You are on page 1of 70

‫الخدمات‬ ‫تعزيز‬

‫النفسية واالجتماعية‬
‫في وضعية هشة‬ ‫للمهاجرين‬
‫بالمغرب‬
‫تقرير دراسة حول االحتياجات النفسية واالجتماعية للمهاجرين والعاملين في مجال الصحة‬

‫الدكتور فرانسواز لينارد‪ ،‬طبيب نفسي‬

‫بدعم مالي من ‪:‬‬


‫نوفمبر ‪2017‬‬

‫ُأعد هذا التقريرمن طرف الدكتورة «فرانسواز لينارد» من فريق االستشارات ‪ ICI-Santé‬في إطار مشروع «تعزيز الخدمات النفسية واالجتماعية‬
‫للمهاجرين في وضعية هشة بالمغرب» بتمويل من صندوق المنظمة الدولية للهجرة للتنمية‪.‬‬

‫محتويات هذا المنشور تقع على عاتق المؤلف وحده وال يمكن اعتبارها كآراء المنظمة الدولية للهجرة أو األمم المتحدة‪.‬‬

‫يساهم مشروع «تعزيز الخدمات النفسية واالجتماعية للمهاجرين في وضعية هشة بالمغرب» في أهداف األمم المتحدة للتنمية المستدامة‬
‫‪.2030‬‬
‫الفهرس‬

‫‪5‬‬ ‫ ‬
‫المختصرات‬
‫‪7‬‬ ‫ ‬‫كلمة شكر‬
‫‪8‬‬ ‫ ‬‫الملخص التنفيذي‬
‫‪8‬‬ ‫ ‬
‫السياق العام‬
‫‪8‬‬ ‫األهداف والمنهجية‬
‫ ‬
‫‪8‬‬ ‫ ‬
‫النتائج‬
‫‪9‬‬ ‫ ‬
‫االقتراحات‬
‫‪11‬‬ ‫‪ .1‬مقدمة‬
‫ ‬
‫‪11‬‬ ‫ ‬
‫‪ 1.1‬السياق‬
‫‪11‬‬ ‫ ‬‫‪ 2.1‬أهمية ظاهرة الهجرة‬
‫‪12‬‬ ‫‪ 3.1‬إرادة اإلدماج‬
‫ ‬
‫‪12‬‬ ‫ ‬
‫‪ 4.1‬األعمال التي تقوم بها المنظمة الدولية للهجرة‬
‫‪13‬‬ ‫ ‬
‫‪ 5.1‬الصحة العقلية‬
‫‪15‬‬ ‫ ‬
‫‪ .2‬الخطوات المنهجية‬
‫‪15‬‬ ‫ ‬‫‪ 1.2‬المرحلة األولى‪ :‬االجتماعات المؤطرة‬
‫‪15‬‬ ‫ ‬
‫‪ 2.2‬المرحلة الثانية‪ :‬جمع المعطيات ‪.‬‬
‫‪15‬‬ ‫ ‬‫‪ 1.2.2‬استعراض الوثائق‬
‫‪16‬‬ ‫ ‬
‫‪ 2.2.2‬االستماع إلى الخبراء‬
‫‪18‬‬ ‫‪3.2‬المرحلة الثالثة‪ :‬تحليل المعطيات وإعداد التقرير‬
‫ ‬
‫‪19‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 4.2‬المرحلة الرابعة‪ :‬ورشة اعتماد التقرير‬
‫‪20‬‬ ‫ ‬ ‫‪ .3‬النتائج‬
‫‪20‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 1.3‬النتائج المواضيعية‬
‫‪20‬‬ ‫ ‬ ‫المثبطة والعناصر المحفزة‬ ‫‪ 2.3‬العناصر ُ‬
‫‪20‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 1.2.3‬التنقل‬
‫‪21‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 2.2.3‬الظرفية الوضع المؤقت‬
‫‪24‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 3.2.3‬الروابط‬
‫‪28‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 4.2.3‬المشاركة المالية‬
‫‪28‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 5.2.3‬االضطرار إلى خفض الكفاءات‬
‫‪29‬‬ ‫ ‬ ‫‪ 3.3‬التنظيم المجتمعي‬
‫‪30‬‬ ‫ ‬ ‫‪ .4‬اإلشكالية النفسية‪-‬االجتماعية‬
‫‪30‬‬ ‫ ‬
‫‪ 1.4‬طبيعة الطلب‬
‫‪30‬‬ ‫ ‬
‫‪ 1.1.4‬الطلب االجتماعي‬
‫‪32‬‬ ‫ ‬
‫‪ 2.1.4‬الطلب النفسي أو النفساني‬
‫‪33‬‬ ‫‪ 3.1.4‬الكالم ‬
‫‪34‬‬ ‫ ‬‫‪ .5‬الرعاية‬
‫‪35‬‬ ‫ ‬
‫‪ 1.5‬االشتغال في إطار شبكات‬
‫‪37‬‬ ‫ ‬
‫‪ 1.1.5‬معالجة االضطرابات العقلية‬
‫‪37‬‬ ‫‪ 2.1.5‬التكفل الفردي ‬
‫‪39‬‬ ‫ ‬
‫‪ 3.1.5‬إطار التدخل‬
‫‪39‬‬ ‫ ‬
‫‪ 4.1.5‬وضعية المتدخلين‬
‫‪40‬‬ ‫ ‬
‫‪ .6‬الحق في الصحة وفي الولوج إلى الخدمات الصحية‬
‫‪40‬‬ ‫ ‬
‫‪ .7‬االرعاية النفسية‪-‬االجتماعية‬
‫‪43‬‬ ‫ ‬‫‪ .8‬الوصم والتمييز‬
‫‪46‬‬ ‫ ‬‫‪ .9‬األوجه الثقافية‬
‫‪49‬‬ ‫ ‬
‫‪ 1.9‬الثقافة‬
‫‪51‬‬ ‫ ‬‫‪ 2.9‬اللغة‪ ،‬التواصل‪ ،‬وظائف المترجم‪ ،‬دور الوسطاء‬
‫‪53‬‬ ‫ ‬
‫‪ 3.9‬تمثالت العالم والصحة‬
‫‪54‬‬ ‫ ‬
‫‪ 4.9‬تمثالت من االضطرابات النفسية‬
‫‪56‬‬ ‫ ‬
‫‪ 5.9‬ثقل الدين‬
‫‪57‬‬ ‫ ‬‫‪ .10‬خالصة‬
‫‪58‬‬ ‫ ‬
‫‪ 1.10‬الصحة‬
‫‪58‬‬ ‫ ‬‫‪ 1.1.10‬الصحة العقلية‬
‫‪59‬‬ ‫‪ 2.1.10‬الصحة العامة ‬
‫‪59‬‬ ‫‪ 2.10‬الشق االجتماعي ‬
‫‪60‬‬ ‫ ‬‫‪ 1.2.10‬السكن واإليواء‬
‫‪60‬‬ ‫ ‬‫‪ 2.2.10‬الشغل والعمل‬
‫‪61‬‬ ‫ ‬
‫‪ 3.10‬الرعاية‬
‫‪61‬‬ ‫ ‬
‫‪ 1.3.10‬الموظفون‬
‫‪61‬‬ ‫ ‬‫‪ 2.3.10‬الثقافة‬
‫‪62‬‬ ‫ ‬‫‪ 4.10‬التحسيس ‪ /‬اإلخبار‬
‫‪63‬‬ ‫ ‬
‫األشخاص الذين تمت مقابلتهم‬
‫‪66‬‬ ‫ ‬
‫المراجع‬
‫‪66‬‬ ‫ ‬‫‪ .1‬الطب النفسي والهجرة‬
‫‪67‬‬ ‫‪ .2‬الطب النفسي العام ‬
‫‪68‬‬ ‫ ‬
‫‪ .3‬الجوانب الثقافية‬
‫‪69‬‬ ‫‪ .4‬الطب النفسي بالمغرب وغرب إفريقيا ‬
‫‪71‬‬ ‫ ‬
‫‪ .5‬الوصم ‪ /‬التمييز‬
‫‪72‬‬ ‫‪ .6‬دراسات استقصائية ‬
‫‪72‬‬ ‫ ‬‫‪ .7‬حقوق اإلنسان‬
‫‪73‬‬ ‫ ‬
‫‪ .8‬تنقالت هجروية‬
‫‪73‬‬ ‫ ‬
‫‪ .9‬الجانب االجتماعي‬
‫‪74‬‬ ‫ ‬
‫‪ .10‬القاصرون‬
‫‪74‬‬ ‫ ‬
‫‪ .11‬المثليون‬
‫‪75‬‬ ‫ ‬
‫‪ .12‬العنف ضد النساء‬
‫‪75‬‬ ‫ ‬
‫‪ .13‬تقارير أنشطة الجمعيات‬
‫‪75‬‬ ‫ ‬
‫جمعية محاربة السيدا ‪ALCS‬‬
‫‪ .14‬دالئل إرشادية‪ ،‬تقارير المنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المفوضية السامية‬
‫‪76‬‬ ‫ ‬ ‫لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‬
‫‪77‬‬ ‫ ‬‫‪ .15‬قضايا أخرى‬
‫مختصرات‬

‫‪ : AGR‬أنشطة مدرة للدخل‬


‫‪ : ALCS‬جمعية محاربة السيدا‬
‫‪ : ALECMA‬جمعية ضوء على الهجرة السرية بالمغرب‬
‫‪ : AMAM‬الجمعية المغربية لمستقبل أفضل‬
‫‪ : AMANE‬الجمعية المغربية لمستقبل أفضل ألطفالنا‬
‫‪ : AMDH‬الجمعية المغربية لحقوق اإلنسان‬
‫‪ : AME‬جمعية مالي للمرحلين‬
‫‪ : AMERM‬الجمعية المغربية للدراسات واألبحاث حول الهجرة‬
‫‪ : AMO‬التأمين اإلجباري األساسي عن المرض‬
‫‪ : ANAPEC‬الوكالة الوطنية إلنعاش الشغل والكفاءات‬
‫‪ : CARITAS‬كاريتاس المغرب‪ ،‬فرع كاريتاس الدولية‬
‫‪ : CDE‬اتفاقية األمم المتحدة المتعلقة بحقوق الطفل‬
‫‪ : CEI‬لجنة التعاون الدولي‬
‫‪ : CNDH‬المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‬
‫‪ : COMEDE‬اللجنة الطبية المعنية بالمنفيين‬
‫‪ : CS‬مركز الصحة‬
‫‪ : CTA‬مركز العالجات المتنقلة‬
‫‪ : DELM‬مديرية علم األوبئة ومكافحة األمراض‬
‫‪ : EJT‬األطفال والشباب العاملين‪/‬العامالت‬
‫‪ : EN‬التعاون الوطني‬
‫‪ : ESPT‬حاالت االضطراب ما بعد الصدمة‬
‫‪ : EVV‬األطفال ضحايا العنف‬
‫‪ : FOO‬مؤسسة الشرق والغرب‬
‫‪ : FVV‬النساء ضحايا العنف‬
‫‪ : GADEM‬مجموعة مناهضة العنصرية ومرافقة األجانب والمهاجرين والدفاع عهم‬
‫‪ : GTM‬مجموعة األمم المتحدة المعنية بموضوع الهجرة‬
‫‪ : HCR‬المفوضية السامية لشؤون الالجئين‬
‫‪ : HSH‬الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال‬
‫‪ : LCVE‬مناهضة العنف ضد األطفال‬
‫‪ : LCVF‬مناهضة العنف ضد النساء‬

‫‪6‬‬
‫‪ : LCVFE‬مناهضة العنف ضد المرأة والطفل‬
‫جنسيا‬
‫ً‬ ‫‪ : LGBTI‬المثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسي والمتحولين‬
‫‪ : MDCMREAM‬الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة‬
‫‪ : MDG‬األهداف اإلنمائية لأللفية‬
‫‪ : MdM Be‬أطباء العالم ببلجيكا‬
‫‪ : MDSFS‬وزارة التنمية االجتماعية واألسرة والتضامن‬
‫‪ : MNA‬القاصرين غير المرافقين‬
‫‪ : MS.2‬مغرب التضامن الطبي واالجتماعي‬
‫‪ : MSF‬منظمة أطباء بال حدود‬
‫‪ : ODTI‬المنظمة الديمقراطية للعمال المهاجرين بالمغرب‬
‫‪ : OFPPT‬مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل‬
‫‪ : OIM‬المنظمة الدولية للهجرة‬
‫‪ : OMDH‬المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان‬
‫‪ : OMS‬منظمة الصحة العالمية‬
‫‪ : ONDE‬المرصد الوطني لحقوق الطفل‬
‫‪ : ONU‬منظمة األمم المتحدة‬
‫‪ : ONUSIDA‬برنامج األمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية ‪/‬اإليدز‬
‫‪ : OPALS‬المنظمة األفريقية لمكافحة اإليدز‬
‫‪ : PANE‬خطة العمل الوطنية للطفولة‬
‫‪ : PEC‬التكفل‬
‫‪ : PNUD‬برنامج األمم المتحدة اإلنمائي‬
‫‪ : RAMED‬نظام المساعدة الطبية لذوي الدخل المحدود‬
‫‪ : SAM‬خدمة استقبال المهاجرين‬
‫‪ : SNIA‬اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء‬
‫‪ : SNLCVF‬اإلستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة‬
‫‪ : TAM‬طنجة الستقبال المهاجرين‬
‫‪ : TdH‬أرض الرجال‬
‫‪ : UE‬االتحاد األوربي‬
‫‪ : UNESCO‬منظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة‬
‫‪ : UNFM‬االتحاد الوطني لنساء المغرب‬
‫‪ : UNFPA‬صندوق األمم المتحدة للسكان‬
‫‪ : UNHCR‬المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‬
‫‪ : UNICEF‬صندوق األمم المتحدة للطفولة‬

‫‪7‬‬
‫كلمة شكر‬

‫يتوجه مؤلفو هذا العمل بخالص الشكر للمنظمة الدولية للهجرة ولوزارة الصحة المغربية‪ ،‬و على الخصوص‪ ،‬إلى‬
‫الدكتورة سميرة الحرشاوي بمديرية علم األوبئة و محاربة األمراض‪ ،‬على الثقة التي وضعتها فيهم‪.‬‬

‫كما يتوجهون بشكرهم إلى السيدة أنا فونسيسكا‪ ،‬رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬على استقبالها ودعمها‪،‬‬
‫وبطبيعة الحال إلى الدكتور جوديكاييل ديجال ألحوانسو واآلنسة يمنى بن ميمون على االهتمام والجدية التي‬
‫أبانوا عنها ضمن العمل المشترك‪ ،‬حيث قام جميع العاملين بالمنظمة العالمية للهجرة بتبادل خبراتهم الغنية في‬
‫مختلف المجاالت التي تهم الهجرة‪.‬‬

‫وبنفس الروح‪ ،‬قام أعضاء الجمعيات بتزويد الخبيرة االستشارية بمعلومات قيمة ساعدتها كثيرا في فهم وضعية‬
‫المهاجرين بالمغرب والظروف المركبة الستقبالهم‪.‬‬

‫تشكراتنا الصادقة لجميع أعضاء هيئات حقوق اإلنسان‪ ،‬لألشخاص المكلفين بمناهضة العنف ضد المرأة‪ ،‬وأيضا‬
‫للزمالء أطباء األمراض النفسية والعقلية على الحوارات الغنية والمثمرة‪.‬‬

‫الشكر موصول كذلك‪ ،‬وبشكل خاص‪ ،‬إلى الدكتور كمال العلمي (رئيس مكتب برنامج األمم المتحدة لمكافحة‬
‫داء فقدان المناعة المكتسبة) على نصائحه المنيرة‪.‬‬

‫وال يفوتنا أن نبرز أن آفاق العمل مع أعضاء المدرسة الوطنية للصحة العمومية‪ ،‬وكذا التشاور مع المعهد العالي‬
‫لمهن التمريض وتقنيي الصحة‪ ،‬بدث لنا جديرة بكل التقدير واالهتمام‪.‬‬
‫وفي األخير‪ ،‬نتوجه بخالص شكرنا إلى المهاجرين الذين قبلوا أن يدلوا بشهاداتهم الخاصة‪ ،‬ومنهم من أدلى‬
‫بها أمام األخرين‪ ،‬فأن تحكي قصتك ليس بالشيء الهين‪ ،‬غير أن لهذه القصص قيمة كبيرة في توضيح وتأكيد‬
‫المعطيات التي تم الحصول عليها من مصادر أخرى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ملخص تنفيذي‬
‫السياق العام‬

‫إلى حدود سنة ‪ ،2017‬نجد أن المغرب يتميز يكونه‪ ،‬في نفس اآلن‪ ،‬بلد عبور بالنسبة للمهاجرين الراغبين في بلوغ‬
‫الضفاف األوربية‪ ،‬وأيضا بلد وجهة يستقرون بها‪ ،‬وهو ما يتضح من خالل حملتي التسوية المنظمتين خالل سنتي‬
‫‪ 2014‬و‪ ،2016‬وكذا من خالل سياسة اإلدماج التي ينهجها المغرب‪.‬‬
‫وتبقى الفئات المهاجرة متنافرة من حيث الوضعية القانونية المختلفة لألشخاص (الجئون‪ ،‬مهاجرون سويت‬
‫وضعيتهم اإلدارية‪ ،‬أو مهاجرون في وضعية إدارية غير قانونية)‪ ،‬وكذا من حيث اختالف بلدانهم األصلية وظروف‬
‫ولوجهم إلى المغرب‪ ،‬ومن حيث اختالف جنسهم وسن األشخاص وحالتهم الصحية‪....‬‬
‫من بين ما تطلبه االنشغاالت باالستقبال القويم للمهاجرين‪ ،‬ضرورة معالجة إشكالية صحتهم العقلية والرعاية‬
‫بهم نفسيا واجتماعيا‪ ،‬وفي هذا اإلطار‪ ،‬يجب التذكير بأن هذا العمل يأتي لتدعيم الجهود المبذولة من قبل‬
‫الحكومة المغربية ضمن سياسة الهجرة التي شرعت في تنفيذها منذ شهر سبتمبر ‪.2013‬‬

‫األهداف والمنهجية‬

‫لم تقتصر األهداف التي سطرت لهذه المهمة على تحديد الحاجيات في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي‬
‫واالجتماعي للمهاجرين‪ ،‬بل همت كذلك الوقوف على احتياجات الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين فيما‬
‫يتعلق بتعزيز الكفاءات في هذه المجاالت‪ .‬وفي األخير‪ ،‬يتعلق األمر باقتراح سبل عمل كفيلة بتحسين العرض‬
‫المتعلق بخدمات الصحة العقلية والمرافقة النفسية واالجتماعية المتاحة ومن أجل تيسير ولوج المهاجرين‬
‫بالمغرب إلى الخدمات الصحية‪.‬‬
‫شملت المنهجية مرحلة أولى همت عقد اجتماعات مع مختلف المتدخلين الميدانيين‪ ،‬سواء تعلق األمر بأعضاء‬
‫الجمعيات أو المتدخلين من قطاع الصحة أو المهاجرين‪ ،‬وأيضا موظفين من الهيئات القانونية واإلدارية‪ ،‬فيما‬
‫همت المرحلة الثانية من العمل تدقيق ما تم الحصول عليه تصريحات بقراءة و تحليل حوالي مائة وثيقة‪ .‬مع‬
‫اإلشارة إلى أنه‪ ،‬ومن أجل تقعيد األساس العلمي لهذه المعالجة‪ ،‬فقد اعتمدت منهجية الرتكيب بين هذه‬
‫الوثائق‪ ،‬التي غالبا ما تكون مثارة بشكل موجز‪ ،‬وبين أدبيات المعالجة للموضوع على المستويين الوطني‬
‫والدولي‪ .‬أما المرحلة الثالثة فقد همت صياغة هذا التقرير‪ .‬تجدر اإلشارة إلى البعد البيداغوجي لهذا العمل الذي‬
‫يهدف إلى أن يصبح أساسا لوضع دليل للتكوين في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي واالجتماعي لفائدة‬
‫المهاجرين بالمغرب‪.‬‬

‫النتائج‬

‫إن الرعاية النفسية واالجتماعية تتمثل في الدمج ‪-‬ضمن إطار األخذ بعين االعتبار لشخصية المستفيد‪-‬بين الرؤية‬
‫المتعلقة بالديناميكية النفسية (العوامل النفسية) لهذا الشخص‪ ،‬وبين تفاعالته مع محيطه (االجتماعي)‪.‬‬
‫لقد اعتاد مجموع المتدخلين على تقييم اإلشكاليات االجتماعية‪ ،‬مثل‪ :‬الموارد‪ ،‬السكن‪ ،‬العمل‪ ،‬الوضع القانوني‪...‬‬
‫إال أنه يجب تحديد طبيعة الطلب وطبيعة المرافقة المرغوب فيها‪ :‬فالمرافقة قد تهم العالقات؛ كما قد‬
‫تهم النفسي‪-‬االجتماعي؛ الطبي؛ االجتماعي‪-‬االقتصادي؛ المهني؛ االداري أو القانوني‪ .‬وقد تهم االستراتيجيات‬
‫ا‪-‬اقتصاديا‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار المدى البعيد‪ :‬حاجيات الولوج إلى تكوينات مؤهلة‬
‫ً‬ ‫اجتماعي‬
‫ً‬ ‫دعما‬
‫ً‬ ‫المعتمدة‬
‫وإلى خلق أنشطة مدرة للدخل‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ويبقى طلب المهاجرين في هذا المجال واضحا؛ حيث يتعلق األمر بمعطيات مادية‪ ،‬قالبا ما تكون قابلة للموضعة‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن تفعيل الحلول ليس باألمر السهل‪ ،‬إال أن تحديد األهداف وتقييم النتائج يبقى أمرا ممكنا‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫لتبقى مسألة اإلمكانيات المرصودة مسألة اجتماعية وسياسية ترتبط بالعديد من العوامل‪ :‬إشكاالت التمييز‬
‫وكراهية األجانب‪ ،‬المشاكل االقتصادية والبطالة‪ ،‬موقف وسائل اإلعالم‪...‬‬
‫هذا فيما تبقى الصعوبات المرتبطة بالصحة العقلية ذات طبيعة أخرى‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن استحضار عملية الدعم النفسي وممارسة االستماع الفاعل يتم بشكل تلقائي‪ ،‬إال أن مضمونها‬
‫يبقى غامضا ويعاني من ضعف الصياغة الواضحة‪ .‬لتظل الجهود المبذولة من قبل األخصائيين النفسيين ضمن‬
‫األرضية الوطنية لحماية المهاجرين ممتازة (في مجال التواصل بين المتدخلين وآليات الرعاية)‪ ،‬لكنها غير كافية‬
‫تماما لتغطية االحتياجات‪.‬‬
‫وحتى هذه االحتياجات‪ ،‬فهي تبقى محددة بشكل مبتور‪ ،‬إن لم نقل إنها غير محددة بالكامل‪ ،‬فالمهاجرون‪،‬‬
‫والسيما أولئك المنحدرين من بلدان أفريقيا‪-‬جنوب الصحراء‪ ،‬ينتمون إلى بلدان تشهد نقصا حادا في الموارد‬
‫الطبية والمتعلقة بالصحة النفسية والعقلية‪ ،‬لتبقى المعاناة النفسية مغيبة بشكل كبير‪.‬‬
‫وبالمغرب‪ ،‬نجد أن األغلبية الساحقة من العاملين بالقطاع الصحي ال تتوفر على تكوين في مجال التشخيص‬
‫وحتى فيما يتعلق بمعالجة حاالت مرضية من قبيل االضطرابات المرتبطة بالقلق والتذمر أو الميول االنتحارية‪.‬‬
‫وإذا كان يتم ذكر األعراض الالحقة للصدمة بشكل منتظم‪ ،‬فإن محتواها أو الرعاية بها يبقيان بالمقابل غير‬
‫مذكورين‪.‬‬
‫وتبقى الظروف المادية والموارد البشرية غير مجتمعة حاليا من أجل أن يتم احترام الحق في «الصحة العقلية»‪،‬‬
‫على النحو الذي تحدده منظمة الصحة العالمية‪.‬‬
‫ويبقى األطباء النفسيون الذين تم التقاء بهم على تعبئة في هذا المجال‪ ،‬إذ هناك جهود فعلية مبذولة في‬
‫سبيل تحديث الطب النفسي المغربي‪ ،‬بالرغم من أن الوضع الذي أثاره المجلس الوطني لحقوق اإلنسان خالل‬
‫سنة ‪ ،2012‬قد أشار إلى الحجم الضخم لهذه المهمة‪.‬‬
‫وفي األخير‪ ،‬يؤكد المتدخلون على ضرورة إشراك الهيئات العمومية من أجل الرعاية بالمهاجرين‪.‬‬

‫المقترحات‪:‬‬

‫لن يتأتى تحسين الوضع إال بالتوفير المتزايد للوسائل واالنكباب على تكوين الموظفين‪:‬‬
‫إذ من أجل تحديد الوسائل الالزمة للرعاية باالضطرابات النفسية‪ ،‬بات من الضروري إجراء دراسة استقصائية‬
‫وبائية‪ .‬وقد أنجزت بعض الدراسات في هذا الصدد همت السكان بشكل عام‪ ،‬لكن لم تنجز أي واحدة بالنسبة‬
‫للمهاجرين‪ .‬وهي ما سيمكن من الحصول على المعطيات الموثوق في صحتها من أجل إجراء تقييم دقيق‬
‫لالحتياجات‪ ،‬كما أن األطباء النفسيين الذين تمت مقابلتهم يوافقون على ذلك‪ ،‬لكونهم طرفا فاعال في ذلك‬
‫بطبيعة الحال‪ ،‬مما يفرض إنجاز عمل أكثر نوعية بعالقة مع الموضوع‪.‬‬
‫وفي نفس االتجاه‪ ،‬يؤكد األطباء النفسانيون الذين تمت مقابلتهم على ضرورة تحسيس مهني الصحة العقلية‬
‫(من أطباء وأخصائيين نفسانيين وممرضين) عن طريق تنظيم ندوات وحلقات دراسية وإدراج موضوع خاص ضمن‬
‫البرنامج الدراسي للطب النفسي‪ ،‬بعيدا عن الجوانب التي تتداخل فيها الثقافات‪.‬‬
‫وعموما‪ ،‬فإن الفاعلين الذين تمت مقابلتهم واعون بالصعوبات التي يوجهونها في مجال الرعاية‪ .‬فتعزيز‬
‫المهارات يتطلب تقوية المعرفة‪:‬‬
‫بالمهاجرين أنفسهم (ظروف المراحل الثالثة من مسارهم‪ :‬االنطالق‪ ،‬السفر‪ ،‬الوصول)‪ .‬وفي بعض الحاالت‪،‬‬ ‫•‬
‫هناك مرحلة رابعة تنضاف‪ ،‬وهي المتعلقة بالعودة الطوعية من عدمها‪.‬‬
‫باإلشكاليات النفسية المرتبطة بالمسار الهجروي (انظر الجزء المتعلق بعلم النفس من التقرير)؛‬ ‫•‬
‫بالخصائص الثقافية للنظرة إلى العالم‪ ،‬إلى والجسد‪ ،‬وإلى الروابط االجتماعية‪...‬‬ ‫•‬
‫باألعراض المرتبطة باألمراض النفسية وعالجاتها‪.‬‬ ‫•‬
‫بهذا الصدد تم اقتراح وحدة تكوينية تعالج مختلف هذه النقاط تتيح بناء منهج يهم صحة المهاجرين بشكل عام‪،‬‬

‫‪10‬‬
‫و ذلك بالتعاون مع المدرسة الوطنية للصحة العمومية ووزارة الصحة‪.‬‬
‫كما أشار الفاعلون الذين تمت مقابلتهم‪ ،‬السيما أولئك الذين هم على اتصال مباشر مع المهاجرين‪ ،‬إلى ضرورة‬
‫إجراء عمليات إشراف منتظمة‪ ،‬من أجل تمكينهم من التنظير لتجاربهم وأخذ المسافة الالزمة مع األثار الناجمة‬
‫عنها‪ .‬وتبقى األوضاع المأساوية متعددة‪ ،‬وسبل معالجتها غير كافية أو غير مرضية تماما‪ ،‬حيث غالبا ما يتم‬
‫التدرع بغياب الوسائل وانعدام بنيات الحماية من أجل رعاية المهاجرين في وضعية هشة‪ ،‬و كذا ضحايا االتجار‬
‫بالبشر والقاصرين غير المرافقين‪...‬‬
‫كما أن المهاجرين أنفسهم يقترحون تحسيس المغاربة في المدارس وداخل المنظمات غير الحكومية‬
‫وبالمستشفيات ومن خالل الجرائد ووسائل اإلعالم بشكل عام‪ ،‬بمبدأ‪ « :‬نحن جميعا بشر وأفارقة‪.»...‬‬
‫يجب أيضا معالجة القضايا المتعلقة بالوصم والتمييز ضمن برامج التكوين وتنظيم حمالت إعالمية بصددها‪.‬‬
‫فعلى سبيل المثال؛ يبقى من الضروري تنوير المهاجرين حول طرق اشتغال المصالح العمومية‪ ،‬السيما المصالح‬
‫الطبية‪ ،‬حتى ال يتبادر إلى أذهانهم بأن الصعوبات التي يواجهونا ترتبط بهم بشكل خاص‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .1‬مقدمة‬
‫‪ 1.1‬السياق‪:‬‬

‫يعد المهاجرون من بين فئات السكان األكثر هشاشة‪ ،‬بحيث غالبا ما يكونون في وضعية إدارية غير قانونية عند‬
‫وصولهم إلى المغرب بعد رحالت صعبة تعرضوا خاللها للتمييز أو العنف‪ ،‬إضافة إلى معاناتهم من مشاكل صحية‪،‬‬
‫تتفاقم مع صعوبات الولوج إلى العالجات‪ .‬هذا ما يفرض تحسين اإلجراءات التي تقوم بها الحكومة والفاعلين من‬
‫المجتمع المدني من أجل تطوير المساعدة المخصصة لهم‪ ،‬مع إيالء األولوية لألكثر هشاشة منهم‪ :‬ضحايا االتجار‬
‫بالبشر‪ ،‬النساء المهاجرات‪ ،‬األمهات العازبات‪ ،‬والقاصرين غير المرافقين‪...‬‬

‫‪ 1.2‬أهمية ظاهرة الهجرة‬

‫لقد كانت المملكة المغربية على الدوام بلدا وأرضا للهجرة‪ .‬فخالل سنة ‪ ،2013‬أشار تقرير المجلس الوطني‬
‫لحقوق اإلنسان‪ ،‬الموجه لألمم المتحدة‪ ، 1‬إلى أن التاريخ الطويل للهجرة بالمغرب واستقباله لها راجع باألساس‬
‫إلى عالقاته العريقة مع أفريقيا جنوب الصحراء‪ .‬كما تشرح هذه الوثيقة اإلطار القانوني الوطني والدولي المنظم‬
‫لوضعية المهاجرين فوق التراب المغربي‪ ،‬السيما الدستور الذي يضمن مبدأ عدم التمييز والحق في اللجوء‬
‫والمساواة في الحقوق بين المواطنين المغاربة واألجانب ويقدم توصيات‪ ،‬بعد تحليل التحوالت الجارية‪ ،‬المتعلقة‬
‫بالمهاجرين والالجئين‪.‬‬
‫ويقوم المجلس الوطني لحقوق اإلنسان بتحليل الوضع بالطريقة التالية‪ « :‬ذلك أن المغرب يعد أرض هجرة‬
‫بامتياز منذ موجة الهجرة األولى التي انطلقت مع الحرب العالمية األولى‪ ،‬و أرض استقبال وتوافد‪ ،‬رغم أن‬
‫الوعي الجماعي لم يستوعب بعد هذا المعطى التاريخي»‪ ،‬كما يشير التقرير كذلك إلى أنه‪»،‬ال يمكن للمغرب‪،‬‬
‫كبلد ينتمي إلى القارة اإلفريقية‪ ،‬التي تواجه تحديات التنمية وتعيش بانتظام على وقع أزمات سياسية ونزاعات‬
‫مسلحة‪ ،‬أن يظل بعيدا عن عواقب هذا الوضع المضطرب والمرشح لالستمرار‪ ».‬كما أن المغرب يعاني كذلك‬
‫من» آثار السياسة الصارمة التي تعتمدها أوروبا لمراقبة حدودها الخارجية‪ ،‬إضافة إلى كون المغرب قد أضحى‬
‫ملتقى لديناميات متنوعة للهجرة‪ ،‬يجعل من المملكة‪ ،‬بشكل تدريجي لكن ال رجعة فيه‪ ،‬بلدا متعدد األجناس‪.‬‬
‫فاستمرار هجرة المغربيات والمغاربة‪ ،‬بشكل نظامي أو غير نظامي‪ ،‬وبروز تواجد مهاجرين من دول بعيدة (الصين‬
‫والفليبين و النيبال‪ ،‬كما كشفت عن ذلك بعض التوقيفات التي طالت البعض منهم) يشهد بدون شك على‬
‫دخول المغرب في خانة الدول المعنية بعولمة التنقالت البشرية‪».‬‬
‫واليوم‪ ،‬يوجد ما بين ‪ 25000‬إلى ‪ 40000‬مهاجرا في وضعية إدارية غير نظامية فوق التراب المغربي‪ ،‬قادمين من‬
‫بلدان أفريقيا جنوب الصحراء لكن كذلك هناك أشخاص آخرين قادمين مثال من آسيا ويقيمون بالمغرب‪. 2‬‬

‫‪ 3.1‬إرادة اإلدماج‬

‫لقد نظم المغرب حملتين لتسوية وضعية المهاجرين المتواجدين فوق أراضيه‪ ،‬وذلك خالل سنة ‪( 2014‬تمت‬
‫خاللها تسوية وضعية ‪ 25000‬مهاجرا) وسنة‪.2016 3‬‬
‫كما يشهد على ذلك بالغ «اللجنة الوطنية المكلفة بتسوية وضعية المهاجرين وإدماجهم بالمغرب»‪.‬‬
‫لقد أكد صاحب الجاللة الملك محمد السادس‪ ٬‬في خطابه السامي الذي ألقاه يوم االثنين ‪ 20‬غشت ‪ 2016‬إلى‬
‫األمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب بأن «المغرب يعد من بين أول دول الجنوب التي اعتمدت سياسة‬
‫تضامنية حقيقية الستقبال المهاجرين‪ ،‬من جنوب الصحراء وفق مقاربة إنسانية مندمجة تصون حقوقهم وتحفظ‬
‫كرامتهم‪».‬‬
‫‪.1‬لجنة حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأعضاء عائالتهم؛ الدورة التاسعة عشرة ‪ 9-13‬سبتمبر ‪ ،2013‬الئحة النقاط التي يتعين معالجتها‬
‫بمناسبة استعراض التقرير األول للمغرب ((‪ CMW/C/MAR/1‬اإلضافي‪ :‬أجوبة المغرب على الئحة النقاط التي يجب معالجتها‪.‬‬
‫‪https://morocco.iom.int/sites/default/files/Fiche%20Projet%20Assistance%20Psychosociale.pdf . 2‬‬
‫‪ . 3‬نفس المرجع‬
‫‪12‬‬
‫«وتفعيال لهذه السياسة‪ ،‬قامت بالدنا دون تكبر أو استعالء‪ ،‬ودون تحقير أو تمييز بتسوية وضعية المهاجرين‬
‫وفق معايير معقولة ومنصفة وتوفير الظروف المالئمة لهم لإلقامة والعمل والعيش الكريم داخل المجتمع‪.‬‬
‫وهذا ليس بغريب عن المغاربة‪ ،‬في تعاملهم مع ضيوفهم‪ .‬فخصال الكرم والترحيب‪ ،‬وحسن االستقبال‪ ،‬متجذرة‬
‫في ثقافتنا وتقاليدنا العريقة‪».‬‬
‫وفي الثامن عشر من دجنبر ‪ ،2014‬تبنى المجلس الحكومي اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء‪ ،‬حيث تم‬
‫تحديد ‪ 27‬هدفا في إطار ‪ 11‬برنامجا لتفعيل هذه اإلستراتيجية و‪ 81‬إجراءا في إطار هذه البرامج اإلحدى عشر‪.‬‬
‫وقد حددت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة أمثلة لبعض العوامل المساعدة على‬
‫اإلدماج‪ ،‬من قبيل‪ :‬تيسير الولوج إلى المنظومة الصحية والتعليم والتكوين والسكن والشغل وتبني إستراتيجية‬
‫للتواصل والتحسيس بخصوص هذه المواضيع‪. 4‬‬

‫‪ 3.2‬األعمال التي تقوم بها المنظمة الدولية للهجرة‬

‫نالحظ من خالل التقديم العام للمنظمة الدولية للهجرة بالمغرب‪ - https://morocco.iom.int/oimmaroc-0 -‬أن‬
‫هذه األخيرة تقوم بأنشطة مباشرة لصالح المهاجرين العائدين إلى بلدانهم األصلية‪ :‬بحيث استفاد ما يقارب‬
‫‪ 6412‬مهاجرا منذ سنة ‪ ،2005‬من برنامج المساعدة على العودة الطوعية وإعادة اإلدماج ‪ ،AVRR‬بعدما عادوا‬
‫من المغرب إلى بلدانهم األصلية‪ ,‬هذا فيما بلغ عدد العائدين إلى المغرب في إطار برنامج المساعدة المذكور‬
‫‪ 668‬مهاجرا مغربيا تمت مرافقتهم منذ سنة ‪ ،2007‬إضافة إلى المهاجرين المستقرين فوق التراب المغربي‪.‬‬
‫ويتم هذا العمل بتعاون مع الشركاء المحليين‪ ،‬السيما المنظمات غير الحكومية الناشطة بالمنطقة‪ ،‬بحيث‬
‫مكن تكوين المدربين من خلق شبكة من المتدخلين في أوساط المهاجرين‪ ،‬إضافة إلى تقديم بعض الجمعيات‬
‫لخدمات مختلفة فيما يتعلق بالتتبع والدعم‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالصحة والولوج إلى العالجات‪« :‬فبالرغم من كل الجهود المبذولة من قبل السلطات المغربية‬
‫ومختلف الفاعلين في المجال الصحي‪ ،‬بهدف تحسين وضمان ولوج المهاجرين إلى الخدمات الصحية‪ ،‬الزالت‬
‫هناك العديد من التحديات التي يجب رفعها فيما يتعلق بالتكفل الصحي للمهاجرين بشكل عام والتكفل بصحتهم‬
‫العقلية وبحاجياتهم النفسية واالجتماعية بشكل خاص‪ »...‬مؤكدين بذلك على أهمية المشروع اإلقليمي؛ «تعزيز‬
‫صحة ورفاهية المهاجرين في مصر وليبيا والمغرب وتونس واليمن»‪ .‬كما أن هناك أعمال حول الحالة الصحية‬
‫والولوج إلى العالجات؛ نذكر منها على سبيل المثال دراسة المتغيرات البيولوجية والسلوكية بالنسبة للمهاجرين‬
‫من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬الذين يوجدون في وضعية غير نظامية‪ ،‬وهي الدراسة التي تم إنجازها بمدينة‬
‫الرباط‪( 5‬العلمي ‪ .)2014‬إذ كشفت الدراسة على أنه غالبا ما تكون ظروف العيش صعبة؛ مع التعرض لخطر انتقال‬
‫العدوى جنسيا لفيروس داء فقدان المناعة المكتسبة في حالة السكن المختلط واللجوء إلى امتهان الجنس من‬
‫أجل كسب لقمة العيش‪ ،‬إضافة إلى انتشار العنف سواء خالل السفر أو بعين المكان‪.‬‬
‫كما يشير شيرتي وغرانت (‪ )2013‬إلى أنه‪« :‬من بين األشخاص الذين قابلناهم‪ ،‬نجد حوالي الربع (‪ )22%‬منهم‬
‫تعرضوا لصراع أو الضطهاد سياسي في بلدانهم األصلية‪ ،‬و‪ 7%‬منهم فروا من العنف المنزلي أو العنف‬
‫المجتمعي‪. 6‬‬
‫وهو ما تؤكده دراسة المتغيرات البيولوجية والسلوكية (‪ )2013‬السالفة الذكر‪« :‬إذ أن ‪ 10%‬من األشخاص كانوا‬
‫ضحايا العنف الجنسي‪ ،‬وأغلبهم من النساء‪ ،‬و‪ 35%‬من المهاجرين كانوا ضحايا العنف الجسدي»‪.‬‬

‫‪ .4‬اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء‪ ،‬الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ‪ :2013‬ملف‪C:/Users/franc/Desktop//// :‬‬
‫‪stratégie%20Nationale.pdf‬‬
‫‪ .5‬دراسات استقصائية للمراقبة السلوكية والبيولوجية المتكاملة لفيروس نقص المناعة البشرية – المغرب ‪ 2013-‬مديرية علم األوبئة ومحاربة‬
‫األمراض‪ .‬دراسة بيولوجية وسلوكية حول صحة المهاجرين في وضعية إدارية غير نظامية بالرباط‪ -‬الساهرون على التحقيق‪ -‬وزارة الصحة (البرنامج‬
‫الوطني لمحاربة السيدا‪ ،‬المعهد الوطني للصحة‪ ،‬المراقبة الصحية الخاصة‪ ،‬المراقبة الصحية المعززة)‪ -‬جمعية محاربة السيدا (‪ ،) ALCS‬المنظمة‬
‫اإلفريقية لمكافحة السيدا (‪ – ) OPALS‬الصندوق الدولي لمكافحة السيدا‪ -‬مكتب برنامج األمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة‬
‫البشرية ‪ /‬اإليدز‬
‫‪ .6‬شيرتي م‪ .‬وغرانت ب‪ .‬معهد البحوث السياسية العامة (‪ .) IPPR‬أسطورة العبور‪ :‬هجرة بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ ،‬معهد البحوث السياسة‬
‫العامة‪ ،‬يونيو ‪.2013‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ 3.3‬الصحة العقلية‬

‫تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن «الصحة العقلية هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته‬
‫الخاصة والتغلب على حاالت التوتّ ر العادية في الحياة والعمل بشكل منتج ومفيد واإلسهام في مجتمعه‬
‫المحلي»‪ .‬ويبقى االكتئاب هو السبب الرئيسي لإلعاقة المباشرة في العالم‪ ،‬حيث يحتل هذا المرض المرتبة‬
‫الرابعة في العالم من حيث اإلعتالل‪ ،‬ومن المتوقع أن يحتل المرتبة الثانية سنة ‪.2020‬‬
‫وتبقى االضطرابات النفسية متفشية بشكل خاص في أوساط المهاجرين؛ حيث يركز تقرير منظمة أطباء بال‬
‫حدود‪ 7‬على «مختلف الحوادث والصدمات التي تقع خالل عملية الهجرة‪ ،‬والتي قد تؤدي إلى احتياجات نفسية‪-‬‬
‫اجتماعية حقيقية‪ ،‬بإمكانها أن تتفاقم في غياب مساعدة مالئمة‪ )...( .‬ومن وجهة نظر علماء النفس‪ ،‬تتطلب‬
‫مختلف مراحل عملية الهجرة من المهاجرين التكييف الدائم لتصرفاتهم وعاداتهم أو حتى تطلعاتهم‪ ،‬األمر الذي‬
‫غالبا ما يخلق لديهم حالة من التوتر والقلق واالرتباك‪».‬‬
‫ناج من العنف‬
‫وخالل الفترة الممتدة بين سنتي ‪ 2010‬و‪ ،2012‬قامت منظمة أطباء بال حدود بمعالجة ‪ٍ 697‬‬
‫الجنسي بالمغرب‪ ،‬أي ‪ 122‬بمدينة وجدة و‪ 575‬بالرباط‪ ،‬بحيث أن ‪ 41%‬من هؤالء تظهر عليهم أعراض االكتئاب‬
‫و‪ 25%‬يمثلون حاالت القلق و‪ 21%‬من حاالت التوتر ما بعد الصدمة‪.‬‬
‫وتشير دراسة المتغيرات البيولوجية والسلوكية (‪ 8)2013‬إلى أن ‪ 17.9%‬من المهاجرين الناطقين باللغة الفرنسية‬
‫و‪ 24.7%‬من الناطقين باللغة اإلنجليزية يعانون من مشاكل نفسية‪-‬اجتماعية‪ .‬كما أن أغلب المهاجرين يتوجهون‬
‫إلى المنظمات غير الحكومية من أجل تلقي المساعدة الطبية (‪ 65.5%‬من الناطقين باللغة الفرنسية و‪57.3%‬‬
‫من الناطقين باللغة اإلنجليزية)‪ ،‬وأحيانا يلجؤون إلى المراكز الصحية (المستشفيات العمومية (الناطقين باللغة‬
‫الفرنسية‪ ،22.4% :‬والناطقين باإلنجليزية‪ .))36.3% :‬كما أنه غالبا ما تتداخل الصحة العقلية مع الصعوبات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫وللتذكير‪ ،‬فإن األهداف المحددة في إطار مهمة هذه الدراسة تمحورت حول تحديد الحاجيات من الصحة العقلية‬
‫والمساعدة النفسية‪-‬االجتماعية لفائدة المهاجرين وتطوير دليل بيداغوجي للتكوين على الصحة العقلية‬
‫والمساعدة النفسية واالجتماعية‪.‬‬

‫‪ .7‬أطباء بال حدود‪« :‬العنف‪ ،‬الهشاشة والهجرة‪ :‬عالقون بموانئ أوربا»‪ ،‬تقرير حول المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء في وضعية غير نظامية‬
‫بالمغرب‪ ،‬مارس ‪.2013‬‬
‫‪ .8‬دراسات استقصائية للمراقبة السلوكية والبيولوجية المتكاملة لفيروس نقص المناعة البشرية – المغرب ‪ 2013-‬مديرية علم األوبئة ومحاربة‬
‫األمراض‪ .‬دراسة بيولوجية وسلوكية حول صحة المهاجرين في وضعية إدارية غير نظامية بالرباط‪ -‬الساهرون على التحقيق‪ -‬وزارة الصحة (البرنامج‬
‫الوطني لمحاربة السيدا‪ ،‬المعهد الوطني للصحة‪ ،‬المراقبة الصحية الخاصة‪ ،‬المراقبة الصحية المعززة)‪ -‬جمعية محاربة السيدا (‪ ،) ALCS‬لمنظمة‬
‫اإلفريقية لمكافحة السيدا (‪ – ) OPALS‬الصندوق الدولي لمكافحة السيدا‪ -‬مكتب برنامج األمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة‬
‫البشرية ‪ /‬اإليدز‬

