You are on page 1of 7

‫ثورة أول نوفمبر‬

‫وقعت الجزائ ر تحت االحتالل الفرنس ي في الخ امس من جويلي ة س نة ‪ 1830‬م‪ ،‬و تحجّج ت الق وات‬
‫الفرنسية بحادثة المروحة حتى تكون سببًا في إخضاع الجزائر الحتاللها‪ ،‬و لكن فرنسا في الواقع ك انت‬
‫تنوي االحتالل منذ فترة حكم نابليون بونابرت‪ ،‬و كان عدد الجنود الذين نزلوا في الجزائر عبر ميناء‬
‫طول ون م ا يف وق ‪ 37.600‬جن دي بقي ادة ل وي أوكس ت بورم ون‪ .‬في الف ترة م ا بين ‪ 24-10‬من ش هر‬
‫أكتوبر سنة ‪1954‬م عقدت لجنة الستة اجتماعًا لتضع آخر اللمسات على أمر اندالع الثورة التحريرية‪،‬‬
‫فأفض ت الجلس ة إلى منح مس مى "جبه ة التحري ر الوط ني" للتنظيم ال ذي ين وي الث ورة و قيادته ا‪ ،‬و أن‬
‫يكون جيش التحرير الوطني هو الجناح العسكري لها‪.‬‬

‫الظروف التي ظهرت فيها الثورة‪:‬‬


‫الظروف الداخلية‪:‬‬ ‫‪.1‬‬
‫استمرار االستعمار الفرنسي‪.‬‬
‫تدهور متزايد للظروف االقتصادية و االجتماعية للجزائريين‪.‬‬
‫أحداث ‪ 08‬ماي ‪ 1945‬التي أكدت ضرورة العمل المسلح‪.‬‬
‫االنسداد الذي و صلت إليه المقاومة السلمية‪.‬‬
‫عجز التشكيالت السياسية اإلصالحية في تحقيق االستقالل بالطرق السياسية‪.‬‬
‫أزمة حزب الشعب (حركة االنتصار للحريات الديمقراطية) و طغيان الصراع الحزبي بين المصاليين‬
‫بزعامة *مصالي الحاج *و المركزيين بقيادة*حسين لحول* و * لمين دباغين*‬
‫ظهور اللجنة الثورية للوحدة و العمل في ‪ 23‬مارس ‪.1954‬‬
‫الظروف اإلقليمية‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫نجاح الثورة المصرية ‪23‬جويلية ‪ 1952‬ببعدها التحريري القومي‪.‬‬
‫توقيع مصر و بريطانيا على معاهدة الجالء(ترتيبات سحب الجيش البريطاني من مصر )‪.‬‬
‫غضب شعبي و غليان في المغرب العربي (اغتيال النقابي التونسي*فرحات حشاد*سنة ‪ ،1952‬نفي‬
‫فرنسا للملك محمد الخامس في ‪20‬اوت ‪.)1953‬‬
‫تنشيط القوميين و على رأسهم*جمال عبد الناصر*للجامعة العربية للتنديد باالستعمار و دعم الحركات‬
‫التحريرية العربية‪.‬‬
‫الظروف الدولية‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫انتشار موجه التحرير في آسيا و إفريقيا‪.‬‬
‫انهزام فرنسا في الهند الصينية في *ديان بيان فو* ‪7‬ماي ‪. 1954‬‬
‫انعق اد م ؤتمر *جوني ف في جويلي ة ‪ 1954‬ال ذي اق ر باس تقالل الووس‪ ،‬كامبودي ا‪ ،‬ش مالي فيتن ام ‪ ،‬و‬
‫جنوبي فيتنام ‪.‬‬
‫ظه ور ب وادر االنف راج ال دولي و توف ير ج و دولي من ش انه التعام ل ايجابي ا م ع القض ية الجزائري ة و‬
‫تسويتها‪.‬‬

