You are on page 1of 5

‫مصادر تاريخ‬ ‫املحاضرة الخامسة‬

‫الغرب اإلسالمي‬

‫كتب التراجم‪2‬‬

‫بغية امللتمس في تاريخ رجال االندلس‪ :‬البن عميرة الضبي (ت ‪955‬هـ ‪2222 /‬م) هو‬
‫ذيل على" جذوة املقتبس " ُ‬
‫للحميدي السالف‪ ،‬وتصويب مملا وقع فيها من أوهام‪ ،‬وتتضمن‬
‫"بغية امللتمس ‪" 1595‬ترجمة‪.‬‬
‫ُ ُّ‬ ‫وقد وقف" ُ‬
‫الحميدي "بتراجمه عند من توفوا سنة ‪ 445‬هـ‪2291/‬م‪ ،‬وفي كتابه نقص‬
‫وغلط كثير‪ .‬ووصل" الضبي "بكتابه إلى سنة ‪ 952‬هـ‪2259/‬م‪ ،‬وهو يشتمل على تراجم ‪-‬‬
‫موجزة في الغالب ‪ -‬ملن وفد على األندلس وأقام بها من املشارقة‪ ،‬وقد يترجم للعلماء‪،‬‬
‫واألمراء والشعراء‪ ،‬وذوي النباهة فيها‪ ،‬ممن دخلها أو خرج عنها‪ ،‬وأخباره التي يوردها يتفق ‪-‬‬
‫في بعض األحيان ‪ -‬مع ما يذكره "ابن بشكوال" مما يدل على أن مادته التاريخية عظيمة‬
‫يوثق بها‪.‬‬
‫كتاب الغصون اليانعة في شعراء املائة السابعة‪ :‬البي الحسن علي بن موس ى‬
‫االندلس ي ت(‪589‬ه‪2214/‬م)‪،‬‬
‫رتب الكتاب ‪ -‬كما قال في مقدمته ‪ -‬على ثالثة أقسام‪:‬‬
‫األول ‪:‬في تراجم الذين تحققت مس ُنو وفاتهم‪.‬‬
‫الثاني ‪:‬في تراجم الذين لم ُيوقف منهم على ذلك‪.‬‬
‫الثالث ‪:‬فيمن استقر العلم على حياته عند انتهاء هذا التصنيف‪ ،‬وذلك في سنة‬
‫‪591‬هـ‪.‬‬
‫وكان عدد الذين ترجم لهم ‪ :25‬بعضهم من املشرق‪ ،‬وبعضهم اآلخر من املغرب‪ ،‬في‬
‫آخر الكتاب ‪ 8‬فهارس‪ ،‬منها" ‪:‬فهرس املوشحات‪".‬‬
‫احملرضاة الامارضاة لللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللةصرضادرلترضاريخلالغ بلاالسالةي‬
‫مطمح األنفس ومسرح التأنس في ملح أهل األندلس‪ :‬ألبي نصر الفتح بن محمد بن‬
‫عبد هللا بن خاقان بن عبد هللا القيس ي اإلشبيل‪ ،‬وهو أديب فاضل‪ ،‬وشاعر بليغ‪ ،‬لكنه‬
‫ً‬
‫بذيء اللسان‪ ،‬كثير الهجاء‪ ،‬وقد توفي مقتوال في مراكش سنة ‪ 939‬هـ ‪ 2242 /‬م‪ ،‬وله‬
‫باإلضافة إلى هذا الكتاب كتاب آخر اسمه ‪:‬قالئد العقيان في محاسن األعيان‪.‬‬
‫وقد اعتمد ابن عذاري على الفتح بن خاقان في ذكر بعض أخبار محمد بن أبي عامر‬
‫املنصور‪ ،‬وغزواته‪ ،‬وكذلك في أخبار أسرة بني عباد‪ ،‬وال سيما نسبها وانتماؤها إلى لخم‬
‫واملناذرة‪ ،‬ومن مقابلة النص األخير مع كتاب مطمح األنفس‪ ،‬الذي بين أيدينا‪ ،‬ويرجع ذلك‬
‫إلى وجود ثالث نسخ من هذا الكتاب‪ ،‬وهي" كبرى ووسطى وصغرى"‪ ،‬ولعل تفصيل األحداث‬
‫قد ورد في النسختين الكبرى والوسطى فقط‪ ،‬ولم تصلنا هذه النسخ‪.‬‬
‫قال ابن خلكان‪" :‬وهو ثالث نسخ‪ :‬كبرى وصغرى ووسطى‪ ،‬وهو كتاب كثير الفائدة‪ ،‬لكنه‬
‫قليل الوجود في هذه البالد"‪ ،‬والذي بين أيدينا إنما هي الصغرى‪.‬‬
‫ق َّسم املؤلف كتابه على أعيان األندلس‪ ،‬وذوي السماحة والظرف من أهله‪ ،‬وقسمه إلى‬
‫ثالثة أقسام‪:‬‬
‫األول ‪:‬في َّ‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫والثاني ‪:‬في العلماء والقضاة والفقهاء‪.‬‬
‫والثالث ‪:‬في األدباء‪.‬‬
‫كتاب قالئد العقيان ومحاسن االعيان‪ :‬ابن خاقان األندلس ي‪ ،‬أديب وشاعر ومؤرخ‬
‫من أهل إشبيلية باألندلس‪ ،‬ذكرناه من قبل في كتاب‪ :‬مطمح األنفس ومسرح التأنس في ملح‬
‫أهل األندلس‪ ،‬ذكر في كتاب قالئد العقيان تاريخ األمراء‪ ،‬والوزراء‪ ،‬والقضاة والعلماء‪،‬‬
‫والشعراء في األندلس‪ ،‬من معاصريه إلى أواسط القرن السادس‪.‬‬
‫قدمه لألمير "إبراهيم بن يوسف بن تاشفين"‪ ،‬وقد جرى فيه على السجع‪ ،‬وعباراته‬
‫فكرا ً‬
‫دقيقا‬ ‫خالية من التكلف‪ ،‬بريئة من التعقيد‪ ،‬تدل على سعة اطالعه‪ ،‬ولكنها ال تحمل ً‬
‫ً‬
‫صائبا‪ ،‬وال حقائق يمكن االعتماد عليها؛ فقيمة الكتاب في جزالة أسلوبه‪ ،‬ورصانة ألفاظه؛‬
‫فاملؤلف فيه ال "عابث‪ ،‬ولكنه في لهوه وعبثه نمط خاص وطراز ممتاز‪".‬‬

