Professional Documents
Culture Documents
Rapport MHPSS Arabe - 0-1
Rapport MHPSS Arabe - 0-1
النفسية واالجتماعية
في وضعية هشة للمهاجرين
بالمغرب
تقرير دراسة حول االحتياجات النفسية واالجتماعية للمهاجرين والعاملين في مجال الصحة
ُأعد هذا التقريرمن طرف الدكتورة «فرانسواز لينارد» من فريق االستشارات ICI-Santéفي إطار مشروع «تعزيز الخدمات النفسية واالجتماعية
للمهاجرين في وضعية هشة بالمغرب» بتمويل من صندوق المنظمة الدولية للهجرة للتنمية.
محتويات هذا المنشور تقع على عاتق المؤلف وحده وال يمكن اعتبارها كآراء المنظمة الدولية للهجرة أو األمم المتحدة.
يساهم مشروع «تعزيز الخدمات النفسية واالجتماعية للمهاجرين في وضعية هشة بالمغرب» في أهداف األمم المتحدة للتنمية المستدامة
.2030
الفهرس
5
المختصرات
7 كلمة شكر
8 الملخص التنفيذي
8
السياق العام
8 األهداف والمنهجية
8
النتائج
9
االقتراحات
11 .1مقدمة
11
1.1السياق
11 2.1أهمية ظاهرة الهجرة
12 3.1إرادة اإلدماج
12
4.1األعمال التي تقوم بها المنظمة الدولية للهجرة
13
5.1الصحة العقلية
15
.2الخطوات المنهجية
15 1.2المرحلة األولى :االجتماعات المؤطرة
15
2.2المرحلة الثانية :جمع المعطيات .
15 1.2.2استعراض الوثائق
16
2.2.2االستماع إلى الخبراء
18 3.2المرحلة الثالثة :تحليل المعطيات وإعداد التقرير
19 4.2المرحلة الرابعة :ورشة اعتماد التقرير
20 .3النتائج
20 1.3النتائج المواضيعية
20 المثبطة والعناصر المحفزة 2.3العناصر ُ
20 1.2.3التنقل
21 2.2.3الظرفية الوضع المؤقت
24 3.2.3الروابط
28 4.2.3المشاركة المالية
28 5.2.3االضطرار إلى خفض الكفاءات
29 3.3التنظيم المجتمعي
30 .4اإلشكالية النفسية-االجتماعية
30
1.4طبيعة الطلب
30
1.1.4الطلب االجتماعي
32
2.1.4الطلب النفسي أو النفساني
33 3.1.4الكالم
34 .5الرعاية
35
1.5االشتغال في إطار شبكات
37
1.1.5معالجة االضطرابات العقلية
37 2.1.5التكفل الفردي
39
3.1.5إطار التدخل
39
4.1.5وضعية المتدخلين
40
.6الحق في الصحة وفي الولوج إلى الخدمات الصحية
40
.7االرعاية النفسية-االجتماعية
43 .8الوصم والتمييز
46 .9األوجه الثقافية
49
1.9الثقافة
51 2.9اللغة ،التواصل ،وظائف المترجم ،دور الوسطاء
53
3.9تمثالت العالم والصحة
54
4.9تمثالت من االضطرابات النفسية
56
5.9ثقل الدين
57 .10خالصة
58
1.10الصحة
58 1.1.10الصحة العقلية
59 2.1.10الصحة العامة
59 2.10الشق االجتماعي
60 1.2.10السكن واإليواء
60 2.2.10الشغل والعمل
61
3.10الرعاية
61
1.3.10الموظفون
61 2.3.10الثقافة
62 4.10التحسيس /اإلخبار
63
األشخاص الذين تمت مقابلتهم
66
المراجع
66 .1الطب النفسي والهجرة
67 .2الطب النفسي العام
68
.3الجوانب الثقافية
69 .4الطب النفسي بالمغرب وغرب إفريقيا
71
.5الوصم /التمييز
72 .6دراسات استقصائية
72 .7حقوق اإلنسان
73
.8تنقالت هجروية
73
.9الجانب االجتماعي
74
.10القاصرون
74
.11المثليون
75
.12العنف ضد النساء
75
.13تقارير أنشطة الجمعيات
75
جمعية محاربة السيدا ALCS
.14دالئل إرشادية ،تقارير المنظمة الدولية للهجرة ،منظمة الصحة العالمية ،المفوضية السامية
76 لألمم المتحدة لشؤون الالجئين
77 .15قضايا أخرى
مختصرات
6
: LCVFEمناهضة العنف ضد المرأة والطفل
جنسيا
ً : LGBTIالمثليات والمثليين ومزدوجي الميول الجنسي والمتحولين
: MDCMREAMالوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة
: MDGاألهداف اإلنمائية لأللفية
: MdM Beأطباء العالم ببلجيكا
: MDSFSوزارة التنمية االجتماعية واألسرة والتضامن
: MNAالقاصرين غير المرافقين
: MS.2مغرب التضامن الطبي واالجتماعي
: MSFمنظمة أطباء بال حدود
: ODTIالمنظمة الديمقراطية للعمال المهاجرين بالمغرب
: OFPPTمكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل
: OIMالمنظمة الدولية للهجرة
: OMDHالمنظمة المغربية لحقوق اإلنسان
: OMSمنظمة الصحة العالمية
: ONDEالمرصد الوطني لحقوق الطفل
: ONUمنظمة األمم المتحدة
: ONUSIDAبرنامج األمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية /اإليدز
: OPALSالمنظمة األفريقية لمكافحة اإليدز
: PANEخطة العمل الوطنية للطفولة
: PECالتكفل
: PNUDبرنامج األمم المتحدة اإلنمائي
: RAMEDنظام المساعدة الطبية لذوي الدخل المحدود
: SAMخدمة استقبال المهاجرين
: SNIAاإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء
: SNLCVFاإلستراتيجية الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة
: TAMطنجة الستقبال المهاجرين
: TdHأرض الرجال
: UEاالتحاد األوربي
: UNESCOمنظمة األمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة
: UNFMاالتحاد الوطني لنساء المغرب
: UNFPAصندوق األمم المتحدة للسكان
: UNHCRالمفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين
: UNICEFصندوق األمم المتحدة للطفولة
7
كلمة شكر
يتوجه مؤلفو هذا العمل بخالص الشكر للمنظمة الدولية للهجرة ولوزارة الصحة المغربية ،و على الخصوص ،إلى
الدكتورة سميرة الحرشاوي بمديرية علم األوبئة و محاربة األمراض ،على الثقة التي وضعتها فيهم.
كما يتوجهون بشكرهم إلى السيدة أنا فونسيسكا ،رئيسة بعثة المنظمة الدولية للهجرة ،على استقبالها ودعمها،
وبطبيعة الحال إلى الدكتور جوديكاييل ديجال ألحوانسو واآلنسة يمنى بن ميمون على االهتمام والجدية التي
أبانوا عنها ضمن العمل المشترك ،حيث قام جميع العاملين بالمنظمة العالمية للهجرة بتبادل خبراتهم الغنية في
مختلف المجاالت التي تهم الهجرة.
وبنفس الروح ،قام أعضاء الجمعيات بتزويد الخبيرة االستشارية بمعلومات قيمة ساعدتها كثيرا في فهم وضعية
المهاجرين بالمغرب والظروف المركبة الستقبالهم.
تشكراتنا الصادقة لجميع أعضاء هيئات حقوق اإلنسان ،لألشخاص المكلفين بمناهضة العنف ضد المرأة ،وأيضا
للزمالء أطباء األمراض النفسية والعقلية على الحوارات الغنية والمثمرة.
الشكر موصول كذلك ،وبشكل خاص ،إلى الدكتور كمال العلمي (رئيس مكتب برنامج األمم المتحدة لمكافحة
داء فقدان المناعة المكتسبة) على نصائحه المنيرة.
وال يفوتنا أن نبرز أن آفاق العمل مع أعضاء المدرسة الوطنية للصحة العمومية ،وكذا التشاور مع المعهد العالي
لمهن التمريض وتقنيي الصحة ،بدث لنا جديرة بكل التقدير واالهتمام.
وفي األخير ،نتوجه بخالص شكرنا إلى المهاجرين الذين قبلوا أن يدلوا بشهاداتهم الخاصة ،ومنهم من أدلى
بها أمام األخرين ،فأن تحكي قصتك ليس بالشيء الهين ،غير أن لهذه القصص قيمة كبيرة في توضيح وتأكيد
المعطيات التي تم الحصول عليها من مصادر أخرى.
8
ملخص تنفيذي
السياق العام
إلى حدود سنة ،2017نجد أن المغرب يتميز يكونه ،في نفس اآلن ،بلد عبور بالنسبة للمهاجرين الراغبين في بلوغ
الضفاف األوربية ،وأيضا بلد وجهة يستقرون بها ،وهو ما يتضح من خالل حملتي التسوية المنظمتين خالل سنتي
2014و ،2016وكذا من خالل سياسة اإلدماج التي ينهجها المغرب.
وتبقى الفئات المهاجرة متنافرة من حيث الوضعية القانونية المختلفة لألشخاص (الجئون ،مهاجرون سويت
وضعيتهم اإلدارية ،أو مهاجرون في وضعية إدارية غير قانونية) ،وكذا من حيث اختالف بلدانهم األصلية وظروف
ولوجهم إلى المغرب ،ومن حيث اختالف جنسهم وسن األشخاص وحالتهم الصحية....
من بين ما تطلبه االنشغاالت باالستقبال القويم للمهاجرين ،ضرورة معالجة إشكالية صحتهم العقلية والرعاية
بهم نفسيا واجتماعيا ،وفي هذا اإلطار ،يجب التذكير بأن هذا العمل يأتي لتدعيم الجهود المبذولة من قبل
الحكومة المغربية ضمن سياسة الهجرة التي شرعت في تنفيذها منذ شهر سبتمبر .2013
األهداف والمنهجية
لم تقتصر األهداف التي سطرت لهذه المهمة على تحديد الحاجيات في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي
واالجتماعي للمهاجرين ،بل همت كذلك الوقوف على احتياجات الفاعلين الحكوميين وغير الحكوميين فيما
يتعلق بتعزيز الكفاءات في هذه المجاالت .وفي األخير ،يتعلق األمر باقتراح سبل عمل كفيلة بتحسين العرض
المتعلق بخدمات الصحة العقلية والمرافقة النفسية واالجتماعية المتاحة ومن أجل تيسير ولوج المهاجرين
بالمغرب إلى الخدمات الصحية.
شملت المنهجية مرحلة أولى همت عقد اجتماعات مع مختلف المتدخلين الميدانيين ،سواء تعلق األمر بأعضاء
الجمعيات أو المتدخلين من قطاع الصحة أو المهاجرين ،وأيضا موظفين من الهيئات القانونية واإلدارية ،فيما
همت المرحلة الثانية من العمل تدقيق ما تم الحصول عليه تصريحات بقراءة و تحليل حوالي مائة وثيقة .مع
اإلشارة إلى أنه ،ومن أجل تقعيد األساس العلمي لهذه المعالجة ،فقد اعتمدت منهجية الرتكيب بين هذه
الوثائق ،التي غالبا ما تكون مثارة بشكل موجز ،وبين أدبيات المعالجة للموضوع على المستويين الوطني
والدولي .أما المرحلة الثالثة فقد همت صياغة هذا التقرير .تجدر اإلشارة إلى البعد البيداغوجي لهذا العمل الذي
يهدف إلى أن يصبح أساسا لوضع دليل للتكوين في مجال الصحة العقلية والدعم النفسي واالجتماعي لفائدة
المهاجرين بالمغرب.
النتائج
إن الرعاية النفسية واالجتماعية تتمثل في الدمج -ضمن إطار األخذ بعين االعتبار لشخصية المستفيد-بين الرؤية
المتعلقة بالديناميكية النفسية (العوامل النفسية) لهذا الشخص ،وبين تفاعالته مع محيطه (االجتماعي).
لقد اعتاد مجموع المتدخلين على تقييم اإلشكاليات االجتماعية ،مثل :الموارد ،السكن ،العمل ،الوضع القانوني...
إال أنه يجب تحديد طبيعة الطلب وطبيعة المرافقة المرغوب فيها :فالمرافقة قد تهم العالقات؛ كما قد
تهم النفسي-االجتماعي؛ الطبي؛ االجتماعي-االقتصادي؛ المهني؛ االداري أو القانوني .وقد تهم االستراتيجيات
ا-اقتصاديا ،مع األخذ بعين االعتبار المدى البعيد :حاجيات الولوج إلى تكوينات مؤهلة
ً اجتماعي
ً دعما
ً المعتمدة
وإلى خلق أنشطة مدرة للدخل ...إلخ.
ويبقى طلب المهاجرين في هذا المجال واضحا؛ حيث يتعلق األمر بمعطيات مادية ،قالبا ما تكون قابلة للموضعة.
وعلى الرغم من أن تفعيل الحلول ليس باألمر السهل ،إال أن تحديد األهداف وتقييم النتائج يبقى أمرا ممكنا،
9
لتبقى مسألة اإلمكانيات المرصودة مسألة اجتماعية وسياسية ترتبط بالعديد من العوامل :إشكاالت التمييز
وكراهية األجانب ،المشاكل االقتصادية والبطالة ،موقف وسائل اإلعالم...
هذا فيما تبقى الصعوبات المرتبطة بالصحة العقلية ذات طبيعة أخرى.
وعلى الرغم من أن استحضار عملية الدعم النفسي وممارسة االستماع الفاعل يتم بشكل تلقائي ،إال أن مضمونها
يبقى غامضا ويعاني من ضعف الصياغة الواضحة .لتظل الجهود المبذولة من قبل األخصائيين النفسيين ضمن
األرضية الوطنية لحماية المهاجرين ممتازة (في مجال التواصل بين المتدخلين وآليات الرعاية) ،لكنها غير كافية
تماما لتغطية االحتياجات.
وحتى هذه االحتياجات ،فهي تبقى محددة بشكل مبتور ،إن لم نقل إنها غير محددة بالكامل ،فالمهاجرون،
والسيما أولئك المنحدرين من بلدان أفريقيا-جنوب الصحراء ،ينتمون إلى بلدان تشهد نقصا حادا في الموارد
الطبية والمتعلقة بالصحة النفسية والعقلية ،لتبقى المعاناة النفسية مغيبة بشكل كبير.
وبالمغرب ،نجد أن األغلبية الساحقة من العاملين بالقطاع الصحي ال تتوفر على تكوين في مجال التشخيص
وحتى فيما يتعلق بمعالجة حاالت مرضية من قبيل االضطرابات المرتبطة بالقلق والتذمر أو الميول االنتحارية.
وإذا كان يتم ذكر األعراض الالحقة للصدمة بشكل منتظم ،فإن محتواها أو الرعاية بها يبقيان بالمقابل غير
مذكورين.
وتبقى الظروف المادية والموارد البشرية غير مجتمعة حاليا من أجل أن يتم احترام الحق في «الصحة العقلية»،
على النحو الذي تحدده منظمة الصحة العالمية.
ويبقى األطباء النفسيون الذين تم التقاء بهم على تعبئة في هذا المجال ،إذ هناك جهود فعلية مبذولة في
سبيل تحديث الطب النفسي المغربي ،بالرغم من أن الوضع الذي أثاره المجلس الوطني لحقوق اإلنسان خالل
سنة ،2012قد أشار إلى الحجم الضخم لهذه المهمة.
وفي األخير ،يؤكد المتدخلون على ضرورة إشراك الهيئات العمومية من أجل الرعاية بالمهاجرين.
المقترحات:
لن يتأتى تحسين الوضع إال بالتوفير المتزايد للوسائل واالنكباب على تكوين الموظفين:
إذ من أجل تحديد الوسائل الالزمة للرعاية باالضطرابات النفسية ،بات من الضروري إجراء دراسة استقصائية
وبائية .وقد أنجزت بعض الدراسات في هذا الصدد همت السكان بشكل عام ،لكن لم تنجز أي واحدة بالنسبة
للمهاجرين .وهي ما سيمكن من الحصول على المعطيات الموثوق في صحتها من أجل إجراء تقييم دقيق
لالحتياجات ،كما أن األطباء النفسيين الذين تمت مقابلتهم يوافقون على ذلك ،لكونهم طرفا فاعال في ذلك
بطبيعة الحال ،مما يفرض إنجاز عمل أكثر نوعية بعالقة مع الموضوع.
وفي نفس االتجاه ،يؤكد األطباء النفسانيون الذين تمت مقابلتهم على ضرورة تحسيس مهني الصحة العقلية
(من أطباء وأخصائيين نفسانيين وممرضين) عن طريق تنظيم ندوات وحلقات دراسية وإدراج موضوع خاص ضمن
البرنامج الدراسي للطب النفسي ،بعيدا عن الجوانب التي تتداخل فيها الثقافات.
وعموما ،فإن الفاعلين الذين تمت مقابلتهم واعون بالصعوبات التي يوجهونها في مجال الرعاية .فتعزيز
المهارات يتطلب تقوية المعرفة:
بالمهاجرين أنفسهم (ظروف المراحل الثالثة من مسارهم :االنطالق ،السفر ،الوصول) .وفي بعض الحاالت، •
هناك مرحلة رابعة تنضاف ،وهي المتعلقة بالعودة الطوعية من عدمها.
باإلشكاليات النفسية المرتبطة بالمسار الهجروي (انظر الجزء المتعلق بعلم النفس من التقرير)؛ •
بالخصائص الثقافية للنظرة إلى العالم ،إلى والجسد ،وإلى الروابط االجتماعية... •
باألعراض المرتبطة باألمراض النفسية وعالجاتها. •
بهذا الصدد تم اقتراح وحدة تكوينية تعالج مختلف هذه النقاط تتيح بناء منهج يهم صحة المهاجرين بشكل عام،
10
و ذلك بالتعاون مع المدرسة الوطنية للصحة العمومية ووزارة الصحة.
كما أشار الفاعلون الذين تمت مقابلتهم ،السيما أولئك الذين هم على اتصال مباشر مع المهاجرين ،إلى ضرورة
إجراء عمليات إشراف منتظمة ،من أجل تمكينهم من التنظير لتجاربهم وأخذ المسافة الالزمة مع األثار الناجمة
عنها .وتبقى األوضاع المأساوية متعددة ،وسبل معالجتها غير كافية أو غير مرضية تماما ،حيث غالبا ما يتم
التدرع بغياب الوسائل وانعدام بنيات الحماية من أجل رعاية المهاجرين في وضعية هشة ،و كذا ضحايا االتجار
بالبشر والقاصرين غير المرافقين...
كما أن المهاجرين أنفسهم يقترحون تحسيس المغاربة في المدارس وداخل المنظمات غير الحكومية
وبالمستشفيات ومن خالل الجرائد ووسائل اإلعالم بشكل عام ،بمبدأ « :نحن جميعا بشر وأفارقة.»...
يجب أيضا معالجة القضايا المتعلقة بالوصم والتمييز ضمن برامج التكوين وتنظيم حمالت إعالمية بصددها.
فعلى سبيل المثال؛ يبقى من الضروري تنوير المهاجرين حول طرق اشتغال المصالح العمومية ،السيما المصالح
الطبية ،حتى ال يتبادر إلى أذهانهم بأن الصعوبات التي يواجهونا ترتبط بهم بشكل خاص.
11
.1مقدمة
1.1السياق:
يعد المهاجرون من بين فئات السكان األكثر هشاشة ،بحيث غالبا ما يكونون في وضعية إدارية غير قانونية عند
وصولهم إلى المغرب بعد رحالت صعبة تعرضوا خاللها للتمييز أو العنف ،إضافة إلى معاناتهم من مشاكل صحية،
تتفاقم مع صعوبات الولوج إلى العالجات .هذا ما يفرض تحسين اإلجراءات التي تقوم بها الحكومة والفاعلين من
المجتمع المدني من أجل تطوير المساعدة المخصصة لهم ،مع إيالء األولوية لألكثر هشاشة منهم :ضحايا االتجار
بالبشر ،النساء المهاجرات ،األمهات العازبات ،والقاصرين غير المرافقين...
لقد كانت المملكة المغربية على الدوام بلدا وأرضا للهجرة .فخالل سنة ،2013أشار تقرير المجلس الوطني
لحقوق اإلنسان ،الموجه لألمم المتحدة ، 1إلى أن التاريخ الطويل للهجرة بالمغرب واستقباله لها راجع باألساس
إلى عالقاته العريقة مع أفريقيا جنوب الصحراء .كما تشرح هذه الوثيقة اإلطار القانوني الوطني والدولي المنظم
لوضعية المهاجرين فوق التراب المغربي ،السيما الدستور الذي يضمن مبدأ عدم التمييز والحق في اللجوء
والمساواة في الحقوق بين المواطنين المغاربة واألجانب ويقدم توصيات ،بعد تحليل التحوالت الجارية ،المتعلقة
بالمهاجرين والالجئين.
ويقوم المجلس الوطني لحقوق اإلنسان بتحليل الوضع بالطريقة التالية « :ذلك أن المغرب يعد أرض هجرة
بامتياز منذ موجة الهجرة األولى التي انطلقت مع الحرب العالمية األولى ،و أرض استقبال وتوافد ،رغم أن
الوعي الجماعي لم يستوعب بعد هذا المعطى التاريخي» ،كما يشير التقرير كذلك إلى أنه»،ال يمكن للمغرب،
كبلد ينتمي إلى القارة اإلفريقية ،التي تواجه تحديات التنمية وتعيش بانتظام على وقع أزمات سياسية ونزاعات
مسلحة ،أن يظل بعيدا عن عواقب هذا الوضع المضطرب والمرشح لالستمرار ».كما أن المغرب يعاني كذلك
من» آثار السياسة الصارمة التي تعتمدها أوروبا لمراقبة حدودها الخارجية ،إضافة إلى كون المغرب قد أضحى
ملتقى لديناميات متنوعة للهجرة ،يجعل من المملكة ،بشكل تدريجي لكن ال رجعة فيه ،بلدا متعدد األجناس.
فاستمرار هجرة المغربيات والمغاربة ،بشكل نظامي أو غير نظامي ،وبروز تواجد مهاجرين من دول بعيدة (الصين
والفليبين و النيبال ،كما كشفت عن ذلك بعض التوقيفات التي طالت البعض منهم) يشهد بدون شك على
دخول المغرب في خانة الدول المعنية بعولمة التنقالت البشرية».
واليوم ،يوجد ما بين 25000إلى 40000مهاجرا في وضعية إدارية غير نظامية فوق التراب المغربي ،قادمين من
بلدان أفريقيا جنوب الصحراء لكن كذلك هناك أشخاص آخرين قادمين مثال من آسيا ويقيمون بالمغرب. 2
3.1إرادة اإلدماج
لقد نظم المغرب حملتين لتسوية وضعية المهاجرين المتواجدين فوق أراضيه ،وذلك خالل سنة ( 2014تمت
خاللها تسوية وضعية 25000مهاجرا) وسنة.2016 3
كما يشهد على ذلك بالغ «اللجنة الوطنية المكلفة بتسوية وضعية المهاجرين وإدماجهم بالمغرب».
لقد أكد صاحب الجاللة الملك محمد السادس ٬في خطابه السامي الذي ألقاه يوم االثنين 20غشت 2016إلى
األمة بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب بأن «المغرب يعد من بين أول دول الجنوب التي اعتمدت سياسة
تضامنية حقيقية الستقبال المهاجرين ،من جنوب الصحراء وفق مقاربة إنسانية مندمجة تصون حقوقهم وتحفظ
كرامتهم».
.1لجنة حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأعضاء عائالتهم؛ الدورة التاسعة عشرة 9-13سبتمبر ،2013الئحة النقاط التي يتعين معالجتها
بمناسبة استعراض التقرير األول للمغرب (( CMW/C/MAR/1اإلضافي :أجوبة المغرب على الئحة النقاط التي يجب معالجتها.
https://morocco.iom.int/sites/default/files/Fiche%20Projet%20Assistance%20Psychosociale.pdf . 2
. 3نفس المرجع
12
«وتفعيال لهذه السياسة ،قامت بالدنا دون تكبر أو استعالء ،ودون تحقير أو تمييز بتسوية وضعية المهاجرين
وفق معايير معقولة ومنصفة وتوفير الظروف المالئمة لهم لإلقامة والعمل والعيش الكريم داخل المجتمع.
وهذا ليس بغريب عن المغاربة ،في تعاملهم مع ضيوفهم .فخصال الكرم والترحيب ،وحسن االستقبال ،متجذرة
في ثقافتنا وتقاليدنا العريقة».
وفي الثامن عشر من دجنبر ،2014تبنى المجلس الحكومي اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء ،حيث تم
تحديد 27هدفا في إطار 11برنامجا لتفعيل هذه اإلستراتيجية و 81إجراءا في إطار هذه البرامج اإلحدى عشر.
وقد حددت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة أمثلة لبعض العوامل المساعدة على
اإلدماج ،من قبيل :تيسير الولوج إلى المنظومة الصحية والتعليم والتكوين والسكن والشغل وتبني إستراتيجية
للتواصل والتحسيس بخصوص هذه المواضيع. 4
نالحظ من خالل التقديم العام للمنظمة الدولية للهجرة بالمغرب - https://morocco.iom.int/oimmaroc-0 -أن
هذه األخيرة تقوم بأنشطة مباشرة لصالح المهاجرين العائدين إلى بلدانهم األصلية :بحيث استفاد ما يقارب
6412مهاجرا منذ سنة ،2005من برنامج المساعدة على العودة الطوعية وإعادة اإلدماج ،AVRRبعدما عادوا
من المغرب إلى بلدانهم األصلية ,هذا فيما بلغ عدد العائدين إلى المغرب في إطار برنامج المساعدة المذكور
668مهاجرا مغربيا تمت مرافقتهم منذ سنة ،2007إضافة إلى المهاجرين المستقرين فوق التراب المغربي.
ويتم هذا العمل بتعاون مع الشركاء المحليين ،السيما المنظمات غير الحكومية الناشطة بالمنطقة ،بحيث
مكن تكوين المدربين من خلق شبكة من المتدخلين في أوساط المهاجرين ،إضافة إلى تقديم بعض الجمعيات
لخدمات مختلفة فيما يتعلق بالتتبع والدعم.
وفيما يتعلق بالصحة والولوج إلى العالجات« :فبالرغم من كل الجهود المبذولة من قبل السلطات المغربية
ومختلف الفاعلين في المجال الصحي ،بهدف تحسين وضمان ولوج المهاجرين إلى الخدمات الصحية ،الزالت
هناك العديد من التحديات التي يجب رفعها فيما يتعلق بالتكفل الصحي للمهاجرين بشكل عام والتكفل بصحتهم
العقلية وبحاجياتهم النفسية واالجتماعية بشكل خاص »...مؤكدين بذلك على أهمية المشروع اإلقليمي؛ «تعزيز
صحة ورفاهية المهاجرين في مصر وليبيا والمغرب وتونس واليمن» .كما أن هناك أعمال حول الحالة الصحية
والولوج إلى العالجات؛ نذكر منها على سبيل المثال دراسة المتغيرات البيولوجية والسلوكية بالنسبة للمهاجرين
من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ،الذين يوجدون في وضعية غير نظامية ،وهي الدراسة التي تم إنجازها بمدينة
الرباط( 5العلمي .)2014إذ كشفت الدراسة على أنه غالبا ما تكون ظروف العيش صعبة؛ مع التعرض لخطر انتقال
العدوى جنسيا لفيروس داء فقدان المناعة المكتسبة في حالة السكن المختلط واللجوء إلى امتهان الجنس من
أجل كسب لقمة العيش ،إضافة إلى انتشار العنف سواء خالل السفر أو بعين المكان.
كما يشير شيرتي وغرانت ( )2013إلى أنه« :من بين األشخاص الذين قابلناهم ،نجد حوالي الربع ( )22%منهم
تعرضوا لصراع أو الضطهاد سياسي في بلدانهم األصلية ،و 7%منهم فروا من العنف المنزلي أو العنف
المجتمعي. 6
وهو ما تؤكده دراسة المتغيرات البيولوجية والسلوكية ( )2013السالفة الذكر« :إذ أن 10%من األشخاص كانوا
ضحايا العنف الجنسي ،وأغلبهم من النساء ،و 35%من المهاجرين كانوا ضحايا العنف الجسدي».
.4اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء ،الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة :2013ملفC:/Users/franc/Desktop//// :
stratégie%20Nationale.pdf
.5دراسات استقصائية للمراقبة السلوكية والبيولوجية المتكاملة لفيروس نقص المناعة البشرية – المغرب 2013-مديرية علم األوبئة ومحاربة
األمراض .دراسة بيولوجية وسلوكية حول صحة المهاجرين في وضعية إدارية غير نظامية بالرباط -الساهرون على التحقيق -وزارة الصحة (البرنامج
الوطني لمحاربة السيدا ،المعهد الوطني للصحة ،المراقبة الصحية الخاصة ،المراقبة الصحية المعززة) -جمعية محاربة السيدا ( ،) ALCSالمنظمة
اإلفريقية لمكافحة السيدا ( – ) OPALSالصندوق الدولي لمكافحة السيدا -مكتب برنامج األمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة
البشرية /اإليدز
.6شيرتي م .وغرانت ب .معهد البحوث السياسية العامة ( .) IPPRأسطورة العبور :هجرة بلدان جنوب الصحراء بالمغرب ،معهد البحوث السياسة
العامة ،يونيو .2013
13
3.3الصحة العقلية
تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن «الصحة العقلية هي حالة من العافية يستطيع فيها كل فرد إدراك إمكاناته
الخاصة والتغلب على حاالت التوتّ ر العادية في الحياة والعمل بشكل منتج ومفيد واإلسهام في مجتمعه
المحلي» .ويبقى االكتئاب هو السبب الرئيسي لإلعاقة المباشرة في العالم ،حيث يحتل هذا المرض المرتبة
الرابعة في العالم من حيث اإلعتالل ،ومن المتوقع أن يحتل المرتبة الثانية سنة .2020
وتبقى االضطرابات النفسية متفشية بشكل خاص في أوساط المهاجرين؛ حيث يركز تقرير منظمة أطباء بال
حدود 7على «مختلف الحوادث والصدمات التي تقع خالل عملية الهجرة ،والتي قد تؤدي إلى احتياجات نفسية-
اجتماعية حقيقية ،بإمكانها أن تتفاقم في غياب مساعدة مالئمة )...( .ومن وجهة نظر علماء النفس ،تتطلب
مختلف مراحل عملية الهجرة من المهاجرين التكييف الدائم لتصرفاتهم وعاداتهم أو حتى تطلعاتهم ،األمر الذي
غالبا ما يخلق لديهم حالة من التوتر والقلق واالرتباك».
ناج من العنف
وخالل الفترة الممتدة بين سنتي 2010و ،2012قامت منظمة أطباء بال حدود بمعالجة ٍ 697
الجنسي بالمغرب ،أي 122بمدينة وجدة و 575بالرباط ،بحيث أن 41%من هؤالء تظهر عليهم أعراض االكتئاب
و 25%يمثلون حاالت القلق و 21%من حاالت التوتر ما بعد الصدمة.
وتشير دراسة المتغيرات البيولوجية والسلوكية ( 8)2013إلى أن 17.9%من المهاجرين الناطقين باللغة الفرنسية
و 24.7%من الناطقين باللغة اإلنجليزية يعانون من مشاكل نفسية-اجتماعية .كما أن أغلب المهاجرين يتوجهون
إلى المنظمات غير الحكومية من أجل تلقي المساعدة الطبية ( 65.5%من الناطقين باللغة الفرنسية و57.3%
من الناطقين باللغة اإلنجليزية) ،وأحيانا يلجؤون إلى المراكز الصحية (المستشفيات العمومية (الناطقين باللغة
الفرنسية ،22.4% :والناطقين باإلنجليزية .))36.3% :كما أنه غالبا ما تتداخل الصحة العقلية مع الصعوبات
االجتماعية.
وللتذكير ،فإن األهداف المحددة في إطار مهمة هذه الدراسة تمحورت حول تحديد الحاجيات من الصحة العقلية
والمساعدة النفسية-االجتماعية لفائدة المهاجرين وتطوير دليل بيداغوجي للتكوين على الصحة العقلية
والمساعدة النفسية واالجتماعية.
.7أطباء بال حدود« :العنف ،الهشاشة والهجرة :عالقون بموانئ أوربا» ،تقرير حول المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء في وضعية غير نظامية
بالمغرب ،مارس .2013
.8دراسات استقصائية للمراقبة السلوكية والبيولوجية المتكاملة لفيروس نقص المناعة البشرية – المغرب 2013-مديرية علم األوبئة ومحاربة
األمراض .دراسة بيولوجية وسلوكية حول صحة المهاجرين في وضعية إدارية غير نظامية بالرباط -الساهرون على التحقيق -وزارة الصحة (البرنامج
الوطني لمحاربة السيدا ،المعهد الوطني للصحة ،المراقبة الصحية الخاصة ،المراقبة الصحية المعززة) -جمعية محاربة السيدا ( ،) ALCSلمنظمة
اإلفريقية لمكافحة السيدا ( – ) OPALSالصندوق الدولي لمكافحة السيدا -مكتب برنامج األمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة
البشرية /اإليدز
14
2الخطوة المنهجية
لقد مر هذا العمل عبر المراحل التالية:
مكن االجتماعان المؤطران ،،المنعقدين بتاريخي 26أبريل وفاتح ماي ،2017من التذكير بأهداف هذه الدراسة
ومن التوافق حول االستيعاب المشترك للبنود المرجعية للمهمة.