‫‪14‬‬
‫‪ 2‬الخطوة المنهجية‬
‫لقد مر هذا العمل عبر المراحل التالية‪:‬‬

‫‪ 1.2‬المرحلة األولى‪ :‬االجتماعات المؤطرة‬

‫مكن االجتماعان المؤطران‪ ،،‬المنعقدين بتاريخي ‪ 26‬أبريل وفاتح ماي ‪ ،2017‬من التذكير بأهداف هذه الدراسة‬
‫ومن التوافق حول االستيعاب المشترك للبنود المرجعية للمهمة‪.‬‬
‫بالتشاور مع أعضاء المنظمة الدولية للهجرة المكلفين بهذه النقطة‪ :‬الدكتور جوديكاييل ديجال أحوانسو‪ ،‬مدير‬
‫المشروع‪ ،‬واآلنسة يمنى بن ميمون‪ ،‬مساعدة البرنامج‪ ،‬نظمت زيارات ميدانية واستجوابات لألشخاص المرجعيين‪،‬‬
‫بعد أن تمت صياغة واعتماد األدوات الموظفة في الزيارات واالستجوابات‪.‬‬
‫ومن بين اللقاءات األولى المبرمجة‪ ،‬نذكر اللقاء مع الدكتورة سميرة الحرشاوي‪ ،‬عن قسم األمراض غير المعدية‬
‫بمديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض التابعة لوزارة الصحة‪ ،‬في إطار الشراكة التي تجمع هذه األخيرة بالمنظمة‬
‫الدولية للهجرة‪ ،‬على اعتبارها النقطة المحورية في هذه الشراكة‪.‬‬
‫هناك مبادئ مختلفة تحكمت في إنجاز الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬مقاربة تشاركية‪ ،‬هدفت إلى إشراك مختلف الفاعلين‪ :‬المهاجرين؛ وضمنهم ممثلو مجتمعاتهم المحلية حسب‬
‫جنسياتهم‪ ،‬أعضاء المنظمات غير الحكومية‪ ،‬األطباء النفسانيون‪ ،‬أعضاء اإلدارات الصحية والمدرسين؛‬
‫‪ -‬مقاربة مبنية على الحقوق‪ ،‬مع التركيز بشكل خاص على القضايا األخالقية في العالج وفعالية الولوج إلى‬
‫العالجات والتساؤل حول مسألتي الوصم والتمييز‪.‬‬

‫‪ 2.2‬المرحلة الثانية‪ :‬جمع المعطيات‬

‫لقد أنجزت هذه المرحلة من خالل إجراء استعراض مدقق للوثائق ذات الصلة‪ ،‬وعقد سلسلة من االستجوابات مع‬
‫الخبراء والفاعلين الرئيسيين بالمغرب‪ ،‬إضافة إلى روايات المهاجرين‪.‬‬

‫‪ 1.2.2‬مراجعة وثائقيـة‬

‫تم استعراض الوثائق ذات الصلة بالعديد من المحاور (وثائق مفصلة في نهاية التقرير)‪ ،‬حيث انكبت الخبيرة‬
‫االستشارية على تحليل الوثائق المقدمة‪ ،‬السيما البحوث والمقاالت العلمية وتقارير األنشطة وتقارير لجان‬
‫التكوين‪ .‬إذ مكنت هذه الوثائق من سبك المنظور العام للنتائج وترصيص المكونات النظرية‪.‬‬
‫تم استكشاف مجاالت مختلفة‪ ،‬ضمن أبعاد متعددة‪ ،‬بحيث أن أغلب الوثائق تجمع بين أحد المواضيع التالية أو‬
‫العديد منها‪:‬‬
‫الوثائق الدولية ‪ /‬الوطنية‬
‫• توجيهات وتقارير المنظمات الدولية (المنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المفوضية‬
‫السامية لشؤون الالجئين‪ ،‬منظمة أطباء بال حدود‪)...‬‬
‫• التقارير الوطنية لألنشطة (جمعية الدالئل المرشدة في مجال التدخل (منظمة الصحة العالمية‪،‬‬
‫اليونيسيف‪)...‬‬
‫المقاالت العلمية‬ ‫•‬

‫‪15‬‬
‫نصوص الحكومة المغربية‪ :‬نصوص قوانين‪ ،‬مراسيم‪...‬‬
‫• لقد تم االطالع على الخطة اإلستراتيجية الوطنية للصحة والهجرة (‪ ،)PSNSI‬لكن ال يمكن استعمالها عل‬
‫اعتبار أنها الزالت قيد االعتماد‪.‬‬
‫حسب وضعية الهجرة‪:‬‬
‫الجئون‪ ،‬مهاجرون في وضعية غير قانونية‪ ،‬مهاجرين عابرون عبر المغرب‪ ،‬ضحايا العنف‪ ،‬مهاجرين في وضعية نزاع‪،‬‬
‫المرحالت والمرحلين‪ ،‬المغربيات والمغاربة المقيمين بالخارج‪ ،‬المغربيات والمغاربة الراغبين في العودة‪...‬‬
‫في مجاالت محددة‪:‬‬

‫الطب‪ :‬الطب النفسي‪ :‬بتصفح موقع البحث الطبي ‪ ،PubMed‬بتاريخ ‪ 26‬أكتوبر ‪ ،2017‬نجد أن هناك ‪1106‬‬
‫مقاال يجيب عن كلمة البحث «هجرة» و»اكتئاب»‪ ،‬فيما تتيح تخصصات طبية أخرى مثل علم األوبئة والصحة‬
‫العمومية والطب النفسي اإلثني معطيات قيمة‪.‬‬
‫العلوم اإلنسانية‪ :‬علم األنثربولوجيا‪ ،‬علم النفس والتحليل النفسي‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬العلوم السياسية‪ ،‬الجغرافيا ‪...‬‬
‫• القانون وحقوق اإلنسان‬
‫في صيغ مختلفة ‪:‬‬
‫‪ -‬رسائل إخبارية‬
‫‪ -‬نشرات تعريفية بالمنظمات غير الحكومية‬
‫‪ -‬تقارير أدبية‬
‫‪ -‬وثائق داخلية‬
‫باإلضافة إلى الكتب‪ ،‬البحوث الدراسية‪ ،‬األطروحات‪ ،‬المداخالت في المؤتمرات‪ ،‬المقاالت الصحفية‪...‬‬

‫‪ 2.2.2‬االستماع إلى الخبراء‬

‫مكن االستماع إلى الخبراء من االلتقاء بـــ ‪ 65‬شخصا على أرض الميدان واثنان عن طريق االتصال عن بعد‪ .‬وتوجد‬
‫هذه اللقاءات مفصلة في الملحق رقم ‪.1‬‬
‫وقد جرت هذه اللقاءات والمقابالت بمقر المنظمة الدولية للهجرة وبالمصالح اإلدارية وبمقرات الجمعيات أو‬
‫المنظمات غير الحكومية وباألقسام المحلية للجمعيات وفي دور الحماية وحتى في المقاهي‪ ،‬بمدينتي الرباط‬
‫ووجدة‪.‬‬
‫ضيق الوقت وإكراهات التنقالت‪ ،‬فرضوا اختيار األماكن واألشخاص الذين يجب مالقاتهم‪ ،‬حيث وقع االختيار على‬
‫مدينتين هما‪ :‬الرباط (مدينة التمثيليات الدبلوماسية وحيث يوجد العديد من الجمعيات)‪ ،‬ووجدة (نقطة العبور‬
‫بين المغرب والجزائر ومنطقة استقرار المهاجرين القادمين من البلدان األفريقية جنوب الصحراء)‪ .‬كما تم االلتقاء‬
‫باألستاذ عمر بطاس‪ ،‬رئيس قسم الطب النفسي بالمركز االستشفائي ابن رشد‪ ،‬بمقر قسمه بالدار البيضاء‪.‬‬

‫بالموازاة مع دلك‪ ،‬تم تنظيم لقاءات مختلفة مع أعضاء من الهيئات التالية ‪:‬‬
‫المؤسسات الحكومية‪:‬‬
‫‪ -‬وزارة الصحة (السيما قسم الصحة العقلية وأقسام التكوين األساسي والتكوين المستمر)؛‬
‫‪ -‬وحدة العنف بمديرية السكان لدى وزارة الصحة (‪)DP‬‬
‫المؤسسات األكاديمية‪:‬‬
‫‪ -‬المدرسة الوطنية للصحة العمومية (‪)ENSP‬‬

‫‪16‬‬
‫‪ -‬المعهد العالي لمهن التمريض وتقنيي الصحة (الرباط)‬
‫مهني الصحة (األطر الطبية وشبه الطبية)‬
‫‪ -‬أطباء نفسانيون بالمؤسسات العمومية أو في العيادات الخاصة‬
‫‪ -‬طبيب عام مكلف بفحص الصحة لتقييم القدرة على السفر من أجل العودة‬
‫‪ -‬طبيب وعلماء النفس بالجمعيات‬
‫‪ -‬العاملين بمراكز الصحة (الرباط)‬
‫‪ -‬العاملين بخلية التكفل‪ ،‬المكلفة بالنساء ضحايا العنف‪ ،‬بالمستشفى اإلقليمي الفرابي بمدينة وجدة‪.‬‬
‫المنظمة الدولية للهجرة (‪ :)OIM‬تم عقد لقاءات مع المسؤولين بالمنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬المكلفين‬
‫بالمشروع ومساعديهم‪ ،‬العاملين على برنامج( المساعدة على العودة الطوعية وإعادة اإلدماج‪ -‬عودة المغاربة‬
‫المهاجرين)‪ ،‬المساعدة على العودة الطوعية وإعادة اإلدماج (عودة المهاجرين إلى بلدانهم األصلية) ومكافحة‬
‫االتجار باألشخاص؛ المتدخلين المحليين التابعين للمنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬عناصر الربط التابعين للمنظمة الدولية‬
‫للهجرة بوجدة‪.‬‬
‫ونذكر من بين شركاء المنظمة الدولية للهجرة الذين تمت مقابلتهم‪ ،‬المنظمات غير الحكومية‬
‫والجمعيات (مع جميع فئات العاملين) مثل‪:‬‬
‫‪ : CEI‬لجنة التعاون الدولي‬
‫‪ : MS.2‬مغرب التضامن الطبي واالجتماعي‪ -‬وجدة‬
‫‪ : CARITAS‬كاريتاس المغرب‪ ،‬فرع كاريتاس الدولية‬
‫‪ : FOO‬مؤسسة الشرق والغرب‬
‫‪ : ALCS‬جمعية محاربة السيدا‬
‫‪ : AMAM‬الجمعية المغربية من أجل مستقبل أفضل‬
‫جمعية ضوء على الهجرة بالمغرب‬

‫مجلس المهاجرين من دول جنوب الصحراء بالمغرب‬


‫‪ : ODTi‬المنظمة الديمقراطية للشغل والعمال المهاجرين بالمغرب؛‬
‫كما تم االلتقاء بمتدخلين في مجال حقوق اإلنسان والمجلس الوطني لحقوق اإلنسان والمنظمة المغربية‬
‫لحقوق اإلنسان ومركز تقديم المساعدة القانونية لالجئين وطالبي اللجوء بمدينة وجدة؛‬
‫المثقفون األقران (مجموعة التركيز) أو الوسطاء؛‬
‫بعض المهاجرين‪ ،‬الذين إما منخرطين في تنظيمات مجتمعية أو مثقفين أقران أو في دور الحماية التابعة لمؤسسة‬
‫الشرق والغرب بمدينة وجدة‪ ،‬في شكل مجموعات تركيز تهتم بتجارب المهاجرين خالل مسارات الهجرة‪.‬‬
‫ملحوظة‪ :‬سبق للقاصرين المستجوبين أن أعطوا موافقتهم مسبقا‪ ،‬كما ُطلب منهم الحضور باسم مستعار‪ ،‬من‬
‫أجل اإلدالء بشهاداتهم المجهولة‪.‬‬
‫كما تم إجراء مقابلتين عن بعد عبر سكايب أو واتساب‪ ،‬إضافة إلى عقد اجتماع مع فريق عمل المدرسة الوطنية‬
‫للصحة العمومية (‪ .)l’ENSP‬وتم كذلك إجراء مقابالت لتتبع المهمة عبر نفس وسيلتي االتصال‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 2.3‬المرحلة الثالثة‪ :‬تحليل المعطيات وتحرير التقرير‬

‫لقد كان التحليل نوعيا بالمقام األول‪ ،‬حيث سيكون من الضروري إجراء دراسة كمية إلكمال هذه المعاينة‪ .‬إذ نتج‬
‫عن الطابع النوعي للدراسة تعليقات تم اإلدالء بها خالل اللقاءات‪ ،‬مدعومة بكتابات مختلفة تم االطالع عليها‪.‬‬
‫وتبقى إحدى حدود هذا العمل هي التركيز على الهجرة من بلدان جنوب الصحراء‪ ،‬في الوقت الذي توجد فيه‬
‫العديد من الفئات األخرى من المهاجرين‪ ،‬وكذا طرقا أخرى للهجرة بالمغرب‪ .‬لكن‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن الجمعيات‬
‫التي تمت زيارتها تقدم المساعدة أساسا إلى مهاجرين من بلدان غرب أفريقيا‪.‬‬
‫تم تنظيم النتائج الموضوعاتية ضمن ثالثة محاور‪:‬‬
‫‪ .1‬تركز التعليقات المدلى بها باألساس على االضطرابات النفسية واألمراض النفسية لدى المهاجرين الذين تم‬
‫تشخيصهم من قبل المتدخلين‪ ،‬وهذا يشمل تحديد األعراض والدعم النفسي والمساعدة على التوجيه الطبي‬
‫والتقرير االجتماعي والعمل المشترك بين الثقافات‪.‬‬
‫‪ .2‬المقاربة المبنية على النوع وحقوق اإلنسان‪ ،‬الوصم والتمييز‪ ،‬إجراءات التسوية أو االعتراف بوضع الجئ‪،‬‬
‫القضايا االجتماعية‪ :‬الحق في السكن والصحة والتعليم‪.‬‬
‫‪ .3‬السكان الرئيسيون من بين مجتمع المهاجرين هم‪ :‬ضحايا العنف واالتجار باألشخاص والقاصرين غير المرافقين‬
‫واألشخاص في وضعية هشة‪.‬‬
‫وتشكل مكافحة الوصم والتمييز موضوعا شامال‪ ،‬لكون أسبابهما ونتائجهما ذات أبعادا متعددة‪ :‬قانونية (حقوق‬
‫اإلنسان)‪ ،‬طبية (الولوج إلى العالجات)‪ ،‬نفسية (وضم الذات‪ ،‬الذل‪ ،‬االكتئاب) واالجتماعية (صعوبات‪ /‬الشغل‪،‬‬
‫السكن‪ ،‬الموارد)‪.‬‬

‫‪ 2.4‬المرحلة الرابعة‪ :‬ورشة اعتماد التقرير‬

‫سيتم تنظيم ورشة ستخصص العتماد تقرير المهمة والدليل البيداغوجي‪.‬‬

‫‪ .3‬النتائج‬
‫‪ 1.3‬النتائج المواضيعية‬

‫المهاجرون الذين سنتحدث عنهم‪ ،‬تم وصفهم في فقرة أخرى من التقرير‪ ،‬ونذكر فقط أنه إذا كانت المجموعات‬
‫الثالث الكبرى تتكون باألساس من أشخاص قادمين من غينيا والكونغو والكاميرون وكوت ديفوار‪ ،‬فإن بعض‬
‫الخصائص مثل (اللغة‪ ،‬ومسار الرحلة) سوف تشكل عنصرا هاما في المعطيات التي يقدمها المتدخلون أو‬
‫المهاجرون أنفسهم‪.‬‬
‫ويبقى من الصعب اختراق بعض المجتمعات المحلية مثل النيجيريين‪ ،‬الذين يتناقص عددهم ألنهم عادة ما‬
‫يمرون حاليا عبر ليبيا‪ ،‬كما تؤثر أسباب الهجرة أيضاً على الحالة البدنية والنفسية للمهاجرين‪ ،‬كاألسباب السياسية‬

‫‪18‬‬
‫أو العاطفية (كالزواج القسري)‪.‬‬
‫كما أن بعض المهاجرين ال يلجؤون كثيرا إلى الجمعيات‪ ،‬مثل السوريين الذين يأتون عادة مع عائالتهم‪ ،‬حيث يأتون‬
‫ومعهم مدخرات‪ ،‬األمر الذي يقلل من طلبهم للمساعدة‪.‬‬
‫ونعلم اليوم أنه إذا كانت الوجهة األولى نادرا ما تكون المغرب‪ ،‬فهناك الكثير من األشخاص يريدون البقاء فيه‪،‬‬
‫إذ كما تشير دراسة مورجي وآخرون (‪« : 9)2016‬هناك العديد من المهاجرين الذين يشيرون إلى أن الوجهات‬
‫األوروبية لم تعد مثيرة لالهتمام كما كانت من قبل‪ ،‬ليس فقط بسبب مراقبة الحدود»‪ .‬كما أنه غالبا ما يبقى‬
‫هذا االختيار صعبا‪ 47%« :‬من األشخاص المشكلين لعينتنا يؤكدون على أنهم لم يكونوا ليغادروا بلدانهم لو‬
‫كانوا على علم بما سيعانونه يوميا بالمغرب»‪ .‬وقد ساهمت حملة التسوية لسنة ‪ 2014‬وكذا حملة شهر دجنبر‬
‫‪ ،2016‬في تحسين أوضاع المهاجرين‪ ،‬كما تشير إلى ذلك مسؤولة في إحدى الجمعيات قائلة‪« :‬على الرغم من‬
‫الحصول على بطاقة اإلقامة‪ ،‬فإن العديد من األشياء لم تتبع في القانون العام‪».‬‬
‫ولكن‪ ،‬كما تمت اإلشارة إلى ذلك في الفقرة المتعلقة بالصحة‪ ،‬فإن هذا العمل يهتم بشكل خاص بالجوانب‬
‫المتعلقة بالصحة العقلية والتكفل النفسي‪-‬االجتماعي‪.‬‬
‫وبالتالي سنقوم بالتطرق إلى الظروف التي يجد فيها المهاجرون واآلثار المترتبة على نفسيتهم‪.‬‬

‫‪ .2.3‬العناصر المثبطة والعناصر المحفزة‬

‫‪ 1.2.3‬التنقل‬

‫تُ عرف الهجرة نظريا على أنها انتقال من مكان األصل إلى مكان الوصول‪ .‬ولمحاولة معرفة تسلسل المراحل‬
‫المحتملة لهذا االنتقال ومعرفة البلدان التي تم العبور منها أو السكن فيها‪ ،‬سيتم استخدام‪ 10‬مصطلح الهجرة‬
‫العابرة للحدود‪.‬‬
‫ويتعلق األمر بتوالي اإلقامات (الطويلة نسبيا) وبمسار الرحلة‪.‬‬
‫وهنا أيضا‪ ،‬ستلعب الظروف األولية للنزوح دوراً هاما‪ ،‬إضافة إلى ما تعرضوا له من وحشية‪ ،‬وغياب االختيار‬
‫ووجود العنف بمكان االنطالق‪ ،‬وكذا ظروف الحالة النفسية للمهاجر أو الالجئ‪ ،‬حيث «تفرض الهجرة الناتجة‬
‫عن الصراعات المسلحة واالعتقاالت أو االضطهاد أو الكوارث الطبيعية‪ ،‬حالة من التوتر النفسي واالجتماعي‬
‫على األشخاص والعائالت وحتى على المجتمعات التي تعيش هذه الظروف‪ .‬كما يمكن للطريقة التي يشعر‬
‫بها الالجئون ويتفاعلوا وفقها مع الحزن واأللم والشتات والعنف أن تختلف بشكل كبير وأن تؤثر على صحتهم‬
‫‪11‬‬
‫العقلية وراحتهم النفسية واالجتماعية‪ ،‬كما يمكن أن تزيد من خطر تعرضهم لمشاكل متعلقة بصحتهم العقلية‬
‫‪ ».‬وهذا ما تؤكده مالحظات بعض المهاجرين الشباب الذين تم االلتقاء بهم‪ ،‬إذ أن بعضهم تظهر عليهم حاالت‬
‫التوتر ما بعد الصدمة (‪.)ESPT‬‬
‫ويؤدي مسار الهجرة والتنقالت التي يفرضها هذا المسار‪ ،‬إلى فقدان التوجيه فيما يتعلق بتغير المناخ والمجال‬
‫الجغرافي‪ ،‬وحتى إلى تغير المناظر الطبيعية‪ .‬وبالنسبة للبعض الذين لم يسبق لهم أن سافروا كثيراً ‪ ،‬فإن هناك‬
‫إحساس بأنهم ضلوا الطريق بشكل تام وأنهم تاهوا‪.‬‬
‫غالبا ما يسافر المهاجرون مع بعض الممتلكات‬‫ويمكن أن يقترن هذا الفقدان المألوف للتوجيه بقلة الموارد (إذ ً‬
‫فقط‪ ،‬التي ال غنى عنها‪ ،‬وفي بعض األحيان يتعرضون لالعتداء والسرقة أثناء الرحلة)‪ ،‬إضافة إلى عزلة روحية‬
‫وثقافية‪ ،‬مع اختفاء المراجع المشتركة مع من يحيطون بهم‪.‬‬
‫ويصف عليوة (‪ )2012‬التبادالت والتفاعالت الضرورية بين المجتمعات المستقبلة والمهاجرين‪« :‬لقد قطعوا‬
‫آالف الكيلومترات بحثا عن حلول لمشاريعهم الشخصية عن طريق تجاوز تشريعات الدول التي تم عبورها وإعادة‬
‫‪ .9‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ ،‬تحديات هجرة إقامة» مورجي ف‪ ،‬فيري ج‪.‬ن‪ ،‬رادي س‪ ،‬عليوة م‪ .‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء‬
‫بالمغرب‪ .‬تحديات هجرة إقامة‪ .‬الجامعة الدولية بالرباط وكونراد أدينوار ستيفونغ‪ .‬إ‪ .‬ف‪.2016 .‬‬
‫‪ .10‬بولين كارني‪ ،‬مهدي عليوة‪ ،‬فاطمة قشة‪ ،‬أومول خيري كوليبالي‪-‬تاندين‪ ،‬فتيحة مجدوبي‪ ،‬حسنية صونية ميساوي‪ ،‬شادية أعراب‪« ،.‬تنقالت‬
‫الهجرة للرحل»‪ ،‬المجموعة‪( 2012/2 ،‬رقم‪ ،)49‬ص‪. DOI 10.3917/mult.049.0076 .76-88 .‬‬
‫‪ .11‬مفوضية شؤون الالجئين‪ ،‬ص‪ ،11.‬الصحة العقلية والدعم النفسي‪-‬االجتماعي‪ ،‬توجيهات عملية من أجل برمجة العمليات لفائدة الالجئين‪ ،‬مفوضية‬
‫السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪.2013 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫ترتيب مسار هجرتهم‪ .‬وبالتالي فإن ظاهرة الهجرة هذه شبيهة بالترحال عبر سلسلة من المراحل العديدة التي‬
‫يلتقي فيها هؤالء المهاجرون‪ ،‬حتى لو لم تكن هذه هي رغبتهم األولى‪ ،‬حيث كان عليهم أن يتكيفوا مع طريقة‬
‫عيش شبه بدوية للهروب من المراقبة‪ ،‬وحتى من القمع‪ .‬إذ تمكنوا‪ ،‬من خالل التقليد والضرورة التي دفعتهم‬
‫إلى ذلك‪ ،‬من التغير تدريجيا وهم يترحلون على عجلة من أمرهم‪ ،‬بحيث سلكوا مسارات هجرة «مرسومة» وذات‬
‫مراحل معلمة ومحددة مسبقا من قبل المهاجرين السابقين (‪ ،)..‬كما قلدوا طريقتهم في التنقل وحتى أسلوب‬
‫عيشهم‪ ،‬لتبقى هذه «المغامرة» لحظة مؤقتة أمال في بلوغ الضفاف األوربية‪ ،‬وبالنسبة إلى البعض منهم بلوغ‬
‫البلدان المغاربية‪ ،‬لكنها تبقى طويلة بما يكفي ألن يكون لها تأثير عليهم وعلى األشخاص الذين يرونهم يمرون‬
‫ويستقرون‪. 12‬‬
‫وخالل هذا المسار‪ :‬يبقى المغرب مثل غرفة انتظار‪ ،‬بابها مغلق ال يفتح‪ ....‬كأن تكون «بين‪-‬بين»‪« ،‬بين كرسيين»‪،‬‬
‫أو أـن تختر البقاء في المغرب‪.‬‬

‫‪ 2.2.3‬الظرفية أو الطابع المؤقت‬

‫وقد روى لنا المتدخلون لدى المهاجرين‪ ،‬ممن التقينا بهم‪ ،‬كيف أن التكفل بالمهاجرين يستغرق من ساعات‬
‫إلى عدة سنوات‪ ،‬بحيث أن االستقرار صعب‪ :‬فمن أي لحظة يمكن أن يقول المهاجر أنه استقر بشكل دائم في‬
‫المغرب؟ إذ تبقى مسألة الحصول على الجنسية‪ ،‬التي سنعود إليها الحقا‪ ،‬إحدى الجوانب التي تُ ساءل مفهوم‬
‫االندماج‪.‬‬
‫يستحضر المهاجرون مفهوم المرحلة كبعد يلتقي فيه الزمان والمكان‪ ،‬حيث يمكن فيه للشخص «أن يستقر»‪،‬‬
‫ويريح نفسه من توتر الترحال والحياة اليومية‪ .‬ولكن كما تشير إلى ذلك امرأة من كوت ديفوار‪ ،‬ممن تم االلتقاء‬
‫بهن‪ ،‬فإنه يمكن أن تتحول هذه المرحلة إلى طريق مسدود‪« :‬أنا عالقة‪ ،‬إذ ال يمكنني التقدم وال التراجع ‪»...‬‬
‫أيضا‪ ،‬الخطوات والتنقالت الالزمة التي تؤدي إلى انقطاع طويل نسبيا في التكفل‬
‫تتخلل هذه الظرفية المؤقتة ً‬
‫بالمهاجرين‪ ،‬لكن يمكن أن يتعلق األمر أيضا بفترات انقطاع‪ .‬وغالبا ما يستخدم المتدخلون في هذا اإلطار كلمة‬
‫«اختفاء»‪ ،‬موضحين أن المهاجرين «يختفون» في غالب األحيان‪ .‬كما يتم استخدام هذه المصطلحات أيضا في‬
‫حالة الوفاة‪ ،‬كإشارة إلى الجانب القاسي لجهات االتصال‪ ،‬مستأنفة بداللة القطيعة التي يحتويها تعبير آخر‪:‬‬
‫«مفقود»‪ .‬وللتذكير‪ ،‬فإن ربع األشخاص الذين تتتبع أوضاعهم المنظمة الدولية للهجرة هم مفقودون‪.‬‬
‫وتؤدي هذه التنقالت إلى تعطيل الرعاية العالجية‪ ،‬السيما العالجات المرتبطة باألمراض المزمنة‪ .‬وكما يشير إلى‬
‫ذلك البروفسور مرهوم الفياللي‪ « :‬فإن غالبية المهاجرين يتبعون عالجهم بثبات كبير‪ ،‬السيما النساء وأطفالهن»‪،‬‬
‫حيث يأتون بانتظام‪ ،‬ولكن عندما يعتقدون أن لديهم فرصة للعبور إلى الضفة األخرى‪ ،‬فإنهم يختفون‪ .‬وتؤدي‬
‫هذه المشاكل المرتبطة بعدم االمتثال المتفاوت للتعليمات إلى تطور الفيروس والمقاومات ‪.13‬‬
‫ويجب على المعالجين أن يأخذوا هذا الوضع المؤقت بعين االعتبار في استثماراتهم‪ ،‬إذ أنهم ُيظهرون حساسية‬
‫يجب أن يأخذ استثمار المعالجين هذه الظرفية بعين االعتبار‪ ،‬إذ أنهم يبدون تحمسا عندما تشجع جودة العالقات‪،‬‬
‫التي تم ربطها مع المهاجرين‪ ،‬هذه الفئة على التواصل لتخفيف وقع خبر «اختفائهم» المفاجئ‪ .‬وهذا يبرهن‬
‫على أن المهاجر كان يدرك « مدى القيمة التي يمثلها بالنسبة لشخص معين»‪ ،‬كما أوضح ذلك أحد أطباء علم‬
‫النفس الذين تم لقاؤهم‪.‬‬
‫وتبقى التوقعات بالنسبة للمستقبل صعبة عندما تجعلك الرحلة تدرك العقبات التي ستواجهها‪ ،‬بحيث أن هناك‬
‫اختالفا كبيرا بين ما تم تخيله وما يوجد على أرض الواقع‪ ،‬األمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار المثل العليا‬
‫وانكسار األحالم التي تغذي الرغبة في العيش واألمل في تحسين المرء لمآله ومآل من هم مقربون منه‪ ،‬مما‬
‫يعطيه األمل في «حياة أفضل ‪ .»...‬وتُ ظهر الكلمات التي تم جمعها (من المتدخلين وكذا المهاجرين) خالل إنجاز‬
‫هذا العمل‪ ،‬ضرورة التسليم واالعتقاد بوجود مكان آخر أفضل‪ ،‬حيث تبقى المعركة ضارية ضد تسرب التأثيرات‬
‫المؤدية إلى االكتئاب‪ ،‬خصوصا عندما يتم استثمار كل الطاقة في االستمرار في التحرك‪.‬‬
‫هناك متالزمة تقرن مظاهر جسدية‪-‬نفسية بالهجرة‪ ،‬وهي ما يسمى بمتالزمة أوليس‪ .‬غير أن استرجاع الفترات‬
‫السعيدة في الماضي‪ ،‬يسكن أيضا المهاجرين وهم يواجهون صعوبات الواقع الراهن ويعيدون إحياء الماضي‪.‬‬
‫فخالل الرحلة‪ ،‬لم يكن ممكنا لهم أن ينساقوا وراء الغوص في موجة الحنين إلى الماضي‪ ،‬والتي ال تبعد عن حالة‬
‫‪ .12‬مهدي عليوة‪ ،‬الهجرة العابرة للدول عبر مراحل أفريقيا جنوب الصحراء في اتجاه أوربا في ترحال منظم إلى كبريات الحواضر «تحركات الهجرة‬
‫والرحل» ‪ ،‬متعددة ‪( 2012/2‬رقم ‪ ، )49‬ص‪DOI 10.3917 / mult.049.0076 .76-88 .‬‬
‫‪ .13‬غيلموت ف‪ .‬إيسكوفي س‪ .‬البحث عن حياة الرحل أمام داء فقدان المناعة المكتسبة بالمغرب وفي فرنسا‪ ،‬هارمانتان‪ ،‬مارس‪ ،2012 ،‬ص‪.108.‬‬

‫‪20‬‬
‫االكتئاب‪ ،‬بحيث « كل مهاجر يعي أنه لن يتمكن أبداً من العودة إلى العالم الذي تركه ورائه‪ ،‬والذي سيكون نفسه‬
‫قد تغير مع الوقت الذي يمر (جانكيليفيتش‪. 14)290 :1974 ،‬‬
‫قائال‪ « :‬يساهم الشعور بالغربة بشكل أكثر تجريبية في التشكيك في قيمة المكان الذي‬‫ً‬ ‫ويواصل هذا المؤلف‬
‫ً‬
‫مقارنة بالمكان الذي جئت منه‪ .‬إذ تصبح معه التجربة العرضية‪ ،‬ال لحظة حرجة ضمن المغامرة اإلنسانية‪،‬‬ ‫أقف فيه‬
‫بل انجرافا لليقظة التي تفقد أسلحتها أمام واقع المنفى‪ .‬يقظة مجردة من أسلحتها أمام رهنيتها‪ ،‬خصوصا‬
‫وأن الغربة ترتبط بديناميكية عاطفية تمتزج فيها الذاكرة بالخيال‪ .‬وعلى ضوء الشعور بالندم‪ ،‬ينبثق من الماضي‬
‫جزئيا يفرض نفسه في الحاضر‪ ،‬محتال مكانة متميزة على الرغم من كسور الغياب وجراح الهجرة‪ .‬هو‬ ‫ً‬ ‫حيز متخيل‬
‫إذن اقتصاد صعب للحسرة‪ ،‬مركب من التعويض والرغبة في النسيان (فيالنوفا‪ ،)1999 ،‬يتجنبه مأزق الوقوع‬
‫في شرك االكتئاب‪ ،‬ويفترضه وجه أساسي من هشاشة الهوية لدى المهاجر‪ .‬اقتصاد للحسرة تبقى وظيفته‬
‫األساسية هي الحفاظ على هذا األخير في تماسك واستمرارية ذاته السابقة في وجودها على كل قابلية للتكيف‬
‫واالندماج»‪.‬‬
‫دورا ال ُيستهان به‪،‬‬
‫وفي تحليلها للغربة‪ ،‬تشرح أمينة عيوش بودا قائلة‪« :‬إن المسافة الجغرافية الفعلية تلعب ً‬
‫نوعا من التوطين للرغبة‪ )...( ،‬مع المنفى‪ ،‬نكتشف أهمية القدرة على الشعور بالغربة ‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫(‪ )...‬األرض األم تمنح ً‬
‫«هوس العودة‪ ،‬سواء كان مرفوضة أو موعودا بها‪ ،‬وهما مطمئنا‪ ،‬أو بؤرة قلق‪ ،‬فهي تسائل الخطة األساسية‬
‫لتماسك البنية الذاتية للمهاجر ويستدعي مسألة انتقال أولي ُيمكّْ ُن من تحمل األثر الذي تركته العناصر القديمة‬
‫المرتبطة بالعالم المألوف في األصل‪ ،‬والسيما في مرحلة الطفولة» ‪.16‬‬
‫وقد أشارت إحدى المتخصصات في علم النفس‪ ،‬التي تم اللقاء بها في إطار هذا العمل‪ ،‬إلى أن المهاجرين الذين‬
‫تستقبلهم يتكلمون كثيراً عن « قبل»‪ ،‬إذ عندما يأتون الستشارتها بخصوص معاناتهم النفسية‪ ،‬يتحدثون عن‬
‫الظروف الصعبة التي دفعتهم إلى المغادرة‪ .‬فبالنسبة للبعض‪ ،‬كانت المغادرة هي السبيل الوحيد للهروب من‬
‫زواج قسري‪ ،‬وبالنسبة لآلخرين‪ ،‬كان ذلك بسبب االضطهاد الناجم عن ميولتهم الجنسية وانتمائهم إلى مجتمع‬
‫المثلية الجنسية وازدواج الميول وتحويل الجنس (‪.)LGBTI‬‬
‫ويشير شيرتي وغرانت (‪ )2013‬إلى أنه «كما يالحظ ذلك المعالجون بمدينتي الرباط والدار البيضاء‪ ،‬فالعنف وعدم‬
‫االستقرار وانتشار النزاعات في دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي خالل السنوات األخيرة‪ ،‬كل هذه‬
‫أساسيا للهجرة غير القانونية إداريا للمغرب‪ .‬إذ من بين الذين قابلناهم‪ ،‬حوالي ربعهم تقريباً‬
‫ً‬ ‫العوامل كانت محركً ا‬
‫(‪ ،)22%‬عانوا من نزاع سياسي أو اضطهاد في أوطانهم‪ ،‬فيما فر ‪ 7%‬من العنف األسري أو العنف المجتمعي ‪.17‬‬
‫لكن العديد من األشخاص من ذوي الميوالت الجنسية المثلية والثنائية والمتحولون جنسياً وضحايا االتجار‬
‫باألشخاص ال يعلنون عن أنفسهم وال يلتمسون الحصول على وضع «الجئ»‪ ،‬كما أن العمل مع الرجال الذين‬
‫يمارسون الجنس مع الرجال (‪ )MSM‬يشتمل‪ ،‬حسب ما أفاده فريق جمعية محاربة السيدا ‪ ،ALCS‬على مساعدتهم‬
‫على االندماج‪ « ،‬حتى ال يثيروا االنتباه لهم ويتجنبوا االعتداء عليهم»‪.‬‬
‫جرم ‪ 77‬دولة عبر العالم الشذوذ الجنسي بالمعاقبة عليه بالسجن أو التعذيب أو األعمال الشاقة‪ ،‬حيث ُيعاقب‬
‫وتُ ِّ‬
‫على الشذوذ الجنسي باإلعدام‪ ،‬في ‪ 10‬دول هي‪ :‬أفغانستان‪ ،‬والمملكة العربية السعودية‪ ،‬واإلمارات العربية‬
‫المتحدة‪ ،‬وإيران‪ ،‬وموريتانيا‪ ،‬ونيجيريا (في الواليات الشمالية االثني عشر التي تبنت الشريعة في قوانينها)‪،‬‬
‫والسودان‪ ،‬والصومال‪ ،‬وإقليم أرض الصومال‪ ،‬واليمن‪ .‬كما أن القانون المغربي يعاقب الشذوذ الجنسي‪ ،‬بتطبيق‬
‫مضمون المادة ‪ 489‬من القانون الجنائي‪ ،‬بحيث أن هذا المنع المستوعب نفسيا‪ ،‬سينتج عنه نوعين من المعاناة‬
‫النفسية‪ :‬معاناة مع الخوف من أن يحيد عن «القاعدة» التي تحددها األغلبية‪ ،‬ثم المعاناة المتعلقة بإدراكه أن‬
‫‪ .14‬مارك بريفيجليري‪« ،‬تماسك حياة المهاجر‪ :‬تنقالت الهجرة والتوجهات الوجودية»‪ ،‬المجلة األوربية للهجرة الدولية [االلكترونية]‪ ،‬المجلد رقم ‪26-‬‬
‫رقم‪ ،2010 / 2‬تم نشره عبر االنترنيت بتاريخ ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2013‬وتم االطالع عليه بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،2016‬الرابط‪http://remi.revues.org/5137 :‬‬
‫‪; DOI : 10.4000/remi.5137‬‬
‫‪ .15‬عيوش بودا أمينة (‪ )1999‬الحنين‪ ،‬المنفى‪ ،‬تطور الطب النفسي‪ ،1999 ،64 ،‬صفحات‪.271-280 .‬‬
‫‪ .16‬مارك بريفيجليري‪« ،‬تماسك حياة المهاجر‪ :‬تنقالت الهجرة والتوجهات الوجودية»‪ ،‬المجلة األوربية للهجرة الدولية [االلكترونية]‪ ،‬المجلد رقم ‪26-‬‬
‫رقم‪ ،2010 / 2‬تم نشره عبر االنترنيت بتاريخ ‪ 01‬سبتمبر ‪ ،2013‬وتم االطالع عليه بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،2016‬الرابط‪http://remi.revues.org/5137 :‬‬
‫‪; DOI : 10.4000/remi.5137‬‬
‫‪ .17‬شيرتي م‪ .‬وغرانت ب‪ .‬معهد البحوث السياسية العامة (‪ ، .IPPR ). (Opt‬مذكور في صفحة ‪.)8‬‬

‫‪21‬‬
‫المجتمع سيدين هويته الدفينة‪ ،‬وأنه سيعاني من الوصم‪.‬‬
‫أيضا من أجل مرافقة المهاجرين ودعمهم‪ ،‬في حالة الحاجة إلى تقديم‬
‫وتوضح فرق عمل الجمعيات أنها حاضرة ً‬
‫شكوى معينة إثر حصول اعتداء‪.‬‬

‫‪ 3.2.3‬الروابط‬

‫تشكل الروابط العاطفية الماضية منها والحاضرة‪ ،‬انشغاالت بديهية لدى المهاجرين‪ ،‬كما تشكل عنصرا مساهما‬
‫في استقرار حالتهم النفسية‪.‬‬
‫فخالل لحظات التنقل‪ ،‬قد ال يكون من السهل أن يحظى المرء برفيق أو رفيقة‪ ،‬حيث تُ ظهر االستطالعات هيمنة‬
‫العزوبة‪ ،‬التي ترتبط كذلك بسن المهاجرين‪ ،‬مما يؤدي إلى شعور قوي بالوحدة‪ .‬وفي دراسة ليفوس (‪)LEPHOS‬‬
‫حول المهاجرين من جنوب الصحراء بالمغرب (‪ « ،)2016‬ليس من الغريب‪ ،‬بالنظر إلى التوزيع العمري‪ ،‬بأن يكون‬
‫معظم المهاجرين (‪%( 74.29‬من العزاب‪ ،‬كما أن نسبة عالية من المتزوجين (‪ )24.39-6.44=17.95%‬يعيشون‬
‫بعيدا عن أزواجهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذا ال يؤدي إال إلى تغير طفيف في بنية األسر التي شملها االستطالع‪ ،‬حيث‬
‫أن معظم المتزوجين يعيشون بالمغرب في حالة «العزوبة الجغرافية»‪.18‬‬
‫وفي سنة ‪ ،2008‬بالنسبة للعينة التي درستها الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في مجال الهجرة (‪،)AMERM‬‬
‫كانت األغلبية الساحقة من المهاجرين عزابا (‪ ،)% 82.2‬في حين أن فقط ‪ 14.8%‬كانوا متزوجين و ‪ 3%‬أرامل أو‬
‫مطلقات ‪.19‬‬
‫كما أنه عادة ما يترك الرجال المتزوجين زوجاتهم في المنزل‪ .‬وهذا ال يبدو أنه ظاهرة متكررة لدى النساء‪ ،‬حيث‬
‫يميل المهاجرون المتزوجون إلى االلتحاق بأزواجهن في البلد الوجهة‪.20‬‬
‫نسبيا النساء أكثر (‪ ،)26.1%‬مقارنة بالرجال (‪ ،)11.9%‬أي أزيد من‬
‫ً‬ ‫كما نالحظ كذلك أن وضعية المتزوجين تهم‬
‫الضعف من حيث القيمة النسبية‪.‬‬
‫وفي العمل الذي أنجزه كل من شيرتي وغرانت (‪« ،)2013‬لم يكن معظم األشخاص الذين أجريت معهم‬
‫المقابالت مرتبطين‪ ،‬على الرغم من أن بعضهم كان لديهم أطفال في أوطانهم‪ ،‬ويعيشون مع أفراد من العائلة‬
‫أو مع أزواجهم السابقين‪ .‬كما أن بعضهم قد ربطوا عالقات بعد ذلك أثناء إقامتهم بالمغرب‪. 21‬‬
‫كما أن عدم االستقرار واالنتقال المرتبط بالهجرة يجعالن العالقات هشة‪ ،‬حيث يميل كل شريك إلى عدم‬
‫االستثمار أكثر في روابط الحب‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه العالقات تزيد من تحمل الحياة اليومية‪ ،‬وقد تقدم الدعم‬
‫اليومي‪ ،‬خاصة للنساء اللواتي غالبا ما يرغبن في «شخص يحميهن»‪.‬‬
‫وقد أظهرت الدراسة التي قامت بها الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في مجال الهجرة (‪ )AMERM‬سنة‬
‫كن عليه في أوطانهن‪ ،‬حيث «تنخرط النساء في عالقات «مرنة»‬ ‫‪ ،2008‬أن النساء لهن عالقات مختلفة عما ّ‬
‫غير مؤطرة بالزواج‪ ،‬إذ غالبا ما ال يتحدثن عن الزوج‪ ،‬بل عن الرفيق‪ .‬فهل يفعلن ذلك ألنه من المستحيل إقامة‬
‫روابط قانونية؟ أو ببساطة ألن طريقة عيشهن الجديدة ال تسمح لهن بالعالقات المستقرة والمنظمة؟ وما هي‬
‫ؤمنها الرجل قائمة؟ وهذا‬‫التغييرات التي تنشأ عن هذه التصرفات الجديدة؟ وهل ما زالت فكرة الحماية التي ُي ِّ‬
‫قد يعني أن العالقات بين الجنسين قد تغيرت قليال‪ ،‬كما تمت اإلشارة إلى ذلك أعاله فيما يتعلق بموضوع‬
‫التصورات‪ .‬إذن‪ ،‬هل يعد إضعاف العالقات عامال يحول المفاهيم والعالقات الزوجية والعالقات داخل االرتباط؟‬
‫الرفيق أم‬
‫كن سيواصلن حملهن أم ال‪ ،‬بموافقة ِ‬ ‫ً‬
‫خاصة إذا ّ‬ ‫«إذ قد تجد النساء أنفسهن في موقع اتخاذ القرار‪،‬‬
‫دائما بتلكم البساطة‪« :‬فعلى الرغم من أن عملية تمكين النساء تبدو قائمة‪ ،‬إال أنه‬ ‫ً‬ ‫بدونها‪ .‬لكن الوضع ليس‬
‫ليست كذلك بالنسبة ألكثرهن هشاشة والمعوزات ومن سلبت أموالهن ‪ ...‬بسبب صعوبات المعيشة‪ ،‬بحيث‬
‫تُ ترجم أحيانً ا هذه المنطقيات الزوجية بانعدام األمان واالعتماد الكبير على الرجال»‪.‬‬
‫في حين نادرا ما يتم ذكر الروابط مع األطفال الذين تُ ركوا في أوطانهم‪ .‬إذ بالنسبة لشيرتي وغرانت (‪ ،)2013‬لم‬
‫يكن معظم الذين تمت مقابلتهم مرتبطين‪ ،‬رغم أن بعضهم كان لديهم أطفال في أوطانهم‪ ،‬إما يعيشون مع‬
‫أفراد العائلة أو مع أزواجهم السابقين‪.‬‬
‫‪ .18‬مورجي ف‪ ،‬فيري ج‪.‬ن‪ ،‬رادي س‪ ،‬عليوة م‪ .‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ .‬تحديات هجرة إقامة‪ .‬الجامعة الدولية بالرباط وكونراد‬
‫أدينوار ستيفونغ‪ .‬إ‪ .‬ف‪.2016 .‬‬
‫‪ .19‬الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في مجال الهجرة‪ :‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ :‬تحليل اجتماعي‪-‬اقتصادي‪ ،‬يونيو ‪.2008‬‬
‫‪ .20‬بين األماكن‪ :‬عبور الصحراء‪ -‬المهاجرون العابرون بالمغرب والرحلة المجزأة إلى أوروبا‪ ،‬كولير‪ ،‬مجلد ‪ ،39‬عدد ‪ ،4‬صفحات ‪ ،668-690‬سبتمبر ‪.2007‬‬
‫‪ .21‬شيرتي م‪ .‬وغرانت ب‪ .‬معهد البحوث السياسية العامة (‪ .) IPPR‬أسطورة العبور‪ :‬هجرة جنوب الصحراء بالمغرب‪ ،‬معهد البحوث السياسة العامة‪،‬‬
‫يونيو ‪ ،2013‬ص‪.19.‬‬

