You are on page 1of 10

‫المقدمة‪:‬‬

‫تعتبر المنظمات االقتصادية من أهم العناصر المتواجدة بالمحيط‪ ،‬وبما أنها عبارة عن نظام‬
‫مفتوح فهي تواجه منذ عقود الكثير من التحديات على مختلف أنواعها مما دفع الباحثين الى‬
‫االهتمام بشكل كبير بالبحث عن حل جديد يمثل أسلوبا إداريا حديثا يصلح للتعامل مع هذه‬
‫التحديات‪.‬‬
‫ومن هذه األساليب التي تميزت بقدرتها وفعاليتها هي فكرة حلقات الجودة التي تمثل أبرز‬
‫إنجازات اإلدارة اليابانية‪.‬‬
‫ولعل هذا المفهوم كغيره من مختلف المفاهيم اإلدارية تتباين بشأنه األراء واألفكار حديثة فهي‬
‫احدى األساليب لألدارة ويركز مدخل إدارة الجودة الشاملة على تحقيق العمل الجماعي وبصفة‬
‫خاصة عن طريق تكوين حلقات الجودة في كشف المشاكل وتحليلها واقتراح الحلول للقضاء‬
‫على هذه المشاكل‪ ،‬ولقد أثبتت فكرة حلقات الجودة انها أداة فعالة لتحسين الجودة في زيادة‬
‫اإلنتاجية وتخفيض التكاليف باإلضافة الى تطوير العاملين في المنظمة وكل هذا يهدف بأساس‬
‫الى إرضاء الزبائن‪ .‬وانطالقا من هذا التقديم العام نطرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫فما تتمثل حلقات الجودة وماهي أليات تطبيقها؟‬
‫التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫‪‬متى ظهرت فكرة حلقات الجودة؟‬
‫‪‬ماهو هدف تطبيق حلقات الجودة؟‬
‫‪‬ماهو أهم عامل نجاح حلقات الجودة؟‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫‪‬ظهرت فكرة حلقات الجودة عام ‪1691‬‬
‫‪‬التحسين المستمر للجودة والوقاية من األخطاء‬
‫‪‬يجب ان يكون االنضمام لحلقات الجودة تطوعيا‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫‪‬الدور الكبير الذي تلعبه حلقات الجودة في حل المشكالت‬
‫‪‬الكشف عن مستوى جودة الخدمات المقدمة‬
‫‪‬محاولة اظهار العالقة بين حلقات الجودة وإدارة الجودة الشاملة‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫‪‬تحديد مفاهيم حلقات الجودة‬
‫‪‬التعرف على عوامل نجاح وفشل حلقات الجودة‬
‫‪‬التعرف على أليات تطبيق حلقات الجودة‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫‪‬في المبحث األول تطرقنا الى ماهية حلقات الجودة وفي المطالب نشأة‬
‫وتطورها ثم مفهوم وأهمية حلقات الجودة بعدها الى اهداف حلقات الجودة‬
‫‪‬وفي المبحث الثاني تطرقنا الى أليات تطبيق حلقات الجودة وفي المطالب الى‬
‫المبادئ األساسية لتطبيق حلقات الجودة ثم الى أسلوب عمل حلقات الجودة ثم‬
‫الى خطوات تطبيقها‬
‫‪‬وفي المبحث الثالث تطرقنا الى الجوانب األساسية لحلقات الجودة وفي‬
‫المطالب عالقة مفهوم حلقات الجودة بمفهوم إدارة الجودة الشاملة وثم الفرق بين حلقات الجودة وفرق‬
‫العمل ثم الى عوامل فشل ونجاح حلقات الجودة‪.‬‬
‫هيكل خطة البحث‪:‬‬
‫المبحث األول ‪:‬ماهية حلقات الجودة‬
‫المطلب األول ‪:‬نشأة وتطور حلقات الجودة‬
‫المطلب الثاني ‪:‬مفهوم وأهمية حلقات الجودة‬
‫المطلب الثالث ‪:‬أهداف حلقات الجودة‬
‫‪:‬أليات تطبيق حلقات الجودة‬ ‫المبحث الثاني‬
‫المطلب األول ‪:‬المبادئ األساسية لتطبيق حلقات الجودة‬
