Professional Documents
Culture Documents
أثر تعديل قانون الأسرة الجزائري 05 02 في ترقية المركز القانوني للمرأة
أثر تعديل قانون الأسرة الجزائري 05 02 في ترقية المركز القانوني للمرأة
د ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة02-05 أﺛر ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري
:ﻣﻠﺧص
وﻛذا ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون،إن ﻣﺟﻠس ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ واﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻠذﯾن أﺣدﺛﺗﮭﻣﺎ اﻟﺟزاﺋر
ّ واﻟذي ﺗمّ ﺑﻣوﺟﺑﮫ إﻋﺎدة اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻧص02-05 اﻷﺳرة ﺑﺎﻷﻣر
ﻛ ّل ذﻟك إﻧّﻣﺎ ﺟﺎء ﻟﮭدف ﺗرﻗﯾﺔ ﻣرﻛز اﻟﻣرأة،ﻋﻠﯾﮫ دﺳﺗور اﻟﺑﻼد وﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻧﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ وﻗﯾﻣﻧﺎ اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ
، وﯾﻠﻣس ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺳنّ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﺑدإ ﻣﻧﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺿد اﻟﻣرأة.اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ
وﻣن ھﻧﺎ ﺗﺑرز ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣرأة ﻓﻲ، ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة، اﻟﻌﻘوﺑﺎت، اﻟﺻﺣﺔ، اﻟﻌﻣل، ﻗﺎﻧون اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ،ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن
.اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
Summary:
The Council for the Protection and promotion of the family and the National Council for
Women, which Ahdtthma Algeria, as well as a review of family law ratified the amended thing 05-02
and by which rebalancing of rights and duties between spouses in line with the stipulated in the
constitution of the country and the requirements of our international obligations and values of
civilization, it all but came the goal of upgrading the status of women in the legal community. And it
touches through the enactment of a series of laws involving the principle of preventing discrimination
against women, in various laws, the Nationality Law, Labor, Health, sanctions, family law, hence the
position of women in Algerian legislation.
ﺗﻣﮭﯾد:
إن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺟزاﺋرﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﺗﻌﻛﺳﮭﺎ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﺷﺎرﯾﻌﮭﺎ اﻟﻘطﺎﻋﯾﺔ ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﯾﻛون ﻟﮭﺎ اﺛر ﻋﻠﻰ وﺿﻌﯾﺔ
اﻟﻣرأة إﻻ ّ إذا ﻛﺎن اﻟﮭدف اﻟﻣﻧﺷود ﻣن ذﻟك ھو اﻟﻣﺳﺎواة ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ﺑﯾن اﻟرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء ،ﻷن ھذه
اﻟﻣﺳﺎواة ﺗﺷﻛّل أﺣد اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟﻣُؤﺳﱢﺳﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ.
ﻓﺎﻟﺟزاﺋر ﺗواﺻل ﺟﮭودھﺎ اﻟﺣﺛﯾﺛﺔ ﻟﻛﻲ ﺗﺗﺟﺳّد ھذه اﻟﻣﺳﺎواة اﻟﺗﻲ ﺑﺎﺗت واﻗﻌﺎ ﻣﻠﻣوﺳﺎ ﻓﻲ اﻟدواﺋر
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ واﻟﺗرﺑوﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ،ﺑﺧطوات ﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ طرﯾق اﻟﺗﻘ ّدم ﻓﻲ اﻟﻣﯾﺎدﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋﻠﻰ
ﺻﻌﯾد اﻟوﺿﻊ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ اﻟﻣﮭﻧﻲ واﻟﺷﺧﺻﻲ ﻟﻠﻣرأة.
إن ﻣﺟﻠس ﺣﻣﺎﯾﺔ وﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ واﻟﻣﺟﻠس اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة اﻟﻠذﯾن أﺣدﺛﺗﮭﻣﺎ اﻟﺟزاﺋر ،وﻛذا ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون
اﻷﺳرة ﺑﺎﻷﻣر 02-05واﻟذي ﺗمّ ﺑﻣوﺟﺑﮫ إﻋﺎدة اﻟﺗوازن ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﺗﻣﺎﺷﯾﺎ ﻣﻊ ﻣﺎ ﯾﻧصّ
ﻋﻠﯾﮫ دﺳﺗور اﻟﺑﻼد وﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﺗزاﻣﺎﺗﻧﺎ اﻟدوﻟﯾﺔ وﻗﯾﻣﻧﺎ اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ،ﻛ ّل ذﻟك إﻧّﻣﺎ ﺟﺎء ﻟﮭدف ﺗرﻗﯾﺔ ﻣرﻛز اﻟﻣرأة
اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ .وﯾﻠﻣس ذﻟك ﻣن ﺧﻼل ﺳنّ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻘواﻧﯾن ﺗﻧطوي ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﻣﻧﻊ اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺿد اﻟﻣرأة،
ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻘواﻧﯾن ،ﻛﻘﺎﻧون اﻟﺟﻧﺳﯾﺔ ،اﻟﻌﻣل ،اﻟﺻﺣﺔ ،اﻟﻌﻘوﺑﺎت ،ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة..
وﻣن ھﻧﺎ ﺗﺑرز ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري.
وﺗﺗﺿﻣن ھذه اﻟدراﺳﺔ ﺑﯾﺎن أﺛر ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري اﻟذي ﺟﺎء ﺑﮫ اﻷﻣر 02-05ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ
اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﻣرأة.
وﻹﺛﺑﺎت ﺻﺣﺔ ھذه اﻟﻔرﺿﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ اﻟوﻗوف ﻋﻧد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻵﺗﯾﺔ:
أوﻻ :ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻷﺳرة ﻓﻲ اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻟﺟزاﺋري
ﺛﺎﻧﯾﺎ :اﻻﻧﺗﻘﺎدات اﻟﻣﺛﺎرة ﺑﺷﺄن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري 11/84
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر
راﺑﻌﺎ :ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري 11/84ﺑﺎﻷﻣر 02/05
ﺧﺎﻣﺳﺎ -ﻣﻼﺣظﺎت ﺣول ﻣﺿﻣون اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺟدﯾد ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر 02-05
ﺳﺎدﺳﺎ :اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻌدل
-1ﻣﻨﮭﺎ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﺬي ﻧﺺ ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ اﻟﺒﺎب اﻟﺜﺎﻟﺚ ﻋﻠﻰ ﻋﻘﻮد اﻟﺰواج ﻣﻦ اﻟﻤﺎدة 71إﻟﻰ اﻟﻤﺎدة .77اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 20-70اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ
1970/2/19اﻟﻤﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺤﺎﻟﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ .وﻛﺬا ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ اﻟﺬي ﻧﺺ ﻓﻲ اﻟﻤﺎدة 426ﻋﻠﻰ اﻻﺧﺘﺼﺎص اﻟﻤﺤﻠﻲ ﻟﻠﮭﯿﺌﺎت اﻟﻘﻀﺎﺋﯿﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاد اﻟﻤﯿﺮاث
ودﻋﺎوى اﻟﻄﻼق أو اﻟﺮﺟﻮع واﻟﺤﻀﺎﻧﺔ واﻟﻨﻔﻘﺔ اﻟﻐﺬاﺋﯿﺔ واﻟﺴﻜﻦ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻮاﻟﻲ .ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ 09-08اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 2008/2/25اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات
اﻟﻤﺪﻧﯿﺔ.
-2اﻟﻘﺎﻧﻮن 11-84اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1984/6/9اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ رﻗﻢ 02-05اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ .2005/2/27
-3ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ 04-82اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ . 1982/2/13
-4اﻷﻣﺮ رﻗﻢ 155-66:اﻟﻤﺆرخ ﻓﻲ 1966/6/8اﻟﻤﺘﻀﻤﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻹﺟﺮاءات اﻟﺠﺰاﺋﯿﺔ اﻟﻤﻌﺪل واﻟﻤﺘﻤﻢ.
