Professional Documents
Culture Documents
_ كان مقتل ابن ال ُمقَفّع سنة ١٤٥ه على يد سفيان بن معاوية المهلبي ؛ بسبب
تورطه ووجوده مع الجانب الخطأ مع آل علي ،أبناء علي بن محمد بن عباس ،بعد ّ
ثورة عبدهللا بن علي على ابن أخيه جعفر المنصور وعزل إخوته عيسى وسليمان
وإسماعيل عن البصرة وإعطائها للمهلبي .
بقي على الديانة الزرادشتية معظم حياته ويُفترض أنّه _ عبدهللا ابن ال ُم َقفّع
عاش أكثر من سبعين سنة .
_ كان والي على كرمان زمن آل هبيرة بعد الحجاج سنة ٨٠ه أو ٩٠ه .
( )١هناك كتب قام بترجمتها )٢( ،وكتب قام بتأليفها . _ أهم مؤلفاته
للا
بمعنى ّ ُخوداي
_ ُخداي نامه :ذكر في هذا الكتاب سياسات ملوك الفرس وسير ملوك الفرس
افتخارا بحضارة وملوك الفرس ،وكل من كتب عن ملوك الفرس اعتمد على هذا ً
ُعرف لها مؤلف واحد ،فهذه الكتب تراكمية تكون
الكتاب ،مثل هذه الكتب لم يكن ي َ
مر العصور فهي مثلموجودة على عتبة البالط ويقوم المؤلفون بالزيادة عليها على ّ
المدونات .
ّ
( الثعلبي ) في كتابه ملوك الفرس .، _ من الّذين اعتمدوا على هذا الكتاب
وأيضًا ( الفردوسي ) في ملحمة شاهنامه ،كلمة ( شاه ) بمعنى ملك في العصر
اإلسالمي عند الفرس .
_ كتب الفردوسي ملحمة حوالي ( ) ٢٥٠ألف بيت شعر ،يل ّخص فيها تاريخ
القدس ،وكان اعتماده على هذا الكتاب على األساطير التي ذكرها ال ُمقَفّع في هذا
الكتاب .
هو العُرف أو العادة ،كتاب قوانين الفرس ،عاداتهم وتقاليدهم أشبه أن آيين
تكون بالقوانين الشعبية أو العشائرية في الوقت الحالي خاصةً العادات والتقاليد التي
كان يُحكَم بها في الواليات .
_ وهي أيضًا كتب متراكمة تكون من عند عائالت معينة مثل قضاة العرب .،
كثيرا
ً وقضاة البدو في الوقت الحاضر ،فيها أحكام كثيرة واستفاد وتعلّم العرب منها
ّ
شق طريقة التعامل مع الوالة ،مع الملوك ،مع رجال الدين ،تقسيم المجتمع إلى
طبقات وما إلى ذلك .
كثيرا من هذه الكتب انتقلت فيما بعد إلى آداب اللغة العربية عند الجاحظ وابن
ً _
قتيبة وغيرهم ممن كتبوا في اآلداب « آداب الطعام ،الجلوس ،الشرب ،اللباس
, » ...ولألسف كثير من الكتب لم تُط َبع ،أخذتها األمم الثانية عنا ،وكان أشهر
من استفاد منها زرياب عندما ذهب إلى األندلس وعلّم أهل األندلس فيما ي َ
ُعرف بفن
اإلتيكيت ( فن السلوك ،آداب السلوك ).
_ كما نقل زرياب تعامل األب مع أبنائه إلى األندلس وعلّمهم مظاهر اللباس .
_ ابن ال ُمقَفّع في هذين الكتابين ( ُخداي نامه ،آيين نامه ) كان من أبناء الطبقات
العليا ،في السلوك وأدب الملوك .
_ الكتب األخرى في سيرة كسرى أنوشروان وكسرى من أعظم ملوك الفرس .
_ معظم ما نقل من أخبار كسرى أنوشروان من الكتب العربية أعاده سيّدنا عمر
بنفسه من الثقافة العربية اإلسالمية .
هذا _ أيضًا من الكتب التي ت ُ ْر ِج َمت ( كتاب األدب الوجيز للطفل الصغير )
الكتاب نُ ِق َل من الفارسية للعربية ،ث ّم فُ ِق َدت الترجمة العربية ،ث ّم أعيد نقله إلى اللغة
الفارسية الحديثة ،ث ّم فيما بعد أُعيد مرة ثانية ترجمته للغة العربية .
( )1األدب الكبير :الجزء األول في أدب السلطان ،والجزء الثاني في أدب
الرعية ،عالقة الرعية بالسّلطان ،عالقة السّلطان بالرعية ،عالقة
الرعية بعضهم ببعض وسلوكهم .
( )2األدب الصغير :عن العقل وقدرته في اعتماد اإلنسان على العقل ومكانة
العقل في السلوك اإلنساني وفي سلوك الناس ،عالقة الصداقة بين الناس
،بعضهم ببعض في المجتمع " العالقات االجتماعية " .
