You are on page 1of 85

‫جامعة أرسطو في سالونيك‬

‫مدرسة الالهوت‬
‫قسم الالهوت الرعوي واالجتماعي‬
‫مجال القانون وتنظيم الحياة وخدمة الكنيسة‬
‫برنامج الدراسات العليا‬

‫داسكالوبولو صوفيا‬

‫إدارة بطريركية اإلسكندرية‬

‫من ‪ 1830‬إلى الوقت الحاضر‬

‫تم تقديم أطروحة التخرج‬


‫في قسم الالهوت الرعوي واالجتماعي في ‪.A.P.TH‬‬

‫المشرفون‬
‫جورجيوس جافارديناس‬
‫استاذ مساعد‬

‫سالونيك ‪2015‬‬
‫محتويات‬

‫االختصارات‬

‫مقدمة ‪1 ............. ................................................ .. ................................................................‬‬

‫مقدمة ‪3 ................. .. ................................................ .................................................‬‬

‫الفصل األول‬
‫كنيسة اإلسكندرية عبر العصور‬

‫‪ .1‬مقدمات ‪6 ..... ... ........................................................... . ..............................................‬‬


‫أ‪ .‬بدايات الكنيسة اإلسكندرية ‪6 ..................... .. ...........................................‬‬
‫ب‪ .‬اضطهاد الرومان في اإلسكندرية ‪8 ............. .. ...........................................‬‬
‫ج‪ -‬اإلسكندرية في عهد اإلمبراطورية البيزنطية ‪9 .... ...........................................‬‬
‫د‪ -‬كنيسة اإلسكندرية أثناء االحتالل العربي ‪ 14 ........................................‬هـ ‪ -‬كنيسة اإلسكندرية في عهد الحكم‬
‫العثماني ‪18 ...........................‬‬
‫و‪ .‬فلسفة الكنيسة القبطية ‪19 ........................... ..... ...........................................‬‬
‫ز‪ -‬المدرسة السكندرية والفكر الالهوتي السكندري ‪20 ................................‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫اإلدارة العادية لكنيسة اإلسكندرية‬

‫مصادر ‪25 ........... .... .............................................. .. ................................................ .‬‬ ‫‪.1‬‬


‫أ‪ .‬القواعد واألنظمة المقدسة للبطريركية ‪25 ........................................‬‬
‫ب‪ .‬مضمون األنظمة اإلدارية للبطريركية ‪27 ...........................‬‬

‫السلطة التشريعية لكنيسة اإلسكندرية ‪ 31 ........................................‬الفصل الثالث‬ ‫‪.2‬‬


‫طاقم كنيسة اإلسكندرية‬

‫مكانة عضو الكنيسة ‪34 ............ ... ...........................................‬‬ ‫‪.1‬‬


‫أعضاء الكنيسة ‪35 ................................................ ............................‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أ ‪ -‬رجال الدين ‪36 ......... ... ........................................................... ............................................‬‬

‫‪i‬‬
‫ب ‪ -‬الرهبان ‪39 ......... ... ........................................................... . ..............................................‬‬
‫ج ‪ -‬العلمانيون ‪............. ... ........................................................... . ..............................................‬‬
‫‪42‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫الهيئات اإلدارية المركزية للبطريركية اإلسكندرية‬

‫المجمع البطريركي ‪45 ...... ................................ ...........................................‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أ‪ .‬المفهوم العام واالختصاص ‪45 ................................ ...........................................‬‬


‫ب ‪ .‬التكوين ‪46. ... ........................................................... . ..............................................‬‬
‫ج ‪ -‬التقارب ‪48 ...... ... ........................................................... . ..............................................‬‬
‫د‪ .‬عملية صنع القرار ‪49 ....................... .. ...........................................‬‬
‫هـ‪ .‬المسؤوليات اإلدارية ‪ 50 ................................ ..............................................‬و‪ .‬الصالحيات التشريعية‬
‫والتنظيمية ‪51 ........................................... ...........‬‬
‫ز‪ .‬السلطات القضائية ‪53 .................................. . ..............................................‬‬

‫البطريرك ‪56 ................................................ . ...........................................‬‬ ‫‪.2‬‬


‫أ‪ .‬المنصب الفكري واإلداري ‪ -‬المسؤوليات ‪56 ..........................................‬‬
‫ب‪ .‬انتخاب بطريرك اإلسكندرية واألحكام المعمول بها ‪ 60...........................‬ج‪ .‬إجراءات انتخاب بطريرك‬
‫اإلسكندرية والقوى‬
‫مراقب ‪72 ..... ................................................ .. .................................................‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫الهيئات اإلقليمية لكنيسة اإلسكندرية‬

‫المطارنة ‪ -‬األساقفة ‪78 ................................ . ...........................................‬‬ ‫‪.1‬‬


‫أ‪ .‬المسؤوليات اإلدارية ‪78 ............................... ...........................................‬‬
‫ب‪ .‬االختصاصات ‪79 ............................... . ..............................................‬‬
‫ج‪ .‬انتخاب المطارنة ‪80 .................................... ...........................................‬‬
‫د‪ -‬العواصم ‪83 ................................................ . ..............................................‬‬

‫األبرشيات ‪85 .... ................................................ .. ...........................................‬‬ ‫‪.2‬‬


‫أ‪ -‬إنشاء الرعية ‪85. .......................................... .. ...........................................‬‬

‫‪ii‬‬
‫ب ‪ -‬المعابد ‪86 ......... ... ........................................................... . ..............................................‬‬
‫ج‪ .‬الكهنة والمناصب الكنسية ‪ 89 .................. ........................................‬د‪ .‬الدعاة والمغنون‬
‫والشباب ‪96 ............................................. ..........................‬‬

‫األديرة ‪98 .... ... ........................................................... . ................................‬‬ ‫‪.3‬‬


‫أ‪ .‬الوضع القانوني لألديرة المقدسة ‪ 98 ..................... ...........................................‬ب‪ .‬األديرة المقدسة على‬
‫العرش السكندري ‪99 ................................... .. ...................‬‬

‫الفصل السادس‬
‫إدارة ممتلكات الكنيسة‬

‫هيئات اإلدارة المركزية ‪102.................. . ................................‬‬ ‫‪.1‬‬


‫أ‪ .‬اللجنة االقتصادية البطريركية (‪ 102 . .... ........................................... ).P.O.E‬ب‪ .‬خدمة‬
‫المحاسبة ‪106. ................................ ..... ...........................................‬‬

‫الهيئات اإلدارية اإلقليمية ‪110...... . ................................‬‬ ‫‪.2‬‬


‫أ‪ .‬اللجان المجتمعية األبرشية ‪110.............. ...........................................‬‬

‫المبادئ التي تحكم إدارة ممتلكات الكنيسة ‪112 ..‬‬ ‫‪.3‬‬


‫أ‪ -‬أحكام مختلفة (عامة – خاصة) ‪112 ........... ...........................................‬‬

‫االستنتاجات ‪113 .. .............................. _ .. ..............................................‬‬

‫الببليوغرافيا ‪117 ........................... ...........................................‬‬

‫‪iii‬‬
‫االختصارات‬

‫‪ 1‬كورنثوس ‪ 1‬رسالة الرسول بولس‬


‫رئيس األرشمندريت‬
‫فتاه ‪ .‬رسالة الرسول بولس إلى غالطية‬
‫مناشدات إلى رسالة أفسس للرسول بولس‬
‫ال‪ .‬خصوصًا‬

‫السيد السابق‪ .‬وما إلى ذلك وهلم جرا‬


‫عبر‪ .‬ترجمة‬
‫مطر‪ .‬المدن الكبرى‬
‫الرياضيات ‪ .‬بحسب إنجيل متى ‪ .‬أعمال الرسل قارن المزيد انظر‬
‫الصفحات‬
‫المجلد‬
‫الخ بدون وقت‬

‫‪PG J. Migne، Patrologiae curcus Completes، series Graeca، Paris – Mountrouge‬‬


‫‪( 1857 – 1866‬المجلدات ‪ .)161‬ر‪ .‬تومي المجلد‪ .‬مقدار‬

‫إلى والدي فاسيليوس‬

‫‪iv‬‬
‫مقدمة‬

‫طوال دراستي في كلية الالهوت بجامعة أثينا‪ ،‬كانت لدي رغبة واهتمام قويين في دراسة القواعد المقدسة بشكل‬
‫منهجي‪ ،‬وخاصة تلك المراسيم الكنسية التي تنظم قانون الكنيسة وإدارتها وتنظيمها وحياتها‪ .‬وقد تحققت رغبتي هذه إلى حد‬
‫كبير‪ ،‬في إطار دراستي العليا‪ ،‬حيث أتيحت لي الفرصة لالنغماس في دراسة التنظيم اإلداري لكنيسة اإلسكندرية‪.‬‬
‫إن بطريركية اإلسكندرية‪ ،‬بمؤسسها الرسول مرقس وخلفائها الروحيين العشرات من البطاركة الذين كرسوا حياتهم‬
‫وعملهم لنشر اإليمان المسيحي وتوطيده‪ ،‬أسست في التاريخ كركيزة للثقافة اليونانية والروح المسيحية‪ .‬إن المبادئ الروحية‬
‫التي خدمها منذ ألفي عام تجعل مساهمته مهمة في المجال االجتماعي‪ ،‬الذي أصبح له اآلن أبعاد "اإلحسان" و"المحبة"‪.‬‬
‫كل هذا التاريخ الطويل له باإلضافة إلى حضوره الروحي على مر القرون كواحد من أكثر الهيئات المؤسسية للتقليد‬
‫األرثوذكسي اليوناني‪ ،‬كان بالنسبة لي سبب مشاركتي في بحثه ودراسة مجموعة من أحكام القانون والقانون‪ .‬القانون الكنسي‬
‫واألحكام والقوانين واللوائح التي تنظم تنظيمه اإلداري‪ .‬ثمرة هذا البحث هي صياغة هذه األطروحة‪ ،‬وهي مساهمة صغيرة‬
‫في عمل هذه الهيئة التاريخية الهلينية واألرثوذكسية‪ .‬ويتناول في صفحاته تحليل إدارة البطريركية خالل القرنين الماضيين‪،‬‬
‫والذي يجب أن نؤكد على أن األبحاث التي يجب أن نؤكد عليها كانت في معظمها تعتمد على المصادر‪.‬‬

‫أشعر بالفخر والمباركة بشكل خاص ألنني تمكنت من المساهمة في إنجاز هذه الدراسة وأتمنى أن تستمر بطريركية‬
‫اإلسكندرية في كونها منارة روحية‪.‬‬
‫ومن هذا الموقع أود أن أشكر كل من ساهم في إعداد هذه الدراسة وإخراجها بشكل مثالي‪ .‬شكًرا جزيًال ألستاذي‪،‬‬
‫السيد جورجيوس جافاردينا‪ ،‬الذي رحب بي بكل محبة في مجموعته من طالب الدراسات العليا‪ ،‬الذين أرشدوني بمعرفتهم‬
‫ونصائحهم القيمة وتشجيعهم طوال فترة إعداد هذه الدراسة‪ ،‬وكذلك إكمالها‪ .‬كما كانت مقترحات األستاذ ورئيس القسم السيد‬
‫ثيودوروس ياغوس قّيمة أيضًا‪ ،‬حيث أثمرت توجيهاته العلمية خلقًا مثمرًا لألفكار‪ .‬كما أود أن أعرب عن امتناني الكبير‬
‫لعائلتي لدعمهم المستمر طوال فترة األطروحة‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬أود أن أشكر هللا الذي يمنحني القوة اليومية لمواصلة القراءة والدراسة والتعلم دائما في ظل حمايته‪.‬‬

‫سالونيك‪ 6 ،‬يناير ‪،2015‬‬

‫عيد الغطاس‬

‫مقدمة‬

‫إحدى أروع الكنائس المسيحية الرسولية في المشرق‪ ،‬وهي بطريركية اإلسكندرية وسائر أفريقيا‪ .‬وتشتهر البطريركية الخاصة‬
‫بما يلي‪ )1 :‬فترة الذروة حتى ما قبل االحتالل العربي عام ‪642‬م‪ )2 .‬نشاطه التبشيري الكبير في القارة األفريقية‪ )3 .‬العنصر‬
‫اليوناني المهم في منطقة مصر‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫فهي بالتالي مهد مميز للمسيحية‪ ،‬التي لها في العصر الحديث (‪ – 1830‬اليوم) طريقة محددة في اإلدارة‪ ،‬لكنها في‬
‫الوقت نفسه تتمتع بمكانة خاصة (الجغرافيا السياسية)‪ .‬وتمتد البطريركية على قارة ذات عنصر إسالمي قوي حيث ألتقي‬
‫بمختلف الديانات وكذلك عادات الشعوب والقبائل المحلية المختلفة‪ .‬وفي الوقت نفسه يقع مقرها في دولة تمارس إدارتها‬
‫الحكومة المصرية‪ .‬ولذلك أثارت هذه الحالة بالذات اهتمامنا للتحقيق والدراسة وتقديم إدارة بطريركية اإلسكندرية منذ عام‬
‫‪ 1830‬وحتى يومنا هذا‪.‬‬
‫وقد تناول البعض‪ ،‬في الماضي‪ ،‬هذه القضية المحددة ‪ . 1‬ومع ذلك‪ ،‬فإن العمل الحالي يختلف في حقيقة أنه سوف‬
‫يدرس‬

‫‪1‬‬
‫‪ .‬بابادوبولوس كريسوستوموس‪ ،‬تاريخ كنيسة اإلسكندرية ‪ ،‬أثينا –‬
‫اإلسكندرية‪ .x[ :‬أوه‪ .‬العاشر‪ .].‬ماالراكيس ج‪ ،.‬مساهمته في تاريخ الكنيسة األرثوذكسية في مصر ‪ ،‬اإلسكندرية‪[ :‬الفصل‪.‬‬
‫س]‪ .1932 ،‬أرخيم سيسكوس أنثيموس‪ ،‬التنظيم اإلداري لكنيسة اإلسكندرية ‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬اإلسكندرية‪[ :‬الفصل ‪ .]1‬د‪،].‬‬
‫‪ .1937‬نيكوالوس‪ ،‬مات‪ .‬أكيميس‪ ،‬الحكومة المجمعية في كنيسة اإلسكندرية ‪ ،‬اإلسكندرية‪[ :‬ج‪ .‬س‪ .1955 ،].‬تجورتزاتوس‬
‫فارنافاس‪ ،‬المؤسسات اإلدارية للبطريركيات األرثوذكسية ‪ ،‬أثينا‪[ :‬الفصل‪.‬‬
‫د‪ .1972 ،].‬ديميتساس مارجريتيس‪ ،‬تاريخ اإلسكندرية‪ :‬جغرافي ‪ -‬تاريخي ‪ -‬فلسفي ‪ -‬سياسي ‪ -‬كنسي وأثري ‪ ،‬أثينا‪ :‬الخلق‪،‬‬
‫‪.1995‬‬
‫نيافة تيليريدس مكاريوس بطريرك مدينة اإلسكندرية الكبرى ‪ ،‬أثينا‪ :‬ميليتوس‪،‬‬
‫‪ .1998‬بابادوبولوس كريسوستوموس‪ ،‬مطر‪ .‬قرطاجنة‪ ،‬بطريركية اإلسكندرية و‬
‫إدارة البطريركية‪ ،‬ليس فقط في العهد الجديد‪ ،‬بل في العصر الحديث أيضًا (‪ – 2004‬اليوم)‪.‬‬
‫ولذلك سيتم تنظيم دراستنا في ستة فصول‪ .‬وفي الفصل األول سنتناول بإيجاز كنيسة اإلسكندرية منذ بداياتها وحتى‬
‫الحكم العثماني‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬سنتناول عالقة كنيسة اإلسكندرية المحلية بالدولة (الحكم العربي – الحكم العثماني –‬
‫الحكومة المصرية)‪ ،‬مع التركيز على المدرسة السكندرية والفكر الالهوتي‪ ،‬مع اإلشارة أيًضا إلى الكنيسة القبطية‪ .‬وفي الفصل‬
‫الثاني‪ ،‬سنفحص المصادر المختلفة ‪ -‬القواعد واللوائح المقدسة ‪ -‬واألحكام التي تحكم عمل كنيسة اإلسكندرية‪ .‬في الفصل‬
‫الثالث‪ ،‬سوف نتناول ملء كنيسة اإلسكندرية‪ ،‬ونقدم الطريقة التي يتم بها اكتساب مكانة كل عضو في الكنيسة المحلية‬
‫المذكورة أعاله‪ ،‬وكذلك ما هي الفئات ‪ -‬فئات األعضاء‪ .‬وستكون الفصول الرابع والخامس والسادس هي المواضيع الرئيسية‬
‫لعملنا‪ .‬وتحديدًا‪ ،‬في الفصل الرابع‪ ،‬سنتناول األجهزة اإلدارية المركزية للبطريركية‪ ،‬أي عرض الهيكلية – االنتخابات – انعقاد‬
‫المجمع البطريركي‪ ،‬ومسؤولياته (اإلدارية‪ ،‬التشريعية‪ ،‬القضائية)‪ .‬وسوف نتناول هذه القضية أيًضا من خالل األحكام‬
‫المعمول بها في انتخاب البطريرك المعني وكذلك دور النائب‪ .‬وفي الفصل الخامس‪ ،‬سنتناول الهيئات اإلدارية اإلقليمية لكنيسة‬
‫اإلسكندرية المحلية‪ ،‬وهي األساقفة المطارنة (السلطات واالنتخاب)‪ ،‬واألبرشيات واألديرة‪ .‬وفي الفصل السادس واألخير‬
‫سنتناول إدارة الممتلكات الكنسية لبطريركية اإلسكندرية‪ ،‬حيث سيتم عرض األجهزة المركزية واإلقليمية إلدارتها‪ ،‬فضًال عن‬
‫مختلف الهيئات‬

‫أفريقيا كلها في الزمن‪ :‬من مرقس الرسول إلى األلفية الثالثة ‪ ،‬أثينا – اإلسكندرية‪ :‬وزارة الدفاع الوطني اليونانية‪.2000 ،‬‬
‫المبادئ التي تحكم إدارة ممتلكات الكنيسة‪ .‬وأخيرا‪ ،‬سيتم عرض نتائج هذا العمل‪ ،‬فضال عن الجدول الببليوغرافي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل األول‬
‫كنيسة اإلسكندرية عبر العصور‬

‫‪ .1‬مقدمات‬
‫أ‪ .‬بدايات الكنيسة اإلسكندرية‬
‫تأخذ كنيسة اإلسكندرية المسيحية اسمها من المدينة التي تحمل نفس االسم‪ ،‬والتي أسسها اإلسكندر األكبر عام ‪332‬‬
‫قبل الميالد‪ ،‬وكانت واحدة من أكبر المراكز خالل السنوات الهلنستية والرومانية والبيزنطية المبكرة ‪ .1‬وقد لعبت مدينة‬
‫اإلسكندرية نفسها دوًرا مهًم ا في انتشار المسيحية في هذه المنطقة‪ ،‬حيث شهدت تطوًرا فكرًيا وثقافًيا كبيًرا وكانت مركًز ا‬
‫لتوفير التعليم القيم‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬وللسبب نفسه‪ ،‬كانت المعايير المهمة هي ازدهار الشتات اليهودي (المسيحيين اليهود‬

‫الحًقا) ‪2‬حيث نالحظ تحول اليهود‪ ،‬بعد خطاب بطرس في عيد العنصرة في القدس‪ 3‬وكذلك ترجمة العهد القديم بواسطة الـ ‪O‬‬
‫إلى لغة "العامية" أو "اإلسكندرية" التي كانت تفهمها شعوب البحر األبيض المتوسط ‪.4‬‬

‫ومن المهم اإلشارة إلى أنه ال يوجد دليل مؤكد يثبت أن المصريين احتلوا الصدارة في الطائفة المسيحية األولى باإلسكندرية‪ ،‬إذ‬
‫لم تظهر أسماؤهم في القوائم األسقفية إال منذ نهاية القرن الثاني‪ .‬إال أن المسيحية لم تبقى داخل حدود مصر المغلقة‪ ،‬بل‬
‫انتشرت أيًض ا إلى األقاليم مثل ليبيا والخمس مدن‪ ،‬بل أيًض ا إلى مختلف بلدان أفريقيا حتى في أعماقها‪ .‬أول من رتبها‬
‫متروبوليتًا وحمل لقب "العظيم"‪.‬‬

‫وإكسارك كل أفريقيا"‪ ،‬كانت ليبيا ‪ .5‬ومن الجدير بالذكر أيًض ا أنه ال يوجد في سفر أعمال الرسل ما يدل على وجود إرسالية‬
‫مسيحية في اإلسكندرية ‪ .6‬ولكن في تقليد الكنيسة‪ ،‬نلتقي بالرسول مرقس الذي ذهب إلى اإلسكندرية عام ‪ 42‬م‪ ،‬يبشر‬
‫بالمسيحية ويؤسس الكنيسة األولى‪ ،‬وهو أيًضا أسقفها األول‪.‬‬
‫وعلى الرغم من عدم وجود مصدر أول يعتمد على التقاليد المختلفة التي تخبرنا عن تأسيس كنيسة اإلسكندرية على‬
‫يد الرسول مرقس أو بشكل أعم أن األخير كان أول أسقف‪ ،‬إال أنه ال شك أن تبشيره جذب الكثير من الناس إلى المسيحية‪ .‬ذهب‬
‫مرقس الرسول في عهد إمبراطورية نيرون إلى روما حيث كتب إنجيله‪ ،‬بينما عاد حوالي عام ‪67‬م إلى اإلسكندرية حيث‬
‫استشهد على يد حشد من الوثنيين الغاضبين ودفنه المسيحيون في قرية مجاورة ‪ . .‬ثم في عام ‪828‬م‪ ،‬أحضر تجار البندقية‬
‫اآلثار المقدسة للمرقس الرسول إلى البندقية‪ ،‬ومنذ ذلك الحين يعتبر شفيع تلك المدينة‪.‬‬
‫ولذلك برزت اإلسكندرية كواحدة من أكبر المدن‬

‫‪ .1‬جوزيف أباندا ‪ :10‬كتاب اآلثار اليهودية التاسع ‪ ،‬أثينا ‪.5،2 ،1997‬‬

‫‪ .2‬براكس ‪ 10 ،2 .‬و ‪.9 ،6‬‬


‫‪ .3‬براكس ‪.36 – 14 ،2 .‬‬
‫‪ .4‬يرى يوحنا أناستاسيو‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ 1 ،‬تسالونيكي‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪ .5‬يرى مكاريوس تيليريديس‪ ،‬بطريركية اإلسكندرية الكبرى ‪ ،‬أثينا ‪ ،1998‬ص ‪.12‬‬
‫‪ .6‬على سبيل المثال‪ ،‬نذكر األعمال الملفقة وغير الغامضة‪ ،‬التي لها عالقة مباشرة باإلسكندرية‪ :‬رسالة بولس إلى‬
‫اإلسكندريين‪ ،‬اإلنجيل حسب المصريين‪ ،‬عظة بطرس‪ ،‬رسالة برنابا‪ ،‬تعليم الرسل االثني عشر‪ ،‬المراسيم الرسولية‪ . 8 .‬يرى‬
‫مارجريتيس ديميتساس‪ ،‬تاريخ اإلسكندرية‪ :‬جغرافًيا وتاريخًيا وفلولوجًيا وسياسًيا وكنسًيا وأثرًيا ‪ ،‬أثينا ‪ ،1995‬ص ‪.695‬‬

‫‪3‬‬
‫الكنائس في المكانة والسكان والعمل التبشيري الكبير‪ .‬وبعد الخطوات األولى للمسيحية في منطقة مصر‪ ،‬لم تعد هناك شهادات‬
‫ذات صلة بالنسبة لباقي الكنائس‪ ،‬حتى نهاية القرن الثاني الميالدي ‪ .‬قرن ‪.7‬‬

‫ب‪ .‬اضطهاد الرومان في اإلسكندرية‬


‫عطلتي عيد الميالد لعدة قرون ال يوجد دليل على أي اضطهاد من جانب اإلمبراطورية الرومانية تجاه‬ ‫خالل‬
‫مسيحيي اإلسكندرية ‪ .8‬لكن سيبتيموس سيفيروس عام ‪ 202‬م كما أفاد يوسابيوس القيصري أنه أمر باضطهاد المسيحيين في‬
‫جميع أنحاء اإلسكندرية مع عدد من الشهداء المسيحيين ‪9‬منهم ليونيداس والد الكاتب الكنسي‬
‫أوريجانوس ‪.10‬‬

‫بعد ذلك‪ ،‬وحوالي ‪ 238 – 235‬م‪ ،‬في عهد مكسيمينوس التراكس‪ ،‬تعرضوا لالضطهاد من قبل البروستوس‪،‬‬
‫المسيحيين بتهمة قلب الدولة بسبب انتشار المسيحية ‪ .11‬وأيًض ا فيليبس العربي في فترة واليته (‪249-244‬م)‪ ،‬إذ أظهر في‬
‫البداية إحساًنا لمسيحيي اإلسكندرية ‪ ،12‬ثم بدافع من جماعة من الوثنيين سبب اضطهاًدا عظيًم ا ‪ .13‬وحدثت أحداث مماثلة في‬
‫الفترة ‪ 259 - 253‬م مع اإلمبراطورين فاليريان وجالينوس‪ ،‬اللذين أصدرا‪ ،‬متأثرين بالكاهن األكبر الوثني مرقيانوس‪،‬‬
‫مرسومين يأمران باضطهاد المسيحيين ‪ .14‬ومع ذلك‪ ،‬بعد وفاة اإلمبراطور فاليريان‪ ،‬تمرد رئيس الكهنة ماركيان ضد النظام‬
‫السياسي‪ ،‬وفشل في اإلطاحة به‪ ،‬مما أدى إلى بقاء جالينوس كإمبراطور‪ .‬وهذا األخير‪ ،‬من هذا الموقف‪ ،‬منح للمسيحيين حقوًقا‬
‫عديدة ومهمة‪ ،‬حتى يتمكنوا من العيش في أمان وسالم‪ ،‬بينما سمح لهم في الوقت نفسه بممارسة واجباتهم الدينية بحرية وعبادة‬
‫اإلله المسيحي ‪ .15‬وفي هذه الفترة قام األنبا ثيوناس ببناء أول هيكل مقدس مخصص للسيدة العذراء مريم ‪.16‬‬

‫‪ .7‬يرى باناجيوتيس كريستو‪ ،‬علم الباتريولوجيا اليونانية‪ :‬فترة االضطهاد ‪ ،‬المجلد ‪،2‬‬
‫تسالونيكي ‪ ،2005‬ص ‪ .759‬قارن أناستاسيو‪ ،‬الكنسي‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.74‬‬
‫‪ .8‬فتح الرومان اإلسكندرية عام ‪ 30‬ق‪.‬م‪.‬للتطور السياسي في منطقة اإلسكندرية حتى الفتح الروماني‪ ،‬راجع أولريش‬
‫ويلكين‪ ،‬التاريخ اليوناني القديم ‪ ،‬أثينا ‪ ،1976‬ص ‪ ،420-343‬م‪.382-343 .‬‬
‫‪.9‬يرى فالسيوس فيداس‪ ،‬التاريخ الكنسي‪ :‬من البداية إلى تحطيم المعتقدات التقليدية ‪ ،‬المجلد األول‪( ،‬أثينا ‪ ،)2002‬ص ‪.176‬‬
‫‪ .10‬يوسابيوس‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 521 ،20‬ق‪.‬‬
‫‪ .11‬يوسابيوس‪ ،‬التاريخ الكنسي‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 588 ،20‬أ – ب‪.‬‬
‫‪ .12‬يرى أناستاسيو‪ ،‬الكنسي‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.194 – 193‬‬
‫‪ .13‬ديونيسيوس السكندري‪ ،‬رسالة إلى فابيان األنطاكي ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 1296 ،10‬هـ – ‪1312‬‬
‫أ‪.‬‬
‫‪ .14‬ديونيسيوس السكندري‪ ،‬رسالة ضد أسقف ألماني ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 1316 ،10‬ق – ‪ 1333‬ق‪.‬‬
‫‪ .15‬يوسابيوس‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 673 ،20‬ب – ‪ 676‬م‪.‬‬
‫‪ .16‬أثناسيوس اإلسكندري‪ ،‬اعتذار لقسسطنطين ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪612 ،25‬ب – ‪613‬ب‪.‬‬
‫أوثيكيوس‪ ،‬تاريخ األحداث ‪ PG 111، 997 ،‬أ – د‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫ج‪ -‬اإلسكندرية في عهد اإلمبراطورية البيزنطية‬
‫في عام ‪ 313‬م بموجب مرسوم ميالنو‪ ،‬تم منح المسيحيين‪ ،‬في جميع أنحاء المسكونية‪ ،‬حرية الحركة الكاملة‬
‫والعبادة من قبل اإلمبراطور قسطنطين‪ ،‬الذي‪ ،‬في الوقت نفسه‪ ،‬رفع مناصب رجال الدين المسيحيين‪ .‬وفي الفترة التي تلت‬
‫ذلك‪ ،‬وقعت أحداث مهمة مثل نقل مقر اإلمبراطورية من روما إلى القسطنطينية وأيضا نقل السفارات الفخرية "على اسم‬
‫أسقف روما"‪ ،‬إلى‬
‫رئيس أساقفة القسطنطينية‪" ،‬ألنها (أي القسطنطينية) روما جديدة"‪ .‬وأسقف اإلسكندرية‪ ،‬ألن المنطقة كانت تحت حكم‬
‫اإلمبراطورية البيزنطية‪ ،‬لم يكن له القدرة إال على إدارة ما يحدث في مصر ‪ .17‬والحقيقة هي أن الحكم المشترك الالحق ألبناء‬
‫اإلمبراطور قسطنطين جعل أنطاكية عاصمة إلدارة مصر ‪ ،18‬على الرغم من أن اإلسكندرية وصلت إلى ذروتها الديناميكية‬
‫‪.19‬‬

‫وظل السالم قائًم ا حتى زمن العربوقراطية‪ ،‬مع انقطاع قصير خالل اإلمبراطورية اليوليانية‪ .‬وقد أمر األخير‪،‬‬
‫بمناسبة اغتيال األسقف األريوسي جاورجيوس وردود أفعال األمم‪ ،‬باضطهاد عام على مسيحيي اإلسكندرية ‪ .20‬وفي الوقت‬
‫نفسه‪ ،‬نظًر ا ألن الجهل سيمنع انتشار المسيحية‪ ،‬فقد منع دراسة المسيحيين في المدارس المختلفة‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬أمر أيًضا‬
‫باستخدام القوة باإلضافة إلى عدة قرارات قاسية ضد األخير ‪ .21‬في عهد إمبراطورية جوفيان عام ‪ 364‬م‪ .‬وحتى فتح العرب‬
‫لإلسكندرية ومصر عموًم ا‪ ،‬عاش المسيحيون في سالم وحرية عقيدتهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬من وقت آلخر‪ ،‬كانت هناك العديد من‬
‫الحركات الثورية والصراعات بين المسيحيين األرثوذكس والمهرطقين‪ ،‬والتي كانت بالطبع ناجمة عن قرارات وتصرفات‬
‫اإلمبراطور المعني‪ ،‬مع قبول أو عدم قبول آراء األرثوذكس أو الهراطقة‪ .‬المسيحيين ‪.22‬‬

‫هناك نظرية‪ ،‬ذلك في الوقت نفسه‪ ،‬كان وثنيو اإلسكندرية في وضع غير مؤاٍت ‪ ،‬حيث تعرضوا لالضطهاد‬
‫واإلقصاء‪ ،‬وكانت الضربة األخيرة هي تدمير المعابد على يد اإلمبراطور ثيودوسيوس‪ .‬وبطبيعة الحال‪ ،‬ينبغي النظر في هذا‬
‫في سياق خاص وباالشتراك مع األوضاع الثقافية واالقتصادية‪ .‬ففي نهاية المطاف‪ ،‬ساهم في هذه الحركة مبعوث اإلمبراطور‬
‫المسمى كينيجيوس‪ ،‬وبالتحديد تدمير المعابد الوثنية ‪ ،23‬ولكن أيًض ا أسقف اإلسكندرية ثيوفيلوس ‪ ،24‬الذي لم تتوافق أفعاله مع‬
‫"روح" السالم والتعايش الحقيقية بين الثقافتين‪ ،‬هو المسيحية ونظام العبادة الشركية الموجودة مسبقا‪.‬‬

‫‪17‬نيقوديموس أجيوريتس‪ ،‬دفة الجزيرة الخيالية للكنيسة الواحدة المقدسة الكاثوليكية الرسولية األرثوذكسية ‪( ،‬أثينا ‪: 13‬‬
‫باباديمتريوس‪ ،)2003 ،‬القانون الثاني والثالث من المجمع المسكوني الثاني‪ ،‬ص ‪ 156‬و‪ .158-157‬وأيضًا في نفس قانون‬
‫المجمع المسكوني ص ‪ .209 – 206‬قارن بين المنسي الثاني ‪ 895‬والمنسي الثالث ‪.560‬‬
‫‪ .18‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬م‪.‬ديميتساس‪ ،‬ص‪.663‬‬

‫‪ .19‬جورج أوستروجورسكي‪ ،‬تاريخ الدولة البيزنطية ‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬أثينا ‪ ،)1997‬ص ‪.121-120‬‬
‫‪ .20‬سقراط‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ .PG 67، 380C – 388A ،‬قارن سوزومينوس‪ ،‬تاريخ الكنيسة ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 1232 ،67‬د‬
‫– ‪ 1235‬أ‪.‬‬
‫‪ .21‬يرى م‪ .‬ديميتساس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.664‬‬
‫‪ .22‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.665 – 664‬‬

‫‪ .23‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.665‬‬

‫‪ .24‬يرى سقراط‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪PG 67، 604 ،‬ب – ‪609‬ب‪ .‬قارن سوزومينوس‪ ،‬تاريخ الكنيسة ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪،67‬‬
‫‪1452‬م – ‪1457‬م‪ .‬وفيما يتعلق بأحداث اضطهاد األمم‪ ،‬راجع‪ .‬ص‪ ،‬م‪.‬ديميتساس‪ ،‬ص‪.663‬‬

‫‪5‬‬
‫وبشكل خاص‪ ،‬فيما يتعلق بالمسألة المذكورة أعاله‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن ثيودوسيوس الكبير‪ ،‬أو ثيودوسيوس‬
‫األول‪ ،‬لم يكن لديه في البداية اهتمام كبير بالمسيحية‪ ،‬بينما بعد تنصيبه‪ ،‬تم تعميده مسيحيًا في تسالونيكي‪ ،‬على يد أسقف مدينة‬
‫أسكوليوس‪ ،‬الذي كان ومؤيًدا لـ "رمز نيقية"‪ .‬في عام ‪ 380‬أصدر مرسوًم ا يقضي بموجبه باألعضاء الحقيقيين في كنيسة‬
‫المسيح الكاثوليكية‬
‫الكنيسة ‪ ،25‬هم الذين آمنوا باألقانيم الثالثة المتساوية واألزلية في الثالوث األقدس‪ ،‬على أساس تقليد الكنيسة وتعليمها وتعاليم‬
‫الرسل واآلباء‪ .‬لذلك‪ ،‬لم يمنح ثيودوسيوس الحق للهراطقة أو الوثنيين في التجمع للعبادة علًنا أو على انفراد‪ ،‬بينما عانى العديد‬
‫منهم من العقوبات‪.‬‬
‫على العكس من ذلك‪ ،‬منح ثيودوسيوس امتيازات عديدة لرجال الدين والعلمانيين المسيحيين‪ ،‬الذين مثلوا عقائد‬
‫المجمع المسكوني األول‪ ،‬أو مجمع نيقية‪ .‬إال أن األخير كان حذرًا جدًا من األول‪ ،‬إذ لم يكن يرغب في أن يتولى رجال الدين‬
‫مسؤوليات‪ ،‬إلى درجة أنها ستكون عائقًا أمام مصالح وأعمال الدولة البيزنطية المختلفة‪ .‬ومن األمثلة على ذلك حالة الخالف‬
‫الشديد بين ثيودوسيوس وأمبروسيوس أسقف ميالنو‪ .‬أراد ثيودوسيوس أن يكون المنظم الوحيد لشؤون الكنيسة في‬
‫اإلمبراطورية‪ ،‬مؤمًنا حصرًيا بسيادة الدولة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فقد تلقى معارضة قوية من أمبروز‪ ،‬الذي قال إن الكنيسة ال ينبغي بأي‬
‫حال من األحوال أن تخضع لـ "قوة" زمنية ‪.26‬‬

‫هناك حقيقة أخرى ينبغي تقديمها‪ ،‬وترتبط ارتباًطا مباشًر ا بالموقف غير المواتي إن حادثة الهراطقة في‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬والتي ليست ممارسة للمسيحيين أو نوع من التفوق‪ ،‬ولكنها أحداث من الواضح أنها جزء من الرؤى والمساعي‬
‫السياسية لثيودوسيوس‪ ،‬هي مذبحة المسيحيين في تسالونيكي‪ .‬ومن هذه الحادثة بالتحديد يتضح أن ثيودوسيوس لم يكن‬
‫يتصرف لصالح المسيحيين‪ ،‬وال لصالح الهراطقة أو الوثنيين‪ ،‬بل كان يتصرف فقط لمصلحته الشخصية والسياسية‪ .‬ولذلك فإن‬
‫الخالف بين ثيودوسيوس وأمبروزيوس والذي تم عرضه أعاله‪ ،‬بلغ ذروته في الحادثة التالية‪.‬‬
‫وفي مدينة تسالونيكي‪ ،‬كان يتمركز عدد كبير من الجنود األلمان‪ ،‬ومعهم قائد‪ ،‬وهو رجل غير مبال‪ ،‬لم يمنع مطلًقا أعمال‬
‫العنف التي يقوم بها جنوده‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬غضب أهل تسالونيكي وقاوموا وقتلوا معظم الجنود‪ .‬لم يكن جمهور تسالونيكي‬
‫مكوًنا من المسيحيين حصرًيا‪ ،‬بل كان أيًض ا من الهراطقة والوثنيين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬نظًر ا ألن األلمان تم تكريمهم بشكل خاص من‬
‫قبل ثيودوسيوس‪ ،‬فقد أعطى األخير اإلذن للفيلق العسكري األلماني المتبقي بالهجوم والقتل بشكل عشوائي‪ ،‬انتقاًم ا من أهل‬
‫تسالونيكي‪ .‬لكن هذا الفعل أثار حزن أمبروسيوس وغضبه‪ ،‬حتى أنه حرم ثيودوسيوس ومنعه من االشتراك في أسرار‬
‫‪.27‬‬
‫الكنيسة‪ ،‬ولبس الرداء اإلمبراطوري‪ ،‬حتى يتوب عالنية‬

‫وللحقيقة المذكورة أعاله‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى ما ذكره باولينوس‪ ،‬سكرتير أمبروسيوس وكاتب سيرته‪" :‬في الوقت‬
‫نفسه‪ ،‬وبسبب مدينة تسالونيكي‪ ،‬انزعج األسقف أمبروسيوس تماًم ا عندما علم أن المدينة قد دمرت تقريًبا‪ .‬وكان اإلمبراطور‬
‫ثيودوسيوس قد وعده بالعفو عن مواطني المدينة المذكورة أعاله‪ ،‬ولكن بعد اتفاقات سرية بين الضباط مع اإلمبراطور ودون‬

‫‪ .25‬تم إدخال مصطلح "كاثوليكي" ألول مرة على يد ثيودوسيوس وتم توضيح التمييز بين "كاثوليكي" و"مهرطق"‬
‫تشريعًيا‪ ،‬بحيث كان "كاثوليكي" مؤيًدا لـ "عقيدة نيقية" وغيرها من االتجاهات (االعترافات الالحقة)‪" .‬الزنادقة"‪ .‬وأخيرا‪،‬‬
‫كان الوثنيون (الوثنيون) فئة منفصلة‪.‬‬
‫‪ .26‬فاسيلييف الكسندروفيتش‪ ،‬تاريخ اإلمبراطورية البيزنطية (‪ ، )1453 – 324‬ترانس‪ .‬ديموسثينيس سافراريس‪ ،‬أثينا‬
‫‪ ،1954‬ص ‪.109‬‬
‫‪ .27‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.109 - 108‬‬

‫‪6‬‬
‫علم األسقف‪ ،‬حدثت مذبحة في المدينة ألكثر من ساعة وعدة ساعات‪ .‬قتل األبرياء‪ .‬ولما علم األسقف بما حدث منع‬
‫اإلمبراطور من دخول الهيكل ووبخه قائًال له إنه ال يستحق أن يكون عضوًا في الكنيسة ويشارك في األسرار المقدسة حتى‬
‫يقوم بالتوبة العلنية‪ .‬لكن اإلمبراطور رد بأن داود ارتكب الزنا والقتل‪ .‬فأجاب األسقف‪" :‬بما أنك اتبعت داود في الخطية‪ ،‬فاتبعه‬
‫في التأديب"‪ .‬وعندما سمع اإلمبراطور الكلمات المحددة‪ ،‬لم يتردد في أداء الكفارة العلنية ‪ .30‬ومن الواضح إذن‪ ،‬بناًء على ما‬
‫سبق‪ ،‬أن هذه المذبحة المحددة ليست اضطهاًدا دينًيا‪ ،‬بل هي اضطهاد سياسي بحت‪.‬‬
‫وبعد ذلك‪ ،‬بالطبع‪ ،‬بقرار من اإلمبراطور جستنيان‪ ،‬تم إغالق المدارس القومية‪ ،‬مما أدى إلى لجوء معلمي المدرسة السكندرية‬
‫إلى مناطق بالد فارس ‪. 31‬‬
‫د‪ -‬كنيسة اإلسكندرية أثناء االحتالل العربي‬
‫وفي عام ‪ 642‬م‪ ،‬توقفت كنيسة اإلسكندرية عن الخضوع لحكم اإلمبراطورية البيزنطية واستولى عليها‬