-5ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت :ﻗﺎﻧﻮن رﻗﻢ 15/04ﻣﺆرخ ﻓﻲ .2004/11/10
-6اﻟﻤﺎدة 341ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن رﻗﻢ 15/04ﻣﺆرخ ﻓﻲ .2004/11/10
ﻓﯾﻔـــــــري 2014 105 اﻟﻌـــــــــــدد اﻷول
د .ﻣﺣﻔوظ ﺑن اﻟﺻﻐﯾر أﺛر ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري 02-05ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة
ﺗﺿﻣن أﺣﻛﺎﻣﺎ وﻗواﻋد ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣﺗﻧﺎﻗﺿﺔ ﻣﻊ اﻟدﺳﺗور واﻻﺗﻔﺎﻗﺎت واﻟﻣﻌﺎھدات اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺻﺎدﻗت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺟزاﺋر،
رﻏم إﺑداﺋﮭﺎ ﺑﻌض اﻟﺗﺣﻔظﺎت ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﻣﺑﺎدئ اﻟواردة ﻓﯾﮭﺎ).(7
وﻗد ذھب ھذا اﻻﺗﺟﺎه اﻟراﻓض ﻟﻘﺎﻧون اﻷﺳرة إﻟﻰ أﺑﻌد ﺣد ﻓﻲ اﻻﺧﺗﻼف ،ﻋﻧدﻣﺎ اﻋﺗﺑره ﻗﺎﻧون ﺗﻣﯾﯾز
ﯾﻣس ﺑﻣرﻛز اﻟﻣرأة ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻌﺗرف ﺑﺎﻷھﻠﯾﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣرأة) ،(8ﻛﻣﺎ أﻧﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻌﺗرف ﺑﺎﻟزواج اﻟﻌرﻓﻲ
اﻟذي ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻛون ﻟﮫ آﺛﺎر وﺧﯾﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،إذ ﯾﺳﮭل ﻟﻠرﺟل ھﺟر اﻟزوﺟﺔ واﻷوﻻد ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي
ﻟم ﯾﺣْ ِم رﺿﺎ اﻟﻣرأة ،إذ اﻋﺗﺑر اﻟرﺿﺎ ﻣﺟرد إﺟراء ﺷﻛﻠﻲ ﻓﻲ إﺑرام ﻋﻘد اﻟزواج ،وھذا ﻣﺎ ﯾﺗﻧﺎﻓﻰ ﻣﻊ أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة
40ﻣن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣدﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻣﯾز ﺑﯾن اﻟرﺟل واﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣﺟﺎل إﺑرام اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن ھﻧﺎك ﻣن
اﻋﺗﺑره اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي ﯾﻛرس ﻣﺑدأ ھﯾﻣﻧﺔ اﻟرﺟل ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ،واﻋﺗرف ﺑﺗﻌدد اﻟزوﺟﺎت ،وﻣﺑدأ ﻋدم اﻟﺗﺳﺎوي ﺑﯾن
اﻟرﺟل واﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﻣﯾراث).(9
وﻣﮭﻣﺎ ﺗﻌددت اﻵراء واﻻﻧﺗﻘﺎدات ﺣول ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻓﺈﻧﮫ ﯾﻌﺗﺑر ﺧطوة إﯾﺟﺎﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺑﺎدرات اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ
اﻟﺗﻲ ﻗﺎم ﺑﮭﺎ اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ،ﻓﻠﯾس طﺑﯾﻌﯾﺎ أن ﯾطرح ﻗﺎﻧون ﻛﻘﺎﻧون اﻷﺳرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘﺎش ﺑﻣﻌزل ﻋن ﺻراﻋﺎت
ﻓﻛرﯾﺔ وﻋﻘﺎﺋدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻣﺗﺎز ﺑﺎﻟﺗﻧوع اﻟﻔﻛري واﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ،ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ظﮭور ﺟﯾل ﻣﺎ ﺑﻌد اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻟﻣﺗﺷﺑﻊ
ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ).(10
وﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن ﻓﺈن أي ﻗﺎﻧون ﺷرع ﻓﻲ ﻣرﺣﻠﺔ زﻣﻧﯾﺔ ﯾﺳﺗوﺟب ﻣراﺟﻌﺗﮫ إذا ﺗﻐﯾرت ظروف ﺗﻠك اﻟﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﺗﻲ ﺷرع ﻓﯾﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ أن أﺣﻛﺎم ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻣﺳﺗﻣدة ﻣن أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻷﺣﻛﺎم
اﻻﺟﺗﮭﺎدﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﻧﻛر ﺗﻐﯾرھﺎ ﺑﺗﻐﯾر اﻟظروف واﻷﺣوال ﺗﺑﻌﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ اﻟﻣﻘﺎﺻد اﻟﻛﻠﯾﺔ ﻟﻠﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
ﺛﺎﻟﺛﺎ :اﻟدﻋوة إﻟﻰ اﻟﺗﻐﯾﯾر
ﺑدأت ﺣرﻛﺎت ﺗﺣرﯾر اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ –وﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر -ﺗﻘﻠﯾدا ﻟﻠﻐرب ،وﺛﻣرة ﻟﻼﺣﺗﻛﺎك
اﻟﺣﺿﺎري ﺑﮫ ﻓﻲ اﻟظﮭور ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر وﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،وﻗد ﺗﺑﻧﻰ رﺟﺎل اﻟدﻓﺎع ﻋن اﻟﻣرأة
واﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺣﻘوﻗﮭﺎ أﯾﺿﺎ ،وﻛﺎﻧت ھﻧﺎك ﻗﺿﺎﯾﺎ ھﺎﻣﺔ ﺗﺑﻧﺗﮭﺎ ھذه اﻟﺣرﻛﺎت ،واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻧﺳﺎﺋﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ أﺛﻣرت
ﺗﺣﺳﯾﻧﺎ ﻓﻲ وﺿﻊ اﻟﻣرأة ورﻓﻊ اﻟظﻠم ﻋﻧﮭﺎ.
وﻣن أھم اﻟﻣطﺎﻟب اﻟﺗﻲ ﻧﺎدت ﺑﮭﺎ اﻟﺣرﻛﺎت واﻟﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﻧﺳﺎﺋﯾﺔ وﺗﺄﺛرت ﺑﮭﺎ ﻗواﻧﯾن اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل ﺗﻐﯾﯾراﺗﮭﺎ اﻟﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻷﺣوال اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-إﺻﻼح ﺗطﺑﯾق اﻟﻘواﻧﯾن اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟزواج).(11
-وﻗﺎﯾﺔ اﻟﻣرأة ﻣن اﻟظﻠم اﻟذي ﯾﻠﺣﻘﮭﺎ ﻣن ﺗﻌدد اﻟزوﺟﺎت.
-وﻗﺎﯾﺔ اﻟﻣرأة ﻣن اﻟظﻠم اﻟذي ﯾﻠﺣﻘﮭﺎ ﻣن اﻟطﻼق.
-رﻓﻊ ﺳن اﻟزواج) ،(12وﻛذا رﻓﻊ ﺳن ﺣﺿﺎﻧﺔ اﻷم ﻟﻸوﻻد ،ورﺑط ﻧﻔﻘﺔ اﻟﻣرأة وﻣﺗﻌﺗﮭﺎ ﺑﻌدد اﻟﺳﻧﯾن اﻟﺗﻲ ﻗﺿﺗﮭﺎ
ﻓﻲ ﺧدﻣﺔ اﻟرﺟل).(13
-7اﻧﻈﺮ :ﻟﻮﻋﯿﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻤﯿﻦ :اﻟﻤﺮﻛﺰ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﺮأة ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة اﻟﺠﺰاﺋﺮي ،دار ھﻮﻣﺔ ،اﻟﺠﺰاﺋﺮ ،ط ،2006 ،2ص 3وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
-8اﻧﻈﺮ :ﻟﻮﻋﯿﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻤﯿﻦ :ﻧﻔﺲ اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 29وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
-9وھﺬه أﯾﻀﺎ دﻋﻮى ﻣﻐﺮﺿﺔ ،ﻷﻧﮫ ﻻ اﺟﺘﮭﺎد ﻣﻊ اﻟﻨﺺ اﻟﻘﻄﻌﻲ اﻟﺪﻻﻟﺔ و اﻟﺜﺒﻮت ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ":ﯾﻮﺻﯿﻜﻢ ﷲ ﻓﻲ أوﻻدﻛﻢ ﻟﻠﺬﻛﺮ ﻣﺜﻞ ﺣﻆ
اﻷﻧﺜﯿﯿﻦ"اﻟﻨﺴﺎء ،اﻵﯾﺔ .11ﻓﻼ ﻣﺠﺎل ﻟﺘﺄوﯾﻠﮫ أو ﺗﺤﻮﯾﺮه ﺑﺎﻟﺘﺸﮭﻲ واﻻﺳﺘﺤﺴﺎن ﻛﻤﺎ ﯾﺤﻠﻮ ﻟﻠﺒﻌﺾ ﻣﻦ دﻋﺎة اﻟﺘﻐﯿﯿﺮ ﺑﺤﺠﺔ أن اﻟﻨﺺ ﻻ ﯾﺴﺎﯾﺮ ﻣﻘﺘﻀﯿﺎت اﻟﻌﺼﺮ،
ﺑﻞ اﻟﺤﻜﻤﺔ ﻣﻦ ﺗﺸﺮﯾﻊ ھﺬا اﻟﺤﻜﻢ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻜﻞ زﻣﺎن وﻣﻜﺎن ،ﻣﺎ دام أن اﻟﻌﻠﺔ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﺘﻐﯿﺮة ﻣﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﮫ ﺗﻌﺎﻟﻰ":اﻟﺮﺟﺎل ﻗﻮاﻣﻮن ﻋﻠﻰ اﻟﻨﺴﺎء ﺑﻤﺎ ﻓﻀﻞ ﷲ
ﺑﻌﻀﮭﻢ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺾ وﺑﻤﺎ أﻧﻔﻘﻮا ﻣﻦ أﻣﻮاﻟﮭﻢ"اﻟﻨﺴﺎء ،اﻵﯾﺔ .34
-10اﻧﻈﺮ ،ﻟﻮﻋﯿﻞ ﻣﺤﻤﺪ ﻟﻤﯿﻦ :اﻟﻤﺮﺟﻊ اﻟﺴﺎﺑﻖ ،ص 29وﻣﺎ ﺑﻌﺪھﺎ.