‫المطلب الثاني ‪:‬أسلوب عمل حلقات الجودة‬
‫المطلب الثالث ‪:‬خطوات تطبيق حلقات الجودة‬
‫‪:‬جوانب األساسية لحلقات الجودة‬ ‫المبحث الثالث‬
‫المطلب األول ‪:‬عالقة مفهوم حلقات الجودة بإدارة الجودة الشاملة‬
‫المطلب الثاني ‪:‬الفرق بين حلقات الجودة وفرق العمل‬
‫المطلب الثالث ‪:‬عوامل فشل ونجاح حلقات الجودة‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية حلقات الجودة‬
‫المطلب األول‪ :‬نشأة وتطور فكرة حلقات الجودة‪:‬‬
‫حلقــات الجــودة هــي األســاس التطبيقــي التــي ارتكــزت عليــه إدارة الجــودة‬
‫الشــاملة‪ ،‬إذا مــا أرادت منظمــة مــا أن تفعّــل عمليــات التحســين والتطبيــق‪،‬‬
‫وبــدأت حلقـات الجـودة مـع بدايـة التجربـة اليابانيـة في نهايـة األربعينيات وبداية‬
‫الخمسـينيات مـن القرن الماضي‪.‬‬
‫منـذ حـوالي خمسـين عامـا ً كانـت توصف منتجـات اليابـان بأنهـا رديئـة فلـم‬
‫تكـن قـادرة عـلى تصدير سـيارة واحـدة حتى عـام ‪.1691‬‬
‫ولكـن تغـير الحـال بعـد ذلك بفضل مـا بذله اليابانيـون من أجل تطوير وتحسـني‬
‫جـودة منتجاتهم؛ حيـث أدركـوا أن التحـدي الحقيقـي الـذي يواجهونـه من أجـل‬
‫االرتقاء بجـودة منتجاتهم ليـس له طريق سـوى تطبيـق برنامـج رسـمي للرقابـة‬
‫عـلى الجـودة لتحسـين منتجاتهـم‪.‬‬
‫ويرجـع الفضـل في نجـاح هـذا االتجـاه إلى كل مـن الخبـير األمريـكي شـيوارت‬
‫مـن جامعـة هارفـارد‪ ،‬وإدوارد دمينـج مـن شركـة للتليفونـات وجوزيـف جـوران‬
‫مـن جامعـة نيويـورك؛ حيـث عمـل هـؤالء الخـبراء جنبـا ً إلى جانـب مـع‬
‫جمعيـة العلـماء والمهندسين اليابانيين عـلى تطويـر مفاهيـم رقابـة الجـودة وتعميمهـا‬
‫في الصناعـة اليابانيـة‪.‬‬
‫يقـدر معـدل الزيـادة في اإلنتـاج الـذي حققتـه اليابان لكل سـاعة عمـل بأكثر من‬
‫‪%6‬في حـين يقـدر ذلـك المعـدل في الواليـات المتحدة األمريكية خالل الفترة‬
‫نفسـها بأقل من نسـبة‪ % 6‬؛ وبذلـك أصبحـت اليابـان في مركـز الريـادة في معـدل‬
‫اإلنتـاج السـنوي رغـم أنهـا تفتقـر متامـا ً إلى‪ % 3‬الموارد الطبيعية‪.‬‬
‫ويعتـبر عـام ‪1691‬الميالد الحقيقـي لحلقـات الجـودة في اليابـان؛ حيـث ظهـرت‬
‫بوصفهـا تطـورا طبيعيـا لما كان يعـرف في ذلك الوقت باصطـالح ‪- Book‬‬
‫‪Reading Circles‬بمعرفة الدكتور ايشـكاوا أسـتاذ الهندسـة بجامعـة طوكيو‪،‬‬
‫الذي تقدم بمساندة من النقابـة اليابانية للعلماء والمهندسـين باقتراح مضمونـه أن‬
‫تؤلـف مجموعـات صغـيرة مـن العاملين مهمتهـا التعرف على المشـكالت المتعلقـة‬
‫بعملهم‪ ،‬ومـن هنـا ولـدت فكـرة حلقات الجـودة اليابانية والتـي تعتبر بمثابة تطوير‬
‫‪Evaluation.‬وتقويـم‬
‫وفى شــهر مايــو ‪1691‬مظهــرت أول حلقــة جــودة في اليابــان بشركــة نيبــون‬
‫للتليفــون والتلغــراف‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مفهوم وأهمية حلقات الجودة‬
‫أوال‪ :‬مفهوم حلقات الجودة‬
‫تعـددت التعريفـات التـي أوردهـا الكتاب والباحثـون لبيان مفهـوم حلقات الجـودة‪ ،‬ونخلص منها‬
