Professional Documents
Culture Documents
�
;C!\;„∂ÑD;g]·Ê’\;Åe¡;fld;Å⁄•
|„=١٢٠٦==Ó‡ä=ÔÀËk∫^
مؼدمة
ِّ
احلؿد هلل ،واـصالة واـسالم طذ رسول اـ َّؾـه،
وطذ آـه وصحبه ومن وااله ،أ َّما بعد:
ضفر يف ٍ
طرص َ
()1
اـوهابحمؿد ب َن طبد َّ َّ
ؽنن اـشقخ َ
اـبدع قه رشك اـؼبور ،وت َػ َّشت ؽُِ اكتػ ؽقه
ُ َ
واــ ُخراؽات ،وخاص ًة يف اجلزيرة اـعربقة ،اـتي
األحجار واألشجار، ِ َ
آكذاك بتعظق ِم متوج
ُ ؿاكت
ـؾسادة، ِ
بح َّ
واـذ ، واآلثار ن بادؼبوري ِ
االستغاثة و
َّ َ
اـػك.وؼر ذـك من أكوا ِع ِّ ِ واــَّذر ـألوـقاء،
واجب
َ اـشقخ ُأماك َة اـبالغ ،وأ َّدى ُ َ
ؽحؿل
حث ِ
اـػؿ َّقات واـبدع ،و َّ وتصدى هلذه َّ اـدطوة،
َّ
()4
اـشػعاء ،وال يممـون بؽراماتو ُيـؽرون شػاطة ُّ
األوـقاء ...إـخ.
ِّ َّ ِ
استؿر همالء اـطغامُ ،يـحذرون اــَّاس من و
َّ
َ
ضون طؾقفا األمرا َء وحير
ِّ دطوة اـشقخ اإلمام،
واحلؽَّام ،ويب ُّثون ُّ
اـش َب َه حوهلا بع اـعوام(.)1
( )1وما أشب َه اـقو َم باـبارحة! ؽفا هي اـدَّ وـ ُة اإلسالمقة تعقدُ جتديد
واـسـَّة ،وتؼؿع اـػك واإلحلاد واـبدطة ،وها هماـتوحقد واجلفاد ُّ
حذو ون ِ
اـسوء يف هذا اـزمانَ ،يـح ُذ َ اـسالصع و ُدطا ُة
َ طؾام ُء َّ
أسالؽِفم ،ؽطعـوا باـدوـة اإلسالمقة وأمرائفا وجـودها ،وب ُّثوا
اـطواؼقت
َ وحرضوا
َّ اـشبه واألباصقل حول طؼقدهتا ومـفجفا،
أكػسفم زور ًا
َ ع ـؼتاهلا ...ويـسبون
طؾقفا ،واستعاكوا باـصؾقبق َ
حق اـقؼع َّ
أن اـدوـة ـإلمام حمؿد بن طبد اـوهاب! وهم يعؾؿون َّ
ودطوهتا وجفا َدها اـقوم؛ امتدا ٌد وجتسقدٌ ـدطوة اـتوحقد
َ اإلسالمقة
واجلفاد اـتي جاء هبا رسول اهلل ☺ وأصحا ُبه ،وجدَّ دها اب ُن طبد
اـوهاب وأحػا ُده.
َّ
()5
اـش ُبـ َفات) اـذي ر َّد ؽقه ف ُّ ؿتاب ( َؿش ُ ُ وهـا جا ُء
وبع
َّ َ م، َ
أؾواهل َّد ـوؽ ع، ـ بوري ُ
ؼ اـ ِ
ه اـشقخ طذ ُش َب ُ
طؾؿي رصع، ٍّ ٍ
بلسؾوب تدـقسفم؛ َ َزي َػفم ،و َ
ؽضح
وطرض مبس ٍ
ط متع ،يػفؿه اـعامي ،ويـبفر به ٍ ُ َّ
ِ
ادجادل طن اـر َد طذ َّ
دوحدينَّ ، تؾؼع ا ِّ ُ اـذؿي ،ؽقه
ادػؿع.
متون اـتوحقد، ِ أهم
ف من ِّ حتى ؼدا هذا اــ ُؿ َصـَّ ُ
واكتػ يف بالد اإلسالم اكتشار ًا ؿبر ًا ،و َط َؽف طذ
ِحػظِه اـطالب ،واطتـى بػحه اـعؾامء ،واستػاد
دلؾق طظقم ،مـذ زماكه وإغ هذا اـزمان ،ؽنن َّ مـه َخ ٌ
ُّ
ذـك طذ يشء ؽن َّكه يدل طذ صدق دطوة هذا اإلمام ٍ
ادجدد ،ؿام كحسبه وال كزؿقه طذ اـ َّؾـه.
ِّ
ف
" :صـَّ َ ؾال اـشقخ سؾقامن بن سحامن ُ
وذؿر األدـة من
َ ؿشف اـشبفات،
َ ُ
اـشقخ ُ
()6
اـؽتاب واـسـة طذ بطالن ما أورده أطداء اـ َّؾ ِ
ـه ُ
وبع
َّ َ فم،ج ج ح ؽلدحض اـشبفات، من هِ ورسوـ
ُ َ َ
طظقم اــَّػع طذ ِص َغر حجؿه، َ هتاؽ َتفم ،وؿان ؿتاب ًا
اكؼؿع به أطدا ُء اـ َّؾـه ،واكتػع به أوـقا ُء
َ َ
جؾقل اـؼدر،
ادوحدون ،وسؾسبق ً
ال ِّ اـ َّؾـه ،ؽصار َط َؾ ًام يؼتدي به
ومن ؿوثره يػبون ،وبه طذ أطداءِ ي ِرده ادفتدونِ ،
َ ُ
أوضح وما !ؿتاب من ه ع أكػ ما ؽؾ َّؾ ِ
ه ِ يصوـون، اـ َّؾ ِ
ـه
َ َ
ُح َج َجه من خطاب!"(.)1
ادفؿة ،ضؿناـرساـة َّ
وذـك ما دطاكا ــػ هذه ِّ
سؾسؾة رسائل اـتوحقد اـتي دأبت طذ كػها مؽتب ُة
اهلؿة ،إحقا ًء ـرتاث أئؿة اـدطوة اــَّجدية (طؾقفم
َّ
ِ
رمحة اـ َّؾـه) ،بعد أن ؾؿـا باكتؼاء أؽضل اــُّسخ
()7
ادتوؽرة من اـرساـة ،ومؼابؾتِفا مع ٍ
طدد من اــُّسخ
ِ
وبقان بعض األمور ِ
وتدؾقؼفا، األخرى ،و ِ
حتؼقؼفا
اـتي حيتاجفا اـؼارئ يف هامشفا.
َ
اـؼبول وكسلل اـ َّؾـه سبحاكه أن جيعل هلذه اـطبعة
ِ
وكػها احلسـى ِ
إخراجفا واإلؽادة ،ودن َط ِؿل يف
اـوهاب،
حمؿد ب َن طبد َّ
يرحم اإلما َم َّ
َ وزيادة ،وأن
األجر واـثواب.
َ ـه ل ِ
ز وجي
ُ
()8
ََ: قالََالشَيخََحممَدَبنََعبدََالوهَابَؒ
َ
()9
شفاعتهم َعنده؛ َمثلَ :املالئكةَ َوعيسى َومريمََ
وأَناسََغيَهمَمنََالصاحليََ.
جيددَ َُلم َدينََ
فبعثَ َاللـهَ َإليهم َحممداَ َ☺ َ ِّ
التقربََ
أبيهم َإبراهيمَ َ♠َ ،وخيبَهم َأنَ َهذا َ َُّ
حق َاللـهَ ،ال َيَصلَحَ َمنه َيشءََ
واالعتقادَ َحمضَ َ ِّ َ
لغي َاللـهَ ،ال َلَـمَلَكَ َمقرَبَ ،وال َلنبيَ َمَرسَلَ،
فضالََعنَغيمهاََ.
وإالَ َفهؤالءَ َاملرشكونَ َمَقَ ُّرونَ ،يشهدونَ َأنََ
اللـهَ َهو َاخلالقَ َالرزاقََ ،وحدَهَ َال َرشيكَ َلهَ،
وأنه َال َيرزقَ َإالَ َهوَ ،وال َحييي َإالَ َهوَ ،والَ
يميتََإالََهوَ،والَيد َِّبـرََاألمرََإالََهوَ،وأنََمجيعََ
السمواتَ َالسبعَ َومَنَ َفيهنَ ،واألرضيَ َالسبعََ
ومَنََفيهاَ،ك ُّلهمَعبيدَهَ،وحتتََ ُّ
ترصفهََوقهرهََ.
()01
فإذا َأرَدتَ َالدليلَ َعىل َأنَ َهؤالءَ َاملرشكيََ
الذينَ َقاتلَهم َرسولَ َاللـهَ َ☺ َيشهدونَ َللـهََ
هذهَالشهادة؛َفاقرأَقولَهَتعاىل{َ:قلََمنََيرزقكمََ
منَ َالسّمءَ َوَالـأرضَ َأمنَ َيملكَ َالسمعََ
وَالـأبصارَ َومنَ َخيرجََالـحيَ َمنَ َالـم ِّيتَ َوخيرجََ
ي َومنَ َيد ِّبرَ َالـأمرَ َفسيقولونََ
الـم ِّيتَ َمنَ َالـح ِّ َ
اللـهََفقلََأفالَتتقونَ}َ[يونسَ،]13َ:وقولَه{َ:قلََ
ملنََالـأرضََومنََفيهاَإنََكنتمََتعلمونََسيقولونََ
ب َالسّمواتََ
للـهَ َقلَ َأفال َتذكرونَ َ* َقلَ َمنَ َر ُّ َ
ب َالـعرشَ َالـعظيمَ َسيقولونَ َللـهَ َقلََالسبعَ َور ُّ َ
لَيشءََوهوََ أفالَتتقونََ*َقلََمنََبيدهََملكوتََك ِّ َ
جييَ َوال َجيارَ َعليهَ َإنَ َكنتمَ َتعلمونَ َسيقولونََ
()00
للـهَ َقلَ َفأنى َتسحرونَ} َ[املؤمنونَ]48-48َ :
وغيََذلكَمَنََاآلياتََ.
