You are on page 1of 34

‫‪1‬‬

‫المساواة بين الجنسين في االطار العلمي والقانوني‬

‫حيدر عبد االمير علي ال حيدر‬


‫دكتوراه في القانون الدستوري‬
‫‪haidar.ali.alhaidar@gmail.com‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫بين القول بالمساواة بين الجنسين والمساواة المطلقة والتامة التي تنفي وجود صفات تميز كال منهما‬
‫عن االخر بون شاسع‪.‬وحيث إن هناك من يجزم بأن المرأة ال تختلف عن الرجل وإنها التولد امرأة‬
‫بل إن المجتمع هو من يجعل منها ذلك‪،‬ووجود من ينفي ذلك ويقر بوجود تمايز بينهما‪،‬كان البد من‬
‫اللجوء الى ذوي االختصاص للبت في ذلك واستصدار الراي القاطع في الموضوع‪.‬لقد سعى البحث‬
‫الى الخوض في الجانب الطبي بفرعيه العضوي والنفسي من جهة ‪ ،‬ثم البحث في اطار العلوم‬
‫القانونية التي بحثت في التمايز بين الجنسين وما يترتب عليه في اطار كل من علم االجرام وعلم‬
‫العقاب ليتسنىى للمشرع في مختلف المواطن من تشريع النص الدستوري او القانوني أو حتى‬
‫الدولي‪،‬المتعلق بالتمييز بين الجنسين‪،‬بضرس قاطع ال مجال للشك والريب فيه‪.‬‬

‫المقدمة‬

‫ال يمكن للقاضي الذي ينظر في احدى الدعاوى أن يغفل أي جانب من جوانبها‪،‬وفي الحاالت التي‬
‫يحتاج فيها الى البت في شأن علمي أو طبي أو فني فإنه ملزم باللجوء لذوي الخبرة‪ .‬وهذا ينطبق‬
‫بطبيعة الحال على المشرع الدستوري‪،‬أوحتى المشرع الدولي المسؤول عن صياغة نصوص‬
‫المعاهدات واالتفاقيات الدولية‪.‬وقد اجتمع الكثير من المشرعين لصياغة العديد من االتفاقيات‬
‫الدولية التي فرضت المساواة التامة بين الجنسين‪،‬ثم فرضت تعدد االجناس‪،‬وامكانية التنقل بينها‬
‫بحسب الرغبة‪،‬الخ‪ .‬وقد تبعهم في ذلك المشرعون الدستوريون في مختلف الدول بطبيعة الحال‪ .‬إال‬
‫أن السؤال الذي يثار بهذا الصدد هو هل إن إقرار وفرض تلك المساواة المطلقة وما تالها كان‬
‫مستندا الى أساس علمي‪،‬أو إنها كانت مجرد اجتهادات شخصية؟‬

‫لقد كان مفترضا أن تحيل األمم المتحدة مثل هذا الموضوع الى منظمة الصحة العالمية على‬
‫األقل لإلجابة على سؤال مفاده هل إن الرجل والمرأة كائنان متطابقان ال يمكن التمييز بينهما إال‬
‫عن طريق عضوي التناسل لدى كل منهما؟‪ .‬إن مما الشك فيه أنه ليس باالمكان تكليف االطفال وال‬
‫الشيوخ بمعظم الواجبات التي يكلف بها الشباب‪،‬فكان معيار السن فيصال بين التكليف وعدمه‪ .‬فهل‬
‫كان لمعيار الجنس دور يعتد به في هذا السياق أم ال؟‪.‬فلماذا نرى الجيوش في مختلف دول العالم‬
‫تقاتل بالرجال دون النساء؟ ولماذا نرى أكثر الدول تطرفا في تطبيق المساواة بين الجنسين تميز‬
‫بينهما في مجال الرياضة فتخصص فرقا للذكور وأخرى لإلناث والتوجد فرق مختلطة؟ بل اليمكن‬
‫التنافس بين فرق الذكور وفرق االناث أصال!‬

‫لما تقدم ‪ ،‬كان هذا البحث خطوة لكسر المحظور‪،‬وسعيا الستنطاق العلوم ذات الشأن لالجابة‬
‫على ما تقدم من تساؤالت‪.‬عليه تم تقسيم البحث الى مطلبين؛تخصص األول منهما للبحث في‬
‫‪2‬‬

‫االطار العلمي الطبي‪،‬بفرعيه العضوي والنفسي‪.‬فيما تخصص المطلب الثاني لالجابة على ما تقدم‬
‫في اطار العلوم االجتماعية القانونية في اطار علمي االجرام والعقاب‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫المساواة بين الجنسين في اإلطار العلمي‬
‫فرض التطور العلمي نفسه على مختلف مفاص((ل الحي(اة‪،‬ح(تى الج(وانب التش(ريعية والقض((ائية‪.‬‬
‫لم يعد باالمكان تشريع الق(وانين وإ ص(دار االحك(ام لمج(رد االجته(اد الشخص(ي‪،‬فق(د ب(ات لزام(ًا على‬
‫المشرع الرجوع ألحدث االبحاث العلمي(ة الس(يما في مج(ال التش(ريع العق(ابي‪.‬لق(د اس(تند الكث(ير من‬
‫العلم ( ((اء لنت ( ((ائج االبح ( ((اث في مج ( ((ال العل ( ((وم الطبي ( ((ة‪،‬العض ( ((وية منه ( ((ا والنفس ( ((ية‪،‬لتفس ( ((ير الظ ( ((اهرة‬
‫االجرامية‪ ،‬ولتحديد سبل معالجتها‪،‬وتحدي(د أن(واع العقوب(ات والت(دابير االحترازي(ة ال(واجب اتخاذه(ا‬
‫لحماي((ة المجتم((ع منه((ا(‪.)1‬ف((إن ك((ان القاض((ي ملزم (ًا باعتم((اد التقري((ر الط((بي قب((ل إص((دار ق((راره في‬
‫قضايا اليستيطع ه(و البت فيه(ا برأي(ه‪،‬فكي(ف بالمش(رع الدس(تور وه(و يص(وغ مب(دأ دس(توريًا حاكم(ًا‬
‫على التش ((ريعات؟ من هن ((ا ك ((ان الب ((د من خ ((وض ه ((ذا المض ((مار لتبي ((ان الموق ((ف العلمي من م ((دى‬
‫التم ((ايز أو التماث ((ل بين الجنس ((ين‪،‬وت ((أثير ذل ((ك على التش ((ريعات المتعلق ((ة بهم ((ا‪،‬وذل ((ك عن طري ((ق‬
‫الفرعين اآلتيين‪:‬‬

‫الفرع األول‪ -‬المساواة بين الجنس ين في إط ار علم وظ ائف األعض اء‪))2(Physiology(:‬يمث((ل‬


‫علم وظائف األعضاء الطريقة التي يعمل بها جسم االنسان‪،‬أو هو العلم الذي يعنى بدراس((ة كيفي((ة‬
‫حدوث وظائف الكائن الحي المختلف((ة(‪. )3‬وفي ه((ذا الف((رع نح((اول الوق((وف على احتم((االت التط((ابق‬
‫أو االختالف بين الجنس ( ((ين من الناحي ( ((ة العض ( ((وية‪.‬إذ ت ( ((ذهب بعض اآلراء الى نفي ش ( ((به مطل ( ((ق‬
‫لوج((ود اختالف بين الجنس((ين م((اخال الحم((ل واالنج((اب‪،‬أم((ا ص((فات ال((ذكورة واألنوث((ة فم((ا هي إال‬
‫ص ((فات مكتس ((بة اجتماعي ((ا‪،‬وليس ((ت فطري ((ة‪.‬ب ((دعوى إن االطف ((ال ُي دفعون من الي ((وم األول ليكون ((وا‬
‫ذك( ((ورا أو إناث( ((ا‪ ،‬فتفتح االف( ((اق لل( ((ذكر‪،‬وتح( ((د من إمكان( ((ات األن( ((ثى‪،‬للت( ((دريب على األنوث( ((ة(‪.)4‬إال أن‬
‫األبحاث الطبية تخ(الف ه(ذا الط(رح تمام(ا‪،‬وت(ذهب الى أن(ه م(ع وج(ود ح(االت تش(ابه أو تط(ابق بين‬
‫الجنس((ين في أص((ل الخلق((ة‪،‬إال أن هن((اك اختالف((ا ص((ريحا ق((ائم بينهم((ا‪،‬س((واء في أص((ل الخل((ق أو في‬
‫األدوار والوظ(((ائف والتحكم‪.‬وإ ن ه(((ذا اإلختالف ق(((ائم من(((ذ لحظ ((ة الخل ((ق األولى وماقبله(((ا ‪،‬متمثال‬
‫بانتص((اب العض((و ال((ذكري وتص((لبه من جه((ة‪،‬واس((ترخاء العض((و االنث((وي وتهي((ؤه لول((وج العض((و‬

‫‪))1‬د علي عبد القادر قهوجي‪،‬قانون العقوبات‪،‬منشورات الحلبي‪،‬ط‪،1‬بيروت‪،2008،‬ص‪ .17‬د مصطفى العوجي ‪،‬القانون‬
‫الجنائي‪،‬ج‪ ،1‬دار الخلود‪،‬ط‪،3‬بيروت‪،1999،‬ص‪.67‬‬
‫‪ ))2‬د كمال الدين الحناوي‪،‬معجم مصطلحات علم االحياء‪،‬المكتبة االكاديمية للنشر‪،‬ط‪،1‬القاهرة‪،1990،‬ص‪.362‬‬
‫‪ ))3‬د يوسف الزم كماش‪ ،‬علم وظائف االعضاء في المجال الرياضي‪،‬زهران للنشر‪،‬ط‪،1‬عمان‪،2011،‬ص‪9‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ ))4‬اورزوال شوي‪،‬اصل الفروق بين الجنسين‪،‬ترجمة بو علي ياسين‪،‬دار الحوار‪،‬ط‪،2‬سوريا‪-‬الالذقية‪،1995،‬ص‪.8‬‬
‫‪3‬‬

‫ال((ذكري واخ((تراق غش((اء البك((ارة‪،‬ثم في س((عي الحيمن ال((ذكري باتج((اه البويض((ة الخ((تراق غالفه((ا‬
‫وتخص((يبها‪ .‬إن من الث((ابت علمي((ا وج((ود تط((ابق في ع((دد الكروموس((ومات ال((تي يـحتويها ك((ل من‬
‫الحيمن ال ((ذكري أو بويض ((ة األن ((ثى والب ((الغ (‪)22‬كروموس ((وما‪،‬تك ((ون عن ((د التلقيح بويض ((ة ملقح ((ة‬
‫تحتوي على (‪)44‬كروموسوم‪.‬إال إن هناك اختالفا بين الحيوان المنوي ال((ذكري واألنث((وي‪،‬ف((األول‬
‫ق((د يتك((ون من (‪22‬كروموس((وم‪ ،)X+‬أو (‪22‬كروموس((وم‪.)Y+‬أم((ا البويض((ة فإنه((ا تتك((ون من حال((ة‬
‫واح ( ((دة فق ( ((ط متمثل ( ((ة بـ(‪22‬كروموس ( ((وم‪ .)X+‬ف ( ((إن ك ( ((ان الحي ( ((وان ال ( ((ذكري متطابق ( ((ا م ( ((ع نظ ( ((يره‬
‫األنث ( ((وي‪،‬ك ( ((ان الج ( ((نين أن ( ((ثى‪،‬أو العكس‪ .‬فتك ( ((ون البويض ( ((ة المنتج ( ((ة لج ( ((نين ذك ( ((ر محتوي ( ((ة على(‬
‫‪44‬كروموسوم‪،)XY+‬أما البويض(ة المنتج(ة لج(نين أن(ثى فتحت(وي على(‪44‬كروموس(وم‪.)XX+‬وه(ذا‬
‫(‪)1‬‬
‫يعني وجود اختالف خلقي جذري‪ ،‬فضال عن وجود دور ايجابي ذكري آخر في عملي ((ة التلقيح‬
‫‪.‬‬

‫تتمثل بداي(ة االختالف بين الجنس(ين بع(دم احت(واء البويض(ة المخص(بة ذكري(ا على الن(وع الث(اني‬
‫من الكروموس( ((وم(‪،)X‬واحتوائه( ((ا على الكروموس( ((وم(‪)Y‬ال( ((ذي يحت( ((وي على عش( ((رين مورث( ((ا فق( ((ط‬
‫التملكها االنثى‪،‬فيم(ا يتماث(ل الجنس(ان بثالثين ال(ف م(ورث آخ(ر‪.‬ينش(ط إح(دى عش(ر مورث(ا من تل(ك‬
‫العشرين في الخصية‪،‬فتقوم بتنظيم تغذية الحيوانات المنوية‪،‬وتنشأ بينها خاليا إي((دج المس((ؤولة عن‬
‫إف((راز هرم((ون التستيس((تيرون المس((ؤول عن جمي((ع الخص((ائص الذكري((ة‪.‬وق((د ي((ؤدي اختالل إف((راز‬
‫ه((ذا الهرم((ون ل((دى الج((نين الى ح((دوث اختالل في أعض((اءه التناس((لية‪،‬ق((د ينتهي بض((مورها‪،‬أو الى‬
‫انت((اج ج((نين خن((ثي‪ .‬وينس((حب ه((ذا الى أي ض((رر أو تل((ف يح((دث الحق((ا للخص((يتين‪،‬وه((و مايح((دث‬
‫ل ((دى المخص ((يين في ماك ((ان ش ((ائعا في بعض بالط ((ات الس ((الطين(‪.)2‬وبع ((د ثالث ((ة أس ((ابيع من تلقيح‬
‫البويض ((ة‪،‬يحت ((وي دم األم على الهرمون ((ات المش ((يمية‪،‬وال ((تي تك ((ون نس ((بتها أك ((بر بنس ((بة(‪)%20‬في‬
‫حال ((ة الج ((نين ال ((ذكر عنه ((ا في حال ((ة األن ((ثى‪.‬وابت ((داء من األس ((بوع الخ ((امس للتلقيح‪،‬يحم ((ل الج ((نين‬
‫القنوات الالزمة لتكوين الجه((از التناس((لي والب((ولي األنث((وي‪،‬إال أن وج((ود الكروموس((وم ن((وع(‪)Y‬في‬
‫حال ((ة الج ((نين ال ((ذكر‪،‬ي ((ؤدي الى نم ((و أج ((زاء ذكري ((ة وض ((مور األج ((زاء األنثوي ((ة ب ((إفراز هرم ((ون‬
‫التوستيستيرون الحامل للخصائص الذكرية (‪.)3‬‬

‫يس((تمر اإلختالف بع((د ال((والدة بين الجنس((ين ب((اختالف مع((دل النم((و بين الولي((د ال((ذكر واألن((ثى‪،‬ثم‬
‫االختالف في س( ((ن البل( ((وغ بينهم( ((ا‪،‬ثم االختالف في مظ( ((اهر البل( ((وغ بينهم( ((ا الختالف الهرمون( ((ات‬

‫‪ ))1‬د عنايات عزت عثمان‪،‬المساواة بين المراة والرجل اكذوبة بيولوجية‪،‬أبحاث العلوم الطبية للمؤتمر العالمي الثامن‬
‫لالعجاز العلمي في القران والسنة‪،‬ص‪.339‬منشور على الموقع ‪www.eajaz.org‬‬
‫‪ ))2‬د جيرالدهوتر‪،‬الرجل والمرأة ايهما الجنس االضعف‪،‬ترجمة د عال عادل‪،‬العربي للنشروالتوزيع‪،‬ط‪،1‬القاهرة‪،‬‬
‫‪،2011‬ص‪.64‬‬
‫‪ ))3‬د عنايات عزت عثمان‪،‬المساواة بين المراة والرجل اكذوبة بيولوجية‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.340‬‬
‫‪4‬‬

‫الذكرية عن األنثوية‪ .‬يتم التحكم في أغلب هرمونات الجس(م عن طري(ق تحت المه(اد المخي ال(ذي‬
‫يس ( ((تحث الغ ( ((دة النخامي ( ((ة لتف ( ((رز هرمون ( ((ات مث ( ((ل الهرم ( ((ون الل ( ((وتين (‪،)LH‬والهرم ( ((ون المنش ( ((ط‬
‫للحويص ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ((لة (‪. )FSH‬‬
‫تق((وم ه((ذه الهرمون((ات بتوجي((ه األم((ر لألعض((اء التناس((لية إلف((راز الهرمون((ات الجنس((ية‪،‬من الم((بيض‬
‫والخص( ((ية‪،‬بش( ((كل أساس( ((ي‪ ،‬لتكس( ((ب الش( ((خص الص( ((فات الجنس( ((ية األولي( ((ة والثانوي( ((ة‪ .‬تف( ((رز ه( ((ذه‬
‫الهرمون ((ات من الغ ((دة النخامي ((ة على ش ((كل نبض ((ات‪ ،‬وي ((ؤثر الهرم ((ون اللوتي ((ني على بعض خالي ((ا‬
‫الخص( ((ية ليحفزه( ((ا على إنت( ((اج هرم( ((ون التستوس( ((تيرون‪.‬في المقاب( ((ل‪ ،‬ف( ((إن دور الهرم( ((ون المنش( ((ط‬
‫للحويص((لة ليس معروف (ًا أو مح((ددًا بش((كل واض((ح عن((د ال((ذكور‪،‬لكن((ه يعم((ل بش((كل ع((ام على تحف((يز‬
‫عملية إنتاج الحيوانات المنوية‪ .‬تعم(ل هرمون(ات ال(ذكورة على تك(وين األعض(اء التناس(لية الذكري(ة‬
‫داخ((ل ال((رحم‪ ،‬كم((ا تس((اعد على ظه((ور وبق((اء الص((فات الذكوري((ة الثانوي((ة‪ ،‬مث((ل خش((ونة الص((وت‪،‬‬
‫وتساعد في تكوين الكتلة العضلية والعظمية‪ ،‬وظهور الرغبة الجنسية واألداء الجنس((ي للرج((ل‪،‬ب((ل‬
‫وعلى الص ((حة العام ((ة ل ((ه(‪. )1‬إال إن األم ((ر مختل ((ف م ((ع اإلن ((اث‪،‬إذ يق ((وم المبيض ((ان الموج ((ودان في‬
‫جانبي الرحم بإنتاج البويضات وإ فراز هرمونات(اإلستروجين والبروجسترون) الجنسية‪ .‬تتم ه((ذه‬
‫العملي ((ة ب ((ترتيب دقي ((ق ج ((دا بين تحت المه ((اد المخي والغ ((دة النخامي ((ة والم ((بيض لتنظيم م ((ا يع ((رف‬
‫بال((دورة الش((هرية للم((رأة‪ .‬إذ يعم((ل الهرم((ون المنش((ط للحويص((لة على نم((و الحويص((لة ال((تي تحت((وي‬
‫على البويض ((ة وعلى إف ((راز اإلس ((تروجين منه ((ا‪ .‬بع ((دها يحث الهرم ((ون اللوتي ((ني عملي ((ة التب ((ويض‬
‫وإ فراز البروجيسترون‪ ،‬واليقتصر دور الغدد التناسلية على تقرير النمط المظهري‪،‬بل يتعداه الى‬
‫تكوين الدماغ‪،‬إذ إن وجود هرمون التستيستيرون ينتج عنه سلس((لة من التغي((يرات تق(ود لم((ا يع((رف‬
‫بـإذكار الدماغ والسلوك(‪.)2‬‬

‫تعمل اإلستروجينات على تكوين وبقاء األعضاء الجنسية األنثوية والصفات األنثوية الثانوية‪.‬‬
‫وتساعد مع البروجستيرون على تنظيم الحيض ونمو الثدي وال(رحم‪،‬واس(تمرار الحم(ل‪،‬ويك(ون له(ا‬
‫ك((ذلك ال((دور الم((ؤثر في تنظيم أيض الكالس((يوم‪ ،‬والمحافظ((ة على كثاف((ة العظ((ام عن((د النس((اء‪،‬األم((ر‬
‫الذي يفسر سبب نقص مستوى المعادن وهشاش((ة العظ((ام والكس((ور بع((د انقط((اع الحيض(‪.)3‬يقص((د‬
‫ب( ( ((الحيض ته( ( ((دم خالي( ( ((ا خاص( ( ((ه متول( ( ((ده في ال( ( ((رحم وظه( ( ((ور خالي( ( ((ا ال( ( ((بيض وتك( ( ((وين الأجس( ( ((ام‬
‫الص((فراء‪,‬ف((إذا لم يتك((ون ج((نين في خالي((ا الم((بيض ف((ان الجس((م االص((فر يم((وت‪،‬وي((ترافق م((ع س((يل‬
‫دموي (الحيض)‪.‬‬

‫‪ ))1‬د وائل زهدي‪،‬هرمون الذكورة وصحة الرجل‪،‬مقال منشور على الموقع االلكتروني ‪www.alyaum.com‬‬
‫‪ ))2‬د خوان موسيس دي ال سيرنا‪،‬االختالفات بين الرجل والمرأة‪ ،‬منشورات ‪،Tektime‬ط‪،1‬اسبانيا‪-‬مدريد‪،2018،‬ص‬
‫‪.13‬‬
‫‪ ))3‬د احمد سميرعبد الحميد‪،‬الهرمونات الجنسية‪.‬أنواع ومصادر ووظائف متعددة‪،‬مقال منشور على‬
‫‪www.sehatok.com‬‬
‫‪5‬‬