‫إلى أنها‪ ،‬بشـكل عام‪:‬‬
‫وحـدات عمـل ذاتيـة مـن مجموعـات صغيرة مـن العاملـين مـن ‪4‬إلى ‪11‬أعضـاء ‪-‬يـؤدون‬
‫نفـس العمـل أو يشـتركون في عمـل واحـد‪ ،‬أو منتـج معـني‪ ،‬ويجتمعـون عـلى أساس التطـوع‬
‫وفقـا ً لجـدول والمرتبطة بأعمالهم ويديـر الحلقة ويوجهها منتظم أسـبوعيا ً لمناقشة‬
‫المشكالت التي يطرحونهـا للنقاش مـشرف أو مالحـظ لهـؤالء العاملـين عنـد مسـتوى خـط‬
‫اإلشراف األول‪ ،‬وهو الـذي يتولى تدريـب أعضاء الحلقـة عـلى األسـاليب األساسـية لحـل‬
‫المشكالت بما فيهـا الوسـائل اإلحصائيـة‪ ،‬أوعلى أسـلوب العمل االجتماعي كفريـق‪ .‬ومهمـة‬
‫تلـك الحلقـة تحديـد المشـكالت التـي تعرقل سـري العمـل‪ ،‬واقـتراح الحلول المناسبة لهـا‪ ،‬ثـم‬
‫تطبيقهـا بعـد الموافقة عليهـا وإقرارهـا من قبـل اإلدارة‪.‬‬
‫كـما أن حلقـات الجـودة هـي إحـدى األسـاليب التـي سـاهمت في تطويـر العديـد مـن المنظمات‬
‫باعتبـار أن مهمتهـا األساسـية هي إيجاد الحلول للمشـكالت التـي تصادف المنتظمات‪ ،‬فكانـت‬
‫في البداية‪ ،‬وقـد أعطيـت لحلقـات الجودة عـدة تعاريف أكثر دقة نذكـر منها “فـرق حـل‬
‫المشكالت“ تعـرف بـ هـي عبـارة عـن مجموعـة مـن العاملـين في اختصاصـات متشـابهة‬
‫يعملـون طواعيـة‪ ،‬ويلتقـون بإرادتهـم سـاعة في األسـبوع؛ لمناقشة مشـكالت نوعيـة وإيجـاد الحلـول‬
‫المناسبة لهـا ويتخـذون اإلجـراءات التصحيحية بشـأنها لمقابلـة االنحـراف الحاصـل بـين المتحقق فعـال ً‬
‫والمخطط لـه«‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أهمية حلقات الجودة‬
‫تظهـر أهميـة حلقـات الجـودة من خالل مـا أكده أحـد رواد الجودة الشـاملة إيشـيكاوا‬
‫‪Ishikawa‬الـذي يعـد مـن أهم المساهمين في تفعيل إدارة الجـودة الشـاملة في ما يلي ‪:‬‬
‫‪‬تطوير الكفاءات اإلنتاجية للعاملين‬
‫‪‬زيادة المعرفة وتطويرها للعاملين وزيادة أهمية الجودة للمنتجات المقدمة‬
‫‪‬ضمان حرية التعبير والمبادرات للعاملين وإطالق فاعليتهم في مجاالت التحسين‬
‫‪‬تطوير العمليات اإلنتاجية والنوعية‬
‫‪‬تحسين وتطوير القدرات اإلدارية للمشرفين على حلقات الجودة والعاملين فيها‬
‫‪‬تحقيق الكفاءة اإلنتاجية وفاعلية العمليات من خالل أفكار ايجابية وتحسين الجودة‬
‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف حلقات الجودة‬
‫تهـدف حلقـات الجـودة عمومـا إلى الحفـاظ على جـودة المنتجات وتحسـينها‪ ،‬لكـن‬
‫أهدافها في الحقيقـة أشـمل مـن ذلـك‪ .‬ويمكن تقسـيم تلـك األهداف إلى ثالثة أقسـام‬
‫رئيسـية‪:‬‬
‫‪‬أهـداف مركزة على الجودة ‪:‬وتشـمل التحسـين المستمر للجـودة‪ ،‬والوقاية مـن‬
‫األخطاء‪ ،‬وزيادة رضـا العمـالء الداخلين والخارجين‪ ،‬وزيادة الحصة السـوقية‪.‬‬
‫‪‬أهـداف مركـزة عـلى اإلنتاجيـة ‪:‬وتشـمل رفـع اإلنتاجيـة‪ ،‬وتخفيـض التكاليـف‪،‬‬
‫وأخـذا لتغيرات التـي تحـدث في االعتبار‪ ،‬وتحسـين التنظيـم واالتصال‪ ،‬واسـتبعاد‬
‫األعطـال في المنظمة‪ ،‬وتخفيض عـدد القطـع المعيبة‪ ،‬والمطابقة مـع المواصفات‬
