You are on page 1of 122

‫أمير بن محمد المدري‬

‫سلسلة غزوات النب الصمطفى دروس وعب)ر‪(8‬‬


‫‪118‬‬

‫عالم الكتب‬ ‫مكتبة خالد بن الوليد‬


‫اليمنية‬
‫صنعاء اليمن‬
‫صنعاء اليمن‬
‫‪118‬‬

‫القمدمة‬
‫المحد ل القموي البجار‪ ،‬التمي القمهار‪ ،‬والصمصلةا والسصلما علصى‬
‫سييد النأبجياء الخأيار‪ ،‬وعلى آله وصحبجه الطأهصصار‪ ،‬ومصصن تبجعهصصم مصصن‬
‫الصمالي البأرار‪ ،‬أما بأعد‪،،،‬‬
‫س ووذحهدةس‬ ‫س ٱتنيسقوا هربنسكسم ٱلنذذىِ هخلههقسكام ممن نياف س‬ ‫﴿يأهيَييهها ٱلننا س‬
‫ث ذم انيسههمييا ذرهجييالل هكثذيييرال هونذهسيياء هوٱتنيسقييوا‬
‫هوهخلهيهق ذم انيههييا هزاوهجههييا هوبهي ن‬
‫ٱللنيهه ٱلنيذذىِ تههسيياءسلوهن بذيذه هوٱلهارهحيياهم إذنن ٱللنيهه هكياهن هعلهايسكيام هرذقيبيال‬
‫﴾ ]النساء‪.[1:‬‬
‫وبأعد‬
‫ث تبجصبصه النفصصوس‬
‫فإن الديث عصصن سصيةا الصمصصطفى ^ حصدي ث‬
‫الؤممن صصة‪ ،‬وتص صأنأس بأ صصه قلص صصوب بأاليإص صصان مطمحئن صصة‪ ،‬فحبج صصه فص ص ش صصغاف‬
‫الفئدةا مغروس‪ ،‬وتوقيهر مشربأة بأه النفوس‪ ،‬بأأب هو وأمي ^ ‪.‬‬
‫إن سيةا النب قبجل أن تكون علمح ا ثيدرس هصي موضصوع شصيق‬
‫مبجصصب إل ص النفصصوس‪ ،‬ومصصا ذلصصك إل لنن النصصب هصصو أحصصب اللصصق إل ص‬
‫قل صصوب ال صصؤممني‪ ،‬فكلمح صصا قص صرأ ال صصؤممن ش صصيئا م صصن سص صيته ازداد ل صصه حبجاصصا‬
‫وش صصواقا إلص ص رؤيتم صصه ولقم صصائه‪ ،‬فه صصو أج صصود الن صصاس وأش صصجعهم وأحلمحه صصم‬
‫وأجلهصصم‪ ،‬ول شصصك أن ف ص مغصصازي النصصب مصصن الفوائصصد والعصصب وترقيصصق‬
‫القملوب وربأطها بأال تعال ما ل يوجد إل ف القمصصرآن الكريصص‪ .‬إل أن‬
‫اللحصصظ أن أكصصثر النصصاس أعرض صوا عصصن دراسصصة س صيته ومغصصازيه‪ ،‬كمحصصا‬
‫أعرضص ص صوا عص صصن القمص صصرآن وهجص صصروهر‪ ،‬ولص صصذها السص ص صبجب زادت الغفلص صصة بأيص ص ص‬
‫السصلمحي وقلنصتَّ مبجصة الص ومبجصة رسصوله فص قلصوب النصاس‪ ،‬حت ظهصر‬
‫ذلصصك جليصصا فص ص تصصرك النأصمصصياع لوامصصر الص ص وفص ص العص صراض عصصن سصصنة‬
‫الصمطفى ‪.‬‬
‫س الاجصصة إل ص تعليصصم أبأنائنصصا ونأسصصائنا بأصصل‬ ‫ونصصن الي صوما ف ص أم ص ن‬
‫وأنأفسنا سيةا النب ^ ‪ ،‬عوض ا عممحا ثيشى ف أدمغتمنا مصصن تقمصصديس‬
‫للكرةا وتقمصدير للفصن الصابأط وكصل مصا يثسصخط الص ول يرضصيه‪ ،‬ولصو أن‬
‫أحدنأا ثسئل عن مقمدار مبجتمه للنصب ^ لعجصز عصن وصصف مشصاعرهر‪،‬‬
‫ولكصن تافتمه علصى الصدنأيا وتعصامله بأالربأصا وأكلصه أمصوال النصاس بأالبجاطأصل‬
‫وت صصاونأه فص ص الصم صصلةا وع صصدما اهتممحصصامه بأ صصدين أبأنصصائه وبأن صصاته وت صصاونأه فص ص‬
‫‪118‬‬

‫حصصدود الص كصصل ذلصصك يكصصذهب زعمحصصه مبجصصة النصصب ‪ ،‬وإنأصصه مصصن الؤمسصصف‬
‫أن ترى جهل الناس بأسيةا نأبجيهم وسيةا أصحابأه رضوان الص عليهصصم‬
‫إل من رحم ال‪.‬‬
‫يص صوما ثيقمليصصب الصصرء صصصفحات الاضصصي اليصصد‪ ،‬ويتمص صدبأر القمصصرآن‬
‫الكريصص‪ ،‬ثص ص ينظصصر لواقعنصصا ويقمصصارنأه بأصصذهلك الاضصصي‪ ،‬يتمحسصصر يص صوما يصصد‬
‫البج صصون شاس صصعا والف صصرق عظيمح صصا‪ ،‬يتمحس صصر يص صوما ي صصرى تل صصك الم صصة ال صصت‬
‫ك صانأتَّ قائصصدةا‪ ،‬وقصصد أص صبجحتَّ تابأعصصة حينمحصصا ابأتمعصصدت عصصن شصصرع ربصصا‬
‫ونصصجه نأبجيهصصا‪ ،‬فعصصودا والعصصود أحصصد‪ ،‬عصصودا سص صريعا إلص ص الاضصصي اليصصد‪،‬‬
‫لنستملهم منه الدروس والعب ف هذها الاضر العاثر‪ ،‬عودا لسصيةا مصصن‬
‫ل يطرق العال دعصوةا كصدعوته‪ ،‬ولص يصؤمرخ التماريصصخ عصن مصمصصلح أعظصم‬
‫منه‪ ،‬ول تسمحع أذن عن داعية أكرما منه‪ ،‬وما أحرانأا ونن ف اليصصاما‬
‫العصمصيبجة أن تتمجصصاوز الصصدةا الزمنيصصة كصصي نأعيصصش يومصصا مصصن أيصصاما ممحصصد ‪،‬‬
‫لنأخأذه العب والدروس ‪.‬‬
‫ومن هذها البجاب ل زلنا وإياكم ف هذههر السلسلة البجاركة‪:‬‬
‫)رغزوات النبي المصطفى دروس وعبر(‪.‬‬
‫ومع الوقفة الثامنة )رغزوة تبوك دروس وعبر(‬
‫وأسال الص الكريص الوهصاب العزيصز التمصواب أن ينفصع بصذها العمحصل‬
‫وأن يعلص صصه لص صصوجهه خأالصم ص صا ولعبجص صصادهر نأافعص صصا وأن يعلص صصه ف ص ص مي ص صزان‬
‫حسنات يوما ألقماهر إنأه ول ذلك والقمادر عليه ‪.‬‬
‫أمير بن محمد المدري‬
‫اليمن‪-‬عمران‬
‫‪Almadari_1@hotmail.com‬‬
‫‪118‬‬

‫غزوة تبوك‬
‫‪‬غزوة تبوك‪:‬‬
‫الصصت س صبجبجها هصصو اس صتمجابأة طأبجيعيصصة لفريضصصة الهصصاد؛ ولصصذهلك ع صزما‬
‫رس صصول الص ص ^ عل صصى قتم صصال ال صصروما؛ لن صصم أق صصرب الن صصاس إلي صصه‪ ،‬وأولص ص‬
‫الناس بأالدعوةا إل الق لقمربم إل السلما وأهله‪ ,‬قصصال تعصصال‪﴿ :‬هيَا‬
‫أهيَييههييا الين يذذيَهن آهمنسييوا قهيياتذسلوا الين يذذيَهن يَهيلسييونهسكم مي يهن الاسكنفيياذر هولذيهذجي يسدوا‬
‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ن ﴾ ]التموبأة‪) .[123 :‬ر (‬‫فيسكام غالظهةل هوااعلهسموا أهنن اله همهع الاسمتنقي ه‬
‫‪1‬‬

‫ول يإنصصع مصصا ذكص صرهر الؤمرخأصصون بأصصأن سص صبجب الصصروج هصصو عص صزما الصصروما‬
‫علصصى غصصزو السصصلمحي ف ص عقمصصر دارهصصم أن يكصصون هصصذها حصصافزاا للخصصروج‬
‫إليهم‪ ،‬لن أصل الروج كان وارداا‪.‬‬
‫‪‬غييزوة تبييوك‪ :‬ه صصي الغ صصزوةا ال صصت خأ صصرج رس صصول الص ص ^ ل صصا فص ص‬
‫رجب من العاما التماسع الجري)ر‪ (2‬بأعد العودةا من حصمار الطائف‬
‫بأنحو ستمة أشهر)ر‪.(3‬‬

‫)( انظر‪ :‬البداية والنهاية )‪.(5/3‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬تفسير الطبري )‪ ,(542 -14/540‬السيرة النبوية في ضوء المصادر‬ ‫‪2‬‬

‫الصلية‪ ،‬ص ‪.614‬‬


‫)( انظر‪ :‬فتح الباري )‪.(16/237‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪‬غزوة تبوك‪:‬‬
‫اش صتمهرت هصصذههر الغصصزوةا بأاسصصم غصصزوةا تبجصصوك‪ ،‬نأسصبجة إل ص مكصصان هصصو‬
‫عي تبجوك‪ ،‬الت انأتمهى إليها اليش السلمي‪ ،‬وأصل هذههر التمسصصمحية‬
‫جصصاء فص صصصحيح مسصصلم‪ ,‬فقمصصد روي بأسصصندهر إلص معصصاذ أن رسصصول الص‬
‫^ قص صصال‪» :‬س ييتأتون غ ييدلا إن ش يياء الي ي عي يين تب ييوك‪ ،‬وإنك ييم ل يين‬
‫تأتوهييا حييتى يَضييحى النهييار‪ ،‬فميين جاءهييا منكييم فل يَمييس ميين‬
‫مائها شيئا حتى آتي«)ر‪.(1‬‬

‫‪‬غزوة تبوك ‪:‬‬


‫لقمصصد سصصيتَّ أيضصا غصصزوةا العسصرةا لشصصدةا مصصا لقصصى السصصلمحون فيهصصا‬
‫من الضنك‪ ،‬فقمد كان الو شديد الرارةا‪ ،‬والسصصافة بأعيصصدةا‪ ،‬والسصصفر‬
‫شص صصاقّا لقملص صصة الؤمونأص صصة وقلص صصة الص صصدواب الص صصت تمحص صصل الاهص صصدين إل ص ص أرض‬
‫العركة‪ ،‬وقلة الاء ف هذها السفر الطويل والر الشديد‪ ،‬وكصصذهلك قلصصة‬
‫الال الذهي يهز بأه اليش وينفق عليه)ر‪.(2‬‬
‫‪‬غزوة تبوك‪:‬‬

‫)( صحيح مسلم )‪ (4/1784‬رقم ‪.706‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين لبي فارس‪ ،‬ص ‪.83‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪118‬‬

‫لصصا اسصصم ثصصالث هصصو‪ :‬الفاضصصحة‪ ,‬ذك صرهر الزرقصصان –رحصصه ال ص– ف ص‬


‫كتمص صابأه »ش صصرح الص صواهب اللدنأي صصة«)ر‪ (1‬وس صصيتَّ ب صصذها الس صصم لن ه صصذههر‬
‫الغزوةا كشفتَّ عن حقميقمصصة النصصافقمي‪ ,‬وهتمكصصتَّ أسصتمارهم‪ ،‬وفضصصحتَّ‬
‫أس صصاليبجهم العدائي صصة ال صصاكرةا‪ ،‬وأحقم صصادهم الدفين صصة‪ ،‬ونأفوس صصهم البجيث صصة‪,‬‬
‫وجرائمحهم البجشعة بق رسول ال والسلمحي)ر‪.(2‬‬
‫‪‬غزوة تبوك‪:‬‬
‫نأقمصصف مصصع هصصذههر الغصصزوةا فص مثصصل هصصذها الزمصصن الصصذهي تشصابأكتَّ‬
‫بأأمة السلما حلقمات من الن‪ ،‬وتقماذفتمها أمواج من الفت‪ ،‬وصصصيح‬
‫بصصم مصصن ك صمل ج صانأب وتصصداعى عليهصصم الكلصصة‪ ،‬يثمحصصل الصصديث عصصن‬
‫هصصذههر الغصصزوةا فص ص مثصصل هصصذههر الوضصصاع العاليصصة التملحقمصصة الصصت تكص صمرس‬
‫لدى السلمحي جياعا كصل يصوما أن رزق هصصذههر المصصة وعزهصا تصصتَّ ظصصل‬
‫رمهص ص صصا وجهادهص ص صصا‪ ،‬وذلتمهص ص صصا وصص ص صصغارها ف ص ص ص تركهص ص صصا لهص ص صصاد أعص ص صصدائها‬
‫وإخألدها لشهواتا ودنأياها‪.‬‬
‫‪‬غزوة تبوك‪:‬‬
‫الت من رسائلها أنن ال كتمب العزةا والقموةا لذههر المصة‪ ،‬مصت‬
‫مصصا صصصدقتَّ وأخألصمصصتَّ‪ ،‬فهصصا هصصي دولصصة السصصلما الناشصصئة تقمصصف فص ص‬
‫)‪ (4‬انظر‪ :‬الصرع مع الصليبيين‪،‬‬ ‫)( انظر‪ :‬شرح المواهب اللدنية )‪.(3/62‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.84‬‬
‫‪2‬‬
‫صهرنن اللنيهس‬ ‫وجه الكفر كله بأقمصواهر الاديصصة فتمهزمصصه وتنصمصرهر عليصصه﴿ هولههين س‬
‫صسرهس ﴾]الجه‪.[40:‬‬‫همن هيَن س‬
‫‪‬غزوة تبوك‪:‬‬
‫الصصت مصصن دروسصصها العظيمحصصة أن تبكصصن العقميصصدةا ف ص قلصصوب رجصصال‬
‫السلما أقوى من كصل سصصلح وعتمصاد‪ ،‬وقضصى الص أن المصة مصصت مصا‬
‫حادث عن عقميدتا وتعلقمتَّ بأغيهصصا‪ ،‬إل تقملبجصصتَّ فص ثنايصصا الهانأصصات‬
‫والنكبجات والنكسات‪ ،‬حت ترجع إل كتماب ربا وسنة نأبجيها‪.‬‬
‫‪‬غزوة تبوك‪:‬‬
‫مصصن دروسصصها أن العصصدو مصصا تسصصلل إل مصصن خألل صصصفوف‬
‫النافقمي والرجفي‪ ،‬ول يكن الضعف والتمفرقة ف هذههر المصة إل مصن‬
‫قبج صصل أص صصحاب الس صصالك اللتموي صصة والقمل صصوب الس صصوداء‪ ﴿،‬ليه ياو هخهرسجييوا‬
‫ضيسعوا ذخهللهسكيام يَه ايبيغيسيونهسكسم الا ذ افتينهيةه‬
‫ذفيسكم نمييا هزاسدوسكيام إذلن هخبيهيالل ولهاو ه‬
‫هوذفيسكام هسنماسعوهن لهسهام﴾ ]التموبأة‪.[47:‬‬

‫غزوة تبوك‪:‬‬
‫إنا الغزوةا الت مت ذثككرت ذثككر معها ذلكم الدث العظيم‪،‬‬
‫ال صصذهي عاشص صتمه الدين صصة وتقملبج صصتَّ م صصع أح صصداثه خس صصي ليل صصة‪ ،‬إنأ صصه خأ صصب‬
‫‪118‬‬

‫الثلثصصة الصصذهين ثخألفصوا‪ ،‬كعصصب بأصصن مالصصك ومصرارةا بأصصن الربأيصصع وهلل بأصصن‬
‫أميصصة‪ ،‬ول يصمصصف الادثصصة كممحصصن رآهصصا وشصصاهدها وسصصع أحصصداثها بأصصل‬
‫عاشها‪ ،‬وترع آلمها وأحزانا‪.‬‬

‫الدروس والعبر من غزوة بدرر الكبرى‬


‫‪-1‬ليميز الله الخبيث من الطيب‪:‬‬
‫لقمصصد ك صانأتَّ دع صوةا الرسصصول ^ للتمصصأهب ف ص وقصصتَّ عسصصر وحصصر‬
‫وموسصصم لنج ص الثمحصصار‪ ،‬فأمصصا الؤممنصصون الصمصصادقون ‪،‬فقمصصد سصصارعوا إل ص‬
‫تلص صبجيتمهم للرسصصول غيص ص عص صابأئي بشصصقمة ول حرمصصان‪ ،‬وأمصصا النصصافقمون‪،‬‬
‫فقمص صصد تلف ص صوا ‪ ،‬واخأص صصذهوا يعتمص صصذهرون بأشص صصت العص صصذهار‪ ،‬وهكص صصذها يتم ص صبجي‬
‫الخلصم ص صصون م ص صصن الن ص صصافقمي فص ص ص أي ص صصاما الش ص صصدائد ‪ ،‬وينكش ص صصف أم ص صصر‬
‫الدعياء ف أياما الشدائد ‪ ،‬وينكشف أمر الدعياء ف أيصاما الصصن‬
‫س أان يَس ايتيهرسكييوا أان‬ ‫ذ‬
‫ب الننا س‬‫‪ ،‬وقد قال ال تعالى ‪ ﴿ :‬آلم ‪ .‬أهحس ه‬
‫يَهيسقولوا آهمننا هوسهام ل يَسيافتهيسنوهن ‪ ،‬هولههقاد فهيتهيننا اليذذيَهن ذميان قهيابلذذهيام ‪،‬‬
‫ن ﴾] العنكبجوت‪1 :‬ص ‪[ 2‬‬
‫ذذ‬ ‫ذ‬
‫صهدسقوا هوليهياعلهمنن الهكاذبي ه‬ ‫هفليهياعلهمنن الس الذيَهن ه‬
‫وإنصصا تقمصوما الصصدعوات ‪ ،‬و تنهصصض المصصم بأتمطصصوير صصصفوفها‬
‫من النافقمي والخادعي ول يثبجصتَّ للشصدةا إل كصل صصادقة العزيإصة‬
‫‪ ،‬ملص ص صصص النيص ص صصة ‪ ،‬ث ص ص صابأتَّ البجص ص صصدأ ‪ ،‬كص ص صصثيا مص ص صصا عص ص صصوق الضص ص صصعاف‬
‫والخادعون سي دعوات الصلح ف المصة ‪ ،‬وحصصالوا بأينهصصا وبأيص‬
‫النصمر ‪ ،‬أو أخأروها ولو إلص حيص ‪ ،‬ولقمصد تخل ص جيصش العسصرةا‬
‫فص ص ص غ ص صصزوةا تبج ص صصوك م ص صصن أمث ص صصال ه ص صصؤملء بأفض ص صصل افتمض ص صصاح أمره ص صصم ‪،‬‬
‫وانأكشاف ضعف إيإانم ‪ ،‬وخأور عزائمحهصصم ‪ ،‬وإن جيشص ا مصتاض‬
‫‪118‬‬

‫الصمف ‪ ،‬متمحد الكلمحة ‪ ،‬قوي الإيإان ‪ ،‬صادق العهد ‪ ،‬أجصصدى‬


‫للم صصة ص ص ول صصو ك صصان قلي صصل الع صصدد ص ص وأدع صصى لكتمس صصاب النصم صصر م صصن‬
‫جيش كثي العدد ‪ ،‬متمفصصاوت الفكصرةا والقمصوةا والثبجصصات ﴿ كم ميان‬
‫صييابذريَهن‬ ‫ت فذئهيةل كثذييرلة بيذيإِاذذن ا ذ‬
‫لي ‪ ،‬والسي هميهع ال ن‬ ‫فذئهيسة هقليذليسة هغلبهي ا‬
‫ه‬
‫﴾] البجقمرةا‪[ 249:‬‬

‫‪-2‬اليإمان يإصنع العجائب‪:‬‬


‫إن ف مسارعة الوسرين من الصمحابأة إل البجذهل والنأفاق دليل‬
‫على ما يفعله اليإان ف نأفوس الؤممني من مسارعة إل فعل الي‪,‬‬
‫ومقماومة لهواء النفس وغرائزها‪ ,‬ما تتماج إليه كل أمة لضمحان‬
‫النصمر على أعدائها‪ ،‬وخأي ما يفعله الصملحون وزعمحاء النهضات‬
‫هو غرس الدين ف نأفوس الناس غرساا كريإاا)ر‪.(1‬‬
‫وهذها ما ند أمتمنا اليوما اشد الاجة إليه ‪ ،‬فالعداء كثر ‪،‬‬
‫والعبجاء ثقميلة ‪ ،‬والعركة رهيبجة ‪،‬والعدو قوي ماكر ‪ ،‬فل نأستمطيع‬
‫التمغلب عليه إل بزيد من التمضحيات ف الموال والنأفس‬
‫والهواء والشهوات ول يق ذلك إل الدين الصمحيح الفهوما‬
‫على حقميقمتمه الذهي يرب النفوس على احتمساب النأفاق والتمعب‬

‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية دروس وعبر‪ ,‬للسباعي‪ ،‬ص ‪.161‬‬ ‫‪1‬‬
‫ف سبجيل المة جهادا يثيب ال عليه كمحا يثب الاهدين ف‬
‫ميادين النضال‪.‬‬
‫وف قصمة الذهين جاؤوا إل رسول ال ^ يطلبجون أن‬
‫يأخأذههم معه إل الهاد ‪ ،‬فردهم لنأه ل يد ما يحمحلهم عليه‬
‫‪ ،‬فولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنأ ا على حرمانم من شرف‬
‫الهاد مع رسول ال ^ ‪ ،‬ف هذههر القمصمة الت حكاها ال ف‬
‫كتمابأه أروع المثلة على صنع اليإان للمحعجزات ‪ ،‬فطبجيعة‬
‫النأسان أن يفرح لنجاته من الخأطار ‪ ،‬وابأتمعادهر عن الروب ‪،‬‬
‫ولكن هؤملء الؤممني الصمادقي بأكوا رغبجة ف الهاد ‪.‬‬
‫‪-3‬أمة الجهاد‪:‬‬
‫من دروس هذههر الغزوةا أن هذههر المة أمة جهاد وماهدةا‬
‫وصب ومصمابأرةا‪ ،‬وحت ما تركتَّ الهاد ضربأتَّ عليها الذهلة‬
‫والسكنة‪ ،‬ولذهلك فقمد رأينا حياةا النب ^ جهادا ف جهاد‪ ،‬فإذا‬
‫فرغ من جهاد الشركي رجع إل جهاد ومقماومة النافقمي ث جهاد‬
‫الروما‪.‬‬

‫‪ -4‬النإفاق في هذه الغزوة وحرص‬


‫‪118‬‬

‫المؤمنين على الجهاد‪:‬‬


‫حث رسول ال ^ الصمحابأة على النأفاق ف هذههر الغزوةا‬
‫لبجعدها‪ ،‬وكثرةا الشركي فيها‪ ،‬ووعد النفقمي بأالجر العظيم من‬
‫ال‪ ،‬فأنأفق كل حسب مقمدرته‪ ,‬وكان عثمحان ‪ ‬صاحب القمكددح‬
‫الثمعنلى ف النأفاق ف هذههر الغزوةا)ر‪ ,(1‬فهذها عبجد الرحن بأن حبجاب‬
‫يدثنا عن نأفقمة عثمحان حيث قال‪ :‬شهدت النب ^ وهو يث‬
‫على جيش العسرةا‪ ،‬فقماما عثمحان بأن عفان فقمال‪ :‬يا رسول ال‪,‬‬
‫علني مائة بأعي بأأحلسها وأقتمابا ف سبجيل ال‪ ،‬ث حض على‬
‫علي مائتما بأعي‬
‫اليش فقماما عثمحان بأن عفان‪ ،‬فقمال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬ن‬
‫بأأحلسها وأقتمابا ف سبجيل ال‪ ،‬ث حض على اليش فقماما عثمحان‬
‫بأن عفان فقمال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬علين ثلاثائة بأعي بأأحلسها وأقتمابا‬
‫ف سبجيل ال‪ ،‬فأنأا رأيتَّ رسول ال ينزل عن النب وهو يقمول‪ :‬ما‬
‫على عثمحان ما عمحل بأعد هذههر‪ ،‬ما على عثمحان ما عمحل بأعد هذههر‬
‫)ر‪ (2‬وعن عبجد الرحن بأن سرةا رضي ال عنهمحا قال‪ :‬جاء عثمحان‬
‫بأن عفان إل النب ^ بأألف دينار ف ثوبأه حي جهز النب ^‬
‫جيش العسرةا‪ ،‬قال‪ :‬فجعل النب ^ يقمبجلها بأيدهر ويقمول‪» :‬ما ضر‬
‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية في ضوء المصادر الصلية‪ ،‬ص ‪.615‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سنن الترمذي‪ ،‬مناقب )‪ (626 ،5/625‬رقم ‪.3700‬‬ ‫‪2‬‬


‫ابأن عفان ما عمحل بأعد اليوما ‪-‬يرددها مراراا‪)«-‬ر‪.(1‬‬
‫وأما عمحر فقمد تصمدق بأنصمف ماله وظن أنأه سيسبجق أبأا بأكر‬
‫بأذهلك‪ ,‬وهذها الفاروق يدثنا بأنفسه عن ذلك حيث قال‪ :‬أمرنأا‬
‫رسول ال ^ يواما أن نأتمصمدق‪ ،‬فوافق ذلك مال عندي‪ ,‬فقملتَّ‪:‬‬
‫اليوما أسبجق أبأا بأكر إن سبجقمتمه يوماا‪ ،‬فجئتَّ بأنصمف مال‪ ،‬فقمال‬
‫رسول ال ^‪» :‬ما أبقيت لهلك؟« قلتَّ‪ :‬مثله‪ ،‬قال‪ :‬وأتى أبأو‬
‫بأكر ‪ ‬بأكل ما عندهر‪ ،‬فقمال له رسول ال ^‪» :‬ما أبقيت‬
‫لهلك؟« قال‪ :‬أبأقميتَّ لم ال ورسوله‪ ،‬قلتَّ‪ :‬ل أسابأقمك إل‬
‫شيء أبأدا)ر‪.(2‬‬
‫وروى أن عبجد الرحن بأن عوف أنأفق ألفي درهم وهي نأصمف‬
‫أمواله لتمجهيز جيش العسرةا)ر‪.(3‬‬
‫وكانأتَّ لبجعض الصمحابأة نأفقمات عظيمحة‪ ،‬كالعبجاس بأن عبجد‬
‫الطلب‪ ،‬وطألحة بأن عبجيد ال‪ ،‬وممحد بأن مسلمحة‪ ،‬وعاصم بأن‬
‫عدي رضي ال عنهم)ر‪.(4‬‬
‫)( مسند أحمد )‪.(5/63‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( سنن أبي داود‪ ،‬الزكاة )‪ (313 ،2/312‬رقم ‪.1678‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬السيرة في ضوء المصادر الصلية‪ ،‬ص ‪.616‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( انظر‪ :‬معين السيرة‪ ،‬ص‬ ‫)( انظر‪ :‬مغازي الواقدي‪.(3/391) ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪.449‬‬
‫‪118‬‬

‫وهكذها يفهم السلمحون أن الال وسيلة‪ ,‬واستمطاع أغنياء الصمحابأة‬


‫أن يبهنوا أن مالم ف خأدمة هذها الدين‪ ،‬يدفعونأه عن طأواعية ورغبجة‪،‬‬
‫وإن تاريخ الغنياء السلمحي تاريخ مشرف؛ لن تاريخ الال ف يد‬
‫الرجال ل تاريخ الرجال تتَّ سيطرةا الال‪ ,‬وكمحا كان الهاد بأالنفس‪،‬‬
‫فكذهلك هو بأالال‪ ،‬وإن الذهين ربأوا على أن يقمدموا أنأفسهم‪ ،‬تون‬
‫عليهم أموالم ف سبجيل ال تعال)ر‪.(5‬‬
‫رضي ال عن صحابأة رسول ال وجزاهم ال خأايا عن المة‪،‬‬
‫وهم كمحا قال ابأن القميم رحه ال‪:‬‬
‫أولئك أتبجصاع النب وحزبأصه *** ولولهم ما كان ف الرض مسلم‬
‫ولولهم كادت تيد بأأهلهصا *** ولكن رواسيها وأوتصادها هصم‬
‫ولولهم كانأتَّ ظلاما بأأهلها *** ولكنهم فيهصا بأصدور وأنصم‬
‫مواقف مؤمثرةا وصور معبةا من البجذهل والعطاء والهاد والفداء‪،‬‬
‫كل هذها استمجابأة لنداء ربم‪﴿ :‬انذفسروا ذخهفالفا هوثذهقالل هوهجاذهسدوا‬
‫ذ ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬
‫بذأهامهوالسكام هوهأنسفسسكام في هسذبيذل اللنه هذلسكام ه ا‬
‫خييرر لهسكام إذان سكنتسام‬
‫تهياعلهسموهن﴾ ]التموبأة‪ ،[41:‬وطأمحاعا ف موعود نأبجيهم‪» :‬من جهز جيش‬
‫العسرة فله الجنة«‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫والذهي ل إله حق غيهر‪ ،‬إن لفي ذلك عبةا أي عبةا‪ ،‬إنأه مت‬
‫صدق السلمحون مع ربم ووحدوا صفهم وبأذهلوا وسعهم غنيهم‬
‫وفقميهم فإن ال نأاصرهم وبأالق مؤميدهم‪.‬‬
‫وأين البجخلء بأأموالم والشحيحون بأيسي أرزاقهم عن مبجة رسول‬
‫ال ^ ؟! ولكن‪﴿ :‬هوهمان يَهيابهخال فهذإِ نهما يَهيابهخسل هعان نهيافذسذه هواللنهس‬
‫الاغهنذيي هوأهنايتسام الاسفهقهراءس﴾ ]ممحد‪.[38:‬‬

