Professional Documents
Culture Documents
الدول االقتصادي
ي عىل قواعد القانون
بظهور قوتين تقاسمتا النفوذ العاملي وخلقتا حالة من التوازن الدولي الذي كان بأمس الحاجة
اليه وبدأ كل قطب يستقطب حوله مجموعة من الدول حتى تشكل على اثر ذلك مجموعة
الدولة االشتراكية بقيادة االتحاد السوفياتي ومجموعة الدول الرأسمالية بقيادة الواليات
تكتالت اقتصادية ,نتيجة التغيرات العاملية املتالحقة كونها ال تخلو من بعض املخاطر التي ال
تستطيع دوله بمفردها من تحملها ,وهذا مما دفع الكثير من الدول من التوجه نحو التكامل
ً
اإلقليمي والذي بات يزداد يوما بعد يوم وحتى الدول الكبرى التجأت ملحيطها اإلقليمي تحاول
ان توسعه ,فعلى سبيل املثال الواليات املتحدة االمريكية انشأة منظمة التجارة الحرة ألمريكا
الشمالية (النافتا) وكذلك قامت السوق األوروبية املشتركة (االتحاد األوروبي) ومنظمة جنوب
اسيا (األسيان) ومنظمة مجموعة التعاون االقتصادي قارة آسيا واملحيط الهادي (ابيك)…الخ
من التكتالت االقتصادية ,كل ذلك من اجل تحقيق التكامل والتعاون االقتصادي بين هذه
2
فبعد انهيار االتحاد السوفياتي وانفراد الواليات املتحدة االمريكية كأكبر قوة اقتصادية
وعسكرية وهيمنة أمريكا على مجلس االمن وجميع منظمات األمم املتحدة كصندوق النقد
والبنك الدولي وظهور العوملة االمريكية كتكييف فكري ملزيد من الهيمنة والسيطرة على
االقتصاد العاملي من خالل عوملة راس املال وقوة العمل والتجارة الدولية من خالل أذرعها
العمالقة الشركات املتعددة الجنسيات والي تغزوا العالم باستثماراتها فالعوملة تهدف الى جعل
ً ً
االقتصاد العاملي مترابطا ومتشابكا وذلك من خالل التجارة واالستثمار وانتقال األموال
والتكنولوجيا ضمن اطار حرية األسواق وهذا سيسهل عليه اختراق الحدود القومية للدول
وجرح سيادتها وسيادة اقتصادها الوطني وهذا ما يسهل على الدول الرأسمالية السيطرة على
االقتصاد العاملي.
أصبح العالم يعيش اليوم متغيرات عديدة ومتشابكة ومعقدة تتطلب من الدول النامية
وعلىرأسها الصين من مراجعة مسار عملها التنموي والعمل على تصحيح االختالالت الهيكلية
القتصاداتها ,حيث أصبح من املستحيل ان تحقق دولة ما متطلباتها التنموية بجهودها املنفرد
لذلك اصبح تنامي التوجه الى التكتالت االقتصادية,رغم كونها بدأت بعد الحرب العاملية
الثانية ,اال ان الوضع الجديد يتميز بسرعة التوجه الى انشاء هذه التكتالت أو االنتماء اليها
وباألخص الدول النامية ,كون ما شهدته الدول املتقدمة من ظهور املزيد من التكتالت
3
االقتصادية فيما بينها كون التحديات االقتصادية أصبحت الهاجس األساس ي لدى هذه الدول
ونالحظ على سبيل املثال ان تكتل االقتصاد األوروبي يسعى بكل قوة الى ان يكون له دور أساس ي
في النظام االقتصادي العاملي املزمع تشكليه وكذلك بالنسبة لتكتل االقتصادي االسيوي
واصبح امام الدول االسيوية فرصة تشكيل تكتل اقتصادي مهم ومن املمكن ان يتنافس مع
نالحظ أن نتيجة التطورات العاملية على مستوى االقتصاد العاملي وإصرار الواليات
املتحدة االمريكية على تحقيق عوملتها للهيمنة على االقتصاد العاملي بدأت الكثير من الدول
الكبرى وباألخص دول العالم الثالث ان تحتاط ملواجهة هذه الهيمنة والتدخل في شؤونها
الداخلية وباألخص االقتصادية لذلك اصبح تشكيل التكتالت االقتصادية او االنتماء اليها
ضرورة موضوعية ضمن الظروف الدولية الحالية والتي تتميز بهيمنة التكنولوجيا العاملية
املتطورة والتي تتمركز بشكل أساس بيد الواليات املتحدة االمريكية والتي تمكنها من تحقيق
ً
أهدافها في الهيمنة على االقتصاد العاملي فضال عن ما تمتلكه من اقوى اقتصاد في العالم