‫‪ .‬يرى باولينو‪ ،‬فيتا دي أمبروجيو ‪( ،‬روما ‪ ،) 3 2002‬ص‪.84 .‬‬ ‫‪30‬‬

‫‪ .‬بالنسبة لبعض الحوادث المعزولة‪ ،‬وخاصة في شرق البحر األبيض المتوسط‪ ،‬ال يمكن أن يكون هناك أي دليل‬ ‫‪31‬‬

‫التهام المسيحية وحدها بالتسبب في العنف‪ .‬من المثير للدهشة أن الحجج الرئيسية لنظرية العنف تم التعبير عنها فقط من قبل‬
‫اليونانيين‪ .‬كمرجع‪ ،‬يمكننا مالحظة رموز جستنيان التالية لهذه المشكلة المحددة‪B1.1.19، ،1.10.9 ،1.10.8 ،1.10 :‬‬
‫‪ .1.10.10‬وأيًضا قانون القانون ‪" 6.3‬نأمر حكامنا‪ ،‬وكذلك الذين يدرسهم األساقفة الثيوفيليون‪ ،‬أن يبحثوا وفًقا للقانون عن‬
‫كل حاالت عدم احترام الديانة اليونانية‪ ،‬حتى ال تحدث‪ ،‬وحتى لو حدثت" ‪ ،‬يعاقبون ‪...‬ال يحق ألحد أن يورث أو يتبرع بأي‬
‫شيء لألشخاص أو األماكن التي تم وضع عالمة عليها على أنها ترتكب ازدراء للدين الهيليني‪ ...‬ما ُيعطى أو ُيورث بهذه‬
‫الطريقة سوف ُيؤخذ منه‪" . .‬بموجب التشريع التقي الحالي للحفاظ على جميع العقوبات التي هدد بها الملوك السابقون لمعاقبة‬
‫الخطأ اليوناني‪ ،‬والتي حاولوا بها ضمان اإليمان األرثوذكسي" باإلضافة إلى مرسوم األباطرة ثيودوسيوس و‬
‫قدم فالنتينيانوس إلى والي الوالية إيزيدوروس في ‪ 14‬نوفمبر سنة ‪ 435‬م‪.‬‬
‫المزيد في أثاناسياديس بوليمنيا‪ ،‬التشريع الوثني لإلمبراطورية الرومانية المتأخرة من خالل القوانين ‪ ،‬عبر‪ .‬كامارا أفروديت‪،‬‬
‫أثينا‪ :‬كاتارتي‪ ،2000 ،‬ولكن أيًضا في دودس إريك‪ ،‬القوميات والمسيحيون في عصر القلق‪ :‬جوانب من الخبرة الدينية من‬
‫ماركوس أوريليوس إلى قسطنطين الكبير ‪ ،‬ترانس‪.‬‬
‫أنتيباس كوستاس‪ ،‬أثينا – اإلسكندرية‪.1995 ،‬‬
‫العرب ‪ . 28‬وقد أثر هذا االحتالل بشكل كبير على مكانة وهيبة الكنيسة اإلسكندرية‪ ،‬إذ اتجه كثير من المؤمنين إلى الكنيسة‬
‫القبطية‪ ،‬والتي كما هو معروف تنتمي إلى فرع الكنائس الالخلقيدونية أو إلى فرع الكنيسة الشرقية القديمة‪.‬‬
‫الكنائس كما شاع تسميتها نسبة إلى بداية الحوارات‪ .‬خالل هذه الفترة تطرح عدة أسئلة لعدم توفر معلومات تاريخية كافية ‪. 33‬‬
‫ولكن من المسلم به أنه كانت هناك مشاكل داخلية بين السلطة السياسية‪ ،‬أي الوالة والخلفاء فيما بينهم‪ ،‬ولكن أيضًا بين‬
‫المسيحيين األرثوذكس الذين كانوا يسمون "المهليين أو الملكيين" ‪ .29‬وبطبيعة الحال‪ ،‬فإن الحكم اإلسالمي لم يستغرق وقتا‬

‫‪ .28‬وعن الحكم العربي انظر في م‪ .‬ديميتساس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ . 33 .691 – 679‬يرى كريسوستوموس بابادوبولوس‪،‬‬
‫تاريخ كنيسة اإلسكندرية ‪ ،‬أثينا – اإلسكندرية ‪ ،2000‬ص ‪.505‬‬
‫‪ .29‬هذه الكلمة بالذات تأتي من الكلمة السريانية "ملكا" والتي تعني الملك‪ .‬بهذا المصطلح أطلق المونوفيزيتيون على‬
‫المسيحيين األرثوذكس‪ ،‬الذين ظلوا مخلصين ليس فقط للبطريركيات األرثوذكسية في اإلسكندرية وأنطاكية والقدس‪ ،‬ولكن‬
‫أيًض ا لإلمبراطور البيزنطي‪ .‬في عصرنا هذا‪ ،‬المصطلح الخاص يشير إلى أولئك الذين ينتمون إلى المعيار الليتورجي‬

‫‪7‬‬
‫طويال في اضطهاد المشركين (وخاصة أولئك الذين ال يحترمون هللا) وخاصة المسيحيين‪ ،‬على عكس ما نص عليه القرآن‪،‬‬
‫‪ 30‬الذي يذكر صراحة احترام الديانات الكتابية‪ ،‬أي المسيحية واليهودية‪. .‬‬

‫البيزنطي‪ "Mehlitai" .‬في ‪ ، .T. H.E‬المجلد ‪( ،8‬أثينا ‪ ،)1996‬ص ‪.990‬‬


‫‪ .30‬تحدد المقاطع التالية الدفاع عن اإليمان ضد الرجعيين أو الموحدين أو المشركين‪ 193 – 190 ،16 ،2 :‬و‪84 ،4 .244‬‬
‫و‪ 16 – 12 ،72.9 ،95.8‬و‪ .24.22،78.25،52.47،4.61،11.74،75‬لجميع هذه اآليات انظر جيراسيموس بنتاكي‪،‬‬
‫القرآن‪ ،‬نشر الفثيروداكيس‪ ،‬أثينا ‪ ،1928‬ص ‪ 17‬سابًقا‪ .‬على سبيل المثال‪ ،‬نذكر أن أي اضطهاد أو "حرب مقدسة" كانت‬
‫تهدف إلى سياسة اإلسالم التوسعية‪ ،‬فالحرب ال تعتبر "مقدسة" فحسب‪ ،‬بل ال يشجعها القرآن أيًضا‪ .‬ينبغي النظر في بعض‬
‫المقاطع أو روايات الحرب في سياق خاص‪ .‬يرى ميزات هانز كونغ‪ ،‬اإلسالم‪ :‬الماضي والحاضر والمستقبل ‪( ،‬أكسفورد‬
‫‪ ،)2007‬ص‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ولإلشارة‪ ،‬في عام ‪ 31 704‬م‪ ،‬أمر عبد العزيز‪ ،‬بصفته قائد مصر‪ ،‬بتدمير جميع المعابد المسيحية‪ ،‬مما أدى إلى مقتل‬
‫العديد من الرهبان والراهبات‪ .‬وفي الفترة ‪ 861 - 847‬م‪ ،‬أجبر عبد هللا ‪ -‬ابن علياس‪ ،‬الملقب بـ "عبد هللا"‪ ،‬والخليفة جعفر ‪-‬‬
‫المتوكل‪ ،‬المسيحيين على ارتداء زي خاص‪ ،‬ميزوا به عن الباقين‪ ،‬وهم في نفس الوقت وقت أمروا بتدمير المعابد واألديرة ‪.32‬‬
‫وهكذا تفقد الرهبنة مجدها القديم تدريجًيا‪ .‬وبهذه الطريقة‪ ،‬كان الدير "المتألق" الوحيد هو دير أجيوس سافاس‪ ،‬كما تجدر‬
‫اإلشارة إلى المسار التاريخي لعالقات البطريركية مع دير سيناء المقدس‪ ،‬الذي أصبح تحت والية اإلسكندرية خالل الحروب‬
‫الصليبية ‪.33‬‬

‫خالل القرن العاشر الميالدي في القرن العشرين‪ ،‬تعرض المسيحيون‪ ،‬ولكن أيًض ا سكان مصر بشكل عام‪ ،‬أي اليهود‬
‫والمسلمين‪ ،‬الضطهاد كبير نيابة عن الحاكم‪ .‬ولم تقدم الحمالت الصليبية المختلفة وجهود الغرب لتحرير مصر أي عنصر‬
‫إيجابي‪ ،‬بل على العكس من ذلك‪ ،‬تسببت في إراقة الدماء‪ ،‬فضًال عن محاولة األسلمة العنيفة ‪ .34‬ويمكن مالحظة أنه في نهاية‬
‫االحتالل العربي‪ ،‬أي عام ‪1517‬م‪ ،‬الذي خضعت فيه مصر للعثمانيين‪ ،‬كان موقف الدولة تجاه كنيسة اإلسكندرية عدائًيا ‪.35‬‬

‫إال أن هذه الهيمنة لم تعيق عملها على اإلطالق‬


‫كنيسة اإلسكندرية في المناظرات الالهوتية قبل وبعد االنشقاق مع كنيسة روما‪ .‬وللداللة نذكر بعض الحاالت التي كان لكنيسة‬
‫اإلسكندرية دور مهم فيها‪ ،‬وهي‪ :‬أ ) ترأس بطريرك اإلسكندرية ألكسندر الثاني مجمًعا في القسطنطينية أدان فيه بطريرك‬
‫القسطنطينية الالتيني السابق يوحنا فيكوس‪ ،‬وكذلك كما مجمع االتحاد عام ‪1274‬م "في لوجدونوس"‪ ،‬ب) عام ‪1439‬م وكان‬
‫بطريرك اإلسكندرية فيلوثاوس ممثًال في مجمع فلورنسا بمتروبوليت هيراكليون أنطونيو‪ ،‬وفي عام ‪1443‬م‪ ،‬في مجمع انعقد‬
‫في القدس‪ ،‬تمت إدانة االتحاد وإعالن بطالنه‪ ،‬و ج) خالل الفترة ‪1484 – 1482‬م‪ .‬كان بطريرك اإلسكندرية مرقس السادس‬
‫ممثًال في مجمع القسطنطينية الكبير الذي أدان مجمع فلورنسا وكذلك دانيال أسقف سميرنا (أفسس الحًقا) ‪.36‬‬

‫وفي نفس الوقت شاركت كنيسة اإلسكندرية بنشاط في بعض المناقشات الالهوتية األخرى‪ ،‬كما ظهرت مشكالت‬
‫مثل تحطيم المعتقدات التقليدية والمشاجرات المتعلقة بالبطريرك فوتيوس وأيًضا القديس غريغوريوس باالماس ‪37‬في خالفه‬

‫مع برلعام الكاالبري حول البئر‪ - .‬قضية معروفة من ‪ .Kollyvadas‬على الرغم من أن رئيس كنيسة اإلسكندرية المؤسسية‬
‫كان هو البطريرك خالل الحكم العربي‪ ،‬إال أنه في الفترة ‪ 727 - 654‬م ظل العرش البطريركي شاغًر ا‪ ،‬مما أدى إلى إدارته‬
‫من قبل المشرفين‪ ،‬الذين كانوا عادة شيوًخ ا‪ ،‬دون بالطبع الستبعاد األساقفة‪ .‬وبانتخاب البطريرك قزما األول سنة ‪ 727‬م‬
‫وقبول العرب له‪ ،‬عاد النظام واالنتخاب المنتظم للبطاركة ‪.38‬‬

‫‪31‬وإلياس نيكوالكاكي‪ ،‬الحرب المقدسة لإلسالم‪ .‬الدستور والتأسيس وتطبيقاته الحديثة‪ ،‬نشر ميندروس‪ ،‬تسالونيكي ‪،1989‬‬
‫ص ‪ .55-50‬وفي اإلسالم أيضًا لدينا تماهي كامل بين الدين واألمة‪ .‬يرى أمفيلوخيوس رادوفيتس‪" ،‬عالمية األرثوذكسية ‪-‬‬
‫سوبورنوست أو قاع الحصان"‪ ،‬في مارتيريا تيس أرثوذكسية ‪ ،‬طبعة هيستيا‪ ،‬أثينا ‪ ،1971‬ص ‪.38‬‬
‫‪ .32‬يرى فاسيليوس ستافريديس‪" ،‬اإلسكندرية"‪ ،‬في ‪ ، .T.H.E‬المجلد ‪ ،2‬أثينا ‪ ،1963‬ص ‪.53‬‬
‫‪ .33‬يرى راليس – م‪.‬بوتليس‪ ،‬دستور الشرائع اإللهية والمقدسة‪ ، ..‬المجلد الرابع‪ ،‬أثينا ‪ ،1854‬ص ‪.465-464‬‬
‫‪ .34‬يرى في‪ .‬ستافريديس‪" ،‬اإلسكندرية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ .35‬يرى أنثيموس سيسكوس‪ ،‬أرخيم‪ ،‬التنظيم اإلداري لكنيسة اإلسكندرية ‪ ،‬المجلد األول‪.‬‬
‫أ'‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1937‬ص ‪.94-93‬‬
‫‪ .36‬يرى في‪ .‬ستافريديس‪" ،‬اإلسكندرية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ .37‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.54‬‬
‫‪ .38‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.55‬‬

‫‪9‬‬
‫وأيًض ا‪ ،‬طوال فترة االحتالل العربي‪ ،‬تم انتخاب بطريرك اإلسكندرية في القسطنطينية‪ ،‬مع أخذ رأي قطيع‬
‫اإلسكندرية وموافقة الحكومة العربية ‪ .39‬وحدث ذلك ألن مدينة اإلسكندرية التي كانت تحت حكم العرب كانت تواجه مشاكل‬
‫كثيرة جعلت من الصعب حسن سير الكنيسة‪ .‬ولذلك يفضل العديد من البطاركة البقاء في القسطنطينية أيًضا بسبب الشذوذ‬
‫السياسي الذي يسود بين الحين واآلخر في اإلسكندرية‪ ،‬ونتيجة لذلك ال يستطيعون الذهاب إلى مقرهم‪ .‬وفي هذه الفترة أيًضا تم‬
‫نقل مقر البطريركية إلى دير أجيوس سافاس‪ ،‬وعاصمة البالد إلى القاهرة ‪ .40‬بالنسبة لهذه الفترة المحددة‪ ،‬ال توجد بيانات‬
‫تاريخية بخصوص القوائم األسقفية‪ ،‬ولكن من خالل مصادر مختلفة‪ُ ،‬ينظر إلى أن عدد األبرشيات كان صغيًرا جًدا ومتقلًبا‬
‫‪.4241‬‬

‫وأيضًا ذلك في القرن العاشر ‪ ،‬خالل فترة القطيعة بينهما‬

‫باسيليوس األول قاتل البلغار وبطريرك القسطنطينية‬


‫سرجيوس الثاني‪ ،‬أي مباشرة بعد جهود التفاوض التي بذلها بطريرك اإلسكندرية ثيوفيلوس الثاني‪ ،‬من المحتمل أن بطريرك‬
‫اإلسكندرية قد ُم نح الحق في لبس رحم واثنين من الظهارة‪ ،‬أحدهما تحت الكيس واآلخر فوقه‪ ،‬بينما‪ ،‬في وفي الوقت نفسه‬
‫أضيفت في صفة البطريرك عبارة "القاضي المسكوني" ‪.43‬‬

‫هـ‪ -‬كنيسة اإلسكندرية في عهد الحكم العثماني‬


‫ومع احتالل العثمانيين لمساحة مصر األوسع عام ‪ ،1517‬تعمل كنيسة اإلسكندرية بسالم ووئام‪ .‬ويأخذ ذلك في‬
‫االعتبار االمتيازات المختلفة وكذلك منح السلطة من قبل الدولة لكل بطريرك‪ ،‬من أجل حل القضايا والقضايا اإلدارية‬
‫المختلفة‪ .‬وأيًض ا‪ ،‬في هذه الفترة بالذات‪ُ ،‬م نحت الحقوق‪ )1 :‬إعادة بناء الهياكل المقدسة المدمرة‪ )2 ،‬حرية حركة البطريرك‬
‫والمتروبوليتيين لزيارة المجتمعات المسيحية ‪ )3‬إقامة جمع التبرعات‪ ،‬و ‪ )4‬الحق في إنشاء مجتمعات مسيحية جديدة في‬
‫مصر ‪.44‬‬

‫و‪ .‬فلسفة الكنيسة القبطية‬


‫ودامت بطريركية اإلسكندرية حتى سنة ‪400‬م‪ .‬المركز الثاني من حيث عدد المسيحيين األرثوذكس‪ ،‬بالنسبة‬
‫للبطريركية المسكونية‪ .‬إال أن هذا العدد انخفض تدريجيًا بسبب الصراع المونوفيزيتي وظهور الكنيسة القبطية‪ .‬يأتي اسم‬
‫"القبطي" من الكلمة العربية "قبط" والتي ُتترجم في اليونانية إلى "المصريين" ‪ .45‬ويعود ظهورهم إلى مجمع خلقيدونية‪ ،‬أي‬

‫‪ .39‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.55‬‬


‫‪ .40‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.55 - 53‬‬

‫‪ .41‬يوثيخيوس‪ ،‬تاريخ ‪ PG 11، 1123 ،‬أ‪ .‬انظر أيًضا أ‪ .‬راليس – م‪.‬بوتليس‪ ،‬المجلد ‪ ،'E‬ص‪.‬‬
‫‪.488-42‬‬
‫‪ .43‬يرى في‪.‬ستافريديس‪" ،‬اإلسكندرية‪ "...‬السابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫‪ .44‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪ .45‬ب‪ .‬فداس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.233 – 227‬‬

‫‪10‬‬
‫المجمع المسكوني عام ‪451‬م‪ ،‬ويرجع إلى معارضة السكان األصليين لليونانيين ‪ .46‬بدأ هذا قبل ذلك بكثير‪ ،‬وكانت النتيجة‬
‫النهائية هي نشأة وتطور كنيسة المصريين العرقية القبلية (األقباط) وضمها إلى المونوفيزيتية ‪.4847‬‬

‫لذلك كان ظهور األقباط من أخطر مشاكل بطريركية اإلسكندرية األرثوذكسية‪ ،‬فمن ناحية اجتذبت هذه الكنيسة‬
‫الوطنية الجزء األكبر من سكان مصر وصعدت ‪ -‬وأعلنت نفسها بطريركية‪49 ،‬بينما في ومن ناحية أخرى‪ ،‬وتحديدًا أثناء‬
‫االحتالل العربي‪ ،‬كان وضع المسيحيين األرثوذكس سيئًا‪ ،‬حيث فضل العرب األقباط الذين ظلوا بدورهم غير مبالين‬
‫بالسياسات التوسعية المختلفة للعرب في مصر ‪ .50‬أجبرت الظروف المذكورة أعاله على انتقال بطريرك اإلسكندرية‬
‫األرثوذكسي إلى القسطنطينية‪ ،‬مما أدى إلى بقاء الكرسي البطريركي شاغرًا‪ ،‬بينما استغل األقباط هذا الغياب‪ ،‬واحتلوا معظم‬
‫المعابد واألديرة والمؤسسات الكنسية األرثوذكسية المقدسة ‪.51‬‬

‫ز‪ .‬المدرسة السكندرية والفكر الالهوتي السكندري‬


‫خالل السنوات المسيحية األولى‪ ،‬كانت اإلسكندرية مركًز ا فقهًيا رائًعا‪ ،‬حيث يمكن تطوير المواقف والبحث الفلسفي والالهوتي‬
‫بحرية‪ ،‬بهدف خلق تقليد للتعليم ودراسة المجاالت المذكورة أعاله‪ .‬وليس من قبيل الصدفة‪ ،‬بعد كل شيء‪ ،‬أن الكثيرين فروا‬
‫من أثينا‪ ،‬المركز السابق للفلسفة‪ ،‬إلى اإلسكندرية كطالب أو كمدرسين‪ ،‬مثل أثيناغوراس‪ ،‬وبانداينوس‪ ،‬وكليميس ‪. 54‬‬
‫يعود عمل مدرسة اإلسكندرية إلى السنوات المسيحية األولى ‪ ، 55‬ويوجد أيًض ا على النحو التالي‪" :‬التعليم" أو‬
‫"المعلم" أو "الرسالة" ‪" ، 56‬تعليم الدروس المقدسة" ‪" ، 57‬الرسالة اإللهية" ‪" "" ، 58‬التدريس" ‪" ، 59‬الرسالة المقدسة" ‪، 60‬‬
‫"الرسالة المسيحية" ‪" ، 61‬الرسالة اإلسكندرانية في الدروس المقدسة" ‪ . 62‬كان سبب إنشائها هو الحاجة إلى تعليم المسيحيين‬
‫الجدد والمستنيرين حديًثا‪ .‬كان موجوًدا في البداية في المدارس الخاصة الصغيرة ‪ 63‬وفي بيوت المعلمين ‪ ، 64‬والتي أصبحت‬
‫بعد ذلك تحت اإلشراف والتوجيه الروحي للكنيسة اإلسكندرية‪ ،‬مما أدى إلى إنشاء الفكر الالهوتي السكندري مع أوريجانوس‬
‫بشكل رئيسي ‪. 65‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ .‬يرى كونستانتينوس سكوتريس‪ ،‬تاريخ المذاهب‪ :‬التقليد العقائدي األرثوذكسي وتزييفه خالل القرون الثالثة األولى‪ ،‬المجلد‬
‫األول‪ ،‬أثينا ‪ ،1998‬ص‪.‬‬
‫‪.519‬‬

‫‪55‬‬

‫‪ .46‬ليونتيوس شوالستيكوس بيزنطيوس‪ ،‬التعليقات ‪ - PG 86, 1237A ،‬د‪.‬‬


‫‪ .47‬يرى أثناسيوس أرفانيتيس‪" ،‬الكنيسة القبطية"‪ ،‬في ‪ ، .T.H.E‬المجلد ‪ ،7‬أثينا ‪ ،1965‬ص‪.‬‬
‫‪.48‬‬
‫‪ .49‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 807‬و‪.816 – 815‬‬

‫‪ .50‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .816 – 815‬قارن ف‪ .‬فيداس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.233 – 227‬‬
‫‪ .51‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.233 – 227‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ .‬يوسابيوس القيصري‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 453 ،20‬م – ‪ 456‬ق‪56 .‬‬

‫‪ .‬يوسابيوس القيصري‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ PG 20، 453 ،‬ب‪ .‬راجع ب‪ .‬كريستو‪ ،‬اليونانية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪57 .757‬‬

‫‪ .‬سوزومينوس‪ ،‬تاريخ الكنيسة ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 1084 ،67‬أ‪58 .‬‬

‫‪ .‬نيكيفوروس كاليستوس‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ PG 145، 1105 ،‬أ‪59 .‬‬

‫المرجع‬ ‫‪.‬‬

‫نفسه‪60 .‬‬

‫المرجع‬ ‫‪.‬‬

‫نفسه‪61 .‬‬

‫المرجع‬ ‫‪.‬‬

‫نفسه‪62 .‬‬

‫المرجع‬ ‫‪.‬‬

‫نفسه‪63 .‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪ 529 ،‬أ –‬

‫ج‪64 .‬‬

‫نفسه‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫‪.‬‬

‫‪ 528‬د‪65 .‬‬

‫‪ .‬قارن مع جورجيوس مانتزاريديس‪" ،‬العمل التعليمي ألوريجانوس"‪ ،‬نشره ‪ ،.A.P.Th‬تسالونيكي ‪.1960‬‬


‫تنَّيح ديمتريوس أسقف اإلسكندرية حوالي سنة ‪ 261‬م‪ .‬جعل المدرسة جزًء ا عضوًيا من الكنيسة ‪ . 66‬وبعد الصراع‬
‫بين المعلمين ديمتريوس وأوريجانوس‪ ،‬أصبح يدير المدرسة المدير أو الرئيس ونائب المدير أو المساعد الذي حل محل األول‬
‫وخلفه في المنصب‪ .‬احتل المدير بعد ضم المدرسة إلى الكنيسة المركز الثاني في التسلسل الهرمي‪ .‬كما ضمت المدرسة‬
‫المعلمين والعلمانيين ورجال الدين الذين تعلموا المعرفة المنشورة في ذلك الوقت مثل الرياضيات والفلسفة والالهوت وتم‬
‫تعيينهم من قبل األسقف المختص ‪ . 67‬انطالًقا من أوريجانوس الذي كان معلًم ا للمدرسة‪ ،‬يمكننا أن نعتبر أن راتب المعلمين لم‬
‫يكن يأتي من الطالب أنفسهم‪ ،‬بل من مختلف المتبرعين‪ ،‬وعملهم الشخصي‪ ،‬وأيًضا من كنيسة اإلسكندرية[ ‪. ]68‬‬

‫وكان طالب المدرسة اإلسكندرية معلمين للتعليم المسيحي أو محدثين‪ ،‬وقد استشهد بعضهم أثناء االضطهادات‬
‫األولى (‪ . )69‬ومع ذلك‪ ،‬كان هناك احتمال أن يكون الطالب عرقيين أو هرطقة ‪ ، 70‬في حين شارك كل من الرجال والنساء ‪. 71‬‬
‫استمرت الدورة حوالي ‪ 5‬سنوات ‪ 72‬وكان جدول التدريس حسب تقديره‬

‫‪66‬‬

‫‪12‬‬
‫‪ .‬يرى باناجيوتيس كريستو‪ ،‬األدب الكنسي‪ :‬آباء المسيحية والهوتيوها ‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬تسالونيكي ‪ ،2005‬ص ‪67 .107‬‬

‫‪ .‬إيمي بوش‪ ،‬تاريخ األدب اليوناني منذ بداية القرن الرابع ‪ ،‬المجلد الثاني‪( ،‬باريس ‪ ،)1928‬الصفحات من ‪ 326‬إلى ‪.331‬‬
‫أتيال جاكاد‪ ،‬كنيسة اإلسكندرية‪ ،‬التطور االجتماعي والمؤسسات المسيحية السكندرية ‪ ( ،‬بيرن‪ :‬بيتر النج‪ ،)2001 ،‬الصفحات‬
‫من ‪ 97‬إلى ‪.106‬‬
‫قارن ف‪ .‬ستافريديس‪" ،‬اإلسكندرية‪ ،"...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪68 .79-78‬‬

‫‪ .‬يوسابيوس القيصري‪ ،‬تاريخ الكنيسة ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 560 ،20‬ب‪ 576 ،‬ق‪69 .‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪532 ،‬أ – د و‪553‬أ‪70 .‬‬

‫نفسه‪،‬‬ ‫المرجع‬ ‫‪.‬‬

‫‪560‬ب‪71 .‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪ 536 ،‬ب‬

‫– ج‪72 .‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪ 589 ،‬ب‪.‬‬


‫‪74‬‬
‫‪ .‬كان موضوع المادة التعليمية هو العالقة بين اإليمان والمعرفة مع استخدام‬ ‫المعلم ‪ 73‬واحتياجات أعضاء هيئة التدريس‬
‫الكتاب المقدس والبيانات األخالقية والفلسفية والتربوية لكل عصر‪ ،‬وكذلك‪ ،‬في بعض األحيان‪ ،‬الدفاعيات‪ ،‬ودعم االستشهاد‬
‫المسيحي‪ ،‬والحب ‪ ، 75‬واالستعارة‪ .‬طريقة التفسير‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬أتيحت للمدرسين‪ ،‬بناًء على دعوة‪ ،‬إمكانية التدريس أو‬
‫الحضور كمتحدثين في محاضرات خارج اإلسكندرية ‪. 76‬‬

‫وفي مدرسة اإلسكندرية‪ ،‬تم تنمية الالهوت الذي استفاد بشكل كبير من التقاليد والفكر الفلسفي اليوناني‪ .‬وقد استفاد بشكل‬
‫خاص من الفلسفة األفالطونية التي فحصها المدافعون في البداية‪ ،‬حتى يمكن اختيار المسيحية ودعوة المسكوني بأكمله (‪. )77‬‬
‫إلى القرن‬
‫الخامس ‪ ،‬كان الالهوتيون اإلسكندريون‪ ،‬ومن بينهم شخصيات مهمة وبارزة‪ ،‬مثل األرثوذكسي‬ ‫من القرن الثالث‬
‫أثناسيوس الكبير وكيرلس ‪ ، 78‬ولكن أيًض ا الهراطقة أوريجانوس وديونيسيوس وأبوليناريوس ‪ ، 79‬كان لديهم عدة سمات‬
‫مشتركة في تفكيرهم ‪.‬‬
‫وكانت النتيجة خلق فكر الهوتي عظيم ورائع ومهم‪ ،‬عَّبر عنه بالعنصر اليوناني‪ ،‬أي المعرفة والفلسفة‪ ،‬اللذين‬
‫يشكالن عقيدة الحياة المسيحية وقاعدتها[ ‪ . ]80‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬كان التفسير المجازي وسيلة لفهم الكتاب المقدس والمسيحية‬

‫‪73‬‬
‫‪ .‬المرجع نفسه‪ 537 ،‬ب و‪ 553‬أ – ب‪.‬‬

‫‪74‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪553 ،‬أ –‬

‫ب‪75 .‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪ 61 5 ،‬ب‬

‫– ج‪76 .‬‬

‫‪13‬‬
‫‪ .‬يرى في‪ .‬ستافريديس‪" ،‬اإلسكندرية‪ ،...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪77 .81‬‬

‫‪ .‬جبل _ ‪.19 ،28‬‬

‫‪78‬‬

‫‪ .‬يرى ‪ .I‬أناستاسيو‪ ،‬الكنسي‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .354 - 353‬قارن ب‪ .‬كريستو‪ ،‬الكنسي‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪- 231‬‬

‫‪79 .235‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪– 227 ،125 – 115‬‬

‫‪80 .229‬‬

‫‪ .‬يرى ب‪ .‬كريستو‪ ،‬الهيلينية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.760‬‬


‫اإليمان‪ ،‬كما هو الحال مع هذه الطريقة بالذات‪ ،‬فإن الصياغة الالهوتية تخفي بعض المعنى األعمق‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الطريقة‬
‫المجازية تتطلب معرفة الهوتية وال تتعلق على اإلطالق باألمثال أو األمثال‪ ،‬وهي أشكال فظة من المجازات‪ ،‬والتي يفهم‬
‫معناها على الفور حتى من قبل غير المتعلمين الهوتًيا ‪ .52‬هذه الطريقة الخاصة‪ ،‬بالطبع‪ ،‬كانت موجودة مسبًقا في الفلسفة‪ ،‬كما‬
‫نفهم من الجهد المبذول للتأكيد على األلوهية والعنصر الروحي لكلمة هللا المتجسد ‪ ،53‬وهو ما أشار إليه الرسول بولس أيًضا‪،‬‬
‫ولكنه كان موجوًدا أيًضا في اليهودية ‪ .54‬وكان هذا األسلوب هو القاعدة في الالهوت السكندري‪ ،‬على مستوى ما‪ ،‬حتى يستبعد‬
‫التفسير الحرفي للكتاب المقدس‪ ،‬الذي كان يعتبر أنه يؤدي إلى طريق مسدود ويخلق قضايا خطيرة‪ .‬ولذلك اعتبر أن الطريقة‬
‫الخاصة تنسب إلى هللا أشياء غير مقبولة مما يؤدي إلى المساس بقدسية الكتاب المقدس ‪ ،55‬بينما على العكس من ذلك فإن‬
‫الطريقة المجازية تنقل رسائل روحية إلى اإلنسان‪ .‬الهوس باألسلوب المحدد وحده‪ ،‬ومحاولة تفسيره بطريقة أكثر روحانية‬
‫الكتاب المقدس‪ ،‬أدى إلى التطرف وإلى استنتاجات تعسفية تماما‪.‬‬
‫لقد خلقت البيئة الفلسفية باإلسكندرية عالقة وثيقة بين الفلسفة والالهوت‪ ،‬وفي نفس الوقت ساعدت بشكل كبير على‬
‫فحص الكتاب المقدس وفهمه‪ ،‬حتى من قبل غير المسيحيين‪ .‬النضال ضد الهرطقة ‪ ،56‬إال أنها أحدثت مشاكل عديدة في الفكر‬
‫المسيحي‪ ،‬إذ ظهرت عدة جماعات هرطقية انشقاقية[ ‪ . ]86‬إن أكبر مشكلة في المسيحية سببها الغنوصية‪ ،‬وهي ظاهرة توفيقية‬
‫غريبة تقوم على نظام "األفكار" األفالطوني‪ ،‬مع عدد كبير من األنظمة والتي واجهتها المدرسة السكندرية ( ‪ . )87‬في اإلشارة‪،‬‬
‫من الواضح أن الغنوصية السكندرية تأثرت بالغنوصية السورية‪ ،‬حيث درس العديد من السكندريين في سوريا ‪. 88‬‬

‫‪ .52‬أوريجانوس‪ ،‬في متى ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪.834 – 829 ،17‬‬


‫‪ .53‬يرى ب‪ .‬كريستو‪ ،‬إكليسياستي‪ ، ...‬تسالونيكي ص ‪.108‬‬
‫‪ .54‬فتاه ‪.24 ,4 .‬‬

‫‪ .55‬أوريجانوس‪ ،‬تعليق المزامير‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 1686 – 1053 ،12‬و‪.150 – 105 ،17‬‬
‫‪ .56‬وعن مساهمة الالهوت السكندري في التعامل مع البدع المختلفة‪ ،‬انظر‪ :‬و‪ .‬ك‪.‬سكوتريس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬المجلد ‪،2‬‬
‫الصفحات ‪ 500 ،276 ،270 – 167‬و‪.505‬‬

‫‪14‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ .‬يوسابيوس القيصري‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 533 ،20‬أ – ج‪87 .‬‬

‫‪ .‬يرى خامسا فداس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪– 227‬‬

‫‪88 .233‬‬

‫‪ .‬المزيد عن الغنوصية انظر نيكوس ماتسوكاس‪“ ،‬تاريخ الفلسفة‪ :‬اليونانية القديمة – البيزنطية – أوروبا الغربية‪ .‬مع مقدمة‬
‫قصيرة للفلسفة"‪ ،‬تحرير ب‪ .‬بورناراس‪ ،‬سالونيك ‪ ،2002‬ص ‪ .352-345‬باناجيوتيس كريستو‪" ،‬علم الباترولوجيا‬
‫اليونانية"‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬نشر ب‪ .‬بورناراس‪ ،‬تسالونيكي ‪ ،2005‬ص ‪ .198-105‬انظر أيضا باناجيوتيس كريستو‪" ،‬األدب‬
‫الكنسي‪ :‬آباء المسيحية والهوتيوها"‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬نشر كيرومانوس تسالونيكي ‪ ،2005‬الصفحات ‪ .89-86‬كونستانتينوس‬
‫سكوتريس‪" ،‬تاريخ المذاهب‪ :‬التعليم العقائدي األرثوذكسي وتزييفه من بداية القرن الرابع حتى المجمع المسكوني الثالث"‪،‬‬
‫المجلد األول‪ ،‬أثينا ‪ ،2004‬ص ‪ .316 - 300‬إيوانيس أناستاسيو‪" ،‬التاريخ الكنسي"‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬نشره المراقب‪،‬‬
‫تسالونيكي‪ ،].x.x[ ،‬الصفحات من ‪ 117‬إلى ‪.126‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫اإلدارة العادية‬
‫من كنيسة اإلسكندرية‬

‫‪ .1‬المصادر‬
‫أ‪ .‬القواعد واألنظمة المقدسة للبطريركية‪.‬‬
‫يسوع المسيح هو رأس الكنيسة‪ ،‬والكنيسة هي جسده الواحد الموحد غير القابل للتجزئة‪ .‬تنقسم الكنيسة األرثوذكسية‬
‫إلى بطريركيات مشيخية‪ ،‬وبطاريكيات أحدث‪ ،‬وكنائس مستقلة‪ ،‬باإلضافة إلى الكنائس المستقلة التي تشكل هذه الهيئة غير‬
‫القابلة للتجزئة‪.‬‬
‫كنيسة اإلسكندرية عضوا في األرثوذكسية الشرقية‬
‫الكنيسة في شركة كاملة مع جميع الكنائس األرثوذكسية األخرى‬
‫الكنائس‪ .‬وهذا يعلن الوحدة العقائدية لكنيسة المسيح األرثوذكسية الشرقية الواحدة وغير القابلة للتجزئة‪ .‬هذه الوحدة يعززها‬
‫الكتاب المقدس والتقليد المقدس‪ ،‬وتحميها قوانين الرسل القديسين والمجامع المسكونية وآباء الكنيسة‪ ،‬بحيث تعلن بهذه الطريقة‬
‫عالميتها ‪ .57‬إن أحكام الكتاب المقدس والتقليد المقدس والقوانين المقدسة مدرجة ضمن مصادر القانون الكنسي وهي المصدر‬
‫الرئيسي للقانون في حالة كنيسة اإلسكندرية‪.‬‬
‫يحكم بطريركية اإلسكندرية‪:‬‬

‫أ) من "القانون األساسي" الصادر في ‪ 25‬فبراير ‪. 1929‬‬

‫ب) من أحكام المجمع البطريركي‪:‬‬

‫بشأن انتخاب بطريرك رتبة بطريركية أولى وثانية في المجمع في ‪ 27‬حزيران سنة ‪ 1934‬و‪ 13‬أيار سنة ‪ 1938‬على التوالي‪.‬‬ ‫‪)1‬‬

‫‪ .57‬نيقوديموس ميالس‪ ،‬القانون الكنسي للكنيسة الشرقية األرثوذكسية ‪ ،‬ترانس‪ .‬ميليتيوس أبوستولوبولوس‪ ،‬أثينا ‪ ،1906‬ص‬
‫‪.299 – 294‬‬

‫‪15‬‬
‫في المجمع السينودسّي المنعقد في ‪ 13‬تشرين الثاني (نوفمبر) ‪. 1931‬‬ ‫‪)2‬‬

‫"حول دستور المطارنة وانتخاب المطارنة في ‪ 16‬نوفمبر ‪." 1931‬‬ ‫‪)3‬‬


‫بأمر من رجال الدين بتاريخ ‪ 18/31‬يوليو سنة ‪. 1926‬‬ ‫‪)4‬‬

‫بشأن اإلدارة المالية للبطريركية بتاريخ ‪ 20‬كانون الثاني ‪. 1928‬‬ ‫‪)5‬‬


‫قرار بطريركي في المجمع المجمعي بشأن انتخاب بطريرك في ‪ 16‬سبتمبر ‪. 2002‬‬ ‫‪)6‬‬
‫ج) من نظام الخدمة الكهنوتية الصادر بتاريخ ‪ 15‬مايو ‪. 1930‬‬

‫د) من "تنظيم قوانين التسجيل"‪ 14/27 ،‬أبريل ‪.1928‬‬


‫ه) "نظام الصكوك الموثقة"‪ 14/27 ،‬أبريل ‪ .1928‬و) "نظام صياغة الوصايا"‪ 14/27 ،‬أبريل ‪.1928‬‬
‫ز) إلغاء وتعديل مواد النظام البطريركي والمجمعي بقرار من المجمع المقدس في خريف عام ‪.1979‬‬
‫ح) "تنظيم محاكم الكرسي البطريركي باإلسكندرية وإجراءات العمل بها"‪ 15 ،‬أكتوبر ‪.1934‬‬
‫ط) "مرسوم الزواج والطالق"‪ ،‬الصادر في ‪ 15‬أكتوبر ‪1934‬‬
‫ي) ""تنظيم المدرسة الالهوتية التابعة لبطريركية اإلسكندرية "أجيوس أثناسيوس" بتاريخ ‪ ١٠‬ديسمبر سنة ‪.١٩٣٤‬‬
‫تعود جميع األنظمة إلى البطريرك مالتيوس الثاني (‪ ،)1935-1926‬باستثناء نظام ‪ 13‬أيار ‪ ، 1938‬ألنه لم تصدق‬
‫عليه الدولة‪ ،‬وتعديل سنة ‪ ،1979‬اللذين يعودان إلى البطريرك نيقوالوس ‪ ،58‬لكن وعلى المرسوم البطريركي الصادر في‬
‫المجمع المجمعي بشأن انتخاب بطريرك بتاريخ ‪ 16‬أيلول ‪ 2002‬والذي وقعه البطريرك بطرس السابع (‪.)2004 – 1997‬‬

