You are on page 1of 3

‫ابو محمد القاسم بن علي الحريري‬

‫نبذة عن محمد القاسم الحريري‪:‬‬

‫هو الرئيس أبو حممد القاسم بن علي بن حممد بن عثمان احلريري‪ ،‬نسبة إىل صناعة احلرير أو بيعه‪ ،‬ولد‬
‫سنة ‪ ٤٤٦‬هـ باملشان‪ ،‬وهي قرية قريبة من البصرة‪ ،‬مث رحل إىل البصرة وسكن يف حملة بين ح رام‪ ،‬وتأدب‬
‫هبا‪ ،‬وق رأ العربي ة على أيب احلس ن بن فض ال اجملاش عي ش يخ إم ام احلرمني‪ ،‬والفق ه على أيب إس حاق‬
‫الشريازي‪ ،‬وعني صاحب اخلرب بالبصرة‪ ،‬وظل هبذا املنصب حىت وفاته‪.‬‬

‫وكان احلريري من ذوي اجلاه واليسار ميلك باملشان أكثر من مثانية عشر ألف خنلة يغلها‪ ،‬وكان له منزل‬
‫بالبص رة يقص ده األدب اء والعلم اء يق رءون علي ه أو يفيدون من علم ه‪ ،‬وخصوص ا بع د أن أل ف املقام ات‬
‫وذاع أمرها بني الناس‪ ،‬وكان مرهف الشعور صادق احلس والتخمني‪.‬‬

‫وكان احلريري ضئيل اجلسم زري املنظر عصيب املزاج‪ ،‬ينتف شعرات حليته إذا اشتغل بالتفكري والكتابة‪،‬‬
‫ولكنه مع هذا كان موضع تقدير الناس وإكبارهم‪ ،‬وحيكى أن شخصا زاره‪ ،‬وأراد أن يتلقى عليه شيئا من‬
‫العلم لذيوع شهرته‪ ،‬فلما رآه استزرى منظره‪ ،‬فأدرك احلريري ما دار يف نفسه‪ ،‬وملا طلب هذا الشخص‬
‫إىل احلريري أن ميلي عليه شيئا من األدب قال له‪ :‬اكتب! وأماله هذين البيتني‪:‬‬

‫ما أنت أول سار غره قمر ‪ ...‬ورائد أعجبته خضرة الدمن‬

‫فاخرت لنفسك غريي إنين رجل ‪ ...‬مثل املعيدي فاستمع يب وال ترين‬

‫فخجل الرجل وانصرف عنه‪.‬‬

‫وللحريري دي وان رسائل‪ ،‬وله الرسالة السينية التزم يف مجيع كلماهتا حرف السني‪ ،‬والرسالة الشينية التزم‬
‫أيضا جبميع كلماهتا حرف الشني‪ .‬وله ديوان شعر‪.‬‬
‫وكان من ذوي الوجاهة لدى السلطان؛ فقد كان صاحب اخلرب بالبصرة(‪)1‬؛ وهو منصب ظ ل ب ه إىل أن‬
‫مات؛ فتوارثه أوالده من بعده‪.‬‬

‫وفاة محمد القاسم الحريري‪:‬‬

‫تويف الرئيس أبو حممد احلريري يف البصرة سنة ‪ ٥١٥‬هـ‪.‬‬

‫ابرز واهم مصنفات محمد القاسم الحريري‪:‬‬

‫وقد ترك من املصنفات ما يلي‪:‬‬

‫درة الغواص يف أوهام اخلواص‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫وهو كتاب بني فيه أغالط الكتاب فيما يستعملونه من األلفاظ يف غري معناه‪ ،‬أو يف غري موضعه‪.‬‬

‫املقامات‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫وهي أش هر كتب ه على اإلطالق؛ ق ال ي اقوت احلم وي‪" :‬ول ه ص انيف تش هد بفض له‪ ،‬وتق ر بنبل ه؛ وكف اه‬
‫شاهدا كتاب "املقامات" اليت أبر هبا على األوائل وأعجز األواخر"‪ ،‬وقد بدأ تأليفها سنة ‪٤٩٥‬ه ؛ ودام‬
‫تأليفه ا بض ع س نوات‪ ،‬وجعله ا مخس ني مقام ة‪ ،‬وق د اعت ىن بش رحها ع دد كب ري من العلم اء؛ فمنهم من‬
‫طول‪ ،‬ومنهم من اختصر‪.‬‬

‫ملحة اإلعراب‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫وهي أرجوزة يف النحو‪ ،‬تقع يف ‪ ٣٧٧‬بيتا؛ ومطلعها‪:‬‬

‫أقول من بعد افتتاح القول ‪ ...‬حبمد ذي الطول شديد احلول‬

‫شرح ملحة اإلعراب‬ ‫‪)4‬‬


‫كتاب رسائل احلريري‪:‬‬ ‫‪)5‬‬

‫‪1‬‬
‫صاحب الخبر هو‪ :‬الذي يحمل إلى الخليفة أخبار الناس‪ ،‬والجيش‪ ،‬واإلدارة؛ وهي وظيفة شبيهة باالستخبارات في هذه األيام‪.‬‬
‫ومن ه ذه الرسائل‪ :‬الرسالة الس ينية‪ ،‬والرسالة الشينية‪٢‬؛ كل كلم ة يف األوىل حتوي سينا‪ ،‬وكل كلم ة يف‬
‫الثانية حتوي شينا‪.‬‬

‫كتاب شعر احلريري‪.‬‬ ‫‪)1‬‬


‫الفرق بني الضاد والظاء‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫توشيح البيان‪.‬‬ ‫‪)3‬‬

‫المراجع‪:‬‬

‫كتاب شرح مقامات احلريري‪ ،‬أبو العباس الشريشي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.6‬‬ ‫‪)1‬‬
‫كتاب اللمحة يف شرح امللحة‪ ،‬ابن الصائغ‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.27‬‬ ‫‪)2‬‬

You might also like