فإذا َحتققتَ َأَّنم َمقَ ُّرونَ َهبذاَ ،ومل َيَدَخلهم َيفَ
الرسلَ ،ودعاهم َإليهَ
التوحيد َالذي َدَعَتَ َإليه َ ُّ
رسولَ َاللـهَ َ☺َ ،وعرفتَ َأنَ َالتوحيدَ َالذيَ
يسميهَ
جحدوه َهو َتوحيدَ َالعبادة َالذي َ ِّ
املرشكونَ َيف َزماننا َ(االعتقاد)َ،كّم َكانوا َيدعونَ
اللـهَ َسبحانه َليالَ َوَّناراَ ،ثمَ َمنهم َمنَ َيدعوَ
املالئكةَ َألجلَ َصالحهم َوقَرهبم َإىل َاللـهَ،
ليشفعوا َلهَ ،أو َيدعو َرجالَ َصاحلاَ َمثل َالالتَ،
أو َنبياَ َمثل َعيسىَ ،وعرفتَ َأنَ َرسولَ َاللـهَ َ☺َ
قاتلَهم َعىل َهذا َالرشكَ ،ودعاهم َإىل َإخالصَ
العبادةَ َللـهَ َوحدهَ ،كّم َقال َتعاىل{َ :وأنََ
()01
الـمساجدََللـهََفالَتدعوَمعََاللـهََأحداَ}َ[اجلـنَ:
قَوالذينََيدعونََمنََ
َ،]34وقال{َ:لهََدعوةََالـح ِّ َ
دونهَ َال َيستجيبونَ َُلمَ َبَشءَ} َ[الرَعدَ،]38َ :
وحتققتَ َأنَ َرسولَ َاللـهَ َ☺ َقاتلَهم َليكونََ
الدعاءَ َك ُّله َللـهَ ،والنذرَ َك ُّله َللـهَ ،والذبح َك ُّلهَ
ُّ
للـهَ ،واالستغاثةَ َك ُّلها َللـهَ ،ومجيعَ َأنواعََ
العباداتََك ُّلهاَللـهَ،وعرفتََأنََإقرارَهمَبتوحيدََ
الربوبية َمل َيدخلهم َيف َاإلسالمَ ،وأنَ َقصدهمَ
َُّ
املالئكةَ َأو َاألنبياءَ َأو َاألولياءَ َيريدون َشفاعتهمَ
والتق ُّربَ َإىل َاللـهَ َبذلك َهو َالذي َأحلَ َدماءَهمَ
وأمواُلَم؛َعرفتََحينئذََالتوحيدََالذيَدعتََإليهَ
الرسلَ،وأبىَعنَاإلقرارََبهَاملرشكونَ.
ُّ
()01
وهذا َالتوحيدَ َهو َمعنى َقولك(َ :ال َإله َإالََ
اللـه)َ ،فإنَ َاإللهَ َعندهم َهو َالذي َيـقصدَ َألجلََ
هذه َاألمورَ ،سواء َكانَ َملكاَ َأو َنبياَ َأو َولياَ َأوَ
شجرةَ َأو َقباَ َأو َجنِّـياَ؛ َمل َيَريدَوا َأنَ َاإللهَ َهوَ
فإَّنمَيعلمونََأنََذلكََللـهََ
اخلالقََالرازقََاملد ِّبرِّ َ،
وحدَهَ،كّمَقدمتََلكَ.
وإ ِّنّم َيعنَونَباإلله َماَيعنيَاملرشكون َيفَزمانناَ
بلفظَ(السَ َِّيد)ََ.
بيَ☺َيدعوهمَإىلَكلمةَالتوحيدَ،
فأتاهمَالن ُّ َ
وهي(َ:ال َإله َإال َاللـه)َ،واملرادَ َمَنَ َهذه َالكلمةَ
معناهاَ،الَجمردََلفظهاََ.
بي َ☺َ والكفارَ َاجلـهال َيعلمونَ:أنَ َمرادَ َالن ِّ َ
هبذه َالكلمة َهوَ :إفرادَ َاللـهَ َتعاىل َبالتع ُّلق َبهَ،
()01
والكـفرَ َبّم َيعـبدَ َمَـنَ َدونَ َاللـهَ َوالباءةَ َمـنهَ،
فإنه َلـّمَ َقال َلـهم َقـولواَ:ال َإله َإالَ َاللـه؛ َقالواَ:
{أجعلََالـآُلةََإُلاََواحداََإنََهذاَلَشءََعجابَ}َ
[صََ.]5َ:
فإذا َعرفتَ َأنَ َجهالَ َالكفارَ َيعرفونَ َذلك؛َ
فالعجبَ َممنَ َيدعي َاإلسالمَ ،وهو َال َيعرفَ َمنََ
تفسيَهذهَالكلمةَماَعرفهََجهالََالكفار!ََ
يظن َأنَ َذلك َهو َالتل ُّفظَ َبحروفهاَمنَ َغيَ
بل َ َُّ
اعتقادََالقلبَلَشءََمَنََاملعاين!ََ
ن َأنَ َمعناهاَ :ال َخيلقَ َوالَ
واحلاذقَ َمنهم َيظ َُّ
يرزقَإالََاللـهَ،والَيد ِّبرَاألمرََإالََاللـهََوحدهَ.
فال َخيَ َيف َرجلََ ،جهالَ َالكفار َأعلمَ َمنهَ
بمعنىَ(الَإلهَإالَاللـه)ََ.
()01
إذا َعرفتَ َما َذكرتَ َلك َمعرفةَ َقلبََ،
وعرفتَ َالرشكَ َباللـهَ َالذي َقالَ َاللـهَ َفيه{َ:إنََ
اللـهََالََيغفرََأنََيرشكََبهََويغفرََماَدونََذلكََملنََ
يشاءَ} َ[ال َنِّساءَ ،]84َ :وعرفتَ َدينَ َاللـهَ َالذيَ
الرسلَ َمنَ َأوُلم َإىل َآخرهمَ ،الذي َالَ
أرسلَ َبه َ ُّ
يقبلَ َاللـهَ َمنَ َأحدَ َسواهَ ،وعرفتَ َما َأصبحََ
غالبَ َالناسَ َعليه َمنَ َاجلهل َهبذا؛ َأفادَكََ
فائدتيََ:
األَوىلَ :الفرحَ َبفضلَ َاللـهَ َورمحتَهَ ،كّم َقالَ
تعاىل{َ :قلَ َبفضلَ َاللـهَ َوبرمحتهَ َفبذلكََ
فليفرحواَهوََخيََمماَجيمعونَ}َ[يونسََ.]54َ:
وأفادكَ َأيضاََ :اخلوفَ َالعظيم! َفإنك َإذاَ
عرفتَ َأنَ َاإلنسانَ َيكفرَ َبكلمةَ َخيرجها َمنََ
()01
لسانهَ ،وقد َيقوُلَا َوهو َجاهلَ َفال َيَعذرَ َباجلهلَ،
تقربهَ َإىل َاللـهَ َتعاىلَ،
ن َأَّنا َ ِّ
وقد َيقوُلَا َوهو َيظ َُّ
كّم َكان َيفعلَ َالكفارَ َاملرشكونَ ،خصوصاَ َإنََ
أُلمكَ َاللـهَ َما َقصَ َعن َقومَ َموسى َمعَ
صالحَهمَوعلمَهمَ،أَّنمَأتوهَقائلي{َ:اجعلَلناَ
إلـهاََكّمََُلمََآُلةَ}َ[األعراف]314َ:؛َفحينئذََيَعَظَمََ
حرصكَ َوخوفكَ َعىل َما َخي ِّلصَكَ َمنَ َهذاَ
وأمثالهََ.
واعلمَ َأنه َسبحانه َ-منَ َحكمتهَ -مل َيبعثََ
نبياَ َهبذا َالتوحيد؛ َإالَ َجعلَ َله َأعداءَ ،كّم َقالَ
تعاىل{َ :وكذلكَ َجعلنا َلك ِّ َ
ل َنبيَ َعد ّواَ َشياطيََ
الـأنسَ َوَالـج ِّنَ َيوحي َبعضهمَ َإىلَ َبعضََ
زخرفََالـقولََغروراَ}َ[األنعامََ.]331َ:
()01
وقد َيكون َألعداءَ َالتوحيد َعلومَ َكثيةَ،
وكتبَ ،وحَجَجَ ،كّم َقال َتعاىل{َ :فلّمَ َجاءْتمََ
رسلهمَ َبَالـب ِّيناتَ َفرحوا َبّمَ َعندهمَ َمنَ َالـعلمَ}َ
[غافرََ.]41َ:
إذا َعرفتَ َذلكَ ،وعرفتَ َأنَ َالطريقَ َإىل َاللـهََ
ال َبدَ َله َمَنَ َأعداءَ َقاعدينَ َعليهَ ،أهلَ َفصاحةََ
وعلمَ َوحجج؛ َفالواجبَ َعليكَ :أنَ َتتعلَم َمنََ
دينَ َاللـهَ َما َيصيَ َلك َسالحاَ ،تقاتلَ َبه َهؤالءََ
الشياطيَ ،الذين َقالَ َإمامَهم َومقَدمهم َلر َِّبكََ
عزَ َوجلَ{َ :قالَ َفبّمَ َأغويتني َألقعدنَ َُلمََ
ِصاطكََالـمستقيمََ*َثمََآلتينهمََمنََبيََأيدهيمََ
ومنَ َخلفهمَ َوعنَ َأيّمَّنمَ َوعنَ َشّمئلهمَ َوال ََتدََ
أكثرهمََشاكرينَ}َ[األعرافََ.]31-31َ:
()01
ولكنَ َإذا َأقبلتَ َعىل َاللـهَ ،وأصغيتَ َإىلَ
حججهَ َوب ِّيناته؛ َفال ََتفَ َوال َحتزن{َ ،إنَ َكيدََ
الشيطانََكانََضعيفاَ}َ[ال َنِّساءََ.]11َ:
املوحدينَ َيغلَبَ َألفاَ َمَنَ َعلّمءََ
والعامي َمنَ َ ِّ
َُّ
هؤالءَ َاملرشكيَ ،كّم َقالَ َاللـهَ َتعاىل{َ :وإنََ
جندنا َُلمَ َالـغالبونَ} َ[الصَافاتَ ،]311َ :فجندََ
اللـهَ َهم َالغالبونَ َباحلجةَ َوا ِّللسانَ ،كّم َأَّنم َهمَ
والسنانََ.
الغالبونََبالسيفََ ِّ
املوحدَ َالذي َيسلكَ َالطريقََ
وإ ِّنّم َاخلوفَ َعىل َ ِّ
وليسَمعهَسالح!َ
وقد َمنَ َاللـهَ َتعاىل َعلينا َبكتابهَ َالذي َجعلَهَ:
ل َيشءَ َوهدى َورمحةَ َوبرشىَ {تبيانا َلك ِّ َ
للمسلميَ}َ[النَحلَ،]48َ:فالَيأيتَصاحبََباطلََ
()09
بي َبطالَّناَ،
بحجة؛ َإالَ َويف َالقرآن َما َينقضَها َوي ِّ َ
كّم َقال َتعاىل{َ :وال َيأتونكَ َبمثلَ َإالَ َجئناكََ
ق َوأحسنَ َتفسياَ} َ[الفرقانَ ،]11َ :قالَ بَالـح ِّ َ
بعضَ َاملفسين"َ :هذه َاآلية َعامةَ َيف َ ِّ َ
كل َحَجةََ
يأيتَهباَأهلََالباطلََإىلَيومَالقيامة"ََ.
وأنَا َأذكرَ َلكَ َأشياءَ َمما َذكرَ َاللـهَ َيف َكتابهََ
جواباَ َلكالمَ َاحتجَ َبه َاملرشكونَ َيف َزمانَنا َعليناَ،
فنقولَ:
جوابََأهلََالباطلَمنََطريقيََ:
جمملََومفصلَ.