لذا فالهدف من هذه الدراسة التحليلية حول تشكيل تكتل اقتصادي جديد تقوده
الصين هو لبيان أهمية هذا التكتل وهل بإمكانه ان يكون بداية التحدي الحقيقي ملواجهة
التكتل الغربي بقيادة أمريكا وهيمنتها على اقتصاديات العالم وهل بإمكان مجموعة البريكس
4
ان تساهم في إعادة التوازن الدولي الذي فقدناه بسبب غياب االتحاد السوفياتي وخلق نظام
ومن هذا املنطلق يحيل هذا املوضوع على اشكالية رئيسية تتمثل في:
كيف اثر توسع مجموعة بريكس على قواعد القانون الدولي االقتصادي؟ وإلى أي حد
وتتحقق اإلجابة عن تداعيات توسع مجموعة بريكس على قواعد القانون الدولي االقتصادي
بالعودة إلى نشأة املجموعة (مبحث أول) من خالل معرفة السياق التاريخي لنشأة املجموعة
واهدافها (مطلب أول) ،واالضافات واملنجزات الناتجة عن هذا التكتل (مطلب ثان) ،فضال عن
ذلك ،فإن ابراز تأثير مجموعة بريكس على قواعد القانون الدولي االقتصادي (مبحث ثان) يكمن
بالنظر إلى مظاهر هذا التأثير من جهة (مطلب أول) ،والتحديات واالكراهات التي تواجه هذا
5
املبحث األول :مجموعة بريكس :النشأة والتوسع
تتحقق اإلجابة عن تداعيات توسع مجموعة بريكس على قواعد القانون الدولي االقتصادي
بالعودة إلى نشأة املجموعة من خالل معرفة السياق التاريخي لنشأة املجموعة واهدافها (مطلب
أول من صاغ فكرة مجموعة بريكس هو كبير اإلقتصاديين في بنك جولد مان ساكس ,جيم
أونيل في دراسة أجريت سنة 2001بعنوان "بناء إقتصادات عاملية أفضل " وبريكس هي منظمة
سياسية بدأت املفاوضات لتشكيلها سنة 2006حين اجتمع وزراء خارجية "بريك" في نيويورك
مدشنين بذلك سلسلة اجتماعات الحقة للتشار إلنشاء املجموعة .وفي عام 2008عقد اجتماع في
مدينة بيكاترينبرغ الروسية .ثم عقد أول مؤثمر قمة للمجموعة سنة .2009بحث كانت تضم في
البداية أهم االقتصادات العاملة الناشئة والحديث هنا عن دول " الصين ,البرازيل ,روسيا ثم الهند".
وفي 2010انضمت جنوب أفريقيا للتكتل ليصبح اسم املجموعة "بريكس " .
تتميز الدول الخمس املنشأة للمجموعة بالدينامية اإلقتصادية الكبيرة التي باتت تعرفها هذه
الدول السيما في املجال الصناعي والتجاري وبالتالي بات لها تقل على املستوى العاملي .ويعيش
بالدول الخمس ما يناهز نصف سكان الكرة االرضية أي 3مليارات و 200مليون نسمة أي اننا
6
نتحدث عن سوق إستهالكية ضخمة .نهيك عن توفر الدول مجتمعة على إحتياطات كبيرة من
احتياطي النقد االجنبي وقد وصف الرئيس الصيني لي جينتاو انداك املجموعة بأنها " املدافعة عن
يهدف تحالف "بريكس" الى ان يصبح قوة اقتصادية كبرى قادرة على منافسة كبرى املنظمات
والتجمعات االقتصادية العاملية كمجموعة "السبع" التي تظم كبرى االقتصادات الغربية والتي
تستحود على نصيب االسد من الثروة العاملية .نهيك عن هدف املجموعة الى انشاء نظام اقتصادي
عاملي متعدد االقطاب لكسر هيمنة الغرب وخصوصا الواليات املتحدة االمريكية كما تسعى
املجموعة ألن تكون فاعال دوليا على بخصوص تكريس السلم واألمن الدوليين.
تخطت مجموعة بريكس مرحلة التأسيس واستكملت هيكلتها لتنتقل إلى طور اإلنجاز
والتاثير وتنزيل املشروعات التي خططت لها طيلة السنوات املاضية .ومن أبرز هذه املشروعات نذكر
بناء الثقل االقتصادي للمجموعة ،التي تحولت إلى قوة اقتصادية عاملية تستقطب
ًّ
عامليا خالل العقدين االهتمام وتحتل موقع الصدارة داخل االقتصادات العشرين األكبر
7
املاضيين ،وتعزيز قدرتها على منافسة مجموعة السبع الكبار ) (G7تالتي تضم قوى اقتصادية
عاملية من قبيل الواليات املتحدة ,وذلك لشكيل واقع جيوسياس ي وجيواقتصادي جديد.
