Professional Documents
Culture Documents
الموسم الجامعي
2023-2024
لماذا يرتكب المجرم الجريمة؟
أول جريمة في تاريخ البشرية
أول جريمة قتل في تاريخ البشرية ورد التنصيص عليها في القرآن الكريم،
حيث قام قابيل ابن آدم عليه السالم بقتل أخيه هابيل.
ق ِإ ْذ قَ َّربَا قُ ْربَانًا فَتُقُ ِب َل ِم ْن ِ ح ْ
علَ ْي ِه ْم نَبَأ َ ا ْبنَ ْي آ َد َم ِب َ
ال يقول هللا تعالىَ " :واتْ ُل َ
ين ()27 َّللاُ ِم َن ْال ُمت َّ ِق َ أَ َح ِد ِه َما َولَ ْم يُتَقَب َّْل ِم َن ْاْلخ َِر قَا َل ََل َ ْقتُلَنَّ َك ۖ قَا َل ِإنَّ َما َيتَقَبَّ ُل َّ
بَّللا َر َّ
َاف ََّ ي ِإلَي َْك َِل َ ْقتُلَ َك ِإ ِني أَخ ُ َ د ِ ي
َ ط
ٍ س
ِ ا ب
َ ب
ِ َا ن َ أ ا مَ ي ن
ِ َ لُ ت ْ
ق َ ت ل
ِ
ُ
ك َ دَ ي
َ ي َّ َ ل إ
ِ طت
َ س َ ب
َ ن ئ
ِ َ ل
ار ۚ َّ
ََ ِ ِن ال ب اح صْ َ أ نْ مِ ون َ ُ
ك َ ت َ ف ك َ م ِ ْ ث إ
ِ و َ ي مِ ْ ثِ إ ب
ِ ء
َ و ُ ب َ ت ن َ أ د ُ ي ر
ِ أ ي ن
ِ إ
ِ ) 28 ( ين
َ م ِ َ ل اع
َ ْ
ال
ص َب َح ِم َن سهُ قَتْ َل أَ ِخي ِه فَقَتَلَهُ فَأ ْ ت لَهُ نَ ْف ُ ع ْ ط َّو َ ين ( )29فَ َ الظا ِل ِم َ وذلك َجزَ ا ُء َّ
س ْو َءةَ
َ ي ار و
َ َ َُِ ي ْف ي َ
ك ُ ه ي
َ ر ُِ ُ ي ل
ِ ض
ِ ر ْ َ اَل ْ ي ف
ِ ث ُ ح َ ب ْ ي
َ ا ً ب ا رَ ُ
غ ُ َّللاَّ ث َ ع
َ ب
َ َ ف ) 30 ( ين
َ رِ س ِ َاخ الْ
س ْو َءةَ أ ِخي ي َ َ ِ َ ار و أ َ ف ب
ِ ا رَ ُ غ ْ
ال ا هذ ل
َ ْ ث م ِ ون
َ ُ
ك َ أ ن ْ َ أ ت ُ ز ْ ج َ ع
َ َ أ ا َ ت َ ل ي
ْ و َ ا ي
َ ل
َ ا َ ق ۚ ه
ِ ي خ
ِ َ أ
ين". ص َب َح ِم َن النَّا ِد ِم َ َفأ َ ْ
سورة المائدة
-يهدف علم اإلجرام إلى دراسة الظاهرة اإلجرامية بهدف تفسير أسبابها وضبط
تمظهراتها،قصد الوقوف على أنجع أسلوب للوقاية منها،وعالج فاعلها كي ال
يعود إليها من جديد .
-مكونات الظاهرة اإلجرامية هي الجريمة كحقيقة واقعية،وهي محصلة إلشباع
غريزة إنسانية بشكل شاذ ،والمجرم الذي يهتم علم اإلجرام بدراسته من جميع
النواحي العضوية والنفسية واالجتماعية...
-إذا كانت الجريمة هي أساس البحث الذى تدور حول دراسة علم اإلجرام ،فإن
المجرم هو المحور الرئيسي لهذه الدراسة.
نشأة علم اإلجرام وتطوره
بدأ لومبروزو حياته المهنية كطبيب في الجيش االيطالي ثم عين بعدها استاذا ً للطب الشرعي
-
والعقلي في جامعة بافيا ثم في جامعة تورينو،و بحكم امتالكه للروح التأملية وعمله في الجيش
ومراقبته للسلوك االجرامي،فقد وضع خالصة أبحاثه العلمية في مؤلفه الشهير (االنسان المجرم).
