You are on page 1of 32

1

20

20 1

                "

                

                  

    


             

      


      

                 

                

                 

  ﴾‫﴿نصف‬            

           
       

                 

                 

           
      

         
    

                

              
   

              
 

             

"        


      
‫سورة مكية‪ ،‬وعدد آياتها ‪ ،111‬ترتيبها في القرآن الكريم ‪ ،12‬تقع بين سورتي هود والرعد‪ ،‬تناولت موضوع العقيدة والقيم من‬
‫خالل قصة يوسف عليه السالم وأبيه وإخوته‪.‬‬
‫سبب تسميتها‪ :‬سميت بهذا االسم الشتمالها على قصة يوسف عليه السالم كاملة‪.‬‬
‫سبب نزولها‪:‬‬
‫‪ -‬قال بعض الصحابة ‪ :‬يا رسول هللا لو قصصت علينا؟ فنزلت‪ " :‬نحن نقص عليك أحسن القصص‪"...‬‬
‫‪ -‬وروي أن بعض كفار مكة لقي اليهود فقالوا ‪ :‬سلوه ‪ :‬لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر؟ و عن خبر يوسف عليه السالم ؟ فأنزل‬
‫ّ‬
‫هللا هذا في مكة موافقا لما جاء في التوراة‪.‬‬
‫‪ -‬تثبيت الرسول والتخفيف عنه‪ :‬نزلت سورة يوسف في آخر العهد المكي‪ ،‬أيام الشدة التي القاها الرسول عليه الصالة و السالم من‬
‫هللا له وألصحابه مثال بصبر يعقوب‬ ‫هللا عنها (قبل الهجرة بنحو ‪3‬سنوات) فضرب ّ‬ ‫قومه بعد وفاة عمه أبي طالب‪ ،‬ووفاة زوجه خديجة رضي ّ‬
‫ّ‬
‫ويوسف عليهما السالم‪ ،‬وأن بعد الصبر يأتي الفرج والنصر‪ ،‬فكما مكن هللا ليوسف بعدما رماه إخوته في البئر‪ ،‬مكن لرسوله بعدما أخرجه‬
‫قومه وحاربوه فقد رجع إلى مكة فاتحا بعد ثمان سنوات من إخراجه منها‪.‬‬
‫موضوعات السورة‪:‬‬
‫تتلخص محاور قصة يوسف في‪ :‬مرحلة الطفولة (تفسير الرؤيا) ثم كيد اإلخوة (ظلمة الجب) ثم يوسف في ضيافة العزيز (كيد النساء)‬
‫ثم محنة السجن (الدعوة إلى هللا) ثم التمكين في األرض (صيانة األرزاق) ثم لقاء اإلخوة (طلب المغفرة) وأخيرا لقاء األبوين (االعتراف‬
‫بفضل هللا)‪.‬‬

‫‪ -‬اطرحوه أرضا‪ :‬ألقوه في أرض بعيدة‬ ‫‪ -‬من الزاهدين‪ :‬الراغبين في التخلص منه‬ ‫‪ -‬الر‪ :‬من فواتح السور التي وردت للتحدي‬
‫‪ -‬يخل لكم وجه أبيكم ‪ :‬يخلص لكم حبه‬ ‫‪ -‬آيات للسائلين‪ :‬عبرة وموعظة‪.‬‬ ‫واإلعجاز‬
‫‪ -‬يرتع يلعب‪ :‬يلهو ويلعب‬ ‫‪ -‬غيابات الجب‪ :‬ما أظلم من قعر البئر‬ ‫‪ -‬وأوحينا إليه‪ :‬أي أعلمناه بطريق خفي سريع‬
‫‪ -‬وما أنت بمومن لنا‪ :‬بمصدق لنا‬ ‫‪ -‬فيكيدوا لك‪ :‬أي يحتالوا عليك بما يضرك‬ ‫‪ -‬بل سولت لكم ‪:‬زينت وحسنت‬
‫‪ -‬سولت‪ :‬زينت وسهلت‪.‬‬ ‫‪ -‬ونحن عصبة‪ :‬جماعة‪.‬‬ ‫‪ -‬واردهم‪ :‬أي الذين يرد لهم الماء‪.‬‬
‫‪ -‬فصبر جميل‪ :‬ال شكوى فيه لغير هللاّ‬ ‫‪ -‬وشروه بثمن بخس‪ :‬أي باعوه بثمن ناقص ‪.‬‬

‫‪ ) 3 -1( -‬افتتاح السورة بذكر بعض صفات القرآن الكريم‪ ،‬والتأكيد على صدق القصص القرآني وأنه من الغيب ومصدره الوحي‪.‬‬
‫‪ )7-4( -‬إخبار يوسف ألبيه يعقوب عليهما السالم بمضمون الرؤيا‪ ،‬وتبشير والده له بالمكانة العالية‪ ،‬ونصيحته بكتمانها عن إخوته‬
‫خوفا من حسدهم وكيدهم له‪.‬‬
‫‪ )14-8( -‬تخطيط إخوة يوسف للتخلص من أخيهم بسبب غيرتهم وحسدهم منه‪ ،‬وإقناعهم لوالده باصطحابه معهم في نزهتهم‪.‬‬
‫‪ )18-15( -‬تنفيد إخوة يوسف لمكرهم بإلقاء أخيهم في البئر‪ ،‬وكذبهم على أبيهم يعقوب الذي واجه المصيبة بالثبات والصبر الجميل‪.‬‬
‫‪ )20-19( -‬نجاة يوسف عليه السالم من محنة البئر بالتقاط القافلة له‪ ،‬وبيعه بثمن زهيد لعزيز مصر‪.‬‬

‫يتضمن هذا المقطع مدى إيثار يعقوب عليه السالم البنه يوسف عليه السالم وحبه له‪ ،‬وأنه رغم كيد اإلخوة وحسدهم ومحنة الجب‬
‫فلن يزداد يوسف إال تعلقا بربه وصبرا على الشدائد‪..‬‬

‫‪ -‬النصيحة‪" :‬قال يا بني ال تقصص رؤياك‪"..‬‬ ‫‪ -‬القرآن كالم هللا تعالى عربي اللسان‪ ،‬مُعجز وواضح المعاني‪..‬‬
‫‪ -‬المحبة‪" :‬إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا‪"..‬‬ ‫‪ -‬رؤيا المؤمن بشارة من هللا تعالى‪ ،‬ووحي ألنبيائه عليهم السالم‪..‬‬
‫"قال إني ليحزنني أن تذهبوا به‪"..‬‬ ‫‪ -‬كتمان النعمة من أسباب اجتناب الشر وضرر الحساد‪..‬‬
‫‪ -‬الصبر‪" :‬فصبر جميل‪"..‬‬ ‫‪ -‬وجوب العدل بين األبناء لئال ينزغ الشيطان بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬اليقين في هللا واالستعانة به‪" :‬وهللا المستعان على‬ ‫‪ -‬تبييت التوبة قبل الذنب خطأ كبير فقد يأتي الموت بغتة قبل التوبة‪.‬‬
‫ما تصفون"‪.‬‬ ‫‪ -‬الصبر الجميل واالستعانة باهلل سالح المؤمن لمواجهة الشدائد والمحن‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪2‬‬
‫‪nibras alakhawayn‬‬ ‫‪1 bac‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪          " :‬‬
‫‪      ‬‬

‫‪"                      ‬‬
‫سورة يوسف ‪4-3‬‬
‫‪ -2‬وقال تعالى‪                  " :‬‬

‫‪ "            ‬سورة الطور‪.34-33 :‬‬

‫‪ -3‬وقال تعالى‪"                " :‬‬
‫يوسف‪102 :‬‬

‫‪ -‬قصص القرآن الكريم من الغيب الذي من هللا تعالى بالعلم به على محمد صلى هللا عليه وسلم وأمته‪ ،‬والدال على صدق نبوته‪.‬‬
‫‪ -‬علم هللا تعالى واسع‪ ،‬يحيط بعالم الغيب وعالم الشهادة‪.‬‬
‫‪ -‬قصة يوسف عليه السالم من أخبار الغيب التي أوحى هللا عز وجل بتفاصيلها لنبيه محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم اإليمان‪ :‬التصديق بالقلب واإلقرار باللسان والعمل بالجوارح‪.‬‬


‫‪ -2‬مفهوم الغيب‪ :‬كل ما غاب عن إدراك الحس‪ ،‬واستأثر هللا تعالى بعلمه‪.‬‬

‫‪ -1‬حقيقة اإليمان‪ :‬ليس اإليمان مجرد نطق باللسان وتصديق بالقلب‪ ،‬بل ال تكتمل حقيقته حتى يصدقه العمل وتتجلى آثار االعتقاد‬
‫ومقتضياته في السلوك‪.‬‬
‫‪ -2‬شروط اإليمان‪:‬‬
‫‪ -‬العلم المنافي للجهل‪ :‬فاهلل تعالى يعبد بعلم وليس بجهل‪..‬‬
‫‪ -‬التصديق المنافي للتكذيب‪ :‬أي أن نصدق بكل ما جاء في القرآن والسنة تصديقا جازما‪..‬‬
‫‪ -‬االتباع المنافي لالبتداع‪ :‬أن نتبع كل ما جاءنا من عند هللا ورسوله‪..‬‬

‫‪ -1‬أثره في التصور‪ - :‬اطمئنان القلب ورضاه بقضاء هللا وقدره‪.‬‬


‫‪ -‬التخلص من الهم والحزن‪.‬‬
‫‪ -2‬أثره في السلوك‪ - :‬التخلص من العجز والكسل‪ ،‬والسعي إلى العمل‪.‬‬
‫‪ -‬التحلي بالقيم والمثل العليا واألخالق الفاضلة‪.‬‬
‫‪ -‬االستعداد لليوم اآلخر باألعمال الصالحة‪.‬‬
‫‪3‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪              " :‬‬

‫‪ "                 ‬سورة الفتح اآلية‪27 :‬‬

‫‪ -2‬وقال تعالى‪ "            " :‬سورة يوسف‪ :‬اآلية‪.92 :‬‬

‫‪ -‬تأكيد هللا تعالى لرسوله صلى هللا عليه وسلم بتحقق الرؤيا التي رآها والتي تضمنت دخوله هو وأصحابه المسجد الحرام في أمن وسالم‪،‬‬
‫وتثبيته له بالصلح باعتباره فتحا‪.‬‬
‫‪ -‬العفو والتسامح من أهم وسائل تحقيق الصلح بين المتخاصمين‪.‬‬

‫‪ -1‬سياق صلح الحديبية‪ :‬وقع صلح الحديبية في ذي القعدة من السنة ‪6‬هـ‪ ،‬وذلك بعد منع قريش لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وأصحابه من الدخول إلى المسجد الحرام‪ ،‬حيث رأى النبي صلى هللا عليه وسلم رؤيا صادقة بدخوله مكة معتمرا هو وأصحابه‪ ،‬إال أن قريشا‬
‫منعتهم من دخول مكة؛ فأرسل إليهم عثمان بن عفان ليخبرهم بأنه صلى هللا عليه وسلم لم يأت لقتال‪ ،‬فأمسكوا عثمان وأشاعوا خبر مقتله‪،‬‬
‫وبايع الصحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على القتال (بيعة الرضوان)؛ وفي األخير أرسلت قريش سهيل بن عمرو لعقد صلح الحديبية‪..‬‬
‫‪ -2‬شروط صلح الحديبية‪:‬‬
‫‪ -‬أن تمتد الهدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬أن يرجع المسلمون إلى المدينة هذا العام وال يقضوا العمرة إال في العام القادم‪.‬‬
‫‪ -‬أن يرد الرسول صلى هللا عليه وسلم من يأتيه من قريش مسلما‪ ،‬وال ترد قريش من يأتيها مرتدا من المسلمين‪.‬‬
‫‪ -‬من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه‪ ،‬ومن أراد أن يدخل في عهد المسلمين دخل فيه‪.‬‬
‫‪ -3‬نتائج صلح الحديبية‪:‬‬
‫تمكين المسلمين من تبليغ ونشر الدعوة اإلسالمية إلى الناس بحرية‪ ،‬حيث اعتنق اإلسالم بعد الصلح عدد كبير من الناس‪ ،‬وذلك بعدما‬
‫أمنوا جانب قريش‪ ،‬ودخلت مهابة المسلمين في قلوب المشركين والمنافقين‪ ،‬وكان صلح الحديبية سببا مباشرا في فتح مكة األعظم‪.‬‬

‫‪ -1‬دواعي فتح مكة‪ :‬وقع فتح مكة في شهر رمضان من السنة الثامنة للهجرة‪ ،‬وسببه أن قريشا نقضت عهدها مع رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم حيث ساعدت قبيلة بني بكر في اعتدائها على قبيلة خزاعة التي كانت قد انضمت إلى حلف رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪ -2‬نتائج فتح مكة‪ :‬دخل النبي صلى هللا عليه وسلم مكة فاتحا دون قتال‪ ،‬وحطم األصنام التي كانت حولها‪ ،‬واعتنق كثير من أهلها دين‬
‫اإلسالم‪ ،‬وأعلن النبي صلى هللا عليه وسلم عفوا عاما في حق أهل مكة‪ ،‬وأصبح المسلمون دولة قوية في جزيرة العرب‪.‬‬

