You are on page 1of 118

‫العطشانة‬

‫عيس ى الشيخ حسن‬

‫العطشانة‬

‫رواية‬
‫الكتاب‪ :‬العطشانة‬
‫املؤلف‪ :‬عيس ى الشيخ حسن‬
‫رواية‬

‫جدار للثقافة والنشر | اإلسكندرية‬


‫‪www.jidar.net | info@jidar.net‬‬

‫الطبعة األولى‬
‫تصميم الغالف‪ :‬جدار للحلول املستدامة‬
‫جميع الحقوق محفوظة © ‪2024‬‬
‫ال يجوز‪ ،‬دون الحصو و و ووول عمى الن شط‪ ،‬من النا و و و وور‪ ،‬اسو و و ووت دا من املواد ال يت و و و ووم ا ا‬
‫ووة‪ ،‬وو وس وويلة‪ ،‬و ام و يللا و اس ووت دا‬ ‫الكتاب‪ ،‬و اس ووتنس وواشلا و نقللا‪ ،‬جليا و ج أيا‪ ،‬ل‬
‫نظا من نظم ت ين املعلومات واسترجاعلا‪.‬‬

‫‪THE THIRSTY VILLAGE‬‬


‫‪By: Issa Al Sheikh Hasan‬‬
‫‪Novel‬‬
‫‪Publisher: Jidar for Culture & Publishing‬‬
‫‪Cover Design: Jidar for Sustainable Solutions‬‬
‫‪ISBN: 978-1-4461-5831-9‬‬
‫‪Copyright © 2024 all rights resaved‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫اإلهداء‪:‬‬

‫الى قمر الحةايات البعيد‬


‫الحمود‪ّ ..‬‬
‫حباب‬ ‫فدغة ّ‬
‫غمس ُت في ا ريش ‪..‬‬
‫ْ‬ ‫جان ح نك النبي‪ ،‬ال ّرة ال‬

‫‪5‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫‪6‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]1‬‬

‫مدد‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬


‫ّ‬
‫صو ووري الشو وويخ‪ ،‬ب‪ ،‬تلطف ل صو وراشح‪ ،‬ب‪ ،‬جاد يبة‪ ،‬ح ن شرجت الةلمة‬
‫واوا‪ ،‬ب‪ ،‬بةى‪.‬‬ ‫املد ال استحال ً‬ ‫من فتيح ولسانح امل مو عمى ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫تطويرا لنش و وويد س و ووابر‪ ،‬لم عد ت ر منح‪ ،‬غ ر‬ ‫جانت اس و ووتغاية الش و وويخ‬
‫عبو ووارة «نظرة عم »‪ ،‬وجو ووانو ووت «عم » املتبوعو ووة ل و وواف لطيفو ووة‪ ،‬تفعو وو‪ ،‬فعللو ووا‬
‫باملريدين والحاضو و وورين‪ ،‬والنسو و وووة الالا‪ ،‬يراقان املشو و وولد عيون نا سو و ووة ب ن‬
‫الف ووول والفوف‪ .‬وال ّبد ن الشوويخ وقد غاب ل مشوولدية الوجد‪ ،‬وا سو ى‬
‫وجلح مالمح البشور والدعة والرضوا‪ ،‬قد سو ابنح ال لم ي ت من ال ي‬
‫من ربعة و و و وولر‪ ،‬وزوجتح ال اعا ‪ ،‬من مغص جلو ّ م من‪ ،‬سو و و و سو و و و‬
‫َ‬
‫امل ْح و‪ ،،‬ونكس و و و و ووة ح يرانا فق وود بق‪ ،‬ن وواي‪ ،‬ل األعمى‪ ،‬شفي ًف وا‪ ،‬من ش و و و و ًي وا‪،‬‬
‫هللا هلل‪ْ ّ ..‬‬
‫وتحلر حولووح املريوودون وقوود و ّحود م اإليقووا « ْ‬ ‫ّ‬
‫ّللا هلل‪ » ..‬ل شيط‬
‫منغو ‪ ،‬ال يقطعح غ ر مج وب‪ ،‬يكش و و ووف عن بطنح ّم غرز «الدروا و و ووة»‬
‫في ا‪.‬‬
‫ّ‬
‫جانت ليال ح يران األش رة‪ ،‬املوص ووولة بتموز‪ ،‬اعلن عن س وولرات الش وويخ‬
‫عد وجبات عش وواف م تلفة‪ ،‬تةون في ا البندورة س و ّويدة الطعا ‪ ،‬ل الطبيخ‬
‫اليوم‪ ،‬مع البطاطا‪ ،‬و الفاص و و و وووليا‪ ،‬و الةوس و و و ووا‪ ،‬ف ن جان البالنجان فلو‬
‫املطبر‪ ،‬ال تجيد املر ة طب ح عد قم البالنجان بوف ر ال يت‪ ،‬وس و و ووك‬ ‫ّ‬
‫البنودورة املفروموة‪ ،‬رفقوة التوابو‪ ،‬املتواحوة‪ ،‬ولم تكن تتع ّودر الس وار األس و و و ووود‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والكمون‪ .‬يتلو العش وواف بالت يد ك ووحن ب ر‪ ،‬تقطعت فيح «د ش ووية ب رة»‬
‫ّ‬
‫الى ح وز صو ووغ رة‪ ،‬اسو و بقت في ا املر ة القشو ووور‪ ،‬ج‪ ،‬يتومى ل ا ال و وويوف ماف‬
‫الد ّ‬
‫شية‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫مداااااااااااااااااااااااد‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬


‫منو س و و و وون ن والش و و و وويخ يص و و و ووري مودد‪ ،‬والودفوف عمى ال ودار‪ ،‬مثلموا ‪،‬‬
‫ّ‬
‫حروفية‬ ‫قبة ش وراف‪ ،‬وداأرة‬ ‫واب مو وب‪ ،‬ل رس ووم ّ‬ ‫عدما اعلد ا طال و ّ‬
‫محمد رسو ووول هللا»‪ .‬واملسو ووابيح الطوال‬ ‫ت شو ووابك في ا حروف‪« :‬ال الح ّاال هللا ّ‬
‫معلقة ي ً وا شورا وس ا الف وراف‪ ،‬وملعة ال يت عمى ّ‬ ‫ّ‬ ‫لات الو و و و و ‪ّ 99‬‬
‫حبات‬ ‫حبة‬
‫الفش و و و و املحفوف عناية ح ى ج ّم ا ن فر ملمو من ض و و و و ّوفة الفرات‪ .‬وجان‬
‫واب قد عاد من اإلجازة قب‪ ،‬يوم ن‪ ،‬فاس و و ووتبش و و وور الش و و وويخ‪،‬‬ ‫العس و و ووكر ّ الش و و و ّ‬
‫وص و و و وونعوت لوح ّموح يري ًودا بوالحليو ض و و و و ًوأى‪ ،‬ونظرت الى دجواجوا وا‪ ،‬تت ّ ر ّ وا‬
‫متعبا‪ ،‬بر سووح الحلير‪ ،‬و وواروح‬ ‫واب العاأد من العسووكرية ً‬ ‫تصوول لطعا الشو ّ‬
‫املرس و ووو فوق و ووفتيح عناية فاأقة‪ ،‬ووص و ورامة ي ً و وا‪ ،‬وقد ا س و و الوور‬
‫الففيف قس و و وووة و ً‬
‫ملعانا‪ .‬وتناس و و ووت مرض و و وولا‪ ،‬ورض و و وويت ّن األعمار بيد هللا‪،‬‬
‫وتحملت وش ا ا املتباعدة‪ ،‬و ضووافت الى دواف الحكيم وصووفة وورب منقو‬ ‫ّ‬
‫البقدو س‪ ،‬ما وصف للا حد ضيوف الشيخ قب‪ ،‬لرين‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]2‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ولكن الص و و و وويف طوي‪ ،،‬وليس و و و ووت جميع الليوال ماديح‪ ،‬يموة ‪ ،‬الدنيوا‬ ‫ّ‬
‫وديح مع عر ‪.‬‬ ‫وللم نص و و و وويس م من الفري‪ ،‬ولم يحود ل القريوة ن اجتمع م ف‬
‫ص و وادة‪ ،‬الى جي ب‪ ،‬العريس‪،‬‬ ‫ول الص و وويف اس و ووي‪ ،‬الحنطة من م راب الح ّ‬
‫يم الى جي ب‪ ،‬العرو ‪ ،‬ول القرية للمديح وحف‪ ،‬ال فاف ال ملور لاتح‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وامل الي لا م‪.‬‬
‫يدري الش و و وويخ ن م ر الحياة ال يقف عندر‪ ،‬فيقف غ ر عيد‪ ،‬و و يرر‬ ‫ّ‬
‫جملور ّيوة الس و و و وعوادة الثوانيوة‪ ،‬تنصو و و و و عالملوا‪ ،‬و ش و و و ويود وا‪ ،‬وت طف منوح‬
‫الليال املبار ة‪ ،‬فيدري ّنح الا حارل م فس و ووي س و وور الر ان‪ ،‬ف ير الص و ووار ل‬
‫تتجمع فيح األعرا عند املواسووم الفصوويبة‪ ،‬و و‬ ‫ّ‬ ‫الصوويف امل نون‪ ،‬ال‬
‫يةونون عاأالت ص و ووغ رة تحت‬ ‫وغارا‪ ،‬وفتيات دون العش و وورين‪ّ ،‬‬ ‫يرر و و ً‬
‫وبابا ص و و ً‬
‫ّ‬
‫نف األ وو‪ ،‬ورعوواي م‪ ،‬قبوو‪ ،‬ن وس و و و ووتطيعوا «الع لووة»‪ ،‬وقوود تتعرر زيجووة و‬
‫اينتان‪ ،‬فيقول حد مريديح «ج زات الگيظ‪ ..‬اعالي‪ ،‬الشتا»‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شفيفا‪ ،‬ب‪ ،‬جان قطعة‬ ‫ولم يكن انتظار الفتيات والفتيان حلول املس و وواف‬
‫والتوجس‪ ،‬واشتيووار جموو‪ ،‬الثيوواب‪ ،‬والكحوو‪ ،،‬ومراعوواة‬ ‫ّ‬ ‫من الع و اب واألموو‪،‬‬
‫املتارمات واأل ‪ ،‬الغيورين‪ ،‬فتنش و ووط البنات من العص و وور ل نس‬ ‫األملات ّ‬‫ّ‬
‫يم االس ئ ان الخ ول‪.‬‬ ‫ولم السفرة‪ّ .‬‬‫الحوش‪ ،‬وطبخ العشاف‪ّ ،‬‬
‫«ب ر الشمال نازي‬
‫يا عرب ال تردونو‬
‫ولف‪ ،‬غ ال م ّمر‬
‫ومكحالت عيونو»‬ ‫ّ‬
‫الدباچة ح ى ينفخ الشاعر ل « ّزمارتح» من جديد‪ ،‬فيواصلون‬ ‫وما ان بط ّ‬
‫ّ‬
‫ضورب األر ب ح ية ا وترو ا من مار ة « ّدبا » و من محالت يوسوفان‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫عبود الار و من ب روت‪ .‬حو يوة‬ ‫و تلوك اإليطواليوة املس و و و ووتعملوة ال جواف ل وا ّ‬
‫تتح ّودر عنفوان الش و و و وبواب ودبةوات العر املفتلفوة‪ ،‬من «القوصو و و و ووار» الى‬
‫«الولودة» و «الفمس و و و ووة»‪ ،‬فيتو ّحود ال ميع بواإليقوا ‪ ،‬وح ن يص و و و وو‪ ،‬اإليقوا‬
‫ّ‬
‫لروتح‪ ،‬يقعد الشوواعر ما رر م حماسووة نصووف القرفصوواف‪ ،‬مثن ًيا «ر بة‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُون ّ‬
‫ص»‪ ،‬عازفا لح وحدر ب ع دقاأر‪ ،‬وقد يجد من ي رب مامح مشطا من‬
‫الفش و و و ووه‪ ،‬و من لل‪ ،‬فوقح من وراأح ان جانت ّمح و شتح وقد بدا «زين‬
‫واب م ر ًجوا من جيو‬ ‫الش و و و وبواب» تحوت امل لر‪ ،‬نجم املةوان‪ ،‬يم يقف الشو و و و و ّ‬
‫ً‬
‫غري موارب وراقا ش وراف من « ملات الو و و و و و‪ ،»100‬وينرر ا فوق الش وواعر‪،‬‬
‫واب نقود العاألة‪ ،‬فيعطيح‬ ‫تماما‪ ،‬وعيد الش و و و وواعر للش و و و و ّ‬
‫وعندما د الدبكة ً‬
‫متفقا علي ا ب ن ال ميع‪.‬‬ ‫الشاب عطية ً‬‫ّ‬
‫ينتص ووف اللي‪ ،،‬وال ينتص ووف التع ‪ ،‬غ ر ن «ماوس ووترو» الحفلة‪ ،‬للك‬
‫بفض الحف‪ ،،‬فيعود الشو ووباب‬ ‫الرج‪ ،‬الكل‪« ،‬املتصو وواي » من مر ما‪ ،‬ي مر ّ‬
‫وور ش ّ نو ا ل ريات ال تبيد‪ ،‬وقد ي ش ال ّواقون‬ ‫وقد مأل م النش وووة‪ ،‬وص و ف‬
‫ّ‬ ‫املوليا‪ّ ،‬‬
‫ليغنوا ّ‬ ‫الش و و وواعر الى بيت حد م‪ّ ،‬‬
‫مرددين و و ي و و ووروون بدف‪ ،‬قد‬
‫يةون من دفوف الشيخ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ال يح و و و وور الش و و و وويخ الحفوو‪ ،،‬وال يلو مجوواليبووح‪ ،‬وال ابنووح الو شففووت‬
‫املازونية» و وكت ن تنفد‪ ،‬ب‪ ،‬يب سوم‪ ،‬و و وسومع‬ ‫ّ‬ ‫الدبكة من قلقح‪ّ ،‬‬
‫ألن «‬
‫ً‬ ‫وروما «قامى» ف‬ ‫ص وووت باب الحوش وغلر‪ّ ،‬‬
‫ديك شط قب‪ ،‬ن يولد فجر اليو‬
‫وتمدا ال و وووف من ن ارة الكلرمان‬ ‫التال ‪ ،‬فينظر الش و وويخ الى س و وواعتح‪ ،‬مس و و ه‬
‫الدقيقة املنثورة عمى تدريجة األرقا ‪ ،‬فينا عض سوواعة شرر‪ ،‬و يمم و‬
‫ّ‬
‫املةوان عينوح‪ ،‬وقود التف والدر بواللحف‪ ،‬عودموا ش ّفوت سو و و و وواأم غرو ّيوة عمى‬
‫خ ‪ ،،‬ور ت ل سل‪ ،‬ال يرة الفسيح‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]3‬‬

‫تجمعت تحت للك‬ ‫صو و و وا‪ّ .‬روما جان سو و و ووبعة ذعال ن قة ّ‬ ‫لأبا شال ً‬‫لم يكن ً‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الحصينيات»‪ 1‬ت لح‪ ،‬ح ن يتراجع قليال من موقف‬ ‫الثوب‪ ،‬ولم تكن تلك «‬
‫يف تحولت تلك الصو ورامة الى ماأدة شرر في ا من‬ ‫ّ‬ ‫حاز ّات ر‪ ،‬فتع‬
‫مقبالت معسول الحديث ما يجع‪ ،‬عشا امل ّدرة هى من « باب حل »‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وطا ً‬ ‫ّ‬
‫لأبا‪ ،‬ول حاي ن قليلة جان «سو ووبع السو ووبمبع»‪ ،‬فال‬ ‫جان جمعة السو و‬
‫وفيح عمى غري ل ح و و ووورر‪ ،‬وال ي ّنمر مرا فر عمى طفال مادا‬ ‫ّ‬
‫يتعدر س و و و ف‬
‫تبحر ل العلم‪،‬‬ ‫ص و و و وووت بو راجوان ل الأ ّ ‪ ،‬ولم يكن جمعوة ابن األربع ن قود ّ‬
‫ما فع‪ ،‬ترابح ال ين درس وووا ح ى «الباجاروليا» وم م من م‪ ،‬ل الش ووا ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ولكن جمعووة شو التوواس و و و ووع‪ ،‬بوودرجووة ‪ ، 122‬ف فتووح الحووارة يوملووا ولبح بور‬
‫ّ‬
‫مولدا ّوزعوا فيح الس و و ووكر‪ ،‬والش و و وراب‪ .‬واس و و و بقار‬ ‫يال ع ات‪ ،‬وعملوا لح ً‬
‫ّ‬
‫الحوا س و و و وطوا ل البيوت‪ ،‬و طلر يودر ل مص و و و وولحوة الترا تورات ال بود ت‬
‫بتر تور واحد ا و و و ووترار الحا ل السو و و ووتينات‪ ،‬ترا تور سو و و وووميةا برتقال ‪ ،‬يم‬
‫تبعح بترا تور يان عد س و وونة الفص و ووبة‪ ،‬يم تتالت ال ّرارات‪ ،‬ومرفقا ا من‬
‫دوات الحراية والنق‪.،‬‬
‫عمت ووح ن‬ ‫ولكن جمع ووة لم يكن لأ ًب وا فحسو و و و و و ‪ ،‬وتقس و و و ووم ف وواطم ابن ووة ّ‬
‫حمووامووات وودلن ل ص و و و و وودرر‪ ،‬فلم يص و و و و و ّودقلووا حوود‪ .‬ت ّ وجووت فوواطم العثمووان‬
‫عود وا س و و و وونت ن‪ .‬جوان بو وا عثموان العم النواص و و و وور ل زيوارة لقريوة النوايفوة‬
‫يبحووث عن ب و ار‪ ،‬ول بيووت ح ّم وادة اإلبرا يم قووالووت لووح زوجووة ص و و و و ووديقووح مووا‬
‫ّ‬
‫اعطين ووا بنت ووك إلس و و و وم وواعيلن ووا ترار شلص العس و و و ووكري ووة‪ ،‬ووظيفتو ج و ّودامو‪،‬‬

‫وس ووفى ل تلك املناطر الحص ووي‬ ‫‪ - 1‬الحص ووينيات‪ :‬ناية عن الد اف والحيلة س ووبة الى الثعل ال‬
‫ويك ى ب ب‪ ،‬الحصنان‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫عطينوواي بو ار‪ ،‬اعطينووا ر ‪ ..‬فقووال للووا مووا يقووال عمى س و و و ووبيوو‪ ،‬امل وواملووة‪،‬‬
‫ن شرف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لم تكن ال و أوواب ل ص و و و و وودر جمعووة الس و و و وط وا قوود اش و و و ووةلووت عوود‪ّ ،‬‬
‫ولكن‬
‫الحمامات ال ّادع ا فاطمة ان نقت دفعة واحدة‪ ،‬و و و و ووا د النا يف‬
‫ْ‬
‫موال الترا تور جلوة الت ّو‪ ،‬وانقلو ‪ ،‬و َس و و و وت ُر هللا وحودر‪ ،‬و الو نقو جمعوة‪.‬‬
‫وطا ‪ ،‬من باجر شط لك حسو و و وون و صو و و وو‪ ،‬من ّ‬ ‫ّ‬
‫ج‪ ،‬بنات‬ ‫قال لح الحا سو و و و‬
‫عمن‬ ‫عثمان‪ ،‬وانتظروا ج‪ ،‬وش و و و ووفى من رض و و و وووض و و و ووح الففيفة‪ ،‬ج‪ ،‬يبحثوا لح ّ‬
‫اسد املةان ال ام ّد فيح بر الحما ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫لم يكن س و ووطا م تار قرية املرازير‪ ،‬ولم يكن و ووي لا ي ً و وا‪ ،‬يو جان‬
‫ولكن س و و و وطووا بن الل جووان‬ ‫املرازير يبيعون قطعووام م‪ ،‬ويبنون دور اللان‪ّ ،‬‬
‫نمول العاق‪ ،‬النش و وويط‪ ،‬س و ووري عند البدو ل و ووبابح‪ ،‬وجاف عد س و وونوات‪،‬‬
‫ّ‬
‫ول ح امح العريض ل ف ث ر‪ ،‬يقول الحا س ووطا انح جان نحو حفنت ن‪،‬‬
‫ً‬ ‫عمح وةووحة‪ ،‬وا ووترر ر ً‬ ‫فو ّس وع دار بيح الل‪ ،‬وت ّو ابنة ّ‬
‫ض وا‪ ،‬وحالال‪ ،‬ما‬
‫لبث ن باعح وا ترر ول ترا تور سوميةا ل عمو عرب النافع‪.‬‬
‫ل املدرس و و و ووة جان املعلم الوحيد القاد من ادل قاس و و و و ًويا‪ ،‬رفقة عص و و و ووا‬
‫ّ‬ ‫قص رة‪ ،‬يحاول في ا قت‪ ،‬ال ل‪ ،‬واملر والغروة‪ّ ،‬‬
‫ولكن اآلفات الثال ظلت‬
‫تجد العص و و ووا مع طفال ملتص و و ووق ن بواقعلم‪ .‬يمكن القول ّان‬ ‫مثلما ‪ ،‬لم ِ‬
‫ال لطووة»‪ ،‬فوواألطفووال‬ ‫طالب النووافع تقو ّودموا ل الس و و و ونووة األولى من «العي‬
‫ي س و و و و ّوروون بوواس و و و ووتمرار ل مواس و و و ووم «االلقووا » والرويع‪ ،‬والطوفووان‪ ،‬والثل ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ا ما األس و ووتال محمود بيطار املعلم الو ي‪ ،،‬وطال الفلس و ووفة ل‬ ‫حد‬
‫وعد النجو ‪ ،‬ويلعن بو الغروة والفلس و ووفة‪ّ ،‬‬
‫يم‬ ‫جامعة حل ‪ ،‬وجان ل اللي‪ّ ،‬‬
‫ينا عندما د البعو ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫الحر من جديد‪،‬‬ ‫وس و و و ّوموم ا املظلة‪ ،‬اش و و و ّ الدنيا ب و و ووعة ّيا ‪ ،‬يم وعود ّ‬
‫ّ‬
‫جووانووت مةوواتيو مبكرة للش و و و وتوواف‪ ،‬يو شو الفالليح محوواري م ويبو رون الحو ّ ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ل شط وت ا‪ ،‬ل شط‪،‬‬ ‫دواب ُمتعبة‪ ،‬ت‬ ‫ويق و و ووون ه و و ووحابة يوملم وراف ّ‬
‫معفر بالتراب‪،‬‬‫ول األفر يلوي تر تور س و و ووطا الس و و وووميةا‪ ،‬وشلفح و و وووف ر ّ‬
‫ً‬
‫و ووةاال جميلة ل ر ا املوس و وومية نحو‬ ‫وفوقح ناي طيور الكراج‪ّ ،‬تت‬
‫ال نوب‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّيا املظلة تلك يتح ّس و و و ون داف طالب محمود بيطار‪ ،‬وينظفون‪ ،‬وتمتم‬
‫ّ‬
‫دف و وواتوور الووورق الوورشويووص بو وطووو موونم و و و و و وم و ووة اوعو و ّن الوطووالب ب و وود وا‬
‫مكررة لطالبوح مؤلفوة من الس و و و وومن العرب‪،‬‬ ‫وس و و و ووتجيبون‪ ،‬فيموا ينتظر وجبوة ّ‬
‫ّ‬
‫والفاز والبيض‪ ،‬وقوود يواتيووح الحظ فتص و و و وونع لووح س و و و وورة مقتوودرة طب ًق وا من‬
‫الارغ‪ ،‬ش و ووع رية‪ ،‬و يدعى الى وليمة متق ّش و وفة ال ت بح األس و وورة عض طيور‬
‫الدجا قب‪ ،‬ن يقض و و و و علي ا « بو عريف» و لحم عنزة لحقلا الراع قب‪،‬‬
‫ن تموت وقد جلت ًيئا ما‪ ،‬و روت ًيئا ما‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]4‬‬

‫‪ -‬ما فلحنا السنة‪.‬‬


‫قالت ّ عناد‪ ،‬وت ّ دت‪ ،‬و ملت فرز حبات القمح عن الشوواأ ‪ .‬جانت‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫اليوم‪،،‬‬ ‫معا الو «ديالوغ»‬ ‫الرد‪ّ ،‬‬
‫مؤديت ن ً‬ ‫تنظر الى األر ‪ ،‬وتنتظر من جار ا ّ‬
‫ً‬ ‫وج نح و ف‬
‫رد ص و و ووول ّ الغ ى عنح‪ .‬س و و ووتقول جار ا مثال «ا يا شي ‪ ،‬الس و و وونة ما‬ ‫ِ‬
‫حدا فل »‪ ،‬و «وين نفل حدا عندو حه ب ار »‪.‬‬
‫ل تلوك األصو و و و ووابيح من اش و و و وورين البعيود‪ ،‬جوانوت الش و و و وومس ت ت ل غيم‬
‫حبات شفيفة‬ ‫فتط‪ ،‬من با ح الوا ية‪ ،‬رفقة واف خ ول‪ ،‬يرسم ّ‬ ‫ّ‬ ‫مم ّ ق‪،‬‬
‫ل ال لد مع قشو و و ووعريرة واش ة‪ .‬واعرف ّ عناد ّم ا سو و و و سو و و ووتقب‪ ،‬موا و و و ووي ا‬
‫الس و و و و ووارحووة ل األراف و و و و البور علف شفيف‪ ،‬البو ّود ن يوفرور للس وواأم منو‬
‫الحصاد‪.‬‬
‫ص و و و و ِفر »‪ ،‬ينقلو الحوال‪ ،‬ينقلو ال ّو وتنقلو األم جوة‪ ،‬اع ّود ّ‬ ‫ّْ‬
‫ل «ال‬
‫ّ‬
‫عناد د س البندورة‪ ،‬وم ل‪« ،‬املكبو »‪ ،‬وشو و يب الباميا والگر والةوس ووا‬
‫والعوين والبووالنجووان‪ ،‬واعو ّود الارغوو‪ ،،‬وتنتظر مة ف عرّو وة الف ّت وال‪ ،‬لتص و و و وونع‬
‫ّ‬
‫اعد اللگط ي ً و و وا‪ّ ،‬‬
‫يم‬ ‫يم ال بنة‪ ،‬وقد ّ‬ ‫الشو و ووع رية‪ّ ،‬‬
‫واعد السو و وومنة ل الرويع ّ‬
‫تو ّ‬
‫ضو و و و و وتمأل ج ّو‪ ،‬و ر األطعموة ل مواعي وا اس و و و ووتع ً‬
‫ودادا أل و و و وولر اإلفال‬
‫ً‬
‫الطويلة‪ .‬رفقة «چواي‪ ،‬الحنطة املص ّوولة» ال س ُوتطحن وواال عد ووالا‬
‫ّ‬
‫فال يحت وواجون الى امل ووال‪ ،‬اال لكش و و و ووف ّي وة حكيم‪ ،‬و دف وواتر األوالد و قالملم‪،‬‬
‫ومصار التعاون والنشا‬
‫ما فلحنا السنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هللا ريم‪ ،‬يفرجلا من وسع «ابوابو»‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪14‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ولكن ال و ووارة الع وز‪ ،‬اقترح و ووت‬ ‫وت ّ و ودت الع وزان ل وق و ووت واح و وود‪ّ ،‬‬
‫حول ساعات الارد النا فة الى رويع مفاج ‪.‬‬ ‫ً‬
‫مفاجئا‪ّ ،‬‬ ‫اقتر ً‬
‫احا‬
‫ّْ‬ ‫‪ -‬لي موا تو ّجرون العوا ‪ ،‬اعطوم وا ب ال‬
‫والن ّ‬
‫تحيلوم وا‪ ،‬ان و و و و وواهلل‬ ‫ص‪ .‬ال‬
‫صاب‪ ،‬وجح السنة مب ّ ن زين‪.‬‬ ‫السنة َش َ‬
‫وتحر ت غيمة عيدة‪ ،‬مواجلة الشمس‬ ‫ولكن الرويع عاد الى حيث و‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ودراع وا‪ ،‬وفكرت‬ ‫فغطتوح ب ّ‬ ‫الخ ولوة‪ ،‬وقوال الولود الص و و و ووغ ر «ح ّبواب‪ ..‬بردان»‬
‫نارا‪ ،‬ولك ّ ا تراجعت‪ ،‬فوراف اش و وورين جانونان و و ووبا ‪ ،‬وال ّبد ن‬ ‫ن اش و ووع‪ً ،‬‬
‫ّ‬
‫توفر الحط ‪.‬‬
‫يمر بالبيوت الفارغة ح ًينا‪ ،‬وي ر ّيا الص وويف وال لبة‪،‬‬ ‫جان الش وويخ ّ‬
‫ّ‬ ‫فينتظر مغي الش و و وومس‪ّ ،‬‬
‫يم وعه و و و س و و وواعتح الس و و ووويس و و وورية‪ ،‬قب‪ ،‬ن يرفع‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫منتظرا عض الوقت‪ ،‬فيص و ووم شلفح ب و ووعة رجال‪ .‬وقد وس و وومعون‬ ‫األلان‪،‬‬
‫م ًعوا ل بيوت الش و و و وويخ الراديو و شبوار يئوة اإللاعوة الاريطوان ّيوة ال تب ّ وا عود‬
‫ّ ّ‬ ‫ّ‬
‫ومي ا دقات س و و و وواعة بي ب ن‪ ،‬فتحد نون لندن‬ ‫دقات مليبة منتظمة‪ ،‬اس و و و و‬
‫ّن ً ً ّ‬
‫تاليا لدقات الساعة‪.‬‬ ‫الثانية ًيرا ل نفس الف ى‪ ،‬و تر رنينا‬

‫‪15‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]5‬‬

‫ج ووان ووت التال القريب ووة ت ّ وراف ووا الارّي وة ال ت ض القواف وو‪ ،‬الفق رة‬
‫ً‬
‫الي وا‪ ،‬فيموا يظ ّو‪ ،‬مواعون ال ّ ور ل تلوك الصو و و و وواأفوة املتو شرة ماللا لص و و و و ّيواد‬
‫املثبت‬‫سوومك الشو ّوبو ‪ ،‬و قاطف‪ ،‬القطن‪ ،‬ول حيان ث رة وسووكن املةان‪ّ ،‬‬
‫تقص عمى طف ووالل ووا‬ ‫ّ‬ ‫ب ووالبيوت‪ ،‬وس و و و ووكن تم ووا ًم وا‪ ،‬وتك س و و و و و ع ّب وارة األ ّ و‬
‫ً‬
‫قصصا ليناموا‪ ،‬فتقول‪« :‬ال ابوب وال دابوب» مع ً ى جليال‪.‬‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ولكن ال و و و وووض و و و و وواف اعود فج و ة‪ ،‬ح ن نرر عض الع وواأ وودين من ر و‬
‫الحد الفاصو و وو‪ ،‬ب ن‬ ‫دوال م‪ ،‬وجانت القرية ّ‬ ‫املرتفعات‪ ،‬راجل ن‪ ،‬و عمى ظلور ّ‬
‫يودعون ال ا ب ن نحو الشو و و وومال و ال نوب‪ ،‬قال حميد‬ ‫الارية والفرات‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ليتق‪ ،‬و و و وعوا‬ ‫يؤد تحيوة عس و و و ووكريوة‪ّ ،‬‬ ‫العبود هلل للش و و و وويخ‪ ،‬راف ًعوا يودر وجو ّنوح ّ‬
‫الشمس‪ ،‬وينظر الى ال نوب‪:‬‬
‫‪ -‬الي لك مصطفى‬
‫‪ -‬ال وهللا‪ .‬قال الشيخ‬
‫‪ -‬ال استگب‪ ،‬وال اس شم‪ ،،‬وين راي‪.‬‬
‫حة‬ ‫‪ -‬الغاي ن ّْ تو معار يا ّ‬
‫وص و ووفر حميد العبد هللا ًيدا بيد‪ ،‬وقال‪ّ :‬رب‪ ،‬س و ووتري‪ .‬ومض و و ى الى بيتح‪،‬‬
‫ّ‬
‫جو ْرن‪ 2‬وراف ظلور ّن و و و ًويئا‬ ‫مبك ًرات ل العودة من الحقول‪ ،‬وقد ّ‬ ‫وجان ّيمة‬
‫من ش و ووار املقاذ‪ ،،‬وسو ووارعن الى بيو ّن‪ ،‬منتظرات عتاب األوالد الصو ووغار‪،‬‬
‫ال ين ملؤوا املةان صو و ور ً‬
‫اشا‪ ،‬رفقة ض اأ غاضو و ووبات‪ .‬وقد اسو و وومع احدا ّن‬
‫عبوارات من مثو‪« :،‬من وا اليو موا ب‪ ،‬لعوا » ف س و و و وكوت األ ّ الشو و و و ووا ّبوة‪ ،‬و‬

‫الحم‪ ،‬ة‪ ،‬الكرة‪.‬‬ ‫اضا عبافا ّن ّ‬


‫املسماة الصاية‪ ،‬فات‬ ‫جورن‪ :‬حملن غر ً‬
‫‪ّ -2‬‬

‫‪16‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬ ‫اعلم ن قطافلا س وويكف‪ ،‬للبيت « ّ‬


‫شرجية مناس ووبة» عندما تجف ال وورو ‪،‬‬
‫وتنفد «مصار » الح ّ ‪ ،‬و «حساب الگطن»‪.‬‬
‫ج‪ ،‬مةان‪ّ ،‬‬ ‫ً‬
‫شيالة ل ّ‬ ‫عث الحا ّ‬
‫يظنون ن مصطفى ل اليح‪ ،‬شوالح‬
‫الارية‪ ،‬ص و ووديقح الراع ل الفروة‪ .‬جان مص و ووطفى‬ ‫عمى تف ال ر‪ ،‬قري م ل ّ‬
‫يبحث عن ع ة ضوا عة‪ ،‬ضواعت منح ح ن اشتلط الرعاة ل للك األصوي‪،،‬‬
‫ج‪ ،‬م م غنوامح نحو‬ ‫فجر ّ‬ ‫وظ‪ ،‬الرعاة يلعبون ويللون ح ى ظلموت الدنيوا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تفقد الحا ّ الحالل‪ ،‬وقال البنح‪:‬‬ ‫لح‪ ،‬ول الصباي‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬شالطت حدا الباري‬
‫ولكنح س و و و ووكت‪ ،‬ألنح وعرف نّ‬‫يتةلم‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫وتردد مص و و و ووطفى‪ ،‬قليال‪ ،‬و راد ن‬
‫بار ال يرف ى ن تت الط املا ية‪.‬‬
‫‪ -‬ما ‪ ،‬ايف ال َ ْرنة الشگرة‬
‫مرات‪،‬‬ ‫واب جوا ًبوا‪ ،‬بو‪ ،‬راي يبحوث ع وا ب ن الحالل‪ ..‬يال ّ‬ ‫ولم ُيحر الشو و و و و ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫تفقد قطيعح الصغ ر‪ ،‬وود يبحث للمرة الرا عة‪ ،‬ولكن األب وقفح‪.‬‬
‫‪ -‬وين چنت ساري الباري‬
‫ّ‬
‫بقى مصووطفى مسووافة جافية بينح وو ن الحا ّ ا ألنح وعرف نح سوويغافلح‬
‫تقد اليح‪.‬‬ ‫ولكن الحا ّ ّ‬
‫اعار عن غ بح‪ّ .‬‬ ‫بصفعة األة‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬وين چنت ساري‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫و رب مصو و و ووطفى مسو و و ووتقبال الفرات‪ ،‬وصو و و ووري الحا وقد رمار عصو و و ووا‪،‬‬
‫شط ت دفلا‪.‬‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬شلي س گ بك‪ ..‬وهللا اللبحك‪ ،‬يا عفن‪ ،‬يا جايف‪.‬‬
‫ّ‬
‫الشاب‪.‬‬ ‫ولم يلتفت‬
‫جان ا ل الص ووباي‪ ،‬واآلن وقد ووارفت الش وومس عمى الغروب‪ ،‬لم وعد‬
‫الشاب‪ ،‬وعاتبح عض الرجال‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪17‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫‪ -‬علوار عيمة الغنم‪ ،‬من ان ع ة‪ ،‬تطرد ابنك‪.‬‬


‫ّ‬
‫و ّ الحا ر س و ووح دون ن يتةلم‪ ،‬فيما ض و ووواف الفوانيس‪ ،‬وملبات الةاز‬
‫اشو و وواري الغروب لعاعة ال و و وووف الفافتة‪ ،‬ل مسو و وواف جلي‪ ،،‬ومن عيد يلوي‬
‫رج و فو‪ ،‬عمى حص و و و و ووان ووح مرد ًف وا دا ّب وة س و و و وومين ووة‪ ،‬وق وود اقترب والرج ووال القلقون‬
‫يراقبونح بوج‪:،‬‬
‫‪ -‬السال عليك‬
‫‪ -‬وعليكم السال‬
‫ع ة عوار‪ ،‬فنا علي ا وسمكم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وت وق و وود ال وح و ووا ن وحووو وع و وت و ووح الش و و و و وق وراف لات ال وقوورون‪ ،‬وت و و ور يووو‬
‫جازما ّم ا سووتةون ج ّملا لات‬ ‫اسووتصووفا ا من مجموعة الفطاأم الصووغ رة‪ً ،‬‬
‫حلي ‪.‬‬
‫ّ‬
‫فتونا مصطفى‬ ‫‪ -‬ما‬
‫‪ -‬ال وهللا يا ن ّ‬
‫رج‪ ،‬حكيم من روعلا‪:‬‬ ‫وصرشت امر ة ل ال وار‪ ،‬وم ر ا الرجال‪ ،‬و ّد ف‬
‫طي ‪ ،‬والغاي ن تو معار‪.‬‬ ‫‪ -‬شار الساية‪ 3‬يص‪ ،‬سا ‪ ،‬الولد ّ‬
‫عاأدا وحدر من املم و و و د‪ ،‬وقد ّدر ص و و ووالة املغرب‪،‬‬ ‫وفيما جان الش و و وويخ ً‬
‫عابر غري ‪ ،‬و مس لح ًويئا‪ ،‬فاسوتبشور الشويخ ودعا الغري الى‬ ‫اسوتوقفح ف‬
‫البيت فاعت ر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و نوواي ووينمووا الحووا ينتظر مراس و و و وويلووح الى ال لووات ال يظن ن ولوودر‬
‫ّ‬
‫ل الي ا‪ ،‬سلم الشيخ‪ ،‬ومع ّرد ال مع‪ ،‬قال‪:‬‬
‫تطمن يا حا ّ ‪ ،‬ابنك ط ّ حل ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪ 3‬شار الساية‪ :‬شار السوف ويع بح املوت‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]6‬‬

‫لم تكن عالقووة الحووا حميوود بولوودر مص و و و ووطفى مثلمووا عالقووة بنوواف‬
‫الأ ّ ب والد م‪ ،‬ولم يحد ن ّ الحا البنح و ّ ‪ ،‬واع و ّ مصطفى‬
‫للك الى الحياة القاسية لا ا ال عا لا الحا ّ صغ ًرا عد موت بيح‪.‬‬
‫ّ‬
‫تتزو عوود بيووح‪ ،‬اال ّن توودشوو‪،‬‬ ‫عوواش حميوود ي ي ًم وا‪ ،‬ورغم ّن ّم وح لم ّ‬
‫حولوح الى تلوة غوام و و و و ووة ص و و و و ّمواف‪ .‬جوان ل العوا و و و وورة يودير‬ ‫األ و‪ ،‬ل حيوا م ّ‬
‫«البكرة مع د ّح وا العم ‪ ،‬ج ووار م «الش و و و و وواي و »‪ ،‬فيس و و و وولران م ًع وا وس و و و ووقي ووان‬
‫عمح‬‫يربعون جان حميد «وس و و و و »‪ 5‬املاف‪ ،‬را ًبا دوش و و و ووة ّ‬ ‫«الچرد»‪ ،4‬وح ن ّ‬
‫ج‪ ،‬ا يحد ل‬ ‫القويات‪ّ .‬‬ ‫عثمان‪ ،‬ل ح ن تقف عمى البئر احدر النس و و و وواف ّ‬
‫ّ‬
‫غيو وواب الرجو ووال‪ ،‬وح ن ار حميو وود ّزوجتو ووح ّمو وح‪ّ ،‬زوجتو ووح قبو وو‪ ،‬ن ي ط‬
‫ّ‬
‫الفطية»‪.‬‬ ‫اروح‪ ،‬لت ر العاألة من «تحت‬
‫اعدر مص ووطفى القرية بقلي‪ ،،‬نحو ال نوب‪ ،‬وعندما غابت القرية عن‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫عمتح سارة‪ .‬لم تكن القرية‬ ‫رقا حيث قرية السا تة‪ ،‬يقصد ّ‬ ‫الع ن‪ّ ،‬توجح‬
‫عيدة‪ ،‬وقد وص ووللا ض و ًوأى‪ ،‬يمة طفال حفاة يلعبون‪ ،‬س وومع ص وووا م و م‬
‫يودورون حول نفس و و و وولم‪« :‬دردشوانوة يوا بو عبيود‪ ..‬دردشوانوة يوا بو عبيود» وي ّموة‬
‫ظ‪ ،‬جدار تنف‬ ‫صو صوغ ر وقع‪ ،‬و و يصوري‪ ،‬ف هو عح ض وز جالسوة ل ّ‬
‫جواي زوي »‪.‬‬ ‫ج ّ ة صوف ماملا‪« :‬گو گو ‪ّ ..‬‬