أما َاملجملَ :فهو َاألمرَ َالعظيم َوالفائدةََ
الكبيةَملنَعَقَلَهاَ،وذلكَقولَهَتعاىل{َ:هوََالذيَ
أنزلَ َعليكَ َالـكتابَ َمنهَ َآياتَ َحمكّمتَ َهنَ َأ َُّمَ
()11
الـكتابَ َوأخرَ َمتشاهباتَ َفأما َالذينَ َيفَ َقلوهبمََ
زيغَ َفيتبعونَ َما َتشابهَ َمنهَ َابتغاءَ َالـفتنةَ َوابتغاءََ
تأويلهَ َوما َيعلمَ َتأويلهَ َإالَ َاللـهَ َوالراسخونَ َيفََ
الـعلمَ َيقولونَ َآمنا َبهَ َكلَ َمنَ َعندَ َر ِّبنا َوما َيذكرََ
إالََأولوَالـالـبابَ}َ[آلَعمرانََ.]1َ:
وقدَصحََعنَرسولََاللـهََ☺َأنهَقال«َ:فإذاَ
رأيتَ َالذينَ َيتبعونَ َما َتشابهَ َمنهَ َفأولئكَ َالذينََ
سمىَاللـهََفاحذروهمَ»(ََ.)0
مثال َذلكَ:إذا َقالَ َلك َبعضَ َاملرشكي{َ:أالََ
إنََأولياءََاللـهََالََخوفََعليهمََوالََهمََحيزنونَ}َ
[يونسَ،]11َ:وأنَ َالشفاعة َحقَ ،وأنَ َاألنبياءَ َُلمَ
بي َ☺ َيستدلََ
جاهَ َعند َاللـهَ ،أو َذكرَ َكالماَ َللن ِّ َ
(َ)3متفقَعليهَ.
()10
به َعىل َيشءَ َمنَ َباطلهَ ،وأنت َال َتفهمَ َمعنىَ
الكالمََالذيَذكره؛َفَجَاوبَهَبقولكََ:
إنَ َاللـهَ َذكرَ َلنا َيفَكتابهَأنَ َالذينَ َيف َقلوهبمَ
زيغَ َيرتكونَ َالـمحكَمَ َويتبعونَ َاملتشابَهَ ،وماَ
قرونََ
ذكرتَه َلك َمَنَ َأنَ َاللـهَ َذَكَرَ َأنَ َاملرشكيَ َيَ ُّ
بالربوبيةَ ،وأنَ َكفرَهم َبتع ُّلقَهم َعىل َاملالئكةََ ُّ
واألنبياءَ َواألولياءَ َمع َقوُلم{َ :هؤالءَ َشفعاؤناَ
عندَ َاللـه} َ[يونسَ ،]34َ :هذا َأمرَ َحمَكمَ َ ِّبيَ ،الَ
يقدرََأحدََأنََيغ َِّيـرََمعناهََ.
وما َذكرتَ َيل َ ُّأهيا َاملرشكَ َمنَ َالقرآنَ َأو َكالمََ
بي َ☺ َال َأعرفَ َمعناهَ ،ولكنَ َأقطعَ َأنَ َكالمََ
الن ِّ َ
بي َ☺ َال َخيالفََ
اللـهَ َال َيتناقضَ ،وأنَ َكالمَ َالن ِّ َ
كالمََاللـهََعزََوجلَ.
()11
وهذا َجوابَ َسديدَ ،ولكنَ َال َيفهمَه َإالَ َمنََ
وفقَهَ َاللـهَ َتعاىلَ ،فال َتستهنَ َبهَ ،فإنه َكّم َقالَ
تعاىل{َ:وما َيلقاها َإالَ َالذينَ َصبوا َوما َيلقاهاَ
فصلتَ.]15َ:
إالََذوَحظََعظيمَ}َ[ ِّ َ
وأما َاجلوابَ َالـمَفصلَ ،فإنَ َأعداءَ َاللـهَ َُلمَ
صدونَ َهباَ
الرسل؛ َي ُّ
اعرتاضاتَ َكثيةَ َعىل َدينَ َ ُّ
الناسََعنهَ،منهاَقوُلَمَ:نحنَالَنرشكََباللـهَ،بلَ
يضََ
نشهدَ َأنه َال َخيلقَ َوال َيرزقَ َوال َينفعَ َوال َ ُّ َ
إالَ َاللـهَ َوحدهَ َال َرشيكَ َلهَ ،وأنَ َحممداَ َ☺ َالَ
يملكَ َلنفسهَ َنفعاَ َوال َضَاَ ،فضالَ َعن َعبدَ
()11
القادر(َ )0أو َغيه؛ َولكنَ َأنَا َمذنبَ ،والصاحلونََ
ُلمَجاهََعندََاللـهَ،وأطلبََمنََاللـهََهبمَ.
(َ )3هو َالشيخ َأبو َحممد َعبد َالقادر َبن َموسى َبن َعبد َاهلل َاحلسنيَ
احلنبيل َاجليالين َأو َاجلييلَ ،نسبة َإىل َبلدة َجيالن َأو َگيالن َ(التيَ
تقعَشّملَإيرانَحاليا)َ،التيَولدَفيهاَعامََ 813هـَ،ثمَوفدَإىلَ
بغداد َسنة ََ 844طالبا َللعلمَ ،قال َعنه َاإلمام َالذهبي"َ :الشيخَ،
اإلمامَ ،العاملَ ،الزاهدَ ،العارفَ ،القدوةَ ،شيخَ َاإلسالمَ ،علمََ
الدين[َ"...،سيـرَأعالمَالنبالء]َ،والشيخَاجليالينَ
األولياءَ،حمييَ ِّ
َبريء َمماَيفعلهَمرشكوَزمانناَ،منَ َاستغاثتهمَبهَوالنذرَلهَ ؒ
واحللف َبه! َكّم َأنه َبراء َمنَ َالطريقة َالصوفية َالقبورية َالقادريةَ
املعاِصة َالتي َتنسبَ َنفسَها َإليه َزوراَ ،قال َاإلمام َحممد َبن َعبدَ
"َ :وكذلك َفقراء َالشيطان َالذين َينتسبون َإىلَ الوهاب َؒ
َ ،وهو َمنهم َبريءَ َكباءة َعيل َبن َأيبَ الشيخ َعبد َالقادر َؒ
[الدرَرََالسَنيَة]َ.
طالبَمنََالرافضة"َ َُّ
()11
فجَاوَبَهَ َبّم َتقدَمَ ،وهوَ :أنَ َالذين َقاتلَهمَ
رسولََاللـهََ☺َمَقَ ُّرونََبّمَذكرتََ،ومَقَ ُّرونََبأنََ
أوثاَّنَم َال َتد ِّب َر َشيئاَ ،وإنّم َأرادوا َاجلاهََ
والشفاعةَ ،واقرأَ َعليه َما َذكرَ َاللـهَ َيف َكتابهَ،
ووضحهََ.
ِّ
فإنَ َقالَ :هؤالءَ َاآلياتَ َنزلتَ َفيمنَ َيعبدََ
األصنامَ ،كيف ََتعلونَ َالصاحليَ َمثلََ
األصنام؟! َأم َكيف ََتعلونَ َاألنبياءَ َأصناماَ؟!؛َ
فجاوبهَبّمَتقدَمََ.
بالربوبيةَ َك ِّلهاَ
فإنه َإذا َأقرَ َأنَ َالكفارَ َيشهدونَ َ ُّ
للـهَ،وأَّنمَماَأرادواَمَـمَنََقصدواَإالََالشفاعةَ،
يفرقَ َبيَ َفعلهم َوفعلَه َبّم َذكره؛ََ
ولكنَ َأرادَ َأنَ َ ِّ
فاذكرَ َله َأنَ َالكفارَ َمنهم َمَنَ َيدعو َالصاحليََ
()11
واألصنامَ ،ومنهم َمن َيدعو َاألولياءَ َالذينَ َقالَ
اللـهَ َفيهم{َ :أولئكَ َالذينَ َيدعونَ َيبتغونَ َإىلََ
ر ِّهبمَ َالـوسيلةَ َأ ُّهي َم َأقربَ} َ[اإلرساءَ،]51َ :
ويدعونَ َعيسى َابنَ َمريمَ َوأمهَ ،وقد َقال َتعاىلَ:
{ما َالـمسيحَ َابنَ َمريمَ َإالَ َرسولَ َقدَ َخلتَ َمنََ
الرسلَ َوأ ُّمهَ َص ِّديقةَ َكانا َيأكالنَ َالطعامََ
قبلهَ َ ُّ
يَُلمََالـآياتََثمََانظرََأنىَيؤفكونََ
انظرََكيفََنب ِّ َ
* َقلَ َأتعبدونَ َمنَ َدونَ َاللـهَ َما َال َيملكَ َلكمََ
ضَا َوال َنفعاَ َوَاللـهَ َهوَ َالسميعَ َالـعليمَ}َ
ّ
[املائدةََ.]11-15َ:
واذكرَ َله َقولَه َتعاىل{َ :ويومَ َحيرشهمَ َمجيعاََ
ثمََيقولََللمالئكةََأهؤالءََإياكمََكانواَيعبدونََ*َ
قالوا َسبحانكَ َأنتَ َول ُّينا َمنَ َدوَّنمَ َبلَ َكانواَ
()11
يعبدونََالـجنََأكثرهمََهبمََمؤمنونَ}َ[سـبأ-84َ:
َ ،]83وقوله َتعاىل{َ:وإذَ َقالَ َاللـه َيا َعيسى َابنََ
مريمَ َأأنتَ َقلتَ َللناسَ َاَتذوينَ َوأ ِّميَ َإُليَ َمنََ
دونَ َاللـهَ َقالَ َسبحانكَ َما َيكونَ َيلَ َأنَ َأقولَ َماَ
ليسََيلََبحقَ}َ[املائدةَ.]331َ:
فقَلَ َلهَ :أعرفتَ َأنَ َاللـهَ َكَفرَ َمَنَ َقَصَدََ
األصنام؟! َوكَفرَ َأيضا َمَنَ َقصدَ َالصاحلي؟!َ
وقاتلَهمَرسولََاللـهََ☺؟!ََ
فإنَ َقالََ:الكفارَ َيَريدونَ َمنهمَ ،وأنا َأشهدَ َأنََ
اللـهَ َهو َالنافعَ َالضارَ َالـمَد ِّبرَ ،ال َأريدَ َإالَ َمنهَ،
والصاحلونَ َليسَ َُلم َمنَ َاألمرَ َيشءَ ،ولكنََ
أقصدهمَ،أرجوَمنََاللـهََشفاعتهمََ.
()11
فاجلوابََ :أنَ َهذا َقولَ َالكفارَ َسواءَ َبسواءَ،
فاقرأَ َعليه َقولَه َتعاىل{َ:والذينَ َاَتذوا َمنَ َدونهََ
أولياءَ َما َنعبدهمَ َإالَ َليق ِّربونا َإىلَ َاللـهَ َزلفى}َ
الزمَرَ ،]1َ :وقولَه َتعاىل{َ :ويقولونَ َهؤالءََ
[ َُّ
شفعاؤناَعندََاللـهَ}َ[يونسََ.]34َ:
واعلمََ :أنَ َهذهَ َ ُّ
الشبهَ َالثالثَ ،هي َأكبَ َماَ
عندهمَ ،فإذا َعرفتَ َأنَ َاللـهَ َوضحَها َيف َكتابهَ،
وفهمتَهاَفَهّمََج ِّيداَ؛َفّمَبعدهاَأيسََمنهاََ.
فإنَ َقالَ:أنا َال َأعبدَ َإال َاللـهَ ،وهذا َااللتجاءََ
إىلَالصاحليََودعاؤهمَليسَبعبادةََ.
قر َأنَ َاللـهَ َفرضَ َعليكََ
فقلَ َلهَ :أنتَ َت َُّ
إخالصََالعبادةََللـهَ،وهوَح ُّقهََعليك؟ََ
فإذاَقالَ:نعمََ.