‫‪ -5‬الخإلص وحب الجهاد‪:‬‬


‫قندما فقمراء السلمحي جهدهم من النفقمة على استمحياء؛‬
‫تعرضوا لسخرية وغمحز ولز النافقمي‪ ،‬فقمد جاء أبأو عقميل‬ ‫ولذهلك ن‬
‫بأنصمف صاع تر‪ ,‬وجاء آخأر بأأكثر منه‪ ،‬فلمحزوها قائلي‪ :‬إن ال‬
‫لغنج عن صدقة هذها‪ ،‬وما فعل هذها الخأر إل رياء‪ ،‬فنزلتَّ الية‪:‬‬
‫ت هوالنذذيَهن‬ ‫﴿ النذذيَهن يَهيالذمسزوهن الاسمطنموذعيهن ذمهن الاسماؤذمذنيهن ذفي ال ن‬
‫صهدهقا ذ‬
‫له يَهذجسدوهن إذلن سجاههدسهام ﴾ )ر‪] (1‬التموبأة‪.[79 :‬‬
‫وقالوا‪ :‬ما أعطى ابأن عوف هذها إل رياء‪ ،‬فكانأوا يتمهمحون‬
‫الغنياء بأالرياء ويسخرون من صدقة الفقمراء)ر‪.(2‬‬
‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية في ضوء المصادر الصلية‪ ،‬ص ‪.616‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.617‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪118‬‬

‫لقمد حزن الفقمراء من الؤممني؛ لنم ل يإلكون نأفقمة الروج‬


‫إل الهاد‪ ,‬فهذها عثلمبجة بأن زيد أحد البجكائي صلى من الليل‬
‫وبأكى‪ ،‬وقال‪ :‬اللهم إنأك قد أمرت بأالهاد‪ ،‬ورغبجتَّ فيه‪ ،‬ول تعل‬
‫عندي ما أتقموى بأه مع رسولك‪ ،‬وإن أتصمدق على كل مسلم‬
‫بأكل مظلمحة أصابأنج با ف جسد أو عرض‪ ,‬فأخأبهر النب ^ أنأه‬
‫قد غفر له)ر‪.(1‬‬
‫وف هذههر القمصمة وما جرى فيها آيات من الخألصا وحب‬
‫الهاد لنصمرةا دين ال وبأث دعوته ف الفاق‪ ,‬وفيها من لطف ال‬
‫بأضعفاء الؤممني الذهين يعيشون ف حياتم‬
‫عيشة عمحلية)ر‪.(2‬‬
‫وهذها واثلة بأن السقمع نأتكه يدثنا عن قصمتمه‪ ...:‬عندما نأادى‬
‫رسول ال ف غزوةا تبجوك‪ ،‬خأرجتَّ إل أهلي فأقبجلتَّ وقد خأرج أول‬
‫صحابأة رسول ال فطفقمتَّ ف الدينة أنأادي‪ :‬أل من يمحل ا‬
‫رجل‬
‫له سهمحه؟ فإذا شيخ من النأصمار‪ ،‬فقمال‪ :‬لنا سهمحه على أن‬
‫نمحله)ر‪ (3‬عقمبجة‪ ،‬وطأعامه معنا؟ فقملتَّ‪ :‬نأعم‪ ،‬قال فسر على بأركة‬
‫)( وردت من طرق ضعيفة ولها شاهد صحيح وهي بالجملة تصلح للشاهد التاريخي‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫انظر‪ :‬المجتمع المدني للعمري‪ ،‬ص ‪.235‬‬


‫)( انظر‪ :‬محمد رسول ال‪ ،‬صادق عرجون‪.(4/443) ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( عقبة‪ :‬أي بالتعاقب‪.‬‬ ‫‪3‬‬


‫ال‪ ،‬فخرجتَّ مع خأي صاحب حت أفاء ال علينا)ر‪ ،(1‬فأصابأنج‬
‫قلئص)ر‪ ،(2‬فسقمتمهن حت أتيتمه فخرج‪ ،‬فقمعد على حقميبجة من‬
‫حقمائب إبأله‪ ،‬ث قال‪ :‬سقمهن مدبأرات‪ ,‬ث قال‪ :‬سقمهن مقمبجلت‪،‬‬
‫فقمال‪ :‬ما أرى قلئصمك إل كراماا‪ ,‬إنا هي غنيمحتمك الت شرطأتَّ‬
‫لك‪ ،‬قال‪ :‬خأذه قلئصمك يا ابأن أخأي فغي سهمحك أردنأا )ر‪.(3‬‬
‫وهكذها تنازل واثلة ف بأداية المر عن غنيمحتمه ليكسب الغنيمحة‬
‫الخأروية‪ ،‬أجراا وثوابأاا يدهر عند ال يوما لقمائه‪ ،‬وتنازل النأصماري‬
‫عن قسم كبجي من راحتمه ليتمعاقب وواثلة على راحلتمه ويقمدما له‬
‫الطعاما مقمابأل سهم آخأر هو الجر والثواب‪.‬‬
‫إنا مفاهيم تنبجع من التممحع الذهي ترب على كتماب ال وسنة‬
‫رسوله‪ ،‬لا نأفس الاصية ف الضاءةا وتمحل نأفس البيق‪ ،‬متممحم‬
‫بأعضها لبجعضها الخأر)ر‪.(4‬‬
‫وجاء الشعريون يتمقمدمهم أبأو موسى الشعري يطلبجون من‬
‫النب ^ أن يمحلهم على إبأل ليتممحكنوا من الروج للجهاد‪ ,‬فلم‬
‫يد ما يمحلهم عليه حت مضى بأعض الوقتَّ فحصمل لم على‬
‫كان واثلة بن السقع أحد أفراد سرية خالد بن الوليد في دومة الجندل‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫قلئاص‪ :‬إبل‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫انظر‪ :‬جامع الصول رقم ‪ ،6188‬معين السيرة‪ ،‬ص ‪.453‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫انظر‪ :‬معين السيرة‪ ،‬ص ‪.453‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬


‫‪118‬‬

‫ثلثة من البأل)ر‪.(1‬‬
‫وبألغ المر بأالضعفاء والعجزةا من أقعدهم الرض أو النفقمة عن‬
‫الروج إل حد البجكاء شوقاا للجهاد وترجاا من القمعود حت نأزل‬
‫ضى هوله هعهلى‬ ‫ضهعهفاذء هوله هعهلى الاهمار ه‬ ‫س هعهلى ال ي‬ ‫فيهم قرآن‪ ﴿ :‬لهاي ه‬
‫ل هوهرسسولذذه هما‬ ‫النذذيَن له يَذجسدوهن ما يَيانذفسقوهن حرج إذا نهصحوا ذ‬
‫هس‬ ‫هه ر‬ ‫ه س‬ ‫ه ه‬
‫هعهلى الاسماحذسذنيهن ذمن هسذبيسل هوالس غهسفورر نرذحيرم ‪ ‬هوله هعهلى النذذيَهن‬
‫ت له أهذجسد هما أهاحذملسسكام هعلهايذه تهيهولناوا‬ ‫إذا هما أهتهياوهك لذتهاحذملهسهام قسيال ه‬
‫ن ﴾ ]التموبأة‪:‬‬ ‫ض ذمهن الندامذع هحهزلنا أهلن يَهذجسدوا هما يَسيانذفسقو ه‬ ‫ذ‬
‫هوأهاعيسينسيسهام تهفي س‬
‫‪.[92-91‬‬
‫إنا صورةا مؤمثرةا للرغبجة الصمحيحة ف الهاد على عهد رسول‬
‫ال‪ ،‬وما كان يسه صادقو اليإان من أل إذا ما حالتَّ ظروفهم‬
‫الادية بأينهم وبأي القمياما بأواجبجاتم‪ ،‬وكان هؤملء العوزون وغيهم‬
‫من عذهر ال لرض أو كب سن أو غيهمحا يسيون بأقملوبم مع‬
‫الاهدين)ر‪ (2‬وهم الذهين عناهم رسول ال ^ عندما قال‪» :‬إن‬
‫بالمديَنة أقواملا ما سرتم مسيرلا ول قطعتم واديَلا إل كانوا‬
‫معكم« قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬وهم بأالدينة؟ قال‪» :‬وهم بالمديَنة‬
‫)( انظر‪ :‬المجتمع المدني‪ ،‬ص ‪.236‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية في ضوء المصادر الصلية‪ ،‬ص ‪.618‬‬ ‫‪2‬‬
‫حبسهم العذر«)ر‪.(1‬‬
‫‪-6‬جواز التصريح لجهة الغزو إذا‬
‫ض المصلحة ستره‪:‬‬ ‫لم تقت ض‬
‫لقمد استمطاع رسول ال ^ أن يشد ثلثي ألف مقماتل)ر‪ (2‬من‬
‫الهاجرين والنأصمار وأهل مكة والقمبجائل العربأية الخأرى‪ ،‬ولقمد‬
‫أعلن رسول ال ^ ‪-‬على غي عادته ف غزواته‪ -‬هدفه ووجهتمه‬
‫ف القمتمال‪ ،‬إذ أعلن صراحة أنأه يريد قتمال بأنج الصفر )رالروما(‪,‬‬
‫علمحا بأأن هديه ف معظم غزواته أن يوري فيها)ر‪ ,(3‬ول يصمرح بدفه‬
‫ووجهتمه وقصمدهر‪ ,‬حفاظاا على سرية الركة ومبجاغتمة العدو)ر‪.(4‬‬
‫وقد استمدل بأعض العلمحاء بذها الفعل على جواز التمصمريح‬
‫ض الصملحة ستهر‪ ،‬وقد صرح ^ ف هذههر‬ ‫لهة الغزو إذا ل تقمتم ك‬
‫الغزوةا ‪-‬على غي العادةا‪ -‬بأالهة الت يريد غزوها وجلى هذها المر‬
‫للمحسلمحي لسبجاب‪ ,‬منها‪:‬‬
‫‪ -1‬بأعد السافة‪ ،‬فقمد كان رسول ال ^ يدرك أن السي إل‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬رقم ‪.4423‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3 ،2 ،1‬انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪.97‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪118‬‬

‫بألد الروما يعد أمراا صعابجا؛ لن التمحرك سيتمم ف منطقمة‬


‫صحراوية متمدةا قليلة الاء والنبجات‪ ،‬ول بأد ‪ -‬حينئذه‪ -‬من‬
‫إكمحال الؤمنأة ووسائل النقمل للمحجاهدين قبجل بأدء الركة؛‬
‫حت ل يؤمدي نأقمص هذههر المور إل الخأفاق ف تقميق‬
‫الدف النشود‪.‬‬
‫‪ -2‬كثرةا عدد الروما‪ ,‬بأالضافة إل أن مواجهتمهم تتمطلب‬
‫إعداداا خأاصّا‪ ،‬فهم عدو يتملف ف طأبجيعتمه عن العداء‬
‫الذهين واجههم النب ^ من قبجل‪ ،‬فأسلحتمهم كثيةا‪،‬‬
‫ودرايتمهم بأالرب كبجيةا‪ ,‬وقدرتم القمتمالية فائقمة)ر‪.(1‬‬
‫‪ -3‬شدةا الزمان‪ ،‬وذلك لكي يقمف كل امرئ على ظروفه‪,‬‬
‫ويعد النفقمة اللزمة له ف هذها السفر الطويل لن يعول‬
‫وراءهر)ر‪.(2‬‬
‫‪ -4‬أنأه ل يعد مال للكتممحان ف هذها الوقتَّ‪ ،‬حيث ل يبجق‬
‫ف جزيرةا العرب قوةا معادية لا خأطرها تستمدعي هذها‬
‫الشد الضخم سوى الرومان ونأصمارى العرب الوالي لم‬

‫)( انظر‪ :‬الرسول القائاد‪ ،‬ص ‪ (5) .398‬انظر‪ :‬البداية والنهاية )‪.(5/4‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫ف منطقمة تبجوك ودومة الندل والعقمبجة)ر‪.(1‬‬
‫لقمد شرع رسول ال ^ لنا الخأذه ببجدأ الرونأة عند رسم‬
‫الطط الربأية‪ ،‬ومراعاةا الصملحة العامة ف حالت الكتممحان‬
‫والتمصمريح‪ ,‬ويعرف ذلك من مقمتمضيات الحوال)ر‪.(2‬‬
‫ولا علم السلمحون بهة الغزوةا سارعوا إل الروج إليها‪ ,‬وحث‬
‫الرسول ^ على النفقمة قائل‪» :‬من جهز جيش العسرةا فله‬
‫النة«)ر‪.(3‬‬

‫‪-7‬قصة أبي ذر الغفاري والعبر منها‪:‬‬


‫قال ابأن إسحاق‪ :‬ث مضى رسول ال ^ سائارا‪ ،‬فجعل‬
‫يتمخلف عنه الرجل‪ ،‬فيقمولون‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬تلف فلن‪ ،‬فيقمول‪:‬‬
‫»دعوه‪ ،‬فإِن يَك فيه خير فسيلحقه ال تعالى بكم‪ ،‬وإن يَك‬
‫غير ذلك فقد أراحكم ال منه«‪ ،‬حت قيل‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬قد‬
‫تلف أبأو ذر‪ ،‬وأبأطأ بأه بأعيهر‪ .‬فقمال‪» :‬دعوه‪ ,‬فإِن يَك فيه خير‬

‫)( انظر‪ :‬غزوة تبوك‪ ،‬محمد أحمد باشميل ص ‪.57‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬القيادة في عهد الرسول ‪ ،‬ص ‪.510‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتاب المناقب‪ ،‬باب مناقب عثمان )‪.(4/243‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪118‬‬

‫فسيلحقه ال بكم‪ ،‬وإن يَك غير ذلك فقد أراحكم ال منه«‬


‫وتلنوما)ر‪ (1‬أبأو ذر على بأعيهر‪ ،‬فلمحا أبأطأ عليه‪ ،‬أخأذه متماعه فحمحله‬
‫على ظهرهر‪ ،‬ث خأرج يتمبجع أثر رسول ال ^ ماشايا‪ ،‬ونأزل رسول ال‬
‫ف بأعض منازله‪ ،‬فنظر نأاظر من السلمحي فقمال‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬إن‬
‫هذها الرجل يإشي على الطريق وحدهر‪ ،‬فقمال رسول ال ^‪» :‬كن‬
‫أبا ذر«)ر‪ (2‬فلمحا تأمله القموما قالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ،‬هو –وال‪ -‬أبأو‬
‫ذر‪ ،‬فقمال رسول ال ^‪» :‬رحم ال أبا ذر‪ ،‬يَمشي وحده‪،‬‬
‫ويَموت وحده‪ ،‬ويَبعث وحده«)ر‪ ,(3‬ومضى الزمان‪ ،‬وجاء عصمر‬
‫عثمحان‪ ,‬ث حدثتَّ بأعض المور وسثيي أبأو ذر إل الربأذهةا‪ ،‬فلمحا‬
‫حضرهر الوت أوصى امرأته وغلمه‪ :‬إذا متَّ فاغسلن وكفنان ث‬
‫احلن فضعان على قارعة الطريق‪ ,‬فأول ركب يإرون بأكم فقمولوا‪:‬‬
‫هذها أبأو ذر‪ .‬فلمحا مات فعلوا بأه كذهلك فطلع ركب فمحا علمحوا بأه‬
‫حت كادت ركائبجهم تطأ سريرهر‪ ،‬فإذا ابأن مسعود ف رهط من أهل‬

‫الكوفة‪ ،‬فقمال‪ :‬ما هذها؟ فقميل‪ :‬جنازةا أب ذر‪ ،‬فاستمهل ابأن مسعود‬
‫يبجكي‪ ،‬فقمال‪:‬‬
‫)( تلوم على بعيره‪ :‬تمهل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( كن أبا ذر‪ :‬لفظه المر ومعناه الدعاء؛ أي أرجو ال أن تكون أبا ذر‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية لبن هشام )‪.(4/178‬‬ ‫‪3‬‬


‫صدق رسول ال ^‪» :‬يَرحم ال أبا ذر‪ ،‬يَمشي وحده‪،‬‬
‫ويَموت وحده‪ ،‬ويَبعث وحده«‪ ،‬فنزل فوليه بنفسه حتى‬
‫دفنه)ر‪.(1‬‬
‫وف هذههر القمصمة دروس وعب منها‪:‬‬
‫‪ -1‬ما تعرض له أبأو ذر الغفاري ‪ ‬من الصمعوبأات والخاطأر‬
‫الت ناهر ال منها وقواهر بأالصمب عليها‪ ،‬لقمد بأذهل أبأو ذر‬
‫جهداا كبجياا ف الشي على قدميه وهو يمحل متماعه على‬
‫ظهرهر حت لق بأالنب ^ والسلمحي؛ لكي ينال شرف‬
‫الهاد ف سبجيل ال)ر‪.(2‬‬
‫‪ -2‬وف قوله ^‪» :‬رحم ال أبا ذر‪ ،‬يَمشي وحده‪ ،‬ويَموت‬
‫وحده‪ ،‬ويَبعث وحده«‪ ،‬دللة واضحة ‪-‬وضوح الشمحس‬
‫ف رابأعة النهار‪ -‬على صدق نأبجوةا الرسول ^؛ إذ الخأبجار‬
‫بأأمور ل تقمع ث تقمع بأعد الخأبجار يدل على معجزةا وتكري‬
‫من ال لذها الرسول ^‪ ،‬وهذههر الوسيلة من إثبجات النبجوةا‬
‫كثيةا ف السيةا النبجوية الشريفة)ر‪.(3‬‬

‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية لبن هشام )‪.(4/178‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪ ،129‬التاريخ السلمي للحميدي )‪.(8/114‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪.129‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪118‬‬

‫‪ -3‬كمحا أن ف القمصمة دللة على علم ابأن مسعود ‪ ‬وقوةا‬


‫ذاكرته وسرعة استمحضارهر لا حفظ‪ ،‬حيث تذهكر بأعد سنوات‬
‫عديدةا حديث رسول ال ^ عمحا سيئول إليه أمر أب ذر ف آخأر‬
‫حياته ‪)‬ر‪.(1‬‬
‫‪-8‬قصة أبي خإيثمة والدروس منها‪:‬‬
‫قال ابأن إسحاق‪ ...:‬ث إن أبأا خأيثمحة رجع بأعد أن سار‬
‫رسول ال ^ أيااما إل أهله ف يوما حارم‪ ،‬فوجد امرأتي له ف‬
‫عريشي لمحا ف حائطه)ر‪ (2‬قد رشتَّ كل واحدةا منهمحا عريشها‪،‬‬
‫وبأردت له فيه ماء‪ ،‬وهيأت له فيه طأعاماا‪ ,‬فلمحا دخأل قاما على بأاب‬
‫العريش‪ ،‬فنظر إل امرأتيه‪ ،‬وما صنعتما له‪ ،‬فقمال‪ :‬رسول ال ^ ف‬
‫الضح)ر‪ (3‬والريح والر‪ ،‬وأبأو خأيثمحة ف ظل بأارد‪ ،‬وطأعاما مهيأ‪,‬‬
‫وامرأةا حسناء ف ماله مقميم؟! ما هذها بأالنصمف‪ ،‬ث قال‪ :‬وال ل‬
‫أدخأل عريش واحدةا منكمحا حت ألق بأرسول ال ^‪ ،‬فهيئا ل‬
‫زاداا‪ ،‬ففعلتما ث قدما نأاضحه)ر‪ (4‬فارتله‪ ،‬ث خأرج ف طألب رسول ال‬
‫^ حت أدركه حي نأزل تبجوك‪ ،‬وقد كان أدرك أبأا خأيثمحة عمحي‬
‫)( انظر‪ :‬التاريخ السلمي )‪.(8/114‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( الضح‪ :‬أي في الشمس‪.‬‬


‫‪6‬‬
‫)( حائاطه‪ :‬أي بستانه‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫)( ناضحه‪ :‬أي جمله‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫بأن وهب المححي ف الطريق‪ ،‬يطلب رسول ال ^‪ ،‬فتافقما‪ ،‬حت‬
‫إذا دنأوا من تبجوك‪ ،‬قال أبأو خأيثمحة لعمحي بأن وهب‪ :‬إن ل ذنأبجاا‪،‬‬
‫فل عليك أن تلف عنج حت آت رسول ال ^‪ ،‬ففعل حت إذا‬
‫دنأا من رسول ال ^ وهو نأازل بأتمبجوك‪ ،‬قال الناس‪ :‬هذها راكب‬
‫على الطريق مقمبجل‪ ،‬فقمال رسول ال ^‪» :‬كن أبا خيثمة«‪,‬‬
‫فقمالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬هو –وال‪ -‬أبأو خأيثمحة‪ ،‬فلمحا أنأاخ أقبجل‬
‫)ر‪(1‬‬
‫فسلم على رسول ال ^ فقمال له رسول ال ^‪» :‬أولى لك‬
‫يَا أبا خيثمة«‪ ,‬ث أخأب رسول ال ^ الب‪ ،‬فقمال له رسول ال‬
‫^ خأايا‪ ،‬ودعا له بي)ر‪.(2‬‬
‫قال ابأن هشاما‪ :‬وقال أبأو خأيثمحة ف ذلك شعارا‪ ,‬واسه مالك‬
‫بأن قيس‪:‬‬
‫أتيتَّ الت كانأتَّ أعفن وأكرما‬ ‫لا رأيتَّ الناس ف الدين نأافقموا‬
‫فلم أكتمسب إثا ول أغش مرما‬ ‫وبأايعتَّ بأاليمحن يدي لمحد‬
‫)ر‪(6‬‬
‫تمحمحا‬ ‫)ر‪(4‬‬
‫وصرمة‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬البداية والنهاية )‪.(5/8‬‬ ‫)( أجدر بك‪.‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪2‬‬

‫)( خضيبا‪ :‬مخضوبة وهي المرأة‪ (4) .‬صرمة‪ :‬جماعة النخل‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬

‫)( صفايا‪ :‬كثيرة الثمر‪ (6) .‬تحمما‪ :‬أخذ في الرطاب فاسود‪.‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪6‬‬
‫‪118‬‬

‫)ر‪(2‬‬
‫يإمحا‬ ‫)ر‪(1‬‬
‫أسحتَّ‬
‫وف هذههر القمصمة دروس وعب منها‪:‬‬
‫‪ -1‬المسلم صاحب ضمير حي‪:‬‬
‫فقمد رأى أبأو خأيثمحة ‪ ‬ما أعدت له زوجتماهر من الاء البجارد‬
‫والطعاما مع الظل البد والقامة‪ ,‬فتمذهكر رسول ال ^ وما هو فيه‬
‫من التمعرض للشمحس والريح والر‪ ,‬فأبأصمر وتذهكر وتيقمظ ضمحيهر‬
‫وحاسب نأفسه‪ ،‬ث عزما على الروج‪ ،‬وخأرج وحدهر يقمطع الفياف‬
‫والقمفار حت التمقمى بأعمحي بأن وهب المححي‪ ,‬ولعله كان قادما من‬
‫مكة‪ ،‬فهذههر الصمورةا تبجي لنا مثل من سلوك التمقمي الذهين تر‬
‫عليهم لظات ضعف يعودون بأعدها أقوى إيإانأا ما كانأوا عليه إذا‬
‫تذهكروا وراجعوا أنأفسهم‪ ,‬وف بأيان ذلك يقمول ال تبجارك وتعال‪﴿ :‬‬
‫شايهطاذن تههذنكسروا فهذإِهذا سهم‬ ‫سسهام هطائذ ر‬
‫ف مهن ال ن‬ ‫إذنن النذذيَهن اتنيهقاوا إذا هم ن‬
‫ن ﴾ ]العراف‪.[201 :‬‬ ‫صسرو ه‬ ‫يماب ذ‬
‫وقد تذهكر سريعاا وخأرج لعله يدرك ما فاته‪ ،‬وظل يشعر‬
‫بأالذهنأب حت وصل إل النب ^ ف تبجوك وحصمل على رضاهر‬
‫‪1‬‬

‫)( أسمحت‪ :‬انقادت ) ( انظر‪ :‬البداية والنهاية )‪.(5/8‬‬


‫‪8‬‬ ‫‪2‬‬
‫وسرورهر)ر‪.(1‬‬
‫‪ -2‬معرفة الرسول بأصحابه وبمعادنهم‪:‬‬
‫إن قول الرسول ^ حينمحا قال له أصحابأه‪ :‬هذها راكب على‬
‫الطريق مقمبجل‪» :‬كن أبا خيثمة«‪ ,‬فلمحا اقتب وعرفوهر قالوا‪ :‬يا‬
‫رسول ال‪ ,‬هو –وال‪ -‬أبأو خأيثمحة‪ ،‬يدل على معرفة رسول ال‬
‫^ بأأصحابأه وأنأه أعرفهم بعادن رجاله‪ ،‬يعرف الستمجيب من‬
‫غيهر‪ ،‬ويعرف التمائب المحنيب إل ربأه إذ زلتَّ قدمه بأسرعة رجوعه‪،‬‬
‫ومعرفة خأصمال الرجال ومعادنم تدل على معرفة واسعة‪ ،‬وخأبةا‬
‫مستموعبجة فاحصمة نأتميجة التمعامل والحتمكاك ف ميادين الياةا‬
‫الختملفة‪ ،‬فقمد كان يالط المحيع‪ ،‬يسمحع منهم ويسمحعهم‬
‫ويسيون معه‪ ،‬وياهدون تتَّ رايتمه)ر‪.(2‬‬
‫‪ -3‬حزم أبي خيثمة وصبره ونفاذ عزيَمته‪:‬‬
‫تأمل هذها القمرار الذهي اتذههر أبأو خأيثمحة ‪ ‬أن يلحق بأرسول ال‬
‫^ وحدهر‪ ،‬ف هذههر الرحلة الضنية‪ ،‬ف هذههر الصمحراء القمليلة الاء‬
‫ذات الر اللفح‪ ،‬لقمد اتذه هذها القمرار الازما ونأفذههر بأدقة‪ ،‬فدل‬

‫)( انظر‪ :‬التاريخ السلمي‪.(112 ،8/111) ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪.133‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪118‬‬

‫على قوةا عزيإتمه وعنفوان إرادته وعلى جلدهر وصبهر)ر‪.(1‬‬


‫‪ -4‬عتاب القائد للجندي له أثره‪:‬‬
‫وصل أبأو خأيثمحة معتفاا بأذهنأبجه‪ ،‬يطرح السلح على رسول ال‬
‫^ فعاتبجه‪ ^ ,‬معاتبجة تمحل ف طأياتا اللوما والتمأنأيب والتمهديد‪ ,‬إذ‬
‫قال له رسول ال ^‪» :‬أولى لك يَا أبا خيثمة« فهي كلمحة فيها‬
‫معن التمهديد‪ ،‬ومعناها‪ :‬دنأوت من اللكة‪.‬‬
‫إنأه ما ل شك فيه أن هذها الكلما كان له وقعه ف نأفس‬
‫الندي‪ ،‬إذ أوقفه على حقميقمة ما ارتكب من الذهنأب‪.‬‬
‫وهذها منهجه نأبجوي كري ف تعليم القمادةا عدما السكوت على‬
‫أخأطاء النود؛ لن ذلك يضرهم ويلحق الضرر بأغيهم‪ ،‬بأل عليهم‬
‫أن يسعوا إل تصمويب الطأ وماسبجة مرتكبجه وتقمويإه‪ ,‬وبأذهلك‬
‫يكونأون معلمحي ومرشدين ومربأي)ر‪.(2‬‬
‫‪-9‬الحق ل بد له من قوة ‪:‬‬
‫ومن دروس هذههر العركة أن الق ل بأد له من قوةا ترسه‬
‫وترهب أعداءهر‪ ،‬ل يكفي حق بأل قوةا‪.‬‬
‫ب…ْوقد لن منه جانأب وخأطاب‬ ‫ك‬
‫دعا الصمطفى دهارا بكة مل ثيم د‬
‫)( المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.134 ،133‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.134‬‬ ‫‪2‬‬


‫فلمحا دعا والسيف بأالكف مسملط…ْله أسلمحوا واستمسلمحوا وأنأابأوا‬
‫‪-10‬العقيدة أقوى سلحا‪:‬‬
‫ومن الدروس العظيمحة من هذههر الغزوةا‪ :‬أن تكن العقميدةا ف‬
‫قلوب رجال السلما أقوى من كل سلح ومعتماد‪ ،‬وقضى ال أن‬
‫المة مت ما مغفملتَّ عن عقميدتا وتعنلقمتَّ بأغيها تقملنبجتَّ ف ثنايا‬
‫الهانأات والنكبجات والنكسات‪ ،‬حت ترجع إل كتماب ربا وسنة‬
‫نأبجيها‪ .‬والمة اليوما بأعيدةا كل البجعد عن العقميدةا الصمحيحة إل من‬
‫رحم ال‪.‬‬
‫فعلى الدعاةا والصملحي والربأي أن يركزوا ف دعوتم على‬
‫مسألة التموحيد دراسا وشراحا وعمحلا وتطبجياقما‪ ،‬وأن ل يغتوا بأغيهم‬
‫من يالفهم ف هذههر السألة‪ ،‬فل صلح ول فلح إل إذا صمحتَّ‬
‫عقمائد الناس واتضحتَّ لم معال وأصول هذههر العقميدةا‪.‬‬
‫‪ -11‬وصايإا رسول الله ^ للجيش عند‬
‫مروره بحجر ثمود‪:‬‬
‫قال أبأو كبجشة النأصماري ‪ :‬لا كان ف غزوةا تبجوك تسارع‬
‫الناس إل أهل الجر يدخألون عليهم‪ ،‬فبجلغ ذلك رسول ال ^‬
‫فنادى ف الناس‪» :‬الصلة جامعة« قال‪ :‬فأتيتَّ رسول ال ^‬
‫‪118‬‬

