You are on page 1of 190

‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬

‫جامعة الجزائر‬
‫كلية الحقوق‬

‫اﻟﻤﺴﻄﺮة اﻹﺟﺮاﺋﻴﺔ‬

‫ملتقى وطني بتقنية مزدوجة حضوري و عن بعد‬


‫‪Google Meet‬‬
‫بتاريخ‪ 30 :‬أبريل ‪2023‬‬
‫جامعة الجزائر ‪ - 1‬كلية الحقوق‬

‫ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ‬


‫وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ‪ :‬ﺗﺤ ّﺪ ﺟﺪﻳﺪ‬

‫رئيسة امللتقى‬
‫د‪.‬بوراس لطيفة‬
‫‪latifabr48@gmail.com‬‬
‫‪l.bouras@univ-alger.dz‬‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي‬
‫جامعة الجزائر‬
‫كلية الحقوق تنظم‬

‫ملتقى وطني بتقنية مزدوجة‬


‫حضوري وعن بعد‬
‫بتاريخ‪ 13 :‬أبريل ‪2023‬‬

‫ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ‬


‫اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ وﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺬﻛﺎء‬
‫اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ‪ :‬ﺗﺤ ّﺪ ﺟﺪﻳﺪ‬

‫الهيئة املرشفة عىل امللتقى‬


‫أ‪.‬د‪ /‬مختاري فارس‪ ،‬مدير جامعة الجزائر‪1‬‬
‫د‪ /‬قسايسية عيىس‪ ،‬عميد كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫أ‪.‬د‪ /‬نساخ فطيمة‪ ،‬رئيسة املجلس العلمي للكلية‬
‫رئيسة امللتقى ورئيسة اللجنة العلمية‬
‫د‪ .‬بوراس لطيفة‬
‫رئيسة اللجنة التنظيمية‬
‫د‪ .‬بن زيدان زوينة‬
‫اللجنة العلمية للملتقى‬
‫)‬‫رئيس امللتقى‪ :‬د‪ /‬بوراس لطيفة‪) ،‬الجزائر‪1‬‬
‫)‬ ‫رئيس اللجنة العلمية‪ :‬د‪ /‬بوراس لطيفة‪) ،‬الجزائر‪1‬‬

‫رئيس اللجنة التنظيمية‬ ‫أعضاء اللجنة العلمية‬


‫د‪ /‬بن زيدان زوينة‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬ ‫أد‪ /‬حمليل صالح‪ ،‬جامعة أدرار‬
‫أعضاء اللجنــة التنظيميــة‬ ‫أد‪ /‬وفاء شيعاوي‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫د‪ /‬منصوري سعاد‪ ،‬جامعة الجزائر‪2‬‬ ‫أد‪ /‬رشون حسينة‪ ،‬جامعة بسكرة‬
‫د‪ /‬فارح عائشة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪1‬‬ ‫أد‪ /‬بوخميس سهيلة‪ ،‬جامعة قاملة‬
‫ط د‪ /‬دراجي يوسف‪ ،‬جامعة ـتيبازة‬ ‫أد‪ /‬خليفة محمد‪ ،‬جامعة عنابة‬
‫ط د‪ /‬شلغوم سمري‪ ،‬جامعة مدية‬ ‫د‪ /‬شوقي نذير‪ ،‬جامعة غرداية‬
‫ط د‪ /‬زروقي أم كلثوم‪ ،‬جامعة املدية‬ ‫د‪ /‬شوقي بنايس‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫ط د‪ /‬لكحل نورة‪ ،‬جامعة ـتيبازة‬ ‫د‪ /‬بدري جامل‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫د‪ /‬بوخملة مليكة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪2‬‬
‫اللجنة التقنية‬ ‫د‪ /‬قرقوس فتيحة‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫ط د‪ /‬مربك عز الدين‪ ،‬جامعة املدية‬ ‫د‪/‬عمروش فوزية جامعة الجزائر‪1‬‬
‫السيدة دملي منة‪ ،‬جامعة الجزائر ‪1‬‬ ‫د‪ /‬كراش ليىل‪ ،‬جامعة الجزائر ‪1‬‬
‫د‪ /‬حسناوي فاطمة‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫د‪ /‬الهواري نجوى‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫د‪ /‬مالك نسيمة‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫د‪/‬فاضل خديجة‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫د‪ /‬بن خدة حسيبة‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫أ‪/‬املوهاب فريوز ‪ ،‬جامعة الجزائر‪1‬‬
‫رشوط املشاركـة يف امللتقى‬

‫ﻳﺸﺘﺮط أن ﻳﻜﻮن اﻟﺒﺤﺚ أﺻﻠﻴﺎ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﻧﺸﺮه ﻣﻦ ﻗﺒﻞ‪ ،‬وﻟﻢ ﻳﺴﺒﻖ أن ﻗﺪّ م ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮات أو ﻣﻠﺘﻘﻴﺎت‬
‫ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺳﺎﺑﻘﺔ‬
‫‪،‬ﺗﺨﻀﻊ ﺟﻤﻴﻊ اﻟﺒﺤﻮث ﻟﻠﺘﺤﻜﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬
‫ﺗﻜﺘﺐ اﻟﻤﺪاﺧﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ أو اﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ أو اﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ‪ ،‬ﻋﻠﻰ أن ﻳﻜﻮن ﻣﻠﺨﺺ اﻟﻤﺪاﺧﻠﺔ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ‬
‫اﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ‬
‫ﺗﻜﺘﺐ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺑﺨﻂ ‪ Simplified Arabic‬ﺣﺠﻢ ‪ ،14‬أﻣﺎ اﻟﻠﻐﺔ اﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﻓﺒﺨﻂ ‪Times New Roman -‬‬
‫واﻟﻬﻮاﻣﺶ ﺣﺠﻢ ‪ ،12‬ﺗﺘﺮاوح ﺻﻔﺤﺎت اﻟﺒﺤﺚ ﺑﻴﻦ ‪10‬و‪ 15‬ﺻﻔﺤﺔ ‪A4،‬‬
‫ﻳﺮﺳﻞ اﻟﻤﻠﺨﺺ واﻟﻤﺪاﺧﻠﺔ اﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺒﺮﻳﺪ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻟﻠﻤﻠﺘﻘﻰ‪ ،‬وﻻ ﺗﺆﻛﺪ اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ إﻻ ﺑﻌﺪ‬
‫اﻻﺳﺘﻘﺒﺎل اﻟﻨﻬﺎﺋﻲ ﻟﻠﻤﺪاﺧﻠﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻗﻊ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ أدﻧﺎه‬
‫‪ 10‬ﻣﺎرس ‪2023‬‬ ‫آﺧﺮ أﺟﻞ ﻹرﺳﺎل اﻟﻤﺪاﺧﻠﺔ‬
‫أﺟﻞ اﻟﺮد ﻋﻠﻰ ﻗﺒﻮل اﻟﻤﺪاﺧﻠﺔ ‪ 12‬ﻣﺎرس ‪2023‬‬
‫ﺗﺎرﻳﺦ ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ‪ :‬اﻟﺨﻤﻴﺲ ‪ 30‬أﺑﺮﻳﻞ ‪2023‬‬

‫ﺗﺮﻓﻖ ﻟﻤﺪاﺧﻠﺔ ﺑﺎﺳﺘﻤﺎرة اﻟﻤﺸﺎرﻛﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﻀﻤﻦ‬


‫اﺳﻢ وﻟﻘﺐ اﻟﻤﺸﺎرك‪ ،‬واﻟﻤﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻬﺎ‪ ،‬وﻣﺠﺎﻻت ﺑﺤﺜﻪ‪ ،‬ورﻗﻢ ﻫﺎﺗﻔﻪ وﺑﺮﻳﺪه‬
‫اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‪ ،‬ﻣﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﺤﻮر وﻋﻨﻮان اﻟﻤﺪاﺧﻠﺔ‬

‫ﻳﺮﺟﻰ ارﺳﺎل اﻟﻤﻠﺨﺼﺎت واﻟﻤﺪاﺧﻼت ﻋﺒﺮ اﻟﺒﺮﻳﺪ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‬

‫‪methodologie.numerique@gmail.com‬‬
‫إشكالية فعالية امللتقى‬
‫ﺗﻌﺪّ اﻟﺒﺤﻮث اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺆﺷﺮات اﻟﺠﻮدة واﻟﺘﻤﻴّﺰ ﻓﻲ ﺳﻠﻢ ﺗﺼﻨﻴﻒ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻟﻴﺲ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ‬

‫اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﻤﺤﻠﻲ واﻹﻗﻠﻴﻤﻲ وإﻧﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺼﻌﻴﺪ اﻟﺪوﻟﻲ أﻳﻀﺎ‪ .‬وأﻫﻢ آﻟﻴﺎت إﺛﺮاء اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ واﻟﻤﻠﻜﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‪،‬‬

‫‪.‬اﻟﻨﺸﺮ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺬي ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺘﺼﻨﻴﻒ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻋﺎﻟﻤﻴﺎ‬

‫أوﻟﺖ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻋﺒﺮ اﻟﻌﺎﻟﻢ‪ ،‬وﻣﻨﻬﺎ ﻣﺆﺳﺴﺔ اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ اﻟﻌﺎﻟﻲ واﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﺠﺰاﺋﺮ اﻫﺘﻤﺎﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ‬

‫ﺑﺒﺮاﻣﺞ اﻟﺒﺤﺚ وﺗﻄﻮره وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓﻴﺮ اﻟﺒﻴﺌﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ اﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻛﻮن اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﻤﺤﺮك‬

‫اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻹﻧﻤﺎء وﻧﺸﺮ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ ﻟﺤﻞ اﻟﻤﺸﺎﻛﻞ اﻟﻤﺘﻨﻮﻋﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻳﻌﺪّ اﻟﺒﺤﺚ‬

‫اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻣﺮﻛﺰ اﻹﺑﺪاع اﻟﻌﻠﻤﻲ وﻣﺼﺪرا ﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ وأداة ﺗﻄﻮر وﺗﻤﻴّﺰ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت‬

‫ﺗﺄﺛّﺮت ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﺑﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻌﺼﺮ‪ .‬ﻟﻢ ﻳﻌﺪ اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻳﺸﻘﻰ ﻟﻠﺒﺤﺚ واﻟﺘﻘﺼﻲ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ‬

‫اﻟﺘﻲ أﺻﺒﺤﺖ ﺗﺄﺗﻲ إﻟﻴﻪ ﺑﻤﺠﺮد اﻟﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ زر ﻓﺘﺘﺪﻓﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدر ﻣﺘﻨﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻛﻞ اﻟﻌﺎﻟﻢ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ‬

‫اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ ﻋﻦ ﺑﻌﺪ وأﺧﻴﺮا إﻟﻐﺎء اﻟﺸﻜﻞ اﻟﻮرﻗﻲ ﻷﻃﺮوﺣﺎت "‪ " Google scholar‬أن اﺣﺘﻀﻨﺖ اﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻣﻮﻗﻊ‬

‫اﻟﺘﻮﺟّ ﻪ ّ‬
‫ﻟﻠﺘﻘﻴﻴﻢ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‬ ‫اﻟﺪﻛﺘﻮراه وﺣﺘﻤﻴﺔ ّ‬
‫‪e-assessment‬‬
‫اﻧﺘﻘﻠﺖ ﻣﻌﻀﻠﺔ اﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت إﻟﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ‪ ،‬ﻛﻤﺎ أﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﺼﻌﺐ وﺿﻊ ﺣﺪا ﻓﺎﺻﻼ‬

‫ﻟﻠﺴﺮﻗﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴّﺔ‪ .‬أﺿﺤﺖ ﻣﺸﻜﻠﺔ اﻟﺒﺎﺣﺜﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﺴﻌﻲ إﻟﻰ اﻟﻌﻠﻢ واﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺗﺘﻤﺤﻮر ﺣﻮل اﻻﺧﺘﻴﺎر اﻟﺼﺤﻴﺢ‬

‫ﻟﻠﻤﻌﻠﻮﻣﺔ وﺳﻂ ّ‬
‫ﻛﻢ ﻫﺎﺋﻞ ﻣﻦ اﻟﻤﺮاﺟﻊ واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﻓﻲ داﺋﺮة ﻧﻈﻢ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﻤﺘﻄﻮرة وﺷﺒﻜﺔ‬

‫اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺪوﻟﻴﺔ ‪-‬اﻷﻧﺘﺮﻧﺖ‬

‫إن اﻟﺪﻋﻮة اﻟﻰ ﺿﺮورة اﻟﻮﻋﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﺮﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ و اﻟﺬﻛﺎء اﻹﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﺗﻨﺒﻊ‬

‫ﻣﻦ ﺣﺠﻢ اﻟﺼﺪﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ أن ﺗﺼﺎﺣﺐ اﻹﻧﺘﻘﺎل ﻣﻦ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي إﻟﻰ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﺮﻗﻤﻲ أو اﻟﺒﺤﺚ ﻣﻦ‬

‫ﺧﻼل اﻟﺬﻛﺎء اﻹﺻﻄﻨﺎﻋﻲ‪ .‬إن ﻫﺬا اﻟﺘﺤﺪي ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ و اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺒﺘﻜﺮة ﻳﻀﻊ‬

‫اﻹﺳﺮة اﻟﺠﺎﻣﻌﻴﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ أﻣﺎم ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺴﺒﻮﻗﺔ و ﺗﺤﺪﻳﺎت ﻛﺒﻴﺮة‪ ,‬ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻹﻓﺮاط‬

‫ﻓﻲ اﻹﻋﺘﻤﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﺒﺎﺣﺚ ﻣﻤﺎ ﻳﻨﻌﻜﺲ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﺎج اﻟﻠﻐﻮي و اﻟﻜﺘﺎﺑﻲ ﻧﻈﺮا ﻟﻤﺎ‬

‫ﺗﻮﻓﺮه اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﻣﻦ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت ﺗﺴﺎﻋﺪ ﻋﻠﻰ ﻓﺤﺺ ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﻠﻐﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ ﻗﺪ ﻳﻤﺲ ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬

‫ﻟﻠﻤﻨﺘﻮج اﻟﻔﻜﺮي اﻟﺬي أﺻﺒﺢ ﻫﺎﺟﺴﺎ ﻛﺒﻴﺮا ﻟﻸﺳﺮة اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻟﺘﻮرط اﻟﻌﺪﻟﺪ ﻣﻦ اﻟﻄﻠﺒﺔ ﺑﻘﺼﺪ‬

‫أو ﺑﻐﻴﺮ ﻗﺼﺪ ﺗﺠﺎﻫﻼ ﺣﺪود اﻹﻗﺘﺒﺎس أدى إﻟﻰ اﻹﺧﻼل ﺑﻤﺼﺪاﻗﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫ﻓﺎﻹﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺗﻄﺮح ﻓﻲ ﻛﻴﻔﻴﺔ اﻧﺠﺎز اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺒﺘﻜﺮة ﻣﻊ‬

‫اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺪاﻗﻴﺘﻪ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ وﺗﺤﺪﻳﺪ ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‬


‫أهداف املوضوع‬
‫ﺗﻮﺿﻴﺢ ﻓﻜﺮة ادﻣﺎج اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺒﺘﻜﺮة ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‬

‫ﺗﺴﻠﻴﻂ اﻟﻀﻮء ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة اﻹﺳﺮاع ﻓﻲ ﺗﺤﻴﻴﻦ ﻣﻨﺎﻫﺞ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬

‫ّ‬
‫واﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌﺪ اﻹﻋﻼن ﻋﻦ ﻧﺸﺮ أﻃﺮوﺣﺎت اﻟﺪﻛﺘﻮراه ﻋﺒﺮ‬ ‫اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺒﺘﻜﺮة‬

‫ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ ﺗﺤﺖ ﺷﻌﺎر "ﺻﻔﺮ ورﻗﺔ" ﻣﻊ ﺣﺘﻤﻴﺔ ﻣﺮاﺟﻌﺔ أدوات اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ واﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‬

‫ﺗﺤﺪﻳﺪ اﻹﻃﺎر اﻟﻤﻔﺎﻫﻴﻤﻲ ﻷﺻﻮل اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻟﺮﻗﻤﻲ واﻟﺬﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻤﺤﻴﻂ اﻟﺠﺎﻣﻌﻲ ﻣﻊ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺣﺪود اﻟﺴﺮﻗﺔ‬

‫اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ إﻃﺎر اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ووﺳﺎﺋﻞ اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ ﻹﻧﺠﺎز اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ‬

‫ﺗﻘﺪﻳﻢ دﻟﻴﻞ ﻋﻠﻤﻲ ﻳﺤﺘﻮي ﻋﻠﻰ ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ ﻣﻮﺣّ ﺪة ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﻠﻮم اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﺑﻐﻴﺔ اﻋﺘﻤﺎده ﻓﻲ ﻛﻠﻴّﺔ‬

‫اﻟﺤﻘﻮق ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ اﻟﺠﺰاﺋﺮ‪ 1‬ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎص وﻓﻲ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم‬

‫املحاور‬
‫اﻟﻤﺤﻮر اﻷول‪ :‬اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺮﻗﻤﻲ و اﺧﺘﻼﻓﻪ ﻋﻦ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻟﺘﻘﻠﻴﺪي‬

‫اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻧﻲ‪ :‬ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ واﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﻤﺒﺘﻜﺮة وإﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ّ‬
‫اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ‬

‫اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ )‪e-assessment (e-évaluation‬‬


‫ّ‬
‫واﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻹﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ‬ ‫اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ :‬ﺣﺪود ّ‬
‫اﻟﺴﺮﻗﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴّﺔ ﻣﻊ ﺗﻄﺒﻴﻘﺎت اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ‬

‫اﻟﻤﺤﻮر اﻟﺮاﺑﻊ‪ :‬أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ‬


‫مناقشة عامة حول مداخالت امللتقى‬
‫اﻟﺠﻠﺴﺔ اﻟﺨﺘﺎﻣﻴﺔ ‪ - :‬ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻟﺘﻮﺻﻴﺎت‬
‫اﻹﻋﻼن ﻋﻦ اﺧﺘﺘﺎم ﻓﻌﺎﻟﻴﺎت اﻟﻤﻠﺘﻘﻰ‬
‫اﻟﻔﻬﺮس‬
‫اﻟﺼﻔﺤﺔ‬ ‫ﻋﻨﻮان اﻟﻤﺪاﺧﻠﺔ‬ ‫اﻟﺮﻗﻢ‬

‫‪10‬‬ ‫ﺗﺮﻗﻴﺔ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻇﻞ ﻋﺼﺮ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ‪ /‬د‪.‬اﻟﻬﻮاري ﻧﺠﻮى‬ ‫‪01‬‬
‫ﺗﻄﻮر أﺳﻠﻮب اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ‪ /‬د‪.‬ﺳﻌﺎد‬
‫‪27‬‬ ‫ﻣﻨﺼﻮري‬ ‫‪02‬‬
‫ﻣﺎﻫﻴﺔ اﻟﺬﻛﺎء اﻻﺻﻄﻨﺎﻋﻲ واﺳﺘﺨﺪاﻣﻪ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ‪ /‬د‪.‬ﺑﻌﻠﻮج‬
‫‪45‬‬ ‫ﺣﺴﻴﻨﺔ‬
‫‪03‬‬

‫‪54‬‬ ‫ﺑﻦ ﺧﺪة ﺣﺴﻴﺒﺔ‪ :‬اﻻﻗﺘﺒﺎس ﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ‪ /‬ﺑﻦ زﻳﺪان زوﻳﻨﺔ‬ ‫‪04‬‬

‫‪64‬‬ ‫أ‪.‬د ﺑﻮﺧﻤﻴﺲ ﺳﻬﻴﻠﺔ‪ :‬اﻟﺘﺤﺮﻳﺮ اﻟﺬﻛﻲ ﻟﻠﻤﻘﺎﻟﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ‪ /‬أ‪.‬د ﺷﻴﻌﺎوي وﻓﺎء‬ ‫‪05‬‬

‫‪75‬‬ ‫دور ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت ﻓﻲ دﻋﻢ وﺗﻴﺴﻴﺮ اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ‪-‬ﻗﻮاﻋﺪ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬ ‫‪06‬‬
‫‪ -‬أﻧﻤﻮذﺟﺎ ‪ /‬د‪.‬ﺑﻮﻋﺸﺔ ﻛﻤﺎل ‪ ،‬د‪.‬زرارﻳﺮﻳﺔ ﻧﻮة‬

‫‪90‬‬ ‫اﻟﺘﻘﻴﻴﻢ اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻲ ﻟﻸﻋﻤﺎل اﻷﻛﺎدﻳﻤﻴﺔ ﻗﻲ ﻇﻞ رﻗﻤﻨﻪ اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ‪ :‬ﻧﺤﻮ ﺗﺤﻘﻴﻖ‬ ‫‪07‬‬
‫اﻷﺻﺎﻟﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪ /‬د‪.‬ﺑﻮراس ﻟﻄﻴﻔﺔ‬

‫‪105‬‬ ‫اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ‪ :‬اﻟﺘﺤﺪﻳﺎت واﻟﻤﻌﻮﻗﺎت ‪ /‬أد‪ .‬ﺣﺴﻴﻨﺔ ﺷﺮون‬ ‫‪08‬‬
‫‪ ،‬أد ﻋﺒﺪ اﻟﺤﻠﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺸﺮي‬

‫‪116‬‬ ‫اﻻﻧﺘﺤﺎل اﻷﻛﺎدﻳﻤﻲ‪ ،‬اﻧﺘﻬﺎك ﻷﺧﻼﻗﻴﺎت اﻟﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ وﺣﻘﻮق اﻟﻤﻠﻜﻴﺔ‬


‫‪09‬‬
‫اﻟﻔﻜﺮﻳﺔ ‪ /‬أ‪.‬د زواﻧﻲ ﻧﺎدﻳﺔ‬

‫‪128‬‬ ‫أﺧﻼﻗﻴﺎت اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻓﻲ زﻣﻦ اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ ‪ /‬ﻗﺮﻗﻮس ﻓﺘﻴﺤﺔ‬ ‫‪10‬‬

‫‪140‬‬ ‫اﻟﺒﺮﻣﺠﻴﺎت اﻻﻟﻜﺘﺮوﻧﻴﺔ أﻟﻴﺔ ﻟﻤﻜﺎﻓﺤﺔ اﻟﺴﺮﻗﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪ /‬د‪ .‬ﻧﺴﻴﻤﺔ ﻣﺎﻟﻚ‬ ‫‪11‬‬

‫‪152‬‬ ‫اﻟﺮﻗﻤﻨﺔ ﻛﺂﻟﻴﺔ ﻟﻠﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﺴﺮﻗﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪ /‬ط‪.‬د ﺷﻠﻐﻮم ﺳﻤﻴﺮ‬ ‫‪12‬‬

‫‪169‬‬ ‫اﻟﺴﺮﻗﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ آﻓﺔ ﻟﻠﺒﺤﺚ اﻟﻌﻠﻤﻲ ‪ /‬ط‪.‬د زروﻗﻲ أم ﻛﻠﺜﻮم‬ ‫‪13‬‬
‫اﻟﺒﺮﻣﺠﻴﺎت اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻷﻣﺎﻧﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ‪ /‬د‪ .‬ﻣﻔﺘﺎح ﺣﺎرﺷﻮ‪ ،‬ط‪.‬د‬
‫‪180‬‬ ‫‪14‬‬
‫ﻋﺒﺎﺳﻦ ﻧﺴﻴﻤﺔ‬
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫ تحد جديد‬:‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‬

‫ترقية البحث العممي في ظل عصر التكنولوجية الرقمية‬


Upgrading scientific research in the age of digital technology
‫ اليواري نجوى‬/‫د‬
1‫ جامعة الجزائر‬،‫كمية الحقوؽ‬
Elhaouari.nedjoua@hotmail.com

:‫ممخص‬
‫شيد العالـ المعاصر تحوؿ سريع في مجاؿ التكنولوجيا الرقمية الذي اعتبر كوسيمة لتطوير أىداؼ البحث‬
‫ فكاف مف الضروري عمى الجامعات ومراكز الدراسات العممية مسايرة المستجدات اإللكترونية‬،‫العممي‬
‫وتسخيرىا لخدمة البحث العممي لغرض رقي ميارات الطمبة والباحثيف لمواكبة ىذه التطورات التي تشكؿ‬
‫بديال عف البحوث العممية التقميدية التي غيرت بدورىا الكثير مف الطرؽ والوسائؿ الكالسيكية واستبداليا‬
‫ مما جعميا تعتمد عمى البيانات اإللكترونية‬،‫بأىـ محركات التكنولوجيا واالتصاالت الخاصة بالبحث‬
‫واستعماليا في نطاؽ البحث األكاديمي الرقمي وىذا بفضؿ الثورة المعموماتية والمعرفية التي تضاعؼ فييا‬
‫استخداـ البحث الرقمي رغـ التحديات والمشاكؿ التي تعاني منيا أغمب الجامعات الجزائري خاصة مف‬
.‫حيث تقييـ منيجية البحث المعتمدة عبر االنترنت وما خمفتو مف سرقات عممية‬
.‫ الرقمنة‬-‫ المعموماتية‬-‫ البحث العممي – التكنولوجيا‬:‫الكممات المفتاحية‬
Abstract:
The contemporary world witnessed a rapid transformation in the field of technology and
digitization to develop the goals of scientific research, so it was necessary for universities and
scientific research enters to keep pace with scientific developments and harness them to serve
scientific research in order to develop the skills of students and researchers to keep pace with
these developments, which constitute an alternative to traditional scientific research, which in
turn changed many classic methods and means and replacing them with the most important
technology and communication engines for research, which made them depend mainly on
electronic data and use them in the scope of academic research, and this is thanks to the
information and knowledge revolution in which the use of digital research doubled despite the
challenges and problems that most Algerian universities suffer from, especially in terms of
evaluating the research methodology adopted via the internet and the scientific thefts it left
behind.
Key words: Research –technology_ Information– Degization.

1 ‫ تحد جديد‬:‫ منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‬:‫امللتقى الوطني حول‬
0300 ‫ أفريل‬03
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫كبير فيما يخص التطورات المعموماتية التي تحولت إلى‬
‫لقد اكتشؼ العالـ في القرف العشريف تقدما ا‬
‫عصر المعرفة الذكية مع حموؿ األلفية الثالثة التي بدورىا قربت المفاىيـ وجددت األساليب الفكرية‬
‫والبحثية المبنية عمى أساس الرقمنة اإللكترونية‪ 1‬التي غيرت الكثير مف الطرؽ والمناىج التقميدية المتعمقة‬
‫بالبحث العممي مما تضاعؼ حجـ المعرفة العممية المزودة بالتكنولوجيا المعموماتية بشكؿ سريع بدءا بثورة‬
‫الحواسب مرو ار إلى ثروة االتصاالت وصوال إلى المعرفة العممية الذكية التي ما فتئت تغزو المكتبات‬
‫بالمعمومات التقنية‪ ،‬األمر الذي دفع بالكثير مف المؤسسات الجامعية في مجاؿ البحث العممي والتطوير‬
‫التكنولوجي العديد مف اإلجراءات اليادفة إلى ترقية مجاؿ البحث العممي مف حيث البرمجة والتنظيـ وكذا‬
‫التعاوف الدولي ومف ىنا تظير أىمية المكتبة اإللكترونية والتعميـ عبر المنصة والمناىج الرقمية التي‬
‫اعتبرت كأنماط حديثة لتطور العمـ والمعرفة ضمف مقتضيات العصر المعموماتي بما يخدـ الباحث‬
‫والطالب والمختص في عممية التواصؿ والحصوؿ عمى المعمومة السريعة إلعداد األبحاث العممية‪.‬‬
‫وتبعا لذلؾ تـ انتياج استراتيجيات جديدة لتطوير المنظومة التعميمية وادخاؿ تكنولوجيا المعمومات‪ 2‬ضمف‬
‫متطمبات التعميـ العالي لمسايرة العصر الراىف مف أجؿ استثمارىا في األبحاث العممية لمرفع مف الكفاءة‬
‫والجودة البحثية باعتبارىا أحد أىـ آليات إثراء المعرفة العممية في ظؿ العصر الرقمي الذي يعد حتمية‬
‫فرضتيا العولمة عمى العالـ بأسره لغرض تحقيؽ متطمبات االنفتاح العالمي بما يخدـ تحسيف مردودية‬
‫البحث العممي وضماف جودتو وكذا توظيفو لحؿ المشكالت المعاصرة التي تواجو واقع المجتمع‪ ،‬وعميو فقد‬
‫أتاحت التكنولوجيا الرقمية فرصا أكبر وأسرع وأكثر فعالية لمنيوض بالبحث العممي بفعؿ ما أتاحتو مف‬
‫فرص التواصؿ واالتصاؿ بيف الجامعات ومراكز البحث وكؿ الفواعؿ الميتمة بيذا المجاؿ ‪،‬رغـ التحديات‬
‫والمشاكؿ الحاسمة التي تشكؿ عائؽ بالنسبة لمطمبة وكذا الباحثيف واألساتذة فيما يخص انتشار ظاىرة‬
‫السرقات العممية وأيضا مشكمة التقييـ الرقمي ليذا النوع مف البحوث العممية ‪.‬‬
‫عمى هذا األساس تطرح اإلشكالية التالية‪ :‬عن كيفية تغيير نمط البحث العممي من النمط التقميدي إلى‬
‫النمط اإللكتروني؟ وكيف ساهمت التكنولوجيا الرقمية في النهوض بالعمم والمعرفة في المؤسسات‬
‫الجامعية رغم التحديات؟‬
‫ولإلجابة عمى ىذه الورقة البحثية اقتضى األمر تقسيـ الموضوع إلى مبحثيف وىما‪:‬‬
‫‪ -‬المبحث األول‪ :‬التحول الشامل نحو رقمنة البحث العممي‬
‫‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬مساهمة التكنولوجيا الرقمية في رقي البحث العممي رغم التحديات‬

‫‪1‬‬
‫محمد لعاب‪" ،‬األنترنت وعصر ثورة المعمومات"‪ ،‬دار ىومة لمنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،1999 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد الصرفي‪" ،‬إدارة تكنولوجيا المعمومات"‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪ ،2009 ،‬ص ‪.19‬‬

‫‪2‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫المبحث األول‪ :‬التحول الشامل نحو رقمنة البحث العممي‬


‫إف أىمية توظيؼ تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت بالمؤسسات األكاديمية والجامعية أصبحت‬
‫مسألة حتمية لغرض تحقيؽ التقدـ في مجاؿ البحث العممي وتطوير التعميـ بشتى الوسائؿ الحديثة‪ ،‬ومف‬
‫ثـ بات لزاما مسايرة المستجدات الجديدة وتسخيرىا لخدمة المنظومة التعميمية والبحثية لتعزيز إنتاجية‬
‫وجودة البحث العممي التي توضح الميارات المعرفية الضرورية الستخداـ شبكة األنترنت مف خالؿ القدرة‬
‫عمى الوصوؿ إلى مصادر المعمومات اإللكترونية المختمفة عف طريؽ البحث في المكتبات اإللكترونية‬
‫واستخداـ محركات البحث العالمية واالستعانة باألدلة اإللكترونية و كذا التعرؼ عمى قواعد البيانات‬
‫‪1‬‬
‫البحثية والرسائؿ الجامعية اإللكترونية والكتب اإللكترونية والدوريات اإللكترونية‪... .‬الخ‪.‬‬
‫مما يفيد تغيير في مفاىيـ وأدوات وطبيعة المنيجية في التعميـ وخاصة في مجاؿ البحث العممي وما‬
‫حققتو مف مشاريع إصالحية لمرفع مف ميارات الطمبة في استخداـ تكنولوجيا المعمومات التي تشكؿ بديال‬
‫عف المكتبات الورقية والوسائؿ التقميدية لمبحث‪.‬‬
‫ولمناقشة الموضوع استمزـ األمر التطرؽ إلى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬المطمب األول‪ :‬التطورات التكنولوجية الرقمية في مجال البحث العممي‬
‫‪ -‬المطمب الثاني‪ :‬تأثير البيئة الرقمية عمى جودة البحث العممي‬
‫المطمب األول‪ :‬التطورات التكنولوجية الرقمية في مجال البحث العممي‬
‫في العصر الحاضر وفي ظؿ التقدـ العممي والتكنولوجي وتطبيقاتيما عمى مجاؿ االتصاؿ‬
‫‪Information‬‬ ‫والمعمومات حيث تضاعؼ اإلنتاج الفكري فأطمؽ عميو عصر انفجار المعمومات (‬
‫‪2‬‬
‫‪ )Global‬التي تجاوزت الحدود الزمكانية‬ ‫(‪village‬‬ ‫الذي وحد شعوب العالـ بالقرية العالمية‬ ‫‪)Explosion‬‬

‫نتيجة ظيور وسائط جديدة لحفظ المعرفة‪ ،‬ولـ تمنع ذلؾ مف ضرورة استخداميا في البحث العممي لدورىا‬
‫الفعاؿ في تطوير العمـ واألبحاث العممية‪ ،‬وىنا يظير الفرؽ بيف البحث الذي يعتمد عمى مصادر ورقية‬
‫وأساليب تقميدية وبيف البحث الذي يستند إلى إثراء دراساتو بالبرمجيات الرقمية التي تقدـ المعمومة بكؿ‬
‫سيولة وبسرعة فائقة مف شأنيا تساىـ في بناء أبحاث عممية متقنة وثرية وموضوعية وباألخص ذات‬
‫مصداقية ركيزتيا األمانة العممية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫مكاوي حسف عماد‪" ،‬تكنولوجيا االتصال الحديثة في عصر المعمومات"‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪ ،‬مصر‪ ،2011 ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪2‬‬
‫قنديمجي عامر إبراىيـ‪ ،‬الجناحي عالء الديف‪" ،‬نظام المعمومات وتكنولوجيا المعمومات اإلدارية"‪ ،‬ط ‪ ،3‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2008‬ص ‪.31‬‬

‫‪3‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫ومنو ُيعرؼ البحث عمى أنو التنقيب عف الحقائؽ والتعميؿ المنطقي لمدليؿ الذي يمكف أف يؤدي إلى‬
‫‪1‬‬
‫المشكمة‪.‬‬
‫ويسمى بالفرنسية (‪ ،)Recherche‬أما باإلنجميزية فيقابمو كممة (‪.)Research‬‬
‫ومف أبرز تعريفات البحث العممي عمى أنو‪" :‬عممية الوصول إلى حمول يمكن اعتمادها في حل مشكمة‬
‫أو مشكالت معينة عن طريق جمع البيانات بطريقة مخططة ومنظمة‪ ،‬ثم تحميل تمك البيانات وتفسيرها‬
‫والبحث عن أدوات تقدم المعرفة‪ ،‬ودفع عممية التطوير بطريقة أكثر فاعمية لمكشف عن المعرفة‬
‫الجديدة"‪.2‬‬
‫ومف أىداؼ البحث العممي الوصؼ (‪ )Description‬والتفسير (‪ )Interprétation‬والتنبؤ (‪)Prédiction‬‬
‫وكذا الضبط والتحكـ (‪.)control‬‬
‫وفي ظؿ العولمة وعصر الثورة المعموماتية بكافة مستجداتيا ومتطمباتيا مف حواسيب وأجيزة اتصاؿ‬
‫متطورة فإنيا تقوـ بتفعيؿ التكنولوجية الرقمية بمختمؼ مجاالت البحث العممي فيو يحتاج إلى خدمات‬
‫معموماتية متطورة مف تخزيف واسترجاع لممعمومات ونشرىا عبر نظـ وشبكات المعمومات‪ .‬ليذا وجب‬
‫تسميط الضوء عمى العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬الحاجة الماسة إلى التكنولوجيا المعموماتية في البحث العممي‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬خصوصية استخدام تكنولوجيا المعمومات في البحث العممي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬الحاجة الماسة إلى التكنولوجيا المعموماتية في البحث العممي‪.‬‬
‫أصبحت تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت في عصر المعرفة تشكؿ محركا لعممية تطوير ونشر‬
‫المعرفة وفيو سارعت المؤسسات الجامعية إلدماج أحدث التقنيات بأقوى الشبكات‪ ،‬واالنخراط في قواعد‬
‫البيانات لتوفير أكبر قدر ممكف مف المعرفة خدمة لمبحث العممي مف اكتشافات عممية وبحثية واكتساب‬
‫‪3‬‬
‫الميارات التكنولوجية والتقنية بصورة مجدية وفعالة‪.‬‬
‫حيث يرجع أصؿ التكنولوجيا إلى الكممة اليونانية المكونة مف (‪ )techno‬تعني التشغيؿ الصناعي‪ ،‬والثاني‬
‫‪4‬‬
‫(‪ )Lagos‬أي العمـ أو المنيج‪ ،‬وبالتالي فيي تُمثؿ (عمم التشغيل الصناعي)‪.‬‬
‫ويمكف تعريؼ التكنولوجيا عمى أنيا‪" :‬تطبيق اإلجراءات المستمدة من البحث العممي والخبرات العممية‬
‫لحل المشكالت الواقعية بواسطة مجموعة من المعارف العممية والهندسية واألدوات التقنية الالزمة‬

‫‪1‬‬
‫عمياف ربحي مصطفى‪" ،‬غنيـ عثماف محمد‪ ،‬مناهج وأساليب البحث العممي‪ ،‬النظرية والتطبيق"‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الصفاء لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص ‪.23‬‬
‫‪2‬‬
‫عامر فنديمجي إبراىيـ‪ " ،‬البحث العممي واستخدام مصادر المعمومات التقميدية واإللكترونية‪ ،‬دار اليازوري العممية لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2007‬ص ‪.31‬‬
‫‪3‬‬
‫عالء عبد الرزاؽ السالمي‪" ،‬تكنولوجيا المعمومات"‪ ،‬دار المناىج لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2010 ،‬ص ‪.98‬‬
‫‪4‬‬
‫الصباغ عماد عبد الوىاب‪" ،‬عالم المعمومات"‪ ،‬مكتبة دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،1998 ،‬ص ‪.178‬‬

‫‪4‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫لتحويل المدخالت إلى مخرجات الممثمة في البرامج المتطورة والتي تتضمن الذكاء االصطناعي وقواعد‬
‫البيانات واألنترنت والبريد اإللكتروني"‪ ،1‬والتي بدورىا تتضمف التنظيـ والتبويب والتخزيف‪ ،‬والترميز‬
‫‪2‬‬
‫والتحميؿ لموصوؿ إلى النتائج المناسبة بواسطة أساليب المعالجة السريعة لممعمومات باستخداـ الحاسوب‬
‫وبالتالي يمكف اعتبار التكنولوجيا مزيج بين المعرفة واآللة‪ ،‬أي تحويؿ الفكرة إلى آلة تساعد اإلنساف في‬
‫‪3‬‬
‫جميع المجاالت وتتطور بتطور التقنية‪.‬‬
‫أما تكنولوجيا االتصال فيي‪" :‬مجمل األدوات والوسائل المادية والتنظيمية المستخدمة في جمع‬
‫المعمومات‪ ،‬ومعالجتها وتخزينها واسترجاعها ونشرها وتبادلها وكذا توصيمها لألطراف المعنية بسرعة‬
‫فائقة"‪ ،4‬فيي تشمؿ عمى ثالث مجاالت ميمة منيا‪:‬‬
‫‪ -‬ثورة االنفجار اليائؿ لممعمومات لتدفؽ المعارؼ‪.‬‬
‫‪ -‬ثورة وسائؿ االتصاؿ بميارة عالية بدءا باالتصاالت الالسمكية وصوال لألقمار الصناعية ثـ شبكة‬
‫األنترنت‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬ثورة البرمجيات والمواقع اإللكترونية التي غزت العالـ بأسره‪.‬‬
‫كما يشار إلى تعريؼ تكنولوجيا المعمومات عمى أنيا‪" :‬تشمل مختمف األدوات والوسائل التكنولوجية‬
‫المستعممة في تشغيل نقل وتخزين المعمومات والبيانات عمى شكل ممفات إلكترونية عن طريق وسائط‬
‫االتصال وشبكات الربط اإللكتروني والبرامج المستخدمة لتجهيز تطبيقات المعرفة العممية والتقنية من‬
‫‪6‬‬
‫حيث اإلنتاج والصياغة واالسترجاع بالطرق اآللية‪.‬‬
‫إذف مصطمح المعمومات مرتبط بمصطمح البيانات مف جية‪ ،‬وبمصطمح المعرفة مف جية أخرى‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬خصوصية استخدام تكنولوجيا المعمومات في البحث العممي‬
‫مف المزايا التي تتميز بيا تكنولوجيا المعمومات واالتصاالت مف خدمة البحث العممي ىي تغيير‬
‫الكثير مف المفاىيـ والمناىج التي كانت سائدة في الوسط األكاديمي‪ ،‬كالتغيير الحاصؿ في مفيوـ الوقت‬
‫‪7‬‬
‫وأيضا تغيير مفيوـ المكاف الذي لـ ُيعد بشكؿ عائقا بالنسبة لمباحثيف‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المحمي غساف قاسـ‪" ،‬إدارة تكنولوجيا‪ ،‬مفاهيم ومداخيل تقنيات وتطبيقات عممية"‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار المناىج‪ ،‬األردف‪ ،2006 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪2‬‬
‫المباف شريؼ درويش‪" ،‬تكنولوجيا االتصال والمخاطر والتحديات والتأثيرات االجتماعية"‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪ ،‬القاىرة‪ ،2000 ،‬ص ‪.102‬‬
‫‪3‬‬
‫العباس ىشاـ عبد اهلل‪" ،‬تسويق خدمات المعمومات عبر األنترنت"‪ ،‬مكتبة الممؾ فيد الوطنية‪ ،‬الرياض‪ ،2009 ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪4‬‬
‫جعفر الجاسـ‪" ،‬تكنولوجيا المعمومات"‪ ،‬دار أسامة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2005 ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪5‬‬
‫حسف جعفر الطائي‪" ،‬تكنولوجيا المعمومات وتطبيقاتها"‪ ،‬دار البداية لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2013 ،‬ص ‪.87‬‬
‫‪6‬‬
‫عبد اهلل حسف مسمـ‪" ،‬إدارة المعرفة وتكنولوجيا المعمومات دار المعتز لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪ ،2018 ،‬ص ‪.143‬‬
‫‪7‬‬
‫جعفر الجاسـ‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.135‬‬

‫‪5‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫ويتزام ف مع ىذا التطور اليائؿ في أنظمة التواصؿ والربط بشبكة األنترنت ظيور أنماط جديدة مف البحث‬
‫والتواصؿ بيف الباحثيف‪ ،‬فظيرت شبكات البحث العالمية والمؤتمرات المرئية والمنتجات البحثية والتواصؿ‬
‫عبر البريد اإللكتروني‪ ،‬والحصوؿ عمى المعمومة كيؼ ما كاف شكميا ونمطيا وطبيعتيا‪.‬‬
‫وقد تبيف أف التوظيؼ األمثؿ لوسائؿ تكنولوجيا المعمومات في المجاؿ األكاديمي لو انعكاسات إيجابية‬
‫ويحقؽ عدة خصائص عمى المنظومة التعميمية والبحثية أبرزىا‪:‬‬
‫‪ -‬تقميص الوقت ميما كاف موقعو الجغرافي بطريقة دقيقة وموثوؽ منيا بسرعة فائقة‪.‬‬
‫‪ -‬االستفادة مف اإلنتاج العممي العالمي مف خالؿ توظيفو لتطوير األبحاث والدراسات العممية‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية التواصؿ والتشاور في مختمؼ التخصصات العممية والمعرفية‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية االستفادة مف النشر العممي ومف نتائج األبحاث‪.‬‬
‫‪ -‬سيولة ضبط تحرير األبحاث والدراسات العممية باستخداـ تكنولوجيا المعمومات وفؽ المعايير‬
‫‪1‬‬
‫الدولية المتعارؼ عمييا‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير الميارات التكنولوجية في التعامؿ مع المعمومات المنشورة عبر األنترنت‪.‬‬
‫‪ -‬توفير بيئة تعميمية بحثية تفاعمية متعددة البرامج والوسائط اإللكترونية بواسطة البحث والتقصي‬
‫واالكتشاؼ‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد عمى الذكاء االصطناعي الذي ُيعد أىـ سمات ترقية المعارؼ مف أجؿ التحكـ في عممية‬
‫اإلنتاج العممية‪.2‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تأثير البيئة الرقمية عمى جودة البحث العممي‬
‫لقد غيرت التكنولوجيا الرقمية الكثير مف الطرؽ واألنماط الخاصة بالبحث التقميدي ومنيا تضاعؼ‬
‫حجـ المعرفة العممية والتكنولوجية بشكؿ سريع وىذا بإحالؿ المعمومات اإللكترونية محؿ المطبوعات‬
‫الورقية عف طريؽ شبكة األنترنت التي تعد البيئة األساسية إلتاحة الدخوؿ إلى المعمومات الرقمية‪ ،‬بحيث‬
‫تمكف الباحث مف الحصوؿ عمى مختمؼ المعمومات في أي وقت ومف أي مكاف مف شأنيا دعـ البحوث‬
‫العممية والنيوض بيا إلى أرقى المستويات مف دقة وسرعة وحداثة‪.‬‬
‫إف التطور المذىؿ في األجيزة اإللكترونية واألنظمة الذكية أدى إلى حتمية التحوؿ الرقمي مف أجؿ‬
‫تحقيؽ أكثر كفاءة في العممية اإلنتاجية وكذا تشجيع المبادرات واإلبداع واالبتكار لتبادؿ المعطيات‬
‫والخبرات وكذا نتائج البحوث العممية والدراسات البحثية‪ ،‬وعمى ىذا األساس وجب التطرؽ إلى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬تداعيات الرقمنة عمى منهجية البحث العممي‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬التقنيات المستخدمة لتجديد العممية البحثية‬

‫‪1‬‬
‫بيساف نابمسي‪" ،‬مفاىيـ إعالمية وتكنولوجية"‪ ،‬مكتبة المنابر‪ ،‬سوريا‪ ،2007 ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد لعقاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.56‬‬

‫‪6‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫الفرع األول‪ :‬تداعيات الرقمنة عمى منهجية البحث العممي‬


‫لقد أوجد العمماء في بحوثيـ النظاـ الرقمي (‪ )Digital‬حتى يتـ تحويؿ المعمومة قبؿ إرساليا إلى رقـ‬
‫صفر وتعرؼ بػ التقنية الرقمية (‪ )Digital technology‬فيي التقنية التي تبنى عمى المنطؽ الرقمي (‪)1،0‬‬
‫في تمثيؿ البيانات داخؿ األجيزة‪ ،‬كما أف التحوؿ الرقمي (‪ )Digitization‬ىو عممية تحويؿ المواد‬
‫‪1‬‬
‫المطبوعة إلى الشكؿ الرقمي مف أجؿ معالجتيا بواسطة الحاسوب اإللكتروني‪.‬‬
‫وفي سياؽ نظـ المعمومات تشير الرقمنة إلى تحويؿ النصوص المطبوعة أو الصور إلى إشارات ثنائية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫حتى في سياؽ االتصاالت فيتـ تحويؿ اإلشارات التناظرية المستمرة إلى إشارات رقمية ثنائية‪.‬‬
‫فالرقمنة ميما كاف مجاليا فإنيا تعتمد باألساس عمى تحويؿ البيانات إلى شكؿ رقمي قابؿ لممعالجة‬
‫اإللكترونية والقراءة بالحاسب اآللي ومختمؼ األجيزة اإللكترونية والذكية‪.‬‬
‫إف المكونات األساسية التي يجب توفرىا في البيئة الرقمية لمبحث العممي فإنيا تتمثؿ فيما يمي‪:‬‬
‫البد مف تداوؿ المعمومة عمى الشكؿ الرقمي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬ضرورة استخداـ وسائؿ التكنولوجيا الحديثة لنقؿ وتبادؿ المعمومات‪.‬‬
‫‪ -‬استعماؿ الوسائؿ التقنية المتطورة لزيادة حجـ اإلنتاج الفكري‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬تطوير الخدمات المكتبية بطريقة آلية‪.‬‬
‫‪ -‬إنشاء شبكة مكتبات إلكترونية تشمؿ عمى البنية األساسية (‪ )Infrastructure‬وعمى األجيزة‬
‫والمعدات (‪ )Hardware‬وأيضا عمى برمجيات الحاسوب (‪ )Software‬وكذا إنشاء الشبكات‬
‫‪4‬‬
‫المحمية (‪.)LAN‬‬
‫‪ -‬التطبيقات (‪ )Application‬وتشمؿ عمى تركيب األنظمة اآللية الخاصة بمعالجة المعمومات مثؿ‬
‫نظاـ الفيرسة اآللية وأنظمة استرجاع البيانات‪.‬‬
‫‪ -‬نظاـ االشتراكات‪ )Suscriptions( :‬تنظـ في قواعد المعمومات والدوريات اإللكترونية والكتب‬
‫اإللكترونية‪.‬‬
‫تضـ‬ ‫‪ web sites‬لممكتبات‬ ‫‪ -‬تصميـ المواقع (‪ )Web design‬وتتضمف تصميـ وانشاء مواقع عنكبوتية‬
‫معمومات عف خدماتيا‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Network connections .‬‬ ‫‪ -‬ربط المكتبات بشبكة معمومات إلكترونية‬

‫‪1‬‬
‫نجالء أحمد ياسيف‪" ،‬الرقمنة وتقنياتها في المكتبة العربية"‪ ،‬دار العربي لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪ ،2013 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪2‬‬
‫مكاوي محمد محمود‪" ،‬البيئة الرقمية بين سمبيات الواقع وآمال المستقبل"‪ ،‬المركز الوطني لممعمومات‪ ،‬اليمف‪ ،2005 ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪3‬‬
‫فضيؿ دليو‪" ،‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال الجديدة"‪ ،‬وبعض التطبيقات التقنية‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الجزائر‪ ،2014 ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Local Area Network.‬‬
‫‪5‬‬
‫عامر إبراىيـ قنديؿ وآخروف‪" ،‬مصادر المعمومات من عصر المخطوطات إلى عصر األنترنت"‪ ،‬دار الفكر لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص ‪.18‬‬

‫‪7‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫الفرع الثاني التقنيات المستخدمة لتجديد العممية البحثية‬


‫حيث تعتبر جودة البحث العممي مف القضايا األساسية التي تيتـ بيا المؤسسات الجامعية لضماف‬
‫دراسات وأبحاث عممية عالية المستوى‪ ،‬كما تدخؿ الرقمنة ضمف أحد معايير الجودة في استخداـ‬
‫الوسائؿ التقنية في العممية البحثية عف طريؽ شبكة األنترنت وبمختمؼ الوسائط اإللكترونية بظيور ما‬
‫‪1‬‬
‫يسمى البحث اإللكتروني‪.‬‬
‫فكمما تطورت الوسائؿ اإللكترونية الحديثة وتـ استخداميا في المعالجة الرقمية لمبيانات زادت أىمية‬
‫استخداـ التكنولوجيا ومف بيف الوسائؿ والتقنيات التي شممتيا ثورة التطوير فيي الوسائط المتعددة ومف‬
‫أىميا محركات البحث العممي األكاديمي المعروفة مثؿ "جوجل" و "ياهو" و"بينغ"‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫أفضؿ محركات البحث العممي التي تيدؼ إلى جعؿ البحث في متناوؿ الجميع‪ ،‬عمما أف أغمبيا يدعـ‬
‫المغة اإلنجميزية فقط منيا‪:‬‬
‫‪ :‬موقع جد ميـ يقدـ خدمة البحث واالكتشاؼ‪.‬‬ ‫‪Lib guides Community‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ :‬دليؿ بحث غني بأفضؿ الروابط والموارد إما أف تكوف عمى شكؿ مراجع‬ ‫‪Academic info‬‬ ‫‪-‬‬
‫مطبوعة أو مصادر إلكترونية‪.‬‬
‫‪ :Base -‬أحد المحركات الخاصة بالبحث األكثر ضخامة في العالـ تتعمؽ بالمصادر العممية‬
‫اإللكترونية المفتوحة لمباحثيف‪.‬‬
‫‪ : Cite Ulrike -‬فيو خدمة مجانية لمبحث واكتشاؼ مختمؼ المراجع العممية لجميع التخصصات‪.‬‬
‫‪ :Info‬تعد مكتبة افتراضية لموارد األنترنت تحتوي عمى موارد ىامة مثؿ قواعد البيانات‬ ‫‪mine‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪2‬‬
‫والدوريات اإللكترونية‪ ،‬والكتب اإللكترونية وكذا مختمؼ أنواع المعمومات‪.‬‬
‫‪ :Refseek -‬فيو محرؾ لمبحث مخصص لمباحثيف ويصنؼ مف أىـ المحركات لما يحتويو مف‬
‫رصيد ىائؿ مف المراجع‪ ،‬بما في ذلؾ صفحات الويب والكتب والموسوعات‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ :The Virtual LRC -‬يعد مف أفضؿ مواقع المعمومات األكاديمية في جميع أنحاء العالـ‪.‬‬
‫‪ :Seweet search -‬يعتبر مف أىـ المواقع الموثوؽ مف معموماتيا اليادفة بطريقة سيمة وسرعة فائقة‪.‬‬
‫‪ :‬يساعد ىذا الموقع في البحث عمى آالؼ المجالت العممية المعروفة عالميا عمى‬ ‫‪Deep Dyve‬‬ ‫‪-‬‬
‫حسب التخصص‪.‬‬
‫‪ :Google‬يقدـ لمباحث طريقة سيمة لمبحث عمى نطاؽ واسع في المادة العممية عبر‬ ‫‪scholar‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪3‬‬
‫العديد مف التخصصات لمختمؼ المراجع والمؤلفات العممية األكاديمية ذات المصداقية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫زيتوف كماؿ عبد الحميد‪" ،‬تكنولوجيا التعميم في عصر المعمومات واالتصاالت"‪ ،‬ط ‪ ،2‬عالـ الكتب‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪2‬‬
‫عبد العزيز طمبة عبد المجيد‪" ،‬التعميم اإللكتروني مستجدات تكنولوجيا التعميم"‪ ،‬المكتبة العصرية‪ ،‬مصر‪ ،2010 ،‬ص ‪.109‬‬
‫‪3‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.111‬‬

‫‪8‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫‪ -‬كما تعتبر البيئة الرقمية حاضنة لممكتبات الرقمية باعتبارىا تقتني مصادر ومعمومات بطريقة‬
‫رقمية سواء كانت ىي المنتجة أصال في شكؿ رسمي أو التي يتـ تحويميا إلى الشكؿ الرقمي‪،‬‬
‫وتجرى عمميات ضبط البيميوغرافي باستخداـ نظاـ آلي ويتـ الولوج إلييا عف طريؽ الحواسب أو‬
‫اليواتؼ النقالة باستعماؿ األنترنت التي تقوـ بتخزيف كـ ىائؿ مف مصادر المعمومات باالعتماد‬
‫عمى التقنيات المتقدمة في التخزيف وتقنيات استرجاع ذكية وكذا القدرة عمى استخداـ الخصائص‬
‫‪1‬‬
‫المتقدمة لمبحث داخؿ قواعد البيانات‪.‬‬
‫حيث انتشر ىذا النوع مف المكتبات في الدوؿ المتقدمة وفي العالـ العربي منيا أوؿ مكتبة رقمية‬
‫عربية في مصر لتنتشر بعدىا في جامعات الدوؿ العربية معتمدة في ذلؾ عمى الوسائؿ اإللكترونية‬
‫‪2‬‬
‫والمعمومات الرقمية عبر شبكات محمية ودولية‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مساهمة التكنولوجيا الرقمية في رقي البحث العممي رغم التحديات‬
‫لقد ساىمت التكنولوجيا الرقمية كثي ار عمى جودة البحث العممي وعمى دور مياـ المكتبات في ىذا‬
‫المجاؿ وبما أف ميداف البحث العممي يحتاج إلى خدمات معمومات متطورة لمواكبة التقدـ العممي‪ ،‬ليذا‬
‫السبب وجدت المؤسسات الجامعية نفسيا مضطرة لتطوير مياميا البحثية مف خالؿ متابعة اإلنتاج‬
‫الفكري العالمي‪ ،‬مف الحصوؿ عمى أحدث المنشورات العممية ضمف مختمؼ أوعية المعمومات وكذا‬
‫السعي لمترابط مع شبكات المعمومات الوطنية والدولية إلنشاء قواعد معموماتية تفيد الطمبة والباحثيف‪.‬‬
‫فمع تطور أساليب وأدوات التخزيف واالسترجاع مف حيث السرعة والسعة‪ ،‬ومع إمكانية الوصوؿ‬
‫السريع عبر شبكات المعمومات العالمية واألنترنت‪ ،‬أصبح باإلمكاف الحصوؿ عمى كؿ ما ىو جديد‪،‬‬
‫مما ينعكس إيجابيا عمى إنتاجية األبحاث مف حيث المردود والدقة في النتائج مف خالؿ دورىا المتميز‬
‫في تقديـ خدمات نوعية ومتجددة في سبيؿ تحسيف وترقية وضماف منيجية وطرؽ البحث العممي‬
‫وازدىاره مف حيث وجود عالقة بيف تكنولوجيا المعمومات وتشاركيا مع أىداؼ المعرفة‪.‬‬
‫لكف بالمقابؿ إف التأخر في استخداـ ىذه التقنيات الحديثة يجعؿ مف حركة البحث العممي في ضعؼ‬
‫مقارنة بالجامعة في الدوؿ المتقدمة‪ ،‬كما يجعؿ المحاؽ بركب األبحاث الدولية أم ار مستعصيا‪ ،‬نظ ار‬
‫لعامؿ الفجوة الحاصمة بسبب السرعة التي يمتاز بيا استخداـ تكنولوجيا المعمومات في الوصوؿ إلى‬
‫المعرفة ونتائج الدراسات واألبحاث المتقدمة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الكميشي لطيفة عمي‪" ،‬تأثير تقنية المعمومات واالتصاالت عمى مهنة المكتبات"‪ ،‬مجمة المركز العربي لمبحوث والدراسات في عموـ المكتبات‬
‫والمعمومات‪ ،‬المجمد ‪ ،1‬العدد ‪ ،2‬يوليو‪ ،2014 ،‬ص ‪.202‬‬
‫‪ 2‬المكتبات الجامعية موقعها ودورها في العممية التعميمية وأهدافها المتنوعة في عصر المعمومات‪ ،‬متاح عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://Jamahir.alwehda.gov.sy/node/349445‬‬
‫تاريخ االطالع عمى الموقع‪.2023/04/25 :‬‬

‫‪9‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫ومف ثـ تبرز أىمية التوفر عمى البنية التحتية الرقمية لتحقيؽ االستفادة مف ىذه اإلمكانات وما تقدمو‬
‫مف خدمات متعددة ومزايا متعددة رغـ الجوانب السمبية لسوء استخداـ التكنولوجية الرقمية وما تخمفو‬
‫مف سمبيات عمى نتاج البحث العممي‪.‬‬
‫وعميو تـ التطرؽ في ىذه الدراسة إلى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬المطمب األول‪ :‬دور البيئة الرقمية في تطوير المهام البحثية‬
‫‪ -‬المطمب الثاني‪ :‬تحديات مسايرة التطور المعموماتي‬
‫المطمب األول‪ :‬دور البيئة الرقمية في تطوير المهام البحثية‬
‫يشير معنى البيئة الرقمية إلى استخداـ تكنولوجيا المعمومات بمختمؼ الوسائؿ والتقنيات وكذا‬
‫التطبيقات والبرامج التكنموجية المستعممة في تشغيؿ ونقؿ وتخزيف المعمومات والبيانات عمى شكؿ‬
‫‪1‬‬
‫ممفات إلكترونية بواسطة الحواسيب اآللية ووسائط االتصاؿ وشبكة األنترنت‪.‬‬
‫حيث أصبحت ىذه التكنولوجيا في عصر المعرفة تشكؿ محركا لعممية تطوير ونشر المعرفة وكاف ال‬
‫بد مف إدماج البيئة الرقمية في ميداف البحث العممي وما يتوفر عميو مف مزايا وخصائص تساعد عمى‬
‫تطوير جودة البحث العممي وتضمف لو الرقي والمواكبة في عصر السرعة‪ ،‬وىذا ما شيدتو المؤسسات‬
‫الجامعية مف تقدـ ممحوظ في السنوات األخيرة‪ ،‬باعتبار قطاع التعميـ العالي والبحث العممي يعد‬
‫الركيزة األساسية لتحقيؽ التنمية المستدامة مف خالؿ نقؿ المعرفة مف مرحمة المعرفة البحثية إلى‬
‫مرحمة اإلنتاج وخدمة المجتمع وىو األمر الذي فرضتو التحوالت العميقة التي يعرفيا المجتمع الوطني‬
‫‪2‬‬
‫والعالمي‪.‬‬
‫وبناء عميو‪ ،‬استمزـ األمر تقسيـ الموضوع إلى ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬عالقة التكنولوجيا الرقمية بالبحث العممي‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬االستفادة من تقنيات المعمومة إلثراء البحث العممي‬
‫الفرع األول‪ :‬عالقة التكنولوجيا الرقمية بالبحث العممي‬
‫في ظؿ الثورة التكنولوجية التي تجتاح العالـ ظيرت أىمية تفعيؿ التكنولوجيا بمختمؼ المجاالت‬
‫خاصة في مجاؿ البحث العممي وسبؿ استخداميا بشكؿ فاعؿ في عممية إدارة البحث العممي وكيفية‬
‫‪3‬‬
‫تقييمو‪.‬‬

‫‪ 1‬عدناف عواد الشوابكة‪" ،‬دور نظم وتكنولوجيا المعمومات في اتخاذ الق اررات اإلدارية‪" ،‬دار اليازوري‪ ،‬األردف‪ ،2011 ،‬ص ‪173‬‬
‫‪2‬‬
‫المرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫‪ 3‬أيمف محمد سميـ جمؿ‪ ،‬المرجع السابؽ‪.‬‬
‫متاح على الموقع‪https://scholar.najah.edu/ :‬‬
‫تاريخ االطالع عمى الموقع‪.23/04/27 :‬‬

‫‪11‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫لذلؾ لـ يعد أماـ المؤسسات الجامعية سوى التأقمـ مع ىذه البيئة واتخاذ طرؽ حديثة تتماشى مع‬
‫المكانة البحثية‪ ،‬حيث تظير العالقة بينيما مف عدة جوانب منيا‪:‬‬
‫‪ -1‬من حيث دواعي استخدام المعمومات الرقمية وابراز الحاجة الماسة في االعتماد عميها‪:‬‬
‫‪ -‬الحد مف مشاكؿ النشر التقميدي الورقي وارتفاع التكاليؼ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬إعادة النظر في متطمبات الباحث والطالب في عصر السرعة‪.‬‬
‫‪ -‬تقميؿ الجيود المبذولة مف قبؿ الباحث مف وقت ضائع ومشقة السفر لغرض التزويد بالمعمومة‬
‫المطموبة‪.‬‬
‫‪ -‬تسيطر عمى الكـ اليائؿ مف المعمومات وتخزينيا ومعالجتيا بشكؿ سيؿ يمكف استرجاعيا‪.‬‬
‫‪ -‬الدقة في الحصوؿ عمى المعمومات في أي وقت لفترات طويمة ومتكررة‪.‬‬
‫‪ -2‬من حيث تعدد مصادر المعمومات الرقمية‪:‬‬
‫‪ -‬مصادر المعمومات حسب الوسط المستخدـ مثؿ قارئ الذاكرة‪ ،‬أقراص متراصة‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬مصادر المعمومات حسب التغطية الموضوعية فمنيا المصادر العامة والمصادر المتخصصة‪.‬‬
‫‪ -‬مصادر المعمومات حسب طرؽ الحصوؿ إلى المعمومة وتقسـ إلى قواعد البيانات الداخمية أو‬
‫المحمية‪ ،‬الشبكات المحمية والقطاعية المتخصصة والوطنية‪ ،‬وكذا الشبكات اإلقميمية الواسعة‪.‬‬
‫‪ -‬مصادر المعمومات حسب نوع قواعد البيانات الرقمية‪ ،‬فيي تحتوي عمى القواعد البيميوغرافية‬
‫‪2‬‬
‫والقواعد المرجعية والنظـ متعددة الوسائط‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االستفادة من تقنيات المعمومة إلثراء البحث العممي‬
‫لقد ىيمف التطور التكنولوجي والثورة المعرفية عمى مختمؼ جوانب الحياة بما فييا المنظومات‬
‫البحثية ومؤسسات ومراكز األبحاث‪ ،‬فالبحث العممي بات مرىونا بمدى التقنيات المستعممة فيو لموصوؿ‬
‫لألىداؼ المسطرة والغابات المنشودة منو‪.‬‬
‫فبات مف الصعب البقاء عمى األنظمة التقميدية غير الكفيمة بتقديـ متطمبات العصر في ظؿ غياب‬
‫الوسائؿ الحديثة التي أصبحت فيو المعمومة متوفرة ومتاحة لمجميع مف خالؿ ضغطة زر‪، 3‬حيث ساىمت‬
‫تكنولوجيا المعمومات الرقمية في توفير موردا جديدا لمعممية البحثية بشكؿ فعاؿ مف خالؿ إحداث تغيير‬
‫في العديد مف المفاىيـ واألفكار التي أثرت بشكؿ مباشر عمى منيجية إنتاج البحث العممي‪، 4‬وىذا‬

‫الترتوري محمد عوض وآخروف‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.295‬‬


‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫بدر أحمد وآخروف " المكتبات الجامعية‪ ،‬تنظيمها إداراتها وخدماتها ودورها في تطوير التعميم الجامعي والبحث العممي"‪ ،‬دار غريب القاىرة‪،‬‬
‫‪ ،2001‬ص ‪.17‬‬
‫‪3‬‬
‫محمد الصادؽ‪" ،‬البحث العممي بين المشرق العربي والعالم الغربي‪ :‬كيف نهضوا؟ ولماذا ترجعنا"‪ ،‬المجموعة العربية لمتدريب والنشر‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.33‬‬
‫‪4‬‬
‫محمد لعقاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪11‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫بالتركيز عمى الميارات والمعارؼ الحديثة خدمة لمتطمبات المنظومة التعميمية والبحثية‪ ،‬باعتبار البحث‬
‫العممي يعد إحدى أىـ وظائؼ المؤسسات الجامعية‪ ،‬فبدوف بحث تصبح الجامعة مجرد مؤسسة تعميمية‬
‫لمعموـ والمعارؼ دوف إبداع أو اكتشاؼ إلثراء المعرفة وتعميميا لتوظيفيا لحؿ مختمؼ قضايا ومشاكؿ‬
‫المجتمع‪.‬‬
‫إذف البحوث العممية ىي بمثابة أىـ اآلليات الناجعة لتقدـ العمـ والمعرفة وبيا تصنؼ الجامعات‬
‫والمؤسسات العممية مف أجؿ ترتيبيا عالميا وذلؾ مف خالؿ القيمة العممية والمعرفية والفكرية وكذا‬
‫اإلبداعية لمبحوث والدراسات‪ 1‬التي أثرت عمى واقع البحث العممي الذي أصبح مشروط بمدى توظيؼ‬
‫البيئة الرقمية لموصوؿ إلى األىداؼ المرجوة‪.‬‬
‫فالجامعة ممزمة بتطوير وترقية البحث العممي وتطوير أشكالو في ظؿ التقدـ التقني وظيور الشبكة‬
‫العنكبوتية وكذا االستعماالت الواسعة ألجيزة الكمبيوتر واليواتؼ الذكية التي أسفرت عف ظيور أنماط‬
‫جديدة لتبادؿ المعمومات ونقؿ الخبرات نظ ار لسيولة االطالع والتحميؿ بطريقة مجانية عمى مواقع‬
‫إلكترونية خاصة باإلضافة إلى العديد مف الخدمات التي لـ تكف متاحة سابقا‪.‬‬
‫ومف التقنيات التي دخمت حيز الجامعات وصارت تشكؿ أوعية إلكترونية معموماتية‪ ،‬نجد منيا الشبكة‬
‫النس يجية والقوائـ البريدية ومجموعة النقاش العالمي واألقراص المدمجة‪ ،‬فقد استفاد البحث العممي مف‬
‫‪2‬‬
‫ىاتو التقنيات الحديثة لغرض تجميع المعمومات في أوعية إلكترونية واحدة‪.‬‬
‫التي كانت سابقا قميمة ومتفرقة‪ ،‬فأصبحت في عصر المعمومة الرقمية متنوعة وثرية وسيمة المناؿ لمجميع‬
‫في شتى المجاالت‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬تحديات مسايرة التطوير المعموماتي وآفاق المستقبل‬
‫رغـ المجيودات التي قامت بيا المؤسسات الجامعية مف أجؿ إدماج تكنولوجيا المعمومات في‬
‫المجاؿ البحثي‪ ،‬إال أف نظاـ الرقمنة بالتعميـ العالي لـ يتحوؿ بعد إلى مشروع مييكؿ‪ ،‬وحتى يشكؿ ىذا‬
‫النوع مف اإلدماج دعامة لمتغيير في التعميـ العالي يستمزـ األمر وضع سياسة استراتيجية مبنية عمى‬
‫قاعدة مييكمة مف أجؿ االستفادة مف المكتسبات المعموماتية يغطي بدوره جميع المجاالت الحيوية‪.‬‬
‫ولموقوؼ عمى منظومة البحث العممي مف حيث النظر إلى التحديات واآلفاؽ مف خالؿ معاينة الخمؿ أو‬
‫المشكالت التي تواجو منيجية البحث العممي في الشكؿ الرقمي‪.‬‬
‫وعميو تـ تقسيـ الموضوع إلى نقطتيف ميمتيف وىما‪:‬‬
‫‪ -‬الفرع األول‪ :‬سمبيات الرقمنة عمى منظومة البحث العممي‬
‫‪ -‬الفرع الثاني‪ :‬التوجهات المستقبمية‬

‫‪1‬‬
‫أيمف محمد سميـ جمؿ وآخروف‪" ،‬المرجع السابؽ الرجوع إلى الموقع المذكور سابقا"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد لعقاب‪ ،‬المرجع السابؽ‪ ،‬ص ‪.38‬‬

‫‪12‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫الفرع األول‪ :‬سمبيات الرقمنة عمى منظومة البحث العممي‬


‫مف أكثر الجوانب السمبية المتعمقة بسوء استخداـ التكنولوجيا الرقمية في البحث العممي ما ُيعرؼ‬
‫بظاىرة "االنتحال العممي" أو "بالسرقات العممية" التي تعتبر مف المشاكؿ المنتشرة بكثرة في البيئة الرقمية‬
‫‪1‬‬
‫مما أساء عمى مصداقية البحث العممي‪.‬‬
‫وتزامنا مع التطور الذي يشيده العالـ في مجاؿ التكنولوجيا المعموماتية أصبحت ىناؾ العديد مف‬
‫المصطمحات المرادفة لمسرقة العممية منيا السرقة الفكرية أو السرقة األدبية أو االنتحال أو القرصنة التي‬
‫تعد انتياؾ لحقوؽ الممكية الفكرية أو بالتحديد حقوؽ المؤلؼ‪، 2‬فيي بمثابة انتياؾ أكاديمي خطير وبالتالي‬
‫تمثؿ انتياكا لميثاؽ األمانة العممية ولسمعة المؤسسات الجامعية بالرغـ مف وضع عدة تدابير تقنية‬
‫لمتصدي ليذه الظاىرة‪ ،‬مع العمـ أنيا تعتبر ظاىرة عالمية وال تقتصر إال عمى الجامعات الجزائرية‪ ،‬كوف‬
‫العالـ يعيش في قرية واحدة‪.‬‬
‫ومف ىذا المنطمؽ بات مف الضروري وضع آليات قانونية وتدابير تقنية لمكافحة ىذه الظاىرة في الوسط‬
‫الجامعي‪ ،‬باعتبار أف أخالقيات المينة في الجامعة جوىرىا األساسي ىو األمانة العممية وااللتزاـ‬
‫بالمنيجية الموضوعية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى العديد مف التحديات العممية والتقنية والفنية والمالية وكذا اإلدارية المتعمقة بواقع مسايرة‬
‫الباحث لمتطور المعموماتي في ظؿ البيئة الرقمية منيا‪:‬‬
‫‪ -‬معظـ المكتبات الرقمية فإنيا ال تسيير في اتجاه الرقمنة وال تقدـ خدمات متطورة في غياب‬
‫األجيزة والبرمجيات‪.‬‬
‫‪ -‬مشاكؿ التعامؿ مع الوسائؿ اإللكترونية لمصادر المعمومات‪ ،‬مف حيث الفيرسة والتصنيؼ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ -‬المعوقات المغوية‪ ،‬حيث أف معظـ المحركات اإللكترونية الخاصة بالبحث العممي ىي بالمغة‬
‫اإلنجميزية والمغات األجنبية األخرى التي يصعب عمى الكثير مف الباحثيف االستفادة منيا‪:‬‬
‫‪ -‬عدـ قدرة الباحث عمى استخداـ وسائؿ التكنولوجية الحديثة مثؿ استخداـ الحاسوب والياتؼ الذكي‬
‫والسبب راجع لعدـ معرفتو باستراتيجيات البحث المباشر‪.‬‬
‫‪ -‬ضعؼ البنية التحتية الستراتيجية رقمنة البحث العممي في المكتبات ومراكز األبحاث والدراسات‬
‫‪3‬‬
‫العممية‪.‬‬
‫وبالتالي ظؿ االىتماـ بمنيجية رقمنة البحث العممي في أدنى مستوى لو‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫ىناؾ العديد مف التسميات التي انتسبت إلى السرقات العممية منيا‪ :‬السرقة‪ -‬الغش – االقتباس الحرفي – التوارد‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫محمد عمي العرياف‪" ،‬الجرائم المعموماتية"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬مصر‪ ،2004 ،‬ص ‪60‬‬
‫‪3‬‬
‫ياقوت محمد مسجد‪" ،‬أزمة البحث العممي في مصر والوطن العربي"‪ ،‬دار النشر لمجامعات مصر‪ ،2007 ،‬ص ‪.78‬‬

‫‪13‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التوجهات المستقبمية ألفاق رقمنة البحث العممي‬


‫لقد أثرت التكنولوجيا الرقمية كثي ار عمى البحث العممي ونتائجو وعمى دور ميـ بالنسبة لممكتبات‪،‬‬
‫باعتبار البحث العممي يحتاج إلى خدمات معموماتية متطورة ومحمية في نفس الوقت مف خالؿ التشعب‬
‫المعموماتي واستخداـ الوسائط المتعددة في نقؿ المعمومات بطابع متجدد والبحث عف البدائؿ والحموؿ التي‬
‫تعتمد عمى منيجية البحث في الشكؿ الرقمي ىذا مف جية وعمى األىداؼ المرجوة مف جية أخرى‪.‬‬
‫ولكي تحقؽ قفزة نوعية في تغيير منيجية البحث العممي وتستطيع الجامعة مجابية العالـ في االكتشاؼ‬
‫واالبتكار فال بد مف رفع المستوى العممي بما يتناسب مع التطور الحاصؿ في الجامعات الغربية مف بناء‬
‫ىيكمية البحث العممي باالستناد إلى المعايير العالمية‪ ،‬وعميو ال بد مف التفكير المستقبمي بطابع التجدد‬
‫والحداثية في األساليب والطرؽ المتطورة مف خالؿ بناء خطة استراتيجية لبناء األساس المعرفي العممي‬
‫بكفاءة عالية لفرض تحقيؽ اإل نجازات الذكية وىذا بتطبيؽ التكنولوجيا الذكية أو بما يعرؼ الذكاء‬
‫االصطناعي‪ 1‬فيو نظاـ حاسوبي يحاوؿ محاكاة أو نمذجة الذكاء البشري‪ ،‬بواسطة اإللكترونيات الضمنية‬
‫‪2‬‬
‫واألجيزة الميكانيكية وبرامج الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫ولذا فإف التطمعات والتوجيات المستقبمية في الوقت الحاضر متجية في الوقت الحاضر نحو التكنولوجيا‬
‫الذكية والثورة الصناعية المتطورة لتوظيؼ البحث العممي في مسار التنمية المستدامة‪.‬‬
‫ليذا السبب تعد الجامعات والمؤسسات العممية حاضنة لمبحث العممي‪ ،‬باعتبار الفكر المتطور والمتجدد‬
‫يمثؿ أسس الدولة المعاصرة تتخمميا الجودة في البحث واالبداع بفضؿ دور التكنولوجية المعموماتية‬
‫بوصفيا عامال مف عوامؿ التنمية االقتصادية والتغيير االجتماعي والنيوض الفكري‪.‬‬
‫خاتمة‬
‫لقد توصمنا في ىذه الدراسة إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -‬إف التطورات التكنولوجية والمعموماتية والتوجو الرقمي‪ ،‬وتزايد الطمب عمى المعمومات بأشكاليا‬
‫وتعدد أنماطيا قد أظيرت الحاجة الممحة لتطوير منيجية البحث العممي التقميدية إلى الشكؿ‬
‫الرقمي‪.‬‬
‫‪ -‬أف التطور الرقمي والمعموماتي أدى إلى ظيور المكتبات الرقمية بفضؿ حداثة الوسائؿ اإللكترونية‬
‫لخدمة البحث العممي‪.‬‬
‫‪ -‬وأماـ التنوع الكبير والحافؿ بالخدمات المقدمة لمباحث والطالب واألستاذ‪ ،‬فإف ىؤالء يواجيوف‬
‫تحديات عويصة لعؿ أىميا التأخر في استخداـ ىذه التقنيات الحديثة مما يجعؿ البحث في‬

‫‪1‬‬
‫‪« UAI », Ubiquitous Artificial Intellugence‬‬
‫‪ 2‬إيياب خميفة ‪" ،‬الذكاء االصطناعي تأثيرات تزايد التقنيات الذكية في الحياة اليومية لمنشر"‪ ،‬متاح عمى الموقع‪:‬‬
‫‪http://:futurenae.com/media.‬‬

‫‪14‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫تأخر‪ ،‬باإلضافة إلى الصعوبة في كيفية تقييـ البحث الرقمي خاصة أماـ انتشار ظاىرة السرقات‬
‫العممية‪.‬‬
‫‪ -‬عدـ توفر بنية تحتية رقمية متطورة تؤىؿ الطمبة والباحثيف لتزويدىـ بميارات البحث العممي‬
‫المعتمد عمى الرقمنة والتكنولوجيا المعموماتية‪ ،‬وليذا وصوليـ ليذه الخدمات يبقى جد محدود‪.‬‬
‫وبناء عمى ما تـ التوصؿ إليو مف نتائج‪ ،‬يمكف استنتاج التوصيات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضرورة االىتماـ بوجود بنية تحتية لرقمنة تكنولوجيا المعمومات داخؿ المؤسسات الجامعية ومراكز‬
‫األبحاث والدراسات العممية‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد مف تأسيس شبكات اتصاؿ فعالة وفي نفس الوقت محمية باإلجراءات القانونية والتدابير‬
‫اإللكترونية مف أجؿ توفير بيئة إلكترونية مشجعة عمى رقي البحث العممي‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية التواصؿ بيف الباحثيف واألساتذة في التخصص مع الخبراء إليجاد السبؿ الناجعة لكيفية‬
‫تقييـ البحوث العممية الرقمية‪.‬‬
‫‪ -‬حتمية نشر ثقافة اإلبداع واالبتكار في البحوث اإللكترونية ألنيا تشجع عمى رفع الجودة‬
‫اإلنتاجية‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أوال‪ :‬الكتب‬
‫‪ -1‬محمد لعقاب‪" :‬األنترنت وعصر ثورة المعمومات"‪ ،‬دار ىومة لمنشر‪ ،‬الجزائر‪.1999 ،‬‬
‫‪ -2‬محمد الصرفي‪" ،‬إدارة تكنولوجيا المعمومات"‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬مصر‪.2009 ،‬‬
‫‪ -3‬مكاوي حسف عماد‪" ،‬تكنولوجيا االتصال الحديثة في عصر المعمومات"‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪،‬‬
‫مصر‪.2011 ،‬‬
‫‪ -4‬فنديمجي عامر إبراىيـ‪ ،‬الجنابي عالء الديف"‪ ،‬نظام المعمومات وتكنولوجيا المعمومات اإلدارية"‪،‬‬
‫ط ‪ ،3‬دار المسيرة لمنشر والتوزيع‪ ،‬مصر‪.2008 ،‬‬
‫‪" ،------------ -5‬البحث العممي واستخدام مصادر المعمومات التقميدية واإللكترونية"‪ ،‬دار‬
‫اليازوري العممية لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪.2007 ،‬‬
‫‪" ،------------ -6‬مصادر المعمومات من عصر المخطوطات إلى عصر األنترنت"‪ ،‬دار‬
‫الفكر لمطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪.2000 ،‬‬
‫‪ -7‬عمياف ربحي مصطفى‪ ،‬غنيـ عثماف محمد‪'" ،‬مناهج وأساليب البحث العممي‪ ،‬النظرية‬
‫والتطبيق"‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار الصفاء لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪.2000 ،‬‬
‫‪ -8‬عالء عبد الرزاؽ السالمي‪" ،‬تكنولوجيا المعمومات"‪ ،‬دار المناىج لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪.2010 ،‬‬
‫‪ -9‬الصباغ عماد عبد الوىاب‪" ،‬عالم المعمومات"‪ ،‬مكتبة دار الثقافة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪.1998 ،‬‬

‫‪15‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫‪-10‬الالمي غساف قاسـ "إدارة تكنولوجيا‪ ،‬مفاهيم ومداخيل‪ ،‬تقنيات وتطبيقات عممية‪ ،‬ط‪ ،1‬دار‬
‫المناىج‪ ،‬األردف‪.2006 ،‬‬
‫‪ -11‬المباف شريؼ درويش‪" ،‬تكنولوجيا االتصال والمخاطر والتحديات والتأثيرات االجتماعية"‪ ،‬الدار‬
‫المصرية المبنانية‪ ،‬القاىرة‪.2000 ،‬‬
‫عبد اهلل‪" ،‬تسويق خدمات المعمومات عبر األنترنت" مكتبة الممؾ فيد الوطنية‬ ‫‪ - 12‬العباس ىشاـ‬
‫الرياض‪.2009،‬‬
‫‪ -13‬جعفر االجاسـ‪" ،‬تكنولوجيا المعمومات"‪ ،‬دار أسامة لمنشر والتوزيع‪ ،‬األردف‪.2005،‬‬
‫‪ -14‬حسف جعفر الطائي‪" ،‬تكنولوجيا المعمومات وتطبيقاتها"‪ ،‬دار البداية لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردف‪.2013،‬‬
‫‪ -15‬عبد اهلل حسف مسمـ‪ "،‬إدارة المعرفة وتكنولوجيا المعمومات"‪ ،‬دار المعتز لمنشر والتوزيع‪،‬‬
‫األردف‪.2015،‬‬
‫‪ -16‬بيساف نابمسي‪ "،‬مفاهيم إعالمية وتكنولوجية"‪ ،‬مكتبة المنار‪ ،‬سوريا‪.2007،‬‬
‫‪ -17‬الترتوري محمد عوض وآخروف‪ "،‬إدارة الجودة الشاممة في المكتبات ومراكز المعمومات‬
‫الجامعية دار حامد‪ ،‬األردف‪.2009،‬‬
‫‪ -18‬نجالء احمد ياسيف‪ "،‬الرقمنة وتقنياتها في المكتبة العربية‪ ،‬دار العربي لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‬
‫‪.2013‬‬
‫‪ -19‬مكاوي محمد محمود‪" ،‬البيئة الرقمية بين سمبيات الواقع وآمال المستقبل"‪ ،‬المركز الوطني‬
‫لممعمومات‪ ،‬اليمف‪.2005،‬‬
‫‪-20‬فضيؿ دليو‪" ،‬تكنولوجيا اإلعالم واالتصال الجديدة"‪ ،‬وبعض تطبيقاتها التقنية"‪ ،‬دار ىومة‪،‬‬
‫الجزائر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -21‬زيتوف كماؿ عبد الحميد‪" ،‬تكنموجيا التعميم في عصر المعمومات واالتصاالت"‪ ،‬ط ‪ ،2‬عالـ‬
‫الكتب مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -22‬عبد العزيز طمبة عبد المجيد‪" ،‬التعميم اإللكتروني ومستجدات تكنولوجيا التعميم"‪ ،‬المكتبة‬
‫العصرية‪ ،‬مصر‪.2010 ،‬‬
‫‪ -23‬الكميشي لطيفة عمي‪" ،‬تأثير تقنية المعمومات واالتصاالت عمى مهنة المكتبات"‪ ،‬مجمة المركز‬
‫العربي لمبحوث والدراسات في عموـ المكتبات والمعمومات‪ ،‬المجمد ‪ ،1‬العدد ‪ ،2‬يوليو‪.2014 ،‬‬

‫‪ -24‬عدناف عواد الشوابكة‪ ،‬دور نظم وتكنولوجيا المعمومات في اتخاذ الق اررات اإلدارية"‪ ،‬دار‬
‫اليازوري‪ ،‬األردف‪.2011 ،‬‬

‫‪16‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫ترقية البحث العلمي في ظل التكنولوجية الرقمية‪--------------------------------------------------------------------------------‬الهواري نجوى‬

‫‪ -25‬بدر أحمد وآخروف" المكتبات الجامعية‪ ،‬تنظيمها وادارتها وخدماتها ودورها في تطوير التعميم‬
‫الجامعي والبحث العممي"‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاىرة‪.2001 ،‬‬
‫‪ -26‬محمد الصادؽ‪" ،‬البحث العممي بين المشرق العربي والعالم الغربي"‪ :‬كيف نهضوا؟ ولماذا‬
‫ترجعنا‪ ،‬المجموعة العربية لمتدريب والنشر‪ ،‬مصر‪.2014 ،‬‬
‫‪ -27‬محمد عمي العرياف‪" ،‬الجرائم المعموماتية"‪ ،‬دار الجامعة الجديدة لمنشر‪ ،‬مصر‪.2004 ،‬‬
‫‪ -28‬ياقوت محمد مسعد‪" ،‬أزمة البحث العممي في مصر والوطن العربي"‪ ،‬دار النشر لمجامعات‪،‬‬
‫مصر‪.2007 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬المواقع اإللكترونية‬
‫‪ -1‬إيياب خميفة‪" ،‬الذكاء االصطناعي تأثيرات تزايد التقنيات الذكية في الحياة اليومية لمنشر"‪،‬‬
‫‪http//: Futureae.com/media.‬‬ ‫موقع‪:‬‬
‫‪ -2‬أيمف محمد سميـ جمؿ‪ "،‬األساليب والوسائل التقنية الحديثة في تطوير وادارة البحث العممي‪،‬‬
‫الموقع‪https://Scholar.najah.edu‬‬

‫‪ -3‬المكتبات الجامعية موقعها ودورها في العممية التعميمية وأهدافها المتنوعة في عصر‬


‫موقع‪http://jalahir.alwehda.gov.sy/mode:‬‬ ‫المعمومات"‬

‫‪17‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫تطــورأسلوب الحصول على املعلومة‬
‫في البحث العلمي‬

* ‫* سعاد منصوري‬

‫ أبو القاسم سعد هللا‬2 ‫جامعة الجزائر‬

: ‫ملخص‬
‫إن البحث العلمي هو الوسيلة األنسب و األنجع للنهوض باملجتمع في مختلف املجاالت من خالل إيجاد الحلول‬
ُ
‫ سواء من الجانب العلمي أو املجتمعي من خالل هدفه الرامي إلى الكشف‬،‫ملختلف املعضالت التي تتعرض لها املجتمعات‬
.‫عن الحقائق و بالتالي عن املعارف و املعلومات الجديدة والتأكد من صحتها‬
‫ ونظرا الهميتها في البحث العلمي فقد تطور‬،‫لقد وجدت املعلومة في مختلف االزمنة و في مختلف املجاالت‬
‫اسلوب التعامل معها عبر االزمنة باعتبارها الوسيلة التي استخدمها اإلنسان منذ تواجده على سطح األرض من أجل‬
‫ وألن التطور الحضاري أصبح يقاس بحجم املعلومات واملعارف في املجتمع‬، ‫مواجهة تحديات الحياة عبر مختلف األوقات‬
‫ال سيما في مجال البحث العلمي فإن أهمية املعلومات ال تكمن في وجودها بل في كيفية‬،‫وقدرة الفرد على التعامل معها‬
.‫الوصول اليها و الحصول عليها و في كيفية استغاللها و تطويرها و حفظها لالجيال التالية‬