‫التحضير االندالع الثورة‪:‬‬


‫لق د تم وض ع اللمس ات األخ يرة للتحض ير الن دالع الث ورة التحريري ة في اجتم اعي ‪ 10‬و ‪ 24‬أكت وبر‬
‫‪ 1954‬بالجزائر من طرف لجنة الستة ‪ ,‬ناقشا المجتمعون قضايا هامة هي‪:‬‬
‫ـ إعطاء تسمية للتنظيم الذي كانوا بصدد اإلعالن عنه ليحل محل اللجنة الثورية للوحدة و العمل‪ ،‬و قد‬
‫اتفق وا على إنش اء جبه ة التحري ر الوط ني و جناحه ا العس كري المتمث ل في جيش التحري ر الوط ني‪ .‬و‬
‫تهدف المهمة األولى للجبهة في االتصال بجميع التيارات السياسية المكونة للحركة الوطنية قصد حثها‬
‫على االلتحاق بمسيرة الثورة‪ ،‬وتجنيد الجماهير للمعركة الحاسمة ضد المستعمر الفرنسي‪.‬‬
‫ـ تحديد تاريخ اندالع الثورة التحريرية‪ :‬كان اختيار ليلة األحد إلى االثنين أول نوفمبر ‪ 1954‬كتاريخ‬
‫انطالق العمل المسلح يخضع لمعطيات تكتيكية عسكرية‪ ،‬منها وجود عدد كبير من جنود وضباط جيش‬
‫االحتالل في عطل ة نهاي ة األس بوع يليه ا انش غالهم باالحتف ال بعي د مس يحي‪ ،‬و ض رورة إدخ ال عام ل‬
‫المباغتة‪.‬‬
‫ـ تحدي د خريط ة المن اطق و تع يين قادته ا بش كل نه ائي‪ ،‬و وض ع اللمس ات األخ يرة لخريط ة المخط ط‬
‫الهجومي في ليلة أول نوفمبر‪:‬‬
‫المنطقة األولى‪ -‬األوراس ‪:‬مصطفى بن بولعيد‬
‫المنطقة الثانية‪ -‬الشمال القسنطيني‪ :‬ديدوش مراد‬
‫المنطقة الثالثة‪ -‬القبائل‪ :‬كريم بلقاسم‬
‫المنطقة الرابعة‪ -‬الوسط‪ :‬رابح بيطاط‬
‫المنطقة الخامسة‪ -‬الغرب الوهراني‪ :‬العربي بن مهيدي‬
‫تحديد كلمة السر لليلة أول نوفمبر ‪ :1954‬خالد و عقبة‪.‬‬

‫االندالع‪:‬‬
‫كانت بداية الثورة بمشاركة ‪ 1200‬مجاهد على المستوى الوطني بحوزتهم ‪ 400‬قطعة سالح و بضعة‬
‫قنابل تقليدية فقط‪ .‬و كانت الهجومات تستهدف مراكز الدرك و الثكنات العسكرية و مخازن األسلحة و‬
‫مصالح إستراتيجية أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى الممتلكات التي استحوذ عليها الكولون‪.‬‬
‫فش ملت هجوم ات المجاه دين ع دة من اطق من ال وطن‪ ،‬و ق د اس تهدفت ع دة م دن و ق رى ع بر المن اطق‬
‫الخمس‪ :‬باتن ة‪ ،‬أريس‪ ،‬خنش لة و بس كرة في المنطق ة األولى‪ ،‬قس نطينة و س مندو بالمنطق ة الثاني ة‪،‬‬
‫العزازقة و تيغزيرت و برج منايل و ذراع الميزان بالمنطقة الثالثة‪ .‬أما في المنطقة الرابعة فقد مست‬
‫كال من الجزائر و بوفاريك و البليدة‪ ،‬بينما كانت سيدي علي و زهانة و وهران على موعد مع اندالع‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة الخامس‬ ‫ورة في المنطق‬ ‫الث‬
‫و ب اعتراف الس لطات االس تعمارية‪ ،‬ف إن حص يلة العملي ات المس لحة ض د المص الح الفرنس ية ع بر ك ل‬
‫مناطق الجزائر ليلة أول نوفمبر ‪ ،1954‬قد بلغت ثالثين عملية خلفت مقتل ‪ 10‬أوروبيين و عمالء و‬
‫جرح ‪ 23‬منهم و خسائر مادية تقدر بالمئات من الماليين من الفرنكات الفرنسية‪ .‬أما الثورة فقد فقدت‬
‫في مرحلتها األولى خيرة أبنائها الذين سقطوا في ميدان الشرف‪ ،‬من أمثال بن عبد المالك رمضان و‬
‫قرين بلقاسم و باجي مختار و ديدوش مراد و غيرهم‪.‬‬