بالتشاور مع أعضاء المنظمة الدولية للهجرة المكلفين بهذه النقطة :الدكتور جوديكاييل ديجال أحوانسو ،مدير
المشروع ،واآلنسة يمنى بن ميمون ،مساعدة البرنامج ،نظمت زيارات ميدانية واستجوابات لألشخاص المرجعيين،
بعد أن تمت صياغة واعتماد األدوات الموظفة في الزيارات واالستجوابات.
ومن بين اللقاءات األولى المبرمجة ،نذكر اللقاء مع الدكتورة سميرة الحرشاوي ،عن قسم األمراض غير المعدية
بمديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض التابعة لوزارة الصحة ،في إطار الشراكة التي تجمع هذه األخيرة بالمنظمة
الدولية للهجرة ،على اعتبارها النقطة المحورية في هذه الشراكة.
هناك مبادئ مختلفة تحكمت في إنجاز الدراسة:
-مقاربة تشاركية ،هدفت إلى إشراك مختلف الفاعلين :المهاجرين؛ وضمنهم ممثلو مجتمعاتهم المحلية حسب
جنسياتهم ،أعضاء المنظمات غير الحكومية ،األطباء النفسانيون ،أعضاء اإلدارات الصحية والمدرسين؛
-مقاربة مبنية على الحقوق ،مع التركيز بشكل خاص على القضايا األخالقية في العالج وفعالية الولوج إلى
العالجات والتساؤل حول مسألتي الوصم والتمييز.
لقد أنجزت هذه المرحلة من خالل إجراء استعراض مدقق للوثائق ذات الصلة ،وعقد سلسلة من االستجوابات مع
الخبراء والفاعلين الرئيسيين بالمغرب ،إضافة إلى روايات المهاجرين.
1.2.2مراجعة وثائقيـة
تم استعراض الوثائق ذات الصلة بالعديد من المحاور (وثائق مفصلة في نهاية التقرير) ،حيث انكبت الخبيرة
االستشارية على تحليل الوثائق المقدمة ،السيما البحوث والمقاالت العلمية وتقارير األنشطة وتقارير لجان
التكوين .إذ مكنت هذه الوثائق من سبك المنظور العام للنتائج وترصيص المكونات النظرية.
تم استكشاف مجاالت مختلفة ،ضمن أبعاد متعددة ،بحيث أن أغلب الوثائق تجمع بين أحد المواضيع التالية أو
العديد منها:
الوثائق الدولية /الوطنية
• توجيهات وتقارير المنظمات الدولية (المنظمة الدولية للهجرة ،منظمة الصحة العالمية ،المفوضية
السامية لشؤون الالجئين ،منظمة أطباء بال حدود)...
• التقارير الوطنية لألنشطة (جمعية الدالئل المرشدة في مجال التدخل (منظمة الصحة العالمية،
اليونيسيف)...
المقاالت العلمية •
15
نصوص الحكومة المغربية :نصوص قوانين ،مراسيم...
• لقد تم االطالع على الخطة اإلستراتيجية الوطنية للصحة والهجرة ( ،)PSNSIلكن ال يمكن استعمالها عل
اعتبار أنها الزالت قيد االعتماد.
حسب وضعية الهجرة:
الجئون ،مهاجرون في وضعية غير قانونية ،مهاجرين عابرون عبر المغرب ،ضحايا العنف ،مهاجرين في وضعية نزاع،
المرحالت والمرحلين ،المغربيات والمغاربة المقيمين بالخارج ،المغربيات والمغاربة الراغبين في العودة...
في مجاالت محددة:
الطب :الطب النفسي :بتصفح موقع البحث الطبي ،PubMedبتاريخ 26أكتوبر ،2017نجد أن هناك 1106
مقاال يجيب عن كلمة البحث «هجرة» و»اكتئاب» ،فيما تتيح تخصصات طبية أخرى مثل علم األوبئة والصحة
العمومية والطب النفسي اإلثني معطيات قيمة.
العلوم اإلنسانية :علم األنثربولوجيا ،علم النفس والتحليل النفسي ،علم االجتماع ،العلوم السياسية ،الجغرافيا ...
• القانون وحقوق اإلنسان
في صيغ مختلفة :
-رسائل إخبارية
-نشرات تعريفية بالمنظمات غير الحكومية
-تقارير أدبية
-وثائق داخلية
باإلضافة إلى الكتب ،البحوث الدراسية ،األطروحات ،المداخالت في المؤتمرات ،المقاالت الصحفية...
مكن االستماع إلى الخبراء من االلتقاء بـــ 65شخصا على أرض الميدان واثنان عن طريق االتصال عن بعد .وتوجد
هذه اللقاءات مفصلة في الملحق رقم .1
وقد جرت هذه اللقاءات والمقابالت بمقر المنظمة الدولية للهجرة وبالمصالح اإلدارية وبمقرات الجمعيات أو
المنظمات غير الحكومية وباألقسام المحلية للجمعيات وفي دور الحماية وحتى في المقاهي ،بمدينتي الرباط
ووجدة.
ضيق الوقت وإكراهات التنقالت ،فرضوا اختيار األماكن واألشخاص الذين يجب مالقاتهم ،حيث وقع االختيار على
مدينتين هما :الرباط (مدينة التمثيليات الدبلوماسية وحيث يوجد العديد من الجمعيات) ،ووجدة (نقطة العبور
بين المغرب والجزائر ومنطقة استقرار المهاجرين القادمين من البلدان األفريقية جنوب الصحراء) .كما تم االلتقاء
باألستاذ عمر بطاس ،رئيس قسم الطب النفسي بالمركز االستشفائي ابن رشد ،بمقر قسمه بالدار البيضاء.
بالموازاة مع دلك ،تم تنظيم لقاءات مختلفة مع أعضاء من الهيئات التالية :
المؤسسات الحكومية:
-وزارة الصحة (السيما قسم الصحة العقلية وأقسام التكوين األساسي والتكوين المستمر)؛
-وحدة العنف بمديرية السكان لدى وزارة الصحة ()DP
المؤسسات األكاديمية:
-المدرسة الوطنية للصحة العمومية ()ENSP
16
-المعهد العالي لمهن التمريض وتقنيي الصحة (الرباط)
مهني الصحة (األطر الطبية وشبه الطبية)
-أطباء نفسانيون بالمؤسسات العمومية أو في العيادات الخاصة
-طبيب عام مكلف بفحص الصحة لتقييم القدرة على السفر من أجل العودة
-طبيب وعلماء النفس بالجمعيات
-العاملين بمراكز الصحة (الرباط)
-العاملين بخلية التكفل ،المكلفة بالنساء ضحايا العنف ،بالمستشفى اإلقليمي الفرابي بمدينة وجدة.
المنظمة الدولية للهجرة ( :)OIMتم عقد لقاءات مع المسؤولين بالمنظمة الدولية للهجرة ،المكلفين
بالمشروع ومساعديهم ،العاملين على برنامج( المساعدة على العودة الطوعية وإعادة اإلدماج -عودة المغاربة
المهاجرين) ،المساعدة على العودة الطوعية وإعادة اإلدماج (عودة المهاجرين إلى بلدانهم األصلية) ومكافحة
االتجار باألشخاص؛ المتدخلين المحليين التابعين للمنظمة الدولية للهجرة ،عناصر الربط التابعين للمنظمة الدولية
للهجرة بوجدة.
ونذكر من بين شركاء المنظمة الدولية للهجرة الذين تمت مقابلتهم ،المنظمات غير الحكومية
والجمعيات (مع جميع فئات العاملين) مثل:
: CEIلجنة التعاون الدولي
: MS.2مغرب التضامن الطبي واالجتماعي -وجدة
: CARITASكاريتاس المغرب ،فرع كاريتاس الدولية
: FOOمؤسسة الشرق والغرب
: ALCSجمعية محاربة السيدا
: AMAMالجمعية المغربية من أجل مستقبل أفضل
جمعية ضوء على الهجرة بالمغرب
17
2.3المرحلة الثالثة :تحليل المعطيات وتحرير التقرير
لقد كان التحليل نوعيا بالمقام األول ،حيث سيكون من الضروري إجراء دراسة كمية إلكمال هذه المعاينة .إذ نتج
عن الطابع النوعي للدراسة تعليقات تم اإلدالء بها خالل اللقاءات ،مدعومة بكتابات مختلفة تم االطالع عليها.
وتبقى إحدى حدود هذا العمل هي التركيز على الهجرة من بلدان جنوب الصحراء ،في الوقت الذي توجد فيه
العديد من الفئات األخرى من المهاجرين ،وكذا طرقا أخرى للهجرة بالمغرب .لكن ،تجدر اإلشارة إلى أن الجمعيات
التي تمت زيارتها تقدم المساعدة أساسا إلى مهاجرين من بلدان غرب أفريقيا.
تم تنظيم النتائج الموضوعاتية ضمن ثالثة محاور:
.1تركز التعليقات المدلى بها باألساس على االضطرابات النفسية واألمراض النفسية لدى المهاجرين الذين تم
تشخيصهم من قبل المتدخلين ،وهذا يشمل تحديد األعراض والدعم النفسي والمساعدة على التوجيه الطبي
والتقرير االجتماعي والعمل المشترك بين الثقافات.
.2المقاربة المبنية على النوع وحقوق اإلنسان ،الوصم والتمييز ،إجراءات التسوية أو االعتراف بوضع الجئ،
القضايا االجتماعية :الحق في السكن والصحة والتعليم.
.3السكان الرئيسيون من بين مجتمع المهاجرين هم :ضحايا العنف واالتجار باألشخاص والقاصرين غير المرافقين
واألشخاص في وضعية هشة.
وتشكل مكافحة الوصم والتمييز موضوعا شامال ،لكون أسبابهما ونتائجهما ذات أبعادا متعددة :قانونية (حقوق
اإلنسان) ،طبية (الولوج إلى العالجات) ،نفسية (وضم الذات ،الذل ،االكتئاب) واالجتماعية (صعوبات /الشغل،
السكن ،الموارد).
.3النتائج
1.3النتائج المواضيعية
المهاجرون الذين سنتحدث عنهم ،تم وصفهم في فقرة أخرى من التقرير ،ونذكر فقط أنه إذا كانت المجموعات
الثالث الكبرى تتكون باألساس من أشخاص قادمين من غينيا والكونغو والكاميرون وكوت ديفوار ،فإن بعض
الخصائص مثل (اللغة ،ومسار الرحلة) سوف تشكل عنصرا هاما في المعطيات التي يقدمها المتدخلون أو
المهاجرون أنفسهم.
ويبقى من الصعب اختراق بعض المجتمعات المحلية مثل النيجيريين ،الذين يتناقص عددهم ألنهم عادة ما
يمرون حاليا عبر ليبيا ،كما تؤثر أسباب الهجرة أيضاً على الحالة البدنية والنفسية للمهاجرين ،كاألسباب السياسية
18
أو العاطفية (كالزواج القسري).
كما أن بعض المهاجرين ال يلجؤون كثيرا إلى الجمعيات ،مثل السوريين الذين يأتون عادة مع عائالتهم ،حيث يأتون
ومعهم مدخرات ،األمر الذي يقلل من طلبهم للمساعدة.
ونعلم اليوم أنه إذا كانت الوجهة األولى نادرا ما تكون المغرب ،فهناك الكثير من األشخاص يريدون البقاء فيه،
إذ كما تشير دراسة مورجي وآخرون (« : 9)2016هناك العديد من المهاجرين الذين يشيرون إلى أن الوجهات
األوروبية لم تعد مثيرة لالهتمام كما كانت من قبل ،ليس فقط بسبب مراقبة الحدود» .كما أنه غالبا ما يبقى
هذا االختيار صعبا 47%« :من األشخاص المشكلين لعينتنا يؤكدون على أنهم لم يكونوا ليغادروا بلدانهم لو
كانوا على علم بما سيعانونه يوميا بالمغرب» .وقد ساهمت حملة التسوية لسنة 2014وكذا حملة شهر دجنبر
،2016في تحسين أوضاع المهاجرين ،كما تشير إلى ذلك مسؤولة في إحدى الجمعيات قائلة« :على الرغم من
الحصول على بطاقة اإلقامة ،فإن العديد من األشياء لم تتبع في القانون العام».
ولكن ،كما تمت اإلشارة إلى ذلك في الفقرة المتعلقة بالصحة ،فإن هذا العمل يهتم بشكل خاص بالجوانب
المتعلقة بالصحة العقلية والتكفل النفسي-االجتماعي.
وبالتالي سنقوم بالتطرق إلى الظروف التي يجد فيها المهاجرون واآلثار المترتبة على نفسيتهم.
1.2.3التنقل
تُ عرف الهجرة نظريا على أنها انتقال من مكان األصل إلى مكان الوصول .ولمحاولة معرفة تسلسل المراحل
المحتملة لهذا االنتقال ومعرفة البلدان التي تم العبور منها أو السكن فيها ،سيتم استخدام 10مصطلح الهجرة
العابرة للحدود.
ويتعلق األمر بتوالي اإلقامات (الطويلة نسبيا) وبمسار الرحلة.
وهنا أيضا ،ستلعب الظروف األولية للنزوح دوراً هاما ،إضافة إلى ما تعرضوا له من وحشية ،وغياب االختيار
ووجود العنف بمكان االنطالق ،وكذا ظروف الحالة النفسية للمهاجر أو الالجئ ،حيث «تفرض الهجرة الناتجة
عن الصراعات المسلحة واالعتقاالت أو االضطهاد أو الكوارث الطبيعية ،حالة من التوتر النفسي واالجتماعي
على األشخاص والعائالت وحتى على المجتمعات التي تعيش هذه الظروف .كما يمكن للطريقة التي يشعر
بها الالجئون ويتفاعلوا وفقها مع الحزن واأللم والشتات والعنف أن تختلف بشكل كبير وأن تؤثر على صحتهم
11
العقلية وراحتهم النفسية واالجتماعية ،كما يمكن أن تزيد من خطر تعرضهم لمشاكل متعلقة بصحتهم العقلية
».وهذا ما تؤكده مالحظات بعض المهاجرين الشباب الذين تم االلتقاء بهم ،إذ أن بعضهم تظهر عليهم حاالت
التوتر ما بعد الصدمة (.)ESPT
ويؤدي مسار الهجرة والتنقالت التي يفرضها هذا المسار ،إلى فقدان التوجيه فيما يتعلق بتغير المناخ والمجال
الجغرافي ،وحتى إلى تغير المناظر الطبيعية .وبالنسبة للبعض الذين لم يسبق لهم أن سافروا كثيراً ،فإن هناك
إحساس بأنهم ضلوا الطريق بشكل تام وأنهم تاهوا.
غالبا ما يسافر المهاجرون مع بعض الممتلكاتويمكن أن يقترن هذا الفقدان المألوف للتوجيه بقلة الموارد (إذ ً
فقط ،التي ال غنى عنها ،وفي بعض األحيان يتعرضون لالعتداء والسرقة أثناء الرحلة) ،إضافة إلى عزلة روحية
وثقافية ،مع اختفاء المراجع المشتركة مع من يحيطون بهم.
ويصف عليوة ( )2012التبادالت والتفاعالت الضرورية بين المجتمعات المستقبلة والمهاجرين« :لقد قطعوا
آالف الكيلومترات بحثا عن حلول لمشاريعهم الشخصية عن طريق تجاوز تشريعات الدول التي تم عبورها وإعادة
.9المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب ،تحديات هجرة إقامة» مورجي ف ،فيري ج.ن ،رادي س ،عليوة م .المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء
بالمغرب .تحديات هجرة إقامة .الجامعة الدولية بالرباط وكونراد أدينوار ستيفونغ .إ .ف.2016 .
.10بولين كارني ،مهدي عليوة ،فاطمة قشة ،أومول خيري كوليبالي-تاندين ،فتيحة مجدوبي ،حسنية صونية ميساوي ،شادية أعراب« ،.تنقالت
الهجرة للرحل» ،المجموعة( 2012/2 ،رقم ،)49ص. DOI 10.3917/mult.049.0076 .76-88 .
.11مفوضية شؤون الالجئين ،ص ،11.الصحة العقلية والدعم النفسي-االجتماعي ،توجيهات عملية من أجل برمجة العمليات لفائدة الالجئين ،مفوضية
السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين.2013 ،
19
ترتيب مسار هجرتهم .وبالتالي فإن ظاهرة الهجرة هذه شبيهة بالترحال عبر سلسلة من المراحل العديدة التي
يلتقي فيها هؤالء المهاجرون ،حتى لو لم تكن هذه هي رغبتهم األولى ،حيث كان عليهم أن يتكيفوا مع طريقة
عيش شبه بدوية للهروب من المراقبة ،وحتى من القمع .إذ تمكنوا ،من خالل التقليد والضرورة التي دفعتهم
إلى ذلك ،من التغير تدريجيا وهم يترحلون على عجلة من أمرهم ،بحيث سلكوا مسارات هجرة «مرسومة» وذات
مراحل معلمة ومحددة مسبقا من قبل المهاجرين السابقين ( ،)..كما قلدوا طريقتهم في التنقل وحتى أسلوب
عيشهم ،لتبقى هذه «المغامرة» لحظة مؤقتة أمال في بلوغ الضفاف األوربية ،وبالنسبة إلى البعض منهم بلوغ
البلدان المغاربية ،لكنها تبقى طويلة بما يكفي ألن يكون لها تأثير عليهم وعلى األشخاص الذين يرونهم يمرون
ويستقرون. 12
وخالل هذا المسار :يبقى المغرب مثل غرفة انتظار ،بابها مغلق ال يفتح ....كأن تكون «بين-بين»« ،بين كرسيين»،
أو أـن تختر البقاء في المغرب.
وقد روى لنا المتدخلون لدى المهاجرين ،ممن التقينا بهم ،كيف أن التكفل بالمهاجرين يستغرق من ساعات
إلى عدة سنوات ،بحيث أن االستقرار صعب :فمن أي لحظة يمكن أن يقول المهاجر أنه استقر بشكل دائم في
المغرب؟ إذ تبقى مسألة الحصول على الجنسية ،التي سنعود إليها الحقا ،إحدى الجوانب التي تُ ساءل مفهوم
االندماج.
يستحضر المهاجرون مفهوم المرحلة كبعد يلتقي فيه الزمان والمكان ،حيث يمكن فيه للشخص «أن يستقر»،
ويريح نفسه من توتر الترحال والحياة اليومية .ولكن كما تشير إلى ذلك امرأة من كوت ديفوار ،ممن تم االلتقاء
بهن ،فإنه يمكن أن تتحول هذه المرحلة إلى طريق مسدود« :أنا عالقة ،إذ ال يمكنني التقدم وال التراجع »...
أيضا ،الخطوات والتنقالت الالزمة التي تؤدي إلى انقطاع طويل نسبيا في التكفل
تتخلل هذه الظرفية المؤقتة ً
بالمهاجرين ،لكن يمكن أن يتعلق األمر أيضا بفترات انقطاع .وغالبا ما يستخدم المتدخلون في هذا اإلطار كلمة
«اختفاء» ،موضحين أن المهاجرين «يختفون» في غالب األحيان .كما يتم استخدام هذه المصطلحات أيضا في
حالة الوفاة ،كإشارة إلى الجانب القاسي لجهات االتصال ،مستأنفة بداللة القطيعة التي يحتويها تعبير آخر:
«مفقود» .وللتذكير ،فإن ربع األشخاص الذين تتتبع أوضاعهم المنظمة الدولية للهجرة هم مفقودون.
وتؤدي هذه التنقالت إلى تعطيل الرعاية العالجية ،السيما العالجات المرتبطة باألمراض المزمنة .وكما يشير إلى
ذلك البروفسور مرهوم الفياللي « :فإن غالبية المهاجرين يتبعون عالجهم بثبات كبير ،السيما النساء وأطفالهن»،
حيث يأتون بانتظام ،ولكن عندما يعتقدون أن لديهم فرصة للعبور إلى الضفة األخرى ،فإنهم يختفون .وتؤدي
هذه المشاكل المرتبطة بعدم االمتثال المتفاوت للتعليمات إلى تطور الفيروس والمقاومات .13
ويجب على المعالجين أن يأخذوا هذا الوضع المؤقت بعين االعتبار في استثماراتهم ،إذ أنهم ُيظهرون حساسية
يجب أن يأخذ استثمار المعالجين هذه الظرفية بعين االعتبار ،إذ أنهم يبدون تحمسا عندما تشجع جودة العالقات،
التي تم ربطها مع المهاجرين ،هذه الفئة على التواصل لتخفيف وقع خبر «اختفائهم» المفاجئ .وهذا يبرهن
على أن المهاجر كان يدرك « مدى القيمة التي يمثلها بالنسبة لشخص معين» ،كما أوضح ذلك أحد أطباء علم
النفس الذين تم لقاؤهم.
وتبقى التوقعات بالنسبة للمستقبل صعبة عندما تجعلك الرحلة تدرك العقبات التي ستواجهها ،بحيث أن هناك
اختالفا كبيرا بين ما تم تخيله وما يوجد على أرض الواقع ،األمر الذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار المثل العليا
وانكسار األحالم التي تغذي الرغبة في العيش واألمل في تحسين المرء لمآله ومآل من هم مقربون منه ،مما
يعطيه األمل في «حياة أفضل .»...وتُ ظهر الكلمات التي تم جمعها (من المتدخلين وكذا المهاجرين) خالل إنجاز
هذا العمل ،ضرورة التسليم واالعتقاد بوجود مكان آخر أفضل ،حيث تبقى المعركة ضارية ضد تسرب التأثيرات
المؤدية إلى االكتئاب ،خصوصا عندما يتم استثمار كل الطاقة في االستمرار في التحرك.
هناك متالزمة تقرن مظاهر جسدية-نفسية بالهجرة ،وهي ما يسمى بمتالزمة أوليس .غير أن استرجاع الفترات
السعيدة في الماضي ،يسكن أيضا المهاجرين وهم يواجهون صعوبات الواقع الراهن ويعيدون إحياء الماضي.
فخالل الرحلة ،لم يكن ممكنا لهم أن ينساقوا وراء الغوص في موجة الحنين إلى الماضي ،والتي ال تبعد عن حالة
.12مهدي عليوة ،الهجرة العابرة للدول عبر مراحل أفريقيا جنوب الصحراء في اتجاه أوربا في ترحال منظم إلى كبريات الحواضر «تحركات الهجرة
والرحل» ،متعددة ( 2012/2رقم ، )49صDOI 10.3917 / mult.049.0076 .76-88 .
.13غيلموت ف .إيسكوفي س .البحث عن حياة الرحل أمام داء فقدان المناعة المكتسبة بالمغرب وفي فرنسا ،هارمانتان ،مارس ،2012 ،ص.108.
20
االكتئاب ،بحيث « كل مهاجر يعي أنه لن يتمكن أبداً من العودة إلى العالم الذي تركه ورائه ،والذي سيكون نفسه
قد تغير مع الوقت الذي يمر (جانكيليفيتش. 14)290 :1974 ،
قائال « :يساهم الشعور بالغربة بشكل أكثر تجريبية في التشكيك في قيمة المكان الذيً ويواصل هذا المؤلف
ً
مقارنة بالمكان الذي جئت منه .إذ تصبح معه التجربة العرضية ،ال لحظة حرجة ضمن المغامرة اإلنسانية، أقف فيه
بل انجرافا لليقظة التي تفقد أسلحتها أمام واقع المنفى .يقظة مجردة من أسلحتها أمام رهنيتها ،خصوصا
وأن الغربة ترتبط بديناميكية عاطفية تمتزج فيها الذاكرة بالخيال .وعلى ضوء الشعور بالندم ،ينبثق من الماضي
جزئيا يفرض نفسه في الحاضر ،محتال مكانة متميزة على الرغم من كسور الغياب وجراح الهجرة .هو ً حيز متخيل
إذن اقتصاد صعب للحسرة ،مركب من التعويض والرغبة في النسيان (فيالنوفا ،)1999 ،يتجنبه مأزق الوقوع
في شرك االكتئاب ،ويفترضه وجه أساسي من هشاشة الهوية لدى المهاجر .اقتصاد للحسرة تبقى وظيفته
األساسية هي الحفاظ على هذا األخير في تماسك واستمرارية ذاته السابقة في وجودها على كل قابلية للتكيف
واالندماج».
دورا ال ُيستهان به،
وفي تحليلها للغربة ،تشرح أمينة عيوش بودا قائلة« :إن المسافة الجغرافية الفعلية تلعب ً
نوعا من التوطين للرغبة )...( ،مع المنفى ،نكتشف أهمية القدرة على الشعور بالغربة .
15
( )...األرض األم تمنح ً
«هوس العودة ،سواء كان مرفوضة أو موعودا بها ،وهما مطمئنا ،أو بؤرة قلق ،فهي تسائل الخطة األساسية
لتماسك البنية الذاتية للمهاجر ويستدعي مسألة انتقال أولي ُيمكّْ ُن من تحمل األثر الذي تركته العناصر القديمة
المرتبطة بالعالم المألوف في األصل ،والسيما في مرحلة الطفولة» .16
وقد أشارت إحدى المتخصصات في علم النفس ،التي تم اللقاء بها في إطار هذا العمل ،إلى أن المهاجرين الذين
تستقبلهم يتكلمون كثيراً عن « قبل» ،إذ عندما يأتون الستشارتها بخصوص معاناتهم النفسية ،يتحدثون عن
الظروف الصعبة التي دفعتهم إلى المغادرة .فبالنسبة للبعض ،كانت المغادرة هي السبيل الوحيد للهروب من
زواج قسري ،وبالنسبة لآلخرين ،كان ذلك بسبب االضطهاد الناجم عن ميولتهم الجنسية وانتمائهم إلى مجتمع
المثلية الجنسية وازدواج الميول وتحويل الجنس (.)LGBTI
ويشير شيرتي وغرانت ( )2013إلى أنه «كما يالحظ ذلك المعالجون بمدينتي الرباط والدار البيضاء ،فالعنف وعدم
االستقرار وانتشار النزاعات في دول مثل جمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي خالل السنوات األخيرة ،كل هذه
أساسيا للهجرة غير القانونية إداريا للمغرب .إذ من بين الذين قابلناهم ،حوالي ربعهم تقريباً
ً العوامل كانت محركً ا
( ،)22%عانوا من نزاع سياسي أو اضطهاد في أوطانهم ،فيما فر 7%من العنف األسري أو العنف المجتمعي .17
لكن العديد من األشخاص من ذوي الميوالت الجنسية المثلية والثنائية والمتحولون جنسياً وضحايا االتجار
باألشخاص ال يعلنون عن أنفسهم وال يلتمسون الحصول على وضع «الجئ» ،كما أن العمل مع الرجال الذين
يمارسون الجنس مع الرجال ( )MSMيشتمل ،حسب ما أفاده فريق جمعية محاربة السيدا ،ALCSعلى مساعدتهم
على االندماج « ،حتى ال يثيروا االنتباه لهم ويتجنبوا االعتداء عليهم».
جرم 77دولة عبر العالم الشذوذ الجنسي بالمعاقبة عليه بالسجن أو التعذيب أو األعمال الشاقة ،حيث ُيعاقب
وتُ ِّ
على الشذوذ الجنسي باإلعدام ،في 10دول هي :أفغانستان ،والمملكة العربية السعودية ،واإلمارات العربية
المتحدة ،وإيران ،وموريتانيا ،ونيجيريا (في الواليات الشمالية االثني عشر التي تبنت الشريعة في قوانينها)،
والسودان ،والصومال ،وإقليم أرض الصومال ،واليمن .كما أن القانون المغربي يعاقب الشذوذ الجنسي ،بتطبيق
مضمون المادة 489من القانون الجنائي ،بحيث أن هذا المنع المستوعب نفسيا ،سينتج عنه نوعين من المعاناة
النفسية :معاناة مع الخوف من أن يحيد عن «القاعدة» التي تحددها األغلبية ،ثم المعاناة المتعلقة بإدراكه أن
.14مارك بريفيجليري« ،تماسك حياة المهاجر :تنقالت الهجرة والتوجهات الوجودية» ،المجلة األوربية للهجرة الدولية [االلكترونية] ،المجلد رقم 26-
رقم ،2010 / 2تم نشره عبر االنترنيت بتاريخ 01سبتمبر ،2013وتم االطالع عليه بتاريخ 30سبتمبر ،2016الرابطhttp://remi.revues.org/5137 :
; DOI : 10.4000/remi.5137
.15عيوش بودا أمينة ( )1999الحنين ،المنفى ،تطور الطب النفسي ،1999 ،64 ،صفحات.271-280 .
.16مارك بريفيجليري« ،تماسك حياة المهاجر :تنقالت الهجرة والتوجهات الوجودية» ،المجلة األوربية للهجرة الدولية [االلكترونية] ،المجلد رقم 26-
رقم ،2010 / 2تم نشره عبر االنترنيت بتاريخ 01سبتمبر ،2013وتم االطالع عليه بتاريخ 30سبتمبر ،2016الرابطhttp://remi.revues.org/5137 :
; DOI : 10.4000/remi.5137
.17شيرتي م .وغرانت ب .معهد البحوث السياسية العامة ( ، .IPPR ). (Optمذكور في صفحة .)8
21
المجتمع سيدين هويته الدفينة ،وأنه سيعاني من الوصم.
أيضا من أجل مرافقة المهاجرين ودعمهم ،في حالة الحاجة إلى تقديم
وتوضح فرق عمل الجمعيات أنها حاضرة ً
شكوى معينة إثر حصول اعتداء.
3.2.3الروابط
تشكل الروابط العاطفية الماضية منها والحاضرة ،انشغاالت بديهية لدى المهاجرين ،كما تشكل عنصرا مساهما
في استقرار حالتهم النفسية.
فخالل لحظات التنقل ،قد ال يكون من السهل أن يحظى المرء برفيق أو رفيقة ،حيث تُ ظهر االستطالعات هيمنة
العزوبة ،التي ترتبط كذلك بسن المهاجرين ،مما يؤدي إلى شعور قوي بالوحدة .وفي دراسة ليفوس ()LEPHOS
حول المهاجرين من جنوب الصحراء بالمغرب ( « ،)2016ليس من الغريب ،بالنظر إلى التوزيع العمري ،بأن يكون
معظم المهاجرين (%( 74.29من العزاب ،كما أن نسبة عالية من المتزوجين ( )24.39-6.44=17.95%يعيشون
بعيدا عن أزواجهم .ومع ذلك ،فإن هذا ال يؤدي إال إلى تغير طفيف في بنية األسر التي شملها االستطالع ،حيث
أن معظم المتزوجين يعيشون بالمغرب في حالة «العزوبة الجغرافية».18
وفي سنة ،2008بالنسبة للعينة التي درستها الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في مجال الهجرة (،)AMERM
كانت األغلبية الساحقة من المهاجرين عزابا ( ،)% 82.2في حين أن فقط 14.8%كانوا متزوجين و 3%أرامل أو
مطلقات .19
كما أنه عادة ما يترك الرجال المتزوجين زوجاتهم في المنزل .وهذا ال يبدو أنه ظاهرة متكررة لدى النساء ،حيث
يميل المهاجرون المتزوجون إلى االلتحاق بأزواجهن في البلد الوجهة.20
نسبيا النساء أكثر ( ،)26.1%مقارنة بالرجال ( ،)11.9%أي أزيد من
ً كما نالحظ كذلك أن وضعية المتزوجين تهم
الضعف من حيث القيمة النسبية.
وفي العمل الذي أنجزه كل من شيرتي وغرانت (« ،)2013لم يكن معظم األشخاص الذين أجريت معهم
المقابالت مرتبطين ،على الرغم من أن بعضهم كان لديهم أطفال في أوطانهم ،ويعيشون مع أفراد من العائلة
أو مع أزواجهم السابقين .كما أن بعضهم قد ربطوا عالقات بعد ذلك أثناء إقامتهم بالمغرب. 21
كما أن عدم االستقرار واالنتقال المرتبط بالهجرة يجعالن العالقات هشة ،حيث يميل كل شريك إلى عدم
االستثمار أكثر في روابط الحب .ومع ذلك ،فإن هذه العالقات تزيد من تحمل الحياة اليومية ،وقد تقدم الدعم
اليومي ،خاصة للنساء اللواتي غالبا ما يرغبن في «شخص يحميهن».
وقد أظهرت الدراسة التي قامت بها الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في مجال الهجرة ( )AMERMسنة
كن عليه في أوطانهن ،حيث «تنخرط النساء في عالقات «مرنة» ،2008أن النساء لهن عالقات مختلفة عما ّ
غير مؤطرة بالزواج ،إذ غالبا ما ال يتحدثن عن الزوج ،بل عن الرفيق .فهل يفعلن ذلك ألنه من المستحيل إقامة
روابط قانونية؟ أو ببساطة ألن طريقة عيشهن الجديدة ال تسمح لهن بالعالقات المستقرة والمنظمة؟ وما هي
ؤمنها الرجل قائمة؟ وهذاالتغييرات التي تنشأ عن هذه التصرفات الجديدة؟ وهل ما زالت فكرة الحماية التي ُي ِّ
قد يعني أن العالقات بين الجنسين قد تغيرت قليال ،كما تمت اإلشارة إلى ذلك أعاله فيما يتعلق بموضوع
التصورات .إذن ،هل يعد إضعاف العالقات عامال يحول المفاهيم والعالقات الزوجية والعالقات داخل االرتباط؟
الرفيق أم
كن سيواصلن حملهن أم ال ،بموافقة ِ ً
خاصة إذا ّ «إذ قد تجد النساء أنفسهن في موقع اتخاذ القرار،
دائما بتلكم البساطة« :فعلى الرغم من أن عملية تمكين النساء تبدو قائمة ،إال أنه ً بدونها .لكن الوضع ليس
ليست كذلك بالنسبة ألكثرهن هشاشة والمعوزات ومن سلبت أموالهن ...بسبب صعوبات المعيشة ،بحيث
تُ ترجم أحيانً ا هذه المنطقيات الزوجية بانعدام األمان واالعتماد الكبير على الرجال».