‫ب‪ .‬مضمون األنظمة اإلدارية للبطريركية‬


‫"القانون األساسي" لعام ‪ 1929‬نص من خالل المادة ‪ 1‬على انتخاب البطريرك من قبل رجال الدين والشعب ومن‬
‫خالل المادة ‪ 4‬االعتراف بمرسوم أ‪.‬م‪ .‬للملك وحصول البطريرك المنتخب على الجنسية المصرية إذا لم يكن حاصًال عليها‬
‫بالفعل ‪ .59‬لكن مع "المرسوم البطريركي األول الخاص بانتخاب بطريرك" عام ‪ ،1934‬شمل انتخاب بطريرك اإلسكندرية‬
‫مرحلتين‪ .‬في األول تم تحديد مجلس إكليريكي بمشاركة رجال الدين والعلمانيين‪ ،‬وفي الثاني انتخب المجمع البطريركي‬
‫المقدس بطريرك اإلسكندرية بأغلبية األصوات ‪ .60‬وفي "المرسوم البطريركي الثاني الخاص بانتخاب بطريرك" لسنة ‪1938‬‬
‫والذي فسر بالرسالة العامة وعند انتخاب بطريرك " في ‪ 5‬حزيران ‪ ، 1939‬جرت االنتخابات على مرحلتين‪ .‬في المرحلة‬
‫األولى‪ ،‬الجمعية االنتخابية‪ ،‬والتي يتم تحليل تكوينها في المادة ‪ ،6‬حيث يصوت كل عضو سرا لثالثة مرشحين من قائمة‬

‫‪ .58‬يرى يخدع‪ .‬القس‪ .‬فافوسكو‪ ،‬دليل القانون الكنسي ‪ ،‬تسالونيكي ‪ ،1989‬ص ‪ ،37‬أنظمة بطريركية اإلسكندرية ‪،‬‬
‫اإلسكندرية ‪ ،1935‬ص ‪ .218-214‬بندينوس ‪ ،1980 / 72‬ص ‪ .7-5‬نيافة القديس يوحنا بابادوبولوس أسقًفا‪ .‬قرطاجة‬
‫بطريركية اإلسكندرية وسائر أفريقيا في الزمن‪ .‬من مرقس الرسول في األلفية الثالثة ‪ ،‬أثينا – اإلسكندرية ‪ ،2000‬ص ‪-245‬‬
‫‪( 248‬من اآلن فصاعدا‪ ،‬بسبب ارتباطه برئيس األساقفة المختار مسبقا‪ ،‬سيشار إلى المؤلف باسم "ذهبيستوموس‬
‫القرطاجي")‪.‬‬
‫‪ .59‬يرى فارنافاس تسورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات اإلدارية في البطريركيات األرثوذكسية ‪ ،‬أثينا ‪ ،1972‬ص ‪.49‬‬
‫‪ .60‬جورجيوس جافارديناس‪ ،‬أحكام قانونية في مسألة مشاركة العلمانيين في انتخاب األساقفة ‪ ،‬تسالونيكي ‪ ،2013‬ص ‪.150‬‬

‫‪16‬‬
‫المنتخبين‪ ،‬وفقا للمادة ‪ .29‬وفي المرحلة الثانية‪ ،‬وفقا للمادة ‪ ،34‬المجمع المقدس وهو الذي ينتخب البطريرك بعد األغلبية‬
‫النسبية للهيئة‪ ،‬من بين المرشحين الثالثة األوائل بطريرك العرش السكندري ‪.61‬‬

‫وفي المجمع البطريركي المقدس والمقدس الخريفي سنة ‪ ،1979‬عدل المرسوم البطريركي الخاص بانتخاب‬
‫بطريرك سنة ‪ .1938‬وتلغى المواد ‪ 24‬و‪ 25‬و‪ 26‬من مرسوم ‪ 1938‬المذكور وتعدل المادة ‪ 28‬أيضًا‪ ،‬تعريف ذلك صراحًة‬

‫بطريرك اإلسكندرية‪ ،‬لديه إمكانية أن يكون مرشحًا إكليريكيًا برتبة رئيس كهنة أو أرشمندريت أو رئيس شمامسة‪ ،‬ينتمي فقط‬
‫إلى عرش اإلسكندرية ‪ .62‬وفي عهد بطريركية بطرس السابع‪ ،‬وبناء على اقتراحه‪ ،‬ألغيت األحكام الخاصة بانتخاب بطريرك‬
‫البطريركية‬
‫اإلسكندرية سنة ‪ .1938‬وبعد قرار المجمع المقدس لبطريركية اإلسكندرية في ‪ 16‬سبتمبر ‪" ،2002‬تم تعيين "‬
‫البطريركية" "دخل مرسوم المجمع الكنسي بشأن انتخاب البطريرك" حيز التنفيذ‪ .‬وبهذا النظام الجديد‪ ،‬تم إلغاء حق العلمانيين‬
‫وغيرهم من رجال الدين في المشاركة في عملية انتخاب بطريرك اإلسكندرية‪ ،‬والتي أصبحت اآلن ملًك ا لكبار كهنة‬
‫البطريركية فقط ‪ .63‬يشير "الئحة الخدمة الكهنوتية" لعام ‪ 1930‬إلى تعيين وواجبات النواب‪ ،‬وتعيين رئيس وممثل للكنيسة‪،‬‬
‫والتمييز الفخري للنواب‪ ،‬والقادمين من الطوائف األخرى إلى الكنيسة األرثوذكسية‪ ،‬وأعضائها‪ ،‬والمعمودية‪ ،‬والميرون‪،‬‬
‫والكنيسة األرثوذكسية‪ .‬الزواج واإلفخارستيا والتقديس وباقي الطقوس واألسرار‪ ،‬ولكن أيًض ا التزامات الشمامسة والمرتلين‬
‫والقراء والمبتدئين ‪.64‬‬

‫وفي عهد بطريركية فوتيوس‪ ،‬تبدأ االجتماعات البطريركية أيًض ا باالنعقاد بشكل استثنائي‪ ،‬على فترات نادرة‪ .‬وفي عهده‪،‬‬
‫أصدر البطريرك مالتيوس "مرسوم المؤسسة المجمعية" عام ‪ ،1931‬وأعاد النظام المجمعي كمؤسسة قانونية دائمة‪ .‬في‬
‫المادة ‪ ، 1‬يتمتع البابا وبطريرك اإلسكندرية باالمتيازات والحقوق الوحيدة المعترف بها لرعية كنيسة اإلسكندرية‪ .‬جاء في‬
‫المادة ‪ 5‬أن عمل المجمع إداري وتنظيمي وقضائي‪ ،‬وفي المادة ‪ 6‬ذكر أن اجتماعات المجمع العادية تعقد مرتين في السنة‪ ،‬في‬
‫حين أنها بحسب القاعدة الرسولية السابعة عشرة تكون أيضًا ينعقد بشكل استثنائي كلما رأى البطريرك ذلك ضروريا ‪.65‬‬
‫ولإلشارة‪ ،‬فإننا في بطريركية اإلسكندرية ال نالحظ ظاهرة المجمع المستوطن كما نالحظ في البطريركية المسكونية‪.‬‬
‫في الحكم " بشأن دستور العواصم واالنتخابات " من مطارنة المطارنة " لسنة ‪ُ ،1931‬يشار في المادة ‪ 5‬إلى‬
‫طريقة انتخاب المطارنة‪ ،‬وكذلك في المادة ‪ 6‬إلى مؤهالت المطارنة المرشحين‪ ،‬أما في المادة ‪ 12‬فُيشار إلى طريقة إعالتهم‬
‫المالية ‪ .66‬حددت المادة ‪ 1‬من "األمر البطريركي الخاص برتبة اإلكليروس" لسنة ‪ 1926‬لجنة طقوسية مقرها اإلسكندرية‬

‫‪ .61‬يرى فارنافاس تزورغزاتوس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬المؤسسات اإلدارية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.66-59‬‬
‫‪ .62‬يرى الفصل بابادوبولوس مطر‪ .‬قرطاجة‪ ،‬البطريركية‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.248 - 245‬‬
‫‪ .63‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.152‬‬
‫‪ .64‬يرى ك‪ .‬فافوسكوس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪ .65‬يرى فارنافاس تجورتزاتوس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬مؤسسات اإلدارة‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .68 - 67‬قارن ‪.X‬‬
‫بابادوبولوس مطر‪ .‬قرطاجنيس‪ ،‬البطريركية‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .256 – 254‬وانظر أيضًا‬

‫لوائح البطريركية‪ ...‬راجع نفسه ص ‪ 12‬وبانداينوس ‪ 1931 / 40‬ص ‪.791 – 789‬‬


‫‪ .66‬يرى فارنافاس تجورتزاتوس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬المؤسسات اإلدارية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات من ‪ 74‬إلى ‪ .76‬قارن‬
‫سجل ه‪ .‬بابادوبولوس‪ .‬قرطاجة‪ ،‬البطريركية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .26 - 24‬وانظر أيضًا‬

‫لوائح البطريرك‪" ...‬نفس المرجع ص ‪ 12‬وبانداينوس ‪ 1931 / 40‬ص ‪."832 - 831‬‬

‫‪17‬‬
‫ويشارك فيها أربعة نواب على األقل وبرئاسة رئيس الكهنة‪ ،‬تدرس أي مسألة طقسية‪ ،‬وإبداء اآلراء والتوصية باإلجراءات‬
‫المناسبة‪ ،‬التي تهدف إلى دقة وانتظام االحتفاالت ‪.67‬‬

‫"مرسوم اإلدارة المالية للبطريركية"‪ ،‬الذي تم إنشاؤه في ‪ 20‬كانون الثاني ‪ ،1928‬في عهد بطريركية ميليتيوس‪،‬‬
‫ينص في مادته األولى على أن إدارة إيرادات األبرشية والمتروبوليس والمؤسسات التابعة للبطريركية كرسي اإلسكندرية‪،‬‬
‫تقوم به اللجنة المالية البطريركية برئاسة البطريرك‪ .‬كما يحدد إدارة عقارات العرش‪ .‬ويشير أيًضا بالتفصيل إلى إدارة‬
‫الميزانية وإعداد الميزانية العمومية والتقرير‪ ،‬وكذلك إلى طريقة التحصيل والدفع من خالل دفاتر المحاسبة ‪.68‬‬

‫تعمل دوائر التسجيل في الكرسي الرسولي وفي المكاتب البطريركية في اإلسكندرية وكاروس وفي كراسي‬
‫المطارنة‪ .‬هناك يتم إعداد أعمال التوثيق وحفظ سجالتها‪ .‬وهذا ما ذكرته بعد كل شيء في "نظام العقود التوثيقية" لسنة‬
‫‪ ،1928‬وكذلك سائر شروط أعمال األسرار ‪.69‬‬

‫ينص "نظام أعمال التوثيق" لعام ‪ 1928‬على وجود كتاب عدل في المكاتب البطريركية في اإلسكندرية وكاروس‪،‬‬
‫وكذلك في كل مقر من مراكز متروبوليس أو حيثما يعتبر ذلك ضرورًيا‪ ،‬ولكن أيًض ا بشكل عام للعمل التوثيق الشامل‪ .‬الكنيسة‬
‫‪ .70‬ولذلك‪ ،‬ففي الكرسي الرسولي البطريركي باإلسكندرية‪ ،‬كانت صياغة الوصايا للمسيحيين األرثوذكس تتم طبقًا ألحكام‬
‫"نظام صياغة الوصايا" خالل مجمع الدراسة البطريركية سنة ‪ .1928‬وفي هذا النص‪ ،‬تتم اإلشارة إلى الوصايا العامة وغير‬
‫العادية‪ ،‬ولكن أيًضا إلى شروط إلغاء الوصايا ونشرها ‪.7271‬‬
‫وفي ‪ 15‬أكتوبر ‪ 1934‬باإلسكندرية تم التصويت عليه‬
‫المجمع البطريركي " تنظيم المحاكم البطريركية‬
‫عرش اإلسكندرية واإلجراءات المتبعة فيهما " و"مرسوم الزواج والطالق " ‪ .‬وتحدد المنظمة قانون محاكم األسرة الكنسية‬
‫للعرش السكندري‪ ،‬في محكمتين ابتدائيتين ومحكمة استئناف واحدة‪ ،‬باإلضافة إلى اإلجراءات المطبقة التي تحكمهما‪ .‬ويحدد‬
‫هذا النص شروط ومعوقات إقامة الزواج الصحيح وكذلك أسباب الطالق وعواقبه ‪.73‬‬

‫‪ .67‬يرى فارنافاس تجورتزاتوس‪ ،‬مؤسسات اإلدارة‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات من ‪ 77‬إلى ‪ .79‬قارن ‪.X‬‬
‫بابادوبولوس مطر‪ .‬قرطاجة‪ ،‬البطريركية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .34 - 32‬وانظر أيضًا‬

‫لوائح البطريرك‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .12‬وانظر أيًضا بندينوس ‪ ،1926 /35‬ص ‪.791 - 789‬‬
‫‪ .68‬يرى فارنافاس تجورتزاتوس‪ ،‬مؤسسات اإلدارة‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات من ‪ 96‬إلى ‪ .102‬قارن ‪.X‬‬
‫بابادوبولوس مطر‪ .‬قرطاجة‪ ،‬البطريركية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .305 – 294‬انظر أيضا الالئحة التنفيذية البطريركية‪، ...‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .57 - 51‬وأخيرا‪ ،‬انظر بندينوس ‪ ،1928 /37‬ص ‪.58 – 53‬‬
‫‪ .69‬يرى لوائح البطريركية‪ ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .63 - 59‬قارن بندينوس ‪ ،1928 /37‬ص ‪.297 - 293‬‬
‫‪ .70‬يرى لوائح البطريركية‪ ...‬ص ‪ .73 - 72‬قارن بندينوس ‪ 1928 /37‬ص ‪.306 - 304‬‬
‫‪ .71‬يرى الفصل بابادوبولوس مطر‪ .‬قرطاجة‪ ،‬البطريركية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .320 – 306‬وانظر أيضًا لوائح‬
‫البطريركية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .86 - 78‬قارن بانداينوس ‪ ،1928 /37‬ص‪.‬‬
‫‪.328 -72‬‬
‫‪ .73‬يرى لوائح البطريرك‪ ، ...‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪ .204 - 142‬قارن بانداينوس ‪ ،1934 /43‬الملحق‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ .2‬السلطة التشريعية لكنيسة اإلسكندرية‬
‫ولو طرحنا السؤال‪" :‬في كنيسة اإلسكندرية سلطة تشريعية قانونية"‪ ،‬لكان الجواب مستنًدا إلى القانون القانوني‬
‫للكنيسة األرثوذكسية ودستور جمهورية مصر العربية‪ .‬إن حل السينودس لقضايا الكنيسة هو تقليد رسولي‪" .‬ثم يقول‪ :‬وقد اتفق‬
‫الرسل والمشايخ على هذا القول" ‪ .74‬بحسب القانون الكنسي‪ ،‬نقل مؤسس الكنيسة سلطته التشريعية إلى الرسل‪ ،‬كما إلى‬
‫خلفائهم‪ ،‬أي األساقفة‪ .‬يصدر األساقفة مراسيم مجمعية بهدف حسن سير إدارة الكنيسة‪ .‬كما يحتفظون بإمكانية ممارسة السلطة‬
‫التشريعية والعادية‪ ،‬ضمن النظام البطريركي المتحد إلدارة وتنظيم البالد‪.‬‬
‫للكنيسة‪ ،‬فيما يتعلق بإنشاء وتعديل المراسيم الكنسية ‪ .75‬لذلك يحق للكنيسة أن تشترع بحرية من حيث المبدأ‪ ،‬بحيث ال تلغى‬
‫األحكام المقررة وال تتعارض مع الكتاب المقدس والتقليد المقدس والقواعد المقدسة المقبولة التي وضعتها المجامع المسكونية‬
‫‪.76‬‬

‫وفي الكرسي الرسولي باإلسكندرية فيما يتعلق‪ ،‬فقد تم تأسيسه على أساس القوانين المقدسة كمؤسسة دائمة‪ ،‬يجتمع فيها‬
‫األساقفة في اجتماع مشترك‪ ،‬منتظم وغير عادي‪ ،‬ويكون األول في األمر‪ ،‬أي البطريرك‪ ،‬رئيًسا‪ ،‬بالترتيب‪ .‬للبت في الوضع‬
‫المشترك لكنيسة اإلسكندرية المحلية‪ .‬صالحياتها التشريعية ومنها "األحكام البطريركية" التي تنظم‪:‬‬
‫أ) انتخاب البطريرك والمطرانين‪.‬‬
‫ب) واجبات رجال الدين ومكافآتهم‪.‬‬
‫ج) العبادة اإللهية عمومًا من حيث الصيغ المقدسة والصيغ المقدسة‬
‫أهل العبادة اإللهية‪.‬‬
‫د) إدارة الممتلكات المقدسة والتعليم والترميم‪،‬‬
‫وترقية وزراء الكنيسة المحلية‪.‬‬
‫هـ) زيادة ونقصان العروش المتروبوليتانية‪.‬‬
‫و) الدستور وإجراءات المحاكم الكنسية‪.‬‬
‫ز) القضايا التي تتعلق بالحياة العائلية في المسيح‬
‫الحياة المنعزلة‪.‬‬
‫ح) إدارة المؤسسات التربوية والخيرية التابعة للكنيسة‪.‬‬

‫ط) العالقات مع الديانات األخرى ‪.77‬‬

‫وفقا للمادة ‪ 1‬من دستور جمهورية مصر العربية‪ ،‬وهي دولة ذات سيادة‪ ،‬يطبق نظام الحكم الديمقراطي في البالد‪،‬‬
‫على أساس المواطنة وسيادة القانون‪ ،‬ويطبق فقط على الكرسي البطريركي والمتروبوليتين المشمولين به‪ . .‬ولذلك يتم تنفيذ‬
‫عمل كنيسة اإلسكندرية داخل القارة األفريقية وتخضع مدنها الكبرى لقوانين الدولة التي يوجد بها مقرها الرئيسي‪ .‬إن ظاهرة‬

‫‪ .74‬يرى فارنافاس تجورتزاتوس‪ ،‬مؤسسات اإلدارة‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.67‬‬


‫‪ .75‬يرى ن‪ .‬ميالس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪ 101 – 91 ،63 – 60‬و‪ .650 – 638‬قارن بين بانتيليمونوس رودوبولو‪،‬‬
‫متروبوليت تيرول وسيرينتيو‪ ،‬دروس في القانون الكنسي ‪ ،‬سالونيك ‪ ،2008‬ص ‪.79 – 74‬‬
‫‪ .76‬يرى خاراالمبوس باباستاتيس‪ ،‬حول التنظيم اإلداري لكنيسة قبرص ‪ ،‬تسالونيكي ‪ ،1982‬ص ‪.56‬‬
‫‪ .77‬يرى فارنافاس تجورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات اإلدارية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات ‪ 67‬و‪ .70‬قارن سجل ه‪ .‬بابادوبولوس‪.‬‬
‫"قرطاجينيس‪ ،‬البطريركية‪ "...‬السابق‪ ،‬ص ‪ .266‬انظر واللوائح الخاصة به البطريركية‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫‪19‬‬
‫االعتراف بالكنيسة األرثوذكسية كمؤسسة ذات كيان قانوني للقانون الخاص نالحظها في بعض دول القارة األفريقية وليس‬

‫كلها‪ .‬فيما يتعلق بـ ‪ .I. M‬قرطاجنة وشمال أفريقيا ال تعترف الدولة بالكنيسة المحلية أثناء وجودها في آي إم‪ .‬يوانوبوليس‬
‫وبريتوريا‪ ،‬الكنيسة المحلية معترف بها ككيان قانوني بموجب القانون الخاص وتتعاون على المستوى الخيري مع الدولة‬
‫الرسمية‪.‬‬
‫ولذلك فإن النص الدستوري الذي تمت الموافقة عليه في يناير‪/‬كانون الثاني ‪ ،2014‬وكذلك النص السابق الذي دخل‬
‫حيز التنفيذ‪ ،‬حددا اإلسالم باعتباره الدين األساسي للدولة‪ ،‬ومبادئ الشريعة اإلسالمية باعتبارها المصدر الرئيسي للتشريع‬
‫الديني‪ .‬تشكل مبادئ التقليد المسيحي والكتاب المقدس والشرائع المقدسة‪ ،‬وكذلك التقليد والشريعة اليهودية‪ ،‬للمسيحيين واليهود‬
‫المصريين في الدين‪ ،‬المصدر الرئيسي للتشريعات‪ ،‬التي تنظم الشؤون الدينية‪ ،‬وكذلك اختيار الزعماء الدينيين‪ ،‬الكنيسة‬
‫األرثوذكسية والديانة اليهودية على التوالي‪ .‬كما ثبت أن جميع المواطنين متساوون أمام القانون‪ ،‬وهم متساوون في الحقوق‬
‫والحريات والواجبات العامة دون أي تمييز على أساس الدين أو المعتقد أو الطبقة االجتماعية‪ .‬وفي نقطة أخرى تم تحديد أن‬
‫مجلس النواب له صالحية سن النصوص التشريعية وإقرار السياسة العامة للدولة ‪.78‬‬

‫وفي الختام فإن ما ورد في القوانين المقدسة تحافظ عليه كنيسة اإلسكندرية‪ .‬لذلك‪ ،‬هناك سلطة تشريعية فيما يتعلق‬
‫بقضاياها الداخلية وممتلكاتها‪ ،‬مع القيد الوحيد بأن األحكام الجديدة التي تضعها ال تتعارض مع الوحدة الروحية للكنيسة‬
‫األرثوذكسية الشرقية‪.‬‬

‫الفصل الثالث طاقم كنيسة اإلسكندرية‬

‫‪ .1‬مكانة عضو الكنيسة‬

‫تكتسب مكانة المسيحي األرثوذكسي‪ ،‬بحسب قوانين الكنيسة المقدسة‪ ،‬بالمعمودية والمسحة ‪.79‬‬

‫ينص قانون ‪ MIS‬في الودكية على ما يلي‪ " :‬إن الذين يرون المستنيرين بعد المعمودية ُيمسحون في السماء‬
‫ويكونون شركاء ملكوت المسيح ‪ . "80‬إن طريقة حضور الهراطقة والهراطقة بشكل عام في الكنيسة األرثوذكسية الشرقية هي‬
‫موقف أساسي‪ ،‬وال تعتبر صحيحة إال األسرار التي تتم داخلها فقط وعلى يد خدامها فقط‪ .‬من الواضح بالطبع أن األسرار‬
‫المحددة ال تحدث دائًم ا أثناء مرحلة الطفولة‪ ،‬لذلك‪ ،‬في هذه الحالة بالذات‪ ،‬يلزم إعالن اإلرادة من قبل هؤالء األشخاص‪ ،‬والذي‬
‫يجب أن يكون خالًيا من العيوب‪ .‬كما يشترط وجود فترة محددة للتلقين على يد وزير ديني مختص ‪ .81‬وأخيرًا‪ ،‬مكان اإلقامة‬
‫هو المعيار الذي يحدد انتماء المؤمن إلى كنيسة أرثوذكسية محلية معينة‪ ،‬دون األخذ بعين االعتبار جنسيته وأصله ومواطنته‬
‫وعرقه وأيضًا أصله من كنيسة أرثوذكسية محلية أخرى‪ .‬لقد نشأ سؤال بين الكنائس المحلية فقط حول رعاية القطيع "المشتت"‬

‫‪ .78‬دستور جمهورية مصر العربية ‪ ،‬عدلي منصور ‪.2014‬‬


‫‪ .79‬يرى أ‪.‬كريستوفيلوبولوس‪ ،‬تنظيم كنيسة اليونان ‪ ،‬أثينا ‪ ،1949‬ص ‪ .27 – 24‬انظر وبنفس الطريقة‪ ،‬القانون الكنسي‬
‫اليوناني ‪ ،‬أثينا ‪ ،1965‬ص ‪ .122 – 113‬قارن ك‪ .‬فافوسكوس‪ ،‬كتيب‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.302 – 300‬‬
‫‪ .80‬يرى نيكوديموس أجيوريتيس‪ ،‬بيداليون‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.438 – 437‬‬
‫‪ .81‬يرى إيوانيس كونيداريس‪ ،‬دليل القانون الكنسي ‪( ،‬أثينا – تسالونيكي ‪ ،)2011‬ص ‪.98 – 97‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ ،‬حيث تم تحديد بحسب قانون المجمع المسكوني الرابع أن يتم ترسيم أساقفتها من قبل البطريركية المسكونية ‪ .82‬وتخلت‬
‫بطريركية اإلسكندرية‪ ،‬احتراًم ا للقانون‪ ،‬عن أي والية على الشتات األرثوذكسي ‪.83‬‬

‫‪ .2‬أعضاء الكنيسة األرثوذكسية‬


‫ويوجد بين أعضاء الكنيسة تمييز‪ ،‬وهو من أصل إلهي‪ .‬المسيح نفسه " أعطاني رسًال وأنبياء ومبشرين ورعاة ومعلمين‬
‫لتأديب القديسين لعمل الخدمة ولبنيان جسد المسيح " ‪ .84‬ويتضح من هذا التمييز ترتيب الرعاة وترتيب الظهورات‪ ،‬أي عندنا‬
‫الراعي والكنيسة الراعّية‪ .‬لكن هذا التمييز ال يحمل معنى االنقسام أو المعارضة بين المؤمنين داخل جسد الكنيسة‪ .‬بل على‬
‫العكس‪ ،‬فهو يساهم في تحسين وحدة جسده ويساعد على تقدمه‪ ،‬وكذلك كل عضو على حدة ‪.85‬‬

‫بحسب الدستور األساسي للكنيسة‪ ،‬ينقسم أعضاؤها إلى فئتين‪ ،‬طبقة اإلكليروس وطبقة العلمانيين‪ ،‬ولكن تمت‬
‫إضافة طبقة ثالثة إليهما خالل تطور حياة الكنيسة‪ ،‬وهي طبقة الرهبان‪ .‬أساس هذا التمييز بين أعضاء الكنيسة من اإلكليروس‬
‫والعلمانيين‪ ،‬وضعه المؤسس اإللهي للكنيسة‪ ،‬المسيح‪ .‬الفرق الصارخ‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬بين رجال الدين والشعب هو الرسامة‬
‫‪.86‬‬

‫أ‪ -‬رجال الدين‬


‫لقد تم تمييز رجال الدين القديسين عن طبقة العلمانيين بالفعل في العصر الرسولي‪ .‬تم استخدام مصطلح "رجال‬
‫الدين" في وقت مبكر جًدا لإلشارة إلى الكهنوت المسيحي‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن هيبوليتوس يربط المصطلح برجال الدين‬

‫الذين يدخلون في الزواج بالرسامة‪ " :‬انظر أيًضا ‪ encleros‬في الزواج‪ ،‬فإنهم يحتفظون بالشخص الموجود في ‪cleros‬‬
‫على أنه ليس بال خطيئة " ‪ .87‬وهكذا يستمر نظام رجال الدين في عمل رسل الرب‪ .‬هؤالء األفراد‪ ،‬من خالل الرسامة السرية‬
‫القانونية‪ ،‬يدخلون إلى وظيفة الرب الثالثية‪ ،‬أي الكهنوتية األعظم والنبوية والملكية‪ ،‬وفي الوقت نفسه يصبحون ممثلين للمسيح‬
‫‪ .88‬هؤالء األشخاص في الكنيسة‪ ،‬الذين هم حراس السلطة الروحية وحاملوها‪ ،‬يجمعون التسلسل الهرمي‪ .‬يقول ديونيسيوس‬
‫األريوباغي عن التسلسل الهرمي‪" :‬إن كل تراتب يسمى وهو الرسالة الشاملة للرسائل المقدسة المقابلة له‪ ،‬حيث أن التسلسل‬
‫الهرمي اإللهي‪ ،‬مجيًبا على ستة من المقدسات وفًقا له‪ ،‬يسممها كتسلسل هرمي بواسطة اسم ‪89 .‬وبالتالي فإن األشخاص‬
‫المذكورين أعاله يشكلون خدام الكنيسة بعد الرسامة أو الرسامة‪ ،‬ويتم تمييزهم بالطبع إلى أدنى مستوى وأعلى‪ .‬تتكون طبقة‬

‫‪ .82‬يرى مكسيموس مطر‪ .‬سردون‪ ،‬البطريركية المسكونية في الكنيسة األرثوذكسية ‪ ،‬تسالونيكي ‪ ،1972‬ص ‪.333-330‬‬
‫‪ .83‬يرى ك‪ .‬فافوسكوس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات ‪.31-30‬‬

‫‪ .84‬إف ‪.12 – 11 ،4 .‬‬


‫‪ .85‬يرى باناجيوتيس بوميس‪ ،‬كانونيكون ديكايون ‪ ،‬أثينا ‪ ،2000‬ص ‪.146‬‬
‫‪ .86‬يرى ب‪ .‬رودوبولوس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.115‬‬

‫‪ .87‬يرى ب‪ .‬فداس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.209 – 208‬‬

‫‪ .88‬يرى ص‪.‬بوميس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.154‬‬


‫‪ .89‬يرى ن‪.‬ميالس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.332 – 331‬‬

‫‪21‬‬
‫رجال الدين األدنى من جميع الذين انضموا إلى الطبقة المحددة من خالل أداء الرسامة‪ ،‬بينما تتكون طبقة الرؤساء من خدام‬
‫الكنيسة من خالل أداء الرسامة ‪.90‬‬

‫لذلك ُيسمى الكهنوت النعمة اإللهية‪ ،‬التي يمنحها األسقف لممارسة السلطة الطقسية والتعليمية‪.‬‬
‫القوة الطقسية هي القدرة على أداء األسرار واألسرار‪ .‬ويختلف مدى هذه السلطة باختالف الدرجات الكهنوتية‪.‬‬
‫الشمامسة أثناء أداء األسرار لهم الحق في المساعدة ‪ -‬فهم يخدمون األسقف والشيوخ أثناء القداس اإللهي وينقلون المناولة‬
‫المقدسة‪ .‬يقوم الشيوخ بجميع األسرار ما عدا تلك المخصصة لألسقف ‪ .91‬األساقفة‪ ،‬كخلفاء الرسل‪ ،‬الذين ما زالوا رأس‬
‫الكنيسة المنظور‪ ،‬يقومون بجميع األسرار والطقوس المقدسة‪ .‬كما أن أساقفة الرعية الذين ظهروا في القرن األول‪ ،‬حفاظًا على‬
‫وحدة الكنيسة‪ ،‬كان لهم كهنوت كامل وكانوا أساقفة‪ ،‬لكن بسلطة مفوضة ‪.92‬‬

‫تشير سلطة التعليم إلى تعليم المؤمنين والكرازة بالكلمة اإللهية‪ .‬ويشارك جميع الكهنة في هذه العملية ‪ .93‬باإلضافة‬
‫إلى السلطة الطقسية والتعليمية‪ ،‬هناك أيًض ا سلطة ثالثة‪ .‬إنها هي التي توجه الحياة الصالحة للكنيسة‪ .‬وتسمى سلطة قانونية أو‬
‫إدارية بالمعنى الواسع‪ ،‬وتشمل السلطة التشريعية واإلدارية بالمعنى الضيق والسلطة القضائية‪ .‬تختلف هذه السلطة عن السلطة‬
‫االحتفالية والتعليمية في أنها يتم الحصول عليها عن طريق االنتخاب‪ ،‬بينما يتم الحصول على السلطات األخرى عن طريق‬
‫الرسامة ‪.94‬‬

‫ومن يرسم وينال رتبة أسقف هو من له الخالفة الرسولية‪ .‬وهذه الخالفة لها أهمية قصوى بالنسبة لألسقف للقيام‬
‫بالرسامة‪ ،‬فمنها ينتقل تعليم الرسل سليًم ا وسليًم ا‪ ،‬ومنه تستمر وحدة الكنيسة غير منقطعة‪ .‬إذا انقطع هذا التماسك في الخالفة‬
‫الرسولية بأي شكل من األشكال‪ ،‬فهذا سبب لخفض الرتبة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن الرسامات التي سيتم إجراؤها بدون الخالفة المحددة‪،‬‬
‫وكذلك الرسامات المستقبلية‪ ،‬لن تكون صالحة‪ .‬وهذا عدم صحة الرسامات ال يمكن تغطيته بأي شكل من األشكال‪ ،‬وال حتى‬
‫اقتصاديًا‪ ،‬ألنه يتعارض مع وحدة الكنيسة العقائدية ‪.95‬‬

‫وتتم الرسامة لكل درجة كهنوتية على حدة‪ ،‬باستثناء أداء المراسم الباطل فيتكرر‪ .‬يتم انتخاب ورسامة الشيخ‬
‫والشماس من قبل أسقف واحد‪ ،‬بينما يجب انتخاب األسقف ورسامته من قبل سينودس األساقفة ‪ .96‬يقول القانون السادس من‬
‫المجمع المسكوني الرابع‪ " :‬إن رسامة جميع اإلكليروس يجب أن تتم لملء فراغ معين وليس عن طريق اإلغفال " ‪ .97‬وإذا‬
‫كان رجل الدين المرسوم غير قادر على البقاء في كرسيه لسبب مبرر‪ ،‬فإنه يحتفظ برتبته‪ ،‬ولكن ال يمكنه ممارسة الواجبات‬

‫‪ .90‬يرى ج‪.‬باباستاثيس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬

‫‪ .91‬ج‪ .‬باباستاتيس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.70‬‬

‫‪ .92‬إي‪ .‬مانزونياس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص‪.105-104‬‬


‫‪ .93‬ج‪ .‬باباستاتيس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫‪ .94‬يرى كريستوفيلوبولوس‪ ،‬القانون والتاريخ‪ :‬دراسات صغيرة ‪ ،‬أثينا ‪ ،1973‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 294‬وما يليها‪ .‬قارن أ‪.‬‬
‫كريستوفيلوبولوس‪ ،‬هيلينيكون‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.139-134‬‬
‫‪ .95‬كريستوفيلوبولوس‪ ،‬هيلينيكون‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحات من ‪ 139‬إلى ‪ ،K. Vavouskos .140‬مرجع سابق‪ .‬ص‪،‬‬
‫ص ‪.339‬‬
‫‪ .E .96‬مانزونياس‪ ،‬الكنسي‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.105 – 104‬‬
‫‪ .97‬نيكوديموس أجيوريتيس‪ ،‬بيداليون‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.190 – 189‬‬

‫‪22‬‬
‫والحقوق الناشئة عن منصبه‪ ،‬خارج منطقته‪ .‬كما أن الرسامة (السيمونية) مقابل فوائد أو خدمات هي أيًضا غير منتظمة‪،‬‬
‫وكذلك تلك التي يتم إجراؤها بتدخل اللوردات العلمانيين ‪.98‬‬

‫يضم رجال الدين المقدسون في بطريركية اإلسكندرية رجال دين‪ ،‬إما بالرسامة لديها‪ ،‬أو بالترسيم من والية قضائية‬
‫كنسية أخرى‪ .‬الشرط األساسي هو التعليم الكنسي للرسامين أو الكهنة‪ ،‬مصدًقا على حيازة شهادة من مدرسة الهوتية أو‬
‫كهنوتية‪ .‬ويستثنى من ذلك طالب وزارة التربية والتعليم الشمامسة الذين يمكن رسامتهم وتسجيلهم في " القائمة الكهنوتية " بعد‬
‫االنتهاء من دراستهم‪ ،‬والتي تسمى رسمًيا في بطريركية اإلسكندرية "كتاب المتقدمين " ‪ .99‬في "قائمة رجال الدين" التابعة‬
‫لبطريركية اإلسكندرية‪ ،‬ترد أسماء رجال الدين على العرش البطريركي‪ .‬إن رجال الدين الذين تم تسجيلهم بشكل غير نظامي‬
‫ال ينتمون إلى كنيسة اإلسكندرية‪ ،‬ولكن في نفس الوقت ال يمكن للمسجلين بانتظام أن ينتموا إلى كنيسة محلية أخرى في نفس‬
‫الوقت‪ .‬يتم تسجيل رجال الدين في "القائمة الكهنوتية" بقرار من البطريرك مع توقيع البطريرك‪ .‬ويتم الحذف منه بناء على‬
‫طلب المفصول ولكن بالطبع عقوبة أيضا نتيجة لقرار نهائي من المحكمة البطريركية المختصة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الحذف يعني‬
‫أيًض ا الفصل من كنيسة اإلسكندرية المحلية ‪ .100‬ويعين األسقف المختص‪ ،‬بعد موافقة البطريرك‪ ،‬رجال الدين في مناصبهم‪.‬‬
‫عندما يتعلق األمر بالتعيين الدائم‪ ،‬يحق للجان المجتمعية اختيار مرشح بمؤهالت مماثلة مسجلة في " قائمة الكتاب " أو في "‬
‫سجل المتقدمين " ‪ .101‬ال يجوز عزل أي من النواب الدائمين إال بقرار نهائي من المحكمة البطريركية المختصة‪ .‬ولكن هناك‬
‫إمكانية النقل إذا كان رجل دين متزوجًا بموافقة المجمع أو بقرار منه‪ ،‬أما إذا كان غير متزوج فينقل بقرار إداري من األسقف‬
‫األعلى ‪.102‬‬

‫ب‪ -‬الرهبان‬
‫يشكل الرهبان الطبقة الثالثة من الكنيسة المؤسسية‪ ،‬ويتم تصنيفهم بين طبقة رجال الدين وطبقة العلمانيين‪ .‬أما الحياة‬
‫الرهبانية فقد ظهرت فيما بعد كمؤسسة كنسية منظمة منذ بداية القرن الرابع ‪ ،‬وكانت نتاجًا للتطور التاريخي للعالم المسيحي‬
‫‪ .103‬ويسمى راهبًا‪ ،‬وينتمي إلى طاقم الكنيسة األرثوذكسية المسمى المسيح‪ ،‬وبمراسم ختان رهباني منتظمة وصحيحة يصبح‬

‫‪ .98‬أ‪ .‬كريستوفيلوبولوس‪ ،‬القانون والتاريخ‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات ‪ .290 - 289‬قارن ك‪ .‬فافوسكوس‪ ،‬المرجع نفسه‪،‬‬
‫الصفحات ‪.327 - 326‬‬
‫‪ .99‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬مؤسسات اإلدارة‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .79‬قارن ‪.H. Papadopoulos Matr‬‬
‫"القرطاجيون‪ ،‬البطريركية‪ "...‬السابق‪ ،‬ص ‪ .265‬انظر أيضا الالئحة التنفيذية البطريركية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.35-34‬‬
‫بندينوس ‪ ،1930 /39‬ص ‪.367 – 351‬‬
‫‪ .100‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .101‬المرجع نفسه‬

‫‪ .102‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .103‬يرى ب‪ .‬رودوبولوس‪ ،‬خالصة‪ ، ...‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.126‬‬

‫‪23‬‬
‫عضوًا في أخوية رهبانية لدير مقدس قانوني ومنتظم ‪ .104‬يتم تحقيق رتبة الراهب عادة من خالل القص الرهباني‪ ،‬الذي يتم من‬
‫خالل مراسم قانون قانوني يأتي فيه الراهب المرشح ويعطي أمام الهيئة المختصة وعًدا ال رجعة فيه لدير التوبة ( ‪. )136‬‬

‫الختان الرهباني هو احتفال ديني وكنسي وأسراري‪ ،‬يتم في دير كفارة الراهب‪ ،‬أي في الدير الذي سيعتزل فيه‬
‫الراهب الجديد ( ‪ . )137‬وبحسب باسيليوس الكبير‪ ،‬فإن السن المناسب الحتضان "الشكل" المنفرد هو السنة السادسة عشرة أو‬
‫(‬
‫السابعة عشرة ‪ . 138‬في القاعدة الخاصة للسيد فاسيليو‪ ،‬يبدو أن القاعدة الثالثة للمجمع المسكوني السادس تتفق مع هذه القاعدة‬
‫‪ . )139‬وفي كنيسة اإلسكندرية السنة الثامنة عشرة صالحة ‪ .‬يؤدي أداء الكورا األسقف الذي ينتمي الدير إلى منطقته‪ ،‬ولكن من الممكن‬
‫لرئيس الدير أن يؤديها أيًضا إذا كان أرشمندرًيا أو بإذن األسقف المعني وأسقف آخر‪.‬‬
‫تبقى حالة الراهب سليمة بعد قصة الشعر الرهبانية‪ .‬تم تقسيم ‪ 140‬راهًبا إلى رهبان "صغار" و"كبار" منذ القرن‬
‫التاسع‪ ،‬عندما جدد هؤالء‪ ،‬بعد سنوات عديدة من الحياة المنعزلة‪ ،‬العهد الرهباني إلى عهد أكثر صرامة‪ .‬وال تستمد أي أهمية‬
‫طبيعية وقانونية من هذا التمييز ‪ . 141‬الهيرومونك والشمامسة‪ ،‬أي الرهبان الذين لديهم رسامة كتابية ورتبة قس أو شماس على‬
‫التوالي‪ ،‬ينتمون إلى رتبة الرهبان ‪" . 142‬الراسوفور"‪ ،‬في نهاية المطاف‪ ،‬هم أولئك الذين لفوا أنفسهم بالثوب االنفرادي‪،‬‬
‫ولكنهم لم يحصلوا بعد على‬

‫‪136‬‬
‫‪ .‬يرى ‪ .E‬مانزونياس‪ ،‬الكنسي‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪137 .186 - 185‬‬

‫‪ .‬يرى بوميس‪ ،‬كانونيكون‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪138 .152‬‬