‫من أهم أسس انتشار اإلسالم أخالق النبي صلى هللا عليه وسلم في معاملة المخالفين له القائمة على الحرية والسالم والتسامح والوفاء‬
‫بالعهود‪ ،‬فالرسول صلى هللا عليه وسلم لم يكن يريد حربا وال قتاال‪ ،‬وكان راغبا في مصالحة قريش حتى ال تراق الدماء في البلد الحرام‬
‫وحتى يجنب الناس القتل وسفك الدماء‪.‬‬
‫‪4‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪                " :‬‬

‫‪ "     ‬سورة الروم اآلية‪20 :‬‬

‫ض ْونَ ِدينَهُ َو ُخلُقَهُ فَ َز ِّو ُجوهُ‪ ،‬إِ اال تَ ْف َعلُوا تَ ُكنْ فِ ْتنَةٌ فِي األَ ْر ِ‬
‫ض‪،‬‬ ‫ضي هللا ع ْنه قال‪ :‬قال رسول هللاِ ‪ِ « :‬إ َذا َخطَ َب إِلَ ْي ُك ْم َمنْ ت َْر َ‬
‫‪ -2‬ع ْن أبِي هريْرة ر ِ‬
‫يض»‪ .‬سنن الترمذي‪.‬‬ ‫َوفَ َ‬
‫سا ٌد َع ِر ٌ‬

‫‪ -‬تشير اآلية إلى مقاصد وأسس الزواج وهي حصول السكينة والمودة والرحمة بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬بيان معيار اختيار الزوج وهو الدين والخلق ال الحسب والنسب‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم األسرة‪ :‬هي الرابطة التي تربط الرجل بالمرأة عن طريق عقد الزواج الذي يثمر عالقة األبوة والبنوة‪.‬‬
‫‪ -2‬مكانة األسرة في اإلسالم‪ :‬األسرة هي نواة المجتمع وأساس بنائه‪ ،‬فهي أصل النوع البشري‪ ،‬وهي السبيل لبقائه ودوامه‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف الخطبة‪" :‬تواعد رجل وامرأة على الزواج" مدونة األسرة المادة‪5 :‬‬
‫‪ -2‬حكمة مشروعية الخطبة‪ :‬تعرف الخاطبين على بعضهما والتشاور فيما بينهما‪ ،‬وكذلك من أجل االشتراط على بعضهما‪.‬‬
‫‪ -3‬تعريف الزواج‪ " :‬ميثاق تراض وترابط شرعي بين رجل وامرأة على وجه الدوام‪ ،‬غايته اإلحصان والعفاف وإنشاء أسرة مستقرة‬
‫برعاية الزوجين" مدونة األسرة المادة‪4:‬‬
‫‪ -4‬حكم الزواج‪ :‬األصل في الزواج أنه مستحب للقادر عليه‪.‬‬
‫‪ -5‬أركان الزواج وشرطه‪:‬‬
‫شروط الزواج‬ ‫أركان الزواج‬
‫‪ -‬األهلية (إتمام ثمان عشرة سنة شمسية‪)..‬‬
‫‪ -‬موافقة النائب الشرعي للقاصر‪.‬‬ ‫المحل (الزوج والزوجة)‬
‫‪ -‬انتفاء الموانع الشرعية‪.‬‬
‫الصيغة‪( :‬اإليجاب والقبول الدال على التراضي) ‪ -‬أن يكون اإليجاب والقبول شفويا عند االستطاعة‪ ،‬وإال فالكتابة أو اإلشارة‪.‬‬
‫‪ -‬ال حد ألقله وال ألكثره‪.‬‬
‫الصداق (المهر)‬
‫‪ -‬عدم االتفاق على إسقاط الصداق‪.‬‬
‫سماع العدلين لإليجاب والقبول من الزوجين وتوثيقه‪.‬‬ ‫اإلشهاد‬

‫‪ -‬تحقيق اإلحصان والعفاف للزوجين‪.‬‬


‫‪ -‬تحصيل المودة والرحمة والسكينة بين الزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ المجتمع من االنحراف والفواحش‪.‬‬
‫‪ -‬تكثير سواد األمة‪.‬‬
‫‪ -‬بقاء النوع البشري واستمرار الحياة‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪          " :‬‬
‫‪        ‬‬

‫‪ "          ‬سورة النساء اآلية‪70 :‬‬

‫‪ -2‬قال هللا تعالى‪ "            " :‬األنفال‪27 :‬‬

‫‪ -‬تشير اآلية إلى وجوب رد األمانات بعد المحافظة عليها‪ ،‬ووجوب العدل في الحكم‪ ،‬وتحريم الحيف والجور‪.‬‬
‫‪ -‬تحريم الخيانة مطلقا ً وأسوأها ما كان خيانة هلل ورسوله‪.‬‬

‫تتميز الحقوق في اإلسالم بمجموعة من الخصائص والميزات‪ ،‬منها‪:‬‬


‫‪ -‬أن هذه الحقوق مصدرها من هللا تعالى‪ ،‬فهو منشئها والضامن لها والمجازي عليها في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫‪ -‬أنها حقوق شاملة ومتنوعة‪ ،‬فهي تشمل حق هللا تعالى‪ ،‬وحق النفس‪ ،‬وحق الغير‪ ،‬وحق البيئة‪...‬‬
‫‪ -‬أن هللا تعالى حفظ هذه الحقوق من خالل تشريعات وقائية‪ ،‬وتشريعات زجرية‪..‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الوفاء‪ :‬هو حفظ العهود وأداء األمانات على أتم وجه‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم األمانة‪ :‬هي كل حق لزمك حفظه وأداؤه‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم المسؤولية‪ :‬هي تحمل تبعات ما كلف اإلنسان أداءه وحفظه‪.‬‬
‫‪ -4‬مفهوم (الوفاء باألمانة والمسؤولية)‪ :‬هو أداء وحفظ كل الحقوق والتكليفات على وجه الكمال‪ ،‬وتحمل تبعاتها‪.‬‬
‫‪ -5‬تجليات الوفاء باألمانة والمسؤولية‪:‬‬
‫‪ -‬أمانة بين العبد وخالقه (فعل الواجبات وترك المحرمات)‪.‬‬
‫‪ -‬أمانة بين العبد ونفسه (مسؤوليته عن جسده وعقله وجوارحه وعرضه وماله‪.)...‬‬
‫‪ -‬أمانة بين العبد وغيره (الوالدين – الزوجين – الجيران – البيئة – الحيوان‪.)...‬‬

‫‪ -‬نشر األمن والثقة بين الناس‪.‬‬


‫‪ -‬تحقيق نماء المجتمع وصالحه‪.‬‬
‫‪ -‬اكتساب ثقة الناس ومحبتهم‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق الوحدة واأللفة بين أفراد المجتمع‪.‬‬
‫‪ -‬تحقيق االزدهار والتنمية االقتصادية‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪                    " :‬‬

‫‪                    ‬‬

‫‪ "       ‬سورة البقرة اآلية‪245 :‬‬

‫‪ -2‬قال هللا تعالى‪" :‬و‪                   ‬‬

‫‪ "        ‬سورة يوسف اآليتان‪55-54 :‬‬

‫‪ -‬بيانه تعالى أن من معايير استحقاق الملك العلم والقوة البدنية‪.‬‬


‫‪ -‬بيانه تعالى أن أسباب تمكين يوسف هي التزام األمانة والعلم‪..‬‬

‫‪ -‬التكليف شرعا هو إلزام المكلف (البالغ العاقل) بما اقتضى الشرع فعله أو تركه‪.‬‬
‫‪ -‬وتحمل المسؤولية هو تحمل تبعات هذه التكاليف؛ فيجازى المكلف على فعلها ويعاقب على تركها أو التفريط فيها‪.‬‬

‫‪ -‬مفهوم الكفاءة‪ :‬هي األهلية للقيام بعمل ما بقدرة وحسن تصرف فيه‪.‬‬
‫‪ -‬مفهوم االستحقاق‪ :‬هو األوْ لى واألحق بالشيء دون غيره‪.‬‬
‫‪ -‬العالقة بين الكفاءة واالستحقاق ‪ :‬االستحقاق هو أعلى درجة من الكفاءة؛ فالكفاءة تعني أهلية الشخص للقيام بعمل ما‪ ،‬واالستحقاق يعني‬
‫أنه أولى وأحق من غيره للقيام بهذا العمل وإن كانوا مثله في الكفاءة‪.‬‬

‫يجب على الشخص الكفء أن يبادر إلى خدمة وطنه وأمته كما فعل يوسف عليه السالم‪( :‬قال اجعلني على خزائن األرض إني حفيظ‬
‫عليم)‪.‬‬
‫وأهم معايير الكفاءة واالستحقاق‪:‬‬
‫‪ -‬العلم واألمانة‪.‬‬
‫‪ -‬تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬تكافؤ الفرص والمساواة بين الجميع‪.‬‬
‫‪ -‬التحلي بالنزاهة واالستقامة‪.‬‬
7
34 21 2

                 "
                 
               
                     
               
                    
                    
                    
                
                  
               
                   
                 
                 
.34 -21 :‫" سورة يوسف اآليات‬      

‫ بلغ ُحبه شغاف وأعماق‬:‫ شغفها حبا‬- ‫ حفظ هللا ورعايته ليوسف‬:‫ برهان ربه‬- ‫ أكرميه وأحسني إليه‬:‫ أكرمي مثواه‬-
‫قلبها‬ ‫ المنكر والفجور والزنا‬:‫ السوء والفحشاء‬- ‫ تعبير الرؤيا‬:‫ من تويل األحاديث‬-
‫ سمعت بحديثهن‬:‫ سمعت بمكرهن‬- ‫ قطعته وشقته من الخلف‬:‫ قدت قميصه من دبر‬- ‫ دعته إلى نفسها‬:‫ راودته‬-
ْ
‫ هيأت لهن ما‬: ‫ وأعْ تدت لهن متكئا‬- ‫ وجدا زوجها‬:‫ ألفيا سيدها‬- ‫ هل ُم وأقبل وأسرع‬:‫ هيت لك‬-
‫يتك ْئن عليه من الفرش والوسائد‬ .‫ المكر على إيقاع السوء بخفاء‬:‫ الكيد‬- ‫ أعتصم باهلل وأستجير به‬:‫ معاذ هللا‬-
ْ
‫ أعْ ظمْنه وأجْ للنه‬:‫ أكبرنه‬- .‫ ال تذكره ألحد واكتمه‬:‫ أعرض عن هذا‬- ‫ سيدي أحسن إلي‬:‫ ربي أحسن مثواي‬-
‫ امتنع امتناعا شديدا‬:‫ استعصم‬- ‫ استغفري زوجك من ذنبك حتى ال‬:‫ واستغفري لذنبك‬- ‫وأكرمني‬
ْ
‫ أمل الى إجابتهن بمقتضى‬:‫ بُ إليهن‬- ْ‫أص‬ ُ
‫ وأراد يعاقبك‬،‫ أرادت أن ترغمه‬:‫ همت به وهم بها‬-
‫البشرية‬ ‫ ُتغري عبدها‬:‫ تراود فتاها‬- ‫أن يمنعها‬

.‫ أقام يوسف عليه السالم بمصر في بيت عزيزها وأعطاه هللا الحكمة والفقه في الدين وتأويل األحاديث‬،‫ بعد محنة االسترقاق‬:)22-21( -
.‫ وامتناعه واستعفافه عما حرم هللا‬،‫ بكل وسيلة من الوسائل‬،‫ مراودة زوجة العزيز ليوسف عليه السالم عن نفسه‬:)29-23( -
.‫ فرار يوسف وشق ثوبه من خلف‬-
.‫ مبادرة الزوجة بدفع الفضيحة عن نفسها وإلصاق التهمة بيوسف عليه السالم بعد أن ألفيا زوجها عند باب الغرفة‬-
.‫ تبرئة هللا عز وجل ليوسف من خالل شهادة ذلك الشاهد‬-
‫ وتفضيل يوسف‬،‫ الشيء الذي دفع زوجة العزيز إلى دعوتهن إلظهار عذرها فيما قامت به‬، ‫ شيوع الخبر بين نساء المدينة‬:)34-30( -
.‫عليه السالم السجن على معصية هللا تعالى‬
‫محنة استرقاق يوسف عليه السالم‪ ،‬ومحنـة تعرضه ألنواع الفتنة واإلغراء من طرف زوجة العزيز‪ ،‬وصموده أمام تلك الفتن حتى‬
‫آثر السجن على عمل الفاحشة‪ ،‬وكفى بذلك برهانا ً على طهارته‪.‬‬