‫تتكرر هذه الدورة شهريا وتستمر(‪ )6-3‬أيام‪,‬وتبدأ في سن(‪ )14-11‬سنة‪,‬وبسبب سرعة النمو‬
‫البايولوجي في وقتنا الحاضر تب(دأ في أعم(ار مبك(رة تص((ل الى(‪9‬س(نوات)‪.‬يالح(ظ اختالف القابلي(ة‬
‫الوظيفي(ة للجس(م ب(اختالف مراح(ل ال(دورة الش(هرية‪,‬ف(تزداد حساس(يه الجه(از العص((بي قبله(ا وأثن(اء‬
‫الحيض‪،‬وي ((زداد النبض ويرتف ((ع ض ((غط ال ((دم‪،‬وغالب ((ا يراف ((ق ه ((ذه الأع ((راض ش ((عور بع ((دم الراح (ة‬
‫وآالم في ال((رأس‪.‬كم((ا لوح((ظ عن((د العب((ات الجمناس((تك ت((دني النت((ائج في االي((ام االولى من الحيض‬
‫وك((ذلك في الي((وم(‪ )14-13‬من (ه‪.‬إن الجه((د الت((دريبي الكب((ير وال((ذي تص((حبه انفع((االت ش((ديده الق((وة‬
‫يمكن أن ي((ؤدي الى توق((ف النم((و الجنس((ي‪،‬فق((د تتوق((ف ال((دوره الش((هريه بعم((ر ‪ 15‬س((نة‪،‬واس((تحالة‬
‫االنج ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ((اب بع ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ((د ذل ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ( ((ك(‪.)1‬‬
‫س((ن الش((يخوخة بين الجنس((ين اليك((ون متس((اويا ه((و اآلخ((ر‪،‬إذ يك((ون معدل((ه عن((د النس((اء بين ‪-45‬‬
‫‪ 55‬عام((ا‪،‬فتنتهي عملي((ة الحيض نتيج((ة الرتف((اع الهرمون((ات المنش((طة للتب((ويض بس((بب نقص ع((دد‬
‫البويض ((ات وتوق ((ف ت ((دريجي لعملي ((ة التب ((ويض م ((ا ي ((ؤدي لض ((مور الم ((بيض‪.‬واألم ((ر مختل ((ف عن ((د‬
‫الرج((ال وق((د اليح((دد بس((ن معين((ة‪،‬إال أن معدل((ه يك((ون بين س((ن ‪ 65-55‬عام((ا‪ .‬وق((د أثبتت البح((وث‬
‫الطبي( ((ة أن هن( ((اك تناقص( ((ا مس( ((تمرا لمس( ((توى هرم( ((ون ال( ((ذكورة م( ((ع التق( ((دم في الس( ((ن ‪،‬م( ((ا ي( ((ؤدي‬
‫النخف ((اض المس ((توى الكلي للهرم ((ون‪.‬ويح ((دث بص ((ورة تدريجي ((ة م ((ع التق ((دم في الس ((ن كج ((زء من‬
‫عملي ((ة الش ((يخوخة‪،‬في ((ؤدي لح ((دوث نقص في كتل ((ة العظ ((ام في الجس ((م و زي ((ادة احتم ((ال هشاش ((تها‬
‫وكسرها بسهولة‪ .‬ويصحب ذلك شعور باإلرهاق و التعب بسهولة‪ ،‬و ضعف تدريجي في الرغبة‬
‫و القدرة الجنسية للرجل(‪.)2‬‬

‫التقتص ((ر الف ((روق بين الجنس ((ين من الناحي ((ة العض ((وية على الهرمون ((ات واألعض ((اء التناس ((لية‬
‫بطبيعة الحال‪،‬إال أنها ترتكز الى هرمون التستستيرون الذي يش(كل المخ في الج(نين الن(امي ‪،‬ويع(د‬
‫المفتاح األساسي لالختالفات التركيبية بين الذكر واألنثى‪.‬فيقل وزن دماغ األنثى عن دماغ ال((ذكر‬
‫بنس((بة ‪،%10‬وي((ؤدي نفس الهرم((ون دورا كب((يرا في وج((ود خالي((ا عص((بية بش((كل أك((بر ل((دى ال((ذكر‬
‫لكون ((ه يحاف ((ظ عليه ((ا من الم ((وت‪.‬م ((ع زي ((ادة ل ((دى ال ((ذكر أيض ((ا في حجم وع ((دد الخالي ((ا العص ((بية‬
‫العضلية في الجزء األسفل من المخ والحبل الش(وكي‪،‬وانعك(اس ذل(ك على الف(روق بين حجم ودور‬
‫العض ((الت بين الجنس((ين‪.‬ويحت((وي الجه((از العص((بي للرج((ل على نس((بة من الم((ادة الس((نجابية‪،‬وهي‬
‫المن ((وط به ((ا فهم المعلوم ((ات واس ((تيعابها‪ ،‬أك ((بر من نس ((بة الم ((ادة البيض ((اء ال ((تي وظيفته ((ا توص ((يل‬
‫مراكز المعلومات بعضها ببعض‪.‬بخالف المرأة التي تنعكس فيها ه((ذه النس((ب‪،‬فض((ال عن اختالف‬
‫الجنسين في استخدام هاتين المادتين في التفكير‪،‬م(ايعني اختالف(ا في طريق(ة التفك(ير‪.‬كم(ا إن مرك(ز‬

‫‪ ))1‬د سميعة خليل محمد‪،‬الخصائص الفسيولوجية للمرأة والرياضة‪،‬بحث مقدم لكلية التربية الرياضية للبنات‪،‬جامعة بغداد ‪،‬‬
‫‪،2007‬منشور على موقع االكاديمية الرياضية العراقية‪ .‬على الموقع االلكتروني ‪www.iraqacad.org‬‬
‫‪ ))2‬د وائل زهدي‪،‬هرمون الذكورة وصحة الرجل‪،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪6‬‬

‫الذاكرة يكون عند اإلناث أكبر منه مما هو عن(د ال(ذكور‪،‬فض(ال عن االختالف بين نص(في ال(دماغ‪.‬‬
‫إن االختالفات الكثيرة بين التركيب الدماغي بين الجنسين‪،‬واالختالف في كيفية استخدامها‪،‬تس((رع‬
‫من وت ((يرة نم ((و بعض الوظ ((ائف بش ((كل مختل ((ف بين الجنس ((ين‪.‬ومن هن ((ا ج ((ائت فك ((رة الفص ((ل بين‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫الجنسين في التعليم‪،‬من أجل تنمية القدرات المتعلقة بكل منهما على حدة‬

‫تبدأ الفروقات فى تركيب الجسم بين الجنسين منذ الطفولة(‪ ,)2‬فيكون معدل النم((و عن((دهما بنفس‬
‫النس(بة ح(تى ‪ 8-7‬س(نوات‪,‬بع(دها ي(زداد نم(و االن(اث ح(تى ‪ 12‬س(نة‪،‬وه(ذا مرتب(ط بالتكام(ل الجنس(ى‬
‫المبك((ر عن((د االن((اث‪.‬وفى س((ن ‪ 15‬س((نة ي((زداد نم((و ال((ذكور أك((ثر من االن((اث‪،‬وم((ع ذل((ك‪،‬فق((د أثبتت‬
‫بعض البح ( ( ((وث الرياض ( ( ((ية اختالف ( ( ((ات في ض ( ( ((ربات القلب وع ( ( ((دد م ( ( ((رات التنفس بين ال ( ( ((ذكور‬
‫واالن ((اث‪،‬م ((ع وج ((ود تق ((ارب ب ((االداء ال ((وظيفي بين الجنس ((ين في مرحل ((ة الطفول ((ة بس ((بب ع ((دم ب ((دء‬
‫الهرمون( ( ((ات الجنس( ( ((ية بالعم( ( ((ل بع( ( ((د(‪. )3‬تك( ( ((ون المنطق( ( ((ه الص( ( ((درية عن( ( ((د الإن( ( ((اث عموم( ( ((ا أقص( ( ((ر‬
‫واضيق‪،‬األم(ر ال(ذي ي(ؤدي لس(رعة الش(هيق والزف(ير وانخف(اض الس(عة الحيوي(ة مقارن(ة بال(ذكور‪,‬إال‬
‫أن الأج( ((زاء العنقي( ((ة و القطني( ((ة وبقي( ((ة أج( ((زاء العم( ((ود الفق( ((رى تك( ((ون عن( ((د الم( ((رأة أط( ((ول مقارن ( (ة‬
‫بالرج((ل‪.‬ك((ذلك ف (إن حجم الث((دي يح((د من قابلي (ة الم((رأة الوظيفي (ة‪،‬إذ أن ك((بر حجم((ه يح((د من تنفي((ذ‬
‫بعض الفعالي ((ات‪،‬وق ((د يس ((بب أحيان ((ا آالم ((ا في الظه ((ر‪.‬وتتم ((يز النس ((اء بأتس ((اع وع ((رض الح ((وض‬
‫وتجويف (ه لتس((هيل عملي((ات الحم((ل ال((والدة‪.‬وت((ؤدي س((عة الح((وض ك((ذلك الى مي((ل الفخ((ذين لل((داخل‬
‫بأتج(اه الركب(ة بينم(ا يكون(ان متوازي(ان عن(د الرج(ل‪.‬كم(ا ي(ؤثر ع(رض الح(وض وخفت(ه عن(د الم(رأه‬
‫سلبا على سرعة الجري‪،‬وتك(ون مفاص((له أك(ثر عرض((ه لالص((ابه بس(بب تقلب الركب(ة‪ ,‬ولكن س(عة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫الحوض تجعل جسم المرأه أكثر استقراره من الرجل‬

‫يكون معدل طول المرأه أقل من الذكور بنسبة‪15 -10‬سم ‪،‬بسبب قصر عظ(ام الم(رأة‪،‬مايجع(ل‬
‫س((رعتها الدوراني(ة تف((وق س((رعة الرج((ل‪،‬فيم((ا يتف((وق ال((ذكور بالس((رعة الحركي(ة‪.‬كم((ا تك((ون النس((اء‬
‫أخ((ف بنس((بة‪ %25 -20‬من وزن الجس((م بس((بب زي((ادة الق((وة العض((لية عن((د الرج((ل‪ ،‬ل((ذلك تك((ون‬
‫العض ((الت القابض ((ة والباس ((طة للنس ((اء ض ((عيفة‪.‬يش ((كل وزن العض ((الت‪% 45-40‬من وزن الجس ((م‬
‫الكلي للرج((ل‪ ،‬و‪ % 35-30‬للم((رأة‪,‬وتك((ون قابلي((ة نم((و العض((الت عن((د الإن((اث أق((ل وأبط (أ بس((بب‬

‫‪ ))1‬د خوان موسيس دي ال سيرنا‪،‬االختالفات بين الرجل والمرأة‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.15‬ينظر كذلك‪:‬‬


‫‪,Michael Guarian, Boys and Girls Learn Differently! A Guide for Teachers and Parents‬‬
‫‪.Josses -Bass,San Francisco,10th Edution,2011‬‬
‫‪ ))2‬للتفصيل ينظر‪:‬د موسى نجيب موسى‪،‬المشكالت السلوكية لالطفال‪،‬مركز الكتاب االكاديمي‪،‬ط‪،1‬عمان‪،2015،‬ص‪.14‬‬
‫‪ ))3‬باسل عبد الستار احمد‪،‬تأثير جهد اوكسجيني في بعض المؤثرات الوظيفية على كال الجنسين بعمر(‪)10-9‬سنوات‪،‬‬
‫م جلة كلية التربية الرياضية‪،‬جامعةة بغداد‪،‬المجلد‪،25‬العدد‪،2013 ،3‬ص‪.372‬‬
‫‪ ))4‬د سميعة خليل محمد‪،‬الخصائص الفسيولوجية للمرأة والرياضة‪،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫وجود التستيرون الذي يعمل على زيادة حجم االلي(اف العض((لية‪،‬وبالت(الي زي(ادة الكتل(ة العض((لية‪.‬إن‬
‫انخفاض القوه العضلية وعدم المقدرة على االحتفاظ بها لفتره طويلة عن((د النس((اء تح((د من قابليته((ا‬
‫البدني(ة والوظيفي(ة‪ ,‬وخاص((ةعند الجه(د ال(ذي يحت(اج الى ق((وة ثابت(ه‪,‬وله(ذا ف((ان التم(ارين ال(تي تتطلب‬
‫شدة وقوة حركية ثابتة‪،‬قد تتس((بب بت((أثير س((لبي على جس((م الم((رأة(‪.)1‬يك((ون قلب الم((رأة أص((غر عن((د‬
‫النس((اء بنس((بة‪ %25‬عن قلب الرج((ل‪،‬وك((ذلك يك((ون ع((دد ض((رباته أس((رع بنس((بة ‪%1‬عن الرج((ال‪،‬‬
‫ويحت((اج الى وقت أط((ول للراح((ة‪.‬يك((ون ع((دد كري((ات ال((دم الحم((ر عن((د النس((اء أق((ل بنس((بة ‪%2‬عن‬
‫الرج((ال‪،‬األم((ر ال((ذي يس((بب لهن التعب بص((ورة أس((رع من الرج((ال‪،‬وه((ذا يفس((ر س((بب ارتف(اع نس((بة‬
‫االصابة بين النساء في بريطانيا بنسبة‪%150‬عند زيادة ساعات العمل في الحرب العالمية الثانية‬
‫فيما لم يؤثر ذلك على الرجال(‪.)2‬‬

‫تك((ون الأكت((اف ك((ذلك أق((ل عرض((ا وأض((يق عن((د النس((اء‪،‬ويك((ون ج((ذعها أقص((ر في((ؤدي لانخف((اض‬
‫مرك(ز الثق(ل ك(ذلك‪ ،‬ويمنحه(ا توازن(ا أفض((ل من الرج(ل‪ .‬والعم(ود الفق(رى عن(د النس(اء أك(ثر مرون(ة‬
‫من الرجال ‪ ،‬بسبب مرونة ومطاطية الأربطة ‪ .‬وتمتاز النس(اء بانخف(اض مرك(ز ثق(ل الجس(م ‪ ،‬إذ‬
‫تك ((ون االط ((راف الس ((فلى عن ((دها أقص ((ر بالنس ((به لط ((ول الجس ((م‪ ،‬وه ((ذا يس ((اعدها في تنفي ((ذ تم ((ارين‬
‫التوازن باالستناد على الأطراف السفلى‪ ،‬ويمنحها خفة ورشاقة كما في الجمناستك‪ ،‬إال أن ط((ول‬
‫االط ((راف الس ((فلى للرج ((ل تمنح (ه س ((رعة وق ((وة أك ((بر‪.‬ويك ((ون وزن قلب الم ((رأة وحجم ((ه وتجاويف ((ه‬
‫أصغر مقارنة بقلب الرجل‪ ,‬كما يتميز قلبها بسرعة وزيادة الض((ربات لتع((ويض النقص الحاص((ل‬
‫في حجم ال((دم الم((دفوع في أنح((اء الجس((م‪,‬فيك((ون حجم م((ا يدفع((ه القلب من ال((دم بالدقيق((ة عن((د النس((اء‬
‫أق ((ل مقارن ((ة بالرج ((ال‪ .‬وتك ((ون الس ((عة الكلي ((ة للرئ (تين عن ((د اإلن ((اث‪،‬وك ((ذلك الس ((عة الحيوي ((ة للش ((هيق‬
‫والزف ((ير أق ((ل مقارن ((ة م ((ع الرج ((ل‪ ،‬كم ((ا تتم حرك ((ة الش ((هيق والزف ((ير عن ((د الإن ((اث بحرك ((ة الج ((زء‬
‫العل ((وي من الص ((در فق ((ط‪ ،‬إم ((ا بالنس ((بة لل ((ذكور‪ ،‬تتم بحرك ((ة الحج ((اب الح ((اجز فض ((ال عن حرك ((ة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫الصدر‪ ،‬لذا يكون الشهيق عند الذكور أعمق مقارنة بالإناث‬

‫‪ ))1‬المصدر السابق نفسه‪.‬أيضا ‪:‬د احمد محمد الزعبي‪،‬سيكولوجية المراهقة‪،‬دار زهران‪،‬ط‪ ،1‬عمان‪، 2010 ،‬ص‬
‫‪41‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ ))2‬نورهانا ابراهيم عبد اهلل‪ ،‬الفرق بين الرجل والمرأة‪ ،‬أبحاث العلوم الطبية للمؤتمر العالمي الثامن لالعجاز العلمي في‬
‫القران والسنة‪،‬ص‪256‬ومابعدها‪.‬منشور على الموقع ‪www.eajaz.org‬‬

‫‪ ))3‬د سميعة خليل محمد‪،‬الخصائص الفسيولوجية للمرأة والرياضة‪،‬مصدر سابق‪.‬ينظر كذلك‪:‬‬


‫‪Deporah Blum, Sex on the Brain: The Biological Differences Between Men and Women,‬‬
‫‪.Penguin books,1st EDU,2001,Uk‬‬
‫‪8‬‬

‫‪ :‬لم( ((ا ثبت‬ ‫الف رع الث اني‪ -‬المس اواة بين الجنس ين في إط ار علم النفس (‪)Psychology‬‬
‫(‪)1‬‬

‫علمي ((ا من وج ((ود ارتب ((اط وثي ((ق ق ((د يص ((ل لمرحل ((ة التالزم‪،‬بين اإلحس ((اس والش ((عور النفس ((ي‪،‬وبين‬
‫الفع((ل الم((ادي ل((دى االنس((ان‪،‬وال((ذي يع((بر عن((ه بـ"موج((ة اهتي((اج تنق((ل ع((بر االنس((جة وبخاص((ة ع((بر‬
‫االعص((اب والعض((الت وينش((أ عنه((ا نش((اط فس((يولوجي"(‪،)2‬ك((ان الب((د من الوق((وف على االختالف((ات‬
‫النفس ((ية بين الجنس ((ين‪.‬تت ((أثر مش ((اعر االنس ((ان ع ((ادة بع ((دة أم ((ور‪،‬منه ((ا داخلي ((ة نتيج ((ة الت ((أثر ببعض‬
‫األم( ((ور ك( ((الجوع والعطش واالره( ((اق والنع( ((اس‪،‬ومنه( ((ا خارجي( ((ة ك( ((الفرح والح( ((زن والغض( ((ب‪.‬أو‬
‫كتفاعل الغدد اللعابية عند رؤية ن(وع من الطع(ام الح(امض أو ح(تى ذك(ر اس(مه‪،‬أو أي(ة ردة فع(ل ال‬
‫إرادي ( ((ة نتيج ( ((ة الخ ( ((وف من س ( ((ماع ص ( ((وت أو رؤي ( ((ة ش ( ((يء مف ( ((زع‪.‬ه ( ((ذه العالق ( ((ة بين المش ( ((اعر‬
‫واألحاس( ( ( ((يس وبين الحرك( ( ( ((ة العض( ( ( ((وية المادي( ( ( ((ة‪،‬تبحث في إط( ( ( ((ار م( ( ( ((ايعرف الي( ( ( ((وم بعلم النفس‬
‫الفسيولوجي(‪. )3‬تؤدي االستثارة النفسية الى قيام الجهاز العصبي بإثارة مايعرف بالسمبثاوي‪،‬وه ((ذا‬
‫يقوم بتنشيط الغدة النخامية التي تثير االدرينالي(ة ب(دورها‪،‬فينتق(ل ه(ذا التنش(يط الى الجه(از العض(لي‬
‫على ش(((كل حرك(((ة‪،‬أو ارتف ((اع في ض(((غط ال(((دم‪،‬أو احتق ((ان الوج ((ه وتس ((ارع في ض ((ربات القلب أو‬
‫س( ( ( ((رعة في التنفس(‪. )4‬ولكن ه( ( ( ((ل إن كال الجنس( ( ( ((ين يت( ( ( ((أثران بتل( ( ( ((ك الع( ( ( ((وارض بنفس الطريق ( ( ((ة‬
‫والمقدار‪،‬وهل إن هناك مؤثرات خاصة بأحد الجنسين من دون أن تشمل الجنس اآلخر؟‪.‬‬

‫تشير االبحاث العلمية الى أن أدمغة الجنسين تختلف عن بعضها(‪، )5‬والى وج((ود اختالف في‬
‫التعض((ي المخي يع((ود لمرحل((ة مبك((رة ج((دا من الحي((اة‪،‬وإ ن الهرمون((ات الجنس((ية توج((ه ه((ذا التم((ايز‬
‫بينهما منذ الطور الجنيني‪.‬فق(د أك(دت األبح(اث وج(ود ف((روق وظيفي(ة وتش(ريحية كب(يرة بين دم(اغي‬
‫الرجل والمرأة‪،‬إذ يزيد دماغ الرجل على دماغ الم((رأة من حيث الحجم وع(دد خالي((ا قش((رة ال((دماغ‬
‫بحدود‪ (%15‬يقل ع(دد الخالي(ا العص(بية في قش(رة دم(اغ االن(ثى بـ ‪ 5.3‬ملي(ار خلي(ة عم(ا في دم(اغ‬
‫الرجل)‪،‬فيما تزيد كثافة الخاليا العصبيةعند الذكور بنسبة ‪%13‬عما هو عليه عن((د اإلن((اث‪،‬وك((ذلك‬
‫يزي ((د حجم خالي ((ا الرج ((ل بنس ((بة ‪%30‬عن حجم خالي ((ا الم ((رأة‪،‬وتك ((ون قش ((رة النص ((ف األيس ((ر من‬
‫دماغ الرجل أكثر سماكة من النصف األيسر‪،‬ولم يعثر العلماء على أية اختالف((ات بين ش((قي دم((اغ‬
‫الم( ((رأة‪.‬ويك( ((ون الفص الص( ((دغي الس( ((فلي –وه( ((و المس( ((ؤول عن عن االنتب( ((اه واالدراك والق( ((درات‬
‫الذهني((ة الحس((ابية –أض((خم عن((د الرج((ال‪،‬ويك((ون الج((زء األيس((ر من((ه أض((خم من الج((زء االيمن عن((د‬