( )3رسالة الصحابة :هي رسالة غريبة ،نُ ِس َبت ل ابن ال ُمقَفّع ،كلمة
الصحابة عنا ال تعني صحابة الرسول عليه الصالة والسالم ،وإنما
س شؤومي ضد العرب ، حاشية الملك ( رعية الملك ) ويظهر فيها ِح ّ
أرسلها ألبي جعفر المنصور يحثّه فيها أم يتحاشى أن يتّخذ رعيته من
أهل الشام ألنهم من آل أمية ويحقدون على آل عباس وعلى بني هاشم ،
ث ّم أال يثق بأهل الحجاز فَ ُهم ال رأي لهم وأهل مصر إ ّمعات وأهل العراق
أهل الفتنة ....إلخ ،وعليه أن يتّخذ جنده وقضاته وحاشيته فقط من أهل
خراسان وأن ال يثق بأحد غير أهل خراسان ،واضح فيها حس
العنصرية ضد العرب وهذا يستحيل على ابن ال ُمقَفّع أن يكتب مثل هذه
الرسالة ،فالكثير يشكّ بصحة هذه الرسالة .
هو كتاب مترجم دخل األدب العربي _ أشهر كتب ابن ال ُم َقفّع على اإلطالق
رج َم زمن كسرى أنوشروان عن أصل بعض العالمي وهو كتاب ( كليلة ودِمنَة ) ،ت ُ ِ
األساطير الهندية ،نُ ِقلَت من اللغة السنسكريتية إلى اللغة البهلوية القديمة ،ث ّم نُ ِقلَت
زمن ابن ال ُمقَفّع إلى العربية بعد أن أضاف عليها الفرس ما أضافوا وحذفوا ما
حذفوا ،وعندما نقله ابن ال ُمقَفّع حذف منه الكثير مما يتعارض مع اإلسالم ،
رج َم عدة ترجمات بعد ابن ال ُمقَفّع وجميع هذه وأضاف إليه ما يتالئم مع اإلسالم ،ت ُ ِ
الترجمات نُ ِسبَت ل ابن ال ُمقَفّع.
معناها ملوك ،مفردها كلمة فارسية قديمة معناها ملك ُ ،خداي ُخداي
أي ملك ُخدى
_ وأيضًا تاريخ الممالك الفارسية وسير ملوك الفرس القديمة ،وهذا الكتاب اعتمد
على الثعلبي في كتاب السير وملوك الفرس ،ومعظم ما كتب عن ملوك الفرس
اعتمد على هذا الكتاب .
_ الكتاب ليس له مؤلف معيّن ،هو أشبه أن يكون بالسجالت ،فلم يكن عند
ذكر للمؤلف على الكتاب خاصة في المؤلفات الرسميّة الصينيين أو الفرس أو الهنود ٌ
التي تكون أشبه بالسجالت خاصة بالديوان .
_ قام صاحب ا ل شاهنامه الفردوسي عندا كتب ملحمته المشهورة شاهنامه " كتاب
الملوك " ،قام باالعتماد على كتاب تاريخ الممالك الفارسية وسير ملوك الفرس
شعرا .
ً القديمة وقام بنظم معظم ما جاء به
_ وهناك أيضًا كتاب سيرة كسرى أنوشروان ويع ّد كسرى من أعظم ملوك الفرس
والجد الخامس لكسرى " يزدجرد " آخر ملوك الفرس والذي قُتِل عندما هرب من
أمام األعراب في معركة " نهاوند" .
_ وأيضًا كتاب سيرة حياة الذي قام بترجمة معظم الكتب الخاصة بالزرادشتية
ل زرادشت ،كتاب شرح والمانوية والنصوص المقدّسة األولى مثل :األفستا
ل م اني ،والديصانية وغيرها من المذاهب الزرادشتية القديمة . األفستا
وأيضًا من الكتب المه ّمة كتاب " نامه تنسر " وهو عبارة عن أجوبة ألسئلة قدّمها
أحد ملوك طبرستان لحكيم كان يس ّمى " تنسر " عن العقل وأشياء خاصة بالموت
والحياة .
ب له أنّه ترجم مجموعة من الكتب اليونانية ،وإذا كان صحيح ل ابن ال ُمقَفّع _ ونُ ِس َ
فعندما اعتنقت الدولة الرومانية المسيحية زمن قسطنطين اضطهد العلماء األوائل
قبل المسيحيين ،فهرب كثير منهم باتجاه الدولة الفارسية ،كان كسرى أنوشروان
ذكي جدًّا بحيث استفاد من هؤالء العلماء فرحّب بهم ،فكثير منهم أحضروا معهم
كتبًا وقاموا بتدريس أناس آخرين خاصة اآلشوريين واآلراميين وغيرهم من
الجماعات العربية في العراق وفي سوريا ،أقاموا في المناطق الحدودية ما بين
الدولة الرومانية والدولة البيزنطية على أمل أن يعودوا وأن يكونوا قريبين من أهلهم
،فأنشأوا المدارس ومراكز الترجمة مثل أنطاكية ونصيبين وغيرها ،أمر كسرى
أحد وزرائه أن يقيم لهم قرى خاصة بهم في منطقة العراق وأن يوفّر لهم كل وسائل
الراحة ،وأن يقوم ا آلشوريون واآلراميون وغيرهم ممن يتقنون اللغة البيزنطية
رج َمت من الفارسية إلى بترجمة هذه العلوم عنهم إلى اللغة الفارسية ث ّم فيما بعد ت ُ ِ
العربية .