‫‪ -‬الكرم‪" :‬وقال الذي اشتراه من مصر المرأته أكرمي‬ ‫‪ -‬منة هللا على يوسف أن جعله يتربى في بيت عز و ليس أن يكون ذليال مهانا ً‪.‬‬
‫مثواه"‪.‬‬ ‫ً‬
‫حكمة‪.‬‬ ‫‪ -‬الشاب إذا نشأ في طاعة هللا فإن هللا يؤتيه علما ً و‬
‫‪ -‬اإلحسان‪" :‬ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وكذلك نجزي‬ ‫‪ -‬خطورة الخلوة بالمرأة‪ ،‬وما تؤدي إليه من مصائب‪.‬‬
‫المحسنين"‪.‬‬ ‫‪ -‬هللا تعالى ُيعين أولياءه في اللحظات العصيبة بأمور تث ِّب ُتهم‪.‬‬
‫‪ -‬العفة‪" :‬قال معاذ هللا إنه ربي أحسن مثواي إنه ال يفلح‬ ‫‪ -‬شهادة القريب على قريبه‪ ،‬أقوى من شهادة البعيد على القريب‪.‬‬
‫‪ -‬المسلم إذا ُخير بين المعصية وبين الصبر على الشدة عليه أن يصبر على الشدة الظالمون"‪.‬‬
‫ويطيـع هللا ولو رم ْوهُ بسوء‪.‬‬
‫‪ -‬استجاب ُة هللا ألوليائه والدعاة المخلصين‪.‬‬
‫‪8‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪               " :‬‬
‫‪       ‬‬

‫‪ "                    ‬سورة‬
‫اإلسراء‪.108-107 :‬‬

‫‪ -2‬وقال تعالى‪                   " :‬‬

‫‪ "          ‬سورة يوسف‪.66-54 :‬‬

‫‪ -‬أثر العلم في تحقيق اإليمان في نفوس المؤمنين‪.‬‬


‫‪ -‬المواصفات التي أهلت نبي هللا يوسف عليه السالم لتحمل مسؤولية تدبير البالد والعباد وهي األمانة والعلم‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم العلم‪ :‬مجموع المفاهيم المتكاملة والمترابطة التي نبحث عنها ونتوصل إليها بواسطة البحث العلمي‪.‬‬
‫‪ -2‬عالقة العلم باإليمان‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلسالم يدعو إلى العلم‪ :‬لم تعرف اإلنسانية دينا مثل اإلسالم اعتنى بالعلم أبلغ عناية‪ ،‬حيث دعا إليه‪ ،‬ورغب في طلبه‪ ،‬وحث على‬
‫تعلمه وتعليمه‪ ،‬وعظم قدره‪ ،‬ونوه بأهله‪ ،‬وبين آدابه‪ ،‬وأوضح آثاره على الفرد وعلى المجتمع‪ ،‬وقد كانت أول كلمة خوطب بها نبي االسالم‬
‫صلى هللا عليه وسلم األمر بـ‪( :‬اقرأ باسم ربك الذي خلق)‪ ،‬فاإلسالم يدعو إلى كل ما من شأنه تنمية االيمان وبناء المجتمع القوي وصيانة‬
‫الكرامة وتسخير الكون وتشييد العمران والحضارة‪..‬‬
‫ب‪ -‬العلم يرسخ اإليمان ويقويه‪ :‬إن التدبر في آيات هللا تعالى في األنفس واآلفاق ودراستها يرسخ إيمان الفرد ويقويه من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬شعور القلب بخشية هللا والخشوع له واستحضار عظمته ومطلق قدرته‪.‬‬
‫‪ -‬تمتين الصلة باهلل تعالى بدوام ذكره وتسبيحه والخضوع له وحده وإفراده بالطاعة والعبادة‪.‬‬
‫‪ -‬التحرر من كل قوة ومن كل سلطان غير قوة هللا تعالى وسلطانه‪.‬‬

‫ال يوجد أي تعارض بين العلم اليقيني الصحيح وبين اإليمان الحق‪ ،‬ألن العلم واإليمان مصدرهما من هللا تعالى‪ ،‬وألن اإليمان ال يكون إال‬
‫بعلم‪ ،‬والعلم هو الوسيلة الصحيحة للوصول إلى اإليمان وتقويته‪ ،‬ولذلك قال هللا تعالى (إنما يخشى هللا من عباده العلماء)‪.‬‬
‫‪9‬‬

‫‪‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪          " :‬‬
‫‪       ‬‬

‫‪ "                 ‬سورة آل عمران‪159 :‬‬

‫‪ -2‬وقال تعالى‪                   " :‬‬

‫‪ "  ‬سورة يوسف‪ :‬اآلية‪.59 :‬‬

‫ب أولى‪.‬‬
‫‪ -‬إذا كان النبي المعصوم‪ ،‬المؤيد بالوحي‪ ،‬مأموٌر أن يشاور أصحابه‪ ،‬فالتشاور واجب على المسلمين من با ٍ‬
‫‪ -‬إقناع يوسف عليه السالم إخوته في تفاوضه معهم ليأتوه بأخيهم‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التفاوض‪ :‬هو أسلوب من أساليب حل النزاعات وتسوية الصراعات بين طرفين مختلفين للوصول إلى حل وسط‪.‬‬
‫‪ -2‬التفاوض في حياة النبي ‪ :‬أبدى الرسول ‪ ‬قدرة ال مثيل لها في مفاوضة اآلخر‪ ،‬قائمة على الحكمة والتخطيط والمرونة واستيعاب‬
‫السياقات المعقدة للقضية المتفاوض حولها‪ ،‬مع التحلي باألخالق الرفيعة مثل الهدوء والتواضع والرفق بالطرف اآلخر وحسن اإلصغاء له‬
‫واحترام رأيه‪.‬‬
‫واتخذت مفاوضات الرسول عليه الصالة والسالم طابعا جماعيا وطابعا فرديا‪:‬‬
‫طابعا جماعيا‪ :‬كما حصل في صلح الحديبية‪.‬‬
‫وطابعا فرديا‪ :‬مثل تفاوضه مع ع ْتبة ب ِن ربيعة حين عرض على الرسول عليه الصالة والسالم المال والملك والزعامة مقابل أن يكف عن‬
‫الدعوة إلى اإلسالم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫‪ -1‬مفهوم التشاور‪ :‬هو أخذ رأي صاحب العلم والخبرة في مجال معين‪.‬‬
‫‪ -2‬التشاور في حياة الرسول ‪ :‬بالرغم من أن الرسول عليه الصالة والسالم كان معصوما ومؤيدا بالوحي‪ ،‬إال أنه كان يعتمد في تسييره‬
‫لألمور على مبدإ الشورى‪ ،‬خاصة في المواقف الصعبة‪ ،‬مثل القرارات السياسية الكبرى؛ كقرار الحرب والسلم‪ ،‬م ْمتثِال في ذلك قوله تعالى‪:‬‬
‫(وشاورهم في األمر)‪.‬‬
‫ومن أمثلة مشاوراته عليه الصالة والسالم‪:‬‬
‫في الخروج لغزوة بدر‪.‬‬‫‪ -‬مشاورته ألصحابه ِ‬
‫‪ -‬مشاورته ألصحابه في القتال بالمدينة أو الخروج للقاء قريش في غزوة أحد‪.‬‬
‫‪ -‬مشاورته لزوجته أم سلمة رضي هللا عنها عندما امتنع الصحابة عن تنفيذ أمره بالتحلل في صلح الحديبية‪ ،‬فأخذ برأيها بأن ال يكلم أحدا حتى‬
‫ينحر ويحلق‪ ،‬فقام ونحر وحلق‪ ،‬فتبعه أصحابه فيما فعل‪.‬‬
‫‪ -‬مشاورته للصحابة في غزوة األحزاب حيث أشار عليه سلمان الفارسي بحفر الخندق‪.‬‬

‫‪ -‬حل المشاكل والقضايا المختلف فيها في إطار من التسامح والتعايش‪.‬‬


‫‪ -‬تدبير االختالف بين األطراف بما يحقق التقارب والتفاهم فيما بينهم‪.‬‬
‫‪ -‬تقوية الصف الداخلي للمسلمين والحفاظ على وحدتهم‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪             " :‬‬

‫‪                     ‬‬

‫‪ "             ‬سورة البقرة‪229:‬‬
‫ضى هللا ع ْنه رسول هللاِ ‪ ‬ع ْن ذلِكك فقكال لكه رسكول‬ ‫بر ِ‬ ‫‪ -2‬ع ِن اب ِْن عمر‪ :‬أنه طلق ا ْمرأته و ِهى حائِضٌ فِى ع ْه ِد رسو ِل هللاِ ‪ ‬فسأل عمر بْن ْالخطا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫س َك بَ ْع ُد َوإِنْ شَا َء طَلا َ‬
‫ق قَ ْب َل أنْ يَ َمس ا فتِ ْلسكَ ا ْل ِعس ادةُ الاتِسي أ َم َسر ا‬
‫هللاُ عَس از‬ ‫ط ُه َر ثُ ام إِنْ شَا َء أَ ْم َ‬
‫يض ثُ ام تَ ْ‬ ‫هللاِ ‪ُ «:‬م ْرهُ فَ ْليُ َرا ِج ْع َها ثُ ام لِيَ ْت ُر ْك َها َحتاى تَ ْ‬
‫ط ُه َر ثُ ام ت َِح َ‬
‫سا ُء" موطأ مالك ‪ ،‬كتاب الطالق‪ ،‬باب ما جاء في اإلقراء ‪...‬‬ ‫ق لَ َها النِّ َ‬ ‫َو َج ال أَنْ يُطَلا َ‬

‫‪ -‬ضرورة التعامل باإلحسان والمعروف في المعاشرة الزوجية‪.‬‬


‫‪ -‬الطالق ال يكون إال في طهر ال مس فيه‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف الطالق‪" :‬حل ميثاق الزوجية يمارسه الزوج والزوجة‪ ،‬كل بحسب شروطه تحت مراقبة القضاء" مدونة األسرة المادة‪.78 :‬‬
‫‪ -2‬حكم الطالق‪ :‬الطالق مباح في اإلسالم‪ ،‬ولكن ال يلجأ إليه إال عند الضرورة القصوى لما ينجم عنه من آثار وخيمة‪.‬‬
‫‪ -3‬شروط الطالق‪ - :‬أن يقع في طهر لم يسبق فيه جماع ‪ -‬أن يكون طلقة واحدة ‪ -‬أن يشهد عليه العدالن‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف العدة‪ :‬المدة الزمنية التي تمكث فيها المرأة المفارقة لزوجها دون زواج‪.‬‬
‫‪ -2‬الحكمة من تشريع العدة‪:‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على األنساب من االختالط من خالل التأكد من براءة الرحم‪.‬‬
‫‪ -‬إمكانية تراجع الزوجين عن الطالق‪" .‬وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصالحا" البقرة ‪.228‬‬
‫‪ -3‬أنواع العدة‪:‬‬
‫الدليل الشرعي‬ ‫مدة العدة‬ ‫حال المطلقة‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫(يا أيها الذين آمنوا إذا نكحْ تم المومنات ثم طلقتموهن ِمن ق ْب ِل أن تمسوهن فما لك ْم عليهن‬
‫ال عدة عليها‬ ‫المطلقة قبل الدخول‬
‫ِمن ِعدة تعْتدونها" األحزاب‪.49 :‬‬
‫(وا ْلمطلقات يتربصْ ن بِأ ْنف ِس ِهن ثالثة قرو ٍء) البقرة‪.228 :‬‬ ‫ثالثة قروء‬ ‫المرأة التي تحيض‬
‫يض ِم ْن نِسائِك ْم إِ ِن ارْ تبْت ْم ف ِعدتهن ثالثة أ ْشه ٍر والالئِي ل ْم ي ِحضْ ن)‬
‫ِ‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ْ‬
‫ال‬ ‫ن‬ ‫م‬
‫ِ‬ ‫ْن‬
‫س‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫ي‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬‫الال‬ ‫و‬ ‫(‬
‫المرأة التي ال تحيض عدتها ثالثة أشهر‬
‫الطالق‪4:‬‬
‫(وأوالت ْاألحْ ما ِل أجلهن أ ْن يضعْن ح ْملهن) الطالق‪4:‬‬ ‫أن تضع حملها‬ ‫المرأة الحامل‬
‫ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر وعشرة أيام (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصْ ن بِأنف ِس ِهن أرْ بعة أشه ٍر وعشرً ا) البقرة‪232:‬‬
‫‪ -4‬أنواع الطالق‪:‬‬
‫‪ -‬الطالق الرجعي‪ :‬هو الذي يحق فيه للزوج أن يراجع زوجته داخل العدة‪.‬‬
‫‪ -‬الطالق البائن بينونة صغرى‪ :‬هو الذي ينهي عقد الزوجية حاال وال يمنع من تجديد عقد الزواج‪.‬‬
‫‪ -‬الطالق البائن بينونة كبرى‪ :‬هو المكمل للثالث‪ ،‬ويمنع من تجديد العقد مع المطلقة إال بعد انقضاء عدتها من زوج آخر‪.‬‬

‫‪ -1‬مقاصد الطالق‪:‬‬
‫‪ -‬رفع الضرر الالحق بأحد الزوجين‪.‬‬
‫‪ -‬تأديب الزوجين لمراجعة نفسيهما وإصالح أخطائهما‪.‬‬
‫‪ -2‬آثار الطالق على األسرة والمجتمع‪:‬‬
‫‪ -‬انحراف األطفال وتشردهم‪.‬‬
‫‪ -‬حرمان األطفال من حنان أحد األبوين مما قد يؤدي إلى انحرافهم‪.‬‬
‫‪ -‬التفكك األسري وانتشار العداوات‪.‬‬
‫‪ -‬معاناة المرأة المطلقة ماديا ونفسيا‪.‬‬
‫‪11‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪                   " :‬‬