‫‪ ))1‬مدحت عبد الرزاق الحجازي‪،‬معجم مصطلحات علم النفس‪،‬دار الكتب العلمية‪،‬ط‪،1‬بيروت‪،1971،‬ص‪.439‬‬


‫‪ ))2‬سيغموند فرويد‪،‬نظرة عامة في السيكولوجيا العلمية‪،‬ترجمة فارس ظاهر‪،‬دار القلم‪،‬ط‪،1‬بيروت‪،1981،‬ص‪.75‬‬
‫‪ ))3‬لمزيد من التفصيل‪:‬د احمد عبد الخالق‪ ،‬محاضرات في علم النفس الفسيولوجي‪،‬دار المعرفة‪،‬ط‪،1‬االسكندرية‪.1986،‬‬
‫‪ ))4‬ألفت حقي‪،‬سيكولوجية الطفل‪،‬مركز االسكندرية للكتاب‪،‬ط‪،1‬االسكندرية‪،1996،‬ص‪.19‬‬
‫‪ ))5‬ينظر على سبيل المثال‪Ivanka Savic,Sex Differences in the Human Brain,their underpinnings :‬‬
‫‪.and implications,Elsevier, 1st EDU,1996,Stockholm,sweden‬‬
‫‪9‬‬

‫الرج((ل بخالف الم((رأة(‪.)6‬ويك((ون حجم خالي((ا تحت المه((اد المخي عن((د الرج((ال ض((عف م((اهو علي((ه‬
‫عن ((د النس ((اء‪ .‬أم ((ا الجه ((از الط ((رفي لل ((دماغ‪-‬وه ((و مرك ((ز العاطف ((ة‪ -‬فه ((و أض ((خم وأك ((ثر حساس ((ية‬
‫واس((تجابة عن((د النس((اء‪ُ .‬تض((اعف ال((ذكريات المحزن((ة وص((ول ال((دم له((ذا الجه((از ثم((ان م((رات عن((د‬
‫النساء عما هو علي(ه عن(د الرج(ال‪،‬ويك(ون لنش(اطه المف(رط آث(ار س(لبية على الجنس(ين‪،‬إال أن وج(ود‬
‫مركب ((ات الس ((يراتونين عن ((د الرج ((ال بتراك ((يز عالي ((ة يخف ((ف من ذل ((ك‪.‬ي ((ؤثر الم ((ركب على الم ((زاج‬
‫بص((ورة إيجابي((ة‪،‬ل((ذا ف((إن نقص((ه ي((ؤدي الى ح((االت االكتئ((اب والت((وتر والس((لوك الع((دائي‪.‬ينتج دم((اغ‬
‫الرج((ل ه((ذا الم((ركب بزي((ادة ‪ %53‬عن إنت((اج دم((اغ االن((ثى‪،‬ويك((ون ك((ذلك أس((رع في انتاج((ه بنس((بة‬
‫‪.%52‬وق( ((د ط(((ور األطب(((اء عق(((ارا يحس(((ن من إنت(((اج ه(((ذا الم ((ركب لمعالج ((ة آث ((ار االكتئ(((اب ال(((تي‬
‫تصاحب الدورة الشهرية عند النساء(‪.)2‬‬

‫يكون الفص األيس(ر لل(دماغ مس(ؤوال عن التفك(ير التحليلي والفص األيمن مس(ؤوال عن التفك(ير‬
‫الكلي ال ((ذي يش ((مل المش ((اعر وتك ((وين االنطباع ((ات‪.‬يك ((ون ع ((دد األلي ((اف العص ((بية ال ((تي ترب ((ط بين‬
‫فصي دماغ األنثى أربعة أضعاف عما هي عليه لدى الذكر‪،‬وقد أدى هذا إلى اختالف واض((ح في‬
‫طرق التفكير وأسلوب الترك((يز بينهم((ا‪،‬وينعكس ذل((ك على ج((وانب الس((لوك المختلف(ة‪.‬فالرج((ال أق((در‬
‫على تن(اول موض(وع والترك(يز في(ه ليتم تحليل(ه واتخ(اذ ق(رار في(ه‪،‬ألن الفص األيس(ر المس(ؤول عن‬
‫التحليل يعمل من دون اتصال كبير بما يرسله له الفص األيمن من انطباع((ات أو مش((اعر‪،‬إال أنهم‬
‫ال يس((تطيعون التفك((ير في أك((ثر من موض((وع في ال((وقت نفس((ه‪ .‬بينم((ا تس((تطيع الم((رأة أن تفك((ر في‬
‫أكثر من موضوع في نفس ال(وقت ‪،‬ولكن بمس(توى أق((ل من الترك(يز عم(ا ل(دى الرج(ل‪.‬وك(ذلك ف((إن‬
‫الم((رأة تع((اني من النس((يان بص((ورة أق((ل من الرج((ال(‪.)3‬أم((ا فيم((ا يتعل((ق بالجس((م الجاس((ئ واألخ((دود‬
‫ال((دماغي األم((امي الل((ذان يربط((ان نص((في ال((دماغ‪ ،‬فهم((ا أك((بر عن((د النس((اء مم((ا يجع((ل دماغه((ا أق((ل‬
‫تخصص((ا من دم((اغ الرج((ل‪،‬فيم((ا تك((ون منطقت((ا اللغ((ة عن((د النس((اء أض((خم بح((دود ‪ %20‬عم((ا هي‬
‫عليه عن(د الرج(ال مم(ا يمنحه(ا ق(درات كالمي(ة أفض(ل مم(ا يمتلك(ه الرج(ل‪ .‬ت(تركز خالي(ا ال(ذكاء في‬
‫النصف االمامي لدماغ األنثى‪،‬فيما تتوزع على مس((احة واس((عة في دم((اغ ال((ذكر‪.‬وبينم((ا يك((ون ع(دد‬
‫خالي((ا ال((دماغ عن((د الرج((ال أك((بر‪،‬تك((ون المس((احات البيني((ة بينه((ا أك((بر عن((د النس((اء‪،‬وه((ذه المس((احات‬
‫هي المس((ؤولة عن التواص((ل بين خالي((ا ال((دماغ(‪.)4‬إذن ف((إن هن((اك اختالف((ا بين دم((اغ الرج((ل ودم((اغ‬

‫‪ ))1‬للتفصيل ينظر‪Doreen Kimura, Sex Differences in the Brain: The Relation Between Structure :‬‬
‫‪and Function ,1st EDU,2005,USA‬‬
‫‪ ))2‬نورهانا ابراهيم عبد اهلل‪ ،‬الفرق بين الرجل والمرأة‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص‪256‬ومابعدها‪.‬‬

‫‪ ))3‬د عبد الرحمن العيسوي‪،‬سيكولوجية التنشئة االجتماعية‪،‬دار الفكر الجامعي‪،‬ط‪،1‬االسكندرية‪،1985،‬ص‪.12‬‬


‫‪ ))4‬لمزيد من التفصيل ينظر‪.Gillian Einstein,Sex and the brain,the Mit Press,2nd Edu,London.2007 :‬‬
‫‪10‬‬

‫الم ( ( ( ((رأة في التك ( ( ( ((وين وفي الوظ ( ( ( ((ائف(‪،)5‬وم ( ( ( ((رد ذل ( ( ( ((ك ه ( ( ( ((و اختالف الجين ( ( ( ((ات أو الهرمون ( ( ( ((ات‬
‫الذكرية(‪.)2‬وماتقدم قاد للقول بأن مظه((ر االختالف األب((رز بين الجنس((ين ه((و ال((دماغ‪ ،‬والى تش((بيهه‬
‫بالك((ائن ال((ذي يتص((ف بجنس معين(‪.)3‬وك((ل ماتق((دم يرج((ع الرتف((اع نس((بة الهرمون((ات الذكري((ة عن((د‬
‫الج(نين ال(ذكر‪،‬وال(تي تش(رع بص((ياغة دماغ(ه بص(ورة مختلف(ة كث(يرا عن دم(اغ األن(ثى‪،‬فتتع(اظم ه(ذه‬
‫االختالفات مع نمو االنسان من المرحلة الجنينية الى البلوغ ليصل ترك((يز هرم((ون التستيس((تيرون‬
‫عن ((د الب ((الغين بزي ((ادة ق ((درها عش ((رون ض ((عفا عم ((ا ه ((و علي ((ه عن ((د اإلن ((اث‪،‬األم ((ر ال ((ذي يفس ((ر حب‬
‫الرجال للقوة والعنف والسيطرة(‪.)4‬‬

‫تتف ((وق اإلن ((اث على ال ((ذكور في بعض المج ((االت ويتف ((وق ال ((ذكور في مج ((االت اخ ((رى‪،‬فتتف ((وق‬
‫االناث في اختبارات الحساب والكم((بيوتر وإ دارة مه((ام متع((ددة وت((ذكر االش((ياء ب((ترتيب معين وفهم‬
‫لغ((ة الجس((د وتع((ابير الوج((ه واس((تخدام ال((ذاكرة اللفظي((ة وتق((دير العم((ق والس((رعة االداركي((ة‪،‬ويتف((وق‬
‫ال ( ((ذكور في مه ( ((ارات التص ( ((ويب واس ( ((تخدام المف ( ((ردات والترك ( ((يز المط ( ((ول(‪. )5‬ت ( ((برع النس( ( ( اء في‬
‫اختبارات الداللة الفكرية‪،‬وبشكل عام يكون أداء الرجال في هذه اإلختبارات أفضل بوجود مستويات‬
‫التستس((ترون‪،‬فيم((ا يك((ون أداء النس((اء أفض((ل بوج((ود مس((تويات مرتفع((ة مهن(‪ .‬ويب((دو ذل((ك‬
‫منخفض((ة من ي‬
‫واض ((حا في اإلختب ((ارات اإلس ((تعرافية بمالحظ ((ة العالق ((ة بين مس ((توى األداء وال ((دورة الش ((هرية ‪،‬إذ‬
‫تك((ون النت((ائج أس((وأ م((ا يمكن في ه((ذه المرحل((ة‪ .‬يالح((ظ اختالف القابلية( الوظيفي ( ة للجس((م بحس((ب‬
‫المراح((ل المختلف( ة لل((دور ة الش((هري ة‪,‬إذ ت((زداد حساس((يه الجه((از العص((بي قب((ل ال((دور ة الش((هري ة‬
‫وأثن ((اء الحيض ‪،‬وي ((زداد النبض ويرتف ((ع ض ((غط ال ((دم‪ ،‬وغالب ((ا يراف ((ق ه ((ذه ال أع ((راض ش ((عور‬
‫بع ( ((دم الراح( ( ( ة وآالم فيال ( ((ر أس‪.‬يرتف ( ((ع مس ( ((توى التستس ( ((تيرون عن ( ((د الم ( ((رأة في ف ( ((ترة الحيض‬
‫بالتزامن مع انخفاض مستوى األستروجين‪،‬وهذا يعني تصاعدا في الخصائص الذكري((ة على حس((اب‬
‫االنثوي ((ة‪،‬مايكس ((بها بعض الخص ((ائص العدواني ((ة‪،‬م ((ع حال ((ة من االكتئ ((اب‪،‬وهي بحاج ((ة في مث ((ل ه ((ذه‬
‫المرحلة الى العط((ف والحن((ان الل((ذين ك((انت تغ((دقهما على ال((ذكر بخصائص((ها االنثوي((ة(‪،)6‬وق((د تفس((ر‬

‫‪ ))1‬وهذا الفرق قائم بين الجنسين عند االنسان والحيوان‪.‬ينظر‪Joseph Carey,Brain facts,dawn McCoy 1st:‬‬
‫‪Edu,Canada,2006,P 9‬‬
‫‪ ))2‬جيراليد هولتز‪،‬الرجل والمرأة ايهما الجنس األضعف‪،‬مصدر سابق‪،‬ص ‪70‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪.Anne Moir and David Jessel,Brain Sex,Mandarin,2nd,1996,London))3‬‬
‫‪ ))4‬نورهانا ابراهيم عبد اهلل‪ ،‬الفرق بين الرجل والمرأة‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص‪256‬ومابعدها‪ .‬ينظر ايضا‪:‬‬
‫‪.Doreen Kemura,Sex differences in the brain,MIT Press,1st EDU,1999,USA‬‬
‫‪ ))5‬د عماد فوزي شعيبي‪،‬كيف تفكر االنثى‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪ .243‬ينظر ايضا‪:‬‬
‫‪Karen J. Berkley&others, Sex Differences in the Brain: From Genes to Behavior,Oxford‬‬
‫‪University Press,1st EDU,2008,UK.‬‬
‫‪ ))6‬د عماد فوزي شعيبي‪،‬كيف تفكر االنثى‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.297‬‬
‫‪11‬‬

‫حال( ( ( ((ة االكتئ( ( ( ((اب ه( ( ( ((ذه أس( ( ( ((باب وج( ( ( ((ود اختالف( ( ( ((ات بين الجنس( ( ( ((ين في ح( ( ( ((االت االكتئ( ( ( ((اب عن( ( ( ((د‬
‫المراهقين(‪.)7‬يالحظ وجود بعض التأثيرات للدورة الشهرية على األداء الرياض((ي للنس((اء(‪،)2‬حس((ب‬
‫تقلب مس((توى االن((دروجين‪ .‬م((ايثبت إن للجنس((ين ق((درات مهني((ة مختلف((ة وغ((ير مرتبط((ة بالت((أثيرات‬
‫االجتماعية أو التنشئة األسرية(‪.)3‬‬

‫تختل((ف االض((طرابات النفس((ية والعقلي((ة بين الجنس((ين بص((ورة عام((ة(‪،)4‬إال أن الم((رأة تمتل((ك في‬
‫الحقيقة بعض الوظائف ذات التأثير الكب(ير على م(زاجهن وس(لوكهن‪،‬وه(ذه الوظ(ائف مفق(ودة تمام(ا‬
‫عن ((د الرج ((ل‪،‬وهي ال ((دورة الش ((هرية‪،‬والحم ((ل وال ((والدة والرض ((اعة‪.‬وك ((ل ه ((ذه الوظ ((ائف مرتبط ((ة‬
‫بهرمونات مختلفة وذات ت(أثيرات مختلف(ة ك(ذلك‪ .‬تنقس(م ه(ذه الت(أثيرات الى ت(أثيرات بدني(ة وأخ(رى‬
‫نفس ( ( ( ((ية‪.‬تمت ( ( ( ((د م ( ( ( ((ع االختالف في المس ( ( ( ((تويات من المرحل ( ( ( ((ة الس ( ( ( ((ابقة للحال ( ( ( ((ة(دورة ش ( ( ( ((هرية‪،‬‬
‫حم ((ل‪،‬والدة‪،‬رض ((اعة)‪،‬الى المرحل ((ة نفس ((ها‪،‬وق ((د تمت ((د لم ((ا بع ((دها‪.‬فمن األع ((راض النفس ((ية ‪،‬ح ((االت‬
‫القلق والتوتر واالكتئاب واالستثارة وسرعة الغض((ب وض((عف الترك((يز‪،‬وك((ذلك التغ((يرات الس((ريعة‬
‫في المش ((اعر واالحس ((اس ب ((الخوف واض ((طراب الن ((وم‪،‬وق ((د تتط ((ور في حال ((ة النف ((اس الى م ((ايعرف‬
‫باكتئ((اب النف((اس‪،‬أو المرحل((ة المتقدم((ة ال((تي تع((رف ب((ذهان النف((اس(‪.)5‬أم((ا األع((راض البدني((ة‪،‬فتتمث((ل‬
‫ب( ( ((اآلم الظه( ( ((ر والمفاص( ( ((ل والعض( ( ((الت ووج( ( ((ع ال( ( ((رأس ال( ( ((ذي ق( ( ((د يتط( ( ((ور الى م( ( ((ايعرف ب( ( ((داء‬
‫الش((قيقة‪،‬حص((ول االنتف((اخ والتش((نجات في البطن‪،‬واض((طرابات في عم((ل الجه((از الهض((مي م((ع بعض‬
‫اآلآلم (‪.)6‬حتى الرضاعة يكون لها تأثيرات نفسية وبدني((ة على األم‪،‬فالرض((اعة الطبيعي((ة ت((ؤدي الى‬

‫‪ ))1‬د ورقاء عبد الجليل عبد الواحد‪،‬دراسة مقارنة في االكتئاب تبعا لمتغير الجنس ومخطط الجنس لدى المراهقين‪،‬مجلة‬
‫كلية التربية‪،‬الجامعة المستنصرية‪،‬العدد الثاني‪،2015،‬ص‪.362‬‬
‫‪ ))2‬شذى حازم كوركيس‪،‬تأثير اطوار الدورة الشهرية في بعض عناصر اللياقة البدنية‪،‬بحث منشور في مجلة علوم التربية‬
‫الرياضية‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬المجلد الثاني‪،‬العدد الثاني‪،‬ص‪79‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ ))3‬د عماد فوزي شعيبي‪،‬كيف تفكر االنثى‪،‬دار بيسان للنشر‪،‬ط‪،1‬دمشق‪،2001،‬ص‪.242‬ينظر ايضا‪:‬‬
‫‪Doreen Kimura ,Sex and Cognition,MIT Press,1st Edu,2000,USA.‬‬
‫‪Diane F. Halpen, Sex Differences in Cognitive Abilities,Psychology Press,1 st EDU,2012,UK‬‬
‫‪ ))4‬د محمد حسن غانم‪،‬المرأة واضطراباتها النفسية والعقلية‪،‬ايتراك للطباعة والنشر‪،‬ط‪،1‬القاهرة‪.2010،‬‬
‫‪ ))5‬د وليد سرحان‪،‬أحاديث في السلوك االنساني‪،‬دار مجدالوي‪،‬ط‪،1‬عمان‪،2012،‬ص‪ .108‬ينظر كذلك‪:‬‬
‫‪Teresa M. Twomey, Understanding Postpartum Psychosis: A Temporary Madness,Praeger‬‬
‫‪ .Press,1st EDU,2009,USA‬وينظر ايضا‪:‬‬
‫‪Viale Zara, Postpartum psychosis and other postpartum mental disorders,Sics‬‬
‫‪Editore,1st ,2000,Milan-Italy .‬‬
‫‪ ))6‬احمد جابر صالح‪،‬أثر االضطرابات الفسيولوجية الخاصة بالمرأة في مسؤوليتها الجزائية‪،‬منشورات زين الحقوقية‪،‬ط‬
‫‪، 1‬بيروت‪،2017،‬ص‪18‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫إف( ((راز هرمون( ((ات تس( ((اهم في تنظيم ال( ((دورة الش( ((هرية‪،‬وت( ((ؤدي وظيف( ((ة التواص( ((ل بين الطف( ((ل واألم‬
‫والعالم الخارجي‪،‬وتؤثر كذلك على سلوك الطفل(‪.)1‬‬

‫استنادا لكل ماتقدم‪،‬نرى إن الزعم بأن "الخصائص األنثوية‪...‬ليست أنثوية بالطبيعة وال فطري(ة‬
‫ب ( ((ل مكتس ( ((بة ثقافي ( ((ا"(‪،)2‬أو إنه ( ((ا ناتج ( ((ة عن مف ( ((اهيم ذكوري ( ((ة أسس ( ((ت لتنش ( ((ئة اجتماعي ( ((ة وأس ( ((رية‬
‫ذكوري(ة ‪،‬كم(ا ت(ذهب الي(ه م(ايعرف بالحرك(ة النس(وية‪،‬يع(د ش(ططا من الق(ول‪،‬واليمت للبحث العلمي‬
‫من بعي((د أو ق((ريب‪،‬بأي((ة ص((لة‪.‬فاليمكن تجاه((ل ه((ذا الكم من االختالف((ات بين الجنس((ين‪،‬لق((د خل((ق اهلل‬
‫عزوج( ((ل ال( ((ذكر واالن( ((ثى متس( ((اويين في أص( ((ل الخلق( ((ة وفي ح( ((ق الكرام( ((ة االنس( ((انية‪،‬إال أن تل( ((ك‬
‫المساواة ليست مساواة تامة‪،‬تنك((ر االختالف((ات البيولوجي((ة والفس((يولوجية‪،‬والتقب((ل بمعارض((ة النظ((ام‬
‫الط((بيعي للخل((ق‪،‬ولنظ((ام الزوجي((ة ووظ((ائف ك((ل من ال((زوجين ل((دى االنس((ان ول((دى معظم الكائن((ات‬
‫الحية‪.‬لذا كانت العالقة بين الجنسين عالقة تكامل العالقة تماثل(‪.)3‬‬

‫ماتق((دم دف((ع ببعض الب((احثين المختص((ين الى الق((ول ب((أن "الرج((ال مختلف((ون عن النس((اء‪ ،‬وهم ال‬
‫يتساوون إال في عضويتهم المشتركة في الجنس البشري‪ ،‬وإ دعاء ب((أنهم متم((اثلون في الق((درات أو‬
‫المهارات أو السلوك تعني بأننا نق((وم ببن((اء مجتم((ع يرتك((ز على كذب((ة بيولوجي((ة علمي((ة"(‪ .)4‬ويعض((د‬
‫ه ( ((ذا الق ( ((ول م ( ((انراه من تش ( ((ابه لألدوار االنثوي ( ((ة والذكري ( ((ة بين االنس ( ((ان من جه ( ((ة‪،‬وبين الطي ( ((ور‬
‫والحيوان((ات المختلف((ة من جه((ة أخ((رى‪.‬فاليص ((ح ال((زعم ب((أن إن((اث الطي((ور تض ((ع ال((بيض وت((رعى‬
‫الصغار‪،‬وإ ن إناث الحيوانات تل(د ص(غارها وتتف(رغ لرعايته(ا نتيج(ة لمف(اهيم اجتماعي(ة ذكوري(ة في‬
‫مجتمعات الطيور أو الحيوانات‪.‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫المساواة بين الجنسين في اطار العلوم القانونية‬
‫يكاد مبدأ المساواة بين الجنسين وعدم التمييز بينهم(ا أن يك(ون قاع(دة عام(ة متبن(اة في مختل(ف‬
‫العل((وم القانوني((ة‪،‬إال إن ق((درا واض((حا من التمي((يز يلح((ظ في ك((ل من علمي االج((رام وعلم العق((اب‪.‬‬