في حين نادرا ما يتم ذكر الروابط مع األطفال الذين تُ ركوا في أوطانهم .إذ بالنسبة لشيرتي وغرانت ( ،)2013لم
يكن معظم الذين تمت مقابلتهم مرتبطين ،رغم أن بعضهم كان لديهم أطفال في أوطانهم ،إما يعيشون مع
أفراد العائلة أو مع أزواجهم السابقين.
.18مورجي ف ،فيري ج.ن ،رادي س ،عليوة م .المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب .تحديات هجرة إقامة .الجامعة الدولية بالرباط وكونراد
أدينوار ستيفونغ .إ .ف.2016 .
.19الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في مجال الهجرة :المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب :تحليل اجتماعي-اقتصادي ،يونيو .2008
.20بين األماكن :عبور الصحراء -المهاجرون العابرون بالمغرب والرحلة المجزأة إلى أوروبا ،كولير ،مجلد ،39عدد ،4صفحات ،668-690سبتمبر .2007
.21شيرتي م .وغرانت ب .معهد البحوث السياسية العامة ( .) IPPRأسطورة العبور :هجرة جنوب الصحراء بالمغرب ،معهد البحوث السياسة العامة،
يونيو ،2013ص.19.
22
وتشير دراسة المتغيرات البيولوجية والسلوكية ( )2013إلى المعطيات التالية 52%« :من المهاجرين الناطقين
بالفرنسية لديهم أطفال ،مقارنة مع 32.9%من المهاجرين الناطقين باللغة اإلنجليزية .في حين ،فقط 25.8%
من المهاجرين الناطقين باللغة الفرنسية و 46.7%من الناطقين باللغة اإلنجليزية هم من صرحوا بأن أطفالهم
يعيشون معهم حاليا .22
فعندما ندرك أهمية األسرة في الثقافة األفريقية ،حينها ندرك أن هذا الوضع صعب بالنسبة لمعظم المهاجرين،
الذين تبقى مسؤوليتهم وحتمية النجاح لديهم قوية جدا.
وفيما تسهر األسرة على تربية األطفال الذين تركوا وراءهم ،تبقى الهياكل األسرية مهزوزة بسبب الفقر والتغيرات
المجتمعية ،إضافة إلى أوضاعهم الهشة في بعض األحيان.
وتبقى التغيرات االجتماعية المتعلقة بالعولمة واضحة ،إذ « في ظل التحول الديموغرافي ،تشهد البلدان
النامية تحضرا سريعا نتيجة الظروف االجتماعية واالقتصادية والبيئية التي تؤثر على الحالة العقلية لألفراد:
كثافة سكانية عالية ،فقر ،عنف ،هجرة ،إضعاف الروابط االجتماعية . 23...كما يرى بعض البوركينابيين« :أن منظمة
العائلة باألمس كانت تقوم باحتواء المدمن على المخدرات والمدمن على الكحول داخل المجموعة ،بينما في
الوقت الحاضر نحن ننتقل إلى التنظيم الفردي داخل العائلة .24
وقد يصبح البقاء على تواصل مع األطفال الذين بقوا في الوطن صعباً في بعض األحيان ،حيث أن الزيارات إلى
دائما ،مع ارتفاع تكلفة السفر.
ً البلد تكاد تكون مستحيلة بسبب الوضعية التي ال يتم تسويتها
وتُ مكن التقنيات الحديثة وأدوات االتصال ،مثل الهاتف المحمول وكذلك بعض التطبيقات من قبيل (واتساب
دورا أساسيا .لكن هذه
أيضا من رؤية بعضنا البعض ،وبالتالي فهي تلعب ً وفايبر وسكايب) من التحدث ،ولكن ً
المواضيع حساسة للغاية ،بحيث أن النساء بشكل خاص يواجهن صعوبة في التطرق لها .ونالحظ أن الدراسات
أيضا سرية في هذا الموضوع ،باستثناء الدراسة االستقصائية المتعلقة بدراسة المتغيرات
االستقصائية تظل ً
البيولوجية-السلوكية (.)2013
غالبا ما يكون هناك قلق
وهناك شعور بالذنب لدى بعض النساء اللواتي تمت مقابلتهن ،حول فكرة المغادرة ،إذ ً
حول مصير األطفال الذين تركن وراءهن ،إضافة إلى الضغط النفسي الكبير بضرورة النجاح.
وألسباب متعددة ،ستصبح النساء في نهاية المطاف أمهات بالمغرب ،بحيث يشير موظفو الجمعيات الذين
تمت مقابلتهم إلى الجانب المفيد أحيانً ا في هذه المسألة :فالطفل يرفع من احتمال الصعود على مثن الباخرة
أثناء العبور ،ومن احتمال الحصول على المزيد من المساعدات ويمكن من االندماج بشكل أفضل بفضل التمدرس،
يكن أقل عرضة لالعتداء عند تنقلهن برفقة طفل.كما أن النساء يوضحن أنهن ّ
وفيما يتعلق بالطرد ،يتم تعزيز الممارسات الدولية بأحكام الفقرة 2من المادة 29من القانون ( 02-03القانون
المغربي المؤرخ في 11نوفمبر ،2003والمتعلق بدخول األجانب إلى المغرب واإلقامة فيه ،وبالهجرة غير
النظامية) ،الذي ينص على ما يلي« :ال يمكن إبعاد أية امرأة أجنبية حامل وأي أجنبي قاصر».
وخالل سنة ،2008تمكن الباحثون التابعون للجمعية المغربية للدراسات والبحوث في مجال الهجرة (،)AMERM
من جمع شهادات نساء مهاجرات ،حيث أوضحوا ما يلي« :ال شك في أننا يجب أن ننظر إلى وجود أطفال في
فحقيق أن بعض المهاجرات من جنوب الصحراء تركن ٌ المغرب كوسيلة تعزز بعض أشكال االستقرار في البالد.
وراءهن أطفالهن في بلدانهن األصلية ،لكن عملية الهجرة قلبت الموازين ،إذ بعد قدومهن بأمل أن يرسلن
األموال إلى عائالتهن ،وجدن أنفسهن عالقين .كما أن وجود أطفال آخرين هنا وحدهم ،دون وجود أب بالضرورة،
يأخذ منحا مختلفا ،بحيث يبدو أنه يهدف إلى تمكين المرأة من بدء حياة جديدة يكون للطفل فيها دورا هيكليا.
( )...ويمكن لعملية إنجاب طفل أن تكون بمثابة إستراتيجية نسائية فردية لجعل الهجرة غير قابلة لإلصالح».
ويتعلق األمر إذن بمسألة إعطاء معنى لوجودهن وإخفاء معالم الجانب السري .فقد ُيمكِّ ن وجود الطفل من
التصرف وكأن شيئا لم يحدث ،مع ضمان نوع من االستمرارية في مواجهة االضطرابات الكثيرة التي تتخبط فيها
حياة الهجرة .وهذا يساعد على الحفاظ على توازن معين وضمان بعض من الراحة النفسية الشخصية ،بحيث
.22دراسة استقصائية للمراقبة السلوكية والبيولوجية المتكاملة لفيروس نقص المناعة البشرية – المغرب ،2013ص46 .
. 23سيني هـ ،دوما .د ،بروز اضطرابات نفسية وتحوالت اجتماعية بالنيجر بخصوص الحالتين السريريتين ،المؤتمر األول لمجتمع الصحة العقلية بإفريقيا،
واغادوغو ،فبراير .2014
.24بونكيان أر .أونغو .ج.ج ،سوم س .وآخرون .التحوالت االجتماعية اإلفريقية ونفسية الطفل .المؤتمر األول للمجتمع األفريقي والصحة العقلية،
وغادوغو ،فبراير .2014
23
أن هذه االستنتاجات لم تظهر بالتأكيد بوضوح خالل المقابالت .ومع ذلك ،يمكن استنتاجها من التعليقات
التي أبدتها النساء اللواتي يؤكدن على السعادة التي تجلبها رعاية أطفالهن ورؤيتهم يكبرون تحت مسؤوليتهن
كأمهات مهتمات بتوليهن دورهن ،دون مراعاة لقيود المحيط ،التي تجعل حياتهن كلها رهينة بوجود األطفال،
لكون إنجاب األطفال يسمح بشكل غير مباشر بإخفاء حدود االختباء.
كما يتم ذلك إلبعاد بعض أوجه الشك التي يثيرها الوضع السري ،إذ من المرجح أيضا أن وجود األطفال «يسهل»
استمرار اإلقامة في المغرب ويستخدم كحصن ضد عمليات الطرد« :من الصعب جدا طرد امرأة لديها أطفال»،
«يتم اإلشفاق أكثر على المرأة التي لديها األطفال» ،تقول عدة أمهات( .كلمات مستقاة عدة مرات من قبل
المتدخلين الذين يهتمون بهؤالء النساء).
ومن ناحية أخرى ،فإن عمليات التعلق ستكون صعبة عندما يكون الطفل «نتيجة لمصيبة ،جراء االغتصاب وأمام
استحالة إجراء اإلجهاض».
وتتشابك الروابط على عدة مستويات ،بحيث تشير المفوضية السامية لشؤون الالجئين( ،)HCRإلى أنه «في
حاالت الهجرة الجماعية ،قد تنحل هياكل المجتمع العادية والتقليدية ،مثل األسرة الكبيرة والشبكات المجتمعية
غير الرسمية ،وهي الهياكل التي تدعم عادة رفاهية المجتمع. 25
ويصف جيدا السيد عليوة في أطروحته لنيل الدكتوراه في علم االجتماع ( ، 26)2011سرعة العالقات التي يتم
ربطها ،والتي سرعان ما يتم حلها من قبل رفقاء المغامرة.
أيضا ،إذ سيكون من الضروري عندئذ االهتمام
كما أن هناك تضامن خالل اللحظات المشتركة ،لكن التعلق خطير ً
باآلخرين حيث يسود «كل شخص لنفسه» ،وهو ما يميز أهمية الشبكات.
ويصف المتدخلون لدى المهاجرين ،من الذين تمت مقابلتهم في إطار هذا العمل ،كيف يفقد المهاجرون بعضهم
البعض أثناء السفر ،بحيث أن أكبر تجريد هو أن يتم تجريدهم من وسائل االتصال .كما يروي شاب من مالي ،خالل
إحدى مجموعات التركيز ،أنه بعد سرقة هاتفه المحمول ،أعاد بناء شبكته عن طريق البحث المتأني على شبكة
فايسبوك.
وبطريقة يبدو أنها متناقضة ،يظهر التنقل على أنه إحدى الوسائل« :في حين كان التوطين والتأصيل باألمس
رئيسيا ،إذ تبقى من المفارقات أن حرية تنقل األفراد
ً دورا
التنقل ً
ّ هما مفتاح نجاح مشروع الهجرة ،واليوم يلعب
األكثر فقرا مقيدة في ظل هذا السياق المحكوم بالعولمة االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،حيث تبدو فيه
التنقالت كدعامة حقيقية لهجرة ناجحة .فالتنقل يخلق الروابط والعالقات والتبادالت والترابطات التي تغذي
شبكة الهجرة وتسمح للمهاجرين بالتحرك والمساهمة في تطوير مجال الهجرة الدولية .27كما أنها تخلق «معرفة
بدوية ،وتعلم االعتماد على النفس ،ومعرفة الموارد المتعلقة بالحدود بفضل مهارة اجتماعية معينة من أجل
االختراع واالبتكار الدائمين ،وبشكل أكبر فيما يخص عملية الترحال».
ولكن الحفاظ على الروابط يعني البقاء على اتصال باألشخاص ،إما الذين تركوا عند المغادرة أو على الطريق ،وحتى
المهاجر الذي ينوي االلتحاق بالمهجر« .ويستخدم أفراد العائلة تقنيات االتصال الحديثة للحفاظ على الروابط
العابرة للحدود ،إذ أن الممارسات المرتبطة باستخدام هذه التقنيات تدل على اشتغال األسرة .كما تساهم ذات
الممارسات في تعريف مفاهيم مثل الداخل والخارج والقرب والبعد ،والمشاركة واإلقصاء في التبادالت بين
أفراد نفس العائلة .إننا أمام «سيناريو ثقافي جديد» يمكن من الحافظ على عالقات وثيقة ومنتظمة عابرة
للحدود ،ويعزز أهميتها بالنسبة لألسر التي تعيش في المهجر. 28
4.2.3المشاركة المالية
غالبا ما يكون المهاجر حامال الستثمار العائلة واألقارب واألصدقاء أو مجموعة معينة (استثمار عاطفي ولكن
أيضا مالي).
.25المفوضية الشامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين ،الصحة العقلية والدعم النفسي االجتماعي ،توجيهات عملية من أجل برمجة العمليات لدى
الالجئين ،المفوضية الشامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين ،2013 ،ص.11.
.26عليوة م ،.المرحلة المغربية لعبور المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء صوب أوربا :امتحان بناء شبكات ومع بلدانهم .أطروحة دكتوراه في علم
االجتماع من تأطير أنجيلينا بيرالفا وأالن تاريس .تولوز ،2المناقشة بتاريخ .)29-06-2011
.27تنقالت هجرة المغربيات والمغاربة الرحل ،شادية أعراب ،بولين كارني ،مهدي عليوة ،فاطمة قشة ،أومول خيري كوليبالي-تاندين ،فتيحة مجدوبي،
حسنية صونية ميساوي ،شادية أعراب« ،.تنقالت الهجرة للرحل» ،المجموعة( 2012/2 ،رقم ،)49صDOI 10.3917/mult.049.0076 .76-88 .
.28جيسين ستورم وآخرون« .العالقات العابرة للحدود وديناميكيات األسر ،تأثير التكنولوجيات الحديثة على التواصل والروابط داخل عائالت
المهاجرين» ،دفاتر نقدية للعالج األسري والممارسات داخل شبكات ( 2017/1رثم ،)58صDOI 10.3917/ctf.058.0171.171-187
24
كما تم التذكير بذلك في دراسة مورجي ف و آخرون« :)2016(.حتى لو لم يرحلوا ،وألسباب مختلفة ،فإن هؤالء
األقارب ،يوافقون على خيار الذين ذهبوا ،بحيث أن معظم المهاجرين ليسوا على قطيعة مع الحس المشترك.
شيئا تمت الموافقة عليه ويطلبون بأن تتم مساعدتهم .وإذا كانت الهجرة يمكن ً فعلى العكس ،هم يفعلون
أن تظهر كمغامرة ،من جوانب عديدة ،إال أنها تعتبر ضرورة بالمقام األول .إذ تمثل المدخرات الشخصية ودعم
أوال كمصدر رئيسي ثم كمصر ثانوي .كما تؤثراألسرة 93%من مصادر تمويل هجرة المرشحين لها ،بحيث تأتي ً
أوال من حيث التحويالت ،وكذا فيما يتعلق
ً للمهاجرين؛ أهمية األسرة ،كمصدر للتمويل ،على السلوك المستقبلي
بدال من إضعافها ،حتى لو خضعت لبعض ً بآفاق العودة .ففي الواقع ،تشكل الهجرة تعزيزا للروابط األسرية
التحوالت .29
ويمكن طلب هذا االلتزام المالي ،الذي يشهد عن تعبئة المجموعة ،مرة أخرى حسب األولويات التي تقتضيها
الرحلة ،إذ في حال أرسلت العائلة األموال المطلوبة ،فغالباً ما يكون المهاجر على وعي بإفقار العائلة بعد إرسالها
لهذا الدعم المالي ،لكن في حال رفضت ذلك ،فهذا يضعه أمام احتمال مزدوج :إما أن المبلغ المطلوب ال يمكن
جمعه ،أو أن العائلة أو األقارب ال يرغبون في تمويل هذه الرحلة التي يبدو أنها لن تعطي إال النتائج السلبية
فقط.
خالفا لبعض األفكار الرائجة ،ليس األكثر فقرا وال األقل تعليما هم من يهاجرون ،حيث توضح دراسة ،201630
المذكورة أعاله ،هذا المعطى:
تقريبا قد تابعوا دراستهم بالتعليم
ً «يتضح أن المستوى التعليمي للمهاجرين مرتفع نسبيا :إذ أن نصفهم
العالي( )...( .)49.27%وهذا ما ُيفسر كون بعضهم طلبة ،ولكن خصوصا كون الهجرة تتطلب موارد مالية ،وأنه
عموما هناك عالقة بين متابعة الدراسة بالتعليم العالي والتوفر على المزيد من الوسائل المالية أكثر من اآلخرين.
فمن ناحية أخرى ،يكون األشخاص المثقفون مسلحين بشكل أفضل للحصول على المعلومات الالزمة للهجرة
واستخدامها .وال شك أنهم كذلك أيضا من وجهة نظر الرأسمال االجتماعي ،أي من ناحية القدرة على الولوج إلى
الشبكات والحصول على الدعم ،كما سنالحظ أيضا أن هذا المستوى التعليمي العالي يؤثر على اندماج المهاجرين
على مستويين :على المستوى المهني ،بحيث يفتح الباب بالنسبة لبعض األنشطة في القطاع الرسمي (أبناك،
التأمينات ،الصحافة )...؛ وكذا على المستوى االجتماعي .في حين تبقى التأثيرات متناقضة ،ألنه إذا كان التعليم،
من جهة ،يسهل الحصول على الرأسمال االجتماعي ،فإنه يؤدي ،من الناحية األخرى ،إلى «الرفض» ،ألنه ُينظر إلى
المهاجرين من أصحاب الشواهد كمنافسين للخريجين المغاربة».
لكن للحصول على عمل معين ،فإن العديد من المهاجرين على استعداد لقبول التراجع في التصنيف ،أي قبول
تأهيال من التي يستطيعون المطالبة بها من خالل تكويناتهم وشواهدهم .وهذا الوضع يؤدي إلى ً وظيفة أقل
تراجع الصورة الذاتية ،إذ بعد فقدان هوية األب والزوج ،يمكن أن يكون فقدان الوضع االجتماعي صعبا للغاية.
كما يبقى عدم االعتراف بالمؤهالت المكتسبة في البلد األم مصدرا لإلذالل وربما شعور بالظلم والتجاهل.
«علينا أن نبدأ من الصفر .»...شرح مهاجرة تم االلتقاء بها.
3.3التنظيم المجتمعي
يعد الجانب المتعلق بالتنظيم المجتمعي مهما فيما يخص ظاهرة الهجرة ،بحيث أن األشخاص الذين تم االلتقاء
بهم وحتى المهاجرين أنفسهم يشيرون إليه بشكل تلقائي ،إذ تتم التجمعات حسب البلد والعرق وأحيانا حسب
أيضا حسب اللغة واللهجة.
الدين ،ولكن هناك اختالفات ً
ويوضح المهاجرون أن هذا التعود وتقاسم المعالم لهما جوانب إيجابية مطمئنة ،بعد جو عدم الثقة الذي
يقتضيه الحذر على الطرق .إذ تؤدي الشبكات القائمة على المعارف والمواطنين من نفس البلد إلى رص صفوف
النظام االجتماعي ،في الوقت الذي قد يشمل فيه مسار الهجرة مراحل التجوال .وهذا يساعد على إيجاد طريقة
للعيش ولغة وثقافة وعادات معينة.
ولكننا نسمع ،بشكل أو بآخر ،أن هذه التجمعات المجتمعية يمكن أن تؤدي إلى فقدان االستقالل الذاتي
.29مورجي ف ،فيري ج.ن ،رادي س ،عليوة م .المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب .تحديات هجرة إقامة .الجامعة الدولية بالرباط وكونراد
أدينوار ستيفونغ .إ .ف ،2016 .ص.32 .
.30نفس المرجع ص26.
25
واالستقالل في حرية االختيار ،أحيانً ا في مجاالت حميمة للغاية مثل استمرار الحمل على سبيل المثال .ويمكن
أن تكون التجمعات مقابلة لالنسحاب ،مما يسبب صعوبات في االندماج ،ألن معظم المهاجرين في الواقع ال
يعرفون المجتمع المغربي.
ويمكن ألصحاب القرار أو الرؤساء أن يستعملوا سلطة مفرطة وتعسفية خالل أدائهم لدورهم التنظيمي
والمتعلق بالتسوية ،حيث أنه من بين هؤالء الذين تمت مقابلتهم ،يبقى معظمهم متعبون وقلقون بسبب
حجم المسؤوليات الملقاة على عاتقهم ،فيما يتبنى البعض اآلخر مواقف القوة المطلقة .غير أن البعض يفسر
بأن موقفهم من المسؤولية هو أيضا موقف خاص ،ألنهم يعتبرون أنفسهم «خارج اللعبة» بالنسبة للبعض.
فيما يحمل آخرون ثقل اهتمامات المهاجرين اآلخرين أكثر من اهتماماتهم .وبهذا المعنى،
يعتبرون أنفسهم «مساعدين» للجمعيات أو المنظمات غير الحكومية ويميلون ألن يصبحوا محترفين ،وأحيانا
في دور «الوسطاء» بشكله الرسمي.
نوعا من «الدولة داخل
كما أن تواجد نظام داخلي للعدالة ،يجنب اللجوء إلى الشرطة والعدالة المغربية ويخلق ً
هرميا .إذ في سياق
ً الدولة» .وكما ورد في دراسة عام « ،200831فإن مجتمع البلدان جنوب الصحراء ال يزال
الهجرة السرية ،يؤدي العنف الذكوري إلى حبس النساء داخل عالقات الهيمنة التي تجعلهن أكثر ضعفا ،ليظل
باب لجوئهن إلى العدالة مغلقا أمامهن بسبب وضعهن .وتبقى الوساطات الوحيدة الممكنة هي تلك التي تتم
من جانب المجموعة أو جمعيات المرأة اإلفريقية جنوب الصحراء».
وقد تم الكشف عن االنتهاكات التي تم التعرض لها ،مثل التهديدات بالقتل ضد رجل يشتبه في تنديده بوسيط
في مجال الدعارة ...إذ يقال أن المافيا النيجيرية تتسلل إلى المجتمعات ،حيث ينشط المتاجرون باألعضاء في
تنظيمات ،مع طلب قوي من دول مثل مصر.32
.4اإلشكالية النفسية-االجتماعية
يمكن أن تكون عناصر السيرة الذاتية التي ذكرناها ،والتي تحدث من قبل وخالل الرحلة وفي المغرب وعند
العودة ،في حاالت معينة ،هي سبب الصعوبات النفسية .ولتجنب دخول دوامة المشاعر المؤلمة ،يتم وضع
الدفاعات النفسية المعتادة :الكبت ،الرفض ،اإلنكار....
للم ُثل وأن يستمر األمل في حياة أفضل ،إضافة إلى
ولكي ال ينهار الشخص ،يجب أال يكون هناك «تفكيك» ُ
أنه يجب أال يكون هناك غياب للدافع والشجاعة والعزيمة ،وإال فقد يعم التذمر وأزمات القلق واألفكار
االنتحارية....
ومع ذلك ،هناك عبارات ُذكرت مباشرة من قبل المهاجرين أو من قبل المتدخلين الذين تم االلتقاء بهم ،تشير
إلى بعض التصريحات المقلقة من قبيل »:لم أعد قادرا على فعل أي شيء ،أفضل الموت على العودة.
.1.4طبيعة الطلب
1.1.4الطلب االجتماعي
غالباً ما يكون الوضع االجتماعي للمهاجرين متدهوراً للغاية في مناطق معينة من المغرب (مدينة الناظور على
سبيل المثال) .وﯾﺻف ﺗﻘرﯾر اﻟﻣﻧظﻣﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻟهجرة لسنة 2015هذه اﻟظروف اﻟﻣﻌﯾﺷﯾﺔ اﻟﺻﻌﺑﺔ« :ﯾﺟدون
ﻓﻲ اﻟﻣدﯾﻧﺔ مالجئ مؤقتة تفتقر لمياه الشرب ولجميع شروط النظافة (ﻓﻲ اﻟﺷوارع ،ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎبر ،ﻋﻟﯽ أسطح
اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ ،وراء المساجد )...وحتى في الغابات .ومن الممكن أيضا أن يقوموا برحالت ذهابا وإيابا بين المدينة
والغابة :مع األموال التي تم توفيرها في المدينة ،من أجل شراء الطعام لقضاء فترات في الغابة.33 ...
.31الجمعية المغربية للدراسات والبحث في مجال الهجرة ،المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب :تحليل اجتماعي-اقتصادي ،يونيو 2008
ص.115.
.32أنييس نويل ،المهاجرون ،هدف للمتاجرين باألعضاء ،العالم العلمي والتكنولوجي 04.09.2017 /على الساعة *14h16تم التحديث بتاريخ
05.09.2017على الساعة .06h33يمكن االطالع على المزيد على الرابطhttp://www.lemonde.fr/sciences/article/2017/09/04/les- :
.migrants-cibles-du-trafic-d-organes_5180796_1650684.html#XheGWkYomCXDfCgQ.99
.33المساعدة النفسية واالجتماعية التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة إلى المهاجرين في وضعية هشة والمنكوبين في السياق المغربي .تقرير
التشاور (الدراسة والخريطة) .نوفيتا أماد ،نوفمبر http://www.novitamadei.it/site/wp-content/uploads/2017/05/Assistance- .2015
26
ويبقى الغذاء بطبيعة الحال في صلب االهتمامات ،حيث تشير الكاتبة نفسها ،نوفيتا أماد ،إلى أن « المهاجرين
الذين تمت مقابلتهم يؤكدون في قصصهم على تجربة المعاناة -وهو مصطلح يتكرر باستمرار خالل وصف
الرحلة والعيش بالمغرب -وهو ما يتجلى من خالل األجساد التي أضعفها نقص الغذاء واألفكار المتكررة وآالم
الرأس ومشاكل النوم والتعب الكبير واإلرهاق».34 ...
وتقدم الجمعيات خدمات الطوارئ والمساعدة األساسية ،إذ قامت جمعية ALCSعلى سبيل المثال ،بتفصيل
هذه المساعدات في تقريرها األدبي لسنة ،2017بما في ذلك الشق الطبي الذي يركز على التكفل بفيروس
نقص المناعة البشرية.
«تشمل الخدمات االجتماعية الرئيسية ما يلي :تقديم بطاقات تموينية واألغطية ومستلزمات النظافة
والمالبس والفحوصات البيولوجية واإلشعاعية واالستشارات المتخصصة والوصفات الطبية واألفرشة والحليب
االصطناعي . 35
وبالتالي فإن هذا التخصص في مجال فيروس نقص المناعة البشرية يقوم بتوجيه معايير الهشاشة« :بالنظر إلى
الوضع الحرج للمستفيدين من خدماتنا؛ يتم تقديم المساعدة االجتماعية المستعجلة للحاالت األكثر هشاشة
وفق للمعايير التالية:
-النساء المصحوبات بأطفال و/أو الحوامل اللواتي قدمن إلى الرباط من دون شبكة اجتماعية.
- -القاصرون غير المرافقين.
-المرضى الذين يتابعون من أجل داء فقدان المناعة المكتسبة أو مرض السل.
-حاالت أخرى يتم تحديدها بعد التقييم االجتماعي خالل تقديم المساعدة االجتماعية أو بعد التقييم في إطار
36
المساعدة النفسية المستعجلة ،حيث يجب تحديد الحاجيات األساسية (التغذية ،الماء الصالح للشرب ،المأوى.)... ،
كما تبقى مسألة الدخل أمرا جوهريا :حيث تصف دراسة ،2016على وجه التحديد ،هذا الوضع كما يلي« :يبقى
الدخل غير مضمون كلما كان النشاط غير مهيكل ومتقطع (بمعنى آخر ،تشكل مسالة إكمال الدخل مصدر قلق،
وحتى مصدر إزعاج يومي للعديد من المهاجرين) .37
إن تأثيرات نقص المال متعددة ،مع تمديد مدة اإلقامة بالمغرب ،على سبيل المثال:
«ويترتب عن ذلك أن انخفاض دخل المهاجرين ،ليس فقط بقاء الذين خططوا لبلوغ الضفاف األوربية عالقين فوق
التراب المغربي ،بل أيضا ،ومع نوع من المفارقات ،أولئك الذين لم يجدوا ما كانوا يأملون وجوده .وفي جميع
األحوال ،يؤدي هذا األمر إلى تمديد فترة اإلقامة مع تعديل تطلعاتهم ،ألن متوسط إقامة مهاجرينا يتجاوز 35
شهرا بالنسبة للدراسة االستقصائية التي أجرتها الجمعية المغربية للدراسات واألبحاث
ً تقريبا مقارنة بـ 30
ً شهرا
ً
38
حول الهجرة خالل سنة .2008
ويمثل الحصول على وظيفة أو حتى على فرصة شغل تحديا فعليا.
فحسب دراسة « ،2016يعمل غالبية المهاجرين إن لم نقل معظمهم في أنشطة مدرة للدخل ،بما في ذلك
التسول والدعارة ،بحيث تأتي هذه األنشطة األخيرة متسلسلة .فزبناء الدعارة (استناداً إلى معطيات المسح
النوعي) يكونون بشكل رئيسي من مواطني بلدان جنوب الصحراء ،حيث يتعلق األمر بنشاط متسلسل ومتكامل.
ويمكن قول الشيء نفسه عن التسول ،على األقل بالنسبة لبعض أولئك الذين ينخرطون فيه :إنه يأتي ليكمل
موارد أخرى ،طالما أنها غير كافية .ففي الواقع ،تظهر كل من الدعارة والتسول كالمسكنات ،في الوقت الذي
يمكن أن نجد فيه مسكنات األخرى ممكنة ،مثل :القيام بأكثر من عمل ،الحصول على»أعمال بسيطة» ،اللجوء
إلى المساعدة المقدمة من اآلباء واألصدقاء بعين المكان من أجل الحصول على المال الذي ترسله العائلة ،39
وذلك على الرغم من أن هؤالء المؤلفين يشيرون إلى معدل اعتراف بالتسول منخفض للغاية (.)3.99%
psychosociale-aux-migrants-vulne%CC%81rables-et-en-de%CC%81tresse-dans-le-contexte-marocain.pdfص.14 .
.34نفس المرجع ص28.
.35التقرير األدبي المنظمة الدولية للهجرة -جمعية ، ALCSغشت 2016-يناير .2017روفراني ف .أنشطة الوقاية والتكفل بالمهاجرين فيما يخص
األمراض المنقولة جنسيا/السيدا .ص12
.36نفس المرجع ص15 .
.37مورجي ف ،فيري ج.ن ،رادي س ،عليوة م .المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب .تحديات هجرة إقامة .الجامعة الدولية بالرباط وكونراد
أدينوار ستيفونغ .إ .ف 2016 .ص47.
.38نفس المرجع ص49
.39مورجي ف ،فيري ج.ن ،رادي س ،عليوة م .المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب .تحديات هجرة إقامة .الجامعة الدولية بالرباط وكونراد
أدينوار ستيفونغ .إ .ف .2016 .ص .64
27
ويعيش المهاجرون في وضعية إدارية غير نظامية في إطار التهميش االجتماعي واالقتصادي ،حيث كانت
الوضعية خالل سنة 2008كالتالي« :كان المهاجرون مجبرون على العيش في المغرب لفترات أطول نسبيا،
لتبقى تلبية احتياجاتهم بمثابة عذاب يومي .إذ أن 4.59%من المهاجرين لن يكون لديهم مصدر للدخل ،كما أن
معظمهم يعيشون باألموال التي ترسلها أسرهم من الخارج ( ،)44.4%ومن التسول ( )18.8%أو من مختلف
المساعدات المقدمة من الجمعيات الخيرية ( ،)7.9%فيما 11.5%يمارسون أعماال بسيطة.40
ويبقى السكن مصدر قلق كبير ،إضافة إلى وجود التمييز« :حيث أن 56.34%من األشخاص المعنيين ال يستطيعون
كراء المنازل ،ألنهم مهاجرين من بلدان جنوب الصحراء .ونتيجة لذلك ،سيكون من السهل على أصحاب المنازل
شروطا غير مواتية ،سواء من حيث السومة الكرائية أو من
ً الذين يستهدفون هذه الفئة من الزبناء بأن يفرضوا
حيث رفاهية المكان وموقعه .41
كما يبقى كذلك الطلب على الصحة قويا جدا ،نظرا لظروف العيش :حيث أن االختالط وعدم الولوج إلى خدمات
النظافة يعزز انتشار األمراض المعدية :فيروس نقص المناعة البشرية ،السل ،الجرب ...وقد أكد المتدخلون كذلك
بأن رفض تقديم العالجات ليس باألمر النادر ،مما يزيد من صعوبة الرعاية..
وتصف جمعية ،ALCSالتي تستقبل المهاجرين من خالل الشباك الوحيد الذي يسمح بالولوج إلى الخدمات
الصحية والنفسية واالجتماعية ،الوضع الهش للمهاجرين الذين تستقبلهم في إطار الفحص ثم التكفل بفيروس
نقص المناعة البشرية .فقد يطرح الولوج إلى العالجات عدة إشكاليات ،السيما عندما يكون المهاجرون في
وضعية غير نظامية ،إضافة إلى أن هناك درجة عالية من التعرض لألمراض المنقولة جنسيا /فيروس نقص المناعة
البشرية في حاالت االختالط في السكن واللجوء إلى امتهان الدعارة من أجل العيش .كما أن آثار ومخلفات العنف
الجسدي أو الجنسي ليست بدورها نادرة.