-11اﻟﺴﯿﺪ أﺣﻤﺪ ﻓﺮج :اﻟﻤﺆاﻣﺮة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺮأة اﻟﻤﺴﻠﻤﺔ-ﺗﺎرﯾﺦ ووﺛﺎﺋﻖ -دار اﻟﻮﻓﺎ ،اﻟﻤﻨﺼﻮرة ،ﻣﺼﺮ ،ط ،1986 ،2ص .151
-12ﺟﺎء أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﯾﻞ ﯾﻤﻨﻊ ﺗﺰوﯾﺞ اﻟﺼﻐﺎر وﯾﺤﺪد ﺳﻨﺎ أﻋﻠﻰ ﻣﻦ اﻟﺴﺎﺑﻖ ﻟﻤﻦ ﯾﺠﻮز ﻟﮫ اﻟﺰواج ﻣﻦ اﻟﺠﻨﺴﯿﻦ ﺷﺮﻋﺎ .اﻧﻈﺮ :اﻟﻤﺎدة 7ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻷﺳﺮة
اﻟﺠﺰاﺋﺮي اﻟﻤﻌﺪﻟﺔ ،واﻟﺘﻲ ﺟﺎء ﻓﯿﮭﺎ ":ﺗﻜﺘﻤﻞ أھﻠﯿﺔ اﻟﺮﺟﻞ واﻟﻤﺮأة ﻓﻲ اﻟﺰواج ﺑﺘﻤﺎم 19ﺳﻨﺔ" ،ﺑﻌﺪ أن ﻛﺎﻧﺖ ﻗﺒﻞ اﻟﺘﻌﺪﯾﻞ 18ﺳﻨﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻤﺮأة .ﻗﺎل اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ
ﻣﻨﺘﻘﺪا ﺗﺤﺪﯾﺪ ﺳﻦ اﻟﺰواج":ﻏﯿﺮ أﻧﻲ ﻻ أرى ھﺬا اﻟﺘﺤﺪﯾﺪ ﻣﺘﻔﻘﺎ ﻣﻊ ﻣﺮﺣﻠﺔ اﻟﺒﻠﻮغ اﻟﺠﻨﺴﻲ ﻟﻜﻞ ﻣﻦ اﻟﻔﺘﻰ واﻟﻔﺘﺎة ﻓﻲ ﺑﻼدﻧﺎ ،وﻻ ﯾﺘﻔﻖ ﻣﻊ اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻷﺧﻼﻗﯿﺔ
اﻟﻌﺎﻣﺔ" .ﻣﺼﻄﻔﻰ اﻟﺴﺒﺎﻋﻲ :اﻟﻤﺮأة ﺑﯿﻦ اﻟﻔﻘﮫ واﻟﻘﺎﻧﻮن ،اﻟﻤﻜﺘﺐ اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﺑﯿﺮوت ،ط ،1984 ،6ص.59
-13وﻗﺪ ﺗﻢ ﻟﮭﺎ ذﻟﻚ ﻓﻌﻼ ﻋﻠﻰ اﺧﺘﻼف ﺗﻄﺒﯿﻘﺎﺗﮫ ﻓﻲ ﻗﻮاﻧﯿﻦ اﻷﺣﻮال اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﺒﻌﺾ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﯿﺔ .اﻧﻈﺮ :اﻟﺴﯿﺪ أﺣﻤﺪ ﻓﺮج :اﻟﻤﺮﺟﻊ ﻧﻔﺴﮫ ،ص .151
ﻓﯾﻔـــــــري 2014 106 اﻟﻌـــــــــــدد اﻷول
د .ﻣﺣﻔوظ ﺑن اﻟﺻﻐﯾر أﺛر ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري 02-05ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة
وھﻧﺎك ﻣطﺎﻟب أﺧرى ﻏﺎﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺳوء ﻟم ﺗﺄت ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣرأة ﺑل ﻟﺗدﻣﯾرھﺎ وھدم اﻷﺳرة ﺟﻣﯾﻌﮭﺎ ﺗﺣت
دﻋوى اﻟﻣﺳﺎواة واﻟﺗطوﯾر ﺑﺎﺳم إﺻﻼح اﻷﺳرة ،وذﻟك ﺗﺄﺛرا ﺑﺎﻟﻘواﻧﯾن اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻣﻧﮭﺟﺎ وﺗﻔﻛﯾرا وﻣﺳﻠﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة،
وھذه ظﺎھرة ﺗﻌﻛس اھﺗزاز اﻟﻘﯾم وﻗﻠق اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﺄﺛر واﻻﺣﺗﻛﺎك ﺑﺎﻷﻣم
اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،ﻣﺎ أدى إﻟﻰ اﻟﮭﺟوم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻟﺛواﺑت اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،واﻟﺗﻧﻛر ﻟﺑﻌض اﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﻋﯾﺔ ﺗﺣت ﺷﻌﺎر ﺗﺣرﯾر
اﻟﻣرأة واﻧﺗزاع ﺣﻘوﻗﮭﺎ.
وأﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋﻠﻰ اﻟﺧﺻوص ،وﺑﻌد ﻣرور أزﯾد ﻣن ﻋﺷرﯾن ﺳﻧﺔ ﻋﻠﻰ ﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة -84
،11وأﻣﺎم اﻟﺗﻐﯾرات واﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺗﺷﮭدھﺎ اﻟﺟزاﺋر ﻓﻲ ظل اﻟﻧظﺎم اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟﺟدﯾد ،ﻓﻘد ظﻠت ﻗﺿﯾﺔ اﻷﺣوال
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﻣن أﺑرز اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ اﺳﺗرﻋت اﻻھﺗﻣﺎم ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ،وﺟﯾﺷت اﻟﺷﺎرع
اﻟﺟزاﺋري ﺳواء اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻣﻧﮫ أو اﻟﻌﺎم ،اﻟذي اﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﺗﯾﺎرات ﻣﺗﻌددة ،ووﺿﻌت اﻟﺟزاﺋر ﻣن ﺛم أﻣﺎم ﺧﯾﺎر
ﺻﻌب ﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﻣﻠف اﻟﻣﺗﻌﻠق ﺑﺈدﺧﺎل ﺗﻌدﯾﻼت ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة.
ﻓﻛﺎﻧت أوﻟﻰ اﻟﻧدوات اﻟﺗﻲ ﻋﻘدت ﺑﺎﻟﺟزاﺋر ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ،ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﻧظﻣﮭﺎ اﻟﻣﺟﻠس اﻹﺳﻼﻣﻲ
اﻷﻋﻠﻰ ﺳﻧﺔ ،1999وھﻲ اﻟﻧدوة اﻟﺗﻲ اﻧﺗﮭت ﺑﺈﺻدار ﺗوﺻﯾﺎت ﻛﺎن أﺑرزھﺎ:
-أن اﻹﺳﻼم ﺑﺎﻋﺗﺑﺎره دﯾن اﻟدوﻟﺔ ﻻ ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻘواﻧﯾن واﻷﻓﻛﺎر اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣرأة ،وأن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة
ھو ﻗﺎﻧون وﺿﻌﻲ ﻣﺳﺗوﺣﻰ ﻣن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻛل ﻗﺎﻧون وﺿﻌﻲ ﯾﺧﺿﻊ ﻟﻼﺟﺗﮭﺎد.
-وأﻧﮫ ﻻ ﺑد ﻣن إﻋطﺎء اﻷوﻟوﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﺗﻛﻔل ﺑﺎﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻣﻧزﻟﻲ وﺗرﻗﯾﺗﮫ ﻣﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ ﻣن ﺣﻣﺎﯾﺔ
ﺷﺧﺻﯾﺗﮭﺎ ،وﺗﺣدﯾد اﻹﺟراءات اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻟﻣرأة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،واﻟﺗذﻛﯾر ﺑﺣق اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﻌﻣل ﺿﻣن ﻗﺎﻧون
اﻷﺳرة ،ووﺿﻊ ﻗواﻧﯾن ﺗﻘﻣﻊ اﻟﺗﺣرش اﻟﺟﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﯾﺎدﯾن وﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت ،واﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺗطﺎﺑق
ﻣﺑﺎدئ ﺣﻘوق اﻹﻧﺳﺎن داﺧل اﻷﺳرة ﻣﻊ اﻟﻧﺻوص اﻟدﺳﺗورﯾﺔ.
