‫"‬ ‫إالإرادة‬ ‫إلى‬

‫بين الجماعة الاجتماعية‬ ‫فهي الروح المشترك‬ ‫أما الروح الموضوعي‬ ‫(‪.)3‬‬ ‫الإرادة‬ ‫التفكير إلى‬

‫الفن والدين‬ ‫‪:‬‬ ‫تثممل‬ ‫فهي‬ ‫المطلق‬ ‫أما الروح‬ ‫وقوانينها‪،‬‬ ‫في عاداتها وتقاليدها‬ ‫ما تتجسد‬ ‫نحو‬ ‫على‬

‫الله‬ ‫من‬ ‫تتدفق‬ ‫وهي‬ ‫الله ‪،‬‬ ‫هنا هي‬ ‫المطلق‬ ‫فإن الروح‬ ‫‪،‬‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫في‬ ‫وإذا كنا نتحدث‬ ‫‪.‬‬ ‫والفلسفة‬

‫أن هذه‬ ‫ا‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫في "محاضرات‬ ‫ويعتقد هيجل‬ ‫‪.‬‬ ‫وتلهم الإنسان وتطهره‬ ‫بالروح القدس‬

‫ولم يعطِ‬ ‫‪.‬‬ ‫لله‬ ‫الذاتي‬ ‫أنها الوعي‬ ‫على‬ ‫فهو تصورها‬ ‫وهكذا‬ ‫‪.‬‬ ‫المسيحية‬ ‫محايثة للجماعة‬ ‫الروح‬

‫للمسيح من‬ ‫الحسي‬ ‫الأمر الحضور‬ ‫يتطلب‬ ‫لا‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫أي أسبقية للجماعة المسيحية الأصلية‬ ‫هيجل‬

‫الإيمان به(‪.)4‬‬ ‫أجل‬

‫الأعلى‬ ‫نشره المجلس‬ ‫‪،‬‬ ‫إمام‬ ‫د‪ .‬إمام عبدالفتاح‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫هيجل‬ ‫مصطلحات‬ ‫(‪ )1‬ميخائيل أنوود‪ :‬معجم‬

‫‪. 513 -‬‬ ‫‪512‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫تارلخ‬ ‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫للثقافة بالقاهرة (‪)186‬‬

‫‪.482 -‬‬ ‫الفقرات ‪387‬‬ ‫الفلسفية ‪ -‬الجزء الثاك‪-‬‬ ‫العلوم‬ ‫موسوعة‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )2‬انظر‪ :‬هيجل‬

‫‪. 513‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫ميخائيل أنوود‪ :‬نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫نقلا عن‬

‫‪. 513‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫(‪ )3‬ميخائيل أنوود‪:‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪515-513‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )4‬نفسه‬

‫‪492‬‬
‫ال!مل السايم‬

‫فهذه هي‬ ‫‪،‬‬ ‫حياة الفرد السيكولوجية‬ ‫الذي يمل‬ ‫"‬ ‫الذاتي‬ ‫ويهمنا هنا التوقف عند "الروح‬

‫والنفس هي‬ ‫‪،‬‬ ‫في البدن‬ ‫الفكرة الشاملة بوصفها نفسا‬ ‫وفيها "تحقق‬ ‫‪،‬‬ ‫الفكرة المباشرة للحياة‬

‫التجزيئية‬ ‫هي‬ ‫اْيضا‬ ‫النفى‬ ‫بذلك ترتبط بذاتها‪ .‬ولكن‬ ‫وهي‬ ‫الكلية المباشرة لتخارج الجسد‪،‬‬

‫أخيرا‬ ‫وهي‬ ‫‪.‬‬ ‫التي تظهر من فكرته الشاملة‬ ‫غير تلك‬ ‫يعبر عن تمييزات أخرى‬ ‫لا‬ ‫حتى أن الجسد‬

‫ما يشكل‬ ‫هو‬ ‫وهذا‬ ‫فصلهما‪،‬‬ ‫يمكن‬ ‫والجسد‬ ‫والنفس‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫السلبية اللا متناهية ‪.‬‬ ‫فردية البدن بوصفها‬

‫مكونين‬ ‫طرفا الفكرة عنصرين‬ ‫الموجود الحي يصبح‬ ‫عندما يموت‬ ‫أنه‬ ‫غير‬ ‫‪،‬‬ ‫الحي‬ ‫فناء الموجود‬

‫(‪.)1‬‬ ‫مختلفين‬

‫التي‬ ‫الكلية‬ ‫النفس أو الروح‬ ‫هذا النص إلى أن الحياة الإنسانية أساسها‬ ‫في‬ ‫هيجل‬ ‫ويشير‬

‫بها‬ ‫يتأثر‬ ‫شك‬ ‫بلا‬ ‫إنه‬ ‫حيث‬ ‫؟‬ ‫للنفس‬ ‫يمثل السلب‬ ‫بما‬ ‫هو‬ ‫والجسد‬ ‫بالجسد‪،‬‬ ‫منها‬ ‫جزء‬ ‫يمتزج‬

‫طبيعة‬ ‫من‬ ‫هنا بأن النفس‬ ‫يعترف‬ ‫كما أن هيجل‬ ‫‪.‬‬ ‫عنه مماته‬ ‫فصلها‬ ‫فبها حياته وفي‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ويأتمر بأمرها‬

‫فصلهما‪.‬‬ ‫يمكن‬ ‫أنه‬ ‫باعتبار‬ ‫مختلفة عن الجسم‬

‫ثلاث‬ ‫لها‬ ‫داخل حدودها‬ ‫ف!نها‬ ‫‪،‬‬ ‫هيجل‬ ‫تعبير‬ ‫عن طبيعة النفس داخل الذات الحية بحسب‬ ‫أما‬

‫أو التوالد‬ ‫والإنتاج‬ ‫‪cIrritabili‬‬ ‫لإثارة ‪+‬‬ ‫وا‬ ‫التهيج‬ ‫وسهولة‬ ‫‪،‬‬ ‫‪Sensibil +‬‬ ‫الحساسية‬ ‫‪:‬‬ ‫هى‬ ‫صور‬

‫مع نفسه؟‬ ‫يكون في علاقة مباشرة وبسيطة‬ ‫‪ cReproduction‬فالكائن الحي في حالة الحساسية‬

‫وتباعده‬ ‫أي عضو‬ ‫يكون ثمة حقيقة لتخارج‬ ‫لا‬ ‫بحيث‬ ‫؟‬ ‫البدن‬ ‫مع‬ ‫كليا‬ ‫حاضرة‬ ‫النفس‬ ‫تكون‬ ‫إذ‬

‫على نفسه وأخيرا‬ ‫بقية الأعضاء‪ ،‬أما في حالة التهيج والإثارة فيبدو الكائن الحي منقسما‬ ‫عن‬

‫الداخلي بين‬ ‫التمايز‬ ‫على الدوام من‬ ‫‪.‬‬ ‫يستعيد نفسه‬ ‫والتوالد‬ ‫الإنتاج‬ ‫الكائن الحي في حالة‬ ‫ف!ن‬