()11
فقلَ َلهَ :ب ِّيَ َلَـي َهذا َالذي َفرضه َاللـهََ
عليكَ ،وهو َإخالصَ َالعبادةَ َللـهَ َوحدهَ ،وهوَ
ح ُّقهََعليك؛َفإنهَالَيعرفََالعبادةَ،والَأنواعها!َ
فإن َكان َالَيعرف َالعبادة َوالَأنواعها؛َفب ِّينَهاَ
ضعاََ
لهَبقولكَ:قالََاللـهََتعاىل{َ:ادعواَربكمََت ُّ
بَالـمعتدينَ}َ[األعرافََ.]55َ:
وخفيةََإنهََالََحي ُّ َ
فإذا َأعلمتَه َهبذا؛ َفقلَ َلهَ:هل َعلمتَ َأن َهذاَ
عبادةََللـه؟ََ
والدعاءَ َ ُّ َ
مخَ فال َبدَ َأنَ َيقولَ َلكَ :نعمُّ َ ،
العبادة.
فقَلَ َلهَ :إذاَ َأقررتَ َأنه َعبادةَ َللـهَ َودعوتََ
اللـهَ َليالَ َوَّناراَ َخوفاَ َوطمعاَ ،ثم َدعوتَ َيفَ
()19
تلك َاحلاجةَ َنبياَ َأو َغيَه؛ َهل َأرشكتَ َيف َعبادةََ
اللـهََغيَه؟ََ
فالَبدََأنََيقولَ:نعمَ.
فقَلََلهَ:فإذاَعملتََبقولََاللـهََتعاىل{َ:فص ِّ َ
لَ
ك َوانحرَ} َ[الكوثرَ ،]1َ :وأطعتَ َاللـهََ
لر ِّب َ
ونحرتََلهَ،هلَهذاَعبادة؟ََ
فالَبدََأنََيقولَ:نعمَ.
فقَلَ َلهَ:فإذا َنحرتَ َملخلوقَ َنبيَ َأو َجَنِّيَ َأوَ
غيمهاَ،هلَأرشكتََيفَهذهَالعبادةََغيََاللـه؟ََ
فالَبدََأنََيَقرََويقولََ:نعمَ.
وقَلَ َله َأيضاََ :املرشكونَ َالذين َنَزَلَ َفيهمَ
القرآنَ ،هل َكانوا َيعبدون َاملالئكةَ َوالصاحليََ
والالتََوغيََذلك؟ََ
()11
فالَبدََأنََيقولََ:نعمَ.
فقَلَ َلهَ :وهل َكانت َعبادْتَم َإياهم َإالَ َيفَ
الدعاءََوالذبحََوااللـتجاءََونحوَذلك؟!ََ
ُّ
مقرونَ َأَّنم َعبيدَهَ ،وحتتَ َقهرهَ،
وإالَ َفهم َ ُّ
وأنَ َاللـهَ َهو َالذي َيد َِّبـرَ َاألمرَ ،ولكنَ َدعوهمَ
والتجأوا َإليهم َللجاه َوالشفاعةَ ،وهذا َظاهرََ
جداَََ.
فإنََقالَ:أتَنكَرََشفاعةََرسولََاللـهََ☺َوتبأََ
منها؟!ََ
فقَلََلهَ:الَأَنكرهاَوالَأتبأََمنهاَ،بلَهوَ☺َ
الشافَعَ َوالـمَشَفعَ ،وأرجو َشفاعتَهَ ،ولكنََ
الشفاعةَ َكلها َللـهَ ،كّم َقال َتعاىل{َ :قلَ َللـهََ
الزمرَ ،]88َ :وال َتكونَ َإالَ َمنَ
الشفاعةَ َمجيعاَ} َ[ َُّ
()10
بعد َإذنَ َاللـهَ ،كّم َقال َعزَ َوجلَ{َ:منَ َذا َالذيَ
يشفعَ َعندهَ َإالَ َبإذنهَ} َ[البقرةَ ،]155َ :وال َيَشَفعََ
يفَأحدََإالََمنََبعدََأنََيأذنََاللـهََفيهَ،كّمَقالَعزََ
وجل{َ :وال َيشفعونَ َإالَ َملنَ َارتضَ} َ[األنبياءَ:
َ ،]14وهو َال َيرىض َإالَ َالتوحيدَ ،كّم َقال َتعاىلَ:
{ومنََيبتغَ َغيََالـأسالمَ َديناَ َفلنََيقبلََمنهَ} َ[آلَ
عمرانَ.]45َ:
فإذا َكانت َالشفاعةَ َك ُّلها َللـهَ ،وال َتكونَ َإالََ
بي َ☺ َوال َغيَه َيف َأحدََ
بعدَ َإذنهَ ،وال َيشفعَ َالن ُّ َ
حتىَيأذنََاللـهََفيهَ،والَيأذنََإالََألهلََالتوحيد؛َ
تبيََلكَ:أنََالشفاعةََكلهاَللـهَ،وأنَاَأطلَبَهاَمنه؛َ
فأقول"َ :اللـهمَ َال َحترمني َشفاعتَهَ ،اللـهمََ
ش ِّفعهََفَـيَ"َ،وأمثالََهذاََ.
()11
بي َ☺ َأعطيَ َالشفاعةََ ،وأناَ
فإنَ َقالَ :الن ُّ َ
أطلبََمنهَمماَأعطاهََاللـه؟َ
فاجلوابََ:أنََاللـهََأعطاهَالشفاعةَ،وَّناكَعنَ
هذاَ ،فقال َتعاىل{َ :فال َتدعو َمعَ َاللـهَ َأحداَ}َ
[اجلـنَ،]34َ:فإذا َكنتَ َتدعو َاللـهَ َأنَ َيش ِّفعَ َنبيهَ
فيك؛ َفأطعه َيف َقوله{َ :فال َتدعو َمعَ َاللـهََ
أحداَ}َ.
بي َ☺َ،
وأيضاَ َفإنَ َالشفاعةَ َأعطيها َغيَ َالن َِّ
فصحَ َأنَ َاملالئكةَ َيشفعونَ ،واألفراطَ(َ)0
الصغارَالذينَماتواَقبلَآبائهمَ،وقدَروىَ
(َ)3األفراطَ:همَاألطفالَ ِّ
البخاري َيف َصحيحه َأنَ َرسولَ َاهلل َ☺ ؒقال«َ:ما َمنَ َالناسَ َمنََ
مسلمَ َيتوّفَ َلهَ َثالثَ َملَ َيبلغوا َاحلنثَ َإالَ َأدخلهَ َاللـهَ َاجلنةَ َبفضلََ
صحَ
َباالستشهادَهبمَ:هلَت ُّ رمحتهَ َإياهمَ»َ،وقصدَاملؤلفَؒ
زيارةَقبورََهؤالءَاألطفالََوطلبََالشفاعةََمنهم؟!َ
()11
يشفعونَ ،واألولياءَ َيشفعونَ ،أتقولَ :إنَ َاللـهََ
أعطاهمَالشفاعةََ،وأطلبَهاَمنهم؟!ََ
فإنَ َقلتَ َهذا َرجعتَ َإىل َعبادةَ َالصاحليَ،
الرشكَ َالذي َالَ
التي َذكرَ َاللـهَ َيف َكتابه َأَّنا َ ِّ
يغفرَه!ََ
وإنَ َقلتََ :الَ .بَطَـلَ َقولكَ"َ :أعطاهَ َاللـهََ
الشفاعةََ،وأناَأطلبََمنهَمـّمََأعطاهََاللـه"َ.
فإنَ َقالَ :أنا َال َأَرشكَ َباللـهَ َشيئاََ ،حاشاَ
وكالَ!َولكنََااللتجاءََإىلَالصاحليَليسَبرشكََ.
قر َأنَ َاللـهَ َحرمَ َالرشكََ
فقلَ َلهَ :إذا َكنتَ َت َُّ
وتقر َأنَ َاللـهَ َال َيغفرَهَ،
الزناَُّ َ ،
أعظمَ َمنَ َحتريمَ َ ِّ
فّمَالذيَحرمهََاللـهََوذكرََأنهَالَيغفرَه؟!ََ
فإنهَالَيدري!َ
()11
بئََنفسَكَمنََالرشكَ،وأنتَ
فقلََلهَ:كيفَت َِّ
الَتعرفه؟!ََ
أم َكيف َحي ِّرم َاللـهَ َعليك َهذاَ ،ويذكر َأنه َالَ
يغفرهَ،والَتسألََعنهَوالَتعرفه؟!ََ
نَأنََاللـهَحي ِّرمهََوالَيب ِّينهََلنا؟!ََ
أتظ َُّ
الرشكَ َعبادةَ َاألصنامَ ،ونحن َالَ
فإنَ َقالِّ َ :
نعبدََاألصنامََ.
فقلََلهَ:ماَمعنىَعبادةَاألصنام؟ََ
ن َأَّنم َكانوا َيعتقدون َأنَ َتلك َاألخشابَ
أتظ َُّ
واألحجارََ،تلقََوترزقََوتد ِّبرََأمرََمنََدعاها؟!َ
فهذا َ ِّ
يكذبه َالقرآنَ ،كّم َيف َقوله َتعاىل{َ :قلَ َمنََ
يرزقكمََمنََالسّمءََوَالـأرضَ}َ[يونسََ.]13َ:
()11
وإنَ َقالَ :هو َمَنَ َقصد َخشبةَ َأو َحجراَ َأوَ
أبنيةَ َعىل َقبَ َأو َغيهاَ ،يدعون َذلك َالصالحَ
قربَنا َإىلَ
عندهاَ ،ويذبحون َلهَ ،ويقولونَ :إنه َي ِّ
اللـهََزلفىَ،ويدفعَعناَببكتهَ،ويعطيناَببكتهََ.
فقلََ :صدقتََ ،وهذا َفعلَكم َعند َاألحجارََ
واألبنيةََالتيَعىلَالقبورََوغيَهاََ.
فهذاَقدَأقرََأنََفعلهمَهذاَهوَعبادةََاألصنام؛َ
فهوَاملطلوبَ.
ويقـالَ َله َأيضـاََ :قـولَكَ ِّ "َ :
الشـركَ َعبـادةََ
الرشكََخمصوصََهبذاَ،
األصنام"َ ،هل َمرادَك َأنََ ِّ
وأنَ َاالعتّمدَ َعىل َالصاحليَ َودعاءَهم َال َيدخلََ
يف َهذا؟ َفهذا َير ُّدهَ َما َذكرَ َاللـهَ َيف َكتابه َمَنَ َكفرَ
مَنََتعلقََعىلَاملالئكةَأوَعيسىَأوَالصاحليَ.
()11
فال َبدَ َأنَ َيَقَرَ َلكَ :أنَ َمنَ َأرشكَ َيف َعبادةََ
الرشكَ َاملذكورَ َيفَ
اللـهَ َأحداَ َمنَ َالصاحليَ َفهو َ ِّ
القرآنََ.
وهذاَهوَاملطلوبََ.
ورس َاملسألةَ:أنه َإذا َقالَ:أنا َال َأرشكَ َباللـه؛َ
ُّ َ
الرشكََباللـه؟َفَ ِّسهََيلََ.
فقلََلهَ:وماَ ِّ
فإنَ َقالَ :هو َعبادة َاألصنام؛ َفقلَ َلهَ :وماَ
فسهاَيلَ.