‫‪ ))1‬روبرت واطسون‪-‬هنري كالس‪،‬سيكولوجية الطفل والمراهق‪،‬ترجمة دالياعزت‪،‬مكتبة مدبولي‪،‬ط‪،1‬القاهرة‪،2004،‬ص‬


‫‪.286‬‬
‫‪ ))2‬اورزوال شوي‪،‬اصل الفروق بين الجنسين‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.11‬‬
‫‪ ))3‬د نهى القاطرجي‪،‬الغزوالناعم‪-‬دراسات حول اثرالعولمةعلى المراة واالسرة والمجتمع‪،‬داراي‪-‬كتب‪،‬ط‪،1‬لندن‪،‬‬
‫‪،2018‬ص‪16‬‬
‫‪.Anne Moir and David Jessel,Brain Sex,P5 ))4‬‬
‫‪13‬‬

‫ُيص ( ( ((نف ه ( ( ((ذين العلمين غالب( ( ( (ًا ض ( ( ((من نط ( ( ((اق علم االجتم ( ( ((اع الق ( ( ((انوني(‪،)5‬إال أن مؤس ( ( ((س ه ( ( ((ذا‬
‫العلم(روسكو باوند)‪ ،‬يذهب الى أن الصلة الوثيقة بينه وبين الفقه القانوني تجعل من األول أساس(ًا‬
‫للث((اني‪،‬ب((ل إن الدراس((ات الحديث((ة في ه((ذا المج((ال ت((رى في علم االجتم((اع الق((انوني‪،‬وأوافقه((ا على‬
‫ذل((ك‪،‬نقل((ة حديث((ة ق((د تح((ل مح((ل الفق((ه الق((انوني(‪.)2‬للبحث في التمي((يز الق((ائم بين الجنس((ين في نط((اق‬
‫علمي االجرام والعقاب‪،‬نقسم المطلب الى الفرعين التاليين‪:‬‬

‫الفرع األول‪ -‬المساواة بين الجنسين في اط ار علم االج رام‪:‬تش((ير الدراس((ات واالبح((اث المتعلق((ة‬
‫بعلم االجرام لوجود اختالفات عدة بين إجرام الرجل وإ جرام المرأة‪،‬وكما يلي‪:‬‬

‫أوال – االختالف الكمي ‪:‬أك(((دت االحص( ((ائيات الجنائي(((ة إن نس ((بة اج ((رام النس ((اء أق( ((ل من اج(((رام‬
‫الرج ((ال‪ ،‬ب ((ل إن أول مايتب ((ادر لل ((ذهن عن ((د س ((ماع ارتك ((اب جريم ((ة ه ((و وج ((ود رج ((ل مج ((رم‪،‬ويتم‬
‫التس((اؤل والبحث عن الفاع((ل‪،‬فاليتب((ادر لل((ذهن ابت((داء ارتك((اب الم((رأة للجريم((ة‪.‬وه((ذا م((ا أكدت((ه ك((ل‬
‫الدراس ((ات ال ((تي أج ((ريت ح ((ول الموض ((وع‪،‬فق ((د أثبتت دراس ((ة قديم ((ة ق ((ام به ((ا العلم ((اء االلم ((ان في‬
‫الس ((نوات ‪ ،1930 -1921‬ت ((دني نس ((ب ارتك ((اب الم ((رأة للجريم ((ة مقارن ((ة بنس ((ب ارتك ((اب الرج ((ل‬
‫لها‪.‬تتضح هذه الحقيق(ة ك(ذلك ب(النظر الى ت(دني نس(بة ارتك(اب الم(رأة الياباني(ة للجريم(ة وقت إع(داد‬
‫الدراسة(‪،)%6‬لكونها أقل ميال – في حينه – للمش(اركة في الحي(اة العام(ة قياس(ا ب(المرأة في ال(دول‬
‫االوروبية (‪.)3‬‬

‫زيادة انخراط المرأة في الحياة العامة زادت من نسبة ارتكابها للجريمة‪،‬إال أنها مع ذلك ظلت‬
‫متدنية بشكل كبير عن نسب ارتكابها من قبل الرجل‪.‬حتى في دول مثل الواليات المتحدة وفرنس(ا‬
‫وبريطاني(ا ال(تي لم تع(د فيه(ا أي(ة قي(ود على عم(ل الم(رأة‪،‬ظ(ل الف(ارق كب(يرًا بين نس(بة إج(رام الم(رأة‬
‫الى إج ((رام الرج ((ل‪،‬فق((د بلغت نس ((بة الس ((جينات الى الس ((جناء في دول ((ة مث ((ل الوالي ((ات المتح ((دة س ((نة‬
‫‪ 1967‬أق ( ((ل من ‪ %20‬فق ( ((ط‪،‬ك ( ((انت نس ( ((بة المحكوم ( ((ات الرتك ( ((اب جنح ( ((ة هي الغالب ( ((ة(‪.)4‬أجمعت‬
‫الدراس ((ات على وج ((ود اختالف كمي ون ((وعي في إج ((رام الجنس ((ين‪،‬ورّد ت ذل ((ك الس ((باب عض ((وية‬
‫ونفسية‪،‬إذ اليمكن نسبته لفارق القوة البدنية ‪،‬فالقوة البدنية للرجل تفوق نظيرتها عند المرأة بنسبة‬
‫الضعف‪،‬في حين يفوق اجرام الرجل المرأة بنسبة ‪ 10-5‬أضعاف(‪.)5‬‬

‫‪) )1‬يعد المعهد االجرامي في النمسا أول مؤسسة تعهد الساتذة القانون الجنائي بتدرس مادة علم االجرام‪،‬بعد أن كانت‬
‫المعاهد الفرنسية وااليطالية تعهد الطباء أو اساتذة االجتماع بتدريسها في الغالب‪.‬د طالل أبوعفيفة‪،‬أصول علمي االجرام‬
‫والعقاب‪،‬دار الجندي للنشر والتوزيع‪،‬ط‪،1‬القاهرة‪،2013،‬ص‪.29‬‬
‫‪ ))2‬د احسان محمد الحسن‪،‬علم االجتماع القانوني‪،‬دار وائل للنشر‪،‬ط‪،1‬عمان‪،2008،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ ))3‬د محمد شالل حبيب‪،‬اصول علم االجرام‪،‬العاتك لصناعة الكتاب‪،‬ط‪،2‬القاهرة‪،2008،‬ص‪179‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ ))4‬سامية الساعاتي‪،‬جرائم النساء‪،‬المركز العربي للدراسات االمنية‪،‬ط‪،1‬الرياض‪،1986،‬ص‪.20‬‬
‫‪14‬‬

‫ي ((رى ج ((انب من الفق ((ه أن االختالف الكمي في نس ((بة الج ((رائم بين الجنس ((ين ه ((و في الحقيق ((ة‬
‫اختالف ظ((اهري الحقيقي‪،‬الرتك((اب معظم النس((اء لج((رائمهن في الخف((اء‪،‬إال أن ه((ذا الق((ول م((ردود‬
‫بأن كل مقترف للجريمة يسعى الرتكابها في الخفاء بغض النظر عن الجنس‪.‬كما ي((رى ه((ؤالء إن‬
‫الم((رأة ق((د تك((ون ش((ريكا ومس((ببا الرتك((اب الرج((ل للجريم((ة عن طري((ق التح((ريض‪،‬وق((د يك((ون ه((ذا‬
‫ال( ( ((رأي محق( ( ((ا في بعض الج( ( ((رائم ال كله( ( ((ا(‪.)1‬وم( ( ((ع االختالف الكمي فهن( ( ((اك اختالف في ال( ( ((دوافع‬
‫والعوام((ل ال((تي ت((دفع بك((ل من الرج((ل والم((رأة الرتك((اب الجريم((ة‪،‬فق((د دّلت بعض األبح((اث العلمي((ة‬
‫على وج((ود ت((اثيرات لبعض الغ((دد في جس((م الم((رأة على المش((اعر والتص((رفات‪،‬كالغ((دة الص((نوبرية‬
‫والدرقي( ((ة ‪.‬وهن( ((اك ت( ((اثيرات لبعض الغرائ( ((ز‪ ،‬كغرائ( ((ز حب ال( ((ذات والطم( ((ع وحب االقتن( ((اء‪،‬وه( ((ذه‬
‫الغرائ((ز ق((د تنتهي بتحوله((ا الى حال((ة مرض((ية ذات مي((ول اجرامي((ة ‪،‬أو باالق((دام على عم((ل به((دف‬
‫اشباعها‪ .‬مثل الغرائز االعتيادية كالجوع الذي قد يتحول لشراهة والغريزة الجنسية ال((تي ق((د ت((دفع‬
‫لالغتص((اب او الش((ذوذ‪.‬وكم((ا ك((ان المجتم((ع الحض((ري أك((ثر ارتكاب((ا للجريم((ة بس((بب تع((دد وتن((وع‬
‫متطلبات الحياة الحضرية بخالف الحياة الريفية‪،‬فإن المرأة الريفية بدورها أقل اجرام((ا من الم((رأة‬
‫الحض( ((رية‪،‬واألم(((ر نفس(((ه ينطب(((ق على االختالف الق(((ائم بين نس ((بة اج ((رام الم ((رأة الغربي ((ة مقارن(((ة‬
‫بالرج((ل م((ع اج((رام الم((رأة الش((رقية مقارن((ة ب((اجرام الرج((ل الش((رقي‪.‬فبينم((ا تص((ل النس((بة في بعض‬
‫ال((دول االوروبي((ة في أواس((ط التس((عينات الى ‪، %25‬ف((إن اج((رام الم((رأة في دول المغ((رب الع((ربي‬
‫لنفس الفترة الزمنية التتع((دى نس((بة ‪%5‬من اج((رام الرج((ل المغ((ربي بس((بب البيئ((ة المحافظ((ة واألق((ل‬
‫تعقيدا‪،‬واألكثر محافظة وإ بعادا للمرأة عن دورها االنثوي(‪. )2‬‬

‫يذهب جانب من الفقه الى أن النضج الجنسي المبكر للفتاة مع ع(دم اكتم(ال النض((ج العقلي وقل(ة‬
‫خبرته ((ا في الحي ((اة‪،‬يجعله ((ا ه ((دفا للتحرش ((ات او االعت ((داءات الجنس ((ية‪،‬وي ((ؤدي القحامه ((ا ابت ((داء في‬
‫الج((رائم الجنس((ية ال((تي ق((د تجعله((ا تمتهن العم((ل الجنس((ي كمي((دان ال((دعارة مثال‪.‬وي((رى بعض علم((اء‬
‫االج((رام إن ه((ذا المي((دان ه((و المي((دان الفعلي الج((رام الم((رأة‪،‬إذ يض((ع لوم((بروزو الم((رأة البغي في‬
‫قبال((ة الرج((ل المج((رم‪،‬كم((ا ي((رى إن معظم ج((رائم الس((رقة ال((تي ت((رتكب من قب((ل النس((اء ت((رتكب من‬
‫قب((ل ام((رأة بغي‪.‬وي((رى لوم((بروزو‪،‬ويتف((ق مع((ه كث((يرون‪،‬إن للعوام((ل الفس((يولوجية الخاص((ة ب((المرأة‬
‫دورا كب ((يرا في تأثيره ((ا على تص ((رفاتها ‪،‬وإ نه ((ا من األس ((باب الرئيس ((ة في ارتكابه ((ا للج ((رائم‪.‬فق ((د‬
‫أثبتت بعض االبح ( ((اث ان ‪ %41‬من ج ( ((رائم النس ( ((اء في انكل ( ((ترا ‪،‬و‪%63‬من ج ( ((رائم الس ( ((رقة في‬

‫‪ ))5‬دغفل حيزية‪،‬أثر جنس المرأة على تقدير العقوبة من خالل جريم((تي القت((ل واالجه((اض‪،‬رس((الة ماجس((تير‪،‬كلي((ة‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة المسيلة‪،‬الجزائر‪، 2013،‬ص‪.47‬‬
‫‪ ))1‬د محمد شالل حبيب‪،‬اصول علم االجرام‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.182‬‬
‫‪ ))2‬مزوز بركو‪،‬إجرام المرأة في المجمتع الجزائري‪-‬العوامل واآلثار‪،‬اطروحة دكتوراه في علم النفس االكلينيكي‪،‬كلية‬
‫العلوم االجتماعية‪،‬جامعة منتوري‪،‬قسطنطينة‪-‬الجزائر‪،2007،‬ص‪.164‬‬
‫‪15‬‬

‫ب( ((اريس ارتكبت وهن في حال( ((ة حيض (‪.)3‬والتقتص( ((ر االع( ((راض البدني( ((ة والنفس( ((ية وآثاره( ((ا على‬
‫مرحلة الحيض وحدها‪،‬بل تشمل كذلك مرحلتي الحمل والنفاس‪.‬ففي مرحل(ة الحم(ل يف(رز الم(بيض‬
‫والمشيمة هرموني االستروجين والبروجيسترون للحفاظ عل((ىى الحم((ل‪ ،‬وت((زداد نس((بة اف((راز ه((ذين‬
‫الهرمونين في الدم مع تقدم الحمل ونمو الجنين حتى تص((ل في االس((ابيع االخ((يرة لعش((رة اض((عاف‬
‫معدلها الطبيعي‪،‬كما ترتف(ع أثن(اء الحم(ل نس(بة االن(دروفين في الجس(م‪.‬تنخفض ه(ذه الهرمون(ات بع(د‬
‫الحمل لتصل الى معدالتها الطبيعية قبل الحمل ‪،‬في غض((ون ‪ 72-48‬س(اعة بع(د ال(والدة‪ .‬تص(اب‬
‫الكثير من النساء باضطرابات مختلفة حسب حساسيتها لهذه التغييرات الهرمونية‪،‬السيما في ف((ترة‬
‫مابعد الوالدة والضغط البدني والنفسي واالرهاق المصاحب لعملية الوالدة‪ ،‬واضطرار المرأة في‬
‫تل((ك الظ((روف لرعاي((ة ولي((د جدي((د‪،‬تتطلب رعايت((ه الس((هر وب((ذل مجه((ود كب((ير يش((كل عبئ((ا اض((افيا‬
‫يض ( ( ((اف الى اعب ( ( ((اء ال ( ( ((والدة‪.‬وتب ( ( ((دأ أع ( ( ((راض اض ( ( ((طرابات مابع ( ( ((د ال ( ( ((والدة ب ( ( ((الحزن والقل ( ( ((ق‬
‫والبكاء ‪،‬وتتفاقم لتص(ل الى التفك(ير باالنتح(ار او كراهي(ة الطف(ل الولي(د والتفك(ير باي(ذاءه أو قتل(ه‪،‬أو‬
‫حاالت االنفصال عن الواقع والهلوسة‪ ،‬ويحدد االطباء هذه الفترة‪،‬التي تعرف بالنفاس‪،‬بأربعة الى‬
‫ستة أسابيع‪.‬ويعد هذا التحديد ضروريا لتأثيره على المسؤولية الجزائية للمرأة(‪.)2‬‬

‫ج((اءت األدل((ة العلمي((ة قاطع((ة في ه((ذا المج((ال للدالل((ة على وج((ود اآلث((ار الجس((دية والنفس((ية لتل((ك‬
‫األع((راض على الم((رأة‪،‬وتك((اد األبح((اث المرتبط((ة بعلم االج((رام التخل((و من اإلش((ارة له((ا ولتأثيره((ا‬
‫على س((لوك ثم إج((رام الم((رأة ول((و بنس((ب معين((ة‪.‬إذ إن تل((ك األع((راض التخص فئ((ة من النس((اء من‬
‫دون أخ ((رى‪،‬إال أن ليس ك ((ل النس ((اء ت ((رتكب الج ((رائم كنتيج ((ة له ((ا‪.‬ويك ((اد فقه ((اء الق ((انون الجن ((ائي‬
‫يجمع ((ون على ذك ((ر تع ((رض الم ((رأة بحكم تكوينه ((ا الفس ((يولوجي الى اض ((طرابات ت ((ؤثر في حالته ((ا‬
‫النفس((ية والعقلي((ة بالش((كل ال((ذي ق((د ي((دفعها الرتك((اب س((لوك اج((رامي‪.‬ذهب ج((انب من الفق((ه لتعري((ف‬
‫تل((ك االض((طرابات الفس((يولوجية بأنه((ا"انح((راف أو ش((ذوذ في عم((ل االعض((اء الحيوي((ة لجس((م الم((رأة‬
‫يح((دث بت((وقيت معين‪،‬ول((ه دالالت مادي((ة ظ((اهرة‪،‬فتخت((ل نتيج((ة ل((ذلك حالته((ا النفس((ية أو العقلي((ة‪،‬م((ا‬
‫ي(ؤدي الى فق(دان ادراكه(ا أو حري(ة اختياره(ا أو فق(دانهما مع(ا‪،‬أو الى مج(رد االنتق(اص من أح(دهما‬
‫أو كليهما"(‪. )3‬مما تقدم نقف على حقيق((ة مفاده((ا إن نس((بة معين((ة من النس((اء تحم((ل في الف((ترات ال((تي‬
‫تعاني فيه(ا من االض(طرابات الفس(يولوجية ق(درا معين(ا من الخط(ورة االجرامي(ة‪،‬يقودن(ا له(ذا مجم(ل‬
‫التعاريف التي وضعها الفقه بهذا السياق‪،‬فقد عّر ف (لوديه) الخط((ورة اإلجرامي((ة عن طري((ق وض((ع‬
‫تعري((ف للش((خص الخط((ر وه((و في نظ((ره الش((خص ال((ذي تت((وافر لدي((ه حال((ة نفس((ية ‪،‬س((واء بن((اًء على‬

‫‪ ))1‬د طالل ابو عفيفة‪،‬اصول علمي االجرام والعقاب مصدر سابق‪،‬ص‪.234‬‬


‫‪ ))2‬ممدوح حسن العدوان‪،‬االضطرابات النفسية للمرأة بعد الوالدة واثرها على الجريمة والعقاب في التشريع االردني‬
‫الجزائي‪ ،‬مجلة دراسات – علوم الشريعة والقانون‪،‬المجلد‪،42‬العدد‪،2‬ص‪.696‬‬
‫‪ ))3‬احمد جابر صالح‪،‬أثر االضطرابات الفسيولوجية الخاصة بالمرأة في مسؤوليتها الجزائية‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.55‬‬
‫‪16‬‬

‫ذاتيت( ((ه غ( ((ير االجتماعي( ((ة أم بس( ((بب م( ((ا لدي( ((ه من ع( ((دم ت( ((وازن دائم أو م( ((ؤقت أو ع( ((ادات مكتس( ((بة أو‬
‫مفروض ((ة بحكم الحي ((اة االجتماعي ((ة أو غ ((ير ذل ((ك من األس ((باب البس ((يطة أو المجتمع ((ة ويت ((وافر فيه ((ا‬
‫االحتم((ال الم((ؤقت أو ال((دائم نح((و القي((ام بعم((ل غ((ير اجتم((اعي(‪.)1‬أم((ا(جريس((بيني)فق((د ع((رف الخط((ورة‬
‫االجرامي((ة بأنه((ا " أهلي((ة الش((خص الواض((حة في أن يص((بح على ج((انب من االحتم((ال مرتكب(ًا لجريم((ة‬
‫في المس(((تقبل"(‪ .)2‬عّر فه(((ا ج(((انب من الفق(((ه الجن(((ائي الع(((ربي بأنه ((ا" حال ((ة ع ((دم ت ((وازن في شخص( ((ية‬
‫الف((رد‪،‬مبعثه((ا عيب في تكوين((ه الم((ادي أو النفس((ي أو ظروف((ه البيئي((ة‪،‬تدفع((ه الى ارتك((اب الج((رائم على‬
‫(‪)4‬‬
‫وج((ه االحتم((ال"(‪ ،)3‬كم((ا ع (ّر فت بأنه((ا" احتم((ال إق((دام الش((خص على ارتك((اب الجريم((ة الول م((رة"‬
‫‪.‬عّر فها الفقيه الجنائي العراقي الدكتور رمس((يس بهن((ام بأنه((ا" حال((ة نفس((ية يحتم((ل من ج((انب ص((احبها‬
‫أن تك((ون مص((درا لجريم((ة مس((تقبلية"(‪.)5‬ماتق((دم يع((ني ض((رورة مراع((اة الم((رأة في تل((ك الح((االت ال((تي‬
‫تتعرض فيها لالضطرابات العضوية والنفس(ية وأخ(ذ ذل(ك بالحس(بان عن(د التعام(ل معه(ا‪،‬م(ع ض((رورة‬
‫عرض( ((ها على الط( ((بيب المختص في بعض الح( ((االت الس( ((يما حال( ((ة االكتئ( ((اب الح( ((اد أو ال( ((ذهان بع( ((د‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫الوالدة‬

‫ذهب جانب من الفق(ه الى وج(وب األخ(ذ بت(أثيرات االض(طرابات الفس(يولوجية آنف(ة ال(ذكر على‬
‫إدراك المرأة وارادته(ا‪،‬وع(ّد ها ل(ذلك أس(بابا م(ؤثرة في مس(ؤوليتها الجزائي(ة‪،‬مس(تندين لتل(ك البح(وث‬
‫واالحص((ائيات ال((تي أجراه((ا المختص((ون في علم االج((رام ال((تي أك((دت زي((ادة نس((بة ارتك((اب الم((رأة‬
‫للجريمة في تلك الفترات مقارنة بالفترات السابقة والالحقة‪.‬فيما يتحفظ ج((انب آخ((ر من الفق((ه على‬
‫هذا التوجه ويدعو للتروي‪،‬مستندين لسببين اثنين‪،‬األول متعلق بالمرأة نفسها بدعوى اختالف تلك‬
‫االض ( ( ((طرابات كم ( ( ((ا ونوع ( ( ((ا ل ( ( ((دى الم ( ( ((رأة الواح ( ( ((دة من م ( ( ((رة ألخ ( ( ((رى‪،‬واختالفه ( ( ((ا بين ام ( ( ((رأة‬
‫واخرى‪.‬والسبب الثاني يتعلق بسيادة الذكور على الساحتين التشريعية والقانوني((ة م((ع ع((دم الم((امهم‬
‫بماهي((ة تل((ك الوظ((ائف النس((وية واالض((طرابات المرتبط((ة به((ا‪،‬وه((ذا ق((د يفتح الب((اب ك((ذلك لمن ل((ديها‬
‫مي((ول اجرامي((ة الرتك((اب جريمته((ا أثن((اء مروره((ا بتل((ك االدوار الوظيفي((ة النس((وية ثم االدع((اء بأنه((ا‬
‫كانت تحت ت(أثير تل(ك األع(راض‪،‬أو استص(دار تقري(ر ط(بي ب(ذلك‪.‬والس(بب الث(الث مف(اده إن القب(ول‬

‫‪ ))1‬صالح هادي صالح الفتالوي‪،‬الخطورة االجرامية واثرها في تحديد الجزاء الجنائي‪،‬اطروحة دكتوراه في القانون‬
‫العام‪،‬كلية القانون‪،‬جامعة بغداد‪،2004،‬ص‪22‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ ))2‬نور الهدى محمودي‪،‬التدابير االحترازية واثرها في الظاهرة االجرامية‪،‬رسالة ماجستير في الق((انون الع((ام‪،‬كلي((ة الحق((وق‬
‫والعلوم السياسية‪،‬جامعة خضرالحاج‪،‬باتنة‪-‬الجزائر‪،2011،‬ص‪.75‬‬
‫‪ ))3‬المصدر السابق‪،‬ص‪.77‬‬
‫‪ ))4‬س ((مير ش ((عبان‪،‬السياس ((ة الجنائي ((ة الحديث ((ة في مواجه ((ة االنح ((راف ل ((دى االح ((داث‪،‬مجل ((ة العل ((وم االنس ((انية‪،‬جامع ((ة محم ((د‬
‫خيضرة‪ ،‬بسكرة‪-‬الجزائر‪،‬العدد‪،18‬السنة‪،2010 ،11‬ص‪.243‬‬
‫‪ ) )5‬د رمسيس بهنام‪،‬النظرية العامة للقانون الجنائي‪،‬منشأة المعارف‪،‬ط‪،3‬االسكندرية‪ ،1971،‬ص ‪.1055‬‬
‫‪ ))6‬ممدوح حسن العدوان‪،‬االضطرابات النفسية للمرأة بعد الوالدة واثرها على الجريمة والعقاب في التشريع االردني‬
‫الجزائي‪ ،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.698‬‬
‫‪17‬‬

‫بوقوع الم(رأة تحت ت(أثير بعض األع(راض الفس(يولوجية االنثوي(ة ي(ؤدي الى الرج(وع الى عص((ور‬
‫سابقة تمتهن المرأة وتحط من كرامتها(‪.)1‬مع مافي االعتراض االول من وجاه((ة ق((د يتمكن البحث‬
‫العلمي من االجاب ((ة علي ((ه واص ((دار الق ((ول الفص ((ل بش ((أنه‪،‬إال أن االش ((كال الث ((اني م ((ردود بال ((دخول‬
‫الواسع للمرأة في ميدان الطب من جهة والميدان القانوني والتشريعي من جه((ة أخ((رى‪،‬فض((ال عن‬
‫إن قوانين العقوبات تقر بالجنون كمانع من المسؤولية الجزائية مع امكانية ادعاء ذلك واستصدار‬
‫التق((ارير الطبي((ة الثبات((ه‪،‬من دون أن يك((ون مانع((ا من اعتم((اده كم((انع عن المس((ؤولية الجزائي((ة‪.‬أم((ا‬
‫االشكال الثالث فنرى إنه مجرد إنكار‪ -‬بال سند علمي أو قانوني‪-‬لوجود االختالفات الفسيولوجية‬
‫بين الجنس ((ين لمج ((رد التمس ((ك بش ((عار المس ((اواة المطلق ((ة بين الجنس ((ين‪،‬والن ((رى إن اإلق ((رار به ((ذه‬

‫االختالفات مدعاة للحط من كرامة المرأة أو امتهانها‪.‬فضال عن إن قوانين العقوبات المختلفة تقّر‬
‫بأن فقد االدراك واالرداة اواالنتقاص منهما يعد من االع(ذار المعفي(ة او المخفف(ة للعقوب(ة‪،‬وان تل(ك‬
‫الق ( ((وانين ق ( ((د نص ( ((ت تحدي ( ((دا على االض ( ((طرابات العقلي ( ((ة كأح ( ((د العوام ( ((ل الم ( ((ؤثرة على االدراك‬
‫واالرادة‪.‬‬

‫لقد سجل القران الكريم للمرأة تقديره لما تعانيه في فترة الحمل من ض((نك وم((اتتعرض ل((ه من‬
‫ن َو ِفَص ُٰل ۥُه ِفي َع اَم يِۡن )(‪،)2‬وق( ((د‬ ‫ضعف بقول( ((ه تع( ((الى (َو َو ۡ‬
‫َّصيَنا ٱۡلِإنَس َٰن ِبَو ِٰلَديِۡه َح َم َل ۡتُه ُأُّم ۥُه َو ۡهًنا َع َلىٰ َو ۡه ٖ‬
‫روي عن النبي ص قول(ه" الم(رأة في حمله(ا الى وض(عها الى فص(الها كالمراب(ط في س(بيل اهلل‪،‬وإ ن‬
‫م((اتت فيم((ا بين ذل((ك فإنه((ا أج((ر ش((هيد"‪،‬وفي رواي((ة أخ((رى"الم((رأة إذا حملت ك((ان له((ا أج((ر الص((ائم‬
‫الق((ائم المخبت المجاه((د في س((بيل اهلل‪،‬وإ ذا ض((ربها الطل((ق فالت((دري الخالئ((ق ماله((ا من األج((ر‪،‬ف((إذا‬
‫وض((عت ك((ان له((ا بك((ل مص((ة أو رض((عة أج((ر نفس تحييه((ا‪،‬ف((إذا فطمت ض((رب المل((ك على منكبيه((ا‬
‫وقال‪ :‬استأنفي العمل"(‪.)3‬وقد خص الشرع الحنيف المرأة ببعض األحكام ال((تي تخف((ف عنه((ا بعض‬
‫الف((روض الديني((ة في ف((ترات الحيض والحم((ل والنف((اس‪،‬فحظ((ر عليه((ا الص((الة والص((يام واالعتك((اف‬
‫والط ((واف(‪ ،)4‬وتق((ديرا للحال ((ة النفس ((ية للم ((رأة وقت الحيض والنف((اس فق((د من ((ع الش ((رع الح ((نيف من‬
‫ايق((اع الطالق فيهم((ا‪.‬ف((الطالق ح((ل اس((تثنائي وض((ع للخ((روج من مش((كلة زوجي((ة الح((ل له((ا‪،‬والحال((ة‬
‫النفسية للم(رأة وقت الحيض أو النف(اس ق(د تك(ون س(ببا لخل(ق تل(ك المش(كلة فال يص(ح طالق الرج(ل‬
‫لزوجت((ه إال في طه((ر لم يواقعه((ا في((ه‪ ،‬وم((ع ذل((ك فق((د أت((اح ل((ه الش((رع خي((ار ال((تراجع عن الطالق‬
‫طيل( ((ة ف( ((ترة الع( ((دة البالغ( ((ة ثالث( ((ة ق( ((روء‪،‬وق( ((د اختل( ((ف المس( ((لمون في مع( ((نى الق( ((رء ف( ((اختلفت الم( ((دد‬

‫‪ ))1‬احمد جابر صالح‪،‬أثر االضطرابات الفسيولوجية الخاصة بالمرأة في مسؤوليتها الجزائية‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.109‬‬
‫‪ ))2‬االية ‪،14‬سورة لقمان‪.‬‬
‫‪ ))3‬عالء الدين الهندي‪،‬مصدر سابق‪،‬الحديثين‪،45152-45151:‬ص‪.171‬‬
‫‪ ))4‬محمد بن الحسن الطوسي‪،‬النهاية في مجرد الفقه والفتاوى‪،‬دار الكتاب العربي‪،‬ط‪،3‬بيروت‪،1980،‬ص‪23‬ومابعدها‪.‬‬
‫ايضا‪ :‬ابي اسحق الشيرازي‪،‬المهذب في فقه االمام الشافعي‪،‬ج‪،1‬الدار الشامية‪،‬ط‪،1‬بيروت‪،2001،‬ص‪141‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫عن( ((دهم‪،‬فمنهم من فس( ((ره ب( ((الحيض ك( ((أبي حنيف( ((ة وجماع( ((ة مع( ((ه‪،‬ومنهم من فس( ((ره ب( ((الطهر كمال( ((ك‬
‫والشافعي(‪،)1‬ووافقهم عليه الشيعة االمامية(‪.)2‬‬

‫يثبت إن تك( ( ( ((وين الم( ( ( ((رأة ال( ( ( ((بيولوجي وخلقته( ( ( ((ا المهيئ( ( ( ((ة للحم( ( ( ((ل واالرض( ( ( ((اع ورعاي( ( ( ((ة‬
‫االطف((ال‪،‬التتناس((ب م((ع االبتع((اد كث((يرًا عن الم((نزل‪،‬ف((إذا ظلت الم((رأة مراعي((ة ألنوثته((ا ولم تش((ارك‬
‫الرجل في كافة انشطته المهنية واالجتماعية ‪،‬فإن نس(بة إجرامه(ا تك(ون قطع(ا أق((ل بكث(ير من نس(بة‬
‫إجرام الرجل‪،‬وهذا ماتثبته الدراسات االحص((ائية‪ ،‬الس(يما إن المحي(ط األس(ري ي(وفر له(ا بيئ(ة آمن(ة‬
‫هادئة تتناسب مع طبيعته((ا‪ ،‬بخالف الطبيع((ة المعق(د للكث((ير من األعم((ال ال((تي التتناس((ب م((ع تك((وين‬
‫المرأة العضوي والنفسي‪ .‬فالمرأة أق((ول ق((وة من الرج(ل‪،‬ولكنه(ا أس(رع من(ه غض((با وأش(د ث(ورة‪،‬فق(د‬
‫اثبتت الدراسات العلمية إن الغضب يدخل بشكل أكبر في تركيبها العضوي والنفسي لها(‪.)3‬‬

‫ثانيا – االختالف النوعي‪:‬‬

‫تختلف نس(بة ارتك(اب الم(رأة للجريم(ة من حيث الن(وع كم(ا تختل(ف من حيث الكم‪ ،‬ف(المرأة ع(ادة‬
‫التمي ((ل الس ((تخدام العن ((ف عن ((د اقترافه ((ا للجريم ((ة‪،‬وتمي ((ل عموم ((ا الرتك ((اب ج ((رائم بس ((يطة وس ((هلة‬
‫التنفيذ‪ ،‬فإن ح(اولت القت(ل لج(أت الس(تخدام الس(م أو الح(رق‪،‬فهي التق(دم على ارتك(اب الج(رائم ال(تي‬
‫تتطلب العن( ((ف واس( ((تخدام الق(((وة العض( ((لية(‪.)4‬ذهب مارش( ((يه(‪ )Marchais‬الى أن الم( ((رأة ت( ((رتكب‪1‬‬
‫‪%0‬من ج( ((رائم الس( ((رقة‪،‬و‪%20-5‬ج( ((رائم القت( ((ل العم( ((د‪%10،‬ج( ((رائم القت( ((ل م( ((ع س( ((بق االص( ((رار‪،‬‬
‫‪%40‬ج((رائم االداب‪،‬فيم((ا تتس((اوى في ارتك((اب ج((رائم الحري((ق العم((د‪.‬فض((ال عم((ا أطل((ق ب((الجرائم‬
‫الخفية لكونها التصل غالبًا الى علم الش((رطة‪،‬كج((رائم االجه((اض وقت((ل الموالي((د وال((دعارة(‪،)5‬ووفق((ا‬
‫لبعض الدراس ( ((ات ف ( ((ان النس ( ((بة األعلى من الج ( ((رائم المرتكب ( ((ة ع( ((ادة من قب ( ((ل الم ( ((رأة هي ج ( ((رائم‬
‫اخالقية‪،‬والج(رائم ال(تي تمس االس(رة أو المتعلق(ة به(ا‪.‬كم(ا أثبتت دراس(ة أخ(رى إن النض((ج الجنس(ي‬
‫المبك ((ر للفتي ((ات ك ((ان الس ((بب المباش ((ر ألن تك ((ون الج ((رائم االخالقي ((ة ك ((انت أك ((ثر ارتكاب ((ا من قب ((ل‬
‫المرأة(‪.)6‬‬

‫‪ ))1‬د السيد عبد الرحمن‪،‬علم أصول الفقه بين اسهامات المذاهب الفقهية والمدارس الكالمية‪،‬فرست بوك للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‬
‫‪ ،1‬دمشق‪،2017،‬ص‪.288‬‬
‫‪ ))2‬الطبرسي‪،‬مجمع البيان في تفسير القران‪،‬ج‪،2‬مصدر سابق‪،‬ص‪.97‬‬
‫‪ ))3‬د محمد شالل حبيب‪،‬اصول علم االجرام‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.184‬‬
‫‪ ))4‬د طالل ابو عفيفة‪،‬اصول علمي االجرام والعقاب ‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪234‬‬
‫‪ ))5‬مزوز بركو‪،‬إجرام المرأة في المجمتع الجزائري‪-‬العوامل واآلثار‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.161‬‬
‫‪ ))6‬د محمد شالل حبيب‪،‬اصول علم االجرام‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪ .184‬سامية الساعاتي‪،‬جرائم المراة‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.35‬‬
‫‪19‬‬

‫اختلفت النظري ((ات الفقهي ((ة في أس ((باب اختالف نوعي ((ة الج ((رائم المرتكب ((ة من قب ((ل النس ((اء عن‬
‫نظيرته ( ( ((ا المرتكب ( ( ((ة من الرج ( ( ((ال‪،‬وذهبت في ع ( ( ((دة اتجاه ( ( ((ات‪،‬فمنه ( ( ((ا من عزاه ( ( ((ا الى االختالف‬
‫البيولوجي بين الجنسين‪ ،‬وينسب ذلك لتاثيرات بعض الغدد كالغدة الصنوبرية والدرقية والنخامي((ة‬
‫على المش((اعر والتص((رفات وم((اينتج عنه((ا من اختالف في طريق((ة التفك((ير واس((تخدام الوس((ائل وم((ا‬
‫الى ذل((ك‪ .‬ومنه((ا من نس((بها الختالف طبيع((ة الظ((روف االجتماعي((ة لك((ل منهم((ا‪،‬أم((ا االتج((اه الح((ديث‬
‫فهو اتجاه تكاملي يعتمد االختالفات العض((وية والنفس(ية واختالف الظ(روف االجتماعي(ة‪،‬وي(رى إن(ه‬
‫لم يعد باالمكان االكتفاء بعام((ل واح((د بمع((زل عن العوام((ل االخ((رى(‪.)1‬ف((القوة على س((بيل المث((ال لم‬
‫تع((د تفس((يرا كافي((ا لت((برير ابتع((اد الم((رأة عن ج((رائم العن((ف‪،‬أو الس((تخدامها الس((م في القت((ل‪،‬م((ع ت((وفر‬
‫مختلف الوس((ائل الحديث((ة ومنه((ا وس((ائل القت((ل كاألس((لحة االتوماتيكي((ة والكاتم((ة وغيره((ا(‪.)2‬و ينس((ب‬
‫جانب من الفقه اختالف طبيعة اجرام المرأة عن الرجل لالسباب التالية‪:‬‬

‫‪-1‬اختالف مش((اركة الم((راة الرج((ل في الحي((اة االجتماعي((ة‪:‬إن المرك((ز االجتم((اعي ال((ذي تتمت((ع ب((ه‬
‫المرأة ينعكس سلبا أو ايجابا على سلوكها االنساني‪،‬وكذلك على سلوكها االج(رامي كم(ا تق(دم‪.‬وم(ع‬
‫التق ((دم التكنول ((وجي وانتش ((ار وس ((ائل االتص ((ال الحديث ((ة ووس ((ائل التواص ((ل االجتم ((اعي ف ((ان نط ((اق‬
‫ارتكاب المراة للجريمة بات أوسع بكثير‪،‬الس(يما بالنس(بة للج(رائم المرتكب(ة ع(بر االن(ترنت‪،‬كج(رائم‬
‫النص((ب واالحتي((ال والقرص((نة االلكتروني((ة واالب((تزاز‪،‬وغيره((ا من الج((رائم ال((تي ك((انت ليس((ت في‬
‫متناول يد المراة ‪.‬‬

‫‪-2‬االختالف في التك( ((وين ال( ((بيولوجي‪:‬توص ( ((لت دراس( ((ة اجراه( ((ا الع( ((الم "كوتيلي( ((ه" الى ان الم( ((راة‬
‫أض((عف من الرج((ل وإ ن قوته((ا تص((ل تقريب((ا الى نص((ف ق((وة الرج((ل‪،‬وه((ذا يبع((دها عن الكث((ير من‬
‫الج ((رائم ال ((تي تتطلب ب ((ذل جه ((د ب ((دني ع ((ال وتتطلب اللج ((وء للعن ((ف البعي ((د عن طب ((ائع الم ((راة في‬
‫العادة‪ ،‬مع لحاظ االدوار الخاصة بالمرأة والتي تستنزف قوتها وتسبب لها االجهاد كأدوار الحمل‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫والرضاع‬

‫وتنظ ((ر بعض النظري ((ات للجريم ((ة بوص ((فها فعال بنيوي ((ا‪،‬وإ ن البن ((اء االجتم ((اعي ه ((و ال ((ذي ح ((دد‬
‫طبيع ((ة الجنس‪،‬وإ ن الطبيعةالقائم ((ة على التن ((افس في المجتم ((ع الرأس ((مالي هي ال ((تي تح ((دد االدوار‬
‫االقتص ((ادية وتض ((من تف((وق الرج ((ال ال ((ذين يرتكب ((ون ج ((رائم مايس ((مى ج ((رائم ذوي الياق ((ات ال ((بيض‬

‫‪ ))1‬حيزي( ( ((ة حس( ( ((ناوي‪،‬انم( ( ((اط ودواف( ( ((ع جريم( ( ((ة الم( ( ((راة في المجتم( ( ((ع‪،‬رس( ( ((الة ماجس( ( ((تير‪،‬كلي( ( ((ة االداب والعل( ( ((وم االنس( ( ((انية‬
‫واالجتماعية‪،‬قسم االجتماع‪،‬جامعة باجي مختار‪،‬عنابة‪-‬الجزائر‪،2012،‬ص‪81‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ ))2‬سعداوي زهر‪،‬الجنوسة والجريمة‪-‬المراة ونوعية الجرائم المرتكبة في المجتمع‪،‬مجلة دراسات اجتماعية‪،‬الجزائر‪،‬المجلد‬
‫‪ ،3‬العدد‪ ،2‬ص‪149‬ومابعدها‬
‫‪ ))3‬د محمد شالل حبيب‪،‬اصول علم االجرام‪،‬مصدر سابق ‪،‬ص‪185‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫والجرائم الجنسية‪،‬فيما تضطر النساء الرتكاب جرائم الس((رقة واالي((ذاء(‪.)4‬وت (ذهب بعض الدراس((ات‬
‫كذلك الى نسبة اختالف أن(واع ج(رائم النس(اء الى ارتب(اط ذل(ك بجنس الم(رأة والعم(ل ال(ذي تفرض(ه‬
‫طبيع((ة ه((ذا الجنس‪.‬إذ إن ك((ثرة ارتك((اب الم((رأة للجريم((ة المرتبط((ة باالس((رة متعل((ق بك((ثرة ارتب((اط‬
‫وبقاء الم(رأة في الم(نزل‪،‬أم(ا ج(رائم الس(رقة أو االعت(داء على االطف(ال فلكونه(ا تمتهن ع(ادة أعم(اال‬
‫منزلية كالخادمة أو مدبرة منزل‪.‬والنوع األخير هو الجرائم اللصيقة بالمرأة الرتباطه((ا بالوظ((ائف‬
‫الفس( ( ( ((يولوجية الخاص( ( ( ((ة به( ( ( ((ا‪،‬كج( ( ( ((رائم االجه( ( ( ((اض وقت( ( ( ((ل االطف( ( ( ((ال ح( ( ( ((ديثي ال( ( ( ((والدة والبغ( ( ( ((اء‬
‫والدعارة(‪، )2‬وماعدا هذا النوع األخير من الجرائم‪،‬فإن نسبة إجرام المرأة تظل متدنية قياسا بنس ((بة‬
‫إجرام الرجل‪ ،‬في مختلف المجتمعات ‪ ،‬ومختلف الحقب التاريخية(‪.)3‬‬