‫‪2‬‬
‫احملرضاة الامارضاة لللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللةصرضادرلترضاريخلالغ بلاالسالةي‬
‫والتراجم فيه ‪ -‬وفي كتابه التالي ‪ -‬ناقصة؛ ألنه ال يذكر من تواريخ الناس إال ما يتصل‬
‫بنظمهم ونثرهم الذي اختار أن يذكره‪ ،‬وإذا كانت القيمة التاريخية لكتابيه قليلة‪ ،‬فإن‬
‫َّ‬
‫قيمتها األدبية عظيمة‪ ،‬وهما ‪ -‬إلى جانب ذخيرة ابن بسام ‪ -‬أحسن ما ألف األندلسيون من‬
‫املسجوع‪.‬‬ ‫النثر‬
‫الكتاب مقسم إلى أربعة أقسام‪:‬‬
‫األول ‪:‬في محاسن الرؤساء وأبنائهم‪ ،‬ودرج أنموذجات من مستعذب أبنائهم‪.‬‬
‫والثاني" ‪:‬في غرر الوزراء‪ ،‬وفقر الكتاب والبلغاء‪".‬‬
‫والثالث" ‪:‬في ملع أعيان القضاة‪ ،‬وملح أعالم العلماء والسراة‪".‬‬
‫ُ‬
‫والرابع ‪:‬في بدائع نبهاء األدباء‪ ،‬وروائع فحول الشعراء" يضم الكتاب ‪ 53‬ترجمة‪.‬‬
‫كتاب الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة‪ :‬ألفه أبو الحسن علي بن بسام الشنتريني‪،‬‬
‫ُ‬
‫من أعالم الك َّتاب والنقاد األندلسيين‪ ،‬في القرنين الخامس والسادس الهجريين‪ .‬ولد بجزيرة‬
‫شنترين‪ ،‬وإليها نسب‪ ،‬في أسرة ميسورة الحال‪ ،‬عنيت بتربيته وتعليمه وإعداده ملستقبل‬
‫زاهر‪ .‬أظهر ابن بسام قد ًرا من املوهبة األدبية منذ الصغر‪ ،‬وبدأ يكتب الشعر والنثر فلفت‬
‫األنظار إليه‪.‬‬
‫أما أهمية الكتاب التاريخية فترجع‪ ،‬إلى احتفاظه بفقرات مطولة من كتاب "املتين"‬
‫لشيخ مؤرخي االندلس أبو مروان بن حيان (ت ‪455‬هـ‪2215 /‬م)‪ ،‬وهو التاريخ الذي لم‬
‫يصلنا‪ ،‬وفيه تناول ابن حيان بأسلوبه البليغ تاريخ األندلس حتى الخامس الهجري‪ ،‬الحادي‬
‫عشر ميالدي‪ ،‬إن هذه الفقرات التي وردت في كتاب "الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة" هي‬
‫كل ما وصلنا من كتاب "املتين"‪ ،‬وأضاف إليها ابن بسام تأريخه هو للثلث األخير من القرن‬
‫الخامس الهجري‪ ،‬الحادي عشر ميالدي بعد وفاة ابن حيان‪.‬‬
‫وأما من الناحية األدبية‪ ،‬فإن الكتاب ُيعرض لنا بأسلوب أدبي بديع مع نماذج‬
‫ً‬
‫جانبا منها‪ ،‬أو استقى‬ ‫ومقتطفات من شعر دفتر أعالم األدباء في تلك الفترة التي شهد‬
‫أخبارها من مصادر قريبة العهد بها‪.‬‬
‫قسم ابن بسام كتابه إلى أربعة أقسام‪:‬‬