-ﻛﻣﺎ أﺛﺎرت ﺑﻌض ﻣواد ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة واﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮫ ﺟدﻻ واﺳﻌﺎ ﺑﯾن اﻟﺗﯾﺎرات اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ،
وﺑﺎﻗﻲ اﻟﺗﯾﺎرات اﻷﺧرى ،ﺧﺻوﺻﺎ ﻣﺎ ﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻣواد .52-48-11-8 :واﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ أﺳﺎﺳﺎ ﺑﺗﻌدد اﻟزوﺟﺎت واﻟوﻟﻲ
واﻟطﻼق وﻣﺳﻛن اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﺑﻌد اﻟطﻼق ،وﻣﺎ ﻣدى ﻣطﺎﺑﻘﺔ ھذه اﻟﺗﻌدﯾﻼت ﻟﻠﻧﺻوص اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻔﻘﮭﻲ
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،أو ﻣﺟﺎراﺗﮭﺎ ﻟﻠﺗﺷرﯾﻌﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ واﻟﺗوﺻﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .وﻗد اﻧﺗﮭﻰ ھذا اﻟﺟدل ﺑﺎﻟﻣﺻﺎدﻗﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻧون
اﻷﺳرة اﻟﺟدﯾد ،وھو اﻟﻘﺎﻧون اﻟذي أﺛﺎر ﺟدﻻ ﻓﻲ ﺻﯾﻐﺗﮫ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻐﻲ ﺷرط اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج.
وأدى ذﻟك إﻟﻰ رﻓض اﻟﻧﺳﺧﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ،ﺛم ﻋدل ھذا اﻟﻣﺷروع ﺑﺗﺛﺑﯾت ﺷرط اﻟوﻟﻲ ﻓﻲ
ﻋﻘد اﻟزواج.
وﯾﻌطﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟدﯾد اﻟزوﺟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ ﺣق اﻟﻣﺳﻛن ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌزز ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ طﻠب اﻟﺗطﻠﯾق
ﻟﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ ﻣن ﺗﻌﺳف اﻟزوج ،وﯾﺿﻊ ﺷروطﺎ ﻗوﯾﺔ أﻣﺎم ﺗﻌدد اﻟزوﺟﺎت.
ورﻏم ھذا اﻟﺗﻘدم اﻟﺣﺎﺻل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺷرﯾﻊ اﻷﺳري ﺑﺎﻟﺟزاﺋر وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟدول اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻓﺈن ذﻟك ﻛﻠﮫ
ﯾﺳﺗﻠزم إرادة ﻗوﯾﺔ ﻟﺗطﺑﯾﻘﮫ ﺑﺷﻛل ﯾﻛﻔل ﻟﻠﻣرأة ﺣﻘوﻗﮭﺎ اﻧﺳﺟﺎﻣﺎ ﻣﻊ اﻟﮭوﯾﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﺣﺿﺔ.
راﺑﻌﺎ :ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري 11/84ﺑﺎﻷﻣر 02/05
ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟدﯾد اﻟﺻﺎدر ﺑﻣوﺟب اﻟﻘﺎﻧون رﻗم 11/84اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 09رﻣﺿﺎن 1404ھـ اﻟﻣواﻓق ﻟـ
09ﯾوﻧﯾو 1984ﻣﻧﻘﺢ ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي أدﺧل ﻋﻠﯾﮫ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 02/05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 08ﻣﺣرم ﻋﺎم 1426
ھـ اﻟﻣواﻓق ﻟـ 27ﻓﯾﻔري (14)2005واﻟﻣواﻓق ﺑﺎﻟﻘﺎﻧون 09-05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 04ﻣﺎي .(15)2005
اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد ﺗﻣم وﻋدل ﻗﺎﻧون 11/84ﺑﺣﯾث ﺗم ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم 02/05إﻟﻐﺎء اﻟﻣواد -38-20-12
،67-39وﺗﻣم وﻋدل اﻟﻣواد-52-49-48-40-37-36-33-32-31-30-22-19-18-15-13-11-8-7-6-5-4:
.87-72-67-64-57-54-53
ﻛﻣﺎ أن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺟدﯾد أدﺧل ﻣواد ﺟدﯾدة وھﻲ اﻟﻣﺎدة 3ﻣﻛرر و 8ﻣﻛرر و 8ﻣﻛرر ،1و 9ﻣﻛرر و45
ﻣﻛرر و 53ﻣﻛرر و 57ﻣﻛرر ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد ﻗد ﻣس 41ﻣﺎدة ﺑﯾن اﻹﻟﻐﺎء واﻟﺗﻌدﯾل واﻹﺿﺎﻓﺔ).(16
ﺧﺎﻣﺳﺎ -ﻣﻼﺣظﺎت ﺣول ﻣﺿﻣون اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺟدﯾد ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر 02-05
ﻟﻘد اﺧﺗﻠﻔت ﻣواﻗف اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﯾن واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ﻣن ھذه اﻟﺗﻌدﯾﻼت ،ﻓﻛل ﻛﺎن ﯾﻧﺗظر أن ﺗﺟﺳد ﻣﻘﺗرﺣﺎﺗﮫ
ووﺟﮭﺎت ﻧظره ﻓﻲ ﻣواد اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺳﺎﺑق.
إن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟﺟدﯾد أزال اﻟﻐﻣوض ﻋﻠﻰ ﻋدة ﻧﻘﺎط ﻛﺎﻧت ﻣﺣل ﻧﻘﺎش ،وﻣﺛﺎل ذﻟك اﻟﺗﻧﺻﯾص ﺻراﺣﺔ ﻋﻠﻰ
أن اﻷﺣﻛﺎم اﻟﻧﺎطﻘﺔ ﺑﻔك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ ﺳواء ﺑﺎﻟطﻼق أو ﺑﺎﻟﺗطﻠﯾق أو ﺑواﺳطﺔ اﻟﺧﻠﻊ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠطﻌن ﻓﯾﮭﺎ ﻋن
طرﯾق اﻻﺳﺗﺋﻧﺎف إﻻ ﻓﻲ ﺟواﻧﺑﮭﺎ اﻟﻣﺎدﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻗر ﺑوﺟوب ﺗﻘدﯾم اﻟزوﺟﯾن ﻋﻧد إﺑرام ﻋﻘد اﻟزواج وﺛﯾﻘﺔ طﺑﯾﺔ
ﺗﺛﺑت ﺧﻠوھﻣﺎ ﻣن أي ﻣرض أو أي ﻋﺎﻣل ﻗد ﯾﺷﻛل ﺧطرا ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺻد اﻟزواج.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد ﺣل إﺷﻛﺎل اﻟﺑت ﻓﻲ ﻣﺳﺎﺋل ذات طﺎﺑﻊ اﺳﺗﻌﺟﺎﻟﻲ ﻛﺎﻟﻧﻔﻘﺔ اﻟﻐذاﺋﯾﺔ واﻟﺣﺿﺎﻧﺔ
اﻟﻣؤﻗﺗﺔ وﺣق اﻟزﯾﺎرة واﻟﻣﺳﻛن ،وھذا ﻣﺎ ﻧﺻت ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻣﺎدة 57ﻣﻛرر اﻟﻣﺳﺗﺣدﺛﺔ ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر رﻗم .02-05
ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺗﻧﻘﯾﺢ اﻟﻘﺎﻧون 11-84ﺑﺎﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺟدﯾدة ﺑﻣوﺟب اﻷﻣر ،02-05ﻓﻘد ﺻدر ﻣرﺳوم
ﺗﻧﻔﯾذي رﻗم 154 -56اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 11ﻣﺎي 2006ﯾﺣدد ﺷروط وﻛﯾﻔﯾﺎت ﺗطﺑﯾق أﺣﻛﺎم اﻟﻣﺎدة 7ﻣﻛرر ﻣن
اﻟﻘﺎﻧون .(17)11-84
ھذا وﻗد ﺳﺟل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘﺿﺎة ﺑﻌض اﻟﻧﻘﺎﺋص واﻟﺛﻐرات اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﻓﻲ اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻷﺧﯾرة ﻟﻘﺎﻧون
اﻷﺳرة ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺈﺛﺑﺎت اﻟﻧﺳب وﻓق اﻟطرق اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،وﻛذا ﺗﻌدد اﻟزوﺟﺎت ،ﺣﯾث ﻻﺣظ ﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎة أﻧﮫ
ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟذي اﺷﺗرط ﻓﯾﮫ اﻟﻘﺎﻧون اﻟﺟدﯾد ﻣواﻓﻘﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻷوﻟﻰ وﺣﺻول اﻟﻣﻌﻧﻲ ﻋﻠﻰ رﺧﺻﺔ ﻣن اﻟﻘﺎﺿﻲ؛
ﻓﺈن ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻷزواج ﯾﻠﺟؤون إﻟﻰ اﻻﺣﺗﯾﺎل ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻧون ﻋن طرﯾق اﻟزواج اﻟﻌرﻓﻲ ،وھﻧﺎ ﯾﻛون اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻏﯾر
ﻣﻠزم ﺑطﻠب رﺧﺻﺔ اﻟزوﺟﺔ اﻷوﻟﻰ ﺧﺎﺻﺔ إن أﺛﻣر اﻟزواج اﻟﻌرﻓﻲ ذرﯾﺔ.