إرساء مجموعة من مؤسسات البنية التحتية الخاصة بها كمؤسسات موازية وربما
بديلة عن املؤسسات الدولية القائمة مثل بنك التنمية الجديد ,الذي ينتظر ان يكون بديال عن
البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من ناحية حجم املساهمات في الصندوق ناهيك عن صندوق
احتياطي كاطار جديد لتوفير الحماية والوقاية من متغيرات السيولة العاملية ,اضافة الى ذلك
انشات الصين البنك االسيوي لالستثمار في البنية االساسية كمؤسسة مالية دولية متعددة
االطراف ,وكذلك صنذوق طريق الحرير الذي اسس عام ,2014وتأتي اهمية ودور هذه املؤسسات
املالية في طريقة عملها وادارتها حيث تعمل وفقا لشروط افضل بكثير بالنسبة اللى الدول النامية
والصاعدة مقارنة بمؤسسات غربية مثل بريتن وودز الخاصة بتشجيع التعاون النقدي الدولي.
استخدام نظام االتفاقيات الثنائية القائم على العمالت الوطنية وتشجيع سياسة إزالة
ا
إقباال متز ا
ايدا من الدولرة في املبادالت التجارية الدولية .وقد بدأ هذا النمط من املعامالت يشهد
عدد كبير من الدول تجاوز الخمسين دولة ،مع الشروع في اإلعداد إلنشاء عملة بديلة أو على األقل
ا
تهيئة األرضية املالئمة لنظام دفع جديد متعدد األطراف ،يكون بديال لنظام االتصاالت املالية
بين البنوك العاملية "سويفت" ( ،)SWIFTمن شأنه أن يوفر قد ارا أكبر من الضمان واالستقاللية
8
لدول املجموعة والدول املتعاملة معها .وقد بدأت بعض دول املجموعة في استخدام أنظمة
محلية بديلة في انتظار تحولها إلى نظام دولي موحد .من بين تلك األنظمة نظام تحويل الرسائل
املالية الروس ي ( ،)SBFCونظام الدفع بين البنوك الصيني ( ،)CIPSوقد تم الربط الفعلي بين هذين
االنفتاح على االقتصادات الناشئة والتوجه نحو التوسع واستقطاب بلدان جديدة
تملك ثروات كبيرة لتشكل إضافة نوعية للمجموعة ،وذلك من خالل آلية "بريكس "+التي أضحت
تحظى باهتمام كبير من قبل العديد من الدول مثل األرجنتين وإندونيسيا وكازاخستان ونيجيريا
واإلمارات والسعودية ومصر والسنغال وتايالند والجزائر .وإذا ما تم قبول هذه الدول فإن تلك
ا
تحوال جذرًّيا في مشروع البريكس ليصبح قوة عاملية ضاربة ،ا الخطوة ُ
نظرا لثقلها ستحدث
كما اشرنا الى ذلك سابقا فاملجموعة تسعى لتحقيق مجموعة من االهداف .ولتحقيقها أطلق
التكتل مجموعة من املبادرات .حيث اتفقت الدول االعضاء على إصالح النظام املالي والنقدي
الدولي ,وذلك بإنشاء بنك التنمية الجديد () برأسمال قدره 100مليار دوالر مقسمة بالتساوي على
الدول الخمس سنة . 2014ويقوم البنك بتقديم القروض للدول االكثر إحتياجا ؟ كما قامت
املجموعة بإنشاء صندوق إحتياطي للطوارئ لدعم الدول األعضاء التي تكافح من أجل سداد
الديون بهدف تجنب ضغوط السيولة وأيضا تمويل البنيات التحتية واملشاريع املناخية في البلدان
9
النامية .كما ان الدول املنضوية تحت لواء املجموعة أخدت على عاتقها كسر هيمنة الدوالر
األمريكي على لتجارة العاملية وذلك بمحاولتها طرح عملة موحدة جديدة من أجل إستخدامها في
التبادالت التجارية البينية بدال من الدوالر وهو ما أكدته وكالة "سبوتنيك" الروسية نقال عن رئس
مجلس الدوما الروس ي ألكسندر بابا كوف خالل حديثه على هامش منتدى األعمال الهندي_الروس ي
في نيودلهي مطلع أبريل . 2023وتأتي هذه الخطوة تلبية ملبادرات ونداءات سابقة لكسر الهمنة
املطلقة للدوالر األمريكي على التجارة العاملة .وهي خطوة مهمة ستقلب موازين القوى إن تمت
بالفعل.
ومما يزكي مبادرات املجموعة هو ارتفاع مستوي التبادل التجاري البيني بين الدول االعضاء
ففي الثمانية األشهر األولى لسنة 2009كان مستوي التبادل التجاري مثال بين الصين وروسيا يصل
الي 24مليار دوالر ليقفز سنة 2022إلى 172مليار ومن املتوقع ان يصل هذه السنة إلى 200مليار
دوالر .كما ان التبادل التجاري بين الصين وأفريقيا حقق أرقاما مهمة جذا إذ وصل ل 282مليار
دوالر سنة 2022النسبة األوفر من هذا الرقم راحت لجنوب أفريقيا بنحو 56.74مليار دوالر .وهو
ما يظهر حجم التعاون اإلقتصادي الكبير بين الدول األعضاء .
