You are on page 1of 113

‫روايات ال تطير‬

‫سمير عبد الفتاح‬

‫روايات ال تطير‬

‫مصغرات‬
‫الكتاب‪ :‬روايات ال تطير‬
‫املؤلف‪ :‬سمير عبد الفتاح‬
‫مصغرات‬

‫جدار للثقافة والنشر | اإلسكندرية‬


‫‪www.jidar.net | info@jidar.net‬‬

‫الطبعة األولى‬
‫تصميم الغالف‪ :‬جدار للحلول املستدامة‬
‫جميع الحقوق محفوظة © ‪2024‬‬

‫ال يجوز‪ ،‬دون الحصو و و ووول عمى الن شط‪ ،‬مس النا و و و وور‪ ،‬اسو و و ووت دا مس املواد ال يت و و و ووم ا ا‬
‫ووة‪ ،‬و وس وويلة‪ ،‬و تس ووايللا و اس ووت دا‬ ‫الكتاب‪ ،‬و اس ووتنس وواشلا و لقللا‪ ،‬جليا و ج أيا‪ ،‬ل‬
‫لظا مس لظم ت يس املعلومات واسترجاعلا‪.‬‬

‫‪Novels Do Not Flay‬‬


‫‪By: Samir Abdelfattah‬‬
‫‪Thumbnail Novels‬‬
‫‪Publisher: Jidar for Culture & Publishing‬‬
‫‪Cover Design: Jidar for Sustainable Solutions‬‬
‫‪Copyright © 2024 all rights reserved‬‬
‫‪ISBN: 978-1-4461-5820-3‬‬
‫المحتوى‬
‫‪7‬‬ ‫واكتبن‬
‫‪9‬‬ ‫طريق بال رتوش‬
‫‪11‬‬ ‫رحلة السواد‪ :‬ثالثية لرزاد‬
‫‪16‬‬ ‫ا ارات املوت السبع‬
‫‪18‬‬ ‫الوصايا السيئة‬
‫‪19‬‬ ‫العقاب والاريمة‬
‫‪22‬‬ ‫رواية اإلنسان «السبعة»‬
‫‪27‬‬ ‫رواية املوسو‬
‫‪28‬‬ ‫رواية العاأد‬
‫‪30‬‬ ‫سبتمبر مرة شرى‬
‫‪34‬‬ ‫رتم االلبثاق‬
‫‪36‬‬ ‫الشقيقات الثالث‬
‫‪38‬‬ ‫ج س ا حمر‬
‫‪40‬‬ ‫رواية الدال‬
‫‪42‬‬ ‫املمسوسون‬
‫‪44‬‬ ‫جفول‬
‫‪47‬‬ ‫رواية النصف مس كتو ر‬
‫‪51‬‬ ‫رواية الف ى الغب قيس‬
‫‪53‬‬ ‫اعترافات منسية‬
‫‪59‬‬ ‫شفوت‬
‫‪62‬‬ ‫عبارات متعاكسة‬
‫‪65‬‬ ‫النص األول‬
‫‪67‬‬ ‫اعت ار مؤج‪،‬‬
‫‪70‬‬ ‫احترا جاف لرج‪ ،‬فقد لصف لاكرته‬
‫‪75‬‬ ‫وش‬
‫‪77‬‬ ‫دم ور‬
‫‪80‬‬ ‫اعر وثاأر‬
‫‪80‬‬ ‫« اعر»‬
‫‪82‬‬ ‫«ثاأر»‬
‫‪84‬‬ ‫لوسة لشخص وحيد‬
‫‪88‬‬ ‫رواية راء‬
‫‪90‬‬ ‫حياة صغيرة‬
‫‪92‬‬ ‫رواية القبو‬
‫‪93‬‬ ‫رواية بال بداية وال ن اية‬
‫‪95‬‬ ‫رواية شيوط با تة‬
‫‪97‬‬ ‫رواية بواب بال مقابض‬
‫‪100‬‬ ‫رواية جاف مس لون‬
‫‪102‬‬ ‫املرايا‬
‫‪105‬‬ ‫رواية السنوات األربع األشيرة‬
‫‪107‬‬ ‫رواية تكميلية‬
‫‪110‬‬ ‫رواية النسيان‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫وا كتبني‬

‫"‪ ...‬واجمعلم حولك‪ ،‬دعلم ي احمون املالس واللواء‪ ،‬دعلم‬


‫يثرثرون الوقت واملةان‪ .‬وام غ ما تيسر مس رحيق النبات األش ر‬
‫و اعد بين مالي م‪ ،‬ثم وازن م بين راحتيك وقد يئس منك ج ٌء‬
‫التويت مس ارت اء‪ ،‬ما‬ ‫َ‬ ‫م م‪ .‬وعندما يشعشع اللي‪ ،‬ق‪ ،‬للم ما‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫التويت مس هاوع‪ .‬ثم اكتب م‪ ...‬اكتب م بحبر السواد؛ بقلم ثلمت‬
‫سناله قب‪ ،‬قرون‪ ،‬اكتب م كرؤيا؛ جابتسامات صغيرة‪...‬‬
‫اكتب ع م ل عمى الصفحة؛ اكتب بحروف رقتاك قب‪،‬‬
‫ال ياحلم اليك‪ .‬اكتب بنفس الحرف األزرق املاأ‪ ،‬لالش رار؛‬
‫بنقاط اتة ت عمى الو م فانسالت ل زقة النسيان‪...‬‬
‫تناوللم ب صابع قرب الى االلتشاء‪ ،‬فرقلم عس املنتصف‪ ،‬ثم‬
‫ازرعلم بالتظا عند الحواف‪...‬‬
‫اشتر قرب م اليك؛ ابعد م عس قلبك؛ تمعس فيه‪ ،‬تجاوز ر سه‬
‫امل مك بسنوات طيش لم يحسب ا حد‪ ،‬والحدر لحو قلبه ال‬
‫ُ‬
‫وجع ح ى الثمالة‪ ،‬ثم مسك يديه اللتين طاملا رقتك‪ ...‬واكتبه ل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫و م اللقيا؛ باردا ومحاورا بالسواد‪ ،‬اكتبه ب ٍط قرب للنشيج‪...‬‬
‫وعندما يغلبك سواده استدر‪ ،‬واكتب ا‪ :‬فاأ ة‪ ،‬اكتب ا كما ُتكتب‬
‫لي‪،‬‬
‫كطير ضاج بالبياض‪ ،‬اكتب ا كموج ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫األ ياء الاميلة؛ اكتب ا‬
‫قمر ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ثم تجاوز ما الى آشريس يشدولك وسطلم‪ ،‬اكتب حد م ل‬


‫ماأ‪ ،‬لل رقة؛ اكتبه كريشة‬ ‫منتصف الصفحة‪ ،‬اكتبه ب ٍط ٍ‬
‫وعين‪ ،‬واكتب احدا س ل راء الريبة‪ ،‬اكتب ا كقندي‪ ،‬يط‪ ،‬عمى‬
‫ُّ‬
‫الارف البعيد؛ اكتب ا كمطر رماد يرن ل مةان سحيق‪...‬‬
‫واكتبن معلم؛ اكتبن ل عمى الصفحة؛ اكتبن كطير؛ اكتبن‬
‫مس‬
‫ٍ‬ ‫ماث‪ ،‬للسواد؛ اكتبن ل جلة القلب‪ ..‬اكتبن كحروف‬ ‫ب ٍط ٍ‬
‫كرمح شاض عس املةان فغار ل البعيد؛‬ ‫ٍ‬ ‫قار ت الغروب؛ اكتبن‬
‫اكتبن جوهج‪...‬‬
‫ثم ال تتركنا اال وقد استظ‪ٌ ،‬‬
‫ج‪ ،‬منا بنفسه‪ ...‬ال تتركنا اال وقد‬
‫حدثتنا عنا‪"...‬‬

‫رواية اكتبني؛ عدد صفحات الرواية [‪ ]210‬صفحة قطع‬


‫صغير‪ .‬مقاطع مس الصفحات [‪.]4/3/2‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫رواية عس جاتب صيب ل حادث سيارة‪ ،‬ولم يعد قادرا عمى‬
‫الكتابة‪ ،‬و و مشوش بشخصيات كثيرة ل ر سه لم يستطع‬
‫كتابت ا‪ ،‬شخصيات حقيقية وعد ا ن يكتب ا‪ ..‬لكنه لم يتمكس‪،‬‬
‫وشخصيات تمنى ن يكتب ا ليعرفلا كثر‪ ،‬ل ا طلب مس جاتب آشر‬
‫ملمة كتابت ا لينزاح ثقللا مس عليه‪ .‬الةاتب اآلشر اشتار الةاتب‬
‫األول لشخصية الراو ‪ ..‬ال فوجئ بتحوله مس صيغة الفاع‪ ،‬الى‬
‫املفعول‪ ،‬فحدث ا التداش‪ ،‬ل تركيبة السرد‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫طريق بال رتوش‬

‫"عندما تغن عمى املسرح جالت بين ج‪ ،‬غنية و غنية تغادر‬


‫كنت عتقد الى وقت‬ ‫ششبة املسرح وتغيير الفساتين ال ترتدي ا‪ُ ،‬‬
‫قريب ن للك جالب م طط له ل يادة اإلب ار ل عرضلا الغنائ‪،،‬‬
‫عرفت ن االمر لم يكس ك ا و ن ا جالت تفع‪ ،‬للك لترتاح‬ ‫ُ‬ ‫لكنن‬
‫قليال مس ال غط ال تشعر به عمى املسرح وك لك ل حيات ا‬
‫اليومية‪ ،‬و حيالا كثيرة جالت تترك دموعلا تسي‪ ،‬ل غرفة تبدي‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مالبسلا‪ ،‬ومس ثم تقو بتعدي‪ ،‬مكياجلا وترتد فستالا م تلفا‪،‬‬
‫وتعود للمسرح ج ن ا ستؤد غنيت ا األولى تلك الليلة‪...‬‬
‫الغناء جان ع اء ا الوحيد ل ه الحياة‪ ،‬ه جالت متيمة به‬
‫من طفولت ا‪ ،‬فه تنس ى ج‪ ،‬آالملا عندما تغن ‪ ،‬ح ى ن ا تشارك‬
‫«الةورال» ل ترديد املقاطع الغناأية‪ ،‬ه ال ت ش فرصة إلراحة‬
‫صوت ا‪ ،‬و حيالا تندمج مع األغان‪ ،‬وتةاد بعض الدموع تفلت مس‬
‫ً‬
‫عيني ا‪ ،‬لكس قاأد الفرقة املوسيقية داأما للا باملرصاد‪ ،‬ويعطي ا‬
‫ا ارات لتتمالك لفسلا‪ ،‬وي كر ا بةلماته للا ل السابق مس ن ا‬
‫يجب ن تعط‪ ،‬االلطباع ن ا قوية وال تت ثر بش ء‪ ،‬ح ى عندما‬
‫تنهى غنيت ا تستدير‪ ،‬وتغادر ب طوات بطيئة وه ترغب‬
‫بالتوقف وااللحاء للاملور‪ ،‬لكس قاأد الفرقة املوسيقية يشير للا‬

‫‪9‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ْ‬
‫غنت به‬ ‫بمواصلة السير لت رج مس املسرح بنفس الكبرياء ال‬
‫فه قطعة مس النجو والنجو ال تنحن ‪ ،‬فتغادر املسرح وتتجه‬
‫ً‬
‫الى غرفة تبدي‪ ،‬مالبسلا‪ ،‬وتترك دموعلا ت مر‪ ،‬وترتد فستالا‬
‫ً‬
‫جديدا لتعود للمسرح‪ ..‬وه تتمنى ن تظ‪ ،‬عمى املسرح وال تعود‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لبيت ا بدا‪ ،‬بيت ا ال لم تعرف فيه الراحة بدا‪ ،‬زوجلا‪ ،‬شو‬
‫زوجلا‪ ،‬بقية عاألت ا‪ ...‬جالت تريد ن ت رب مس ج‪ ،‬ش ء لكس ال‬
‫يوجد باب مفتوح ماملا‪.‬‬
‫ل طفولت ا جان يقال للا الكثير‪ ،‬لكس لم ي تم حد بما تريد‬
‫ً‬
‫ه ‪...‬جان علي ا ن تت مى عس طفولت ا مبكرا لتستطيع مساعدة‬
‫عاألت ا‪"...‬‬

‫رواية طريق بال رتوش؛ رواية مس ثالثة ج اء عس فنالة حيات ا‬


‫جالت مستلبة مس قب‪ ،‬اآلشريس‪ ،‬وجان ع اء ا الوحيد و الغناء‬
‫والبةاء‪ ،‬الا ء األول باب امليالد والثان‪ ،‬باب الصعود والثالث باب‬
‫الخالص‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رحلة السواد‪ :‬ثالثية شهرزاد‬

‫" كيف يمكنك كتابة ش ء اأ‪،‬؟ ملالا تصبح بعض الكتابات‬


‫األة؟ كيف تكتب رواية ال تعرف محتويات ا مس قب‪،‬؟‬
‫سئلة كل ه تستوقف الةاتب حيالا‪ ،‬لكس الكثيرون ال‬
‫يجدون اجابة‪ ،‬والقليلون ال يس اعتقدوا ن م عرفوا اإلجابة لم‬
‫ي بروا اآلشريس ع ا‪...‬‬
‫ً‬
‫لكس ‪ ،‬لحس بحاجة فعال الى الرواية لنعيش؟ جان ا‬
‫ً‬
‫السؤال مفاجئا ل عندما سمعته ألول مرة‪ ،‬ف لا عرف ن‬
‫الروايات ملمة‪ ،‬و ن ا مسئولة عس توازن‪ ،‬شالل الفترات املاضية‪،‬‬
‫لكنن عرف ن الكثيريس ال يقرؤن ا ومع ا ال ي الون نا! و ا‬
‫السؤال و ما قادن‪ ،‬لال تما بما تمثله الروايات وكيف يقو‬
‫الرواأيون ‪-‬بم تلف مستويات م‪ -‬بكتابت ا‪ ،‬وحصيل مس التمعس‬
‫ل عالم الرواية شالل السنوات املاضية جالت مفاجئة ل كةاتب‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫حصلت عليه و‬ ‫وكقارئ ي ا‪ ،‬لكس مع ا ال قول ان ما‬
‫الحقيقة الوحيدة لعالم الرواية‪ ،‬و له ال يحتم‪ ،‬الخط ‪ ،‬لكس‬
‫عمى األق‪ ،‬لا لم جد ما يدح ه ح ى اآلن‪ ،‬و ول ش ء فاج ن‪ ،‬ن‬
‫كتابة الرواية بسط مس ج‪ ،‬ما يعتقده اآلشرون‪ ،‬البعض يحاول‬
‫وضع اأالت كبيرة غام ة حوللا‪ ،‬والبعض يبالغ ل سرد معالاته‬

‫‪11‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ل كتابات ا‪ ،‬ويوحون لآلشريس ن م يكتبون ا ب رواحلم‪ ،‬و ن ا‬


‫تستنزف قوت م و عمار م! و كثر مس يصدق ا الكال م‬
‫الشعراء ال يس يت يبون مس كتابت ا‪ ،‬و ناك عراء ماتوا وغصة ل‬
‫حلوقلم ن م لم يكتبوا رواية و ن م حاولوا كتابت ا لك م لم‬
‫ً‬
‫ينشرو ا شوفا عمى منج م الشعر مس ن تمسه روايات م‬
‫ً‬
‫بش ء‪ ،‬و شوفا مس مقارلة روايات م بشعر م فملما جان لاتج‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫سمعت عس كثر مس‬ ‫املقارلة ستةون لغير صالحلم‪ ..‬لا مثال‬
‫اعر يتحدث عس الرواية ج ن ا قادمة مس جوكب آشر‪ ،‬ويقولون‬
‫ان ج‪ ،‬ما يمكننا عمله ن نستمتع ب ا فقط! ول الاالب اآلشر مس‬
‫ً‬
‫يكتبون الروايات كثر جنولا مما يبدون عليه ل كتابات م!‬
‫ً‬
‫الروايات ‪-‬بشة‪ ،‬عا ‪ُ -‬تكتب مس ج‪ ،‬ن تستمر طويال‪ ،‬ه‬
‫تعيش لفترات طويلة‪ ،‬ويتلقا ا األبناء واألحفاد‪ ،‬ل ا يجب ن تةون‬
‫الرواية ثمينة وتستطيع مقاومة ال مس والفناء‪ ،‬و ا ما يميز‬
‫الروايات العظيمة‪.‬‬
‫ً‬
‫وف اء الرواية ليس فارغا‪ ،‬و ا ما يحاول الروائ‪ ،‬ن يت كد‬
‫ً‬
‫منه و و يحيط فراغا ما ويحتج ه مس ج‪ ،‬الكتابة‪ ،‬بعد ا يبد‬
‫ل افراغ ما بحوزته داش‪ ،‬للك الحيز‪ ،‬وجلما ك الةاتب بما يفع‪،‬‬
‫فعال بما يجب عليه‪ ،‬حي ا عليه ن يتفحص ويرى‬ ‫ً‬
‫و ‪ ،‬يقو‬
‫مقدار ما استطاع مأله وكم تبقى منه‪ ،‬لكس ‪ ،‬االلتقال الةام‪،‬‬
‫مس الفراغ الى االمتالء يشير الى رواية جيدة؟ و ‪ ،‬وجود فراغات‬

‫‪12‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫يشير عمى رواية سيئة؟ اجابة ا السؤال تحدد لوعية الروائ‪،،‬‬


‫ً‬
‫فمثال ناك مس يقول عس الفرغات داش‪ ،‬الرواية ان ا بمثابة‬
‫ثقوب اللواء للتنفس‪ ،‬لكس ل لفس الوقت ه ثقوب ل السقف‬
‫تجع‪ ،‬املاء يتسرب الى الداش‪ !،‬ل ا مس صعب األ ياء بالنسبة‬
‫للروائ‪ ،‬بناء الفراغات داش‪ ،‬الرواية‪.‬‬
‫ومس األ ياء األكثر مية اشتيار «ال مير» املناسب لسرد‬
‫الرواية و ما يتوافق مع القدرة عمى التحكم به وعمى الغاية ال اأية‬
‫ال يريد ن يص‪ ،‬الي ا الروائ‪ ..،‬و ناك ا ةالية مصاحبة لة‪،‬‬
‫ً‬
‫ضمير‪ ،‬فمثال السرد بصيغة «األلا» كثر جآبة‪ ،‬ويقيد الروائ‪،‬‬
‫ً‬
‫تماما‪ ،‬ويشعره له يتعرى‪ ،‬ل ا يحاول الروائ‪ ،‬ال ينزلق كثر ويظلر‬
‫ً‬
‫الكثير منه‪ ،‬ما ضمير «اللو» فلو كثر استف ازا‪ ،‬فالراو يتحول‬
‫الى حاكم مطلق وعليه ن يح ر ح ى ال يتحول الى ديكتاتور ال‬
‫يفرق بين ما يريد و ين ما تريده شخصيات رواياته‪ ،‬ما ضمير‬
‫«األلت» فلو كثر قسوة‪ ،‬ج ن الروائ‪ ،‬يثبت القارئ عمى الادار‬
‫وي ال عليه دولما رحمة بش ى لواع االت امات!‬
‫ج‪ ،‬س عود لل ا األمر ل الصفحات الالحقة‪ ،‬عندما‬ ‫عمى ٍ‬
‫حدثكم عس الحةايات الثالث ال جمعت ا عس ثالثة رواأيين‬
‫وكيف يكتبون روايات م‪ ،‬لكس اآلن س شبركم عس رواي األشيرة‪،‬‬
‫ً‬ ‫قررت كتابة ه الرواية ُ‬
‫ُ‬
‫كنت مسةولا ‪-‬اضافة لكيفية‬ ‫ف لا عندما‬
‫كتابة الروايات‪ -‬ب اجس محاولة اإلجابة عمى سؤال الحياة البديلة‬

‫‪13‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ه االفتتاحية‬ ‫ال تمنحلا الروايات لنا‪ ،‬ل ا لم جد ف ‪ ،‬مس‬


‫لتةون بداية للرواية‪:‬‬
‫ً‬
‫"جان للك اليو كثر مس س ء‪ ..‬جان م يجا مس ج‪ ،‬الةوارث ال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يمكس ن تصيب شخصا واحدا! صديقه وزوجته جان عمى و ك‬
‫ً‬
‫شسارت ما ل لحظة واحدة‪ ،‬و دون وع رفع يده عاليا كقاض ل‬
‫محكمة لينزل العقاب ب حد األ رار‪ ...‬زوجته وصديقه و و‪ ..‬عليه‬
‫ن ي تار بمس ي ح ‪ ..‬وعندما بد ْت يده باللبوط لم تكس تعرف‬
‫الوجلة ال ستستقر علي ا‪ ،‬عمى ر س زوجته‪ ،‬و وجه صديقه‪،‬‬
‫و قلبه و‪ ...‬غمض عينيه وترك يده ت و بة‪ ،‬قوت ا‪"...‬‬
‫لكنن توقفت لعدة يا عس الكتابة‪ ،‬فلم ستطع تحديد يس‬
‫ستستقر اليد‪ ،‬و ش ُت بتحلي‪ ،‬النتاأج املمكنة واملنطقية بحسب‬
‫تغ‪ ،‬علي ا‪ ،‬وما يمكس ن تحدثه تلك ال ر ة مس‬ ‫الفكرة ال‬
‫ت ثير ل سير األحداث الالحقة سواء مس رد الفع‪ ،‬املبا ر‪ ،‬و غير‬
‫املبا ر بعد للك‪"...‬‬

‫رواية رحلة السواد‪ :‬ثالثية شهرزاد؛ رواية عس عوالم الكتابة‬


‫وكيف تكتب الروايات‪ ،‬وما قد يصنعه الةاتب مس ج‪ ،‬ن يكتب‬
‫عم‪ ،‬دب‪ ،،‬ل الرواية فةار متعددة لكيفية كتابة رواية‪ ،‬وفي ا‬
‫ُ‬
‫ثالث حةايات عس كتاب الروايات‪ ،‬األولى عس جاتب جان يستمد‬
‫مادة رواياته مس حال زوجته‪ ،‬حيث جان يعط‪ ،‬زوجته ‪-‬قب‪،‬‬

‫‪14‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ً‬
‫النو ‪ -‬حبو ا م درة تسبب لوسة وينتظر ن تنا ‪ ،‬ويقو‬
‫بتساي‪ ،‬ما تتلفظ به ثناء لوملا‪ ،‬والحةاية الثالية عس جاتب ت وج‬
‫مس فتاة تحفظ الكثير مس الحةايات الشعبية والخرافية‪ ،‬وجان‬
‫ينتق‪ ،‬مس تلك الحةايات ويجعللا مادة لرواياته‪ ،‬والحةاية الثالثة‬
‫عس جاتبة ال تحب الشلرة و األضواء‪ ،‬وت وجت مس جاتب مغمور‬
‫وجالت تقو بإمالء روايات ا عليه‪ ،‬وتجعله ينشر تلك الروايات‬
‫باسمه و‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫إشارات الموت السبع‬

‫"مع اال ارة الثالثة بد ُت لتبه الى وجود شطب ما‪ ..‬فمنبه‬
‫ً‬
‫اتف‪ ،‬رن لليو الرابع ‪-‬عمى التوال ‪ -‬عند الثالثة والربع فجرا‪ ،‬ل‬
‫ظننت لن اشط ُت ب بط املنبه‪ ..‬لكنن عندما‬ ‫ُ‬ ‫املرة االولى‬
‫تفحصت االوقات ال ضبطت ب ا املنبه لم يكس في ا ما يشير الى‬ ‫ُ‬
‫بت الى‬ ‫الثالثة والربع صباحا! ومع تكرار االمر ل اليو التال ل ُ‬
‫ملندس لفحص اللاتف‪ ،‬لكنه لم يجد فيه شل‪ !،‬ومع اصرار‬
‫ً‬
‫عمى وجود شل‪ ،‬قال ان عم تجر ة اطفاء اتف‪ ،‬تماما ملدة يو‬
‫جام‪ ،‬ثم عيد تشغيله‪ ،‬وب ا لس يرن املنبه عند الفجر‪ .‬زعاتن‬
‫قنعت لفس له يمكس ب ه الطريقة‬ ‫ُ‬ ‫لبرت صوته املت كمة‪ ،‬لكنن‬
‫معرفة وجود شل‪ ،‬به‪ ،‬لكس اللاتف رن ل لفس التوقيت‪ ،‬ا ته‬
‫السوداء املطفية والرلين ال جان يتصاعد منه جعلن قف مس‬
‫فراش ‪ ،‬و مجرد امساج‪ ،‬باللاتف توقف الرلين جاملرات السابقة!"‬