‫‪ .‬يرى نيقوديموس أجيوريتس‪ ،‬بيداليو‪ ، ...‬القانون الثالث عشر للقديس باسيليوس الكبير‪ ،‬ص ‪139 .603‬‬

‫‪ .‬يرى المرجع نفسه‪ ،‬القانون الثالث للمجمع المسكوني السادس‪ ،‬ص ‪140 .254‬‬

‫‪ .‬يرى باناجيوتاكوس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.85‬‬

‫‪141‬‬

‫‪ .‬ب‪ .‬رودوبولوس‪ ، ...Epitomii ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‬

‫‪142 .129‬‬

‫‪ .‬ج‪ .‬باباستاتيس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.79 – 78‬‬


‫‪ .‬التنازل الطوعي عن الوضع االنفرادي غير ممكن‪.‬‬ ‫‪105‬‬
‫‪ karei‬وبالتالي من وجهة نظر قانونية لم يكتسبوا الوضع االنفرادي‬
‫الحرمان القسري كعقوبة على الجنح الخطيرة هو أمر تعسفي‪ .‬لذلك‪ ،‬حتى لو ترك الراهب ديره تعسفًا‪ ،‬أو ابتعد عنه مخالفًا‬

‫لألنظمة‪ ،‬فإن ذلك ال يحرمه من وضعه الرهباني‪ ،‬وال يؤثر على وضعه كعضو في األخوة الرهبانية بغض النظر عن المخالفة‬
‫القانونية‪ .‬يرتكب ‪.106‬‬

‫‪ .104‬يرى باناجيوتيس باناجيوتاكوس‪ ،‬نظام القانون الكنسي كما هو مطبق في اليونان ‪ ،‬المجلد د‪ ،‬سالونيك ‪ ،2000‬ص ‪-49‬‬
‫‪.50‬‬
‫‪ .I .105‬كونيداريس‪ ،‬دليل‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.115‬‬
‫‪ .106‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.116‬‬

‫‪24‬‬
‫أما بالنسبة لرجال الدين والرهبان فإن الئحة إدارة كنيسة اإلسكندرية ال تتضمن أحكاًم ا تتعلق بالمعاملة العادية‬
‫الخاصة بهم‪ .‬ولكن على أية حال‪ ،‬تنطبق جميع أحكام القانون الكنسي للكنيسة األرثوذكسية‪ ،‬الذي يتناول المسائل التي تمس‬
‫رتبة رجال الدين والرهبان ‪.107‬‬

‫ج‪ -‬الناس العاديون‬


‫بحسب الدستور األساسي للكنيسة‪ ،‬فإن أعضائها‪ ،‬كما ذكرنا أعاله‪ ،‬ينقسمون إلى فئتين‪ ،‬رجال الدين والعلمانيين‪.‬‬
‫الفرق الملحوظ بينهما هو "التنسيق" ‪ .108‬رجال الدين والعلمانيون جميعهم في خدمة الكنيسة‪ ،‬كل في رتبته وخدمته‪ ،‬كلهم‬
‫يشكلون مًعا " كهنوت الملكوت " ‪ .109‬ولذلك‪ ،‬فإن "العلمانيين"‪ ،‬كطبقة متميزة من رجال الدين‪ ،‬تم ذكرهم ألول مرة في كتاب‬
‫كليمنت األول ‪ .110‬في منصب الرب الثالثي بصفته "رئيس الكهنة والملك والنبي"‪ .‬ويشارك العلمانيون في عمل الكنيسة‬
‫الطقسي والتعليمي واإلداري والتشريعي‪ ،‬على اعتبار أن التمييز بينهم وبين اإلكليروس والرهبان ال يتعلق بممارسة السلطة‪،‬‬
‫بل بدرجة الخدمة‪ .‬إن العنصر العلماني في الكنيسة األرثوذكسية ال ُيترك جانبًا‪ ،‬وال يقتصر على موقف سلبي‪ ،‬بل يشارك‬
‫بفعالية في شؤون الكنيسة ‪.111‬‬

‫على وجه الخصوص‪ ،‬يشارك العلمانيون في أعمال الكنيسة الطقسية ويساعدون رجال الدين‪ .‬السمة المميزة هي‬
‫الخدمة التي يقدمها المرنم وبشكل عام رواد الكنيسة بمشاركتهم في الترانيم والقراءات‪ ،‬باإلضافة إلى الخدمة التي يقدمها‬
‫األطفال داخل آي فيما‪ .‬في العمل التعليمي‪ ،‬يتم التبشير بالعلمانيين‪ ،‬بإذن األسقف‪ ،‬من قبل الهوتيين أتقياء ومؤهلين‪ ،‬والذين‬
‫يمكنهم أيًض ا القيام بعمل التعليم المسيحي‪ .‬يشارك الناس أيًض ا في الجزء اإلداري من الكنيسة‪ .‬من الممكن أن يشمل المشروع‬
‫مشاركة العنصر الشعبي في انتخاب رعاة الكنيسة وكذلك في إعداد المجالس واللجان المتروبوليتية والرعوية‪ .‬كما أن مشاركة‬
‫الشعب في العمل التشريعي للكنيسة تعلن أيًضا من خالل المجامع ‪.112‬‬

‫تعترف الكنيسة األرثوذكسية بمساهمة العلمانيين وتضعهم في مكانة بارزة‪ .‬في المرجع‪ ،‬فإنهم يساهمون في ترقية‬
‫رجال الدين خالل الجزء األكبر من الحياة التاريخية للكنيسة‪ ،‬إما كأعضاء في الجماعة الدينية المتعاونة‪ ،‬أو كحاملين للسلطة‬
‫السياسية‪ ،‬أو كأعضاء في الهيئات الجماعية للكنيسة والكنيسة‪ .‬المحاكم‪ .‬كما يحق للعلمانيين‪ ،‬وفًقا للقانون الكنسي والعقائدي‬
‫الكنسي‪ ،‬تلقي األسرار وحضور االحتفاالت المقدسة‪ ،‬وكذلك المشاركة في القداس اإللهي ‪ .113‬وعليهم أيًضا أن يستمعوا إلى‬
‫تعليم رعاتهم‪ ،‬وأن يتمتعوا بفوائد المشاركة في الحياة السّرية‪ ،‬وأن يخضعوا لإلدارة الروحية ‪.114‬‬

‫‪ .107‬باناجيوتاكوس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.286 – 206‬‬

‫‪ .108‬يرى ب‪ .‬رودوبولوس‪ ، ...Epitomii ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.115‬‬


‫‪ .109‬يرى ‪ .I‬كونيداريس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ .110‬يرى ب‪ .‬فداس‪ ،‬الكنسي‪ ، ...‬المجلد األول‪ ،‬المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.208‬‬
‫‪ .111‬يرى ب‪.‬بوميس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.147‬‬

‫‪ .112‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.148 – 147‬‬


‫‪ .113‬يرى ‪ .I‬كونيداريس‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.104 - 103‬‬

‫‪ .114‬يرى ب‪ .‬رودوبولوس‪ ، ...Epitomii ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.119‬‬

‫‪25‬‬
‫وفي كنيسة اإلسكندرية كان للعلمانيين مكانة بارزة ‪.115‬‬

‫وفي انتخاب البطريرك‪ ،‬تتألف الهيئة االنتخابية‪ ،‬باإلضافة إلى رؤساء كهنة الكرسي البطريركي‪ ،‬و‪ 36‬من شيوخ‬
‫األبرشية العاملين‪ ،‬وممثلي المجتمع العلماني أو المنظمات النقابية األخرى ‪ .116‬على من يرغب في أن يكون ممثًال شعبيًا في‬
‫انتخاب البطريرك أن يكون ذكرًا‪ ،‬أن يكون مسيحيًا‪.‬‬
‫األرثوذكسي‪ ،‬له حقوق عضو الكنيسة األرثوذكسية المقدسة‬
‫الكنيسة والحد األدنى لسنه هو ‪ 30‬عاما ‪ .117‬كما تم تمثيل كل أبرشية بأربعة ممثلين علمانيين يتم انتخابهم من قبل رؤساء هذه‬
‫الطوائف ‪ ،118‬في حين أن‬

‫ومثل األبرشية ‪ 65‬ممثًال علمانًيا‪ ،‬منهم ‪ 37‬مؤسًسا و‪ 3‬نقابيين و‪ 25‬من أبناء الرعية‪ .‬وكان المؤسسون الـ ‪ 21‬من اإلسكندرية‬
‫والـ ‪ 23‬من القاهرة ‪.119‬‬

‫أيًض ا‪ ،‬في بعض المدن الكبرى (في إشارة إلى ‪ IM‬في يوانينابوليس وبريتوريا) يدير المجتمع األرثوذكسي اليوناني‬
‫الدخل والنفقات التشغيلية للرعية‪ ،‬تحت إشراف المطران المعني‪ ،‬والذي يديره القطيع نفسه‪ ،‬أي من قبل العلمانيين‪ .‬ومن‬
‫األمور ذات األهمية الخاصة التمويل من تبرعات القطيع إلى الكنيسة المحلية لدعم العمل الخيري لألبرشية‪ ،‬وكذلك راتب‬
‫القس في كل كنيسة‪.‬‬

‫‪ .115‬أدناه‪ ،‬في قسم فرعي خاص‪ ،‬سيتم عرض الوضع الحالي للعلمانيين في كنيسة اإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ .116‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .52‬وانظر أيًضا لوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬ص ‪.5‬‬
‫وعاشر بابادوبولوس‪ ،‬مطر‪ .‬قرطاجنة‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪.234‬‬
‫‪ .117‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات ‪ .55-52‬قارن بين لوائح بطريركية اإلسكندرية‪، ...‬‬
‫ص ‪ .7‬وعاشر بابادوبولوس‪ ،‬مطر‪ .‬قرطاجنة‪ ،‬مرجع سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص‪.236- 235‬‬
‫‪ .118‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .119‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الهيئات اإلدارية المركزية‬
‫لبطريركية اإلسكندرية‬

‫‪ .1‬المجمع البطريركي‬

‫أ‪ .‬المفهوم العام واالختصاص القضائي‬


‫مؤسسة المجمع موجودة في الكنيسة المسيحية كمؤسسة منذ العصر الرسولي‪ " .‬ثم يقول إن الرسل والمشايخ اتفقوا‬
‫على هذه الكلمة " ‪ .120‬وفي الكرسي الرسولي باإلسكندرية‪ ،‬عندما كانت بلدانها مزدهرة وكان هناك رعاة وقطعان في‬
‫المتروبوليس‪ ،‬تم تأسيسها على أساس القوانين المقدسة كمؤسسة دائمة يجتمع فيها األساقفة في جلسات مشتركة‪ ،‬منتظمة وغير‬
‫عادية‪ ،‬مع األساقفة‪ .‬األول في القيادة كرئيس‪ ،‬لكي يقرر الوضع العام لكنيسة اإلسكندرية‪ .‬وإال فإن البطريرك حدد القضايا من‬
‫القسطنطينية ‪.121‬‬

‫وفًق ا للقانون الكنسي للكنيسة األرثوذكسية الشرقية‪ ،‬فإن الهيئة المكونة من األساقفة‪ ،‬الذين يمارسون السلطة‬
‫اإلدارية‪ ،‬تسمى المجمع المقدس‪ .‬يمكن لمفهوم ممارسة السلطة اإلدارية أن يتخذ بشكل أساسي ثالثة أشكال مختلفة‪:‬‬
‫أ) اجتماع جميع رؤساء كهنة الكنيسة المستقلة‬
‫باعتبارها السلطة العليا الوحيدة‪.‬‬
‫ب) المجمع المذكور أعاله بصفته السلطة العليا‪ ،‬ولكن ليس بصفته صاحب السلطة اإلدارية العليا‪ ،‬في الكنيسة‬
‫منقسم بين المجمع المقدس وهيئة جماعية أخرى تضم ممثلين عن بقية رجال الدين والرعية‪.‬‬
‫ج) الهيئة اإلدارية ذات التشكيل العريض والتي تتكون من عدد قليل من األساقفة وتسمى "ميكرا" أو "المجمع األول‬
‫الدائم"‪ .‬وتشير االختالفات بين األشكال الثالثة إلى تكوينها ومسؤولياتها وأحكامها التشغيلية‪ .‬الشكل األول للمجمع األول‬
‫موجود في بطريركية اإلسكندرية‪122 .‬تغير شكل سينودس كنيسة اإلسكندرية على مر السنين‪ ،‬بناًء على ظروف مختلفة‬
‫(سياسية بالدرجة األولى)‪ ،‬حتى أخذ شكله الحالي الذي سيتم عرضه أدناه‪.‬‬
‫في عهد بطريركية فوتي (‪ ،)1925-1900‬أعيدت وأعيد تنشيط تلك المطرانات التي ألغيت ألسباب مختلفة‪ ،‬بحيث‬
‫أصبحت تتمتع بالصالحية الرعوية الكاملة وانعقدت فيها اجتماعات المجمع‪ ،‬على فترات نادرة‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬في عهد بطريركية‬
‫مالتيوس (‪ ،)1935 -1926‬كثر المطارنة النشطون وتم تنفيذ المؤسسة المجمعية دون عوائق‪ ،‬ليجتمع المجمع مرتين في‬
‫السنة‪ ،‬وفًقا للقانون ‪ 17‬من الرسل القديسين‪ .‬وفي بعض األحيان‪ ،‬لقضايا خاصة وفي حاالت استثنائية‪ ،‬كانت ُتعقد مجامع غير‬
‫عادية‪ .‬ولذلك فإن هذا يشكل ويشكل المؤسسة الدائمة للنظام القانوني للكنيسة اإلسكندرية ‪.123‬‬

‫‪ .120‬براكس ‪.6 ،15 .‬‬

‫‪ .121‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .67‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪ .254‬وانظر أيضا لوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ص ‪ .12‬انظر وبانداينوس ‪ ،1931 / 40‬ص ‪.789‬‬
‫‪ .122‬يرى س‪ .‬ترويانوس‪ " ،‬مالحظات مقارنة حول التشريع القانوني لـ‬
‫"الكنائس األرثوذكسية المستقلة فيما يتعلق بالمجمع األول للتسلسل الهرمي "‪ ،‬في مجلة الالهوت ‪ ،50/1979‬ص ‪. 39-38‬‬

‫‪27‬‬
‫ب‪ .‬التشكيل‬
‫يتكون المجمع البطريركي على العرش السكندري من جميع مطارنة العرش ورئيسه البطريرك‪ ،‬في مجمع كامل‬
‫كما حدده القانون السادس عشر للمجمع األنطاكي‪ .‬عندما يتغيب البطريرك عن المجمع‪ ،‬ال ينعقد وفق القاعدة ك من المجمع‬
‫المذكور أعاله ‪ .125124‬بابا وبطريرك اإلسكندرية وليبيا والخمس مدن وأثيوبيا وجميع‬
‫أفريقيا تتمتع باالمتيازات والحقوق المعترف بها للمقدسات‬
‫يرعى القانون كنيسة اإلسكندرية‪ ،‬وهي عضو في الكنيسة المقدسة الكاثوليكية الرسولية األرثوذكسية‪ ،‬من خالل األحكام‬
‫والقرارات التي تتخذ في المجمع‪. 126.‬‬

‫العالقات المجمعية بين البطريرك والمتروبوليتيين يحكمها القانون الرسولي ‪ ،LRD‬الذي ينص على أن األساقفة‬
‫يجب أن يعترفوا بالبطريرك ويعتبروه رأسًا لها‪ .‬لذلك‪ ،‬بدون موافقة بطريرك اإلسكندرية‪ ،‬ال يمكن إنهاء األمور المتعلقة بحالة‬
‫الكنيسة‪.‬وتحدد ‪127‬القواعد اختصاص المجمع الكامل‪ .‬يتعلق األمر بتسوية القضايا الكنسية ‪ ،128‬وتوفير االحتياجات الكنسية ‪،129‬‬
‫وتصحيح المخالفات الكنسية‪ .‬فعملها إذن إداري وتنظيمي وقضائي ‪.130‬‬

‫لكن الواجب المجمعي هو التزام قانوني‪ .‬الغياب بدون سبب وسبب معقول يخضع للتوبيخ األخوي‪ ،‬وإذا تعطل‬
‫العمل المجمعي بسببه يتحول إلى عقوبة كبرى‪ .‬أولئك الذين يعيشون بعيًدا والذين‪ ،‬على أي حال‪ ،‬ملزمون باالجتماع مرة‬
‫واحدة على األقل كل ثالث سنوات‪ ،‬معفون من االلتزامات بموجب القاعدة الخامسة من قرطاجنة ‪ .132131‬كما أن تمثيل المطران‬
‫الذي يمنع من حضور المجمع يكون عاديًا فقط بعد التصويت‪ ،‬لغرض انتخاب بطريرك أو مطران ‪.133‬‬

‫‪ .123‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .68‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪ .255‬والئحة بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.13‬‬
‫يرى وكذلك بندينوس ‪ ،1931 /40‬ص ‪.789‬‬
‫‪ .124‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .68‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪ .256-255‬ولوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪ .125‬يرى وكذلك بندينوس ‪ ،1931 /40‬ص ‪.790‬‬
‫‪ .126‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .127‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .128‬نيقوديموس أجيوريتس‪ ،‬بيداليون‪ ،...‬القانون الرسولي السابع عشر‪ ،‬ص ‪.42-41‬‬


‫‪ .129‬المرجع نفسه‪ ،‬وقانون المجمع األنطاكي‪ ،‬ص ‪.417‬‬
‫‪ .130‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .68‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ .‬ص‪ ،‬ص ‪ .256‬انظر وأيضا لوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ص ‪ 14‬وبانداينوس ‪ ،1931 /40‬ص ‪.791‬‬
‫‪ .131‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬ص ‪ .69‬قارن ‪ .H. Papadopoulos، Matr‬قرطاجنة‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪ .132‬ال‪ .‬ص‪.‬انظر وكذلك أنظمة بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 14‬وبانداينوس ‪ ،1931 / 40‬ص ‪-791‬‬
‫‪.792‬‬
‫‪ .133‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫ج‪ -‬الدعوة‬
‫ويعلن بداية كل مجمع من قبل البطريرك الذي يرأسه‪ .‬وإذا حدث مانع‪ ،‬بسبب طارئ‪ ،‬يرأس المتروبوليت‪ ،‬وتسند‬
‫إليه الوالية ‪ .134‬وينعقد المجمع في المكان الذي يعينه البطريرك ويدعى أعضاء المجمع قبل عشرين يوما على األقل من بدء‬
‫المجمع العادي‪ .‬وفي اجتماع استثنائي تحدد دعوة أعضاء المجمع قبل خمسة أيام على األقل من بدء أعماله ‪ .135‬وينعقد‬
‫السينودس مرتين في السنة بحسب القانون الرسولي السابع عشر‪ ،‬في الربيع والخريف وبشكل إجباري كل سنة‪ ،‬بحسب‬
‫القانون الثامن للعنصرة‪ .‬كما يتم تنفيذه كحالة طارئة عندما يقرره البطريرك ‪ .136‬مدمن على مدى السنوات الخمس عشرة‬
‫الماضية تم عقد سينودس بين ‪20‬‬
‫أكتوبر و ‪ 20‬نوفمبر من كل عام‪ .‬لذلك يجتمع المجمع‪ ،‬عندما يشارك في العمل مع البطريرك‪ ،‬على األقل نصف عدد مطارنة‬
‫العرش‪ .‬في المجمع االستثنائي‪ ،‬يتخذ البطريرك قراراته من خالل اثنين فقط من اآلباء ‪.137‬‬

‫يعمل المجمع المقدس على أساس جدول األعمال‪ ،‬واألمور العاجلة خارج جدول األعمال‪ ،‬والتي تحتاج إلى دراسة‬
‫والتي يجب أن تكون معروفة للمندوبين‪ ،‬قبل وقت قصير من بدء العمل‪ ،‬من قبل البطريرك أو منه ‪ .138‬تتخذ القرارات‬
‫باألغلبية‪ ،‬ولكن يصادق عليها وينفذها البطريرك‪ ،‬أما في القضايا القضائية فال يوصى إال بموافقة البطريرك كإلزامية‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬في حالة التعادل‪ ،‬يفوز التصويت الرئاسي ‪.139‬‬

‫ينعقد المجمع‪ ،‬كجسد روحاني‪ ،‬وأبوابه مغلقة‪ ،‬ويلبس المندوبون أوكاليماخ بدون طية صدر السترة‪ ،‬فقط البطريرك‬
‫يلبس طية صدر السترة‪ ،‬ويحضرون في سفارات الرسامة الكهنوتية ‪ .140‬يعود توجيه عمل السينودس إلى الرئيس‪ ،‬الذي له‬
‫الحق في إعطاء الكلمة للمندوبين‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬إلغائها في حالة انحراف المناقشة‪ ،‬وكذلك الحفاظ على النظام فيها‪ ،‬وطرح البنود‬
‫وفًق ا للجدول الزمني‪ .‬جدول األعمال‪ ،‬وتأجيل مواصلة المناقشة‪ ،‬ومقاطعة الجلسة وحلها‪ ،‬وإعالن انتهاء المؤتمر‪ ،‬وطرح‬
‫المقترحات للتصويت‪ ،‬وإعالن القرارات‪ .‬حرية التعبير موجودة في االجتماعات‪ ،‬بشرط مراعاة الكالم الالئق واحترام‬
‫السلطات المختصة ‪.141‬‬

‫د‪ .‬عملية صنع القرار‬


‫في أحكام المجمع البطريركي يجب على جميع الطاقم االلتزام بها‪ ،‬وعلى رأسهم أعضاء المجمع أوًال‪ .‬أي فعل أو‬
‫‪142‬‬
‫فعل خارج المجمع‪ ،‬يقوم به أحد أعضاء المجمع بهدف التقليل من هيبته‪ ،‬هو جنحة عادية‪.‬‬

‫‪ .134‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .135‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .136‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .137‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .138‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .139‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪.140‬المرجع نفسه‬

‫‪ .141‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .142‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫لذلك تحفظ في مناقشات المجمع محاضر مختصرة تدون في كتاب خاص وبعد انتهاء االجتماع تتم قراءتها‬
‫والموافقة عليها‪ .‬إن التصديق على محضر االجتماع األخير لكل مجمع هو مهمة رئيسه‪ .‬يتم توقيع المحضر من قبل الرئيس‬
‫والمندوبين والسكرتير‪ .‬ما يوقعه الرئيس واألمين صحيح ‪ .143‬تدون القرارات المتضمنة في المحاضر في دفاتر خاصة حسب‬
‫الفئات ويوقعها البطريرك وأمين السر‪ .‬وأخيرا‪ ،‬يتضمن كل قرار ملخصا ألساسه المنطقي ‪.144‬‬

‫يتم تنفيذ دور أمين السينودس من قبل السكرتير األول له‬


‫البطريركية أو (و) السكرتير الخاص الذي يعينه البطريرك‪ .‬أمين سر المجمع مسؤول عن تلخيص المناقشات بأمانة‪ ،‬وال سيما‬
‫النسخ الدقيق للمحاضر والقرارات بعد الموافقة عليها‪ ،‬كما أنه مسؤول أيًضا عن حفظ أرشيف المجمع ‪.145‬‬

‫هـ‪ -‬الصالحيات اإلدارية‬


‫جميع المسائل ذات الصبغة اإلدارية تدخل في نطاق السلطة اإلدارية للمجمع البطريركي‪ .‬أهمها هي‪:‬‬
‫أ) انتخاب رؤساء الكهنة‪.‬‬
‫ب) إقرار الموازنة والموافقة على تقرير البطريركية والم مطارن‪.‬‬
‫ج) السيطرة العليا على جميع اإلدارات الكنسية‪.‬‬
‫د) قرار مصادرة ممتلكات الكنيسة الستبدالها بأخرى أكثر ربحية وسهولة في إدارتها‪.‬‬
‫هـ) إبرام قرض على حساب العرش‪.‬‬
‫و) التنازل عن المطالبات المالية أو العقارية‪.‬‬
‫ز) موافقات البطريركية على التعاقدات مع الغير‪.‬‬
‫ح) حل الخالفات بين البطريرك والمطران‪ ،‬أو بين المطارنة‪ ،‬أو الخالف بين شخص كنسي "طبيعي" أو "اعتباري" ضد‬
‫المطران أو البطريرك ‪.146‬‬

‫‪ .143‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .144‬المرجع نفسه‬

‫‪ .145‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .146‬يرى المرجع نفسه‪ .‬ويتم التأكيد على أن "الشخص الطبيعي" يسميه القانون كل إنسان‪ ،‬له أهلية الخضوع للحقوق‬
‫والواجبات‪ ،‬بغض النظر عن الجنس والعمر والجنسية والدين‪ .‬يعتبر اإلنسان فقط "شخًصا طبيعًيا"‪ ،‬مقابل "الشخص‬
‫االعتباري"‪ .‬يبدأ "الشخص الطبيعي" في الوجود عند الوالدة وينتهي عند الموت‪ .‬ولذلك فإن كل إنسان‪ ،‬منذ والدته وحتى‬
‫مماته‪ ،‬لديه القدرة على تطبيق القانون‪ .‬أي أن لديها القدرة على الخضوع للحقوق وااللتزامات‪ .‬ببساطة‪" ،‬الشخص الطبيعي"‬
‫هو مصطلح يستخدم للداللة على شخص "عادي"‪ .‬في هذه الحالة بالذات‪ ،‬يتعلق األمر بحل مشكلة كنسية‪ ،‬بين رجل عادي أو‬
‫رجل دين‪ ،‬مع مطران أو بطريرك‪.‬‬
‫ويطلق على " الشخص االعتباري" جمعية من األشخاص الطبيعيين أو مجموعة من الممتلكات‪ ،‬تتمتع بأهلية قانونية مستقلة‪،‬‬
‫أي تخضع للحقوق وااللتزامات‪ .‬يتم تمييز الكيانات القانونية‪ ،‬بناًء على طريقة التأسيس والغرض الذي تم تأسيسها ومتابعتها‬
‫من أجله‪ ،‬إلى‪ :‬أ) الكيانات القانونية للقانون العام ( ‪ ،)NPD‬أي تلك التي يتعلق غرضها بخدمة وأداء وظيفة أو خدمة حكومية‪.‬‬
‫وتشمل هذه المختلفة‬

‫‪30‬‬
‫واو ‪ -‬السلطات التشريعية والتنظيمية‬
‫تشمل السلطة المعيارية للمجمع البطريركي " األحكام البطريركية في المجمع " التي تنظم‪:‬‬
‫أ) انتخاب البطريرك والمطرانين‪.‬‬
‫ب) واجبات رجال الدين ومكافآتهم‪.‬‬
‫ج) تلك العبادات اإللهية بشكل عام فيما يتعلق بالصيغ المقدسة والصيغ المقدسة‬
‫أهل العبادة اإللهية‪.‬‬
‫د) إدارة الممتلكات المقدسة والتعليم والترميم‪،‬‬
‫وترقية وزراء الكنيسة‪.‬‬
‫هـ) زيادة ونقصان العروش المتروبوليتانية‪ .‬و) الدستور وإجراءات المحاكم الكنسية‪.‬‬
‫ز) الحياة العائلية في المسيح والحياة االنفرادية‪.‬‬
‫ح) إدارة مؤسساتها التعليمية والخيرية‬
‫كنيسة‪.‬‬
‫ط) العالقات مع الديانات األخرى ‪. 183‬‬

‫تحال أحكام المجمع البطريركي‪ ،‬قبل التصويت عليها‪ ،‬للدراسة بعد القراءة األولى إلى لجنة المجمع‪ .‬تتكون اللجنة‬
‫من رؤساء الكهنة السينودسيين‪ ،‬ولكن من الممكن أن تضم أشخاًص ا آخرين‪ ،‬أي األساقفة – المطارنة‪ ،‬الذين ال يتمتعون‬
‫باختصاص عضو المجمع‪ .‬لجنة السينودس لديها‬

‫المدن واألبرشيات والبطاركة‪ .‬ب) الكيانات القانونية للقانون الخاص (‪ ،).N.P.I.D‬أي تلك التي أنشأها أفراد عاديون وبالتالي‬
‫تتبع قواعد القانون الخاص‪ .‬إيوانيس جاالنوس‪" ،‬الشخص القانوني"‪ ،‬في المعجم الموسوعي ‪ ،‬المجلد ‪ ،١٠‬أثينا [الفصل‪[ .‬‬
‫‪ ،].x‬ص ‪ .948 – 947‬بدون مؤلف‪" ،‬شخص اعتباري ‪ -‬طبيعي"‪ ،‬في الموسوعة اليونانية الكبرى ‪ ،‬المجلد ‪ ،18‬أثينا‬
‫‪ ،1929‬ص ‪.355‬‬
‫‪ . 183‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .70‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬المرجع‬
‫نفسه‪ ،‬ص ‪ .260‬انظر وكذلك أنظمة بطريركية اإلسكندرية‪ ...‬مرجع سابق ص ‪ 16‬وبانداينوس ‪ 1931 / 40‬ص ‪.793‬‬
‫فرصة لدراسة خطة الرهبنة البطريركية الخاصة في مجملها واتخاذ القرار بشأنها ‪.147‬‬

‫تنشر األحكام بأمر البطريرك من النشرة الكنسية الرسمية للبطريركية "البانداينوس" ويعمل بها من تاريخ نشرها‬
‫‪ .148‬إذا قرر البطريرك عدم نشر األحكام لعدم إبرازها أو صيغتها غير الكاملة أثناء مناقشة المجمع‪ ،‬يوقف نشرها ويلتزم‬
‫بتبرير هذا اإلجراء في المجمع التالي‪ .‬إذا أّيد المجمع النشر‪ ،‬أصبح إلزاميًا من قبل السلطة التنفيذية ‪ .149‬جميع اقتراحات تعديل‬

‫‪ .147‬يرى المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .148‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .149‬المرجع نفسه‪..‬‬

‫‪31‬‬
‫أو إلغاء المرسوم البطريركي تقدم من قبل البطريرك أو من خالل البطريرك‪ .‬األول‪ ،‬أي قانون التعديل‪ ،‬يتم التصويت عليه‬
‫بأغلبية أعضاء المجمع الحاضرين‪ ،‬في حين أن الثاني بالمقابل‪ ،‬أي قانون اإللغاء‪ ،‬ال يمكن تنفيذه إال إذا قرره نفس األعضاء‬
‫بما يعادل ثلثي جميع المطارنة ‪ ،‬في جلستين بفارق ستة أشهر ‪.150‬‬

‫ز‪ .‬السلطات القضائية‬


‫يمارس المجمع البطريركي السلطة القضائية الكنسية العليا في الجرائم القانونية التي يرتكبها رجال الدين والشعب‪ .‬وبهذه‬
‫الصفة القضائية يعمل المجمع على ما يلي‪:‬‬

‫أ) كمحكمة استئناف‪ .‬يتم استئناف القرارات المتعلقة بقانون األسرة‪ ،‬الصادرة عن محاكم الدرجة األولى في‬
‫األبرشية أو مطارنة العرش‪ ،‬والتي تتعلق بالمخالفات التي يرتكبها رجال الدين والشعب‪ ،‬ضد القواعد المقدسة‪ .‬يتم استبعاد‬
‫رؤساء الكهنة المشاركين في قرار الدرجة األولى‪.‬‬
‫ب) كمحكمة جنح ومحكمة جنح من درجة واحدة‪ .‬لها‬
‫تتم محاكمة الجرائم العادية أو الجنح التي يرتكبها أحد أعضاء التسلسل الهرمي‪.‬‬
‫ج) كمحكمة مراجعة‪ .‬تتم مراجعتها من قبل السينودس‪ ،‬الذي يعمل كمحكمة مراجعة‪ ،‬وقراراته قابلة للمراجعة ‪.151‬‬

‫وللسينودس إمكانية االجتماع كمحكمة استئناف في قضايا األحوال الشخصية‪ ،‬وبرئاسة النائب في حالة األرملة أو‬
‫المفوض البطريركي في حالة البطريرك الحالي‪ .‬وفي جلساتها كمحكمة جنح أو محكمة مراجعة‪ ،‬يجب أن يرأسها البطريرك‬
‫‪ .152‬كما تنعقد لعزل الكاهن أو الشماس‪ ،‬كمحكمة مكونة من ثالثة مطارنة‪ ،‬يرأسها المطران المختص بالطبع إذا لم يكن هناك‬
‫مانع‪ .‬أما في حالة أخرى‪ ،‬فيقوم البطريرك بتعيين القضاة الثالثة‪ .‬ويعود رئيس الكهنة المحكوم عليه إلى رتبة الرهبان‪ ،‬إن كان‬
‫كاهًنا‪ ،‬وإال إلى رتبة العلمانيين ‪.153‬‬

‫يتألف المجمع من البطريرك ونصف المطارنة‪ ،‬فيما يتعلق بمحاكمة رئيس الكهنة من حيث اإلدانة‪.‬‬

‫‪ .150‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .151‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ ،V. Tjortzatos .152‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .71‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬المرجع‬
‫نفسه‪ ،‬ص ‪ .262‬انظر وكذلك أنظمة بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 17‬وبانداينوس ‪ ،1931 / 40‬ص ‪.794‬‬
‫‪ .153‬يرى المرجع نفسه‪ .‬قارن أ‪ .‬كريستوفيلوبولوس‪ ،‬ديكيون و‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات من ‪ 276‬إلى ‪ 277‬وك‪.‬‬
‫فافوسكوس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.339‬‬

‫‪32‬‬
‫عندما يتعلق األمر بجنحة تستوجب عقوبة العيد الكبير‪ ،‬يكون المجمع مكتمل النصاب بحضور البطريرك رئيًسا وحضور‬
‫جميع المطارنة ‪ .154‬ويكون القرار فيه صحيحا ونهائيا إذا اتخذ باإلجماع‪ .‬وفي أية قضية أخرى‪ ،‬يجب أن تكتمل المحكمة‬
‫وتقرر بحضور ‪ 12‬قاضيًا‪ ،‬باستثناء الرئيس‪ .‬ويتم ذلك بناًء على دعوة من المطارنة الذين سيحصلون على صفة القاضي من‬

‫بطريركيات القسطنطينية وأورشليم وأنطاكية وأساقفة قبرص واليونان‪ ،‬وفقًا لقوانين مجمع أنطاكية وروما ‪ 'l .‬حكم المجمع‬
‫في قرطاجة ‪ .155‬وفي كل حالة اعتراف المتهم بالذنب فإن ذلك يشكل قرينة للحكم القضائي بحسب القاعدة الرسولية الثانية ‪.‬‬
‫ويصبح االستجواب وأقوال الشهود غير ضروريين‪ ،‬وال يؤخذان في االعتبار إال كعامل مخفف في توقيع العقوبة ‪ .156‬وال‬
‫يوقف االستئناف حكم اإلجازة الصادر في المحكمة االبتدائية ‪ .157‬إن العقوبة المجمعية التي فرضت‪ ،‬عندما ال يتعلق األمر‬
‫بخفض الرتبة‪ ،‬تكون مقبولة بالنعمة كليًا أو جزئيًا‪ ،‬وال يمنحها إال البطريرك ‪.158‬‬

‫القضايا ذات الطبيعة الجنائية‪ ،‬التي تخص محكمة السينودس والتي ال تنبع من استئناف من محاكم البداية في‬
‫األبرشية‪ ،‬هي محاكمات يتم إجراؤها إما بحكم منصبه من قبل البطريرك المسؤول أيًض ا عن النظام القانوني‪ .‬أو يتم تنفيذها‬
‫بعد تقديم الئحة اتهام ‪ .‬في الحالة الثانية‪ ،‬ال يجوز للمحكمة أن تتولى محاكمة رئيس الكهنة‪ ،‬إذا لم يتم فحص سمعة المتهم أوًال‬
‫ولم يوافقوا كتابًيا على استجوابهم‪ ،‬عندما يختلف األمر أثناء المحاكمة وتنشأ مواقف بينهم حول أركان التهمة الرئيسية‬
‫وغيرها‪ ،‬وذلك لتجنب خطر نفس المتهمين‪ ،‬في قضايا مماثلة أو نفس‪ ،‬وفقا لقواعد المجمع المسكوني الثاني و ج' للمجمع‬
‫‪159‬المسكوني الرابع‪.160 .‬‬

‫ُتشرع أحكام المجمع البطريركي على أن تكون متوافقة مع القواعد المقدسة للمجمعين المسكوني والمحلي وال‬
‫تتعارض معها‪ .‬ولكن إذا وجد فيها تناقض‪ ،‬فإن سلطتها تعود إلى القوانين المقدسة‪ ،‬كما تعود إلى تفسيرها ‪.161‬‬

‫‪ .2‬البطريرك‬

‫‪ ،V. Tjortzatos .154‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .72‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬المرجع‬
‫نفسه‪ ،‬ص ‪ .262‬انظر وكذلك أنظمة بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 17‬وبانداينوس ‪ ،1931 / 40‬ص ‪.794‬‬
‫‪ .155‬المرجع نفسه‬

‫‪ .156‬المرجع نفسه‬

‫‪ .157‬المرجع نفسه‬

‫‪ ،V. Tjortzatos .158‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .72‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬المرجع‬
‫نفسه‪ ،‬ص ‪ .263‬انظر وكذلك الئحة بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 18‬و‪ ،1931 /40‬ص ‪.795‬‬
‫‪ .159‬نيكوديموس أجيوريتس‪ ،‬بيداليون‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪ .160‬يرى المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.202‬‬

‫‪ .161‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬ص ‪ .72‬قارن ‪ .H. Papadopoulos، Matr‬قرطاجنة‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‬
‫‪ .263‬انظر وكذلك الئحة بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ 17‬و‪ ،1931 /40‬ص ‪.795‬‬
‫باندانوس‬

‫‪33‬‬
‫أ‪ .‬المنصب الفكري واإلداري – المسؤوليات‬
‫وتحتل بطريركية اإلسكندرية المركز الثاني بين سفارات البطريركيات األرثوذكسية بحسب القانون الثالث من‬
‫المجمع المسكوني الثاني‪ ،‬كما أقره القانون ‪ 56‬من المجمع األسفار الخمسة ‪.162‬‬

‫"البابا وبطريرك مدينة اإلسكندرية الكبرى بليبيا‪،‬‬


‫الخمس مدن الحبشة‪ ،‬وكل أرض مصر‪ ،‬وكل أفريقيا‪ ،‬يا أبانا‬
‫"اآلباء‪ ،‬راعي الرعاة‪ ،‬رئيس كهنة رؤساء الكهنة‪ ،‬الثالث والعاشر من الرسل وقاضي المسكونية"‪ ،‬ويمتد نطاق واليته على‬
‫قارة أفريقيا بأكملها‪ ،‬وله السلطة اإلدارية العليا للبطريركية‪ ،‬وله جميع الحقوق واالمتيازات يتم التعرف عليه من ‪.163‬‬
‫وللبطريرك‪ ،‬باعتباره هيئة إدارية مركزية‪ ،‬حقوق وعليه واجبات ومسؤوليات‪ .‬بعض منهم‪:‬‬
‫أ) يرأس المجمع ويدعو إلى انعقاده ‪ .165164‬المسؤوليات‪،‬‬

‫والتي تشتق من هذه الخاصية المحددة هي‪:‬‬

‫وله الحق في تخصيص الكلمة للمندوبين وحذفها في حالة انحراف المناقشة‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على النظام في المناقشات‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ -‬طرح القضايا وفق جدول األعمال‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫لتأجيل مواصلة المناقشة‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫لمقاطعة وفض االجتماع‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫لإلعالن عن انتهاء المؤتمر‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫لطرح المقترحات للتصويت‪.‬‬ ‫‪.7‬‬

‫‪ .162‬يرى نيقوديموس أجيوريتس‪ ،‬بيداليون‪ ، ...‬القانون ‪ 3‬من المجمع المسكوني الثاني‪،‬‬


‫ص ‪ 158 – 157‬والقانون ‪ 1‬من المجمع المسكوني الخامس عشر‪ ،‬ص ‪.252‬‬
‫‪ .163‬يرى ج‪.‬بابادوبولوس‪ ،‬التاريخ‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .480 ،475‬ويجب أن نالحظ أن مصطلح "كل أرض مصر"‬
‫هو إضافة الحقة‪ ،‬وذلك ألن القوانين المقدسة تحدد حدود مصر‪ .‬بطريركية اإلسكندرية بمصر وسواحل شمال أفريقيا‪ ،‬انظر‬
‫أ‪ .‬راليس – م‪ .‬بوتليس ‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬في قانون المجمع المسكوني األول ‪ ،‬المجلد‪ .‬ب'‪ ،‬ص ‪.128‬‬
‫‪ .164‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬ص ‪ .69‬قارن ‪ .H. Papadopoulos، Matr‬قرطاجنة‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪ .‬المرجع نفسه‪ .‬يرى وكذلك أنظمة بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 15-14‬و‪ ،40/1931‬ص‬ ‫‪165‬‬
‫‪.793-790‬‬
‫باندانوس‬

‫‪34‬‬
‫لتعلن قراراتها ‪.166‬‬ ‫‪.8‬‬
‫ب) يوافق على قرارات المجمع وينفذها‪ .‬وفي قضايا المحاكم‪ ،‬تعتبر الموافقة األبوية إلزامية‪ .‬وفي حالة التعادل‪،‬‬
‫يفوز التصويت الرئاسي ‪.167‬‬