باتت مجموعة بريكس محطة جذب وإهتمام كبيرين ,بحيث أن العديد من الدول تتهافت
على تقديم طلبات االنضمام للمجموع .هذا وحظيت القمة األخيرة للمجموعة "الدورة "15التي
عقدت بجنوب أفريقيا بأهمية بالغة وتغطية إعالمية غير مسبوقة .نظرا لتقدم دول عديدة
10
بطلبات االنضمام إيمانا من هذه االخيرة بالدور اإلقتصادي الكبير الذي باتت تلعبه املجموعة
وبأن هناك طاقة هائلة لإلنتاج واالستثمار والتكنولوجيا تتيحها مجموعة "بريكس".
وقد فاق عدد طلبات اإلنضمام 20طلبا .ومن بين الدول التي قدمت طلبا لإلنضمام نجد
الجزائر واألرجنتين والبحرين وبنجالديش وبيالروسيا وبوليفيا وكوبا وإثيوبيا وهندوراس وإندونيسيا
وإيران وكازاخستان والكوت ونيجيريا ,وفلسطين األبية والسعودية والسنغال وتايالند واإلمارات
وفنزويال وفيتنام وقد قبلت عضوية كل من السعودية وإثيوبيا واإلمارات ومصر وإيران ثم
األرجنتين.
لإلشارة فشروط العضوية غير معلنة وبالتالي فهي تبقى مبهمة .لكن إذا ما حاولنا التأمل في
طبيعة الدول التي قبلت عضويتها وبعض الدول التي رفض طلب إنضمامها يمكن أن نخرج ببعض
االستنتاجات .فاملالحظة األولى هي أن الدول التي قبلت عضويتها تتوفر على كثافة سكانىة كبيرة
نوعا ما بإستثناء اإلمارات العربية تقريبا .وبالتالي فالعامل الديموغرافي هو حاضر وبقوة .واملالحظة
الثانية تتجلى في اإلرث التاريخي والثقافي الذي تتمتع به الدول املنضمة على غرار إيران مهد الحضارة
الفارسية ومصر مركز الحضارة الفرعونية وإثيوبيا أرض الحبشة والسعودية بصفتها قائدة او
قاطرة العالم اإلسالمي والعربي ...خصوصا و أن الثقافة باتت عنصر جدب وأحد عناصر القوة
الناعمة كعنصر جدب وتأثير .كما يمكن إعتبار العامل الديموغرافي هو األخر كان من شروط
اإلنظمام إذا ما تأملنا املواقع الجغرافة املتميزة للبلدان جديدة العضوية .
11
املبحث الثاني :تاثير مجموعة بريكس على قواعد القانون الدولي االقتصادي
إن ابراز تأثير مجموعة بريكس على قواعد القانون الدولي االقتصادي يكمن بالنظر إلى
مظاهر هذا التأثير من جهة (مطلب أول) ،والتحديات واالكراهات التي تواجه هذا التكثل من جهة
في كل مرة تعقد فيها مجموعة "بريكس" BRICSقمتها السنوية تنشغل العديد من الكتابات
والتغطيات الصحفية بالثقل االقتصادي املتزايد للمجموعة ،سواء فيما يتعلق بحصتها من الناتج
اإلجمالي العاملي (حوالي ،)%25أو من التجارة العاملية (حوالي ،)%20أو سكان العالم ( ،)%43أو
من حجم سوق العمل ( ،)%46أو مساهمتها في معدل نمو االقتصاد العاملي (حوالي ،)%40وغيرها
من املؤشرات االقتصادية .ومع أهمية هذا املدخل في فهم دور "بريكس" ،لكنه يظل قاصرا عن
تقديم قراءة أكثر عمقا لدور املجموعة ليس داخل االقتصاد العاملي فحسب ،ولكن داخل هيكل
"املجموعات الدولية" التي أضحت إحدى الظواهر األساسية املميزة لنظام ما بعد الحرب الباردة،
12
حيث يضاف إلى "بريكس" التي عقدت قمتها األولى في يونيو " ،2009مجموعة العشرين" ،G20التي
بدأت عملها على املستوى الوزاري في ديسمبر ،1999ثم تحولت إلى مستوى القمة ا
بدءا من نوفمبر
ا
"انقطاعا" مع نمط املؤسسية االقتصادية الدولية التي .2008هذه الظاهرة تمثل إلى حد كبير
تطورت عقب الحرب العاملية الثانية ،والتي شكلت ا
أطرا أساسية إلدارة التفاعالت والسياسات
بدءا من صندوق النقد والبنك الدوليين ،ثم منظمة التجارةالعاملية خالل فترة الحرب الباردة ،ا
ا
العاملية ،فضال عن مجموعة السبع الصناعية ،وموجة الترتيبات اإلقليمية التقليدية أو ما عرف
باملوجة األولى من اإلقليمية .وعلى الرغم من استمرار املؤسسات التقليدية التي ارتبطت بنظام ما
بعد الحرب العاملية الثانية ا
جنبا إلى جنب مع "املجموعات الدولية" الجديدة ،لكن األخيرة اتسمت
ا
هيكليا عن املوجة األولى من املؤسسية االقتصادية الدولية ،سواء من بعدد من السمات التي ميزتها
حيث طبيعة وتركيب هذه املجموعات ،أو أجندات عملها ،أو أبنيتها املؤسسية ،أو توجهاتها إزاء
النظام العاملي.