‫‪22‬‬
‫وتشير دراسة المتغيرات البيولوجية والسلوكية (‪ )2013‬إلى المعطيات التالية‪ 52%« :‬من المهاجرين الناطقين‬
‫بالفرنسية لديهم أطفال‪ ،‬مقارنة مع ‪ 32.9%‬من المهاجرين الناطقين باللغة اإلنجليزية‪ .‬في حين‪ ،‬فقط ‪25.8%‬‬
‫من المهاجرين الناطقين باللغة الفرنسية و‪ 46.7%‬من الناطقين باللغة اإلنجليزية هم من صرحوا بأن أطفالهم‬
‫يعيشون معهم حاليا ‪.22‬‬
‫فعندما ندرك أهمية األسرة في الثقافة األفريقية‪ ،‬حينها ندرك أن هذا الوضع صعب بالنسبة لمعظم المهاجرين‪،‬‬
‫الذين تبقى مسؤوليتهم وحتمية النجاح لديهم قوية جدا‪.‬‬
‫وفيما تسهر األسرة على تربية األطفال الذين تركوا وراءهم‪ ،‬تبقى الهياكل األسرية مهزوزة بسبب الفقر والتغيرات‬
‫المجتمعية‪ ،‬إضافة إلى أوضاعهم الهشة في بعض األحيان‪.‬‬
‫وتبقى التغيرات االجتماعية المتعلقة بالعولمة واضحة‪ ،‬إذ « في ظل التحول الديموغرافي‪ ،‬تشهد البلدان‬
‫النامية تحضرا سريعا نتيجة الظروف االجتماعية واالقتصادية والبيئية التي تؤثر على الحالة العقلية لألفراد‪:‬‬
‫كثافة سكانية عالية‪ ،‬فقر‪ ،‬عنف‪ ،‬هجرة‪ ،‬إضعاف الروابط االجتماعية‪ . 23...‬كما يرى بعض البوركينابيين‪« :‬أن منظمة‬
‫العائلة باألمس كانت تقوم باحتواء المدمن على المخدرات والمدمن على الكحول داخل المجموعة‪ ،‬بينما في‬
‫الوقت الحاضر نحن ننتقل إلى التنظيم الفردي داخل العائلة ‪.24‬‬
‫وقد يصبح البقاء على تواصل مع األطفال الذين بقوا في الوطن صعباً في بعض األحيان‪ ،‬حيث أن الزيارات إلى‬
‫دائما‪ ،‬مع ارتفاع تكلفة السفر‪.‬‬
‫ً‬ ‫البلد تكاد تكون مستحيلة بسبب الوضعية التي ال يتم تسويتها‬
‫وتُ مكن التقنيات الحديثة وأدوات االتصال‪ ،‬مثل الهاتف المحمول وكذلك بعض التطبيقات من قبيل (واتساب‬
‫دورا أساسيا‪ .‬لكن هذه‬
‫أيضا من رؤية بعضنا البعض‪ ،‬وبالتالي فهي تلعب ً‬ ‫وفايبر وسكايب) من التحدث‪ ،‬ولكن ً‬
‫المواضيع حساسة للغاية‪ ،‬بحيث أن النساء بشكل خاص يواجهن صعوبة في التطرق لها‪ .‬ونالحظ أن الدراسات‬
‫أيضا سرية في هذا الموضوع‪ ،‬باستثناء الدراسة االستقصائية المتعلقة بدراسة المتغيرات‬
‫االستقصائية تظل ً‬
‫البيولوجية‪-‬السلوكية (‪.)2013‬‬
‫غالبا ما يكون هناك قلق‬
‫وهناك شعور بالذنب لدى بعض النساء اللواتي تمت مقابلتهن‪ ،‬حول فكرة المغادرة‪ ،‬إذ ً‬
‫حول مصير األطفال الذين تركن وراءهن‪ ،‬إضافة إلى الضغط النفسي الكبير بضرورة النجاح‪.‬‬
‫وألسباب متعددة‪ ،‬ستصبح النساء في نهاية المطاف أمهات بالمغرب‪ ،‬بحيث يشير موظفو الجمعيات الذين‬
‫تمت مقابلتهم إلى الجانب المفيد أحيانً ا في هذه المسألة‪ :‬فالطفل يرفع من احتمال الصعود على مثن الباخرة‬
‫أثناء العبور‪ ،‬ومن احتمال الحصول على المزيد من المساعدات ويمكن من االندماج بشكل أفضل بفضل التمدرس‪،‬‬
‫يكن أقل عرضة لالعتداء عند تنقلهن برفقة طفل‪.‬‬‫كما أن النساء يوضحن أنهن ّ‬
‫وفيما يتعلق بالطرد‪ ،‬يتم تعزيز الممارسات الدولية بأحكام الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 29‬من القانون ‪( 02-03‬القانون‬
‫المغربي المؤرخ في ‪ 11‬نوفمبر ‪ ،2003‬والمتعلق بدخول األجانب إلى المغرب واإلقامة فيه‪ ،‬وبالهجرة غير‬
‫النظامية)‪ ،‬الذي ينص على ما يلي‪« :‬ال يمكن إبعاد أية امرأة أجنبية حامل وأي أجنبي قاصر»‪.‬‬
‫وخالل سنة ‪ ،2008‬تمكن الباحثون التابعون للجمعية المغربية للدراسات والبحوث في مجال الهجرة (‪،)AMERM‬‬
‫من جمع شهادات نساء مهاجرات‪ ،‬حيث أوضحوا ما يلي‪« :‬ال شك في أننا يجب أن ننظر إلى وجود أطفال في‬
‫فحقيق أن بعض المهاجرات من جنوب الصحراء تركن‬ ‫ٌ‬ ‫المغرب كوسيلة تعزز بعض أشكال االستقرار في البالد‪.‬‬
‫وراءهن أطفالهن في بلدانهن األصلية‪ ،‬لكن عملية الهجرة قلبت الموازين‪ ،‬إذ بعد قدومهن بأمل أن يرسلن‬
‫األموال إلى عائالتهن‪ ،‬وجدن أنفسهن عالقين‪ .‬كما أن وجود أطفال آخرين هنا وحدهم‪ ،‬دون وجود أب بالضرورة‪،‬‬
‫يأخذ منحا مختلفا‪ ،‬بحيث يبدو أنه يهدف إلى تمكين المرأة من بدء حياة جديدة يكون للطفل فيها دورا هيكليا‪.‬‬
‫(‪ )...‬ويمكن لعملية إنجاب طفل أن تكون بمثابة إستراتيجية نسائية فردية لجعل الهجرة غير قابلة لإلصالح»‪.‬‬
‫ويتعلق األمر إذن بمسألة إعطاء معنى لوجودهن وإخفاء معالم الجانب السري‪ .‬فقد ُيمكِّ ن وجود الطفل من‬
‫التصرف وكأن شيئا لم يحدث‪ ،‬مع ضمان نوع من االستمرارية في مواجهة االضطرابات الكثيرة التي تتخبط فيها‬
‫حياة الهجرة‪ .‬وهذا يساعد على الحفاظ على توازن معين وضمان بعض من الراحة النفسية الشخصية‪ ،‬بحيث‬
‫‪ .22‬دراسة استقصائية للمراقبة السلوكية والبيولوجية المتكاملة لفيروس نقص المناعة البشرية – المغرب ‪ ،2013‬ص‪46 .‬‬
‫‪. 23‬سيني هـ‪ ،‬دوما‪ .‬د‪ ،‬بروز اضطرابات نفسية وتحوالت اجتماعية بالنيجر بخصوص الحالتين السريريتين‪ ،‬المؤتمر األول لمجتمع الصحة العقلية بإفريقيا‪،‬‬
‫واغادوغو‪ ،‬فبراير ‪.2014‬‬
‫‪ .24‬بونكيان أر‪ .‬أونغو‪ .‬ج‪.‬ج‪ ،‬سوم س‪ .‬وآخرون‪ .‬التحوالت االجتماعية اإلفريقية ونفسية الطفل‪ .‬المؤتمر األول للمجتمع األفريقي والصحة العقلية‪،‬‬
‫وغادوغو‪ ،‬فبراير ‪.2014‬‬

‫‪23‬‬
‫أن هذه االستنتاجات لم تظهر بالتأكيد بوضوح خالل المقابالت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يمكن استنتاجها من التعليقات‬
‫التي أبدتها النساء اللواتي يؤكدن على السعادة التي تجلبها رعاية أطفالهن ورؤيتهم يكبرون تحت مسؤوليتهن‬
‫كأمهات مهتمات بتوليهن دورهن‪ ،‬دون مراعاة لقيود المحيط‪ ،‬التي تجعل حياتهن كلها رهينة بوجود األطفال‪،‬‬
‫لكون إنجاب األطفال يسمح بشكل غير مباشر بإخفاء حدود االختباء‪.‬‬
‫كما يتم ذلك إلبعاد بعض أوجه الشك التي يثيرها الوضع السري‪ ،‬إذ من المرجح أيضا أن وجود األطفال «يسهل»‬
‫استمرار اإلقامة في المغرب ويستخدم كحصن ضد عمليات الطرد‪« :‬من الصعب جدا طرد امرأة لديها أطفال»‪،‬‬
‫«يتم اإلشفاق أكثر على المرأة التي لديها األطفال»‪ ،‬تقول عدة أمهات‪( .‬كلمات مستقاة عدة مرات من قبل‬
‫المتدخلين الذين يهتمون بهؤالء النساء)‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن عمليات التعلق ستكون صعبة عندما يكون الطفل «نتيجة لمصيبة‪ ،‬جراء االغتصاب وأمام‬
‫استحالة إجراء اإلجهاض»‪.‬‬
‫وتتشابك الروابط على عدة مستويات‪ ،‬بحيث تشير المفوضية السامية لشؤون الالجئين(‪ ،)HCR‬إلى أنه «في‬
‫حاالت الهجرة الجماعية‪ ،‬قد تنحل هياكل المجتمع العادية والتقليدية‪ ،‬مثل األسرة الكبيرة والشبكات المجتمعية‬
‫غير الرسمية‪ ،‬وهي الهياكل التي تدعم عادة رفاهية المجتمع‪. 25‬‬
‫ويصف جيدا السيد عليوة في أطروحته لنيل الدكتوراه في علم االجتماع (‪ ، 26)2011‬سرعة العالقات التي يتم‬
‫ربطها‪ ،‬والتي سرعان ما يتم حلها من قبل رفقاء المغامرة‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬إذ سيكون من الضروري عندئذ االهتمام‬
‫كما أن هناك تضامن خالل اللحظات المشتركة‪ ،‬لكن التعلق خطير ً‬
‫باآلخرين حيث يسود «كل شخص لنفسه»‪ ،‬وهو ما يميز أهمية الشبكات‪.‬‬
‫ويصف المتدخلون لدى المهاجرين‪ ،‬من الذين تمت مقابلتهم في إطار هذا العمل‪ ،‬كيف يفقد المهاجرون بعضهم‬
‫البعض أثناء السفر‪ ،‬بحيث أن أكبر تجريد هو أن يتم تجريدهم من وسائل االتصال‪ .‬كما يروي شاب من مالي‪ ،‬خالل‬
‫إحدى مجموعات التركيز‪ ،‬أنه بعد سرقة هاتفه المحمول‪ ،‬أعاد بناء شبكته عن طريق البحث المتأني على شبكة‬
‫فايسبوك‪.‬‬
‫وبطريقة يبدو أنها متناقضة‪ ،‬يظهر التنقل على أنه إحدى الوسائل‪« :‬في حين كان التوطين والتأصيل باألمس‬
‫رئيسيا‪ ،‬إذ تبقى من المفارقات أن حرية تنقل األفراد‬
‫ً‬ ‫دورا‬
‫التنقل ً‬
‫ّ‬ ‫هما مفتاح نجاح مشروع الهجرة‪ ،‬واليوم يلعب‬
‫األكثر فقرا مقيدة في ظل هذا السياق المحكوم بالعولمة االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬حيث تبدو فيه‬
‫التنقالت كدعامة حقيقية لهجرة ناجحة‪ .‬فالتنقل يخلق الروابط والعالقات والتبادالت والترابطات التي تغذي‬
‫شبكة الهجرة وتسمح للمهاجرين بالتحرك والمساهمة في تطوير مجال الهجرة الدولية ‪ .27‬كما أنها تخلق «معرفة‬
‫بدوية‪ ،‬وتعلم االعتماد على النفس‪ ،‬ومعرفة الموارد المتعلقة بالحدود بفضل مهارة اجتماعية معينة من أجل‬
‫االختراع واالبتكار الدائمين‪ ،‬وبشكل أكبر فيما يخص عملية الترحال»‪.‬‬
‫ولكن الحفاظ على الروابط يعني البقاء على اتصال باألشخاص‪ ،‬إما الذين تركوا عند المغادرة أو على الطريق‪ ،‬وحتى‬
‫المهاجر الذي ينوي االلتحاق بالمهجر‪« .‬ويستخدم أفراد العائلة تقنيات االتصال الحديثة للحفاظ على الروابط‬
‫العابرة للحدود‪ ،‬إذ أن الممارسات المرتبطة باستخدام هذه التقنيات تدل على اشتغال األسرة‪ .‬كما تساهم ذات‬
‫الممارسات في تعريف مفاهيم مثل الداخل والخارج والقرب والبعد‪ ،‬والمشاركة واإلقصاء في التبادالت بين‬
‫أفراد نفس العائلة‪ .‬إننا أمام «سيناريو ثقافي جديد» يمكن من الحافظ على عالقات وثيقة ومنتظمة عابرة‬
‫للحدود‪ ،‬ويعزز أهميتها بالنسبة لألسر التي تعيش في المهجر‪. 28‬‬

‫‪ 4.2.3‬المشاركة المالية‬

‫غالبا ما يكون المهاجر حامال الستثمار العائلة واألقارب واألصدقاء أو مجموعة معينة (استثمار عاطفي ولكن‬
‫أيضا مالي)‪.‬‬
‫‪ .25‬المفوضية الشامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪ ،‬الصحة العقلية والدعم النفسي االجتماعي‪ ،‬توجيهات عملية من أجل برمجة العمليات لدى‬
‫الالجئين‪ ،‬المفوضية الشامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪ ،2013 ،‬ص‪.11.‬‬
‫‪ .26‬عليوة م‪ ،.‬المرحلة المغربية لعبور المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء صوب أوربا‪ :‬امتحان بناء شبكات ومع بلدانهم‪ .‬أطروحة دكتوراه في علم‬
‫االجتماع من تأطير أنجيلينا بيرالفا وأالن تاريس‪ .‬تولوز ‪ ،2‬المناقشة بتاريخ ‪.)29-06-2011‬‬
‫‪ .27‬تنقالت هجرة المغربيات والمغاربة الرحل‪ ،‬شادية أعراب‪ ،‬بولين كارني‪ ،‬مهدي عليوة‪ ،‬فاطمة قشة‪ ،‬أومول خيري كوليبالي‪-‬تاندين‪ ،‬فتيحة مجدوبي‪،‬‬
‫حسنية صونية ميساوي‪ ،‬شادية أعراب‪« ،.‬تنقالت الهجرة للرحل»‪ ،‬المجموعة‪( 2012/2 ،‬رقم‪ ،)49‬ص‪DOI 10.3917/mult.049.0076 .76-88 .‬‬
‫‪ .28‬جيسين ستورم وآخرون‪« .‬العالقات العابرة للحدود وديناميكيات األسر‪ ،‬تأثير التكنولوجيات الحديثة على التواصل والروابط داخل عائالت‬
‫المهاجرين»‪ ،‬دفاتر نقدية للعالج األسري والممارسات داخل شبكات ‪ ( 2017/1‬رثم‪ ،)58‬ص‪DOI 10.3917/ctf.058.0171.171-187‬‬
‫‪24‬‬
‫كما تم التذكير بذلك في دراسة مورجي ف و آخرون‪« :)2016(.‬حتى لو لم يرحلوا‪ ،‬وألسباب مختلفة‪ ،‬فإن هؤالء‬
‫األقارب‪ ،‬يوافقون على خيار الذين ذهبوا‪ ،‬بحيث أن معظم المهاجرين ليسوا على قطيعة مع الحس المشترك‪.‬‬
‫شيئا تمت الموافقة عليه ويطلبون بأن تتم مساعدتهم‪ .‬وإذا كانت الهجرة يمكن‬ ‫ً‬ ‫فعلى العكس‪ ،‬هم يفعلون‬
‫أن تظهر كمغامرة‪ ،‬من جوانب عديدة‪ ،‬إال أنها تعتبر ضرورة بالمقام األول‪ .‬إذ تمثل المدخرات الشخصية ودعم‬
‫أوال كمصدر رئيسي ثم كمصر ثانوي‪ .‬كما تؤثر‬‫األسرة ‪ 93%‬من مصادر تمويل هجرة المرشحين لها‪ ،‬بحيث تأتي ً‬
‫أوال من حيث التحويالت‪ ،‬وكذا فيما يتعلق‬
‫ً‬ ‫للمهاجرين؛‬ ‫أهمية األسرة‪ ،‬كمصدر للتمويل‪ ،‬على السلوك المستقبلي‬
‫بدال من إضعافها‪ ،‬حتى لو خضعت لبعض‬ ‫ً‬ ‫بآفاق العودة‪ .‬ففي الواقع‪ ،‬تشكل الهجرة تعزيزا للروابط األسرية‬
‫التحوالت ‪.29‬‬
‫ويمكن طلب هذا االلتزام المالي‪ ،‬الذي يشهد عن تعبئة المجموعة‪ ،‬مرة أخرى حسب األولويات التي تقتضيها‬
‫الرحلة‪ ،‬إذ في حال أرسلت العائلة األموال المطلوبة‪ ،‬فغالباً ما يكون المهاجر على وعي بإفقار العائلة بعد إرسالها‬
‫لهذا الدعم المالي‪ ،‬لكن في حال رفضت ذلك‪ ،‬فهذا يضعه أمام احتمال مزدوج‪ :‬إما أن المبلغ المطلوب ال يمكن‬
‫جمعه‪ ،‬أو أن العائلة أو األقارب ال يرغبون في تمويل هذه الرحلة التي يبدو أنها لن تعطي إال النتائج السلبية‬
‫فقط‪.‬‬

‫‪ 5.2.3‬االضطرار إلى خفض الكفاءات‬

‫خالفا لبعض األفكار الرائجة‪ ،‬ليس األكثر فقرا وال األقل تعليما هم من يهاجرون‪ ،‬حيث توضح دراسة ‪،201630‬‬
‫المذكورة أعاله‪ ،‬هذا المعطى‪:‬‬
‫تقريبا قد تابعوا دراستهم بالتعليم‬
‫ً‬ ‫«يتضح أن المستوى التعليمي للمهاجرين مرتفع نسبيا‪ :‬إذ أن نصفهم‬
‫العالي(‪ )...( .)49.27%‬وهذا ما ُيفسر كون بعضهم طلبة‪ ،‬ولكن خصوصا كون الهجرة تتطلب موارد مالية‪ ،‬وأنه‬
‫عموما هناك عالقة بين متابعة الدراسة بالتعليم العالي والتوفر على المزيد من الوسائل المالية أكثر من اآلخرين‪.‬‬
‫فمن ناحية أخرى‪ ،‬يكون األشخاص المثقفون مسلحين بشكل أفضل للحصول على المعلومات الالزمة للهجرة‬
‫واستخدامها‪ .‬وال شك أنهم كذلك أيضا من وجهة نظر الرأسمال االجتماعي‪ ،‬أي من ناحية القدرة على الولوج إلى‬
‫الشبكات والحصول على الدعم‪ ،‬كما سنالحظ أيضا أن هذا المستوى التعليمي العالي يؤثر على اندماج المهاجرين‬
‫على مستويين‪ :‬على المستوى المهني‪ ،‬بحيث يفتح الباب بالنسبة لبعض األنشطة في القطاع الرسمي (أبناك‪،‬‬
‫التأمينات‪ ،‬الصحافة ‪)...‬؛ وكذا على المستوى االجتماعي‪ .‬في حين تبقى التأثيرات متناقضة‪ ،‬ألنه إذا كان التعليم‪،‬‬
‫من جهة‪ ،‬يسهل الحصول على الرأسمال االجتماعي‪ ،‬فإنه يؤدي‪ ،‬من الناحية األخرى‪ ،‬إلى «الرفض»‪ ،‬ألنه ُينظر إلى‬
‫المهاجرين من أصحاب الشواهد كمنافسين للخريجين المغاربة»‪.‬‬
‫لكن للحصول على عمل معين‪ ،‬فإن العديد من المهاجرين على استعداد لقبول التراجع في التصنيف‪ ،‬أي قبول‬
‫تأهيال من التي يستطيعون المطالبة بها من خالل تكويناتهم وشواهدهم‪ .‬وهذا الوضع يؤدي إلى‬ ‫ً‬ ‫وظيفة أقل‬
‫تراجع الصورة الذاتية‪ ،‬إذ بعد فقدان هوية األب والزوج‪ ،‬يمكن أن يكون فقدان الوضع االجتماعي صعبا للغاية‪.‬‬
‫كما يبقى عدم االعتراف بالمؤهالت المكتسبة في البلد األم مصدرا لإلذالل وربما شعور بالظلم والتجاهل‪.‬‬
‫«علينا أن نبدأ من الصفر‪ .»...‬شرح مهاجرة تم االلتقاء بها‪.‬‬

‫‪ 3.3‬التنظيم المجتمعي‬

‫يعد الجانب المتعلق بالتنظيم المجتمعي مهما فيما يخص ظاهرة الهجرة‪ ،‬بحيث أن األشخاص الذين تم االلتقاء‬
‫بهم وحتى المهاجرين أنفسهم يشيرون إليه بشكل تلقائي‪ ،‬إذ تتم التجمعات حسب البلد والعرق وأحيانا حسب‬
‫أيضا حسب اللغة واللهجة‪.‬‬
‫الدين‪ ،‬ولكن هناك اختالفات ً‬
‫ويوضح المهاجرون أن هذا التعود وتقاسم المعالم لهما جوانب إيجابية مطمئنة‪ ،‬بعد جو عدم الثقة الذي‬
‫يقتضيه الحذر على الطرق‪ .‬إذ تؤدي الشبكات القائمة على المعارف والمواطنين من نفس البلد إلى رص صفوف‬
‫النظام االجتماعي‪ ،‬في الوقت الذي قد يشمل فيه مسار الهجرة مراحل التجوال‪ .‬وهذا يساعد على إيجاد طريقة‬
‫للعيش ولغة وثقافة وعادات معينة‪.‬‬

‫ولكننا نسمع‪ ،‬بشكل أو بآخر‪ ،‬أن هذه التجمعات المجتمعية يمكن أن تؤدي إلى فقدان االستقالل الذاتي‬
‫‪ .29‬مورجي ف‪ ،‬فيري ج‪.‬ن‪ ،‬رادي س‪ ،‬عليوة م‪ .‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ .‬تحديات هجرة إقامة‪ .‬الجامعة الدولية بالرباط وكونراد‬
‫أدينوار ستيفونغ‪ .‬إ‪ .‬ف‪ ،2016 .‬ص‪.32 .‬‬
‫‪ .30‬نفس المرجع ص‪26.‬‬
‫‪25‬‬
‫واالستقالل في حرية االختيار‪ ،‬أحيانً ا في مجاالت حميمة للغاية مثل استمرار الحمل على سبيل المثال‪ .‬ويمكن‬
‫أن تكون التجمعات مقابلة لالنسحاب‪ ،‬مما يسبب صعوبات في االندماج‪ ،‬ألن معظم المهاجرين في الواقع ال‬
‫يعرفون المجتمع المغربي‪.‬‬
‫ويمكن ألصحاب القرار أو الرؤساء أن يستعملوا سلطة مفرطة وتعسفية خالل أدائهم لدورهم التنظيمي‬
‫والمتعلق بالتسوية‪ ،‬حيث أنه من بين هؤالء الذين تمت مقابلتهم‪ ،‬يبقى معظمهم متعبون وقلقون بسبب‬
‫حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم‪ ،‬فيما يتبنى البعض اآلخر مواقف القوة المطلقة‪ .‬غير أن البعض يفسر‬
‫بأن موقفهم من المسؤولية هو أيضا موقف خاص‪ ،‬ألنهم يعتبرون أنفسهم «خارج اللعبة» بالنسبة للبعض‪.‬‬
‫فيما يحمل آخرون ثقل اهتمامات المهاجرين اآلخرين أكثر من اهتماماتهم‪ .‬وبهذا المعنى‪،‬‬
‫يعتبرون أنفسهم «مساعدين» للجمعيات أو المنظمات غير الحكومية ويميلون ألن يصبحوا محترفين‪ ،‬وأحيانا‬
‫في دور «الوسطاء» بشكله الرسمي‪.‬‬
‫نوعا من «الدولة داخل‬
‫كما أن تواجد نظام داخلي للعدالة‪ ،‬يجنب اللجوء إلى الشرطة والعدالة المغربية ويخلق ً‬
‫هرميا‪ .‬إذ في سياق‬
‫ً‬ ‫الدولة»‪ .‬وكما ورد في دراسة عام ‪« ،200831‬فإن مجتمع البلدان جنوب الصحراء ال يزال‬
‫الهجرة السرية‪ ،‬يؤدي العنف الذكوري إلى حبس النساء داخل عالقات الهيمنة التي تجعلهن أكثر ضعفا‪ ،‬ليظل‬
‫باب لجوئهن إلى العدالة مغلقا أمامهن بسبب وضعهن‪ .‬وتبقى الوساطات الوحيدة الممكنة هي تلك التي تتم‬
‫من جانب المجموعة أو جمعيات المرأة اإلفريقية جنوب الصحراء»‪.‬‬
‫وقد تم الكشف عن االنتهاكات التي تم التعرض لها‪ ،‬مثل التهديدات بالقتل ضد رجل يشتبه في تنديده بوسيط‬
‫في مجال الدعارة‪ ...‬إذ يقال أن المافيا النيجيرية تتسلل إلى المجتمعات‪ ،‬حيث ينشط المتاجرون باألعضاء في‬
‫تنظيمات‪ ،‬مع طلب قوي من دول مثل مصر‪.32‬‬

‫‪ .4‬اإلشكالية النفسية‪-‬االجتماعية‬
‫يمكن أن تكون عناصر السيرة الذاتية التي ذكرناها‪ ،‬والتي تحدث من قبل وخالل الرحلة وفي المغرب وعند‬
‫العودة‪ ،‬في حاالت معينة‪ ،‬هي سبب الصعوبات النفسية‪ .‬ولتجنب دخول دوامة المشاعر المؤلمة‪ ،‬يتم وضع‬
‫الدفاعات النفسية المعتادة‪ :‬الكبت‪ ،‬الرفض‪ ،‬اإلنكار‪....‬‬
‫للم ُثل وأن يستمر األمل في حياة أفضل‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ولكي ال ينهار الشخص‪ ،‬يجب أال يكون هناك «تفكيك» ُ‬
‫أنه يجب أال يكون هناك غياب للدافع والشجاعة والعزيمة‪ ،‬وإال فقد يعم التذمر وأزمات القلق واألفكار‬
‫االنتحارية‪....‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬هناك عبارات ُذكرت مباشرة من قبل المهاجرين أو من قبل المتدخلين الذين تم االلتقاء بهم‪ ،‬تشير‬
‫إلى بعض التصريحات المقلقة من قبيل‪ »:‬لم أعد قادرا على فعل أي شيء‪ ،‬أفضل الموت على العودة‪.‬‬

‫‪ .1.4‬طبيعة الطلب‬
‫‪ 1.1.4‬الطلب االجتماعي‬
‫غالباً ما يكون الوضع االجتماعي للمهاجرين متدهوراً للغاية في مناطق معينة من المغرب (مدينة الناظور على‬
‫سبيل المثال)‪ .‬وﯾﺻف ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻟهجرة لسنة ‪ 2015‬هذه اﻟظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ‪« :‬ﯾﺟدون‬
‫ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ مالجئ مؤقتة تفتقر لمياه الشرب ولجميع شروط النظافة (ﻓﻲ اﻟﺷوارع‪ ،‬ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎبر‪ ،‬ﻋﻟﯽ أسطح‬
‫اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ‪ ،‬وراء المساجد‪ )...‬وحتى في الغابات‪ .‬ومن الممكن أيضا أن يقوموا برحالت ذهابا وإيابا بين المدينة‬
‫والغابة‪ :‬مع األموال التي تم توفيرها في المدينة‪ ،‬من أجل شراء الطعام لقضاء فترات في الغابة‪.33 ...‬‬
‫‪ .31‬الجمعية المغربية للدراسات والبحث في مجال الهجرة‪ ،‬المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ :‬تحليل اجتماعي‪-‬اقتصادي‪ ،‬يونيو ‪2008‬‬
‫ص‪.115.‬‬
‫‪ .32‬أنييس نويل‪ ،‬المهاجرون‪ ،‬هدف للمتاجرين باألعضاء‪ ،‬العالم العلمي والتكنولوجي ‪ 04.09.2017 /‬على الساعة ‪ *14h16‬تم التحديث بتاريخ‬
‫‪ 05.09.2017‬على الساعة ‪ .06h33‬يمكن االطالع على المزيد على الرابط‪http://www.lemonde.fr/sciences/article/2017/09/04/les- :‬‬
‫‪.migrants-cibles-du-trafic-d-organes_5180796_1650684.html#XheGWkYomCXDfCgQ.99‬‬
‫‪ .33‬المساعدة النفسية واالجتماعية التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة إلى المهاجرين في وضعية هشة والمنكوبين في السياق المغربي‪ .‬تقرير‬
‫التشاور (الدراسة والخريطة)‪ .‬نوفيتا أماد‪ ،‬نوفمبر ‪http://www.novitamadei.it/site/wp-content/uploads/2017/05/Assistance- .2015‬‬

‫‪26‬‬
‫ويبقى الغذاء بطبيعة الحال في صلب االهتمامات‪ ،‬حيث تشير الكاتبة نفسها‪ ،‬نوفيتا أماد‪ ،‬إلى أن « المهاجرين‬
‫الذين تمت مقابلتهم يؤكدون في قصصهم على تجربة المعاناة ‪ -‬وهو مصطلح يتكرر باستمرار خالل وصف‬
‫الرحلة والعيش بالمغرب ‪ -‬وهو ما يتجلى من خالل األجساد التي أضعفها نقص الغذاء واألفكار المتكررة وآالم‬
‫الرأس ومشاكل النوم والتعب الكبير واإلرهاق‪».34 ...‬‬
‫وتقدم الجمعيات خدمات الطوارئ والمساعدة األساسية‪ ،‬إذ قامت جمعية ‪ ALCS‬على سبيل المثال‪ ،‬بتفصيل‬
‫هذه المساعدات في تقريرها األدبي لسنة ‪ ،2017‬بما في ذلك الشق الطبي الذي يركز على التكفل بفيروس‬
‫نقص المناعة البشرية‪.‬‬
‫«تشمل الخدمات االجتماعية الرئيسية ما يلي‪ :‬تقديم بطاقات تموينية واألغطية ومستلزمات النظافة‬
‫والمالبس والفحوصات البيولوجية واإلشعاعية واالستشارات المتخصصة والوصفات الطبية واألفرشة والحليب‬
‫االصطناعي ‪. 35‬‬
‫وبالتالي فإن هذا التخصص في مجال فيروس نقص المناعة البشرية يقوم بتوجيه معايير الهشاشة‪« :‬بالنظر إلى‬
‫الوضع الحرج للمستفيدين من خدماتنا؛ يتم تقديم المساعدة االجتماعية المستعجلة للحاالت األكثر هشاشة‬
‫وفق للمعايير التالية‪:‬‬
‫‪ -‬النساء المصحوبات بأطفال و‪/‬أو الحوامل اللواتي قدمن إلى الرباط من دون شبكة اجتماعية‪.‬‬
‫‪ - -‬القاصرون غير المرافقين‪.‬‬
‫‪ -‬المرضى الذين يتابعون من أجل داء فقدان المناعة المكتسبة أو مرض السل‪.‬‬
‫‪ -‬حاالت أخرى يتم تحديدها بعد التقييم االجتماعي خالل تقديم المساعدة االجتماعية أو بعد التقييم في إطار‬
‫‪36‬‬
‫المساعدة النفسية المستعجلة‪ ،‬حيث يجب تحديد الحاجيات األساسية (التغذية‪ ،‬الماء الصالح للشرب‪ ،‬المأوى‪.)... ،‬‬
‫كما تبقى مسألة الدخل أمرا جوهريا‪ :‬حيث تصف دراسة ‪ ،2016‬على وجه التحديد‪ ،‬هذا الوضع كما يلي‪« :‬يبقى‬
‫الدخل غير مضمون كلما كان النشاط غير مهيكل ومتقطع (بمعنى آخر‪ ،‬تشكل مسالة إكمال الدخل مصدر قلق‪،‬‬
‫وحتى مصدر إزعاج يومي للعديد من المهاجرين) ‪.37‬‬
‫إن تأثيرات نقص المال متعددة‪ ،‬مع تمديد مدة اإلقامة بالمغرب‪ ،‬على سبيل المثال‪:‬‬
‫«ويترتب عن ذلك أن انخفاض دخل المهاجرين‪ ،‬ليس فقط بقاء الذين خططوا لبلوغ الضفاف األوربية عالقين فوق‬
‫التراب المغربي‪ ،‬بل أيضا‪ ،‬ومع نوع من المفارقات‪ ،‬أولئك الذين لم يجدوا ما كانوا يأملون وجوده‪ .‬وفي جميع‬
‫األحوال‪ ،‬يؤدي هذا األمر إلى تمديد فترة اإلقامة مع تعديل تطلعاتهم‪ ،‬ألن متوسط إقامة مهاجرينا يتجاوز ‪35‬‬
‫شهرا بالنسبة للدراسة االستقصائية التي أجرتها الجمعية المغربية للدراسات واألبحاث‬
‫ً‬ ‫تقريبا مقارنة بـ ‪30‬‬
‫ً‬ ‫شهرا‬
‫ً‬
‫‪38‬‬
‫حول الهجرة خالل سنة ‪.2008‬‬
‫ويمثل الحصول على وظيفة أو حتى على فرصة شغل تحديا فعليا‪.‬‬
‫فحسب دراسة ‪« ،2016‬يعمل غالبية المهاجرين إن لم نقل معظمهم في أنشطة مدرة للدخل‪ ،‬بما في ذلك‬
‫التسول والدعارة‪ ،‬بحيث تأتي هذه األنشطة األخيرة متسلسلة‪ .‬فزبناء الدعارة (استناداً إلى معطيات المسح‬
‫النوعي) يكونون بشكل رئيسي من مواطني بلدان جنوب الصحراء‪ ،‬حيث يتعلق األمر بنشاط متسلسل ومتكامل‪.‬‬
‫ويمكن قول الشيء نفسه عن التسول‪ ،‬على األقل بالنسبة لبعض أولئك الذين ينخرطون فيه‪ :‬إنه يأتي ليكمل‬
‫موارد أخرى‪ ،‬طالما أنها غير كافية‪ .‬ففي الواقع‪ ،‬تظهر كل من الدعارة والتسول كالمسكنات‪ ،‬في الوقت الذي‬
‫يمكن أن نجد فيه مسكنات األخرى ممكنة‪ ،‬مثل‪ :‬القيام بأكثر من عمل‪ ،‬الحصول على»أعمال بسيطة»‪ ،‬اللجوء‬
‫إلى المساعدة المقدمة من اآلباء واألصدقاء بعين المكان من أجل الحصول على المال الذي ترسله العائلة ‪،39‬‬
‫وذلك على الرغم من أن هؤالء المؤلفين يشيرون إلى معدل اعتراف بالتسول منخفض للغاية (‪.)3.99%‬‬
‫‪ psychosociale-aux-migrants-vulne%CC%81rables-et-en-de%CC%81tresse-dans-le-contexte-marocain.pdf‬ص‪.14 .‬‬
‫‪ .34‬نفس المرجع ص‪28.‬‬
‫‪ .35‬التقرير األدبي المنظمة الدولية للهجرة‪ -‬جمعية ‪ ، ALCS‬غشت ‪2016-‬يناير ‪ .2017‬روفراني ف‪ .‬أنشطة الوقاية والتكفل بالمهاجرين فيما يخص‬
‫األمراض المنقولة جنسيا‪/‬السيدا‪ .‬ص‪12‬‬
‫‪ .36‬نفس المرجع ص‪15 .‬‬
‫‪ .37‬مورجي ف‪ ،‬فيري ج‪.‬ن‪ ،‬رادي س‪ ،‬عليوة م‪ .‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ .‬تحديات هجرة إقامة‪ .‬الجامعة الدولية بالرباط وكونراد‬
‫أدينوار ستيفونغ‪ .‬إ‪ .‬ف‪ 2016 .‬ص‪47.‬‬
‫‪ .38‬نفس المرجع ص‪49‬‬
‫‪ .39‬مورجي ف‪ ،‬فيري ج‪.‬ن‪ ،‬رادي س‪ ،‬عليوة م‪ .‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ .‬تحديات هجرة إقامة‪ .‬الجامعة الدولية بالرباط وكونراد‬
‫أدينوار ستيفونغ‪ .‬إ‪ .‬ف‪ .2016 .‬ص ‪.64‬‬

‫‪27‬‬
‫ويعيش المهاجرون في وضعية إدارية غير نظامية في إطار التهميش االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬حيث كانت‬
‫الوضعية خالل سنة ‪ 2008‬كالتالي‪« :‬كان المهاجرون مجبرون على العيش في المغرب لفترات أطول نسبيا‪،‬‬
‫لتبقى تلبية احتياجاتهم بمثابة عذاب يومي‪ .‬إذ أن ‪ 4.59%‬من المهاجرين لن يكون لديهم مصدر للدخل‪ ،‬كما أن‬
‫معظمهم يعيشون باألموال التي ترسلها أسرهم من الخارج (‪ ،)44.4%‬ومن التسول (‪ )18.8%‬أو من مختلف‬
‫المساعدات المقدمة من الجمعيات الخيرية (‪ ،)7.9%‬فيما ‪ 11.5%‬يمارسون أعماال بسيطة‪.40‬‬
‫ويبقى السكن مصدر قلق كبير‪ ،‬إضافة إلى وجود التمييز‪« :‬حيث أن ‪ 56.34%‬من األشخاص المعنيين ال يستطيعون‬
‫كراء المنازل‪ ،‬ألنهم مهاجرين من بلدان جنوب الصحراء‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬سيكون من السهل على أصحاب المنازل‬
‫شروطا غير مواتية‪ ،‬سواء من حيث السومة الكرائية أو من‬
‫ً‬ ‫الذين يستهدفون هذه الفئة من الزبناء بأن يفرضوا‬
‫حيث رفاهية المكان وموقعه ‪.41‬‬
‫كما يبقى كذلك الطلب على الصحة قويا جدا‪ ،‬نظرا لظروف العيش‪ :‬حيث أن االختالط وعدم الولوج إلى خدمات‬
‫النظافة يعزز انتشار األمراض المعدية‪ :‬فيروس نقص المناعة البشرية‪ ،‬السل‪ ،‬الجرب‪ ...‬وقد أكد المتدخلون كذلك‬
‫بأن رفض تقديم العالجات ليس باألمر النادر‪ ،‬مما يزيد من صعوبة الرعاية‪..‬‬
‫وتصف جمعية ‪ ،ALCS‬التي تستقبل المهاجرين من خالل الشباك الوحيد الذي يسمح بالولوج إلى الخدمات‬
‫الصحية والنفسية واالجتماعية‪ ،‬الوضع الهش للمهاجرين الذين تستقبلهم في إطار الفحص ثم التكفل بفيروس‬
‫نقص المناعة البشرية‪ .‬فقد يطرح الولوج إلى العالجات عدة إشكاليات‪ ،‬السيما عندما يكون المهاجرون في‬
‫وضعية غير نظامية‪ ،‬إضافة إلى أن هناك درجة عالية من التعرض لألمراض المنقولة جنسيا ‪ /‬فيروس نقص المناعة‬
‫البشرية في حاالت االختالط في السكن واللجوء إلى امتهان الدعارة من أجل العيش‪ .‬كما أن آثار ومخلفات العنف‬
‫الجسدي أو الجنسي ليست بدورها نادرة‪.‬‬
‫وبالتالي يبقى من الضروري إجراء فحوصات للكشف عن االضطرابات النفسية‪ ،‬مع تحديد طبيعة الحالة الطبية‪:‬‬
‫اضطرابات النوم‪ ،‬سلوكيات نفسية وجسدية‪ ،‬عالمات جسدية تشير إلى القلق‪ ...‬بحيث تبقى اآلثار الجانبية‪،‬‬
‫العصبية‪-‬النفسية‪ ،‬لبعض العالجات معروفة جيدا‪ ،‬مثل مضادات الفيروسات الرجعية من قبيل عقار «إيفافيرينز»‪،‬‬
‫وكذا االستعمال المتكرر وبشكل كبير لمواد الكورتيكوستيرويد‪.‬‬
‫لكن من النادر بأن يأتي المهاجرون لطلب التكفل النفسي أو العقلي‪ ،‬مع عدم تمييزهم بين ما هو طبيعي وبين‬
‫الحزن المرتبط بالبعد عن الوطن على سبيل المثال‪ ،‬وما الحالة التي تصبح مرضية‪ :‬كحالة االكتئاب المنهكة‪.‬‬

‫‪ 2.1.4‬الطلب النفسي أو النفساني‬

‫فعاال للغاية‪ :‬إذ في جمعية محاربة السيدا ‪ALCS‬‬


‫ً‬ ‫نادرا‪ ،‬يمكن أن يكون الفحص المنتظم‬
‫فإذا كان الطلب المباشر ً‬
‫‪« ،‬تم توجيه ‪ 67%‬من األسئلة «النفسية» إلى المختصين النفسيين‪.‬‬
‫لكن هناك عقبة تتعلق بصعوبات تحديد تاريخ المرض‪ ،‬وهو ما يتطلب تكوينا مناسبا‪ ،‬بعيداً عن الجوانب الثقافية‬
‫التي سنعود إليها‪ ،‬حيث أنه نادراً ما يكون للمهاجرين طلب مباشر‪ ،‬وغالباً ما يأتي التكفل بهم من خالل توجيه من‬
‫متدخلين آخرين‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬فمن المعروف أن أوضاع الهجرة تسبب زيادة في وتيرة االضطرابات النفسية أو تؤدي إلى تفاقمها‪:‬‬
‫سوءا عندما سيتعين عليهم الكفاح من أجل تلبية‬
‫ً‬ ‫«بعض الالجئين يطورون آليات سلبية للتكيف يمكن أن تزداد‬
‫احتياجاتهم األساسية‪ .‬كما يبدأ البعض في المعاناة من اضطرابات عقلية‪ ،‬في حين أن آخرين ممن كانت لديهم‬
‫مسبقا عالمات اضطراب عقلي‪ ،‬يشهدون تفاقم أعراضهم‪.42‬‬
‫ويبدو أن هذا المرض يشهد انتشار كبير جدا‪ ،‬كما أن دراسة االستشارات التي أجرتها اللجنة الطبية لفائدة المنفيين‬
‫(‪ )COMEDE‬في فرنسا قد حددت انتشار االضطرابات العقلية الخطيرة في نسبة ‪ 16.6%‬من األشخاص الذين‬
‫تستقبلهم‪ ،‬مع نسبة انتشار أعلى في صفوف المهاجرين المنحدرين من بلدان أفريقيا‪« :‬وسط أفريقيا (الجنسان‬
‫‪ .40‬الجمعية المغربية للدراسات والبحث في مجال الهجرة‪ ،‬المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ :‬تحليل اجتماعي‪-‬اقتصادي‪ ،‬يونيو ‪2008‬‬
‫ص‪.76.‬‬
‫‪ .41‬مورجي ف‪ ،‬فيري ج‪.‬ن‪ ،‬رادي س‪ ،‬عليوة م‪ .‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ .‬تحديات هجرة إقامة‪ .‬الجامعة الدولية بالرباط وكونراد‬
‫أدينوار ستيفونغ‪ .‬إ‪ .‬ف‪ .2016 .‬ص‪.63.‬‬
‫‪ .42‬المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪ ،‬الصحة العقلية والدعم النفسي‪-‬االجتماعي‪ ،‬توجيهات عملية من أجل برمجة العمليات‬
‫لفائدة الالجئين‪ ،‬المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪ ،2013 ،‬ص‪.11‬‬

‫‪28‬‬
‫معا ‪22.4%‬؛ النساء ‪22.4%‬؛ الرجال ‪)22.3%‬؛ غرب أفريقيا (الجنسان معا ‪20.2%‬؛ النساء ‪27.5%‬؛ الرجال ‪،)17.5%‬‬
‫وكذلك في صفوف نساء من شرق أفريقيا (‪ .»)24.7%‬ومن المحتمل أن تعطي دراسة وبائية بالمغرب أرقام‬
‫مشابهة على األقل‪.‬‬
‫وهذه االضطرابات لها عواقب كبيرة وأحيانً ا حيوية على هذه المجموعة من المهاجرين المرضى‪« :‬إن أهمية‬
‫األفكار االنتحارية والنوبات النفسية المستعجلة توضح خطورة االضطرابات العقلية‪ ،‬إذ يعبر أكثر من ربع المرضى‬
‫‪43‬‬
‫(‪ )27%‬عن أفكار انتحارية أثناء العالج النفسي (و ‪ 4%‬منهم حاولوا االنتحار في الماضي)»‪ .‬كما ذكر أ‪ .‬فاييس‬
‫أن‪« :‬حملة التوعية التي تقوم بها المفوضية السامية لشؤون الالجئين‪ ،‬والتي أكدت أنه خالل سنوات ‪ :1990‬لم‬
‫يكن الالجئون يشكلون خطرا‪ ،‬بل كانوا هم في خطر»‪.‬‬
‫األعراض تعرقل أو تمنع االندماج‪« :‬يبقى التأثير الوظيفي لبعض األعراض كبيرا جدا‪ ،‬حيث أن أكثر من نصف‬
‫المنفيين المعنيين‪ ،‬وخاصة طالبي اللجوء‪ ،‬معاقون في حياتهم اليومية وفي إجراءاتهم اإلدارية بسبب اضطرابات‬
‫التركيز واالنتباه و‪/‬أو الذاكرة‪. 44‬‬

