You are on page 1of 4

‫‪24‬‬ ‫السيرة النبوية‬

‫فتح مكـــــــة‬
‫ـع الحــرب بيــن رســول‬
‫لمــا كان مــن بنــود صلــح الحديبيــة؛ َوضـ ُ‬
‫َّ‬
‫النبــي‬
‫ِّ‬ ‫اهلل ﷺ وقريــش؛ ومــن أراد أن يتحالــف مــع قريــش أو‬
‫ﷺ تحالــف والتــزم ببنــود المعاهــدة‪ ،‬فتحالفــت بنــو بكــر مــع‬
‫قريــش وتحالفــت خزاعــة مــع رســول اهلل ﷺ‪.‬‬

‫ـن بنــي بكــر قاتلــوا خزاعــة‪ ،‬وأعانــت قريـ ٌ‬


‫ـش بنــي بكــر علــى‬ ‫ولكـ ّ‬
‫ذلــك‪ ،‬وكان هــذا ً‬
‫نقضــا للصلــح‪.‬‬

‫ـي ﷺ فأخبــره بما فعلــت قريش‬


‫وجــاء رجــل مــن بنــي خزاعــة للنبـ ِّ‬
‫ـي ﷺ ويطلب منــه أن ينصرهم‪.‬‬
‫وبنــو بكــر‪ ،‬ويســتنجد بالنبـ ِّ‬

‫النبي ﷺ يا أبنائي؟‬
‫ِّ‬ ‫رد فعل‬
‫فما كان ُّ‬
‫‪25‬‬ ‫السيرة النبوية‬

‫أمــر رســول اهلل ﷺ أصحابــه َّ‬


‫بالتجهيــز للغــزوة ولــم ُيعلمهــم‬
‫وجهتــه؛ لئــا تســتعد قريــش للقتــال‪.‬‬
‫النبي ﷺ عدد من القبائل لمحاربة قريش‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫وانضم إلى‬
‫وكان عــدد الجيــش كبيــ ًرا جــ ًدا؛ ِم َّمــا يــ ُد ُّل علــى زيــادة قــوة‬
‫المســلمين مــا بيــن صلــح الحديبيــة‪ ،‬وفتــح مكــة‪.‬‬
‫وبالفعــل فــي رمضــان ســنة ثمانــي هجريــة غــادر الجيــش‬
‫وعس َ‬
‫ــكر‬ ‫ْ‬ ‫اإلســامي المدينــة إلــى مكــة بقيــادة رســول اهلل ‪،‬‬
‫المســلمون فــي مــكان قريــب مــن مكــة‪.‬‬
‫وفــي ذلــك الوقــت خــرج أبــو ســفيان بــن حــرب ‪-‬وكان فــي ذلك‬
‫الوقــت مــازال مشـ ً‬
‫ـركا‪ -‬ومعــه اثنــان مــن قريــش يتحسســون‬
‫األخبار‪.‬‬
‫فالتقــوا بالعبــاس بــن عبــد المطلــب‪ ،‬ول ّمــا رأى أبــو ســفيان‬
‫وصاحبــاه الجيــش‪ ،‬أخبرهــم العبــاس أنــه جيــش المســلمين‪،‬‬
‫ـي ﷺ فعــرض عليــه اإلســام‬
‫وأخــذ العبــاس أبــا ســفيان إلــى النبـ ِّ‬
‫فأســلم‪.‬‬
‫وأطلع العباس أبا سفيان على قوة جيش المسلمين‪.‬‬
‫‪26‬‬ ‫السيرة النبوية‬

‫ـرعا إلــى أهــل‬ ‫ً‬


‫قريشــا لــن تقــدر عليهــم فرجــع مسـ ً‬ ‫فعلــم أن‬
‫ً‬
‫قريشــا‬ ‫مكــة يأمرهــم أن يعلنــوا إســامهم‪ ،‬وأخبــر أبــو ســفيان‬
‫بقــول رســول ﷺ‪َّ :‬‬
‫((أن َمــن دخــل دار أبــي ســفيان فهــو آمــن‪،‬‬
‫ومــن دخــل المســجد فهــو آمــن‪ ،‬ومــن أغلــق عليــه بابــه فهــو‬
‫آمــن)) [صحيــح أبــي داود‪،]٣٠٢٢:‬‬
‫ودخــل رســول اهلل ﷺ مكــة وهــو راكــب علــى ناقتــه‪ ،‬فات ًحــا‬
‫متواضعــا هلل شــاك ًرا ألنعمــه‪ ،‬ودخــل ﷺ المســجد‬
‫ً‬ ‫منتصــ ًرا‬
‫الحــرام‪ ،‬وصلّــى داخــل الكعبــة‪ ،‬ثــم خــرج يهــدم األصنــام التــى‬
‫هـ َ‬
‫ـق الْبَ ِ‬
‫اطـ ُ‬
‫ـل‬ ‫ـق َوَز َ‬
‫كانــت عنــد الكعبــة وهــو يقــول‪َ { :‬جــا َء الْ َحـ ُّ‬
‫ان َز ُ‬
‫هو ًقــا} [اإلســراء‪.]٨١:‬‬ ‫ــل َك َ‬
‫اط َ‬‫ِن الْبَ ِ‬
‫إ َّ‬
‫النبــي خطبــة‪ ،‬فقــال‪َّ :‬‬
‫((إن اهلل‬ ‫ُّ‬ ‫وبعــد يــوم الفتــح خطــب‬
‫حــرم مكــة يــوم خلــق الســموات واألرض؛ فهــي حــرام إلــى‬
‫َّ‬
‫يــوم القيامــة‪ ،‬لــم تَ ِح ّ‬
‫ــل ألحــد قبلــي‪ ،‬وال تحــل ألحــد بعــدي))‬
‫[البخاري‪[،]١٨٣٤:‬مســلم‪،]١٣٥٣:‬‬

‫وهذا ٌ‬
‫دليل على مكانة مكة المكرمة عند اهلل تعالى‪.‬‬
‫‪27‬‬ ‫السيرة النبوية‬

‫وهكــذا فتــح اهلل مكــة لرســوله ﷺ وكان فت ًحــا عظي ًمــا علــى‬
‫المســلمين‪.‬‬

‫ُفتحــت مكــة التــي كانــت مقـ ًرا ألهــل الكفــر َّ‬


‫والصــد عــن ســبيل‬
‫ـي‬ ‫ـل مكــة أنهــم كانــوا علــى باطــل‪َّ ،‬‬
‫وأن النبـ َّ‬ ‫اهلل‪ ،‬و َعلِــم أهـ ُ‬
‫ﷺ مــا جاءهــم إال بالحــق‪ ،‬ودخــل أكثــر أهــل مكــة فــي اإلســام‬
‫بعــد الفتــح‪ ،‬ودخلــت أمــم فــي ديــن اهلل أفوا ًجــا‪.‬‬

‫‪ -‬فهيا ننظر إلى موقف مؤثر حدث في فتح مكة‪:‬‬


‫هــا هــو بــال ‪-‬رضــي اهلل عنــه‪ -‬يــؤذن عنــد الكعبــة؛ فيفــرح‬
‫المســلمون‪ ،‬ويحــزن المشــركون؛ بــال الــذي ُعــذب بشــدة مــن‬
‫المشــركين أعــزه اهلل ونصــره ونصــر المســلمين‪.‬‬

You might also like