وقد ارتبط بظهور بريكس تحول آخر مهم تمثل في السعي إلى إنهاء حالة املركزية وتغيير نمط
الحوكمة االقتصادية .إذ ظلت املركزية وضعف الحوكمة واحدة من السمات األساسية للنظام
ا
استنادا إلى مؤسسات بريتون وودز، االقتصادي العاملي الذي تأسس عقب الحرب العاملية الثانية،
ممثلة في صندوق النقد والبنك ،الدوليين .وقد تكرست هذه الظاهرة مع تأسيس مجموعة السبع
الصناعية التي عبرت عن مركزية إدارة النظام االقتصادي العاملي ،ليس فقط على املستوى
االقتصادي واملالي ،ولكن على املستوى األمني ا
أيضا ،وذلك على خلفية توسع دور وأجندة عمل
13
املجموعة خالل عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن املاض ي لتشمل قضايا أمنية .وكان من
املتوقع أن يكون تأسيس منظمة التجارة العاملية في يناير 1995خطوة مهمة لتوسيع ونشر عملية
صنع القرار داخل النظام االقتصادي العاملي ،إال أنها لم تنجح في ذلك ،وتحولت هي األخرى إلى
ساحة لهيمنة القوى االقتصادية الغربية ،وآلية لفرض برامج وسياسات اقتصادية على الدول
النامية ال تتوافق بالضرورة مع مصالحها أو طموحاتها االقتصادية واالجتماعية .وقد ظلت ظاهرة
املركزية تلك قائمة حتى بدأت مجموعات اقتصادية جديدة في الظهور ،لعبت ا
دورا رئيسا في كسر
احتكار القوى الغربية بشكل عام ،ومجموعة السبع الصناعية ومؤسسات بريتون وودز بشكل
خاص ،إلدارة االقتصاد العاملي .وهكذا ،كان الدور األول واألبرز الذي لعبته "بريكس" هو إضفاء
نوع من الالمركزية على عملية صنع القرار داخل النظام االقتصادي العاملي.
وقد تكرس هذا التحول على خلفية ثالثة عوامل .أولها ،يتعلق بارتباط هذه املجموعات
باالقتصادات الصاعدة والناشئة .ويتعلق ثانيها ،كما سبق القول ،بتنامي الثقل االقتصادي
للمجموعة ،والذي أسهم بدوره في تحسن ترتيبها داخل االقتصادات العشرين األكبر ا
عامليا خالل
العقود الثالث األخيرة .ويتعلق ثالثها ،بسعي هذه املجموعات إلى إنشاء مؤسسات التمويل الخاصة
بها؛ فباإلضافة إلى "بنك التنمية الجديد"NDBالخاص ببريكس والذي دخل اتفاقه حيز النفاذ في
يوليو ،2015أنشأت الصين "البنك اآلسيوي لالستثمار في البنية األساسية" ،AIIBكبنك دولي
متعدد األطراف والذي دخل اتفاقه حيز النفاذ في ديسمبر ،2015و"صندوق طريق الحرير"الذي
أسسته الحكومة الصينية في ديسمبر ،2014برأسمال قدره 40بليون دوالر .وتأتي أهمية هذه
14
املؤسسات املالية أنها تعمل ا
وفقا لشروط أفضل بكثير بالنسبة للدول النامية والصاعدة ،باملقارنة
وقد ضاعف من أهمية الصعود االقتصادي للبريكس أن ارتبط به إدراك دول املجموعة
ألهمية دورها في إصالح النظام االقتصادي العاملي وتوسيع عملية صنع القرار داخل هذا النظام،
األمر الذي دفعها إلى محاولة تمثيل أكبر عدد ممكن من االقتصادات الناشئة واملهمة ،وهو ما
انعكس في اتجاهها إلى استحداث صيغة تضمن تحقيق هذا الهدف ،والتي دشنتها القمة األخيرة
للمجموعة تحت مسمى (بريكس ،BRICS Plus )+والتي ُ
دعيت في إطاره كل من مصر ،واملكسيك،
وطاجكستان ،وتايالند وكينيا .وتأتي أهمية هذه الصيغة أنها تمثل ،من ناحية ،إحدى الصيغ املهمة
التي تمت تجربتها داخل عدد من املجموعات والترتيبات اإلقليمية ،مثل (اآلسيان ،)+والتي حققت
ا ا
نجاحا ملحوظا كما تمثل ،من ناحية أخرى ،صيغة الستيعاب الدول املهمة ،واالقتصادات
الواعدة ،التي لم تنضم بعد إلى فئة االقتصادات الصاعدة ،لكن يظل هناك توافق على أهميتها من
الناحيتين االقتصادية والسياسية ،وأهمية مشاركتها في لحظات االنتقال املهمة في هيكل النظام
االقتصادي العاملي.