‫داخل‬ ‫إلا‬ ‫المستمرة هذه‬ ‫الفاعل الحي في عملية تجديد نفسه‬ ‫ولا يوجد‬ ‫‪.‬‬ ‫وجوارحه‬ ‫أعضائه‬

‫نفسه (‪.)2‬‬ ‫حدود‬

‫لكنه‬ ‫‪3‬ولولعقأ‪،‬‬ ‫جن!‬ ‫أو‬ ‫كلي‬ ‫أو بالقوة‬ ‫فهو ضمنا‬ ‫قض‬ ‫تنا‬ ‫"‬ ‫بأنه‬ ‫الكائن الحي‬ ‫موت‬ ‫ويفسر هيجل‬

‫في ذاته يعد عضوا‬ ‫الكائن الحي‬ ‫اْن‬ ‫بمعنى‬ ‫فردا"(‪.)3‬‬ ‫لا بوصفه‬ ‫إ‬ ‫مباشرا‬ ‫وجودا‬ ‫يوجد‬ ‫لا‬ ‫مع ذلك‬

‫بدون‬ ‫‪،‬‬ ‫بالقاهرة‬ ‫مدبولي‬ ‫مكتبة‬ ‫‪،‬‬ ‫إمام‬ ‫إمام عبدالفتاح‬ ‫د‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ترجمة‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفية‬ ‫العلوم‬ ‫موسوعة‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )1‬هيجل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫‪.453‬‬ ‫ص‬ ‫تاريخ‬
‫‪ww‬‬ ‫‪،‬‬

‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫ص ‪.455‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )2‬نفسه‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫ص ‪.457‬‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )3‬نفسه‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪592 .‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫ل حدي د‬ ‫عدح‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫من نفس الجنس‬ ‫اَخر‬ ‫ومواجهته مع عضو‬ ‫التوالد‬ ‫بفكرة‬ ‫لغويا‬ ‫يرتبط‬ ‫وهو‬ ‫‪،‬‬ ‫أو نوع‬ ‫في‪.al-m‬جن!‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪e‬‬ ‫‪b‬‬
‫جديد في الجنس‪،‬‬ ‫توالد عضو‬ ‫‪:‬‬ ‫الأول‬ ‫‪:‬‬ ‫وجهان‬ ‫الجنس‬ ‫ولمسار‬ ‫‪.‬‬ ‫في الجنس‬ ‫عضوا‬ ‫لذاته‬ ‫‪ h.co‬تجعله‬
‫‪m‬‬

‫ذلك‬ ‫لكن‬ ‫خالدة‬ ‫عند هيجل‬ ‫فالروح‬ ‫(‪.)1‬‬ ‫في الجنس‬ ‫وتحلله‬ ‫بتفككه‬ ‫الكائن الحي‬ ‫موت‬ ‫‪:‬‬ ‫والثاني‬

‫وهم يموتون‬ ‫والتوتر‪،‬‬ ‫النشاط‬ ‫فيها‬ ‫حياة الحيوان‬ ‫فحياتهم مثل‬ ‫‪،‬‬ ‫يموتون‬ ‫لا‬ ‫يعني أن البشر‬ ‫لا‬

‫الحياة عادة أو إدمان (‪.)2‬‬ ‫عندما تصبح‬

‫لا‬ ‫ما‬ ‫تقدم إلى‬ ‫نحو‬ ‫أو‬ ‫نحو اللا متناهي الزائف‬ ‫بدايتها‬ ‫اإن الحياة تسير بالكائن الحي في‬

‫فكرتها الشاملة هي أن تتغلب على هذه‬ ‫من حيث‬ ‫؟‬ ‫الحياة‬ ‫الحقيقية لمسار‬ ‫النتيجة‬ ‫غير أن‬ ‫‪،‬‬ ‫نهاية‬

‫تعود إلى‬ ‫إنها‬ ‫‪.‬‬ ‫حياة ‪.‬‬ ‫في صورة‬ ‫الاتجاهات‬ ‫تزال تكتنفها الفكرة من جميع‬ ‫لا‬ ‫المباشرة الي‬

‫الحيوية‬ ‫ولا يمثل موت‬ ‫بذاته‬ ‫‪ kind‬حر قائم‬ ‫إلى حقيقتها وتدخل في الوجود كجنس‬ ‫ذاتها‪،‬‬

‫"(‪.)3‬‬ ‫الفردية المباشرة إلا "ميلاد‪ ،‬للروح‬

‫وكذلك فكرة‬ ‫‪،‬‬ ‫الأهمية في عصر هيجل‬ ‫البالغة‬ ‫فكرة الموت كانت من الموضوعات‬ ‫إن‬

‫بين الفلاسفة المتدينين من أمثال مندلسون‬ ‫واسعا خاصة‬ ‫به انتشارا‬ ‫انتشر الإيمان‬ ‫حيث‬ ‫الخلود؟‬

‫‪-‬‬ ‫بفلسفة ‪ -‬ابن ميمون‬ ‫التأثر‬ ‫متأثرا شديد‬ ‫كان‬ ‫الذي‬ ‫اليهودي‬ ‫الفيلسوف‬ ‫ذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫م)‪.‬‬ ‫‪6‬ة‪17‬‬ ‫(‪-9172‬‬

‫عن خلود‬ ‫فيها‬ ‫ليدافع‬ ‫فيدون الأفلاطونية‬ ‫على غرار محاورة‬ ‫"‬ ‫أشهر أعماله "فيدون‬ ‫حيئ!ذٍ‬ ‫وكتب‬

‫انتشر بين مفكرين أكثر حيوية من‬ ‫وكذلك‬ ‫‪.‬‬ ‫في عصره‬ ‫كانت سائدة‬ ‫التي‬ ‫المادية‬ ‫ضد‬ ‫النفس‬

‫فهو ‪ -‬كما عرفنا‬ ‫أما كانط‬ ‫‪.‬‬ ‫والتقمص‬ ‫أو التناسخ‬ ‫الثانية‬ ‫الولادة‬ ‫بنظريات‬ ‫أخذ‬ ‫الذي‬ ‫أمثال هردر‬

‫للعقل العملي‬ ‫تدعيمها نظريا‪ ،‬وإنما هي مسلمة‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫أن الخلود نظرية‬ ‫قبل ‪ -‬فقد اعتبر‬ ‫من‬

‫هي‬ ‫هـانما‬ ‫‪،‬‬ ‫الحياة‬ ‫ملائمة للقانون الخلقي في هذه‬ ‫أن تصبح‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫إرادتنا‬ ‫ما دامت‬ ‫الخالص‬

‫وبذات‬ ‫‪.‬‬ ‫أزلية‬ ‫حياة‬ ‫متناهي الذي يتطلب‬ ‫اللا‬ ‫في اتجاه‬ ‫تقدمها‬ ‫عن طريق‬ ‫كذلك‬ ‫أن تصبح‬ ‫يمكن‬

‫ذ‬ ‫إ‬ ‫؟‬ ‫بالموت‬ ‫أن يتوقف نشاطهم‬ ‫يمكن‬ ‫لا‬ ‫اْمثاله‬ ‫الرجال‬ ‫جوته إلى أن العظام من‬ ‫الطريقة ذهب‬