‫‪‬أهـداف مركـزة عـلى األفراد ‪:‬وتشـمل زيادة التحفيـز في العمل‪ ،‬واالنفتاح على‬
‫قـدرات وحاجات األفـراد‪ ،‬ودعـم اإلبـداع والجهـود الفكريـة‪ ،‬وزيـادة الرضـا والثقـة‬
‫لـدى العاملـين‪ ،‬وتحسـين العالقـات االجتماعيـة وتدريـب وتأهيـل العاملـين عـلى‬
‫أدوات وطـرق الجـودة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أليات حلقات الجودة‬
‫المطلب األول‪ :‬المبادئ األساسية لتطبيق حلقات الجودة‬
‫دور الحلقـات مل يقتـصر عـلى مجـرد حـل مشـاكل الجودة فقط كما سـبق أن ذكرنـا‪ ،‬ولذلك‬
‫فبدون المعرفة واإلدراك والوعـي الكامـل بالمبادئ األساسـية لهـا فإنـه سـيصبح من غـريب‬
‫الممكن تنفيذها في أي مجال وفي ما يلي المبادئ األســاسية لحلقـات الجودة‪:‬‬
‫المشاركة التطوعية‪:‬‬
‫يتمثل مبـدأ المشاركة التطوعيـة نقطـة االرتـكاز األساسـية لحلقـات الجـودة؛ حيث ال ينبغـي‬
‫إرغام شـخص عـلى المشاركة في حلقـات الجـودة‪ ،‬فقـد ال يكـون مهيّـأ ً للمشـاركة‪ ،‬أو قـد‬
‫ينظـر إليهـا عـلى أنهـا عامـل تهديـد بالنسـبة الحتياجاتـه مـن األمن والسـالم التنظيمـي‬
‫والنفسي‪ ،‬كـما أن بعـض العاملين يكونون بطبيعتهم غير اجتماعيين‪ ،‬يعملون بمزيد مـن‬
‫الفعاليـة بمفردهم ؛ مما يجب احـترام‬
‫رغبتهـم في االمتنـاع عـن المشاركة التطوعيـة‪ ،‬وإذا مـا كان االنتسـاب إلى حلقـة الجـودة‬
‫أمـرا ً اختياريـا تطوعيـا ً فـإن االنسـحاب أيضـا ً يكـون كذلـك؛ فحريـة االنضمام تخلـق‬
‫لدى الفـرد نوعا ً من االلتـزام تجاه هـذه الحلقـات مما يزيـد في احتمال نجاحهـا في تحقيـق‬
‫األهـداف‪.‬‬
‫ملكية حلقة الجودة‪:‬‬
‫نظرا ألن األعضـاء انضمـوا إلى حلقـة الجـودة اختياريـا ‪ ،‬فنجـد أن ذلـك يولـد‬
‫لديهـم شـعورا قوة الـوالء واالنتـماء وااللتـزام الكامـل تجاههـا‪ ،‬وهـذا بـدوره‬
‫يـؤدى إلى شـعورهم بملكية حلقـة الجـودة وهـذا الشـعور يجـب مسـاندته وتقويتـه‬
‫وتنميته‪ ،‬حيث إن هـذه الحلقـات لـن يكتـب لهـا الــدوام إال إذا كان الشـعور العـام‬
‫ألعضائها أنهـم يمتلكونها‪ .‬وتواجه هـذا المبـدأ بعـض الصعوبـات‪ ،‬حيـث يتولـد‬
‫لـدى كل مـن أعضـاء الحلقـة و اإلدارة المسؤولة عـن النشـاط الـذي تعمـل فيـه‬
‫الحلقـة شـعورا ً بملكية نشـاط الحلقة وقد تـؤدى ثنائيـة الملكية إلى اإلضرار بهـا؛‬
‫خاصـة عندمـا يحـاول أعضـاء الحلقـة التأكيـد عـلى اسـتقالليتها في العمل‬
‫وحـل المشكالت وبالتـالي ملكيتهـا لنشـاطها ومـن ثـم يقلـل مـن التزامها وتأييدها‬
‫لنشـاط حلقـات الجودة‪ ،‬مـما يخلق نوعا ً مـن الصراع قد ال ينتهـي‪ ،‬إال مـن‬
‫خـالل زيـادة الوعـي والتدريـب وتحسـين ثقافـة المنظمة‪.‬‬
‫تبعية المشكالت‪:‬‬
‫يقصـد بهـا خصوصيـة المشكالت؛ حيـث إن حلقـات الجـودة تتعامـل مـع مشـكالتها الخاصـة‬
‫بهـا فقـط دون أن يتسـع عملهـا ومجهودهـا لتنـاول مشـكالت أخـرى‪ ،‬وعـلى ذلـك يمكن القـول‬
‫أن ألعضـاء الحلقـة الحريـة في اختيـار الموضوعـات أو المشـكالت التـي يرغبـون في‬
‫مناقشـتها وتحليلهـا‪ ،‬شريطـة أن على ترتبط هـذه الموضوعـات بمشكالت اإلنتـاج والعمـل‬