ﻛذﻟك ﻻﺣظ ﺑﻌض اﻟﻘﺿﺎة أن اﻟﻣﺎدة 72ﻣن اﻟﻘﺎﻧون ذاﺗﮫ ﺗﺣﻣل ﻧﻘﺎﺋص ھﺎﻣﺔ ،ﻓﮭﻲ ﺗﻧص ﻋﻠﻰ ﺑﻘﺎء
اﻟزوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﻛن اﻟزوﺟﻲ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ ﺗﻧﻔﯾذ اﻟﺣﻛم وﺗوﻓﯾر اﻟزوج ﻣﺳﻛﻧﺎ ﻟﮭﺎ أو ﯾدﻓﻊ ﻟﮭﺎ ﺑدل اﻹﯾﺟﺎر ،وھﻧﺎ ﻻ
ﯾﻣﻛن اﻟﺗﺄﻛد ﻣن اﻟﻧﯾﺔ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠزوج إن ﻛﺎن ﺳﯾوﻓر ﻟﻠﺣﺎﺿﻧﺔ ﻣﺳﻛﻧﺎ ،ﺣﯾث ﯾﻠﺟﺄ ﺑﻌض اﻷزواج ﻟﻠﺗﺣﺎﯾل ﺑدﻓﻌﮭم
ﻣﻘدم ﺳﺗﺔ أﺷﮭر أو ﺳﻧﺔ ﻣن اﻹﯾﺟﺎر ،ﺛم ﯾﻣﺗﻧﻌون ،وﺗﺟد اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻣن دون ﻣﺳﻛن.
وأﺷﺎر اﻟﻘﺿﺎة إﻟﻰ ﻋدم وﺿوح اﻟﻘﺎﻧون ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ إﺛﺑﺎت اﻟﻧﺳب ،ﺣﯾث أﻧﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻋﺗراف طرﻓﯾن
ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻏﯾر ﺷرﻋﯾﺔ ،ﻧﺟم ﻋﻧﮭﺎ وﻻدة ،ﻓﺈن اﻟﻘﺎﺿﻲ ﻣﻠزم ﺑﺗﺛﺑﯾت اﻟﻧﺳب ،وﯾﺳﺟل اﻻﺑن ﻓﻲ اﻟﺳﺟﻼت اﻟﻣدﻧﯾﺔ
-16ﺗﺠﺪر اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ﻣﺒﺎدئ واﺟﺘﮭﺎدات اﻟﻤﺤﻜﻤﺔ اﻟﻌﻠﯿﺎ ﻛﺎن ﻟﮭﺎ دور ﻓﻲ إﻋﻄﺎء ﺑﻌﺾ اﻟﺤﻠﻮل اﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﯾﺮد اﻟﻨﺺ ﻋﻠﯿﮭﺎ ﺻﺮاﺣﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن 11-84ﻛﻮاﻗﻌﺔ
اﻟﺨﻠﻊ وﺣﻖ اﻷب ﻓﻲ اﻟﺤﻀﺎﻧﺔ ﺑﻌﺪ اﻷم وﺣﻖ اﻟﺰوﺟﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻄﺎﻟﺒﺔ ﺑﺎﻟﺘﻄﻠﯿﻖ ﻋﻨﺪ اﺳﺘﺤﻜﺎم اﻟﺨﻼف ﺑﯿﻨﮭﻤﺎ ،وھﻲ اﻟﻤﺒﺎدئ اﻟﺘﻲ ﻛﺮﺳﺘﮭﺎ وﺟﺴﺪﺗﮭﺎ اﻟﺘﻌﺪﯾﻼت
اﻟﺠﺪﯾﺪة.
-17ﺑﺨﺼﻮص اﻟﺸﮭﺎدة اﻟﻄﺒﯿﺔ ﻣﺎ ﻗﺒﻞ اﻟﺰواج.
ﻓﯾﻔـــــــري 2014 108 اﻟﻌـــــــــــدد اﻷول
د .ﻣﺣﻔوظ ﺑن اﻟﺻﻐﯾر أﺛر ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري 02-05ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة
ﺑﺷﮭﺎدة ﻣﯾﻼد ﺗﺣﻣل اﺳم واﻟدﯾﮫ اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﯾن ،ﻟﻛن ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ھذا اﻻﺑن ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛﺑر ﺑﻘﺳطﮫ ﻣن اﻟﻣﯾراث ،ﻓﺈﻧﮫ
ﻻ ﯾﺗﺣﺻل ﻋﻠﯾﮫ ﺑﺻﻔﺗﮫ اﺑن زﻧﺎ ﺣﺳب ﻣﺎ ﺗﻧص ﻋﻠﯾﮫ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ).(18
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣﺗﺄﻣل ﻟﻔﺣوى اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺟدﯾدة ﯾﺟده ﯾﺣﺻر اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻓﻲ ﺟواﻧب ﯾﻣﻛن
اﻟﺗﺣﻛم ﻓﯾﮭﺎ ،ﻣن ذﻟك ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺗﻌدد اﻟزوﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌد ﺣﻼ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل اﻷﺳرﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﻓﻲ واﻗﻊ
اﻷﻣر ،إذا اﻟﺗزﻣت ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻘﯾود اﻟﺷرﻋﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﻌد اﻟوﻻﯾﺔ ﻓﻲ اﻟزواج ﻣﺷﻛﻠﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﺑﻘدر ﻣﺎ ھﻲ
ﻣدﻋﺎة ﻟﺣﻔظ ﻛراﻣﺔ اﻟﻣرأة وﺻون ﺷرﻓﮭﺎ.
وﺑرﻏم اﻟﺗﻌدﯾﻼت اﻟﺗﻲ ﺟﺎء ﺑﮭﺎ اﻷﻣر 02/05ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ،ﻓﺈن اﻟﻣﺗﺄﻣل ﻓﻲ ﻧﺻوص ھذه اﻟﻣواد
ﯾﻼﺣظ وﺟود ﺛﻐرات ﻗﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺗﺗطﻠب إﻋﺎدة ﻧظر وﻣزﯾد إﺛراء.
وﻣن ﺛم ﯾﺑﻘﻰ ھذا اﻟﺗﻌدﯾل ﻗﺎﺻرا ﻟﻛوﻧﮫ ﺗﺿﻣن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺛﻐرات اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠف آﺛﺎرا اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
ﺳﻠﺑﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻋرب ﻋن ذﻟك ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن رﺟﺎل اﻟﺷرﯾﻌﺔ واﻟﻘﺎﻧون.
وﯾﻣﻛن ﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ھذه اﻟﺛﻐرات اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ واﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻋﺗﻣﺎد ﻣرﺟﻌﯾﺔ ﺷرﻋﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻷﺧذ
ﺑﺎﻟراﺟﺢ ﻣﻣﺎ ﺗﻧﺎوﻟﮫ اﻟﻔﻘﮫ اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣن ﻗﺿﺎﯾﺎ وﻣﺳﺎﺋل ﺗﺧص ﺷؤون اﻷﺳرة ﻣﻣﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ و ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﺻر.
ذﻟك أن ﻣﺎ ﺗﺿﻣﻧﺗﮫ إﺳﮭﺎﻣﺎت اﻻﺟﺗﮭﺎد اﻟﻘﺿﺎﺋﻲ ﻟم ﺗرق ﻟﻣﺳﺗوى إﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﻣﺷﻛﻼت اﻷﺳرة ﻓﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻌﺎﺻر.