‫‪ "                  ‬سورة يوسف اآليتان‪.90-89 :‬‬
‫ب ‪َ " ‬يننننننَ َ لي َنننننننَ سَ ُرننننننَ س حُْ‬
‫ب س َع نرنننننن سي َ َ نننننن َ سَ ُرننننننَ َ َ َ ننننننَ َ َ ننننننَ َ ََ سرنننننن س ُ ح‬
‫نننننا ُ‬ ‫نننننْ َنننننننا ب عرنننننني َُْ َ َنننننننَ َنان ف‬
‫نننننَ ََنح ن َ‬ ‫نننننْ نسَ َِ َرن ح‬
‫‪َ -2‬ع ح‬
‫ب َع ُز َ َج ّ" مررد ِمد‪.‬‬ ‫سَ ُرَ َ ََ نم يسعن س س حا سَ لد نر َيَ َ ينًَ س حمْن نسَ َي ح‬
‫حيْ َ نسَ سم َعَ َ َةح‪َ َ ،‬رل س سه َمَ ُ َ‬

‫‪ -‬فضل التقوى والصبر وما لهما من حسن العاقبة‪.‬‬


‫‪ -‬قيمة اليقين والمعافاة فهما خير ما أعطي العبد في الدنيا‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الصبر‪ :‬حبس النفس عن الجزع والسخط والتضجر‪.‬‬


‫‪ -2‬تجليات الصبر‪:‬‬
‫‪ -‬الصبر على الطاعات ‪ -‬الصبر عن المعاصي والمحرمات ‪ -‬الصبر على المصائب واالبتالءات‪.‬‬
‫‪ -3‬صبر الرسول ‪:‬‬
‫ضرب الرسول ‪ ‬أروع األمثلة في الصبر واليقين‪ ،‬فقد توجه عليه الصالة والسالم إلى الطائف لعله يجد من يقبل دعوته‪ ،‬لكنهم أغروا به‬
‫صبيانهم‪ ،‬وضربوه بالحجارة حتى سال الدم من قدميه الطاهرتين‪ ،‬فأرسل هللا تعالى إليه ملكا يقول له‪" :‬إن شئت أن أطبِق عليهم األخشبين"‬ ‫ِ‬
‫فقال رسول هللا ‪" :‬بل أرجو أن يخرج هللا من أصالبهم من يعبد هللا وحده‪ ،‬ال يشرك به شيئا" رواه مسلم‪.‬‬
‫‪ -4‬مفهوم اليقين‪ :‬هو العلم الراسخ في القلب الذي ال يخالطه شك‪.‬‬
‫‪ -5‬تجليات اليقين‪:‬‬
‫‪ -‬توكل العبد على هللا تعالى حق التوكل‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ باألسباب التي شرعها هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ -‬الحرص على أداء الواجبات بإتقان وخشوع‪.‬‬
‫‪ -6‬اليقين في سير األنبياء والمرسلين‪:‬‬
‫وردت في قصص األنبياء والمرسلين صور عديدة توضح تباثهم ويقينهم بوعد هللا‪ ،‬ومن هذه الصور‪:‬‬
‫‪ -‬دعوة إبراهيم عليه السالم ربه للعناية بزوجه وولده إسماعيل‪ ،‬وأن يرزقهما عندما تركهما في مكة‪.‬‬
‫ت ا ْفعلْ ما ت ْؤمر‬
‫ح عظيم‪ ،‬قال سبحانه‪" :‬قال يا أب ِ‬ ‫‪ -‬قصة إبراهيم مع ابنه لما رأى أنه يذبحه‪ ،‬فاستجاب له حتى إذا أراد أن يذبحه فداه هللا ب ِذ ْب ٍ‬
‫ست ِجدنِي إِ ْن شاء هللا ِمن الصابِ ِرين" الصافات‪.102:‬‬
‫‪ -‬قصة يعقوب عليه السالم مع أوالده‪ ،‬فقد كان موقنا بوعد ربه أن يرجع له ولد ْيه عندما فقدهما‪.‬‬
‫‪ -‬خروج الرسول ‪ ‬ألداء عمرة الحديبية‪ ،‬فقد كان موقنا بالفتح قال تعالى‪" :‬لق ْد صدق هللا رسوله الر ْؤيا بِ ْالحق" الفتح‪.27:‬‬

‫‪ -‬اليقين الحق طريق للصبر الجميل‪ ،‬فمن ال يقين عنده ال صبر له‪.‬‬
‫‪ -‬اليقين يكون بالقلب‪ ،‬والصبر يكون بالجوارح؛ فاليقين هو الدافع للعمل‪.‬‬
‫‪ -‬الصبر ثمرة لليقين ونتيجة له‪ ،‬واليقين طريق لإليمان والعمل الصالح‪.‬‬

‫ت اإليمان وتقويتِه وبلو ِغه درجة الكمال‪ ،‬فبالصبر واليقين ينتصر المسلم على نفسه وعلى الشيطان‪ ،‬وينتفع باآليات‬
‫الصبر واليقين أساس ثبا ِ‬
‫والعبر‪ ،‬وينال رضى هللا تعالى حتى يصل إلى مرتبة اإلمامة في الدين‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪ "        " :‬سورة األعراف اآلية‪199 :‬‬

‫‪ -2‬قال هللا تعالى‪                      " :‬‬

‫‪ "  ‬سورة يوسف اآليتان‪.98-97 :‬‬

‫‪ -‬من قيم اإلسالم الفاضلة العفو عن المسيئ‪ ،‬والمجاوزة عن المخطئ‪.‬‬


‫‪ -‬عفو يعقوب عليه السالم على أبنائه الذين أساؤوا معاملة أخيهم‪ ،‬وطلبه المغفرة لهم‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم العفو‪ :‬ترك معاقبة المذنب مع القدرة عليه‪.‬‬


‫‪ -2‬العفو خلق األنبياء والرسل عليهم السالم‪:‬‬
‫من ذلك موقف الرسول صلى هللا عليه وسلم عند فتح مكة لما سأل مشركي قريش‪" :‬ما ترون أني فاعل بكم؟" قالوا‪ :‬خيرا‪ ،‬أخ كريم وابن‬
‫أخ كريم‪ ،‬فقال لهم‪" :‬أقول كما قال يوسف‪{ :‬ال تثريب عليكم اليوم يغفر هللا لكم وهو أرحم الراحمين}‪ ،‬فكان ذلك سببا في دخولهم في اإلسالم‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم التسامح‪ :‬اليسر والتساهل في المعاملة‪.‬‬
‫‪ -4‬يوسف عليه السالم المتسامح الكريم‪:‬‬
‫از ِه ْم قال ا ْئتونِي‬
‫أكرم يوسف عليه سالم وفادة إخوته رغم إساءتهم له‪ ،‬وأحسن ضيافتهم‪ ،‬ووفى لهم الكيل‪ ،‬قال سبحانه‪" :‬ولما جهزه ْم بِجه ِ‬
‫خ لك ْم ِم ْن أبِيك ْم أال تروْ ن أني أوفِي ْالكيْل وأنا خيْر ْالم ْن ِزلِين" يوسف‪ ،59 :‬ثم سامحهم بعد أن عرفوه‪ ،‬وتجاوز عنهم‪ ،‬فقال سبحانه‪" :‬قال ال‬
‫بِأ ٍ‬
‫ت ْث ِريب عليْكم ْاليوْ م ي ْغفِر هللا لك ْم وهو أرْ حم الرا ِح ِمين" يوسف ‪92:‬‬

‫التسامح أعم وأشمل من العفو؛ ألن التسامح يكون مع المخطئ وغير المخطئ؛ بينما العفو ال يكون إال في حق المخطئ فقط‪.‬‬

‫‪ -‬العفو والتسامح سبب في انقالب العداوة إلى صداقة ومحبة‪.‬‬


‫‪ -‬العفو والتسامح وسيلة للحفاظ على تماسك المجتمع واألسرة‪.‬‬
‫‪ -‬العفو والتسامح سبيل إلطفاء نار الغضب وتسكين النفوس‪ ،‬والتحرر من نار الحقد والكراهية‪.‬‬
‫‪ -‬العفو والتسامح سبب لنيل العزة والشرف في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
13
53 35 2

                     "
                         
                   
                   
                   
                 
                      
                 
       ﴾‫﴿ ثمن‬              
                    
                   
                      
                   
                  
                    
                     
                   
                   
                    
"                 ﴾‫﴿حزب‬   

‫ تخبؤونه من قمح للزراعة‬:‫ تحصنون‬- .‫ يا ساكني السجن‬:‫ يا صاحبي السجن‬- ‫ وظهر لهم أن من‬،‫ ا تضح لهم‬:‫ بدا لهم‬-
. ‫وتدخرونه‬ . ‫ جمع رب وهو اإلله المعبود‬:‫ أرباب‬- .‫المصلحة أن يسجن‬
‫ يأتيهم الغيث أي نزول‬:‫ يغاث الناس‬- . ‫ حجة وبرهان‬:‫ سلطان‬- .‫ العالمات الدالة على براءة يوسف‬:‫ اآليات‬-
. ‫المطر فتخصب األرض‬ .‫ توسط في إخراجي عند سيدك‬:‫ أذكرني عند ربك‬- . ‫ مدة من الزمن‬:‫ حتى حين‬-
‫ كل شيء يعصر كالزيتون‬:‫ يعصرون‬- ‫ والبضع من ثالث إلى‬،‫ مدة من الزمن‬:‫ بضع سنين‬- ‫ خادمان للمك أحدهما خباز واألخر‬:‫ فتيان‬-
.‫والعنب‬ .‫سبع سنوات‬ .)‫(سجينان‬. ‫ساقي‬
. ‫ سيدك‬:‫ إلى ربك‬- . ‫ مهازيل جدا أي شدة الضعف والهزل‬:‫ عجاف‬- ‫ تحويل العنب إلى خمر‬:‫ أعصر خمرا‬-
.‫ ما شأنكن‬:‫ ما خطبكن‬- . ‫ تفهمون وتفسرون الرؤى‬:‫ تعبرون‬- .‫ليسقي به الملك‬
.‫ تنزيها هلل‬:‫ حاشا هللا‬- . ‫ أباطيل ال صحة فيها‬:‫ أضغاث أحالم‬- .‫ تفسير وتعبير‬:‫ تأويل‬-
‫ فاحشة‬:‫ سوء‬- . ‫ تذكر بعد مدة طويلة‬:‫ وادكر بعد أمة‬- .‫ يحسن التعامل مع السجناء‬:‫ المحسنين‬-
‫ ال أنفي التهمة عن‬: ‫ وما أبرئ نفسي‬- .‫ كعادتهم في الزراعة‬:‫ دأبا‬- . ‫ أخبرتكما‬:‫ نبأتكما‬-
‫نفسي‬ .‫ أتركوه ال تستهلكونه كله‬:‫ فذروه‬- . ‫ الدين‬:‫ ملة‬-
.‫ سنوات تعرف بالشدة والقحط‬:‫ شداد‬-
‫‪ - :)35( -‬تفضيل يوسف عليه السالم السجن على المعصية دليل على محنة أخرى سيواجهها‪.‬‬
‫‪ :)36( -‬إعجاب الفتيان بإحسان يوسف عليه السالم وبطباعه وعبادته جعلهما يرغبان في فهم تفسير رؤياهما‪.‬‬
‫‪ :)37( -‬إظهار معجزة يوسف عليه السالم الدالة على صدق نبوته والمتمثلة في إخبار الفتيان عن طعامهما‪.‬‬
‫‪ :)40-38( -‬تقديم يوسف الدعوة إلى عبادة هللا ونبذ عبادة األصنام على تفسير رؤيا السجينين ‪.‬‬
‫‪ :)41( -‬تفسير يوسف عليه السالم لرؤيا السجينين‪ ،‬أحدهما سيسقي سيده خمرا و اآلخر سيصلب وتأكل الطير من رأسه‪.‬‬
‫‪ :)42( -‬وصية يوسف للساقي بأن يذكره عند ربه تدخل في إطار النسيان ليمكث يوسف في السجن بضع سنين‪.‬‬
‫‪ :)49-43( -‬تفسير يوسف لرؤيا الملك الدالة على وجوب ادخار وتخزين القمح لسنوات القحط التي ستعرفها البالد ‪.‬‬
‫‪ :)53-50( -‬أمر الملك بتحرير يوسف عليه السالم من السجن صحبه تريث يوسف إلى حين ظهور براءته من كيد النسوة‪ ،‬ومنة هللا على‬
‫يوسف ببراءته من كيد النساء وظهور الحق أمام الملك‪.‬‬

‫تذكر اآليات دخول يوسف عليه السالم للسجن نزوال عند رغبة زوجة العزيز التي تريد إظهار براءتها للناس‪ ،‬فيعيش يوسف محنة القيد‪ ،‬في‬
‫ثناياها منحة ممارسته لحرية العقيدة الداعية للتوحيد‪ ،‬وكيف أعجب سجينان بعبادته وإخالصه ففسر لهما الرؤيا التي كانت دافعا إلى تقريبه‬
‫من الملك المذعور بسبب رؤيا فسرها يوسف عليه السالم بعلم وحكمة‪ ،‬ليجازيه الملك بإظهار براءته من كيد النسوة‪.‬‬