‫‪ - 4‬الچرد‪ :‬الحق‪،‬‬
‫‪ - 5‬وس ‪ :‬ين ش‪،‬‬

‫‪19‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫وقبلت‬ ‫ح ن و و ووا دت مصو و ووطفى ان طف قلس ا‪ ،‬ولك ّ ا سو و ووارعت للقاأح ّ‬


‫شديح ال ابل ن‪ ،‬وسو و و لتح عن كو و و ّوحتح‪ ،‬وغرفت لح من الفابية طاسو و ووة ماف‪،‬‬ ‫ّ‬
‫وح ن رب س لتح بللفة‪:‬‬
‫شي بيكم‪ ،‬بوي س مو صاير لو ش‬ ‫‪ -‬وال ّ‬
‫وتمدد عمى ر باردة‪ ،‬مر و و ووو و و ووة‪ ،‬وتم ّ ى لو ينا‬ ‫وطم م ا مصو و ووطفى‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫عمتوح‪ّ ،‬نوح ع عمى تري البيوت‪ ،‬وشو لتوح دموعوح ح ن‬ ‫قليال‪ ،‬لك ّنوح صو و و و وواري ّ‬
‫حدث ا عن قسو و و وووة شي ا‪ ،‬وطل م ا ن تقرضو و و ووح عض املال‪ ،‬ليسو و و ووافر الى‬ ‫ّ‬
‫اللوية‪ ،‬ويستطيع ن وعم‪.،‬‬ ‫لبنان‪ ،‬فقد م‪ ،‬السادسة عشرة‪ ،‬وحم‪ّ ،‬‬
‫ج ووان ووت ب روت ق وود فتح ووت بوال ووا للع ّم وال من و س و و و وونوات‪ ،‬وس و و و و ووافر الي ووا‬
‫الرج ووال والش و و و وب وواب‪ ،‬ويعودون ب ووامل ووال ل «الش و و و ووتو ّي وة» وق وود وعودون ببعض‬
‫الثيوواب املس و و و ووتعملووة‪ ،‬و الت ال م و و و و يوو‪ ،‬اليووابووانيووة الحووديثووة‪ ،‬فيقتنوم ووا و‬
‫يبيعوم ووا‪ ،‬وقوود يبقى ع و و و وولم عووا ًم وا و رر‪ ،‬وم م من ال وعود‪ ،‬وم م من‬
‫ينتف الى امليليشيات املفتلفة ما دامت تدفع‪.‬‬
‫ان‬‫العمة الع وز‪ ،‬و تمم و و يد ا املو و ووومة برس و ووو غريبة ّ‬ ‫قالت لح ّ‬
‫«املصو و و و ووار » ل ج ّو‪ ،‬مةوان‪ ،‬فيس و و و ووتطيع ن «يحوش» الس و و و ووو من «طوارف‬
‫ولكن البالد ضو وواقت عمى مصو ووطفى‪ ،‬ولم وعد‬ ‫وعف » القطن‪ّ ،‬‬ ‫الفرار»‪ ،‬و « ّ‬
‫ل امةو ووانو ووح مو ووداراة رة الغ و و و و و و ال انفجرت اليو ‪ ،‬لم ينتظر توقيو ووت‬
‫س البدلة ّ‬
‫وزر‬ ‫منتظرا شوودة الصوبايا ل األعرا ‪ْ « :‬لب ّ‬ ‫ً‬ ‫السووق الى ال ي ‪،‬‬
‫ِ‬
‫وغرب العس و ووكرية»‪ ،‬فد ّ ال و و و و و و ‪ 50‬ل رة الحمرا ل جيبح‪ ،‬ومض و و ى‬ ‫البو ‪ّ ،‬‬
‫وامية‪ ،‬حيث‬ ‫نحو املر ‪ ،‬ل ر السو ووفينة الصو ووغ رة «الاري»‪ ،‬فيعار الى الشو و ّ‬
‫املؤد الى حل ‪.‬‬‫الكروزة ّ‬ ‫طرير ّ‬

‫‪20‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]7‬‬

‫ولكن قش و و و ووعريرة‬ ‫بردا‪ّ ،‬‬ ‫ص و و و وفر ‪ .‬ليس ً‬ ‫و ر املطرة األولى‪ ،‬و و ا ّول ال ّ‬
‫مرددين‪:‬‬ ‫شفيفة صو و ووابت األوالد ال ين ير و و ووون تحت املطر‪ ،‬ضو و وواحك ن‪ّ ،‬‬
‫حبة تينة»‪،‬‬ ‫طول ووعر را و ّ را و باملدينةّ يا ج‪ّ ،‬‬ ‫«مطر‪ ،‬مطر عاص و ّ ّ‬
‫تبادل األوالد الص و و وراي‪ .‬ومألت النس و و وووة فوار البيوت‪ ،‬ينظرن الى ال و و وويف‬
‫ّ‬
‫بد‪ ،‬اي ًانا ب ّيا املظلة‪.‬‬ ‫يم وس ّ‬ ‫املنتظر‪ ،‬ي ا‪ ،‬عمى استحياف ّ‬
‫«ما و مطر عش و وورة‪ ،‬ا مطر بال ّ و وحيح» قالت ّ عناد‪ ،‬وطلبت من‬
‫وتفقد الحالل‪ ،‬و و و و ووعال حط ل‬ ‫لم الثياب عن حب‪ ،‬الغس و و و ووي‪ّ ،،‬‬ ‫ّنا ا‪ّ ،‬‬
‫رب زيد ا‪،‬‬ ‫والد عابرون‪« :‬يا ّ‬ ‫شف‪ ،،‬وص و و ووري ف‬ ‫فري ّ‬ ‫ص و و وا املقلوب‪ ،‬وس و و وورر ف‬ ‫ال ّ‬
‫ّ‬
‫و رر معاص و وويد ا»‪ ،‬ولابت الش و وومس عمى تف األفر‪ ،‬لابت و و ًويئا فش و و ًويئا‪،‬‬
‫عوادا من الحط و ‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وج ووان الغروب يؤلن بلعب ووة ج وودي وودةا ال س و و و و و ّو‪ ،‬األوالد‬
‫مةون ن دواأر حمراف‪ ،‬من‬ ‫دوروا ي وود م س و و و وورع ووة‪ّ ،‬‬ ‫وا و و و ووعلوا طرافل ووا‪ ،‬يم ّ‬
‫حيانا عمى جلود م و يوال م‪ ،‬فينقل اللع‬ ‫ً‬ ‫ر و ال مر ال اس و و ووقط‬
‫الس يب الى بةاف و لع‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫واحتفاال بموسو ووم الارد ال ديد‪ ،‬سو ووتصو وونع عناد العد ‪ ،‬وسو ووينتظر‬
‫التقلية» ب يت‬ ‫ال ميع بللفة‪ ،‬ح ن ينض و و و الطعا ‪ ،‬وتح ّ و و ور للا الع وز « ّ‬
‫ّ‬ ‫رد ّ ‪ ،1‬تص و و و و ّب وح ل « ّ‬
‫التواة»‪ 6‬ح ى وغم ‪ ،‬يم اغمس في ووح البص و و و و وو‪ ،‬املقطع‬
‫التواة من يد ا‬ ‫تحم‪ّ ،‬‬‫ُ‬ ‫ووتا تضو ّ فيح فقاعات املاف بالصوراي‪ّ ،‬‬
‫يم‬ ‫فيحد صو ً‬
‫الطويلة‪ ،‬واسك برفر فوق قصعة ب رة‪ ،‬امتألت بحساف العد ‪.‬‬
‫شازا ل «املفمر» ولكنّ‬ ‫«ايردوا ل » قووال االبن الص و و و ووغ ر‪ ،‬ولم تجوود األ ً‬
‫ال ّدة ر وود ا الى شاز يا س‪ ،‬ل س ووفرة الفي ‪ ،‬واس ووتدر ت ّن اللقيمات‬

‫‪ - 6‬ال‬
‫التواة‪ :‬وعاف لقم ال يت‪ ،‬لو يد طويلة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّْ‬
‫وال روح ّن وا عمى عمووامووك الس و و و وموواع ن‪ ،‬گللم عو ْود م‬ ‫لن تكف‪ ،،‬فقووالووت لووح‪ْ « :‬‬
‫ّ‬
‫ُش ُبوز »‪ .‬وجاف الصو و و و ّ برغيف ن‪ ،‬وجلس ال ميع‪ ،‬يحثون مالعر نحاسو و و و ّوية‬
‫الحار‪ ،‬وش ارر‪ ،‬وفا لتح‪.‬‬ ‫نحو طعا ‪ ،‬حال بي م ووينح الصيف ّ‬
‫قالت ّ مصو ووطفى «وينك يا مصو ووطفى و و و و و و و و جاعد اسو و ّ ِوو جوعان‬
‫عطشو و و و ووان بردان »‪ ،‬و اعرف ّم ووا ضو و و و ووافووت الى س و و و ووئل ووا اليوم ّيوة عنود‬
‫ً‬
‫الغروب‪ ،‬س و و و ووؤاال جودي ًودا عن الارد و ا اليو ‪ ،‬رغم ّن جوار م جواف وا قبو‪،‬‬
‫ّيا ‪ ،‬ناقلة حديث األسوتال محمود ل «التعليلة ال ورد في ا ل ر مصوطفى‬
‫ّ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬
‫اغر ْب يلوث س و و و وون ن‪،‬‬ ‫ل بي م‪« :‬االس و و و وتواز يعول‪ :‬ال ّملوة موا يص و و و و ر ْ ِزملوة‪ ،‬ال الا‬
‫ْ‬ ‫َ‬
‫وصار عسكر يلث سن ن‪ ،‬وا م ن يلث سن ن»‪.‬‬
‫ّ‬
‫جووان محمود البيطووار يتو ر جلمووات ع ّموح حس و و و و ن‪ ،‬املع و ل تلر‪ .‬جووان‬
‫حس و و و و ن البيطووار و و و و ووا هبوا ح ن ش و و و وبووت الحرب العووامليووة الثووانيووة‪ ،‬وغ ا تلر‬
‫الع ووالم‪ ،‬وي و ر يرر ل الش و و و وب وواب‪ ،‬و يف ّم م ق ّل ودوا ّ‬
‫تحيت ووح العس و و و ووكري ووة‪،‬‬
‫ولكن ث ًرا من الش و و و وبوواب ارتو ّودوا عن عقيوود م‬ ‫وق ّلودوا و و و و ووارووح «الو بووابووة»‪ّ ،‬‬
‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اللتلرية‪ ،‬عد يمتح‪ ..‬وود وا يقلدون وارب ستال ن‪.‬‬
‫عمح‪ ،‬ل قرية ناأية عمى تف الفرات‪ ،‬وقد س‬ ‫يت ّ ر املعلم الش و و و وواب ّ‬
‫األول‪ ،‬و و وعرف ّن م ووامووح‬ ‫من لل ووا م ووا يجعل ووح يتج وواوز و و و وور الرجول ووة ّ‬
‫ُ‬
‫توجوورووتو وون شووريو وونا الو ويو ‪ ،‬والم و و و و و وون‪ ،‬و و ووا ووو اآلن يوقوور « لووف ب و وواف»‬
‫عمح حس ن‪.‬‬ ‫فت شاز» ما يقول ّ‬ ‫الفلسفة‪ ،‬و مامح « ت ر ّ‬

‫‪22‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]8‬‬

‫يوما بليالي ا‪ ،‬لم د الس و و ووماف‪ ،‬مطار شفيفة‪،‬‬ ‫مرت املْ ِظ ّلة‪ ،‬اينا عش و و وور ً‬ ‫ّ‬
‫الدار ت ّر»‬ ‫حيانا‪ ،‬ول احدر األما و و و ‪ ،‬صو و وواحت ّ عناد «يا ُول ْم ّ‬ ‫ً‬ ‫واشو و و ّ‬
‫وتد‬
‫ووات من املعتاد وضع مواع ن الطعا تحت املناطر ال عيفة ل السقف‪،‬‬
‫وامتدت األيد الى مونة الش و و و ووتاف‪ ،‬ال بنة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وقد اس و و و و ّورب م ا ماف الس و و و ووماف‪.‬‬
‫ومكبو الب و ووالنج و ووان‪ ،‬والچه و و و وول‪ ،‬وامت و و ّودت األي و وود الى مون و ووة البن و وودورة‬
‫احمرت و « ّلوحت»‪ ،‬وبعد‬ ‫ّ‬ ‫الف وراف تحت التان‪ ،‬بالبحث عن ّ‬
‫الحبات ال‬
‫س و و و ووبو نب ووت عشو و و و و و ف غ ير ل األراف و و و و البور‪ ،‬و يقن وو‪ ،‬القري ووة ّم م‬
‫ّ‬
‫سيوفرون عض العلف‪.‬‬
‫وغار وسو و و ّومعون لبع و و وولم‬‫طفال صو و و ف‬
‫ف‬ ‫ول الصو و ووباي ينطلر الى مدارسو و وولم‬
‫ش ووودة‪« :‬لعب » عاج ين عن تدوير فوا لم ل عض األلفاظ ال يتوالى‬
‫يح الس ا»‬
‫يم الكس و و وور‪ ،‬امللارات ال اعبت محمود البيطار‪« :‬قل ِ‬ ‫في ا ال و و و ّوم ّ‬
‫حمادة الص ووغ ر وس ووترس وو‪ ،‬ل النش وويد غ ر مبال بتعاليم س ووتالر‪ ،‬هازا‬ ‫ولكن ّ‬ ‫ّ‬
‫ر س و و ووح‪ « :‬لبس و و و ا الحريرّ ف و و و ووكت تط ر | غى من الص و و ووبايّ غور من‬
‫ّ‬
‫لك»‪ ،‬ويت ّ د املعلم مع عبارة ”سليمان‬ ‫ج‪ ،‬اللور ِ‬ ‫الرياي | يا ِحلوا‪ ،‬اظحة‪ّ ّ،‬‬
‫العيس و و و ى“‪ .‬و و يت ّم‪ُ ،‬ح ّمادة العم ‪ ،‬ابن الس و و ووا عة‪ ،‬بثووح الش و و ووتو البال ‪،‬‬
‫ّ‬
‫وحالقة ووعرر املشو ّوو ة‪ ،‬و و ل ا ال جاف ال مكنح من حفظ قصوويدة‬
‫ّ‬
‫الحصة‪.‬‬ ‫ل م اية‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جووانووت عليووا ابنووة س و و و وطوا ل الص و و و ووف ّ‬
‫األول ي و و و و وا‪ ،‬رفقووة ح ّموادة‪ ،‬وقوود‬
‫ض ب ووا اللعب ووة ل الص و و و ووورة‪ ،‬ولك ّ ووا لم اعرف من ”مل ووا“ تل ووك البن ووت‬
‫ً‬
‫ال ميلوة‪ ،‬ال تحمو‪ ،‬لعبوة جميلوة‪ .‬ل البيوت قوالوت للوا ّملوا «ا ت وظوايف‬
‫ّ‬ ‫قبللا ّ‬ ‫نتعل‪ ،»،‬و ناي ّ‬ ‫ّ‬
‫جد ا وقال بصوت عال « الاا‬ ‫تو و و ووانروي عمى اجدادچ‬

‫‪23‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫برد عيشلم»‪ ،‬وح ن قعدوا ل الدار‪،‬‬ ‫‪ ..‬عمامك لي و ر ْر جيشلم‪ ،‬وشوالك لي و ْ‬


‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫جان يرفعلا بيديح‪ ،‬مؤدي ِن معا‪ ،‬حوارية لطيفة‪:‬‬
‫‪ -‬طاسة‬
‫‪ -‬حلي ال ّماسة‬
‫ّْ‬ ‫ّ ْ ّ‬
‫اطخ ّل ال ارمی‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ط‬
‫ف رمي ا ال د من يديح املرفوعت ن‪ ،‬الى حيث الفرش املمدودة‪ ،‬فتضحك‬ ‫ّ‬
‫عليا‪ ،‬وتقول « ّنوب»‪ ،‬ف رفع ال ّد الشو و و وواب رجليح‪ ،‬ويمسو و و ووك بيد حفيدتح‪،‬‬
‫ّ‬
‫حواري ما‪:‬‬ ‫ويسند بط ا الى رجليح‪ ،‬فترتفع رر‪ ،‬ويستعيدان‬
‫‪ -‬طاسوووووووو‪.‬‬
‫بي ووووووووووو‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬حلي ال ماسووووووووووو‬
‫ّ‬
‫طخل اال ارمی‬ ‫‪-‬‬
‫بینما األ ّ الش و ّوابة منش ووغلة مع ّملا‪ ،‬ل معال ة جرا القطن الص وولبة‬
‫املظلة‪ ،‬ويةون ل العادة ً‬ ‫ّ‬
‫سبا ل و و و «راعية‬ ‫اليا سة‪ ،‬وقد اس نق ور قب‪ ،‬يا‬
‫البيوت» اع ّود بوح اللحف‪ ،‬فمنو زراعوة القطن‪ ،‬بود النوا يميلون الى لحواف‬
‫القطن البارد ل الصيف‪ ،‬ولكن ال فراش وعدل فراش الصوف‪.‬‬
‫شر ال ّد يريد التعليلة‪ ،‬ونادت ال دة عليا‪:‬‬
‫‪ -‬اعال ول ‪ ،‬سويت لل عاجة‪.‬‬
‫وفرح ووت علي ووا ل وودي ووة ج وود ووا‪ ،‬تل ووك اللعب ووة ال تم وواي وو‪ ،‬لعب ووة مل ووا‪ ،‬تل ووك‬
‫يووا‪ ،‬ومألتح من عفارة‬ ‫املةونة من شش و ووبة ص و ووغ رة‪ ،‬لبس و و ا ال ّدة ً‬ ‫العاجة ّ‬
‫القطن‪ ،‬بوجح فق ر‪ ،‬ال تب ن معاملح‪ ،‬تممحح عليا برفر‪ ،‬واغ ّ لح‪:‬‬
‫‪ -‬سمي ا ملاّ قل يحس ا‬

‫‪24‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫عنوودمووا عووادت عليووا من املوودرس و و و و ووة ل اليو التووال ‪ ،‬شرجووت الى الحوش‪،‬‬
‫ً‬
‫و س و و و ونوودت لعب ووا الى ال وودار‪ ،‬وقوود مو ّودت تح ووا « ِجالال» نظي ًفوا‪ ،‬رفقووة ابنوة‬
‫بنيات و و و و ّودن عصو و و ووايب ن ّ سو و و ووبع سو و و وون ن ما حدا‬ ‫عم و و و و و و و و ا‪ ،‬و اغ ّ ‪« :‬يا ّ‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫يحس ووا» ول األينوواف‪ ،‬جووان‬ ‫ّ‬ ‫یجوزچن» يم تتو ر «لعب | س و و و و ّومي ووا ملووا ّ قل‬
‫ّ‬ ‫بجرارر من عيد‪ّ ،‬‬ ‫قادما ّ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫فتلقتح مبتم ة عندما توقف‪ ،‬ون ل‪،‬‬ ‫بو ا س و ووطا‬
‫رجا ورقة بي وواف مس ووتطيلة‪ ،‬وعمى اطار ا مربعات‬ ‫مد يدر الى جيبح‪ ،‬م ً‬ ‫يم ّ‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫زرقاف وحمراف‪ ،‬قاأال‪:‬‬
‫ود املکتوب لحبابت مصطفى‪.‬‬ ‫اچ ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫فرح ووت علي ووا‪ ،‬ور و و و و ووت بة و ّو‪ ،‬قو ووا‪ ،‬الى بي ووت الحمي وود ‪ ،‬وعن وود ب وواب‬
‫الحوش قاألة‪:‬‬
‫حباااااااااب البشارة‪ ،‬مكتوب من شال ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪25‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]9‬‬
‫ج‪ ،‬شو و و و ف ّ‬
‫بة‪ ،‬شو و و و ف‪ ،‬البةاف‬ ‫لم تدر عمشو و و ووة الفلف مالا تفع‪ ،،‬امتز ّ‬
‫ِ‬
‫وقبلت املكتوب‪ .‬ولك اّ‬ ‫والفري و«اللللولة» غ ر املتقنة‪ ،‬و«النع » املرتج‪ّ ،،‬‬
‫ً‬ ‫قواموت الى «الن و و و و وود» ود ّسو و و و وت يود وا تحوت فراش مق ّ‬
‫صو و و و و ‪ ،‬و شرجوت ل رة‬
‫بحاللا‪ ،‬دفع ا الى عليا‪ّ ،‬‬
‫وقبل ا‪.‬‬
‫ً‬
‫قبل ووت األ ّ مكتوب اب ووا ي وواني ووة و تبة‪« :،‬ي ووا بني ي‪ ،»،‬ور و و و و ووت الى‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫جار ا ّ عناد‪ ،‬تبش ور ا‪ « :‬ريد حدا يگرا ل و و و و و و و مكتوب»‪ .‬ووحثتا‪ ،‬وس و لتا‬
‫األوالد الو ين يلعبون ل الحوش‪ ،‬فو ر و و و و وودو وا الى ابن الش و و و وويخ‪ ،‬الو شتم‬
‫ج‪ ،‬شو و و ف «صو و وويحوا ل ّ يار» قالت ّ مصو و ووطفى‪،‬‬ ‫القر ن قب‪ ،‬سو و وونت ن‪ ،‬ويقر ّ‬
‫ور ض األوالد نحو زميللم ابرا يم‪.‬‬

‫« سم هللا الرحمن الرحيم‬


‫الى والد الحا ّ حميد العبدهللا‬
‫روي وريحوان وج ّنوة النعموان‪ ،‬ود وتروي الى ع ي القلو والروي‪ّ ،‬موا‬ ‫ف‬
‫عنا ف نا ب لف ش ر‪ ،‬وال ينقصو و و غ ر ر ية‬ ‫عد‪ ،‬ف ن جاز حسو و وون سو و ووؤالكم ّ‬
‫وجلووك الكريم‪ .‬وقوود وص و و و ولووت ب روت من ‪ 20‬يومووا‪ ،‬و نووا و و و ووتغوو‪ ،‬عوواموو‪ ،‬ل‬
‫ّ‬
‫مكبس بلوي‪ ،‬و مور جللا ب ر‪.‬‬
‫س و و ووالم‪ ،‬الى ّم‪ ،‬الع ي ة ‪ ،‬و لى اشوا‪ ،‬محمد وس و و ووالمة و شواا‪ ،‬ص و و ووبحة‬
‫عف عم العثمان‬ ‫عف جمعة السووطا وعاألتح‪ ،‬و لى ّ‬ ‫و وومسووة وفاطم‪ ،‬و لى ّ‬
‫عف الش و و و وويخ يو س‬ ‫وعو وواألتو ووح‪ ،‬و لى شو ووال عثمو ووان ال عفر وعو وواألتو ووح‪ ،‬و لى ّ‬
‫وج‪ ،‬من يقول ما ل سال ‪،‬‬ ‫فردا‪ّ ،‬‬ ‫فردا ً‬ ‫وعاألتح‪ ،‬و لى جميع العما والفوال‪ً ،‬‬
‫لح م لف سال »‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ج‪ ،‬جلمة‪ ،‬وح ن‬ ‫شد ا‪ ،‬و ّ ر سلا مع ّ‬ ‫جانت األ ّ الواللة ت ع يد ا عمى ّ‬
‫ّ‬
‫قر الول وود «الى ّم‪ ،‬الع ي ة» بك ووت‪ ،‬ولك ّ ووا ودت عمى ابرا يم‪« :‬عفي ووا اب‬
‫اگرا ل ّ يار ّانوب»‪ ،‬وقر الولد الرس و ووالة يانية ويالثة‪ ،‬واأل ّ تبة‪ .،‬وقد در ت‬
‫ً‬
‫ّن الص ووغ ر س ووئم من مش وولد القرافة والبةاف‪ ،‬فش ووكرتح‪ ،‬ود ّس وت ل يدر ل رة‬
‫بحاللا‪.‬‬
‫عوادت عمشو و و و ووة الفلف الورقوة امل شرفوة الى الظرف‪ ،‬وش ّبو وا ل ّ‬
‫عس وا‪،‬‬
‫تتلمس و و و ول ووا‪ ،‬وتت و ر جلم ووات الول وود ابرا يم الغ ووام و و و و ووة عن ج ّن وة النعم ووان‪،‬‬ ‫ّ‬
‫دمعا بصمت‪،‬‬ ‫و«حسن سؤالكم»‪ ،‬وعبارة « م‪ ،‬الع ي ة» فتب سم يم ت رف ً‬
‫طعاما م ً‬ ‫فتقرر ن تصنع ً‬ ‫ف الى مطب لا الصغ ر‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫تلفا‪ ،‬فت ر حفنة‬ ‫وت‬
‫برغ وو‪ ،‬ج وودي وود مع ش و و و و ف من الش و و و ووع ري ووة‪ ،‬وت ر من م وواعون جل وود تيم‬
‫«الظرف» م وو‪،‬ف قب و و و و و ووة ي وود ووا س و و و ووم ًن وا ص و و و ووفر اشتلط ب ووال وود س‪ .‬وتقول‪:‬‬
‫«مصطفى يح ّ الارغ‪ ،‬مع الشع ّرية»‪.‬‬
‫ّ‬
‫املظلة لحراية راض و و و ووي م‪ّ ،‬‬
‫ويمة من ال يملك ما‬ ‫يتداري الفالحون ما عد‬
‫ّ‬
‫يدفعح ل معة السطا يمن الفالي‪.‬‬
‫ال يملك جاس و و و ووم العم من مال هللا غ ر بيت متدا من الط ن‪ ،‬وولدين‬
‫كار»‪ ،‬وقطعوة ر عو‪ ،،‬عيودة عن الفرات‪ .‬لم‬ ‫ص و و و ووغ رين نجس موا «عمى م َ‬
‫ِ‬
‫يبع الكلو وو‪ ،‬غلتو ووح عنو وودمو ووا ل و و الفالحون الى فالحو ووة الترا تورات‪ ،‬ووو وواعوا‬
‫دوال م‪ ،‬بو‪ ،‬بقى علي وا‪ ،‬رفقوة «ال َفو ّدان» القوديم الو ا و و و ووترار من س و و و وطوا‬ ‫ّ‬
‫قب‪ ،‬سن ن‪.‬‬
‫يك ّودن جواس و و و ووم العم دابتوح‪ ،‬ويعيود وا الى الوراف ل حر وة معتوادة‪ ،‬ح ى‬
‫ّ‬
‫يم يو ّجوح‬ ‫تص و و و ووبح ب ن س و و و و وواعوود ال َف و ّدان‪ ،‬ف رفعلمووا‪ ،‬ويروطلمووا بووالكو ّودانووة‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫الدابة صوووب املسوواحات غ ر املفلوحة‪ ،‬يمهو ّوال ول طرف يووح شو ف من‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫ب ار الشو و ووع ر‪ ،‬قاأال‪ « :‬سو و ووم هللا الرحمن الرحيم‪ ،‬سو و ووم هللا الكريم‪ ،‬للط ر‬

‫‪27‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫وموا قس و و و ووم هللا‪ ،‬الار وة يوا ّ‬


‫رب» وموا ان يفرغ من نرر البو ار‪ ،‬ح ى وس و و و وووق‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫دابتح ل شط مس و و ووتقيم‪ ،‬ترس و و وومح البغلة الع فاف ل دوف واع ‪ ،‬وو تنوف‬
‫ً‬ ‫ّ ّ‬
‫رضا رطبة‪.‬‬ ‫بجر سكة تحر‬
‫ّ‬
‫يقف الكلوو‪ ،‬حيووا ًنوا ليقض و و و و حوواجتووح‪ ،‬و ليص و و و ووم ‪ ،‬و ل راقو الكراج‪،‬‬
‫العابرة ب ش و و ووكيال ا ال ميلة‪ ،‬و لي ج‪ ،‬من زوادتح الفق رة و و و ًويئا من الفاز‬
‫والتمر‪.‬‬
‫ّ ّ‬ ‫ف‬
‫ّبت س و و وومة باردة‪ ،‬اقش و و و ّوعر للا جلد الع وز‪ ،‬ولكنح تجلد‪ ،‬وص و و ووري ل‬
‫شط شر‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حس بتع‬ ‫غلتح ال اعررت‪« :‬دووو»‪ ،‬و م‪ ،‬شطح‪ ،‬ومض ى ل‬
‫ّ‬
‫اشلص تال ب ار اليو » ومضو و و و ى‪ّ ،‬‬
‫ولكن نينح‬ ‫مفاج ‪ ،‬فقال لنفسو و و ووح‪« :‬الز‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫صوواح العبارة ال وسووتحث في ا الدابة « ممممممممممممممم دوووو»‪.‬‬
‫ومر الرعاة الص ووغار جانبح‪ ،‬عاأدين ب غناملم القليلة الى البيوت‪ ،‬وتم ّ ى لو‬ ‫ّ‬
‫تماما ح ن ابتعد الص و ووغار‪،‬‬ ‫جان ابنح شميس بي م‪ ،‬وجانت قوار قد تال و ووت ً‬
‫فوقع عمى األر ‪ ،‬ور ر حو وود م فن ّبو وح زمالفر‪« :‬ولوووووووووو و و و وووفم‪،‬‬
‫جاسم العم وگع»‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]10‬‬

‫جانت الشو و وومس تنحدر نحو الغروب‪ ،‬و و وومس مري و و ووة اعصو و و ر سو و وولا‬
‫غيو مم ّ قو ووة‪ّ ،‬‬
‫تحوللو ووا النسو و و و و وواأم الففيفو ووة الى قطع متنو ووايرة‪ ،‬ومو ووا تلبو ووث‬
‫ف‬
‫الش و وومس ن اس و ووتع ن بم ق شرر و وولباف‪ ،‬و س و وواأرة نحو الغرب البعيد‪.‬‬
‫حينو اي‪ ،‬جوانوت جمو قلقوة تر ض نحو الش و و و وورق‪ ،‬حيوث الع وز جواس و و و ووم‬
‫العم ‪ ،‬تلحقلم س و و و وواف حوافيوات يص و و و وورشن‪ .‬ووودا جو ّن القريوة قود شرجوت عن‬
‫بكرة بي ا‪ ،‬عدما ف ّ علم األوالد‪.‬‬
‫ًّ‬
‫جان الرج‪ ،‬مبلال بالعرق‪ ،‬ح ن وص و وولور‪ ،‬وقال س و ووالم الص و ووطاف‪« :‬ال ملة‬
‫دابتح من ّ‬ ‫ّ‬
‫فةوا ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفدان عمى وجح الس و و وورعة‪،‬‬ ‫طي ‪ ،‬شلونا ناش و عمى بيتو»‪.‬‬
‫ً‬
‫يم حملوا عليووح الكلوو‪ ،،‬غ ر ّن الترا تور جووان مقبال‪،‬‬ ‫ون عوا ع ووا الكو ّودانووة‪ّ ،‬‬
‫فنقلور اليووح‪ ،‬جلس و و و ووور بجووان و الش و و و وووف ر‪ ،‬ور و و و وووا شلف الترا تور الى‬
‫البيوت القريبة‪.‬‬
‫ومددر الرجال‪ ،‬والتمّ‬ ‫مدت النس وواف فرا ً وا عمى وجح الس وورعة‪ّ ،‬‬ ‫ل البيت ّ‬
‫ّ‬ ‫النا ‪ ،‬وصورشت ّ عناد « ْ‬
‫وشر ْ ‪ ..‬شلم ال ملة ي ّنفس» واقترب منح الشويخ‪،‬‬
‫يئن ل دوف‪ ،‬ووض و ووع س و ووعيد‬ ‫وعوش الص و و ّورارة‪ ،‬وس و ووعيد الص و ووال ‪ .‬جان الرج‪ّ ،‬‬
‫ود‪ ،،‬س حرارتو مرتفعووة»‪ ،‬وقووال‬ ‫الص و و و و ووال يوودر عمى قلبووح‪ ،‬وقووال‪« :‬گلبو یو ّ‬
‫ّ‬
‫جيبونا ّ‬
‫م‪ ،»،‬فس ووقار بص ووعووة عض املاف‪ ،‬وقال‪« :‬الز‬ ‫للنس وواف الواقفات‪« :‬‬
‫تماما ل بحر الظلمات‪،‬‬ ‫ناش و عمى د تور»‪ ،‬وجانت الشو و وومس قد غطسو و ووت ً‬
‫وا و و و ووتعلت اللمبات النمرة ‪ 4‬ل القرية‪ ،‬و ضو و و وواف من عيد «لو س» واقترب‬
‫غر ليع ن النا عمى ّ‬
‫تدبر األمر‪.‬‬ ‫اب ّ‬‫ال وف‪ ،‬ال جاف بح ّ‬
‫َْ‬
‫‪ -‬ال ّ ِملة اعبان‪ ،‬الز الد تور يجيح‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫وحري بيدر‬ ‫ولكن جمعة الس و و و ووطا ‪ ،‬قا ‪ّ ،‬‬ ‫ولم ين بح حد الى الص و و و وووت‪ّ ،‬‬
‫ولكن ب وواب االج وواد ظ و ّو‪،‬‬‫جرارر‪ ،‬وق ووال‪ « :‬ن ووا رايح جي و ال وود تور»‪ّ .‬‬ ‫مفت وواي ّ‬
‫مفتو ًح وا‪ ،‬حول ك و و و و ّح وة الرجوو‪ ،،‬واج وود غ ر واحوود ل وص و و و وفووات معروفووة‪،‬‬
‫عف ‪ ،‬و و وووية لان»‪،‬‬ ‫وجافت امر ة من عيد‪ ،‬تحم‪ ،‬طاس و و و ًوة ب رة‪« ..‬ا و و وورب ّ‬
‫وجان الصوويف قد ضو ّويع اللان‪ ،‬غ ر ن وةووحة السووماع ن‪ ،‬جانت قد ا ووترت‬
‫عنزين ّول الص وويف‪ ،‬ا ووتر ما من تاجر ماع حل ‪ ،‬رمى لولد ا املفطو‬
‫ً‬
‫حديثا‪.‬‬
‫بد بالةون‪ ،‬شال ب و و ووع نجو‬ ‫ح ن وص و و وو‪ ،‬الطبي ‪ ،‬جان الظال قد اس و و و ّ‬
‫متمردة‪ ،‬و واف بوارد وش و و و ووعر ن الش و و و وتواف عمى األبواب‪ ،‬ون ل الطبيو فقوا‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫النووا بوجلووح‪ ،‬وجللم وعرفووح‪ ،‬وقووالووت ض وز مل وواور ووا‪ « :‬و ا ّو الوود تور‬
‫اار »‪.‬‬‫ْع َم ّ‬
‫شر الطبي س و و و ّوماعتح‪ ،‬ووض و و ووعلا عمى قل الع وز‪ ،‬ونظر الى عينيح‬
‫يم شر من حقيبت ووح‬ ‫وق وود طل و تقري و «اللو س» م م ووا‪ ،‬وفحص فم ووح‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ابرة‪ ،‬وطلو و م م ن وغلوا مو و ًواف ّ‬
‫ليعقملو ووا‪ّ ،‬‬ ‫ً‬
‫يم شر محلوال ومم و و و ووحوقو وا‪،‬‬
‫يم ه و و و وح و امل يب ورفع اإلبرة لللواف‪ ،‬ح ى ط ووار‬ ‫م جلم ووا عن طرير اإلبرة‪ّ ،‬‬
‫يم ع وواد الحقن ووة الى‬ ‫يم حقن املريض‪ ،‬فب وودت من ووح ّن و فة شفيف ووة‪ّ ،‬‬ ‫م ووا م وواف‪ّ ،‬‬
‫علبوة معودنيوة‪ ،‬ووض و و و ووعلوا ل حقيبتوح‪ ،‬وقوال‪« :‬ال ّمل‪ ،‬اعبوان ت ر‪ ،‬راي تو‬
‫لو عمى دوا جيبو الصبح»‪.‬‬
‫ً‬
‫ود جواس و و و ووم العم ‪ ،‬ود تمواموا‪ ،‬وانتظموت نفواس و و و ووح‪ ،‬و و و و وورب الطبيو‬
‫محي ن الع وز بتحيووة واحوودة «مووا‬ ‫يم غووادر‪ ،‬وغووادر معووح ال ميع‪ّ ،‬‬ ‫و و و و ووايووح‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫عليووح اال العووافيووة» وجووان الظال قوود س و و و وك و س و و و وووادر األليف‪ ،‬فلم يكن ل‬
‫ّ‬
‫السماف اال «النجمة واش ا»‪..‬‬

‫‪30‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫حمادة ال اس و و و ووم ل الطرير الى املدرس و و و ووة‪ ،‬عد ت يد‬ ‫ل الص و و و ووباي َ‬
‫جان ّ‬
‫ً‬
‫الش و و و و ّيواب الو ين عوادوا الع وز «غبشو و و و ووة» ‪ « :‬بوي موا بو ش و و و و ‪ ،‬ال ت و و و و ّويع‬
‫مدرس و ووتك»‪ ،‬ول الطرير جانت الع اأ املس و و يقظات ينادينح‪« :‬وال و وولون‬
‫التم حولح‬ ‫ص و و و ووار ابوي»‪ ،‬وجان القلر قد س و و و ووكن ل ص و و و وودر الص و و و ووغ ر‪ ،‬وقد ّ‬
‫األوالد‪ ،‬و شاروا األس و و و ووتال ّن با حمادة مر فج ة باألمس‪ ،‬ونظر ال ميع‬
‫ص و وة املوس و وويقا‪،‬‬ ‫الى بطللم الص و ووغ ر بوص و ووفح ي ًيما مع وقف التنفي ‪ .‬ول ح ّ‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وغنوا‪ ،‬وغ ّ ى ال ميع رغب و ووة م م‪ ،‬وتح و ووت اإلص و و و ورار‬ ‫املعلم م م ن ّ‬ ‫طل و و‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وال ديد‪ ،‬اال ّ‬
‫حمادة‪ ،‬وح ن غ ى سلمان‪ ،‬نصت ال ميع‪:‬‬
‫عمر گص و و و وور‪ ،‬فو‪،‬‬ ‫«ي و ووا فطيم ّع الغنمّ ري و ووت الغنم عيم و ووة | بوچ ّ‬
‫الگصوور شیمة» وتب ّسوم عض األطفال‪ ،‬يم م‪ ،‬سوولمان‪« :‬يا سووتاز اعطي‬
‫ْ‬
‫ازنّ شطيب راحوت | ع ّودت من ن العص و و و وورّ وريواحلوا فواحوت» وتحولووت‬
‫املعلم‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يم ةو و ووحك‪،‬‬ ‫البسو و وومات املتقطعة الى ةو و ووحك صو و ووريح‪ ،‬اسو و ووامح معح‬
‫حمادة‪ ،‬وس و وورعان ما فكف ة و ووحكتح تحت ت ني ض و ووم ر مفاج‬ ‫وة و ووحك ّ‬
‫ّ‬
‫وقد ت ر بار ل الفراش‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]11‬‬

‫ع ووادت ص و و و ووبح ووة اليوس و و و ووف من املر ول ي وود ووا يس دوي ووة‪ ،‬وق ووارورة‬
‫ّ‬
‫عص و و و و ر الارتقال املر ‪ ،‬ورمت «ص و و و وواي ا» وجلبت طاس و و و ووة‪ ،‬وملعقة‪ .‬جانت‬
‫ولكن طفلل ووا‬ ‫ف وواطم العم ش ووت املريض ت وودار ش ووا ووا ل غي وواب ص و و و ووبح ووة‪ّ ،‬‬
‫وق‪ ،‬لم ود ‪ ،‬وراي وعبوث وير ض شوار الغرفوة الص و و و ووغ رة‪،‬‬ ‫الص و و و ووغ ر الش و و و و ّ‬
‫ويقترب من شووالووح املم و ّودد‪ ،‬واأل ّ الض و و و و رة ت ر ولوود ووا عنف‪ .‬وقووالووت البن‬
‫ّ‬ ‫محمااد‪ ،‬ش حس ن‪ ،‬وروحم ُ‬ ‫شي ا الصغ ر‪ّ « .‬‬
‫العبم‪ ،‬شم ابوي يرتاي»‪.‬‬
‫متمردة عمى قانون‬ ‫وترقا من ص وويف غابر‪ ،‬وومس اش وورينية ّ‬ ‫ً‬ ‫جان ً‬
‫يوما مس و‬
‫دراعا م»‪،8‬‬ ‫ص و و وفر »‪ ،‬ت ّفف منح الرجال ال ين ن عوا «س و و وووا ي م»‪ 7‬و« ّ‬ ‫«ال ّ‬
‫وي و و ووعوم ا عمى تافلم‪ ،‬ل الدروب امل ش و و و ّوعبة نحو الارية ل الش و و وومال‪ ،‬و‬
‫الفرات ل ال نوب‪ ،‬و املر ل الغرب‪ ،‬بو وواحث ن عن بو و ار يكتو ووالونو ووح‪ ،‬و‬
‫ما و و و ووية وس و و و وووقوم ا‪ ،‬و وراف طحنة عمى ظلر حمار‪ ،‬مش و و و و ًواة‪ ،‬و عمى ظلور‬
‫ً‬
‫جر ًارا فيقف‬ ‫رجال يقود ّ‬ ‫دوال م‪ ،‬وقود تجود و و و ووا هبوا وس و و و وووق « س و و و ووةليوت»‪ ،‬و‬ ‫ّ‬
‫لعووابر راجوو‪ ،،‬وقوود يتحووديووان عن الطقس‪ ،‬فيقول حوود مووا‪ « :‬و ا ّتموز ّرد‬
‫من جديد»‪ .‬ل ح ن اعار س وويارة عمى غ ر موعد ب ن قريت ن‪ ،‬تحم‪ ،‬مري ً وا‪،‬‬
‫يرد الثا ‪« :،‬ما و و ووفت جاس و و ووم‬ ‫و وجي ً ا‪ ،‬و ص و و وواح حاجة ل املر ‪ ،‬وقد ّ‬
‫و و وولونو اليو » ف ّرد املس و و ووؤول‪« :‬بينا روي وب‪ ،‬روي»‪ ،‬ف ّرد‬ ‫العم‬
‫الساأ‪ « :،‬اي چال ُع ْمرو»‪.‬‬
‫اعر لح الع وز وهووفونتح جان‬ ‫ّ‬ ‫وعرف الد تور عمر ن اللبو ال‬
‫ّ‬
‫وروما لم تكن األولى‪ ،‬ولكن عيادتح الفق رة غ ر‬ ‫من عرا جلطة دماغية‪ّ ،‬‬