.‫ طرق تخزين املعلومة‬، ‫ مصادر املعلومة‬،‫ املعلومات‬،‫ البحث العلمي‬: ‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract:
Scientific research is the most appropriate and effective means for the advancement
of society in various fields by finding solutions to the various dilemmas facing societies,
whether from the scientific or societal side, through its aim to uncover facts and,
consequently, new knowledge and information and verify their validity.
Information has been found in different times and in various fields, and due to its
importance in scientific research, the method of dealing with it has evolved over time as
the means that man has used since his presence on the surface of the earth in order to
face the challenges of life across different times, and because civilizational development
has become measured by the size of information and knowledge. In society and the
individual's ability to deal with it, especially in the field of scientific research, the
importance of information does not lie in its existence, but rather in how it is accessed
and obtained, and in how it is exploited, developed and preserved for the next
generations
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫يكتس ي البحث العلمي اهمية بالغة في الحياة املجتمعية باعتباره االداة االنسب للتعرف على الحقائق الكونية و‬
‫االنسانية الفرذية منها و االجتماعية من خالل دراسة الظواهر أو املشاكل دراسة معمقة‪ ،‬تلم بجميع جواب هذه‬
‫الظاهرة ‪ ،‬و ال يتم هذا اال من خالل اباع اسايب و طرق حددة و منظمة و باالعتماد على ادوات و وسائل بحثية معترف‬
‫بمصداقيتا‪.‬‬
‫وألن أول مرحلة من مراحل أي بحث علمي تتمثل في اختيار موضوع البحث الذي يكون نتيجة لفكرة بحث و الن فكرة‬
‫البحث و ألن فكرة البحث تكون نتيجة ملجموعة من املعارف املكتسبة و التي تم بلورتها و قولبتها بواسطة البحث في‬
‫املعلومات ذات الصلة بمجال االهتمام ‪.‬وحتى تصبح قابلة للبحث و الدراسة أصبح البد من البحث في أصل املعلومة ‪.‬‬
‫و نظرا الرتباط املعلومة بالبحث العلمي في مختلف مراحله ارتأينا الى البحث في املعلومة و تطور أسلوب البحث عنها‬
‫واستعمالها في البحث العلمي و كذا تخزينها ‪ ،‬كانت أهم التساؤالت املراد االجابة عنها هي‪:‬‬
‫ماهي اهم مصادر الحصول على املعلومة في البحث العلمي ؟ و ماهي اهم التطورات التي حصلت فيها؟‬ ‫‪-‬‬
‫ماهي اهم طرق الحصول على هذه املعلومة ؟ و كيف تطورت هذه الطرق عبر االزمنة؟‬ ‫‪-‬‬
‫ماهي أهم طرق تخزين املعلومات ؟ و كيف تطورت عبر االزمنة؟‬ ‫‪-‬‬
‫لالجابة على هذه االسئلة قسمنا ورقتنا البحثية هذه الى ثالث مباحث اساسية ‪ ،‬حيث كان املبحث االول تحت عنوان‬
‫ماهية البحث العلمي و الذي تم من خالله التطرق الى تعريف البحث العلمي‪ ،‬أهميته خصائصه‪ ،‬أنواعه أسبابه ‪،‬‬
‫مجاالته و خطواته ‪ ،‬أما املبحث الثاني فكان حول ماهية املعلومة و قد تم من خالله التعريف باملعلومة و ابراز أهميتها‬
‫ثم خصائصها و اشكالها باالضافة الى مختلف تصنيفاتها و أهميتها البحث‪ ،‬أما املبحث الثالث فكان تحت عنوان‪:‬‬
‫املعلومة و البحث العلمي و قد تم فيه التطرق الى تطور مصادر املعلومة في البحث العلمي و الذي تضمن ايضا عناوين‬
‫فرعية وهي معنى تطور مصادر املعلومة ‪ ،‬التطور التاريخي ملصادر املعلومة‪ ،‬و تقس ي مصادر املعلومة‪ ،‬كما تم التطرق في‬
‫نفس املبحث الى تطور الحصول على املعلومة و كذلك الى طرق تدوين و تخزين املعلومة ‪.‬‬
‫تلخيص ألهم أطوار ومجريات الورقة البحثية وأهم‬ ‫ٌ‬ ‫ينتهي كل مبحث بخاتمة له ‪ ،‬وينتهي العمل ّ‬
‫ككل بخاتمة فيها‬
‫ّ‬
‫التوصل إليها‪.‬‬ ‫التوصيات التي ّ‬
‫تم‬
‫أهداف الورقة البحثية‬
‫ّ‬
‫إن الهدف من خالل هذه الورقة البحثية الرغبة في اإلضطالع بمختلف ما ورد و استجد حول موضوع منهجية البحث‬
‫العلمي في عصر الرقمنة و تكنولوجيا الذكاء االصطناعي بصفة عامة و في موضوع املعلومة في البحث العلمي بصفة‬
‫خاصة بمختلف ما يتعلق بتطور اسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫املبحث الول‪ :‬ماهية البحث العلمي‬
‫مهما اختلفت امليادين و املجاالت و مهما اختلفت الحقب و االزمنة يبقى البحث العلمي و بفضل أساليبه‬
‫ومناهجه املتنوعة من أنجع السبل املعتمدة في تقص ي الحقيقة و الوصول الى املعلومة املتعلقة باملشكلة املراد حلها أو‬
‫الظاهرة املراد البحث فيها مهما اخلفت ميادينها و مجاالتها ‪.‬‬
‫فالبحث العلمي ومن خالل اهدافه االساسية الرامية الى البحث و التحري و تقص ي حقيقة األشياء وعناصرها ومسبباتها‬
‫و نتائجها ‪ ،‬يبقى افضل طريقة للتعرف على حقيقة هذه الظواهر التي هي جزءال يتجزء من هذا املجتمع ‪.‬‬
‫املطلب الول‪ :‬التعريف بالبحث العلمي‬
‫• لغة‪ :‬البحث العلمي هو مصطلح مركب من كلمتين و هما‪:‬‬
‫البحث و الذي يعني‪" :‬التفتيش والتقص ي عن حقيقة من الحقائق"‪ ، 1‬كما يشير الى بذل مجهور في موضوع ما و جمع‬
‫حميع املسائل املتعلقة به‪ .‬و الفعل بحث بمعنى‪":‬طلب الش يء و فتش عنه و ستقص ى و بحث عن االمر أي اجتهد فيه"‪2‬‬

‫‪.‬العلم و الذي يعني ‪ " :‬االدراك لحقيقة الشيئ"‪. 3‬‬


‫• اصطالحا‪ :‬يعرف البحث في العلوم االجتماعية بأنه‪" :‬عملية التقص ي عن الحقائق و تبويبها و تحليلها بالنسبة‬
‫ملشكلة معينة الظهار حقيقة املشكلة و أسبابها و ما يناسبها من حلول بطريقة محايدة و غير متحيزة"‪ ، 4‬و يعرف أيضا‬
‫بأنه‪ ":‬الطريقة املنظمة الكتشاف حقائق جديدة أو التثبت و التحقق من الحقائق القديمة و العالقات التي تربط بينها أو‬
‫القوانين التي تحكمها"‪. 5‬‬
‫و قد عرفه عبد الباسط محمد حسن على أنه‪":‬الدراسة العلمية املنظمة لظاهرة معينة باستخدام املنهج العلمي"‪6‬‬

‫و عرفه الفيلسوف األملاني كارل جاسبرس على أنه"املعرفة املنهجية"‪ ، 7‬في حين عرفه السوسيولوجي موريس اندرس على‬
‫أنه‪":‬ممارسة علمية متمثلة في عملية جمع و تحليل املعطيات بهدف االجابة عن مشكلة معينة"‪.8‬‬
‫فهو وسيلة لالستعالم واالستقصاء املنظم والدقيق يقوم به الباحث بغرض اكتشاف معلومات أو عالقات جديدة على‬
‫أن يتبع في هذا الفحص واالستعالم الدقيق خطوات منهج البحث العلمي و يختار الطريقة املناسبة للبحث وجمع‬
‫البيانات‪ ،‬فهو عبارة عن خطة عمل يعتمدها الطالب أو الباحث في دراسته لظاهرة معينة و هو بمثابة مشروع علمي‬
‫يستند على حقائق موضوعية وأدلة ثابتة وراسخة من خالل عمل منظم ودقيق‪.‬‬
‫وهو التقص ي املنظم بإتباع أساليب ومناهج علمية محددة للحقائق العلمية بقصد التأكد من صحتها أو تعديلها وإضافة‬
‫الجديد عليها ‪.‬‬

‫‪ - 1‬الفيروز أبادي‪،‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪،‬القاموس املحيط‪،‬الجزء االول‪ ،‬دار القلم للماليين‪،‬بيروت‪،‬ص‪161‬‬
‫‪ - 2‬معجم اللغة العربية‪،‬معجم الوجيز‪،‬الهيئة العلمية العامة لشؤون املطابع االميرية‪ ،‬القاهرة‪ ،200.5،‬ص‪.37‬‬
‫‪ - 3‬البستاني فؤاد افرام‪،‬منجد الطالب‪ ،‬دار املشرق‪،‬الطبعة السابعة و العشرون ‪ ،‬بيروت‪،1983،‬ص‪.22‬‬
‫‪ - 4‬بدوي احمد زكي‪،‬مصطلحات العلوم االجتماعية‪،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪ ،1993،‬ص‪365‬‬
‫‪ - 5‬غرايبية فوزي و اخرون‪،‬أساليب البحث العلمي في العلوم االجتماعية و االنسانية‪،‬دار وائل‪ ،‬الطبعة ‪،4‬عمان‪،2008،‬ص‪.11‬‬
‫‪ - 6‬عبد الباسط محمد حسن‪،‬أصول البحث االجتماعي‪،‬مكتبة وهبة‪،‬الطابعة الثامنة‪،‬القاهرة‪،1982،‬ص‪124‬‬
‫‪7‬‬
‫‪-Gusdof G,De l’histoire des scienses a l’histoire de la pensee , Eds,Payot,paris,1966,p13.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪-Angers Mauris,Initiation pratique la la methodologie des siences humaines, Eds,CEC.INC,Quebec,1996,pour‬‬
‫‪l’algerie,p36.‬‬

‫‪3‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫و باختصار ومن خالل التعاريف السابقة فإن البحث العلمي هو مجموعة اإلجراءات التي ينتهجها الباحث أو‬
‫الدارس‪ ،‬من أجل التعرف على جميع الجوانب املتعلقة بالظاهرة موضوع الدراسة فهو الدراسة التي يقوم بها الباحث من‬
‫أجل معرفة حقائق ومعلومات مفصلة عن ظاهرة معينة ‪ ،‬و هو الوسيلة االستقصائية املنظمة التي يعتمدها الباحث في‬
‫ميدان العلوم ساء كانت إنسانية ‪ ،‬اجتماعية‪ ،‬طبيعية أو تقنية ‪ ،‬وذلك بإتباع أدوات بحث معينة ووفق خطوات واضحة‬
‫بهدف الكشف عن الحقيقة العلمية بشأن املشكلة محل الدراسة والتحليل ‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهمية البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ -‬يعتبر البحث العلمي مرآة عاكسة لتطور ورقي املجتمعات التي تعمل بدورها على النهوض بالبحث العلمي وتوفير‬
‫االمكانيات و الوسائل الالزمة لباحثيها‬
‫‪ -‬يساعد البحث العمي على تعزيز التفكير العقالني و االعتماد على الوسال املتطورة و بالتالي االبتعاد عن التفكير البدائي‬
‫و عن تفسير الظواهر وفق عادات و وخرافات‬
‫‪ -‬يساهم البحث العلمي في الرفع من مستوى التفكير لدى الباحث و غيره و بالتالي فإنه يرتقي به الى أسلوب حياة راق‬
‫يميزه طريقة التحاور و املواضيع املتحاور فيها‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر البحث العلمي من أنجع السبل لالرتقاء باالنسانية الى االمام‬
‫‪ -‬يساعدنا البحث العلمي في التعرف على مختلف الظواهر و املشاكل في املجتمع و كيفية التعامل معها من خالل الحلول‬
‫املقترحة لها‬
‫‪ -‬يساعدنا البحث العلمي من خالل مواضيعه املختلفة بأن نتعرف على كافة املشاكل و الفات املحيطة بنا سواء من‬
‫قريب و من بعيد‬
‫املطلب الثالث‪ :‬خصائص البحث العلمي‪:‬‬
‫يتميز البحث العلمي ب‬
‫• التنظيم‪ :‬فهو نشاط عقلي منظم يعتمد على منهجية مناسبة و أسلوب منظم‪ ،‬فكل بحث علمي يخضع ملجموعة‬
‫من القواعد و الضوابط و الخطوات و املراحل من البداية حتى النهاية يجب اتباعها و العمل بها لنكون أمام بحث علمي‬
‫جاهز ‪.‬‬
‫• الهدف‪ :‬لكل باحث أهداف محددة و واضحة يسعى لتحقيقها‪ ،‬و كذلك من وراء كل بحث علمي أهداف وغايات‬
‫يسعى الباحث الى الوصول اليها بكافة االساليب و الطرق املنهجية‪.‬‬
‫• املوضوعية ‪" :‬مما الشك أن مفاهيم و نظريات الباحثين في العلوم االنسانية واالجتماعية تتأثر غالبا‬
‫بمصالحهم و بااللتزامات التي يفرضها عليهم واقعهم االجتماعي"‪ 1‬لذا على الباحث أن يضع ذاتيته جانبا و يعامل مع‬
‫الظاهرة باكثر موضوعية ممكنة‪.‬‬
‫• املرونة‪ :‬على الباحث أن يتقبل النقد الخارجي و يتميز بالنقد الذاتي و يبتعد عن كل ما من شأنه أن يعيق أو‬
‫يعرقل سير البحث العلمي ‪.‬‬
‫• التراكمية‪ :‬يعتمد كل باحث في بحثه على التجديد‪ ،‬ألن مما ال شك فيه أن جل البحوث العلمية لديها جذورها في‬
‫مختلف املجاالت و امليادين مهما اختلفت و مهما تنوعت‪.‬‬

‫‪ - 1‬بوردون ريمون و فرانسوا بوريكو‪،‬املعجم النقدي لعلم االجتماع‪،‬ترجمة سليم حداد‪،‬ديوان املطبوعات الجامعية‪،‬املؤسسة الجامعية للدراسات‬
‫والنشر‪،‬ط‪،01‬الجزائر‪،1986،‬ص‪.536‬‬
‫‪4‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫• قابيلة التجريب‪ :‬يقصد بالتجريب لدى الدارسين و الباحثين االستعانة باالدلة و البراهين التي تم الحصول‬
‫عليها من خالل التجارب العلمية و ليس باالعتماد على الراء و النظريات فقط‬
‫• التحقيق‪ :‬كل دراسة و لها اساليبها و طرقها للتاكد و التحقق من نتائجها و تختلف طرق التحقق باختالف‬
‫ميدان و موضوع البحث ‪.‬‬
‫• التعميم‪ :‬صالحية النتائج املتوصل إليها للتنفيذ و قابليتها للتعميم بحيث يمكن االستفادة منها في تفسير ظواهر‬
‫أخرى مشابهة ‪.‬‬
‫املطلب الرابع‪:‬أنواع البحوث العلمية‪:‬‬
‫يمكن تقسيم البحث العلمي وفق مجموعة من املعايير على النحو التالي‬
‫‪ -01‬حسب طبيعة املوضوع‪:‬‬
‫قسم البحث العلمي حسب طبيعته إلى‪:‬‬
‫بحوث كمية‪:‬و هي بحوث تعمل على جمع جميع البيانات الرقمية املتعلقة بالظاهرة موضوع الدراسة‬ ‫‪-‬‬
‫قصد وصفها و التعبير عنها باالرقام بعد اخضاعها الدوات قياس كمية‬
‫بحوث كيفية‪ :‬هذه البحوث تعتمد على املعطيات و الراء و الصور و التفسيرات التي تقوم بجمعها عن‬ ‫‪-‬‬
‫طريق أدوات خاصة تتمثل في املالحظة و املقابلة و االستبيان‪.‬‬
‫‪ -02‬حسب النتيجة املتحصل‪:‬‬
‫قسم البحث العلمي حسب النتيجة املحصل عليها الى‪:‬‬
‫بحوث تفسيرية‪ :‬و التي تعتمد على الكشف عن األسباب التي أدت إلى تشكيل الظاهرة‬ ‫‪-‬‬
‫بحوث تأصيلية‪ :‬هدفها حل املشاكل حال علميا يمس كل جوانب وحيثيات الظاهرة موضوع الدراسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -03‬حسب دو افع البحث‪:‬‬
‫قسم البحث العلمي حسب دوافعه إلى‪:‬‬
‫بحوث أساسية‪ :‬وتعرف ايضا على أنها بحوث نظرية فهي تعتمد على الفكر و التحليل املنطقي من أجل‬ ‫‪-‬‬
‫اوصول إلى املعارف و الحقائق و القوانين العلمية و النظريات‬
‫‪ -‬بحوث تطبيقية‪ :‬تعمل هذه البحوث على ايجاد الحلول للمشاكل امليدانية من خالل تطبيق املعارف‬
‫العلمية املتوفرة‪ ،‬تقوم بهدف تطبيق نتائجها من خالل معالجة مشكالت قائمة لدى املؤسسات‬
‫االجتماعية واالقتصادية ‪ ،‬بعد تحديد املشكالت والتأكد من صحة ودقة مسبباتها‪ ،‬و هي تعتمد في بناء‬
‫فرضياتها على األطر النظرية املتوفرة ‪.‬‬
‫‪ -04‬حسب مناهج البحث‪:‬‬
‫قسم البحوث حسب نوعية املنهج املستخدم فيها الى‪:‬‬
‫‪ -‬بحوث تاريخية‪ :‬تعتمد على املنهج التاريخي و هي تستخدم نوعين من املصادر و هي املصادر االولية‬
‫املتمثلة في‪:‬االثار و السجالت و الوثائق و الشهادات الحية لالشخاص الذين عايشوا الحدث‪ ،‬و املصادر‬
‫الثانوية املتمثلة في‪ :‬كتابات الباحثين و املؤرخين و الرواة قصد دراسة و تسجيل االحداث التي وقعت في‬
‫املاض ي‬
‫‪5‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫بحوث وصفية‪ :‬تعتمد على املنهج الوصفي و هي تعتمدعلى وعادة ما تستخدم هذه البحوث للتعرف على‬ ‫‪-‬‬
‫"الراء واملعتقدات واالتجاهات عند االفراد والجماعات وتحليلها بغرض الوصول إلى نتائج"‪ 1‬فيرتبط‬
‫البحث الوصفي اذن ببدراسة واقع األحداث والظواهر واملواقف والراء و تحليلها ووصف الوضع الراهن‬
‫وتفسريه‪ ،‬بغرض تحديد صفات وخصائص الظاهرة تحديدا كميا وكيفيا‪ : .‬ويستخدم في مجال العلوم‬
‫الطبيعية والتقنية و يعتمد على املنهج التجريبي‬
‫‪ -05‬حسب الجهة املسئولة عن التنفيذ‪ :‬قسم البحث العلمي حسب الجهة املسؤلة عن التنفيذ إلى‪:‬‬
‫‪ -‬بحوث أكاديمية‪:‬و تتضمن مختلف البحوث منذ بداية التمدرس إذ نجد البحوث الدراسية و هي‬
‫البحوث التي يكلف بها التلميذ من طرف االستاذ عبر مختلف أطواره التعليمية الثالث‪ ،‬بعد ذلك‬
‫نجدالبحوث الجامعية و هي البحوث التي ينجزها الطالب الجامعي منذ سنواته االولى الى غاية مذكرة‬
‫نهاية الليسانس و كذا شهادة املاسترفي االخير نجد البحوث الخاصة بالدراسات العليا و تتمثل في‪ :‬رسائل‬
‫املاجستير و اطروحات الدكتوراه‪.‬‬
‫‪ -‬بحوث غير أكاديمية‪ :‬و هي بحوث تصدر عن جهات غير الجات التعليمية كاملؤسسات سواء كانت‬
‫مؤسسات عمومية أو خاصة ‪.‬‬
‫املطلب الخامس‪ :‬أسباب و مجاالت البحث العلمي‪:‬‬
‫• أسباب البحث العلمي‪:‬‬
‫تتغير أسباب البحث العلمي بتغير نوعه و مجاله‪ ،‬كما تتغير وفق ميول و اهتمامات الباحث ‪ ،‬و التي يمكن تلخيصها فيما‬
‫يلي ‪:‬‬
‫ضرورة اجراء البحث من اجل اتمام الدراسة و بالتالي الحصول على الشهادة مهما كان نوعها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرغبة في البحث في موضوع للتعرف عليه أكثر (من االسباب و الى غاية النتائج)‬ ‫‪-‬‬
‫الرغبة في اكتساب معارف و أفكار ومعلومات عن ظاهرة معينة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرغبة في مواصلة بحث معين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫• مجاالت البحث العلمي‬
‫مجال العلوم االجتماعية‪ :‬و التي تضم الداب‪ ،‬الفلسفة‪ ،‬التاريخ‪ ،‬علم اجتماع ‪،‬علم النفس ‪ ،‬التربية ‪......‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجال علم االلكترونيك‪:‬وهو من أهم املواضيع التي يبحث فيا العلم بسبب اللتطورات املتسارعة في وسائل‬ ‫‪-‬‬
‫االتصال‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬التقنيات الحديثة‬
‫مجال البيولوجيا‪ :‬الذي يقوم على دراسة العالقة بين الكائن الحي والبيئة التي يعيش فيها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجال الكيمياء‪ :‬منها الكيمياء الحيوية والعضوية والطبيعية‬ ‫‪-‬‬
‫مجال الجغرافيا‪ :‬ويهتم بمراقبة توزع التضاريس‪ ،‬وتأثره باملناخ‪ ،‬وعوامل أخرى أدت إلى تغيير مالمحه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مجال الهندسة‪ :‬و يهتم بالبناءات‬ ‫‪-‬‬
‫مجال الطب‪ :‬و يهتم بداراسة االمراض و تطورها و كيفية شفائها‬ ‫‪-‬‬

‫‪ - 1‬مروان عبد املجيد ابراهيم‪،‬أسس البحث العلمي العداد الرسائل الجامعية‪،‬مؤسسة الوراق للنشر و التوزيع‪،‬االردن‪ ،‬عمان‪،2000،‬ص‪.40‬‬
‫‪6‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫املطلب السادس‪ :‬خطوات البحث العلمي‬
‫لقد اختلف الباحثون واملختصون في تحديد تقنيات البحوث العلمية كما اختلفوا في تحديد املراحل والخطوات اإلجرائية‬
‫املعتمدة في بناء البحث من بداية اختيار عنوان الدراسة إلى بناء إشكالية الدراسة ووصوال إلى غاية اإلستنتاج العام أو‬
‫خالصة الدراسة‪ ...‬و في ما يلي سوف نتناول بعض الخطوات واملراحل التي يلتزم بها أغلب الباحثون في الدراسة أو في‬
‫البحث العلمي و هي‪:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ -‬اختيار موضوع البحث العلمي‪:‬بحيث يكون املوضوع جديدا ومبتكرا يقدم إضافة للعلم‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار عنوان البحث العلمي‪ :‬بحيث يكون متضمنا ملما بكل عناصر البحث‪.‬‬
‫‪ -‬صياغة اشكالية البحث العلمي‪ :‬تضم االشكالية طرحا ملشكلة البحث ‪ ،‬و تنتهي بأسئلة رئيسية وأخرى فرعية‪.‬‬
‫‪ -‬إقتراح فرضيات البحث‪ :‬و هي عبارة عن اجابات مؤقتة لالسئلة املطروحة في االشكالية‬
‫‪ -‬اختيار العينة و مجال البحث‪ :‬يجب أن تختار عينة و مجال البحث بكل دقة و يجب ان تكون العينة تمثيلية لظاهرة‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬اختيار منهج الدراسة‪ :‬بحيثيكون املناهج املختار يتناسب و موضوع الدراسة‬
‫‪ -‬اختيار ادوات الدراسة‪ :‬بمعنى اختيار ادوات الحصول على املعلومة من امليدان‬
‫‪-‬اختيار مقايس التحليل‪ :‬حسب مجال و ميدان نوع الدراسة‪.‬‬
‫‪ -‬تحليل نتائج الدراسة‬
‫خاتمة املبحث‪:‬‬

‫يمثل البحث العلمي تلك "العملية الفكرية املنظمة التي يقوم بها الباحث من أجل تقص ي الحقيقة باتباع طريقة‬
‫علمية منظمة بغية الوصول الى الى حلول مالئم"‪، 1‬فهو محاولة للبحث عن املعرفة و تطويرها و تحقيقها بتقص دقيق و‬
‫نقد عميق ‪،‬فلكل بحث علمي غاية من ورائه و تختلف الغاية من باحث الى اخر و من مجال اخر و لكن تتفق جميعها في‬
‫اضافة الجديد للعلم‪ ،‬كما أن لكل بحث صعوباته و خصائصه و مجاالته و ميادينه‪ ،‬كما أن لكل بحث علمي منهج خاص‬
‫به ‪ ،‬و تتفق اغلب البحوث العلمية في ادوات الدراسة و في مختلف الخطوات املتبعة النجاز البحث و كتابته ‪.‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬ماهية املعلومة‬


‫تعتبر املعلومات عنصرا فاعال في تطوير الحضارة اإلنسانية و في جميع اإلنجازات في فروع املعرفة املختلفة‬
‫كالعلوم النظرية و التطبيقية و العلوم اإلنسانية و الفنون على مختلف أنواعها و مجاالت تخصصها حيث تتميز املعرفة‬
‫البشرية يكونها حالة نماء مستمرة و أن مسيرة تطورها ال تقتصر على أمة دون األمم األخرى‪.‬‬
‫إن اإلنجازات املعرفية في هذا العصر أنما هي حصيلة إلنجازات اإلنسان على مر العصور والقرون‪ .‬فقد حرص اإلنسان‬
‫على أن يدون إنجازاته ليرجع أليها عند الحاجة‪ ،‬ولغرض تزويد األجيال القادمة باملعلومات الوافية عن هذه اإلنجازات ‪.‬‬

‫املطلب الول‪ :‬التعريف املعلومة‪:‬‬

‫‪ - 1‬عبد الفتاح خضر‪ ،‬أزمة البحث العلمي في العالم العربي‪ ،‬سلسلة دراسات مكتب صالح الحيجالن‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪،‬الطبعة الثالثة‪،1992 ،‬ص‪17‬‬
‫‪7‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫• لغ ـ ـ ـ ـة‪ :‬كلمة معلومة مشتقة في " اللغة العربية من الكلمة ( علم) و التي تعني لعلم واإلحاطة ببواطن األمور‬
‫والوعي ‪ ،‬واإلدراك ‪ ،‬واليقين ‪ ،‬واإلرشاد ‪ ،‬واإلعالم ‪ ،‬والشهرة ‪ ،‬والتميز ‪ ،‬والتيسير ‪ ،‬وتحديد املعالم ‪ ،‬واملعرفة ‪ ،‬والتعليم‬
‫والتعلم ‪ ،‬والدراية"‪.1‬‬
‫و هي أيضا مشتقة من الكلمة االنجليزية "‪ ،Information‬و التي بدورها مشتقة من الكلمة الالتينية "‪ " Informatio‬والتي‬
‫كانت تعنى في األصل عملية االتصال أو ما يتم إيصاله أو تلقيه املعلومة وكلمة معلومات ‪ information‬أصلها في اللغة‬
‫يء ما"‪2‬‬ ‫الالتينية هو كلمة‪ informatia‬والتي تعني شرح أو توضيح ش‬
‫• إصطالحا‪ :‬بعد أول ظهور ملصطلح املعلومة كان سنة ‪ 1960‬على شكل " ‪ "information‬أين " كانت تهتم‬
‫بخصائص وسلوك املعلومات وكذلك طرق جمعها وتجهيزها‪ ،‬وتخزينها واسترجاعها‪ ،‬وكذلك أساليب التعبير عن املعلومات‬
‫وطرق انتقالها"‪ ، 3‬عرف املصطلح العديد من التعريفات لذا سنحاول التطرق لبعض منها‪:‬‬
‫‪ -‬املعجم املوسوعى ملصطلحات املكتبات واملعلومات عرفها على أنها "البيانات التي تمت معالجتها لتحقيق هدف معين أو‬
‫الستعمال محدد ‪ ،‬ألغراض اتخاذ القرارات"‪4‬‬

‫‪ -‬قاموس البنهاوى املوسوعى عرف املعلومات على أنها‪" :‬رسالة تستخدم لتمثيل حقيقة أو مفهوم استخدام وحدة وسط‬
‫بيانات ومعناه"‪5‬‬

‫‪ -‬الدكتور حشمت قاسم عرفها بأنها‪ " :‬ذلك الش ئ الذى يغير من الحالة املعرفية للمتلقى في موضوع ما"‪.6‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬الدكتور شوقى سالم عرفها بأنها "البيانات املصوغة بطريقة هادفة لتكون أساسا إلتخاذ القرار"‪.7‬‬
‫فورنيتال و دنين بأنها‪" :‬مجموعة بيانات تحمل معرفة حول حدث أو موضوع"‪8‬‬ ‫‪-‬وعرفها‬
‫‪ -‬احمد حسين علي حسين عرفها بأنها‪" :‬عبارة عن بيانات تم تشغيلها بطريقة معينة أدت للحصول على نتائج ذات معنى‬
‫ملستخدميها"‪.9‬‬
‫و قد عرفها دي ً‬
‫مسك على أنها "البيانات التي يمكن ان تغير من تقديرات متخذ القرار"‪ 10‬كما عرفها محمد حفناوي بأنها‬
‫" الببيانات ً‬
‫التي تمت معالجتها لتصبح بشكل اكثر نفعا للمستقبل"‪ ، 11‬أما لوكاس فقد عرفها على أنها " تعبر عن حقيقة‬
‫أو مالحضة أو إدراك الي ش يء محسوس او غير محسوس "‪.12‬‬
‫و عرفها توفلر في كتابه "تحول السلطة" "من يملك املعلومات يملك العالم‪ ،‬إذ تحول معيار القوة إلى من يملك املعلومة‪....‬‬
‫فاملعلومة تساوي القوة "‪. 13‬‬

‫‪ -1‬اللبان شريف درويش‪ ،‬تكنولوجيا االتصال‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية سلسلة املكتبة أإلعالمية القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2000 ،‬ص‪.101:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Balle Francis , dictionnaire des medias la rouse, paris ,1998,p124.‬‬
‫‪ -3‬شوقي سالم ‪ .‬نظم املعلومات والحاسب اللي ‪ .‬اإلسكندرية ‪ ،‬مركز اإلسكندرية للوثائق الثقافية واملكتبات‪ ،2001،‬ص‪.23‬‬
‫‪ - 4‬أحمد محمد الشامي ‪ ،‬سيد حسب هللا ‪ .‬املعجم املوسوعي ملصطلحات املكتبات واملعلومات ‪ .‬الرياض ‪ ،‬دار املريخ‪،2019،‬ص‪، 354‬‬
‫‪ - 5‬شعبان خليفة ‪ .‬قاموس البنهأوى املوسوعي في مصطلحات املكتبات واملعلومات ‪ ،1990 ،‬ص‪43‬‬
‫‪ - 6‬حشمت قاسم ‪ .‬مدخل لدراسة املكتبات وعلم املعلومات ‪ .‬القاهرة ‪ ،‬دار غريب ‪ ،1990 ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪ -‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪7.24‬‬

‫‪-8‬محمد صالح سالم‪ ،‬العصر الرقمي و ثورة املعلومات‪ :‬دراسة في نظم املعلومات وتحديات املجتمع‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬الدراسات و البحوث االنسانية و االجتماعية‬
‫للبشر‪،‬االسكندرية‪،2000،‬ص‪..50‬‬
‫‪ -9‬أحمد حسين علي حسين‪ ،‬نظام املعلومات املحاسبية‪،‬القاهرة‪،‬مكتبة الجنوب املركزية‪، 1997 ،‬ص‪13‬‬
‫‪ - 10‬صـالح الدين عبـد املـنعم مبارك‪,‬اقتصـادديات نظـم املعلومـات املحاسبية‪,‬االسكندرية ‪ ،‬دار الجامعـة الجديدة للنشر‪،2002 ،‬ص‪23.‬‬
‫‪- 11‬محمـ ــد ٌوسـ ــف حفنـ ــاوي‪ ،‬نظم املعلومـ ــات املحاسـبية‪،‬الطبعة األولى ‪،‬عمـ ــان‪ ،‬دار وائـ ــل للنشر‪،2001 ،‬ص‪10‬‬
‫‪12‬‬
‫‪-Lucas, H.C., Tr. Information system concepts for management (New York, Mc Graw-Hill Book Co., 1982), p.12‬‬
‫‪ - 13‬الصباغ عماد عبد الوهاب‪ ،‬علم المعلومات‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ،2004 ،‬ص‪.17‬‬
‫‪8‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫من هذه التعاريف يمكن تلخيص أن املعلومات‪ :‬هى جملة البيانات والدالالت واملعارف واملضامين التي تتصل بالش ئ أو‬
‫املوضوع‪ ،‬وتساعد املهتمين بالتعرف عليه والعلم به ‪ ،‬فاملعلومات توضح مفهوم الش ئ وتعطيه قدره ‪ ،‬وتوضح سماته‬
‫وخصائصه وتبين استخداماته ووظائفه ‪ ،‬و هي الحقائق والبيانات التي تغير من الحالة املعرفية للشخص في موضوع معي‬
‫و هي عبارة عن بيانات تمت معالجتها بشكل مالئم لتعطي معنى كامال‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهمية املعلومة‪:‬‬
‫تعتبر املعلومة العنصر األساس ي في صنع القرار الـمناسب و حل الـمشكالت‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫للمعلومة دورا كبيرا في إثراء البحث العلمي و تطور العلوم و التكنولوجيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫للمعلومة أهـمية كبيرة في مـجاالت التنمية االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬اإلدارية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬الصحية‪ ،‬إلخ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تساهم املعلومة في بناء استراتيجيات الـمعلومات على الـمستوى املحلي و الدولي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تساعد الـمعلومات في نقل الخبرات لآلخرين و على حل الـمشكالت و االستفادة من الـمعرفة الـمتاحة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املطلب الثالث‪:‬خصائص املعلومات‪:‬‬
‫تتميز املعلومة بأنها ال تفني مع االستخدام بل تنمو و تتطور و تتجدد بمرور الوقت ‪" ،‬كما أنها سلعة منتجة يجب رعايتها‬
‫وتوفير األجواء لتنميتها بطرحها لالستعمال"‪ ،1‬و على هذا فمن أهم خصائصها‪:‬‬
‫‪ -‬دقة املعلومة تكون الزمة من أجل حسن استغاللها‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون املعلومة مالئمة للعمل املراد القيام به‪.‬‬
‫‪-‬يجب ان تعبر املعلومة عن الحقائق بدون تحريف وبعيدا عن التحيز الشخص ي‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون املعلومة ذات قدرة هائلة على التشكل وإعادة الصياغة‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون قابلة للنقل عبر مسارات محددة ‪.‬‬
‫‪ -‬يجب أن تكون قابلة لالندماجات العالية للعناصر املعلوماتية‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية نسخ معلومات صحيحة من معلومات غير صحيحة‬
‫‪-‬عدم يقين املعلومات فقد تكون امعلومات صادقة‪ ،‬كاذبة‪ ،‬أو مزيج بين الصدق وعدمه‬
‫املطلب الرابع‪ :‬أشكال املعلومات‪:‬‬
‫‪ -‬املعلومات النصية‪ :‬من أمثلتها نصوص الكتب واملقاالت الصحفية وغيرها ‪.‬‬
‫‪ -‬املعلومات الرقمية‪ :‬تتكون من أرقام ذات دالالت محددة مثل الكمية أو الطول أو الوزن وغيرها‬
‫‪ -‬املعلومات البيانية‪ :‬تكون على شكل رسوم بيانية توضح العالقة بين متغيرين أو أكثر‬
‫‪ -‬املعلومات املصورة‪ :‬تلك التي يتم تصويرهاو التي تدل على مضامين ومعاني كثيرة‬
‫املطلب الخامس‪ :‬أدوات الحصول على املعلومة‪:‬‬
‫تنقسم أدوات جمع املعلومات في البحث العلمي الى أدوات مباشرة و أدوات غير مباشرة‬
‫• االدوات املباشرة‪:‬‬
‫من أهم و أبرز األدوات التي يستخدمها الباحثون في جمع املعلومات املباشرة في البحث العلمي نجد‪:‬‬
‫‪ -‬املالحظة‪ :‬و هي االداة املباشرة التي ترافق الباحث طيلة مشواره البحثي‬

‫‪ - 1‬السالم سالم بن محمد‪ ،‬صناعة المعلومات‪ ،‬مكتبة الملك الفهد الوطنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬الطبعة األولى‪،.2005 ،‬ص‪.56‬‬
‫‪9‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫‪ -‬املقابلة‪:‬و هي لقاء أو لقاءات تتم بين الباحث و املبحوث يطرح خاللها الباحث بعض األسئلة على املبحوث بصورة‬
‫مباشرة مع تسجيل كافة ما يقوله املبحوث سواءا كتابيا او بالطرق و الوسائل املتاحةلديه‬
‫‪ -‬االستبيان‪ :‬وهو عبارة عن مجموعة من األسئلة مرتبطة بموضوع بحث معين موزعة وفق محاور واضحة تتم اإلجابة‬
‫عليها من طرف املبحوثين‪.‬‬
‫‪ -‬التجربة‪ :‬تعد اهم االدوات للتعرف على خصائص الظاهرة عن قرب‪.‬‬
‫• االدوات غيراملباشرة‪:‬‬
‫و يقصد بها كافة ما تم نشره من بيانات أو نصوص تاريخية‪ ،‬ومن أبرز أنواعها ما يلي‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪ -‬الكتب‪ :‬تعتبر الكتب في مقدمة مصادر املعلومات غير املباشرة في البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬املوسوعات‪ :‬و هي عبارة عن موضوعات ومحتوياتها مرتبة وفقا للحروف الهجائية‪.‬‬
‫‪ -‬الدوريات العلمية‪ :‬و هي عبارة عن مجالت تقوم بنشر الكتب واملقاالت واألوراق العلمية واألبحاث في مجال علمي خاص‬
‫أو أكثر‪.‬‬
‫‪ -‬املخطوطات‪ :‬و هي الوثائق التي دونت بشكل يدوي في مجاالت مختلفة‪.‬‬
‫املطلب الخامس‪ :‬تصنيف املعلومات‬
‫تصنف املعلومات حسب العديد من املعايير و التي سنوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫• حسب أهميتها‪:‬‬
‫‪ -‬معلومات إستراتيجية‪ :‬هي معلومات تتعلق باليقظة التنافسية والتغيير والتطور البيئي و االتجاهات االقتصادية‪ ،‬كما‬
‫تشتمل على املبيعات‪ ،‬التكاليف واألرباح‪.‬و تتميز املعلومات اإلستراتيجية بأنها معلومات ذات مجال واسع غير محدود‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات تكتيكية‪ :‬هي معلومات تكون في أغلبها معلومات داخلية مرتبطة بوظائف املؤسسة و تتميز بأنها مشتركة بين‬
‫الوظائف‬
‫‪ -‬معلومات علمية‪ :‬هي معلومات تتعلق بمتابعة عمليات اإلنتاج‬
‫• حسب الوظائف‪:‬‬
‫املعلومات الوظيفية تنتج وترتبط بكل وظيفة‪.‬‬
‫• حسب املصادر‪: 1‬‬
‫‪ -‬معلومات رسمية‪ :‬وهي معلومات تكون موثوقة و مؤكدة نعتمد عليها في صناعة القرار الن مصادرها تكون رسمية و‬
‫موثوقة مثل‪ :‬الدستور‪ ،‬القوانين‪ ،‬التشريعات‪ ،‬التعليمات‪........‬‬
‫مشكلة مثل هذا النوع من املعلومات أنها ال تكون م متوفرة لنا على الدوام‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات غيررسمية‪ :‬وهي املعلومات التي نعتمد عليها سواء توفرت املعلومات الرسمية أم لم تتوفر وهي تتمثل في‬
‫التصورات‪ ،‬األفكار والتوقعات‪ ،‬والدعايات‪.....‬الغ ‪ ،‬لهذا السبب علينا أن نتوخى الحذر عند وضع و اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫• حسب نوع املعلومة‪:‬‬
‫‪ -‬املعلومات املرتبطة باإلعالم ارتباطا معنويا‪2‬‬

‫‪ -‬املعلومات الفكرية واإلعالم الفكري‪ :‬و تشمل األفكار والنظريات والفرضيات حول الظاهرة موضوع الدراسة‬

‫‪ -1‬الصباغ عماد عبد الوهاب‪ ،‬علم المعلومات‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪ ، 2004 ،‬ص‪.283‬‬
‫‪ - 2‬املخالفي فيصل علي فرحان‪ ،‬املؤسسات االعالمية‪ ،‬دار الكتاب الحديث مصر‪،2006 ،‬ص‪251‬‬
‫‪10‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫‪ -‬املعلومات البحتية واإلعالم البحتي‪ :‬وتشمل التجارب و االبحاث و نتائجهما‬
‫‪ -‬املعلومات األسلوبية النظامية واإلعالم األسلوب النظامي‪ :‬ويشمل األساليب العلمية املعتمدة أثناء البحث ‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات حافزة وإعالم حافز مثير‪ :‬و تشمل كل ما من شأنه تحفيز اإلنسان سواء من الفرد نفسه أو من البيئته‬
‫ي‪ :‬و تشمل كل ما من شأنه دعم الشخص سياسيا‪1‬‬ ‫املحيطة به‪ .‬املعلومات السياسية واإلعالم السياس‬
‫‪ -‬املعلومات التوجيهية‪ :‬وتأتي من اإلعالم التوجيهي‪.‬‬
‫• ‪.‬حسب غرض املعلومة ‪:‬‬
‫‪ -‬معلومات سياسية‪ :‬تتعلق بالسياسة سواء الداخلية أو الخارجية للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات اقتصادية‪ :‬و تشتمل على إمكانات وقدرات الدولة االقتصادية‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات اجتماعية‪ :‬والتي تهتم بالخصائص االجتماعية للفرد و املجتمع من حيث اللغة و العادات و التقاليد و الدين‬
‫‪ -‬معلومات علمية وتكنولوجية‪ :‬وتتعلق بالجانب العلمي ‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات جيوبوليتكية وجيوستراتيجية‪ :‬تتعلق باملوقع الجغرافي‪..‬‬
‫‪ -‬معلومات بيوغر افية‪ :‬وهي معلومات تتناول شخصيات‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات عسكرية‪ :‬وهي معلومات تتناول السياسية العسكرية‪ ،‬وأهدافها السياسية‬
‫• حسب محتوى املعلومة‪:‬‬
‫‪ -‬معلومات قومية‪ :‬وهي معلومات ذات االتصال املباشر بتحقيق األهداف والغايات القومية‪.‬‬
‫‪ -‬معلومات استراتيجية‪ :‬وهي املعلومات ذات االتصال املباشر بتحقيق مصالح وأهداف الدولة‪،‬‬
‫‪ -‬معلومات ميدانية‪ :‬وهي املعلومات ذات االتصال املباشر بتحقيق أهداف استراتيجية وتحقيق السياسات العامة للدولة‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫إن الحصــول علــى معلومــات موثوقــة وسط الكميـات الهائلـة مـن املعلومـات من اهم ما يصبو اليه الباحث‪ ،‬فالمعلومات تعتبر‬
‫نقطة ارتكاز هامة للبحث العلمي فهي املوقف و املسار و نقطة الوصول و بها تتشكل جميع العناصر التي تسمح للباحث‬
‫بتكوين صورة دقيقة مبدئية عن الظاهرة املراد دراستها ‪ ،‬كما انها تساعده في الوصول الى النتائج باعتبار انها مرتبطة‬
‫بجميع مراحل البحث العلمي انطالقا م فكرة البحث وصوال الى نتائج البحث و االقتراحات و بهذا ال يمكن ابدا االستغناء‬
‫عنها في أي مرحلة من مراحل البحث‪.‬‬

‫املبحث الثالث‪ :‬تطور املعلومات في البحث العلمي‬


‫منذ أن وجد االنسان على سطح األرض وهو يبحث عن املعلومة في مختلف النشاطات التي يقوم بها و في‬
‫مختلف امليادين ‪،‬فكان اول احتكاكه مع املعلومة من خالل ما يراه و يشاهده في البيئة املحيطة به و بعدها عن طريق‬
‫التفكير و تخيل كيفية مجابهة مصاعب الحياة ‪،‬فكان البداية من خالل تفكيره في الوسائل التي تساعده على البقاء حيا و‬
‫تطورت شيئا فشيئا الى أن وصلت الى مستوى التقدم العلمي الراهن‪.‬و أثناء هذه املرحلة االنتقالية حرص االنسان على‬

‫‪ - 1‬مهنا محمد نصر‪ ،‬إدارة األزمات والكوارث‪ ،‬املكتب الجامعي الحديث‪ ،‬مصر‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،2008 ،‬ص‪259‬‬
‫‪11‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫االبقاء و املحافظة على انجازاته بكافة الطرق و االساليب كي يستطيع الرجوع اليها عند الحاجة و كي تستفيد منها االجيال‬
‫القادمة‪ ،‬ونظرا ألهميتها فكان لزاما علينا البحث في تطورها التاريخي و كيفية الحصول عليها و كيفية تدوينها‬
‫املطلب الول‪ :‬تطورمصادراملعلومة في البحث العلمي‪:‬‬
‫‪ -01‬معنى تطورمصادراملعلومات‪:‬‬
‫يعرف التطور على أنه امكانية تكييف اسلوب الحصول على املعلومة وفق الظروف الجديدة و التمثلة في التطور‬
‫التكنولوجي بصفة عامة و التطور الرقمي بصفة خاصة‪..‬‬
‫إن التغير التدريجي الذي يحدث في تركيب املجتمع أو العالقات او النظم أو القيم السائدة فيه‪ ،‬و تعرف مصادر‬
‫ُ‬
‫املعلومات بأنها تلك " املواد املطبوعة أو غير املطبوعة التي تنقل املعلومات عبرها‪ ،‬حيث يتم نقل املعلومات التي يمكن‬
‫االستفادة منها على اختالف أنواعها عن طريق القنوات الفكرية والوسائل املختلفة التي من شأنها إيصال املعلومات‬
‫للمستفيدين"‪ 1‬فهي تمثل جميع االوعية و الوسائل و القنوات التي يمكن عن طريقها نقل املعلومات و هي أيضا مجموعة‬
‫النواقل أو العناصر التي يجب ان تتميز ببعض الخصائص و التي يمكن من خاللها نقل البيانات لتوفير محتو ًى معلوماتي‬
‫‪.‬‬
‫‪ -02‬التطورالتاريخي ملصادر املعلومات‪ :‬عرف التطور اتاريخي ملصادر املعلومات نوعين من التقسيم‪:‬‬
‫• القسم االول‪ :‬يرى أن مصادراملعلومات تطورت عبر ثالثة مراحل و هي‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة ما قبل الورق ‪:‬أين كانت املعلومات تفظ في وسائل بدائية كااللواح الصينية ‪ ،‬الحجر ‪ ،‬الجلود‪ ،‬املعادن و اوراق‬
‫بعض النباتات‬
‫‪ -‬مرحلة املصادر الورقية‪ :‬إذ بعد اختراع الورق من قبل الصينيين القدامى أصبحت املعلومات تحفظ في أوراق‪ ،‬هذه‬
‫االخيرة التي تطورت بدورها و اصبحث الى ما هي عليه االن‪ ،‬و يدخل الورق في تكوين العديد من املصادر الورقية كالكتب و‬
‫املجالت و الرسائل و التقارير و البحوث و الدراسات‪.....‬‬
‫‪ -‬مرحلة مصادراملعلومات الالورقية‪ :‬و التي ظهرت مع ظهور التوجهات الحديثة و االختراعات و التطورات التكنولوجية و‬
‫التي انقسمت بدورها الى‪:‬‬
‫‪ o‬مصادرسمعية بصرية‪ :‬و التي تتفرع بدورها الى‪:‬‬
‫▪ وسائل سمعية بصرية تعتمد على الوت و الصورة في نفس الوقت مثل اجهزة التلفاز و الفيديوهات املصورة‬
‫▪ وسائل سمعية و هي تعتمد على الصوت و نجد منها تسجيل املكاملات الهاتفية و االشرطة ‪.‬‬
‫▪ وسائل بصرية و تعتمد على الصور و الخرائط‪...‬‬
‫‪ o‬مصادر املعلومات االلكترونية‪ :‬و التي تضم املعلومات املاحة على الحاسوب االكتروني أو عن طريق الشبكات‬
‫سواء كانت محلية أو عاملية و املخزنة الكترونيا وصوال الى الشبكات العنكبوتية‪.‬‬
‫• القسم الثاني‪ :‬يرى انها مرت بخسة مراحل وهي‪:‬‬
‫‪ -‬مرحلة ما قبل الكتابة‪ :‬و التي عاش فيها االنسان البدائي و الذي اعتمد في نقل املعلومات على اإلشارات واألصوات و‬
‫اإليماءات و تطورت شيئا فشيئا الى أن وصلت الى تعابير كالمية و كانت الذاكرة هي الوسيلة التي يعتمدها االنسان‬
‫للحفاظ على املعلومة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة الكتابة‪ :‬ألن املوت كان موجود و بكثرة نظرا للظروف الحياتية القاسية فإن ذاكرة االنسان لم تبقى كافية‬
‫للحفاظ على املعلومة مما دفع به الى البحث عن طرق اخرى يحفظ بها طريقة حياته فاعتد الوسائل التي كانت متوفرة‬

‫‪ - 1‬عفاف عواشرية‪ ،‬مصادر املعلومات املتاحة في املكتبات الجامعية ودورها في دعم التكوين الجامعي ‪ ،‬صفحة ‪27‬‬
‫‪12‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫امامه من أحجار و أشجار وكهوف و جلود الحيوانات و النباتات و املعادن‪ ،‬و من هذا املنطلق ظهرت أنواع عديدة للكتابة‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ o‬الكتابة التصويرية‪ :‬تعتمد على تسجيل املعلومات من خاللها تجسيدها في صور منقوشة على جدران‬
‫الكهوف واملغارات و حتى على الجلود‪.‬‬
‫‪ o‬الكتابة الفكرية‪:‬استعمل فيها االنسان الرموز للتعبير عن أشياء موجودة في الواقع‪.‬‬
‫‪ o‬الكتابة املنطوقة‪:‬وكانت تعتمد على اعطاء رموز ملا ينطق به االنسان‬
‫‪ o‬الكتابة اللغوية‪ :‬بعد ظهور الحروف و ظهور انواع عديدة من الكتابات مثل الكتابة الهيروغليقية عند‬
‫الفراعنة اصبح االنسا يفظ املعلومات باللغة و الكتابة التي يعرفها و يقرأها‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة الطباعة‪ :‬بعد اختراع الطابعة تطورت مصادر املعلومات من حيث الكم و الكيف و تسارعت بفضل توفر‬
‫عمية النسخ وكذا الكتب املطبوعة‪.‬‬
‫‪ -‬مرحلة النشر اإللكتروني‪ :‬تم فيه تحويل النسخ املطبوعة إلى نسخ مقروءة ً‬
‫آليا‪.‬و توزيعها عن طريق إما عن طريق‬
‫االسالك الناقلة أو األقراص الليزرية الضوئية‪.‬‬
‫‪-03‬تقسيم مصادراملعلومات‪:‬‬
‫تقسم مصادر املعلومات‪:‬‬
‫• مصادراملعلومات الوثائقية و غيرالوثائقية‪:‬‬
‫‪ o‬املصادرغيرالوثائقية‪ :‬وهي معلومات غير منشورة تنقسم هذه املصادر إلى نوعين هما‬
‫‪ -‬املصادرالرسمية‪ :‬و تشتمل على املعلومات التي يحصل عليها الفرد من املؤسسات و اإلدارات‪.‬‬
‫‪ -‬املصادر غير الرسمية‪ :‬و تشتمل على املعلومات التي يحصل عليها الفرد نتيجة تحاوره مع‬
‫األشخاص املحيطين به‪.‬‬
‫‪ o‬املصادرالوثائقية ‪ :‬وتشتمل جميع أنواع الوثائق التي تشكل الذاكرة الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬الوعية الولية للمعلومات‪ :‬و التي تتمثل الوثائق او املطبوعات املتضمنة ملعلومات جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬الوعية الثانوية للمعلومات‪:‬و التي تعتمد في انتاجها على ما تم نشره ‪.‬‬
‫‪ -‬أوعية املعلومات من الدرجة الثالثة‪ :‬تضم األدلة البيبليوغرافية ‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬تطورطرق الحصول على املعلومة‪:‬‬
‫إن طرق وسبل الحصول على املعلومة متعددة و متنوعة و هي تختلف بحسب اهتمامات الباحث و حسب‬
‫ميدان و مجال البحث ‪ ،‬و تتمثل أدوات البحث في ‪- :‬املالحظة‪ ،‬املقابلة‪ ،‬االستبيان‪ ،‬التجربة‪.‬‬
‫و ألن هذه االدوات هي اكثر االدوات استعماال في البحث العلمي فإننا سنتحدث عن تطور استعمال هذه االدوات ‪.‬‬
‫• الطريقة التقليدية‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫استعمل اباحث أو الدارس ادوات الحصول عى املعلومات االربعة امعرفة و املتمثلة في‪ :‬املالحظة و املقابلة و‬
‫االستبيان و التجريب ‪ ،‬لقدكان االنسان في هذه املرحلة يستعمل هذه األدوات بفسه و بيديه و بطريقة مباشرة مما‬
‫كان ياخذ منه وقتا طويال و يتطلب منه جهدا كبيرا و يكلفه أيضا كثيرا‪.‬‬
‫• الطريقة الحديثة‪:‬‬
‫رغم اعتماد الباحث على نفس االوات اال ان طريقة استغاللها تغير على املنوال التالي‪:‬‬
‫بالنسبة للمالحظة‪ :‬لم يبقى على الباحث أن يتواجد امام الظاهرة ليالحظها مالحظة علمية و انما تطورت‬ ‫‪-‬‬
‫الوسائل و أصبح بامكان الباحث مالحظة الظاهرة عن بعد بفضل تطور الوسائل التكنولوجية‪.‬‬
‫بالنسبة للمقابلة‪:‬أصبحت تتم بواسطة الهاتف أو وسائل التواصل االجتماعي املختلفة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫بالنسبة لالستيان‪ :‬أصبحت استمارة االستبيان تحمل و ترسل عن طريق بعض الشبكات أو املواقع مباشرة الى‬ ‫‪-‬‬
‫صاحبها ليجيب على االسئل و يعيدها بنفس الطريقة التي أصبحت تختصر الجهدو الوقت و تجنب ضياع‬
‫االستمارات و انتظار استرجاعا و التنقل الجل ذلك‪.‬‬
‫بالنسبة للتجربة‪:‬أصبحت التجارب تقام بأحد االساليب و الوسائل و باالعتماد على احدث التقنيات و في افضل‬ ‫‪-‬‬
‫املخابر بعد ان كانت تقوم في مختبرات بسيطة بوسائل بسيطة‬
‫املطلب الثالث‪ ::‬طرق تدوين و تخزين املعلومات‪:‬‬
‫تتمثل طرق تخزين و تدوين املعلومات في عملية كتابة أو تصوير واستخالص والتقاط املعلومات و األفكار‬
‫والحقائق املتعلقة بالظاهرة موضوع الدراسة و التي يمكن ان تتوفر في أي مكان و العمل على جمعها و تخزينها و‬
‫ترنيبها وفق طرق و اساليب معينة ‪ ،‬تسمح للباحث بالعودة اليها متى استدعت الضرورة ذلك‪.‬‬
‫و للتعرف على هذه الطرق سنستعرض مختلف الطرق املتعارف عليها كاالتي‪:‬‬
‫الطريقة التقليدية‪:‬‬
‫• طريقة البطاقات‪ :‬كان الباحث يقوم باعدا قصاصات من الورق بألون مختلفة و كان يخصص كل لون سواء‬
‫لفصل معين أو مبحث معين أو حتى لكتاب معين‪ ،‬وكانت القصاصة تحمل كافة املعلومات املتعلقة بذلك الجزء‬
‫الذينبحث فيه ‪ ،‬اضافة الى انها تشمل كافة املعطيات املتعلقة باملصدر الذي تم من خالله كتابة هذه القصاصة‬
‫حى يسهل تدوين اسم صاحب املصدر عند نهاية البحث فقد كانت تضم اضافة الى املعلومات املبحوث عنها‬
‫اسم املؤلف و العنوان و الطبعة و دار التشر و التاريخ النشر و حتى الصفحات و في حالة لم تكفي قصاصة او‬
‫بطاقة واحدة نضيف اخرى‪.‬‬
‫مزايا البطاقات‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫امكانية الرجوع اليها في أي وقت و اعادة ترتيبها بسهولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫امكانية استبعاد البطاقات التي ال نحتاج اليها‬ ‫‪-‬‬
‫امكانية "التعرف على مصدر املعلومة بسهولة"‪1‬‬ ‫‪-‬‬
‫سلبياتها‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ - 1‬ادريس الفاخوري‪ ،‬مدخل لدراسة مناهج العلوم القانونية‪ ،‬مطبعة جسور‪ ،‬وجدة‪،2010 ،‬ص‪88‬‬
‫‪14‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫" إمكانية تلف أوضياع بعض البطاقات املهمة"‬ ‫‪-‬‬
‫عدم امكانية توافرها في أي مكان و في أي زمان بسبب صعوبة نقلها مع الباحث حيث ما يكون‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫صعوبة التحكم في الوقت العداد البطاقات و ترتيبها من أجل الرجوع اليها عند الحاجة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحاجة الى مكان مناسب لتوضع فيه و االفضل أن يكون بعيدا عن االيادي تجنبا لضياعها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫• طريقة امللفات‪:‬‬
‫يتعلق االمر في هذه الحالة بترتيب املعلومات في ملفات حسب خطة البحث املعدة مسبقا او خطة البحث االوليةو‬
‫يمكن للباحث في هذه الحالة تغيير مكان الورقة بسهلة كما بامكانه نزع و إعادة وضع االوراق في حافظ امللفات متى‬
‫اراد ذلك‪.‬‬
‫‪ o‬مميزات هذا االسلوب‪:‬‬
‫يساعدنا على التحكم في ترتيب املعلومات الخاصة بكل قسم أو مبحث او فرع ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يستطيع أن يجمع الباحث جميع ملفاته ومعلوماته في حافظ ملفات واحديكون كافيا لترتيب املعلومات‬ ‫‪-‬‬
‫احتمال ضياع الوثائق يكاد منعدما‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اليحتاج الى مكان خاص يمكن وضعه في املحفظة أو أي مكان اخر‬ ‫‪-‬‬
‫"امكانية تواجده في كل مكان و زمان"‪ 1‬بسبب سهولة نقله‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫امكانية التغيير و التعديل في وثائق امللف‬ ‫‪-‬‬
‫‪ o‬سلبيات أسلوب امللفات‪:‬‬
‫املزج بين الوثائق دون انتباه‬ ‫‪-‬‬
‫نسيان كتابة املعطيات الخاصة باملصدر رفقة الوثائق املرتبطة باملوضوع املبحوث عنه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يحتاج الكثير من الوقت و الجهد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫امكانيةتمزق الوثائق جراء االستعمال الدائم و امتكرر لها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الساليب الحديثة‪:‬‬ ‫•‬
‫‪ o‬النظام االلي‪ :‬من خالل االستعانة بالواسيب في تخزين املعلومات عوض تخزينها على شكل ورق‬
‫مميزاته‪:‬‬
‫يساعد على حفظ أكبر كمية من املعلومات في أقل و قت ممكن ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سهلة ترتيب املعلومات املخزنة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سهولة الرجوع الى املعلومة متى كانت الحاجة اليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫يمكن التعديل في املعلومة متى اردنا ذلك حذف او إضافة أو تعديل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫امكانية نسخها في قرص يسهل حمله و استعماله في اي مكن و في أزمان‬ ‫‪-‬‬
‫سلبياته‪:‬‬

‫‪ - 1‬رشيد سميشم‪ ،‬مناهج العلوم القانونية ‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر ‪،2002‬ص‪85‬‬


‫‪15‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫امكانية ضياح جميع العمل في حال تعرض الحاسوب ألي خلل أو تعرضه للسرقة‬ ‫‪-‬‬
‫امكانية فقدان املعلومات املخزنة ي حال عدم التمكن من تقنيات الحاسوب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدم امكانية العمل به في حال انقطاع التيار الكهربائي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫امكانية تلف القرص الحامل لنسخة ثانية من امللف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫يلعب البحث العلمي دورا رائـدا في النهوض بالعلم و املجتمع خاصة مع التوجه العلمي الجديد و املتمثل في استخدام أهم‬
‫التقنيات املستحدثة و املتمثلة في الذكاء االصطناعي‪.‬و نظرا ملا تلعبه املعلومة من دور في هذا البحث ‪ ،‬و نظرا ملا يشهده‬
‫العصر الحالي من زخم في املعلومات أوصلنا الى عهد االنفجار املعلوماتي‪.‬‬
‫فاملعلومات تعبر عن مجموعة من الحقائق غير املنتهية و املتجددة باستمرار و التي يحتاجها الفرد من أجل التواصل مع‬
‫غيره من افراد املجتمع و يحتاجها الباحث من أجل القيام بعملية البحث الصحيحة ‪ ،‬فاملعومة تلعب دورا هاما في جميع‬
‫مجاالت البحوث العلمية و في مختلف مراحل البحث الواحد‪..‬‬

‫إن الكم الهائل للمعلومات املتوفرة اصبح يشكل عائقا أمام الباحث اذ اصبح تيه وسط الكم الهائل للمعلومة مما يجعل‬
‫أسلوب الحصول على املعلومة و التعرف على مصادهاو تصنيفاتها من االمور املهمة الت ييجب على الباحث ان يكون على‬
‫دراية بها‪ ،‬اذ يجب بعد التعرف على اهم سمات و مميزات و خوات و ناهج البحث العلمي التعرف بكل ما يتعلق باملعلومة‬
‫من ظمجاالت و انواع و سمات و خصاص و مصادر و طرق الحصول عليها سواء كانت تقليدية او مستحدثة كما يجي‬
‫ايضا الدراية باهم املصادر املتوفرة على املعلومات و كيفية استغاللها و كذا كيفية تخزينها ليستفيد منها االجيال القادمة‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫في عصرنا الحاضر وفي ظل التقدم العلمي و التكنولوجي و تطبيقاتها على مجاالت االتصال و املعلومات ظهرت‬ ‫‪-‬‬
‫وسائط جديدة في حفظ املعرفة و استرجاعها‪ ،‬لذا فمن الضروري ان يكون الباحث تكوين الباحثين من أجل‬
‫التعامل مع مختلف الوسائل التكنولجية الديثة دون اللجوء الى مساعدات او وساطات‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة االهتمام بدراسة هذا املجال وتدريسه للطلبة في مختلف الجامعات و في مختلف املستويات وإجراء‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بحوث أكثر حوله سواء عربيـا أو عامليا‪.‬‬
‫على الجامعات الجزائرية عدم االكتفاء بمرحلة انتاج املعلومة و االنتقال الى مرحلة التدقيق في املعلومة و‬ ‫‪-‬‬
‫تمحيصها‪.‬‬
‫ضرورة وضع شبكة قاعدية معلوماتية تكون اكثر من مجرد مكتبة للباحث بل تكون محفزا له على الولوج اليه و‬ ‫‪-‬‬

‫البحث من خاللها و القراءة منها‪.‬‬


‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫املراجع باللغة العربية‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -01‬ادريس الفاخوري‪ ،‬مدخل لدراسة مناهج العلوم القانونية‪ ،‬مطبعة جسور‪ ،‬وجدة‪.2010 ،‬‬
‫‪ -02‬السالم سالم بن محمد‪ ،‬صناعة املعلومات‪ ،‬مكتبة امللك الفهد الوطنية‪ ،‬الرياض‪ ،‬السعودية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪16‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
‫‪ -03‬الصباغ عماد عبد الوهاب‪ ،‬علم املعلومات‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪2004 ،‬‬
‫‪ -04‬املخالفي فيصل علي فرحان‪ ،‬املؤسسات االعالمية‪ ،‬دار الكتاب الحديث مصر‪2006 ،‬‬
‫‪ -05‬بوردون ريمون و فرانسوا بوريكو‪،‬املعجم النقدي لعلم االجتماع‪،‬ترجمة سليم حداد‪،‬ديوان املطبوعات‬
‫الجامعية‪،‬املؤسسة الجامعية للدراسات والنشر‪،‬ط‪،01‬الجزائر‪.1986،‬‬
‫‪ -06‬حشمت قاسم ‪ ،‬مدخل لدراسة املكتبات وعلم املعلومات ‪ .‬القاهرة ‪ ،‬دار غريب ‪1990 ،‬‬
‫‪ -07‬رشيد شميشم‪ ،‬مناهج العلوم القانونية ‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر ‪2002‬‬
‫‪ -08‬صـالح الدين عبـد املـنعم مبارك‪,‬اقتصـادديات نظـم املعلومـات املحاسبية‪,‬االسكندرية ‪ ،‬دار الجامعـة الجديدة‬
‫للنشر‪،2002 ،‬‬
‫‪ -09‬عبد الباسط محمد حسن‪،‬أصول البحث االجتماعي‪،‬مكتبة وهبة‪،‬الطابعة الثامنة‪،‬القاهرة‪،1982،‬‬
‫‪ -10‬عبد الفتاح خضر‪ ،‬أزمة البحث العلمي في العالم العربي‪ ،‬سلسلة دراسات مكتب صالح الحيجالن‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪،‬الطبعة الثالثة‪،1992 ،‬‬
‫‪ -11‬عفاف عواشرية‪ ،‬مصادر املعلومات املتاحة في املكتبات الجامعية ودورها في دعم التكوين الجامعي ‪ ،‬صفحة ‪27‬‬
‫‪ -12‬غرايبية فوزي و اخرون‪،‬أساليب البحث العلمي في العلوم االجتماعية و االنسانية‪،‬دار وائل‪ ،‬الطبعة‬
‫‪،4‬عمان‪،2008،‬‬
‫‪ -13‬مروان عبد املجيد ابراهيم‪،‬أسس البحث العلمي العداد الرسائل الجامعية‪،‬مؤسسة الوراق للنشر و‬
‫التوزيع‪،‬االردن‪ ،‬عمان‪،2000،‬‬
‫‪ -14‬أحمد حسين علي حسين‪ ،‬نظام املعلومات املحاسبية‪ ،‬القاهرة‪،‬مكتبة الجنوب املركزية‪، 1997 ،‬‬
‫‪ -15‬الصباغ عماد عبد الوهاب‪ ،‬علم املعلومات‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬االردن‪2004 ،‬‬
‫‪ -16‬الفيروز أبادي‪،‬مجد الدين محمد بن يعقوب‪،‬القاموس املحيط‪،‬الجزء االول‪ ،‬دار القلم للماليين‪،‬بيروت‪1996 ،‬‬
‫‪ -17‬اللبان شريف درويش‪ ،‬تكنولوجيا االتصال‪ ،‬الدار املصرية اللبنانية سلسلة املكتبة أإلعالمية القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪،2000 ،‬‬
‫‪ -18‬شوقي سالم ‪ .‬نظم املعلومات والحاسب اللي ‪ .‬اإلسكندرية ‪ ،‬مركز اإلسكندرية للوثائق الثقافية‬
‫واملكتبات‪،2001،‬‬
‫‪ -19‬محمـ ــد ٌوسـ ــف حفنـ ــاوي‪ ،‬نظم املعلوم ـ ـات املحاسـبية‪،‬الطبعة األولى ‪،‬عمـ ــان‪ ،‬دار وائ ــل للنشر‪2001 ،‬‬
‫‪ -20‬حمد صالح سالم‪ ،‬العصر الرقمي و ثورة املعلومات‪ :‬دراسة في نظم املعلومات وتحديات املجتمع‪ ،‬الطبعة االولى‪،‬‬
‫الدراسات و البحوث االنسانية و االجتماعية للبشر‪،‬االسكندرية‪،2000،‬‬

‫القواميس و املعجم‪:‬‬
‫‪ -01‬أحمد محمد الشامي ‪ ،‬سيد حسب هللا ‪ .‬املعجم املوسوعي ملصطلحات املكتبات واملعلومات ‪ .‬الرياض ‪ ،‬دار‬
‫املريخ‪.2019،‬‬
‫‪ -02‬البستاني فؤاد افرام‪،‬منجد الطالب‪ ،‬دار املشرق‪،‬الطبعة السابعة و العشرون ‪ ،‬بيروت‪،1983،‬‬
‫‪ -03‬بدوي احمد زكي‪ ،‬مصطلحات العلوم االجتماعية‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬بيروت‪1993،‬‬
‫‪ -04‬شعبان خليفة ‪ .‬قاموس البنهأوى املوسوعي في مصطلحات املكتبات واملعلومات ‪1990 ،‬‬
‫‪ -05‬معجم اللغة العربية‪،‬معجم الوجيز‪،‬الهيئة العلمية العامة لشؤون املطابع االميرية‪ ،‬القاهرة‪،200.5،‬‬
‫‪ -06‬معجم اللغة العربية‪،‬معجم الوجيز‪،‬الهيئة العلمية العامة لشؤون املطابع االميرية‪ ،‬القاهرة‪،200.5،‬‬

‫‪17‬‬
‫سعاد منصوري‬ ‫تطورأسلوب الحصول على املعلومة في البحث العلمي‬
،2008 ،‫ الطبعة األولى‬،‫ مصر‬،‫ املكتب الجامعي الحديث‬،‫ إدارة األزمات والكوارث‬،‫ مهنا محمد نصر‬-07
‫املراجع باللغة بالفرنسية‬
1-Angers Mauris,Initiation pratique la la methodologie des siences humaines, Eds,CEC.INC,
Quebec, 1996, pour l’algerie.
2
-Gusdof G,De l’histoire des scienses a l’histoire de la pensee , Eds,Payot,paris,1966.
3
-Lucas, H.C., Tr. Information system concepts for management (New York, Mc Graw-Hill
Book Co., 1982).
3
-Balle Francis , dictionnaire des medias la rouse, paris ,1998.

18
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫ تحد جديد‬:‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‬

‫ماهية الذكاء االصطناعي واستخدامه في مجال البحث العلمي‬


What is artificial intelligence and its use in scientific research

‫بعلوج حسينة‬.‫د‬
1‫جامعة الجزائر‬
baalohassina66@gmail.com
:‫ملخص‬
‫ بل إلى‬،‫لم يعد الذكاء االصطناعي يهدف إلى محاكاة العمليات العقلية لإلنسان ومحاولة حوسبتها وفهمها‬
‫جعل الحواسيب تكتسب صفة الذكاء ويكون لها القدرة على القيام بأشياء كانت إلى عهد قريب حك ار على‬
‫ وقد استخدم الذكاء االصطناعي في حل العديد من المسائل‬،‫اإلنسان كالتفكير والتعلم واإلبداع والتخاطب وغيرها‬
‫ يعتمد الذكاء االصطناعي على الخوارزميات‬،‫الرياضية ثم امتد إلى مجال الصناعة وباقي مجاالت حياة اإلنسان‬
.‫ كما أصبح يعتمد مؤخ ار على الشبكات العصبية االصطناعية والنظم الخبيرة‬،‫التي تقود إلى حل إشكالية ما‬
‫ والتي وظفت من أجلها كل ما‬،‫ تظهر مشكلة الجودة التعليمية‬،‫وانطالقا من فكرة التميز في التعليم العالي‬
‫ وأهمها استخدام تطبيقات الذكاء‬،‫هو متاح من تطور تقني وعلمي يساهم في الرفع من تلك المخرجات التعليمية‬
.‫االصطناعي لتعزيز الصلة بين جودة التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل‬
‫ النظم‬،‫ الشبكات العصبية االصطناعية‬،‫الخوارزميات‬،‫ التعليم العالي‬،‫ الذكاء االصطناعي‬:‫الكلمات المفتاحية‬
.‫الخبيرة‬
Abstract:
Artificial intelligence no longer aims to simulate human mental processes and try to
computerize and understand them, but rather to make computers acquire the characteristic of
intelligence and have the ability to do things that were until recently the preserve of humans, such
as thinking, learning, creativity, communication, etc., and artificial intelligence has been used to
solve many mathematical problems Then it spread to the field of industry and the rest of the fields
of human life. Artificial intelligence relies on algorithms that lead to solving a problem, and it has
recently relied on artificial neural networks and expert systems.
And based on the idea of excellence in higher education, the problem of educational quality
appears, for which all available technical and scientific development has been employed that
contributes to raising those educational outcomes, the most important of which is the use of
artificial intelligence applications to enhance the link between the quality of higher education and
the requirements of the labor market.
Keywords: artificial intelligence, higher education, algorithms, artificial neural networks, expert
systems

-1- ‫ تحد جديد‬:‫ منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‬:‫امللتقى الوطني حول‬
2023 ‫ أفريل‬30
‫د‪.‬بعلوج حسينة‬ ‫ماهية الذكاء االصطناعي واستخدامه في مجال البحث العلمي‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫بدأ الذكاء االصطناعي منذ ستينيات القرن العشرين يغزوا مجاالت واسعة من حياة اإلنسان‪ ،‬امتد‬
‫استعماله من تخزين المعلومات وإرسالها‪ ،‬إلى االعتماد عليه في مجاالت أدق وأخص كالصناعة والتجارة‬
‫وغيرها‪ ،‬لكن سرعان ما امتد إلى مجاالت لم يكن إنسان في الماضي يحلم بها‪ ،‬وهي امتداده إلى مجاالت‬
‫الصحة والتعليم‪ ،‬وانتقل من كونه أداة مساعدة إلى كونه أداة فاعلة‪ ،‬فالدورات التدريبية المفتوحة عبر‬
‫اإلنترنت( ‪(MOOCs‬كان من المفترض أن تحدث ثورة في التعليم‪ ،‬لكن هذه الطريقة رغم أهميتها إال أنها لم ترق‬
‫إلى مستوى التوقعات‪ ،‬فلقد وضعت المعلمين أمام الكاميرات وتصوير الفيديوهات‪ ،‬تماما كما فعلت البرامج‬
‫التلفزيونية األولى مع نجوم الراديو والميكروفون‪ ،‬لكن هذا على وشك التغيير من خالل استخدام الواقع‬
‫االفتراضي والذكاء االصطناعي وأجهزة االستشعار‪.‬‬
‫كما تزايد االهتمام في السنوات األخيرة بما يعرف بالتعليم االلكتروني والذي يتطلب وسائل وأدوات‬
‫تكنولوجية بحتة‪ ،‬تكون الجامعة مسؤولة على تقديمها إما في شكل براءات اختراع‪ ،‬أو تقديم كفاءات بشرية قادرة‬
‫على تبني برامج حاسوبية متطورة‪ ،‬تجعل التعليم عن بعد أو استخدام تطبيقات للذكاء االصطناعي وسيلة هامة‬
‫في االرتقاء مستوى الطالب واألستاذة والباحثين‪ ،‬األمر الذي يكسبها مكانة محلية وعالمية‪ ،‬قد تصبح في وقت‬
‫الحق نموذجا لغيرها من الجامعات والمنظمات على اختالف أنواعها‪.‬‬
‫إن جائحة كورونا مؤخ ار قد ساهمت في التسريع و التعجيل بعملية التوجه نحو إلزامية اعتماد المؤسسات‬
‫التعليمية على الوسائل التكنولوجية في التعليم‪ ،‬فإن هذه الوسائل ستفرض نفسها تدريجيا في المستقبل سواء‬
‫كبدائل أو طرق مساعدة أو فاعلة وموجهة‪ ،‬ومن بين الطرق المعتمدة استخدام أساليب وتكنولوجيا الذكاء‬
‫االصطناعي‪ ،‬من أجل رفع وتحسين كفاءة العملية التعليمية وجعلها أكثر فعالية‪ ،‬وذلك لما تقدمه من إمكانيات‬
‫وَ قدرات للحاسب اآللي و لما عرفته مؤخ ار من تطورات وتطبيقات يمكن استغاللها في تطوير عملية التعليم‬
‫عن بعد وزيادة فعاليته‪،‬وكذا المساهمة في حل اإلشكاليات التي تترتب عن هذه العملية التعليمية و إيجاد الق اررات‬
‫والحلول الالزمة لها أو المساعدة على ذلك‪،‬وذلك بما يقدمه الذكاء االصطناعي من خوارزميات وقواعد‬
‫معرفة‪،‬وأنظمة الخبيرة‪،‬وشبكات عصبية وغيرها‪.‬‬
‫وانطالقا من فكرة التميز في التعليم العالي‪ ،‬تظهر مشكلة الجودة التعليمية‪ ،‬والتي وظفت من أجلها كل ما‬
‫هو متاح من تطور تقني وعلمي يساهم في الرفع من تلك المخرجات التعليمية‪ ،‬وأهمها استخدام تطبيقات الذكاء‬
‫االصطناعي لتعزيز الصلة بين جودة التعليم العالي ومتطلبات سوق العمل‪ ،‬تتضح جليا معالم األزمة التعليمية‬
‫التي لم تستطع الحفاظ حتى على نمط التعليم الكالسيكي ‪ ،‬مما جعلها غير قادرة على االرتقاء في أدائها‬
‫الجماعي وال حتى الفردي إال حاالت نادرة جدا وفي تخصصات محدودة للغاية‪،‬ومن هذا المنطلق فإن مشكلة‬
‫الدراسة تتبلور في السؤال الرئيسي التالي ‪:‬ما هو مفهوم الذكاء االصطناعي وماهي تطبيقاته في مؤسسات‬
‫التعليم العالي ؟‬

‫‪-2-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫د‪.‬بعلوج حسينة‬ ‫ماهية الذكاء االصطناعي واستخدامه في مجال البحث العلمي‬

‫المبحث األول‪ :‬الذكاء االصطناعي بين الماهية واألهمية‬

‫لقد حظي مفهوم الذكاء االصطناعي مؤخ ار باهتمام واسع من قبل متخذي الق اررات في مختلف‬
‫المنظمات‪،‬إذ أن االهتمام بهذا المفهوم دفع بالكثير من المنظمات إلى اعتماده كإستراتيجية أساسية لتعزيز األداء‬
‫فيها بغية ضمان بقائها واستمرارها وتعزيز فرص نموها وربحيتها‪،‬وإنه لمن الصعوبة وضع تعريف محدد للذكاء‬
‫االصطناعي ويعود ذلك إلى اختالف وجهات نظر الباحثين والمتخصصين حول مفهومه والى تباين مجاالتهم‬
‫البحثية إذ يعد حقل الذكاء االصطناعي حقال واسعا يشتمل علم الحاسبات واإلعالم اآللي‪ ،‬العلوم الطبية‪ ،‬العلوم‬
‫االقتصادية واإلدارية‪ ،‬علم النفس‪ ،‬علم االجتماع‪ ،... ،‬وغيرھا‪ ،‬األمر الذي أدى إلى وجود تنوع كبير في‬
‫التعريفات المقترحة لمفهوم الذكاء االصطناعي يتضمن تمهيدا وتقسيما لما يتضمنه من مطالب‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬ماهية الذكاء االصطناعي‬

‫الذكاء االصطناعي يطلق عليه اختصا ار(‪ (AI‬هو أحد العلوم التي نتجت عن الثورة التكنولوجية المعاصرة‪ ،‬بدأ‬
‫رسميا في عام ‪ 1956‬في كلية دارتموث في هانوفر في الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬خالل انعقاد مدرسة صيفية‬
‫نظمها أربعة باحثين أمريكيين‪ :‬جون مكارثي‪ ،‬مارفن مينسكي‪ ،‬نثانييل روتشستر وكلود شانون‪ ،‬ومن وجهة نظر‬
‫جون مكارثي ومارفن مينسكي‪ ،‬كما هو الحال بالنسبة للقائمين اآلخرين على المدرسة الصيفية بكلية دارتموث‪،‬‬
‫كان الذكاء االصطناعي يهدف في البداية إلى محاكاة كل واحدة من مختلف قدرات الذكاء بواسطة اآلالت‪،‬‬
‫وذلك من خالل فهم العمليات الذهنية المعقدة التي يقوم بها العقل البشري أثناء ممارسته التفكير وكيفية معالجته‬
‫للمعلومات‪ ،‬ومن ثم يتم ترجمة هذه العمليات الذهنية إلى ما يوازيها من عمليات حوسبية تزيد من قدرة الحاسب‬
‫على حل المشاكل المعقدة‪ ،‬ولهذا عرف الذكاء االصطناعي في البداية بأنه "أحد مجاالت الكمبيوتر يختص‬
‫ببرمجتها ألداء المهام التي ينجزها اإلنسان وتتطلب نوعا من الذكاء" ‪.1‬‬

‫وقد عرفه جون مكارثي( ‪ (John McCarthy‬أنه" علم هندسة وصناعة اآلالت الذكية التي تقوم بمحاكاة‬
‫العمليات العقلية األساسية للسلوكيات البشرية الذكية‪ ،‬وبناء أنظمة اصطناعية تمّ كن الكمبيوتر من القيام‪ ϥ‬عمال‬
‫ال يمكن تحقيقها إال عن طريق الذكاء البشري‪ ،‬وقد اقترح في ندوة دارتموث‪ ،‬إطالق مصطلح الذكاء‬
‫االصطناعي على هذه األبحاث‪ ،‬ولهذا أصبح يعرف‪ ʪ‬سم" أبو الذكاء االصطناعي ‪."2‬‬
‫لم يعد الذكاء االصطناعي يهدف إلى محاكاة العمليات العقلية لإلنسان ومحاولة حوسبتها وفهمها‪ ،‬بل إلى‬
‫جعل الحواسيب تكتسب صفة الذكاء ويكون لها القدرة على القيام بأشياء كانت إلى عهد قريب حك ار على‬
‫اإلنسان كالتفكير والتعلم واإلبداع والتخاطب وغيرها‪ ،‬وقد استخدم الذكاء االصطناعي في حل العديد من المسائل‬

‫‪1‬‬
‫‪. Luger, George f. Artificial Intelligence (Structures and strategies for complex problem solving). 5th ed. England:‬‬
‫‪Addison Wesley, 2004.p1‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Du, yi and Deyi li. Artificial Intelligence with Uncertainty. Boca Raton, Landon New York: Chapman, hall/crc taylor,‬‬
‫‪francis group, 2008.p2‬‬
‫‪-3-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫د‪.‬بعلوج حسينة‬ ‫ماهية الذكاء االصطناعي واستخدامه في مجال البحث العلمي‬

‫الرياضية ثم امتد إلى مجال الصناعة وباقي مجاالت حياة اإلنسان‪ ،‬يعتمد الذكاء االصطناعي على الخوارزميات‬
‫التي تقود إلى حل إشكالية ما‪ ،‬كما أصبح يعتمد مؤخ ار على الشبكات العصبية االصطناعية والنظم الخبيرة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪:‬الخوارزمية (‪)Algorithmes‬‬
‫الخوارزمية هي عبارة عن مجموعة من الخطوات المتسلسلة– الرياضية والمنطقية– التي تتصف‬
‫باالنضباط والوضوح والتي تؤدي إلى حل مسألة ما‪،‬وما يلزمها من خطوات إدخال وإخراج‪ ،‬والحقيقة إن‬
‫الخوارزميات غالبا ما تكون عبارة عن قيم مخرجة تمثل الحل لمسألة ما ترتبط بعالقة رياضيةومنطقية مع القيم‬
‫المدخلة‪.3‬‬
‫تعمل كل خوارزمية من أجل ضمان البنية التحتية لحل المشكالت ذات الصلة‪ ،‬وتقديم حلول فعالة‬
‫للمشاكل القائمة على العالم الحقيقي‪ ،‬وقد تطورت الخوارزميات من االعتماد على الجبر البولياني الذي يتم‬
‫بمقتضاه الحكم على األشياء بقيمتي الصدق أو الكذب إلى االعتماد على المنطق الغائم والمجموعات الغائمة‬
‫التي تحاكي في عملها عمليات التفكير البشري ما جعله أقرب إلى تفكير اإلنسان‪.4‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الشبكات العصبية االصطناعية‬
‫الشبكات العصبية االصطناعية هي أنظمة معالجة بيانات متوازية وموزعة‪،‬تم تطويرها الستخدامها في‬
‫محاكاة مميزات ووظائف الدماغ البشري‪،‬حيث تم تقديمها كنماذج محاكية للخاليا العصبية البيولوجية التي‬
‫تستطيع القيام بمهام ضخمة في زمن قليل ‪،‬وقد قدمت كبديل لتقنيات الخوارزمية التقليدية التي تقوم على التتالي‬
‫والتي هيمنت على الذكاء اآللي في البداية‪ ،‬تهدف هذه الشبكات العصبية االصطناعية إلى نمذجة سلوك‬
‫الشبكات العصبية البيولوجية‪ ،‬من أجل تطوير طريقة الحوسبة المتوازية للحواسيب‪ ،‬وتطوير قدرتها على المعالجة‬
‫الضخمة للمعلومات التي تكون موزعة بين الخلية العصبية والعصبونات على التوازي ال على التتالي‪" ،‬مستلهمين‬
‫في ذلك طريقة العمل البيولوجية ومحاولة تطبيقها في التصميمات التكنولوجية"‪، 5‬األمر الذي أكسب الحواسيب‬
‫سرعة فائقة في معالجة المعلومات وأكسبها القدرة على التعلم الذاتي‪،‬‬
‫كما ساهم أيضا في زيادة قدرتها على تحليل البيانات المعقدة التي تتميز بالغموض من خالل الشبكات‬
‫العصبية االصطناعية المرنة التي تعمل وفق المنطق المرن (الغائم)‪ ،‬األمر الذي مكنها أيضا من سرعة اتخاذ‬
‫الق اررات وفهم تعقيدات العالم الواقعي‪ ،‬حيث" يقوم النظام الذاتي التعلم أو العصبي المرن بتغيير أو بتعديل قواعده‬
‫تبعا لعينات البيانات الجديدة‪ ،‬تماما كما يقوم كل نموذج نراه أو نسمعه أو نتذوقه أو نشعر به بتغيير رؤيتنا‬

‫‪3‬‬
‫‪. Itmazi, Jamil Ahmed. Fundamentals of Computers and Programming: An Arabic Textbook. Phillips Publishin,‬‬
‫‪2017,p241‬‬
‫مليكة مذكور‪،‬الذكاء االصطناعي ومستقبل التعليم عن بعد مجلة دراسات في التنمية والمجتمع المجلد ‪، 06.‬العدد ‪، 03.‬سنة‬ ‫‪4‬‬

‫‪،2021‬ص‪139‬‬
‫واريك كيفن‪ .‬أساسيات الذكاء االصطناعي (ط‪ ) 1‬القاھرة‪ :‬االهيئة المصرية العامة للكتاب‪.2013،‬ص‪142‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫د‪.‬بعلوج حسينة‬ ‫ماهية الذكاء االصطناعي واستخدامه في مجال البحث العلمي‬