‫‪ 3.1.4‬الكالم‬

‫إذا كان الفحص الجسدي والفحص السريري والفحوصات التكميلية ستأتي الستكمال ما تم استخالصه من‬
‫المقابالت‪ ،‬فإن التشخيص في الطب النفسي يرتكز على المالحظة ولكن بشكل رئيسي على التحاور والكالم‪.‬‬
‫هنا البد من تسجيل أن عدة عقبات تتداخل في تطبيق هذا التمرين‪:‬‬
‫فالثقافة األفريقية ال تعير اهتماما إيجابيا للفرد‪ ،‬وكذا لتعبيره خارج المجموعة‪ ،‬حيث قد يكون التعبير عن األمور‬
‫الحميمية أمرا صعباً إن لم نقل محرجاً ‪.‬‬
‫وال يمكن إجراء المقابلة النفسية‪ ،‬حتى لو كانت تهدف إلى إعادة تكوين أحداثا من الماضي أو سابقة معينة أو‬
‫قصة ما أو لتحديد األعراض‪ ،‬على شكل «استجواب»‪ ،‬كما هو معلوم في الطب‪ ،‬بل يجب أن تكون على شكل‬
‫مناقشة وتبادل للكالم‪.‬‬
‫وهذا يتطلب تكوينا مالئما وإطاراً مناسباً ووقتاً كافيا أو حتى تكرار االستشارات من أجل بناء الثقة‪ ،‬إذ أن «أول‬
‫مرة‪ ،‬يعجز فيها المهاجر عن الكالم‪ »...‬يوضح أحد المتدخلين الذين تم االلتقاء بهم‪.‬‬
‫ويبقى تفسير العملية ضروريا‪ ،‬أي تفسير الطرق العالجية أيضاً ‪ ،‬وذلك من أجل أن يفهم المهاجر الغاية من «أن‬
‫يتحدث عن حياته»‪.‬‬
‫وتوضح التصريحات التي أفصح عنها المعالجون‪ ،‬أو التي تم االستماع إليها من المهاجرين‪ ،‬وجود أعراض مرضية‬
‫واضحة‪:‬‬
‫‪ -‬اضطرابات في التركيز ‪« :‬أنا هنا ولكن تفكيري في مكان آخر‪ ،‬أشعر أنني لست على ما يرام»‪(« .‬رجل غيني‬
‫يبلغ حوالي ‪ 35‬سنة)‪.‬‬
‫‪ -‬أعراض االكتئاب ‪« :‬أشعر بالحزن واليأس وفقدان الشهية‪(».‬امرأة كونغولية تبلغ من العمر حوالي ثالثين سنة)‪.‬‬
‫‪ -‬التوتر الناتج عن الصدمة ‪« :‬لو كنت تعرف ما رأيته ‪ ...‬أرى الجثث التي ندفن خالل الليل‪( »...‬شاب غيني يبلغ‬
‫من العمر ‪ 17‬سنة)‪.‬‬
‫فتحديد بعض العناصر المرضية يمكن من توجيهها صوب المتدخلين المتخصصين‪:‬‬
‫«إن مجرد االستماع لهم أو السماح لهم بالحديث أو التعبير الشفهي‪ ،‬لهو بالفعل مساعدة على التقدم في‬
‫حد ذاته‪ .‬وليس إذا كان هذا كافيا فهو واضح‪ ،‬بل هذا قد يسمح للشخص بأن يجرؤ على تقديم أولى تفاصيله‬
‫وأولى تجاربه الشخصية‪ .‬لذا‪ ،‬يجب أن نصغي له ونظهر له بأننا نسمع له‪ ،‬وأن نسمح ألنفسنا بإعادة صياغة وإرجاع‬
‫سؤال‪ ،‬واإلشارة إلى عنصر غريب وغامض‪ ،‬إضافة إلى السماح ألنفسنا كذلك بأن نقول للشخص أنه في هذه‬
‫معا‪ ،‬حتى وإن كان بتمعن وباحترام‪ ،‬أن يكون كافيا‬
‫المرحلة التي نحن أو هو فيها‪ ،‬ال يمكن للكالم الذي يتم تبادله ً‬
‫‪ .43‬فاييس أ‪ ،‬ولمارك لـ‪ ،‬روفولت ب‪ ،‬جياكوبلي م‪ ،‬بامبورغر م‪ ،‬زالتانوفا ز‪ ،‬العنف‪ ،‬الهشاشة االجتماعية واالضطرابات النفسية لدى المهاجرين‪/‬‬
‫المنفيين‪ .‬بول إبيديموال هيبد‪2017 .‬؛ (‪/http://invs.santepubliquefrance.fr/beh .405-14:)19-20‬‬
‫‪ .44‬نفس المرجع ص‪413.‬‬

‫‪29‬‬
‫لمساعدته وأنه يجب اللجوء إلى مهارات أخرى تتوفر لدى مهنيين آخرين نعرفهم‪ .‬وهم المهنيون الذين يمكننا‬
‫أن نربط معهم عالقة ويمكن أن نرافقه صوبهم‪ .‬فيما ال يزال هناك رفض مهني قوي للنزول إلى الميدان في‬
‫المجال النفسي لدى العديد من المتدخلين في مجال الثقافة االجتماعية ‪.45‬‬

‫‪ .5‬الرعاية‬
‫يعطي ملخص حديث لعروض الخدمات الموجهة للنساء واألطفال النتائج التالية‪« :‬إن الخدمات التي تستفيد‬
‫منها المهاجرات والالجئات تقتصر عموما على المساعدة المقدمة من قبل أعضاء المجتمع المدني الوطني‬
‫والدولي ‪.46‬‬
‫بحيث تبقى الخدمات التي يقدمونها على الشكل التالي‪:‬‬
‫مؤسسة الشرق والغرب‪ :‬التكوين المهني لفائدة الالجئين‪ ،‬االستماع‪ ،‬الدعم النفسي‪-‬االجتماعي‪ ،‬حمالت‬
‫التوعية‪ ،‬التعليم النظامي وغير النظامي لفائدة األطفال المهاجرين‪ ،‬المساعدة االجتماعية بالنسبة للمهاجرين‬
‫(مساعدة في مجال السكن‪ ،‬مساعدة إنسانية)؛‬
‫جمعية محاربة السيدا (‪ ) ALCS‬والمنظمة األفريقية لمكافحة اإليدز( ‪ :)OPALS‬الكشف عن داء السل‪ /‬السيدا‪،‬‬
‫التكفل بالعالج ضد السيدا؛‬
‫كاريتاس المغرب‪ :‬التعليم غير النظامي لفائدة األطفال المهاجرين‪ ،‬المساعدة االجتماعية (مساعدة في مجال‬
‫السكن‪ ،‬مساعدة إنسانية)‪ ،‬التكفل النفسي بالنسبة للحاالت الخطيرة (من قبل المهنيين)؛‬
‫جمعية سيماد (‪ :)Cimade‬الدفاع عن المهاجرين وتقديم الدعم لهم ولمبادرات المجتمع المدني؛‬
‫الكنيسة األنغليكانية بالمغرب‪ ،‬ولجنة التعاون الدولي‪ :‬الدعم االجتماعي واإلنساني؛‬
‫كما قامت مجموعة مناهضة العنصرية للدفاع ومرافقة األجانب والمهاجرين (‪ ،)GADEM‬مؤخرا بتقديم وثيقة‬
‫حول حقوق المهاجرين على ضوء القانون الدولي والقانون رقم ‪02-0327‬؛ حيث يمكن اللجوء إليها لرفع دعوى‬
‫قضائية ضد بعض التجاوزات المتعلقة بانتهاكات حقوق األجانب‪.‬‬
‫تستفيد النساء وأطفالهن الالجئون وكذا طالبي اللجوء من برنامج المساعدة الذي تسهر على تنفيذه المفوضية‬
‫السامية لشؤون الالجئين بالتعاون مع العديد من الشركاء‪ :‬مؤسسة الشرق والغرب (‪ ،)FOO‬المنظمة األفريقية‬
‫لمكافحة اإليدز(‪ ،)OPALS‬المنظمة المغربية لحقوق اإلنسان (‪ )OMDH‬والجمعية المغربية لدعم وتنمية المقاولة‬
‫الصغرى (‪ .)AMAPPE‬بحيث يشمل عرض الخدمة البرامج التالية‪ :‬برنامج متعدد القطاعات لمكافحة العنف القائم‬
‫على النوع االجتماعي من خالل تمكين النساء والفتيات‪« ،‬تمكين‪.47»2‬‬
‫ومع ذلك فإن الجمعيات التي تقدم المساعدة للمهاجرين نفسها‪ ،‬غالبا ما يتم إنشاؤها وتختفي بسرعة‪ ،‬وبالتالي‬
‫من الصعب في بعض األحيان تحديد خريطة للعرض الخاص بالتكفل ألنه يتغير باستمرار‪.‬‬

‫‪ 1.5‬االشتغال في إطار شبكات‬


‫االعتراف بالحاجة إلى الشبكات‬
‫تتشكل «األرضية الوطنية لحماية‪-‬المهاجرين» من شبكة من جمعيات الدفاع عن حقوق المهاجرين ونشاطات‬
‫التضامن‪ ،‬يوجد مقرها بالمغرب وتعمل في قطاعات مختلفة من المجتمع المدني‪ ،‬مثل‪ :‬العمل اإلنساني وحقوق‬
‫المهاجرين والالجئين وحماية األطفال‪ .‬وحاليا‪ ،‬تتكون األرضية من ‪ 11‬منظمة تشارك كأعضاء ناشطين (جمعية‬
‫محاربة السيدا (‪ ،)ALCS‬الجمعية المغربية لمستقبل أفضل ألطفالنا (‪ ،)AMANE‬لجنة التعاون الدولي (‪،)CEI‬‬
‫كاريتاس المغرب (‪ ،)Caritas‬مؤسسة الشرق والغرب (‪ ،)FOO‬مجموعة مناهضة العنصرية للدفاع ومرافقة‬
‫األجانب والمهاجرين (‪....)GADEM‬‬
‫‪ .45‬شوبو‪ ،‬فرانسوا‪« ،‬الولوج إلى العالجات خالل االستقبال بشروط منخفضة»‪ ،‬دفتر المالحظات النفسية‪ ،‬مجلد ‪ ،156‬رقم ‪ ،2011 ،7‬صفحات‪.40-41 .‬‬
‫‪ .46‬صوفي بخاري‪،‬مليكة شفران‪ .‬ملخص نتائج المعاينة ووضع نماذج قنوات عرض الخدمات وخطاطات التنسيق اإلقليمي ومحاربة العنف ضد المرأة‬
‫والطفل‪ ،‬بما في ذلك المهاجرات وأطفالهن‪ ،‬في الجهات الستة المعنية‪ ،‬التقرير النهائي (النسخة األولية(‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪ .47‬صوفي بخاري‪،‬مليكة شفران‪ .‬ملخص نتائج المعاينة ووضع نماذج قنوات عرض الخدمات والخطاطات‪ ،‬التنسيق اإلقليمي ومحاربة العنف ضد المرأة‬
‫والطفل‪ ،‬بما في ذلك المهاجرات وأطفالهن‪ ،‬في الجهات الستة المعنية‪ ،‬التقرير النهائي (النسخة األولية(‪ ،‬ص‪.81‬‬

‫‪30‬‬
‫ومن الممكن أن يشارك أعضاء مراقبين من منظمات ومؤسسات حكومية مهتمة أو معنية بالموضوع (الهيئات‬
‫الدولية مثل المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪ ،‬المنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬برنامج األمم المتحدة‬
‫‪48‬‬
‫المشترك المعني بفيروس نقص المناعة‪ ،‬ممثلي السفارات أو الدوائر الحكومية ‪ ،‬إلخ)‪.‬‬
‫ويراهن هذا العمل التشبيكي على عنصر تكامل الفاعلين‪.‬‬
‫بالموازاة لذلك‪ ،‬شكل األخصائيون النفسيون التابعون للفاعلين بالمنصة‪ ،‬مجموعة عمل شهرية‪ .‬فخالل شهر‬
‫ماي ‪ ،2017‬تم تشكيل المجموعة من قبل‪ :‬فيروز إدبيهي (كاريتاس الرباط)‪ ،‬زينب الوزاني (مؤسسة الشرق‬
‫والغرب بالرباط) ‪ ،‬شهناز المختاري (جمعية ‪ ALCS‬بالرباط)‪ ،‬شوميشة بوسلهام (جمعية مغرب التضامن الطبي‬
‫االجتماعي ‪ ،) MS2‬إلهام أمجاهد (الجمعية المغربية لمستقبل أفضل ‪ ،)AMAM‬وعالمة النفس التابعة لمؤسسة‬
‫الشرق والغرب بالدار البيضاء‪.‬‬
‫خالل هذه االجتماعات تم الشعور بضرورة مناقشة حاالت سريرية‪ ،‬لكي «ال يشعروا أنهم بمفردهم» وكي يكون‬
‫بمقدورهم أن يساعدون المتدخلين اآلخرين على التعامل مع الجوانب النفسية خالل الرعاية‪ .‬غير أنه‪ ،‬ولسوء‬
‫الحظ‪ ،‬على الرغم من أنهم يشيرون إلى مدى أهمية لحظات التبادل هذه‪ ،‬فإن اإلشراف بمعناه التقني‪ ،‬يظل‬
‫مغيبا‪ ،‬بحيث يتعين عليهم إيجاد الموارد بشكل فردي ضمن القطاع الخاص‪ .‬وقد تمت الدعوة باإلجماع إلى‬
‫ضرورة وجود إشراف خارجي للعالج النفسي‪« .‬فمجرد التعامل مع المختص وعرض الحاالت األكثر تعقيدا ألسئلة‬
‫واالفتراضات عليه‪ ،‬سيمكنهم من التقدم في ممارستهم المهنية؛ ‪-‬فهم يعبرون عن الحاجة على التكوين وتعلم‬
‫تقنيات العالج النفسي التي يمكن أن تكون فعالة فيما يتعلق بالرعاية قصيرة المدة أو «على األقل التخفيف‬
‫‪49‬‬
‫قليال من حالة القلق للمريض‪ ،‬حتى في إطار جلسة واحدة» ( عالم نفس تابع لمؤسسة الشرق الغرب)‪.‬‬
‫ً‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن تجربتهم الغنية وعملهم الرائع لم يكتسبا الصبغة الرسمية ولم يتم توثيقهما بسبب‬
‫غياب الحيز الزمني‪.‬‬
‫رغم ذلك‪ ،‬نجد أن فيروز إدبيهي (قسم الدعم النفسي بمركز استقبال المهاجرين التابع لكاريتاس المغرب بالرباط)‪،‬‬
‫قد صاغت (برفقة آخرين) بطاقة « بغاية تحسين الرعاية باألشخاص الذين يعانون من االضطرابات النفسية‪ .‬إذ‬
‫يتطلب هذا النوع من الحاالت تحديد مختلف العالمات واألعراض السريرية لدى المريض والتعرف السريع على‬
‫الحاجيات المالئمة من حيث التوجيه والرعاية‪ ،‬بحسب درجة خطورة هذه األعراض‪.50‬‬
‫ثالثة محاور تمت معالجتها ضمن هذه الوثيقة‪ :‬مسح ألصناف المرض‪ ،‬مؤشرات تساعد على إمكانات اإلحالة‬
‫ثم عناصر تفكير في أفاق التوجيه‪« :‬كيف‪ ،‬من وإلى من سيتم التوجيه» وما هو «التصرف السليم» أمام مريض‬
‫هائج؟‬
‫وقد تم الوقوف أيضا على المشاكل المتعلقة بالرعاية‪:‬‬
‫« إذا لم يتم تتبع ضحية االتجار بالبشر بمجرد التعرف عليها‪ ،‬من خالل الرعاية بها‪ ،‬فإننا سنفقدها‪ .‬فمن الالزم‬
‫توفير شروط تأمينها بمجرد الكشف عن حالتها‪ ،‬كأن ننقلها‪ ،‬مثال‪ ،‬من وجدة إلى الرباط‪ .‬ولكن إذا استغرق األمر‬
‫ثالثة أيام للعثور على مكان إليواء هذه الضحية أو طريقة ما أو خط تمويلي من أجل الرعاية بنقلها‪ ،‬فإننا نفقدها‪.‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فإنه من الضروري تعزيز العمل بين الشركاء‪ ،‬وخلق شبكة قوية وتحسين تفاعل كل واحد منهم بخصوص‬
‫هشاشة»‪( ،‬المختص في علم النفس بجمعية مغرب التضامن الطبي‬ ‫ً‬ ‫عمليات الكشف وتدبير الحاالت األكثر‬
‫حيويا‬
‫ً‬ ‫ا‬‫دور‬
‫ً‬ ‫تلعب‬ ‫اآلخر‪،‬‬ ‫دون‬ ‫يتقدم‬ ‫أن‬ ‫للمرء‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫أنه‬ ‫فكرة‬ ‫التخصصات‪،‬‬ ‫واالجتماعي ‪ MS.2‬بوجدة) ؛ « تعدد‬
‫في الرعاية بحالة في وضعية هشة‪ ،‬بحيث يجب على األخصائي االجتماعي واألخصائي النفسي والطبيب أن‬
‫يعملوا سويا وأن يكونوا حاضرين معا في أي تدخل لفائدة هذه الشريحة (أخصائي علم النفس بجمعية محاربة‬
‫‪51‬‬
‫السيدا ‪. )ALCS‬‬

‫‪ 1.1.5‬معالجة االضطرابات النفسية‬


‫دائما‬
‫يشير جميع المتدخلين إلى وجود اضطرابات نفسية لدى بعض األشخاص الذين يتم استقبالهم‪ ،‬ولكن ال يتم ً‬
‫تتبع هذه الحاالت ذلك نظرا لمحدودية الولوج إلى العالجات النفسية‪ .‬في حين‪ ،‬تبقى الرعاية من قبل األخصائيين‬
‫النفسين فعالة‪ ،‬حتى لو كانت مقيدة بفترات محدودة في بعض األحيان‪.‬‬

‫‪ .48‬أنتونيا ماريا كاريون لوبيز‪ ،‬عيدة خير الدين‪ ،‬خالد كوسكسو‪ .‬خريطة الفاعلين المتدخلين في مجال الوقاية المشتركة لفائدة المهاجرين بالمغرب‪،‬‬
‫وزارة الصحة بالمغرب‪ ،‬قسم علم األوبئة ومكافحة األمراض‪.2013 ،‬‬
‫‪ .49‬المساعدة النفسية واالجتماعية التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة إلى المهاجرين في وضعية هشة والمنكوبين في السياق المغربي‪.‬‬
‫تقرير التشاور (الدراسة والخريطة)‪ .‬نوفيتا أماد‪ ،‬نوفمبر ‪ 2015‬ص‪http://www.novitamadei.it/site/wp-content/uploads/2017/05/ .34.‬‬
‫‪Assistance-psychosociale-aux-migrants-vulne%CC%81rables-et-en-de%CC%81tresse-dans-le-contexte-marocain.pdf‬‬
‫‪ .50‬إدبيهي فيروز‪ ،‬توجيه األشخاص المصابين باالضطرابات النفسية‪ ،‬كاريتاس‪ ،‬خدمة الدعم النفسي‪ -‬مركز استقبال المهاجرين‪ -‬تم التحديث بتاريخ‬
‫‪ 24‬ماي ‪.2016‬‬
‫‪ .51‬المساعدة النفسية واالجتماعية التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة إلى المهاجرين في وضعية هشة والمنكوبين في السياق المغربي‪ .‬تقرير‬
‫التشاور (الدراسة والخريطة)‪ .‬نوفيتا أماد‪ ،‬نوفمبر ‪http://www.novitamadei.it/site/wp-content/uploads/2017/05/Assistance- .2015‬‬
‫‪31‬‬ ‫‪ psychosociale-aux-migrants-vulne%CC%81rables-et-en-de%CC%81tresse-dans-le-contexte-marocain.pdf‬ص‪34.‬‬
‫وتبقى األعراض المذكورة تتمثل باألساس في حالة االضطراب ما بعد الصدمة ألن أعراضها معروفة نسبياً ووثيرة‬
‫ترددها تبقى كبيرة جدا‪ .‬لكن من الواضح أن االكتئاب المزمن ال يخضع للفحص الكافي وبالتالي ال يحظى بالرعاية‬
‫الالزمة‪ ،‬إذ‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬لم يذكر أي ممن تمت مقابلتهم أنه قد حصل على وصفة طبية لمضادات االكتئاب‪.‬‬
‫وال يوجد عالج وقائي بالمستشفى لمواجهة الميول االنتحارية ألنه لم يتم تشخيصها‪ .‬كما أن التعاون مع أقسام‬
‫الطب النفسي يتم بحسب كل حالة على حدى‪ ،‬دون تنسيق مسبق‪ .‬وحسب تصريح زينب الوزاني‪ ،‬أخصائية نفسانية‬
‫بمؤسسة الشرق والغرب‪ :‬فإنه «في الواقع‪ ،‬يعاني الكثير من األشخاص اليوم من نوبات الضيق والقلق واالكتئاب‪.‬‬
‫واألسوأ من ذلك‪ ،‬أن هناك من فقدوا القدرة على التركيز وهم في حالة من اختالل ذهني (هلوسة وهذيان)‬
‫تتطلب رعاية طبية ‪.52‬‬
‫غالبا ما يتم ذكر ممارسة اإلنصات الفعال‪ ،‬غير أن ذلك يوفر تقديم الدعم وليس العالج‪ .‬ففي الواقع‪ ،‬غالباً ما تقوم‬
‫المنظمات غير الحكومية أو الجمعيات بتقديم مساعدة حقيقية ذات جودة من حيث انخراط المتدخلين ولكنها‬
‫ال تهتم بالصحة العقلية بالمعنى الدقيق‪ ،‬بغض النظر عن عمل األخصائيين النفسيين‪ ،‬وذلك لعدم وجود معارف‬
‫كافية بهذا الموضوع‪.‬‬
‫ويتفق األطباء النفسيون الذين تمت مقابلتهم‪ ،‬والذين يعترفون بالعجز الحاصل في مجال الرعاية الخاصة بالمهاجرين‪،‬‬
‫على ضرورة إجراء دراسة وبائية عن االضطرابات النفسية في أوساط المهاجرين‪ ،‬مما قد يتيح إجراء تقييم دقيق‬
‫لالحتياجات من حيث الرعاية المتخصصة‪.‬‬
‫أيضا الولوج الفعلي إلى العالجات‬
‫ومع بقاء الحاجة ملحة إلى الوصفات الطبية‪ ،‬فإن الحصول على الدواء يتطلب ً‬
‫النفسية‪ ،‬قبل وضع برنامج التكوين العالجي‪ ،‬وهو أمر صعب للغاية مع سياق العالجات العشوائية التي يتم تقديمها‬
‫في المهجر‪ ،‬في غياب الدعم المجتمعي أو العائلي‪ .‬أضف إلى هذا أن الكثير من المهاجرين ال يملكون وثيقة إثبات‬
‫هويتهم‪ ،‬في حين أنها ضرورية لتسلم العقارات المهدئة‪.‬‬

‫‪ 2.1.5‬الرعاية الفردية‬

‫يبقى العمل المتعلق باالستقبال والداعم‪ ،‬الذي يقوم به جميع المتدخلين مهم بشكل واضح‪ ،‬لكن ال زالت هناك‬
‫يبقى العمل المرتبط باالستقبال والدعم‪ ،‬الذي يقوم به جميع المتدخلين مهم بشكل واضح‪ ،‬لكن ال زالت هناك‬
‫صعوبات‪.‬‬
‫لدى بعض الجمعيات‪ ،‬يبقى التتبع الخاص بكل حالة على حدا صعبا ألن الشخص الذي قام باالستقبال األولي‪ ،‬ال‬
‫فغالبا ما يكون العمل تطوعيا‪ ،‬وقد يكون لدى الشخص اهتمامات‬ ‫ً‬ ‫يكون بالضرورة هو نفسه عند عودة المهاجر‪.‬‬
‫أخرى تتعارض مع التزامه‪ .‬وبالتالي فإن تغيير المتحاورين ال يشجع على قيام عالقة عالجية‪.‬‬
‫يعاني المهاجرون أيضا من صعوبات في المحافظة على مواعيدهم مع أعضاء الجمعيات‪ ،‬ألنهم ملزمون بمراعاة‬
‫فرص شغل أو فرص المغادرة‪....‬‬
‫بهذا تصبح الرعاية متقطعة‪ .‬حتى وإن كانت الضرورة العالجية فعلية وتم تأكيدها من قبل المتدخلين‪ ،‬فإن‬
‫االستمرارية تكون أحيانً ا على المدى المتوسط‪ .‬يشير المختصون النفسيون الذين تم اللقاء بهم إلى أنه إذا كان‬
‫النهج العالجي مؤسس فعليا على طلب اجتماعي فقط‪ ،‬فإن العالج لن يستمر طويال‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فعندما تكون‬
‫االنشغاالت في الواقع استحواذيه‪ ،‬ال تتوفر للشخص مساحة نفسية كافية إلضفاء الذاتية على حالته‪.‬‬
‫وتنشر المنظمات الدولية الكبرى ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون الالجئين وأطباء العالم‪،‬‬
‫دالئل إرشادية حول الرعاية بالالجئين والنازحين بسبب النزاعات‪ ...‬حيث يتم تناول البعد النفسي والنفساني بطرق‬
‫مختلفة‪ .‬فمن جهة‪ ،‬ينصح البعض بعدم التعمق في الخوض في هذا النوع من األعراض‪ ،‬خشية انتكاس حالة المريض‬
‫وأن تكون الرعاية غير متوفرة فعليا في المرحلة الموالية‪ .‬كمثال‪ :‬أن يتم « وضع خدمات غير فعالة أو يحتمل أن‬
‫تكون خطرة (مثل االقتصار على جلسة استماع نفسية واحدة)» (المفوضية السامية لشؤون الالجئين‪.)2013 ،‬‬
‫تقريبا من األحداث التي تعرضوا لها‪ ،‬األمر الذي‬
‫ً‬ ‫هذا فيما يشرح آخرون أن معظم األشخاص يتعافون بشكل تلقائي‬
‫يتعارض مع نظريات الرعاية بالصدمة‪ « .‬عموما‪ ،‬تكون ردود األفعال تجاه الحاالت المقلقة طبيعية وتخف حدتها مع‬
‫مرور الوقت‪ ،‬إذ بإمكان العديد من الالجئين التكيف مع هذه التجارب الصعبة ويمكن تعزيز قدرتهم على الصمود إذا‬
‫استفادوا من دعم عائلي ومجتمعي»(المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين ‪.)2013‬‬
‫‪Gadem%20revue-de-presse-decembre-2016-print.pdf//: .52‬‬

‫‪32‬‬
‫فمسألة الكالم تتضمن أوجها عديدة‪ ،‬من ذلك الشق الثقافي سنعود إليه بمزيد من التفصيل‪ .‬ولكن من ناحية البعد‬
‫المتعلق بالرعاية‪ « ،‬يفترض التحدث إلى المعالج أو المكلف بالرعاية أن يكون مرتبطا بطلب تقدير‪ ،‬بدون أن يعني‬
‫ذلك االعتراف به بصفته ضحية (‪ )...‬المطالبة بالتقدير هو على الخصوص فعل مرتبط باألساس بسؤال الذات وفعل‬
‫االعتراف ذاته ‪-‬والسيما في هذه الحاالت‪-‬هو عمل يربو إضفاء الطابع اإلنساني بما أنه يعيد إحياء الذات «‪ .‬فاللغة‪،‬‬
‫النقاش والتبادل اللفظي يشكلون جزءا من إنسانيتنا‪. 53‬‬
‫كما أن الجانب المتعلق باالعتراف بالكالم‪ ،‬بدون إصدار حكم‪ ،‬هو أساس العالقة العالجية‪.‬‬
‫«إن الولوج إلى «القول» يمر عبر مرافقة ومنهجية وأدوات سرد ووقت (‪ )...‬بحيث تسمح هذه الطريقة للفرد الذي‬
‫عاش وضعا صعبا‪ ،‬تم خالله تهديد سالمته الجسدية والعقلية‪ ،‬ولكن ليس مريضا (بل هو فقط «مريض بواقع»)‪،‬‬
‫من أن يضع كلمات على حاالت خوفه وخجله وألمه؛ من أخذ مسافة مع حياته الشخصية؛ من إعادة ترتيب و‬
‫استمرارية حيث حصلت القطيعة ؛ من أن ال يبقى مساقا باألحداث بل يصبح من جديد‪ ،‬فاعال فيها؛ وفي األخير‪ ،‬من‬
‫أن تتم مرافقته في هذا الصدد من قبل مختص‪ ،‬بشكل فردي أو ضمن مجموعة‪ ،‬من أجل استعادة المعنى وإضفاء‬
‫الطابع االجتماعي على قصته‪ . 54‬وباحترام الوثيرة‪ ،‬وجعل المريض يقول فقط ما يتحمل أن يقوله في هذه اللحظة‬
‫أو تلك‪ ،‬يتم اكتساب العالقة العالجية‪« .‬أن تترك الكلمة الحرة قدر اإلمكان حتى ال تكون القصص «متفقا بشأنها»‪،‬‬
‫وأن ال يقول الشخص الذي يتم االلتقاء به إال ما هو مستعد ليقوله ‪.55...‬‬
‫كما يلجأ العاملون بالجمعيات إلى ممارسة المجموعة العالجية‪ ،‬والسيما حول موضوعات خاصة تمكن من تجميع‬
‫األشخاص المعنيين‪ .‬ليبقى الهدف هو تبادل الخبرات المشتركة بغرض استكشاف آليات المرونة لدى البعض ولدى‬
‫األخرين‪.‬‬

‫‪ 3.1.5‬إطار التدخل‬

‫يشير المتدخلون الذين يتم اللقاء بهم بانتظام إلى أهمية اإلطار‪ .‬فاالستقبال الجيد يعتبر في حد ذاته دليال على‬
‫االحترام‪ .‬كما أن الحرص على الخصوصية التي تقترن بالسر المهني‪ ،‬يشكل أحد الشروط الضرورية للشعور باألمن‬
‫الضروري لعرض المشاكل‪.‬‬
‫يساهم هذا التحديد للمكان والرابط الذي يتم توفيره‪ ،‬في ترسيخ القناعة‪ ،‬ولو مؤقتا‪ ،‬بـ ‪ « :‬أنا هنا كأني في داري‪.»...‬‬
‫هذه الثقة في مكان االستقبال تطرح بشكل خاص من قبل موظفي لجنة التعاون الدولي (‪ ،)CEI‬الذين يشكل لهم‬
‫مشاطرة نفس العقيدة الدينية عنصراً هاماً‪ ،‬حتى ولو لم يكن ضرورياً وال عنصر انتقاء للولوج إلى المساعدة‪.‬‬
‫وهذا الحيز يستمر في الوجود حتى بعد تركه‪ ،‬وهو ما يتم ترجمته من خالل استمرار تواصل األشخاص مع معالجيهم‪.‬‬
‫لكن الظروف المالئمة ليست دائما ممكنة‪ ،‬حيث يقوم الوسطاء‪-‬األقران الذين سبق لهم أن عاشوا نفس الظروف‬
‫المعيشية‪ ،‬بزيارات للغابات ليلتقوا بالمهاجرين في خيامهم‪.‬‬
‫ويؤكد المتدخلون على أن الزيارات التي تتم إلى مكان اإلقامة تسمح بمعاينة ما يصعب الحديث بشأنه؛ االختالط‬
‫وقلة النظافة‪.‬‬

‫‪ 4.1.5‬وضعية المتدخلين‬

‫دائما التعامل مع‬


‫إذا كان الموظفون مدركين للمخاطر المحدقة بعملية بناء الروابط العاطفية‪ ،‬فليس من السهل ً‬
‫حجم المأساة‪ ،‬خاصة إذا كان األمر يتعلق باألشخاص في وضعية هشة‪ ،‬السيما األطفال‪.‬‬
‫وفي بعض الحاالت‪ ،‬قد يتأثر المتدخلون‪ ،‬خصوصا عندما يجدون أنفسهم عاجزين‪ :‬عدم القدرة على إيواء امرأة‬
‫ضحية االتجار أو عندما يتم اللجوء إليهم بخصوص حالة مستعجلة ال يمكن معها دائما االستجابة‪ .‬أو في مواجهة‬
‫المؤسسات الغير قعالة أحيانً ا وأمام القوانين‪ ،‬نجد الموظفين يعبرون عن مشاعر الغضب والثورة التي تجتاحهم‬
‫جراء ذلك‪.‬‬
‫‪ .53‬ديسبليشين فرانسوا‪ ،‬الهوية بالمنفى السريري بالنسبة للمهاجرين‪ ،‬سؤال الهوية داخل التحليل النفسي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة أيس مارساي‪،‬‬
‫وحدة التكوين والبحث في الفن واآلداب واللغات والعلوم اإلنسانية‪ ،‬أطروحة‪ ،‬يونيو ‪ ،2013‬ص‪.80‬‬
‫‪ .54‬كورين شابوت‪-‬لو بار‪ ،‬بعد تجربة حالة الحرب من قبل طالبي اللجوء‪ ،‬ما الذي تقدمه طريقة حكايات التجارب في إعادة بناء الموضوع؟ ص‪16.‬‬
‫‪http://aifris.eu/03upload/uplolo/cv1329_216.pdf‬‬
‫‪ .55‬نفس المرجع‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫أيضا‪ ،‬حيث يشير أحد األشخاص إلى «نزوات»‬ ‫وإذا كان حسن النية هو القاعدة‪ ،‬فمن الممكن أن ينفذ الصبر ً‬
‫المهاجرين‪ ...‬وبالتالي يجب أخذ القضايا األمنية بعين االعتبار‪ .‬إذ يمكن للموظفين أن يصبحوا متوترين أمام العدوانية‬
‫التي يواجهونها في بعض األحيان‪.‬‬
‫كما أن المعضالت األخالقية ال تقل أهميتها بهذا الصدد‪ :‬عدم القدرة على استقبال مريضة معينة ألن «من‬
‫يحميها» ال يريد االنسحاب ويجيب عوضا عنها‪ .‬إذ كيف يمكن أن تعالج دون توفر حرية الكالم؟ مع العلم على أن‬
‫اإلصرار على هذا األمر يمكن أن يعرض المريضة للخطر‪.‬‬
‫لقد تم اإللحاح من قبل مختلف فئات الموظفين على مسألة اإلشراف‪ ،‬وذلك برغبة معالجة هذه المواقف الخاصة‬
‫بعالقة مع صعوبات العمل حتى يتم الحد من تدهور األوضاع المعسرة وإيجاد سبل عمل مشتركة‪...‬‬

‫‪ .6‬الحق في الصحة والولوج إلى العالج‬


‫يتم تنظيم الولوج إلى العالجات بموجب تعميمات إدارية‪ ،‬تعود إحداها لسنة ‪ ،2003‬وتتعلق باألمراض المنقولة‬
‫و كذا تعميم سنة ‪ 2007‬المنظم للولوج إلى العالجات دون تمييز بين المغاربة واألجانب‪ ،‬سواء كانوا في وضعية‬
‫إدارية قانونية أم ال‪ ،‬و أيضا المواد التي أتى بها دستور المملكة المغربية (يوليوز ‪ )2011‬بعالقة مع المهاجرين‪،‬‬
‫وبالتالي فإن االستشفاء ممكن من الناحية النظرية‪ :‬يجب الرعاية بأي شخص يتم تتبعه في حاالت مستعجلة‪ ،‬غير‬
‫أن واقع األمر ال زال في حاجة إلى التفعيل‪.‬‬
‫إذ ال وجود لولوج مجاني إلى األدوية من خالل نظام راميد (نظام المساعدة الطبية)‪ ،‬مع أن البطاقة تسهل الولوج‬
‫إلى العالجات الطبية‪.‬‬
‫هناك جمعيات مثل جمعية‪ ALCS‬وجمعية ‪MDM‬وجمعية ‪ MS.2‬وكاريتاس المغرب تسمح بالولوج المباشر إلى‬
‫العالجات‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تعد جمعية مغرب التضامن الطبي واالجتماعي‪ ،‬المعروفة باسم «‪ ،»MS.2‬وهي‬
‫الشريك العملي لمنظمة أطباء العالم البلجيكية (‪ ،)MDM Belgique‬جمعية تقدم خدمات صحية لفئات السكان‬
‫في وضعية هشة‪ ،‬ممن يحتاجون تتبعا طبيا منتظما‪.‬‬
‫ويتيح البرنامج المتعدد القطاعات لمكافحة العنف المبني على النوع االجتماعي‪ ،‬من خالل تمكين النساء والفتيات‬
‫«تمكين»‪ ،‬فرص الولوج إلى خدمات الصحة الجنسية واإلنجابية (األمراض المنقولة جنسيا والحمل واإلجهاض (الذي‬
‫ال يزال محظورا) والرعاية باألطفال الصغار‪.‬‬

‫‪ .7 .7‬الرعاية النفسية‪-‬االجتماعية‬
‫وتتمثل الرعاية النفسية واالجتماعية في الجمع‪ ،‬ضمن األخذ بعين االعتبار للشخص‪ ،‬بين الرؤية المتعلقة بالعالج‬
‫الديناميكي النفسي (= ‪ )psy‬في تفاعالته ومحيط سياقي (اجتماعي)‪ .‬يبقى تعريف هذه اإلشكالية أمرا أساسيا‪.‬‬
‫إذ نميز بالنسبة لكل فرد‪ ،‬بين الشبكة االجتماعية واالندماج االجتماعي والدعم االجتماعي‪ .‬فالشبكة االجتماعية‪،‬‬
‫«مجموعة الروابط االجتماعية المستقرة التي يقيمها الفرد»‪ ،‬يمكن أن تكون مطلوبة في مجتمع الهجرة ولكنها‬
‫تكون غير صالحة لالستعمال أو غير مالئمة في كثير من األحيان‪ .‬أما االندماج فهو في الغالب طويل وصعب‪.‬‬
‫يحيل الدعم االجتماعي‪ ،‬من جانبه‪ ،‬على توفير أو تبادل الموارد العاطفية أو اإلجرائية أو اإلخبارية من طرف غير‬
‫المتخصصين‪ ،‬في سياق الجواب على إدراك الحاجة كما يتصورها اآلخرون‪. 56‬‬
‫في ظل شروط الخصاص في هذه المجاالت يمكن أن تحدث االضطرابات النفسية‪ ،‬والسيما القلق واالكتئاب‪.‬‬
‫« «لقد أصبحنا على معرفة أحسن بكثير بعوامل التطور النفسي على المدى القصير والمتوسط لطالبي اللجوء‬
‫من المرضى‪ ،‬وعلى رأس تلك العوامل يأتي عنصر استقرار وضعيتهم اإلدارية‪ ،‬مما يشكل استجابة إلى حاجة أولية‬
‫لألمن‪ .‬وتبقى المشاكل النفسية نتيجة لتراكم عوامل التوتر التي تتوزع بين ما قبل الهجرة (الصدمة التي يتعرض‬
‫لها في البلد األصلي)‪ ،‬وخالل الرحلة (األحداث التي وقعت خالل الرحلة)‪ ،‬وبعد الهجرة (ظروف االستقبال من حيث‬
‫‪ .56‬كارون ج‪ .‬غاي‪.‬س‪« ،‬الدعم االجتماعي والصحة العقلية‪ :‬المفهوم والتدابير‪ ،‬األبحاث الحديثة وآثارها بالنسبة لألطباء «الصحة العقلية بالكبيك‬
‫‪.DOI : 10.7202/012137ar .41–15 :)2005( 302‬‬

‫‪34‬‬
‫السكن وإمكانيات العثور على فرصة عمل واستقرار الوضعية في بلد اإلقامة)‪ .‬كما يشكل رفض منح اللجوء أحد‬
‫عوامل األزمات األكثر انتشارا‪ ،‬ليدخل المرضى‪ ،‬عن وعي أو عن غير وعي‪ ،‬في دوامة المشاكل وعلى رأسها موضوع‬
‫فشل مشروع الهجرة الذي يعتبر ركيزة تحمل المسئولية (بصفته رب األسرة‪ ،‬مثال) أو موضوع الظلم المتعلق‬
‫بالحرمان من حق اإلقامة الذي قد يمثل جبرا بالنظر لألضرار الذي لحقتهم ببلدانهم األصلية ‪.57‬‬
‫وفي فرنسا‪ ،‬تم في اآلونة األخيرة (‪ )2015‬إجراء دراسة استقصائية نوعية وكمية حول األشخاص المتعايشين‬
‫مع فيروس نقص المناعة البشرية‪ ،‬والمنحدرين من سبع دول في غرب ووسط أفريقيا‪ :‬الكاميرون‪ ،‬جمهورية‬
‫الكونغو الديمقراطية‪ ،‬غينيا‪ ،‬كوت ديفوار‪ ،‬مالي‪ ،‬جمهورية الكونغو (برازافيل) والسنغال‪ .‬وقد ارتكزت هذه الدراسة‬
‫االستقصائية على عينة من قصص حياة ‪ 2468‬شخصا‪ ،‬حيث جمعت وفق مقاربة كمية للسير الذاتية‪ .‬فبعد ست‬
‫إلى سبع سنوات على وصولهم إلى فرنسا‪ ،‬ال يزال نصف المهاجرين في أفريقيا جنوب الصحراء ال يتوفرون على‬
‫عناصر االستقرار الثالث‪ ،‬التي هي‪ :‬بطاقة إقامة لمدة سنة على األقل‪ ،‬سكن شخصي وعمل‪ .‬وبعد ‪ 11‬إلى ‪12‬‬
‫سنة‪ ،‬ال يزال هذا هو حال الربع منهم‪ .‬وتجد هذه الفترة الطويلة من األوضاع الهشة بعد وصولهم إلى فرنسا تبريرها‬
‫بشكل أكبر في شروط االستقبال (طول عملية التسوية‪ ،‬سوق الشغل المجزأ‪ ،‬التمييز) بالمقارنة مع الخصائص‬
‫الفردية للوافدين‪ .‬في نهاية المطاف‪ ،‬ينتهي المسلسل باستقرار وضع المهاجرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء‪،‬‬
‫ولكن بالنسبة للعديد منهم‪ ،‬يكون ذلك على حساب قضاء فترة طويلة من انعدام األمن‪.58‬‬
‫أوال إلى الشغل‪ ،‬في حين أن المرأة‬
‫كما تبقى وثيرة االستقرار مرتبطة كذلك بالنوع االجتماعي‪ :‬فالرجال يلجون ً‬
‫تحصل على مسكن شخصي‪ .‬إذ يؤدي التوفر على تكوين مهني إلى تسريع العملية بالنسبة الرجال‪ ،‬في الوقت الذي‬
‫عامال إيجابياً للنساء‪.‬‬
‫ً‬ ‫سيكون فيه وجود شريك مستقر عند الوصول إلى فرنسا‬
‫ونشير إلى أن العوامل المحددة للرعاية االجتماعية تتمثل في الرغبة (من عدمها) في البقاء بالمغرب والوضعية‬
‫اإلدارية المطلوبة (أم ال)‪.‬‬
‫يتعين دائماً على االستجابة إلى الحاجيات االجتماعية أن تمر عبر مرحلة أولية تتجلى في تقييم اإلشكاليات االجتماعية‪،‬‬
‫وهو األمر الذي غالباً ما ينجز‪ .‬هذه المرحلة يجب أن تمكن من إبراز بداهة المشكلة االجتماعية وحصرها‪ ،‬مع تحديد‬
‫طبيعة الطلب وطبيعة المرافقة المطلوبة‪ :‬هل هي متعلقة بجانب عالئقي‪ ،‬نفسي‪ ،‬اجتماعي‪-‬اقتصادي‪ ،‬مهني‪،‬‬
‫إداري أم بدعم قانوني‪.‬‬
‫كما يجب أن يسمح تحديد األهداف باستجالء الحلول لالحتياجات العرضية والمستعجلة بالمقارنة مع اإلشكاليات‬
‫التي تتطلب تفكيرا ورعاية على المدى الطويل‪ ،‬إذ يمكن أن تعيق‪ ،‬أو تمنع مشكلة ما حل مشكلة أخرى‪ .‬ففي‬
‫دراسة ليفوس (‪ )LEPHOS‬سنة ‪ ،2016‬تشهد امرأة مهاجرة على حقيقة أنها أنفقت المبلغ المخصص لممارسة‬
‫‪59‬‬
‫نشاط مدر للدخل في دفع إيجارها ‪...‬‬
‫استقبال منخفض العتبة‪ :‬حيث مشاركة الوجبات‪ ،‬السماح للشخص‬
‫ً‬ ‫وتمارس بعض المراكز‪ ،‬من بين الطرق أخرى‪،‬‬
‫بغسل ثيابه‪ ...‬اإليواء‪ ،‬حتى وإن كان مؤقتا‪ ،‬وهذا إجراء مهم في الدعم االجتماعي‪.‬‬
‫استقبال منخفض العتبة‪ :‬مثل تقاسم الوجبات‪ ،‬السماح للشخص‬
‫ً‬ ‫وتمارس بعض المراكز‪ ،‬من بين طرق أخرى‪،‬‬
‫بغسل ثيابه‪ ...‬اإليواء‪ ،‬حتى وإن كان مؤقتا‪ ،‬وهذا إجراء مهم في الدعم االجتماعي‪.‬‬
‫وقد تهم االستراتيجيات المطبقة الدعم االجتماعي واالقتصادي في الحاالت المستعجلة‪ ،‬لكن يبقى المدى‬
‫البعيد مصدر قلق كبير بالنسبة ألولئك الذين يرغبون في البقاء‪ :‬االندماج المدرسي بالنسبة لألطفال والولوج‬
‫المؤهل وخلق نشاط مدر للدخل‪...‬‬
‫ِّ‬ ‫إلى التكوين‬
‫إذ يجب بذل جهد كبير في اتجاه تحقيق االندماج المهني‪ ،‬حيث تبرز أولوية منح األنشطة المدرة للدخل‪ .‬وفي‬
‫هذا الصدد‪ ،‬قامت المنظمة‪ ،‬غير الحكومية‪ ،‬األفريقية لمكافحة اإليدز ‪( OPALS‬بدعم من برنامج األمم المتحدة‬
‫المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية ‪/‬اإليدز) قامت خالل سنة ‪ ،2012-2013‬بتنظيم دورة للتكوين‬
‫المهني في الطبخ لفائدة مجموعة من النساء‪.‬‬
‫فمسألة العمل تتطور باستمرار‪« .‬لقد كان ُينظر إلى مواطني بلدان أفريقيا جنوب الصحراء‪ ،‬المتواجدين فوق‬
‫التراب المغربي‪ ،‬ومنذ زمن بعيد‪ ،‬كمهاجرين مؤقتين‪ ،‬لكن مع مرور الوقت‪ ،‬بدأت مدة إقامتهم تطول وكان‬
‫‪ .57‬بيير باستين و آخرون‪« .‬بين المنفى واإلرجاع‪ ،‬المرأة التي لم تعد قادرة على الوقوف»‪ ،‬العالج النفسي ‪( 2016/3‬مجلد‪ ،)36.‬ص‪DOI .173-178 .‬‬
‫‪10.3917/psys.163.0173‬‬
‫‪ .58‬غوسيلين أ‪ ،‬ديسغري دي لو أ‪ .‬لوليفير إ‪ ،‬ليرت ف‪ ،‬دراي سبيرا ر‪ ،‬ليدي ن‪ ،‬مسارات الهجرة من بلدان جنوب الصحراء‪ :‬كم يلزمهم من الوقت من أجل‬
‫االستقرار بفرنسا؟ رقم ‪ .533‬ماي ‪ .2016‬السكان والمجتمع‪ .‬الجريدة اإلخبارية الشهرية للمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية‪.‬‬
‫‪ .59‬مورجي ف‪ ،‬فيري ج‪.‬ن‪ ،‬رادي س‪ ،‬عليوة م‪ .‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ .‬تحديات هجرة إقامة‪ .‬الجامعة الدولية بالرباط وكونراد‬
‫أدينوار ستيفونغ‪ .‬إ‪ .‬ف‪.2016 .‬‬