‫بيان أول نوفمبر ‪:1954‬‬


‫قد سبق العمل المسلح اإلعالن عن ميالد "جبهة التحرير الوطني "التي أصدرت أول تصريح رسمي لها‬
‫يعرف بـ "بيان أول نوفمبر "‪ ،‬و قد وجهت هذا النداء إلى الشعب الجزائري مساء ‪ 31‬أكتوبر ‪ 1954‬و‬
‫وزعته صباح أول نوفمبر‪ ،‬حددت فيه الثورة مبادئها و وسائلها‪ ،‬و رسمت أهدافها المتمثلة في الحرية‬
‫و االستقالل و وضع أسس إعادة بناء الدولة الجزائرية و القضاء على النظام االستعماري ‪ .‬وضحت‬
‫الجبهة في البيان الشروط السياسية التي تكفل تحقيق ذلك دون إراقة الدماء أو اللجوء إلى العنف‪ ،‬كما‬
‫شرحت الظروف المأساوية للشعب الجزائري و التي دفعت به إلى حمل السالح لتحقيق أهدافه القومية‬
‫الوطنية‪ ،‬مبرزة األبعاد السياسية و التاريخية و الحضارية لهذا القرار التاريخي‪ .‬يعتبر بيان أول نوفمبر‬
‫‪ 1954‬بمثابة دستور الثورة و مرجعها األّو ل الذي اهتدى به قادة ثورة التحرير و سارت على دربه‬
‫األجيال‪.‬‬

‫مراحل الثورة التحريرية‪:‬‬


‫مرت الثورة التحرير في الجزائر بعدة مراحل‪:‬‬
‫المرحلة األولى‬
‫امتدت من ‪ 1954‬م إلى ‪ 1956‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ارتك زت على توس يع نط اق النش اط الث وري ح تى ش مل جمي ع أنح اء الدول ة‪ ،‬باإلض افة إلى م د‬ ‫‪‬‬

‫المتطوعين بالسالح‪.‬‬
‫تعرض المدنيين لحمالت قمع متكررة من المستعمرين‪ ،‬كما تم مالحقة الثوار‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المرحلة الثانية‬
‫من ‪ 1956‬م حتى ‪ 1958‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫زادت حدة قمع االستعمار الفرنسي وزاد معه غضب الثوار وزاد تعاون المدنيين معهم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قام جيش التحرير خاللها بإنشاء مراكز جديدة له‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫نجح جيش التحرير في إقامة بعض السلطات المدنية في بعض مناطق جنوب الجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫المرحلة الثالثة‬
‫مثلت الفترة الممتدة من ‪ 1958‬م إلى ‪ 1960‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ُتعد أصعب مراحل الثورة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تعرض جيش التحرير الوطني لهجمات قوية من جيش المستعمر الفرنسي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ُفرض على الكثير من المدنيين معسكرات االعتقال الجماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫دارت مع ارك عنيف ة بين جيش التحري ر وجيش المس تعمر‪ .‬إذ ه دف جيش التحري ر الس تنزاف‬ ‫‪‬‬

‫م وارد المس تعمر‪ ،‬وإ نه اك ق وى جيش ه من خالل توزي ع ق وات الث وار على جمي ع المن اطق م ع‬
‫تخفيف الضغط على بعضها‪ .‬عوًض ا عن خوض معارك مع جيش االحتالل في مناطق محددة‬
‫فقط‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة‬
‫حدثت من ‪ 1960‬إلى ‪ 1962‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ضعفت خاللها قوى جيش اإلحتالل بفضل المعارك المتكررة التي تكبد فيها خسائر فادحة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تش كل خالله ا أول هيئ ة أرك ان للجيش الجزائ ري ال ذي ك ان متمرك ًز ا على الح دود الجزائري ة‬ ‫‪‬‬

‫التونسية‪.‬‬
‫زادت فيها حدة النضال الجماهيري والتي تمثلت في مظاهرات ‪ 11‬سبتمبر‪ ،‬سنة ‪1960‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫اضطر االحتالل الفرنسي للتفاوض مع الجزائريين بعد عقد الدورة السادسة عشر لألمم المتحدة‬ ‫‪‬‬

‫والتي دعت فيها طرفي النزاع للمفاوضات‪.‬‬


‫ب الرغم من مح اوالت االحتالل الته رب من التف اوض ع دة م رات‪ ،‬لكن ك ان ق ادة الث ورة على‬ ‫‪‬‬

‫حذر ولم يتخلوا عن ثورتهم فتابعوا الثورة وتمسكوا بجيشهم واستمروا في دعم قوته‪.‬‬
‫رفضت جبهة التحرير عدة عروض من االحتالل لعدم منحها االستقالل الكامل للجزائر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ُع قدت ندوة إيقاف القتال في إيفيان بشهر مارس سنة ‪ 1962‬م‪ ،‬وانتصر رأي جبهة التحرير‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫فعقد استفتاء شعبي صوت فيه الجزائريون لصالح االستقالل التام‪.‬‬