‫رواية إشارات املوت السبع ‪ -‬الفص‪ ،‬األول‪ ،‬صفحة [‪:]1‬‬


‫‪ ،‬بإمةالنا االلتباه إل ارات تسبق موتنا؟ الرواية عس ”را د‬
‫السق‪ “،‬ال ش ينتبه الى وجود شل‪ ،‬ما ل سياق حياته‪،‬‬
‫اإل ارة الثالثة جالت تكرار رلين اتفه قب‪ ،‬الفجر بقلي‪ ..،‬و د‬

‫‪16‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫بمراجعة ما جرى له شالل الفترة األشيرة واكتشف ن رلين اللاتف‬


‫ْ‬
‫مرت عليه ل الشلر األشير‪ ،‬والرابط‬ ‫و ثالث األ ياء الغريبة ال‬
‫ً‬
‫بين العالمات و حدوث ا قب‪ ،‬الفجر بقلي‪ ..،‬وتحديدا عند الثالثة‬
‫ً‬
‫والربع صباحا!‬
‫الرواية تتابع ”را د السق‪ “،‬وإ ارات املوت السبع ال‬
‫يتلقا ا‪ ،‬وتتداش‪ ،‬الرواية بين األب وك لك مع ابنه ال يعيش ل‬
‫احدى قرى ”الصين“ الانو ية الغر ية‪ ،‬وحةايته ناك ومقابلته‬
‫ألحد نساك منطقة ”التبت“ ال يعلمه طريقة التواص‪ ،‬عبر‬
‫الخواطر مع ال يس يرتبط معلم بعالقة روحية كبيرة‪ ،‬لكس‬
‫الناسك يموت قب‪ ،‬ن ينته مس تعليم االبس كيفية التواص‪،‬‬
‫بشة‪ ،‬جام‪ ..،‬لكس مع ا يقو االبس بمحاولة التواص‪ ،‬مع والده‬
‫عبر ما قد جان تعلمه مس الناسك‪ ،‬ويبد بإرسال ا ارات الى‬
‫والده‪...‬‬
‫ً‬
‫الرواية ليست مشوقة تماما كما يبدو مس مقطعلا االفتتاح ‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شصوصا الا علمنا ن القصة تت مس فصوال عس معارضة األب‬
‫لسفر ابنه‪ ،‬وإرغامه عمى ال واج مس بنت صديقه‪ ،‬و روب االبس‬
‫الى الصين عند سماعه شبر ن زوجته حام‪.،‬‬
‫ً‬
‫ي ا اإل ارات ليست شاصة بموت األب!‬

‫‪17‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫الوصايا السيئة‬

‫ً‬
‫"تشعر بحسرة أللك لست سيئا‪ ،‬تشعر بالغبن أللك لست‬
‫ً‬
‫م ادعا‪ ،‬تشعر بالوضاعة أللك لم تتمرغ تحت األقدا ‪.‬‬
‫بحور اآلشريس ع بة‪ ..‬ويرتوون م ا‪ ،‬بينما بحرك مالح‪..‬‬
‫و لت ترويه‪...‬‬
‫عماقو و و و ووك تصو و و و وورك‪ :‬مو و و و ووا الصو و و و ووواب الو و و و و ارتكبتو و و و ووه لتةو و و و ووون‬
‫ك ا‪"...‬‬

‫رواية الوصايا السيئة ‪ -‬صفحة [‪ ]200[-]1‬صفحة قطع‬


‫متوسط‪.‬‬
‫رواية عنك وعنا‪ .‬بكثير مس الشاس‪ ،‬وقلي‪ ،‬مس املراوغة تحاول‬
‫الرواية الغوص ل األعماق البشرية‪ ،‬وإظلار األ ياء السيئة ال‬
‫يحاول البشر اشفاؤ ا بادعاء النقاء‪ .‬وبش ٍء مس شوف‪ٌ ،‬‬
‫وكثير مس‬
‫ً‬
‫توجس يقو بط‪ ،‬الرواية بفتح األبواب ال ُيعتقد ‪-‬عادة‪ -‬ن ا قد‬
‫تقود لحياة ف ‪ ،‬مس تلك ال نعيشلا عبر تتبعه لعشر وصايا‬
‫مكتو ة وجد ا منقو ة ل قعر صندوق ششب قديم‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫العقاب والجريمة‬

‫"صوت طلقات لارية‪ ،‬عقب ا سقوط جسد عمى األرض‪ ،‬لقاط‬


‫ْ‬
‫سالت عمى الورقة ‪-‬ال يكتب في ا‪ -‬جعلته يترك القلم‪،‬‬ ‫الد ال‬
‫ويحدق بالورقة امللط ة‪ ،‬ثم مد اصبعه وملس مةان سيالن الد‬
‫ً‬
‫عمى الطاولة فالتصقت بيده لقطة د ‪ ،‬ف ض م عورا‪ ،‬و ش‬
‫يحدق ل الد ال ش يسي‪ ،‬مس عمى الطاولة الى األرض‪...‬‬
‫و دون عور اتجه الى املطبخ و ح ر قطعة قماش وقارورة ماء‪،‬‬
‫و ش يغس‪ ،‬الدماء ال سالت عمى األرض‪ ...‬صوت حشرجة‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫الطلقت مس الورقة جعلته ي ض ويجر مف وعا ويجر باتجاه‬
‫باب منزله‪" ...‬‬

‫رواية العقاب والجريمة؛ رواية مس ج ء واحد ل [‪]365‬‬


‫صفحة مس القطع الصغير‪ ،‬الصفحة [‪:]3‬‬
‫ما مدى مسئولية الةاتب عس الاراأم ال تقع ضمس األحداث‬
‫ً‬
‫ال يكتب ا عمى األوراق‪ ،‬مثال حوادث القت‪ ،‬ال تمتمئ ب ا‬
‫القصص واملسرحيات؟ ‪ ،‬يتحم‪ ،‬الةاتب مسئولية «ما» عس‬
‫حوادث القت‪ ،‬اإلجرامية ال جع‪ ،‬شخصيات قصصه ترتكب ا‬
‫عندما كتب ا عمى األوراق؟ فف‪ ،‬القالون ج‪ ،‬مس يتعاون بشة‪ ،‬و‬

‫‪19‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ً‬
‫بآشر بعملية القت‪ ،‬يةون ريةا ل الاريمة‪ ،‬وتطبق عليه العقو ة‬
‫بحسب مشاركته ل الاريمة!‬
‫ً‬
‫ل ه الرواية يقو حد القراء باإلبالغ عس جاتب الرواية مت ما‬
‫اياه بالت طيط واملشاركة وتوفير الدعم الةام‪ ،‬لاريمة قت‪،‬‬
‫ارتكبت ا احدى الشخصيات ل الصفحة الثالثة مس الرواية‪ ،‬و ن‬
‫الةاتب له روايات سابقة قا في ا بقت‪ ،‬وتشويه عدد مس‬
‫شخصياته بشة‪ ،‬متعمد! وكما و متوقع ال يتم اال تما ب ا‬
‫البالغ وال يتم التحقيق فيه‪ ،‬لكس القارئ ال يستسلم فيقو‬
‫بالتسل‪ ،‬الى بيت الةاتب‪ ،‬ويقو بتفحص وراق مسودات روايات‬
‫ً‬
‫الةاتب‪ ،‬ويتمكس مس اش دالأ‪ ،‬عمى ن الةاتب يقو عمدا‬
‫بارتةاب الاراأم عمى األوراق‪ ،‬و له يقو وال بتنفي جريمة القت‪،‬‬
‫ً‬
‫عمى وراق جالبية وال فيكتب في ا ج‪ ،‬تفاصي‪ ،‬عملية القت‪،‬‬
‫و عوره عندما يتم تنفي ا‪ ،‬ومس يقو بكتابة رواية ويدفس‬
‫وراق تلك الاريمة داشللا‪ .‬ولة‪ ،‬يقنع الشرطة بالتحقيق مع‬
‫الةاتب يعطي م القارئ األورق امللط ة ببقع د متيبس وال‬
‫ش ا مس بيت الةاتب‪ ،‬ويتم استدعاء الةاتب لالستماع الى‬
‫ً‬
‫قواله‪ ،‬ويقول الةاتب ل التحقيق اله ال يعرف يئا عس مصدر‬
‫الد املوجود عمى مسودات وراقه‪ ،‬و له يتفاج بين الحين واآلشر‬
‫بالدماء تنبثق مس األورق مع تعرض احدى الشخصيات لطعنة و‬
‫طلقة بندقية‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ويتم تفتيش بيت الةاتب‪ ،‬ويفتح تحقيق مس ج‪ ،‬الوصول الى‬


‫ُ‬
‫حقيقة البثاق الدماء مس األوراق‪ ،‬و ثناء التحقيق تعرض عمى‬
‫الةاتب األوراق ال يكتب علي ا روايته األشيرة «العقاب‬
‫والاريمة» وال لم تنته بعد‪ ،‬وفج ة ت رج طلقة مسدس مس‬
‫األورق وتصيب جب ة الةاتب‪.‬‬
‫لكس الرواية ال تنته نا فجلة التحقيق تقو باستدعاء‬
‫القارئ ال قا باإلبالغ عس الةاتب للتحقيق معه عس كيفية‬
‫معرفته ملا جان يقو به الةاتب‪ ..‬و ‪ ،‬للقارئ دور ل الت ثير عمى‬
‫الةاتب وجعله يقو بارتةاب تلك الاراأم؟‬

‫‪21‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية اإلنسان «السبعة»‬

‫" [‪] 1‬‬


‫ً‬ ‫ً‬
‫يغافلن داأما‪ ..‬ال عرف عنه يئا لكنه يتمسك ب‪ ،‬ويتنق‪ ،‬مع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ل ج‪ ،‬مةان‪ ..‬حيالا ستطيع ن سبقه شصوصا عند سافر الى‬
‫ً‬
‫مةان بعيد ‪-‬فحركته بطيئة ويستغرق وقتا ليلحق ب‪ -،‬فقط ل‬
‫ً‬
‫وقات السفر ال عر به لعدة ساعات‪ ،‬و حيالا لعدة يا ‪ ،‬لكنه‬
‫يتشمم الطريق ويعرف املسار ال سلكته‪ ،‬ويص‪ ،،‬ويلتصق ب‪،‬‬
‫و و يقول ال تفع‪ ،‬ا مرة شرى‪ ...‬حي ا عر به كثر مس‬
‫السابق‪ ..‬عر بقلقه‪ ،‬و عرف كم يشعر بالوحدة ورغبته باألمان‬
‫ح ى لو لاب لفسه ل ف اء آشر‪...‬‬
‫سنوات ولحس عمى ا الحال‪ ،‬يمسك ب‪ ،‬ويتنق‪ ،‬مع ‪ ،‬ال‬
‫ي عان لكنن عر بثقله‪ ،‬ويجع‪ ،‬اآلشريس يعتقدون ن امتداده‬
‫ً‬
‫عم ج ءا من ‪ ،‬لل ا ضطر الى التماه مع ا‪ ،‬و ا يثق‪ ،‬عم‬
‫كثر‪ ،‬ويجعلن تساءل ح ى م بقيه مع ؟‬
‫ال عرف م ى ِاعتبر لن و‪ ،‬و له لا‪ ،‬وال كيفية توصله الى ه‬
‫ً‬
‫النتيجة! و لا ال تم ب ا ي ا‪ ،‬فة‪ ،‬ما ريد ن ت لص منه‪،‬‬
‫ُ‬
‫وتبقى شخصي العادية بدون ثقله‪ ،‬و دون ن ضطر الى الدفاع‬
‫عنه وتلق‪ ،‬ال ر ات عوضا عنه‪"....‬‬

‫‪22‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫" [‪] 2‬‬


‫قلبت الصفحات جللا‪ ...‬عدت تحمي‪ ،‬الصفحة‪...‬‬ ‫لم جدن‪ُ ... ،‬‬
‫ُ‬
‫قلبت نشرة املناسبات‪ ...‬ح ى الصور امللولة‬ ‫ُ‬
‫فتشت الرساأ‪...،‬‬
‫ُ‬ ‫لولا لولا فلم جدن‪ ...،‬لم ت كر ما ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫شرجت‬ ‫قلت ل عندما‬ ‫قلبت ا‬
‫يئست مس عثور عم طف ُت لات‪...،‬‬ ‫ُ‬ ‫مس البيت‪ ...‬ثم عندما‬
‫ُ‬
‫تسللت ال وفاج تن ‪"...‬‬ ‫عند ا فقط‬

‫" [‪] 3‬‬


‫ً‬
‫جان يوما للسؤال‪ ،‬فس لته عما يفع‪ ،‬نا‪ ،‬ف ار الى قلبه‬
‫وقال‪:‬‬
‫‪ -‬تركته يفع‪ ،‬ما يشاء‪ ،‬جالت عوامه األربعة املاض قيح‬
‫ً‬
‫وسواد‪ ،‬وقب‪ ،‬ن فقده تماما تركته يفع‪ ،‬ما يشاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫تحسست قلب لا ي ا لكنن لم جده ل مةاله‪ ،‬حي ا‬ ‫حي ا‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫فقدت ج ءا آشر من لصالحه‪ ،‬و ل الفترة‬ ‫ششيت ن جون‬
‫األشيرة ُيس‪ ،‬ج اء منى‪ ،‬ل البداية جان ي ش بقايا األفةار‪،‬‬
‫ً‬
‫واأل ياء ال لم عد ملتما ب ا‪ ،‬لكنه بد يتسل‪ ،‬الى األماكس ال‬
‫شف‪ ،‬في ا يائ‪ ،‬امللمة‪"...‬‬

‫" [‪] 4‬‬


‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫والدلقت عمى ج ء‬ ‫قابلت ج ءا منك‪،‬‬ ‫الو م جله بين يديك‪...‬‬
‫َ‬
‫يممت طر ما تبقى منك و رشيت لاك العق‪ ،‬ال ال‬ ‫َ‬ ‫آشر‪ ،‬ثم‬

‫‪23‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ً‬
‫ي د ‪ ...‬وتبقى لك مغافلة قلبك بالسةون لتنته تماما‪.‬‬
‫األبواب جللا مغلقة عليك‪ ،‬باب واحد مس وراأه جدار ال َ‬
‫لت‬ ‫ز‬
‫فشلت ه املرة ل القال لفسك‪ ...‬باب ُم شر ب حال‬ ‫َ‬ ‫تدشره الا‬
‫طفولية و باب لم يترك شطيئة لم يرتكب ا ورجولة لم تفلملا ولم‬
‫تفلمك و يب وعا صابك قب‪ ،‬األوان‪ ...‬باب تعتقد له سيةون‬
‫عليك قب‪ ،‬ن يةون لك!‪"...‬‬

‫" [‪] 5‬‬


‫قالوا ان العا تعب منا وسيرح‪ ،،‬وقالوا اله سيسلمنا لعا‬
‫جديد ا د قساوة‪ ...‬وسيجعلنا لترحم عمى العا القديم‪ ...‬قالوا‬
‫وقالوا‪ ...‬لك م لم يقولوا لنا ملالا لحس ب ا السوء‪ ...‬ح ى لت‬
‫ً‬
‫حيالا تقول مثللم‪ ،‬وتحم‪ ،‬لفسك لالصطدا بالادار و لت‬
‫تقول للا ان للك و ق‪ ،‬ما تستحقه‪ ...‬لكنك ال تعرف ملالا ج‪،‬‬
‫ً ً‬
‫ا! ملالا لت معلق ل ا الحيز‪ ،‬ما ال يبقيك حيا يوما وراء‬
‫َ‬
‫نسيت ن‬ ‫يو ‪ ،‬وال ما ال تنتظره ل مث‪ ،‬ا املةان؟ وح ى الا‬
‫َ‬
‫وانغمست وراء مللية ما لفترة سرعان ما تجد الادار‬ ‫تتساءل‬
‫املسدود مامك و و يضحك‪ ،‬وال تدر ان جان يضحك لك‬
‫عليك؟‪"...‬‬

‫" [‪] 6‬‬


‫حيالا فكر بالتوقف عس االستمرار؛ تجمد؛ وج‪ ،‬ما رغب به‬

‫‪24‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫االبتعاد وإن اء ج‪ ،‬ش ء‪.‬‬


‫ً‬
‫األمر يتكرر حينا بعد آشر‪ ،‬والعودة للسير تتكرر ه األشرى!‬
‫االمر كثر مس مجرد اكتئاب عاد ‪.‬‬
‫الت الل‪ ...‬الشعور بعد الادوى‪ ،‬رغبة باللروب مس‬
‫املسئولية‪ ..‬عد ادراك ما لا عليه وما ال يجب ن جون عليه‪!...‬‬
‫الرغبة بالسةون كثر‪...‬‬
‫ً‬
‫دون مقدمات جد لفس مغمورا بالة بة! حالة مس العداء‬
‫تجاه ما حول ! فكر باالبتعاد الى بعد مةان يمكس ن التق‪ ،‬ب حد‬
‫عرفه!‬
‫ً‬
‫فكر كثيرا ل كيفية استعادة لفس والعودة لفترة زمنية عر‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫كنت ادأا حي ا‪ ..‬فكر بإيقاف ل يف لفس وغمر ا ب دوء‬ ‫لن‬
‫واتصالح مع ما حول ‪...‬‬
‫حتاج لنقطة تفصلن عس لفس اآلن‪ ..‬حتاج الى الغور‬
‫للخارج‪ ،‬رغب بالعودة للخارج وترك االعماق املظلمة‪ ،‬حتاج ن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جون بسيطا‪ ..‬بداأيا‪"...‬‬

‫" [‪] 7‬‬


‫" ا جحيمك ال طاملا حاولت اللروب منه‪ .‬ا ع ابك‬
‫األبد ‪"...‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫ه رواية م يفة فعال‪ ...‬كيف وصلت الى للك املةان‪..‬‬

‫‪25‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫و ه الةلمات ال تراصت عمى األوراق‪ ..‬الةلمات الغارقة ل‬


‫حمم جحيم سود كيف استةالت ب دوء عمى األوراق!‬
‫مالا يوجد بعد؟‬
‫ً‬
‫و لا ل مواجلة ج‪ ،‬ا ال متلك سوى رغبة باالل واء جالبا‬
‫والت م عس الحياة آلشريس كثر قدرة عمى الثبات ما املرآة‪"...‬‬

‫رواية اإلنسان «السبعة»؛ رواية عس سبع تحوالت إلنسان لم‬


‫يستطع التمسك بش ء ح ى بنفسه‪ ،‬فناثر لفسه عمى صفحات‬
‫بي اء ليوثق لفسه قب‪ ،‬ن يتالش ى‪.‬‬
‫رواية االنسان «السبعة» ل سبعة مقاطع متداشلة‪ ،‬تقع ل‬
‫[‪ ]450‬صفحة مس القطع الصغير‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية الموسوم‬

‫"لم يدر ان جان اح بوجله بسبب وجله القبيح و تجاعيد‬


‫ً‬
‫سنوات عمره الستين و الارح امللت ب ‪-‬ال مازال طريا والد‬
‫املتجمد يحيط به ويغط‪ ،‬الا ء االكبر مس جالب وجله األيمس‪...‬‬

‫جالت قادمة ر ما مس السوق ور ما مس عند صديقت ا ال‬


‫تعرفت علي ا قب‪ ،‬يا ل الاامعة‪ ،‬شطوات ا بطيئة‪ ،‬وتتمعس ل‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫ليست عمى عالة للعودة للمنزل‪...‬‬ ‫األ ياء مس حوللا ج ن ا‬
‫جالت لقطة التقائ ما حتمية‪ ،‬ه تصعد مس للك الطريق و و‬
‫ي بط‪ ،‬وال توجد فتحات جالبية يمكنه ن ينس‪ ،‬م ا‪"...‬‬

‫رواية املوسوم؛ عدد الصفحات [‪ ]365‬قطع صغير‪ ،‬مس‬


‫الصفحات [‪ ]11‬و [‪:]12‬‬
‫دون تفاصي‪ ،‬اضافية و ل الستين مس عمره وه ل التاسعة‬
‫عشر‪...‬‬
‫رواية تمتد ل صفحات كثيرة تحة‪ ،‬ع ما‪ ..‬عس واقعلما‪ ..‬عس‬
‫حلملا‪ ..‬عس اآلشريس مس حوللما‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية العائد‬

‫"‪...‬ستعود‪ ،‬ا ما ستطيع ت كيده لك‪ ،‬باق الخيارات تمتلك‬


‫لصفلا‪ ،‬ر ما تحتاج الى كثير مس الحظ الايد لتستمر كثر‪ ،‬ور ما‬
‫ست طر الى ات ال للك القرار الصعب ال رف ته قب‪ ،‬قلي‪،،‬‬
‫لكس ل األشير ستعود‪ ،‬وستدفع ثمس ج‪ ،‬الخيارات‪"...‬‬

‫رواية العائد‬
‫لدينا مةان ما الا غادرلاه نشعر بالغرابة و له ينقصنا ش ء!‬
‫ً‬
‫وللك املةان ينادينا عندما لةون بعيدا عنه‪ ،‬للك النداء يتغلغ‪،‬‬
‫الى ج‪ ،‬شلية فينا‪ ،‬ويمنعنا مس االستمتاع ب مةان آشر! ويجعلنا‬
‫ن فو للعودة اليه‪...‬‬
‫رواية العائد تغوص بين تجمع للملاجريس ل بالد الغر ة‪،‬‬
‫وتحة‪ ،‬عس الصراع بين اآلباء التاأقين للعودة الى بلدان م‪ ،‬و ين‬
‫األبناء ال يس لفوا حياة الغر ة ويعتبرون ن عودت م الى بلدان‬
‫آبائ م بمثابة اغتراب للم‪.‬‬
‫الرواية تبد مع قرار األب بالعودة لة‪ ،‬يموت ل قريته ال ولد‬
‫ً‬
‫وتربى في ا‪ ،‬جان يشعر ن يامه ل الحياة لم تعد كثيرة‪ ،‬شصوصا‬
‫بعد اصابته بالت اب حاد ل الرأة قب‪ ،‬سنوات وتحوله الى مرض‬

‫‪28‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ً‬
‫م مس‪ ،‬بناؤه الثالثة عارضوا الفكرة شصوصا االبس األصغر‪...‬ول‬
‫اللقاء األسبوع مع بناء الاالية مس بلده عرض علي م مشةلته‬
‫وطلب م م مساعدته ل اقناع بناأه بالعودة لبلد م‪ ،‬لك م قالوا‬
‫له ان م يعاولون مس عد مقدرت م عمى السيطرة عمى بنائ م‪،‬‬
‫وبع لم شبروه عس حني م للعودة وتف ي‪ ،‬بنائ م للبقاء نا‪...‬‬
‫ً‬
‫رأيس «الاالية» اقترح عليه ن يعود و وال الى بلده‪ ،‬فر ما ا‬
‫سيجع‪ ،‬بناءه يلحقون به‪ ،‬لكنه جان يشعر ن يامه معدودة وال‬
‫تحتم‪ ،‬االلتظار‪ ،‬و و ل لفس الوقت ال يريد اشبار بناأه بالسبب‬
‫الحقيق‪ ،‬لرغبته بالعودة‪ ...‬وعندما عاد الى منزله بعد اللقاء‬
‫ُ‬
‫األسبوع اصيب بالتةاسه لق‪ ،‬عمى ثر ا للمستشفى‪ ،‬و ناك‬
‫و و بين الوع والغيبو ة تراءى له رج‪ ،‬يقف بجواره يحدثه عس‬
‫ً‬
‫العودة وقريته‪ ،‬و له سيعود حتما‪...‬‬