معنىَعبادةََاألصنام؟َ ِّ
فإنَ َقالَ:أنا َال َأعبدَ َإالَ َاللـهَ َوحدَهَ ،فقلََ:ماَ
فسهاَيلََ.
معنىَعبادةََاللـهََوحدَه؟َ ِّ َ
فإنَ َفسها َبّم َبينه َاللـهَ َيف َالقرآنَ َفهوَ
املطلوبَ،وإنََملَيعرفه؛َفكيفَيدَعيَشيئاَ،وهوَ
الَيعرفه؟!ََ
()11
وإنَ َفسَ َذلك َبغي َمعناه؛ َبينتَ َله َاآلياتََ
الواضحاتَ َيف َمعنى َالرشك َباللـهَ ،وعبادةََ
األوثانَ ،وأنه َيفعلونه َيف َهذا َالزمان َبعينهَ ،وأنََ
عبادةََاللـهََوحدَهَالَرشيكَلهَ،هيَالتيَيَنكرونَ
عليناَ ،ويصيحون َعليناَ ،كّم َصاح َإخواَّنَمَ
حيث َقالوا{َ :أجعلَ َالـآُلةَ َإُلا َواحدا َإنَ َهذاَ
لَشءََعجابَ}َ[صََ.]5َ:
فإنَ َقالَ :إَّنم َال َيكفرَونَ َبدعاءَ َاملالئكةََ
واألنبياء؛ َوإنّم َكَفَروا َلـّمَ َقالوا(َ:املالئكةَ َبناتََ
اللـه)َ ،ونحن َمل َنقلَ:عبد َالقادر َابنَ َاللـهَ ،والَ
غيهَابنََاللـه!ََ
فاجلوابَ:إنَ َنسبةَ َالولدَ َإىل َاللـهَ َتعاىلَ ،كفرََ
مستقل؛ َقال َاللـهَ َتعاىل{َ :قلَ َهوَ َاللـه َأحدَ َ*َ
()11
اللـه َالصمدَ} َ[اإلخالصَ ،]1-3َ:واألحدَ:الذيَ
ال َنظي َلهَ ،والصمدَ:املقصود َيف َاحلوائجَ ،فمنََ
السورةَ،وقالَ
جحدَهذا؛َفقدَكفرَ،ولوَملَجيحدََ ُّ
اللـه َتعاىل{َ:ما َاَتذَ َاللـه َمنَ َولدَ َوما َكانَ َمعهََ
منَ َإلهَ} َ[املؤمنونَ ،]83َ :ففرق َبي َالنوعيَ،
وجعلَكالَمنهّمَكفراََمستقالَََ.
وقال َتعاىل{َ :وجعلوا َلَلـهَ َرشكاءَ َالـجنََ
وخلقهمَ َوخرقوا َلهَ َبنيَ َوبناتَ َبغيَ َعلمََ
سبحانهَ َوتعاىلَ َعّمَ َيصفونَ} َ[األنعامَ،]344َ :
ففرقَبيَالكَفرينَ.
والدليلَ َعىل َهذا َأيضاََ :أنَ َالذينَ َك ِّفرواَ
بدعاء َالالت َمع َكونه َرجالَ َصاحلاَ ،مل َجيعلوهَ
()19
ابنََاللـهَ،والذينَك ِّفرواَبعبادةَ ِّ
اجلنَ،ملَجيعلوهمَ
كذلكَ.
وكذلك َالعلّمءَ َأيضاَ َ-يف َمجيع َاملذاهبَ
األربعةَ -يذكرونَ َيف َ(باب َحكم َاملرتد)"َ :أنََ
املسلمََإذاَزعمََأنََللـهََولداََفهوَمرتد"ََ.
فيفرقون َبي َالنوعيَ ،وهذا َيف َغايةَ
ِّ
الوضوحََ.
وإنَ َقال{َ :أالَ َإنَ َأولياءَ َاللـهَ َالَ َخوفََ
عليهمََوالََهمََحيزنونَ}َ[يونسََ.]18َ:
احلقَ،ولكنََالَيعبَدون!َونحنَ
فقلََ:هذاَهوَ ُّ
مل َنَنكَرَ َإالَ َعبادْتم َمع َاللـهَ ،وإرشاكهم َمعهَ،
وإالََفالواجبََعليكَح ُّبهمَ،واتباعهمَ،واإلقرارََ
بكرامتهمَ ،وال َجيحدَ َكراماتَ َاألولياءَ َإالَ َأهلََ
()11
البدعَ َوالضالالتَ ،ودينَ َاللـهَ َوَسَطَ َبيَ
طرفيََ،وهدىََبيَضاللتيََ،وحقََبيَباطليَََ.
فإذاَعرفتََ:أنََهذاَالذيَيسميهَاملرشكونََيفَ
الرشكَ َالذي َأنزلَ َاللـهَ َيفَ
زماننا َ(االعتقاد) َهو َ ِّ
القرآنَ ،وقاتلَ َرسولَ َاللـهَ َ☺ َالناسَ َعليه؛َ
فاعلمَ َأنَ َرشكَ َاألوليَ َأخفَُّ َمنَ َرشكَ َأهلََ
زمانناَبأمرينََ:
أحدمهاَ:أنَ َاألوليَ َال َيَرشكونَ َوال َيدعَونََ
واألولياء َواألوثانَ َمع َاللـهَ َإالَ َيفَ
َ املالئكةَ َ
الدينَ ،كّمَ الرخاءَ ،وأما َيف َ ِّ
الشدةَ َفيَخلصونَ َهلل َ ِّ
الض َيفَ َالـبحرَ َضلََ
قال َتعاىل{َ :وإذا َمسكمَ َ ُّ ُّ َ
بَ
منَ َتدعونَ َإالَ َإياهَ َفلَـّمَ َنجاكمَ َإىلَ َالـ َِّ
أعرضتمَ َوكانَ َالـإنسانَ َكفورا} َ[اإلرساءَ،]11َ :
()10
وقوله{َ :قلَ َأرأيتكمَ َإنَ َأتاكمَ َعذابَ َاللـهَ َأوََ
أتتكمََالساعةََأغيََاللـهََتدعونََإنََكنتمََصادقيََ
*َبلََإياهََتدعونََفيكشفََماَتدعونََإليهََإنََشاءََ
وتنسونَ َما َترشكونَ} َ[األنعامَ ،]83-84َ :وقولهَ:
{وإذا َمسَ َالـإنسانَ َضَ َدعا َربهَ َمنيبا َإليهَ}َ ،إىلَ
قوله{َ :قلَ ََتتعَ َبكفركَ َقليالَ َإنكَ َمنَ َأصحابََ
الزمرَ ،]4َ :وقوله{َ :وإذا َغشيهمَ َموجََ النارَ} َ[ َُّ
كال ُّظللَ َدعوا َاللـهَ َخملصيَ َلهَ َ ِّ
الدينَ َفلّمَ َنجاهمََ
ب َفمنهمَ َمقتصدَ َوما َجيحدَ َبآياتنا َإالَ َك ُّ َ
لَ إىلَ َالـ َِّ
ختارََكفورَ}َ[لقّمنَ.]11َ:
فَمَنَ َفَهَمَ َهذه َاملسألةَ َالتي َوضحَها َاللـهَ َيفَ
كتابهَ ،وهيَ :أنَ َاملرشكيَ َالذينَ َقاتلَهم َرسولََ
اللـهََ☺َيدعونََاللـهََويدعونَغيَهَيفَالرخاءَ،
()11
الض َ ِّ
والشدَةَ َفالَيدعونَ َإالَ َاللـهَ َوحدَهََ وأما َيف َ ُّ ِّ َ
ال َرشيكَ َلهَ ،وينسَون َساداْتَم؛ َتبيَ َله َالفرقََ
بيَرشكََأهلََزمانَناَ،ورشكََاألولي!ََ
ولكنَ َأينَ َمَنَ َيفهمَ َقلبه َهذه َاملسألةَ َفَهّمََ
راسخا؟!َواللـهََاملستعانََ.
واألمر َالثاينَ :أنَ َاألوليَ َيدعونَ َمع َاللـهََ
أَناساَ َمقربيَ َعندَ َاللـهَ ،إما َأنبياءَ ،وإما َأولياءَ،
وإما َمالئكةَ ،أو َيدعون َأشجاراَ َأو َأحجاراََ
مطيعةََللـهََوليستَعاصيةَ،وأهلََزمانناَيدعونََ
معَ َاللـهَ َأَناساَ َمَنَ َأفسقَ َالناسَ ،والذينََ
يدعوَّنم َهم َالذين َحيكون َعنهم َالفجور! َمنََ
الزناَوالسقةَوتركَالصالةَ،وغيَذلكَ.
ِّ
()11
والذيَيعتـقدََيفَالصَـالحَأوَالذيَالَيعـيصَ
-مثل َاخلشب َواحلجرَ -أهونَ َممنَ َيعتقدَ َفيمنَ
يشاهدََفَسقَهََوفسادَهََويشهدََبه!َ
إذا َحتققتَ َأنَ َالذينَ َقاتلَهم َرسولَ َاللـهَ َ☺َ
أصح َعقوالَ َوأخفَُّ َرشكاَ َمنَ َهؤالء؛ َفاعلمَ َأنََ
ُّ َ
ُلؤالءَ َشبهةَ َيَوردوَّنا َعىل َما َذكرنا؛ َوهي َمنََ
أعظمََشبهَهم؛َفاصغََسمعَكَجلواهباََ.
وهيَأَّنمَيقولونَ:إنََالذينََنَزَلََفيهمَالقرآنََ
كذبونَ ال َيشهدونَ َأنَ َال َإله َإالَ َاللـهَ ،وي ِّ
الرسول َ☺َ ،ويَنكـرون َالبعـثَ ،ويَكـ ِّذبونَ
القـرآنَ،وجيعلونهَسحراَ؛َونحنَنشهدَأنََالَإلهَ
صدقََ
إالَ َاللـهَ ،وأنَ َحممداَ َرسول َاللـه َ☺َ ،ونَ ِّ
()11
القرآنَ ،ونؤمنَ َبالبعثَ ،ونَ ِّ َ
صيل َونصوم؛ َفكيفَ
َتعلونناَمثلَأولئك؟!َ
فاجلوابَ:أنه َال َخالفَ َبي َالعلّمءَ َك َِّلهم َأنََ
الرجلَ َإذا َصدقَ َرسولَ َاللـهَ َ☺ َيف َيشءََ
وكذبهَيفَيشءَ؛َأنهَكافرََملَيدخلََيفَاإلسالمََ.