‫‪35‬‬
‫عليهم أن يجدوا مصدرا لكسب العيش في ظل الوضع الغير مستقر‪ .‬ففي البداية‪ ،‬كانوا يبحثون عن الطعام في‬
‫مطارح النفايات ونفايات األسواق‪ ،‬لكن اتضح أن األحياء الهامشية التي يعيشون فيها تضم كذلك نسيجا صناعيا‬
‫(مصانع الرخام‪ ،‬وشركات صنع اآلجور)‪ ،‬وهي صناعات كانت تعمل في البداية بالعمالة المحلية فقط‪ .‬في حين‪،‬‬
‫بدأت هذه الشركات تدريجياً في توظيف عمال من بلدان جنوب الصحراء‪ ،‬العتبارهم أقل تقلبا‪ .‬وهذا على األقل‬
‫خطاب أرباب العمل‪ .‬ففي الواقع‪ ،‬يقتضي منطق المنافسة المتزايدة بأن تتسارع ظروف اإلنتاج‪ .‬كما أن الوضع‬
‫الهش للمهاجرين يجبرهم على قبول وثيرة غير تلك التي فرضها العمال المغاربة مع مرور الوقت‪ .‬وباإلضافة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬فإن اليد العاملة المهاجرة هي يد عاملة متمرسة (سواء تعلق األمر بتجربة مكتسبة في البلد األصلي أو‬
‫خالل الرحلة‪ ،‬وخاصة في الجزائر)‪ .‬وبالتالي فإن لها أيضا مهارات تحظى بالتقدير‪.60‬‬
‫هذا التنافس مع العمال المغاربة هو األصل في بروز ظاهرة النبذ‪ ،‬مما يقوض تقاليد االستقبال المتعارف عليها‬
‫أيضا على‬
‫بالبلد‪ ،‬بحيث تشير البروفيسورة مليكة بن الراضي (‪ )2010‬إلى أنه «يجب أن تشجع إجراءات التحسيس ً‬
‫القيم األكثر إيجابية لثقافتهم‪ ،‬أي تلك التي تشير إلى الحقوق والمبادئ اإلنسانية واحترام الشخص وتلك التي تذكر‬
‫‪61‬‬
‫أيضا بواجب التضامن والكرم والضيافة‪.‬‬

‫‪ .8‬الوصم والتمييز‬
‫في مواجهة ظاهرة الهجرة‪ ،‬يبقى المجتمع المغربي متسما بالعديد من المفارقات‪ .‬فتقاليد االستقبال تصطدم‬
‫بالصور السلبية عن المهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء إضافة إلى مخاوف مرتبطة بالشغل واالستفادة من‬
‫الخدمات االجتماعية‪.‬‬
‫وخالل أشغال مؤتمر جمعية ‪ ،ALCS‬المنعقد سنة ‪ ،2010‬قدمت األستاذة مليكة بن الراضي نتائج دراستين‬
‫استقصائيتين‪ ،‬حيث تُ ظهر الدراسة األولى‪ ،‬التي قامت بها جمعية ‪ AMERM‬سنة ‪ ،2008‬أن مواطني بلدان جنوب‬
‫الصحراء يرون بأن الصورة التي يكونها عنهم المجتمع المغربي تنطبع إلى حد كبير بتصورات تجعلهم أقل شأنا‬
‫ومحتقرين مع احتمال أن يمسوا بأمن المغاربة (بن الراضي‪« .)2010 ،‬فقط ‪ 3.1%‬من مواطني جنوب الصحراء يرون‬
‫أن المغاربة ينظرون إليهم أكثر من خالل وضعيتهم اإلدارية غير القانونية‪ ،‬كمهاجرين عابرين‪ ،‬أو مهاجرين مؤقتين‪،‬‬
‫إلخ‪ .‬ويمكن تفسير هذه الرؤية على أنها موقف حيادي‪ ،‬إذ أنها تشير إلى وضع األجنبي المؤقت‪ ،‬الذي ال يقوم‬
‫«بعرقلة» السكان األصليين أو بالتنافس معهم في حياتهم اليومية أو في سوق الشغل أو في التمتع بالخدمات‬
‫االجتماعية ‪.62‬‬
‫وتشير البروفيسورة بن الراضي إلى أن الوصم قوي للغاية‪ ،‬إضافة إلى تعزيز الصور النمطية واألفكار المسبقة‪:‬‬
‫‪ -‬األجنبي هو كبش فداء‬
‫‪ -‬مواطني بلدان جنوب الصحراء يذكرون بزمن العبودية‬
‫‪ -‬هو مصدر خطر (تأثير وسائل اإلعالم)‪ :‬إنه مخيف‪ ،‬وإجرامه بادي للعيان‪...‬‬
‫‪ - -‬يركز التخوف على داء السيدا (الجنس)‬
‫دائما بالنسبة لظاهرة الوصم‪/‬التمييز‪ ،‬فإن «اآلخر» هو سند التصورات المتخلية التي تبرر العنف‬
‫ً‬ ‫وكما هو الحال‬
‫والتمييز في نظر األشخاص المستجوبين‪ .‬كما أن هناك أيضا الكثير من «نقص المعارف والجهل»‪.‬‬
‫وبالتالي فالعنصرية موجودة من خالل بعض التصرفات‪-‬ركاب الحافالت يغلقون أنوفهم عندما يصعد المهاجر إلى‬
‫الحافلة ‪-‬أو يستعملون مصطلحات مشحونة مثل «استخدام مصطلح ‘عزي’ والذي يقصد به في الدارجة المغربية‬
‫مصطلح «أسود»‪ ،‬مع داللة تحقيرية تستحضر لون جلد العب ‪.63‬‬

‫‪ .60‬جون لويس إيدوغي‪ ،‬الهجرة وعولمة الشغل‪ .‬المغرب‪ :‬اندماج مواطني جنوب الصحراء في الشغل غير المهيكل (باحثي دفاتر أطاك المغرب‪،‬‬
‫الهجرة والعولمة‪ ،‬أيام دراسية منظمة من قبل مجموعات الشمال التابعة ألطاك المغرب‪ ،‬ماي ‪.2010‬‬
‫‪ .61‬بن الراضي م‪« .‬المغاربة والهجرة من بلدان جنوب الصحراء‪ :‬أية عالقة ؟» أحداث المؤتمر الوطني الثامن لجمعية ‪« ALCS‬الوصم والتمييز‪ :‬الوباء‬
‫اآلخر» مراكش من ‪ 15‬إلى ‪ 17‬يناير ‪.2010‬‬
‫‪ .62‬الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في مجال الهجرة‪ :‬المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ :‬تحليل اجتماعي‪-‬اقتصادي‪ ،‬يونيو ‪.2008‬‬
‫ص‪.83.‬‬
‫‪ .63‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪85.‬‬

‫‪36‬‬
‫وقد أفادت إحدى المهاجرات‪ ،‬نقل شهادتها جليل بناني (‪ ،)2017‬وهي طبيبة من وسط أفريقيا‪ ،‬موضحة‪« :‬أنها‬
‫لس ِّب أثناء انتظارها سيارة أجرة‪ ،‬دون أن يتفاعل الناس من حولهما مع هذا الموقف»‪.‬‬
‫تعرضت َّ‬
‫كما أن المهاجرين أنفسهم «يشعرون بأنهم ُيعتبرون مثل «نفايات» و»حيوانات» و»أشخاص ال يبعثون على الثقة»‪.‬‬
‫لكن البروفيسورة بن الراضي تشير أيضاً إلى أنه‪« :‬على الرغم من هذا األمر‪ ،‬فاالنطباع السائد (بين المغاربة) هو أن‬
‫سلوك المغاربة يتميز أكثر بالتعاطف (‪ ،)68.6%‬مقارنة مع من يعبرون عن النبذ (‪ .»)9.9%‬وهذا يبدو صحيحا بشكل‬
‫خاص بالنسبة للنساء»‪ .‬فبالنسبة لبعض النساء في بلدان جنوب الصحراء‪ ،‬كون المرأة مهاجرة سرية وفقيرة لكونها‬
‫غالباً ما تكون متسولة مع طفل‪ ،‬يثير المزيد من الشفقة ويعزز الشعور بالمساعدة‪ .‬كما أن واجب حماية المرأة يأخذ‬
‫حيزا مهما في عقليات المغاربة ويخفف من هيمنة العنصرية ‪.64‬‬
‫غالباً ما يتم ذكر االستقبال في نظام الرعاية الصحية والمساعدة االجتماعية بطريقتين متناقضتين تماما‪ :‬حيث‬
‫يشرح العاملون في القطاع الصحي بالمغرب الذين تمت مقابلتهم بأنه «يتم استقبال المهاجرين مثل اآلخرين»‪ ،‬في‬
‫الوقت نفسه الذي يعتبر المهاجرون أنهم يتعرضون لسوء المعاملة‪ .‬ولعل نقص المعلومات‪-‬مثل أجل الحصول على‬
‫استشارة الذي يبقى طويال للغاية‪- ،‬هو ما يفسر جزئيا هذا االختالف في وجهات النظر‪.‬‬
‫وقد تكون اللغة إحدى العوائق التي تحول دون االندماج أو الرعاية‪ ،‬حيث أن بعض المهاجرين المنحدرين من البلدان‬
‫الناطقة باللغة اإلنجليزية وغيرهم‪ ،‬ممن يأتون من البلدان الناطقة بالفرنسية ال يتقنون استخدام اللغة الفرنسية‪.‬‬
‫«يتعين على المهاجرين في وضعية إدارية غير قانونية مواجهة الوصمة من قبل جميع فئات المجتمع‪ ،‬ليس فقط‬
‫أيضا على المستوى السياسي واإلعالمي‪ .‬وهذا ال يعتمد فقط على العنصرية‪،‬‬ ‫من طرف المغاربة والشرطة‪ ،‬ولكن ً‬
‫بل أيضا على االنقسامات اللغوية والدينية‪ ،‬والسيما بالنسبة للمهاجرين المسيحيين والناطقين باالنجليزية‪ ،‬فضال‬
‫عن وضعهم كمقيمين في وضعية غير قانونية إداريا في البالد ‪ « ...‬شيرتي م‪ ،‬غرانت ب‪.)2013‘ .‬‬
‫فالتفكير في الوصم واآلليات البشرية واالجتماعية التي تساهم في إنشائه‪ ،‬يمكن من استشراف سبل مكافحة‬
‫هذه الظاهرة وخاصة التمييز الذي ينتج عنها بشكل نمطي‪.‬‬
‫يعمل عالم االجتماع األمريكي إرفين غوفمان على دراسة هذه المسألة منذ سنة ‪ 1963‬ويوضح‪« :‬بأن الشخص‬
‫عرف على أنه ال يختلف في أي شيء عن باقي الكائنات البشرية‪ ،‬على الرغم من أنه يتصور نفسه (‬
‫«ي َّ‬
‫الموصوم ُ‬
‫واآلخرون يعرفونه) على أنه شخص مختلف‪ .‬هذه السمة تشكل خروجا عن التوقعات المعيارية لآلخرين بشأن هويته‬
‫‪.65‬‬
‫ولكن كيف يتم تشكيل هذا المفهوم لالختالف؟ يشير غوفمان‪« : 66‬إلى أنه لفهم»االختالف»‪ ،‬فإن اآلخر ال يجب أن‬
‫ينظر إلى «المختلف»‪ ،‬ولكن إلى «الطبيعي» أو بشكل أدق‪ ،‬إلى «معايير الهوية» المكونة لمجتمع معين»‪ .‬إذ يتم‬
‫التفريق بين «العادي» في هذا التحليل ليس أمام «ما هو مرضي» كما تم التنظير لذلك من قبل كانغويلهم‪ ، 67‬ليس‬
‫على أنه «غير طبيعي» كما في بعض مفاهيم الجنون‪ ،‬بل كإشارة إلى األغلبية‪« :‬األغلبية ليست مختلفة في شيء‪،‬‬
‫كونها هي نفسها المرجع(‪ .)...‬فعلى العكس‪ ،‬تشكل الخصوصية األقلية بقدر ما تميزها عن األغلبية»‪ .‬وبعبارة أخرى‪،‬‬
‫فإن «الوصم هو عملية نشيطة لتخصيص أماكن من هو طبيعي ولألقلية في الكون الرمزي المشترك بينها ‪.68‬‬
‫لكن غالبا ما تكون مكانة األقلية محملة بالقيم السلبية‪ ،‬حيث يشير البروفيسور جون بينواست (‪ ،)2007‬وهو طبيب‬
‫وعالم أنثروبولوجي‪ ،‬إلى ما يلي‪« :‬إن المنطق التصنيفي المتحكم هنا يغير طبيعته عندما يتوقف مؤشر ما عن كونه‬
‫مجرد محدد‪ .‬وبالتالي فهو يشغل قيمة‪ ،‬عادة ما تكون سلبية‪ ،‬ليصبح فيما بعد عالمة غير مالئمة ووصمة‪ .‬وبالتالي‬
‫فهو يعهد لنفسه بهوية اجتماعية مخفضة القيمة‪.69‬‬
‫ستؤدي هذه المكونات االجتماعية والثقافية إلى ترسيخ الممارسات التمييزية‪ .‬وإذا كان «التمكين» يبدو وسيلة‬
‫غالبا ما تسير في‬
‫الستعادة الشخص السيطرة على مصيره من خالل جعل اختالفه فخرا‪ ،‬فإن استراتيجيات االندماج ً‬
‫اتجاه المحاولة لتخفيف االختالف ومحوه‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يبقى لون البشرة «عالمة» يصعب إخفاؤها‪.‬‬
‫مؤشرات اندماج المواطنين‪ ،‬كعدد حاالت الزواج مع أشخاص من البلد المضيف‪ ،‬تظل غير معروفة على حد علمنا‪.‬‬
‫وبالمثل سيكون عدد األطفال الذين يتعلمون اللغة العربية في المدارس منذ عام ‪ ،2014‬معبرا في هذه السياق‪.‬‬
‫غير أن السياسة التقييدية في الولوج إلى الجنسية المغربية تظل تسائل هذا االندماج‪« :‬مع ارتفاع عدد المهاجرين‬
‫‪ .64‬نفس المرجع ص‪118.‬‬
‫‪ .65‬إيفرينغ غوفمان‪ ،‬علم االجتماع‪ ،1963 ،‬ص‪.26.‬‬
‫‪ .66‬نفس المرجع‬
‫‪ .67‬جورج كانغويلهم‪ ،‬العادي والمرضي‪ ،‬باريس‪ ،‬اإلعالم الجامعي بفرنسا‪« ،‬كادريج»‪ ،2015 ،‬النسخة ‪.12‬‬
‫‪ .68‬إيرفينغ غوفمان‪ .‬الوصم‪ ،‬مطابع الليل‪.1975 :‬‬
‫‪ .69‬بينواست‪ ،‬ج‪ ،‬منطق الوصم‪ ،‬أخالقيات إزالة الوصم‪ ،‬معلومة الطب النفسي ‪2007‬؛ ‪ :83‬صفحات ‪.649-54‬‬

‫‪37‬‬
‫من بلدان جنوب الصحراء وإطالة مدة اإلقامة‪ ،‬فإن عدد المتزوجين‪ ،‬المنخفض جداً حالياً‪ ،‬ال يمكن إال أن يرتفع‪ ،‬مما‬
‫سيؤدي حتما إلى والدة وتمدرس األطفال فوق التراب المغربي‪ .‬فماذا سيكون وضع هؤالء األطفال اتجاه القانون‬
‫المغربي؟ علما أن الجنسية المغربية‪ ،‬كما نعلم‪ ،‬شديدة التقييد‪ .‬هل ستستمر هكذا في نهاية األمر دون أن تنفتح‬
‫على أشخاص ولدوا واندمجوا في مجتمعه وتربوا على أرضه وداخل مؤسساته؟ السؤال ليس بسيطاً‪ :‬إذ أن وجود‬
‫أحكام مسبقة قديمة ضد «السود» وكون أن جزءاً منهم من ديانة مسيحية وامتيازات الهوية الثقافية «العربية‪-‬‬
‫المسلمة»‪ ،‬كل هذا ال يمكن إال أن يخلق توترات ويغذي المواقف الرافضة‪. 70‬‬
‫هذه الظاهرة من التمييز ليست بالطبع خاصة بالمغرب‪:‬‬
‫«يقع المهاجرون المنحدرون من بلدان غرب أفريقيا ضحية للعنف والتمييز في جميع أنحاء القارة األفريقية تقريبا‪،‬‬
‫حيث أن االستياء يتصاعد في أوساط السكان األصليين في جنوب أفريقيا وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو‪ .‬ففي‬
‫سياق األزمة االقتصادية‪ ،‬يتهمون المهاجرين باالستيالء على الوظائف‪ .‬وهذا هو الحال في برازافيل حيث يصعب‬
‫على سكان غرب أفريقيا أن يندمجوا‪ ،‬بحيث أن هؤالء المهاجرين يغوصون في مجتمع يرفضهم ويعيشون انعدام‬
‫األمن على أوجه متعددة‬
‫فعدم الشعور باألمان الوجودي للمهاجرين األفارقة اليوم ينبع خصوصا من هذا التوجه صوب تفضيل األصالة‪ .‬ومن‬
‫هنا‪ ،‬يبرز تناقض أساسي لعدد كبير من المهاجرين في القارة‪ :‬فإذا صارت الحياة في البلد األصلي مستحيلة بسبب‬
‫الجفاف أو النزاع أو نقص فرص الشغل‪ ،‬فال يبقى لنا سوى «هناك» كي نعتبر أنفسنا (‪« )...‬في بلدنا‪.»... 71‬‬

‫‪ .9‬األوجه الثقافية‬
‫إن اللقاء مع المهاجرين‪ ،‬مهما كانت ظروفه‪ ،‬يستدعي بإلحاح مسألة الثقافة‪ .‬ففي مجاالت العالجات الصحية‬
‫والتعليم والمرجعيات االجتماعية والسياسية‪ ،‬تتم إثارة «االختالف»بطريقة ازدرائي أحيانً ا‪ ،‬وأحيانً ا أخرى باهتمام‪،‬‬
‫وغالبا ما ينم ذلك عن سوء الفهم‪.‬‬
‫ً‬
‫فاستقبال مهاجر من أجل االستشارة الطبية‪ ،‬يقتضي أن نفهم أنه سيتعين علينا فسح المجال لتمثيالته للمرض‪،‬‬
‫للعالقات االجتماعية‪ ،‬وألشكال تنظيم هذه المجاالت اللغوية الخاصة‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬فإنه من الضروري التساؤل حول آثار االختالفات الثقافية‪ ،‬وبالخاصة السهر على معرفتها‪ .‬وقد يكون هناك‬
‫ميل داخل المؤسسات أو لدى األشخاص المتدخلين‪ ،‬إما للنظر إلى المهاجر وكأنه يعيش في «عالم آخر»‪ ،‬أو‬
‫إلخضاعه لمنظومة منطق عقالني (في الغالب عقالنية غربية)‪.‬‬
‫ويبقى المهاجر نفسه ضحية (إلعادة) تعريف هويته‪ .‬فحتى وثائق هويته وحالته المدنية يمكن أن تختفي‪ ،‬لتبقى‬
‫مجرد معالم بيولوجية‪ ،‬ولكن ماذا عن «هويته المهاجرة» والطريقة التي يرى بها المهاجر نفسه؟‬
‫كيف يمكن مثال أن نفكر في ثقل حضور الثقافة خالل التحديد السيميائي وإدراجه ضمن الرعاية؟ فكما يقترح‬
‫فيفيس وأل (‪« :)2003‬انطالقا من هنا‪ ،‬لن يتعلق األمر‪ ،‬ال بمسألة إنكار تأثير الثقافة في الشكل الذي اتخذته‬
‫المظاهر المرضية النفسية (‪ ،)...‬وال بالرغبة في (إعادة) تكييف الموضوع مع المجتمع‪ ،‬بل باالستقبال في تفرده‬
‫الغريب‪ ،‬بما أنه‪ ،‬في نفس اآلن‪ ،‬عصيا على الفهم‪ ،‬ومع ذلك يبقى ممكن النفاذ له‪ ،‬بما أن ما هو بشري ال يكون‬
‫‪72‬‬
‫غريبا عنا »‬
‫ويوضح تاريخ الطب النفسي الحركات النظرية التي تنتقل من موقع استعماري‪ ،‬مع مدرسة الجزائر‪ ،‬إلى بروز مدرسة‬
‫فان في عهد هنري كولومبس وتأثير فرانتز فانون‪.‬‬
‫وقد كان هنري كولومب من بين مؤسسي مستشفى فان بداكار بمدرسة للطب النفسي‪ ،‬وكان من بين األوائل‬
‫الذين حاولوا تطبيق أسس المقاربة األنثروبولوجية للجنون‪ .‬وباالعتماد على التدريس الذي تلقاه من المعالجين‬
‫األفارقة الذين درس علي يدهم‪ ،‬كان عمل كولومب يهدف إلى إعادة التأهيل االجتماعي للمرضى العقليين وتطوير‬
‫‪ .70‬مورجي ف‪ ،‬فيري ج‪.‬ن‪ ،‬رادي س‪ ،‬عليوة م‪ .‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ .‬تحديات هجرة إقامة‪ .‬الجامعة الدولية بالرباط وكونراد‬
‫أدينوار ستيفونغ‪ .‬إ‪ .‬ف‪ .2016 .‬ص‪13.‬‬
‫‪ .71‬بروس وايتهاوس‪« ،‬المهاجرون وانعدام األمن الوجودي»‪ ،‬الرجال والهجرة [عبر االنترنيت]‪ ،2009 /1279 ،‬تم وضعه على شبكة االنترنيت‬
‫بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪ ،2013‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ .2016‬الرابط‪http:// hommesmigrations.revues.org/317 ; DOI : 10.4000/ :‬‬
‫‪hommesmigrations.317‬‬
‫‪ .72‬جون ميشيل فيفيس‪ ،‬محمد حام‪« ،‬الثقافات اإلثنية النفسية والمعارف الخارجة عن الموضوع‪ :‬عقيدة االستبعاد»‪ ،‬مجلة العالج النفسي والتحليل‬
‫النفسي للمجموعة ‪( 2003/1‬رقم ‪ ،)40‬صفحات‪DOI 10.3917/rppg.040.0145 .145-164 .‬‬

‫‪38‬‬
‫بدال من النفي‪ ،‬وذلك باالعتراف بثقافة مرضاه واحترامها‪. 73‬‬
‫هياكل العالجات األصلية ً‬
‫رائدا في مجال الطب النفسي العرقي‪ .‬كما يشير أوليفيي دوفيل‬‫وفي وقت الحق‪ ،‬سيصبح جورج دوفيروكس ً‬
‫(‪ )2013‬إلى أن‪« :‬الطب النفسي العرقي هو مجال للبحث يقع بين عيادة الطب النفسي والتحليل النفسي‬
‫واألنثروبولوجيا‪ ،‬بحيث أنه يهتم بدراسة االضطرابات النفسية بعالقة مع الثقافة وتقنيات العالج الخاصة بهذه‬
‫الثقافة أو تلك‪ ،‬إضافة إلى أنظمة تفسير الحياة النفسية‪ ،‬بشكل أوسع‪ .)...( .‬ومن أجل وصف عوالم الصلة بين هذين‬
‫الخطابين‪ ،‬يدرج جورج دوفروكس مفهوم التكاملية‪ ،‬الذي ينص على االستقاللية المفاهيمية المطلقة للخطاب‬
‫أيضا إلى ترابطها الكلي لدرجة أنها تتصل بنفس الحقائق‬
‫االجتماعي (أو اإلثنولوجي) والخطاب النفسي‪ ،‬ولكن ً‬
‫التجريبية ذات العالقة الوثيقة‪. 74‬‬
‫واليوم‪ ،‬هناك شريحة واسعة من المنظرين تتوزع بين المدافعين عن « الثقافوية»‪ ،‬مثل توبي ناثان‪ ،‬وبين من يدافع‬
‫عن «الكونية»‪ .‬ويشير ريشتمان إلى أن‪« :‬الخطاب االثني‪-‬النفسي‪ ،‬المرتكز على االختالف والتمييز العرقي‪ ،‬يجعل‬
‫متجاهال الذاتية ودرجة انخراط الفرد في المعتقدات داخل منظومات‬ ‫ً‬ ‫المهاجر يقتصر على بعده الثقافي فقط‪،‬‬
‫للقيم‪ ،‬غالبا ما تكون قابلة للمقارنة في عقالنيتها مع األنظمة الغربية‪ .‬وتميز الممارسة السريرية بشكل رئيسي‬
‫بين المرضى وغير المرضى وتركز على الذات‪ .‬ودعماً لهذا النهج‪ ،‬تُ بين األنثروبولوجيا بأن األشكال المتميزة للتفرد ال‬
‫يمكن استنباطها من المنطق الجماعي‪ ،‬وأن الثقافة تتطور من خالل الهجرة وأن كل مريض‪ ،‬لكونه يخضع لقوانين‬
‫اجتماعية موجودة من قبل وملزمة‪ ،‬يطور استراتيجيات خاصة لإلفالت منها‪.‬‬
‫من جهتها‪ ،‬تسعى «عيادة المهاجرين» إلى التركيز أكثر على الجوانب الثقافية وحدها‪ ،‬متخلية عن المقاربة الشاملة‪-‬‬
‫التاريخية والسياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية‪-‬لظروف عيش للمهاجرين‪ .‬ومن الواضح أن هذا المنعطف‬
‫الحاسم يمثل رغبة في القطع مع بعض االنحرافات االستعمارية الجديدة بخصوص «الطب النفسي للمهاجرين»‪،‬‬
‫ثقافويا ال يقل أهمية عن العيادة‪ ،‬حيث‬
‫ً‬ ‫أيضا انجرافا‬
‫لكنه يعكس ً‬
‫يتملص الطب النفسي الرسمي من مسؤوليته بتفويضها إلى اآلخرين – الممارسون‪ ،‬التقنيون أو المؤسسات‪،-‬‬
‫باعتبارهم أكثر كفاءة ألن من المفترض أن تكون لديهم «معرفة بالثقافة» التي يمكن «استخدامها» في العيادة ‪.75‬‬
‫وفعال‪ ،‬فالشخص المهاجر يحتفظ بإرادة حرة وبتصور عن المكان الذي يأتي منه‪ ،‬وما يتركه وراءه‪ ،‬والحركة الهجروية‬
‫تكون فرصة إلحداث التعديالت التي قد تبدو له إيجابية أو محررة‪.‬‬
‫يضع توبي ناثان مفهوم «الصدمة» في صلب الحياة النفسية للمهاجر‪ ،‬بالمعنى النفسي التحليلي للمصطلح‪ .‬غير‬
‫أن هناك جدال حول هذه «البداهة» مع تسجيل الغموض الذي يشوب مدلول هذا المصطلح‪« .‬تبين األدبيات أن‬
‫الهجرة هي أوال حدث اجتماعي ضمن سياق تاريخي وسياسي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فحسب ناتان (‪ ، ) ، 76)1986‬ومهما كانت‬
‫الدوافع وراءها‪ ،‬فإن الهجرة كفعل نفسي يمكن أن تشكل صدمة‪ .‬ويفترض المؤلف أن الهجرة تحمل في طياتها‬
‫احتماالت الصدمة‪ ،‬ألنها تؤدي إلى فقدان اإلطار الثقافي الداخلي‪ ،‬مما يولد شروط الفجوة مع الواقع الخارجي‬
‫(ناثان‪ .)1986 ،‬وهذا اإلطار «يتأرجح ليصيب بالدوار» بعد الهجرة وذلك إلى أن «بعد فترة طويلة من المنفى‪،‬‬
‫يأتي السقوط» (نفس المرجع)‪« .‬وبالتالي فإن فقدان الغالف الثقافي سيؤدي إلى تعديالت مباشرة في الغالف‬
‫النفسي (بسبب التماثل بين هذين البنيتين) وغير مباشرة (بسبب الهشاشة المرتبطة بالهجرة)»(مورو‪ .)2004 ،‬كما‬
‫توضح أليس تيتا ريزي‪ 77‬بأن‪«« :‬ناتان يعرف صدمة الهجرة على أنها صدمة بسبب سوء التفاهم بين عدة أشخاص‪.‬‬
‫فهو يميز بين الصدمة «الفكرية»‪« ،‬ال معنى»‪ ،‬الذي يشير إلى المأزق المزدوج (اإلكراه المزدوج) لبيتسون (‪،)1956‬‬
‫حيث يحدث فقدان اإلطار الثقافي الخارجي‪ ،‬من جهة‪ ،‬وبين صدمة «فقدان اإلطار الثقافي الداخلي‪ ،‬الذي انطالقا‬
‫منه يتم فك شفرة الواقع الخارجي»‪ ،‬من جهة ثانية «(ناثان‪ .)1986 ،‬فعندما تكون هناك صدمة مرتبطة بالهجرة‪،‬‬
‫فعادة ما تكون الصدمة من هذا النوع األخير هي ما يحدث بحسب ناتان‪ ،‬ولكن يمكن أن ترتبط بالنوع باألول‪ ،‬ألن‬
‫األبعاد العاطفية المعرفية والثقافية تتفاعل بشكل ضروري ومعقد‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فالهجرة « وهنا يكمن حجم قيمتها‬
‫الوجودية‪ ،‬هي فعل معقد وغامض وذات بعد بشري عميق» (مورو‪ )...( .)2004 ،‬وإذا كانت الهجرة من المحتمل‬
‫أن تكون صادمة‪ ،‬فهي ليست كذلك بالمعنى السلبي للكلمة‪« ،‬ولكن بالمعنى النفسي التحليلي ‪-‬صدمة ستؤدي‬
‫حتما إلى إعادة ترتيب األليات الدفاعية‪ ،‬المكيفة أو البنيوية « (مورو‪ .)2004 ،‬كما أن الهجرة ال تؤدي بالضرورة إلى‬
‫تأثيرات مسببة لألمراض‪ ،‬حيث أن صدمة الهجرة ليست منهجية وال حتمية‪ ،‬لكنها يمكن أن تحدث بغض النظر عن‬
‫‪ .73‬ستيفان بوسات‪ ،‬ميشيل بوسات‪« ،‬بخصوص هينري كولوم (‪ :)1913-1979‬من الطب النفسي االستعماري إلى طب نفسي بال حدود»‪ ،‬اآلخر؛‬
‫المصحات والثقافات والمجتمعات‪ ،2002 ،‬مجلد‪ ،. ،‬رقم ‪ ،413 3‬ص‪DOI 10.3917/lautr.009.0409 .409-424 .‬‬
‫‪ .74‬أوليفي دوفيل‪ ،‬التاريخ واألوضاع المعاصرة لألنتروبولوجيا السريرية‪ ،‬دفاتر علم النفس السريري‪( 2013/1 ،‬رقم ‪ ،)40‬ص‪DOI 10.3917/ .217-244.‬‬
‫‪cpc.040.0217‬‬
‫‪ .75‬ريتشمان ريشارد‪ ،‬من الطب النفسي للمهاجرين إلى ثقافوية الطب النفسي العرقي‪ .‬في‪ :‬الرجال والهجرة‪ ،‬رقم ‪ ،1225‬ماي‪-‬يونيو ‪ ،2000‬الصحة‪ ،‬عالج‬
‫االختالف‪ .‬صفحات‪46-61 .‬؛ ‪http://www.persee.fr/doc/homig_1142-852x_2000_num_1225_1_3510‬‬
‫‪ .76‬توبي ناتان‪ ،‬جنون اآلخرين‪ .‬معاهدة الطب النفسي اإلثني السريري‪ ،‬باريس ‪ ،‬دونود ‪ ،‬مجموعة «الحاالت النفسية» ‪.1986‬‬
‫‪ .77‬أليس تيتيا ريزي‪« .‬بين هنا وهناك‪ ،‬أرسم لكم موطني»‪ :‬االستكشاف النوعي إلنتاج األطفال في العالج النفسي عبر الثقافات‪ .‬علم النفس‪ .‬جامعة‬
‫رينيه ديكارت‪ -‬باريس ‪ .2014 ،5‬فرنسا <‪>NNT : 2014PA05H122>. <tel-01195999‬‬

‫‪39‬‬
‫شخصية المهاجر السابقة‪ ،‬إضافة إلى أن هناك عوامل مشددة‪ ،‬مثل العوامل االجتماعية السلبية (في البلد األصلي‬
‫وفي البلد المضيف)‪.‬‬
‫وقد تكون أحيانا‪ ،‬وككل صدمة‪ ،‬مهيكلة وحاملة لديناميكية جديدة لصالح الفرد‪ ،‬أو‪ ،‬في كثير من األحيان‪ « ،‬بذرة‬
‫تحول» (مورو‪ )4200 ،‬ومصدر جديد لإلبداع‪. 78‬‬
‫المواقف الثقافوية تضع العقالنية في صف الغربيين‪ ،‬في معارضة «العقالنية» مفترضة تتوافق ببساطة مع‬
‫مجموعة متجانسة ال يعرفونها‪.‬‬
‫«يتعلق األمر بالتخلص من «المشاركة الكبرى» التي أجراها الغرب بإقامة التعارض بين العقل واالعتقاد‪ .‬إذ على‬
‫الرغم من التقدم في علم اإلثنيات‪ ،‬يبقى هذا االعتقاد مشتركً ا إلى حد كبير‪ .‬علما على أن االعتقاد هو مفهوم‬
‫غربي وليس هناك أثر لهذه الفكرة في غالبية ما يسمى بالمجتمعات التقليدية‪ .‬فعالم العقل‪ ،‬أي عالم الغرب‬
‫واألنوار‪ ،‬ليس أقل تأثرا من غيره بما يسمى بالظواهر السحرية واألوثان والخوارق‪ .‬ومن جانبه‪ ،‬فإن ما يسمى بالعالم‬
‫«السحري‪-‬الديني» ليس بأقل عقالنية وتماسك يمكن تبينهما بكل تأكيد‪ .‬وبالتالي‪ ،‬سيكون من دون جدوى محاولة‬
‫تقييم درجة اعتقاد هذا الخبير االستشاري أو ذاك بالنظر للتمثيالت أو النظريات التي يعرضها‪ .‬بل إن منطق خطابه‬
‫هو ما تتعين مسائلته‪ ،‬والطريقة التي يتموقف بها كفاعل‪ .‬لكن ال ينبغي أن يؤدي تعقب المنظومات المنطقية‬
‫الغريبة إلى استحضار الثقافة أو اإلفراط في التأويل الثقافي‪ ،‬وهو انحراف متكرر أوخذ عليه كثيرا الطب النفسي‬
‫العرقي لتوبي ناثان على سبيل المثال‪. 79‬‬

‫‪ 1.9‬الثقافة‬

‫كاف‬
‫غالبا ما تؤدي إثارة «األسئلة الثقافية» خالل لقاءاتنا‪ ،‬إلى المعارضة بين «اآلخر»‪« ،‬المختلف» والذات‪ .‬وهذا ً‬
‫لتوضيح عدم الفهم وصعوبات التواصل بين المتدخلين والمهاجرين‪.‬‬
‫في معارضة ثقافوية بعض المؤلفين‪ ،‬كفتحي بن سالمة‪ ،‬نجد أوليفيي دوفيلوديديي فاسين يدافعون عن « كونية‬
‫نفسية» تعني‪ ،‬من وجهة نظر أبستمولوجيا‪ ،‬أن كل اإلنتاجات البشرية تتساوى؛ أي أنه‪ ،‬بين ثقافة و أخرى‪ ،‬نجد أن‬
‫اختالفاتنا لها نفس النظام ‪ ،‬وأنه يجب وضع كل التصورات في نفسالمستوى‪. 80‬‬
‫وهذا األمر ال ينقص من دور التنظيمات المجتمعية التي قد تسير نحو النقصان‪ ،‬مما يزعزع استقرار األسر‪« .‬ال يمكن‬
‫أن يتم االنتقال (بمعنى التوريث) في حالة الهجرة‪ ،‬كما هو الحال في الثقافة األصلية لآلباء‪ ،‬والوظيفة األبوية في‬
‫خطر ألنها لم تعد تتغذي من المجموعة‪ )...( .‬االستشارة النفسية هي المكان البارز الذي يتم فيه بناء المعنى‪،‬‬
‫الملجأ الوحيد قبل أن يستقر المرض بشكل دائم ‪.81‬‬
‫وقد تمت دراسة ظواهر التمازج الثقافي والتنظير لها‪ .‬ونذكر في هذا السياق زوبييتي غوين‪ ، 82‬الذي يورد أعمال‬
‫أوبيرغ (‪ ،)1960‬التي تصف‪ ،‬في سياقات هجرة مختلفة‪ ،‬ستة خصائص سلبية لهذا االنتقال إلى مجتمع جديد‪:‬‬
‫‪ -‬التوتر المرتبط بالمجهود الكبير المبذول في التأقلم النفسي؛‬
‫‪ -‬الشعور بفقدان األصدقاء أو الحرمان منهم أو من دورهم أو وضعهم السابق ومن ممتلكاتهم الشخصية؛‬
‫‪ -‬الخوف من أن يتم رفضه من قبل الثقافة الجديدة و‪/‬أو من رفضها؛‬
‫‪ -‬الشعور باالرتباك في تحديد األدوار؛‬
‫‪ -‬القلق والشعور باالشمئزاز أو الشعور باإلدانات غير المتوقعة أمام االختالفات الثقافية؛‬
‫‪ -‬الشعور بالعجز‪ ،‬المؤدي إلى حاالت االرتباك واإلحباط واالكتئاب‪.‬‬
‫‪ .78‬نشيميريمانا ليوندري‪ « ،‬المهاجرون في محنة‪ :‬معالجة االختالف أو عالج االستقبال؟ » دفاتر نقدية للعالج األسري والممارسات في إطار شبكات‬
‫‪( 2002/1‬رقم ‪ ،)28‬ص‪DOI 10.3917/ctf.028.0129 .129-156.‬‬
‫‪ .79‬بيرنارد بيريت‪ .‬مقترحات من أجل عيادة متعددة الثقافات‪ ،‬انطالقا من تجربة ستراسبورغ‪ 28 .‬فبراير ‪http://www.parole-sans-frontiere. ،2012‬‬
‫‪.org/spip.php?article329‬‬
‫‪ .80‬جوناتان أوفي‪« ،‬مكانة تعدد الثقافات في االستشارة النفسية»‪ ،‬الطفولة والطب النفسي ‪( 2006/1‬رقم ‪ ،)30‬ص‪DOI 10.3917/ .110-120 .‬‬
‫‪ep.030.0110, p110‬‬
‫‪ .81‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.119‬‬
‫‪ .82‬زوبييتي غوين‪ ،‬الصحة العقلية والهجرة القسرية‪ :‬الصحة العقلية‪ ،‬الصدمة‪ ،‬التمازج الثقافي وإعادة البناء في مختلف سياقات الهجرة القسرية‪ ،‬دار‬
‫النشر الجامعية األوربية‪ ،‬غشت ‪ISBN 10 : 6131566135 ISBN 13 : 9786131566134 2013‬‬

‫‪40‬‬
‫وكما أورد كذلك زوبييتي غوين‪ ،‬يصف بيديرسون (‪ )1995‬خمسة مراحل من الصدمة الثقافية‪:‬‬
‫«تسمى المرحلة األولى بـ «شهر العسل»‪ ،‬بحيث يشعر فيها الشخص المعني باإلثارة والحماس نتيجة كل ما‬
‫يكتشفه من محيط جديد وتجارب جديدة يمر منها‪ ،‬فيما أن هويته الثقافية ليست محل نقاش‪.‬‬
‫وتبدأ المرحلة الثانية عندما ال يمكن للشخص أن يتجاهل االختالفات الثقافية‪ ،‬بحيث أن هذه هي مرحلة «التفكك»‪.‬‬
‫إذ أنه يبدأ في المعاناة من الشعور بالوحدة والعجز وفقدان الثقة في نفسه وفي معالمه الثقافية‪.‬‬
‫وفي المرحلة الثالثة المسماة بـ «إعادة االندماج»‪ ،‬يظهر الغضب ورفض الثقافة الجديدة‪ ،‬بحيث تهدف هذه‬
‫المشاعر إلى حماية احترام الذات التي يميل إلى االنهيار‪.‬‬
‫فيما خالل المرحلة الرابعة‪ ،‬التي هي مرحلة «االستقاللية»‪ ،‬يصبح من الممكن تحديد وتمييز أوجه االختالف والتشابه‬
‫بين ثقافة البلد األصلي وثقافة البلد المضيف‪ ،‬بحيث يصبح الشخص قادرا‪ ،‬من الناحيتين االجتماعية واللغوية‪ ،‬على‬
‫مواجهة أي وضع جديد بثقة أكبر‪.‬‬
‫وأخيراً‪ ،‬مرحلة «االعتماد المتبادل»‪ ،‬التي هي عندما يكون مثاليا للشخص‪ ،‬من الناحية الثقافية‪ ،‬بأن يكون مرتاحا في‬
‫ثقافة البلد المضيف كما هو الحال بالنسبة لثقافته األصلية‪.‬‬
‫وتقترن كثافة ومدة كل مرحلة بحدة التغيير الثقافي والتجربة الشخصية للشخص في حاالت مماثلة ومدى قدرته‬
‫على التكيف مع المحيط الجديد ‪.83‬‬
‫ويبرز هذا العمل الحركات العاطفية والنفسية والفكرية المتداخلة لدى المهاجرين‪ ،‬الذين يواجهون هذه التغييرات‬
‫العميقة والمتعلقة بحدث الهجرة‪.‬‬
‫تعريفا لمفهوم التثاقف في‬
‫ً‬ ‫ولكن من النادر بأن ال تؤثر ثقافة ما ثقافة المهاجر‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يقدم ديفيروكس‬
‫ُبعده الدقيق‪« :‬يشمل التثاقف مجموع الظواهر الناتجة عن االتصال المستمر والمباشر بين مجموعات من األفراد‬
‫الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة‪ ،‬مما يؤدي إلى تحوالت تؤثر على نماذج (األنماط) الثقافية األصلية ألحد أو‬
‫كال المجموعتين ‪ .84‬وهكذا‪ ،‬يؤدي االتصال بين ثقافتين‪ ،‬بسبب الهجرة‪ ،‬إلى عملية بطيئة تفقد من خاللها الثقافة‬
‫«المهيمن عليها» تدريجياً تمثالتها األساسية والديناميكية لفائدة الثقافة «المهيمنة»‪.‬‬
‫وباستحضار التأرجح الذي سيساهم في ظهور االضطرابات النفسية‪ ،‬يشير نشيميريمانما (‪ 85)2002‬إلى أنه «عندما‬
‫يترك رجل أو امرأة أو عائلة معينة العالم الثقافي الذي ولدوا فيه أو نشؤوا وعاشوا‪ ،‬من أجل الهجرة‪ ،‬فإنهم يجدون‬
‫فقد فيه قيمة كل التمثالت الثقافية التي تستخدم عن غير وعي‬ ‫مجهول‪ ،‬وهو عالم تُ ُ‬
‫ً‬ ‫عالما‬
‫ً‬ ‫أنفسهم يواجهون‬
‫كمرجع‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تؤدي الهجرة إلى قطيعة مفاجئة‪ :‬فالمراجع لم تعد هي نفسها وال الفئات المستخدمة‬
‫كذلك‪ ،‬بحيث تضمحل كل المعالم ويصبح العالم الخارجي غير آمن‪ ،‬إضافة إلى تسلل درجة معينة من االرتباك في‬
‫طريقة تصور العالم»‪.‬‬
‫أيضا الكثير من النقاش‪ ،‬بحيث يتضح ذلك من العنوان المستفز لهذا المقال «هل‬
‫في مجال التكفل‪ ،‬تثير هذه القضية ً‬
‫يجب أن نحمل قطعة حلوى لعالج مريض أفريقي؟ ‪.86‬‬
‫في مداخلة بخصوص هذه األسئلة‪ ، 87‬تشرح أمينة عيوش‪-‬بودا مساهمات هذا األخذ بعين االعتبار ولكن أيضا‬
‫مخاطره‪.‬‬
‫«لقد أصبح أخذ «الثقافة» بعين االعتبار لدى مريض أجنبي أمرا شائعا اآلن؛ فـ «تداخل الثقافات» و «تعدد الثقافات»‬
‫و «ازدواجية الثقافة» وغيرها من المفاهيم قد اكتسحت تدريجيا جميع أماكن العالجات‪ ،‬حيث أن علم الطب النفسي‬
‫يخصص لها‪ ،‬وبشكل متزايد‪ ،‬فصال مستقال‪.‬‬
‫ويتماشى هذا االهتمام مع االعتقاد السائد بأنه من الصعب االستماع لمريض من ثقافة أجنبية‪ ،‬إذ قد ال يكون‬
‫‪ .83‬زوبييتي غوين‪ ،‬الصحة العقلية والهجرة القسرية‪ :‬الصحة العقلية‪ ،‬الصدممة‪ ،‬التمازج الثقافي وإعادة البناء في مختلف سياقات الهجرة القسرية‪ ،‬دار‬
‫النشر الجامعية األوربية‪ ،‬غشت ‪ ، ISBN 10 : 6131566135 ISBN 13 : 9786131566134 2013‬ص ‪.56‬‬
‫‪ .84‬جورج دوفيروكس التحليل النفسي اإلثني التكميلي‪ ،‬باريس ‪ ،‬فالماريون‪ .1972 ،‬ص‪253.‬‬
‫‪ .85‬نشيميريمانما ميوندري‪ « ،‬المهاجرون في محنة‪ :‬معالجة االختالف أو عالج االستقبال؟ » دفاتر نقدية للعالج األسري والممارسات في إطار شبكات‬
‫‪( 2002/1‬رقم ‪ ،)28‬ص‪DOI 10.3917/ctf.028.0129 .129-156.‬‬
‫‪ .86‬فيستوس ت‪ .‬بودي الواسون‪ ،‬لويس داكيت «هل يجب أن نحمل قطعة حلوى لعالج مريض أفريقي؟»‪ .‬لماذا يجب إدخال البعد الثقافي ضمن طرقنا‬
‫للعالج؟‪ ،‬اآلخر ‪( 2014/1‬مجلد ‪ ،)15‬ص‪: DOI 10.3917/lautr.043.0018 .18-28.‬‬
‫‪ .87‬عيوش بودا أ‪ .‬التداخل الثقافي والثقافية وازدواجية الثقافة‪ ،‬عالم نفس‪ ،‬مكلفة بالدروس بباريس إكسناتير‪ ،‬ملحقة بالمستشارة المغاربية‪ ،‬مركز ف‪.‬‬
‫مينكازسكا‪ ،‬باريس‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المرء قادراً على استيعاب أبعاد معينة وتطبيق األنماط الغربية التي ال تالئمه‪ ،‬والخلط بين فكرة وهمية ومعتقد‬
‫ثقافي‪ ،‬إلخ‪.‬‬
‫وإذا كان الهدف في البداية هو «احترام االختالف» على وجه التحديد وليس فرض نماذج معينة‪ ،‬فسينتهي األمر‬
‫بالوقوع فيما كنا نحاول تجنبه‪ ،‬أي اتخاد موقف معياري («إنه يتصرف على هذا النحو‪ ،‬ألنه يتصرف بهذه الطريقة‬
‫في بلده» أو ألن «هذا السلوك له معنى معين في ثقافته ‪ .)« ...‬وباإلذعان إلى اإلغراء باالعتماد على الثقافة من‬
‫أجل الفهم‪ ،‬دون تحديد مكانتها‪ ،‬التي قد تكون فعال ذات أهمية‪ ،‬لكنها تبقى مع ذلك جدا خاصة وقابلة للتحديد‬
‫النسبي المرتبط بها‪ .‬وننزلق بذلك‪ ،‬من غير قصد‪ ،‬إلى موقف يرمي إلى إخفاء المريض وراء الواقيات الثقافية»‪.‬‬
‫شكال من أشكال «استحضار للثقافة»‪« :‬إنه من الضروري‬ ‫ً‬ ‫في نفس التوجه النظري‪ ،‬يدين أوليفيي دوفيل (‪)2013‬‬
‫أيضا التحدث عن الفوضى الناجمة عن متطلبات الطقوس التي رأيناها‪ ،‬أي أنه غالباً ما يراها الشباب الذين ولدوا‬‫ً‬
‫في فرنسا كإكراه عبثي‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬ما نتعلمه من مواطني غرب أفريقيا والمواطنين المغاربيين (من أصل‬
‫متواضع وتقاليد شفوية) هو أنه من الضروري استحضار معنى طقوس وتقاليد الكالم والقواعد العرفية التي تدير‬
‫توزيعها وتداولها‪ ،‬قبل التطرق إلى الخطة الفردية‪ .‬وهنا يكون مستحسنا استقبال أشخاص آخرين من العائلة أو‬
‫المجتمع الثقافي‪ ،‬مثل الزمالء في العمل الذين يعيشون في نفس المنزل ‪.88‬‬