‫للعالم إلى حد ما" ‪:‬وهو ما يمكن أن نستفيد منه في التعليم عن بعد في تقديم المادة التعليمة التي يمكن تكييفها‬
‫حسب قدرات المتعلم‪ ،‬وهو ما يكسب التعليم عن بعد صفة المرونة أيضا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬األنظمة الخبيرة األنظمة (‪)Expert systems‬‬
‫النظام الخبير في الكمبيوتر هو ذلك النظام الذي يستخدم فيه الكمبيوتر على نطاق واسع للبت في كثير‬
‫من األمور والمشكالت في مجاالت الطب والكيمياء والزراعة وغير ذلك‪ ،‬وهي برمجيات تسعى لتمثيل الخبرة‬
‫التي تجعل اإلنسان خبي ار في مجال ما‪ ،‬ويتكون هذا النظام من قاعدة معرفة (يمكن استخالصها من الخبير‬
‫اإلنساني) وآلة استنتاجيه (تضم القوانين والعمليات المنطقية التي نتوصل باالعتماد عليها إلى إصدار األحكام)‪،‬‬
‫ويعمل هذا النظام طبقا لقواعد معطاة له مسبقا – خوارزميات‪ -‬تبعا لكل مجال يعمل فيه‪. 6‬‬
‫ويستعان بالنظم الخبيرة في مجالت شتى إذ يمكنها التعامل مع مشكلة معينة يتم البحث عن إجابة لها‬
‫مثل الخبراء وتقديم توصيات للحل‪ ،‬و من أمثلة ذلك النظم الخبيرة التي تساعد على تشخيص األمراض‪ ،‬التنقيب‬
‫على البترول‪ ،‬إدارة وسائل النقل‪...‬إلخ‪ ،‬وقد استخدمت مؤخ ار في تقديم دور االستشارة والمتابعة في التعليم عن‬
‫بعد‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية الذكاء االصطناعي في تطوير العملية التعليمية‬

‫يوفر الذكاء االصطناعي المجسد لخبرة األساتذة من خالل تبسيط مهام التدريس األساسية و مواجهتها في‬
‫الميدان التعليمي‪.7‬‬
‫أ‪ -‬عند افتقار الجامعات إلى األساتذة الخبراء‪ ،‬فيمكن للذكاء الصناعي المجسد لخبرة األساتذة أن يزيد من‬
‫فعاليتهم‪ .‬تظهر األبحاث إلى أن وضع مناهج عالية الجودة ومواد تعليمية عبر اإلنترنت تحت تصرف األساتذة‬
‫األقل جودة يمكن أن يحسن األداء األكاديمي للطالب‬
‫ب‪ -‬عندما يكون األساتذة الخبراء في حاجة لمعالجة تشكيلة من احتياجات الطالب‪ ،‬حتى المدرسون ذوي‬
‫الكفاءة العالية أحيانا ما يجدون صعوبة في تلبية االحتياجات التعليمية المتنوعة لطالهبم‪ ،‬فتقوم الجامعات‬
‫بتدريبهم على التمييز في التدريس‪ ،‬فيمكن للذكاء االصطناعي توفير العديد من جوانب المحتوى األساسي‬
‫ومهارات التدريس‪ ،‬وإعطاء األساتذة بيانات تقييم أفضل‪ .‬ج‪ -‬عندما يحتاج األساتذة الخبراء إلى التدريس أكثر‬
‫من المحتوى األكاديمي‪ ،‬فإن التعلم العميق والمهارات غير المعرفية تلعب دو ار مهما إلى جانب إتقان المحتوى‬
‫في تحديد النتائج األكاديمية وحياة الطالب‪ ،‬يمنح الذكاء االصطناعي المجسد لخبرة األساتذة قدرة أكبر لهم على‬
‫مساعدة الطالب لتطوير المهارات الهامة‪.‬‬

‫‪ 6‬دونالد‪ ،‬ميتشي ‪ /‬روري جونستون‪ .‬آلة المعرفة‪ :‬الذكاء االصطناعي ومستقبل اإلنسان‪ .‬مجلة العربي فبراير‪ 1988 ،‬ص‪217‬‬
‫مكاوي مرام عبد الرحمان‪(. 2018( .‬الذكاء االصطناعي على أبواب التعليم‪ ،‬مجلة القافلة‪ ،‬مجلد ‪ ، 67‬العدد ‪، 06‬أرامكو‪،‬‬ ‫‪7‬‬

‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬ص ص ‪24-23‬‬


‫‪-5-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫د‪.‬بعلوج حسينة‬ ‫ماهية الذكاء االصطناعي واستخدامه في مجال البحث العلمي‬

‫د‪ -‬يعتبر األساتذة الخبراء موردا أكثر قيمة في النظام التعليمي‪ ،‬ألن ضمان حصول كل طالب على تعليم‬
‫ممتاز يتطلب تبسيط االبتكارات والجوانب مميزة من التدريس عن طريق الذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫ه‪ -‬تسمح تطبيقات الذكاء االصطناعي بتخفيف معاناة األساتذة من كثرة األعمال المكتبية كتصحيح‬
‫االمتحانات وتقييم الواجبات‪ ،‬وبالتالي ربح هذا الوقت ليتفرغ للبحوث وتطوير المحتوى الدراسي لطالب‪.8‬‬
‫المبحث الثاني أو العنوان الرئيسي الثاني‪ :‬تطبيقات الذكاء االصطناعي في مجال التعليم العالي‬
‫يمكن استخدام الذكاء االصطناعي في مجال التعليم العالي بدرجات متفاوتة حاليا تتراوح بين دوره كأداة‬
‫لمعالجة المعلومات وتخزينها إلى دوره كمساعد في التعليم عن بعد ‪،‬ومن بين تطبيقات الذكاء االصطناعي برامج‬
‫المحاكاة النظم الخبيرة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التعليم العالي و برامج المحاكاة‪Simulation‬‬
‫يعرف الواقع االفتراضي بأنه " تجسيد وهمي غير حقيقي للواقع‪ ،‬أو عالم بديل يتشكل في الحاسب ويمكن‬
‫لإلنسان أن يتفاعل معه بنفس طريقة تفاعله مع العالم الحقيقي"‪، 9‬وعلى الرغم من أن هذا الواقع ليس هو الواقع‬
‫المادي‪ ،‬لكنه واقع ال يقل أهمية عنه في دوره التعليمي‪ ،‬خاصة وأن الواقع االفتراضي في عصرنا قد غزى‬
‫مجاالت واسعة من حياتنا ليس على مستوى المعلوماتية و االتصال‪ ،‬بل على مستوى أعمق وواسع النطاق‬
‫‪ ،‬مثال ذلك برامج الكمبيوتر التي تقوم بخلق واقع افتراضي مشابه للواقع الحقيقي والتي تعد من االعتبارات‬
‫الواعدة لمستقبل التعليم عن بعد‪ ،‬حيث " يوضع المتعلم في مثل هذه البرامج في موقف يماثل مواقف الحياة‬
‫الواقعية التي سوف يمارسها في حياته العملية– ليقوم بأداء دوره فيه‪ ،‬ويكون مسؤوال عن ق ارراته التي يتخذها‬
‫والمتعلقة بأدائه‪ ،‬وال يترتب على خطئه أي ضرر أو خطورة‪،‬إنما يمكنه تدارك الخطأ‪ ،‬وإتباع الصواب‪ ،‬مثال ذلك‬
‫محاكاة قيادة الطائرات‪ ،‬كما تستخدم برامج المحاكاة في التعليم في موضوعات العلوم خاصة في الكيمياء‬
‫والفيزياء‪ ،‬حيث يضع المتعلم الحلول المختلفة‪ ،‬وينفذ التجارب وكأنه في معمل حقيقي‪ ّ،‬في تعلمه‪ ،‬بحيث‬
‫المتعلم من أخطائه‪. 10‬‬
‫كما يساعد الطالب على تخيل المشكالت وطرح الحلول ألخطائه‪ ،‬والغوص في تفاصيل ما كان لإلنسان‬
‫أن يصل إليها في بعض العلوم التي تتسم التجارب فيها بالخطورة كدراسة البراكين والزالزل والتجارب النووية‬
‫وأعماق المحيطات‪ ،‬والتصاميم الهندسية وغيرها‪ ،‬ولهذا فمن المتوقع أن يتزايد االعتماد على الواقع المعزز‬
‫واالفتراضي والذكاء االصطناعي في السنوات القادمة لتصميم البرامج التعليمية في التعليم عن بعد‪.11‬‬

‫سيدي أحمد كبدان‪ ،‬أهمية استخدام تطبيقات الذكاء االصطناعي بمؤسسات التعليم العالي الجزائرية لضمان جودة التعليم‪،‬مجلة‬ ‫‪8‬‬

‫دفاتر بوداكس ‪،‬المجلد‪،10‬العدد‪، 1،2021‬ص‪162‬‬


‫عبد الحميد بسيوني‪ .‬تكنولوجيا وتطبيقات ومشروعات الواقع االفتراضي ط‪ . 1‬القاھرة‪ :‬دار النشر للجامعات‪، 2015.‬ص‪07‬‬ ‫‪9‬‬

‫محضار أحمد حسن الشھاري ‪، 2018،‬التكنولوجيا في عملتي التعليم والتعلم ‪،‬ط‪، 1‬ص‪.188‬‬ ‫‪10‬‬

‫مليكة مذكور‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪140‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪-6-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫د‪.‬بعلوج حسينة‬ ‫ماهية الذكاء االصطناعي واستخدامه في مجال البحث العلمي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النظم الخبيرة والتعليم العالي‬

‫في النظم الخبيرة يقوم الحاسوب بمحاكاة الذكاء البشري‪ ،‬حيث يتم برمجة الحاسوب ببرامج ألداء المهام‬
‫التي يقوم بها اإلنسان في الحالة العادية من الذكاء‪ ،‬و يتولى الحاسوب في هذه الحالة مهمة إعطاء النصائح‬
‫والتوجيهات التي تدعم التقدم في عملية التعلم‪ ،‬فهي والتي تتطلب نوعا تساعد المتعلم على تشخيص المشاكل‬
‫واتخاذ الق اررات والحلول‪ ،‬كما تساعد األساتذة أيضا في تقييم المشاريع والبحوث ‪.‬‬
‫وقد تم استخدام أجهزة الكمبيوتر في البيئات التعليمية لتنفيذ التطبيقات التي تحتاج إلى خبرة‪ ،‬مثل تجميع‬
‫المعلومات وتخزينها وعرضها وتقييمها‪ ،‬األمر الذي من شأنه أن يقلل من الحاجة الدائمة لتواجد الخبير البشري‬
‫أو تعويضه‪ ،‬فتقوم األنظمة الخبيرة في هذه الحالة بمحاكاة ما يمكن أن يقوم به الخبير البشري في الحالة‬
‫العادية‪ ،‬األمر الذي يمكنها إلى حد ما من تعويض غياب المعلمين وليس استبدالهم‪ ،‬وتعويض نقص الجانب‬
‫التفاعلي في العملية التعليمية عن بعد‪ ،‬أي أن النظم الخبيرة في هذه الحالة تلعب دور المدرس المساعد‪ ،‬ألن‬
‫نصائح وتوجيهات الخبير البشري ال يمكن الحصول عليها في أي وقت وفي أي مكان‪ ،‬وكذا برامج تعليم قواعد‬
‫اللغات والمحادثة وغيرها‪ ،‬والتي تحدد البرامج فيها حسب قدرات المتعلم التي تظهر من خالل اإلجابات التي‬
‫يقدمها على األسئلة و التي تساعد في تحديد مستواه‪ ،‬كما تساعد أيضا في استخالص األخطاء التي يقع فيها‬
‫المتعلم ومعالجتها‪ ،‬وبا لتالي يمكن االستفادة منها في مساعدة األساتذة على تقييم الطلبة واختبارهم‪ ،‬وهو ما‬
‫يكشف أن التعليم عن بعد يمكن للذكاء االصطناعي فيه أن ال يكتفي بدوره كأداة فقط‪ ،‬بل يتعداه إلى دور‬
‫المساعد على إتمام وتحسين العملية التعليمية‪.12‬‬
‫وعلى الرغم من أن هذا األمر في عصرنا ال يعدو كونه مجرد فرضيات مستقبلية‪ ،‬لكنه ال تخلو من‬
‫المعقولية‪ ،‬إذا أخذنا في حسباننا التطورات المتسارعة للذكاء االصطناعي‪ ،‬حيث تسير الحواسيب في عصرنا‬
‫عبر تطورات أسية لتصبح أدق وأسرع وأصغر أكثر فأكثر لتصبح غير مرئية وبحجم الخاليا في جسمنا‪ ،‬األمر‬
‫الذي يكشف أن تكنولوجيا النانو ‪ Technology Nano‬ستفتح أمام اإلنسان آفاقا واسعة وستغير من عالقتنا مع‬
‫التكنولوجيا وستفتح أمام التعليم عن بعد آفاقا جديدة في مجال تطوير تعليم العلوم المدعومةبالذكاء االصطناعي ‪.‬‬

‫خاتمــــة‪:‬‬

‫إن التعليم عن بعد لم يعد في عصرنا خيا ار بل إستراتيجية مكملة ومتممة لتكوين اإلنسان‪ ،‬حتى يستجيب‬
‫لمتغيرات العصر ويسايرها وحتى يتمكن الباحث والطالب من تحسين مستواه في ظل االنفجار المعرفي المتزايد‪،‬‬
‫ظف فيه التقنية والتكنولوجيا‬
‫لكن التعليم عن بعد ليس بديال عن التعليم الكالسيكي وإن كان هو بدوره يجب أن تو ّ‬
‫والذكاء االصطناعي كعوامل مساعدة في العملية التعليمية‪ ،‬أي يجب أن نعتمد على مناهج وبرامج مختلفة بما‬

‫مليكة مذكور‪،‬المرجع السابق‪،‬ص‪139‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪-7-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫د‪.‬بعلوج حسينة‬ ‫ماهية الذكاء االصطناعي واستخدامه في مجال البحث العلمي‬

‫يستجيب لمتغيرات المرحلة المقبلة‪ ،‬ذلك ألننا متجهون نحو تعليم مختلف مستقبال يطغى عليه استعمال‬
‫التكنولوجيا والذكاء االصطناعي‪.‬‬
‫إن الذكاء االصطناعي استطاع أن يقلل من افتقار التعليم عن بعد للخاصية التفاعلية بين األستاذ‬
‫والطالب‪ ،‬خاصة ما تخلقه المنصات االلكترونية من صعوبات فهي وإن كانت تزود الطالب بالمعلومات‪ ،‬إال‬
‫أنها تجعلهم يبتلعوا دون تفكير أو تحليل أو مناقشة‪ ،‬كما تفتقر أيضا إلى خاصية التدرج في التعليم ومراعاة‬
‫التباين والتفاوت في الذكاء والمستوى بين الطلبة‪ ،‬وهو ما يمكن التقليل منه عن طريق النظم الخبيرة التي يمكن‬
‫أن تلعب دور الخبير البشري‪ ،‬وعبر البرامج الذكية التي يمكنها فرز الطلبة حسب مستواهم العلمي والمعرفي‪،‬‬
‫كما يمكنها أيضا مساع دة األساتذة على تقييم تحصيل الطلبة وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم‪ ،‬وكذا المساهمة‬
‫في تعزيز فهمنا للواقع الفعلي من خالل تطوير التعليم الذي يقوم على الواقع االفتراضي‪ ،‬لذا يمكن القول إن‬
‫التطورات المقبلة للتعليم عن بعد ستكون انعكاسا للتطورات الحاصلة في مجال الذكاء االصطناعي ويرتبط‬
‫مستقبلها بمستقبله‪.‬‬
‫قد تكون تطبيقات الذكاء االصطناعي هي مستقبل التعليم الحديث لما لها فوائد في التحصيل‪ ،‬لكونه لم‬
‫يعد مجرد علم من العلوم أو خوارزميات فقط‪ ،‬بل أصبحت ثورة صناعية‪ ،‬ولذا تتوقف زيادة استخدامات الذكاء‬
‫االصطناعي في قطاع التعليم مع زيادة الشراكة بين الحكومات وزيادة االستثمار فيه‪،‬بسبب ضغط متطلبات‬
‫العصر الحديث‪.‬‬
‫كما يمكن أن تعوض تطبيقات الذكاء االصطناعي عمل نظم اإلدارة بتخفيف أعبائها وتقديم خدمة بجودة‬
‫عالية‪ ،‬بتحويلها إلى نظم إلكترونية تعتمد على الذكاء االصطناعي‪ ،‬مما ستسهم في اتخاذ الق اررات ‪ ،‬وتوزيع‬
‫المقررات والحصص الدراسية على المدرسين وفق قدراتهم واتجاهاتهم‪ ،‬واكتشاف الطالب الموهوبين وتعزيزهم‬
‫وذوي صعوبات التعلم وتوفير برامج خاصة لهم‪ ،‬ومراقبة سير التعلم لكل طالب مع التواصل المباشر معه‪.‬‬
‫إن التعليم في عصرنا على الرغم من اعتماده على تكنولوجيا المعلومات كوسائل داعمة ومكملة للتعليم‪،‬‬
‫إال أن تكنولوجيا المستقبل ستضعنا أمام واقع جديد مختلف تماما عما ألفناه من قبل أين سيكون للذكاء‬
‫االصطناعي دور فاعل ومؤثر في التعليم عموما والتعليم عن بعد خصوصا‪،‬حيث استخدام تطبيقات الذكاء‬
‫االصطناعي بالجامعة يساهم بدرجة كبيرة في ضمان الجودة في بعض جوانبها وكبيرة جدا في جوانب أخرى‪.‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪-1‬المراجع باللغة العربية‬
‫أ‪-‬الكتب‬
‫‪-‬عبد الحميد بسيوني‪ .‬تكنولوجيا وتطبيقات ومشروعات الواقع االفتراضي ط‪ . 1‬القاھرة‪ :‬دار النشر‬
‫للجامعات‪، 2015.‬ص‪07‬‬
‫‪-‬واريك كيفن‪،‬أساسيات الذكاء االصطناعي (ط‪ )1‬القاھرة‪ :‬الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.2013،‬ص‪142‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫د‪.‬بعلوج حسينة‬ ‫ماهية الذكاء االصطناعي واستخدامه في مجال البحث العلمي‬

‫‪-‬محضار أحمد حسن الشهاري ‪، 2018،‬التكنولوجيا في عملتي التعليم والتعلم ‪،‬ط‪، 1‬ص‪.188‬‬
‫ب‪-‬المجالت العلمية‪:‬‬
‫‪-‬دونالد‪ ،‬ميتشي ‪ /‬روري جونستون‪ ،‬آلة المعرفة‪ :‬الذكاء االصطناعي ومستقبل اإلنسان‪ .‬مجلة العربي فبراير‪،‬‬
‫‪ 1988‬ص‪217‬‬
‫‪-‬سيدي أحمد كبدان‪ ،‬أهمية استخدام تطبيقات الذكاء االصطناعي بمؤسسات التعليم العالي الجزائرية لضمان‬
‫جودة التعليم‪،‬مجلة دفاتر بوداكس ‪،‬المجلد‪،10‬العدد‪،2021 ،1‬ص‪162‬‬
‫‪-‬مكاوي مرام عبد الرحمان‪ ،‬الذكاء االصطناعي على أبواب التعليم‪ ،‬مجلة القافلة‪ ،‬مجلد ‪ ، 67‬العدد ‪06‬‬
‫‪،‬أرامكو‪ ،‬المملكة العربية السعودية‪،2018 ،‬ص ‪24-23‬‬
‫‪-‬مليكة مذكور‪،‬الذكاء االصطناعي ومستقبل التعليم عن بعد مجلة دراسات في التنمية والمجتمع المجلد ‪06.‬‬
‫‪،‬العدد ‪، 03.‬سنة ‪،2021‬ص‪139‬‬
‫‪-2‬المراجع باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪-Du, yi and Deyi li. Artificial Intelligence with Uncertainty. Boca Raton, Landon New York:‬‬
‫‪Chapman, hall/crc taylor, francis group, 2008.p2‬‬
‫‪-Itmazi, Jamil Ahmed. Fundamentals of Computers and Programming: An Arabic Textbook.‬‬
‫‪Phillips Publishin, 2017,‬‬
‫‪-Luger, George f. Artificial Intelligence (Structures and strategies for complex problem solving).‬‬
‫‪5th ed. England: Addison Wesley, 2004‬‬

‫‪-9-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫ تحد جديد‬:‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‬

‫االقتباس في ظل تكنولوجيا المعلومات‬


Citation under information technology

‫بن خدة حسيبة‬ ‫بن زيدان زوينة‬


drhassibabenkheda@gmail.com benzidaneh@gmail.com
h.benkheda@univ-alger.dz z.benzidane@univ-alger.dz

‫ملخص‬
‫أهميته في‬
ّ ‫ وبالنظر إلى‬،‫بأنه يؤدي دو ار هاما وهادفا في بحثه‬ّ ‫يستخدم الباحث االقتباس متى توفرت لديه القناعة‬
‫يتعين ضبطه بقواعد وإجراءات تحفظ حقوق‬ ّ ‫ إذ‬،‫نقل المعلومات ونشر المعرفة بين األوساط العلمية المختلفة‬
‫ فأهمية الدراسة ليس جرد لقواعد االقتباس واالحالة وإنما‬.‫المؤلفين وتحمي إبداعاتهم ومؤلفاتهم من السرقة والتزوير‬
‫التحسيس بأهمية االقتباس في انجاز البحوث العلمية باحترام أساسيات وضوابط االقتباس ذلك في إطار النزاهة‬
‫ احترام ضوابط االقتباس يعني أن يتصف الباحث بالنزاهة واألمانة العلمية‬.‫العلمية وفي ظل التطور التكنولوجي‬
.‫وان تكون اقتباساته معقولة‬

‫ البحث العلمي‬،‫ النزاهة العلمية‬،‫ االقتباس‬،‫ الباحث‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract:
The researcher uses the quote when he is convinced that it plays an important and meaningful role in
his research. In view of its importance in the transfer of information and the dissemination of
knowledge between the different scientific communities, it must regulated by rules and procedures
that preserve the rights of authors and protect their creations and writings from theft and forgery. The
importance of the study is not an inventory of the rules of citation and referral, but rather the
awareness of the importance of citation in the completion of scientific research by respecting the
basics and controls of citation within the framework of scientific integrity and in light of technological
development. Respecting the quotation controls means that the researcher characterized by integrity
and scientific honesty, and that his quotations are accurate.

Keywords: Researcher, quotation, scientific integrity, scientific research, scientific honesty.

:‫مقدمة‬

-1- ‫ تحد جديد‬:‫ منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‬:‫الملتقى الوطني حول‬
0300 ‫ أفريل‬03
‫‪-‬بن زيدان زوينة‪ /‬بن خدة حسيبة‬ ‫االقتباس العلمي في ظل تكنولوجيا المعلومات‬

‫افرزت التطورات الحديثة في مجال العلوم والتكنولوجيا واالتصاالت والمعلوماتية الدور الكبير الذي يلعبه البحث‬
‫العلمي في الحياة عموما‪ ،‬كما تزايد االهتمام بتوظيف التقنيات والتكنولوجيا الحديثة في البحث العلمي ضمن‬
‫مقتضيات العصر المعلوماتي‪ ،‬الن ضرورة اتقان مهاراتها الالزمة أصبحت من أساسيات البحث العلمي‪.‬‬
‫أهميته‬
‫بأنه يؤدي دو ار هاما وهادفا في بحثه‪ ،‬وبالنظر إلى ّ‬
‫فاالقتباس يستخدمه الباحث متى توفرت لديه القناعة ّ‬
‫يتعين ضبطه بقواعد وإجراءات تحفظ حقوق‬
‫في نقل المعلومات ونشر المعرفة بين األوساط العلمية المختلفة‪ ،‬إذ ّ‬
‫المؤلفين وتحمي إبداعاتهم ومؤلفاتهم من السرقة العلمية والتزوير‪ .‬فأهمية الدراسة ليس جرد لقواعد االقتباس واالحالة‬
‫فقط‪ ،‬وإنما التحسيس بأهمية االقتباس في انجاز البحوث العلمية باحترام أساسيات وضوابط االقتباس ذلك في إطار‬
‫النزاهة العلمية وفي ظل التطور التكنولوجي‪.‬‬

‫لهذا فإن اإلشكالية المطروحة تتمثل ابراز ضوابط البحث العلمي وماهي عالقته باألمانة العلمية؟ لإلجابة عن‬
‫هذه اإلشكالية سنعتمد على المنهج الوصفي من خالل أسلوب تحليلي الذي يتناسب مع الموضوع وعلى ضوء ذلك‬
‫سنتعرض الى تحديد اإلطار المفاهيمي لالقتباس وما هي أحكامه وضوابطه والبحث عن مدى ارتباطه باألمانة‬
‫العلمية كدعامة أخالقيات البحث العلمي‪.‬‬

‫األول‪ :‬اإلطار المفاهيمي لالقتباس‬


‫المبحث ّ‬
‫من العمليات المالزمة لألبحاث العلمية هي عملية االقتباس حيث يتم اخذ المعلومات من مراجع مختلفة وادماجها‬
‫ضمن البحث المراد القيام به‪ ،‬كما أن االقتباس يأتي ضمن منظومة متكاملة من الكيفية والشروط واالهمية وغيرها‬
‫من الشروط األخرى لهذا سنتعرض في المطلب األول الى تحديد المقصود باالقتباس ثم في المطلب الثاني الى‬
‫أشكال االقتباس‪.‬‬

‫األول‪ :‬تحديد المقصود باالقتباس‬


‫المطلب ّ‬
‫لإلحاطة بمفهوم االقتباس في البحث العلمي‪ ،‬نقف ّأوال عند تعريف االقتباس وفق المدلولين الّلغوي‬
‫أهم وسائل البحث العلمي (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫أهمية االقتباس باعتباره أحد ّ‬
‫األول) ثم عند ّ‬
‫واالصطالحي (الفرع ّ‬

‫األول‪ :‬تعريف االقتباس‬


‫الفرع ّ‬
‫لتحديد تعريف االقتباس يجب ان نتعرض الى التعريف اللغوي أوال ثم الى التعريف االصطالحي‬
‫ثانيا‬

‫‪-2-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫‪-‬بن زيدان زوينة‪ /‬بن خدة حسيبة‬ ‫االقتباس العلمي في ظل تكنولوجيا المعلومات‬

‫ّأوال‪ :‬تعريف االقتباس لغة‬


‫يدور المدلول الّلغوي لالقتباس حول معنى األخذ و االنتزاع ‪ ،1‬ولقد جاء عن تعريف االقتباس في المعجم‬
‫الوسيط ّأنه مصد ار لفعل اقتبس ‪ ،‬فاقتباس أفكا ار من مصدر أو مؤلف ما هو أخذها و تحويرها بمعنى نقلها نقال‬
‫غير حرفيا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف االقتباس اصطالحا‬


‫االقتباس هو عملية أخذ معلومات بعباراتها أو معناها من المصادر والمعارف المختلفة لالستعانة بها في‬
‫نص أصلي منشور في مؤلف ما أو‬ ‫بأنه نسخ ألقوال أو أفكار في ّ‬
‫تحقيق أغراض البحث العلمي‪ .‬ويعرف أيضا ّ‬
‫يتم تأكيدها أو تفنيدها‪.‬‬
‫معينة ّ‬
‫دراسة سابقة وتضمينها وتوثيقها في البحث المزمع انجازه بهدف إيصال معنى أو فكرة ّ‬
‫أن االقتباس في البحث العلمي ّإنما هو نقل لما أنتجه اآلخرون من أفكار أو أراء‪ 2‬تساعد في تعزيز‬
‫يرى البعض ّ‬
‫التوجه الفكري للباحث وإثراء بحثه‪.‬‬
‫ّ‬
‫يمكن االستنتاج ان االقتباس عبارة عن نقل نصوص خاصة من باحثين آخرين واالستشهاد بها للتأكيد على راي‬
‫معين أو االستعانة بها في تحليله ذلك بسبب ارتباطها بموضوع البحث‪.‬‬

‫أهمية االقتباس‬
‫الفرع الثاني‪ّ :‬‬
‫أهم عوامل اتّصال الباحث وموضوع بحثه بالدراسات السابقة وتظهر هذه األهمية‬
‫أهمية االقتباس كأحد ّ‬
‫تكمن ّ‬
‫‪3‬‬
‫فيما يلي‪:‬‬
‫بكل موضوعية‪.‬‬
‫تم اقتباسه وتحليله ومناقشته ّ‬
‫* التأصيل العلمي لألفكار‪ ،‬وتمحيص ما ّ‬
‫*اعتبار االقتباسات إحدى الوسائل التي يستخدمها الباحث للدفاع عن رأيه ويبرهن على سالمة توجيهه الفكري‪.‬‬
‫*تعزيز موقف الباحث تجاه فكرة معينة أو قضية ما‪.‬‬
‫* دعم وجهة نظر الباحث من خالل االستعانة باآلراء المختلفة للباحثين والمؤلفين اآلخرين‪.‬‬
‫*حاجة الباحث إلى االقتباس لصعوبة ايجاد بديل للمصطلحات الهامة التي يحتويها النص المقتبس‪.‬‬
‫*تشجيع االستم اررية والتجديد للبحث العلمي‪.‬‬

‫‪-‬عبد المنعم أحمد‪ ،‬أصول البحث العلمي‪ ،‬المنتوج العلمي وأساليب كتابة البحوث والرسائل العلمية‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪،6991 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.686‬‬
‫‪ -‬حمدي عبد الفتوح عطيفة‪ ،‬دليل الباحث إلى االقتباس والتوثيق من االنترنت‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬القاهرة ‪ ،9009‬ص‪.609‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬حمدي عبد الفتوح عطيفة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.660‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪-3-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫‪-‬بن زيدان زوينة‪ /‬بن خدة حسيبة‬ ‫االقتباس العلمي في ظل تكنولوجيا المعلومات‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أشكال االقتباس‬


‫يخضع االقتباس بأنواعه المختلفة إلى محددات االقتباس المتمّثلة أساسا في فحص نسبة االقتباس‪ ،‬تحديد نسبة‬
‫االقتباس‪ ،‬التوثيق وغيرها من المحددات التي تجعل من االقتباس ناجحا يساهم في إثراء البحوث وتثمينه‪ ،‬ولكي‬
‫البد من توافر جملة من الشروط العلمية التي تكسبه المصداقية والنزاهة التي تفرضها‬
‫يتحّقق الغرض من االقتباس ّ‬
‫أخالقيات البحث العلمي‪.‬‬

‫تتعدد صور وأشكال االقتباسات في البحث العلمي من االقتباس المباشر )أوال (إلى االقتباس غير المباشر)ثانيا (‬
‫واالقتباس بإعادة الصياغة (ثالثا) و االقتباس الجزئي (رابعا) وهي بمجملها تهدف إلى الوقوف عند آراء اآلخرين‬
‫و أفكارهم ومناقشتها للوصول إلى الحقائق المنتظرة‪.‬‬

‫ّأوال‪ :‬االقتباس المباشر‬


‫النصي المباشر‪ 4‬من المصادر والمراجع العلمية دون إجراء أ ّي تعديل بالزيادة أو النقصان‬
‫هو النقل الحرفي واألخذ ّ‬
‫نصا‪ 5‬ومعنى كما وردت في المضمون األساسي‬ ‫في المفردات أو الجمل أو بمعنى آخر هو اقتباس للمعلومات ّ‬
‫وبنفس الكيفية والهيئة للمؤلف أو المرجع األصلي‪ .‬هذا النوع من االقتباس كثي ار ما يلجأ إليه الباحث متى شعر‬
‫يخصه‪ .‬ومهما كانت دواعي استخدام هذا الشكل من أشكال‬
‫بأهمية المادة المقتبسة ودورها في تعزيز فكرة أو رأي ّ‬
‫ّ‬
‫تم اقتباسه لصاحبه بوضع الجزء المقتبس بين قوسين أو‬
‫فإنه ال يسوغ للباحث إغفال وجوب نسبة ما ّ‬
‫االقتباس‪ّ ،‬‬
‫عالمتي تنصيص ويعطى رقما يشار له في الهامش أسفل الصفحة أي ضرورة التوثيق حفاظا على األمانة العلمية‬
‫أهم أخالقيات البحث العلمي‪.‬‬
‫باعتبارها ّ‬

‫تجاوز‬ ‫يحبذ أال يكون االقتباس الحرفي أو المباشر طويال‬


‫فإذا‬
‫في هذا الصدد لعّله من المناسب أن نشير إلى ّأنه ّ‬
‫نصف الصفحة‪ ،‬وجب على الباحث إعادة صياغة النص المقتبس بأسلوبه الخاص مع اإلشارة إلى مصدر االقتباس‬
‫‪6‬‬
‫أن إعادة الصياغة ال تؤدي إلى تحريف معنى المادة المقتبسة‪.‬‬
‫واالنتباه إلى ّ‬

‫ثانيا‪ :‬االقتباس غير المباشر‬


‫يقوم هذا الشكل أو الصورة من صور االقتباس في البحث العلمي على عملية أخذ المعنى ال النص حيث يقوم‬
‫الباحث بعد فهم معاني و فحوى األفكار من المصادر العلمية المستخدمة في البحث بتضمين المعنى عن طريق‬
‫استخدام لغته العلمية و أسلوبه الخاص مع مراعاة عدم تشويه المعنى األصلي للنص و المساس بسالمة الفكرة ‪،‬‬

‫األول‪،‬‬ ‫‪ -‬عيسو عقيلة‪ ،‬محمد فوزي معمري‪ ،‬االقتباس في النصوص البحثية‪ّ :‬‬
‫أهميته وأشكاله وإشكاالته‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر ‪ ،6‬الجزء ّ‬
‫‪4‬‬

‫مارس ‪ ،9069‬ص ‪.166‬‬


‫‪ -5‬مروة جزيري‪ ،‬ميلود سالمي‪ ،‬االقتباس في البحث القانوني‪ ،‬مجلة الدراسات ا القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،00‬العدد األول‪9096 ،‬‬
‫ص‪.909‬‬
‫‪ -‬حمدي عبد الفتوح عطيفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.666‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫‪-‬بن زيدان زوينة‪ /‬بن خدة حسيبة‬ ‫االقتباس العلمي في ظل تكنولوجيا المعلومات‬

‫و يطلق على هذا النوع من االقتباسات بتلخيص الفكرة أو االقتباس عن طريق التلخيص إذ كثي ار ما يلجأ الباحث‬
‫عدة صفحات من األبحاث األخرى و تلخيصها بلغته حفاظا على خصوصية‬
‫في إطار هذا النمط إلى استخالص ّ‬
‫أن ذلك‬
‫بحثه و أصالته‪ ،‬ال يشترط في االقتباس غير المباشر للنص األصلي وضع عالمات التنصيص ‪ ،‬غير ّ‬
‫ال يعفي الباحث من التزامه بتوثيق اقتباسه سواء في قائمة المراجع أو اإلشارة الضمنية في متن البحث ذاته و‬
‫يعتبر هذا النوع من االقتباس مرغوبا فيه و األكثر شيوعا في البحوث العلمية مقارنة باالقتباس المباشر لكن يبقى‬
‫‪7‬‬
‫االعتدال مطلوبا حتى ال تؤدي كثرة االقتباسات إلى تغييب شخصية الباحث و أفكاره و جودة البحث و أصالته‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االقتباس بإعادة الصياغة (النقل المختلط)‬


‫هو شكل من أشكال االقتباس اّلذي تظهر فيه مهارة و مقدرة الباحث على فهم موضوع البحث واستيعاب معانيه‬
‫من خالل إعادة صياغته للنصوص الصعبة و التراكيب المعّقدة و تبسيطها لغير أهل االختصاص‪ ،‬باستخدام جمال‬
‫و عبارات يقوم هو بصياغتها بأسلوب مغاير لألصل فتظهر الفكرة للقارئ و ّ‬
‫كأنها جديدة أو مختلفة من حيث‬
‫الشكل ال المضمون‪ ،‬مثال ذلك أن يقوم الباحث باختصار و تلخيص أقوال و أفكار اآلخرين و كتابتها بلغة و‬
‫النص األصلي مع وجوب اإلشارة إلى صاحب الفكرة األصلية‬
‫تمت كتابتها بها في ّ‬
‫مفردات جديدة غير تلك التي ّ‬
‫‪8‬‬
‫قبل التحويل أو إعادة الصياغة‬

‫قد يحتفظ الباحث المقتبس وفق هذا األسلوب ببعض الجمل أو العبارات‪ 9‬كما وردت في النص األصلي خصوصا‬
‫‪10‬‬
‫‪ ،‬وفي كلتا‬ ‫تلك التي تتعّلق بالمفاهيم أو األسلوب الخاص بالمؤلف األصلي و ينقلها كما جاءت عن صاحبها‬
‫المعدلة أو المحتفظ بها بين عالمتي تنصيص و اإلشارة إلى ذلك في‬
‫ّ‬ ‫الحالتين يلتزم الباحث بوضع العبارات‬
‫الهامش‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬االقتباس الجزئي‬


‫جدا‬
‫محددا وهاما ّ‬ ‫يحدث هذا االقتباس عندما يكون تركيز الباحث حول فكرة ّ‬
‫معينة بالذات‪ ،‬فيقوم باقتباس جزءا ّ‬
‫ألهميتها ومكانتها‬
‫ويدعمها‪ ،‬أو يستعين بتلك الجزئية لتوضيح إحدى األفكار نظ ار ّ‬
‫ّ‬ ‫يؤيد فكرته‬
‫من المرجع األصلي ّ‬
‫النص‬
‫في بحثه و من األمثلة العملية لالقتباس الجزئي أن يأخذ الباحث المقتبس جمال من مقطعين مختلفين من ّ‬
‫أن االقتباس متقطعا و ليس جزئيا‪. 11‬‬
‫واضعا بعض النقاط في السطر بين الجملتين لإلشارة إلى ّ‬

‫‪ -7‬مفتاح بن هدية‪ ،‬االقتباس العلمي كضابط من ضوابط النزاهة العلمية ومعيار ألخالقيات البحث العلمي‪ ،‬مجلة المعيار‪ ،‬مجلد‪ ،91‬عدد‬
‫‪ ،9099 ،10‬ص ‪.6000‬‬
‫‪ -‬عماد خليل عيدان‪ ،‬مرجع سابق ص‪060‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪ -‬مروة جزيري‪ ،‬ميلود سالمي‪ ،‬االقتباس في البحث القانوني‪ ،‬مجلة الدراسات ا القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،00‬العدد األول‪9096 ،‬‬ ‫‪9‬‬

‫ص‪906‬‬
‫‪ --10‬حمدي عبد الفتوح عطيفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.660‬‬
‫‪ -‬مفتاح بن هدية‪ .‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪6000‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪-5-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫‪-‬بن زيدان زوينة‪ /‬بن خدة حسيبة‬ ‫االقتباس العلمي في ظل تكنولوجيا المعلومات‬

‫فإنه من األفضل عدم اإلفراط في االقتباسات‬


‫مهما كان نوع االقتباس‪ ،‬حرفيا أو غير حرفيا جزئيا أو مختلطا‪ّ ،‬‬
‫ألن من ش أن ذلك تغييب لشخصية الباحث والتشكيك في قدرته على اإلبداع واإلتيان بما هو جديد في ميدان‬ ‫ّ‬
‫اختصاصه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ضوابط االقتياس وعالقته بالنزاهة العلمية‬


‫إن توثيق المعلومات المستشهد بها في البحوث والرسائل الجامعية من األمور المهمة التي يجب االهتمام بها‬
‫خاصة وان التطور التكنولوجي في مجال البحث العلمي أحدث ثورة كبيرة هذا ما ادى بنا الى ضرورة البحث في‬
‫مدى اصالة ونزاهة أي بحث علمي مقدم وذلك عن طريق التقييد بضوابط االقتباس والذي يعتبر طريقة من طرق‬
‫التوثيق من جهة (المطلب األول) ومن جهة أخرى تؤمن لصاحب البحث األمانة والنزاهة العلمية (المطلب الثاني)‬
‫وتبعده من نية السرقة العلمية وبالتالي هذه األمانة تيسر لصاحبها الوصول الى الجودة والنوعية في بحثه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ضوابط االقتباس‬


‫يعتبر االقتباس من بين األساليب المستخدمة في البحث العلمي لتوضيح مدى اتصال الباحث وموضوعه بالبحوث‬
‫السابقة ولكي يكون اقتباسه صحيح وعلمي حيث ال بد من مراعاة قواعد االقتباس حتى ال يقع الباحث فيما يسمى‬
‫‪12‬‬
‫حيث يجب أن ان يتحلى بضوابط وتتمثل في‪:‬‬ ‫بالسرقة العلمية التي تستوجب العقوبة‬

‫‪-‬الدقة في اختيار المصادر والمراجع‪ :‬أي ان تكون لها عالقة وطيدة بالبحث والجدية‪ ،‬كما يجب ان تحترم معايير‬
‫البحث حيث على الباحث اختيار العينات الجديرة باالقتباس والتي تعتبر حجة علمية في البحوث العلمية مع حسن‬
‫االنسجام بين ما تم اقتباسه والموضوع المراد البحث فيه‪ ،‬على ان ال تختفي شخصية الباحث في التحليل وان ال‬
‫يكون الموضوع المراد البحث فيه مجموعة اقتباسات متتالية التي قد تضعف القيمة العلمية للبحث‪.‬‬

‫‪-‬الصحة في نقل المعلومة‪ :‬وهي ضرورة منهجية وعلمية‪ ،‬حيث النقل قد يكون كامال أو نقله بعد إعادة صياغته‬
‫‪13‬‬
‫خاصة ذكر اسم المؤلف‪ ،‬عنوان المرجع‪ ،‬مكان النشر‪،‬‬ ‫بصياغة جديدة مع مراعاة شروط والمنهجية االقتباس‬
‫سنة النشر‪ ،‬الصفحات في حالة اإلشارة الى الكتاب‪.‬‬

‫‪-‬إعادة الصياغة ما تم اقتباسه‪ :‬أي يجوز للباحث ان يعيد صياغة األفكار والجمل المقتبسة من المراجع بأسلوبه‬
‫شرط محافظة على المعنى وهذا يدل ان الباحث شخصيته قد ظهرت في البحث وله قوة تأثير من خالل اسهاماته‬
‫العلمية في البحث‬

‫‪ 69‬مرورة جزيري‪ ،‬ميلود سالمي‪ ،‬االقتباس في البحث القانوني‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية واالقتصادية‬
‫المجلد‪ 00‬ـ العدد ‪06‬ـ ‪ ،9096‬ص ‪909‬‬
‫‪60‬مفتاح بن هديةـ االقتباس العلمي كضابط من ضوابط النزاهة العلمي ومعيار ألخالقيات البحث العلمي‪ ،‬مجلة المعيار‪ ،‬المجلد ‪ ،91‬العدد‬
‫‪ ،9099 ،10‬ص ‪6009‬‬

‫‪-6-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫‪-‬بن زيدان زوينة‪ /‬بن خدة حسيبة‬ ‫االقتباس العلمي في ظل تكنولوجيا المعلومات‬

‫‪-‬التلخيص واالختصار‪ :‬على الباحث تلخيص ما تم اقتباسه ويجب أن يبتعد على الفقرات الطويلة حتى ال يقع في‬
‫الحشو غير المبرر الذي ينعكس بشكل سلبي على القيمة العلمية للبحث‪ 14‬شرط أن يحافظ على المعنى األصلي‬
‫للنص المقتبس‬

‫‪-‬إظهار شخصية الباحث‪ :‬من خالل أفكاره واسهاماته العلمية في البحث وان يتجنب كثرة االقتباسات كما سلف‬
‫الذكر واالبتعاد عن الحشو غير المبرر الذي ينعكس سلبا على القيمة العلمية للبحث‪.‬‬
‫على الباحث العمل على تعقيب ما تم اقتباسه من النصوص األخرى والتي يبين فيها أسبا قيامه بنقل أراء وأفكار‬
‫األخرين‪ ،‬هذا االمر الذي يبرر أهمية الدراسة البحثية التي يقوم بإعدادها كما يتوجب عليه الدفاع عن األفكار التي‬
‫يقوم بنقلها حتى تظهر شخصية الباحث في هذا لمجال‪.‬‬

‫‪-‬عدم اصدار احكام مسبقة على ما تم اقتباسه‪ :‬على الباحث ان ال يتسرع في الحكم على أفكار غيره االبعد‬
‫التأكيد الصحيح في هذا الصدد فقد ساهمت التكنولوجيا في تمحيص المعلومات وبحثها ومقارنتها والتأكد من مدى‬
‫مصداقيتها من خالل توفر جميع البيانات الالزمة حول تلك المعلومات وتعريضها للنقد والتحليل والتعقيب عليها‬
‫باإليجاب ليقوم الباحث في األخير بتبنيها ضمن متطلبات بحثه‪.‬‬

‫ما يمكن اإلشارة اليه ان االقتباس قد يكون من المراجع الورقية أو االلكترونية حيث هذه األخيرة أصبحت كثيرة‬
‫االنتشار واالستعمال ووف رة المعلومة في ظل التطور التكنولوجي مكن الباحث تصفح المئات من المعلومات ذات‬
‫‪15‬‬
‫على‬ ‫العالقة ببحثه عن طريق استخدام دعائم الكترونية ولكن رغم ذلك فهو مقيد بشروط وضوابط االقتباس‬
‫سبيل المثال عند االستشهاد بموقع خاص على االنترنت يجب ذكر اسم المؤلف واسم الصفحة وتاريخ تنقيح‬
‫الصفحة ثم تاريخ الدخول الباحث الى الموقع المستشهد بمعلوماته وأخي ار العنوان الموجود على الشبكة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة االقتباس بالنزاهة العلمية‬


‫ان احترام الباحث شروط وضوابط االقتباس في مجال بحثه يلزمه ان يتحلى بالنزاهة العلمية حيث يجب أن يتصف‬
‫بأخالقيات البحث العلمي اذ يجب احترام حقوق األخرين وآرائهم سواء كانوا زمالء باحثين ام مشاركين في البحث‬
‫فعليه عند اقتباس آرائهم وافكارهم ذكر المصادر التي تم االقتباس منها‪.‬‬
‫فتعتبر النزاهة العلمية تلك القواعد والممارسات المتعلقة بالبحث وتقوم أساسا على احترام القيم التالية في المنهج او‬
‫الممارسات العلمية وتتمثل في األمانة العلمية‪ ،‬اإلخالص‪ ،‬المصداقية الدقة‪ ،‬الصرامة‪ ،‬الحياد االستقاللية‪،‬‬

‫‪ 69‬عماد خليل عيدان‪ ،‬قواعد واسس االقتباس والتوثيق في البحث العلمي‪ ،‬المجلة االكاديمية لجامعة نوروز‪ ،‬إقليم كردستان العراق‪،‬‬
‫‪ ،906014‬ص‪008‬‬
‫‪60‬احمد حاني‪ ،‬دور تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬مجلة روافد البحوث والدراسات‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪9069‬ـ ص‬
‫ص ‪.60-60‬‬
‫‪-7-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫‪-‬بن زيدان زوينة‪ /‬بن خدة حسيبة‬ ‫االقتباس العلمي في ظل تكنولوجيا المعلومات‬

‫الموضوعية‪ ،‬الشفافية واالنفتاح‪ .‬وقد خصصت النزاهة العلمية منذ ‪ 9060‬بكثير من األبحاث والمؤتمرات الدولية‬
‫‪16‬‬
‫خاصة بعد انعقاد المؤتمر الدولي الثاني للنزاهة العلمية‬
‫كما ينطوي تحت األمانة العلمية جملة من المسالك والمحاذير التي يعتبر االقدام عليها مكونا لعنصر االنتهاك او‬
‫‪17‬‬
‫االنتهاكات األمانة العلمية والتي تتمثل في الغش والخداع والتضليل وانتهاك حقوق الملكية الفردية‬
‫إذن يجب على الباحث ان يتصف بالمصداقية عند نقله للمعلومات وافكار غيره واحترام الملكية الفكرية للذين‬
‫اقتبس أعمالهم وكذا احترام آرائهم عند مناقشتها وعدم التضليل والخداع والغش واي اخالل باألمانة والن ازهة العلمية‬
‫تعتبر سرقة علمية معاقب عليها‪.‬‬

‫تلعب األمانة العلمية دور كبير في تطور العلم ذلك لما توفره من مبادئ أساسية في البحث العلمي واألكاديمي‪.‬‬
‫وحتى نكون امام بحث علمي أكاديمي يتصف باألمانة والشفافية والمصداقية كان البد من وضع ضوابط االمانة‬
‫العلمية‪ 18‬حيث على الباحث الحرص على جودة البحث واحترام ضوابط االقتباس وكذلك التحري الدقة في االسناد‬
‫والمراجع وكذا تجنبه المبالغة في ذكر المراجع العلمية واالسناد دون الرجوع اليها وكذلك االلتزام باإلشارة الى‬
‫مجهودات الغير الذين تم االستفادة من أعمالهم وبحوثهم العلمية حتى ولو كانت غير منشورة‪.19‬‬

‫فعالقة االقتباس باألمانة العلمية تشبه ذلك التشابك المتكامل بين الجسد والروح حيث ترصد لنا أهمية حفظ حقوق‬
‫المؤلف المعنوية والمادية وخطورة انتحال الشخصية في البحث العلمي‪.‬‬
‫فاحترام ضوابط االقتباس يعني أن يتصف الباحث بالنزاهة العلمية وان تكون اقتباساته غير مطلقة أي ال يمكن ان‬
‫تكون حرفيا ألي مرجع كامال بل عليه احترام ما يسمى بنسبة االقتباس إذ عليه أن تكون حسب الحد األدنى والحد‬
‫األقصى المسموح يه إذ تقر الجامعات والمراكز البحثية أن ال تتجاوز بين نسبة ‪ %90‬الى ‪ %00‬من مجموعة‬
‫كامل كلمات الدراسة التي يحتويها االطار النظري والملخص وقائمة النتائج دون االخذ بقائمة المراجع و الفهرس‬
‫‪20‬‬
‫لكل دراسة‬
‫حسابها يكون بحساب عدد كلمات المقتبسة ثم تقسيمها على عدد الكلمات االجمالية للبحث ثم ضربها‬
‫‪.%600‬‬

‫‪61‬عيسو عقيلةـ محمود فوزي معمري‪ ،‬االقتباس في النصوص البحثية‪ :‬أهميته واشكاله وإشكاالته‪ ،‬حوليات جامعة الجزائر ‪ ،6‬العدد ‪00‬ـ الجزء‬
‫األول‪ ،‬سنة ‪9069‬ـ ص ‪.169‬‬
‫‪ 17‬مرورة جزيري‪ ،‬ميلود سالمي‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.908‬‬

‫بن قويدر الطاهر‪ .‬جعيرن بشير‪ ،‬الممارسات المنافية لألمانة العلمية في البحث العلمي االكاديمي وسبل مواجهتها (السرقة‬ ‫‪18‬‬

‫العلمية نموذجا) ‪ ،‬مجلة الفكر والسياسي‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬كلية الحقوق جامعة عمار ثليجي االغواط‪ ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪ 19‬بن قويدر الطاهر‪ .‬جعيرن بشير‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.001‬‬
‫‪20‬‬
‫‪order@manaraa.com.‬‬ ‫االقتباس في البحث العلمي ضوابطه وأشكاله‬
‫تاريخ الدخول ‪ 9090/06/00‬على الساعة ‪60.99‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫‪-‬بن زيدان زوينة‪ /‬بن خدة حسيبة‬ ‫االقتباس العلمي في ظل تكنولوجيا المعلومات‬

‫الخاتمة‬

‫المحددة‬
‫ّ‬ ‫يقوم البحث العلمي بعملية تقصي الحقائق العلمية من خالل اتباع عدد من األساليب و المناهج العلمية‬
‫كل ما هو جديد إليها‪ ،‬كما يساهم باختالف أنواعه و ميادينه في تعزيز قدرة‬
‫بهدف التأكد من مصداقيتها و إضافة ّ‬
‫كل ما هو جديد و االعتماد على نفسه في اكتشاف حقائق جديدة عن‬ ‫الباحث على االستطالع و البحث على ّ‬
‫لعل االقتباس هو أحد هذه األساليب التي تكشف مدى اهتمام‬ ‫طريق اعتماد مناهج و استخدام أساليب علمية‪ ،‬و ّ‬
‫أهم وسائل البحث العلمي التي يعتمدها الباحثين في رحلتهم البحثية و‬
‫الباحث بالبحوث و الدراسات السابقة ومن ّ‬
‫من أكثرهم حفاظا على األمانة العلمية و احتراما ألخالقيات البحث العلمي‪.‬‬
‫إن االلتزام بقواعد االقتباس من طرف الباحث يجعل عمله البحثي سليم وفق مبادئ وضوابط البحث العلمي كما‬
‫يكون متصف بالنزاهة العلمية وهذا من ابجديات وأخالقيات البحث العلمي‪.‬‬
‫من خالل بحثنا يمكن استنتاج ما يلي‪:‬‬
‫‪-‬التزام الباحث باألمانة واألخالق في البحث العلمي‪.‬‬
‫‪-‬احترام الباحث الحقوق الفكرية المتعلقة باألشخاص الذين اقتبس أعمالهم العلمية‪.‬‬
‫‪-‬عدم انتحال الباحث أعمال غيره‬
‫أما االقتراحات التي يمكن تقديمها تتمثل في‪:‬‬
‫‪-‬ضرورة تدريب الطلبة المقبلين على التخرج على االقتباس ذلك لتفادي السرقة العلمية‪.‬‬
‫‪-‬تدريس الطلبة أصول واخالقيات البحث العلمي على كامل مستويات التكوين األكاديمي ذلك من اجل تمكينهم‬
‫الحصول على منهجية البحث العلمي النزيه‪.‬‬
‫‪-‬ضرورة االهتمام بالطرق الحديثة في البحث العلمي وذلك من أجل الوصول الى الجودة‪.‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪-‬بن قويدر الطاهر‪ .‬جعيرن بشير‪ ،‬الممارسات المنافية لألمانة العلمية في البحث العلمي األكاديمي وسبل‬
‫مواجهتها (السرقة العلمية نموذجا)‪ ،‬مجلة الفكر والسياسي‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬كلية الحقوق جامعة عمار ثليجي‬
‫االغواط‪،‬‬

‫‪-‬عبد المنعم أحمد‪ ،‬أصول البحث العلمي‪ ،‬المنتوج العلمي وأساليب كتابة البحوث والرسائل العلمية‪ ،‬المكتبة‬
‫األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪.6991 ،‬‬

‫‪-9-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫‪-‬بن زيدان زوينة‪ /‬بن خدة حسيبة‬ ‫االقتباس العلمي في ظل تكنولوجيا المعلومات‬

‫‪ -‬حمدي عبد الفتوح عطيفة‪ ،‬دليل الباحث إلى االقتباس والتوثيق من االنترنت‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬القاهرة‬
‫‪.9009‬‬

‫‪ -‬عيسو عقيلة‪ ،‬محمد فوزي معمري‪ ،‬االقتباس في النصوص البحثية‪ّ :‬‬


‫أهميته وأشكاله وإشكاالته‪ ،‬حوليات جامعة‬
‫األول‪ ،‬مارس ‪.9069‬‬
‫الجزائر ‪ ،6‬الجزء ّ‬
‫‪-‬مفتاح بن هدية‪ ،‬االقتباس العلمي كضابط من ضوابط النزاهة العلمية ومعيار ألخالقيات البحث العلمي‪ ،‬مجلة‬
‫المعيار‪ ،‬مجلد‪ ،91‬عدد ‪.9099 ،10‬‬
‫‪ -‬مروة جزيري‪ ،‬ميلود سالمي‪ ،‬االقتباس في البحث القانوني‪ ،‬مجلة الدراسات ا القانونية واالقتصادية‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،00‬العدد األول‪.9096 ،‬‬
‫عماد خليل عيدان‪ ،‬قواعد واسس االقتباس والتوثيق في البحث العلمي‪ ،‬المجلة االكاديمية لجامعة نوروز‪ ،‬إقليم‬
‫‪ -‬كردستان العراق‪ ،9060 ،‬ص‪008‬‬
‫‪-‬احمد حاني‪ ،‬دور تكنولوجيا المعلومات واالتصال‪ ،‬مجلة روافد البحوث والدراسات‪ ،‬جامعة غرداية‪ ،‬العدد ‪،01‬‬
‫سنة ‪9069‬ـ‬

‫‪-order@manaraa.com.‬‬ ‫االقتباس في البحث العلمي ضوابطه وأشكاله‬

‫تاريخ الدخول ‪ 9090/06/00‬على الساعة ‪60.99‬‬

‫‪11 -‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
– 1 -‫ جامعة الجزائر‬،‫كلية الحقوق‬

‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‬


intelligent editing of the legal article

‫د شيعاوي وفاء‬.‫أ‬ ‫د بوخميس سهيلة‬.‫أ‬


/ ‫مخبر الدراسات القانونية البيئية‬
1 ‫جامعة الجزائر‬ ‫ قالمة‬1945 ‫ ماي‬8 ‫جامعة‬
o.chiaoui@univ-alger.dz s.boukhmis@univ-guelma.dz

:‫ملخص‬
،‫لطالما كانت مرحلة تحرير البحوث العلمية أصعب مرحلة يمر بها الباحث خاصة في مجال العلوم القانونية‬
‫ذلك ألن الباحث ملزم بإتباع أسلوب قانوني مبني على الحجج والبراهين العلمية القانونية مستخدما مفردات‬
‫ لذلك ركزت هذه‬،‫أقل ما يقال عنها أنها ذات معنى عميق ينصب على تصرفات قانونية محددة بذاتها‬
‫الدراسة على دور التطور التكنولوجي في تطوير عملية التحرير وتسهيلها على النحو الذي يضمن جودة‬
‫ وقد توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج أهمها قصر االستعانة بالتكنولوجية‬،‫العمل البحثي وأصالته‬
‫على الجانب المنهجي والشكلي للعمل ليبقى الجانب الموضوعي العلمي من نصيب الباحث الذي ينبغي‬
.‫أن يوليها األولوية‬

.‫ الباحث‬،‫ أنظمة الذكاء االصطناعي‬،‫ المقالة العلمية‬،‫ التحرير الذكي‬:‫الكلمات المفتاحية‬

Abstract:
The stage of editing scientific research has always been the most difficult stage for a researcher to
go through, especially in the field of legal sciences ،This is because the researcher is obligated to
adopt a legal method based on legal arguments and scientific evidence, using the vocabulary, which
is said to be of deep meaning, which focuses on specific legal actions in itself ،Therefore, this study
focused on the role of technological development in developing and facilitating the liberalization
process in a manner that guarantees the quality and originality of research work ،The study reached
many results, the most important of which is limiting the use of technology to the methodological
and formal aspect of work, so that the objective scientific aspect remains the share of the researcher
who should give.
Keywords: Intelligent editing, scientific article, artificial intelligence systems, researcher.

-1- 2022 ‫ أكتوبر‬26 ‫امللتقى الوطني حول جرائم األعمال‬


‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‪------------------‬أد‪/‬سهيلة بوخميس‪ ،‬أد‪/‬وفاء شيعاوي‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫إن تحرير مقالة قانونية يحتاج إلى أسلوب متميز يطغى عليه الطابع القانوني‪ ،‬الذي يظهر من خالل‬
‫مفرداته وأسلوب صياغته‪ ،‬وطريقة انتقاله من فكرة عامة إلى أخرى أكثر تخصصا وتعمقا منبثقة عنها‪،‬‬
‫وهذه العملية تحتاج إلى قدرات خاصة يتوفر عليها الباحث كالقياس واالستنباط والتحليل واالستقراء‪ ،‬حتى‬
‫يتمكن من تحرير عمل بحثي يقترب إلى المثالية‪ ،‬وإمكانات أخرى متعلقة بقيمة العمل العلمية وباألدوات‬
‫الالزمة التي يحتاجها الباحث إلعداده‪.‬‬

‫وجدير بالذكر أن تحرير األوراق البحثية القانونية تستغرق بحكم العادة وقتا معتب ار في إعدادها ألنها تمر‬
‫بالعديد من المراحل المتدرجة والمترابطة فيما بينها آخرها التحرير أو ما يعرف بالكتابة‪ ،‬يستخدم الباحث‬
‫فيها أدوات البحث العلمي الكالسيكية المعروفة‪ ،‬ليصل إلى نتائج غير دقيقة ونسبة الخلل فيها مرتفعة‬
‫ومتغيرة تتغير بتغير الظروف والوقائع المادية والقانونية‪ ،‬ألجل ذلك اتجهت األنظار في اآلونة األخيرة إلى‬
‫االستعانة بالتكنولوجيا الرقمية الذكية للنهوض بالبحث العلمي‪ ،‬لكن اإلشكال الذي يطرح نفسه بخصوص‬
‫هذه المسألة‪:‬‬

‫كيف يمكن لألنظمة الذكية أن تساعد في تحرير األعمال البحثية على النحو الذي يضمن جودتها‬
‫وأصالتها‪ ،‬ويخفف على الباحث مشاق البحث فيه وتحريره؟‬

‫إن اإلجابة على هذه اإلشكالية تتطلب اتباع المنهج الوصفي لتحديد معلم التحرير الذكي للمقاالت العلمية‬
‫وحدود تطبيقه ومدى سالمة وأمن تلك التطبيقات على الباحث وعلى العمل البحثي في حد ذاته متبعين في‬
‫ذلك الخطة المبينة أدناه‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التحرير الذكي للمقالة القانونية‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف التحرير الذكي للمقالة القانونية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مميزات التحرير الذكي للمقالة القانونية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وسائل التحرير الذكي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬كيفية تحرير مقالة قانونية باستخدام أنظمة الذكاء االصطناعي‬
‫المطلب األول‪ :‬التحضير لعملية تحرير المقالة القانونية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬البرمجة الشكلية والمنهجية لقالب المقال العلمي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬االستعانة بتطبيقات السرقة العلمية وخدمات إعادة الصياغة‬

‫‪-2-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‪------------------‬أد‪/‬سهيلة بوخميس‪ ،‬أد‪/‬وفاء شيعاوي‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التحرير الذكي للمقالة القانونية‬

‫سيتم التعرف في هذا المبحث على التحرير الذكي عن كثب عن طريق تحديد مفهومه ومميزاته وأهم‬
‫الوسائل واألدوات التي يستخدمها الباحث في تحريره للمقالة القانونية وذلك ضمن المطالب أدناه‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف التحرير الذكي للمقالة القانونية‬

‫يعرف التحرير عموما على أنه انطالق ومباشرة عملية الكتابة كآخر مرحلة من مراحل اعداد البحث العلمي‬
‫من قبل الباحث‪ ،‬اعتمادا على مادة علمية مرجعية ينطلق منها كمسلمات أو بديهيات ليصل إلى نتائج‬
‫يستطيع من خاللها اإلجابة عن المشكل القانوني الذي انطلق منه لدى اعداده للعمل البحثي‪ ،‬محترما شكال‬
‫محددا متعارف عليه من الناحية المنهجية والشكلية‪.1‬‬

‫وتعرف المقالة القانونية على أنها عمل بحثي قصير تأخذ عدة تسميات في الواقع أحيانا تسمى مداخلة إذا‬
‫كان الهدف منها هو المشاركة في تظاهرة علمية ومقالة إذا كان الهدف منها نشرها في مجلة علمية محكمة‬
‫وورقة بحثية إذا كان الهدف منها المشاركة بها في ورشة عمل أو حلقة بحث وما عدا ذلك فهي تشترك‬
‫فيما بينها من حيث المنهج المتبع في الكتابة والشكل أو القالب الذي تحرر فيه‪ ،‬يدور موضوع المقالة‬
‫بسط وسهل الفهم يبين قدرة الباحث‬‫معينة مشتقة من مشكلة قانونية‪ ،‬و تُكتب بأسلوب ُم ّ‬ ‫العلمية حول فكرة ّ‬
‫في إظهار ما لديه من إبداع ومكنة في تحليل الوقائع وتكييفها تكييفا قانونيا سليما‪ ،‬موزعة على ثالثة أجزاء‬
‫مقدمة وعرض وخاتمة‪.‬‬

‫الحاسب‬ ‫علوم‬ ‫من‬ ‫الفرع‬ ‫ذلك‬ ‫أنه‬ ‫على‬ ‫فتعرف‬ ‫االصطناعي‬ ‫الذكاء‬ ‫أنظمة‬ ‫أما‬
‫(‪ )computer science‬الذي يمكن بواسطته خلق وتصميم برامج للحاسبات تحاكي أسلوب الذكاء اإلنساني‬
‫لكي يتمكن الحاسب من أداء بعض المهام والتي تتطلب التفكير والتفهم والسمع والتكلم والحركة وذلك بدالً‬
‫من اإلنسان‪.2‬‬

‫‪ -‬سهيلة بوخميس‪ ،‬مطبوعة منهجية إعداد البحث العلمي‪ :‬تقنيات إعداد البحوث العلمية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالمة‪ ،2020-2019 ،‬ص ‪ 36‬وما بعدها‪.‬‬


‫‪ -‬محمد علي الشرقاوي‪ ،‬الذكاء االصطناعي والشبكات العصبية سلسة علوم وتكنولوجيا حاسبات المستقبل مركز الذكاء‬ ‫‪2‬‬

‫االصطناعي للحاسبات‪ ،‬مطابع المكتب المصري الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص‪.23‬‬


‫‪-3-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‪------------------‬أد‪/‬سهيلة بوخميس‪ ،‬أد‪/‬وفاء شيعاوي‬
‫ومن هذا المنطلق يمكن تعريف التحرير الذكي للمقالة القانونية على أنه مباشرة الباحث لعملية الكتابة‬
‫مستعينا بتطبيقات ذكية تساعده على التوثيق وتحديد الخيارات المطلوبة لدى االستعانة بالمادة العلمية‬
‫المرجعية‪ ،‬وتحديد األخطاء المرتكبة‪ ،‬للحصول في النهاية على عمل بحثي مستوفي الشروط الشكلية‬
‫والموضوعية والمنهجية المتعارف عليها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مميزات التحرير الذكي للمقالة القانونية‬

‫يتميز التحرير الذكي بالعديد من السمات التي تجعله متفردا ومختلفا عن طرق التحرير الكالسيكية المعروفة‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬من شأن التحرير الذكي للمقاالت العلمية أن يحد من ارتكاب األخطاء عن طريق برمجة اللغة‬
‫المستعملة في التحرير‪ ،‬ضمن التطبيقات التي يستعين بها الباحث والتي تكون قادرة على اكتشاف‬
‫الخطأ واقتراح البديل مباشرة بنفس اللغة المتخصصة المطلوبة في التحرير‪.‬‬
‫‪ -‬يعمد التحرير الذكي للمقاالت العلمية اختصار الوقت والجهد والمال وبل لم يعد في حاجة إلى‬
‫ضغطة زر‪ ،‬ذلك ألن التطبيق المدخل في برنامج الحاسوب كفيل بتحديد العناصر المطلوب‬
‫وضعها في المقالة وتوثيقها على النحو المطلوب فال يحتاج الباحث الى بذل جهد في البحث عن‬
‫ملف أو عن مصدره لتوثيقه‪ ،‬بل يكفي االستعانة بكلمة مفتاحية ليتولى التطبيق الباقي‪.‬‬
‫‪ -‬يساعد التحرير الذكي الباحث الى توجيه تركيزه على الشق الموضوعي فقط للعمل البحثي‪ ،‬أما‬
‫الجانب الشكلي والمنهجية فإن التطبيق الذكي كفيل بصب المقال العلمي فيه بالصورة المطلوبة‬
‫والمثالية‪ ،‬فإن وجد خلل فيه فإن الذي يتحمل مسؤوليته هو الباحث الذي أخطأ في عملية البرمجة‬
‫ال التطبيق‪.‬‬
‫‪ -‬يستعين الباحث في التحرير الذكي بالعديد من التطبيقات المختلفة أهمها تلك المتعلقة بتخزين‬
‫المعلومات وترتيبها على حسب الخطة التي يضعها الباحث فيحدد التطبيق أي المواد العلمية التي‬
‫يحتاجها الباحث في كل جزئية من جزئيات خطته‪ ،‬وهناك تطبيقات أخرى خاصة بالتوثيق تكمن‬
‫مهمتها في اسناد كل مادة إلى أصلها وفقا للمنهجية المطلوبة والمبرمجة من قبل الباحث‪...‬الخ‪.‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‪------------------‬أد‪/‬سهيلة بوخميس‪ ،‬أد‪/‬وفاء شيعاوي‬
‫المطلب الثالث‪ :‬وسائل التحرير الذكي‬

‫يستعين الباحث لدى تحريره للمقالة القانونية بالعديد من التطبيقات الذكية أفضلها على اإلطالق‪:‬‬

‫‪ -1‬تطبيقات الذكاء االصطناعي التي تساعد الباحثين والطالب في مرحلة االطالع ومراجعة الدراسات‬
‫السابقة وإمكانية إدارتها وتنظيمها وذلك من خالل توفير قاعدة بيانات تتضمن الكثير من المراجع واألبحاث‬
‫العلمية ومن أهم هذه التطبيقات لدينا‪:‬‬

‫تطبيق)‪ : (Mendeley‬يساعد الباحث في مرحلة جمع المادة العلمية وتسهيل الرجوع إليها مرة أخرى‪ ،‬و‬
‫ترتيبها بما يتناسب مع أولويات الباحث في بحثه العلمي أو الطريقة التي يفضلها سواء كان وفق المؤلف‬
‫أو موضوع البحث أو حسب جهة النشر أو سنة النشر‪ ،‬كما أنه يساعد في جمع كافة األبحاث والدراسات‬
‫التي اطلع عليها الباحث وتوفيرها له إذا أراد الرجوع إليها مرة أخرى أثناء كتابة بحثه العلمي‪.3‬‬

‫تطبيق)‪ :(LibGen‬و يتضمن محرك بحث للمقاالت والكتب واألبحاث العلمية في مواضيع وتخصصات‬
‫مختلفة‪ ،‬يتيح لمستخدميه إمكانية الوصول المجاني إلى المحتوى العلمي‪ ،‬ناهيك عن احتوائه ملفات وكتب‬
‫وأبحاث علمية بصيغة )‪ (pdf‬وجاهزة للتحميل المجاني‪ .4‬تطبيق )‪ :(Endnote‬يساعد الباحث على إدارة‬
‫كافة المراجع والدراسات السابقة أثناء كتابة أبحاثهم العلمية‪ ،‬مع إمكانية البحث في العديد من قواعد البيانات‬
‫المختلفة من أجل جمع المادة العلمية كاألبحاث والدراسات السابقة والمقاالت ومن ثم إدراجها في البرنامج‬
‫ليسهل على الباحث أو الطالب استرجاعها مرة أخرى وطرق إدارتها وتنظيمها‪.5‬‬

‫خدمة إعادة الصياغة‪ :‬و هي أحد أهم األساليب العلمية التي يتم استخدامها في كتابة البحوث العلمية‪،‬‬
‫وذلك لتجنب التشابه بين المحتوى الحالي وأي محتوى سابق لتجنب الوقوع في السرقة العلمية أو ما يسمى‬
‫ب‪":‬االستالل"‪ ،‬ولكن قد يواجه الباحثون بعض المشاكل أثناء مراجعة اإلطار النظري واألدبيات السابقة‪،‬‬
‫ويرجع أغلبها إلى قلة خبرة الباحثون بمبادئ وقواعد االقتباس العلمي الصحيحة‪ ،‬وألن هذا ضروري حرصت‬
‫شركة دراسة لخدمات البحث العلمي والترجمة المعتمدة على توفير خدمة إعادة الصياغة للبحوث والدراسات‬
‫سواء العربية أو األجنبية وبأسلوب علمي رصين يتسم بالسالمة اللغوية‪ ،‬باإلضافة إلى مراعاة النسبة‬
‫المسموح بها أكاديمياً من حيث التشابه ووفقاً للنسبة التي يحددها طالب الخدمة‪.6‬‬

‫‪3‬‬
‫‪- https://www.mendeley.com/?interaction_required=true‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-https://www.libgen.is/‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-https://endnote.com/‬‬
‫‪6‬‬
‫‪-https://drasah.com/serviceitem.aspx?id=18‬‬
‫‪-5-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‪------------------‬أد‪/‬سهيلة بوخميس‪ ،‬أد‪/‬وفاء شيعاوي‬
‫المبحث الثاني‪ :‬كيفية تحرير مقالة قانونية باستخدام أنظمة الذكاء االصطناعي‬

‫رغبة في إحاطة تطبيقات الذكاء االصطناعي وأكثرها تطو ار من الناحية القانونية واألدبية األخالقية‬
‫وفي سبيل ضمان االستخدام والتطبيق النزيه والعادل واآلمن لمبتكرات الذكاء االصطناعي خاصة في مجال‬
‫‪7‬‬
‫البحوث العلمية‪ ،‬والحيلولة دون اساءة استخدامه فقد أصدرت منظمة التعاون االقتصادي والتنمية‬
‫)‪(OECO‬مدونة أخالقيات استخدام تكنولوجيا الذكاء االصطناعي وتعد هذه المدونة أول ميثاق شرف أو‬
‫دستور أخالقي أو مدونة أخالقيات استخدام تكنولوجيا الذكاء االصطناعي وتطبيقاته في بلدان العالم تهدف‬
‫لضمان االستخدام والتطبيق النزيه والعادل واآلمن لمبتكرات الذكاء االصطناعي والحيلولة دون تحوله إلى‬
‫(مهلكة للبشرية) أو االنحراف به إلى ما ال يمكن السيطرة عليه وبخاص ًة في التطبيقات ذات الطابع العلمي‬
‫االبتكاري‪.8‬‬

‫ومن هذا المنطلق كان البد على الباحث أن يكون شديد الحذر لدى استخدام هذا النوع من التكنولوجيا‪،‬‬
‫بأن يضع لنفسه حدود معينة يقف عندها لضمان جودة وأصالة عمله البحثي فيعمد في البدء إلى تحديد‬
‫الموضوع الذي يرغب في معالجة مشكلته ويضع له مخططا معتمدا على مادة علمية سبق له جمعها في‬
‫مطلب أول ثم ينتقل بعدها إلى اختيار التطبيقات المالئمة ويعمد الى برمجتها على حسب الشكل والمنهج‬
‫المطلوب في عملية التحرير في مطلب ثاني‪ ،‬لينتقل بعدها الختبار عمله وتحديد نسبة االقتباس ومدى‬
‫صالحيته للنشر في مطلب ثالث‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التحضير لعملية تحرير المقالة القانونية‬

‫يعمد الباحث في هذه المرحلة الى تحضير العناصر التي يحتاجها في عملية التحرير كاإلشكالية والفرضيات‬
‫والعنوان والخطة المالئمة وقائمة المراجع والجداول واألشكال التي سيتعين بها في عملية التحرير‪ ،‬وهي‬
‫عناصر شخصية تظهر شخصية الباحث ومدى قدرته على اإلحاطة بالموضوع لذا ال يصح بأي حال من‬

‫‪ -‬منظمة دولية تأسست في عام ‪ 1947‬تهدف إلى تحقيق التنمية االقتصادية وإلى انعاش التبادالت التجارية على المستوى‬ ‫‪7‬‬

‫الدولي تتكون المنظمة من مجموعة من البلدان المتقدمة التي تقبل مبادئ الديمقراطية التمثيلية واقتصاد السوق الحر عدد‬
‫األعضاء (‪ )36‬في عام ‪ 2018‬مقرها الرئيسي‪ ،‬باريس فرنسا‪ ،‬ينظر‪ :‬د‪ .‬مدحت أبو النصر‪ ،‬الذكاء االصطناعي في المنظمات‬
‫الذكية‪ ،‬الناشر المجموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪2020 ،1‬م‪ ،‬ص‪.156‬‬
‫‪ -8‬عواد حسين ياسين العبيدي‪ ،‬مفهوم الذكاء الصناعي‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 2022-08-14‬على الساعة‪08:48:00 :‬‬
‫‪https://www.sjc.iq/view.69927/‬‬
‫‪-6-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‪------------------‬أد‪/‬سهيلة بوخميس‪ ،‬أد‪/‬وفاء شيعاوي‬
‫األحوال االستعانة بتطبيقات الذكاء االصطناعي في هذه المرحلة اللهم إال إذا تعلق األمر بجمع المادة‬
‫العلمية التي يحتاجها في عملية التحرير‪.‬‬

‫وبما أن أهم جزء في المقال العلمي العنوان واإلشكالية باعتبارهما العمود الفقري لها‪ ،‬فإن الباحث مجبر‬
‫على التأني لدى صياغة العنوان وضبط اإلشكالية وفقا لما يتناسب مع العنوان فهذا األخير يعتبر المدخل‬
‫الرئيسي الذي يمكن الباحث من معرفة عناصر وأجزاء الموضوع المراد دراسته‪ ،‬ويمكن القارئ من أخذ‬
‫لمحة وفكرة عن الموضوع قبل قراءته‪ ،‬تربطه بباقي أجزاء البحث العلمي عالقة تكاملية‪ ،‬فال يمكن الخروج‬
‫عن الفكرة األساسية التي يحملها العنوان في طياته ال على مستوى اإلشكالية وال على مستوى الخطة‪ ،‬لذا‬
‫ينبغي أن يكون الباحث شديد الحرص في ضبط العنوان عند اختياره لموضوع ما‪ ،9‬ولتحديد مشكلة الدراسة‬
‫البد من مراعاة مجموعة من االعتبارات نذكر منها‪:‬‬

‫‪ .1‬أن تكون المشكلة في نطاق تخصص الباحث‪.‬‬


‫‪ .2‬أن تكون ضمن اهتماماته البحثية‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تكون ذات قيمة علمية وعملية‪ ،‬أي تكون مهمة من الناحية العلمية أو بالنسبة للمجتمع أو لالثنين‬
‫معاً‪.‬‬
‫‪ .4‬أن تتسم بالحداثة‪ ،‬أي لم يتم تناولها من قبل وهذا يعني محاولة التطرق لجوانب جديدة‪.‬‬
‫‪ .5‬أال تكون ذات موضوعات يصعب تناولها لحساسيتها بالنسبة للمجتمع‪.‬‬
‫‪ .6‬أن تكون المشكلة قابلة للبحث‪.‬‬
‫‪ .7‬أن يكون الموضوع محدداً وليس عاماً يحتوي على كثير من المشكالت الفرعية‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬البرمجة الشكلية والمنهجية لقالب المقال العلمي‬

‫في الوقت الذي يستهلك فيه الكثير من الباحثين الوقت الكثير في اعداد بحوثهم يلجأ نخبة منهم باالستعانة‬
‫بأهم تطبيق على االطالق وهو محرر مستندات جوجل‪ ،‬فعلى الرغم من أن جوجل ‪ document‬متاح‬
‫لالستخدام عبر أجهزة سطح المكتب المختلفة‪ ،‬ومع ذلك قامت شركة جوجل بإطالق تطبيق محرر‬
‫المستندات لتسهيل الوصول عبر الهاتف واألجهزة اللوحية المختلفة‪ ،‬وهو من الناحية العملية أداة فعالة في‬

‫‪ -‬سهيلة بوخميس‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 40‬وما بعدها‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪-7-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‪------------------‬أد‪/‬سهيلة بوخميس‪ ،‬أد‪/‬وفاء شيعاوي‬
‫كتابة البحث العلمي‪ ،‬إذ يتيح الكتابة والتعديل‪ ،‬مع إمكانية الوصول إلى المستند وإجراء التعديل عليه بدون‬
‫إنترنت‪ ،‬كما يمكن كتابة وتحرير وإدراج االستشهادات واألدلة واالحصائيات واألرقام والبيانات وتوثيقها‬
‫بطريقة سهلة‪ ،‬ويساعد على مشاركة المستند مع مشرف البحث بما يتيح له التعليق وإضافة التعديالت‬
‫المناسبة ‪.10‬‬

‫كما يتيح تطبيق جوجل ‪ document‬الدردشة الحية أثناء جلسات الكتابة‪ ،‬وتحويل مستندات ال ‪Word‬‬
‫وتصديرها كمستندات ‪ LaTeX‬و ‪ Word‬و ‪ PDF‬وصيغ أخرى مختلفة‪ ،‬والملفت للنظر هنا هو أن‬
‫الباحث ليس مضطر للجلوس أمام جهاز الكمبيوتر لتحرير مقاله العلمي‪ ،‬بل يكفيه أن يقوم بتحميل التطبيق‬
‫وكتابة البحث الخاص به عبر الهاتف بكل سهولة ويحرص التطبيق على حفظ المادة العلمية الخاصة‬
‫بالعمل البحثي بشكل آمن بأحد أدوات التخزين السحابية لتجنب فقدانها بشكل أو بآخر‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬االستعانة بتطبيقات السرقة العلمية وخدمات إعادة الصياغة‬


‫يستعين الباحث أيضا بتطبيقات السرقة العلمية لتحديد مدى التشابه بين عمله وبين األعمال المشابهة‬
‫والقريبة من موضوعها فيتجنب الوقوع في السرقة العلمية إما بتغيير المحتوى أو بإعادة الصياغة عن طريق‬
‫االستعانة ببرامج إعادة الصياغة‪ ،‬وفيما يلي نورد أكثر التطبيقات شيوعا بين الباحثين وهي‪:‬‬

‫برنامج ‪ :Write Check‬وهو أحد البرامج التي تساعد الطالب على تصحيح األخطاء اللفظية في تركيب‬
‫الكلمات التي يقعون فيها‪ ،‬واألخطاء القواعدية‪ ،‬واألخطاء التعبيرية‪ ،‬وأخطاء التوثيق‪ ،‬وكتابة الحواشي‬
‫والمصادر والمراجع‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك فإنه يقوم بتدقيق المقال ومقارنته بقواعد البيانات الموجودة في نظام البرنامج‪ ،‬ويعد‬
‫هذا البرنامج من أهم البرامج التي يقوم باستخدامها طالب الدراسات العليا في صياغة وكتابة أبحاثهم‬
‫العلمية‪.‬‬

‫ولالشتراك في هذا البرنامج يتم دفع مبلغ مالي يختلف بحسب عدد المقاالت التي يرغب الطالب بتقديمها‬
‫للبرنامج‪ ،‬كما يوفر هذا البرنامج فرصة نقد البحث من قبل أخصائيين في هذا المجال الكتشاف مواطن‬
‫الضعف فيه‪.11‬‬

‫‪10‬‬
‫‪- https://emtyiaz.com/10-free-apps-for-writing-scientific-research‬‬
‫‪11‬‬
‫‪- https://www.bts-‬‬
‫‪academy.com/blog_det.php?page=429&title=%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%88_%D8%A3%D9%81‬‬
‫‪%D8%B6%D9%84_%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC_%D9%83%D8%B4%D9‬‬
‫‪-8-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‪------------------‬أد‪/‬سهيلة بوخميس‪ ،‬أد‪/‬وفاء شيعاوي‬
‫برنامج ‪ :ithenticate‬ويعد أهم وأكثر البرامج مصداقية وموثوقية في كشف السرقة العلمية‪ ،‬ويعد هذا‬
‫البرنامج مخصصا لدور النشر العلمية‪ ،‬الباحثين‪ ،‬الطالب‪ ،‬األساتذة‪ ،‬وطلبة الماجستير والدكتوراه‪.‬‬
‫ويتميز هذا البرنامج بأنه يقارن البحث المقدم على‪ 3880000‬بحث‪ ،‬وثيقة‪ ،‬كتاب علمي في أكثر من‬
‫ثمانين ألف مجلة بحثية‪.‬‬

‫كما أنه يقارن البحث المقدم أيضا مع ‪ 92000000‬ملخص‪ ،‬ومستخلص ألبحاث في قواعد البيانات‪.‬‬
‫وليس هذا وحسب بل أن يقوم بمقارنة البحث مقابل ‪ 450000000000‬صفحة أنترنت متاحة‪.‬‬
‫وتستخدم هذا البرنامج كبرى الجامعات العالمية كجامعة هارفارد‪ ،‬كامبريدج‪ ،‬وسالسفورد‪.12‬‬

‫كما يمكن للباحث أيضا االستعانة بتطبيقات إعادة الصياغة وهي تلك العملية التي يعتمد فيها الباحث على‬
‫نص أو نصوص في أحد المصادر او المراجع المرتبطة بتخصصه العلمي‪ ،‬وكتابتها بكلمات وعبارات‬
‫أخرى تعطي نفس المعنى‪ ،‬وتوظف الفكرة التي يريد الباحث العلمي أن يستفيد منها‪ .13‬وأشهر تلك التطبيقات‬
‫بارافريزر‪ :‬أعد صياغة النصوص وبحرفية‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫في ختام الدراسة تبين أن حسن استخدام واستعمال أنظمة الذكاء االصطناعي ضمن الضوابط األخالقية‬
‫العلمية‪ ،‬والقيود القانونية التي فرضتها متطلبات الحماية القانونية للملكية الفكرية التي تنصب على األعمال‬
‫البحثية عامة والقانونية خاصة‪ ،‬من شأنه أن يساهم في تأصيل البحوث العلمية وتحقيق جودة تسمح‬
‫باالستفادة منها من قبل المخاطبين بها في المحيط االجتماعي واالقتصادي الثقافي والسياسي وغيرها‪،‬‬
‫خاصة أن فرع القانون ينظم ممارسة جميع الفروع والتخصصات على اختالف أشكالها ومجاالتها حتى ولو‬
‫كانت خارج مجال العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬ومن هذا المنطلق توصلت الدراسة إلى العديد من النتائج‬
‫والحلول المناسبة لها نوردها على النحو اآلتي‪:‬‬

‫_‪%81_%D8%B3%D8%B1%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D9%88%D8%B5‬‬
‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9%D8%9F‬‬
‫‪12‬‬
‫‪- https://www.ithenticate.com.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪-‬‬
‫‪https://mobt3ath.com/dets.php?page=1038&title=%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9_%D8%‬‬
‫‪A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%BA%‬‬
‫‪D8%A9_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB_%D8%A7%D9%84%D8‬‬
‫‪%B9%D9%84%D9%85%D9%8A‬‬
‫‪-9-‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‪------------------‬أد‪/‬سهيلة بوخميس‪ ،‬أد‪/‬وفاء شيعاوي‬
‫أوال‪ :‬النتائج‬

‫‪ .1‬إن االستعانة بأنظمة الذكاء االصطناعي لدى إعداد البحوث العلمية تتطلب بالضرورة تأهيال وتكوينا‬
‫كافيا لضمان الوصول لألهداف المرجوة من قبل الباحث‪ ،‬ومجال العلوم القانونية واإلدارية يعج بالباحثين‬
‫الذين أقل ما يقال عنهم أنهم يجهلون تماما المزايا التي يمكن أن يستفيدوا منها من خالل هذا النوع من‬
‫األنظمة‪.‬‬
‫‪ .2‬إن البرامج والخوارزميات المخصصة لكتابة وتحرير البحوث العلمية عموما والقانونية خاصة ينبغي‬
‫برمجتها ضمن أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬كالشق المتعلق بالنزاهة والموضوعية واألمانة العلمية‪.‬‬
‫‪ .3‬أن التطبيقات والمنصات الذكية المتوفرة في الفضاء الرقمي حاليا تشجع الباحثين اليافعين على السرقة‬
‫العلمية وليس على اعداد أعمال بحثية أصيلة متفردة بذاتها وذات قيمة علمية يمكن للعديد من الجهات‬
‫االستفادة منها‪ ،‬كمنصة ‪ Smodin‬التي تساعد الباحثين على سرقة األعمال البحثية بحرفية من خالل‬
‫إعادة صياغتها بمفردات أخرى مرادفة لتلك المستخدمة في العمل األصلي‪.‬‬
‫‪ .4‬أن أنظمة الذكاء االصطناعي سالح ذو حدين ظاهره نعمة إن أحسن الباحث استغاللها بأمانة‬
‫وموضوعية إلعداد أعمال ذات قيمة علمية‪ ،‬وباطنه نقمة إذا تم إساءة استعمالها فمن شأنه أن يساهم‬
‫في المساس الصارخ لحقوق الملكية الفكرية لألعمال البحثية وبحرفية لدرجة أنه ال يمكن كشفها حتى‬
‫عن طريق تطبيقات السرقة العلمية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬التوصيات‬

‫‪ .1‬ضرورة التوجه نحو إضافة مقررات دراسية في الدراسات ما بعد التدرج في الطور الثالث‪ ،‬تتضمن برامج‬
‫أنظمة الذكاء االصطناعي الخاصة بإعداد البحوث العلمية‪ ،‬يتكفل متخصصين بتكوين الباحثين بما‬
‫يضمن جودة أعمالهم العلمية‪.‬‬
‫‪ .2‬لضمان جودة األعمال البحثية لدى استخدام أنظمة الذكاء االصطناعي‪ ،‬ينبغي على مؤسسات التعليم‬
‫العالي ومراكز البحوث تشجيع الباحثين على استخدام أصناف محددة من التطبيقات والمنصات التي‬
‫أخضعتها وبرمجة هذه األخيرة وفق مقتضيات أخالقيات البحث العلمي وضمن ضوابط األمانة العلمية‪.‬‬
‫‪ .3‬ضرورة تشجيع الدولة للباحثين على خلق تطبيقات وب ارمج تسهل عملية الكشف عن األعمال التي تمت‬
‫إعادة تحريرها من قبل خوارزميات أخرى وكآلية وقائية ينبغي أن تعمل على تحفيز الباحثين على نشر‬
‫ثقافة أخلقة الحياة العامة وتكريسها في أعمالهم البحثية‪.‬‬

‫‪- 10 -‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫التحرير الذكي للمقالة القانونية‪------------------‬أد‪/‬سهيلة بوخميس‪ ،‬أد‪/‬وفاء شيعاوي‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫‪ -1‬محمد علي الشرقاوي‪ ،‬الذكاء االصطناعي والشبكات العصبية سلسة علوم وتكنولوجيا حاسبات‬
‫المستقبل مركز الذكاء االصطناعي للحاسبات‪ ،‬مطابع المكتب المصري الحديث‪ ،‬القاهرة‪،1996 ،‬‬
‫ص‪.23‬‬
‫‪ -2‬مدحت أبو النصر‪ ،‬الذكاء االصطناعي في المنظمات الذكية‪ ،‬الناشر المجموعة العربية للتدريب‬
‫والنشر‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.2020 ،1‬‬
‫‪ -3‬سهيلة بوخميس‪ ،‬مطبوعة منهجية إعداد البحث العلمي‪ :‬تقنيات إعداد البحوث العلمية‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 8‬ماي ‪ 1945‬قالمة‪.2020-2019 ،‬‬
‫‪ -4‬عواد حسين ياسين العبيدي‪ ،‬مفهوم الذكاء الصناعي‪ ،‬تاريخ االطالع ‪ 2022-08-14‬على‬
‫الساعة‪https://www.sjc.iq/view.69927/ 08:48:00 :‬‬
‫‪ -5‬المواقع االلكترونية‪:‬‬

‫‪-https://www.mendeley.com/?interaction_required=true‬‬
‫‪-https://www.libgen.is/‬‬
‫‪-https://endnote.com/‬‬
‫‪-https://drasah.com/serviceitem.aspx?id=18‬‬
‫‪- https://emtyiaz.com/10-free-apps-for-writing-scientific-research‬‬
‫‪- https://www.bts-‬‬
‫‪academy.com/blog_det.php?page=429&title=%D9%85%D8%A7_%D9%87%‬‬
‫‪D9%88_%D8%A3%D9%81%D8%B6%D9%84_%D8%A8%D8%B1%D9%86‬‬
‫‪%D8%A7%D9%85%D8%AC_%D9%83%D8%B4%D9%81_%D8%B3%D8%‬‬
‫‪B1%D9%82%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B5%D9%88%D8‬‬
‫‪%B5_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A%D8%A9%D‬‬
‫‪8%9F‬‬
‫‪- https://www.ithenticate.com.‬‬
‫‪https://mobt3ath.com/dets.php?page=1038&title=%D9%83%D9%8A%D9%81‬‬
‫‪%D9%8A%D8%A9_%D8%A5%D8%B9%D8%A7%D8%AF%D8%A9_%D8‬‬
‫‪%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D8%BA%D8%A9_%D9%81%‬‬
‫‪D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB_%D8%A7%D9%‬‬
‫‪84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A‬‬

‫‪- 11 -‬‬ ‫الملتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬

‫دور قواعد البيانات في دعم وتيسير البحث العلمي‬


‫ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ‬
‫‪The role of databases in supporting and facilitating scientific research‬‬
‫‪Arabic databases as a model‬‬

‫الدكتورة‪ :‬زرايرية نوة‬ ‫الدكتور‪ :‬بوعشة كمال‬


‫دكتوراه جامعة باجي مختار عنابة‬ ‫جامعة الشادلي بن جديد الطارف‬
‫‪zerairianoua@gmail.com‬‬ ‫‪bouacha-kamel@univ-eltarf.dz‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫إن الثورة التي شهدها القرن العشرين خاصة ما تعلق بالجانب الرقمي كان لها دور فعال في إثراء البحث‬
‫العلمي كما وكيفا في شتى مجاالته‪ ،‬خاصة مع اعتماد الحاسب االلكتروني الذي يعتبر من أحدث األساليب‬
‫المعاصرة لتخزين واسترجاع المعلومات االلكترونية صمن إطار ما يسمى بقواعد البيانات هذه األخيرة التي تكمن‬
‫أهميتها في تسهيل عملية البحث وتمكين الباحثين من الوصول إلى النتائج المرجوة في أي زمان ومن أي مكان‬
‫كانوا‪ .‬وهناك العديد من نماذج قواعد البيانات العربية المعتمدة في البحث العلمي نذكرمنها‪ :‬مكتبة أسك زاد‪،‬‬
‫مكتبة نون‪ ،‬قاعدة بيانات معرفة‪ ،‬قاعدة بيانات دار المنظومة‪.....‬الخ والهدف األبرز من قواعد البيانات هو‬
‫توفير كمية ضخمة من مصادر المعلومات المتنوعة التي يمكن الوصول إليها من قبل الباحث العربي بكل‬
‫سهولة ويسر‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬قواعد البيانات ‪ -‬دعم ‪ -‬البحث العلمي – قواعد البيانات العربية‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The revolution that took place in the twentieth century, especially with regard to the digital aspect,‬‬
‫‪had an effective role in enriching scientific research in quantity and quality in its various fields,‬‬
‫‪especially with the adoption of the electronic computer, which is considered one of the latest‬‬
‫‪contemporary methods for storing and retrieving electronic information within the framework of the so-‬‬
‫‪called databases. Its importance in facilitating the research process and enabling researchers to reach the‬‬
‫‪desired results at any time and from wherever they are. There are many models of Arabic databases‬‬
‫‪adopted in scientific research, including: Ask Zad Library, Noon Library, Knowledge Database, Dar Al-‬‬
‫‪Mandumah Database.....etc. It can be accessed by the Arab researcher with ease.‬‬
‫‪Keywords: databases - to support- Research - Arabic databases.‬‬

‫‪-1-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫قال أبو حاتم الرازي المتوفى سنة ‪ 277‬ه "إذا كتبت فقمش‪ ،‬وإذا حدثت ففتش" وأضاف العلماء‬
‫المعاصرون " وعندما نرجع إلى طرق البحث المعاصرة نستسمحه إلضافة "وإذا ألفت فهمش" ألنه يجب على‬
‫الباحث تقديم الدليل على ما يورده من معلومات وتبرير ما يطرحه من أفكار ومن هنا يبرز دور التوثيق في‬
‫البحوث‪ .‬فالبحث العلمي يحتاج إلى مصادر ومراجع متنوعة تكون للباحث معينا ومنهال للمعرفة‪ .‬وإلى وقت‬
‫قريب شكل الكتاب ومن ثم المجالت والصحف (الوعاء الورقي) أهم روافد المعرفة والتي تتواجد في رفوف‬
‫المكتبات والمراكز البحثية وهو األمر الذي يجعلها غير متوفرة لجميع الباحثين بالقدر الكافي كما ال يكمن جمع‬
‫هذه المصادر في مكان واحد ومن جهة أخرى فإن البحث في فهارس المكتبات أو البحث المباشر في المكتبات‬
‫يحتاج من الجهد والوقت ما ال يطيقه الكثير من الباحثين‪.‬‬

‫إن ما حدث خالل القرن العشرين قد غير كل المفاهيم والمعطيات حيث كان للتقدم العلمي خاصة في‬
‫مجال علوم الحاسوب وما يتصل بها دور بارز في إثراء البحث العلمي كما وكيفا‪ ،‬وساهم في ظهور قواعد‬
‫البيانات والمكتبات االلكترونية والتي ساعدت شبكة االنترنت في نموها وتطورها بشكل كبير‪ ،‬فقد أصبحت توفر‬
‫المراجع والمصادر بمختلف األنواع وتتيح للباحث إمكانية الوصول إلى قواعد البيانات واالطالع والقراءة والتحميل‬
‫وبصيغ مختلفة ما يسمح له بالوصول وفي وقت قصير إلى أكبر عدد ممكن من المراجع المعتمدة في بحثه‬
‫وبأقل التكاليف‪.‬‬

‫وعليه يمكن لنا طرح االشكال اآلتي‪ :‬ماهي قواعد البيانات؟ ما هو تعريفها‪ ،‬ماهي خصائصها؟ كيف يمكن‬
‫االستفادة منها بالنسبة للباحثين؟ وما هي قواعد البيانات العربية التي يمكن أن يستفيد منها الباحث؟ وماهي‬
‫المجاالت التي تغطيها؟ لإلجابة على هذه التساؤالت قسمنا البحث إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم قواعد البيانات‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نماذج عن قواعد البيانات العربية‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم قواعد البيانات‬


‫قواعد البيانات أو المعلومات مفهوم جديد ظهر مع الثورة التكنولوجية الهائلة وتطور بتطور االنترنت التي‬
‫أصبح معها تداول المعلومات سريع وسهل‪ ،‬تخطى الحدود الجغرافية وغير من مفهوم البحث األكاديمي والعمل‬

‫‪-2-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫البحثي عموما‪ .‬إنطالقا من هذا سنحاول التطرق بشيء من التفصيل إلى تعريف قاعدة البيانات وأنواعها‬
‫وخصائصها وكيفية البحث في قواعد البيانات واالفادة منها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف قواعد البيانات‬

‫هناك مفهومين يستخدمان في مجال قواعد البيانات‪ ،‬فهناك من يستعمل مصطلح معلومات وآخرون‬
‫يستخدمون مصطلح بيانات ومع اختالف المسميات فإنها تؤكد على أن قاعدة البيانات المرتبطة بالحاسب‬
‫االلكتروني من أحدث األساليب المعاصرة لتخزين واسترجاع المعلومات االلكترونية‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ لغة‪:‬‬

‫يتكون مفهوم قاعدة البيانات من مصطلحين‪ :‬األول (قاعدة ‪ )BASE‬وتعني لغة "األساس أو الدعامة‬
‫للشيء" وقد تدل على الوعاء الذي يحوي شيئا معينا‪ .‬أما الثاني (البيانات ‪ )DATA‬ويعني مجموعة الحقائق‬
‫(‪)1‬‬
‫المخزنة ضمن وعاء قاعدة البيانات وتوصف بانها المواد الخام التي تنتج عنها المعلومات بعد معالجتها‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ اصطالحا‪:‬‬

‫أما اصطالحا فقد عرفها الطائي بأنها‪" :‬نظام يوافر الوسائل الضرورية التي تساعد المنظمات في تجميع‬
‫وإعداد الملفات وخزنها بصيغة نظامية من خالل تحديد العالقات المنطقية والمادية الموجودة في الملفات وعلى‬
‫(‪)2‬‬
‫النحو الذي يمنع تكرار معلوماتها ويجعلها متاحة للتطبيقات المتنوعة ولمختلف المستفيدين بسهولة ويسر"‪.‬‬

‫وعرفها "‪ "ALTER‬بأنها‪ :‬تركيبة مهيكلة من البيانات المخزنة الكترونيا يتم السيطرة والوصول إلها من‬
‫خالل الحواسيب باالعتماد على عالقات معروفة سابقا‪ ،‬وتحتوي قاعدة البيانات على خمسة أنواع من البيانات‬
‫وهي النص والصوت والصورة والفيديو وفقرات البيانات‪.‬‬

‫‪ - 1‬حيدر شاكر البرزنجي‪ ،‬محمود حسن جمعة‪ ،‬تكنولوجيا ونظم المعلومات في المنظمات المعاصرة منظور إداري تكنولوجي‪ ،‬مطبعة ابن العربي‪ ،‬بغداد‪،‬‬
‫‪ ،2014‬ص ‪.200‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.180‬‬

‫‪-3-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫كما عرفت بأنها‪ :‬تنظيم منطقي لمجموعة من الملفات المترابطة تكون البيانات فيها متكاملة ومترابطة معا‬
‫بعالقات معينة يصبح معها من السهولة إيجاد المعلومات لتحقيق األهداف المطلوبة‪ ،‬وتكون البيانات فيها مرتبة‬
‫(‪)1‬‬
‫ومخزنة بطريقة نموذجية يتم فيها تحاشي تكرار البيانات‪.‬‬

‫عرفت أيضا بأنها‪ :‬مجموعة من البيانات المخزنة بطريقة نموذجية ودون تكرار والمتصلة مع بعضها وفق‬
‫(‪)2‬‬
‫عالقات متبادلة‪.‬‬

‫عرفها "‪ "DATE‬بأنها‪ :‬مجموعة من البيانات الخاصة بمشروع أو عدة تطبيقات‪ ،‬مخزنة معا بطريقة مرتبطة‬
‫على أوساط تخزين البيانات بالحاسب اآللي‪ ،‬مما يحقق التنظيم األمثل لملفات البيانات ويسمح باسترجاعها‬
‫بالدقة والسرعة المطلوبة‪ ،‬مع توفير الحماية والضمان ضد فقد هذه البيانات أو تلفها‪ ،‬أو إساءة إستخدامها‬
‫(‪)3‬‬
‫بواسطة المستفيدين‪.‬‬

‫ومن التعريفات السابقة يتضح أن قاعدة البيانات هي نظام لحفظ البيانات وتنظيمها على الحاسوب‪ ،‬وهذا‬
‫النظام يسمح بإضافة وتعديل وتحديث البيانات باستمرار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع قواعد البيانات‬

‫تتشعب وتنقسم قواعد البيانات إلى عدد كبير من القواعد ويمكن تقسيمها بناء على محتويات البيانات إلى‬
‫مايلي‪:‬‬
‫‪ 01‬ـ قواعد البيانات الببليوغرافية‪ :‬تعتبر أكثر قواعد البيانات انتشا ار ويقصد بها تلك التي تشير الى المقاالت‬
‫في الدوريات وغيرها من األوعية‪ ،‬حيث تحتوي على بيانات ببليوغرافية من شأنها تحديد وعاء المعلومات إلى‬
‫جانب مستخلص عنها كل المعلومات في معظم األحيان مصحوبا عادة بأهم المصطلحات الواردة في مصدر‬
‫المعلومات‪ ،‬ومن أبرز قواعد البيانات العالمية نذكر‪ :‬قاعدة بيانات "أريك" في مجال العلوم التربوية‪ ،‬قاعدة بيانات‬
‫ميد الين في المجال الطبي‪ .‬قاعدة بيانات العلوم االجتماعية‪ ،‬قاعدة بيانات لي از في مجال علم المكتبات‪ .‬وتعد‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الناصر علك حافظ و حسين وليد حسين عباس‪ ،‬نظم المعلومات اإلدارية بالتركيز على وظائف المنظمة‪ ،‬دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪،01‬‬
‫األردن‪ ،2014 ،‬ص ‪.103‬‬
‫‪ - 2‬رائد محمد عبد ربه‪ ،‬مبادئ نظم المعلومات اإلدارية‪ ،‬الجنادرية للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪ ،01‬األردن‪ ،2014 ،‬ص ‪.129‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬يحي مصطفى حلمي‪ ،‬أساسيات نظم المعلومات‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪ ،1988 ،‬ص ‪.225‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫هذه القواعد األكثر استخداما في كافة مراكز البحث على المستوى الدولي وتتاح هذه القواعد على الخط المباشر‬
‫(‪)1‬‬
‫وتتمتع بإمكانية تحديثها بصفة مستمرة (يومية‪ ،‬أسبوعية‪ ،‬شهرية‪)..‬‬

‫‪ 02‬ـ قواعد بيانات نصية‪ :‬تحتوي على النصوص الكاملة التي تتضمنها أوعية المعلومات‪ ،‬ويمكن لهذا األوعية‬
‫ان تكون مقاالت دوريات أو صحف(األكثر انتشارا) أو تشريعات وقوانين هذه األخيرة التي تعد من أبرز قواعد‬
‫البيانات النصية‪.‬‬

‫‪ 03‬ـ قواعد بيانات حقائقية‪ :‬تحتوي على معلومات متنوعة وضخمة حول األشخاص والشركات والوسطاء‬
‫كالبرمجيات وغيرها‪.‬‬
‫‪ 04‬ـ قواعد البيانات االحصائية‪ :‬تحتوي فقط على البيانات االحصائية أو الرقمية‪ ،‬وتتركز في مجال العلوم‬
‫وإدارة األعمال واالقتصاد بوجه خاص‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ – 05‬الموارد المرجعية (دوائر المعارف‪/‬األطالس)‪ :‬تعد نوعا هاما من قواعد البيانات النصية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬خصائص ومميزات قواعد البيانات‬

‫تتميز قواعد البيانات بخصائص ومميزات عدة تتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫ـ األداء‪ :‬تتميز قواعد البيانات بالسرعة في األداء بحيث يكون زمن الحوار بين اإلنسان واآللة مناسبا وهو في‬
‫الوقت الحالي ال يتجاوز بضع ثواني‪.‬‬

‫ـ الحد من التكرار‪ :‬تتميز قواعد البيانات بعدم وجود التكرار في الملفات مما يساعد على زيادة التحكم وسرعة‬
‫االستجابة‪.‬‬

‫ـ القدرة على البحث‪ :‬لقد أمكن تطوير نظم مناسبة لقواعد البيانات بحيث يمكن تحقيق السرعة والمرونة في‬
‫(‪)3‬‬
‫البحث عن البيانات المطلوبة مهما كان حجمها‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬مميزات البحث المباشر في قواعد البيانات‬

‫يتميز البحث المباشر في قواعد البيانات عن البحث اليدوي فيما يأتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الناصر علك حافظ و حسين وليد حسين عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.111‬‬
‫‪ - 2‬عبد الناصر علك حافظ و حسين وليد حسين عباس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ .112‬وأيضا‪ :‬صغيري الميلود‪ ،‬استخدام قواعد بيانات النظام الوطني للتوثيق‬
‫على الخط في الجامعة الجزائرية‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬مج ‪ ،06‬ع ‪ ،2017 ،01‬ص ‪.180‬‬
‫‪3‬‬
‫ـ يحي مصطفى حلمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.231-226‬‬

‫‪-5-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫ـ الراحة وتوفير الوقت فعملية البحث المباشر ابتداء من إعداد البحث ووضع استراتيجية لتنفيذه والحصول على‬
‫النتيجة تستغرق ما بين ‪ 30‬إلى ‪ 40‬دقيقة‪.‬‬

‫ـ تعدد نقاط المداخل حيث في اإلمكان البحث في أي حقل من حقوق السجالت وهو ما ال يمكن توفره في‬
‫الكشافات المطبوعة‪.‬‬

‫ـ يمكن التنسيق بين مصطلحات البحث بواسطة "و"‪" ،‬أو" ‪" ،‬ال" فتوظيفها يؤدي إلى بحث أكثر من مصطلح في‬
‫آن واحد وتركيز البحث او توسيعه حسب الحاجة‪.‬‬

‫ـ في االمكان بتر مفردات البحث القابلة لذلك السترجاع جميع أشكال المفردة الواحدة التي تشترك معها في‬
‫الجذر وهو ما يعرف اصطالحا ب (‪)Truncation‬‬

‫ـ يمكن ربط مفردات البحث ببعض كالتي تأتي متجاورة كمصطلح مركب أو تفصل بينها كلمة او اكثر مما يؤدي‬
‫إلى تحديد أكثر للمعلومات المطلوبة‪.‬‬

‫ـ يمكن تركيز البحث بطرق متعددة منها‪ :‬اللغة‪ ،‬سنة النشر‪ ،‬المنطقة الجغرافية‪ ،‬نوع الوعاء كالكتب أو المقاالت‬
‫او الرسائل الجامعية أو المؤتمرات‪.‬‬

‫ـ باإلمكان البحث في أكثر من قاعدة في آن واحد أو االنتقال من قاعدة إلى اخرى عند عملية البحث‪ ،‬مما يؤدي‬
‫(‪)1‬‬
‫إلى استخراج المعلومات المطلوبة من اكثر من قاعدة‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬كيفية البحث في قواعد البيانات‬

‫يكتسي التعرف على كيفية البحث في قواعد البيانات أهمية بالغة بالنسبة للباحثين حيث يسهل عليهم عملية‬
‫البحث ويمكنهم من الوصول إلى النتائج المرجوة بسهولة ويسر وفي وقت قصير‪ .‬وهناك العديد من نماذج‬
‫الستراتيجيات البحث ومنها استراتيجية البناء البلكي‪ ،‬أستراتيجية األجزاء المتتابعة‪ ،‬واستراتيجية االستشهاد‬
‫اللؤلئي‪.‬‬

‫من أهم طرق البحث يمكن ذكر اآلتي‪:‬‬

‫ـ الوعاء‪ :‬يمكن تحديد الوعاء الذي نرغب بالبحث فيه كان نبحث في الكتب فقط او المقاالت فقط او الرسائل‬
‫الجامعية فقط‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فهد مسفر فهد الدوسري‪ ،‬أسس البحث المباشر في قواعد المعلومات‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬الرياض‪ ،1991 ،‬ص ص ‪.16-15‬‬

‫‪-6-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫ـ سنة النشر‪ :‬حيث يتم البحث باستدعاء السجالت المنشورة خالل سنة واحدة مثال‪ )2000( :‬او عدة سنوات‬
‫مثال‪ )2010-2001( :‬وهكذا‪.‬‬

‫ـ لغة الوثيقة‪ :‬حيث يتم االقتصار على لغة واحدة معينة‪.‬‬

‫ـ تعيين الحقل المهمل‪ :‬أي الحقل الذي نود البحث فيه دون غيره من الحقول‪ ،‬كالبحث في العنوان‪ ،‬إسم‬
‫(‪)1‬‬
‫المؤلف‪ ،‬المستخلص‪ ،‬أو نص الوثيقة‪.‬‬

‫كما يمكن باإلضافة إلى طرق البحث السابقة تحديد مثال تاريخ النشر تنازلي او تصاعدي‪ ،‬وكذلك المؤلف‬
‫تصاعدي أو تنازلي‪ ،‬وكذلك العنوان تصاعدي أو تنازلي وكذلك يمكن البحث باختيار األحدث إضافة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نماذج عن قواعد البيانات العربية‬

‫على غرار معظم دول العالم إتجهت الدول العربية إلى االستثمار في مجاالت المعرفة وقامت بإنشاء قواعد‬
‫بيانات عربية متخصصة في مختلف المجاالت العلمية والمعرفية‪ ،‬وهي كثيرة ومتشعبة وقد إرتأينا أن نقدم نماذج‬
‫عن هذه القواعد والتي ساهمت بقوة في نشر المعرفة وتقليل عناء البحث عن الباحثين العرب‪ .‬من هذه القواعد‬
‫نذكر‪ :‬قاعدة بيانات آسك زاد‪ ،‬معرفة‪ ،‬دار المنظومة‪ ،‬المنهل‪ ،‬بوابة الكتاب العلمي‪ ،‬رسالة الفكر‪ ،‬مكتبة نون‪،‬‬
‫إثراء المعارف الرقمية‪.‬‬

‫‪https://www.almanhal.com/ar‬‬ ‫أوال‪ :‬قاعدة بيانات المنهل‬

‫المح ّكمة‪ ،‬مع ضمان حماية‬


‫المنهل منصة إلكترونية تتيح البحث في النص الكامل لإلصدارات العربية ُ‬
‫كل من األكاديميين‪ ،‬والباحثين‪ ،‬ومستخدمي‬
‫المتقدم ًّ‬
‫ّ‬ ‫جميع حقوق النشر الرقمي‪ ،‬حيث تم ّكن أدوات البحث‬
‫المكتبات من البحث والدخول إلى آالف اإلصدارات اإللكترونية ألبرز الناشرين والمعاهد البحثية من مختلف‬
‫أرجاء العالم العربي‪.‬‬

‫‪ 01‬ـ الكتب‬

‫حدث باستمرار‪ ،‬وتتوافر‬


‫تقدم المنهل آالف الكتب اإللكترونية من دور النشر الرائدة في العالم العربي‪ ،‬تُ ّ‬
‫ّ‬
‫مجموعة كتب المنهل اإللكترونية ضمن ‪ 16‬مجموعة مصنفة كما يلي العلوم اإلجتماعية‪ ،‬الدراسات اإلسالمية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.21-19‬‬

‫‪-7-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫التاريخ و الجغرافيا و السيرة الذاتية‪ ،‬األعمال واالقتصاد‪ ،‬العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬القانون‪ ،‬األدب‬
‫واللغة‪ ،‬العلوم التربوية األعالم واالتصال‪ ،‬الفنون‪ ...‬ومن المتوقع ان يبلغ عدد الكتب المرفوعة على المنصة رقم‬
‫‪ 25631‬كتاب بحلول نهاية سنة ‪ ،2022‬بالنسبة للقانون تحتوي المكتبة على ‪ 1086‬عنوان‪ .‬أما العلوم‬
‫السياسية والعالقات الدولية فتحتوي على ‪ 1364‬عنوان‪ .‬واألعمال واالقتصاد تحتوي على ‪.1165‬‬

‫‪ 02‬ـ الدوريات االلكترونية‬

‫تشتمل منصة المنهل على ‪ 535‬دورية عربية تشمل مجاالت العلوم االجتماعية واالنسانية‪ ،‬العلوم الطبية‪،‬‬
‫العلوم التقنية‪.‬‬

‫‪ 03‬ـ األطروحات والرسائل العلمية‬

‫إن قاعدة بيانات المنهل لألطروحات والرسائل العلمية توفر االف األطروحات القابلة للبحث في النص‬
‫المعمقة لحملة شهادات الماجستير والدكتوراه بمختلف‬ ‫ِ‬
‫الكامل وتضم هذه المجموعة األبحاث العلمية واألكاديمية ُ‬
‫مجاالت البحث والتخصصات األكاديمية‪ .‬حوالي ‪ 6000‬رسالة جامعية‪.‬‬

‫‪https://www.askzad.com‬‬ ‫ثانيا ـ بنك المعلومات العربي ‪ASK ZAD‬‬

‫ُّ‬
‫تعد من أبرز مزودي المحتوى اإللكتروني في العالم العربي وتضم القاعدة اآلالف من الكتب‪ ،‬والمراجع‪،‬‬
‫والمجالت األكاديمية والمتخصصة‪.‬‬

‫‪ 01‬ـ األرشيف الصحفي‬

‫تتنوع مصادر األرشيف الصحفي في آسك زاد لتشمل مئات الصحف والمجالت المطبوعة‪ ،‬والتي بدأ أعمال‬
‫اعتبار من يناير ‪ ، 1998‬باإلضافة إلى بعض المصادر التي تسبق هذا التاريخ كما تشمل المصادر‪،‬‬
‫ًا‬ ‫توثيقها‬
‫اآلالف من مواقع اإلنترنت اإلخبارية العربية‪ ،‬ووكاالت األنباء العربية‪ ،‬باإلضافة إلى العديد من المواقع العالمية‬
‫باللغات األجنبية التي يتم فهرستها بانتظام‪.‬‬

‫‪ 02‬ـ َّ‬
‫كشاف الدوريات المحكمة‬

‫‪-8-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫كشاف الدوريات المحكمة ُيغطي منذ عام ‪ 1934‬أكثر من ‪ 2000000‬بحث علمي تم نشره فيما يزيد على‬
‫ٍّ‬
‫كل من العلوم النظرية والتطبيقية في مصر‬
‫‪ 700‬محكمة ودورية‪ ،‬صادرة عن الكليات ومراكز األبحاث في ّ‬
‫والعالم العربي‪ ،‬ويتم تحديثه بشكل مستمر على مدار العام‪.‬‬

‫‪ 03‬ـ أرشيف المح ّكمات والدوريات الكاملة‬

‫َّ‬
‫المحكمات والدوريات الكاملة يحتوي على نسخ إلكترونية من األرشيف الكامل ألكثر من ‪191‬‬ ‫أرشيف‬
‫محكمة ودورية علمية‪ ،‬صادرة عن جامعات ومؤسسات عربية‪ ،‬تم االتفاق على إتاحة إصداراتها للجامعات‬
‫والمؤسسات المستفيدة من خدمات أسك زاد‪ .‬ويتيح األرشيف إمكانية البحث في البيانات الببليوغرافية الخاصة‬
‫ُّ‬
‫تصفح األعداد والمقاالت الكاملة‪ ،‬وحفظها‪ ،‬وطباعتها؛ لالستفادة منها في‬ ‫بكل دورية‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية‬
‫البحث األكاديمي‪.‬‬

‫‪ 04‬ـ مكتبة أسك زاد للكتب والمراجع‬

‫تُغطي مكتبة أسك زاد للكتب والمراجع منذ عام ‪ 1935‬أكثر من ‪ 25,000‬كتاب عام ومتخصص‪ ،‬تم‬
‫توثيقها وفهرستها وإتاحتها في صورة رقمية‪ ،‬ليمكن البحث في البيانات الببليوغرافية وفهرس المحتويات الخاص‬
‫بكل كتاب‪ ،‬إضافة إلى إمكانية االطالع‪ ،‬والحفظ ‪ ،‬والطباعة لمحتويات الكتب التي تُغ ِّ‬
‫طي شتى العلوم من‬
‫األديان والقانون‪ ،‬إلى االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬ومن األدب والفنون‪ ،‬إلى التاريخ والجغرافيا‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫العلوم التطبيقية األخرى‪ ،‬مثل الهندسة‪ ،‬والطب‪ ،‬والكيمياء‪ ،‬والفيزياء‪ ،‬والزراعة‪ ،‬وغير ذلك من التخصصات التي‬
‫تزخر بها محتويات هذه المكتبة الضخمة‪.‬‬

‫‪ 05‬ـ مكتبة عروض المؤتمرات وأوراقها‬

‫مؤتمر أكاديميًّا وعلميًّا‪ ،‬تم توثيق‬


‫ًا‬ ‫أرشيفا رقميًّا كامال لما يزيد على ‪50‬‬
‫ً‬ ‫توِّفر مكتبة عروض المؤتمرات‬
‫أوراقها واألبحاث المقدمة فيها‪ ،‬ليمكن البحث واالطالع على بياناتها الببليوغرافية‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية الحفظ‬
‫والطباعة لعروض كل مؤتمر‪ ،‬لتساعد المستخدمين على االستفادة من محتويات المكتبة في أغراضهم البحثية‬
‫والدراسية‬

‫‪-9-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫‪http://www.mandumah.com/‬‬ ‫ثالثا‪ :‬دار المنظومة‬

‫شركة دار المنظومة شركة سعودية تأسست عام ‪ 1424‬ه ‪ 2004‬م لخدمة المحتوى العلمي العربي‪،‬‬
‫وتملك الشركة خبرة واسعة في مجال تنظيم محتوى المعلومات الرقمي‪ ،‬وقواعد المعلومات‪ ،‬وآليات تصميمها‪،‬‬
‫مكنت الشركة‪ ،‬وخالل سنوات قليلة‪ ،‬من إطالق أربع‬
‫وبنائها‪ ،‬والبحث فيها‪ ،‬حيث نتج عن ذلك خبرة تراكمية ّ‬
‫حلقات من منظومة القواعد العلمية ضمن الخطة االستراتيجية للشركة‪.‬‬

‫بوابة‬ ‫‪http://mandumah.com/edusearch‬‬ ‫‪ 01‬ـ قاعدة المعلومات التربوية‬


‫معلوماتية تربوية ضخمة تمثل الحل األمثل والمتكامل للمتخصصين والباحثين في المجال التربوي والتعليمي‪،‬‬
‫تغطي تقريبا جميع الدوريات التربوية العلمية الصادرة باللغة العربية منذ ‪ ،1928‬بعدد يبلغ ‪ 342‬دورية إضافة‬
‫إلى أعمال وأبحاث المؤتمرات والندوات في مجال التربية والتعليم‪ .‬بعدد يبلغ ‪ 590‬مؤتم ار وندوة وتعد خط اإلمداد‬
‫المباشر واألشمل للدراسات واألبحاث التربوية بنصوصها الكاملة‪.‬‬

‫‪http://www.mandumah.com/ecolink‬‬ ‫‪ 02‬ـ قاعدة معلومات االقتصاد واإلدارة‬

‫قاعدة معلومات (‪ )Ecolink‬القاعدة العربية األولى المتخصصة في مجال االقتصاد‪ ،‬واإلدارة‪ ،‬وإدارة‬
‫األعمال والعلوم ذات العالقة‪ .‬وتعد المصدر األول لألكاديميين والمتخصصين نظ ار لشموليتها وسعة تغطيتها‪،‬‬
‫واستم اررية تحديثها‪ .‬وتأتي هذه القاعدة لتسد حاجة ماسة لدى الباحث العربي الذي يعاني الصعاب من أجل‬
‫الوصول إلى محتوى المجالت العلمية وأعمال المؤتمرات والندوات الصادرة باللغة العربية تغطي قاعدة معلومات‬
‫االقتصاد واإلدارة ‪ EcoLink‬تقريبا جميع الدوريات والمجالت العلمية والكتب السنوية الدورية المتخصصة‬
‫الصادرة باللغة العربية في جميع الدول العربية وغير العربية بنصوصها الكاملة‪ ،‬بعدد ‪ 494‬دورية إضافة إلى‬
‫أعمال وأبحاث المؤتمرات والندوات باللغة العربية منذ عام ‪ 1931‬وحتى اآلن بعدد ‪ 579‬مؤتمر وندوة‪.‬‬

‫‪ISLAMiCinfo‬‬ ‫‪ 03‬ـ قاعدة معلومات العلوم االسالمية والقانونية‬


‫‪http://mandumah.com/node/447‬‬

‫كون خالل أربعة عشر قرًنا‬ ‫ُّ‬


‫تعد العلوم اإلسالمية من العلوم األكثر غ ازرة من حيث اإلنتاج الفكري‪ ،‬والذي تَ َّ‬
‫منذ بعثة الرسول محمد ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وتأتي هذه القاعدة العربية األولى المتخصصة لتجمع شتات ما‬

‫ُنشر في الدوريات والمجالت العلمية المتخصصة‪ ،‬وتُ ِّ‬


‫سهل وصول الباحثين والدارسين إليه في شتى أنحاء العالم‪.‬‬

‫‪- 10 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫توسعت القاعدة لتشمل جميع الموضوعات القضائية‬ ‫ونظر لالرتباط الوثيق بين العلوم القانونية الشرعية‪ ،‬فقد ّ‬
‫ًا‬
‫والقانونية بفروعها المختلفة‪ .‬حيث تغطي القاعدة تقريبا جميع الدوريات اإلسالمية والقانونية العلمية الصادرة‬
‫باللغة العربية منذ ‪ ،1921‬بعدد ‪ 631‬مجلة إضافة إلى أعمال وأبحاث المؤتمرات والندوات بعدد ‪ 547‬ندوة‬
‫ومؤتمر‪.‬‬

‫‪http://mandumah.com/node/451‬‬ ‫‪ARABASE‬‬ ‫‪ 04‬ـ قاعدة معلومات اللغة واألدب‬

‫القاعدة العربية األولى المتخصصة في مجال اللغة واألدب والعلوم ذات العالقة‪ .‬والمصدر األول‬
‫لألكاديميين والمتخصصين‪ ،‬حيث تغطي القاعدة تقريبا جميع الدوريات اللغوية واألدبية العلمية الصادرة باللغة‬
‫العربية منذ ‪ ،1921‬بعدد أكثر من ‪ 476‬مجلة علمية‪ ،‬إضافة إلى أعمال وأبحاث المؤتمرات والندوات العربية‪،‬‬
‫إضافة إلى أعمال وأبحاث المؤتمرات والندوات بعدد أكثر من ‪ 300‬مؤتمر‪.‬‬

‫‪http://www.mandumah.com/HumanIndex‬‬ ‫‪ 05‬ـ قاعدة معلومات العلوم االنسانية‬

‫القاعـدة العربيـة األولـى المتخصصـة فـي مجـال العلـوم اإلنسـانية ذات العالقـة‪ ،‬والمصـدر األول لألكاديمييـن‬
‫والمتخصصيــن‪ ،‬حيــث تغطــي القاعــدة تقريبــا جميــع الدوريــات العلميــة فــي العلــوم اإلنســانية الصــادرة باللغــة‬
‫العربيــة منذ ‪ ،1928‬وذلك بعدد ‪ 763‬دورية متخصصة‪ ،‬إضافــة إلــى أعمــال وأبحــاث المؤتم ـرات والنـدوات بعدد‬
‫‪.861‬‬

‫‪http://www.mandumah.com/Dissertation‬‬ ‫‪ 06‬ـ قاعدة رسائل دار المنظومة‬

‫أضخم قاعدة رسائل جامعية في الوطن العربي‪ ،‬حيث يصل عدد الرسائل إلى حوالي (‪ )150.000‬ألف‬
‫رسالة علمية من مختلف الجامعات العربية‪ .‬وقد تمكنت دار المنظومة من الحصول على حقوق النشر ألكثر‬
‫من (‪ )103.000‬مائة وثالثة آالف رسالة تم إتاحتها بالنص الكامل‪ ،‬بينما بقية الرسائل يتم عرض‬
‫المستخلصات الخاصة بها مع (‪ )24‬األربع و العشرين صفحة األولى منها فقط حسب المسموح به نظاماً‪ ،‬إلى‬
‫أن تتمكن دار المنظومة من الحصول على حقوق النشر الخاصة بها الحقاً من قبل صاحب حقوق الملكية‬
‫الفكرية أكثر من ‪ 800‬جامعة وكلية في أنحاء الوطن العربي‪.‬‬

‫‪- 11 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫‪https://emarefa.net/ar/‬‬ ‫رابعا‪ :‬قاعدة بيانات معرفة‬

‫هي مجموعة قواعد بيانات وبنوك معلومات عربية رقمية‪ ،‬تُعنى بتطوير المحتوى العلمي العربي الرقمي‪،‬‬
‫ومؤشراته‪ ،‬وتُعتبر واحدة من أضخم قواعد البيانات العالمية التي تُعنى بهذا المحتوى‪ ،‬حيث توفر ما يزيد عن‬
‫(‪ )2,200,000‬سجل تغطي جميع المجاالت والتخصصات‪.‬‬

‫تم العمل على تأسيس قاعدة البيانات معرفة في جانفي ‪ 2008‬من قبل مؤسسة عالم المعرفة للمحتوى‬
‫الرقمي في األردن‪ ،‬وتم اإلعالن عن إطالق قاعدة بيانات معرفة في المؤتمر الثالث والعشرون لالتحاد العربي‬
‫لعلوم المكتبات والمعلومات سنة ‪ 2011‬وتم التدشين الرسمي لها في ‪ 09‬جانفي ‪ 2012‬في األردن وتهدف هذه‬
‫القاعدة إلى توفير االنتاج العلمي والفكري في الدول العربية وتسهيل وصول الباحثين والطلبة العرب إليه‬
‫واالستفادة منه‪.‬‬

‫من بين الخدمات التي تقدمها قاعدة بيانات معرفة نذكر‪:‬‬


‫ـ خدمة معرفة للدوريات العلمية واالحصائية حيث تشمل خدمة توفير النصوص الكاملة للدوريات في جميع‬
‫المجاالت‪ :‬العلوم االنسانية‪ ،‬العلوم االجتماعية‪ ،‬العلوم الطبية‪ ،‬العلوم االقتصادية وإدارة األعمال‪ ،‬العلوم الهندسية‬
‫والتكنولوجية‪ ،‬العلوم الطبيعية‪ ،‬والتقارير االحصائية‪.‬‬
‫ـ خدمة معرفة لألطروحات الجامعية العربية‪.‬‬
‫ـ خدمة معرفة لمراجعات الكتب‪.‬‬
‫ـ خدمة معرفة لمستخلصات األبحاث العلمية‬
‫ـ خدمة معرفة للملخصات العربية لألطروحات العالمية األجنبية‬
‫ـ خدمة معرفة لكشف االنتحال والتزوير العلمي‬
‫ـ خدمة معرفة لقائمة رؤوس الموضوعات العربية االلكترونية معرفة‬
‫ـ خدمة معرفة لدراسات الشرق األوسط‬
‫(‪)1‬‬
‫خدمة معرفة للدراسات االسالمية واللغة العربية‬

‫‪ - 1‬ـ عز حطاب‪ ،‬سناء نبيه موسى‪ ،‬نشأة وتطور قواعد البيانات العربية وتحدياتها معرفة نموذجا‪ ،‬المجلة األردنية للمعلومات‬
‫والمكتبات‪ ،‬مج ‪ ،48‬ع ‪ ،2013 ،03‬ص ص ‪.237-233‬‬
‫‪- 12 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫‪https://ethraadl.com/‬‬ ‫خامسا‪ :‬قاعدة بيانات إثراء المعارف الرقمية‬

‫إثراء المعارف الرقمية مجمع محتوى عربي رقمي وواحدة من الشركات الواعدة القوية في تطوير التعليم‬
‫والتي تعتمد على أساليب تقنية عديدة الستخدامها في المجتمع التربوي والعلمي‪ ،‬والتي تلبي أيضا أهداف مجتمع‬
‫المعرفة‪ ،‬كما تقدم إثراء المعارف الرقمية عدة منتجات تعليمية تدعم المعرفة كالكتب والمجالت وأوراق المؤتمرات‬
‫في مختلف مجاالت المعرفة‪.‬‬

‫‪https://noonlibrary.com/‬‬ ‫سادسا‪ :‬مكتبة نون‬

‫هي مكتبة إلكترونية عربية لتقديم خدمة القراءة اإللكترونية من خالل التطبيقات على متجر أبل و جوجل‬
‫بالي المتاحة لألجهزة والهواتف النقالة‪.‬‬

‫‪https://datatreat.net/‬‬ ‫سابعا‪ :‬قاعدة بيانات رسالة الفكر ‪DATATREAT‬‬

‫أنشأت داتا تريت عام ‪2013‬م‪ ،‬وهي عبارة عن قاعدة كبرى للبيانات والمعلومات في العلوم‬
‫االنسانية تضم عش ار ت االالف من االبحاث العلمية والكتب في مجال العلوم االنسانية بمختلف تخصصاتها‪.‬‬
‫تتيح إمكانية االشتراك لألفراد والمؤسسات تحتوي على أكثر من ‪ 132000‬كتاب وبحث‪.‬‬

‫‪https://www.thelearnbook.com/‬‬ ‫ثامنا‪ :‬بوابة الكتاب العلمي‬

‫بوابة الكتاب العلمي مكتبة الكترونية تفاعلية جاءت لتقديم محتوى عربي علمي ميسر تشارك فيها أكثر من‬
‫مئة دار نشر عربية ومؤسسة تعليمية وما يزيد عن ‪ 52470‬كتاب في مختلف مجاالت المعرفة العلمية و وأكثر‬
‫من ‪ 35500‬مقال و أكثر من ‪ 12000‬أبحاث المؤتمرات العلمية المحكمة‪.‬‬

‫‪- 13 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫في الختام إن قواعد البيانات تمكن الباحثين أينما كانوا وفي أي وقت من القيام بعملية البحث واالستفادة‬
‫بأكبر قدر ممكن من المعلومات‪ ،‬فهي تذلل المصاعب التي تواجه الطلبة والباحثين في الوصول إلى المعلومات‬
‫دون اللجوء إلى التنقل إلى أماكن تواجد المكتبات والبحث بين رفوفها‪ ،‬فقواعد البيانات االلكترونية بما توفره من‬
‫يسر وتطور وتنوع في طرق البحث عن المعلومات تمكننا من الحصول على كمية كبيرة من مصادر المعلومات‬
‫بصورة أسرع وأسهل وأدق والتي قد يحتاج الوصول إليها من خالل البحث التقليدي إلى سنوات طويلة وأموال‬
‫طائلة‪.‬‬

‫وعليه من خالل ما سبق نرى أنه‪:‬‬

‫‪ -‬يجب على الو ازرة الوصية (و ازرة التعليم العالي البحث العلمي) تفعيل االشتراكات السنوية في هذه القواعد‬
‫من خالل النظام الوطني للتوثيق على الخط (‪)SNDL‬‬
‫‪ -‬تمكين الطلبة واألساتذة من الوصول إلى هذه القواعد من خالل فتح حسابات للعضوية في (‪.)SNDL‬‬
‫‪ -‬ضرورة إعالم وتحسيس األساتذة والباحثين والطلبة بأهمية هذه القواعد وضرورة االشتراك في نظام‬
‫(‪ )SNDL‬لإلفادة من القواعد التي يشترك فيها‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫أ ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫ـ حيدر شاكر البرزنجي‪ ،‬محمود حسن جمعة‪ ،‬تكنولوجيا ونظم المعلومات في المنظمات المعاصرة منظور إداري‬
‫تكنولوجي‪ ،‬مطبعة ابن العربي‪ ،‬بغداد‪.2014 ،‬‬
‫ـ عبد الناصر علك حافظ و حسين وليد حسين عباس‪ ،‬نظم المعلومات اإلدارية بالتركيز على وظائف المنظمة‪،‬‬
‫دار غيداء للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪.2014 ،01‬‬
‫ـ رائد محمد عبد ربه‪ ،‬مبادئ نظم المعلومات اإلدارية‪ ،‬الجنادرية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط ‪ ،2014 ،01‬ص‬
‫‪.129‬‬
‫ـ يحي مصطفى حلمي‪ ،‬أساسيات نظم المعلومات‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬
‫ـ يحي مصطفى حلمي‪ ،‬أساسيات نظم المعلومات‪ ،‬مكتبة عين شمس‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬

‫‪- 14 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫دورقواعد البيانات في دعم وتيسيرالبحث العلمي ـ قواعد البيانات العربية أنموذجا ـ ‪--------------------------------‬بوعشة كمال‪ ،‬زرايرية نوة‬

‫ـ فهد مسفر فهد الدوسري‪ ،‬أسس البحث المباشر في قواعد المعلومات‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪.1991‬‬

‫ـ دليل قواعد دار المنظومة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬المقاالت‪:‬‬
‫ـ صغيري الميلود‪ ،‬استخدام قواعد بيانات النظام الوطني للتوثيق على الخط في الجامعة الجزائرية‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االنسانية‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬مج ‪ ،06‬ع ‪( .2017 ،01‬ص ص ‪)195-179‬‬
‫ـ عز حطاب‪ ،‬سناء نبيه موسى‪ ،‬نشأة وتطور قواعد البيانات العربية وتحدياتها معرفة نموذجا‪ ،‬المجلة األردنية‬
‫للمعلومات والمكتبات‪ ،‬مج ‪ ،48‬ع ‪( .2013 ،03‬ص ص ‪)254-231‬‬

‫ج ‪ -‬المواقع االلكترونية‪:‬‬

‫‪https://www.almanhal.com/ar‬‬
‫‪/https://www.askzad.com‬‬
‫‪http://www.mandumah.com/‬‬
‫‪https://elmarefa.net/ar/‬‬
‫‪https://www.thelearnbook.com/‬‬
‫‪https://noonlibrary.com/‬‬
‫‪https://datatreat.net/‬‬
‫‪https://ethraadl.com/‬‬

‫‪- 15 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬

‫التقييم االلكتروني لألعمال األكاديمية قي ظل رقمنه الرسائل‪ :‬نحو تحقيق األصالة العلمية‬
‫‪E- evaluation of academic work in the face of the digitization of theses:‬‬
‫‪Towards scientific originality‬‬

‫بوراس لطيفة‬
‫جامعة الجزائر ‪ 1‬كلية الحقوق‬
‫‪latifabr48 @gmail.com‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫أتاح التعليم اإللكتروني مصادر متعددة من المعرفة المباشرة وغير المباشرة‪ .‬أدى هذا الواقع الجديد‬
‫إلى إعادة النظر بشكل عميق في أدوات التقييم التقليدية‪ ،‬والتي ال تتناسب في التغيرات المتالحقة السريعة‪،‬‬
‫وضرورة التوجيهات البديلة في التعليم‪.‬‬
‫نعيش اليوم خصوصية حضارية وعلمية لم تشهد لها البشرية مثيال‪ ،‬ولكن مع كل هذا التسارع‬
‫الهائل في انتشار ثورة المعلومات عبر العالم‪ ،‬تبقى األولوية لمناهج البحث العلمي في ظل التحول الرقمي‬
‫والذكاء االص طناعي‪ .‬أصبح األستاذ في قلب التطور مما يتطلب ضرورة التكوين في تكنولوجيا التعليم في‬
‫عصر التكنولوجيا المبتكرة والتطور الرقمي‪ ،‬حيث يتم من خالله اكتساب مهارات فنية وتقنية حول كيفية‬
‫توظيف الوسائل التكنولوجية الحديثة في العملية التعليمية بطريقة فعالة وبالتالي في البحث العلمي‪.‬‬
‫فاإلشكالية المطروحة في هذه المداخلة تتمحور حول دور التقييم االلكتروني في مسألة أصالة البحث‬
‫واستقالله وتحديد مهام األستاذ في مجال التقييم العلمي فقط ومنها ضرورة تطور وسائل البحث العلمي‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬التقييم االلكتروني‪ -‬تكنولوجية الرقمنة‪ -‬الذكاء االصطناعي‪ -‬منهجية البحث العلمي‪-‬‬
‫البحث اإللكتروني‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪E-learning has provided multiple sources of direct and indirect knowledge. This‬‬
‫‪new reality has led to a profound questioning of traditional assessment tools, which‬‬
‫‪are not commensurate with rapid and successive changes, and to the need for‬‬

‫‪-1-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
2‫ اسم ولقب املؤلف‬،1‫اسم ولقب املؤلف‬--------------------------------------------------------------------------------- ‫عنوان املداخلة‬

alternative orientations in education. Today, we are experiencing a particularity of


civilization and science that humanity has never witnessed before, but with all this
massive acceleration in the spread of the information revolution around the world,
the focus remains on scientific research methods in the light of digital transformation
and artificial intelligence. The Professor is at the heart of development, which
requires training in educational technology in the age of technology and digital
development, through which technical and engineering skills are acquired on how to
effectively use modern technological means in the educational process and thus in
scientific research.
The issues raised in this paper revolve around the role of e-assessment in the
question of originality and independence of research and the exclusive role of the
teacher in scientific assessment only, including the need to develop the means for
scientific research.
Keywords: e-assessment - scanning technology - artificial intelligence - scientific
research methodology - e-research

:‫مقدمة‬

‫ مما أدى إلى‬،‫يعيش العالم ثورة تكنولوجية وعلمية كبيرة أحدثت تغيرات هائلة في كل مجاالت الحياة‬
‫ وتعد قضية تطوير مناهج وأساليب‬،‫ظهور العديد من المستحدثات التكنولوجية المتزايدة بصفة مستمرة‬
،‫البحث العلمي من األمور المحورية التي شغلت كل ميادين التعليم بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة‬
‫ ظهرت نماذج تعليمية جديدة مثل‬.‫هذا ما دفع إلى البحث عن أفضل الطرق والوسائل لمواجهة هذا التطور‬
‫ إذ يعتمد المحتوى الجديد على الوسائل المتعددة‬،‫ والمنصات االلكترونية‬،E-Learning ‫التعلم اإللكتروني‬
‫(نصوص – رسومات – صور – فيديو – صوت) وأسفر إلى حتمية ظهور أساليب جديدة ومتطورة في‬
.‫منهجية البحث العلمي‬

‫ وأبرزها كان توقف الحركة‬،‫نعلم ان جائحة كورونا أثرت بشكل كبير على العالم في جوانبه عديدة‬
‫ ليأتي دور التعليم والتقييم االلكتروني الذي أصبح طوق النجاة‬.‫التعليمية في معظم الدول لفترات طويلة‬
.‫للمؤسسة التعليمية‬

‫أتاح التعليم اإللكتروني مصادر متنوعة من المعرفة المباشرة وغير المباشرة والتي تؤدي إلى تشجيع التعلم‬
. ‫الذاتي والتقييم وتصحيح األخطاء واستخدام الفصول التخيلية وتحسين مستوى المعلومات والمهارات الالزمة‬

‫إذا اعتبرنا ان المنهجية تعني تعليم االنسان كيفية استخدام ملكاته الفكرية وقدراته العقلية أحسن استخدام‬
‫ وأداة‬،‫ وأداة عمل وتطبيق‬،‫ فالمنهجية هي أداة فكر وتفكير‬، 1‫للوصول إلى نتيجة معينة في مجال معين‬

1
« Ensemble des méthodes et des techniques d'un domaine particulier ». « Étude systématique, par observation de
la pratique scientifique, des principes qui la fondent et des méthodes de recherche utilisées » Larousse en ligne
https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/m%C3%A9thodologie/509, voir aussi Simone Dreyfus, La thèse et
-2- ‫ تحد جديد‬:‫ منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‬:‫امللتقى الوطني حول‬
2023 ‫ أفريل‬30
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫تسيير وتطبيق‪ ،‬وأداة فن وإبداع فهي علم البحث والتقضي‪ ،‬وطالما العلم أسير أدواته‪ ،‬فهذا الواقع التكنولوجي‬
‫الجديد ألزم إعادة النظر بشكل عميق في أدوات التقييم التقليدية وأدوات المنهجية‪ ،‬والتي ال تتناسب في‬
‫التغيرات المتالحقة السريعة‪ ،‬وضرورة وضع التوجيهات البديلة في التعليم‪ .‬لذلك فإن استخدام تكنولوجيا‬
‫المعلومات واستراتيجيات التعلم اإللكتروني يمكن أن يعطي معنى مناسب لتقييم فعالية التعليم في إطار‬
‫منهجية تتماشى مع العالم الرقمي والذكاء االصطناعي‪.‬‬

‫اإلشكالية التي تطرح من خالل هذه المعطيات‪ :‬هل التطور التكنولوجي والتكنولوجية المبتكرة التي أدت‬
‫إلى اللجوء إلى التقييم االلكتروني تجعالن حتمية إعادة النظر في قواعد المنهجية وتطويرها بما يستلزم‬
‫الثورة المعلوماتية في الجامعة في ظل تكنولوجية الرقمنة والذكاء االصطناعي الذي أقل ما يقال على هذا‬
‫األخير زلزل الكثير من معايير البحث العلمي وأعاد النقاش المحتدم في الملكية الفكرية واإلبداع العلمي؟‬

‫لإلجابة على هذه اإلشكالية يجب التطرق لقواعد التقييم االلكتروني‪ ،‬وهل هذا يستلزم تكوين األستاذ‪،‬‬
‫الطالب‪ ،‬واإلدارة (أوال)‪ ،‬و(ثانيا) أدوات التقييم االلكتروني التي بدون أدنى شك تتميز عن أدوات التقييم‬
‫التقليدي الورقي وهذا يثبت ضرورة تحيين قواعد منهجية البحث العلمي لمسايرة هذا التطور التكنولوجي‬
‫وتحديد دور األستاذ في التقييم العلمي‪ ،‬حيث أصبح البرنامج االلكتروني يعالج أصالة البحث واستقالله مما‬
‫يضع على طاولة النقاش كيفية االقتباس اإللكتروني وتدوين المراجع االلكترونية وصوال إلى ضرورة وضع‬
‫معايير جديدة للسرقة العلمية‪.1‬‬
‫‪2‬‬
‫المبحث األول‪ :‬قواعد التقييم االلكتروني للعمل األكاديمي‪ :‬نحو األصالة العلمية‬

‫بمقتضى القرار رقم ‪ ،153‬المؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪ 32012‬والمتعلق بإنشاء جدول فهرسي مركزي‬
‫للمذكرات واألطروحات‪ ،‬تلزم المؤسسات الجامعية بإبالغ عبر البوابة الوطنية لإلشعار عن األطروحات‪،‬‬

‫‪le mémoire de doctorat: étude méthodologique : sciences juridiques et politiques,2° édition, Cujas, Paris, 1984,‬‬
‫‪p206‬‬

‫‪ 1‬أصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي القرار الوزاري رقم ‪ 933‬بتاريخ ‪ 2016/07/28‬والذي حاول اإلحاطة بالعديد من جوانب هذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬بدءا بتعريفها ثم النص على بعض التدابير للتصدي لهذه الجريمة ومكافحتها‪ .‬المادة‪ 03‬من القرار رقم ‪ 933‬المحددة للقواعد المتعلقة بالوقاية‬
‫من السرقة العلمية ومكافحة الصادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الجزائرية‪ ،‬بتاريخ ‪ 28‬جويلية ‪ ، 2016‬ص‪03.‬‬
‫تقول األستاذة " ‪ KOUBI Genevieve‬السرقة العلمية تتعارض مع علم أي أن مرتكب جريمة السرقة العلمية ال أخالق له فالسرقة العلمية ٔاألخالق‬
‫‪".‬السرقة العلمية جريمة أخالقية قبل أن تكون جريمة علمية‪.‬‬
‫‪KOUBI (Genevieve) , S’interroger sur le plagiat dans les recherches universitaires et scientifiques, Le‬‬
‫‪plagiat de la recherche scientifique, ouvrage collectif sous la direction de Gilles J. Guglielmi et Geneviève‬‬
‫‪Koubi avec la collaboration de Jean-Noël Darde, Hélène Maurel-Indart et Mathieu Touzeil-Divina, éditions‬‬
‫‪L.G.D.J, 2011, p 02.‬‬
‫تفتيش عن مفقود‪ ،‬أما في البحث العلمي فنحن نبحث عن حلقة مفقودة نضيفها إلى السلسلة المعرفية لمجال التخصص‪ .‬بهذا‬ ‫ٌ‬ ‫‪ 2‬إن البحث بشكل عام هو‬
‫المعنى تتحقق األصالة ‪ (Originality).‬ومن جهة أخرى من الممكن أن تكون األصالة سلطة ناقدة للحلقات العلمية المدروسة سلفاً‪ ،‬أي األعمال‬
‫البحثية السابقة في مجال علمي محدد‪ .‬فاألصالة هي التي تحكم مدى أهمية وقيمة الدراسة‪ .‬محمد تيسير‪ ،‬أصالة البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ / https://blog.ajsrp.com/research-originality‬نشر في ‪2022/11/24‬‬
‫‪ 3‬القرار رقم ‪ ،153‬المؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪ 2012‬والمتعلق بإنشاء جدول فهرسي مركزي للمذكرات واألطروحات (النشرة الرسمية للتعليم العالي والبحث‬
‫العلمي سنة ‪ ،2012‬الثالثي الثاني) كذلك راجع رار رقم ‪ 712‬مؤرخ في ‪ 03‬نوفمبر سنة ‪ ، 2011‬يتضمن كيفيات التقييم والتدرج والتوجيه في‬
‫طوري الدراسات لنيل شهادتي الليسانس والماستر( النشرة الرسمية للتعليم العالي والبحث العلمي سنة ‪ ،2011‬الثالثي الرابع‪.‬‬

‫‪-3-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫كل مواضيع المذكرات واألطروحات التي تم قبولها من طرف المجلس العلمي للمؤسسة‪ ،‬كما تلزم هذه‬
‫المؤسسات بإيداع نسخة رقمية عن المذكرات واألطروحات بعد مناقشتها‪ .‬أصبح مصطلح التقييم اإللكتروني‬
‫يستخدم بكثرة كمصطلح عام لوصف استخدام الحواسيب في إطار عملية التقييم‪ .‬وتتضمن أنواع التقييم‬
‫اإللكتروني المحددة االختبار الحاسوبي التكيفي واالختبار التصنيفي الحاسوبي‪.‬‬

‫ويمكن استخدام التقييم اإللكتروني في تقييم القدرات المعرفية والعملية‪ .‬ويتم تقييم القدرات العملية‬

‫باستخدام المحافظ اإللكترونية أو برنامج المحاكاة ‪.1‬‬

‫نقصد بالتقييم االلكتروني بالتقييم المعتمد على أجهزة الكمبيوتر‪ ،‬بمساعدة أدوات وبرامج حديثة تقوم‬
‫بتقييم أداء الطالب ومستواه التعليمي بدقة عالية‪ ،‬فهي طريقة مبتكرة تتميز بالسهولة والسرعة وقلة استهالك‬
‫الجهد البدني والمادي‪ .‬يعتبر التقييم اإللكتروني أخد أهم األساليب التي تواكب التطور الراهن‪.‬‬

‫وعليه يجب اتباع خطوات أولية قبل وصول الملف االلكتروني لجنة المناقشة يقوم به الطالب أي‬
‫إجراءات تسجيل الملف االلكتروني من قبل الطالب (المطلب األول) كما تحدد كل مصطلح الذي يظهر‬
‫في الموقع حالة معينة عند اإليداع االلكتروني (المطلب الثاني) مع العلم أن هذا التقييم ليس تقييم علمي‬
‫‪2‬‬
‫للبحوث فهذا من اختصاص لجنة المناقشة‬

‫المطلب االول‪ :‬إجراءات تسجيل (إيداع) الملف االلكتروني من قبل الطالب‬

‫يعتبر اإلشعار بالمواضيع في طور االنجاز ممارسة علمية هامة في التعريف بالبحوث على شكل‬
‫أطروحات في الجزائر‪ .‬تضمن هذه العملية حصرية ملكية الطالب الفكرية للموضوع‪ .‬ومن أجل هذا تم وضع‬
‫بوابة تحت تصرف المتعاملين تحت العنوان االلكتروني التالي‪http://www.pnst.cerist.dz :‬‬

‫ولهذا سنتناول الكفية اإلجرائية في إيداع الموضوع إلكترونيا (الفرع األول) ثم مختلف الحاالت الخاصة‬
‫بالموضوع التي تظهر على الموقع (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مراحل إيداع الموضوع (موقع ‪ )PNST‬أو تحميل األطروحة الكترونيا‪ :‬اإلشعار بالموضوع‬

‫‪ https://ar.wikipedia.org/wiki/ 1‬آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم ‪ 12‬ديسمبر ‪ ،2022‬الساعة ‪ .02:00‬تقييم إلكتروني ‪ .‬من ويكيبيديا‪،‬‬
‫الموسوعة الحرة‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪L’évaluation électronique n'effectue aucune évaluation scientifique des thèses ou habilitations déposées,‬‬
‫‪puisque c'est le rôle du jury. Hal thèse en ligne. https://theses.hal.science/ 11 /2022‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫‪1‬‬
‫لطالب الماجستير‬ ‫يتم الحصول على حساب في البوابة الوطنية لإلشعار عن األطروحات ‪PNST‬‬
‫أو الدكتوراه (كالسيكي أو ‪ ،)LMD‬حيث يمكن للطالب الحصول على حساب خاص به في البوابة بالتوجه‬
‫إلى مصلحة ما بعد التدرج للقسم أو الكلية التي يدرس فيها‪.‬‬

‫يتم إلشعار موضوع ماجستير أو دكتوراه في البوابة من خالل الخطوات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يجب إتباع الخطوات مع احترام تسلسل المراحل حيث يجب على الطالب أوال الحصول على حساب من‬
‫طرف مصلحة ما بعد التدرج‪ .‬يتيح هذا الحساب الدخول إلى موقع ‪ PNST‬وذلك باستعمال اسم المستخدم‬
‫وكلمة المرور الخاصة بالطالب‪ ،‬ثم النقر على "االشعار"‪ ،‬وبعدها على "موضوع جديد" (كما (هو مبين في‬
‫الصور التالية)‪.‬‬

‫يتوجب للتمكن من تحميل أطروحة على مستوى البوابة‪ ،‬أن يكون للطالب حساب خاص به في النظام‬
‫الوطني للتوثيق عبر الخط (‪ .2)SNDL‬لكن كيف يتم ذلك؟‬

‫يقوم الطالب باستعمال هذا الحساب للدخول إلى موقع ‪ SNDL‬أوال‪ ،‬ثم ينقر على "‪ "portails‬وبعدها‬
‫على الرابط ‪ .PNST :‬عندها يجد الطالب نفسه في موقع البوابة ‪ PNST‬يمكنه البدء مباشرة في البحث‬
‫عن األطروحات وتحميلها‪ ،‬من أجل الوصول مباشرة إلى األطروحات القابلة للتحميل‪ ،‬يتم اختيار "مناقشة"‬
‫في حالة األطروحة " ‪." type de thèse‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Le Portail National de Signalement des Thèses (PNST) est un dispositif visant la prise en charge de la‬‬
‫‪production scientifique nationale en matière de thèses, en l'application de l'arrêté n°153 du 14 Mai 2012 relatif‬‬
‫‪à la création d'un fichier central des mémoires et thèses et fixant les modalités d'alimentation, et d'utilisation.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Système national de documentation en ligne‬‬

‫‪-5-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫لكن كيف يمكن للمكلف باإليداع في المكتبة المركزية للجامعة القيام بإيداع األطروحات المناقشة؟‬

‫ال يتم إيداع النسخة اإللكترونية لألطروحة المناقشة و معالجتها على مستوى بوابة ‪ ،PNST‬بل على‬
‫مستوى الفهرس المشترك الجزائري (‪ ،1)CCDZ‬باألخص على مستوى الوظيفة‪" :‬تسيير التسجيالت‬
‫البيبليوغرافية " ثم إيداع أطروحة" ‪ .‬هنا يجب على المكلف بإيداع األطروحات ومعالجتها الحصول على‬
‫حساب خاص في ‪ ،CCDZ‬يمنحه إياه مسؤول المكتبة‪ .‬بعد إيداع األطروحة يتم مباشرة إرسال نسخة عن‬
‫التسجيلة البيليوغرافية والنص الكامل لألطروحة إلى البوابة‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن أن نستنتج أن مراحل اإلشعار بالموضوع في طور اإلنجاز يمر عبر مرحلتين‪:‬‬

‫*المرحلة األولى‪ :‬يتحصل طالب الدكتوراه على حساب خاص (اسم المستخدم وكلمة المرور) لإلشعار‬
‫بموضوعه‪ .‬تتكفل مصلحة ما بعد التدرج للمؤسسة بمنح هذا الحساب‪.‬‬

‫*المرحلة الثانية ‪ :‬يكون اإلشعار بالموضوع إما من طرف الطالب نفسه أو موظف معين من مصلحة ما‬
‫بعد التدرج‪ ،‬و ذلك بملء استمارة الكترونية متخصصة متوفرة على مستوى البوابة‪ .‬يستطيع الطالب القيام‬
‫بالتغييرات قبل أن تتم المصادقة على موضوعه‪.‬‬

‫مالحظة هامة‪ :‬يجب على الطالب أن يتحقق من أن الموضوع المراد دراسته ليس في طور االنجاز كما انه‬
‫لم يتم مناقشته من قبل‪ .‬ويتم له ذلك بإجراء بحث متقدم على مستوى قاعدة بيانات البوابة‪.2‬‬

‫ان البوابة الوطنية لإلشعار عن األطروحات وسيلة شاملة للوصول إلى اإلنتاج العلمي للباحثين فيما‬
‫يخص األطروحات ماجستير‪ ،‬دكتورا‪ ،‬دكتو ار ‪ LMD‬وهو يشمل جميع مراحل إعداد األطروحة‪ :‬من إشعار‬
‫الموضوع إلى المصادقة عليه ومناقشة األطروحة‪.3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مختلف الحاالت الخاصة بالموضوع التي تظهر على الموقع‬

‫‪1‬‬
‫‪CCDZ est un catalogue national qui regroupe l´ensemble des fonds documentaires des bibliothèques algériennes Le‬‬
‫‪Catalogue Collectif d’Algérie regroupe l’ensemble des fonds documentaires de bibliothèques du secteur de l’enseignement‬‬
‫‪supérieur. https://www.cerist.dz/index.php/fr/portails/245-ccdz‬‬
‫‪2‬‬
‫دكتور‬
‫ا‬ ‫ان البوابة الوطنية لإلشعار عن األطروحات وسيلة شاملة للوصول إلى اإلنتاج العلمي للباحثين فيما يخص األطروحات ماجستير‪ ،‬دكتورا‪،‬‬
‫‪LMD‬وهو يشمل جميع مراحل إعداد األطروحة‪ :‬من إشعار الموضوع إلى المصادقة عليه ومناقشة األطروحة‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫عمال بأحكام التعليمة رقم ‪ 153‬لـ ‪ 14‬مايو ‪ 2012‬المتعلقة بإنشاء الملف المركزي لتخزين األطروحات وتوضيح كيفية إثراءه واالستفادة منه‪ .‬وعلى‬
‫إثر هذه البوابة يستفيد الطالب من‪:‬‬
‫‪-‬الحصرية على الموضوع المعالج ‪,‬حق الوصول‪ ،‬التصحيح و حذف معطيات خاصة به ‪,‬تسعى البوابة أن تكون مخزن شامل للبحوث الجارية‬
‫واألطروحات المناقشة في الجزائر‬

‫‪-6-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫من الضروري بل من المسائل الحتمية أن يعرف الطلب معنى المصطلحات التي تظهر له في الموقع‪.‬‬
‫فماذا يقصد بمختلف الحاالت الخاصة بالموضوع أو األطروحة التي تظهر على الموقع؟‬

‫"مشعر" ‪ :‬يدل على أن الموضوع تم إدخاله في الموقع من طرف الطالب أو مصلحة ما بعد التدرج‪ ،‬ويتم‬
‫ذلك بملء استمارة الموضوع المتوفرة على مستوى البوابة‪.‬‬

‫"محقق منه"‪ :‬يدل على أن الموضوع المشعر لم يتم تناوله من قبل (التأكد من أصالته‪ )1‬ويتم ذلك بالبحث‬
‫في قاعدة بيانات البوابة‪( .‬يقوم بهذه العملية عادة المجلس العلمي أو ممثال عنه)‬
‫"مصادق عليه"‪ :‬يدل على أن الموضوع المحقق منه قد تم قبوله من طرف المجلس العلمي للمؤسسة‪ ،‬وبذلك‬
‫يستطيع الطالب بدء العمل في أطروحته‪.‬‬

‫"مرفوض"‪ :‬يعني أن المجلس العلمي قد رفض الموضوع‪ ،‬وعلى الطالب حذفه من البوابة واختيار موضوع‬
‫البوابة‪.‬‬ ‫في‬ ‫الجديد‬ ‫الموضوع‬ ‫إشعار‬ ‫يجب‬ ‫أنه‬ ‫اإلشارة‬ ‫تجدر‬ ‫آخر‪.‬‬
‫"للتعديل"‪ :‬يعني ذلك أن المجلس العلمي قد طلب من الطالب إجراء تعديالت على موضوعه‪ .‬بعدما يقوم‬
‫الطالب بإجراء التعديالت الالزمة‪ ،‬تصبح حالة الموضوع "مشعر" أو "محقق منه"‪ ،‬حسب طبيعة التعديالت‬
‫المطلوبة‪.‬‬

‫"مناقشة"‪ :‬تعني أن النسخة الورقية واإللكترونية لألطروحة قد تم إيداعهما على مستوى المكتبة المركزية‬
‫للجامعة التي ينتمي إليها الطالب بعدما تمت مناقشة األطروحة أمام لجنة وتم قبول الطالب‪.‬‬

‫"معالجة"‪ :‬تعني أن األطروحة المودعة على مستوى المكتبة المركزية قد تمت معالجتها من طرف مكتبي‪،‬‬
‫باستعمال لغة توثيقية مقننة مثل‪ ،‬قائمة رؤوس الموضوعات‪Rameau ،‬‬

‫من بين أهم أهداف البوابة‪ ،‬ضمان أرشفة دائمة لألطروحات وإظهار أعمال البحث على الصعيد الوطني‪.‬‬
‫ما يبرر ضرورة إيداع نسخة الكترونية لكل أطروحة مناقشة في الرصيد الوطني لألطروحات‪.‬‬

‫يجب أن يكون لموظف المكتبة المكلف بإيداع األطروحات حساب في موقع الفهرس‪ .‬وهذا الحساب يمنحه‬
‫مسؤول المكتبة حتى يتم إيداع ومعالجة األطروحات المناقشة والتي قد قام الطالب بإيداعها مسبقا في المكتبة‬
‫المركزية التابعة للمؤسسة‪ .‬يمكن العثور على روابط األطروحات على مستوى موقع البوابة الوطنية لإلشعار‬
‫عن األطروحات ‪ ، PNST‬أين بإمكان فحص النصوص الكاملة لألطروحات‬

‫هام‪ :‬المصادقة‪ :‬عندما يتم االشعار بالموضوع‪ ،‬يكون المجلس العلمي للقسم هو المسؤول على التحقق‬
‫والمصادقة على الموضوع‬

‫‪ 1‬تعتبر أصالة البحث العلمي من مقوماته "فالبحث األصيل يستند إلى أفكار جديدة وأراء مستحدثة‪ ،‬وليس مجرد السرد والنقل‪ ،‬وتجميع معلومات‬
‫وتكديسها‪ "..‬علي مراح ‪ ،‬منهجية التفكير القانوني‪ ،‬نظريا وعمليا‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2010 ،‬ص‪ ، 64‬أنظر كذلك عوابدي عمار‬
‫‪ ،‬مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬دون ذكر السنة ‪ ،‬ص ‪30‬‬
‫‪-7-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المصادقة على الموضوع‬

‫تمثل عملية المصادقة على المواضيع من أهم المراحل التي يمر بها الموضوع في البوابة‪.‬‬

‫إذا لم يتمكن الطالب تغيير عنوان موضوع الماجستير‪ /‬الدكتوراه أو أي معلومات أخرى تخص الموضوع‬
‫بعدما قام المجلس العلمي بالتحقق من الموضوع أو المصادقة عليه بعد التحقق أو المصادقة على الموضوع‬
‫الجاري‪ ،‬ال يمكنه إجراء أي تغييرات على هذا األخير‪ .‬وعليه يتوجب عليك إرسال نسخة من قرار المجلس‬
‫الخاص‬ ‫االلكتروني‬ ‫البريد‬ ‫أو‬ ‫الفاكس‬ ‫عبر‬ ‫المطلوبة‬ ‫التغييرات‬ ‫على‬ ‫تحتوي‬ ‫العلمي‬
‫يتولى إجراء التغييرات الالزمة أعضاء فريق عمل البوابة ‪ .PNST‬تظهر‬ ‫بالبوابة‪:‬‬
‫هذه التغييرات على موقع البوابة دون تقديم أي وثيقة‪ .‬لهذا تعتبر مسألة المصادقة في غاية األهمية‪ .‬تتم‬
‫المصادقة على المواضيع في طور االنجاز على ثالث مراحل (المطلب الثاني) لكن تسبقها مرحلة إجراء‬
‫البحث على مستوى قاعدة البيانات وعلى مستوى مصلحة ما بعد التدرج (المطلب األول)‬

‫المطلب األول‪ :‬إجراءات البحث الكترونيا‬

‫سيبين هذا المطلب مسألة البحث على مستوى قاعدة البيانات (الفرع األول) ثم مسألة إجراء البحث على‬
‫مستوى مصلحة ما بعد التدرج (الفرع الثاني) وهي إجراءات التي يتعين على البحث تداركها لتفادي أي خلل‬
‫في المصادقة على موضوعه الكترونيا وبذلك التأكد على مصداقية الموضوع وأصالته العلمية وبالتالي قبوله‬
‫لإلنجاز‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬يتم إجراء البحث على مستوى قاعدة البيانات‬

‫تعمل قاعدة البيانات لتثمين أعمال البحوث الجارية من خالل يسمح ‪ PNST‬بـ‪:‬‬

‫‪-1-‬وضع قاعدة بيانات بشأن مشاريع البحوث الجارية و األطروحات المناقشة ‪-‬تعزيز و تثمين أعمال‬
‫البحث الجارية و األطروحات المناقشة (ماجستير‪ ،‬دكتوراه) يهدف هذا الدليل إلى وصف أهم وحدات‬
‫البوابة ‪ PNST,‬والمتمثلة في ‪:‬‬

‫*إشعار األطروحات‬

‫*التحقق من عدم وجود مواضيع متشابهة (من مزايا التقييم االلكتروني)‬

‫*المصادقة على مواضيع البحوث‬

‫*إجراءات الوصول إلى البوابة لمختلف مستعمليها‪ :‬الطالب‪ ،‬مصلحة ما بعد التدرج‪ ،‬المجلس العلمي‪,‬‬
‫المكتبة المركزية‪.‬‬

‫* ‪.‬البحث المتعدد المعايير‪ :‬كلمة في العنوان‪ ،‬المؤلف‪ ،‬المؤطر‪ ،‬الكلمات المفتاحية‪ ،‬التخصص‪...‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫‪ 2-‬يتم الدخول إلى البوابة ‪ PNST‬عبر العنوان اإللكتروني‪ .1‬تظهر في الصفحة الرئيسية للبوابة لمحة‬
‫عامة ألقسامها‪ .‬إن هذه العملية تدخل في نطاق تحيين وسائل البحث إلنجاز البحث العلمي والتي يستلزم‬
‫إدخالها ضمن أدوات البحث العلمي االلكتروني والتي تلتحق مع الفكرة التقليدية ألدوات البحث العلمي التي‬
‫هي ضمن مناهج البحث العلمي‪.‬‬

‫تحتوي البوابة على أقسام وهي الصفحة الرئيسية‪ ،‬الشركاء‪ ،2‬اإلحصائيات‪ ،3‬الروابط المفيدة‪ ،‬األسئلة‬
‫أكثر تداوال‪ ،‬حول حقوق المؤلف‪ ،4‬باإلضافة إلى رابط "دخول" للوصول إلى مختلف الوحدات‪.‬‬

‫باإلضافة إلى األقسام المذكورة سابقا تمكن البوابة مستعمليها‪ ،‬خاصة الطلبة‪ ،‬من تحميل األطروحة‬
‫المناقشة عبر موقع ‪ SNDL‬بعد النقر على الرابط "تحميل أطروحة" ‪. PDF‬المتواجد في الصفحة الرئيسية‪،‬‬
‫يتم الدخول إلى موقع ‪SNDL‬عن طريق حساب خاص اسم المستعمل و كلمة المرور (كما تم تبيانه من‬
‫قبل) ‪ ،‬تقدمه المكتبة لطالب الماجستير أو الدكتوراه‪.‬‬

‫والسؤال الذي يفرض نفسه هو‪ :‬كيف يتم تحميل األطروحة؟‬

‫عندما تكون على مستوى موقع ‪ SNDL‬يجب النقر على الوحدة" ‪ "portails‬المتواجد على شريط القائمة‬
‫الرئيسية‪ .‬حينها تصدر قائمة لمختلف البوابات المتطورة على مستوى مركز البحث في اإلعالم العلمي‬
‫والتقني ‪.‬يكون اختيار الطالب للبوابة الوطنية إلشعار األطروحات ‪PNST‬‬

‫‪1‬‬
‫‪www.pnst.cerist.dz‬‬
‫‪2‬‬
‫زاوية "الشركاء" تبين مختلف الشركاء المعنيين بالبوابة‪ ،‬و هم على التوالي ‪:‬و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي ‪ ،‬المؤسسات األكاديمية الجزائرية‬
‫الجامعات‪ ،‬المراكز الجامعية‪ ،‬المدارس و المعاهد الوطنية‬
‫‪3‬‬
‫زاوية "اإلحصائيات" تحتوي على جدول يضم مختلف اإلحصائيات المتعلقة ب* ‪:‬العدد اإلجمالي للجامعات والمراكز الجامعية التي تشترك في‬
‫البوابة *العدد اإلجمالي للمواضيع في طور االنجاز‪ ،‬المشعرة في جميع المؤسسات‪.‬‬
‫الزاوية "حول حقوق المؤلف" تحتوي على األمر رقم ‪ 05-03‬في ‪ 19‬جويلية ‪ 2003‬المتعلق بحق المؤلف والحقوق المجاورة ) الشكل ‪) 07‬فالمادة‬ ‫‪4‬‬

‫‪ 04‬من ذات األمر‪ ،‬تنص أنه من بين المصنفات األدبية أو الفنية المحمية‪ ,‬البحوث العلمية و التقنية ‪.‬وانتهاك هذه الحقوق تعرض صاحبها لعقوبات ‪.‬‬
‫زد إلى ذلك‪ ،‬فإن المادة ‪ 06‬من نفس األمر تؤكد على حماية عنوان المصنف األدبي والفني‪ .‬مما الشك فيه ان آليات حماية حقوق المؤلف و الحقوق‬
‫المجاورة لم تقتصر فحسب علي التشريعات و المنظومات القانونية الداخلية و من ضمنها االمر رقم‪ 05/03:‬المؤرخ فـي ‪ : 19/07/2003‬المتعلق‬
‫بحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة ‪ .‬بل امتدت الى اطار دولي عكف على بت يان آليات هذه الحماية و تمثلت في اتفاقيـة بـرن لحماية المصنفات‬
‫االدبية و الفنية المؤرخة في ‪ 1986/09/09 :‬و التـي انضمت اليهـا الجزائر بتاريخ‪ 1997/09/13 :‬و كذا معاهدة ألويبو الخاصة بحق المؤلف‬
‫المؤرخة فـي ‪ : 20/12/1996‬و اتفاقية جنيف لحماية منتجي الفونوجرامات الموقعة فـي ‪ 1971/10/29:‬و اتفاقية انشاء المنظمة العالمية للملكية‬
‫الفكرية الموقعة بسـتوك ولهم فـي ‪ 14 :‬تمـوز ‪ . 1967‬و مسايرة لكل هذه التطمينات الدولية الرامي ة لصيانة حقوق المؤلف عكف المشـرع الجزائري‬
‫إليجاد اطار قانوني لحماية هذه الحقوق و ذلك من خالل تبيان موضوعات هذه الحماية و نطاقها من جهة و تحديد الوسائل الكفيلة بحماية حقـوق‬
‫المؤلـف و الحقوق المجاورة من جهة اخرى‪ .‬يولي المشرع أهمية لهذا االتفاقيات باعتبارها مصد ار مهما من مصادر التشريع الوطني‪ ،‬فنص بالنسبة‬
‫حقوق المؤلف والحقوق المجاورة الجزائري في المادة ‪ 162‬من األمر رقم ‪ 05 / 03‬على "أن تطبق احكام هذا األمر على المصنفات واألداءات‬
‫المحمية بموجب االتفاقيات الدولية التي تكون الجزائر طرفا فيها‬

‫‪-9-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫تحتوي الصفحة الرئيسية لبوابة ‪ PNST‬على دليل يصف مختلف أقسامها و وحداتها و يشمل جميع‬
‫الخطوات المتبعة الستعمالها و تصفح األطروحات المتوفرة لديها‪ .‬كما تحتوي على ثالث وحدات وهي‪:‬‬

‫‪ -‬إشعار المواضيع في طور االنجاز‬

‫‪-‬التحقق من المواضيع المشعرة من طرف عامل التحقق‬

‫‪-‬المصادقة على المواضيع من طرف المجلس العلمي‬

‫مالحظة‪ :‬يتم إيداع األطروحات المناقشة على مستوى موقع الفهرس المشترك الجزائري)‪ ) CCDZ‬ويكون‬
‫االطالع على النص الكامل لألطروحة عبر موقع بوابة‪. PNST‬‬

‫يمكن لمستعملي البوابة القيام بنوعين من البحث ‪:‬‬

‫*بحث بسيط عن طريق كلمة من العنوان‪ .‬للقيام بالبحث البسيط‪ ،‬اكتب في الفراغ "البحث حسب العنوان"‬
‫العنوان أو بعض كلمات من العنوان ثم انقر على لبدء البحث‬

‫للحصول على بحث معمق‪ ،‬يجب النقر على "البحث المتقدم"‬ ‫* بحث متقدم (متعددة المعايير( ‪.‬‬
‫المتواجد على مستوى الصفحة الرئيسية للبوابة‪ .‬حينئذ تظهر نافذة يعرض فيها جميع معايير البحث المتقدم‬

‫يخضع نوع البحث المتقدم لمعايير وهي‪ :‬كلمة من عنوان األطروحة أو موضوع البحث المؤسسة‬
‫(المؤسسة التي ينتمي إليها الطالب) الكلمات المفتاحية مؤلف األطروحة (أو موضوع البحث‪ ،‬مؤطر‬
‫األطروحة) أو موضوع البحث( التخصص ) ميدان البحث( لغة األطروحة ) أو موضوع البحث الشهادة‬
‫الشفرة سنة التسجيل نوع األطروحة "بحث" لبدء البحث "حذف" لحذف المعلومات الخاصة بموضوع البحث‬
‫يتم عرض نتيجة البحث في أسفل الصفحة‪ .‬يكون ذلك على شكل قائمة للمواضيع التي تم العثور عليها في‬
‫قاعدة البيانات كل من بوابة ‪ PNST‬و بوابة ‪ CCDZ‬وهي تضم المعلومات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬عن وان األطروحة أو موضوع البحث‬

‫‪-‬مؤلف األطروحة أو موضوع البحث‬

‫–المشرف على األطروحة أو موضوع البحث‬

‫‪-‬وضعية موضوع البحث أو األطروحة (مشعر‪ ،‬محقق منه‪ ،‬مصادق عليه‪ ،‬مرفوض‪ ،‬للتغيير‪ ،‬مناقش‪،‬‬
‫مكشف)‬

‫‪-‬الشفرة‬

‫‪-‬تاريخ انشاء البطاقة‬

‫‪-‬رابط النص الكامل لألطروحة ‪،‬‬

‫‪- 10 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫فبمجرد النقر على عنوان الموضوع‪ ،‬تظهر على الواجهة بطاقة ببليوغرافية تشمل جميع البيانات الخاصة‬
‫بالموضوع‪.‬‬

‫تخضع بالبطاقة ببليوغرافية لقواعد معينة‪ 1‬من شأنها تحقيق األهداف التالية‬

‫‪-‬فهم صحيح لموضوع البحث‬

‫‪-‬نزع الغموض‪ ,‬التي من شأنها قد تؤدي إلى أخطاء‬

‫‪ -‬الحصول على بطاقة ببليوغرافية مقننة من بين أهم القواعد التيبوغرافية الواجب إتباعها عند كتابة‬
‫عنوان البحث‪ ،‬والكلمات الدالة وملخص موضوع البحث هي‪ :‬عالمات الترقيم النقطة‪ ،‬والفاصلة و قواعد‬
‫إدخال المعطيات عدم وجود مسافة قبل الفاصلة‪ ،‬وجود مسافة بعدها‪.2‬‬

‫في بطاقة الطالب‪ ،‬طوال مسارهم‬ ‫‪3‬‬


‫‪-‬من الضروري إدراج عبارة التعهد باإللزام بقواعد النزاهة العلمية‬
‫الجامعي مع التذكير باإلجراءات العقابية التي تتخذ ضدهم في حالة ثبوت جريمة السرقة العلمية في حقهم‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراء البحث على مستوى مصلحة ما بعد التدرج الكترونيا‬

‫يتم التحقق من المواضيع المشعر عنها من طرف الطالب على مستوى مصلحة ما بعد التدرج من طرف‬
‫عون المراجعة الذي يملك بدوره حسابا يمكنه من الدخول إلى الموقع ‪ ، PNST‬االطالع على المواضيع‬
‫المشعر عنها ومن تم التحقق منها‪ ،‬و دلك بعد إجراء البحث على مستوى قاعدة البيانات‪ ،‬و من تم تقديم‬
‫إجابة للمجلس العلمي‪ .‬ينبغي من أجل الدخول على عون المراجعة النقر على الرابط دخول‪ ،‬إدخال البيانات‬
‫الخاصة به تم النقر على "دخول "‪ .‬بالنقر على الزاوية "التحقق"‪ ،‬تظهر قائمة المواضيع المشعر عنها‬
‫باإلضافة إلى محرك بحث يتيح البحث في هده القائمة‪ .‬باستعمال كلمة من العنوان و‪/‬أو المؤلف‪.‬‬