‫لابد للطبيعة أن تعمل على تواصله بعد الموت (‪.)4‬‬

‫الصفحة‪.‬‬ ‫ونفس‬ ‫المرجع‬ ‫د‪ .‬إمام عبدالفتاح في نفس‬ ‫للمترجم‬ ‫‪ )1‬هامش‬ ‫(‬

‫نفسه‪.‬‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪.458 -‬‬ ‫‪457‬‬ ‫السابق الإشارة إليها‪ ،‬ص‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫إلى الترجمة‬ ‫المصدر‪،‬‬ ‫نفس‬ ‫‪:‬‬ ‫(‪ )3‬هيجل‬

‫‪. 143‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫ميخائيل أنوود‪ :‬نفس المرجع‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪692‬‬
‫ال!مل السايم‬

‫وبالذات في الفترة المتأخرة من حياته ينظر إلى الموت‬ ‫هذا الجو الفكري راح هيجل‬ ‫وفي‬

‫الحياة‬ ‫هي‬ ‫ليست‬ ‫فحياة الروح‬ ‫؟‬ ‫للحياة‬ ‫إنه رفع‬ ‫‪.‬‬ ‫ذاتها‬ ‫للحياة‬ ‫جوهري‬ ‫أنه مقوم‬ ‫على‬ ‫ومواجهته‬

‫وتدعم نفسها من‬ ‫تعاني الموت‬ ‫التي‬ ‫الحياة‬ ‫الدمار‪ ،‬دانما هي‬ ‫وتتحاشى‬ ‫الموت‬ ‫أمام‬ ‫تجبن‬ ‫التي‬

‫عليه‬ ‫تضفي‬ ‫الإنسان للموت‬ ‫تابلية‬ ‫أ‪ -‬الجزء الثالث أان‬ ‫تال في (الموسوعة‬ ‫هنا‬ ‫ومن‬ ‫‪.‬‬ ‫خلاله‬

‫هذا النحو"( ‪.)I‬‬ ‫على‬ ‫أن يفتقر إليه لو لم يكن‬ ‫الإكراه ‪ JI‬القسر كان يمكن‬ ‫من‬ ‫تحررا‬

‫في‬ ‫وإمحاضرات‬ ‫"‬ ‫الروح‬ ‫في أظاهريات‬ ‫به‬ ‫المرتبطة‬ ‫والطقوس‬ ‫إلى الموت‬ ‫وينظر هيجل‬

‫لوفاة الفرد(‪.)2‬‬ ‫الدنيوية‬ ‫الحياة‬ ‫على‬ ‫كلية ذات مغزى‬ ‫تضفي‬ ‫أنها‬ ‫على‬ ‫أ‪،‬‬ ‫فلسفة الدين‬

‫مكانا في كتابه‬ ‫يعتقد في خلود البشر‪ ،‬وهو يعطي‬ ‫إذ‬ ‫؟‬ ‫المسيح‬ ‫تفسيرا لموت‬ ‫هيجل‬ ‫ويعرض‬

‫نظرها‬ ‫مؤكدا أن وجهة‬ ‫‪،‬‬ ‫كير المسيحية‬ ‫لخلود النفس في الديانات‬ ‫!‬ ‫في فلسفة الدين‬ ‫"محاضرات‬

‫لىان‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ Geist‬خالدة‬ ‫وهو يقول في ذات الكتاب أن الروح‬ ‫‪.‬‬ ‫الله والخلود تتفق مع المميحية‬ ‫عن‬

‫على الرغم‬ ‫أنه‬ ‫والحقيقة‬ ‫‪.‬‬ ‫أزلية‬ ‫الجبال فهي‬ ‫مثل‬ ‫لها‬ ‫حد‬ ‫لا‬ ‫ذات ديمومة‬ ‫ليست‬ ‫أنها‬ ‫كان يضيف‬

‫بوجه عام كان‬ ‫به‬ ‫أن اهتمامه‬ ‫إلا‬ ‫‪،‬‬ ‫به‬ ‫ويؤمن‬ ‫صراحة‬ ‫يذكر الخلود‬ ‫كما هو واضح‬ ‫أن هيجل‬ ‫من‬

‫اهتماما ضئيلا(‪.)3‬‬

‫في أن الخلود الفردي ينفق مع مذهب‬ ‫ميخائيل أنوود عدة مبررات للشك‬ ‫وتد قدم شارحه‬

‫أهمها‪:‬‬ ‫هيجل‬

‫عن سياقه الاجتماعي؟‬ ‫كافيا‬ ‫يتميز تميزا‬ ‫الفرد‬ ‫أن‬ ‫سلفا‬ ‫يفترض‬ ‫الشخصي‬ ‫ا‪ -‬أن الخلود‬

‫‪.‬‬ ‫قيمة ومغزى‬ ‫له‬ ‫أن نتصوره ويكون‬ ‫هذا السياق الذي يمكن‬ ‫خارج‬ ‫البقاء‬ ‫يستطيع‬ ‫بحيث‬

‫ف!نه‬ ‫‪،‬‬ ‫المرء عن أي مجتمع‬ ‫انفصل‬ ‫ف!ذا ما‬ ‫‪،‬‬ ‫الفردي‬ ‫من أنصار المذهب‬ ‫هيجل‬ ‫يكن‬ ‫ولم‬

‫وهكذا‬ ‫‪.‬‬ ‫بها‬ ‫يكون بشرا عاجزا عن أن يفكر ويتكلم ويفعل بطريقة بشرية معترف‬ ‫بالكاد‬

‫مسألة غير‬ ‫‪،‬‬ ‫البشري‬ ‫للمجتمع‬ ‫أو ذكرى‬ ‫أثر‬ ‫من أي‬ ‫محروم‬ ‫الموجود البشري‬ ‫بقاء‬ ‫ف!ن‬

‫فيها‪ ،‬بل إنها أيضا غير معقولة‪.‬‬ ‫مرغوب‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫أ‪.‬‬ ‫صك!‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫المرجع‬ ‫نفس‬ ‫(‪ )1‬نقلا عن‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬ ‫‪l-m‬‬ ‫‪. 145‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫(‪ )2‬نفسه‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬ ‫‪. 146‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫نفسه‬ ‫)‬ ‫(‪3‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m792‬‬
‫هلس!ه الدين‬ ‫الى‬ ‫!ديد‬ ‫مدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫أحد يستطيع‬ ‫لا‬ ‫إنه‬ ‫تقول‬ ‫التي‬ ‫فنظريته‬ ‫مع الخلود؟‬ ‫تتعارض‬ ‫‪ -2‬أن النزعة التاريخية عند هيجل‬ ‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫بطريقة تنبؤية‬ ‫سواء‬ ‫‪،‬‬ ‫بأي تفاصيل عن المستقبل‬ ‫تمنعنا من الحديث‬ ‫أن يقفز فوق عصره‬ ‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬

‫عن الحياة بعد الموت ‪.‬‬ ‫له مغزى‬ ‫أيضا أي حديث‬ ‫تستبعد‬ ‫وسوف‬ ‫‪،‬‬ ‫أو بطريقة فرضية‬