ا
هذه العوامل أعطت"بريكس" ثقال ومصداقية كبيرة في التعبير عن مصالح الدول
واالقتصادات الصاعدة داخل النظام االقتصادي العاملي .لكن في الحقيقة فإن دور "بريكس"
داخل النظام العاملي يتجاوز مسألة التعبير عن مصالح الدول واالقتصادات الصاعدة ،ليشمل
15
ا
وتحديدا الحفاظ على استقرار هذا النظام .فقد تبع ظهور املجموعات االقتصادية الجديدة،
مجموعة العشرين والبريكس ،أن ذهب البعض إلى أن ظهور هذه املجموعات الدولية يمثل مقدمة
النهيار النظام العاملي القائم وبناء نظام جديد ،خاصة في ظل ارتباط هذه املجموعات بدول مهمة،
مثل الصين وروسيا ،األمر الذي يعني ارتباط صعود هذه املجموعات بتحدي النظام العاملي القائم.
ويستند هذا االفتراض -على سبيل املثال -إلى حالة أملانيا في أواخر القرن التاسع عشر .فقد نتج عن
الصعود األملاني حدوث تحول في هيكل توزيع القدرات االقتصادية والعسكرية في أوروبا في ذلك
الوقت لصالح أملانيا التي تزايدت طموحاتها الدولية واإلقليمية وعدم رضاها عن النظام العاملي
القائم ،وهو ما أدى إلى دخول القوى الدولية آنذاك في تنافس شديد ،وسباقات تسلح ،وإعادة بناء
إن هذا االفتراض يحتاج إلى مزيد من القراءة املتعمقة لظاهرة املجموعات الدولية الجديدة
في ضوء الشروط أو املتغيرات الحاكمة للتحول في هيكل النظام العاملي .وبشكل عام ،تتفق أدبيات
العالقات الدولية على وجود ثالثة متغيرات أساسية تحدد ما إذا كانت الدول /املجموعة الدولية
الصاعدة تمثل ا
تحديا للنظام العاملي القائم .املتغير األول يتعلق بعدد الدول الكبرى املسيطرة على
النظام ،بمعنى هل يسيطر على قمة النظام دولة واحدة ،أم شبكة أو عدد من الدول؟ املتغير الثاني
يتعلق بطبيعة العالقات القائمة داخل النظام ،بمعنى هل تستند التفاعالت الجارية داخل النظام
على العالقة الهيراركية الجامدة ،أم أنها تقوم على نمط من العالقات التبادلية املرنة واملفتوحة
نسبيا؟ املتغير الثالث يتعلق بنمط بتوزيع عوائد املعامالت الدولية (خاصة في مجاالت التجارة
16
ا
نسبيا للمنافع املادية واالستثمار) ،بمعنى هل يستند النظام الدولي القائم إلى التوزيع العادل
واملعامالت الدولية ،أم يستند إلى التوزيع املتحيز لهذه املنافع لصالح الدولة /الدول املهيمنة على
النظام؟ فكلما كان النظام الدولي القائم يقوم على وجود شبكة من الدول التي يقوم بينها درجة
كبيرة من االعتماد املتبادل ،وكلما كانت التفاعالت داخل هذا النظام تقوم على العالقات التبادلية
املرنة والتوافق العام ،وكلما كان النظام يقوم على نشر املنافع املادية الناتجة عن املعامالت
الدولية ،كلما زادت فرصة وقدرة الدول الصاعدة على تأمين وحماية مصالحها في ظل هذا النظام
واالندماج فيه ،وكلما زاد ا
أيضا االتجاه لدى هذه الدول على التوافق والتأقلم مع النظام واملؤسسية
ا
استنادا إلى هذه املتغيرات الثالث ،يمكن القول إن مجموعة "بريكس" باتت تمثل عامل
استقرار مهم داخل النظام العاملي .فمن ناحية ،تمثل املجموعة -بجانب املجموعات الدولية
األخرى -خطوة إضافية نحو تعميق البناء الشبكي داخل النظام العاملي ،وتأخذ هذا النظام ا
بعيدا
عن حالة هيمنة دولة واحدة .من ناحية ثانية ،تلعب بريكس ا
دورا ا
مهما في تعميق نمط التفاعالت
التبادلية داخل النظام ،وتأخذه ا
بعيدا عن الطابع الهيراركي الذي ساد عقب الحرب العاملية الثانية.