-الحظ لومبروزو ان الجنود المنحرفين يتميزون بعدة مميزات جسدية لم تكن موجودة في الجنود
االسوياء ،حيث لمح انهم (أي الجنود المنحرفين) يميلون الى الوشم والرسوم الغريبة على
أجسادهم.
-تبين له بعد تشريحه لجثث عدد من المجرمين الذين ارتكبوا جرائم تتسم بالعنف والقسوة وجود
عيوب خلقية في تكوينهم الجسماني وشذوذ في الجمجمة.
-قام لومبروزو بتشريح حوالي 383جمجمة لمجرمين متوفين كما فحص حوالي 5907من
المجرمين االحياء ،ومن ابرز الحاالت التي درسها حالة لص وقاطع طريق خطر يدعى فيليال،
حيث فحصه اثناء حياته وشرح جثته بعد وفاته .وقد وجد تجويفا ً في جمجمته يشبه بعض
الحيوانات كالقردة ،كما توصل الى نتائج مشابهة عند دراسته حالة مجرم خطر اخر يدعى فرسيني
الذي اعترف بقتل عشرين امرأة بطريقة وحشية وشرب دمائهن ،حيث تبين له اتصاف هذا المجرم
ببعض الخصائص الجثمانية والتشريحية.
صفات المجرمين حسب لومبروزو
الصفات الجسدية للمجرمين:
طول أو قصر غير اعتيادي ،أكتاف منحدرة مع صدر واسع ،أذرع طويلة ،رأس صغير ووجه
كبير.
-جبهة صغيرة ومنحدرة -خط شعر متراجع -بثور في الجبهة والوجه -وجه عميق التجاويف.
-آذان كبيرة -ضربات في مؤخرة الرأس وحول األذن -عظام جبهة عالية -حواجب غزيرة تميل
لاللتقاء فوق األنف-عيون غائرة -أنف شبيه بالمنقار أو أنف مسطح -خط فك حاد -شفاه
ممتلئة مع كون الشفة العليا أنحف -أسنان قواطع كبيرة ،وأسنان غير اعتيادية -ذقن صغير أو
نحيف -أصابع مستدقة.
الصفات النفسية واألخالقية للمجرمين:
ضعف اإلحساس باأللم ،قساوة القلب ،الغرور ،فقدان الشعور بالخجل ،تخلف الشعور بالشفقة،
وشم الجسم بالرسومات الغريبة األطوار والالأخالقية والمنحطة.
فيري وجاروفالو
فيري:
-يعتبر فيري تلميذا للومبروزو ،غير أنه يرى أن الجريمة ذات مصدر مركب،بيولوجي واجتماعي وطبيعي،وهذا المصدر يتراوح من حيث وسائله
وقوته بحسب الظروف بين األشخاص واألشياء واألزمنة واألمكنة.
-يعتبر فيري مؤسس الجناح البيولوجي االجتماعي للمدرسة اإليطالية/كما أسس علم االجتماع الجنائي وقد ابتدع أيضا ما يعرف بقانون التشبع
االجرامي أو الكثافة اإلجرامية.
تحديد المفاهيم
-علم االجتماع الجنائي هو العلم الذي يسعى لفهم أسباب السلوك المنحرف ،بهدف فهم وعزل تفاعل العوامل المختلفة التي تدفع ببعض الناس
القتراف بعض األفعال اإلجرامية ،ويهدف هذا العلم إلى عالج الجاني وتقليل حدوث الجرائم.
وضع فيري أُسسا ً للجريمة والسلوك اإلجرامي بمعادلة تشبه المعادلة الكيميائية أطلق عليها قانون -التشبع اإلجرامي أو الكثافة اإلجرامية
التشبع اإلجرامي أو الكثافة اإلجرامية.
-مقتضى هذا القانون أنه إذا تضافرت مجموعة من العوامل االجتماعية المختلفة (اجتماعية،اقتصادية،سياسية ،)..فالبد أن تقع الجريمة بكثافة أو
نسبة معينة هي نسبة تشبع المجتمع بالجريمة ،وهذه النسبة ال تزيد وال تقل ما لم يحدث تغيير أو تغير في تلك العوامل.
-كل حدث غير طبيعي كثورة،أو حرب .يؤدي إلى اطراد سريع في معدل اإلجرام،وسرعان ما يعود المعدل إلى حالته السابقة بعد زوال هذا الحدث.