‫‪ 2.9‬اللغة‪ ،‬التواصل‪ ،‬وظائف المترجم‪ ،‬دور الوسطاء‬

‫يقابل تنوع أصول المهاجرين الذين يتم استقبالهم بالمغرب بتعدد اللغات واإلثنيات واألعراف‪...‬‬
‫وقد تمت ترجمة تمثالت العالم في بناء اللغات‪ ،‬حيث تؤدي ظاهرة الهجرة إلى التقاء الثقافات وكذا اللغات‪ ،‬مما‬
‫يساهم في صعوبات التواصل وبالتالي في الرعاية‪.‬‬
‫ولكن بجانب هذه المالحظة‪ ،‬يتطلب التفاهم في حد ذاته إنشاء لغة مشتركة داخل نفس اللغة‪ .‬كما أن الجمع بين‬
‫اللغات التقنية (مثل اللغة الطبية) واللغة العادية‪ ،‬مثال‪ ،‬هو السبب الرئيسي وراء حاالت سوء فهم جذرية‪.‬‬
‫«بصفتنا معالجون‪ ،‬فنحن نواجه باستمرار شخصا يعاني‪ ،‬سواء كان من السكان األصليين أو من غير األصليين‪ ،‬لنجد‬
‫أنفسنا أمام إقامة عالقة يتعين علينا فيها فك رموز‪ /‬شفرات خطاب اآلخر وأن نتساءل إن كنا نتحدث نفس اللغة‪،‬‬
‫أي إن كنا نضع بالفعل نفس المدلوالت تحت نفس الدوال‪ :‬وفي هذه النازلة‪ ،‬ال يمكن الستخدام اللغة المشتركة‬
‫أن يضمن بأي حال وحدة المضامين ‪.89‬‬
‫إن المهاجرين الوافدين على المغرب هم في الواقع منتمون لعدة بلدان‪ .‬وتنوع اللغات يمكن أن يعيق التواصل‬
‫وحتى الحيول دونه‪ :‬فالمهاجرون هم (أو ليسوا) ناطقين بالعربية‪ ،‬بالفرنسية‪ ،‬باإلنجليزية‪ ،‬أو مستعملون للهجات‬
‫مختلفة‪....‬‬
‫كما أن مسألة ترجمة ما يقوله المهاجرون أو المستقبلون‪ ،‬بما فيهم المهنيون أو غير المهنيين‪ ،‬غالبا ما تطرح‬
‫بشكل معتاد‪ ،‬بحيث يبقى إتقان اللغة اإلنجليزية ضروريا الستقبال المهاجرين من غانا ونيجيريا‪ ،‬فيما يبقى اللجوء‬
‫إلى الترجمة المحلية أمر حيوي‪ ،‬بالمناداة على أحد الموظفين الذين يتحدثون لهجة دواال على سبيل المثال‪ ،‬أو على‬
‫صديق من العائلة يتحدث العربية ‪ ...‬غير أن المشاكل المتعلقة بدقة وحياد الترجمة والسر الطبي تبقى في غاية‬
‫األهمية‪.‬‬
‫ويبقى اللجوء إلى المترجم في البلدان األوروبية موضوعا للتفكير‪« :‬وبتعبير أخر‪ ،‬يختلف المعالجون بخصوص مدى‬
‫اتساع مجال االختصاص المكفول لهذا الطرف الثالث‪ ،‬مجال يختلف بين دور يعتمد الكفاءات اللغوية ودور يرتكز‬
‫على الكفاءات الثقافية‪ ،‬وأحيانً ا لدرجة أنهم يضعونه في موقف مساعد المعالج (ناثان‪ .)1994 ،‬هذا في حين‪،‬‬
‫يطالب األطباء بانخراط عاطفي قوي للمترجمين الفوريين‪ ،‬علما على أن هؤالء يحاولون الحفاظ على شيء من‬
‫الحياد واالقتصار على تسهيل التواصل‪ .‬هذا الخالف تمت مناقشته من زاوية التثاقف لدى المترجمين‪ ،‬وكذا في‬
‫مجال التكوين على الوساطة بين الثقافات»‪.‬‬

‫‪ .88‬دوفيل أ‪ .‬التاريخ والوضعيات المعاصرة لألنثروبولوجيا السريرية‪ ،‬دفاتر علم النفس السريري‪( 2013/1 ،‬رقم ‪ ،)40‬ص‪DOI 10.3917/ ،217-244.‬‬
‫‪cpc.040.0217‬‬
‫‪ .89‬فيستوس ت‪ .‬بودي الواسون‪ ،‬لويس داكيت «هل يجب أن نحمل قطعة حلوى لعالج مريض أفريقي؟»‪ .‬لماذا يجب إدخال البعد الثقافي ضمن طرقنا‬
‫للعالج؟‪ ،‬اآلخر ‪( 2014/1‬مجلد ‪ ،)15‬ص‪: DOI 10.3917/lautr.043.0018 .18-28.‬‬

‫‪42‬‬
‫ويبين العمل الذي قام به جوغيكيان راتكليف وسواردي‪ 90‬أن وضعية المترجم تتسم بحالة الخالف و الالأريحية ‪،‬‬
‫وثقافيا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ومعرفيا‬
‫ً‬ ‫بحيث ال يستطيع المترجم أن يبقى «خارج الفعل»‪ ،‬و في مواجهة حشد داخلي مكثف‪ ،‬عاطفياً‬
‫« ومن ثم فإن األمر يتعلق بوساطة غير مسماة‪ ،‬تقوم بدور تفويضي ضمني‪ ،‬إذ مثل هذا الموقف ال يدرج فقط‬
‫مختلف انتماءات المترجم‪« ،‬فنحن» مترجم ومريض منتمون إلى نفس الثقافة‪« ،‬ونحن» مترجم ومعالج أو معالجين‬
‫منتمون إلى نظام الرعاية الصحية التابع للبلد المضيف‪ ،‬ولكن يدرج أيضا ضمير المتكلم «أنا» للمترجم‪ ،‬األمر الذي‬
‫يبدو أكثر حساسية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬إذا لم ينخرطوا ضمن وجهة النظر التقليدية للمرض والعالجات‪ ،‬فإنهم‬
‫يشعرون أنهم مضطرين ألن يترجموا للمريض العبارات التي يختلفون بشأنها‪ ،‬وعكس ذلك‪ ،‬إذا كانوا يلتزمون بوجهة‬
‫النظر التقليدية هذه‪ ،‬فسيدخلون في التنافر المعرفي مع نسقهم التثاقفي‪».‬‬
‫وتتساءل دراسة سويسرية (‪ )2002‬حول وسائل الترجمة في إطار االستشارات الطبية‪« :‬عندما ال يكون لدى‬
‫المرضى والمعالجين لغة مشتركة‪ ،‬فالمترجم ليس بالضرورة هو الحل المثالي‪ -‬وال يمكنه على أي حال أن يكون‬
‫حاضرا في كل استشارة‪ ،‬السيما في الحاالت المستعجلة‪ .-‬ومن خالل استبيان تم إرساله إلى جميع األطباء أعضاء‬
‫شبكة الصحة الموجهة لطالبي اللجوء بمقاطعة فو (رقم = ‪ ،)169‬يتضح (مع معدل إجابة يصل ‪ )91%‬أن ‪ 45%‬من‬
‫األطباء الممارسين يعتبرون أنه سيكون من األفضل الحصول على قسم هاتفي للتواصل عن بعد مع المترجمين‪،‬‬
‫وأن ‪ 58%‬يرغبون في الحصول على مسارد مصحوبة بمصطلحات صوتية وأمثلة‪ .‬كما تم التعبير عن الرغبة في أن‬
‫يتم استخدام هاتين الطريقتين في كثير من األحيان مثلما تتم االستعانة بمترجمين مؤهلين‪ ،‬إذا كانوا متوفرين ‪.91‬‬
‫وفي األخير‪ ،‬يبقى دور الوسطاء مهما في جميع البلدان‪ .‬ففي هولندا «يكمن تحدي وسطاء‬
‫الثقة(*‪ )Vertrouwenspersonen‬في طريقتهم في التواصل وإنشاء روابط انطالقا من جذورهم الثقافية والدينية‪،‬‬
‫من أجل تحسين الصحة النفسية واالجتماعية للمهاجرين ورفاهيتهم ‪.92‬‬
‫*‪ :Vertrouwenspersonen‬وسطاء الثقة‬

‫‪ 3.9‬تمثالت نظام العالم والصحة‬


‫تبقى مسألة تفسير الشكاوى في صلب عملية التكفل‪.‬‬
‫خالل سنة ‪ ،2010‬قدمت منظمة الصحة العالمية وثيقة حول «الثقافة والصحة العقلية بهايتي‪: 93‬عرض أدبي»‪.‬‬
‫ذهب إلى أنه من الضروري مساعدة الفرق على فهم مبحث دالالت أعراض االضطرابات التي تمت مالحظتها‬
‫والتمثيالت االعتاللية‪ ،‬وكذا تكوين الفرق على االستماع واحترام منطق األشخاص المشمولين بالرعاية‪.‬‬
‫ومن خالل هذا المثال ألنثروبولوجيا الصحة‪ ،‬يمكن أن نفهم إلى أي مدى سيفرض هذا التنظيم الرمزي وزنه على‬
‫النظام النفسي للمريض‪.‬‬
‫وتشتمل هذه الوثيقة على جزء بعنوان‪« :‬العالجات الصحية حسب األنظمة الثقافية (مأخوذ عن‪ :‬ستيرلين‪،»)2010 ،‬‬
‫يصف الثقافة الكونية المتمركزة حول نفسها في هايتي ونظرتها للعالم‪« .‬فالبشر هم فقط شكل معين من أشكال‬
‫الطاقة المكثفة المستخلصة من الكون العظيم ومن الوجود العالمي الكوني‪ ،‬الذي يتمثل اهتمامه األساسي في‬
‫تحقيق التالحم المتجانس مع الطاقة العالمية والمحافظة عليه‪ .‬كما أن الكائنات البشرية توجد في صلب عالم غير‬
‫كامل‪ ،‬عليها فهمه واستكشافه‪ ،‬والتحكم فيه وتحويله واستغالله‪ ،‬وما إلى ذلك‪».‬‬
‫«ويتم شرح مفاهيم الشخص على الشكل التالي‪ :‬الشخص لديه أربعة أبعاد‪ :‬كو كاداف (‘الجسد’)؛ لونجبراج (‘الظل’)؛‬
‫غوو بون‪-‬أنج (المالك الكبير الطيب)؛ نام ‪ /‬تي بون – أنج (المالك الصغير الطيب)‪ .‬كما يمتلك الشخص بعدان‪:‬‬
‫الجسم والروح‪.‬‬
‫وفي مجتمعاتنا‪ ،‬تشكل الصحة حالة الرفاهية التي تنتج عن االشتغال األمثل لألجهزة واألنظمة التي تحددها‬
‫المقاييس الفيزيولوجية والبيو كيميائية‪ .‬فيما يبقى ﺗﺄﺛﻴﺮ المحيط ماديا باألساس (ﻣﺜﻞ جودة الهواء والغذاء‪ ،‬اﻟﺦ)‪،‬‬
‫ويبقى االعتراف بأهمية المحيط االجتماعي متواضعا‪ ،‬أما مؤشر الصحة والرفاهية فيتمثل في االستقاللية الفردية‬
‫‪ .90‬بيتي جوغيكيان راتكليف‪ ،‬فرانسيسكا سوردي «المترجم خالل االستشارة العاجية‪ :‬تصورات دوره والصعوبات التي تتم مواجهتها»‪ ،‬العالجات النفسية‬
‫‪( 2006/1‬مجلد ‪ ،)26‬ص‪DOI 10.3917/psys.061.0037 .49 .37-49 .‬‬
‫‪ .91‬بيرنار غراز وأل‪« ،‬الالجئين‪ ،‬المهاجرين‪ ،‬حاجز اللغة‪ :‬رأي الممارسين في وسائل المساعدة على الترجمة»‪ ،‬الصحة العمومية ‪( 2002/1‬مجلد‪ ،)14.‬ص‪75-.‬‬
‫‪DOI 10.3917/spub.021.0075 .81‬‬
‫‪ .92‬مارينا فان ديجك‪« ،‬الوسطاء بين الثقافات بهولندا‪ .‬وسطاء الثقة»‪ ،‬جريدة األخصائيين النفسين ‪( 2007/4‬رقم ‪ ،)247‬ص‪DOI 10.3917/ .62-65 .‬‬
‫‪jdp.247.0062‬‬
‫‪ .93‬المنظمة العالمية للصحة‪ /‬منظمة الصحة للبلدان األمريكية‪ .)2010( .‬الثقافة والصحة العقلية بهايتي‪ :‬استعراض أدبي‪ .‬جونيف‪ :‬المنظمة العالمية‬
‫للصحة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫والمهارة‪.‬‬
‫وتصف الثقافة الهايتية حالة «المرض» على أنها نتيجة فقدان االنسجام بين مكونات الشخص و‪ /‬أو بين الشخص‬
‫وبين عنصر أو أكثر من عناصر محيطه‪« .‬تعود أصول المرض إلى عدم احترام القواعد التي تنظم العالقة اإلنسانية‬
‫مع المحيط المادي؛ ولعدم احترام قواعد النظافة والقواعد األخالقية‪ ،‬وللتأثير الضار من اآلخرين (التسمم والسحر)‬
‫ولعدم احترام الطقوس أو التعليمات المتعلقة باألسالف و‪ /‬أو األرواح ‪.»...‬‬
‫وخالل مسار الهجرة‪ ،‬يتم التشكيك في تنظيم العالم وتصورات الروابط‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬تصبح الثقة في‬
‫«الكبير» أو «البكر» خطأ استراتيجيا‪ ،‬حيث يمكن أن يسعى هذا األخير إلى إلحاق الضرر بك أو خداعك أو استغاللك‪...‬‬
‫(مامادو‪ ،‬مهاجر من مالي عمره ‪ 16‬سنة)‪.‬‬
‫وهذا السلوك‪ ،‬المتمثل في عدم الثقة‪ ،‬الضروري أثناء الهجرة‪ ،‬يتعارض مع طرق االشتغال التي تم تعلمها منذ‬
‫الطفولة‪ ،‬بحيث أن هذا التشكيك يميل إلى التطرف في التمثالت المعكوسة خالل اإلقامة في البلدان المضيفة‪.‬‬
‫«إن العمر المتقدم مرادف لالحترام والتقدير‪ ،‬بحيث يعتمد احترام العمر على االعتراف بالتجربة في الحياة‪ .‬فهو‬
‫معترفا بها وسلطة وأهمية خاصة في مجتمعاتهم‪ ،‬لكن المهاجر الذي يتقدم في السن‬ ‫ً‬ ‫يمنح كبار السن مكانة‬
‫يعرف الشيخوخة كمشكلة اجتماعية‪ ،‬يجد الشخص نفسه في «وضع‬ ‫ّ‬ ‫بلد‬ ‫ففي‬ ‫ا‪.‬‬ ‫تمام‬
‫ً‬ ‫مختلف‬ ‫بفرنسا لديه موقف‬
‫اجتماعي متدني‪ ،‬على الرغم من أنه يصل إلى السن الذي كان يجب أن يكون فيه موضع احترام وتقديم في‬
‫عادة‬
‫ً‬ ‫ظروف الحياة العادية بالمجتمعات التقليدية»‪ .‬وعموما‪ ،‬يجد نفسه محروما من االمتيازات الثقافية التي تمنح‬
‫للمسنين في بلده األصلي ‪.94‬‬
‫وسيتم استكشاف تمثالت المسببات النفسية مع مفاهيم الذات‪/‬الفرد (مثال‪ ،‬العالقات بين الجسم والروح‬
‫والعقل)‪ ،‬حيث سيكون من الضروري األخذ بعين االعتبار المصادر الرئيسية للمحنة (مثل الفقر وإساءة معاملة‬
‫األطفال والعقم)‪ .‬نشيميريمانا ل‪. 95)2002( .‬‬
‫ويذكر العمل الرائع الذي قام به جالل بناني (‪ 96)2015‬الذي اقتبسه جون أوري‪ ،‬بأنه قد يكون هناك‪ ،‬في حاالت‬
‫الهجرة‪« ،‬نوع من اختزال العالم في جسم الشخص»‪ ،‬فيما يتم تتضح األعراض من عدم الراحة واأللم‪.‬‬

‫‪ 4.9‬تمثالت االضطرابات العقلية‬

‫إن األشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية‪ ،‬وخصوصا االضطرابات النفسية‪ ،‬يعانون من الوصم بشكل كبير‬
‫جدا عبر العالم‪.‬‬
‫فأن تكون «أجنبيا» يمكن أن يثير ردود فعل تنم عن الرفض‪ ،‬وأن تكون «من بلد آخر» وتعاني من اضطرابات عقلية‬
‫يؤدي إلى الحرج الذي قد يشتمل على العداء‪ .‬وبالتالي فالمهاجر يعاني من تمييز مزدوج‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة كذلك إلى أنه في بعض األحيان‪ ،‬تكون طرق االستقبال الفاشلة هي التي تولد االضطرابات النفسية‪.‬‬
‫جزءا من المعاناة النفسية التي تتم مالحظتها ليست ناتجة عن الصدمة‪ ،‬ولكنها مرتبطة بالمحيط وباالستقبال‬ ‫«إن ً‬
‫الذي يتم تلقيه من السكان‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬هي ناتجة عن الوصم والرفض والعنصرية التي غالبا ما يتعرض لها‬
‫الالجئون في بلدان اإلقامة‪ )...( .‬وفي األنظمة الديكتاتورية التي يهرب منها الالجئون‪ ،‬يتم استعمار أجساد ونفوس‬
‫أفراد المجتمع تدريجيا‪ )...(.‬وترتبط الصحة العقلية‪ ،‬وكذا الصحة عموما‪ ،‬بالظروف االجتماعية والظروف الموضوعية‬
‫للوجود المادي والتجربة الذاتية والشخصية المكونة لها‪ .‬كما أن هناك تأثير ثابت للنظام السياسي يتم تسجيله على‬
‫وجه التحديد في األجساد وفي النفوس‪ ،‬بحيث أن السلطة موجودة وتظهر نفسها‪ ،‬وطالبو اللجوء يشكلون شكال‬
‫نموذجيا في هذا الصدد‪.97‬‬
‫أيضا إن لم نقل تمنعه األحكام المسبقة ضد الطب النفسي‪ .‬إذ قام فريق دولي‬
‫لكن الولوج إلى العالجات تعوقه ً‬
‫من الجمعية األوروبية للطب النفسي بإعداد دليل لمكافحة الصورة السيئة لهذا التخصص في وسائل اإلعالم‬

‫‪ .94‬فاليري وولف‪« ،‬اللقاء بين المعالج والمهاجر المريض والمسن‪ .‬ضوء على ثالثة صدمات ثقافية معتادة»‪ ،‬الحياة االجتماعية ‪( 2016/4‬رقم ‪،)16‬‬
‫ص‪DOI 10.3917/vsoc.164.0161 .161-176.‬‬
‫‪ .95‬نشيميريمانا ليوندري‪ « ،‬المهاجرون في محنة‪ :‬معالجة االختالف أو عالج االستقبال؟ » دفاتر نقدية للعالج األسري والممارسات في إطار شبكات‬
‫‪( 2002/1‬رقم ‪ ،)28‬ص‪DOI 10.3917/ctf.028.0129 .129-156.‬‬
‫‪ .96‬جالل بناني الجسم المشتبه به‪ .‬جسد المهاجر أمام المؤسسة الطبية‪ .‬مفترق الطرق ‪.2015‬‬
‫‪ .97‬إستيل دي هيلوين‪« ،‬الصحة العقلية لطالبي اللجوء»‪ ،‬الرجال والهجرة [عبر األنترنيت]‪ ،1282/2009 ،‬تم وضعه على االنترنيت بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪،2013‬‬
‫تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ ،2016‬الرابط‪http:// hommesmigrations.revues.org/447 ; DOI : 10.4000/hommesmigrations.447 :‬‬

‫‪44‬‬
‫واألدب‪ ،‬بحيث أنهم يوصون بالتزام أكبر من جانب المتدخلين و»أن تلعب المجتمعات النفسية الوطنية وغيرها من‬
‫األطراف المعنية‪ ،‬بما في ذلك المرضى وعائالتهم والموظفون االجتماعيون‪ ،‬دورا كبيرا وهاما»‪.‬‬
‫ولكن ثقافة «التمكين» هذه ليست حاضرة بعد في هذا المجال‪( .98‬بهوغر د‪ .‬وأل‪.)2015.‬‬
‫(جزئيا)‪ ،‬خاصة إذا كانت مراجعه غربية فقط‪.‬‬
‫ً‬ ‫ويمكن أن يكون التكفل المقترح غير مالئم‬
‫«ولم يمر اللقاء بين تمثل»الحاجة» من العالجات النفسية‪ ،‬التي تم التعبير عنها أم ال من قبل شعوب أو دول‬
‫الجنوب‪ ،‬واألجوبة التي قدمتها دول الشمال من حيث التقنيات العالجية أوال‪ ،‬والتمثالت والنماذج النظرية‪ ،‬بعد‬
‫ذلك‪ ،‬وأخيرا التعاون والتنمية والتدخالت اإلنسانية‪ ،‬من دون طرح األسئلة تشكك في قدرة الفاعلين في مجال‬
‫الصحة العقلية على التدخل لفائدة السكان ذوي مرجعيات ثقافية وسياقات اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة‬
‫اختالفاً جوهرياً‪.‬‬
‫(‪ )...‬كما أن البعد الذاتي ليس غائباً داخل المجتمعات التقليدية‪ ،‬حتى إذا كان األخذ بعين االعتبار لهذه الذاتية ال‬
‫يتشكل في مشكلة فردية ولكنه يبقى مشكلة اجتماعية‪ ،‬وهذا ال يعني استبعاد الفرد‪ ،‬بل يدعو على العكس إلى‬
‫وضع الفرد في الفضاء االجتماعي الذي يربطه بشكل دائم بمجموعة ووطن وثقافة وحقبة معينة‪ ،‬وما إلى ذلك‪.‬‬
‫فالذكريات والتجارب الفردية تتجمع باستمرار في الذاكرة الجماعية‪.99‬‬
‫وتبقى من أكبر الصعوبات هي تفكك المجموعة‪ ،‬التي تمثل تكفال فرديا‪« .‬فسلوكيات وتصرفات اآلخرين تجاه‬
‫المرضى العقليين أو المجانين تحددها النماذج التي طورتها الثقافة والتي يحملها كل فرد داخل نفسه‪ ،‬سواء‬
‫كان طبيبا نفسيا أم ال‪ .‬وفي المجتمعات األفريقية‪ ،‬كان المريض موضع اهتمام من جانب األسرة والمجموعة‬
‫االجتماعية‪ ،‬حيث كانت النماذج تسمح بأن تعتبره شخصا يكافح مع قوى معادية أو قوى دينية‪ .‬وقد عرف على‬
‫أنه حامل لحقيقة أكبر‪ ،‬وهي الحقيقة التي اكتشفها من خالل الجنون‪ ،‬كما يتمتع المعالجون بقوة ومعرفة كبيرتين‬
‫لدرجة أنهم عانوا من مرض عقلي أولي خطير‪ .‬وبدال من الرفض خارج األسرة والمجتمع‪ ،‬شارك الجميع في عالج‬
‫المريض‪ ،‬حتى أكثر من التقدير الذي يحظى به المريض الذين تمت زيارته من قبل سلطة عليا‪ .‬إذ ال يزال هذا التصرف‬
‫معموال به اليوم في الطقوس العالجية ‪.100‬‬

‫‪ 5.9‬ثقل الدين‬

‫ينحدر المهاجرون الموجودون بالمغرب من أديان مختلفة‪ :‬فهم مسلمون أو مسيحيون أو بروتستانتيون أو كاثوليكيون‬
‫أو مبشرون أو إصالحيون‪ ،‬وفي بعض األحيان بوذيين وغالبيتهم من وثنيون‪ .‬وهذا معطى يتعين أخذه بعين االعتبار‪.‬‬
‫«يحتاج المريض إلى أن يشعر بأنه مسموع ومقبول ومعني بما هو أساسي بالنسبة له‪ ،‬وبالتالي في معتقداته‬
‫الدينية والروحية‪ ،‬ليصبح مفهوم»الروحانية» الفئة العامة والتي لها قيمة‪( .« 101‬البطل ف‪)2017 .‬‬
‫ويشير إدريس موساوي (‪ )2014‬إلى أن «‪ 80%‬من سكان العالم يعيشون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل‬
‫أساسيا من الحياة اليومية ‪.102‬‬
‫ً‬ ‫جزءا‬
‫(‪ ،)LAMIC‬والتي تشكل فيها المعتقدات الدينية أو الروحيانية ً‬
‫حاضرا سواء في إطار التقييم‬
‫ً‬ ‫كما يشير ديفوس وآل (‪ 103)2010‬إلى أهمية هذا البعد‪ « :‬قد يكون البعد الديني‬
‫التشخيصي أو في دستور التحالف أو العمل العالجي‪ ،‬ويتضح ذلك بطرق مختلفة جدا حسب الوضعيات»‪.‬‬

‫‪ .98‬بهوغا د‪ ،‬سارتورويس ن‪ ،‬فيوريلو أ‪ ،‬إفان‪-‬الكو س‪ ،‬فانترغليو أ‪ ،‬هيرمانس م‪.‬هـ‪ .‬وآخرون‪ .‬توجيهات المؤتمر األوربي للطب النفسي(‪ )EPA‬حول كيفية‬
‫تحسين صورة الطب النفسي والطبيب النفسي‪ .‬الطب النفسي بأوربا‪ .‬مارس ‪2015‬؛ ‪ . .doi: 10.1016/j.eurpsy.2015.02.003 .423-30 :)3( 30‬نشر‬
‫عبر االنترنيت بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪.2015‬‬
‫‪ .99‬ن بيادي‪-‬إمهوف‪« ،‬الصحة العقلية في العالقة بين الشمال والجنوب‪ .‬تقديم‪ :‬السياق والتحديات»‪ ،‬مجلة العالم الثالث ‪( 2006/3‬رقم ‪،)187‬‬
‫ص‪DOI 10.3917/rtm.187.0485 .485-508.‬‬
‫‪ .100‬ستيفان بوسات‪ ،‬ميشيل بوسات‪« ،‬بخصوص هينري كولومب (‪ :)1913-1979‬من الطب النفسي االستعماري إلى طب نفسي بال حدود»‪ ،‬اآلخر‪،‬‬
‫العيادات‪ ،‬الثقافات والمجتمع‪ ،2002 ،‬مجلد ‪ ،3.‬رقم ‪ ،413 3‬ص‪DOI 10.3917/lautr.009.0409 .409-424 .‬‬
‫‪ .101‬البطل ف‪ .‬الحضور الجديد للدين في الطب النفسي المعاصر‪ .‬أرشيفات العلوم االجتماعية للديانات [عبر االنترنيت]‪ /163 ،‬يوليوز –سبتمبر ‪،2013‬‬
‫تم وضعه عبر االنترنيت بتاريخ ‪ 01‬أكتوبر ‪ ،2016‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 01‬يناير ‪ .2017‬الرابط‪http://assr.revues.org/25197 ; DOI : 10.4000/ :‬‬
‫‪assr.25197‬‬
‫‪ .102‬الموساوي د‪ .‬عندما يضطر األطباء النفسانيون للتعامل مع الدين في الممارسة اليومية‪ .‬الطب النفسي العالمي من ‪ 2‬إلى ‪ 13‬يونيو ‪،2014‬‬
‫صفحات ‪.4-203‬‬
‫‪ .103‬ديفوس أ‪ .‬عبادي ب‪ .‬نهج الظاهرة الدينية في ممارسة الطب النفسي‪ .‬معلومة الطب النفسي‪( 2010/5 .‬مجلد ‪ ،)86‬ص‪DOI .439-446.‬‬
‫‪10.3917/inpsy.8605.0439‬‬

‫‪45‬‬
‫ويستشهدون بعمل كوينيغ‪ ، 104‬الذي «عمل كثيرا على هذه األسئلة وسعى إلى البحث عن تعريف دقيق قدر‬
‫موضوعا للدراسة في حد ذاتها و»يمكن‬
‫ً‬ ‫اإلمكان للروحانية من أجل إزالة الغموض عن نهجه وأنه يمكن اعتبارها‬
‫قياسا»‪ ،‬بحيث يميز كوينيغ الروحانية وفق األبعاد التالية‪:‬‬
‫‪« -‬االعتقاد» بأن هناك ما وراء العالم المادي‪ ،‬وأن هذا األخير ال تقتصر الحياة عليه؛‬
‫‪« -‬الممارسة» الدينية مثل التأمل والصالة والقراءة والتفكير‪ .‬وهذه أيضا هي األفعال والطقوس الدينية‬
‫المشتركة بشكل جماعي؛‬
‫‪« -‬الوعي» الفكري والعاطفي للبعد السامي (الذي يتجاوز اإلنسان والعالم)؛‬
‫‪ -‬التجربة الروحية التي تحدث فجأة أو بطريقة خفية أو بشكل غير متوقع أو بعد جلسة للتفكير أو التأمل أو العزلة‪،‬‬
‫تعديال للعقل وتغييرا لوجهة النظر بخصوص العالم‪ ،‬مع التقليل من االهتمامات األنانية‪.‬‬
‫ً‬ ‫والتي تقدم‬
‫أيضا‪ ،‬وربما‬
‫وبالنسبة لهؤالء المؤلفين‪ ،‬يهدف هذا النهج إلى «السماح بالتبادل مع المريض حول الموضوع ولكن ً‬
‫قبل كل شيء‪ ،‬أن نجعل أنفسنا مستعدين لسماع ما يرغب في إخبارنا إياه عن تجربته الدينية»‪.‬‬
‫وقد يكون الخطر في هيمنة الجانب الديني أو الطب التقليدي الذي يؤدي‪ ،‬مثال‪ ،‬إلى التخلي عن العالج بالعقاقير‪:‬‬
‫«إن ممارسة الدين اإلسالمي تؤثر‪ ،‬على األقل جزئياً‪ ،‬على تمثالت األمراض العقلية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬بالمقارنة مع‬
‫المعطيات األدبية‪ ،‬فإن مكانة السحر الديني في تفسير االضطرابات ومكانة العالجات التقليدية تبقى قليلة إلى‬
‫‪105‬‬
‫حد كبير‪.‬‬
‫غير أن الدراسة االستقصائية لسنة ‪ 2013‬تظهر لجوءا نسبيا جداً إلى استخدام األدوية التقليدية‪« .‬تتم االستشارات‬
‫حسب الطريقة التالية‪ ،‬مفضلة بوضوح الولوج إلى الطب البيولوجي‪ ،‬أي اللجوء التقني المناسب‪ ،‬حيث يكون الطبيب‬
‫هو المحاور الرئيسي‪ :‬لجوء نسبة ‪ 1.10%‬من المهاجرين الذين شملتهم الدراسة االستقصائية إلى العالج باألعشاب‬
‫التقليدية ‪ ،‬ونسبة ‪ 0.73%‬يلجئون إلى الشافي‪.106 .‬‬

‫دائما عن هذا اللجوء‪ ،‬الذي عادة‬


‫وقد يكون لهذا التمثيل الفرعي أسباب مختلفة‪ ،‬بحيث أن المهاجرين ال يتحدثون ً‬
‫ما يتم النظر إليه بشكل سيء من جانب محاوريهم‪.‬‬

‫‪ 10‬خالصة‬
‫هناك العديد من األوضاع االجتماعية واإلدارية واألسرية المختلفة داخل فئة المهاجرين‪ .‬ويركز عملنا على الجانب‬
‫النفسي واالجتماعي‪ ،‬بحيث تهدف المساعدة النفسية‪-‬االجتماعية إلى تعزيز قدرات المهاجرين والمجتمعات‬
‫أيضا إلى السماح بالحصول على ظروف عيش الئقة‪ ،‬مع أبعاد أساسية تتمثل في الصحة والتعليم‬ ‫(التمكين)‪ ،‬ولكن ً‬
‫والسكن والشغل واألمن‪ .‬كما أن الحاجة الملحة التي توجد عند عدم وجود هذه الظروف‪ ،‬وتؤثر بشكل كبير على‬
‫قدرات التفاعل وتزيد من حدة المعاناة النفسية التي يمكن أن تعم (اضطرابات القلق واالكتئاب ‪ )...‬لتشكل عقبة‬
‫حقيقية‪ .‬وحسب منظمة الصحة العالمية‪ ،‬فإن نسبة ‪ 33%‬من مجموع السنوات التي يعيشها الفرد مع عجز معين‪،‬‬
‫عبر العالم‪ ،‬مرتبطة باالضطرابات العقلية‪. 107‬‬

‫‪ .104‬كوينيغ هـ‪.‬غ‪ ،‬مخاوف بشأن قياس «الروحانية» في البحث‪ .‬ج‪ .‬نيرف مينت‪ .‬ديس‪2008 .‬؛ ‪349-55 :196‬‬
‫‪ .105‬موتري إ‪ .‬أماد‪ ،‬أ‪ .‬غينين م‪ ،‬روليند ج‪-‬ل‪ ،‬بن الراضية إ‪ ،‬توماس ب‪ .‬تمثالت الصحة العقلية في أوساط السكان المسلمين حسب دراسة «الصحة العقلية‬
‫لدى السكان بشكل عام» ((‪ SMPG‬معلومة الطب النفسي‪ ،‬المجلد ‪ ،89‬رقم ‪ ،7‬يوليوز ‪.2013‬‬
‫‪« .106‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ .‬تحديات هجرة إقامة» مورجي ف‪ ،‬فيري ج‪.‬ن‪ ،‬رادي س‪ ،‬عليوة م‪ ..‬الجامعة الدولية بالرباط وكونراد‬
‫أدينوار ستيفونغ‪ .‬إ‪ .‬ف‪2016 .‬‬
‫‪ .107‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬االكتئاب واالضطرابات العقلية الشائعة األخرى‪ :‬تقديرات الصحة العالمية‪ .‬جنيف‪ :‬منظمة الصحة العالمية ؛ ‪2017‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ 1.10‬الصحة‬

‫إن القضايا الصحية تحظى باهتمام بالغ األهمية اليوم‪ ،‬من حيث الولوج إلى العالجات والكشف (من حيث تحديد‬
‫التشخيص وبغض النظر عن التخصصات) والوقاية والصحة الجنسية والتكفل بضحايا العنف‪ ،‬وبالطبع الصحة العقلية‪.‬‬
‫جزءا من اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء (‪ ،)SNIA‬كضمان ولوج المهاجرين‬
‫وقد كانت معظم هذه النقاط ً‬
‫والالجئين إلى العالجات الصحية على نفس قدم المساواة مع المغاربة في الولوج إلى هذه الخدمات‪ ،‬مع توحيد‬
‫مساطر التكفل بالمهاجرين في الحاالت المستعجلة وتنسيق عمل الجمعيات في مجال الصحة ‪...‬‬

‫‪ 1.1.10‬الصحة العقلية‬

‫وإذا كان هذا العمل قد جعل من الممكن اإلفصاح عن وجود اضطرابات عقلية من خالل تصريحات المهاجرين‬
‫والمتدخلين‪،‬‬
‫وإذا كان هذا العمل قد جعل من الممكن اإلفصاح عن وجود اضطرابات عقلية من خالل تصريحات المهاجرين‬
‫والمتدخلين‪ ،‬فإنه الزال يجب إجراء تقييم حقيقي للحاجيات من الصحة العقلية في أوساط المهاجرين‪ ،‬من أجل إعطاء‬
‫قيمة علمية لهذه المعطيات‪ .‬وللتذكير‪ ،‬نجد في المتوسط حوالي ‪ 20%‬من حاالت االضطراب ما بعد الصدمة في‬
‫صفوف المهاجرين من بين الوافدين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بفرنسا‪ . 108‬وإذا طبقنا هذه النسبة‬
‫مهاجرا الموجودين على األراضي المغربية‪ ،‬فإننا سنصل إلى ‪ 16000‬شخصا ممن يعانون من هذا‬ ‫ً‬ ‫على ‪80000109‬‬
‫االضطراب‪ ،‬مع ‪ 10‬أخصائيين نفسيين فقط وال يوجد أي طبيب نفساني مخصص لهذا التكفل‪ ،‬وعدد قليل جدا من‬
‫التكوينات وال أية وصفة طبية‪ ،‬ليبقى الوضع مثيرا للقلق‪.‬‬
‫وللتذكير‪ ،‬فإن نسب االضطرابات النفسية لدى المهاجرين الذين يتعرضون للعنف الزالت مرتفعة‪« :‬ففي الدراسة‬
‫االستقصائية التي قامت بها منظمة أطباء بال حدود‪ ،‬نجد أنه « من بين ‪ 697‬ناجياً من العنف الجنسي بالمغرب‪ ،‬بما‬
‫في ذلك ‪ 122‬بمدينة وجدة و ‪ 575‬بالرباط‪ 41% ،‬منهم تظهر عليهم أعراض االكتئاب و ‪ 25%‬أعراض القلق و ‪21%‬‬
‫تظهر عليهم أعراض التوتر ما بعد الصدمة‪.110‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬فالحاجة األولية هي وضع أنظمة لجمع وتحليل المعطيات‪ ،‬والتي ال يمكن أن تتم إال بعد إجراء مسح‬
‫وبائي سيمكن من استخالص المؤشرات‪ .‬ويتطلب هذا األمر في المقام األول إشراك األطباء النفسيين‪ ،‬الذين هم‬
‫واعون بهذه المسألة التي ظلت معلقة‪ .‬وأكيد أن العمل النوعي سيمكن من صقل النتائج‪.‬‬
‫كما سيمكن هذا العمل األولي من التفكير في وضع نظام معلوماتي لمراقبة األوبئة من أجل تتبع الوضع الصحي‬
‫للمهاجرين‪ .‬ولكن أيضا من أجل التفكير في الحلول التي سيتم تقديمها وفي التكوينات التي سيتلقاها الموظفون‬
‫(الصحة العقلية ال يمكن أن تظل حكرا على األطباء واألخصائيين النفسيين)‪ ،‬مع إشراك بنيات العالجات وتوزيع‬
‫األدوية النفسية وإعداد أسئلة محددة أثناء المقابالت السريرية‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬سيكون من المهم تشكيل مجموعة عمل دولية من األطباء النفسيين أو األخصائيين النفسيين‬
‫في مجال الهجرة‪ ،‬مع نظرائهم المغاربة‪ ،‬على أن تشمل أيضا نظرائهم من الجمعية األفريقية للصحة العقلية‬
‫(‪ ،)SASM‬بحيث عبر بعض المختصين اإليفواريين ومن بوركينافاسو عن اهتمامهم في هذا الشأن‪ .‬وهناك موضوعان‬
‫للعمل تبرز أهميتهما للوهلة األولى‪ ،‬ومن اآلن‪ :‬ظروف المغادرة والعواقب النفسية الفردية والعائلية والمجتمعية؛‬
‫ومسألة العودة إلى البلد‪ ،‬في حالة فشل عملية الهجرة‪.‬‬
‫‪ .108‬فاييس أ‪ ،‬ولمارك لـ‪ ،‬روفولت ب‪ ،‬اللجنة المكلفة بصة المنفيين‪ ،‬الصحة العقلية للمهاجرين‪ /‬األجانب‪ :‬توصيف أفضل لعالج أفضل ‪BEH 2-3-4/17 .‬‬
‫يناير ‪36-40 :2012‬‬
‫أيضا الالجئين ‪ ،‬ولكن ليس السياح‪ .‬توقعات العالم لجامعة‬
‫شخصا‪ .‬ويشمل هذا العدد ً‬
‫ً‬ ‫‪ .109‬خالل سنة ‪ ،2016‬يقدر عدد المولودين في بلد غير المغرب ‪79840‬‬
‫شيربروك‪http://perspective.usherbrooke.ca/bilan/servlet/BMTendanceStatPays?langue=fr&codePays=MAR&codeStat=SM. .‬‬
‫‪ ) POP.TOTL&codeStat2=x‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 14‬نوفمبر ‪.)2017‬‬
‫‪ .110‬أطباء بال حدود‪« :‬العنف‪ ،‬الهشاشة والهجرة‪ :‬عالقون بموانئ أوربا»‪ ،‬تقرير حول المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء في وضعية غير نظامية‬
‫بالمغرب‪ ،‬مارس ‪https://www.google.fr/search?sourceid=navclient&hl=fr&ie=UTF8&rlz=1T4TEUA_fr___FR462&q=Vio .2013‬‬
‫‪lences%2c+vuln%c3%a9rabilit%c3%a9+et+migration+%3a+bloqu%c3%a9s+aux+portes+de+l%e2%80%99E urope‬‬

‫‪47‬‬
‫كما سيكون من المناسب كذلك بالنسبة لألخصائيين النفسيين بأن يتوفروا على الوقت الكافي لتوثيق التجربة‬
‫الغنية التي يتوفرون عليها في مجال االضطرابات العقلية لدى المهاجرين ونشرها‪ ،‬من خالل المقاالت والحلقات‬
‫الدراسية‪ ،‬على سبيل المثال‪.‬‬

‫‪ 2.1.10‬الصحة العامة‬

‫إن الصحة العقلية ضرورية ولكنها ليست كافية لضمان الولوج إلى الصحة كما حددتها منظمة الصحة العالمية‪ .‬إذ‬
‫الزالت هناك صعوبات في الولوج إلى الخدمات الصحية‪ ،‬وهي بذات الوقت بنيوية (مشكلة التغطية االجتماعية أو‬
‫العالجات أو األدوية المؤدى عنها)‪ ،‬ولكنها أيضا ناتجة عن نقص في المعلومات الخاصة بالنظام المغربي للعالجات‬
‫الصحية لدى المهاجرين‪ ،‬حيث تتوقع االستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء‪ ،‬في هذا الصدد‪« ،‬تنظيم دورات‬
‫تحسيسية وإعالمية لفائدة المهاجرين»‪.‬‬
‫هذا الولوج إلى الصحة يمر أيضا عبر «إدماج المهاجرين والالجئين في برامج خاصة في المجال الصحي (التحسيس‪،‬‬
‫التلقيح‪ ،‬الكشف‪ ،‬العالجات المتنقلة‪ ،‬صحة األم والطفل)»‪.‬‬
‫ويبقى مجال الصحة الجنسية واإلنجابية‪ ،‬بالنسبة للنساء ولكن أيضا بالنسبة للرجال‪ ،‬أمرا محوريا‪ :‬الوقاية المشتركة‬
‫والحصول على وسائل منع الحمل وعالج االضطرابات الجنسية والرعاية بضحايا العنف الجنسي‪ .‬وتمكن مقاربة‬
‫«النوع» من الحصول على مقاربة خاصة أكثر بالنساء في وضعية هشاشة‪ ،‬وتساهم بعض الجمعيات بالعمل في‬
‫المجال الطبي‪ ،‬مثل تتبع الحمل وتقديم خدمات التطعيم لألطفال‪.‬‬

‫‪ 2.10‬الجانب االجتماعي‬

‫تشمل معايير االندماج االجتماعي‪ ،‬بالخصوص‪ ،‬الحصول على سكن وشغل ودخل والولوج إلى التعليم والصحة‪.‬‬
‫وحتى قبل النظر في االندماج‪ ،‬يجب تلبية االحتياجات األولية‪ ،‬إذ غالبا ما تستجيب الجمعيات للطلبات المستعجلة‪:‬‬
‫األغطية والمالبس والغذاء وأحيانا المساعدة المالية‪ :‬األدوية والعالجات والتحاليل البيولوجية ‪...‬‬
‫وبدوره‪ ،‬يبقى مجال حقوق اإلنسان أساسيا كذلك‪ ،‬مع ما يقتضيه من توعية ودفاع عن حقوق اإلنسان وحماية‬
‫ومساعدة الفئات األكثر هشاشة وضحايا االتجار والقاصرين‪ ...‬في الوقت الذي تعذر فيه تقييم تنفيذ التوصيات‬
‫المتعلقة بـ «تقديم المساعدة القانونية للمهاجرين»‪.‬‬