‫‪29‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫سبتمبر مرة أخرى‬

‫ً‬
‫"عوضا عس ضر ة صغيرة بباطس الكف سيتم بتر األطراف‬
‫األربعة‪ ".‬قاللا السيد ”سا “ و و يحرك يده ببطء‪ ،‬ثم تابع‬
‫"ستةون عملية كبيرة لل ا لحس لحاول اآلن وضع سيناريو جيد‬
‫يت مس سو ما يمكس ن يحدث‪ ،‬وما لريد ن يحدث‪ ،‬وسنحاول‬
‫ابقاء األمر ل منتصف املسافة‪"...‬‬
‫السيد ”سا “ لديه مو بة من سنوات بتقديم عرض كبير‬
‫بين الحين واآلشر‪ ،‬عرض يؤكد به لآلشريس له صاحب كبر ركة‬
‫استعراضية ل العالم‪ ..‬و ه املرة يريد بالعرض اقناع السيد‬
‫”ل “ والسيد ”بروفسة‪ “،‬بدرجة رأيسية اضافة ملتابعيه‬
‫الداأمين بقدرته اللاألة وعبثية محاوالت م منافسته‪.‬‬
‫جان لدى السيد ”سا “ كثر مس شيار ومةان لتنفي العرض‬
‫الاديد‪ ..‬لكنه اشتار منطقة متوسطة ليجر في ا عرضه و و‬
‫يقول ان السيد ” و“ عمى الأحة االلتظار من سنوات وحان‬
‫الوقت للعب معه‪" .‬لكس ‪ ،‬سيجع‪ ،‬السيد ” و“ بتر طرافه‬
‫ملمة سللة؟" السؤال س لته زوجة السيد ”سا “ ل وجلا وه‬
‫ت ع كعكة اليقطين املحالة ل الفرن‪ .‬لم يجب ا السيد ”سا “‪،‬‬
‫واكتفى بوضع يده اليسرى عمى منطقة فمه‪ ..‬فلو رغم ميله‬

‫‪30‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫للمغامرة والتحد يحاول ضمان الحصول عمى النتيجة املرجوة‪،‬‬


‫ً‬
‫وي ع شططا جالبية ل حالة عد سريان األمر كما يريد‪ ،‬لكس ل‬
‫ً‬
‫ه املرة جان السيناريو ال اقترحه مساعده الثان‪ ،‬معقدا وال‬
‫يتماش ى مع طريقته املبا رة ال اتبعلا طوال سنواته املاضية‪..‬‬
‫مساعده الثان‪ ،‬شبره ن العالم تغير‪ ،‬والبد مس عرض كبير مب ر‬
‫يشغ‪ ،‬اآلشريس ويجعللم يصدقون ن السيد ” و“ شطير‬
‫ويمكنه التسبب بمشاج‪ ،‬كبر مس املشاج‪ ،‬املترتبة عمى بتر‬
‫ً‬
‫طرافه‪ ...‬ي ا السيد ” و“ ينتظر فرصة ليعلس عس لفسه‪،‬‬
‫و ناك آشرون سيرحبون بت دية دور ليسبب ال رر للسيد‬
‫”سا “ و ح ى حد رفقاأه‪..‬‬
‫جالت التفاصي‪ ،‬ت عج السيد ”سا “ ل ا طلب مس مساعده‬
‫الثان‪ ،‬تلخيص السيناريو ل ورقة واحدة تت مس مدة تجليز‬
‫العرض وامليزالية الالزمة‪ ،‬ومس سيقو باألدوار الرأيسة واألدوار‬
‫ً‬
‫الثالوية‪ ،‬وال اية األكثر ترجيحا ال سينته ب ا العرض‪ ..‬ول‬
‫لفس الوقت طلب مس مساعدة األول بث رساأ‪ ،‬يطمئن ب ا‬
‫صدقاء السيد ” و“‪ ،‬و ال ش ء سيحدث ل الفترة املقبلة‪.‬‬
‫ل تفصي‪ ،‬جالب جان السيد ”ب‪ “،‬حد املتللفين لرؤية‬
‫العرض‪ ،‬وقد طلبا لتقديم موعد العرض‪ ،‬لكس املساعد الثالث‬
‫للسيد ”سا “ شبره ن األمر يحتاج الى م يد مس الوقت ح ى يتم‬

‫‪31‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫تجليز العرض بشة‪ ،‬الأق‪ ،‬و ن الت شير ل التنفي سيجع‪ ،‬األمر‬
‫ً‬
‫كثر سلولة‪ ،‬والتةلفة ستق‪ ،‬ي ا‪ ..‬و طلعه عمى تفاصي‪ ،‬اضافية‬
‫ً‬
‫لالستعدادات الاارية حاليا إلقامة العرض لي د وينتظر‪ ،‬لكس‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫السيد ”ب‪ “،‬لم يقتنع تماما‪ ،‬وقرر ن يقد عروضا صغيرة ظس‬
‫ن ا ستسرع بتنفي العرض الكبير‪...‬‬
‫السيد ”جون“ والسيد ”جوزيه“ جان لدي ما رغبة باملشاركة‬
‫بالعرض مع اشتالف الدور ال يرغبان بلعبه ل العرض والوقت‬
‫ال يف الن ن يتم بدء العرض فيه‪ ،‬تحمس السيد ”جون“‬
‫كبر مس تحمس السيد ”جوزيه“ ر ما بفع‪ ،‬لكريات العروض‬
‫القديمة ال جان يقو ب ا‪ ..‬ل لك السيد ”جون“ جان األكثر‬
‫ً‬
‫مبادرة وقد شططا ما لسير العرض ويريد قناع السيد ”سا “‬
‫ً‬
‫باالعتماد علي ا ل سيناريو العرض الكبير شصوصا تلك املتعلقة‬
‫بإكمال الداأرة عمى السيد ” و“‪ ...‬ما السيد ”جوزيه“ فقد‬
‫وافق عمى لعب دور م دوج مع اعطاأه نسبة كبر مس الر ح‪...‬‬
‫مع اطالق جلاز ال ار الفرن للصفارة معلنا عس لضج كعكة‬
‫اليقطين تراجع السيد ”سا “ بظلره‪ ،‬و ش يراقب زوجته وه‬
‫ً‬
‫ت ع سكينا داش‪ ،‬الكعكة لت تبر ل وجلا‪"...‬‬

‫رواية سبتمبر مرة أخرى ل ج أين مس ثالثماأة واربعة وستين‬

‫‪32‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫صفحة مس القطع الكبير‪.‬‬


‫رواية عس الحاضر‪ ،‬والصراع بين الشرجات العمالقة‪ ،‬ورغبة‬
‫السيد ”سا “ بالحصول عمى لقاط اضافة تساعده عمى‬
‫التمسك بقيادة قطاع الشرجات الكبرى‪ ،‬وللك عبر تقليص لفول‬
‫الشرجات األشرى وجعللا ق‪ ،‬تنافسية لشركته العمالقة‪ ،‬وتفتيت‬
‫ً‬
‫الشرجات املتوسطة وجعللا صغر‪ ،‬و كثر جريالا ل مدى حركة‬
‫ركته‪.‬‬
‫الرواية ل ج أين‪ ،‬األول عس استعدادات السيد ”سا “‬
‫لتفتيت ركة ” و“ املتوسطية‪ ،‬والا ء الثان‪ ،‬ما حدث بعد‬
‫للك‪ ،‬زمس الرواية الداشم يعادل سنة حاضرة‪ ،‬لكنه يمتد‬
‫ً‬
‫جاستدعاء ملا يقارب ربعين عاما‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رتم االنبثاق‬

‫"ارح‪ ،‬ل التيه قب‪ ،‬ن يغدو طريق‪ ،‬وا رب البحر قب‪ ،‬ن‬
‫يصبح مطر‪ ،‬وارح‪ ،‬مع السواد‪ ...‬وعندما تعود ستعرف لك‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫صبحت انسالا‪"...‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫دشلت عليه‪ ،‬واستمر‬ ‫جان مستكينا مغمض العينين من ن‬
‫ُ‬
‫دلوت منه‪ ،‬ار الى ركس‬ ‫عمى للك الحال ح ى مغادرت‪ ،،‬وعندما‬
‫الغرفة‪ ،‬جالت ناك «القفة» ال يوجد داشللا ُ‬
‫الرقع الالدية‬
‫ً‬
‫امللفوفة ال يلق‪ ،‬عم دروسا م ا‪ ،‬جان ‪-‬عادة‪ -‬ينتق‪ ،‬احدا ا‪،‬‬
‫ومس ثم يقو بقراءت ا عم لنبد الدرس‪ ،‬لكس ه املرة طلب من‬
‫الرقع الالدية املفرودة عمى حافة «القفة» وقراءت ا‬ ‫تناول احدى ُ‬
‫عليه‪ .‬ف ش ُت الرقعة املفرودة عمى الاالب األيمس لو «القفة»‬
‫ُ‬
‫ورفعت صوت‪ ،‬و لا قر ‪:‬‬ ‫وفتحت ا‪،‬‬
‫"ثم جان ن استقا ل درب الواعديس‪ ،‬فةان مس ال يس لدوا‬
‫الحدار الوارثين‪ ،‬لم يت ف ل تون‪ ،‬لم يستوثق كما َعرف‪،‬‬
‫زح حه عقله قب‪ ،‬قلبه‪ ،‬ماج فيما تيسر مس فكر‪ ،‬و وى بصدغيه‬
‫لحو يديس لوات‪ ،‬مال ويمين‪"...‬‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جان ر سه يتماي‪ ،‬يمينا و ماال عندما وضعت اللفافة جالبا‪،‬‬
‫وس ُلته عس حاله وملالا لم ي رج مس منزله من ب عه يا ‪ ،‬لكنه‬

‫‪34‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ار الى اللفاأف و و يطلب من قراءة لفافة شرى لكس ه املرة‬


‫مس داش‪« ،‬القفة» ‪ ،‬ف ش ُت لفافة مر وطة بقطعة قماش سود‪،‬‬
‫ُ‬
‫فقلت له‬ ‫وفتحت ا و د ُت القراءة‪ ،‬ف ار الى ن قر مس ن ايت ا‪،‬‬
‫ُ‬
‫فثنيت اللفافة‬ ‫الن لم قر ا مس قب‪ ،،‬ف ار ن قر كما شبرن‪،،‬‬
‫وقر ُت‪:‬‬
‫"‪...‬وجمع ما استغلق عليه‪ ،‬و حاطلا ب لين وسا‪ ،‬الخيبات عمى‬
‫رقعة جلدية‪ ،‬وثنى علي ا بقرابين ت ور‪ ،‬و غمض عيني ا و ش يلفلا‬
‫بر اط سود‪"...‬‬

‫رواية رتم االنبثاق؛ رواية عس مراسالت ”القع بس رف“ الى‬


‫صديقه ”ابس الطالح املداو “‪ ،‬وفي ا حةايته ومحاورته مع ”ابس‬
‫النس الحاجب“ املتصوف ال يتلقى عمى يديه صول فس‬
‫الكال والتشدق بال مان واملةان ل القرن الثامس الهار ‪.‬‬
‫الرواية تتعالق مع رحلة حد املتصوفين ل حد جبال‬
‫”طبرستان“ و و ل بداية رحلة حج لحو لفسه ليتطلر مس للوب‬
‫اعتقد له اقترب مس مالمست ا‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫الشقيقات الثالث‬

‫ً‬
‫" يا قادمة كثر البعاجا‪ ،‬القوس يةاد يكتم‪ ،‬لتنته الداأرة‬
‫حيثما بد ْت قب‪ ،‬ربع سنوات‪ ،‬لكس الثمس سي ج‪ ،‬سنواتنا العشر‬
‫القادمة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لكس االكثر سوءا لنا لم لتعلم يئا مما جرى‪ ،‬وكثرة الطرق‬
‫عمى رؤوسنا جعلتنا فريسة لفقدان ال اكرة الداأم! لم نعد لفكر‬
‫بعد مس اللحظة‪ ،‬الغد والعمر القاد لم يعد ي منا! فقط اكمال‬
‫اليو و الحد األقص ى ال يمكننا التفكير به‪....‬‬
‫ُ‬
‫كتبت من زمس‪،‬‬ ‫ثالث سنوات باقية حسب تعوي ة الشقاء ال‬
‫لكس ‪ ،‬لحس قادرون عمى استيعاب ا؟‪" ...‬‬

‫رواية الشقيقات الثالث [‪ ]310‬صفحة مس القطع الصغير‪.‬‬


‫بعد وفاة والد س‪ ،‬تحاول الشقيقة الكبرى ن تصبح ه‬
‫املسئولة عس العاألة‪ ،‬لكس الشقيقة الصغرى ال ترض ى ب لك‬
‫بسبب ن الشقيقة الكبرى لم تكم‪ ،‬تعليملا ولم تدش‪ ،‬الاامعة‬
‫ْ‬
‫فعلت ه و قيقت ا الوسطى‪ .‬وتستعين الشقيقة الكبرى بابس‬ ‫كما‬
‫عملا ال يطلب م ا ن تتنازل له عس الطابق العلو مس البيت‬
‫مقاب‪ ،‬مساعدته للا‪ ،‬لكس الشقيقة الصغرى تقد ةوى الى‬

‫‪36‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫الشرطة وتقد دعوة ق اأية ل املحكمة ضد قيقت ا الكبرى‪،‬‬


‫ال تطلب مس ابس عملا ن ي ت‪ ،‬مع زوجته و طفاله للسكس ل‬
‫البيت‪ ،‬وتقو الشرطة بوضع عدد مس الانود ل البيت ح ى‬
‫يفصلوا بين الشقيقات ح ى يصدر حكم املحكمة ل الق ية‪.‬‬
‫الرواية تبد مع ن اية السنة الرابعة ملعالاة الشقيقات الثالث‬
‫مس ابس عملس وزوجته و طفاللما‪ ،‬وك لك معالات س مس املصاريف‬
‫الكبيرة ال يقمس بدفعلا كمصاريف للق ية‪ ،‬و تعاب املحامين‬
‫ْ‬
‫وقفت‬ ‫ورجال الشرطة‪ ...‬الرواية تروي ا الشقيقة الوسطى ال‬
‫عمى الحياد بين صراع الشقيقتين الكبرى والصغرى‪ ،‬لك ا جالت‬
‫ً‬
‫باملقاب‪ ،‬األكثر ت ررا مس الصراع ومحاولة ج‪ ،‬مس قيقتي ا‬
‫استمالت ا الى صفلا‪...‬‬

‫‪37‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫كأس شاي أحمر‬

‫"تترافق شطواته البطيئة مع سباب مق ع يطلقه عمى بائع‬


‫متجول يفترش ال اوية عند بداية تفرع الشارع مع ال قاق ال‬
‫ً‬
‫يقع ل منتصفه مقهى‪ ،‬داأما عندما يص‪ ،‬الى منتصف الشارع‬
‫يدير ر سه باتجاه البائع املتجول ويت كد مس له م مك بمحاولة‬
‫ً‬
‫البيع ألحد ال اأس و له غير منتبه تماما ثم يطلق للك السباب‪،‬‬
‫وعندما ينتبه الى تحديق اآلشريس به‪ ،‬يشير ل لك البائع‪ ،‬ويتابع‬
‫شطواته باتجاه ال قاق‪ ،‬ومع وصوله لفتحة ال قاق يشد قامته‪،‬‬
‫ويرسم عمى وجله مالمح صارمة‪ ،‬ويجتاز فتحة ال قاق ب طوات‬
‫ً‬
‫متئدة ج له يتحرك عمى ششبة مسرح و و يجي‪ ،‬عينيه يمنيا‬
‫ً‬
‫و ماال‪ ،‬ثم يتوقف ويشير بيده لألما ‪ ،‬ويرتفع صوته الالور ‪:‬‬
‫ً‬
‫‪-‬دعولا لةون جدريس بمغادرة املةان‪ ..‬دعولا لةون كثر وهاا‬
‫ولنتشر جال وء لنمأل العالم بال ياء‪ ..‬دعولا لت مى عس جلسنا‬
‫ورجودلا فلناك كثر مس فق يمكس ن يتمدد مس جلنا‪...‬‬
‫لكس الاالسين عمى كراس املقهى املتناثرة عمى جالب ال قاق‬
‫وعمى الرصيف املقاب‪ ،‬للمقهى ينظروا اليه للحظة‪ ،‬ثم يعودون‬
‫لالن ماك بما جالوا يفعلوله‪ ،‬فقط مس يراه للمرة األولى يستمر‬
‫بالنظر بد شة اليه قب‪ ،‬ن يشير له حد ز اأس املقهى ال ي تم بما‬

‫‪38‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫يقوله للك الرج‪ ،،‬وعندما يرى الرج‪ ،‬ال حد ينصت اليه‪ ،‬يرفع‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يديه عاليا‪ ،‬ثم ي ف لما ويرتفع صوته مدويا بنبرات غاضبة‪:‬‬
‫‪-‬ان لم تكس اللعنات م لوقة مس جلكم فألج‪ ،‬مس ُتطلق؟‬
‫لتم بقايا البقايا‪ ..‬لقطاء األزمنة املوحلة‪ ...‬ح ى مقالب القمامة‬
‫تت فف منكم وال ترض ى القبول بكم‪ ...‬ح ى اللعنات تت فف عندما‬
‫تلقى عليكم‪ ...‬ح ى الباعة الااألين ال يعيرولكم ا تما ‪...‬‬
‫ثم يتابع سيره ح ى يص‪ ،‬الى ن اية ال قاق‪ ،‬ويعود ويقف ما‬
‫ً‬
‫باب املقهى ويرفع يديه محييا‪ ،‬ثم ينحن كما يفع‪ ،‬املمثلون ل‬
‫املسرح‪ ،‬ثم يسير باتجاه فتحة الشارع ب دوء‪...‬‬
‫ً‬
‫عره األبيض الطوي‪ ،‬املموج يعط‪ ،‬الطباعا ب له شارج مس‬
‫احدى االساطير اليولالية‪ ..‬مالبسه متسخة‪ ،‬و ناك عدة قوق‬
‫في ا‪ ،‬لكس مالمح وجله وجب ته العري ة توحيان بالكثير‪"...‬‬

‫رواية كاس شاي أحمر‬


‫رواية تحة‪ ،‬عس األمجاد ال ل لفلا وراءلا‪ ،‬وتحة‪ ،‬عما يفع‪،‬‬
‫ال مس بنا‪ ،‬والتقلبات ال تحطم حالمنا‪ ..‬رواية بحث عس حلم‬
‫تحطم‪ ،‬ومحاولة اعادة الحياة اليه‪...‬‬

‫‪39‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية الدال‬

‫"دعلم ي ش ولك عمى حين ِغرة‪ ...‬دعلم يبتسمون و م‬


‫يلوجولك ببطء‪ ...‬دعلم ينفثولك بين الرماد‪ ...‬ثم توسد بقاياك‪...‬‬
‫دمع طاملا ق مجرى له ل وجنتيك‪...‬‬‫وت فف مس ٍ‬
‫لم يعد لديك مس قلب يمكنه االحتفاظ ب حد‪ ،‬و الحقد عمى‬
‫ً‬
‫حد‪ ...‬لم يعد لديك ما تقايض به يوما آشر ل ا املةان‪...‬‬
‫ً‬
‫دعلم يكحلون حدقات م بإعماقك‪ ،‬والتظر ن تسي‪ ،‬قليال ثم‬
‫كنت تتمنى‪ ،‬وعندما ي يقون بك تناثر‪ ،‬ولاثر بقايا‬ ‫تحار كما َ‬
‫بقاياك فلم تعد ح ى بحاجة اليك‪"...‬‬

‫رواية الدال [‪ ]365‬صفحة قطع صغير ‪ -‬مفتتح النص‪:‬‬


‫امش‪ :‬لص طوي‪ ،‬قرب الى منظومة سردية‪ ،‬ل ه الرواية‬
‫يقع الا ء األول‪ ،‬والا ء الثان‪ ،‬سيحم‪ ،‬عنوان رواية ”العين“‪.‬‬
‫الا ء األول ب مير األلا‪ ،‬والثان‪ ،‬بدون ضمير ثابت‪.‬‬
‫الا ء األول‪ ،‬الدال؛ عس اعر يفتح بيته لصغار األدباء‬
‫ً‬
‫ليلقوا عمى مسمعه لصوصا مس ابداعلم‪ ،‬ويقو بتش يب ا للم‬
‫ً‬
‫وت كيت ا‪ ،‬ومع وصوله لسس السبعين يفكر ل التوار ب دوء بعيدا‬
‫عس الضايج‪ ،‬لكس األدباء الشباب ال ينتب ون لكبر سنه واحتياجه‬

‫‪40‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫الى الراحة واللدوء ويواصلون طرق بابه ليعرضوا عليه عماللم‪،‬‬


‫ما الا ء الثان‪ ،‬ال سيحم‪ ،‬عنوان ”العين“ فلو عس اعر‬
‫ت مى مس عينيه مقاب‪ ،‬ن يحظى بعمر اضال عمى حياته‪ ،‬لكنه‬
‫ً‬
‫يموت مبكرا ح ى عما جان يعتقد قب‪ ،‬ت ليه عس عينيه‪ ،‬ج ن عمره‬
‫اإلضال و لقصان لحياته!‬

‫‪41‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫الممسوسون‬

‫" ‪ ، -‬سمعت عس الاداليين؟ لدي م م ارج ومداش‪ ،‬كثيرة‪ ،‬ال‬


‫يتقنون السير ل طريق واحد‪ ،‬لكس بإمةان م القف ل الطرق‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األ د وعورة‪ ،‬وت ط‪ ،‬عقبات ى‪ ،‬ال يحملون يقينا واحدا‪،‬‬
‫يقي م متشظ‪"...،‬‬
‫جان يتحدث بنبرات قلقة ومستاءة ج له شرج مس صراع شاسر‬
‫قب‪ ،‬قلي‪ ،،‬وي ش ى ما سيترتب عمى تلك الخسارة‪ ..‬ل ا يحاول‬
‫طم له لفسه بالحديث ليت كر ما جرى له‪ ،‬و عمى األق‪ ،‬يتحدث‬
‫الى شخص قد ي فف عنه ويتفلم سبب شسارته‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬م ناك عند ال اوية‪ ،‬الاداليون ناك ينتظرون حدا يمر‬
‫مس ماملم ومس ثم يقب ون عليه‪ ،‬ويفرغون ل ر سه الكثير‬
‫مس األ ياء ح ى يسقط عمى األرض دون حركة‪"...‬‬
‫مالمحه ال تدل عمى له مجنون‪ ،‬لكس استمراره بالحديث‬
‫ً‬
‫يجع‪ ،‬مس يراه يعتقد له مجنون حتما‪...‬‬
‫‪ -‬م يستدرجون اآلشريس‪ ،‬يغرون م باالقتراب بقنينة عس‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫يلوحون ب ا يمينا و ماال‪ ...‬وعندما يقترب حد م م‪ ،‬يعطوه‬
‫ملعقة مس العس‪ ،،‬بعد ا ينساون الشباك ب دوء حوله‪،‬‬
‫وعندما ينتبه يةون قد فات األوان‪ ،‬باكلم لاعمة وقوية‬

‫‪42‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫وتتشبث به وج‪ ،‬محاوالته للفةاك ت در قواه وتقر ه م م كثر‪،‬‬


‫و م يفرغون عليه وساوسلم‪ .‬م ينفثون ج‪ ،‬ما ير ك وي ل ل‬
‫قناعة اآلشريس ويجعلون م يت بطون ل الشك ثم يفلتون م‬
‫لي تبوا ل الحياة‪"...‬‬