وبالتالي يبقى من الضروري إجراء فحوصات للكشف عن االضطرابات النفسية ،مع تحديد طبيعة الحالة الطبية:
اضطرابات النوم ،سلوكيات نفسية وجسدية ،عالمات جسدية تشير إلى القلق ...بحيث تبقى اآلثار الجانبية،
العصبية-النفسية ،لبعض العالجات معروفة جيدا ،مثل مضادات الفيروسات الرجعية من قبيل عقار «إيفافيرينز»،
وكذا االستعمال المتكرر وبشكل كبير لمواد الكورتيكوستيرويد.
لكن من النادر بأن يأتي المهاجرون لطلب التكفل النفسي أو العقلي ،مع عدم تمييزهم بين ما هو طبيعي وبين
الحزن المرتبط بالبعد عن الوطن على سبيل المثال ،وما الحالة التي تصبح مرضية :كحالة االكتئاب المنهكة.
28
معا 22.4%؛ النساء 22.4%؛ الرجال )22.3%؛ غرب أفريقيا (الجنسان معا 20.2%؛ النساء 27.5%؛ الرجال ،)17.5%
وكذلك في صفوف نساء من شرق أفريقيا ( .»)24.7%ومن المحتمل أن تعطي دراسة وبائية بالمغرب أرقام
مشابهة على األقل.
وهذه االضطرابات لها عواقب كبيرة وأحيانً ا حيوية على هذه المجموعة من المهاجرين المرضى« :إن أهمية
األفكار االنتحارية والنوبات النفسية المستعجلة توضح خطورة االضطرابات العقلية ،إذ يعبر أكثر من ربع المرضى
43
( )27%عن أفكار انتحارية أثناء العالج النفسي (و 4%منهم حاولوا االنتحار في الماضي)» .كما ذكر أ .فاييس
أن« :حملة التوعية التي تقوم بها المفوضية السامية لشؤون الالجئين ،والتي أكدت أنه خالل سنوات :1990لم
يكن الالجئون يشكلون خطرا ،بل كانوا هم في خطر».
األعراض تعرقل أو تمنع االندماج« :يبقى التأثير الوظيفي لبعض األعراض كبيرا جدا ،حيث أن أكثر من نصف
المنفيين المعنيين ،وخاصة طالبي اللجوء ،معاقون في حياتهم اليومية وفي إجراءاتهم اإلدارية بسبب اضطرابات
التركيز واالنتباه و/أو الذاكرة. 44
3.1.4الكالم
إذا كان الفحص الجسدي والفحص السريري والفحوصات التكميلية ستأتي الستكمال ما تم استخالصه من
المقابالت ،فإن التشخيص في الطب النفسي يرتكز على المالحظة ولكن بشكل رئيسي على التحاور والكالم.
هنا البد من تسجيل أن عدة عقبات تتداخل في تطبيق هذا التمرين:
فالثقافة األفريقية ال تعير اهتماما إيجابيا للفرد ،وكذا لتعبيره خارج المجموعة ،حيث قد يكون التعبير عن األمور
الحميمية أمرا صعباً إن لم نقل محرجاً .
وال يمكن إجراء المقابلة النفسية ،حتى لو كانت تهدف إلى إعادة تكوين أحداثا من الماضي أو سابقة معينة أو
قصة ما أو لتحديد األعراض ،على شكل «استجواب» ،كما هو معلوم في الطب ،بل يجب أن تكون على شكل
مناقشة وتبادل للكالم.
وهذا يتطلب تكوينا مالئما وإطاراً مناسباً ووقتاً كافيا أو حتى تكرار االستشارات من أجل بناء الثقة ،إذ أن «أول
مرة ،يعجز فيها المهاجر عن الكالم »...يوضح أحد المتدخلين الذين تم االلتقاء بهم.
ويبقى تفسير العملية ضروريا ،أي تفسير الطرق العالجية أيضاً ،وذلك من أجل أن يفهم المهاجر الغاية من «أن
يتحدث عن حياته».
وتوضح التصريحات التي أفصح عنها المعالجون ،أو التي تم االستماع إليها من المهاجرين ،وجود أعراض مرضية
واضحة:
-اضطرابات في التركيز « :أنا هنا ولكن تفكيري في مكان آخر ،أشعر أنني لست على ما يرام»(« .رجل غيني
يبلغ حوالي 35سنة).
-أعراض االكتئاب « :أشعر بالحزن واليأس وفقدان الشهية(».امرأة كونغولية تبلغ من العمر حوالي ثالثين سنة).
-التوتر الناتج عن الصدمة « :لو كنت تعرف ما رأيته ...أرى الجثث التي ندفن خالل الليل( »...شاب غيني يبلغ
من العمر 17سنة).
فتحديد بعض العناصر المرضية يمكن من توجيهها صوب المتدخلين المتخصصين:
«إن مجرد االستماع لهم أو السماح لهم بالحديث أو التعبير الشفهي ،لهو بالفعل مساعدة على التقدم في
حد ذاته .وليس إذا كان هذا كافيا فهو واضح ،بل هذا قد يسمح للشخص بأن يجرؤ على تقديم أولى تفاصيله
وأولى تجاربه الشخصية .لذا ،يجب أن نصغي له ونظهر له بأننا نسمع له ،وأن نسمح ألنفسنا بإعادة صياغة وإرجاع
سؤال ،واإلشارة إلى عنصر غريب وغامض ،إضافة إلى السماح ألنفسنا كذلك بأن نقول للشخص أنه في هذه
معا ،حتى وإن كان بتمعن وباحترام ،أن يكون كافيا
المرحلة التي نحن أو هو فيها ،ال يمكن للكالم الذي يتم تبادله ً
.43فاييس أ ،ولمارك لـ ،روفولت ب ،جياكوبلي م ،بامبورغر م ،زالتانوفا ز ،العنف ،الهشاشة االجتماعية واالضطرابات النفسية لدى المهاجرين/
المنفيين .بول إبيديموال هيبد2017 .؛ (/http://invs.santepubliquefrance.fr/beh .405-14:)19-20
.44نفس المرجع ص413.
29
لمساعدته وأنه يجب اللجوء إلى مهارات أخرى تتوفر لدى مهنيين آخرين نعرفهم .وهم المهنيون الذين يمكننا
أن نربط معهم عالقة ويمكن أن نرافقه صوبهم .فيما ال يزال هناك رفض مهني قوي للنزول إلى الميدان في
المجال النفسي لدى العديد من المتدخلين في مجال الثقافة االجتماعية .45
.5الرعاية
يعطي ملخص حديث لعروض الخدمات الموجهة للنساء واألطفال النتائج التالية« :إن الخدمات التي تستفيد
منها المهاجرات والالجئات تقتصر عموما على المساعدة المقدمة من قبل أعضاء المجتمع المدني الوطني
والدولي .46
بحيث تبقى الخدمات التي يقدمونها على الشكل التالي:
مؤسسة الشرق والغرب :التكوين المهني لفائدة الالجئين ،االستماع ،الدعم النفسي-االجتماعي ،حمالت
التوعية ،التعليم النظامي وغير النظامي لفائدة األطفال المهاجرين ،المساعدة االجتماعية بالنسبة للمهاجرين
(مساعدة في مجال السكن ،مساعدة إنسانية)؛
جمعية محاربة السيدا ( ) ALCSوالمنظمة األفريقية لمكافحة اإليدز( :)OPALSالكشف عن داء السل /السيدا،
التكفل بالعالج ضد السيدا؛
كاريتاس المغرب :التعليم غير النظامي لفائدة األطفال المهاجرين ،المساعدة االجتماعية (مساعدة في مجال
السكن ،مساعدة إنسانية) ،التكفل النفسي بالنسبة للحاالت الخطيرة (من قبل المهنيين)؛
جمعية سيماد ( :)Cimadeالدفاع عن المهاجرين وتقديم الدعم لهم ولمبادرات المجتمع المدني؛
الكنيسة األنغليكانية بالمغرب ،ولجنة التعاون الدولي :الدعم االجتماعي واإلنساني؛
كما قامت مجموعة مناهضة العنصرية للدفاع ومرافقة األجانب والمهاجرين ( ،)GADEMمؤخرا بتقديم وثيقة
حول حقوق المهاجرين على ضوء القانون الدولي والقانون رقم 02-0327؛ حيث يمكن اللجوء إليها لرفع دعوى
قضائية ضد بعض التجاوزات المتعلقة بانتهاكات حقوق األجانب.
تستفيد النساء وأطفالهن الالجئون وكذا طالبي اللجوء من برنامج المساعدة الذي تسهر على تنفيذه المفوضية
السامية لشؤون الالجئين بالتعاون مع العديد من الشركاء :مؤسسة الشرق والغرب ( ،)FOOالمنظمة األفريقية
لمكافحة اإليدز( ،)OPALSالمنظمة المغربية لحقوق اإلنسان ( )OMDHوالجمعية المغربية لدعم وتنمية المقاولة
الصغرى ( .)AMAPPEبحيث يشمل عرض الخدمة البرامج التالية :برنامج متعدد القطاعات لمكافحة العنف القائم
على النوع االجتماعي من خالل تمكين النساء والفتيات« ،تمكين.47»2
ومع ذلك فإن الجمعيات التي تقدم المساعدة للمهاجرين نفسها ،غالبا ما يتم إنشاؤها وتختفي بسرعة ،وبالتالي
من الصعب في بعض األحيان تحديد خريطة للعرض الخاص بالتكفل ألنه يتغير باستمرار.
30
ومن الممكن أن يشارك أعضاء مراقبين من منظمات ومؤسسات حكومية مهتمة أو معنية بالموضوع (الهيئات
الدولية مثل المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين ،المنظمة الدولية للهجرة ،برنامج األمم المتحدة
48
المشترك المعني بفيروس نقص المناعة ،ممثلي السفارات أو الدوائر الحكومية ،إلخ).
ويراهن هذا العمل التشبيكي على عنصر تكامل الفاعلين.
بالموازاة لذلك ،شكل األخصائيون النفسيون التابعون للفاعلين بالمنصة ،مجموعة عمل شهرية .فخالل شهر
ماي ،2017تم تشكيل المجموعة من قبل :فيروز إدبيهي (كاريتاس الرباط) ،زينب الوزاني (مؤسسة الشرق
والغرب بالرباط) ،شهناز المختاري (جمعية ALCSبالرباط) ،شوميشة بوسلهام (جمعية مغرب التضامن الطبي
االجتماعي ،) MS2إلهام أمجاهد (الجمعية المغربية لمستقبل أفضل ،)AMAMوعالمة النفس التابعة لمؤسسة
الشرق والغرب بالدار البيضاء.
خالل هذه االجتماعات تم الشعور بضرورة مناقشة حاالت سريرية ،لكي «ال يشعروا أنهم بمفردهم» وكي يكون
بمقدورهم أن يساعدون المتدخلين اآلخرين على التعامل مع الجوانب النفسية خالل الرعاية .غير أنه ،ولسوء
الحظ ،على الرغم من أنهم يشيرون إلى مدى أهمية لحظات التبادل هذه ،فإن اإلشراف بمعناه التقني ،يظل
مغيبا ،بحيث يتعين عليهم إيجاد الموارد بشكل فردي ضمن القطاع الخاص .وقد تمت الدعوة باإلجماع إلى
ضرورة وجود إشراف خارجي للعالج النفسي« .فمجرد التعامل مع المختص وعرض الحاالت األكثر تعقيدا ألسئلة
واالفتراضات عليه ،سيمكنهم من التقدم في ممارستهم المهنية؛ -فهم يعبرون عن الحاجة على التكوين وتعلم
تقنيات العالج النفسي التي يمكن أن تكون فعالة فيما يتعلق بالرعاية قصيرة المدة أو «على األقل التخفيف
49
قليال من حالة القلق للمريض ،حتى في إطار جلسة واحدة» ( عالم نفس تابع لمؤسسة الشرق الغرب).
ً
باإلضافة إلى ذلك ،فإن تجربتهم الغنية وعملهم الرائع لم يكتسبا الصبغة الرسمية ولم يتم توثيقهما بسبب
غياب الحيز الزمني.
رغم ذلك ،نجد أن فيروز إدبيهي (قسم الدعم النفسي بمركز استقبال المهاجرين التابع لكاريتاس المغرب بالرباط)،
قد صاغت (برفقة آخرين) بطاقة « بغاية تحسين الرعاية باألشخاص الذين يعانون من االضطرابات النفسية .إذ
يتطلب هذا النوع من الحاالت تحديد مختلف العالمات واألعراض السريرية لدى المريض والتعرف السريع على
الحاجيات المالئمة من حيث التوجيه والرعاية ،بحسب درجة خطورة هذه األعراض.50
ثالثة محاور تمت معالجتها ضمن هذه الوثيقة :مسح ألصناف المرض ،مؤشرات تساعد على إمكانات اإلحالة
ثم عناصر تفكير في أفاق التوجيه« :كيف ،من وإلى من سيتم التوجيه» وما هو «التصرف السليم» أمام مريض
هائج؟
وقد تم الوقوف أيضا على المشاكل المتعلقة بالرعاية:
« إذا لم يتم تتبع ضحية االتجار بالبشر بمجرد التعرف عليها ،من خالل الرعاية بها ،فإننا سنفقدها .فمن الالزم
توفير شروط تأمينها بمجرد الكشف عن حالتها ،كأن ننقلها ،مثال ،من وجدة إلى الرباط .ولكن إذا استغرق األمر
ثالثة أيام للعثور على مكان إليواء هذه الضحية أو طريقة ما أو خط تمويلي من أجل الرعاية بنقلها ،فإننا نفقدها.
وبالتالي ،فإنه من الضروري تعزيز العمل بين الشركاء ،وخلق شبكة قوية وتحسين تفاعل كل واحد منهم بخصوص
هشاشة»( ،المختص في علم النفس بجمعية مغرب التضامن الطبي ً عمليات الكشف وتدبير الحاالت األكثر
حيويا
ً ادور
ً تلعب اآلخر، دون يتقدم أن للمرء يمكن ال أنه فكرة التخصصات، واالجتماعي MS.2بوجدة) ؛ « تعدد
في الرعاية بحالة في وضعية هشة ،بحيث يجب على األخصائي االجتماعي واألخصائي النفسي والطبيب أن
يعملوا سويا وأن يكونوا حاضرين معا في أي تدخل لفائدة هذه الشريحة (أخصائي علم النفس بجمعية محاربة
51
السيدا . )ALCS
.48أنتونيا ماريا كاريون لوبيز ،عيدة خير الدين ،خالد كوسكسو .خريطة الفاعلين المتدخلين في مجال الوقاية المشتركة لفائدة المهاجرين بالمغرب،
وزارة الصحة بالمغرب ،قسم علم األوبئة ومكافحة األمراض.2013 ،
.49المساعدة النفسية واالجتماعية التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة إلى المهاجرين في وضعية هشة والمنكوبين في السياق المغربي.
تقرير التشاور (الدراسة والخريطة) .نوفيتا أماد ،نوفمبر 2015صhttp://www.novitamadei.it/site/wp-content/uploads/2017/05/ .34.
Assistance-psychosociale-aux-migrants-vulne%CC%81rables-et-en-de%CC%81tresse-dans-le-contexte-marocain.pdf
.50إدبيهي فيروز ،توجيه األشخاص المصابين باالضطرابات النفسية ،كاريتاس ،خدمة الدعم النفسي -مركز استقبال المهاجرين -تم التحديث بتاريخ
24ماي .2016
.51المساعدة النفسية واالجتماعية التي تقدمها المنظمة الدولية للهجرة إلى المهاجرين في وضعية هشة والمنكوبين في السياق المغربي .تقرير
التشاور (الدراسة والخريطة) .نوفيتا أماد ،نوفمبر http://www.novitamadei.it/site/wp-content/uploads/2017/05/Assistance- .2015
31 psychosociale-aux-migrants-vulne%CC%81rables-et-en-de%CC%81tresse-dans-le-contexte-marocain.pdfص34.
وتبقى األعراض المذكورة تتمثل باألساس في حالة االضطراب ما بعد الصدمة ألن أعراضها معروفة نسبياً ووثيرة
ترددها تبقى كبيرة جدا .لكن من الواضح أن االكتئاب المزمن ال يخضع للفحص الكافي وبالتالي ال يحظى بالرعاية
الالزمة ،إذ ،على سبيل المثال ،لم يذكر أي ممن تمت مقابلتهم أنه قد حصل على وصفة طبية لمضادات االكتئاب.
وال يوجد عالج وقائي بالمستشفى لمواجهة الميول االنتحارية ألنه لم يتم تشخيصها .كما أن التعاون مع أقسام
الطب النفسي يتم بحسب كل حالة على حدى ،دون تنسيق مسبق .وحسب تصريح زينب الوزاني ،أخصائية نفسانية
بمؤسسة الشرق والغرب :فإنه «في الواقع ،يعاني الكثير من األشخاص اليوم من نوبات الضيق والقلق واالكتئاب.
واألسوأ من ذلك ،أن هناك من فقدوا القدرة على التركيز وهم في حالة من اختالل ذهني (هلوسة وهذيان)
تتطلب رعاية طبية .52
غالبا ما يتم ذكر ممارسة اإلنصات الفعال ،غير أن ذلك يوفر تقديم الدعم وليس العالج .ففي الواقع ،غالباً ما تقوم
المنظمات غير الحكومية أو الجمعيات بتقديم مساعدة حقيقية ذات جودة من حيث انخراط المتدخلين ولكنها
ال تهتم بالصحة العقلية بالمعنى الدقيق ،بغض النظر عن عمل األخصائيين النفسيين ،وذلك لعدم وجود معارف
كافية بهذا الموضوع.
ويتفق األطباء النفسيون الذين تمت مقابلتهم ،والذين يعترفون بالعجز الحاصل في مجال الرعاية الخاصة بالمهاجرين،
على ضرورة إجراء دراسة وبائية عن االضطرابات النفسية في أوساط المهاجرين ،مما قد يتيح إجراء تقييم دقيق
لالحتياجات من حيث الرعاية المتخصصة.
أيضا الولوج الفعلي إلى العالجات
ومع بقاء الحاجة ملحة إلى الوصفات الطبية ،فإن الحصول على الدواء يتطلب ً
النفسية ،قبل وضع برنامج التكوين العالجي ،وهو أمر صعب للغاية مع سياق العالجات العشوائية التي يتم تقديمها
في المهجر ،في غياب الدعم المجتمعي أو العائلي .أضف إلى هذا أن الكثير من المهاجرين ال يملكون وثيقة إثبات
هويتهم ،في حين أنها ضرورية لتسلم العقارات المهدئة.
2.1.5الرعاية الفردية
يبقى العمل المتعلق باالستقبال والداعم ،الذي يقوم به جميع المتدخلين مهم بشكل واضح ،لكن ال زالت هناك
يبقى العمل المرتبط باالستقبال والدعم ،الذي يقوم به جميع المتدخلين مهم بشكل واضح ،لكن ال زالت هناك
صعوبات.
لدى بعض الجمعيات ،يبقى التتبع الخاص بكل حالة على حدا صعبا ألن الشخص الذي قام باالستقبال األولي ،ال
فغالبا ما يكون العمل تطوعيا ،وقد يكون لدى الشخص اهتمامات ً يكون بالضرورة هو نفسه عند عودة المهاجر.
أخرى تتعارض مع التزامه .وبالتالي فإن تغيير المتحاورين ال يشجع على قيام عالقة عالجية.
يعاني المهاجرون أيضا من صعوبات في المحافظة على مواعيدهم مع أعضاء الجمعيات ،ألنهم ملزمون بمراعاة
فرص شغل أو فرص المغادرة....
بهذا تصبح الرعاية متقطعة .حتى وإن كانت الضرورة العالجية فعلية وتم تأكيدها من قبل المتدخلين ،فإن
االستمرارية تكون أحيانً ا على المدى المتوسط .يشير المختصون النفسيون الذين تم اللقاء بهم إلى أنه إذا كان
النهج العالجي مؤسس فعليا على طلب اجتماعي فقط ،فإن العالج لن يستمر طويال .وبالتالي ،فعندما تكون
االنشغاالت في الواقع استحواذيه ،ال تتوفر للشخص مساحة نفسية كافية إلضفاء الذاتية على حالته.
وتنشر المنظمات الدولية الكبرى ومنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لشؤون الالجئين وأطباء العالم،
دالئل إرشادية حول الرعاية بالالجئين والنازحين بسبب النزاعات ...حيث يتم تناول البعد النفسي والنفساني بطرق
مختلفة .فمن جهة ،ينصح البعض بعدم التعمق في الخوض في هذا النوع من األعراض ،خشية انتكاس حالة المريض
وأن تكون الرعاية غير متوفرة فعليا في المرحلة الموالية .كمثال :أن يتم « وضع خدمات غير فعالة أو يحتمل أن
تكون خطرة (مثل االقتصار على جلسة استماع نفسية واحدة)» (المفوضية السامية لشؤون الالجئين.)2013 ،
تقريبا من األحداث التي تعرضوا لها ،األمر الذي
ً هذا فيما يشرح آخرون أن معظم األشخاص يتعافون بشكل تلقائي
يتعارض مع نظريات الرعاية بالصدمة « .عموما ،تكون ردود األفعال تجاه الحاالت المقلقة طبيعية وتخف حدتها مع
مرور الوقت ،إذ بإمكان العديد من الالجئين التكيف مع هذه التجارب الصعبة ويمكن تعزيز قدرتهم على الصمود إذا
استفادوا من دعم عائلي ومجتمعي»(المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين .)2013
Gadem%20revue-de-presse-decembre-2016-print.pdf//: .52
32
فمسألة الكالم تتضمن أوجها عديدة ،من ذلك الشق الثقافي سنعود إليه بمزيد من التفصيل .ولكن من ناحية البعد
المتعلق بالرعاية « ،يفترض التحدث إلى المعالج أو المكلف بالرعاية أن يكون مرتبطا بطلب تقدير ،بدون أن يعني
ذلك االعتراف به بصفته ضحية ( )...المطالبة بالتقدير هو على الخصوص فعل مرتبط باألساس بسؤال الذات وفعل
االعتراف ذاته -والسيما في هذه الحاالت-هو عمل يربو إضفاء الطابع اإلنساني بما أنه يعيد إحياء الذات « .فاللغة،
النقاش والتبادل اللفظي يشكلون جزءا من إنسانيتنا. 53
كما أن الجانب المتعلق باالعتراف بالكالم ،بدون إصدار حكم ،هو أساس العالقة العالجية.
«إن الولوج إلى «القول» يمر عبر مرافقة ومنهجية وأدوات سرد ووقت ( )...بحيث تسمح هذه الطريقة للفرد الذي
عاش وضعا صعبا ،تم خالله تهديد سالمته الجسدية والعقلية ،ولكن ليس مريضا (بل هو فقط «مريض بواقع»)،
من أن يضع كلمات على حاالت خوفه وخجله وألمه؛ من أخذ مسافة مع حياته الشخصية؛ من إعادة ترتيب و
استمرارية حيث حصلت القطيعة ؛ من أن ال يبقى مساقا باألحداث بل يصبح من جديد ،فاعال فيها؛ وفي األخير ،من
أن تتم مرافقته في هذا الصدد من قبل مختص ،بشكل فردي أو ضمن مجموعة ،من أجل استعادة المعنى وإضفاء
الطابع االجتماعي على قصته . 54وباحترام الوثيرة ،وجعل المريض يقول فقط ما يتحمل أن يقوله في هذه اللحظة
أو تلك ،يتم اكتساب العالقة العالجية« .أن تترك الكلمة الحرة قدر اإلمكان حتى ال تكون القصص «متفقا بشأنها»،
وأن ال يقول الشخص الذي يتم االلتقاء به إال ما هو مستعد ليقوله .55...
كما يلجأ العاملون بالجمعيات إلى ممارسة المجموعة العالجية ،والسيما حول موضوعات خاصة تمكن من تجميع
األشخاص المعنيين .ليبقى الهدف هو تبادل الخبرات المشتركة بغرض استكشاف آليات المرونة لدى البعض ولدى
األخرين.
3.1.5إطار التدخل
يشير المتدخلون الذين يتم اللقاء بهم بانتظام إلى أهمية اإلطار .فاالستقبال الجيد يعتبر في حد ذاته دليال على
االحترام .كما أن الحرص على الخصوصية التي تقترن بالسر المهني ،يشكل أحد الشروط الضرورية للشعور باألمن
الضروري لعرض المشاكل.
يساهم هذا التحديد للمكان والرابط الذي يتم توفيره ،في ترسيخ القناعة ،ولو مؤقتا ،بـ « :أنا هنا كأني في داري.»...
هذه الثقة في مكان االستقبال تطرح بشكل خاص من قبل موظفي لجنة التعاون الدولي ( ،)CEIالذين يشكل لهم
مشاطرة نفس العقيدة الدينية عنصراً هاماً ،حتى ولو لم يكن ضرورياً وال عنصر انتقاء للولوج إلى المساعدة.
وهذا الحيز يستمر في الوجود حتى بعد تركه ،وهو ما يتم ترجمته من خالل استمرار تواصل األشخاص مع معالجيهم.
لكن الظروف المالئمة ليست دائما ممكنة ،حيث يقوم الوسطاء-األقران الذين سبق لهم أن عاشوا نفس الظروف
المعيشية ،بزيارات للغابات ليلتقوا بالمهاجرين في خيامهم.
ويؤكد المتدخلون على أن الزيارات التي تتم إلى مكان اإلقامة تسمح بمعاينة ما يصعب الحديث بشأنه؛ االختالط
وقلة النظافة.
4.1.5وضعية المتدخلين
33
أيضا ،حيث يشير أحد األشخاص إلى «نزوات» وإذا كان حسن النية هو القاعدة ،فمن الممكن أن ينفذ الصبر ً
المهاجرين ...وبالتالي يجب أخذ القضايا األمنية بعين االعتبار .إذ يمكن للموظفين أن يصبحوا متوترين أمام العدوانية
التي يواجهونها في بعض األحيان.
كما أن المعضالت األخالقية ال تقل أهميتها بهذا الصدد :عدم القدرة على استقبال مريضة معينة ألن «من
يحميها» ال يريد االنسحاب ويجيب عوضا عنها .إذ كيف يمكن أن تعالج دون توفر حرية الكالم؟ مع العلم على أن
اإلصرار على هذا األمر يمكن أن يعرض المريضة للخطر.
لقد تم اإللحاح من قبل مختلف فئات الموظفين على مسألة اإلشراف ،وذلك برغبة معالجة هذه المواقف الخاصة
بعالقة مع صعوبات العمل حتى يتم الحد من تدهور األوضاع المعسرة وإيجاد سبل عمل مشتركة...
.7 .7الرعاية النفسية-االجتماعية
وتتمثل الرعاية النفسية واالجتماعية في الجمع ،ضمن األخذ بعين االعتبار للشخص ،بين الرؤية المتعلقة بالعالج
الديناميكي النفسي (= )psyفي تفاعالته ومحيط سياقي (اجتماعي) .يبقى تعريف هذه اإلشكالية أمرا أساسيا.
إذ نميز بالنسبة لكل فرد ،بين الشبكة االجتماعية واالندماج االجتماعي والدعم االجتماعي .فالشبكة االجتماعية،
«مجموعة الروابط االجتماعية المستقرة التي يقيمها الفرد» ،يمكن أن تكون مطلوبة في مجتمع الهجرة ولكنها
تكون غير صالحة لالستعمال أو غير مالئمة في كثير من األحيان .أما االندماج فهو في الغالب طويل وصعب.
يحيل الدعم االجتماعي ،من جانبه ،على توفير أو تبادل الموارد العاطفية أو اإلجرائية أو اإلخبارية من طرف غير
المتخصصين ،في سياق الجواب على إدراك الحاجة كما يتصورها اآلخرون. 56
في ظل شروط الخصاص في هذه المجاالت يمكن أن تحدث االضطرابات النفسية ،والسيما القلق واالكتئاب.
« «لقد أصبحنا على معرفة أحسن بكثير بعوامل التطور النفسي على المدى القصير والمتوسط لطالبي اللجوء
من المرضى ،وعلى رأس تلك العوامل يأتي عنصر استقرار وضعيتهم اإلدارية ،مما يشكل استجابة إلى حاجة أولية
لألمن .وتبقى المشاكل النفسية نتيجة لتراكم عوامل التوتر التي تتوزع بين ما قبل الهجرة (الصدمة التي يتعرض
لها في البلد األصلي) ،وخالل الرحلة (األحداث التي وقعت خالل الرحلة) ،وبعد الهجرة (ظروف االستقبال من حيث
.56كارون ج .غاي.س« ،الدعم االجتماعي والصحة العقلية :المفهوم والتدابير ،األبحاث الحديثة وآثارها بالنسبة لألطباء «الصحة العقلية بالكبيك
.DOI : 10.7202/012137ar .41–15 :)2005( 302
34
السكن وإمكانيات العثور على فرصة عمل واستقرار الوضعية في بلد اإلقامة) .كما يشكل رفض منح اللجوء أحد
عوامل األزمات األكثر انتشارا ،ليدخل المرضى ،عن وعي أو عن غير وعي ،في دوامة المشاكل وعلى رأسها موضوع
فشل مشروع الهجرة الذي يعتبر ركيزة تحمل المسئولية (بصفته رب األسرة ،مثال) أو موضوع الظلم المتعلق
بالحرمان من حق اإلقامة الذي قد يمثل جبرا بالنظر لألضرار الذي لحقتهم ببلدانهم األصلية .57
وفي فرنسا ،تم في اآلونة األخيرة ( )2015إجراء دراسة استقصائية نوعية وكمية حول األشخاص المتعايشين
مع فيروس نقص المناعة البشرية ،والمنحدرين من سبع دول في غرب ووسط أفريقيا :الكاميرون ،جمهورية
الكونغو الديمقراطية ،غينيا ،كوت ديفوار ،مالي ،جمهورية الكونغو (برازافيل) والسنغال .وقد ارتكزت هذه الدراسة
االستقصائية على عينة من قصص حياة 2468شخصا ،حيث جمعت وفق مقاربة كمية للسير الذاتية .فبعد ست
إلى سبع سنوات على وصولهم إلى فرنسا ،ال يزال نصف المهاجرين في أفريقيا جنوب الصحراء ال يتوفرون على
عناصر االستقرار الثالث ،التي هي :بطاقة إقامة لمدة سنة على األقل ،سكن شخصي وعمل .وبعد 11إلى 12
سنة ،ال يزال هذا هو حال الربع منهم .وتجد هذه الفترة الطويلة من األوضاع الهشة بعد وصولهم إلى فرنسا تبريرها
بشكل أكبر في شروط االستقبال (طول عملية التسوية ،سوق الشغل المجزأ ،التمييز) بالمقارنة مع الخصائص
الفردية للوافدين .في نهاية المطاف ،ينتهي المسلسل باستقرار وضع المهاجرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء،
ولكن بالنسبة للعديد منهم ،يكون ذلك على حساب قضاء فترة طويلة من انعدام األمن.58
أوال إلى الشغل ،في حين أن المرأة
كما تبقى وثيرة االستقرار مرتبطة كذلك بالنوع االجتماعي :فالرجال يلجون ً
تحصل على مسكن شخصي .إذ يؤدي التوفر على تكوين مهني إلى تسريع العملية بالنسبة الرجال ،في الوقت الذي
عامال إيجابياً للنساء.
ً سيكون فيه وجود شريك مستقر عند الوصول إلى فرنسا
ونشير إلى أن العوامل المحددة للرعاية االجتماعية تتمثل في الرغبة (من عدمها) في البقاء بالمغرب والوضعية
اإلدارية المطلوبة (أم ال).
يتعين دائماً على االستجابة إلى الحاجيات االجتماعية أن تمر عبر مرحلة أولية تتجلى في تقييم اإلشكاليات االجتماعية،
وهو األمر الذي غالباً ما ينجز .هذه المرحلة يجب أن تمكن من إبراز بداهة المشكلة االجتماعية وحصرها ،مع تحديد
طبيعة الطلب وطبيعة المرافقة المطلوبة :هل هي متعلقة بجانب عالئقي ،نفسي ،اجتماعي-اقتصادي ،مهني،
إداري أم بدعم قانوني.
كما يجب أن يسمح تحديد األهداف باستجالء الحلول لالحتياجات العرضية والمستعجلة بالمقارنة مع اإلشكاليات
التي تتطلب تفكيرا ورعاية على المدى الطويل ،إذ يمكن أن تعيق ،أو تمنع مشكلة ما حل مشكلة أخرى .ففي
دراسة ليفوس ( )LEPHOSسنة ،2016تشهد امرأة مهاجرة على حقيقة أنها أنفقت المبلغ المخصص لممارسة
59
نشاط مدر للدخل في دفع إيجارها ...
استقبال منخفض العتبة :حيث مشاركة الوجبات ،السماح للشخص
ً وتمارس بعض المراكز ،من بين الطرق أخرى،
بغسل ثيابه ...اإليواء ،حتى وإن كان مؤقتا ،وهذا إجراء مهم في الدعم االجتماعي.
استقبال منخفض العتبة :مثل تقاسم الوجبات ،السماح للشخص
ً وتمارس بعض المراكز ،من بين طرق أخرى،
بغسل ثيابه ...اإليواء ،حتى وإن كان مؤقتا ،وهذا إجراء مهم في الدعم االجتماعي.
وقد تهم االستراتيجيات المطبقة الدعم االجتماعي واالقتصادي في الحاالت المستعجلة ،لكن يبقى المدى
البعيد مصدر قلق كبير بالنسبة ألولئك الذين يرغبون في البقاء :االندماج المدرسي بالنسبة لألطفال والولوج
المؤهل وخلق نشاط مدر للدخل...