وكذلكَإذاَآمنََببعضََالقرآنََوجحدََبعضَهَ،
كمن َأقرَ َبالتوحيدَ َوجحدَ َوجوبَ َالصالةَ ،أوَ
أقرََبالتوحيدََوالصالةََوجحدََوجوبََالزكاةَ،أوَ
أقرَ َهبذا َك ِّله َوجحدَ َالصومَ ،أو َأقرَ َهبذا َك ِّلهَ
بيَ
وجحدَ َاحلج؛ َولـّمَ َمل َينقدَ َأناسَ َيف َزمنَ َالن ِّ َ
ج َأنزل َاللـهَ َيف َح ِّقهم{َ :وَللـه َعىلََ ☺ َللح ِّ َ
ج َالـبيتَ َمنَ َاستطاعَ َإليهَ َسبيالَ َومنََ
الناسَ َح ُّ َ
()11
كفرَ َفإنَ َاللـهَ َغنيَ َعنَ َالـعامليَ} َ[آل َعمرانَ:
ََ.]81
ومنَ َأقرَ َهبذا َك ِّله َوجحدَ َالبَعَثَ َكفرََ
باإلمجاعَ ،وحلَ َدمه َومالهَ ،كّم َقال َجلَ َجاللهَ:
{إنَ َالذينَ َيكفرونَ َبَاللـهَ َورسلهَ َويريدونَ َأنََ
يف ِّرقوا َبيَ َاللـهَ َورسلهَ َويقولونَ َنؤمنَ َببعضََ
ونكفرَ َببعضَ َويريدونَ َأنَ َيتخذوا َبيَ َذلكََ
سبيالَ َ* َأولـئكَ َهمَ َالكافرونَ َح ّقاَ َوأعتدناَ
للكافرينََعذاباََ ُّمهيناَ}َ[النِّساءَ.]353-354َ:
فإذا َكانَ َاللـهَ َقد َِصحَ َيف َكتابه َأنَ َمنَ َآمنََ
ببعضَ َوكفر َببعض؛ َفهو َالكافرَ َحقَاَ ،وأنهََ
يستحقَماَذكر؛َزالتََهذهَ ُّ
الشبهةَ.
()11
وهذهَهيَالتيَذكرهاَبعضََأهلََاألحَسَاءََيفَ
كتابهَالذيَأرسلَهَإلينا ََ.
()0
(َ )3األحساءَ:مدينةَتقعَرشقَمكةَواملدينةَ،وقدَكانَفيهاَيفَزمنَ
َالضالل َاملعاندينَ
َالكثي َمن ُّ الشيخ َابن َعبد َالوهاب َؒ
املل ِّبسيَعىلَالناسَدينهمَ،أمثالَابنَفيوزَوابنَعفالق َوغيمهاَ،
ؒ وكان َهؤالء َيراسلون َالشيخَ َبشبه َباطلةَ ،فيفنِّد َالشيخَ َؒ
شبههمَ،والكتابَاملذكورَهناَهوَأحدَهذهَاملراسالتَ.
()11
فمعلومَ َأنَ َالتوحيدَ َهو َأعظمَ َفريضةَ َجاء َهباَ
بي َحممدََ☺َ ،وهو َأعظمَ َمنَالصالةََوالزكاةََ
الن ُّ َ
واحلجَ ،فكيف َإذا َجحدَ َاإلنسانَ َشيئاََِّ َ والصومَ َ
مَنَ َهذه َاألمورَ َكَفَرَ َولو َعمل َ ِّ َ
بكل َما َجاءَ َبهَ
الرسولَ ،وإذا َجحدَ َالتوحيدَ َالذي َهو َدينََ
الرسلََك ِّلهمَالَيكفر؟!ََ
ُّ
سبحانََاللـهََماَأعجبََهذاَاجلهل!!َ
ويقالَ َأيضاََ :هؤالء َأصحابَ َرسولَ َاللـهََ
بيَ
☺َ ،قاتلوا َبني َحنيفةَ ،وقد َأسلموا َمع َالن َِّ
☺َ ،وهم َيشهدون َأنَ َال َإله َإالَ َاللـهَ ،وأنََ
حممداََرسولَاللـهَ،ويصلونَ،ويؤذنونََ.
فإنََقالَ:إَّنمَيقولونَ:أنََمسيلمةََنبيَ!ََ
()11
قلناَ:هذاَهوَاملطلوب؛َإذاَكانََمنََرفعََرَجَالََ
بي َ☺ َكَفَرَ َوحلَ َمالَهَ َودمَهَ ،وملَ
إىل َرَتبةَ َالن ِّ َ
تنفعَهَالشهادتانََوالَالصالة؛َفكيفَبمنَرفعَََ
شمسانَ ،أو َيوسف(َ ،)0أو َصحابياَ ،أو َنبياَ،
إىلَمرتبةََجبارَالسمواتَواألرض؟!ََ
سبحان َاللـهَ َما َأعظمَ َشأنه! َ{كذلكَ َيطبعََ
الرومَ.]58َ:
اللـهَعىلََقلوبََالذينََالََيعلمونَ}َ[ َُّ
(َ )3شمسان َويوسف َوتاجَ :أسّمءَ َأَناسَ َكَفَرَةَ َطواغيتَ ،فتاج َمنََ
أهل َاخلَـرَجَ ،وشمسان َال َيبعد َعن َالعارضَ ،ويوسف َكان َيفَ
الكويت َأو َاألحساءَ ،أما َتاريخ َوجودهم َفهو َقريب َمنَ َعرصَ
َيفَكثيَمن َرسائلهَ،ألَّنمَمن َأشهرَ املصنفَ،فقدَذكرهمَؒ
الطواغيتَالتيَيعتقد َفيهاَأهل َنجدَوماَحوُلاَ،وكانواَيرصفونَ
ُلم َشيئا َمَن َالعبادةَ ،وينذرون َُلم َالنذورَ ،ويرجون َبذلك َماَ
يرجوهَعبادَالالتَوالعزىَ[فتاوىَحممدَبنَإبراهيم]َ.
()19
ويقالََأيضاََ:الذينََحرقَهمَعيلَبنَأيبَطالبَ
ُّ
◙ َبالنار َ ،كلهم َيَدعَون َاإلسالمَ ،وهـمَ
()0
(َ)3هذاَاألثرَرواهَاإلمامَالبخاريَيفَصحيحهَ،والذينَأحرقهمَأميَ
املؤمنيَعيلَ◙ َهمَالشيعةَالروافضَ ،قالَاإلمام َاآلجريَ:
"جاء َناسَ َمَنَ َالشيعة َإىل َعيل َبن َأيب َطالب َ◙َ ،فقالواَ :ياَ
أمي َاملؤمني َأنت َهو؟ َقالَ :منَ َهو؟ َقالواَ :هوَ .قالَ :ويلكم َمنََ
أنا؟! َقالواَ :أنت َر َُّبنا؛ َقالَ :ارجعوا َوتوبواَ ،فأبواَ ،فضبَ
أعناقهم َثم َخدَ َُلم َيف َاألرض َأَخدوداََ ،ثم َقالَ :يا َقنب َائتنيَ
بحَزم َاحلطبَ ،فأتاه َبحزمَ ،فأحرقهم َبالنارَ ،ثم َقالَ :ملا َرأيتََ
األمرَ َأمراَ َمنكرا ََ ...أوقدتَ َناري َودعوتَ َقنبا" [الرشيعة]َ،
ونقلَ َاحلافظَ َابن َحجر َكالما َلإلمام َاإلسفراييني َجاء َفيه"َ :أنََ
الذينَ َأحرقهمَ َعيلَ َطائفة َمنَ َالروافضَ ،ادعوا َفيهَ َاإلُليةَ ،وهمََ
السبائيةَ ،وكانَ َكبيهمَ َعبدَ َاللـهَ َبن َسبأ َهيود ًّيا َثمَ َأظهرَ َاإلسالمَ
وابتدعََهذهََاملقالة"َ[فتحَالباريَرشحَصحيحَالبخاري]َ.
()11
الصحابةَ،ولكنََاعتقدواَيفَعيلََمثلََاالعتقادَيفَ
يوسف َوشمسان َوأمثاُلّم؛ َفكيف َأمجعَ
الصحابةَعىلَقتلهمَوكفرهم؟!َ
أتظنون َأنَ َالصحابة َيَكَ ِّفرونَ َاملسلمي؛ َأمَ
ضَ،تظنونَ َأنَ َاالعتقادَ َيف َتاجَ َوأمثاله َال َي ُّ
واالعتقادََيفَعيلَبنَأيبَطالبَ◙َيَكَ َِّفر؟!َ
َ
َ
َ
َ
()10
ويقالَ َأيضاََ :بنو َعَبَيـدَ َالقَداح(َ ،)0الذينَ
ملكوا َاملغرب َومرص َيف َزمان َبني َالعباسَ،
ك ُّلهم َيشهدون َبألسنتهم َأنَ َال َإله َإالَ َاللـهَ ،وأنََ
حممداَ َرسول َاللـهَ ،ويدعون َاإلسالمَ ،ويص ُّلونَ
(َ )3بنو َعبيد َالقداحَ :هم َالعبيديونَ ،نسبة َإىل َ(عبيد َاللـه َبنَ
ميمون َالقداح) َمؤسس َدولتهم َوأول َرؤسائهمَ ،والعبيديون َ–
سمون َأنفسهم َزورا َبالفاطميي َويزعمون َنسبتهم َإىلَ
الذين َي ُّ
فاطمةَ▲َ -همَباطنيونَيظهرونَالتش ُّيعَوالرفض َويبطنونَ
اإلحلاد َوالكفر َاملحضَ ،امتد َحكمَهمَمنذَعامََ 181هـَ ،إىل َأنَ
أزالَ َاللـهَ َملكهمَوطهر َاألرض َمنَ َرجسهم َعىلَأيديَاأل ُّيوب ِّييَ
َعامََ 518هـَ ،وقدَقيلَيفَمدحَفعلَ بقيادةَصالحَالدينَؒ
ِّ
بنيَأيوبَبالعبيدييَ:
أبدتمَمنََبنَىَدولةََالكَفرَمنََ...بنَـيَعبيدََبمرصَ،إنََهذاَهوَالفضلََ
زنادقــةََشيعــيَـةََباطـــنيَـةََ...جمـوسََ،وماَيفَالصـاحليََُلمَأصلََ
رتواَســابورََعـمَهمََاجلهلََ
يَســ َِّرونََكَـفراَ،يَظهرونََتش َُّيعاََ...لَيســ َ
()11
اجلمعةَ ،واجلّمعة؛ َفلّمَ َأظهروا َخمالفة َالرشيعة َيفَ
أشياءَ َدون َما َنحن َفيه؛ َأمجعَ َمجيعَ َالعلّمءَ َعىلَ
كفرهم َوقتاُلمَ ،وأنَ َبالدهم َبالدَ َحربَ،
وغزاهم َاملسلمونَ ،حتى َاستنقذوا َما َبأيدهيمَ
منََبلدانَاملسلميََ.
ويقالَ َأيضاََ :إذا َكان َاألولَونَ َمل َيكفروا َإالََ
الرشكََ ،وتكذيبَ َالرسولَ َ☺َ
ألَّنم َمجعوا َبي َ ِّ
والقرآنَ ،وإنكارَ َالبعثَ ،وغي َذلكَ ،فّم َمعنىَ
البابَ َالذي َذكرَه َالعلّمءَ َيف َ ِّ َ
كل َمذهب(َ :بابََ
حَكَمَ َالـمَرتد)َ ،وهو َاملسلمَ َالذي َيكفَر َبعدَ
إسالمه؟!َ
ثم َذكروا َأنواعاَ َكثيةَ ُّ َ ،
كل َنوعَ َمنها َيك ِّفرََ
ل َدَمَ َالرجلَ َوماله؛ َحتى َأَّنم َذكروا َأشياءَ وحي ُّ َ
()11
يسيةَ َ-عند َمنَ َفعلهاَ -مثلَ :كلمةَ َيذكرَهاَ
بلسانه َدون َقلبهَ ،أو َكلمةَ َيذكرَها َعىل َوجهَ
الـمَزَحََواللَعبََ.