‫ج) يتم نشرها بأمره في نشرة الكنيسة الرسمية‬


‫للبطريركية "البانداينوس" جميع المراسيم البطريركية ‪.168‬‬

‫د) يرسل دعوة إلى رؤساء قضاة كنائس القسطنطينية وأنطاكية والقدس وقبرص واليونان إلكمال ما يصل إلى عدد‬
‫‪ 12‬مندوبًا‪ ،‬في حالة عدم اكتمال النصاب القانوني للمجمع كمحكمة ‪.169‬‬

‫هـ) يشارك في اإلدارة المالية للبطريركية على النحو التالي‪:‬‬

‫يعين أعضاء اللجنة االقتصادية البطريركية المسؤولة عن إدارة إيرادات الكرسي البطريركي ‪.170‬‬ ‫‪)1‬‬

‫المحاسب الرئيسي لدائرة المحاسبة في إدارات الكرسي البطريركي ‪.171‬‬ ‫يعين‬ ‫‪)2‬‬
‫‪208‬‬
‫ويقترح الميزانية على المجمع البطريركي التي وضعها مجلس النواب‪.‬‬ ‫‪)3‬‬

‫وهو مسؤول عن إيصاالت ومدفوعات مركز البطريركية التي يتم التصرف بها من قبل الصناديق‬ ‫‪)4‬‬
‫‪209‬‬
‫بموجب مذكرات يحددها مكتب العمل‪.‬‬

‫يجيز بموافقته مصادرة الممتلكات بغرض بيعها أو تبادلها عندما يعتبر ذلك ضروريا ‪. 210‬‬ ‫‪)5‬‬
‫و) بالتوقيع البطريركي يقرره البطريرك‬
‫تسجيل رجال الدين في "الدليل الكهنوتي" للبطريركية ‪ . 211‬كما يوافق‪ ،‬من خالل السلطة األسقفية المختصة‪ ،‬على تعيين هؤالء‬
‫وتنسيبهم في مناصبهم ‪. 212‬‬

‫ز) يرأس اللجان البطريركية ‪ 213‬التالية ‪:‬‬

‫اللجنة المالية‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫‪ .166‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .167‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .168‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .169‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .72‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪،‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .262‬انظر وأيضا لوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ص ‪ 17‬وبانداينوس ‪ ،1931 /40‬ص ‪.794‬‬
‫‪ .170‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .96‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ .‬ص ‪ .294‬انظر وأيضا لوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ص ‪ 51‬وبانداينوس ‪ ،1928 /37‬ص ‪.53‬‬
‫‪ .171‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .97‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ، .‬ص ‪ .294‬انظر وأيضا لوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ص ‪ 51‬وبانداينوس ‪ ،1928 /37‬ص ‪.53‬‬

‫‪35‬‬
‫اللجنة القانونية‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫لجنة التدقيق‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫اللجنة الفنية‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫على العالقات العامة‪.‬‬ ‫‪)5‬‬

‫‪208‬‬
‫‪ .‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .99‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬المرجع‬
‫نفسه‪ ،‬ص ‪ .300‬انظر وأيضا لوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ص ‪ 54‬وبانداينوس ‪ ،1928 /37‬ص ‪209 .55‬‬

‫‪ .‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .100‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪،‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .302‬انظر وأيضا لوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ص ‪ 55‬وبانداينوس ‪ ،1928 /37‬ص ‪210 .56‬‬

‫‪ .‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .101‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪،‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .303‬انظر وأيضا لوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ص ‪ 56‬وبانداينوس ‪ ،1928 /37‬ص ‪211 .57‬‬

‫‪ .‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .79‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬المرجع‬
‫نفسه‪ ،‬ص ‪ .265‬انظر وكذلك أنظمة بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬ص ‪ 34‬وبانداينوس ‪ ،1930 /39‬ص ‪212 .351‬‬

‫‪ .‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .79‬قارن ‪ .H. Papadopoulos, Matr‬قرطاجنة‪ ،‬المرجع‬
‫نفسه‪ ،‬ص ‪ .266‬انظر وأيضا لوائح بطريركية اإلسكندرية‪ ، ...‬مرجع سابق‪.‬‬
‫ص ‪ 35‬وبانداينوس ‪ ،1930 /39‬ص ‪213 .352‬‬

‫‪ .‬التقويم الكنسي‪ ، ...‬ص ‪.69 - 67‬‬


‫في الصحافة الدورية (باندينوس‪ ،‬فاروس الكنسي‪ ،‬التقويم اإلجولبي)‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫في الشؤون التبشيرية‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫حول القضايا األرثوذكسية‪.‬‬ ‫‪)8‬‬
‫‪ )9‬في القضايا والحوارات بين المسيحيين بعد الروم الكاثوليك‪.‬‬

‫حول حوارات ما بعد االنجليكانية‪.‬‬ ‫‪)10‬‬


‫حول الحوار بعد الكاثوليك القدامى‪.‬‬ ‫‪)11‬‬
‫في الحوار بعد ما قبل الخلقيدونيين‪.‬‬ ‫‪)12‬‬
‫حول الحوار بعد مجلس الكنائس العالمي‪.‬‬ ‫‪)13‬‬
‫‪ )14‬حول الحوار بعد انعقاد المجلس األفريقي‬
‫الكنائس‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫حول الحوار بعد مجلس كنائس الشرق األوسط‪.‬‬ ‫‪)15‬‬
‫في الحوار بعد اإلسالم‪.‬‬ ‫‪)16‬‬
‫على أقاليم العرش‪.‬‬ ‫‪)17‬‬
‫على العبادة اإللهية‪.‬‬ ‫‪)18‬‬
‫حول التعليم الكنسي والتعليم المسيحي‪.‬‬ ‫‪)19‬‬
‫على البيئة‪ )21 .‬في القضايا األوروبية‪.‬‬ ‫‪)20‬‬
‫ح) مع توفير ‪ .A.Th.M‬للبابا وبطريرك اإلسكندرية‪ ،‬وتصدر أيًضا المجالت البطريركية التالية ‪:172‬‬

‫البانداينوس‪ :‬هي إحدى صحف بطريركية اإلسكندرية ونشرتها الرسمية‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫المنارة الكنسية‪ :‬هي مجلة علمية الهوتية‪ :Engolpion Imerologion )3 .‬وهو ملحق لمنارة الكنيسة وهو‬ ‫‪)2‬‬
‫منشور سنوي للكرسي البطريركي باإلسكندرية‪.‬‬
‫‪ )4‬مختارات‪ :‬تحتوي على مقاالت ودراسات علمية‪ .‬الطبعة السنوية‪.‬‬

‫ب‪ .‬انتخاب بطريرك اإلسكندرية واألحكام المعمول بها‬

‫‪ .1‬االنتخابات حتى منتصف القرن التاسع عشر‬


‫تم انتخاب بطريرك اإلسكندرية خالل القرون األولى بمشاركة رجال الدين والشعب‪ ،‬كما نص القانون الرابع من المجمع المسكوني‬
‫األول‪" :‬األسقف هو أحق جميع سكان المنطقة"‪ .173 .‬يمكن مالحظة مشاركة العلمانيين في انتخاب األسقف منذ بداية القرن‬
‫التاسع عشر وحتى العام‬

‫‪ .174 2002‬وكان بطريرك اإلسكندرية ينتخب مرارًا حتى ذلك الحين في القسطنطينية‪ ،‬بحسب مذكرات انتخاب البطاركة التي‬
‫نشرها كالينيكوس ديليكانيس ‪ .176175‬وكانت األوضاع غير المستقرة التي كانت سائدة في ذلك الوقت في مصر‪ ،‬ليس فقط سببا‬
‫في انتخابه‪ ،‬بل أيضا في بقائه فيها ‪ .177‬لذلك‪ ،‬شهدت كنيسة اإلسكندرية‪ ،‬خالل قرونها األولى‪ ،‬فترة من االزدهار‪ ،‬أعقبتها فترة‬

‫‪ .172‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.67 – 66‬‬


‫‪ .173‬يرى ك‪ .‬باباجورجيو‪" ،‬انتخاب بطريرك اإلسكندرية"‪ ،‬في‪:‬‬
‫قانوني‪ :‬مراجعة القانون الكنسي والكنسي ‪ ،1/2004 ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ .174‬يرى ج‪.‬جافاردينا‪ ،‬القوانين‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪ .175‬يرى كالينيكوس ديليكانيس‪ ،‬مذكرات‪ :‬الوثائق الكنسية الرسمية المحفوظة في مخطوطة األرشيف البطريركي ‪ ،‬المجلد‬
‫الثاني‪ ،‬القسطنطينية‬
‫‪ ،176‬ص ‪ 44 ،42 – 41 ،39 ،36 – 33 ،9 – 5‬و ‪.46‬‬
‫‪ .177‬يرى أرخيم كاليستوس‪ ،‬كرسي القسطنطينية المسكوني وحقوقه وامتيازاته على سائر كنائس المشرق (اإلسكندرية‬
‫‪ ،)1920‬ص ‪.22‬‬

‫‪37‬‬
‫من األزمة استمرت قروًنا‪" ،‬لم تكن موجودة إال في الظل" ‪ .178‬الخالفات المذهبية واالنشقاقات وغزوات العدو وفتوحاته هي‬
‫أسباب هذه األزمة بالذات ‪ .179‬كان احتالل العرب لمصر عام ‪ 642‬وإقامتهم هناك حتى عام ‪ ،1517‬وكذلك احتالل العثمانيين‬
‫للبالد حتى نهاية القرن التاسع عشر‪ ،‬األسباب الرئيسية لهذه األزمة التي استمرت لقرون طويلة في كنيسة اإلسكندرية‪. .‬‬
‫بدأت بطريركية اإلسكندرية تشهد نهضة منذ العقود األولى من القرن التاسع عشر ‪ ،‬مما أدى إلى تغير أحوال األرثوذكس تماًم ا‪.‬‬
‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬ساهمت حركة آالف اليونانيين إلى مصر أيًضا في هذه النهضة ‪ .180‬واإلغريق هم الذين أنشأوا جمعيات‬
‫خيرية ومؤسسات تعليمية في اإلسكندرية‪ ،‬مما أحدث نشاًطا تجارًيا وفكرًيا مكثًفا‪ ،‬مما أدى إلى نجاح اقتصادي وثقافي ‪.181‬‬
‫وهكذا‪ ،‬بدأت البطريركية‪ ،‬من الوضع الصعب الذي مرت به‪ ،‬تنتقل إلى مرحلة االزدهار‪ .‬كان لترقية البطريركية خالل هذه‬
‫الفترة تأثير تحريرها من البطريركية المسكونية‪ ،‬ولكن أيًض ا إعادة تنظيمها على أسس إدارية جديدة‪.‬‬
‫بعد صدور المرسومين العثمانيين "هاتي شريف" (‪ )1839‬و" هاتي همايوم " (‪ ،)1856‬اللذين أرسا شكًال من أشكال المساواة‬
‫الدينية لجميع مواطني الدولة العثمانية‪ ،‬اتبعت "اللوائح العامة أو الوطنية"‬
‫البطريركية المسكونية" (‪ ،)1862-1860‬والتي يطالب فيها األعضاء العلمانيون في كنيسة اإلسكندرية بإقامة انتخاب‬
‫البطريرك‪ ،‬من هيئات انتخابية أوسع تضم أعضاء دينيين وعلمانيين ‪ .182‬إن انتخاب هيروثيوس الثاني ( ‪ )1858-1847‬من‬
‫قبل مجمع البطريركية المسكونية يسلط الضوء على مشاركة العنصر الشعبي في عملية انتخاب بطريرك اإلسكندرية ‪ .183‬الذي‬
‫انتخب في البداية أرتيميوس بطريرًك ا ( ‪ .184 )1847 – 1845‬ولكن بسبب االحتجاجات الشديدة لطوائف الروم األرثوذكس في‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬تراجعت البطريركية المسكونية‪ ،‬واستقال أرتيميوس وتبع ذلك انتخاب هيروثيوس الثاني ‪.185‬‬
‫وبمشاركة العلمانيين‪ ،‬تم أيضًا انتخاب البطريرك نيكانور (‪ .)1869-1866‬تم إجراء االنتخابات من قبل مجلس‬
‫رجال الدين والعلمانيين‪ ،‬الذي اجتمع في القاهرة في ‪ 4‬يناير ‪ ،1866‬والمكون من اثنين من كبار كهنة العرش السكندري‪ ،‬و‪27‬‬
‫من رجال الدين و‪ 7‬ممثلين علمانيين للطوائف‪ ،‬وتمت المصادقة على انتخاب البطريرك نيكانور‪ .‬من قبل البطريركية‬
‫المسكونية ‪ .186‬ووضع هذا المجلس "النظام الداخلي" للبطريركية المكون من ‪ 11‬مادة يتم بموجبها انتخاب البطريرك‬
‫"بتصويت رجال الدين والشعب" بغض النظر عن إرادة أي سلطة كنسية أو سياسية أخرى‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تم تحديد أن‬
‫إدارة بطريركية اإلسكندرية يمارسها مجمع بأعضائه‪ ،‬البطريرك رئيًسا وأربعة من رؤساء كهنة العرش السكندري‪ ،‬الذين‬
‫تنتخبهم طوائف الروم األرثوذكس‪ ،‬بينما سينودس المجمع سوف يصدقون ببساطة على انتخابهم ‪ .187‬أحد المبادئ األساسية‬
‫لدستور الكنيسة األرثوذكسية هو المساواة بين العلمانيين ورجال الدين‪ .‬لكن مشاركة العنصر الشعبي في انتخاب البطريرك‬

‫‪ .178‬يرى بابادوبولوس‪ ،‬التاريخ‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.505‬‬


‫‪ .179‬يرى ك‪.‬باباجورجيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.88‬‬

‫‪ .180‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬التشريع‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.146‬‬


‫‪ .181‬يرى ك‪ .‬باباجورجيو‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.90 – 89‬‬

‫‪ .182‬يرى ج‪ .‬جافارديناس‪ ،‬القوانين‪ .147 – 146 ، ...‬ص‪ ،‬ك‪ .‬باباجورجيو‪ ،‬ص ‪.92-91‬‬
‫‪ .183‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬القوانين‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ .184‬يرى بابادوبولوس‪ ،‬التاريخ‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.840‬‬
‫‪ .185‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬التشريع‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.147‬‬
‫‪ .186‬يرى بابادوبولوس‪ ،‬التاريخ‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.840‬‬
‫‪ .187‬يرى ج‪ .‬جافارديناس‪ ،‬القوانين‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات من ‪ 147‬إلى ‪.148‬‬

‫‪38‬‬
‫واألساقفة‪ ،‬هي التي خلقت مشاكل داخل المجتمع في االنتخابات البطريركية المقبلة‪ .‬وهكذا انتقلت مشاجرات العلمانيين‬
‫وميولهم الخالدة إلى بيئة الكنيسة ‪.188‬‬

‫وفيما يتعلق بمشاركة العنصر الشعبي نذكر الحقيقة التالية‪ .‬ويشهد التعايش بين طائفتي الروم األرثوذكس والسريان‬
‫األرثوذكس في مصر منذ عام ‪ 1635‬في القاهرة‪ ،‬بحضور "أخوية الصاغة األرثوذكس" المكونة من ‪ 40‬عضًو ا‬
‫من اليونانيين و‪ 20‬عضًو ا من السوريين الناطقين بالعربية‪ .‬وكان البطريرك جيراسيموس سبارتاليوتيس ( ‪ )1636-1620‬هو‬
‫الذي صادق على النظام األساسي ‪ .189‬وبالتالي فإن هذا االستقطاب بين الروم األرثوذكس والناطقين بالعربية (السريان‬
‫األرثوذكس)‪ ،‬حيث يشكل األولون طاقم كنيسة اإلسكندرية‪ ،‬أدى إلى تنافس شديد‪ ،‬خاصة بعد مطالبة السريان األرثوذكس‬
‫بمشاركة أكثر تناسًبا في الكنيسة‪ .‬انتخابات البطريرك‪ .‬وصلت المعارضة إلى حدود االنقسام أثناء انتخاب البطريرك التالي‬
‫صفرونيوس الرابع (‪ .190 )1899-1870‬كما اختلطت السياسة الروسية القومية السالفية في المناخ المتفجر الذي تشكل داخل‬
‫الكنيسة المحلية‪" .‬التمييز الذي ظهر في عهد سفرونيوس‪ ،‬بين اليونانيين والسوريين‪ ،‬كان نتيجة الدعاية السياسية الروسية‪،‬‬
‫منذ زمن الحركة السالفية التي انقلبت ضد الهيلينية في البلقان والشرق األوسط" ‪ .191‬وبهذا الجدل‪ ،‬فقد مصداقيته قسم الناطقين‬
‫بالعربية‪ ،‬من قبل العنصر اليوناني‪ ،‬حيث تم دعم هيرومونك نيلوس‪ ،‬الذي رسامته البطريركية المسكونية‪ ،‬كمرشح النتخاب‬
‫العرش ‪ .192‬بعد كل شيء‪ ،‬يقول غريغوريس باباميشيل ‪" :‬‬
‫ال يمكنك أن تتخيل إلى أي مدى ارتفعت مشاعر األحزاب المختلفة‪.‬‬
‫التجار واألطباء والمتعلمون والطبقات العليا عموًم ا يعارضون النيل باإلجماع‪ .‬وال يدافع عنه إال المحامون وأدنى فئة من‬
‫الناس‪ .‬ويجب إيجاد مخرج لموقف بطريركية اإلسكندرية المؤسف‪ ،‬الذي أصبح لعبة أهواء‪ ،‬وموضوع ضحك للهراطقة‪،‬‬
‫وعار على األرثوذكسية" ‪ .193‬ولذلك أثار هذا المناخ قلقًا لدى الحكومة المصرية‪ ،‬التي قررت إجراء االنتخابات في اإلدارات‬
‫المحلية‪ ،‬والتي من شأن وجود الدولة فيها أن يمنع خلق المنحرفين‪ .‬وحدد رؤساء الكهنة أماكن انتخابهم‪ ،‬الهياكل المقدسة‪ ،‬التي‬
‫كان يأتي إليها الجزء األكبر من الطاقم‪ .‬وأخيرًا انتخب صفرونيوس بطريركًا على اإلسكندرية ‪.194‬‬

‫‪ .2‬لوائح عامي ‪ 1874‬و‪1899‬‬


‫قام بطريرك اإلسكندرية الجديد‪ ،‬صفرونيوس‪ ،‬بالتعاون مع المجتمعات‪ ،‬بصياغة "النظام الخاص ببطريرك اإلسكندرية" عام‬
‫‪ ،1874‬والذي يتكون من ‪ 32‬مادة‪ .‬ونص النظام على انتخاب بطريرك بمشاركة ممثلي العلمانيين والطوائف األرثوذكسية‬
‫والنقابات المهنية في مصر‪ .‬ولم يتم التصديق على الالئحة من قبل الحكومة المصرية‪ .‬وفي عام ‪ ،1899‬تم وضع "مرسوم‬
‫تنظيمي جديد بشأن انتخاب بطريرك اإلسكندرية" يتكون من ‪ 16‬مادة تشبه نسبًيا تلك التي كانت موجودة في عام ‪ .1874‬ومع‬

‫‪ .188‬يرى ك‪ .‬باباجورجيو‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.94 – 93‬‬


‫‪ .189‬يرى ج‪ .‬مزاراكيس‪ ،‬الرمزية في تاريخ الكنيسة المصرية األرثوذكسية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1932‬ص ‪.69-68‬‬
‫‪ .190‬يرى ج‪.‬جافاردينا‪ ،‬القوانين‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ .191‬يرى ج‪ .‬كونيداريس‪" ،‬اإلسكندرية‪ :‬الفترة الكنسية ‪ -‬التاريخ الجديد‪ ،‬في‪:‬‬
‫د‪.‬ه‪.‬ه‪ ، .‬المجلد ‪ ،2‬ص ‪.60‬‬
‫‪ .192‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬التشريع‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬
‫‪ .193‬غريغوريوس باباميكائيل‪ ،‬اكتشافات حول السياسة الروسية في المشرق اليوناني األرثوذكسي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪،1910‬‬
‫ص ‪.35-34‬‬
‫‪ .194‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬التشريع‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.148‬‬

‫‪39‬‬
‫ذلك‪ ،‬لم تتم الموافقة على هذا النظام من قبل الحكومة المصرية أيًضا ‪ .195‬ويمكن إذن تفسير موقف السلطات المصرية في ظل‬
‫المناخ والظروف التاريخية لعودة القومية المصرية‪ ،‬التي اتخذت طابع العداء المفتوح تجاه المستوطنين األوروبيين وأنشطتهم‬
‫االستعمارية في البالد ‪.196‬‬
‫وعلى الرغم من أن الحكومة المصرية لم توافق على الالئحة المذكورة أعاله‪ ،‬إال أنه في ديسمبر ‪ 1899‬انعقد مجلس ديني‬
‫بهدف انتخاب بطريرك اإلسكندرية‪ .‬تألف المجمع من ‪ 151‬عضًو ا ‪ -‬ممثلين عن الطوائف‪ ،‬التي انتخبت أخيًرا فوتيوس األول‬
‫(‪ )1935-1900‬بطريرًك ا لإلسكندرية ‪ .197‬وكما ذكر ك‪ .‬باباجورجيو "في الجلسة الثانية للمجمع‪ ،‬من أصل ‪ 169‬عضوًا‪،‬‬
‫وبعد االتفاق على توسيعه‪ ،‬شارك ‪ 18‬سريانًا أرثوذكسًا بحسب نسبة تعدادهم السكاني" ‪ .198‬في الوقت نفسه‪ ،‬اشتدت الخالفات‬
‫بين الروم األرثوذكس والسريان األرثوذكس بشأن نسبة ممثلي كل طائفة خالل عملية انتخاب البطريرك ‪ .199‬وعلى وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬بدأ السريان األرثوذكس‪ ،‬الذين يشكلون ‪ %10‬من الطائفة األرثوذكسية‪ ،‬باالنفصال تدريجيًا عن الطوائف اليونانية‬
‫وتشكيل مجتمعات أخرى‪ .‬أصبحت المشكلة أكثر حدة في المناخ األيديولوجي والسياسي العام في ذلك الوقت وصعود القبلية‬
‫العرقية المصرية‪ ،‬ونتيجة لذلك أصبح التمييز بين الروم األرثوذكس والسريان األرثوذكس أكثر حدة ‪ .200‬ال‬

‫وقد طرح السريان األرثوذكس‪ ،‬مدعومين بالمصريين‪ ،‬مطالبات ال تتناسب مع قوتهم ‪ .201‬وأدى عدم تلبية مطالبهم إلى‬
‫امتناعهم عن المشاركة في العملية االنتخابية ‪ .202‬بلغت الصراعات ذروتها قبل وقت قصير من انتخاب ميليتيوس ميتاكساكيس‬
‫(‪.203 )1935-1926‬‬

‫‪ .3‬القانون األساسي لعام ‪ 1929‬ومرسوم عام ‪1934‬‬


‫سعى ميليتيوس ميتاكساكيس‪ ،‬بصفته بطريرك اإلسكندرية‪ ،‬من خالل إعادة التنظيم اإلداري للبطريركية‪ ،‬على أساس النظام‬
‫السينودسي‪ ،‬إلى تخفيف الصراع بين الروم األرثوذكس والسريان األرثوذكس‪ .‬إن حركات مثل اعترافه بالمجتمع السرياني‬
‫األرثوذكسي في القاهرة عام ‪ ،1930‬وهو عام صعود القومية المصرية‪ ،‬ولكن أيًض ا بالمجتمعات المماثلة في المراكز‬
‫الحضرية األخرى‪ ،‬تبشر بزيادة حدة التناقضات بين المجتمعين ‪.204‬‬

‫‪ .195‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.149‬‬

‫‪ .196‬يرى ك‪ .‬باباجورجيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪ .197‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬القوانين‪ ، ...‬ص‪.149‬‬


‫‪ .198‬يرى ك‪ .‬باباجورجيو‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.96‬‬

‫‪ .199‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬القوانين‪ ، ...‬ص‪.149‬‬


‫‪ .200‬يرى ك‪ .‬باباجورجيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪ .201‬يرى ج‪ .‬كونيداريس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬

‫‪ .202‬يرى ك‪ .‬باباجورجيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪ .203‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬القوانين‪ ، ...‬ص‪.149‬‬


‫‪ .204‬يرى ك‪ .‬باباجورجيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.97‬‬

‫‪40‬‬
‫وفًقا للقانون الكنسي "إن المؤسسة السينودسية أو النظام السينوديسي لإلدارة له أهمية محورية للتنظيم اإلداري‪،‬‬
‫ولكن أيًض ا للهوية الكنسية للكنيسة األرثوذكسية الشرقية" ‪ .205‬واالستثناء من تطبيق هذه المؤسسة هو كنيسة اإلسكندرية‪ ،‬حيث‬
‫كانت اإلدارة خالل القرون األولى تمارس‪ ،‬ليس عن طريق سينودس‪ ،‬بل بطريقة ملكية من قبل بطريرك اإلسكندرية نفسه‪.‬‬
‫على وجه التحديد‪ ،‬مارس عرش اإلسكندرية‪ ،‬منذ بداية القرن الرابع‪ ،‬والية قضائية مضمونة قانونًيا وغير قابلة للزعزعة على‬
‫جميع الكنائس المحلية واإلدارة ‪ .206‬أدى التطور البطيء للنظام الحضري في مصر إلى تعزيز السلطة المطلقة والمركزية‬
‫لرئيس أساقفة اإلسكندرية‪ .‬هذه العادة أقرها القانون السادس من المجمع المسكوني‪" :‬لتحفظ العادات القديمة‪ ،‬عادات مصر‬
‫وليبيا والخمس مدن‪ ،‬بحيث يكون ألسقف اإلسكندرية الواحد السلطة عليها جميًعا‪ ،‬ألن هذا هو المعتاد في روما كما هو الحال‬
‫في روما"‪ .‬حسًنا‪.207 "...‬‬

‫أيد البطريرك مالتيوس ميتاكساكيس بشدة ضرورة تشغيل بطريركية اإلسكندرية على أساس المجمعية خالل الفترة‬
‫الحديثة‪ .‬وذكر أنه بسبب األداء المعيب للمؤسسة السينودسية في اإلسكندرية حتى ذلك الحين‪ ،‬عانت البطريركية من تأثير‬
‫الكنائس األخرى مع وجود خطر واضح بفقدان استقاللها‪ .‬وعلى أساس المجمع وإعادة تنظيم العرش السكندري‪ ،‬وضع نظاًم ا‬
‫خاًصا هو "النظام البطريركي"‪.‬‬
‫أمر سينودسي بشأن المؤسسة السينودسّية" ‪ُ ،‬نشر في ‪13‬‬
‫نوفمبر ‪ .1931‬مع تنفيذه‪ ،‬أكثر من‬
‫وتم حل ‪ 180‬جلسة وقضاياها الموضوعية والكنسية‬
‫كنيسة اإلسكندرية ‪ .208‬كما قام البطريرك مالتيوس الثاني بتجميع‬
‫‪25‬‬
‫" القانون األساسي لبطريركية الروم األرثوذكس باإلسكندرية " بتاريخ‬

‫شباط ‪ 1929‬مؤلف من ‪ 11‬مادة و" المرسوم البطريركي الصادر في المجمع في شأن انتخاب بطريرك " بتاريخ ‪ 27‬حزيران‬
‫‪ 1934‬مؤلف من ‪ 34‬مادة‪ .‬تمت الموافقة على النص األول من قبل‬
‫الحكومة المصرية بينما الثانية ال ‪.209‬‬

‫لذلك‪ ،‬ووفقًا لألحكام األساسية للقانون األساسي الذي شكل إطار تنظيم وعمل البطريركية‪" ،‬يتم انتخاب بطريرك‬
‫اإلسكندرية للروم األرثوذكس من قبل رجال الدين وشعب الخاضعين للعرش البطريركي للروم األرثوذكس اإلسكندرية دون‬
‫تمييز في العرق والجنسية وبما يتناسب مع هذا العدد"‪ .‬كما يتم االعتراف بالشخص المنتخب بطريرًك ا بمرسوم‪ ،‬ويكتسب‬

‫‪ .205‬يرى ‪ .1‬زيسيوالس‪" ،‬المؤسسة السينودسية‪ :‬مشاكل تاريخية ‪ -‬كنسية وقانونية"‪ ،‬في‪ :‬تكريم المتروبوليت كيتروس‬
‫فارنافاس في الذكرى الخامسة والعشرين لكهنوته ‪ ،‬أثينا ‪ ،1980‬ص ‪.190 - 161‬‬
‫‪ .206‬يرى "نيقوديموس أجيوريتس‪ ،‬البدالون‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬في قانون المجمع المسكوني األول‪ ،‬ص ‪ 131 – 129‬والقانون‬
‫الثاني للمجمع المسكوني الثاني‪ ،‬ص ‪.157 – 156‬‬
‫‪ .207‬يرى فداس‪ ،‬الكنسي‪ ...‬المجلد األول‪ ،‬ص ‪.825 ،821 – 820 ،457‬‬
‫‪ .208‬يرى ميليتيوس ميتاكساكيس‪" ،‬المقدمة البطريركية للمجمع المقدس حول المؤسسة المجمعية"‪ ،‬باندينوس ‪،1931 /23‬‬
‫ص ‪ .780 – 775‬نيكوالوس أكسوميس‪ ،‬الحكومة المجمعية في كنيسة اإلسكندرية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1955‬ص ‪.47 – 45‬‬
‫‪ .209‬يرى ج‪ .‬جافارديناس‪ ،‬التشريع‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات من ‪ 149‬إلى ‪.150‬‬

‫‪41‬‬
‫الجنسية المصرية‪ .‬ومن ثم يتم انتخاب البطريرك من قبل مجلس ديني‪ ،‬وإنشاء نظام السينودس لتنظيم وتشغيل بطريركية‬
‫اإلسكندرية ‪.210‬‬

‫وفي مرسوم سنة ‪ ،1934‬تضمن انتخاب بطريرك اإلسكندرية مرحلتين‪ .‬في المرحلة األولى‪ ،‬تم تحديد مجلس‬
‫علماني بمشاركة جميع رؤساء كهنة العرش‪ ،‬و ‪ 36‬شيًخ ا و‪ 65‬ممثاًل علمانًيا للطوائف والنقابات المهنية‪ .‬قامت هذه الهيئة في‬
‫البداية بإعداد قائمة الناخبين ثم االقتراع المكون من ثالثة أشخاص‪ .‬وفي المرحلة الثانية انتخب المجمع البطريركي المقدس‬
‫بطريرك اإلسكندرية باألغلبية‪ .‬وكان المجمع يتألف من سبعة مطارنة على األقل من البطريركيات األخرى والكنائس المستقلة‬
‫في قبرص واليونان ‪ .211‬وبررت الحكومة المصرية عدة مطالب للسريان األرثوذكس‪ ،‬خاصة بعد مطالبتهم بقبول الطلبات‪،‬‬
‫بهدف مشاركة األغلبية في األمور اإلدارية للبطريركية‪ .‬وأخيرًا‪ ،‬وبعد ردود الفعل‪ ،‬تراجعت البطريركية وتمت إجراءات‬
‫االنتخاب القادم للبطريرك بـ "مرسوم انتخاب البطريرك" لعام ‪.1943‬‬
‫انتخب نيقوال الخامس بابا وبطريرك اإلسكندرية (‪.212 )1939-1935‬‬

‫‪ .4‬مرسوم عام ‪ 1938‬وتعديله عام ‪1979‬‬


‫وكلف البطريرك الجديد نقوال الخامس لجنة من العلمانيين اليونانيين والسريان األرثوذكس بدراسة موضوع طريقة االنتخابات‬
‫البطريركية ‪ .213‬وكانت نتيجة عمل اللجنة وتوصياتها الضرورية " األمر البطريركي الصادر في المجمع بشأن انتخاب‬
‫بطريرك " بتاريخ ‪214 13‬أيار (مايو ) ‪ 1938‬والذي تم تفسيره بـ " المنشور العام حول انتخاب بطريرك " ‪215‬بتاريخ ‪ 5‬حزيران‬
‫(يونيو) ‪ . 1939‬في هذه العملية‪ ،‬شارك السريان األرثوذكس بنسبة أكبر وبطريقة أكثر جوهرية‪ .‬تم انتخاب البطريرك من قبل‬
‫رجال الدين والشعب‪ .‬تألفت الجمعية االنتخابية الكتابية من ‪ 108‬أعضاء‪ ،‬ثلثهم من رجال الدين البطريركيين‪ ،‬في حين أن‬
‫األغلبية المتزايدة البالغة ‪ 2/3‬كانت مكونة من العلمانيين‪ ،‬كممثلي الرعايا للمجتمعات‪ ،‬والنقابات المهنية‪ ،‬واألشخاص الذين‬
‫يرتادون الكنيسة وأعضاء الكنيسة‪ .‬المحسنين للبطريركية ‪ .216‬وتم إجراء االنتخابات باالقتراع السري على مرحلتين‪ ،‬في‬
‫المرحلة األولى‪ ،‬صوتت الجمعية االنتخابية وكل عضو من أعضائها لثالثة مرشحين‪ .‬وعقد المجمع في كاتدرائية اإلسكندرية‬
‫برئاسة التوبوتيريين‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬تم إنشاء تذكرة لثالثة أشخاص من أسماء الثالثة األوائل من حيث عدد األصوات‪ .‬وكان‬
‫المجمع البطريركي هو الذي انتخب البطريرك باألغلبية النسبية ‪.217‬‬

‫‪ .210‬يرى باباجورجيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫‪ .211‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬التشريع‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.150‬‬


‫‪ .212‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.150‬‬
‫‪ .213‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.151 – 150‬‬

‫‪ .214‬يرى في‪.‬تجورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.66 – 59‬‬


‫‪ .215‬يرى بندينوس ‪ ،1939 /31‬ص ‪.364 – 361‬‬
‫‪ .216‬يرى ك‪ .‬باباجورجيو‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.98‬‬

‫‪ .217‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬القوانين‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪42‬‬
‫جرت انتخابات البطاركة المقبلين على الكرسي السكندري من سنة ‪ 1938‬إلى ‪ 2002‬طبقًا لألمر البطريركي‬
‫الصادر في ‪ 13‬مايو ‪ 1938‬والمعدل بمجمع خريف سنة ‪ 1979‬ليحل محل القرار السابق الصادر في ‪ 27‬يونيو ‪ .218 1934‬وهكذا‬
‫جرت انتخابات البطاركة خريستوفوروس (‪ )1967-1939‬ونيقوال السادس (‪.219 )1986-1968‬‬

‫خالل فترة إدارة البطريركية نيقوال السادس‪ ،‬وتحديدًا في المجمع البطريركي المقدس والمقدس الخريفي سنة‬
‫‪ ،1979‬تم تعديل المرسوم البطريركي الخاص بانتخاب بطريرك سنة ‪ .1938‬وعليه‪ ،‬تعدل المادة ‪ ،24‬تم إلغاء المادتين ‪ 25‬و‬
‫‪ 26‬من المرسوم المذكور لعام ‪ 1938‬وتعديل المادة ‪ 28‬بالنص صراحة على أنه يجوز‪ ،‬بصفته بطريرك اإلسكندرية‪ ،‬تعيين‬
‫رجل دين مرشح برتبة كهنة أعلى أو أرشمندريت أو رئيس شمامسة‪ ،‬على أنه ينتمي فقط إلى عرش االسكندرية ‪ .‬وجاء في‬
‫التقرير التمهيدي الذي قدمه نيقوال السادس أسقف اإلسكندرية إلى المجمع المقدس لبطريركية اإلسكندرية‪ ،‬أنه باإلضافة إلى ما‬
‫سبق‪ " ،‬إذا لم يكن هناك في كنيسة اإلسكندرية في قائمة الكنائس بسبب الظروف الصعبة"‪ .‬أولئك الذين سيتم انتخابهم للكهنوت‬
‫األعظم‪ ،‬والمرشحون المؤهلون الذين يمتلكون المؤهالت المذكورة أعاله ‪ ،‬ثم وفًقا لالقتصاد‪ ،‬يتم أيًضا تحديد المرشحين‬
‫خارج المناخ من قبل الكهنوت األعظم ‪220 .‬وبهذا األمر المعدل جرت انتخابات بطاركة اإلسكندرية بارثينيو الثالث (‪-1987‬‬
‫‪ )1996‬وبطرس السابع (‪.221 )2004-1997‬‬

‫‪ .5‬القانون الحالي وانتخاب البطريرك والمتروبوليت‬


‫وفي سنوات البطريركية بطرس السابع‪ ،‬وبمبادرة منه‪ ،‬ألغيت مراسيم انتخاب بطريرك اإلسكندرية سنة ‪ .1938‬وكذلك بناء‬
‫على توصية منه إلى قداسة البابا‪.‬‬
‫أصدر مجمع بطريركية اإلسكندرية في ‪ 16‬سبتمبر ‪" 2002‬القرار البطريركي في المجمع بشأن انتخاب بطريرك" المعمول‬
‫به اليوم ‪.222‬‬

‫وبموجب المرسوم الجديد‪ُ ،‬يلغى حق العلمانيين وغيرهم من رجال الدين في عملية االنتخاب النتخاب بطريرك اإلسكندرية‪.‬‬
‫وهذا الحق اآلن يخص رؤساء كهنة كنيسة اإلسكندرية حصرًيا ‪ .223‬وبهذه الطريقة‪ ،‬تم إلغاء الشكل الواسع للجمعية بمشاركة‬
‫عدد كبير من رجال الدين والعلمانيين‪ ،‬الذي نص عليه مرسوم عام ‪.1938‬‬
‫ولكن بالنسبة النتخاب المطارنة في بطريركية اإلسكندرية يتبع اإلجراء الذي يؤيده القرار البطريركي الصادر في ‪ 16‬نوفمبر‬
‫سنة ‪ 1931‬والمعدل في خريف سنة ‪ .1979‬وعلى هذا األساس يضع المجمع قائمة بأسماء المطارنة‪ :‬الناخبين‪ ،‬مع أسماء من‬

‫‪ .218‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.151‬‬

‫‪219‬يرى بندينوس ‪ ،1968 /60 ،‬ص ‪.316-309 ،265-251‬‬


‫‪220‬يرى بندينوس ‪ ،1980 /72‬ص ‪ .7 - 5‬قارن ها‪ .‬بابادوبولوس‪ ،‬البطريركية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.248 - 245‬‬
‫‪ .221‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬القوانين‪ ، ...‬ص ‪.151‬‬
‫‪ .222‬يرى ك‪.‬باباجورجيو‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .103‬قارن بانداينوس ‪ ،2002 /94‬ص ‪.394‬‬
‫‪ .223‬يرى ج‪.‬جافارديناس‪ ،‬التشريع‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.152‬‬

‫‪43‬‬
‫تتوفر فيهم المؤهالت الرسمية والموضوعية‪ .‬ومن هذه القائمة يقترح البطريرك ثالثة أشخاص وينتخب المجمع أحدهم‬
‫باالقتراع السري‪ .‬وفي حالة التعادل يكون حق االنتخاب للبطريرك ‪.224‬‬

‫ج‪ .‬إجراءات انتخاب بطريرك اإلسكندرية وصالحياته‬


‫مراقب‬

‫وفي " المرسوم البطريركي الثاني الخاص بانتخاب بطريرك " لعام ‪ ،1938‬والذي تم تفسيره بـ " المنشور الخاص‬
‫بانتخاب بطريرك " بتاريخ ‪ 5‬حزيران ‪ ، 1939‬تم انتخاب البطريرك على مرحلتين‪ .‬في المرحلة األولى‪ ،‬في المجلس االنتخابي‪،‬‬
‫الذي تم تحليل تكوينه في المادة ‪ ،6‬يصوت كل عضو من أعضائه سرا لثالثة مرشحين من قائمة المنتخبين وفقا للمادة ‪ ،29‬أما‬
‫في المرحلة الثانية‪ ،‬وفقا للمادة ‪ ،34‬فيصوت المجمع المقدس وهو الذي ينتخب البطريرك‪ ،‬بعد األغلبية النسبية للهيئة من بين‬
‫المرشحين الثالثة األوائل‪ ،‬بطريركًا على العرش السكندري‪.‬‬

‫وتفصيًال أكثر‪ ،‬فإن انتخاب البطريرك يتم بحضور المجمع البطريركي‪ ،‬من قبل رجال الدين المقدسين والشعب‪،‬‬
‫بينما الدولة هي التي تعترف بالناخب ‪.225‬‬

‫لذلك‪ ،‬عندما يكون الكرسي البطريركي السكندري تحت الترمل‪ ،‬يعلن المندوب البطريركي الحدث إلى المطارنة‪،‬‬
‫وكذلك إلى ملء الكنيسة‪ ،‬أما من هم خارج مصر فيبلغون عن طريق التلغراف ‪ .226‬وفي اليوم الثامن من اإلعالن‪ ،‬يجتمع‬
‫المطارنة مع األول على الصف رئيًسا‪ ،‬مع اإلزاحة والحضور البرقي للغائبين‪ ،‬وينتخبون المشرف‪ .‬ويعلن عن انتخاب‬
‫المراقب للحكومة المصرية ‪ .227‬ثم يتولى المشرف المسؤولية عن إدارتها‬
‫العرش ويلزم بتسليمه للبطريرك الجديد‪.‬‬
‫إن أي تغيير في شؤون اإلدارة‪ ،‬يشكل بطالنًا للعمل والنتيجة‪ ،‬كما أنه مسؤولية شخصية للمشرف تجاه البطريرك المجمعي‬
‫‪ .229228‬والنتخاب البطريرك يدعو المجمع إلى االنعقاد خالل ثالثة أيام من انتخابه لوضع قائمة بأسماء أعضاء الهيئة‬
‫االنتخابية ‪ .230‬تتكون الجمعية االنتخابية من‪:‬‬