‫‪ - 7‬سواج‪ :،‬جمع سوجاية‪ :‬السترة (جا يت)‬


‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ّ -8‬‬
‫الدراعة‪ :‬سترة رجالية ترايية‪ ،‬تماي‪ ،‬ال ا يت‪ ،‬لك ا مبطنة بالفرو‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫م ّودة بما يكف‪ ،‬العناية الالزمة للع وز‪ ،‬و ّن جس و وودر املتع قد ال يحتم‪،‬‬
‫ث ًرا‪ ،‬س و و و ووب س و و و وووف اغ ية م من‪ ،‬واع و ر اق‪ ،‬ولعن الطبي ل س و و و و ّورر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفقر‪ ،‬و سوبابح‪ ،‬مت ًرا حياة لح ل حل ‪ ،‬وصورا بيح مع اللقمة ليوفر‬
‫لح ً‬
‫اعليما يلير ب جاأح‪.‬‬
‫مرت ال وجووة املس و و و ووكينووة بووح ل الص و و و وبوواي البووا ر‪ ،‬عطووا ووا عض‬‫حن ّ‬
‫ً‬
‫املقو ّيوات‪ ،‬واإلبر‪ ،‬وطلو م ووا ن اش و و و ووتر لووح برتقوواال وت ّفوا ًحوا‪ ،‬و دري ّم مووا‬
‫ومد يدر الى‬ ‫ليس و ووا ل موس و ووملما‪ ،‬ف و ووار علي ا ن اش و ووتر و وراب الارتقال‪ّ ،‬‬
‫جي بنطالح الف فا ‪ ،‬و شر شمس ل رات‪ ،‬فدعت لح املر ة‪.‬‬
‫ل اللي‪ ،‬وسو و و ووتعيد الفريف قسو و و وووتح‪ ،‬ويعاق الفقراف بارد نا و و و ووف‪ ،‬ما‬
‫يلبث ن يتص ووال مع الغرف املحكمة ب غالق‪ ،‬وقد تو ّس وطلا ص ووا ف مقلوب‪،‬‬
‫ّ‬
‫تتو ّج فيووح جمرات حطو القطن‪ ،‬مووا تةوواد يب ح ن تقلس ووا يوود «الح ّبوابووة»‬
‫ح ى اغفو‪.‬‬
‫ً‬
‫وعمى ض وووف اللمبة يص وونع ابرا يم الش وويخ يو س إلشوتح الص ووغار ظالال‬
‫يقرب اشوتح‬ ‫تماي‪ ،‬ر ال أ من يدر املحكمة ب صو ووا ع متالصو ووقة‪ ،‬وح ن ّ‬
‫ّ‬
‫ظالل ي وواد م‪ّ ،‬تز لن ووا ال و أ و ‪ ،‬و فك وح فيح وود رع وودة شوف ع ووابرة ل‬
‫جساد األبرياف الصغار‪.‬‬
‫وجان جمعة الس و ووطا يداع الص و ووغ رة عليا و شو ا الص و ووغار‪ ،‬بنش و وويد‬
‫عوابوث عود ن يم ّودوا يواد م‪ ،‬جوار ص و و و ووا الحطو ‪« :‬گوارة‪ -‬گرمیودة‪ -‬رحلنوا‪-‬‬
‫عف ‪ -‬ووويخ‪ -‬لويخ‪ -‬يدگ ‪ -‬ايدو‪ -‬باملدگاش»‪ ،‬ول‬ ‫نولنا‪ -‬بدار(ن)‪ -‬جديدة‪ّ -‬‬
‫يكف ص و و وواح اليد ال تقع علي ا العبارة األش رة يدر‪ ،‬الى ن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تظ‪،‬‬ ‫ج‪ ،‬مرة‪،‬‬
‫الي وود األش رة‪ ،‬فيغمض عيني ووح‪ ،‬ويتلقى ض و و و وورو ووات شفيف ووة من ح وود اشوت ووح‪،‬‬
‫عليح ن وعرف من و‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ً‬
‫ج ووان جمع ووة مس و و و ووتغرق وا ل فري طفول مع والدر‪ ،‬س و و و و مع ووح مت وواع و‬
‫وباحا‪ ،‬واسو و ووتمتاعح عبارات العتاب‬ ‫الحراية‪ ،‬وقنا ال أ ال يرتديح صو و و ً‬
‫ّ‬
‫ل يياب املدي‪ ،‬جلما اض و و ووطر لالعت ار عن ت ّشرر عن حراية ر ‪ ،‬وض و و ووروح‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫جديدا‪« :‬راع املص وولحة چ اب»‪ ،‬فيض ووحك ان جان قاأللا وواي ل‬ ‫موعدا‬
‫ممن و ل عمرر‪.‬‬ ‫يحتد ان سمعلا ّ‬‫ولكنح ّ‬ ‫عمر بيح‪ّ ،‬‬
‫ولكن جمع ووة اآلن طف وو‪ ،،‬يلع و بة و ّو‪ ،‬ج و ّودي ووة‪ ،‬وق وود طل و من زوجت ووح ن‬
‫ّ‬
‫مرية‪ ،‬وما جاد صووت اإلبرير‪ ،‬يب ن عن وراب‬ ‫ت وع چيدان الچا فوق ال ّ‬
‫منتظر‪ ،‬ح ى س و و و وومع ص و و و وووات لغط من عيو وود‪ ،‬بو وودا وعلو‪ ،‬وشرجو ووت املر ة‬
‫مكفلرة الوجح‪:‬‬‫ّ‬ ‫الشر»‪ ،‬وعادت عد دقاأر‪،‬‬ ‫استعلم قاألة‪« :‬هللا يكفينا ّ‬
‫عف جاسم العم ‪ ...‬مات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪34‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]12‬‬
‫ًّ‬
‫متنقال ب ن الاعة لندن‪ ،‬وصو و و وووت م رجا‪،‬‬ ‫کان الشو و و وویخ سو و و وومع الراديو‪،‬‬
‫وصو و وووت العرب‪ ،‬جان ريشو و ووتارد نيكسو و ووون و الرأيس األم رج‪ ،‬ال ديد‪ ،‬وقد‬
‫فوواز ل االنت ووابووات قبوو‪ ،‬يوم ن‪ ،‬واألشبووار تتحوود عن مل ّمواتووح الص و و و ووعبووة ل‬
‫في نا والشرق األوسط‪ ،‬والصرا عمى النفول مع السوفيات‪.‬‬
‫جان الشوويخ وضوويوفح وسوومرون‪ ،‬ويسوومعون بف ووول برنامب «السووياسووة‬
‫ب ن الس و و وواأ‪ ،‬وامل ي »‪ ،‬وجاف ابرا يم بالش و و ووا ل ابرير يتو ّس و و وط ص و و و ّ‬
‫وينية‬
‫سية‬ ‫يم سك الشا ل جؤو فر ّ‬ ‫«جاسات»‪ ،‬و ن ل الصينية عمى األر ‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫م و و و وولعوة‪ ،‬محفوفوة بو لوة ص و و و ووغ رة‪ ،‬ح ن قوابو‪ ،‬الرجوال رجو‪ ،‬م رجوا ال وديد‬
‫ّ‬
‫ب عيم االتحاد الس و و وووفياا‪ ،‬ليونيد بريجنيف‪ ،‬ف كم س و و ووعيد الص و و ووال و و‬
‫ي ناول جا الشا من الصينية ال يدور ل ا الولد‪:‬‬
‫ّ‬
‫ايبنا يطگع ايس م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وةووحك الرجال‪ ،‬وعال الضووحك‪ ،‬وسوومع ابرا يم من شالل القلقلة‪ ،‬ردّ‬
‫سالم الصطاف‪:‬‬
‫سو و و ووياسو و و ووة‪ ،‬ونيكسو و و ووون محام‪،،‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬ض ‪ ،‬السو و و ووالفة حصو و و واد‬
‫واملحام ن اطرين‪.‬‬
‫ينفض‪ ،‬ح ى سمع ال ميع عوي‪ ،‬النساف القري ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ولم يكد للك السامر‬
‫وشرجوا فازع ن‪.‬‬
‫جافت القرية عن بكرة بي ا‪ ،‬ح ى األطفال جا وا ل ح و و و ووان ملا م‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫جا وا بالفوانيس‪ ،‬ولو س ال معة السووطا ‪ ،‬ور ر الشوويخ انتظار الصووباي‬
‫امللم ن بوالقرافة مص و و و وواحف بود وا‬ ‫لغس و و و وو‪ ،‬الرجو‪ ،‬ودفنوح‪ ،‬و ح و و و وور عض ّ‬

‫‪35‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫يقر ون في ووا‪ ،‬حول ال ثم ووان‪ ،‬واع ووالى نحي و غ ر منتظم‪ ،‬وس و و و وك ووت ال مع‬
‫فج ة وسمعون صبحة ترو ما حد ‪:‬‬
‫فتح عيونو‪ ،‬ما ب‪ ،‬ش ‪ِ ،‬رب دوار‪ ،‬وجا اسماع ن العم ضروو‬ ‫«الصبح ّ‬
‫ْ‬
‫ابرة‪ ،‬وبع و وود و و و وووي‪ ،‬ن و ووادر شميس وح ّم و وادة‪ ،‬وگ و و ِوال للم‪ :‬دير ب و ووالكم عمى‬
‫ْ‬
‫شواتكم‪ ،‬ونووا ‪ ..‬ظو ّو‪ ،‬نووايم للمغرب‪ ،‬عوودين اع و ّ ‪ ،‬العش و و و و ووا زاد عليووح األلم‪،‬‬
‫فتح عيونو‪ ،‬ونا »‪.‬‬ ‫طول‪ّ ،‬‬
‫ف ّ عت عليح ال ران‪ ،‬وما ّ‬
‫وارتفع عويو‪ ،‬جوديود‪ ،‬وص و و و وواحوت شتوح فواطموة «يوا ابن ّم‪ ،»،‬وقوال رج فو‪،‬‬
‫من السوامرين ل بيت الشويخ «ارتاي‪ ،‬املوت راحة»‪ ،‬ودعا الشويخ ال ميع ن‬
‫يترحموا عمى الرج‪ ،‬بدل اللر والبةاف‪ ،‬و د الصوووت‪ ،‬وارتفع و ًويئا فشو ًويئا‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫ص و و و وووت قرافات ال تتقن التجويود‪ ،‬ولك وا تحمو‪ ،‬شش و و و ووو ًعوا ص و و و ووادقوا‪ ،‬وح ًنوا‬
‫يتدبرون مر الدفن‪ ،‬وويت الع اف‪.‬‬ ‫تيما‪ ،‬وشر عض الرجال ّ‬ ‫ً‬
‫طفاللن الى البيوت و«الصباي‬ ‫ّ‬ ‫ودعا سالم الصطاف النساف ن وعدن ب‬
‫ّ‬
‫وشف ال مع‪ ،‬ولم يبر غ ر و و و و و و ّ‬
‫واب وحيو وود يقر «وس» و«تبو وواري»‬ ‫روو وواي»‪،‬‬
‫ً‬
‫وقص و ووار الس و ووور‪ ،‬وو و ووع س و وواف ينمن قليال‪ ،‬وي و ووحون ف رس و وولن ً‬
‫بةاف‪ ،‬ونا‬
‫حمادة بجان ال ثمان‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الارية والفرات‪ .‬فقد رس‪ ،‬سالم‬ ‫تقاطرت النساف من قرر الناحية‪ ،‬من ّ‬
‫الص و و و وط وواف من ي ار وو‪ ،‬الارّي وة‪ ،‬وال ور‪ ،‬و رس و و و و وو‪ ،‬الى س و و و و وواف العش و و و و رة‬
‫املتزوجوات من غروواف ل القرر القريبوة‪ .‬وعنودموا اتض و و و و وجوح الش و و و وومس ل‬
‫الش و و و وورق جوان بحر من س و و و ووواد يمأل حوش جواس و و و ووم العم ‪ ،‬يةواد يود ببيتوح‬
‫امل و ووالو ووك‪ ،‬تو و ا‪ ،‬زمرة م ّن و ووادأو ووات س و و و و و ووا نو ووات وعمى بو وواب الحوش تطلر‬
‫احدا ّن « ّعاوة» تث ر ل صاحبا ا ول السابقات ّمة البةاف‪.‬‬
‫حبات املسووباي يقر‬ ‫جان الشوويخ ل بيتح‪ ،‬وقد صو ّومى ر ع ال ووأى‪ّ ،‬‬
‫وجر ّ‬
‫ّ‬
‫ورد ال و و و ووأى األي ر‪ ،‬ونظر الى دفتر عمى الرف‪ ،‬فو شرجووح و تو مس و و و ووتعي ًنوا‬

‫‪36‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬
‫بورقة ‘مفكرة الصباي’ «اليو الفميس ‪ 7‬اشرين الثا ‪ ،‬عا ‪ ،1968‬انتق‪،‬‬
‫يم مض و و و ى الى‬ ‫الى رحمة هللا جاس و و ووم العم املحمد العثمان»‪ .‬و غلر الدفتر‪ّ ،‬‬
‫بيت الفقيد‪.‬‬
‫الن وود وغرا بيتك» ووكت النس وواف‬ ‫«رحت عالبيت ومالگيتكّ لگيت ّ‬
‫ح ن س وومعن فاطم العم ‪ ،‬وس وواعد ا شرر جافت ل الص ووباي «نام‪ ،‬علي م‬
‫ّ‬
‫طبک یا گا ّ نامی عمى حلوين الطبا » وتملكت ش وووة البةاف جمع النس وووة‬
‫املةلوم ووات الوالل ووات‪ ،‬و ن وعش و و و وون س و و و ووواد الظلم والفقر والقلر‪ ،‬ووك ن‪،‬‬
‫رج‪ ،‬ض وز‪:‬‬ ‫واحتد اإليقا ‪ ،‬و ّقت امر ة يول ا‪ .‬فصري ف‬
‫‪ -‬حرا ‪ ،‬حرااااااااااا ‪ .‬اب ن عارت ن‪ ،‬ال اع ّبنو بالکار‪.‬‬
‫و وود البحر املوواأب‪ ،‬شال مويجووات شفيفووة‪ ،‬بو ص و و و وووات مجروحووة‪ ،‬تنظر‬
‫بح ن الى طفال صغار‪ ،‬و ّ واللة‪.‬‬
‫جل ور‪ّ ،‬‬
‫يم‬ ‫ّ‬ ‫وتودافع الش و و و وبواب الى ال ثموان‪ ،‬فحملور الى املغسو و و و وو‪ ،‬الو‬
‫ّ‬
‫حملور الى املقارة‪ ،‬فلحقتووح بنوواتووح الص و و و ووغ رات‪« :‬وين رايح وم لينووا يووابووااا»‪،‬‬
‫منس ً ا ّن ا ال يجوز‪.‬‬ ‫و عاد ّن الع وز الحكيم‪ ،‬عيون دامعة‪ّ ،‬‬
‫يحفوم ا‪ ،‬وازداد ال مع مع ارتفا و و و وومس‬ ‫وتقر ل عروة ص و و و ووغ رة‪ّ ،‬‬
‫واس و و و و ّ‬
‫ال و و و ووأى‪ ،‬وجاف رجال شرون من بيوت الع ب‪ ،‬ومن القرر امل اورة‪ ،‬وقال‬
‫سعيد الصال ل ارر ل املس ر‪:‬‬
‫‪ -‬ما اهلل ش صارت لو جنازة‪.‬‬
‫‪ -‬ما و و وواهلل‪ ..‬اليو شميس‪ ،‬ونص و و ووعبان‪ ،‬جاسو و ووم العم من ‪،‬‬
‫زع‪ ،‬حدا بحياتو‪.‬‬ ‫هللا‪ ،‬رج‪ ،‬فق ر‪ ،‬ما ّ‬
‫و ّ ث فر من الرج ووال ر وس و و و وولم‪ ،‬وتم ّ ى ث ر م م ن تةون ل ووح جن ووازة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫لو ر‪ ،‬وطلو م م الش و و و وويخ ف اللر ‪ ،‬ول ر هللا‪ ،‬وابتود يقول‪« :‬ال الوح اال‬
‫هللا» ف ّردد معح الساأرون‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫جووان القار جووا ً ا‪ ،‬فو ن لووح الرجووال س و و و وورعووة‪ ،‬ووقف الش و و و وويخ طووال ًبوا من‬
‫ال مع ال لو لتلق ن امل ّي و وت‪ ،‬يم قر و و و ووي ًئ و وا من ي و ووات القر ن الكريم‪،‬‬
‫ََ َ‬ ‫ّ‬
‫وشاط املتولى‪« :‬يا جاس و و و ووم‪ ،‬يا ابن دلة‪ ،‬الا جافي امللةان املو الن بك‪،‬‬
‫وسو و و و و الي من رووك وموا دينوك ومن نب ّيوك فقو‪ ،‬للموا‪ :‬هللا رب‪ ،،‬واإلس و و و ووال‬
‫ّ‬ ‫ف‬
‫ومحمد صمى هللا عليح وسلم نبي ‪ ،‬واستطرد الشيخ‪ ،‬وال مع مطرق‪،‬‬ ‫دي ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وج‪ ،‬م م يمسووك قب ووة تراب‪ ،‬الى ن فرغ الشوويخ‪ ،‬وحث التراب عمى القار‪،‬‬
‫فتبعح ال ميع‪ ،‬وقفلوا عاأدين‪.‬‬
‫ول س و و و و وواحووة غ ر عيوودة عن بيووت املرحو ‪ ،‬جووان بيووت و و و ووعر م ومس‪،‬‬
‫يمت ّود‪ ،‬وو و و و وعوة و و و وبواب يم ّودون اللبوابيود والبس و و و ووط‪ ،‬و يئون املف ّواد لع اف‬
‫طوي‪.،‬‬

‫‪38‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]13‬‬

‫و ّع وت س و و و وع وودة الح ّم واد ‪ ،‬وفلم ال ميع ّع واو ووا‪ ،‬قب وو‪ ،‬ن ت و و و وويع ل‬
‫َ ْ‬
‫یح ِرف ظعونّ لو و و َ َع ِو َع ْو ال ي مطعون»‪،‬‬ ‫العوي‪« :،‬لو(ن) البچ ینفع‬
‫وردت علي ووا ف وواطم العم ش ووت املرحو ‪« :‬س و و و وويب وواطلم ب وواملوي مب ّ ش ووال ووك‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫لبح‪ ..‬و ْرواي يا ب » ووكت النساف بحرقة‪ ،‬بك ن فقد األي‪ ،‬وت رت النساف‬
‫من فقدن‪ ،‬فبك ن و ّع ن‪ ،‬و ا بحر الس و ووواد املنتظم ل الغرفة الص و ووغ رة‪،‬‬
‫ألن الغرفووة ال تكف‪ ،،‬وم ر ّن‬ ‫للن بي ًتوا ص و و و ووغ ًرا ّ‬
‫واقترحووت احوودا ّن ن يبنوا ّ‬
‫شاتون العم املر ة الش و و و ّوابة ال شتمت القر ن ل غفلة عن ع ن العش و و و رة‪.‬‬
‫ويخ عابر حلقة‬ ‫جدا‪ ،‬ح ن قا و و ف‬ ‫جان للك قب‪ 10 ،‬س و وون ن‪ ،‬وجانت ص و ووغ رة ه‬
‫تحفيظ ل بي م‪ ،‬ولم يجد الحا عم غ و و وواضو و ووة من اعليم ابنتح‪ ،‬وقال ل‬
‫ح ن‪« :‬بواچر تگرا ل شتموة الا متوت»‪ .‬م ر ّن شواتون‪ ،‬فواس و و و ووتمعن الي وا عود‬
‫نووة عاف مس و ووتفي و ووة‪ ،‬ففتحت شاتون م و ووحفلا القديم ال اس و ووتو بح‬
‫للوا والود وا من حلو ‪ ،‬من مكتبوة ل جو ّ الق ّبوة‪ .‬وقر ت شواتون‪ « :‬س و و و ووم هللا‬
‫الرحمن الرحيم‪ ،‬تباري ال بيدر امللك و و عمى ش و و و و ف قدير‪ » ...‬و ملت‬
‫بص و و و وووت ح ين ووادذ‪ ،‬وجووانووت تحفظ و ر الس و و و ووورة‪ ،‬واس و و و و ر عينووا ووا ب ن‬
‫جو من السوكينة‬ ‫حنونا‪ ،‬وسواد ّ‬‫دمعا ً‬ ‫السوطور مسوت س ًوة ل ا‪ ،‬وت رف ل دوف ً‬
‫للك البحر ال جان عال املو قب‪ ،‬قلي‪.،‬‬
‫وجووان الرجووال قوود عو ّودوا للع اف عو ّودتووح‪ ،‬وانتظروا القووادم ن من الش و و و وورق‬
‫ولكنح ع اف العش رة جاملة‪،‬‬ ‫والغرب‪ ،‬فل ا ليس ع اف جاسم العم وحس ‪ّ ،‬‬
‫الارية وال ور‬ ‫ج‪ ،‬حدب وصو وووب‪ ،‬سو ووي تون من قرر ّ‬ ‫وسو ووي ا‪« ،‬املسو وواي ر» من ّ‬
‫ج‪ ،‬من سو ووبر‬ ‫وامية‪ ،‬من مسو ووكنة ودير حافر والكسو ورات‪ ،‬من ّ‬ ‫ومن قرر الشو و ّ‬
‫ن س و و ّ روا علي م‪ ،‬وس و ووي ا‪ ، ،‬املص و وولحة ي ً و وا‪ ،‬س و ووي ا‪ ،‬ص و وودقاف جمعة‬

‫‪39‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬
‫الس و و و وطوا ‪ ،‬والحوا حميود ‪ ،‬وس و و و ويو ا‪ ،‬زمالف املعلم‪ ،‬و شوان الش و و و وويخ‪ .‬ولن‬
‫امتد «الع ا» الى رم ان‪.‬‬ ‫وروما ّ‬ ‫األيا ‪ّ ،‬‬ ‫تكف‪ّ ،‬‬
‫يتعلم الشباب الصغار عبارات «الع ا»‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫يدرسلا الكبار للصغار «وسلم‬
‫ال و ووديون واإليوم و ووان«‪ ،‬وعون و وودم و ووا وشو و و و وورووون الوقولووة ال يوقوولوون «دايوم و ووة» ب و وو‪،‬‬
‫وس و و و و بدلون ل ا «باالفراي» و «هللا يرحمو»‪ ،‬وعندما يدار الطعا يج ن‬
‫ي جلوا بحس و و و وواب‪ ،‬دون م م و و و و وولية‪ ،‬فالعيون ترص و و و وود مجتمعات «الع ا»‬
‫ً‬ ‫بح ر‪ ،‬وورغبة ل تص و و و ّويد ّ‬
‫ج‪ ،‬س و و وولوي شار عمى النس و و وور‪ ،‬وس و و وويةون ماأدة‬
‫لحديث تال‪.‬‬
‫ً‬
‫وجافت وفود املع ين‪ ،‬جافت ضو ووأى‪ ،‬وجافت قبي‪ ،‬صو ووالة الظلر‪ ،‬وفود‬ ‫ّ‬
‫محملو ووة بو ووالفراف واملو وواع والنعو ووا الس و و و وومينو ووة‪ ،‬و يو ووا ال ّس و و و وكر ّ‬ ‫ّ‬
‫والرز‪،‬‬
‫وسوتقبللم رجال القبيلة‪ ،‬وي ش وم م الى صودر امل لس‪ ،‬ول بيت اسوماعي‪،‬‬
‫الفبازات وشعلن الحط‬ ‫مقر العمليات‪ ،‬جانت ّ‬ ‫العم امل اور‪ ،‬ال صبح ّ‬
‫تحت صو و وويجان ياوية‪ ،‬وجان الشو و ووباب ي بحون وليمة اليو ‪ ،‬عد ن ي ش وا‬
‫التعليمات من سووالم الصووطاف‪« :‬البحم يال ‪ ..‬يال بكفاية» في بون الى‬
‫ويظ‪ ،‬اسو و ووماعي‪ ،‬العم‬ ‫ّ‬ ‫الدواب» وي تارون ةو و ووحايا اليو ال ديد‪.‬‬ ‫«صو و و رة ّ‬
‫ّ‬
‫چم ع و ووة»‪ ،‬ولك ّن‬ ‫شلم للو ووا اليتو ووامى ّ‬ ‫داع ًيو وا لالشتصو و و و و ووار‪ « :‬اين ن ب يو ووادة‪..‬‬
‫ّ‬
‫املفاج ت غ ر ال ّسو و ّارة اعط‪ ،‬عم‪ ،‬املطبخ اليوم‪ ،،‬ح ن ي ا‪ ،‬مس وويار جديد‪،‬‬
‫والطعا عمى و ك ال ا ية‪ ،‬في طرون الى لبح جديد‪.‬‬
‫وجوواف رأيس املففر رفقووة ياليووة من الش و و و وورطووة‪ ،‬جوواف س و و و ويووارة النوودروفر‬
‫ً‬ ‫رص و و وواص و و ووية‪ّ ،‬‬
‫وتلقا م جمعة الس و و ووطا ‪ ،‬فارتبك الحاض و و وورون قليال‪ ،‬ووقف‬
‫ال ميع‪ ،‬وجاف األسو و و ووتال محمود رفقة زميل ن لح من مدرسو و و ووة قرية النايفة‪،‬‬
‫ّ‬
‫فواشتبو الطالب‪ ،‬واشتفوا فجو ة‪ ،‬وظلرت مالمح الرعو عمى األبنواف واآلبواف‪،‬‬
‫ولم يجد الحا ّ حميد غ ر عايد ي د ال و و وويوف‪ ،‬فس و و وواعدر اس و و ووماعي‪،‬‬

‫‪40‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ً‬
‫العم ‪ ،‬و وصو و و ى الحا ّ رجال من القبيلة ل ور و و ووة الطعا ن ّتموا بطعا‬
‫ّ‬
‫االستازية»‪.‬‬ ‫رأيس املففر‪ ،‬و«‬
‫يح و و و وور الش و و و وويخ فيحو ّودث م عن املوت والحسو و و و وواب‪ ،‬عن اآلشرة وال ّنوة‬
‫ويرد عمى س و ووئل م‪ ،‬وتدور‬ ‫والنار‪ ،‬وعن فراأض الوض و وووف‪ ،‬و رجان الص و ووالة‪ّ ،‬‬
‫يصس ا عايد باحترفية ديدة‪ ،‬وينتظر ّ ة‬ ‫املر‪ّ ،‬‬
‫املرة بطعملا الالل ّ‬ ‫القلوة ّ‬
‫الفنجان ج‪ ،‬ينتق‪ ،‬الى اليم ن‪ ،‬ول ال اوية يح ّ ور الش ووباب الش ووا والقلوة‬
‫واألراگی‪ ،،‬وغ ر عيد يقف طفال صو و ووغار حفاة يراقبون املشو و وولد بف و و ووول‬
‫وملابة‪ ،‬ف لا انحس و وورت الش و وومس‪ ،‬وغادر املس و و ّ رون‪ ،‬جلس و وووا ادأ ن‪ ،‬وقد‬
‫املرة‪ ،‬فيف عون من طعملوا‪ ،‬وقود وغوافو‪ ،‬و و و وقوا م‬ ‫تمت ّود يواد م الى القلوة ّ‬
‫رگيلو ووة ل ال اويو ووة فيش و و و ووفط من شرطوملو ووا َنف ًس و و و و و وا‪ ،‬ويطرب األوالد ملر ر‬
‫فقاعات املاف ل حو ال جا ‪ ،‬وص و و وووت القرقرة‪ ،‬الى ن وس و و وومعوا ص و و وووت‬
‫عايد القاد من عيد‪« :‬والي»‪.‬‬
‫يلتم السو و و و و ووا رون حول ال مرّيو وة‪ ،‬وق وود سو و و و و وودل الش و و و وب وواب‬
‫ول اللي وو‪ّ ،‬‬
‫«الرواق»‪ ،‬و و و و وعو وو‪ ،‬عو ووايو وود «اللو س»‪ ،‬وجو وواف و و و وبو وواب شرون لم يةونوا‬
‫ي ووداومون مع الق وواأم ن عمى «الع ا» يتق و ّودملم حم وود االس و و و وم وواعي وو‪« :،‬اليو‬
‫ّ‬
‫شلص و و و ونوا الفتموة الثوالثوة»‪ ،‬فيتلقون عبوارات الثنواف من ال والس و و و و ن‪ ،‬ويم ّود‬
‫لة‪ ،‬قارذ‪ ،‬فيس و ووتبش و وورون‬ ‫مانحا ل ًرة واحدة‪ّ ،‬‬
‫جمعة الس و ووطا يدر الى جيبح ً‬
‫بواألعطيوة الثمينوة‪ ،‬وينظر للم الش و و و وبواب واألوالد الحفواة وقود ظلرت علي م‬
‫الغ رة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫داوموا عمى القرافة يواموا وجووان املتعلمون من الرجووال وغش و و و ووون مجلس‬
‫القرافة‪ ،‬وقد ّ‬
‫يوزعون السوور عمى الشوباب‪ ،‬وقد وشوارجوم م ل قرافة سوورة‬
‫تفوق طالب الش وويخ‬ ‫يم ينص وورفون الى «بيت الع ا»‪ ،‬ويلحظون ّ‬ ‫و س ووورت ن‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫عمى طالب «االستاز»‪ ،‬قليم الفارة‪ ،‬مع مطالع السور « لم‪ ،‬ق‪ ،‬ليعص‪»..‬‬

‫‪41‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫حرموا الت وودريس‪ ،‬فرص و و و و ووة لالنتق ووا من «اس و و و وت ووازّي وة»‬ ‫فيج وود الكب ووار ال و ين ّ‬
‫املستقب‪.،‬‬
‫ً‬
‫ح ن عطتح عمش و و و ووة الفلف ل رة لم يص و و و وورفلا ابرا يم الش و و و وويخ يو س‪.‬‬
‫قووالووت لووح ّموح‪ « :‬ووا ووا ‪ ..‬غ ّ لووك ا ّيوا ووا»‪ ،‬واليو تن و و و و ّوم الى ل رتووح تلووك ل رة‬
‫شرر‪ ،‬و دري الف ن للعلم يمرة‪ ،‬و ووا و ي و وقل ووا‪ ،‬فمض و و و و ى الى تب ووح‪،‬‬
‫وتعينا ب و وووف الفانو الهو ووحيح‪ ،‬يقر و و ًويئا يفلمح من دون االسو ووتعانة‬ ‫مسو و ً‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫بمدر ‪ ،‬ولم يجد ما يقر غ ر نص ووور درو النحو‪ ،‬وليتمث‪ ،‬ش ووفوص وولا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ولك ّنوح ت ّ ر ح ّموادة‪ ،‬الولد الي يم‪ ،‬ف ش عمى نفس و و و ووح ن وعلموح‪ ،‬و ن يةون‬
‫يم قا ود ّ الل رة الثانية تحت س و و ووا الس و و وودو املث ّ‬ ‫مدرس و و ووح الص و و ووغ ر‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫عناية تحت «الن د»‪.‬‬
‫ّ‬
‫ولو بوي و ووت «الوعو ا» ت و ووداول الون و ووا شوب و ووار ال و وودنوي و ووا موع املوعو يون‪ ،‬شوب و ووار‬
‫فلسو ووط ن‪ ،‬وعبد الناصو وور‪ ،‬ونيكسو ووون ووريجنيف‪ ،‬و شبار القطن والفالحة‬
‫واملحل ة والفرات‪ ،‬و سو ووعار الغنم ل «الب زار»‪ ،‬و سو ووعار السو وولف للموسو ووم‬
‫املقب وو‪ ،،‬واألي ووا الب وواقي ووة لرم و و و و ووان‪ .‬وتب ووادلوا ض و و و وي وواف ووة التتن‪ ،‬دفعوا تج ووار‬
‫ولفوا الس و ووةارات‬ ‫ع و وولم العل املعدنية املت مة بالغاز ودشان الق ر‪ّ ،‬‬
‫بودفواتر الشو و و و ووا ‪ ،‬و و و و وورووا من األراگيو‪ ،‬التن ّبواي املح ّ و و و ور عنوايوة‪ ،‬وظلرت‬
‫ق ّوداحوة الرو س و و و ووون املليبوة ل يود جمعوة الس و و و وطوا ‪ ،‬وجواف عوايود بوال مر من‬
‫ّ‬
‫ال مريووة لا ووا‪ .‬وقبوو‪ ،‬ن يكف «الع ا» جوواف الحووا ّ حميوود ‪ ،‬وجلس جووانو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جمعة السو و و ووطا ‪ ،‬وجلمح بصو و و وووت عال ليسو و و وومع ال ميع‪« :‬لي نلو العرب‬
‫سو ووالفة فلسو ووط ن احنا بي اش ر م م ا ال ملة ال و و و و و و مات باچر تفض‬
‫الف و و و ووي و و و و ووة‪ ،‬وجو ّو‪ ،‬واحوود يروي بحووال س و و و ووبيلو‪ ،‬و املرة والع ّ وان و و و و و‬
‫وس و و و و ّووون »‪ .‬و طرق جمعووة‪ ،‬وغوواب ال و أ و ال و جووان ل ص و و و و وودرر‪ ،‬وغوواب ووت‬
‫الثعال ي ً ا‪ ،‬وقال «ش ر ان اهلل»‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]14‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬صايم اال مفطر‬
‫‪ -‬صايم‪.‬‬
‫ُ ْ ْ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫‪ -‬افتح َ‬
‫ايمك‪ ،‬ومد لسانك تا‪ ..‬وف‪.‬‬
‫ّ‬
‫ول دق وواأر قليالت عرف الطالب من و الصو و و و و وواأم‪ ،‬ومن و املفطر‪،‬‬
‫فو وووا ل م‪ ،‬وس وومع املعلم و و ل غرفتح س ووماف من فطروا‪ ،‬وقد س و ّومو م‬
‫يردون بح ‪« :‬الفاس و ووود چل ا ود»‪ ،‬فاب س و ووم‪ّ ..‬‬
‫يم‬ ‫علنا‪ ،‬وس و وومع املفطرين ّ‬ ‫ً‬
‫ةحك‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويتقد‬ ‫وت يد ال لبة وال وضاف قب‪ ،‬ن يقر العريف جر الصباي‪،‬‬
‫املتوجس و ووة‪ ،‬وقد جاف وقت التفتي عمى النظافة‪ّ ،‬‬
‫ومد‬ ‫ّ‬ ‫األس و ووتال الص و ووفوف‬
‫ّ‬
‫األياد ال تمش و و وقت من برد الفريف النا و و ووف‪ ،‬و ال تلبث الص و و ووفوف ن‬
‫ت و وودش و وو‪ ،‬ل و وودوف غرفت ن متج و وواورت ن‪ّ ،‬‬
‫تجمع في و ووا طف و ووال القري و ووة‪ ،‬م و ووا‬
‫مس و و و ووتطي‪ ،‬شش و و و و س و و و ووود‪ ،‬و د الس و و و وواحة ال جانت قب‪ ،‬قلي‪ ،‬مس و و و و ً‬
‫ورحا‬
‫للصراي وال لبة‪.‬‬
‫الورد‪،‬‬ ‫يمن س و و ووةون ص و و ووبار ل اليو األول من رم و و ووان‪ ،‬لوال قافلة ِ‬
‫املحمل ووة بارامي وو‪،‬‬ ‫وق وود ّاتجل ووت «ال ِع و ووات نحو ال نوب‪ ،‬عمى ظلور الحم ر ّ‬
‫ّ ّ‬
‫ولن‪ ،‬جلما مررن ببيت‪ ،‬وما ان تتةام‪ ،‬القافلة‬ ‫املاف الصووغ رة‪ ّ « ،‬رن»‪ 9‬ع و‬
‫الورادات»‪ ،‬وقوود تووداولن حوواديووث القريووة‪ ،‬موا ووا‬ ‫ح ّ ى ي و ان ل «حووديووث ّ‬
‫و حيائ ا‪ ،‬و و و ووبال ا وونا ا‪ ،‬و شبار العش و و وور وال وا ‪ ،‬فموس و و ووم القطن عمى‬
‫األبواب‪ .‬ول الطرير املمت و ّود نحو سو و و و و وواع ووة تةون الق ووافل ووة ق وود اس و و و ووتوف ووت‬

‫‪ ّ - 9‬رم ّن‪ :‬يدعوم ّن‬

‫‪43‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫وغن ن ان شال الطرير من ع ووابر و را قري و ‪ ،‬و و و ووي ًئ وا من‬ ‫األح ووادي ووث‪ ،‬وق وود ّ‬
‫يؤدين غنية جماعية يطرون للا‪ّ ،‬‬
‫ولكن‬ ‫ال و و و و و و و و«ناي‪ »،‬و «الس و و ووويحم »‪ ،‬وقد ّ‬
‫الص و و و ويوا يحكم ال ميع بملوابتوح‪ ،‬فقود شال ال ّو تقري ًبوا من العوابرين‪ ،‬شال‬
‫دوال م ل األر‬ ‫رعوواة و و و وبوواب وش و و و ووعلون «الطرطيع» اليووا س‪ ،‬وقوود تووا ووت ّ‬
‫املفلوحة‪.‬‬
‫يوما‪ ،‬س و ووكتت ص و وووات املم و و ّ الت و«الرواد »‪،‬‬ ‫شالل شمس و ووة عش و وور ً‬
‫وابتعدت النساف عن الرجال‪.‬‬
‫و ّود الش و و و وب وواب «بي ووت الع ا»‪ ،‬وطوور ل وودوف‪ ،‬تح ووت األعم وودة‪ ،‬واألوت وواد‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والحبال‪ ،‬ووض و و و ووعوا فوقح األروقة‪ ،‬وت ر س و و و ووالم الص و و و ووطاف ّيا الرحي‪،‬‬
‫ّ‬
‫والنزيو‪ ،،‬وتح ّس و و و ور‪ ،‬وم ّود يودر الى «ص و و و ووفط التتن» وتو ر ّنوح صو و و و وواأم‪ .‬وقبو‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ا تمال ّد البيت‪ ،‬جان الحا ّ حميد وجمعة السطا ينسالن من املشلد‬
‫ل دوف‪ ،‬ويم يان الى بيت املرحو ‪.‬‬
‫ّ‬
‫لم تنم ص و و ووبحة اليوس و و ووف عد الم و و ووحور‪ ،‬ظلت ل حديث مع قريبة للا‬
‫عم ووا‪ ،‬ول‬ ‫ج ووافت من الش و و و و ووام ّي وة‪ ،‬وج ووان ووت ق وود علم ووت مت و ّش ًرة بوف وواة ابن ّ‬
‫الص و و و وبواي ان و و و و ّموت الي موا شوت املرحو و ّ عنواد وعمشو و و و ووة الفلف‪ .‬ووود‬
‫و و و ووعور بالقلر ينتاب األرملة ال ديدة‪ ،‬و و و ووعور ب ّن ا الحش و و و وود س و و و وووف‬
‫ينفض عوود قليوو‪ ،،‬عوود يو و يوم ن‪ ،‬مووا دا «بيووت الع ا» قوود ام و ّود‪ ،‬وح ن‬ ‫ّ‬
‫قب‪ ،‬الحا ّ حميد ‪ ،‬رفقة الش و و و وويخ‪ ،‬وجمعة ال اس و و و ووم‪ ،‬جان القلر قد مأل‬
‫صدر ا ل واف شانر‪.‬‬
‫س الأ ّ بوودر‬ ‫وه‪ ،‬و بو شميس فجيوودة‪ّ ،‬‬ ‫‪ -‬يووا ّ شميس‪ ،‬املوت حو ّ‬
‫من امل ّي وت‪ ،‬وان و ِوت ش ووت رج ووال‪ ،‬وعن وودچ ويالد زغ ووار‪ .‬وس و و و وك ووت الح ووا ‪ ،‬يري وود‬
‫الوصول الى الفكرة التالية‪ ،‬فتداري جمعة املوقف‪ ،‬و م‪:،‬‬