‫الف رع الث اني‪ -‬المس اواة بين الجنس ين في اط ار علم العق اب‪ :‬كم( ((ا أق( ((ر علم االج( ((رام بوج( ((ود‬
‫االختالف بين الجنس((ين لجه((ة الكم والكي((ف‪،‬فق((د راعت التش((ريعات بق((در أو ب((آخر تل((ك االختالف((ات‬
‫بين الجنسين‪،‬سواء عند تحديدها للعقوبة أو عند التنفيذ‪،‬وكما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬مرحل ة تحدي د العقوب ة‪ :‬تق((دم إن ق((وانين العقوب((ات المختلف((ة تق (ّر ب((أن فق((د االدراك واالرداة‬
‫اواالنتقاص منهما يعد من األعذار المعفية أو المخففة للعقوب(ة‪،‬وإ ن تل(ك الق(وانين ق((د نّص ت تحدي(دا‬
‫على االض ( ((طرابات العقلي ( ((ة كأح ( ((د العوام ( ((ل الم ( ((ؤثرة على االدراك واالرادة‪ .‬فق ( ((د ع( ( (ّد المش ( ((رع‬
‫الفرنس( ((ي االض( ((طراب العقلي مانع( ((ا من المس( ((ؤولية الجزائي( ((ة(‪،)4‬والى ذل( ((ك ايض( ((ا ذهب المش( ((رع‬
‫االلم((اني(‪.)5‬أم((ا المش((رع المص((ري فق((د اكتفى بع (ّد "العاه((ة العقلي((ة" ع((ذرا معفي((ا من العق((اب (‪،)6‬فيم((ا‬
‫مّي ز المش(((رع اللبن(((اني بين الجن(((ون ال(((ذي يفق(((د ال(((وعي أو االرادة وع( (ّد ه معفي ((ا من العق(((اب‪،‬وبين‬
‫"العاه ((ة العقلي ((ة"ال ((تي تنقص ال ((وعي أو االختي ((ار‪،‬وال ((تي تفي ((د مق ((ترف الفع ((ل باس ((تبدال العقوب ((ة أو‬
‫تخفيض((ها ‪.‬أم((ا المش((رع الع((راقي فق((د ك((ان موفق((ا الى ح((د بعي((د في معالجت((ه للموض((وع‪ ،‬فق((د ع (ّد‬
‫(‪)7‬‬

‫فق((دان االدراك أو االرداة مانع((ا عن المس((ؤولية الجزائي((ة بنص((ه على أن" ال يس((أل جزائي((ا من ك((ان‬
‫وقت ارتك((اب الجريم((ة فاق((د االدراك أو اإلرادة لجن((ون أو عاه((ة في العق((ل‪ ،"..‬وك((ان موفق((ا ك((ذلك‬
‫بع ((دم حص ((ر األس ((باب وت ((رك المج ((ال "ألي س ((بب آخ ((ر يق ((رر العلم أن ((ه يفق ((د اإلدراك"‪ ،‬إم ((ا إن لم‬
‫ُتح((دث الح((االت الم((ذكورة "س((وى نقص أو ض((عف في االدراك أو اإلرادة وقت ارتك((اب الجريم((ة‬

‫‪ ))1‬خديجة سبخاوي – دليلة زاوي‪،‬واقع الجريمة عند المراة الجزائرية‪،‬ص‪ .5‬بحث منشور على‬
‫‪www.researchgate.net‬‬
‫‪ ))2‬مزوز بركو‪،‬إجرام المرأة في المجمتع الجزائري‪-‬العوامل واآلثار‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.160‬‬
‫‪ ))3‬المصدر السابق‪،‬ص‪.163‬‬
‫‪ ))4‬المواد (‪ )1-122(،)3-121‬من قانون العقوبات الفرنسي لسنة ‪.1992‬‬
‫‪ ))5‬المادة (‪ )20‬من قانون العقوبات االلماني رقم (‪)16‬لسنة ‪.1960‬‬
‫‪ ))6‬المادة(‪ )62‬من قانون العقوبات المصري رقم(‪ )58‬لسنة ‪.1937‬‬
‫‪ ))7‬المواد (‪ )233-232‬من قانون العقوبات اللبناني لسنة ‪.1943‬‬
‫‪21‬‬

‫عدّ ذلك عذرًا مخففًا"(‪.)8‬وبهذا االتجاه سارت محكمة التمييز العراقي((ة‪،‬فق((د تض((منت بعض أحكامه((ا‬
‫ُ‬
‫النص على إن((ه"إذا أش((ار التقري((ر الط((بي الى إص((ابة المتهم بالكآب((ة وهي عاه((ة عقلي((ة أرثت((ه ض((عفا‬
‫في االدراك واالرادة ف( ( ((إن ذل( ( ((ك يعت( ( ((بر ع( ( ((ذرا مخفف( ( ((ا للعقوب( ( ((ة طبق( ( ((ا للم( ( ((ادة ‪ 130‬عقوب( ( ((ات"(‪.)2‬‬
‫وباس((تقراء نص((وص الم((واد المش((ار اليه((ا آنف((ا‪،‬يت((بين إن امتن((اع المس((ؤولية الجنائي((ة بس((بب العاه((ة‬
‫العقلية يتطلب توافر شرطين اثنين‪،‬معاصرة العاهة العقلية لوقت ارتكاب الجريمة‪،‬وأن تكون تل((ك‬
‫العاه((ة نافي((ة لالهلي((ة الجنائي((ة‪.‬ولتحدي((د ه((ذه األخ((يرة تت((وافر ثالث((ة مع((ايير‪،‬معي((ار بيول((وجي ومعي((ار‬
‫نفس ( ( ((ي ومعي ( ( ((ار ث ( ( ((الث بيول ( ( ((وجي‪-‬نفس ( ( ((ي‪،‬ش ( ( ((ريطة أن يك ( ( ((ون أي منه ( ( ((ا مفق ( ( ((دا لالرداة قيمته ( ( ((ا‬
‫القانونية(‪،)3‬ويلجأ القاضي في هذه الحاالت لالستعانة بأه((ل الخ((بر من ذوي االختصاص((ات الطبي((ة‬
‫ذات الص((لة‪.‬ل((ذا فق((د ذهبت محكم((ة التمي((يز العراقي((ة الى أن((ه لتوجي((ه المس((ؤولية الجزائي((ة يجب أن‬
‫يثبت إن المتهم ك((ان يتمت((ع ب((االدراك الت((ام وحري((ة االختي((ار اثن((اء ارتكاب((ه للجريم((ة‪،‬وبخالف((ه يتعين‬
‫عدم مسائلته النتفاء القصد الجن(ائي وه(و ال(ركن المعن(وي للجريم(ة‪،‬وبم(ا أن محكم(ة الموض((وع ق((د‬
‫أهملت وج ((ود تق ((ارير طبي ((ة خاص(((ة بالحال ((ة العقلي ((ة للمتهم‪،‬فق ((د نقض ((ت محكم ((ة التمي ((يز قراره ((ا‬
‫وألزمته ((ا بع ((رض المتهم على اللجن ((ة الطبي ((ة المختص ((ة إلثب ((ات وج ((ود العاه ((ة العقلي ((ة ل ((دى المتهم‬
‫ومعاصرتها لوقت ارتكاب الجريمة(‪.)4‬ف((إذا "ثبت للمحكم((ة بق((رار من اللجن((ة الطبي((ة المختص((ة ب((أن‬
‫المتهم مص((اب ب((المرض العقلي(ال((ذهان االض((طهادي) وإ ن((ه اليق((در مس((ؤولية عمل((ه وقت ارتك((اب‬
‫الحادث واليستطيع الدفاع عن نفسه امام المحكمة وحالته العقلية سيئة فيحكم عليه بعدم مسؤوليته‬
‫عن الجريمة المنسوبة إليه"‪،‬كما ورد في نص قرار آخر عن نفس المحكم((ة في قض((ية مماثل((ة(‪، )5‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫في التزام حرفي بالنص التشريعي ‪،‬وليس من باب االجتهاد القضائي‬

‫يتض((ح مم((ا تق((دم‪ ،‬إن التش((ريعات الجزائي((ة تض((منت النص على ع(ّد العاه((ة العقلي((ة ع((ذرا مانع((ا‬
‫عن المسؤولية الجزائية أو عذرا مخففا من العقاب‪،‬إال أنها لم تذكر الحاالت الفسيولوجية المتعلق((ة‬

‫‪ ))1‬المادة(‪ )60‬من قانون العقوبات العراقي رقم (‪)111‬لسنة ‪.1969‬‬


‫‪ ))2‬قرار محكمة التمييز االتحادية ‪ 1980\1081‬في ‪،1980\6\16‬قرار غير منشور‪.‬‬
‫‪ ) )3‬د نوفل علي عبداهلل‪،‬التخلف العقلي وأثره في المسؤولية الجنائية‪،‬بحث منشور في مجلة الرافدين للحقوق‪،‬جامعة‬
‫الموصل‪ ،‬المجلد‪ ،3‬السنة‪،10‬العدد‪،2005 ،26‬ص‪.282‬‬
‫‪ ))4‬قرار محكمة التمييز االتحادية ‪\35‬هيئة عامة\‪ 1984-1983‬في ‪،1993\11\8‬نقال عن‪:‬شيرزاد محمود سيده‪،‬الجنون‬
‫والعاهة العقلية كشروط المتناع المسؤولية الجزائية‪،‬بحث ترقية مقدم الى مجلس القضاء في اقليم كردستان العراق‪،‬منشور‬
‫على موقع السلطة القضائية القليم كردستان العراق على الرابط ‪http://www.krjc.org‬‬
‫‪ ))5‬قرار محكمة التمييز االتحادية ‪ 2006\137‬في ‪،2006\12\11‬قرار غير منشور‪.‬‬
‫‪))6‬نصت المادة ‪ 232‬من قانون اصول المحاكمات الجزائية العراقي رقم (‪)23‬لسنة ‪ 1971‬على إنه(اذا تبين من تقرير‬
‫اللجنة الطبية ان المتهم غير مسؤول جزائيًا الصابته وقت ارتكاب الجريمة بعاهة في عقله فيقرر الحاكم عدم مسؤوليته‬
‫وتصدر المحكمة حكمًا بعدم مسؤوليته مع اتخاذ أي اجراء مناسب في تسليمه الى احد ذويه لقاء ضمان لبذل العناية‬
‫الواجبة له‪).‬‬
‫‪22‬‬

‫ب((المرأة على وج((ه التحدي((د‪.‬إال أن بعض التش((ريعات الجزائي((ة تض((منت النص على عقوب((ة مخفف((ة‬
‫لألم عن ( ((د قتله ( ((ا طفله ( ((ا ح ( ((ديث ال ( ((والدة غفال عن ذك ( ((ر عّل ة التخفي ( ((ف‪،‬كم ( ((ا ذهب الي ( ((ه المش ( ((رع‬
‫الفرنسي(‪،)1‬وجاراه في ذلك المشرع المغربي(‪،)2‬والمش((رع الجزائ((ري(‪.)3‬وق((د ذهب ج((انب من الفق((ه‬
‫الى أن "المش((رع خف((ف من العقوب((ة لألم القاتل((ة لول((دها لحكم((ة تتمث((ل في الحال((ة النفس((ية أو اآلآلم‬
‫ال((تي ت((تزامن م((ع ال((والدة أو تعقبه((ا ‪ ،‬وي((ترتب عليه((ا االنتق((اص من وعي الم((رأة أو ع((دم اس((تعادته‬
‫بصورة تامة‪،‬وفي هذه الحالة الحظ المشرع نقص االدراك ال((ذي من ش((أنه تخفي((ف المس((ؤولية"(‪.)4‬‬
‫وه( ((ذا التخفي( ((ف ال( ((ذي حظيت ب( ((ه األم الفرنس( ((ية تبن( ((اه ك( ((ذلك المش( ((رع االنكل( ((يزي في ق( ((انون قت( ((ل‬
‫الطفل(‪،)5‬في سلسلة تشريعات امتدت من الع((ام ‪ 1860‬الى الع((ام ‪.)6(1938‬وج((اراه في ذل((ك بعض‬
‫التش((ريعات المرتبط((ة ب((ه مث((ل ويل((ز وكن((دا وإ رلن((دا(‪،)7‬أو تل((ك ال((تي ت((أثرت ب((ه نتيج((ة االس((تعمار أو‬
‫االنتداب‪،‬كالمشرع السوداني(‪،)8‬والمش((رع الفلس((طيني(‪ ،)9‬والمش((رع االردني(‪.)10‬وق((د اتفقت ك((ل تل((ك‬
‫التش ((ريعات على ‪،‬أن اليزي ((د عم ((ر المول ((د عن الس ((نة‪ ،‬كم ((ا اتفقت على أن تك ((ون األم ق ((د ارتكبت‬
‫الجريمة وهي في حالة عقلية غير متزنة ولم تستعد وعيها تماما من تأثير الوالدة‪.‬بل إن المش((رع‬
‫االردني عام((ل ه((ذه األم معامل((ة اس((تثنائية واس((تبدل عقوب((ة االع((دام بعقوب((ة االعتق((ال م((دة التنقص‬
‫عن خمس سنوات(‪.)11‬وهو بذلك يمنح األم معاملة استثنائية باستبدال عقوب((ة االع((دام باالعتق((ال‪،‬إال‬
‫أنن ((ا ن ((رى إن المش ((رع االردني لم يكن موفق ((ا ب ((ذلك‪ ،‬فه ((و أوال يخ ((الف القواع ((د ال ((تي س ((بق ل ((ه أن‬
‫وضعها في نفس الق(انون ب(النص على أن "يعفى من العق(اب ك(ل من ارتكب فعًال أو ترك(ًا إذا ك(ان‬
‫حين إياه عاجزًا عن إدراك كنه أفعاله أو عاجزًا عن العلم بأنه محظ(ور علي(ه ارتك(اب ذل(ك الفع(ل‬
‫أو ال((ترك بس((بب اختالل في عقل((ه"(‪،)12‬فض ((ال عن إن ه((ذه التش((ريعات ق ((د توس((عت كث((يرا وبال أي‬
‫‪ ))1‬المادة (‪)2-302‬من قانون العقوبات الفرنسي لسنة ‪.1992‬‬
‫‪ ))2‬المادة(‪ )397‬من القانون الجنائي المغربي رقم(‪)1،59،413‬لسنة ‪.1962‬‬
‫‪ ))3‬المادة(‪ )2-261‬من قانون العقوبات الجزائري رقم(‪ )156-66‬لسنة ‪.1966‬‬
‫‪ ))4‬صرصار محمد‪،‬الحماية الجنائية لحقوق الطفل في التشريع الجزائري‪،‬رسالة ماجستير في القانون العام‪،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق‪،‬جامعة مصطفى اسطمبولي‪-‬معسكر‪،‬الجزائر‪،2017،‬ص‪.35‬‬
‫‪.The Infanticide Act 1938 (1 & 2 Geo 6 c 36),Section1 ))5‬‬
‫‪Tony ward,The Sad Subject of Infanticide: Law, Medicine and Child Murder, 1860- ))6‬‬
‫‪.1938,Social&legal studies,De montfort University,Leicester,UK,1999,P 163‬‬
‫‪ ))7‬ينظر‪،Infanticide Act :‬مقال منشور على الرابط ‪https://en.wikipedia.org/wiki/Infanticide_Act‬‬
‫‪ ))8‬تنظر المادة(‪-253‬أ) من قانون العقوبات السوداني لسنة ‪ 1974‬الملغى‪.‬‬
‫‪))9‬المادة(‪)226‬من قانون العقوبات الفلسطيني رقم(‪ )74‬لسنة ‪.1936‬‬
‫‪ ))10‬المادة (‪ )331‬من قانون العقوبات االردني رقم (‪)16‬لسنة ‪ 1960‬المعدل‪.‬‬
‫‪ ))11‬المادة(‪ )331‬من قانون العقوبات االردني رقم(‪ )16‬لسنة ‪ .1960‬واالعتقال كما عرفته المادة (‪)20‬من القانون‬
‫المذكور "هو وضع المحكوم عليه في أحد سجون الدولة المدة المحكوم بها عليه مع منحه معاملة خاصة وعدم إلزامه‬
‫بارتداء زي السجناء وعدم تشغيله بأي عمل داخل السجن أو خارجه إال برضاه"‪.‬‬
‫‪ ))12‬المادة(‪ )192‬من قانون العقوبات االردني ‪،‬مصدر سابق‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫دليل علمي‪،‬في اعتماد آثار اضطرابات مابعد الوالدة لم(دة س(نة كامل(ة‪.‬إال إن م(ايتعلق ب(البحث هن(ا‬
‫هو إنه إلعمال العذر المخفف‪"،‬يلزم اثبات إن األم التي قتلت وليدها ك(انت تع(اني من اض((طرابات‬
‫نفس(ية بس(بب الحم(ل أو ال(والدة أو الرض(اعة‪،‬وبخالف(ه "التس(تفيد من ع(ذر الم(رض العقلي المنس(ب‬
‫لعدم استعادتها وعيها"(‪.)1‬هن((اك بعض التطبيق((ات القض((ائية في اعتم((اد التغ((يرات الفس((يولوجية ال((تي‬
‫تط ( ((رأ على الم ( ((رأة كع ( ((ذر م ( ((انع من المس ( ((ؤولية أو مخف ( ((ف من العق ( ((اب‪،‬وق ( ((د اعتم ( ((دت المح ( ((اكم‬
‫االنجليزي((ة واالمريكي((ة والكندي((ة تل((ك التغي((يرات‪،‬للحكم ب((براءة المتهم((ات ببعض الج((رائم واالكتف((اء‬
‫باتخاذ تدابير احترازية‪،‬أو إلصدار أحكام مخففة بحقهن(‪. )2‬‬

‫ثانيا‪ -‬مرحلة تنفيذ العقوبة‪ :‬مع مايذهب اليه جانب من الفقه من تساهل القض(اة م(ع النس(اء‪ ،‬وإ ن‬
‫االحك((ام ال((تي يص((درونها تك((ون مخفف((ة ع((ادة لمح((اوالت القض((اة التم((اس أس((باب ال((براءة أو امتن((اع‬
‫المس((ؤولية ‪،‬فض((ال عن الفك((رة العام((ة ح((ول ض((عف احتم((ال الع((ود عن((د الم((رأة المجرم((ة(‪،)3‬إال أن‬
‫نس ((بة ارتك ((اب الم ((رأة للجريم ((ة أص ((ال تك ((ون دائم ((ا دون نس ((بة ارتك ((اب الرج ((ل له ((ا‪.‬علي ((ه‪،‬وامت ((دادا‬
‫للنسب المتدنية الرتكاب المرأة للجريمة قياسا بالرج(ل‪،‬تك(ون نس(ب تواج(دها في المؤسس(ة العقابي(ة‬
‫متدنية كذلك‪،‬وتقدر نسبة المسجونات بحدود‪ %4‬من السجناء الذكور(‪.)4‬‬

‫ما أقره علم االجرام من تفري(ق بين الجنس(ين ورفض((ه األخ(ذ بالمس(اواة المطلق(ة بينهم(ا‪،‬وإ ق((راره‬
‫لوجود فروق عضوية ونفسية بينهما‪ ،‬وماتترتب عليه من االختالف في النظ((ر لجريم((ة ك((ل جنس‬
‫على ح ((دة‪،‬أق ((ره علم العق ((اب واعت ((د به ((ا من ((ذ المراح ((ل األولى للمؤسس ((ات العقابي ((ة‪.‬إال إن ذل ((ك لم‬
‫يح ((دث بين ليل ((ة وض ((حاها‪،‬فلم تكن هن ((اك س ((جون خاص ((ة بالنس ((اء في الس ((ابق‪،‬فق ((د ك ((انت الس ((جون‬
‫مختلط((ة في اوروب((ا‪،‬وتفش((ى الفس((اد وال((دعارة فيه((ا ح((تى انش((اء أول س((جن مخص((ص للنس((اء ملح((ق‬
‫بسجن الرجال في العام ‪.)5(1595‬وبحس(ب تقري(ر منظم(ة مراقب(ة حق(وق االنس(ان الخاص(ة بالس(جون‬
‫فان سجون النساء التختلف عن سجون الرجال وهي بذلك التلبي احتياجات النساء الخاصة وه((ذا‬
‫م((ايؤثر بالحال((ة الص((حية للنس((اء والحال((ة العقلي((ة لهن(‪.)6‬إن االق((رار باالختالف((ات الفس((يولوجية بين‬

‫‪ ))1‬وجدي عبد الرحمن حسني‪،‬االحكام العامة والخاصة لجريمة قتل االم لوليدها‪-‬دراسة مقارنة بين القانونين االردني‬
‫والفلسطيني‪،‬رسالة ماجستير في القانون العام‪،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة الشرق االوسط‪،2013،‬ص‪.59‬‬
‫‪ ))2‬لالطالع على وقائع بعض تلك المحاكمات ينظر‪:‬أحمد جابر صالح‪،‬أثر االضطرابات الفسيولوجية الخاصة بالمرأة في‬
‫مسؤوليتها الجزائية‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪124‬ومابعدها‬
‫‪ ))3‬دغفل حيزية‪،‬أثر جنس المرأة على تقدير العقوبة من خالل جريمتي القتل واالجهاض‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪93‬ومابعدها‪.‬‬
‫‪ ))4‬مزوز بركو‪،‬إجرام المرأة في المجمتع الجزائري‪-‬العوامل واآلثار‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.163‬‬
‫‪))5‬د عبدالفتاح خضر‪،‬السجون مزاياها وعيوبها ‪،‬المركز العربي للدراسات االمنية ‪،‬ط‪،1‬الرياض‪،1981،‬ص‪.16‬‬
‫‪ ))6‬مزوز بركو‪،‬إجرام المرأة في المجمتع الجزائري‪-‬العوامل واآلثار‪،‬مصدر سابق‪،‬ص‪.180‬‬
‫‪24‬‬