‫‪،‬‬ ‫المتداخلة للأشخاص‬ ‫البنية‬ ‫بل‬ ‫بقاء الأفراد‪،‬‬ ‫لي!س هو‬ ‫كان يهم هيجل‬ ‫ما‬ ‫ف!ن‬ ‫وعموما‬

‫ثم‬ ‫فيها‪،‬‬ ‫بالإسهام‬ ‫الأفراد‬ ‫يقوم‬ ‫التي‬ ‫والروح المطلق‬ ‫الموضوعي‬ ‫الروح‬ ‫والتي تشكل‬

‫بعد ذلك(‪.)1‬‬ ‫ما يقدمونه‬ ‫لديهم‬ ‫بعد أن لا يكون‬ ‫يموتون‬

‫‪. 914 - 148‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫السابق‬ ‫ميخائيل أنوود‪ :‬نف! المرجع‬ ‫(‪)1‬‬

‫‪892‬‬
‫المحتويات‬

‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫‪.‬‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ، . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪. . . . . . . . . . . . .‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫ء‬ ‫ا‬ ‫هد‬ ‫لأ‬ ‫ا‬

‫‪7‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪......‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪........................................‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫تصدير‬

‫الأديان‬ ‫وتصنيف‬ ‫الدين‬ ‫مفهوم‬ ‫‪:‬‬ ‫الأول‬ ‫الفصل‬

‫‪17‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪..........‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪............‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫تمهد‬

‫‪، 7‬‬ ‫‪.......................................-..................-..........................‬‬ ‫للدين‬ ‫اللغوي‬ ‫المعنى‬ ‫‪.‬‬ ‫اولا‬

‫‪4 9‬‬ ‫‪........................‬‬ ‫‪...................‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.........‬‬ ‫‪..‬‬ ‫للدين‬ ‫الاصطلاحى‬ ‫المعنى‬ ‫ثانياْ‬

‫‪25‬‬ ‫‪.......................................‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪...................‬‬ ‫‪...........‬‬ ‫وبواعثه‬ ‫الدين‬ ‫‪ .‬نثاة‬ ‫"لالثا‬

‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪.........................................................‬‬ ‫الأديالىْ‬ ‫تص!ي!‬ ‫‪.‬‬ ‫رابعا‬

‫‪3 5‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...............‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪...........‬‬ ‫العلمية‬ ‫عْير‬ ‫التصنيفات‬ ‫‪-‬‬ ‫أ‬

‫‪3 7‬‬ ‫‪....................-................‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪..‬‬ ‫العلممة‪....‬‬ ‫التصنمفات‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪93‬‬ ‫‪.........‬‬ ‫‪............................:‬‬ ‫والأديادْ العامة يْر العالم الحديث‬ ‫الخاصة‬ ‫الأديالىْ‬ ‫خامسا‪:‬‬

‫‪ht‬‬ ‫‪04‬‬ ‫‪0000000000000000000000000000000000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0000000000000000‬‬ ‫‪...‬‬ ‫المذهبية‬ ‫لْي مقابل‬ ‫الفردي‬ ‫التصوف‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0000000000000000000‬‬ ‫بها‪000000000.....‬‬ ‫المعترف‬ ‫غير‬ ‫الأديان‬ ‫مقابل‬ ‫بها‬ ‫المعتر!‬ ‫الأديان‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪992.‬‬
‫ارديلى‬ ‫هلسطه‬ ‫الى‬ ‫حد!‬ ‫الت!كدلمدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫لصفحة‬ ‫الموضوخ‬ ‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪41‬‬ ‫‪......‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪.........‬‬ ‫الخاصة‬ ‫الدينية‬ ‫الديانات‬ ‫العامة مقابل‬ ‫المدلْية‬ ‫الديانات‬ ‫(‪)3‬‬

‫‪42‬‬ ‫العام‬ ‫النطاق الذكوري‬ ‫مقابل‬ ‫والأخلاق‬ ‫للدين‬ ‫الخاص‬ ‫(‪ )4‬النطاق النسوي‬

‫‪43‬‬

‫الدين‬ ‫ونلسفة‬ ‫الدين‬ ‫‪:‬‬ ‫الثاني‬ ‫الفصل‬

‫‪94‬‬

‫‪94‬‬

‫‪54‬‬

‫‪56‬‬

‫‪06‬‬ ‫‪.............‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪......‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪............‬‬ ‫الدين‬ ‫فلاسفة‬ ‫أول‬ ‫ربروديموس‬ ‫اكسينوفادْ‬ ‫رابعا‪:‬‬

‫‪63 .........................‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪..........................‬‬ ‫الدينية‬ ‫وفلسفتهما‬ ‫وافلاطون‬ ‫سقراط‬ ‫‪:‬‬ ‫خاما‬

‫‪66‬‬

‫‪96‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪......‬‬ ‫‪...................................‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫الهللينستي‪.‬‬ ‫العصر‬ ‫لْي‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫سابعا‬

‫‪74‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪........................................................‬‬ ‫السماوية‬ ‫الأديان‬ ‫لْي ظل‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫‪:‬‬ ‫ْلامنا‬

‫الحديث‬ ‫فلسفة الدين في العصر‬ ‫‪:‬‬ ‫الثاك‬ ‫الفصل‬

‫‪98‬‬

‫‪.3 00‬‬
‫يات‬ ‫لهحتو‬ ‫ا‬

‫لصفحة‬ ‫ا‬ ‫لموضوع‬ ‫ا‬

‫‪9‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00000000.-......................................................‬‬ ‫الحديث‬ ‫العصر‬ ‫لْي‬ ‫اولا‪ :‬نشأة فل!فة الدين‬

‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪000000000000000000000000000000000000000000000000‬‬ ‫‪000000000000:‬‬ ‫والمثاليين‬ ‫بين التجريبيين‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫ْلانيا‪:‬‬

‫‪9‬‬ ‫‪4‬‬ ‫والتنويرلين‪0000000000000000000000000000000000000000000000000.....‬‬ ‫التجريبيين‬ ‫ا‪ -‬فلسفة الدين عند‬

‫‪004‬‬ ‫‪..................................................‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫المثاليين‬ ‫‪ -‬فلسفة الدين عند‬ ‫ب‬

‫‪601‬‬ ‫‪........-.........................................‬‬ ‫‪...............................‬‬ ‫‪.:‬‬ ‫كانط‬ ‫عند‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫ْلالثا‪:‬‬

‫‪701‬‬ ‫‪00000000000000000000000000000000000000000000‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪00‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪..‬‬ ‫كانط‬ ‫عند‬ ‫الدين‬ ‫لفلسفة‬ ‫النقدي‬ ‫ا‪ -‬المنحى‬

‫‪011‬‬ ‫‪00000000000000000000000000000000،0000،00000‬‬ ‫‪00.:‬‬ ‫الايجابي لفلسفة الدين عند كانط‬ ‫‪ -‬المنحى‬ ‫ب‬