ومن ناحية ثالثة ،فإن بريكس تمثل خطوة مهمة نحو التوزيع العادل للمنافع داخل النظام،
17
وبمعنى آخر ،فإن ظهور بريكس -بجانب مجموعات دولية أخرى -يعبر في الحقيقة عن
عملية تحول سلمي عميق وتدريجي من نظام "بريتون وودز" ،الذي اتسم بدرجة كبيرة من
املركزية والتحيز ملصالح املوجة األولى من الدول الصناعية الغربية التي ظهرت عقب الحرب
العاملية الثانية ،إلى نظام شبكي يتسم بدرجة أكبر من التعقيد والتعددية ،ونشر عملية صنع
القرار ،ودرجة أكبر من التعبير والتمثيل ملصالح القوى الصاعدة والناشئة .كل ذلك دون أية
على الرغم من أن هدف مجموعة البريكس التدشين ملرحلة جديدة من التعددية االقتصادية
في النظام الدولي القائم ،بموازنة التعددية السياسية الراهنة ،وإنهاء الهيمنة األمريكية األحادية
على النظام الدولي ومؤسساته ،فإن هناك جملة من التحديات واملعيقات التي تقوض من طموح
املجموعة وأعضائها .فهناك مخاوف بين الدول األعضاء من قيادة الصين جهود توسيع املجموعة،
في إطار مساعيها لبناء نفوذ عاملي ملواجهة الواليات املتحدة األمريكية ،بضمها حلفاء مقربين منها؛
مما يؤدي إلى تضاؤل نفوذ باقي األعضاء املؤسسيين للمجموعة .وال تمتلك دول املجموعة ا
صوتا
ا
مؤثرا في أقوى املؤسسات العاملية التي يقوم عليها النظام الدولي الليبرالي ،والذي يخدم مصالح
18
ئيسا لبناء موقف موحد على ا
تحديا ر ا ويعد غياب القواسم املشتركة بين دول املجموعة
الساحة الدولية ،والنظر للبريكس كتكتل دولي متماسك وقوي قادر على التعامل مع التحديات
واألزمات الدولية املعقدة واملتشابكة في عصر دولي أضحت سمته األساسية حالة عدم اليقين.
فلدى الدول األعضاء الخمسة أنظمة سياسية مختلفة إلى حد كبير؛ فالصين دولة ذات نظام
سياس ي قائم على حزب واحد ،والحكم في روسيا مركزي للغاية .ورغم أن البرازيل والهند وجنوب
ُ
إفريقيا تعد من الدول الديمقراطية ،فإنها تواجه تحديات تتعلق باألوضاع الداخلية التي يتوجب
في املوارد املتاحة ،واالتجاهات الديموغرافية .فغالبية سكان البرازيل حضريون ،في حين ال تزال
الهند ريفية إلى حد كبير ،ولدى روسيا شيخوخة سكانية بينما الهند أكثر ا
شبابا .ويتمتع أعضاء
البريكس بمكانة متفاوتة داخل النظام الدولي الحالي؛ فروسيا والصين قوتان دوليتان لديهما
عضوية دائمة في مجلس األمن الدولي التابع لألمم املتحدة ،في حين أن الهند والبرازيل وجنوب
إفريقيا دول تطمح فقط إلى التأثير الدولي ،وهي مؤهلة ًّ
حاليا كقوى إقليمية .ويمكن تقديم بعض
تحديات مجموعة بريكس االقتصادية باألرقام كتراجع معدالت النمو االقتصادي في بعض الدول
األعضاء ،مثل البرازيل وروسيا ،بسبب األزمات السياسية والعقوبات الدولية وانخفاض أسعار
النفط والسلع .ففي عام ،2023سجلت البرازيل ا
نموا ا
سلبيا بنسبة ،%4.1-وروسيا بنسبة %.3.1-
19
-انخفاض حصة مجموعة بريكس في التجارة العاملية من %19.3في عام 2013إلى %16.8
في عام ،2023بسبب تباطؤ الطلب العاملي والحماية التجارية والتوترات الجيوسياسية.