‫‪ -‬اإلحسان‪﴿ :‬إنا نراك من المحسنين﴾‪36‬‬ ‫‪ -‬على المؤمن إذا اب ُت لي أن يكون أعظم إحسانا (إنا نراك من المحسنين )‪.‬‬
‫‪ -‬السجن إذا كان لشرف وهروب من معصية فهو رفعة وعالوة‪ ،‬بحيث يصبح منحة‬
‫‪ -‬التوحيد واإليمان‪﴿ :‬واتبعت ملة آبائي إبراهيم‬
‫(طلب العبادة –العلم –معرفة الناس –نشر الدعوة )‪.‬‬
‫وإسحاق ويعقوب ما كان لنا أن نشرك باهلل من‬ ‫‪ -‬اختيار الوقت المناسب لنشر الدعوة ‪.‬‬
‫شيء﴾‪38‬‬ ‫‪ -‬االستعانة باألسباب و التوكل على هللا (يوسف توكل على هللا واستعان بالساقي)‬
‫‪ -‬الشورى‪﴿ :‬قال يا أيها المأل أفتوني في رؤياي إن‬
‫كنتم للرؤيا تعبرون﴾‪43‬‬
‫‪ -‬الصدق‪﴿ :‬اآلن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه‬
‫وإنه لمن الصادقين﴾‪51‬‬
14
68 54 2

                      "
                  
                 
                  
                      
                    
     
                   
                  
                    
       ﴾‫﴿ ثمن‬          
   
                     
                    
                  
"                 

.‫ ما نطلب أكثر من هذا‬:‫ ما نبغي‬- .‫ ينزل ويحل‬:‫ يتبوأ‬- ‫ أجعله من أهل مشورتي‬:‫ أستخلصه لنفسي‬-
.‫ نجلب لهم الميرة أي الطعام‬:‫ نمير‬- .‫ جاهلون أنه أخوهم‬:‫ منكرون‬- .‫وأسراري‬
.‫ عهدا مؤكدا باليمن‬:‫ موثقا‬- ‫ ما يحتاجون إليه‬:‫ َجهازهم‬- . ‫ ومؤتمن‬، ‫ ذو منزلة‬، ‫ ممكن‬:‫ مكين‬-
.‫ يأتيكم أم ٌر ال قِبل لكم به‬:‫ أن يحاط بكم‬- .‫ التقدير بالكيل‬:‫ الكيل‬- ‫ عليم‬،‫ أمين على ما استودعتني‬:‫ حفيظ عليم‬-
.‫ أعطوه‬:‫ فلما آتوه‬- ‫ مضياف كريم‬:‫ خير المن ِزلين‬- .. ‫بوجوه صرفها‬
.‫ حافظ ومهيمن‬:‫ وكيل‬- .‫ نطلب بإلحاح‬:‫ نراود‬-

. ‫ وتعيينه خازن مصر نزوال عند طلب يوسف عليه السالم‬،‫ رغبة الملك في استخالص يوسف عليه السالم لنفسه مستشارا‬:)57-54( -
.‫ تمكين هللا ليوسف عليه السالم في األرض جزاء على إحسانه‬-
. ‫ مجيء إخوة يوسف طلبا للمؤونة ولقاؤهم بيوسف دون أن يتعرفوا عليه‬:)58( -
.‫ ووع ُد اإلخوة باالستجابة لطلبه‬،‫ أو منعهم من الكيل‬،‫ إكرام يوسف إلخوته ومحاولة إقناعهم باإلتيان بأخيهم‬:)61-59( -
.‫ رد يوسف عليه السالم مال إخوته في رحالهم سرا تحفيزا لهم على العودة في المرة القادمة صحبة أخيه‬:)62( -
‫ وعدم استجابة يعقوب لطلبهم مذكرا‬،‫ إخبار اإلخوة أباهم بمنع عزيز مصر أن يكتال لهم إذا لم يصحبوا معهم أخاهم بنيامين‬:)64-63( -
.‫إياهم بتفريطهم بيوسف‬
.‫ إقناع اإلخوة يعقوب عليه السالم باصطحاب األخ األصغر ألرض مصر بعد تقديمهم عهد هللا مؤكدين حمايته وحفظه‬:)66-65( -
. ‫ مناشدة يعقوب عليه السالم أوالده بالدخول من أبواب متفرقة لغاية في نفسه ودعوتهم إلى التوكل على هللا تعالى‬:)68-67( -

‫ فبعد أن ثبتت براءة يوسف على‬،‫ والتي تتمثل في حسن عاقبة المؤمنين‬،‫ التي ال تتخلف‬-‫ تعالى‬-‫بدأت آيات هذا الشطر ببيان سنة من سنن هللا‬
.‫ صار هو الوالي على خزائن مصر‬،‫رأس األشهاد‬
‫ وكيف‬،‫ بعد أن حضروا من بالدهم بفلسطين إلى مصر يلتمسون الزاد والطعام‬،‫ثم تحدثنا اآليات عن اللقاء األول الذي تم بين يوسف وإخوته‬
‫ و قد وافق أبوهم على‬.‫ وهو شقيقه بنيامين‬،‫ ثم طلب منهم بعد أن أكرمهم أن يحضروا معهم أخاهم من أبيهم‬،‫أنه عرفهم دون أن يعرفوه‬
‫إرسال بنيامين معهم بعد أن أخذ عليهم العهود والمواثيق لكي يحافظوا عليه‪ ،‬واختتم هذا الشطر بوصية يعقوب ألبنائه بالدخول إلى مصر من‬
‫أبواب متفرقة وتنفيذهم لوصيته‪.‬‬

‫‪ -‬األمانة وحفظ العهد‪﴿ :‬إنك اليوم لدينا مكين‬ ‫‪ -‬المسؤولية ال ينالها إال ذوو الكفاءة‪.‬‬
‫‪ -‬الصبر سبيل التمكين والفرج بعد الشدة‪.‬‬
‫أمين﴾‪﴿ 54‬إني حفيظ عليم﴾‪55‬‬
‫‪ -‬كلما ازداد اإلنسان صدقا وأمانة وعلما زاده هللا رفعة وعزة ومكانة‪.‬‬
‫‪ -‬اإلحسان‪﴿ :‬وال نضيع أجر المحسنين﴾‪56‬‬ ‫‪ -‬اإلكرام من أهم أسباب استمالة القلوب واستجابتها فوجب استغاللها في الخير‪.‬‬
‫‪ -‬الكرم والجود‪﴿ :‬أال ترون اني أوفي الكيل وأنا خير‬ ‫‪ -‬من الحكمة أن ال يلدغ المؤمن من نفس الجحر مرتين ‪ ،‬وأن يعتبر بما مضى‪.‬‬
‫‪ -‬حرص اآلباء على األبناء واجب ‪ ،‬وذلك بنصحهم وحسن رعايتهم‪.‬‬
‫المنزلين﴾ ‪59‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬وجوب التوكل على هللا وتفويض األمر إليه بعد األخذ باألسباب‪.‬‬
‫‪ -‬التوكل‪﴿:‬إن الحكم إال هلل عليه توكلت وعليه فليتوكل‬
‫المتوكلون﴾ ‪67‬‬
‫‪ -‬العلم‪﴿ :‬وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس ال‬
‫يعلمون﴾ ‪68‬‬
‫‪15‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪               " :‬‬

‫‪ "  ‬سورة البقرة‪.268 :‬‬


‫ش ْي ُر بنُ كعب‪:‬‬
‫‪ - 2‬عن أبي السوار العدوي‪ ،‬قال‪ :‬سمعت ِع ْمران بن حصين قال‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬الحياء ال يأتي إال بخير" فقال بُ َ‬
‫"مكتوب في الحكمة‪ :‬إن من الحياء وقارا‪ ،‬وإن من الحياء سكينة"‪" ،‬فقال له عمران‪" :‬أحدثك عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وتحدثني‬
‫عن صحيفتك"‪ .‬صحيح البخاري‬

‫‪ -‬تبين اآلية الكريمة فضل الحكمة التي يمنحها هللا تعالى ألهل العقول المتأملة‪.‬‬
‫ـ إنكار عمران بن حصين على بشير بن كعب خلط السنة ـ الحديث النبوي ـ بغيرها من كالم الناس‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الفلسفة‪ :‬الفلسفة نشاط عقلي يقوم على االستدالالت المنطقية للوصول إلى الحقيقة‪.‬‬
‫‪ -2‬مقاصد التفكير الفلسفي‪:‬‬
‫‪ -‬التفكير الفلسفي يُقوي العقل ويُط ِّور التفكير‪ :‬منهج التفكير الفلسفي له أثر كبير في تكوين وجهة نظر الشخص بطريقة تجعله يفسر‬
‫أحداث الحياة بطريقة واضحة‪ ،‬وتمكنه من مهارات الفهم والتحليل والتركيب واالستنتاج والنقد البناء‪.‬‬
‫‪ -‬أثر المنهج الفلسفي الموضوعي في ترسيخ اإليمان‪ :‬المنهج الفلسفي القائم على االستدالل المنطقي يؤدي إلى اإليمان باهلل تعالى وإثبات‬
‫أن للكون خالقا قادرا عليما‪ ،‬ويساعد على ترسيخ اإليمان وزيادته‪ ،‬وذلك عن طريق النظر في المخلوقات والموجودات التي تدل على وجود‬
‫خالق لها‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الفلسفة الراشدة‪ :‬يقصد بالفلسفة الراشدة تلك الطريقة من التفكير وإعمال العقل التي تجمع بين المعقول والمنقول‪ ،‬وال تضرب‬
‫بعضه ببعض‪ ،‬بل تستعملهما معا للوصول إلى الحقائق قصد ترسيخ اإليمان وتقويته‪.‬‬
‫‪ -2‬العالقة بين الفلسفة الراشدة واإليمان الحق‪:‬‬
‫ال يوجد أي تعارض بين المنهج الفلسفي الموضوعي وبين اإليمان الصحيح الحق‪ ،‬بل بينهما تكامل وتوافق‪ ،‬فالفلسفة تبحث في‬
‫الموجودات لداللتها على الصانع‪ ،‬وكذلك نصوص الشرع تدعو المسلم إلى النظر في الموجودات التي تدل على عظمة الخالق‪ .‬يقول ابن‬
‫رشد‪" :‬الحق ال يضاد الحق‪ ،‬بل يوافقه ويشهد له"‪ ،‬فإذا كانت الفلسفة تدعو إلى إعمال العقل‪ ،‬فإن اإليمان كذلك يدعو إلى التفكر واستعمال‬
‫العقل‪.‬‬
‫كما أن رسالة اإلسالم تتركز في الدعوة للعلم ونبذ الخرافة والتبعية والتقليد األعمى‪ ،‬وكذلك تفعل الفلسفة‪ .‬يقول ابن رشد‪" :‬الفلسفة أخت‬
‫الدين"‪.‬‬
‫‪16‬‬

‫‪2‬‬

‫"من جهز جيش العسرة فله الجنة"‪ ،‬جنزه عثمَْ‪ .‬صِيح‬ ‫َ‬ ‫"من يحفِر بئر رومة فله الجنة" ِفَهَ عثمَْ‪،‬‬ ‫‪ َ -1‬سَرنا‬
‫سَن ََي‪.‬‬
‫والباب عليه مغلق‪ ،‬فما يضع عنه الثوب لِ ُيفِيض عليه‬
‫ُ‬ ‫«إنْ كان ليكونُ في البيت‬ ‫عثمَْ‪ ،‬شدة ِيَ حئي‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫‪ِ -2‬دثرَ سَِرْ سَنصَي‪ ،‬ذاَ‬
‫صلبه» مررد ِمد‪.‬‬
‫الماء‪ ،‬يمنعه الحياء أن يقيم ُ‬

‫‪ -‬من خصال سيدنا عثمان رضي هللا عنه البذل والعطاء في سبيل هللا‪.‬‬
‫‪ -‬كان عثمان بن عفان رضي هللا عنه يغتسل من تحت ثيابه من شدة الحياء‪.‬‬

‫الصحابة الكرام رباه م النبي صلى هللا عليه وسلم بنفسه‪ ،‬وأعدهم لتحمل أعباء رسالة اإلسالم والدعوة إليه‪ ،‬والتضحية في سبيله بالمال‬
‫والنفس‪ .‬وقد تميز كل صحابي بخصلة ال يضاهيه فيها غيره‪ ،‬ومن هؤالء الصحابة العظام عثمان بن عفان رضي هللا عنه‪.‬‬

‫‪ -1‬خصلة البذل واإلنفاق‪ :‬كان عثمان رضي هللا عنه غنيا كثير العطاء واإلحسان‪ ،‬ومن صور بذله وإنفاقه للمال في سبيل هللا‪:‬‬
‫‪ -‬جهز جيش العسرة في غزوة تبوك‪.‬‬
‫‪ -‬حفر بئر رومة وجعلها للمسلمين‪.‬‬
‫‪ -‬وسع المسجد النبوي؛ حيث اشترى أرضا مجاورة للمسجد بعد أن ضاق بالمسلمين‪.‬‬
‫‪ -‬كان يتصدق على الفقراء خصوصا في سنوات القحط والجفاف‪.‬‬

‫يخصه بوقار ومعاملة خاصتين‪ ،‬لحديث‬ ‫‪ -2‬خصلة الحياء‪ :‬كان عثمان رضي هللا عنه شديد الحياء من هللا تعالى‪ ،‬ولشدة حيائه كان‬