ويقالَ َأيضاََ:الذين َقالَ َاللـهَ َفيهم{َ:حيلفونََ
بَاللـهَ َما َقالوا َولقدَ َقالوا َكلمةَ َالـكفرَ َوكفرواَ
بعدَ َإسالمهمَ} َ[التوبة]18َ:؛َأمَاَسمعتَ َأنَ َاللـهََ
كفرهم َبكلمةَ َمع َكوَّنم َيف َزمنَ َرسولَ َاللـهََ
☺َ ،وهـم َجيـاهدون َمـعهَ ،ويصـ ُّلون َمـعهَ،
ويوحدون؟!ََ ويز ُّكونُّ َ،
وحيجونِّ َ،
وكذلك َالذين َقالَ َاللـهَ َفيهم{َ :قلَ َأبَاللـهََ
وآياتهَ َورسولهَ َكنتمَ َتستهزئونَ َ* َالَ َتعتذروا َقدََ
كفرتمَ َبعدَ َإيّمنكمَ} َ[التوبةَ ،]11-15َ :فهؤالءَ
الذين َِصحَ َاللـهَ َفيهم َأَّنم َكَفروا َبعد َإيّمَّنمَ،
()11
وهم َمع َرسولَ َاللـهَ َ☺ َيف َغزوةَ َتبوكَ ،قالواَ
كلمةََذكرواَأَّنمَقالوهاَعىلَوجهَالـمَزَح!ََ
فتأمَلَ َهذه َالشبهةَ ،وهي َقوُلَم(َ :تَك َِّفرونَ
منَ َاملسلميَ َأَناساَ َيشهدونَ َأنَ َال َإله َإالَ َاللـهَ،
ويص ُّلونَ،ويصومون)َ،ثمََتأملَجواهبَا؛َفإنهََمنََ
أنفعَماَيفَهذهَاألوراقََ.
ومَنَ َالدليل َعىل َذلك َأيضاََ :ما َحكى َاللـهََ
عن َبني َإرسائيل َمع َإسالمهم َوعلمهمَ
وصالحهمَ ،أَّنم َقالوا َملوسى{َ :اجعلَ َلنا َإُلاَ
كّمَ َُلمَ َآُلةَ} َ[األعرافَ ،]314َ :وقولَ َأَناسَ َمنََ
بيَ
الصحابة(َ:اجعلَلناَذاتَأنواط)َ،فحلفَالن َُّ
☺ َأنَ َهذا َنظيَ َقول َبني َإرسائيل َ(اجعل َلناَ
إُلاَكّمَُلمَآُلة)ََ.
()11
ولكنَ َللمرشكيَ َشبهةَ َأخرىَيَدَلَونَ َهبا َعندَ
هذه َالقصةَ ،وهي َأَّنم َيقولونَ:إنَ َبني َإرسائيلَ
بيَ
مل َيكفَروا َبذلكَ ،وكذلك َالذين َقالواَ :للن َِّ
☺(َ:اجعلَلناَذاتَأنواط)َ،ملَيكفَرواََ.
اجلوابَ:أنَ َنقولَ:إنَ َبني َإرسائيل َمل َيفعلواَ
ذلكَ ،وكذلك َالذين َسألوا َالنبيَ َ☺ َمل َيفعلواَ،
وال َخالف َيف َأنَ َبني َإرسائيل َلو َفعلوا َذلك؛َ
لَكَفَرواَ ،وكذلك َال َخالف َيف َأنَ َالذين ََّناهمَ
بيَ☺َلوَملَيَطيعوهَ،واَتذواَذاتََأنواطََبعدَ
الن ُّ َ
َّنيه؛َلكفرواَ،وهذاَهوَاملطلوبََ.
ولكنَ َهذه َالقصة َتفيدََ :أنَ َاملسلمَ-بلَ
الرشكَ ،وهو َالَ
العَالَـمَ -قد َيقعَ َيف َأنواعَ َمَنَ َ ِّ
يدريَعنها!َ
()11
والتحرزََ ،ومعرفةَ َأنَ َقولََ
ُّ فتَفيدََ :التع ُّلمَ َ
اجلاهل(َ :التوحيدَ َفهمناه)؛ َأنَ َهذا َمَنَ َأكبََ
اجلهلََومَكايدََالشيطانََ.
وتفيدَ َأيضاََ :أنَ َاملسلمَ َاملجتهد َإذا َتكلمَ
بكالمَ َكفرَ َ-وهو َال َيدريَ -فَـنَـ ِّبهَ َعىل َذلكَ،
فتابَ َمنَ َساعته؛ َأنه َال َيَكفَرَ ،كّم َفعل َبنوَ
إرسائيلَوالذينَسألواَالنبيََ☺َ.
وتفيدَ َأيضاََ :أنه َلو َمل َيكَفَر؛ َفإنه َيغلظَ َعليهَ
الكالمَ َتغليظاَ َشديداَ ،كّم َفعلَ َرسولَ َاللـهََ
☺ََ.
وللمرشكيَ َشبهةَ َأخرىَ ،يقولونَ :إنَ َالنبيََ
☺ َأنكرَ َعىل َأسامةَ َقتلَ َمنَ َقالَ :ال َإله َإالََ
اللـهَ ،وقال َله«َ :أقتلتهَ َبعدَ َما َقال َالَ َإلهَ َإالََ
()11
اللـه؟!»(َ ،)0وكذلك َقولَه«َ :أمرت َأنَ َأقاتلََ
الناسَ َحتى َيقولواَ :الَ َإلهَ َإالَ َاللـه» َ،
()1
وأحاديثََأخرىَيفَالكفََِّعمنَقاُلَاََ.
ومرادََهؤالءََاجلهلةَ:أنََمنََقاُلاَالَيكفرَوالَ
يَقتل؛َولوَفعلََماَفعل!ََ
فيَقالَ َُلؤالء َاملرشكي َالـجَهَالَ :معلومَ َأنََ
رسولَ َاللـهَ َ☺ َقاتلَ َاليهودَ َوسباهمَ ،وهمَ
يقولونَ :ال َإله َإالَ َاللـهَ ،وأنَ َأصحابَ َرسولََ
اللـهََ☺َقاتلواَبنيَحنيفةَ،وهمَيشهدونَأنََالَ
إلهَ َإالَ َاللـهَ ،وأنَ َحممداَ َرسولَ َاللـهَ ،ويص ُّلونَ،
(َ)3متفقَعليهَ.
(َ)1متفقَعليهَ.
()11
ويدعون َاإلسالمَ ،وكذلك َالذين َحرقهم َعيلَ
بنَأيبَطالبَبالنارََ.
وهؤالء َاجلهلة َمق ُّرونَ َأنَ َمَنَ َأنكرَ َالبَعَثََ
كَفَرَ َوقَتَلَ ،ولو َقال َال َإله َإالَ َاللـهَ ،وأنَ َمنََ
جحدَ َشيئاَ َمنَ َأركان َاإلسالم َكفرَ َوقتلَ ،ولوَ
قاُلا؛َفكيفَالَتنفعهَإذاَجحدَفرعاََمنََالفروعَ،
وتنفعه َإذا َجحد َالتوحيدَ ،الذي َهو َأساسَ َدينَ
الرسلَ،ورأسه؟!َ
ُّ
ولكنَ َأعداءََاللـهَ َما َفهموا َمعنىَاألحاديثَ،
ولنَيفهمواََ.
فأما َحديث َأسامةَ :فإنه َقَتلَ َرجالَ َادعىَ
اإلسالمََ،بسببَأنهَظنََأنهَماَادعىَاإلسالمََإالََ
خوفاَ َعىل َدمهَ َومالهَ ،والرجلَ َإذا َأظهرَ َاإلسالمََ
()19
وجبَ َالكفَُّ َعنه؛ َحتى َيتبيَ َمنه َما َخيالفََ
ذلكَ ،وأنزلَ َاللـهَ َتعاىل َيف َذلك{َ:يا َأ ُّهيا َالذينََ
آمنوا َإذا َضبتمَ َيفَ َسبيلَ َاللـه َفتبينوا} َ[ال َنِّساءَ:
َ]88أيَ:فتـثبَتواََ.
فاآليةَ َ ُّ َ
تدل َعىل َأنه َجيبَ َالكفَُّ َعنهَ َوالتث ُّبت؛َ
فإذا َتبيَ َمنه َبعد َذلك َما َخيالفَ َاإلسالمَ َقتل؛َ
لقوله َتعاىل{َ :فتبينوا}َ ،ولو َكان َال َيَقتل َإذاَ
قاُلاَ،ملَيكنَللتث ُّبتَمعنىَ.
وكذلك َاحلديثَ َاآلخر َوأمثالَهَ ،معناه َماَ
ذكرناهَ :أنَ َمَنَ َأظهرَ َالتوحيدَ َواإلسالمَ َوجبََ
الكفَُّ َعنه؛ َإالَ َأنَ َيتبيَ َمنه َما َيناقضَ َذلكَ،
والدليلَ َعىل َهذاَ :أنَ َرسولَ َاللـهَ َ☺ َالذيَ
قال«َ:أقتلتهَ َبعدَ َما َقالَ َال َإلهَ َإال َاللـه»َ ،وقالَ:
()11
«أمرتَ َأنَ َأقاتلَ َالناسَ َحتى َيقولواَ:الَ َإلهَ َإالََ
اللـه»؛ َهو َالذي َقال َيف َاخلوارج«َ :أينّمَ
لَقَيتَمَوهَم َفاقَتَلَوهم» «َ ،لئنَ َأنا َأدركتهمََ
()0
(َ)3متفقََعليهَ.
(َ)1متفقَعليهَ.
()10
يغزوَبنيَالـمَصَطَلَقَلـّمََأخبَهَرجلََأَّنمَمنعواَ
الزكاةَ ،حتى َأنزلَ َاللـهَ َتعاىل{َ :يا َأ ُّهيا َالذينََ
آمنوا َإنَ َجاءكمَ َفاسقَ َبنبإَ َفتبينوا} َ[احلجراتَ:
َ،]1وكانَالرجلََكاذباََعليهمََ.
بي َ☺ َيفَ وكل َهذا َ ُّ َ
يدل َعىل َأنَ َمرادَ َالن ِّ َ ُّ َ
احتجواَهباَماَذكرناهََ.
األحاديثَالتيَ ُّ
بي َ☺َ:
وُلم َشبهةَ َأخرىَ ،وهيَ:ما َذكرَ َالن َُّ
أنَ َالناسَ َيومَ َالقيامةَ َيستغيثونَ َبآدمَ ،ثمَ َبنوحَ،
ثمَ َبإبراهيمَ ،ثمَ َبموسىَ ،ثمَ َبعيسىَ ،فك ُّلهمَ
يعتذرونَ،حتىَينتهواَإىلَرسولََاللـهَ☺ََ.
قالواَ:فهذا َ ُّ َ
يدل َعىل َأنَ َاالستغاثةَ َبغيَ َاللـهََ
ليستَرشكاَ!ََ
()11
واجلواب َأنَ َنقولَ :سبحانَ َمنَ َطبعَ َعىلَ
قلوبَأعدائه!ََ
فإنَ َاالستغاثة َباملخلوق َفيّم َيقدر َعليهَ ،الَ
نَنكرهاَ ،كّم َقال َتعاىل َيف َقصة َموسىَ:
{فاستغاثهَ َالذي َمنَ َشيعتهَ َعىلَ َالذي َمنََ
عد ِّوهَ} َ[القصصَ ،]35َ :وكّم َيستغيثَ َاإلنسانََ
بأصحابهَ َيف َاحلرب َأو َغيهَ ،يف َأشياءَ َيقدرََ
عليهاَاملخلوقََ.