‫لكن السؤال الذي يتبادر لألذهان هو كيف يتم التحقق من المواضيع المشعرة على مستوى بوابة‪ PNST‬؟‬

‫يقوم عون التحقق بالبحث عن أصالة المواضيع المشعرة من طرف الطلبة‪ .‬يكون ذلك بالرجوع إلى قاعدة‬
‫بيانات بوابة ‪ PNST.‬يتم التحقق من المواضيع في طور االنجاز باستعمال المعايير التالية ‪:‬‬

‫مثال‪ :‬عالمات الترقيم‪ ،‬وقواعد إدخال المعطيات وغيرها من األمور التي أصبحت من القواعد التي يجب أن تكون ضمن قواعد إنجاز البحث العلمي‬ ‫‪1‬‬

‫والتي يجب أن تلقن لدى الطالب في السنة األولى من الليسانس كبنية تحتية للتكوين الرقمي كأول خطوة لالنتقال إلى البحث بوسائل الذكاء االصطناعي‬
‫ال يمكن وضح الفاصلة قبل هاللية‪ ،‬معقوفة أو شرطة ‪.‬الشارحة )‪ ،(:‬الفاصلة المنقوطة )‪( ،‬عالمة االستفهام؟ )‪ ( ،‬تسبقها وتليها مسافة عالمة‬ ‫‪2‬‬

‫التعجب! ‪ ،‬ال تسبق بمسافة وتليها مسافة الهالالن ‪ ،‬تسبق الهاللية األولى مسافة وتلي الهاللية الثانية مسافة وعدم وجود مسافة داخل الهالالن‬
‫المزدوجان »« تسبق الهاللية األولى مسافة وتلي الهاللية الثانية مسافة وعدم وجود مسافة داخل الهالالن المزدوجان عالمات أخر ى قواعد إدخال‬
‫المعطيات االختصارات تتبع دائما بنقطة االختصار الخ(‪ .‬يسبق بفاصلة وال يتبع بالنقاط المتتالية ‪.‬المختصر) ‪ ) sigles‬عدم فصل الحروف بنقاط‪.‬‬
‫يجب الكتابة الكاملة بالنسبة للمختصرات الغير معروفة األعداد عدم وجود مسافة بين األعداد ‪)10 000‬وليس ‪(10000‬‬
‫‪ 3‬راجع نص المادة ‪ 04‬فقرة ‪ 3‬من القرار الوزاري ‪933‬‬
‫‪- 11 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫‪-‬كلمات من العنوان‬

‫‪-‬كلمات دالة‬

‫‪-‬كلمات من الملخص كما يمكنه إجراء بحث مركب من هذه المعايير ‪.‬‬

‫هناك حالتين ‪:‬‬

‫‪-‬حالة عدم وجود مواضيع مشابه للموضوع المشعر ‪:‬في هذه الحالة تكون إجابة عون التحقق‪" :‬هذا الموضوع‬
‫لم يشعر في قاعدة البيانات لبوابة األطروحات"‬

‫‪ -‬حالة وجود مواضيع مشابهة للموضوع المشعر ‪:‬في حال وجود مواضيع مشابهة أو مطابقة تكون اإلجابة‬
‫على شكل بطاقة بيبليوغرافية عن األطروحة الموجودة" ‪:‬العنوان‪/‬المؤلف‪-.‬التخصص‪ -.‬نوع الشهادة‪ -.‬حالة‬
‫األطروحة )مكان و سنة المناقشة في حال ما إدا كانت األطروحة مناقشة‪.‬‬

‫بعد ما يتم التحقق وتسجيل الموضوع‪ ،‬تتغير وضعية الموضوع من " مشعر" إلى "محقق منه ‪".‬مالحظة‪:‬‬
‫ترسل المواضيع المحققة من طرف عون التحقق مباشرة إلى حساب المجلس العلمي‪ ،‬عندها ال يظهر أي‬
‫موضوع عند النقر على "تحقق" ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المصادقة على الموضوع من المجلس العلمي‬

‫تخضع مسألة مصادقة المجلس العلمي على األطروحة لمراحل تتمثل فيما يلي‪:‬‬

‫المرحلة األولى‪:‬‬ ‫•‬

‫يمر الموضوع بمرحلة التحقق على مستوى قاعدة البيانات للمواضيع في طور االنجاز أو المناقشة‪ .‬يقوم‬
‫بهذه الوظيفة عون التحقق (عضو من المجلس العلمي أو موظف من القسم التابع له)‪.‬‬

‫المرحلة الثانية‪:‬‬ ‫•‬

‫يتفحص المجلس العلمي نتيجة التحقق إلصدار ق ارره األخير فيما يخص الموضوع‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة‪:‬‬ ‫•‬

‫يوضع قرار المجلس العلمي (مصادقة‪ ،‬رفض أو طلب تغيير الموضوع) في الحيز المخصص لذلك من‬
‫االستمارة االلكترونية للموضوع‪.‬‬

‫قاعدة البيانات المتوفرة على الموقع مفتوحة‪ ،‬تمكن مستخدمي البوابة (باحثين‪ ،‬مشرفين‪ ،‬المجتمع العلمي‪)...،‬‬
‫على التعرف بصفة دقيقة على وضعية البحث في إطار األطروحات الجامعية على المستوى الوطني‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫عندما يتم االشعار بالموضوع‪ ،‬المجلس العلمي للقسم هو المسؤول على التحقق والمصادقة على الموضوع‪.‬‬

‫ان وحدة المصادقة على المواضيع من طرف المجلس العلمي‪ ،‬يقوم المجلس العلمي باالطالع على‬
‫األجوبة المقدمة من طرف عون التحقق من أجل التقرير بقبول الموضوع المشعر عنه أو رفضه ‪.‬بمجرد‬
‫النقر على الرابط " دخول"‪ ،‬يظهر للمجلس العلمي نافدة تمكنه من الدخول إلى الموقع وذلك بإدخال البيانات‬
‫الخاصة به‪.‬‬

‫بمجرد النقر على عنوان موضوع معين‪ ،‬تظهر استمارة وفيها نتيجة التحقق وهي اإلجابة المقدمة من‬
‫طرف عون التحقق‪ .1‬يقدم المجلس العلمي تفسي ار لإلجابة التي توصل إليها‪ .‬ويكون ذلك بتدوينها في الحقل‬
‫المخصص لذلك وهو "نتيجة المصادقة ‪".‬يتم تأكيد اإلجابة بالنقر على الزر "حفظ الموضوع"‪ ،‬عندها تتغير‬
‫حالة الموضوع فينتقل من "مراجع" إلى "مصادق عليه‪".‬‬

‫وبعدها يقوم الباحث بطباعة استمارة األطروحة إلظهار االستمارة النهائية لألطروحة‪ ،‬وهي تحتوي على‬
‫أجوبة التحقق والمصادقة على الموضوع‪ .‬يجب النقر على أيقونة "طباعة هوية الموضوع ‪".‬وللحصول على‬
‫نسخة ورقية من بطاقة الموضوع‪ ،‬ينقر على "طبع" المتواجدة في أعلى صفحة االستمارة‪.‬‬

‫عندها فقط يتمكن من االطالع على األجوبة المقدمة من طرف عون التحقق‪ ،‬ومن تم المصادقة عليها‬
‫وذلك بالنقر على الزاوية "مصادقة" التي تظهر قائمة المواضيع التي تم التحقق منها‪.‬‬

‫لكن يوجد احتمال تغيير الموضوع‪ ،‬فكيف يمكن للباحث أن يقزم بذلك عن طريق التقييم االلكتروني‬
‫بعد إيداعه لعمله؟‬

‫لإلجابة على هذا يجب أن نميز بين حالتين‪:‬‬

‫الحالة األولى‪ :‬وهي مرحلة قبل مصادقة المجلس العلمي على الموضوع‪ .‬إذا عرف الموضوع تغييرات قبل‬
‫مصادقة المجلس العلمي‪ ،‬يستطيع الباحث القيام بها بمفرده على مستوى البوابة بناء على ذلك‪ ،‬تصبح‬
‫وضعية الموضوع مشعر‪ ،‬وينبغي أن يخضع إلى مراجعة ثانية من طرف عامل التحقق‪ ،‬وبعدها مصادقة‬
‫المجلس العلمي‪.‬‬

‫الحالة الثانية‪ :‬وهي مرحلة بعد مصادقة المجلس العلمي على الموضوع‪ .‬إذا تمت المصادقة على الموضوع‬
‫من طرف المجلس العلمي‪ ،‬وأراد الباحث إحداث تغييرات على موضوعه‪ ،‬في هذه الحالة يستوجب التقدم‬
‫إلى إدارة مركز البحث في اإلعالم العلمي والتقني‪ CERIST‬مزود بمستخرج اللجنة العلمية للقسم التابع له‪.‬‬

‫‪ 1‬تسمح هذ ه االستمارة للمجلس العلمي بقبول الموضوع‪ ,‬رفضه أو تعديله مما يثبت أصالة واستقاللية البحث التي تعتبر من أهم مقومات البحث العلمي‬

‫‪- 13 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫يقوم فريق بوابة ‪ PNST‬بإجراء التغييرات الالزمة في الموضوع‪ .‬فمن أجل تفادي كل ذلك‪ ،‬يستحسن أن‬
‫يتأكد الطالب جيدا من موضوعه قبل اإلشعار عنه‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫تبين من خالل هذه الورقة البحثية أن التقييم االلكتروني سهل مسألة التقييم البيداغوجي من قبل لجنة‬
‫المناقشة وهذا من خالل كشف المواقع االلكترونية على السرقة العلمية وهذا يؤدي بنا إلى إعادة اعتبار‬
‫قواعد االقتباس من المراجع والوثائق العلمية المنشورة الكترونيا‪ .‬وتثمين أصالة البحث العلمي‪ ،‬كما يمكن‬
‫معرفة ابعاد المذكرة واالطروحة من خالل الملخص والكلمات المفتاحية فال يعد للمناقش إال إجراء التقييم‬
‫العلمي من حيث طرح اإلشكالية‪ ،‬الخطة والتحليل‬

‫التوصيات‪:‬‬

‫‪-‬حتمية إعادة النظر في قواعد المنهجية وإثراء المناهج العلمية‬

‫‪-‬تحييين أدوات إنجاز البحث العلمي بما تتطلبه تقنية الرقمنة وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‬

‫‪-‬إعادة اعتبار مقاييس السرقة العلمية‬

‫‪-‬تكوين األستاذ في مجال تكنولوجية الرقمنة والذكاء االصطناعي مع إعادة التفكير المنهجي بما يتالءم‬
‫وعصر التكنولوجية والتكنولوجية المبتكرة‬

‫‪ -‬وضع دليل وطني يتضمن أسس وقواعد منهجية إنجاز البحث العلمي في عالم تكنولوجية الرقمنة‬
‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‬

‫‪-‬ضرورة إنشاء ورشات تضم الخبراء واألخصائيين واألساتذة للوصل إلى دليل جديد في منهجية إنجاز‬
‫البحث العلمي وإخراج هذا األخير من مأزق التصادم بين ما هو تقليدي وما هو متطور فالمعرفة أسيرة‬
‫ألدواتها والسقف المعرفي تغير وتطور وال يمكن أن نبقي البحث العلمي أسي ار ألدوات لم تعد تتماشى والوضع‬
‫العلمي الحالي‪.‬‬

‫الهوامش‬

‫الكتب باللغة العربية‬

‫‪-‬علي مراح‪ ،‬منهجية التفكير القانوني‪ ،‬نظريا وعمليا‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪2010 ،‬‬

‫‪-‬عوابدي عمار ‪ ،‬مناهج البحث العلمي وتطبيقاتها في ميدان العلوم القانونية واإلدارية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫دون ذكر السنة‬

‫‪- 14 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
2‫ اسم ولقب املؤلف‬،1‫اسم ولقب املؤلف‬--------------------------------------------------------------------------------- ‫عنوان املداخلة‬

Ouvrages
- Dreyfus (Simone), La thèse et le mémoire de doctorat : étude méthodologique : sciences
juridiques et politiques, 2° édition, Cujas, Paris, 1984
- KOUBI (Genevieve) , Le plagiat de la recherche scientifique, ouvrage collectif sous
la direction de Gilles J. Guglielmi et Geneviève Koubi avec la collaboration de Jean-Noël
Darde, Hélène Maurel-Indart et Mathieu Touzeil-Divina, éditions L.G.D.J, 2011
‫المقاالت االلكترونية‬
2022/11/24 ‫ نشر في‬،‫ تقييم إلكتروني‬،‫ أصالة البحث العلمي‬،‫محمد تيسير‬-
https://blog.ajsrp.com/research-originality
Thèses en ligne
-Documentation HAL, L’évaluation électronique, Hal thèse en ligne.
https://theses.hal.science/ 11 /2022
Liens électroniques
- https://www.cerist.dz/index.php/fr/portails/245-ccdz supérieur.
Larousse en ligne
https://www.larousse.fr/dictionnaires/francais/m%C3%A9thodologie/509,
https://ar.wikipedia.org/wiki / 02:00 ‫ الساعة‬،2022 ‫ ديسمبر‬12 ‫آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم‬
. ‫ الموسوعة الحرة‬،‫ويكيبيديا‬

- 15 - ‫ تحد جديد‬:‫ منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‬:‫امللتقى الوطني حول‬
2023 ‫ أفريل‬30
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬

‫البحث العلمي في عصرالرقمنة‪ :‬التحديات واملعوقات‬


‫‪Scientific research in the era of digitization: challenges and obstacles‬‬

‫أ‪.‬د عبد الحليم بن مشري‬ ‫أ‪.‬د حسينة شرون‬


‫جامعة بسكرة مخبر االجتهاد القضائي‬ ‫جامعة بسكرة مخبر االجتهاد القضائي‬
‫‪h.benmechri@univ-biskra.dz‬‬ ‫‪h.cherroun@univ-biskra.dz‬‬

‫الملخص‬
‫أتاحت التكنولوجيا الرقمية فرصا أكبر وأسرع وأكثر فعالية وفاعلية لترقية البحث العلمي والنهوض به‪ ،‬بفعل ما أتاحته من فرص‬
‫التواصل واالتصال بين الجامعات‪ ،‬ومراكز البحث‪ ،‬ومراكز التفكير‪ ،‬والباحثين… وكل الفواعل املهتمة بالبحث العلمي‪ .‬فبات من اليسير‬
‫بمكان طلب املعلومة‪ ،‬وتقفي أثرها في زمن ذاع فيه صيت الكتاب االلكتروني‪ ،‬وانتشرت فيه املكتبات الرقمية‪ ،‬وبات فيه لقواعد‬
‫البيانات العلمية أثرا على مصداقية املرجع العلمي‬
‫الكلمات املفتاحية‬
‫التكنولوجيا الرقمية ‪ .‬البحث العلمي‪ .‬املكتبات الرقمية‪ .‬البيانات العلمية‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪Digital technology has provided greater, faster, more effective opportunities for the promotion and‬‬
‫‪advancement of scientific research, because of the opportunities it has provided for communication‬‬
‫‪between universities, research centers, think tanks, researchers... and all those interested in scientific‬‬
‫‪research. Digital libraries have become widespread and scientific databases are having an impact on the‬‬
‫‪credibility of scientific research.‬‬
‫‪This intervention will analyze the challenges of this technology on scientific research.‬‬

‫‪Key words‬‬
‫‪Digital technology. Scientific research. Digital libraries. Scientific data‬‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫أتاحت التكنولوجيا الرقمية فرصا أكبر وأسرع وأكثر فعالية وفاعلية لترقية البحث العلمي والنهوض به‪ ،‬بفعل ما أتاحته‬
‫من فرص التواصل واالتصال بين الجامعات‪ ،‬ومراكز البحث‪ ،‬ومراكز التفكير‪ ،‬والباحثين… وكل الفواعل املهتمة بالبحث العلمي‪.‬‬
‫فبات من اليسير بمكان طلب املعلومة‪ ،‬وتقفي أثرها في زمن ذاع فيه صيت الكتاب االلكتروني‪ ،‬وانتشرت فيه املكتبات الرقمية‪،‬‬
‫وبات فيه لقواعد البيانات العلمية أثرا على مصداقية املرجع العلمي…‬
‫وعليه فقد أصبحت مشكلة الباحثين في السعي إلى العلم واملعرفة تتمحور حول االختيار الصحيح للمعلومة وسط كمّ‬
‫هائل من املراجع والوثائق في دائرة نظم املعلومات املتطورة وشبكة املعلومات الدولية (األنترنت)‪ .‬األمر الذي جعل متابعة‬

‫‪-1-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫ّ‬
‫املعلومات والتحكم في اإلنتاج الفكري الهائل واملتزايد‪ ،‬أمرا يزداد تعقيدا‪ ،‬بل يجعله مستحيال بالطرق وأنظمة املكتبة التقليدية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التحوالت التكنولوجية‪ ،‬ظهر جيل جديد من املكتبات ّ‬ ‫ّ‬
‫يتميز باالستخدام املكثف لتقنيات املعلومات‬ ‫وبالتزامن مع هذه‬
‫ّ‬
‫واالتصاالت واستخدام النظم املتطورة في اختزان املعلومات واسترجاعها وبثها‪ ،‬وهو ما يعرف باملكتبات الرقمية التي تلعب دورا‬
‫استراتيجيا في دعم التكوين والبحث العلمي‪.‬‬

‫املبحث األول‪ :‬دورالتكنولوجيا الرقمية في جودة البحث العلمي‪.‬‬


‫يتناول هذا املبحث أهمية التكنولوجيا الرقمية في جودة البحث العلمي (املطلب األول) و استخدامات التكنولوجيا في البحث‬
‫العلمي (املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬أهمية التكنولوجيا الرقمية في البحث العلمي‪.‬‬
‫التكنولوجيا الرقمية أضحت واقعا ملموسا في مجال البحث العلمي؛ إذ هي الطريق السحري املوصل نحو املعلومات‪،‬‬
‫ً‬
‫فلقد أصبح الباحث قادرا بفضل تكنولوجيا االتصال ورقمنة املعلومات أن يجول في املكتبات الرقمية الشاملة والبرامج‬
‫املتخصصة واملواقع اإللكترونية للجامعات ومراكز البحث املتخصصة ليحصل على ما يريد من املعلومات في مجاله‪ .‬وذلك ملا‬
‫تتيحه هذه التكنولوجيا من إمكانيات هائلة للبحث في الببلوغرافيات‪ ،‬والنصوص وسائر أنواع املدخالت في هذه البرامج‪ ،‬وتوفره‬
‫من أي مكان في العالم باستمرار‪ ،‬وإمكانية تخزين املعلومات واسترجاعها‪ ،‬بتيسير عجيب‪.‬‬
‫ويمكن رصد أهميتها في البحث العلمي فيما يلي‬
‫<تمكين الباحث من الوصول إلى محتويات املكتبة ومصادرها في أي وقت يشاء ومن أي مكان يوجد فيه ‪ :‬في منزله أو‬
‫مكتبه الخاص أو أماكن أخرى خارج مبنى املكتبة ‪ ،‬دون الحاجة للذهاب إلى املكتبة بل إن املكتبة الرقمية تأتي باملكتبة إليه‬
‫<تيسير مهارات التصنيف والفهرسة للمراجع العلمية‪.‬‬
‫< تحقيق إمكانية البحث العلمي املؤسس ي‪ ،‬بين عدد من الباحثين‪ ،‬إذ يمكن لهم (ولو تباعدوا في أماكنهم) استخدام‬
‫نفس مصادر املعلومات في املكتبة والبحث فيها في الوقت نفسه‪.‬‬
‫<تحقيق انجاز املشاريع الكبرى التي تحتاجها األمة ضرورة لتسريع يقظتها‪ ،‬وتحقق مفهوم الشهادة على الناس‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫املعجم التاريخي للغة العربية‪ ،‬الذي يصعب انجازه دون اعتماد الوسيلة الرقمية‪ ،‬التي تتيح خيارات كثيرة إلنجازه‪.‬‬
‫<إمكانية تحديث املعلومات في املكتبة الرقمية‪ ،‬حيث إنها تحتوي على بعض مصادر املعلومات التي تحتاج إلى تحديث‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫باستمرار كاملوسوعات واألدلة وغيرها من املراجع‪ ،‬حيث تضاف التعديالت الجديدة التي يدخلها الناشر آليا إلى قاعدة املعلومات‬
‫في املكتبة‪.‬‬
‫<تقليل الحجم املحسوس لتخزين املعلومات‪.‬‬
‫ً‬
‫<تقليل التعامل الفعلي مع األشياء بنفسها كأن تستخدم الكتاب نفسه دائما وملرات عدة حتى يبلى‪.‬‬
‫<تخفيض تكاليف الحصول على املعلومات واملراجع العلمية لهذه األمور وغيرها تعد املكتبة الرقمية من التجديدات‬
‫الحديثة املستخدمة في الدول املتقدمة كالواليات املتحدة األمريكية مثل مكتبة الكونجرس‪ ،‬ومكتبات سـتانفورد الرقمية والتابعة‬
‫لجامعة ستانفورد‪ ،‬ومشروع املكتبة الرقميـة التابعة لجامعة كاليفورنيا في بركلي‪ ،‬ومكتبة جامعة كولومبيا التي نفذت عددا من‬
‫الخطوات أو املبادرات من أجل املكتبة الرقمية‪ .‬أما بالنسبة للمملكة املتحدة فقد قامت بمشروع مكتبة بيوولف اإللكترونية‬
‫ً‬
‫البريطانية الذي يوفر للباحثين صورا رقمية للمخطوطات املحفوظة فيها‪ ،‬والوثائق التاريخية بأصنافها املختلفة‪ ،‬مما أسهم‬
‫بشكل كبير في الرقي بالبحث العلمي لديهم‪ ،‬والوصول به إلى درجات متقدمة جدا‪.‬‬
‫ونذكر هنا ما نهضت به تركيا الحديثة من إنشاء مراكز لحوسبة الترات‪ ،‬وتعميم التعليم الرقمي في املدارس والجامعات‬
‫بواسطة اللوحات الذكية‪ ،‬واألجهزة املتطورة‪ ،‬وقد أنش ئ بآخرة مركز املخطوطات والوثائق التي سيجمع جميع املخطوطات‬

‫‪-2-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫والوثائق في تركيا ويوفرها بشكل رقمي للباحثين أينما وجدوا في هذا العالم‪ ،‬وليت باقي الدول اإلسالمية تنفذ مثل هذه املشاريع‬
‫لتنقذ ما لديها من مخطوطات ووثائق التي أصبح كثير منها في ضيافة األرضية‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬استخدامات التكنولوجيا الرقمية في البحث العلمي‬
‫تعبر التكنولوجيا الرقمية عن االعتماد األساس ي واملفرط على الحواسيب في مختلف مناحي الحياة املعاصرة‪ ،‬حتى بات‬
‫يطلق على عصرنا عصر الثورة الرقمية‪ .‬إذ لم يبق مجال من مجاالت الحياة املعاصرة ‪-‬ولو كان على درجة من البساطة‪ ،-‬إال‬
‫ودخلها استعمال هذه التقنيات املتطورة التي سهلت املعامالت ويسرت التعامالت… من أوجه ذلك انتشار استخدام الحواسيب‬
‫وأجهزة الكمبيوتر‪ ،‬وتعميم استعمال االنترنت وغيرها من الوسائط االتصالية والتواصلية كشيوع استخدام الهواتف الذكية‪،‬‬
‫واللوحات الرقمية… واالعتماد املفرط على االنترنت في التواصل‪ ،‬واالستعالم‪ ،‬والتبضع‪ ،‬والتسوق‪ ،‬وقضاء املعامالت‪ ،‬وربط‬
‫االتصاالت…‬
‫يعود سبب اكتساح التكنولوجيا الرقمية لعصرنا إلى سهولة وامتيازات استخداماتها من سرعة فائقة وكلفة يسيرة…‬
‫غير أن بعض األدبيات املهتمة بتأريخ وتتبع مسار استعمال وسائل التطور التكنولوجي ووسائطه في املؤسسات العمومية واألجهزة‬
‫ُ ّ‬ ‫َ ُ‬
‫طورة للبرمجيات‬‫رجع سبب االعتماد املفرط على التكنولوجيا الرقمية إلى تمكن الشركات املصنعة للحواسيب‪ ،‬والـم ِ‬ ‫اإلدارية‪ ،‬من ت ِ‬
‫من تجاوز عقبة التخوف من عدم قدرة الحواسيب على التجاوب مع االنتقال اآللي واملبرمج من سنة ‪ )99( 1999‬إلى سنة ‪2000‬‬
‫(‪ )00‬لخصوصية االنتقال الزمني الرقمي من سنة إلى سنة‪ ،‬والتخوف من عدم التجاوب التقني للبرمجيات مع العودة إلى رقم ‪00‬‬
‫كاختصار لإلشارة على سنة ‪ ،([4])2000‬ما كاد أن يعصف باعتماد الحواسيب في مختلف مناحي الحياة‪ ،‬وما كان سيتسبب في‬
‫كوارث اقتصادية ومالية وأمنية… ال يتسع املقام لتفصيل بيانها‪.‬‬
‫يقتض ي عرض أوجه استخدامات التكنولوجية الرقمية في مجال البحث العلمي‪ ،‬استعراض التقنيات الرقمية التي‬
‫دخلت مجال الخدمة املكتبية والبحثية‪ ،‬وهو ما يمكن بيان أهم أوجهه في ما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املكتبات الرقمية‪.‬‬
‫تعود األدبيات املهتمة بدراسة املكتبات الرقمية وبيان أصولها ومرجعياتها التاريخية إلى فكرة إنشاء املوسوعة العاملية‪،‬‬
‫كملتقى لعرض األفكار واإلبداعات اإلنسانية‪.‬‬
‫لئن بدأ التفكير في مشروع املكتبات الرقمية في عصر الوسائل التقليدية القائمة على التدوين والطبع لغياب التقنية الرقمية عن‬
‫ذلك الوقت الذي تعود بعض القراءات به إلى النصف األول من القرن العشرين‪ ،‬فإن ارتباط املكتبات الرقمية بهذه الفترة‬
‫الزمنية إنما مرده إلى التفكير املسبق في إيجاد وسيلة تقنية تسهل االستغالل األمثل للمعارف املوسوعية املدونة في شكل قواميس‬
‫وكتب وموسوعات… وهو ما جرى تجسيده بعدما تأتى استعمال التكنولوجيا الرقمية وانتقال مجاالت استخدامها إلى حقل‬
‫املعارف العلمية‪ ،‬والنظم املكتبية‪.‬‬
‫في هذا السياق يشار إلى املقال الذي سبق ملدير “املكتب األمريكي للبحوث العلمية والتطوير” وقام بنشره سنة ‪1945‬‬
‫بعنوان “كما ينبغي لنا أن نفكر” الذي طرح فيه ضرورة التفكير في إيجاد إمكانيات تقنية لتسهيل مهمة الباحثين في جمع‬
‫املعلومات وتخزينها والتعرف عليها واسترجاعها)]‪ ،([5‬وهو ما أتى ثماره في وقتنا املعاصر أين جرى ابتداع الكثير من البرمجيات‬
‫والوسائل والوسائط التقنية الرقمية التي تخدم البحث العلمي وتسهل مهمة الباحث‪.‬‬
‫ُ‬
‫جمع التعاريف املقدمة للمكتبة الرقمية على اعتبارها تلك النقلة النوعية في االنتقال من الكتب‪ ،‬وغيرها من‬ ‫ت ِ‬
‫املطبوعات األكاديمية من دراسات وبحوث ومجالت… من الطابع الورقي إلى الخاصية الرقمية التي تتيح فرصة اإلطالع على‬
‫املخزون املكتبي‪ ،‬ومراجعته على شكل الكتروني يراعي ويحفظ مطابقة املحتوى املرقمن‪ ،‬للمضمون املكتوب واملطبوع‪.‬‬
‫من التعاريف اإلصطالحية املمكن انتقاؤها للمكتبة الرقمية في هذا املقام أنها‪« :‬نظم املعلومات‪ ،‬والخدمات التي تتيح وثائق‬
‫الكترونية (أي‪ :‬ملفات نصية‪ ،‬صوت رقمي‪ ،‬فيديو رقمي) مخزنة في مستودعات أرشيفية أو ديناميكية متجددة)]‪ ،»([6‬وفي تعريف‬

‫‪-3-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫آخر نقرأ «املكتبة التي تملك مصادر إلكترونية محوسبة فقط‪ ،‬وال تستخدم مصادر تقليدية بغض النظر عن أن تكون متاحة‬
‫على االنترنت أو ال‪»([7]).‬‬
‫يفصل املختصون في علم املكتبات‪ ،‬واملهتمون بدقائق تفاصيل املكتبات الرقمية بين نوعين أساسيين منها‪ ،‬هما‪:‬‬
‫أ‪ :‬املكتبات االلكترونية‪ :‬تعرف بأنها‪« :‬مجموعة منظمة من الوسائط في شكل رقمي‪ ،‬مصممة لخدمة فئة محددة من‬
‫املستفيدين‪ ،‬وتيسر بنيتها الوصول ملحتوياتها‪ ،‬ومجهزة بوسائل وأدوات املالحة في شبكة املعلومات في العالم ‪»([8]).‬يقصد بها‬
‫إجماال مجموع املكتبات ومصادر توفير املراجع التي تتخذ من التكنولوجيا الرقمية أداة لتقديم مخزونها املكتبي‪ ،‬ورصيدها‬
‫املعرفي‪([9]).‬‬

‫ال يشترط في املكتبات االلكترونية استعمال فضاء االنترنت كمساحة لترويج وتقديم خدماتها املكتبية‪ .‬إذ ال يشترط فيها أن‬
‫يكون متاح الوصول إلى رصيدها املكتبي عبر االنترنت‪ .‬فكما يمكن أن تقدم خدمات على االنترنت‪ ،‬قد يمكن أن تقتصر خدماتها‬
‫على دون ذلك‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ما تقدمه بعض املكتبات الجامعية واملتخصصة من تجهيزات مخصصة للوصول إلى مخزونها‬
‫املكتبي الرقمي‪ ،‬وما قد يسوق من منتوج معرفي على شكل مرقمن كاألقراص املضغوطة…‬
‫ب‪ :‬املكتبات االفتراضية‪ :‬تتشابه مع سابقتها في اعتماد التكنولوجبيا الرقمية‪ ،‬غير أنها تختلف عنها في أنها تنشط حصريا‬
‫على فضاء االنترنت الذي تتخذه كمساحة لتمكين مرتاديها من مراجعة‪ ،‬واإلطالع على رصيدها املكتبي االلكتروني)]‪ ،([10‬ما‬
‫يفسر إطالق بعض الكتابات عليها وصف “مكتبات من دون جدران‪”.‬‬
‫مما يؤخذ على املكتبات االفتراضية أنها قد ال تضمن جدية وجدوى وصحة محتوى ما تقدمه من معارف مرقمنة‪ ،‬على عكس‬
‫املكتبة االلكترونية التي تزيد فيها درجة املوثوقية واألمانة العلمية‪([11]).‬‬

‫ثانيا‪ :‬قواعد البيانات‪:‬‬


‫هي مجموعة من عناصر البيانات املنطقية املرتبطة مع بعضها البعض بعالقة رياضية)]‪ ،([12‬تتيح فرص االستغالل‬
‫األمثل ملا تحتويه من معلومات مرقمنة مبوبة حسب نظم محددة‪ ،‬عادة ما يراعي منطق عملها جانب تسهيل مهمة البحث‬
‫للوصول األمثل واألسرع للمعلومات املبحوث عنها‪.‬‬
‫تعتبر قواعد البيانات من أكثر أوجه استخدامات التكنولوجيا الرقمية في مجال البحث العلمي‪ ،‬بفعل الخدمات التي تقدمها‬
‫واملتمثلة أساسا في ما تتيحه من فرص االسترجاع السريع وامليسر للمعلومات‪([13]).‬‬

‫من أوجه الخدمات التي يقدمها استخدام قواعد البيانات في البحث العلمي‪ ،‬يمكن اإلشارة على سبيل املثال ال الحصر‬
‫إلى ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تبويب رصيدها املكتبي على أسس التخصصات العلمية املتنوعة‪ ،‬ما يساعد الباحث على االلتزام بمبدأ التخصص العلمي‬
‫حتى ال يسقط في فخ التعويم‪ ،‬واالستفادة من املعلومات الثقافية أكثر منها املتخصصة وإن كان من الصعب بمكان فصل ما هو‬
‫معرفي عن ما هو تثقيفي‪ .‬إال أن جودة البحث العلمي تقتض ي ضرورة احترام التخصص العلمي خاصة وأن العلوم اليوم تنتقل‬
‫من االختصاص إلى التخصص‪.‬‬
‫‪ ‬احتواؤها على رصيد مكتبي ثري‪ ،‬يتكون من أحدث اإلصدارات العلمية العاملية في مختلف التخصصات البحثية والعلمية‪ .‬ما‬
‫يزيد من ثرائها املكتبي العالقات العنكبوتية املنسوجة بين مختلف قواعد البيانات التي يحيل أحدها فرص الولوج إلى أخرى‪،‬‬
‫بفعل ما أتاحته شبكة االنترنت من نوافذ ومعابر ومنافذ قائمة بين مختلف قواعد البيانات املوجودة‪.‬‬
‫‪ ‬تمتعها بدرجة من املوثوقية العلمية‪ ،‬الحتوائها على أبحاث علمية محكمة ورفيعة املستوى‪ ،‬ما جعل منها أساسا لقياس جودة‬
‫البحث العلمي‪ .‬باعتبارها مؤشرا على مدى حرص الباحث على احترام التخصص العلمي في استيقاء املراجع املعتمد عليها في إنجاز‬
‫البحث العلمي‪.‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫ثالثا‪ :‬رقمنة تسييراملكتبات‪:‬‬


‫املقصود برقمنة تسيير املكتبات هو اعتماد التكنولوجيا الرقمية في تسيير املكتبات إداريا وبحثيا‪ .‬وهو املسار الذي‬
‫يندرج في سياق تجسيد وتفعيل اإلدارة االلكترونية التي باتت تعتبر أداة استراتيجية لتسيير عصر املعرفة واملعلومات «فظهور‬
‫التقنية الحديثة من حواسيب وأجهزة اتصال متطورة ومختلفة يحتم ويوجب على املكتبة الجامعية تبديل نظامها كلية‪ ،‬وإدخال‬
‫التقنية على جميع أعمالها ومصالحها الفنية واإلدارية‪ ،‬وذلك من أجل التحكم أكثر في املعلومات وتحسين الخدمات‪ ،‬وكذا‬
‫التكيف مع هذا املجتمع االلكتروني‪»([14]).‬‬
‫من أهم ما يمكن اإلشارة إليه من جوانب تأثير رقمنة تسيير املكتبات على البحث العلمي‪ ،‬أمكن تعداد ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تسهيل عمليات البحث في اإلطالع على ما تكتنزه املكتبات من مراجع‪ ،‬وما تحتويه من رصيد مكتبي‪.‬‬
‫‪ ‬إتاحة فرصة اإلطالع على املخزون املكتبي من دون الحاجة إلى التنقل إلى املكتبة‪ ،‬ما يتيح فرص إجراء البحث عن بعد‪.‬‬
‫‪ ‬تجعل البوابة االلكترونية للمكتبة‪ ،‬من املكتبة نافذة مفتوحة طيلة أيام األسبوع‪ ،‬وعلى مدار ساعات اليوم ما يتيح إمكانيات‬
‫أكثر للبحث العلمي‪.‬‬
‫‪ ‬تيسير عملية طلب املراجع من األعوان املكتبيين‪.‬‬
‫‪ ‬تسهيل عملية تسيير املخزون املكتبي ومراقبة سيولة اإلعارة‪.‬‬
‫‪ ‬اعتبار رقمنة تسيير املكتبات أحد املعايير األساسية لترتيب املؤسسات الجامعية في سلم ترتيب املؤسسات الجامعية‬
‫والبحثية على مختلف املستويات‪ :‬الوطنية‪ ،‬اإلقليمية‪ ،‬والعاملية‪.‬‬
‫رابعا" تطوربرمجيات الكتابة البحثية‪:‬‬
‫شهدت البرمجيات املكتبية تطورا مذهال أنتج نقلة نوعية في ما يتعلق بالجوانب الشكلية إلصدار البحوث العلمية‪،‬‬
‫وطرق إخراجها على شكلها النهائي‪ .‬فبعدما كان يعتمد على اآللة الراقنة في كتابة البحوث العلمية‪ ،‬فقد سهل استعمال الحاسوب‬
‫من عملية الكتابة وأتاح فرص تصحيح األخطاء‪ ،‬ومراجعة املدونات قبل ضبطها على الشكل النهائي لإلخراج والطبع‪ ،‬ما لم يكن‬
‫متاحا بالسهولة نفسها قبل ظهور هذه البرمجيات وشيوع استخدامها‪.‬‬
‫لم يقتصر أثر تطور برمجيات الكتابة البحثية على الجوانب الشكلية إلخراج البحوث في شكلها النهائي‪ ،‬بل يتعداه إلى‬
‫استحداث برمجيات تساعد الباحث على التعامل مع البيانات واملعطيات‪ ،‬كمساعدته على قراءة اإلحصائيات‪ ،‬ورسم الجداول‪،‬‬
‫والرسوم البيانية… بل حتى أن منها ما يساعد على الكتابة املوثقة الصحيحة للهوامش واملراجع‪ ،‬وفق األصول املنهجية والعلمية‬
‫املتعارف عليها من قبل املدارس املنهجية العاملية الكبرى‪.‬‬
‫خامسا" تعزيزفرص التواصل بين الباحثين‪:‬‬
‫ال أدل على ذلك من التجارب التي نعايشها يوميا من فرص التعرف والتعارف القائمة بين الباحثين‪ ،‬من مختلف األقطار‬
‫والتخصصات باعتماد التكنولوجيا الرقمية التي من أوجهها في هذا املجال استعمال االنترنت والسيما البريد االلكتروني‪ ،‬وشبكات‬
‫التواصل االجتماعي…‬
‫وهي الفضاءات التي أتاحت إمكانيات اإلطالع على عروض التكوين والدراسة‪ ،‬ومختلف الفعاليات العلمية املتنوعة من‬
‫ملتقيات وندوات ومؤتمرات… وهي الفرص التي تتعزز يوما بعد يوم بفضل شبكات التواصل االجتماعي التي ابتدع الباحثون فيها‬
‫منتديات ومجموعات لتسهيل عملية التواصل بين املهتمين بمختلف املواضيع‪ ،‬وتبادل املراجع‪ ،‬واملعلومات‪ ،‬والخبرات‪ ،‬بل وحتى‬
‫توزيع استمارات االستبيانات والبحوث امليدانية‪.‬‬

‫‪-5-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫املبحث الثاني‪:‬‬
‫ّ‬
‫أدرك العالم كله أـن الدول بدأت تواجه تحديا حضاريا كبيرا في مجال البحث العلمي والتطوير‪ ،‬وتزداد ضغوطات‬ ‫ّ‬
‫التحدي مع ظهور النظام العاملي الجديد وانتشار وسائل االتصال واملعلوماتية التي جعلت العالم قرية صغيرة تسود فيها هيمنة‬ ‫ّ‬
‫الدول املتحكمة بأدوات ووسائل العلم واملعرفة والقوة‬
‫وحل املشاكل‪ ،‬وعليه تظهر‬ ‫وإذا كان الهدف العلم هو البحث عن الحقائق‪ ،‬والبحث هو السعي لإلجابة عن التساؤالت ّ‬
‫ّ‬
‫الحاجة إلى البحث عندما يكون هناك عدم وضوح في موقف ما أو حالة عدم التأكد أو في حالة غياب حقيقة أو نقص للمعرفة‪.‬‬
‫فالبحث العلمي أصبح أساسا للتقدم العلمي والحضاري على املستويين الفكري والعملي ملختلف النشاطات البشرية‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تحديات رقمنة البحث العلمي‬
‫أهم شروط البحث العلمي توافر السلوك العلمي في كل طرق البحث ووسائله ومنهجه لتحقيق الهدف منه‬ ‫إن من ّ‬ ‫ّ‬
‫وبأمانة علمية إضافة إلى االبتكار بمعنى إضافات جديدة‪ .‬وهذا متوقف على القراءة الواسعة ملا كتبه السابقون واملعاصرون‪ّ ،‬‬
‫ألن‬
‫القراءة هي نصف االبتكار والذكاء ُي ّتمم عملية الكشف عن الجديد‪.‬‬
‫كل من الجامعة والبحث العلمي تحديات ّ‬
‫نحددها في‪:‬‬ ‫ظل هذه التطورات والتحوالت تواجه ّ‬ ‫وفي ّ‬
‫تحدي االنفجاراملعرفي‬‫الفرع االول‪ّ :‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ترجع ّ‬
‫والنمو إلى الجامعة والبحث العلمي‪ ،‬وذلك ملا توفره‬ ‫مهمة نقل مجتمعنا من مرحلة التخلف إلى مرحلة التقدم‬
‫الجامعة من إطارات مؤهلة للتعامل مع املشاكل والتحديات التي تواجه املجتمع والتنبؤ بالتحديات املستقبلية مع اتخاذ التدابير‬
‫واإلجراءات الالزمة للتصدي لها قبل وقوعها في إطار تطبيق خطط التنمية وبرامجها‪.‬‬
‫إن انفجار املعلومات هو املصطلح الذي أطلقه أخصائيو املعلومات للتعبير عن واقع املعلومات في املجتمع املعاصر‪،‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫وكذا األمر بالنسبة إلى ثورة املعلومات‪ ،‬أزمة املعلومات وفيضان املعلومات‪ .‬فانفجار املعلومات مصطلح يتسم بالديناميكية‬
‫الناتجة عن التغيرات السريعة املتالحقة في إنتاج املعلومات وفي وسائل تسجيلها ونشرها وفي أجهزة تجميع مصادرها واألساليب‬
‫املتبعة في تنظيم املصادر وتحليلها وتخزينها واسترجاعها في مختلف الخدمات ّ‬
‫املقدمة (‪.)5‬‬ ‫الفكرية والتكنولوجية ّ‬
‫حتمية لهذا الفيضان‬‫يميز عصرنا الحالي هي الزيادة الهائلة في حجم اإلنتاج الفكري في جميع املجاالت‪ .‬وكنتيجة ّ‬ ‫وأهم ما ّ‬
‫ّ‬
‫الهائل من املعلومات‪ ،‬تضاءلت قدرة الباحثين على االعتماد على أنفسهم كأفراد لضمان التوسع والتطوير‪ ،‬فلم يعد بإمكان ّ‬
‫أي‬
‫يحقق الكفاءة املطلوبة في إنتاجه العلمي وهو في معزل عن التيارات العلمية الجارية في املجاالت املجاورة‪.‬‬ ‫باحث أن ّ‬
‫الفرع الثاني‪ّ -:‬‬
‫تحدي إدارة املعرفة‬
‫كم هائل من‬ ‫لقد أصبحت مشكلة الباحثين عن املعرفة تتمحور حول االختيار الصحيح للمعلومة املطلوبة وسط ّ‬
‫املراجع والوثائق املتوفرة بصفة خاصة في شبكة املعلومات الدولية (األنترنت)‪ ،‬وبالتزامن مع ثورة املعلوماتية واالتصاالت الهائلة‬
‫كل فرد ومؤسسة في املجتمع بتكلفة معقولة‪ ،‬ظهرت تعابير علمية جديدة مثل اقتصاد املعرفة‪ ،‬مجتمع املعرفة‬ ‫ووصولها إلى ّ‬
‫متعددة بوجهات نظر مختلفة‪ ،‬فهي آخر أنواع األساليب اإلدارية‬ ‫وإدارة املعرفة‪ .‬فإدارة املعرفة هي ثورة التركيز لجهود أطراف ّ‬
‫أهم السمات الحيوية لألنشطة التي تؤثر على نوعية وجودة العمل‪ .‬فهي تتضمن‬ ‫الحديثة وأحدث املفاهيم في علم اإلدارة ومن ّ‬
‫تطوير املعرفة‪ ،‬الحفاظ على املعرفة‪ ،‬استخدام املعرفة وتقاسم املعرفة‪ .‬لذلك تعتبر إدارة املعرفة إحدى التحديات الكبرى التي‬
‫أصبحت تواجهها معظم الجامعات واملؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫وإذا ّ‬
‫كنا بالفعل نعيش في مجتمع املعرفة‪ ،‬فإنه يقع على عاتق الجامعة نشر هذه املعرفة لتحقيق التعلم مدى الحياة‪.‬‬
‫فاملعرفة االنسانية تتناقص وتتغير في مجتمع املعرفة‪ ،‬فما يتعلمه الطلبة اليوم قد يصبح دون جدوى في الغد‪ ،‬ولتفادي هذا‬
‫مقررات علمية جديدة تساعد الطلبة على مواجهة التطورات العلمية التي يشهدها‬ ‫النوع من املشكالت فالجامعة ملزمة بتقديم ّ‬
‫العالم لكي يصبح التعلم من أجل التعلم (‪.)3‬‬

‫‪-6-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫فإن للبحث أثرا مباشرا ومتغيرا على التكوين‪.‬‬ ‫وانطالقا من السمة املميزة للجامعة وهي الرابط بين البحث والتكوين‪ّ ،‬‬
‫تبني إدارة املعرفة التي تسعى إلى تحويل املعارف‬ ‫جدا‪ ،‬فهذا يستلزم ّ‬ ‫كل من البحث وتوليد املعرفة عمليات ّ‬
‫معقدة ّ‬ ‫ألن ّ‬ ‫ونظرا ّ‬
‫غير األساس الذي تعتمد عليه إدارة‬ ‫وأن التطور السريع في املعلومات واالتصاالت قد ّ‬ ‫الشخصية إلى معارف تعاونية‪ ،‬خاصة ّ‬
‫طالبها بقدرات معرفية ّ‬ ‫ّ‬ ‫األعمال‪ .‬فنجاح الجامعات يعتمد على قدرتها على العمل في بيئة عالم ّ‬
‫مميزة‪ .‬حيث تحتاج‬ ‫متغير يمتاز‬
‫وتستثمر ما لديها من أصول فكرية‪ ،‬هذا ما يلزم‬ ‫تغير قيمها ْ‬ ‫ظل إدارة املعرفة إلى أن ّ‬
‫الجامعات التي تسعى إلى األداء املتميز في ّ‬
‫ّ‬
‫األفراد على اكتساب مهارات جديدة أو تعلم مهارات تسمح لهم بإدارة واستخدام املعلومات واملعرفة بتعابير جديدة أخرى (‪.)1‬‬
‫تحدي التكنولوجيا الرقمية‬ ‫الفرع الثالث‪ّ :‬‬
‫سيؤدي إلى توسيع وزيادة فئات املتعلمين‪ ،‬كما سيصبح ّ‬
‫التزود‬ ‫ّ‬ ‫إن االستخدام املتزايد لوسائل التعليم السمعي البصري‬ ‫ّ‬
‫بالحاسوب والحاسبات اإللكترونية واإلنتاج الواسع على شبكة األنترنت وسيلة هامة تربط األساتذة باملجتمع العلمي التقني‬
‫ومساعدتهم في تذليل الكثير من الصعوبات املتمثلة خاصة في فقر املكتبات (‪.)2‬‬
‫ّ‬
‫التطور في االنفجار املعلوماتي الذي‬ ‫تجسد هذا‬‫تطورا مذهال في املجال العلمي والتكنولوجي‪ ،‬حيث ّ‬ ‫فالعالم يشهد اليوم ّ‬
‫تتحكم فيه التكنولوجيات الحديثة والتي اكتسحت جميع املجاالت من حيث وظائفها وخدماتها‪ .‬حيث يظهر دور الجامعات في ّ‬
‫ظل‬
‫وبثها عبر املنتجات اإللكترونية وهذا خاصة مع تسجيل ظهور الجامعة املفتوحة‬ ‫هذا التطور‪ ،‬في حفظ املعرفة وطرق استرجاعها ّ‬
‫‪ Open university‬كأسلوب جديد لتعليم وتكوين األفراد الذين فاتتهم فرص االلتحاق بالجامعة‪ .‬فهي صيغة في التعليم العالي‬
‫تحقق مبدأ ديمقراطية التعليم والتكوين وتوسيع رقعته الجغرافية‪ ،‬فضال عن ظهور جامعة الهواء ‪ University of air‬وهو نمط‬ ‫ّ‬
‫نسجل نمط الجامعة‬ ‫يعتمد على وسائل االعالم واالتصال في توصيل خدمات التعليم العالي إلى الطلبة في أماكن تواجدهم‪ .‬كذلك ّ‬
‫ُ‬
‫بدون جدران ‪ University without wall‬الذي يقوم بتنظيم دراسات جامعية تلقى عبر األثير في شكل برامج إذاعية مسموعة‬
‫ومرئية دون أن يكون لهذه املؤسسة مباني ومنشآت تمارس فيها الوظيفة التعليمية‪ ،‬وظهور أيضا ما يعرف بالجامعة االفتراضية‬
‫‪.Virtual university‬‬
‫كل من الجامعة والبحث العلمي يحتاجان إلى دعم وتطوير ملواجهة تحديات‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وعلى العموم يكاد يتفق معظم الباحثين أن ّ‬
‫كل من التقنيات العصرية وثورة املعلومات واالتصاالت والعوملة وتكتالت النظام العاملي‬ ‫وضغوطات البيئة الخارجية التي فرضتها ّ‬
‫الجديد‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس أقدمت بعض الجامعات على تغيير طرائق التكوين والبحث العلمي من خالل إدخال التكنولوجيات‬
‫أهمها‪ :‬الجامعة االفتراضية‪ ،‬التكوين اإللكتروني واملكتبات‬ ‫وتبني العديد من املصطلحات ّ‬ ‫الرقمية في جميع أنشطتها العلمية ّ‬
‫ّ‬
‫خاصا‬ ‫الرقمية‪ ،‬سعيا منها لالرتقاء بالعملية التكوينية والبحث العلمي‪ .‬ومن هذا املنطلق ْأولت الجامعات الجزائرية اهتماما‬
‫للتكوين لهذا العصر الرقمي من خالل إنشاء املكتبات الرقمية (‪.)3‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬التكوين في العصرالرقمي‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫إن التكوين هو فعل بيداغوجي يكتسب وليس مجرد تسجيل للمعلومات أو مجرد تعليم لعادات معينة‪ ،‬فهو يوفر لنا‬
‫مستوى من الثقة في العاملين باملهنة‪ ،‬وبما أننا نعيش في عصر االنفجار املعرفي والتقني أي عصر التكنولوجيا‪ ،‬فمن واجبنا‬
‫نسميه تقنيات وتكنولوجيا التكوين‪ ،‬والتي ُت ّ‬ ‫التحكم في هذه التكنولوجيا من أجل مواكبة هذه التطورات بما ّ‬ ‫ّ‬
‫عرفها املوسوعة‬
‫األمريكية بأنها "العلم الذي يسعى إلى دمج املواد التعليمية واألجهزة لتنفيذ عملية التكوين وتحسينها‪ ،‬وهي تقوم على األجهزة‬
‫واملواد التعليمية التي تحتوي على البرمجيات والصور من أجل تحقيق األهداف التكوينية (‪.)2‬‬

‫‪ -2‬توهامي إبراهيم‪ّ :‬أية جامعة تحتاج الجزائر في ظل عولمة القرن الحادي والعشرين؟‪ ،‬مجلة الباحث االجتماعي‪ ،‬العدد ‪ ،04‬قسم‬
‫علم االجتماع والديمغرافيا‪ ،‬قسنطينة‪-‬الجزائر‪2003 ،‬م‪ ،‬ص‪.55‬‬
‫ص‪.119-118‬‬ ‫‪ -3‬منير الحمزة‪ :‬مرجع سابق‪،‬‬
‫‪-7-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫أهم التقنيات التي يمكن استخدامها في التكوين‪ :‬األنترنت‪ ،‬األقمار الصناعية‪ ،‬الفيديو التفاعلي‪ ،‬األقراص‬ ‫ومن ّ‬
‫أهم نواتج تطبيق التكنولوجيا الرقمية في املكتبات والتي تعتبر من‬ ‫تعد ّ‬‫املدمجة والوسائط املتعددة واملكتبات الرقمية التي ّ‬
‫الوسائل الحديثة في دعم وترقية التكوين بمختلف املؤسسات والجامعات‪.‬‬
‫وهذا ما يجعلنا نبرز خصائص التكوين في العصر الرقمي‪:‬‬
‫ّ‬
‫* فلم يعد التكوين عملية بسيطة تسمح لنا بتعلم مهنة أو وظيفة تقليدية‪ ،‬بل أصبحت املهن والوظائف العصرية ذات‬
‫معقدة تحتاج إلى قاعدة علمية متينة وخبرات مهنية تطبيقية ومستوى جيد من اإلبداع على التكيف مع‬ ‫جد ّ‬ ‫متطلبات ّ‬
‫املستجدات‪.‬‬
‫ظل االنفتاح على االقتصاد العاملي ومعايشة العوملة إلى التعامل مع األجهزة املعلوماتية واالتصالية‪،‬‬ ‫* يحتاج األفراد في ّ‬
‫وهذا يتطلب أن تكون املؤسسات التكوينية في مستوى متطلبات العصر الرقمي‪ ،‬فالتكوين يكون على تقنيات متغيرة ومتجددة‪.‬‬
‫كل ما هو جديد وعدم الترددّ‬‫املتكون أن يتأقلم بسرعة مع املتطلبات الجديدة‪ ،‬بمعنى عدم التخوف من ّ‬ ‫ّ‬ ‫وفي املقابل على‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫على اإلقبال لفهم الوضعيات الجديدة‪ ،‬أي ضرورة تغيير السلوكات للتأقلم مع املستجدات فكلما كان الفرد مرنا كلما كانت لديه‬
‫تقبل التغيير والتجديد والتأقلم مع املواقف الجديدة‪.‬‬‫القدرة على ّ‬
‫كل وقت أن يكون يقظا وباحثا باستمرار عن املعلومات‬ ‫ّ‬
‫مختص املعلومات اآلن وفي ّ‬ ‫تغير املجتمع يفرض على‬ ‫إن ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫االستراتيجية الذي هو دوما بحاجة إليها‪ ،‬لفهم أشياء كثيرة ومفيدة‪ ،‬وعند فهم األشياء يتمكن من وضع التوقعات التي تساعده‬
‫على اإلنجاز‪.‬‬
‫في ما يتعلق بطريقة تكوين الطلبة‪ ،‬فعملية التلقين أصبحت غير كفأة في منح أكبر قدر من املعلومات‪ ،‬فمن الضروري‬
‫اللجوء إلى طرق أخرى أكثر نجاعة مثل الحوار والتشاور والنقاش والتدريب امليداني‪ ،‬فالتطبيقات امليدانية في مختلف املؤسسات‬
‫تجعل الطالب في عالقة مباشرة مع سوق العمل والتطورات الحاصلة فيه‪.‬‬
‫التخصص وأيام دراسية‪ ،‬واالتصال بالصحافة لتغطيتها‪ ،‬يبرهن‬ ‫ّ‬ ‫أن تشكيل مجموعات لتحضير مثال ملتقيات في‬ ‫كما ّ‬
‫تحل مشاريع البحث مكانا بارزا في إصالح‬‫تلقي املعلومات وحفظها‪ ،‬كما ّ‬ ‫للطالب أنه قادر على صنع وفعل أشياء أوسع من ّ‬
‫ّ‬
‫ويوضح لهم‬ ‫معين يتحملون أعباءه وتحت إشراف األستاذ الذي يقوم بتوجيههم‬ ‫التكوين‪ ،‬أين يتم تكليف الطلبة بإجراء مشروع ّ‬
‫الطرق املنهجية للعمل التطبيقي امليداني‪.‬‬

‫‪ -1‬منير الحمزة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31-30‬‬


‫‪ -2‬السيد عاطف‪ :‬تكنولوجيا التعليم واملعلومات واستخدام الكمبيوتر والفيديو في التعليم والتعلم‪ ،‬مطبعة رمضان‬
‫وأوالده‪ ،‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪2002 ،‬م‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫ومن أنجح العمليات التكوينية للطلبة‪ ،‬االتفاق مع مجموعة من املؤسسات االقتصادية واملعلوماتية ومعاهد التكوين‪،‬‬
‫للقيام بمشاركة الطلبة بمشاريع ميدانية مشتركة‪ّ ،‬‬
‫يتم فيها تبادل املنفعة واالستفادة من الخبرات واملهن ذات الصلة بمهنة‬
‫أن العالم اليوم ّيتجه بصورة سريعة نحو إقامة نظام عاملي جديد يقوم على التقنيات الرقمية والثورة‬
‫خاصة‪ ،‬ذلك ّ‬
‫املعلوماتية ّ‬
‫املعلوماتية التي تحتاج إلى أفراد وإطارات ذات مستويات عالية من التكوين والتدريب‪ ،‬قادرة على التطوير والتغيير بما يناسب‬
‫ويتماش ى مع هذا العصر الرقمي (‪.)1‬‬

‫‪ –1‬عبد اللطيف صوفي‪ :‬التكوين العالي في علوم املكتبات واملعلومات –أهدافه أنواعه واتجاهاته الحديثة‪ ،-‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪-‬الجزائر ‪2002‬م‪ ،‬ص‪.83-82‬‬
‫‪ –2‬املالكي‪ ،‬مجبل الزم مسلم‪ :‬املكتبات الرقمية وتقنية الوسائط املتعددة‪ ،‬مؤسسة الوراق للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪2005 ،‬م‪ ،‬ص‪.50-49‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫املطلب الثاني‪ :‬أثرسوء استخدام التكنولوجيا الرقمية على مصداقية البحث العلمي‬
‫سهلت التكنولوجيا الرقمية مهمة الباحث العلمي‪ ،‬ومكنته من تقديم أداء بحثي على درجة رفيعة من الجودة والتميز‪.‬‬
‫غير أن سوء استخدام هذه التكنولوجيا قد يتحول بالباحث وعمله املنجز إلى النقيض من كل األوصاف اإليجابية املتصف بها‬
‫واملتميز بها عمله‪ ،‬في حال ما أساء استخدام التكنولوجيا الرقمية املتوفرة بين يديه‪.‬‬
‫من أكثر الجوانب السلبية املتعلقة بسوء استخدام التكنولوجيا الرقمية في البحث العلمي‪ ،‬ما بات يعرف في األوساط‬
‫األكاديمية بظاهرة “االنتحال العلمي” املعبر عنها في الكثير من األدبيات بـ”السرقات العلمية” التي يعرفها الدكتور سامي عبد‬
‫العزيز بأنها‪« :‬استخدام الكاتب أو املؤلف أو الباحث كلمات أو أفكارا أو رؤى أو تعبيرات شخص آخر دون نسبتها إلى هذا‬
‫الشخص‪ ،‬أو االعتراف له بالفضل فيها… واالنتحال العلمي أيضا هو أن ينسب الشخص إلى نفسه أشياء ال فضل له فيها بغير‬
‫سند من الواقع‪ ..‬والتعبير عن األفكار بأنها بنات أفكاره وأنها أصيلة)]‪ ،»([15‬ويعرفها قاموس ميريام ويستر بأنها‪« :‬سرقة وتمرير‬
‫(أفكار أو كلمات أخرى) واستخدام (إنتاج آخر) دون االعتماد على مصدر‪ ،‬الرتكاب السرقة األدبية في عرض فكرة جديدة‬
‫ومبتكرة أو منتج مشتق من مصدر موجود‪»([16]).‬‬
‫الوقوف املتأني عند هذا الفعل املشين ‪-‬تزيد درجة شناعة السرقة العلمية حين استحضار شخص القائم بالفعل‪،‬‬
‫فالباحث العلمي يفترض أن يكون من النخبة العلمية واملثقفة التي تسعى لتكون خير مثل يحتذى به‪ ،‬ما يستوجب عليه الترفع‬
‫عن السقوط في مثل هذه املمارسات‪ ،-‬يجعلنا نستخلص ثالثة أوجه من املنكرات القانونية والعلمية واألخالقية يقوم بها القائم‬
‫بفعل السرقة العلمية هي‪:‬‬
‫التعدي على امللكية الفكرية‪ ،‬املضمونة حقوقها قانونا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫انتهاك أخالقيات األمانة العلمية القائمة على نسب األفكار إلى أصحابها‪ ،‬وإسناد املعلومات إلى املصادر التي استقيت‬ ‫‪‬‬
‫منها‪.‬‬
‫نسب عمل وجهد الغير لنفسه من دون أدنى حياء علمي‪ ،‬وفي غياب تام للضمير الذي على الباحث أن يتصف به‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال يحتاج كشف السرقات العلمية في الكثير من الحاالت‪ ،‬والسيما ما تعلق بالحقل الجامعي وما ينجز فيه من أبحاث علمية‬
‫متنوعة املستويات من ورقات بحثية‪ ،‬ومذكرات‪ ،‬ورسائل‪ ،‬وأطروحات… إلى جهد كبير‪ .‬إذ يمكن لألستاذ املتمكن من تخصصه‪،‬‬
‫امللم بمستوى طلبته من كشف عمليات السرقة العلمية التي بطبيعتها تفتقر إلى تنسيق األفكار‪ ،‬وتناسق األسلوب‪ ،‬بل وحتى‬
‫تناسق شكل اإلخراج النهائي للعمل املقدم‪ ،‬من أوجه ذلك على سبيل املثال ال الحصر‪:‬‬
‫منجز البحث‪.‬‬‫عدم تطابق األسلوب املعتمد في التحرير مع مستوى ِ‬ ‫‪‬‬
‫بروز الفقرات املسروقة بخط غير مماثل لخط الكتابة املعتمد في إخراج العمل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫استعمال مصطلحات دخيلة عن االستعمال الشائع واملتعارف عليه في األوساط األكاديمية واملجتمعية‪ ،‬ومن ذلك‬ ‫‪‬‬
‫استعمال تسميات األشهر السريانية في مجتمع جرى فيه اعتماد تسميات األشهر الرومانية املعربة عن الفرنسية مثال…‬
‫ما سبق بيانه من مؤشرات اكتشاف عمليات السرقة العلمية‪ ،‬ال يمكن أن يغطي على البراعة املعتمدة واملستويات‬
‫العالية التي بلغها املحتالون علميا‪ ،‬خاصة في ظل تواتر معلومات عن قيام بعض األطراف غير املعروفة بإنشاء مواقع الكترونية‬
‫على شبكة االنترنت تعرض خدمات القيام بإنجاز البحوث والدراسات والتقارير… ‪ ،‬باالعتماد على محركات بحث متطورة يجري‬
‫من خاللها سرقة فقرات متنوعة ذات صلة بموضوع الدراسة قيد اإلنجاز‪ ،‬قبل أن يتم تنسيق الفقرات املسروقة من األعمال‬
‫املحملة ليتشكل عليها عمل –يسمى جورا عمال علميا‪ -‬يباع لطالبه الذي يقوم بتقديمه على أنه من إنجازه‪([17]).‬‬

‫وعليه‪ ،‬ولغرض مواجهة استفحال ظاهرة “السرقات العلمية” التي زادت حدة انتشارها‪ ،‬بانتشار التكنولوجيا الرقمية‬
‫التي أس يء استخدامها من طرف بعض املنتسبين للحقل املعرفي ومجال البحث العلمي‪ ،‬جرى اختراع بعض البرمجيات واألساليب‬

‫‪-9-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫العلمية لكشف هذه املمارسات سعيا لحصر مجال انتشارها‪ ،‬وحفاظا على مصداقية البحث العلمي القائم على روح األمانة‬
‫واملوثوقية العلمية (من أمثلتها‬
‫‪turnitin…). ، plagscan، dupli checker، plagtracker، Plagiarism detect، plagiarisma،:checkforplagiarism‬‬
‫يقوم مبدأ عمل مواقع وبرمجيات كشف عمليات السرقة العلمية‪ ،‬على القيام بعملية تفتيش مسحي للنص املراد‬
‫التأكد من موثوقيته العلمية في مختلف قواعد البيانات على االنترنت‪ ،‬واستخراج النصوص املشابهة في التراكيب والتعابير‬
‫اللغوية وتقديمها لتمكين املتحري على النص من القيام بعملية املقارنة بين النص املراد التحق منه وغيره من النصوص املشابهة‬
‫َ‬
‫العمل لنفسه‪.‬‬ ‫والعودة لتواريخ اإلصدار‪ ،‬ومستوى الباحث… وغيرها من معايير املقارنة للتأكد من مدى صدق نسب الباحث‬
‫فهذه البرمجيات تسمح بـ«كشف االنتحال والتزوير العلمي والسرقات العلمية واألطروحات الجامعية… املنشورة في الصفحات‬
‫واملواقع االلكترونية… وتوفر … تقريرا شامال يوضح التشابه والتطابق في نصوص األبحاث العلمية… واألطروحات‬
‫الجامعية‪»([18]).‬‬
‫من السبل األخرى املعتمدة ملواجهة استفحال ظاهرة السرقات العلمية ما باتت تتضمنه مواثيق أخالقيات الجامعة‪،‬‬
‫ومواثيق إعداد األطروحات والبحوث العلمية في مختلف الجامعات‪ .‬أين صار يشار صراحة إلى شجب الظاهرة‪ ،‬والتحسيس‬
‫بمخاطرها‪ ،‬والتذكير باآلليات القانونية املستحدثة ملواجهتها والتي تصل إلى حد تجريد من يثبت ممارسته لفعل السرقة العلمية‬
‫من األلقاب العلمية‪ ،‬والشهادات الجامعية املحصلة‪.‬‬
‫يختصر استفحال ظاهرة السرقات العلمية كل املظاهر السلبية الناتجة عن سوء استخدام التكنولوجيا الرقمية على‬
‫مصداقية البحث العلمي‪ ،‬وهي الرهان األكبر الواجب على األسرة الجامعية والبحثية التصدي له لتعديه على كل األعراف‬
‫واألخالقيات العلمية والبحثية‪ ،‬األدبية والقانونية‪.‬‬

‫خاتم ــة‪:‬‬
‫ختاما ملا تقدم وحتى نصل الى رقمنة فعالة للبحث العلمي بما يحفظ جودته وجب اتخاذ خطوات مهمة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬تبني مفهوم إدارة املعرفة الرقمية عند القائمين على هذا األمر‪.‬‬
‫‪ -2‬ضرورة وجود الوعي الكامل باالتجاهات الرقمية الحديثة ومدى أهميتها‪ ،‬في مختلف التخصصات‪.‬‬
‫‪ -3‬إقامة مراكز بحثية متخصصة رسمية أو حرة يشرف عليها خبراء متخصصون يقومون بدراسة واقع التكنولوجيا في‬
‫البحث العلمي وسبل تطوير البحث العلمي بها‪.‬‬
‫‪ -4‬وضع استراتيجية واضحة املعالم بذلك والتي تعني‪ :‬تعبئة وتوجيه املوارد والطاقات البشرية واملادية‬
‫‪ -5‬لتحقيق شامل وأوسع وأفضل وأمثل لألهداف املسطرة واملوضوعة من قبل املشرفين على وضع تلك االستراتيجية‪ .‬مع‬
‫وجوب تنفيذ تلك االستراتيجية ورؤية تصورها على أرض الواقع بصورة تجعل البحث العلمي محضرا كل التحضير ملسايرة‬
‫التطور التكنولوجي‪ ،‬واالستعداد للمراحل الجديدة‪ ،‬واإلسهام في نموه ولو بأحرف يسيرة فيه‪.‬‬
‫‪ -6‬ضرورة ترجمة البحوث املتطورة في هذا الباب إلى اللغة العربية وتعريب مصطلحاتها‪ ،‬فاألمة لن تنهض إال بلسانها الذي‬
‫اختاره هللا تعالى لها‪ ،‬وهو أسرع طريق للتقدم في مجال البحث العلمي وتطويره‪ ،‬ولن تدخل األمة حلبة التحدي الحضاري‪ ،‬لتأخذ‬
‫موقع الشهود الحضاري إال بعد الحسم في قضية التعريب‪ ،‬وإرضاع أبناء األمة من حليب أمهم العربية األصيلة‪.‬‬
‫هذه بعض الرؤى واملقترحات‪ ،‬وما زال حبل الحديث طويال؛‬

‫‪10 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫عنوان املداخلة ‪---------------------------------------------------------------------------------‬اسم ولقب املؤلف‪ ،1‬اسم ولقب املؤلف‪2‬‬

‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫‪ _1‬املراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪ :‬البحث العلمي ومشكالته في الوطن العربي‪ ،‬المنظمة العربية للتنمية اإلدارية‪-‬الشارقة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪2006‬م‪.‬‬
‫‪ -‬منير الحمزة‪ :‬المكتبات الرقمية والنشر اإللكتروني للوثائق‪ ،‬دار األلمعية‪ ،‬قسنطينة‪-‬الجزائر‪2010 ،‬م‪.‬‬
‫‪ -‬غازي حسين‪ :‬مناهج البحث‪ ،‬مؤسسة الشباب الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ -‬مصر‪1984 ،‬م‪.‬‬

‫‪ -‬مبارك محمد الصاوي محمد‪ :‬البحث العلمي أسسه وطريقة كتابته‪ ،‬المكتبة األكاديمية‪ ،‬القاهرة‪1992 ،‬م‬

‫‪11 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬

‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي‬


‫وحقوق الملكية الفكرية‬
‫‪Academic plagiarism, violation of the ethics of scientific research‬‬
‫‪and intellectual property right‬‬

‫نادية زواني‬
‫أستاذة التعليم العالي‬
‫جامعة الجزائر ‪ – 1‬كلية الحقوق سعيد حمدين‬
‫‪doctorazouani@gmail.com‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫إن االنتحال األكاديمي يتعارض مع أخالقيات البحث العلمي القائمة على األمانة والنزاهة العلمية‪ ،‬ويشكل‬
‫انتهاكا له وأصبح يوصف بأخطر المشاكل األكاديمية والتي يترتب عليها نتائج سلبية على البحث العلمي‬
‫والباحث‪.‬‬

‫كما أن االنتحال يشكل أحد صور انتهاك حقوق الملكية الفكرية فما هو إال شكل خاص من التقليد‬
‫والمعاقب عليه طبقا لقانون حق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬االنتحال األكاديمي‪ ،‬البحث العلمي‪ ،‬الملكية الفكرية التقليد‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬
‫‪Academic plagiarism conflicts with the ethics of scientific research based on scientific honesty and‬‬
‫‪integrity and constitutes a violation of it. Rather, it has become described as the most serious academic‬‬
‫‪problem, which has negative consequences for the research. How much plagiarism constitutes one of‬‬
‫‪the form of violation of intellectual property rights.‬‬
‫‪So it is a special form of counterfeit that is punishable according to the copyright and related law.‬‬
‫‪Keywords: Academic plagiarism, scientific research, intellectual property, imitation.‬‬

‫‪-1-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ‪ -------------------------------------------‬أ‪.‬د‪ .‬نادية زواني‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬البالجيا‪ ،‬السرقة العلمية‪ ،‬كلها تسميات تؤدي معنى واحد وهي السطو على مجهودات‬
‫الغير بدون شعور بالنقص أو تأنيب الضمير‪.‬‬

‫فهو جريمة أخالقية قبل أن يكون جريمة علمية‪ ،‬على أساس أن الشخص الذي يقوم بها يتجرد من أخالقه‬
‫بسرقة أفكار غيره ونسبتها لنفسه بدون مراعاة ألي ضمير أخالقي‪.‬‬

‫وهي جريمة علمية ألنها تتنافى مع مبدأ األصالة واألمانة العلمية وهما أساس البحث العلمي وجودته‪.1‬‬

‫ويشكل االنتحال األكاديمي انتهاكا للفكر والجهد اإلنساني باعتباره يشكل اعتداءا على حق مقدس وهو حق‬
‫اإلبداع مما يؤثر سلبا على المجتمع‪.2‬‬

‫فماذا نقصد باالنتحال األكاديمي ؟ وما هي أسبابه ؟ وكيف عالجه المشرع الجزائري ؟‬

‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية نقسم المداخلة إلى محورين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االنتحال األكاديمي على ضوء القرار الوزاري ‪ 1082‬المتعلق بالسرقة العلمية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االنتحال األكاديمي على ضوء قانون الملكية الفكرية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬االنتحال األكاديمي على ضوء القرار الوزاري ‪ 1082‬المتعلق بالسرقة العلمية‬

‫إن ظاهرة االنتحال األكاديمي قديمة في ظهورها ووجودها ولكن التصدي لعا بالتعريف والمكافحة فيعتبر من‬
‫المستجدات‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬االنتحال األكاديمي وأسبابه‬

‫لقد أطلق القرار الوزاري على االنتحال األكاديمي تسمية السرقة العلمية‪ ،‬لذلك البد من الوقوف عند التعريف‬
‫وكذا أهم األسباب المنشئة له‪.‬‬

‫ياسين طالب‪ ،‬جريمة السرقة العلمية وآليات مكافحتها في الجامعة الجزائرية في ضوء القرار الوزاري ‪ ،933‬ملتقى حول األمانة العلمية في ‪،2017/07/11‬‬ ‫‪1‬‬

‫ص ‪.85‬‬
‫الجياللي عجة‪ ،‬الملكية الفكرية‪ ،‬مفهومها‪ ،‬وطبيعتها وأقسامها‪ ،‬منشورات زين الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،2015 ،‬ص ‪.16‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪-2-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ‪ -------------------------------------------‬أ‪.‬د‪ .‬نادية زواني‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف االنتحال األكاديمي‪:‬‬

‫االنتحال هو النسبة بغير وجه حق وهو سرقة وادعاء ملكية أفكار اآلخرين أو استخدام ما توصلوا إليه من‬
‫إنتاج فكري ونسبته إليهم ودون توثيق للمصدر األساسي دون اإلشارة إلى صاحبها األصلي‪.1‬‬

‫أما جامعة ويل كورنيل فتعرف االنتحال العلمي بأنه‪:‬‬

‫" استخدام كلمات وأفكار اآلخرين على أنها أفكارهم ومفرداتهم دون اإلشارة إلى مالكها‪ ،‬وتضيف الجامعة أن‬
‫االنتحال العلمي يمثل الشكل األكثر شيوعا وانتشا ار النتهاك النزاهة األكاديمية‪.2‬‬

‫ويعرف قاموس ‪ Chambers‬المنتحل بأنه لص‪ :‬وهو" الشخص الذي يسرق أفكار وكتابات اآلخرين ويقدمها‬
‫على أنها ملك خاص به‪ ،‬وعندما يتم فعل ذلك في الجامعة فهو يهدف إلى تحقيق مكاسب للحصول على منح‬
‫أو ترقية مالية ويعد ذلك خيانة لألمانة‪.‬‬

‫ونظ ار لتفاقم ظاهرة السرقة العلمية في الجامعات‪ ،‬بحيث أن الطالب أصبح يلجأ إلى آلية "نسخ ولصق"‪ ،‬مما‬
‫يؤثر على جودة وأصالة البحث العلمي‪ ،‬أصدرت و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي القرار الوزاري رقم ‪1082‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2020/12/27‬الذي حدد مفهوم السرقة العلمية‪.‬‬

‫ولقد عرفها القرار الوزاري في المادة (‪ " :)3‬تعتبر سرقة علمية بمفهوم هذا القرار كل عمل يقوم به الطالب أو‬
‫األستاذ الباحث أو كل من يشارك في عمل ثابت لالنتحال وتزوير النتائج أو غش في األعمال العلمية المطالب‬
‫بها أو في أي منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى"‪.3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب االنتحال األكاديمي‪:‬‬

‫ترجع أسباب االنتحال األكاديمي إلى مجموعة من العوامل ولعل أهمها ما يلي‪:4‬‬

‫– عدم التمكن من تقنيات اإلسناد والتوثيق واالقتباس‪.‬‬


‫– انعدام ثقافة وروح النزاهة واألمانة العلمية‪.‬‬
‫– تدني المستوى العلمي والمهارات البحثية‪.‬‬
‫– السعي للحصول على الدرجات العلمية والترقية بأي طريقة‪.‬‬
‫– ضعف مستوى القيم التي يمتلكها الباحث‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Meriam-websters, plagiarise, retrived on 03/09/15, from http;//www.merriamwebster.com/ fictionary/plagiarise.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Chmabers, plagiarism retrived on 20/09/15, from http//:www.chambers.co.uk/dictionarives/ the.chamber-‬‬
‫‪dictionary.php.‬‬
‫القرار رقم ‪ 1082‬المؤرخ في ‪ 2020/12/27‬الذي يحدد للقواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪ ،‬الصادر عن و ازرة التعليم العالي والبحث‬ ‫‪3‬‬

‫العلمي والمؤرخ في ‪ ،2016/07/28‬ص ‪.03‬‬


‫سعاد أجعوط‪ ،‬السرقة العلمية وطرق مكافحتها‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬عدد ‪ ،8‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪.569‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-3-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ‪ -------------------------------------------‬أ‪.‬د‪ .‬نادية زواني‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حاالت االنتحال األكاديمي‬

‫يمكن إجمال حاالت االنتحال األكاديمي طبقا للقرار المشار إليه أعاله إلى ما يلي‪:‬‬

‫– اقتباس كلي أو جزئي ألفكار أو معلومات أو مقطع من مقال منشور أو من كتب أو من دراسات‬
‫وإعادة صياغتها دون ذكر مصدرها وأصحابها األصليين‪.‬‬
‫– اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بين شولتين ودون ذكر مصدرها‪.1‬‬
‫– القيام بالطالب أو الباحث بإدراج اسمه في بحث أو أي عمل علمي دون المشاركة في إعداده‪.‬‬
‫– قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث لم يشارك في إنجاز العمل بإذنه أو دون إذنه بغرض‬
‫المساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية‪.2‬‬
‫– الترجمة من إحدى اللغات إلى اللغة التي يستعملها الطالب أو األستاذ الباحث بصفة كلية أو جزئية‪،‬‬
‫دون ذكر المترجم والمصدر‪.3‬‬

‫وتعتبر سرقة علمية حسب القرار الجديد كل استعمال إلنتاج فني أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية‬
‫أو جداول إحصائية أو مخططات في نص أو مقال دون اإلشارة إلى مصدرها وأصحابها األصليين‪ ،‬وهو الشأن‬
‫بالنسبة للترجمة من إحدى اللغات إلى اللغة التي يستعملها الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث‬
‫االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكر المترجم والمصدر إلى جانب قيام األساتذة‬
‫بتكليف الطلبة أو أطراف أخرى بإنجاز أعمال علمية من أجل تبنيها في مشروع بحث أو إنجاز كتاب علمي أو‬
‫مطبوعة بيداغوجية أو تقرير علمي واستعمال هؤالء األستاذة أو أي شخص آخر أعمال الطلبة ومذكراتهم‬
‫كالمدخالت في الملتقيات الوطنية أو الدولية وفي المجاالت والدورية من أجل كسب المصداقية دون علم وموافقة‬
‫وتعهد كتابي من قبل أصحابها أو دون مشاركتهم الفعلية في أعمالها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تدابير مكافحة االنتحال األكاديمي‬

‫لقد تصدى القرار الوزاري رقم ‪ 1082‬لظاهرة السرقة العلمية في المادتين ‪ 04‬و‪ 06‬منه وذلك بإدراج تدابير‬
‫وقائية وأخرى ردعية‪.‬‬

‫صور من السرقات العلمية في المجتمع العلمي والثقافي‪ ،‬مقال منشور على الرابط‪http://majles.alukah.net/t36595 :‬‬ ‫‪1‬‬

‫عبد الكريم قالتي‪ ،‬وسام شيبي‪ ،‬اللغة الحماية العلمية في ظل تكنولوجيا المعلوماتية‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات اإلعالمية‪ ،‬المجلد (‪ ،)2‬العدد ‪ ،2‬دامعة‬ ‫‪2‬‬

‫العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،‬الجزائر‪ ،2018 ،‬ص ‪.35‬‬


‫هشام خروم‪ ،‬مظاهر السرقة العلمية في الجامعة الجزائرية‪ ،‬مجلة الميدان للدراسات الرياضية واالجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫المجلد (‪ ،)2‬العدد ‪ ،2019 ،7‬ص ‪.344‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ‪ -------------------------------------------‬أ‪.‬د‪ .‬نادية زواني‬

‫الفرع األول‪ :‬التدابير الوقائية‪:‬‬

‫لقد حدد القرار الوزاري رقم ‪ 1082‬التدابير الوقائية للحد من ظاهرة السرقة العلمية وذلك في المواد ‪ 4‬إلى ‪6‬‬
‫منه وتتمثل أساسا في‪:‬‬

‫– نشر ثقافة التحسيس والتوعية بخطورة جريمة السرقة العلمية في الوسط األكاديمي والجامعي سواء‬
‫أكانوا طلبة أم أساتذة‪.1‬‬
‫– تفعيل دور الجامعات والمجالس العلمية في الرقابة على مصداقية الرسائل واألطروحات المودعة‬
‫لديها وإخضاعها لمراقبة صارمة تقنيا ألي غش‪.‬‬
‫– تفعيل دور لجان التحكيم في تقييم المشاريع العلمية‪.‬‬
‫– احترام تخصص األستاذ في مجال اإلشراف والتعيين في لجان الخبرة والمناقشة‪.2‬‬
‫– تأسيس قاعدة بيانات رقمية على مستوى كل مؤسسة جامعية تتضمن كل األعمال المنجزة من قبل‬
‫الطلبة واألساتذة للكشف عن حاالت الغش األكاديمي‪.‬‬
‫– تأسيس قاعدة بيانات رقمية لألساتذة والباحثين تشمل سيرتهم الذاتية‪ ،‬تخصصهم ومنشوراتهم‬
‫لالستعانة بهم في مجال تقييم أنشطة البحث‪.3‬‬
‫– االستعانة ببرامج كشف االنتحال األكاديمي‪ ،‬من خالل شراء حقوق استعمال هذه البرامج أو استغالل‬
‫تلك البرامج المجانية المتوفرة على الشبكة العنكبوتية‪.4‬‬
‫– إنشاء قاعدة بيانية رقمية وطنية عن طريق العمل على ربط قواعد البيانات الرقمية الخاصة بكل‬
‫جامعة بباقي الجامعات‪.5‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التدابير الردعية‪:‬‬

‫لقد نصت على التدابير الردعية المادتين ‪ 27‬و‪ 28‬من القرار الوزاري‪.‬‬

‫‪ .1‬العقوبات المقررة في حق الطلبة‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 27‬من القرار رقم ‪ " :1082‬دون المساس بالعقوبات المنصوص عليها في التشريع والتنظيم‬
‫المعمول بهما ‪ ......‬كل تصرف يشكل سرقة علمية بمفهوم المادة ‪ 3‬من هذا القرار وله صلة باألعمال العلمية‬

‫المادة ‪ 4‬من القرار‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 5‬من القرار‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 6‬من القرار‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫هيفاء مشعل الحربي‪ ،‬ميساء التشمي الحربي‪ ،‬برمجيات كشف السرقة العلمية (دراسة وصفية تحليلية‪ ،‬دراسة تحت إشراف الدكتورة بدوية البسوني‪ ،‬جامعة‬ ‫‪4‬‬

‫طيبة‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬المدينة المنورة‪ 2015 2014 ،‬ص ‪.85‬‬
‫المادة ‪ 7‬من القرار‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-5-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ‪ -------------------------------------------‬أ‪.‬د‪ .‬نادية زواني‬

‫والبيداغوجية المطالب بها من طرف الطالب في مذكرات التخرج في الليسانس والماستر والماجستير والدكتوراه‬
‫قبل أو بعد مناقشتها يعرض صاحبها إلى إبطال المناقشة وسحب اللقب الحائز عليه"‪.‬‬

‫فالطالب المرتكب لجريمة السرقة العلمية يتعرض لعقوبات تأديبية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ .1‬إبطال مناقشة الطالب لمذكرة الليسانس أو الماستر أو الدكتوراه‪.‬‬


‫‪ .2‬سحب اللقب الحائز عليه من وراء مناقشته‪.‬‬

‫‪ .2‬العقوبات المقررة في حق األستاذ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 28‬من القرار الوزاري رقم ‪ " :1082‬دون المساس بالعقوبات المنصوص عليها في األمر ‪-06‬‬
‫‪ ،03‬كل تصرف يشكل سرقة علمية بمفهوم المادة ‪ 3‬من هذا القرار وله صلة باألعمال العلمية والبيداغوجية‬
‫المطالب بها من طرف األستاذ الباحث‪ ،‬األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي والباحث الدائم في النشاطات‬
‫البيداغوجية والعلمية وفي مذكرات الماجستير وأطروحات الدكتوراه ومشاريع البحث األخرى‪ ،‬أو أعمال التأهيل‬
‫الجامعي أو أية منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى والمثبتة قانونا أثناء أو بعد مناقشتها أو نشرها أو عرضها‬
‫للتقييم يعرض صاحبها إلى إبطال المناقشة وسحب اللقب الحائز عليه ووقف نشر تلك األعمال أو سحبها من‬
‫النشر"‪.‬‬

‫وعليه فاألستاذ الباحث المرتكب لجريمة السرقة العلمية يتعرض لعقوبات تأديبية تتمثل في إبطال المناقشة‬
‫وسحب اللقب الحائز عليه‪ ،‬ووقف نشر تلك األعمال أو سحبها من النشر‪ ،‬ويحفظ في ملفه اإلداري‪ ،‬ويمكن‬
‫لألستاذ الطعن في القرار الصادر ضده أمام لجنة الطعن المختصة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬االنتحال األكاديمي على ضوء قانون الملكية الفكرية‬

‫والمالحظ أن القرار المشار إليه أعاله ال ينص على عقوبات بمفهوم قانون العقوبات وإنما على إجراءات‬
‫تأديبية فقط‪.‬‬

‫لذلك جاءت المادة ‪ 30‬من هذا القرار التي تحيل إلى قانون الملكية الفكرية وذلك بالنسبة للمتابعات القضائية‪،‬‬
‫بحيث أنها على تنص على ما يلي‪ " :‬يمكن كل جهة متضررة من فعل ثابت للسرقة العلمية مقاضاة أصحابه‬
‫طبقا ألحكام األمر ‪ 05-03‬المؤرخ في ‪." 2003/07/19‬‬

‫المطلب األ ول‪ :‬تعريف اإلنتحال األكاديمي في الملكية الفكرية‬


‫‪-6-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ‪ -------------------------------------------‬أ‪.‬د‪ .‬نادية زواني‬

‫االنتحال حسب الفقيه الفرنسي » ‪ « Marcelle Azema‬هو تشبيه تدليسي لمصنف الغير‪ ،1‬وحسب الفقيه‬
‫الفرنسي » ‪ « Robert Plaisant‬هناك تقليد عن طريق االنتحال عندما تكون الخصائص والمميزات األساسية‬
‫للمصنف المقلد مستوحاة ومأخوذة من المصنف األصلي"‪.2‬‬

‫فالمنتحل وإن لم يستنسخ المصنف كليا أو جزئيا فهو يأخذ جوهر هذا األخير (‪ ،)La trame‬وفحواه‪ ،‬وعن‬
‫طريق هذا النقل أو األخذ لجوهر المصنف‪ ،‬فإن ذلك يعد اعتداءا على حق المؤلف‪ ،‬وبما أن األفكار غير‬
‫محمية‪ ،‬ففي الوقت الذي يقوم فيه المنتحل ببراعة ومهارة بتعديل تركيب وتعبير المصنف الذي قام بانتحاله‪ ،‬فإنه‬
‫يفلت من العقاب على حد قول الفقيه » ‪ " : « R. Plaisant‬االنتحال البارع والماهر‪ ،‬أدبيا أو معنويا مدان‬
‫ومأثوم‪ ،‬ولكنه جنائيا غير مذنب وغير معاقب"‪.‬‬
‫‪« Le plagiat habile est moralement coupable, mais juridiquement irréprochable »3.‬‬

‫وبذلك يمكن القول بأن االنتحال العلمي يعد نوعا من أنواع النصب واالحتيال والتلفيق والتزييف‪ ،‬بحيث‬
‫ينطوي على جريمتين وهما سرقة عمل آخر‪ ،‬وادعاء ملكيته لهذا العمل الحقا‪ ،‬وعليه فإن االنتحال ما هو إال‬
‫شكل خاص من التقليد ويمكن تصنيفه ضمن التقليد البسيط أو العادي‪.4‬‬