‫داخـل النطـاق فقـط‪ ،‬حيـث إن ذلـك‬
‫أسـلوب إلقـاء اللـوم عـلى اآلخريـن ويشـجع تعـاون األعضـاء لحـل مشـكالت عملهـم الذاتيـة‬
‫وتحقيـق النجـاح جماعيا‬
‫طبيعة التعامل مع حلقات الجودة‪:‬‬
‫مـن األمـور الهامـة جـدا ً االعـتراف المسبق أن أعضـاء حلقـات الجودة ليسـوا صغـارا ً‬
‫ولكنهـم كبار وراشـدون‪ ،‬لذلـك يجب أن يكـون التعامـل معهـم باعتبارهـم كبارا ً قد تعدوا‬
‫سـن الرشـد‪ ،‬كما ال يحركهـم وال يحفزهـم اإلغـراء الـذي يسـتخدم كـما لـو كانـوا أطفـاال ‪،‬‬
‫ولكـن يجب التعامـل معهـم على أساس عالقـة الكبـار بالكبـار وفي ضـوء المسؤولية التضامنية‬
‫المشتركة‪.‬‬
‫قاعدة بيانات لحل المشكالت‪:‬‬
‫مـن المبادئ األساسـية لحلقـات الجـودة العمـل عـلى توفـري قاعـدة بيانـات السـتخدامها في‬
‫التعامـل مـع المشكالت؛ فالحلـول التـي تقدمهـا حلقـات الجـودة يجب أن تكـون مبنيـة عـلى‬
‫حقائـق أكثر مـن اعتمادها عـلى آراء لألفـراد فرصـة أكـبر لكسـب الثقة والمصداقية‬
‫وتدعيمها‪ ،‬مـن خالل االعتماد على المعلومات والحقائق ال عـلى وجهـات النظـر والخـبرات‬
‫فقط في الحلـول المقترحة‪.‬‬
‫توقيت الحقيقي للنتائج المتوقعة‪:‬‬
‫توجـد عالقـة ارتبـاط مبـاشرة بـين المسـتوى التنظيمـي للوظائـف وبـين الوقت الـالزم‬
‫لالنتهـاء من واجبـات الوظيفـة‪ ،‬لذلـك فـإن تحديـد التوقيتـات الحقيقيـة للنتائـج المتوقعـة‪ ،‬يمثل‬
‫جانبـا ً أساسـيا ً في الحيـاة العمليـة المهنيـة وفاعليـة الحلقـات‪ ،‬ولحلقات الجـودة أن تسـاعد‬
‫في تلك العمليـات‪ ،‬ففي بداية عملهـا يكـون أعضـاء الحلقـة عـادة متلهفــــين ويبذلـون مزيـدا ً‬
‫مـن الجهـد ويسـتغرقون مزيـدا ً مـن الوقـت‪ ،‬ويجـب االعـتراف أن كل شيء يسـتلزم وقتـا ‪،‬‬
‫وكلما تضخمـت المشـكلة وتعـددت المتغيرات المتعلقـة بهـا والمؤثـرة عليهـا فمـن الطبيعـي أنها‬
‫تسـتغرق وقتا ؛ حيـث إن تحليلها والسـري في مراحلهـا وبيـان مسـببات المشـكلة والتوصـل إلى‬
‫الحـل األمثـل يسـتغرق كل هـذا الوقـت‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسلوب عمل حلقات الجودة‬
‫يعتـبر الهـدف مـن حلقـات الجـودة هـو تحديـد ومعالجـة المشـكلة‪ ،‬باعتبارهـا آليـة لحـل‬
‫المشـكالت ولتحقيـق هـذا الهـدف بكفـاءة وفعاليـة‪ ،‬يتعـين أن تسـير الحلقـة عـلى خطـوط متسلسـلة‬
‫متتاليـة‪ ،‬مسـتخدمة في ذلـك حزمـة إرشـادات حـل المشـكالت كإطـار للعمـل‪ ،‬مـما يـؤدى إلى انسـياب‬
‫العمليـة بسالسـة‪ ،‬ويسـاعد عـلى انتظـام مجريـات العمـل في اجتماعـات الحلقـة‬
‫ويصـور الشـكل التـالي تصـورا ً مسـبقا ً للخطـوات المتسلسـلة لحـل المشـكالت‪ ،‬ويوضـح‬
‫أيضا مقـدار الدعـم الـذي توليـه اإلدارة لهـذه الحلقـات‪ ،‬والـذي يتمثـل في تقديـم الدعـم الفنـي‪،‬‬
‫و التدريـب المناسـب والمكافـآت التشـجيعية ألعضـاء الحلقـات‪.‬‬
‫تعريف المشكالت من قبل الحلقة أو‬
‫اقتراح من االدارة‬
‫باقتراح من قبل اإلدا‬
‫وضع سلم أولويات للعمل على حل‬
‫المشكالت المطروحة‬