‫‪144‬‬ ‫‪...........................................................‬‬ ‫الدين‬ ‫والحرية أساس‬ ‫(‪ )1‬الأخلاق‬

‫‪114‬‬ ‫‪0000000000000000000000000000000000000000000000000‬‬ ‫‪0000‬‬ ‫‪000000000000000000000000000000‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ليهودية‬ ‫ا‬ ‫نقد‬ ‫)‬ ‫(‪2‬‬

‫‪115‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...........-..-...‬‬ ‫‪.........،.،‬‬ ‫‪.،........‬‬ ‫‪...-.-.........‬‬ ‫الكنسية‬ ‫التقليدية‬ ‫المسيحية‬ ‫) لْقد‬ ‫(‪3‬‬

‫‪116‬‬ ‫‪000.-...................................................................‬‬ ‫ولْقد الإسلام‬ ‫لْي مدح‬ ‫(‪)4‬‬

‫‪118‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.................................‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...........................‬‬ ‫كانط‬ ‫عند‬ ‫الحقيقي‬ ‫الدين‬ ‫أسس‬ ‫جى‪-‬‬

‫‪121‬‬ ‫‪...........................................‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..........‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.....:‬‬ ‫هيجل‬ ‫عند‬ ‫الدين‬ ‫فلسفة‬ ‫رابعا‪:‬‬

‫‪823‬‬ ‫‪.............................................................................‬‬ ‫الدين عند هيجل‬ ‫أ‪ -‬مفهوم‬

‫علاقة الفلسفة بالدين ‪.....-................................................................. .....‬‬ ‫ب‪-‬‬


‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬ ‫‪912‬‬ ‫(الله) عند هيجل‬ ‫‪-%‬‬
‫‪-m‬‬ ‫‪0000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000000‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪103 +‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪.a‬‬ ‫‪w‬‬
‫الدد!‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫حديد‬ ‫الن!كدلع!حل‬
‫‪l-‬‬ ‫‪m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫الموضوع‬

‫الله‬ ‫وأدلة وجود‬ ‫الألوهية‬ ‫‪:‬‬ ‫الرابع‬ ‫الفصل‬

‫‪13‬‬

‫‪14‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.........................‬‬ ‫‪................‬‬ ‫القديمة‬ ‫مصر‬ ‫في‬ ‫التوحيد‬ ‫اولا‪ :‬نشأة‬

‫‪14‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القديم‬ ‫الهندي‬ ‫الفكر‬ ‫!ي‬ ‫الألوهية‬ ‫ثانيا‪:‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫‪..‬‬ ‫الأحْرى‬ ‫القديم‬ ‫الشرق‬ ‫حضارات‬ ‫لدى‬ ‫الألوهية‬ ‫ثالثا‪:‬‬

‫‪15‬‬ ‫‪....................‬‬ ‫أفلاطون‬ ‫على‬ ‫السابق‬ ‫اليوناني‬ ‫الفكر‬ ‫في‬ ‫الألوهية‬ ‫‪:‬‬ ‫رابعا‬

‫‪16‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.............:‬‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫عقلية‬ ‫براهين‬ ‫واول‬ ‫أفلاطودْ‬ ‫‪:‬‬ ‫خامسا‬

‫‪16‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪..............‬‬ ‫‪.،.............‬‬ ‫‪......‬‬ ‫فاعلة‬ ‫كعلة‬ ‫الاله‬ ‫‪ -‬برهادْ وجود‬ ‫ا‬

‫‪16‬‬
‫‪................‬‬ ‫)‪..-..........‬‬ ‫الكوني (الإله كعلة محركة‬ ‫البرهان‬ ‫‪-‬‬ ‫ب‬

‫‪16‬‬ ‫‪........................................‬‬ ‫‪........‬‬ ‫النظام‬ ‫أو‬ ‫الغائية‬ ‫برهالىْ‬ ‫جى‪-‬‬

‫‪16‬‬

‫‪16‬‬

‫‪16‬‬ ‫‪..‬‬ ‫الإله‬ ‫وجود‬ ‫في البرهنة على‬ ‫افلاطون‬ ‫طريق‬ ‫يواصل‬ ‫ارسطو‬ ‫‪:‬‬ ‫سادسا‬

‫‪916‬‬ ‫)‪............:‬‬ ‫(الله‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫والبرهنة‬ ‫السماوية‬ ‫الأديان‬ ‫فلاسمْة‬ ‫‪:‬‬ ‫سابعا‬

‫‪047‬‬

‫‪172‬‬

‫‪4 7R‬‬

‫‪183‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫والمعاصرين‬ ‫المحدثين‬ ‫الفلاسمْة‬ ‫عند‬ ‫)‬ ‫الله‬ ‫(‬ ‫ادلة وجود‬ ‫‪:‬‬ ‫ثامنا‬
‫ليثئويات‬ ‫ا‬

‫الصفحة‬ ‫الموضوع‬

‫الشر ني العالم‬ ‫مشكلة‬ ‫‪:‬‬ ‫الخاص‬ ‫الفصل‬

‫‪،59‬‬

‫‪591‬‬ ‫واليونالْي القديم ‪...........‬‬ ‫الخير والشر لْي الفكر الرقي‬ ‫أولا‪ :‬اصل‬

‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬


‫الفديمة‪.......................‬‬ ‫الاسكندرية‬ ‫فلاسفهْ‬ ‫عند‬ ‫الشر‬ ‫مثحكلة‬ ‫ثانيا‪:‬‬

‫‪702‬‬ ‫‪.........................................‬‬ ‫السماوية‬ ‫الأديادْ‬ ‫لْي‬ ‫الشر‬ ‫مشكلة‬ ‫ْلالثا‪:‬‬

‫‪211‬‬ ‫‪.....................................‬‬ ‫‪.:‬‬ ‫الحديثة‬ ‫لْي الفلسفة‬ ‫الشر‬ ‫رابعا‪ :‬مشكلة‬

‫‪211‬‬

‫‪213‬‬

‫‪215‬‬

‫‪217‬‬

‫والنبوة والمعجزات‬ ‫الوحي‬ ‫‪:‬‬ ‫السادس‬ ‫الفصل‬

‫‪227‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪22‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪......................13‬‬ ‫السماوية‬ ‫الأديادْ‬ ‫قي‬ ‫ثمة وحي‬ ‫كالىْ‬ ‫‪ -‬هل‬ ‫أ‬

‫‪23‬‬ ‫‪0‬‬ ‫)‪.........‬‬ ‫في الأديان السماوية (فيلون وابن خلدون‬ ‫الوحي‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪232‬‬ ‫عند فيلودْ‪.....................ْ...........................‬‬ ‫طروْ الوحي‬ ‫!‪-‬‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬ ‫‪234‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak 234‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪303 +‬‬
‫الديل‬ ‫هلسمه‬ ‫إلى‬ ‫حديد‬ ‫التعكدلمدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫لصفحة‬ ‫لموضوع‬ ‫‪ak‬‬
‫ا‬ ‫ا‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪235‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪0 0 0 0 0 0 0 0 0‬‬ ‫ة‬ ‫لنبو‬ ‫ا‬ ‫منكرو‬ ‫‪-‬‬ ‫ب‬