‫‪44‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫‪ -‬احنووا عون هللا لل‪ ،‬واشوت ‪ ،‬و رر الو و و و و و و و و حوالي چووانم یتووامی‪،‬‬
‫ودر ْ ‪ .‬البواري فلحنوا العوا من جوديود‪ ،‬ووو رنوا وا بوالترا تور‪ ،‬واليو جينوا‬ ‫وصو و و و و َ‬
‫سلم الحالل الو ّ‬
‫ظ‪ ،‬من املسيار‪ ،‬ووام التعاز ‪.‬‬
‫ّ‬
‫كم ‪ 6‬ع ات‪ ،‬وچیس ن ّرز‪ ،‬و‪ 3‬چیا سکر‪.‬‬ ‫ظ‪ْ ،‬ل ْ‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫وجادت ن تفتح فا ا د شو ووة لل ا ‪ ،‬لك ا اسو ووتدر ت‪ ،‬ول مت د شو و ا‪،‬‬
‫ق وواأل و ًوة‪« :‬ع ووامود بي راي‪ ..‬م وواري يرجعو حالل ال وودني ووا» ولرف ووت دمع و ًوة‪ّ ،‬‬
‫يم‬
‫بكت‪ ،‬وتدراي الحا ّ املوقف‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يورحوموو‪ ،‬احون و ووا وعورفو س و و و وبوع و ووة‪ ..‬ال ال ال‪ ..‬وگ و ووت الوبوچو راي‪،‬‬
‫ّ‬
‫و طرقت ّ شميس مس لنفسوولا ّن «وگت البچ بل »‪ .‬و ملت النسوووة‬
‫م ووا وقف عن وودر الرجالن‪ ،‬عب ووارات ال ه و و و و يع والعت وواب‪ ،‬فس و و و ووكت ووت املر ة‪،‬‬
‫وانتظر ال ميع جلم ووات الش و و و وويخ ال ح و ّودي ووا عن واج و املرحو علي ووا ل‬
‫بالعدة‪ ،‬والدعاف لح‪ ،‬وتروية األوالد تروية صالحة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫االلتزا‬
‫ّ‬
‫ازدحاما ما وولد اليو ‪ ،‬لم اس ووع الفم ووحة‬ ‫ً‬ ‫لم وش وولد دجان الحا ّ عم‬
‫ّ‬
‫الصو ووغ رة زواأنح‪ ،‬فجلسو وووا ما الدجان عمى را و و صو ووغ رة ال تةاد اسو وومح‬
‫لل ووالس ن يث ر بت ووح‪ .‬وج وواف غرو وواف من ش ووار القري ووة يبحثون عن التمر‬
‫والت ن وعل السردين‪.‬‬
‫وجوان الحوا ّ قود جلو من مر النواحيوة شص و و و وفوة من تمر عرام قوديم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫وتي ًنو وا ّ‬
‫مجف ًفو وا ل رتونو ووات ص و و و ووغ رة‪ ،‬وط ّيو وات قمر الو وودين مغلفو ووة بنو ووايلون‬
‫و ّوفاف‪ ،‬ولم ي ‪ ،‬األمر من رفا ية عالية ال جل ص ووندوم ّتفاي وورتقال‪،‬‬
‫يطلس ما العابرون الغرواف‪ ،‬و لوو املرف و و و و ى امليس و و و ووورون‪ .‬ونظر اس و و و ووماعيو‪،‬‬
‫العم الى الصندوق‪ ،‬وقال‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫حة بي املردقان‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬يمان ن جرش الكيلو‬
‫ً‬
‫و طرق اسماعي‪ ،‬قليال‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫طية گمر الدين‪ ،‬وه و و و و ّ للا الدفتر‪ّ ،‬‬
‫ومد الحا ّ يدر الى‬ ‫‪ -‬اعطي ّ‬
‫وطر ب طو ملونة م ش ووابكة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫يم ش قلم الرص ووار من‬ ‫دفتر س ووميك مس و‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫هحاب الغلة‪ ،‬وفتح الدفتر عمى صفحة اسماعي‪ ،‬العم ‪ ،‬و ت ‪:‬‬
‫طية مر الدين ‪ 21‬اشرين الثا ‪ .،‬وه ّ ‪ ،‬السعر ل قص ى اليم ن‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جوان دفتر الودجوان طريقوة الحوا ّ األ ّم لتنش و و و وويط حر وة الودجوان املحوا‬
‫مرت ن ل الع ووا ‪ .‬وج ووان‬ ‫مرة و ّ‬ ‫تمر ل م «املصو و و و و ووار » ّ‬ ‫ب و وواأن قليم الحيل ووة‪ّ ،‬‬
‫يقدر م م وس و و ووتطيعون الوفاف‪ ،‬و يتو ّس و و وم في م الرغبة ل‬ ‫يدين من ّ‬ ‫الحا ّ ّ‬
‫منتظرا موس و و و ووم الحنطة و القطن و بيع الص و و و وووف‬ ‫ً‬ ‫الوفاف‪ ،‬و ألمر طارذ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والس و و و وومن ل الرويع‪ ،‬وال وعد الحا طريقة الس و و و و يفاف دينح‪ ،‬ولكنح يقع ل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفخ من ح ن الى شر‪ ،‬وق و وود علمت و ووح تج و ووارو و ووح تل و ووك ال ي ي و وود مبل ال و وودين‬
‫ض وعح»‪ 11‬الداأن وس و ّووف لح‪ .‬عدما اس ووتدان منح‬ ‫طلية»‪ 10‬ملما «تر ّ‬‫للو و و و و و«و و و و و و ُوب ّ‬
‫حد م مو ّاد و«مصو و و ووار » وقد اسو و و ووتوفار موسو و و و ًوما عد موسو و و ووم‪ ،‬فماطلح‪،‬‬
‫ولكن الرج وو‪ ،‬احت ووا ‪ ،‬فج وواف الح ووا ّ‬ ‫و دري الح ووا ّ ن «املص و و و و ووار راح ووت»‪ّ ،‬‬
‫مت ّر ًعا‪:‬‬
‫وفيك ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬دي ّ م ْ‬
‫االول والتال ‪.‬‬ ‫يت ورگة‪ ،‬وا شاهلل‬ ‫ِ‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬ابن اشو «مصاري‪ ،‬ماتن‪ ،‬الحگلن ب فن »‪.‬‬

‫‪ُ - 10‬‬
‫البطلية‪ :‬ال ين الينوون سداد الدين‬
‫ّ‬
‫‪ - 11‬يترضع‪ :‬مقلوب يت ر ‪ :‬وستعطف‬

‫‪46‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫قررن مالا يطب ن اليو ا‬ ‫ول ال و و و و و و «عصو و ر ال غ رة»‪ ،‬تةون النسو وواف قد ّ‬
‫ويوةوون األوالد ق و وود ع و ووادوا مون امل و وودرس و و و و و ووة موحو ّمولو ون ب و وواألح و ووادي و ووث والوتوع و و‬
‫األملات عمى ا مال الصو و وويا ‪ ،‬والظفر ب فطارية‬ ‫و«الوظاأف»‪ ،‬ف هو و و علم ّ‬
‫من ال وودج ووان‪ ،‬عض ح ّب وات من التمر والت ن‪ ،‬ويةون ص و و و و ووا الن ووار ق وود ّ‬
‫جل‬
‫طعم شر‪.‬‬ ‫ليةون مجمرة ل اللي‪ ،‬ليةون لإلفطار ف‬

‫طية قمر الدين‪ ،‬وس ووك املاف فوق‬ ‫ص ور اس ووماعي‪ ،‬العم بيدر نص ووف ّ‬ ‫َع َ‬
‫ً‬
‫الارتقالية النا وفة‪ ،‬وانتظر قليال‪ ،‬يم مرسولا بيدر‪ً ،‬ويئا فش ًويئا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫الصوفحة‬
‫ًّ‬ ‫ً‬
‫ماف رر‪ ،‬ومأل قمر الدين الساأ‪« ،‬جدرية» صغ رة‪.‬‬ ‫يم سك‬
‫ولحر الحا ّ عم الش وويخ الى املم و د قب‪ ،‬الغروب‪ ،‬وقد د ت س وراب‬
‫الكراج‪ ،‬الى ال نوب‪ ،‬وج م ا صو و وواأمة ا اليو ‪ ،‬فل ّ الحا ر سو و ووح‪ ،‬ومضو و و ى‬
‫ّ‬ ‫ول يدر يس ص و و و ووغ ر فيح ّ‬
‫حبات تمر وت ن جاف ل ا من الدجان‪ ،‬ول الطرير‬
‫املتكسر ب ن البيوت وصلت رواأح ال يوت املحترقة بالبص‪ ،،‬تنض الارغ‪،‬‬ ‫ّ‬
‫تقد لح طاس و ووة‬ ‫والكشو و ووك و و و وووروة العد ‪ .‬وفاج تح وةو و ووحة السو و ووماع ن ّ‬
‫ب رة من لان راأ ‪ ،‬ص و و و وونعتح اليو من حلي يوم ن‪ ،‬وقب‪ ،‬ن يص و و و وو‪ ،‬باب‬
‫ّ‬ ‫املم د‪ ،‬ان بح الحا ّ الى وةحة‪ّ « :‬‬
‫ادعونا»‪.‬‬ ‫عف ‪ ..‬وية لان‪،‬‬
‫وامتدت يد ا الى چوالة‬ ‫ّ‬ ‫جانت ص ووبحة اليوس ووف حاأرة ل طب ة اليو ‪،‬‬
‫ً‬
‫الارغو وو‪ ،،‬فو و شرجو ووت م و ووا حفنت ن ص و و و ووغ رت ن‪ّ ،‬س و و و وف مو ووا ل اللواف قليال‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫افطارية من الدجان‪ ،‬فجاف بكرتونة ت ن ووبيض‬ ‫وارسوولت شميس يجل للم‬
‫األول‬ ‫العصوفور‪ ،‬وفري الصوغار وقد اسوتطاعوا ن يصومدوا ل صويا اليو ّ‬
‫نيابة عن بي م‪ ،‬ما ش و و ّ ع م ّملم‪ .‬وقب‪ ،‬ن ت و ووع الارغ‪ ،‬ل ال و ووحن ج‪،‬‬
‫والد صو ووغار يتوافدون الي م ب و ووحون صو ووغ رة‪ ،‬من‬ ‫ت و ووع عليح اإلدا ‪ ،‬جان ف‬
‫ُ‬ ‫طعمة م تلفة‪ّ ،‬‬
‫وج‪ ،‬م م يقول‪ « :‬ا طعمة»‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫وانتظرت العطش و ووانة لان املغرب‪ ،‬ما لم تنتظرر من قب‪ ،،‬ومع األلان‬
‫صوتا‪« :‬يا عروووووووووووووووووووب ال ي »!‪.‬‬‫سمع ال ميع ً‬

‫‪48‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]15‬‬

‫ليس وقوت لأوابا فوالوحوش اغه و و و و ى القريوة و و و وت ًواف ل الليوال الحوالكوة‪،‬‬


‫و ا ما فاج ‪ ،‬العطش ووانة‪ ،‬ل للك الس وول‪ ،‬املنبس ووط ب ن واد الفرات‪،‬‬
‫وتال الارية‪ ،‬ولم تكن لبالة املسوواف قد شمدت عد‪ .‬و ووا د جمعة السووطا‬
‫غر مس و و و ّود ًس و و وا ص و و ووغ ًرا و طلر من‬ ‫جمعا من الرعاة والرجال‪ ،‬و شر و و و ّ‬
‫واب ّ‬ ‫ً‬
‫مسافة عيدة عمى ال أ املحا بكالب القرية‪ .‬وصري بح جمعة‪:‬‬
‫‪ -‬ال تصو ّووب حدا‪ ،‬ض ‪ ،‬منتم ووايفينو مرذ الانو ويمووح‪ ،‬ب يلو‪،‬‬
‫ويع ِر ‪ ،‬ا لي ِر ْ ‪ ،‬و مرضان وجايو املوت‪ ،‬من وين جا‬ ‫َ‬
‫‪ -‬من چ ‪ ..‬قال حد الرعاة‪ ،‬وا ار بيدر الى ّ‬
‫الارية‪.‬‬
‫ويدورون العن يكة‪ ،‬ام م م‪.‬‬ ‫ا يد ال ْ‬ ‫‪-‬‬
‫جووانووت جموواعووات البوواحث ن عن اآليووار تظلر ل التال القريبووة‪ ،‬وقوود شو‬
‫الف و و و ووول وو‪ ،‬القريووة بووالس و و و ووؤال ع ّموا يفعلون‪ ،‬ودارت حوواديووث عن جرار‬
‫الحيات‪ ،‬و لول جان‬ ‫ث ر‪ ،‬تحرسح ّ‬ ‫ف ّ ار‪ ،‬وويوت عمى حاللا‪ ،‬وعن ل‬
‫ل التالل وس و و و و وواع وود م و و و وب وواب من القرر‪ ،‬وو ووات من امل و لوف ر ي ووة التال‬
‫الحوار عمى مرمى البصر‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫السمراف مكتحلة ببيا‬
‫ّ‬
‫‪ -‬شلو ل يار‪ ،‬ريد جلدو‬
‫تري ال مع ال أ الل ي‪ ،‬لسوالم الصوطاف‪ ،‬ال طلر النار عليح‪ّ ،‬‬
‫يم‬
‫هو و و ووحلح الى بيتح‪ ،‬وانصو و و وورف الحاضو و و وورون الى بيو م‪ ،‬وقد انمأى الشو و و ووفر‪،‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وتفقد الرعاة غناملم تح ّس و و ًبا وشوفا‪ ،‬وتم ّس و وك األطفال ب بائ م و شو م‪،‬‬
‫ً‬
‫شوفا من ال ّن وال أاب‪ ،‬وطم م م الشيخ‪:‬‬
‫‪ -‬ل رم ان ّ‬
‫تصفد الشياط ن‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫قريبا‪ ،‬ويغمر‬ ‫السد ال سيب ى ً‬ ‫و عادت حةايات العن يكة ما يقال عن ّ‬


‫قلر مع جاس و و و ووات الش و و و ووا ‪ ،‬وقال الش و و و وويخ‪ :‬الز ش و و و و ّوغ‪،‬‬‫ودب ف‬
‫الواد باملاف‪ّ ،‬‬
‫الراديو‪ ،‬و عرف شب ووار ال وودني ووا‪ ،‬فج وواف ابرا يم ب ووالراديو من ص و و و ون وودوق ّم وح‬
‫يم القا رة‪ ،‬املش ووغولت ن‬ ‫الفش و ‪ ،‬و دار الش وويخ املوجة نحو الاعة دمش وور ّ‬
‫بارامب رم ان ال ار ت برامب السياسة املستفي ة‪.‬‬
‫راد س و و و و ووالم ن يحتفظ بووال لوود لعو ّو‪ ،‬زوجتووح اش و و و ووفى من عقملووا‪ ،‬فقوود‬
‫ولكنح تةاس و وو‪ ،‬عن ص و وويدر ل الش و ووتاف املاف و و ‪ّ .‬‬
‫تمر‬ ‫وص و ووفوا لح جلد ال أ ‪ّ ،‬‬
‫ال أاب ل الشووتافات الباردة النا ووفة من الارار باتجار الفرات‪ ،‬تتج ّسوس‬
‫طراأد ا الثاوية ل القرر اآلمنة‪ ،‬حيث الدواب الس و و و وومينة‪ .‬وعمى الرغم من‬
‫ّ‬
‫احتراز األ ال ‪ ،‬وتح ّسو وس م‪ ،‬اال ّن ال و ي ش ال أاب الى طراأد ا املمكنة‪،‬‬
‫وال ي لو عا من ةحايا‪.‬‬
‫يتقد سورعة‪ ،‬وقد ا شوغ‪ ،‬النا برم وان‪ ،‬بصويامح‬ ‫األول ّ‬ ‫جان جانون ّ‬
‫شف العقاب‪ ،‬ول ّ‬ ‫ّ‬
‫األيا األش رة‬ ‫وطعامح والتروايح والمووحور‪ ،‬ول املدرسووة‬
‫األول عمى الص و وويا ‪ .‬ول املس و وواف‬ ‫ق‪ ،‬عدد املفطرين‪ ،‬واه و و ّ ع طالب الص و ووف ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫جوان الكبوار م م ي س و و و وولون بص و و و ويود العصو و و و وواف ر اللوارووة الى تحوت س و و و ووقوف‬
‫البيوت‪ ،‬ب و و و« و و وومجاليع» صنعو ا عمى ض ‪ ،‬من بقايا اطارات ال و و ووبسةليتات‪،‬‬
‫وقد اعلد ا شب ر ل القرية‪ ،‬بصو و ووناعة زاوية من ششو و و (جازول) اعصو و و‬
‫ر سووي ا باملطا ‪ ،‬وتلتقيان ل « ّفة» ال تةاد تحت وون ن رة ل ن م بي ووة‬
‫عصفور‪.‬‬
‫ّ‬
‫غ ر ن الص و و و وي وود األوفر لاي ال و تق وودم ووح ف ووا الح ووا عم ‪ ،‬ال و‬
‫وعطي ا لشباب القرية‪ ،‬فينصبوم ا ل الحقول املفلوحة‪ ،‬ل انتظار عصفور‬
‫ّ‬
‫جو ووا ع‪ ،‬و ص و و و ووعوة متعبو ووة‪ ،‬وعنو وود الغروب وغش و و و ووون دجو وانو ووح من جو ووديو وود‪،‬‬

‫‪50‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ص و و م علبة س و ووردين‪ ،‬و قب و ووة‬ ‫فيقاس و وومونح ص و وويد اليو ‪ ،‬وقد يبيعونح ح ّ‬
‫زوي ‪ ،‬و افطارية ت ن‪.‬‬
‫دق بابح طفالن يريدان‬ ‫جان الحا وس و وومع ش و وورة شبار العا و وورة‪ ،‬ح ن ّ‬
‫الشراف‪:‬‬
‫ّ‬
‫عف بدنا يال يلوات تفاي ويال يلوات مردقان‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫واند الحا ّ ‪ ،‬وقال للم‪:‬‬
‫دز م‬ ‫‪ -‬من ّ‬
‫ّ ّ‬
‫عف صالل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وفلم الحا الس و و و ووالفة‪ ،‬فالش و و و ووباب يلعبون الص و و و ووينية‪ ،‬ينقس و و و وومون الى‬
‫فريق ن‪ ،‬يترا نون عمى ديك دجا ‪ ،‬و فوا ح‪ ،‬و مش و و و ّوبك‪ ،‬وقد يق س و و وومون‬
‫«الس و و و وولرّي وة» جمي ًع وا‪ ،‬ي و ش و ون ش ووات ًم وا من اص و و و ووبع ن ى و ض وز‪ ،‬ويرمون‬
‫جورو وا جمي ًعوا بوالطريقوة‬ ‫يم ي و و و ووعون الفواتم ل جورب موا‪ ،‬وقود ّ‬ ‫جوارل م‪ّ ،‬‬
‫صينية الةاسات وج ّم ا ضيافة‪ ،‬وتةون فراسة الفرير‬ ‫ّ‬ ‫يم وضعو ا ل‬ ‫لا ا‪ّ ،‬‬
‫الثا ‪ ،‬ل ا شاف ال وارب اشتفى في ا الفاتم‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬وين يتعللون‪.‬‬
‫الحمود‪.‬‬‫‪ -‬ببيتنا‪ ،‬قال ياس ن ّ‬
‫فل ّ الشيخ ر سح‪ ،‬و و ي ع الفا لة ل يس قرطا ‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ْ‬
‫‪ -‬الحگکم‪.‬‬
‫حمود‬ ‫و غلر الحا ّ دجانح‪ ،‬ووضووع املفاتيح ل جيبح‪ ،‬واتجح صوووب بيت ّ‬
‫بقوة‪ ،‬فش و و ّود «محرمتح» عمى‬ ‫ومالية تلفح وجلح ّ‬ ‫الياس و و ن‪ ،‬وجانت س و وواأم و و ّ‬
‫ر سح‪.‬‬
‫وامتأل دفتر ح ّمواد ال واس و و و ووم بوالوظواأف‪ ،‬ال قود يكتس وا عنوح ابرا يم‬
‫الشو و و وويخ يو س‪ ،‬و تقن الولد رسو و و ووم الحروف‪ ،‬وعرف مع ى ال مع‪ ،‬وقال لح‬

‫‪51‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬
‫ابرا يم ن الواحود بواإلنةل زيوة اع (ون)‪ ،‬وعرف ال لوات‪ ،‬وحفظ الفواتحوة‬
‫وقر ألشوتح ل البيت‪ ،‬س و ووورة املس و وود‪ ،‬فل ّ ت ّمح ر س و وولا‪ ،‬وقد اع ّ ت بنجابة‬
‫الولد عن مرارة الفقد‪ ،‬ول املس وواف دفعت الي ا زوجة جمعة الس ووطا ي ًس وا‬
‫صغ ًرا من الحنطة‪ ،‬عد ن لقت تحية املساف‪« :‬شي ا فطرتنا»‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬ش و ‪ ،‬عالسرايا وصو مال ّ ورجال تعاب‪ ،‬الحةا مال‬
‫ارتوودر اس و و و وموواعيوو‪ ،‬العم محرمتووح وعقووالووح‪ ،‬ووقف يريوود الو وواب‪ ،‬فقوود‬
‫استدعتح الشرطة باألمس‪ ،‬عد ةور عمى ر ‪ ،‬مع ج رام م من النايفة‪،‬‬
‫و ّدت عناد من زرر‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬شليك سبع‪ ،‬العا گاعتك‪ ..‬ال ت اف‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬احنا نمه حفيان ن ب ر جللا وي يا شي ‪.‬‬
‫ضوا صوغ رة مجاورة من صوبأ السوليمان‪ ،‬من قرية‬ ‫ا وترر اسوماعي‪ ،‬ر ً‬
‫يم مات صووبأ‬ ‫النايفة‪ ،‬جان ا قب‪ ،‬سوون ن‪ ،‬ال سووند‪ ،‬وال عقد‪ ،‬وال وولود‪ّ .‬‬
‫واب يدعور الى تري األر ‪ .‬جان‬ ‫تقريبا‪ ،‬جافر و و و و ّ‬ ‫العا الفاأت‪ ،‬وبعد و و و وولر ً‬
‫ّ‬
‫عليو ووان االبن األ ار للمتول وقو وود مو وو‪ ،‬االبتو ووداأيو ووة‪ ،‬وعمو وو‪ ،‬مراق ًبو وا عنو وود‬
‫ّ‬
‫فتعرف الى املوظف ن ورجال املففر‪ ،‬وعرف ّن البيع من دون عقد‬ ‫الدولة‪ّ ،‬‬
‫ال قيمة لح‪ .‬ول الطرير الى الناحية ت ّ ر اس و و ووماعي‪ ،‬ال أ الكل‪ ،،‬و ّ‬
‫حس‬
‫دراعتوح الى‬ ‫بوالرص و و و وواص و و و ووات ال تل ّقوا وا‪ ،‬موا ّم وا قود ص و و و و ّووووت اليوح‪ ،‬فش و و و و ّود ّ‬
‫جلا الى الناحية‪.‬‬‫مت ً‬ ‫تورا ّ‬
‫ضالعح‪ ،‬ومض ى ينتظر سيارة و ترا ً‬

‫‪52‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]16‬‬

‫چی‪ ،‬حنطة‬
‫چی‪ ،‬ع ر‬
‫بي اع ّ‬
‫بال نبي‪،‬‬
‫تبادل األوالد الكبار حم‪ ،‬ع وولم‪ ،‬بمري‪ ،‬و س وووا م م ل مدرس ووة‪ ،‬و نّ‬
‫األيا األش رة للص وويا ‪،‬‬ ‫جر الحص ووة التالية س وويس و يقظ عد قلي‪ّ ،،‬‬
‫ولكن ّ‬
‫ّ‬
‫واقتراب العطلة‪ ،‬رفع منس وووب الس ووعادة ل األجس وواد الص ووغ رة‪ .‬ول الص ووف‬
‫ً‬ ‫املعلم ال ديد يمأل دفتر ّ‬ ‫ّ‬
‫التفقد‪ ،‬وقد وضوع نقاطا عند سوماف التالمي‬ ‫جان‬
‫ً‬
‫منتظرا س و و و وب وواب‬ ‫ال و ين لم يح و و و ووروا‪ ،‬من البيوت البعي وودة ش ووار القري ووة‬
‫غيال م‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪ -‬دول غيابن ت ر‪.‬‬
‫ُ‬
‫يد وساعدو لن ه غم ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قال محمود البيطار‪ ،‬و و يفكر ل ن وسووافر الى الرقة ليقض و اإلجازة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫املدر ل مدينة الرقة‪ ،‬وفكر ن وسوافر‬ ‫مع زميلح وصوديقح ا ‪ ،‬السوعد‬
‫ولكن العطلة قص و و رة‪ ،‬وس و وويقض و و نص و ووفلا عمى الطرير‪ .‬ونظر الى‬ ‫الى لح ّ‬
‫الحصة قد حان قب‪ ،‬دقاأر‪ ،‬فنادر العريف‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ساعتح‪ ،‬و دري ن وقت‬
‫ّ‬
‫‪َ -‬ح َساااان‪ ،‬اعا دق ال ر ‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬لي عم تفل ر ما رضك‬
‫‪ -‬يا سيد رف ‪ ،‬لون‪ ،‬ا تري ا من يمان سن ن‪.‬‬
‫‪ -‬و و وسبت ّانك ا تري ا‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫َ‬ ‫ّ‬ ‫وسبت ّ‬ ‫ْ‬


‫احمر‪.‬‬ ‫ج‪ ،‬النا اشلد ا ‪ ،‬ا تري ا ب‬ ‫لون وي‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬عم اعي عم وال‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬معال هللا يا سيد ‪.‬‬
‫اعي عم ّ ‪.‬‬ ‫‪ -‬ال عم ّ‬
‫واب اتفر مع الشورطة‪،‬‬ ‫ظنح كوحيح‪ ،‬فالش ّ‬ ‫و دري اسوماعي‪ ،‬العم ّن ما ّ‬
‫وموظف‪ ،‬ال راعة‪ ،‬ولم يبر غ ر تبليغح‪.‬‬
‫قسما ً‬
‫عظما‪.‬‬ ‫اعد ا‪ ،‬س ً‬ ‫املرة راي ّ‬ ‫وف ّ‬ ‫‪-‬‬
‫رف ‪.‬‬ ‫‪ -‬يا سيدنا‬
‫‪ -‬عندي عقد‬
‫من لسانو‪.‬‬ ‫‪ -‬ال وهللا‪ ،‬الرج‪ ،‬ينگ‬
‫‪ -‬عندي عقد‬
‫‪ -‬ال وهللا‪.‬‬
‫‪ -‬يا اب ‪ ،‬ان عم اسو و س وومر ر ما ‪ ،‬رض ووك‪ ،‬اتروي ُ‬
‫بالحسو و ى‪،‬‬
‫ّ‬
‫حسن ما حطك بالم ن‬
‫رف ‪.‬‬ ‫‪ -‬يا سيد‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬والي‪ ..‬نا ّ‬
‫برويك‪ ،‬يا رط‪ ،،‬اعال حطو بالنزارة‪.‬‬
‫ّ‬
‫ل تلووك الليلووة القمراف‪ ،‬رفس شروف ابن و و و وولرين‪ ،‬و دري س و و و وط وا ّن‬
‫وت‪ ،‬شنجرر‪ ،‬ولبحح‪ ،‬عد ن سو و و و ّوفى عليح‪ .‬قال لح‬ ‫الفروف سو و و وويموت‪ ،‬فاسو و و و ّ‬
‫مع ّ ووح البودو ّ ‪« :‬ان و و و وفوت الودا ّبوة راي تموت البحلوا»‪ ،‬جوان القطيع عي ًودا‬
‫نارا‪ ،‬و و وووار قطعة قطعة‪ .‬لم‬ ‫عن البيوت‪ ،‬فس و وولل جلد الفروف‪ ،‬و و ووع‪ً ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫يو جو‪ ،‬س و و و وطوا لح ًموا لو من لحم لاي الفروف‪ ،‬و و ابن العش و و و وورين‪ ،‬وقود‬
‫ج‪ ،‬سوونة وعطيح املع ّ ب عشوورة شراف‪،‬‬ ‫مض و ى ربع سوونوات عند البدو‪ ،‬ول ّ‬
‫ّ‬
‫ينتقي ا سطا بنفسح‪ ،‬ويقول لح‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫حاللك وسري مع حالل‬ ‫‪-‬‬


‫ّ‬
‫حة افطر‪ ،‬هللا ّ‬ ‫‪ -‬يا ّ‬
‫مرشص لك‪.‬‬
‫‪ -‬لح يا ا ّ جمعة‪ ،‬عد ا العمر فطر‪.‬‬
‫ّ‬
‫ولم يكن غ و س ووطا من ض وزر ألم ا دعتح الى اإلفطار‪ ،‬وج ّنح طف‪،‬‬
‫صغ ر‪ ،‬ب‪ ،‬ألم ا قطعت عليح صور تلك الليلة‪.‬‬
‫ّ‬
‫قض و و و ى الحا س و و ووطا حمى س و و و حياتح ل برار عيدة‪ ،‬وو ن م و و ووارب‬
‫الب وودو‪ ،‬وق وود تقن لم م‪ ،‬واقترب ن يم ووايللم‪ ،‬و ذى بن وواف مع ّ و ووح‪ ،‬وق وواد‬
‫النعا ل املراي‪ ،‬وصو و و ّوفلا لتحلس ا النسو و وواف‪ ،‬وج ّ صو و وووفلا ل الرويع‪ ،‬ورقص‬
‫رقصوة البدو ل األعرا ‪ .‬عشور سون ن بالتما والكمال‪ ،‬بحفنت ن من ل رات‬
‫ّ‬
‫ال و و ‪ .‬وت و ر حةووايووة فوواض و و و و وو‪ ،‬العبوود هللا‪ ،‬البوودو ّ ال و تر ووح لووح عوود‬
‫شادما عند و و وويخ‬‫يم و و ووف‪ ،،‬وعم‪ً ،‬‬ ‫مرض و و ووح‪ ،‬وقد در ح الو ر‪ ،‬وعال ور‪ّ ،‬‬
‫قبيلة‪ ،‬فالعبح املنقلة وغلبح‪.‬‬
‫حة ‪ ،‬وين صرت‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬جي ل املنعلة‪.‬‬
‫وص و و و ووفقت الع وز يد ا‪ ،‬ولك ّ ا قامت الى الن و و و وود‪ ،‬و شرجت شش و و و ووبة‬
‫مثقبة بحفر منتظمة‪ ،‬و شرجت معلا ص ّورة صوغ رة‪ ،‬ووضوع ا ما الع وز‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الكل‪ ،،‬وض بت من ش وواطح املفاج ‪ .‬و ش س ووطا الم ارة وس وومع ص ووليللا‬
‫ل يوديوح‪ ،‬فو طرووح للوك‪ ،‬و و ينظر الى البواب‪ ،‬وقود ا م و و و وحو ال وار الى ح ّ ز‬
‫متداش‪ ،‬األلوان‪ ،‬وقال ل وجتح‪:‬‬
‫‪ -‬العلم عند هللا‪ ..‬العيد الا ما و باچر‪ ،‬عد باچر‪.‬‬
‫ومأل الباب جسم امر ة واللة‪ ،‬لم است لن‪ ،‬ولم تر ِ السال ‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫عف ‪ ..‬وين جمعة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬


‫‪ -‬طلع من الصبح‪ ،‬عس ى ما ر‪ّ.‬‬
‫‪ -‬اسماع ن‪ ..‬اسماع ن انحبس اليو ‪.‬‬
‫ّ‬
‫ّْ‬ ‫ّْ‬
‫دب‪ ..‬سورة ما في ا اب‪.‬‬ ‫‪ -‬يا قار يا‬
‫وة و و و وح و ووك ابورا ويوم وحو ّم و وادة‪ ،‬مون مو اي الش و و و ويوخ‪ ،‬واس و و و وتوولوى ابورا ويوم‬
‫محفوظاتح‪ ،‬وقال سالم الصطاف‪ :‬انا اعطيناي الةوير‪،‬‬
‫ان انئك و األبتر‪ ،‬في ا باف‪.‬‬ ‫ف حبطلم الشيخ‪ّ :‬‬

‫‪ -‬ق‪ ،‬و هللا حد‪.‬‬


‫ّ‬
‫‪ -‬موا و و و و وواف هللا عليوك يوا ح ّموادة‪ ..‬ومود سو و و و ووالم يودر الى جيبوح‪ ،‬و شر‬
‫قطعت ن نحاسيت ن‪:‬‬
‫ّ‬
‫ا م ا تر ‪ ،‬ج‪ ،‬واحد‪ ،‬لو فرنگ ن‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬احنا صايم ن‪.‬‬
‫‪ -‬ا تر واجلم عد الفطور‪.‬‬
‫َ‬
‫وقووا الوالوودان مس و و و ووتع ل ن الو ّودجووان‪ ،‬قبوو‪ ،‬ن وغلقووح الحووا ّ عم قبيوو‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفطور‪ .‬وشف الرجالن الى املم و و و و وود‪ ،‬ووقف ووا م ووا املم و و و و وود‪ ،‬وعش و و و وي ووان‬
‫ّ‬
‫س وواعتي ما‪ ،‬وينتظران تيبة الش و ّوياب‪ ،‬ولحقلما جمعة الس ووطا ‪ ،‬فاس ووتغروا‬
‫فسر اع ّ الواقف ن‪:‬‬ ‫مجيئح‪ّ ،‬‬
‫ولكنح ّ‬

‫‪ -‬اس ووماع ن العم ‪ ..‬اس ووماع ن انحبس اليو ‪ ،‬س ووب گاعة ص ووبأ ‪،‬‬
‫ويالد صبأ مشتك ن عم ‪.‬‬
‫‪ -‬يا عيبة العيبة‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫و دري ال ميع لان الش و و و وويخ‪ ،‬فتبادلوا افطارية التمر والت ن‪ ،‬و و و و وورووا‬
‫املاف‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]17‬‬
‫ّ‬
‫جوان للوك قبو‪ ،‬يموا ‪ ،‬س و و و وونوات بوال و و و ووبط‪ ،‬وقود يرت موجوة القحط ل‬
‫الن ووا ‪ .‬ب ووا الن ووا موا و و و ووي م بثمن ب س‪ ،‬لع وود وجود العلف‪ .‬ل لل ووك‬
‫الص و و و وبو وواي الرمو وواد ‪ ،‬جو ووانو ووت غيو عيو وودة‪ ،‬تؤ ّمو و‪ ،‬النو ووا ل املطر‪ ،‬وجو ووان‬
‫ّ‬ ‫اسماعي‪ً ،‬‬
‫جالسا يلف سيةارة ل دوف‪ ،‬وسمع الصوت‪:‬‬
‫‪ -‬عروووووووب‬
‫‪ -‬تف ّ ‪ ،‬ال ابو عليان تف ‪ ،‬يا ر هللا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫جلس الرجالن‪ ،‬ووض ووع اس ووماعي‪ ،‬م ّدة وراف ظلر م وويفح‪ ،‬وم ّدت ن‬
‫بي ما‪.‬‬
‫‪ -‬چا يا ا ّ محمد‪.‬‬
‫ً‬
‫وضع صبأ باجورتح مامح‪ ،‬وت ّ د مفرغا من صدرر اع الطرير‪ ،‬وجان‬
‫ً‬
‫غريبا ن ي ا‪ ،‬ص و و ووبأ الس و و وولمان قرية العطش و و ووانة‪ ،‬واس و و ووتبش و و وور اس و و ووماعي‪،‬‬
‫فلف لح سيةارة‪ ،‬وجاف الشا ‪ ،‬و روا‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫وتحديا ل القحط والفاقة‬ ‫ب يفح‪،‬‬
‫والغيو ‪ .‬ومع جوا الش و و و ووا الثوالثوة عر عليوح ال و و و وويف ن يبيعوح قطعة‬
‫األر ا لص و و و ووغ رة‪ ،‬ألنووح جووار‪ ،‬و حر ل ووا‪ ،‬و و محتووا الى املووال‪ ،‬ليتعووال ل‬
‫حل ‪.‬‬
‫‪ -‬اسماعي‪ ..،‬نت يا اسماعي‪ ،‬العم ‪.‬‬
‫‪ -‬عم‪..‬‬
‫ح‪ ،‬الفطور‬ ‫م‪ ،‬وتمر منشان تفطر‪ّ ،‬‬ ‫‪ -‬اعال شود ّ‬
‫ّ‬
‫‪ -‬رر ش ر م‪.‬‬
‫ورط‪ ،،‬وجر اس و و ووماعي‪ ،‬و و و ًويئا من املاف‪ ،‬ودمعت عينح‪ّ ،‬‬
‫ولكنح‬ ‫عاد الش و و و ّ‬
‫تجلد‪ ،‬ووضع ّ‬ ‫ّ‬
‫حبة تمر ل فمح‪:‬‬

‫‪58‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫‪ -‬صمنا لوجح هللا و فطرنا عمى ما قسم هللا‪.‬‬


‫ّ‬ ‫ولكنح ّ‬ ‫س و و ّور اس و ووماعي‪ ،‬عر جارر‪ّ ،‬‬
‫تحفظ ل ابداف و ووعورر‪ ،‬وفكر ل‬
‫مص و و وودر املال‪ ،‬وقد بطت س و و ووعار املا و و ووية‪ ،‬ولم يجد غ ر اس و و ووتدانة ل‬
‫ه‬
‫امر تح‪ ،‬وجان للك اقا‪.‬‬
‫‪ -‬اعال شود فطور‪ ..‬حظك من السما‬
‫صباحا قد نهى مراجعتح عد اع ‪ ،‬فوعد الشرطة‬ ‫ً‬ ‫جان حد املراجع ن‬
‫عش و و و وواف‪ ،‬وجوان موا وعود‪ ،‬ربع دجواجوات فوق ك و و و ووحن ب ر من الرريود‪ .‬طعوا‬
‫فاأض عن حاجة ربعة عناصر‪ ،‬عدما سافر اينان م م ل اجازة العيد‪.‬‬
‫باچر عيد‬ ‫‪-‬‬
‫الراديو گالم باچر عيد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ْ‬
‫جيبوا لنا ال بايح‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دحا اللو س‪ ،‬و ح ر دوات ال بح والتقطيع‪ ،‬ونادر الفتيان‪:‬‬ ‫ع‪ّ ،‬‬

‫ود ال بايح القاووش‪ ، ،‬الن كم‪ ...‬وين سالم‬ ‫ا م‪ّ ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬راي مع جمعة السووطا ون حميد والشوويخ النايفة تا يفةون‬
‫عف اسماعي‪ ،‬من الحبس‪.‬‬ ‫ّ‬
‫يكار راسو‪ ،‬ما بدو غ ر مطرگ ش زران‪.‬‬ ‫‪ -‬ابن صبأ ‪ ،‬ما ّبدو حدا ّ‬
‫ّم رايح ن عمى م تار النايفة‪ ،‬ويروحون جللم الناحية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ج ووان عب وود الس و و و ووليم ق وود ور عن بي ووح ص و و و ون وواع ووة العي وود‪ ،‬من و س و و و ووكنوا‬
‫وتقروا عمى تف الفرات‪ ،‬وترجوا الرحي‪ ،،‬وجان سوليم‬ ‫العطشوانة‪ ،‬عدما اس ّ‬
‫رجال ص و و و ً‬ ‫ً‬
‫والحا‪ ،‬ث ر املا و و ووية‪ ،‬ف ير ن يص و و وونع العيد‪ ،‬واعتاد ‪،‬‬ ‫املص و و وول‬

‫‪59‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫العطشو ووانة ن يةون فطور العيد ل بيت سو ووليم‪ ،‬في بح ع ت ن و يال و‬


‫رر‪ ،‬فور عنح ابنح عبد صناعة العيد‪.‬‬
‫حاي‪.،‬‬ ‫النع ة عشرة ما‬ ‫‪-‬‬
‫حاي‪ ،‬س و وومينة‪ ،‬ومن ِس و و ِم ْ ا تح ّس و وس ا‬ ‫و و و و و و و و و مدريك بحالك‬
‫‪-‬‬
‫عشرة‪.‬‬
‫َْ‬
‫‪ -‬الح شوف‪.‬‬
‫ّ‬
‫وض ووع الش ووباب ال بيحة عمى مش و ّومع س ووميك‪ ،‬عدما تص ووفى دملا ً‬
‫تماما‪،‬‬
‫منافسا هابا شر ل سلل النع ة الثانية‪.‬‬ ‫ً‬ ‫وود شميس وسلل جلد ا‪،‬‬
‫ه بط ا تا‪ ..‬شوف‪.‬‬ ‫ا ُ ّ‬ ‫‪-‬‬
‫عشرة‬ ‫‪-‬‬
‫مدر بحالو‬ ‫م ن الو و ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ياهلل ياهلل‪ ..‬تا نگطع‪ ،‬باچر اشم لك الچبدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وض و ووعف ض و وووف اللو س‪ ،‬وتثافب عايد‪ ،‬وتثافب و ووابان شران‪ ،‬فحري‬
‫د ّحوا داأرة حمراف ل شوواص و و و وورة اللو س‪ّ ،‬‬
‫مرت ن‪ ،‬فعوواد ال و و و وووف‪ ،‬وجوواف م‬
‫شميس بص و و ووا فيح جمر‪ّ ،‬‬
‫ودبت الحماس و و ووة ل الش و و ووباب‪ ،‬وقد قب‪ ،‬العيد‪،‬‬
‫دحا ب برير و ووا وض و ووعح عمى النار‪ ،‬وتبادل الس و ووا رون الس و ووةا ن‬ ‫وجاف ّ‬
‫ّ‬
‫املهحولة وال ّدو ‪ ،‬ووضعوا اللحم املقطع ل قدر ب ر‪.‬‬
‫‪ -‬عرووووووووووب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬هللا ّ‬
‫حيو‪ ..‬ال سالم‪ ..‬شر‪.‬‬
‫‪ -‬الحمد هلل‪ ..‬اسماعي‪ ،‬جا معانا!!‬
‫صو ّورت صووبحة اليوسووف يس السووةا ر الصووغ ر‪ ،‬و ش ت معلا والد ا‬
‫حمادة‪ ،‬ومع الفجر وصلوا‪ ،‬وقر ابرا يم قبي‪،‬‬‫الى املقارة‪ ،‬وجاف ابرا يم مع ّ‬