_ هذا ما ترجمه ابن ال ُمقَفّع وأعظم ما كان في مجال الترجمة هو رائعته " كتاب
كليلة ودِمنَة " إضافة إلى كتاب " األ دب الكبير " وهو رسالة تكون في حوالي ١٠٠
_ ١٢٠صفحة حول السلطان وأدب السلطان وعالقة الصداقة.
_ وهناك أيضًا األدب الصغير حول العقل وعالقات الناس بعضهم ببعض واألخالق
وما إلى ذلك .
نُ ِسبَت له رسالة س ّميت ب (( رسالة الصحابة )) ،وهي ال عالقة لها بصحابة
الرسول عليه الصالة والسالم ،إنما الصحابة هنا مصطلح سياسي ويُفت َرض أن
تكون هذه الرسالة وصاية من ابن ال ُمقَفّع وجّهها إما إلى " أبي جعفر المنصور "
يتفرغ وقتها
على األغلب أو ألبي العباس السفاح ،لكن أبي العباس السفاح لم يكن ّ
فقد كان وقت حروب ،فالغالب أنها ألبي جعفر المنصور وإن كانت له قد تكون
السبب في مقتله ،ألنّه قام بالتهجّم على ك ّل العرب سواء كان على هل الشام ،أهل
العراق ،أهل الحجاز ،أهل مصر ،أهل اليمن ،وحذّر فيها أبي جعفر المنصور أن
ال يثق بالعرب ،وال في استصحابهم وال في تولّيتهم القيادة وال القضاء وال
الوظائف ،فأهل العراق أهل غدر ،وأهل الحجاز أهل مكر ،وأهل مصر إ ّمعات ال
يحلّون وال يربطون وحذّره أن ال يثق بأحد ّإال بأهل خراسان .
_ تولّى أبو مسلم الخراساني وأبو سلمة الخالل وعبدهللا بن علي بن محمد بن
العباس قيادة الثورة العباسية وكلّهم من خراسان .
_ في رسالة الصحابة هجوم شديد جدًّا على العرب ،وكان أبو جعفر المنصور ال
يتقبّل حتى لو كان هؤالء " قادة الثورة العباسية " من جنده ،فهم مثّلوا عليه فيما بعد
عبئًا ً
ثقيال ،ففي البداية استعان عبدهللا بن علي بأبي مسلم الخرساني عليه ،ففقد
ذراعه األيمن وهو ع ّمه ،عندما ارفض أن يولّيه والية العهد ،فا ْنف ََرد أبو مسلم
الخراساني وكان تعدادهم ١٠٠ألف جندي وجميعهم من أهل خراسان لم يكن بينهم
عرب .
_ ((( الزندقة )))
هي كلمة فارسية قديمة ،مأخوذة من كلمة زاندة ،زاندة هو الكتاب في شرح األفستا
.
_ كان أتباع الزندقة مطاردين ويس ّموا ب " الزنادقة " كانوا متابعين زمن دولة
كسرى أنوشروان ،كلّف وزيره بمتابعتهم .
_ لم يعتنق ابن ال ُمقَفّع اإلسالم ّإال في فترة متأ ّخرة زمن عيسى بن علي والي
البصرة بحدود سنة ١٣٨-١٣٦ه ،فقد قضى معظم عمره وهو زرادشتي وهذا من
حقّه ،إضافة إلى أنّه كان متع ّ
صب إلى قوميّته الفارسيّة .
أن آل علي أحفاد عبدهللا بن عباس هم _ كان ابن ال ُمقَفّع إلى الجانب الخاطئ ،توقّع ّ
المقرر
ّ الذين سيفوزون في النهاية وليس أبناء أخيهم أبناء محمد بن علي فقد كان من
أن يكون عبدهللا بن علي هو الخليفة وليس أبو جعفر المنصور ،فاالثنين خدعوا
أبناء ع ّمهم العلويين في هذا األمر ،فقد كان عبدهللا بن علي يُطالب بالخالفة ولكنّه
يحق لهم فكان حولها هو وأخوانه ( عيسى بن علي و إسماعيل بن ّ ه ُِزم بالخالفة ولم
علي ) فقد أُقصوا عن البصرة .
البر بأصدقائه " ابن ال ُمقَفّع " ف ي الكوفة والبصرة سواء كانوا فرس أن
_ كان شديد ّ
غير فرس .