‫وهو مسك بأعيهر‪ ،‬وهو يقمول‪» :‬ما تدخلون على قوم غضب ال‬
‫عليهم؟« فناداهر رجل منهم‪ :‬نأعجب منهم يا رسول ال‪ ،‬قال‪:‬‬
‫»أفل أنذركم بأعجب من ذلك؟ رجل من أنفسكم يَنبئكم بما‬
‫كان قبلكم وما هو كائن بعدكم‪ ،‬فاستقيموا وسددوا‪ ،‬فإِن ال‬
‫شيئا‪ ،‬وسيأتي قوم ل يَدفعون عن‬ ‫عز وجل ل يَعبأ بعذابكم ل‬
‫شيئا«)ر‪ .(1‬وقال ابأن عمحر رضي ال عنهمحا‪ :‬إن الناس نأزلوا‬‫أنفسهم ل‬
‫مع رسول ال ^ أرض ثود‪ ،‬الجر‪ ،‬واستمقموا من بأئرها‪ ،‬واعتمجنوا‬
‫بأه‪ ،‬فأمرهم رسول ال ^ أن يهريقموا ما استمقموا من بأئرها‪ ،‬وأن‬
‫يعلفوا البأل العجي‪ ،‬وأمرهم أن يستمقموا من البجئر الت كانأتَّ تردها‬
‫الناقة)ر‪ (2‬وقال رسول ال ^‪» :‬ل تدخلوا مساكن الذيَن ظلموا‬
‫أنفسهم‪ ،‬إل أن تكونوا باكين حذرال أن يَصيبكم مثل ما‬
‫أصابهم« ث زجر)ر‪ (3‬فأسرع حت خألفها)ر‪ ,(4‬وهذها منهجه نأبجوي كري‬
‫ف توجيه رسول ال ^ صحابأتمه إل العتمبجار بأديار ثود‪ ،‬وأن‬
‫يتمذهكروا با غضب ال على الذهين كذهبأوا رسوله‪ ،‬وأل يغفلوا عن‬
‫مواطأن العظة بأرسومها الدارسة‪ ،‬وأطأللا القمديإة‪ ،‬وناهم عن‬
‫)‪ (2‬البخاري‪ ،‬كتاب النبياء‪ ،‬رقم‬ ‫)( انظر‪ :‬الفتح الرباني )‪.(21/195‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.3379‬‬
‫‪2‬‬

‫)( زجر‪ :‬أي زجر ناقته‪ ,‬ومعناه ساقها سوقا شديدا حتى خلفها أي جاوز المساكن‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتاب النبياء‪ ،‬رقم ‪.3381‬‬ ‫‪4‬‬


‫النأتمفاع بأشيء ما ف ربأوعها‪ ،‬حت الاء لكيل تفوت بأذهلك العبةا‪،‬‬
‫وتف الوعظة‪ ،‬بأل أمرهم بأالبجكاء‪ ،‬وبأالتمبجاكي‪ ،‬تقميقما للتمأثر‬
‫بأعذهاب ال‪ ,‬ولو أنم مروا با كمحا نر نن بأآثار السابأقمي‪،‬‬
‫لتمعرضوا لسخط ال‪ ،‬فإن الغابأرين شهدوا العجزات ودلئل النبجوةا‪،‬‬
‫وعاينوا العجائب‪ ،‬لكن قستَّ قلوبم فاستمهانأوا با‪ ،‬وحق عليهم‬
‫العذهاب‪ ،‬وحاق بم ما كانأوا بأه يستمهزئون من نأقممحة ال وغضبجه‪.‬‬
‫إن ال عز وجل ما قص علينا من أنأبجاء المم الالية‪ ،‬إل لكي‬
‫نأأخأذه منها العظة والعتمبجار‪ ،‬فإذا شهدنأا بأأعيننا ديارهم الت نأزل‬
‫فيها سخط الول عز وجل وعذهابأه الليم‪ ،‬وجب أن تكون‬
‫الوعظة أشد‪ ،‬والعتمبجار أعمحق‪ ،‬والوف من سخط الول –‬
‫سبجحانأه‪ -‬أبألغ‪ ،‬ولذها تسجى النب صلوات ال وسلمه عليه بأثوبأه‬
‫لا مر بأالديار اللعونأة السخوطأة واستمحث خأطا راحلتمه)ر‪ (1‬وقال‬
‫لصحابأه‪» :‬ل تدخلوا مساكن الذيَن ظلموا أنفسهم إل أن‬
‫تكونوا باكين‪ ,‬حذلرا أن يَصيبكم ما أصابهم« )ر‪.(2‬‬
‫‪ -12‬وفاة الصحابي عبد الله ذي‬

‫)( انظر‪ :‬صور وعبر من الجهاد النبوي في المدينة‪ ،‬ص ‪.480‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتاب النبياء رقم ‪ (7) .3381‬البجاد‪ :‬الكساء الغليظ الجافي‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪118‬‬

‫‪:‬‬ ‫)‪(1‬‬
‫البجاديإن‬
‫قال عبجد ال بأن مسعود ‪ :‬قمحتَّ من جوف الليل‪ ،‬وأنأا مع‬
‫رسول ال ^ ف غزوةا تبجوك‪ ،‬قال‪ :‬فرأيتَّ شعلة من نأار ف نأاحية‬
‫العسكر‪ ،‬قال‪ :‬فاتبجعتمها‪ ،‬أنأظر إليها‪ ،‬فإذا رسول ال ^ وأبأو بأكر‬
‫وعمحر‪ ،‬وإذا عبجد ال ذو البججادين الزن قد مات‪ ،‬وإذا هم قد‬
‫حفروا له‪ ،‬ورسول ال ^ ف حضرته‪ ،‬وأبأو بأكر وعمحر يدليانأه‬
‫إليه‪ ،‬وهو يقمول‪» :‬أدنيا إلين أخاكما« فدلياهر إليه‪ ،‬فلمحا هيأهر‬
‫بأشقمه‪ ،‬قال‪» :‬اللهم إني أمسيت راضيلا عنه‪ ،‬فارض عنه« قال‬
‫)رالراوي عن ابأن مسعود(‪ :‬قال عبجد ال بأن مسعود‪ :‬يا ليتمنج كنتَّ‬
‫صاحب الفرةا)ر‪.(2‬‬
‫قال ابأن هشاما‪ :‬وإنا سي ذا البججادين؛ لنأه كان ينازع إل‬
‫السلما فيمحنعه قومه من ذلك يضيقمون عليه‪ ،‬حت تركوهر ف باد‬
‫ليس عليه غيهر‪ ,‬فهرب منهم إل رسول ال ^‪ ,‬فلمحا كان قريبجا‬
‫منه‪ ،‬شق بادهر بأاثني‪ ،‬فاتزر بأواحد واشتممحل بأالخأر‪ ،‬ث أتى رسول‬
‫ال ^ فقميل له‪ :‬ذو البججادين‪ ،‬لذهلك)ر‪.(3‬‬
‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬صحيح السيرة النبوية‪ ،‬ص ‪.598‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية لبن هشام )‪.(4/182‬‬ ‫‪3‬‬


‫وف هذههر القمصمة دروس وحكم وفوائد منها‪:‬‬
‫‪ -1‬تكريَم النبي ^ لجنوده أحياء وأمواتلا‪:‬‬
‫فهذها الفعل مع ذي البججادين يدل على حرصا النب ^ على‬
‫تكري أصحابأه حت ف حالة الوفاةا؛ لنم قدموا أنأفسهم للجهاد‬
‫ف سبجيل ال تاركي وراءهم أعز ما يإلكون‪ ،‬فكانأتَّ تلك الرعاية‬
‫مظهراا من مظاهر تكريإهم ف الدنأيا‪ ،‬حيث ل يتك جثثهم‬
‫تتمناوشها الذهئاب وغيها من دواب الرض؛ لكي يكون هذها‬
‫التمكري من السبجاب الت تدفع غيهم إل الستمبجسال والقداما ف‬
‫ميادين الهاد‪ ,‬ومن الدير بأالذهكر أن هذها البجدأ ل يد من يدعو‬
‫إل تطبجيقمه إل ف العصمر الديث‪ ،‬وبذها يإكن أن يقمال‪ :‬إن رعاية‬
‫القمائد السلم لشئون جندهر تعد سبجقما عسكرياا ل تعرفه النظم‬
‫والدساتي الوضعية إل بأعد قرون طأويلة‪ ،‬من بأزوغ السلما)ر‪.(1‬‬
‫فهذههر صورةا من الب والتمكري فريدةا يتميمحة‪ ،‬لن تد ف تاريخ‬
‫اللوك والكاما من يب ويتمواضع إل هذها الستموى‪ ،‬إل حيث يوسد‬
‫الاكم فردا من رعيتمه بأيدهر ف مثواهر الخأي‪ ،‬ث يلتممحس له الرضاةا‬
‫من رب العالي‪ ،‬أما هو فقمد أعلن أنأه أمسى راضيا عنه)ر‪.(2‬‬
‫)( انظر‪ :‬المدخل إلى العقيدة والستراتيجية العسكرية السلمية ص ‪.299‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬صور وعبر من الجهاد النبوي في المدينة‪ ،‬ص ‪.472‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪118‬‬

‫‪ -2‬جواز الدفن في الليل‪ ,‬والغبطة مشروعة في الخير‪:‬‬


‫ليل‪ ،‬والسنة أن يعجل ف‬ ‫فقمد دفن رسول ال ^ ذا البججادين ا‬
‫دفن اليتَّ‪ ،‬كمحا أن الغبجطة وهي أن تتممحن حصمول الي لك كمحا‬
‫حصمل لغيك من إخأوانأك‪ ,‬وهذها عكس السد‪ ،‬إذ السد تن‬
‫زوال النعمحة عن غيك‪ ,‬والسد كله شر كمحا ترى‪ ،‬أما الغبجطة فل‬
‫تكون إل ف الي)ر‪ ,(1‬تأمل قول عبجد ال بأن مسعود ‪ ‬حينمحا سع‬
‫رسول ال ^ يقمول ف حق ذي البججادين‪» :‬اللهم إني أمسيت‬
‫عنه راضيلا فارض عنه« فقمال ابأن مسعود‪ :‬يا ليتمنج كنتَّ صاحب‬
‫اللحد)ر‪ (2‬إنا كلمحة كل مؤممن آمن بأال واليوما الخأر‪ ،‬ووقف‬
‫موقفه ذاك‪ ,‬فقمد عرفوا أين تكون ميادين التمنافس)ر‪.(3‬‬
‫‪ -13‬موقف المنافقين من غزوة تبوك‪:‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬صحيح‬ ‫)( انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪.164 ،163‬‬ ‫‪1‬‬

‫السيرة النبوية‪ ،‬ص ‪.598‬‬


‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬معين السيرة‪ ،‬ص ‪.452‬‬ ‫‪3‬‬


‫عندما أعلن الرسول ^ النفي ودعا إل النأفاق ف تهيز‬
‫هذههر الغزوةا‪ ،‬أخأذه النافقمون ف تثبجيط هم الناس قائلي لم‪ :‬ل‬
‫تنفروا ف الر‪ ،‬فأنأزل ال تعال فيهم‪ ﴿ :‬فهذرهح الاسمهخلنسفوهن‬
‫ل هوهكذرسهوا هأن يَيهجاذهسدوا بذأهامهوالذذهام‬‫ف رسوذل ا ذ‬ ‫ذذ ذ‬
‫بذهماقهعدهام خله ه ه س‬
‫ل هوهقاسلوا له هتنذفسروا ذفي الاهحمر قسال هناسر هجههنهم‬ ‫وأهنايسفذسذهم ذفي سذبيذل ا ذ‬
‫ه‬ ‫ا‬ ‫ه‬
‫ضهحسكوا قهذليلل هولايهابسكوا هكذثيلرا‬ ‫أههشيد هحرا لناو هكاسنوا يَهيافهقسهوهن ‪ ‬فهياليه ا‬
‫هجهزاءل بذهما هكاسنوا يَهاكذسسبوهن ﴾ ]التموبأة‪.[82-81 :‬‬
‫وقال رسول ال ^ وهو ف جهازهر لتمبجوك‪ ،‬للجد بأن قيس‪:‬‬
‫»يَا جد‪ ,‬هل لك العام في جلد بني الصفر؟« فقمال‪ :‬يا رسول‬
‫ال أوتأذن ل ول تفتمنج؟ فوال لقمد عرف قومي أنأه ما من رجل‬
‫أشد عجبجاا بأالنساء منج وإن أخأشى إن رأيتَّ نأساء بأنج الصفر‬
‫أل أصب‪ ،‬فأعرض عنه رسول ال ^ وقال‪» :‬قد أذنت لك«‬
‫ففيه نأزلتَّ الية‪﴿ :‬هوذم انيسهم نمن يَهيسقوسل ائاهذن ملي هوله تهيافتذمني أهله ذفي‬
‫الاذف اتينهذة هسهقسطوا هوإذنن هجههنهم لهسمذحيطهةر ذبالاهكافذذريَهن ﴾ ]التموبأة‪ .[49 :‬وذهب‬
‫بأعضهم إل النب ^ مبجدين أعذهاراا كاذبأة ليأذن لم بأالتمخلف‪،‬‬
‫ك لذهم أهذذن ه‬
‫ت لهسهام هحنتى‬ ‫فأذن لم‪ ,‬فعاتبجه ال بأقموله‪ ﴿ :‬هعهفا الس هعن ه‬
‫ذذ‬ ‫يَيهتبيينن له ه ذ‬
‫ن ﴾ ]التموبأة‪.[43 :‬‬ ‫ك النذيَهن ه‬
‫صهدسقوا هوتهياعلههم الاهكاذبي ه‬ ‫هه ه‬
‫‪118‬‬

‫وبألغ رسول ال ^ أن نأاساا منهم يتممحعون ف بأيتَّ سويلم‬


‫اليهودي يثبجطون الناس عن رسول ال ^‪ ،‬فأرسل إليهم من‬
‫أحرق عليهم بأيتَّ سويلم)ر‪.(1‬‬
‫وهذها يدل على مراقبجة السلمحي الدقيقمة ومعرفتمهم بأأحوال‬
‫النافقمي واليهود‪ ،‬فقمد كانأتَّ عيون السلمحي يقمظة تراقب تركات‬
‫اليهود والنافقمي‪ ،‬واجتممحاعاتم وأوكارهم‪ ،‬بأل كانأوا يطلعون فيها‬
‫أدق أسرارهم واجتممحاعاتم وما يدور فيها من حبجك‬ ‫على ي‬
‫الؤمامرات‪ ,‬وابأتمكار أساليب التمثبجيط‪ ,‬واخأتملق السبجاب الكاذبأة‬
‫لقناع الناس بأعدما الروج للقمتمال‪ ،‬وقد كان علج رسول ال‬
‫لدعاةا الفتمنة وأوكارها حازما حاسا‪ ،‬إذ أمر برق البجيتَّ على من‬
‫فيه من النافقمي‪ ،‬وأرسل من أصحابأه من ينفذههر‪ ,‬ونأفذه بزما‪ ,‬وهذها‬
‫منهجه نأبجوي كري يتمعلم منه كل مسئول ف كل زمان ومكان‬
‫كيف يقمف من دعاةا الفتمنة ومراكز الشائعات الضللة الت تلحق‬
‫الضرر بأالفراد والتممحعات والدول؛ لن التدد ف مثل هذههر المور‬
‫يعرض المن والمان إل الطر وينذهر بأزوالا)ر‪.(2‬‬
‫لقمد تدث القمرآن الكري عن موقف النافقمي قبجل الغزوةا‬
‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية في ضوء المصادر الصلية‪ ،‬ص ‪.618‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪.121‬‬ ‫‪2‬‬


‫وأثناءها وبأعدها‪ ,‬وما جاء من حديث القمرآن الكري عن موقف‬
‫النافقمي قبجل غزوةا تبجوك ما يتمضمحن استمئذهانم‪ ،‬وتلفهم عن‬
‫أب ابأن سلول‪ ,‬وقد تدث‬ ‫الروج‪ ،‬وكان من تلف عبجد ال بأن م‬
‫صلدا‬‫ضا قهذريَبا وسهفرا هقا ذ‬
‫القمرآن عنهم فقمال تعال‪ ﴿ :‬لهاو هكاهن هعهر ل ل ه ه ل‬
‫شنقةس وسياحلذسفوهن ذبا ذ‬ ‫لنتنيبهيسعوهك هولهذكن بهيعسهد ا‬
‫ل لهذو‬ ‫ت هعلهايذهسم ال ي ه ه ه‬
‫سسهام هوالس يَهياعلهسم إذنيسهام‬ ‫ذ‬
‫ااستهطهاعهنا لههخهراجهنا همهعسكام يَسياهلسكوهن أهنايسف ه‬
‫لههكاذذسبوهن ﴾ ]التموبأة‪ .[42 :‬فقمد بأي ‪-‬سبجحانأه وتعال‪ -‬موقف النافقمي‬
‫وأنم تلفوا بأسبجب بأعد السافة وشدتا‪ ،‬وأنأه لو كان الذهي‬
‫دعوتهم إليه يا ممحد عرضاا من أعراض الدنأيا ونأعيمحها وكان السفر‬
‫سهل لتبجعوك ف الروج‪ ،‬ولكنهم تلفوا ول يرجوا‪ ,‬فالية تشرح‬
‫وتوضح ملبأسات موقفهم قبجل الروج إل الغزوةا‪ ،‬وأسبجاب هذها‬
‫الوقف‪ ,‬ث حكى –سبجحانأه‪ -‬ما سيقموله هؤملء النافقمون بأعد عودةا‬
‫ل لهذو ااستهطهاعهنا لههخهراجهنا‬ ‫الؤممني من هذههر الغزوةا‪ ﴿ :‬وسياحلذسفوهن ذبا ذ‬
‫ه هه‬
‫سسهام هوالس يَهياعلهسم إذنيسهام لههكاذذسبوهن ﴾‪ .‬كان نأزول‬ ‫ذ‬
‫همهعسكام يَسياهلسكوهن أهنايسف ه‬
‫هذههر الية قبجل رجوعه ^ من تبجوك‪ .‬والعن‪ :‬وسيحلف هؤملء‬
‫النافقمون بأال ‪-‬كذهبأاا وزوراا‪ -‬قائلي‪ :‬لو استمطعنا ‪-‬أيها الؤممنون‪-‬‬
‫أن نرج معكم للجهاد ف تبجوك لرجنا‪ ،‬فإنأنا ل نأتمخلف عن‬
‫‪118‬‬

‫الروج معكم إل مضطرين فقمد كانأتَّ لنا أعذهارنأا القماهرةا الت‬


‫حلتمنا على التمخلف)ر‪.(1‬‬
‫سسهام هوالس يَهياعلهسم إذنيسهام‬ ‫ذ‬
‫وقوله ‪-‬سبجحانأه‪ ﴿ :-‬يَسياهلسكوهن أهنايسف ه‬
‫لههكاذذسبوهن ﴾‪ .‬قال ابأن عاشور‪ :‬أي يلفون مهلكي أنأفسهم ‪-‬أي‬
‫موقعينها ف اللك‪ ,‬واللك‪ :‬الفناء والوت‪ -‬ويطلق على الضرار‬
‫السمحية وهو الناسب هنا أي يتمسبجبجون ف ضر أنأفسهم بأالأيإان‬
‫الكاذبأة وهو ضر الدنأيا وعذهاب الخأرةا‪ ,‬وف هذههر الية دللة على‬
‫أن تعمحد اليمحي الفاجرةا يفضي إل اللك)ر‪.(2‬‬
‫ك‬
‫ث عاتب ال تعال نأبجينا ممحدا ^ بأقموله‪ ﴿ :‬هعهفا الس هعن ه‬
‫صهدسقوا هوتهياعلههم الاهكاذذذبيهن‬ ‫ت لههم حنتى يَيهتبيينن له ه ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ك النذيَهن ه‬ ‫لهم أهذن ه س ا ه ه ه ه‬
‫﴾‪.‬‬
‫قال ماهد)ر‪ :(3‬نأزلتَّ هذههر الية ف أنأاس قالوا‪ :‬استمأذنأوا رسول‬
‫ال ^‪ ,‬فإن أذن لكم فاقعدوا‪ ،‬وإن ل يأذن لكم فاقعدوا‪ ,‬وهؤملء‬
‫أب ابأن سلول‪ ،‬والد بأن‬ ‫هم فريق من النافقمي‪ ،‬منهم عبجد ال بأن م‬

‫)( انظر‪ :‬حديث القرآن الكريم )‪.(2/647‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬تفسير التحرير و التنوير )‪.(10/209‬‬ ‫‪2‬‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬التحرير والتنوير )‬ ‫)( انظر‪ :‬تفسير ابن كثير )‪.(2/360‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪.(10/210‬‬
‫قيس‪ ،‬ورفاعة بأن التمابأوت‪ ،‬وكانأوا تسعا وثلثي واعتمذهروا بأأعذهار‬
‫كاذبأة)ر‪.(1‬‬
‫والية الكريإة عتماب لطيف من اللطيف البجي ‪-‬سبجحانأه‪-‬‬
‫لبجيبجه ^ على ترك الول‪ ,‬وهو التموقف عن الذن إل انلء‬
‫ك النذذيَهن‬ ‫المر وانأكشاف الال ث قال تعال‪ ﴿ :‬له يَهاستهأاذذنس ه‬
‫)ر‪(2‬‬

‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬


‫يَسياؤمسنوهن ذبال هوااليهياوم الهخذر هأن يَيهجاهسدوا بذأهامهوالذهام هوأهنايسفسذهام هوالس‬
‫ل هوااليهياوذم‬
‫ك النذذيَن له يَياؤذمسنوهن ذبا ذ‬
‫ه س‬ ‫هعذليرم ذبالاسمتنذقيهن ‪ ‬إذنهما يَهاستهأاذذنس ه‬
‫ن ﴾]التموبأة‪.[45-44 :‬‬ ‫الهذخذر هواارهتابه ا‬
‫ت قسيسلوبسيسهام فهيسهام ذفي هريَابذذهام يَهيتهيهرندسدو ه‬
‫هذههر اليات أول ما نأزل ف التمفرقة بأي النافقمي والؤممني ف‬
‫القمتمال)ر‪ ،(3‬فبجي –سبجحانأه‪ -‬أنأه ليس من شأن الؤممني بأال واليوما‬
‫الخأر الستمئذهان وترك الهاد ف سبجيل ال‪ ،‬وإنا هذها من صفات‬
‫النافقمي الذهين يستمأذنأون من غي عذهر‪ ,‬وصفهم –سبجحانأه‪-‬‬
‫ت قسيسلوبسيسهام ﴾ أي‪ :‬شكتَّ ف صحة ما جئتمهم‬ ‫بأقموله‪ ﴿ :‬هواارهتابه ا‬
‫بأه‪ ،‬وقوله ﴿ فهيسهام ذفي هريَابذذهام يَهيتهيهرندسدوهن ﴾ أي‪ :‬يتمحيون يقمدمون‬
‫رجل ويؤمخأرون أخأرى وليستَّ لم قدما ثابأتمة ف شيء)ر‪.(4‬‬
‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬حديث القرآن الكريم )‪.(647 /2‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬تفسير المراغي )‪ (5) .(4/127‬انظر‪ :‬تفسير ابن كثير )‪.(2/361‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪4‬‬
‫‪118‬‬

‫لقمد كانأتَّ غزوةا تبجوك منذه بأداية العداد لا مناسبجة للتممحييز بأي‬
‫الؤممني والنافقمي‪ ،‬وضحتَّ فيها الواجز بأي الطرفي‪ ،‬ول يعد هناك‬
‫أي مال للتمست على النافقمي أو ماملتمهم‪ ,‬بأل أصبجحتَّ مابتمهم‬
‫أمراا ملحّا بأعد أن عمحلوا كل ما ف وسعهم لابة الرسول والدعوةا‪،‬‬
‫وتثبجيط السلمحي عن الستمجابأة للنفي الذهي أعلنه ال تعال ورسوله‬
‫^ والذهي نأزل بأه القمرآن الكري‪ ،‬بأل وأصبجح الكشف عن نأفاق‬
‫النافقمي‪ ،‬وإيقمافهم عند حدهم واجبجاا شرعيّا)ر‪.(1‬‬
‫‪-14‬جواز القتال في الشأهر الحرم ‪:‬‬
‫ومن الدروس جواز القمتمال ف الشهر الراما إن كان خأروجه ف‬
‫رجب مفوظا على ما قاله ابأن إسحاق ولكن ها هنا أمر آخأر‬
‫وهو أن أهل الكتماب ل يكونأوا يرمون الشهر الراما بلف العرب‬
‫فإنا كانأتَّ ترمه وقد تقمدما أن ف نأسخ تري القمتمال فيه قولي‬
‫وذكرنأا حججه الفريقمي ‪.‬‬
‫‪-15‬بعض المعجزات التي حدثت في‬
‫الغزوة‪:‬‬
‫ظهرت ف غزوةا تبجوك معجزات منها‪:‬‬

‫)( انظر‪ :‬نضرة النعيم )‪.(1/389‬‬ ‫‪1‬‬


‫‪ -1‬ال تعالى يَرسل السحاب لدعاء نبيه بالسقيا‪:‬‬
‫لا جاز النب ^ حجر ثود‪ ،‬أصبجح الناس ول ماء لم‪،‬‬
‫فشكوا ذلك إل رسول ال ^‪ ,‬فدعا رسول ال ^ ربأه‪،‬‬
‫واستمسقمى لن معه من السلمحي‪ ،‬فأرسل ال ‪-‬سبجحانأه وتعال‪-‬‬
‫سحابأة فأمطرت حت ارتوى الناس‪ ،‬واحتممحلوا حاجتمهم من الاء‪،‬‬
‫فتمحدث ابأن إسحاق عمحن قال لمحود بأن لبجيد‪ :‬هل كان الناس‬
‫يعرفون النفاق فيهم؟ قال‪ :‬نأعم وال‪ ،‬إن كان الرجل ليعرفه من‬
‫أخأيه‪ ،‬ومن أبأيه‪ ،‬ومن عمحه‪ ،‬وف عشيته‪ ،‬ث يلبجس بأعضهم بأعضا‬
‫على ذلك‪ ،‬ث قال ممحود‪ :‬لقمد أخأبن رجال من قومي‪ ،‬عن رجل‬
‫من النافقمي معروف نأفاقه‪ ،‬كان يسي مع رسول ال ^ حيث‬
‫سار‪ ،‬فلمحا كان من أمر الناس بأالجر ما كان‪ ،‬ودعا رسول ال‬
‫^ حي دعا‪ ،‬فأرسل ال السحابأة‪ ،‬فأمطرت حت ارتوى الناس‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬أقبجلنا عليه ونأقمول‪ :‬ويك! هل بأعد هذها الشيء؟ قال‪:‬‬
‫سحابأة مارةا)ر‪.(1‬‬
‫‪ -2‬خبر ناقة رسول ال ^‪:‬‬
‫لا كان رسول ال ^ سائارا ف طأريقمه إل تبجوك‪ ،‬ضلتَّ نأاقتمه‪،‬‬
‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية لبن هشام )‪ ،(4/176‬صور وعبر من الجهاد النبوي‪ ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.473‬‬
‫‪118‬‬