‫‪60‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫حمادة ل قرافة «املسد‪ ،‬والفلر‪ ،‬والنا ‪،‬‬ ‫سورا قص رة‪ ،‬و ار ح ّ‬ ‫الشروق‪ً ،‬‬
‫والةوير»‪ .‬ووك ووت النس و و و و وواف‪ ،‬ونررن الس و و و وة ووا ر فوق القبور‪ ،‬واس و و و و ووار الي ووا‬
‫مكار الصو وووت‪ ،‬فدعا‬ ‫األطفال‪ .‬وسو وومع ال ميع صو وووات التكب ر تصو ووللم من ّ‬
‫رج‪ ،‬ض وز النساف الثا الت الى العودة‪.‬‬
‫‪ -‬عيد م مباري‪.‬‬
‫بري العياد علينا وعليك‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫األملووات وعلمن والد ّن الص و و و وغووار‪ ،‬عبووارات املعووايوودة‪ ،‬و حوواطووت‬
‫جووانووت ّ‬
‫بالبيوت الفق رة جماعات من الفتيات والش و و و ووباب واألطفال‪ ،‬وشر الرجال‬
‫متجل ن الى بيت عبد الس و و و ووليم‪ ،‬وطل عايد من ابن الحا عم‬ ‫من ال امع ّ‬
‫فتجمع ل يودر قب و و و ووة ب رة‪ّ ،‬‬
‫يم‬ ‫ّ‬ ‫ن يص و و و وورف لوح شمس ل رات الى فرنةوات‪،‬‬
‫ّ‬
‫نادر األوالد ال ين جا وا ليش و ووتروا عيديا م‪ ،‬يم نرر الفرنةات النحاس و ووية‬
‫يم انص وورف ال ميع الى العبد الس ووليم‬ ‫فتدافع األوالد نحو الرروة املفاجئة‪ّ ،‬‬
‫يلحقون بفطور العيود‪ ،‬عود ن يو جو‪ ،‬الرجوال‪ ،‬ويعود الى دحوا العبود‪ ،‬الو‬
‫وعيد ترتي ال و ووحون املش و و ّوو ة ب از و دا ووقايا لحم‪ ،‬ويجلس و ووون األوالد‬
‫يم ي عون ال حون‪.‬‬ ‫ل حلقات‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬ابرا يم‪ ..‬ابرا يم الشيخ‬
‫ا‬ ‫‪-‬‬
‫رواي ‪ ..‬حباب عمشة تصيح ّلك‪ْ.‬‬ ‫و ْ‬ ‫‪-‬‬
‫و ب‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مكتوب من مصطفى‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]18‬‬

‫« سم هللا الرحمن الرحیم‬


‫الوالد الع ي‬
‫تحي ووة عرو ّي وة‪ ،‬و و و و ووواق قلبي ووة‪ ،‬وود وتروي الى ع ي القل و والروي‪،‬‬
‫روي وريحو ووان وجنو ووة النعمو ووان‪ .‬عيو وود م مبو وواري‪ ،‬و و وود الس و و و ووال الى ّم‪،‬‬
‫الغالية‪ ،‬و لى اشوا‪ ،‬األع اف‪ ،‬واأل ‪ ،‬واألقارب وال ران‪.‬‬
‫نووا الحموود هلل ب ر‪ ،‬وال ينقص و و و و غ ر رضو و و و ووا م عم ّ ‪ ،‬وعمم مووا زال ل‬
‫ب روت‪ ،‬و جرا‪ ،‬تح ّس و و ونت‪ .‬وقد رس و و وولت لكم دايا مع حام‪ ،‬الرس و و ووالة ابن‬
‫ً‬
‫مشةورا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫العم عبود الار و‬
‫لة‪ ، ،‬القرية»‪.‬‬ ‫لف حم‪ ،‬سال ّ‬
‫ت ّ دت عمشووة الفلف‪ ،‬وانبسووطت سووارير ا‪ ،‬ونظرت الى يس النايلون‬
‫الكب ر‪ .‬ومألت يود وا س و و و و ّوكر ملفوف بو وراق قصو و و و وودير ّ‬
‫ملونوة مكتوب علي وا‬
‫”نا وود اشوان“ ووض ووع ا ل يد ابرا يم‪ .‬و رادت ن يقر للا يانية‪ ،‬لوال نداف‬
‫ساف قادمات من عيد‪:‬‬
‫ّ مصطفى ر ر ر‬ ‫‪-‬‬
‫حياچن هللا‪.‬‬ ‫‪ -‬اعالن‪ّ ..‬‬
‫‪ -‬عیدچ مباري‪.‬‬
‫بري العياد علينا وعلي‬ ‫‪-‬‬
‫وقامت مصو و و ووطفى الى النسو و و وواف وتبادلن القب‪ ،،‬وجلسو و و وون‪ ،‬ولرفت ّ‬
‫مصووطفى‪ ،‬ووادل ا املعايدات نظرة مهو ّ عة عمى االسووترسووال ل البةاف‪ ،‬لوال‬
‫عناد‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ ُ‬
‫جوا التربان‪.‬‬ ‫س رتو ب ن العروان‪ ،‬وال نومتو‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬الحمد هلل يا شي ‪.‬‬
‫وجان ابرا يم وك و و ووحبح قد ترجوا املةان‪ ،‬حامل ن غنيمة قرافة املكتوب‪،‬‬
‫وددا م م ل لروة ج وودار بي ووت‪،‬‬ ‫يبحثون عن ترال م ل القري ووة‪ ،‬فوج وودوا ع و ً‬
‫ّ‬ ‫يلعبون الگالل‪ ،‬فيثبتون رات زج وواجي ووة ا و و و ووترو ووا ّ‬
‫للتو من دج وان الح ووا‬
‫مجيدا لل ر اللعبةا‬ ‫ً‬ ‫يم وس و ّوددون الي ا بكرات شرر‪ .‬ولم يكن ابرا يم‬ ‫عم ّ ‪ّ ،‬‬
‫فةلما اقت ى ًيئا م ا و راد اللع ‪ّ ،‬نبح والدر الشيخ‪ ،‬ووق‪ ،‬ل نفسح ّ‬ ‫ّ‬
‫محبة‬
‫تلك اللعبة‪.‬‬
‫امللونوة ل مثلوث‪ ،‬ل‬ ‫ي و و و ووع األوالد مجموعوة من تلوك الكرات ال جواجيوة ّ‬
‫ر ج ّو‪ ،‬زاويوة‪ ،‬ول منتص و و و ووف ال و و و وولع‪ ،‬ول قلو املثلوث‪ ،‬وعمى الالعو ن‬
‫مع ‪ ،‬ف ّنح سوف ي سر‪:‬‬ ‫الع‪ ،،‬ف ن المست رتح رت ن ً‬ ‫ّ‬ ‫يصي‬
‫‪ -‬چرچر موت‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وجوانوت الغيو قود منحوت الف و و و وواف س و و و ووقفوا حنونو دافئوا‪ ،‬اس و و و وتو س بوح‬
‫األوالد‪ ،‬والعابرون‪ ،‬ومنح املعايدين ًويئا من البم ة‪ ،‬و م يت ّملون موس ًوما‬
‫جي ًدا‪ ،‬وود ت تمطر‪ ،‬قطرات شفيفة‪ ،‬فقال زعيم الالعب ن‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫‪ -‬شالر‪ ،‬و رواحم ‪..‬الدنيا گامت تمطر‪.‬‬
‫جان ّ‬
‫عبود قد وصو و و وو‪ ،‬القرية ضو و و ووأى العيد‪ ،‬ف رسو و و وو‪ ،‬رسو و و ووالة مصو و و ووطفى‬
‫ً‬
‫معايدا‪،‬‬ ‫واألغرا الى بيت الحا حميد ‪ .‬عد ص و ووالة العص و وور‪ ،‬زارر الحا ّ‬
‫ّ‬
‫وملن ًئا بالعودة‪ ،‬ول زحمة امل لس‪ ،‬لم يتح لح ن وس و و و ل عن مص و و ووطفى اال‬ ‫ّ‬
‫سئلة ّ‬
‫عامة‪:‬‬
‫لونو ‪ ..‬ا شاهلل ّانو زين ‪ ..‬لون غلو‬ ‫‪-‬‬

‫‪63‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫عبود‪ ،‬ووص و وو‪ ،‬اليح عد ّيا ‪،‬‬ ‫ح ن وص و وو‪ ،‬مص و ووطفى ب روت‪ ،‬س و و ل عن ّ‬
‫ً‬ ‫ووجود ّ‬
‫عبود ابن قريتوح‪ ،‬وقريبوح‪ ،‬ففري بوح‪ ،‬ولم يكن ر ر منو ن جوان طفال‪،‬‬
‫تمتد الي ما‬ ‫واب مروو ‪ ،‬ش و و ووارو ن ناعم ن لم ّ‬ ‫و ا و اليو ‪ :‬ما و و وواف هللا‪ ..‬و و و ّ‬
‫عبود ل ب روت سو و و وونوات طويلة‪ ،‬عرف‬ ‫قلقا‪ .‬بق‪ّ ،‬‬ ‫و و و ووفرة‪ ،‬وعين ن اشو و و و ّوعان ً‬
‫ّ‬
‫مس و و و ووالكلوا وحوارا وا‪ ،‬وعرف س و و و وواحوات العموال امليواوم ن ال تنتظر معلمية‬
‫البال والو وود و ووان وال ريقو ووة والفواجو ووات البو وواحث ن عن عمو ووال م تلفو ووة‪،‬‬
‫ولرا طويلوة‪،‬‬ ‫وعرف مةوا س البلوي والبال ‪ .‬وا و و و ووتغو‪ ،‬حوار ًسو و و و وا لبنوايوة و و و و ً‬
‫وا و و ووتغ‪ ،‬عند س و و و ّومان و و وولرين‪ .‬عرف ب روت الش و و وورقية‪ ،‬وو روت العروية‪،‬‬
‫ّ‬
‫الفلسطيني ن‪.‬‬ ‫وم يمات‬
‫ج‪ ،‬يو ‪ ،‬ويعرف لس و ووام ا العرب‪،‬‬ ‫ّ‬
‫تتجدد ّ‬ ‫عبود ب روت‪ ،‬ب روت ال‬ ‫وعرف ّ‬
‫ولكنح ي ً و و و وا ابن‬ ‫الفر سو و و و ‪ ،‬وعرف لم ات للا‪ ،‬ويعرف الطواأف واملل‪ّ .،‬‬
‫ّ‬
‫العطشانة القرية ال ال وعرفلا حد اال للا‪.‬‬
‫قب ا ‪.‬‬ ‫‪ -‬ب‪ ،‬مكبس بلوي جديد‪ ،‬صاحبو شواجا‪ّ ،‬بدو‬
‫غلة ما ّم‬ ‫‪-‬‬
‫ل ّيا قليلة و و وورب مص و و ووطفى الص و و وونعة‪ ،‬يس من اإلس و و وومنت وس و و ووت‬
‫ً‬
‫تنة و ووات من الرم و وو‪ .،‬ي لط امل يب ج ّي و و ًدا برف م تلف قليال عن ج و وواروي‬
‫تتةون الع ينوة‪ ،‬وش و و و و ّغو‪ ،‬لة رجراجة‪ ،‬ويلقملوا من م يجوح‪،‬‬ ‫الفالحة‪ ،‬وح ن ّ‬
‫ّ‬
‫وي ش القال الى سواحة مجاورة‪ .‬ت ر مصوطفى قطع اللان ل القرية‪ ،‬ول‬
‫الارّيو وة‪ ،‬ح ن يم جون التراب األحمر بو ووالتان‪ ،‬وي ّمرون الو و و و و و و و و«جبلو ووة»‪ ،‬يم‬
‫يحملوم وا الى املقطواعة الفش و و و ووبيوة املثبتوة عمى األر ‪ ،‬ويرفعوم وا عن لبنت ن‬
‫متطاولت ن‪ ،‬س شور ل مو القيظ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫فتحت عمشة يس النايلون الكب ر‪ :‬قما ة جودر حرير زرقاف بنقا‬


‫حنة‪ ،‬ومس ووتطي‪ ،‬معد ‪ ،‬ص ووغ ر‬ ‫ملونة‪ ،‬يس ّ‬ ‫موردة ّ‬ ‫بي وواف ناعمة‪ ،‬وواالت ّ‬
‫به ّ املنظر‪:‬‬
‫ّ‬
‫حة‬ ‫ال‬ ‫‪-‬‬
‫جداحة رو سون‪ ،‬مث‪ ،‬ال و عند جمعة‪.‬‬ ‫‪ -‬اا‪ ،‬ا وف‪ ..‬ا ّ‬
‫تگبلت‬‫‪ -‬هللا يوفقك يا اب وين ما ّ‬
‫ظال ماچان حس و وون احنا و وولنا ل الدراگیع‬ ‫‪ -‬هللا يوفقو‪ ..‬س لو ّ‬
‫دحع‪ ،‬لون حالنا‬
‫ْ‬ ‫ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬معلي يا حة الغروة زينة‪ ،‬باچر وعس ى ويرجع لنا زملة‪.‬‬
‫ان مص و و ووطفى يريد حس و و وونة‬ ‫عبود الار و‪ ،‬وقال للا ّ‬ ‫ل اليو التال ‪ ،‬زار ا ّ‬
‫ّ‬
‫الشو ووعبان‪ ،‬ويريد م ا ن تةلم للا ان جانوا موافق ن‪ ،‬فسو وويتقد الي ا عد‬
‫ن يمض و و و و الس و و و ونووة‪ ،‬ويجمع ملرر بيوودر‪ .‬وطل و الي ووا ن يةون لاي س و و و و هورا‪،‬‬
‫وفرحت األ و ح ّسوت هو ف غري ‪ ،‬شو ف وشوبح الغ رة‪ ،‬فكيف ل و و و و و «ض ّية»‬
‫ن ت طف م ووا روحل ووا‪ ،‬وات و ت موق ًف وا ط ووارًأ وا من البن ووت و لل ووا‪ ،‬زان م‬
‫وتجمع ووت ل دق وواأر ج و ّو‪،‬‬ ‫بم زان النق وود‪ ،‬و و و ووعب ووان الف ّي وا ‪ ،‬وعنود العم ‪ّ ،‬‬
‫الص و و و ووور الس و و و وولبيوة لرجو‪ ،‬وامر ة عرف موا طفل ن و و و و و ّواب ن وزوج ن و بوين‪.‬‬
‫واس ووتص ووعبت فكرة ن تترفّو و ى عنود قاألة‪« :‬يا شي يا ّ شلي‪ ،،‬مص ووطفى‬
‫ْ‬
‫يعول‪ ،‬موا ريود غ ر حس و و و ونوة‪ ،‬وا ‪ ،‬اع ّود وا مثو‪ ،‬بن ‪ ،» ...‬عوادت الس و و و ووينواريو‬
‫فقررت ت جي‪ ،‬املوضو ‪،‬‬ ‫حست بصدا مفاج ‪ّ ،‬‬ ‫مرة عد شرر‪ ،‬و ّ‬ ‫املت ّي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫يتمث‪ّ ،‬‬
‫قداحتح ال ديدة‪:‬‬ ‫ونظرت الى الحا ّ ال‬
‫حة اشرب چا‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪65‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬
‫وضع الحا سطا املنقلة مامح ل الصباي البا ر‪ ،‬و قب ة حص ى‬
‫يم مأل البيوت‬ ‫ل يوودر ح ّ ى س و و و وومع ص و و و ووليللووا‪ ،‬ومو ّود رجليووح نحو «الص و و و ووووووة» ّ‬
‫الف ووارغ ووة ب ووالم ر‪ ،‬دار علي ووا ن ًرا ن ًرا‪ ،‬يم زو ًج وا زو ًج وا‪ ،‬واقترب ووت من ووح‬
‫مداعبا حفيدتح‪:‬‬ ‫ً‬ ‫عليا‪ ،‬ف عاد وضع الم ر‬
‫َ‬
‫‪ -‬جوز‪ ..‬جلموز‪ ..‬اي ‪ ..‬عاجوز‬
‫فيكرر الحوا ‪ :‬جوز‪ ..‬جلموز‪..‬‬ ‫فتض و و و وحوك عليوا‪ ،‬وتقول لوح‪ :‬ج ّود ّانوب‪ّ ،‬‬
‫اي ‪ ..‬ض وز‪.‬‬
‫جوان جمعوة وع ّود دفتر حسو و و و ووابوح ليطوالو الفالح ن بو جور الفالحوة‪ ،‬وقود‬
‫ّ‬
‫اس و و و وولموا الحسو و و و وواب بوواألمس‪ .‬وينتظر من زوجتووح ن تو ا‪ ،‬بووالفطور‪ ،‬عوودموا‬
‫شازت شازة اليو ‪ّ ،‬‬
‫يم جووافت بو و و و و و و و و «التووال »‪،‬ولم يكن جمعووة لينتظر‪ ،‬وقووال‬
‫الحا سطا ‪:‬‬
‫‪ -‬اعطي شمة‪.‬‬
‫‪ -‬اس و ّنم الچا ‪ ،‬قالت املر ة وجافت بالش ووا مع ك ووحن فيح س وومنة‬
‫لم تنب طرافلا من الد س ال يد ن بح وعاف ال لد‪.‬‬
‫‪ -‬يا عر ْ‬
‫اااااب‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬
‫حولم ‪ ..‬ال وسلال‬ ‫‪-‬‬
‫جان رج املحس وون رفقة ابنيح ص ووال و حمد‪ ،‬يرتدون فر ًاف يقيلة‪ ،‬وعمى‬
‫ّ‬ ‫وجو لم معالم ال ّد‪ .‬ن عوا ح ي م عند ال و و و « ّ‬
‫عتابة»‪ ،‬وسلموا عمى جمعة‬
‫واقفا‪ ،‬وحاول الحا سطا الوقوف َ‬ ‫ال استقبللم ً‬
‫متكئا عمى ر بتح‪:‬‬
‫‪ -‬ال وهللا ما يص ر يا ّ‬
‫حة ‪.‬‬
‫‪ -‬منشان بو صال ‪ ..‬ا شو‬
‫ْ‬
‫حولم‬ ‫‪-‬‬

‫‪66‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬
‫افطر س و و و و ووا ‪ ،‬وشلينووا ش و و و وورب الچووا ببيووت و و و ووعبووان الف ّي وا ‪،‬‬
‫ْ‬ ‫‪-‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬
‫رايح ن ن ط بنتو لعبيدنا‪.‬‬
‫ّْ‬
‫‪ -‬ا شاهلل ش ر «قالت الع وز» و ردفت «بنيتن زينة وحشيمة»‪.‬‬
‫ْ‬
‫‪ -‬ش معا م ن حميد والشيخ تا يرمولكم من السياگ‪.‬‬
‫جانت الغرفة الص ووغ رة ّ‬
‫مرتبة‪ ،‬وج ن ‪ ،‬ف ّ وة عمى علم بال يارة‪ ،‬جلس‬
‫متوجسة شاأفة‪ ،‬وح ن است لن بو ا‬ ‫الرجال‪ ،‬ولصر الباب جلست ف ّ ة ّ‬
‫ً‬ ‫ُ ّ‬
‫الفطاب‪ ،‬ابتعدت قليال‪ ،‬وقالت ألبي ا ال س للا عن ر ا‪:‬‬
‫‪ -‬بكيفك يا يابا‪.‬‬
‫و دري الرج‪ ،‬ن الفتاة موافقة‪ ،‬وال و و و و ّوك ن النس و و و وواف قد رس و و و وومن ّ‬
‫ج‪،‬‬
‫ش ف‪ ،‬ولم يبر غ ر جا ة الرجال‪ ،‬فل ّ ر سح‪ ،‬وعاد الى الرجال‪.‬‬
‫ست الف‪.‬‬ ‫‪ -‬عمى ش رة هللا‪ ،‬السياگ مث‪ ،‬بنات عملا ّ‬
‫‪ -‬وشاطر ال لم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬مرم‪ ،‬من السوياگ رمى للشويخ مية و رمى للحة مية و رمى لك‬
‫مية‬‫يا جمعة ّ‬
‫‪ -‬اگر الفاتحة‪.‬‬
‫ول للك الص و و و ووباي الكثيف بالارد والغيم جان ابرا يم ّم بالفرو من‬
‫ّ‬
‫الدواب‪ .‬فيما صوت‬ ‫منتظرا موافقة ّمح املشغولة بالفطور‪ ،‬وعلف‬ ‫ً‬ ‫البيت‪،‬‬
‫ً‬
‫مفتوحا ح ن غادر األب و و وسمع األشبار‪.‬‬ ‫ظ‪،‬‬‫ّ‬ ‫الراديو ال‬
‫ّ‬
‫‪ -‬شليك عند اشوتك‬
‫ّ‬
‫‪ -‬ا ‪ ،‬عطلت منشان الع‬
‫‪ -‬الدنيا باردة‪ ..‬شايفك تمر ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ح ن عاد الشويخ شار ا ّن عبيد الرج سويتزو ف ّ وة الشوعبان‪ ،‬فلم‬


‫تفري األ ‪ ،‬وجوانوت عمش و و و ووة الفلف قود طلبوت م وا بواألمس ن ترافقلوا ل يوارة‬
‫الش و ووعبان‪ .‬وجد ابرا يم الفرص و ووة مواتية لينس و و ّو‪ ،‬ل دوف شار البيت‪ ،‬فيما‬
‫صوت ف روز يمأل الصباي البارد ب غنية جديدة‪:‬‬
‫يا ‪ ،‬الدار طلوا طلوا الحباي‬
‫عالنة النار والسكر قلبح داي‬
‫يا ‪ ،‬الدار دارت فينا العلية‬
‫حنوا عالورد شطية‬‫والورد زرار ّ‬
‫ويا بنت ال ار ال تجور ت ر عم‬
‫صار الم صار والعمر الطي طاي‬
‫باعث مرسال وس ل عن بنت صغ رة‬
‫قال يوملا قال جان ينطر ا بال رة‬
‫ويا فاف البال ما تدوق ا شاهلل الغ رة‬
‫مي‪ ،‬شيال و ان طبت انت وغاي‬

‫‪68‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]19‬‬

‫« ناي و ناي‪ ..‬البس و و وويس و و ووة وال ريو»‪ .‬اند ّس و و وت زوجة جمعة جان‬
‫والد ا‪ ،‬و ملت و تداع وعر عليا‪« ،‬گالت البسویس لل روو و و و و و رواي‬
‫وظ‪ ،‬نايم‪ ..‬راحت البسويسوة‪ ،‬و وافت‬ ‫نصويد عصواف ر‪ ،‬ال ريو گال ماروي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫غ ووار‪ ،‬حط وت رجلل ووا ب ووالغ ووار‪ّ ..‬ام ووا حمرا‪ ،‬حط وت رجلل ووا االشرر ب ووالغ ووار ّام ووا‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ش و و و ورا‪ ،‬حطت رجللا االشرر بالغار‪ّ ،‬ام ا زرگا‪ ،‬حطت رجللا االشرر بالغار‬
‫محيا عليا والص و و ووغ رين‪،‬‬ ‫ّام ا بالغار ّام ا ص و و ووفرا» وظلر طيف اب س و و ووامة عمى ّ‬
‫وتعدين للنو «راحت السو وولطان‪ّ ،‬لبسو وولا يوب گیطان‪ ،‬راحت‬ ‫وودوا مسو و ّ‬
‫ّ‬
‫الوزير ّلبسوولا يوب حرير» وااسووعت سوومات الصووغار تحت اللحاف‪ ،‬وجادوا‬
‫ْ‬
‫ينووامون لوال ن رفس الص و و و ووغ ر شوار‪ ،‬فص و و و ووري‪ّ « ..‬مم ي ّموااار» قوالوت عليووا‬
‫«جت البس وويس ووة ال ريو‪ ،‬واع ّ ال ريو‪ ،‬وس و للا من وين جابت الثياب‬
‫ّ‬
‫وص و و و ووبغت رجلي ا‪ ،‬ف ّارتو‪ ،‬وراي ال ريو‪ ،‬و و و و وواف الغار‪ ،‬حط رجلو بالغار‬
‫ْ‬
‫ّام وا مكس و و و ووورة» وة و و و وحوك األوالد ورفس ال ميع ع و و و وولم تحوت اللحواف‪،‬‬
‫ّ‬
‫وةوحكت األ ّ ملري والد ا «حط رجلو الثانية بالغار ّام ا مكسوورة » وقلقح‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫األوالد وطووار النو تمووا ًم وا «حط رجلو االشرر بووالغووار ّام ووا مكس و و و ووورة‪ ..‬حط‬
‫رجلو االشرر بالغار‪ » ...‬وس و ووكتت األ موحية للص و ووغار اليقظ ن ن يكملوا‪:‬‬
‫ّ‬
‫« ّام ا مكس و و و ووورة» قال ا عليا وج ّس و و و وا ل الوقت نفس و و و ووح‪ ،‬وتبعلما س و و و ووطا‬
‫الص و ووغ ر بقلي‪ّ « ،‬ام ا مكش و ووولة» وة و ووحك ال ميع «راي الس و ووطان ض و ووروو‬
‫بال ّو ّانو گای‪ْ َ ،‬و‪ « ..‬وووو» قال الصو ووغ ر‪« ،‬راي الوزير ضو ووروو بال ّو ّانو‬
‫گووايوو‪ْ َ ،‬و‪ ..‬راي عمى عليووا‪ :‬ض و و و ووروتو بووال ّو انو گووايوو‪ْ َ ،‬و» ورفعووت يوود ووا ج و ّم ووا‬
‫ّ‬
‫مقص‪« .‬راي عمى ج ّس وا ض ووروو بال ّو ّانو گاي‪ ،‬و‪ ..‬راي عمى س ووطاااااا ‪» ...‬‬ ‫ّ‬
‫ورفع الصغار صا علم‪« :‬ضروو بال ّو ّانو گاي‪ ،‬وووو»‪..‬‬

‫‪69‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫و« ووا ال رة من العش و و و و رة» ق ووال ووت األ ّ ‪ ،‬وق وود ع ووادت اغطي م‪ ،‬وق وود‬
‫ْ‬ ‫ّ‬
‫شفوا عد فاص‪ ،‬املري‪« .‬شورل لنا ّانوب» قالت عليا‪.‬‬
‫ْ‬
‫نام ْم والينا ّول ش ‪ ،‬عطي من ل َبا النع ة ال رنة الو ولدت اليو ‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ل تلك الليلة الشووتوية الباردة لم ت ر العطشووانة غيمة واحدة‪ ،‬جان يمة‬
‫تبددت مع الغروب‪ ،‬وج ّم ا جافت اشو و ّويع الشو وومس‬ ‫يم ّ‬‫غيو تجمعت عصو و ًورا ّ‬
‫اليوم‪ ،،‬ول بيت عبان جانت الفتيات وساعدن صديق ّن‬ ‫ّ‬ ‫الى سرير نوملا‬
‫للعمة فاطم‬ ‫ل و و و ّود املفارش واللحف‪ .‬ول غمرة ا ش و و ووغاللن قالت حس و و وونة ّ‬
‫ّ‬
‫ْ‬
‫العم ّ ‪ :‬ع ّموااا‪ ..‬شورل ْ لنوا عمى جمو‪ ،‬غيودا‪ ،‬واب س و و و وموت الحواض و و و ورات بح ن‪،‬‬
‫لحت فتاة صغ رة لم اسمع القصة‬ ‫وفنا ب و و و اللي‪ ،،‬و ّ‬‫وقالت ّ عناد‪ ،‬ال ت ّ‬
‫ً‬
‫سابقا‪:‬‬
‫محمد‪،‬‬ ‫« ناي و ناي‪ ..‬چان بی بنیة ي يمة اسملا غيدا‪ ،‬و شو ا اسمو ّ‬
‫وچووانووت مرة ابو ووا مووا تحس ووا‪ ،‬وظووامل ووا‪ ،‬وويو جووا ب ّي وا عمى جح ‪ ،‬وعنوودو‬
‫ب و و و وواوع‪ ،‬ويعول التع ّ الفر ح ّ ع ّ ايد ا ل ‪ ،‬گالت غيدا ملرة ابو ا‬
‫ْ ْ‬ ‫ّ‬
‫گالت للا تا ت لص و و و ن الش و و ووغ‪ ،،‬و عط ا قبطة ح ّ »‬ ‫شلي اروي ا و و ووتر ‪،‬‬
‫بد ل ّن ال ووير‬ ‫ونظرت فاطم العم الى الفتيات عمى ضوووف اللمبة‪ ،‬وقد اس و ّ‬
‫حس ا‪ ،‬وچان ج‪ ،‬ما‬ ‫والقلر‪ .‬ممم ّمم ‪ ،‬قالت حس و و وونة «وملّن و و ووافلا ّ‬
‫البيا ّ‬
‫وحطت قبطة الح ّ‬ ‫ّ‬ ‫بنية ّ‬
‫جت ّ‬ ‫ّ‬
‫وعبت الفر ح ّ يفضو و و ى‪ ،‬س جت غيدة‪،‬‬
‫وگ ّ‬‫ّ‬
‫فتو‬ ‫اع ّ ى الفر ‪ ،‬وگوال للوا‪ ،‬الو و ّلل‪ ..‬اعوال معوا ورا الحموار‪ ،‬وج ّو‪ ،‬موا‬
‫گ ووال ح حم ووار ح ‪ ..‬ن ووا بقف‪ ،‬حم ووار م ووا يقف‪ ..‬چي ‪ ..‬ي ووار الب ّي وا ج ّ‬
‫ّ‬
‫حنفي ‪ ،‬وملن ح ّ غيدا ش ا ا عمى بيتو‪ ..‬مغارة عيدة» و ص و و و وواب الفوف‬
‫الفتيات‪ ،‬وحسان حساب العودة الى البيوت‪ ،‬ف اد الفوف‪« :‬وصلم املغارة‪،‬‬
‫ّ‬
‫املعبيوة ل و ‪ ،‬والبن ّيوة تبچ ‪ ،‬واشو وا ْم ِح ّمود‬
‫وحط الحنفي غيودا بواملغوارة ّ‬

‫‪70‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫يدور علي وا‪ ،‬و ّو س و و و وواري بال موال‪ ،‬س ّ‬


‫مرة ‪ ..‬و و و وواف جمو‪ ،‬غيودا نايم فوگ‬ ‫ّ‬
‫املغارة‪ ،‬وگال‪:‬‬
‫جم‪ ،‬غيدا يا ح ين‪،‬‬
‫مشلگح ب اي البط ن‬
‫ج‪ ،‬ال مال ترعى‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ال جم‪ ،‬غيدا ح ين‪..‬‬

‫وسمع صوت‪:‬‬

‫غيدا بجناجللا‬
‫َ‬
‫الدب و ِنجللا‬ ‫جا ا ّ‬
‫ْم ِح ّم ْد يا ابن والد ا‬
‫بلچ ديكم عم ْ‬
‫و حس و و و ووت فواطم العم ب وف الفتيوات‪ ،‬فو م وت القص و و و ووة بفةواي س و و و وور‬
‫ولكن الفتيوات‬ ‫فتوا ّن‪ ،‬و ملوت و ت ض‪« :‬و وا ال رة من العش و و و و رة»‪ّ ،‬‬
‫عف‬ ‫افقلن حد‪« :‬وين ّ‬ ‫شش و و و و ن من الوقوف‪ ،‬طالبات من ّ حس و و و وونة ن ير ّ‬
‫ّ‬
‫عبان يو سنا »‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عبان يتعل‪ ، ..،‬و مچن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ًّ‬
‫وجانت التعليلة قد طابت ل بيت الحا عم ‪ ،‬وقد تر ح الشوباب مبكرا‪،‬‬
‫وينية‪ ،‬و الس ووكمبي‪ ،،‬ويطلبوا شر‬ ‫وس وولرون عند عبيد الرج ليلعبوا الص و ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الليو‪ ،‬برتقواال‪ ،‬و ديةوا‪ ،‬ووق‪ ،‬الحوا ّ وس و و و ووتمع إللاعوات م تلفوة تلوي شبوار‬
‫ّ‬ ‫السووياسووة‪ .‬وصوو‪ ،‬الشوويخ يو س‪ ،‬والحا ّ حميد ً‬
‫معا‪ ،‬وقد صووليا العشوواف ل‬
‫املم و و و و د‪ ،‬وجاف اس و و و ووماعي‪ ،‬العم ‪ ،‬وس و و و ووالم الص و و و ووطاف‪ ،‬رج املحس و و و وون‪،‬‬
‫حمادة‪ ،‬وامتأل‬ ‫الفيا ‪ ،‬وعبد السو و و ووليم‪ ،‬وح و و و وور ابرا يم رفقة ّ‬ ‫و و و و ووعبان ّ‬

‫‪71‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ولفوا س ووةارات الغاز ‪ .‬وقال عبد الس ووليم‪:‬‬ ‫مجلس ص ووغ ر‪ ،‬وورووا الش ووا ‪ّ ،‬‬
‫ّْ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وصلنا‪ :‬فقر الشيخ‪:‬‬ ‫ملونا يا ا‪ ،‬وين‬ ‫القصة»‬ ‫«وين‬
‫«قال الراو ‪ :‬فلما فرغت ال ليلة من و و و ووعر ا ونظاملا‪ ،‬ص و و و و ّودق جلي‬
‫ّ‬
‫مقوواللووا‪ ،‬و رسو و و و وو‪ ،‬ل الحووال يطلو شووار ال ير‪ ،‬فوودشوو‪ ،‬وس و و و وولم عليووح‪ ،‬وقبوو‪،‬‬
‫يووديووح‪ ،‬وقووال بقلو َجس و و و ووور‪ :‬نووا عبوود مو مور‪ ،‬وال شووالفووك بو مر من األمور‪،‬‬
‫الحر‬‫فو و علم ووح جليو و ب ووالواقع ووة‪ ،‬وق ووال ري وود من ووك ي ووا ذ ن تو و شو و و و ا ُ‬
‫الص و و و ووغ ر‪ ،‬وتمألر من حلي و لبوة» وتح ّس و و و ور الرجووال‪ ،‬وظلر عمى وجو لم‬
‫الفيا ‪ :‬هللا يلع ن‪ ..‬و ردف سالم‪ « :‬يد ّن عظيم‪.‬‬ ‫األسف‪ ،‬وقال عبان ّ‬
‫ويفا اس و و وول بح شوفا‬ ‫«فقال عمى الر والع ن‪ ،‬ولكن يا ذ عط س و و و ً‬
‫من و الس ووبا ‪ ،‬فقال جلي لل ليلة ن اعطيح الس وويف‪ ،‬فقالت لح‪ :‬ال‬
‫ويفا و نت ل ر اله و و و و اعة فخ ‪ ،،‬و طرق‬ ‫اس و و و ووتأ يا زير ن تطل س و و و و ً‬
‫ّ‬
‫ر سو و ووح‪ ،‬وسو و ووار من وقتح وسو و وواعتح‪ ،‬وقد ت د م ا تريد ال ح وضو و ووررر» ولم‬
‫يتمالك عبان نفسح‪ ،‬و عاد عبارتح بنارة قور « يد ّن عظيم»‪ ،‬ولم وش‬
‫الش و و و وويخ ن ينه القرافة رف ًقوا بواملش و و و وواعر املحتودموة تجوار ال ليلوة‪« .‬وموا زال‬
‫وس ر ح ى وص‪ ،‬الى غابة ب رة ث رة األش ار وال فور‪ ،‬وليس معح سور‬
‫سوك ن وعصوا‪ ،‬فبينما و ينظر من شلف وقدا ‪ ،‬و لا ب سود قد ظلر‪ ،‬و و‬
‫واأو‪ ،‬املنظر‪ ،‬وعينوار تقودحوان بوالش و و و وورر» وظلر الفوف عمى وجه ابرا يم‬
‫وح ّموادة الص و و و ووغ رين‪ ،‬و مو‪ ،‬الش و و و وويخ‪« :‬فلموا اقترب منوة قبض عليوح ال ير‪،‬‬
‫وشبط بح األر ‪،‬‬ ‫ولوحح بيودر مثو‪ ،‬املقال ‪ّ ،‬‬ ‫وزندر‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫واعدر ِ ِ‬ ‫و ش و و و ولوح بقوة س و و و و ِ‬
‫يم ن ل‬ ‫حمادة يدر مع الش و و وويخ‪ ،‬وج ّن س و و و ًودا ب ن يديح « ّ‬ ‫فر ّ عظامح» و ّ ّ‬
‫مدورت ن‪،‬‬ ‫علية بالعص ووا ح ى قتلح» ونفخ ووعبان دشان س وويةارتح ش ووفت ن ّ‬
‫ومدد رجليح «و راد ان يج ّ ر س و و و ووح‪ ،‬و لا بلبوة قد قبلت عليح‪ ،‬ومن شلفلا‬ ‫ّ‬

‫‪72‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫س ووبعة ووبال»‪ .‬وتح ّ ن الش وويخ فرص ووة تثا ب الحا ّ ‪ ،‬ف نهى القرافة‪ .‬وم ض‬
‫تنفسوا الصعداف‪ ،‬ملق ن عمى الحا ّ تحية واحدة‪:‬‬ ‫ال ميع متثاقل ن‪ ،‬وقد ّ‬
‫‪ -‬تصبحون عمى ش ر‪.‬‬
‫وحيدا ل‬ ‫وجان و ووبا عمى عد يوم ن‪ ،‬ح ن وجد محمود بيطار نفسو ووح ً‬
‫للوك الليو‪ ،‬الطويو‪ ،،‬عود ل واب زميلوح الى قريوة مجواورة ي و زميلوح‪ ،‬ولم يجود‬
‫ّ‬
‫غ ر روايوة جواف ل وا يثم البةور‪ ،‬من اصو و و و وودار دار العودة ل ب روت‪ ،‬لةواتو‬
‫س و و و ووودا ‪ ،‬وس و و و وومع بوح للمرة األولى‪ ،‬و”الطيو صو و و و ووال “ وقود جو بوح عنوان‬
‫الرواية «موس و و ووم الم رة الى الش و و وومال» وقد قر ب و و ووع ص و و ووفحات ل ال ار‪،‬‬
‫فغدا عطلة‪ ،‬وس و ووينا‬‫قرر ن يكم‪ ،‬الرواية‪ً ،‬‬ ‫وعندما عاد الى الغرفة مس و وواف ّ‬
‫مت ّش ًرا‪ ،‬ورفع محمود فتيلة اللمبة‪ ،‬فارتفع ال و و و وووف‪ّ ،‬‬
‫وتمدد عمى فرا و و و ووح‪،‬‬
‫وراي يقر ‪:‬‬
‫« مص و و ووطفى س و و ووعيد ‪ ،‬من مواليد الفرطو ‪ 16 ،‬غس و و ووطس عا ‪.1898‬‬
‫األب متول ‪ ،‬األ فوواطمووة عبوودالص و و و و ووادق‪ ،‬فتحووت عوود للووك جواز س و و و ووفرر‪،‬‬
‫االسو و و ووم‪ ،‬املولد‪ ،‬البلد‪ ،‬ما ل و و و وولادة امليالد‪ .‬امللنة (طال )‪ .‬تاريخ صو و و وودور‬
‫ال واز ع ووا ‪ 1916‬ل الق ووا رة وج وودد ل لن وودن ع ووا ‪ .1926‬ج ووان يم ووة جواز‬
‫سووفر شر‪ ،‬انةل ز ‪ ،‬صوودر ل لندن عا ‪ .1929‬قلبت صووفحاتح ف لا شتا‬
‫ث رة‪ ،‬فر س ووية و ملانية وص ووينية ودنمار ية‪ .‬ج‪ ،‬ا ش ووح شيال ش ووة‪ ،‬ال‬
‫يوص ووف‪ ،‬فلم س ووتطع املضو و ل تقلي ص ووفحات جواز الس ووفر‪ ،‬وانص وورف‬
‫ل عن بقيوة األوراق‪ .‬والبود ن وجه جوان مه و و و ووحو ًنوا بوالترقو ح ن نظرت‬
‫اليح‪ .‬مضو و و ى مصو و ووطفى ينفث ل دشان سو و وويجارتح بر ة‪ ،‬يم قال‪ :‬ام ا قصو و ووة‬
‫طويلة‪ .‬لكن لن قول لك ج‪ ،‬ش ف»‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]19‬‬
‫ّ‬
‫صفا ة‬
‫باچر تجینا الناگة‬
‫ن بحلا املشراگة‬
‫من ّلو ح ي ح ي‬‫ج‪ْ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ال عليا لي ا لريه الط ر‬