‫رواية املمسوسين ‪ -‬الصفحات األولى‬


‫رواية عس اليقين ال يقيد األفةار ويمنعلا مس التحليق‬
‫ً‬
‫عاليا‪” ،‬رم “ ل الواحدة والعشريس مس عمره جاء الى املدينة‬
‫ً‬
‫طلبا للعلم ليلتحق بعد للك ل سلك الق اء‪ ،‬وسكس ل احدى‬
‫«ال ِتكيات» الخاصة بالدراويش كح‪ ،‬مؤقت قب‪ ،‬ن يتم املوافقة‬
‫عمى سكنه ل ملحق مدرسة الاامع الكبير ال يريد االل ما الى‬
‫احدى حلقات يوشلا ليمنحوه «اجازة» اإلفتاء والق اء‪ ،‬فتلك‬
‫«اإلجازة» تؤ ‪ ،‬الحاص‪ ،‬علي ا عمى اال تغال بشؤون الق اء‪.‬‬
‫ول مبنى «التكية» يلتق‪ ،‬ب حد املمسوسين‪ ،‬ويعرف له تعرض‬
‫للتع يب بسبب رطقاته‪ ،‬و و اآلن بين الانون والعق‪...،‬‬

‫‪43‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫جفول‬

‫"تقول لنفسك الك لس ت رب ه املرة؛ لس تراوغ؛ وستكتب‬


‫لفسك كما ه ‪ ،‬ستكتب األ ياء ال لم تبح ب ا ألحد‪ ..‬السنين‬
‫ال ائعة؛ ح ى األو ا الصغيرة لس تنس ى ادراجلا عمى األوراق‪.‬‬
‫ستكتب كما ينبغ لرج‪ ،‬ريف‪ ،‬ستف‪ ،‬بوعدك ال طاملا‬
‫قلت الك ملتز بالوفاء به‪.‬‬ ‫َ‬
‫ل عمى الصفحة اسمك سيةون افتتاحية‪ ،‬بعد ا عمرك‬
‫الحقيق‪ .،‬ثم ت ع عبارة اإل داء‪« :‬الى ال لم يكس لا»‪ .‬بعد ا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ست ع عنوالا فرعيا تحت مسمى «االلبثاق»‪ ..‬وفيه ستؤرك أليا‬
‫ً‬
‫لم تعشلا بدا‪.‬‬
‫وكرج‪ ،‬ريف ستكتف‪ ،‬بسرد األجاليب ال تعتقد له‬
‫باإلمةان ن يصدقلا اآلشرون‪.‬‬
‫وبعد عشور صوفحات سوت وع العنوان الفرع الثان‪« ،‬الوهج»‪،‬‬
‫ً‬
‫وتحته س و و ووتدرج ج‪ ،‬حال مرا قتك؛ بداية بحلم الطيران‪ ،‬والت ًاء‬
‫بالحمى ال ض و و و ْ‬
‫واعت ض و و وووء عينيك ل منتص و و ووف الحس و و ووار ا‪ ،‬ثم‬
‫عادت ضوء عين‪ ،‬واكتفت ب سف األشرى‪.‬‬
‫ج‪ ،‬حالمك ستكفي ا عشرون و ثالثون صفحة‪ ،‬بعد ا‬
‫العنوان الفرع الثالث «االلبعاث» ول متنه ستكتب ما حدث وما‬

‫‪44‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫لم يحدث‪ ..‬ح ى قرارك باالستناد عمى جدار‪ ،‬ورؤية ما حدث لك‬
‫طوال الخمسين سنة املاضية‪.‬‬
‫و اق األوراق سيةون عنوان ا «الرتق» وست صصلا للت م‪،‬؛‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت م‪ ،‬حياتك كرج‪ ،‬ريف لم يك ب بدا دون داع‪ ،‬ولم يؤل حدا‬
‫ً‬
‫دون ن يةون مجبرا عمى للك‪ ...‬الحوادث جللا؛ الخيبات ال‬
‫ً‬
‫دفعتك ل ن ايت ا‪-‬شصوصا بسبب ا «ه » ‪ -‬الى محاولة االلتحار‬
‫تحت عاالت احنة‪ ..‬ستكتب ع ا ل الصفحات األشيرة‪ ...‬لكس‬
‫قبللا‪ ،‬ستنوح ل شمس و ست صفحات‪ ،‬ستبة‪ ،‬يامك ال‬
‫باء‪ ...‬ستبة‪ ،‬كما لم تبك ل صحوك و لومك‪ ...‬ثم‬ ‫تناثرت ً‬
‫ً‬
‫لبالد قا رة‪ ،‬سيةون حديثا‬‫ستفيض بحديث عس رحلتك األولى ٍ‬
‫ً‬
‫م لوطا بشاس لعد قدرتك عمى ال اب الي ا مرة شرى‪.‬‬
‫بعد ا ستترك صفحتين فارغتين جإ ارة للفراغ ال عشته‬
‫ً ً‬
‫لعامين بعد طردك مس عملك بسبب اشتالسك مبلغا ماليا؛ لفس‬
‫املبلغ ال است دمته للسفر‪.‬‬
‫صفحات شرى لعودتك الى قريتك‪ ،‬عمرك حي ا جان ل‬
‫منتصف األربعين‪ ،‬جان للك شيارك الوحيد حي ا؛ مدشراتك‬
‫الت ْت‪ ،‬وزواجك فش‪ .،‬شمس صفحات ستةون كثر مس جافية‬
‫للخمس سنوات ال ق يت ا ل الحق‪ ،‬ت رع وتحصد‪ ،‬وتصطاد‬
‫الطيور واألرالب‪ ،‬قب‪ ،‬ن توقظك املدينة لات يو قاح‪،،‬‬
‫وتدعوك للعودة الي ا‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫َ‬
‫مررت‬ ‫ثم ستكتب ما تعرفه عس طيش الخمسين‪ ،‬لس تكتف‪ ،‬بما‬
‫علمت مس طيش آشريس عرفت م عس قرب‪ ،‬وتص‪،‬‬ ‫َ‬ ‫به وستكتب ما‬
‫ُ‬
‫الى الت اأك بغرفة ل مستشفى تحدق بالمباالة بجسدك ال‬
‫ش لك ولم يستجب ألوامرك كما ينبغ ويرتم تحت عاالت‬
‫الشاحنة‪ ،‬واكتفى باالصطدا بجالب ا األيمس‪".‬‬

‫لم ي ل لفسه تحت عنوان‬ ‫م طط لرواية الشخص ال‬


‫جفول‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية النصف من أ كتوبر‬

‫"سبتمبر لر القلق‪ ،‬لر ال يعرف الى يس ينتم ‪ ..‬بقايا صيف‬


‫و داية برودة‪ ،‬وال تعرف ي ما ييمم تجا ك! وحد ا الريح ت ت‪،‬‬
‫وت ب بحرية‪ ،‬بعده ي ت‪ ،‬لر اكتو ر؛ لر للوعيد والعصر‪،‬‬
‫بعد ا تت ادى الشلور بين برد ودفء‪ ...‬لكس يظ‪ ،‬لر سبتمبر‬
‫ُ‬
‫ولدت ل‬ ‫لر ال حد يعرف الى يس ينتم ! مثله مثم ‪ ،‬ورغم لن‬
‫شر يو منه‪ ،‬لكنن لم لج مس لعنته!‬
‫اليو عيد ميالد التاسع والثالثين‪ ،‬وطوال تسعة وعشريس‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫عاليت كثيرا ألتقي لفس عدة مرات‪ ،‬لكس من الغد سيبد‬ ‫يوما‬
‫لر دفع فيه ثمس العا ب كمله‪"...‬‬

‫رواية النصف من أكتوبر‪-‬مسودة االفتتاحية‪ -‬موسةو‬


‫‪: 1917-1898‬‬
‫عندما تحدث الثورات داش‪ ،‬الروايات األدبية‪ ،‬ومس ثم يقو‬
‫آشرون بتلقفلا وصناعت ا عمى رض الواقع‪ ...‬ه الرواية عس‬
‫الاوالب الخفية ال ال يعرفلا الكثير عس طبيعة الثورات وكيفية‬
‫قياملا واألدوار الصغيرة ال قد تؤد لنجاح و فش‪ ،‬الثورة‪،‬‬
‫والرواية تبد بقراءة املايجور ”ميةوفتش“ لرواية «الشياطين»‬

‫‪47‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫لـ”ديستوفسة‪ “،‬املنشورة عمى ج اء ل جريدة الرواية‬


‫الروسية‪ ،‬ومس ثم قيامه ب ش األج اء املتعلقة بم طط قيا‬
‫الثورة ‪-‬ال ورد ل الرواية‪ -‬و عطاه للانرال ”قسطنطين‬
‫يوجوف“ ال عابه‪ ،‬و ضاف للم طط تعديالت بحسب ما‬
‫يعرف عس الفيلق الرابع وقيادة الخيالة املنوطة ب ا حماية سرة‬
‫”القيصر“‪ ،‬ومس ثم قا بتمرير املخطط بعد التعدي‪ ،‬مع شراأط‬
‫عسكرية توضح املسارات املمكنة للوصول الى مقرات ”القيصر“‬
‫ً‬
‫ل املدن ال يمتلك في ا مقرا لسكس للعاألة اإلمبراطورية‪،‬‬
‫فالنقطة األ م ل للك املخطط جان القبض عمى ”القيصر“ مع‬
‫ج‪ ،‬عاألته‪ ،‬لكس الاند ”بيتروفوف“ ‪-‬ال ليط به تسليم‬
‫الخطة‪ -‬شط وقا بتسليم تلك الخطة ملكتب الحرس الخاص‬
‫للقيصر‪.‬‬
‫ً‬
‫”بيتروف“ وقت القبض عليه جان عمره عشريس عاما‪ ،‬وقد تم‬
‫ً‬
‫ال ج به ل الساس ملدة تسعة عشر عاما‪.‬‬
‫لر سبتمبر و الشلر ال تم فيه القبض عليه فيه‪ ،‬ل ا‬
‫مع مجيئه ج‪ ،‬عا يصاب ”بيتروف“ بالللع ويت كر التع يب‬
‫ال تعرض له طوال للك الشلر ليعترف عمى رجاأه ل‬
‫ً‬
‫الت طيط للثورة‪ ،‬لكنه لم يكس يعرف سوى ن رجال يرتد ز‬
‫لقيب عطاه تلك األوراق و مره بإيصاللا الى جنرال سينتظره ل‬

‫‪48‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫الحديقة املااورة ملكتب الحرس الخاص‪ ،‬لكس ”بيتروف“ ت شر‬


‫ً‬
‫ل ال اب الى الحديقة‪ ،‬وعندما لم يجد حدا اتجه الى مبنى‬
‫مكتب الحرس الخاص وطلب مقابلة الانرال‪ ،‬و ناك تم القبض‬
‫عليه‪.‬‬
‫ً‬
‫وبعد عشريس عاما ول ن اية سبتمبر ‪ ، 1917‬ي رج‬
‫ً‬
‫”بيتروف“ مس الساس‪ ،‬ويجد ل استقباله ابا يبيع جوفيات مس‬
‫الصوف‪ ،‬ويقول له الشاب ان ناك مس يريد مقابلته‪ ،‬ويطلب منه‬
‫رجوب عر ة متوقفة ل الشارع الخلف‪.،‬‬
‫ً‬
‫ل العر ة يقاب‪ ،‬رجال لم يره مس قب‪ ،،‬وي بره الرج‪ ،‬له جان‬
‫ً‬
‫السبب ل ت شر الثورة ملا يقارب العشريس عاما‪ ،‬فيرتجف‬
‫”بيتروف“ مس الخوف ويحاول النزول مس العر ة‪ ،‬لكس الرج‪،‬‬
‫ً‬
‫يبتسم ل وجله‪ ،‬ويقول ان للك لم يكس سيئا‪ ،‬فقد تسرب حي ا‬
‫ً‬
‫شبر عس اإلعداد للثورة للحرس الخاص‪ ،‬وقد تجل وا جيدا‬
‫للق اء عمى الثوار مع بداية الثورة‪ ،‬لكس الثوار وقيادت م لجوا مس‬
‫امل بحة بسبب تراجع قيادة الثوار عس التحرك بسبب الخط‬
‫ال ارتكبه وقيامه بتسليم شطة التحرك الى مكتب الحرس‬
‫الخاص‪ ،‬ل البداية جان الثوار ساشطين عليه وقرروا االلتقا منه‬
‫ل الساس‪ ،‬ل ا جلفوا بعض الانود التابعين للم بإيقاع د‬
‫الع اب عليه ل الساس‪ ،‬لكس ل الشلر التال ‪ -‬لر ” كتو ر“‪-‬‬
‫اكتشفوا ن مكتب الحرس الخاص جان قد عد شطة محكمة‬

‫‪49‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫للق اء علي م‪ ..‬ل ا عر الثوار بالرض ى عما قا به‪.‬‬


‫بعد الت اء الرج‪ ،‬مس كالمه يس ل ”بيتروف“ عما يريدون منه‬
‫ً‬
‫اآلن‪ ..‬فيعطيه الرج‪ ،‬وراقا ويطلب منه تسليملا لرج‪ ،‬ل‬
‫الحديقة املقابلة ملكتب الحرس الخاص بعد يومين‪ ،‬لكس عليه‬
‫ه املرة ن يحرص عمى عد الت شر‪ ،‬والوصول ل موعده‪ ،‬فلم‬
‫يتبق سوى سبوعين عمى موعد بداية الثورة‪...‬‬

‫‪50‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية الفتى الغبي قيس‬

‫"اال ياء الايدة اآلن تشبه فقاعات الصابون عليك ن ترا ا‬


‫ْ‬
‫الفجرت وتال ت ل‬ ‫مس بعيد وال تحاول مد يدك لحو ا وإال‬
‫اللواء‪"...‬‬
‫توقف عس الكال ولظر اليه و و يس له‪:‬‬
‫« تفلم ما حاول قوله لك؟»‬
‫ر سه باإليجاب‪ ،‬فتابع الرج‪:،‬‬
‫ً‬
‫«الا مالا ستفع‪ ،‬اآلن؟»‬
‫فط ط الف ى بر سه لحو االرض و و يقول بصوت ضعيف‪:‬‬
‫«س غادر غدا صباحا‪».‬‬
‫فنظر الرج‪ ،‬اليه بعد رضا‪:‬‬
‫ُ‬
‫حاولت ن قوله لك!‬ ‫"‪َ -‬‬
‫قلت الك تفلم ما‬
‫‪ -‬نعم؟‬
‫‪ -‬وال ت ال تريد السفر؟‬
‫ً‬
‫‪ - -‬السفر ليس شيارا‪ ..‬و و ليس فرصة جيدة و سيئة ل ‪..‬‬
‫ً‬
‫السفر اجبار ه املرة‪ ..‬الا لم سافر س لته تماما نا شالل‬
‫يا ‪".‬‬
‫ت د الرج‪ ،‬وقال ان ناك مس عبث بر سه‪ ،‬و ن عليه ن‬

‫‪51‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ً‬
‫يفكر جيدا قب‪ ،‬ن يقو بعم‪ ،‬قد يند عليه بقية حياته‪.‬‬
‫ت كر ا الحوار ال دار قب‪ ،‬عامين و و يجلس بصمت‬
‫ما قارأة الفنجان ال لم تتفوه بةلمة طوال دقاأق‪ ،‬فه لم‬
‫تجد بقايا ل قعر فنجان القلوة ال رب ا لتقر طالعه‪ ،‬فلو جان‬
‫قد لحس ب صابعه البقايا مس قعر الفنجان و و يتل ل بطعملا‪،‬‬
‫عدت له قارأة الفنجان جوب آشر مس القلوة‪ ،‬وطلبت منه ن‬ ‫ف ْ‬
‫يبق‪ ،‬ش ء مس القلوة ل قعر الةوب‪ ،‬لكنه رب القلوة ولحس‬
‫ً‬
‫ب صابعه البقايا ي ا‪ ،‬ف ش ْت تنظر بغيض ل عينيه‪ ،‬وتحاول‬
‫ْ‬
‫وجدت في ما‬ ‫اشتراق طبقة املياه البي اء ال تغط‪ ،‬عينيه فر ما‬
‫ما يشير الى طالعه‪ ...‬جالت تحدق بغيض وحقد‪ ،‬وه تعتقد له‬
‫فاقد للرؤية تماما‪ ،‬فقد جان الةاس الثان‪ ،‬ال عدته له لتقر‬
‫فنجاله لك ا ال تعرف له يستطيع تحديد زاوية لظر اآلشريس اليه‬
‫مس احتساب زاوية اشراج اللواء مس لوفلم و فوا لم‪"...‬‬

‫رواية الفتى الغبي قيس ‪-‬القسم الثالث «تةويس»‬


‫رواية عس ”قيس“ الف ى القرو األعمى ال سافر الى‬
‫املدينة ليرا ا بعد سماعه لحةايات كثيرة ع ا‪ ..‬الرواية مس ثالثة‬
‫قسا ‪ ،‬األول عس حياة القرية وإصابة ”قيس“ بمرض املياه‬
‫البي اء ل عينيه‪ ،‬والقسم الثان‪« ،‬عبور»‪ ،‬والثالث «تةويس» عما‬
‫حدث له ل املدينة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫اعترافات منسية‬

‫ُ‬
‫وجدت دفتر امل كرات تحت‬ ‫فكرة عندما‬ ‫"لم تكس لد‬
‫الطاولة‪ ،‬جان جلاز التحكم بالتلف يون قد سقط سف‪ ،‬الطاولة‪،‬‬
‫ملست الدفتر‪ ،‬ف شرجته‪ ،‬و ش ت‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫مددت يد اللتقاطه‬ ‫وعندما‬
‫ت مله و تساءل عمس وضعه ناك!‬
‫ً‬
‫جان دفتر م كرات عاديا مكتوب عليه ب ط كبير تاريخ يعود‬
‫ُ‬
‫دركت‬ ‫ُ‬
‫فتحت الصفحة األولى‬ ‫لثالث سنوات سابقة‪ ،‬وعندما‬
‫حام النسيان ال عان‪ ،‬منه‪ ...‬باغتنن الةلمات ال كتبت ا‬
‫ب ط‪ ،‬ل ول صفحة! افتتاحية امل كرات فاجئنن ربعين مرة مس‬
‫قب‪ ،‬حسب ما و مدون ل امش الورقة! فف‪ ،‬الورقة يوجد‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ربعون تاري ا متواليا ل ن اية العبارة ال دولت ا ل الصفحة األولى‬
‫عس حال ومعالات‪ ،‬مس مرض النسيان!‬
‫فكرت ن دون ل الصفحة األولى مس دفتر‬ ‫ُ‬ ‫ال عرف كيف‬
‫نسيت م ى بد ُت الحظ‬
‫ُ‬ ‫امل كرات لن كثير النسيان‪ ،‬ح ى لن‬
‫ً‬
‫لن نس ى! لكس نسيان‪ ،‬غريب قليال‪ ،‬ف لا ال نس ى ج‪ ،‬ش ء‪ ،‬فلناك‬
‫ياء ت كر ا وه ال تنبنه الى وجود شل‪ ،‬و لن عان‪ ،‬مس‬
‫كنت بكتابة ه امل كرات حاول رصد‬ ‫مشةلة النسيان! ور ما ُ‬
‫ً‬
‫نسيان‪ ،،‬و كتب ي ا يائ‪ ،‬امللمة فر ما ستيقظ لات يو و لا‬

‫‪53‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ال ت كر ش ء!‬
‫وتوقفت عس عبارة‪ « :‬دف‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قلبت الصفحات األولى بسرعة‪،‬‬
‫عرت بقشعريرة م ا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫رلت ل عماق و‬‫واحد فقط‪ ».‬العبارة ْ‬
‫و د ُت قر بتمل‪ ،‬العبارات ال تلت ا‪:‬‬
‫ً‬
‫"الصوت جان حاسما‪ .‬لم لاقش األمر‪ ،‬فمن فترة و لا بحث‬
‫عس دور كبر‪ ،‬واملسدس ال ُسلم ل جان فرص األولى ليةون ل‬
‫دور‪ ،‬ر ما رصاصة واحدة ال تكف‪ ،‬لاللتقال الى مةان عمى‪ ،‬لك ا‬
‫عمى األق‪ ،‬ستةون بداية قوية‪ ...‬الصوت ال ي ال يرن ل ر س و و‬
‫ي ع ل ش الة املسدس طلقة واحدة قب‪ ،‬ن يمد به ال ‪ ..‬وجلما‬
‫كرت تلك اللحظة رفع املسدس بتحد ‪ ،‬و صو ه لألما‬ ‫ُ‬ ‫ت‬
‫وثقت بقدرت‪ ،‬عمى الجاز امللا الكبيرة‪ ،‬لم كس تم‬ ‫ُ‬ ‫فلطاملا‬
‫بما ية امللمة ال توج‪ ،‬ال ‪ ،‬فاأل م جان اعالن قدرت‪ ،‬عمى تنفي‬
‫امللمات الكبيرة‪ ..‬وقب‪ ،‬مغادرت‪ ،‬قال ل ان التفاصي‪ ،‬ستصلن‬
‫شالل يا ‪.‬‬
‫فكرة القت‪ ،‬بحد لات ا لم تكس مغرية‪ ،‬لك ا جالت بداية مللمات‬
‫كبر‪"...‬‬
‫ُ‬
‫دولت‬ ‫توقفت عس القراءة‪ ،‬و ش ُت حاول ت كر الفترة ال‬‫ُ‬
‫في ا تلك اليوميات‪ ،‬و حاول ت كر حصول عمى مسدس‪ ،‬وما ال‬
‫فقلبت عدة صفحات‬ ‫ُ‬ ‫فعلته بعد للك؟ لكنن لم ت كر ش ء!‬
‫وتوقفت عند ا ارة حمراء ل عمى‬ ‫ُ‬ ‫مس دفتر اليوميات بسرعة‪،‬‬

‫‪54‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫احدى الصفحات‪ ،‬وقر ُت بتمل‪ ،‬كثر‪:‬‬


‫"اليو و اليو الخامس مس بداية العا الاديد‪ ،‬حادثة‬
‫ْ‬
‫جاءت مس‬ ‫شرى جعلتن سا‪ ،‬لكريات‪ ،‬لل ا اليو ‪ ،‬الحادثة‬
‫تسلم ا عار مس البنك برصيد حساب‪ ،‬فيه؟ لم كس عرف ن‬
‫ً‬
‫لد حساب ل البنك ساسا‪ ،‬ووضع املاد س ء‪ ،‬و لا مديس‬
‫لبعض االصدقاء بمبالغ مالية متفاوتة‪ ،‬ل ا وصول ورقة بكشف‬
‫رصيد بالبنك برصيد ظلر اليو جعلن حدق ل الورقة لعدة‬
‫ً‬ ‫دقاأق‪ ،‬و جر ُ‬
‫يت اتصاال بالبنك ألت كد مس الرصيد! املبلغ جان‬
‫ً‬
‫كبيرا مقارلة بالدش‪ ،‬ال حص‪ ،‬عليه مس وظيف ‪ ،‬و ول ش ء‬
‫شطر ببال ن املبلغ سيمكنن مس القيا بالرحلة ال تمنيت ا من‬
‫ً‬ ‫لور‪ُ .‬‬
‫قلبت وراق دفتر اليوميات‪ ،‬لكنن لم جد يئا يشير الى‬
‫اجعت كشف حساب البنك‬ ‫قيام‪ ،‬بفتح الحساب! وعندما ر ُ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عرفت ن الحساب فتح قب‪ ،‬سبعة لر‪ ،‬وتم توريد ثالث دفعات‬
‫مالية شالل األ لر الثالث التالية لفتح الحساب‪ ،‬ثم تجمد‬
‫الرصيد ح ى ن اية العا !"‬
‫حاولت ت كر ش ء ل التواريخ األربعة ال ت م ا كشف‬
‫حساب البنك‪ ،‬تاريخ فتح الحساب وتواريخ اإليداع! وج‪ ،‬ما‬
‫ُ‬
‫توصلت اليه ن التاريخ األول ا ارة مب مة الى قيام‪ ،‬بعم‪ ،‬جديد‪،‬‬
‫و ن التواريخ التالية ه تواريخ استالم‪ ،‬ملقاب‪ ،‬األعمال ال‬
‫الج ت ا!‬