‫قال‪" :‬أال أستحي من رجل تستحي منه المالئكة" رواه مسلم‪.‬‬ ‫عائشة رضي هللا عنها أن الرسول‬
‫ومن صور حيائه‪:‬‬
‫‪ -‬أنه لم يشرب الخمر ولم يزن قط حتى في الجاهلية‪.‬‬
‫‪ -‬كان يغتسل من تحت ثيابه‪.‬‬
‫‪ -‬كان يهاب الكالم لشدة حيائه من هللا‪.‬‬

‫يجب على المسلم أن يحرص على االقتداء بالصحابة الكرام في أفعالهم وأخالقهم ليكون داعية إلى اإلسالم بأفعاله قبل أقواله‪ ،‬فيحمل نفسه‬
‫على مراقبة هللا تعالى في السر والعلن‪ ،‬وعلى اإلنفاق والبذل في الرخاء والشدة‪ ،‬وهكذا يؤثر في اآلخرين بأخالقه الحميدة وسلوكاته النبيلة‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪              " :‬‬

‫‪ "          ‬سورة التحريم‪6:‬‬
‫‪ -2‬جَء َج َى عمَ نْ سَ َ ن ف جده مرن ذس‪ َ ،‬عمَ "ما حملك على أخذ هذه الن ْسم ِة؟ قال‪ :‬وجدتها ضائعة فأخذتها‪ .‬فقال له‬
‫ع ِريفُ ُه‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ :‬إنه رجل صالح‪ .‬فقال عمر‪ :‬أكذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال عمر‪ :‬اذهب فهو ُحر ولك والؤه وعلينا نفقته" اتَ سَم أ‬

‫‪ -‬قوا أنفسكم‪ :‬جنبوا أنفسكم‪ .‬ـ ال يعصون‪ :‬يمتثلون ألوامر هللا‪ .‬ـ منبوذا‪ :‬متخلى عنه وغير مرغوب فيه‪ .‬ـ النسمة‪ :‬إشارة إلى الطفل‪.‬‬
‫ـ والؤه‪ :‬مسؤوليته‪ .‬ـ العريف‪ :‬رجل يعرف الناس وأحوالهم‪.‬‬

‫‪ -‬تأكيد اآلية على أهمية مسؤولية المسلم اتجاه نفسه واتجاه اآلخر‪.‬‬
‫ـ تبيان النص لمقومات رعاية المجتمع اإلسالمي لحقوق األطفال المتخلى عنهم‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم رعاية الطفل‪ :‬القيام بكل شؤونه على الوجه األكمل بما يحقق له الحماية من األخطار‪ ،‬ونمو شخصيته بشكل متوازن‪.‬‬
‫‪ -2‬خصائص حقوق الطفل في اإلسالم‪:‬‬
‫‪ -‬الربانية‪ :‬فمصدرها من هللا تعالى (القرآن والسنة)‪.‬‬
‫‪ -‬الشمول‪ :‬فهي شاملة لكل جوانب شخصية الطفل (الجسدية والعقلية والنفسية‪.)...‬‬
‫‪ -‬العدل والمساواة‪ :‬ال تميز بين طفل وطفل على أي أساس‪.‬‬
‫‪ -‬التوازن واالعتدال‪ :‬ال تغلب جانبا على جانب‪.‬‬

‫‪ -1‬حقوق الطفل على األسرة‪ :‬الحق في الدين‪ ،‬والنسب‪ ،‬والرضاعة‪ ،‬والحضانة‪ ،‬والتربية والتعليم‪ ،‬والنفقة‪...‬‬
‫‪ -2‬حقوق الطفل على المجتمع‪ :‬إذا كان الطفل يتيما أو مشردا أو في وضعية صعبة؛ فيجب على المجتمع كفالته واحتضانه وذلك عن‬
‫طريق إحياء قيم التكافل االجتماعي‪ ،‬وتشجيع اإلقبال على كفالة اليتيم ومن في حكمه من األطفال‪.‬‬

‫‪ -1‬أساس المودة والرحمة‪ :‬وذلك بتربيهم وإرشادهم على هذا األساس‪ ،‬وبذل الحب لهم دون مقابل‪ ،‬ومن مظاهر ذلك‪ :‬مالطفة الطفل‬
‫ومالعبته وتقبيله ومعانقته‪..‬‬
‫‪ -2‬أساس الحوار‪ :‬وذلك باعتماد أسلوب اإلقناع والمجادلة بالتي هي أحسن عند توجيههم وتعليمهم‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪2‬‬

‫‪ -1‬عن عبد هللا‪ ،‬عن النبي ‪ ،‬أنه كان يقول‪« :‬اللهم إني أسألت الهدى والتقى‪ ،‬والعفاف والغنى» صحيح مسلم‪.‬‬
‫وخلُ ُ‬
‫ق اإلسالم الحيا ُء» موطأ االمام مالك‪.‬‬ ‫‪ -2‬عن زيد بن طلحة بن ركانة ‪ ‬يرفعه إلى النبي ‪ ‬قال‪ :‬قال رسول هللا ‪« :‬لكل دين ُخلق‪ُ ،‬‬

‫ـ ال ُهدى‪ :‬طلب الهداية بفعل األعمال الصالحة‪ .‬ـ التقى‪ :‬فعل ما أمر هللا به وترك ما نهى عنه‪ .‬ـ العفاف‪ :‬التنزه عما ال يباح‪.‬‬
‫ـ الغنى‪ :‬االستغناء باهلل عن الغير‪.‬‬

‫ـ التكامل بين العفاف والغنى في دعاء النبي صل هللا عليه وسلم‪ ،‬حيث أن الغنى عن الناس من أسباب العفاف ‪.‬‬
‫ـ خلق الحياء من أفضل األخالق وأشرفها‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم العفة‪ :‬هي الكف عن المحرمات والفواحش في القول والفعل‪.‬‬


‫‪ -2‬تجليات العفة‪:‬‬
‫‪ -‬عفة النفس بتربيها على الفضيلة‪.‬‬
‫‪ -‬عفة الجوارح وذلك بتعويدها على فعل الطاعات‪.‬‬
‫‪ -‬عفة البطن وذلك بتجنب أكل الحرام‪.‬‬
‫‪ -‬عفة القلب وذلك بتجنب الشرك والنفاق والحقد والحسد‪.‬‬
‫‪ -3‬مفهوم الحياء‪ :‬هو االبتعاد عن القبائح والمحرمات هيبة من هللا تعالى وتعظيما له‪.‬‬
‫‪ -4‬تجليات الحياء‪:‬‬
‫‪ -‬الحياء من هللا تعالى وذلك بفعل الواجبات وترك المحرمات‪.‬‬
‫‪ -‬الحياء من المالئكة وذلك بترك فعل القبائح‪.‬‬
‫‪ -‬الحياء من الناس وذلك بترك إذايتهم‪ ،‬وتجنب المجاهرة بالمعاصي أمامهم‪.‬‬
‫‪ -‬الحياء من النفس وذلك بتجنب ذنوب الخلوات‪.‬‬

‫العفة والحياء خلقان متالزمان بينهما تكامل و انسجام‪ ،‬وبهما يرتقي المسلم إلى مرتبة اإلحسان‪ .‬فالحياء وسيلة لتحقيق العفة في القول‬
‫والعمل‪ ،‬وكلما زاد الحياء زادت العفة وتجدرت في نفس المؤمن‪ ،‬وانعكس ذلك على أقواله وسلوكاته‪.‬‬

‫‪ -‬العفة والحياء وسيلة لحفظ المجتمع من انتشار الفواحش والمنكرات‪.‬‬


‫‪ -‬وهما وسيلة لتحقيق المروءة وعزة النفس وكرامتها‪.‬‬
‫‪ -‬وهما وسيلة لنيل محبة الناس وتقديرهم‪.‬‬
‫‪ -‬وهما وسيلة لحفظ العرض والشرف وصيانة الفضيلة في المجتمع‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال تعالى‪                  " :‬‬

‫‪ "            ‬األعراف‪31. :‬‬

‫‪ -2‬وقال تعالى‪            " :‬‬
‫‪      ‬‬

‫‪ "   ‬النور‪.19 :‬‬


‫‪ -‬الفواحش‪ :‬الرذائل وكل ما عظم قبحه‪ - .‬ما ظهر منها‪ :‬أي الفاحشة الظاهرة مثل الزنا‪ - .‬ما بطن‪ :‬الفاحشة الباطنة كالنفاق‪ - .‬البغي‪ :‬الجور‬
‫والظلم والعدوان‪ - .‬سلطان‪ :‬حجه وبرهان‪ - .‬تشيع‪ :‬من الشيوع وهو االنتشار والذيوع‪.‬‬

‫‪ -‬تحريم اآلية الكريمة للفواحش الظاهرة والباطنة‪.‬‬


‫‪ -‬توعده عز وجل كل من يحب نشر الفاحشة وشيوعها بالعذاب األليم‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم الفاحشة‪ :‬هي كل ما عظم قبحه من قول أو فعل‪ ،‬مثل‪ :‬الشرك والزنا والقتل‪..‬‬
‫‪ -2‬حكم الفاحشة‪ :‬حرم هللا تعالى جميع الفواحش الظاهرة والباطنة‪( .‬وال تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن) األنعام‪.151 :‬‬

‫‪ -‬التربية اإليمانية العملية التي تثمر في القلب مراقبة هللا تعالى وتعظيمه‪.‬‬
‫‪ -‬تحريم الجهر بالمعاصي أو التباهي بفعلها‪.‬‬
‫‪ -‬غرس قيم الطهر والعفاف في صفوف الشباب‪ ،‬ونشر قيم العفة والفضيلة والمعروف‪.‬‬
‫‪ -‬تيسير سبل الزواج والتشجيع عليه‪.‬‬
‫‪ -‬التحذير من مكائد الذين يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا‪.‬‬

‫من أهم أسباب درء الفواحش في المجتمع ووقايته منها‪:‬‬


‫نشر األخالق الفاضلة في المجتمع وحث الشباب على التحلي بها‪ ،‬ومساعدتهم على االتصاف بها عن طريق البرامج والندوات وتوزيع‬
‫المطويات‪ ،‬وحثهم على استغالل الوقت في طلب العلم واألنشطة المفيدة‪.‬‬
20
88 69 2
88 69

             
       "

        


           

                    

                    

         
         

      


            

         ﴾‫﴿ربع‬            

                     

                       

                  

                      

                      

                    

                   

                  

                 

                    

       ﴾‫﴿ ثمن‬            

                 
‫‪ -‬تفتأ تذكر يوسف‪ :‬ال تفارق ذكره‬ ‫‪ -‬فلما استيأسوا‪ :‬يئسوا منه ورأوا شدته في األمر‬ ‫‪ -‬تبتئس‪ :‬تحزن‬
‫‪ -‬خلصوا نجيا‪ :‬خال بعضهم ببعض أي انفردوا عن ‪ -‬حرضا‪ :‬ضعيف الجسم ‪.‬‬ ‫‪ -‬السقاية‪ :‬إناء يُكال به الطعام‬
‫‪ -‬بثي‪ :‬البث هو شدة الحزن ‪.‬‬ ‫الناس يتناجون فيما بينهم‬ ‫‪ -‬أذن مؤذن‪ :‬نادى مناد‬
‫‪ -‬وأعلم من هللا ما ال تعلمون‪ :‬علمه عليه السالم‬ ‫‪ -‬فلن أبرح األرض‪ :‬ال أخرج من أرض مصر ‪.‬‬ ‫‪ -‬العير‪ :‬القافلة‬
‫بصدق رؤيا يوسف عليه السالم وبتحققها‬ ‫‪ -‬أو يحكم هللا لي‪ :‬يقضي‬ ‫صواع‪ :‬المكيال الذي يكيل به الملك‬ ‫‪ُ -‬‬
‫‪ -‬تحسسوا من يوسف و أخيه‪ :‬التمسوا‬ ‫‪ -‬واسأل القرية‪ :‬اسأل أهل القرية‬ ‫‪ -‬زعيم‪ :‬كفيل وضامن‬
‫أخبارهما‪ ،‬والتحسس يكون في الخير‪ ،‬والتجسس‬ ‫‪ -‬سولت لكم‪ :‬زينت لكم‪.‬‬ ‫‪ -‬دين الملك‪ :‬قانونه وتشريعه‬
‫‪ -‬وتولى عنهم‪ :‬أعرض عنهم وسكت‪ ،‬ال يشكو أمره يكون في الشر‬ ‫‪ -‬فأسرها يوسف في نفسه‪ :‬أضمرها‬
‫‪ -‬روح هللا‪ :‬فرجه ورحمته وإحسانه‬ ‫إلى مخلوق‬ ‫في نفسه ولم يظهرها لهم‬
‫‪ -‬مسنا وأهلنا الضر‪ :‬شدة القحط والجذب والجوع‪.‬‬ ‫‪ -‬وقال يا أسفى على يوسف‪ :‬يا حزني‬ ‫‪ -‬متاعنا‪ :‬صواع الملك وهو إناء من‬
‫‪ -‬بضاعة مزجاة‪ :‬غير نافعة ال تبلغ ما كان ُيشترى‬ ‫‪ -‬فهو كظيم‪ :‬يردد حزنه في جوفه وال يتكلم بسوء‪.‬‬ ‫فضة أو ذهب يكال به الطعام‪.‬‬
‫به منك ‪.‬‬