‫وةحك ال ّد‪ ،‬وةحكت عليا‪ ،‬وةحك شوا ا الصغ ران‪ ،‬فيما ال ّدة‬
‫اس و و و و ل م بق‪ ،‬من املربعوان ّيوة‪ ،‬وجوانوت موجوة الارد قود انكس و و و وورت‪ ،‬غ ر ليوال‬
‫متمردة عمى الوودفف اآلا‪ ،،‬وسو و و و ووافر وو‪ ،‬العطشو و و و ووانووة‪ ،‬الى قرا م ل الارّيوة‬ ‫ّ‬
‫ليطمئنوا عمى زروعلم‪ ،‬وامتألت سوفرة الصوباي ب وحون الفاير‪ ،‬املسوترقة‬ ‫ّ‬
‫مرة ل بيوت‬ ‫من فواأض الحليو ل ض و و و وورو النعوا ‪ ،‬و جو‪ ،‬ابرا يم اللبو غ ر ّ‬
‫حمادة ه و ووحابة اليو ‪ .‬ينظر‬ ‫الش و وويخ‪ ،‬وعند ال اس و ووم العم ح ن يقض و و مع ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫تحول البعر الى رات صو و ووغ رة من‬ ‫بف و و ووول ومري الى «صو و ووووة» ال لة‪ ،‬و‬
‫وافية قد قاروت عمى ال اية‪ ،‬ف سو و و و ّورب القلر‬ ‫ال مر‪ .‬وجانت العطلة االنتصو و و و ّ‬
‫مجمع العقاب‪ ،‬عدما سو و و وووا‬ ‫الى الصو و و ووغار ال ين سو و و وويسو و و وواقون ل الغد الى ّ‬
‫الدراسو و و ووة والكت والدفاتر‪ ،‬ول للك املسو و و وواف جان ّيمة طفال ل السو و و وواحة‬
‫الص و و ووغ رة‪ ،‬ير بون فوق برامي‪ ،‬ص و و ووغ رة فارغة يدحرجوم ا ب رجللم‪ّ ،‬‬
‫ولكن‬
‫ابرا يم لم يمل ووك الرغب ووة ليش و و و و ووار لم اللع و ‪ ،‬ب وو‪ ،‬غ ووادر الى بيت ووح يح ّ و و و ور‬
‫حقيبتح الصغ رة‪ ،‬ويت د من قالمح ودفاترر‪.‬‬
‫لم يكن عبود الار و ليغادر قب‪ ،‬ن يح و وور العر ‪ ،‬وجان يم ّ النفس‬
‫ولكن موت جوواس و و و ووم العم حووال دون العر ‪،‬‬ ‫ن يوودبووك مووا وس و و و وعووح للووك‪ّ ،‬‬

‫‪74‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬
‫واقتصور األمر عمى زفة صوغ رة من بيت وعبان الى بيت رج املحسون‪ ،‬ما‬
‫ار علي م سالم الصطاف‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬زفة زغ رة‪ ..‬طالعة من بيت ابو ا‪ ،‬فايتة ببيت ال ران‪.‬‬
‫ول بيت رج لبحوا ع ت ن س و و وومينت ن‪ ،‬و لحر ابنح مص و و وول «ج عة»‬
‫بووالو بيحيتن‪ ،‬فقوود غووادر العطشو و و و ووانووة وو‪ ،‬القطعووان الكب رة الى الش و و و ومووال‪،‬‬
‫وجووانووت لبيحتووان تكفيووان أل وو‪ ،‬القريووة مووا ّدبر علي م جمعووة‪ ،‬وجوواف عووابرو‬
‫س و و و ووبي‪ ،‬فحلف علي م رج املحس و و و وون‪ ،‬وجاف معلما القرية‪ ،‬فابتعد الطالب‬
‫ّ‬
‫يصبان املاف عمى يد الرجال‪،‬‬ ‫ظال ّ‬ ‫عن ساحة البيت‪ ،‬شال ّاب ن صغ رين‬
‫مرة شرر‪ ،‬األطفو ووال الو و ين جو ووانوا‬ ‫وح ن عو ووادت ال و و و ووحون عو وواد األطفو ووال ّ‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫مت ّرين عند بيت سالم الصطاف شوفا من املعلم ن‪.‬‬
‫ُ‬
‫وج و ووان د ّح و وا يجي و وود «الع و و ّود» فلو يحفظ غ و ووا ‪ ،‬الفرات ال اغ ّ ى ل‬
‫يرددن مع ووح‪ ،‬الزم ووة «ج و ّو‪ ،‬اللال ب ووالن ووا ‪ » ..‬وج ووان‬‫األعرا ‪ ،‬فغ ّ ى والفتي ووات ّ‬
‫عن فتيات النا‬ ‫ج‪ ،‬ما يؤيرر الفراتيون ّ‬ ‫دحا ي و و و وويف بص و و و وووتح ال مي‪ّ ،،‬‬ ‫ّ‬
‫ال ميالت‪ ،‬غ ّ ى لفواطم ووة و و و وحوة وغ ّ ى لو وات الف ا الو ي ّ ين األنوف‪،‬‬
‫والم ْ و‪ ،‬ال و ظو ّو‪ً ،‬يرا ل ال و ا رة‪ ،‬وجووانووت غ ر واحوودة تلبس «جلوواد ّي وات»‬ ‫ِ‬
‫ّ‬
‫ّملا‪ ،‬فوق طقم الشالليح ال ا ترت ع لن منح ل موسم القطن‪.‬‬
‫ّ‬
‫لم يبر بيت اال و صوابح شو ف من ش ر القطن‪ :‬القاطفات اللواا‪ ،‬ق و ن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً ً‬
‫ولرا جامأل‪ ،‬يحملن تنةا فارغا يمألنح وي ان بح الى مةان الشو و وولول‪ ،‬حيث‬ ‫ووو‬
‫ً‬
‫يملؤر ووباب قوياف يتحدون ع وولم ل وزان وولوللم‪ ،‬مقاب‪ ،‬جر ي وا‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫واملعفش ووات‪ ،‬و ناي جمعة ي ً وا‪ ،‬ال يفل‬ ‫ّ‬
‫واملقبعات‪،‬‬ ‫و ناي الس ووعا ‪،‬‬
‫األر قبوو‪ ،‬نرر البو ار‪ ،‬وحرث ووا يووانيووة ب طو عموديووة و فقيووة وس و و و و ّ‬
‫وموم ووا‪:‬‬
‫«الچوال »‪ ،‬فتحد مربعات ص ووغ رة وس ووموم ا األلواي‪ ،‬تفص وو‪ ،‬بي ا س ووواق‬
‫طويلة‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫تكرر األعرا ل الصو و و وويف‪ ،‬ولك ّ ا تحد ل الشو و و ووتاف ي ً و و و وا‪ ،‬ح ن ي ا‪،‬‬
‫ّ‬
‫موس و و و ووم القطن‪ ،‬و بط يروة مفوواجئووة عمى لو «ال ّل وال» الو ين شطوت‬
‫و و وووارل م‪ ،‬وود وا يرتدون العقال‪ ،‬والسو و وواعة السو و ووويسو و وورية‪ ،‬ومسو و وودسو و ووات‬
‫وتعدون لل اب الى‬ ‫اللويات ل جيول م‪ ،‬ويس و و و ّ‬ ‫«الو و و و و و و وس و و و ّوتة ميم »‪ ،‬ي و و ووعون ّ‬
‫ال ي ‪ ،‬ويمتطون ظلور شيوللم ال اس و ووتريح من ال ّر ل الش و ووتاف‪ ،‬فتبدو‬
‫وجو ّم وا شيو‪ ،‬ص و و و وويلوة‪ ،‬ح ن تنوال و و و ووي ًئوا من الودالل‪ ،‬واألحو يوة ال وديودة ال‬
‫«ي ّحو وا» بيواطرة قوادمون من البواب و حلو ‪ ،‬يرحلون نحو الش و و و وورق الف ّ‬
‫الواعد‪ ،‬عدما بد ت زراعة القطن‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫جانت ال فة قد وص و و وولت بيت الرج ال لم يكن عيدا‪ ،‬ور ر محمود‬
‫ويغنون‪ ،‬وج ّم م قد‬ ‫بيطار ا م و و ا الروي ل امل تمع الص و ووغ ر‪ ،‬يض و ووحةون ّ‬
‫انفص و و و وولوا عن الواقع‪ ،‬وتم ّ ى لو يةون واح ًودا م م‪ ،‬ونظر الى زميلوح امللتحر‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ح وودي ًث وا‪ ،‬وق ووال ل ووح ّ‬
‫ان و ر ال ف وة ت و رر ب و عرا الح ووارة‪ ،‬وابن ع ّم وح ال و‬
‫يجي وود لعب ووة الس و و و وويف والتر ل األعرا ‪ ،‬وغ ووام ووت عين ووح‪ ،‬فت ووداري لل ووك‬
‫و غ‪ ،‬نفسح سؤال‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬ت ّشر املف ما يك‬
‫وجانت الح رة تفع‪ ،‬فعللا ل اس و و ووماعي‪ ،‬العم ‪ ،‬ال شر من الم و و و ن‬
‫وجح العيد‪ ،‬دون ن ّيتفر مع عليان الص و و ووبأ عمى مص و و و ر األر ‪ ،‬ف طالق‬
‫وارما‪ ،‬و و ّ‬ ‫وقرر قر ًارا ص و ً‬ ‫س وراحح لم يحس ووم مس و لة األر ‪ّ ،‬‬
‫يدشن س وويةارتح‬
‫ل امل لس‪:‬‬
‫‪ -‬األر عر ‪.‬‬
‫األيا التالية لل ا القرار‪ :‬س و و وويحر‬ ‫ولم وس و و وومع حد ملمتح‪ ،‬وتص و و و ّوور ّ‬
‫ّ‬
‫األر جللا‪ ،‬ولن وع ل ر صو و و ووبأ ‪ ،‬و«ال و و و و و و و و يصو و و و ر يصو و و و ر»‪ ،‬وتح ّسو و و وس‬
‫ّ‬
‫مسوودسووح‪ ،‬وت ر ن ال و و و و و« و و و و ووفشووه» ل البيت ال يكف‪ ،،‬و ّنح ال ّبد من وراف‬

‫‪76‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬
‫يحمو‪ ،‬ابرير‬ ‫«دس و و و وتوة» و اينت ن‪ .‬ولف س و و و وويةوارة يوانيوة‪ ،‬ونوادر الولود الو‬
‫الشا ‪:‬‬
‫‪ -‬محمااااد اعال ص ّ ص ّ ‪.‬‬
‫جواف العريس‪ ،‬وو يوو‪ ،‬العرو سو و و و ووالم الص و و و وطوواف‪ ،‬وجلسو و و و ووا ب ن يود‬
‫يرددام ا ورافر‪:‬‬ ‫الشيخ‪ ،‬والشيخ يقر علي ما عبارات ّ‬
‫ّ‬
‫ّزوجتك موجل ف ّ وة الشوعبان عمى سونة هللا ورسوولح وملر قدرر‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫ست الف ل رة مع ّ ‪ ،‬ول رة واحدة مؤشر‪.‬‬
‫‪ -‬قبلت‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫و ّرر الرجالن ما مالر الشيخ ياليا‪ ،‬وقر ال ميع الفاتحة‪ ،‬و ن ال ميع‬
‫يم جواف شميس ود ّحوا وياليوة و و و وبواب شرين‪ ،‬وشطفوا الش و و و و ّ‬
‫واب‬ ‫العريس‪ّ ،‬‬
‫الص و و و ووغ ر عبي وود‪ ،‬وع وواد ال مع الى ح ووادي ووث ودا املربع وواني ووة‪ ،‬واس و و و ووتقب ووال‬
‫السو و ووعود ب ياملا الفمسو و و ن قب‪ ،‬الرويع‪ ،‬و سو و ووعار الفالي ال ديدة‪ ،‬والسو و و ّود‬
‫بد بجدار الةون‪،‬‬ ‫ال ديد‪ ،‬وغرقوا ل حاديث سو م ن سوواد الظال اسو ّ‬
‫قب‪ ،‬ن وس و وومعوا طلقات شفي و ووة الص و وووت من مس و وود ص و ووغ ر‪ ،‬فالتفت‬
‫ال ميع الى املصدر مستغرو ن‪:‬‬
‫‪ -‬ش ا ا!!‬
‫ً‬
‫و لللللت ساف ي ا‪.‬‬
‫ول اليو الت ووال ‪ ،‬ج ووان ووت ص و و و ووورة العر م ووا زال ووت م ووايل ووة م ووا محمود‬
‫غنار‬ ‫مما ّ‬‫صو و و وة الثانية‪ ،‬طل من سو و و ووليم املحمد ن وغ ّ لح ّ‬ ‫بيطار‪ ،‬ول الح ّ‬
‫دحا باألمس‪:‬‬ ‫ّ‬
‫جن ّ‬
‫جللن‬ ‫ج‪ ،‬اللال بالنا ل ّ‬ ‫ّ‬
‫بط‪ ،‬گ للن‬‫ريحة مسك وش رة ّ‬

‫‪77‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬
‫فسو و و لح املعلم عن «ش و و و رة» و«گ للن» فلم وعرف و و و ًويئا‪ ،‬واسو و ووتعان‬
‫ّ‬ ‫وف الس و و و وواد ‪ .‬ول ح ّ‬ ‫ّ‬
‫ص و و و وة النص و و و ووور‪ :‬قر املعلم‬ ‫املعلم بطوالو من الص و و و و‬
‫قصيدة لر يد يوب للطالب الكبار‪:‬‬
‫جت ش ا ‪،‬‬ ‫يا يل ُ قد ّي َ‬
‫َ‬
‫ل رت م وج را ‪،‬‬
‫ُ‬
‫باهلل َع ّ ق‪ ،‬إلشوا ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ما ز َ‬
‫العلد‬
‫ِ‬ ‫ال يرعى حرمة‬
‫ّ‬
‫و ووا ح ن شفيف ل ص و و و و وودر املعلم‪ ،‬وانم ج ووت ص و و و ووورة عر الح ووارة‬
‫ورقصوة السويف والتر ‪ ،‬بالقصويدة ال قر ا قب‪ ،‬سون ن‪ ،‬دون ن تحد‬
‫فيح مث‪ ،‬ا األير‪ ،‬و م‪ ،‬محمود‪:‬‬
‫يا يل ُ قد ل ِ رت ّم‪،‬‬
‫اللي‪ ،‬ل ف‬ ‫َ‬ ‫ّيا َ تقض‬
‫وتح ُار ل َ‬ ‫ً‬
‫مشغوفة‪َ ،‬‬
‫ض ّف‬
‫ََ‬
‫تحنو عم ّ َم افة ِ‬
‫الارد‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وحش و وور ص و وووت املعلم‪ ،‬ووقف قليال ال يدر ما يفع‪ ،،‬وطال س و ووةوتح‪،‬‬
‫ولك سليم زميلح ابرا يم‪:‬‬
‫دحه وال‪ ..‬االستاز يبچی‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪78‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]20‬‬

‫‪ -‬السال عليكم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫‪ -‬وعليكم الس ووال ‪ ،‬يا ج ب ال و و و و و زال ْ ‪َ ،‬م ْرتك جابت غال ْ ‪ ،‬ال و و و و و ما و‬
‫منك‪ ،‬واملا و م ا‪ ،‬وال و زنوة‪ ،‬وال و حرا ‪.‬‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫وة و و و وحوك ال والس و و و ووون‪ ،‬فواح ش و و و وود عبيود الرجو امللتحر حوديثوا بفرير‬
‫املتزوج ن‪ ،‬وةو و ووحك الحا عم و غمض عينيح لشو و و ّودة الضو و ووحك‪ ،‬وتداري‬ ‫ّ‬
‫فلفلا من جديد‪.‬‬ ‫عمامتح قب‪ ،‬ن اسقط‪ّ ،‬‬
‫انت چب ر‪ ،‬وحا ّ بيت هللا‪.‬‬ ‫‪ -‬احتر حالك‪َ ،‬‬
‫واعالى ةو و ووحك امل لس‪ ،‬قب‪ ،‬ن يفلمح سو و ووالم الصو و ووطاف‪ّ ،‬ن «املا و»‬
‫وع ماف الرج‪ ،‬وماف املر ة‪ ،‬فانتاب عبيد خ ف‪ ،‬طفيف‪.‬‬
‫جان و و و ووبا قد مه و و و و ى ل عروق اله و و و و ر‪ ،‬وجلد األر ‪ ،‬وان ف و و و ووت‬
‫سو ووعار البيض‪ ،‬فصو ووار الع اأ يبعن ال و و و و و و سو ووت بي و ووات‪ ،‬سو ووعر ال و و و و و و ربع‬
‫رويعا شر‪،‬‬ ‫بي ات‪ ،‬واعالى مواف القطط ل الليال املظلمة‪ ،‬وانتظر ال ميع ً‬
‫وعو عوا ال فاف‪.‬‬ ‫ّ‬
‫عمرت ورا ا لار‪ ،‬وان شروت ورا ا لار‪.‬‬ ‫‪ -‬ان َ‬
‫‪ -‬الو ية من رونا زين‪.‬‬
‫عمن يالعبح املنقلة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫وطا ّ‬
‫وتحدر الحا عم ال تري‬ ‫بحث الحا سو و‬
‫ّ‬
‫دجو وانو ووح‪ ،‬وويتو ووح‪ ،‬والراديو‪ ،‬وقو وود س الى «التعليلو ووة»‪ ،‬ولم يكن الحو ووا ّ عم‬
‫ما ًرا ل املنقلة‪ ،‬وال الحا ّ سو و ووطا ‪ ،‬لك ّ ما وجدا نفسو و ووي ما فر و و و ر ان ل‬
‫محيط من رجال العطشانة‪:‬‬
‫ّ‬
‫معرفك باللع يا حة ‪.‬‬ ‫انت و ْ‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪« ،‬ش ْ‪ ،‬ميتك بلوح َلا»‪ ..‬اعال‪.‬‬ ‫‪ -‬وال‪ ..‬عم‬

‫‪79‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫مدرو ن‪ ،‬يحص و و و ووون غنيمة‬ ‫تحوال الى ّ‬‫ولم يتر لما ال ملور وحد ما‪ ،‬ب‪ّ ،‬‬
‫ج و و ّو‪ ،‬شصو و و و ووم مون الومو ور‪ ،‬ويونوظورون الوى الوحوفور املو ّووف و ووة توموتومو ‪ ،‬وتوفورغ‪،‬‬
‫فيشو و ران عمى الع وزين ن ي ووا بالبيت املم ف بالم ارة قب‪ ،‬ن يفس وود‪،‬‬
‫يحرجان الم ارة‪.‬‬ ‫مدرو ن تر لما الع وزان ّ‬ ‫وجانت معر ة ّ‬
‫ّ‬ ‫وانتص و ووف اللي‪ ،،‬وس و وواد ف‬
‫دفف غرفة امل لس‪ ،‬فت مى الرجال عن الفراف‬
‫مرت ن‪ ،‬فعوواد بووا ًرا‪ ،‬وجووافت زوجتووح‬ ‫الثقيلووة‪ ،‬و غمض جمعووة ع ن اللو س ّ‬
‫ج‪ ، ،‬العطش ووانة‪ ،‬ال يجو الس ووا رون شر اللي‪،،‬‬ ‫ولرية ال وعرفلا ّ‬ ‫بالس و ّ‬
‫وروما جاف مع الفاز‬ ‫م فيح ً‬
‫شازا مع الش و و و ووا ‪ّ ،‬‬ ‫فيلتمس و و و ووون ل البيت ال‬
‫ّ‬
‫«تال عش و و ووا» و س و و وومنة ود س‪ ،‬و شاير دال ‪ ،‬لم يكد يت رر‪ ،‬وقد ص و و وونعتح‬
‫متقشفة ً‬ ‫ّ‬ ‫سلرية جمعة العم ّ‬‫األ ّ عد صالة العشاف‪ .‬ولم تكن ّ‬
‫يوما‪.‬‬
‫اعل ْم وبعدين ْ‬ ‫ّ‬
‫اعال العب ‪.‬‬ ‫‪ -‬روي‪ ..‬روي‬
‫‪ -‬الم ر شان معا ‪ ..‬الغل بالگعود‪.‬‬
‫وطا و و ّ‬ ‫ّ‬
‫يلوي بقب ووة حص ووا فاأ ووة عن ن ارتح الو‬ ‫وة ووحك الحا س و‬
‫‪ ،49‬عوود ن مأل بيوتووح‪ ،‬وقووال للحووا ّ عم و و يفرغ الم ووارة الفوواأ و و و و ووة ل‬
‫زوجا ً‬
‫زوجا‪:‬‬ ‫جلة شصمح ً‬
‫و ل مع ووة‪ ،‬و و ل ووك‪ ،‬و و لس و و و و ووالم‪ ،‬و و لش و و و ووعب ووان‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫و ‪..‬‬
‫ّ‬
‫وةحك ال ميع‪ ،‬والتفت الحا سطا الى جمعة‪:‬‬
‫‪ -‬وهللا جعنا‪ ..‬و عد م‬
‫وجافت ّ جمعة ب از وسمنة صفراف‪ ،‬ل كحن ن‪ ،‬وجاف جمعة ب برير‬
‫ّ‬
‫الشا ‪ ،‬وت ر ال ميع اسماعي‪ ،‬العم ‪.‬‬
‫‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ً‬ ‫ّ‬
‫شر اس و و و ومواعيو‪ ،‬مسو و و و و ّودسو و و و ووح‪ ،‬وفكوح قطعوة قطعوة‪ ،‬موا جوان يفعو‪ ،‬ل‬
‫ً‬
‫فارغا‪ّ ،‬‬
‫يم طلر ل‬ ‫ال ي ‪ ،‬وحش و ووا املش و ووط ن الص و ووغ رين بالرص و ووار‪ّ ،‬ي ر‬
‫مسدسح جا ‪.‬‬ ‫مطمئنا ّن ّ‬
‫ً‬ ‫الفراغ‪ ،‬فسمع ً‬
‫صوتا‬
‫يمتلوك اس و و و ومواعيو‪« ،‬تفنگوة» فر س و و و ويوة قص و و و و رة‪ ،‬ورث وا عن والودر الو‬
‫ط‪ ،‬الن و و وود‪ ،‬رغم ّنح طلر ل‬ ‫وظ‪ ،‬بور ي في ا ّ‬ ‫ا و و ووترا ا ّيا الفر سو و و ّوي ن‪ّ ،‬‬
‫واحدا‪ ،‬و طلر رر من‬ ‫واحدا ً‬ ‫األعرا ‪ ،‬طلر فوق ر عما اس و و ووماعي‪ً ،‬‬
‫الارية نحو ال أاب واللصو و و ووور‪ّ ،‬‬
‫ولكن ال و و و و و و و ووتفنگة ليسو و و ووت السو و و ووالي‬ ‫مرة ل ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫الففيف‪ ،‬ال يمكن صاحبح من اشراجح من جانبح ل طرفة ع ن‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ولكن زوجتح اعرف ْن َح اس و و و ووماعي‪ ،‬ال ال يص و و و و ّوري اال‬ ‫حدا‪ّ ،‬‬ ‫يةلم ً‬ ‫لم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ما شتح عناد‪ ،‬واعرف نح ت ير بتطاول اب ّ‬ ‫ّ‬
‫غر عمى حقوقح‪ ،‬كحيح‬
‫ّنح لم ومو و و و ّ ‪ ،‬األر باسو و و وومح‪ ،‬غ ر ّم ا رافو و و و انتفا ‪ ،‬حدود ا متعارف‬
‫ّ‬
‫الشاب وستقو باملوظف ن ال دد‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫علي ا ب ن ال ران‪ ،‬و و وعرف ّن‬
‫ّ‬ ‫ح ّن ّي مسو وودسو ووح‪ ،‬قالت لح زوجتح‪ّ « :‬‬
‫اعول باهلل من الشو وويطان‪ ..‬ال ما‬
‫ْ‬
‫نلعى للوا ُد ّبوارة»‪ ،‬وظ ّو‪ ،‬اس و و و ومواعيو‪ ،‬ينظر الى علبوة الرص و و و ووار ال ا و و و ووترا وا‬
‫ً‬ ‫وعد ا ج ّنح ّ‬ ‫باألمس‪ّ ،‬‬
‫وعد ن ر املنقلة‪ ،‬وقال فج ة‪:‬‬
‫ّ ْ‬
‫سو لنا چا ‪.‬‬ ‫‪ -‬گوم‪،‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫عبود الار و‪ .‬قال دحا لفميس‪.‬‬ ‫‪ -‬التعليلة عند ّ‬
‫ج و ووان د ّح و وا وشومويوس راعويو ون حوقويوقو ّيو ون‪ ،‬رعوي و ووا الوغونوم عون و وود الوب و وودو لو‬
‫الش و وومال‪ ،‬رعيا س و وون ن طويلة‪ ،‬و تقنا و ووبك األغنا ل ص و ووفوف طويلة عند‬
‫الحلو و ‪ ،‬و تقنو ووا تنبيو ووح القطيع لل و الى املراع ‪ ،‬و للعودة الى البيوت‪،‬‬
‫دحا النفخ ل «ال ّ مارة» والع ف عمى الروابة‪ ،‬ولم يتقن شميس غ ر‬ ‫و تقن ّ‬

‫‪81‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫وظ‪ ،‬عمى علدر بكال هللا‪،‬‬ ‫اسووت دا ال ّ مارة‪ ،‬ولكنح حفظ القر ن الكريم‪ّ ،‬‬
‫ظ‪ ،‬معح ل م ارب البدو‪.‬‬ ‫حفا‪ّ ،‬‬‫ال استو لح املرحو م ً‬
‫عوود العر ‪ ،‬جووانووت رغبووة د ّح وا ل الع ف عمى الروووابووة‪ ،‬ولك ّن وح لم يجوود‬
‫ّ‬
‫روابة ل العطش ووانة جللا‪ ،‬ف عم‪ ،‬فكرر من يوم ن‪ ،‬وجل عبوة تنك ص ووغ رة‬
‫فارغة‪ ،‬وفر ش و رة ص ووفص وواف‪ ،‬وض ووعلا ل قل العبوة‪ ،‬و س ووند الي ا ب ووع‬
‫مما وس ووت دمونح ل «ل ووم» املس ووابيح‪ ،‬وص وونع ً‬
‫وترا‬ ‫شيو س وولك النايلون‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫من لي‪ ،‬حصان ّ‬
‫عمح عبود السليم‪ ،‬رابطا طرفيح عود منحن‪.‬‬
‫ندرون بالروابة الغريبة‪ّ ،‬‬
‫ولكن الض و و و ووحك اشتلط‬ ‫وة و و و ووحك الش و و و ووباب ي ّ‬
‫دحا الناي‪ ،‬والسويحم ‪ ،‬وجافت ّ‬ ‫بح ن شفيف‪ ،‬ووةاف وش ن ح ن غ ّ ى ّ‬
‫ً‬
‫عبود بوالش و و و ووا ‪ ،‬و طرقوت قليال و اس و و و وومع األغوا ‪ ،‬اله و و و و ّيوة‪ ،‬ونظرت الى‬ ‫ّ‬
‫يم بكت‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الغد‪ّ ،‬‬ ‫ولد ا ال سيسافر ل‬

‫‪82‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]21‬‬
‫الش ّ‬
‫الب ّ‬
‫بريب الغاز‬
‫ّار يا استاز‬
‫لم تكن نجمة ل عمر عليا‪ ،‬ب‪ ،‬ام ا ار م ا عا وو وعة ولر‪ ،‬وح ن‬
‫عم ا عليا ل‬ ‫ألن ابنة ّ‬ ‫للمرة األولى‪ ،‬بكت نجمة ّ‬ ‫ه و و و ّ لوا البنات ل املدرس و و ووة ّ‬
‫ولكن ّملا‬ ‫املدرسو و و ووة و ل البيت‪ ،‬ولم يكن مر دشوللا املدرسو و و ووة سو و و و ًولال‪ّ ،‬‬
‫قنعت األب ّم ا لن تكم‪ ،‬ح ى تكار‪ ،‬ب‪ ،‬سو ووتقر سو وونة ‪ ..‬سو وونت ن‪ ،‬ح ى تتقن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫فك الفط‪.‬‬
‫ّ‬
‫وجوانوت نجموة ملر من عليوا ل لعبوة «الص و و و ووعلوة»‪ ،‬وموا ان حلوت تبوا و و و و ر‬
‫ودورة ل ن م بيض‬ ‫الو وودفف ل املةو ووان‪ ،‬ح ى جو ووافت بو و ووارة ص و و و ووقيلو ووة مو و ّ‬
‫الوعص و و و و و ووافو ور‪ ،‬فوتورفوع واح و و ًودا فووق‪ ،‬وتوثوب و ووت ايونو ون عوموى األر ‪ ،‬ي ّوم تولوتوقوط‬
‫يم ترفع ن ر ووا الص و و و ووغ ر فوق‬ ‫املص و و و وعووال النووازل الى األر قبوو‪ ،‬ن يقع‪ّ ،‬‬
‫البية‪ .‬و ك ا جانت‬ ‫بقوة ال ّ‬ ‫وتمس و و و ووك الم رين الثاوي ن مع الم ر اللاو ّ‬
‫ً‬
‫نجم ووة تح و ف ن ووار ووا فوق يم تلتقطل ووا‪ ،‬وعلي ووا تراق و منتظرة شط و م ووا‪،‬‬
‫ح ى تنتقوو‪ ،‬الي ووا اللعبووة‪ .‬يم تنزل الم ووارة فوق يوود ووا ال انفتحووت والمس‬
‫يم ترفعلا‬ ‫شنصو و وور ا األر ‪ ،‬عمى و و ووة‪ ،‬و و ووار‪ ،‬لت و و ووع الم ارة عمى ّفلا‪ّ ،‬‬
‫فوق‪ ،‬و و بقب و و و و وا فتمسو و و و ووك الكرات الم ريوة الص و و و ووغ رة‪ ،‬وتحسو و و و و‬
‫النقا ال ديدة عمى الفصم املس سلم‪:‬‬
‫يم تض و ووحك ة و ووحكة‬ ‫‪ -‬ص و ووار علي ‪ 20‬دودة‪ ...‬من ن للش و ووا ممدودة « ّ‬
‫انتصار»‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫املتجمع‪ ،‬فتقتري‬ ‫ّ‬ ‫فتبة‪ ،‬علي ووا‪ ،‬وتطل و م ووا طريق ووة للفة وواي من ال وودود‬
‫املرات ن تقوواس و و و ووملووا «درُ‬ ‫علي ووا نجمووة ن تكتو ع ووا الوظيفووة‪ ،‬ول عض ّ‬
‫ولكن عليا نقلت لعبة املصاگي‪،‬‬ ‫الد س» و ن اشتر للا بيض العصفور‪ّ ،‬‬
‫الى البيوت‪ ،‬وتم ّنوت لو جوان شوا وا الص و و و ووغ ران يجيودان اللعو معلوا‪ ،‬لفوازت‬
‫ّ‬
‫علي ما‪ .‬واس و و و ووتغروت األ ّ ا تما عليا املفاج ‪ ،‬وت رت يا جانت تلع مع‬
‫مللن ح ن تف ّوك الودود‬ ‫عملوا «منف ّيوة» تؤ ّ‬ ‫رفيقوا وا ل الرويع‪ ،‬و يف جوانوت ابنوة ّ‬
‫ب م ياد ن‪.‬‬
‫جانبا‪ ،‬عدما مألت «الطواالت» بالتان‪،‬‬ ‫وض و و و ووعت ّ عناد يس العلف ً‬
‫يم ج ووافت بحفنو ووات قليلو ووة من الش و و و ووع ر‪ ،‬وجو و ّنو وح ادا ‪ ،‬ونررت ووح فوق التان‪،‬‬ ‫ّ‬
‫و عادت يس النايلون السميك الى م ن التان‪ .‬ح ن جافت نجمة عاد ا‬
‫بالدواب‪ ،‬عد يو طوي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫تتفر عمى لقاف الفراف الص ووغ رة‬ ‫قبي‪ ،‬املس وواف ج‪ّ ،‬‬
‫حبسلن ل «القاووش» ل انتظار لقاف املساف‪ ،‬عد العلف والحل ‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫من‬
‫ج ووافت األغن ووا وال م ووت علفل ووا ببطف‪ ،‬وقف ت عنزت وان فوق «الطوال ووة»‬
‫فروما عرر الراع عمى مرعى معش ‪،‬‬ ‫ف در ت الع وز ّن الحالل غ ر جا ع‪ّ ،‬‬
‫الدواب‪ .‬ب ن گطنة ونجمة‬ ‫ّ‬ ‫فطلبت من حفيد ا الكارر ن اعي ا عمى حل‬
‫شمس س و و و وونوات‪ ،‬و ي ل العا و و و وورة‪ ،‬ولم تكن مدار ّيا الفتاة ال ارت‬
‫فج و ة‪ ،‬وووود ت العوواألووة اعتموود علي ووا ل عمووال البيووت‪ .‬تقو ّود گطن وة الوودواب‬
‫واحوودة واحوودة مووا جو ّود ووا‪ ،‬ال مو ّودت موواملووا «جوودرّي وة» الحلي و ‪ ،‬فتلمس‬
‫الدابة‪ ،‬يم تداعس ا برفر‪ ،‬يم تحل و و و و ًويئا فش و و و و ًويئا الى ن ّ‬
‫تحس ّم ا‬ ‫ّ‬ ‫ض و و و وور‬
‫ّ‬
‫اس و و و و س و و و وولموت ألص و و و ووا علوا‪ ،‬ولك وا اس و و و وتودري وتبق‪ ،‬عض الحليو للفراف‬
‫ودواب املفتلف و ووة مع الوق و ووت‪ّ « :‬‬
‫العرارة‪،‬‬ ‫املنتظرة‪ ،‬وعرف و ووت نجم و ووة طب و ووا ال و و ّ‬
‫ّ‬
‫والحالبة»‪ ،‬والو «اغ ّ حليس ا» واللادية‪ ،‬والشطور‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫يةون‬ ‫ّ‬ ‫رفع و ووت ّ عن و وواد ق و وودر الحلي و و ‪ ،‬فوق ال و وودار الص و و و ووغ ر ال و و‬
‫ص و رة» ‪ ،‬وفتحت البوابة الفشووبية فانطلقت الفراف والفطاأم وال داف‬ ‫«ال ّ‬
‫ِ‬
‫ّ‬
‫والم و و و ووفال‪ ،‬وقد اعالى ذغا ا‪ ،‬وتحول عد قلي‪ ،‬من ك و و و ووف واس و و و ووتجداف‬
‫وعنف‪ ،‬الى ذغاف ادذ قص و و ر‪ ،‬اعقبح حرجات باتت تفلملا نجمة‪ ،‬ال اش و و ّوم‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الدابة ر وليد ا‪ ،‬يم تمكنح من ض وورعلا‪ ،‬غ ر فطيمة ص ووغ رة‪ ،‬ماتت ّملا‬
‫ّ‬
‫قب‪ ،‬عشرة ّيا ‪ .‬ظلت املسكينة اعر نفسلا عمى النعا ‪ ،‬فيعرضن ع ا‪،‬‬
‫ونطح ا النع ة القرناف‪ ،‬ف غ بت ال ّدة‪.‬‬
‫انت هللا علي ‪ ..‬يا مسكينة اعال ‪..‬‬ ‫َ‬ ‫‪-‬‬
‫وطلب ووت من گطن ووة ن تمس و و و و ووك الش و و و ووقراف الحلوب الل ووادأ ووة‪ ،‬و لقم ووت‬
‫الفطيمة ال و و و وور الى ن و و و ووبعت‪ ،‬فتر ا تمري مع الفراف ال و و و ووبعت‪،‬‬
‫وت ّ دت‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يرحم ّیما‪ ..‬ايفة يا نجمة الي يم يص ر بيح‬
‫ً‬ ‫وت ّ رت نجمة والد ّ‬
‫جد ا جاس و ووم العم ‪ ،‬فح نت قليال‪ ،‬واقترحت عمى‬
‫ُ‬ ‫جد ا ن « ّ‬ ‫ّ‬
‫تود للم طعمة» من عشاف اليو ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫قس و و ووملم املعلم قس و و ووم ن‪ ،‬ل الس و و وواحة‪ ،‬وت د من وجود املرمي ن‪ ،‬وقد‬
‫يم و ووا الكرة بقدمح‬ ‫ج‪ ،‬م ما بو رين بي ما س و ووبع شطوات ب رة‪ّ ،‬‬ ‫ُح ّدد ّ‬
‫فوق‪ ،‬ايو ا ًنوا ببودف اللعبوة ب ن الص و و و وغوار الو ين ينتظرون ن يلعبوا وحود م‬
‫ّ‬
‫وحس و و و و و ‪ ،‬دون ن يظلوا شووار ًجوا ينتظرون شرو الكرة ل ر و و و وووا وراف ووا‬
‫ويعيدو ا الى الالعب ن‪.‬‬
‫‪ -‬نس‪ ..‬عليكم نس‪.‬‬
‫مسو ووك االسو ووتال الكرة‪ ،‬ويب ا ما مرمى الفصو ووم ب و و و و و و ‪ 11‬شطوة‪ ،‬وقال‬
‫لحمادة‪ ،‬يا هللا وو ‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪85‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫قوتووح شووار املرمى‪ ،‬فم و و و ووفط زمال ر‪ ،‬و تف‬ ‫وقو ف ح ّموادة الكرة بةو ّو‪ّ ،‬‬
‫وصفر م ًيا املباراة‪ً ،‬‬ ‫املعلم‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫طالبا م م العودة الى البيت‬ ‫شصومح‪ ،‬واب سم‬
‫قبي‪ ،‬الغروب‪ ،‬ل للك اليو الطوي‪ ،‬ال عاد فيح الطالب عد الغداف الى‬
‫املدرسة ما يقتض الارنامب‪.‬‬
‫ّ‬
‫طل املعلم من الش و ووباب الص و ووغار وطالبح الكبار ن ينزلوا‪ ،‬و عاد و و ّود‬
‫شفافتح» ووقف ينتظر جا ّية تبتح الصغ رة‪.‬‬ ‫روا « ّ‬
‫‪ -‬االس و ووتاز معانا اليو ‪ ،‬قال شميس‪ ،‬ف و وورق وجح األس و ووتال‪ ،‬ومألر‬
‫غرور شفيف‪ ،‬وطل من زميلح ن يقود الفرير الثا ‪ ،،‬وتقاس و و و ووما الالعب ن‬
‫جون فري ًقو وا ل حو ووارتو ووح‬ ‫واحو و ًودا واحو و ًودا‪ .‬جو ووان محمود البيطو ووار الع ًبو وا ج ّيو و ًدا‪ّ ،‬‬
‫الص و و و ووغ رة‪ ،‬والعبوا بنو وواف الحو ووارات األشرر‪ ،‬ول الثو ووانويو ووة اشتو ووارر مو و ّ‬
‫ودر‬
‫لكن لح قالوا لح‪« :‬راي ت ّيعك الرياضة»‪.‬‬ ‫الرياضة ليلع مع الناد ‪ّ ،‬‬
‫تص و و و و وواري الالعبون‪ ،‬وعل ووت الص و و و و ووافرة‪ ،‬وت ووداعى الى حم وواس و و و و م ج ران‬
‫رجاال و س و ًواف‪ ،‬وتا عوا بف ووول ود ش ووة عفاريت ص و ً‬ ‫ً‬
‫وغارا يتزاحمون‬ ‫املدرس ووة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عمى الكرة‪ ،‬ويس و و و ّوددون الكرة فوق‪ ،‬و لى األما ‪ ،‬وت ر الحا س و و ووطا لعبة‬
‫«الحور » و و يمس و و و و ووك تلووك الكرة ال لوود ّي وة الص و و و ووغ رة القوواس و و و ويووة بيوودر‪،‬‬
‫وي و و و ووعل ووا عمى األر ‪ ،‬يم ي و و و وورل ووا عص و و و و ووار الع راف القو ّي وة «الكجن ووة»‪،‬‬
‫ف الكل‪ ،‬و و يمسوك م وروح‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والتفت صوا عح عمى «الكجنة»‬ ‫وتقلصوت‬
‫ّ‬
‫ال ض و و و و ّويعلوا منو يال س و و و وونوات‪ .‬وتو ر ال و‪ ،‬النسو و و و وواف عنودموا يو ود عن‬
‫«مو وا » ربعوح‪ ،‬و و وشو و و و ووا ود فري النوا والنسو و و و وواف و ّن يتوا عن شميس‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ودحا ‪ ،‬وقد زاد ما الرع ش و و و وواطا وحيوية‪ ،‬واس و و و ووتغرق ال ميع ل اللع ‪،‬‬
‫تحولووت الى مجموعوة‬ ‫لوال املطرة املفوواجئووة ال طردت ال ميع من سو و و و وواحووة ّ‬
‫ِب َري صغ رة‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ا ووبا ‪ ..‬سوواعة يضووحك وسوواعة يبچ ‪ .‬قال سووالم الصووطاف‪،‬‬ ‫‪-‬‬