‫‪55‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬


‫وقلبت‬ ‫وصلت الى ه املرحلة مس النسيان‪،‬‬ ‫زعان فعال لن‬
‫صفحات اليوميات فر ما تضح األمر بشة‪ ،‬ف ‪ ،،‬لكس د ش‬
‫ْ‬
‫حدثت مع لكن‬ ‫كنت قر عس ياء كثيرة‬ ‫جالت ت داد كثر‪ ،‬فقد ُ‬
‫ً‬
‫ال ت كر م ا يئا! ك لك توجد آثار عمى التزاع كثر مس صفحة‬
‫وازدادت حيرت‪ ،،‬فمالا جالت تحويه تلك الصفحات‬ ‫ْ‬ ‫مس امل كرات!‬
‫ً‬
‫املنزوعة؟ وملالا ل عت ا ساسا؟‬
‫وصلت لتدوين ول‬ ‫ُ‬ ‫وبعد تقليب لعدد مس صفحات اليوميات‬
‫مرة عس حالة عد الت كر ال عان‪ ،‬م ا‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫حاولت الت كر عما حدث ل األسبوع املاض من عودت‪،‬‬ ‫"عبثا‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫فقدت عدة يا و‬ ‫عرت لن‬ ‫مس السفر‪ ،‬لكنن لم ت كر يئا!‬
‫ُ‬
‫فوجئت الن ال‬ ‫قلبت دفتر اليوميات‬ ‫ُ‬ ‫وقات مس حيات‪ !،‬وعندما‬
‫ُ‬
‫تساءلت ان جان لعمم الاديد‬ ‫ت كر الكثير مما و مدون فيه!‬
‫دور فيما عان‪ ،‬منه‪ ،‬لكنن لم ص‪ ،‬الى رابط بي ما! وللحظة‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫فكرت جديا بتم يق دفتر اليوميات‪ ،‬عمى األق‪ ،‬لس ت كر ما عان‪،‬‬
‫ُ‬ ‫منه‪ ،‬لكن تر ُ‬
‫اجعت عس الفكرة شوفا مس نسيان ياء شرى‪،‬‬
‫وعد ادراج‪ ،‬لنسيان‪ ،‬للا‪ .‬فج ة جاءن‪ ،‬شاطر ب ن ناك يد شرى‬
‫تعبث بدفتر يوميات‪ ،،‬وتدون عليه ياء ال عالقة ل ب ا! بد ا‬
‫ُ‬
‫الخاطر منطقيا كثر و لا حاول تفسير اشتفاء دفتر امل كرات‬
‫كنت ريد كتابة يوميات ما حدث ل‬‫ُ‬ ‫طوال مس‪ ،‬ف لا ت كر لن‬
‫البارحة‪ ،‬لكنن لم جد دفتر اليوميات‪ ،‬واليو ر يته بجالب‬

‫‪56‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫السرير! لكس مس ا ال يستطيع ش دفتر امل كرات ويعيده‬


‫ً‬
‫دون ن راه‪ ،‬ي ا مس ا ال يستطيع تقليد شط‪ ،‬ل الكتابة؟‬
‫حادثة فقدان دفتر امل كرات مازالت تشغلن ‪ ،‬شاطر جديد‬
‫ُ‬
‫وتساءلت ملالا ال يةون‬ ‫ضيف و لا ستعيد حوادث شرى‪،‬‬ ‫ُ‬
‫العكس‪ ،‬ملالا فترض لن نس ى‪ ،‬ملالا ال يةون العكس و‬
‫الصحيح‪ ،‬ملالا ال يةون األمر لن بتكر حوادث لم تقع و حاول‬
‫ً‬
‫زراعت ا ل عقم ؟ لكس ا الخاطر ال يق‪ ،‬سوءا عس النسيان‪،‬‬
‫لكس ل ج‪ ،‬األحوال يجب ن توص‪ ،‬الى حقيقة ما عان‪ ،‬منه‬
‫ألستطيع الت لص منه و عمى األق‪ ،‬شفف مس آثاره‪ ،‬ج‪ ،‬للك‬
‫جان يدفعن لل اب الى الطبيب النفس ‪ ،‬لكس بوضع الحال ال‬
‫ستطيع ال اب الى الطبيب و طلب منه ن ي تار مرض مس بين‬
‫النسيان و اشتالق ال كريات! عمى األق‪ ،‬ال توجد مشكالت كبيرة‬
‫تتسبب في ا حال ‪ .‬و ا ما عتقده‪ ،‬وما ي برن‪ ،‬به دفتر‬
‫اليوميات‪"...‬‬

‫رواية اعتر افات منسية‬


‫ثناء الحناءه اللتقاط جلاز التحكم بجلاز التلف يون ‪-‬ال‬
‫وقع مس يده سف‪ ،‬الطاولة‪ -‬يلمح دفتر م كرات سف‪ ،‬الطاولة‪،‬‬
‫ً‬
‫يتفاج ”شالد“ بالدفتر فلو ال يت كر له كتب م كراته بدا!‬
‫ً‬
‫وعندما يفتح دفتر امل كرات يجد فيه سردا ملا جرى له شالل‬

‫‪57‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫السنوات الخمس املاضية‪ ،‬و له ع و ل عصابة اجرامية تقو‬


‫ً‬
‫ب عمال السطو والقت‪ !،‬و له شالل تلك الفترة ي ا جان ي ب الى‬
‫طبيب لفس ليعالاه مس حالة النسيان ال يعان‪ ،‬م ا‪ ...‬ومع‬
‫تواليه ل القراءة لم يستطع معرفة ان جالت تلك امل كرات شاصة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫به فعال ه شاصة بشخص آشر؟ و ‪ ،‬ه فعال م كرات‬
‫حقيقية ه مجرد رواية شيالية كتب ا بشة‪ ،‬م كرات؟ و ‪،‬‬
‫كتب ا و قا بكتابت ا شخص آشر؟ واأل م الا جالت حقيقية‬
‫فل‪ ،‬يجب عليه ال اب الى الشرطة لإلبالغ عس جراأمه و‬
‫والعصابة عليه التظا ر له لم يعرف ش ء‪ ،‬وما عليه سوى‬
‫ً‬
‫تم يق دفتر امل كرات فلو سينس ى بعد للك ج‪ ،‬يئا ‪-‬ح ى قر ته‬
‫ً‬
‫للم كرات‪ -‬الا جان ما جاء ل امل كرات حقيقيا؟‬

‫‪58‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫خفوت‬

‫"مرق بين الطاوالت بسرعة‪ ،‬ج س الشا اصطد باألرض‬


‫بقوة‪ ،‬فتناثر ال جاج بين رج‪ ،‬الطاوالت‪.‬‬
‫ْ‬
‫كشفت عس سناله املتآجلة بفع‪،‬‬ ‫ابتسامته املم وجة ب وف‬
‫التسوس‪ ،‬وحشرجة شفية شرجت مس فمه كملت املشلد‪.‬‬
‫والده تول قب‪ ،‬ثالثة يا ‪ ،‬لكنه لم يعرف مغ ى للك املوت‬
‫ح ى اآلن‪...‬‬
‫صاحب املقهى جان يستند عمى طاولة و و م مك بمراجعة‬
‫حساب ايراد اليو السابق‪ .‬صوت تحطم الة س جعله يرفع ر سه‬
‫ً‬
‫قليال‪ ،‬لكس ضحةات عام‪ ،‬املقهى جعلته يعود لالنغماس‬
‫بمراجعة الحساب‪.‬‬
‫تراجع الطف‪ ،‬الصغير كثر للوراء‪ ،‬وسرعان ما استدار‪،‬‬
‫واشتفى بسرعة‪"...‬‬

‫رواية خفوت ‪-‬الا ء الثالث‪ ،‬عنوان فرع «الصغير» صفحة‬


‫[‪: ] 1‬‬
‫عندما تول ”محمد الحراز “ ترك وراءه سبعة بناء‪ ،‬األكبر‬
‫ل الثالية والعشريس‪ ،‬واألصغر ل السادسة مس عمره‪ .‬مات وترك‬

‫‪59‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬


‫للم دجالا صغيرا ممتلئا بجراأد وكتب قديمة وبعض الصور‬
‫الت جارية‪ ،‬وديون قللا ديس يقدر بإيجار الدجان لثالثة لر‪.‬‬
‫وحده االبس األصغر استمر ل حياته باللعب لعدة يا بين طاوالت‬
‫املقهى املااور لدجان م‪ ،‬قب‪ ،‬ن يتلقى تلك الصفعة ال زالت‬
‫ثالثة سنان متسوسة مس فمه‪ ،‬و عادت تشكي‪ ،‬حياته جللا‪.‬‬
‫الرواية مس ثالثة ج اء األول «الرحلة»‪ ،‬والثان‪« ،‬املقا »‪،‬‬
‫والثالث «الصغير»‪ .‬الا ء األول «الرحلة» عما قب‪ ،‬التقال‬
‫”الحراز “ الى مدينة ”صنعاء“ بشة‪ ،‬ن ائ‪ ،‬ل ن اية سبعينات‬
‫القرن العشريس‪ ،‬وما جرى شالل فترة السبعينات‪ .‬و«الرحلة» تبد‬
‫مع جلوس الشاب ”محمد الحراز “ ل ساحة تشبه االستراحة‬
‫تتوقف في ا الشاحنات الكبيرة ‪-‬بعد اجتياز ا املنحدر الابم‬
‫ال يشة‪ ،‬الا ء األصعب مس الطريق ال ير ط العاصمة‬
‫”صنعاء“ بمدينة ”الحديدة“ و”باج‪ -“،‬وسماعه ألحاديث‬
‫ساأق‪ ،‬الشاحنات‪ ،‬ول ابه الى ”صنعاء“ بين الحين واآلشر عبر‬
‫ً‬
‫تلك الشاحنات ال تمر عبر للك الطريق‪ ،‬وصوال الى قراره‬
‫بااللتقال ن اية السبعينات مع زوجته وابنته الكبرى‪.‬‬
‫والا ء الثان‪« ،‬املقا » عس فترة مةوثه ل ”صنعاء“ ح ى وفاته‬
‫ل بداية العا لفين وشمسة عشر‪ ،‬وتنقله بين كثر مس عم‪ ،‬ح ى‬
‫استقراره ل دجان لبيع الاراأد القديمة والكتب والخردوات‬

‫‪60‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫الصغيرة‪ .‬والتحوالت ال حدثت ملدينة ”صنعاء“ شالل تلك‬


‫الفترة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫عبارات متعاكسة‬

‫"صوت الراو يرتفع ويغط‪ ،‬عمى الحوارات الاالبية داش‪،‬‬


‫املقهى‪ ،‬وتلتفت العيون الى العاوز ال يلوح بعصا قصيرة و و‬
‫يقول‪:‬‬
‫"ال يمكنك التقاط القفازات‪ ..‬عليك ارتداؤ ا وال قب‪ ،‬ان‬
‫تلقطلا‪"...‬‬
‫بعبارات متعاكسة يبد ”واحد“ ل شااره اليوم‪ ،‬مع‬
‫”اثنين“‪ ..‬شاار يستمر مس ساعات الصبح األولى ح ى موعد‬
‫ً‬
‫الغ اء عند الثالية ظلرا‪...‬‬
‫القفازات ال يتحدث ”واحد“ ع ا داأما ه قفازات زرقاء‬
‫يلبسلا ”اثنان“ تحت قفازاته البي اء‪ ،‬وه قفازات مصنوعة مس‬
‫القطس‪ ،‬بينما قفازاته البي اء مصنوعة مس الصوف‪...‬‬
‫ً‬
‫وداأما يحاول ”اثنان“ التحم باللدوء وعد الرد عمى عبارات‬
‫”واحد“‪ ،‬لكس بعد سبع و ثمان عبارات ملتبسة يبد ”اثنان“‬
‫بالسباب وإلقاء الشتاأم‪” ..‬ثالثة“ يظ‪ ،‬يتابع األمر ب دوء‪ ،‬و و‬
‫يقف بين ”واحد“ و”اثنين“‪ ..‬وجلما حاول حد ما ج به الى‬
‫جالبه يتراجع شطوة للوراء‪ ،‬و لألما حسب الحيز املتاح مس‬
‫حوله‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫” ربعة“ يجلس ما طاولة ل ن اية املةان‪ ..‬و ينما و يتابع‬


‫الشاار يحاول ال ُيظلر ابتسامته لو ”شمسة“ ال يقف ل‬
‫بداية املةان و و يستقب‪ ،‬القادمين‪...‬‬
‫”سبعة“ و”ثمالية“ يصالن مت شريس للمةان‪ ،‬وال يعرفان‬
‫ً‬
‫داأما مس ال بد بالشاار‪” ،‬سبعة“ ينحاز الى ”اثنين“‪،‬‬
‫فرصة‬ ‫و”ثمالية“ ينحاز الى ”واحد“‪ ،‬وج‪ ،‬م ا يترقب‬
‫الستف از اآلشر‪.‬‬
‫”تسعة“ ينظف الطاوالت مع ن اية وجبة الغداء‪ ..‬ويعدل مس‬
‫وضعية الطاوالت املقلو ة واملتناثرة‪ ..‬ويتساءل ملالا األمور مكررة‬
‫ورتيبة نا‪ .‬وال يحدث ش ء جديد‪"!...‬‬
‫‪ -‬لكنك لم تحدثنا عس ”ستة“!‬
‫صوت ضحكة قصيرة‪ ،‬تتبعلا ملمة مبتورة‪ ،‬ويلوح الراو‬
‫العاوز بعصاه القصيرة و و يقول‪:‬‬
‫"”ستة“ عادة ال ي ت‪ ،‬اال بعد الت اء الشاار‪ ،‬يجلس ل املقعد‬
‫ال جلس عليه‪ ،‬وعندما ال يجد مس ي تم به‪ ،‬يقو باإل ارة الى‬
‫رقم ”واحد“ وينب ه الى ن رقم ”اثنين“ ال يقو بالتقاط‬
‫قفازيه‪"...‬‬

‫املصغرات؛ رواية عبارات متعاكسة‬


‫رواية مس ج أين تدور حولنا ل حاالت الغ ب والطيش‪...‬‬

‫‪63‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫تحة‪ ،‬عس معيشتنا ل حياة صاشبة متداشلة لكننا لدور ل لفس‬


‫الداأرة ال ورثنا ا عس آباأنا! رواية ةوى و ةاء وشوف و لم‬
‫دون شطوات واضحة للمستقب‪ ،‬و املاض ‪ ..‬تتابع الرواية‬
‫ً‬
‫”عشرة“ مس ال يس يرتادون املقاه الشعبية بحثا عس متنفس ملا‬
‫يشعرون به مس شواء‪ ،‬ويريدون تم ية كبر وقت ممكس مس‬
‫ن ار م وليللم ح ى يقتلوا املل‪ ،‬ال يعالون منه‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫النص األول‬
‫ُ‬
‫«الساكن بنفسه املجتربغيره»‬

‫ً‬
‫"وجان و‪ ،‬ل ال اوية قليال لحو اليمين‪ ،‬بنفس اليد ال تستقر‬
‫لفترات طويلة عمى مسند الكرس لدرجة ن البعض يعتقد ن ا‬
‫ج ٌء مس الكرس ‪ ...‬جان و يلق‪ ،‬بةلماته ل ن اية حديث عس‬
‫صيد األسود‪...‬‬
‫مامه جالوا يسمعون بشغف ‪ -‬و ك ا حاولوا اظلاره‪ -‬لم‬
‫يقاطعه حد‪ ،‬جالوا متوثبين أل ا ارة توقف ليندفعوا ل لو ة‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫تصفيق حادة تشعر م ن م مازالوا حرارا غير مقيديس‪" ...‬‬

‫روايات النصوص الخمس األولى ‪-‬رواية النص األول‪ -‬مقطع‬


‫مس صفحة [‪:]7‬‬
‫امش‪ :‬شماسية رواأية عس متن السيد الرأيس‪ ،‬تبد «بالنص‬
‫األول» ل قاعة استقبال بمناسبة عيد ميالده الثالث والستين‪ ،‬ثم‬
‫تنزاح ل قاعات وغرف القصر الرأاس عارضة تاريخ شطوات‬
‫انشاأه‪ ،‬و«النص الثان‪ »،‬ينتق‪ ،‬الى القرية الصغيرة ال ولد في ا‪،‬‬
‫واألحداث اللامشية ال صاحبت والدته‪ ،‬و«النص الثالث» عس‬
‫لعاب طفولته‪ ،‬و«النص الرابع» ل ابه الى املدينة للعم‪،‬‬

‫‪65‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫اض‪ ،‬و«النص الخامس» عس تغييره بقرار جملور‬ ‫كسمسار ر ٍ‬


‫لة‪ ،‬ما يتعلق به مس مةان والدته وطفولته وما تعرض له ل بدايات‬
‫حياته‪ ،‬واستبداللا بحياة عابته عندما قر ت ا له سكرتيرته ل‬
‫حف‪ ،‬ميالده الخمسين‪ ،‬فقا بإصدار القرار كلدية لعيد ميالده‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫اعتذار مؤجل‬

‫"لم يكس يعرف ن ما تبقى له سوى ب عة لر‪ ،‬لكنه جان‬


‫ً‬
‫يشعر ن ناك يئا ما بد بالتسرب والتالش مس عماقه‪ ،‬فلو‬
‫ً‬
‫لم يعد يحف‪ ،‬كثيرا باأل ياء‪ ،‬و عوره باألسف تجاه ما يحيط به‬
‫ازداد!‬
‫جان ينطفئ ش ء فيه ج‪ ،‬يو ‪ ،‬ولم يعد يملك الشغف باأل ياء‬
‫ً‬
‫ال جان يحب ا‪ ،‬و صبح مباليا تجاه ج‪ ،‬ما يحدث له و لآلشريس‪...‬‬
‫ً‬
‫و حيالا جان يشعر له اقترب مس الخالص و له سيرتاح مس ج‪ ،‬ما‬
‫يعان‪ ،‬منه‪ ،‬لكنه لم يعرف له سيموت بعد ب عة لر‪...‬‬
‫فكر ن يكتب رساأ‪ ،‬اعت ار ألوالده وزوجته‪ ،‬وك لك لة‪ ،‬مس‬
‫ً‬
‫يعرفلم‪ ،‬اعت ار ألله لم يكس جيدا كما ينبغ ‪ ،‬و له لم يتعمد ن‬
‫ي للم‪ ،‬جان يفكر باالعت ار دون ن يطلب م م السماح و‬
‫الغفران‪ ،‬فقط يريد ن يعرفلم له آسف‪ ،‬و له لم يكس يتعمد ما‬
‫ً‬
‫جان يعمله سابقا‪"...‬‬

‫رواية اعتذار مؤجل‬


‫مالا لو حص‪ ،‬ج‪ ،‬منا عمى فرصة لكتابة رساأ‪ ،‬وداع قب‪،‬‬
‫موته‪ ،‬فل‪ ،‬ستةون تلك الرساأ‪ ،‬فرصة لالعت ار ستحم‪،‬‬
‫تبريرات ملا قمنا به‪ ،‬و لنا ال ل ال نعتقد لنا عمى صواب ل ج‪ ،‬ما‬

‫‪67‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫قمنا به ل حياتنا؟‬
‫جلنا نشعر باآلسف عمى حياتنا‪ ،‬لكس القلي‪ ،‬منا فقط يمتلك‬
‫الشااعة لالعت ار! و ناك مس ت تيه الفرصة لالعت ار قب‪ ،‬فوات‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫األوان‪ ،‬حيالا بسبب عوره له شط فعال‪ ،‬و حيالا بسبب له‬
‫لم يعد ي تم بش ء ح ى بصورته ما لفسه و ما اآلشريس‪.‬‬
‫ك ا جالت بداية قيا ”فؤاد“ بكتابة رساأ‪ ،‬اعت ار واعتراف‬
‫بما قا به طوال حياته‪ ،‬ل البداية فكر بكتابة رسالة واحدة‬
‫يعت ر ب ا مس الاميع‪ ،‬لكنه شش ى ن يتسبب ا االعت ار‬
‫الاماع باالرتباك ألبناأه‪ ،‬فقرر ن يكتب رساأ‪ ،‬منفصلة وب ا‬
‫ً‬
‫سيةون قادرا عمى تحديد ما سيعت ر منه لة‪ ،‬م م عمى حدة‪،‬‬
‫ً‬
‫عر له لم يحملم كما‬ ‫فكتب وال رسالة اعت ار ألوالده ال‬
‫يجب‪ ،‬ولم يب ل الالد الةال ل تر يت م واالعتناء ب م‪ ،‬وكتب له‬
‫يعت ر ألله تسبب ل مجيئ م لل ه الحياة‪ ،‬و له لو جالت ناك‬
‫فرصة ليعيد حياته الى لقطة البداية فلو لس يكرر ا الخط ولس‬
‫ً‬
‫يتزوج بدا‪ ،‬و له لم ينتبه الى ما رتكبه ل حقلم اال بعد فوات‬
‫األوان‪ .‬ثم كتب رسالة اعت ار الى زوجته و كر ا عمى تحمللا له‬
‫ً‬
‫طوال العشريس عاما املاضية‪ ،‬ويعت ر لة‪ ،‬اللحظات ال جعللا‬
‫تبة‪ ،،‬و له لس يستطيع مسامحة لفسه عمى اليو ال قرر فيه‬
‫ً‬
‫ال واج‪ ،‬و ن علي ا ال تسامحه ي ا‪ ،‬فلو لم يدرك اال ل الفترة‬
‫األشيرة ن معظم مشاجللما جالت بسبب له جان يقارن فعاللا بما‬

‫‪68‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫جالت مه تفعله معه‪ ،‬و له جان يتوقع ن تعامله كما جالت تعامله‬
‫مه‪ ،‬ولم ينتبه الى حقيقة اشتالف األ عس ال وجة‪ ،‬ف مه جالت‬
‫تنظر اليه ‪-‬ح ى و و كبير‪ -‬عمى له ال ي ال للك الطف‪ ،‬ال‬
‫يحتاج الى العناية والرعاية‪ ،‬وه تسامحه وتدافع عنه ملما رتكب‬
‫مس شطاء‪ .‬ثم كتب رساأ‪ ،‬الى باق عاألته و صدقاأه‪ ،‬وبعض‬
‫زمالأه ل العم‪...،‬‬
‫ً‬
‫جان يشعر له يت فف كثيرا مع ج‪ ،‬اعت ار واعتراف‬
‫بمسئوليته‪ ،‬لكنه جان يشعر بح ن كثر لسير حياته بتلك‬
‫الطريقة‪ ،‬ومع ن اية كتابته للرساأ‪ ،‬تمنى لو ن ال مس يعود به‬
‫للوراء لة‪ ،‬يتجنب ج‪ ،‬ما فعله‪ ..‬وت كر تلك الفكرة املانولة ال‬
‫راودته قب‪ ،‬عامين‪ ،‬والتبه الى اله لم يقم ب كر ا ل الرسالة ال‬
‫وجللا الى بناأه‪ ،‬فكتب ل ن ايت ا عس األسباب ال جالت تدفعه‬
‫ً‬
‫للصراك كثيرا علي م ل الفترة األشيرة‪ ،‬و له جان يريد تركلم‬
‫ً‬
‫والرحي‪ ،‬بعيدا ع م ل السنوات األشيرة‪ ،‬لكنه جان يتراجع‪ ،‬وحةى‬
‫ً‬
‫للم له ل حد املرات جان قد قرر فعال الت از فرصة سفره للخارج‬
‫وقا بترتيب موره لي تف‪ ،‬ويقض ما تبقى مس حياته ل مدينة‬
‫صغيرة ناك وعد العودة‪ ،‬لكس ما حدث له ناك ولقاؤه‬
‫ً‬
‫بو”ماريا“‪ ،‬جعله يتراجع عس للك القرار‪ ،‬شصوصا عندما فكر ن‬
‫اشتفاءه ب لك الشة‪ ،‬سيةون سو علي م‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫احترام كاف لرجل فقد نصف ذا كرته‬