‫والمصنفات محل االنتحال هي الكتب الدرامية‪ ،‬العلمية‪ ،‬وعموما ما يسمى بالكتب األكثر مبيعا‪« The best ،‬‬
‫» ‪ ، sealer‬واالنتحال ظاهرة تؤثر سلبا على الصناعة الثقافية ألنه يساهم في انخفاض اإلنتاج وينافس المنتوجات‬
‫المشروعة‪.5‬‬

‫وعليه نخلص إلى القول بأن " االنتحال هو عرض مصنف الغير بعد تعديل شكله‪ ،‬وبعد أن يستلهمه من‬
‫أعمال الغير بانتحال أجزاء سواء أكانت الكلمات أو النغمات وعرضها في السوق كما لو كانت أعماال شخصية‬
‫وجديدة‪ ،‬في حين أنها مدينة في وجودها ألعمال سابقة"‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تدابير المكافحة وفقا لألمر ‪05-03‬‬

‫فعلى أساس أن االنتحال ينصب على المصنفات بمفهوم المواد ‪ 4‬و‪ 5‬من األمر ‪ ،05-03‬فيمكن للذي لحقه‬
‫ضرر جراء االعتداء على مصنفاته رفع دعوى قضائية‪.‬‬

‫بحيث تنص المادة ‪ 4‬على‪ " :‬تعتبر على الخصوص كمصنفات أدبية أو فنية محمية ما يأتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Xavier Linant de Bellefonds, Alain Hollande, droit de l’informatique et de la télématique, Paris, 2 ème édition, Delmas,‬‬
‫‪1990.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Robert Plaisant, propriété littéraire et artistique, édition Masson, 1985, 282.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Robert Plaisant, op. cit., p 167.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Il y a contrefaçon par plagiat lorsque les traits caractéristiques de l’œuvre contrefaite se trouve dans l’œuvre‬‬
‫‪contrefaisante, R. Plaisant, op. cit., p 312.‬‬
‫عمر الزاهي‪ ،‬محاضرات في الملكية األدبية والفنية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جامعة الحقوق‪.2000 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-7-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ‪ -------------------------------------------‬أ‪.‬د‪ .‬نادية زواني‬

‫أ‪ .‬المصنفات األدبية المكتوية مثل المحاوالت األدبية‪ ،‬والبحوث العلمية والتقنية والروايات والقصص والقصائد‬
‫الشعرية وبرامج الحاسوب‪ ،‬والمصنفات الشفوية مثل المحاضرات والخطب والمواعظ وباقي المصنفات التي‬
‫تماثلها‪"...‬‬

‫وتنص المادة ‪ 5‬من نفس األمر على‪:‬‬

‫تعتبر أيضا مصنفات محمية األعمال اآلتية‪:‬‬

‫أعمال الترجمة واالقتباس ‪ ...‬والمراجعات التحريرية ‪" ...‬‬

‫وعلى هذا األساس وطبقا ألحكام المادة ‪ 160‬من األمر ‪ 05-03‬يمكن لمالك الحقوق المحمية أو من يمثله‬
‫أن يتقدم بشكوى إلى الجهة القضائية المختصة إذا كان ضحية األفعال المنصوص والمعاقب عليها طبقا للمواد‬
‫‪ 151‬إلى ‪.159‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دعوى التقليد‬

‫يعد مرتكبا لجنحة التقليد كل من استنسخ أو عرض أو أذاع أي إنتاج فكري بطريقة غير مشروعة أي بدون‬
‫رخصة من صاحبها األصلي أي صاحب حق التأليف‪.‬‬

‫والركن المادي طبقا للمادة ‪ 151‬من األمر ‪ 05-03‬يتمثل في‪:‬‬

‫– نقل المصنف كله أو جزء منه واستنساخه بأي أسلوب من األساليب‪.‬‬


‫– ترجمة المصنف دون إذن من صاحبه‪.‬‬
‫– تأجير وبيع واستيراد وتصدير نسخ مقلدة‪.‬‬

‫وتكون العقوبة بالحبس من ستة أشهر إلى ثالثة سنوات والغرامة من ‪ 500.000‬دج إلى ‪ 1.000.000‬دج‬
‫طبقا للمادة ‪ 153‬من األمر ‪.05-03‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الدعوى المدنية‬

‫يالحظ أن االعتداء على حق الملكية الفكرية يتسبب في الغالب في ضرر طبقا للمادة ‪ 143‬من األمر ‪-03‬‬
‫‪ 05‬بحيث يمكن لصاحب الحق المتضرر رفع دعوى مدنية للمطالبة بتعويض الضرر الناتج عن االستغالل‬
‫غير المرخص والمسموح به لمصنف المؤلف‪ ،‬ويكون التعويض وفقا للقواعد العامة في المسؤولية طبقا للمادة‬
‫‪ 124‬من القانون المدني بحيث يحق لكل من أصابه ضرر بسبب خطأ الغير‪ ،‬فيلزم هذا الغير بالتعويض‪.‬‬

‫ولقد أدى انتهاك حقوق الملكية الفكرية من خالل االنتحال إلى قيام العديد من شركات البرمجيات بتطوير‬
‫برامج حاسوبية الكتشاف االنتحال العلمي من بينها‪:‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ‪ -------------------------------------------‬أ‪.‬د‪ .‬نادية زواني‬

‫برنامج ‪:Plagiarisma‬‬

‫يعد من أفضل أدوات البالجيا‪ ،‬حيث يمكن من التحقق من أصالة المحتوى لما يناهز ‪ 190‬لغة بما فيها اللغة‬
‫العربية وذلك عن طريق لصق النص في مربع التحقق أو رفع الملف أو كتابة رابطه في المكان المخصص‬
‫لذلك‪.1‬‬

‫برنامج ‪:Plagiarism Detection.org‬‬

‫لقد صمم هذا البرنامج أساسا لمساعدة األساتذة والطلبة في منع وكشف االنتحال بسرعة‪ ،‬مستخدما في ذلك‬
‫قاعدة بيانات التي تظم ماليين الوثائق ويعتمد هذا البرنامج على فحص تراكيب الجمل على شبكة االنترنيت‬
‫والبحث عن العبارات المشابهة لها‪ ،‬إال أنه يعاب عليه عدم توافقه مع جميع اللغات وعدم قدرته على فحص عدة‬
‫وثائق في آن واحد‪.2‬‬

‫برنامج ‪:Turmitin‬‬

‫يعتبر هذا البرنامج من أشهر برامج مقارنة النصوص وأكثرها استعماال في مجال الكشف عن االنتحال ولقد‬
‫تم اعتماد هذا البرنامج في حوالي ‪ %65‬من الجامعات البريطانية ويتميز بقدرته على مقارنة النصوص مع‬
‫ماليين البيانات المتاحة في قواعد بيانات الموقع أو قواعد البيانات للمؤسسة األخرى بشكل أسرع من الطرق‬
‫التقليدية‪ ،‬كما أنه برنامج وقائي مميز بحيث يستخدمه الطالب كوسيلة للوقاية قبل تقديم أعمالهم البحثية للتقليل‬
‫من احتمالية وقوعهم في االنتحال‪.3‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫خالصة القول أن االنتحال األكاديمي يتعارض مع أخالقيات البحث العلمي القائمة على األمانة والنزاهة‬
‫العلمية‪ ،‬ويشكل انتهاكا له وأصبح يوصف بأخطر المشاكل األكاديمية والتي يترتب عليها نتائج سلبية على‬
‫البحث العلمي والباحث‪.‬‬

‫كما أن االنتحال يشكل أحد صور انتهاك حقوق الملكية الفكرية فما هو إال شكل خاص من التقليد‪ .‬فالمنتحل‬
‫إن لم يستنسخ المصنف كليا أو جزئيا فهو يأخذ جوهر هذا األخير ولقد تصدى المشرع الجزائري لهذه الظاهرة‬
‫عن طريق القرار الوزاري ‪ 1082‬وذلك بإدراج عقوبات وقائية وأخرى إدارية تأديبية‪ ،‬أما عن العقوبات الردعية‬
‫فتمت إحالتها على قانون الملكية الفكرية والمتمثلة في األمر ‪ 05-03‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫نصير علي الحسين‪ ،‬برامج كشف االنتحال األدبي‪ ،‬المؤتمر العلمي حول كلية اآلداب‪ ،‬جامعة واسط‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫طه عيساني‪ ،‬البرمجيات اإللكترونية كآلية للحد من السرقة العلمية في المؤسسات الجامعية‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية والمالية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر‬ ‫‪2‬‬

‫بالوادي‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬العدد ‪ ،1‬ديسمبر ‪.2017‬‬


‫‪3‬‬
‫‪Asim M., El Tahir Ali, Hussam M., Dahwa Abdulla and Vaclav Snasel Overview and comparison of plagiarism‬‬
‫‪detection tools, available at jttp://ceur-ws.org‬‬

‫‪-9-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ‪ -------------------------------------------‬أ‪.‬د‪ .‬نادية زواني‬

‫ونخلص إلى التوصيات التالية‪:‬‬

‫– ترسيخ فكرة بذل الجهد الشخصي لدى الطالب عن طريق تلقينه أبجديات البحث العلمي السليم في‬
‫السنوات األولى من الجامعة‪.‬‬
‫– تفعيل أجهزة الكشف عن السرقة العلمية لدى المؤسسات الجامعية تطبيقا للقرار الوزاري ‪.1082‬‬

‫‪- 10 -‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫االنتحال األكاديمي‪ ،‬انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية ‪ -------------------------------------------‬أ‪.‬د‪ .‬نادية زواني‬

‫المراجـع‬
‫‪ .1‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬
‫أ‪ .‬الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬عجة الجياللي‪ ،‬الملكية الفكرية‪ ،‬مفهومها‪ ،‬وطبيعتها وأقسامها‪ ،‬منشورات زين الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪.2015‬‬

‫ب‪ .‬المقاالت في المجالت‪:‬‬


‫‪ -‬أجعوط سعاد‪ ،‬السرقة العلمية وطرق مكافحتها‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،8‬ديسمبر ‪.2017‬‬
‫‪ -‬خروم هشام‪ ،‬مظاهر السرقة العلمية في الجامعة الجزائرية‪ ،‬مجلة الميدان للدراسات الرياضية‬
‫واالجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة زيان عاشور‪ ،‬الجلفة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬المجلد (‪ ،)2‬العدد ‪.2019 ،7‬‬
‫‪ -‬قالتي عبد الكريم‪ ،‬شيبي وسام‪ ،‬اللغة الحماية العلمية في ظل تكنولوجيا المعلوماتية‪ ،‬مجلة الرسالة‬
‫للدراسات اإلعالمية‪ ،‬المجلد (‪ ،)2‬العدد ‪ ،2‬دامعة العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،‬الجزائر‪.2018 ،‬‬
‫‪ -‬عيساني طه‪ ،‬البرمجيات اإللكترونية كآلية للحد من السرقة العلمية في المؤسسات الجامعية‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم اإلدارية والمالية‪ ،‬جامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي‪ ،‬المجلد ‪ ،1‬العدد ‪ ،1‬ديسمبر ‪.2017‬‬
‫‪ -‬الزاهي عمر‪ ،‬محاضرات في الملكية األدبية والفنية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جامعة الحقوق‪.2000 ،‬‬

‫ج‪ .‬المقاالت على االنترنيت‪:‬‬


‫‪ -‬صور من السرقات العلمية في المجتمع العلمي والثقافي‪ ،‬مقال منشور على الرابط‪:‬‬
‫‪http://majles.alukah.net/t36595‬‬

‫د‪.‬المداخالت‪:‬‬
‫‪ -‬الحربي هيفاء مشعل‪ ،‬الحربي ميساء التشمي‪ ،‬برمجيات كشف السرقة العلمية (دراسة وصفية‬
‫تحليلية)‪ ،‬دراسة تحت إشراف الدكتورة بدوية البسوني‪ ،‬جامعة طيبة‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫المدينة المنورة‪.2015/2014 ،‬‬
‫‪ -‬طالب ياسين‪ ،‬جريمة السرقة العلمية وآليات مكافحتها في الجامعة الجزائرية في ضوء القرار الوزاري‬
‫‪ ،933‬ملتقى حول األمانة العلمية في ‪.2017/07/11‬‬

‫‪- 11 -‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫ نادية زواني‬.‫د‬.‫ أ‬------------------------------------------- ‫ انتهاك ألخالقيات البحث العلمي وحقوق الملكية الفكرية‬،‫االنتحال األكاديمي‬

‫ جامعة‬،‫ المؤتمر العلمي حول كلية اآلداب‬،‫ برامج كشف االنتحال األدبي‬،‫ الحسين نصير علي‬-
.‫واسط‬

2. Ouvrages en langues étrangères :


- Asim M., El Tahir Ali, Hussam M., Dahwa Abdulla and Vaclav Snasel Overview and
comparison of plagiarism detection tools, available at jttp://ceur-ws.org
- Chambers, plagiarism retrived on 20/09/15, from http//:www.chambers.co.uk/
dictionarives/the.chamber-dictionary.php.
- Linant de Bellefonds Xavier, Hollande Alain, droit de l’informatique et de la télématique,
Paris, 2ème édition, Delmas, 1990.
- Meriam-websters , plagiarise, retrived on 3/09/15, from http://www.merriamwebster.
com/fictionary/plagiarise.
- Plaisant Robert, propriété littéraire et artistique, édition Masson, 1985.

- 12 - 2023 ‫ أفريل‬30 ‫ تحد جديد‬:‫ منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‬:‫امللتقى الوطني حول‬
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬

‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة‬


‫‪The ethics of scientific integrity in the age of digitization‬‬

‫د‪/‬فتيحة قرقوس‬
‫كلية الحقوق – جامعة الجزائر ‪-1-‬‬
‫‪f.guergous@univ-alger.dz fatihaguergous@gmail.com‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫األمانة العلمية من أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬يطلق عليها الرقمية إذا اعتمد الباحث على مصادر رقمية‬
‫متاحة في ظل البيئة الرقمية‪ ،‬أين يجد الباحث نفسه أمام بحر من المعلومات‪.‬‬
‫إال أن هذا التطور التكنولوجي من شأنه أن يؤثر على البحث العلمي تأثي ار مزدوجا ومتناقضا‪ ،‬إذا أحسن‬
‫الباحث استعماله يبلغ البحث ذروته‪ ،‬أما إذا أساء استعماله فهذا يمس بجودة ومصداقية البحث‪.‬‬
‫ولتفادي مثل هذه اإلساءات البد من اعتماد قواعد تضبط األمانة العلمية‪ ،‬وعلى رأسها الضابط‬
‫األخالقي‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪ :‬البحث العلمي‪ ،‬األمانة العلمية‪ ،‬األخالق‪ ،‬األخالقيات‪ ،‬التكنولوجيا الرقمية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Scientific integrity is one of the rules of research ethics; it says digital if the research is based on‬‬
‫‪digital source.‬‬
‫‪However this technological development can be beneficial to research if it’s well used; but otherwise‬‬
‫‪it will harm it.‬‬
‫‪And in order to avoid this type of attack, the research works must be consolidated by standards,‬‬
‫‪namely the rules of morality.‬‬
‫‪Keywords: Scientific Research; Scientific Integrity; Morality; Ethics, Digital Technology.‬‬

‫‪-1-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫األخالق‪ ،‬األخالقيات‪ ،‬األخالقيات المهنية‪ ،‬أخالقيات البحث العلمي واألمانة العلمية‪ ،‬كلها مصطلحات‬
‫ومفاهيم تتداول في مجال البحث العلمي‪ ،‬وفي الكثير من األحيان ما تستخدم للداللة على نفس المعنى‪.‬‬

‫إال أن الواقع خالف ذلك تماما حيث أن هذه المفاهيم تختلف من حيث الزاوية المنظور لها‪ ،‬إذ ننطلق من‬
‫المفهوم العام لنصل إلى المفهوم الخاص‪.‬‬

‫تعتبر األخالق )‪ (La morale‬نقطة انطالق كل هذه المفاهيم‪ ،‬فهي قواعد تتعلق بالسلوك البشري بقدر ما‬
‫يكون موضوعه الخير‪ ،‬وهي ما يساهم في تمييز اإلنسان عن باقي المخلوقات‪.‬‬

‫أما األخالقيات )‪ (Ethiques‬فهي معبرة عن علم األخالق‪ ،‬وهي مجموع المبادئ األساسية والقيم الموجهة‬
‫للسلوك اإلنساني الواجبة االعتماد‪.‬‬

‫لتليها األخالقيات المهنية )‪ (La déontologie‬وهي مجموع المبادئ األساسية التي تلتزم بها الفئات المهنية‬
‫المتخصصة‪ ،‬وعليه فأخالقيات أي مهنة هي مجموعة من المعايير السلوكية التي يجب أن يلتزم بها صاحب‬
‫المهنة‪ 1،‬فيظهر بذلك هذا المفهوم كخصوصية ضمن المفهوم الواسع "األخالقيات"‪ ،‬والذي ال وجود له دون‬
‫‪2‬‬
‫تحديد للقيم األخالقية التي تقوم عليها األخالقيات المهنية‪.‬‬

‫وأخالقيات البحث العلمي لم تخرج عن هذه المفاهيم‪ ،‬فهي مجموعة من المبادئ الهادفة إلى إحياء المثل‬
‫‪3‬‬
‫األخالقية للبحث العلمي لدى الباحثين والدارسين وطالب العلم‪ ،‬من شأنها أن تحفظ للعلم كيانه والبحث قوامه‪.‬‬

‫الباحث العلمي ملتزم باالمتثال بمواصفات أخالقية إلى جانب المواصفات المعرفية والمنهجية‪ ،‬المتمثلة أساسا‬
‫في األمانة‪ ،‬الصدق‪ ،‬الموضوعية والحياد‪ ،‬فهي بمثابة تقنين للسلوكات المهنية المفروضة في مجال البحث‬
‫العلمي مثلها مثل أي مهنة أخرى (الطب‪ ،‬المحاماة‪ ،‬الهندسة‪...‬إلخ)‪.‬‬

‫ومنه تتضح األمانة العلمية كخصوصية من أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬يلتزم الباحث التخلق بها عند إعداده‬
‫لبحثه‪ ،‬كونها من القواعد الجوهرية التي تكرس سالمة البحث العلمي برد كل شيء إلى أصله‪ ،‬تقتضي من‬
‫الباحث إذن قد ار من األمانة والصدق في كافة مراحل البحث‪.‬‬

‫فهي بذلك سلوك مبني على النزاهة والصدق عند إجراء أي بحث‪ ،‬تستند إلى مبادئ أخالقية من شأنها‬
‫إضفاء الجودة والمصداقية على البحث العلمي‪ ،‬وهي من المسلمات غير القابلة للنقاش‪.‬‬

‫ممدوح عبد المنعم صوفان وآخرون‪ ،‬دليل أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬كلية العلوم دمياط‪ ،‬جامعة المنصورة‪ ،‬مصر‪،2012 ،‬ص‬ ‫‪1‬‬

‫‪.10‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Diane DUQUET, L’éthique dans la recherche universitaire : une réalité à gérer, Bibliothèque‬‬
‫‪nationale du Québec, 1993, P 15.‬‬
‫‪ 3‬ممدوح عبد المنعم صوفان وآخرون‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪-2-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫من هذا المنطلق يتحدد أن األخالق هي الطريق إلى األخالقيات‪ ،‬كونها مجموع السلوكات التي تبنى عليها‬
‫األخالقيات‪ ،‬باعتبار هذه األخيرة تحدد مجموع االلتزامات الواجب احترامها‪ ،‬والتي بدورها تؤسس قواعد أخالقية‬
‫‪1‬‬
‫مهنية من شأنها أن تحدد ما هو مباح وما هو محضور‪ ،‬والجزاءات التي قد تترتب عند اإلخالل بهذه القواعد‪.‬‬

‫باعتبار البحث العلمي من الوظائف السامية للجامعة المساهمة في تنمية المجتمع وحل مشاكله في مختلف‬
‫المجاالت‪ ،‬كونه عملية علمية‪ ،‬منهجية وأخالقية تنمي المعرفة‪ ،‬إال أن التطور السريع الذي عرفه المجال العلمي‬
‫اليوم من حيث جمع المادة العلمية قد بلغ ذروته على المستوى العالمي‪ ،‬حيث أتاحت التكنولوجيات الرقمية‬
‫المتطورة بمختلف أشكالها للباحث‪ ،‬بحر من المعلومات المعرفية والعلمية بكبسة واحدة على الحاسوب‪.‬‬

‫تأثير مزدوجا ومتناقضا‬


‫ا‬ ‫إن هذا األمر يفتح آفاقا جديدة للتقدم العلمي‪ ،‬بحيث يؤثر هذا التطور على البحث‬
‫فهو من جهة ينمي ويطور البحث العلمي‪ ،‬إذ يسهل جمع المادة العلمية أساس أي بحث‪ ،‬ومن جهة ثانية قد‬
‫يهدم مصداقية البحث العلمي‪ ،‬كونه ينمي أيضا السرقات العلمية‪.‬‬

‫وفي هذا السياق من التغيرات العميقة يثور اإلشكال حول ضرورة إعادة النظر في مقومات أخالقيات البحث‬
‫العلمي‪ ،‬السيما األمانة العلمية المؤكدة ألصالته بما يتماشى والثورة الرقمية التي يشهدها العالم‪.‬‬

‫إن هذه اإلشكالية تحيلنا إلى إثارة جملة من التساؤالت حول األمانة العلمية بصفة عامة‪ ،‬واألمانة العلمية‬
‫الرقمية بصفة خاصة‪ ،‬ومدى تأثير الثورة الرقمية على أخالقيات البحث العلمي وباألخص على األمانة العلمية؟‬
‫وماذا يجب أن نفعل من أجل تكريس األمانة العلمية في زمن الرقمنة؟‬

‫وانطالقا من هذه المعطيات والتساؤالت ارتأينا معالجة هذه الورقة البحثية ضمن محورين أساسيين‪:‬‬

‫األول نخصصه ألساسيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة‪ ،‬والعوامل المؤثرة عليها‪.‬‬

‫والثاني البحث عن ضوابط األمانة العلمية في ظل الثورة الرقمية للحد من السرقات العلمية‪ ،‬وتكريس األمانة‬
‫العلمية الرقمية‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أساسيات األمانة العلمية للبحث العلمي في زمن الرقمنة‬


‫البحث العلمي هو وسيلة لالستعالم و االستقصاء المنظم والدقيق الذي يقوم به الباحث‪ ،‬بغرض اكتشاف‬
‫‪2‬‬
‫معلومات أو عالقات جديدة‪ ،‬باإلضافة إلى تطوير أو تصحيح أو تحقيق المعلومات الموجودة فعال‪.‬‬

‫‪Diane DUQUET, Marc COUTUNE, « L’éthique et l’intégrité en recherche », dans La recherche 1‬‬
‫‪en science et en Génie, Guide pratique et méthodologique, S /D de Marc COUTUNE et René Paul‬‬
‫‪FOURNIER, Presses de l’université Laval, 1997, P 204.‬‬
‫‪ 2‬أحمد بدر‪ ،‬أصول البحث العلمي ومناهجه‪ ،‬وكالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪ ،1973 ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪-3-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫والبحث العلمي المحقق للغرض الذي يتوخاه الباحث سواء كان أطروحة‪ ،‬مذكرة‪ ،‬مقاال علميا أو بحثا مقدما‬
‫في إطار مؤتمرات علمية‪ ،‬يقتضي االستناد على أساسيات البحث المرتكزة على معايير أخالقية السيما األمانة‪،‬‬
‫الموضوعية‪ ،‬التواضع‪ 1‬والحياد مما يساهم في تحقيق إنتاج علمي ذا جودة علمية عالية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫فعلى الباحث إذن التقيد بأخالقيات البحث العلمي حتى ال يسيء للبحث العلمي بحد ذاته ولنفسه أيضا‪.‬‬

‫المطلب االول‪ :‬األمانة العلمية في البحث العلمي‬

‫يرتكز البحث العلمي على جملة من األسس أبرزها األمانة العلمية‪ ،‬والتي مفادها إسناد األفكار إلى أصحابها‬
‫الحقيقيين‪ ،‬وهي مبنية على جملة من القيم‪ ،‬وااللتزام بها يضفي على البحث العلمي الجودة واألصالة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم األمانة العلمية‬

‫يستند الباحث في عمله على دراسات سابقة قائمة على مجهود الغير‪ ،‬تشكل نقطة انطالق النجازه العلمي‬
‫تفاديا لضياع الوقت باالستفادة من نتائج سابقة‪ ،‬فيلجأ بذلك إلى دمج المعلومات الواردة في هذه الدراسات إلى‬
‫عمله‪.‬‬

‫وعليه فالباحث حين يخوض غمار البحث العلمي إنما يخوض فيما خلفه غيره من الباحثين‪ ،‬ويضيف إلى‬
‫ذلك ما وجد من مكتشفات أو مالحظات‪ ،‬لينتج من هذا كله جديدا يضيفه إلى العلم أو ابتكار ينظم به مجتمعه‬
‫‪3‬‬
‫ويتقدم به‪.‬‬

‫إال أن هذه العملية تحكمها ضوابط علمية‪ ،‬منهجية وأخالقية يتحلى بها الباحث‪ ،‬والتي من شأنها أن تضفي‬
‫المصداقية والجودة على عمله‪ ،‬وهو ما يعزز احترام الملكية الفكرية لآلخرين باإلشارة إلى المصادر التي استقى‬
‫‪4‬‬
‫منها الباحث المعلومات التي استعان بها في بحثه وفق أصول منهجية‪.‬‬

‫وهو ما يسمح بنسب اآلراء ألصحابها باإلحالة إلى البحوث األصلية‪ ،‬فتظهر بذلك األمانة العلمية كوسيلة‬
‫‪5‬‬
‫للداللة على أصالة البحث وجودته‪ ،‬وبها يتمكن القارئ من الرجوع إلى األصل لمعرفة الكالم‪.‬‬

‫د‪/‬حمزاوي‪" ،‬االلتزام األخالقي للباحث‪...‬السبيل لتحقيق جودة وتميز البحث العلمي"‪ ،‬الملتقى المشترك‪" :‬األمانة العلمية"‪ ،‬المنعقد‬ ‫‪1‬‬

‫بالجزائر العاصمة في ‪ ، 2017/07/19‬كتاب أعمال مركز جيل البحث‪ ،‬سلسلة كتاب أعمال المؤتمرات‪ ،‬لبنان‪/‬طرابلس‪ ،‬ص‬
‫‪.130‬‬
‫سامية شينار‪ ،‬مداسي عبد الوهاب‪" ،‬أخالقيات البحث العلمي في ظل التطور التكنولوجي"‪ ،‬مجلة سوسيولوجيا‪ ،‬المجلد ‪ /04‬العدد‬ ‫‪2‬‬

‫‪( ،02‬ديسمبر ‪ ،)2020‬ص ‪.259‬‬


‫محمد جمال الدين القاسمي‪" ،‬قواعد التحديث"‪ ،‬نقال عن عبد الرحمان على الربيعة‪ ،‬البحث العلمي‪-‬حقيقة ومصادره‪ -‬الطبعة‬ ‫‪3‬‬

‫الثانية‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،2012 ،‬ص ‪.37‬‬


‫سامية شينار‪ ،‬مداسي عبد الوهاب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.266‬‬ ‫‪4‬‬

‫سيد الهواري‪ ،‬دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية‪ ،‬دار الجيل للطباعة‪ ،‬القاهرة‪ ،2004 ،‬ص ‪.42‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫وما سبق ذكره يمثل الصورة المثلى لألمانة العلمية‪ ،‬أما جوهرها فهو الصدق في طلب العلم واإلخالص‬
‫‪1‬‬
‫للمعرفة والحقيقة والحرص على خدمة العلم والمجتمع‪.‬‬

‫ذلك هو مفهوم األمانة العلمية بصفة عامة‪ ،‬ويطلق عليها الرقمية إذا اعتمد الباحث على المصادر الرقمية‬
‫‪3‬‬
‫المتاحة في ظل البيئة الرقمية‪(2‬السيما الشبكة العنكبوتية)‪ ،‬ويمكن أن تسمى باألمانة األكاديمية الرقمية‪.‬‬

‫وهي ال تخرج عن مدلول األمانة العلمية بصفة عامة‪ ،‬كونها تقتضي هي األخرى مراعاة األصول العلمية‬
‫والمنهجية في االستشهاد‪ ،‬االقتباس‪ ،‬التلخيص والترجمة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مظاهر تكريس األمانة العلمية‬

‫األمانة العلمية بشكليها تقوم على جملة من القيم األساسية السيما الصدق‪ ،‬الموضوعية‪ ،‬الثقة‪ ،‬االحترام‬
‫والمسؤولية‪ ،‬تعتبر بذلك األمانة العلمية وفق مقوماتها من الضوابط األخالقية التي يلتزم الباحث االمتثال بها‬
‫على مستوى كل مراحل البحث‪ ،‬بدءا من اختياره لموضوع البحث إلى غاية وصوله إلى النتائج النهائية‪ ،‬مرو ار‬
‫‪4‬‬
‫بجمع المعلومة بأمانة‪ ،‬إيصالها وتحليلها بأمانة مع تمحيص النتائج واختبارها بأمانة‪.‬‬

‫وعليه فأساس البحث العلمي أن يكون الباحث أمينا في أداء واجبه البحثي‪ ،‬فاحترام أخالقيات األمانة العلمية‬
‫يبدأ من اختيار البحث‪ ،‬حتى ال يكون تك ار ار ألبحاث أخرى‪ ،‬لكن هذا ال يمنع من أن يستند الباحث على أبحاث‬
‫سابقة يشير لها صراحة في عمله‪.‬‬

‫كما أن الباحث ملتزم باألمانة العلمية عند البحث عن المعلومة باحترامه ألدبيات البحث‪ ،‬من اعتماده على‬
‫المصادر المعترف بها علميا‪ ،‬وهذا الجانب يشكل الجانب أكثر عرضة النتهاك ضوابط األمانة العلمية خصوصا‬
‫في زمن الرقمنة‪ ،‬حيث كثي ار ما يعتمد الباحث على أعمال مجهولة المصدر‪.‬‬

‫إضافة إلى ذلك إن األمانة العلمية الزمة عند النقل‪ ،‬فالباحث ملزم باالمتثال لقواعد األمانة العلمية عند النقل‬
‫سواء بالنص أو بالمعنى‪.‬‬

‫بن الدين بخولة‪" ،‬أخالقيات البحث العلمي وإشكاليات األمانة العلمية"‪ ،‬الملتقى المشترك‪ :‬األمانة العلمية‪ ،‬المنعقد بالجزائر‬ ‫‪1‬‬

‫العاصمة في ‪ ،2017/07/11‬كتاب أعمال مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬سلسلة كتاب أعمال المؤتمرات‪ ،‬لبنان‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ص ‪.57‬‬
‫هي البيئة التي يجرى تناول المعلومات خاللها في شكل رقمي من خالل وسائل اتصال جديدة تتيح الوصول المباشر والكامل‬ ‫‪2‬‬

‫إلى المعلومات‪.‬‬
‫د‪ /‬ريم عبد المحسن العبيكان‪ ،‬أ‪-‬د‪ /‬لطيفة صالح السميري‪" ،‬اتجاهات طالبات الدراسات العليا في جامعة الملك سعود نحو‬ ‫‪3‬‬

‫األمانة العلمية الرقمية"‪ ،‬مجلة العلوم التربوية والتقنية‪ ،‬المجلد ‪ /17‬العدد ‪ 01‬مارس ‪ ،2016‬ص ‪.51‬‬
‫نسيمة طويل‪" ،‬الضوابط األخالقية للبحوث العلمية بين االلتزام والخروق العملية"‪ ،‬الملتقى المشترك‪ :‬األمانة العلمية‪ ،‬المنعقد‬ ‫‪4‬‬

‫بالجزائر العاصمة في ‪ ، 2017/07/11‬كتاب أعمال مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬سلسلة كتاب أعمال المؤتمرات‪ ،‬لبنان‪ ،‬طرابلس‪،‬‬
‫ص ‪.30‬‬
‫‪-5-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫كما أن الباحث ملزم باحترام ضوابط األمانة العلمية عند الطرح‪ ،‬مما يستدعي عدم االبتعاد عن مقصود‬
‫الكاتب‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عالقة التكنولوجيا الرقمية بأخالقيات األمانة العلمية‬

‫تكنولوجيا اإلعالم واالتصال فرضت نفسها في أرض الواقع على جميع المستويات وفي جميع المجاالت‬
‫والميادين العلمية‪ ،‬االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والسياسية‪...‬إلخ‪ ،‬حيث أصبحت ضرورة حتمية ال مفر منها تبنتها‬
‫كل القطاعات‪ ،‬وقطاع البحث العلمي لم يستثنى من مثل هذه التطورات بل يعد من القطاعات األكثر حاجة‬
‫الستعمال مثل هذه التكنولوجيات الحديثة‪ ،‬لما له من تأثير مباشر على الجانب العلمي‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التكنولوجيا الرقمية‬

‫تتشكل تكنولوجيا اإلعالم واالتصال من مجموعة من التكنولوجيات‪ ،‬التي تشمل أساسا على اإلعالم اآللي‬
‫(األجهزة والبرامج) والتي تسمح بمعالجة وتخزين المعلومة‪ ،‬وكذلك اإللكترونيات الدقيقة‪ ،‬االتصاالت السلكية‬
‫والالسلكية‪ ،‬الشبكات على األخص‪ ،‬والتي تسمح تبادل ومشاركة ونقل المعلومة‪ ،‬إلى جانب التقنيات المتطورة‬
‫للوسائط المتعددة )‪ ،(multimédia‬والسمعي البصري مدمج مع االتصاالت السلكية والالسلكية‪ ،‬التي من شأنها‬
‫أن تسمح بالتواصل (السيما الهاتف الثابت‪ ،‬الهاتف النقال والمؤتمرات عبر الفيديو)‪ ،‬باإلضافة إلى نقل المعلومة‬
‫‪1‬‬
‫(السيما الراديو‪ ،‬التلفزيون الرقمي ومواقع األنترنت‪...‬إلخ)‪.‬‬

‫وعليه فهي مزيج من مجموع من التكنولوجيات القائمة على اإلعالم اآللي‪ ،‬اإللكترونيات الدقيقة‪ ،‬االتصاالت‬
‫السلكية والالسلكية (الشبكات)‪ ،‬الوسائط المتعددة والسمعي البصري مجتمعة ومرتبطة من شأنها أن تسمح‬
‫البحث‪ ،‬تخزين‪ ،‬معالجة ونقل المعلومات في شكل معطيات مختلفة (نصوص‪ ،‬أصوات‪ ،‬صور ثابتة‬
‫‪2‬‬
‫فيديوهات‪...‬إلخ) وتسمح بالتفاعل بين األفراد وبين األفراد واآلالت‪.‬‬

‫إن إدماج هذه التكنولوجيات الحديثة في مجال البحث العلمي‪ ،‬يفترض االستخدام الفعال لها بهدف التحسين‬
‫من جودة وفعاليات البحث العلمي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تأثير التكنولوجيا الرقمية على ضوابط األمانة العلمية‬

‫إن احترام مبادئ وأساسيات األمانة العلمية واالمتثال ألخالقياتها‪ ،‬من شأنه أن يجعل من التكنولوجيا الرقمية‬
‫أداة فعالة في تطوير البحث العلمي والرقي بجودته‪ .‬إال أن الواقع العملي غير ذلك‪ ،‬حيث صاحب استخدام تقنية‬
‫االتصاالت والمعلومات مشاكل خطيرة في المجتمعات األكادمية‪ ،‬إذ سهلت اقتراف االنتحال وازدادت شيوعا في‬

‫‪1‬‬
‫‪Youssef NAFIDI, Anouar ALAMI, Moncef ZAKI, « L’intégration des TIC dans l’enseignement‬‬
‫‪des sciences de la vie et de la terre au Maroc : Etat des lieux et défis à relever », European‬‬
‫‪Scientific Journal, January, 2018 édition, Vol 14, P 99.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪J-BASQUE, “une réflexion sur les fonctions attribuées aux TIC en enseignement universitaire”,‬‬
‫‪Revue internationale des technologies en pédagogie universitaire, 2006, P 34.‬‬
‫‪ 30‬أفريل ‪- 6 - 2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫أوساط الطلبة والباحثين‪ 1،‬وما سبق تقديمه يؤكد على أن استخدام التكنولوجيا الرقمية في البحث العلمي سالح‬
‫ذو حدين‪ ،‬فبقدر ما يفيد البحث العلمي‪ ،‬بقدر ما يمكنه أن يلحق به الضرر‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى المساس‬
‫بمصداقية وجودة البحث العلمي في حال إذا ما أسيئ استخدام التكنولوجيا الرقمية‪ 2،‬وهو ما يرتب انتهاك األمانة‬
‫العلمية الرقمية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أكثر اإلساءات شيوعا لضوابط األمانة العلمية االنتحال‪ ،‬االختباس‪ ،‬التلفيق والركالت الخفية للمعلومات‬
‫والتي من شأنها أن تهدر بأركان البحث العلمي لتعديها الصارخ على األمانة العلمية‪.‬‬

‫في الواقع إن سوء استخدام التكنولوجيا الرقمية إلى جانب التمرد على القواعد األخالقية‪ ،‬ال يؤثر على جودة‬
‫البحث العلمي بقدر ما يؤثر على مصداقيته‪ ،‬وعلى هذا المستوى من البحث يحكم على عمل الباحث بمقياس‬
‫المصداقية ال الجودة‪ ،‬مما يجعل البحث عرضة للرفض بل وحتى للسحب‪ 4،‬إلى جانب جزاءات أخرى‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬ضوابط األمانة العلمية في زمن الرقمنة‬


‫أمام االنتهاكات الصارخة ألخالقيات األمانة العلمية بسبب سوء استخدام التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬اختراق القواعد‬
‫األخالقية‪ ،‬جمود القواعد القانونية لعدم مسايرتها للتطورات التكنولوجية‪ ،‬التي ولدت صور متطورة ومتقدمة‬
‫للقرصنة العلمية‪ ،‬إلى جانب تدني دور هيئات التدريس في محاربة السرقات العلمية‪ ،‬بات من الضروري تفعيل‬
‫كل هذه الضوابط لتكريس األمانة العلمية في زمن الرقمنة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تفعيل الضوابط القانونية والتقنية آلية لتكريس األمانة العلمية الرقمية‬

‫إن األمانة العلمية في زمن الرقمنة حتى تكون فعالة وتنتج اآلثار المنتظرة منها‪ ،‬أصبح من الضرورة تبني‬
‫قوانين فعالة وتقنيات تكنولوجية تتماشى والتطورات التكنولوجية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬دور الضوابط القانونية في تفعيل األمانة العلمية الرقمية‬

‫إن الضوابط القانونية هي مجموعة النصوص القانونية التشريعية والتنظيمية‪ ،‬التي من شأنها المساهمة في‬
‫الحد من انتهاكات األمانة العلمية‪ ،‬وعلى رأسها قوانين حماية الملكية الفكرية على أساس أن المساس باألمانة‬
‫العلمية من شأنه حتما التعدي على حقوق الملكية الفكرية‪.‬‬

‫ريم عبد المحسن العبيكان‪ ،‬لطيفة صالح السميري‪" ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬ ‫‪1‬‬

‫منصور لخضاري‪" ،‬تأثير التكنولوجيا الرقمية على جودة البحث العلمي"‪ ،‬المؤتمر الدولي الحادي عشر‪" -‬التعلم في عصر‬ ‫‪2‬‬

‫التكنولوجيا الرقمية"‪ ،‬طرابلس‪ 24-22 ،‬أبريل ‪ ،2016‬مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬أعمال المؤتمرات –ص ‪.17‬‬
‫لمزيد من المعلومات أنظر‪ :‬أماني علي محمد مصطفى حمد‪" ،‬واقع القيم األخالقية لدى طالب جامعة أسيوط في العصر الرقمي‬ ‫‪3‬‬

‫– دراسة ميدانية‪ "-‬المجلة التربوية لتعليم الكبار‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬المجلد الثالث‪ /‬العدد الثاني‪ /‬أبريل ‪ ،2021‬ص ص‬
‫‪ 31‬إلى ‪.33‬‬
‫منصور لخضاري‪" ،‬تأثير التكنولوجيا الرقمية على جودة البحث العلمي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.175‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-7-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫إال أنه في زمن الرقمنة أصبحت القوانين السارية المفعول ال تستجيب لمتطلبات التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬وهو ما‬
‫يستدعي إعادة النظر فيها وتفعيل نصوص قانونية‪ ،‬من شأنها الحد من القرصنة العلمية ذات الطابع الرقمي‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك نجد النصوص القانونية المتعلقة بمؤسسات التعليم العالي المكرسة ألخالقيات البحث‬
‫العلمي‪ ،‬السيما النص المنشئ لمجلس آداب وأخالقيات المهنة الجامعية‪ 1،‬الذي استتبعه صدور قرار وزاري‬
‫‪2‬‬
‫يهدف إلى حماية البحث العلمي من السرقات العلمية‪.‬‬

‫حيث أسند هذا القرار للمجلس صالحيات النظر في ملفات السرقات العلمية‪ ،‬بإعداده تقرير باألدلة يوجه إلى‬
‫وحدة التعليم والبحث بالمؤسسة المعنية‪ ،‬والتي بدورها تتولى إحالة الطالب على مجلس التأديب واألستاذ المعني‬
‫بالتقرير إلى اللجنة المتساوية األعضاء‪ ،‬لتقرير العقوبات الالزمة والمتماشية وحجم المخالفات المرتكبة‪.‬‬

‫إلى جانب ذلك نجد اعتماد و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي سنة ‪ 2010‬لميثاق آداب وأخالقيات المهنة‬
‫الجامعية‪ ،‬المحدد لمجموع االلتزامات المتعلقة بأخالقيات البحث العلمي‪ ،‬والتي يلتزم كل من األستاذ والطالب‬
‫‪3‬‬
‫الباحث احترامها واالمتثال لها‪ ،‬وفي حال مخالفتها يكون كل منهما عرضة للعقوبات المقررة‪.‬‬

‫كما اعتمدت و ازرة التعليم العالي سنة ‪ ،2014‬أول ميثاق لألطروحة خاص بنظام الدكتوراه "ل م د"‪ ،‬وهو‬
‫بمثابة دليل مرجعي يحدد حقوق وواجبات كل من الطالب واألستاذ المشرف‪.‬‬

‫إال أن هذه النصوص المختلفة والقليلة المساهمة إلى حد ما في تكريس مبادئ األمانة العلمية‪ ،‬اتسمت‬
‫بالقصور في زمن الرقمنة‪ ،‬حيث سهلت التكنولوجيا الرقمية إلى حد غير معقول من عمليات القرصنة والسرقات‬
‫العلمية‪ ،‬ويعود السبب في ذلك إلى جمود هذه النصوص وقلتها وعدم مسايرتها لتطور الوسائل التكنولوجية‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬دور التكنولوجيا الرقمية في تكريس أسس األمانة العلمية‬

‫كما كانت التكنولوجيا الرقمية من أهم األسباب التي أدت إلى استفحال ظاهرة السرقات العلمية‪ ،‬ستكون أيضا‬
‫إحدى أهم وسائل محاصرتها والتقليل من انتشارها‪ 4.‬وذلك بقصد متابعة مرتكبي هذه اآلفة ومسائلتهم‪.‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 180-04‬المؤرخ في ‪ 23‬جوان ‪ 2004‬المحدد لصالحيات‪ ،‬تشكيل وتسيير مجلس آداب وأخالقيات المهنة‬ ‫‪1‬‬

‫الجامعية‪.‬‬
‫القرار الوزاري رقم ‪ 933‬المؤرخ في ‪ 28‬جويلية ‪ ،2016‬المحدد للقواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫وفي هذا السياق كيفت المادة ‪ 31‬من ميثاق آداب وأخالقيات المهنة الجامعية‪ ،‬كل أعمال الغش واالنتحال والتزوير في‬ ‫‪3‬‬

‫المنشورات واألعمال البحثية ورسائل الدكتوراه‪ ،‬على أنها أخطاء مهنية من الدرجة الرابعة‪ ،‬والتي قد يترتب عليها عقوبات صارمة‬
‫تصل إلى التسريح أو التنزيل للرتبة السفلى‪.‬‬
‫نسيمة طويل‪ " ،‬الضوابط األخالقية للبحوث العلمية بين االلتزام والخروق العلمية"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.39‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫ويتحقق ذلك عن طريق البرمجيات الرقمية المتطورة المستخدمة للكشف عن مظاهر السرقات العلمية في‬
‫البحوث العلمية‪ ،‬سعيا لحصر مجال انتشارها‪ ،‬وحفاظا على مصداقية البحث العلمي القائم على روح األمانة‬
‫والموثوقية العلمية‪. 1.‬‬

‫وفي هذا المجال من أهم البرمجيات المحققة لألهداف المنتظرة‪ ،‬السيما اكتشاف االنتهاكات الماسة باألمانة‬
‫‪2‬‬
‫العلمية الرقمية‪ ،‬والمعتمدة من طرف الدول المتقدمة نجد البرامج التالية‪:‬‬
‫‪،PlagiarismDetection.org ،check for plagiarism.netِ ،Plag A ware ،Turnitin‬‬
‫‪.Ithenticate‬‬
‫المطلب الثاني‪:‬دور الضوابط العلمية واألخالقية في تكريس أخالقية األمانة العلمية الرقمية‬

‫بغض النظر عن الضوابط القانونية والتكنولوجية‪ ،‬تتدخل هيئة التدريس والهيئات العلمية األخرى وتساهم في‬
‫الحد من مظاهر السرقات العلمية‪ ،‬إال أن المهمة هذه جد صعبة في ظل تدفق المعلومات التي تحول إلى‬
‫استحالة التحكم فيها كلية‪ ،‬فأضحى بذلك الضابط األخالقي أساس األمانة العلمية الرقمية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضوابط العلمية آلية للحد من االنتهاكات الواردة على األمانة العلمية الرقمية‬

‫على هذا المستوى يظهر دور هيئات التدريس في محاربة االنتحال الرقمي‪ ،‬وبالتبعية تكريس أخالقية األمانة‬
‫العلمية بصفة عامة‪ ،‬واألمانة العلمية الرقمية بصفة خاصة‪ ،‬سواء على مستوى التأطير أو على مستوى لجان‬
‫المناقشة‪.‬‬

‫إال أن هذا النوع من الرقابة يبدو جد صعب لتواجد بحر من المعلومات التي يستصعب التحكم فيها واالطالع‬
‫عليها كلية‪.‬‬

‫باإلضافة إلى الدور الفعال لألستاذ الجامعي في محاربة السرقات العلمية والحفاظ على مبادئ األمانة‬
‫العلمية‪ ،‬ال ننسى دور المحكمين الخبراء في مجال األبحاث العلمية‪ ،‬الذين يقع على عاتقهم مراقبة األعمال‬
‫البحثية قبل نشرها واكتشاف االختالل والعيوب المؤثرة على جودة ومصداقية البحث العلمي‪.‬‬

‫إال أن الواقع العملي يثبت ابتعاد هذه الهيئات الكفيلة بالحفاظ على أخالقية األمانة العلمية عن مهامها‪ ،‬حيث‬
‫يؤخذ على هؤالء عدم التنديد بمثل هذه األفعال بالرغم من اكتشافها‪ ،‬سواء من باب المجاملة أومن باب الخوف‬
‫من عواقب التنديد‪ ،‬وهي كلها أمور من شأنها أن تزيد من تدني البحث العلمي‪ ،‬وتدني مستوى التعليم بصفة‬
‫عامة‪.‬‬

‫منصور لخضاري‪"،‬تأثير التكنولوجيا الرقمية على جودة البحث العلمي"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬ ‫‪1‬‬

‫طه عيساني‪ " ،‬البرمجيات اإللكترونية كآلية للحد من السرقة العلمية في المؤسسات الجامعية"‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية والمالية‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬المجلد ‪ 01‬العدد ‪ ،01‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ص ‪ 63‬إلى ‪.65‬‬
‫‪-9-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫وتجدر اإلشارة في هذا المجال وجود ظاهرة ال أخالقية تزيد من ذروة استفحال مظاهر السرقات العلمية‬
‫واالبتعاد عن أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬وجود مراكز بحثية متخصصة تقدم خدمات في مجال البحث العلمي‬
‫يلجأ إليها كل من الطلبة والباحثين العلميين‪ ،‬تتكفل بإجراء البحوث برمتها باسم طالبها مقابل مبالغ مالية‪ ،‬وهذا‬
‫ما يؤكد صعوبة تحقيق الضوابط العلمية لألهداف المنتظرة منها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الضابط األخالقي أساس األمانة العلمية الرقمية‬

‫الواقع العملي أثبت محدودية الضوابط القانونية‪ ،‬التقنية والعلمية للحد من ظاهرة السرقات العلمية‪ ،‬ليبقى‬
‫الضابط األخالقي من أساسيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة‪.‬‬

‫وباعتبار الطالب الجامعي من أكثر المستخدمين للتقنيات التكنولوجية الحديثة في مجال البحث العلمي‪ ،‬ومن‬
‫هذا المنظور وجب السهر والحرص على تحلي الطالب بمستوى عال من القيم األخالقية‪.‬‬

‫وال يتحقق ذلك إال بتدخل الجامعة باعتبارها المكان األساسي الذي تنمى فيه هذه القيم‪ ،‬خصوصا في ظل‬
‫الثورة الرقمية‪.‬‬

‫فالقضية إذن هي في الواقع قضية أخالق أكثر من شيء آخر‪ ،‬نظ ار لصعوبة التحكم في التكنولوجيا الرقمية‬
‫وصعوبة مراقبة كل المعلومات الرقمية‪ ،‬خصوصا وأن التجارب قد أثبتت عجز الضوابط القانونية وحتى التقنية‬
‫للحد من استفحال ظواهر السرقات العلمية‪.‬‬

‫خاتمــــة‪:‬‬

‫في الواقع إن البحث العلمي هو أوال وقبل كل شيء أمانة أداء قبل أن يكون وسيلة علمية‪ ،‬واألمانة العلمية‬
‫‪1‬‬
‫هي صورة أخالقية قبل أن تكون ضابطا علميا‪.‬‬

‫واألمر سيان حتى في ظل البيئة الرقمية‪ ،‬وهو ما يسمح تكريس أخالقية األمانة العلمية والتي هي أساس كل‬
‫بحث‪ ،‬وذلك برد أي معلومة‪ ،‬أي دراسة مستند إليها ألصحابها بكل أمانة وصدق ونزاهة‪ .‬وجعل من التكنولوجيا‬
‫الرقمية أداة لتحقيق تطور البحث العلمي والزيادة من جودته وأصالته‪.‬‬

‫إال أن سوء استخدام هذه التقنيات الرقمية يعود بالسوء على البحث العلمي وعلى مصداقيته‪ ،‬ويمس مباشرة‬
‫بأخالقية األمانة العلمية‪ ،‬لذا بات من الضروري البحث عن الوسائل الفعالة لوضع حد لمثل هذه اآلفة‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يمكن اقتراح بعض التوصيات التي من شأنها أن تساهم في إيجاد بعض الحلول أهمها‪:‬‬

‫بناني شهرزاد‪ ،‬أبو القاسم سعد هللا‪" ،‬األمانة العلمية بين الترسيخ األخالقي وحقوق الملكية الفكرية"‪ ،‬دراسات معاصرة المركز‬ ‫‪1‬‬

‫الجامعي تيسمسيلت الجزائر‪ ،‬المجلد ‪/04‬العدد ‪ 01‬خاص‪ ،‬أبريل ‪ ،2020‬ص ‪.30‬‬


‫‪- 10 -‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫‪ -‬التعليم الدائم والمستمر ألخالقيات األمانة العلمية بهدف ترسيخ وتكريس مبادئها‪ ،‬خصوصا وأنه بالرغم من‬
‫تدريس المنهجية العلمية على مستوى كل األطوار‪ ،‬إال أنها لم تنجح في الحد من انتهاكات األمانة العلمية‪.‬‬

‫‪ -‬اعتماد فضاء رقمي خاص باألمانة العلمية‪ ،‬لتحسيس جميع مستخدمي شبكات األنترنت‪.‬‬

‫‪ -‬تفعيل دور خاليا الجودة في مجال البحث العلمي‪ ،‬العتبار متطلبات الجودة في البحث العلمي من العوامل‬
‫الميسرة لألمانة العلمية‪.‬‬

‫‪ -‬إلى جانب ضرورة التنديد باالنتحال العلمي عند اكتشافه على أي مستوى من مستويات البحث العلمي‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ _1‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬أحمد بدر‪ ،‬أصول البحث العلمي ومناهجه‪ ،‬وكالة المطبوعات‪ ،‬الكويت‪.1973 ،‬‬

‫‪ -‬سيد الهواري‪ ،‬دليل الباحثين في إعداد البحوث العلمية‪ ،‬دار الجيل للطباعة‪ ،‬القاهرة‪.2004 ،‬‬
‫‪ -‬محمد جمال الدين القاسمي‪" ،‬قواعد التحديث"‪ ،‬نقال عن عبد الرحمان على الربيعة‪ ،‬البحث العلمي‪-‬حقيقة‬
‫ومصادره‪ -‬الطبعة الثانية‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪.2012 ،‬‬
‫‪ -‬ممدوح عبد المنعم صوفان وآخرون‪ ،‬دليل أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬كلية العلوم دمياط‪ ،‬جامعة المنصورة‪،‬‬
‫مصر‪.2012 ،‬‬

‫ب‪ -‬المقاالت‪:‬‬

‫‪ -‬أماني علي محمد مصطفى حمد‪" ،‬واقع القيم األخالقية لدى طالب جامعة أسيوط في العصر الرقمي –‬
‫دراسة ميدانية‪ "-‬المجلة التربوية لتعليم الكبار‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة أسيوط‪ ،‬المجلد الثالث‪ /‬العدد الثاني‪ /‬أبريل‬
‫‪ ،2021‬ص ص (‪.)52 -19‬‬
‫‪ -‬بناني شهرزاد‪ ،‬أبو القاسم سعد هللا‪" ،‬األمانة العلمية بين الترسيخ األخالقي وحقوق الملكية الفكرية"‪،‬‬
‫دراسات معاصرة المركز الجامعي تيسمسيلت الجزائر‪ ،‬المجلد ‪/04‬العدد ‪ 01‬خاص‪ ،‬أبريل ‪ ،2020‬ص ص‬
‫(‪.)32-22‬‬
‫‪ -‬ريم عبد المحسن العبيكان‪ ،‬لطيفة صالح السميري‪" ،‬اتجاهات طالبات الدراسات العليا في جامعة الملك‬
‫سعود نحو األمانة العلمية الرقمية"‪ ،‬مجلة العلوم التربوية والتقنية‪ ،‬المجلد ‪ /17‬العدد ‪ 01‬مارس ‪ ،2016‬ص‬
‫ص (‪.)64 -41‬‬

‫‪- 11 -‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫أخالقيات األمانة العلمية في زمن الرقمنة ‪ ---------------------------------------------------------------------------------‬فتيحة قرقوس‬

‫‪ -‬سامية شينار‪ ،‬مداسي عبد الوهاب‪" ،‬أخالقيات البحث العلمي في ظل التطور التكنولوجي"‪ ،‬مجلة‬
‫سوسيولوجيا‪ ،‬المجلد ‪ /04‬العدد ‪( ،02‬ديسمبر ‪ ،)2020‬ص ص (‪.)275 – 258‬‬

‫‪ -‬طه عيساني‪ " ،‬البرمجيات اإللكترونية كآلية للحد من السرقة العلمية في المؤسسات الجامعية"‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم اإلدارية والمالية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬المجلد ‪ 01‬العدد ‪ ،01‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص‬
‫ص (‪.)73 -60‬‬

‫ت‪ -‬المداخالت‪:‬‬

‫‪ -‬بن الدين بخولة‪" ،‬أخالقيات البحث العلمي وإشكاليات األمانة العلمية"‪ ،‬الملتقى المشترك‪ :‬األمانة العلمية‪،‬‬
‫المنعقد بالجزائر العاصمة في ‪ ،2017/07/11‬كتاب أعمال مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬سلسلة كتاب أعمال‬
‫المؤتمرات‪ ،‬لبنان‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ص ص ( ‪ 55‬إلى ‪.)61‬‬
‫‪ -‬د‪/‬حمزاوي‪" ،‬االلتزام األخالقي للباحث‪...‬السبيل لتحقيق جودة وتميز البحث العلمي"‪ ،‬الملتقى المشترك‪:‬‬
‫"األمانة العلمية"‪ ،‬المنعقد بالجزائر العاصمة في ‪ ،2017/07/19‬كتاب أعمال مركز جيل البحث‪ ،‬سلسلة‬
‫كتاب أعمال المؤتمرات‪ ،‬لبنان‪/‬طرابلس‪ ،‬ص ص (‪.)138-129‬‬
‫‪-‬منصور لخضاري‪" ،‬تأثير التكنولوجيا الرقمية على جودة البحث العلمي"‪ ،‬المؤتمر الدولي الحادي عشر‪-‬‬
‫"التعلم في عصر التكنولوجيا الرقمية"‪ ،‬طرابلس‪ 24-22 ،‬أبريل ‪ ،2016‬مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬أعمال‬
‫المؤتمرات –ص ص (‪.)176-165‬‬
‫‪ -‬نسيمة طويل‪" ،‬الضوابط األخالقية للبحوث العلمية بين االلتزام والخروق العملية"‪ ،‬الملتقى المشترك‪ :‬األمانة‬
‫العلمية‪ ،‬المنعقد بالجزائر العاصمة في ‪ ،2017/07/11‬كتاب أعمال مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬سلسلة‬
‫كتاب أعمال المؤتمرات‪ ،‬لبنان‪ ،‬طرابلس‪ ،‬ص ص‪.)40 - 29( .‬‬

‫‪2- Ouvrages en langues étrangères :‬‬

‫‪- DUQUET (D), L’éthique dans la recherche universitaire : une réalité à gérer,‬‬
‫‪Bibliothèque nationale du Québec, 1993.‬‬
‫‪- DUQUET( D), COUTUNE( M), « L’éthique et l’intégrité en recherche », dans‬‬
‫‪La recherche en science et en Génie, Guide pratique et méthodologique, S /D de‬‬
‫‪Marc COUTUNE et René Paul FOURNIER, Presses de l’université Laval, 1997, pp‬‬
‫‪( 203-230).‬‬
‫‪- NAFIDI (Y), ALAMI (A), ZAKI (M), « L’intégration des TIC dans l’enseignement‬‬
‫‪des sciences de la vie et de la terre au Maroc : Etat des lieux et défis à relever »,‬‬
‫‪European Scientific Journal, January, 2018 édition, Vol 14, pp (97 - 121).‬‬
‫‪- BASQUE (J), « une réflexion sur les fonctions attribuées aux TIC en enseignement‬‬
‫‪universitaire », Revue internationale des technologies en pédagogie universitaire,‬‬
‫‪2006, p p (30-41).‬‬
‫‪- 12 -‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬

‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‬


‫‪Electronic software mechanism to combat scientific theft‬‬
‫‪summary‬‬

‫األستاذة مالك نسيمة‬


‫جامعة الجزائر ‪1‬‬
‫‪nassimamelek@gmail.com‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫تعد السرقة العلمية ظاهرة خطيرة مست الجامعات االكاديمية على مستوى العالم بأسره‪ ،‬فأصبحت من أخطر الجرائم وأكثرها‬
‫انتشارا فيها‪ ،‬والجزائر ليست بمعزل عنها حيث انتشرت بشكل واسع في جميع االكاديميات وبأساليب تقليدية وحديثة الكترونية‬
‫مما أستوجب على الدولة وضع حصص تحسيسية لتوعية الطلبة من أجل القضاء أو التخفيف من هذه الظاهرة اال انها لم‬
‫تتمكن من القضاء عليها بشكل نهائي‪ ،‬مما أدى الى البحث عن أساليب أخرى أكثر فعالية للحد منها كاملبرمجات االلكترونية‪.‬‬

‫الكلمات املفتاحية‪:‬‬
‫السرقة العلمية‪ ،‬التوعية األخالقية‪ ،‬األساليب االلكترونية‪ ،‬البرمجيات االلكترونية‪ ،‬حق املؤلف‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Scientific plagiarism is a serious phenomenon that has affected academic universities worldwide, and‬‬
‫‪has become one of the most serious and widespread crimes in them. And Algeria is not isolated from it,‬‬
‫‪as it has spread widely in all academies with traditional and modern electronic methods, which‬‬
‫‪necessitated the state to set awareness classes to educate students in order to eliminate or mitigate this‬‬
‫‪phenomenon, but it was not able to eliminate it completely, this led to the search for other, more‬‬
‫‪effective methods to reduce them, such as electronic programmers.‬‬
‫‪Keywords: Scientific plagiarism, ethical awareness, electronic methods, electronic software, copyright.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ً‬
‫إن ظاهرة السرقة العلمية أصبحت من بين أكثر الظواهر انتشارا في األوساط الجامعية‪ ،‬وزاد انتشارها بشكل رهيب بفضل‬
‫شبكة اإلنترنت بحيث أصبح ال يمر يوم دون أن نسمع أو نقرأ عن العديد من الفضائح والسرقات العلمية أبطالها طلبة وباحثين‬
‫بل حتى أساتذة جامعيين تورطوا في سرقة أفكار ومجهودات اآلخرين ضاربين عرض الحائط بكل القوانين واملواثيق واألعراف‬
‫األكاديمية‪.‬‬
‫وقبل الخوض في بيان مختلف الجوانب املرتبطة بهذه الظاهرة‪ ،‬تجدر االشارة إلى أن هناك عدة مسميات لوصف هذه الظاهرة‬
‫من بينها‪:‬‬

‫‪-1-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‪---------------------------------------------------------------------------------‬األستاذة‪ :‬مالك نسيمة‬

‫السرقة الفكرية‪ ،‬السرقة األدبية‪ ،‬االنتحال‪ ،‬القرصنة األدبية ‪.‬‬


‫ً‬
‫وسيتم في هذا البحث استخدام مصطلح السرقة العلمية باعتباره املصطلح األكثر تداوال في األوساط األكاديمية في العديد من‬
‫الدول‪ ،‬والهدف منه‪:‬‬
‫‪-‬اإلطالع على اإلجراءات والتدابير القانونية واألخالقية املعتمدة ملواجهة السرقة العلمية‪ ،‬والصعوبات التي تحول دون الحد منها‪.‬‬
‫‪-‬مسايرة االتجاهات الحديثة في مجال مكافحة السرقة العلمية من خالل إبراز دور وأهمية البرمجيات اإللكترونية والتطبيقات‬
‫الرقمية في الحد من السرقات العلمية‪ ،‬خاصة في ظل تزايد االعتماد على شبكة االنترنت في مجال البحث العلمي ‪.‬‬
‫‪-‬استعراض تجارب بعض الدول الرائدة على الصعيدين العاملي والعربي‪ ،‬وما قدمته من إجراءات للحد من هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫‪-‬االطالع على التجربة الجزائرية في هذا املجال سيما بعد صدور القرار الوزاري ‪ 933‬املؤرخ في ‪.2016/07/28‬‬
‫بالرغم من جميع اإلجراءات والقوانين التي أقرتها عديد املؤسسات الجامعية من أجل التصدي لظاهرة السرقة العلمية‪ ،‬إال أنها‬
‫ً‬
‫لم تفلح في القضاء عليها بشكل نهائي‪ ،‬نظرا العتماد أغلبها على أساليب تقليدية ال تتناسب مع األساليب املستحدثة املستخدمة في‬
‫ارتكابها‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق يتم طرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬
‫هل اإلجراءات القانونية وأساليب التوعية األخالقية كافية لوحدها في مواجهة السرقة العلمية‪ ،‬وما مدى فعالية البرمجيات‬
‫اإللكترونية في الحد من هذه الظاهرة؟‬
‫ً‬
‫وتحقيقا ملتطلبات هذا البحث سيتم اإلجابة على هذه لإلشكالية من خالل أربعة محاور‪:‬‬
‫‪.1‬السرقة العلمية ما بين التوعية األخالقية والتدابيرالقانونية‪:‬‬
‫إن السبب في عدم وجود اتفاق عاملي موحد بشأن آليات مواجهة السرقة العلمية‪ ،‬يرجع باألساس إلى اختالف النظام القانوني‬
‫ً‬
‫لكل دولة‪ ،‬وهذا ما يفسر أيضا اإلختالف املوجود حول مفهومها؛ ففي حين يعتبرها البعض من بين األخطاء البحثية أو املمارسات‬
‫ً‬
‫الألخالقية‪ ،‬فإن البعض اآلخر يعتبرها من قبيل األفعال املجرمة املعاقب عليها قانونا كونها تمثل اعتداء على حق املؤلف‪.‬‬
‫فالرأي األول يرى أن ظاهرة السرقة العلمية ال تعدو أن تكون مجرد خطأ بحثي أو مشكل أخالقي قد يقع فيه أي باحث سيما‬
‫الباحثين املبتدئين‪ ،‬ويرجع سببه حسبهم إلى ضعف اإلملام بأبجديات منهجية البحث العلمي‪ .‬ولذلك نجد بعض اآلراء _على قلتها_‬
‫تصنفها ضمن املشكالت البحثية األخالقية التي يقترن وجودها بحركية البحث العلمي في املؤسسات الجامعية‪.‬‬
‫ويرى أصحاب هذا الرأي أن الحديث عن آليات مواجهة السرقة العلمية ال يجب أن تركز على التدابير القانونية والتقنية‪ ،‬بل‬
‫يجب أن تركز أكثر حول كيفية الوقاية منها‪ ،‬فالسرقة العلمية ظاهرة أخالقية تستدعي التوعية األخالقية قبل كل ش يء‪.1‬‬
‫ومن بين الجامعات التي تبنت هذا الطرح جامعة امللك سعود والتي أصدرت دليل بعنوان كيف تجنب طالبك خطأ الوقوع في‬
‫السرقة العلمية‪ ،‬والذي اعتبر أن السرقة العلمية من املشاكل األخالقية املعقدة ووصفها بأنها‪ ..." :‬تحدث عندما يقوم الكاتب‬
‫ً‬
‫متعمدا باستخدام كلمات أو أفكار أو معلومات (ليست عامة) خاصة بشخص آخر دون تعريف أو ذكر هذا الشخص أو مصدر‬

‫‪ 1‬فؤاد علي العاجر‪ ،‬معايير السلوك األخالقي لنشر البحوث العلمية لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة اإلسالمية بغزة‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية _ سلسلة الدراسات اإلنسانية‪،‬‬
‫املجلد ‪ ،19‬العدد األول‪ ،‬جانفي ‪ ،2011‬ص‪ ،3‬متاح على املوقع‪dp://journals inga ada paindex.php LUGHB ome view 2017/09/10 99 :‬‬

‫‪-2-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‪---------------------------------------------------------------------------------‬األستاذة‪ :‬مالك نسيمة‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫هذه الكلمات أو املعلومات‪ ،‬ناسبها إلى نفسه‪ ،‬وهذا التعريف ينطبق على الكتابات املنشورة ورقيا أو إلكترونيا‪ ،‬أو الخاصة بطالب‬
‫آخرين‪1." ....‬‬

‫أما الرأي الثاني فيصنف هذه الظاهرة ضمن مفهوم االعتداء على حق املؤلف‪ ، 2‬وخاصة الحق األدبي أو ما يعرف بالحق املعنوي‪3‬‬
‫ً‬
‫‪ ،‬إذ أن للمؤلف أربعة حقوق معنوية أثناء حياته وبعد مماته‪ ،‬أهمها (حق األبوة)‪ ، 4‬ويسمى أيضا الحق في االحترام‪ ،‬ويقصد به‬
‫"حق املؤلف في احترام اسمه وصفته‪ ،‬وحقه في احترام الغير إلنتاجه‪ ،‬وذكر اسمه العائلي أو املستعار‪ ،‬وكذا اإلشارة إلى صفته‬
‫على دعائم مصنفة‪" .5‬‬
‫ُويعرف أصحاب هذا الرأي السرقة العلمية بأنها‪" :‬السطو على أفكار اآلخرين املنشورة على شبكة اإلنترنت من بحوث ومقاالت‬
‫ودراسات ذات قيمة علمية‪ ،‬بما ذلك االنتحال‪ ، Plagiarism‬والغش‪ ، Cheating‬والقرصنة والسطو على املادة العلمية بمختلف‬
‫اتجاهاتها األدبية والفكرية‪" .6‬‬
‫ورغم اختالف كال الرأيين في آليات مواجهة السرقة العلمية إال أنهما يتفقان في أنه أصبح من غير املمكن مواجهة هذه الظاهرة‬
‫بالطرق التقليدية‪ ،‬فال التوعية األخالقية وال اإلجراءات القانونية تمكنت من وضع حد لهذه الظاهرة في االنتشار بوتيرة متسارعة‬
‫ً‬
‫يوما بعد يوم‪ ،‬خاصة في ظل االعتماد الكبير على شبكة اإلنترنت في مجال البحث العلمي‪ ،‬وهذا ما دفع العديد من الجامعات في‬
‫الدول املتقدمة إلى التوجه نحو التدابير التقنية وفي مقدمتها البرمجيات االلكترونية‪.‬‬
‫‪.2‬البرمجيات اإللكترونية كأداة فعالة ملكافحة السرقة العلمية‪:7‬‬
‫إن من بين أهم التحديات التي تواجه الجامعات في عصر التكنولوجيا واملعلومات هو كيفية االستفادة من هذه التكنولوجيات في‬
‫الحد من السرقات العلمية‪ ،‬فبقدر ما ساهمت شبكة االنترنت في انتشار السرقات العلمية على نطاق واسع‪ ،‬إال أنها في نفس‬
‫الوقت ساهمت في كشف مرتكبي هذه السرقات‪ ،‬إذ أن احتمال اكتشاف السرقة العلمية اليوم أصبح أكثر سهولة بفضل ما‬
‫وفرته شبكة االنترنت من برمجيات متخصصة في فحص املحتوى املعلوماتي وكشف كل أشكال االنتحال‪.‬‬
‫ً‬
‫ويبدو أن العديد من املؤسسات الجامعية في الدول املتقدمة قد أيقنت أخيرا بقصور اآلليات التقليدية (التدابير القانونية‪،‬‬
‫التوعية األخالقية) لوحدها في مواجهة السرقات العلمية‪ ،‬ألنه لم يعد من املمكن القضاء على هذه الظاهر مثل هذه اآلليات‬

‫‪ 1‬وكالة الجامعة للتطوير والجودة بجامعة امللك سعود‪ ،‬عمادة تطوير املهارات‪ ،‬كيف تجنب طالبك خطأ الوقوع في السرقة العلمية؟‪ ،‬سلسلة نصائح في التدريس الجامعي‪،2012 ،‬‬
‫متاح على املوقع ‪ haps www me she same definah/files/ecteaching 10 pdf‬بتاريخ‪.09/09/2017 :‬‬
‫‪ 2‬حددت املادة ‪ 02‬القافية برن مفهوم حق املؤلف على سبيل املثال ال الحصر معها‪" :‬تشمل املصنفات األدبية والفنية كل انتاج في املجال األدبي والعلمي والفني أيا كانت طريقة أو‬
‫شكل التعبير عنه مثل الكتب والكتيبات وغيرها من املقررات‪ ،‬والحاضرات والخطب واملواعظ واألعمال األخرى التي تتسم بنفس الطبيعة‪ ،‬واملصنفات املسرحية أو املسرحيات‬
‫املوسيقية‪"...‬‬
‫أنظر املادة ‪ 02‬من اتقافية برن لحماية املصنفات األدبية والفنية‪ 09 ،‬سبتمبر ‪ ،1886‬متاح على موقع ‪http://www.wipo.int wiples/ar/details.jsp?id=12214 :‬‬
‫‪ 3‬لحق املعنوي هو "مجموع الحقوق التي ترد على أشياء غير مادية والتي تدرك بالفكر املجرد‪ ،‬وال يمكن إدراكها بالحس"‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬عبد الرزاق السنهوري‪ ،‬الوسيط في القانون املدني _ حق امللكية‪ ،‬ج‪ ،8‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1967 ،‬ص ‪.275‬‬
‫‪ 4‬عرفة املشرع الجزائري بقوله‪" :‬من بين الحقوق املعنوية املقررة للمؤلف على مصنفه‪ ،‬ح قه في احترام سالمته واالعتراض على أي تعديل أو تشويه يدخل عليه‪ ،‬خاصة إذا كان هذا‬
‫التعديل يضر بمصلحته أو شرفه أو سمعته"‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬املادة ‪ 25‬من األمر ‪ 05-03‬املؤرخ في‪ 2003/07/23 :‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬ج ر ‪.44‬‬
‫‪ 5‬راجع‪ :‬فرحة زواري صالح _ الكامل في القانون التجاري الجزائري _ الحقوق الفكرية‪ ،‬دار ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪ ،2001 ،‬ص ‪471‬‬
‫‪ 6‬انظر‪ :‬سالم بن محمد السالم‪ ،‬السرقات العلمية في البيئة االلكترونية‪ ،‬دراسة للتحديات والتشريعات املعنية بحقوق التأليف‪ ،‬دراسة مقدمة للمؤتمر السادس لجمعية املكتبات‬
‫واملعلومات السعودية تحت عنوان‪ :‬البيئة املعلومات اآلمنية التشريعات والتطبيقات‪ ،‬املنعقد بالرياض في ‪ 6/7‬أفريل ‪ ،2010‬ص ‪.5‬‬
‫ً‬
‫‪ 7‬تعتبر برمجيات الكمبيوتر (‪ )Computer Software‬اصطالحا أعم وأشمل من برنامج الكمبيوتر ‪ Computer Program‬إذ تشمل إضافة إلى البرنامج نفسه‪ ،‬كافة‬
‫الوثائق واملستندات التي تنتج في مرحلة التصميم وتطوير البرنامج سواء كانت في صورة مكتوبة بشكل مرسل أو في صورة مخططات أو في أي صورة أخرى‪ ...‬أما برنامج الكمبيوتر فهو‬
‫مجموعة من األوامر واإلرشادات التي تحدد للكمبيوتر العمليات التي يقوم بتنفيذها بتسلسل وخطوات محددة‪."..‬‬
‫راجع‪ :‬فاروق على الحفناوي‪ ،‬قانون البرمجيات‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬موسوعة قانون الكمبيوتر ونظم املعلومات‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪ ،2009 ،‬ص‪.79‬‬

‫‪-3-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‪---------------------------------------------------------------------------------‬األستاذة‪ :‬مالك نسيمة‬

‫فقط‪ ،‬وأنه البد من التوجه نحو االعتماد على التدابير التكنولوجية‪ .‬وبهذا يتحقق ما يعرف بمبدأ تكافؤ آليات املواجهة؛ بحيث‬
‫تكون آليات مواجهة السرقة العلمية متكافئة مع الطرق املستعملة في ارتكابها‪.‬‬
‫وقد أكد هذا املبدأ (محمد الجوادي) بقوله‪..." :‬إن السرقة الفكرية ستختفي في املستقبل مع ظهور البرمجيات املتخصصة‪ ...‬ال‬
‫مستقبل للسرقات الفكرية ألن الكمبيوتر أنتج برامج تكتشف السرقات وهي قيد التطبيق اآلن في مجال البحث العلمي‪1." ....‬‬

‫وترجع البدايات األولى الستخدام التدابير التقنية _البرمجيات ومواقع االنترنت_ في الكشف عن السرقات العلمية‪ ،‬إلى تسعينات‬
‫القرن املاض ي أين قامت بعض الشركات املتخصصة في أمن املعلومات بتصميم برمجيات ذكية للبحث والفهرسة ومقارنة‬
‫الكلمات والنصوص‪ ،‬أطلق عليها اسم ديبيات الويب )‪ (web crawlers‬أو العناكب‪ ، 2‬هدفها البحث في ماليين صفحات االنترنت‬
‫وتجميع املعلومات املتشابهة في صفحة واحدة تمكن املستخدم من إيجاد أي كلمة أو عبارة بشكل سريع‪.‬‬
‫ً‬
‫وفي هذا الصدد أيضا أشارت دراسة قام بما مركز بيو للدراسات واألبحاث )‪ (Pew Research Centre‬في و م أ بعنوان‪ :‬الثورة‬
‫الرقمية والتعليم العالي‪ ،‬أن سبب زيادة االنتحال والسرقة العلمية في السنوات العشر املاضية في الكليات األمريكية هو أجهزة‬
‫الكمبيوتر وشبكة اإلنترنت‪ ،‬ألن الكم الكبير من املعلومات على شبكة االنترنت أغرى الباحثين القتباس أعمال اآلخرين بشكل غير‬
‫مشروع‪.3‬‬
‫كل ذلك يستدعي بالفعل التوجه بقوة نحو تبني التدابير التقنية التي تتوافق أكثر مع شبكة االنترنت‪ .‬فالبرمجيات هي في املقام‬
‫األول أدوات ملكافحة االنتحال‪ ،‬وليست فقط مجرد غاية للوصول إلى االنتحال‪ ،‬ويمكن أن تشكل في كثير من األحيان عامل ردع‬
‫ملنع األشخاص من الوقوع في االنتحال‪ ،‬ولذلك فمن املستحسن استعمالها بكثرة في األوساط الجامعية‪.4‬‬
‫وأهم البرمجيات املستخدمة في كشف السرقة العلمية واملعتمدة في عدد من الجامعات في الدول املتقدمة‪:‬‬
‫أ‪.‬برنامج‪Turnitin:‬‬
‫ً‬
‫يعتبر من أشهر برامج مقارنة النصوص وأكثرها استعماال في مجال كشف االنتحال على شبكة االنترنت‪ ،‬إذ يرجع تاريخ ظهوره إلى‬
‫سنة ‪ 1996‬حيث طورته شركة )‪ (Turnitin‬املتخصصة في إنتاج برمجيات الحاسوب ملواجهة فضائح السرقات العلمية‬
‫ً‬
‫والصحفية التي كانت منتشرة أنذاك‪ ،‬ونظرا لكفاءة هذا البرنامج فقد تم إعتماده في حوالي ‪ %65‬من الجامعات البريطانية‪، 5‬‬
‫ويتميز هذا البرنامج بقدرته على مقارنة النصوص مع ماليين البيانات املتاحة في قواعد بيانات املوقع أو قواعد البيانات‬
‫ً‬
‫املؤسسات األخرى بشكل أسرع من الطرق التقليدية‪ . 6‬وهو أيضا برنامج وقائي مميز حيث يستخدمه الطالب كوسيلة للوقاية‬
‫قبل تقديم أعمالهم البحثية‪ ،‬للتقليل من إحتمالية وقوعهم في االنتحال‪.7‬‬

‫‪ 1‬محمد الجوادي‪ ،‬السرقات األدبية انحطاط ثقافي وبلطجة فكرية‪ ،‬منشور على موقع مؤسسة عرار العربية لإلعالم‪:‬‬
‫‪-http://www.beautifulpakistanigil.com‬‬
‫‪- www.sha3erjordan.net/news.php?action=view&id=831‬‬
‫‪ 2‬سالم بن محمد السالمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ 3‬دالل بنت عبد العزيز بن محمد العواد‪ ،‬الدور التربوي ألعضاء هيئة التدريس في تعزيز األمانة العلمية في البحث العلمي لدى طالبات املدارس العليا‪ ،‬دراسة ميدانية بجامعة االمام‬
‫محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ 2012/2013 ،‬الموقع ‪.http ://libback uqu.edu.sa/hipres/a/usd15846 pdf :‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Olivier duteille@univ-pau fret Pascal Bouleries eu, Comparatif Logiciels anti-plagiat - UPPA CRATICE‬‬
‫‪See:https://webcampus.univ-pau.fr/fichiers webcampus/divers/Logicielsantiplagiat.pdf. Date de l'étude sept 2007- fev‬‬
‫‪2012, p07 last access 2017) 17 September‬‬
‫‪5‬‬
‫‪See www.turnitin.com or https://submit ac uk/static jise ac_uk_index.html‬‬
‫‪6‬‬
‫‪See Franco Raimonds, On the effectiveness of anti-plagiarism software. Available at http://www.mnd.net/wp-‬‬
‫)‪content/uploads/2012/09/-It pdf, p1.(last access Septembre 16, 2017‬‬
‫‪7‬‬
‫‪See Dineshan Koovakkai. Diagnosing Plague Tools And Techniques For Detecting Plagiarism Available at http://ir‬‬
‫)‪inflibet ac in 8080//bitstream/1944/1629/1/97 pdf p 363 (last access Septembre 07, 2017‬‬
‫‪-4-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‪---------------------------------------------------------------------------------‬األستاذة‪ :‬مالك نسيمة‬

‫ب‪.‬برنامج‪PlagAware:‬‬
‫هو محرك بحث يقدم خدمات إلكترونية ويختص بالكشف عن االنتحال في النصوص عن طريق فحص كل عبارات املقال وإيجاد‬
‫الكلمات املتشابهة‪ ،‬ومن ثم إصدار تقرير مفصل بين مواضع العبارات املنتحلة‪.1‬‬
‫ومن بين إيجابيات هذا البرنامج هو احترامه لقوانين حقوق املؤلف‪ ،‬إال أنه يعاب عليه قلة الوثائق واملعلومات على قاعدة بياناته‬
‫‪2.‬‬

‫ج‪.‬برنامج‪CheckForPlagiarism.net:‬‬
‫يعتبر من أفضل البرامج التي تستخدم ملنع االنتحال على االنترنت‪ ،‬وذلك ألنه يحقق أقص ى قدر من الدقة في النتائج من خالل‬
‫إعتماده على نفس األسلوب الذي تعتمده بصمة األصابع‪ ،‬بحيث يقوم بتحليل وتلخيص املستند األصلي وتحديد الكلمات‬
‫املفتاحية في فقراته في شكل بصمات تدل عليها وتمييزها عن غيرها‪ ،‬وهذا ما يمكن من العثور على أي فقرة مطابقة أو مشابه لها‬
‫بسهولة عبر املليارات من املقاالت املنشورة على شبكة االنترنت‪.‬‬
‫ً‬
‫كما يتميز هذا البرنامج أيضا بسرعته كونه يبحث في ظرف قياس ي عن جميع مصادر املعلومات على املوقع بجميع محتوياته‬
‫كاملنتديات‪ ،‬لوحات اإلعالنات‪ ،‬وملفات ‪ word‬و‪ ، pdf‬وكل أنواع الوثائق املقدمة للنشر كالكتب واملجالت والصحف‪ . 3‬وكذا‬
‫قدرته على مقارنة عدة مستندات ووثائق في نفس الوقت‪ ،‬هذا إضافة إلى كونه يدعم عدة لغات كاإلنجليزية واالسبانية واألملانية‬
‫والبرتغالية والفرنسية واإليطالية والعربية والصينية‪.‬‬
‫د‪.‬برنامج‪Plagiarism Detection.org:‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫صمم هذا البرنامج أساسا ملساعدة األساتذة والطلبة في منع وكشف االنتحال بسرعة مع مستوى عال من الدقة‪ ،‬مستخدما في‬
‫ذلك قاعدة بياناته الخاصة التي تضم ماليين الوثائق بمختلف أنواعها من كتب ومقاالت وتقارير ‪ ...‬الخ‪ .‬وتعتمد آلية عمل هذا‬
‫البرنامج على فحص تراكيب الجمل على شبكة االنترنت والبحث عن العبارات املشابة لها‪ ،‬إال أن ما يعاب عليه عدم توافقه مع‬
‫جميع اللغات‪ ،‬وكذا وعدم قدرته على فحص عدة وثائق في آن واحد‪.4‬‬
‫ذ‪.‬برنامج‪iThenticate:‬‬
‫ً‬
‫يعتبر أحد التطبيقات أو الخدمات اإللكترونية املصممة خصيصا ملساعدة املؤلفين على كشف عمليات االنتحال التي تستهدف‬
‫أعمالهم باإلعتماد على قاعدة بياناته الخاصة‪ ،‬ويتيح هذا البرنامج للمستخدمين الذين يمتلكون حساب عليه من إجراء البحث‬
‫مباشرة على قاعدة بياناته التي تحتوي على ماليين الوثائق‪.‬‬
‫وتعتمد آلية عمل هذا البرنامج على تقنية مقارنة الوثائق املقدمة للفحص مع قاعدة البيانات املتاحة لديه أو على شبكة االنترنت‪.‬‬
‫ويصنف هذا البرنامج بأنه أول مدقق وفاحص يوفر وصالت مباشرة مع قواعد البيانات املتاحة على شبكة االنترنت‪ ،‬بل يتجاوز‬
‫ذلك حتى إلى الوثائق التي تم حذفها من شبكة اإلنترنت‪ ،‬وأهم خاصية تميز هذا البرنامج عن غيره هو كونه يدعم أكثر من ‪30‬‬
‫لغة‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪See Asim M. El Tahir All, Hussam M. Daba Abdulla, and Vaclav Snasel, Overview and Comparison of Plagiarism‬‬
‫)‪Detection Tools, Available at: http://ceur-ws.org/Vol-706/poster22 pdf, p 167. (last access Septembre 22, 2017‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Ibid, 12, p07 .‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Ibid, 16, p 169.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪Ibid, 16, p 170‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Ibid, 16, p 170.‬‬
‫‪-5-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‪---------------------------------------------------------------------------------‬األستاذة‪ :‬مالك نسيمة‬

‫ً‬
‫وإضافة إلى برامج كشف وفحص املحتوى املعلوماتي‪ ،‬فقد ظهرت مؤخرا العديد من املواقع واملنتديات التي تقدم خدمات‬
‫مكافحة السرقة العلمية ‪ ،1‬وهي تعمل على مقارنة الكلمات املستخدمة في البحث مع ما تم نشره من بحوث في قواعد البيانات‬
‫املتاحة على شبكة االنترنت‪ ،‬فالنشر اإللكتروني لألبحاث على شبكة االنترنت يعتبر من بين أهم وسائل كشف االنتحال‪ ، 2‬خاصة‬
‫في ظل االعتماد الكبير للطلبة والباحثين اليوم على شبكة االنترنت إما للنشر أو التحميل‪.‬‬
‫وكتقييم عام لعمل البرمجيات يمكن القول إنها قدمت ومنذ ظهورها خدمات كبيرة‪ ،‬وساهمت في كشف العديد من السرقات‬
‫ً ً‬
‫العلمية التي ما كانت لتكتشف لوال وجود هذه البرمجيات‪ .‬إال أن البرمجيات ال يمكن أن تكون بديال كليا عن التدابير القانونية‬
‫ً‬
‫والتوعية األخالقية‪ ،‬فالبرمجيات مثال تعتبر أداة فعالة في كشف عمليات السرقة العلمية على شبكة االنترنت‪ ،‬لكن ال يمكنها‬
‫البحث في املصادر الورقية القديمة التي لم يتم إدراجها على شبكة االنترنت‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪.3‬نماذج لتجارب بعض الجامعات الرائدة في مكافحة السرقة العلمية دوليا وعربيا‪:‬‬
‫سيتم التطرق لتجربة بعض الجامعات الرائدة في مجال البحث العلمي‪ ،‬واستعراض ما قدمته من إجراءات وتدابير للحد من‬
‫السرقة العلمية‪ ،‬مسترشدين في ذلك بالتصنيف البريطاني للجامعات العاملية )‪ (QS‬الصادر عن موقع القارديان ‪(the‬‬
‫‪guardian).‬‬
‫وفي قراءة تحليلية لهذا التصنيف ذكر الباحث (عبد الرحيم محمد خبير أن أهم املعايير التي يعتمد عليها هذا التصنيف هي‪:‬‬
‫(جودة البحث‪ ،‬تقويم البرامج األكادمية باملقارنة مع جامعات أخرى‪ ،‬املستوى العلمي للجامعة)‪.3‬‬
‫وبتطبيق هذه املعايير على أرض الواقع يتبين أن أغلب الجامعات التي تم تصنيفها تولي أهمية بالغة ملعيار جودة مخرجات البحث‬
‫العلمي وتعتبره من بين أهم املعايير املعتمدة لتطوير البحث األكاديمي؛ وهو معيار يعتمد بشكل أساس على درجة موثوقية نتائج‬
‫البحوث‪ ،‬وصحة مصادرها العلمية‪ ،‬وهذا كله يدخل تحت مسمى األمانة العلمية التي هي عكس السرقة العلمية‪.‬‬
‫وهذا ما يمكن مالحظته من خالل استقراء التصنيف الترتيبي للجامعات الـ ‪ 10‬األولى (هارفارد‪ ،‬كمبردج‪ ،‬ستانفورد‪ ،‬معهد‬
‫كاليفورنيا للتكنلوجيا‪ ،‬أكسفورد‪ ،‬كلية لندن الجامعية‪ ،‬اإلمبريال كوليدج‪ ،‬معهد سويسرا الفيدرالي التقني‪ ،‬جامعة شيكاغو)‪ .‬ثم‬
‫قائمة الـ ‪ 200‬جامعة األولى‪ ،‬التي ضمت جامعتين عربيتين األولى جامعة امللك فهد للبترول واملعادن بحيث احتلت املرتبة ‪198‬‬
‫ً‬
‫عامليا‪ ،‬وكذا جامعة امللك سعود في املرتبة ‪.200‬‬
‫أ‪.‬تجارب بعض الجامعات في الدول املتقدمة‪:‬‬
‫‪ ‬جامعة ستانفورد‪:‬‬
‫وضعت جامعة ستانفورد لطالبها سياسة واضحة املعالم فيما يتعلق بسوء السلوك األكاديمي‪ ،‬وذلك عن طريق إصدار قانون‬
‫ميثاق الشرف الساري منذ ‪ ،1921‬وقد سجل مكتب ستانفورد للشؤون القضائية زيادة في قضايا انتهاك ميثاق الشرف األكاديمي‬
‫بنسبة ‪ % 126‬في الفترة ما بين سنة ‪ 1998‬وسنة ‪ ،2001‬وهذا ما أدى بالجامعة إلى التوجه نحو االستخدام املتزايد لبرامج مكافحة‬
‫االنتحال‪.‬‬