‫‪236‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.................................................‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫الفارابي‬ ‫عند‬ ‫النبوة‬ ‫‪ -‬نظرية‬ ‫!‬

‫‪238‬‬ ‫‪.................‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.......‬‬ ‫‪..-.........‬‬ ‫‪............‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...........‬‬ ‫النبوة‬ ‫في‬ ‫سينا‬ ‫ابن‬ ‫نظرية‬ ‫‪-‬‬ ‫د‬

‫‪923‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪......‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪..........‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...........‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪......‬‬ ‫الغزالي‬ ‫عند‬ ‫النبوة‬ ‫هـ‪-‬‬

‫‪024‬‬ ‫‪...........................................................................‬‬ ‫النبوة‬ ‫لْي‬ ‫ابن رشد‬ ‫و ‪ -‬نظرية‬

‫‪242‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪...،‬‬ ‫‪.،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪............‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪.،..،..........................‬‬ ‫‪.،.‬‬ ‫ميمون‬ ‫ابن‬ ‫عند‬ ‫النبوة‬ ‫‪-‬‬ ‫ز‬

‫‪242‬‬ ‫‪00000000000000000000000000000000000000000000000000‬‬ ‫سبينوزا‪00000000000000000000000000000...‬‬ ‫‪ -‬النبوة عند‬ ‫ح‬

‫‪245‬‬ ‫‪...................‬‬ ‫‪.................................................................................:‬‬ ‫‪ :‬المعجزات‬ ‫ثالثا‬

‫‪245‬‬ ‫واصطلاحا‪................................................................‬‬ ‫لغويا‬ ‫المعجزة‬ ‫ممْهوم‬ ‫‪-‬‬ ‫أ‬

‫‪246 ....................‬‬ ‫‪.......................:‬‬ ‫بين القبول والرفصْ‬ ‫الأديادْ‬ ‫مْي‬ ‫دور المعجزة‬ ‫ب‪-‬‬

‫‪248‬‬ ‫)‪...........................................‬‬ ‫والغزالي‬ ‫(الأشاعرة‬ ‫للمعجزات‬ ‫المؤيدولىْ‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬

‫‪251‬‬ ‫وسبيْوزا)‪.....................-......‬‬ ‫وابن رشد‬ ‫(المعتزلة‬ ‫للمعجزات‬ ‫المنكرولىْ‬ ‫(‪)2‬‬

‫والبعث‬ ‫النفس‬ ‫‪:‬‬ ‫السابع‬ ‫الفصل‬

‫‪261‬‬ ‫‪.............،..،..............................................................،............................‬‬ ‫‪.،.......‬‬ ‫تمهيد‬

‫‪263‬‬ ‫‪.....................................................................:‬‬ ‫القديمة‬ ‫مصر‬ ‫لْي‬ ‫أولا‪ :‬النفس والخلود‬

‫‪24‬‬ ‫واصلها‪....................................................................‬‬ ‫‪ -‬الروح‬ ‫النف!‬ ‫ممْهوم‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‬

‫‪265‬‬ ‫‪.....................‬‬ ‫والخلود)‪......................‬‬ ‫(التناسحْ‬ ‫‪ -‬المصير الأحْروي للنفس‬ ‫ب‬

‫‪267‬‬ ‫‪...............................................‬‬ ‫‪:‬‬ ‫الأحْرى‬ ‫القديم‬ ‫بلاد الشرق‬ ‫مْي‬ ‫والخلود‬ ‫النفس‬ ‫‪:‬‬ ‫ثانيا‬

‫‪+‬‬ ‫‪34‬‬
‫يات‬ ‫ليحتو‬ ‫ا‬

‫الصفحة‬
‫الموضوع‬

‫‪267‬‬
‫‪...............................................‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪........‬‬ ‫الهندي‬ ‫الفكر‬ ‫يْر‬ ‫‪-‬‬ ‫ا‬

‫‪27 0‬‬
‫‪.........................................................،..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪............‬‬ ‫القديم‬ ‫الصيني‬ ‫‪ -‬لْي الفكر‬ ‫ب‬

‫‪271‬‬
‫‪................................‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪....،..،..،..‬‬ ‫‪.......................‬‬ ‫البابلي القديم‬ ‫يْر الفكر‬ ‫‪-‬‬ ‫جى‬

‫‪272‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪..........‬‬ ‫‪..................-...............-‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪................‬‬ ‫‪:‬‬ ‫اليونان‬ ‫لدى‬ ‫والخلود‬ ‫النفس‬ ‫ثالثا‪:‬‬

‫‪272‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . . . . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫الأورفية‬ ‫عند‬ ‫‪-‬‬ ‫أ‬

‫‪274‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.-.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪.-.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. .‬‬ ‫الفيثاغورية‬ ‫عند‬ ‫‪-‬‬ ‫ب‬

‫‪275‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . . . . . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫وأفلاطون‬ ‫سقراط‬ ‫عند‬ ‫‪-‬‬ ‫ب‬

‫‪27‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪...-.-.--.-.-‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..............................:‬‬ ‫الديْية‬ ‫لْي الفلسفات‬ ‫الأخروي‬ ‫والمصير‬ ‫رابعا‪ :‬النفس‬

‫‪N27‬‬
‫‪.................................................‬‬ ‫‪..‬‬ ‫)‪.........‬‬ ‫الإسكندري‬ ‫(فيلولىْ‬ ‫لْي اليهودية‬ ‫‪-‬‬ ‫أ‬

‫‪028‬‬
‫)‪...............................................-.......................‬‬ ‫(اوغسطين‬ ‫‪ -‬في المسبحية‬ ‫ب‬

‫‪281‬‬
‫‪..............................................‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪....‬‬ ‫)‪.....‬‬ ‫والرازي‬ ‫(الكندي‬ ‫‪ -‬لْي الإسلام‬ ‫!‬

‫‪2‬‬ ‫‪8 4‬‬


‫سينا)‪.........................................-....................‬‬ ‫وابن‬ ‫(الفارابي‬ ‫د ‪ -‬مْي الاسلام‬

‫‪287‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.............‬‬ ‫‪..................‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫)‬ ‫الفلاسمْة‬ ‫ينتقد‬ ‫(الغزالي‬ ‫الإسلام‬ ‫في‬ ‫هـ‪-‬‬

‫‪288‬‬
‫‪..................................................:‬‬ ‫الحديث‬ ‫الغربي‬ ‫لْي الفكر‬ ‫والخلود‬ ‫النفس‬ ‫‪:‬‬ ‫خامسا‬

‫‪288‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫ديكارت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪I‬‬

‫‪092‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪........‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . . . . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . . . . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . . . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪. . ، . ، .‬‬ ‫نط‬ ‫‪S‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ب‬