ونحن َأنكرنا َاستغاثةَ َالعبادةَ ،التي َيفعلوَّناَ
عند َقبور َاألولياءَ َأو َيف َغيبتهمَ ،يف َاألشياءَ َالتيَ
الَيقدرَعليهاَإالََاللـهََ.
إذا َثبتَ َذلك؛ َفاستغاثتَهم َباألنبياءَ َيومَ
القيامةَ ،يريدون َمنهم َأنَ َيدعوا َاللـهَ َأنَ َحيَاسبََ
()11
الناس؛ َحتى َيسرتيحَ َأهلَ َاجلنةَ َمَنَ َكَربََ
املوقفَ،وهذاَجائزََيفَالدنياَواآلخرةَ،وذلكَأنََ
تأيت َعند َرجلَ َصالحَ َحيَ َجيالسكَ ،ويسمعََ
كالمكَ،تقولََلهَ:ادعََاللـهََيلََ.
وكّم َكان َأصحابَ َرسولَ َاللـهَ َ☺ َيسألونهَ
ذلكَيفَحياتهَ،وأماَبعدَموته؛َفحاشاَوكالََأَّنمَ
سألوه َذلك َعند َقبهَ ،بل َأنكرَ َالسلفَ َعىل َمَنََ
قصدََدعاءََاللـهََعندَقبه؛َفكيفَبدعائهَنفسَه!ََ
وُلم َشبهةَ َأخرىَ ،وهيَ :قصة َإبراهيمَ
♠ َلـّمَ َأَلقي َيف َالنارَ ،اعرتضَ َله َجبيلَ َيفَ
اُلواء؛ َفقال َلهَ :ألكَ َحاجة؟ َفقال َإبراهيمَ َأماَ
إليكََفالَ.
()11
فقالواَ:فلوَكانتَاالستغاثةََرشكاَ،ملَيعرضهاَ
عىلَإبراهيم!ََ
فاجلوابَ :أنَ َهذا َمَنَ َجنس َالشبهة َاألوىل؛َ
فإنََجبيلََعرضََعليهَأنََينفعَهَبأمرََيقدرََعليه؛َ
فإنه َكّم َقال َاللـهَ َفيه{َ:شديدَ َالـقوى} َ[النَجمَ:
َ ،]5فلو َأذَنَ َاللـهَ َله َأنَ َيأخذَ َنارَ َإبراهيمَ َوماَ
حوُلاَمنََاألرضَواجلبالَ،ويقلبهاَيفَاملرشقَأوَ
املغرب؛ َلَفَعَلَ ،ولو َأمرَهَ َاللـهَ َأنَ َيضعَ َإبراهيمََ
يف َاملرشق َأو َاملغرب؛ َلفعلَ ،ولو َأمرهَ َاللـهَ َأنََ
يضعَ َإبراهيمَ َيف َمكانَ َبعيد َعنهم؛ َلفعلَ ،ولوَ
أمرهَأنََيرفعهَإىلَالسّمء؛َلفعلَ.
وهذا َكرجَلَ َغنيَ َله َمالَ َكثيَ ،يرى َرجالََ
حمتاجاََ ،فيعرضَ َعليه َأنَ َيقرضهَ ،أو َأنَ َهيَـبَهَ
()11
شيئاَ َيقيض َبه َحاجته؛ َفيأبى َذلك َاملحتاجَ َأنََ
يأخذَ ،ويصبَ َإىل َأنَ َيأتيهَ َاللـهَ َبرزقَ َال َمَنَـةَ َفيهَ
ألحدَ،فأينََهذاَمنََاستغاثةََالعبادةََوالرشك؛َلوَ
كانواَيفقهون؟!ََ
ولَنختمَ َالكالمَ َ–إن َشاء َاهلل َتعاىلَ -بمسألةََ
عظيمةَ َمهمةَ ،تفهم َمما َتقدم؛ َولكنَ َنفرد َُلاَ
الكالم؛ َلعظم َشأَّناَ ،ولكثرة َالغلط َفيهاَ،
فنقولََ:
الَخالفََأنََالتوحيدَ،الَبدََأنََيكونََبالقلبََ
وال ِّلسانَ َوالعملَ ،فإنَ َاختلَ َيشءَ َمنَ َهذا؛ َملَ
يكنََالرجلََمسلّمََ.
فإنَ َعرفَ َالتوحيدَ َومل َيعمل َبه؛ َفهو َكافرََ
مرتدََمعاندَ،كَكَفرَفرعونََوإبليسََوأمثاُلّمََ.
()11
وهذا َيغلطَ َفيه َكثيَ َمنَ َالناس؛ َيقولونَ:هذاَ
احلقَ ،ولكناَ
حقَ ،ونحن َنفهمَ َهذاَ ،ونشهدَ َأنه َ ُّ
ال َنَـقَدَرَ َأنَ َنفعلهَ ،وال َجيوزَ َعندَ َأهلَ َبلدنا َإالََ
مَنََوافقهمَ،أوَغيَذلكَمنََاألعذارَ.
ومل َيدرَ َاملسكيََ :أنَ َغالبَ َأئمةَ َالكفرََ
يعرفونَ َاحلقَ ،ومل َيرتكوه َإالَ َلَشءَ َمنَ َاألعذارَ،
كّم َقال َتعاىل{َ :اشرتوا َبآياتَ َاللـهَ َثمنا َقليالََ
فص ُّدوا َعنَ َسبيلهَ َإَّنمَ َساءَ َما َكانوا َيعملونَ}َ
[التوبةَ ،]8َ :وغيَ َذلك َمنَ َاآلياتَ ،كقولهَ:
{يعرفونهََكّمََيعرفونََأبناءهمَ}َ[البقرةََ.]381َ:
فإنَ َعمل َبالتوحيدَ َعمالَ َظاهراََ ،وهو َالَ
يفهمهَوالَيعتقدهَبقلبه؛َفهوَمنافقَ،وهوَرشََمنََ
الكافر َاخلالص{َ ،إنَ َالـمنافقيَ َيفَ َالدركََ
()11
الـأسفلَ َمنَ َالنارَ َولنَ ََتدَ َُلمَ َنصيا} َ[ال َنِّساءَ:
ََ.]385
وهذه َاملسألةَ َمسألةَ َكبيةَ َطويلةَ ،تتبيَ َلكَ
إذاَتأملتَهاَيفَألسنةََالناس!ََ
ترى َمنَ َيعرفَ َاحلقَ َويرتكَ َالعملَ َبه؛َخلوفََ
نقصَ َدنيا َأو َجاهَ ،أو َمداراةَ َألحدَ ،وترى َمنََ
يعمل َبه َظاهراَ ،ال َباطناَ ،فإذا َسألتَه َعّمَ َيعتقدَهَ
بقلبه؛َإذاَهوَالَيعرفَه!ََ
ولكنََعليكَبفهمَآيتيََمنََكتابََاللـهََ:
أوالمهاَ:ماَتقدَمَمنََقولَهَتعاىل{َ:الََتعتذرواَ
قدَ َكفرتمَ َبعدَ َإيّمنكمَ} َ[التوبةَ،]11َ:فإذا َحتقَقتََ
الرومَ َمع َرسولََ
أنَ َبعضَ َالصحابةَ َالَذين َغَزَوا َ َُّ
اللـهَ َ☺ َكفروا َبسببَ َكلمةَ َقالوها َعىل َوجهََ
()11
اللعبَ َوالـمَزَح؛ َتبيَ َلكَ :أنَ َالذي َيتكلمََ
بالكفرََأوَيعملََبهَ،خوفاََمنََنقصََمالََأوَجاهَ،
أو َمداراةَ َألحدَ؛ َأعظمَ َممنَ َيتكلمَ َبكلمةَ َيمزحَ
هبا!ََ
واآليةَالثانيةَ:قولَهَتعاىل{َ:منََكفرََبَاللـهََمنََ
بعدَ َإيّمنهَ َإالَ َمنَ َأكرهَ َوقلبهَ َمطمئنَ َبَالـإيّمنََ
ولكنَ َمنَ َرشحَ َبَالـكفرَ َصدرا َفعليهمَ َغضبََ
منََاللـهََوُلمََعذابََعظيمَ}َ[النَحلَ،]341َ:فلمَ
يعذرَ َاللـهَ َمنَ َهؤالءَ َإالَ َمنَ َأكَرهَ َمع َكونَ َقلبهَ
مطمئناَ َباإليّمنَ ،وأما َغيَ َهذا؛ َفقد َكفر َبعدَ
إيّمنه؛ َسواءَ َفعلَه َخوفاَ ،أو َمداراةَ ،أو َمَشَحةََ
بوطنهَ َأو َأهلهَ َأو َعشيتهَ َأو َمالهَ ،أو َفعله َعىلَ
()19
وجهَ َاملزحَ ،أو َلغي َذلك َمنَ َاألغراض؛ َإالََ
الـمكرَهَ.
فاآليةََ ُّ َ
تدلَعىلَهذاَمنََوجهيََ:
األولَ :قوله َتعاىل{َ :إالَ َمنَ َأكرهَ}َ ،فلمَ
يستثنَ َاللـهَ َتعاىل َإال َالـمكرَهَ ،ومعلومََ :أنََ
اإلنسانَ َال َيكرَهَ َإال َعىل َالكالمَ َأو َالفعلَ ،وأماَ
عقيدةََالقلبَ،فالَيكرهَعليهاَأحدَ.
والثاينَ :قوله َتعاىل{َ :ذلكَ َبأَّنمَ َاستح ُّبواَ
الدنيا َعىلَ َالـآخرةَ َوأنَ َاللـهَ َالَ َهيديَ
الـحياةَ َ ُّ
الـقومََالـكافرينَ}َ[النَحلَ،]341َ:فرصحَأنََهذاَ
الكفرَ َوالعذابَ َمل َيكنَ َبسببَ َاالعتقادََ ،أوَ
للدينََ ،أو َحمبَةَ َالكفر؛ َوإنّمَ
اجلهلََ ،أو َالبغضَ َ َِّ
()11
سببَهَ :أنَ َله َيف َذلك َحظَـاَ َمنَ َحظوظ َالدنيا؛َ
الدينََ.
فآثرهَعىلَ ِّ
واللـهََسبحانهَوتعاىلَأعلمََ.
وصىلََاللَـهََعىلَنبينِّاَحممدَ،وعىلَآلهَوصحبهَ
وسلَمَ.
*َ*َ*َ
انتهىَكالمَالشيخَحممدَبنَعبدَالوهابََ
(رمحهَاللـهََوجزاهَعنَاملسلميَخيَاجلزاء)َ
َ
هذاَوكشف ُّ
َالشبهاتََألفهَََ...إمامَوقتهَالصَحَيحَاملعَرَفةََ
َالديـنََبالَارتيـابََ
حمـمدَبنََعـابدََالوهَـابَََ...جمــ ِّدد َِّ
فَجَـاَكتاباَحَـجمهَصـغيََ...لكــنهَفـيَعَــلمهَكــبيَ(َ)0
()10