ِّ إلى التكوين
إذ يجب بذل جهد كبير في اتجاه تحقيق االندماج المهني ،حيث تبرز أولوية منح األنشطة المدرة للدخل .وفي
هذا الصدد ،قامت المنظمة ،غير الحكومية ،األفريقية لمكافحة اإليدز ( OPALSبدعم من برنامج األمم المتحدة
المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية /اإليدز) قامت خالل سنة ،2012-2013بتنظيم دورة للتكوين
المهني في الطبخ لفائدة مجموعة من النساء.
فمسألة العمل تتطور باستمرار« .لقد كان ُينظر إلى مواطني بلدان أفريقيا جنوب الصحراء ،المتواجدين فوق
التراب المغربي ،ومنذ زمن بعيد ،كمهاجرين مؤقتين ،لكن مع مرور الوقت ،بدأت مدة إقامتهم تطول وكان
.57بيير باستين و آخرون« .بين المنفى واإلرجاع ،المرأة التي لم تعد قادرة على الوقوف» ،العالج النفسي ( 2016/3مجلد ،)36.صDOI .173-178 .
10.3917/psys.163.0173
.58غوسيلين أ ،ديسغري دي لو أ .لوليفير إ ،ليرت ف ،دراي سبيرا ر ،ليدي ن ،مسارات الهجرة من بلدان جنوب الصحراء :كم يلزمهم من الوقت من أجل
االستقرار بفرنسا؟ رقم .533ماي .2016السكان والمجتمع .الجريدة اإلخبارية الشهرية للمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية.
.59مورجي ف ،فيري ج.ن ،رادي س ،عليوة م .المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب .تحديات هجرة إقامة .الجامعة الدولية بالرباط وكونراد
أدينوار ستيفونغ .إ .ف.2016 .
35
عليهم أن يجدوا مصدرا لكسب العيش في ظل الوضع الغير مستقر .ففي البداية ،كانوا يبحثون عن الطعام في
مطارح النفايات ونفايات األسواق ،لكن اتضح أن األحياء الهامشية التي يعيشون فيها تضم كذلك نسيجا صناعيا
(مصانع الرخام ،وشركات صنع اآلجور) ،وهي صناعات كانت تعمل في البداية بالعمالة المحلية فقط .في حين،
بدأت هذه الشركات تدريجياً في توظيف عمال من بلدان جنوب الصحراء ،العتبارهم أقل تقلبا .وهذا على األقل
خطاب أرباب العمل .ففي الواقع ،يقتضي منطق المنافسة المتزايدة بأن تتسارع ظروف اإلنتاج .كما أن الوضع
الهش للمهاجرين يجبرهم على قبول وثيرة غير تلك التي فرضها العمال المغاربة مع مرور الوقت .وباإلضافة إلى
ذلك ،فإن اليد العاملة المهاجرة هي يد عاملة متمرسة (سواء تعلق األمر بتجربة مكتسبة في البلد األصلي أو
خالل الرحلة ،وخاصة في الجزائر) .وبالتالي فإن لها أيضا مهارات تحظى بالتقدير.60
هذا التنافس مع العمال المغاربة هو األصل في بروز ظاهرة النبذ ،مما يقوض تقاليد االستقبال المتعارف عليها
أيضا على
بالبلد ،بحيث تشير البروفيسورة مليكة بن الراضي ( )2010إلى أنه «يجب أن تشجع إجراءات التحسيس ً
القيم األكثر إيجابية لثقافتهم ،أي تلك التي تشير إلى الحقوق والمبادئ اإلنسانية واحترام الشخص وتلك التي تذكر
61
أيضا بواجب التضامن والكرم والضيافة.
.8الوصم والتمييز
في مواجهة ظاهرة الهجرة ،يبقى المجتمع المغربي متسما بالعديد من المفارقات .فتقاليد االستقبال تصطدم
بالصور السلبية عن المهاجرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء إضافة إلى مخاوف مرتبطة بالشغل واالستفادة من
الخدمات االجتماعية.
وخالل أشغال مؤتمر جمعية ،ALCSالمنعقد سنة ،2010قدمت األستاذة مليكة بن الراضي نتائج دراستين
استقصائيتين ،حيث تُ ظهر الدراسة األولى ،التي قامت بها جمعية AMERMسنة ،2008أن مواطني بلدان جنوب
الصحراء يرون بأن الصورة التي يكونها عنهم المجتمع المغربي تنطبع إلى حد كبير بتصورات تجعلهم أقل شأنا
ومحتقرين مع احتمال أن يمسوا بأمن المغاربة (بن الراضي« .)2010 ،فقط 3.1%من مواطني جنوب الصحراء يرون
أن المغاربة ينظرون إليهم أكثر من خالل وضعيتهم اإلدارية غير القانونية ،كمهاجرين عابرين ،أو مهاجرين مؤقتين،
إلخ .ويمكن تفسير هذه الرؤية على أنها موقف حيادي ،إذ أنها تشير إلى وضع األجنبي المؤقت ،الذي ال يقوم
«بعرقلة» السكان األصليين أو بالتنافس معهم في حياتهم اليومية أو في سوق الشغل أو في التمتع بالخدمات
االجتماعية .62
وتشير البروفيسورة بن الراضي إلى أن الوصم قوي للغاية ،إضافة إلى تعزيز الصور النمطية واألفكار المسبقة:
-األجنبي هو كبش فداء
-مواطني بلدان جنوب الصحراء يذكرون بزمن العبودية
-هو مصدر خطر (تأثير وسائل اإلعالم) :إنه مخيف ،وإجرامه بادي للعيان...
- -يركز التخوف على داء السيدا (الجنس)
دائما بالنسبة لظاهرة الوصم/التمييز ،فإن «اآلخر» هو سند التصورات المتخلية التي تبرر العنف
ً وكما هو الحال
والتمييز في نظر األشخاص المستجوبين .كما أن هناك أيضا الكثير من «نقص المعارف والجهل».
وبالتالي فالعنصرية موجودة من خالل بعض التصرفات-ركاب الحافالت يغلقون أنوفهم عندما يصعد المهاجر إلى
الحافلة -أو يستعملون مصطلحات مشحونة مثل «استخدام مصطلح ‘عزي’ والذي يقصد به في الدارجة المغربية
مصطلح «أسود» ،مع داللة تحقيرية تستحضر لون جلد العب .63
.60جون لويس إيدوغي ،الهجرة وعولمة الشغل .المغرب :اندماج مواطني جنوب الصحراء في الشغل غير المهيكل (باحثي دفاتر أطاك المغرب،
الهجرة والعولمة ،أيام دراسية منظمة من قبل مجموعات الشمال التابعة ألطاك المغرب ،ماي .2010
.61بن الراضي م« .المغاربة والهجرة من بلدان جنوب الصحراء :أية عالقة ؟» أحداث المؤتمر الوطني الثامن لجمعية « ALCSالوصم والتمييز :الوباء
اآلخر» مراكش من 15إلى 17يناير .2010
.62الجمعية المغربية للدراسات والبحوث في مجال الهجرة :المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب :تحليل اجتماعي-اقتصادي ،يونيو .2008
ص.83.
.63نفس المرجع ،ص85.
36
وقد أفادت إحدى المهاجرات ،نقل شهادتها جليل بناني ( ،)2017وهي طبيبة من وسط أفريقيا ،موضحة« :أنها
لس ِّب أثناء انتظارها سيارة أجرة ،دون أن يتفاعل الناس من حولهما مع هذا الموقف».
تعرضت َّ
كما أن المهاجرين أنفسهم «يشعرون بأنهم ُيعتبرون مثل «نفايات» و»حيوانات» و»أشخاص ال يبعثون على الثقة».
لكن البروفيسورة بن الراضي تشير أيضاً إلى أنه« :على الرغم من هذا األمر ،فاالنطباع السائد (بين المغاربة) هو أن
سلوك المغاربة يتميز أكثر بالتعاطف ( ،)68.6%مقارنة مع من يعبرون عن النبذ ( .»)9.9%وهذا يبدو صحيحا بشكل
خاص بالنسبة للنساء» .فبالنسبة لبعض النساء في بلدان جنوب الصحراء ،كون المرأة مهاجرة سرية وفقيرة لكونها
غالباً ما تكون متسولة مع طفل ،يثير المزيد من الشفقة ويعزز الشعور بالمساعدة .كما أن واجب حماية المرأة يأخذ
حيزا مهما في عقليات المغاربة ويخفف من هيمنة العنصرية .64
غالباً ما يتم ذكر االستقبال في نظام الرعاية الصحية والمساعدة االجتماعية بطريقتين متناقضتين تماما :حيث
يشرح العاملون في القطاع الصحي بالمغرب الذين تمت مقابلتهم بأنه «يتم استقبال المهاجرين مثل اآلخرين» ،في
الوقت نفسه الذي يعتبر المهاجرون أنهم يتعرضون لسوء المعاملة .ولعل نقص المعلومات-مثل أجل الحصول على
استشارة الذي يبقى طويال للغاية- ،هو ما يفسر جزئيا هذا االختالف في وجهات النظر.
وقد تكون اللغة إحدى العوائق التي تحول دون االندماج أو الرعاية ،حيث أن بعض المهاجرين المنحدرين من البلدان
الناطقة باللغة اإلنجليزية وغيرهم ،ممن يأتون من البلدان الناطقة بالفرنسية ال يتقنون استخدام اللغة الفرنسية.
«يتعين على المهاجرين في وضعية إدارية غير قانونية مواجهة الوصمة من قبل جميع فئات المجتمع ،ليس فقط
أيضا على المستوى السياسي واإلعالمي .وهذا ال يعتمد فقط على العنصرية، من طرف المغاربة والشرطة ،ولكن ً
بل أيضا على االنقسامات اللغوية والدينية ،والسيما بالنسبة للمهاجرين المسيحيين والناطقين باالنجليزية ،فضال
عن وضعهم كمقيمين في وضعية غير قانونية إداريا في البالد « ...شيرتي م ،غرانت ب.)2013‘ .
فالتفكير في الوصم واآلليات البشرية واالجتماعية التي تساهم في إنشائه ،يمكن من استشراف سبل مكافحة
هذه الظاهرة وخاصة التمييز الذي ينتج عنها بشكل نمطي.
يعمل عالم االجتماع األمريكي إرفين غوفمان على دراسة هذه المسألة منذ سنة 1963ويوضح« :بأن الشخص
عرف على أنه ال يختلف في أي شيء عن باقي الكائنات البشرية ،على الرغم من أنه يتصور نفسه (
«ي َّ
الموصوم ُ
واآلخرون يعرفونه) على أنه شخص مختلف .هذه السمة تشكل خروجا عن التوقعات المعيارية لآلخرين بشأن هويته
.65
ولكن كيف يتم تشكيل هذا المفهوم لالختالف؟ يشير غوفمان« : 66إلى أنه لفهم»االختالف» ،فإن اآلخر ال يجب أن
ينظر إلى «المختلف» ،ولكن إلى «الطبيعي» أو بشكل أدق ،إلى «معايير الهوية» المكونة لمجتمع معين» .إذ يتم
التفريق بين «العادي» في هذا التحليل ليس أمام «ما هو مرضي» كما تم التنظير لذلك من قبل كانغويلهم ، 67ليس
على أنه «غير طبيعي» كما في بعض مفاهيم الجنون ،بل كإشارة إلى األغلبية« :األغلبية ليست مختلفة في شيء،
كونها هي نفسها المرجع( .)...فعلى العكس ،تشكل الخصوصية األقلية بقدر ما تميزها عن األغلبية» .وبعبارة أخرى،
فإن «الوصم هو عملية نشيطة لتخصيص أماكن من هو طبيعي ولألقلية في الكون الرمزي المشترك بينها .68
لكن غالبا ما تكون مكانة األقلية محملة بالقيم السلبية ،حيث يشير البروفيسور جون بينواست ( ،)2007وهو طبيب
وعالم أنثروبولوجي ،إلى ما يلي« :إن المنطق التصنيفي المتحكم هنا يغير طبيعته عندما يتوقف مؤشر ما عن كونه
مجرد محدد .وبالتالي فهو يشغل قيمة ،عادة ما تكون سلبية ،ليصبح فيما بعد عالمة غير مالئمة ووصمة .وبالتالي
فهو يعهد لنفسه بهوية اجتماعية مخفضة القيمة.69
ستؤدي هذه المكونات االجتماعية والثقافية إلى ترسيخ الممارسات التمييزية .وإذا كان «التمكين» يبدو وسيلة
غالبا ما تسير في
الستعادة الشخص السيطرة على مصيره من خالل جعل اختالفه فخرا ،فإن استراتيجيات االندماج ً
اتجاه المحاولة لتخفيف االختالف ومحوه .وفي هذا السياق ،يبقى لون البشرة «عالمة» يصعب إخفاؤها.
مؤشرات اندماج المواطنين ،كعدد حاالت الزواج مع أشخاص من البلد المضيف ،تظل غير معروفة على حد علمنا.
وبالمثل سيكون عدد األطفال الذين يتعلمون اللغة العربية في المدارس منذ عام ،2014معبرا في هذه السياق.
غير أن السياسة التقييدية في الولوج إلى الجنسية المغربية تظل تسائل هذا االندماج« :مع ارتفاع عدد المهاجرين
.64نفس المرجع ص118.
.65إيفرينغ غوفمان ،علم االجتماع ،1963 ،ص.26.
.66نفس المرجع
.67جورج كانغويلهم ،العادي والمرضي ،باريس ،اإلعالم الجامعي بفرنسا« ،كادريج» ،2015 ،النسخة .12
.68إيرفينغ غوفمان .الوصم ،مطابع الليل.1975 :
.69بينواست ،ج ،منطق الوصم ،أخالقيات إزالة الوصم ،معلومة الطب النفسي 2007؛ :83صفحات .649-54
37
من بلدان جنوب الصحراء وإطالة مدة اإلقامة ،فإن عدد المتزوجين ،المنخفض جداً حالياً ،ال يمكن إال أن يرتفع ،مما
سيؤدي حتما إلى والدة وتمدرس األطفال فوق التراب المغربي .فماذا سيكون وضع هؤالء األطفال اتجاه القانون
المغربي؟ علما أن الجنسية المغربية ،كما نعلم ،شديدة التقييد .هل ستستمر هكذا في نهاية األمر دون أن تنفتح
على أشخاص ولدوا واندمجوا في مجتمعه وتربوا على أرضه وداخل مؤسساته؟ السؤال ليس بسيطاً :إذ أن وجود
أحكام مسبقة قديمة ضد «السود» وكون أن جزءاً منهم من ديانة مسيحية وامتيازات الهوية الثقافية «العربية-
المسلمة» ،كل هذا ال يمكن إال أن يخلق توترات ويغذي المواقف الرافضة. 70
هذه الظاهرة من التمييز ليست بالطبع خاصة بالمغرب:
«يقع المهاجرون المنحدرون من بلدان غرب أفريقيا ضحية للعنف والتمييز في جميع أنحاء القارة األفريقية تقريبا،
حيث أن االستياء يتصاعد في أوساط السكان األصليين في جنوب أفريقيا وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو .ففي
سياق األزمة االقتصادية ،يتهمون المهاجرين باالستيالء على الوظائف .وهذا هو الحال في برازافيل حيث يصعب
على سكان غرب أفريقيا أن يندمجوا ،بحيث أن هؤالء المهاجرين يغوصون في مجتمع يرفضهم ويعيشون انعدام
األمن على أوجه متعددة
فعدم الشعور باألمان الوجودي للمهاجرين األفارقة اليوم ينبع خصوصا من هذا التوجه صوب تفضيل األصالة .ومن
هنا ،يبرز تناقض أساسي لعدد كبير من المهاجرين في القارة :فإذا صارت الحياة في البلد األصلي مستحيلة بسبب
الجفاف أو النزاع أو نقص فرص الشغل ،فال يبقى لنا سوى «هناك» كي نعتبر أنفسنا (« )...في بلدنا.»... 71
.9األوجه الثقافية
إن اللقاء مع المهاجرين ،مهما كانت ظروفه ،يستدعي بإلحاح مسألة الثقافة .ففي مجاالت العالجات الصحية
والتعليم والمرجعيات االجتماعية والسياسية ،تتم إثارة «االختالف»بطريقة ازدرائي أحيانً ا ،وأحيانً ا أخرى باهتمام،
وغالبا ما ينم ذلك عن سوء الفهم.
ً
فاستقبال مهاجر من أجل االستشارة الطبية ،يقتضي أن نفهم أنه سيتعين علينا فسح المجال لتمثيالته للمرض،
للعالقات االجتماعية ،وألشكال تنظيم هذه المجاالت اللغوية الخاصة.
ولهذا ،فإنه من الضروري التساؤل حول آثار االختالفات الثقافية ،وبالخاصة السهر على معرفتها .وقد يكون هناك
ميل داخل المؤسسات أو لدى األشخاص المتدخلين ،إما للنظر إلى المهاجر وكأنه يعيش في «عالم آخر» ،أو
إلخضاعه لمنظومة منطق عقالني (في الغالب عقالنية غربية).
ويبقى المهاجر نفسه ضحية (إلعادة) تعريف هويته .فحتى وثائق هويته وحالته المدنية يمكن أن تختفي ،لتبقى
مجرد معالم بيولوجية ،ولكن ماذا عن «هويته المهاجرة» والطريقة التي يرى بها المهاجر نفسه؟
كيف يمكن مثال أن نفكر في ثقل حضور الثقافة خالل التحديد السيميائي وإدراجه ضمن الرعاية؟ فكما يقترح
فيفيس وأل (« :)2003انطالقا من هنا ،لن يتعلق األمر ،ال بمسألة إنكار تأثير الثقافة في الشكل الذي اتخذته
المظاهر المرضية النفسية ( ،)...وال بالرغبة في (إعادة) تكييف الموضوع مع المجتمع ،بل باالستقبال في تفرده
الغريب ،بما أنه ،في نفس اآلن ،عصيا على الفهم ،ومع ذلك يبقى ممكن النفاذ له ،بما أن ما هو بشري ال يكون
72
غريبا عنا »
ويوضح تاريخ الطب النفسي الحركات النظرية التي تنتقل من موقع استعماري ،مع مدرسة الجزائر ،إلى بروز مدرسة
فان في عهد هنري كولومبس وتأثير فرانتز فانون.
وقد كان هنري كولومب من بين مؤسسي مستشفى فان بداكار بمدرسة للطب النفسي ،وكان من بين األوائل
الذين حاولوا تطبيق أسس المقاربة األنثروبولوجية للجنون .وباالعتماد على التدريس الذي تلقاه من المعالجين
األفارقة الذين درس علي يدهم ،كان عمل كولومب يهدف إلى إعادة التأهيل االجتماعي للمرضى العقليين وتطوير
.70مورجي ف ،فيري ج.ن ،رادي س ،عليوة م .المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب .تحديات هجرة إقامة .الجامعة الدولية بالرباط وكونراد
أدينوار ستيفونغ .إ .ف .2016 .ص13.
.71بروس وايتهاوس« ،المهاجرون وانعدام األمن الوجودي» ،الرجال والهجرة [عبر االنترنيت] ،2009 /1279 ،تم وضعه على شبكة االنترنيت
بتاريخ 29ماي ،2013تم االطالع عليه بتاريخ 30سبتمبر .2016الرابطhttp:// hommesmigrations.revues.org/317 ; DOI : 10.4000/ :
hommesmigrations.317
.72جون ميشيل فيفيس ،محمد حام« ،الثقافات اإلثنية النفسية والمعارف الخارجة عن الموضوع :عقيدة االستبعاد» ،مجلة العالج النفسي والتحليل
النفسي للمجموعة ( 2003/1رقم ،)40صفحاتDOI 10.3917/rppg.040.0145 .145-164 .
38
بدال من النفي ،وذلك باالعتراف بثقافة مرضاه واحترامها. 73
هياكل العالجات األصلية ً
رائدا في مجال الطب النفسي العرقي .كما يشير أوليفيي دوفيلوفي وقت الحق ،سيصبح جورج دوفيروكس ً
( )2013إلى أن« :الطب النفسي العرقي هو مجال للبحث يقع بين عيادة الطب النفسي والتحليل النفسي
واألنثروبولوجيا ،بحيث أنه يهتم بدراسة االضطرابات النفسية بعالقة مع الثقافة وتقنيات العالج الخاصة بهذه
الثقافة أو تلك ،إضافة إلى أنظمة تفسير الحياة النفسية ،بشكل أوسع .)...( .ومن أجل وصف عوالم الصلة بين هذين
الخطابين ،يدرج جورج دوفروكس مفهوم التكاملية ،الذي ينص على االستقاللية المفاهيمية المطلقة للخطاب
أيضا إلى ترابطها الكلي لدرجة أنها تتصل بنفس الحقائق
االجتماعي (أو اإلثنولوجي) والخطاب النفسي ،ولكن ً
التجريبية ذات العالقة الوثيقة. 74
واليوم ،هناك شريحة واسعة من المنظرين تتوزع بين المدافعين عن « الثقافوية» ،مثل توبي ناثان ،وبين من يدافع
عن «الكونية» .ويشير ريشتمان إلى أن« :الخطاب االثني-النفسي ،المرتكز على االختالف والتمييز العرقي ،يجعل
متجاهال الذاتية ودرجة انخراط الفرد في المعتقدات داخل منظومات ً المهاجر يقتصر على بعده الثقافي فقط،
للقيم ،غالبا ما تكون قابلة للمقارنة في عقالنيتها مع األنظمة الغربية .وتميز الممارسة السريرية بشكل رئيسي
بين المرضى وغير المرضى وتركز على الذات .ودعماً لهذا النهج ،تُ بين األنثروبولوجيا بأن األشكال المتميزة للتفرد ال
يمكن استنباطها من المنطق الجماعي ،وأن الثقافة تتطور من خالل الهجرة وأن كل مريض ،لكونه يخضع لقوانين
اجتماعية موجودة من قبل وملزمة ،يطور استراتيجيات خاصة لإلفالت منها.
من جهتها ،تسعى «عيادة المهاجرين» إلى التركيز أكثر على الجوانب الثقافية وحدها ،متخلية عن المقاربة الشاملة-
التاريخية والسياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية-لظروف عيش للمهاجرين .ومن الواضح أن هذا المنعطف
الحاسم يمثل رغبة في القطع مع بعض االنحرافات االستعمارية الجديدة بخصوص «الطب النفسي للمهاجرين»،
ثقافويا ال يقل أهمية عن العيادة ،حيث
ً أيضا انجرافا
لكنه يعكس ً
يتملص الطب النفسي الرسمي من مسؤوليته بتفويضها إلى اآلخرين – الممارسون ،التقنيون أو المؤسسات،-
باعتبارهم أكثر كفاءة ألن من المفترض أن تكون لديهم «معرفة بالثقافة» التي يمكن «استخدامها» في العيادة .75
وفعال ،فالشخص المهاجر يحتفظ بإرادة حرة وبتصور عن المكان الذي يأتي منه ،وما يتركه وراءه ،والحركة الهجروية
تكون فرصة إلحداث التعديالت التي قد تبدو له إيجابية أو محررة.
يضع توبي ناثان مفهوم «الصدمة» في صلب الحياة النفسية للمهاجر ،بالمعنى النفسي التحليلي للمصطلح .غير
أن هناك جدال حول هذه «البداهة» مع تسجيل الغموض الذي يشوب مدلول هذا المصطلح« .تبين األدبيات أن
الهجرة هي أوال حدث اجتماعي ضمن سياق تاريخي وسياسي .ومع ذلك ،فحسب ناتان ( ، ) ، 76)1986ومهما كانت
الدوافع وراءها ،فإن الهجرة كفعل نفسي يمكن أن تشكل صدمة .ويفترض المؤلف أن الهجرة تحمل في طياتها
احتماالت الصدمة ،ألنها تؤدي إلى فقدان اإلطار الثقافي الداخلي ،مما يولد شروط الفجوة مع الواقع الخارجي
(ناثان .)1986 ،وهذا اإلطار «يتأرجح ليصيب بالدوار» بعد الهجرة وذلك إلى أن «بعد فترة طويلة من المنفى،
يأتي السقوط» (نفس المرجع)« .وبالتالي فإن فقدان الغالف الثقافي سيؤدي إلى تعديالت مباشرة في الغالف
النفسي (بسبب التماثل بين هذين البنيتين) وغير مباشرة (بسبب الهشاشة المرتبطة بالهجرة)»(مورو .)2004 ،كما
توضح أليس تيتا ريزي 77بأن«« :ناتان يعرف صدمة الهجرة على أنها صدمة بسبب سوء التفاهم بين عدة أشخاص.
فهو يميز بين الصدمة «الفكرية»« ،ال معنى» ،الذي يشير إلى المأزق المزدوج (اإلكراه المزدوج) لبيتسون (،)1956
حيث يحدث فقدان اإلطار الثقافي الخارجي ،من جهة ،وبين صدمة «فقدان اإلطار الثقافي الداخلي ،الذي انطالقا
منه يتم فك شفرة الواقع الخارجي» ،من جهة ثانية «(ناثان .)1986 ،فعندما تكون هناك صدمة مرتبطة بالهجرة،
فعادة ما تكون الصدمة من هذا النوع األخير هي ما يحدث بحسب ناتان ،ولكن يمكن أن ترتبط بالنوع باألول ،ألن
األبعاد العاطفية المعرفية والثقافية تتفاعل بشكل ضروري ومعقد .وبالتالي ،فالهجرة « وهنا يكمن حجم قيمتها
الوجودية ،هي فعل معقد وغامض وذات بعد بشري عميق» (مورو )...( .)2004 ،وإذا كانت الهجرة من المحتمل
أن تكون صادمة ،فهي ليست كذلك بالمعنى السلبي للكلمة« ،ولكن بالمعنى النفسي التحليلي -صدمة ستؤدي
حتما إلى إعادة ترتيب األليات الدفاعية ،المكيفة أو البنيوية « (مورو .)2004 ،كما أن الهجرة ال تؤدي بالضرورة إلى
تأثيرات مسببة لألمراض ،حيث أن صدمة الهجرة ليست منهجية وال حتمية ،لكنها يمكن أن تحدث بغض النظر عن
.73ستيفان بوسات ،ميشيل بوسات« ،بخصوص هينري كولوم ( :)1913-1979من الطب النفسي االستعماري إلى طب نفسي بال حدود» ،اآلخر؛
المصحات والثقافات والمجتمعات ،2002 ،مجلد ،. ،رقم ،413 3صDOI 10.3917/lautr.009.0409 .409-424 .
.74أوليفي دوفيل ،التاريخ واألوضاع المعاصرة لألنتروبولوجيا السريرية ،دفاتر علم النفس السريري( 2013/1 ،رقم ،)40صDOI 10.3917/ .217-244.
cpc.040.0217
.75ريتشمان ريشارد ،من الطب النفسي للمهاجرين إلى ثقافوية الطب النفسي العرقي .في :الرجال والهجرة ،رقم ،1225ماي-يونيو ،2000الصحة ،عالج
االختالف .صفحات46-61 .؛ http://www.persee.fr/doc/homig_1142-852x_2000_num_1225_1_3510
.76توبي ناتان ،جنون اآلخرين .معاهدة الطب النفسي اإلثني السريري ،باريس ،دونود ،مجموعة «الحاالت النفسية» .1986
.77أليس تيتيا ريزي« .بين هنا وهناك ،أرسم لكم موطني» :االستكشاف النوعي إلنتاج األطفال في العالج النفسي عبر الثقافات .علم النفس .جامعة
رينيه ديكارت -باريس .2014 ،5فرنسا <>NNT : 2014PA05H122>. <tel-01195999
39
شخصية المهاجر السابقة ،إضافة إلى أن هناك عوامل مشددة ،مثل العوامل االجتماعية السلبية (في البلد األصلي
وفي البلد المضيف).
وقد تكون أحيانا ،وككل صدمة ،مهيكلة وحاملة لديناميكية جديدة لصالح الفرد ،أو ،في كثير من األحيان « ،بذرة
تحول» (مورو )4200 ،ومصدر جديد لإلبداع. 78
المواقف الثقافوية تضع العقالنية في صف الغربيين ،في معارضة «العقالنية» مفترضة تتوافق ببساطة مع
مجموعة متجانسة ال يعرفونها.
«يتعلق األمر بالتخلص من «المشاركة الكبرى» التي أجراها الغرب بإقامة التعارض بين العقل واالعتقاد .إذ على
الرغم من التقدم في علم اإلثنيات ،يبقى هذا االعتقاد مشتركً ا إلى حد كبير .علما على أن االعتقاد هو مفهوم
غربي وليس هناك أثر لهذه الفكرة في غالبية ما يسمى بالمجتمعات التقليدية .فعالم العقل ،أي عالم الغرب
واألنوار ،ليس أقل تأثرا من غيره بما يسمى بالظواهر السحرية واألوثان والخوارق .ومن جانبه ،فإن ما يسمى بالعالم
«السحري-الديني» ليس بأقل عقالنية وتماسك يمكن تبينهما بكل تأكيد .وبالتالي ،سيكون من دون جدوى محاولة
تقييم درجة اعتقاد هذا الخبير االستشاري أو ذاك بالنظر للتمثيالت أو النظريات التي يعرضها .بل إن منطق خطابه
هو ما تتعين مسائلته ،والطريقة التي يتموقف بها كفاعل .لكن ال ينبغي أن يؤدي تعقب المنظومات المنطقية
الغريبة إلى استحضار الثقافة أو اإلفراط في التأويل الثقافي ،وهو انحراف متكرر أوخذ عليه كثيرا الطب النفسي
العرقي لتوبي ناثان على سبيل المثال. 79
1.9الثقافة
كاف
غالبا ما تؤدي إثارة «األسئلة الثقافية» خالل لقاءاتنا ،إلى المعارضة بين «اآلخر»« ،المختلف» والذات .وهذا ً
لتوضيح عدم الفهم وصعوبات التواصل بين المتدخلين والمهاجرين.
في معارضة ثقافوية بعض المؤلفين ،كفتحي بن سالمة ،نجد أوليفيي دوفيلوديديي فاسين يدافعون عن « كونية
نفسية» تعني ،من وجهة نظر أبستمولوجيا ،أن كل اإلنتاجات البشرية تتساوى؛ أي أنه ،بين ثقافة و أخرى ،نجد أن
اختالفاتنا لها نفس النظام ،وأنه يجب وضع كل التصورات في نفسالمستوى. 80
وهذا األمر ال ينقص من دور التنظيمات المجتمعية التي قد تسير نحو النقصان ،مما يزعزع استقرار األسر« .ال يمكن
أن يتم االنتقال (بمعنى التوريث) في حالة الهجرة ،كما هو الحال في الثقافة األصلية لآلباء ،والوظيفة األبوية في
خطر ألنها لم تعد تتغذي من المجموعة )...( .االستشارة النفسية هي المكان البارز الذي يتم فيه بناء المعنى،
الملجأ الوحيد قبل أن يستقر المرض بشكل دائم .81
وقد تمت دراسة ظواهر التمازج الثقافي والتنظير لها .ونذكر في هذا السياق زوبييتي غوين ، 82الذي يورد أعمال
أوبيرغ ( ،)1960التي تصف ،في سياقات هجرة مختلفة ،ستة خصائص سلبية لهذا االنتقال إلى مجتمع جديد:
-التوتر المرتبط بالمجهود الكبير المبذول في التأقلم النفسي؛
-الشعور بفقدان األصدقاء أو الحرمان منهم أو من دورهم أو وضعهم السابق ومن ممتلكاتهم الشخصية؛
-الخوف من أن يتم رفضه من قبل الثقافة الجديدة و/أو من رفضها؛
-الشعور باالرتباك في تحديد األدوار؛
-القلق والشعور باالشمئزاز أو الشعور باإلدانات غير المتوقعة أمام االختالفات الثقافية؛
-الشعور بالعجز ،المؤدي إلى حاالت االرتباك واإلحباط واالكتئاب.
.78نشيميريمانا ليوندري « ،المهاجرون في محنة :معالجة االختالف أو عالج االستقبال؟ » دفاتر نقدية للعالج األسري والممارسات في إطار شبكات
( 2002/1رقم ،)28صDOI 10.3917/ctf.028.0129 .129-156.
.79بيرنارد بيريت .مقترحات من أجل عيادة متعددة الثقافات ،انطالقا من تجربة ستراسبورغ 28 .فبراير http://www.parole-sans-frontiere. ،2012
.org/spip.php?article329
.80جوناتان أوفي« ،مكانة تعدد الثقافات في االستشارة النفسية» ،الطفولة والطب النفسي ( 2006/1رقم ،)30صDOI 10.3917/ .110-120 .
ep.030.0110, p110
.81نفس المرجع ،ص.119
.82زوبييتي غوين ،الصحة العقلية والهجرة القسرية :الصحة العقلية ،الصدمة ،التمازج الثقافي وإعادة البناء في مختلف سياقات الهجرة القسرية ،دار
النشر الجامعية األوربية ،غشت ISBN 10 : 6131566135 ISBN 13 : 9786131566134 2013
40
وكما أورد كذلك زوبييتي غوين ،يصف بيديرسون ( )1995خمسة مراحل من الصدمة الثقافية:
«تسمى المرحلة األولى بـ «شهر العسل» ،بحيث يشعر فيها الشخص المعني باإلثارة والحماس نتيجة كل ما
يكتشفه من محيط جديد وتجارب جديدة يمر منها ،فيما أن هويته الثقافية ليست محل نقاش.
وتبدأ المرحلة الثانية عندما ال يمكن للشخص أن يتجاهل االختالفات الثقافية ،بحيث أن هذه هي مرحلة «التفكك».