‫‪ 1.2.10‬السكن واإليواء‬

‫يشير المتدخلون إلى العديد من المشاكل المرتبطة بالسكن‪ ،‬والتي تتراوح بين العيش في الخيام بجهة وجدة‪ ،‬إلى‬
‫المساكن المشتركة‪ ،‬والتي تطرح بدورها مشاكل االختالط والنظافة وانعدام األمن‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يشير البعض إلى‬
‫ظروف جيدة‪.‬‬
‫ومن أكثر المشاكل إثارة للقلق بالنسبة للمتدخلين هناك عدم كفاية أماكن إيواء السكان في وضعية هشة‪ ،‬سواء‬
‫كانوا قاصرين من غير المصحوبين أو األشخاص ضحايا االتجار‪ ،‬إذ ال تزال هناك اليوم حاجة إلى تقييم االحتياجات‪،‬‬
‫وخاصة بالنسبة لهذا النوع من اإلقامة‪.‬‬
‫كما أنه لم يمكن هذا العمل من قياس تأثير المقترحات المتعلقة بتوفير مساكن الطارئ والحماية (استئجار الشقق‬
‫والشراكات مع جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة والطفل) أو المقترحات التي جاءت بها اإلستراتيجية الوطنية‬
‫للهجرة واللجوء بخصوص السكن‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬ماذا عن «تعزيز الحق في السكن لفائدة المهاجرين في وضعية نظامية والالجئين في ظل نفس الظروف‬
‫مثل المغاربة»؟‬

‫‪48‬‬
‫‪ 2.2.10‬الشغل والعمل‬

‫تهم التوصيات التي أتت بها االستراتيجية الوطنية إلدماج في مجال الشغل المهاجرين في وضعية إدارية قانونية أو‬
‫الالجئين‪ .‬ونورد «برامج التكوين المهني واالعتراف بالمؤهالت واألنشطة الخاصة بالنساء (دعم إنشاء أنشطة مدرة‬
‫للدخل والتكوين المهني‪ ،)...‬وتأكيد المهارات المهنية المكتسبة وتطوير المهارات ومرافقة المهاجرين في وضعية‬
‫إدارية قانونية‪ ،‬الحاملين للمشاريع والراغبين في تأسيس المقاوالت»‪ .‬غير أن عملنا هذا ال يمكن من تقييم مدى‬
‫تفعيل هذه التوصيات‪.‬‬
‫وتتعلق التصريحات التي استمعنا إليها بالصعوبات التي يواجهها المهاجرون في وضع إدارية غير قانونية وهم‬
‫يبحثون عن شغل‪ ،‬إضافة إلى ووجود التسول والجنس كخيارات مؤقتة‪....‬‬
‫في حين‪ ،‬هناك تخوف من جزء من المواطنين المغاربة بكون المهاجرين يشكلون يدا عاملة رخيصة من شأنها أن‬
‫تحرم المغاربة من فرص الولوج إلى الشغل بمضاعفة الصعوبات الموجودة أصال بالنسبة ألوسع فئات الشباب‪.‬‬
‫وذلك ما يضرب التوصيات التي تهدف إلى جعل المغاربة يرون الهجرة كفرصة وليست كتهديد اقتصادي وثقافي‬
‫واجتماعي‪.‬‬

‫‪ 3.10‬التكفل‬

‫‪ 1.3.10‬الموظفون‬

‫في بعض الجمعيات‪ ،‬يكون العمل بتخصصات عديدة أمرا فعاال‪ ،‬حيث أن كل تخصص يسمح بنوعية خاصة من‬
‫الرعاية‪ .‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬يعتبر الجمع بين «عالم النفس‪-‬المساعدة االجتماعية» زوجا «كالسيكيا» فعاال‪.‬‬
‫وبالقابل‪ ،‬ال يمنع هذا األمر من وجود الحاجة المعبر عنها على نطاق واسع‪ ،‬ضمن مختلف أنواع البنيات‪ ،‬فيما‬
‫يخص اإلشراف من قبل شخص خارج عن المؤسسة‪ .‬فالحاالت التي تتم مواجهتها قد تظهر شاقة جداً من الناحية‬
‫اإلنسانية‪ ،‬ليبقى تحليل الحاالت وأيضاً تحليل تأثيراتها‪ ،‬أمرا مطلوبا‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن بعض أعضاء فرق االستقبال داخل الجمعيات ال يملكون سوى تكوين أولي ال ارتباط له بالطب‬
‫النفسي االجتماعي‪ :‬تكوين في التسيير أو في التجارة‪ ،‬هذا في حين أن هناك تكوينات ضرورية (ومطلوبة)‪ ،‬السيما‬
‫في مجال الصحة العقلية (التمييز‪ ،‬التشخيص‪ ،‬الرعاية) تدبير التوتر‪ ،‬تقنيات المقابالت‪ ،‬الوصمة والتمييز والمعرفة‬
‫بثقافة األشخاص الذين يتم استقبالهم‪.‬‬
‫فالمعرفة الجيدة لألعراض النفسية والقدرة المتطورة على تحديد أعراض األمراض النفسية من شأنهما أن يسمحا‬
‫بفهم حقيقي للمهاجرين وبرعاية أفضل لحاالت التوتر ما بعد الصدمة واالكتئاب وبالتعرف على األشخاص في‬
‫وضعية هشة مثل أولئك الذين يعانون من االضطرابات النفسية‪ ،‬حيث يوصى بتتبع فردي لهم‪.‬‬
‫وبشكل أعم‪ ،‬سيكون من الضروري تعزيز قدرات المنظمات غير الحكومية من أجل التدخل في مجال الصحة‪ .‬ولكن‬
‫أيضا تكوين العاملين في القطاع الصحي بشكل أفضل على مختلف المواضيع المتعلقة بالرعاية الخاص بالمهاجرين‪.‬‬
‫كما يستخلص من هذه النتائج كذلك‪ ،‬ضرورة تحسيس مهنيي الصحة العقلية (األطباء والمختصين النفسيين‬
‫والممرضين‪ )...‬من خالل تنظيم الندوات والحلقات الدراسية وإدراج موضوع محدد في البرامج المخصصة لدراسة‬
‫علم النفس‪ ،‬بعيدا عن الجوانب المتعلقة بتداخل الثقافات‬

‫‪ 2.3.10‬الثقافة‬

‫يشير العديد من المتدخلين إلى الدور السلبي «لالختالفات الثقافية»‪ ،‬فماذا نضع تحت هذه التسمية؟ إذ سيكون‬
‫من المفيد جدا التكوين على القضايا اإلثنية والنفسية‪ ،‬والذي يدفع إلى التساؤل حول اإلسقاطات بخصوص ما‬

‫‪49‬‬
‫يفترض أنها اختالفات أو أوجه التشابه مع «اآلخر»‪.‬‬
‫ويوصي عدد من المتدخلين بتنظيم أمسيات للنقاش أو أمسيات احتفالية وموسيقية أو تظاهرات «عامة» حول‬
‫القضايا الثقافية‪ ،‬مع أفالم وموسيقى ولوحات وصور فوتوغرافية‪.‬‬
‫مسألة اللغة‪ ،‬والتي من خاللها نتبين صعوبات التفاهم – بحيث أن نفس الكلمات ال تقصد‪ /‬ال تدل على نفس‬
‫األشياء‪-‬غالبا ما تتم إثارتها من أجل شرح «سوء الفهم الحاصل»‪ .‬التحسيس بذلك ضروري أيضا للمهاجرين‪ ،‬حتى‬
‫يتعرفوا على المرجعيات الثقافية المغربية ويفهمونها‪.‬‬
‫ويبقى من الضروري بذل مجهود في مجال ولوج المهاجرين الناطقين باللغة اإلنجليزية إلى العالجات‪ ،‬وهو ما يطرح‬
‫مسألة اللجوء إلى المترجمين‪ ،‬وما يشكله من العديد من المشاكل التي تم تفصيلها في هذا التقرير‪.‬‬

‫‪ 4.10‬التحسيس‪/‬اإلخبار‬

‫ويستحضر عدد من المهاجرين التصريحات أو التصرفات العنصرية التي تستهدفهم‪ ،‬بحيث تقترح إحدى المهاجرات‬
‫توعية المغاربة في المدارس والصحف والمنظمات غير الحكومية والمستشفيات بموضوع‪« :‬أننا جميعاً بشر‬
‫وأفارقة‪.»...‬‬
‫وتبقى هذه الشهادات قيمة‪ ،‬إلى جانب تلك التي تم جمعها في كتاب جليل بناني‪ 111‬والصور الفوتوغرافية التي‬
‫تهدف إلى رفع مستوى الوعي الدولي‪ ،‬من قبيل الصور الفوتوغرافية لجوزي بالسكو دي أفيالنيدا‪ 112‬أو خوصي‬
‫باالزون‪. 113‬‬
‫تضمنتها اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء (‪ )SNIA‬هناك تلك المتعلقة بــ»إطالع‬
‫ّ‬ ‫ومن بين التوصيات التي‬
‫العموم وبشكل أفضل حول ظروف العمل بالخارج‪ ،‬السيما في البلدان العربية‪ ،‬حول وسائل تأمين العقود والهياكل‬
‫التي بإمكانها تقديم المشورة والمساعدة بالمغرب وحتى بالخارج‪ .‬كما توصي وسائل اإلعالم بتغطية المواضيع‬
‫‪114‬‬
‫المتعلقة باالتجار بالبشر من خالل تقديم معلومات واضحة للمواطنين ‪...‬‬
‫وتبقى المعلومات الضرورية للمهاجرين حول الولوج إلى العالجات موضوع يتكرر باستمرار‪ .‬إذ يتعلق األمر بتقديم‬
‫«دعامات للتوعية حول النظام الصحي المغربي والعرض من الخدمات المتاحة»‪ ،‬وتخصيص «جلسات للتوعية حول‬
‫طرق الولوج إلى الخدمات والبرامج الصحية وبرامج الوقاية من األمراض والكشف عنها»‪ .‬وقد تمت اإلشارة في‬
‫العديد من المناسبات إلى توزيع خريطة المتدخلين لدى المهاجرين‪ ،‬ألن «تناقل األمر بين الناس» يبدو أنه أمر فعال‪.‬‬

‫وأخيراً‪ ،‬تبقى قضية المرأة محورية‪ ،‬بحيث تدور المواضيع المتصلة بها حول العنف والصحة واالتجار بالبشر‪ .‬ويتعلق‬
‫األمر بإدماج «المهاجرات والالجئات في برامج التوعية واإلعالم الموجهة للنساء»‪.‬‬
‫ونختتم بتوصيات اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء‪ ،‬التي توصي بـ «توظيف تجارب المجتمع المدني المغربي‬
‫إللهام تطوير استراتيجية االندماج‪ ،‬باالعتماد على شبكات المنظمات الدولية (المنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬المفوضية‬
‫السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪ ،‬المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة‪ ،‬إلخ) لتعبئة الخبرات الالزمة‬
‫وتبادل الممارسات الفضلى وتعزيز قدرات الفاعلين المعنيين وتطوير وإضفاء الصفة الرسمية على الشراكات بين‬
‫الفاعلين المؤسساتيين والمجتمع المدني المغرب والمجتمع الدولي ‪.»...‬‬

‫‪ .111‬جليل بناني‪ .‬مسار طويل جدا‪-‬أقوال الالجئين بالمغرب‪ ،‬طباعات مفترق الطرق‪) ISBN 978-9954-1-0568-9( 2016 ،‬‬
‫‪http://www.rfi.ro/social-93207-accent-pe-istorie-ziduri-lume-spania-irlanda .112‬‬
‫‪https://tempsreel.nouvelobs.com/photo/20141228.OBS8905/les-migrants-et-le-green-de-golf-un-portrait-de-la-rea� .113‬‬
‫‪lite.html‬‬
‫‪ .114‬اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء‪ ،‬الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة‪ ،‬عرض لفائدة الشركاء الدوليين‪ ،‬بتاريخ ‪ 10‬مارس‬
‫‪.2015‬‬

‫‪50‬‬
‫ملحق‬
‫األشخاص الذين تم االلتقاء بهم‬

‫اﻟﺼﻔﺔ‬ ‫اﻻﺳﻢ‬ ‫اﻟﻬﻴﺌﺔ‬

‫اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة‬

‫رﺋﻴﺴﺔ ﺑﻌﺜﺔ اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب‬ ‫أﻧﺎ ﻓﻮﻧﺴﻴﺴﻜﺎ‬

‫ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮوع‪ :‬ﻣﺮﻛﺰ ﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟﻬﺠﺮة واﻟﺼﺤﺔ‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟﻮدﻳﺴﻴﺎل دﺟﻠﺔ أﺣﻮﻧﺴﻮ‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻣﺸﺮوع ﻧﻔﺴﻲ‪-‬اﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‬ ‫ﻳﻤﻨﻰ ﺑﻦ ﻣﻴﻤﻮن‬

‫ﻣﻜﻠﻒ ﺑﻤﺸﺮوع‪ :‬اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮدة اﻟﻄﻮﻋﻴﺔ‬ ‫ﻛﻠﻮدﻳﻮ ﺗﺮﻳﺎﻧﻲ‬

‫اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮدة اﻟﻄﻮﻋﻴﺔ وإﻋﺎدة اﻹدﻣﺎج‪ ،‬اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ‬


‫اﻟﻨﺼﺮي زﻛﺮﻳﺎ‬
‫اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة‪ :‬ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻌﻤﻠﻴﺎت‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮدة اﻟﻄﻮﻋﻴﺔ وإﻋﺎدة اﻹدﻣﺎج‬ ‫ﺳﻬﺎم ﺷﺎرﻟﻮ‬
‫ﻣﺮﻛﺰ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻟﻔﺎﺋﺪة ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻻﺗﺠﺎر ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ‬

‫ﻣﺴﺘﺸﺎرة‪ :‬اﻻﺗﺠﺎر ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ‬ ‫ﻓﺎﻧﻴﺴﺎ ﺗﻮﻟﻮ‬

‫ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺑﻤﺸﺮوع‪ :‬اﻻﺗﺠﺎر ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ‬ ‫زﻳﺮة ﻋﺘﺒﻲ‬

‫ﻣﻜﻠﻒ ﺑﻤﺸﺮوع‪ :‬إﻋﺎدة اﻹدﻣﺎج‬ ‫أﺳﺎﻣﺔ اﻟﺒﺎرودي‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة‪ :‬إﻋﺎدة اﻹدﻣﺎج‬ ‫اﻟﻜﻨﺪي ﺳﺎرة‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻣﺸﺮوع اﻟﻬﺠﺮة واﻟﺼﺤﺔ‬ ‫رﺳﺘﺎن ﻋﺪة‬

‫ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﺑﻮﺟﺪة‬ ‫ﻫﺸﺎم اﻟﺤﺴﻨﺎوي‬

‫ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻤﺸﺘﺮك اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻔﻴﺮوس ﻧﻘﺺ اﻟﻤﻨﺎﻋﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ‪ /‬اﻹﻳﺪز ‪ -‬اﻟﻤﻐﺮب‬

‫ﻣﺪﻳﺮ‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻛﻤﺎل اﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫ﻣﺪﻳﺮﻳﺔ اﻷوﺑﺌﺔ وﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻷﻣﺮاض‬

‫ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺑﺒﺮﻧﺎﻣﺞ اﻟﺼﺤﺔ واﻟﻬﺠﺮة‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﺳﻤﻴﺮة اﻟﺤﺮﺷﺎوي‬

‫رﺋﻴﺲ ﻗﺴﻢ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﻘﻠﻴﺔ‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻣﻮﻣﻦ‬

‫‪51‬‬
‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺿﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺴﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﺮون وﻗﺎﺋﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ‬ ‫إرﻳﻚ وﻟﻴﺎم‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﻨﻴﺎ وﻗﺎﺋﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ‬ ‫ﻛﻤﺎرا أﻟﻔﺎ‬

‫ﺟﻠﺲ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺼﺤﺮاء ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮة ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻧﻐﻮ وﻗﺎﺋﺪة ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬ ‫ﻟﻮﻛﺎك أﻳﻤﻲ‬

‫ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻠﺸﻐﻞ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﻨﻴﺎ وﻗﺎﺋﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ‬ ‫ﻛﻨﺎﺗﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ‬

‫اﻟﺠﺎﻟﻴﺎت ﻣﻦ ﺑﻠﺪان ﺟﻨﻮب اﻟﺼﺤﺮاء ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﺮون وﻗﺎﺋﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ‬ ‫ﻧﻠﻴﻨﺪ اﺑﻦ ﻓﻴﺮﻣﻮﻧﺖ‬

‫ﺻﻮت اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﻬﺎﺟﺮات‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮة ﻣﻦ ﺗﺸﺎد وﻗﺎﺋﺪة ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬ ‫ﻳﺎﻣﺘﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﻫﻠﻴﻦ‬

‫ﻣﻨﺎﺿﻠﺔ ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ وﻗﺎﺋﺪة ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬ ‫اﻟﺒﺎر ﻧﺰﻫﺔ‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﻬﺠﺮة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ‪AMIDI‬‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‬ ‫إﺑﻲ ﻣﺒﻴﻤﺒﻲ أﻟﻴﻜﺴﺎﻧﺪر‬

‫ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ) ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب ( اﻟﺮﺑﺎط‬

‫ﻣﻨﺴﻖ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‬ ‫ﺟﻮن ﻟﻮﻳﺲ ﻧﺘﻮﻣﺒﺎ ﻣﻮﻛﻴﻨﺪي‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‬ ‫ﻛﻴﺒﺮا ﻧﻜﺎﺑﺎ ﻏﻼدﻳﺲ‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‬ ‫راﺷﻴﻞ ﻛﻴﺒﻮرو‬

‫‪52‬‬
‫اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﻠﺠﻮء‬ ‫اﻟﺴﺎﻟﻤﻲ ﺳﻨﺎء‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻃﺎﻟﺒﻲ اﻟﻠﺠﻮء‬ ‫ﻟﻄﻴﻔﺔ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ‬

‫اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن‬

‫ﻣﻜﻠﻔﺔ ﺑﻤﺸﺮوع‪ ،‬ﺣﻘﻮق اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻟﻼﺟﺌﻴﻦ‬ ‫ﻧﺎدﻳﺔ ﺧﺮوز‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺴﻴﺪا ‪ALCS‬‬

‫ﻃﺒﻴﺒﺔ رﺋﻴﺴﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺴﻴﺪا ‪ , ALCS‬ﻗﺴﻢ اﻟﺮﺑﺎط‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻓﺘﻴﺤﺔ اﻟﻐﻔﺮاﻧﻲ‬

‫أﺧﺼﺎﺋﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ‬ ‫ﺷﻬﻨﺎز اﻟﻤﺨﺘﺎري‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫ﻓﺮﻳﺪة اﻟﻨﺎﻇﻴﺮي‬

‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أﻓﻀﻞ‬

‫أﺧﺼﺎﺋﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ‬ ‫ﺑﺮﺑﺮة اﻟﺸﻴﺦ‬

‫اﻟﺠﻤﻌﻴﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ أﻓﻀﻞ‬

‫ﻣﺪﻳﺮ اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت‬ ‫ﻋﺎدل اﻟﺒﺮﻏﻲ‬

‫أﺧﺼﺎﺋﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ‬ ‫زﻳﻨﺐ اﻟﻮزاﻧﻲ‬

‫ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺘﺘﺒﻊ اﻟﻘﺎﺻﺮﻳﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺮاﻓﻘﻴﻦ‬ ‫دادون ﻧﻮر اﻟﺪﻳﻦ‬

‫ﻣﻜﻠﻒ ﺑﻤﻬﻤﺔ‬ ‫إﻟﻴﺎس اﻟﺨﻠﻴﻔﻲ‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫وﺟﺪان اﻟﺴﻮﻳﻠﻚ‬

‫‪53‬‬
‫ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺿﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺴﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﺮون وﻗﺎﺋﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ‬ ‫إرﻳﻚ وﻟﻴﺎم‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﻨﻴﺎ وﻗﺎﺋﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ‬ ‫ﻛﻤﺎرا أﻟﻔﺎ‬

‫ﺟﻠﺲ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻷﻓﺎرﻗﺔ ﺟﻨﻮب اﻟﺼﺤﺮاء ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮة ﻣﻦ اﻟﻜﻮﻧﻐﻮ وﻗﺎﺋﺪة ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬ ‫ﻟﻮﻛﺎك أﻳﻤﻲ‬

‫ﻟﻠﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪﻳﻤﻘﺮاﻃﻴﺔ ﻟﻠﺸﻐﻞ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﻨﻴﺎ وﻗﺎﺋﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ‬ ‫ﻛﻨﺎﺗﻲ ﻋﺒﺪ اﻟﻠﻪ‬

‫اﻟﺠﺎﻟﻴﺎت ﻣﻦ ﺑﻠﺪان ﺟﻨﻮب اﻟﺼﺤﺮاء ﻓﻲ اﻟﻤﻐﺮب‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ اﻟﻜﺎﻣﺮون وﻗﺎﺋﺪ ﻣﺠﺘﻤﻌﻲ‬ ‫ﻧﻠﻴﻨﺪ اﺑﻦ ﻓﻴﺮﻣﻮﻧﺖ‬

‫ﺻﻮت اﻟﻨﺴﺎء اﻟﻤﻬﺎﺟﺮات‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮة ﻣﻦ ﺗﺸﺎد وﻗﺎﺋﺪة ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬ ‫ﻳﺎﻣﺘﺎ ﻣﺮﻳﻢ ﻫﻠﻴﻦ‬

‫ﻣﻨﺎﺿﻠﺔ ﻣﻐﺮﺑﻴﺔ وﻗﺎﺋﺪة ﻣﺠﺘﻤﻌﻴﺔ‬ ‫اﻟﺒﺎر ﻧﺰﻫﺔ‬

‫ﺟﻤﻌﻴﺔ اﻟﻬﺠﺮة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت ‪AMIDI‬‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‬ ‫إﺑﻲ ﻣﺒﻴﻤﺒﻲ أﻟﻴﻜﺴﺎﻧﺪر‬

‫ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ) ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب ( اﻟﺮﺑﺎط‬

‫ﻣﻨﺴﻖ اﻟﻤﺸﺎرﻳﻊ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‬ ‫ﺟﻮن ﻟﻮﻳﺲ ﻧﺘﻮﻣﺒﺎ ﻣﻮﻛﻴﻨﺪي‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‬ ‫ﻛﻴﺒﺮا ﻧﻜﺎﺑﺎ ﻏﻼدﻳﺲ‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة ﺗﺴﻴﻴﺮ ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة اﻟﻤﺴﺘﻌﺠﻠﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎط‬ ‫راﺷﻴﻞ ﻛﻴﺒﻮرو‬

‫‪54‬‬
‫ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ‪ ،‬وﺟﺪة‬

‫ﻣﻨﺴﻖ‪ ،‬ﻣﻦ أﺻﻮل أﻧﻐﻮﻟﻴﺔ‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮر ﻟﻮﻣﺒﻴﻼ اﻋﺰارﻳﺎ‬

‫ﻣﻨﺴﻖ‬ ‫ﺳﺎﻧﻐﻮا ﻳﺎن‬

‫ﻛﺎﻫﻦ ﺑﺎﻟﻮزارة اﻟﺮﻋﺎﺋﻴﺔ ﺑﻮﺟﺪة‬ ‫أﻧﺘﻮﻧﻲ إﻛﺴﻴﻠﻤﺎﻧﺲ‬

‫ﻣﺮﻛﺰ اﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﺘﺎﺑﻊ ﻟﻜﺎرﻳﺘﺎس اﻟﻤﻐﺮب‬

‫أﺧﺼﺎﺋﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ ﺳﺮﻳﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﺜﻘﺎﻓﺎت‬ ‫ﻓﻴﺮوز إدﻫﻴﺒﻲ‬

‫ﻣﻐﺮب اﻟﺘﻀﺎﻣﻦ اﻟﻄﺒﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ) وﺟﺪة )‬

‫أﺧﺼﺎﺋﻴﺔ ﻧﻔﺴﻴﺔ‬ ‫ﺷﻤﻴﺸﺔ ﺑﻮﺳﻠﻬﺎم‬

‫ﻣﺴﺎﻋﺪة اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬ ‫إﻣﺎن اﻟﺸﺎﻫﻴﺨﻲ‬

‫اﻟﻤﺜﻘﻔﻮن اﻷﻗﺮان – وﺟﺪة‬

‫اﻟﻔﺮﻳﻖ اﻟﺬي ﺗﻢ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة‬


‫ﺟﻮﺳﺘﻴﻨﻮ وﺑﺮاﻳﺖ‬
‫اﻟﺴﺎﻫﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﻋﻴﺔ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺑﻮﺟﺪة‬

‫ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺑﻴﺖ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺑﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺸﺮق واﻟﻐﺮب – وﺟﺪة‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﻨﻴﺎ ﻛﻮﻧﺎﻛﺮي‬ ‫ﺷﺎب ) ‪( 18‬‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﻨﻴﺎ ﻛﻮﻧﺎﻛﺮي‬ ‫ﺷﺎب ) ‪( 16‬‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﻨﻴﺎ ﻛﻮﻧﺎﻛﺮي‬ ‫ﺷﺎب ) ‪( 17‬‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﻨﻴﺎ ﻛﻮﻧﺎﻛﺮي‬ ‫ﺷﺎب ) ‪( 17‬‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻏﻴﻨﻴﺎ ﻛﻮﻧﺎﻛﺮي‬ ‫ﺷﺎب ) ‪( 16‬‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻲ‬ ‫ﺷﺎب ) ‪( 16‬‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻛﻮت دﻳﻔﻮار‬ ‫ﺷﺎب ) ‪( 17‬‬

‫ﻣﻬﺎﺟﺮة ﻣﻦ ﻛﻮت دﻳﻔﻮار‬ ‫اﻣﺮأة ﻣﻊ رﺿﻴﻊ‬

‫‪55‬‬
‫المراجع‬
‫‪ .1‬الطب النفسي والهجرة‬

‫• بوبيت ت‪ ،‬التفكير في المعانات النفسية لطالب اللجوء‪ :‬أدوات غير كافية أمام صداع المنفى‪ .‬من كفاح اللجنة‬
‫الطبية المعنية بالمنفيين إلى أعضاء الشبكة‪ .‬دجنبر ‪2008‬؛ رقم‪25‬‬
‫• بهوغرا د‪ ،‬غوبتا س‪ ،‬بهوي ك‪ ،‬كرايغ ت‪ ،‬دوغرا ن‪ ،‬إنجليبري ج‪.‬د و أل‪ .‬إرشادات ‪ WPA‬حول الصحة النفسية‬
‫والتكفل بالصحة النفسية للمهاجرين‪ .‬الطب النفسي العالمي‪ .‬فبراير ‪2011‬؛ ‪.2-10:)1(10‬‬
‫• بهوغرا د‪ ،‬غوبتا س‪ ،‬سشولر أوساك م‪ ،‬غريف‪-‬كاييس إ‪ ،‬ديكن ن‪.‬أ‪ ،‬كريشي أ‪ ،‬و أل‪ .‬الجمعية األوروبية للطب‬
‫النفسي‪ .‬إرشادات حول الصحة النفسية والتكفل بالصحة النفسية للمهاجرين‪ .‬الطب النفسي بأوربا‪ .‬فبراير ‪2014‬؛‬
‫‪.doi: 10.1016/j.eurpsy.2014.01.003. Epub 2014 Feb 4 .107-15:)2( 29‬‬
‫• شابوت‪-‬لو بارس س‪ ،.‬بعد تجربة العيش في حالة الحرب من قبل طالبي اللجوء‪ ،‬ما الذي يجلبه أسلوب قصص‬
‫الحياة في إعادة بناء الموضوع؟ مدربة بالمعهد اإلقليمي للعمل االجتماعي في نورماندي السفلى (فرنسا)‬
‫‪http://aifris.eu/03upload/uplolo/cv1329_216.pdf‬‬
‫• شامبون ن‪ ،.‬غولف ج‪ .‬التحديات والنقاشات الخالفية التي يثيرها التكفل بالمهاجرين في وضعية هشة في‬
‫الطب النفسي‪ .‬المجلة الفرنسية للشؤون االجتماعية‪ ،‬صفحات ‪.123-40‬‬
‫‪http://www.cairn.info/revue-francaise-des-affaires-sociales-2016-2-page-123.html‬‬
‫• دهاليون إ‪ .‬الصحة العقلية لطالبي اللجوء‪ ،‬الرجال والهجرة‪ ،1282/2009 ،‬تم وضعها عبر االنترنيت بتاريخ‬
‫‪ 29‬ماي ‪ ،2013‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪ .2016‬الرابط‪http:// hommesmigrations.revues. :‬‬
‫‪org/447 ; DOI : 10.4000/hommesmigrations.447‬‬
‫• ديليز م‪ .‬مقاربة سياقية للصدمة في العالج النفسي‪ :‬على حدود التفكير التلقائي والجيوسياسي السريري‪.‬‬
‫اآلخر ‪( 2014/1‬مجلد‪ ،)15‬ص‪DOI 10.3917/lautr.043.0008 .8-17 .‬‬
‫• ديسبليشين ف‪ .‬الهوية في المنفى‪ .‬العيادة لدى المهاجرين‪ ،‬مسألة الهوية في الطب النفسي‪ .‬أطروحة لنيل‬
‫الدكتوراه في علم النفس‪ ،‬نوقشت يوم ‪ 1‬يونيو ‪ 2013‬بجامعة ايكس مرسيليا‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في الفن‬
‫واآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬أطروحة‪.‬‬
‫• بوسيونا ب‪ ،.‬ليدوكسا ي‪ ،.‬فالينتيب ف‪ ،‬سيرفياسا ل‪ ،.‬ستانيرك ل‪ ،.‬بيلكا إ‪ ،.‬مينيرا ب‪ ..‬االضطرابات النفسية‬
‫والخصائص االجتماعية لدى المهاجرين المغاربة من الجيل الثاني في بلجيكا‪ :‬دراسة حول العمر والنوع االجتماعي‪،‬‬
‫أجريت في قسم المستعجالت لألمراض النفسية بقسم الطب النفسي األوروبي‪ .‬دجنبر ‪ ،2002‬مجلد ‪،17‬‬
‫قضية ‪ ،8‬صفحات ‪DOI: http://dx.doi.org/10.1016/S0924-9338(02)00707-1 443-4‬‬
‫• غوريو ف‪ .‬علم النفس المرضي والهجرة‪ :‬التعرف التاريخي واإلبيستيمولوجي في السياق الفرنسي‪ ،‬أطروحة‬
‫لنيل الدكتوراه في علم النفس من جامعة رين ‪ 2‬هوت بريتاني ‪.2008‬‬
‫• هيرين م‪ ،‬ويتمان ل‪ ،‬إليرت و‪ ،‬شنايدر و‪ ،‬ماير ت‪ ،‬مايير ج‪ ،‬علم النفس ووضعية اإلقامة‪ -‬مقارنة طالبي اللجوء‪،‬‬
‫الالجئين‪ ،‬المهاجرين في وضعية غير نظامية‪ ،‬العمال المهاجرين والمقيمين‪ .‬الطب النفسي الشامل‪ .‬ماي ‪2014‬؛‬
‫‪ . .doi: 10.1016/j.comppsych.2014.02.003 .818-25:)4(55‬تم النشر بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪.2014‬‬
‫• لوفيك ك‪ ،‬لوديويشكي أ‪ ،‬فرانكين ج‪ ،‬االكتئاب والقلق المولد لدى عامة السكان في بلجيكا‪ :‬مقارنة بين‬
‫السكان األصليين ومجموعات المهاجرين‪ ،‬مجلة االضطرابات العاطفية‪ ،‬مجلد ‪ ،97‬قضية ‪ ،1-3‬يناير ‪:2007‬‬
‫‪https://doi.org/10.1016/j.jad.2006.06.022 229-239‬‬
‫• ميشود س‪ ،‬الصدمة ما بعد الطرد‪ .‬الحق الكامل ‪( 2015/4‬رقم ‪ ،)107‬ص‪DOI 10.3917/ .15-18.‬‬
‫‪pld.107.0015‬‬
‫• باتيل ك‪ ،.‬كوفونين أ‪ ،‬كلوز س‪ ،‬فاننين أ‪ ،‬أووريلي د‪ ،‬دونيلي م‪ ،‬ما الذي تخبرنا به الدراسات المرتكزة على‬

‫‪56‬‬
‫السجالت حول الصحة العقلية للمهاجرين؟ دراسة النطاق‪ .‬دراسة منهجية ‪6:78 .2017‬‬
‫‪https://doi.org/10.1186/s13643-017-0463-1‬‬
‫• فاييس أ‪ ،‬ولمارك ل‪ ،‬روفولت ب‪ ،‬اللجنة الطبية المعنية بالمنفيين‪ ،‬الصحة العقلية للمهاجرين‪/‬األجانب‪ :‬التمييز‬
‫األمثل من أجل عالج أحسن ‪ BEH 2-3-4 / 17‬يناير ‪36-40 :2012‬‬
‫• فاييس أ‪ ،‬ولمارك ل‪ ،‬روفولت ب‪ ،‬جياكوبيلي م‪ ،‬بامبورغير م‪ ،‬زالتانوفا ز‪ ،‬العنف‪ ،‬الهشاشة االجتماعية‬
‫واالضطرابات النفسية لدى المهاجرين‪ /‬المنفيين‪ .‬جدول األوبئة األسبوعية‪2017 .‬؛ (‪:)19-20‬‬
‫‪http://invs.santepubliquefrance.fr/beh/ 2017/19-20/2017_19-20_5.htm .405-14‬‬

‫‪ .2‬الطب النفسي العام‬

‫األمراض النفسية على المدى الطويل ‪ -‬اضطرابات القلق الشديد ودليل األمراض على المدى الطويل‪ ،‬الهيئة‬
‫العليا للصحة‪ ،‬يونيو ‪.2007‬‬
‫• بهوغرا د‪ ،‬سارتوريوس ن‪ ،‬فيوريلو أ‪ ،‬إفان‪-‬الكو س‪ ،‬فانتريغليو أ‪ ،‬هيرمانس م‪.‬هــ‪ ،‬و أل‪ .‬توجيهات المؤتمر األوربي‬
‫للطب النفسي (‪ )EPA‬حول كيفية تحسين صورة الطب النفسي والطبيب النفسي‪ .‬الطب النفسي بأوربا‪ .‬مارس‬
‫‪2015‬؛ ‪ .doi: 10.1016/j.eurpsy.2015.02.003 .423-30 :)3( 30‬تم النشر بتاريخ ‪ 27‬فبراير ‪2015‬‬
‫• فيزانغ س‪ .‬العالقة بين األطباء والمرضى‪ :‬المعلومة والكذبة‪ ،‬باريس‪ ،‬الصحافة الجامعية بفرنسا‪.2006 ،‬‬
‫• كوسلير ر‪ ،‬أغويالر‪-‬غاكسيوال س‪ ،‬ألونسو ج و أل‪ .‬العبء العالمي لالضطراب العقلي‪ :‬تحديث من الدراسات‬
‫االستقصائية للمنظمة العالمية للصحة حول الصحة العقلية‪ .‬قسم وبائيات األمراض النفسية ‪2009‬؛ ‪:)1(18‬‬
‫‪23-33‬‬
‫• كوفيس ماسفيتي ف‪ .‬وبائيات األمراض النفسية‪ .‬موسوعة الطب الجراحي ‪/2017‬ص‪[ 1-10.‬مقال ‪37-020-‬‬
‫‪]A-20‬‬
‫• ميشارا ب‪.‬ل‪ ،‬ويستوب د‪.‬ن‪ .‬الوضع القانوني لإلنتحار‪ :‬مراجعة شاملة‪ .‬المادة ج من قانون الطب النفسي‪ .‬يناير‪-‬‬
‫فبراير ‪2016‬؛ ‪ ..doi: 10.1016/j.ijlp.2015.08.032 .44:54-74‬تم النشر بتاريخ ‪ 13‬سبتمبر ‪.2015‬‬
‫• موراسز ل‪ .‬المعاناة في العالقة بين المعالج والمريض‪ .‬في معاهدة سيكولوجي الصحة‪ ،‬دونود‪ ،‬باريس‪،‬‬
‫‪ ،2002‬صفحات‪.405-424.‬‬
‫• نييتو إ‪ ،.‬بيليفير ف‪ .‬اضطرابات االكتئاب موسوعة الطب الجراحي للطب النفسي ‪.]37-450-A-10[ 2017‬‬
‫• المرصد الوطني لالنتحار‪ :‬المعرفة من أجل الوقاية‪ :‬األبعاد الوطنية والمحلية والجمعوية‪ ،‬فبراير ‪ ،2016‬رقم‪.‬‬
‫‪ISBN : 978-2-11-139560-2‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية‪ ،‬منع االنتحار حالة الطوارئ العالمية‪ ISBN 978 92 4 256477 8 .‬منظمة الصحة‬
‫العالمية ‪.2014‬‬
‫• سيرفان د‪ ،‬السيميائية واضطرابات القلق والرهاب‪ ،‬موسوعة الجراحية الطبية [‪ – ]37-112-A-10‬عبر االنترنيت‬
‫بتاريخ ‪ Doi : 10.1016/S0246-1072(17)75162-0 - 25/09/17‬المنظمة العالمية للصحة‪ ،‬االنتحار‪ ،‬تم‬
‫التحديث بتاريخ مارس ‪http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs398/en, ،2017‬‬
‫• أهمية التشريح النفسي في الكشف عن عوامل الخطر من االنتحار‪ .‬االنتحار‪ :‬التشريح النفسي‪ ،‬أداة للبحث في‬
‫الوقاية‪ .‬باريس‪ :‬المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي؛ ‪ .2005‬ص‪.19-46.‬‬
‫• فون أوفيربيك أوتينو س‪ .‬العنف المتطرف‪ :‬ثقل الواقع خالل اختبار السببية النفسية»‪ ،‬العالج النفسي‬
‫‪( 2007/3‬مجلد ‪ ،)27‬صفحات ‪DOI 10.3917/psys.073.0127 .127-138‬‬

‫‪57‬‬
‫‪ .3‬الجانب الثقافي‬

‫• أهوفي ج‪ .‬مكانة الثقافات في االستشارة النفسية‪ .‬طفولة والطب النفسي ‪( 2006/1‬رقم‪ ،)30‬ص‪110-.‬‬
‫‪DOI 10.3917/ep.030.0110 .120‬‬
‫• عيوش بودا أ‪ .‬التداخل الثقافي والثقافية وازدواجية الثقافة‪ ،‬عالم نفس‪ ،‬مكلفة بالدروس بباريس إكس ناتير‪،‬‬
‫ملحقة بالمستشارة المغاربية‪ ،‬مركز ف‪ .‬مينكازسكا‪ ،‬باريس‪.‬‬
‫• عيوش بودا أمينة‪ ،‬الحنين‪ ،‬المنفى‪ ،‬تطور الطب النفسي‪ ،1999 ،64 ،‬صفحات‪.271-280 .‬‬
‫• آن بيادي‪-‬إمهوف‪« ،‬الصحة العقلية في العالقة بين الشمال والجنوب‪ .‬تقديم‪ :‬السياق والتحديات»‪ ،‬مجلة‬
‫العالم الثالث ‪( 2006/3‬رقم ‪ ،)187‬ص‪DOI 10.3917/rtm.187.0485 .485-508.‬‬
‫• ستيفان بوسات‪ ،‬ميشيل بوسات‪« ،‬بخصوص هينري كولومب (‪ :)1913-1979‬من الطب النفسي االستعماري‬
‫إلى طب نفسي بال حدود»‪ ،‬اآلخر‪ ،‬العيادات‪ ،‬الثقافات والمجتمع‪ ،2002 ،‬مجلد ‪ ،3.‬رقم ‪ ،413 3‬ص‪.409-424 .‬‬
‫‪DOI 10.3917/lautr.009.0409‬‬
‫• البطل ف‪ .‬الحضور الجديد للدين في الطب النفسي المعاصر‪ .‬أرشيفات العلوم االجتماعية للديانات [عبر‬
‫االنترنيت]‪ /163 ،‬يوليوز –سبتمبر ‪ ،2013‬تم وضعه عبر االنترنيت بتاريخ ‪ 01‬أكتوبر ‪ ،2016‬تم االطالع عليه بتاريخ‬
‫‪ 01‬يناير ‪ .2017‬الرابط‪http://assr.revues.org/25197 ; DOI : 10.4000/ assr.25197 :‬‬
‫• شوبو‪ ،‬فرانسوا‪« ،‬الولوج إلى العالجات خالل االستقبال بشروط منخفضة»‪ ،‬دفتر المالحظات النفسية‪ ،‬مجلد‬
‫‪ ،156‬رقم ‪ ،2011 ،7‬صفحات‪.40-41 .‬‬
‫• ديفوس أ‪ .‬عبادي ب‪ .‬نهج الظاهرة الدينية في ممارسة الطب النفسي‪ .‬معلومة الطب النفسي‪2010/5 .‬‬
‫(مجلد ‪ ،)86‬ص‪DOI 10.3917/inpsy.8605.0439 .439-446.‬‬
‫• أوليفي دوفيل‪ ،‬التاريخ واألوضاع المعاصرة لألنتروبولوجيا السريرية‪ ،‬دفاتر علم النفس السريري‪( 2013/1 ،‬رقم‬
‫‪ ،)40‬ص‪DOI 10.3917/cpc.040.0217 .217-244.‬‬
‫•فيستوس ت‪ .‬بودي الواسون‪ ،‬لويس داكيت «هل يجب أن نحمل قطعة حلوى لعالج مريض أفريقي؟»‪.‬‬
‫لماذا يجب إدخال البعد الثقافي ضمن طرقنا للعالج؟‪ ،‬اآلخر ‪( 2014/1‬مجلد ‪ ،)15‬ص‪DOI 10.3917/ .18-28.‬‬
‫‪: lautr.043.0018‬‬
‫• جوغيكيان راتكليف‪ ،‬فرانسيسكا سوردي «المترجم خالل االستشارة العاجية‪ :‬تصورات دوره والصعوبات التي‬
‫تتم مواجهتها»‪ ،‬العالجات النفسية ‪( 2006/1‬مجلد ‪ ،)26‬ص‪DOI 10.3917/psys.061.0037 .49 .37-49 .‬‬
‫• بيرنار غراز ‪ ،‬فادير‪ ،‬ج‪ .‬وباينولت‪ ،‬م‪« .‬الالجئين‪ ،‬المهاجرين‪ ،‬حاجز اللغة‪ :‬رأي الممارسين في وسائل المساعدة على‬
‫الترجمة»‪ ،‬الصحة العمومية ‪( 2002/1‬مجلد‪ ،)14.‬ص‪DOI 10.3917/spub.021.0075 .75-81.‬‬
‫• غوين زوبييتي‪ ،‬الصحة العقلية والهجرة القسرية‪ :‬الصحة العقلية‪ ،‬الصدمة‪ ،‬التمازج الثقافي وإعادة البناء في‬
‫مختلف سياقات الهجرة القسرية‪ ،‬منشورات الجامعية األوربية‪ ،‬غشت ‪ISBN 10 : 6131566135 ISBN 2013‬‬
‫‪13 : 9786131566134‬‬
‫• موتري إ‪ .‬أماد‪ ،‬أ‪ .‬غينين م‪ ،‬روليند ج‪-‬ل‪ ،‬بن الراضية إ‪ ،‬توماس ب‪ .‬تمثالت الصحة العقلية في أوساط السكان‬
‫المسلمين حسب دراسة «الصحة العقلية لدى السكان بشكل عام» ((‪ SMPG‬معلومة الطب النفسي‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،89‬رقم ‪ ،7‬يوليوز ‪.2013‬‬
‫• الموساوي د‪ .‬عندما يضطر األطباء النفسانيون للتعامل مع الدين في الممارسة اليومية‪ .‬الطب النفسي‬
‫العالمي من ‪ 2‬إلى ‪ 13‬يونيو ‪ ،2014‬صفحات ‪.4-203‬‬
‫• نشيميريمانا ليوندري‪« ،‬المهاجرون في محنة‪ :‬معالجة االختالف أو عالج االستقبال؟ » دفاتر نقدية للعالج‬
‫األسري والممارسات في إطار شبكات ‪( 2002/1‬رقم ‪ ،)28‬ص‪DOI 10.3917/ctf.028.0129 .129-156.‬‬
‫• المنظمة العالمية للصحة‪ /‬منظمة الصحة للبلدان األمريكية‪ .)2010( .‬الثقافة والصحة العقلية بهايتي‪:‬‬
‫استعراض أدبي‪ .‬جونيف‪ :‬المنظمة العالمية للصحة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫• بيرنارد بيريت‪ .‬مقترحات من أجل عيادة متعددة الثقافات‪ ،‬انطالقا من تجربة ستراسبورغ‪ 28 .‬فبراير ‪،2012‬‬
‫‪.http://www.parole-sans-frontiere.org/spip.php?article329‬‬
‫• ريتشمان ريشارد‪ ،‬من الطب النفسي للمهاجرين إلى ثقافوية الطب النفسي العرقي‪ .‬في‪ :‬الرجال والهجرة‪،‬‬
‫رقم ‪ ،1225‬ماي‪-‬يونيو ‪ ،2000‬الصحة‪ ،‬عالج االختالف‪ .‬صفحات‪46-61 .‬؛ ‪http://www.persee.fr/doc/‬‬
‫‪homig_1142-852x_2000_num_1225_1_3510‬‬
‫• ريزي أليس تيتيا‪« .‬بين هنا وهناك‪ ،‬أرسم لكم موطني»‪ :‬االستكشاف النوعي إلنتاج األطفال في العالج‬
‫النفسي عبر الثقافات‪ .‬علم النفس‪ .‬جامعة رينيه ديكارت‪ -‬باريس ‪ .2014 ،5‬فرنسا <‪NNT : 2014PA05H122>.‬‬
‫‪><tel-01195999‬‬
‫• شولير‪-‬أساك م‪ ،‬غريف‪-‬كاييس إ‪.‬ت‪ ،‬تاريكون إ‪ ،‬كريشي أ‪ ،‬كاستروب م‪.‬س‪ ،‬بهوغرا د‪ .‬توجيهات المؤتمر‬
‫األوربي للطب النفسي (‪ )EPA‬حول كيفية تحسين صورة الطب النفسي والطبيب النفسي‪ .‬الطب النفسي‬
‫بأوربا‪ .‬مارس ‪2015‬؛ ‪ . .doi: 10.1016/j.eurpsy.2015.02.003 .423-30 :)3( 30‬نشر عبر االنترنيت بتاريخ‬
‫‪ 27‬فبراير ‪.2015‬‬
‫• ستورم‪ ،‬ج‪ ،‬بونيت‪ ،‬س‪ ،.‬كوسوت‪ ،‬ي‪ ،‬نايسي‪ ،‬م‪ .‬وراينود‪ ،‬ج‪« .‬العالقات العابرة للحدود وديناميكيات األسر‪،‬‬
‫تأثير التكنولوجيات الحديثة على التواصل والروابط داخل عائالت المهاجرين»‪ ،‬دفاتر نقدية للعالج األسري‬
‫والممارسات في إطار شبكات‪DOI 10.3917/ctf.058.0171.171-187 ،)1( ،58‬‬
‫• فان ديجك مارينا‪« ،‬الوسطاء بين الثقافات بهولندا‪ .‬وسطاء الثقة»‪ ،‬جريدة األخصائيين النفسين ‪2007/4‬‬
‫(رقم ‪ ،)247‬ص‪DOI 10.3917/jdp.247.0062 .62-65 .‬‬
‫•فيلوت ن‪ .‬الخارج‪« ،‬مريض المؤسسة‪ ...( .‬المؤسسة‪ ،‬مريض الخارج»‪ .)...‬معلومة الطب النفسي ‪2015/1‬‬
‫(مجلد ‪ ،)91‬ص‪DOI 10.1684/ipe.2014.1285 .5-7 .‬‬
‫• فيفيس جون ميشيل‪ ،‬محمد حام‪« ،‬الثقافات اإلثنية النفسية والمعارف الخارجة عن الموضوع‪ :‬عقيدة‬
‫االستبعاد»‪ ،‬مجلة العالج النفسي والتحليل النفسي للمجموعة ‪( 2003/1‬رقم ‪ ،)40‬صفحات‪.145-164 .‬‬
‫‪DOI 10.3917/rppg.040.0145‬‬
‫• ويكير ه‪-‬ر‪ .‬الهجرات‪ ،‬األبحاث اإلثنولوجية والتحوالت االجتماعية بسويسرا‪ .‬اإلثنولوجيا الفرنسية ‪2002/2‬‬
‫(مجلد‪ ،)32.‬ص‪DOI 10.3917/ethn.022.0243 .243-251 .‬‬
‫• وولف فاليري‪« ،‬اللقاء بين المعالج والمهاجر المريض والمسن‪ .‬ضوء على ثالثة صدمات ثقافية معتادة»‪،‬‬
‫الحياة االجتماعية ‪( 2016/4‬رقم ‪ ،)16‬ص‪DOI 10.3917/vsoc.164.0161 .161-176.‬‬