ﺳﺎدﺳﺎ :اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري اﻟﻣﻌدل
إن اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻗد راﻋﻰ ﻓﻲ ﺗﻌدﯾﻠﮫ اﻟﺟواﻧب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣرأة ﻛطرف ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ،ﻣدﻋﻣﺎ
ﺑذﻟك ﻣرﻛزھﺎ اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ،ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ واﻟدﻋوات اﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟرﺟل واﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻛل
ﻣﻧﺎﺣﻲ اﻟﺣﯾﺎة ﺑﻣﺎ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻷﺳرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧظﻣت أﺣﻛﺎﻣﮭﺎ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ .وﻛﺎن اﻟﮭدف ﻣن ذﻟك ھو
ﺣﻣﺎﯾﺔ ﺣرﯾﺔ اﻟﻣرأة ،وﯾظﮭر ذﻟك ﺟﻠﯾﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻵﺗﯾﺔ:
-1إن أﺑرز ﻣﺎ ﯾﺗﺳم ﺑﮫ ھذا اﻟﻘﺎﻧون ھو ﺗوﺟﮭﮫ إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟرﺟل واﻟﻣرأة وإﻟﻰ ﺗﻌزﯾز دور
اﻟﻣرأة اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ واﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣظﺎھر اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻣﺢ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ:
-ﺳﺎوى اﻟﻣﺷرع ﺑﯾن اﻟﻣرأة واﻟرﺟل ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﺳن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠزواج ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﺎدة .7
-ﺟﻌل ﻟﻠﻣرأة اﻟﺣق ﻓﻲ اﺧﺗﯾﺎر اﻟزوج اﻟذي ﺗرﺿﺎه راﺷدة ﻛﺎﻧت أم ﻗﺎﺻرة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدﺗﯾن 11و.13
-ﻣﻧﺣت اﻟﻣﺎدة 19اﻟﺣرﯾﺔ ﻟﻠزوﺟﯾن ﻓﻲ اﻻﺷﺗراط ﺑﻣﺎ ﯾرﯾﺎﻧﮫ ﺿرورﯾﺎ ،وﺟﻌل ﻣﺳﺄﻟﺔ ﺷرط ﻋدم ﺗﻌدد اﻟزوﺟﺎت
وﻋﻣل اﻟﻣرأة ﻓﻲ ﻣرﺗﺑﺔ اﻟﺿرورﯾﺎت.
-أﻓﺎدت اﻟﻣﺎدة 36ﺑﺄن اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﺗﺑﺎدﻟﻲ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن.
-وﺳّﻌت اﻟﻣﺎدة 53ﻣن داﺋرة اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺟﯾز ﻟﻠﻣرأة طﻠب اﻟﺗطﻠﯾق ،وﻣﻧﮭﺎ ﻋدم وﻓﺎء اﻟزوج ﺑﺷروطﮭﺎ.
-ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ":54ﯾﺟوز ﻟﻠزوﺟﺔ دون ﻣواﻓﻘﺔ اﻟزوج أن ﺗﺧﺎﻟﻊ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑﻣﻘﺎﺑل ﻣﺎﻟﻲ" .وذﻟك ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺣق
اﻟرﺟل ﻓﻲ اﻟطﻼق ،ﺣﯾث ارﺗﻘﻰ ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺧﻠﻊ ﻣن اﻟرﺧﺻﺔ إﻟﻰ اﻟﺣق اﻷﺻﯾل.
-ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة ":57ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻌﻣل اﻟﻣرأة أن ﯾﺷﻛل ﺳﺑﺑﺎ ﻣن أﺳﺑﺎب ﺳﻘوط اﻟﺣق ﻋﻧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ" .وﻓﻲ ھذا
إﺷﺎرة إﻟﻰ ﺣق اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻟﻌﻣل وﺗﻛﺎﻓؤ اﻟﻔرص ﺑﯾﻧﮭﺎ وﺑﯾن اﻟرﺟل.
-18ﺟﺮﯾﺪة اﻟﺨﺒﺮ :اﻟﻌﺪد ،4956ﺑﺘﺎرﯾﺦ .2007-03-08اﻧﻈﺮ ،ﻋﺒﺪ اﻟﻘﺎدر ﺑﻦ ﺣﺮز ﷲ :اﻟﺨﻼﺻﺔ ﻓﻲ أﺣﻜﺎم اﻟﺰواج واﻟﻄﻼق ،دار اﻟﺨﻠﺪوﻧﯿﺔ ،ط،2007 ،1
ص .18
ﻓﯾﻔـــــــري 2014 109 اﻟﻌـــــــــــدد اﻷول
د .ﻣﺣﻔوظ ﺑن اﻟﺻﻐﯾر أﺛر ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري 02-05ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة
-2ﻋﻣد اﻟﻣﺷرع اﻟﺟزاﺋري ﻓﻲ ﺗﻌدﯾﻠﮫ ﻟﺑﻌض ﻣواد ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة -ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ ﺗرﺿﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻐﺎﻟب-
إﻟﻰ اﻟﺗﻠﻔﯾق ﺑﯾن اﻵراء اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟواﺣدة ،ﻣﻣﺎ اﺿطره ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن إﻟﻰ اﻷﺧذ ﺑﺎﻟﻣرﺟوح ﻣن
اﻷﻗوال ﻓﻲ اﻟﻣذاھب اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺎدة 11اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺷرط اﻟوﻟﻲ.
-3أﺧذ اﻟﻣﺷرع ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أھﻠﯾﺔ اﻟزواج ﺑﺑﻠوغ ﻛل ﻣن اﻟرﺟل واﻟﻣرأة ﺳﻧﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ،
وھذا ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ وﻣﻘﺎﺻد اﻟزواج ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﺻر ،وﻟﮫ ﻣﺎ ﯾﺳﻧده ﻣن أﻗوال ﻟﺑﻌض اﻟﻔﻘﮭﺎء ،ورﺧص ﻣن ﺟﮭﺔ أﺧرى
ﺑﺎﻟزواج ﻟﻣن ﻟم ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺳن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﺑﺣﺳب ﻣﺎ ﺗﺗطﻠﺑﮫ اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ وﺗﻘﺗﺿﯾﮫ اﻟﺿرورة ،وﯾرﺟﻊ ﻓﻲ ذﻟك إﻟﻰ اﻟﺳﻠطﺔ
اﻟﺗﻘدﯾرﯾﺔ ﻟﻠﻘﺎﺿﻲ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ﻧﻔﺳﮭﺎ .ﻓﺎﺗﺧذ ﺑذﻟك ﻣوﻗﻔﺎ وﺳطﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ وظروف اﻟﺣﯾﺎة اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
ﻏﯾر أﻧﮫ أﻛﺳب اﻟﻘﺎﺻر -اﻟذي ﻟم ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺳن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻟﻠرﺷد -ﺣق اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﺂﺛﺎر ﻋﻘد اﻟزواج
ﻣن ﺣﻘوق واﻟﺗزاﻣﺎت وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻔﻘرة اﻷﺧﯾرة ﻣن اﻟﻣﺎدة ﻧﻔﺳﮭﺎ ،وﻟم ﯾﻧص ﻋﻠﻰ ﺣﻘﮫ ﻓﻲ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟطﻼق
وآﺛﺎره.
وﻋﻠﻰ ھذا ﻓﺧﻠﻊ اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﻟم ﺗﺑﻠﻎ اﻟﺳن اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻛﺄن ﺗﻛون ﻓﻲ ﺳن اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ ﻋﺷرة أو اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ ﻋﺷرة ھل
ﯾﻌﺗﺑر ﺧﻠﻌﮭﺎ ﺧﻠﻊ ﺑﺎﻟﻐﺔ رﺷﯾدة ﻷﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﺟﺎوزت ﺳن اﻟﺑﻠوغ أم ﯾﻌﺗﺑر ﺧﻠﻊ ﺳﻔﯾﮭﺔ ﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﮭﺎ؟ .وﻓق ﻣﺎ ﯾﻔﮭم
ﻣن ﻧص اﻟﻣﺎدة أن ﺧﻠﻌﮭﺎ ﯾﻛون ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺑﺎﻟﻐﺔ رﺷﯾدة ،وھذا ﻣﺧﺎﻟف ﻟﻠﻘواﻋد اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺗﯾن:
اﻷوﻟﻰ :أﻧﮭﺎ ﻣﺣﺟور ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل ،ﻷن ﺗﺻرﻓﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﺳري إﻻ ﺑﺈذن وﻟﯾﮭﺎ.
واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ :أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﻌ ّد رﺷﯾدة ﺑﺣﻛم اﻟﻘﺎﻧون ،ﻷن اﻟﻘﺎﻧون ﻟم ﯾﻌط اﻟرﺷد إﻻ ﻟﻣن ﯾﺑﻠﻎ اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻋﺷرة ،وﻣن ﯾﻠزﻣﮭﺎ
ﺑﺑدل اﻟﺧﻠﻊ ،وﻋﻠﻰ ھذا إذا ﺧﺎﻟﻌت ﻓﻲ ھذه اﻟﻔﺗرة ﯾﻘﻊ اﻟطﻼق وﻻ ﯾﺟب اﻟﻣﺎل ،وھو ﻣﺎ ﻟم ﯾوﺿﺣﮫ اﻟﻣﺷرع
اﻟﺟزاﺋري.