‫أ) ما يصل إلى ستة وثالثين من رجال الدين‪ .‬يمكن أن يكون هؤالء رؤساء كهنة العرش البطريركي‪ ،‬وشيوخ‬
‫األبرشية بالنيابة‪ ،‬ورؤساء كهنة معابد كل مدينة‪.‬‬

‫‪ .224‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.153‬‬


‫‪ .225‬يرى ف‪.‬تسورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .59‬وه‪ .‬بابادوبولوس‪ ،‬التاريخ‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‬
‫‪.233‬‬
‫‪ .226‬يرى المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .227‬يرى المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ .228‬يرى في‪.‬تسورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .60‬وه‪.‬بابادوبولوس‪ ،‬التاريخ‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.234-229‬‬
‫‪ .230‬يرى المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ب) من متساوين إلى ممثلي العلمانيين من رجال الدين المالكين واالتحاديين للقانون المصري‪ ،‬الذين ينقسمون إلى‬
‫فريقين‪ ،‬الناطقين باليونانية والناطقين بالعربية‪.‬‬

‫للمالكين والنقابات بموجب القانون اليوناني واألجنبي ‪.231‬‬ ‫من عدد متساو من الممثلين العاديين‬ ‫ج)‬

‫د) يشارك في االنتخابات أيضًا محبو البطريركية ‪ .232‬عدد الناخبين ورجال الدين والحائزين واألعضاء وكذلك عدد‬
‫المحسنين الذين سيشاركون يحدده الناظر وينشر في مجلة "باندينو" التابعة للبطريركية ‪.233‬‬

‫يتم اقتراح المرشحين للكرسي البطريركي إما من قبل كل مطران أو من قبل مجموعة من رجال الدين أو األعضاء‬
‫العلمانيين في المجلس االنتخابي‪ .‬يتم توجيه المقترحات موقعة ومختومة إلى المراقب‪ ،‬والتي تكون غير مختومة واستنادا إلى‬
‫األحكام المعلنة سارية المفعول‪ ،‬ويتم تسجيل المرشحين وإنشاء قائمة المنتخبين‪ ،‬والتي ينشرها المراقب في نفس اليوم في‬
‫ملحق استثنائي " بانداينوس" ‪.234‬‬

‫خالل ثالثة أيام من نشر قائمة المرشحين‪ ،‬ينشر المراقب منشورا ويدعو الجمعية االنتخابية إلى االجتماع في اليوم الخامس‬
‫عشر من قرارها‪ .‬وفي التعميم يجب تحديد مكان االجتماع‪ ،‬أي كاتدرائية أجيوس سافاس المقدس باإلسكندرية‪ ،‬وكذلك الزمان‪،‬‬
‫من قبل المشرف‪ .‬ويرسل التعميم بالبريد إلى كل عضو في الجمعية وينشر أيضا في مجلة "باندينوس" ‪.235‬‬

‫في االجتماع الذي يرأسه المشرف‪ ،‬إذا سبقت الصالة‪ ،‬يعلن كبير أمناء العرش قائمة المنتخبين‪ ،‬والتي تتم طباعتها‬
‫على شكل اقتراع‪ .‬يتم توزيع أوراق االقتراع على أعضاء الجمعية‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬يأتي كل عضو‪ ،‬بعد نطق اسمه من قبل أمين‬
‫سر المجلس‪ ،‬إلى صندوق االقتراع‪ ،‬ويدلي بورقة االقتراع المطوية‪ ،‬بعد أن حذف منها سابقًا‪ ،‬األسماء باستثناء ثالثة‪،‬‬
‫يقترحهم كمرشحين للبطريركية‪ .‬تعتبر بطاقة االقتراع التي تحتوي على أكثر أو أقل من ثالثة أسماء باطلة‪ .‬بعد تسجيل‬
‫األصوات‪ ،‬يتم إعالن المرشحين للبطريركية كأكثر ثالثة مرشحين تصويتًا ‪ .237236‬ينتخب المجمع األول‪ ،‬المؤلف من سبعة‬
‫مطارنة على األقل‪ ،‬باالقتراع السري وباألغلبية المطلقة للهيئة‪ ،‬من بين المرشحين الثالثة‪ ،‬البطريرك المستقبلي‪ ،‬ويعلنه‬
‫خليفة لكنيسة اإلسكندرية‪ .‬المشرف‪ ،‬الذي يرأسه ستة محافظين طوال العملية‪ ،‬يتلقى األصوات واحًدا تلو اآلخر‪ ،‬ويقرأها‬
‫ويسلمها إلى أحد المحافظين‪ .‬بعد التوقيع على قانون االنتخاب من قبل المطارنة‪ ،‬يتم اإلعالن عن بطريرك اإلسكندرية‬

‫‪ .231‬يرى المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .232‬يرى المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .233‬يرى المرجع نفسه‪.‬‬


‫‪ .234‬يرى ف‪.‬تسورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ 62‬وه‪ .‬بابادوبولوس‪ ،‬التاريخ‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫‪ .235‬يرى ف‪.‬تسورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .63‬ص‪ ،‬ه‪.‬بابادوبولوس‪ ،‬التاريخ‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‬
‫‪.239‬‬
‫‪ .236‬يرى في‪.‬تسورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .68‬وه‪.‬بابادوبولوس‪ ،‬التاريخ‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.‬‬
‫‪.237‬‬

‫‪45‬‬
‫المنتخب من البوابة الجميلة وأمين سر المجمع‪ .‬وفي حالة التعادل يتم إجراء القرعة بين المتعادلين ‪ .238‬بعد االنتخابات‪ ،‬يلي‬
‫ذلك تتويج البطريرك‪ ،‬وتسبقه رسامة رئيس أساقفة اإلسكندرية المنتخب ‪.239‬‬

‫وفي عهد بطريركية بطرس السابع وبناء على اقتراحه ألغيت األحكام الخاصة بانتخاب بطريرك اإلسكندرية سنة‬
‫‪ .1938‬وبقرار من المجمع البطريركي المقدس‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪" ، 2002‬األمر‬

‫البطريركية في سينودس حول انتخاب بطريرك”‪ .‬مع النظام الجديد‪ ،‬تم إلغاء حق العلمانيين وغيرهم من رجال الدين في‬
‫المشاركة في عملية انتخاب بطريرك اإلسكندرية‪ ،‬الذي ينتمي اآلن إلى رؤساء كهنة البطريركية‪ .‬ومع الالئحة الجديدة‪ ،‬تم‬
‫انتخاب بابا اإلسكندرية وبطريركها ثيودورس الثاني‪ ،‬مما أدى إلى أداء فعال ومرضي لكنيسة اإلسكندرية‪ ،‬مما أدى‪ ،‬مع‬
‫تطبيق القانون‪ ،‬إلى العرش في بيئة موحدة‪ ،‬دون أي خالف داخل الكنيسة‪ .‬الخلجان وهو ما عبر عنه انتخاب البطريرك‬
‫الجديد باإلجماع‪ .‬ويبدو اآلن بوضوح أن وعي جميع األطراف المعنية قد نضج بفكرة التغيير الجذري إلقصاء العنصر‬
‫الشعبي في االنتخابات البطريركية‪ .‬ومن المفهوم اآلن أن بطريركية اإلسكندرية على مدى ألفي عام مضت في مسار جوهري‬
‫دون أن تتأثر بالتغيرات االجتماعية والسياسية‪ .‬ويتكون الحكم الجديد من ‪ 22‬مادة مقابل ‪ 37‬وهو مختصر تماما‪ .‬واستندت‬
‫حجةها إلى ما نص عليه ميليتيوس ميتاكساكيس من تنحية العنصر الشعبي في انتخاب البطريرك مع إضافة الحداثة وعدم‬
‫مشاركة رجال الدين األدنى‪ .‬ولم يكن للمجمع المقدس إال الكلمة الغالبة في هذا التعديل بالذات ‪.240‬‬

‫وطبعًا تبقى المواد ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 4‬كما هي‪ ،‬باستثناء أن المجمع ينعقد في اليوم السابع من ترمل العرش وليس في الثامن‪.‬‬
‫وفي المادة الخامسة يتغير الموضوع فيما يتعلق بعمل المجمع الذي يستمر حتى تكوين أعضاء الهيئة االنتخابية‪ .‬وتنص المادة‬
‫‪ 6‬على أنه في حال استقالة البطريرك الحالي من تلقاء نفسه وتكون لديه القوة الجسدية والروحية‪ ،‬ينشئ المجمع بدًال من‬
‫المشرف‪ ،‬استنادًا إلى األحكام البطريركية المتعلقة بانتخاب بطريرك جديد‪ .‬إن األحكام المحددة مبتكرة وال تظهر في أي نظام‬
‫آخر النتخاب رئيس في الكنيسة األرثوذكسية‪ ،‬ولكنها بالطبع غير موجودة في القوانين المقدسة‪.‬‬

‫المادة ‪ 7‬تشكل حكمًا جديدًا وتقضي بانتخاب البطريرك خالل ‪ 45‬يومًا من ترمل العرش‪ .‬وبهذا البند ال يسمح بتعرض‬
‫البطريركية للمخاطر ألشهر أو حتى سنوات كما حصل في الماضي‪ ،‬ويحميها من االنسجام اإلداري‪ .‬كما أن المواد ‪،9 ،8‬‬
‫‪ 13 ،12 ،10‬تذكر تعليمات‪ ،‬بهدف إجراء أقصر عملية انتخاب لمحافظ كنيسة اإلسكندرية‪ .‬في المادة ‪ ،11‬يذكر أنه‬
‫كمرشحين‪ ،‬لديهم اإلمكانية أن يكونوا‪ ،‬باإلضافة إلى المطارنة المجمعيين‪ ،‬أيًض ا رؤساء كهنة العرش اآلخرين‪ ،‬بحيث يتم بهذه‬
‫الطريقة التنبؤ ويكون من الصعب‪ ،‬ترشيح عضو غير سينودسي‪ .‬ومن المادة ‪ 14‬إلى المادة ‪ 20‬يتم وصف عملية انتخاب‬
‫البطريرك‪ .‬والمادة ‪ 18‬لها أهمية خاصة ‪ ،‬حيث نصت على أنه في حالة التعادل بين المرشحين الثالثة يعاد االنتخاب‪ ،‬أما في‬
‫حالة التعادل الجديد يجرى االنتخاب للمرشحين اللذين يشغالن السفارات‪ . .‬وفي حالة التعادل مرة أخرى‪ ،‬يتم االنتهاء من‬
‫االنتخاب عن طريق القرعة‪.‬‬

‫‪ .238‬يرى في‪.‬تجورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .66-65‬و هـ‪ .‬بابادوبولوس‪ ،‬التاريخ‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‬
‫‪.242‬‬
‫‪ .239‬يرى المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .240‬أناليكتا‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،2005‬ص ‪ 256‬و ‪.259 – 258‬‬

‫‪46‬‬
‫وفي الختام نجد أنه مع تبسيط عملية االنتخاب لم يتم تهميش العنصر الشعبي‪ ،‬بل تم تبسيط طريقة االنتخاب لصالح‬
‫الكنيسة السكندرية‪ ،‬مع العودة في نهاية المطاف إلى النظام الكنسي األرثوذكسي‪ .‬الكنيسة‪ ،‬على أساس قوانين الرابع من‬
‫المجمع المسكوني األول ‪ ،241‬ولكن أيًض ا على قانون المجمع المسكوني الثالث السابع ‪ .242‬يستمر العنصر العلماني في‬
‫المشاركة في كامل الهيكل اإلداري الرعوي واألسقفي والبطريركي للكنيسة‪.‬‬

‫الفصل الخامس الهيئات اإلقليمية لكنيسة اإلسكندرية‬

‫‪ .1‬المطارنة ‪ -‬األساقفة‬

‫أ‪ .‬المسؤوليات اإلدارية‬


‫بحسب المصادر القانونية في الكنيسة األرثوذكسية‬
‫األسقف له مكانته في صورة المسيح ومكانته ‪ .‬وهو الذي‪ ،‬بناًء على سلطته الروحية الرسمية‪ ،‬له أيضًا حقوق إدارة الكنيسة‪.‬‬
‫ويمارس على وجه الخصوص‪ ،‬ضمن سلطته اإلدارية‪ ،‬حق السلطة القضائية ‪.243‬‬
‫في كنيسة اإلسكندرية‪ ،‬يتميز القائمون على منصب الكهنوت األعلى إلى‪ :‬أ) البطريرك ب) المطارنة ج) أساقفة المقاطعات د)‬
‫األساقفة المساعدين هـ) الشيوخ والشمامسة‪ .‬أخيًر ا‪ ،‬دون أن يكونوا فئة خاصة‪ ،‬يتم أيًضا تضمين رؤساء الكهنة الراضين‪.‬‬
‫ومن بين ما سبق‪ ،‬يحق للبطريرك والمتروبوليت فقط ممارسة سلطة إدارية مستقلة‪ ،‬كرعاة إلقليم معين ‪ .244‬حقوق وواجبات‬
‫ومسؤوليات المطران األسقف عند ممارسة السلطة اإلدارية‪ ،‬بالمعنى األوسع في منطقته‪ ،‬هي كما يلي‪:‬‬
‫أ) عضو في مجمع الكرسي البطريركي المقدس والمقدس على اإلسكندرية‪ ،‬ويجب عليه حضور جلساته ‪.245‬‬

‫ب) يشرف على المحكمة الروحية االبتدائية بمدينته‪ ،‬كما يشارك في محكمة االستئناف الروحية عضوًا ‪.246‬‬

‫ج) يقيم في األسقفية مدى الحياة وال يغادرها إال إذا اقتضت ذلك أسباب خاصة‪ ،‬مع تحديد كافة االلتزامات التي تترتب عليها‬
‫‪.247‬‬

‫د) في المعابد المقدسة‪ ،‬يتولى الرقابة واإلشراف على إدارتها‪ ،‬ويمثلها‪ ،‬ويأذن ببنائها‪ ،‬ويقرر إنشاء رعايا جديدة‪ ،‬وينظم جميع‬
‫أعمالها اإلنسانية واالجتماعية والتبشيرية‪ .‬كما أنها تشرف على األديرة المقدسة التابعة لمنطقة العاصمة ‪.248‬‬

‫هـ) يتولى أخيرًا مسؤولية إعداد موازنة مطرانته‪ ،‬في حدود هذا الدخل‪ ،‬وكذلك صندوق المنح البطريركية ‪.249‬‬

‫‪ .241‬يرى نيكوديموس أجيوريتس‪ ،‬بيداليون‪ ، ...‬ص ‪.128 - 127‬‬


‫‪ .242‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.325 – 324‬‬
‫‪ .243‬يرى نيقوديموس ميالس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.337-335‬‬

‫‪ .244‬يرى إيميرولوجيون‪ ، 2015...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.317 – 90‬‬

‫‪ .245‬يرى المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.65 – 63‬‬

‫‪ .246‬يرى ف‪.‬تسورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬


‫‪ .247‬يرى المصدر السابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪ .248‬يرى إيميرولوجيون‪ ، 2015...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.317 – 90‬‬

‫‪47‬‬
‫ب‪ .‬السلطات القضائية‬
‫في جميع البطريركيات والكنائس المستقلة للكنيسة األرثوذكسية‪ ،‬تقع النزاعات القانونية (الجنائية والمدنية)‪ ،‬سواء العلمانية أو‬
‫الكتابية‪ ،‬ضمن اختصاص المحاكم المدنية‪ .‬تحاكم المحاكم الكنسية رجال الدين بسبب تجاوزات تتعلق باإليمان وواجباتهم‬
‫الكهنوتية وحياتهم بشكل عام‪ .‬كما أنهم يتعاملون مع حاالت األشخاص العلمانيين‪ ،‬فيما يتعلق بالعملية األولية أو النهائية لحل‬
‫سر الزواج باإلضافة إلى الجرائم العامة ضد اإليمان ‪.250‬‬

‫المحاكم البطريركية في كنيسة اإلسكندرية هي محاكم روحية فقط‪ ،‬وتتكون حصرًا من رجال الدين‪ .‬تتعامل المحاكم الخاصة‬
‫مع القضايا التي تتعلق إما بانتهاكات القواعد الكنسية من قبل رجال الدين‪ ،‬وفًقا للقانون الكنسي الحالي‪ ،‬أو تتعلق بالحاالت‬
‫الشخصية للعلمانيين‪ ،‬والتي تقع ضمن اختصاص الهيئات القضائية المحددة‪ .‬ومن ثم يتم التصديق على القرارات من قبل‬
‫البطريرك نفسه‪.‬‬
‫تعمل بطريركية اإلسكندرية روحانية أولية‬
‫المحكمة في كل أبرشية‪ ،‬تحت سلطة المطران أو األسقف المحلي‪ .‬وتتكون المحكمة الخاصة من كاهنين مثل باريدروس‬
‫والمتروبوليتان كرئيس‪ ،‬ويتم محاكمة الجرائم العادية التي يرتكبها رجال الدين والشعب‪ .‬كما توجد هيئة قضائية خاصة تسمى‬
‫"محكمة االستئناف الروحية" وتتكون من اثنين من المطارنة والبطريرك‪ .‬ولها أيًض ا والية قضائية على جرائم رجال الدين‬
‫من الكنائس األرثوذكسية األخرى‪ ،‬التي ترتكب داخل حدود الكرسي البطريركي باإلسكندرية ‪ .251‬والمثال النموذجي على‬
‫الحالة األخيرة هو المجتمع الروسي‪ ،‬الذي يعمل فيه كاهن روسي أرثوذكسي‪ ،‬ينتمي إدارًيا إلى البطريركية األرثوذكسية في‬
‫روسيا‪ ،‬لكنه ينتمي روحًيا إلى أبرشية قرطاج وشمال إفريقيا (المغرب)‪.‬‬

‫ج‪ .‬انتخاب المطارنة‬


‫تم العثور على مصطلح "متروبوليتان" في القانون ‪ 4‬من الفصل األول‬
‫المجمع المسكوني‪ .‬المجمع المسكوني المحدد هو الذي حدد بدقة التنظيم اإلقليمي أو المتروبوليتي والحدود الجغرافية لكنيسة‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬كما ذكرنا أعاله ‪.252‬‬

‫النتخاب مطارن البطريركية يتم اتباع اإلجراء التالي‪ :‬من قائمة المنتخبين‪ ،‬التي تضم جميع مطارنة البطريركية ما عدا‬
‫األساقفة‪ ،‬والتي وافق عليها المجمع‪ ،‬يرشح البطريرك ثالثة أشخاص كمرشحين‪ . .‬يذهب المطارنة إلى الكنيسة البطريركية‬
‫المقدسة باإلسكندرية وينتخبون‪ ،‬بعد تصويت سري‪ ،‬واحًدا من الثالثة‪ .‬ويدخل في أصوات الحاضرين أيضًا المطارنة الغائبون‬
‫‪ .253‬أصوات المطارنة الغائبين تكون إما بطاقات مختومة يرسلونها إلى البطريرك‪ ،‬أو هي أوامر مكتوبة من الغائبين إلى‬

‫‪ .249‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪ .250‬يرى ب‪ .‬رودوبولوس‪ ،‬خالصة‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.163‬‬


‫‪ .251‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬

‫‪ .252‬يرى ‪ ،P. Rodopoulos، Epitomii‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .129‬قارن المرجع نفسه‪ .‬الفقرة‪ ،214 .‬ص ‪.62‬‬
‫‪ .253‬يرى في‪.‬تجورتزاتوس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪48‬‬
‫البطريرك‪ .‬ثم يطلب البطريرك – يأذن للمطران الحاضر بالتصويت بدًال من المتروبوليت الغائب ‪ .254‬وفي حالة التعادل يتم‬
‫انتخاب المطران الذي يختاره البطريرك‪ .‬وفي نهاية التصويت يتم تحرير محضر االنتخاب والتوقيع عليه ‪ .255‬لكي يكون رجل‬
‫الدين مؤهًال للكهنوت األعظم‪ ،‬يجب أن تتوفر فيه شروط معينة‪ .‬خاصة‪:‬‬
‫أ) أن يكون عمره ثالثة وثالثين عامًا فما فوق‪.‬‬
‫ب) أن يداوم على رتبة رجال الدين شماسًا وشيخًا لمدة خمس سنوات على األقل‪.‬‬
‫ج) أن يكون حاصًال على تعليم كنسي مصدق بشهادة المدرسة الالهوتية‪.‬‬
‫د) أن يكون قد أمضى سنتين من الخدمة المثمرة في كنيسة اإلسكندرية‪.‬‬

‫هـ) أن يكون نظيفًا من أي ضالل فيما يتعلق بالمؤمن المسيحي األرثوذكسي وأن يمتلك " الشهادة الخارجية الصالحة "‪ ،‬أي أن‬
‫ال تكون لديه عوائق أخالقية وروحية ‪.256‬‬

‫تتم الرسامة من قبل البطريرك واثنين أو ثالثة من رؤساء الكهنة على التوالي‪ ،‬في غياب األول‪ .‬قبل الرسامة‪ ،‬يوّقع الناخب "‬
‫ميثاق المذكرات "‪ ،‬ويعترف باإليمان األرثوذكسي (رمز اإليمان)‪ ،‬ويعد بمراعاة قوانين الكنيسة المقدسة وعقائدها‪ ،‬فضًال عن‬
‫الحفاظ على السالم الكنسي‪ .‬أثناء التتويج في إقليمه‪ُ ،‬تقرأ الرسالة البطريركية‪ ،‬التي تشكل بمثابة دخول رسمي في ممارسة‬
‫خدمته الكهنوتية العليا ‪ .257‬يقيم المطارنة في مقاطعاتهم‪ ،‬ما لم تكن هناك حالة خطر اإلقامة هناك بسبب مشاكل خطيرة ناجمة‬
‫عن حاالت مختلفة‪ ،‬مثل الحرب وعدم االستقرار السياسي وما إلى ذلك‪ ،‬وفي هذه الحالة يتم اختيار مقاطعة أخرى لإلقامة‪ .‬يتم‬
‫هذا االنتقال‪ ،‬بين الكرسيين المتروبوليين لعرش اإلسكندرية أو أي والية كنسية أخرى (البطريركيات األخرى أو الكنائس‬
‫المستقلة أو المستقلة األخرى)‪ ،‬إال بإذن خاص من البطريرك ‪ .258‬يمكن نقل رئيس كهنة من مدينة إلى أخرى من نفس الكرسي‬
‫البطريركي بقرار من البطريرك وفقط إذا اقتضت "مصلحة" الكنيسة ذلك‪ .‬ويشترط لذلك أن يكون رئيس الكهنة قد أكمل‬
‫خمس سنوات على األقل في أبرشيته منذ تتويجه ‪.259‬‬

‫د‪ -‬العواصم‬
‫مطارنة بطريركية اإلسكندرية هم ذوو طبيعة تبشيرية‪ ،‬باستثناء مطارنة شمال أفريقيا (مثل متروبوليت قرطاج) الذين‬
‫يتواجدون في الدول اإلسالمية‪.‬‬
‫(مثل تونس) ذات عنصر إسالمي قوي‪ .‬يتألف طاقم كل أبرشية من شيخ راهب وشماس حاصل على شهادة في الالهوت أو من‬
‫خريجي اإلكليريكية البطريركية ‪ .260‬متروبوليس يحكمها متروبوليتان‪ .‬وفي حالة العجز القانوني لهذه أو أرملة المطران‪،‬‬
‫‪261‬‬
‫‪.‬ال يجوز لألبرشية أن تبقى في حالة‬ ‫يديرها البطريرك أو بأمر منه‪ ،‬من قبل المطران الموجود في متروبوليس مجاور‬

‫‪ .254‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .255‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .256‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪ .257‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .258‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪ .259‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .260‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .261‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.74‬‬

‫‪49‬‬
‫ترمل أكثر من ستة أشهر‪ ،‬إال إذا قرر المجمع ذلك ألسباب خطيرة محددة ‪ .262‬وطبعًا اقتراح شغل منصب المطران الشاغر‬
‫هو حق وواجب البطريرك ‪.263‬‬
‫تتم صيانة المطارنة من خالل حقوق المقاطعة القانونية والوظيفية وغيرها من الحقوق التي وافق عليها المجمع‪ ،‬من خالل‬
‫منحة من الصندوق البطريركي‪ ،‬وكذلك من خالل صناديق خاصة من وزارة الخارجية اليونانية‪ .‬تعتبر اإلدارة المالية للمرافق‬
‫التي ينظم عنها تقرير محاسبي كل سنة‪ ،‬جزءًا من اإلدارة المالية للبطريركية وتخضع لألحكام المالية للكرسي البطريركي‬
‫‪.264‬‬

‫‪ .262‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .263‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.75‬‬

‫‪ .264‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.76‬‬

‫‪50‬‬
‫تضم كنيسة اإلسكندرية اليوم قاعدة من السفارات الكهنوتية العليا والميتروبوليس وأسقفيات العرش المقدسة التالية ‪:265‬‬

‫متروبوليس أكسومي المقدسة ومقرها في أديس أبابا في إثيوبيا‪.‬‬ ‫‪.1‬‬


‫الكرسي الرسولي متروبوليس كينيا ومقرها في نيروبي‪ ،‬كينيا‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫أبرشية كمباال وعموم أوغندا المقدسة ومقرها كمباال‪.‬‬ ‫‪.3‬‬
‫أبرشية زيمبابوي وأنغوال المقدسة ومقرها هراري‪ ،‬زيمبابوي‪.‬‬ ‫‪.4‬‬
‫أبرشية نيجيريا المقدسة ومقرها الغوس‪ ،‬نيجيريا‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أبرشية طرابلس المقدسة ومقرها طرابلس‪.‬‬ ‫‪.6‬‬
‫أبرشية الرجاء الصالح ومقرها كيب تاون‪.‬‬ ‫‪.7‬‬
‫متروبوليس كيرينيا المقدسة ومقرها موسكو‪.‬‬ ‫‪.8‬‬
‫أبرشية قرطاجة المقدسة ومقرها تونس‪.‬‬ ‫‪.9‬‬
‫أبرشية موانزا المقدسة ومقرها في موانزا‪ ،‬تنزانيا‪.‬‬ ‫‪.10‬‬
‫أبرشية غينيا المقدسة ومقرها كوناكري‪ ،‬غينيا‪.‬‬ ‫‪.11‬‬
‫متروبوليس المقدسة في هرموبوليس ومقرها في تادا هرموبوليس‪.‬‬ ‫‪.12‬‬
‫متروبوليس إيرينوبوليس المقدسة ومقرها دار السالم‪ ،‬تنزانيا‪.‬‬ ‫‪.13‬‬
‫أبرشية زامبيا ومالوي المقدسة ومقرها في لوساكا‪ ،‬زامبيا‬ ‫‪.14‬‬
‫المقدسة ومقرها جوهانسبرج‪.‬‬ ‫‪.15‬‬
‫متروبوليس مدغشقر المقدسة ومقرها في أنتاناناريفو‪.‬‬ ‫‪.16‬‬
‫متروبوليس بطليموس المقدس ومقره المنيا بمصر‪.‬‬ ‫‪.17‬‬
‫أبرشية الكاميرون المقدسة ومقرها في ياوندي‪.‬‬ ‫‪.18‬‬
‫متروبوليس ليونتوبوليس المقدسة ومقرها اإلسماعيلية‪.‬‬ ‫‪.19‬‬
‫متروبوليس ممفيس المقدسة ومقرها في إليوبولي‪.‬‬ ‫‪.20‬‬
‫متروبوليس كاتاجا المقدسة ومقرها لولومباسي‪ ،‬الكونغو‪.‬‬ ‫‪.21‬‬

‫متروبوليس نيلوبوليس المقدسة‪.‬‬ ‫‪.22‬‬


‫متروبوليس هليوبوليس المقدسة ومقرها مصر‪.‬‬ ‫‪.23‬‬
‫أبرشية أكرا المقدسة ومقرها في أكرا‪ ،‬غانا‪.‬‬ ‫‪.24‬‬
‫متروبوليس بيلوسي المقدسة ومقرها بورسعيد‪.‬‬ ‫‪.25‬‬
‫أبرشية أفريقيا الوسطى المقدسة ومقرها كينشاسا‪ ،‬الكونغو‪.‬‬ ‫‪.26‬‬

‫‪ ،265‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.317 – 90‬‬


‫‪ .‬التقويم‪2015...‬‬

‫‪51‬‬
‫متروبوليس النوبة المقدسة ومقرها الخرطوم‪.‬‬ ‫‪.27‬‬
‫أبرشية موزمبيق المقدسة ومقرها مابوتو‪.‬‬ ‫‪.28‬‬
‫أبرشية برازافيل والجابون المقدسة ومقرها برازافيل‪ ،‬الكونغو‪.‬‬ ‫‪.29‬‬
‫أبرشية بوروندي ورواندا المقدسة ومقرها بوروندي‪.‬‬ ‫‪.30‬‬
‫أبرشية بوتسوانا المقدسة ومقرها كامبرون‪.‬‬ ‫‪.31‬‬
‫وفي بطريركية اإلسكندرية أيًض ا‪ ،‬تم ضم ثالثة أساقفة مساعدين إلى أبرشيات اإلسكندرية الرائعة سابًقا‪.‬‬
‫نوكراتيدوس وبرينكيس ونيترياس‪.‬‬

‫‪ .2‬الرعايا‬

‫أ‪ .‬إنشاء الرعية‬


‫بالنسبة للقانون الكنسي‪ ،‬تسمى "الرعية" أي مجتمع مسيحي أرثوذكسي‪ ،‬يتكون من المسيحيين األرثوذكس‪ ،‬الذين يعيشون في‬
‫محيط المعبد‪ ،‬حيث يخدمون احتياجاتهم الدينية‪ .‬كان إنشاء األبرشيات نتيجة للنمو السريع للمسيحية وكان الهدف هو رعاية‬
‫الطاقم الذي يحمل نفس االسم بشكل أفضل ‪ .266‬يتم تحديد المنطقة اإلقليمية لكل أبرشية من قبل مجلس العاصمة المعني‪ .‬إذا‬
‫كان هناك أكثر من معبد مقدس في أبرشية معينة‪ ،‬فسيتم تعريف أحدهما على أنه كنيسة األبرشية والباقي على أنه مصلياتها‪.‬‬
‫يرأس كل أبرشية النائب‪ ،‬الذي عادة ما يكون شيًخ ا ويرأس المجلس الكنسي للرعية ‪.267‬‬

‫وفي رعايا بطريركية اإلسكندرية‪ ،‬يمكن أن يكون من يرأسها إما النائب‪ ،‬أو أحد موظفي طائفة الروم األرثوذكس التابعة‬
‫للبطريركية التابعة لدولة معينة‪ .‬في جميع رعايا العواصم المقدسة‪ ،‬تعمل مدارس التعليم المسيحي‪ ،‬الدنيا أو المتوسطة أو‬
‫العليا‪ ،‬حسب األوضاع السياسية المحددة (انظر الدول اإلسالمية) وإذا كان ذلك مسموًح ا به‪ .‬ولذلك فإن اجتماع المؤمنين‬
‫بغرض تعليمهم – التعليم المسيحي هو لبطريركية اإلسكندرية‪ ،‬وهو تقليد عمره قرون‪ ،‬وهو ما يؤكده بقوة الطابع الخاص‬
‫للبطريركية المحددة‪ ،‬أي التبشيرية في قارة حساسة‪ .‬ويهدف المشروع الخيري‪ ،‬الذي تدعمه البطريركية‪ ،‬إلى تقديم‬
‫المساعدات اإلنسانية واالجتماعية والرعوية والثقافية والتعليمية لكل رعية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬يتضمن العمل التبشيري عروًضا مثل‬
‫الطعام والمالبس واأللعاب والقرطاسية والرعاية الطبية ومشاريع البناء مثل المنازل والمستشفيات والمدارس وإمدادات‬
‫المياه والصرف الصحي ومشاريع زراعة األراضي‪268 ،‬وما إلى ذلك ‪.‬‬

‫ب‪ .‬المعابد‬
‫إلنشاء كنيسة مقدسة في بطريركية اإلسكندرية‪ ،‬كما في البطريركيات األخرى والكنائس المستقلة‪ ،‬يشترط الحصول على إذن‬
‫رئيس الكهنة المعني (البطريرك ‪ -‬المتروبوليت)‪ .‬يتطلب معيار بناء الكنيسة األرثوذكسية المقدسة من رئيس الكهنة قراءة‬
‫الصالة الموصوفة أثناء تخثر األساسات‪ .‬بعد االنتهاء من بناء الكنيسة المقدسة‪ ،‬تقام مراسم التدشين الديني‪ ،‬التي يؤديها‬

‫‪ .266‬يرى منزونياس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.403‬‬


‫‪ .267‬يرى ك‪ .‬فافوسكوس‪ ،‬كتيب‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات من ‪ 315‬إلى ‪.316‬‬

‫‪ ،268‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.291 – 91‬‬

‫‪52‬‬
‫األسقف المختص ويرافقها دهن جدران الكنيسة المقدسة الداخلية (في الزوايا األربع الرئيسية) بالمر المقدس وإيداع الطيب‪.‬‬
‫اآلثار الشريفة في المذبح المقدس ‪.269‬‬

‫تتميز المعابد المقدسة في‪:‬‬


‫أ) أبناء الرعية‪.‬‬
‫ب) جماعية أو ملكية أو ملكية‪.‬‬
‫ج) المؤسسات الخيرية والتعليمية وغيرها من المؤسسات والكيانات القانونية‪.‬‬
‫د) المصليات‪.‬‬
‫ه) المصليات‪.‬‬
‫كنائس الرعية هي مركز العبادة لكل أبرشية تابعة للمدينة ذات الصلة‪.270 .‬‬
‫في بطريركية اإلسكندرية‪ ،‬من أجل حسن سير العمل بشكل منظم وفعال‪ ،‬يتم تقسيم كل مدينة إلى مناطق كهنوتية‪ ،‬حيث يتم‬
‫إنشاء المعابد المقدسة وتشغيلها‪ .‬في المناطق الكهنوتية المحددة‪ ،‬ال يوجد سوى كنائس أبرشية وكنائس خاصة باإلضافة إلى‬

‫الكنائس الصغيرة‪ ،‬أي ‪ ،naῒdrias‬التي ليست مركز الرعية‪ ،‬ولكنها تقع داخل المدينة وتخدم احتياجات كنيسة الرعية‪ ،‬في‬
‫حين أن الكنائس الملكية هي تم تشييدها بإذن من العاصمة ذات الصلة‪ ،‬بناًء دائًم ا على المخططات المعمارية ورخصة‬
‫التشغيل ذات الصلة‪.‬‬
‫وعادة ما نذكر ذلك في اللجنة البطريركية‬
‫يوجد باإلسكندرية المعابد المقدسة التالية‪:‬‬

‫كاتدرائية الكنيسة البطريركية أجيوس سافاس القديس‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫كنيسة بشارة والدة اإلله التابعة للطائفة اليونانية باإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫كنيسة أجيوس نيكوالوس إفرايميا المقدسة‪.‬‬ ‫‪)3‬‬

‫الكنيسة المقدسة للقادة الكبار للطائفة الهيلينية‬ ‫الكنيسة المقدسة لرفع والدة اإلله للجماعة الناطقة بالعربية‪)5 .‬‬ ‫‪)4‬‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬

‫معبد النبي هيليوس المقدس التابع للطائفة اليونانية باإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪)6‬‬


‫الكنيسة البطريركية المقدسة للقديس باراسكيفي سيدي بورس‪.‬‬ ‫‪)7‬‬
‫كنيسة أجيوس أنطونيوس المقدسة للطائفة الناطقة بالعربية‪.‬‬ ‫‪)8‬‬
‫الكنيسة البطريركية المقدسة للقديسين أنارجيرو أبو قير‪.‬‬ ‫‪)9‬‬
‫كنيسة أجيوس جورجيوس المقدسة داخل دار أنطونيادي ‪ -‬كانيسكيريو للمسنين‪.‬‬ ‫‪)10‬‬
‫كنيسة القديسة كاترين داخل القنصلية اليونانية العامة باإلسكندرية‪.‬‬ ‫‪)11‬‬
‫كنيسة رقاد السيدة العذراء المقدسة‪.‬‬ ‫‪)12‬‬
‫‪ .269‬يرى أ‪.‬كريستوفيلوبولوس‪ ،‬المنظمة‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.100‬‬

‫‪ .270‬يرى ك‪ .‬فافوسكوس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.316‬‬


‫‪ .‬التقويم‪2015...‬‬

‫‪53‬‬
‫معبد يوسف الرامي المقدس‪.‬‬ ‫‪)13‬‬
‫كنيسة القديسين ثيودوروس المقدسة‪ ،‬داخل القصر البطريركي‪ )15 .‬الكنيسة المقدسة للرسول واإلنجيلي مرقس‬ ‫‪)14‬‬
‫وأجيوس نكتاريوس‪ ،‬داخل دير أجيوس سافاس المقدس‪.‬‬
‫كما أن اآلتية تابعون لبطريركية القاهرة‬
‫المعابد المقدسة ‪:271‬‬

‫‪ )1‬الكنيسة البطريركية المقدسة وكاتدرائية أجيوس نيكوالوس بالقاهرة‪ )2 .‬كنيسة القديسين قسطنطين وهيالنة التابعة للطائفة‬
‫اليونانية بالقاهرة‪.‬‬

‫كنيسة الطائفة المقدسة لرئيسي المالئكة ميخائيل وجبرائيل من طائفة الروم األرثوذكس للناطقين بالعربية بالقاهرة‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫الكنيسة البطريركية المقدسة للقديسين أنارجيري‪.‬‬ ‫‪)4‬‬
‫دير أجيوس جورجيوس المقدس‪.‬‬ ‫‪)5‬‬

‫ج‪ .‬القساوسة – المكاتب الكنسية‬


‫الهيئات اإلدارية في كل رعية من رعايا البطريركية‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬وتتكون من النواب ومجالس الكنيسة ‪ .272‬وفي "الدليل الكهنوتي" لبطريركية اإلسكندرية‪ ،‬وردت أسماء كهنة‬
‫العرش البطريركي‪ .‬يتم تسجيل رجال الدين بقرار من البطريرك يحمل توقيع البطريرك أيضًا‪ .‬ويتم الحذف من هذا الدليل إما‬
‫بناء على طلب رجل الدين المفصول أو جزائيا نتيجة لقرار نهائي من المحكمة الروحية المختصة‪ .‬ويعني الحذف من الدليل‬
‫في نفس الوقت عزل القس من كنيسة اإلسكندرية ‪.273‬‬

‫ال يجوز ألي كاهن مرسوم أن ينضم إلى كهنة بطريركية اإلسكندرية المقدسة‪ ،‬إذا لم يكن حاصًال على تعليم كنسي مصدق‬
‫عليه بحصوله على شهادة من إحدى المدارس الالهوتية أو الكهنوتية‪ .‬ويستثنى من ذلك طلبة الشمامسة التابعين لوزارة‬
‫التربية والتعليم‪ ،‬والذين لديهم إمكانية الرسامة والتسجيل في "القائمة الكهنوتية"‪ ،‬بعد االنتهاء من دراستهم ‪ .274‬وسنذكر أيًضا‬
‫أن هناك رجال دين في بطريركية اإلسكندرية يأتون من الكنيسة الهيلينية بمهام مدتها ثالث سنوات ويتم تجديدهم من قبل‬
‫المجمع المقدس لكنيسة اليونان‪ .‬وبهذه الطريقة يتم تحقيق راتب رجال الدين من قبل الكنيسة الهيلينية‪.‬‬
‫ويعين كل مطران أو أسقف‪ ،‬بعد موافقة البطريرك‪ ،‬رجال الدين في مناصبهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬عندما يتعلق األمر بتعيين دائم‪ ،‬يحق‬
‫للجان المجتمعية اختيار مرشح‪ ،‬بالمؤهالت المناسبة‪ ،‬والمسجل في‬

‫‪"271‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.78 – 75‬‬


‫‪ .272‬يرى ك‪ .‬فافوسكوس‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.317 – 316‬‬

‫‪ .273‬يرى ف‪.‬تسورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.79‬‬

‫‪ .274‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫"دليل الكهنة" ‪ .275‬وبالطبع ال يتم فصل أي من الكهنة الدائمين إال إذا كان هناك قرار نهائي من المحكمة الروحية المختصة‪.‬‬
‫على أنه يجوز نقله إذا كان كاهنًا متزوجًا بقرار من المجمع‪ ،‬وإذا كان غير متزوج فينقل بقرار إداري من األسقف األعلى ‪.276‬‬