‫‪ ] 76 – 69 [ -‬تدبير يوسف عليه السالم مكيدة الوعاء لالحتفاظ بأخيه إلى جانبه بوحي من هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ ] 77 [ -‬تنصل اإلخوة من أخيهم واتهامهم ليوسف عليه السالم بالسرقة في صغره تبرئة ألنفسهم وإخفاء لشرهم‪ ،‬مع كظم يوسف لغيظه‬
‫وعدم مقابلتهم بمثل صنيعهم‪.‬‬
‫‪ ] 79 – 78 [ -‬محاول ُة اإلخوة إقناع يوسف عليه السالم بتسليمهم أخاهم‪ ،‬مقابل بقاء أحدهم بدال عنه‪ ،‬ورفضُ يوسف عليه السالم لذلك‪.‬‬
‫‪ ] 82 – 80 [ -‬تشاور اإلخوة في أمرهم‪ ،‬واتفاقهم على ما يدفعون به التهمة عن أنفسهم عند يعقوب عليه السالم‪.‬‬
‫‪ ] 88 – 83 [-‬صبر يعقوب عليه السالم وكظمه لغضبه‪ ،‬وطلب إخوة يوسف من أخيهم التصدق عليهم لما أصابهم من الضرر‪..‬‬

‫تتحدث اآليات عن مجيئ إخوة يوسف عليه السالم للمرة الثانية إلى مصر‪ ،‬ومعهم األخ الشقيق ليوسف عليه السالم‪ ،‬وما كان من شأنه حين‬
‫ظهر الصا ُع في ر حله‪ ،‬فاحتجزه يوسف عليه السالم عنده بحكم شريعة يعقوب‪ ،‬ثم ما كان من تمام المحنة على يعقوب عليه السالم بفقد‬
‫ولده حتى ذهب الحزن ببصره‪..‬‬

‫‪ -‬يجوز اللجوء إلى الحيلة للضرورة تحقيقا‬


‫‪ -‬التفاوض‪         ﴿ :‬‬
‫‪   ‬‬
‫للمصلحة أو درءا للمفسدة‪.‬‬
‫‪ -‬االستعانة على قضاء الحوائج بالسر والكتمان‬
‫‪78﴾‬‬ ‫أصل من أصول األخالق السامية‪.‬‬
‫‪ -‬الرحمة بالضعيف والشفقة على المستضعفين‬
‫خصوصا من اآلباء المسنين من أهم الخصال التي ‪ -‬التشاور‪80﴾      ﴿ :‬‬
‫اهتمت بها الشرائع الربانية‪.‬‬
‫‪ -‬حفظ العهد‪         ﴿ :‬‬ ‫‪ -‬التشاور قبل العزم على األمر حكمة وبصيرة‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب الحرص على الوفاء بالعهود وعدم‬
‫‪80﴾    ‬‬ ‫الخيانة‪.‬‬
‫‪ -‬حصر الشكوى إلى هللا دون غيره ال ينفي الصبر‬
‫‪ -‬الصبر‪83﴾         ﴿ :‬‬ ‫الجميل‪.‬‬
‫‪ -‬التفاؤل وعدم اليأس عنوان النجاح في الحياة‪.‬‬
‫‪ -‬اليقين‪83﴾       ﴿ :‬‬

‫‪ -‬التفاؤل وعدم اليأس‪         ﴿ :‬‬

‫‪87﴾    ‬‬


‫‪21‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪ "              " :‬يوسف‪.47 :‬‬

‫‪ - 2‬وقال تعالى‪    " :‬‬


‫‪              ‬‬

‫‪ "            ‬سورة هود اآلية‪60 :‬‬

‫ـ أخاه ْم صالِ ًحا‪ :‬أخاهم في القبيلة ال في الدين‪ ،‬صالحاً ألنه من قبيلة ثمود‪.‬‬ ‫ـ حفيظ عليم‪ :‬صاحب أمانة وعلم‬
‫ـ أنشأكم من األرض‪ :‬أي ابتدأ خلقكم بخلق أبيكم آدم منها‪.‬‬ ‫ـ يتبوأ منها‪ :‬يتصرف وفق عدل هللا‬
‫ـ استعمركم‪ :‬جعلكم عماراً فيها تعمرونها بالسكن واإلقامة واإلصالح فيها‪.‬‬ ‫ـ دأبا‪ :‬كعادتكم بجد وعزيمة‬
‫ـ وإلى ثمود‪ :‬أي وأرسلنا إلى قبيلة ثمود‪.‬‬

‫ـ التدبير الفالحي الذي عمد له يوسف عليه السالم دليل على اإلعمار الجيد ألرض مصر‪.‬‬
‫ـ اعتبار العبادة مقصدا ساميا لعمارة األرض و تحقيق االستخالف‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم االستخالف‪ :‬اختيار اإلنسان ليكون خليفة هللا في األرض بعبادته وإعمارها وإصالحها‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم عمارة األرض‪ :‬إصالحها باألعمال الصالحة المادية والمعنوية من أجل االنتفاع بخيراتها‪.‬‬
‫‪ -3‬مبدأ االستخالف أساس عمارة األرض‪ :‬خلق هللا اإلنسان وجعله خليفة في األرض‪ ،‬وكلفه بعمارتها وإصالحها وعدم اإلفساد فيها‪،‬‬
‫ولذلك يجب على اإلنسان أن يقوم بذلك على أساس العمل الصالح وإقامة العدل واإلحسان إلى الخلق‪.‬‬

‫‪ -1‬النهي عن اإلفساد في األرض‪ :‬نهى اإلسالم عن اإلفساد في األرض بأي نوع من أنواع الفساد‪ ،‬قال تعالى‪" :‬وال تفسدوا في األرض‬
‫بعد إصالحها"‪ .‬ومن صور الفساد في األرض‪:‬‬
‫‪ -‬الكفر باهلل تعالى وعبادة األصنام‪.‬‬
‫‪ -‬تدمير األرض بالحروب والصراعات الدموية‪.‬‬
‫‪ -‬استنزاف الثروات الطبيعية بدون ضوابط‪.‬‬
‫‪ -‬إغراق االقتصاد بالربا والمعامالت المحرمة‪.‬‬
‫‪ -‬تدمير الحياة األسرية واالجتماعية عن طريق نشر الفساد ومحاربة الفضيلة‪.‬‬
‫‪ -2‬واجب المؤمن عمارة األرض وإصالحها‪ :‬وذلك عن طريق‪:‬‬
‫‪ -‬اإليمان باهلل تعالى والعمل الصالح‪.‬‬
‫‪ -‬الكفاءة واألهلية وتقديم من توفرت فيه شروط االستحقاق‪.‬‬
‫‪ -‬نشر األمن واألمان والسلم والسالم‪.‬‬
‫‪ -‬التخطيط والتوزيع العادل للثروات‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬استثمار الطاقات البشرية والثروات الطبيعية بشكل عادل‪.‬‬
‫‪2‬‬

‫قال‪" :‬خي ُركم خي ُركم ألهلِه‪ ،‬وأنا خي ُركم ألهلي" رواه ابن ماجه‪.‬‬ ‫‪ -1‬عن ابن عباس عن النبي‬
‫في بيته‪ ،‬قالت‪" :‬كان يَخيط ثوبه‪،‬‬ ‫‪ -2‬حدثنا هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي هللا عنها أنها سئلت كيف كان رسول هللا‬
‫خصفُ نعله‪ ،‬ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم" رواه أحمد‪.‬‬ ‫وي َ ِ‬

‫أن اإلحسان إلى األهل من أفضل األعمال والقربات‪.‬‬ ‫‪ -‬بيانه‬

‫ألهل بيته دليل على خلقِ ِه العظيم‪.‬‬ ‫‪ -‬خدمة الرسول‬

‫من رحمة هللا تعالى بعباده أن بعث فيهم رسوال من أنفسهم يعلمهم ويزكيهم‪ ،‬وقد تميز هذا الرسول الكريم بأكرم األخالق وأطهرها‬

‫القدوة الحسنة لكل أب وزوج‪ ،‬بل ولكل إنسا ٍن على وجه األرض‪ ،‬فقد رعى‬ ‫وأرفعها "وإنك لعلى خلق عظيم"‪ ،‬ولذلك يعد محمد‬

‫د ة ِررة َا‬ ‫جيَسْ‪ ،‬صد َء عدسء‪ ،‬نعد سَرن ة نلُغ علُم‪ ،‬نى ِام‪ ،‬ن‬ ‫سَغرم‪ ،‬تَجَ‪ ،‬تز ج‪َ ،‬نى نرَءه‪ ،‬اَْ َي ََ‬
‫مرلم "وما أرسلناك إال رحمة للعالمين"‪.‬‬

‫حسن ال ِعشرة مع زوجاته‪ ،‬فكان يتودد إليهن ويالطفهن ويساعدهن في أعمال البيت‪ ،‬تقول عائشة رضي هللا عنها ‪":‬كان‬ ‫‪ -‬كان النبي‬

‫يخيط ثوبه ويخصف نعله"‪ .‬وكان يعدل بين زوجاته‪.‬‬

‫‪ -‬بقي صلى هللا عليه وسلم وفيا لزو ِج ِه خديجة رضي هللا عنها رغم موتها وتزوجه بغيرها‪.‬‬

‫امرأة وال خادما وال طفال وال حيوانا قط إال أن يجاهد في سبيل هللا‪.‬‬ ‫‪ -‬لم يضرب رسول هللا‬
‫‪ -‬كان رحيما بأبنائه ومحبا لهم‪ ،‬فإذا دخلت عليه فاطمة بنته يقوم إليها ويقبلها ويجلسها في مجلسه‪.‬‬

‫إن من تمام إيمان المؤمن وكمال أخالقه حسن معاملته ألهل بيته؛ ألنه قد يستطيع إخفاء عيوبه عن اآلخرين والظهور أمامهم بمظهر‬
‫اإلنسان الخلوق ا لخدوم‪ ،‬وذلك بتحسين أفعاله وسلوكاته‪ ،‬ولكنه ال يستطيع فعل مثل هذا في بيته على مدار اليوم والليلة؛ ولذلك فمعاملة أهل‬

‫"أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلق ا‪ ،‬وخياركم خياركم لنسائهم" (رواه الترمذي)‪ ،‬فإيمان‬ ‫البيت هي ميزان األخالق والقيم‪ ،‬قال الرّسول‬

‫المؤمن يتجلّى في معاملة الناس بحسن الخلق‪ ،‬وخاصة في معاملته ألهل بيته بالرعاية والرفق والمودة والرحمة‪ ،‬واإلنفاق بالمعروف‪،‬‬
‫والمعاشرة الحسنة‪ ،‬والكلمة الطيبة‪ ،‬والتربية والتعليم‪ ،‬والعدل بين األبناء والزوجات‪..‬‬
‫‪23‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪                " :‬‬

‫‪ " ‬سورة النساء اآلية‪1:‬‬

‫‪ َ -2‬تعََى "‪ "            ‬سَفَ َْ سآلية ‪54‬‬

‫‪ -‬تبيان اآلية الكريمة أهمية األسرة ودورها في استمرار وتكاثر النوع البشري‪.‬‬
‫‪ -‬األسرة أصل العالقات السائدة في المجتمع من قرابة ومصاهرة‪.‬‬

‫األسرة هي أصل المجتمع ول ِبنته األولى‪ ،‬وهي سبيل استمراره وبقائه‪ ،‬وهي الضامنة لالستقرار النفسي والجسدي لإلنسان‪ ،‬وهي أهم‬
‫وسيلة لحفظ الدين والعرض والنسب؛ فصالح األسرة يؤدي إلى صالح المجتمع‪ ،‬وفسادها يؤدي إلى فساده‪.‬‬

‫‪ -‬حرص الزوجين على حسن االختيار (الدين واألخالق)‪.‬‬


‫‪ -‬حرصهما على حسن ال ِعشرة والمعاملة بينهما‪.‬‬
‫‪ -‬العفو والتسامح والصبر وتغليب حسن الظن بينهما‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون على طاعة هللا وأداء العبادات‪.‬‬

‫‪ -‬تجنب إفشاء أسرار العالقات الزوجية‪.‬‬


‫‪ -‬تشجيع كل طرف لصاحبه في حالة األزمات والمواقف الصعبة‪.‬‬
‫‪ -‬تجنب ما يسيئ لشريك الحياة في القول والعمل‪.‬‬
‫‪ -‬مشاركة كل طرف لآلخر في فرحه وحزنه‪.‬‬
‫‪ -‬تبادل مشاعر المودة والرحمة‪ ،‬وإظهارها بين الزوجين‪ ،‬وبينهما وبين األبناء‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص وقت للحوار الهادئ ومناقشة مشاكل األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية االقتداء بالرسول صلى هللا عليه وسلم وأزواجه وأصحابه‪ ،‬والتأسي باألنبياء في المعامالت األسرية‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -1‬قال تعالى‪ "               " :‬سورة‬
‫األنعام اآلية‪142 :‬‬
‫‪ -2‬وقال تعالى‪ "       " :‬سورة األعراف اآلية‪55 :‬‬