‫الجنسين‪،‬يقود لإلقرار بتباين احتياجات كل منهما فيما يتعلق بقواعد النظافة والص((حة‪.‬في حين إن‬
‫معظم مباني السجون واالنظمة السجنية معدة اليواء مساجين من الذكور(‪.)1‬‬

‫بن((اء على ماتق(دم ‪،‬فق(د تم إق((رار ع(دة تش((ريعات دولي((ة خاص((ة بتنظيم الس((جون ومعامل((ة الس((جناء‬
‫بصورة عامة‪ ،‬وأخرى خاصة بتنظيم أمور ومعاملة السجينات بصورة خاصة‪.‬وكاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1‬قواع( ((د االمم المتح( ((دة النموذجي( ((ة ال( ((دنيا لمعامل( ((ة الس( ((جناء لس( ((نة ‪ :1955‬أق( ((رت قواع( ((د االمم‬
‫المتح((دة النموذجي((ة ال((دنيا لمعامل((ة الس((جناء بوج((وب تقس((يم الس((جناء الى فئ((ات‪،‬وب((أن" توَض ع فئ((ات‬
‫الس(((جناء المختلف ((ة في مؤسس(((ات مختلف ((ة أو أج(((زاء مختلف ((ة من المؤسس ((ات م ((ع مراع ((اة جنس ((هم‬
‫وعمرهم وسجل سوابقهم واألسباب القانونية الحتجازهم ومتطلبات مع(املتهم"‪،‬فك(ان معي(ار الجنس‬
‫أول مع ((ايير التمي ((يز والفص ((ل بين الس ((جناء‪،‬ول ((ذلك ك ((ان الب ((د من أن" أ‪ُ -‬يس ((جن الرج ((ال والنس ((اء‪،‬‬
‫بق((در اإلمك((ان‪ ،‬في مؤسس((ات مختلف((ة؛ وحين تك((ون هن((اك مؤسس((ة تس((تقبل الجنس((ين على الس((واء‪،‬‬
‫يتحَّتم أن يك ( ((ون مجم ( ((وع األم ( ((اكن المخَّص ص ( ((ة للنس ( ((اء منفص( ( (ًال كلًّي ا"(‪.)2‬وفيم ( ((ا يخص م ( ((وظفي‬
‫السجن‪،‬ق(ررت ه(ذه القواع(د إن(ه "في الس(جون المختلط(ة‪ ،‬المس(تخدمة لل(ذكور واإلن(اث مع(ا‪ ،‬يوض(ع‬
‫القسم المخص(ص للنس(اء من مب(نى الس(جن تحت رئاس(ة موظف(ة مس(ؤولة تك(ون في عه(دتها مف(اتيح‬
‫جميع أبواب هذا القسم"‪،‬والتشترط القاعدة شرطا مماثال للقسم المخصص للرج((ال‪ .‬كم((ا اش((ترطت‬
‫إن(ه" ال يج(وز ألي من م(وظفي الس(جن ال(ذكور أن ي(دخل قس(م النس(اء م(ا لم يكن مص((حوبا بموظف(ة‬
‫أنثى"‪،‬بينما يج(وز لموظف(ات الس(جن دخ(ول قس(م الرج(ال من دون ص(حبة موظ(ف ذك(ر‪.‬واش(ترطت‬
‫القواعد أيضا أن " تكون مهمة رعاية السجينات واإلشراف عليهن من اختصاص موظفات السجن‬
‫النساء حصرا"‪،‬والتشترط القواعد شرطا مماثال يجعل رعاية الس((جناء من الرج((ال من اختص((اص‬
‫موظفي السجن من الرجال حصرا(‪. )3‬‬

‫كذلك لم تغفل قواعد االمم المتحدة المتعلقة بمعاملة السجناء االختالف(ات العض(وية بين الجنس(ين‬
‫الخاص ((ة ب ((المرأة‪ ،‬فتض ((منت النص على أن "ُت زَّو د س ((جون النس ((اء ب ((المرافق الخاص ((ة الض ((رورية‬
‫لتوفير الرعاية والعالج قبل الوالدة وبعدها(‪،)4‬وأن"ال ُتستخدم أدوات تقييد الحِّر ية البَّت ة م((ع النس((اء‬

‫‪ ))1‬ك( ((ارولين براديي( ((ه‪،‬الن( ((وع االجتم( ((اعي واث( ((ره في اص( ((الح نظ( ((ام العقوب( ((ات‪-‬تح( ((يين قواع( ((د ب( ((انكوك‪،‬ترجم( ((ة مك( ((رم ح( ((اج‬
‫عي ( ( ( ( ((اد‪،‬منش ( ( ( ( ((ورات مرك ( ( ( ( ((ز ج ( ( ( ( ((نيف للرقاب ( ( ( ( ((ة الديمقراطي ( ( ( ( ((ة على الق ( ( ( ( ((وات المس ( ( ( ( ((لحة‪.2014 ،‬منش ( ( ( ( ((ور على الموق ( ( ( ( ((ع‬
‫‪/https://www.dcaf.ch‬‬
‫‪ ))2‬القاعدة (‪)11‬من قواعد االمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء لسنة ‪1955‬والتي أقرها المجلس االقتصادي‬
‫واالجتماعي لالمم المتحدة سنة ‪.1977‬‬
‫‪ ))3‬تنظر الفقرات(‪)3-2-1‬من القاعدة ‪ ،81‬من قواعد االمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء لسنة ‪.1955‬‬
‫‪ ))4‬القاعدة(‪،)28‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪25‬‬

‫أثن((اء المخ((اض وأثن((اء ال((والدة وبع((د الوض((ع مباش((رة"(‪.)5‬ك((ذلك فق((د م((يزت الرج((ال عن النس((اء في‬
‫نطاق إمكانية فرض الحبس االنفرادي‪،‬وجعلت النساء في سياق واح((د م((ع االطف(ال وذوي اإلعاق((ة‬
‫العقلية أو البدنية‪ ،‬فنصت على ُيحَظر فرض الحبس االنفرادي على السجناء ذوي اإلعاق((ة العقلي((ة‬
‫أو البدني ((ة إذا ك ((ان من ش ((أن ه ((ذه الت ((دابير أن ت ((ؤدي إلى تف ((اقم ح ((التهم‪ .‬وينطب ((ق حظ ((ر اس ((تخدام‬
‫الحبس االنف ((رادي والت ((دابير المماثل ((ة عن ((دما يتعل ((ق األم ((ر بنس ((اء أو أطف ((ال"(‪.)2‬ك ((ذلك أق ((رت ه ((ذه‬
‫القواع((د ب((االختالف الق((ائم بين الجنس((ين بنص((ها على وج((وب أن تتم "إج((راءات التف((تيش االقتح((امي‬
‫في مك ( ((ان تت( ( (وَّفر في ( ((ه الخصوص ( ((ية‪ ،‬وأن يت ( ((ولى القي ( ((ام به ( ((ا موظف ( ((ون م( ( (دَّر بون من نفس جنس‬
‫الس ((جين"(‪.)3‬ولض ((مان "تواف ((ق أس ((لوب إدارة الس ((جون م ((ع الق((وانين والل ((وائح التنظيمي ((ة والسياس ((ات‬
‫واإلج((راءات القائم((ة بغي((ة تحقي((ق أه((داف المراف ((ق العقابي((ة واإلص((الحية‪ ،‬وض ((مان حماي((ة حق((وق‬
‫الس((جناء"‪،‬فق((د تض((منت ه((ذه القواع((د النص على وج((وب القي((ام بعملي((ات تف((تيش داخلي((ة وخارجي((ة‬
‫على المؤسس ((ة العقابي ((ة‪،‬وأن "تت ((أَّلف أفرق ((ة التف ((تيش الخ ((ارجي من مفِّتش ((ين م ((ؤَّهلين وذوي خ ((برة‬
‫تعِّينهم س( ((لطة مختَّص ة‪ ،‬وتش( ((مل اختصاص( ((يين في الرعاي( ((ة الص( ((حية‪ .‬وُي ولى االعتب( ((ار ال( ((واجب‬
‫للتمثيل المتوازن بين الجنسين"(‪.)4‬‬

‫‪ -2‬قواع ( ((د طوكي ( ((و‪ :‬في الع ( ((ام‪،1990‬تم إق ( ((رار م ( ((اعرف بـ(قواع ( ((د طوكي ( ((و)‪،‬لتحس ( ((ين ظ ( ((روف‬
‫السجون ‪،‬إال أن تلك القواعد لم تتضمن امتي(ازا خاص((ا بالنس(اء‪،‬ب(ل أك(دت ب(أن" تطب(ق ه(ذه القواع(د‬
‫دون أي تمي ((يز يس ((تند الى العنص ((ر أو الل ((ون أو الجنس"(‪.)5‬وفي الع ((ام ‪ 2000‬ص ((در إعالن فيين ((ا‬
‫بش((أن الجريم((ة والعدال((ة‪ ،‬ال((ذي أك((د االل((تزام ب((أن ت((راعي ب((رامج االمم المتح((دة بش((أن من((ع الجريم((ة‬
‫والعدالة الجنائية " أي تباين في تأثير ال(برامج والسياس(ات علي النس(اء والرج(ال"‪،‬إال إنه(ا م(ع ذل(ك‬
‫أعلنت التزامها كذلك" بوضع توصيات سياساتية ذات توجه عملي تستند إلي االحتياجات الخاصة‬
‫للمرأة"(‪. )6‬‬

‫‪ -3‬مس ((ودة قواع ((د االمم المتح ((دة لمعامل ((ة النس ((اء الس ((جينات والت ((دابير غ ((ير االحتجازي ((ة للنس ((اء‬
‫المخالفات للقانون‪ :‬في العام ‪،2009‬وضعت لجن((ة االمم المتح((دة لمن((ع الجريم((ة والعدال((ة الجنائي((ة‪،‬‬
‫ه((ذه المس((ودة ‪،‬وال((تي بينت إن القواع((د النموذجي((ة ال((دنيا لمعامل((ة الس((جناء ‪"،‬لم ت((ول الق((در الك((افي‬
‫الحتياجات النس(اء الخاص(ة"‪ ،‬فوض(عت ع(دة قواع(د من أج(ل تلبي(ة تل(ك االحتياج(ات‪.‬إال أنه(ا نص(ت‬

‫‪ ))1‬القاعدة (‪،)2-48‬المصدر السابق‪.‬‬


‫‪ ))2‬القاعدة(‪،)2-45‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ ))3‬القاعدة(‪،)1-52‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪))4‬تنظر القواعد(‪)2-83‬و(‪ ،)2-84‬من قواعد االمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء لسنة ‪.1955‬‬
‫‪ ))5‬تنظر المادة(‪ )2-2‬من قواعد طوكيو لمعاملة السجناء لعام ‪.1990‬‬
‫‪ ))6‬تنظر المواد(‪ )11-10‬من اعالن فيينا بشأن الجريمة والعدالة لسنة ‪.2000‬‬
‫‪26‬‬

‫على إن((ه م((ع وج((وب "األخ((ذ في االعتب((ار االحتياج((ات المم((يزة الخاص((ة بالنس((اء الس((جينات"‪،‬إال أن((ه‬
‫"اليجوز ان ينظر الى توفير هذه االحتياجات على إن((ه تمي((يزي"(‪.)1‬كم((ا نص((ت على وج((وب "ايالء‬
‫انتباه كاف الجراءات دخول النساء واألطفال الى الس((جن بس((بب الحساس((ية الخاص((ة ال((تي يكتس((بها‬
‫وض((عهم في ه((ذا ال((وقت"‪ ،‬وبتفهم الحساس((ية ال((تي يكتس((بها االطف((ال بحكم ص((غر س((نهم‪،‬إال أن((ه ليس‬
‫مفهوم((ا بالنس((بة للنس((اء إال ب((القول بوج((ود م((ايميز الم((رأة عن الرج((ل‪،‬وه((و م((اتقر ب((ه ه((ذه القواع((دة‬
‫ت((ارة‪،‬وتنفي((ه ت((ارة أخ((رى‪.‬وق((د نص((ت المس((ودة أيض((ا على وج((وب تهيئ((ة"إج((راءات خاص((ة بالنظاف((ة‬
‫لتلبي ( ((ة االحتياج ( ((ات الخاص ( ((ة بالنس ( ((اء‪...‬الس ( ((يما الحوام ( ((ل والمرض ( ((عات والالتي يم ( ((ررن بف ( ((ترة‬
‫المحيض"(‪.)2‬وم ((ع أخ ((ذ ذل ((ك بنظ ((ر االعتب ((ار‪،‬أوجبت المس ((ودة توف ((ير" الرعاي ((ة الص ((حية الخاص ((ة‬
‫بالنساء"‪،‬وذكرت إن من حق السجينة طلب طبيب((ة أو ممرض((ة(‪. )3‬ومراع((اة للوظ((ائف الفس((يولوجية‬
‫ال((تي تخص الم((رأة‪،‬أوجبت المس((ودة" على م((وظفي الس((جن ال((وعي باالوق((ات ال((تي ق((د تش((عر النس((اء‬
‫فيه((ا بض((غوطات مح((ددة‪...‬مث((ل س((ن الي((أس"‪ .‬وعلى ض((رورة" تلقي م((وظفي الس((جن ت((دريبا مناس((با‬
‫للتوعي((ة باالحتياج((ات الخاص((ة ب((النوع االجتم((اعي للس((جينات والمس((ائل الرئيس((ية المتعلق((ة بص((حة‬
‫النس( ((اء"‪،‬وك( ((ذلك وج( ((وب" تخص( ((يص برن( ((امج يتض( ((من نش( ((اطات متوازن( ((ة للنس( ((اء‪،‬بحيث يأخ( ((ذ في‬
‫االعتب ((ار االحتياج ((ات المناس ((بة للن ((وع االجتم ((اعي"(‪ .)4‬ويت ((بين من ك ((ل ذل ((ك م ((دى تزاي ((د االهتم ((ام‬
‫باالحتياجات الخاصة للنساءنوالتي ترتبط باالختالفات العضوية والنفسية بينها وبين الرجال‪.‬‬

‫‪ -4‬قواع(((د ب( ((انكوك‪ :‬لم تكت( ((ف االمم المتح( ((دة باالعالن( ((ات والقواع ((د الس( ((ابقة‪ ،‬بع( ((د أن وج( ((دت إن‬
‫"القواع(د المعتم(دة من(ذ أك(ثر من ‪ 50‬عام(ا لم ت(ول الق(در الك(افي من االهتم(ام لالحتياج(ات الخاص((ة‬
‫للنس( ( ((اء"‪،‬ل( ( ((ذا ب( ( ((ات ض( ( ((روريا"زي( ( ((ادة توض( ( ((يح االعتب( ( ((ارات ال( ( ((تي ينبغي مراعاته( ( ((ا في معامل( ( ((ة‬
‫السجينات"‪.‬فوضعت في العام ‪ 2011‬قواعد جديدة عرفت بقواع(د ب(انكوك‪،‬مبين(ة إمكاني(ة انطب(اق "‬
‫بعض ه( ((ذه القواع( ((د على اآلب( ((اء من الس( ((جناء والمج( ((رمين بص( ((ورة متس( ((اوية"(‪. )5‬وق( ((د بينت االمم‬
‫المتح ((دة في مقدم ((ة تل ((ك القواع((د إنه ((ا " تأخ ((ذ باالعتب ((ار الخص ((ائص المم ((يزة للنس ((اء الل ((واتي يقعن‬
‫تحت طائل ((ة نظ ((ام العدال ((ة الجنائي ((ة وض ((رورة إعط ((اء االولوي ((ة لتط ((بيق الت ((دابير غ((ير االحتجازي ((ة‬
‫عليهن بسبب تلك الخص(ائص المم(يزة"‪،‬فيب(دو ان هن(اك تط(ورا في مج(ال النظ(ر لخص(ائص الم(رأة‬

‫‪ ))1‬المادة(‪)1‬من قواعد االمم المتحدة لمعاملة النساء السجينات والتدابير غير االحتجازية للنساء المخالفات للقانون لسنة‬
‫‪.2009‬‬
‫‪ ))2‬تنظر القواعد‪،)5(-)1-2( :‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ ))3‬تنظر المواد(‪ )2-1‬من القاعدة(‪،)10‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ ))4‬القواعد(‪،)33(،)13‬والمادة(‪ )1‬من القاعدة(‪ )42‬من مسودة قواعد االمم المتحدة لمعاملة النساء السجينات والتدابير غير‬
‫االحتجازية للنساء المخالفات للقانون لسنة ‪.2009‬‬
‫‪ ))5‬تنظر المواد(‪) 12(،)1‬من قواعد االمم المتحدة لمعاملة السجينات والتدابير غير االحتجازية للمجرمات(قواعد بانكوك)‬
‫لسنة ‪.2011‬‬
‫‪27‬‬

‫المم ((يزة له ((ا‪،‬ب ((ات يظه ((ر الحاج ((ة لتط ((بيق اج ((راءات تح ((ول دون وض ((ع الم ((رأة قي ((د االحتج ((از‪.‬وق ((د‬
‫ذّك رت المقدم((ة ب((اعالن فيين((ا ال((ذي"ال((تزمت في((ه ال((دول االعض((اء بجمل((ة أم((ور منه((ا أن تض((ع في‬
‫ض ( ((وء االحتياج ( ((ات الخاص ( ((ة للس ( ((جينات والمجرم ( ((ات‪ ،‬توص ( ((يات عملي ( ((ة المنحى‪ ،"...‬وان االمم‬
‫المتحدة"تاخذ باالعتبار ان السجينات هن إحدى الفئ((ات المستض((عفة ال((تي له((ا احتياج((ات ومتطلب((ات‬
‫خاص((ة"‪،‬وإ نه(ا "ت(درك إن العدي(د من مراف((ق الس(جون في جمي(ع أرج(اء الع(الم مع(ّد في المق(ام االول‬
‫للس( ( ((جناء‪،‬في حين إن ع( ( ((دد الس( ( ((جينات ق( ( ((د ازداد على نح( ( ((و ملح( ( ((وظ ‪."...‬وإ ذا كن( ( ((ا نفهم حقيق( ( ((ة‬
‫احتياج ( ((ات النس ( ((اء الخاص ( ((ة‪،‬ف ( ((إن االمم المتح ( ((دة لم ت ( ((بين عّل ة تص ( ((نيف الم ( ((رأة ض ( ((من(الفئ ( ((ات‬
‫المستضعفة)‪.‬وذهبت المقدمة الى "الدعوة‪...‬اليالء المزيد من االهتمام لمسالة النس((اء والفتي((ات في‬
‫الس ((جون"‪،‬وإ نه ((ا"تحي ((ط علم ((ا ب ((إعالن ك ((ييف بش ((أن ص ((حة النس ((اء في الس ((جون"‪،‬وت ((رحب"بوض(((ع‬
‫مجموع((ة قواع((د تكميلي((ة خاص ((ة بمعامل((ة الموقوف ((ات والمعتقالت في المراك((ز االحتجازي((ة وغ((ير‬
‫االحتجازية"‪،‬فإنها "تش(ير الى اعالن الس(لفادور ال(ذي اوص(ت في(ه ال(دول اإلعض(اء ب(أن تنظ(ر لجن(ة‬
‫منع الجريمة والعدالة الجنائية في مشروع قواعد االمم المتحدة لمعاملة السجينات"‪،‬و"تعتمد قواع((د‬
‫االمم المتح( ( ( ((دة لمعامل( ( ( ((ة الس( ( ( ((جينات والت( ( ( ((دابير غ( ( ( ((ير االحتجازي( ( ( ((ة للمجرم( ( ( ((ات المرفق( ( ( ((ة به( ( ( ((ذا‬
‫القرار"‪،‬و"ت(دعو ال(دول االعض(اء الخ(ذ االحتياج(ات الخاص(ة للس(جينات وواقعهن في االعتب(ار عن(د‬
‫وض( ( ((ع التش( ( ((ريعات واالج( ( ((راءات‪،"...‬و"تش( ( ((دد على ض( ( ((رورة اعط( ( ((اء االولوي( ( ((ة للت( ( ((دابير غ( ( ((ير‬
‫االحتجازية‪...‬لدى إصدار حكم على إمرأة حامل أو إمرأة مس(ؤولة لوح(دها أو بص(فة رئيس(ية عن‬
‫رعاية طفل"(‪ .)1‬ولم تختلف القواعد الجديدة عن سياق القواعد القديمة كث((يرا‪ ،‬وبّينت بداي((ة إن((ه"من‬
‫أج ((ل تط ((بيق مب ((دأ ع ((دم التمي ((يز ال ((ذي تجس ((ده القاع ((دة (‪ )6‬من القواع ((د النموذجي ((ة ال ((دنيا لمعامل ((ة‬
‫السجناء تؤخ(ذ االحتياج(ات المم(يزة للس(جينات في االعتب(ار عن(د تط(بيق ه(ذه القواع(د‪.‬والينظ(ر الى‬
‫التدابير المتخذة لتلبية هذه االحتياجات من أجل تحقيق مساواة فعلية بين الجنسين على إنها تدابير‬
‫تنطوي على تمييز"(‪ .)2‬ونجد إن التصريح بالمساواة م((ع اإلق((رار بوج((ود االختالف والس((عي لتلبي((ة‬
‫االحتياج( ((ات تبع( ((ا ل( ((ذلك االختالف‪،‬ثم نفي وق( ((وع التمي( ((يز ‪،‬ينط( ((وي على جمل( ((ة متناقض( ((ات‪.‬إذ إن‬
‫المساواة الفعلية تتطلب أن تكون التدابير المتخذة ‪،‬ومجمل أوجه التعامل مع ال((نزالء في المؤسس((ة‬
‫العقابي( ( ( ( ((ة واح( ( ( ( ((دة للنص على ع( ( ( ( ((دم التمي( ( ( ( ((يز على أس( ( ( ( ((اس الجنس‪،‬وك( ( ( ( ((ان األولى أن يض( ( ( ( ((اف‬
‫للنص"باستثناء ماتتطلبه االختالفات العضوية والنفسية بين الجنسين"‪.‬‬