‫فخرج أصحابأه ف طألبجها وعند رسول ال ^ رجل من أصحابأه‪،‬‬


‫يقمال له‪ :‬عمحارةا بأن حزما‪ ,‬وكان عقمبجّيا بأدريّا‪ ،‬وهو عم بأنج عمحرو بأن‬
‫حزما‪ ،‬وكان ف رحله زيد بأن اللصميتَّ القمينقماعي‪ ,‬وكان منافقماا‪.‬‬
‫قال زيد بأن اللصميتَّ وهو ف رحل عمحارةا‪ ،‬وعمحارةا عند رسول‬
‫ال ^‪ :‬أليس ممحد يزعم أنأه نأب؟ ويبكم عن خأب السمحاء‪ ،‬وهو‬
‫ل يدري أين نأاقتمه؟‬
‫فقمال رسول ال ^ وعمحارةا عندهر‪» :‬إن رجل قال‪ :‬هذا‬
‫محمد يَزعم أنه يَخبركم أنه نبي‪ ،‬ويَزعم أنه يَخبركم بأمر‬
‫السماء وهو ل يَدري أيَن ناقته؟ وإني وال ما أعلم إل ما‬
‫علمني ال‪ ،‬وقد دلني ال عليها‪ ،‬وهي في هذا الوادي‪ ،‬في‬
‫شعب كذا وكذا‪ ،‬قد حبستها شجرة بزمامها« فانأطلقموا حت‬
‫تأتون با‪ ،‬فذههبجوا فجاءوا با‪ ،‬فرجع عمحارةا بأن حزما إل رحله‪،‬‬
‫فقمال‪ :‬وال لعجب من شيء حدثناهر رسول ال ^ آنأفا عن مقمالة‬
‫قائل أخأبهر ال عنه بأكذها وكذها‪ ،‬للذهي قال زيد بأن اللصميتَّ‪ ،‬فقمال‬
‫رجل من كان ف رحل عمحارةا‪ ،‬ول يضر رسول ال ^‪ :‬زيد وال‬
‫قال هذههر القمالة قبجل أن تأت‪ ,‬فأقبجل عمحارةا على زيد‪ ،‬يأ ف عنقمه‬
‫)ريطعنه فيه( يقمول‪ :‬إلن عبجاد ال‪ ،‬إن ف رحلي لداهية‪ ،‬وما أشعر‪،‬‬
‫اخأرج أي عدو ال)ر‪ (1‬من رحلي فل تصمحبجنج‪ ،‬قال ابأن إسحاق‪:‬‬
‫فزعم بأعض الناس أن زيداا تاب بأعد ذلك‪ ،‬وقال بأعض الناس‪ :‬ل‬
‫يزل متمهمحا بأشر حت هلك)ر‪.(2‬‬
‫‪ -3‬الخبار بهبوب ريَح شديَدة والتحذيَر منها‪:‬‬
‫أخأب رسول ال ^ أصحابأه ف تبجوك بأأن رياا شديدةا‬
‫ستمهب‪ ,‬وأمرهم بأأن يتماطأوا لنأفسهم ودوابم فل يرجوا حت ل‬
‫تؤمذيهم‪ ،‬وليبأطوا دوابم حت ل تؤمذى‪ ،‬وتقمق ما أخأب بأه رسول‬
‫ال ^‪ ,‬فهبجتَّ الريح الشديدةا وحلتَّ من قاما فيها إل مكان‬
‫بأعيد)ر‪ (3‬فقمد روى مسلم ف صحيحه بأإسنادهر إل أب حيد قال‪:‬‬
‫وانأطلقمنا حت قدمنا تبجوك فقمال رسول ال ^‪ :‬ستهب عليكم‬
‫الليلة ريَح شديَدة‪ ،‬فقماما رجل فحمحلتمه الريح حت ألقمتمه ببجل‬
‫طأيئ)ر‪.(4‬‬
‫قال النووي ف شرحه على صحيح مسلم معقمبجا على هذها‬
‫الديث‪ :‬هذها الديث فيه هذههر العجزةا الظاهرةا من إخأبجارهر ^‬

‫)( انظر‪ :‬إعلم النبوة للماوردي‪ ،‬ص ‪ ،100‬السيرة النبوية لبن هشام )‪.(4/177‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية لبن هشام )‪ (3) .(4/177‬انظر‪ :‬الصراع مع‬ ‫‪2‬‬

‫الصليبيين‪ ،‬ص ‪.141‬‬


‫‪3‬‬

‫)( صحيح مسلم بشرح النووي )‪ ،(15/42‬مختصر مسلم رقم ‪.1543‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪118‬‬

‫بأالغيب وخأوف الضرر من القمياما وقتَّ الريح)ر‪.(1‬‬


‫‪ -4‬تكثير ماء عين تبوك والخبار بما ستكون‬
‫عليه من خصب‪:‬‬
‫قال معاذ بأن جبجل ‪ :‬قال رسول ال ^‪» :‬إنكم ستأتون‬
‫غدا إن شاء ال عين تبوك‪ ,‬وإنكم لن تأتوها حتى يَضحى‬
‫النهار‪ ،‬فمن جاءها منكم فل يَمس من مائها شيئا حتى آتي«‬
‫)ر‪(3‬‬
‫فجئناها وقد سبجقمنا إليها رجلن‪ ،‬والعي مثل الشراك)ر‪ ,(2‬تبجض‬
‫بأشيء من ماء‪ ،‬فسألمحا رسول ال ^‪» :‬هل مسستما من مائها‬
‫شيئا؟« قال‪ :‬نأعم‪ ،‬فسبجهمحا النب ^ وقال لمحا ما شاء ال أن‬
‫يقمول‪ ،‬ث غرفوا بأأيديهم من العي قليل قليلا حت اجتممحع ف‬
‫شيء‪,‬وغسل رسول ال ^ فيه يديه ووجهه‪ ,‬ث أعادهر فيها فجرت‬
‫العي باء منهمحر حت استمقمى الناس)ر‪.(4‬‬
‫وقد قال رسول ال ^ لعاذ بأن جبجل‪» :‬يَوشك يَا معاذ إن‬
‫طالت بك حياة أن ترىِ ما هاهنا قد ملئ جنانلا« )ر‪ ,(5‬لقمد‬
‫)( شرح النووي على صحيح مسلم )‪.(15/42‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الشراك‪ :‬هو سير النعل ومعناه ماء قليل جدا‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( تبض‪ :‬بفتح التاء وكسر الموحدة وتشديد الضاد ومعناه تسيل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫)( صحيح مسلم بشرح النووي )‪ ,(15/41‬مختصر مسلم رقم ‪.1530‬‬ ‫‪4‬‬

‫)(صحيح مسلم بشرح النووي‪ ،‬الفتح الرباني)‪ (2) .(21/196‬انظر‪ :‬الصراع مع‬ ‫‪5‬‬

‫الصليبيين‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫كانأتَّ منطقمة تبجوك والوادي الذهي كانأتَّ فيه العي منطقمة جرداء‬
‫لقملة الاء‪ ،‬ولكن ال ‪-‬عز وجل‪ -‬أجرى على يد رسوله ^ بأركة‬
‫تكثي هذها الاء حت أصبجح يسيل بأغزارةا‪ ،‬ول يكن هذها آتيا لسد‬
‫حاجة اليش‪ ،‬بأل أخأب رسول ال ^ بأأنأه سيستممحر وستمكون‬
‫هناك جنان وبأساتي ملوءةا بأالشجار الثمحرةا‪ ،‬ولقمد تقمق ما أخأب‬
‫بأه الرسول ^ بأعد فتةا قليلة من الزمن‪ ،‬وما زالتَّ تبجوك حت اليوما‬
‫تتماز بنانا وبأساتينها ونيلها وتورها‪ ،‬تنطق بأصمدق نأبجوةا الرسول‬
‫وتشهد بأأن الرسول ل يتمكلم إل صدقاا‪ ,‬ول يب إل حقما‪ ,‬ول‬
‫ينبجئ بأشيء إل ويتمحقمق)ر‪.(1‬‬
‫‪ -5‬تكثير الطعام‪:‬‬
‫قال أبأو سعيد الدري ‪ :‬لا كانأتَّ غزوةا تبجوك أصاب الناس‬
‫)ر‪(2‬‬
‫ماعة‪ ،‬فقمالوا‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬لو أذنأتَّ لنا فنحرنأا نأواضحنا‬
‫فأكلنا وأدمنا‪ ،‬فقمال لم رسول ال ^‪» :‬افعلوا«‪ ،‬فجاء عمحر‬
‫فقمال‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إنم إن فعلوا قل الظندهر)ر‪ (3‬ولكن ادعهم‬
‫بأفضل أزوادهم‪ ،‬ث ادع لم بأالبكة‪ ،‬لعل ال يعل ف ذلك‪ ،‬فدعا‬
‫‪1‬‬

‫)( نواضحنا‪ :‬جمع ناضح وهي البل التي يسقى عليها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫) ( النطع‪ :‬بساط من‬


‫‪5‬‬
‫)( الظهر‪ :‬ما يحمل عليه من البل‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجلد‪.‬‬
‫‪118‬‬

‫رسول ال ^ بأنطع)ر‪ (1‬فبجسطه‪ ،‬ث دعاهم بأفضل أزوادهم فجعل‬


‫الرجل ييء بأكف الذهرةا‪ ،‬والخأر بأكف التممحر‪ ،‬والخأر بأالكسرةا‬
‫حت اجتممحع على النطع ف ذلك شيء يسي‪ ،‬ث دعا عليه بأالبكة‪،‬‬
‫ث قال لم‪» :‬خأذهوا ف أوعيتمكم« فأخأذهوا من أوعيتمهم حت ما‬
‫تركوا من العسكر وعاء إل ملوهر‪ ،‬وأكلوا حت شبجعوا‪ ،‬وفضلتَّ‬
‫منه فضلة‪ ،‬فقمال رسول ال ^‪» :‬أشهد أن ل إله إل ال وأني‬
‫شاك فتحجب عنه‬‫عبد غير ّ‬ ‫ال بهما ر‬ ‫رسول ال‪ ,‬ل يَلقى ه‬
‫الجنة«)ر‪.(2‬‬
‫هذههر بأعض العجزات والكرامات الت أظهرها ال على يد رسول‬
‫ال ^ ف غزوةا تبجوك تدل على صدق نأبجوته ورسالتمه‪ ,‬وتدل على‬
‫رفعة منزلتمه وتكريإه عند ربأه)ر‪.(3‬‬
‫‪-16‬إذا استنفر المام الجيش لزمهم‬
‫النفير‪:‬‬
‫ومن الدروس والعب أن الماما إذا استمنفر اليش لزمهم النفي‬
‫ول يز لحد التمخلف إل بأإذنأه ول يشتطر ف وجوب النفي تعيي‬
‫كل واحد منهم بأعينه بأل مت استمنفر اليش لزما كل واحد منهم‬
‫‪1‬‬

‫)( الفتح الرباني )‪.(198 -21/196‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪.141‬‬ ‫‪3‬‬


‫الروج معه وهذها أحد الواضع الثلثة الت يصمي فيها الهاد فرض‬
‫عي ‪ .‬والثان ‪ :‬إذا حضر العدو البجلد ‪ .‬والثالث إذا حضر بأي‬
‫الصمفي ‪.‬‬
‫‪-17‬خإطر الستهزاء بالديإن والصالحين‪:‬‬
‫قال عبجد ال بأن عمحر ‪-‬رضي ال عنهمحا‪:-‬‬
‫قال رجل ف غزوةا تبجوك ف ملس يوماا‪ :‬ما رأينا مثل قرائنا‬
‫هؤملء‪ ،‬ل أرغب بأطونأا‪ ,‬ول أكذهب ألسنة‪ ،‬ول أجب عند اللقماء‪،‬‬
‫فقمال رجل ف اللس‪ :‬كذهبأتَّ‪ ,‬ولكنك منافق‪ ,‬لخأبنن رسول ال‬
‫^‪ ,‬فبجلغ ذلك رسول ال ^ ونأزل القمرآن‪ .‬قال عبجد ال‪ :‬فأنأا‬
‫رأيتمه متمعلقما بقمب)ر‪ (1‬نأاقة رسول ال والجارةا تنكبجه)ر‪ ،(2‬وهو‬
‫يقمول‪ :‬يا رسول ال إنا كنا نوض ونألعب‪ ،‬والرسول ^ يقمول‪:‬‬
‫»أبال وآيَاته ورسوله كنتم تستهزئون؟«‪.‬‬
‫وف رواية قتمادةا قال‪ :‬بأينمحا رسول ال ^ ف غزوته إل تبجوك‬
‫وبأي يديه أنأاس من النافقمي فقمالوا‪ :‬يرجو هذها الرجل أن تفتمح له‬
‫قصمور الشاما وحصمونا؟ هيهات هيهات‪ ..‬فأطألع ال نأبجيه على‬

‫)( الحقب‪ :‬حبل يشد به الرحل في بطن البعير‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( الحجارة تنكبه‪ :‬تصيبه وتؤذيه‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪118‬‬

‫ذلك فقمال نأب ال ^‪» :‬احبسوا هؤلء الركب«‪ ،‬فأتاهم فقمال‪:‬‬


‫قلتمم كذها وقلتمم كذها‪ ،‬قالوا‪ :‬فأنأزل ال فيهم ما تسمحعون)ر‪ ,(1‬فأنأزل‬
‫ال تعال‪ ﴿ :‬يَهاحهذسر الاسمهنافذسقوهن هأن تسينهينزهل هعلهايذهام سسوهرةر تسينهمبئسيسهام بذهما‬
‫ج نما تهاحهذسروهن ‪ ‬هولهئذان‬ ‫ذ‬
‫في قسيسلوبذذهم قسذل ااستهياهذزسئوا إذنن اله سماخذر ر‬
‫ل هوآهيَاتذذه هوهرسسولذذه‬ ‫ض ونهيالعب قسل أهذبا ذ‬ ‫ذ‬
‫هسأهالتهيسهام هليهيسقولسنن إ نهما سكننا نهسخو س ه ه س ا‬
‫ن ﴾ ]التموبأة‪.[65-64 :‬‬‫سكانتسام تهاستهياهذزسئو ه‬
‫ل هوآهيَاتذذه هوهرسسولذذه سكانتسام‬‫والستمفهاما ف قوله‪ ﴿ :‬قسل أهذبا ذ‬
‫ا‬
‫تهاستهياهذزسئوهن ﴾ استمفهاما إنأكاري‪.‬‬
‫والعن‪ :‬قل يا ممحد لؤملء موباا ومنكراا‪ :‬أل تدوا ما‬
‫تستمهزئون بأه ف مزاحكم ولعبجكم ‪-‬كمحا تزعمحون‪ -‬سوى فرائض‬
‫ال وأحكامه وآياته ورسوله الذهي جاء لدايتمكم وإخأراجكم من‬
‫الظلمحات إل النور؟!‬
‫ث بأي ‪-‬سبجحانأه‪ -‬أن استمهزاءهم هذها أدى بم إل الكفر‬
‫ف هعن هطائذهفسة‬‫فقمال‪ ﴿ :‬له تهياعتهذذسروا قهاد هكهفارتسام بهياعهد إذيَهمانذسكام ذإن نياع س‬
‫ذ‬ ‫مانسكم نسيهعمذ ا ذ ذ‬
‫ب هطائهفةل بأهنيسهام هكاسنوا سماجذرمي ه‬
‫ن ﴾ ]التموبأة‪.[66 :‬‬ ‫ا‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬تفسير المراغي )‬ ‫)( انظر‪ :‬الدر المنثور للسيوطي‪.(4/230) ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(4/153‬‬
‫ومعن الية‪ :‬أي ل تذهكروا هذها العذهر لدفع هذها الرما‪ ،‬لن‬
‫القداما على الكفر لجل اللعب ل ينبجغي أن يكون‪ ,‬فاعتمذهاركم‬
‫إقرار بأذهنأبجكم‪ ,‬فهو كمحا يقمال‪ :‬عذهر أقبجح من ذنأب)ر‪.(1‬‬
‫ب هطائذهفةل بذأهنيسهام‬ ‫س‬
‫ف هعن هطائذهفة مانسكام نسيهعمذ ا‬
‫وقوله‪ ﴿ :‬ذإن نياع س‬
‫هكاسنوا سماجذرذميهن﴾ أي‪ :‬إن نأعف عن بأعضكم لتموبأتمهم وإنأابأتمهم إل‬
‫ربم ‪-‬كمحخشن بأن حي‪ -‬نأعذهب بأعضاا آخأر لجرامهم وإصرارهم‬
‫عليه)ر‪.(2‬‬
‫ب‪ -‬إيذهاء الرسول والؤممني وماولة اغتميال رسول ال‪:‬‬
‫وقد نأزل ف هؤملء النافقمي قول ال تعال‪)﴿ :‬ر يَاحلذسفوهن ذبا ذ‬
‫ل‬ ‫ه‬
‫هما هقاسلوا هولههقاد هقاسلوا هكلذهمةه الاسكافذر هوهكهفسروا بهياعهد إذاسلهذمذهام هوههيموا بذهما‬
‫ضلذذه فهذإِن‬‫لهام يَهيهناسلوا هوهما نهيهقسموا إذلن أهان أهاغهناسهسم الس هوهرسسولسهس ذمن فه ا‬
‫خييلرا لنسهام هوذإن يَهيتهيهولناوا يَسيهعمذبايسهسم الس هعهذالبا أهذليلما ذفي‬
‫ك ها‬
‫يَهيستوسبوا يَه س‬
‫ذ س‬ ‫اليدناييا والهذخرذة وما لههم ذفي الهر ذ ذ ذ‬
‫ي هوله نهصير ﴾]التموبأة‪:‬‬ ‫ض من هول ّ‬ ‫ا‬ ‫ه ه ه هه س ا‬
‫‪.[74‬‬
‫وقد ذكر ابأن كثي أن الضحاك قال‪ :‬إن نأفرا من النافقمي هوا‬

‫‪1‬‬

‫)( المصدر نفسه )‪.(4/153‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪118‬‬

‫بأالفتمك بأالنب ^ وهو ف غزوةا تبجوك ف بأعض الليال ف حال‬


‫السي‪ ,‬وكانأوا بأضعة عشر رجل نأزلتَّ فيهم هذههر الية)ر‪ ,(1‬وف رواية‬
‫الواحدي عن الضحاك‪ :‬خأرج النافقمون مع رسول ال ^ إل‬
‫تبجوك‪ ،‬فكانأوا إذا خأل بأعضهم إل بأعض سبجوا رسول ال ^‬
‫وأصحابأه‪ ,‬وطأعنوا ف الدين‪ ،‬فنقمل ما قالوا حذهيفة إل رسول ال‬
‫^ فقمال لم رسول ال‪» :‬يَا أهل النفاق‪ ,‬ما هذا الذي بلغني‬
‫عنكم؟« فحلفوا ما قالوا شيئا من ذلك‪ ،‬فأنأزل ال هذههر الية‬
‫إكذهابأاا لم)ر‪.(2‬‬
‫والعن الجال للية‪ :‬يلفون بأال أنم ما قالوا تلك الكلمحة‬
‫الت نأسبجتَّ إليهم‪ ،‬وال يكذهبم ويثبجتَّ أنم قد قالوا كلمحة الكفر‬
‫الت رويتَّ عنهم‪ .‬ول يذهكر القمرآن هذههر الكلمحة لنأه ل ينبجغي‬
‫ذكرها‪) (...‬ر‪.(3‬‬
‫‪-18‬وجوب الجهاد بالمال‪:‬‬
‫ومصصن الصصدروس كمحصصا يقمصصول بأصصن القميصصم وجصصوب الهصصاد بأالصصال كمحصصا‬
‫يب بأالنفس وهذها إحدى الروايصتمي عصن أحصد وهصي الصمصواب الصذهي‬
‫ل ريصب فيصه فصإن المصر بأالهصاد بأالصال شصقميق المصر أهصم وآكصد مصن‬
‫)( تفسير ابن كثير )‪.(2/372‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬أسباب النزول للواحدي‪ ،‬ص ‪.251‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬حديث القرآن الكريم )‪.(2/665‬‬ ‫‪3‬‬


‫الهاد بأالنفس ول ريب أنأصصه أحصصد الهصصادين كمحصصا قصصال النصصب ^ مصصن‬
‫جه صصز غازي صصا فقم صصد غص صزا فيج صصب عل صصى القم صصادر علي صصه كمح صصا ي صصب عل صصى‬
‫القمادر بأالبجدن ول يتمم الهاد بأالبجدن إل بأبجذهله ول ينتمصمصصر إل بأالعصصدد‬
‫والع صصدد ف صصإن لص ص يقم صصدر أن يك صصثر الع صصدد وج صصب علي صصه أن يإ صصد بأال صصال‬
‫والعدةا وإذا وجب الصجه بأالصال علصى العصاجز بأالبجصدن فوجصوب الهصاد‬
‫بأالال أول وأحرى ‪.‬‬

‫وفي قصة مسجد الضرار دروس وعبر‬


‫وفوائد منها‪:‬‬
‫‪ -19‬أ‪-‬الكفر ملة واحدة‪:‬‬
‫وقد تبجي هذها ف موقف أب عامر الراهب من السلما ومن‬
‫السلمحي؛ إذ غضب غضبجا شديدا‪ ،‬وتأل لزيإة الشركي ف بأدر‪،‬‬
‫فأعلن عداءهر للرسول‪ ,‬وتوجه إل عاصمحة الشرك مكة يث أهلها‬
‫على قتمال السلمحي‪ ,‬وخأرج مقماتل معهم ف أحد‪ ،‬وحاول تفتميتَّ‬
‫‪118‬‬

‫الصمف السلمي)ر‪ (1‬وصدق ال تعال عندما قال‪﴿ :‬هوالنذذيَهن هكهفسروا‬


‫سارد‬
‫ض هوفه ه‬ ‫ضسهام أهاولذهياءس بهياع س‬
‫ض إذلن تهيافهعسلوهس تهسكان ذف اتينهةر ذفي الهار ذ‬ ‫بهياع س‬
‫هكذبيرر ﴾ ]النأفال‪.[73 :‬‬
‫‪) -20‬رب(محاولة التدليس على‬
‫المسلمين‪:‬‬
‫حاول النافقمون أن يضفوا الشرعية على هذها البجناء وأنأه مسجد‬
‫بأنوهر لسبجاب مقمنعة ف الظاهر‪ ،‬ولكن ل حقميقمة لا ف نأفوس‬
‫أصحابا‪ ،‬فقمد جاءوا يطلبجون من الرسول ^ الصملةا ف هذها البجناء‬
‫ليكون مسجدا قد بأاركه رسول ال ^بأالصملةا فيه‪ ،‬فإذا حدث‬
‫هذها فقمد استمقمر قرارهم ف تقميق أهدافهم‪ ،‬وهذها أسلوب ماكر‬
‫خأبجيث قد ينطلي على كثي من الناس)ر‪.(2‬‬
‫‪) -21‬رج(فالله خإير حاف ظ‬
‫ظا وهو أرحم‬
‫الراحمين‪:‬‬
‫إن البجاحث ليلحظ مدى العناية اللية بأالنب ^؛ فقمد‬
‫أطألعه ال ‪-‬عز وجل‪ -‬على أسرار هؤملء النافقمي وما أرادوهر من‬
‫)( انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪.179‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (4 ،‬المصدر نفسه‪ ،‬ص ‪.181‬‬ ‫‪2‬‬


‫تأسيس هذها السجد‪ ،‬فلول إعلما ال لرسوله لا أدرك رسول ال‬
‫حقميقمة نأواياهم‪ ،‬ولصملى ف البجناء فأضفى عليه الشرعية وأقبجل‬
‫الناس يصملون فيه لن رسول ال ^ صلى فيه‪ ،‬وبأذهلك يدث‬
‫الخأتملطر بأي النافقمي وضعاف السلمحي فينفردون بم وقد‬
‫يؤمثرون عليهم بأالشائعات)ر‪.(1‬‬
‫‪) -22‬رد(العلجا النبوي الحاسم‪:‬‬
‫إن ما قاما بأه الرسول ^ من المر بدما مسجد الضرار هو‬
‫التمصمرف المثل‪ ،‬وهذها منهجه نأبجوي كري سنه لقمادةا المة ف‬
‫القمضاء على أي عمحل يراد منه الضرار بأالسلمحي وتفريق‬
‫كلمحتمهم‪ ،‬فالداء العضال ل يعال بأتمسكينه والتمخفيف منه‪ ،‬وإنا‬
‫يعال بسمحه وإزالة آثارهر‪ ،‬حت ل يتمجدد ظهورهر بأصمورةا أخأرى‪،‬‬
‫وإن الثمحار العمحلية‪ ،‬الت لسها السلمحون على إثر تطبجيق المر‬
‫النبجوي الازما لتمدلنا على أن هذههر النهجية الت نجها رسول ال‬
‫^ مع هذها الكر البجيث‪ ,‬هي الطريقمة الثلى لقممحع حركة النفاق‬
‫ف التممحع السلم‪ ،‬فقمد أصبجح أمرهم بأعد ذلك يتملشى شيئا فشيئا‬
‫حت ل يبجق منهم بأعد لاق الرسول ^ بأالرفيق العلى إل عدد‬
‫‪1‬‬
‫‪118‬‬

‫قليل‪ ،‬ول يعرف عنهم بأعد تدمي مسجد الضرار أن قاموا بأأعمحال‬
‫تدما الدف نأفسه لعلمحهم بأنتمائجه العمحل بأعد انأكشافهم)ر‪.(1‬‬
‫‪) -23‬ر ه(ما يإلحق بحكم مسجد‬
‫الضرار‪:‬‬
‫ذكر الفسرون ما يلحق بسجد الضرار ف الكم‪ ،‬فهذههر‬
‫بأعض أقوالم‪:‬‬
‫أ‪ -‬قال الزمشري‪ ...:‬وقيل كل مسجد بأنج مبجاهاةا أو رياء‬
‫وسعة أو لغرض سوى ابأتمغاء وجه ال‪ ،‬أو بال غي طأيب‪ ,‬فهو‬
‫لحق بسجد الضرار)ر‪.(2‬‬
‫علق الدكتمور عبجد الكري زيدان على قول الزمشري فقمال‪:‬‬
‫ولكن هل يلحق بسجد الضرار فيهدما‪ ،‬كمحا هدما مسجد الضرار‬
‫الذهي بأناهر النافقمون ف الدينة وأمر النب ^ بدمه؟ ل أرى ذلك‪,‬‬
‫وإنا يإكن أن يقمال إن السجد الذهي بأن لذههر الغراض يلحق‬
‫بسجد الضرار من جهة عدما ابأتمنائه على التمقموى‪ ،‬والخألصا‬

‫)( انظر‪ :‬التاريخ السلمي )‪ (2) .(8/130‬انظر‪ :‬تفسير الزمخشري )‪.(2/310‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬
‫الكامل ل تعال)ر‪.(1‬‬
‫ب‪ -‬قال القمرطأب ف تفسيهر‪ :‬قال علمحاؤنأا‪ :‬وكل مسجد بأنج‬
‫على ضرار أو رياء وسعة فهو ف حكم مسجد الضرار ل توز‬
‫الصملةا فيه)ر‪.(2‬‬
‫ج‪ -‬وقال سيد قطب ف تفسيهر‪ :‬هذها السجد مسجد الضرار‬
‫الذهي اتذه على عهد رسول ال ^ مكيدةا للسلما والسلمحي‪،‬‬
‫هذها السجد ما يزال يتمخذه ف صور شت؛ يتمخذه ف صورةا نأشاطر‬
‫ظاهرهر السلما وبأاطأنه لسحق السلما أو تشويهه‪ ...‬ويتمخذه ف‬
‫صورةا أوضاع ترفع لفتمة الدين عليها لتمتمتس وراءها‪ ،‬وهي ترمي‬
‫هذها الدين‪ ،‬ويتمخذه ف صورةا تشكيلت وتنظيمحات وكتمب وبوث‬
‫تتمحدث عن السلما‪ ،‬لتمخدر القملقمي الذهين يرون السلما يثذهبأح‬
‫ويإحق‪ ،‬فتمخدرهم هذههر التمشكيلت وتلك الكتمب با توحيه لم‬
‫من أن السلما بي‪ ،‬وأنأه ل داعي للخوف أو القملق عليه)ر‪.(3‬‬
‫‪) -24‬رو(قاعدة لمعرفة ما يإلحق‬

‫)( انظر‪ :‬المستفاد من قصص القرآن )‪ (4) .(2/504‬انظر‪ :‬تفسير القرطبي )‬ ‫‪1‬‬

‫‪.(8/254‬‬
‫‪2‬‬

‫)( في ظلل القرآن )‪.(1711 ،3/1710‬‬ ‫‪3‬‬


‫‪118‬‬

‫بالمسجد الضرار ‪:‬‬


‫قال الدكتمور عبجد الكري زيدان‪ :‬كل ما يتمخذه ما هو ف ظاهرهر‬
‫مشروع‪ ،‬ويريد متمخذهوهر تقميق غرض غي مشروع‪ ،‬فهو ملحق‬
‫بأالسجد الضرار‪ ،‬لنأه يمحل روحه وعناصرهر)ر‪ ,(1‬وإذا أردنأا الياز‬
‫قلنا ف هذههر القماعدةا‪ :‬كل ما كان ظاهرهر مشروعا ويريد متمخذهوهر‬
‫الضرار بأالؤممني فهو ملحق بأالسجد الضرار)ر‪.(2‬‬
‫وبأناء على هذههر القماعدةا يرج من نأطاق مسجد الضرار وما‬
‫يلحق بأه‪ ،‬ما ذكرهر الماما ابأن القميم من مشاهد الشرك‪ ،‬ومن‬
‫أماكن العاصي والفسوق كالانأات وبأيوت المحر والنكرات ونو‬
‫ذلك؛ لن هذههر النكرات ظاهرها غي مشروع فل تلحق بأه وإن‬
‫استمحقمتَّ الزالة كمحسجد الضرار بأاعتمبجارها منكرات ظاهراا‬
‫وبأاطأناا)ر‪.(3‬‬
‫‪)-25‬رز( مساجد الضرار في بلد‬
‫المسلمين‪:‬‬
‫ل يزال أعداء السلما من النافقمي واللحدين‪ ،‬والبجشرين‬
‫)( انظر‪ :‬المستفاد من قصص القرآن )‪ (3 ،2) .(2/506‬المصدر نفسه)‪.(2/507‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫)‪ (4‬انظر‪ :‬السيرة النبوية لبي شهبة )‪.(2/508‬‬ ‫‪3‬‬