إذ أنه يبدأ في المعاناة من الشعور بالوحدة والعجز وفقدان الثقة في نفسه وفي معالمه الثقافية.
وفي المرحلة الثالثة المسماة بـ «إعادة االندماج» ،يظهر الغضب ورفض الثقافة الجديدة ،بحيث تهدف هذه
المشاعر إلى حماية احترام الذات التي يميل إلى االنهيار.
فيما خالل المرحلة الرابعة ،التي هي مرحلة «االستقاللية» ،يصبح من الممكن تحديد وتمييز أوجه االختالف والتشابه
بين ثقافة البلد األصلي وثقافة البلد المضيف ،بحيث يصبح الشخص قادرا ،من الناحيتين االجتماعية واللغوية ،على
مواجهة أي وضع جديد بثقة أكبر.
وأخيراً ،مرحلة «االعتماد المتبادل» ،التي هي عندما يكون مثاليا للشخص ،من الناحية الثقافية ،بأن يكون مرتاحا في
ثقافة البلد المضيف كما هو الحال بالنسبة لثقافته األصلية.
وتقترن كثافة ومدة كل مرحلة بحدة التغيير الثقافي والتجربة الشخصية للشخص في حاالت مماثلة ومدى قدرته
على التكيف مع المحيط الجديد .83
ويبرز هذا العمل الحركات العاطفية والنفسية والفكرية المتداخلة لدى المهاجرين ،الذين يواجهون هذه التغييرات
العميقة والمتعلقة بحدث الهجرة.
تعريفا لمفهوم التثاقف في
ً ولكن من النادر بأن ال تؤثر ثقافة ما ثقافة المهاجر .وفي هذا الصدد ،يقدم ديفيروكس
ُبعده الدقيق« :يشمل التثاقف مجموع الظواهر الناتجة عن االتصال المستمر والمباشر بين مجموعات من األفراد
الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة ،مما يؤدي إلى تحوالت تؤثر على نماذج (األنماط) الثقافية األصلية ألحد أو
كال المجموعتين .84وهكذا ،يؤدي االتصال بين ثقافتين ،بسبب الهجرة ،إلى عملية بطيئة تفقد من خاللها الثقافة
«المهيمن عليها» تدريجياً تمثالتها األساسية والديناميكية لفائدة الثقافة «المهيمنة».
وباستحضار التأرجح الذي سيساهم في ظهور االضطرابات النفسية ،يشير نشيميريمانما ( 85)2002إلى أنه «عندما
يترك رجل أو امرأة أو عائلة معينة العالم الثقافي الذي ولدوا فيه أو نشؤوا وعاشوا ،من أجل الهجرة ،فإنهم يجدون
فقد فيه قيمة كل التمثالت الثقافية التي تستخدم عن غير وعي مجهول ،وهو عالم تُ ُ
ً عالما
ً أنفسهم يواجهون
كمرجع .وفي هذا السياق ،تؤدي الهجرة إلى قطيعة مفاجئة :فالمراجع لم تعد هي نفسها وال الفئات المستخدمة
كذلك ،بحيث تضمحل كل المعالم ويصبح العالم الخارجي غير آمن ،إضافة إلى تسلل درجة معينة من االرتباك في
طريقة تصور العالم».
أيضا الكثير من النقاش ،بحيث يتضح ذلك من العنوان المستفز لهذا المقال «هل
في مجال التكفل ،تثير هذه القضية ً
يجب أن نحمل قطعة حلوى لعالج مريض أفريقي؟ .86
في مداخلة بخصوص هذه األسئلة ، 87تشرح أمينة عيوش-بودا مساهمات هذا األخذ بعين االعتبار ولكن أيضا
مخاطره.
«لقد أصبح أخذ «الثقافة» بعين االعتبار لدى مريض أجنبي أمرا شائعا اآلن؛ فـ «تداخل الثقافات» و «تعدد الثقافات»
و «ازدواجية الثقافة» وغيرها من المفاهيم قد اكتسحت تدريجيا جميع أماكن العالجات ،حيث أن علم الطب النفسي
يخصص لها ،وبشكل متزايد ،فصال مستقال.
ويتماشى هذا االهتمام مع االعتقاد السائد بأنه من الصعب االستماع لمريض من ثقافة أجنبية ،إذ قد ال يكون
.83زوبييتي غوين ،الصحة العقلية والهجرة القسرية :الصحة العقلية ،الصدممة ،التمازج الثقافي وإعادة البناء في مختلف سياقات الهجرة القسرية ،دار
النشر الجامعية األوربية ،غشت ، ISBN 10 : 6131566135 ISBN 13 : 9786131566134 2013ص .56
.84جورج دوفيروكس التحليل النفسي اإلثني التكميلي ،باريس ،فالماريون .1972 ،ص253.
.85نشيميريمانما ميوندري « ،المهاجرون في محنة :معالجة االختالف أو عالج االستقبال؟ » دفاتر نقدية للعالج األسري والممارسات في إطار شبكات
( 2002/1رقم ،)28صDOI 10.3917/ctf.028.0129 .129-156.
.86فيستوس ت .بودي الواسون ،لويس داكيت «هل يجب أن نحمل قطعة حلوى لعالج مريض أفريقي؟» .لماذا يجب إدخال البعد الثقافي ضمن طرقنا
للعالج؟ ،اآلخر ( 2014/1مجلد ،)15ص: DOI 10.3917/lautr.043.0018 .18-28.
.87عيوش بودا أ .التداخل الثقافي والثقافية وازدواجية الثقافة ،عالم نفس ،مكلفة بالدروس بباريس إكسناتير ،ملحقة بالمستشارة المغاربية ،مركز ف.
مينكازسكا ،باريس.
41
المرء قادراً على استيعاب أبعاد معينة وتطبيق األنماط الغربية التي ال تالئمه ،والخلط بين فكرة وهمية ومعتقد
ثقافي ،إلخ.
وإذا كان الهدف في البداية هو «احترام االختالف» على وجه التحديد وليس فرض نماذج معينة ،فسينتهي األمر
بالوقوع فيما كنا نحاول تجنبه ،أي اتخاد موقف معياري («إنه يتصرف على هذا النحو ،ألنه يتصرف بهذه الطريقة
في بلده» أو ألن «هذا السلوك له معنى معين في ثقافته .)« ...وباإلذعان إلى اإلغراء باالعتماد على الثقافة من
أجل الفهم ،دون تحديد مكانتها ،التي قد تكون فعال ذات أهمية ،لكنها تبقى مع ذلك جدا خاصة وقابلة للتحديد
النسبي المرتبط بها .وننزلق بذلك ،من غير قصد ،إلى موقف يرمي إلى إخفاء المريض وراء الواقيات الثقافية».
شكال من أشكال «استحضار للثقافة»« :إنه من الضروري ً في نفس التوجه النظري ،يدين أوليفيي دوفيل ()2013
أيضا التحدث عن الفوضى الناجمة عن متطلبات الطقوس التي رأيناها ،أي أنه غالباً ما يراها الشباب الذين ولدواً
في فرنسا كإكراه عبثي .ومن ناحية أخرى ،ما نتعلمه من مواطني غرب أفريقيا والمواطنين المغاربيين (من أصل
متواضع وتقاليد شفوية) هو أنه من الضروري استحضار معنى طقوس وتقاليد الكالم والقواعد العرفية التي تدير
توزيعها وتداولها ،قبل التطرق إلى الخطة الفردية .وهنا يكون مستحسنا استقبال أشخاص آخرين من العائلة أو
المجتمع الثقافي ،مثل الزمالء في العمل الذين يعيشون في نفس المنزل .88
يقابل تنوع أصول المهاجرين الذين يتم استقبالهم بالمغرب بتعدد اللغات واإلثنيات واألعراف...
وقد تمت ترجمة تمثالت العالم في بناء اللغات ،حيث تؤدي ظاهرة الهجرة إلى التقاء الثقافات وكذا اللغات ،مما
يساهم في صعوبات التواصل وبالتالي في الرعاية.
ولكن بجانب هذه المالحظة ،يتطلب التفاهم في حد ذاته إنشاء لغة مشتركة داخل نفس اللغة .كما أن الجمع بين
اللغات التقنية (مثل اللغة الطبية) واللغة العادية ،مثال ،هو السبب الرئيسي وراء حاالت سوء فهم جذرية.
«بصفتنا معالجون ،فنحن نواجه باستمرار شخصا يعاني ،سواء كان من السكان األصليين أو من غير األصليين ،لنجد
أنفسنا أمام إقامة عالقة يتعين علينا فيها فك رموز /شفرات خطاب اآلخر وأن نتساءل إن كنا نتحدث نفس اللغة،
أي إن كنا نضع بالفعل نفس المدلوالت تحت نفس الدوال :وفي هذه النازلة ،ال يمكن الستخدام اللغة المشتركة
أن يضمن بأي حال وحدة المضامين .89
إن المهاجرين الوافدين على المغرب هم في الواقع منتمون لعدة بلدان .وتنوع اللغات يمكن أن يعيق التواصل
وحتى الحيول دونه :فالمهاجرون هم (أو ليسوا) ناطقين بالعربية ،بالفرنسية ،باإلنجليزية ،أو مستعملون للهجات
مختلفة....
كما أن مسألة ترجمة ما يقوله المهاجرون أو المستقبلون ،بما فيهم المهنيون أو غير المهنيين ،غالبا ما تطرح
بشكل معتاد ،بحيث يبقى إتقان اللغة اإلنجليزية ضروريا الستقبال المهاجرين من غانا ونيجيريا ،فيما يبقى اللجوء
إلى الترجمة المحلية أمر حيوي ،بالمناداة على أحد الموظفين الذين يتحدثون لهجة دواال على سبيل المثال ،أو على
صديق من العائلة يتحدث العربية ...غير أن المشاكل المتعلقة بدقة وحياد الترجمة والسر الطبي تبقى في غاية
األهمية.
ويبقى اللجوء إلى المترجم في البلدان األوروبية موضوعا للتفكير« :وبتعبير أخر ،يختلف المعالجون بخصوص مدى
اتساع مجال االختصاص المكفول لهذا الطرف الثالث ،مجال يختلف بين دور يعتمد الكفاءات اللغوية ودور يرتكز
على الكفاءات الثقافية ،وأحيانً ا لدرجة أنهم يضعونه في موقف مساعد المعالج (ناثان .)1994 ،هذا في حين،
يطالب األطباء بانخراط عاطفي قوي للمترجمين الفوريين ،علما على أن هؤالء يحاولون الحفاظ على شيء من
الحياد واالقتصار على تسهيل التواصل .هذا الخالف تمت مناقشته من زاوية التثاقف لدى المترجمين ،وكذا في
مجال التكوين على الوساطة بين الثقافات».
.88دوفيل أ .التاريخ والوضعيات المعاصرة لألنثروبولوجيا السريرية ،دفاتر علم النفس السريري( 2013/1 ،رقم ،)40صDOI 10.3917/ ،217-244.
cpc.040.0217
.89فيستوس ت .بودي الواسون ،لويس داكيت «هل يجب أن نحمل قطعة حلوى لعالج مريض أفريقي؟» .لماذا يجب إدخال البعد الثقافي ضمن طرقنا
للعالج؟ ،اآلخر ( 2014/1مجلد ،)15ص: DOI 10.3917/lautr.043.0018 .18-28.
42
ويبين العمل الذي قام به جوغيكيان راتكليف وسواردي 90أن وضعية المترجم تتسم بحالة الخالف و الالأريحية ،
وثقافيا.
ً ومعرفيا
ً بحيث ال يستطيع المترجم أن يبقى «خارج الفعل» ،و في مواجهة حشد داخلي مكثف ،عاطفياً
« ومن ثم فإن األمر يتعلق بوساطة غير مسماة ،تقوم بدور تفويضي ضمني ،إذ مثل هذا الموقف ال يدرج فقط
مختلف انتماءات المترجم« ،فنحن» مترجم ومريض منتمون إلى نفس الثقافة« ،ونحن» مترجم ومعالج أو معالجين
منتمون إلى نظام الرعاية الصحية التابع للبلد المضيف ،ولكن يدرج أيضا ضمير المتكلم «أنا» للمترجم ،األمر الذي
يبدو أكثر حساسية .باإلضافة إلى ذلك ،إذا لم ينخرطوا ضمن وجهة النظر التقليدية للمرض والعالجات ،فإنهم
يشعرون أنهم مضطرين ألن يترجموا للمريض العبارات التي يختلفون بشأنها ،وعكس ذلك ،إذا كانوا يلتزمون بوجهة
النظر التقليدية هذه ،فسيدخلون في التنافر المعرفي مع نسقهم التثاقفي».
وتتساءل دراسة سويسرية ( )2002حول وسائل الترجمة في إطار االستشارات الطبية« :عندما ال يكون لدى
المرضى والمعالجين لغة مشتركة ،فالمترجم ليس بالضرورة هو الحل المثالي -وال يمكنه على أي حال أن يكون
حاضرا في كل استشارة ،السيما في الحاالت المستعجلة .-ومن خالل استبيان تم إرساله إلى جميع األطباء أعضاء
شبكة الصحة الموجهة لطالبي اللجوء بمقاطعة فو (رقم = ،)169يتضح (مع معدل إجابة يصل )91%أن 45%من
األطباء الممارسين يعتبرون أنه سيكون من األفضل الحصول على قسم هاتفي للتواصل عن بعد مع المترجمين،
وأن 58%يرغبون في الحصول على مسارد مصحوبة بمصطلحات صوتية وأمثلة .كما تم التعبير عن الرغبة في أن
يتم استخدام هاتين الطريقتين في كثير من األحيان مثلما تتم االستعانة بمترجمين مؤهلين ،إذا كانوا متوفرين .91
وفي األخير ،يبقى دور الوسطاء مهما في جميع البلدان .ففي هولندا «يكمن تحدي وسطاء
الثقة(* )Vertrouwenspersonenفي طريقتهم في التواصل وإنشاء روابط انطالقا من جذورهم الثقافية والدينية،
من أجل تحسين الصحة النفسية واالجتماعية للمهاجرين ورفاهيتهم .92
* :Vertrouwenspersonenوسطاء الثقة
43
والمهارة.
وتصف الثقافة الهايتية حالة «المرض» على أنها نتيجة فقدان االنسجام بين مكونات الشخص و /أو بين الشخص
وبين عنصر أو أكثر من عناصر محيطه« .تعود أصول المرض إلى عدم احترام القواعد التي تنظم العالقة اإلنسانية
مع المحيط المادي؛ ولعدم احترام قواعد النظافة والقواعد األخالقية ،وللتأثير الضار من اآلخرين (التسمم والسحر)
ولعدم احترام الطقوس أو التعليمات المتعلقة باألسالف و /أو األرواح .»...
وخالل مسار الهجرة ،يتم التشكيك في تنظيم العالم وتصورات الروابط .فعلى سبيل المثال ،تصبح الثقة في
«الكبير» أو «البكر» خطأ استراتيجيا ،حيث يمكن أن يسعى هذا األخير إلى إلحاق الضرر بك أو خداعك أو استغاللك...
(مامادو ،مهاجر من مالي عمره 16سنة).
وهذا السلوك ،المتمثل في عدم الثقة ،الضروري أثناء الهجرة ،يتعارض مع طرق االشتغال التي تم تعلمها منذ
الطفولة ،بحيث أن هذا التشكيك يميل إلى التطرف في التمثالت المعكوسة خالل اإلقامة في البلدان المضيفة.
«إن العمر المتقدم مرادف لالحترام والتقدير ،بحيث يعتمد احترام العمر على االعتراف بالتجربة في الحياة .فهو
معترفا بها وسلطة وأهمية خاصة في مجتمعاتهم ،لكن المهاجر الذي يتقدم في السن ً يمنح كبار السن مكانة
يعرف الشيخوخة كمشكلة اجتماعية ،يجد الشخص نفسه في «وضع ّ بلد ففي ا. تمام
ً مختلف بفرنسا لديه موقف
اجتماعي متدني ،على الرغم من أنه يصل إلى السن الذي كان يجب أن يكون فيه موضع احترام وتقديم في
عادة
ً ظروف الحياة العادية بالمجتمعات التقليدية» .وعموما ،يجد نفسه محروما من االمتيازات الثقافية التي تمنح
للمسنين في بلده األصلي .94
وسيتم استكشاف تمثالت المسببات النفسية مع مفاهيم الذات/الفرد (مثال ،العالقات بين الجسم والروح
والعقل) ،حيث سيكون من الضروري األخذ بعين االعتبار المصادر الرئيسية للمحنة (مثل الفقر وإساءة معاملة
األطفال والعقم) .نشيميريمانا ل. 95)2002( .
ويذكر العمل الرائع الذي قام به جالل بناني ( 96)2015الذي اقتبسه جون أوري ،بأنه قد يكون هناك ،في حاالت
الهجرة« ،نوع من اختزال العالم في جسم الشخص» ،فيما يتم تتضح األعراض من عدم الراحة واأللم.
إن األشخاص الذين يعانون من اضطرابات عقلية ،وخصوصا االضطرابات النفسية ،يعانون من الوصم بشكل كبير
جدا عبر العالم.
فأن تكون «أجنبيا» يمكن أن يثير ردود فعل تنم عن الرفض ،وأن تكون «من بلد آخر» وتعاني من اضطرابات عقلية
يؤدي إلى الحرج الذي قد يشتمل على العداء .وبالتالي فالمهاجر يعاني من تمييز مزدوج.
وتجدر اإلشارة كذلك إلى أنه في بعض األحيان ،تكون طرق االستقبال الفاشلة هي التي تولد االضطرابات النفسية.
جزءا من المعاناة النفسية التي تتم مالحظتها ليست ناتجة عن الصدمة ،ولكنها مرتبطة بالمحيط وباالستقبال «إن ً
الذي يتم تلقيه من السكان .وبعبارة أخرى ،هي ناتجة عن الوصم والرفض والعنصرية التي غالبا ما يتعرض لها
الالجئون في بلدان اإلقامة )...( .وفي األنظمة الديكتاتورية التي يهرب منها الالجئون ،يتم استعمار أجساد ونفوس
أفراد المجتمع تدريجيا )...(.وترتبط الصحة العقلية ،وكذا الصحة عموما ،بالظروف االجتماعية والظروف الموضوعية
للوجود المادي والتجربة الذاتية والشخصية المكونة لها .كما أن هناك تأثير ثابت للنظام السياسي يتم تسجيله على
وجه التحديد في األجساد وفي النفوس ،بحيث أن السلطة موجودة وتظهر نفسها ،وطالبو اللجوء يشكلون شكال
نموذجيا في هذا الصدد.97
أيضا إن لم نقل تمنعه األحكام المسبقة ضد الطب النفسي .إذ قام فريق دولي
لكن الولوج إلى العالجات تعوقه ً
من الجمعية األوروبية للطب النفسي بإعداد دليل لمكافحة الصورة السيئة لهذا التخصص في وسائل اإلعالم
.94فاليري وولف« ،اللقاء بين المعالج والمهاجر المريض والمسن .ضوء على ثالثة صدمات ثقافية معتادة» ،الحياة االجتماعية ( 2016/4رقم ،)16
صDOI 10.3917/vsoc.164.0161 .161-176.
.95نشيميريمانا ليوندري « ،المهاجرون في محنة :معالجة االختالف أو عالج االستقبال؟ » دفاتر نقدية للعالج األسري والممارسات في إطار شبكات
( 2002/1رقم ،)28صDOI 10.3917/ctf.028.0129 .129-156.
.96جالل بناني الجسم المشتبه به .جسد المهاجر أمام المؤسسة الطبية .مفترق الطرق .2015
.97إستيل دي هيلوين« ،الصحة العقلية لطالبي اللجوء» ،الرجال والهجرة [عبر األنترنيت] ،1282/2009 ،تم وضعه على االنترنيت بتاريخ 29ماي ،2013
تم االطالع عليه بتاريخ 30سبتمبر ،2016الرابطhttp:// hommesmigrations.revues.org/447 ; DOI : 10.4000/hommesmigrations.447 :
44
واألدب ،بحيث أنهم يوصون بالتزام أكبر من جانب المتدخلين و»أن تلعب المجتمعات النفسية الوطنية وغيرها من
األطراف المعنية ،بما في ذلك المرضى وعائالتهم والموظفون االجتماعيون ،دورا كبيرا وهاما».
ولكن ثقافة «التمكين» هذه ليست حاضرة بعد في هذا المجال( .98بهوغر د .وأل.)2015.
(جزئيا) ،خاصة إذا كانت مراجعه غربية فقط.
ً ويمكن أن يكون التكفل المقترح غير مالئم
«ولم يمر اللقاء بين تمثل»الحاجة» من العالجات النفسية ،التي تم التعبير عنها أم ال من قبل شعوب أو دول
الجنوب ،واألجوبة التي قدمتها دول الشمال من حيث التقنيات العالجية أوال ،والتمثالت والنماذج النظرية ،بعد
ذلك ،وأخيرا التعاون والتنمية والتدخالت اإلنسانية ،من دون طرح األسئلة تشكك في قدرة الفاعلين في مجال
الصحة العقلية على التدخل لفائدة السكان ذوي مرجعيات ثقافية وسياقات اقتصادية واجتماعية وسياسية مختلفة
اختالفاً جوهرياً.
( )...كما أن البعد الذاتي ليس غائباً داخل المجتمعات التقليدية ،حتى إذا كان األخذ بعين االعتبار لهذه الذاتية ال
يتشكل في مشكلة فردية ولكنه يبقى مشكلة اجتماعية ،وهذا ال يعني استبعاد الفرد ،بل يدعو على العكس إلى
وضع الفرد في الفضاء االجتماعي الذي يربطه بشكل دائم بمجموعة ووطن وثقافة وحقبة معينة ،وما إلى ذلك.
فالذكريات والتجارب الفردية تتجمع باستمرار في الذاكرة الجماعية.99
وتبقى من أكبر الصعوبات هي تفكك المجموعة ،التي تمثل تكفال فرديا« .فسلوكيات وتصرفات اآلخرين تجاه
المرضى العقليين أو المجانين تحددها النماذج التي طورتها الثقافة والتي يحملها كل فرد داخل نفسه ،سواء
كان طبيبا نفسيا أم ال .وفي المجتمعات األفريقية ،كان المريض موضع اهتمام من جانب األسرة والمجموعة
االجتماعية ،حيث كانت النماذج تسمح بأن تعتبره شخصا يكافح مع قوى معادية أو قوى دينية .وقد عرف على
أنه حامل لحقيقة أكبر ،وهي الحقيقة التي اكتشفها من خالل الجنون ،كما يتمتع المعالجون بقوة ومعرفة كبيرتين
لدرجة أنهم عانوا من مرض عقلي أولي خطير .وبدال من الرفض خارج األسرة والمجتمع ،شارك الجميع في عالج
المريض ،حتى أكثر من التقدير الذي يحظى به المريض الذين تمت زيارته من قبل سلطة عليا .إذ ال يزال هذا التصرف
معموال به اليوم في الطقوس العالجية .100
5.9ثقل الدين
ينحدر المهاجرون الموجودون بالمغرب من أديان مختلفة :فهم مسلمون أو مسيحيون أو بروتستانتيون أو كاثوليكيون
أو مبشرون أو إصالحيون ،وفي بعض األحيان بوذيين وغالبيتهم من وثنيون .وهذا معطى يتعين أخذه بعين االعتبار.
«يحتاج المريض إلى أن يشعر بأنه مسموع ومقبول ومعني بما هو أساسي بالنسبة له ،وبالتالي في معتقداته
الدينية والروحية ،ليصبح مفهوم»الروحانية» الفئة العامة والتي لها قيمة( .« 101البطل ف)2017 .
ويشير إدريس موساوي ( )2014إلى أن « 80%من سكان العالم يعيشون في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل
أساسيا من الحياة اليومية .102
ً جزءا
( ،)LAMICوالتي تشكل فيها المعتقدات الدينية أو الروحيانية ً
حاضرا سواء في إطار التقييم
ً كما يشير ديفوس وآل ( 103)2010إلى أهمية هذا البعد « :قد يكون البعد الديني
التشخيصي أو في دستور التحالف أو العمل العالجي ،ويتضح ذلك بطرق مختلفة جدا حسب الوضعيات».
.98بهوغا د ،سارتورويس ن ،فيوريلو أ ،إفان-الكو س ،فانترغليو أ ،هيرمانس م.هـ .وآخرون .توجيهات المؤتمر األوربي للطب النفسي( )EPAحول كيفية
تحسين صورة الطب النفسي والطبيب النفسي .الطب النفسي بأوربا .مارس 2015؛ . .doi: 10.1016/j.eurpsy.2015.02.003 .423-30 :)3( 30نشر
عبر االنترنيت بتاريخ 27فبراير .2015
.99ن بيادي-إمهوف« ،الصحة العقلية في العالقة بين الشمال والجنوب .تقديم :السياق والتحديات» ،مجلة العالم الثالث ( 2006/3رقم ،)187
صDOI 10.3917/rtm.187.0485 .485-508.
.100ستيفان بوسات ،ميشيل بوسات« ،بخصوص هينري كولومب ( :)1913-1979من الطب النفسي االستعماري إلى طب نفسي بال حدود» ،اآلخر،
العيادات ،الثقافات والمجتمع ،2002 ،مجلد ،3.رقم ،413 3صDOI 10.3917/lautr.009.0409 .409-424 .
.101البطل ف .الحضور الجديد للدين في الطب النفسي المعاصر .أرشيفات العلوم االجتماعية للديانات [عبر االنترنيت] /163 ،يوليوز –سبتمبر ،2013
تم وضعه عبر االنترنيت بتاريخ 01أكتوبر ،2016تم االطالع عليه بتاريخ 01يناير .2017الرابطhttp://assr.revues.org/25197 ; DOI : 10.4000/ :
assr.25197
.102الموساوي د .عندما يضطر األطباء النفسانيون للتعامل مع الدين في الممارسة اليومية .الطب النفسي العالمي من 2إلى 13يونيو ،2014
صفحات .4-203
.103ديفوس أ .عبادي ب .نهج الظاهرة الدينية في ممارسة الطب النفسي .معلومة الطب النفسي( 2010/5 .مجلد ،)86صDOI .439-446.
10.3917/inpsy.8605.0439
45
ويستشهدون بعمل كوينيغ ، 104الذي «عمل كثيرا على هذه األسئلة وسعى إلى البحث عن تعريف دقيق قدر
موضوعا للدراسة في حد ذاتها و»يمكن
ً اإلمكان للروحانية من أجل إزالة الغموض عن نهجه وأنه يمكن اعتبارها
قياسا» ،بحيث يميز كوينيغ الروحانية وفق األبعاد التالية:
« -االعتقاد» بأن هناك ما وراء العالم المادي ،وأن هذا األخير ال تقتصر الحياة عليه؛
« -الممارسة» الدينية مثل التأمل والصالة والقراءة والتفكير .وهذه أيضا هي األفعال والطقوس الدينية
المشتركة بشكل جماعي؛
« -الوعي» الفكري والعاطفي للبعد السامي (الذي يتجاوز اإلنسان والعالم)؛
-التجربة الروحية التي تحدث فجأة أو بطريقة خفية أو بشكل غير متوقع أو بعد جلسة للتفكير أو التأمل أو العزلة،
تعديال للعقل وتغييرا لوجهة النظر بخصوص العالم ،مع التقليل من االهتمامات األنانية.
ً والتي تقدم
أيضا ،وربما
وبالنسبة لهؤالء المؤلفين ،يهدف هذا النهج إلى «السماح بالتبادل مع المريض حول الموضوع ولكن ً
قبل كل شيء ،أن نجعل أنفسنا مستعدين لسماع ما يرغب في إخبارنا إياه عن تجربته الدينية».
وقد يكون الخطر في هيمنة الجانب الديني أو الطب التقليدي الذي يؤدي ،مثال ،إلى التخلي عن العالج بالعقاقير:
«إن ممارسة الدين اإلسالمي تؤثر ،على األقل جزئياً ،على تمثالت األمراض العقلية .ومع ذلك ،بالمقارنة مع
المعطيات األدبية ،فإن مكانة السحر الديني في تفسير االضطرابات ومكانة العالجات التقليدية تبقى قليلة إلى
105
حد كبير.
غير أن الدراسة االستقصائية لسنة 2013تظهر لجوءا نسبيا جداً إلى استخدام األدوية التقليدية« .تتم االستشارات
حسب الطريقة التالية ،مفضلة بوضوح الولوج إلى الطب البيولوجي ،أي اللجوء التقني المناسب ،حيث يكون الطبيب
هو المحاور الرئيسي :لجوء نسبة 1.10%من المهاجرين الذين شملتهم الدراسة االستقصائية إلى العالج باألعشاب
التقليدية ،ونسبة 0.73%يلجئون إلى الشافي.106 .
10خالصة
هناك العديد من األوضاع االجتماعية واإلدارية واألسرية المختلفة داخل فئة المهاجرين .ويركز عملنا على الجانب
النفسي واالجتماعي ،بحيث تهدف المساعدة النفسية-االجتماعية إلى تعزيز قدرات المهاجرين والمجتمعات
أيضا إلى السماح بالحصول على ظروف عيش الئقة ،مع أبعاد أساسية تتمثل في الصحة والتعليم (التمكين) ،ولكن ً
والسكن والشغل واألمن .كما أن الحاجة الملحة التي توجد عند عدم وجود هذه الظروف ،وتؤثر بشكل كبير على
قدرات التفاعل وتزيد من حدة المعاناة النفسية التي يمكن أن تعم (اضطرابات القلق واالكتئاب )...لتشكل عقبة
حقيقية .وحسب منظمة الصحة العالمية ،فإن نسبة 33%من مجموع السنوات التي يعيشها الفرد مع عجز معين،
عبر العالم ،مرتبطة باالضطرابات العقلية. 107
.104كوينيغ هـ.غ ،مخاوف بشأن قياس «الروحانية» في البحث .ج .نيرف مينت .ديس2008 .؛ 349-55 :196
.105موتري إ .أماد ،أ .غينين م ،روليند ج-ل ،بن الراضية إ ،توماس ب .تمثالت الصحة العقلية في أوساط السكان المسلمين حسب دراسة «الصحة العقلية
لدى السكان بشكل عام» (( SMPGمعلومة الطب النفسي ،المجلد ،89رقم ،7يوليوز .2013
« .106المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب .تحديات هجرة إقامة» مورجي ف ،فيري ج.ن ،رادي س ،عليوة م ..الجامعة الدولية بالرباط وكونراد
أدينوار ستيفونغ .إ .ف2016 .
.107منظمة الصحة العالمية ،االكتئاب واالضطرابات العقلية الشائعة األخرى :تقديرات الصحة العالمية .جنيف :منظمة الصحة العالمية ؛ 2017
46
1.10الصحة
إن القضايا الصحية تحظى باهتمام بالغ األهمية اليوم ،من حيث الولوج إلى العالجات والكشف (من حيث تحديد
التشخيص وبغض النظر عن التخصصات) والوقاية والصحة الجنسية والتكفل بضحايا العنف ،وبالطبع الصحة العقلية.
جزءا من اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء ( ،)SNIAكضمان ولوج المهاجرين
وقد كانت معظم هذه النقاط ً
والالجئين إلى العالجات الصحية على نفس قدم المساواة مع المغاربة في الولوج إلى هذه الخدمات ،مع توحيد
مساطر التكفل بالمهاجرين في الحاالت المستعجلة وتنسيق عمل الجمعيات في مجال الصحة ...
1.1.10الصحة العقلية
وإذا كان هذا العمل قد جعل من الممكن اإلفصاح عن وجود اضطرابات عقلية من خالل تصريحات المهاجرين
والمتدخلين،
وإذا كان هذا العمل قد جعل من الممكن اإلفصاح عن وجود اضطرابات عقلية من خالل تصريحات المهاجرين
والمتدخلين ،فإنه الزال يجب إجراء تقييم حقيقي للحاجيات من الصحة العقلية في أوساط المهاجرين ،من أجل إعطاء
قيمة علمية لهذه المعطيات .وللتذكير ،نجد في المتوسط حوالي 20%من حاالت االضطراب ما بعد الصدمة في
صفوف المهاجرين من بين الوافدين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بفرنسا . 108وإذا طبقنا هذه النسبة
مهاجرا الموجودين على األراضي المغربية ،فإننا سنصل إلى 16000شخصا ممن يعانون من هذا ً على 80000109
االضطراب ،مع 10أخصائيين نفسيين فقط وال يوجد أي طبيب نفساني مخصص لهذا التكفل ،وعدد قليل جدا من
التكوينات وال أية وصفة طبية ،ليبقى الوضع مثيرا للقلق.
وللتذكير ،فإن نسب االضطرابات النفسية لدى المهاجرين الذين يتعرضون للعنف الزالت مرتفعة« :ففي الدراسة
االستقصائية التي قامت بها منظمة أطباء بال حدود ،نجد أنه « من بين 697ناجياً من العنف الجنسي بالمغرب ،بما
في ذلك 122بمدينة وجدة و 575بالرباط 41% ،منهم تظهر عليهم أعراض االكتئاب و 25%أعراض القلق و 21%
تظهر عليهم أعراض التوتر ما بعد الصدمة.110
وبالتالي ،فالحاجة األولية هي وضع أنظمة لجمع وتحليل المعطيات ،والتي ال يمكن أن تتم إال بعد إجراء مسح
وبائي سيمكن من استخالص المؤشرات .ويتطلب هذا األمر في المقام األول إشراك األطباء النفسيين ،الذين هم
واعون بهذه المسألة التي ظلت معلقة .وأكيد أن العمل النوعي سيمكن من صقل النتائج.