‫المجهود الحربي الفرنسي‪:‬‬


‫ك ان ان دالع ث ورة التحري ر في أول نوفم بر ‪ 1954‬مفاج أة للس لطة االس تعمارية الحاكم ة في الجزائ ر ‪،‬‬
‫مما تطلب بعض الوقت لمسايرة الوضع الجديد ‪ .‬ففي البداية وظفت السلطات االستعمارية الفرنس ية ك ل‬
‫طاقاته ا العس كرية والمدني ة المتواج دة على ال تراب الجزائ ري ‪ ،‬وال تي ش ملت مختل ف األجه زة القمعي ة‬
‫األمني ة والعس كرية ‪ ،‬مس خرة وس ائل الدعاي ة اإلعالمي ة من ص حف وجرائ د وإ ذاع ة وش بكات أخ رى‬
‫تعمارية‪..‬‬ ‫ة االس‬ ‫ترويج للسياس‬ ‫لل‬
‫غير أن اتساع رقعة الثورة تطلب منها اتخاذ عدة إجراءات لرفع عدد قواتها العسكرية ‪ ،‬فبعدما كانت‬
‫تقدر ب ‪ 54‬ألف جندي في شهر جوان ‪ 1954‬يضاف إليها عشرة أالف شرطي ‪ ،‬ارتفع هذا العدد مع‬
‫بداي ة نوفم بر ‪ 1954‬إلى ‪ 62000‬جن دي ‪ .‬إال أن التنظيم المحكم ال ذي م يز الث ورة دف ع الس لطة‬
‫االستعمارية إلى طلب المزيد من القوات العسكرية والتي بلغت في مطلع عام ‪ 1955‬الـ ‪ 80000‬جندي‬
‫‪ ،‬مدعمين بفيلق من المظليين‪.‬‬
‫وقد فشلت هذه القوة في وقف زحف الثورة ولم تستطع خنقها ‪ ،‬مما أدى إلى عزل الحاكم العام روجيه‬
‫ليونار واستبداله بجاك سوستال الذي تعززت في عهده القوات الفرنسية بوحدة من البوارج الحربية ‪،‬‬
‫ف أرتفع تع داد الق وات العس كرية إلى ‪ 114000‬جن دي في ش هر جويلي ة ‪ . 1955‬بقي ع دد الجن ود‬
‫الفرنسيين في الجزائر في ارتفاع مستمر ليبلغ ‪ 186000‬عسكري في جانفي ‪.1956‬‬
‫كم ا ق امت الس لطات االس تعمارية ب إعالن حال ة الط وارئ وتمدي د الخدم ة العس كرية للش بان الفرنس يين‬
‫لتصبح ‪ 21‬شهرا عوض سنة واحدة ‪ .‬وفي ‪ 1957‬بلغت مدة الخدمة العسكرية ‪ 24‬شهرا‪..‬‬
‫و بمجيء الجنرال شارل ديغول عام ‪ 1958‬تم اتخاذ تدابير مؤقتة لالحتفاظ بالمجندين لمدة ‪ 30‬شهرا‪،‬‬
‫إلى جانب ذلك اعتمدت أساليب أخرى لتدعيم المجهود الحربي‪ ،‬منها تحويل فرق عسكرية بأكملها من‬
‫مواقعها في الحلف األطلسي بأوربا إلى الجزائر وتزويد الجيش الفرنسي بأحدث األسلحة من حوامات‪،‬‬
‫و طائرات متعددة المهام و بوارج حربية‪ ،‬و تخصيص ميزانية ضخمة للمجهود الحربي‪ ،‬و زادت على‬
‫هذه اإلجراءات نقل قواتها المتمركزة في كل من تونس والمغرب إلى داخل الجزائر مع تقوية الوجود‬
‫العس كري من خالل تك وين ميليش يات مس لحة تحت تس ميات مختلف ة كال دفاع ال ذاتي‪ ،‬و الحرك ة‪ ،‬و‬
‫االعتم اد على الق وة الثالث ة وتفنن الجيش الفرنس ي في تس ليط ش تى أن واع التع ذيب و التقتي ل و ت دمير‬
‫اكنيها‪..‬‬ ‫اتل على س‬ ‫رى و المش‬ ‫الق‬
‫كما حاول عزل الثورة داخليا بإقامة المحتشدات والتجمعات والمعتقالت والمناطق المحرمة‪ ،‬وخارجيا‬
‫ببناء خطي شال و موريس ‪.‬‬
‫و ق د بل غ حجم الجيش الفرنس ي ب الجزائر في أواخ ر ‪ 1960‬م ا يق ارب الملي ون جن دي دون أن تس تطيع‬
‫فرنسا إخماد لهيب الثورة التحريرية‪.‬‬
‫التسليح في الثورة‬
‫يعتبر موضوع التسليح من أهم ركائز الثورة الجزائرية و هو عمادها و لذلك كان موضع اهتمام قادة‬
‫الثورة‪ ،‬فباإلضافة إلى الدور الذي لعبه الثوار األوائل في جمع األسلحة قبل الثورة‪ ،‬فإن االهتمام األك بر‬
‫بع د تفجيره ا ك ان االعتم اد على النفس أوال و ف ك الس الح من ي د الع دو أثن اء المع ارك‪ .‬كم ا أن البعث ة‬
‫الجزائرية في العالم العربي لعبت دورا بارزا في جمع السالح من الدول العربية واألوربية واآلسيوية‬
‫بمختلف الطرق و الوسائل و إرسالها إلى الجزائر‪.‬‬
‫و باإلض افة إلى ذل ك ف إن ق ادة الث ورة اهتم وا كث يرا له ذا الموض وع اإلس تراتيجي و أنش أوا ل ه وزارة‬
‫خاص ة ب ه أخ ذت اس م وزارة التس ليح و العالق ات العام ة بهيك ل منظم ة ق امت ب دور فع ال في تس ليح‬
‫الثورة‪.‬‬
‫انطلقت الثورة في نوفمبر ‪ 54‬معتمدة على أسلحة حربية قديمة وكان أغلب المجاهدين مسلحين بأسلحة‬
‫صيد وهو أمر جع ل المجاهدين يبذلون جهدا مض نيا في الحصول على األس لحة من العدو نفس ه أثناء‬
‫المعارك والكمائن والهجمات ‪ .‬وهكذا تطور سالح جيش التحرير وصار يملك أنواعا كثيرة منه ‪.‬‬