‫ت((والت القواع((د في ذات الس((ياق الس((ابق للقواع((د الس((ابقة في تبي((ان وج((وب"ايالء اهتم((ام ك((اف‬
‫لالج( ((راءات المتعلق( ((ة ب( ((دخول النس( ((اء واالطف( ((ال الس( ((جن نظ( ((را لض( ((عفهم بوج( ((ه خ( ((اص في ذل( ((ك‬
‫ال((وقت"‪ ،‬و"أن ت((وفر للس((جينات في أم((اكن اي((وائهن المراف((ق والم((واد الض((رورية لتلبي((ة احتياج((اتهن‬

‫‪ ))1‬تنظر مقدمة قواعد االمم المتحدة لمعاملة السجينات والتدابير غير االحتجازية للمجرمات(قواعد بانكوك) لسنة ‪.2011‬‬
‫‪))2‬تنظر القواعد(‪،)1-2(،)1‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪28‬‬

‫الخاص ((ة"(‪ .)3‬وفي تأكي ((د على االق ((رار باالض ((طرابات النفس ((ية الخاص ((ة ب ((المرأة‪ ،‬أوجبت القواع ((د‬
‫ك ( ( ( ((ذلك إج ( ( ( ((راء فحص ش ( ( ( ((امل على الس ( ( ( ((جينات لتحدي ( ( ( ((د احتياج ( ( ( ((اتهن من الرعاي ( ( ( ((ة الص ( ( ( ((حية‬
‫االولي ((ة‪،‬وللوق ((وف على"ب‪-‬االحتياج ((ات من الرعاي ((ة الص ((حية العقلي ((ة بم ((ا في ذل ((ك االض ((طرابات‬
‫النفسية الالحقة للصدمة ومخ(اطر االق(دام على االنتح(ار واي(ذاء النفس"‪ ،‬كم(ا أوجبت ك(ذلك"تعري(ف‬
‫موظفي الس(جن باالوق(ات ال(تي ق(د تش(عر فيه(ا النس(اء بح(االت من الض(يق النفس(ي لمراع(اة ح(التهن‬
‫وض( ((مان توف( ((ير ال(((دعم المالئم لهن‪،‬وأن"يتلقى جمي(((ع الم(((وظفين المكلفين بالتعام ((ل م ((ع الس(((جينات‬
‫ت ((دريبا يتعل ((ق باالحتياج ((ات الخاص ((ة للنس ((اء"‪،‬وعلى أن" ت ((وفر للس ((جينات خ ((دمات رعاي ((ة ص ((حية‬
‫خاص( ((ة بالنس( ((اء‪،"...‬وأن" ت( ((وفر للس( ((جينات ت( ((دابير الرعاي( ((ة الص( ((حية الوقائي( ((ة الخاص( ((ة بالنس( ((اء‬
‫تحديدا"(‪.)2‬وتأكيدا على خصوصية جنس الم((رأة‪ ،‬أك((دت القواع((د ض((رورة أن" تمكن الس((جينات من‬
‫االلتح( ( ((اق ببرن( ( ((امج انش( ( ((طة مت( ( ((وازن وش( ( ((امل ياخ( ( ((ذ في االعتب( ( ((ار االحتياج( ( ((ات المالئم( ( ((ة لن( ( ((وع‬
‫الجنس"‪،‬وأن" تت ( ( ((اح للس ( ( ((جينات القاص ( ( ((رات ال ( ( ((برامج والخ ( ( ((دمات ال ( ( ((تي ت ( ( ((راعي الس ( ( ((ن ون ( ( ((وع‬
‫الجنس"(‪.)3‬وفي امتياز آخر خاص بالنساء‪،‬أك((دت القواع((د ض((رورة أن" التش((مل العقوب((ات التاديبي((ة‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫التي تفرض على السجينات منعهن من االتصال باسرهن"‬

‫يثبت من كل ماتقدم‪،‬وجود فوارق واضحة بين الجنس(ين في الج(انبين العض(وي والنفس(ي‪،‬تمت(د الى‬
‫االي((ام االولى لتك((وين الج((نين‪.‬كم((ا يثبت إن تل((ك الف((وارق ذات ت((أثير في م((زاج وس((لوك وتوجه((ات‬
‫الرج((ل والم((رأة‪،‬وترتب((ط بالطبيع((ة ال((تي خل((ق من أجله((ا‪.‬كم((ا ثبت إن العل((وم القانوني((ة أو تل((ك ال((تي‬
‫على ص((لة به((ا لم تغف((ل م((اقرره العلم في ه((ذا الش((أن‪،‬الس((يما علمي االج((رام والعق((اب‪.‬ت((رتب على‬
‫ذلك إن المنظمات الدولية أقرت بدورها بخصوصية المرأة‪،‬وأوجبت مراعاة تلك الخصوصية في‬
‫المؤسسات العقابية‪،‬وأثبتت ذلك في القواعد التي االتفاق عليها على نطاق دولي‪.‬‬

‫الخاتمة‬

‫في نهاية البحث يمكننا أن نخلص الى االستنتاجات اآلتية‪:‬‬

‫‪-1‬إن العلوم الطبية بفرعيها العضوي والنفس(ي أثبتت وج(ود اختالف(ات كب(يرة بين الجنس(ين‪،‬س(واء‬
‫في الجانب العضوي أو الجانب النفسي‪.‬‬

‫‪ ))1‬تنظر القاعدة (‪،)5‬المصدر السابق‪.‬‬


‫‪))2‬تنظر القواعد(‪،)18(،)13(،)1-10(،)33(،)6‬المصدر السابق‪.‬‬
‫‪ ))3‬تنظر القواعد (‪،)38(،)42‬من قواعد بانكوك لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ ))4‬القاعدة(‪ )23‬من المصدر السابق‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫‪-2‬ت((ترتب على االختالف((ات بين الجنس((ين بعض االث((ار ال((تي تعت((د به((ا العل((وم القانوني((ة الس((يما في‬
‫جانبي التجريم والعقاب‪.‬‬
‫‪-3‬إن القواع((د الدولي((ة المعني((ة بتنظيم ش((ؤون الس((جون والس((جناء ك((انت ق((د اعت((دت ب((الفوارق بين‬
‫الجنسين وضمنت القواعد الدولية الخاصة ذلك‪.‬‬

‫المصادر‬

‫الكتب العربية‬
‫ابي اسحق الشيرازي‪،‬المهذب في فقه االمام الشافعي‪،‬ج‪،1‬الدار الشامية‪،‬ط‪،1‬بيروت‪.2001،‬‬
‫د احسان محمد الحسن‪،‬علم االجتماع القانوني‪،‬دار وائل للنشر‪،‬ط‪،1‬عمان‪.2008،‬‬
‫د احمد عبد الخالق‪ ،‬محاضرات في علم النفس الفسيولوجي‪،‬دار المعرفة‪،‬ط‪،1‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪.1986‬‬
‫احمد جابر صالح‪،‬أثر االضطرابات الفسيولوجية الخاصة بالمرأة في مسؤوليتها‬
‫الجزائية‪،‬منشورات زين الحقوقية‪،‬ط‪، 1‬بيروت‪.2017،‬‬
‫د احمد محمد الزعبي‪،‬سيكولوجية المراهقة‪،‬دار زهران‪،‬ط‪ ،1‬عمان‪.2010 ،‬‬
‫د السيد عبد الرحمن‪،‬علم أصول الفقه بين اسهامات المذاهب الفقهية والمدارس الكالمية‪،‬فرست‬
‫بوك للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬دمشق‪.2017،‬‬
‫ألفت حقي‪،‬سيكولوجية الطفل‪،‬مركز االسكندرية للكتاب‪،‬ط‪،1‬االسكندرية‪.1996،‬‬
‫د رمسيس بهنام‪،‬النظرية العامة للقانون الجنائي‪،‬منشأة المعارف‪،‬ط‪،3‬االسكندرية‪.1971،‬‬
‫سامية الساعاتي‪،‬جرائم النساء‪،‬المركز العربي للدراسات االمنية‪،‬ط‪،1‬الرياض‪.1986،‬‬
‫د طالل أبوعفيفة‪،‬أصول علمي االجرام والعقاب‪،‬دار الجندي للنشر والتوزيع‪،‬ط‪،1‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2013‬‬
‫د عبد الرحمن العيسوي‪،‬سيكولوجية التنشئة االجتماعية‪،‬دار الفكر الجامعي‪،‬ط‪،1‬االسكندرية ‪،‬‬
‫‪.1985‬‬
‫د عبدالفتاح خضر‪،‬السجون مزاياها وعيوبها ‪،‬المركز العربي للدراسات االمنية ‪،‬ط‪،1‬الرياض ‪،‬‬
‫‪.1981‬‬
‫د علي عبد القادر قهوجي‪،‬قانون العقوبات‪،‬منشورات الحلبي‪،‬ط‪،1‬بيروت‪،2008،‬ص‪ .17‬د‬
‫مصطفى العوجي ‪،‬القانون الجنائي‪،‬ج‪ ،1‬دار الخلود‪،‬ط‪،3‬بيروت‪.1999،‬‬
‫‪30‬‬

‫د عماد فوزي شعيبي‪،‬كيف تفكر االنثى‪،‬دار بيسان للنشر‪،‬ط‪،1‬دمشق‪.2001،‬‬


‫د كمال الدين الحناوي‪،‬معجم مصطلحات علم االحياء‪،‬المكتبة االكاديمية للنشر‪،‬ط‪،1‬القاهرة ‪،‬‬
‫‪.1990‬‬
‫محمد بن الحسن الطوسي‪،‬النهاية في مجرد الفقه والفتاوى‪،‬دار الكتاب العربي‪،‬ط‪،3‬بيروت‪،‬‬
‫‪.1980‬‬
‫د محمد حسن غانم‪،‬المرأة واضطراباتها النفسية والعقلية‪،‬ايتراك للطباعة والنشر‪،‬ط‪،1‬القاهرة‪،‬‬
‫‪.2010‬‬
‫د محمد شالل حبيب‪،‬اصول علم االجرام‪،‬العاتك لصناعة الكتاب‪،‬ط‪،2‬القاهرة‪.2008،‬‬
‫مدحت عبد الرزاق الحجازي‪،‬معجم مصطلحات علم النفس‪،‬دار الكتب العلمية‪،‬ط‪،1‬بيروت‪،‬‬
‫‪.1971‬‬
‫مزوز بركو‪،‬إجرام المرأة في المجمتع الجزائري‪-‬العوامل واآلثار‪،‬اطروحة دكتوراه في علم‬
‫النفس االكلينيكي‪،‬كلية العلوم االجتماعية‪،‬جامعة منتوري‪،‬قسطنطينة‪-‬الجزائر‪.2007،‬‬
‫د موسى نجيب موسى‪،‬المشكالت السلوكية لالطفال‪،‬مركز الكتاب االكاديمي‪،‬ط‪،1‬عمان‪.2015،‬‬
‫د نهى القاطرجي‪،‬الغزوالناعم‪-‬دراسات حول اثرالعولمةعلى المراة واالسرة والمجتمع‪،‬داراي‪-‬‬
‫كتب‪ ،‬ط‪،1‬لندن‪.2018،‬‬
‫د وليد سرحان‪،‬أحاديث في السلوك االنساني‪،‬دار مجدالوي‪،‬ط‪،1‬عمان‪2012،‬‬
‫د يوسف الزم كماش‪ ،‬علم وظائف االعضاء في المجال الرياضي‪،‬زهران للنشر‪،‬ط‪،1‬عمان ‪،‬‬
‫‪.2011‬‬
‫الكتب االجنبية المترجمة‬
‫اورزوال شوي‪،‬اصل الفروق بين الجنسين‪،‬ترجمة بو علي ياسين‪،‬دار الحوار‪،‬ط‪،2‬سوريا‪-‬‬
‫الالذقية ‪.1995،‬‬
‫د جيرالدهوتر‪،‬الرجل والمرأة ايهما الجنس االضعف‪،‬ترجمة د عال عادل‪،‬العربي‬
‫للنشروالتوزيع‪،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪.2011،‬‬
‫د خوان موسيس دي ال سيرنا‪،‬االختالفات بين الرجل والمرأة‪ ،‬منشورات ‪،Tektime‬ط‬
‫‪،1‬اسبانيا‪-‬مدريد‪.2018،‬‬
‫روبرت واطسون‪-‬هنري كالس‪،‬سيكولوجية الطفل والمراهق‪،‬ترجمة دالياعزت‪،‬مكتبة مدبولي‪،‬ط‬
‫‪ ،1‬القاهرة‪.2004،‬‬
‫‪31‬‬

‫سيغموند فرويد‪،‬نظرة عامة في السيكولوجيا العلمية‪،‬ترجمة فارس ظاهر‪،‬دار القلم‪،‬ط‪،1‬بيروت ‪،‬‬


‫‪.1981‬‬

‫الرسائل واالطاريح‬
‫حيزية حسناوي‪،‬انماط ودوافع جريمة المراة في المجتمع‪،‬رسالة ماجستير‪،‬كلية االداب والعلوم‬
‫االنسانية واالجتماعية‪،‬قسم االجتماع‪،‬جامعة باجي مختار‪،‬عنابة‪-‬الجزائر‪.2012،‬‬
‫دغفل حيزية‪،‬أثر جنس المرأة على تقدير العقوبة من خالل جريمتي القتل واالجهاض‪،‬رسالة‬
‫ماجستير‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة المسيلة‪،‬الجزائر‪.2013،‬‬
‫نور الهدى محمودي‪،‬التدابير االحترازية واثرها في الظاهرة االجرامية‪،‬رسالة ماجستير في‬
‫القانون العام‪،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة خضرالحاج‪،‬باتنة‪-‬الجزائر‪.2011،‬‬
‫وجدي عبد الرحمن حسني‪،‬االحكام العامة والخاصة لجريمة قتل االم لوليدها‪-‬دراسة مقارنة بين‬
‫القانونين االردني والفلسطيني‪،‬رسالة ماجستير في القانون العام‪،‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة الشرق‬
‫االوسط‪.2013،‬‬
‫صالح هادي صالح الفتالوي‪،‬الخطورة االجرامية واثرها في تحديد الجزاء الجنائي‪،‬اطروحة‬
‫دكتوراه في القانون العام‪،‬كلية القانون‪،‬جامعة بغداد‪.2004،‬‬

‫البحوث‬
‫باسل عبد الستار احمد‪،‬تأثير جهد اوكسجيني في بعض المؤثرات الوظيفية على كال الجنسين‬
‫بعمر(‪)10-9‬سنوات‪ ،‬مجلة كلية التربية الرياضية‪،‬جامعةة بغداد‪،‬المجلد‪،25‬العدد‪.2013 ،3‬‬
‫سعداوي زهر‪،‬الجنوسة والجريمة‪-‬المراة ونوعية الجرائم المرتكبة في المجتمع‪،‬مجلة دراسات‬
‫اجتماعية‪،‬الجزائر‪،‬المجلد‪ ،3‬العدد‪.2‬‬
‫سمير شعبان‪،‬السياسة الجنائية الحديثة في مواجهة االنحراف لدى االحداث‪،‬مجلة العلوم‬
‫االنسانية‪،‬جامعة محمد خيضرة‪ ،‬بسكرة‪-‬الجزائر‪،‬العدد‪،18‬السنة‪.2010 ،11‬‬
‫د سميعة خليل محمد‪،‬الخصائص الفسيولوجية للمرأة والرياضة‪،‬بحث مقدم لكلية التربية‬
‫الرياضية للبنات‪،‬جامعة بغداد ‪،2007،‬منشور على موقع االكاديمية الرياضية العراقية‪.‬‬
‫شذى حازم كوركيس‪،‬تأثير اطوار الدورة الشهرية في بعض عناصر اللياقة البدنية‪،‬بحث منشور‬
‫في مجلة علوم التربية الرياضية‪ ،‬جامعة بغداد‪،‬المجلد الثاني‪،‬العدد الثاني‪.2012،‬‬
32

‫رسالة ماجستير في‬،‫الحماية الجنائية لحقوق الطفل في التشريع الجزائري‬،‫صرصار محمد‬


-‫جامعة مصطفى اسطمبولي‬،‫ قسم الحقوق‬، ‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬،‫القانون العام‬
.2017،‫الجزائر‬،‫معسكر‬
‫االضطرابات النفسية للمرأة بعد الوالدة واثرها على الجريمة والعقاب في‬،‫ممدوح حسن العدوان‬
.2‫العدد‬،42‫المجلد‬،‫ مجلة دراسات – علوم الشريعة والقانون‬،‫التشريع االردني الجزائي‬
‫بحث منشور في مجلة الرافدين‬،‫التخلف العقلي وأثره في المسؤولية الجنائية‬،‫د نوفل علي عبداهلل‬
.2005 ،26‫العدد‬،10‫ السنة‬،3‫ المجلد‬،‫جامعة الموصل‬،‫للحقوق‬
‫دراسة مقارنة في االكتئاب تبعا لمتغير الجنس ومخطط الجنس‬،‫د ورقاء عبد الجليل عبد الواحد‬
.2015،‫العدد الثاني‬،‫الجامعة المستنصرية‬،‫مجلة كلية التربية‬،‫لدى المراهقين‬

‫الكتب باللغة االنجليزية‬

Anne Moir and David Jessel,Brain Sex,Mandarin,2nd,1996,London


Deporah Blum, Sex on the Brain: The Biological Differences Between
.Men and Women, Penguin books,1st EDU,2001,Uk
Diane F. Halpen, Sex Differences in Cognitive Abilities,Psychology
Press,1st EDU,2012,UK
Doreen Kimura, Sex Differences in the Brain: The Relation Between
.Structure and Function ,1st EDU,2005,USA
Doreen Kimura ,Sex and Cognition,MIT Press,1st Edu,2000,USA.
.Gillian Einstein,Sex and the brain,the Mit Press,2nd Edu,London.2007
Ivanka Savic,Sex Differences in the Human Brain,their underpinnings and
.implications,Elsevier, 1st EDU,1996,Stockholm,Sweden
.Joseph Carey,Brain facts,dawn McCoy 1st Edu,Canada,2006
Karen J. Berkley&others, Sex Differences in the Brain: From Genes to
.Behavior,Oxford University Press,1st EDU,2008,UK
Michael Guarian, Boys and Girls Learn Differently! A Guide for Teachers
,and Parents
.Josses -Bass,San Francisco,10th Edution,2011
‫‪33‬‬

‫‪Teresa M. Twomey, Understanding Postpartum Psychosis: A Temporary‬‬


‫‪.Madness,Praeger Press,1st EDU,2009,USA‬‬
‫‪Tony ward,The Sad Subject of Infanticide: Law, Medicine and Child‬‬
‫‪Murder, 1860-1938,Social&legal studies,De montfort‬‬
‫‪.University,Leicester,UK,1999‬‬
‫‪Viale Zara, Postpartum psychosis and other postpartum mental‬‬
‫‪. disorders,Sics Editore,1st ,2000,Milan-Italy‬‬

‫القوانين‬
‫قانون العقوبات الفلسطيني رقم(‪ )74‬لسنة ‪.1936‬‬
‫قانون العقوبات المصري رقم(‪ )58‬لسنة ‪.1937‬‬
‫قانون العقوبات اللبناني لسنة ‪.1943‬‬
‫قانون العقوبات االلماني رقم (‪)16‬لسنة ‪.1960‬‬
‫قانون العقوبات االردني رقم (‪)16‬لسنة ‪.1960‬‬
‫القانون الجنائي المغربي رقم(‪)1،59،413‬لسنة ‪.1962‬‬
‫قانون العقوبات الجزائري رقم(‪ )156-66‬لسنة ‪.1966‬‬
‫قانون العقوبات العراقي رقم (‪)111‬لسنة ‪.1969‬‬
‫قانون العقوبات السوداني لسنة ‪ 1974‬الملغى‪.‬‬
‫قانون العقوبات الفرنسي لسنة ‪.1992‬‬

‫القواعد واالعالنات الدولية‬


‫قواعد طوكيو لمعاملة السجناء لعام ‪.1990‬‬
‫قواعد االمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء لسنة ‪.1955‬‬
‫اعالن فيينا بشأن الجريمة والعدالة لسنة ‪.2000‬‬
‫من قواعد االمم المتحدة لمعاملة النساء السجينات والتدابير غير االحتجازية للنساء المخالفات‬
‫للقانون لسنة ‪.2009‬‬
‫مسودة قواعد االمم المتحدة لمعاملة النساء السجينات والتدابير غير االحتجازية للنساء المخالفات‬
‫للقانون لسنة ‪.2009‬‬
‫قواعد االمم المتحدة لمعاملة السجينات والتدابير غير االحتجازية للمجرمات(قواعد بانكوك) لسنة‬
‫‪.2011‬‬
34

You might also like