‫)رالنصميرين( والستمعمحرين‪ ,‬يقميمحون أماكن بأاسم العبجادةا وما هي لا‪،‬‬
‫وإنا الراد با الطعن ف السلما وتشكيك السلمحي ف معتمقمداتم‬
‫وآدابم‪ ،‬وكذهلك يقميمحون مدارس بأاسم الدرس والتمعليم ليتموصلوا‬
‫با إل بأث سومهم بأي أبأناء السلمحي‪ ،‬وصرفهم عن دينهم‪،‬‬
‫وكذهلك يقميمحون النتمديات بأاسم الثقمافة والغرض منها خألخلة‬
‫العقميدةا السليمحة ف القملوب‪ ,‬والقميم اللقمية ف النفوس‪،‬‬
‫ومستمشفيات بأاسم الافظة على الصمحة والدمة النأسانأية‬
‫والغرض منها التمأثي على الرضى والضعفاء وصرفهم عن دينهم‪,‬‬
‫وقد اتذهوا من البجيئات الاهلة والفقميةا ‪-‬لسيمحا ف بألد إفريقميا‪-‬‬
‫ذريعة للتموصل إل أغراضهم الدنأيئة الت ل يقمرها عقمل ول شرع ول‬
‫قانأون)ر‪.(1‬‬
‫إن مسجد الضرار ليس حادثة ف التممحع السلمي الول‬
‫وانأقمضتَّ‪ ,‬بأل هي فكرةا بأاقية‪ ،‬يطط لا بأاخأتميار الهداف‬
‫العمحيقمة‪ ،‬وتتمار الوسائل الدقيقمة لتمنفيذهها‪ ,‬وخأططها تصمب ف‬
‫التمآمر على السلما وأهله بأالتمشويه وقلب القمائق‪ ،‬والتمشكيك‪،‬‬
‫وزرع بأذهور الفت لبأعاد الناس عن دينهم وإشغالم با يضرهم‬

‫‪1‬‬
‫‪118‬‬

‫ويدمر مصميهم الخأروي)ر‪.(1‬‬


‫‪ -26‬ل يإعذر العاجز بماله حتى يإبذل جهده‪:‬‬
‫ومن دروس هذههر الغزوةا أن العاجز باله ل يعذهر حت يبجذهل‬
‫جهدهر ويتمحقمق عجزهر فإن ال سبجحانأه إنا نأفى الرج عن هؤملء‬
‫العاجزين بأعد أن أتوا رسول ال ^ ليحمحلهم فقمال ل أجد ما‬
‫أحلكم عليه فرجعوا يبجكون لا فاتم من الهاد فهذها العاجز الذهي‬
‫ل حرج عليه ‪.‬‬
‫دروس وعبر من قصة المخلفين الثلثة‪:‬‬

‫وردت قصمة الثلثة الذهين خألفوا على لسان كعب بأن مالك‬
‫‪ ‬ف كتمب السيةا والديث والتمفسي بأروايات متمقماربأة ف ألفاظها‪،‬‬
‫ولقميتَّ عناية فائقمة ف الشرح والتمدريس‪ ,‬وكان صحيح البجخاري‬
‫من أكثر الكتمب دقة وتفصميل لذههر القمصمة)ر‪.(2‬‬
‫ونأتك كعب بأن مالك ‪ ‬يدثنا بأنفسه حيث قال‪ :‬ل أتلف‬
‫عن رسول ال ^ ف غزوةا غزاها إل ف غزوةا تبجوك‪ ،‬غي أن كنتَّ‬
‫تلفتَّ ف غزوةا بأدر‪ ،‬ول يعاتب أحداا تلف عنها‪ ،‬إنا خأرج‬

‫)( انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪.182‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪.187‬‬ ‫‪2‬‬


‫رسول ال ^ يريد عي قريش حت جع ال بأينهم وبأي عدوهم‬
‫‪1‬‬
‫على غي ميعاد‪ ،‬ولقمد شهدت مع رسول ال ^ ليلة العقمبجة)ر (‬

‫حي تواثقمنا على السلما‪ ،‬وما أحب أن ل با مشهد بأدر‪ ،‬وإن‬


‫كانأتَّ بأدر أذكر ف الناس منها‪ ،‬كان من خأبي أن ل أكن –‬
‫قط‪ -‬أقوى ول أيسر حي تلفتَّ عنه ف تلك الغزاةا‪ ،‬وال ما‬
‫اجتممحعتَّ عندي قبجله راحلتمان –قط‪ -‬حت جعتمهمحا ف تلك‬
‫ورى بأغيها‪ ،‬حت‬ ‫الغزوةا‪ ،‬ول يكن رسول ال ^ يريد غزوةا إل ن‬
‫كانأتَّ تلك الغزوةا غزاها رسول ال ^ ف حر شديد‪ ,‬واستمقمبجل‬
‫سفراا بأعيداا ومفازاا‪ ،‬وعدوّا كثياا‪ ،‬فجلى للمحسلمحي أمرهم ليتمأهبجوا‬
‫أهبجة غزوهم‪ ،‬فأخأبهم بأوجهه الذهي يريد‪ ،‬والسلمحون مع رسول ال‬
‫^ كثي‪ ،‬ول يمحعهم كتماب حافظ‪ ،‬يريدون الديوان‪ ,‬قال‬
‫كعب‪ :‬فمحا رجل يريد أن يتمغيب إل ظن أن سيخفى له‪ ،‬ما ل‬
‫ينزل فيه وحي ال‪.‬‬
‫وغزا رسول ال ^ تلك الغزوةا حيث طأابأتَّ الثمحار والظلل‪,‬‬
‫وتهز رسول ال ^ والسلمحون معه‪ ،‬فطفقمتَّ أغدو لكي أتهز‬
‫معهم‪ ،‬فأرجع ول أق ك‬
‫ض شيئاا‪ ،‬فأقول ف نأفسي‪ :‬أنأا قادر عليه‪ ،‬فلم‬

‫)( ليلة العقبة‪ :‬الليلة التي بايع رسول ال ‪ ‬النصار على السلم‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪118‬‬

‫يزل يتممحادى ب حت اشتمد بأالناس الد‪ ،‬فأصبجح رسول ال ^‬


‫والسلمحون معه ول أقض من جهازي شيئاا‪ ،‬فقملتَّ‪ :‬أتهز بأعدهر‬
‫بأيوما أو يومي‪ ،‬ث ألقمهم‪ ،‬فغدوت بأعد أن فصملوا لتهز‪ ،‬فرجعتَّ‬
‫ول أقض شيئا‪ ،‬ث غدوت‪ ،‬ث رجعتَّ ول أقض شيئا‪ ،‬فلم يزل ب‬
‫حت أسرعوا وتفارطر الغزو)ر‪ (1‬وهمحتَّ أن أرتل فأدركهم‪ ,‬وليتمنج‬
‫فعلتَّ‪ ،‬فلم يقمدر ل ذلك‪ ،‬فكنتَّ إذا خأرجتَّ ف الناس بأعد‬
‫خأروج رسول ال ^ فطفتَّ فيهم أحزنأنج أن ل أرى إل ا‬
‫رجل‬
‫مغمحوصاا عليه النفاق أو رجل من عذهر ال من الضعفاء‪ ،‬ول‬
‫يذهكرن رسول ال ^ حت بألغ تبجوك‪ ،‬فقمال وهو جالس ف القموما‬
‫بأتمبجوك‪» :‬ما فعل كعب؟« فقمال رجل من بأنج سلمحة‪ :‬يا رسول ال‬
‫حبجسه بأرداهر‪ ،‬ونأظره ف عطفيه)ر‪ (2‬فقمال له معاذ بأن جبجل‪ :‬بأئس ما‬
‫خأيا‪ ،‬فسكتَّ رسول‬ ‫قلتَّ‪ ,‬وال يا رسول ال ما علمحنا عليه إل ا‬
‫ال ^‪ ,‬فبجينمحا هو على ذلك رأى رجل مبجيضا)ر‪ (3‬يزول بأه‬
‫السراب)ر‪ (4‬فقمال رسول ال ^‪» :‬كن أبا خيثمة« فإذا هو أبأو‬
‫‪5‬‬
‫خأيثمحة النأصماري‪ ،‬وهو الذهي تصمدق بأصماع التممحر حي لزهر)ر (‬
‫تفارط الغزو‪ :‬تقدم الغزاة وسبقوا وفاتوا‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫والنظر في عطفيه‪ :‬أي جانبيه‪ ,‬وهو إشارة إلى إعجابه بنفسه ولباسه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫مبيضا‪ :‬لبس البياض‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫يزول به السراب‪ :‬يتحرك وينهض‪ ،‬والسراب ما يظهر للنسان‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫لمزه المنافقون‪ :‬عابوه واحتقروه‪ (5) .‬توجه قافل‪ :‬راجعًا‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬
‫النافقمون‪ ,‬قال كعب بأن مالك‪ :‬فلمحا بألغنج أن رسول ال ^ قد‬
‫قافل)ر‪ (1‬من تبجوك حضرن بأثي)ر‪ ،(2‬فطفقمتَّ أتذهكر الكذهب‬
‫توجه ا‬
‫غدا؟ واستمعنتَّ على ذلك بأكل ذي‬ ‫وأقول‪ :‬ب أخأرج من سخطه ا‬
‫‪3‬‬
‫قادما)ر (‬
‫رأي من أهلي‪ ،‬فلمحا قيل ل‪ :‬إن رسول ال ^ قد أظل ا‬
‫زاح)ر‪ (4‬عنج البجاطأل‪ ،‬حت عرفتَّ أن لن أنو منه بأشيء أبأداا‪،‬‬
‫فأجعتَّ صدقه)ر‪ (5‬وأصبجح رسول ال ^ قادما‪ ،‬وكان إذا قدما من‬
‫سفر بأدأ بأالسجد فركع فيه ركعتمي‪ ،‬ث جلس للناس‪ ،‬فلمحا فعل‬
‫ذلك جاءهر الخلفون فطفقموا يعتمذهرون إليه‪ ،‬ويلفون له‪ ،‬وكانأوا‬
‫بأضعة وثانأي رجل‪ ,‬فقمبجل منهم رسول ال ^ علنأيتمهم‪،‬‬
‫وبأايعهم‪ ،‬واستمغفر لم‪ ،‬ووكل سرائرهم إل ال‪ ،‬حت جئتَّ‪ ،‬فلمحا‬
‫سلمحتَّ‪ ،‬تبجسم تبجسم الغضب‪ ,‬ث قال‪» :‬تعال«‪ ,‬فجئتَّ أمشي‬
‫حت جلستَّ بأي يديه‪ ،‬فقمال ل‪» :‬ما خألفك؟ أل تكن قد ابأتمعتَّ‬
‫ظهرك؟« قال‪ :‬قلتَّ‪ :‬بألى‪ ,‬إن وال لو جلستَّ عند غيك من‬
‫أهل الدنأيا‪ ،‬لرأيتَّ أن سأخأرج من سخطه بأعذهر‪ ،‬ولقمد أعطيتَّ‬

‫‪1‬‬

‫)( حضرني بثي‪ :‬حزني‪ ( ) .‬أظل قادمًا‪ :‬أقبل ودنا قدومه كأنه أبقى على ظله‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫)( زاح‪ :‬أزال‪ (9) .‬أجمعت صدقه‪ :‬عزمت على صدقه‪.‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪5‬‬
‫‪118‬‬

‫جدل)ر‪ (1‬ولكنج –وال‪ -‬لقمد علمحتَّ لئن حدثتمك اليوما حديث‬ ‫ا‬
‫كذهب ترضى بأه عنج‪ ،‬ليوشكن)ر‪ (2‬ال أن يثسخطك علي‪ ،‬ولئن‬
‫علي فيه)ر‪ (3‬إن لرجو فيه عقمب‬‫حدثتمك حديث صدق تد ن‬
‫ال)ر‪ ,(4‬ل –وال‪ -‬ما كان ل عذهر‪ ،‬وال ما كنتَّ ‪-‬قط‪ -‬أقوى‪،‬‬
‫ول أيسر منج حي تلفتَّ عنك‪ ،‬قال رسول ال ^‪» :‬أما هذا‬
‫فقد صدق‪ ،‬فقم حتى يَقضي ال فيك«‪ ,‬فقممحتَّ وثار رجال من‬
‫بأنج سلمحة فاتبجعون‪ ،‬فقمالوا ل‪ :‬وال ما علمحناك كنتَّ أذنأبجتَّ ذنأبجا‬
‫قبجل هذها‪ ،‬ولقمد عجزت أل تكون اعتمذهرت إل رسول ال ^ با‬
‫اعتمذهر بأه إليه الخلفون‪ ،‬فقمد كان كافيك ذنأبجك‪ ،‬استمغفار رسول‬
‫ال ^ لك‪ ،‬قال‪ :‬فوال مازالوا يؤمنأبجونأنج)ر‪ (5‬حت أردت أن أرجع إل‬
‫رسول ال ^ فأكيذهب نأفسي‪.‬‬
‫قال‪ :‬ث قلتَّ لم‪ :‬هل لقمي هذها معي من أحد؟ قالوا‪ :‬نأعم‪،‬‬
‫لقميه معك رجلن‪ ،‬قال مثل ما قلتَّ‪ ،‬فقميل لمحا مثل ما قيل لك‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلتَّ‪ :‬من ها؟ قالوا‪ :‬مرارةا بأن الربأيع العمحري‪ ،‬وهلل بأن أمية‬

‫أعطيت جدل‪ :‬فصاحة وقوة في الكلم وبراعة‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪1‬‬

‫ليوشكن‪ :‬ليسرعن‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪2‬‬

‫علي فيه‪ :‬تغضب‪.‬‬


‫تجد ّ‬ ‫)(‬ ‫‪3‬‬

‫إني لرجو عقبى ال‪ :‬يعقبني خي ار ويثيبني عليه‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪4‬‬

‫يؤنبونني‪ :‬يلومونني أشد اللوم‪.‬‬ ‫)(‬ ‫‪5‬‬


‫الواقفي‪ ،‬قال‪ :‬فذهكروا ل رجلي صالي قد شهدا بأدارا‪ ،‬فيهمحا‬
‫أسوةا‪ .‬فمحضيتَّ حي ذكروها ل‪ .‬ونى رسول ال ^ السلمحي‬
‫عن كلمنا ‪-‬أيها الثلثة‪ -‬من بأي من تلف عنه‪ .‬فاجتمنبجنا‬
‫الناس‪ ،‬وتغيوا لنا حت تنكرت ل ف نأفسي الرض‪ ،‬فمحا هي‬
‫بأالرض الت أعرف‪ ,‬فلبجثنا على ذلك خسي ليلة‪ ،‬فأما صاحبجاي‬
‫فاستمكانأا)ر‪ (1‬وقعدا ف بأيوتمحا يبجكيان‪ ،‬وأما أنأا فكنتَّ أشبن القموما‬
‫وأجلدمهم)ر‪ (2‬فكنتَّ أخأرج‪ ،‬فأشهد الصملةا مع السلمحي‪ ،‬وأطأوف‬
‫ف السواق ول يكلمحنج أحد‪ ،‬وآت رسول ال ^ فأسلم عليه‪،‬‬
‫وهو ف ملسه بأعد الصملةا‪ ،‬فأقول ف نأفسي‪ :‬هل حرك شفتميه بأرد‬
‫السلما أما ل؟ ث أصلي قريبجا منه‪ ،‬وأسارقه النظر‪ ،‬فإذا أقبجلتَّ على‬
‫ل‪ ،‬وإذا التمفتَّ نوهر أعرض عنج‪ ،‬حت طأال ذلك‬ ‫صلت نأظر إ ن‬
‫علي من جفوةا الناس‪ ،‬مشيتَّ حت تسورت جدار حائط أب‬ ‫ن‬
‫قتمادةا‪- ،‬وهو ابأن عمحي‪ ,‬وأحب الناس إل‪ -‬فسلمحتَّ عليه‪ ,‬فوال‬
‫ما رد علين السلما‪ ،‬فقملتَّ له‪ :‬يا أبأا قتمادةا‪ ,‬أنأشدك بأال)ر‪ (3‬هل‬
‫تعلم أن أحب ال ورسوله؟ قال‪ :‬فسكتَّ‪ ،‬فعدت فناشدته‬

‫)‪ (2‬أشب القوم وأجلدهم‪ :‬أي‬ ‫)( استكانا‪ :‬خضعا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫أصغرهم سنا وأقواهم‪.‬‬


‫‪2‬‬

‫)( أنشدك بال‪ :‬أسألك بال‪ ( ) .‬نبط أهل الشام‪ :‬فلحو العجم‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪118‬‬

‫فسكتَّ‪ ،‬فعدت فناشدته فقمال‪ :‬ال ورسوله أعلم‪ ،‬ففاضتَّ‬


‫عيناي‪ ،‬وتوليتَّ حت تسورت الدار‪ ،‬فبجينمحا أنأا أمشي ف سوق‬
‫الدينة‪ ،‬إذا نأبجطي من نأبجط أهل الشاما)ر‪ (1‬من قدما بأالطعاما يبجيعه‬
‫بأالدينة يقمول‪ :‬من يدل على كعب بأن مالك؟ فطفق الناس‬
‫إل كتمابأاا من ملك غسان‪،‬‬ ‫يشيون له إل‪ ،‬حت جاءن فدفع ن‬
‫وكنتَّ كاتبجا‪ ،‬فقمرأته فإذا فيه‪ :‬أما بأعد فإنأه قد بألغنا أن صاحبجك‬
‫قد جفاك‪ ،‬ول يعلك ال بأدار هوان ول مضيعة)ر‪ (2‬فالدق بأنا نأو‬
‫فقملتَّ حي قرأتا‪ :‬وهذها أيضا من البجلء فتميمحمحتَّ)ر‪ (3‬با التمنور‪،‬‬
‫فسجرتا)ر‪ (4‬بأه حت إذا مضتَّ أربأعون ليلة من المحسي واستملبجث‬
‫الوحي)ر‪ (5‬إذا رسول رسول ال ^ يأتينج فقمال‪ :‬إن رسول ال ^‬
‫يأمرك أن تعتمزل امرأتك‪ ،‬فقملتَّ‪ :‬أطألقمها أما ماذا أفعل؟ قال‪ :‬ل‪,‬‬
‫بأل اعتمزلا فل تقمربأنها‪ ،‬قال‪ :‬فأرسل إل صاحب بثل هذها‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقملتَّ لمرأت‪ :‬القمي بأأهلك فكون عندهم حت يقمضي‬
‫ال ف هذها المر‪ ،‬قال‪ :‬فجاءت امرأةا هلل بأن أمية رسول ال‪،‬‬

‫‪1‬‬

‫)( مضيعة‪ :‬يعني أنك لست بأرض يضيع فيها حقك‪ ( ) .‬تيممت‪ :‬قصدت‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬

‫)( فسجرتها‪ :‬أحرقتها‪ (8) .‬استلبث الوحي‪ :‬أبطأ‬ ‫‪4‬‬

‫‪5‬‬
‫فقمالتَّ له‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن هلل بأن أمية شيخ ضائع ليس له‬
‫خأادما‪ ،‬فهل تكرهر أن أخأدمه؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن ل يقمربأنك‪ ,‬فقمالتَّ‪:‬‬
‫إنأه ‪-‬وال‪ -‬ما بأه حركة إل شيء‪ ،‬وال ما زال يبجكي منذه كان من‬
‫أمرهر ما كان إل يومه هذها‪ .‬فقمال ل بأعض أهلي‪ :‬لو استمأذنأتَّ‬
‫رسول ال ^ ف امرأتك؟ فقمد أذن لمرأةا هلل ابأن أمية أن‬
‫تدمه‪ ،‬قال فقملتَّ‪ :‬ل أستمأذن فيها رسول ال ^ وما يدرينج ماذا‬
‫يقمول رسول ال ^ إذا استمأذنأتمه فيها‪ ،‬وأنأا رجل شاب‪ ،‬قال‬
‫فلبجثتَّ بأذهلك عشر ليالٍ‪ ،‬فكمحل لنا خسون ليلة على ظهر بأيتَّ‬
‫من بأيوتنا‪ ،‬فبجينا أنأا جالس على الال الت ذكر ال عز وجل منا‪،‬‬
‫علي الرض با رحبجتَّ سعتَّ‬‫على نأفسي وضاقتَّ ن‬ ‫قد ضاقتَّ ن‬
‫صوت صارخ أوف على سلع)ر‪ (1‬يقمول بأأعلى صوته‪ :‬يا كعب بأن‬
‫مالك‪ ,‬أبأشر‪ .‬قال‪ :‬فخررت ساجداا‪ ،‬وعرفتَّ أن قد جاء فرج‪،‬‬
‫قال‪ :‬فآذن)ر‪ (2‬رسول ال ^ توبأة ال علينا حي صلى صلةا‬
‫الفجر‪ ،‬فذههب الناس يبجشرونأنا‪ ,‬فذههب قبجل صاحب مبجشرون‬
‫إل فرساا‪ ،‬وسعى ساع من أسلم قبجلي‪ ،‬وأوف البجل‬ ‫وركض رجل ن‬
‫فكان الصموت أسرع من الفرس‪ ,‬فلمحا جاءن الذهي سعتَّ صوته‬
‫)( أوفى على سلع‪ :‬صعده وارتفع عليه‪ ،‬وسلع‪ :‬جبل بالمدينة معروف‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)‪ (3‬أتأمم‪ :‬أي قصد‬ ‫)( فآذن الناس‪ :‬أي أعلمهم‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪118‬‬

‫يبجشرن نأزعتَّ له ثوبن فكسوته إياهمحا بأبجشارته‪ ،‬وال ما أملك‬


‫غيها يومئذه‪ ،‬واستمعرت ثوبأي فلبجستمهمحا‪ ،‬وانأطلقمتَّ أتأمم)ر‪ (1‬رسول‬
‫ال ^ فيتملقمان الناس فوجا فوجا)ر‪ (2‬يهنئونأنج بأالتموبأة ويقمولون‪:‬‬
‫لتمهنأك توبأة ال عليك حت دخألتَّ السجد‪ ،‬فإذا رسول ال ^‬
‫جالس ف السجد‪ ،‬حوله الناس فقماما طألحة بأن عبجيد ال يهرول‬
‫حت صافحنج وهنأن‪ ,‬وال ما قاما رجل من الهاجرين غيهر‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فكان كعب ل ينساها لطلحة‪ ,‬قال كعب‪ :‬فلمحا سلمحتَّ على‬
‫رسول ال ^ قال وهو يبق وجهه من السرور‪» :‬أبشر بخير يَوم‬
‫مر عليك منذ ولدتك أمك« قال‪ :‬قلتَّ‪ :‬أمن عندك يا رسول‬
‫ال أما من عند ال؟ فقمال‪» :‬ل‪ ,‬بل من عند ال« وكان رسول ال‬
‫^ إذا ثسمر استمنار وجهه كأنأه قطعة قمحر قال‪ :‬وكنا نأعرف ذلك‬
‫قال‪ :‬فلمحا جلستَّ بأي يديه قلتَّ‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن من توبأت أن‬
‫أنلع)ر‪ (3‬من مال صدقة إل ال وإل رسول ال ^‪ ،‬فقمال رسول‬
‫ال ^‪» :‬أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك« قال‪:‬‬
‫فقملتَّ‪ :‬فإن أمسك سهمحي الذهي بيب قال‪ :‬وقلتَّ‪ :‬يا رسول ال‪,‬‬
‫إن ال إنا أنان بأالصمدق‪ ،‬وإن من توبأت أل أحدث إل صدقاا ما‬
‫‪1‬‬

‫) ( أنخلع من مالي‪ :‬أتصدق به‪.‬‬


‫‪5‬‬
‫)( فوجا فوجا‪ :‬الفوج الجماعة‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪3‬‬
‫بأقميتَّ‪ ,‬فوال ما علمحتَّ أن أحداا من السلمحي أبألهر)ر‪ (4‬ال ف‬
‫صدق الديث منذه ذكرت ذلك لرسول ال ^ إل يومي هذها‪،‬‬
‫أحسن ما أبألن ال بأه‪ ،‬وال ما تعمحدت كذهبأة منذه قلتَّ لرسول‬
‫ال ^ إل يومي هذها‪ ،‬وإن لرجو أن يفظنج ال فيمحا بأقمي‪،‬‬
‫ب الس هعهلى النبذمي‬ ‫قال‪ :‬فأنأزل ال عز وجل‪ ﴿ :‬لههقد هتا ه‬
‫صاذر النذذيَهن اتنيبهيسعوهس ذفي هساهعذة الاعساسهرةذ ذمن بهياعذد‬ ‫ذ‬
‫هوالاسمههاجذريَهن هوالهنا ه‬
‫ب هعلهايذهام إذنهس بذذهام هرسؤو ر‬
‫ف‬ ‫ب فهذريَسق م انيسهام ثسنم هتا ه‬‫هما هكاهد يَهذزيَسغ قسيسلو س‬
‫ت هعلهايذهسم‬ ‫نرذحيرم هوهعهلى الثنلهثهذة النذذيَهن سخلمسفوا هحنتى إذا ه‬
‫ضاقه ا‬
‫سسهام هوظهينوا هأن لن همالهجأه‬ ‫ت هعلهايذهام أهنايسف س‬ ‫ضاقه ا‬‫ت هو ه‬ ‫ض بذهما هرسحبه ا‬ ‫الهار س‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ب هعلهايذهام ليهستوسبوا إذنن اله سههو التنينوا س‬
‫ب‬ ‫مهن ال إذلن إذلهايه ثسنم هتا ه‬
‫النرذحيسم ﴾]التموبأة‪ [118-117 :‬حت بألغ‪ ﴿ :‬هيَا أهيَييهها النذذيَهن آهمسنوا اتنيسقوا‬
‫ن ﴾ ]التموبأة‪.[119 :‬‬
‫ال وسكوسنوا مع ال ن ذ ذ‬
‫صادقي ه‬ ‫هه‬ ‫هه‬
‫قال كعب‪ :‬وال ما أنأعم ال علي من نأعمحة ‪-‬قط‪ -‬بأعد إذ‬
‫هدان للسلما أعظم ف نأفسي من صدقي رسول ال ^ أل‬
‫أكون كذهبأتمه فأهلك كمحا هلك الذهين كذهبأوا‪ ،‬فإن ال قال للذهين‬
‫كذهبأوا ال حي أنأزل الوحي شر ما قال لحد‪ ،‬قال ال‪:‬‬

‫)( أبله ال‪ :‬أنعم عليه‪.‬‬ ‫‪4‬‬


‫‪118‬‬

‫ضوا هع انيسهام‬ ‫ل لهسكام إذا انايهقلهابتسام إذلهايذهام ذلتسياعذر س‬‫﴿سياحلذسفوهن ذبا ذ‬


‫هه‬
‫س هوهمأاهواسهام هجههنسم هجهزاءل بذهما هكاسنوا‬ ‫ذ‬
‫ضوا هع انيسهام إ نيسهام ذراج ر‬ ‫فهأهاعذر س‬
‫ضاوا هع انيسهام فهذإِنن‬‫ضاوا هع انيسهام فهذإِن تهيار ه‬ ‫يَهاكذسسبوهن يَهاحلذسفوهن لهسكام ذلتهيار ه‬
‫ذ ذذ‬
‫ن ﴾ ]التموبأة‪.[96-95 :‬‬ ‫ضى هعذن الاهقاوم الاهفاسقي ه‬ ‫اله له يَهيار ه‬
‫قال كعب‪ :‬وكنا تخلفنا ‪-‬أيها الثلثة‪ -‬عن أمر أولئك الذهين‬
‫قبجل منهم رسول ال ^ حي حلفوا له‪ ،‬فبجايعهم واستمغفر لم‪،‬‬
‫وأرجأ رسول ال ^ أمرنأا حت قضى ال فيه‪ ,‬فبجذهلك قال ال عز‬
‫ت هعلهايذهسم‬
‫ضاقه ا‬ ‫وجل‪ ﴿ :‬هوهعهلى الثنلهثهذة النذذيَهن سخلمسفوا هحنتى إذا ه‬
‫سسهام هوظهينوا هأن لن همالهجأه‬ ‫ت هعلهايذهام أهنايسف س‬‫ضاقه ا‬‫ت هو ه‬ ‫ض بذهما هرسحبه ا‬ ‫الهار س‬
‫ذ‬ ‫ذ‬ ‫ذ ذ‬
‫ب‬‫ب هعلهايذهام ليهستوسبوا إذنن اله سههو التنينوا س‬‫مهن ال إذلن إذلهايه ثسنم هتا ه‬
‫النرذحيسم ﴾ ]التموبأة‪ [118 :‬وليس الذهي ذكر ال ما خألفنا عن الغزو‪،‬‬
‫وإنا هو تليفه إيانأا‪ ،‬وإرجاؤهر أمرنأا)ر‪ ،(1‬عمحن حلف له واعتمذهر إليه‬
‫فقمبجل منه)ر‪.(2‬‬
‫وف هذههر القمصمة دروس وعب وفوائد كثيةا نأذهكر منها‪:‬‬
‫‪) -27‬رأ( السلوب الجميل والبيان‬

‫)( إرجاؤه أمرنا‪ :‬تأخيره أمرنا‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتاب المغازي رقم ‪ ،4418‬صحيح السيرة النبوية‪ ،‬ص ‪.614‬‬ ‫‪2‬‬
‫الرائع والدب الرفيع‪:‬‬
‫لقمد تتَّ صياغة هذها الديث بأأسلوب جيل‪ ،‬وبأيان رائع‪،‬‬
‫وأدب رفيع‪ ،‬وإنأه ليعتمب‪-‬مع أمثاله كحديث صلح الديبجية‬
‫وحديث الفك‪ -‬ناذج عالية للدب العرب الرفيع‪ ,‬وليتَّ القمائمحي‬
‫على وضع الناهجه الدراسية يتمارون هذههر الحاديث وأمثالا لتمنمحية‬
‫مدارك الطلب‪ ,‬وتكوين اللكة الدبأية والثروةا اللغوية العالية‪ ،‬انأظر‬
‫مثل إل قول كعب ف هذها الديث‪ :‬فلمحا قيل إن رسول ال ^‬
‫قد أظل قادما زاح عنج البجاطأل‪ ،‬وعرفتَّ أن لن أخأرج منه أبأداا‬
‫بأشيء فيه كذهب؛ فأجعتَّ صدقه)ر‪.(1‬‬
‫‪) -28‬رب(الصدق سفينة النجاة‪:‬‬
‫لقمد أدرك كعب‪ ,‬وهلل‪ ،‬ومرارةا ‪-‬رضي ال عنهم‪ -‬خأطورةا‬
‫الكذهب فعزموا على سلوك طأريق الصمراحة والصمدق وإن عرضهم‬
‫ذلك للتمعب والضايقمات‪ ،‬ولكن كان أملهم بأال ‪-‬تعال‪ -‬كبجياا‬
‫ف أن يقمبجل توبأتمهم ث يعودون إل الصمف السلمي أقوى ما كانأوا‬
‫عليه)ر‪ ,(2‬وما أجل خأتمم رب العالي توبأتمه على كعب ومن معه‬
‫بأقموله تعال‪ ﴿ :‬هيَا أهيَييهها النذذيَهن آهمسنوا اتنيسقوا اله هوسكوسنوا همهع‬
‫)( انظر‪ :‬التاريخ السلمي )‪.(8/137‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬التاريخ السلمي )‪.(8/138‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪118‬‬