‫البحث عن األساليب‪ ،‬جمع‬


‫البيانات‪ ،‬وتحليل‬ ‫الحصول على‬
‫األجهههههههزة اإلداريههههة‬ ‫المعلومات باالعتماد على األجهزة‬ ‫تدريبات متقدمة‬
‫والههههههههفههههههههنههههههههيههههههههة‬ ‫الفنية‬ ‫على حل‬
‫تقدم المسههاعدة كلما‬ ‫الموجودة في المنظمة‬ ‫المشكالت‬
‫تطلب األمر ذلك‬
‫طبقا ً للحاجة‬

‫تطوير البدائل (الحلول) باالعتماد‬


‫على األجهزة الفنية الموجودة في‬
‫المنظمة‬

‫تقييم البدائل واختيار البديل‬


‫المناسب‬

‫الحصول على تقدير‬


‫واعتراف اإلدارة‬
‫موافقة‬
‫اإلدارة‬ ‫ال‬
‫نعم‬
‫تطبيق الحل‬

‫الشكل‪ :‬طريقة عمل حلقات الجودة والدعم الذي تلقاه من اإلدارة‬


‫المطلب الثالث‪ :‬خطوات تطبيق حلقات الجودة‬
‫يـرى بعـض الكتـاب أن خطـوات تطبيـق برنامـج حلقـات الجـودة يعتـبر شرطـا ً أساسـيا ً لنجاحـه‬
‫وتحقيـق األهـداف المنشـودة‪ ،‬وتعتـبر الخطـوات التاليـة مرشـدا ً عامـا ً نحـو التطبيـق الفعـال‪:‬‬
‫‪-‬البحث والتقييم‪.‬‬
‫‪-‬اتخاذ قرار بالبدء‪.‬‬
‫‪-‬اختيار الميسر‪.‬‬
‫‪-‬وضع إجراءات العمل‪.‬‬
‫‪-‬توفير المواد التدريبية‪.‬‬
‫‪-‬إعالن عن بدء الحلقات لدي الجهات المعنية‪.‬‬
‫‪-‬التدريب‪.‬‬
‫‪-‬اختيار مجاالت التطبيق‪.‬‬
‫‪-‬اختيار القادة والعناصر البشرية‪.‬‬
‫‪-‬جمع البيانات كقاعدة للقياس‪.‬‬
‫‪-‬دعوة أعضاء الحلقة‪.‬‬
‫‪-‬بدأ اجتماعات الحلقة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أساسيات‬