كما سيمكن هذا العمل األولي من التفكير في وضع نظام معلوماتي لمراقبة األوبئة من أجل تتبع الوضع الصحي
للمهاجرين .ولكن أيضا من أجل التفكير في الحلول التي سيتم تقديمها وفي التكوينات التي سيتلقاها الموظفون
(الصحة العقلية ال يمكن أن تظل حكرا على األطباء واألخصائيين النفسيين) ،مع إشراك بنيات العالجات وتوزيع
األدوية النفسية وإعداد أسئلة محددة أثناء المقابالت السريرية.
ومن ناحية أخرى ،سيكون من المهم تشكيل مجموعة عمل دولية من األطباء النفسيين أو األخصائيين النفسيين
في مجال الهجرة ،مع نظرائهم المغاربة ،على أن تشمل أيضا نظرائهم من الجمعية األفريقية للصحة العقلية
( ،)SASMبحيث عبر بعض المختصين اإليفواريين ومن بوركينافاسو عن اهتمامهم في هذا الشأن .وهناك موضوعان
للعمل تبرز أهميتهما للوهلة األولى ،ومن اآلن :ظروف المغادرة والعواقب النفسية الفردية والعائلية والمجتمعية؛
ومسألة العودة إلى البلد ،في حالة فشل عملية الهجرة.
.108فاييس أ ،ولمارك لـ ،روفولت ب ،اللجنة المكلفة بصة المنفيين ،الصحة العقلية للمهاجرين /األجانب :توصيف أفضل لعالج أفضل BEH 2-3-4/17 .
يناير 36-40 :2012
أيضا الالجئين ،ولكن ليس السياح .توقعات العالم لجامعة
شخصا .ويشمل هذا العدد ً
ً .109خالل سنة ،2016يقدر عدد المولودين في بلد غير المغرب 79840
شيربروكhttp://perspective.usherbrooke.ca/bilan/servlet/BMTendanceStatPays?langue=fr&codePays=MAR&codeStat=SM. .
) POP.TOTL&codeStat2=xتم االطالع عليه بتاريخ 14نوفمبر .)2017
.110أطباء بال حدود« :العنف ،الهشاشة والهجرة :عالقون بموانئ أوربا» ،تقرير حول المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء في وضعية غير نظامية
بالمغرب ،مارس https://www.google.fr/search?sourceid=navclient&hl=fr&ie=UTF8&rlz=1T4TEUA_fr___FR462&q=Vio .2013
lences%2c+vuln%c3%a9rabilit%c3%a9+et+migration+%3a+bloqu%c3%a9s+aux+portes+de+l%e2%80%99E urope
47
كما سيكون من المناسب كذلك بالنسبة لألخصائيين النفسيين بأن يتوفروا على الوقت الكافي لتوثيق التجربة
الغنية التي يتوفرون عليها في مجال االضطرابات العقلية لدى المهاجرين ونشرها ،من خالل المقاالت والحلقات
الدراسية ،على سبيل المثال.
2.1.10الصحة العامة
إن الصحة العقلية ضرورية ولكنها ليست كافية لضمان الولوج إلى الصحة كما حددتها منظمة الصحة العالمية .إذ
الزالت هناك صعوبات في الولوج إلى الخدمات الصحية ،وهي بذات الوقت بنيوية (مشكلة التغطية االجتماعية أو
العالجات أو األدوية المؤدى عنها) ،ولكنها أيضا ناتجة عن نقص في المعلومات الخاصة بالنظام المغربي للعالجات
الصحية لدى المهاجرين ،حيث تتوقع االستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء ،في هذا الصدد« ،تنظيم دورات
تحسيسية وإعالمية لفائدة المهاجرين».
هذا الولوج إلى الصحة يمر أيضا عبر «إدماج المهاجرين والالجئين في برامج خاصة في المجال الصحي (التحسيس،
التلقيح ،الكشف ،العالجات المتنقلة ،صحة األم والطفل)».
ويبقى مجال الصحة الجنسية واإلنجابية ،بالنسبة للنساء ولكن أيضا بالنسبة للرجال ،أمرا محوريا :الوقاية المشتركة
والحصول على وسائل منع الحمل وعالج االضطرابات الجنسية والرعاية بضحايا العنف الجنسي .وتمكن مقاربة
«النوع» من الحصول على مقاربة خاصة أكثر بالنساء في وضعية هشاشة ،وتساهم بعض الجمعيات بالعمل في
المجال الطبي ،مثل تتبع الحمل وتقديم خدمات التطعيم لألطفال.
2.10الجانب االجتماعي
تشمل معايير االندماج االجتماعي ،بالخصوص ،الحصول على سكن وشغل ودخل والولوج إلى التعليم والصحة.
وحتى قبل النظر في االندماج ،يجب تلبية االحتياجات األولية ،إذ غالبا ما تستجيب الجمعيات للطلبات المستعجلة:
األغطية والمالبس والغذاء وأحيانا المساعدة المالية :األدوية والعالجات والتحاليل البيولوجية ...
وبدوره ،يبقى مجال حقوق اإلنسان أساسيا كذلك ،مع ما يقتضيه من توعية ودفاع عن حقوق اإلنسان وحماية
ومساعدة الفئات األكثر هشاشة وضحايا االتجار والقاصرين ...في الوقت الذي تعذر فيه تقييم تنفيذ التوصيات
المتعلقة بـ «تقديم المساعدة القانونية للمهاجرين».
1.2.10السكن واإليواء
يشير المتدخلون إلى العديد من المشاكل المرتبطة بالسكن ،والتي تتراوح بين العيش في الخيام بجهة وجدة ،إلى
المساكن المشتركة ،والتي تطرح بدورها مشاكل االختالط والنظافة وانعدام األمن .ومع ذلك ،يشير البعض إلى
ظروف جيدة.
ومن أكثر المشاكل إثارة للقلق بالنسبة للمتدخلين هناك عدم كفاية أماكن إيواء السكان في وضعية هشة ،سواء
كانوا قاصرين من غير المصحوبين أو األشخاص ضحايا االتجار ،إذ ال تزال هناك اليوم حاجة إلى تقييم االحتياجات،
وخاصة بالنسبة لهذا النوع من اإلقامة.
كما أنه لم يمكن هذا العمل من قياس تأثير المقترحات المتعلقة بتوفير مساكن الطارئ والحماية (استئجار الشقق
والشراكات مع جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة والطفل) أو المقترحات التي جاءت بها اإلستراتيجية الوطنية
للهجرة واللجوء بخصوص السكن.
كذلك ،ماذا عن «تعزيز الحق في السكن لفائدة المهاجرين في وضعية نظامية والالجئين في ظل نفس الظروف
مثل المغاربة»؟
48
2.2.10الشغل والعمل
تهم التوصيات التي أتت بها االستراتيجية الوطنية إلدماج في مجال الشغل المهاجرين في وضعية إدارية قانونية أو
الالجئين .ونورد «برامج التكوين المهني واالعتراف بالمؤهالت واألنشطة الخاصة بالنساء (دعم إنشاء أنشطة مدرة
للدخل والتكوين المهني ،)...وتأكيد المهارات المهنية المكتسبة وتطوير المهارات ومرافقة المهاجرين في وضعية
إدارية قانونية ،الحاملين للمشاريع والراغبين في تأسيس المقاوالت» .غير أن عملنا هذا ال يمكن من تقييم مدى
تفعيل هذه التوصيات.
وتتعلق التصريحات التي استمعنا إليها بالصعوبات التي يواجهها المهاجرون في وضع إدارية غير قانونية وهم
يبحثون عن شغل ،إضافة إلى ووجود التسول والجنس كخيارات مؤقتة....
في حين ،هناك تخوف من جزء من المواطنين المغاربة بكون المهاجرين يشكلون يدا عاملة رخيصة من شأنها أن
تحرم المغاربة من فرص الولوج إلى الشغل بمضاعفة الصعوبات الموجودة أصال بالنسبة ألوسع فئات الشباب.
وذلك ما يضرب التوصيات التي تهدف إلى جعل المغاربة يرون الهجرة كفرصة وليست كتهديد اقتصادي وثقافي
واجتماعي.
3.10التكفل
1.3.10الموظفون
في بعض الجمعيات ،يكون العمل بتخصصات عديدة أمرا فعاال ،حيث أن كل تخصص يسمح بنوعية خاصة من
الرعاية .فعلى سبيل المثال ،يعتبر الجمع بين «عالم النفس-المساعدة االجتماعية» زوجا «كالسيكيا» فعاال.
وبالقابل ،ال يمنع هذا األمر من وجود الحاجة المعبر عنها على نطاق واسع ،ضمن مختلف أنواع البنيات ،فيما
يخص اإلشراف من قبل شخص خارج عن المؤسسة .فالحاالت التي تتم مواجهتها قد تظهر شاقة جداً من الناحية
اإلنسانية ،ليبقى تحليل الحاالت وأيضاً تحليل تأثيراتها ،أمرا مطلوبا.
ومن ناحية أخرى ،فإن بعض أعضاء فرق االستقبال داخل الجمعيات ال يملكون سوى تكوين أولي ال ارتباط له بالطب
النفسي االجتماعي :تكوين في التسيير أو في التجارة ،هذا في حين أن هناك تكوينات ضرورية (ومطلوبة) ،السيما
في مجال الصحة العقلية (التمييز ،التشخيص ،الرعاية) تدبير التوتر ،تقنيات المقابالت ،الوصمة والتمييز والمعرفة
بثقافة األشخاص الذين يتم استقبالهم.
فالمعرفة الجيدة لألعراض النفسية والقدرة المتطورة على تحديد أعراض األمراض النفسية من شأنهما أن يسمحا
بفهم حقيقي للمهاجرين وبرعاية أفضل لحاالت التوتر ما بعد الصدمة واالكتئاب وبالتعرف على األشخاص في
وضعية هشة مثل أولئك الذين يعانون من االضطرابات النفسية ،حيث يوصى بتتبع فردي لهم.
وبشكل أعم ،سيكون من الضروري تعزيز قدرات المنظمات غير الحكومية من أجل التدخل في مجال الصحة .ولكن
أيضا تكوين العاملين في القطاع الصحي بشكل أفضل على مختلف المواضيع المتعلقة بالرعاية الخاص بالمهاجرين.
كما يستخلص من هذه النتائج كذلك ،ضرورة تحسيس مهنيي الصحة العقلية (األطباء والمختصين النفسيين
والممرضين )...من خالل تنظيم الندوات والحلقات الدراسية وإدراج موضوع محدد في البرامج المخصصة لدراسة
علم النفس ،بعيدا عن الجوانب المتعلقة بتداخل الثقافات
2.3.10الثقافة
يشير العديد من المتدخلين إلى الدور السلبي «لالختالفات الثقافية» ،فماذا نضع تحت هذه التسمية؟ إذ سيكون
من المفيد جدا التكوين على القضايا اإلثنية والنفسية ،والذي يدفع إلى التساؤل حول اإلسقاطات بخصوص ما
49
يفترض أنها اختالفات أو أوجه التشابه مع «اآلخر».
ويوصي عدد من المتدخلين بتنظيم أمسيات للنقاش أو أمسيات احتفالية وموسيقية أو تظاهرات «عامة» حول
القضايا الثقافية ،مع أفالم وموسيقى ولوحات وصور فوتوغرافية.
مسألة اللغة ،والتي من خاللها نتبين صعوبات التفاهم – بحيث أن نفس الكلمات ال تقصد /ال تدل على نفس
األشياء-غالبا ما تتم إثارتها من أجل شرح «سوء الفهم الحاصل» .التحسيس بذلك ضروري أيضا للمهاجرين ،حتى
يتعرفوا على المرجعيات الثقافية المغربية ويفهمونها.
ويبقى من الضروري بذل مجهود في مجال ولوج المهاجرين الناطقين باللغة اإلنجليزية إلى العالجات ،وهو ما يطرح
مسألة اللجوء إلى المترجمين ،وما يشكله من العديد من المشاكل التي تم تفصيلها في هذا التقرير.
4.10التحسيس/اإلخبار
ويستحضر عدد من المهاجرين التصريحات أو التصرفات العنصرية التي تستهدفهم ،بحيث تقترح إحدى المهاجرات
توعية المغاربة في المدارس والصحف والمنظمات غير الحكومية والمستشفيات بموضوع« :أننا جميعاً بشر
وأفارقة.»...
وتبقى هذه الشهادات قيمة ،إلى جانب تلك التي تم جمعها في كتاب جليل بناني 111والصور الفوتوغرافية التي
تهدف إلى رفع مستوى الوعي الدولي ،من قبيل الصور الفوتوغرافية لجوزي بالسكو دي أفيالنيدا 112أو خوصي
باالزون. 113
تضمنتها اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء ( )SNIAهناك تلك المتعلقة بــ»إطالع
ّ ومن بين التوصيات التي
العموم وبشكل أفضل حول ظروف العمل بالخارج ،السيما في البلدان العربية ،حول وسائل تأمين العقود والهياكل
التي بإمكانها تقديم المشورة والمساعدة بالمغرب وحتى بالخارج .كما توصي وسائل اإلعالم بتغطية المواضيع
114
المتعلقة باالتجار بالبشر من خالل تقديم معلومات واضحة للمواطنين ...
وتبقى المعلومات الضرورية للمهاجرين حول الولوج إلى العالجات موضوع يتكرر باستمرار .إذ يتعلق األمر بتقديم
«دعامات للتوعية حول النظام الصحي المغربي والعرض من الخدمات المتاحة» ،وتخصيص «جلسات للتوعية حول
طرق الولوج إلى الخدمات والبرامج الصحية وبرامج الوقاية من األمراض والكشف عنها» .وقد تمت اإلشارة في
العديد من المناسبات إلى توزيع خريطة المتدخلين لدى المهاجرين ،ألن «تناقل األمر بين الناس» يبدو أنه أمر فعال.
وأخيراً ،تبقى قضية المرأة محورية ،بحيث تدور المواضيع المتصلة بها حول العنف والصحة واالتجار بالبشر .ويتعلق
األمر بإدماج «المهاجرات والالجئات في برامج التوعية واإلعالم الموجهة للنساء».
ونختتم بتوصيات اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء ،التي توصي بـ «توظيف تجارب المجتمع المدني المغربي
إللهام تطوير استراتيجية االندماج ،باالعتماد على شبكات المنظمات الدولية (المنظمة الدولية للهجرة ،المفوضية
السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين ،المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة ،إلخ) لتعبئة الخبرات الالزمة
وتبادل الممارسات الفضلى وتعزيز قدرات الفاعلين المعنيين وتطوير وإضفاء الصفة الرسمية على الشراكات بين
الفاعلين المؤسساتيين والمجتمع المدني المغرب والمجتمع الدولي .»...
.111جليل بناني .مسار طويل جدا-أقوال الالجئين بالمغرب ،طباعات مفترق الطرق) ISBN 978-9954-1-0568-9( 2016 ،
http://www.rfi.ro/social-93207-accent-pe-istorie-ziduri-lume-spania-irlanda .112
https://tempsreel.nouvelobs.com/photo/20141228.OBS8905/les-migrants-et-le-green-de-golf-un-portrait-de-la-rea� .113
lite.html
.114اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء ،الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة ،عرض لفائدة الشركاء الدوليين ،بتاريخ 10مارس
.2015
50
ملحق
األشخاص الذين تم االلتقاء بهم
ﻣﻜﻠﻒ ﺑﺎﻟﻤﺸﺮوع :ﻣﺮﻛﺰ ﺗﻨﺴﻴﻖ اﻟﻬﺠﺮة واﻟﺼﺤﺔ اﻟﺪﻛﺘﻮر ﺟﻮدﻳﺴﻴﺎل دﺟﻠﺔ أﺣﻮﻧﺴﻮ
ﻣﺴﺎﻋﺪة ﻣﺸﺮوع اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻮدة اﻟﻄﻮﻋﻴﺔ وإﻋﺎدة اﻹدﻣﺎج ﺳﻬﺎم ﺷﺎرﻟﻮ
ﻣﺮﻛﺰ ﺗﻨﺴﻴﻖ ﻋﻤﻠﻴﺎت اﻟﻤﺴﺎﻋﺪة ﻟﻔﺎﺋﺪة ﺿﺤﺎﻳﺎ اﻻﺗﺠﺎر ﺑﺎﻟﺒﺸﺮ
ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣﻢ اﻟﻤﺘﺤﺪة اﻟﻤﺸﺘﺮك اﻟﻤﻌﻨﻲ ﺑﻔﻴﺮوس ﻧﻘﺺ اﻟﻤﻨﺎﻋﺔ اﻟﺒﺸﺮﻳﺔ /اﻹﻳﺪز -اﻟﻤﻐﺮب
51
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺿﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺴﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ) ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب ( اﻟﺮﺑﺎط
52
اﻟﻤﻨﻈﻤﺔ اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ ﻟﺤﻘﻮق اﻹﻧﺴﺎن
ﻃﺒﻴﺒﺔ رﺋﻴﺴﺔ ﺟﻤﻌﻴﺔ ﻣﺤﺎرﺑﺔ اﻟﺴﻴﺪا , ALCSﻗﺴﻢ اﻟﺮﺑﺎط اﻟﺪﻛﺘﻮرة ﻓﺘﻴﺤﺔ اﻟﻐﻔﺮاﻧﻲ
53
ﺟﻤﻌﻴﺔ ﺿﻮء ﻋﻠﻰ اﻟﻬﺠﺮة اﻟﺴﺮﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ) ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ واﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻟﻜﻨﻴﺴﺔ اﻹﻧﺠﻴﻠﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮب ( اﻟﺮﺑﺎط
54
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﺘﻌﺎون اﻟﺪوﻟﻲ ،وﺟﺪة
55
المراجع
.1الطب النفسي والهجرة
• بوبيت ت ،التفكير في المعانات النفسية لطالب اللجوء :أدوات غير كافية أمام صداع المنفى .من كفاح اللجنة
الطبية المعنية بالمنفيين إلى أعضاء الشبكة .دجنبر 2008؛ رقم25
• بهوغرا د ،غوبتا س ،بهوي ك ،كرايغ ت ،دوغرا ن ،إنجليبري ج.د و أل .إرشادات WPAحول الصحة النفسية
والتكفل بالصحة النفسية للمهاجرين .الطب النفسي العالمي .فبراير 2011؛ .2-10:)1(10
• بهوغرا د ،غوبتا س ،سشولر أوساك م ،غريف-كاييس إ ،ديكن ن.أ ،كريشي أ ،و أل .الجمعية األوروبية للطب
النفسي .إرشادات حول الصحة النفسية والتكفل بالصحة النفسية للمهاجرين .الطب النفسي بأوربا .فبراير 2014؛
.doi: 10.1016/j.eurpsy.2014.01.003. Epub 2014 Feb 4 .107-15:)2( 29
• شابوت-لو بارس س ،.بعد تجربة العيش في حالة الحرب من قبل طالبي اللجوء ،ما الذي يجلبه أسلوب قصص
الحياة في إعادة بناء الموضوع؟ مدربة بالمعهد اإلقليمي للعمل االجتماعي في نورماندي السفلى (فرنسا)
http://aifris.eu/03upload/uplolo/cv1329_216.pdf
• شامبون ن ،.غولف ج .التحديات والنقاشات الخالفية التي يثيرها التكفل بالمهاجرين في وضعية هشة في
الطب النفسي .المجلة الفرنسية للشؤون االجتماعية ،صفحات .123-40
http://www.cairn.info/revue-francaise-des-affaires-sociales-2016-2-page-123.html
• دهاليون إ .الصحة العقلية لطالبي اللجوء ،الرجال والهجرة ،1282/2009 ،تم وضعها عبر االنترنيت بتاريخ
29ماي ،2013تم االطالع عليه بتاريخ 30سبتمبر .2016الرابطhttp:// hommesmigrations.revues. :
org/447 ; DOI : 10.4000/hommesmigrations.447
• ديليز م .مقاربة سياقية للصدمة في العالج النفسي :على حدود التفكير التلقائي والجيوسياسي السريري.
اآلخر ( 2014/1مجلد ،)15صDOI 10.3917/lautr.043.0008 .8-17 .
• ديسبليشين ف .الهوية في المنفى .العيادة لدى المهاجرين ،مسألة الهوية في الطب النفسي .أطروحة لنيل
الدكتوراه في علم النفس ،نوقشت يوم 1يونيو 2013بجامعة ايكس مرسيليا ،وحدة التكوين والبحث في الفن
واآلداب والعلوم اإلنسانية ،أطروحة.
• بوسيونا ب ،.ليدوكسا ي ،.فالينتيب ف ،سيرفياسا ل ،.ستانيرك ل ،.بيلكا إ ،.مينيرا ب ..االضطرابات النفسية
والخصائص االجتماعية لدى المهاجرين المغاربة من الجيل الثاني في بلجيكا :دراسة حول العمر والنوع االجتماعي،
أجريت في قسم المستعجالت لألمراض النفسية بقسم الطب النفسي األوروبي .دجنبر ،2002مجلد ،17
قضية ،8صفحات DOI: http://dx.doi.org/10.1016/S0924-9338(02)00707-1 443-4
• غوريو ف .علم النفس المرضي والهجرة :التعرف التاريخي واإلبيستيمولوجي في السياق الفرنسي ،أطروحة
لنيل الدكتوراه في علم النفس من جامعة رين 2هوت بريتاني .2008
• هيرين م ،ويتمان ل ،إليرت و ،شنايدر و ،ماير ت ،مايير ج ،علم النفس ووضعية اإلقامة -مقارنة طالبي اللجوء،
الالجئين ،المهاجرين في وضعية غير نظامية ،العمال المهاجرين والمقيمين .الطب النفسي الشامل .ماي 2014؛
. .doi: 10.1016/j.comppsych.2014.02.003 .818-25:)4(55تم النشر بتاريخ 14فبراير .2014
• لوفيك ك ،لوديويشكي أ ،فرانكين ج ،االكتئاب والقلق المولد لدى عامة السكان في بلجيكا :مقارنة بين
السكان األصليين ومجموعات المهاجرين ،مجلة االضطرابات العاطفية ،مجلد ،97قضية ،1-3يناير :2007
https://doi.org/10.1016/j.jad.2006.06.022 229-239
• ميشود س ،الصدمة ما بعد الطرد .الحق الكامل ( 2015/4رقم ،)107صDOI 10.3917/ .15-18.
pld.107.0015
• باتيل ك ،.كوفونين أ ،كلوز س ،فاننين أ ،أووريلي د ،دونيلي م ،ما الذي تخبرنا به الدراسات المرتكزة على
56
السجالت حول الصحة العقلية للمهاجرين؟ دراسة النطاق .دراسة منهجية 6:78 .2017
https://doi.org/10.1186/s13643-017-0463-1
• فاييس أ ،ولمارك ل ،روفولت ب ،اللجنة الطبية المعنية بالمنفيين ،الصحة العقلية للمهاجرين/األجانب :التمييز
األمثل من أجل عالج أحسن BEH 2-3-4 / 17يناير 36-40 :2012
• فاييس أ ،ولمارك ل ،روفولت ب ،جياكوبيلي م ،بامبورغير م ،زالتانوفا ز ،العنف ،الهشاشة االجتماعية
واالضطرابات النفسية لدى المهاجرين /المنفيين .جدول األوبئة األسبوعية2017 .؛ (:)19-20
http://invs.santepubliquefrance.fr/beh/ 2017/19-20/2017_19-20_5.htm .405-14
األمراض النفسية على المدى الطويل -اضطرابات القلق الشديد ودليل األمراض على المدى الطويل ،الهيئة
العليا للصحة ،يونيو .2007
• بهوغرا د ،سارتوريوس ن ،فيوريلو أ ،إفان-الكو س ،فانتريغليو أ ،هيرمانس م.هــ ،و أل .توجيهات المؤتمر األوربي
للطب النفسي ( )EPAحول كيفية تحسين صورة الطب النفسي والطبيب النفسي .الطب النفسي بأوربا .مارس
2015؛ .doi: 10.1016/j.eurpsy.2015.02.003 .423-30 :)3( 30تم النشر بتاريخ 27فبراير 2015
• فيزانغ س .العالقة بين األطباء والمرضى :المعلومة والكذبة ،باريس ،الصحافة الجامعية بفرنسا.2006 ،
• كوسلير ر ،أغويالر-غاكسيوال س ،ألونسو ج و أل .العبء العالمي لالضطراب العقلي :تحديث من الدراسات
االستقصائية للمنظمة العالمية للصحة حول الصحة العقلية .قسم وبائيات األمراض النفسية 2009؛ :)1(18
23-33
• كوفيس ماسفيتي ف .وبائيات األمراض النفسية .موسوعة الطب الجراحي /2017ص[ 1-10.مقال 37-020-
]A-20
• ميشارا ب.ل ،ويستوب د.ن .الوضع القانوني لإلنتحار :مراجعة شاملة .المادة ج من قانون الطب النفسي .يناير-
فبراير 2016؛ ..doi: 10.1016/j.ijlp.2015.08.032 .44:54-74تم النشر بتاريخ 13سبتمبر .2015
• موراسز ل .المعاناة في العالقة بين المعالج والمريض .في معاهدة سيكولوجي الصحة ،دونود ،باريس،
،2002صفحات.405-424.
• نييتو إ ،.بيليفير ف .اضطرابات االكتئاب موسوعة الطب الجراحي للطب النفسي .]37-450-A-10[ 2017
• المرصد الوطني لالنتحار :المعرفة من أجل الوقاية :األبعاد الوطنية والمحلية والجمعوية ،فبراير ،2016رقم.
ISBN : 978-2-11-139560-2
• منظمة الصحة العالمية ،منع االنتحار حالة الطوارئ العالمية ISBN 978 92 4 256477 8 .منظمة الصحة
العالمية .2014
• سيرفان د ،السيميائية واضطرابات القلق والرهاب ،موسوعة الجراحية الطبية [ – ]37-112-A-10عبر االنترنيت
بتاريخ Doi : 10.1016/S0246-1072(17)75162-0 - 25/09/17المنظمة العالمية للصحة ،االنتحار ،تم
التحديث بتاريخ مارس http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs398/en, ،2017
• أهمية التشريح النفسي في الكشف عن عوامل الخطر من االنتحار .االنتحار :التشريح النفسي ،أداة للبحث في
الوقاية .باريس :المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي؛ .2005ص.19-46.
• فون أوفيربيك أوتينو س .العنف المتطرف :ثقل الواقع خالل اختبار السببية النفسية» ،العالج النفسي
( 2007/3مجلد ،)27صفحات DOI 10.3917/psys.073.0127 .127-138
57
.3الجانب الثقافي
• أهوفي ج .مكانة الثقافات في االستشارة النفسية .طفولة والطب النفسي ( 2006/1رقم ،)30ص110-.
DOI 10.3917/ep.030.0110 .120
• عيوش بودا أ .التداخل الثقافي والثقافية وازدواجية الثقافة ،عالم نفس ،مكلفة بالدروس بباريس إكس ناتير،
ملحقة بالمستشارة المغاربية ،مركز ف .مينكازسكا ،باريس.
• عيوش بودا أمينة ،الحنين ،المنفى ،تطور الطب النفسي ،1999 ،64 ،صفحات.271-280 .
• آن بيادي-إمهوف« ،الصحة العقلية في العالقة بين الشمال والجنوب .تقديم :السياق والتحديات» ،مجلة
العالم الثالث ( 2006/3رقم ،)187صDOI 10.3917/rtm.187.0485 .485-508.
• ستيفان بوسات ،ميشيل بوسات« ،بخصوص هينري كولومب ( :)1913-1979من الطب النفسي االستعماري
إلى طب نفسي بال حدود» ،اآلخر ،العيادات ،الثقافات والمجتمع ،2002 ،مجلد ،3.رقم ،413 3ص.409-424 .
DOI 10.3917/lautr.009.0409
• البطل ف .الحضور الجديد للدين في الطب النفسي المعاصر .أرشيفات العلوم االجتماعية للديانات [عبر
االنترنيت] /163 ،يوليوز –سبتمبر ،2013تم وضعه عبر االنترنيت بتاريخ 01أكتوبر ،2016تم االطالع عليه بتاريخ
01يناير .2017الرابطhttp://assr.revues.org/25197 ; DOI : 10.4000/ assr.25197 :
• شوبو ،فرانسوا« ،الولوج إلى العالجات خالل االستقبال بشروط منخفضة» ،دفتر المالحظات النفسية ،مجلد
،156رقم ،2011 ،7صفحات.40-41 .
• ديفوس أ .عبادي ب .نهج الظاهرة الدينية في ممارسة الطب النفسي .معلومة الطب النفسي2010/5 .
(مجلد ،)86صDOI 10.3917/inpsy.8605.0439 .439-446.
• أوليفي دوفيل ،التاريخ واألوضاع المعاصرة لألنتروبولوجيا السريرية ،دفاتر علم النفس السريري( 2013/1 ،رقم
،)40صDOI 10.3917/cpc.040.0217 .217-244.
•فيستوس ت .بودي الواسون ،لويس داكيت «هل يجب أن نحمل قطعة حلوى لعالج مريض أفريقي؟».
لماذا يجب إدخال البعد الثقافي ضمن طرقنا للعالج؟ ،اآلخر ( 2014/1مجلد ،)15صDOI 10.3917/ .18-28.
: lautr.043.0018
• جوغيكيان راتكليف ،فرانسيسكا سوردي «المترجم خالل االستشارة العاجية :تصورات دوره والصعوبات التي
تتم مواجهتها» ،العالجات النفسية ( 2006/1مجلد ،)26صDOI 10.3917/psys.061.0037 .49 .37-49 .
• بيرنار غراز ،فادير ،ج .وباينولت ،م« .الالجئين ،المهاجرين ،حاجز اللغة :رأي الممارسين في وسائل المساعدة على
الترجمة» ،الصحة العمومية ( 2002/1مجلد ،)14.صDOI 10.3917/spub.021.0075 .75-81.
• غوين زوبييتي ،الصحة العقلية والهجرة القسرية :الصحة العقلية ،الصدمة ،التمازج الثقافي وإعادة البناء في
مختلف سياقات الهجرة القسرية ،منشورات الجامعية األوربية ،غشت ISBN 10 : 6131566135 ISBN 2013
13 : 9786131566134
• موتري إ .أماد ،أ .غينين م ،روليند ج-ل ،بن الراضية إ ،توماس ب .تمثالت الصحة العقلية في أوساط السكان
المسلمين حسب دراسة «الصحة العقلية لدى السكان بشكل عام» (( SMPGمعلومة الطب النفسي ،المجلد
،89رقم ،7يوليوز .2013
• الموساوي د .عندما يضطر األطباء النفسانيون للتعامل مع الدين في الممارسة اليومية .الطب النفسي
العالمي من 2إلى 13يونيو ،2014صفحات .4-203
• نشيميريمانا ليوندري« ،المهاجرون في محنة :معالجة االختالف أو عالج االستقبال؟ » دفاتر نقدية للعالج
األسري والممارسات في إطار شبكات ( 2002/1رقم ،)28صDOI 10.3917/ctf.028.0129 .129-156.
• المنظمة العالمية للصحة /منظمة الصحة للبلدان األمريكية .)2010( .الثقافة والصحة العقلية بهايتي:
استعراض أدبي .جونيف :المنظمة العالمية للصحة.
58
• بيرنارد بيريت .مقترحات من أجل عيادة متعددة الثقافات ،انطالقا من تجربة ستراسبورغ 28 .فبراير ،2012
.http://www.parole-sans-frontiere.org/spip.php?article329
• ريتشمان ريشارد ،من الطب النفسي للمهاجرين إلى ثقافوية الطب النفسي العرقي .في :الرجال والهجرة،
رقم ،1225ماي-يونيو ،2000الصحة ،عالج االختالف .صفحات46-61 .؛ http://www.persee.fr/doc/
homig_1142-852x_2000_num_1225_1_3510
• ريزي أليس تيتيا« .بين هنا وهناك ،أرسم لكم موطني» :االستكشاف النوعي إلنتاج األطفال في العالج
النفسي عبر الثقافات .علم النفس .جامعة رينيه ديكارت -باريس .2014 ،5فرنسا <NNT : 2014PA05H122>.
><tel-01195999
• شولير-أساك م ،غريف-كاييس إ.ت ،تاريكون إ ،كريشي أ ،كاستروب م.س ،بهوغرا د .توجيهات المؤتمر
األوربي للطب النفسي ( )EPAحول كيفية تحسين صورة الطب النفسي والطبيب النفسي .الطب النفسي
بأوربا .مارس 2015؛ . .doi: 10.1016/j.eurpsy.2015.02.003 .423-30 :)3( 30نشر عبر االنترنيت بتاريخ
27فبراير .2015
• ستورم ،ج ،بونيت ،س ،.كوسوت ،ي ،نايسي ،م .وراينود ،ج« .العالقات العابرة للحدود وديناميكيات األسر،
تأثير التكنولوجيات الحديثة على التواصل والروابط داخل عائالت المهاجرين» ،دفاتر نقدية للعالج األسري
والممارسات في إطار شبكاتDOI 10.3917/ctf.058.0171.171-187 ،)1( ،58
• فان ديجك مارينا« ،الوسطاء بين الثقافات بهولندا .وسطاء الثقة» ،جريدة األخصائيين النفسين 2007/4
(رقم ،)247صDOI 10.3917/jdp.247.0062 .62-65 .
•فيلوت ن .الخارج« ،مريض المؤسسة ...( .المؤسسة ،مريض الخارج» .)...معلومة الطب النفسي 2015/1
(مجلد ،)91صDOI 10.1684/ipe.2014.1285 .5-7 .