‫"كيقين مستمر وضع يده عمى الطاولة و و يع ز عبارته األشيرة‬


‫ب ة ر س‪ .‬وما يمكس اعتباره تسلية للاالسين حول الطاولة جان‬
‫الرج‪ ،‬العاوز و ال ي ش األمر م ش الاد‪ ،‬ول شطوة‬
‫اضافية شرج الرج‪ ،‬العاوز محفظة جلدية ووضعلا عمى‬
‫الطاولة‪.‬‬
‫الرج‪ ،‬الاالس عمى الاالب املقاب‪ ،‬للرج‪ ،‬العاوز بدا له لم‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫ثارت‬ ‫يكس مستعدا للر ان‪ ،‬لكس صيحات الاالسين ل املقهى‬
‫حماسه ح ى له جان مستعدا للر ان عمى فوزه ‪-‬عمى الرج‪،‬‬
‫العاوز‪ -‬ببندقيته ال ي علا بجواره‪ ...‬لكنه لم يكس يعرف ما‬
‫ً‬
‫ال ي بئه للك العاوز شصوصا مع لظرات وصيحات اآلشريس‬
‫ً‬
‫ال تنبئ ن العاوز ي ف‪ ،‬يئا‪ ،‬وبعد تردد رفع الرج‪ ،‬بندقيته‪،‬‬
‫لكنه لم ي علا عمى الطاولة جإ ارة عمى موافقته عمى ر ان‬
‫التحد ‪ ...‬حماسة الرجال ل املقهى ون وض بع لم وتحلقلم‬
‫حول الطاولة ال يجلس عليه و والعاوز جعله يشك كثر‪،‬‬
‫و ش يحدق ل مالمح وجه الرج‪ ،‬العاوز املاألة للحمرة‪ ،‬ثم ش‬
‫ينظر الى التجاعيد ل لراع العاوز املمدودة عمى الطاولة‬
‫ً‬
‫باتجا ه‪ ،‬لكس العروق املشدودة جعلته مترددا بقبول التحد‬

‫‪70‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫والدشول ل صراع باليد مع العاوز‪.‬‬


‫صوت جاء مس شارج املقهى جع‪ ،‬الرجال ال يس حاطوا‬
‫بطاولة العاوز والرج‪ ،‬صاحب البندقية يعودون الى طاولت م‪،‬‬
‫ون ض صاحب البندقية و و يقول اله سيصارعه ل مرة قادمة‪.‬‬
‫مرت مس ما املقهى ببطء‬ ‫ْ‬ ‫سيارة الايب العسكرية ال‬
‫واصلت طريقلا باتجاه منطقة ”العقبة“‪ .‬وقب‪ ،‬ن يغادر صاحب‬ ‫ْ‬
‫البندقية املقهى ار الى العاوز و مم بةلمات مب مة‪ ،‬ثم سار‬
‫باتجاه منطقة ”الصلاريج“‪...‬‬
‫بعد ا رفع الرج‪ ،‬العاوز يده و و يطلب مس ينازله‪ ،‬ثم رب‬
‫بقية ج سه و ش يدمد بةلمات غير مفلومة حول ما قا به ل‬
‫اليو السابق‪ ،‬جالت الةلمات ت رج م تلطة بين شليط مس‬
‫اللهاات العر ية وااللجليزية‪ ،‬ثم بد حديثه يترك حول والده‪:‬‬
‫كنت عم‪ ،‬ج‪،‬‬ ‫"‪...‬التقد ل السس و ما قر ن منه‪ ،‬ل السابق ُ‬
‫ما عتقد له يبعدن‪ ،‬عس الطريق ال سار به‪ ،‬لكنن لم ستطع‬
‫ً‬
‫تركت عاأل و ر ُت الى نا‪ ،‬لكنن لم جد يئا‬ ‫ُ‬ ‫االبتعاد كثير‪..‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫نا‪ !...‬ل السابق كنت عمى يقين لن سلكت الطريق الايدة‪ ،‬لكس‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اآلن ستطيع ن رى كم ُ‬
‫كنت سيئا و لا حاول االل ياح بعيدا عس‬
‫والد ‪ ...‬و عر بمقدار األلم ال جان يعان‪ ،‬منه بسبب لا و خ‬
‫”توماس“‪"...‬‬
‫ثم بد يحة‪ ،‬عس تجر ته ل الصيد ل غابات ”كمباال“‪ ،‬جان‬

‫‪71‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫صوته يعلو عمى صوات ال اأس اآلشريس الاالسين ل املقهى‪ ،‬ولم‬


‫يحاول حد ن يقاطعه‪ ،‬وبعد فترة لظر الرج‪ ،‬العاوز حوله‪ ،‬ثم‬
‫ً‬
‫ار لعام‪ ،‬املقهى‪ ،‬وقال له اله متعب وسيغادر باكرا‪ ،‬وعليه‬
‫اغالق املقهى بعد الصراف ال اأس‪ ،‬ثم ن ض وغادر املقهى‬
‫ب طوات مترلحة‪.‬‬
‫جان منظره يبعث عمى الرثاء‪ ،‬لكس رفيق‪ ،‬ال جان يجلس‬
‫بجوار قال بصوت شافت‪ " :‬ه فرصتنا لنثبت للرفاق قدراتنا»‬
‫ُ‬
‫فقلت له‬ ‫لظرت الى رفيق‪ ،‬ولم تحرك‪ ،‬فس لن عما ب‪،،‬‬‫ُ‬ ‫لكنن‬
‫وغصت ل الةلمات ال قاللا‬ ‫ُ‬ ‫سنجد فرصة شرى ف ‪،،‬‬
‫العاوز عس والده قب‪ ،‬مغادرته‪ ،‬جان يتحدث ج له يتحدث عن‬
‫وعس والد ‪"...‬‬

‫رواية احترام كاف لرجل فقد نصف ذاكرته ‪ -‬فقرة مس‬


‫صفحة [‪ ]3‬وفقرة مس صفحة [‪:]7‬‬
‫امش‪ :‬ه الرواية بدرجة ساسية عس اغتيال املار ال ”جورج‬
‫ً‬
‫اليوت“‪ ،‬لك ا تحة‪ ،‬جالبا مس الحياة ل مدينة ”عدن“ ل الفترة‬
‫ما بين منتصف الخمسينات الى منتصف السبعينات‪،‬‬
‫ْ‬
‫جرت في ا‪ ،‬وملس ال يعرف املار ال‬ ‫والصرعات والتحوالت ال‬
‫”جورج اليوت “ فلو جنرال متقاعد شد ألكثر مس عشر سنوات‬

‫‪72‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫بقلي‪ ،‬ل مدينة ”عدن“ مس منتصف الخمسينات الى منتصف‬


‫الستينات مس القرن العشريس‪ ،‬والتق‪ ،‬بعد ا الى ”ليروب‪ ،“،‬وبعد‬
‫شروج القوات البريطالية مس عدن بعد للك بعامين‪ ،‬استقال مس‬
‫الايش البريطان‪ ،‬واتجه الى ”عدن“‪ ،‬وعم‪ ،‬ل مح‪ ،‬لبيع دوات‬
‫الصيد ومعدات اصالح القوارب ل منطقة ”كريتر“‪ ،‬املح‪ ،‬جان‬
‫ْ‬
‫غادرت مع‬ ‫يملكه صديق له غادر مع الاالية اإللجليزية ال‬
‫القوات البريطالية‪ ..‬حي ا جان قد ارف عمى ن اية الخمسين مس‬
‫ً‬
‫عمره‪ ،‬و و ت وج مرة واحدة قب‪ ،‬عشريس عاما لكنه الفص‪ ،‬عس‬
‫زوجته بعد للك بثالثة عوا ‪ ،‬ولم يكس لديه طفال‪ ،‬بعد ا تطوع‬
‫ل الايش وطلب ن تةون شدمته ل الخارج‪ ..‬و و بعد شروجه‬
‫ً‬
‫مس ” دلبره“ ‪-‬حيث جان يقيم في ا‪ -‬لم يعد الي ا بدا‪ ،‬وقض ى حياته‬
‫ً‬
‫متنقال بين املحميات البريطالية ل الخليج «العرب‪ »،‬و”عدن“‬
‫و ج اء مس ” فريقيا“‪ ،‬وتعلم اللغة العر ية شالل للك‪ ،‬وجان‬
‫يندمج مع السةان املحليين ويرتد ال املحم بحسب طبيعة ج‪،‬‬
‫بلد ي د في ا‪.‬‬
‫ل بداية عمله ل مح‪ ،‬بيع دوات الصيد‪ ،‬تعرض مل ايقات‪،‬‬
‫وجله األبيض مع الحمرة الخفيفة جعلته مح‪ ،‬لظرات متشككة‬
‫مس قب‪ ،‬األ ال ‪ ،‬وجالوا يطالبوله بالرحي‪ ،‬والعودة الى بالده‪ ،‬لكس‬
‫مصادقته ألحد املتنف يس الادد مكنه مس البقاء ل عدن‪ .‬لكس‬

‫‪73‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫بعد عا بد ت مشاجله الادية ل ”عدن“ بعد صراع القوى ل‬


‫املدينة ومقت‪ ،‬الرج‪ ،‬ال جان يعتمد عليه ل حمايته‪ ،‬لكنه‬
‫استطاع عقد صفقة مع جند محم يعم‪ ،‬ل امليناء‪ ،‬بموجبه‬
‫التقلت اليه ملكية املح‪ ..،‬مقاب‪ ،‬حمايته وحصوله عمى لصف‬
‫ايرادات املح‪.،‬‬
‫مشةلته الكبرى بد ت بعد للك بثالث سنوات‪ ،‬فقد تم اغالق‬
‫الكثير مس املحالت ال للا شلفية «الجليزية» تحت دعوى التحرر‬
‫مس بقايا «الر سمالية» و«اإلمبريالية»‪ ،‬والتق‪ ،‬بعد للك للعم‪ ،‬ل‬
‫مقهى ل منطقة امليدان بو”كريتير“‪ .‬و ناك تعرض لحادث فقده‬
‫اإلحساس بالا ء األيسر مس وجله‪ ،‬ول املقهى تعرف عمى‬
‫”ريدان“ ال تى قب‪ ،‬عامين للعم‪ ،‬ل ”عدن“‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫وخز‬
‫ً‬
‫"‪ ...‬ملمس الصخرة الباردة يقظه تماما‪ ..‬البرودة ال التقلت‬
‫عبر قدميه الحافيتين يقظته‪ ،‬و د ْت بإشراجه مس داأرة السحر‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫رسمت عمى التراب الخشس شيطا متقطعا‬ ‫آثار قدميه الثقيلتين‬
‫امتد مس بيته الى الصخرة ال تنته ب اوية سحيقة‪ .‬يده اليمنى‬
‫جالت تحم‪ ،‬مطرقة يست دملا ل تشكي‪ ،‬الصخور عمى يئة‬
‫مجسمات م تلفة‪ ..‬ما يده اليسرى فةالت تحم‪ ،‬ازمي‪ ،‬النحت‪.‬‬
‫جان ما ي ال تحت ت ثير لاك التمثال ال تراءى له ل الحلم‪،‬‬
‫تمثال مةون مس قسمين حد ما يمث‪ ،‬ر س نسر‪ ،‬واآلشر جسد‬
‫ً‬
‫انسان يحم‪ ،‬ازمي‪ ،‬لحت‪ ،‬وللبا حمر يشع مس حول الر س‬
‫والسيف‪.‬‬
‫ً‬
‫امللمس البارد للصخرة يقظه تماما وتالش ى الحلم‪ ..‬وصورة‬
‫التمثال ال يطارد ا ش ْت بالخفوت‪.‬‬
‫ً‬
‫الريح الخفيفة الباردة دفعته لألما قليال فتراجع ب وف‬
‫شطوة للوراء‪...‬‬
‫لم يعرف كيف سار الطريق جله مس منزله الى نا! ما يت كره‬
‫و له ما بين اليقظة والنو جان يطارد صورة منحوتة النسر ال‬
‫بد ْت تتجسد له من رحي‪ ،‬زوجته عس املنزل قب‪ ،‬لريس‪"...‬‬

‫‪75‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية وخز [‪ ]180‬صفحة قطع كبير؛ صفحة [‪:]7‬‬


‫لة‪ ،‬عم‪ ،‬فن حةايته الخاصة‪ ،‬و” شتا “ النحات اللند‬
‫ً‬
‫استثناء‪ ،‬والرواية ه سرد ملا جرى له عندما قرر‬ ‫األحمر لم يكس‬
‫اال تغال عمى لحت يقدمه كقر ان ليسمح له زعيم القبيلة‬
‫بالرحي‪ ،‬الى الاالب األشر مس العالم للحاق ب وجته‪ .‬ل البداية‬
‫جان يريد است دا ج ع شارة كمادة للنحت‪ ،‬لكس شوفه مس‬
‫تمازج األرواح الشريرة مع بقايا روح الشارة دفعه الست دا‬
‫صخرة صماء لم تتعلق ب ا حياة مس قب‪ .،‬ومس نا بد ت معالاته‬
‫ً‬
‫الحقيقية‪ ،‬حيث لم تجد األرواح الشريرة مةالا سوى حالمه‬
‫لتتمازج معلا‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫دمنهور‬

‫"ل منتصف الطريق‪ ،‬مامك ”اسكندرية“ ووراؤك ”قا رة“‪،‬‬


‫و لت ل قلب مدينة ”دم ور“‪ ،‬لكس اي ما لت؟ ال ا ب‬
‫العاأد‪ ،‬صاحب القلب؟‬
‫ً‬
‫توقفك ل مدينة ”دم ور“ جان األكثر ار اجا لك طوال حياتك‪،‬‬
‫َ‬
‫اعتقدت ن ا محطة ال‬ ‫القطار تباطئ وتوقف ل املحطة ال طاملا‬
‫مررت ب ا تغمض عينيك ح ى ال يلتصق‬ ‫َ‬ ‫معنى للا‪ ،‬وجلما‬
‫ً‬
‫تفصي‪ ،‬مس املحطة ل لاكرتك‪ ،‬وتنسا ا تماما بمجرد تحرك‬
‫القطار بعد دقاأق مس التوقف لنزول عدد قلي‪ ،‬مس الرجاب‬
‫وصعود عدد ق‪.،‬‬
‫ُ‬
‫ال معنى لو”دم ور“ سوى ن ا ف ْ‬
‫رضت ل الطريق بين‬
‫”القا رة“ و”اإلسكندرية“‪ ..‬ر ما تةون ”طنطا“ محظوظة‬
‫بموالد ا‪ ..‬لكس ”دم ور“ اجبارية لة‪ ،‬القطارات الرشيصة‪ ،‬ولس‬
‫ترا ا و تسمع ب ا الا ركبت القطار السريع‪ ،‬ه بمثابة شلفية‬
‫متر لة لو”اإلسكندرية“ وال ال يرا ا اال ولئك املعتادون عمى‬
‫ً‬
‫التر ‪ ..،‬و لت لس تةون حد م بدا‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عرفت ا مس شالل تعامم مع‬ ‫لكس لا به ”دم ور“‪،‬‬
‫” لطوان“ حد الفرنسيين ال يس يقيمون ل ”دم ور“ من فترة‬

‫‪77‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫طويلة‪ ” ..‬لطوان“ مؤرك و و يبحث عس ثار الفرنسيين ثناء‬


‫احتالل ”فرنسا“ لو”مصر“ ل ن اية القرن الثامس عشر‪ ..‬لا‬
‫تعرفت عمى ” لطوان“ ل حد مقاه ” بو قير“ قب‪ ،‬ربع‬ ‫ُ‬
‫سنوات‪ ..‬شبرن‪ ،‬له يقيم ل ”دم ور“ ويبحث عس اآلثار‬
‫الفرنسية ل املناطق املحيطة ب ا‪ ...‬ل حد املرات قال عس‬
‫”دم ور“ ان ا كنز م ف‪ ،،‬وتحتاج الى شبراء ليستطيعوا كتشاف‬
‫ضحكت‪ ،‬ر سه‪ ،‬وابتسم و و‬ ‫ُ‬ ‫الكنوز ال تحتوي ا‪ ،‬وعندما‬
‫يقول الن به ”دم ور“‪ ،‬لم فلم حي ا ما ال جان يقصده‪،‬‬
‫ً‬
‫و ‪ ،‬جان يسخر من و جان يرى فعال الن به ”دم ور“ ال ال‬
‫ُ‬
‫عرفت ما ال جان‬ ‫تمتلك ش ء مميز في ا! لكس فيما بعد‬
‫ً‬
‫يقصده تحديدا‪"...‬‬

‫رواية دمنهور تجر ة رواية لم تكتم‪ ،‬بسبب الحرب‪ ،‬وه رواية‬


‫عس ثالثة فرنسيين عا وا ل دم ور شالل الفترة مارس [‪]1985‬‬
‫ح ى ديسمبر [‪ ]2004‬و م يفتشون عس كنز تركه في ا حد‬
‫القادة الفرنسين شالل فترة احتالل ”فرنسا“ لو ”مصر“ ن اية‬
‫القرن الثامس عشر‪ .‬قاأد املاموعة ” لطوان“ جان ول الواصلين‬
‫الى ”دم ور“‪ ،‬و و مس قا ب م ”سيد عبده“‪ ،‬وامللندس‬
‫ً‬
‫”سليم يح “ للعم‪ ،‬ضمس الفريق‪ ،‬و قاب‪ ،‬وال ”سيد عبده“ ل‬

‫‪78‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫”اإلسكندرية“‪ ،‬وتمكس مس اقناعه بالعم‪ ،‬لديه‪ ،‬وعس طريقه‬


‫تعرف عمى امللندس ”سليم“‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫شاعر وثائر‬

‫«شاعر»‬
‫َ‬
‫حاولت الحديث‬ ‫"‪-‬ال يستطيع حد الحديث اليه اآلن‪ ،‬ح ى لو‬
‫بصوت مرتفع فلو لس يسمعك‪ ،‬التظر ح ى يترك القلم مس يده‪،‬‬
‫عند ا سيبد بإدراك يس و‪".‬‬
‫ً‬
‫قال العبارة وتراجع الى الخارج تارجا ايا ما بمفرد ما‪.‬‬
‫تابع الباب و و ُيغلق مس الخارج‪ ،‬ثم حدق ل الاالس عمى‬
‫الكرس و و م مك بالكتابة عمى وراق‪.‬‬
‫ً‬
‫سمع عنه كثيرا‪ ،‬لكنه لم يتوقع ن يةون ب ا الشة‪ ،‬والعمر!‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سحب كرسيا وجلس عليه بعيدا قليال عنه‪ ،‬و ي ا يريد‬
‫بعض اللدوء‪ ،‬واملةان مؤمس بشة‪ ،‬جيد ل ا فكر له ال ب س مس‬
‫ً‬
‫االرت اء قليال‪ ..‬فمن فترة و و يةاد ال ي د ‪ ..‬ح ى ل حالمه ت تيه‬
‫ً‬
‫الةوابيس ال ال ت تلف كثيرا عس يقظته‪.‬‬
‫ُ‬
‫ت م‪ ،‬محتويات الغرفة‪ ،‬كتب ل ج‪ ،‬األرجان‪ ،‬وسرير لشخص‬
‫واحد‪ ،‬وثالثة كراس وطاولة متوسطة صالحة للكتابة وتناول‬
‫الطعا ‪ ،‬وحقيبة سفر يبدو علي ا كثرة االست دا ‪.‬‬
‫لظر ل ساعته‪ ،‬جالت ال ت ال ناك لصف ساعة قب‪ ،‬منتصف‬
‫ً‬
‫اللي‪ ،،‬فكر ن بإمةاله التمدد عمى السرير قليال‪ ..‬لكنه تراجع عس‬

‫‪80‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫فكرة التمدد عمى السرير ح ى ال يثير ف ع الاالس عمى الكرس‬


‫ً‬
‫عندما ينته مس الكتابة ويراه ممدا عمى سريره‪.‬‬
‫ش يتفحص علبة تبغ موضوعة عمى الطاولة‪ ،‬ثم شرج‬
‫غليوله‪ ،‬ومأله بالتبغ‪ ،‬و عله‪ ،‬و ش ينفث الدشان ب دوء‪.‬‬
‫ً‬
‫ر سه برض ى‪ ،‬و ش يدلدن ب فوت لحنا بفمه‪ ،‬وي رب‬
‫بقدمه األرض مع ايقاع اللحس‪ ،‬فكر له لم يشعر ب ا الرضا من‬
‫فترة طويلة‪ ،‬التوتر والقلق و ساس حياته شالل السنوات‬
‫ً‬
‫األشيرة املاضية‪ ،‬صوت الرصاص والبارود ما كثر األصوات دويا‬
‫ل ر سه‪.‬‬
‫ً‬
‫فكر بال وض واالقتراب قليال مس الاالس والنظر الى ما‬
‫يكتبه‪ ..‬لكنه تراجع‪.‬‬
‫ن ض‪ ،‬واتجه الى حد األرجان‪ ،‬و ش يقر عناويس الكتب‬
‫املرصوفة ناك‪ ،‬غلب ا كتب عر وروايات‪ ،‬والقلي‪ ،‬م ا تتعلق‬
‫بالثورة وعلم االجتماع‪.‬‬
‫وعاد للالوس عمى الكرس و ش يت مله و و يكتب‪ ،‬جان يراه‬
‫كمقات‪ ،‬مس لوع آشر‪ ،‬يست د الحبر بدل الرصاص‪ ،‬واألوراق‬
‫بدل الدروع‪ ،‬وقصاأده تثير الف ع ل جالب‪ ،‬والحماس ل الاالب‬
‫اآلشر‪"...‬‬
‫***‬

‫‪81‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫«ثائر»‬

‫"سمع عنه من سنوات‪ ،‬صديق قال له اله بإمةاله االعتماد‬


‫عليه للسفر الى مريةا‪ ...‬لكنه جان يؤج‪ ،‬السفر ح ى ينته مس‬
‫دراسته الاامعية‪ ،‬ثم بد ت األشبار تتواتر عنه بشة‪ ،‬كبر من‬
‫ربع سنوات‪ ،‬ترك عالم املال و ة‪ ،‬مع بعض الرفاق جب ة‬
‫مسلحة‪ ،‬واليو سيلتقيه‪ ،‬مشاعر سنوات احتدمت داشله‬
‫ً‬
‫عندما شبروه اله يريد االلتقاء به‪ .‬ولظرا لظروفه حدد الوقت‬
‫واملةان ل ا عليه البقاء ل غرفته واالستعداد للقاء به‪ ،‬و ناك مس‬
‫سي ت‪ ،‬لي ش ه الى مةان اللقاء بعد ت مين املةان بشة‪ ،‬ن ائ‪.،‬‬
‫ً‬
‫جان توثبه كبيرا‪ ،‬ل ا لا الى األوراق فه الوحيدة ال تمتص‬
‫ً‬
‫يجان عماقه‪ ،‬وضع وراقا كثر مما عتاد عمى الطاولة ومأل‬
‫القلم بالحبر‪ ،‬و د يكتب‪.‬‬
‫اللوا ال استطاع البدء ب ا جالت مس وح يا الاامعة‬
‫وسماعه عنه للمرة األولى‪"...‬‬

‫رواية شاعر وثائر؛ رواية عس اثنين قادت ما الحياة للسير ل‬


‫طريق م تلف عس الطريق ال رسمه ج‪ ،‬م ما ل بداية حيات ما‬
‫لنفسي ما‪ ،‬عرف ج‪ ،‬م ما اآلشر عس بعد‪ ،‬وج‪ ،‬م ما ش يستمد‬

‫‪82‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫القوة ليحتم‪ ،‬الطريق ال يسير فيه‪ ،‬ومس ثم يتقابالن ل‬