‫صاذدذقيهن ﴾ ]التموبأة‪.[119 :‬‬


‫ال ن‬
‫‪) -29‬رت(الهجر التربوي وأثره في‬
‫المجتمع‪:‬‬
‫إن الجر التبأوي له منافعه العظيمحة ف تربأية التممحع السلم‬
‫على الستمقمامة ومنع أفرادهر من التمورطر ف الخالفات الت تكون إما‬
‫بأتك شيء من الواجبجات أو فعل شيء من الرمات؛ لن من توقع‬
‫أنأه إذا وقع ف شيء من ذلك سيكون مهجورا من جيع أفراد‬
‫التممحع‪ ,‬فإنأه لن يفكر ف القداما على ذلك‪.‬‬
‫ول يغيب عن البجال أن تطبجيق هذها الكم يب أن يتمم ف‬
‫الظروف الشابة لياةا السلمحي ف العهد النبجوي الدن‪ ،‬حيث‬
‫توجد الدولة الهيمحنة والتممحع القموي‪ ,‬مع أمن الوقوع ف الفتمنة لن‬
‫طأبجق عليه هذها الكم‪.‬‬
‫وهذها الجر التبأوي يتملف عن الجر الذهي يكون بأي‬
‫السلمحي على أمور الدنأيا‪ ,‬فهذها دنأيوي وذاك دينج‪ ،‬فالجر الدينج‬
‫مطلب شرعي يثاب عليه فاعله‪ ،‬أما الجر الدنأيوي فإنأه مكروهر إل‬
‫إذا زاد عن ثلثة أياما فإنأه يكون مرما)ر‪ (1‬لقمول رسول ال ^‪» :‬ل‬
‫)( المصدر نفسه )‪ (3) .(8/139‬مسلم‪ ،‬كتاب البر‪ ،‬رقم ‪ ،2560‬ص ‪.1984‬‬ ‫‪1‬‬
‫يَحل لمسلم أن يَهجر أخاه فوق ثلثا لياسل‪ ,‬يَلتقيان فيعرض‬
‫هذا ويَعرض هذا‪ ,‬وخيرهما الذي يَبدأ بالسلم« )ر‪ (1‬ولقموله ^‪:‬‬
‫»من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه«)ر‪.(2‬‬

‫‪) -30‬رث(تنفيذ أوامر القيادة في‬


‫المجتمع المسلم‪:‬‬
‫استمجاب التممحع السلم كله لتمنفيذه أمر القماطأعة والجر الذهي‬
‫صدر من القمائد العلى ^ وامتمنعوا جيعا عن الديث مع هؤملء‬
‫الثلثة‪ ,‬ووصف كعب لنا ذلك فقمال‪ ...:‬فاجتمنبجنا الناس وتغيوا‬
‫لنا‪ ،‬حت تنكرت ف نأفسي الرض فمحا هي الت أعرف‪ ,‬فأما‬
‫صاحبجاي فاستمكانأا وقعدا ف بأيوتمحا يبجكيان‪ ،‬وأما أنأا فكنتَّ أشب‬
‫القموما وأجلدهم‪ ,‬فكنتَّ أخأرج فأشهد الصملةا مع السلمحي‬
‫وأطأوف ف السواق‪ ،‬ول يكلمحنج أحد)ر‪ ...(3‬وقد أطألق كعب‬
‫السلما على ابأن عمحه أب قتمادةا فلم يرد عليه السلما‪ ,‬ونأاشدهر بأال‬
‫مراراا‪ :‬هل تعلمحنج أحب ال ورسوله؟ فسكتَّ‪ ،‬مع أنأه من أحب‬
‫‪1‬‬

‫) ( انظر‪ :‬الصراع مع‬


‫‪5‬‬
‫)( مسند أحمد )‪.(4/220‬‬ ‫‪2‬‬

‫الصليبيين‪ ،‬ص ‪.195‬‬


‫‪3‬‬
‫‪118‬‬

‫الناس إليه‪ ،‬لقمد كان أبأو قتمادةا ف هذها الوقف موزع الفكر بأي‬
‫إجابأة رجل حبجيب إليه عزيز عليه‪ ،‬وبأي تنفيذه أمر النب ^‬
‫بأتمطبجيق الجر التبأوي‪ ,‬ولكن ليس هناك تردد بأي المرين‪ ،‬فالذهي‬
‫أوحى بأه إيإان أب قتمادةا هو تنفيذه أمر النب ^ فظهر ذلك على‬
‫سلوكه)ر‪.(1‬‬
‫وقد بألغ اللتمزاما بأالمر النبجوي ف الجر التبأوي ذروته حي‬
‫أمر رسول ال ^ الثلثة الذهين خألفوا بأاعتمزال زوجاتم حت‬
‫يقمضي ال أمرا كان مفعول‪ ,‬فالتمزما المحيع بأذهلك‪ ،‬واستمأذنأتَّ‬
‫زوجة هلل بأن أمية ‪-‬وكان شيخا طأاعنا ف السن ل يد من‬
‫يدمه‪ -‬فطلبجتَّ من الرسول ^ أن يأذن لا أن تدمه فأذن لا‬
‫النب ^ بأذهلك شريطة أل يقمربا؛ فالتمزمتَّ رضي ال عنها)ر‪.(2‬‬
‫‪) -31‬رج(الولء التام لله ورسوله‪:‬‬
‫كان العدو الصمليب يراقب ويرصد ويستمغل الفرصة السانة‬
‫لكي يإزق البجهة الداخألية ويشعل نأار الفتمنة بأي السلمحي ليوهن‬
‫البجنيان ويقموض الركان‪ ,‬ولذهلك استمغل ملك غسان فرصة هجران‬

‫)‪ (2‬انظر‪ :‬الصراع مع الصليبين‪،‬‬ ‫)( انظر‪ :‬التاريخ السلمي )‪.(8/140‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.196‬‬
‫‪2‬‬
‫السلمحي لكعب بأن مالك ‪ ‬وعقموبأة رسول ال ^ له‪ ,‬بأأن يرسل‬
‫سفيهر لكعب بأرسالة خأاصة منه إليه يغريه فيها‪ ,‬تأمل قوله‪ :‬قد‬
‫بألغنج أن صاحبجك قد جفاك‪ ،‬ول يعلك ال بأدار هوان ول‬
‫مضيعة‪ ،‬فالق بأنا نأواسك)ر‪ .(1‬فكان تعليق كعب على هذههر‬
‫الرسالة‪ :‬وهذها من البجلء أيضا‪ ،‬قد بألغ منج ما وقعتَّ فيه أن طأمحع‬
‫ف رجال من أهل الشرك‪ ،‬ث أحرق الرسالة)ر‪ (2‬وهذها الوقف يدل‬ ‫ن‬
‫على شدةا ولء كعب ل ورسوله وقوةا إيإانأه وعظمحة نأفسه‪ ,‬فقمد‬
‫أدرك أنا منة جديدةا أقسى من الول‪ ،‬فل يرضيه أن ييب ملك‬
‫غسان بأالسلب‪ ،‬أو يرمي بأالكتماب ويإزقه‪ ،‬ولكنه رمى بأه ف التمنور‬
‫ليصمي رمادا‪ ،‬ويصمي كل ما بأه دخأانأا يتمبجدد ف الواء‪ ،‬وخأرج الرجل‬
‫من منتمه وهو أقوى ما يكون إيإانأا‪ ،‬وأصفى ما يكون روحا‪ ،‬وأكرما‬
‫ما يكون أخألقا‪ ,‬فيالعظمحة هذههر النفوس الؤممنة الكبجيةا)ر‪ !(3‬لقمد مر‬
‫كعب من فوق هذها الخأتمبجار والبأتملء عزيزاا قوياا بأإسلمه‪ ،‬ل‬
‫يتمأثر بأه ول انأزلق فيه)ر‪.(4‬‬

‫)( البخاري‪ ،‬كتاب المغازي‪ ،‬رقم ‪ (4) .4418‬المغازي )‪.(1052 ،3/1051‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية لبي شهبة )‪ (6) .(2/517‬انظر‪ :‬فقه السيرة للبوطي‪ ،‬ص‬ ‫‪3‬‬

‫‪.307‬‬
‫‪4‬‬
‫‪118‬‬

‫‪) -32‬رح(توبة الله على العبد قيمة‬


‫ديإنية يإتطلع إليها الصادقون‪:‬‬
‫عندما نأزلتَّ اليات الكريإة الت بأينتَّ توبأة ال على هؤملء‬
‫الثلثة كان ذلك اليوما من الياما العظيمحة عند السلمحي‪ ,‬ظهرت‬
‫فيه الفرحة على وجه رسول ال ^ حت استمنار كأنأه قطعة قمحر‪،‬‬
‫وظهرت الفرحة على وجوهر الصمحابأة ‪-‬رضي ال عنهم‪ -‬حت‬
‫صاروا يتملقمون كعبجاا وصاحبجيه أفوااجا يهنئونم با تفضل ال بأه‬
‫عليهم من التموبأة‪ ,‬وجاء كعب إل النب ^ ووجهه يبق من‬
‫السرور فقمال له‪ :‬أبأشر بي يوما مر عليك منذه ولدتك أمك‪ ،‬وهذها‬
‫يعنج مقماما التموبأة وأنا أعظم من الدخأول ف السلما‪.‬‬
‫إن التموبأة تعنج عودةا العبجد إل الدخأول تتَّ رضوان ال تعال‬
‫الذهي هو أعلى هدف ينشدهر السلم‪ ،‬وبأالتمال فإنأه يظى بفظه‬
‫‪-‬جل وعل‪ -‬ف الدنأيا وتكريإه ف الخأرةا‪ ،‬لقمد كانأتَّ توبأة كعب‬
‫عظيمحة عب عنها بأنزع ثوبأيه ‪-‬اللذهين ل يإلك يومئذه غيها‪-‬‬
‫وإهدائهمحا لن بأشرهر)ر‪ (1‬وعدما نأسيان كعب لطلحة بأن عبجيد ال‬
‫مصمافحتمه وتنئتمه له)ر‪ (2‬وكذهلك كانأتَّ فرحة صاحبجيه عظيمحة غي‬
‫أن كعبجا ل يذهكر ف هذها الب إل ما جرى له)ر‪ (3‬وقد جاء ف رواية‬
‫الواقدي‪ :‬وكان الذهي بأشر هلل بأن أمية بأتموبأتمه سعيد بأن زيد قال‪:‬‬
‫وخأرجتَّ إل بأنج واقف فبجشرته فسجد‪ ،‬قال سعيد‪ :‬فمحا ظننتمه يرفع‬
‫رأسه حت ترج نأفسه)ر‪.(4‬‬
‫‪) -33‬رخ(تشرع أنإواع من العبادات‬
‫شأكرا لله عند النعمة‪:‬‬
‫ظ‬
‫كانأتَّ فرحة كعب بأن مالك بأتموبأة ال ‪-‬سبجحانأه وتعال‪-‬‬
‫عليه ل تدها حدود‪ ,‬ول يتمصمورها مثل‪ ،‬وقد تفنن هو ‪ ‬ف‬
‫التمعبجي عنها بمحلة من العبجادات منها‪:‬‬
‫أ‪ -‬سجود الشكر‪ :‬حينمحا سع كعب البجشارةا بأتموبأة ال عليه خأر‬
‫ساجداا من فورهر شكراا ل ‪-‬تبجارك وتعال‪ -‬فقمد كان من عادةا‬
‫شكرا ل ‪-‬تعال‪ -‬كلمحا‬ ‫الصمحابأة ‪-‬رضي ال عنهم‪ -‬أن يسجدوا ا‬
‫)( انظر‪ :‬التاريخ السلمي )‪.(8/141‬‬ ‫‪1‬‬

‫) ( انظر‪ :‬التاريخ السلمي )‬


‫‪3‬‬
‫)( انظر‪ :‬السيرة النبوية لبي شهبة )‪.(2/581‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.(8/142‬‬
‫‪3‬‬

‫) ( انظر‪ :‬صور وعبر من الجهاد‬


‫‪5‬‬
‫)( المغازي للواقدي )‪.(3/1054‬‬ ‫‪4‬‬

‫النبوي‪ ،‬ص ‪.493‬‬


‫‪118‬‬

‫تددت لم نأعمحة أو انأصمرفتَّ عنهم نأقممحة‪ ,‬وقد تعلمحوا ذلك من‬


‫)ر‪(1‬‬
‫رسول ال ^‬
‫ب‪ -‬مكافأة الذي يَحمل البشرىِ‪ :‬فقمد نأزع كعب ثوبأيه‬
‫اللذهين كان يلبجسهمحا‪ ،‬فكساها الذهي سع صوته بأالبجشرى‪ ،‬وما‬
‫كان يإلك وقتمئذه غيها‪ ،‬ث استمعار ثوبأي فلبجسهمحا‪ ،‬ول شك أن‬
‫هذها ضرب من البجة الشروعة‪ ,‬فإن كان البجشر غنيا كان له هدية‪،‬‬
‫وإن كان فقميا كان له صدقة‪ ،‬وكلها إخأراج الال شكرا ل –‬
‫تعال‪ -‬على إنأزاله الفرج)ر‪.(2‬‬
‫ج‪ -‬التصدق بالمال‪ :‬فقمد جعل كعب من توبأتمه أن ينخلع‬
‫من ماله صدقة ل تعال‪ ,‬لكنه ‪-‬عليه الصملةا والسلاما‪ -‬ل يتمقمبجل‬
‫منه التمصمدق بمحيع ماله‪ ،‬وقال له‪» :‬أمسك عليك بعض مالك‪،‬‬
‫فهو خير لك«‪ ,‬وكأنأه يستمشيهر بأذهلك‪ ،‬فكانأتَّ الشورةا بأإمساك‬
‫بأعض ماله)ر‪ (3‬وقد ثار اللف الفقمهي فيمحن نأذهر التمصمدق بمحيع‬
‫ماله‪ ،‬والصمدقة مستمحبجة‪ ,‬والنذهر واجب الوفاء‪ ،‬ول يذههب كعب‬
‫إل النذهر‪ ,‬وإنا استمشار ف الصمدقة بأكل الال‪ ،‬فأشار رسول ال‬
‫‪1‬‬

‫)( نفس المصدر‪ ،‬ص ‪ ،493‬الصراع مع الصليبيين‪ ،‬ص ‪.202‬‬ ‫‪2‬‬

‫)( انظر‪ :‬صور وعبر من الجهاد النبوي‪ ،‬ص ‪.493‬‬ ‫‪3‬‬


‫^ عليه بأإمساك بأعض ماله‪.‬‬

‫‪) -34‬رد(لم يكن يتخلف عنه ^ إل‬


‫منافق أو معذورأو من خلفه النبي‬
‫^‪:‬‬
‫فصإنأه لص يكصصن يتمخلصصف عصصن رسصصول الص ^ إل أحصصد رجصصال ثلثصصة‬
‫إما مغمحوصا عليه ف النفاق أو رجل من أهل العذهار أو من خألفه‬
‫رسصصول ال ص ^ واسصتمعمحله علصصى الدينصصة أو خألفصصه لصمصصلحة ‪ .‬ومنهصصا ‪:‬‬
‫أن المصصاما والطصصاع ل ينبجغصصي لصصه أن يهمحصصل مصصن تلصصف عنصصه ف ص بأعصصض‬
‫المور بأل يذهكرهر لياجصصع الطاعصصة ويتمصصوب فصصإن النصصب ^ قصصال بأتمبجصصوك ‪:‬‬
‫ما فعل كعب ؟ ول يذهكر سواهر من الخلفي استمصملحا له ومراعصصاةا‬
‫وإهال للقموما النافقمي ‪.‬‬
‫‪) -35‬رر(جواز الطعن اجتهادا‪:‬‬
‫جواز الرد على الطاعن إذا غلب على ظن الراد أنأه وهم وغلط‬
‫كمحا قال معاذ للذهي طأعن ف كعب بأئس ما قلتَّ وال يا رسول‬
‫‪118‬‬

‫ال ما علمحنا عليه إل خأيا ول ينكر رسول ال ^ على واحد‬


‫منهمحا ‪.‬‬

‫‪)-36‬رز(الحكم بالظاهر ‪:‬‬


‫ومنها ‪ :‬أن رسول ال ^ كان يقمبجل علنأية مصن أظهصصر السصصلما‬
‫مصصن النصصافقمي ويكصصل س صريرته إل ص ال ص ويصصري عليصصه حكصصم الظصصاهر ول‬
‫يعاقبجه با ل يعلم من سرهر ‪.‬‬
‫‪) -37‬رس(ترك رد السلم على من أحدث‬
‫حدثا ‪:‬‬
‫ترك الماما والاكم رد السلما على من أحدث حدثا تأديبجا له‬
‫وزجرا لغيهر فإنأه ^ ل ثينقمل أنأه رد على كعب بأل قابأل سلمه‬
‫بأتمبجسم الغضب ‪.‬‬
‫‪)-38‬رش( تبسم الغضب ‪:‬‬
‫ومنهصصا ‪ :‬أن التمبجسصصم قصصد يكصصون عصصن الغضصصب كمحصصا يكصصون عصصن‬
‫التمعجب والسرور فإن كل منهمحا يوجب انأبجساطر دما القملب وثصصورانأه‬
‫ول صصذها تظه صصر حص صرةا ال صصوجه لس صصرعة ث صصوران ال صصدما في صصه فينش صصأ ع صصن ذل صصك‬
‫السص صصرور والغضص صصب تعجص صصب يتمبجعص صصه ضص صصحك وتبجسص صصم فل يغص صصت الغص صصت‬
‫بأضحك القمادر عليه ف وجهه ول سيمحا عند العتمبجة كمحا قيل ‪:‬‬
‫إذا رأيتَّ نأيوب الليث بأارزةا فل تظنن أن الليث مبجتمسم‪.‬‬
‫‪) -39‬رصا(جواز معاتبة المام والمطاع‬
‫أصحابه‪:‬‬
‫ومنها ‪ :‬معاتبجة الماما والطاع أصحابأه ومن يعز عليه ويكرما‬
‫عليه فإنأه عاتب الثلثة دون سائر من تلف عنه وقد أكثر الناس‬
‫من مدح عتماب الحبجة واستملذهاذهر والسرور بأه فكيف بأعتماب أحب‬
‫اللق على الطألق إل العتموب عليه ول ما كان أحلى ذلك‬
‫العتماب وما أعظم ثرته وأجل فائدته ول ما نأال بأه الثلثة من أنأواع‬
‫السرات وحلوةا الرضى وخألع القمبجول ‪.‬‬
‫‪) -40‬ط(توفيق الله لكعب وصاحبيه‪:‬‬
‫ومنها ‪ :‬توفيق ال لكعب وصاحبجيه فيمحصصا جصاءوا بأصصه مصصن الصمصصدق‬
‫ولص ص ي صصذهلم ح صصت كص صذهبأوا واعتم صصذهروا بأغيص ص ال صصق فصم صصلحتَّ ع صصاجلتمهم‬
‫وفسصصدت عصصاقبجتمهم كصصل الفسصصاد والصمصصادقون تعبجصوا فص العاجلصصة بأعصصض‬
‫التمعص صصب فص صصأعقمبجهم صص صصلح العاقبجص صصة والفلح ك صصل الفلح وعل صصى هص صصذها‬
‫قامتَّ الصدنأيا والخأصرةا فمحصرارات البجصادي حلوات البجصادي مصرارات فص‬
‫‪118‬‬

‫العواقب ‪ .‬وقصول النصب ^ لكعصب أمصا هصذها فقمصد صصدق دليصل ظصاهر‬
‫ف التممحسك بفهوما اللقمب عند قياما قرينصة تقمتمضصي تصمصيص الصذهكور‬
‫بأص ص صصالكم كقمص ص صوله تعص ص صصال ‪ ﴿ :‬وداود وسي ييليمان إذ يَحكمي ييان في ييي‬
‫الحي ييرثا إذ نفشي ييت فيي ييه غني ييم القي ييوم وكني ييا لحكمهي ييم شي يياهديَن‬
‫ففهمناهييا سييليمان ﴾] النأبجيصصاء ‪ 78‬و ‪[ 79‬ص ص وق صوله ^ جعلصصتَّ ل ص الرض‬
‫مسصصجدا وتربأتمهصصا طأهصصورا وقصوله فص هصصذها الصصديث أمصصا هصصذها فقمصصد صصصدق‬
‫وهذها ما ل يشك السامع أن التمكلم قصمد تصميصمه بأالكم ‪.‬‬
‫‪)-41‬رظ(نإهيه ^ عن كلم هؤلء الثلثة‬
‫لتأديإبهم دليل على صدقهم‪:‬‬
‫وف ني النب ^ عن كلما هؤملء الثلثة من بأي سائر من‬
‫تلف عنه دليل على صدقهم وكذهب البجاقي فأراد هجر الصمادقي‬
‫وتأديبجهم على هذها الذهنأب وأما النافقمون فجرمهم أعظم من أن‬
‫يقمابأل بأالجر فدواء هذها الرض ل يعمحل ف مرض النفاق ول فائدةا‬
‫فيه وهكذها يفعل الرب سبجحانأه بأعبجادهر ف عقموبأات جرائمحهم‬
‫فيؤمدب عبجدهر الؤممن الذهي يبجه وهو كري عندهر بأأدن زلة وهفوةا‬
‫فل يزال مستميقمظا حذهرا وأما من سقمط من عينه وهان عليه فإنأه‬
‫يلي بأينه وبأي معاصيه وكلمحا أحدث ذنأبجا أحدث له نأعمحة والغرور‬
‫يظن أن ذلك من كرامتمه عليه ول يعلم أن ذلك عي الهانأة وأنأه‬
‫يريد بأه العذهاب الشديد والعقموبأة الت ل عاقبجة معها كمحا ف‬
‫الديث الشهور إذا أراد ال بأعبجد خأيا عجل له عقموبأتمه ف الدنأيا‬
‫وإذا أراد بأعبجد شرا أمسك عنه عقموبأتمه ف الدنأيا فيد يوما القميامة‬
‫بأذهنأوبأه‪.‬‬
‫‪) -42‬رع(التنكر والوحشة دليل على حياة‬
‫القلب‪:‬‬
‫وقوله حت تنكرت ل الرض فمحا هي بأالت أعرف هذها التمنكصصر‬
‫يدهر الائف والزين والهمحوما ف الرض وفص الشصصجر والنبجصات حصت‬
‫يصصدهر فيمحصصن ل يعلصصم حصصاله مصصن النصصاس ويصصدهر أيضصصا ال صذهنأب العاصصصي‬
‫بسب جرمه حصت فص خألصق زوجتمصه وولصصدهر وخأصادمه ودابأتمصه ويصصدهر فص‬
‫نأفسصصه أيضصصا فتمتمنكصصر لصصه نأفسصصه حصصت مصصا يفصصى إل علصصى مصصن هصصو ميصصتَّ‬
‫القملص ص صصب وعلص ص صصى حسص ص صصب حيص ص صصاةا القملص ص صصب يكص ص صصون إدراك هص ص صصذها التمنكص ص صصر‬
‫والوحشة ‪.‬‬
‫وما لرح بيتَّ إيلما‬
‫ومص صصن العلص صوما أن هص صصذها التمنكص صصر والوحشص صصة كانأص صصا لهص صصل النفص صصاق أعظص صصم‬
‫ولكص صصن لص صصوت قلص صصوبم لص ص ص يكونأص ص صوا يشص صصعرون بأص صصه وهكص صصذها القملص صصب إذا‬
‫‪118‬‬

‫استمحكم مرضه واشتمد أله بأالصذهنأوب والجصراما لص يصصد هصصذههر الوحشصصة‬


‫والتمنكر ول يصس بصا وهصذههر علمصة الشصقماوةا وأنأصه قصد أيصس مصن عافيصة‬
‫هصصذها الصصرض وأعيصصا الطأبجصصاء شصصفاؤهر والصصوف والصصم مصصع الريبجصصة والمصصن‬
‫والسصصرور مصصع الصباءةا مصصن الصذهنأب ‪ .‬فمحصصا فص الرض أشصصجع مصصن بأريصصء‬
‫ول ف الرض أخأوف من مريب‬
‫وهصصذها القمصصدر قصصد ينتمفصصع بأصصه الصصؤممن البجصمصصي إذا ابأتملصصي بأصصه ث ص راجصصع فصإنأه‬
‫ينتمفصع بأصه نأفعصا عظيمحصا مصن وجصوهر عديصدةا تفصوت الصمصر ولصو لص يكصن‬
‫منهصصا إل اس صتمثمحارهر مصصن ذلصصك أعلما النبج صوةا وذوقصصه نأفصصس مصصا أخأصصب بأصصه‬
‫الرس صصول فيصم صصي تصم صصديقمه ض صصروريا عن صصدهر ويصم صصي م صصا نأ صصاله م صصن الش صصر‬
‫بعاصصصيه ومصصن الي ص بأطاعصصاته مصصن أدلصصة صصصدق النبج صوةا الذهوقيصصة الصصت ل‬
‫تتمطرق إليها الحتممحالت وهذها كمحن أخأبك أن ف هذههر الطريق من‬
‫العصاطأب والخصاوف كيصتَّ وكيصتَّ علصى التمفصمصصيل فخصالفتمه وسصلكتمها‬
‫فرأيتَّ عي مصصا أخأصبك بأصه فإنأصك تشصهد صصدقه فص نأفصصس خألفصصك لصه‬
‫وأمصصا إذا سصصلكتَّ طأريصصق المصصن وحصصدها ول ص تصصد مصصن تلصصك الخصصاوف‬
‫شيئا فإنأه وإن شهد صدق الخصب با نأصاله مصن اليص والظفصر مفصمصل‬
‫فإن علمحه بأتملك يكون ممحل ‪.‬‬
‫‪) -43‬رغ(رد السلم على من يإستحق الهجر‬
‫غير واجب ‪:‬‬
‫وقوله وآت رسول ال ^ فأسلم عليه وهو ف ملسه بأعد الصملةا‬
‫فأقول هل حرك شفتميه بأرد السلما علي أما ل ؟ فيه دليل على أن‬
‫الرد على من يستمحق الجر غي واجب إذ لو وجب الرد ل يكن‬
‫بأد من إساعه ‪.‬‬
‫‪) -44‬رف(دخإول دار الصاحب من غير إذن ‪:‬‬
‫وقوله حت إذا طأال ذلك علي تسورت جدار حائط أب قتمادةا‬
‫فيه دليل على دخأول النأسان دار صاحبجه وجارهر إذا علم رضاهر‬
‫بأذهلك وإن ل يستمأذنأه ‪.‬‬
‫‪) -46‬رق(ابتلء الله لكعب بمكاتبة ملك‬
‫غسان له‪:‬‬
‫وفص ص مكاتبج صصة مل صصك غس صصان ل صصه بأالصم صصي إلي صصه ابأتملء م صصن الص ص تع صصال‬
‫وامتمحصصان ليإصانأه ومبجتمصصه لص ورسصوله وإظهصصار للصمصصحابأة أنأصصه ليصصس مصصن‬
‫ضعف إيإانأه بجر النب ^ والسلمحي له ول هصصو مصصن تمحلصصه الرغبجصصة‬
‫فص الصصاهر واللصصك مصصع هجصران الرسصصول والصصؤممني لصصه علصصى مفارقصصة دينصصه‬
‫فهصصذها فيصصه مصصن تبئصصة الص ص لصصه مصصن النفصصاق وإظهصصار قص صوةا إيإص صانأه وصصصدقه‬
‫‪118‬‬