‫المطلب األول‪ :‬عالقة مفهوم حلقات الجودة بمفهوم إدارة الجودة الشاملة‬
‫يعتـبر مدخـل إدارة الجـودة الشـاملة مـن االتجاهـات الحديثـة في اإلدارة‪ ،‬وقـد ثبـت مـن التطبيق‬
‫العمـلي لهـذا المدخـل أنـه يـؤدى إلى تحقيـق وفـرات كبـيرة في العمليـات واألنشـطة تعـادل أضعـاف ما‬
‫يمكـن تحقيقـه مـن زيـادة المبيعـات وحدها‬
‫وإمعانـا ً في مفاهيـم إدارة الجـودة الشـاملة‪ ،‬والتـي تتقابـل مـع مفاهيـم حلقـات الجـودة‪ ،‬فـإن‬
‫إحـدى البدايـات األساسـية في األخـذ بأنشـطة الحلقـات وتفعيلهـا هـي أن تكـون المنظمـة قـد بدأت في‬
‫تطبيـق إدارة الجـودة الشـاملة‪ ،‬واآلن نجـد المنظـمات الصغـيرة والمتوسـطة العاملـة في مجـال اإلنتـاج‬
‫الخدمـي مثـل البنـوك والفنادق والجامعات والمدارس والمستشـفيات‪ ،‬تبدأ أوالً بأنشـطة حلقات الجودة‪،‬‬
‫ثـم تحـاول إدخـال الجـودة الشـاملة‪ ،‬بينـما في المـاضي كانـت تتـم محـاوالت مراقبـة الجـودة وتوكيدهـا‬
‫وتحسـينها‪ ،‬وأثنـاء ذلـك ومـن خاللـه يتـم تطبيـق حلقـات الجـودة كأحـد آليـات العمل والتحسـين‪.‬‬
‫وحيـث إن الظـروف ليسـت متشـابهة مـن منظمـة ألخـرى أو مـن خدمـة ألخـرى لذا نجـد بعضها‬
‫يبـدأ بأنشـطة الحلقـات واألخـرى تـرى أن هـذه األنشـطة ال تمثـل سـوى جـزء مـن البرنامـج المتكامـل‬
‫للجـودة الشـاملة‪ ،‬وعـلى ذلـك فـإذا بـدأت منظمـة مـا بتطبيـق حلقـات الجـودة ولم يكـن في تخطيطها‬
‫أن تدمجهـا مـع الجـودة الشـاملة فلـن يكتـب لهـا البقـاء واالسـتمرار‪ ،‬وبالتبعيـة فـإن اهتمامنـا بمراقبة‬
‫الجـودة يتعـين أن يتغلغـل داخـل المنظمـة كلهـا بشـكل متناسـق في إطار برنامج شـامل‪ .‬أمـا بأيهما نبدأ‬
‫فـإن ذلـك يتوقـف عـلى ظــروف كل منظمــة وإمكانياتهـا واسـتعدادها ومسـتوى القـوى العاملـة بهـا‬
‫ومـدى تفهـم اإلدارة لذلـك‪ ،‬وليـس هنـاك مـن اختيـار صحيـح وآخـر خطـأ في هـذا المجال‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الفرق بين حلقات الجودة وفرق العمل‬


‫عنصر المقارنة‬ ‫فرق العمل‬ ‫حلقات الجودة‬
‫انجاز العمل‬ ‫انجاز مشكالت صغيرة نسبيا‬ ‫تكلف بإنجاز عما ومهمة كاملة‬

‫صفة العمل‬ ‫اجبارية‬ ‫تطوعية واختيارية‬

‫السلطة‬ ‫ال تتخذ قرارات ‪ -‬تضع توصيات‬ ‫سلطة استشارية ومسؤولية تضامنية‬
‫وتتخذ بعض قرارات‬
‫الديمومة‬ ‫تنتهي بمجرد انتهاء مدتها ووفقا‬ ‫تبقى طيلة حياة المنظمة من اجل‬
‫تشكيلها‬ ‫التحسين‬
‫العضوية‬ ‫ثابتة وفقا لقرار تشكيلها‬ ‫متغيرة ترتبط بدورة عنصر البشري‬
‫سريعة‬
‫األعضاء‬ ‫متجانسون‬ ‫ال يوجد تجانس من حيث الوظيفة أو‬
‫المنصب االداري‬
‫طابع العمل‬ ‫اداري مؤسسي‬ ‫فني ادائي انتاجي‬