‫ً‬
‫منتصف طريقلما‪ ،‬ويتابعان درب ما الشاق معا‪.‬‬
‫والرواية تسرد ل مقاطع متتالية رؤية ج‪ ،‬م ما لآلشر‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫هلوسة لشخص وحيد‬

‫علمت ن عليك االل ما ملاموعة الحراسة الخاصة‬ ‫َ‬ ‫"عندما‬


‫زعاك األمر أللك ستدش‪ ،‬داأرة ال وء‪ ،‬لكس القناع ال ُسلم‬
‫لك مع بندقية آلية حديثة جع‪ ،‬ال عاجك يعود ملستواه العاد ‪...‬‬
‫واكتفيت بالبقاء طول اللي‪ ،‬ل حفرتك الصغيرة ال تتقرفص‬
‫داشللا لعدة يا عندما ي عاك ش ء‪ ...‬جان العم‪ ،‬املعروض‬
‫عليك يتطلب منك البقاء ل مةان واحد لفترة طويلة‪ ،‬و ين الحين‬
‫واآلشر تتحرك ضمس املوكب لالات م تلفة‪ ،‬ول تلك الحالة‬
‫عليك ن تةون ل قمة يقظتك‪ ،‬وتستنفر ج‪ ،‬حواسك ح ى وصول‬
‫املوكب للالة املطلو ة‪.‬‬
‫لم تفكر بسبب اشتيارك لل ه امللمة‪ ،‬لكنك تفكر بمبلغ‬
‫التقاعد ال ستتسلمه بعد عامين عند الت اء عملك مع مجموعة‬
‫الحراسة الخاصة‪ ،‬مبلغ التقاعد ال سيمكنك مس ال اب الى‬
‫ً‬
‫ج يرة بعيدة تقض في ا بقية حياتك‪ ..‬ي ا جان ناك حاف‬
‫اضال فاملخاطر ال ستواجلك لات مستوى ع ٍال‪ ،‬ور ما تفقد‬
‫َ‬
‫اكتفيت بالبقاء لليلة واحدة‬ ‫حياتك قب‪ ،‬الت اء العامين بكثير‪ ...‬ل ا‬
‫داش‪ ،‬الحفرة‪ ،‬ول الصباح ُ‬
‫كنت تتجه ملقر عملك الاديد‪...‬‬
‫ً‬
‫جان عليك وال الدشول ل برلامج تدريب ل مةان سر‬

‫‪84‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫لتجليزك مللمتك الاديدة‪ ...‬وبعد لر ش وك ‪-‬مع ثالثة آشريس‬


‫تمكنوا مس اجتياز البرلامج التدريب ‪ -‬للقاأه‪...‬‬
‫جان يجلس ل ال اوية‪ ،‬ول ش ء لفت التبا ك له يمتلك عين‬
‫فعى‪ ،‬وحاجبين كثيفين يؤجاان الشرر املنبعث مس العينين‪ ،‬باق‬
‫مالمح الوجه جالت م تفية شلف طبقة مس الد س تجع‪ ،‬الوجه‬
‫ً‬
‫كثر المعالا‪ ..‬ول جالب ج عه األيمس يظلر التفاك مسدس‬
‫م ف‪ ،‬بجراب‪ ،‬شمنت له عسر اليد‪ ...‬والباق منه مكرر ور يته‬
‫عدة مر ت مس قب‪...،‬‬
‫حوله يجلس شمسة رجال‪ ،‬شمسة يبدون ق‪ً ،‬‬
‫لجاء‪ ،‬لك م‬
‫ً‬
‫كثر بطشا و و قد جمعلم طوال سنوات‪ ،‬و مشلور بجمع‬
‫اآلشريس مس حوله‪ ،‬لكنه يقو باستبداللم بين الحين واآلشر‪ ،‬لكس‬
‫ً‬
‫ولئك الخمسة لم يغير م‪ ،‬فقط جان ي يف واحدا ج‪ ،‬فترة ح ى‬
‫صبح عدد م شمسة وآشر م قا ب مه العا املاض ‪،‬‬
‫والخمسة مسموح للم بتجاوز فرق الحراسة ل وقت‪ .‬بعد م‬
‫ل األ مية والقرب منه ي ت‪ ،‬عشرون آشرون بمالبس فاشرة‪ ،‬و‬
‫يلتق‪ ،‬ب م حول طاولة‪ ،‬يستدعي م‪ ،‬فيتوافدون الى قاعة‬
‫ً‬
‫االجتماعات‪ ،‬حيالا ينتظرون لساعات و حيالا شرى أليا قب‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ن ي ت‪ ،‬الي م‪ ،‬لكنه يةون كثر ح ما عندما يجتمع ب م‪ ،‬حيالا‬
‫ً‬
‫ُيلق‪ ،‬لكتة سمجة ويحدق ل الوجوه ليرى ي م كثر ضحةا للا‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫و حيالا شرى يظ‪ ،‬صامتا ويتركلم يتحدثون وعندما يم‪ ،‬ي ض‪،‬‬

‫‪85‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ويشير للم بمواصلة الحديث‪ ...‬و ؤالء العشرون يتغيرون بين‬


‫الحين واآلشر بع لم يستمر ربعة عوا وبع لم ق‪ ،،‬وقلي‪،‬‬
‫م م مس استمر ألعوا طول‪ ،‬لكنه يغير م ل ال اية‪.‬‬
‫ثم ي ت‪ ،‬ل الترتيب مئتان ب موحد‪ ،‬يقفون ل املبن املالصق‬
‫لقاعة االجتماعات‪ ،‬بع لم لديه قال ‪ ،‬والبعض دفاتر ورقية‬
‫صغيرة‪ ،‬وآشرون جاميرات تصوير فوتوغرافية وتلف يولية‪...‬‬
‫يقفون ما الادار ال جاج ال يفصللم عس قاعة االجتماعات‬
‫وينتظرون ا ارته ليعملوا و يتوقفوا‪.‬‬
‫ول الخارج وراء السور ما بين لف و لفين موزعين ج فراد‬
‫وجماعات‪ ،‬ي تي م صداء ألحاديثه مع الخمسة ومع العشريس ‪-‬بعد‬
‫ن يتم تش يب ا مس قب‪ ،‬مجموعة املاأتين‪ ،‬وملمة مجموعة األلف‬
‫واأللفين اعادة بث صداء تلك األحاديث‪ ،‬فيطلقون ا ب ضعاف ما‬
‫ً‬
‫قي‪ ،‬فعال مع رح مستفيض ملا يجب ن تةون عليه األمور بعد‬
‫الحديث‪ .‬و م يوجلون ا باتجاه ماليين م تلطين متناثريس عمى‬
‫مساحة اسعة‪ ،‬وال حد يعرف ملالا مازالوا نا! ملالا بقوا ل ا‬
‫املةان‪"...‬‬

‫رواية هلوسة لشخص وحيد ‪-‬مقاطع مس الصفحات‬


‫الخمسين األولى‪:‬‬
‫رواية ماليين وجدوا لفسلم ل مةان محشور بين بحر‬

‫‪86‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫وصحراء‪ ..‬رواية تحاول الغور في م‪ .‬وه بمثابة ٍ‬


‫تحد عميق ل وقت‬
‫مب م‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية راء‬

‫"تفترض ل لفسك القدرة عمى الكتابة‪ ..‬ا االفتراض يقودك‬


‫للبحر‪ ،‬تنتق‪ ،‬صخرتين؛ واحدة لت ع علي ا األوراق‪ ،‬واألشرى‬
‫ً‬
‫تت ا سندا لظلرك‪ ،‬ثم تواجه البحر و لت تقول له الك‬
‫ستكتبه‪.‬‬
‫التزعت مس يدك القلم‪ ،‬و ْ‬
‫للت األوراق‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫املوجة ال غمرتك‬
‫وبعثرتك عمى الرمال‪.‬‬
‫تنظر للبحر‪ ،‬ترى يده ممسكة بالقلم‪ ،‬واألشرى تتوسد األفق‪.‬‬
‫تبتسم للبحر‪ ،‬لكنه يقول لك اله لس يكتبك‪"...‬‬

‫رواية الراء [‪ ]261‬صفحة قطع صغير‪ -‬مفتتح‪:‬‬


‫امش‪ :‬رواية عن لا‪ ،‬رواية تحة‪ ،‬عن وعس البحر‪ ،‬وقد‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫جاءتن فكرت ا عندما ُ‬
‫وكدت موت غرقا‪ ،‬وبعد القال‬ ‫كنت سبح‬
‫‪-‬و لا ممدد عمى رمال الشاطئ و لا ارتجف‪ -‬جاءتن ه الرؤية و لا‬
‫بين الحقيقة والخيال‪ .‬وإلى اآلن تتداش‪ ،‬ه الرؤية ل عقم ‪،‬‬
‫ً‬
‫و تساءل فعال ‪ ،‬ل تلك اللحظة ‪-‬لحظة البرزك بين املوت‬
‫والحياة‪ -‬تبادلنا لا والبحر األدوار؟ وإال كيف عرف البحر ج‪ ،‬تلك‬
‫ْ‬ ‫ً‬
‫وقعت قب‪،‬‬ ‫التفاصي‪ ،‬عس حيات‪ ،،‬شصوصا تلك الحادثة ال‬

‫‪88‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫مات ل العا‬ ‫عامين وال ال يعرفلا سوى صديق‪” ،‬وليد“ ال‬


‫املاض !‬

‫‪89‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫حياة صغيرة‬

‫"لو افترضنا لك حصلت عمى فرصة حياة جديدة فل‪،‬‬


‫ً‬
‫ست تار حياتك االولى‪ ،‬لك ست تار حياة م تلفة تماما؟ ‪،‬‬
‫ستمحو ما زعاك ل حياتك االولى‪ ،‬ست يف اال ياء ال‬
‫تعتقد ن ا ما جان ينقصك؟‬
‫بالنسبة ل لس شتار ش ء‪ ،‬تجر السابقة ل الحياة جافية‬
‫لكيال عيش مع البشر مرة شرى‪"...‬‬

‫رواية حياة صغيرة؛ الرواية تقع ل [‪ ]250‬صفحة مس القطع‬


‫الصغير ‪-‬الفص‪ ،‬األول‪ :‬صفحة [‪:]5‬‬
‫ل الستين مس العمر يقرر ال اب ل رحلة الى قرية صغيرة‬
‫ً‬
‫سمع ن في ا بئرا مس يشرب م ا ويقو بطقوس معينة يتمكس مس‬
‫الوصول الى ساحر يمنحه فرصة تحقيق منية واحدة ي تار ا مس‬
‫ً‬
‫بين األمنيات ال تمنا ا سابقا شالل حياته ولم يستطع تحقيقلا‪.‬‬
‫وقد اشتار ”فريد“ منية اعادة حياته الى لقطة جان عمره في ا‬
‫ً‬
‫ثن عشر عاما مع الت اء العا الدراس ولجاحه بتفوق‪ ،‬وقد‬
‫اشتار تلك النقطة العتقاده ن حياته بد ْت باالعوجاج بعد ا‪.‬‬
‫و الفع‪ ،‬يعود الى سس الثالية عشر‪ ،‬مس تلك النقطة ال ر ى‬
‫في ا صديقه ”قاسم“ ألول مرة ل محطة القطار‪ ،‬لكس ه املرة‬

‫‪90‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫لم يجلس ل الكرس بجواره‪ ،‬وتابع سيره دون الحديث اليه‪.‬‬


‫”قاسم“ جان و مس قنعه ل حياته السابقة بال اب معه الى‬
‫ً‬
‫املدينة الساحلية عوضا عس ال اب الى قريته لق اء عطلة‬
‫الصيف مع جدته‪ ..‬ول تلك املدينة الساحلية بد ْت حياته بالتغير‬
‫وصلت و و ل األربعين الى ما يشبه الةارثة الكبيرة‪ ،‬ورغم‬ ‫ْ‬ ‫حى‬
‫ْ‬
‫انسحابه ظلت تطارده ح ى عندما بلغ الستين مس عمره‪.‬‬
‫الفص‪ ،‬األول مس الرواية عبارة عس وصف للقرية الصغيرة ال‬
‫يوجد في ا بئر األمنيات‪ ،‬والحةايات املرتبطة بالبئر واألمنيات ال‬
‫تتحقق عبر ا‪ ،‬والفص‪ ،‬الثان‪ ،‬عس محطة القطار ال تقاب‪ ،‬في ا‬
‫مع ”قاسم“‪ ،‬وما جرى له ل املدينة الساحلية‪ ،‬وتعرفه عمى‬
‫” ى“‪ ،‬ول ابه بعد للك الى القرية ال تعيش في ا جدته‬
‫وتسببه بحريق دمر بيت جدته‪ ،‬والفص‪ ،‬الثالث لقاؤه بقاسم ل‬
‫محطة القطار بعد عودته مس قرية جدته‪ ،‬وموت قاسم تحت‬
‫عاالت القطار‪ .‬والفص‪ ،‬الرابع دشوله اصالحية ت ي‪ ،‬األحداث‬
‫و قاؤه في ا ح ى وصوله الى سس الثامنة عشر‪ .‬والفص‪ ،‬الخامس‬
‫عس الساس ال دشله بت مة املشاركة ل جريمة سطو مسلح‬
‫و و ل العشريس مس عمره‪ .‬والفص‪ ،‬السادس عس تجر ة زواجه‬
‫استمرت لخمس سنوات فقط ح ى وصوله لسس األربعين‪..‬‬ ‫ْ‬ ‫وال‬
‫والفص‪ ،‬السابع عس لقاأه بالساحر ال يساعد ل تحقيق‬
‫األمنيات‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية القبو‬

‫"مشةلتنا مع الحقيقة لنا ُلك ب الحقاأق ال ت عانا؛ ُلك ب‬


‫الحقاأق ال لكر لا‪ ،‬ح ى الا قبلنا ب ا مكر ين فنحس لظ‪ ،‬لنتظر‬
‫الحقاأق ال تناسبنا‪ ...‬ف حيالا يةون اعترفنا ب ا اعتراف ب ال معنى‬
‫ً‬
‫لحياتنا‪ ،‬و لنا ي ا غير حقيقيين‪"...‬‬

‫رواية القبو‪ :‬الفص‪ ،‬الثان‪،‬‬


‫رواية عس ستال الفلسفة ال وجد لفسه ل األيا األشيرة مس‬
‫الحرب ل شندق و و يصوب بندقيته تجاه فرقة تقتحم األج اء‬
‫الشرقية مس مدينة ”برلين“‪ .‬وبعد اعتقاله تم سانه ل قبو ألكثر‬
‫مس عا ‪ ،‬شرج بعد ا ليواجه ”برلين“ الاديدة‪ ،‬ويحاول رد‬
‫الفجوة ال صنعلا احساسه ن ”برلين“ القديمة ستعاود‬
‫الظلور مس جديد‪ ،‬فقط عليه االلتظار! وشالل العشر سنوات‬
‫ً‬
‫التالية جان ايماله يشتع‪ ،‬مع نسمة‪ ،‬لكنه جان ي ا ينطفئ‬
‫ببطء مع تج ر ”برلين“ الاديدة كثر عمى رض الواقع‪ ،‬فعاد‬
‫للقبو ال ساس فيه‪ ،‬و و يقول اله الحقيقة الوحيدة ل ا‬
‫العالم‪ ،‬و د يصنع عامله الخاص داش‪ ،‬القبو‪...‬‬

‫‪92‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية بال بداية وال نهاية‬

‫"الرضا والقناعة ما ه اال اعتراف ن اآلشريس يمكس ن يةولوا‬


‫ف ‪ ،‬منا‪ ..‬و ن م يستحقون ما حصلوا و ما سيحصلون عليه‪...‬‬
‫ُ‬
‫احتجت الى شمسين سنة ألص‪ ،‬الي ا‪..‬‬ ‫ه املعادلة بسيطة‪ ،‬لكنن‬
‫ُ‬
‫احتجت لظلور تلك الاثة املدفولة داش‪ ،‬األرض‪!...‬‬ ‫ي ا‬
‫الحقاأق املؤملة واملخ ية ت ت‪ ،‬ل ال اية ولحس عمى و ك اغالق‬
‫الباب‪ ..‬ت ت‪ ،‬ل الوقت ال نعتقد فيه ن ج‪ ،‬ش ء التهى ولم يعد‬
‫ناك مجال لأللم و حاجة للنظر للخلف بحسرة‪ ..‬ت ت‪ ،‬ولحس‬
‫عمى يقين لنا قد دفعنا ثمس حياتنا ‪-‬جيد ا وسيئ ا ي ا‪ -‬ولم يعد‬
‫باق لنا سوى التمدد ب دوء‪...‬‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫شمسون عاما والتراب يتراكم عمى ما فعلته ل للك اليو ‪ ،‬ح ى‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫اعتقدت ن جب‪ ،‬التراب لس ي رج مس تحته ش ء بدا‪ ...‬لكنن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫كنت م طئا ه املرة ي ا‪ ،‬و ا و املاض ينفتح‪ ..‬واأل د‬
‫صنعت ج‪ ،‬ا ألجله‪...‬‬‫ُ‬ ‫د شة ل له ينفتح بيد مس‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫اآلن فقط عرف كم ُ‬
‫كنت م طئا‪ ...‬ر ما ال جون لادما ‪-‬بشة‪،‬‬
‫جام‪ -،‬لكنن عر لن لا مس شسر تلك املعركة‪"...‬‬

‫رواية بال بداية وبال نهاية؛ رواية تتحدث عنه‪ ،‬ل السبعين مس‬

‫‪93‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫عمره يرغب بتدويس م كراته‪ ،‬فيتفق مع جاتب مغمور ن يدون له‬


‫تلك امل كرات‪ ..‬ويسمح للةاتب باالطالع عمى ج‪ ،‬وراقه وصوره‬
‫الشخصية‪ ...‬اضافة ل لك يقو الةاتب باالستماع الى املقر ين مس‬
‫للك الرج‪ ،‬ويسمع لادت م عنه‪ ،‬بما ل للك ابس األك األكبر‬
‫ل لك الرج‪ ،،‬لكس للك االبس ي بر الةاتب عس والده ال مات‬
‫ً‬
‫ل ظروف غام ة قب‪ ،‬شمسين عاما‪ ،‬ويطلب مس الةاتب تتبع‬
‫حادثة الوفاة ليعرف سبب وفاته‪ ،‬فقد تول والده و و ل السنة‬
‫األولى مس عمره‪ ،‬وتولى تر يته عمه بعد ن ت وج والدته‪...‬‬

‫‪94‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية خيوط باهتة‬

‫"‪...‬تفاجئنا رؤيت م‪ ،‬ي تفون لعدة لر و ح ى سنوات‪ ،‬ثم‬


‫يظلرون فج ة ما لظارلا فنحدق ب م بد شة‪ ،‬ولتساءل عس‬
‫ظلور م‪ ،‬وملالا مازالوا حياء!‬
‫ً‬
‫لحس ال نعرفلم جيدا‪ ،‬ال نعرف سماء م و تفاصي‪ ،‬مس‬
‫حيات م‪ ،‬فقط اعتدلا رؤيت م لفترات طويلة‪ ،‬للتق‪ ،‬ب م ل الشارع‬
‫و ل املقهى و ل الحافلة‪ ...‬ال يلفتون ا تمامنا حي ا‪ ،‬ح ى عندما‬
‫ي تفون ال لتساءل يس اشتفوا‪ ،‬وال نستفلم عس مصير م‪،‬‬
‫اشتفاؤ م غير مؤثر علينا و عمى األ ياء مس حولنا‪ ،‬فقط عندما‬
‫يباغتولنا بظلور م تغمرلا تلك الد شة! عند ا فقط لنتبه الى‬
‫اشتفائ م ولتساءل يس جالوا م تفين ومالا جالوا يفعلون! و براءة‬
‫لحاول االستفسار ملالا ظلروا مرة شرى؟ وملالا ظلروا ل مث‪ ،‬ا‬
‫التوقيت؟‬
‫صادفت اثنين م م‪ ..‬األول اب يرتد ثياب‬ ‫ُ‬ ‫ل ا األسبوع‬
‫المعة ال تتناسب مع جو املقهى الشعب ‪ ،‬والثان‪ ،‬عاوز يحم‪ ،‬عمى‬
‫ً ً‬
‫ظلره كيسا كبيرا مس القماش داشله ياء كثيرة متنوعة‪ ،‬الشاب‬
‫ً‬
‫التقى طاولة بعيدة قليال شارج الغرفة الرأيسية للمقهى وجلس‪،‬‬
‫و ش يحدق ل الطاولة مامه ج له يفكر ل ش ء ما‪ ،‬ومع ارتفاع‬

‫‪95‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫صوت غنية مس داش‪ ،‬املقهى ن ض‪ ،‬و تجه الى داش‪ ،‬املقهى ما‬
‫ً‬
‫العاوز فجلس مستندا عمى الادار ل ركس املقهى‪ ...‬وفتح كيس‬
‫القماش‪ ،‬وقا بإشراج بعض األ ياء منه‪ ،‬ثم عاد ا الى داش‪،‬‬
‫الكيس ج له يرتب ا‪ ،‬بعد ا وضع الكيس بجواره و غمض عينيه‪"...‬‬

‫رواية خيوط باهتة‬


‫رواية عس املنسيين و املفقوديس ل ه الحياة‪ ،‬شخاص‬
‫ي تفون ويظلرون ل حياتنا‪ ،‬شخاص ال لفتقد م اال بظلور م‬
‫بعد اشتفائ م لفترة مس ال مس‪ ،‬وظلور م ير كنا ويجعلنا لحاول‬
‫ر ط الفجوات ل حياتنا قب‪ ،‬اشتفائ م وبعد ظلور م‪ ...‬ولتساءل‬
‫ً‬
‫ان جالوا م ي ا يت كرولنا ويشعرون بما نشعر به عندما يرولا‬
‫بعد تلك الفترة الطويلة!‬
‫الرواية تدور حول الح ور والغياب‪ ،‬وت ثير ما عمى حياتنا‪،‬‬
‫عبر تتبع حياة ثالثة جمعلم مقهى ل لحظة واحدة‪ ،‬وتداعت‬
‫لاكرت م حول املةان وحول الاالسين فيه وحول لفسلم وما‬
‫يقومون به ل حيات م‪.‬‬

‫‪96‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية أبواب بال مقابض‬

‫"‪ -‬كيف و اليو ؟‬


‫ً‬
‫‪ -‬كثر سوءا‪.‬‬
‫ً‬
‫التظر ن ي يف يئا‪ ،‬لكنه حدق ل الناف ة الصغيرة ال‬
‫ً‬
‫ُتظلر ج ءا مس السور الطين ‪ ،‬فت د واتجه الى غرفة عمى يمين‬
‫الد ليز ال يق‪ ،‬بينما اتجه ”بدر“ الى السلم ال يؤد‬
‫ً‬
‫للسطح‪ ،‬جان الوقت ليال وثمة مشاع‪ ،‬متناثرة عمى مسافات‬
‫متباعدة ل السور التراب‪ ،‬ال يحيط باملدينة ج فعى عمالقة‬
‫ليحمي ا مس األشطار ال قد ت ت‪ ،‬مس شارجلا‪ ،‬لظر ”بدر“ بشرود‬
‫الى السور وتمنى لو جان ناك سور يحم املدينة مس املخاطر ال‬
‫ت تي ا مس الداش‪ .،‬فاألشطار ال تواجلا املدينة ل الفترة األشيرة‬
‫مس الداش‪ ،‬كثر مس تلك ال ت ت‪ ،‬مس الخارج‪ ،‬بدلي‪ ،‬محاولة‬
‫ً‬
‫اغتيال الحاكم‪ .‬و ش يفكر فيما و األكثر سوءا موته ن وضه‬
‫مس مرضه وعودته ليحكم بنفس الطريقة ال جان يحكم ب ا‬
‫ً‬
‫سابقا‪ ،‬ور ما ازداد بطشه بسبب ما جرى له!‬
‫الطبيب قال اله تجاوز مرحلة الخطر‪ ،‬لكس بسبب عد‬
‫امتالكه الدواء امل اد لسم البارود ال يستطيع معرفة ت ثير للك‬
‫عمى الاراح ال صيب ب ا‪ ،‬ومس األف ‪ ،‬لقله الى مستشفى‬