وﻋﻠﻰ ھذا ﻓﺈن أھم دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎواة اﻟﻣرأة ﻛطرف ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ﺑﺎﻟرﺟل ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻵﺗﻲ:
-1ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻸھﻠﯾﺔ
ﻓﻘد ﺣدد ﺳن اﻟزواج ﺑـ 19ﺳﻧﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرﺟل و اﻟﻣرأة وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ .وﻟﻌل اﻟﻣﺷرع إﻧﻣﺎ ﻋﻣد إﻟﻰ
رﻓﻊ اﻟﺳن ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣرأة ﻣن 18ﺳﻧﺔ إﻟﻰ 19ﺳﻧﺔ )ﺳن اﻷھﻠﯾﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ( ﺣﺗﻰ ﯾﻌطﯾﮭﺎ اﻟﻣﺑرر اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﻋﻠﻰ
ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﻘد اﻟزواج ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر ﻛﻣﺎل أھﻠﯾﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻛﺗﻣﺎل اﻟرﺷد اﻟذي ﯾﻔﺗرض ﻣﻌﮫ اﻋﺗﺑﺎر إرادة اﻟﻣرأة
ﻛﺎﻣﻠﺔ اﻟوﻋﻲ وﻗﺎدرة ﻋﻠﻰ أن ﺗﺑﺎﺷر ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺗﺻرﻓﺎت اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ ،وﻣﻧﮭﺎ اﻟزواج اﻟذي ﻋﻣد ﻓﯾﮫ اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ إﻟﻐﺎء
اﻟﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﻟﻠوﻟﻲ ﻓﯾﮫ طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة . 11
إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ذﻟك ﻓﻘد اﻋﺗرف اﻟﻣﺷرع ﻟﻠﻘﺎﺻر ﺑﺄھﻠﯾﺔ اﻟﺗﻘﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣﻘوق و اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟﻧﺎﺟﻣﺔ ﻋن
ﻋﻘد اﻟزواج ﺑﻣوﺟب اﻟﻣﺎدة اﻟﺳﺎﺑﻌﺔ.
-2ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠرﺿﺎ
ﯾﻌد اﻟرﺿﺎ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻ ر اﻷﺳﺎﺳ ﯾﺔ ﻟﻌﻘ د اﻟ زواج طﺑﻘ ﺎ ﻟﻠﻣ ﺎدة اﻟﺗﺎﺳ ﻌﺔ ،وﻣ ن ﺛ م ﻓ ﺈن ﻋﻘ د اﻟ زواج أﺻ ﺑﺢ
ﯾﺣﻛﻣ ﮫ ﺳ ﻠطﺎن اﻹرادة ﺳ واء ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﻠﻣ رأة اﻟراﺷ دة أم ﺑﺎﻟﻧﺳ ﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﺻ رة ﻓ ﻼ ﺳ ﺑﯾل ﻟﻺﺟﺑ ﺎر ،ﺑﻣ ﺎ ﯾﺿ ﻣن ﺣرﯾ ﺔ
اﻟﻣرأة اﻟراﺷدة ﻓﻲ ﺗوﻗف اﻧﻌﻘﺎد اﻟزواج ﻋﻠﻰ ﻋﺑﺎرﺗﮭﺎ ،وﻣﻛﺎﻧﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣرﻛزھﺎ ﻓﻲ ھذا اﻟﻌﻘد.
أﻣﺎ اﻟﻘﺎﺻر ﻓﻠﯾس ﻟﻠوﻟﻲ ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺳ ﻠطﺔ اﻟﺟﺑ ر ،ﺑ ل ﻟ ﮫ ﻋﻠﯾﮭ ﺎ ﺳ ﻠطﺔ اﻟﻣﻧ ﻊ ﺑﺷ رط أﻻ ﺗﺗﻌ ﺎرض ﻣ ﻊ ﺗ رﺧﯾص
اﻟﻘﺎﺿﻲ ﺑﺎﻟزواج ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻘﺎﺻر.
وﻟﮭذا ﻋﻣد اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ إﻟﻐﺎء اﻟزواج ﻋ ن طرﯾ ق اﻟوﻛﺎﻟ ﺔ ﺑﺈﻟﻐ ﺎء اﻟﻣ ﺎدة 20ﻣ ن اﻟﻘ ﺎﻧون .11-84و ﺟﻌ ل
ﻟﻠﻣرأة اﻟﺣق ﻓﻲ إﺑرام ﻋﻘد زواﺟﮭﺎ ،ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮫ أﺧذ ﺑﻣﺑدأ اﻟﻣﺳﺎواة ﺑﯾن اﻟﺟﻧﺳﯾن ﻓﻲ ﻛ ل اﻟﺟواﻧ ب اﻟﻣﺗﻌﻠﻘ ﺔ ﺑ ﺈﺑرام
ﻋﻘد اﻟزواج أو ﻓك اﻟراﺑطﺔ اﻟزوﺟﯾﺔ.
ﻓﯾﻔـــــــري 2014 110 اﻟﻌـــــــــــدد اﻷول
د .ﻣﺣﻔوظ ﺑن اﻟﺻﻐﯾر أﺛر ﺗﻌدﯾل ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري 02-05ﻓﻲ ﺗرﻗﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة
-3ﺣق اﻻﺷﺗراط
واﻟﻣﻘﺻ ود ﺑ ذﻟك أن ﻟﻠﻣ رأة طﺑﻘ ﺎ ﻟﻠﻣ ﺎدة - 19ﻛط رف ﻓ ﻲ اﻟﻌﻘ د -اﻟﺣ ق ﻓ ﻲ وﺿ ﻊ أي ﺷ رط ﺗ رى ﻓﯾ ﮫ
ﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ ﻣن ﺗﻌﺳ ﻔﺎت اﻟ زوج ،وﻗ د ﺳ ﺎوى اﻟﻣﺷ رع ﻓ ﻲ ذﻟ ك ﺑ ﯾن اﻟرﺟ ل واﻟﻣ رأة ،إﻻ أﻧ ﮫ أﻋط ﻰ ﻟﻠﻣ رأة اﻻﺣﺗﻔ ﺎظ
ﺑﺣق اﻟطﻼق إذا ﻟم ﯾﺗم اﻟوﻓﺎء ﺑﮭذه اﻟﺷروط اﻟﻣﺗﻔق ﻋﻠﯾﮭﺎ أﺛﻧﺎء إﺑرام اﻟﻌﻘد.
وﻋﻠﻰ ھذا ﻓﻘد ﺟﺎءت ﺣرﯾﺔ اﻟﻣرأة ﻓﻲ اﻻﺷﺗراط ﻣطﻠﻘﺔ ،ﻓﻠﮭﺎ أن ﺗﺿﻊ ﺷ رط ﻋ دم اﻟ زواج ﻋﻠﯾﮭ ﺎ وﺗﺣ ﺗﻔظ
ﺑﺣ ق اﻟط ﻼق ﻋﻧ د ﻣﺧﺎﻟﻔ ﺔ اﻟ زوج ﻟﮭ ذا اﻟﺷ رط ،ﻟ ذﻟك ﺧﺻ ﮫ اﻟﻣﺷ رع ﺑﺎﻟ ذﻛر ،وأﺧﺿ ﻊ ﻣﺳ ﺄﻟﺔ ﺗﻌ دد اﻟزوﺟ ﺎت
ﻟﺷروط ﻣﺣددة و ﻟﻣراﻗﺑﺔ اﻟﻘﺎﺿﻲ اﻟ ذي ﯾﺗﻣﺗ ﻊ ﺑﺎﻟﺳ ﻠطﺔ اﻟﺗﻘدﯾرﯾ ﺔ ﺑﻣوﺟ ب اﻟﻣ ﺎدة اﻟﺛﺎﻣﻧ ﺔ.ﻛﻣ ﺎ ﻟﮭ ﺎ ﺷ رط اﻟﺧ روج
ﻟﻠﻌﻣل وﺷرط اﻟﺳﻛن ﺑﻌﯾدا ﻋن ﻋﺎﺋﻠﺔ اﻟزوج .إﻻ أن ھذه اﻟﺷروط ﺟﺎءت ﻣﻘﯾدة ﻓﻲ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.
وأﻣﺎ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﻓﻘ د ﺳ ﻌﻰ ﻟﺗﺣﻘﯾ ق اﻟﺗ وازن داﺧ ل اﻷﺳ رة ) ﻓ ﻲ اﻷدوار اﻷﺳ رﯾﺔ(،
ﺑﺈﯾﺟﺎد ﺗوازن ﺑﯾن اﻟزوﺟﯾن ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺣﻘوق و اﻻﻟﺗزاﻣﺎت اﻟزوﺟﯾﺔ و اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﻓﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة .36
واﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﻣﺷرع ﻗد وﻓق إﻟﻰ ﺣ ّد ﺑﻌﯾد ﻓﻲ ﺗﻘوﯾﺔ اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة ﺑﻣﺎ ﯾﻛﻔل ﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ ،وﯾﻌزز
ﺣرﯾﺗﮭﺎ وﯾﺿﻣن ﻣﺳﺎواﺗﮭﺎ ﻣﻊ اﻟرﺟل ،ﻟﻛن ﻟﯾس ﻋﻠﻰ اﻟوﺟﮫ اﻟذي ﺗﻘره ﻣﻘﺎﺻد اﻟﺷرﯾﻌﺔ وﻣﺑﺎدﺋﮭﺎ اﻟﻌﺎﻣﺔ.