‫التعذيب الفرنسي في الثورة‪:‬‬


‫التع ذيب عب ارة عن عملي ة اس تنطاق يتع رض له ا ك ل جزائ ري يش تبه في انتمائ ه للث ورة أو دعم ه له ا‪،‬‬
‫وتعتم د ه ذه العملي ة على ع دة أس اليب غ ير إنس انية وال أخالقي ة ين دى له ا الج بين‪ ،‬وه دفها ه و الض غط‬
‫على المس جون أو المعتق ل وإ جب اره بوس ائل التع ذيب االع تراف بم ا لدي ه من معلوم ات تفي د الس لطات‬
‫االستعمارية لكشف أسرار الثورة وتحركات المجاهدين وهذه العملية يقوم بها أناس ال شفقة وال رحمة‬
‫لهم وكان من أبرزهم السفاحون‪ :‬أوزاريس‪ ،‬بيجار‪ ،‬سوزيني‪ ،‬وغيرهم إلى جانب الشرطة السرية‬
‫و لق د تفننت الس لطات االس تعمارية العس كرية منه ا و المدني ة في العبث بالض حايا من خالل أن واع‬
‫التع ذيب المس لطة على المس جون و ال تي اعت برت إب ان الث ورة أعلى مرحل ة وص لت إليه ا ج رائم‬
‫االستعمار الفرنسي و بينت الحقد الدفين ضد العرب كما أظهرت الرغبة الجامحة في التقتيل والتنكيل‬
‫ب ل ح تى التل ذذ في تع ذيب الجزائ ريين‪ ،‬ه ذا التع ذيب ال ذي م يز حقيق ة النهج الوحش ي المتب ع ض د‬
‫المجاه دين‪ ،‬و ق د تفنن جالدو االس تعمار الفرنس ي في ممارس ته‪ ،‬و هي المهم ة ال تي أوكلت ك ذلك إلى‬
‫ضباط الشؤون األهلية داخل المعتقالت والمحتشدات وفي القرى واألرياف وحتى المدن الجزائرية لم‬
‫تسلم من هذه األعمال الالانسانية حيث كانت مراكز التعذيب منتشرة بشكل كبير عبر التراب الوطني‪.‬‬