‫ّ‬
‫و ووو يورافوور الوعو وووز‪ ،‬ال و و ارتو و ووت ي و وودر حووول «الوكوجون و ووة» غو وور ن وورة‬
‫ّ‬
‫«الحور » ظلت مامح‪ ،‬تر ض ل دوف ون ق ‪ ..‬ح ّ ى وص‪ ،‬البيت‪.‬‬
‫واردا‪ ،‬و ّ واف و و و وموال ‪ ،‬فنش و و و ووف جلود األر وجو ّم وا لم‬
‫جوان ص و و و وبوا ًحوا ب ً‬
‫اويا ليلة مس‪ .‬وضوع اسوماعي‪ ،‬العم «چیدان» الشوا مامح‪،‬‬ ‫مطرا ر ً‬ ‫تمطر ً‬
‫ولف رر من س و و و ووية ووارة‪ .‬ب وواألمس غ ّ رت املطرة من م اج ووح الكئيو و ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ولكن‬
‫حس اس ووماعي‪،‬‬‫الة بة عاودتح اليو مع بوب اللواف الش ووتو ّ النا ووف‪ ،‬و ّ‬
‫معا‪:‬‬‫بجو وورد ً‬
‫ّ ْ‬
‫سو لنا چهل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وفرح ووت املر ة املس و و و ووكين ووة ال اعرف م وودر اغ ّ ر زوجل ووا ع وود الحبس‪،‬‬
‫ألن الكشووك يحتا الى تح و ر مسووبر‪ ،‬ال يج ن‬ ‫و ح ّسوت بالحر ي ً وا‪ّ ،‬‬
‫ينقع قبو‪ ،‬وقوت جواف‪ ،‬لك ّ وا قواموت الى بيوت املؤونوة‪ ،‬وفتحوت يس القمواش‬
‫مرت ن‪ ،‬ونظرت الى الكرات ل طاس و و و ووة‬ ‫األبيض ف شرجت منح م‪،‬ف قب و و و و ا ّ‬
‫ّ‬
‫النحووا ‪ ،‬فوجوود ووا قليلووة‪ ،‬وفكرت ن تطبخ للفطور والغووداف‪ ،‬فو ض و و و و ووافووت‬
‫َ‬
‫«قبطة» شرر‪.‬‬
‫‪ -‬ماعلي اسماع ن‪ّ ،‬وية تا ُيودن‪.‬‬
‫مح‪ ،‬ومسوودسووح‬ ‫الغر ال‬ ‫يرد الرج‪ ،‬املسووتغرق ل األر والف ى ّ‬ ‫ولم ّ‬
‫ّ‬
‫لرد الث ر‪.‬‬ ‫ال ا‬
‫ّ‬
‫عووادت املر ة الى را ووا ال النووت بفعوو‪ ،‬املوواف‪ ،‬فو شو ت تفت ووا ل وودوف‪ ،‬يم‬
‫لعللا تطبخ ش و و و و ًوةا ّ‬
‫جي ًدا‪ّ ،‬‬ ‫ّ ّ ّ‬
‫وقروت م ا موقد ا النفط‪،،‬‬ ‫تمرس و و و وولا بة‪ ،‬قوة‬
‫مرات ح ى امتأل ر سو و و و ووح األس و و و ووود بوالةواز‪ّ ،‬‬
‫يم‬ ‫فجرت املحقن ودفعتوح ب و و و ووع ّ‬ ‫ّ‬
‫واصلت دفع املحقن ح ى عال صوتح املؤ س ل تلك «الصبحية» الباردة‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫‪ -‬يا ا ‪ ،‬البييييت‪.‬‬
‫‪ -‬تف لوا‬
‫‪ -‬السال عليكم‪.‬‬
‫‪ -‬وعليكم السال ‪ ..‬ال وسلال‪.‬‬
‫عليان الص و ووبأ ‪،‬‬ ‫لم يةونوا غرواف‪ ،‬ولك م ليس و وووا من ‪ ،‬العطش و ووانة‪ّ ،‬‬
‫والحووا ّ ”ععل ووة“ م تووار الن ووافع ووة‪ ،‬ومحيس و و و وون الص و و و ووطوف جووارر ل األر ‪،‬‬
‫ورجال شرون‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬يا ال وسلال‪.‬‬
‫جلس الرجال‪ ،‬ووض ووع اس ووماعي‪ ،‬الوس وواأد بي م‪ ،‬ووراف ظلور م‪ .‬وض ووع‬
‫الرجو ووال عص و و و و ّوي م مو وواملم‪ ،‬ووض و و و ووعوا علو و التب املعو وودنيو ووة وقو و ّوداحو ووا م‬
‫ّ‬ ‫املفتلفة‪ّ ،‬‬
‫ومد الحا ععلة يدر الى علبتح يريد ن يلف سيةارة‪.‬‬
‫‪ -‬من ن‪ .‬قوال اس و و و ومواعيو‪ ،‬وم ّود يودر الى علبتوح‪ ،‬وقو فلوا ل ودوف نحو‬
‫باللباد‪ ،‬ووقفت ما الم ّ‬ ‫ضوويفح فسووبحت فوق الحص و ر ح ى اصووطدمت ّ‬
‫ععلة‪.‬‬
‫ّ‬
‫اعي ‪ .‬قال الحا ّ وام مك ل لف س و و و وويةارتح‪ ،‬ونادر اس و و و ووماعي‪ ،‬زوجتح‬
‫ّْ‬ ‫ّ‬
‫سوونا چا »‪.‬‬ ‫تحري الكشك بو«معصاد» الفش ‪« :‬‬ ‫ال‬
‫ّ ّ‬
‫‪ -‬ال يماا شم الچهو وول النار‪ ،‬ناج‪ ،‬الچهو وول‪ ..‬عدين الچا ‪ ...‬احنا‬
‫ّ‬
‫يووا اس و و و وموواع ن جوواي ن نتعو ر من هللا ومنووك عمى سو و و و ووالفووة عليووان‪ ..‬الا قبلووت‬
‫ّ‬
‫اعت ارنا راي نفطر معاي‪ ،‬وان ما قبلت ‪ ..‬ا حگك‪.‬‬
‫قدرور‪،‬‬ ‫حس اس و و ووماعي‪ ،‬بحر مفاج ‪ ،‬ووارد ينزل ل جوفح‪ ،‬فالرجال ّ‬ ‫و ّ‬
‫ّ‬
‫و ا م درجوا شط اب م و ن جان عد وولرين‪ ،‬ولكنح ت ر تلك السوواعات‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حس الرجوو‪ ،‬املص و و و و وودو بل و ة‬ ‫الطويلووة ل «النظووارة»‪ ،‬وفطور املوواف والتمر‪.‬‬
‫تمر لقدمح مع الكشك للرجال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫التمر مع الكشك‪ ،‬وتم ّ ى لو بق‪ ،‬ل البيت ف‬

‫‪88‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫ال وسلال‪ ،‬فطور م وغدا م‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫و ل و‪ ،‬وج ووح الح ووا ‪ ،‬وق ووال إلس و و و وم وواعي وو‪ « ،‬و ا البي ووك م بور»‪ ،‬ووقف‬
‫وتقد نحو اسو و ووماعي‪ ،،‬فوق اسو و ووماعي‪ ،،‬ووقف الرجال‪ ،‬وتصو و ووافح‬ ‫عليان ّ‬‫ّ‬
‫يم اعانقا‪.‬‬ ‫الرجالن‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬عفيا ابن اشو «قاللا الحا ‪ ،‬و ردف الرجال» ول الحوش وص‪،‬‬
‫صوتا سالم وجمعة ي ناقشان ل ب ار القطن قب‪ ،‬ن يصال الباب‪.‬‬
‫‪ -‬ت شرنا‬
‫‪ -‬الچهل راي وستو‬
‫ّ‬
‫وة و و ووحك ال ميع‪ ،‬و دري اس و و ووماعي‪ ،‬ن ا تدب ر مس و و ووبر‪ ،‬اتفر عليح‬
‫درفا للفتنة ال س و ووتقض و و عمى األواص و وور االجتماعية ب ن‬ ‫وجلاف القريت ن‪ً ،‬‬
‫القريت ن‪ ،‬ال لدت السنوات األش رة ار سبة ت او بي ما‪.‬‬
‫لم تكن املالعر لتكف‪ ،‬ا ال مع الصو و و ووبار ّ املفاج ‪ ،‬ف رسو و و وولت ال وجة‬
‫ّ‬
‫الى ّ عنواد تطلو مالعقلم‪ ،‬ول بوت الى العكوة ت ر س و و و ووم ًنوا يكف‪ ،‬لوليموة‬
‫عاجلة‪.‬‬
‫‪ -‬ل ّس و وع الس و ووالفة ما ان ت‪ ،‬ويالد ص و ووبأ يريدون العا ‪ ..‬ما عند م‬
‫حگلا‪ ..‬و ووگد ما دفعت يرجعلك‪ً ..‬‬ ‫ّ‬
‫طبعا‬ ‫ر غ ر الو و و و و و و عندي‪ ،‬ويعطونك‬
‫ْبرضاي‪.‬‬

‫طرق اسوماعي‪ ،،‬و دري الورطة ال وقعتح في ا ولوتح لتلك الوجبة‪،‬‬


‫ّ‬
‫ولعن الكش و ووك وس و وواعتح‪ ،‬ولكنح دري ّن ابن ص و ووبأ وس و ووتطيع ن يكس و و‬
‫بجرة قلم‪ ،‬ومن األف و و وو‪ ،‬ن ي لص من‬ ‫الق و و ووية و ن ينسو و ووف «األصو و ووول» ّ‬
‫«ال ر و ملح» فل ّ ر سح‪:‬‬
‫‪ -‬الو اشوفونو‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ً‬
‫واستدري جمعة وقد اطم ّن ّن سيفطر شةا‪.‬‬
‫العم‪ ..‬س يا جماعة «يم ْ ا ل زم ْ ا»‪.‬‬‫تگصر يا ابن ّ‬ ‫‪ -‬ما ّ‬
‫صوا من االنصوويا لطل «راع املصوولحة» األ وولر ل‬ ‫ولم يجد الحا ّ منا ً‬
‫الديرة‪ ،‬والتفت الى املر ة ل ال اوية‪:‬‬
‫‪ -‬ول ّيمااا‪ ..‬وهللا جعنا‪.‬‬
‫وتب ّس و و و وموت املر ة‪ ،‬تب ّس و و و وموت من ج ّو‪ ،‬قلس وا‪ ،‬وم ّودت مواملم س و و و ووفرة شي‬
‫ب رة‪ ،‬وضو ووعت فوقلما كو ووحن ن ب رين‪ ،‬مملوفين بحسو وواف سو وومر اعلو ّ‬
‫ج‪،‬‬
‫م ما رة من السمنة الشلباف‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]22‬‬
‫«واس ل ن ملالا ح ّ العطشانة يا ّ‬
‫بدرية‬
‫تحب عد س وونت ن من الغياب‪ ،‬يا ش و را‪ ،،‬ب‪ ،‬يا س ووتا ‪،،‬‬ ‫ولم اس و ل ملالا ّ‬
‫ج‪ ،‬ا الغياب اعين عليح العطشو و ووانة‪ ،‬سو و ووؤال‬ ‫يا فانو ليال ّ الطويلة‪ّ ،‬‬
‫ج‪ ،‬يو ‪ ،‬و تنادي محموووود (دون استاز) ف عر ه ف‬ ‫الع وز جارا‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫غري ‪ ،‬ج ّن جدا‪ ،‬قدرية ما زالت عمى قيد الحياة‪ ،‬تنادي ج‪ ،‬تر ل ّد‬
‫ّ‬
‫سعدو ًيئا من الدجان‪ ،‬و لتعطي ّلفة د س‪ ،‬و ألل م للا الفيط‪.‬‬
‫صو و ب و و و و و و « ُدر‬
‫جارا‪ ،‬الع وز ّ عناد‪ ،‬ومن ن بد ت تص وونع ال ودة ت ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ال و وودة» تل ووك الل ّف وة الغريب ووة ال تلف في ووا زو وودة مع الس و و و ووكر برغيف شاز‬
‫ُ‬
‫لك ّن لم س و و و و س و و و ووغح ل املرة األولى‪ ،‬ولك ّ ص و و و وورت نتظر‬ ‫ص و و و ووا ‪ .‬عترف ِ‬
‫وباحا‪ ،‬و نا س و وومع ص و وووت ل ا الع يبة «اله و ووچوة»‬ ‫الس و ووا عة والنص و ووف ص و و ً‬
‫ّ ا من دون اعو ‪ ،‬و اغ ّ غنواف غري ًبوا‪ ،‬ج ّم وا تبة‪ ،‬بح راحل ن عن الدنيوا‪.‬‬
‫وص ووارت س وواعة الص ووباي مقترنة بنش وويد ّ عناد‪ ،‬املر ة شت الرجال‪ ..‬وح ن‬
‫نطلر الى املدرسو ووة وقب‪ ،‬ن سو ووك الشو ووا تةون شال الع وز قد نادت‪:‬‬
‫«محمووووود‪َ ..‬ض َ ‪ ،‬ما تفطر»‪.‬‬
‫باردا‪ ،‬واألطفال وس و و ووندون‬ ‫بدرية‪ ،‬وص و و وولت املدرس و و ووة وجان ال ّو ً‬ ‫مس يا ّ‬
‫يرددون‪:‬‬‫ظلور م الى ال دار مقاب‪ ،‬الشمس‪ ،‬وجانوا ّ‬
‫الو يگف عمى مس‬
‫ال يصبح وال يمس‬
‫ن عود و ن عود‬
‫وادفنو ب ن اال ود‬

‫‪91‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫فين بوح األوالد الو ين س و و و و ّودوا ع ن الش و و و وومس عن زمالئ م‪ ،‬ويبحثون عن‬
‫ليوو ور‪،‬‬ ‫مةان ل «املش و وراگة» وينتظرون ع ًوال وس و و ّود ع م ع ن الش و وومس ّ‬
‫ّ‬
‫ولوكو ّ و ت و و ورت الوفويولس و و و وووف ديووجو ون الو ا و وود الوق و ووا وع حو ون وقوف م و ووام و ووح‬
‫اإلس و ووكندر وقال لح اطل ‪ :‬فقال ريد منك ن تبتعد عن و وومس و و ‪ .‬ؤالف يا‬
‫بدرية قا عون‪ ،‬وال يريدون من الحةومات غ ر ن يبتعدوا عن و و و وومس و و و وولم‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وغنون تح ّس و و و و ن ّم م انقطعوا عن الع و ووالم‪ ،‬وح ن ت و و تي م املواس و و و ووم‬ ‫حن ّ‬
‫يبحثون عن سل‪ ،‬طريقة لتفتيت يروا م البسيطة‪.‬‬
‫اعينوت ل و ر القريوة النواأيوة‪ ،‬ظلموت الودنيوا ل وجه ‪ ،‬و نوا رر‬ ‫ّول موا ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫زمال ‪ ،‬وقوود ّ‬
‫اعينوا ل قرر قريبووة من الرقوة‪ ،‬و دير ال ور‪ .‬وتو رت جلمووات‬
‫عف حسو و و ن ال حشو و ووا حقيب بكت قر ا ل و و ووبابح‪ ،‬وقال ل نت ابن‬ ‫ّ‬
‫دي البيطار‪ ،‬الرج‪ ،‬ال حارب الفر س و و وواو «شليك قب و و ووا »‪ ،‬ولكن يا‬
‫رحلت‪ ،‬و نا تداور اآلن بالعطشانة‪.‬‬ ‫بدرية‪ ..‬ليال الغروة طويلة‪ ،‬و نت ِ‬ ‫ّ‬
‫ّول م ووا جئ ووت ع وواقب ووت طالب‪ ،‬أل س و و و وب و ممكن‪ :‬ع وود ت وواب ووة وظيف ووة‪،‬‬
‫تند عمى للك‬ ‫نظافة‪ ،‬ة و ووحك من دون س و ووب ‪ ،‬مش و وواجرة‪ ّ ..‬ش و و ف‪ .‬و نا ّ‬
‫ولين و ووا العظم»‪ .‬ن و ووت را م ض ين و ووة‬ ‫اآلن‪ ..‬للم يقولون ل ‪« :‬ل و و ّوك اللحم ْ‬
‫ش و و و ووري ووة تي ووة من قرون عي وودة‪ ،‬ض ين ووة غريب ووة من غب ووار ت وواريخ عرفت ووح ل‬
‫الكت و ‪ ،‬والد بايوواب قووديمووة‪ ،‬وقوود ي و تي حوود م حوواف ًي وا‪ ،‬فتيووات يق و و و و ن‬
‫الدواب ل ل املاف‪ّ ،‬ملات وس و يقظن قب‪ ،‬ووروق‬ ‫ّ‬ ‫نص ووف اليو عمى ظلور‬
‫الش وومس‪ ،‬ويعملن بال جل‪ ،‬و مل‪ ،،‬رجال ص ووابرون عمى مص ووارعة الطبيعة‪،‬‬
‫وال ميع يب سوم‪ ،‬وال اغادر وفا لم جلمة «هللا ريم»‪ .‬ولك ّ عشوت الحياة‬
‫ما نا‪ .‬و وفر اآلن من لحظة فراق طالب‪ ،،‬و للم‪ .‬ا و لار يكت‬
‫اسومح عمى صودر التقويم‪ ،‬وعمى السوبورة السووداف‪ .‬ومن يوم ن ر يت حسون‬

‫‪92‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬
‫عريف الص و و و ووف‪ ،‬وقود تو عمى الس و و و ووبورة «بو لار تطلع الح ّيوة من الغوار»‪،‬‬
‫ا‪ ،‬ف جاب بارافة ودالل‪ :‬وع الز نطلع رحلة‪.‬‬ ‫فس لتح ملالا ت‬
‫ً‬ ‫عنك اآلن‪ ،‬و نت تق ن العا ّ‬
‫األول عيدة ناي‬ ‫ولكن مالا ِ‬

‫‪93‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]23‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬ش ّ ور ال ّيبو ‪.‬‬
‫‪ّ -‬يبو ‪.‬‬
‫يم رمار فوق‪،‬‬ ‫ووص و و وور س و و ووليم عمى حد وجه الم ر ّ‬
‫املدور الص و و ووقي‪ّ ،،‬‬
‫و بط الم ر عمى وجلووح اليووا س‪ ،‬وفري ح ّموادة‪ ،‬وشطف القرر الم ر ّ‬
‫ال جافت بح شتح من الفرات قب‪ ،‬يوم ن‪ ،‬ج‪ ،‬يلعبوا بح «الرو ة»‪.‬‬
‫ّ‬
‫من يا ‪ ،‬شطط األوالد مالع «الرو ة» ما املدرس و ووة‪ ،‬و ما البيوت‪،‬‬
‫مرم‪ ،،‬وي ّ ططون بح شط ن‬ ‫ي تون بقطعة معدن ّ‬
‫حادة‪ ،‬و ض و و و وولع ه و و و و ّوحارة ّ‬
‫متوازي ن‪ ،‬وغلقوم ما عمى مس و ووتطي‪ ،‬ص و ووغ ر‪ ،‬يق ّس و ومونح س و و ّوتة قس و ووا ‪ ،‬ومن‬
‫يم يلحقح و و‬ ‫األول ّ‬ ‫شار املس ووتطي‪ ،‬يرم‪ ،‬الالع الم ر بيدر الى القس ووم ّ‬
‫ّ‬
‫يو ‪ ،‬عمى قد واحدة‪ ،‬فيق ف الم ر بقدمح‪ ،‬ويةون قد اجتاز الصو و ووف‬
‫األول‪ ،‬ف رم‪ ،‬بو ووالم ر الى الحو ووارة الثو ووانيو ووة‪ ،‬ويو و و و الي و ووا قف ً ا عمى رجو وو‪،‬‬ ‫ّ‬
‫قوتح وراف‬ ‫واحدة‪ ،‬و ك ا ح ّ ى يص و وو‪ ،‬املس و ووتطي‪ ،‬األش ر‪ ،‬ويرم‪ ،‬الم ر ّ‬
‫بة‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫الفط‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الفط‪ ،‬الم رة الفط‪..‬دور ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫واس و و و ووتع وواد س و و و ووليم املب ووادرة‪ ،‬واجت وواز الص و و و ووفوف الثالي ووة األولى بمل ووارة‪،‬‬
‫ً‬ ‫و مسك بطرف الم ر يريد رميح‪ّ ،‬‬
‫ولكن الم ر تدحر قليال الى األما ‪..‬‬
‫‪ -‬ايييييييح رحت الفامس‪ ،‬گب‪ ،‬ما تنج ّ‬
‫بروو‬
‫و ّ حس و وون ال ر ‪ ّ ،‬ر عنف فوق الطالب الالعب ن‪ ،‬وج نح وعاقس م‪،‬‬
‫فاتفر الطفالن ن يكمال ل الفرصة القادمة‪:‬‬
‫لسعك بثا ‪.،‬‬ ‫‪ ، -‬وصلت را ع‪ ،‬وانت ّ‬

‫‪94‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ووافر ح ّم وادة ح ي ًن وا‪ ،‬ونظر املعلم ووان الل و ان تمش و و و وي ووا ل الس و و و و وواح ووة‪،‬‬
‫مس ووتطيالت «الرو ة» املقس ووومة الى س ووتة مس ووتطيالت ص ووغ رة‪ ،‬وتناقش ووا ل‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ويترفعون‬ ‫مس و و لة النجاي والرس و وووب‪ ،‬والطالب الغاأب ن‪ ،‬والطالب ال ين س و و‬
‫الى املرحلة اإلعدادية‪ ،‬فيما انحش و و و وور الطالب ل غرفت ن ينتظرون الدرو‬
‫ال ديدة‪.‬‬
‫حس النا بالقلر‪ ،‬وارتفعت درجات الحرارة‬ ‫تتجلم سو و ووماف لار‪ ،‬و ّ‬ ‫لم ّ‬
‫األملو ووات البس و و و ووط واللبو ووابيو وود و ش و و و وور ّن فوق‬ ‫عمى غ ر املعتو وواد‪ ،‬و شرجو ووت ّ‬
‫ال و وودران‪ ،‬وانفطم و ووت الفراف الكب رة‪ ،‬وو و ووات و ووت ترعى مع ّمل و ووا و ووا‪ ،‬وع و وواد‬
‫الم ّ وا الى ووالي م‪ ،‬عوود رحلووة طويلووة‪ .‬ول املس و و و و وواف جووان د ّح وا وغ ّ مووا‬
‫غنامح‪:‬‬
‫ن ّ ا راح و ( ) البيتّ مسباي ما جابوا ل ‪.‬‬
‫سووا ل ‪.‬‬‫املحبة من هللاّ ما ادر هحر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ما ادر‬
‫ّ‬
‫وشاچيتح الش ووقراف الش و ّوفافة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫جان الش وويخ يلبس يووح الترگال املفطط‪،‬‬
‫مؤطرة بحبل ن رفيع ن من القص و و و وعلو ال‬ ‫ّ‬
‫الردن ن الف و و ووفاض و و و ن‪ ،‬وينتظر‬
‫ملنئ ن عودة و و و ووعي‬ ‫جمعة وس و و و ووالم والحا عم ‪ ،‬ج‪ ،‬ي بوا الى النافعة ّ‬
‫العبود من الم ّ ‪ ،‬واس و و و و بو ّود الف و و و ووول بو برا يم‪ ،‬الو ر ر من نوواقووة بيوح‬ ‫ّ‬
‫ووسامتح وا تما ّمح‪:‬‬
‫‪ -‬يابا‪ ...‬ريد روي معاي‪.‬‬
‫منديال قما ووياه‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ووووو ّ‬
‫موديك يا اب ‪ .‬قالت األ ‪ ،‬و تجل للشوويخ‬ ‫‪-‬‬
‫مطويو وا عنو ووايو ووة‪ ،‬ودمعو ووت ع ن الولو وود دون ن يجل ‪ ،‬ونظر األب الى ابن ووح‬ ‫ه‬
‫ب فاق‬
‫‪ -‬ال ال يا هللا البس‪.‬‬
‫ً ّ‬
‫وقف ابرا يم عاليا‪ ،‬وااسعت اب سامتح‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫‪ -‬يا يخ ‪ ..‬شايف الوليد من الع ن‪.‬‬


‫املعولات عليوح گبو‪ ،‬موا نطلع‪ ...‬يوا مرة‪« ..‬لن يص و و و وويبنوا اال موا‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬اگر‬
‫ت هللا لنا»‪.‬‬
‫ّ‬
‫وج وواف الرج ووال بترا تور جمع ووة‪ ،‬وق وود حملوا وراف ال ّرار يس س و و و ووكر‪،‬‬
‫دية الحا ّ ال ديد‪ ،‬ونادر جمعة الشيخ‪.‬‬
‫‪ -‬اعو ووال عنو وود الكر و و و و ‪ ،‬وجلس الحو ووا عمى الرفراف اليم ن‪،‬‬
‫قلقا‪ ،‬ف جلسو و و ووح‬ ‫وسو و و ووالم الصو و و ووطاف عمى الرفراف اليسو و و ووار‪ ،‬ونظر ابرا يم ً‬
‫الحا بجانبح‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬شالك سالم سم ن‪ ،‬ماش الرفراف جلو‪ ،‬اعال عند ‪.‬‬
‫األيا من لار‪.‬‬ ‫لم تكن سووماف ب روت سووماف العطشووانة صووافية ل تلك ّ‬
‫مطر زاعر‪ ،‬و و و و ووديد‪ ،‬ل و الع ّموال الى ال لو ل غرفلم ّي ًاما وليوال ‪،‬‬ ‫جان ف‬
‫جعلوت مص و و و ووطفى وس و و و ووتعيود فرصو و و و ووة قرافة روايوة مترجموة اس و و و ووملوا «بوا عوة‬
‫ً‬ ‫عبود ل املس و و و و و وواف‪ .‬لم يكن زوا ف ّ و و و و و وة ّ‬ ‫الفاز»‪ ،‬وي ور ّ‬
‫ليمر س و و و وولال عمى‬
‫حدا ّ‬ ‫وفكر ث ًرا‪ّ ،‬نح لم يص و و و وواري ً‬ ‫ّ‬ ‫مص و و و ووطفى‪ّ ،‬‬
‫بحبح‬ ‫ولكنح ار عمى جرحح‪،‬‬
‫تمردر‪ ،‬بو‪ ،‬لعو ّو‪ ،‬لاي الارق املفوواج الو نبووت‬ ‫للبنووت غ ر ّموح قبوو‪ّ ،‬يوا من ّ‬
‫ّ‬
‫تمردر‪.‬‬ ‫ل صدرر جان سب‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫عبود ان ف و و و و وة ق وود ت وج ووت ارو وود وجل ووح فج و ة‪ ،‬و ّ‬
‫حس‬ ‫ّ‬ ‫ح ن ق ووال ل ووح ّ‬
‫يردر‪ .‬ح ن‬ ‫عبود س و و وويةارة من علبتح الورقية فلم ّ‬ ‫باحتقان و و ووديد‪ .‬ض و و وويفح ّ‬
‫قرر ن ّ‬ ‫جامال لم ي ج‪ً ،‬يئا‪ ،‬ول اليو التال ّ‬ ‫ّ ً ً‬ ‫تر ح ّ‬
‫يدشن‪.‬‬ ‫عبود ظ‪ ،‬يوم‬
‫عبود الى عم‪ ،‬اضووال صووغ ر‪ ،‬وسوواعدر ل «زريقة»‬ ‫عد ا ب سووبو دعار ّ‬
‫غرفة لفواجا لبنا ‪ ،‬وص و وولح اليح ّبال فلس و ووطي ‪ .‬جان جون مغرو‪ّ ،‬‬
‫يدشن‬
‫شو و ورا ة من غليونح لاي األصو و ووي‪ ،‬وقد اعتمر طاقية واسو و ووعة غريبة‪ ،‬ح ن‬
‫ّ‬
‫س و و و وولم عليوح ريف ّيوان س و و و وويطوان‪ ،‬ولم يكن الرجو‪ ،‬ل وارد اال تموا ل موا لوال‬

‫‪96‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬
‫حاجتح املاس وة الى تجل ز الغرفة ال ديدة بالس وورعة القص ووور‪ .‬ولم وس ووتد ِ‬
‫ملونووة مكتوب علي ووا ‪100‬‬ ‫األمر ث ًرا من الوقووت‪ ،‬عطووا مووا ورقووات جووديوودة ّ‬
‫ل رة لبنانية‪ ،‬ف با الى السوق وا تروا اإلسمنت والرم‪ ،،‬وعادوا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بق‪ّ ،‬‬
‫عبود ومص و ووطفى يوم ن‪ ،‬مس و وواف الس و ووبت‪ ،‬ويو األحد جامال‪ ،‬ووجد‬
‫عمال ً‬ ‫ً‬
‫متقنا‪ ،‬فش و و و ووكر ما‪ ،‬و و و و ووا د مص و و و ووطفى ينظر الى الكت ل‬ ‫الفواجا‬
‫الصالة فقال لح‪:‬‬
‫‪ -‬اعرف تِوئرا‪.‬‬
‫عبود عد صمت مصطفى الطوي‪.،‬‬ ‫‪ -‬مصطفى شاتم القر ن‪ ..‬قال ّ‬
‫‪ -‬شود فرا ا‪ .‬رواي‪ ،‬حلو‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ومد مص و ووطفى يدر بامتنان‪ ،‬وقر العنوان «با عة الفاز» واعرر ل قرافة‬
‫ولكن العنوان اس وار‪.‬‬ ‫اسم الةات الصع ‪ّ ،‬‬
‫قر مص و و و ووطفى‪« :‬جوان للوك ل عوا ‪ »1861‬وحس و و و و ّن حودا الروايوة‬
‫يم موو‪« :،‬ول يو من يووا يلول | س و و و ووبتمار‬ ‫وقعووت قبوو‪ ،‬رر موواأووة عووا ‪ّ ،‬‬
‫القوواس و و و ويووة البوواردة‪ ،‬ول السو و و و وواعووة الثووالثووة عوود ظلر للووك اليو ول و و و و ووار‬
‫ولكن السياق‬ ‫لفورت ل مدينة الفورني‪ »،‬و حس بوط ة الةلمات الغريبة‪ّ ،‬‬
‫شفف عليح فلم املع ى‪ ،‬وراي يرس و و و ووم املر ة املس و و و ووكينة «جانت امر ة اس و و و و ر‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وعلي ووا يي وواب الح ووداد الس و و و وووداف» وت و ر ض وواأ العطش و و و و ووان ووة امل ه و و و وح ووات‬
‫بوالس و و و ووواد‪ ..‬فصو و و و وودرت منوح ت يودة طويلوة‪ ،‬وم ّود يودر الى س و و و وويةوارة شرر‪ّ ،‬‬
‫يم‬
‫استغرق ل القرافة‪.‬‬
‫ّ ّ‬
‫رن رن يا جر‬
‫الفر ‪.‬‬ ‫حول وار‬ ‫ّ‬
‫ظ و ّو‪ ،‬س و و و ووليم ير ض حول داأرة الطالب ال ووالس و و و و ن ل الب وواح ووة‪ ،‬وج و ّن وح‬
‫طالبا س ووا ًما ي ووع ورافر‬ ‫يو ‪ ،‬عمى ايقاعات الحوارية الص وواشبة‪ ،‬لي تار ً‬

‫‪97‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫املنوديو‪ ،،‬ولم يجود سو و و و ووا ًموا ل لاي الص و و و وبواي البوارد غ ر ابرا يم الو عواد‬
‫و و و وواري فيح بور الش و و و وويخ‪،‬‬ ‫متعبا من رحلة األمس وقد ح و و و وور املولد ال‬ ‫ً‬
‫يتلقى ال ا ‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫و وورب من ماف زم ‪ ،‬و ج‪ ،‬تمرة ب رة‪ ،‬و ووا د الحا ّ ووعي‬
‫من وفود م تلفوة ضو و و و وواق ل م املةوان‪ ،‬ح ى ا ّنوح جلس ل ح و و و وون بيوح‪ ،‬وقود‬
‫املظفرة‪ ،‬وعن اآلل ووة الع يب ووة ال اعر‬ ‫ح و ّودث م ل الص و و و وب وواي عن رحلت ووح ّ‬
‫ولكن ابرا يم غفووا‬ ‫وورا غريبووة للكعبووة املش و و و و ّورفووة لات الثوب األس و و و ووود‪ّ .‬‬
‫صوووو ً‬
‫مرت ن‪ ،‬و ا و اآلن ارد ال ن‪.‬‬
‫رمى سووليم املندي‪ ،‬شلف ابرا يم‪ ،‬ور ض‪ ،‬فلم ي بح‪ ،‬ولم ير ض شلف‬
‫ه‬
‫صفا شر‪:‬‬ ‫ّ‬
‫يدر‬ ‫زميلح‪ ،‬وصرشت عليا مس نجدة األستال ال‬
‫‪ -‬استاااااز ‪ ...‬ابرا يم‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]24‬‬

‫‪ -‬عليي ‪ ..‬س و و و وولييي ‪ ..‬صو و و و ووابووون‪ ..‬بيلووون‪ .‬و مو‪« ،‬الب ّيوا » قواأموة‬
‫ً‬
‫ب و و و ووا عح‪ ،‬و عاد يانية‪ ،‬فقا ابرا يم من فرا و و و ووح الى الش و و و و ّوباي وقد انتابح‬
‫ولكن ّمح م رتح برفر‪:‬‬ ‫الف ول ملعرفة جديد « بو ش ّرية»‪ّ ،‬‬
‫لسعك مرضان يا اب ‪ّ ..‬رد عمى فرا ك‪ ..‬هللا يرف ى عليك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫البيا ال ل رر بال و و و و و و و«حنفي » ل ق ّ‬ ‫وعاد ابرا يم‪ ،‬وقد و ووا د ّ‬
‫ص و وة‬
‫ّ‬
‫غيدا‪ ،‬شو و و ووعرر الكث األ و و و ووعث‪ ،‬و يووح امللترذ‪ ،‬و ظافرر الطويلة‪ ،‬وسو و و وومع‬
‫الصوت يانية و و فرا ح‪:‬‬
‫‪ -‬علي ‪ ..‬سلي ‪ ..‬صابوون‪ ..‬بيلوون‪.‬‬
‫وجح بو ش ّرية دوش ووتح الع فاف‬ ‫ل للك الص ووباي الناا ل جس ة لار‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫طريقا ال‬ ‫ج‪ ،‬تقود العروة صو و و وووب للك الأ ّ من العطشو و و ووانة‪ .‬وسو و و وولك ّ‬
‫البيا‬
‫ً ً‬
‫يحيوود عنووح‪ ،‬يبوود بقرر ال ور من الغرب عنوود املر ‪ ،‬ويمش و و و ووي ووا قريووة قريووة‬
‫والتجمعات الص و و ووغ رة‪ ،‬ح ّ ى‬ ‫ّ‬ ‫حيا‪ ،‬ويمر بالبيوت الوحيدة ل الحقول‪،‬‬ ‫وحيا ه‬
‫ه‬
‫وروموا الى حلو ‪،‬‬ ‫يم عواد يواني ًوة الى املر ‪ّ ،‬‬ ‫تم جولتوح‪ ،‬حص و و و و ى روواحوح‪ّ ،‬‬
‫الا ّ‬
‫جديدا تناس حاجات النا ‪ ،‬وعاد من جديد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫فا ترر غر ً‬
‫اضا‬
‫البيا عن ن ر الشو و ّ ‪،‬‬ ‫وواتا اسو و ل ّ‬ ‫وس وومع ابرا يم ص وووت جلبة‪ ،‬و ص و ً‬
‫وال ايفة‪ ،‬ود ون الگطن‪ ،‬وس و و و وولك القنوي ‪ ،‬وس و و و وومع مقاي و و و ووات الع اأ‬
‫والفتيوات مع البوا عا ن وارة بيلون بقليو‪ ،‬من الس و و و وومنوة‪ ،‬و ك و و و ووحن بوافون‬
‫بب وع بي وات‪ .‬والبا ع ي يد وينقص‪ ،‬ويطال بدين قديم‪ ،‬والنسواف ي وعن‬
‫ل وعي ن املنثورة ل العرو ووة الص و و و وووف والس و و و وومن والبيض‪ .‬غ ر الفتي ووان‬
‫الص ووغار ال ين جا وا بفرنةات من لات العش وورة قروش والفمس ووة قروش‪،‬‬
‫وطلبوا «الكعك األحمر» و تلك الحلور املغطاة بورق قصوودير ل ّ وج م ا‬

‫‪99‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ل رات ل ب ّيوة‪ ،‬وعاد شوا ابرا يم الص و و و ووغ ران الى البيوت ول يد موا علكوة ل‬
‫ملون عطيا ابرا يم واحدة م ا‪ّ ،‬‬
‫ولكن‬ ‫و و ووة‪ ،‬اص و و ووبع طوي‪ ،‬ملفوفة بورق ّ‬
‫يانية مع سومة اللواف ال جافت من الش ّوباي ّ‬ ‫ً‬
‫محملة برواأح‬ ‫ابرا يم وقف‬
‫املچدرة بالفي والفش و و و ‪،‬‬ ‫غريبة فش و و ووا د ال مع املح ش و و وود حول العروة ّ‬
‫ّ ً‬
‫واقتربت منح ض وز م للة‪:‬‬
‫‪ -‬وال ابرا يم‪ ..‬لونك اليو‬
‫ولم يكن ابرا يم يدر ما ال جرر لح باألمس‪ .‬قال لح شور الص و ووغ ر‬
‫ان طالب ن جافا يقودانح‪ ،‬و ّن ّمح صرشت‪ ،‬مت ّ رة م اوف األمس‪ّ ،‬‬
‫ولكنح‬ ‫ّ‬
‫يم نوا ‪.‬‬ ‫اآلن ب ر‪ ،‬وقود جوا وا لوح بوالارتقوال و جو‪ ،‬يال «مردقوانوات» وحودر‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫سو و و وومع األسو و و ووتال اسو و و ووتغاية عليا‪ ،‬فر ض نحو طالبح ال ي رر بنفسو و و ووح‪،‬‬
‫ّ‬
‫ووض و و و ووع يوودر فوق قلبووح‪ ،‬فوجوودر ينبض‪ ،‬فوواطمو ّن‪ ،‬يم حملووح الى الص و و و ووف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ومددر عمى الطاولة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫فتحري ر س و و و ووح‪،‬‬ ‫ورش عمى وجلح برفر قليال من املاف‪،‬‬
‫ّ‬ ‫يم فتح عينيح‪ .‬وح ن ك و ووحا ً‬ ‫ّ‬
‫تماما طل من اين ن من الص و ووف الس و وواد ن‬
‫ي ش ار الى بيتح‪.‬‬
‫جان ابرا يم ً‬
‫متعبا من س و و ووفر األمس‪ ،‬والس و و وولرة ال اس و و ووتكملت بحفلة‬
‫مول وود‪ .‬ضو و و و و وواق امل لس ب ووالرج ووال‪ ،‬وطلو و الش و و و وويخ م م ن يفتحوا الب وواب‬
‫ّ‬
‫والشووبابيك‪ ،‬ضوواق ابرا يم بقلة اللواف‪ ،‬والضو يب‪ ،‬ولم يكن من العادة ن‬
‫ولكنح باألمس‬ ‫يظ‪ ،‬ح ى منتصوف اللي‪ ،‬سوا ًرا‪ ،‬جان ينا مع لان العشواف‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ً‬
‫جوان مو شولا بوالف و و و ووول‪ ،‬وغراأو الحوديوث عن بالد جوديودة‪ ،‬وبش و و و وور جودد‬
‫تح ّود ع م الحوا و و و ووعيو ‪ ،‬نوا من الس و و و ووودان ونيج ريوا واليمن‪ .‬واآللوة‬
‫الع يبة ال ا د في ا الكعبة الشريفة والم ر األسود‪.‬‬
‫‪ ، -‬گلت لك‪ ..‬ال تاش و‪.‬‬
‫‪ّ -‬جلة نو واع ‪ ..‬عد و يعو مث‪ ،‬الحصان‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وت ر الشيخ حديث األمس‪ ،‬وت ر ابرا يم ل املولد و و ينشد معح‪:‬‬
‫ّ‬
‫صلوا يا ‪ ،‬الكمال‬
‫الن با ال مال‬
‫ف‬ ‫ّ‬
‫فانفرجت س و وواريرر‪ ،‬ونظر الى ولدر برقة وانكس و ووار‪ ،‬وجادت دمعة غادرة‬
‫ّ‬
‫اغلبووح‪ ،‬فتجلود وقوواو ‪ ،‬و و و و و و ّود الغطوواف عمى الولوود النوواأم‪ .‬ح ن غووادر الب ّيوا ‪،‬‬
‫و د ت ال لبة شار البيت‪ ،‬قالت األ ّ إلبرا يم‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬توواجوو‪ ،‬مع اشوتووك‪ ..‬ال اس و و و ووت ّ ى الحليو تووا يفور‪ .‬ونظر ابرا يم الى‬
‫سما وقال‪:‬‬ ‫اشوتح مب ً‬
‫يم ة ووحك‪ ..‬واس ووتدري شور الص ووغ ر و و ينظر‬ ‫‪ -‬اس ووت ّ ى الحلي ‪ّ ،‬‬
‫الى ّمح‪:‬‬
‫س الحةا ة ّلية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ل شطبة ال معة‪ ،‬دعا الش و و وويخ ‪ ،‬العطش و و ووانة الى االس و و ووتغفار وعم‪،‬‬
‫الف ر واالسو ووتعداد لصو ووالة االسو و سو ووقاف ل صو ووباي الغد‪ ،‬ول املسو وواف لم يبر‬
‫بوي و ووت لوم يوتوق ّورب الوى هللا بوطوع و ووا مو وتولوف‪ .‬لبوح جوموع و ووة وعو وتو ون ح و وواأولو ون‬
‫س و و و وومينت ن‪ ،‬ودعووا الى الوليمووة الص و و و ووغ رة رجووال العطشو و و و ووانووة‪ ،‬ولبح سو و و و ووالم‬
‫ووز لحملوا عمى ال ران‪ ،‬ولبحوت طيور الودجوا ل‬ ‫الص و و و وطواف «گرگورة» ّ‬
‫َ‬
‫بيوت الفقراف‪ ،‬و رب ابرا يم مرقة دجا لم ي ق طي م ا‪ .‬واقترب ‪،‬‬
‫ّ‬
‫العطشانة من ع لم‪ ،‬وتطلع النا الى وجح السماف الصال مت ّرع ن‪:‬‬
‫‪ -‬يا هللا‪ ..‬يا هللا‪.‬‬
‫ّ‬
‫ل الص و و ووباي البا ر قا ال ميع الى وعية املاف وتوض و و وؤوا‪ ،‬لبس الرجال‬
‫فراف م‪ ،‬وس و و و وواقوا ماملم موا و و و ووي م‪ ،‬وقادت الع اأ حفاد ّن غ ر عيد‬
‫ً‬
‫يم ص ّوفلم صوفوفا‪،‬‬ ‫عن سواحة الصوالة ل ر البيادر‪ .‬جمع الشويخ النا ّ‬