18و .22 -دﻋم اﻹﺟراءات اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﺑﺎﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻠزواج ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣدﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎدﺗﯾن
-ﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣرأة ﻣن ﺗﻌﺳف اﻟزوج ﻓﻲ اﻟطﻼق ﺣﻛم ﻟﮭﺎ اﻟﻣﺷرع ﺑﺎﻟﺗﻌوﯾض ﻋن ذﻟك ،زﯾﺎدة ﻋن اﻟﻣﺗﻌﺔ
اﻟﻣﻘررة ﻟﮭﺎ ﺷرﻋﺎ ﻛﺣق ﻣن ﺣﻘوق اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،ﺣﺗﻰ وإن ﻟم ﯾﻧص اﻟﻣﺷرع ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺻراﺣﺔ إﻻ أن ھذا ھو اﻟﻣﻌﻣول
ﺑﮫ ﻗﺿﺎء.
-اﻻرﺗﻘﺎء ﺑﺎﻟﺧﻠﻊ ﻣن رﺧﺻﺔ ﻟﻠﻣرأة إﻟﻰ اﻟﺣق اﻷﺻﯾل ﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺣق اﻟرﺟل ﻓﻲ اﻟطﻼق.
-ﺗوﺳﯾﻊ اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﻠﻣرأة طﻠب اﻟطﻼق وإﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻣن ﺟراء اﻟﺿرر
طﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣﺎدة ، 53ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن ﻓﻲ ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻣﺧﺎﻟﻔﺔ ﻷﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﻣن ﺣﯾث ﻋدم اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ إﺛﺑﺎت
اﻟﺿرر.
-أﺻﺑﺢ ﻣن ﺣق اﻷب ﺣﺿﺎﻧﺔ اﻷﺑﻧﺎء ﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد اﻷم ﺑﺎﻟﻣﺎدة ،64ﺑﻐﯾﺔ ﺗﺣﺻﯾل اﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣرأة
واﻟرﺟل ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت ،ﺣﺗﻰ وﻟو ﻛﺎن اﻷﺳﺎس ﻓﻲ ذﻟك ﺿﻌﯾف.
-ﺑﻘﺎء اﻷم و اﻷﺑﻧﺎء ﻓﻲ ﺑﯾت اﻟزوﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر اﻟﻘرار اﻟﻔﺎﺻل ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺧص اﻟﺳﻛن ﺑﺎﻟﻣﺎدة .72
-إﻟزام اﻟزوج ﺑﺿﻣﺎن ﺑﯾت ﻣﺣﺗرم ﻷﺑﻧﺎﺋﮫ و أﻣﮭم اﻟﺣﺎﺿﻧﺔ أو ﺗﺄﺟﯾر ﺳﻛن ﻟﮭم ﺑﺎﻟﻣﺎدة .72
-ﻻ ﯾﺷﻛل ﻋﻣل اﻟﻣرأة ﺳﺑﺑﺎ ﻓﻲ إﺳﻘﺎط ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺿﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎدة .67
-ﺣق اﻟﻣرأة اﺳﺗﺧﻼف اﻷب ﻓﻲ اﻟﺣﺎﻻت اﻟطﺎرﺋﺔ ﻛﻐﯾﺎب اﻷب أو ﻋدم أھﻠﯾﺗﮫ ﺑﺎﻟﻣﺎدة .87
وﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻸﺳرة واﻟﻣرأة أﺻﺑﺣت اﻟﻧﯾﺎﺑﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ طرﻓﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺗطﺑﯾق ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة ﻷﻧﮭﺎ
ﺗﻣس ﺑﺎﻷﻣن اﻟﻌﺎم ﺑﺎﻟﻣﺎدة 3ﻣﻛرر.
ﺧﺎﺗﻣﺔ:
إن اﺗﮭﺎم ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﻣﺳﺗﻣدة أﺣﻛﺎﻣﮫ ﻣن اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘﺻور ،وأﻧﮫ ﻟم ﯾﻌد ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ
ﻣﻊ ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﺻر واﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺷﮭدھﺎ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟزاﺋري اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﺗﻔﺗﺢ
اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ ،ﻓﺎﻷﺻل أن ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗوازن اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ اﻟذي ﯾﻛﻔل اﺳﺗﻘرار اﻷﺳر وﺗﻣﺎﺳﻛﮭﺎ إﻧﻣﺎ ﯾرﺟﻊ إﻟﻰ اﻟﺗطﺑﯾق
أﺳﺎس ﺗﺑﺎدﻟﻲ ٍ ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق واﻟواﺟﺑﺎت،
ٍ اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻟﻠﻣﻧﮭﺞ اﻟرﺑﺎﻧﻲ اﻟذي ﺗﻧﻘﺎد ﻟﮫ اﻟﻣرأة واﻟرﺟل ﻋﻠﻰ ﺣ ّد ﺳواء ﻋﻠﻰ
وﻋﻠﻰ ھذا ﯾﻛون اﻟﻌﯾب ﻓﻲ ﻗﺻور اﻟﺗوﺟﯾﮫ واﻟﺗرﺑﯾﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ واﻟﻧﺿﺞ اﻟﻔﻛري وﻟﯾس ﻓﻲ ﻗﺻور اﻷﺣﻛﺎم
اﻟﻣﻧظﻣﺔ ﻟﺷؤوﻧﮭﻣﺎ .ھذا ھو اﻟﻘدر اﻟذي ﻻ ﺑد أن ﯾﻛون ﻣﺷﺗرﻛﺎ ﺑﯾن ﺟﻣﯾﻊ أﻓراد اﻷﻣﺔ.
وﻻ ﯾﻛون ذﻟك إﻻ ﺑﺗﻔﻌﯾل دور اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷرﻋﻲ اﻟذي ﻣن ﻣﺑﺎدﺋﮫ اﻟﻌداﻟﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ،واﻟذي ﯾﺳنّ ﻣن
اﻟﻘواﻧﯾن واﻷﺣﻛﺎم ﻣﺎ ﯾﺣﻘق اﻟﺗوازن وﯾﻛﻔل اﻻﺳﺗﻘرار اﻷﺳري ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻣﺎﺷﻰ و ﻣﺗطﻠﺑﺎت اﻟﻌﺻر ﻻﺳﺗﯾﻌﺎﺑﮫ ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ واﻟﺣوادث اﻟطﺎرﺋﺔ ﻟﻛوﻧﮫ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻣن اﻟﻣروﻧﺔ ﺗﺟﻌﻠﮫ ﺻﺎﻟﺣﺎ ﻹﯾﺟﺎد اﻟﺣﻠول اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ وﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ
زﻣﺎﻧﺎ وﻣﻛﺎﻧﺎ ،ﻓﺗﻧﻌدم ﺑذﻟك اﻟﻧظرة اﻟﺿﯾﻘﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺑﯾن اﻟﺟﻧﺳﯾن ،وﻋدم اﻟﺗﻔرﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻘواﻣﺔ
اﻟﺗﻲ ﻣن ﺷﺄﻧﮭﺎ ﺗوﻓﯾر اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻐﯾر ،وﺑﯾن اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟظﻠم واﻟﻘﮭر واﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻘرھﺎ اﻟﺷرﯾﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ
ﺑﺄي ﺣﺎل.
وﻣﺎ دام اﻷﻣر ﻛذﻟك ﻓﻼ ﺗﻌﺗﺑر ھذه اﻟﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﻌروﺿﺔ اﻟﯾوم إﺷﻛﺎﻻت أﻣﺎم اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺷرﻋﻲ ،إذا ﻣﺎ
روﻋﻲ ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗطﺑﯾق اﻟﺻﺣﯾﺢ ﻷﺣﻛﺎﻣﮫ.
وﻋﻠﻰ ھذا ﻓﺑﻘدر ﺳﻌﻲ اﻟﻣﺷرع إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺳﺎواة واﻟﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻣرأة واﻟرﺟل ﻣن ﺣﯾث اﻟﺣﻘوق
واﻻﻟﺗزاﻣﺎت ﺑﻘدر ﻣﺎ ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب ﻟوﺿﻊ ﺟدﯾد ﻣن ﺷﺄﻧﮫ أن ﯾﺿﯾق ﻋﻠﻰ اﻟرﺟل ﻓﯾﻣﺎ ﻟﮫ ﺳﻌﺔ ﻓﻲ أﺣﻛﺎم اﻟﺷرﯾﻌﺔ.
-ﻟوﻋﯾل ﻣﺣﻣد ﻟﻣﯾن:اﻟﻣرﻛز اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻣرأة ﻓﻲ ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﺟزاﺋري ،دار ھوﻣﺔ ،اﻟﺟزاﺋر ،ط.2006 ،2
-اﻟﻘﺎﻧون 11-84اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ 1984/6/9اﻟﻣﺗﺿﻣن ﻗﺎﻧون اﻷﺳرة اﻟﻣﻌدل واﻟﻣﺗﻣم ﺑﺎﻷﻣر رﻗم 02-05اﻟﻣؤرخ ﻓﻲ .2005/2/27