‫‪ -‬أمره عز وجل باالنتفاع من خيراته‪ ،‬مع التصدق على الفقراء والمساكين‪ ،‬باإلضافة إلى ضرورة تجنب اإلسراف والتبذير‪.‬‬
‫‪ -‬نهيه سبحانه وتعالى عن اإلفساد في األرض‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم البيئة‪ :‬هي المحيط الذي يعيش فيه اإلنسان بكل ما فيه من ظواهر طبيعية وبشرية‪.‬‬
‫‪ -2‬مفهوم التوسط واالعتدال‪ :‬هو التزام المنهج الوسط في كل األمور دون إفراط وال تفريط‪.‬‬

‫أرسى اإلسالم األسس والقواعد التي تقنن عالقة اإلنسان بالبيئة‪ ،‬كما أمر بالحفاظ عليها وأوجب تنميتها‪ .‬ولذلك فإن الحفاظ على البيئة يعد‬
‫من صميم اإليمان ومقتضياته التي تأمر المسلم بإماطة األذى عن الطريق‪ ،‬وباالقتصاد في الماء وعدم اإلسراف فيه‪ ،‬وتحثه على االهتمام‬
‫بالغرس والتشجير‪ ،‬وكل ما له عالقة بحفظ البيئة وتنميتِها‪ ،‬ورتّب اإلسالم الثواب على الغرس‪ ،‬وعلى سقي الحيوان وإطعا ِمه‪ ،‬وح ّذر من تلويث‬
‫البيئة وتعذيب الحيوان‪ ،‬كما اعتبر اإلسالم البيئة نعمةً سخرها هللا تعالى لإلنسان ليتعامل معها باالعتدال واإلصالح‪ ،‬مع ضرورة شكر المنعم‪..‬‬
‫إن الحفاظ على البيئة هو جزء من أمانة االستخالف في األرض ومظهر من مظاهر عمارتها وإصالحها‪.‬‬

‫واإلسراف في استعمال المباحات‪ .‬قال تعالى‪" :‬وال تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين"‪.‬‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬تحريم التبذير‬

‫‪ -‬تحقيق التوازن بين مصلحة األجيال الحاضرة واألجيال المقبلة‪.‬‬


‫ك وتعويد النفس على االدخار لوقت الحاجة‪.‬‬
‫‪ -‬ترشيد السلو ِ‬
‫والظل" رواه أبو‬
‫ِ‬ ‫‪ -‬تجنب كل أشكال التلوث البيئي‪ .‬قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬اتقوا المالعن الثالثة‪ :‬البُراز في الموارد وقارع ِة الطريق‬
‫داود‬
‫‪ -‬االعتدال في استغالل ثروات الطبيعة‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫‪2‬‬

‫‪ -‬عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قال‪" :‬سبعة يظلهم هللا في ظله‪ ،‬يوم ال ظل إال ظله‪ :‬إمام عدل‪ ،‬وشاب نشا في عبادة هللا‪ ،‬ورجل‬
‫قلبه معلق في المساجد‪ ،‬و رجالن تحابا في هللا‪ ،‬اجتمعا عليه وتفرقا عليه‪ ،‬و رجل دعته امرأة ذات منصب وجمال‪ ،‬فقال‪ :‬إني أخاف هللا‪ ،‬ورجل‬
‫تصدق بصدقة فأخفاها حتى ال تعلم شماله ما تنفق يمينه‪ ،‬ورجل ذكر هللا خاليا ففاضت عيناه"‪ .‬صحيح البخاري‪.‬‬

‫‪ -‬األصناف الذين خصهم هللا بظله يوم القيامة بسبب الخصال الحميدة التي تحلوا بها في سلوكاتهم‪.‬‬

‫يخبر النبي صلى هللا عليه وسلم في هذا الحديث العظيم عن سبعة أصناف من الناس يظلهم هللا تعالى في ظله يوم ال ظل إال ظله‪ ،‬والصفات‬
‫التي أهلتهم لهذه المنزلة العظيمة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬العدل‪ :‬ويعني إعطاء كل ذي حق حقه في كل مسؤولية صغيرة كانت أو كبيرة‪.‬‬
‫‪ -2‬العبادة في الشباب‪ :‬وتعني مخالفة الهوى وأداء الواجبات واجتناب المحرمات في مرحلة الشباب خصوصا‪.‬‬
‫‪ -3‬المحبة في هللا‪ :‬وهي المحبة التي تكون خالصة هلل تعالى‪ ،‬وال تؤثر فيها المصالح الدنيوية‪.‬‬
‫‪ -4‬الخشية من هللا‪ :‬وتكون نتيجة الستحضار مراقبته تعالى وتعظيمه وإجالله‪.‬‬
‫‪ -5‬التعلق بالمساجد‪ :‬والتعلق يكون بكثرة دخولها لحضور صالة الجماعة وقراءة القرآن وذكر هللا تعالى‪.‬‬
‫‪ -6‬اإلخالص هلل تعالى‪ :‬ويعني المبالغة في إخفاء األعمال الصالحة حتى ال يدخلها رياء وال سمعة؛ كما فعل الذي تصدق بصدقة فأخفاها‪.‬‬
‫‪ -7‬العفة‪ :‬وتعني االبتعاد عن الحرام مهما كان مغريا‪.‬‬

‫إذا اتصف أفراد المجتمع بهذه الصفات فإن ذلك ينتج عنه صالح المجتمع واستقراره؛ فالعدل سبب الستقرار المجتمع‪ ،‬والخوف من هللا‬
‫يمنع الناس من ارتكاب المحرمات ويدفعهم لفعل الطاعات‪ ،‬والعفة وسيلة لوقاية المجتمع من الفواحش والمنكرات‪.‬‬

‫يجب على الم سلم أن يتحلى بهذه الصفات وبمثلها من األخالق الحميدة ويدعو غيره إليها‪ ،‬ألنها من تمام اإليمان وحسن اإلسالم‪ ،‬فيحرص‬
‫على اإلخالص في القول والعمل‪ ،‬وأن يجعل لنفسه عمال خفيا بينه وبين هللا ال يطلع عليه أحد من الناس‪ ،‬وأن يتعلق بالمساجد ألداء العبادات‪،‬‬
‫وأن يحرص على مصاحبة األخيار ومجالستهم‪ ،‬وأن يكون عادال في أموره كلها‪ ،‬وأن يعتني اعتناء خاصا بمرحلة شبابه‪ ،‬وأن يتصف بخلق‬
‫العفة والحياء‪ ،‬قال صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلق ا" رواه الترمذي‪.‬‬
26
111 89 2
111 89

                   "

                     

                  

               

                   

                      

                         

                   

                         

                     

       ﴾‫﴿نصف‬           

             

              
  

                  

                

                   

                     

                

                  

                   

             ﴾‫﴿ ثمن‬  

."             
‫‪ -‬يمكرون‪ :‬يخدعون‪.‬‬ ‫‪ -‬إذ أنتم جاهلون‪ :‬بما اقترفتم من ‪ -‬فارتد بصيرا‪ :‬رجع وعاد إليه بصره‪.‬‬
‫‪ -‬غاشية من عذاب هللا‪ :‬نقمة ومصيبة تصيبهم‪.‬‬ ‫معاصي بكيدكم ألخيكم فالعاصي ‪ -‬آوى إليه أبويه‪ :‬ضمهما إليه‪.‬‬
‫‪ -‬بغتة‪ :‬فجأة‪ ،‬على غرة‪.‬‬ ‫‪ -‬العرش‪ :‬مجلس العزيز‪.‬‬ ‫جاهل‪.‬‬
‫‪ -‬هذه سبيلي‪ :‬هذه طريقي‪.‬‬ ‫‪ -‬وخ ّروا له سجدا‪ :‬انحنوا ساجدين‪.‬‬ ‫‪ -‬منّ هللا علينا‪ :‬أنعم علينا‪.‬‬
‫‪ -‬على بصيرة‪ :‬على حجة ويقين‪.‬‬ ‫‪ -‬حقا‪ :‬صدقا‪.‬‬ ‫‪ -‬قد آثرك‪ :‬اختارك وفضلك‪.‬‬
‫‪ -‬استيأس الرسل‪ :‬يئسوا من النصر لتطاول‬ ‫‪ -‬أن نزغ‪ :‬أن أفسد وأغرى‪.‬‬ ‫‪ -‬ال تثريب عليكم‪ :‬ال تأنيب لكم‪.‬‬
‫الزمن‪.‬‬ ‫‪ -‬فاطر‪ :‬خالق‪.‬‬ ‫‪ -‬تفندوني‪ُ :‬تسفهوني أو تكذبوني‪.‬‬
‫‪ -‬عبرة‪ :‬عظة وتذكرة‪.‬‬ ‫‪ -‬لفي ضاللك القديم‪ :‬لفي خطئك ‪ -‬أنباء الغيب‪ :‬أخبار الغيب‪.‬‬
‫القديم‪.‬‬

‫‪ :] 91 – 89 [ -‬تعرفُ اإلخوة على يوسف عليه السالم‪ ،‬واعترافُهم بفضله ومكانته‪ ،‬والذنب الذي اقترفوه في حقه‪.‬‬
‫‪ ] 93 – 92 [ -‬تجاوز يوسف عليه السالم عن إخوته وإرسال قميصه ألبيه‪.‬‬
‫‪ ] 98 – 94 [ -‬استرجاع يعقوب عليه السالم لبصره بفضل قميص ابنه يوسف‪ ،‬واستغفا ُره ألبنائه بعد اعترافهم بذنبهم ‪.‬‬
‫‪ ] 100 – 99 [ -‬إكرام يوسف ألبيه وإخوته وقومه‪ ،‬وتحقق رؤيا يوسف عليه السالم بسجود أبويه وإخوته‪.‬‬
‫‪ ] 101 [ -‬شكر يوسف عليه السالم هلل تعالى على نعمة ال ُملك‪ ،‬وتأوي ُل الرؤى‪ ،‬ودعا ُء يوسف وسؤال ُه حسن الخاتمة‪ ،‬وجميل العاقبة‪.‬‬
‫‪ ] 107 – 102 [ -‬إثبات نبوة محمد صلى هللا عليه وسلم باإلخبار عن المُغيّبات‪ ،‬ووعيده للمعرضين بغاشية من العذاب‪.‬‬
‫ٌ‬
‫قائمة على ال ُح ّجة والبصيرة‪ ،‬وتثبيت فؤاده بما كان من أمر األنبياء السابقين‪ ،‬وذكر‬ ‫‪ ] 111 – 108 [ -‬دعوة الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫قصصهم عبرة ألولي األلباب المُبصرين‪.‬‬

‫تتحدث هذه اآليات عن مجيئ آل يعقوب عيه السالم وقومهم إلى مصر‪ ،‬ودخولهم على يوسف عليه السالم‪ ،‬وهو في ع ِّز السلطان وعظمة‬
‫الملك‪ ،‬وتحقق الرؤيا بسجود إخوته األحد عشر له مع أبيه وأمه‪ ،‬واجتما ُع الشمل بعد الفرقة‪ ،‬وتضمنت اآليات دالئل قدرة هللا‪ ،‬وتوجيه‬
‫ً‬
‫وعظة واعتباراً ألولي األلباب‬ ‫األنظار إلى عجائب الكون الدالة على وحدانيته‪ ،‬وقصص األمم السابقة التي أنكرت الرساالت وما حدث لها‪،‬‬
‫حتى يؤمنوا برسالة محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬

‫‪ -‬من التأدب مع هللا في ذكر آالئه نسبة الفضل إليه‬


‫‪ -‬العفو‪          ﴿ :‬‬
‫عند ترديد نعمائه‪.‬‬
‫‪ -‬من أراد النجاح الباهر والعاقبة الحميدة فليتسلح‬
‫‪92﴾ ‬‬ ‫بالتقوى والصبر‪.‬‬
‫‪ -‬العفو عند المقدرة من خصال الكرام‪ ،‬والدعاء‬
‫للمخطئ بعد الصفح عنه من أعلى درجات ‪ -‬االستغفار‪                ﴿ :‬‬
‫اإلحسان‪.‬‬
‫‪ -‬من ُنبل الخلق السع ُي إلى إدخال السرور عن ‪98-97﴾         ‬‬ ‫ُ‬
‫طريق المبادرة إلى نقل البشارة‪.‬‬
‫‪ -‬األمن‪99﴾         ﴿ :‬‬ ‫وطلبُ‬ ‫بالخطيئة‬ ‫‪ -‬من صدق التوبة االعترافُ‬
‫العفو والصفح‪.‬‬
‫‪ -‬االقتداء‪            ﴿ :‬‬ ‫في‬ ‫الرفيعة‬ ‫األخالق‬ ‫أهم‬ ‫من‬ ‫الخائفين‬ ‫‪ -‬تأمينُ ر ْوع‬
‫الدين‪.‬‬
‫﴾‪108‬‬ ‫يصل‬ ‫ال‬ ‫الحوار‬ ‫عند‬ ‫المخطئ‬ ‫مشاعر‬ ‫اة‬ ‫مراع‬ ‫‪-‬‬
‫إليه إال من استحق درجة اإلحسان في الخطاب‪.‬‬
‫‪ -‬ال يأمن المُص ّر على عصيانه من عذاب البغتة ‪ -‬التقوى والصبر واإلحسان‪         ﴿ :‬‬
‫عند إنزال هللا لعقابه ‪.‬‬
‫‪90﴾ ‬‬

You might also like