• فيفيس جون ميشيل ،محمد حام« ،الثقافات اإلثنية النفسية والمعارف الخارجة عن الموضوع :عقيدة
االستبعاد» ،مجلة العالج النفسي والتحليل النفسي للمجموعة ( 2003/1رقم ،)40صفحات.145-164 .
DOI 10.3917/rppg.040.0145
• ويكير ه-ر .الهجرات ،األبحاث اإلثنولوجية والتحوالت االجتماعية بسويسرا .اإلثنولوجيا الفرنسية 2002/2
(مجلد ،)32.صDOI 10.3917/ethn.022.0243 .243-251 .
• وولف فاليري« ،اللقاء بين المعالج والمهاجر المريض والمسن .ضوء على ثالثة صدمات ثقافية معتادة»،
الحياة االجتماعية ( 2016/4رقم ،)16صDOI 10.3917/vsoc.164.0161 .161-176.
59
.4الطب النفسي بالمغرب وبغرب أفريقيا
• أعراب شادية ،الغزواني ف ،علوان ر ،رمزي إ .التتبع المستقبلي على مدى خمس سنوات لمحاوالت االنتحار
بين السكان السريريين بمنطقة فاس ،المغرب ،المجلة الطبية األفريقية2014 .؛ .321 :18تم النشر عبر
االنترنيت بتاريخ 21غشت DOI: 10.11604/pamj.2014.18.321.3726 .2014
• أكوب م ،.مسعودي د ،قدري ن .تقييم االنتحار بمنطقة حضرية مغربية .مجلة االضطرابات العاطفية .فبراير
2006؛ .223-6 :)2-3( 90تم النشر بتاريخ 13دجنبر .2005
• باريمي م ،الغزواني ف ،أعراب ش ،تليجي أ ،غارابتي س ،لحلو ف .و أل .تجربة جهات اتصال الطب النفسي
بالمغرب :دراسة مستعرضة على مدى 24شهرا .الدماغ .أكتوبر 2014؛ doi: 10.1016/j. .373-9:)5(40
.encep.2013.03.010تم النشر بتاريخ 2أكتوبر .2013
• بن لوبير د ،سيرهير ز ،أثماني ن ،حسبان س ،مودين ن.أ ،أكوب م ،وأل[ .اإلجهاد المتصور :التحقق من
ترجمة مقياس قياس التوتر باللهجة المغربية] المجلة الطبية اإلفريقية 12 .غشت 2015؛ doi: .21:280
..10.11604/pamj.2015.21.280.6430المجموعة االلكترونية .2015
• بونكيان أر ،وونغو ج.ج ،سوم س وأل ..التحوالت االجتماعية األفريقية واألعراض النفسية لدى الطفل.
المؤتمر األول لمجتمع الصحة العقلية بإفريقيا ،واغادوغو ،فبراير .2014
• المجلس الوطني لحقوق اإلنسان« :الصحة العقلية وحقوق اإلنسان :الضرورة الملحة لسياسة ملخص
تنفيذي»؛ سبتمبر http://www.cndh.org.ma/sites/default/files/documents/Resume_ .2012
executif-def_-_VF_-.pdf
• دوتي ج ،.بونيت د ،روسي س .الصحة العقلية ،مشكلة صغيرة في االنتقال الصحي :حالة االكتئاب في
األحياء الهامشية بواغادوغو .ورقة عمل 29 ،يناير .2013
• الكيرات ه ،هند فياللي ه ،تمثالت مهنيي الصحة العقلية حول ممارساتهم بالرباط ،المغرب» ،الصحة
العمومية ( 2014/3مجلد ،)26.ص.385-391 .
• الغزواني ف ،باريمي م ،أعراب ش ،راموز إ ،علوان ر .وضع برنامج تربوي نفسي لالضطرابات ثنائية القطب
يتالءم مع السياق المغربي .معلومة الطب النفسي ،مجلد ،2017 )3( 93صفحاتDOI : 10.1684/ 217-21 :
ipe.2017.1613
• هاللي م .دور أطباء الطب العام ،التابعين للمؤسسات الرعاية الصحية األساسية ،في التكفل باالضطرابات
العقلية :حالة عمالة وجدة (مذكرة) .الرباط :المعهد الوطني للعمل االجتماعي.2010 .
• جالل بناني الجسم المشتبه به .جسد المهاجر أمام المؤسسة الطبية .مفترق الطرق .2015
• جالل بناني ،طريق طويل ،إصدارات مفترق الطرق ( 1يناير .)2017
• قدري ن ،أجوب م ،الكناوي س ،برادا س ،موساوي د ،انتشار اضطرابات القلق :دراسة وبائية معتمدة على
السكان بالمنطقة الحضرية لجهة الدار البيضاء ،المغرب :تاريخ الطب النفسي العام .فبراير 10 2007؛.6:6
• وزارة الصحة المغربية ،دراسة استقصائية وطنية حول انتشار االضطرابات العقلية لدى السكان بشكل عام،
(.)ENPTM 2003-2006
• مومار س ،فايي ب.ل ،سيك س ،با إيهم ،سيك ب ،ثيام م.هـ .النساء والهجرة السرية عن طريق البحر :مثال
ثياروي في البحر ،دكار .اليوم الثاني من مؤتمر المجتمع األفريقي حول الصحة العقلية ،أبيدجان 6-8 ،مارس
.2017
• مسعودي د ،بطاس أ ،كشيب أ .تاريخ الطب بالمغرب في عهد الحماية في تاريخ العلوم الطبية – طوم
السادس والعشرون -رقم .299 291- 1992 4-
• عمر با س ،إنيس نديا أ .الهجرة السرية السنغالية .مجلة أسيلونز رقم ،3مارس ،2008الهجرات والسنغال.
رابط المرجعhttp://www.reseau-terra.eu/article717.html :
60
• بايس م ،توفيق ج ،وناس أ ،العماري ف .الطب النفسي بالمغرب ،معلومة الطب النفسي81 ،2005 .
471-80:
• السقاط ف.ز ،بلبشير س ،الطب النفسي بالمغرب ،التاريخ ،الصعوبات والتحديات» معلومة الطب النفسي.
2009/7مجلد ،85ص.605-610 .
• سيني هـ ،دوما .د ،بروز اضطرابات نفسية وتحوالت اجتماعية بالنيجر بخصوص الحالتين السريريتين ،المؤتمر
األول لمجتمع الصحة العقلية بإفريقيا ،واغادوغو ،فبراير .2014
• زويتني ك ،مونديب ،أ .و القرفاوي ك .)2017( ،استعمال أدوية الطب النفسي بالمغرب :بين المعاش العائلي
والخطاب المهني .معلومة الطب النفسي ،مجلد .doi:10.1684/ipe.2017.1658 .479-485 ،)6( 93
.5الوصم /التمييز
• بينواست ،ج ،منطق الوصم ،أخالقيات إزالة الوصم ،معلومة الطب النفسي 2007؛ :83صفحات .649-54
• بينواست ،ج « ،تعقد الوصم» ،أشغال المؤتمر الوطني الثامن لجمعية »ALCSالوصمة والتمييز :الوباء اآلخر»،
مراكش من 15إلى 17يناير .2010
_• بن الراضي م .المغاربة والمهاجرين من بلدان جنوب الصحراء :أية عالقة ؟ «أشغال المؤتمر الوطني الثامن
لجمعية »ALCSالوصمة والتمييز :الوباء اآلخر» ،مراكش من 15إلى 17يناير .2010
• ديسكلو أ« :الوصم ،التمييز :ما الذي ننتظره من مقاربة ثقافية؟ داء فقدان المناعة المكتسبة/السيدا ،الوصم
والتمييز :مقاربة أنثروبولوجية ،صفحات ،1-10دراسات وتقارير ،عدد خاص رقم ،20قسم السياسات الثقافية
والحوار بين الثقافات ،اليونسكو .2003
• غوفمان إ ، .الوصم واالستخدامات االجتماعية لإلعاقات ،إصدارات مينوي ،مجموعة «الحس المشترك»،
.1975
• نيزيت ج ،ريجو ن« ،سوسيولوجيا إرفينغ غوفمان» االكتشاف .2014
• هيريديا مونتيسينوز أ ،راب ما ،تيمور إرمان س ،هينظ أ ،هيغيرل ي ،سشولير أياك م .تأثير الوصم على االكتئاب
والضغط النفسي العام والحالة الجسدية في أوساط النساء من بين المهاجران األتراك .الطب النفسي األوربي.
27يونيو 2012؛ ملحق .S22-6. doi: 10.1016/S0924-9338(12)75704-8 :2
• ستاكبول-مور ل .مؤشر الوصم؛ استخدام األدلة لتوليد التغيير(عرض مترجم عن اإلنجليزية) أحداث المؤتمر
الوطني الثامن لجمعية « ALCSالوصم والتمييز :الوباء اآلخر» مراكش من 15إلى 17يناير .2010
• وايتهاوس بروس« ،المهاجرون وانعدام األمن الوجودي» ،الرجال والهجرة [عبر االنترنيت] ،2009 /1279 ،تم
وضعه على شبكة االنترنيت بتاريخ 29ماي ،2013تم االطالع عليه بتاريخ 30سبتمبر .2016
الرابطhttp:// hommesmigrations.revues.org/317 ; DOI : 10.4000/hommesmigrations.317 :
61
.6الدراسات االستقصائية
• تأثير الهجرة على المجتمع المغربي تحت إدارة محمد خشاني المعهد الثقافي األلماني غوته بالرباط للتعاون
التقني ( ))GTZالجمعية المغربية للدراسات واألبحاث حول الهجرة ،طنجة ،سبتمبر .2006
• الجمعية المغربية للدراسات والبحث في مجال الهجرة ،هجرة بلدان جنوب الصحراء بالمغرب :تحليل اجتماعي-
اقتصادي ،يونيو .2008
• دراسات استقصائية حول المراقبة السلوكية والبيولوجية المتكاملة لفيروس نقص المناعة البشرية – المغرب
2013-مديرية علم األوبئة ومحاربة األمراض .المهاجرين من بلدان جنوب الصحراء في وضعية غير نظامية
بالمغرب ،دراسة بيولوجية وسلوكية حول صحة المهاجرين في وضعية إدارية غير نظامية بالرباط -الساهرون
على التحقيق -وزارة الصحة (البرنامج الوطني لمحاربة السيدا ،المعهد الوطني للصحة ،المراقبة الصحية الخاصة،
المراقبة الصحية المعززة) -جمعية محاربة السيدا ( ،)ALCSالمنظمة اإلفريقية لمكافحة السيدا (– ) OPALS
الصندوق الدولي لمكافحة السيدا -مكتب برنامج األمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة
البشرية /اإليدز.
أطباء بال حدود« :العنف ،الهشاشة والهجرة :عالقون بموانئ أوربا» ،تقرير حول المهاجرين من بلدان جنوب
الصحراء في وضعية غير نظامية بالمغرب ،مارس .2013
�https://www.google.fr/search?sourceid=navclient&hl=fr&ie=UTF8&rlz=1T
4TEUA_fr___FR462&q=Violences%2c+vuln%c3%a9rabilit%c3%a9+et+migra-
tion+%3a+bloqu%c3%a9s+aux+p
• خريطة الفاعلين المتدخلين في مجال الوقاية المشتركة لفائدة المهاجرين بالمغرب ،وزارة الصحة بالمغرب،
قسم علم األوبئة ومكافحة األمراض .2013 ،أنتونيا ماريا كاريون لوبيز ،عيدة خير الدين ،خالد كوسكسو.
• مورجي ف ،فيري ج.ن ،رادي س ،عليوة م .المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء بالمغرب .تحديات هجرة إقامة.
الجامعة الدولية بالرباط وكونراد أدينوار ستيفونغ .إ .ف.2016 .
.7حقوق اإلنسان
• «األجانب وحقوق اإلنسان بالمغرب :من أجل سياسة جديدة بالكامل حول اللجوء والهجرة « خالصات
وتوصيات ،المندوبية الوزارية لحقوق اإلنسان ،المجلس الوطني لحقوق اإلنسان ،مكتب المنظمة الدولية
للهجرة ،حجج الندوة الجهوية «حكامة الهجرة وحقوق اإلنسان» ،الرباط 15 ،يوليوز .2013ملخص تنفيذي،
_http://www.ccdh.org.ma/sites/default/files/documents/Conclusions_et .2013 يوليوز
recommandations_def-2.pdf
• تفاعالت وتقارير المجلس الوطني لحقوق اإلنسان حول وضعية المهاجرين والالجئين بالمغرب :األجانب
وحقوق اإلنسان بالمغرب :من أجل سياسة جديدة بالكامل حول اللجوء والهجرة ،سبتمبر .2013
http://missionmaroc.eu/rapport-du-cndh-sur-la-situation-des-migrants-et-des-refugies-
/au-maroc
• هيئة األمم المتحدة ،اتفاقية حول حماية حقوق جميع العمال المهاجرين وأعضاء عائالتهم ،مناقشة التقارير
المقدمة من قبل الدول األطراف ،تطبيقا للمادة 73من االتفاقية :المغرب ،يوليوز .CMW/C/MAR/1 ،2012
62
• هيئة األمم المتحدة ،لجنة حماية حقوق جميع المهاجرين العمال المهاجرين وأعضاء عائالتهما؛ الدورة التاسعة
عشرة 9-13 ،سبتمبر ،2013الئحة النقاط التي ستتم مناقشتها بمناسبة استعراض التقرير األولي للمغرب
( )CMW/C/MAR/1اإلضافي :أجوبة المغرب على الئحة النقاط التي ستتم مناقشتها.
• لفدرالية الدولية لحقوق اإلنسان /مجموعة مناهضة العنصرية للدفاع و مرافقة األجانب و المهاجرين (FIDH/
– )GADEMالمغرب .بين المداهمات واألوضاع غير النظامية .حصيلة سياسة غير واضحة في مجال الهجرة.
مارس .2015
http://www.gadem-asso.org/rapport-fidh-et-gadem-maroc-entre-rafles-et-
/regularisations-bilan-dune-politique-migratoire-indecise
• dسبتمبر ،2013وتم االطالع عليه بتاريخ 30سبتمبر ،2016
الرابطhttp://remi.revues.org/5137 ; DOI : 10.4000/remi.5137 :
• بولين كارني ،مهدي عليوة ،فاطمة قشة ،أومول خيري كوليبالي-تاندين ،فتيحة مجدوبي ،حسنية صونية
ميساوي ،وأخرون« :تنقالت الهجرة للرحل» ،المجموعة( 2012/2 ،رقم ،)49صDOI 10.3917/ .76-88 .
. mult.049.0076
• شيرتي م .وغرانت ب .معهد البحوث السياسة العامة ( .) IPPRأسطورة العبور :هجرة جنوب الصحراء بالمغرب،
معهد البحوث السياسية العامة ،يونيو .2013
http://www.ippr.org/assets/media/images/media/files/publication/2013/07/mythe-du-
.transit-maroc_FRE_June2013_11051
• غيلموت ف .إيسكوفي س .البحث عن حياة الرحل أمام داء فقدان المناعة المكتسبة بالمغرب وفي فرنسا،
هارمانتان ،مارس،2012 ،
• هيين دو هاس .الهجرات العابرة للصحراء صوب شمال أفريقيا واالتحاد األوربي :األصول التاريخية والتوجهات
الحالية؛ تم نشره على موقع ،)migrationpolicy.org (http://www.migrationinformation.orgنوفمبر
.2006
.8الشق االجتماعي
• باستين بيير و إيثان أ ،بارتولومي ج« ،بين المنفى واإلرجاع ،المرأة التي لم تعد قادرة على الوقوف» ،العالج
النفسي ( 2016/3مجلد ،)36.صDOI 10.3917/psys.163.0173 .173-178 .
• بيك م .الدراسة االستقصائية حول المسارات ومميزات المهاجرين .مقاربة إحصائية أصلية .المجلة األوربية
للهجرات الدولية ،1 )25( 2009 ،صفحات .215-234
• ديغري دو لو أ ،لوليفر إ ،كويلي م ،ليرت ف« ،المهاجرون من بلدان جنوب الصحراء أمام داء فقدان المناعة
المكتسبة :مواقف متناقضة» ،ورقة عمل مركز السكان والتنمية ( ،)CEPEDرقم ،23وحدة األبحاث المشتركة
( ،UMR) 196 CEPEDجامعة باريس ديسكارت ،المعهد الوطني للدراسات الديمغرافية ( ،)INEDمعهد األبحاث
من أجل التنمية ( ،)IRDباريس ،أبريل .2012متاح على الموقعhttp://www.ceped.org/wp :
• غوسيلين أ ،ديسغري دي لو أ .لوليفير إ ،ليرت ف ،دراي سبيرا ر ،ليدي ن ،عن مجموعة الدراسة االستقصائية:
مسارات الهجرة من بلدان جنوب الصحراء :كم يلزمهم من الوقت من أجل االستقرار بفرنسا؟ رقم .533ماي
.2016السكان والمجتمع .الجريدة اإلخبارية الشهرية للمعهد الوطني للدراسات الديموغرافية.
• بين األماكن :عبور الصحراء -المهاجرون العابرون بالمغرب والرحلة المجزأة إلى أوروبا ،كولير م ،مجلد ،39عدد
،4صفحات ،668-690سبتمبر .2007
• مايدر س ،األفارقة من بلدان جنوب الصحراء المقيمين بفرنسا .الخصائص االجتماعية والديمغرافية والولوج
إلى العالجات» ،ورقة عمل مركز السكان والتنمية ( ،)CEPEDرقم ،08وحدة األبحاث المشتركة (UMR) 196
،CEPEDجامعة باريس ديسكارت ،المعهد الوطني للدراسات
63
• الديمغرافية ( ،)INEDمعهد األبحاث من أجل التنمية ( ،)IRDباريس ،فبراير .2010متاح على الموقع
http://www.ceped.org/wp :
• ماركس ن ،الشبكات المحلية ،عقد التضامن والجمعيات الشابة :كيف ينتظم المهاجرون الذين أعيدوا إلى
أوطانهم في مواجهة هذه العودة القسرية؟ مجلة أسيلونز ،رقم ،3مارس ،2008الهجرات والسنغال ،رابط
المرجعhttp://www.reseau-terra.eu/article720.html :
• ميزي ي ،بنانب ف ،حميش ه ،يمكن لبرنامج األنشطة المدرة للدخل أن تحسن تقدير الذات وتعزيز التماسك:
مثال برنامج جمعية محاربة السيدا ALCSبالمغرب ،قطب 12-15الدورة السابعة للمؤتمر الدولي الفرونكفوني
،AFRAVIH 2014مونبليي 27-30 ،أبريل .2014
)9القاصرين
• جوميت لودوفيك ،كارافيل إلسا ،القاصرين غير المرافقين ،أية حاجيات وأية إجابات؟ فبراير ،2017ملف
مواضيعي .المرصد الوطني لحماية الطفولة ،فبراير .2017
• بينوا دو كواناك أ ،بوبي ت ،الغيبوبة وبناء الهوية لدى القاصرين األجانب المعزولين .المراهقون 2013/3
( ،,)T.31 n° 3ص DOI 10.3917/ado.085.0613 .613-623
• بوعزيز ن ،إيم س ،مخاطر أخطاء التشخيص لدى القاصرين األجانب المعزولين .المراهقون T.31 n°( 2013/3
،,)3ص DOI 10.3917/ado.085.0625 .625-623
• ساسكيا فون أوفيربيك أوتينو ،جيروم أتينو «التملك والوجود :محنة الهوية لدى المراهقين المهاجرين» ،اآلخر
( 2001/1مجلد ،)2صDOI 10.3917/lautr.004.0095 .95-108 .
• فرانسيسكو فاشيانو« ،في البحث عن مواطنة شاملة .تجربة المراهقين المهاجرين بأوربا» ،المجلة األوربية
للهجرات الدولية [عبر االنترنيت] ،مجلد 30-رقم ،2014 /1تم وضعه عبر االنترنيت بتاريخ 01مارس ،2017تم
االطالع عليه بتاريخ 03أكتوبر .2017الرابطhttp://remi.revues.org/6761 ; DOI : 10.4000/remi.6761 :
• نور الدين خالد« ،المراهقين الحراكة :المخاطرة بالحياة كوسيلة وحيدة لتحقيق الذات» ،المراهقون 2013/3
( ،,)T.31 n° 3صDOI 10.3917/ado.085.0699 .699-709 .
• تهيبودو س ،القاصرون األجانب المعزولين :التجربة المفاجئة للفراق .كفاح الطفولة والمراهقة ،رقم ،)2( ،64
doi:10.3917/lett.064.104 .97-104
• القاصرين المعزولين (خاصة الغينين) .دراسة قامت بها كاريتاس المغرب ومنظمة أطباء بال حدود ببلجيكا.
• دراسات استقصائية للمراقبة السلوكية والبيولوجية المتكاملة لدى الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال
بأكادير ومراكش ،المغرب ،2010-2011وزارة الصحة ،جمعية محاربة السيدا ( ALCS ) 2013-البرنامج الوطني
لمحاربة السيدا ،الشبكة الدولية لتاريخ المستشفيات (( ،)INHHالصندوق الدولي ،)FMمكتب برنامج األمم
المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية /اإليدز.
• عبادي أ ،العلمي ك ،الغيالني هـ ،دراسات استقصائية للمراقبة السلوكية والبيولوجية لدى الرجال الذين
يمارسون الجنس مع الرجال بأكادير ومراكش ،المغرب ،معا ضد السيدا .جامعة الباحثين الشباب كاري لو رويت
(بوش دي غون) 29 ،سبتمبر – 5أكتوبر .2012
• «ستة مغاربة حوكموا من أجل «المثلية الجنسية» ،جريدة Monde.frمع وكالة فرانس برس 15.05.2014 /
على الساعة 04hو 29دقيقة على الرابط
64
http://www.lemonde.fr/afrique/article/2014/05/15/six-marocains-condamnes-pour-
homosexualite_4418792_3212.html
• ولدوا أحرارا ومتساوون .الميول الجنسي وهوية النوع االجتماعي في القانون الدولي لحقوق اإلنسان،
المفوضية السامية لهيئة األمم المتحدة لحقوق اإلنسان ،HR/PUB/12/06 ،نيويورك وجونوفا 2012 ،و
2012 © 2012األمم المتحدة.
• مبادئ يوجياكارتا ،مبادئ حول تطبيق القانون الدولي لحقوق اإلنسان في مجال الميول الجنسي وهوية النوع
االجتماعي.www.yogyakartaprinciples.org ،2006 ،
.11العنف ضد النساء
• دراسة استقصائية النتشار العنف ضد النساء بالمغرب ،2009المندوبية السامية للتخطيط ،اإليداع القانوني:
MO 0540, ISBN : 9981-20-246-7 2012
http://www.google.fr/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=1&ved=0C-
CIQFjAA&url=http%3A%2F%2Fwww.hcp.ma%2Ffile%2F121437%2F&ei=FYjbU6moBL-
GY1AW1xIFw&usg=AFQjCNHP0DpE2OPt-j_0wv1MpxG6BIVvyA&bvm=bv.72197243,d.d2k
• المرصد المغربي للعنف ضد النساء« ،عيون نسائية» ،التقرير الوطني الخامس ،دجنبر .2013
• كشفت ليلى زرور :المرصد المغربي للعنف ضد النساء« ،عيون نسائية» ،يوم الثالثاء بالدار البيضاء ،نتائج التقرير
الوطني الخامسAujourd’hui Maroc 12-12-2013 .
http://www.aujourdhui.ma/maroc/societe/violences-faites-aux-femmes-pres-de-45-000-
actes-de-violence-recenses-en-2012-106618#.U8OvPmeKDIU
http://www.medias24.com/SOCIETE/7333-Violences-contre-les-femmes-un-rapport-ac-
cablant.html
• االغتصاب ،عنف ال يمكن تصوره؟ صداع المنفى ،رسالة اللجنة الطبية لفائدة المنفيين ( )COMEDEإلى أعضاء
الشبكة ،أبريل ،2016رقم.50
• لعشر س ،ال وجود للعنف ضد النساء في الطريق إلى المنفى .الموضوع في المدينة ( 2011/1رقم،)2
ص.100-108.
65
• تقرير ورشة التثمين وتقاسم أنشطة الوساطة العالجية ،الدار البيضاء 16و 17يونيو ( 2011مع الصندوق
الدولي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشرية /السيدا والسل والمالريا (.))FMLSTP
• تقرير أدبي المنظمة الدولية للهجرة وجمعية محاربة داء السيدا ،ALCSغشت 2016-يناير .2017الغفراني
ف .أنشطة الوقاية والتكفل بالمهاجرين فيما يخص األمراض المنقولة جنسيا /السيدا.
كاريتاس المغرب:
• تقرير األنشطة لسنة ،2015مؤسسة كاريتاس الدولية www.caritas.org
• المفوضية السامية لشؤون الالجئين :دليل عادة التوطين المفوضية السامية لشؤون الالجئين ،قسم الحماية
الدولية جنيف ،طبعة منقحة يوليو ،2011 © 2010المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين.
• اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكاالت ( .)IASC) (2007توجيهات اللجة الدائمة المشتركة بين الوكاالت حول
الصحة العقلية والدعم النفسي في الحاالت المستعجلة .جنيف :اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكاالت.
• اللجنة الدائمة المشتركة بين الوكاالت ( -)IASCدليل تقييم المجموعات المرجعية للصحة العقلية والدعم
النفسي في الحاالت المستعجلة ( .)IASC-RG MHPSS). (2012aاللجة الدائمة المشتركة بين الوكاالت
المجموعة المرجعية حول الصحة العقلية والدعم النفسي في الحاالت المستعجلة.
• المنظمة الدولية للهجرة
https://www.iom.int/fr/mental-health-psychosocial-response-and-intercultural-
،communicationتم االطالع عليه بتاريخ .06-07-2017
• المنظمة الدولية للهجرة ،المرافقة النفسية واالجتماعية للمهاجرين في وضعية هشة وفي محنة في السياق
المغربي .تقرير واستشارة (دراسة وخارطة) .نوفيتا أماد ،نوفمبر .2015
�http://www.novitamadei.it/site/wp-content/uploads/2017/05/Assistance-psychoso
ciale-aux-migrants-vulne%CC%81rables-et-en-de%CC%81tresse-dans-le-contexte-maro-
cain.pdf
• منظمة الصحة العالمية .المبادئ العامة للعالجات
• المبادئ العامة للرعاية في دليل التدخل في إطار برنامج رأب الفجوة في الصحة النفسية ( )mhGAPلمعالجة
االضطرابات العقلية والعصبية والمرتبطة باستخدام المواد ذات التأثير النفساني في هياكل الرعاية غير
المتخصصة ،منظمة الصحة العالمية .2011
• منظمة الصحة العالمية .اإلسعافات النفسية األولية :دليل الفاعلين الميدانيين ،منظمة الصحة العالمية،
مؤسسة وار تروما ،منظمة الرؤية العالمية ( .)2012اإلسعافات النفسية األولية :دليل الفاعلين الميدانيين،
منظمة الصحة العالمية :جنيف.
66
• منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين .تقييم الحاجيات والموارد من
الصحة العقلية والدعم النفسي واالجتماعي :دليل األوضاع اإلنسانية .جنيف :منظمة الصحة العالمية2012 ،
• منظمة الصحة العالمية ،اإلحصائيات الصحية الدولية ISBN 978 92 4 256458 7 .2013
• منظمة الصحة العالمية ،أطلس ،2014الصحة العقلية .منظمة الصحة العالمية
http://apps.who.int/iris/bitstream/10665/204409/1/9789241565011_fre.pdf?ua=1 .2016
• منظمة الصحة العالمية ،الصحة العقلية وحالة الرفاهية،2017 ،
http://www.who.int/features/factfiles/mental_health/mental_health_facts/fr/index7.html
• قرار حول الهجرة بين .بلدان مجموعة دول أفريقيا والبحر الكاريبي والمحيط الهادئ ( )ACPوالبلدان األعضاء
باالتحاد األوربي ( :)EUاألسباب والنتائج وإستراتيجيات التدبير المشترك .الجمعية البرلمانية المشتركة ACP-
،EUاجتماع بويندهوك ،ناميبيا ،من 13إلى 15يونيو ،2016الجمعية البرلمانية المشتركة ACP-EU ACP-
.UE/102.016/16/déf
• المفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين ومنظمة الصحة العالمية .التقييم السريع للكحول والمواد
األخرى المستخدمة في أوساط السكان المتأثرين بالنزاعات والنازحين :دليل ميداني .جنيف :المفوض السامية
لألمم المتحدة لشؤون الالجئين.2008 .
• مفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون الالجئين ،الصحة العقلية والدعم النفسي واالجتماعي .توجيهات
عملية من أجل برمجة العمليات لفائدة الالجئين.2013 .
• هيئة األمم المتحدة .)2006( .أسئلة يتكرر طرحها حول المقاربة التعاون من أجل التنمية القائمة على حقوق
اإلنسان حقوق اإلنسان .نيويورك /جنيف :مكتب مفوضية األمم المتحدة السامية لحقوق اإلنسان.
• منظمة الصحة العالمية ( .)2010دليل التدخل في إطار برنامج رأب الفجوة في الصحة النفسية ( )mhGAPمن
أجل محاربة االضطرابات العقلية والعصبية والمرتبطة باستخدام المواد ذات التأثير النفساني في هياكل الرعاية
غير المتخصصة.
• منظمة الصحة العالمية ،تقييم الصحة العقلية واالحتياجات والموارد النفسية واالجتماعية :مجموعة أدوات
من أجل األوضاع اإلنسانية الرئيسية (منظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون
الالجئين.)2012 ،
• منظمة الصحة العالمية ( .)2012aالصحة النفسية والدعم النفسي واالجتماعي فيما يتعلق بالصراعات
المرتبطة بالعنف الجنسي 10 :أساطير .جنيف :منظمة الصحة العالمية.
• منظمة الصحة العالمية ( .)2012aالصحة النفسية والدعم النفسي واالجتماعي فيما يتعلق بالصراعات
المرتبطة بالعنف الجنسي :المبادئ والتدخالت .جنيف :منظمة الصحة العالمية.
• منظمة الصحة العالمية (( 2013مشروع)) .برنامج العمل من أجل سد الخصاص في مجال الصحة العقلية :دليل
الدعم واإلشراف .جنيف :منظمة الصحة العالمية.
• منظمة الصحة العالمية ( )2013إعادة البناء إلى األفضل -من أجل عالجات مستدامة في مجال الصحية
العقلية بعد حالة مستعجلة -لمحة (ملخص تنفيذي).
• منظمة الصحة العالمية ،تقييم وتدبير الظروف المرتبطة بالتوتر -وحدة دليل التدخل في إطار برنامج رأب
الفجوة في الصحة النفسية (( ،)mhGAPمنظمة الصحة العالمية والمفوضية السامية لألمم المتحدة لشؤون
الالجئين.)2013 ،
• منظمة الصحة العالمية ،المغرب ،الموجز الصحي ،2015منظمة الصحة العالمية ،المكتب اإلقليمي لشرق
المتوسط .إصدار .2016
• منظمة الصحة العالمية واالكتئاب واالضطرابات العقلية الشائعة األخرى :تقديرات الصحة العالمية .جنيف:
منظمة الصحة العالمية؛ .2017الترخيص.CC BY-NC-SA 3.0 IGO :
67
.14أمور أخرى
• اإلستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء ،الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة .2013
ملفC:/Users/franc/Desktop/stratégie%20Nationale.pdf/// :
• عالم العلم والتكنولوجيا 04.09.2017 /على الساعة 14hو 16دقيقة .تم التحديث بتاريخ 05.09.2017على
الساعة 06hو 33دقيقة /من قبل أنيس نويل.
• للمزيد من المعلومات يمكن الذهاب على الرابط:
�http://www.lemonde.fr/sciences/article/2017/09/04/les-migrants-cibles-du-trafic-d-or
ganes_5180796_1650684.html#XheGWkYomCXDfCgQ.99
لوبينيون« :تعزيز حقوق المهاجرين بالمغرب :مشروع «تمكين -المهاجرين».1/3/2012
«تمكين» التقرير النهائي (النسخة األولية) ملخص نتائج المعاينة ووضع نماذج قنوات عرض الخدمات وخطاطات
التنسيق اإلقليمي ومحاربة العنف ضد المرأة والطفل ،بما في ذلك المهاجرات وأطفالهن ،في الجهات الستة
المعنية .المستشارات :صوفي البخاري مليكة غفران.
جمعية أنفو سيرفيس ،يناير « :2014تعزيز حقوق المهاجرين من بلدان أفريقيا جنوب الصحراء»؛ http://www.
-sida-info-service.org/?-Assises-ALCS-MAROC
إيدوغي ج-ل .الهجرة وعولمة الشغل .المغرب :اندماج مواطني جنوب الصحراء في الشغل غير المهيكل (باحثي
من دفاتر أطاك المغرب ،الهجرة والعولمة ،أيام دراسية منظمة من قبل مجموعات الشمال التابعة ألطاك
المغرب ،ماي .2010
غفراني ف ،بن الصغير ر ،حميش هـ ،الولوج المهاجرين المصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة إلى العالجات:
أرقام وحقائق .المؤتمر الوطني العاشر لجمعية محاربة السيدا (« :)ALCSالسياسة الجديدة للهجرة والولوج إلى
الخدمات الصحية» الرباط 17-19 ،يناير .2014
68
املنظمة الدولية للهجرة
،11زنقة آيت ورير ،السويسي ،الرباط املغرب
+212 (0)5 37 65 28 81 هاتف :
+212 (0)5 37 75 85 40 فاكس :
iomrabat@iom.int البريد اإللكتروني :
http://morocco.iom.int