‫في كل كنيسة مقدسة لها أكثر من نائب‪ ،‬يتم تعيين رئيس ونائب ممثل من قبل المطران أو األسقف المعني‪ .‬ولكن في الكنيسة‬
‫المقدسة‪ ،‬مع نائب واحد فقط‪ ،‬هو الممثل ‪ .277‬تنطبق واجبات الرئيس والممثل على الحواضر التي لديها قطيع من الروم‬
‫األرثوذكس ويمكنها دعم عملهم التبشيري‪ .‬وتتمثل واجبات المشرف والممثل فيما يلي ‪:278‬‬
‫أ) يدير االحتفاالت والقداسات‪ ،‬بعد التشاور مع زمالئه‪ ،‬وكذلك مع مكتب الضرائب في الهيكل المقدس‪ ،‬إذا لزم األمر‪.‬‬
‫ب) وهو مسؤول أمام السلطة الكنسية عن أي نقص أو اضطراب‪ .‬يجب على موظفي الكنيسة المقدسة طاعة الرئيس‪.‬‬
‫وبخالف ذلك يتم تفعيل حق العقوبة على العصيان أو الفوضى‪.‬‬
‫ج) يعتني بالهيكل المقدس وسوره والثياب واألواني المقدسة والمذبح المقدس وكتب الكنيسة‪ ،‬لتحافظ على نظافتها كمقدسة‬
‫ومخصصة لعبادة هللا‪.‬‬
‫د) يكون مسؤوًال عن أداء القداسات اإللهية الكاملة والمنتظمة‪ ،‬مثل صالة الغروب يوميًا والقداس اإللهي كل يوم أحد وعطلة‪،‬‬
‫وفقًا للجدول الخاص الموجود في كل معبد مقدس ويحدد القداس اإللهي‪ .‬القداسات‪ ،‬وذلك وفقًا ألحكام معيار الكنيسة والجدول‬
‫الزمني‪.‬‬
‫هـ) يعتني بالتطبيق الدقيق والتطبيق األمين للقوانين المقدسة وأوامر المجمع البطريركي والنشرات‪ .‬وأي مخالفة أو مخالفة‬
‫لألحكام‪ ،‬يترتب عليها العقوبة المقابلة‪ .‬و) يعتني بالتسلم الدقيق للنذور التي تقدم في الهيكل المقدس وتسجيلها في كتاب خاص‬
‫بعد استشارة رئيس الهيكل المقدس‪.‬‬
‫ز) إدارة أرشيف الرعية‪ ،‬والذي يتكون من "كتاب المنشورات"‪ ،‬وكتيبات التسجيل‪ ،‬وسلسلة دوريات "البانداينوس"‪ ،‬وهي‬
‫الدورية الرسمية لبطريركية اإلسكندرية‪ ،‬وأخيرًا مراسالت الكنيسة المقدسة مع غيرها‪ .‬األبرشيات والمتروبوليس المألوفة‬
‫وبطريركية اإلسكندرية‪ُ .‬يسَّلم أرشيف الرعية المذكور أعاله‪ ،‬في حالة مغادرة الممثل‪ ،‬إلى الكاهن الذي يخلفه‪ ،‬أو في حالة‬
‫غيابه‪ ،‬إلى رئيس اللجنة الكنسية‪ ،‬مع محضر التسليم واالستالم‪.‬‬
‫ح) يجب على الممثل أن يقدم كتابًيا وفي الوقت المناسب إلى السلطة الكنسية أي تقاليد لموظفي الكنيسة المقدسة‪ ،‬وكذلك أي‬
‫شكوى من أبناء رعيتها أو حجاجها‪.‬‬
‫ط) يقدم النائب كل ستة أشهر تقريرًا عن وضع قطيعه الديني واألخالقي إلى السلطة الكنسية‪ ،‬مشفوعا بمقترحات تحسين‬
‫الوضع‪.‬‬
‫ي) يبقى الممثل في مكتبه الخاص‪ ،‬في أوقات معينة من اليوم‪ ،‬لتلبية احتياجاته‪ ،‬ولكن أيًض ا إلكمال أي رحلة حج‪ .‬وفي حالة‬
‫غياب المشرف يحل محله أحد الزمالء المناوبين‪.‬‬

‫‪ .275‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .276‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .277‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.80‬‬

‫‪ .278‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫عند مدخل كل كنيسة مقدسة‪ ،‬وعندما تسمح الظروف بذلك‪ ،‬يتم وضع "لوحة األخبار" على لوحة زجاجية مغطاة‪ ،‬يظهر‬
‫عليها برنامج القداديس والقداسات مع أوقات البداية والنهاية (الصيف والصيف)‪( .‬فصل الشتاء))‪ ،‬وكذلك المنشورات‬
‫البطريركية والكهنوتية العليا التي تخص موظفي الكنيسة ‪ .279‬يجب أن يكون الكهنة حريصين على عدم خلق انتهاك للمعايير‬
‫المقدسة ‪ .280‬بطبيعة الحال‪ ،‬يجب على رجال الدين الذين سيتغيبون عن أبرشيتهم لفترة من الوقت أن يحصلوا على إذن كتابي‬
‫من األسقف المعني‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن رجال الدين الذين يتم فصلهم بشكل طبيعي‪ ،‬يتلقون خطاب الفصل ‪ .281‬أما إذا دخل هؤالء‬
‫المطرودون إلى بالد أفريقيا دون إذن بطريرك اإلسكندرية وأقاموا سًرا أو قداًسا مقدًسا‪ ،‬فيعاقبون على أساس القوانين‬
‫المقدسة‪ ،‬بينما الخدمات التي يؤدونها باطلة ‪.282‬‬

‫طالما أن هناك أبرشيات محلية محددة‬


‫السلطات القضائية‪ ،‬إما بموجب القوانين المعمول بها‪ ،‬أو بقرار من المفوض المختص‪ ،‬من الواجب مراعاة نظام الرعية‪ ،‬بناًء‬
‫عليها ‪ .283‬يجب على أي من أعضاء الرعية‪ ،‬الذي يرغب في أداء القربان المقدس‪ ،‬أن يتشاور مسبًقا مع رئيس الكنيسة‬
‫المقدسة المختص ‪ . 323‬يجب على الكهنة أن يخدموا رعيتهم عن طيب خاطر وطواعية‪ ،‬بينما يحصلون على "حق" نقدي في‬
‫األسرار حسب جدول الحقوق المعتمد‪ ،‬أما في غياب ذلك‪ ،‬فإنهم ال ينالون إال ما يقدمه لهم المؤمنون طوعًا دون أن يطلبوا أي‬
‫شيء آخر ‪.284‬‬

‫ويجب على الكهنة والشمامسة غير المتزوجين أن يسكنوا في الدير‪ ،‬حسب العادات الرهبانية‪ .‬أما في العرش السكندري‪ ،‬فإن‬
‫هذا الفعل لم يعد موجوًدا‪ ،‬لعدم وجود أديرة مقدسة ذات طابع زليلي‪ ،‬وذلك بسبب األوضاع السياسية المحددة السائدة في‬
‫مختلف المناطق داخل الوالية الجغرافية الكنسية للبطريركية‪ .‬يعيش رجال الدين في الكنائس المجتمعية‪ ،‬إذا كان ذلك ممكًنا‪،‬‬
‫داخل مباني الكنيسة ويتقاضون رواتبهم من اللجان المجتمعية ‪.285‬‬

‫يتم تحديد رواتبهم عند تعيينهم‪ ،‬بالتشاور مع اللجنة المجتمعية واألسقف المختص‪ ،‬بحيث يكون هناك إمكانية التخفيض أو‬
‫الزيادة في أي حالة أخرى في حالة الحاجة ‪.286‬‬

‫‪ .279‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.81‬‬

‫‪ .280‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪82‬‬

‫‪ .281‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .282‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .283‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪323‬‬
‫‪ .‬المرجع‬

‫نفسه‪.‬‬

‫‪ .284‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .285‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.92‬‬

‫‪ .286‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫ويجب على رجال الدين أن يكونوا جادين وكريمين في حياتهم‪ ،‬وكذلك تجاه قطيعهم المراد بناؤه ‪ .287‬كما يجب أن يكونوا‪،‬‬
‫بحسب الكلمة الرسولية‪" ،‬نوًعا من المؤمنين المعنيين‪ ،‬في التوبة‪ ،‬في المحبة‪ ،‬في الروح‪ ،‬في اإليمان‪ ،‬في العفة" ‪ .288‬ينص‬
‫القانون السادس عشر من المجمع المسكوني السادس على أن لباس اإلكليروس‪ ،‬أي العرش البطريركي باإلسكندرية في‬
‫مصر‪ ،‬يكون مشترًك ا مع لباس كهنة الكنيسة األرثوذكسية بأكملها‪ .‬أما خارج مصر‪ ،‬ونظرًا الرتفاع درجات الحرارة‬
‫والظروف االجتماعية‪ ،‬فمن الممكن‪ ،‬بعد إذن من الهيئة الكنسية المختصة‪ ،‬أن يكون الثوب مختلفًا في اإليقاع واللون‪ ،‬على أن‬
‫يتصف بما يقابله من االحتشام ‪ .289‬وفي الوقت نفسه‪ُ ،‬يمنع على الكهنة المشاركة في النزاعات السياسية والمجتمعية‪ .‬ومهمتهم‬
‫هي تحقيق التوازن بين هذه المواقف‪ ،‬وإال فإنه يحكمها ويترتب عليها عقوبة‪ ،‬حيث يتم وضع أولئك الذين ال يلتزمون بها في‬
‫إجازة مدتها شهر إلى ثالثة أشهر‪ ،‬والتي يمكن أن تتطور إلى التوقف عن واجباتهم ‪.290‬‬

‫فيما يتعلق بمؤسسة المسؤولين‪ ،‬في بطريركية اإلسكندرية‪ ،‬فإن جذورها تعود إلى التسلسل الهرمي لإلمبراطورية البيزنطية‬
‫ويمكن العثور على أصلها في الفضاء الكنسي في القرن التاسع‪ .‬تم استخدام المكاتب لألشخاص الذين تم تكريمهم لسبب ما‬
‫بمناصب أو تولوا مسؤوليات إلى جانب منح المنصب‪ .‬بالطبع‪ ،‬منذ القرون األولى النتشار المسيحية في مصر‪ ،‬وفي برقة‬
‫وفي الخمس مدن‪ ،‬كانت هناك بعض المناصب الفخرية المماثلة‪ ،‬والتي تم تشكيلها بعد ذلك في الشكل الحالي ‪ .291‬المكاتب هي‬
‫ألقاب ومكاتب موضوعية‪ ،‬والتي ُتمنح عموًم ا لرجال الدين‪ .‬أولئك الذين يخدمون في الرعايا في المحافظة يحصلون على إذن‬
‫‪ -‬بركة من األسقف المعني الرتداء وسام فخري مشهور ‪ .292‬تكرم كنيسة اإلسكندرية رجال الدين المتميزين في الخدمة‬
‫بأوسمة ومناصب فخرية‪ُ .‬يمنح العزاب مناصب األرشمندريت العظيم‪ ،‬والمضيف العظيم‪ ،‬وحارس المدفن العظيم‪ ،‬ورئيس‬
‫الشمامسة األكبر‪ ،‬واألرشمندريت‪ ،‬والسينجيلوس‪ .‬بالنسبة لحاملي اللقب المتزوجين‪ ،‬فإن الوظيفة هي الصليب‪ ،‬وهو أبسط في‬
‫الشكل من صليب األرشمندريت ‪ .293‬لذلك‪ُ ،‬يمنح المتزوجون منصب مدرس اإلنجيل‪ ،‬ومعلم التعليم المسيحي‪ ،‬والوكيل‪،‬‬
‫والبروتوبريسبيتر‪ ،‬والكاهن‪ ،‬وحارس المحفظة‪ ،‬وحارس المدفن‪ ،‬والساسيلي ‪ .294‬إن منح المناصب التي تحمل اللقب‬
‫"العظيم" يتم من قبل األساقفة والبطريرك ويتم تقديمها تكريمًا للخدمة النشطة لمن يتولونها ‪.295‬‬

‫كما ُيلقب رئيس أساقفة وبطريرك اإلسكندرية بـ "الراعي والرب" و"أبو اآلباء" و"أبو اآلباء ورؤساء الكهنة" و"حارس‬
‫المسيح" و"بابا اإلسكندرية"‪ .‬وصيت بطريرك كنيسة اإلسكندرية اليوم كالتالي‪ " :‬مبارك ومبارك والدة اإلله البابا وبطريرك‬
‫الكرازة المقدسة"‪.‬‬

‫‪ .287‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪ .288‬تيم األول ‪.12 ،4 .‬‬


‫‪ .289‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪ .290‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.94‬‬

‫‪ .291‬إيميرولوجيون‪ ، 2015...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.73 – 71‬‬

‫‪ .292‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬

‫‪ .293‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .294‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .295‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫مدينة اإلسكندرية الكبرى‪ ،‬ليبيا‪ .‬الخمس المدن الحبشية‪ ،‬وكل أرض مصر‪ ،‬وكل أفريقيا‪ ،‬أبو اآلباء‪ ،‬وراعي الرعاة‪ ،‬ورئيس‬
‫كهنة رؤساء الكهنة‪ ،‬والثالث والعاشر من الرسل‪ ،‬وقاضي المسكونة" ‪ .‬منذ بداية القرن العشرين‪ ،‬بدأ تقديم األوفيكيا‪ ،‬والتي‬
‫كانت ُتعطى أيًض ا للعلمانيين‪ ،‬في إطار المشاركة الفعالة للقطيع في أعمال بطريركية اإلسكندرية‪ .‬لذلك‪ ،‬في قارة خاصة‪،‬‬
‫حيث تتزايد احتياجات القطيع باستمرار‪ ،‬يتولى العلمانيون واجب الخدمة للمساهمة في إنجاز العمل الصعب الذي تقوم به‬
‫البطريركية‪ ،‬لألشخاص الذين يسعون جنًبا إلى جنب مع الغذاء المادي والتعزيز الروحي‪ .‬كلهم‪ ،‬ومعظمهم من المحسنين‬
‫اليونانيين‪ ،‬يكدحون في أرض أفريقيا ويقدمون معرفتهم ومساعدتهم المالية بشكل غير أناني ‪ .296‬إن منصب المتبرع‬
‫والمحسن العظيم يأتي من العصور اليونانية والرومانية القديمة‪ ،‬والذي تبنته بطريركية اإلسكندرية ويوجد حصرًيا على عامة‬
‫الناس‪ .‬وأهمية هذا المكتب تحديدا كبيرة‪ ،‬نظرا للمشاكل المالية التي تعاني منها البطريركية بين الحين واآلخر‪ .‬وبناًء على‬
‫حجم التقدمة وحكم البطريركية‪ ،‬ينقسم العلمانيون إلى محسنين ومحسنين عظماء‪ .‬إلى جانب عرض الدعم المالي بالطبع‪،‬‬
‫يمكن أيًض ا تقديم المكتب ألولئك الذين يقدمون خدمات متميزة ويسهلون عمل البطريركية‪ .‬كما كان للمحسنين الحاليين‪ ،‬عندما‬
‫كان نظام انتخاب البطريرك كتابًيا‪ ،‬حق االنتخاب‪.‬‬
‫خالل القرن العشرين‪ ،‬تم إحياء مؤسسة الضباط بمنح جوائز فخرية كبيرة للضباط للرجال والنساء‪ .‬وبشكل مميز‪ ،‬في عهد‬
‫البطريركية أ‪.‬ث‪.‬م‪ .‬قداسة البابا وبطريرك اإلسكندرية وسائر أفريقيا السيد بطرس السابع‪ ،‬تأسست أخوية موظفي بطريركية‬
‫اإلسكندرية وسائر أفريقيا "يا رسول هللا مرقس"‪ ،‬أثناء رئاسة بطريركية السيد بطرس السابع‪ .‬تم تطوير ثيودور الثاني‪ ،‬وفي‬
‫الوقت نفسه‪ ،‬تم وضع نظامه والتصديق عليه ‪.297‬‬

‫د‪ .‬الوعاظ‪ ،‬المرتلون‪ ،‬الشباب‬


‫في نظام الخدمة الكهنوتية في البطريركية‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬من المعروف أنه باإلضافة إلى النائب ولجنة الرعية‪ ،‬يشارك الشمامسة والمغنون والشباب أيًضا في تنظيم‬
‫الرعية‪ .‬ويجب على الشمامسة الحضور إلى الهيكل المقدس قبل بدء أي قداس ‪ .298‬كما يجب عليهم االشتراك في جميع‬
‫الخدمات الذبائحية كمساعدين للكهنة ‪ ،299‬وهم الذين يعتنون بالمالبس واألواني المقدسة‪ ،‬ونظافة وترتيب المذبح المقدس‬
‫والبدلة المقدسة بعد اقتراح رئيس الكهنة‪ .‬الكنيسة المقدسة‪ .‬ويجب عليهم‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬أن يقدموا بهذه الطريقة أمثلة‬
‫على طاعة تعليمات الرئيس ‪.300‬‬

‫مهمة المرتلين هي الغناء خالل صالة الغروب واألسبوع المقدس والقداس اإللهي في كل أيام اآلحاد‪ .‬وكذلك في صلوات‬
‫الغروب وقداسات األعياد األخرى حسب تعليمات األسقف وأيضًا في القداديس بدعوة من رئيسه‪.‬‬

‫‪ .296‬يرى سبيريدون كماالكيس‪ ،‬المكاتب الكنسية لبطريركية اإلسكندرية وسائر أفريقيا ‪ ،‬أثينا ‪ ،2011‬ص ‪.281‬‬
‫‪ .297‬التقويم‪ ، 2015...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.82 – 81‬‬

‫‪ .298‬يرى ف‪.‬تسورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.91‬‬

‫‪ .299‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪341‬‬
‫‪.‬‬ ‫‪ .300‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪91‬‬

‫‪58‬‬
‫معبد مقدس‪ .‬وعليهم‪ ،‬في الوقت نفسه‪ ،‬أن يغنوا بأسلوب كنسي متواضع‪ ،‬وأن يرتلوا القراءات المرتبة بخشوع ووضوح‪،‬‬
‫حتى ال يكون هناك اضطراب أو تثاؤب‪ .‬باإلضافة إلى التكيف مع تسريع القداسات اإللهية أو إبطائها حسب توجيهات‬
‫‪.‬‬
‫وتعليمات رئيس الكنيسة وكذلك التمكن من تنظيم رقصات الكنيسة مع الطالب والطالبات بعد موافقة األسقف المختص ‪341‬‬
‫‪.‬‬

‫يعيش آل نيوكوروس في الهيكل المقدس ويتعاملون يومًيا مع نظافته‪ .‬أثناء الخدمات المقدسة يدقون أجراس الكنيسة بشكل‬
‫إيقاعي وفي أوقات معينة‪ ،‬بينما تستخدم عند الحاجة كمغنين مساعدين‪ .‬كما أنهم يعتنون بنظام الكنيسة ويجب أن يكونوا هم‬
‫أنفسهم قدوة لرواد الكنيسة في النظام والتواضع والتقوى ‪ .301‬وأخيرًا يكون المغنون والشباب تحت إشراف رئيس الكنيسة‬
‫المقدسة‪ ،‬فيؤدون خدمتهم الكنسية بكل تواضع وخشوع ‪.302‬‬

‫ألن مساحة الحرم مخصصة لهم فقط‬


‫رجال الدين‪ ،‬بحسب القانون العشرين للمجمع المسكوني السادس‪ ،‬تم توضيح أن الدخول مسموح للمرنمين والقراء وجميع‬
‫المنتمين إلى الطبقة الدنيا من رجال الدين‪ .‬تمنع الراهبة الخاصة العلمانيين من دخول الهيكل إذا لم تكن لديهم رغبة كاهن أو‬
‫عمل خدمة‪ .‬كما أن القاعدة المذكورة أعاله تمنع دخول غير األرثوذكس ‪ . 344‬ومع ذلك‪ ،‬من أجل تسهيل العمل الصعب‬
‫لخدمتهم‪ ،‬يقوم الكهنة بتعيين أطفال‪ ،‬حيثما يكون ذلك ممكًنا‪ ،‬يرتدون مالبس ستخاريا‪ُ ،‬يطلق عليهم اسم هيروبايدس‬
‫ويساعدون من خالل حمل المصابيح والصليب المقدس والمبخرة ولكنهم يقدمون أيًض ا مهام أخرى مع االهتمام والتواضع‬
‫والخشوع ‪.303‬‬

‫‪ .3‬األديرة‬

‫أ‪ .‬الوضع القانوني لألديرة المقدسة‬


‫يحدد القانون الكنسي ما يشكله الدير المقدس‬
‫المؤسسة الروحية للصالة والعمل‪ ،‬لألخوة المسيحية األرثوذكسية من الرجال والنساء‪ ،‬الذين يكرسون أنفسهم هلل ووعدوا بأن‬
‫يعيشوا بقية حياتهم "في العفة والعفة والطاعة" ‪ .‬غرضها الحياة العامة‪ ،‬أما السلطة اإلدارية والتنفيذية فيمارسها رئيس الدير‬
‫أو رئيسة الدير مع مجلس الدير‪ ،‬ويمارس اإلشراف أسقف منطقة العاصمة التي تنتمي إليها‪ .‬وبنظام داخلي يقره المجمع‬
‫األول‪ ،‬يتم تحديد شؤون التنظيم واإلدارة‪ ،‬التي يتم وضعها وفقًا للقوانين المقدسة والتقاليد الرهبانية وقوانين الدولة‪ .‬ومع ذلك‪،‬‬
‫وبصرف النظر عن األديرة المقدسة‪ ،‬التي تتمتع بوضع كيان قانوني بموجب القانون العام‪ ،‬هناك أيًضا أديرة مقدسة خاضعة‬

‫‪ .301‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪344‬‬
‫‪ .302‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫ص ‪92‬‬

‫‪ .303‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫للقانون الخاص‪ ،‬والتي تسمى المحابس‪ ،‬والتي تعمل في شكل كيان قانوني بموجب القانون الخاص ويحكمها الئحتهم‬
‫التأسيسية ‪ .‬وأيضًا بمصطلح ميتوشيون نطلق على ملحق الكيان القانوني للدير المقدس الذي يتبع إداريًا للدير المهيمن ‪.304‬‬

‫ب‪ .‬األديرة المقدسة على العرش السكندري‬


‫ويمكن أيًضا أن ُتسمى كنيسة اإلسكندرية أم الرهبنة‪ .‬وسلط الضوء على كبار الرهبان مثل بولس الطيب‪ ،‬وأنطونيوس الكبير‪،‬‬
‫والقديس باخوميوس‪ ،‬الذي كان ممثله المميز لنسكه الصارم سمعان العمودي‪ .‬أدى االنفصال الالحق لسكان مصر األصليين‪،‬‬
‫الذين انضموا إلى المونوفيزيتية (األقباط)‪ ،‬وكذلك احتالل العرب لمصر‪ ،‬إلى وضع حد لفترة الرهبنة المجيدة في التاريخ ‪.305‬‬
‫في بطريركية اإلسكندرية اليوم ال نجد مؤسسات لألخوة المسيحية األرثوذكسية من رجال أو نساء ويتم الختان فقط على‬
‫الرجال الذين ينضمون بعد ذلك إلى رجال الدين كرجال دين عازبين بمنصب األرشمندريت‪.‬‬
‫تم الحفاظ على األديرة البطريركية التالية‪:‬‬
‫أ) دير سافا القديس البطريركي المقدس باإلسكندرية‪ .‬هذه هي الكاتدرائية ‪ -‬الكنيسة البطريركية باإلسكندرية‪ ،‬وتقام فيها‬
‫القداسات البطريركية ‪ -‬القداسات والطقوس‬
‫احتفاالت على مدار العام‪ .‬وهناك تجري انتخابات البطاركة‪ ،‬وجميع االحتفاالت الرسمية والتأبين وحفالت االستقبال لرؤساء‬
‫الكنائس والدول‪ .‬يوجد في الدير المقدس وعاء ذخائر وخزانة بها كنوز ثمينة وأشياء مقدسة ثمينة أخرى‪ .‬كما يضم الدير اليوم‬
‫ويدير المدرسة البطريركية "أثناسيوس الكبير"‪ .‬ورئيس الدير هو األسقف نوكراتيدوس والنائبان اثنان من رجال الدين‬
‫األرشمندريت‪.‬‬
‫ب) دير أجيوس نقوالوس (الحمزاوي) البطريركي المقدس بالقاهرة‪ .‬هذه هي كاتدرائية الكنيسة البطريركية بالقاهرة والنصب‬
‫التذكاري الوحيد الذي ترتبط به الرعية اليونانية التاريخية بالقاهرة‪ .‬يوجد في الدير المقدس وعاء ذخائر وخزانة بها كنوز‬
‫ثمينة‪ .‬ورئيس الدير هو مطران ممفيس والنائب أرشمندريت‪.‬‬
‫ج) الدير البطريركي المقدس بأجيوس جاورجيوس بمصر القديمة‪ .‬وهذه هي رحلة الحج الرهبانية اليونانية األرثوذكسية‬
‫الوحيدة في مصر‪ .‬وفًقا للتقليد األول‪ ،‬لجأت العائلة المقدسة إلى هنا‪ .‬ورئيس الدير هو المطران بيلوسي ونائبان‬
‫رجال الدين األرشمندريت‪.‬‬
‫كما يوجد في أثينا نصيبان من البطريركية‪:‬‬
‫أ) كنيسة القديسين أثناسيوس ونيقوالوس وفوتيوس في آنو كيبسيلي‪ ،‬والمتروبوليت غينيا رئيًسا للكهنة وشيًخ ا نائًبا‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى شماس وراهبتين‪.‬‬
‫ب) دير أجيوس نكتاريوس جارجيتوس أتيكا المقدس‪ ،‬به رئيسة واثنتي عشرة راهبة ‪.306‬‬

‫يوجد في بطريركية اإلسكندرية أيًضا أديرة مقدسة ‪ -‬محبس‪.‬‬


‫على وجه التحديد في أبرشية نيجيريا‪:‬‬
‫أ) دير أجيوس أنطونيوس الكبير المقدس‪ .‬يقع الدير في موقع مملوك للقطاع الخاص في مدينة الغوس ويستضيف أيًضا‬
‫مدرسة متروبوليس الداخلية‪ .‬ورئيس الدير هو مطران نيجيريا وفيه أربعة رهبان‪.‬‬

‫‪ .304‬يرى باناجيوتاكوس‪ ،‬النظام‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات ‪.12 – 2‬‬

‫‪ .305‬يرى ك‪.‬فافوسكوس‪ ،‬كتيب‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.36‬‬


‫‪ .306‬إيميرولوجيون‪ ، 2015...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.73 – 71‬‬

‫‪60‬‬
‫ب) الحرم المقدس أجيا سكيبي‪ .‬ويوجد أيًض ا "بيت المكفوفين" في الدير‪ .‬تقع في مدينة بورتو نوفو‪ ،‬ولها كاهن وراهبة‪.‬‬
‫أخيًر ا‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن األديرة المقدسة قيد اإلنشاء في عواصم الرجاء الصالح وموانزا والكاميرون ‪.307‬‬

‫‪ .307‬المرجع نفسه‪ ،‬الصفحات ‪ 127‬و‪ 146‬و‪ 171‬و‪.255‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل السادس إدارة أمالك الكنيسة‬

‫‪ .1‬هيئات اإلدارة المركزية‬

‫أ‪ .‬اللجنة االقتصادية البطريركية (‪).P.O.E‬‬


‫تتولى إدارة معاشات األبرشية ومطارنة الكرسي البطريركي باإلسكندرية‪ ،‬وكذلك المؤسسات اإلدارية التابعة لها مثل األديرة‬

‫المقدسة والمعابد المقدسة والملجأ وبيوت النعمة وغيرها‪" ،‬المكتب االقتصادي البطريركي"‪ .‬اللجنة" ( ‪ .308 )POE‬يتكون‬

‫‪ POE‬من الرئيس ورئيس الكهنة أو المسؤول الديني وأربعة أعضاء من ذوي الخبرة المالية‪ .‬ويتم تعيين الرئيس واألعضاء‬

‫من قبل البطريرك‪ ،‬لمدة سنتين‪ ،‬في حين يتم تجديد نصف األعضاء كل عام ‪ .309‬إن ‪ ،.P.O.E‬وعمله بأكمله‪ ،‬يقع تحت‬
‫سيطرة المجمع األول ‪. 352‬‬

‫مسؤوليات ‪ .P.O.E‬استمارة‪:‬‬
‫أ) اإلشراف على التنفيذ الدقيق للنصوص‬
‫وهي تتعلق بإدارة المراسيم المجمعية البطريركية‪.‬‬
‫ب) مراقبة التنفيذ الدقيق للموازنة‬
‫لجميع إدارة العرش البطريركي‪.‬‬
‫ج) مراقبة اإلدارات‪.‬‬
‫د) يقترح‪ ،‬بتصويته في المجمع األول‪ ،‬أي إجراء‬
‫يتعلق بتحسين مالية العرش البطريركي‪.‬‬

‫‪352‬‬
‫هـ) إعداد الموازنة السنوية للكرسي البطريركي وتقديمها في موعدها للتصويت عليها في المجمع األول‪ .‬كما أن‬
‫عمل منظمة التجارة العالمية هو إعداد حساب السنة التي انتهت‪.‬‬

‫‪ .308‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .96‬قارن بين ‪ .H. Papadopoulos Matr‬قرطاجيين‪،‬‬
‫البطريركية‪ ، ...‬ص‪ .294‬انظر أيضا الالئحة التنفيذية البطريركية‪ ، ...‬المرجع نفسه‬
‫ص ‪ 51‬وبانداينوس ‪ ،1928 /37‬ص ‪.53‬‬
‫‪ .309‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫و) إبداء الرأي في كل إجراء مالي قبل إقراره من قبل المجمع األول‪.‬‬
‫ز) وضع التعليمات للمسؤولين بهدف‬
‫طريقة أفضل ألداء واجباتهم ‪.310‬‬

‫‪ .P.O.E‬يجتمع مرتين على األقل في الشهر‪ .‬ويشترط الكتمال النصاب حضور الرئيس واثنين من األعضاء‪ ،‬ما‬
‫لم ينص على خالف ذلك في مكان آخر في الالئحة‪ .‬وتنفذ القرارات‪ ،‬التي تتخذ بعد ذلك بأغلبية األعضاء الحاضرين‪ ،‬بعد‬
‫موافقة البطريرك ‪ .311‬يوقع الرئيس وأعضاء مكتب البريد‪ ،‬من أجل القيام بواجباتهم‪ ،‬على إقرار إلى البطريرك بأنهم سوف‬

‫يقومون بواجباتهم بضمير حي ‪ .312‬ومع ذلك‪ ،‬إذا تم الحكم على المسؤول من قبل ‪ .P.O.E‬مذنبًا أو متجاوزًا بأي مبلغ أو‬
‫ضررًا من خالل اإلهمال بمبلغ يزيد على خمسين جنيهًا‪ ،‬فُيعزل أيضًا من منصبه باإلضافة إلى المسؤوليات األخرى ‪.313‬‬
‫يكون قرار ‪ ، .P.O.E‬الذي يفرض غرامة على المدير تصل إلى مبلغ خمسين جنيها‪ ،‬نهائيا‪ .‬أما إذا جاوزت الخمسين جنيهًا‬

‫فهي قابلة للطعن أمام المجمع المقدس ‪ .314‬يتم تحديد القرارات المتعلقة بإسناد الضرر الناتج عن اإلهمال أو المسؤولية عن‬

‫سوء االستخدام‪ ،‬في جلسة عامة لـ ‪ ،.P.O.E‬بعد االنتهاء من اعتذار المحاسب ‪.315‬‬

‫تتم اإلدارة المالية للكرسي البطريركي على أساس الموازنة التي تدرج وتسجل فيها جميع اإليرادات والمصروفات‬
‫لمدة اثني عشر شهرًا ‪ .316‬يتم التصويت على الموازنة في المجمع األول‪ ،‬بعد أن سبق أن اقترحها البطريرك وأعدها رئيس‬
‫الكهنة‪ .‬وكذا الحال بالنسبة لالعتمادات االستثنائية والتكميلية ‪.317‬‬

‫مداخيل الموازنة هي المداخيل التالية ‪: 361‬‬

‫أ) عقارات وأموال األبرشية والمدن الكبرى‪.‬‬


‫ب) األديرة والمعابد والكنائس والمنازل‪.‬‬
‫ج) تراخيص الزواج وإصدار الطالق‪.‬‬

‫‪ .310‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .311‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .312‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .97‬قارن بين ‪ .H. Papadopoulos Matr‬قرطاجنة‪،‬‬
‫البطريركية‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .300 - 295‬يرى أيضا الالئحة التنفيذية البطريركية‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.56-52‬‬
‫وبانداينوس ‪ ،1928 / 37‬ص ‪.56-54‬‬
‫‪ .313‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .314‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .315‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .316‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .317‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫د) التصرفات والتصرفات القضائية‪.‬‬
‫هـ) الوصايا والمهور والشهادات والشهادات و‬
‫أي حق آخر للمنصب البطريركي والمتروبوليتي‪.‬‬
‫و) من المطبعة البطريركية للمجالت البطريركية‬
‫والكتب الكنسية الالهوتية‪.‬‬
‫ز) التحويالت العادية للمعابد المقدسة (اإليجارات)‪.‬‬
‫ح) الرعاية والتبرعات والوصايا وجمع التبرعات واليانصيب الخيري‬
‫ولكن أيًضا أي مساهمة طوعية أخرى‪.‬‬
‫ط) اإليرادات الواردة في كل نظام خاص لكل منها‬
‫مؤسسة‪.‬‬
‫ي) أي معاش سنوي آخر يصوت عليه المجمع األول‪.‬‬

‫‪361‬‬
‫يتم إعداد موازنة المدن الكبرى في حدود اإليرادات ومنحة الصندوق‪ .‬يشار أيضا إلى منحة البطريركية ‪.318‬‬

‫نفقات الميزانية هي ‪: 363‬‬

‫أ) المنحة البطريركية‪.‬‬


‫ب) منح المطارنة القائمين‪.‬‬
‫ج) رواتب موظفي مكاتب العاصمة و‬
‫أسس‪.‬‬
‫د) تغذية العاملين في بطريركيتي اإلسكندرية والقاهرة الرهبانية المنظمة ودير أجيوس جاورجيوس المقدس بمصر‬
‫القديمة‪.‬‬
‫هـ) القرطاسية والبرقيات والبريد والهاتف الخاصة بالمكاتب الرسمية وتأثيثها وصيانتها وتأجيرها‪ .‬و) الضرائب‬
‫وأية مصاريف صيانة للعقار‬

‫‪ .318‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪363‬‬
‫‪ .‬المرجع‬

‫نفسه‪..‬‬

‫‪64‬‬
‫ملكية‪.‬‬
‫ز) الحفاظ على الكهنوت والبطريركية‬
‫دار األيتام‪.‬‬
‫ح) رعاية رجال الدين االحتياط‪.‬‬
‫ط) مساعدة الفقراء والمساهمة في أعمال الخير و‬
‫تعليم‪.‬‬
‫ي) أي نفقات الكنيسة األخرى‪.‬‬
‫النفقات التي تزيد على الميزانية‪ ،‬إذا لم يوافق عليها المجمع المقدس‪ ،‬يتحملها الوصي‪ .‬كما يكون أمين الصندوق‬
‫مسؤوال باالشتراك في حالة الدفع الذي يتجاوز الميزانية‪ ،‬إال في الحالة التي يعفيه من المسؤولية من قبل الشخص المسؤول‬
‫عن األمر ‪ .319‬وتنقسم الميزانية إلى "أبواب" و"مواد" و"أقسام"‪ .‬الفصل يقابل صندوقا منفصال‪ ،‬والمادة جزء من الفصل‬
‫والقسم الفرعي قسم من الجزء ‪.320‬‬

‫تتم إدارة عقارات العرش من قبل ‪ ،.P.O.E‬حيث ال توجد مديرية خاصة بها ‪ .321‬يوجد سجل لألراضي‪ ،‬يتم فيه‬
‫تسجيل أموال العرش البطريركي غير المنقولة بشكل منهجي ويتضمن كل عقار برقم تسلسلي مع وصف النوع والموقع‬
‫والحدود واأللقاب والقيمة والدخل ‪ .322‬ملكية الكنيسة غير قابلة للتصرف‪ ،‬باعتبارها مقدسة‪ .‬أما إذا رئي أن العقار المراد‬
‫استمالكه أكثر ربحية‪ ،‬فتجوز مصادرته بالبيع أو اإلعفاء بعد موافقة البطريرك والمجمع األول ‪ .323‬تم توقيع عقود العقارات‬
‫المؤجرة ‪: 369‬‬

‫أ) عندما يتعلق األمر بعقود اإليجار المعتادة التي تصل إلى‬
‫أربع سنوات بقرار من البطريرك بعد موافقة صاحب السمو الملكي األمير‪.‬‬
‫ب) عندما يتعلق األمر بعقود اإليجار طويلة األجل أو غير العادية‬
‫الشروط‪ ،‬موافقة المجمع المقدس ضرورية‪.‬‬

‫‪ .319‬يرى ف‪ .‬تسورتزاتوس‪ ،‬المؤسسات‪ ، ...‬ص ‪ .101-98‬قارن ‪ .H‬بابادوبولوس مطر‪ .‬قرطاجيس‪ ،‬البطريركية‪، ...‬‬
‫المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .300 – 295‬انظر أيضا الالئحة التنفيذية البطريرك‪ ، ...‬ص ‪ 56-54‬وبانداينوس ‪ ،1928 /37‬ص ‪-54‬‬
‫‪.58‬‬
‫‪ .320‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .321‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .322‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .323‬المرجع نفسه‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ب‪ .‬خدمة المحاسبة‬

‫‪369‬‬

‫‪66‬‬
‫يتولى إدارة الخدمة المحاسبية في كافة إدارات الكرسي البطريركي رئيس المحاسبين‪ ،‬وهو منصب يتطلب له كافة‬
‫اإلمكانات العلمية الالزمة‪ .‬يتم تعيين كبير المحاسبين من قبل البطريرك‪ ،‬بعد شهادة كفاءة مكتب البريد‪ .‬وبعد االختبار السنوي‬
‫فيه ‪ .324‬يوجد في الصناديق المنفصلة محاسب خاص بشرط أن تكون حركة الصندوق تبرر وجودها‪ .‬وفي أي حالة أخرى‪،‬‬
‫سيتم استكمال خدمة التسجيل بالطريقة األكثر اقتصادا‪ ،‬والتي سيتم تحديدها من قبل‬
‫‪325‬‬
‫‪.P.O.E‬‬

‫يتولى كبير المحاسبين المسؤولية عن‪:‬‬


‫أ) التسجيل الصحيح لإليرادات والمصروفات‪.‬‬
‫ب) الرقابة على كافة اإلدارات‪.‬‬

‫االستثناء هو اإلعفاء الجزئي أو الكلي من مراقبة المسؤولية من قبل ‪ .P.O.E‬كما أن لمحاسبي بعض الصناديق‬
‫مسؤوليتهم الخاصة في دائرة مسؤوليتهم‪ ،‬والتسجيل الدقيق لإليرادات والمصروفات ومراقبتها‪ .‬كلتا فئتي الوظائف ملزمتان‬

‫باإلبالغ فوًرا وكتابًيا إلى ‪ ،.P.O.E‬عن أي حالة يصبحون فيها على علم بأي إساءة أو ضرر يلحق بنفقات المنظمة‪ .‬وإال‬
‫اعتبروا شركاء فيه ‪.326‬‬

‫أمناء األبرشية والمتروبوليس هم رجال دين ويحملون لقب‪ :‬أمناء األبرشية بصفتهم "أمين الصندوق" وأمناء‬
‫األبرشية باسم "الوكيل العظيم" ‪ . 373‬م‪ .‬إيكونوموس و‬

‫‪373‬‬
‫‪327‬‬
‫‪.‬‬ ‫الوكالء هم األوصياء على أصول الكنيسة المالية والممتلكات‬

‫ومن أجل الحصول على هذا المنصب بشكل دائم‪ ،‬يجب على المرء ‪:328‬‬

‫أ ) أن يثبت ذلك من خالل فترة االختبار الطويلة التي قضاها‬

‫‪ .324‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .325‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .326‬المرجع نفسه‪..‬‬
‫‪ .327‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .328‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫وزير الكنيسة‪.‬‬

‫ب) بعد اختبار مدته سنة واحدة على األقل‪ ،‬يتم خالله اختبار ‪ .P.O.E‬قدرته‪ .‬قبل إنشاء المسمى أعاله كان يحمل‬
‫اسم "أمين الصندوق المؤقت"‪.‬‬
‫يتم احتساب جميع األموال كل يوم بعد انتهاء المقبوضات والمدفوعات اليومية‪ .‬وهي تخضع للتدقيق‪ ،‬في أي وقت‪،‬‬

‫بأمر من ‪ ..P.O.E‬ويشترط في كل عملية تدقيق أن يتوازن الصندوق مع دفتر صندوق التسجيل‪ .‬وإال فإن الصندوق سيكون‬
‫في عجز ‪ .329‬وفي اليوم األخير من الشهر تقدم اإلدارات ميزانية الشهر المنتهي إلى ديوان المحاسبة المركزي موقعة من‬
‫أمين الصندوق والمحاسب ورئيس اإلدارة ‪.330‬‬