‫لرسوله وللمحسصلمحي مصا هصو مصن تصاما نأعمحصة الص عليصه ولطفصه بأصه وجصبهر‬
‫لكسرهر وهذها البجلء يظهر لب الرجل وسرهر ‪.‬‬
‫‪) -47‬رك(إتلفا ما يإخشى منه المضضضرة فضضي‬
‫الديإن‪:‬‬
‫وقوله فتميمحمحتَّ بأالصمحيفة التمنور فيه البجادرةا إل إتلف ما يشى‬
‫منه الفساد والضرةا ف الدين وأن الازما ل ينتمظر بأه ول يؤمخأرهر وهذها‬
‫كالعصمي إذا تمحر وكالكتماب الذهي يشى منه الضرر والشصصر فصصالزما‬
‫البجادرةا إل إتلفه وإعدامه ‪.‬‬
‫‪) -47‬رل(عداوة غسان لرسول الله ^ وكتابه‬
‫^ لهم ‪:‬‬
‫وك صانأتَّ غسصصان إذ ذاك ‪ -‬وهصصم ملصصوك عصصرب الشصصاما ‪ -‬حربأصصا لرسصصول‬
‫ال ^ وكانأوا ينعلون خأيولم لاربأتمه وكان هذها لصا بأعصث شصجاع بأصن‬
‫وهب السدي إل ملكهم الارث بأصن أبص شر الغسصصان يصدعوهر إلص‬
‫السصصلما وكتمصصب معصصه إليصصه قصصال شصصجاع ف صانأتمهيتَّ إليصصه وهصصو ف ص غوطأصصة‬
‫دمشق وهو مشغول بأتمهيئة النأزال واللطصصاف لقميصمصصر وهصصو جصصاء مصصن‬
‫حصصص إل ص إيليصصاء فصصأقمحتَّ علصصى بأ صابأه يصصومي أو ثلثصصة فقملصصتَّ لصصاجبجه‬
‫إن ص رسصصول رسصصول ال ص ^ إليصصه فقمصصال ل تصمصصل إليصصه حصصت يصصرج ي صوما‬
‫كصصذها وكصصذها وجعصصل حصصاجبجه ‪ -‬وكصصان روميصصا اسصصه مصصري ‪ -‬يسصصألنج عصصن‬
‫رسصصول الص ص ^ وكنصصتَّ أحصصدثه عصصن رسصصول الص ص ^ ومصصا يصصدعو إليصصه‬
‫فيق حت يغلب عليه البجكصاء ويقمصول إنص قصرأت النيصل فأجصد صصفة‬
‫هذها النب بأعينه فأنأا أؤمن بأه وأصدقه فأخأاف من الارث أن يقمتملنج‬
‫وكصصان يكرمنجص ويسصصن ضصصيافت ‪ .‬وخأصرج الصصارث يومصصا فجلصصس فوضصصع‬
‫التمصصاج علصصى رأسصصه فصصأذن لص عليصصه فصدفعتَّ إليصصه كتمصصاب رسصصول الص ^‬
‫فقمصرأهر ثص رمصى بأصه قصال مصن ينصتمزع منجص ملكصي وقصال أنأصا سصائر إليصه ولصو‬
‫ك صصان بأ صصاليمحن جئتم صصه عل صصي بأالن صصاس فل صصم ت صصزل تع صصرض ح صصت ق صصاما وأم صصر‬
‫بأاليول تنعل ث قال أخأب صصاحبجك بصا تصرى وكتمصب إلص قيصمصر يصبهر‬
‫خأبي وما عزما عليه فكتمب إليه قيصمر أن ل تسر ول تعصصب إليصصه والصصه‬
‫عنصصه ووافنجص بأإيليصصاء فلمحصصا جصصاءهر جصواب كتمصابأه دعصصان فقمصصال مصصت تريصصد‬
‫أن تصصرج إل ص صصصاحبجك ؟ فقملصصتَّ ‪ :‬غصصدا فصصأمر ل ص بائصصة مثقمصصال ذهبجصصا‬
‫ووصصصلنج حصصاجبجه بأنفقمصصة وكس صوةا وقصصال اق صرأ علصصى رسصصول ال ص ^ منج ص‬
‫السص صصلما فقمص صصدمتَّ[ ^ فص صصأخأبته فقمص صصال " بأص صصاد ملكص صصه " وأقرأتص صصه مص صصن‬
‫ح صصاجبجه الس صصلما وأخأص صبته بصصا ق صصال فقم صصال رس صصول الص ص ^ " ص صصدق "‬
‫ومصصات الصصارث بأصصن أبص شصر عصصاما الفتمصصح ففصصي هصصذههر الصصدةا أرسصصل ملصصك‬
‫‪118‬‬

‫غس صصان ي صصدعو كعبج صصا إلص ص اللح صصاق بأ صصه فص صأبأتَّ ل صصه سص صابأقمة الس صصن أن‬
‫يرغب عن رسول ال ^ ودينه ‪.‬‬

‫‪) -48‬رما(حرص الصحابة على الخير ‪:‬‬


‫وف استمبجاق صاحب الفرس والراقي على سلع ليبجشرا كعبجا دليل‬
‫على حرصا القموما على الي واستمبجاقهم إليه وتنافسهم ف مسرةا‬
‫بأعضهم بأعضا ‪.‬‬
‫‪) -49‬رن(استحباب تهنئة من تجددت له نإعمة‬
‫ديإنية ‪:‬‬
‫وفيه دليل على استمحبجاب تنئة من تددت له نأعمحة دينية والقمياما‬
‫إليه إذا أقبجل ومصمافحتمه فهذههر سنة مستمحبجة وهو جائز لن تددت‬
‫له نأعمحة دنأيوية وأن الول أن يقمال له ليهنك ما أعطاك ال وما‬
‫من ال بأه عليك ونو هذها الكلما فإن فيه تولية النعمحة ربا‬
‫والدعاء لن نأالا بأالتمهنج با ‪.‬‬
‫‪) -50‬ره(يإوم توبة المسلم خإير اليإام ‪:‬‬
‫وفيه دليل على أن خأي أياما العبجد على الطألق وأفضلها يوما‬
‫توبأتمه إل ال وقبجول ال توبأتمه لقمول النب ^ أبأشر بي يوما مر‬
‫عليك منذه ولدتك أمك فإن قيل فكيف يكون هذها اليوما خأيا من‬
‫يوما إسلمه ؟ قيل هو مكمحل ليوما إسلمه ومن تامه فيوما إسلمه‬
‫بأداية سعادته ويوما توبأتمه كمحالا وتامها وال الستمعان ‪.‬‬
‫‪) -51‬رو(سروره ^ بتوبة الله على المخلفين‬
‫دليل على شأفقته على أمته ‪:‬‬
‫وف سرور رسول ال ^ بأذهلك وفرحه بأه واستمنارةا وجهه دليل‬
‫على ما جعل ال فيه من كمحال الشفقمة على المة والرحة بم‬
‫والرأفة حت لعل فرحه كان أعظم من فرح كعب وصاحبجيه‪.‬‬
‫‪)-53‬ري( من نإذر الصدقة بكل ماله لم يإلزمه‬
‫إخإراجا جميعه‪:‬‬
‫وقول رسول ال ^ أمسك عليك بأعض مالك فهو خأي لك‬
‫دليل على أن من نأذهر الصمدقة بأكل ماله ل يلزمه إخأراج جيعه بأل‬
‫يوز له أن يبجقمي له منه بأقمية وقد اخأتملفتَّ الرواية ف ذلك ففي "‬
‫الصمحيحي " أن النب ^ قال له أمسك عليك بأعض مالك ول‬
‫يعي له قدرا بأل أطألق ووكله إل اجتمهادهر ف قدر الكفاية وهذها هو‬
‫‪118‬‬

‫الصمحيح فإن ما نأقمص عن كفايتمه وكفاية أهله ل يوز له التمصمدق‬


‫بأه فنذهرهر ل يكون طأاعة فل يب الوفاء بأه وما زاد على قدر‬
‫كفايتمه وحاجتمه فإخأراجه والصمدقة بأه أفضل فيجب إخأراجه إذا‬
‫نأذهرهر هذها قياس أداء الواجبجات الالية سواء كانأتَّ حقما ل‬
‫كالكفارات والجه أو حقما للدميي كأداء الديون فإنأا نأتك‬
‫للمحفلس ما ل بأد منه من مسكن وخأادما وكسوةا وآلة حرفة أو ما‬
‫يتمجر بأه لؤمنأتمه إن فقمدت الرفة ويكون حق الغرماء فيمحا بأقمي ‪.‬‬
‫وقد نأص الماما أحد على أن من نأذهر الصمدقة باله كله أجزاهر ثلثه‬
‫واحتمجه له أصحابأه با روي ف قصمة كعب هذههر أنأه قال يا رسول‬
‫ال إن من توبأت إل ال ورسوله أن أخأرج من مال كله إل ال‬
‫ورسوله صدقة قال " ل " قلتَّ ‪ :‬فنصمفه ؟ قال " ل " قلتَّ ‪:‬‬
‫فثلثه قال " نأعم " قلتَّ ‪ :‬فإن أمسك سهمحي الذهي بيب رواهر أبأو‬
‫داود ‪ .‬وف ثبجوت هذها ما فيه فإن الصمحيح ف قصمة كعب هذههر ما‬
‫رواهر أصحاب الصمحيح من حديث الزهري عن ولد كعب بأن‬
‫مالك عنه أنأه قال أمسك عليك بأعض مالك من غي تعيي لقمدرهر‬
‫وهم أعلم بأالقمصمة من غيهم فإنم ولدهر وعنه نأقملوها ‪.‬‬

‫ونأواصل دروس هذههر الغزوةا البجاركة بأعد هذههر الطأللة مع‬


‫دروس قصمة الخلفي الثلثة‪.‬‬
‫‪-53‬استخلفا المام إذا سافر رجل من‬
‫الرعية على من بقي ‪:‬‬
‫ومنها ‪ :‬استمخلف الماما ‪ -‬إذا سافر ‪ -‬رجل من الرعية على‬
‫الضعفاء والعذهورين والنساء والذهرية ويكون نأائبجه من الاهدين لنأه‬
‫من أكب العون لم ‪ .‬وكان رسول ال ^ يستمخلف ابأن أما مكتموما‬
‫فاستمخلفه بأضع عشرةا مرةا ‪.‬‬

‫‪-54‬معالم من المنهج القرآنإي في الحديإث‬


‫عن غزوة تبوك‪:‬‬
‫إن اليات الت أنأزلا ال ف كتمابأه التمعلقمة بأغزوةا العسرةا هي‬
‫أطأول ما نأزل ف قتمال السلمحي وخأصمومهم‪ ,‬وقد بأدأت بأاستمنهاض‬
‫المحم لرد هجوما السيحية‪ ،‬وإشعارهم بأأن ال ل يقمبجل ذرةا تفريط‬
‫ف حاية دينه ونأصمرةا نأبجيه‪ ،‬وإن التاجع أماما الصمعوبأات الائلة دون‬
‫قتمال الروما‪ ،‬يعد مزلقمة إل الردةا والنفاق)ر‪ (1‬قال تعال‪ ﴿ :‬هيَا أهيَييهها‬
‫ل انثاقهيالتسام‬ ‫النذذيَن آمسنوا ما لهسكم إذا ذقيل لهسكم اناذفروا ذفي سذبيذل ا ذ‬
‫ه‬ ‫ه س س‬ ‫ه ه ه ا‬
‫ضيتم ذبالاحياذة اليدناييا ذمن الهذخرةذ فهما متاعس الاحياةذ‬ ‫إلى الهر ذ ذ‬
‫ه ه هه ه ه‬ ‫ه ه‬ ‫ض أههر س ا ه ه‬ ‫ا‬
‫)( انظر‪ :‬فقه السيرة للغزالي‪ ،‬ص ‪.404‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪118‬‬

‫اليدنايهيا ذفي الهذخهرذة إذلن قهذليرل ‪ ‬إذلن هتنذفسروا يَسيهعمذباسكام هعهذالبا أهذليلما‬
‫ضيروهس هشايلئا هوالس هعهلى سكمل هشايسء‬ ‫ذ‬
‫هويَهاستهابدال قهياولما ها‬
‫غييهرسكام هوله ته س‬
‫ذ‬
‫قهديَرر ﴾]التموبأة‪.[39 ،38 :‬‬

‫وعند التمأمل ف سورةا التموبأة يلحظ القمارئ أن لا معال ف‬


‫عرضها لغزوةا تبجوك منها‪:‬‬
‫شديدا‪ ،‬وتيزت‬ ‫‪ -1‬عاتب القمرآن الكري من تلف عتمابأاا ا‬
‫غزوةا تبجوك عن سائر الغزوات بأأن ال حث على الروج فيها‬
‫‪-‬وعاتب من تلف عنها‪ -‬واليات الكريإة جاءت بأذهلك‪ ,‬كقموله‬
‫تعال‪ ﴿ :‬اناذفسروا ذخهفالفا هوثذهقالل هوهجاذهسدوا بذأهامهوالذسكام هوأهنايسفذسسكام ذفي‬
‫ن ﴾ ]التموبأة‪.[41 :‬‬ ‫خييرر لنسكام ذإن سكانتسام تهياعلهسمو ه‬ ‫سذبيذل ا ذ ذ‬
‫ل هذلسكام ه ا‬ ‫ه‬
‫وقد خأتممحتَّ الغزوات النبجوية بذههر الغزوةا‪ ,‬وقد كان تطبجيقما‬
‫عمحليا لوضع النص القمرآن ف قوله تعال‪ ﴿ :‬هيَا أهيَييهها النذذيَهن آهمسنوا‬
‫هقاتذسلوا النذذيَهن يَهيسلونهسكم مهن الاسكنفاذر ﴾ ]التموبأة‪ [123 :‬موضع التمنفيذه)ر‪.(1‬‬
‫‪ -2‬ميز القمرآن الكري هذههر الغزوةا عن غيها‪ ,‬فسمحاها ال‬
‫ب الس هعهلى النبذمي‬‫تعال ساعة العسرةا‪ ،‬قال تعال‪ ﴿ :‬لههقد هتا ه‬
‫والامهاذجذريَن والهناصاذر النذذيَن اتنيبيعوهس ذفي ساهعذة الاع ذ‬
‫سهرة ﴾ ]التموبأة‪:‬‬ ‫سا‬ ‫ه‬ ‫ه هس‬ ‫ه سه ه ه ه‬
‫)( انظر‪ :‬حديث القرآن الكريم )‪.(2/702‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪ [117‬فقمد كانأتَّ غزوةا عسرةا بعن الكلمحة‪.‬‬
‫‪ -3‬من معال منهجه القمرآن ف عرضه لذههر الغزوةا العظيمحة أن‬
‫ال رد على النافقمي لزهم فقمراء الصمحابأة عندما جاء أحدهم‬
‫بأنصمف صاع وتصمدق بأه‪ ,‬فقمالوا‪ :‬إن ال لغنج عن صدقة هذها‪ ،‬وما‬
‫فعل هذها إل رياء‪ ،‬فنزلتَّ الية‪﴿ :‬النذذيَهن يَهيالذمسزوهن الاسمطنموذعيهن ذمهن‬
‫ت هوالنذذيَهن له يَهذجسدوهن إذلن سجاههدسهام‬ ‫الاسماؤذمذنيهن ذفي ال ن‬
‫صهدهقا ذ‬
‫فهييسهخروهن ذم انيهم سذخر ال ذم انيهم ولههم هعهذا ذ‬
‫م ﴾ ]التموبأة‪.[79 :‬‬ ‫ب أهلي ر‬
‫ر‬ ‫سا ه ه س سا ه سا‬ ‫ها س‬
‫‪ -4‬بأي القمرآن الكري أن الؤممني الذهين خأرجوا مع رسول ال‬
‫^ ‪-‬وعددهم يزيد عن الثلثي ألفا‪ -‬قد كتمب ال لم الجر‬
‫العظيم)ر‪ (1‬قال تعال‪ ﴿ :‬هوله هعهلى النذذيَهن إذا هما أهتهياوهك لذتهاحذملهسهام‬
‫ض ذمهن الندامذع‬ ‫ذ‬ ‫ذ‬
‫ت له أهذجسد هما أهاحذملسسكام هعلهايه تهيهولناوا هوأهاعيسينسيسهام تهفي س‬ ‫قسيال ه‬
‫ن ﴾ ]التموبأة‪.[92 :‬‬ ‫هحهزلنا أهلن يَهذجسدوا هما يَسيانذفسقو ه‬
‫‪-55‬ممارسة الشورى في هذه الغزوة‪:‬‬
‫مارس رسول ال ^ ف هذههر الغزوةا الشورى وقبجصكل مشورةا‬
‫الصمديق والفاروق ف بأعض النوازل الت حدثتَّ ف الغزوةا ومن هذههر‬
‫ي‬
‫النوازل‪:‬‬
‫)( انظر‪ :‬حديث القرآن الكريم )‪.(2/703‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪118‬‬

‫أ‪ -‬قبجول مشورةا أب بأكر الصمديق ف الدعاء حي تعرض‬


‫اليش لعطش شديد‪:‬‬
‫قال عمحر بأن الطاب‪ :‬خأرجنا إل تبجوك ف قيظ شديد فنزلنا‬
‫منزل وأصابأنا فيه عطش حت ظننا أن رقابأنا ستمنقمطع‪ ,‬حت إن‬
‫الرجل لينحر بأعيهر فيعتمصمر فرثه فيشربأه‪ ،‬ث يعل ما بأقمى على‬
‫كبجدهر‪ ،‬فقمال أبأو بأكر الصمديق‪ :‬يا رسول ال‪ ,‬إن ال قد عودك ف‬
‫الدعاء خأيا‪ ،‬فادع ال‪ ،‬قال‪» :‬أتحب ذلك؟« قال‪ :‬نأعم‪ ،‬فرفع‬
‫يديه فلم يردها حت حالتَّ السمحاء فأظلتَّ ث سكبجتَّ فمحلأوا ما‬
‫معهم‪ ،‬ث ذهبجنا نأنظر فلم ندها جاوزت العسكر)ر‪.(1‬‬
‫ب‪ -‬قبجول مشورةا عمحر بأن الطاب ف ترك نر البأل حي‬
‫أصابأتَّ اليش ماعة‪:‬‬
‫أصابأتَّ جيش العسرةا ماعة أثناء سيهم إل تبجوك‪ ,‬فاستمأذنأوا‬
‫النب ^ ف نر إبألهم حت يسدوا جوعتمهم‪ ،‬فلمحا أذن لم النب‬
‫^ ف ذلك جاءهر عمحر ‪ ‬فأبأدى مشورته ف هذههر السألة‪ ,‬وهي‬
‫أن الند إن فعلوا ذلك نأفدت رواحلهم وهم أحوج ما يكونأون‬
‫إليها ف هذها الطريق الطويل‪ ،‬ث ذكر ‪ ‬حل لذههر العضلة وهو‪:‬‬
‫)( أخرجه ابن حبان‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب غزوة تبوك‪ ،‬رقم ‪.1707‬‬ ‫‪1‬‬
‫جع أزواد القموما ث الدعاء لم بأالبكة فيها‪ ،‬فعمحل ^ بذههر الشورةا‬
‫حت صدر القموما عن بأقمية من هذها الطعاما بأعد أن ملأوا أوعيتمهم‬
‫منه وأكلوا حت شبجعوا‪.‬‬
‫ج‪ -‬قبجول مشورةا عمحر ‪ ‬ف ترك اجتمياز حدود الشاما والعودةا‬
‫إل الدينة‪:‬‬
‫عندما وصل النب ^ إل منطقمة تبجوك وجد أن الروما فروا‬
‫خأوفا من جيش السلمحي‪ ،‬فاستمشار أصحابأه ف اجتمياز حدود‬ ‫ا‬
‫الشاما‪ ,‬فأشار عليه عمحر بأن الطاب ‪ ‬بأأن يرجع بأاليش إل‬
‫الدينة وعلل رأيه بأقموله‪ :‬إن للروما جوعا كثيةا وليس با أحد من‬
‫أهل السلما‪ ،‬ولقمد كانأتَّ مشورةا مبجاركة؛ فإن القمتمال داخأل بألد‬
‫الرومان يعد أمراا صعبجاا‪ ،‬إذ إنأه يتمطلب تكتمياكا خأاصاا لن الرب‬
‫ف الصمحراء تتملف ف طأبجيعتمها عن الرب ف الدن‪ ,‬بأالضافة إل‬
‫أن عدد الرومان ف الشاما يقمرب من مائتمي وخسي ألفصاا‪ ،‬ول‬
‫شك ف أن تمحع هذها العدد الكبجي ف تصمنه داخأل الدن يعرض‬
‫جيش السلمحي للخطر)ر‪.(1‬‬
‫إن مارسة الشورى ف حياةا المة ف كل شئونا السياسية‬
‫)( انظر‪ :‬غزوة تبوك‪ ،‬باشميل‪ ,‬ص ‪.177 ،176‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪118‬‬

‫والعسكرية والجتممحاعية‪ ...‬إل منهجه تربأوي كري سار عليه‬


‫البجيب الصمطفى ^ ف حياته‪.‬‬

‫‪ -56‬ل يإجوز الشرب ول الطبخ ول العجن‬


‫ول الطهارة من آبار ثمود ‪:‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن الاء الذهي بأآبأار ثود ل يوز شربأه ول الطبجخ منه‬
‫ول العجي بأه ول الطهارةا بأه ويوز أن يسقمى البجهائم إل ما كان‬
‫من بأئر الناقة ‪ .‬وكانأتَّ معلومة بأاقية إل زمن رسول ال ^ ث‬
‫استممحر علم الناس با قرنأا بأعد قرن إل وقتمنا هذها فل يرد الركوب‬
‫بأئرا غيها وهي مطوية مكمحة البجناء واسعة الرجاء آثار العتمق‬
‫عليها بأادية ل تشتمبجه بأغيها ‪.‬‬
‫‪-57‬جواز الجمع بين الصلتين في السفر ‪:‬‬
‫‪..‬‬
‫ومنها ‪ :‬أن النب ^ كان يمحع بأي الصملتي ف السفر وقد‬
‫جاء جع التمقمدي ف هذههر القمصمة ف حديث معاذ كمحا تقمدما وذكرنأا‬
‫علة الديث ‪ .‬ومن أنأكرهر ول يئ جع التمقمدي عنه ف سفر إل‬
‫هذها وصح عنه جع بأعرفة قبجل دخأوله إل عرفة فإنأه جع بأي الظهر‬
‫والعصمر ف وقتَّ الظهر فقميل ذلك لجل النسك كمحا قال أبأو‬
‫حنيفة ‪ .‬وقيل لجل السفر الطويل كمحا قاله الشافعي وأحد ‪.‬‬
‫وقيل لجل الشغل وهو اشتمغاله بأالوقوف واتصماله إل غروب‬
‫الشمحس ‪ .‬قال أحد يمحع للشغل وهو قول جاعة من السلف‬
‫واللف وقد تقمدما ‪.‬‬
‫‪-58‬جواز التيمم بالرمل ‪:‬‬
‫ومنها ‪ :‬جواز التميمحم بأالرمل فإن النب ^ وأصحابأه قطعوا‬
‫الرمال الت بأي الدينة وتبجوك ول يمحلوا معهم ترابأا بأل شك وتلك‬
‫مفاوز معطشة شكوا فيها العطش إل رسول ال ^ وقطعا كانأوا‬
‫يتميمحمحون بأالرض الت هم فيها نأازلون هذها كله ما ل شك فيه مع‬
‫قوله ^ فحيثمحا أدركتَّ رجل من أمت الصملةا فعندهر مسجدهر‬
‫وطأهورهر ‪.‬‬
‫‪-59‬ترجيح قصر الصلة في السفر دون‬
‫تحديإد مدة القامة ‪:‬‬
‫ومنها ‪ :‬أنأه ^ أقاما بأتمبجوك عشرين يوما يقمصمر الصملةا ول يقمصصل‬
‫للمة ل يقمصمر الرجل الصملةا إذا أقاما أكثر من ذلك ولكن اتفقمصصتَّ‬
‫إقصصامتمه هصصذههر الصصدةا وهصصذههر القامصصة فص حصصال السصصفر ل تصصرج عصصن حكصصم‬
‫‪118‬‬

‫الس صصفر سص صواء طأ صصالتَّ أو قصم صصرت إذا ك صصان غيص ص مسص صتموطأن ول ع صصازما‬
‫على القامة بأذهلك الوضع ‪ .‬وقد اخأتملف السلف واللف فص ذلصك‬
‫اخأتملفصصا كصصثيا ففصصي " صصصحيح البجخصصاري " عصصن ابأصصن عبجصصاس قصصال أقصصاما‬
‫رسصصول ال ص ^ ف ص بأعصصض أسصصفارهر تسصصع عش صرةا يصمصصلي ركع صتمي فنحصصن‬
‫إذا أقمحنص صصا تسص صصع عشص صرةا نأصمص صصلي ركعص صتمي وإن زدنأص صصا علص صصى ذلص صصك أتمحنص صصا‬
‫وظصصاهر كلما أحصصد أن ابأصصن عبجصصاس أراد مصصدةا مقمصصامه بكصصة زمصصن الفتمصصح‬
‫فصإنأه قصصال أقصصاما رسصصول الص ^ بكصصة ثصان عشصرةا زمصن الفتمصصح لنأصه أراد‬
‫حنينصصا ولص يكصصن ثص أجصصع القمصصاما وهصصذههر إقصصامتمه الصصت رواهصصا ابأصصن عبجصصاس ‪.‬‬
‫وقال غيهر بأل أراد ابأن عبجاس مقمصصامه بأتمبجصصوك كمحصصا قصصال جصابأر بأصصن عبجصصد‬
‫الص ص أق صصاما الن صصب ^ بأتمبج صصوك عشص صرين يوم صصا يقمصم صصر الصم صصلةا رواهر الم صصاما‬
‫أحد ف " مسندهر " ‪ .‬وقصال عبجصد الرحصن بأصن السصور بأصن مرمصة أقمحنصا‬
‫مصصع سصصعد بأبجعصصض قصصرى الشصصاما أربأعيص ص ليلصصة يقمصمصصرها سصصعد ونأتممحهصصا ‪.‬‬
‫وقال نأصافع أقصاما ابأصن عمحصر بأأذربأيجصان سصتمة أشصهر يصمصلي ركعصتمي وقصد‬
‫حصصال الثلصصجه بأينصصه وبأيص ص الصصدخأول ‪ .‬وقصصال حفصصص بأصصن عبجيصصد الص ص أقصصاما‬
‫أنأس بأن مالك بأالشاما سنتمي يصملي صلةا السافر ‪.‬‬
‫وقصصال أنأصصس أقصصاما أصصصحاب رسصصول ال ص ^ بأرامهرمصصز س صبجعة أشصصهر‬
‫يقمصمصصرون الصمصصلةا ‪ .‬وقصصال السصصن أقمحصصتَّ مصصع عبجصصد الرحصصن بأصصن س صرةا‬
‫بأكابأل سنتمي يقمصمر الصملةا ول يمحع ‪ .‬وقال إبأراهيم كانأوا يقميمحون‬
‫بأ صصالري الس صصنة وأك صصثر م صصن ذل صصك وسجسص صتمان السص صنتمي ‪ .‬فه صصذها ه صصدي‬
‫رسول ال ^ وأصحابأه كمحا ترى وهو الصمواب ‪.‬‬
‫‪ -60‬التدريإب العملي العنيف‪:‬‬
‫كان ف خأروج الرسول ^ بأأصحابأه إل تبجوك فوائد كثيةا‪,‬‬
‫منها‪:‬‬
‫تدريبجهم تدريبجا عنيفا‪ ،‬فقمطع بم ^ مسافة طأويلة ف ظروف‬
‫جوية صعبجة حيث كانأتَّ حرارةا الصميف اللهب‪ ,‬بأالضافة إل‬
‫الظروف العيشية الت كانأوا يعانأون منها‪ ،‬فقمد كانأتَّ هناك قلة ف‬
‫الاء حت كادوا يهلكون من شدةا العطش‪ ،‬وأيضا كانأتَّ هناك‬
‫قلة ف الزاد والظهر ول شك ف أن هذههر المور تعد تدريبجا عنيفا‬
‫ل يتمحمحله إل القوياء من الرجال‪.‬‬
‫وف هذها الدرس يقمول الستماذ ممحود شيتَّ خأطاب‪ :‬تعمحل‬
‫اليوش الديثة على تدريب جنودها تدريبجا عنيفا‪ ,‬كاجتمياز مواقع‬
‫وعراقيل صعبجة جدا‪ ،‬وقطع مسافات طأويلة ف ظروف جوية‬
‫متملفة‪ ،‬وحرمان من الطعاما والاء بأعض الوقتَّ‪ ،‬وذلك لعداد‬
‫هؤملء النود لتمحمحل أصعب الواقف التممحل مصمادفتمها ف الرب‪،‬‬
‫‪118‬‬

‫لقمد تمحل جيش العسرةا مشقمات ل تقمل صعوبأة عن مشقمات هذها‬


‫التمدريب العنيف ‪-‬إن ل تكن أصعب منها بأكثي‪ -‬لقمد تركوا‬
‫الدينة ف موسم نأضجه ثارها‪ ,‬وقطعوا مسافات طأويلة شاقة ف‬
‫صيفا‪ ,‬وتمحلوا الوع والعطش مدةا طأويلة‪.‬‬ ‫صحراء الزيرةا العربأية ا‬
‫إن غزوةا تبجوك تدريب عنيف للمحسلمحي‪ ،‬كان غرض الرسول‬
‫^ منه إعدادهم لتمحمحل رسالة حاية حرية نأشر السلما خأارج‬
‫شبجه الزيرةا العربأية‪ ...‬فقمد كانأتَّ هذههر الغزوةا آخأر غزوات الرسول‬
‫^‪ ,‬فلبأد من الطأمحئنان إل كفاءةا جنودهر قبجل أن يلحق بأالرفيق‬
‫العلى)ر‪ (1‬وقد ساعد هذها التمدريب العمحلي الصمحابأة ف عصمر‬
‫اللفاء فقماموا بأفتمح بألد الشاما وبألد الفرس بأقموةا إيإانم‪ ,‬وثقمتمهم‬
‫بالقمهم‪ ,‬وساعدهم على ذلك لياقتمهم البجدنأية العالية‪ ،‬ومعرفتمهم‬
‫العمحلية لستمخداما السيوف والرماح وأنأواع السلحة ف زمانم‪.‬‬
‫‪-61‬تركه ^ قتل المنافقين ‪:‬‬
‫ومنها ‪ :‬تركه قتمل النافقمي وقد بألغه عنهم الكفر الصمريح فاحتمجه‬
‫بأه من قال ل يقمتمل الزنأديق إذا أظهر التموبأة لنم حلفوا لرسول ال‬
‫^ أنم ما قالوا وهذها إذا ل يكن إنأكارا فهو توبأة وإقلع وقد قال‬
‫أصحابأنا وغيهم ومن شهد بأالردةا فشهد أن ل إله إل ال وأن‬
‫)( انظر‪ :‬الرسول القائاد‪ ،‬ص ‪.282 ،281‬‬ ‫‪1‬‬
‫ممحدا رسول ال ل يكشف عن شيء عنه بأعد وقال بأعض الفقمهاء‬
‫إذا جحد الردةا كفاهر جحدها ‪ .‬ومن ل يقمبجل توبأة الزنأديق قال‬
‫هؤملء ل تقمم عليهم بأينة ورسول ال ^ ل يكم عليهم بأعلمحه‬
‫والذهي بألغ رسول ال ^ عنهم قولم ل يبجلغهم إياهر نأصماب البجينة‬
‫بأل شهد بأه عليهم واحد فقمط كمحا شهد زيد بأن أرقم وحدهر على‬
‫عبجد ال بأن أب وكذهلك غيهر أيضا إنا شهد عليه واحد ‪ .‬وف هذها‬
‫الواب نأظر فإن نأفاق عبجد ال بأن أب وأقواله ف النفاق كانأتَّ‬
‫كثيةا جدا كالتمواترةا عن النب ^ وأصحابأه وبأعضهم أقر بألسانأه‬
‫وقال إنا كنا نوض ونألعب وقد واجهه بأعض الوارج ف وجهه‬
‫بأقموله إنأك ل تعدل ‪ .‬والنب ^ لا قيل له أل تقمتملهم ؟ ل يقمل ما‬
‫قامتَّ عليهم بأينة بأل قال ل يتمحدث الناس أن ممحدا يقمتمل‬
‫أصحابأه‪.‬‬
‫والواب الصمحيح إذن أنأه كان ف ترك قتملهم ف حياةا النب‬
‫^ مصملحة تتمضمحن تأليف القملوب على رسول ال ^ وجع‬
‫كلمحة الناس عليه وكان ف قتملهم تنفي والسلما بأعد ف غربأة‬
‫ورسول ال ^ أحرصا شيء على تأليف الناس وأترك شيء لا‬
‫ينفرهم عن الدخأول ف طأاعتمه وهذها أمر كان يتمص بال حياته‬
‫‪118‬‬