‫دور المرأة في الثورة ‪:‬‬


‫شكلت المرأة عنصرا أساسيا في الثورة التحريرية ‪،‬ووقفت إلى جانب الرجل في تحمل المسؤولية تجاه‬
‫الث ورة المبارك ة وبالت الي ك انت الم رأة الجزائري ة س ندا قوي ا لل زوج األخ و االبن و األه ل ال ذين حمل وا‬
‫الس الح ض د االس تعمار الفرنس ي وق د أبلت بالء منقط ع النظ ير أظه رت من خالل ه أنه ا النفس الث اني‬
‫ة‪.‬‬ ‫ة المبارك‬ ‫ورة التحريري‬ ‫للث‬
‫فلق د لعبت الم رأة الجزائري ة دورا ريادي ا من خالل مش اركتها الفعال ة في الث ورة التحريري ة س واء في‬
‫األرياف أو المدن على حّد سواء‪ ،‬و أدت واجبها الوطني إلى جانب أخيها الرجل‪.‬‬
‫و استطاعت المرأة الريفية أن تكون عنصرا فعاال في كسر الحصار الذي حاول الجيش االستعماري‬
‫ض ربه على المجاه دين‪ ،‬فك انت مس اهمتها قوي ة في تق ديم الخ دمات الكب يرة ال تي ك انت الث ورة ب أمس‬
‫ا‪.‬‬ ‫ة إليه‬ ‫الحاج‬
‫إذا ك انت الم رأة الريفي ة ق د تحملت أعب اء الثورة في الجب ال و القرى و المداشر ف إن الم رأة في المدين ة‬
‫هي األخرى قامت بواجبها الوطني و كانت السند القوي للمجاهدين من فدائيين ومسبلين داخل المدن‬
‫حيث تكثر أجه زة القم ع البوليس ي ‪،‬وحيث المراقب ة المس تمرة على ك ل م ا ه و متح رك داخ ل المدن ل ذا‬
‫حّلت محّل أخيها الفدائي في العديد من المهام المعقدة و الخطيرة‪.‬‬

‫دور العرب‪:‬‬
‫لعبت األم ة العربي ة دورا ب ارزا في ت دعيم القض ية الجزائري ة من خالل المس اندة المادي ة والمعنوي ة‬
‫المتعددة األوجه ‪ ،‬لدرجة أن المواقف الدولية تجاه الثورة الجزائرية ارتبطت أشد االرتباط بقوة التأييد‬
‫والمؤازرة من قبل الدول العربية‪ .‬وهذا ما بينه محمد يزيد في تصريحه عندما قال ‪ " :‬أن نشاطنا في‬
‫الوطن العربي لم يكن من أجل كسب التدعيم والمساندة ألن ذلك كان تحصيل حاصل ‪ .‬اتصاالتنا مع‬
‫اإلخ وة الع رب ك انت ح ول كيفي ة تنس يق إيص ال الت دعيم الم الي والعس كري إلى الجزائ ر والعم ل دولي ا‬
‫لكسب المساندة المادية والمعنوية للقضية الجزائرية "‪.‬‬
‫تن وعت مظ اهر ال دعم الع ربي ‪ ،‬بين دعم م الي من خالل التبرع ات الش عبية والهب ات الحكومي ة لتغطي ة‬
‫احتياجات الثورة المختلفة ‪،‬ودعم عسكري بإرسال األسلحة والذخيرة وهناك أيضا الدعم الطبي المتمثل‬
‫في األدوي ة وإ س عاف المجاه دين الجزائ ريين الج رحى في المستش فيات العربي ة ‪ ،‬وفي األخ ير هن اك‬
‫المتطوع ون الع رب ال ذين ش اركوا جيش التحري ر في كث ير من المع ارك العس كرية داخ ل األراض ي‬
‫الجزائرية ‪ .‬ومن األوجه األخرى للدعم والتضامن العربي لكفاح الشعب الجزائري ما قدمته الحكومات‬
‫العربية من تسهيالت للطلبة الجزائريين لمواصلة دراستهم في مدارسها ومعاهدها وجامعاتها ‪ ،‬وبالفعل‬
‫تخرجت دفعات من الطلبة في مختلف التخصصات العلمية كانت رافدا قويا للثورة ‪ ،‬من خالل ما قدمه‬
‫هؤالء الطلبة من تضحيات في العمل المسلح والتعريف بقضية بالدهم في الخارج ‪.‬وحتى االستفادة من‬
‫خبرتهم في وضع أسس الدولة الجزائرية المستقلة‪.‬‬

You might also like