‫بعد انتهاء السنة المالية السنوية تقدم الميزانية طبقا لمواد وفقرات الميزانية موقعة من أمين الصندوق والمحاسب‬
‫ومرفقة بتقريرهما خالل عشرين يوما من رئيس اإلدارة إلى ديوان المحاسبة المركزي ‪ .‬يقوم مكتب المحاسبة المركزي‪ ،‬على‬
‫أساس الميزانيات العمومية الجزئية‪ ،‬بإعداد البيان العام خالل شهرين‪ ،‬والذي بعد تدقيقه من قبل اثنين من مدققي الحسابات‬

‫الخاصين‪ ،‬يقوم ‪ .P.O.E‬يقدمه للتصويت على المجمع األول مع المالحظات واالقتراحات الالزمة لـ ‪. 378‬‬

‫‪378‬‬
‫يحدد ‪ .P.O.E‬أيًض ا‪ ،‬على أساس الميزانية‪ ،‬الحد األقصى للمبلغ الذي يحق له االحتفاظ به في كل صندوق والذي‬
‫لن يتجاوز المبلغ الالزم لدفعات الشهر‪ .‬ويقوم أمين الصندوق المركزي بإيداع األرصدة في حسابه البنكي الجاري‬
‫البطريركية ‪.331‬‬

‫يتم االحتفاظ في كل إدارة بالدفاتر المحاسبية الرئيسية التالية‪:‬‬


‫أ) دفتر النقدية‪.‬‬
‫ب) التقويم‪.‬‬
‫ج) عالمية‪.‬‬
‫د) دفتر تنفيذ الميزانية‪.‬‬

‫‪ .329‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .330‬المرجع نفسه‬
‫‪ .331‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ويوجد في ديوان المحاسبة المركزي أيضًا‪:‬‬
‫أ) السجل العقاري‪.‬‬
‫ب) دفتر عقد اإليجار‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الكتب الرئيسية‪ ،‬هناك أيًضا الكتب المساعدة‪ ،‬إذا كان ‪.P.O.E‬‬

‫على أية حال‪ ،‬جميع الكتب موقعة باألحرف األولى من قبل البطريرك ‪ .332‬يتم تحديث الكتب بنظام السيرة الذاتية‪،‬‬

‫ما لم يكن ‪ .P.O.E‬هو في مزاج لتغيير النظام إلى بسيط ‪. 381‬‬

‫يتم التحصيل والدفع من األموال‪ ،‬بموجب أمر من النوع الذي يحدده رئيس األركان بأمر من البطريرك‪ .‬إن كان‬
‫عن القاهرة فبانتخاب المندوب البطريركي وإن كان عن المدن الكبرى فبأمر رئيسها‪.‬‬

‫‪381‬‬

‫‪ .332‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫إدارة ‪ .333‬ولكي يكون السند جاهزًا للدفع من قبل الصندوق‪ ،‬يجب أن يكون مصحوبًا ببيان مفصل بالنفقات‪ ،‬مع جميع‬
‫المستندات الداعمة الالزمة‪ ،‬ويجب أن يكون مصحوبًا بشهادة محاسب قانوني ‪.‬ال يكون أي تحصيل قانونًيا‪ ،‬إذا لم يكن‬

‫التحصيل ممثاًل قانونًيا للمجموعة المحددة ولم يكن لديه‪ ،‬في وقت التحصيل‪ ،‬إيصال قانوني مكرر لـ ‪.334 .P.O.E‬‬

‫‪ .2‬هيئات اإلدارة اإلقليمية‬

‫أ‪ .‬اللجان المجتمعية األبرشية‬


‫يتقاضى الكهنة والشمامسة في الكنائس المجتمعية أجورهم من قبل اللجان المجتمعية‪ ،‬التي تزودهم‪ ،‬إن أمكن‪،‬‬
‫بمنزل داخل حرم الكنيسة‪ .‬على العكس من ذلك‪ ،‬فإن كهنة وشمامسة المجتمع الرهباني تحكمهم العادات الرهبانية ويعيشون‬
‫في مجمع سينوفيومي ‪ .335‬أما راتب رجال الدين فيحدد بالتشاور مع اللجنة المجتمعية واألسقف المختص أثناء تعيينهم‪ .‬وبهذه‬
‫الطريقة‪ ،‬في حالة الحاجة‪ ،‬هناك إمكانية لتخفيض رواتبهم ‪ .336‬يتم تحرير الرواتب بناًء على كتب التعيين أو الترقية‬
‫البطريركية‪ ،‬بحيث يمكن بهذه الطريقة تحديد الراتب المستحق ‪.337‬‬
‫ومن الممكن أن يكون في كل كنيسة جدول ُتدرج فيه حقوق الليتورجيين والعاملين الليتورجيين والخدميين في‬
‫الكنيسة‪ .‬تم إعداد الجدول بقرار مشترك من األسقف واللجنة الكنسية‪ ،‬وله صفة المرسوم الكنسي‪ .‬ومن الضروري‪ ،‬كما هو‬
‫مكتوب‪ ،‬أن المحتاجين ُيخدمون مجاًنا ‪.338‬‬

‫الكهنة والشمامسة الذين يخدمون في الكنيسة لديهم صندوق مشترك‪ ،‬تودع فيه مدفوعات الخدمات الثابتة‬
‫واالختيارية‪ ،‬والتي يتم تحصيلها على أساس اإليصاالت‪ .‬وفي كل أسبوع يتم توزيعها بالتناسب مع الكهنة الذين يحصلون‬
‫على حصة متساوية‪ .‬ويوزع ثلث النصيب المشترك على الرئيس وثلثي نصيب الكاهن على الشماس ‪ .339‬الكهنة هم شركاء‬

‫‪ .333‬يرى ‪ ،V. Tzortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .100‬قارن بين ‪.H. Papadopoulos Matr‬‬
‫"القرطاجيون‪ ،‬البطريركية‪ "...‬السابق‪ ،‬ص ‪ .302‬انظر أيضا الالئحة التنفيذية البطريرك‪" ...‬المرجع نفسه ص ‪54‬‬
‫وبانداينوس ‪ ،1928 / 37‬ص ‪.56‬‬
‫‪ .334‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .335‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .92‬قارن بين ‪.H. Papadopoulos Matr‬‬
‫قرطاجة‪ ،‬البطريركية‪ ، ...‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪ .302-288‬يرى أيضا الالئحة التنفيذية البطريرك‪ ، ...‬ص ‪56-48‬‬
‫وبانداينوس ‪ ،1930 /39‬ص ‪.366‬‬
‫‪ .336‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .337‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .338‬المرجع نفسه‬

‫‪ .339‬المرجع نفسه‬

‫‪70‬‬
‫في لجان المجتمع ويجمعون المعاشات السنوية لصيانة المعابد ‪ .340‬ومع ذلك‪ ،‬حيث ال يوجد جدول لتصنيف أعمال القرابين‪،‬‬
‫فإنه ُيحظر على الكاهن وموظفي الهيكل اآلخرين أن يطلبوا مبلًغ ا يتجاوز ما يتم تقديمه ‪ .342341‬بالنسبة للطقوس المنزلية‪ ،‬يحق‬
‫للقطيع استدعاء كاهن من كنيسة الرعية‪ ،‬وتعود العائدات إلى الصندوق المشترك ‪.343‬‬
‫عندما يكون الكاهن المسؤول في إجازة مرضية أو إجازة عادية أو عطلة ال تنطوي على حرمان من الحقوق‪ ،‬فإنه‬
‫يحصل على حقوقه كاملة من الصندوق المشترك‪ .‬إذا تم عزله من الخدمة بسبب مرض مزمن أو شيخوخة‪ ،‬وإذا لم يكن هناك‬
‫صندوق نفقة‪ ،‬فإنه يحصل من الصندوق المشترك على نصف حصة النائب‪ .‬الشماس له نفس الحقوق ‪ .344‬ومسؤولية‬
‫المطران‪ ،‬بالتشاور مع لجنة المجتمع‪ ،‬هي مكافأة نائب كاهن الهيكل والمرنمين والشباب ‪ُ .345‬يلزم القائمون على الكهنة‬
‫والشمامسة بدفع مبلغ من المال لألسقف كعالوة‪ُ .‬يعفى من هذا االلتزام أولئك الذين يساهمون في تشغيل‬

‫‪.346 Hierodidaskalium‬‬

‫‪ .3‬المبادئ التي تحكم إدارة ممتلكات الكنيسة‬

‫أ‪ .‬أحكام مختلفة (عامة – خاصة)‬


‫تتضمن سنة اإلدارة استخدام اثني عشر شهًرا‪ ،‬تبدأ من ‪ 1‬يناير من كل عام ‪ .348347‬ويضاف احتياطي كل استعمال‬
‫سنوي إلى احتياطي العرش البطريركي‪ ،‬مع التصرف إما في العقارات المربحة أو في دوائر المال اآلمن ‪ .349‬ويحتفظ‬
‫بالصندوق المركزي حساب جاري بفائدة باسم بطريركية اإلسكندرية في بنك محدد‪ ،‬تودع فيه األموال الفائضة‪ ،‬في حين سبق‬
‫أن تم حذف االلتزامات المالية المتعلقة بسد االحتياجات‪ .‬وتصدر الشيكات بأمر من الصندوق المركزي وتحمل توقيع‬

‫‪ .340‬المرجع نفسه‬

‫‪ .341‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .93‬قارن بين ‪.H. Papadopoulos Matr‬‬
‫"القرطاجيون‪ ،‬البطريركية‪ " ...‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ .290‬انظر أيضا الالئحة التنفيذية البطريرك‪ ، ...‬ص‪.‬‬
‫‪342‬وبانداينوس ‪ ،1930 / 39‬ص ‪.367‬‬
‫‪ .343‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .344‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .93‬قارن بين ‪.H. Papadopoulos Matr‬‬
‫"القرطاجيون‪ ،‬البطريركية‪ " ...‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ .290‬انظر أيضا الالئحة التنفيذية البطريرك‪" ...‬المرجع نفسه ص ‪49‬‬
‫وبانداينوس ‪ ،1930 / 39‬ص ‪."367‬‬
‫‪ .345‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .346‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .347‬يرى ‪ ،V. Tjortzatos‬المؤسسات‪ ، ...‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحات ‪ .102 - 101‬قارن بين ‪H. Papadopoulos‬‬
‫‪.Matr‬‬
‫"القرطاجيون‪ ،‬البطريركية‪ " ...‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪ .304‬انظر أيضا الالئحة التنفيذية البطريرك‪ ، ...‬ص‪.‬‬
‫‪348‬وبانداينوس ‪ ،1928 / 37‬ص ‪.58‬‬
‫‪ .349‬المرجع نفسه‬

‫‪71‬‬
‫البطريرك أو من ينوب عنه ‪ .350‬وتودع األوراق النقدية في أحد البنوك من أجل سالمتها وتضاف إلى الميزانية ‪ .351‬ال يجوز‬
‫الخصم من الحساب الجاري إال بقرار من مجلس النواب‪ ،‬وفي حدود الميزانية‪ ،‬بحيث ال يكون أي قرض قانوني إال بعد‬
‫موافقة المجمع األول ‪ .352‬وأيًض ا‪ ،‬من خالل الحساب البنكي للبطريركية‪ ،‬تتم معالجة عقود إيجار العقارات‪ ،‬ما لم يكن‬

‫‪ .P.O.E‬يحدد طريقة أخرى أكثر مالءمة ‪ .353‬وأخيرا‪ ،‬في الخدمة المالية لكنيسة اإلسكندرية‪ ،‬يفضل رجال الدين الذين لديهم‬
‫مؤهالت خاصة للوظيفة المحددة ‪.354‬‬
‫االستنتاجات‬

‫ولذلك فقد أدركنا أن بطريركية اإلسكندرية هي حالة خاصة من حيث المساحة التي تحكمها‪ ،‬ولكن بشكل رئيسي‬
‫في طريقة حكمها‪ .‬إنها كنيسة رسولية‪ ،‬نظمها الرسول مرقس‪ ،‬بينما شهدت فترات من االزدهار واالنحدار‪ ،‬ولكن أيًضا‬
‫االضطهاد على مر القرون‪ ،‬دون أن تفقد هيبتها أبًدا‪ ،‬مقارنة ببقية الكنائس المحلية ‪ -‬البطريركيات‪ .‬إن إدارة البطريركية‬
‫تكون دائمًا "ناجحة ومنتظمة"‪ ،‬كما حددها التفويض الرسولي لبولس ‪ ،355‬وعلى أساس القوانين المقدسة التي أصدرها الرسل‬
‫القديسون‪ ،‬وكذلك المجامع المسكونية‪.‬‬
‫من الشخصيات المهمة في إدارة بطريركية اإلسكندرية هو البطريرك مالتيوس الثاني‪ ،‬الذي أصدر عدة قواعد‬
‫مهمة فيما يتعلق بالشؤون اإلدارية للبطريركية‪ .‬تتعلق هذه القضايا بشكل رئيسي بانتخاب كل بطريرك ومطران‪ ،‬وكذلك‬
‫تعيين المطارنة واإلدارة المالية للبطريركية وتنظيم المؤسسة السينودسية‪ .‬المؤسسة السينودسية‪ ،‬وهي دائمة وتجتمع بانتظام‬
‫أو على أساس غير عادي‪ ،‬هي التي تقرر وتحل القضايا التي تهم الوضع المشترك لكنيسة اإلسكندرية‪ ،‬أي العبادة اإللهية‪،‬‬
‫والكهنة القديسين‪ ،‬والمالية والممتلكات‪ .‬اإلدارة والرعاية االجتماعية والعالقات مع الكنائس المحلية األخرى – البطريركيات‬
‫والطوائف واألديان‪.‬‬
‫طريقة االنضمام إلى كنيسة اإلسكندرية تكون حسب تقاليد وقواعد الكنيسة المسيحية األرثوذكسية‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫المعمودية والمسحة‪ .‬الطبقات الثالث ‪ -‬فئات أعضاء الكنيسة‪ ،‬هي رجال الدين (الصغار ‪ -‬الكبار)‪ ،‬والرهبان والعلمانيون ‪.‬ال‬
‫يشكل هذا التقسيم تمييًز ا وتشويًها ألي نظام‪ ،‬ولكنه يساهم في تحسين الوحدة والتقدم لكل عضو مع جسد الكنيسة‪ .‬تتبع‬
‫البطريركية وتطبق‪ ،‬في تصنيف األعضاء في الفئات الثالث المذكورة أعاله‪ ،‬القواعد التي وضعها المجمعان المسكونيان‬
‫والمحليان‪.‬‬
‫وعلى وجه الخصوص‪ ،‬في بطريركية اإلسكندرية‪ ،‬يجب على المرشح للرسامة أن يكون حاصًال على شهادة من مدرسة‬
‫الهوتية ويعرب عن اهتمامه بالتسجيل في "الدليل الكهنوتي" أو تحت االسم الرسمي "كتاب المتقدمين"‪ .‬يستثنى من ذلك‬
‫المرشحون الطالب في اإلكليريكية البطريركية‪ .‬هؤالء المعنيون هم شمامسة مرسومون‪ ،‬وبعد االنتهاء من دراستهم‪ ،‬يتم‬

‫‪ .350‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .351‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .352‬المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪ .353‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ .354‬المرجع نفسه‬
‫‪ 1 .355‬كور ‪.40 ،14 .‬‬

‫‪72‬‬
‫تسجيلهم في الدليل ومن ثم يحصلون على الدرجة الثانية من الكهنوت‪ ،‬أي درجة الشيخ‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن الرهبنة في‬
‫بطريركية اإلسكندرية اليوم ال وجود لها على اإلطالق كما هو الحال في البطريركيات والمتروبوليس األخرى‪ .‬ونظرًا‬

‫للمكانة الخاصة التي تقع فيها البطريركية العاملة والوزراء‪ ،‬تأخذ الرهبنة طابعًا تبشيريًا‪ .‬وأخيًر ا‪ ،‬في بطريركية اإلسكندرية‪،‬‬
‫يحتل العلمانيون مكانة بارزة‪ ،‬حيث يشاركون بشكل فعال في العمل التبشيري للكنيسة‪ ،‬بينما يستفيدون بطرق مختلفة من‬
‫البطريركية والرعايا المحلية‪ ،‬مالًيا أو من خالل المشاركة في إدارة الرعايا‪ .‬والمدن‪ ،‬بل أيًض ا في إنشاء وإدارة المنظمات‬
‫المجتمعية والنقابية‪ ،‬حتى يتم العمل الخيري واالجتماعي والتبشيري بسالسة‪ .‬وكان من المعتاد مشاركة العلمانيين في عملية‬
‫انتخاب البطريرك‪ ،‬والتي تم إلغاؤها مع اعتماد الئحة جديدة في عام ‪ 2002‬في عهد بطريركية بطرس السابع‪.‬‬
‫وفي الوقت نفسه‪ ،‬فإن الهيئات اإلدارية المركزية للبطريركية‪ ،‬والتي تتكون من المجمع البطريركي والبطريرك‪،‬‬
‫وكذلك الهيئات اإلقليمية‪ ،‬أي األساقفة المطارنة والرعايا واألديرة‪ ،‬ال تختلف بشكل كبير عن بقية البطريركية‪ .‬محلي‬
‫الكنائس ‪ -‬البطريركيات ولها طابع إداري ‪ -‬تنظيمي وقضائي‪ ،‬وتهدف إلى تسوية ‪ -‬حل قضايا الكنيسة‪ .‬يتمتع البطريرك‬
‫بالسلطة اإلدارية العليا‪ ،‬وله امتيازات وحقوق‪ ،‬باإلضافة إلى عدة التزامات وحقوق‪ ،‬تم عرضها في الفصل الخاص بذلك‪.‬‬
‫مرجعًا‪ ،‬يرأس كل مجمع عادي وغير عادي‪ ،‬ما لم تكن هناك حالة إعاقة‪ ،‬ويشارك في اإلدارة المالية للبطريركية‪ ،‬من خالل‬
‫الخدمات واللجان المختلفة‪ ،‬ويتولى العمل الخيري واالجتماعي والرسالي للبطريركية‪ ،‬يوافق على تعيين وتعيين الشمامسة‬
‫والشيوخ واألساقفة المتروبوليتيين في مناصبهم‪ ،‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يقوم أيًضا بحل القضايا ذات الصلة‪.‬‬
‫في انتخاب بطريرك اإلسكندرية‪ ،‬حتى عام ‪ 2002‬وقبله‪ ،‬شارك العنصر الشعبي في كنيسة اإلسكندرية المحلية‬
‫بنشاط‪ ،‬بينما تم إجراؤه بناًء على اللوائح ذات الصلة‪ ،‬بينما حصل على أي حال على موافقة الحكومة المصرية‪ . .‬ومع النص‬
‫الحالي الذي اقترحه البطريرك بطرس السابع ووافق عليه المجمع‪ ،‬والذي عرضناه بالتفصيل في الفصل المخصص له‪ ،‬يلغى‬
‫حق العنصر الشعبي في المشاركة في انتخاب البطريرك ويخص هذا الحق فقط رؤساء كهنة البطريركية ‪ .‬وعلى وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬ينطبق األمر البطريركي الصادر في ‪ 16‬تشرين الثاني (نوفمبر ) ‪ ،1931‬على انتخاب المطارنة‪ ،‬والذي تم‬
‫تعديله في خريف عام ‪ 1979‬ويتعلق بإعداد قائمة المرشحين المطارنة‪ ،‬باقتراح ثالثة منهم من قبل المجمع البطريركي‪.‬‬
‫بطريركًا وانتخاب أحدهم باالقتراع السري من المجمع البطريركي‪ .‬وفي حالة التعادل‪ ،‬بطبيعة الحال‪ ،‬يعود حق االنتخاب‬
‫للبطريرك نفسه‪.‬‬
‫تقوم بطريركية اإلسكندرية بتكريم رجال الدين المتميزين بعملهم الوظيفي – االجتماعي – التبشيري أو تكلفهم‬
‫بوظيفة إدارية خاصة محددة – مسئولية‪ ،‬بمنحهم منصًبا‪ ،‬أي وسام فخري مشهور‪ .‬على وجه الخصوص‪ ،‬للعلمانيين‪ ،‬الذين‬
‫ميزوا أنفسهم بتقديمهم وساعدوا بشكل كبير بطريركية اإلسكندرية‪ ،‬فإنك تمنح منصب المتبرع والمتبرع الكبير‪ ،‬اعتماًدا على‬
‫حجم التقدمة ‪ -‬اإلحسان‪.‬‬
‫ولكن ينبغي أن نشير إلى أن النقاط المهمة في إدارة بطريركية اإلسكندرية هي طريقة إدارة الرعية‪ ،‬إذ اتضح من‬

‫عرض الفصل الخاص‪ ،‬في العمل الذي بين أيدينا‪ ،‬إدارة الرعية‪ .‬الملكية الكنسية ( ‪ .P. O E‬والخدمة المحاسبية)‪ ،‬من خالل‬
‫مبادئ محددة‪ ،‬تحكم اإلدارة المذكورة أعاله‪ .‬ومن النقاط المهمة أيًض ا الهيئات اإلدارية األبرشية اإلقليمية التي تنظم وتحل‬
‫القضايا المالية‬
‫األبرشيات‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫وبالتالي‪ُ ،‬تدار البطريركية وفًقا للتقليد القديم للكنيسة المسيحية األرثوذكسية‪ ،‬التي تريد مشاركة وتعاون رجال‬
‫الدين والشعب‪ ،‬في مناخ من اإليمان العميق والمحبة المسيحية والتضامن وقبل كل شيء المساواة بين الفئتين المذكورتين‬
‫أعاله‪. .‬‬

‫‪74‬‬
‫فهرس‬

‫أ‪ .‬المصادر‬

‫مانسي جيوفاني دومينيكو – البي فيليب‪Sacrorum conciliorum nova et amplissima ،‬‬


‫‪ ، Collectio‬باريس – اليبزيغ‪.H. Welter، 1901 :‬‬

‫أثناسيوس السكندري‪ ،‬اعتذار للملك قسطنطين ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 596 ،25‬أ – ‪ 641‬د‪.‬‬

‫مذكرات‪ :‬المحفوظة في مخطوطات األرشيف البطريركي وثائق الكنيسة‬ ‫ديليكانيس كالينيكوس‪،‬‬


‫الرسمية ‪،‬‬

‫‪ ،2‬اسطنبول‪ .x[ :‬س‪.1904 ،].‬‬

‫ديونيسيوس السكندري‪ ،‬رسالة ضد أسقف ألماني ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 1315 ،10‬ق – ‪ 1326‬ق‪.‬‬

‫ديونيسيوس السكندري‪ ،‬رسالة إلى فابيان األنطاكي ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪1296 ،10‬ب – ‪1312‬أ‪.‬‬

‫يوسابيوس القيصري‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 46 ،20‬أ – ‪ 904‬د‪.‬‬

‫أفطيخيوس اإلسكندري‪ ،‬أخبار األيام ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪.1156 – 907 ،111‬‬

‫المطبعة البطريركية باإلسكندرية سنة ‪.1935‬‬ ‫‪ -‬الئحة بطريركية اإلسكندرية الصادرة عن‬

‫نيقوديموس أجيوريتس‪ ،‬دفة الجزيرة الخيالية‪ ،‬الكنيسة الواحدة المقدسة الكاثوليكية الرسولية للكنيسة األرثوذكسية‪ ،‬أي جميع‬
‫القواعد المقدسة واإللهية للمجامع المسكونية المقدسة ‪ ،‬طبعه باباديمتريوس أثينا ‪. 13 2003‬‬

‫سوزومينوس‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 1232 ،67‬ب – ‪ 1235‬أ‪.‬‬

‫سقراط‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 388 – 380 ،67‬أ‪.‬‬

‫أوريجانوس‪ ،‬تفسير متى ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪ 829 ،17‬أ – ‪ 834‬ب‪.‬‬


‫أوريجانوس‪ ،‬تعليق على المزامير ‪ ،‬اآلباء اليونان ‪1053 ،12‬أ – ‪1685‬أ و‪105 ،17‬ج – ‪149‬ج‪.‬‬

‫ب‪ .‬اإليدز (اليونانية)‬

‫العرش البطريركي المسكوني‬ ‫القوس‪ ،‬كاليستو‪،‬‬


‫القسطنطينية وحقوقها وامتيازاتها على سائر كنائس المشرق ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.1920‬‬

‫رئيس سيسكوس أنثيموس‪ ،‬التنظيم اإلداري للكنيسة‬


‫اإلسكندرية ‪ ،‬الدور األول‪ ،‬اإلسكندرية ‪.1937‬‬

‫‪75‬‬
‫أناليكتا ‪ ،‬المجلد الخامس‪ ،‬الفترة ب‪ ،‬اإلسكندرية – أثينا‪ :‬معهد الدراسات الشرقية بالمكتبة البطريركية‬
‫باإلسكندرية‪.2005 ،‬‬

‫أناستاسيو يوانيس‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬نشر بواسطة براتيريتيس ثيسالونيكي‪[ ،‬الفصل‪ .‬العاشر‪.].‬‬

‫أندروتسوس خريستوس‪ ،‬عقائدي ‪ ،‬أثينا ‪.1956‬‬

‫أبوستولوبولوس ميليتيوس‪ ،Antipelargisis ،‬في أثينا عام ‪.1907‬‬

‫فافوسكوس كونستانتينوس‪ ،‬دليل القانون الكنسي ‪ ،‬طبعة ساكوالس‪ ،‬تسالونيكي ‪.1989‬‬

‫غاالنوس يوانيس‪" ،‬الشخص االعتباري"‪ ،‬في القاموس الموسوعي ‪،‬‬

‫المجلد ‪ ،10‬نشره الفثيروداكيس‪ ،‬أثينا [‪ .x‬العاشر‪.].‬‬

‫جافارديناس جورجيوس‪ ،‬أحكام قانونية بشأن مسألة مشاركة العلمانيين في انتخاب األساقفة ‪ ،‬طبعة ب‪.‬بورناراس‪ ،‬تسالونيكي‬
‫‪.2013‬‬

‫ديميتساس مارجريتيس‪ ،‬تاريخ اإلسكندرية‪ :‬جغرافي – تاريخي – فقهي – سياسي – كنسي وأثري ‪ ،‬أد‪.‬‬
‫الخلق‪ ،‬أثينا ‪.1995‬‬

‫المنارة الكنسية‪ ،‬الدورية العلمية الالهوتية لبطريركية اإلسكندرية‪ ،‬المجلد أ (‪ ،)1992 – 1990‬المجلد ‪O (1996-‬‬
‫)‪ ،1998‬المجلد د (‪ ،)2002-2000‬اإلسكندرية‪.‬‬

‫زيزيوالس يوانيس‪" ،‬المؤسسة السينودسية‪ :‬مشكالت تاريخية ‪ -‬كنسية وقانونية"‪ ،‬في‪ :‬تكريم المتروبوليت كيتروس فارنافان‬
‫في الذكرى الخامسة والعشرين لكهنوته ‪ ،‬أثينا ‪.1980‬‬

‫تقويم كنيسة اإلسكندرية الصادر عن بطريركية اإلسكندرية وسائر أفريقيا اإلسكندرية ‪2015‬‬

‫يوسيفوس‪ ،‬أباتا اآلثار اليهودية ‪ ،‬المجلد العاشر‪ ،‬الكتاب التاسع – األول‪ ،‬نشر كاكتوس‪ ،‬أثينا ‪.1997‬‬

‫بالبطريركية‬ ‫سبيريدون كماالكيس المكاتب الكنسية‬


‫اإلسكندرية وكل أفريقيا ‪ ،‬نشر أنجالكي أثينا ‪.2011‬‬

‫نشر ساكوالس‪ ،‬أثينا – تسالونيكي ‪.2011‬‬ ‫القانون الكنسي ‪،‬‬ ‫كونيدريس يوانيس‪ ،‬دليل‬

‫لوندوس يوانيس‪ ،‬مدرسة إيبيكلين المسيحية باإلسكندرية‪ ،‬أثينا ‪.1932‬‬

‫مزاراكيس ج‪ ،.‬مساهمته في تاريخ الكنيسة األرثوذكسية في مصر ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.1932‬‬

‫مكاريوس‪ ،‬متروبوليت زيمبابوي‪ ،‬حضور الرهبنة في كنيسة اإلسكندرية‪ ،‬الشتات الدياكروني‪ ،‬اإلسكندرية ‪.1999‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ .Mantzaridis G‬العمل التعليمي ألوريجانوس‪ .‬االفتراضات وتنظيمها‪ ،‬أد‪.‬أ‪.‬ب‪.‬ث‪ ،‬سالونيك ‪ ،1960‬ص ‪ 17‬سابًقا‪.‬‬

‫منزونياس إيفانجيلوس‪ ،‬القانون الكنسي ‪ ،‬أثينا ‪.1984‬‬


‫مكسيموس يا أمي سردون‪ ،‬البطريركية المسكونية في الكنيسة األرثوذكسية ‪ ،‬طبعة المؤسسة البطريركية‬
‫للدراسات اآلبائية‪ ،‬تسالونيكي ‪. 3 1972‬‬

‫نيكوس ماتسوكاس‪ ،‬تاريخ الفلسفة‪ :‬اليونانية القديمة – البيزنطية – أوروبا الغربية‪ .‬مع تفسير قصير في الفلسفة ‪ ،‬نشر ب‪.‬‬
‫بورناراس‪ ،‬سالونيك ‪.2002‬‬

‫بافلوس مينيفيسوغلو‪ ،‬متروبوليت السويد وجميع الناس‬


‫الدول االسكندنافية‪ :‬مقدمة تاريخية لقانون األرثوذكسية‬
‫الكنيسة ‪ ،‬نشرته متروبوليس السويد وسائر الدول اإلسكندنافية‪ ،‬ستوكهولم ‪.1990‬‬

‫"ميتاكساكيس مليتيوس‪" ،‬المقدمة البطريركية للمجمع المقدس حول المؤسسة المجمعية"‪ ،‬باندينوس ‪،1931 /23‬‬
‫ص ‪.780 - 775‬‬

‫قانون األرثوذكسية الكنسي‬ ‫ميالس نيكوالوس‪،‬‬


‫الكنيسة الشرقية ‪ ،‬ترانس‪ .‬أبوستولوبولوس ميليتيوس‪ ،‬نشره ساكيالريوس‪ ،‬أثينا ‪.1906‬‬

‫بوميس باناجيوتيس‪ ،‬كانونيكون ديكايون ‪ ،‬نشر غريغوريس‪ ،‬أثينا‪.2000 ،‬‬

‫نيكيفوروس كاليستوس‪ ،‬التاريخ الكنسي ‪PG 145، 604 ،‬أ – ‪1332‬ب‪.‬‬

‫نيكوالكاكيس إلياس‪ ،‬الحرب المقدسة في اإلسالم‪ .‬الدستور والتأسيس وتطبيقاته الحديثة‪ ،‬نشر ميندروس‪ ،‬سالونيك ‪.1989‬‬

‫نيكوالوس‪ ،‬مطر‪ .‬أكسوميس‪ ،‬الحكومة المجمعية في كنيسة اإلسكندرية ‪ ،‬اإلسكندرية ‪.1955‬‬

‫باناجيوتاكوس باناجيوتيس‪ ،‬نظام القانون الكنسي‪ :‬حسب تطبيقه في اليونان ‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬نشر ب‪ .‬بورناراس‪ ،‬تسالونيكي‪،‬‬
‫‪.2000‬‬

‫بندينوس‪ ،‬الجريدة الرسمية لبطريركية اإلسكندرية‪ ،‬المجلد ‪ 1926 /35‬ص ‪ ،483-481‬المجلد ‪ 1928 /37‬ص ‪ 58-53‬و‬
‫‪ ،306-304‬المجلد ‪ 1930 /39‬ص ‪ ،367-351‬المجلد ‪ 1931/ .40‬ص ‪ 795-789‬و‪ ،832-831‬المجلد ‪1934 /43‬‬
‫ملحق (في النهاية)‪ ،‬المجلد ‪ 1939 /31‬ص ‪ ،364-361‬المجلد ‪ 1968 /60‬ص ‪ 265-251‬و‪ ،316-309‬المجلد ‪/ 72‬‬
‫‪ 1980‬ص ‪ ،7-5‬المجلد‪.‬‬
‫‪ 94/2002‬ص ‪.394‬‬

‫" انتخاب بطريرك اإلسكندرية" ‪،‬‬ ‫باباجورجيو ك‪،.‬‬


‫قانوني‪ :‬مراجعة القانون الكنسي والكنسي ‪.1/2004 ،‬‬

‫‪77‬‬
‫الكنيسة‬ ‫تاريخ‬ ‫بابادوبولوس كريسوستوموس‪،‬‬

‫اإلسكندرية ‪ ,‬أثينا ‪ -‬اإلسكندرية [‪ .x‬العاشر‪.].‬‬

‫إيديو‪ ،‬المدارس الالهوتية والكهنوتية في القرون األولى‪ ،‬في الذكرى السابعة عشرة لمدرسة ريزاري‪ ،‬أثينا ‪.1920‬‬

‫بابادوبولوس كريسوستوموس‪ ،‬متروبوليت قرطاجنة‬


‫بطريركية اإلسكندرية وسائر أفريقيا في الزمان‪ :‬من الرسول‬
‫ماركو في األلفية الثالثة ‪ ،‬نشر وزارة الدفاع الوطني اليونانية‪ ،‬أثينا – اإلسكندرية‪.2000 ،‬‬

‫باباميكائيل غريغوريوس‪ ،‬كشف عن السياسة الروسية في المشرق اليوناني األرثوذكسي ‪ ،‬اإلسكندرية‪[ :‬ج‪ .‬س‪.1910 ،].‬‬

‫بنتاكي جيراسيموس‪ ،‬القرآن‪ ،‬نشر الفثيروداكيس‪ ،‬أثينا ‪.1928‬‬

‫بقلم إديو‪ ،‬الدراسات المصرية‪ ،‬تشيرون‪ ،‬الحبشة‪ ،‬اإلسكندرية ‪.1900‬‬

‫باباستاتيس شاراالمبوس‪ ،‬حول تنظيمها اإلداري‬

‫كنيسة قبرص ‪ ،‬تسالونيكي‪ .x[ :‬س‪.1982 ،].‬‬

‫راليس كونستانتينوس‪ ،‬قانون العقوبات للكنيسة الشرقية األرثوذكسية ‪ ،‬نشر هيستيا‪ ،‬أثينا ‪.1907‬‬

‫راليس أ‪-.‬بوتليس م‪ ،.‬دستور الشرائع اإللهية والمقدسة ‪ ،‬المجلد الرابع‪ ،‬تسالونيكي‪ :‬ريجوبولوس‪.2002 ،‬‬

‫رادوفيتس أمفيلوخيوس‪" ،‬كاثوليكية سوبورنوست األرثوذكسية أو قاع الاللوجيا"‪ ،‬في‪ Martyria tis :‬األرثوذكسية ‪،‬‬
‫نشر هيستيا أثينا ‪.1971‬‬

‫رودوبولوس بانتيليمون‪ ،‬متروبوليت تيرول وسيرينتي‪ ،‬دورات في القانون الكنسي ‪ ،‬نشر ميجدونيا‪ ،‬سالونيك ‪2008‬‬

‫سكوتريس كونستانتينوس‪ ،‬تاريخ المذاهب‪ :‬التقليد العقائدي األرثوذكسي وتزييفه خالل القرون الثالثة األولى ‪ ،‬المجلد األول‪،‬‬
‫أثينا ‪.1998‬‬

‫تو إديو‪ ،‬تاريخ المذاهب‪ :‬التعليم العقائدي األرثوذكسي وتزييفه من بداية القرن الرابع حتى المجمع المسكوني الثالث ‪ ،‬المجلد‬
‫الثاني‪ ،‬أثينا ‪.2004‬‬

‫‪ -‬ستافريديس فاسيليوس‪" ،‬اإلسكندرية"‪ ،‬في تي إتش إي ‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬نشر أث مارتينوس‪ ،‬أثينا ‪.1963‬‬

‫تو إديو‪ ،‬التعليم الالهوتي في المدرسة السكندرية‪ ،‬القسطنطينية‪.1956 ،‬‬

‫لألرثوذكس‬ ‫تجورتزاتوس فارنافاس‪ ،‬المؤسسات اإلدارية‬


‫البطريركية أثينا ‪.1972‬‬

‫‪78‬‬
‫المدينة الكبرى‬ ‫بطريرك‬ ‫تيليريدس مكاريوس‬
‫اإلسكندرية ‪ ،‬نشر ميليتوس‪ ،‬أثينا ‪.1998‬‬

‫تريبيالس باناجيوتيس‪ ،‬العقائد ‪ ،‬المجلد ‪ ،3‬نشر بواسطة سوتير‪ .‬أثينا ‪.1961‬‬

‫تو إديو‪ ،‬العهد الجديد بعد تفسير مختصر ‪ ،‬نشر سوتير‪ ،‬أثينا ‪. 30 1990‬‬

‫ترويانوس س‪" ،.‬مالحظات مقارنة حول التشريع القانوني للكنائس األرثوذكسية المستقلة فيما يتعلق بالمجمع األول‬
‫للكهنوتية"‪ ،‬الالهوت ‪.1979 /50‬‬

‫فيداس فالسيوس‪ ،‬التاريخ الكنسي‪ :‬من البداية إلى النهاية‬

‫‪ ، Iconomachia‬المجلد األول‪ ،‬نشرته ‪ ،Digiga‬أثينا ‪.2002‬‬

‫فيريبيدو س‪ .‬نيكوالو‪" ،‬العرش الرسولي البطريركي لإلسكندرية واألبرشيات والجماعات والمعابد اليونانية في شمال وشمال‬
‫غرب أفريقيا"‪ ،‬المطبعة البطريركية‪ ،‬اإلسكندرية‪.1938 ،‬‬

‫هاتزيفوتيس يوانيس‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬قرنين من الهيلينية الحديثة ( القرنين التاسع عشر إلى العشرين )‪ ،‬طبعة الرسائل الهيلينية‪ ،‬أثينا‬
‫‪.1999‬‬

‫كريستو باناجيوتيس‪ ،‬األدب الكنسي‪ :‬آباء المسيحية والهوتيوها ‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬نشر كيرومانوس‪ ،‬تسالونيكي‬
‫‪.2005‬‬

‫تو إديو‪ ،‬علم اآلثار الهيلينية‪ :‬فترة االضطهاد ‪ ،‬المجلد ‪ ،2‬الطبعة‪:‬‬


‫كيرومانوس‪ ،‬سالونيك ‪.2005‬‬

‫كريستوفيلوبولوس أ‪ .‬تنظيم كنيسة اليونان ‪ ،‬نشره تزاكاس‪ ،‬أثينا ‪.1949‬‬

‫وكذلك القانون الكنسي الهيليني ‪ ،‬نشره تزاكاس‪ ،‬أثينا ‪. 1965‬‬

‫تو إديو‪ ،‬القانون والتاريخ‪ :‬دراسات صغيرة ‪ ،‬أثينا ‪.1973‬‬

‫بدون مؤلف‪" ،‬ملكيتاي"‪ ،‬في ‪ ، .TH.H.E‬المجلد ‪ ،8‬أثينا‪ :‬أ‪.‬مارتينوس‪.1966 ،‬‬

‫بدون مؤلف‪" ،‬شخص اعتباري ‪ -‬طبيعي"‪ ،‬في مجالي‬


‫الموسوعة الهيلينية ‪ ،‬المجلد ‪ ،18‬أثينا‪ :‬درانداكيس بافلوس‪.1929 ،‬‬

‫‪79‬‬
‫ج‪ .‬اإليدز (لغة أجنبية)‬

‫ألكسندروفيتش فاسيلييف‪ ،‬تاريخ اإلمبراطورية البيزنطية (‪ ، )1453 – 324‬ترانس‪ .‬سافراميس ديموستينيس‪ ،‬نشره‬
‫بيرغاديس‪ ،‬أثينا ‪.1954‬‬

‫أوستروجورسكي جورج‪ ،‬تاريخ الدولة البيزنطية ‪ ،‬المجلد األول‪ ،‬تحرير د‪.‬‬


‫فاسيلوبولوس‪ ،‬أثينا ‪.1997‬‬

‫ويلكن أولريش‪ ،‬التاريخ اليوناني القديم ‪ ،‬نشر بابازيسيس‪ ،‬أثينا ‪.1976‬‬

‫دستور جمهورية مصر العربية ‪ ،‬مصر‪ :‬عدلي منصور‪.2014 ،‬‬

‫اإلسكندرية – التطور االجتماعي والمؤسسات المسيحية السكندرية ‪ ،‬بيرن‪ :‬بيتر‬ ‫كنيسة‬ ‫جاكد أتيال‪،‬‬
‫النج‪.2001 ،‬‬

‫كونغ هانز‪ ،‬اإلسالم‪ :‬الماضي – الحاضر والمستقبل ‪ ،‬أكسفورد‪ :‬كلمة واحدة‪.2007 ،‬‬

‫باولينو‪ ،‬فيتا دي أمبروجيو ‪ ،‬روما‪ :‬سيتا نوفا‪. 3 2002 ،‬‬

‫‪ ،Puech Aime‬تاريخ األدب اليوناني من أصل أصول ‪ ، Jusqu'a la fin du iv e siecle‬المجلد‪ .‬الثاني‪،‬‬
‫باريس‪ :‬اآلداب الجميلة‪.1928 ،‬‬

‫‪80‬‬

You might also like