‫‪ 1‬من بين املواقع‪www.Oahar.me/plagiarism.com & www. Scanmayessay.com :‬‬


‫‪ 2‬يرى الباحث أن النشر على شبكة االنترنت هو نوع من أنواع الحماية االستباقية‪ ،‬ألنه ال يمنح الفرصة السارقين ملمارسة سرقات أخرى‪ ،‬راجع‪ :‬سالم محمد السالم‪ ،‬مرجع سابق‪،‬‬
‫ص ‪ ،19‬عبد الرحيم محمد خبير‪ ،‬جامعة أكسفورد‪ ،‬منشور على الرابط‪herpa dae.net :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Hermann Maurer, Frank Kappe, Bilal Zaka, Plagiarism - A Survey, Institute for Infirmation Systems and Computer‬‬
‫‪Media Graz University of Technology, Austria Available at‬‬
‫‪http://www.jues.org/jacs_12_8/plagiarism_a_survey/jacs_12_08_1050_1084_maurer pdf. (last access Septembre 16,‬‬
‫‪2017).‬‬
‫‪-6-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‪---------------------------------------------------------------------------------‬األستاذة‪ :‬مالك نسيمة‬

‫وقد نص قانون الشرف بجامعة ستانفورد على عقوبات أخالقية ضد املتورطين في اإلنتحال تشمل "التوقيف عن الدراسة لربع‬
‫موسم دراس ي‪ ،‬وتقدم ‪ 40‬ساعة خدمة املجتمع"‪ ،‬وفي حالة العود أكثر من مرة في نفس البحث تضاعف العقوبة لتصل إلى‬
‫"االيقاف عن الدراسة ملدة ثالثة أرباع املوسم الدراس ي وتقديم ‪ 40‬ساعة أو أكثر لخدمة املجتمع‪" .1‬‬
‫‪ ‬جامعة كامبريدج‪:‬‬
‫ً‬
‫تختلف آليات التعامل مع االنتحال في جامعات أوروبا واململكة املتحدة قليال عما هو عليه الحال في جامعات الواليات املتحدة‬
‫األمريكية‪ ،‬وذلك من خالل تبني سياسة الحماية االستباقية التي تقوم على أساس اتخاذ تدابير جماعية ضد االنتحال‪ ،‬ولذلك‬
‫فإن معظم الجامعات تتبنى سياسات توعوية من أجل مساعدة الباحثين على التمييز بين النزاهة األكاديمية واالنتحال على شبكة‬
‫االنترنت‪.2‬‬
‫وتستخدم أغلب الجامعات في اململكة املتحدة برنامج )‪ (Turnitin‬الذي يشرف عليه مجلس القوانين الخاصة باملعلومات املشتركة‬
‫)‪ ،(JISC‬ويتم تفعيله من طرف الجهة املصنعة)‪3. (iParadigms Europe Ltd‬‬

‫ويبحث برنامج "تورتين اململكة املتحدة" عن املصادر في صفحات الويب‪ ،‬بما في ذلك األرشيف املحذوف‪ ،‬والصفحات التي تم‬
‫تغييرها‪ ،‬واملواد التي سقطت في امللك العام‪.4‬‬
‫ب‪.‬تجارب بعض الجامعات العربية‪:‬‬
‫شهدت السنوات العشر األخيرة قفزة نوعية في مجال البحث العلمي على املستوى العربي‪ ،‬وهذا ما تجسد من خالل العديد من‬
‫املبادرات التي قادتها بعض املؤسسات الجامعية ومراكز البحث عبر تبنيها مجموعة من التدابير التي تهدف للحد من السرقة‬
‫العلمية‪.‬‬
‫جامعة امللك سعود‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫طرحت جامعة امللك سعود في إطار استعدادها الستقبال فريق االعتماد األكاديمي املؤسس ي عام ‪ 2010‬ما أطلق عليه اسم‬
‫"ميثاق العمل الجامعي"‪ ،‬حيث ورد في املحور الثالث من هذا امليثاق ثالثة مواد تؤكد على الحرية الفكرية واحترام حق امللكية‬
‫الفكرية للطلبة واألساتذة‪ ،‬إضافة إلى تشجيع وتقدير اإلسهامات الداعمة للقيم واملبادئ واملمارسات األخالقية النزيهة التي تدعم‬
‫البحث العلمي‪.‬‬
‫وفي قراءة نقدية لهذا امليثاق يرى الباحث عبد الرحمان الطريدي‪ ،‬أنه بالرغم مما جاء به هذا امليثاق من إيجابيات‪ ،‬إال أنه يبقى‬
‫ً‬
‫قاصرا عن التصدي لهذه الظاهرة كونه ال يعكس واقع الجامعات السعودية‪ ،‬وبين الباحث في أكثر من مادة وبالدليل القاطع أن‬
‫هذا امليثاق منقول عن الجامعات األمريكية‪ ،‬في حين أنه كان من املفترض أن تكون مواده نابعة من ثقافة وقيم املجتمع‪.5‬‬
‫‪ ‬جامعة امللك عبد العزيزللعلوم والتقنية‪:‬‬
‫أصدرت جامعة امللك عبد العزيز للعلوم والتقنية عام ‪ 2012‬في إطار الخطة الوطنية للعلوم والتقنية واالبتكار دليل متكامل‬
‫بعنوان "ضوابط األمانة العلمية"؛ حيث ورد في بند املمارسات املخالفة لألمانة العلمية عدة مواد تحذر من اإلنتحال وتحث على‬

‫‪1‬‬
‫‪Ibid, 23.‬‬
‫‪ 2‬ملعلومات أكثر حول آلية تفعيل راجع ملوقع‪betes suban se utistatic jise local_index.html :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪University of Cambridge Policy on the use of Turnitin UK text-matching software at the University of Cambridge,‬‬
‫‪Available at‬‬
‫‪4‬‬
‫)‪https://www.plagiarism.admin.cam.ac.uk/files/tumitin policy 16-17.pdf (last access Septembre 22, 2017‬‬
‫‪ 5‬عبد الرحمن الطريري‪ ،‬قراءة في ميثاق عمل جامعة امللك سعود املوقع‪.batp://www.aleqt.com/2010/05/25 article_397550 heal :‬‬

‫‪-7-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‪---------------------------------------------------------------------------------‬األستاذة‪ :‬مالك نسيمة‬

‫احترام األمانة العلمية وتكريس النزاهة األكاديمية‪ ،‬من ذلك نص املادة ‪ 12‬التي نصت على ذلك صراحة يقولها ‪" :‬يحظر على‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫الباحث أن ينسب إلى نفسه جزءا أو كال من عمل غيره‪ ،‬أو إهمال االشارة إلى مصدر أي فكرة مهما كانت‪". 1‬‬
‫أما عن االجراءات املتحدة في حالة اكتشاف وجود عملية سرقة فقد ذكر هذا الدليل في املواد ‪ 16‬و ‪ 17‬أنه وفي حالة حدوث أي‬
‫اشتباه بوجود سرقة علمية يقوم رئيس اللجنة التحضيرية للخطة الوطنية للعلوم والتقنية واالبتكار بتشكيل لجنة من ثالثة‬
‫مختصين توكل لها مهمة فحص البحث والتأكد من مطابقته للضوابط العلمية‪ ،‬وفي حالة تأكيد الواقعة تقوم أمانة اللجنة‬
‫بتوقيف الباحث عن العمل في املشروع البحثي ملدة تتراوح من ‪ 5-2‬سنة‪ ،‬كما يتم إشعار الجهة التي ينتسب إليها الباحث التخاذ‬
‫االجراءات التأديبية ضده‪.2‬‬
‫وهذه االجراءات تشبه إلى حد كبير تلك املعتمدة في جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية حيث أصدرت عمادة التقويم‬
‫والجودة دليل إرشادي لفائدة الطلبة لتجنيبهم الوقوع في السرقة العلمية وتعريفهم باملمارسات األكاديمية الصحيحة‪ ،‬ويذكر‬
‫ً‬
‫هذا الدليل أنه إضافة إلى استخدام املدققات العلمية كبرمجيات الكشف عن االنتحال البد أيضا من تعريفهم تقنيات البحث‬
‫العلمي الجيد‪ ،‬كالتهميش والتوثيق والتلخيص واالستشهاد واالقتباس واإليجاز‪.3‬‬
‫وبشكل عام يمكن القول أن جهود الجامعات العربية تبقى مجرد محاوالت خجولة ال ترقى إلى مستوى الجامعات الغربية خاصة‬
‫ً‬
‫في مجال التقنية‪ ،‬ويرجع ذلك أساسا إلى عدم القدرة على التحكم بشكل جيد في التقنيات الرقمية‪ ،‬فال تكاد تجد أي استخدام‬
‫لبرمجيات كشف االنتحال‪ ،‬كما أن القوانين املعتمدة في أغلب الجامعات ال تتالئم مع التقنيات املستحدثة في مجال البحث‬
‫العلمي‪.‬‬
‫‪.4‬التجربة الجزائرية في مكافحة السرقة العلمية‪:‬‬
‫إن املتتبع للتجربة الجزائرية في هذا املجال يجد أنه بالرغم من التأثيرات الكبيرة لهذه الظاهرة واستفحالها في األوساط الجامعية‪،‬‬
‫إال أن الجامعات الجزائرية الزالت تعتبرها ال حدث !!! فالواقع في جامعاتنا بعيد كل البعد عن الواقعين العربي والعاملي‪.‬‬
‫وكنظرة عامة عن التدابير القانونية التي أقرها املشرع الجزائري ملواجهة هذه الظاهرة‪ ،‬فإن املشرع الجزائري قبل سنة ‪2016‬‬
‫لألسف لم يصدر أي قانون خاص يتطرق للسرقة العلمية بشكل مباشر‪ ،‬حتى قوانين امللكية الفكرية التي تعتبر أقرب فروع‬
‫ً‬
‫القانون تخصصا بهذا النوع من الجرائم لم تتناول صراحة جريمة السرقة العلمية بالرغم من تحريمها لكل أشكال االعتداء على‬
‫ً‬
‫املصنفات التقليدية واإللكترونية‪ . 4‬إال أنه واعتبارا من تاريخ ‪ 28‬جويلية ‪ 2016‬تغير الوضع‪ ،‬حيث قامت الوزارة الوصية بإصدار‬
‫القرار رقم ‪ 933‬الذي يحدد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها ‪ ،5‬وبذلك أصبح هذا القرار أول نص قانوني‬
‫يتطرق بشكل مباشر لظاهرة السرقة العلمية‪.‬‬

‫‪ 1‬الخطة الوطنية للعلوم والتقنية واالبتكار‪ ،‬ضوابط األمانة العلمية مدينة امللك عبد العزيز للعلوم والتقنية‪ ،2012 ،‬ص ‪ ،13‬املوقع‪http://gdrg kacst.edu.sa/Site :‬‬
‫‪.Templates Integrity a pdf‬‬
‫‪ 2‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 3‬عمادة التقويم والجودة‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية سلسلة دعم التعلم والتعليم في الجامعة‪ ،‬السرقة العلمية‪ :‬ماهي؟ وكيف اجنبها؟‪ ،‬السعودية‪ ،2013 ،‬ص ‪-15‬‬
‫‪ 17‬املوقع‪.https:/units imamu.edu sa colleges/science/Fileslibrary/Documents/08.pdf 21/09/2017 :‬‬
‫‪ 4‬نصت املواد من ‪ 42‬إلى ‪ 53‬على األفعال التي تعتبر من قبل األعمال املشروعة في إطار استقالل املصنفات من ذلك االستنساخ والترجمة واالقتباس والتحوير‪ ،‬واعتبرت أن أي‬
‫ً‬
‫امتناع أو استغالل املصنف خارج هذه الحاالت يشكل تقليد‪ ،‬ويعاقب على صاحبة بالحبس والغرامة املالية طبقا ملا حددته املواد من ‪ 151‬إلى ‪.153‬‬
‫راجع‪ :‬املواد لألمر ‪ 05-03‬املؤرخ في ‪ 23/07/2003‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬ج ر ‪.44‬‬
‫ً‬
‫‪ 5‬حددت املادة ‪ 03‬من هذا القرار ‪ 12‬صنفا من السرقات العلمية‪ ،‬وعرفتها بأنها‪" :‬كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث‬
‫الدائم أو كل من يشارك في عمل ثابت لإلنتحال أو تزوير النتائج أو غش في األعمال العلمية للطالب أو في أي منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى‪"...‬‬
‫انظر‪ :‬املادة ‪ 03‬من القرار ‪ 933‬املؤرخ في‪ 28 :‬جويلية ‪ ،2016‬الصادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬الذي بحدد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحته‪.‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‪---------------------------------------------------------------------------------‬األستاذة‪ :‬مالك نسيمة‬

‫ً‬
‫وكتقييم عام للتجربة الجزائرية في هذا املجال ُيمكن القول صراحة أنه بالرغم من كل الجهود التي قامت بها الجهات الوصية‬
‫سيما بعد إصدار القرار ‪ ،933‬إال أن الجامعات الجزائرية الزالت قاصرة عن مواجهة هذه الظاهرة بجميع أشكالها‪ ،‬ألن هذه‬
‫الظاهرة لم تأخذ حقها من التنظيم والتأطير الكافي في املنظومة القانونية‪ ،‬فال قوانين حق املؤلف وال أحكام هذا القرار مطبقة‬
‫ً‬
‫فعليا على أرض الواقع؛ وعلى سبيل املثال فإنه بالرغم من مرور أكثر من سنة على صدور هذا القرار إال أن أغلب املؤسسات‬
‫الجامعية ال تتوفر على الهياكل املنصوص عليها في هذا القرار سيما مجلس أخالقيات املهنة الجامعية‪ ،‬حتى وإن وجد في بعض‬
‫املؤسسات فإنه يبقى هيكل دون روح طاملا أنه ال يقوم بمتابعات فعلية ملرتكبي السرقات العلمية‪ ،‬بالرغم من الفضائح الكثيرة‬
‫التي تهز الجامعة الجزائرية من حين آلخر‪ ،‬كما أن هناك إغفال تام لدور التطبيقات والبرمجيات اإللكترونية املتخصصة‪.‬‬
‫كل هذا يقتض ي من الجهات املعنية أن تكون على قدر الرهانات املعقودة عليها في مكافحة السرقة العلمية واستئصالها من‬
‫الجامعات‪ ،‬وهذا ال يتأتى إال من خالل تبني إستراتيجية وطنية تجمع بين التدابير املختلفة (القانونية‪ ،‬األخالقية‪ ،‬التقنية)‪ .‬ولعل‬
‫أولى خطوات هذه االستراتيجية تبدأ بالتطبيق الفعلي لكل ما جاء به القرار ‪ 933‬من أحكام وتدابير‪ ،‬وبشكل خاص البدء بإنشاء‬
‫ً‬
‫برنامج إلكتروني جزائري لكشف السرقة العلمية‪ .‬فاإلشكالية في الجزائر غالبا ليست إشكالية قوانين بقدر ما هي إشكالية تطبيق‬
‫هذه القوانين وإسقاطها على أرض الواقع‪.‬‬
‫خاتم ــة‪:‬‬
‫إن أخطر ش يء يتهدد مستقبل الجامعة والبحث العلمي اليوم هو انتشار ظاهرة السرقة العلمية؛ إذ تعتبر من بين أكثر‬
‫الظواهر السلبية والجرائم األكاديمية واملشكالت األخالقية املخالفة لكل األعراف املجتمعية واملواثيق األكاديمية‪.‬‬
‫وبينما تواصل الجامعات في الدول املتقدمة‪ ،‬وحتى في بعض الدول العربية تفوقها في شتى مجاالت البحث العلمي بفضل‬
‫توظيفها للتكنولوجيات الرقمية في مجال البحث العلمي بفضل إعتمادها الكبير على البرمجيات االلكترونية في مواجهة السرقة‬
‫ً‬
‫العلمية‪ .‬الزالت العديد من الجامعات ومن بينها الجامعة الجزائرية تسجل أرقاما متصاعدة في عدد السرقات العلمية‪ ،‬والشك أن‬
‫هذا الوضع لن يتغير طاملا أن هذه الجامعات الزالت تعتمد في مواجهتها لهذه الظاهرة على التدابير القانونية وجانب يسير من‬
‫النوعية األخالقية دون أي توظيف يذكر للتدابير التقنية وفي مقدمتها البرمجيات اإللكترونية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وتماشيا مع االتجاهات الحديثة في مجال البحث العلمي‪ ،‬أصبح لزاما اليوم على الجامعة الجزائرية أن تسترشد بالتجارب‬
‫الناجحة التي تبنتها بعض الجامعات الرائدة على الصعيدين العاملي والعربي في مكافحة السرقة العلمية‪ ،‬واإلطالع على اإلجراءات‬
‫والتدابير التي اعتمدتها هذه الجامعات في مواجهة التنامي السريع لهذه الظاهرة في األوساط األكاديمية‪ ،‬ومن ثم تبني أنجع‬
‫التدابير القانونية والتوعوية‪ ،‬وبصفة أكثر التدابير التقنية التي سيؤدي اعتمادها دون شك إلى التقليل من حدة هذه الظاهرة‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شيئا فشيئا إلى غاية القضاء عليها بشكل نهائي‪ .‬وهذا ما يمكن التفاؤل بتحققه مع صدور القرار ‪ ،933‬والذي يمثل بالفعل رؤية‬
‫ايجابية واضحة املعالم ملستقبل البحث العلمي في الجزائر‪.‬‬
‫ومن بين أهم النتائج التي تم التوصل إليها في هذا البحث‪:‬‬
‫‪ -‬إن تلقين أسس املنهجية السليمة للطلبة واألساتذة يعتبر أول سبيل للوقاية من السرقة العلمية‪ ،‬وذلك من خالل التزام‬
‫الباحث بذكر مصادر املعلومات املستخدمة ونسبتها إلى صاحبها وتوثيق ذلك في التهميش وفي قائمة املراجع ‪.‬‬
‫‪ -‬أثبتت الدراسات أن التدابير القانونية والتوعية األخالقية ال يمكن أن تفلح لوحدها في القضاء على هذه الظاهرة‬
‫املتشعبة األبعاد‪ ،‬لذا البد من إشراك البرمجيات اإللكترونية‪ ،‬خاصة وأن أغلب الطلبة واألساتذة يعتمدون بنسبة كبيرة على‬
‫شبكة األنترنت في نشر أو عرض أبحاثهم األكاديمية ‪.‬‬

‫‪-9-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‪---------------------------------------------------------------------------------‬األستاذة‪ :‬مالك نسيمة‬

‫ً ً‬
‫‪ -‬صحيح أن البرمجيات اإللكترونية ال تعتبر بديال كليا عن التدابير القانونية والنوعية األخالقية‪ ،‬خاصة إذا كانت هذه‬
‫املصنفات غير موثقة على شبكة االنترنت‪ ،‬لكن من شأن اعتمادها أن ُيسهم إلى حد كبير في القضاء على هذه الظاهرة ‪.‬‬
‫‪ -‬تعتبر البرمجيات االلكترونية أكثر نجاعة من األساليب التقليدية ألنها تعمل على الحد من السرقة العلمية بأقل وقت‬
‫وجهد‪ ،‬خاصة في ظل التوجه العاملي نحو االعتماد على الرقمنة في مجال البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -‬تبقى جهود الجزائر في هذا املجال غير كافية سواء بالنسبة لقوانين امللكية الفكرية أو في القوانين املرتبطة بالبحث‬
‫العلمي‪ .‬كما أن التدابير التي جاء بها القرار ‪ 933‬غير مفعلة على أرض الواقع إما بسبب قصورها أو عدم مالئمتها‪.‬‬
‫ً‬
‫وإنطالقا من هذه النتائج يمكن تقديم جملة من اإلقترحات ‪:‬‬
‫‪ -‬تشجيع التعاون الفعال بين مختلف املؤسسات الجامعية من خالل رقمنة إنتاجها العلمي (املكتوب‪ ،‬السمعي‪ ،‬البصري)‬
‫وجمعه في قاعدة بيانات‪ ،‬وربط جميع الجامعات ببعضها البعض من خالل شبكة االنترنت لتسهيل عمل البرمجيات االلكترونية‬
‫في كشف السرقات العلمية ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬تشجيع املؤسسات الجامعية على تبني تدابير الحماية التقنية‪ ،‬بدءا باقتناء برمجيات كشف االنتحال‪ ،‬واالخراط في‬
‫املواقع واملنتديات املتخصصة ‪.‬‬
‫‪ -‬تبني خطة وطنية شاملة ملكافحة السرقة العلمية في شكل (ميثاق أو دليل) يوزع على جميع املؤسسات الجامعية‪،‬‬
‫يتطرق املختلف التدابير القانونية والتقنية واألخالقية ملواجهة السرقة العلمية ‪.‬‬
‫‪ -‬وضع قائمة سوداء على مستوى الوزارة الوصية تضم أسماء كل الذين يثبت تورطهم في السرقات العلمية والعمل على‬
‫نشرها ووضعها تحت تصرف جميع املؤسسات الجامعية ‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص مكافأة أو جائزة لألشخاص الذين يقومون بالكشف أو التبليغ عن السرقات العلمية‪ ،‬وضمان حمايتهم من‬
‫أي ابتزاز أو تمديد قد يطالهم‪ ،‬إضافة إلى التشهير بمرتكبي السرقات العلمية في الجامعات ووسائل اإلعالم ومواقع التواصل‬
‫االجتماعي لردع كل من تسول له نفسه القيام بهذا الفعل ‪.‬‬
‫‪ -‬توحيد املقاييس العلمية التي تحدد بدقة السرقة العلمية‪ ،‬للتقليل قدر االمكان من حاالت السرقة العلمية املرتكبة‬
‫تحت دواعي عدم التميز بين السرقة العلمية واألفعال املشابهة ها (االقتباس‪ ،‬التلخيص‪ ،‬االستشهاد ‪ ،)...‬أو عدم العلم الكافي‬
‫منهجية البحث العلمي ‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على نشر الوعي لدى الطلبة والباحثين وتحسيسهم بخطورة السرقة العلمية من خالل تنظيم الندوات‬
‫واملؤتمرات وورشات العمل واأليام الدراسية التي تتطرق ملواضيع األمانة العلمية‪ ،‬ولفت إنتباههم في بداية كل موسم دراس ي إلى‬
‫خطورة السرقة العلمية ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬لفت عناية الجهات املعنية لتعديل األمر ‪ 05-03‬املتعلق بحقوق املؤلف وتكييفه مع ما هو معمول به دوليا ليستوعب‬
‫جريمة السرقة العلمية وخاصة تلك التي تتم عبر شبكة االنترنت أو استصدار قانون خاص يحتوي هذه الجريمة ‪.‬‬
‫‪ -‬وفيما يتعلق بالقرار الوزاري ‪ 933‬فيجب التأكيد على التطبيق الفعلي لإلجراءات والتدابير التي جاء بها هذا القرار على‬
‫أرض الواقع وبشكل خاص‪:‬‬
‫‪ o‬تفعيل دور مجلس أخالقيات املهنة الجامعية‪ ،‬وحث مسؤولي وحدات التعليم والبحث بمباشرة إجراءات متابعة مرتكبي‬
‫السرقات العلمية‪ ،‬وتطبيق العقوبات القانونية في حقهم دون هوادة ‪.‬‬

‫‪10 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‪---------------------------------------------------------------------------------‬األستاذة‪ :‬مالك نسيمة‬

‫‪ o‬تشديد العقوبات االدارية ضد املتورطين؛ كسحب الشهادات والدرجات العلمية‪ ،‬والحرمان من الترقيات العلمية واملنع‬
‫ً‬
‫من املشاركة في التظاهرات العلمية‪ ،‬متابعتهم قضائيا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪ o‬التوجه نحو متابعة املتورطين في السرقات العلمية قضائيا بموجب قوانين امللكية الفكرية طبقا للمادة ‪ ،38‬ألن التدابير‬
‫التي جاء بها هذا القرار يغلب عليها الطابع اإلداري وتفتقر للردع‪.‬‬
‫‪ o‬إلزام املؤسسات الجامعية باقتناء البرمجيات املعلوماتية الكاشفة للسرقات العلمية طبقا للمادة ‪ ،06‬والعمل قدر‬
‫االمكان على إنشاء برنامج معلوماتي جزائري كاشف للسرقات العلمية‪.‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫الكتب‬
‫‪-‬فرحة زواري صالح _ الكامل في القانون التجاري الجزائري _ الحقوق الفكرية‪ ،‬دار ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬وهران‪،2001 ،‬‬
‫‪-‬فاروق على الحفناوي‪ ،‬قانون البرمجيات‪ ،‬الكتاب األول‪ ،‬موسوعة قانون الكمبيوتر ونظم املعلومات‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬القاهرة‪،2009 ،‬‬

‫املقاالت‬
‫‪-‬فؤاد علي العاجر‪ ،‬معايير السلوك األخالقي لنشر البحوث العلمية لدى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة اإلسالمية بغزة‪ ،‬مجلة الجامعة اإلسالمية _ سلسلة‬
‫الدراسات اإلنسانية‪ ،‬املجلد ‪ ،19‬العدد األول‪ ،‬جانفي ‪ ،2011‬ص‪ ،3‬متاح على املوقع‪dp://journals inga ada paindex.php LUGHB ome view 99 :‬‬
‫‪2017/09/10‬‬

‫القوانين‬
‫‪-‬األمر ‪ 05-03‬املؤرخ في‪ 2003/07/23 :‬املتعلق بحقوق املؤلف والحقوق املجاورة‪ ،‬ج ر ‪-( .44‬املادة ‪)25‬‬
‫‪-‬القرار ‪ 933‬املؤرخ في‪ 28 :‬جويلية ‪ ،2016‬الصادر عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬الذي بحدد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحته‪.‬‬

‫املداخالت‬
‫‪-‬سالم بن محمد السالم‪ ،‬السرقات العلمية في البيئة االلكترونية‪ ،‬دراسة للتحديات والتشريعات املعنية بحقوق التأليف‪ ،‬دراسة مقدمة للمؤتمر السادس لجمعية املكتبات‬
‫واملعلومات السعودية تحت عنوان‪ :‬البيئة املعلومات اآلمنية التشريعات والتطبيقات‪ ،‬املنعقد بالرياض في ‪ 6/7‬أفريل ‪ ،2010‬ص ‪.5‬‬
‫املو اقع الكترونية‬

‫‪-‬دالل بنت عبد العزيز بن محمد العواد‪ ،‬الدور التربوي ألعضاء هيئة التدريس في تعزيز األمانة العلمية في البحث العلمي لدى طالبات املدارس العليا‪ ،‬دراسة ميدانية بجامعة االمام‪.‬‬
‫‪-‬عبد الرحيم محمد خبير‪ ،‬جامعة أكسفورد‪ ،‬منشور على الرابط‪herpa dae.net :‬‬
‫‪-‬عبد الرحمن الطريري‪ ،‬قراءة في ميثاق عمل جامعة امللك سعود املوقع‪.batp://www.aleqt.com/2010/05/25 article_397550 heal :‬‬
‫‪-‬الخطة الوطنية للعلوم والتقنية واالبتكار‪ ،‬ضوابط األمانة العلمية مدينة امللك عبد العزيز للعلوم والتقنية‪ ،2012 ،‬ص ‪ ،13‬املوقع‪http://gdrg kacst.edu.sa/Site :‬‬
‫‪.Templates Integrity a pdf‬‬
‫‪-‬محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ 2012/2013 ،‬الموقع ‪.http ://libback uqu.edu.sa/hipres/a/usd15846 pdf :‬‬
‫‪-‬محمد الجوادي‪ ،‬السرقات األدبية انحطاط ثقافي وبلطجة فكرية‪ ،‬منشور على موقع مؤسسة عرار العربية لإلعالم‪:‬‬
‫‪-http://www.beautifulpakistanigil.com‬‬
‫‪www.sha3erjordan.net/news.php?action=view&id=831‬‬
‫‪ -‬عمادة التقويم والجودة‪ ،‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية سلسلة دعم التعلم والتعليم في الجامعة‪ ،‬السرقة العلمية‪ :‬ماهي؟ وكيف اجنبها؟‪ ،‬السعودية‪ ،2013 ،‬ص ‪17-15‬‬
‫املوقع‪https:/units imamu.edu sa colleges/science/Fileslibrary/Documents/08.pdf 1 21/09/2017 :‬‬
‫‪-‬عبد الرحمن الطريري‪ ،‬قراءة في ميثاق عمل جامعة امللك سعود املوقع‪.batp://www.aleqt.com/2010/05/25 article_397550 heal :‬‬
‫‪-‬الخطة الوطنية للعلوم والتقنية واالبتكار‪ ،‬ضوابط األمانة العلمية مدينة امللك عبد العزيز للعلوم والتقنية‪ ،2012 ،‬ص ‪ ،13‬املوقع‪http://gdrg kacst.edu.sa/Site :‬‬
‫‪.Templates Integrity a pdf‬‬

‫‪Ouvrages en langues étrangères‬‬

‫‪11 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫ مالك نسيمة‬:‫األستاذة‬---------------------------------------------------------------------------------‫البرمجيات االلكترونية ألية ملكافحة السرقة العلمية‬

Hermann Maurer, Frank Kappe, Bilal Zaka, Plagiarism - A Survey, Institute for Infirmation Systems and Computer
Media Graz University of Technology, Austria Available at
http://www.jues.org/jacs_12_8/plagiarism_a_survey/jacs_12_08_1050_1084_maurer pdf. (last access Septembre 16,
2017).

12 - ‫ تحد جديد‬:‫ منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‬:‫امللتقى الوطني حول‬
- 2023 ‫ أفريل‬30
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫ تحد جديد‬:‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‬

‫الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬


Digitization as a mechanism to prevent scientific plagiarism

‫شلغوم سمير‬
‫كلية الحقوق جامعة يحي فارس بالمدية‬
chelghoum.samir79@gmail.com

:‫ملخص‬
‫إن الهدف من هذه الورقية البحثية هو إبراز أهمية الرقمنة ودورها في الوقاية من السرقة العلمية السيما بعد‬
‫ ومدى‬،‫المنحنى التصاعد الذي عرفته هذه الظاهرة في ظل االنتشار الواسع لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫ لذا كان لزاماً على و ازرة التعليم‬،‫تداعياتها على تدهور المستوى العليمي للجامعة الجزائرية ومراكز البحث العلمي‬
‫ا لعالي والبحث العلمي التوجه نحو الرقمنة والعمل على تعميمها على كل مؤسساتها التعليمية كإجراء وقائي‬
‫ والرقي بالجامعة الجزائرية إلى مصف الجامعات‬،‫لمجابهة هذه الظاهرة الالأخالقية وتكريس األمانة العلمية‬
.‫الدولية من حيث المستوى التعليمي‬
SNDL ‫ نظام‬،‫ البرمجيات اإللكترونية‬،‫ الرقمنة‬،‫ السرقة العلمية‬:‫الكلمات المفتاحية‬
Abstract:
The aim of this research paper is to highlight the importance of digitization and its role in
preventing scientific plagiarism, especially after the upward curve that this phenomenon has known
in light of the widespread spread of information and communication technology, and the extent of
its repercussions on the deterioration of the scientific level of the Algerian university and scientific
research centers, so it was necessary for the Ministry of Higher Education and Scientific Research is
heading towards digitization and working to generalize it in all its educational institutions as a
preventive measure to confront this immoral phenomenon and to devote scientific integrity, and to
advance the Algerian university to the rank of international universities in terms of the educational
level.
Keywords: Plagiarism, Digitization, Software, SNDL System

-1- ‫ تحد جديد‬:‫ منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‬:‫امللتقى الوطني حول‬
0300 ‫ أفريل‬03
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫في ظل التطور التكنولوجي لوسائل االتصال الحديثة عرفت ظاهرة السرقة العلمية انتشا اًر واسعاً في أوساط‬
‫الجامعة الجزائرية وعلى كل المستويات وباختالف التخصصات‪ ،‬فهي ممارسات منافية ألخالقيات البحث العلمي‬
‫ومبدأ األمانة العلمية التي يعتبر من الضوابط األساسية التي نص عليها ميثاق األخالقيات واآلداب الجامعية‪،‬‬
‫والذي بموجبه يستوجب على كل باحث جامعي م ارعاة أسس وقواعد االقتباس والتوثيق عند توظيف المعلومات‬
‫في إطار إعداد بحثه‪.‬‬

‫ولطالما أثبت الواقع العملي عدم احترام الكثير من الباحثين لهذا المبدأ مما أوقعهم تحت طائلة ارتكاب‬
‫"السرقة العلمية"‪ ،‬والتي تعد عمال غير مبرر من الناحيتين القانونية واألخالقية‪ ،‬نظ ار لما تنطوي عليه من إخالل‬
‫بمبادئ النزاهة العلمية والمساس بحقوق المؤلف في آن واحد‪ ،‬ومع تفاقم هذه الظاهرة الالأخالقية وتفاديا‬
‫لتداعياتها السلبية على نوعية البحث العلمي ومن ثم على جودة التعليم العالي ككل‪ ،‬عملت و ازرة التعليم العالي‬
‫والبحث العلمي على التصدي ومواجهة هذه الظاهرة من خالل إصدار مجموعة من الق اررات التي تحمل في‬
‫طياتها التحسيس بخطورتها وتقديم أحكام صارمة للتوعية والردع في نفس الوقت‪ ،‬فكان إصدار القرار الوزاري‬
‫رقم ‪ 399‬المؤرخ في ‪ ،8702/70/82‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪ ،‬والذي‬
‫تم إلغاء أحكامه بموجب القرار الوزاري رقم ‪ 0728‬المؤرخ في ‪ 80‬ديسمبر ‪ ،8787‬والذي تضمن أحكام تحدد‬
‫مظاهر السرقة العلمية وكيفيات تجنبها واآلليات التي يستوجب تفعيلها في حال ثبوت ارتكاب السرقة العلمية من‬
‫طرف أي باحث كان‪ ،‬دون المساس بأحكام األمر رقم ‪ 70/70‬المؤرخ في ‪ 8770/70/01‬المتعلق بحقوق‬
‫المؤلف والحقوق المجاورة‪.‬‬

‫وبالرغم من ذلك تبقى من بين أهم التحديات التي تواجه الجامعة الجزائرية هو كيفية االستفادة من التكنولوجيا‬
‫الحديثة للحد من السرقات العلمية‪ ،‬فهي سالح ذو حدين‪ ،‬تعد من بين أهم األسباب التي ساعدت في انتشار هذه‬
‫الظاهرة‪ ،‬وفي نفس الوقت تساهم في كشف مرتكبي هذه الجريمة الالأخالقية‪ ،‬من خالل ما توفره من تقنيات‬
‫وبرمجيات متطورة ومتخصصة في فحص المحتوى المعلوماتي وكشف كل أشكال االنتحال‪ ،‬حيث أصبحت‬
‫الرقمنة ضرورة ال غنى عنها بعدما أثبتت اآلليات التقليدية (التدابير القانونية‪ ،‬التوعية األخالقية) قصورها في‬
‫مواجهة ظاهرة السرقة العلمية‪ ،‬والتالي البد من التوجه نحو اعتماد الرقمنة لتحقيق مبدأ تكافؤ آليات المواجهة‪،‬‬
‫بحيث تكون آليات مواجهة السرقة العلمية متكافئة مع التقنيات الحديثة المستعملة في ارتكابه‪ ،‬وهو التوجه الذي‬
‫تسعى إلى تكريسه و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي من خالل مشروع رقمنة الجامعة الجزائرية‪ ،‬وكمثال عن‬
‫ذلك التوجه نحو نشر كل أطروحات الدكتوراه عبر تكنولوجيا الرقمنة تحت شعار "صفر ورقة"‪.‬‬

‫‪-2-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫وقد أكد هذا التوجه محمد الجوادي بقوله" إن السرقة الفكرية ستختفي في المستقبل مع ظهور البرمجيات‬
‫المتخصصة‪...‬ال مستقبل للسرقات الفكرية ألن الكمبيوتر أنتج برامج تكتشف السرقات وهي قيد التطبيق اآلن في‬
‫مجال البحث العلمي‪.1"...‬‬

‫لذا فالهدف من هذه الورقة البحثية هو تحديد مفهوم السرقة العلمية في منظور التشريع الجزائري وتحديد‬
‫تداعياتها على نوعية البحث العلمي وجودة التعليمي العالي وتصنيف الجامعة الجزائرية‪.‬‬

‫كما تهدف أيضا إلى تبيين أهمية الرقمنة كآلية حديثة في الوقاية من هذه الظاهرة والقضاء عليها‪ ،‬وهذا ما‬
‫يدفعنا إلى صياغة اإلشكالية على النحو التالية ‪ :‬ما هو مفهوم السرقة العلمية وكيف تساهم الرقمنة في‬
‫الوقاية منها؟‬

‫ولإلجابة على هذه اإلشكالية واثراء هذه الورقة البحثية‪ ،‬ارتأينا االعتماد على المنهج الوصفي والتحليلي‪،‬‬
‫للوقوف على مفهوم السرقة العلمية وأثارها على المنتوج العلمي وتصنيف الجامعة الجزائرية بصفة عامة‪،‬‬
‫والوقوف أيضا على أهم ية الرقمنة والتقنيات الحديثة في الوقاية من هذه الظاهرة‪ ،‬وذلك من خالل تقسيم هذه‬
‫الدراسة إلى مبحثين أساسيين‪ ،‬حيث نتطرق في المبحث األول إلى مفهوم السرقة العلمية وأثرها على البحث‬
‫العلمي‪ ،‬ثم سنتطرق في المبحث الثاني إلى الرقمنة كآلية لحماية البحث العلمي‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬السرقة العلمية وأثرها على البحث العلمي‬


‫إن السرقة العلمية ظاهرة عالمية موجودة بكل دول العالم وفي مختلف مجاالت النشر العلمية واألدبية‪ ،‬وفي‬
‫الجامعات ومؤسسات النشر‪ ،‬وهي من اآلفات التي ابتليت بها الجامعات واألوساط العلمية‪ ،‬حيث يرتبط مفهوم‬
‫السرقة العلمية ارتباطا وطيدا بمفهوم آخر هو األمانة العلمية‪ ،‬كون أن احترام قواعد هذه األخيرة يحد من قيام‬
‫السرقة العلمية‪ ،‬و تعرف األمانة العلمية بنسب األفكار واألعمال العلمية ونتائجها ألصحابها وفقا لقواعد البحث‬
‫العلمي ومناهجه العلمية‪ ،‬وسميت أمانة علمية كون أن الباحث يجب أن يكون أميناً في نقل المعلومات والنتائج‬
‫المتوصل إليها وذلك باعتماد طريقة التوثيق العلمي للمصادر المعتمد عليها‪.‬‬

‫ولعل السبب الحقيقي والجوهري النتشار ظاهرة السرقة العلمية هو سقوط قيمة العلم والمعرفة في المجتمع‬
‫بشكل عام‪ ،‬وهي تزداد انتشا اًر بازدياد الفساد المالي واإلداري والسياسي أيضا‪ ،‬لذا سنتطرق في المطلب األول‬
‫إلى مفهوم السرقة العلمية ثم في المطلب الثاني إلى تداعياتها واجراءات الوقاية منها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم السرقة العلمية‬

‫سنتطرق أوال إلى التعريف بالسرقة العلمية ثم إلى مظاهرها‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد الجوادي‪ ،‬السرقات األدبية انحطاط ثقافي وبلطجة فكرية‪ ،‬منشور على موقع مؤسسة عرار العربية لإلعالم‪:‬‬
‫‪http://www.beautifulpakistanigril.com_www.sha3erjordan.net/news.php?action=view&id=831‬‬
‫‪-3-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫الفرع األول‪ :‬التعريف بالسرقة العلمي‬

‫تعرف السرقة العلمية بأنها " ادعاء نسبة عمل علم زو اًر لشخص دون صاحبه األصلي وتتضمن السرقة هنا‬
‫عرضاً ألفكار أو أراء أو مخرجات أصلية لمجهود باحث أخر‪ ،‬وهي استعمال أو اعادة نشر مطبوعات محفوظة‬
‫الحقوق أو المواد المسجلة البراءة على نحو غير مصرح به"‪ ،1‬وهي إخالل باألمانة العلمية بنقل المعلومات‬
‫واألفكار العلمية ونتائج البحوث دون ذكر صاحبها األصلي‪ ،‬وتعد كذلك تعدي على حقوق أشخاص آخرين‬
‫بنسب تلك األفكار والمادة العلمية لغير صاحبها‪.2‬‬

‫وهي "انتحال عمل شخص سواء عن طريق القصد أو المصادفة‪ ،‬وسواء كان السلوك شعوريا أو الشعوريا‪،‬‬
‫وهي السطو على اإلنتاج العلمي ونشره دون اإلشارة إلى المصدر األصلي‪ ،‬وهذا حق غير مشروع ويختلف كليا‬
‫عن النقل واالقتباس الذي يعد حقا مشروعا للجميع"‪.3‬‬

‫تعرفها جامعة ‪ Watt-Heriot‬بأنها‪ " :‬تبني شخص ألفكار أو كتابات أو اختراعات شخص آخر والتصرف‬
‫فيها كما لو كانت نتاجه الخاص دون اإلشارة إلى مصدر هذه األفكار أو الكتابات أو االختراعات‪ ،‬سواء كان‬
‫ذلك بقصد أو بغير قصد‪."4‬‬

‫كما تُعرف السرقة العلمية أيضا بأنها" تجريد الشخص من الملكية الفكرية للعمل وتقديم المادة وكأنها ملك‬
‫للكاتب السارق‪ ،‬وتعتبر السرقة الفكرية جريمة أكاديمية خطير"‪.5‬‬

‫ويعرفها الدكتور سامي عبد العزيز على أنها "استخدام الكاتب أو الباحث أو المؤلف كلمات أو أفكار أو رؤى‬
‫أو تعبيرات شخص أخر دون نسبتها إلى هذا الشخص أو االعتراف له بالفضل فيها‪...‬أي أنه ينسب إلى نفسه‬
‫أشياء ال فضل له فيها بغير سند من الواقع‪ ،‬والتعبير عن األفكار بأنها بنات أفكاره وأنها أصيلة"‪.6‬‬

‫‪ - 1‬هدى عباس قنبر‪ ،‬يسرى محمد عبد اهلل‪ ،‬االستالل العلمي في الرسائل و األطاريح الجامعية وطرائق كشفها وطرق تجنبها‪ ،‬مجلة األستاذ‪ ،‬العدد الخاص‬
‫بالمؤتمر العلمي الخامس‪ ،8700 ،‬ص ‪.078‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فاطمة بحري‪ ،‬نسيمة بن طيفور‪ ،‬النظام الوطني للتوثيق على االنترنت ‪ SNDL‬كآلية للحد من السرقات العلمية‪ ،‬مجلة الفقه القانوني والسياسي‪ ،‬المجلد‬
‫‪ ،01‬العدد‪ ،8701 ،70‬ص‪800‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬سالم بن أحمد سالم‪ ،‬السرقة العلمية في البيئة اإللكترونية‪ ،‬دراسة التحديات والتشريعات‪ ،‬المؤتمر السادس حول البيئة المعلوماتية المؤمنة‪ ،‬المفاهيم‬
‫والتشريعات والتطبيقات السعودية‪ ،‬جمعية المكتبة والمعلومات السعودية‪ 70-72 ،‬أفريل ‪ ،8707‬ص ص ‪ ،72-70‬نقال عن بلخضر طيفور‪ ،‬التدابير‬
‫الوقائية والقانونية للحماية من السرقة العلمية‪ ،‬مجلة البحوث في الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،0‬العدد ‪ ،8780 ،8‬ص‪.271‬‬
‫‪4‬‬
‫‪ -‬أشرف منصور البسيوني‪ ،‬السرقات العلمية في المكتبات الجامعية‪ ،‬المجلة المصرية لعلوم المعلومات‪ ،‬المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،8‬أكتوبر ‪ ،8700‬ص ‪.028‬‬
‫‪5‬‬
‫‪ -‬يوسف وجيه‪ ،‬البحث الالهوتي ‪:‬كيف تكتب بحثا أكاديميا‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار منهل الحياة‪ ،8770 ،‬ص ‪.40‬‬
‫‪6‬‬
‫‪ -‬نقال عن منصور لخضاري‪ ،‬تأثير التكنولوجيا الرقمية على جودة البحث العلمي‪ ،‬المؤتمر الدولي‪ ،00‬التعلم في عصر التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬طرابلس‪،‬‬
‫‪ 84-88‬أبريل‪ ،‬لبنان‪ ،8702 ،‬ص ‪000‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫ومن خالل ما سبق يمكن تعريف السرقة العلمية بأنها " نقل األفكار والمعلومات والسطو على النتائج‬
‫العلمية واالختراعات والتصرف فيها كأنها حق مكتسب دون اإلشارة إلى مصدرها األصلي سواء كان ذلك بقصد‬
‫أو دون قصد"‪.‬‬

‫أما المشرع الجزائري فقد عرف لنا السرقة العلمية وحدد مظاهرها بموجب القرار الوزاري رقم ‪ 0728‬المؤرخ‬
‫‪ 80‬ديسمبر ‪ 8787‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪ ،‬في الفصل‬ ‫في‬
‫الثاني تحت عنوان "تعريف السرقة العلمية"‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 70‬على ما يلي‪" :‬تعتبر سرقة علمية بمفهوم‬
‫هذا القرار‪ ،‬كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث‬
‫الدائم أو من يشارك في فعل تزوير ثابت للنتائج أو غش في األعمال العلمية المطالب بها‪ ،‬أو في أي‬
‫منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى‪"...‬‬

‫كما يعد من صميم السرقة العلمية السطو على النتاج الفكري واألدبي وانتهاك حقوق الملكية الفكرية للغير‪،‬‬
‫حيث نصت المادة ‪ 70‬من األمر رقم ‪ 70/70‬المؤرخ في ‪ 8770/70/01‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق‬
‫المجاورة بأنه‪" :‬يمنح كل صاحب إبداع أصلي لمصنف أدبي أو فني الحقوق المنصوص عليها في هذا األمر‪.‬‬

‫تمنح الحماية مهما يكن نوع المصنف ونمط تعبيره ودرجة استحقاقه ووجهته بمجرد إيداع المصنف سواء‬
‫أكان المصنف مثبتا أو ال بأية دعامة تسمح بإبالغه إلى الجمهور"‪.‬‬

‫ونعني بالحقوق المنصوص عليها في هذه المادة هي حقوق المؤلف التي تعطي للمبتكر سلطة مباشرة على‬
‫ما توصل إليه من نتاج فكري وبذلك فهو يخول لشخص ما حق على كل إنتاج ذهني مبتكر سواء أكان ذلك في‬
‫مجال العلوم أو اآلداب أو الفنون‪.1‬‬

‫وهي بذلك كل الحقوق التي ترد على المنجزات العقلية‪ ،‬وتمنح للمستفيد منها حقين‪ ،‬أولهما حق أدبي يتجسد‬
‫في حق الشخص في نسبة إنتاجه الفكري إليه وهو حق لصيق بشخصية المبدع ويترتب على كونه من الحقوق‬
‫الشخصية أنه غير قابل للتقويم بالمال أو التصرف فيه أو الحجز عليه‪ ،‬والحق الثاني هو الحق في االستفادة‬
‫المالية من إنتاجه الذهني"‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مظاهر السرقة العلمية‬

‫بالرجوع إلى القرار الوزاري رقم ‪ 0728‬المؤرخ في ‪ 80‬ديسمبر ‪ 8787‬والمذكور سابقاً نجد أن و ازرة التعليم‬
‫العالي والبحث العلمي وبموجب الفقرة الثانية من المادة الثالثة حددت مظاهر السرقة العلمية على سبيل‬
‫الحصر والتي يمكن تصنيفها على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬فاطمة بحري‪ ،‬نسيمة بن طيفور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.800‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬صالح زراوي‪ ،‬الصالح في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الحقوق الفكرية‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية والتجارية‪ ،‬وحقوق الملكية األدبية والفنية‪ ،‬ابن خلدون‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪ ،8772 ،‬ص‪.70‬‬

‫‪-5-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫أوال‪ :‬سرقة علمية متعلقة بالتوثيق واالقتباس‬

‫حيث يتمثل هذا النوع من السرقة العلمية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬اقتباس كلي أو جزئ ألفكار أو معلومات أو نص أو فقرة أو مقطع من مقال منشور أو من كتب أو من‬
‫مجالت أو دراسات أو تقارير أو من مواقع إلكترونية أو إعادة صياغتها دون ذكر مصدرها األصلي‪.‬‬

‫‪ ‬اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بين شولتين ودون ذكر مصدرها أو أصحابها األصليين‪.‬‬

‫‪ ‬استعمال معطيات خاصة دون تحديد مصدرها‪.‬‬

‫‪ ‬استعمال برهان أو استدالل معين دون ذكر مصدره‬

‫‪ ‬استعمال إنتاج فني معين أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية أو جداول إحصائية أو مخططات‬
‫في نص أو مقال دون اإلشارة إلى مصدرها‪.‬‬

‫‪ ‬الترجمة من إحدى اللغات إلى اللغة التي يستخدمها الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث‬
‫االستشفائي الجامع أو الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكر المترجم والمصدر‪.‬‬

‫ومن األساليب الشائعة الخاصة باالقتباس أيضا ما يلي‪:1‬‬

‫‪ ‬نقل معلومات من اإلنترنت ونشرها أو إعادة استخدامها دون اإلشارة إليها بعالمة االقتباس‪.‬‬

‫‪ ‬إعادة صياغة معلومات من مواد منشورة أو مسموعة دون ذكر مصدرها الحقيقي‪.‬‬

‫‪ ‬تقديم أفكار في نفس الشكل والترتيب كما هي معروضة في مصدر أخر دون اإلشارة إليه‪.‬‬

‫‪ ‬اعتماد أسلوب مشابه ألسلوب مؤلف أخر في متن البحث دون اإلشارة إليه‪.‬‬

‫‪ ‬إسقاط بعض الكلمات عند النقل الحرفي للعبارات سواء تم ذلك بقصد أو من غير قصد‪.‬‬

‫كما تقترن السرقة المتعلقة باالقتباس على العموم بمخالفة القواعد المنهجية في االقتباس والتوثيق عند نسب‬
‫الباحث أبحاث غيره إليه‪ ،‬غير أنه في بعض األحيان تتشابه اآلراء عند اتفاقهم حول ظروف زمنية أو مكانية‬
‫على رأي معين‪ ،‬نظ ار لتجانس بعض مناهج التفكير أو ربط العلة بالمعلول أو الوسيلة بالغاية أو التراكم الكمي‬
‫بالتراكم الكيفي‪ ،‬لذلك فإن األولوية في ابتكار األفكار لمن نشر بحثه أوالً‪ ،‬ويكون رأي الباحث الثاني متشابها"‪.2‬‬

‫ثانيا‪ :‬سرقة علمية متعلقة بالتزوير أو اال نتحال‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬طه عيساني‪ ،‬الممارسات األكاديمية الصحيحة وأساليب تجنب السرقة العلمية ‪ ،‬ملتقى" تمتين أدبيات البحث العلمي" ‪ ،‬مركز جيل البحث العلمي‪،‬‬
‫بالمكتبة الوطنية الجزائرية بتاريخ ‪ 81‬ديسمبر‪ ،8700 ،‬ص ‪ ،047‬نقال عن بلخضر طيفور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.200‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬فتيحة خالدي‪ ،‬مظاهر السرقة العلمية في الوسط األكاديمي والجزاء المترتب عليها‪ ،‬وفقا ألحكام القرار الوزاري رقم ‪ 399‬المؤرخ في ‪،8702/70/82‬‬
‫الذي يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،70‬العدد ‪ ،70‬جانفي ‪ ،8780‬ص‪.800‬‬

‫‪-6-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫حيث حدد القرار الوزاري رقم ‪ 0728‬المؤرخ في ‪ 80‬ديسمبر ‪ 8787‬والمذكور سابقاً في مادة الثالثة منه‬
‫بعض صور التزوير في البحث العلمي على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامع أو الباحث الدائم أو أي شخص أخر‬
‫بإدراج اسمه في بحث أو أي عمل علمي دون المشاركة في إعداده‪.‬‬

‫‪ ‬قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث أخر لم يشار في إنجاز العمل‪ ،‬بإذنه أو بدون إذنه بغرض‬
‫المساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية‪.‬‬

‫‪ ‬قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامع أو الباحث الدائم أو أي شخص أخر‬
‫بإدراج الطلبة أو أي أطراف أخرى إنجاز أعمال علمية من أجل تبنيها في مشروع بحث‪ ،‬أو إنجاز‬
‫كتاب علمي أو مطبوعة بيداغوجية أو تقرير علمي‪.‬‬

‫أما االنتحال فيتخذ عدة صور كاالنتحال الكلي والذي من خالله يقوم الباحث بأخذ النص بكامل مكوناته بما‬
‫في ذلك المراجع‪ ،‬أو في صورة انتحال جزئي والذي يقوم فيه الباحث باستعمال العديد من المصادر ودمجها‬
‫لتكوين النص النهائي‪ ،‬باإلضافة إلى انتحال األفكار وصياغتها بصيغة لغوية مختلفة‪ ،‬وكذا انتحال المراجع‬
‫والتي يتقوم فيها الباحث باستعمال مراجع خاطئة أو ال تتطابق بتاتاً مع النص‪ ،1‬ولقد أشار القرار الوزاري رقم‬
‫‪ 0728‬المؤرخ في ‪ 80‬ديسمبر ‪ 8787‬والمذكور سابقاً في مادة الثالثة منه‪ ،‬إلى بعض صور االنتحال في‬
‫البحث العلمي على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أنجز من طرف هيئة أو مؤسسة واعتباره عمال شخصياً‪.‬‬

‫‪ ‬استعمال األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامع أو الباحث الدائم أو أي شخص‬
‫أخر أعمال الطلبة ومذكراتهم كمداخالت في الملتقيات الوطنية والدولية أو لنشر مقاالت علمية‬
‫بالمجالت والدوريات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تداعيات السرقة العلمية واجراءات الوقاية منها‬

‫سنتطرق في الفرع األول إلى انعكاسات السرقة العلمية على الباحث والجامعة والمجتمع‪ ،‬في حين سنتطرق‬
‫في الفرع الثاني إلى تدابير الوقاية منها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تداعيات السرقة العلمية‬

‫للسرقة العلمية أثار وخيمة تنعكس سلبا على الباحث والجامعة والمجتمع ككل فهي تهدم أسس البحث العلمي‬
‫وتنشر الرداءة في الوسط األكاديمي ولعل من بين هذه األثار نجد‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بلخضر طيفور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.202‬‬

‫‪-7-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫‪ ‬تدني مستوى الباحث وحصوله على درجات علمية ال يستحقها‪ ،‬مما يؤدي إلى ظهور طبقة علمية فارغة‬
‫ومتهرئة فكريا محسوبة على الوسط األكاديمي‪.‬‬

‫‪ ‬القضاء على أهمية البحث العلمي النزيه في التقدم المعرفي وتحقيق النتائج المرجوة منه‪.‬‬

‫‪ ‬تنعكس سلبا على الباحثين الحقيقيين وتصيبهم بالخيبة واليأس واإلحباط‪ ،1‬فوجود مثل هؤالء الدخالء‬
‫يقلص من حظوظهم في الترقية وتبوء مراكز هامة هم أهل لها‪.‬‬

‫‪ ‬تؤدي إلى غياب الضمير المهني وبالتالي تدهور المستوى التعليمي بالجامعة وتخرج طلبة دون مستوى‬
‫وتحصيل علمي رفيع‪.‬‬

‫‪ ‬تساهم في إدخال عناصر فاسدة على المجتمع األكاديمي تُفسد أكثر مما تصلح‪ ،‬وتمنحهم الفرصة في‬
‫اعتالء مناصب إدارية حساسة في الوسط العلمي‪ ،‬فتكون بذلك الجامعة ألعوبة في أيدي مجموعة دخيلة‬
‫وانتهازية ال عالقة لها بحقيقة البحث العلمي‪.‬‬

‫‪ ‬تؤدي إلى ارتفاع معدالت الفساد األخالقي والمالي واإلداري في المجتمع األكاديمي‪.‬‬

‫‪ ‬تنعكس سلبا على مردودية اإلنتاج العلمي وبالتالي تأثر على سمعة الجامعة ومكانتها في المجتمع‬
‫وترتيبها بين الجامعات الدولية‪.‬‬

‫‪ ‬تدهور مراكز البحث العلمي وقلة الباحثين األكفاء القادرين على دفع عجلة التطور والتنمية في مجتمع‪.‬‬

‫‪ ‬تؤدي إلى حصولهم على شهادات عليا تؤهلهم لولوج عالم التدريس بالجامعة أو بمؤسسات تعليمية أخرى‬
‫أو على رأس مهمات إدارية مهمة في الدولة‪.2‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التدابير الوقائية من السرقة العلمية‬

‫بالرجوع إلى القرار الوزاري رقم ‪ 0728‬المؤرخ في ‪ 80‬ديسمبر ‪ 8787‬والمذكور سابقاً نجد أن و ازرة التعليم‬
‫العالي والبحث العلمي وبموجب الفصل الثالث حددت تدابير للوقاية من السرقة العلمية وصنفتها على النحو‬
‫اآلتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تدابير التحسيس والتوعية‬

‫نص القرار الوزاري السالف الذكر بموجب المادة ‪ 74‬منه على ما يلي‪" :‬تلتزم مؤسسات التعليم العالي والبحث‬
‫العلمي باتخاذ تدابير تحسيس وتوعية تخص السيما‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عصام تليمة‪ ،‬السرقة العلمية ظاهرة العصر‪ ،‬مجلة الوعي اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ، 008‬الكويت‪ ،‬و ازرة األوقاف والشؤون اإلسالمية‪ ،8771 ،‬ص‪.88‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬بوطورة أكرم‪ ،‬زارع سعيدة‪ ،‬الضوابط األخالقية والقانونية لتدعيم األمانة العلمية في الجامعة الجزائرية‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات والبحوث اإلنسانية‪ ،‬المجلد‬
‫الثاني‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جانفي ‪ ،8702‬ص ص ‪.807-821‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫‪ ‬تنظم دورات تدريبية لفائدة الطلبة واألساتذة الباحثين واألساتذة الباحثين االستشفائيين الجامعين أو‬
‫الباحثين الدائمين حول قواعد التوثيق العلمي وكيفية تجنب السرقات العلمية‪.‬‬

‫‪ ‬تنظم ندوات وأيام دراسية لفائدة الطلبة واألساتذة الذين يحضرون أطروحة دكتوراه‪.‬‬

‫‪ ‬إدراج مادة أخالقيات البحث العلمي والتوثيق في كل أطوار التعليم العالي‪.‬‬

‫‪ ‬إعداد أدلة إعالمية تدعيمية حول مناهج التوثيق وتجنب السرقة العلمية في البحث العلمي‪.‬‬

‫‪ ‬إدراج عبارة التعهد بااللتزام بالنزاهة العلمية والتذكير باإلجراءات القانونية في حالة ثبوت السرقة‬
‫العلمية في بطاقة الطالب وطيلة مساره الجامعي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تنظيم تأطير التكوين في الدكتوراه ونشاطات البحث العلمي‬

‫نص القرار الوزاري السالف الذكر بموجب المادة ‪ 70‬منه على ما يلي‪ ":‬مع مراعاة األحكام التنظيمية المتعلقة‬
‫بالتكوين في الدكتوراه وتنظيم نشاطات البحث‪ ،‬تتولى الهيئات العلمية في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬احترام تخصص كل أستاذ باحث أو باحث دائم عند تكليفهم باإلشراف على نشاطات وأعمال البحث‪.‬‬

‫‪ ‬تشكيل لجان المناقشة والخبرة العلمية من بين الكفاءات المختصة في ميدانها العلمي‪ ،‬السيما بالنسبة‬
‫لألطروحات‪ ،‬المذكرات‪ ،‬مشاريع البحث‪ ،‬المقاالت والمطبوعات البيداغوجية‪.‬‬

‫‪ ‬اختيار مواضيع مذكرات التخرج ومذكرات الماستر وأطروحات الدكتوراه‪ ،‬استنادا إلى قاعدة بيانات‬
‫بعناوين المذكرات األطروحات ومواضيعها التي تم تناولها من قبل‪ ،‬من أجل تجنب عمليات النقل من‬
‫اإلنترنت والسرقة العلمية‪.‬‬

‫‪ ‬إلزام طالب الدكتوراه باإلمضاء على ميثاق األطروحة‪.‬‬

‫‪ ‬إلزام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامع أو الباحث الدائم بتقديم تقرير سنوي عن‬
‫حالة تقدم أعمال البحث أمام الهيئات العلمية من أجل المتابعة والتقييم حسب الكيفيات المنصوص‬
‫عليها في التنظيم الساري المفعول‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬تدابير الرقابة‬

‫نص القرار الوزاري السالف الذكر بموجب المادة ‪ 72‬منه على ما يلي‪ ":‬تلزم مؤسسات التعليم العالي‬
‫ومؤسسات البحث باتخاذ تدابير الرقابة التالية‪:‬‬

‫‪ ‬تأسيس على مستوى موقع كل مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي قاعدة بيانات لكل األعمال‬
‫المنجزة من قبل الطلبة واألساتذة‪ ،‬تشمل على الخصوص مذكرات التخرج‪ ،‬ومذكرات الماستر‪،‬‬

‫‪-9-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫ومذكرات الماجستير‪ ،‬وأطروحات الدكتوراه‪ ،‬وتقارير التربصات الميدانية‪ ،‬ومشاريع البحث‬


‫والمطبوعات البيداغوجية‪.‬‬
‫‪ ‬تأسيس على مستوى موقع كل مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي قاعدة بيانات رقمية ألسماء‬
‫األساتذة حسب شعبهم وتخصصهم وسيرهم الذاتية ومجاالت اهتماماتهم العلمية والبحثية الستعانة‬
‫بخبرتهم من أجل تقييم أعمال وأنشطة البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ ‬شراء حقوق استعمال برمجيات معلوماتية كاشفة للسرقات العلمية بالعربية واللغات األجنبية‪ ،‬أو‬
‫استعمال البرمجيات المجانية المتوفرة في شبكة اإلنترنت وغيرها من البرمجيات المتوفرة أو إنشاء‬
‫برماجية معلوماتية جزائرية كاشف للسرقات العلمية‪.‬‬

‫كما نص القرار الوزاري بموجب المادة ‪ 70‬على أنه يتعين على كل طالب أو أستاذ باحث أو أستاذ باحث‬
‫استشفائي أو باحث دائم عند تسجيل موضوع بحث أو مذكرة أو أطروحة إمضاء التزام بالنزاهة العلمية يودع‬
‫لدى المصالح اإلدارية المختصة لوحدة التعليم والبحث‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الرقمنة كآلية لحماية البحث العلمي‬

‫لقد تزايدت حدة ظاهرة السرقة العلمية في عصر تكنولوجيا اإلعالم واالتصال نظ ار النتشار استخدام‬
‫مصادر المعلومات اإللكترونية المتاحة عبر اإلنترنت‪ ،‬حيث أصبح الوضع أكثر سهولة في ظل البيئة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬فال تدابير التحسيس والتوعية األخالقية وال اإلجراءات القانونية تمكنت من وضع حد لهذه الظاهرة‬
‫مما دفع بالعديد من الجامعات السيما في الدول المتقدمة إلى التوجه نحو الرقمنة والتدابير التقنية كآليات جديدة‬
‫للحد منها‪ ،‬وفي مقدمتها نجد البرمجيات اإللكترونية وأنظمة التوثيق اإللكتروني‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القرار الوزاري رقم ‪ 0728‬المؤرخ في ‪ 80‬ديسمبر ‪ 8787‬والمذكور سابقاً نجد سعي و ازرة‬
‫التعليم العالي والبحث العلمي إلى إدراج الرقمنة في كل مؤسساتها الجامعية والبحثية كإجراء للوقاية من السرقة‬
‫العلمية وهو ما يستشف من خالل قراءتنا للمادة ‪ 72‬منه والتي تنص على ما يلي‪ " :‬تلزم مؤسسات التعليم‬
‫العالي ومؤسسات البحث باتخاذ تدابير الرقابة التالية‪…:‬‬

‫‪-‬شراء حقوق استعمال برمجيات معلوماتية كاشفة للسرقات العلمية بالعربية واللغات األجنبية‪ ،‬أو‬
‫استعمال البرمجيات المجانية المتوفرة في شبكة اإلنترنت وغيرها من البرمجيات المتوفرة أو إنشاء برماجية‬
‫معلوماتية جزائرية كاشف للسرقات العلمية "‪.‬‬

‫لذا سنتطرق في المطلب األول إلى أهم برمجيات الكشف عن السرقة العلمية‪ ،‬ثم سنتطرق في المطلب الثاني‬
‫إلى نظام الوطني للتوثيق على الخط ‪ ،SNDL‬ثم سنتطرق في المطلب الثالث إلى رقمنة إجراءات مناقشة‬
‫أطروحة الدكتوراه والتي من خاللها سعت الو ازرة الوصية إلى تكريس شعار صفر ورقة‪.‬‬

‫‪11 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫المطلب األول‪ :‬برمجيات الكشف عن السرقة العلمية‬

‫تعتبر برمجيات الكشف عن السرقة العلمية من بين أهم التقنيات الحديثة المستعملة في الكشف عن هذه‬
‫الظاهرة الالأخالقية وهي كثيرة ومتعددة بعضها يمكن تحميله مجانيا عبر اإلنترنت وبعضها اآلخر يتم شراؤه‬
‫بمقابل مالي‪ ،‬هذا وتبقى البرامج المدفوعة األجر أكثر دقة في اكتشاف حاالت السرقة العلمية‪ ،‬حيث تقوم‬
‫الجامعات والمجالت والهيئات العلمية بإخضاع المقاالت والبحوث والدراسات المقدمة ألفضل هذه البرامج للتأكد‬
‫من عدم وجود أي انتحال أو سرقة علمية‪.‬‬

‫وقد يستخدمها الباحث بنفسه ليتأكد من خلو دراسته من أي سرقة أو انتحال‪ ،‬والتأكد من عدم تجاوز نسب‬
‫االقتباس المسموح بها ليصحح األمر ويوثق ذلك‪ ،‬ولعل من بين أهم البرمجيات المستخدمة في كشف السرقة‬
‫العلمية والمعتمدة في بعض الجامعات في الدول المتقدمة نجد‪:‬‬

‫أوال‪ :‬برنامج ‪Turnitin‬‬

‫يعتبر نظام ‪ Turnitin‬من أهم األنظمة التي تقدم خدمات التحقق من األصالة ومنع السرقة العلمية أو‬
‫الفكرية عبر موقع النظام اإللكتروني‪ ،‬ويتحقق نظام ‪ Turnitin‬من الفقرات التي تم كتابتها بحثاً عن أي سرقات‬
‫علمية أو عمليات نسخ ولصق بشكل حرفي‪ ،‬وتقوم فكرة عمل النظام على مقارنة الفقرات الموجودة في مقالتك أو‬
‫دراستك بالنصوص والفقرات الموجودة في قاعدة بياناته الضخمة‪ ،‬والتي تحتوي أعداداً هائلة من أعمال الطالب‬
‫البحثية‪ ،‬والمقاالت اإللكترونية‪ ،‬والكتب‪ ،‬وما إلى ذلك‪.1‬‬

‫حيث يعتبر هذا البرنامج من أشهر برامج مقارنة النصوص وأكثرها استعماالً في مجال كشف االنتحال‬
‫على شبكة االنترنت‪ ،‬إذ يرجع تاريخ ظهوره إلى سنة ‪ 0112‬حيث طورته شركة ‪ Turnitin‬المتخصصة في‬
‫إنتاج برمجيات الحاسوب لمواجهة فضائح السرقات العلمية والصحفية التي كانت منتشرة أنذاك‪ ،‬ونظ اًر لكفاءة‬
‫هذا البرنامج فقد تم اعتماده في حوالي ‪ %20‬من الجامعات البريطانية‪ ،2‬ويتميز هذا البرنامج بقدرته على مقارنة‬
‫النصوص مع ماليين البيانات المتاحة في قواعد بيانات الموقع أو قواعد البيانات المؤسسات األخرى بشكل‬
‫أسرع من الطرق التقليدية‪ ،‬وهو أيضاً برنامج وقائي مميز حيث يستخدمه الطالب كوسيلة للوقاية قبل تقديم‬
‫أعمالهم البحثية‪ ،‬للتقليل من احتمالية وقوعهم في االنتحال‪.3‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-turnitin/‬السرقة‪-‬العلمية‪-‬نظام‪- https://blog.ajsrp.com/‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- www.turnitin.com or https ://submit.ac.uk/static_jisc/ac_uk_index.html.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬طه عيساني‪ ،‬البرمجيات اإللكترونية كآلية للحد من السرقة العلمية في المؤسسات الجامعية‪ ،‬مجلة العلوم االدارية والمالية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر‬
‫بالوادي ‪.‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ، 01‬العدد ‪ ، 01‬ديسمبر‪ ، 2017‬ص ‪24‬‬

‫‪11 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫وهو من برامج كشف السرقة األدبية التي تعتمد نظام األلوان لتحديد مدى االقتباس وخطورته‪ ،‬ونظ اًر لدقته‬
‫وكبر حجم البيانات الموجودة فيه‪ ،‬فهو يستخدم من قبل عدد كبير من االساتذة الجامعيين والمدرسين ومختلف‬
‫الجامعات والهيئات التعليمية‪ ،‬ألنه من أفضل برامج كشف السرقة العلمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬برنامج ‪PlagAware‬‬

‫هو محرك بحث يقدم خدمات إلكترونية ويختص بالكشف عن االنتحال في النصوص عن طريق فحص‬
‫كل عبارات المقال وايجاد الكلمات المتشابهة‪ ،‬ومن ثم إصدار تقرير مفصل يبين مواضع العبارات المنتحلة‪ ،‬ومن‬
‫بين إيجابيات هذا البرنامج هو احترامه لقوانين حقوق المؤلف‪ ،‬إال أنه يعاب عليه قلة الوثائق والمعلومات على‬
‫قاعدة بياناته التي يتضمنها‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬برنامج ‪CheckForPlagiarism.net‬‬

‫يعتبر من أفضل برامج الكشف عن السرقة العلمية ألنه يحقق اقصى قدر من الدقة في النتائج من خالل‬
‫اعتماده على نفس األسلوب الذي تعتمده بصمة األصابع‪ ،‬بحيث يقوم بتحليل وتلخيص المستند األصلي وتحديد‬
‫الكلمات المفتاحية في فقراته في شكل بصمات تدل عليها وتمييزها عن غيرها‪ ،‬وهذا ما يمكن من العثور على‬
‫أي فقرة مطابقة أو مشابه لها بسهولة عبر المليارات من المقاالت المنشورة على شبكة اإلنترنت‪ ،‬كما يتميز هذا‬
‫البرنامج أيضاً بسرعته كونه يبحث في ظرف قياسي عن جميع مصادر المعلومات على الموقع بجميع محتوياته‬
‫كالمنتديات‪ ،‬لوحات اإلعالنات‪ ،‬وملفات ‪ pdf‬و‪ ،word‬وكل أنواع الوثائق المقدمة للنشر كالكتب‪ ،‬المجالت‬
‫والصحف‪ ،‬وكذا قدرته على مقارنة عدة مستندات ووثائق في نفس الوقت‪ ،‬هذا إضافة إلى كونه يدعم عدة لغات‬
‫كاإلنجليزية واالسبانية واأللمانية والبرتغالية والفرنسية واإليطالية والعربية والصينية‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬برنامج ‪Itenticate‬‬

‫يمكن اعتبار هذا برنامج من البرامج الموثوقة ذات المصداقية العالية‪ ،‬والتي تستخدم بشكل أساسي من‬
‫الطلبة واألساتذة الجامعيين باإلضافة إلى العديد من المجالت المحكمة المختصة بنشر الدراسات والمقاالت‬
‫والبحوث العلمية‪ ،‬بحيث يقوم هذا البرنامج بإخضاع الدراسات والنصوص المقدمة للمقارنة مع ما يقارب أربع‬
‫ماليين كتاب ووثيقة علمية موجودة بأكثر من ثمانين ألف مجلة علمية‪ ،‬كما أن المقارنة تتم مع ماليين صفحات‬
‫اإلنترنت وملخصات األبحاث المتواجدة في قواعد البيانات‪ ،‬بحث يقوم هذا برنامج بتلوين أماكن االقتباس بألوان‬
‫متعددة‪ ،‬ولكل لون خطورة معينة ونسبة اقتباس خاصة‪ ،‬ومن أبرز ميزاته أن النص يقارن مع جميع اللغات‬
‫العالمية‪ ،‬حيث زود بنظام يستطيع التعامل مع كود اللغات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬طه عيساني‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪20-24‬‬

‫‪12 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫كما يعتبر أحد التطبيقات المصممة خصيصاً لمساعدة المؤلفين على كشف عمليات االنتحال التي‬
‫تستهدف أعمالهم باالعتماد على قاعدة بياناته الخاصة‪ ،‬ويتيح هذا البرنامج للمستخدمين الذين يمتلكون حساب‬
‫عليه من إجراء البحث مباشرة على قاعدة بياناته التي تحتوي على ماليين الوثائق‪.1‬‬

‫‪Small SEO Tools‬‬ ‫خامسا‪ :‬برنامج‬

‫للراغبين في استخدام برامج كشف السرقة األدبية بشكل مجاني يمكن لهم استخدام هذا البرنامج الذي يقبل‬
‫عمليات الفحص للنصوص التي يصل حجمها حتى ‪ 0077‬كلمة‪.‬‬

‫وهنا ال بد لنا من اإلشارة الى أن هذا البرنامج والبرامج المجانية بشكل عام‪ ،‬تقوم بفحص النصوص مع‬
‫النصوص الموجودة بالمواقع المفتوحة فقط‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬برنامج ‪Write Check‬‬

‫يتميز هذا البرنامج عن برامج كشف السرقة العلمية األخرى‪ ،‬بقدرته على المقارنة مع النصوص والبيانات‬
‫الموجودة بنظامه ومساعدة الباحث على تصحيح أخطائه اإلمالئية واللغوية والنحوية‪ ،‬وأخطاء التوثيق العلمي‬
‫التي يقع فيها‪ ،‬ويعتبر طالب الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه من أكثر المعتمدين على هذا‬
‫البرنامج‪ ،‬الذي يساعدهم على تجنب صفة االنتحال والسرقة األدبية‪ ،‬ويؤمن لهم اكتشاف نقاط الضعف في‬
‫دراساتهم قبل تقديمها الى الهيئات المختصة‪ ،‬من خالل ميزاته العديدة ومنها إمكانية النقد العلمي للدراسة من قبل‬
‫أشخاص متخصصين‪.2‬‬

‫سابعا‪ :‬برنامج ‪Lagiarism.or‬‬

‫ويعد هذا البرنامج من المصادر التربوية الهامة للطالب المبتدئين في مجال البحث‪ ،‬حيث أن هذا البرنامج‬
‫يقدم لهؤالء الطالب تعريفا عام بالسرقة العلمية والمساوئ الكبيرة لها وتأثيراتها الضارة على البحث العلمي قصد‬
‫تجنبها‪ ،‬ويقوم هذا البرنامج بتدريب الطالب على الكتابة العلمية الدقيقة والنزيهة والتي تلتزم بمعايير وشروط‬
‫البحث العلمي وأخالقياته‪.3‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النظام الوطني للتوثيق على االنترنت ‪SNDL‬‬

‫عملت الو ازرة الوصية على إيجاد سبل حديثة للحد من ظاهرة السرقة العلمية وحماية البحوث العلمية‬
‫باستخدام التطور التكنولوجي والرقمي ذلك باللجوء إلى التوثيق االلكتروني وهذا بإحداث نظام إلكتروني جديد‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬طه عيساني‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- https://www.mobt3ath.com/dets.php?page=1031&title‬‬
‫‪3‬‬
‫‪- https://www.bts-academy.com/blog_det.php?page=429&title‬‬
‫‪13 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫على اإلنترنت وهو النظام الوطني للتوثيق عبر الخط ‪ ، 1SNDL‬وذلك بتفعيل قاعدة بيانات إلكترونية تشمل‬
‫مجموع البحوث والدراسات الوطنية يتم الولوج إليها من قبل الطلبة والباحثين في جميع المجاالت العلمية‪.‬‬

‫وبموجب القرار الوزاري رقم ‪ 404/70‬المؤرخ في ‪ ،8770/08/70‬عكف مركز البحث في اإلعالم‬


‫العلمي والتقني ‪ 2CERIST‬والذي يعمل تحت و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي على إنشاء مكتبة رقمية‬
‫باالعتماد على نظام التوثيق اإللكتروني عبر الخط ‪ SNDL‬والتي تشمل كافة البحوث والدراسات وكذا رسائل‬
‫الدكتوراه في مختلف المجاالت العلمية الموجه إلى الطالب والباحث الجامعي‪ ،‬بحيث يتم الولوج إليها بعد‬
‫التسجيل في مصلحة المكتبة المركزية للجامعة‪.‬‬

‫فالنظام الوطني للتوثيق اإللكتروني عبارة عن قواعد بيانات تحوي أعداد ضخمة من المراجع في مختلف‬
‫المجاالت العلمية التي تدرس عبر الجامعات الوطنية وبمختلف اللغات أيضا وقد كان أول إطالق للنظام الوطني‬
‫للتوثيق على شبكة اإلنترنت بالجزائر ألول مرة في ‪ 07‬نوفمبر ‪.8700‬‬

‫وهو نظام محمي فال يمكن االطالع على البحوث إال بإدخال اسم المستخدم وكلمة السر الخاصة به‬
‫المقدمة له عند التسجيل وأكثر من ذلك فإنه يطلب من المستخدم عند الدخول أول مرة للنظام بتغيير كلمة السر‬
‫وبذلك تصبح شخصية ال يعلمها إال صاحبها‪ ،‬حيث يسمح للباحث بتحميل وتنزيل األبحاث العلمية المتواجدة‬
‫على النظام وتصفح مختلف الكتب والمجالت العلمية في مختلف المجاالت بصفة مجانية وبسرعة‪ ،‬كما يسمح‬
‫بالولوج إلى الفهرس الموحد لألرصدة الوثائقية " ‪ ، "CCDZ‬البوابة الوطنية لإلشعار عن األطروحات ‪، PNST‬‬
‫البوابة اإللكترونية للدوريات العلمية الجزائرية "‪ ،" ASJP‬إضافة إلى بوابة المكتبات الجامعية الجزائرية‪.3‬‬

‫يتيح النظام الوطني للتوثيق عبر الخط ‪ SNDL‬الوصول إلى وثائق إلكترونية وطنية ودولية بكل سهولة‬
‫مما يضيق من عمليات السرقة العلمية التي قد تحدث‪ ،‬فمع توفر خدمة البوابة الوطنية لإلشعار عن‬
‫األطروحات ‪ PNST‬والتي تقدم نسخ إلكترونية عن األطروحات التي تم مناقشتها إضافة إلى تلك قيد البحث‬
‫إضافة إلى المكتبة الجامعية االلكترونية‪ ،‬يسهل من عملية الكشف عن السرقات العلمية مما يجعل الباحث أكثر‬
‫حرصا على األمانة العلمية في بحثه وهذا إلدراكه بسهولة كشف االنتحال‪.‬‬

‫‪ -‬هذه األحرف " ‪" SNDL‬هي اختصار للعبارة ‪System National de Documentation en Ligne‬‬
‫‪1‬‬

‫ويعرف التوثيق بأنه كل عملية تدوين بيانات المصادر و المراجع التي اعتمد عليها الباحث أو المؤلف عند إعداد بحثه أو منتوجه العلمي مستعمال لعبارات‬
‫منها أو مفندا آلراء وأفكار تضمنتها‪ ،‬و ذلك وفق منهجية علمية منظمة متعارف عليها عالميا تساعد على الرجوع إليها بغير مشقة للتأكد من صحة‬
‫المعلومات واألفكار التي ادعى الباحث أو الكاتب أنه نقلها من هذه المصادر‪ .‬حمدي عبد الفتوح عطيفة‪ ،‬دليل الباحث الى االقتباس والتوثيق من اإلنترنت‪،‬‬
‫دار النشر للجامعات‪ ،‬القاهرة‪ ،8771 ،‬ص ‪.002‬‬

‫‪ -‬هذه األحرف " ‪" CERIST‬هي اختصار للعبارة ‪Centre de Recherche sur l'Information Scientifique et Technique‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬فاطمة بحري‪ ،‬نسيمة بن طيفور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.802‬‬

‫‪14 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬رقمنة إجراءات مناقشة أطروحة الدكتوراه‬

‫في إطار تنفيذ سياسة و ازرة التعليم العالي والبحث العلمي نحو رقمنة قطاعها‪ ،‬وتطبيقا لتوجيهات السيد‬
‫الوزير المتعلق بالتعميم التدريجي لسياسة صفر ورقة في التعامالت البيداغوجية‪ ،‬تم إصدار اإلرسالية رقم‬
‫‪ /0400‬أ‪.‬ع‪ 8788/‬المؤرخة في ‪ 72‬أكتوبر ‪ ،8788‬والمتضمن تعميم سياسة صفر ورقة في ملفات مناقشة‬
‫أطروحات الدكتوراه‪ ،‬وبالتالي إعفاء طلبة الدكتوراه من تقديم نسخ ورقية سواء أثناء إيداع ملف المناقشة للتقييم أو‬
‫أثناء توزي ع نسخ أطروحة الدكتوراه على أعضاء لجنة المناقشة أو أثناء إيداع النسخة النهائية على مستوى مكتبة‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫حيث أصبحت وثيقة األطروحة تودع وتوزع حص اًر عبر دعائم رقمية في شكل قرص مضغوط‪ ،‬على أن‬
‫تنشر الحقاً في المنصة الرقمية ‪ Dspace‬الخاصة بكل مؤسسة‪ ،‬وهذا في نظرنا ما يعزز القدرة على اكتشاف‬
‫السرقة العلمية‪ ،‬بحيث يمكن لجنة التكوين وكذا لجنة مناقشة أطروحة الدكتوراه اعتماد برمجيات الكشف للتأكد‬
‫من مدى احترام طالب الدكتوراه لميثاق أخالقيات البحث العلمي ال سيما من حيث التوثيق واالقتباس وبالتالي‬
‫التأكد من مدى مصداقية األطروحة وجديتها وتقيد الباحث باألمانة العلمية‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫من خالل كل ما سبق وكإجابة على اإلشكالية المطروحة يمكننا القول صراحة أنه بالرغم من كل الجهود‬
‫التي تبذلها الو ازرة الوصية السيما بعد إصدارها القرار الوزاري رقم ‪ 0728‬المؤرخ في ‪ 80‬ديسمبر ‪ ،8787‬الذي‬
‫يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪ ،‬ال تزال ظاهرة السرقة العلمية تعرف منحناً‬
‫تصاعدياً في ظل التطور الكبير الذي تشهده تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬وال يمكن مجابهة هذه الظاهرة‬
‫إال من خالل وضع استراتيجية متكاملة تجمع بين التدابير األخالقية‪ ،‬القانونية والتقنية المتمثلة في الرقمنة‪.‬‬

‫فرقمنة قطاع التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬انطالقاٌ من شعار صفر ورقة ونحن نثمن هذه المبادرة التي‬
‫تساهم في خلق قاعدة بيانات تجمع فيها كل أطروحات الدكتوراه في مختلف التخصصات‪ ،‬مع العمل على‬
‫توثيقها إلكترونيا من خالل النظام الوطني للتوثيق على اإلنترنت ‪ ،SNDL‬ولكن وبالرغم من ذلك يبقى سعي‬
‫الو ازرة الوصية ناقصاً ما لم يتوج بتعميم برمجيات الكشف عن السرقة العلمية في كل مؤسساتها التعليمية‪ ،‬هذه‬
‫البرمجيات التي ساهمت بشكل كبير في كشف العديد من السرقات العلمية في الكثير من الجامعات الدولية‬
‫والتي ما كانت لتكتشف لوال وجودها‪.‬‬

‫ولعل من بين التوصيات التي يمكننا تقديمها في هذا المقام هي‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة رقمنة الجامعة الجزائرية بمختلف هياكلها‪.‬‬

‫‪15 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫‪ ‬العمل على التطبيق الصارم ألحكام القرار الوزاري رقم ‪ 0728‬المؤرخ في ‪ 80‬ديسمبر ‪ ،8787‬الذي‬
‫يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪.‬‬
‫‪ ‬تكثيف الدورات التحسيسية في األوساط الجامعية للوقاية من ظاهرة السرقة العلمية‪.‬‬
‫‪ ‬تعميم برمجيات الكشف عن السرقة العلمية على كل الجامعات ومراكز البحث العلمي‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫‪ _1‬المراجع باللغة العربية‪:‬‬

‫‌أ‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫‪ ‬حمدي عبد الفتوح عطيفة‪ ،‬دليل الباحث الى االقتباس والتوثيق من اإلنترنت‪ ،‬دار النشر للجامعات‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.8771‬‬
‫‪ ‬صالح زراوي‪ ،‬الصالح في القانون التجاري الجزائري‪ ،‬الحقوق الفكرية‪ ،‬حقوق الملكية الصناعية والتجارية‪،‬‬
‫وحقوق الملكية األدبية والفنية‪ ،‬ابن خلدون للنشر والتوزيع‪ ،‬الجزائر‪.8772 ،‬‬

‫‪ ‬يوسف وجيه‪ ،‬البحث الالهوتي ‪:‬كيف تكتب بحثا أكاديميا‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار منهل الحياة‪.8770 ،‬‬

‫ب‪ -‬المقاالت العلمية‪:‬‬


‫‌‬

‫‪ ‬أشرف منصور البسيوني‪ ،‬السرقات العلمية في المكتبات الجامعية‪ ،‬المجلة المصرية لعلوم المعلومات‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،4‬العدد ‪ ،8‬أكتوبر ‪.8700‬‬