‫‪101‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫وقل و عب ووافت ووح‪ ،‬وطل و من الن ووا قل و عب ووافا م‪ ،‬فتع ّ و ابرا يم ملنظر‬
‫الفراف املقلووة عمى وجللا‪.‬‬
‫مرة‪ ،‬وقر‬ ‫ص و و و ّومى الش و و وويخ وج ّنح يص و و ووم ص و و ووالة العيد‪ ،‬ح ن ّار رر من ّ‬
‫ّ‬
‫س و و و ووورة األعمى‪ ،‬وج ووان ابرا يم ق وود لف قرافة الش و و و وويخ للس و و و ووورة ل شطب ووة‬
‫ال معووة فحفظلووا‪ ،‬وقر الش و و و وويخ ل الثووانيووة‪ ،‬يووات مليبووة الوقع‪ « :‬وو‪ ،‬توواي‬
‫ً‬ ‫َف َ َْ‬ ‫َف‬ ‫ف‬ ‫َ‬
‫ص ومى َن ًارا َح ِام َيةّ‬ ‫ور َي ْو َم ِئ شا ِ و َعةّ َع ِاملة نا ِص وبةّ ت‬
‫وج ف‬ ‫حديث الغا وويةّ ُ‬
‫س َل ُل ْم َط َعا ف اال من َ‬
‫ضو و ِريعّ ال ُو ْسو و ِم ُن َوال ُو ْغ ِ ِمن‬ ‫ُا ْسو و َقى ِم ْن َع ْ ن ِن َيةّ ل ْي َ‬
‫ِ ِ‬
‫ّ‬
‫حس ابرا يم ه و و ف غامض وم يف يتعلر باملطر‪ ،‬و ّد ص و وووت‬ ‫ُجو » و ّ‬
‫الشو و وويخ‪ ،‬وسو و وومع صو و وووت ض وز يجل ‪ .‬وح ن نهى الشو و وويخ الصو و ووالة‪ ،‬وقف‬
‫ي ط ل س و و وورب الحما األبيض س و و ووا ًنا فوق ر البيادر‪ ،‬فيقول ً‬
‫الما‬
‫عن الفطايا وال نوب والس اأم والع اأ واألطفال‪.‬‬
‫اشتف ووت الحم ووام ووات البي و و و و وواف‪ ،‬وفرغ ووت ر البي ووادر‪ ،‬وغ ووادر الرع وواة‬
‫ودوال م الى ظلور التال القريب ووة‪ ،‬و ش و ت الع وواأ حف وواد ّن الى البيوت‪،‬‬ ‫بو ّ‬
‫وجانت ّ عناد تص و وونع «عاجة» ب رة‪ ،‬ايارت ف و ووول نجمة‪ ،‬وقالت ل ّد ا‬
‫تثبت نظر ا بحفيد ا وتب سم‪:‬‬ ‫حباب» فجاوو ا الع وز و ّ‬ ‫ال ّ‬ ‫«‬
‫‪ -‬ال ّ الغيث‪.‬‬
‫ل املس و و و و وواف جمع ووت ّ عن وواد فتي ووات القري ووة و طف ووالل ووا‪ ،‬ودارت القري ووة‪،‬‬
‫ص و وبة ل بار س و ووود‪ ،‬واألطفال حوللا‪،‬‬ ‫حاملة معلا تلك الدمية الغريبة املع ّ‬
‫وسمع ابرا يم األوالد ينشدون‪:‬‬
‫ّ الغيث يا ّريا‬
‫الح َوايا ّ‬
‫مية‬ ‫عّ َ‬
‫والتعطينا بالطاسة‬
‫ّ‬
‫ّ ن ولو (ن) رقاصة‬

‫‪102‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫والتعطينا بالغروال‬
‫يصبح ولد ا ّ‬
‫شيال‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ور ض ابرا يم يلحر ال مع‪ ،‬ول رتح ّمح ن يلبس ح افر‪ ،‬فامتث‪ ،‬للا‬
‫متو ّم ًرا‪ ،‬وانطلر مع ال مع‪ ،‬وشو و و و ووا وود ال وقووة الص و و و ووغ رة اغه و و و و ى البيوت‪،‬‬
‫وت ر بحفنووات من الحنطووة والعوود والو رة و ث ًرا من الوودعوواف‪ ،‬واعود الى‬
‫اعد «السليجة» ّ‬ ‫بيت ّ عناد ال وعد م ن ّ‬
‫وتوزعلا علي م ل الغد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عنودموا عواد ابرا يم جوان متع ًبوا‪ ،‬ونوال ح ّ‬
‫ص و و و وتوح من لو ّموح ال علموت‬
‫والد ووا و م وس و و و ووتعوودون للنو عبووارة يقولوم ووا ليلووة األحوود‪ « :‬يووا حوود يووا مووا‬
‫وتمدد ابرا يم‪ ،‬و غمض عينيح‬ ‫حود‪ ،‬و و و ّووف ْسو و و َعد من ب ن السو و ووعود»‪ّ .‬‬
‫ْ‬
‫ونظر ل س و و ووبورة املس و و ووتقب‪ ،‬الغامض‪ ،‬و مس‪« :‬يا حد يا ماحود‪ ،‬و و و ّووف‬
‫ْس َعد من ب ن السعود»‪ّ ،‬‬
‫يم نا ‪.‬‬
‫ول األح وود لات ووح‪ ،‬ج ووان ووت عطل ووة مص و و و ووطفى ت و ش و ر الى رواي ووات ج وودي وودة‪،‬‬
‫ومجالت عط ووا ل ووح ابن ووة الفواج ووا ح ن شو و ر ّ‬ ‫ّ‬
‫عبود الى بي ووت الفواج ووا ل‬
‫وددا من‬ ‫عبود ن يرم‪ ،‬عو و ً‬ ‫ال رد‪ .‬جو ووانو ووت تيودورا ابنو ووة الثالي ن طلبو ووت من ّ‬
‫ّ‬
‫امل الت القديمة‪« :‬الص و و ووياد والش و و ووبكة واملوعد‪ ،‬والعرب‪ .»،‬جان ا س و و ووعد‬
‫ولكن مص و و ووطفى‬ ‫مص و و ووطفى ال نازعح زمال ر النظر الى الص و و ووور ال في ا‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫عيدا الى قصو ووص الفناني ن والسو ووياسو ووي ن‪ّ ،‬‬ ‫ً‬
‫يم راحت مواضو وويع مجلة‬ ‫ل‬
‫الصياد ت ش ر الى عوالم جديدة‪.‬‬
‫مضو و و ى لار يحم‪ ،‬لياليح البي و و وواف‪ ،‬و و و ووموسو و ووح القاسو و ووية‪ ،‬وجاد النا‬
‫وقيموا يمن ال وودونم‬ ‫يفق وودون األم وو‪ ،،‬وتح و ّوديوا عن ض و و و وم ووان را للرع ‪ّ ،‬‬
‫الواحود‪ .‬ل اليو األش ر اس و و و و يقظ النوا عمى ص و و و وبواي غريو نود ّ ‪ ،‬وغيو‬
‫طول ووعر را و و »‬ ‫طفال منش وودين «مطر مطر عاصو و ‪ّ ،‬‬ ‫ف‬ ‫متجلمة‪ .‬ور ض‬ ‫ّ‬

‫‪103‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫وم ر م النسو وواف ج‪ ،‬وعودوا شوف الصو ووواعر الرويعية‪ ،‬وتري النا األبواب‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مفتوحة‪ ،‬وجان ً‬
‫مشلودا ل تاريخ القرية‪.‬‬ ‫يوما‬

‫‪104‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]25‬‬

‫ضيع ّدبوسو‬ ‫حسن ّ‬


‫گا يلبل عاروسو‬
‫عمو‬‫عاروسو بنت ّ‬
‫روت حفنة من ّ‬
‫دمو‬
‫صا ‪،‬‬ ‫دمو د ّ َ‬
‫الح َ‬ ‫ّ‬
‫ي يا عروگ لسا ی‬
‫ّدوا ل عمى ْحصا ‪،‬‬
‫النحر م وعمام‪،‬‬
‫وعمام‪ ،‬رج وغرب‪،‬‬
‫الورد‬
‫ومناحرين ِ‬
‫والورد ّمو ّمو‬
‫ِ‬
‫ّمو گص رة عمو‬
‫ّ‬
‫لفلفلا واطو ا‬
‫واطلع بابو ن بي ا‬
‫ّ ّ‬
‫بنية بطة‬ ‫واطلع‬
‫تلع بگروص الحنطة‬

‫ال تفرغ نجموة من ترديد ش و و و ويود ا ال وديد ح ى اعيودر و تر ض وراف‬


‫ّ‬
‫عليا و شوا ا الصوغ رات و ن يلعان ل الحوش‪ .‬شف املطر عدما انتصوف‬
‫نيس ووان‪ ،‬ومن يوم ن قاس وومت الش وومس الغيو حص و ا من الس ووماف‪ ،‬ومألت‬

‫‪105‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫الفبازر والدردار ر البيادر واملراع القريبة‪ ،‬وود ت س و و وواف العطش و و ووانة‬ ‫ّ‬
‫يم ن الحلي ‪.‬‬
‫ّ‬
‫وس و و وومع ابرا يم ص و و وووت ارتطا اللان بجدار ال ِش و و وةوة ل البيت ول بيت‬
‫جدتح‪ ،‬ص و و و وووت ل يب غري تندغم فيح الش و و و و ن بالقاف باأللف‪ ،‬ص و و و وووت ال‬ ‫ّ‬
‫تترجمح الكتابة‪ .‬وما تلبث ّ عناد ّ ةو ا ح ى تداعس ا حفيدا ا‪:‬‬
‫شض الهچوة ش ّ ي اّ واعط‪ ،‬ال يدة لراعي ا‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ّ‬
‫والع وز تب س و و و ووم‪ ،‬واعرف م م ينتظرون ال و وودة‪ ،‬فو و ح و و و وورت الق وودر‬
‫يم ت ض وتفر وعاف ال لد ل القدر‪ ،‬فيمأل اللان القدر وقد طفت‬ ‫الكب ر‪ّ ،‬‬
‫تجملا الع وز بيد ا يم ت و و ووغطلا ح ى تص و و وونع م ا‬ ‫فوقح حبيبات ص و و ووغ رة ّ‬
‫ورة وبو ورة‪ .‬وتوةوون و ّنو و و ووا الص و و و وغو ورة ق و وود شواوزت شواوز الويوو ‪ ،‬فوج و وواف األوالد‬
‫ّ‬ ‫ب رغف م طالب ن من ّ‬
‫حباب م ن تلف للم «در » ال ودة‪.‬‬
‫‪ -‬اس ّن و التال ‪.‬‬
‫ولكن األوالد لم ينتظروا ور و و و وووا شلف نجم و ووة‪ ،‬مكتف ن ب و و رغف م‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫امللفوفة عمى ال ودة املر و ة بالسكر‪.‬‬
‫عبود‪ ،‬ويبقى‬ ‫ل ال رد‪ ..‬الرويع يحة‪ ،،‬كو و ا تقول تيودورا‪ ،‬فيوافقل ووا ّ‬
‫وامتا‪ ،‬مت ّ ًرا نيسوان ل برار الفرات‪ ،‬الارار ال تحة‪ ،‬واغ ّ‬ ‫مصوطفى ص ً‬
‫ي ً و و وا‪ ،‬مشو و وولد القندريس ل السو و ووفوي‪ ،‬الورد األصو و ووفر‪ ،‬و و ووقاأر النعمان‪،‬‬
‫الكعوب والحيلوان‪..‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -‬وين س و و و ِواري يا مص و و ووطفى قالت ديورا‪ ،‬ف حس مص و و ووطفى بخ ‪،‬‬
‫ديد‪ ،‬وةحكت تيودروا‪:‬‬
‫‪ -‬خ الن م ّ‬
‫دشلووت تيودورا عوواملووا الثووا ‪ ،‬والثالي ن‪ ،‬م ووت دراس و و و و ووا ال ووامعيووة منو‬
‫سو ووبع سو وونوات‪ .‬سو ووافرت عد ت رجلا الى الارازي‪ ،،‬ووقيت ناي سو وونت ن‪ّ ،‬‬
‫يم‬

‫‪106‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ً‬
‫عادت عد زوا فا وو‪ .،‬اعم‪ ،‬ل ب روت مترجمة ل مؤس وس ووة اعالمية‪ .‬وقد‬
‫وال علي موا‪ ،‬موا عوادة الفواجوات‪ .‬ينتظر‬ ‫اقترب م وا الريف ّيوان ألم وا لم تتع َ‬
‫عبود نحو ال بال‪ ،‬يقطعان املس ووافة‬ ‫فجرا مع ّ‬
‫مص ووطفى يو األحد‪ ،‬ليغادر ً‬
‫دروا ث ر اال عطافات‪ ،‬وعمالن‬ ‫ل رر من س وواعة‪ ،‬والس وويارة تص ووعد و بط ً‬
‫ل امل رعة ب جرة م و و وواعفة ( وفر تايم)‪ ،‬ويعودان مسو و و ًواف الى ب روت‪ .‬ليعود‬
‫مصطفى برواية جديدة‪.‬‬
‫ّ‬
‫الورد‪ ،‬و فرغن حمول ووة امل وواف‪ ،‬ولم تك وود الش و و و وومس‬ ‫ع ووادت الورادات من ِ‬
‫ودواب نحو الش و و و ومووال‪ .‬نحو املغوواأر‬ ‫تميوو‪ ،‬نحو الغرب ح ى ّاتجلووت قووافلووة الو ّ‬
‫الحوار» إلعادة الروي الى البيوت‪ ،‬وجان الش وويخ عمى ض لة من مرر‬ ‫يجلان « ّ‬
‫يريد الفرو الى ّ‬
‫الارية‪:‬‬
‫‪ -‬مع و عند ن ّ حميد ‪ ..‬ويمكن بات‪.‬‬
‫غر الوودار‪ .‬قووالووت ّ ابرا يم‪ ،‬ولم يجر ابرا يم عمى طل و‬ ‫‪ -‬راي ّ‬
‫األب ر ر ف ول ولدر‪:‬‬‫ولكن ّ‬ ‫مرافقة بيح‪ّ ،‬‬
‫‪ -‬ابرا يم‪ ..‬تروي معا‬
‫‪ -‬بكيفك‪.‬‬
‫‪ -‬البس ح اي‪.‬‬
‫ّ‬
‫وقف ابرا يم‪ ،‬فيما سقط ل يد األ ّ املتوجسة‪ ،‬ولك ا اعترضت‪:‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬شم عند اشوتو‪.‬‬
‫تظ‪ ،‬عند م‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬باچر عطلة جي بنت اشت‬
‫ّ‬
‫ول الحوش جوانوت الس و و و ويوارة اعلن عن وص و و و وووللوا ب مور عوال الص و و و وووت‪،‬‬
‫ف ر الش و و و وويخ ولحقوح ابرا يم‪ ،‬وص و و و ووري الص و و و وغوار بوا ن‪ .‬ول الطرير جوان‬
‫ً‬
‫ابرا يم مو شولا بمشو و و و ووا ود لم يو لفلوا ل العطشو و و و ووانوة‪ ،‬والش و و و وويخ والسو و و و وواأر‬
‫والرجال ل حديث لم وسمع منح ابرا يم ًيئا‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ح ن وص و و وولوا جان الم ّ حميد ل اس و و ووتقباللم‪ ،‬ل قرية قليلة البيوت‪،‬‬


‫متفرقة ت تلط بي ا صو و وووات ذغاف املا و و ووية‬ ‫وم و و ووارب تحيط ل ا‪ ،‬وقطعان ّ‬
‫وقبلتح‪،‬‬ ‫ورن ن جرا املراييع‪ .‬واحت وونت الع وز عمش ووة الفلف ابرا يم ّ‬
‫ف اد فري الص ّ باملةان ال ديد‪.‬‬
‫نررت عناد الم ارة والنساف يضحكن حوللا‪:‬‬
‫‪ -‬ج وودام طرير طوي وو‪ ،،‬و ووال الم رة مرة ج وودي وودة‪ ،‬راي يتجوز‬
‫علي ‪ ..‬دير بالل يا م و ّوفمة‪ .‬وة ووحكت النس وواف ل تلك «العص و ر ال غ رة»‬
‫و ّن ينظرن الى فاطم العم ال ةحكت بصوت عمى‪ .‬لم تكن النساف عمى‬
‫ا القودر من املري مثو‪ ،‬ما ّن عليوح اليو ‪ ،‬و ّن ي ش و و و ووار ن الش و و و ووا ما‬
‫البيوت‪ ،‬ويتفووا لن ل «ض و و و وورب الفووال»‪ ،‬وينظرن الى األطفووال و م يلعبونا‬
‫وباحا‪ ،‬فلم وعد ناي علف لعشواف الس اأم‪،‬‬ ‫فمعظم عمال الرويع تقضو ى ص ً‬
‫وال ا عال مواقد النار‪.‬‬
‫و مسوية عشا اليو‬ ‫‪-‬‬
‫ّعوب ج ووان ووا طعم ووة من الارّي وة وس و و و ووالگ ش ّب واز س و و و و ّ‬
‫ولگنو البن ّي وات‬ ‫‪-‬‬
‫وانت‬
‫اليو ‪ِ ..‬‬
‫‪ -‬حويلك‪.‬‬
‫ّ‬
‫فتتمرد‬ ‫ولم تكن عليوا تحو ّ الحويلوك‪ ،‬رات الع ن املطبوشوة بواللان‪،‬‬
‫صولا‬‫عمى العشواف‪ ،‬وتتداري ّملا األمر فت وع للا د ًسوا جان الفاير‪ ،‬و ت ّ‬
‫ّ‬
‫بة من الحلي ‪ ،‬و لك األمر بالنس ووبة الى ال ّد س ووطا ال يص و ّور عمى‬
‫«عي اللان‪» .‬‬
‫ّ‬ ‫وجان مسو ًواف صو ً‬
‫وافيا‪ ،‬ت للتح غيو عابرة ضووافت وجح ال نوب الدا ن‪،‬‬
‫وتوجس ‪ ،‬العطش و و و ووانة‪ ،‬وقالت ّ شميس و تنتظر اب ا شميس‪« :‬هللا‬ ‫ّ‬
‫وستر الرعيان»‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ولابت الغيو ‪ ،‬وصو و و ووفا الغروب ح ّ ى ج ّن الشو و و وومس لم اغ ‪ّ ،‬‬


‫ولكن ف ً ى‬
‫ير ض من جلة القبلة فسد املشلد‪:‬‬
‫دحا ضروتو ال ن لة‪.‬‬ ‫‪ -‬يا عرووووب الحگ و ‪ّ ..‬‬

‫‪109‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫[‪]26‬‬

‫‪ -‬ال حو و ّ املوت ي ووا ب وودري ووة‪ ،‬وال حو و ر ي ووة يرر ل وجور األحي وواف‪،‬‬
‫ولك ّ ر ي ووت ب وواألمس يرر ل وو‪ ،‬العطشو و و و و ووان ووة‪ ،‬ش و و و و ف يجمع ب ن الفوف‬
‫والفجيعوة والح ن والود شو و و و ووة‪ ،‬ش و و و و ف ال يقواو ‪ .‬عم‪ ،‬ر يوت ج ّود س و و و وعودو‬
‫البيطووار عنوودمووا مووات‪ّ ،‬نوا عرف ّنوح مش و و و وورف عمى ال ووايووة‪ ،‬و ّننووا نبو ل جو ّو‪،‬‬
‫ال لود ل ن ن ّفف الموح‪ّ ،‬نوا ح ين ن وحسو و و و و ‪ ،‬راض و و و و ن مس و و و و س و و و وولم ن‬
‫ّ‬
‫مس ووتكين ن‪ .‬ور يت نا يف مات جاس ووم العم ‪ ،‬ال ميع توقع ر ال اية‪.‬‬
‫ولكن باألمس‪ ،‬باألمس يا بدرية جان للموت فير راع مجنون‪ .‬فقد الشوباب‬
‫عقوللم‪ ،‬وضو و وورب ع و و وولم ر سو و ووح بال دار ح ى ن ف‪،‬ولطمت ّمح و و و و ّوقت‬
‫ّ‬
‫يول ووا‪ ،‬و مس و و و وكووت ل ووا ّ عنوواد ت و ر ووا بووالحرا ال و ال يجوز فعلووح‪ ،‬ووةى‬
‫األطفال‪ ،‬ووكيت‪.‬‬
‫ً‬
‫جووان د ّحوا وردة ململووة تفتحووت ل الرويع‪ ،‬يلعو الكرة‪ ،‬ويع ف امل مووار‬
‫ّ‬
‫واملوليا‪ ،‬ويجيد رع املا و و و ووية‪ ،‬والدفا ع ا ل‬ ‫ّ‬ ‫ويبة‪ ،‬الروابة‪ ،‬ويغ ّ العتابا‬
‫الش و و و وتوواف ح ن تجو ال و أوواب‪ ،‬وجووان مي ًن وا‪ .‬الحووا عم قووال ا ّن وح جووان وعطيووح‬
‫الف اي ليص وويد ويقاس وومح الص وويد‪ ،‬فلم يلحظ عليح ّنح ش ّبا عنح زرزورة و‬
‫ّ ّ‬
‫تحبح دلت عمى نفسلا ل ال نازة‪،‬‬ ‫محبووا ي ً ا‪ .‬البنت ال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عصفورا‪ ،‬وجان‬
‫صرشت ب عمى صو ا‪:‬‬
‫ّ‬
‫دحااااااااااا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ً‬
‫مس‪ ،‬نت مه و و مع زميم ‪ ،‬ل بنا و ووماال ح ى ص و ووعدنا التال ‪ ،‬عادت‬
‫ّ‬
‫دوال ّن ترا ًبوا بيض وس و و و وومونوح «الغريوان» ليةلس و و و وووا بوح‬ ‫الفتيوات يحملن عمى ّ‬
‫ّ‬
‫الدور‪ ،‬ووقينا ناي‪ ،‬نرر العطشو و ووانة تتو ّسو و ود الغروب‪ ،‬وتول وجلا صو و وووب‬
‫الفرات‪ ،‬ح ن بد ت تمطر جرينا س و وورعة نحو البيوت‪ ،‬ووص و وولنا مع انطفاف‬

‫‪110‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ع ن الش و و و وومس‪ ،‬وما دنا ندش‪ ،‬ح ى ر ينا النا ير و و و ووون نحو ال نوب‪،‬‬
‫ً‬
‫فر نا معلم شوفا من ش ار‪ ،‬و جريمة قت‪ ،‬استدع النجدة‪ .‬لم نلحر‪،‬‬
‫جا وا بح الى البيوت وه و و و و ّ ور عمى فراش‪ .‬نالت الص و و و وواعقة من ظلرر‪ّ ،‬روما‬
‫صعقت القل فمات دون مقاومة‪.‬‬
‫ً‬
‫لم َنر عمى وجلوح نودبوة و عالموة‪ ،‬جوان جميال‪ ،‬ونوادتوح ّموح ج‪ّ ،‬‬
‫يرد علي وا‪،‬‬
‫قرب‬ ‫جميعا‪ ،‬وجاف الد تور عمر س و و و وويارة شا ّ‬
‫ص و و و وة‪ّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫فلاجت النا ووكينا‬
‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ضو وووف اللو س من ّ‬
‫دحا ‪ ،‬قلبح يمينا ويسو و ًوارا‪ ،‬و و ووا دنا ير الصو وواعقة عمى‬
‫الغض‪ّ .‬روما ّ‬ ‫ّ‬
‫ألنح جان يحم‪،‬‬ ‫ظلرر‪ ،‬ندبة ج م ا شو و و رة‪ ،‬انرسو و وومت عمى جلدر‬
‫وروما ّ‬
‫شنجرا‪ّ ،‬‬
‫ً‬
‫ألنح لم يل الى بيت ما فع‪ ،‬رفاقح‪.‬‬
‫دحا مات‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ولكن ّ‬
‫نفوود حار القلم‪ ،‬و تو لووك اآلن بقلم رصو و و و ووار‪ ،‬بريتووح ج ّيو ًدا س و و و ووك ن‬
‫ّ‬
‫ص و و و ووغ رة جووان جو ّود يقش و و و ور ل ووا الت ّفواي‪ .‬غو ًودا س و و و و و عيوود الطالب الى بيو م‪،‬‬
‫حدا سو وويداو ل األسو ووا ‪ .‬ولك ّ‬ ‫ان ً‬‫دحا ‪ ،‬ومن قال ّ‬ ‫وسو و و وواري ل جنازة ّ‬
‫حبا ‪ ،‬ي ً ا‪.‬‬ ‫فر من ير املوت ل وجور األحياف‪ ،‬و فر من موت ّ‬
‫ّ‬
‫عد يوم ن س ووي ا‪ّ ،‬يار‪ ،‬وس وونجر االشتبارات للطالب شالل س ووبوع ن‪،‬‬
‫و ّوز علي م «ال الفات»‪ ،‬لم حو و ّ ن يةون وداع للعطشو و و و و ووان ووة كو و ا‪،‬‬
‫ّ‬
‫تر لووا س و و و و رة القلو ‪ ،‬وقوود ودر املوت والغروووة ش و و و وبووال ووا‪ .‬وال تنس و و و و ‪،‬‬
‫اعلقت بص و و ووغار األ و و ووقياف عليا ّ‬ ‫ّ‬
‫وحمادة ونجمة وس و و ووليم و برا يم‪ ،‬والع‬
‫الصينية والطرني ‪..‬‬ ‫ّ‬ ‫الكرة‪ ،‬والشباب ال ين وسلرون عند ويلعبون‬
‫بدرية‪ ،‬و ‪ ،‬العطشو ووانة سو ووروا قل ‪ .‬اليو ‪ ..‬قب‪ ،‬ن‬ ‫الفراق صو ووع يا ّ‬
‫ألن ّموح اعوا ‪ ،‬املفوا ‪،‬‬ ‫عود الى البيوت‪ ،‬جواف ول فود ص و و و ووغ ر وس و و و وتودع بوار‪ّ ،‬‬
‫وقب‪ ،‬ن ّيتجح الى البيت‪ ،‬جافت فتاة عمى ض ‪:،‬‬
‫عف ‪ ..‬عم جابت‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬

‫‪111‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫وصدر صوت من ض وز عيدة‪:‬‬


‫‪ -‬ش جابت شي‬
‫ّ‬
‫‪ -‬جابت وليد‪ ،‬و ل‪ ،‬وجح األب‪ ،‬وصاي بصوت عال‬
‫دحا ‪.‬‬‫اسميح ّ‬ ‫دحا ‪ ..‬راي ّ‬ ‫ا ّ‬ ‫‪-‬‬
‫وتك ّسورت مشولدية الح ن الى مشولديات صوغ رة‪ ،‬تمنح املفجوع ن ويئاً‬
‫فرصة ليقول ًيئا م ً‬‫ً‬
‫تلفا‪:‬‬ ‫من الع اف‪ ،‬ووجد ا الشيخ‬
‫دحا رد‪ّ.‬‬ ‫‪ -‬سبحان هللا‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫جري غ وواأر ي ووا ب وودرّي وة‪ ،‬و ن ووت اعرف ن ‪ ،‬ال ص و و و و و ّودق املوت‪ ،‬وال‬
‫ولك ّن وح ف‬
‫مت‪ ،‬و نا رسوو‪ ،‬اليك ر الرسوواأ‪ّ ،‬‬
‫ج‪،‬‬ ‫صو ّودق العيبح‪ .‬فكيف صو ّودق ّنك ّ‬
‫ِ‬
‫يو‬

‫‪112‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫األخيرة‬
‫الثوا ‪ ،‬من ّيوار‪ ،‬قر ابرا يم ل التقووم‪ :‬ان مطرت جوان ً‬
‫لؤلؤاا فسو و و و و ل‬
‫حبات اللؤلؤ ا اليو‬ ‫بار الش وويخ عن اللؤلؤ‪ ،‬واس ووافل‪ :‬يمكن ن ط‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫وراي ينظر الى الس و و و ووماف الص و و و ووافية لعلح يظفر بكرة لؤلؤ يمينة‪ ،‬تبا بثمن‬
‫غوال موا قوال الش و و و وويخ‪ .‬وظ ّو‪ ،‬طول اليو يراقو الس و و و ومواف‪ ،‬فيموا جوانوت عليوا‬
‫جد ا‪ ،‬وتنظر الى الش و و و وومس لا ا‪ّ ،‬‬
‫وتردد‬ ‫تحم‪ ،‬س و و و و ّ ا األمام‪ ،‬عدما شلعح ّ‬
‫جد ا‪:‬‬ ‫جلمات لق ا علي ا ّ‬
‫ة َحية‬ ‫يا ْ ْ‬
‫ميسة يا ْ‬
‫ّرد سنيناا‪ّ ،‬‬
‫علية‬
‫عطيت سنیناا‪ ،‬ال غار‬
‫واعطي سنون بار‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫ول ظالل ال دران تجمع ض اأ وهح ون املناج‪ ،‬استعدادا للحصاد‪،‬‬
‫الحصادات ال ديدة ما القمح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫فالشع ر قد استحصد‪ ،‬وال يمكن انتظار‬
‫تجمع الشو و و ووباب والفتيات ل ر جمعة العم ‪ ،‬نحو ربع ن حاصو و و و ً‬
‫وودا‬ ‫ّ‬
‫امتدت يد م الى الشو و ووع ر الند ّ ‪ ،‬ومع ارتفا و و وومس ال و و ووأى‬ ‫بمناجللم‪ّ ،‬‬
‫حداف حماسو هويا‪ ،‬وجد صوودار ل النفو‬ ‫ً‬ ‫ولكن ّواش بد‬ ‫ش التع م م‪ّ ،‬‬
‫واأليد ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫والحاصود و بدي منو‬
‫منو‬ ‫والطارود و ّبدي ّ‬
‫عينك املثم وامثال‬
‫عينك الحار بالتال‬

‫‪113‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬ ‫وتقد شميس عمى منافس و وويح‪ ،‬وجان ّ‬ ‫ّ‬


‫حمادة يحص و وود ل شط واحد‪ ،‬غ ر‬
‫ّ‬
‫الكبار ال ين يحص و و وودون ل شط ن فس و و ووبر من حولح‪ ،‬وس و و وواعدت وة و و ووحة‬
‫الصال رفيق ا شود ال بدا علي ا اإلجلاد‪ ،‬وعاد ّواش الى الحداف‪:‬‬
‫وان للل لللنالل‬
‫صبینا البارود گبالل‬
‫ووود يو ر س و و و ومواف الفتيوات‪ ،‬ويو ا‪ ،‬بقفلوة تنواسو و و و و ج ّو‪ ،‬اس و و و ووم‪ ،‬ود ّبوت‬
‫الحماسة ل الحواصيد‪ ،‬ولم وشعروا ّم ا العا رة و ّن شميس يناد م عمى‬
‫الفطور‪.‬‬
‫مو ّود شميس الس و و و ووفرة‪ ،‬ووض و و و ووع ك و و و ووحون ال ووودة‪ ،‬وقوودر اللان‪ ،‬والفاز‪،‬‬
‫التحد ‪ ،‬فما جان من شميس اال ن ّدد م‬ ‫ّ‬ ‫والبيض‪ ،‬ولك ّ م ص و ّومموا عمى‬
‫يم اعالت‪ .‬وجان‬ ‫ان لم يتوقفوا سيلق‪ ،‬بالطعا ‪ ،‬فصدرت ةحةات شفيفة ّ‬
‫ولكن لحظوات‬ ‫حقيق‪ ،‬قود ت ّلر لم وعرفوح الش و و و وبواب منو موت د ّحوا ‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ف‬
‫فري‬
‫ومد ّواش يدر الى ال ودة‪:‬‬ ‫تقدموا للطعا ّ‬ ‫الفري انكسرت ح ن ّ‬
‫دحا هللا يرحمو ‪ ...‬چان يح ّ ال ودة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫ومرت لحظة ص و وومت س و ووالت في ا دمو عمى اس و ووتحياف‪ ،‬يم ارتفع ص و وووتف‬ ‫ّ‬
‫بالبةاف‪ ،‬ولم يتمالك شميس نفسح فبةى بصوت عال‪ .‬قب‪ ،‬ن ي ر م سالم‬
‫الصطاف‪:‬‬
‫‪ -‬هللا يرحمو‪ ..‬الو يح دحا ‪ ،‬يدع لو هللا وغفر لو‪.‬‬
‫ل يو ووار ترتفع درجو ووات الحرارة ل ب روت‪ ،‬ويلمس للو ووا ير الرطووو ووة‪،‬‬
‫ويفر ث ر م م الى قرا م ل ال بال‪ .‬ول املس وواف‬ ‫فيس ووتعدون أليا ص ووع ‪ّ ،‬‬
‫حوود عبود مص و و و ووطفى ن الفواجووا يريوود ن ي و بووا معووح الى ال بوو‪ ،‬برات و‬
‫ف و و و و وو‪ ،‬من مكبس البلوي‪ ،‬نوواي ليعمال ل األر ‪ .‬فثمووة قطوواف واع ير‬

‫‪114‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫وس و و و ووقاية‪ .‬ووجد مص و و و ووطفى ل للك فرص و و و ووة م و و و وواعفة لللروب من رطووة‬
‫املدينة‪ ،‬وقرافة الكت وامل الت‪ ،‬ور ية تيودورا‪.‬‬
‫ح ى تيودورا نفس و و و ولوا لم تفلم س و و و وبو انجو ال وا الى ف ى ّ‬
‫غر‪ ،‬يص و و و ووغر وا‬
‫مر ل‬ ‫ب مس عشرة سنة‪ .‬و عادت عمى نفسلا السؤال‪ ،‬ان جان وشبح ً‬
‫حدا ّ‬
‫واب الخ ول‪ ،‬طبيع ا ال تنظر الى‬ ‫حيا ا ّيا املرا قة‪ ،‬س وولوي الش و ّ‬
‫مجردين من اعتبووارات الغ ى والفقر والوودين والطوواأفووة بو ووا جووان‬ ‫ّ‬ ‫النووا‬
‫عروية‪ .‬اجرت عاألة مغرو‪ ،‬من طور عابدين‬ ‫دماف ّ‬ ‫ّ‬
‫يقول للا‪ :‬ان ل عاأل م ً‬
‫قب وو‪ ،‬م وواأ ووة ع ووا ‪ ،‬وج ووانوا مج وواورين لقبيل ووة ب وودوي ووة‪ ،‬ي و ش و ون م م اللان ل‬
‫الرويع‪ ،‬ويعطوم م العن ل الص وويف‪ .‬وجان الفواجا جون يجد ا فرص ووة ل‬
‫ّ‬
‫ج ّو‪ ،‬منواس و و و وبوة يجود في وا ا سو و و و ووانيوة تيودورا العواليوة ليو ر وا بتلوك القصو و و و ووة‬
‫مازحا‪ :‬يمكن صلنا عرب‪ !!،‬فيضحةان‪.‬‬ ‫البعيدة‪ً ،‬‬
‫ل الظل رة اعود القطعان الصو ووغ رة الى القرية‪ ،‬ويسو وومع العابر صو وووات‬
‫جرا املراييع وال و ووداف ال تحم و وو‪ ،‬جرا ًس و و و و و وا ص و و و ووغ رة وبعض الفرز‪،‬‬
‫في تلط الثغاف بصو وووت األجرا ‪ ،‬فيعرف األسو ووتال محمود ّم ا سو وويمفونية‬
‫ّ‬
‫الظل رة‪ ،‬ويكمو‪ ،‬ترتيو جالفات الطالب‪ ،‬وقود تنواق مع زميلوح يثم بةور‬
‫ل مر الناجح ن والراسب ن‪.‬‬
‫يكت و محمود بقلم الحار تق وودير ال وودرج ووات (جي وود‪ -‬وس و و و ووط) ب وواألزرق‪،‬‬
‫ويتوجس من ح ن طالبح الراسو ووب ن ل الغد‪ ،‬فيلتمس‬ ‫ّ‬ ‫و(ضو ووعيف) باألحمر‪.‬‬
‫ينجحلم‪.‬‬ ‫للم ما ّ‬
‫ّ‬
‫ل الص و و و وبوواي جووانووت الس و و و ويووارة تنتظر املعل َم ن اللو ين ح مووا حقيبتي مووا‪،‬‬
‫وجوواف الطالب‪ ،‬ولم وس و و و ووتغرق توزيع الش و و و ولووادات ث ًرا‪ ،‬وجوواد املش و و و ولوود ّ‬
‫يمر‬
‫سال ‪ ،‬لوال تحية ابرا يم الح ينة‪:‬‬
‫‪ -‬شاطري ستال‬

‫‪115‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬


‫املعلم‪ّ ،‬‬ ‫ومد يدر‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫يم بةى ابرا يم‪ ،‬و رد املعلم ن يواس وويح‪ ،‬فتعرر‬ ‫فقبلح‬
‫ف‬ ‫بةلماتح‪ ،‬ووةى و اآلشر‪ ،‬ووةى ص و و و و ف‬
‫وغار شرون‪ ،‬وزال شوف مديد ل لحظة‬
‫ّ‬ ‫الودا ‪ّ ،‬‬
‫وتقد طالب ث رون الى معل َمي م‪ .‬وطال انتظار الس وواأر‪ ،‬ف ووغط‬
‫ً‬
‫عمى ال ّمور ض و و و ووغطت ن طويلت ن‪ ،‬وقبوو‪ ،‬ن ير بووا جووافت ّ عنوواد مس و و و وورعووة‬
‫ع ن دامعة‪:‬‬
‫وقبلت الش و و ّواب ن‪ ،‬وودعلا يثم‪،‬‬ ‫‪ -‬هللا معاي يا وليد ‪ ..‬ال تنس و ووانا‪ّ ..‬‬
‫ولم يق‪ ،‬محمود ًيئا‪.‬‬
‫«جانت العطشووانة تبتعد و ًويئا فشو ًويئا‪ ،‬حاولت ن قول لسوواأر السوويارة‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ن يتوقف‪ ،‬وشنقت ال وودمو ‪ ،‬ونظرت بكم الى الوراف‪ ،‬وتج ووا ل ووت ح وودي ووث‬
‫السو و و و وواأر عن املودار والسو و و و و ّود‪ ،‬جوانوت البيوت ل ح و و و وون التال ‪ ،‬محفوفوة‬
‫باملا ووية وبعض األشو ار‪ ،‬تار ة املدرسووة وحيدة ل الشوومال‪ .‬وح ن بطت‬
‫السيارة جانت العطشانة قد غابت ً‬
‫تماما»‪.‬‬
‫ح ن فرغ محمود من ت وواب ووة الفقرة األش رة ج ووان ووت الع ووا و و و وورة ل فن وودق‬
‫القبة‪ .‬تص و و و ووفح محمود الدفتر وج ّنح نج بناف بيت‪ ،‬بنار‬ ‫النس و و و وورين ل ج ّ ّ‬
‫لبن ووة لبن ووة‪ ،‬و مس‪ :‬ال تح ‪ ،‬ي ووا ب وودري ووة‪ :‬ووا العطش و و و و ووان ووة مع ‪ .‬وع وواد الى‬
‫الصفحة األولى و ت ‪:‬‬
‫‪ -‬الى بدرية‪ :‬القرية الف راف ل قل ‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫عيس ى الشيخ حسن‬


‫جات سور مواليد ‪ ، 1965‬مقيم ل الدوحة‪.‬‬

‫و وواعر‪ ،‬وروا ‪ .،‬در األدب العرب‪ ،‬ل جامعة حل ‪ .‬حص و وو‪ ،‬عمى جاأ ة‬
‫عبد الو ّ اب البياا‪ ،،‬واملر الثالث ل جاأ ة الشارقة للشعر‪.‬‬
‫صدرله‪:‬‬
‫مجموعات عرية‬
‫نا يد مبللة بالح ن (‪ )1998‬دمشر‪ :‬دار ال ند للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫يا جبال وب‪ ،‬معح (‪ )2001‬الشارقة‪ :‬داأرة الثقافة واإلعال ‪.‬‬
‫عبا (‪ )2005‬دمشر‪ :‬دار الينابيع للنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫ّ‬
‫مويون ل حلم ّ‬
‫مروا عم ّ (‪ )2015‬دمشر‪ :‬دار نينور للدراسات والنشر والتوزيع‪.‬‬ ‫ّ‬
‫حما ثيف (‪ )2016‬ميالنو‪ :‬منشورات املتوسط‪.‬‬
‫الروايات‬
‫شروة الش و وويخ حمد (‪ )2021‬اس و ووطنبول‪ :‬دار موزاييك للدراس و ووات والنش و وور‪.‬‬
‫طبعة يانية (‪ )2022‬دمشر‪ :‬دار رواد للطباعة والنشر‪.‬‬
‫ل الس رة ال ّ‬
‫اتية‬
‫ّ‬
‫سرديات رم ان (‪ )2022‬القا رة‪ :‬نوستال يا لإلعال والترجمة والنشر‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫عيس ى الشيخ حسن‬ ‫العطشانة‬

‫‪ ،‬ض بك ا الكتاب! الا نت تريد اقتناف مفة ورقية من نا‬


‫ملشار ة الكتاب مجانا‪ ،‬ف ال ال ترسلح نمفة ار ح من ا الرابط‬

‫‪118‬‬

You might also like