‫‪92‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪...‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.....‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪....‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪. . .‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪...‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪..‬‬ ‫‪........‬‬ ‫هيجل‬ ‫‪-‬‬ ‫بر‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪303 +‬‬
ht
tp
://
ww
w.
al-m
ak
ta
be
h.
co
m
‫الت!‪11‬‬ ‫مدفد‬ ‫ا‪/‬‬ ‫ة‬ ‫الدد‬ ‫هق أة ات اؤا ‪ 51‬د‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫في منطق المعرفة العلمية عند أرسطو‪6891 ،‬‬ ‫‪ -‬دراسة‬ ‫‪ -‬نظرية العلم الأرسطية‬ ‫أ‬

‫‪ 8491‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والغربية‬ ‫وأثرها في الفلسفة الإسلامية‬ ‫عند أفلاطون‬ ‫الألوهية‬ ‫‪ - 2‬فكرة‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪8591‬‬ ‫‪ - 3‬نظرية المعرفة عند أرسطو‪،‬‬

‫م‪.‬‬ ‫‪8891‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العالم‬ ‫ايقظوا‬ ‫‪ - 4‬فلاسفة‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪2،91‬‬ ‫‪،‬‬ ‫واليونانية‬ ‫في الفلسفة المصرية‬ ‫للفلسفة القديمة ‪ -‬دراسات‬ ‫‪ - 5‬نحو تأريخ جديد‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪5991‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العربية‬ ‫باللغة‬ ‫الفلسفي‬ ‫للتأريخ‬ ‫جديدة‬ ‫رؤية‬ ‫‪ - 6‬نحو‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪5991‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫والفلسفة‬ ‫الشرقي‬ ‫بين التراث‬ ‫الفلسفية‬ ‫الإسكندرية‬ ‫‪ - 7‬مدرسة‬

‫ومذاهبها‪ 5991 ،‬م‪.‬‬ ‫معناها‬ ‫‪ - 8‬فلسفة التاريخ ‪-‬‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫الأدبي (بالاشتراك )‪5991 ،‬‬ ‫الثانوي‬ ‫الثالث‬ ‫للصف‬ ‫‪ - 9‬التفكير الفلسفي‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫الأدبي (بالاشتراك )‪5991 ،‬‬ ‫الثانوي‬ ‫الثالث‬ ‫للصف‬ ‫‪ - 01‬التفكير المنطقي‬

‫‪. 7991x‬‬ ‫‪،،‬‬ ‫والقوانين‬ ‫"الجمهورية‬ ‫‪ -‬قراءة في محاورتي‬ ‫‪ - 11‬مكانة المرأة في فلسفة أفلاطون‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪7991‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫‪ -‬قراءة في الفكر التاريخي عند‬ ‫التاريخ‬ ‫‪ - 12‬من التاريخ إلى فلسفة‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪7991‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫للفلسفة‬ ‫الثرقية‬ ‫‪ - 13‬المصادر‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬ ‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪7991‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونان‬ ‫عند‬ ‫الفلسفي‬ ‫لقراءة الفكر‬ ‫‪ - 14‬مدخل‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪m703‬‬
‫الديل‬ ‫هلس!ه‬ ‫الى‬ ‫جديد‬ ‫الت!كدلمدحل‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w‬‬
‫‪.‬‬ ‫ام‬ ‫‪899‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الفلسفة‬ ‫إلى‬ ‫جديد‬ ‫‪.al-‬مدخل‬
‫‪-m 15‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪ 899‬ام ‪.‬‬ ‫القديمة‬ ‫في مصر‬ ‫السياسي‬ ‫‪ - 16‬الخطاب‬ ‫‪co‬‬
‫‪،‬‬
‫‪m‬‬

‫‪ 8991‬م‪.‬‬ ‫السوفسطاثيين‪،‬‬ ‫السابقون على‬ ‫)‬ ‫الأول‬ ‫(الجزء‬ ‫شرقي‬ ‫من منظور‬ ‫اليونانية‬ ‫‪ - 17‬تاريخ الفلسفة‬

‫‪ 9991‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫العولمة‬ ‫‪ - 18‬ضد‬

‫‪.‬‬ ‫م‬ ‫‪9991‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الثقافة‬ ‫فلسفة‬ ‫‪ - 91‬في‬

‫ام ‪.‬‬ ‫اليو‬ ‫‪،‬‬ ‫ابن خلدون‬ ‫حتى‬ ‫القديم من صولون‬ ‫الفكر السياسي‬ ‫‪ - 02‬تطور‬

‫‪ -‬أفلاطون ‪،‬‬ ‫‪ -‬سقراط‬ ‫)‪ ،‬السوفسطائيون‬ ‫الثاني‬ ‫(الجزء‬ ‫شرقي‬ ‫منظور‬ ‫‪ - 21‬تاريخ الفلسفة القديمة من‬

‫‪.‬‬ ‫‪?0002‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪0002x‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ايالفية السابعة‬ ‫إلى‬ ‫معَا‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬بين قرنين‬ ‫‪22‬‬

‫‪. 2002r‬‬ ‫‪،‬‬ ‫في القرن العشرين‬ ‫المعاصرة‬ ‫‪ - 23‬رواد التجديد في الفلسفة المصرية‬

‫‪ 2002‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ -‬حياته وفلسفته‬ ‫طاليس‬ ‫‪ - 24‬أرسطو‬

‫‪ 2002‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الإسلامي‬ ‫‪ -‬رائد التصوف‬ ‫(‪ )1‬ذو النون المصري‬ ‫المصري‬ ‫‪ - 25‬أعلام التراث الفلسفي‬

‫م‪.‬‬ ‫‪2"3‬‬ ‫‪،‬‬ ‫النقدية‬ ‫وفلسفته‬ ‫بن رضوان‬ ‫(‪ )2‬علي‬ ‫المصري‬ ‫‪ - 26‬اعلام التراث الفلسفي‬

‫والحوار الأخير‪ 3002 ،‬م‪.‬‬ ‫محمود‬ ‫(‪ )3‬زكي نجيب‬ ‫‪ - 27‬اعلام التراث الفلسفي المصري‬

‫م‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫مو‬ ‫‪3‬‬ ‫‪،‬‬ ‫التفاعل الحضاري‬ ‫‪ - 28‬ما بعد العولمة ‪ -‬قراءة لمستقبل‬

‫م‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫لمهو‬ ‫‪،‬‬ ‫والواقع العملي‬ ‫النظري‬ ‫بين الخطاب‬ ‫الإنسان المعاصر‬ ‫‪ - 92‬حقوق‬

‫‪. )4002‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫في مصر‬ ‫‪ - 03‬الفكر الفلسفي‬

‫م‪.‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬مو‬ ‫مصر‪،‬‬ ‫‪ - 31‬ثقافة التقدم وتحديث‬

‫(تحرير)‪،‬‬ ‫المعاصرة‬ ‫الخديات‬ ‫ظل‬ ‫قضايانا القومية في‬ ‫الفلحفة لخدمة‬ ‫‪-‬‬ ‫التطبيقية‬ ‫الفلسفة‬ ‫‪- 32‬‬

‫‪ 5002‬م‪.‬‬

‫‪ 5002‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫المتأخرة‬ ‫والمدارس‬ ‫‪ - 33‬فلمفة أرسطو‬