‫‪ ‬أكرم بوطورة ‪ ،‬زارع سعيدة‪ ،‬الضوابط األخالقية والقانونية لتدعيم األمانة العلمية في الجامعة الجزائرية‪ ،‬مجلة‬
‫الرسالة للدراسات والبحوث اإلنسانية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد الخامس‪ ،‬جانفي ‪.8702‬‬

‫‪ ‬بلخضر طيفور‪ ،‬التدابير الوقائية والقانونية للحماية من السرقة العلمية‪ ،‬مجلة البحوث في الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،0‬العدد ‪.8780 ،8‬‬
‫‪ ‬سالم بن أحمد سالم‪ ،‬السرقة العلمية في البيئة اإللكترونية‪ ،‬دراسة التحديات والتشريعات‪ ،‬المؤتمر السادس‬
‫حول البيئة المعلوماتية المؤمنة‪ ،‬المفاهيم والتشريعات والتطبيقات السعودية‪ ،‬جمعية المكتبة والمعلومات‬
‫السعودية‪ 70-72 ،‬أفريل ‪.8707‬‬

‫‪ ‬طه عيساني‪ ،‬البرمجيات اإللكترونية كآلية للحد من السرقة العلمية في المؤسسات الجامعية‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االدارية والمالية‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر بالوادي ‪.‬الجزائر‪ ،‬المجلد ‪ ، 01‬العدد ‪ ، 01‬ديسمبر‪. 2017‬‬

‫‪ ‬طه عيساني‪ ،‬الممارسات األكاديمية الصحيحة وأساليب تجنب السرقة العلمية ‪ ،‬ملتقى" تمتين أدبيات البحث‬
‫العلمي" ‪ ،‬مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬بالمكتبة الوطنية الجزائرية بتاريخ ‪ 81‬ديسمبر‪.8700 ،‬‬
‫‪16 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫اسم ولقب املؤلف شلغوم سمير‬ ‫عنوان املداخلة‪ :‬الرقمنة كآلية للوقاية من السرقة العلمية‬

‫‪ ‬عصام تليمة‪ ،‬السرقة العلمية ظاهرة العصر‪ ،‬مجلة الوعي اإلسالمي‪ ،‬العدد ‪ ، 008‬الكويت‪ ،‬و ازرة األوقاف‬
‫والشؤون اإلسالمية‪.8771 ،‬‬

‫‪ ‬فاطمة بحري‪ ،‬نسيمة بن طيفور‪ ،‬النظام الوطني للتوثيق على االنترنت ‪ SNDL‬كآلية للحد من السرقات‬
‫العلمية‪ ،‬مجلة الفقه القانوني والسياسي‪ ،‬المجلد ‪ ، 01‬العدد‪.8701 ،70‬‬

‫‪ ‬فتيحة خالدي‪ ،‬مظاهر السرقة العلمية في الوسط األكاديمي والجزاء المترتب عليها‪ ،‬وفقا ألحكام القرار‬
‫الوزاري رقم ‪ 399‬المؤرخ في ‪ ،8702/70/82‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية‬
‫ومكافحتها‪ ،‬مجلة الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،70‬العدد ‪ ،70‬جانفي ‪.8780‬‬

‫‪ ‬منصور لخضاري‪ ،‬تأثير التكنولوجيا الرقمية على جودة البحث العلمي‪ ،‬المؤتمر الدولي‪ ،00‬التعلم في‬
‫عصر التكنولوجيا الرقمية‪ ،‬طرابلس‪ 84-88 ،‬أبريل‪ ،‬لبنان‪.8702 ،‬‬

‫‪ ‬هدى عباس قنبر‪ ،‬يسرى محمد عبد اهلل‪ ،‬االستالل العلمي في الرسائل واألطاريح الجامعية وطرائق كشفها‬
‫وطرق تجنبها‪ ،‬مجلة األستاذ‪ ،‬العدد الخاص بالمؤتمر العلمي الخامس‪.8700 ،‬‬

‫ت‪ -‬النصوص القانونية‬


‫‌‬

‫‪ ‬األمر رقم ‪ 70/70‬المؤرخ في ‪ 8770/70/01‬المتعلق بحقوق المؤلف والحقوق المجاورة‪ ،‬ج‪.‬س‪.‬ج‪.‬ج‬


‫العدد‪ ،44‬الصادرة في ‪ 80‬يوليو ‪.8770‬‬

‫‪ ‬القرار الوزاري رقم ‪ 399‬المؤرخ في ‪ ،8702/70/82‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية‬
‫ومكافحتها (ملغى)‪.‬‬

‫‪ ‬القرار الوزاري رقم ‪ 0728‬المؤرخ في ‪ 80‬ديسمبر ‪ ،8787‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة‬
‫العلمية ومكافحتها‪.‬‬

‫ث‪ -‬واقع األنترنت‪:‬‬


‫‌‬

‫محمد الجوادي‪ ،‬السرقات األدبية انحطاط ثقافي وبلطجة فكرية‪ ،‬منشور على موقع مؤسسة عرار العربية لإلعالم‪:‬‬
‫‪ http://www.beautifulpakistanigril.com_www.sha3erjordan.net/news.php?action=view&id=831.‬‬
‫‪-turnitin.‬السرقة‪-‬العلمية‪-‬نظام‪ https://blog.ajsrp.com/‬‬
‫‪ www.turnitin.com or https ://submit.ac.uk/static_jisc/ac_uk_index.html.‬‬
‫‪ https://www.mobt3ath.com/dets.php?page=1031&title.‬‬
‫‪ https://www.bts-academy.com/blog_det.php?page=429&title.‬‬

‫‪17 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪-‬‬ ‫‪ 03‬أفريل ‪0300‬‬
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬

‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬


‫‪Scientific theft is a scourge of scientific research‬‬

‫زروقي أم كلثوم‬
‫جامعة يحي فارس – المدية‪ -‬كلية الحقوق‬
‫‪zerroukioum1994@gmail.com‬‬

‫ملخص‪:‬‬

‫تأثر البحث العلمي بتطور تكنولوجيا االتصال والمعلومات‪ ،‬إذ لم يعد الباحث يبذل جهدا في التقصي‬
‫عن المعلومات وإنما أصبحت هذه األخيرة تأتي إليه من مصادر متعددة ومن كل أنحاء العالم‪ .‬غير أن هناك من‬
‫استغل " وفرة المعلومة" وذلك من خالل سرقة األعمال البحثية دون اإلشارة إلى أصحابها‪.‬‬

‫ومن ثم أصبحت السرقة العلمية ظاهرة تمارس من قبل الباحثين على اختالف مستوياتهم العلمية مما كان‬
‫لزاما التصدي لها‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪ :‬البحث العلمي‪ ،‬الباحث‪ ،‬السرقة العلمية‪ ،‬تكنولوجيا االتصال والمعلومات‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪Scientific research has been influenced by the development of communication and information‬‬
‫‪technology. The researcher no longer makes an effort to investigate information but it comes from multiple‬‬
‫‪sources and from around the world. However, "abundance of information" was exploited through theft of‬‬
‫‪research work without reference to its owners.‬‬

‫‪Thus, plagiarism has become a phenomenon practiced by researchers at all levels of science, which had to‬‬
‫‪be addressed.‬‬

‫‪Keywords: Scientific research, researcher, scientific theft, communication and information technology.‬‬

‫‪-1-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬
‫زروقي أم كلثوم‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫السرقة العلمية تعد من اآلفات التي تفشت في األوساط الجامعية الجزائرية وخصوصا في ظل تطور التقنية‬
‫الرقمية والتي أثرت على جودة ومصداقية البحث العلمي‪.‬‬

‫كما تعتبر السرقة العلمية الصادرة من قبل الطلبة الباحثين واألساتذة بمختلف درجاتهم العلمية من أخطر االنتهاكات‬
‫الماسة بحقوق الملكية الفكرية لألفراد‪ ،‬إذ تعد من السلوكيات المنافية ألخالق البحث العلمي‪.1‬‬

‫مما دفع بالتشريع الجزائري إلضفاء الحماية القانونية حفا ً‬


‫ظ على مصداقية ونزاهة البحث العلمي وذلك من‬
‫خالل صدور القرار الوزاري رقم ‪.1082‬‬

‫ومن ثم فالسؤال المطروح هنا؛ ما هو مفهوم السرقة العلمية؟ وما هي اإلجراءات الواجب اتخاذها في حالة ما‬
‫إذا ارتكبت من قبل طالب أو أستاذ مهما كانت درجته العلمية؟‬

‫ولإلجابة على هذا التساؤل سنتطرق إلى‪:‬‬

‫‪ -‬مفهوم السرقة العلمية " المحور األول"‪،‬‬


‫‪ -‬إجراءات النظر في اإلخطار بالسرقة العلمية "المحور الثاني"‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم السرقة العلمية‬

‫سنتطرق من خالل هذا المحور إلى تعريف السرقة العلمية وأسبابها "أوال"‪ ،‬ومن ثم إلى صور السرقة العلمية‬
‫"ثانيا"‪.‬‬

‫تعريف السرقة العلمية وأسبابها‬ ‫المطلب االول‪:‬‬

‫ال بد أوال تبيان ما المقصود بالسرقة العلمية ومن ثم تبيان األسباب المؤدية إليها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫أيت وراس ليلة‪ ،‬الحماية القانونية للبحث العلمي من السرقة العلمية ‪-‬التشريع الجزائري نموذجا‪-‬مجلة الصحة العقلية والعلوم العصبية‪ ،‬المجلد ‪ ،03‬العدد‬
‫‪ ،06‬ديسمبر‪ ،2021‬ص‪.59‬‬

‫‪-2-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬
‫زروقي أم كلثوم‬

‫الفرع األول‪ :‬المقصود بالسرقة العلمية‬

‫لقد وردت عدة تعاريف بشأن السرقة العلمية ومن ثم سنقتصر على ذكر أهمها‪:‬‬

‫" االستخدام غير المرخص به لإلنتاج الذهني لألخرين سواء كان بطريق االستيالء على المعلومة أو‬
‫استعارة األسلوب العلمي لألخرين‪ ،‬والذي يملك الشخص الحق في استغالله أدبيا وماليا"‪.1‬‬

‫السرقة العلمية هي " أن ينسب أي شخص‪ ،‬طالب أو باحث لنفسه فكرة أو فقرة أو عمل علمي أو بحثي‬
‫أو بيداغوجي أو أرقام واحصائيات أو صور وفيديوهات هي في الحقيقة من انتاج وجهد األخرين"‪.2‬‬

‫كما أنها " انتهاك حقوق الملكية الفكرية‪ ،‬أو حق المؤلف تحديدا والتي يعتبر االنتحال أبرز صورها"‪.3‬‬

‫وأيضا هي " أي شكل من أشكال النقل غير القانوني‪ ،‬وتعني أن تأخذ عمل شخص أخر وتدعي أنه‬
‫عملك‪ ،‬وهو خاطئ سواء كان متعمدا أو غير متعمد"‪.4‬‬

‫وتعرف السرقة العلمية كذلك بأنها‪ " :‬تقديم نصوص كتابية أو أفكار أو تفسي ار أو نظرية أو نتائج‪...‬‬
‫مأخوذة من مصادر أخرى بطريقة مظللة تجعل المطلع عليها يعتقد أنها من انتاج الكاتب"‪.5‬‬

‫وبالرجوع إلى المادة ‪ 03‬من القرار الوزاري ‪ 61082‬والتي نجدها تنص على أنه‪ " :‬تعتبر سرقة‬
‫علمية بمفهوم هذا القرار‪ ،‬كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو‬
‫الباحث الدائم‪ ،‬أو من يشارك في فعل تزوير ثابت للنتائج أو غش في األعمال العلمية المطالب بها أو في أي‬
‫منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى"‪.‬‬

‫نقال عن رزيق بخوش‪ ،‬مفهوم السرقة العلمية وصورها في القانون الجزائري‪ ،‬دراسة تحليلية للقرار الوزاري رقم ‪ 1082‬لسنة ‪ ،2020‬مجلة الباحث للدراسات‬ ‫‪1‬‬

‫األكاديمية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪ ،2023‬ص‪.131‬‬


‫‪2‬‬
‫خالد عب د السالم‪ ،‬خياطي مصطفى‪ ،‬كيف تتجنب السرقات العلمية؟ دليل بيداغوجي عملي للطلبة والباحثين الجامعيين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سبتمبر ‪،2019‬‬
‫ص‪.15‬‬
‫‪3‬‬
‫سايح فاطمة‪ ،‬السرقات العلمية وسبل مكافحتها ‪-‬الحالة الجزائرية نموذجا‪ -‬مجلة العلوم اإلنسانية‪ ،‬المركز الجامعي تندوف ‪-‬الجزائر‪ -‬المجلد ‪،01‬‬
‫العدد‪ ،02‬ص‪.241‬‬
‫‪4‬‬
‫سلسلة دعم التعلم والتعليم في الجامعة‪ ،‬المتواجدة على الموقع‪:‬‬
‫‪/ https://units.imamu.edu.sa/colleges/science‬‬
‫ص‪.82‬‬
‫‪5‬‬
‫نقال عن مسعود هاللي‪ ،‬قراءة في القرار ‪ 1082‬لسنة ‪ 2020‬المحدد للقواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪ ،‬المجلد ‪ ،19‬العدد‪،02‬‬
‫سنة‪ ،2020‬ص‪.415‬‬
‫‪6‬‬
‫القرار رقم ‪ 1082‬المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،2020‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪.‬‬

‫‪-3-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬
‫زروقي أم كلثوم‬

‫ويالحظ على هذا التعريف أنه تقريبا نفس التعريف الذي كان واردا في المادة ‪ 03‬من القرار الوزاري‬
‫السابق‪ 1‬والتي نجدها تنص على أنه‪ " :‬تعتبر سرقة علمية بمفهوم هذا القرار‪ ،‬كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ‬
‫الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم‪ ،‬أو كل من يشارك في عمل ثابت لالنتحال‬
‫وتزوير النتائج أو عكس في األعمال العلمية المطالب بها أو في أي منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى"‪.‬‬

‫إذ تجدر اإلشارة؛ إلى أن التعريف الجديد لم يذكر مصطلح – االنتحال‪ -‬واكتفى بذكر – التزوير والغش‪-‬‬
‫ومن ثم هل االنتحال ال يعد سرقة علمية؟‪.‬‬

‫كما أن كال التعريفين ذك ار بالتفصيل األشخاص الذي قد يصدر منهم فعل السرقة على مختلف درجاتهم العلمية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أسباب انتشار ظاهرة السرقة العلمية‬

‫بما أن السرقة العلمية أصبحت آفة للبحث العلمي‪ ،‬كان البد من التعرف على أهم األسباب التي أدت لتفاقم‬
‫هذه الظاهرة وسارعت في انتشارها‪.‬‬

‫• غياب الوازع الديني؛ إذ أنه لو علم الشخص الباحث لمراقبة هلل عز وجل له لما أقدم على هذا الفعل‪.2‬‬

‫فاالفتقار إلى مجموعة القيم والمبادئ في األوساط البحثية يعد من أهم األسباب لظهور هكذا ظواهر وخصوصا‬
‫في المجتمع العربي اإلسالمي‪.3‬‬

‫• غياب الوازع األخالقي؛ فمن ال يملك ملكة البحث ليس له الحق أن يأخذ أعمال غيره وينسبها إليه‪.‬‬

‫فالسرقة العلمية هي جريمة أخالقية قبل أن تكون علمية‪.‬‬

‫• غياب الردع القانوني؛ فلو كانت هناك نصوص صريحة وكذا قوانين ردعية ربما لم تتفاقم هذه الظاهرة‪.‬‬
‫• مشكلة الوقت؛ إذ تعتبر من األسباب المؤدية إلى السرقة العلمية فعدم استغالل الوقت على أكمل وجه‬
‫من قبل الباحثين وكذا تأجيل أعمالهم إلى أخر لحظة يعتبر حاف از قويا لسرقة أبحاث لألخرين‪.4‬‬

‫‪1‬‬
‫القرار رقم ‪ 933‬المؤرخ في ‪ 28‬جويلية ‪ ،2016‬يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫نور عامر‪ ،‬السرقة العلمية وميثاق أخالقيات مهنة التعليم العالي‪ ،‬مجلة الروائز‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد‪ ،01‬سنة‪ ،2021‬ص‪.345‬‬
‫‪3‬‬
‫هشام فروم‪ ،‬مظاهر السرقة العلمية في الجامعات الجزائرية وسبل مكافحتها‪ ،‬مجلة الميدان للدراسات الرياضية واالجتماعية واإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪،02‬‬
‫العدد‪ ،07‬جوان ‪ ،2019‬ص‪.342‬‬
‫معمري مسعود‪ ،‬عبد السالم بني محمد‪ ،‬ظاهرة السرقة العلمية مفهومها‪ ،‬أسبابها وطرق معالجتها‪ ،‬مجلة أفاق للعلوم‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬دون ذكر العدد‪ ،‬سبتمبر‬ ‫‪4‬‬

‫‪.2017‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬
‫زروقي أم كلثوم‬

‫• السعي نحو الحصول على الترقيات والدرجات العلمية؛ فغياب اإلرادة في البحث العلمي يشكل دافعا قويا‬
‫نحو ارتكاب هذا الفعل الشنيع‪ ،‬إذ يسعى بعض الباحثين إلى القيام بالبحوث العلمية األكاديمية ليس حبا‬
‫في البحث العلمي وإنما بغرض الحصول على الترقيات والشهادات‪.1‬‬
‫• التطور التكنولوجي؛ لقد سهل التطور التكنولوجي واإللكتروني عملية الوصول للمعلومة وهذا ما أثر سلبا‬
‫على قيمة البحث العلمي ومن ثم سمح للباحثين باالعتماد على مختلف طرق النسخ والنقل‪ 2‬وذلك من‬
‫غير بذل أي مجهود للتقصي عن مدى صحتها‪.‬‬

‫كما تعد من أسباب انتشار السرقة العلمية ما يلي‪:‬‬

‫• تدني مهارات الكتابة والتوثيق‪،‬‬


‫• ضعف مستوى التكوين في منهجية البحث العلمي‪،‬‬
‫• عدم االهتمام بمصداقية البحث العلمي‪،‬‬
‫• غياب الوعي بالسرقة العلمية‪...‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور السرقة العلمية الواردة في القرار رقم ‪1082‬‬

‫خصصنا هذه النقطة للتطرق لصور السرقة العلمية وذلك حسب ما جاءت به المادة ‪ 03‬من القرار‬
‫السالف الذكر‪ ،‬وتتمثل في‪:‬‬

‫▪ اقتباس كلي أو جزئي ألفكار أو معلومات أو نص أو فقرة أو مقطع من مقال منشور أو من كتب أو‬
‫مجالت أو دراسات أو تقارير أو من مواقع إلكترونية أو إعادة صياغتها دون ذكر مصادرها وأصحابها‬
‫األصليين‪،‬‬
‫▪ اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بين شولتين ودون ذكر مصادرها وأصحابها األصليين‪،‬‬
‫▪ استعمال معطيات خاصة دون تحديد مصدرها وأصحابها األصليين‪،‬‬
‫▪ استعمال برهان أو استدالل معين دون ذكر مصدره وأصحابه األصليين‪،‬‬
‫▪ نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أنجز من طرف هيئة أو مؤسسة واعتباره عمال شخصيا‪،‬‬
‫▪ استعمال انتاج فني معين أو ادراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية أو جداول إحصائية أو مخططات‬
‫في نص أو مقال دون اإلشارة إلى مصدرها وأصحابها األصليين‪،‬‬

‫‪1‬‬
‫عبد الجليل طواهير‪ ،‬أليات الوقاية من السرقة على ضوء القرار الوزاري‪ ،‬مجلة أفاق لألبحاث السياسية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ،07‬جوان ‪.2021‬‬
‫‪2‬‬
‫بيوض بدرة‪ ،‬سوالمية نورية‪ ،‬السرقات العلمية وتأثيرها على مصداقية البحث العلمي‪ ،‬مجلة الباحث للعلوم الرياضية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬عدد خاص‬
‫بأعمال الملتقى الوطني العلمي حول‪ ":‬أساسيات النشر في المجالت العلمية المحكمة)التطورات واالتجاهات الحديثة( نوفمبر ‪ ،2019‬ص‪.377‬‬

‫‪-5-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬
‫زروقي أم كلثوم‬

‫▪ الت رجمة من احدى اللغات إلى اللغة التي يستخدمها الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث‬
‫االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكر المترجم والمصدر‪،‬‬
‫▪ قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص أخر بإدراج‬
‫اسمه في بحث أو أي عمل علمي دون المشاركة في إعداده‪،‬‬
‫▪ قيام الباحث الرئيسي بإدراج اسم باحث أخر لم يشارك في إنجاز العمل بإذنه أو بدون إذنه بغرض‬
‫المساعدة على نشر العمل استنادا لسمعته العلمية‪،‬‬
‫▪ قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص أخر بتكليف‬
‫الطلبة أو أطراف أخرى بإنجاز أعمال علمية من أجل تبنيها في مشروع بحث أو إنجاز كتاب علمي أو‬
‫مطبوعة بيداغوجية أو تقرير علمي‪،‬‬
‫▪ استعمال األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص أخر‬
‫أعمال الطلبة ومذكراتهم كمداخالت في الملتقيات الوطنية والدولية أو لنشر مقاالت علمية بالمجالت‬
‫والدوريات‪،‬‬
‫▪ ادراج أسماء خبراء كأعضاء في اللجان العلمية للملتقيات الوطنية أو الدولية أو في المجالت والدوريات‬
‫من أجل كسب المصداقية دون علم وموافقة وتعهد كتابي من قبل أصحابها أو دون مشاركتهم الفعلية في‬
‫أعمالها‪،‬‬

‫وما يمكن مالحظته‪ ،‬أن هذه المادة ‪-‬المادة ‪ 03‬من القرار رقم ‪ -1082‬وسعت من األفعال التي تعد في نظر‬
‫التشريع الجزائري سرقة علمية وذلك لكي ال يتحجج أي أحد من عدم معرفته أو عدم إدراكه بأن هذا الفعل يعتبر‬
‫سرقة علمية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إجراءات النظر في اإلخطار بالسرقة العلمية‬

‫نجد أن القرار رقم ‪ 1082‬لسنة‪ 2020‬ميز بين اإلجراءات الواجب اتخاذها في حالة اإلخطار بالسرقة‬
‫العلمية بين الطالب واألستاذ مهما كانت درجته العلمية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إجراءات النظر في اإلخطار بالسرقة العلمية الخاصة بالطالب‬

‫من خالل استقرائنا للمواد من ‪ 08‬إلى ‪ 17‬من القرار السالف الذكر‪ ،‬نجد أنها بينت اإلجراءات المتخذة‬
‫في حالة ما إذا كان الطالب قد ارتكب سرقة علمية‪.‬‬

‫‪-6-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬
‫زروقي أم كلثوم‬

‫وتتمثل هذه اإلجراءات في‪:‬‬

‫‪ -‬يتم اإلخطار بوقوع سرقة علمية من أي شخص كان‪ ،‬مرتكبة من طرف الطالب وذلك بتقرير كتابي‬
‫مفصل ومرفق بالوثائق واألدلة المادية المثبتة ويسلم إلى مسؤول وحدة التعليم والبحث‪،‬‬
‫‪ -‬يقوم مسؤول وحدة التعليم والبحث بإحالة ذلك الملف فو ار إلى لجنة اآلداب واألخالقيات للمؤسسة من‬
‫أجل إجراء التحقيقات والتحريات الالزمة بشأنه‪،‬‬
‫‪ -‬تقدم لجنة اآلداب واألخالقيات للمؤسسة تقريرها النهائي لمسؤول وحدة التعليم والبحث بعد إجراء‬
‫التحقيقات والتحريات الالزمة وذلك في أجل ال يتعدى ‪ 30‬يوما ابتداء من تاريخ إخطارها بالواقعة‪،‬‬
‫‪ -‬إذا تضمن تقرير اللجنة ثبوت السرقة العلمية‪ ،‬يحيل مسؤول وحدة التعليم والبحث الملف على مجلس‬
‫تأديب الوحدة‪،‬‬
‫‪ -‬يتم إعالم الطالب المتهم بالسرقة العلمية من طرف مسؤول وحدة التعليم والبحث كتابيا بالوقائع المنسوبة‬
‫إليه واألدلة المادية الثبوتية مرفقا بمقرر اإلحالة على مجلس التأديب وتاريخ ومكان انعقاده خالل اآلجال‬
‫المنصوص عليها في التنظيم الساري المفعول‪،‬‬
‫‪ -‬إذ يجتمع مجلس تأديب وحدة التعليم والبحث في اآلجال المنصوص عليها في التنظيم المعمول به‬
‫للفصل في الوقائع المعروضة عليه‪،‬‬
‫‪ -‬يستمع أعضاء مجلس تأديب وحدة التعليم والبحث للتقرير الذي يقدمه أحد أعضاء لجنة اآلداب‬
‫واألخالقيات للمؤسسة ويجب أن يتضمن الوقائع المنسوبة للطالب واألدلة التي سمحت بالتأكد من صحة‬
‫وقوع السرقة العلمية‪ ،‬وبعد ذلك يتم االستماع للطالب المتهم من أجل تقديم دفاعه‪،‬‬
‫‪ -‬البد وأن يمثل ذلك الطالب شخصيا ما عدا في حالة القوة القاهرة يمكن إحضار أي شخص لمرافقته‬
‫في الدفاع عن نفسه بشرط أن يخطر مسؤول وحدة التعليم والبحث كتابيا بأسماء األشخاص الذين‬
‫يرافقونه في الدفاع عن نفسه قبل انعقاد مجلس التأديب بـ ‪ 03‬أيام على األقل‪،‬‬
‫‪ -‬غير أنه إذا تعذر حضور الطالب المتهم ألسباب مبررة يمكن أن يلتمس كتابيا من مسؤول وحدة التعليم‬
‫والبحث تمثيله من قبل مدافعه وأن يقدم مالحظاته ودفوعه كتابيا قبل انعقاد مجلس التأديب بـ ‪ 03‬أيام‪.‬‬
‫‪ -‬يتعين على مجلس التأديب أن يسجل في محضر االستماع الوقائع المنسوبة للطالب المتهم كما هي‬
‫محددة في تقرير لجنة اآلداب واألخالقيات للمؤسسة‪ ،‬إضافة لمالحظات الطالب المتهم وتبريراته‪،‬‬
‫‪ -‬إذ يفصل مجلس تأديب وحدة التعليم والبحث في الوقائع المنسوبة للطالب المتهم خالل اآلجال المحددة‬
‫في التنظيم المعمول به‪،‬‬

‫‪-7-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬
‫زروقي أم كلثوم‬

‫‪ -‬يمكن الطالب الطعن في القرار الذي يتخذه مجلس تأديب وحدة التعليم والبحث أمام مجلس تأديب‬
‫المؤسسة طبقا ألحكام القرار ‪ 371‬المؤرخ في‪ 11‬يونيو ‪.12014‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلجراءات الخاصة باألستاذ الباحث واألستاذ الباحث االستشفائي الجامعي والباحث الدائم‬

‫لقد بينت أيضا المواد من ‪ 18‬إلى ‪ 26‬اإلجراءات المتخذة في حالة ما إذا كان األستاذ مهما كانت درجته‬
‫العلمية من قام بالسرقة العلمية‪.‬‬

‫وتتمثل هذه اإلجراءات في‪:‬‬

‫‪ -‬أن يتم اإلخطار بوقوع سرقة علمية من قبل أي شخص‪ ،‬ترتكب من طرف األستاذ الباحث واألستاذ‬
‫الباحث االستشفائي الجامعي والباحث الدائم‪ ،‬ويكون ذلك بتقرير كتابي مفصل مرفق بالوثائق واألدلة‬
‫المادية المثبتة يسلم إلى مسؤول وحدة التعليم والبحث‪،‬‬
‫‪ -‬يقوم مسؤول وحدة التعليم والبحث بإحالة التقرير المذكور أعاله فو ار إلى لجنة اآلداب واألخالقيات‬
‫للمؤسسة من أجل إجراء التحقيقات والتحريات االزمة بشأنه‪،‬‬
‫‪ -‬تقدم لجنة اآلداب واألخالقيات للمؤسسة تقريرها النهائي لمسؤول المؤسسة بعد إجراء التحقيقات‬
‫والتحريات الالزمة في أجل ال يتعدى ‪ 45‬يوما‪ ،‬ابتداء من تاريخ اخطاره بواقعة السرقة العلمية‪،‬‬
‫‪ -‬عندما يتضمن تقرير لجنة اآلداب واألخالقيات للمؤسسة ثبوت وقوع السرقة العلمية يتولى مدير المؤسسة‬
‫إخطار اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء في اآلجال‪ 2‬المحددة في المادة ‪ 166‬من األمر ‪03-06‬‬
‫المؤرخ في ‪ 15‬يوليو‪،2006‬‬
‫‪ -‬يحق لألستاذ الباحث واألستاذ الباحث االستشفائي الجامعي والباحث الدائم أن يبلغ كتابيا باإلخطار‬
‫المنسوب إليه وأن يطلع على كامل ملفه التأديبي وأن يبلغ بتاريخ مثوله أمام اللجنة اإلدارية المتساوية‬
‫األعضاء بالبريد الموصى عليه‪ ،‬مع وصل استالم في أجل ‪ 15‬يوما ابتداء من تاريخ تحريك الدعوى‬
‫التأديبية‪،‬‬
‫‪ -‬تستمع اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء للتقرير الذي يقدمه أحد أعضاء لجنة اآلداب واألخالقيات‬
‫للمؤسسة‪ ،‬ويجب أن يتضمن الوقائع المنسوبة واألدلة التي سمحت بالتأكد من صحة وقوع السرقة‬
‫العلمية‪ ،‬وبعدها تستمع للطرف المتهم ليقدم دفاعه حول الوقائع المنسوبة إليه ويكون ذلك بمثوله شخصيا‬

‫‪1‬‬
‫قرار رقم ‪ 371‬المؤرخ في ‪ 14‬جوان‪ ،‬يتضمن إحداث المجالس التأديبية في مؤسسات التعليم العالي ويحدد تشكيلها وسيرها‪.‬‬
‫‪ 2‬وذلك في أجل ال يتعدى ‪ 45‬يوما ابتداء من تاريخ معاينة الخطأ‪ ،‬األمر رقم ‪ 03-06‬مؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ 2006‬يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة‬
‫العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬الجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬يوليو ‪.2006‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬
‫زروقي أم كلثوم‬

‫ما عدا في حالة القوة القاهرة‪ .‬كما يمكن أن يقدم مالحظاته كتابيا أو شفويا وله أن يستعين بمدافع‬
‫مسؤول أو بأي موظف يختاره بنفسه‪.‬‬

‫وفي حالة تقديمه لمبرر مقبول لغيابه له أن يلتمس من اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء المختصة تمثيله‬
‫من قبل مدافعه‪ .‬غير أنه في كال الحالتين يجب أن يخطر اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء كتابيا بأسماء‬
‫األشخاص الذين يختارهم للدفاع عنه أو تمثيله قبل انعقادها بـ ‪ 03‬أيام‪.‬‬

‫‪ -‬يجب على اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء أن تسجل في محضر االستماع الوقائع المنسوبة للطرف‬
‫المتهم كما هي محددة في تقرير مجلس اآلداب واألخالقيات للمؤسسة إضافة إلى مالحظات ودفوع‬
‫الطرف المتهم أو دفاعه‪،‬‬
‫‪ -‬يبلغ الطرف المعني بالقرار المتضمن العقوبة التأديبية في أجل ال يتعدى ‪ 08‬أيام ابتداء من تاريخ اتخاذ‬
‫القرار ويحفظ في ملفه اإلداري‪،‬‬
‫‪ -‬يمكن لألستاذ الباحث واألستاذ الباحث االستشفائي الجامعي والباحث الدائم الطعن في القرار الذي تتخذه‬
‫اللجنة اإلدارية المتساوية األعضاء أمام لجنة الطعن المختصة وفق الشروط واآلجال المنصوص عليها‬
‫في التشريع الساري‬
‫المفعول‪.‬‬

‫خاتمــــة‪:‬‬

‫وفي األخير يمكن القول؛ أن السرقة العلمية بمختلف صورها تمس بمصداقية ونزاهة البحث العلمي‬
‫لذلك كان لزاما سن نصوص تنظيمية من جهة للوقاية من هذه الظاهرة ومن جهة أخرى لردع مرتكبيها مهما‬
‫اختلفت درجاتهم العلمية‪.‬‬

‫‪-9-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬
‫زروقي أم كلثوم‬

‫ومن أهم التوصيات المتوصل إليها‪:‬‬

‫‪ -‬ينبغي إعداد دليل حول كيفيات تجنب السرقة العلمية ونشره في مواقع مؤسسات التعليم العالي والبحث‬
‫العلمي‪،‬‬
‫‪ -‬على مختلف جامعات الوطن استخدام برمجيات للكشف عن السرقة العلمية‪،‬‬
‫‪ -‬سن نصوص تشريعية صريحة تجرم وتعاقب على هذا الفعل‪،‬‬
‫‪ -‬تنظيم ندوات وأيام دراسية لفائدة الطلبة وكذا األساتذة الباحثين حول القواعد الصحيحة للتوثيق وكذا‬
‫كيف تجنب الوقوع في السرقة العلمية‪.‬‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المصادر‬
‫‪ -‬األمر رقم ‪ 03-06‬مؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ 2006‬يتضمن القانون األساسي العام للوظيفة العمومية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬الجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،46‬الصادر بتاريخ ‪ 16‬يوليو ‪.2006‬‬

‫‪ -‬القرار رقم ‪ 1082‬المؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،2020‬الذي يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة‬
‫العلمية ومكافحتها‪.‬‬

‫‪ -‬القرار رقم ‪ 933‬المؤرخ في ‪ 28‬جويلية ‪ ،2016‬يحدد القواعد المتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية‬
‫ومكافحتها‪.‬‬

‫‪ -‬قرار رقم ‪ 371‬المؤرخ في ‪ 14‬جوان ‪ ،2019‬يتضمن إحداث المجالس التأديبية في مؤسسات التعليم‬
‫العالي ويحدد تشكيلها وسيرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المراجع‬
‫‪ -1‬الكتب‪:‬‬

‫‪ -‬خالد عبد السالم‪ ،‬خياطي مصطفى‪ ،‬كيف تتجنب السرقات العلمية؟ دليل بيداغوجي عملي للطلبة‬
‫والباحثين الجامعيين‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سبتمبر ‪.2019‬‬

‫‪- 10 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫السرقة العلمية آفـة للبحث العلمي‬
‫زروقي أم كلثوم‬

‫‪ -2‬المقاالت‪:‬‬
‫بيوض بدرة‪ ،‬سوالمية نورية‪ ،‬السرقات العلمية وتأثيرها على مصداقية البحث العلمي‪ ،‬مجلة الباحث‬ ‫‪-‬‬
‫للعلوم الرياضية واالجتماعية‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬عدد خاص بأعمال الملتقى الوطني العلمي حول‪":‬‬
‫أساسيات النشر في المجالت العلمية المحكمة) التطورات واالتجاهات الحديثة( نوفمبر ‪.2019‬‬

‫‪ -‬رزيق بخوش‪ ،‬مفهوم السرقة العلمية وصورها في القانون الجزائري‪ ،‬دراسة تحليلية للقرار الوزاري رقم‬
‫‪ 1082‬لسنة ‪ ،2020‬مجلة الباحث للدراسات األكاديمية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،01‬سنة ‪.2023‬‬

‫‪ -‬سايح فاطمة‪ ،‬السرقات العلمية وسبل مكافحتها ‪-‬الحالة الجزائرية نموذجا‪ -‬مجلة العلوم اإلنسانية‪،‬‬
‫المركز الجامعي تندوف ‪-‬الجزائر‪ -‬المجلد ‪ ،01‬العدد‪.02‬‬

‫‪ -‬عبد الجليل طواهير‪ ،‬أليات الوقاية من السرقة على ضوء القرار الوزاري‪ ،‬مجلة أفاق لألبحاث السياسية‬
‫والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ،07‬جوان ‪.2021‬‬

‫‪ -‬معمري مسعود‪ ،‬عبد السالم بني محمد‪ ،‬ظاهرة السرقة العلمية مفهومها‪ ،‬أسبابها وطرق معالجتها‪،‬‬
‫مجلة أفاق للعلوم‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬دون ذكر العدد‪ ،‬سبتمبر ‪.2017‬‬

‫‪ -‬نور عامر‪ ،‬السرقة العلمية وميثاق أخالقيات مهنة التعليم العالي‪ ،‬مجلة الروائز‪ ،‬المجلد ‪،05‬‬
‫العدد‪ ،01‬سنة‪.2021‬‬

‫‪ -‬هشام فروم‪ ،‬مظاهر السرقة العلمية في الجامعات الجزائرية وسبل مكافحتها‪ ،‬مجلة الميدان للدراسات‬
‫الرياضية واالجتماعية واإلنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،02‬العدد‪ ،07‬جوان ‪.2019‬‬

‫‪ -3‬المواقع االلكترونية‪:‬‬

‫‪/ https://units.imamu.edu.sa/colleges/science‬‬

‫‪- 11 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة‬
‫وتكنولوجية الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬

‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية‬


‫‪Modern digital software and protection of scientific integrity‬‬

‫مفتاح حرشاو‬ ‫ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‬


‫جامعة سطيف ‪2‬‬ ‫جامعة الجزائر ‪1‬‬
‫‪harchaou.meftah@gmail.com‬‬ ‫‪nassiabbassene@gmail.com‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫أصبح االهتمام بالرأسمال الفكري أكثر ضرورة مع استفحال ظاهرة سرقة األفكار والسطو عليها في األوساط الجامعية‪،‬‬
‫خاصة في ظل التحديات التي تطرحها البيئة الرقمية واملتمثلة أساسا في سهولة عملية السرقة العلمية‪.‬‬
‫لهذا كان البد من االستعانة بوسائل من الطبيعة التقنية ملواجهة هذه الظاهرة والحد منها‪ ،‬فظهر ما يعرف ببرمجيات‬
‫كشف السرقة واالنتحال العلميين‪ ،‬والتي أصبحت معتمدة من قبل الشركات والجامعات البحثية في العالم‪ ،‬نظرا لنجاعتها في‬
‫الكشف عن السرقات العلمية‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪ :‬السرقة العلمية‪ ،‬االنتحال العلمي‪ ،‬البرمجيات‪ ،‬الباحث‪ ،‬النزاهة العلمية‪ ،‬األمانة العلمية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪Attention to intellectual capital has become more necessary with the increase in the phenomenon‬‬
‫‪of idea theft and theft of ideas in academia, especially in light of the challenges posed by the digital‬‬
‫‪environment, mainly represented in the ease of the scientific flight process.‬‬
‫‪That is why it was necessary to use means of a technical nature to face and limit this phenomenon,‬‬
‫‪thus appeared what is called scientific theft and plagiarism detection software, which has become‬‬
‫‪accredited by companies of research and universities around the world, due to its effectiveness in‬‬
‫‪detecting scientific theft.‬‬
‫‪Keywords: scientific theft, plagiarism, software, researcher, scientific integrity, scientific integrity.‬‬

‫مقدمة‬
‫يشهد عصرنا الحالي تدفقا معرفيا هائال‪ ،‬يسهم وبشكل مباشر وفعال في تحقيق التطور والتقدم في شتى امليادين‪ ،‬والذي‬
‫يشكل البحث العلمي فيه السبيل الوحيد إلحداث التقارب بين األمم والقضاء على الفجوات الكبيرة بينها؛ فالبحث العلمي‬
‫باعتباره جهدا فكريا وعلميا منظما يهدف إلى تنمية وإضافة املعارف الجديدة وتقديم الحلول واإلسهامات التي من شأنها‬
‫املساهمة في تحقيق نهضة شاملة‪.‬‬
‫بهذا تلعب الجامعة دورا هاما في بناء وتحقيق نهضة معرفية‪ ،‬وكل هذا ال يتحقق إال باالهتمام بالبحث العلمي الذي يجب‬
‫أن يتميز بالجدية واألمانة العلمية؛ إال أن الواقع الحالي‪ ،‬وبفعل االنتشار الواسع لالستخدامات التكنولوجية الحديثة‪ ،‬أفرز إلى‬

‫‪-1-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية ‪ ---------------------------------------------------------‬ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‪ ،‬مفتاح حرشاو‬

‫الوجود البحثي املعرفي ظاهرة السرقة العلمية التي أصبحت تهدد جودة البحث العلمي‪ ،‬كما أثرت سلبا على تنمية وتيرة البحث‬
‫العلمي في الجامعات الجزائرية‪.‬‬
‫أمام هذه التحديات‪ ،‬أصبح من الضروري االهتمام بالرأسمال الفكري؛ إذ استفحلت سرقة األفكار والبحوث العلمية‬
‫بشكل رهيب في األوساط الجامعية‪ ،‬وفي سبيل ذلك سعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي إلى سن تشريعات تجرم هذه‬
‫األفعال التي تنافي أخالقيات البحث العلمي‪ ،‬على غرار القرار رقم ‪ 933‬املؤرخ في ‪ 28‬جويلية سنة ‪ 2016‬املحدد للقواعد املتعلقة‬
‫بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪ ،‬والقرار رقم ‪ 1082‬املؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ 2020‬املحدد للقواعد املتعلقة بالوقاية من‬
‫السرقة العلمية ومكافحتها‪.‬‬
‫في باملقابل‪ ،‬ونظرا للتحديات الكبيرة التي تطرحها البيئة الرقمية والتي من شأنها الحد من فعالية هذه الترسانة القانونية‬
‫في مواجهة السرقة العلمية؛ فالبد من االعتماد على آليات من الطبيعة التقنية بهدف أخلقة البحث العلمي وحماية اإلنتاج‬
‫الفكري على غرار برامج ‪ ،Plagiarism Detect،Plagiarism ،Chkforplagiarism‬باإلضافة إلى االستعانة ببعض املواقع‬
‫اإللكترونية املتخصصة في كشف االنتحال العلمي‪.‬‬
‫انطالقا مما سبق‪ ،‬سنحاول من خالل مداخلتنا هاته تسليط الضوء على دور هذه البرمجيات والتطبيقات الحديثة في‬
‫الحد من السرقات العلمية بمختلف أنواعها وأشكالها‪ ،‬والتي أصبحت اليوم تشكل هاجسا يؤرق الباحثين في األوساط الجامعية‪،‬‬
‫من خالل اإلجابة على اإلشكالية التالية‪ :‬كيف تعمل البرمجيات الرقمية على مكافحة السرقة العلمية والحد منها؟‬
‫مجيبين عنها باعتماد مبحثين‪:‬‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم السرقة العلمية‬
‫املبحث الثاني‪ :‬البرمجيات الرقمية الحديثة آلية مستحدثة ملواجهة السرقة العلمية‬
‫املبحث األول‪ :‬مفهوم السرقة العلمية‬
‫تعد السرقة العلمية مفهوما معقدا وصعب التحديد‪ ،‬رغم وجودها منذ القدم؛ فهي ليست بظاهرة جديدة؛ إال أنها‬
‫استفحلت بشكل رهيب في السنوات األخيرة بسبب االنتشار الواسع الستخدام شبكة األنترنت التي تتوافر فيها ماليين املراجع‬
‫واملصادر‪ ،‬ما خلف اعتقادا بين رود هذه الشبكة بأن هذه األخيرة متاحة للجميع تستغل كيفما كان‪.‬‬
‫ولإلملام بمفهوم السرقة العلمية البد من تحديد تعريفها وأشكالها وأنواعها (مطلب أول)‪ ،‬ومن ثمة البد من الوقوف على‬
‫األسباب املؤدية لظهورها وانتشارها (مطلب ثان)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬السرقة العلمية‪ :‬تعريفها‪ ،‬أشكالها وأنواعها‬
‫يقتض ي الوقوف على مفهوم السرقة العلمية‪ ،‬التطرق إلى تعريفها (فرع أول)‪ ،‬تحديد أشكالها (فرع ثان)‪ ،‬وأخير تعداد‬
‫أنواعها (فرع ثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف السرقة العلمية‬
‫تجد السرقة العلمية تعريفها في اللغة (أوال)‪ ،‬في االصطالح الفقهي (ثانيا)‪ ،‬وفي االصطالح القانوني (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬السرقة العلمية لغة‬
‫‪ Plagiat-Plagiarism‬كلمة التينية مشتقة من ‪ Plagiarus‬وتعني مختطف‪ ،‬وتقابلها في اللغة العربية كلمة "انتحال"‪ ،‬وتعني‬
‫ادعاء ما ال أصل له؛ بمعنى قيام شخص بنسبة ش يء لنفسه وهو في األصل لغيره‪ .‬ويقال »انتحل الش يء وتنحله إذا ادعاه لنفسه‬
‫وهو لغيره«‪ .‬وعموما فإن كلمة ‪ Plagiat‬في اللغة الالتينية أو كلمة "انتحال" في اللغة العربية تعني »النسبة بغير وجه حق«‪،‬‬

‫‪-2-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية ‪ ---------------------------------------------------------‬ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‪ ،‬مفتاح حرشاو‬

‫ويتحقق ذلك عندما يدعي شخص شيئا ماديا أو معنويا وينسبه لنفسه‪ ،‬وهو في األصل يعود لغيره‪ ،‬وبهذا يشمل هذا التعريف‬
‫االنتحال املادي واالنتحال املعنوي(‪.)1‬‬

‫ثانيا‪ :‬السرقة العلمية اصطالحا‬


‫اختلفت التعريفات املقدمة بشأن السرقة العلمية باختالف الزوايا التي ينظر إليها؛ فهناك من عرفها على أنها‪» :‬قيام‬
‫الكاتب متعمدا باستخدام كلمات أو أفكار أو معلومات "ليست عامة" خاصة بشخص آخر دون تعريف أو ذكر هذا الشخص أو‬
‫مصدر هذه الكلمات أو املعلومات منسبا إياها لنفسه(‪ .«)2‬وعرفها آخرون على أنها‪» :‬مفهوم شامل يعني السطو على أفكار اآلخرين‬
‫املنشورة في بحوث أو مقاالت أو دراسات ذات قيمة علمية‪ ،‬بما في ذلك االنتحال ‪ ،Plagiarism‬أو الغش ‪ Cheating‬أو القرصنة‬
‫‪Piracy‬؛ أي السطو على اإلنتاج الفكري لآلخرين ونشره دون اإلشارة إلى املصدر األصلي بما يخالف قواعد النقل واالقتباس الذي‬
‫يعد حقا مشروعا للجميع(‪.«)3‬‬
‫كما عرفت السرقة العلمية بأنها‪» :‬انتحال عمل شخص ما سواء عن طريق العمد أو الصدفة‪ ،‬وسواء كان السلوك‬
‫شعوريا أو ال شعوريا(‪ ،«)4‬وعرفها أيضا الكيالني بأنها‪»:‬اغتصاب اإلنتاج العقلي أيا كان نوعه‪ ،‬أدبيا أو علميا‪ ،‬ونشره دون اإلشارة‬
‫للمصدر األصلي« (‪.)5‬‬
‫ثالثا‪ :‬السرقة العلمية قانونيا‬
‫تم تعريف السرقة العلمية في القرار الوزاري رقم ‪ ،933‬املتعلق بتحديد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية‬
‫ومكافحتها(‪ ،)6‬إذ نصت املادة الثالثة منه على أنه‪» :‬تعتبر سرقة علمية بمفهوم هذا القرار‪ ،‬كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ‬
‫يشارك في عمل ثابت لالنتحال وتزوير النتائج أو غش في األعمال العلمية املطالب بها أو في أي منشورات علمية أو بيداغوجية‬
‫أخرى«‪.‬‬
‫وهو التعريف ذاته الذي أورده القرار الوزاري رقم ‪ ،1082‬املحدد للقواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية‬
‫ومكافحتها(‪ )7‬مع حذف كلمة "لالنتحال"‪ ،‬وهذا ما نصت عليه املادة الثالثة من هذا القرار‪ ،‬إذ جاء في نصها‪» :‬تعتبر سرقة علمية‬
‫بمفهوم هذا القرار‪ ،‬كل عمل يقوم به الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم‪ ،‬أو‬
‫من يشارك في فعل تزوير ثابت للنتائج أو غش في األعمال العلمية املطالب بها‪ ،‬أو في أي منشورات علمية أو بيداغوجية أخرى«‪.‬‬
‫بناء على ما تقدم من تعريفات يمكننا أن نعرف السرقة العلمية على أنها سطو واستحواذ الباحث على أفكار ومعلومات‬
‫منشورة لباحثين آخرين سواء في شكل أبحاث أو مقاالت ونسبها إليه دون وجه حق‪ ،‬منكرا بذلك املصدر األصلي لها‪ ،‬ومتجاهال‬
‫قواعد االقتباس والنقل املعترف به كحق مشروع للجميع‪.‬‬
‫كما تفيد التعريفات السابقة أن السرقة العلمية تتميز بمجموعة من الخصائص‪ ،‬نذكرها فيما يلي(‪:)8‬‬

‫(‪ )1‬أجعود سعاد‪ ،‬السرقة العلمية وطرق مكافحتها‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد الثاني‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،‬ديسمبر‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.566‬‬
‫‪2‬‬
‫‪( )Ibrahim FATMA and other, Scientific plagiarism and the law in the digital environment, (IJMCT), 2020, 2 (1), p 99.‬‬
‫‪(3) Ibid.‬‬
‫(‪ )4‬السالم سالم بن محمد‪ ،‬السرقات العلمية في البيئة اإللكترونية‪ :‬دراسة للتحديات والتشريعات املعنية بحماية حقوق التأليف‪ ،‬املؤتمر السادس لجمعية املكتبات واملعلومات‬
‫السعودية‪ :‬البيئة املعلوماتية اآلمنة‪ :‬املفاهيم والتشريعات والتطبيقات‪ ،‬الرياض‪ ،‬يومي ‪ 6‬و ‪ 7‬أفريل ‪ ،2010‬ص ‪.8‬‬
‫(‪ )5‬الكيالني جمال أحمد زيد‪ ،‬السرقة العلمية واملسؤولية الجنائية املترتبة عليها‪ ،‬دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬املجلد ‪ ،46‬العدد (‪ ،)1‬ملحق (‪ ،)1‬جامعة األردن‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2019‬ص ‪.410‬‬
‫(‪ )6‬قرار رقم ‪ 933‬مؤرخ في ‪ 28‬جويلية ‪ ،2016‬صادر عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬يحدد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقات العلمية ومكافحتها‪( .‬ملغى)‪.‬‬
‫(‪ )7‬قرار رقم ‪ 1082‬مؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،2020‬صادر عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬يحدد القواعد املتعلقة بالوقاية من السرقات العلمية ومكافحتها‪.‬‬
‫(‪ )8‬جعفر إيمان سعيد‪ ،‬االنتحال العلمي‪ :‬مظاهره‪ -‬أسبابه‪ -‬آليات الحد منه‪ ،‬املجلة الدولية لعلوم املكتبات واملعلومات‪ ،‬املجلد ‪ ،8‬العدد (‪ ،)3‬الجمعية املصرية للمكتبات‬
‫واملعلومات واألرشيف‪ ،‬مصر‪ ،‬جويلية‪-‬سبتمبر ‪ ،2021‬ص ‪.291‬‬

‫‪-3-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية ‪ ---------------------------------------------------------‬ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‪ ،‬مفتاح حرشاو‬

‫‪ -‬تمثل السرقة العلمية اعتداء على الحق الفكري للمؤلف؛‬


‫‪ -‬تتحقق السرقة العلمية سواء توافرت نية السرقة أو لم تتوافر؛‬
‫‪ -‬تتحقق السرقة العلمية بمجرد قيام الباحث بنقل اإلنتاج العلمي الخاص باآلخرين ونسبه إليه؛‬
‫‪ -‬يتحقق الوقوع في السرقة العلمية بمجرد إسقاط ذكر مصدر املعلومات املنقولة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬أشكال وصورالسرقة العلمية‬


‫حددت الوزارة الوصية على التعليم العالي والبحث العلمي ‪ 12‬شكال وصورة للسرقة العلمية‪ ،‬وذلك بمقتض ى املادة الثالثة‬
‫من القرار رقم ‪ 1082‬املحدد للقواعد املتعلقة بالوقاية من السرقة العلمية ومكافحتها‪ ،‬واملتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬اقتباس كلي أو جزئي ألفكار أو معلومات أو نص أو فقرة أو مقطع من مقال منشور أو من كتب أو مجال أو دراسات أو‬
‫تقارير أو من مواقع إلكترونية‪ ،‬أو إعادة صياغتها دون ذكر مصادرها وأصحابها األصليين؛‬
‫‪ -‬اقتباس مقاطع من وثيقة دون وضعها بين شولتين‪ ،‬ودون ذكر مصدرها وأصحابها األصليين؛‬
‫‪ -‬استعمال معطيات خاصة دون تحديد مصدرها وأصحابها األصليين؛‬
‫‪ -‬استعمال برهان أو استدالل معين دون ذكر مصدره وأصحابه األصليين؛‬
‫‪ -‬نشر نص أو مقال أو مطبوعة أو تقرير أنجز من طرف هيئة أو مؤسسة واعتباره عمال شخصيا؛‬
‫‪ -‬استعمال إنتاج فني معين أو إدراج خرائط أو صور أو منحنيات بيانية أو جداول إحصائية أو مخططات في نص أو مقال‬
‫دون اإلشارة إلى مصدرها وأصحابها األصليين؛‬
‫– الترجمة من إحدى اللغات إلى اللغة التي يستخدمها الطالب أو األستاذ الباحث أو األستاذ االستشفائي الجامعي أو‬
‫الباحث الدائم بصفة كلية أو جزئية دون ذكر املترجم واملصدر؛‬
‫‪ -‬قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر بإدراج اسمه في‬
‫بحث أو أي عمل علمي دون املشاركة في إعداده؛‬
‫‪ -‬قيام الباحث الرئيس ي بإدراج اسم باحث آخر لم يشارك في إنجاز العمل بإذنه أو بدون إذنه‪ ،‬بغرض املساعدة على نشر‬
‫العمل استنادا لسمعته العلمية؛‬
‫‪ -‬قيام األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر بتكليف الطلبة أو‬
‫أطراف أخرى بإنجاز أعمال علمية من أجل تبنيها في مشروع بحث‪ ،‬أو إنجاز كتاب علمي أو مطبوعة بيداغوجية أو تقرير علمي؛‬
‫‪ -‬استعمال األستاذ الباحث أو األستاذ الباحث االستشفائي الجامعي أو الباحث الدائم أو أي شخص آخر أعمال الطلبة‬
‫ومذكراتهم كمداخالت في امللتقيات الوطنية والدولية‪ ،‬أو لنشر مقاالت باملجالت والدوريات؛‬
‫‪ -‬إدراج أسماء خبراء كأعضاء في اللجان العلمية للملتقيات الوطنية أو الدولية أو في املجالت والدوريات‪ ،‬من أجل كسب‬
‫املصداقية دون علم وموافقة وتعهد كتابي من قبل أصحابها‪ ،‬أو دون مشاركتهم الفعلية في أعمالها‪.‬‬
‫املالحظ أن هذه األشكال والصور التي يمكن أن تتخذها السرقة العلمية في األوساط الجامعية والبحثية‪ ،‬قد أتت على‬
‫سبيل الحصر ال املثال‪ ،‬وهذا ما يستنتج من خالل العبارة "ولهذا الغرض‪ ،‬تعتبر سرقة علمية ما يأتي‪ "...‬الواردة في صلب املادة‬
‫الثالثة من القرار رقم ‪ 1082‬سالف الذكر‪ ،‬عليه فإنه ال يعد سرقة علمية أي عمل لم يذكر ضمن هذه الصور املحددة من طرف‬
‫وزارة التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬

‫‪-4-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية ‪ ---------------------------------------------------------‬ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‪ ،‬مفتاح حرشاو‬

‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع السرقة العلمية‬


‫تعددت أنواع السرقة العلمية بتعدد واختالف األعمال التي يأتيها الباحث مهما كانت درجته أو صفته العلمية؛ إذ يمكن‬
‫أن تتم السرقة العلمية عن طريق النسخ واللصق (أوال)‪ ،‬أو عن طريق استبدال الكلمات (ثانيا)‪ ،‬أو عن طريق سرقة األفكار‬
‫(ثالثا)‪ ،‬كما يمكن أن تكون باستعمال االستعارة (رابعا)‪ ،‬باإلضافة إلى السرقة عن طريق الترجمة (خامسا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬السرقة العلمية عن طريق النسخ واللصق‬
‫في هذا النوع من السرقة العلمية‪ ،‬يقوم الباحث بنسخ ولصق املعلومات دون اإلشارة إلى مصدرها األصلي‪ ،‬كما يعرف هذا‬
‫النوع باالنتحال الحرفي‪ ،‬والذي يعرف انتشارا واسعا بين الباحثين‪ ،‬خاصة مع توافر املصادر اإللكترونية التي سهلت عملية‬
‫اللصق والنسخ دون مراعاة لعالمات االقتباس مع الغياب التام لإلشارة للمصدر األصلي الذي استقيت منه املعلومة أو الفكرة(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ :‬السرقة العلمية عن طريق استبدال الكلمات‬
‫تتحقق السرقة العلمية بطريقة استبدال الكلمات عن طريق اقتباس الجمل من أحد املصادر‪ ،‬مع تغيير بعض كلماتها‬
‫وألفاظها إلضفاء االبتكار عليها(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ :‬السرقة العلمية عن طريق سرقة األفكار‬
‫في هذه الحالة‪ ،‬يقوم الباحث بأخذ أفكار من سبقوه في البحث دون اإلشارة ملصدرها األصلي ‪.‬‬
‫)‬‫‪3‬‬‫(‬

‫رابعا‪ :‬السرقة العلمية عن طريق االستعارة‬


‫تتم السرقة العلمية باستخدام االستعارة متى ما أخذ الباحث أمثلة أو صورا أو رسومات أو جداول ونقلها من مصدر أو‬
‫مصادر أخرى‪ ،‬والقيام بإنجاز شبيهاتها بغية توضيح أفكاره دون إشارة ملصدرها األصلي الذي أبدعها(‪.)4‬‬
‫خامسا‪ :‬السرقة العلمية عن طريق الترجمة‬
‫يتم هذا النوع من السرقة العلمية بترجمة بحث أو مقال أجنبي إلى لغة أخرى‪ ،‬ففي هذه الحالة يسند الباحث هذا اإلنتاج‬
‫الفكري لنفسه على أنه من إبداعه‪ ،‬وهذا النوع منتشر بكثرة في األوساط الجامعية؛ إذ غالبا ما يعمد الباحثون إلى ترجمة أبحاث‬
‫ومطبوعات منشورة في مجالت دولية وتقديمها على أساس أنها من إبداعهم بغرض نيل الترقية أو نيل درجة علمية أعلى(‪.)5‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن هناك من صنفها إلى(‪:)6‬‬
‫‪ -‬سرقة علمية كلية‪ :‬تتمثل في النقل الكلي والحرفي؛ ففي هذه الحالة يقع االختالس والسرقة على الش يء املكتوب وليس مجرد‬
‫األفكار‪.‬‬
‫‪ -‬سرقة علمية جزئية‪ :‬في هذه الحالة يلجأ الباحث إلى اقتباس جزئية من مصنف أو فقرات عديدة من كتب مختلفة دون اإلشارة‬
‫ملصدرها‪ ،‬فيتجلى ظاهريا للقارئ بأنه صاحب هذا اإلنتاج الفكري‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أسباب تفش ي السرقة العلمية‬
‫هناك أسباب عدة تقف وراء انتشار واستفحال ظاهرة السرقة العلمية في األوساط الجامعية خاصة في ظل االستعمال‬
‫الواسع للوسط الرقمي‪ ،‬والتي يمكننا إيجازها فيما يلي من النقاط(‪:)7‬‬

‫‪(1) Ibrahim FATMA and other, Previous reference, p 103.‬‬


‫(‪ )2‬أجعود سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.568‬‬
‫(‪ )3‬أجعود سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.568‬‬
‫(‪ )4‬الجندي محمود عبد الكريم‪ ،‬برامج اكتشاف االنتحال في البيئة الرقمية املتاحة عبر الويب‪ :‬دراسة مسحية تجريبية‪ ،‬املجلة الدولية لعلوم املكتبات واملعلومات‪ ،‬العدد ‪،2‬‬
‫الجمعية املصرية للمكتبات واملعلومات واألرشيف‪ ،‬مصر‪ ،‬جوان ‪ ،2014‬ص ‪.15‬‬
‫(‪ )5‬مهاوات عبد القادر وببوش محمد العربي‪ ،‬دور الوسائل اإللكترونية الحديثة في حماية البحث العلمي من السرقات‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات‪ ،‬املجلد (‪ ،)15‬العدد (‪ ،)1‬جامعة‬
‫الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،2018 ،‬ص ‪.194‬‬
‫(‪ )6‬أجعود سعاد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.569‬‬
‫(‪ )7‬رجب فوزي‪ ،‬االنتحال العلمي‪ ،‬إصدار خاص عن منظمة املجتمع العلمي العربي‪ ،‬قطر‪ ،‬ص ‪.25‬‬

‫‪-5-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية ‪ ---------------------------------------------------------‬ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‪ ،‬مفتاح حرشاو‬

‫‪ -‬وفرة املعلومات واملصادر الرقمية املختلفة عبر الشبكية العنكبوتية؛‬


‫‪ -‬نقص الوعي واإلدراك لدى الطلبة أو الباحثين بمفهوم السرقة العلمية بسبب عدم تلقيه وإدراجه ضمن املقررات‬
‫الدراسية؛‬
‫‪ -‬الضغط الكثيف على الطلبة من خالل تكليفه بالقيام بواجبات عديدة قبل فترة االمتحانات؛ ما يدفعه إلى ارتكاب مثل‬
‫هذا الفعل بسبب ضيق الوقت؛‬
‫‪ -‬الرغبة في التميز والنجاح وتجنب الفشل يدفع الباحث أحيانا إلى النسخ؛‬
‫‪ -‬نقص أو انعدام املكنة البحثية لدى الباحث؛‬
‫‪ -‬االعتقاد الراسخ بعدم انتباه صاحب اإلبداع الفكري األصلي لعملية السرقة العلمية التي تطال إنتاجه؛‬
‫‪ -‬عجز الباحث وعدم قدرته على إعادة صياغة األفكار واملعلومات بأسلوبه الخاص‪.‬‬
‫إضافة إلى تلك األسباب املذكورة أعاله؛ فإنه توجد مجموعة أخرى من األسباب التي أدت إلى انتشار السرقة العلمية‬
‫خاصة في املحيط الرقمي‪ ،‬والتي يتمثل أهمها في(‪:)1‬‬
‫‪ -‬صعوبة اكتشاف السرقة ومقاضاة مرتكبها؛‬
‫‪ -‬التطور التقني السريع املساعد على اختراق النظم من طرف قراصنة ولصوص املعرفة؛‬
‫‪ -‬غياب األنظمة والقوانين الرادعة‪ ،‬باإلضافة إلى صعوبة السيطرة على مثل هذه األفعال َ‬
‫املج َّرمة؛‬
‫‪ -‬خصوصية الفضاء الرقمي الالمادي التي تصعب من مهمة التعرف على مكان تواجد مرتكب السرقة العلمية وتحديد‬
‫هويته‪ ،‬وبالتالي صعوبة اكتشاف هذا الفعل‪ ،‬ما يجعل هذا األخير يمر دون رقابة‪.‬‬
‫وفي نظرنا فإن من أهم أسباب انتشار السرقة العلمية في األوساط الجامعية غياب الوازع الديني لدى بعض الباحثين؛ إذ‬
‫ُ‬
‫حرم هكذا تصرفات‪.‬‬ ‫أصبحت الرغبة في الحصول على الدرجات العلمية تلغي وتتجاهل مبادئ ديننا الحنيف الذي ي ِّ‬
‫املبحث الثاني‪ :‬البرمجيات الرقمية الحديثة آلية مستحدثة ملواجهة السرقة العلمية‬
‫الشك في أن التطور التكنولوجي أسهم وبشكل كبير في إتاحة املعلومات وتسهيل الوصول إليها واالستفادة منها‪ ،‬لكن‬
‫باملقابل ظهرت معه ظاهرة السرقة العلمية التي استدعت ضرورة إيجاد اآلليات الكفيلة بمواجهتها والحد منها‪ ،‬والتي من بينها‬
‫اآللية التقنية التي تعتمد على برمجيات جد متطورة أعدت خصيصا للكشف عن السرقات العلمية‪ ،‬والتي أصبحت تستخدم من‬
‫طرف الجامعات والشركات الكبرى‪.‬‬
‫للتعرف على هذه البرمجيات البد من تحديد مفهومها (مطلب أول)‪ ،‬ومن ثم إيراد أهم برمجيات السرقة العلمية (مطلب‬
‫ثان)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬مفهوم البرمجيات الرقمية املستعملة للكشف عن السرقة العلمية‬
‫يشمل تحديد مفهوم البرمجيات املستعملة في عملية الكشف عن السرقة العلمية تحديد تعريفها وخصائصها (فرع أول)‪،‬‬
‫كيفية عملها (فرع ثان)‪ ،‬وتحديد أنواعها (فرع ثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف وخصائص برمجيات الكشف عن السرقة العلمية‬
‫البد من تعريف برمجيات الكشف عن السرقة العلمية (أوال)‪ ،‬ومن ثم تحديد أهم خصائصها (ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف برمجيات الكشف عن السرقة العلمية‬
‫أفرزت تكنولوجيا االتصال واملعلومات‪ ،‬برمجيات إلكترونية أو رقمية من شأنها املساهمة في الكشف عن السرقة العلمية‬
‫والحد منها؛ ما قد يحقق حماية فعالة لإلبداع واإلنتاج الفكريين في األوساط الجامعية‪ ،‬واألكثر من ذلك؛ فهي قد تبلغ حد أخلقة‬

‫(‪ )1‬قالتي عبد الكريم وشيبي وسام‪ ،‬اللغة الحماية العلمية في ظل تكنولوجيا املعلوماتية‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات اإلعالمية‪ ،‬املجلد (‪ ،)2‬العدد (‪ ،)6‬جامعة العربي التبس ي‪ ،‬تبسة‪،‬‬
‫جوان ‪ ،2018‬ص ‪.38‬‬

‫‪-6-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية ‪ ---------------------------------------------------------‬ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‪ ،‬مفتاح حرشاو‬

‫البحث العلمي وتعزيز ثقافة النزاهة في البحث‪ .‬فيرى محمد الجوادي بأن السرقة الفكرية ستختفي مستقبال بظهور البرمجيات‬
‫املتخصصة‪ ،‬مضيفا أنه ال مستقبل للسرقات الفكرية لكون الكومبيوتر أنتج برامجا تكشف السرقات(‪.)1‬‬
‫عليه‪ ،‬فإن برمجيات الكشف عن السرقة العلمية عبارة عن برامج متاحة على الشبكة العنكبوتية‪ ،‬وقد تكون مجانية أو‬
‫بمقابل‪ ،‬يتمحور دورها حول تكشيف ومضاهاة النصوص للكشف عن االنتحال أو السرقة‪ ،‬يعتمد عليها املؤلفون والباحثون‬
‫وأهم املؤسسات واملجالت البحثية‪ ،‬للوقوف على خلو البحث أو الرسالة من مظاهر االستالل واالنتحال الظاهرة والضمنية‬
‫منها(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ :‬خصائص برمجيات الكشف عن السرقة العلمية‬
‫تتميز هذه البرمجيات الرقمية الحديثة بمجموعة من الخصائص نوجزها فيما يلي من النقاط(‪:)3‬‬
‫‪ -‬تتيح هذه البرمجيات إمكانية الحصول على تقرير يوضح نسبة التطابق سواء كان تاما أو جزئيا لإلنتاج املقدم للنشر؛‬
‫ُ‬
‫‪ -‬خاصية تحميل الوثائق وإخضاعها لالختبار في وقت قصير‪ ،‬مع حفظ الشكل األصلي للبحث املحمل؛‬
‫‪ -‬الدقة في النتائج املتوصل إليها في التقرير عن نسبة التشابه؛‬
‫‪ -‬ترك السلطة التقديرية للمجالت العلمية في تحديد نسبة القبول استنادا إلى النتائج املتوصل إليها‪ ،‬وبالتالي فإن القرار‬
‫النهائي يرجع ملحرر املجلة للبدء في مرحلة تحكيم البحث املقدم للنشر‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه ورغم هذه الخصائص واملميزات التي تتميز هذه البرمجيات؛ إال أنه هناك ثغرات قصور يعتريها‪،‬‬
‫ويكمن في نقطتين رئيسيتين(‪:)4‬‬
‫األولى‪ :‬قد يؤدي إدخال بعض التعديالت على صياغة عبارات وجمل مع إعادة ترتيبها إلى عدم دقة املضاهاة‪ ،‬ما قد يعني فشل‬
‫البرنامج في الكشف عن السرقة واالنتحال العلميين‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬استحالة رصد وجود وتحقق االنتحال عن طريق نص ثم انتحاله من مصدر غير موجود في قاعدة بيانات البرنامج أو‬
‫النظام املستعمل في عملية الكشف والرصد‪ ،‬بسبب اعتماد هذه البرمجيات في مضاهاة النصوص على املصادر املوجودة في‬
‫قواعد بياناتها فقط‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬كيفية عمل البرمجيات للكشف عن السرقة العلمية‬
‫تتم عملية الكشف عن االنتحال والسرقة العلميين باستعمال البرمجيات الحديثة بطريقتين‪ ،‬تعتمد األولى على البحث‬
‫عن النصوص عن طريق محركات البحث لبيان مدى مطابقتها للنص الذي نقلت منه‪ ،‬في حين تعتمد الثانية على برمجيات‬
‫مخصصة لكشف السرقات العلمية‪ ،‬وهذا الكشف قد يتم يدويا أو بطريقة تلقائية؛ ففي الحالة األولى يتم الكشف يدويا عن‬
‫طريق اإلنسان‪ ،‬وهي طريقة تتم بالقصور وعدم الفعالية بسبب العدد الكبير للوثائق‪ ،‬بينما في الحالة الثانية يتم الكشف تلقائيا‬
‫باالعتماد على العديد من البرمجيات واألدوات املستعملة(‪.)5‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أنواع برمجيات الكشف عن السرقة العلمية‬
‫تنقسم البرمجيات املستخدمة في عملية الكشف عن السرقات العلمية إلى عدة أنواع نذكرها فيما يلي من النقاط(‪:)6‬‬

‫(‪ )1‬عيساني طه‪ ،‬البرمجيات اإللكترونية كآلية للحد من السرقة العلمية في املؤسسات الجامعية‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية واملالية‪ ،‬املجلد (‪ ،)1‬العدد (‪ ،)1‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪،‬‬
‫الوادي‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ )2‬مهاوات عبد القادر وببوش محمد العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.194‬‬
‫(‪ )3‬الحواصلي مؤمنة محمد رشيد‪ ،‬برامج كشف االنتحال العلمي في البيئة الرقمية‪ :‬دراسة تحليلية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق لآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬املجلد (‪ ،)37‬العدد (‪،2021 ،)3‬‬
‫ص ‪.347‬‬
‫(‪ )4‬الحربي هيفاء مشعل والحربي ميساء النشمي‪ ،‬دراسة بعنوان برمجيات كشف السرقة العلمية‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة طيبة‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،2015-2014 ،‬ص ص ‪.19 ،18‬‬
‫(‪ )5‬الحربي هيفاء مشعل والحربي ميساء النشمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫(‪ )6‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.17‬‬

‫‪-7-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية ‪ ---------------------------------------------------------‬ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‪ ،‬مفتاح حرشاو‬

‫أوال‪ :‬برمجيات حسب بيئة العمل‬


‫يعتمد هذا النوع من البرمجيات على الويب ‪ Web-based‬على غرار ‪ ،Turnitin‬والبرمجيات املعتمدة على نظم التشغيل‪،‬‬
‫والتي تعرف بتطبيقات الويندوز ‪ windows Application‬مثل ‪EVE2‬‬
‫ثانيا‪ :‬برمجيات حسب طريقة كشف االنتحال‬
‫يعتمد هذا النوع على محركات بحث األنترنت فقط‪ ،‬والكشف باالعتماد على قواعد بيانات النصوص‪ ،‬والكشف باالعتماد‬
‫عليهما معا‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬برمجيات حسب التكلفة‬
‫يشتمل هذا النوع من البرمجيات على البرمجيات التجارية‪ ،‬البرمجيات املجانية‪ ،‬والبرمجيات مفتوحة املصدر‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬برمجيات حسب نوع امللفات الذي يدعمها‬
‫يضم هذا النوع كل البرمجيات التي تتعامل مع ملفات النصوص بكل أشكالها‪ ،rtf ،doc pdf،text:‬إلخ‪ ،...‬باإلضافة إلى‬
‫البرمجيات التي تدعم أشكاال معينة من امللفات النصية‪ ،‬وبرمجيات تتعامل مع وسائط‪.‬‬
‫املطلب الثاني‪ :‬أهم البرمجيات املعتمدة في الكشف عن السرقة العلمية ومواجهتها‬
‫عمل التقنيون واملبرمجون املتخصصون في تقنيات اإلعالم واالتصال والتكنولوجيات الحديثة على ابتكار وتطوير‬
‫مجموعة من البرمجيات التي من شأنها مواجهة السرقات العلمية بمختلف صورها وأشكالها‪ ،‬والتي نكتفي بذكر أهمها وأشهرها‪،‬‬
‫واملتمثلة في برنامج ‪( plagiarism‬فرع أول)‪ ،‬برنامج ‪( Turnitin‬فرع ثان)‪ ،‬برنامج ‪( Identicate‬فرع ثالث)‪ ،‬وبرنامج أو نظام‬
‫‪( Quarnet‬فرع رابع)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬برنامج ‪plagiarism‬‬
‫يندرج هذا البرنامج ضمن البرامج املجانية املتاحة ملختلف فئات الباحثين واملؤلفين‪ ،‬ويعد وسيلة هامة للتحقق من أصالة‬
‫املحتوى ملا يقارب ‪ 190‬لغة بما فيها اللغة العربية‪ ،‬ويتم فصح املحتوى وكشف السرقة العلمية عن طريق لصق النص في مربع‬
‫التحقق أو رفع امللف أو كتابة رابطه في املكان املخصص لذلك‪ ،‬وهو يعمل على ويندوز والروبوت وبالك بيري وشبكة األنترنت؛‬
‫فهو يقوم بكشف االنتهاكات التي تطال حقوق امللكية الفكرية الواردة على مقال أو ورقة بحثية إلخ‪.)1(...‬‬
‫كما أنه يدعم ‪ ،Google scholar ،Google books ،yahoo ،Babylon ،Google‬ويحتوي على عدد هائل من املقاالت‬
‫العلمية‪ ،‬وبراءات االختراع ‪ ،Patents‬الكتب والنشرات‪ ،‬وتستغرق عملية فحص الوثيقة أو املستند املطلوب دقائق قليلة(‪.)2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬برنامج ‪Turnitin‬‬
‫هو أحد البرامج اإللكترونية املستخدمة في عملية فحص مدى أصالة املحتوى البحثي املقدم للنشر‪ ،‬والتحقق من عدم‬
‫وجود انتهاك وسرقة علميين‪ ،‬ويندرج ضمن التجارب التجارية مدفوعة الثمن‪ ،‬كما يعد من البرامج الرائدة في مجال كشف‬
‫السرقات العلمية‪.‬‬
‫إضافة إلى أنه يستخدم في عمليتي التقييم ووضع العالمات عبر األنترنت؛ إذ يتيح برنامج ‪ Turnitin‬إمكانية مقارنة العمل‬
‫املقدم بأعمال أخرى في ‪ 24‬بليون صفحة شبكية‪ ،‬وأكثر من ‪ 300‬ميون ورقة بحثية منشورة‪ ،‬ويعتمد هذا البرنامج في عمله على‬
‫البحث عن االقتباسات املعيبة عن طريق مقارنتها بقاعدة بيانات إلكترونية عاملية غاية في الدقة‪ ،‬ويتميز هذا البرنامج بتوفير‬
‫الوقت والجهد من خالل تحسين مستوى التغذية العكسية عن طريق نظام التقييم اإللكتروني؛ حيث يزود الباحثين باملالحظات‬
‫والعالمات القياسية واملخصصة مباشرة على مستند الباحث(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬مهاوات عبد القادر وببوش محمد العربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.195‬‬
‫(‪ )2‬رجب فوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫(‪ )3‬رجب فوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.35‬‬

‫‪-8-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية ‪ ---------------------------------------------------------‬ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‪ ،‬مفتاح حرشاو‬

‫ونظرا لنجاعته في الكشف عن السرقة العلمية فقد تم اعتماده على نطاق واسع على غرار الجامعات البريطانية؛ إذ‬
‫استعمل حوالي ‪ %65‬من إجمالي عدد هذه األخيرة(‪.)1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬برنامج ‪Identicate‬‬
‫هو برنامج مخصص لدور النشر العلمية وللباحثين واألساتذة‪ ،‬ولطلبة املاجستير والدكتوراه‪ ،‬وتعتمده أكبر دور النشر‬
‫العاملية على غرار‪ ،Nature ،Springe ،IEEE‬نظرا لقدرته على مقارنة املحتوى البحثي املقدم له على ‪ 38 833 333‬بحث ووثيقة‬
‫وكتاب مؤتمرات وكتب علمية في أكثر من ‪ 80 000‬ألف مجلة بحثية‪ ،‬كما يقارنها مقابل ‪ 92 333 333‬مستخلص وملخص ألبحاث‬
‫في قواعد البيانات ومقابل ‪ 45 333 333 333‬صفحة أنترنت متاحة‪ ،‬وبسبب فعاليته وكفاءته تستخدمه الجامعات الكبرى على‬
‫غرار‪ Cambridge‬و‪ ،Harvard‬وكذا املؤسسات القانونية الكبرى في التأكد من نزاهة اإلنتاج العلمي ككل(‪.)2‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬نظام ‪Quarnet‬‬
‫عبارة عن نظام حاسوبي متقدم‪ ،‬يساعد املعلمين والباحثين والكتاب والجهات التعليمية من خالل تحديد أصالة محتوى‬
‫اإلنتاج الفكري املكتوب‪ ،‬وكشف غير األصلي والسماح لهم بتجنب بعض األخطاء التي يقعون فيها عند تقديم أعمالهم‪ .‬وأضافت‬
‫تقنيات "قارنت" قدرة جديدة بتعريف النص العربي وتحديد هيكلته بطريقة ممنهجة في استخدام تقنيات الذكاء االصطناعي‪ ،‬ما‬
‫وفر ميزة حديثة جدا للكشف عن األصالة؛ فهذه التقنية ال تستند فقط على مطابقة التشابه؛ بل أيضا في الكشف عن‬
‫النصوص املقتبسة مع تغيير ترتيب الكلمات أو املرادفات أو التعبير حتى عن الفكرة(‪.)3‬‬
‫خاتمة‬
‫توصلنا من خالل هذه الورقة البحثية ملجموعة من النتائج نوجزها فيما يلي من النقاط‪:‬‬
‫‪ -‬أخذت السرقة العلمية بعدا أخالقيا بعد تفشيها بشكل رهيب في األوساط الجامعية دون أدنى اعتبار ألخالقيات البحث‬
‫العلمي املبتكر والنزيه‪ ،‬لتصبح بذلك أدنى مشكلة أخالقية تستدعي املعالجة واالجتثاث من الجذور؛‬
‫‪ -‬غياب الوازع الديني سبب رئيس ي لتفش ي ظاهرة السرقة العلمية؛ إذ أصبحت الغاية تبرر الوسيلة في أوساط الباحثين‪،‬‬
‫طلبة كانوا أو حتى أساتذة‪ ،‬بعد أن أصبح الهاجس الوحيد لهم هو بلوغ الدرجات العلمية ونيل الترقيات على حساب مبادئ‬
‫الشريعة التي توص ي بالنزاهة والصدق في كل األعمال؛‬
‫‪ -‬غياب صرامة أكاديمية في التعامل مع السرقات العلمية داخل املؤسسات الجامعية؛‬
‫‪ -‬تعد البرمجيات الرقمية الحديثة‪ ،‬وباختالف أنواعها‪ ،‬وسيلة فعالة في الكشف عن السرقة العلمية والحد منها؛ لكن‬
‫يبقى العلم بها بين الباحثين مقتصرا على فئة معينة فاألغلبية ال تدرك بعد أهمية هذه البرامج في إعداد وإنجاز بحوث أصيلة‬
‫تبعد عن صاحبها شبهة السرقة‪.‬‬

‫بناء على ما تقدم من نتائج‪ ،‬فإننا ارتأينا اقتراح ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬ضرورة إدراج كامل مستقل بذاته يعنى بتدريس وتلقين النزاهة العلمية في إنجاز البحوث‪ ،‬عن طريق ترسيخ أسس‬
‫وقواعد النقل واالقتباس لدى الطلبة في مراحلهم الجامعية األولى؛‬
‫‪ -‬التعامل بصرامة أكاديمية من خالل سهر الجامعات على وضع القوانين الداخلية ضمانا للعقاب واملساءلة في حق كل‬
‫شخص يثبت تورطه في السرقة العلمية؛‬
‫‪ -‬السهر على توعية كل فئات الباحثين بأهمية البرامج والتطبيقات الرقمية في مسارهم البحثي من خالل إخضاع أعمالهم‬
‫العلمية لها قبل اإلقدام على نشرها‪ ،‬تفاديا للوقوع في السرقة العلمية‪ ،‬وما يترتب عنها من عقوبات‪.‬‬

‫(‪ )1‬عيساني طه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬


‫(‪ )2‬جعفر إيمان سعيد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.297‬‬
‫(‪ )3‬الحربي هيفاء مشعل والحربي ميساء النشمي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.23 ،22‬‬

‫‪-9-‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية ‪ ---------------------------------------------------------‬ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‪ ،‬مفتاح حرشاو‬

‫قائمة املراجع‬
‫‪-I‬باللغة العربية‬
‫أوال‪ :‬الرسائل الجامعية‬
‫الحربي هيفاء مشعل والحربي ميساء النشمي‪ ،‬دراسة بعنوان برمجيات كشف السرقة العلمية‪ :‬دراسة وصفية تحليلية‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب والعلوم اإلنسانية‪ ،‬جامعة طيبة‪ ،‬اململكة العربية السعودية‪.2015-2014 ،‬‬
‫ثانيا‪ :‬املجالت القانونية‬
‫‪ -1‬أجعود سعاد‪ ،‬السرقة العلمية وطرق مكافحتها‪ ،‬مجلة األستاذ الباحث للدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬املجلد الثاني‪ ،‬العدد‬
‫الثامن‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬املسيلة‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ص ‪.583-564‬‬
‫‪ -2‬الجندي محمود عبد الكريم‪ ،‬برامج اكتشاف االنتحال في البيئة الرقمية املتاحة عبر الويب‪ :‬دراسة مسحية تجريبية‪ ،‬املجلة‬
‫الدولية لعلوم املكتبات واملعلومات‪ ،‬العدد ‪ ،2‬الجمعية املصرية للمكتبات واملعلومات واألرشيف‪ ،‬مصر‪ ،‬جوان ‪ ،2014‬ص ص‬
‫‪.93-34‬‬
‫‪ -3‬جعفر إيمان سعيد‪ ،‬االنتحال العلمي‪ :‬مظاهره‪ -‬أسبابه‪ -‬آليات الحد منه‪ ،‬املجلة الدولية لعلوم املكتبات واملعلومات‪ ،‬املجلد ‪،8‬‬
‫العدد (‪ ،)3‬الجمعية املصرية للمكتبات واملعلومات واألرشيف‪ ،‬مصر‪ ،‬جويلية‪-‬سبتمبر ‪ ،2021‬ص ص ‪.301-286‬‬
‫‪ -4‬الحواصلي مؤمنة محمد رشيد‪ ،‬برامج كشف االنتحال العلمي في البيئة الرقمية‪ :‬دراسة تحليلية‪ ،‬مجلة جامعة دمشق لآلداب‬
‫والعلوم اإلنسانية‪ ،‬املجلد (‪ ،)37‬العدد (‪ ،2021 ،)3‬ص ص ‪.359-333‬‬
‫‪ -5‬عيساني طه‪ ،‬البرمجيات اإللكترونية كآلية للحد من السرقة العلمية في املؤسسات الجامعية‪ ،‬مجلة العلوم اإلدارية واملالية‪،‬‬
‫املجلد (‪ ،)1‬العدد (‪ ،)1‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2017‬ص ص ‪.73-60‬‬
‫‪ -6‬قالتي عبد الكريم وشيبي وسام‪ ،‬اللغة الحماية العلمية في ظل تكنولوجيا املعلوماتية‪ ،‬مجلة الرسالة للدراسات اإلعالمية‪،‬‬
‫املجلد (‪ ،)2‬العدد (‪ ،)6‬جامعة العربي التبس ي‪ ،‬تبسة‪ ،‬جوان ‪ ،2018‬ص ص ‪.42-31‬‬
‫‪ -7‬الكيالني جمال أحمد زيد‪ ،‬السرقة العلمية واملسؤولية الجنائية املترتبة عليها‪ ،‬دراسات علوم الشريعة والقانون‪ ،‬املجلد ‪،46‬‬
‫العدد (‪ ،)1‬ملحق (‪ ،)1‬جامعة األردن‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2019 ،‬ص ص ‪.35-1‬‬
‫‪ -8‬مهاوات عبد القادر وببوش محمد العربي‪ ،‬دور الوسائل اإللكترونية الحديثة في حماية البحث العلمي من السرقات‪ ،‬مجلة‬
‫البحوث والدراسات‪ ،‬املجلد (‪ ،)15‬العدد (‪ ،)1‬جامعة الشهيد حمه لخضر‪ ،‬الوادي‪ ،2018 ،‬ص ص ‪.132-115‬‬
‫ثالثا‪ :‬املداخالت‬
‫السالم سالم بن محمد‪ ،‬السرقات العلمية في البيئة اإللكترونية‪ :‬دراسة للتحديات والتشريعات املعنية بحماية حقوق التأليف‪،‬‬
‫املؤتمر السادس لجمعية املكتبات واملعلومات السعودية‪ :‬البيئة املعلوماتية اآلمنة‪ :‬املفاهيم والتشريعات والتطبيقات‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫يومي ‪ 6‬و ‪ 7‬أفريل ‪.2010‬‬
‫رابعا‪ :‬التقارير‬
‫رجب فوزي‪ ،‬االنتحال العلمي‪ ،‬إصدار خاص عن منظمة املجتمع العلمي العربي‪ ،‬قطر‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬النصوص القانونية‬
‫‪ -1‬قرار رقم ‪ 933‬مؤرخ في ‪ 28‬جويلية ‪ ،2016‬صادر عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬يحدد القواعد املتعلقة بالوقاية من‬
‫السرقات العلمية ومكافحتها‪( .‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ -2‬قرار رقم ‪ 1082‬مؤرخ في ‪ 27‬ديسمبر ‪ ،2020‬صادر عن عن وزير التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬يحدد القواعد املتعلقة‬
‫بالوقاية من السرقات العلمية ومكافحتها‪.‬‬

‫‪- 10 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬
‫البرمجيات الرقمية الحديثة وحماية األمانة العلمية ‪ ---------------------------------------------------------‬ط‪/‬د ‪ .‬نسيمة عباسن‪ ،‬مفتاح حرشاو‬

‫‪-II‬باللغة األجنبية‬
‫‪Ibrahim FATMA and other, Scientific plagiarism and the law in the digital environment, (IJMCT), 2020, 2 (1), p 99.‬‬

‫‪- 11 -‬‬ ‫امللتقى الوطني حول‪ :‬منهجية البحث العلمي في عصر الرقمنة وتكنولوجيا الذكاء االصطناعي‪ :‬تحد جديد‬
‫‪ 30‬أفريل ‪2023‬‬

You might also like