-ضعف العمالت املحلية لدول مجموعة بريكس مقابل الدوالر األمريكي ،مما يزيد من تكلفة
الديون الخارجية ويقلل من القدرة التنافسية .ففي عام ،2023فقدت العملة البرازيلية %22من
-تفاوت كبير في مستويات التنمية والتكامل االقتصادي بين دول مجموعة بريكس ،مما
يصعب تحقيق التعاون والتنسيق في املشاريع واملبادرات املشتركة .ففي عام ،2023بلغ الناتج
املحلي اإلجمالي للصين 15.4تريليون دوالر ،وللهند 3.2تريليون دوالر ،وللبرازيل 1.4تريليون دوالر،
بينما تحد الخالفات السياسية بين دول املجموعة من تماسكها ،فعلى الرغم من اتفاق
أعضاء املجموعة الخمسة الحاليين على ضرورة الحد من الهيمنة املالية الغربية ،وتعزيز تمويل
املناخ للدول النامية ،فإن جنوب إفريقيا والبرازيل والهند ال تشترك مع الصين وروسيا في وجهات
نظرهما املناهضة للواليات املتحدة األمريكية والقوى الغربية بالدرجة نفسها ،بحيث هذا التباين
في املواقف السياسية بين دول األعضاء ،يمكن أن يؤثر على قدرتها على التنسيق والتعاون في
القضايا العاملية .فمثال ،تختلف الصين والهند على الحدود والتجارة واألمن اإلقليمي ،وتختلف
البرازيل والصين على الوصول إلى األسواق األفريقية ،وتختلف روسيا والهند على العالقات مع
20
الواليات املتحدة والناتو .كما أن هناك اختالفات في النماذج االقتصادية واالجتماعية والثقافية
ا
بين دول البريكس ،مما يمكن أن يخلق توترات وصراعات محتملة .فضال عن التحالف العسكري
والسياس ي بين الواليات املتحدة والهند ملواجهة الصين ،والخالفات الحدودية بين األخيرتين التي
تتأجج من فترة ألخرى .والبرازيل التي ال تزال تربطها عالقات اقتصادية قوية بواشنطن ال تنظر
لألخيرة على أنها منافس استراتيجي .كما يظهر االنقسام والخالف بين دول املجموعة حول موقفها
من األزمة األوكرانية والتدخل الروس ي ،حيث أن الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا لم تدعم
روسيا بشكل صريح ولم تنضم إلى اتحادها االستراتيجي مع الصين ضد الغرب .وكذلك تعريض
روسيا للعزلة والضغوط الدولية والعقوبات االقتصادية والسياسية من قبل الغرب ،مما أثر سلبا
على اقتصادها وعالقاتها مع شركائها في املجموعة ،ودفعها للبحث عن بدائل ومخارج لتخفيف
األزمة.
كما تواجهه مجموعة بريكس مسألة التنافسية كالتنافس بين الهند والصين والبرازيل على
النفوذ والقيادة في املجموعة ،والذي يمكن أن يقوض التضامن والتماسك بين األعضاء .فالصين
هي أكبر قوة اقتصادية وعسكرية في البريكس ،وتسعى إلى توسيع نطاق العضوية وزيادة تأثيرها في
الشؤون الدولية .والهند هي أكبر ديمقراطية في العالم ،وتسعى إلى تعزيز دورها كقوة إقليمية
وعاملية ،وتواجه تحديات أمنية وتنموية .والبرازيل هي أكبر اقتصاد في أمريكا الالتينية ،وتسعى إلى
تعزيز مكانتها كقوة ناعمة وشريك للتنمية ،وتواجه أزمات سياسية واجتماعية .وقد يؤدي هذا
التنافس إلى فقدان الثقة والتعاون بين دول البريكس ،وتقليل فعاليتها كمجموعة.
21
وتواجه مجموعة البريكس عدة تحديات في ظل القوى الخارجية والدول الغربية ،منه
الضغوط والعقوبات االقتصادية والسياسية التي تفرضها الدول الغربية ،خاصة الواليات
املتحدة واالتحاد األوروبي ،على بعض دول البريكس ،مثل روسيا والصين ،بسبب خالفاتها معها
حول قضايا عاملية وإقليمية ،مثل النزاع في أوكرانيا والتدخل في القرم وشرق أوكرانيا ،والنزاع في
سوريا والبرنامج النووي اإليراني واألزمة الفنزويلية والتعامل مع كوريا الشمالية والصين والواليات
املتحدة.
-املنافسة والتوتر بين الدول الغربية ودول البريكس على النفوذ واملصالح في األسواق واملوارد
واملناطق االستراتيجية ،مثل أفريقيا وآسيا والشرق األوسط وأمريكا الالتينية ،والتي تشهد صراعات
-االختالف والتباين في املواقف واملصالح بين دول البريكس وبينها وبين الدول الغربية حول
ا ا
القضايا العاملية التي تتطلب تعاونا وحوارا بين األطراف املعنية ،مثل التغير املناخي والتنمية
املستدامة والطاقة املتجددة ،والسالم واألمن ومكافحة اإلرهاب والتطرف والجريمة املنظمة،
الصعوبة والتحدي في تحقيق التعاون والتنسيق والتوافق بين دول البريكس والدول الغربية
في إصالح وتطوير املؤسسات واآلليات الدولية ،مثل األمم املتحدة ومجلس األمن الدولي وصندوق
22
النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العاملية ،وتوسيع مشاركة الدول الناشئة واملتنامية في
23