‫(بالاشتراك )‪ 5002 ،‬م‪.‬‬ ‫والمهارات‬ ‫التفكير العلمي ‪ -‬الأسمى‬ ‫‪-34‬‬

‫‪+‬‬ ‫‪803‬‬
‫عول!ات‬

‫‪ 6002‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫إنسانية واحدة‬ ‫حضارة‬ ‫بناء‬ ‫‪ -‬نحو‬ ‫والآخر‬ ‫الأنا‬ ‫‪ -‬جدل‬ ‫‪ -‬في فلسفة الحضارة‬

‫‪ 8002‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫السياسية‬ ‫‪ - 36‬الحرية والديمقراطية والمواطنة ‪ -‬قراءة في فلسفة ارسطو‬

‫‪. 8002r‬‬ ‫‪،‬‬ ‫والعشرين‬ ‫الفكر التربوي العربي للقرن الحادي‬ ‫‪ - 37‬في فلسفة التعليم ‪ -‬نحو إصلاح‬

‫‪ 0102‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫الفعل‬ ‫في الفلسفة التطبيقية وفلسفة‬ ‫ومقالات‬ ‫‪ -‬العلاج بالفلسفة ‪ -‬بحوث‬

‫‪ 0102‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫اليونانية‬ ‫والسعادة في الفلسفة‬ ‫‪ - 93‬الإنسان والحكمة‬

‫‪ - 04‬تاريخ العلم عند العرب ‪ 1102 ،‬م‪.‬‬

‫‪ 1102‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪ - 41‬أعلام الفلسفة ‪ -‬حياتهم ومذاهبهم‬

‫‪ 1102‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫إلى الفلسفة السياسية والاجتماعية‬ ‫‪ - 42‬مدخل‬

‫‪ 1102‬م‪.‬‬ ‫‪،‬‬ ‫القديمة‬ ‫الى الفلسفة الشرقية‬ ‫‪ - 43‬مدخل‬

‫‪ 1102‬م‪.‬‬ ‫مذاهبها‪،‬‬ ‫وأهم‬ ‫ولثأتها‬ ‫معناها‬ ‫‪:‬‬ ‫التاريخ‬ ‫لمهـ فلسفة‬


‫‪-‬‬

‫وتطبيقاتها‪.‬‬ ‫‪ -‬المهارات‬ ‫المادي‬ ‫‪:‬‬ ‫الفلسفي‬ ‫‪ -‬التفكير‬ ‫‪4‬؟‬

‫عه!يم‬ ‫لب‬

‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪ww‬‬
‫‪w.‬‬
‫‪a‬‬‫‪l-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫‪ta‬‬
‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫‪903 +‬‬
‫‪ht‬‬
‫‪tp‬‬
‫‪://‬‬
‫‪w‬‬
‫الفلسفة‬ ‫مَن اضهموا‬ ‫حينما وجد‬ ‫"‬ ‫بيكون‬ ‫فرنسي!‬ ‫"‬ ‫الانجليزي‬ ‫هناك‪ w‬مقولة أثيرة للفيلسوف‬ ‫‪w.‬‬
‫‪al‬‬
‫‪-m‬‬
‫‪ak‬‬
‫الكثير منها‬ ‫بينما‬ ‫إلى ذلك‪،‬‬ ‫قد يؤدي‬ ‫الفلسفة‬ ‫ان القلبل من‬ ‫‪:‬‬ ‫قال‬ ‫الى الألحاد‪،‬‬ ‫دعوة‬ ‫‪ta‬بأنها‬
‫‪9‬‬

‫‪be‬‬
‫‪h.‬‬
‫‪co‬‬
‫‪m‬‬
‫الأيمان "‪.‬‬ ‫يعمق‬

‫من‬ ‫صورة‬ ‫أمام أي‬ ‫يثبت‬ ‫لا‬ ‫للمان هش‬ ‫على قناعة عقليةْ هو‬ ‫يستند‬ ‫لم‬ ‫إذا‬ ‫إن الايمان الديني‬

‫الحقيقي‪.‬‬ ‫الابان‬ ‫اليقبن العقلي انما هو‬ ‫المستند على‬ ‫القلبي‬ ‫الايمان‬ ‫‪ ،‬أما‬ ‫التشكيك‬ ‫صور‬

‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫ينعلق‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫أمامنا‬ ‫فيه الفلاسفة‬ ‫النوع من الفلسفة الذي يفيء‬ ‫ذلك‬ ‫وفلسفة الدين هي‬

‫لنا‬ ‫بها‪ ،‬إنهم مَق يوضحون‬ ‫المرتبطة‬ ‫الألوهية أو بالقضايا الأخرى‬ ‫القضية ‪ ..‬قضية‬ ‫بنلك‬

‫العديدة التي‬ ‫الأدلة‬ ‫الايمان العقلي بتلك‬ ‫طريق‬ ‫لنا‬ ‫الدين ومغزاه ‪ ..‬انهم مَن ينيرون‬ ‫معنى‬

‫على‬ ‫تسمو‬ ‫التي‬ ‫الله‬ ‫لطبيعة‬ ‫الحقيقي‬ ‫الى الإدراك‬ ‫وصلوا‬ ‫مَن‬ ‫انهم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫الله‬ ‫وجود‬ ‫على‬ ‫يقدمونها‬

‫برتي‬ ‫‪ ..‬إنهم مَن أدركوا‬ ‫او حسي‬ ‫إنسافي أو طببعي‬ ‫ما هو‬ ‫كل‬ ‫فوق‬ ‫الطبائع ‪ ،‬وتعلو‬ ‫كل‬

‫المعرفة الحقة‪.‬‬ ‫هي‬ ‫الله‬ ‫تأملاتهم أن معرفة‬

‫‪9‬إدراك‬ ‫هو‬ ‫للفلسفة‬ ‫الرئيسي‬ ‫مَن اعتبر أن الموضوع‬ ‫هو‬ ‫أن تعلم هنا أن !أرسطو"‬ ‫ويكفي‬

‫(نما‬ ‫الطبيبة‬ ‫الظواهر‬ ‫علل‬ ‫في الطبيعة ومعرفة‬ ‫مَن اعتبر أن البحث‬ ‫الإلهي ‪ ،،‬وهو‬ ‫الوجود‬

‫انه‬ ‫سندرك‬ ‫الطبيعية ‪ ،‬وحي!ذ‬ ‫العلل‬ ‫هذه‬ ‫علة‬ ‫عن‬ ‫قيمته في أثه ما يجعلنا نتساءل‬ ‫نكمن‬

‫هذا‬ ‫خارج‬ ‫الموجود‬ ‫الأسمى‬ ‫أنه الكائن‬ ‫ركم‬ ‫وللعالم‬ ‫العلة الأولى للوجود‬ ‫"‪ ،‬فهو‬ ‫الإله‬ ‫‪9‬‬

‫!‬ ‫يتحرك‬ ‫لا‬ ‫الذي‬ ‫الأول‬ ‫مخركه‬ ‫أنه‬ ‫ركم‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫العالم‬

‫‪-"-‬‬ ‫يم‬

‫ندة‬ ‫االبنا‬ ‫لىالم!ية‬ ‫الرا‬

You might also like