‫^ وكذهلك ترك قتمل من طأعن عليه ف حكمحه بأقموله ف قصمة الزبأي‬


‫وخأصممحه أن كان ابأن عمحتمك ‪ .‬وف قسمحه بأقموله إن هذههر لقمسمحة ما‬
‫أريد با وجه ال ‪ .‬وقول الخأر له ] صا ‪ [ 498‬ترك استميفاء‬
‫حقمه بأل يتمعي عليهم استميفاؤهر ول بأد ولتمقمرير هذههر السائل موضع‬
‫آخأر والغرض التمنبجيه والشارةا ‪.‬‬
‫‪-62‬ثواب من حبسه العذر‪:‬‬
‫ومنها ‪ :‬قوله ^ إن بأالدينة أقواما ما سرت مسيا ول قطعتمم‬
‫واديا إل كانأوا معكم طأائفة من الهال أنم معهم بأأبأدانم فهذها‬
‫مال لنم قالوا له وهم بأالدينة ؟ قال وهم بأالدينة حبجسهم العذهر‬
‫وكانأوا معه بأأرواحهم وبأدار الجرةا بأأشبجاحهم وهذها من الهاد‬
‫بأالقملب وهو أحد مراتبجه الربأع وهي القملب واللسان والال‬
‫والبجدن ‪ .‬وف الديث جاهدوا الشركي بأألسنتمكم وقلوبأكم‬
‫وأموالكم‬

‫‪ -63‬تحريإق أمكنة المعصية وهدمها ‪:‬‬


‫ومنها ‪ :‬تريق أمكنة العصمية الت يعصمى ال ورسوله فيها‬
‫وهدمها كمحا حرق رسول ال ^ مسجد الضرار وأمر بدمه وهو‬
‫مسجد يصملى فيه ويذهكر اسم ال فيه لا كان بأناؤهر ضرارا وتفريقما‬
‫بأي الؤممني ومأوى للمحنافقمي وكل مكان هذها شأنأه فواجب على‬
‫الماما تعطيله إما بدما وتريق وإما بأتمغيي صورته وإخأراجه عمحا‬
‫وضع له ‪ .‬وإذا كان هذها شأن مسجد الضرار فمحشاهد الشرك الت‬
‫تدعو سدنأتمها إل اتاذ من فيها أنأدادا من دون ال أحق بأالدما‬
‫وأوجب وكذهلك مال العاصي والفسوق كالانأات وبأيوت‬
‫المحارين وأربأاب النكرات ‪ .‬وقد حرق عمحر بأن الطاب قرية‬
‫بأكمحالا يبجاع فيها المحر وحرق حانأوت رويشد الثقمفي وساهر‬
‫فويسقما وحرق قصمر سعد عليه لا احتمجب فيه عن الرعية وهم‬
‫رسول ال ^ بأتمحريق بأيوت تاركي حضور المحاعة والمحعة‬
‫النساء والذهرية الذهين ل تب عليهم كمحا أخأب هو عن ذلك ‪.‬‬

‫‪-64‬جواز إنإشاد الشعر للقادم فرحا به ‪:‬‬


‫‪118‬‬

‫ومنها ‪ :‬جواز إنأشاد الشعر للقمادما فرحا وسرورا بأه ما ل يكن‬


‫معه مرما من لو كمحزمار وشبجابأة وعود ول يكن غناء يتمضمحن رقية‬
‫الفواحش وما حرما ال فهذها ل يرمه أحد وتعلق أربأاب السمحاع‬
‫الفسقمي بأه كتمعلق من يستمحل شرب المحر السكر قياسا على‬
‫أكل العنب وشرب العصمي الذهي ل يسكر ونو هذها من‬
‫القمياسات الت تشبجه قياس الذهين قالوا ‪ :‬إنا البجيع مثل الربأا ‪.‬‬

‫‪-65‬أهم نإتائج الغزوة‪:‬‬


‫أ‪ -‬يإكن للبجاحث أن يلحظ أهم نأتمائجه هذههر الغزوةا وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬إسقماطر هيبجة الروما من نأفوس العرب جيعاا ‪-‬مسلمحهم‬
‫وكافرهم على السواء‪ -‬لن قوةا الروما كانأتَّ ف حس العرب ل‬
‫تقماوما‪ ،‬ول تغلب‪ ،‬ومن ث فقمد فزعوا من ذكر الروما وغزوهم‪ ،‬ولعل‬
‫الزيإة الت لقمتَّ بأالسلمحي ف غزوةا )رمؤمتة( كانأتَّ مؤمكدةا على ما‬
‫ترسخ ف ذهن العرب ف جاهليتمه من أن الروما قوةا ل تقمهر‪ ،‬فكان‬
‫ل بأد من هذها النفي العاما لزاحة هذههر الزيإة النفسية من نأفوس‬
‫العرب‪.‬‬
‫‪ -2‬إظهار قوةا الدولة السلمية كقموةا وحيدةا ف النطقمة قادرةا‬
‫على تدي القموى العظمحى عاليا –حينذهاك‪ -‬ليس بأدافع عصمب‬
‫أو عرقي‪ ،‬أو تقميق أطأمحاع زعامات معاصرةا‪ ،‬وإنا بأدافع تريري؛‬
‫حيث تدعو النأسانأية إل ترير نأفسها من عبجودية العبجاد إل‬
‫عبجودية رب العبجاد‪ ،‬ولقمد حقمقمتَّ هذههر الغزوةا الغرض الرجو منها‬
‫بأالرغم من عدما الشتمبجاك الرب مع الروما الذهين آثروا الفرار شال‬
‫فحقمقموا انأتمصمارا للمحسلمحي دون قتمال‪ ،‬حيث أخألوا مواقعهم للدولة‬
‫السلمية‪ ،‬وترتب على ذلك خأضوع النصمرانأية الت كانأتَّ تتَّ‬
‫بأصملة الولء لدولة الروما مثل إمارةا دومة الندل‪ ،‬وإمارةا إيلة )رمدينة‬
‫العقمبجة حاليا على خأليجه العقمبجة(‪ ,‬وكتمب رسول ال ^ بأينه وبأينهم‬
‫كتمابأا يدد ما لم وما عليهم)ر‪ (1‬وأصبجحتَّ القمبجائل العربأية الشامية‬
‫الخأرى الت ل تضع للسيطرةا السلمية ف تبجوك تتمعرض بأشدةا‬
‫للتمأثي السلمي‪ ،‬وبأدأ الكثي من هذههر القمبجائل يراجع موقفه‬
‫ويقمارن بأي جدوى الستممحرار ف الولء للدولة البجيزنأطية أو تويل‬
‫هذها الولء إل الدولة السلمية الناشئة‪ ،‬ويعد ما حدث ف تبجوك‬
‫نأقمطة البجداية العمحلية للفتمح السلمي لبجلد الشاما)ر‪ (2‬وإن كانأتَّ‬
‫هناك ماولت قبجلها ولكنها ل تكن ف قوةا التمأثي كغزوةا تبجوك‪,‬‬
‫)( انظر‪ :‬دراسات في عهد النبوة والخلفة الراشدة‪ ,‬للشجاع‪ ،‬ص ‪.209‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬المسلمون والروم في عصر النبوة‪ ،‬عبد الرحمن أحمد‪ ،‬ص ‪.102‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪118‬‬

‫فقمد كانأتَّ هذههر الغزوةا بثابأة الؤمشر لبجداية عمحليات متمواصلة لفتمح‬
‫البجلدان‪ ،‬والت واصلها خألفاء رسول ال ^ من بأعدهر‪ ،‬وما يؤمكد‬
‫هذها أن الرسول ^ قبجل موته جهز جيشا بأقميادةا أسامة بأن زيد بأن‬
‫حارثة ليكون رأس حربأة موجهة صوب الروما‪ ،‬وطأليعة ليش‬
‫الفتمح‪ ،‬ضم هذها اليش ثجنل صحابأة رسول ال‪ ،‬ولكنه ل يقمم‬
‫بهمحتمه إل بأعد وفاته ^‪ ,‬ومع هذها فقمد حقمق الدف الطلوب منه‬
‫كمحا سيأت)ر‪ (1‬بأإذن ال عند الديث ف سيةا الصمديق ‪.‬‬
‫لقمد وضع رسول ال ^ السس الول والطوات الثلى لفتمح‬
‫بألد الشاما والفتموحات السلمية‪.‬‬
‫‪ -3‬توحيد الزيرةا العربأية تتَّ حكم الرسول ^‪ ,‬حيث تأثر‬
‫موقف القمبجائل العربأية من الرسول ^ والدعوةا السلمية بؤمثرات‬
‫متمداخألة كفتمح مكة‪ ،‬وخأيب‪ ,‬وغزوةا تبجوك‪ ،‬فبجادر كل قوما‬
‫بأإسلمهم بأعد أن امتمد سلطان السلمحي إل خأطوطر التممحاس مع‬
‫الروما ث مصمالة نران ف الطأراف النوبأية على أن يدفعوا الزية‪،‬‬
‫فلم يعد أماما القمبجائل العربأية إل البجادرةا الشاملة إل اعتمناق السلما‬
‫واللتمحاق بأركب النبجوةا بأالسمحع والطاعة؛ ونأظرا لكثرةا وفود القمبجائل‬

‫)( انظر‪ :‬دراسات في عهد النبوة‪ ،‬للشجاع‪ ،‬ص ‪.209‬‬ ‫‪1‬‬


‫العربأية الت قدمتَّ إل الدينة من أناء الزيرةا العربأية بأعد عودةا‬
‫النب ^ من غزوةا تبجوك لتمعلن إسلمها هي ومن وراءها‪ ,‬فقمد سي‬
‫العاما التماسع للهجرةا ف الصمادر السلمية بأعاما الوفود)ر‪.(1‬‬
‫وبذههر الغزوةا البجاركة ينتمهي الديث عن غزوات النب ^ الت‬
‫قادها بأنفسه‪ ،‬فقمد كانأتَّ حياته البجاركة غنية بأالدروس والعب الت‬
‫تتب عليها أمتمه ف أجيالا القمبجلة)ر‪ ,(2‬ومليئة بأالدروس والعب ف‬
‫تربأية المة وإقامة الدولة الت تكم بأشرع ال‪.‬‬

‫أخإيرا ظ‬
‫اعلمحوا علم اليقمي أن حكمحة ال اقتمضتَّ أن يكون الق‬
‫والبجاطأل ف خألف دائم‪ ،‬وصراع مستممحر إل أن يرث ال الرض‬
‫ومن عليها‪ ،‬كل ذلك ليمحيز ال البجيث من الطيب‪ ،‬فمحذه بأزغ هذها‬
‫الدين وأعداؤهر من يهود ونأصمارى ومشركي ومنافقمي ياولون‬
‫)( انظر‪ :‬نضرة النعيم )‪.(396 ،1/395‬‬ ‫‪1‬‬

‫)( انظر‪ :‬محمد رسول ال‪ ،‬صادق عرجون‪.(4/460) ،‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪118‬‬

‫القمضاء عليه‪ ،‬بأكل ما يستمطيعون‪ ﴿،‬يَسذريَسدوهن لذيسطاذفسئوا سنوهر اللنذه‬


‫بذأهافواذهذهام هواللنهس سمتذيم سنوذرهذ هولهاو هكذرهه الاهكافذسروهن ﴾]الصمف‪ ،[8:‬والتماريخ‬
‫ف ماضيه وحاضرهر يشهد بأذهلك أن لم أن يفلحوا ما تسكنا‬
‫بأكتمابأنا وسنة نأبجينا ممحد ‪.‬‬
‫اللهم انأصمر دينك وكتمابأك وسنة نأبجيك يارب العالي ‪,‬واكتمب لنا‬
‫الشهادةا ف سبجيلك بأعد طأول عمحر وحسن عمحل ‪,‬إنأك ول ذلك‬
‫والقمادر عليه ‪.‬‬
‫هذها وصلى اللهم على نأبجينا ممحد وعلى آبأه وصحبجه وسلم ‪.‬‬
‫أمير بن محمد المدري‬
‫اليمن –عمران‬
‫‪Almadari_1@hotmail.com‬‬

‫المراجع ‪:‬‬
‫‪-1‬التماريخ السلمي مواقف وعب‪ ،‬د‪ .‬عبجد العزيز المحيدي‪ ،‬دار‬
‫الدعوةا‪ ،‬السكندرية‪.‬‬
‫‪ -2‬السيةا النبجوية دروس وعب‪ ،‬د‪ .‬مصمطفى السبجاعي‪ ،‬الكتمب‬
‫السلمي‪ ،‬بأيوت‪ ،‬لبجنان‪ ،‬الطبجعة التماسعة‪1406 ،‬هص ‪1986 -‬ما‪.‬‬
‫‪ -3‬السيةا النبجوية‪ ،‬لب ممحد بأن عبجد اللك بأن هشاما‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬
‫‪ -4‬السيةا النبجوية عرض حقمائق وتليل أحداث ‪,‬د‪.‬على ممحد‬
‫الصملب الطبجعة الول‪.‬‬
‫‪ -5‬السيةا النبجوية الصمحيحة‪ ،‬د‪ .‬أكرما العمحري‪ ،‬الطبجعة الول‬
‫‪1412‬هص‪1992 /‬ما‪ ،‬مكتمبجة العلوما والكم بأالدينة النورةا‪.‬‬
‫‪-6‬السيةا النبجوية ف ضوء الصمادر الصيلة‪:‬الدكتمور مهدي رزق‬
‫ال أحد طر ‪1412-1‬ه مكتمبجة اللك فيصمل‪.‬‬
‫‪ -7‬السيةا النبجوية مواقف وعب ‪:‬الدكتمور عبجد العزيز بأن عبجد ال‬
‫المحيدي طر ‪ 2‬دار الدعوةا ‪.‬‬
‫‪-8‬القميادةا العسكرية ف عهد الرسول ‪ ،‬دار القملم‪ ،‬الطبجعة‬
‫الول‪1410 ،‬هص‪1990 -‬ما‪.‬‬
‫‪ -9‬تفسي القمرطأب‪ ،‬لب عبجد ال القمرطأب‪ ،‬دار إحياء التاث‬
‫العرب‪ ،‬بأيوت‪ ،‬لبجنان‪1965 ،‬ما‪.‬‬
‫‪ -10‬سي أعلما النبجلء‪ :‬شس الدين الذههب‪ ،‬مؤمسسة الرسالة‪،‬‬
‫الطبجعة الول‪1403 ،‬هص‪.‬‬
‫‪ -11‬صور وعب من الهاد النبجوي ف الدينة‪ ،‬تأليف‪ :‬د‪ .‬ممحد‬
‫‪118‬‬

‫فوزي فيض ال‪ ،‬دار القملم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬بأيوت‪ ،‬الطبجعة‬
‫الول‪1419 ،‬هص‪1996 -‬ما‪.‬‬
‫‪ -12‬صحيح السيةا النبجوية‪ ،‬إبأراهيم العلي‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬الطبجعة‬
‫الثالثة‪1408 ،‬هص ‪1998-‬ما‪.‬‬
‫‪ -13‬صحيح البجخاري‪ ،‬ممحد إساعيل البجخاري‪ ،‬دار الفكر‪،‬‬
‫الطبجعة الول‪1411 ،‬هص ‪1991 -‬ما‪.‬‬
‫‪ -14‬على خأطى البجيب ‪:‬عمحرو خأالد‬
‫‪ -17‬فقمه السيةا النبجوية ‪:‬الدكتمور ممحد سعيد رمضان البجوطأي‬
‫طر ‪1991 11‬ما‬
‫‪ -18‬من معي السيةا‪ ،‬صال أحد الشامي‪ ،‬الكتمب السلمي‪،‬‬
‫الطبجعة الثانأية‪1413 ،‬هص‪1992 -‬ما‪.‬‬
‫‪ -19‬فقمه السيةا النبجوية‪ ،‬مني الغضبجان‪ ،‬معهد البجحوث العلمحية‬
‫وإحياء التاث مكة الكرمة‪.‬‬
‫‪ -20‬شرح النووي على صحيح مسلم للماما النووي التموف‬
‫‪676‬هص ‪ -‬طأبجع الطبجعة الصمرية ومكتمبجتمها – القماهرةا عاما ‪1347‬هص‪.‬‬
‫‪-21‬البجداية والنهاية‪ ،‬أبأو الفداء ابأن كثي الدمشقمي‪ .‬دار الريان‬
‫للتاث‪.‬‬
‫‪-22‬فتمح البجاري‪ ،‬ابأن حجر العسقملن‪ ،‬دار العرفة‪ ،‬بأيوت‪،‬‬
‫لبجنان‪.‬‬
‫‪ -23‬الدر النثور ف التمفسي بأالأثور‪ ،‬الماما السيوطأي‪ ،‬الناشر‬
‫ممحد أمي دمجه‪ ،‬بأيوت‪ ،‬لبجنان‪.‬‬
‫‪-24‬زاد العاد ف هدي خأي العبجاد‪ ،‬أبأو عبجد ال ابأن القميم حقمقمه‪:‬‬
‫شعيب الرنأاؤوطر وعبجد القمادر‪ ،‬الطبجعة الول‪1399 ،‬هص‪ ،‬دار‬
‫الرسالة‪.‬‬
‫‪-25‬السيةا النبجوية ف ضوء القمرآن والسنة‪ ،‬ممحد أبأو شهبجة‪ ،‬دار‬
‫القملم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الطبجعة الثالثة‪1417 ،‬هص ‪1996 -‬ما‪.‬‬
‫‪ -26‬ف ظلل القمرآن‪ ،‬سيد قطب‪ ،‬دار الشروق‪ ،‬الطبجعة التماسعة‪،‬‬
‫‪1400‬هص‪1980 -‬ما‪.‬‬
‫‪-27‬الستمفاد من قصمص القمرآن للدعوةا والدعاةا‪ ،‬عبجد الكري‬
‫زيدان‪ ،‬مؤمسسة الرسالة‪ ،‬الطبجعة الول‪1418 ،‬هص‪1997 -‬ما‪.‬‬
‫‪ -28‬طأبجقمات ابأن سعد الكبى‪ ،‬ممحد بأن سعد الزهري‪ ،‬دار‬
‫صادر‪ ،‬ودار بأيوت للطبجاعة والنشر‪1376 ،‬هص‪1957 -‬ما‪.‬‬
‫‪118‬‬

‫‪ -29‬الغازي للواقدي‪ ،‬ممحد عمحر بأن واقد التموف ‪207‬هص‪ ،‬تقميق‬


‫د‪ .‬مارسدن جونأس‪ ،‬عال الكتمب‪ ،‬بأيوت‪ ،‬الطبجعة الثالثة‪،‬‬
‫‪1404‬هص‪1984 -‬ما‬
‫‪ -30‬القميادةا العسكرية ف عهد الرسول ^‪ ،‬دار القملم‪ ،‬الطبجعة‬
‫الول‪1410 ،‬هص‪1990 -‬ما‪.‬‬
‫‪-31‬الرسول القمائد‪ ،‬ممحود شيتَّ خأطاب‪ ،‬دار مكتمبجة الياةا‬
‫ومكتمبجة النهضة بأغداد الطبجعة الثانأية‪1960 ،‬ما‪.‬‬
‫‪-32‬الصمراع مع الصمليبجي‪ ،‬ممحد عبجد القمادر أبأو فارس‪ ،‬دار‬
‫البجشي‪ ،‬طأنطا‪ ،‬طأبجعة عاما ‪1419‬هص‪1999 -‬ما‪.‬‬
‫‪-33‬جامع الصول‪ ،‬لبأن الثي التموف سنة ‪606‬هص‪ ،‬تقميق عبجد‬
‫القمادر الرنأاؤوطر‪ ،‬طأبجع مكتمبجة اللوان سوريا‪ ،‬عاما ‪1392‬هص‪.‬‬
‫‪-34‬صور وعب من الهاد النبجوي ف الدينة‪ ،‬تأليف‪ :‬د‪ .‬ممحد‬
‫فوزي فيض ال‪ ،‬دار القملم‪ ،‬دمشق‪ ،‬الدار الشامية‪ ،‬بأيوت‪،‬‬
‫الطبجعة الول‪1419 ،‬هص‪1996 -‬ما‪.‬‬
‫‪-35‬غزوةا تبجوك‪ ،‬ممحد أحد بأاشيل‪ ،‬دار الفكر‪ ،‬بأيوت‪.‬‬
‫فهرس المحتويإات‬
‫القمدمة ‪4.......................................‬‬
‫غزوةا تبجوك‪8.....................................‬‬
‫الدروس والعب من غزوةا تبجوك‪13 .................‬‬
‫‪ -1‬ليمحيز ال البجيث من الطيب‪13 ...............‬‬
‫‪-2‬اليإان يصمنع العجائب‪14......................‬‬
‫‪118‬‬

‫‪-3‬أمة الهاد ‪15.................................‬‬


‫‪ -4‬النأفاق ف هذههر الغزوةا وحرصا الؤممني على‬
‫الهاد ‪16.........................................‬‬
‫‪ -5‬الخألصا وحب الهاد‪19....................‬‬
‫ض الصملحة‬‫‪ -6‬جواز التمصمريح لهة الغزو إذا ل تقمتم ك‬
‫ستهر‪24..........................................‬‬
‫‪ -7‬قصمة أب ذر الغفاري والعب منها‪26.............‬‬
‫‪ -8‬قصمة أب خأيثمحة والدروس منها‪28...............‬‬
‫‪ -9‬الق ل بأد له من قوةا‪33.......................‬‬
‫‪ -10‬العقميدةا أقوى سلح‪33.......................‬‬
‫‪ -11‬وصايا رسول ال ^ للجيش عند مرورهر بجر‬
‫ثود ‪34..............................................‬‬
‫‪ -12‬وفاةا الصمحاب عبجد ال ذي البججادين ‪ ....... .36‬‬
‫‪ -13‬موقف النافقمي من غزوةا تبجوك‪40....... .........‬‬
‫‪ -14‬جواز القمتمال ف الشهر الرما‪45.. ................‬‬
‫‪ -15‬بأعض العجزات الت حدثتَّ ف الغزوةا‪46.........‬‬
‫‪ -16‬إذا استمنفر الماما اليش لزمهم النفي‪52..........‬‬
‫‪ -17‬خأطر الستمهزاء بأالدين والصمالي‪52.............‬‬
‫‪ -18‬وجوب الهاد بأالال‪56.........................‬‬
‫وف قصمة مسجد الضرار دروس وعب وفوائد منها‬
‫‪ -19‬الكفر ملة واحدةا‪58.............................‬‬
‫‪) -20‬رب(محاولة التمدليس على السلمحي‪57..............‬‬
‫‪)-21‬رج(فال خأي حافاظا وهو أرحم الراحي‪58.........‬‬
‫‪)-22‬رد(العلج النبجوي الاسم‪58.......................‬‬
‫‪) -23‬ر ه(ما يلحق بكم مسجد الضرار‪59..............‬‬
‫‪) -24‬رو(قاعدةا لعرفة ما يلحق بأالسجد الضرار‪61 .......‬‬
‫‪)- -25‬رز( مساجد الضرار ف بألد السلمحي‪62...........‬‬
‫‪ -26‬ل يعذهر العاجز باله حت يبجذهل جهدهر‪63... ......‬‬
‫دروس وعب من قصمة الخلفي الثلثة‬
‫‪)-27‬رأ( السلوب المحيل والبجيان الرائع والدب الرفيع‪74...‬‬
‫‪)-28‬رب(الصمدق سفينة النجاةا‪75...... ................‬‬
‫‪) -29‬رت(الجر التبأوي وأثرهر ف التممحع‪75.............‬‬
‫‪)-30‬رث(تنفيذه أوامر القميادةا ف التممحع السلم‪77........‬‬
‫‪)-31‬رج(الولء التماما ل ورسوله‪78....................‬‬
‫‪118‬‬

‫‪)-32‬رح(توبأة ال على العبجد قيمحة دينية يتمطلع إليها‬


‫الصمادقون ‪80..........................................‬‬
‫شكرا ل عند‬‫‪ -33‬خ(تشرع أنأواع من العبجادات ا‬
‫النعمحة ‪81.............................................‬‬
‫‪)-34‬رد(ل يكن يتمخلف عنه ^ إل منافق أو معذهورأو من‬
‫خألفه النب ^‪83....................................‬‬
‫‪)-35‬رر(جواز الطعن اجتمهادا‪83.......................‬‬
‫‪)-36‬رز(الكم بأالظاهر‪84.............................‬‬
‫‪)-37‬رس(ترك رد السلما على من أحدث حدثا‪84.......‬‬
‫‪)-38‬رش( تبجسم الغضب‪84............................‬‬
‫‪)-39‬رصا(جواز معاتبجة الماما والطاع أصحابأه‪85......‬‬
‫‪)-40‬رطر(توفيق ال لكعب وصاحبجيه‪85...............‬‬
‫‪) -41‬رظ(نيه ^ عن كلما هؤملء الثلثة لتمأديبجهم دليل على‬
‫صدقهم ‪86........................................‬‬
‫‪) -42‬رع(التمنكر والوحشة دليل على حياةا القملب‪87...‬‬
‫‪)-43‬رغ(رد السلما على من يستمحق الجر غي واجب‪.‬‬
‫‪88.................................................‬‬
‫‪)-44‬رف(دخأول دار الصماحب من غي إذن‪89.........‬‬
‫‪)-45‬رق(ابأتملء ال لكعب بكاتبجة ملك غسان‬
‫له‪89................................................‬‬
‫‪)-46‬رك(إتلف ما يشى منه الضرةا ف الدين‪89 ......‬‬
‫‪) -47‬رل(عداوةا غسان لرسول ال ^ وكتمابأه ^‬
‫لم‪90................................................‬‬
‫‪) -48‬رما(حرصا الصمحابأة على الي‪92..................‬‬
‫‪) -49‬رن(استمحبجاب تنئة من تددت له نأعمحة دينية‪92....‬‬
‫‪) -50‬ره(يوما توبأة السلم خأي الياما‪92..................‬‬
‫‪) -51‬رو(سرورهر ^ بأتموبأة ال على الخلفي دليل على شفقمتمه‬
‫على أمتمه‪93...................................‬‬
‫‪)- -52‬ري( من نأذهر الصمدقة بأكل ماله ل يلزمه إخأراج‬
‫جيعه‪93.......................................‬‬
‫‪ -53‬استمخلف الماما إذا سافر رجل من الرعية على من‬
‫بأقمي‪94.........................................‬‬
‫‪ -54‬معال من النهجه القمرآن ف الديث عن غزوةا تبجوك‪.‬‬
‫‪95.............................................‬‬
‫‪118‬‬

‫‪ -55‬مارسة الشورى ف هذههر الغزوةا‪97...........‬‬


‫‪ -56‬ل يوز الشرب ول الطبجخ ول العجن ول الطهارةا من‬
‫آبأار ثود‪100....................................‬‬
‫‪ -57‬جواز المحع بأي الصملتي ف السفر‪100......‬‬
‫‪ -58‬جواز التميمحم بأالرمل‪101.....................‬‬
‫‪ -59‬ترجيح قصمر الصملةا ف السفر دون تديد مدةا القامة‬
‫‪101 .............................................‬‬
‫‪ -60‬التمدريب العمحلي العنيف‪103..................‬‬
‫‪ -61‬تركه ^ قتمل النافقمي‪104....................‬‬
‫‪ -62‬ثواب من حبجسه العذهر‪106....................‬‬
‫‪ -63‬تريق أمكنة العصمية وهدمها‪107..............‬‬
‫‪ -64‬جواز إنأشاد الشعر للقمادما فرحا بأه‪108.........‬‬
‫‪ -65‬أهم نأتمائجه الغزوةا ‪108.........................‬‬
‫الراجع ‪113.......................................‬‬
‫الفهرس ‪118........................................‬‬
118

You might also like