‫‪59‬‬
‫‪ .4‬الطب النفسي بالمغرب وبغرب أفريقيا‬

‫• أعراب شادية‪ ،‬الغزواني ف‪ ،‬علوان ر‪ ،‬رمزي إ‪ .‬التتبع المستقبلي على مدى خمس سنوات لمحاوالت االنتحار‬
‫بين السكان السريريين بمنطقة فاس‪ ،‬المغرب‪ ،‬المجلة الطبية األفريقية‪2014 .‬؛ ‪ .321 :18‬تم النشر عبر‬
‫االنترنيت بتاريخ ‪ 21‬غشت ‪DOI: 10.11604/pamj.2014.18.321.3726 .2014‬‬
‫• أكوب م‪ ،.‬مسعودي د‪ ،‬قدري ن‪ .‬تقييم االنتحار بمنطقة حضرية مغربية‪ .‬مجلة االضطرابات العاطفية‪ .‬فبراير‬
‫‪2006‬؛ ‪ .223-6 :)2-3( 90‬تم النشر بتاريخ ‪ 13‬دجنبر ‪.2005‬‬
‫• باريمي م‪ ،‬الغزواني ف‪ ،‬أعراب ش‪ ،‬تليجي أ‪ ،‬غارابتي س‪ ،‬لحلو ف‪ .‬و أل‪ .‬تجربة جهات اتصال الطب النفسي‬
‫بالمغرب‪ :‬دراسة مستعرضة على مدى ‪ 24‬شهرا‪ .‬الدماغ‪ .‬أكتوبر ‪2014‬؛ ‪doi: 10.1016/j. .373-9:)5(40‬‬
‫‪ .encep.2013.03.010‬تم النشر بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر ‪.2013‬‬
‫• بن لوبير د‪ ،‬سيرهير ز‪ ،‬أثماني ن‪ ،‬حسبان س‪ ،‬مودين ن‪.‬أ‪ ،‬أكوب م‪ ،‬وأل‪[ .‬اإلجهاد المتصور‪ :‬التحقق من‬
‫ترجمة مقياس قياس التوتر باللهجة المغربية] المجلة الطبية اإلفريقية‪ 12 .‬غشت ‪2015‬؛ ‪doi: .21:280‬‬
‫‪ ..10.11604/pamj.2015.21.280.6430‬المجموعة االلكترونية ‪.2015‬‬
‫• بونكيان أر‪ ،‬وونغو ج‪.‬ج‪ ،‬سوم س وأل‪ ..‬التحوالت االجتماعية األفريقية واألعراض النفسية لدى الطفل‪.‬‬
‫المؤتمر األول لمجتمع الصحة العقلية بإفريقيا‪ ،‬واغادوغو‪ ،‬فبراير ‪.2014‬‬
‫• المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪« :‬الصحة العقلية وحقوق اإلنسان‪ :‬الضرورة الملحة لسياسة ملخص‬
‫تنفيذي»؛ سبتمبر ‪http://www.cndh.org.ma/sites/default/files/documents/Resume_ .2012‬‬
‫‪executif-def_-_VF_-.pdf‬‬
‫• دوتي ج‪ ،.‬بونيت د‪ ،‬روسي س‪ .‬الصحة العقلية‪ ،‬مشكلة صغيرة في االنتقال الصحي‪ :‬حالة االكتئاب في‬
‫األحياء الهامشية بواغادوغو‪ .‬ورقة عمل‪ 29 ،‬يناير ‪.2013‬‬
‫• الكيرات ه‪ ،‬هند فياللي ه‪ ،‬تمثالت مهنيي الصحة العقلية حول ممارساتهم بالرباط‪ ،‬المغرب»‪ ،‬الصحة‬
‫العمومية ‪( 2014/3‬مجلد ‪ ،)26.‬ص‪.385-391 .‬‬
‫• الغزواني ف‪ ،‬باريمي م‪ ،‬أعراب ش‪ ،‬راموز إ‪ ،‬علوان ر‪ .‬وضع برنامج تربوي نفسي لالضطرابات ثنائية القطب‬
‫يتالءم مع السياق المغربي‪ .‬معلومة الطب النفسي‪ ،‬مجلد ‪ ،2017 )3( 93‬صفحات‪DOI : 10.1684/ 217-21 :‬‬
‫‪ipe.2017.1613‬‬
‫• هاللي م‪ .‬دور أطباء الطب العام‪ ،‬التابعين للمؤسسات الرعاية الصحية األساسية‪ ،‬في التكفل باالضطرابات‬
‫العقلية‪ :‬حالة عمالة وجدة (مذكرة)‪ .‬الرباط‪ :‬المعهد الوطني للعمل االجتماعي‪.2010 .‬‬
‫• جالل بناني الجسم المشتبه به‪ .‬جسد المهاجر أمام المؤسسة الطبية‪ .‬مفترق الطرق ‪.2015‬‬
‫• جالل بناني‪ ،‬طريق طويل‪ ،‬إصدارات مفترق الطرق (‪ 1‬يناير ‪.)2017‬‬
‫• قدري ن‪ ،‬أجوب م‪ ،‬الكناوي س‪ ،‬برادا س‪ ،‬موساوي د‪ ،‬انتشار اضطرابات القلق‪ :‬دراسة وبائية معتمدة على‬
‫السكان بالمنطقة الحضرية لجهة الدار البيضاء‪ ،‬المغرب‪ :‬تاريخ الطب النفسي العام‪ .‬فبراير ‪10 2007‬؛‪.6:6‬‬
‫• وزارة الصحة المغربية‪ ،‬دراسة استقصائية وطنية حول انتشار االضطرابات العقلية لدى السكان بشكل عام‪،‬‬
‫(‪.)ENPTM 2003-2006‬‬
‫• مومار س‪ ،‬فايي ب‪.‬ل‪ ،‬سيك س‪ ،‬با إيهم‪ ،‬سيك ب‪ ،‬ثيام م‪.‬هـ‪ .‬النساء والهجرة السرية عن طريق البحر‪ :‬مثال‬
‫ثياروي في البحر‪ ،‬دكار‪ .‬اليوم الثاني من مؤتمر المجتمع األفريقي حول الصحة العقلية‪ ،‬أبيدجان‪ 6-8 ،‬مارس‬
‫‪.2017‬‬
‫• مسعودي د‪ ،‬بطاس أ‪ ،‬كشيب أ‪ .‬تاريخ الطب بالمغرب في عهد الحماية في تاريخ العلوم الطبية – طوم‬
‫السادس والعشرون‪ -‬رقم ‪.299 291- 1992 4-‬‬
‫• عمر با س‪ ،‬إنيس نديا أ‪ .‬الهجرة السرية السنغالية‪ .‬مجلة أسيلونز رقم ‪ ،3‬مارس ‪ ،2008‬الهجرات والسنغال‪.‬‬
‫رابط المرجع‪http://www.reseau-terra.eu/article717.html :‬‬

‫‪60‬‬
‫• بايس م‪ ،‬توفيق ج‪ ،‬وناس أ‪ ،‬العماري ف‪ .‬الطب النفسي بالمغرب‪ ،‬معلومة الطب النفسي‪81 ،2005 .‬‬
‫‪471-80:‬‬
‫• السقاط ف‪.‬ز‪ ،‬بلبشير س‪ ،‬الطب النفسي بالمغرب‪ ،‬التاريخ‪ ،‬الصعوبات والتحديات» معلومة الطب النفسي‪.‬‬
‫‪ 2009/7‬مجلد ‪ ،85‬ص‪.605-610 .‬‬
‫• سيني هـ‪ ،‬دوما‪ .‬د‪ ،‬بروز اضطرابات نفسية وتحوالت اجتماعية بالنيجر بخصوص الحالتين السريريتين‪ ،‬المؤتمر‬
‫األول لمجتمع الصحة العقلية بإفريقيا‪ ،‬واغادوغو‪ ،‬فبراير ‪.2014‬‬
‫• زويتني ك‪ ،‬مونديب‪ ،‬أ‪ .‬و القرفاوي ك‪ .)2017( ،‬استعمال أدوية الطب النفسي بالمغرب‪ :‬بين المعاش العائلي‬
‫والخطاب المهني‪ .‬معلومة الطب النفسي‪ ،‬مجلد ‪.doi:10.1684/ipe.2017.1658 .479-485 ،)6( 93‬‬

‫‪ .5‬الوصم ‪/‬التمييز‬

‫• بينواست‪ ،‬ج‪ ،‬منطق الوصم‪ ،‬أخالقيات إزالة الوصم‪ ،‬معلومة الطب النفسي ‪2007‬؛ ‪ :83‬صفحات ‪.649-54‬‬
‫• بينواست‪ ،‬ج‪ « ،‬تعقد الوصم»‪ ،‬أشغال المؤتمر الوطني الثامن لجمعية ‪»ALCS‬الوصمة والتمييز‪ :‬الوباء اآلخر»‪،‬‬
‫مراكش من ‪ 15‬إلى ‪ 17‬يناير ‪.2010‬‬
‫_• بن الراضي م‪ .‬المغاربة والمهاجرين من بلدان جنوب الصحراء‪ :‬أية عالقة ؟ «أشغال المؤتمر الوطني الثامن‬
‫لجمعية ‪»ALCS‬الوصمة والتمييز‪ :‬الوباء اآلخر»‪ ،‬مراكش من ‪ 15‬إلى ‪ 17‬يناير ‪.2010‬‬
‫• ديسكلو أ‪« :‬الوصم‪ ،‬التمييز‪ :‬ما الذي ننتظره من مقاربة ثقافية؟ داء فقدان المناعة المكتسبة‪/‬السيدا‪ ،‬الوصم‬
‫والتمييز‪ :‬مقاربة أنثروبولوجية‪ ،‬صفحات‪ ،1-10‬دراسات وتقارير‪ ،‬عدد خاص رقم‪ ،20‬قسم السياسات الثقافية‬
‫والحوار بين الثقافات‪ ،‬اليونسكو ‪.2003‬‬
‫• غوفمان إ‪ ، .‬الوصم واالستخدامات االجتماعية لإلعاقات‪ ،‬إصدارات مينوي‪ ،‬مجموعة «الحس المشترك»‪،‬‬
‫‪.1975‬‬
‫• نيزيت ج‪ ،‬ريجو ن‪« ،‬سوسيولوجيا إرفينغ غوفمان» االكتشاف ‪.2014‬‬
‫• هيريديا مونتيسينوز أ‪ ،‬راب ما‪ ،‬تيمور إرمان س‪ ،‬هينظ أ‪ ،‬هيغيرل ي‪ ،‬سشولير أياك م‪ .‬تأثير الوصم على االكتئاب‬
‫والضغط النفسي العام والحالة الجسدية في أوساط النساء من بين المهاجران األتراك‪ .‬الطب النفسي األوربي‪.‬‬
‫‪ 27‬يونيو ‪ 2012‬؛ ملحق ‪.S22-6. doi: 10.1016/S0924-9338(12)75704-8 :2‬‬
‫• ستاكبول‪-‬مور ل‪ .‬مؤشر الوصم؛ استخدام األدلة لتوليد التغيير(عرض مترجم عن اإلنجليزية) أحداث المؤتمر‬
‫الوطني الثامن لجمعية ‪« ALCS‬الوصم والتمييز‪ :‬الوباء اآلخر» مراكش من ‪ 15‬إلى ‪ 17‬يناير ‪.2010‬‬
‫• وايتهاوس بروس‪« ،‬المهاجرون وانعدام األمن الوجودي»‪ ،‬الرجال والهجرة [عبر االنترنيت]‪ ،2009 /1279 ،‬تم‬
‫وضعه على شبكة االنترنيت بتاريخ ‪ 29‬ماي ‪ ،2013‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪.2016‬‬
‫الرابط‪http:// hommesmigrations.revues.org/317 ; DOI : 10.4000/hommesmigrations.317 :‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ .6‬الدراسات االستقصائية‬

‫• تأثير الهجرة على المجتمع المغربي تحت إدارة محمد خشاني المعهد الثقافي األلماني غوته بالرباط للتعاون‬
‫التقني (‪ ))GTZ‬الجمعية المغربية للدراسات واألبحاث حول الهجرة‪ ،‬طنجة‪ ،‬سبتمبر ‪.2006‬‬
‫• الجمعية المغربية للدراسات والبحث في مجال الهجرة‪ ،‬هجرة بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ :‬تحليل اجتماعي‪-‬‬
‫اقتصادي‪ ،‬يونيو ‪.2008‬‬
‫• دراسات استقصائية حول المراقبة السلوكية والبيولوجية المتكاملة لفيروس نقص المناعة البشرية – المغرب‬
‫‪ 2013-‬مديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض‪ .‬المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء في وضعية غير نظامية‬
‫بالمغرب‪ ،‬دراسة بيولوجية وسلوكية حول صحة المهاجرين في وضعية إدارية غير نظامية بالرباط‪ -‬الساهرون‬
‫على التحقيق‪ -‬وزارة الصحة (البرنامج الوطني لمحاربة السيدا‪ ،‬المعهد الوطني للصحة‪ ،‬المراقبة الصحية الخاصة‪،‬‬
‫المراقبة الصحية المعززة)‪ -‬جمعية محاربة السيدا (‪ ،)ALCS‬المنظمة اإلفريقية لمكافحة السيدا (‪– ) OPALS‬‬
‫الصندوق الدولي لمكافحة السيدا‪ -‬مكتب برنامج األمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة‬
‫البشرية ‪ /‬اإليدز‪.‬‬
‫أطباء بال حدود‪« :‬العنف‪ ،‬الهشاشة والهجرة‪ :‬عالقون بموانئ أوربا»‪ ،‬تقرير حول المهاجرين من بلدان جنوب‬
‫الصحراء في وضعية غير نظامية بالمغرب‪ ،‬مارس ‪.2013‬‬
‫�‪https://www.google.fr/search?sourceid=navclient&hl=fr&ie=UTF8&rlz=1T‬‬
‫‪4TEUA_fr___FR462&q=Violences%2c+vuln%c3%a9rabilit%c3%a9+et+migra-‬‬
‫‪tion+%3a+bloqu%c3%a9s+aux+p‬‬
‫• خريطة الفاعلين المتدخلين في مجال الوقاية المشتركة لفائدة المهاجرين بالمغرب‪ ،‬وزارة الصحة بالمغرب‪،‬‬
‫قسم علم األوبئة ومكافحة األمراض‪ .2013 ،‬أنتونيا ماريا كاريون لوبيز‪ ،‬عيدة خير الدين‪ ،‬خالد كوسكسو‪.‬‬
‫• مورجي ف‪ ،‬فيري ج‪.‬ن‪ ،‬رادي س‪ ،‬عليوة م‪ .‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب‪ .‬تحديات هجرة إقامة‪.‬‬
‫الجامعة الدولية بالرباط وكونراد أدينوار ستيفونغ‪ .‬إ‪ .‬ف‪.2016 .‬‬

‫‪ .7‬حقوق اإلنسان‬

‫• «األجانب وحقوق اإلنسان بالمغرب‪ :‬من أجل سياسة جديدة بالكامل حول اللجوء والهجرة « خالصات‬
‫وتوصيات‪ ،‬المندوبية الوزارية لحقوق اإلنسان‪ ،‬المجلس الوطني لحقوق اإلنسان‪ ،‬مكتب المنظمة الدولية‬
‫للهجرة ‪ ،‬حجج الندوة الجهوية «حكامة الهجرة وحقوق اإلنسان»‪ ،‬الرباط‪ 15 ،‬يوليوز ‪ .2013‬ملخص تنفيذي‪،‬‬
‫_‪http://www.ccdh.org.ma/sites/default/files/documents/Conclusions_et‬‬ ‫‪.2013‬‬ ‫يوليوز‬
‫‪recommandations_def-2.pdf‬‬
‫• تفاعالت وتقارير المجلس الوطني لحقوق اإلنسان حول وضعية المهاجرين والالجئين بالمغرب‪ :‬األجانب‬
‫وحقوق اإلنسان بالمغرب‪ :‬من أجل سياسة جديدة بالكامل حول اللجوء والهجرة‪ ،‬سبتمبر ‪.2013‬‬
‫‪http://missionmaroc.eu/rapport-du-cndh-sur-la-situation-des-migrants-et-des-refugies-‬‬
‫‪/au-maroc‬‬
‫• هيئة األمم المتحدة‪ ،‬اتفاقية حول حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأعضاء عائالتهم‪ ،‬مناقشة التقارير‬
‫المقدمة من قبل الدول األطراف‪ ،‬تطبيقا للمادة ‪ 73‬من االتفاقية‪ :‬المغرب‪ ،‬يوليوز ‪.CMW/C/MAR/1 ،2012‬‬

‫‪62‬‬
‫• هيئة األمم المتحدة‪ ،‬لجنة حماية حقوق جميع المهاجرين العمال المهاجرين وأعضاء عائالتهما؛ الدورة التاسعة‬
‫عشرة‪ 9-13 ،‬سبتمبر ‪ ،2013‬الئحة النقاط التي ستتم مناقشتها بمناسبة استعراض التقرير األولي للمغرب‬
‫(‪ )CMW/C/MAR/1‬اإلضافي‪ :‬أجوبة المغرب على الئحة النقاط التي ستتم مناقشتها‪.‬‬
‫• لفدرالية الدولية لحقوق اإلنسان ‪ /‬مجموعة مناهضة العنصرية للدفاع و مرافقة األجانب و المهاجرين (‪FIDH/‬‬
‫‪ – )GADEM‬المغرب‪ .‬بين المداهمات واألوضاع غير النظامية‪ .‬حصيلة سياسة غير واضحة في مجال الهجرة‪.‬‬
‫مارس ‪.2015‬‬
‫‪http://www.gadem-asso.org/rapport-fidh-et-gadem-maroc-entre-rafles-et-‬‬
‫‪/regularisations-bilan-dune-politique-migratoire-indecise‬‬
‫• ‪ d‬سبتمبر ‪ ،2013‬وتم االطالع عليه بتاريخ ‪ 30‬سبتمبر ‪،2016‬‬
‫الرابط‪http://remi.revues.org/5137 ; DOI : 10.4000/remi.5137 :‬‬
‫• بولين كارني‪ ،‬مهدي عليوة‪ ،‬فاطمة قشة‪ ،‬أومول خيري كوليبالي‪-‬تاندين‪ ،‬فتيحة مجدوبي‪ ،‬حسنية صونية‬
‫ميساوي‪ ،‬وأخرون‪« :‬تنقالت الهجرة للرحل»‪ ،‬المجموعة‪( 2012/2 ،‬رقم‪ ،)49‬ص‪DOI 10.3917/ .76-88 .‬‬
‫‪. mult.049.0076‬‬
‫• شيرتي م‪ .‬وغرانت ب‪ .‬معهد البحوث السياسة العامة (‪ .) IPPR‬أسطورة العبور‪ :‬هجرة جنوب الصحراء بالمغرب‪،‬‬
‫معهد البحوث السياسية العامة‪ ،‬يونيو ‪.2013‬‬
‫‪http://www.ippr.org/assets/media/images/media/files/publication/2013/07/mythe-du-‬‬
‫‪.transit-maroc_FRE_June2013_11051‬‬
‫• غيلموت ف‪ .‬إيسكوفي س‪ .‬البحث عن حياة الرحل أمام داء فقدان المناعة المكتسبة بالمغرب وفي فرنسا‪،‬‬
‫هارمانتان‪ ،‬مارس‪،2012 ،‬‬
‫• هيين دو هاس‪ .‬الهجرات العابرة للصحراء صوب شمال أفريقيا واالتحاد األوربي‪ :‬األصول التاريخية والتوجهات‬
‫الحالية؛ تم نشره على موقع ‪ ،)migrationpolicy.org (http://www.migrationinformation.org‬نوفمبر‬
‫‪.2006‬‬

‫‪ .8‬الشق االجتماعي‬

‫• باستين بيير و إيثان أ‪ ،‬بارتولومي ج‪« ،‬بين المنفى واإلرجاع‪ ،‬المرأة التي لم تعد قادرة على الوقوف»‪ ،‬العالج‬
‫النفسي ‪( 2016/3‬مجلد‪ ،)36.‬ص‪DOI 10.3917/psys.163.0173 .173-178 .‬‬
‫• بيك م‪ .‬الدراسة االستقصائية حول المسارات ومميزات المهاجرين‪ .‬مقاربة إحصائية أصلية‪ .‬المجلة األوربية‬
‫للهجرات الدولية‪ ،1 )25( 2009 ،‬صفحات ‪.215-234‬‬
‫• ديغري دو لو أ‪ ،‬لوليفر إ‪ ،‬كويلي م‪ ،‬ليرت ف‪« ،‬المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء أمام داء فقدان المناعة‬
‫المكتسبة‪ :‬مواقف متناقضة»‪ ،‬ورقة عمل مركز السكان والتنمية (‪ ،)CEPED‬رقم ‪ ،23‬وحدة األبحاث المشتركة‬
‫(‪ ،UMR) 196 CEPED‬جامعة باريس ديسكارت‪ ،‬المعهد الوطني للدراسات الديمغرافية (‪ ،)INED‬معهد األبحاث‬
‫من أجل التنمية (‪ ،)IRD‬باريس‪ ،‬أبريل ‪ .2012‬متاح على الموقع‪http://www.ceped.org/wp :‬‬
‫• غوسيلين أ‪ ،‬ديسغري دي لو أ‪ .‬لوليفير إ‪ ،‬ليرت ف‪ ،‬دراي سبيرا ر‪ ،‬ليدي ن‪ ،‬عن مجموعة الدراسة االستقصائية‪:‬‬
‫مسارات الهجرة من بلدان جنوب الصحراء‪ :‬كم يلزمهم من الوقت من أجل االستقرار بفرنسا؟ رقم ‪ .533‬ماي‬
‫‪ .2016‬السكان والمجتمع‪ .‬الجريدة اإلخبارية الشهرية للمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية‪.‬‬
‫• بين األماكن‪ :‬عبور الصحراء‪ -‬المهاجرون العابرون بالمغرب والرحلة المجزأة إلى أوروبا‪ ،‬كولير م‪ ،‬مجلد ‪ ،39‬عدد‬
‫‪ ،4‬صفحات ‪ ،668-690‬سبتمبر ‪.2007‬‬
‫• مايدر س‪ ،‬األفارقة من بلدان جنوب الصحراء المقيمين بفرنسا‪ .‬الخصائص االجتماعية والديمغرافية والولوج‬
‫إلى العالجات»‪ ،‬ورقة عمل مركز السكان والتنمية (‪ ،)CEPED‬رقم ‪ ،08‬وحدة األبحاث المشتركة (‪UMR) 196‬‬
‫‪ ،CEPED‬جامعة باريس ديسكارت‪ ،‬المعهد الوطني للدراسات‬

‫‪63‬‬
‫• الديمغرافية (‪ ،)INED‬معهد األبحاث من أجل التنمية (‪ ،)IRD‬باريس‪ ،‬فبراير ‪ .2010‬متاح على الموقع‬
‫‪http://www.ceped.org/wp :‬‬
‫• ماركس ن‪ ،‬الشبكات المحلية‪ ،‬عقد التضامن والجمعيات الشابة‪ :‬كيف ينتظم المهاجرون الذين أعيدوا إلى‬
‫أوطانهم في مواجهة هذه العودة القسرية؟ مجلة أسيلونز‪ ،‬رقم ‪ ،3‬مارس ‪ ،2008‬الهجرات والسنغال‪ ،‬رابط‬
‫المرجع‪http://www.reseau-terra.eu/article720.html :‬‬
‫• ميزي ي‪ ،‬بنانب ف‪ ،‬حميش ه‪ ،‬يمكن لبرنامج األنشطة المدرة للدخل أن تحسن تقدير الذات وتعزيز التماسك‪:‬‬
‫مثال برنامج جمعية محاربة السيدا ‪ ALCS‬بالمغرب‪ ،‬قطب ‪ 12-15‬الدورة السابعة للمؤتمر الدولي الفرونكفوني‬
‫‪ ،AFRAVIH 2014‬مونبليي‪ 27-30 ،‬أبريل ‪.2014‬‬

‫‪ )9‬القاصرين‬

‫• جوميت لودوفيك‪ ،‬كارافيل إلسا‪ ،‬القاصرين غير المرافقين‪ ،‬أية حاجيات وأية إجابات؟ فبراير ‪ ،2017‬ملف‬
‫مواضيعي‪ .‬المرصد الوطني لحماية الطفولة‪ ،‬فبراير ‪.2017‬‬
‫• بينوا دو كواناك أ‪ ،‬بوبي ت‪ ،‬الغيبوبة وبناء الهوية لدى القاصرين األجانب المعزولين‪ .‬المراهقون ‪2013/3‬‬
‫(‪ ،,)T.31 n° 3‬ص ‪DOI 10.3917/ado.085.0613 .613-623‬‬
‫• بوعزيز ن‪ ،‬إيم س‪ ،‬مخاطر أخطاء التشخيص لدى القاصرين األجانب المعزولين‪ .‬المراهقون ‪T.31 n°( 2013/3‬‬
‫‪ ،,)3‬ص ‪DOI 10.3917/ado.085.0625 .625-623‬‬
‫• ساسكيا فون أوفيربيك أوتينو‪ ،‬جيروم أتينو «التملك والوجود‪ :‬محنة الهوية لدى المراهقين المهاجرين»‪ ،‬اآلخر‬
‫‪( 2001/1‬مجلد ‪ ،)2‬ص‪DOI 10.3917/lautr.004.0095 .95-108 .‬‬
‫• فرانسيسكو فاشيانو‪« ،‬في البحث عن مواطنة شاملة‪ .‬تجربة المراهقين المهاجرين بأوربا»‪ ،‬المجلة األوربية‬
‫للهجرات الدولية [عبر االنترنيت]‪ ،‬مجلد ‪30-‬رقم‪ ،2014 /1‬تم وضعه عبر االنترنيت بتاريخ ‪ 01‬مارس ‪ ،2017‬تم‬
‫االطالع عليه بتاريخ ‪ 03‬أكتوبر ‪ .2017‬الرابط‪http://remi.revues.org/6761 ; DOI : 10.4000/remi.6761 :‬‬
‫• نور الدين خالد‪« ،‬المراهقين الحراكة‪ :‬المخاطرة بالحياة كوسيلة وحيدة لتحقيق الذات»‪ ،‬المراهقون ‪2013/3‬‬
‫(‪ ،,)T.31 n° 3‬ص‪DOI 10.3917/ado.085.0699 .699-709 .‬‬
‫• تهيبودو س‪ ،‬القاصرون األجانب المعزولين‪ :‬التجربة المفاجئة للفراق‪ .‬كفاح الطفولة والمراهقة‪ ،‬رقم ‪،)2( ،64‬‬
‫‪doi:10.3917/lett.064.104 .97-104‬‬
‫• القاصرين المعزولين (خاصة الغينين)‪ .‬دراسة قامت بها كاريتاس المغرب ومنظمة أطباء بال حدود ببلجيكا‪.‬‬

‫‪ .10‬الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال‬

‫• دراسات استقصائية للمراقبة السلوكية والبيولوجية المتكاملة لدى الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال‬
‫بأكادير ومراكش‪ ،‬المغرب ‪ ،2010-2011‬وزارة الصحة‪ ،‬جمعية محاربة السيدا (‪ ALCS ) 2013-‬البرنامج الوطني‬
‫لمحاربة السيدا‪ ،‬الشبكة الدولية لتاريخ المستشفيات (‪( ،)INHH‬الصندوق الدولي‪ ،)FM‬مكتب برنامج األمم‬
‫المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية ‪ /‬اإليدز‪.‬‬
‫• عبادي أ‪ ،‬العلمي ك‪ ،‬الغيالني هـ‪ ،‬دراسات استقصائية للمراقبة السلوكية والبيولوجية لدى الرجال الذين‬
‫يمارسون الجنس مع الرجال بأكادير ومراكش‪ ،‬المغرب‪ ،‬معا ضد السيدا‪ .‬جامعة الباحثين الشباب كاري لو رويت‬
‫(بوش دي غون)‪ 29 ،‬سبتمبر – ‪ 5‬أكتوبر ‪.2012‬‬
‫• «ستة مغاربة حوكموا من أجل «المثلية الجنسية»‪ ،‬جريدة ‪ Monde.fr‬مع وكالة فرانس برس ‪15.05.2014 /‬‬
‫على الساعة ‪ 04h‬و‪ 29‬دقيقة على الرابط‬

‫‪64‬‬
‫‪http://www.lemonde.fr/afrique/article/2014/05/15/six-marocains-condamnes-pour-‬‬
‫‪homosexualite_4418792_3212.html‬‬
‫• ولدوا أحرارا ومتساوون‪ .‬الميول الجنسي وهوية النوع االجتماعي في القانون الدولي لحقوق اإلنسان‪،‬‬
‫المفوضية السامية لهيئة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان‪ ،HR/PUB/12/06 ،‬نيويورك وجونوفا‪ 2012 ،‬و‬
‫‪ 2012 © 2012‬األمم المتحدة‪.‬‬
‫• مبادئ يوجياكارتا‪ ،‬مبادئ حول تطبيق القانون الدولي لحقوق اإلنسان في مجال الميول الجنسي وهوية النوع‬
‫االجتماعي‪.www.yogyakartaprinciples.org ،2006 ،‬‬

‫‪ .11‬العنف ضد النساء‬

‫• دراسة استقصائية النتشار العنف ضد النساء بالمغرب ‪ ،2009‬المندوبية السامية للتخطيط‪ ،‬اإليداع القانوني‪:‬‬
‫‪MO 0540, ISBN : 9981-20-246-7 2012‬‬
‫‪http://www.google.fr/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=1&ved=0C-‬‬
‫‪CIQFjAA&url=http%3A%2F%2Fwww.hcp.ma%2Ffile%2F121437%2F&ei=FYjbU6moBL-‬‬
‫‪GY1AW1xIFw&usg=AFQjCNHP0DpE2OPt-j_0wv1MpxG6BIVvyA&bvm=bv.72197243,d.d2k‬‬
‫• المرصد المغربي للعنف ضد النساء‪« ،‬عيون نسائية»‪ ،‬التقرير الوطني الخامس‪ ،‬دجنبر ‪.2013‬‬
‫• كشفت ليلى زرور‪ :‬المرصد المغربي للعنف ضد النساء‪« ،‬عيون نسائية»‪ ،‬يوم الثالثاء بالدار البيضاء‪ ،‬نتائج التقرير‬
‫الوطني الخامس‪Aujourd’hui Maroc 12-12-2013 .‬‬
‫‪http://www.aujourdhui.ma/maroc/societe/violences-faites-aux-femmes-pres-de-45-000-‬‬
‫‪actes-de-violence-recenses-en-2012-106618#.U8OvPmeKDIU‬‬
‫‪http://www.medias24.com/SOCIETE/7333-Violences-contre-les-femmes-un-rapport-ac-‬‬
‫‪cablant.html‬‬
‫• االغتصاب‪ ،‬عنف ال يمكن تصوره؟ صداع المنفى‪ ،‬رسالة اللجنة الطبية لفائدة المنفيين (‪ )COMEDE‬إلى أعضاء‬
‫الشبكة‪ ،‬أبريل ‪ ،2016‬رقم‪.50‬‬
‫• لعشر س‪ ،‬ال وجود للعنف ضد النساء في الطريق إلى المنفى‪ .‬الموضوع في المدينة ‪( 2011/1‬رقم‪،)2‬‬
‫ص‪.100-108.‬‬

‫‪ .12‬تقارير أنشطة الجمعيات‪:‬‬

‫جمعية محاربة السيدا ‪:ALCS‬‬


‫• تقرير أدبي (يناير‪-‬دجنبر‪ :)2013 .‬دعم التكفل الشامل باألشخاص المتعايشين مع داء فقدان المناعة المكتسبة‬
‫‪ /‬السيدا بالمغرب‪.‬‬
‫• تقرير أدبي (يناير‪-‬دجنبر‪ )2013 .‬تحسين جودة حياة األشخاص المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة ‪ /‬السيدا‪،‬‬
‫الخماس محمد‪ ،‬جمعية محاربة السيدا ‪ ،ALCS‬مؤسسة دروسوس‪ ،‬وزارة الصحة‪ ،‬الصندوق الدولي‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫• تقرير ورشة التثمين وتقاسم أنشطة الوساطة العالجية‪ ،‬الدار البيضاء ‪ 16‬و ‪ 17‬يونيو ‪( 2011‬مع الصندوق‬
‫الدولي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية ‪ /‬السيدا والسل والمالريا (‪.))FMLSTP‬‬
‫• تقرير أدبي المنظمة الدولية للهجرة وجمعية محاربة داء السيدا ‪ ،ALCS‬غشت ‪ 2016-‬يناير ‪ .2017‬الغفراني‬
‫ف‪ .‬أنشطة الوقاية والتكفل بالمهاجرين فيما يخص األمراض المنقولة جنسيا ‪ /‬السيدا‪.‬‬
‫كاريتاس المغرب‪:‬‬
‫• تقرير األنشطة لسنة ‪ ،2015‬مؤسسة كاريتاس الدولية ‪www.caritas.org‬‬

‫‪ )13‬توجيهات وتقارير المنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬منظمة الصحة العالمية‬


‫المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪.‬‬

‫• المفوضية السامية لشؤون الالجئين‪ :‬دليل عادة التوطين المفوضية السامية لشؤون الالجئين‪ ،‬قسم الحماية‬
‫الدولية جنيف‪ ،‬طبعة منقحة يوليو ‪ ،2011 © 2010‬المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪.‬‬
‫• اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكاالت (‪ .)IASC) (2007‬توجيهات اللجة الدائمة المشتركة بين الوكاالت حول‬
‫الصحة العقلية والدعم النفسي في الحاالت المستعجلة‪ .‬جنيف‪ :‬اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكاالت‪.‬‬
‫• اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكاالت (‪ -)IASC‬دليل تقييم المجموعات المرجعية للصحة العقلية والدعم‬
‫النفسي في الحاالت المستعجلة (‪ .)IASC-RG MHPSS). (2012a‬اللجة الدائمة المشتركة بين الوكاالت‬
‫المجموعة المرجعية حول الصحة العقلية والدعم النفسي في الحاالت المستعجلة‪.‬‬
‫• المنظمة الدولية للهجرة‬
‫‪https://www.iom.int/fr/mental-health-psychosocial-response-and-intercultural-‬‬
‫‪ ،communication‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪.06-07-2017‬‬
‫• المنظمة الدولية للهجرة‪ ،‬المرافقة النفسية واالجتماعية للمهاجرين في وضعية هشة وفي محنة في السياق‬
‫المغربي‪ .‬تقرير واستشارة (دراسة وخارطة)‪ .‬نوفيتا أماد‪ ،‬نوفمبر ‪.2015‬‬
‫�‪http://www.novitamadei.it/site/wp-content/uploads/2017/05/Assistance-psychoso‬‬
‫‪ciale-aux-migrants-vulne%CC%81rables-et-en-de%CC%81tresse-dans-le-contexte-maro-‬‬
‫‪cain.pdf‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية‪ .‬المبادئ العامة للعالجات‬
‫• المبادئ العامة للرعاية في دليل التدخل في إطار برنامج رأب الفجوة في الصحة النفسية (‪ )mhGAP‬لمعالجة‬
‫االضطرابات العقلية والعصبية والمرتبطة باستخدام المواد ذات التأثير النفساني في هياكل الرعاية غير‬
‫المتخصصة‪ ،‬منظمة الصحة العالمية ‪.2011‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية‪ .‬اإلسعافات النفسية األولية‪ :‬دليل الفاعلين الميدانيين‪ ،‬منظمة الصحة العالمية‪،‬‬
‫مؤسسة وار تروما‪ ،‬منظمة الرؤية العالمية (‪ .)2012‬اإلسعافات النفسية األولية‪ :‬دليل الفاعلين الميدانيين‪،‬‬
‫منظمة الصحة العالمية‪ :‬جنيف‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪ .‬تقييم الحاجيات والموارد من‬
‫الصحة العقلية والدعم النفسي واالجتماعي‪ :‬دليل األوضاع اإلنسانية‪ .‬جنيف‪ :‬منظمة الصحة العالمية‪2012 ،‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية‪ ،‬اإلحصائيات الصحية الدولية ‪ISBN 978 92 4 256458 7 .2013‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية‪ ،‬أطلس ‪ ،2014‬الصحة العقلية‪ .‬منظمة الصحة العالمية‬
‫‪http://apps.who.int/iris/bitstream/10665/204409/1/9789241565011_fre.pdf?ua=1 .2016‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية‪ ،‬الصحة العقلية وحالة الرفاهية‪،2017 ،‬‬
‫‪http://www.who.int/features/factfiles/mental_health/mental_health_facts/fr/index7.html‬‬
‫• قرار حول الهجرة بين‪ .‬بلدان مجموعة دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ (‪ )ACP‬والبلدان األعضاء‬
‫باالتحاد األوربي (‪ :)EU‬األسباب والنتائج وإستراتيجيات التدبير المشترك‪ .‬الجمعية البرلمانية المشتركة ‪ACP-‬‬
‫‪ ،EU‬اجتماع بويندهوك‪ ،‬ناميبيا‪ ،‬من ‪ 13‬إلى ‪ 15‬يونيو ‪ ،2016‬الجمعية البرلمانية المشتركة ‪ACP-EU ACP-‬‬
‫‪.UE/102.016/16/déf‬‬
‫• المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين ومنظمة الصحة العالمية‪ .‬التقييم السريع للكحول والمواد‬
‫األخرى المستخدمة في أوساط السكان المتأثرين بالنزاعات والنازحين‪ :‬دليل ميداني‪ .‬جنيف‪ :‬المفوض السامية‬
‫لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪.2008 .‬‬
‫• مفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين‪ ،‬الصحة العقلية والدعم النفسي واالجتماعي‪ .‬توجيهات‬
‫عملية من أجل برمجة العمليات لفائدة الالجئين‪.2013 .‬‬
‫• هيئة األمم المتحدة‪ .)2006( .‬أسئلة يتكرر طرحها حول المقاربة التعاون من أجل التنمية القائمة على حقوق‬
‫اإلنسان حقوق اإلنسان‪ .‬نيويورك ‪ /‬جنيف‪ :‬مكتب مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان‪.‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية (‪ .)2010‬دليل التدخل في إطار برنامج رأب الفجوة في الصحة النفسية (‪ )mhGAP‬من‬
‫أجل محاربة االضطرابات العقلية والعصبية والمرتبطة باستخدام المواد ذات التأثير النفساني في هياكل الرعاية‬
‫غير المتخصصة‪.‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية‪ ،‬تقييم الصحة العقلية واالحتياجات والموارد النفسية واالجتماعية‪ :‬مجموعة أدوات‬
‫من أجل األوضاع اإلنسانية الرئيسية (منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون‬
‫الالجئين‪.)2012 ،‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية (‪ .)2012a‬الصحة النفسية والدعم النفسي واالجتماعي فيما يتعلق بالصراعات‬
‫المرتبطة بالعنف الجنسي‪ 10 :‬أساطير‪ .‬جنيف‪ :‬منظمة الصحة العالمية‪.‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية (‪ .)2012a‬الصحة النفسية والدعم النفسي واالجتماعي فيما يتعلق بالصراعات‬
‫المرتبطة بالعنف الجنسي‪ :‬المبادئ والتدخالت‪ .‬جنيف‪ :‬منظمة الصحة العالمية‪.‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية (‪( 2013‬مشروع))‪ .‬برنامج العمل من أجل سد الخصاص في مجال الصحة العقلية‪ :‬دليل‬
‫الدعم واإلشراف‪ .‬جنيف‪ :‬منظمة الصحة العالمية‪.‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية (‪ )2013‬إعادة البناء إلى األفضل‪ -‬من أجل عالجات مستدامة في مجال الصحية‬
‫العقلية بعد حالة مستعجلة ‪ -‬لمحة (ملخص تنفيذي)‪.‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية‪ ،‬تقييم وتدبير الظروف المرتبطة بالتوتر ‪ -‬وحدة دليل التدخل في إطار برنامج رأب‬
‫الفجوة في الصحة النفسية (‪( ،)mhGAP‬منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون‬
‫الالجئين‪.)2013 ،‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المغرب‪ ،‬الموجز الصحي ‪ ،2015‬منظمة الصحة العالمية‪ ،‬المكتب اإلقليمي لشرق‬
‫المتوسط‪ .‬إصدار ‪.2016‬‬
‫• منظمة الصحة العالمية واالكتئاب واالضطرابات العقلية الشائعة األخرى‪ :‬تقديرات الصحة العالمية‪ .‬جنيف‪:‬‬
‫منظمة الصحة العالمية؛ ‪ .2017‬الترخيص‪.CC BY-NC-SA 3.0 IGO :‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ .14‬أمور أخرى‬

‫• اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء‪ ،‬الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ‪.2013‬‬
‫ملف‪C:/Users/franc/Desktop/stratégie%20Nationale.pdf/// :‬‬
‫• عالم العلم والتكنولوجيا‪ 04.09.2017 /‬على الساعة ‪ 14h‬و‪ 16‬دقيقة‪ .‬تم التحديث بتاريخ ‪ 05.09.2017‬على‬
‫الساعة ‪ 06h‬و‪ 33‬دقيقة‪ /‬من قبل أنيس نويل‪.‬‬
‫• للمزيد من المعلومات يمكن الذهاب على الرابط‪:‬‬
‫�‪http://www.lemonde.fr/sciences/article/2017/09/04/les-migrants-cibles-du-trafic-d-or‬‬
‫‪ganes_5180796_1650684.html#XheGWkYomCXDfCgQ.99‬‬
‫لوبينيون‪« :‬تعزيز حقوق المهاجرين بالمغرب‪ :‬مشروع «تمكين‪ -‬المهاجرين»‪.1/3/2012‬‬
‫«تمكين» التقرير النهائي (النسخة األولية) ملخص نتائج المعاينة ووضع نماذج قنوات عرض الخدمات وخطاطات‬
‫التنسيق اإلقليمي ومحاربة العنف ضد المرأة والطفل‪ ،‬بما في ذلك المهاجرات وأطفالهن‪ ،‬في الجهات الستة‬
‫المعنية‪ .‬المستشارات‪ :‬صوفي البخاري مليكة غفران‪.‬‬
‫جمعية أنفو سيرفيس‪ ،‬يناير ‪« :2014‬تعزيز حقوق المهاجرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء»؛ ‪http://www.‬‬
‫‪-sida-info-service.org/?-Assises-ALCS-MAROC‬‬
‫إيدوغي ج‪-‬ل‪ .‬الهجرة وعولمة الشغل‪ .‬المغرب‪ :‬اندماج مواطني جنوب الصحراء في الشغل غير المهيكل (باحثي‬
‫من دفاتر أطاك المغرب‪ ،‬الهجرة والعولمة‪ ،‬أيام دراسية منظمة من قبل مجموعات الشمال التابعة ألطاك‬
‫المغرب‪ ،‬ماي ‪.2010‬‬
‫غفراني ف‪ ،‬بن الصغير ر‪ ،‬حميش هـ‪ ،‬الولوج المهاجرين المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة إلى العالجات‪:‬‬
‫أرقام وحقائق‪ .‬المؤتمر الوطني العاشر لجمعية محاربة السيدا (‪« :)ALCS‬السياسة الجديدة للهجرة والولوج إلى‬
‫الخدمات الصحية» الرباط‪ 17-19 ،‬يناير ‪.2014‬‬

‫‪68‬‬
‫املنظمة الدولية للهجرة‬
‫‪ ،11‬زنقة آيت ورير‪ ،‬السويسي‪ ،‬الرباط املغرب‬
‫‪+212 (0)5 37 65 28 81‬‬ ‫هاتف ‪:‬‬
‫‪+212 (0)5 37 75 85 40‬‬ ‫فاكس ‪:‬‬
‫‪iomrabat@iom.int‬‬ ‫البريد اإللكتروني ‪:‬‬
‫‪http://morocco.iom.int‬‬

You might also like