‫الركيزة األساسية لها‬ ‫تركيز على فكرة العمل الجماعي‬ ‫تعتبر بمثابة أداة تدريبية لتطوير‬
‫العمل بشكل جماعي وتبادل‬
‫الخبرات ومعلومات‬
‫دعم اإلدارة‬ ‫دعم اإلدارة واضح في قرار‬ ‫تتطلب دعم إدارة بشكل مستمر‬
‫تشكيلها‬
‫المسؤولية‬ ‫مسؤولية الفريق‬ ‫مسؤولية تضامنية مع اإلدارة‬

‫الهدف‬ ‫حل مشكالت مختلفة‬ ‫حل مشكالت ذاتية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬عوامل نجاح وفشل في تطبيقات حلقات الجودة‬


‫يمكن تحديد أهم متطلبات نجاحها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬بنـاء هيـكل تنظيمـي يتناسـب مع بنـاء حلقـات الجودة وإعطـاؤه المرونـة الشـاملة في التطوير‬
‫والتحسـين المسـتمر السـتيعاب األفـاق المسـتقبلية في أداء حلقـات الجودة‪.‬‬
‫‪-‬التدريـب المسـتمر ألعضـاء حلقـات الجودة النشـطين كأسـاس لتطويـر وتحسـين األداء وإدخال‬
‫األسـاليب الحديثـة في التحسـين‪ ،‬وتزويـد العاملـين بآخـر المسـتجدات التطويريـة‪ ،‬وكافة السـبل‬
‫لتشـخيص المشـكالت‪ ،‬ووضـع الحلـول الكفيلـة بتجنبها‪.‬‬
‫‪-‬العمـل في إطـار موحـد مـع اإلدارة لتحقيـق الهدف العـام للمنظمـة ومن قبل كافة المسـتويات‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫‪-‬ثقة ودعم اإلدارة العليا لحلقات الجودة ورغبتها في تحقيق أهداف المنظمة‬

‫عـلى الرغـم مـن األهميـة الكبـيرة لحلقـات الجـودة في تحسـين األداء‪ ،‬بمشـاركة جميـع العاملـين‬
‫لتحقيـق أهـداف المنظمـة‪ ،‬إال أنهـا تنطـوي عـلى العديـد مـن المشـكالت التي ينبغـي عـلى اإلدارة اتخاذ‬
‫إجـراءات الزمة بشـأنها‪.‬‬
‫ويمكن إيجاز تلك المشكالت فيما يلي‪:‬‬

‫‪-‬حلقـات الجـودة عمـل تطوعي بمحـض إرادة العاملـين وتحقيق كفاءتـه وفاعليتـه وتطويره يتم عـادة إمـا‬
‫بدرجـة عاليـة أو منخفضـة وفقا للرغبـة الذاتية لألفراد أنفسـهم‪.‬‬

‫‪-‬المبالغة في توقع المردود المالي أو زيادة اإلنتاجية وتحسين الجودة من قبل العاملين واإلدارة‪.‬‬

‫‪-‬العمـل وفـق المقترحـات المقدمـة من قبل حلقـات الجـودة دون التركيز على تفاصيـل العمليات‬
‫المقترنـة بهـا والقادرة على تحسـين وتطويـر الجودة‪.‬‬

‫‪-‬عـرض المشـكالت المعقـدة جـدا ً وبشـكل كبـير عـلى حلقـات الجـودة بغيـة معالجتهـا أو إيجاد‬
‫البدائـل المناسـبة مـما يـؤدي إلى خلـق حـاالت مـن الفشـل واإلحبـاط أحيانا ً‪.‬‬

‫‪-‬عـدم وجـود نـوع مـن التجانـس واالنسـجام بـين اإلدارة العليـا واإلدارات في األقسـام التنفيذيـة‬
‫وحلقـات الجـودة فيـما يتعلـق بالمقترحـات التطويريـة المقدمـة مـن العاملـين في الحلقـة مـما‬
‫يـؤدي إلى ظهـور بعـض المشـكالت المعقـدة التـي تعـاني منهـا المنظمـة‬

You might also like