‫‪97‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ليةون تحت املراقبة الطبيبة‪ ،‬ور ما حالته تقتض اجراء جراحة‬


‫شرى‪ ...‬لكس ال اب للمستشفى يستل السفر للخارج‪ ،‬و و‬
‫ً‬
‫بحاجة للتحسس قليال ليحتم‪ ،‬السفر بالباشرة‪ ...‬و ا قد‬
‫يستغرق ما يقارب الشلر‪"...‬‬

‫رواية أبواب بال مقابض‬


‫ً‬
‫لم يكس يعرف له سيةون مسؤوال عس قرار القال الحاكم بعد‬
‫تعرضه لطلقات مس الرصاص‪ ،‬و جان ي طط مع مجموعة مس‬
‫ال باط عمى القيا بثورة ضد الحاكم‪ ،‬لكس مجموعة منافسة‬
‫قامت بإطالق الرصاص عمى الحاكم‪ ،‬لكس تم اسعافه والقاله مس‬‫ْ‬
‫قب‪ ،‬طبيب تصادف وصوله الى املدينة للك اليو ‪ ،‬الطبيب لم‬
‫ً‬
‫يكس مت صصا ل الاراحة‪ ،‬لكنه استطاع ب دوات بداأية‬
‫است راج ثالث رصاصات مس جسد الحاكم‪ ،‬ومع ا قال ان‬
‫علي م سرعة لقله الى مستشفى لتلق‪ ،‬رعاية ف ‪.،‬‬
‫ا الحادث ر ك ج‪ ،‬شطط ”بدر“ و ل ر عما ي بئه‬
‫املستقب‪ ،‬لل ه املدينة‪ ،‬فلناك مجموعات تريد االستيالء عمى‬
‫الحكم‪ ،‬و ا ما سيجع‪ ،‬املاموعة ال يقود ا ل صدا مبا ر‬
‫معلا‪ ،‬فلو جان قد شطط لإلطاحة بالحاكم عبر لق‪ ،‬الحكم الى‬
‫ابنه‪ ،‬وب ا جان سيتكمس مس الحصول عمى دعم الايش ورجال‬
‫الدولة اآلشريس‪ ،‬وسيقو باإلصالحات املطلو ة إلشراج البالد مما‬

‫‪98‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ً‬
‫تعيشه مس بؤس‪ .‬لكس اآلن صبح الوضع معقدا بعد قيا بعض‬
‫قادة الايش باعتقاالت واسعة للبحث عمس قا بتنفي عملية‬
‫محاولة اغتيال الحاكم‪.‬‬
‫و و اآلن بين شياريس األول استنفاد الوقت واملماطلة ل لق‪،‬‬
‫ً‬
‫الحاكم ليموت مت ثرا بجراحه والدفع بابس الحاكم للبدء التدريج‬
‫بتول مسؤولية الحكم بالتظار اعالن وفاة األب لكس ا سيزيد‬
‫مس قوة الاماعات املنافسة ويجعللا تستقو كثر وقد تست دف‬
‫االبس ل وقت مبكر قب‪ ،‬ن يتمكس مس فرض لفسه كحاكم‬
‫ويمسك بمقاليد األمور‪ ،‬والثان‪ ،‬جان اإلسراع بنق‪ ،‬الحاكم لتلق‪،‬‬
‫العالج والتظار عودته ليقو بااللتقا وتصفية الاماعات‬
‫املنافسة‪ ..‬لكس ا سيجع‪ ،‬املاموعة ال يقود ا عرضه‬
‫لالكتشاف وسيةون مصير ا التصفية واعتقال وقت‪ ،‬ج‪ ،‬ع ائ ا‬
‫بما في م و لفسه!‬

‫‪99‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية كاف من نون‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫"‪...‬الباب ال غلقته شلفك لم ُيصدر صريرا م عاا ه‬
‫املرة‪ ،‬ه مازالت واقفة ناك بين البحر والاب‪ ،،‬تقول للا الك‬
‫ً‬
‫نا‪ .‬فستدير بالحناءة جاملة لحوك وه تدعوك للالوس قليال‪،‬‬
‫ً‬
‫وتعطيك مع رعشة يدي ا جو ا مس املاء‪ ،‬وتس لك عما تريد‪ ..‬تحدث ا‬
‫عس الطريق ال عبرته شالل يامك األربعة املاضية‪ ..‬تحدث ا عس‬
‫متعتك ال سلبك ايا ا الطريق‪.‬‬
‫تحدق فيك بصبر‪ ..‬تنتظر فترة صمت منك لت ر سلا مشاعة‬ ‫ْ‬
‫اياك عمى املواصلة‪ ،‬فتحة‪ ،‬وتحة‪ .،‬وعندما تشعر ه له لم يعد‬
‫لديك ما تحكيه‪ ..‬تشير لك لت ض‪ ...‬تتجه الى زاوية املةان‪ ...‬فيحت‪،‬‬
‫آشر‪ ،‬تبتسم له املدينة‪ ،‬وتس له َ‬
‫عم يريد‪.‬‬ ‫شخص ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫مةالك‬
‫تس و و و وومع الاوالس بجوارك يقول‪« :‬املودينوة كو ا‪ ..‬املودينوة مقهى‬
‫ملوم و ووا جلوس فيو و ووا الغور و وواء يج و ووب علويو وم مغ و ووادرت و ووا وترك املة و ووان‬
‫آلشريس‪».‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ت بره لووك لسو و و و و َوت غريبووا‪ ،‬و ن و ا املةووان يعرفووك جيوودا‪ .‬لكنوه‬
‫آشر يجلس بجوارك‪"...‬‬ ‫يب ٌ‬ ‫يبتسم ب فوت وغر ٌ‬

‫رواية كاف من نون؛ عدد الصفحات [‪ ]358‬صفحة قطع‬

‫‪100‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫كبير‪ ،‬صفحة [‪:]67‬‬


‫ه ه املحاولة األولى لكتابة رواية عس مدينة صاشبة ال تم‪،‬‬
‫مس لداء العابريس ُلتلصقلم بشوارعلا و زقت ا‪ .‬وستتبعلا رواية‬
‫شرى ‪-‬عس مدينة شرى قا رة‪ -‬ر ما تتمكس مس الطيران‬

‫‪101‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫المرايا‬

‫"‪ ...‬صابع يده اليمنى‪ ...‬ال‪ ..‬ر ما جالت صابع يده اليسرى‪...‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫لست مت كدا تماما ان جالت اليمنى و اليسرى فلقد ر يته عبر‬
‫زجاج مرآة مح‪ ،‬صالون الحالقة ال تتداش‪ ،‬فيه املرايا األمامية‬
‫مع املرايا الخلفية بشة‪ ،‬ال ن ائ‪ ..،‬لكس ل مطلق األحوال و حرك‬
‫صابع يديه ج له يدير مقبض باب‪ ،‬بعد ا سمعت صوت صرير‪،‬‬
‫ثم سطع ضوء بيض مس قطعة ال جاج السوداء ال وضعت ا ‪-‬‬
‫قب‪ ،‬جلوس عمى كرس الحالقة‪ -‬مام‪ ،‬عمى الطاولة ال ي ع‬
‫علي ا الحالق دواته‪ ،‬واشتفى الرج‪ ،‬ال جان يجلس عمى كرس‬
‫االلتظار ل الخلف!‬
‫غم ُت عين و لا عتقد ن تحديق‪ ،‬الشديد ل املرايا ‪-‬و لا‬
‫حاول الوصول للصورة ال اأية لشة‪ ،‬قطعة ال جاج السوداء‬
‫ال جالت تنعكس داش‪ ،‬املرايا وت اعف عدد ا وتجعللا بعيدة‬
‫ً‬
‫جدا‪ -‬و سبب تشوش رؤي وعد قدرت‪ ،‬عمى رؤية الرج‪ ،،‬لكس‬
‫صوت ارتطا مقص الحالقة عمى األرض جعلن لتبه الى اشتفاء‬
‫ُت‪ ،‬وجر ُ‬ ‫ً‬
‫يت بسرعة لحو باب مح‪ ،‬صالون‬ ‫الحالق ي ا‪ ،‬ف‬
‫ُ‬
‫فوجدت‬ ‫ُ‬
‫استدرت‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ابتعدت قليال عس املح‪،‬‬ ‫الحالقة‪ ،‬وعندما‬
‫ً‬
‫للك الرج‪ ،‬جالسا ل مةاله‪ ،‬وصاحب مح‪ ،‬الحالقة ينحن الى‬
‫األرض ويلتقط مقص الحالقة‪ ،‬ومس ثم ينظر بد شة الى املقعد‬

‫‪102‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫ً‬ ‫ُ‬
‫كنت جلس عليه قب‪ ،‬ثوان‪ ،‬ومس ثم ش يتلفت يمينا‬ ‫ال‬
‫ً‬
‫و ماال ب ول‪...‬‬
‫ُ‬
‫وجدت قطعة ال جاج السوداء‪ ،‬لكنن‬ ‫ُ‬
‫لظرت الى يد‬ ‫وعندما‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫كنت مت كدا مس لن غادرت املح‪ ،‬ولم حمللا مع ‪" ...‬‬

‫رواية املرايا‬
‫رواية تدور حول الغايات واملغامرات ال تؤد الى لتاأج مدمرة‬
‫‪ -‬الرواية تبد مع عودة الدكتور ” يوب“ مس رحلة تنقيب عس‬
‫اآلثار ل طراف صحراء ”الربع الخال “ استمرت لعدة لر‪،‬‬
‫ول ابه الى مح‪ ،‬صالون الحالقة‪ ،‬و ناك ‪ -‬ثناء التظاره لدوره ل‬
‫ً‬
‫الحالقة‪ -‬يفتح حوارا مع الرج‪ ،‬ال جان يجلس بجواره ويحدثه‬
‫عس رحلته الى الصحراء‪ ،‬في بره للك الرج‪ ،‬له يعرف تلك‬
‫املنطقة‪ ،‬وي بره ك لك عس سر الرمال اللاألة ل منطقة ”الربع‬
‫ْ‬
‫الصلرت بفع‪ ،‬ثورة‬ ‫الخال “‪ ،‬و ن ا عبارة عس زجاج ملرايا ضخمة‬
‫ً‬
‫برجان‪ ،‬و ن ح ارة األة جالت موجودة ناك‪ ،‬وجالت ناك ي ا‬
‫مرايا غريبة يقال ان للا قدرات سحرية‪ ،‬وبع لم يرجعلا الى عالم‬
‫«الاس»‪ ،‬و ن ناك الكثير مس اآلثار اللاألة تحت الرمال‪ ،‬ويعطيه‬
‫الرج‪ ،‬قطعة زجاج سوداء صغيرة و و يقول له اله حص‪ ،‬علي ا‬
‫مس للك املةان‪ ،‬وعندما يجلس الدكتور ” يوب“ عمى مقعد‬

‫‪103‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫الحالقة ي ع قطعة ال جاج السوداء مامه بجوار املرآة ليت مللا‬


‫ثناء الحالقة‪...‬‬

‫‪104‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية السنوات األربع األخيرة‬

‫ً‬
‫"الظ‪ ،‬ال ارتسم مامه جان يعط‪ ،‬الواقف شلفه عمرا ال‬
‫يتجاوز الثالية عشر‪ ،‬من بعض الوقت و و لديه رغبة‬
‫باالستدارة‪ ..‬ال ي م ان جالت لليمين و للشمال‪ ،‬امللم ن يستدير‬
‫ويعرف مس ا ال يلصق فو ة البندقية بظلره‪ ...‬لكنه جان ال‬
‫ي ال يوازن بين ان جان األمر يستحق فعال ن تلصق بندقية آلية‬
‫بظلره و بر سه‪ ..‬ي ا مالا الا لم تكس البندقية محشوة‬
‫بالرصاص‪ ،‬و ن صاحب الثالية عشر مس العمر ال يستطيع فك‬
‫َ‬
‫ويفلت‬ ‫مان البندقية‪ ،‬و ر ما يت الل ل اللحظة األشيرة‪،‬‬
‫ً‬
‫البندقية‪ ...‬ل ا مازال مترددا ل االستدارة ح ى ال يثير ف ع الطف‪،‬‬
‫الصغير ال يلصق بندقيته بصدره‪"...‬‬

‫رواية السنوات األربع األخيرة‪ :‬فص‪ ،‬االبس و بيه‪ ،‬الصفحة‬


‫الثالية والعشرون‪:‬‬
‫الحرب ل جو ر ا ه مس ج‪ ،‬الحياة‪ ،‬لجاة طرف عمى حساب‬
‫طرف آشر‪ ،‬وتجميع املواد لصالح الطرف املنتصر‪ ،‬وك لك‬
‫الق اء عمى األمراض واألو ئة ال تستوطس جساد ال عفاء‬
‫وتمنع التشار ا عبر الق اء علي م‪ ،‬وك لك ضمان ن تةون‬

‫‪105‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫األجيال التالية كثر قوة وصحة ألن ا ت ت‪ ،‬مس نس‪ ،‬األقوياء‬


‫املنتصريس‪ .‬لكس التفاصي‪ ،‬الا أية داش‪ ،‬فترة الحرب لفسلا‬
‫ً‬
‫تجع‪ ،‬األمر معقدا وتجعللا كثر األ ياء املكرو ة ل ا العالم‪،‬‬
‫ً‬
‫ي ا مع دشول األسلحة الحديثة ل الحروب‪ ،‬لم تعد القوة‬
‫والصحة ه األساس اللتصار املحار ين ب‪ ،‬مس يمتلك السالح‬
‫ً‬
‫األكثر فتةا م مس ينتصر‪ ،‬وك لك قوة التدمير لتلك االسلحة‬
‫تلوث األرض واللواء وتصنع جوارث عمى املدى الطوي‪ ،،‬وت دد‬
‫ك لك بإن اء ج‪ ،‬ةال الحياة عمى األرض!‬
‫رواية السنوات األربع األخيرة‪ ،‬ترصد الحرب األ لية األشيرة‬
‫َ‬
‫ودمرت الكثير مس املوارد ولم يستطع‬ ‫ْ‬
‫تورطت في ا ج‪ ،‬الدول‪،‬‬ ‫وال‬
‫طرف حسم النتيجة لصالحه‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية تكميلية‬

‫"‪ْ ...‬‬
‫جالت تنظر الى األما وتحاول اشتراق ظلمة اللي‪ ،‬ال تغلف‬
‫ً‬ ‫ْ‬
‫استطاعت رؤيته‪ ،‬جالت تفكر ان جان قريبا مس‬ ‫ج‪ ،‬ش ء‪ ،‬فر ما‬
‫الشاطئ حي ا سينتبه الى القارب ال يحم‪ ،‬الانود ال يس جالوا‬
‫ً‬
‫يطاردوله وي رب بعيدا‪ ،‬لكس مع اللي‪ ،‬وتجديف الانود القارب‬
‫بدون احداث ضاة كبيرة‪ ،‬جعللا تدرك له لس ينتبه الى اقتراب‬
‫ْ‬
‫فكرت بالصراك‪ ،‬لكس الانود‬ ‫ْ‬
‫ففكرت بطريقة إللقاله‪،‬‬ ‫الانود‪،‬‬
‫ً‬
‫سيغطون فملا وسيرعون اليه‪ ،‬فلم تجد حال اال ن تلق‪ ،‬بنفسلا‬
‫ل مياه ال ر لتحدث ضاة كبيرة‪ ،‬وينشغ‪ ،‬الانود بمحاولة‬
‫القال ا وب ا سينتبه ”اللارب“ وسيجد فرصة كبر لالبتعاد عس‬
‫ا املةان‪"...‬‬

‫رو اية تكميلية‬


‫عندما التهى مس قراءة رواية «الهارب» لو”فالنتين‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫راسبوتين“ عر ن ناك يئا ما مفتقد‪ ،‬يئا غامض جان يجب‬
‫ن تحتويه الرواية‪ ،‬فلناك فجوة تجع‪ ،‬األحداث غير منطقية‪،‬‬
‫فف‪ ،‬بداية الرواية جان ال وج يعام‪ ،‬زوجته بطريقة سيئة مما دى‬
‫بال وجة الى كرا يته‪ ،‬لكنه بعد عودته مس الحرب و باألصح‬

‫‪107‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رو ه مس املستشفى ال جان يعالج به مس صابته ل املعركة‬


‫جالت ال وجة ه الوحيدة مس عاألته ال تواص‪ ،‬معلا و علملا‬
‫بمةاله! و صبح ك لك يعامللا بة‪ ،‬حنان‪ ،‬ول ن اية الرواية تقو‬
‫ال وجة بإلقاء لفسلا ل املاء ألثارة ضاة تنبه ال وج لقدو‬
‫الانود العتقاله ل م بئه ل الا يرة‪ ..‬عندما قر الرواية لم يفلم‬
‫سبب التغير ل سلوك ال وج‪ ،‬واأل م تضحية ال وجة مس جله!‬
‫حي ا فكر ن الةاتب جان يغط‪ ،‬عمى مر ما‪ ،‬ولم يجرؤ عمى تدويس‬
‫ً‬
‫ما حدث فعال‪ ،‬فال وج ال ‪-‬تم ش ه ليقات‪ ،‬ل الحرب‪ -‬صيب‬
‫ل معركة ولق‪ ،‬الى املستشفى امليدان‪ ،،‬و ناك تعرف عمى حد‬
‫الارحى وال شبره عس عاألته وقريته‪ ،‬لكس ال وج تول ل‬
‫املستشفى‪ ،‬فتبادل الرج‪ ،‬مع ال وج الر اط املعدن‪ ،‬ال يحم‪،‬‬
‫الرقم العسكر لة‪ ،‬م ما‪ ،‬وب ا سيتم اعالن وفاته و‪،‬‬
‫ويستطيع عند ا اللروب مس املستشفى ح ى ال تتم اعادته لاب ة‬
‫القتال‪ ..‬وقد رب باتجاه قرية ال وج املتول ‪ ،‬لكس تنبه الى ن مره‬
‫جان سيتم كشفه مس قب‪ ،‬العاألة و ‪ ،‬قريته الا ا دوه‪ ،‬ل ا‬
‫ْ‬
‫مالت اليه‪،‬‬ ‫تواص‪ ،‬مع ال وجة‪ ،‬وعندما عامللا برفق وحنان‬
‫واعتبرته ال وج ال جالت تتمنى ن يعامللا ب لك الشة‪،،‬‬
‫وعندما وص‪ ،‬الانود للقرية للبحث عس اللارب ورجوب م القارب‬
‫مع ال وجة الى مةان اشتفاء الرج‪ ،‬اللارب قامت ال وجة‬
‫بالتضحية مس جله‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫بعد ن توص‪ ،‬الى ا االستنتاج ش يفكر ل الروايات ال‬


‫قر ا‪ ،‬و عر ن العديد م ا تحتاج الى ن اية شرى‪ ،‬فقرر ن يقو‬
‫بكتابة ال ايات ال يعتقد ن ا مناسبة لتلك الروايات‪ ..‬ن ايات‬
‫تقو بإي اح الاوالب ال تركلا مؤلفو تلك الروايات سوء‬
‫بتعمد و بدون تعمد‪.‬‬
‫ول ن اية الرواية كتب ن عمى القراء ل حالة عد رضا م عس‬
‫ن ايات الروايات ال قروؤ ا‪ ،‬و عروا ن ا ال تتناسب مع الاو‬
‫العا للرواية‪ ،‬و ن ا ن ايات مبتورة وجالحة‪ ،‬علي م ن يقوموا‬
‫بكتابة ال اية ال يعتقدون ن ا األف ‪ ،‬لتلك الروايات‪...‬‬

‫‪109‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫رواية النسيان‬

‫" ا ج‪ ،‬ما عليه األمر‪ ..‬لحس بحاجة الى نسيان ينسينا ا‬


‫النسيان‪".‬‬

‫رواية النسيان؛ رواية عس مدينة نسي ا العالم ح ى الةاتب لم‬


‫يجد ما يكتبه ع ا!‬

‫‪110‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫سميرعبد الفتاح‬
‫جاتب يمن مواليد ‪ ، 1971‬مقيم ل صنعاء‬

‫روائ‪ ،،‬وجواتوب مس و و و وورح ‪ .‬درس االقتص و و و وواد واألعموال ل جليوة التجوارة‪ ،‬جوامعة‬
‫ص و و و وونع وواء‪ .‬يكت ووب من و ع ووا ‪ . 1997‬ترجم ووت بعض عم ووال ووه الى اللغ ووة اإليط ووالي ووة‬
‫و درجت ضو وومس "بيرل ديلو" اليمس ‪ .)2009‬حصو وو‪ ،‬عمى املرك الخامس ل جاأ ة‬
‫الرواية ملالة دب‪ ،،‬الدورة الثالثة‪ ،‬عس رواية «لصف مفقود»‪.‬‬
‫صدر له‪:‬‬
‫مجموعات قصصية‬
‫ثالثيو ووة راء‪ :‬رلين املطر‪ ،‬رجو وو‪ ،‬القش‪ ،‬راء البحر ‪ )2001‬ص و و و وونعو وواء‪ :‬مرك عبو وواد‬
‫للدراسات والنشر‪.‬‬
‫رج‪ ،‬القش | لعبة ال اكرة ‪ )2006‬صنعاء‪ :‬مرك عباد للدراسات والنشر‪.‬‬
‫راء البحر ‪ )2006‬صنعاء‪ :‬مرك عباد للدراسات والنشر صنعاء‪.‬‬
‫ثمة ياء شرى ‪ )2019‬القا رة‪ :‬مؤسسة روقة للدراسات والنشر‪.‬‬
‫الروايات‬
‫رواية الس و و وويد ‪ )2007‬ص و و وونعاء مرك عباد للدراس و و ووات والنش و و وور‪ .‬طبعة ثالية‬
‫‪ )2012‬القا رة‪ :‬الليئة العامة لقصور الثقافة‪.‬‬
‫ابس النسر ‪ )2008‬صنعاء‪ :‬مرك عباد للدراسات والنشر‪ .‬طبعة ثالية ‪)2014‬‬
‫القا رة‪ :‬الليئة العامة لقصور الثقافة‪.‬‬
‫لص و و ووف مفقود ‪ )2010‬ص و و وونعاء‪ :‬مرك عباد للدراس و و ووات والنش و و وور‪ .‬طبعة ثالية‬
‫‪ )2018‬القا رة‪ :‬الليئة املصرية العامة للكتاب‪.‬‬
‫تماس حياة شرى ‪ )2014‬صنعاء‪ :‬مرك عباد للدراسات والنشر‪.‬‬
‫فندق ‪ )2018‬القا رة‪ :‬مؤسسة روقة للدراسات والنشر ‪.‬‬
‫لبراس قمر ‪ )2019‬الفجيرة‪ :‬دار را د للنشر‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫المسرحيات‬
‫شمس مس و وورحيات مس اليمس‪ :‬النس و وويان‪ ،‬بروفة شيرة ملس و وورحية النس و وويان‪ ،‬لعبة‬
‫الفوض و و و ى الةولية‪ ،‬رجا الرج‪ ،‬ص و و ووفر‪ ،‬مش و و ووا د جالبية للس و و وويد الحرب ‪)2015‬‬
‫الشارقة‪ :‬الليئة العر ية للمسرح‪.‬‬
‫للمؤلف لاكرة شرى ‪ )2019‬القا رة‪ :‬مؤسسة روقة للدراسات والنشر‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫سمير عبد الفتاح‬ ‫روايات ال تطير‬

‫‪ ،‬عابك ا الكتاب! الا كنت تريد اقتناء نسخة ورقية مس نا‬


‫ملشاركة الكتاب مجالا‪ ،‬ف ال ال ترسله كنسخة اركه مس ا الرابط‬

‫‪113‬‬

You might also like