‫‪3‬‬
‫احملرضاة الامارضاة لللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللةصرضادرلترضاريخلالغ بلاالسالةي‬
‫القسم األول‪ :‬خصصه ألهل قرطبة‪ ،‬وما يجاورها من بالد في وسط األندلس‪ .‬وقد‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تضمن ترجمة ألربعة وثالثين شاعرا وأديبا وسياسيا ومؤرخا من أبرزهم‪ :‬ابن دراج القسطلي‬
‫‪ -‬ابن حزم األندلس ي ‪ -‬ابن شهيد ‪ -‬ابن زيدون وغيرهم‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬خصصه ألهل الجانب الغربي من األندلس‪ ،‬فذكر أهل إشبيلية وما‬
‫اتصل بها من بالد ساحل البحر املحيط الرومي‪ .‬وقد ذكر في هذا القسم ستة وأربعين من‬
‫الرؤساء والكتاب أشهرهم القاض ي أبو القاسم بن عباد وابنه املعتضد‪ ،‬واملعتمد وكيفية‬
‫خلعه من الحكم وابن عماد ومقتله‪.‬‬
‫القسم الثالث‪ :‬خصصه ألهل الجانب الشرقي من األندلس‪ .‬وعرض فيه لكوكبة من‬
‫نابهى العصر في أفق ذلك الثغر حتى غروب شمس اإلسالم هناك‪ّ .‬‬
‫فعرف فيه بعدد من‬
‫الرؤساء والكتاب والشعراء من بينهم ابن خفاجة ‪ -‬ابن ّ‬
‫اللبانة وغيرهما‪.‬‬
‫القسم الرابع‪ :‬خصصه ملن طرأ على جزيرة األندلس من أدباء وشعراء وكتاب وألحق‬
‫بهم من ملع في عصره بإفريقيا والشام والعراق‪ .‬وقد ترجم في هذا القسم الثنين وثالثين‬
‫ً‬
‫شخصا يأتي في مقدمتهم أبو العالء صاعد البغدادي‪ ،‬وابن حمديس الصقلي وغيرهم‪ ،‬ومن‬
‫أهل املشرق الشريف الرض ي ‪ -‬الثعالبي ‪ -‬ابن رشيق القيرواني وغيرهم‪.‬‬
‫ترتيب املدارك وتقريب املسالك ملعرفة اعالم مذهب مالك القاض ي عياض‪( :‬ت‬
‫‪ 944‬هـ ‪ 2292 /‬م) يعود نسب القاض ي" عياض بن موس ى اليحصبي "إلى إحدى قبائل اليمن‬
‫العربية القحطانية‪ ،‬وكان أسالفه قد نزلوا مدينة" بسطة "األندلسية من نواحي" غرناطة"‪،‬‬
‫واستقروا بها‪ ،‬ثم غادرها جده إلى مدينة "سبتة"‪ ،‬واشتهرت أسرته بها؛ ملا ُعرف عنها من‬
‫تقوى وصالح‪ ،‬وشهدت هذه املدينة مولد عياض سنة ‪415‬هـ‪2283 /‬م)‪ ،‬ونشأ بها وتعلم‪،‬‬
‫وتتلمذ على شيوخها‪.‬‬
‫كانت حياة القاض ي عياض موزعة بين القضاء واإلقراء والتأليف‪ ،‬غير أن الذي أذاع‬
‫َْ‬
‫شهرته‪ ،‬وخلد ذكره هو مصنفاته التي بوأته مكانة رفيعة بين كبار األئمة في تاريخ اإلسالم‪،‬‬
‫وحسبك مؤلفاته التي تشهد على سعة العلم‪ ،‬وإتقان الحفظ‪ ،‬وجودة الفكر‪ ،‬والتبحر في‬
‫فنون مختلفة من العلم‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫احملرضاة الامارضاة لللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللللةصرضادرلترضاريخلالغ بلاالسالةي‬
‫"ترتيب املدارك وتقريب املسالك ملعرفة أعالم مذهب مالك ُي َعد أكبر موسوعة تتناول‬
‫ترجمة رجال املذهب املالكي ورواة "املوطأ " وعلمائه‪ ،‬وقد استهل الكتاب ببيان فضل علم‬
‫أهل املدينة‪ ،‬ودافع عن نظرية املالكية في األخذ بعمل أهل املدينة‪ ،‬باعتباره عندهم من‬
‫أصول التشريع‪ ،‬وحاول ترجيح مذهبه على سائر املذاهب‪ ،‬ثم شرع في الترجمة لإلمام مالك‬
‫وأصحابه وتالميذه‪ ،‬وهو يعتمد في كتابه على نظام الطبقات دون اعتبار للترتيب األلفبائي؛‬
‫حيث أورد بعد ترجمة اإلمام مالك ترجمة أصحابه‪ ،‬ثم أتباعهم طبقة طبقة‪ ،‬حتى وصل إلى‬
‫شيوخه الذين عاصرهم وتلقى على أيديهم‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like