تفسير فيري للجريمة:
تعتبر نظرية انريكو فيري في تحليل السلوك اإلجرامي نموذجا لالتجاه التكاملي الذي يفسر الجريمة،إذ فسرها بناء
على عوامل متعددة فردية وطبيعية واجتماعية.
-1عوامل طبيعية :مثل الموقع لجغرافي والمناخ واألحول الجوية ..الخ.
-2عوامل فردية :مثل السن والجنس والخصائص العضوية والعوامل الموروثة.
-3عوامل اجتماعية :مثل كثافة السكان والعادات والتقاليد والتنظيم السياسي والظروف االقتصادية وغيرها.
-يري فيري أن العوامل البيولوجية ال تنتج أثرها إال إذا صادفت بيئة اجتماعية معينة،وبغير هذه البيئة تظل العوامل
الفردية غير منتجة.
المنهج الذي اعتمده فيري وتصنيفه للمجرمين
التزم فيري في بحوثه ودراساته بالمنهج التجريبي الذي سلكه لومبروزو واختار عيّنة تتكون
من أشخاص مجانين و"سجناء وجنود ،وقد راعى في اختيارهم أن يكونوا من األماكن ذاتها
التي ينتمي إليها المجرمون ،ومن نفس المستوى االجتماعي.
-صنف فيري المجرمين الى خمس أصناف وهي:
-1المجرم بالوالدة أو بالغريزة :وهو المجرم الذي ال يستطيع مقاومة غريزته وما ينتج عن
ذلك من دوافع إجرامية ورثها منذ الوالدة.
-2المجرم المجنون :وهو المجرم الذي يرتكب األفعال اإلجرامية المخالفة لقواعد المجتمع
وقوانينه نتيجة لتخلفه أو لمرضه العقلي.
-3المجرم بالصدفة :وهو المجرم الذي يرتكب فعله اإلجرامي نتيجة لظروف عائلية
وبيئية -اجتماعية وثقافية -أكثر من كونه ناتجاً عن عوامل شخصية أو نفسية متوارثة.
-4المجرم العاطفي :وهو المجرم الذي يرتكب جرائمه نتيجة لعدم تمكنه من السيطرة على
نوازعه وانفعاالته.
-5المجرم المعتاد:وهو المجرم الذي تكونت لديه العادة على ارتكاب األفعال المخالفة للقانون
والعادات والتقاليد االجتماعية.
-توصل فيري من خالل أبحاثه إلى أن المسؤولية الجنائية تقوم على أساس من التضامن
االجتماعي الذي يفرض على المجتمع مسؤولية الدفاع عن نفسه من خالل تدابير وقائية
أكثر منها عقابية .
كاروفالو:
كاروفالو هو قاضي وخبير قانوني في علم الجريمة ،كرس حياته لدراسة
القوانين وتطوير النظرية الوضعية لعلم اإلجرام ويعتبر من مؤسسي
المدرسة الوضعية،وتميز بتفرقته بين الجرائم الطبيعية والمصطنعة.
-ارجع الجريمة إلى االنحطاطية األخالقية للمجرم،ويعتقد بأن العوامل
الطبيعية واالجتماعية تأتي في المرتبة الثانية،الن تأثيرها ال يمس
الجوهر.
لم يتفق كاروفالو مع لومبروزو حينما فسر الظاهرة اإلجرامية ،باالرتداد
الوراثي واالنحطاط المرضي،ولم يتفق مع فيري حول الطبيعة المركبة
للجريمة.
يرى كاروفالو أن الجريمة ترجع إلى ما سماه باالنحطاطية األخالقية،أي
تقهقر الصفات األخالقية التي اكتسبها اإلنسان بحكم التطور والعودة به
إلى مستوى أدنى من المستوى العادي للبشر.
-قسم كاروفالو المجرمين الى اربع طوائف هي :المجرم القاتل والمجرم
بالعنف واللص والمجرم الشهواني.
تعريف علم اإلجرام-خصائص الجريمة-
الترتيب الزمني للظاهرة اإلجرامية-
أهمية دراسة علم اإلجرام-عالقة علم
اإلجرام ببعض العلوم األخرى
تعريف علم اإلجرام
-الجريمة ظاهرة اجتماعية ،وهي مالزمة للمجتمع ،وتقتضيها ضرورة الحياة المشتركة بين
األفراد.
-عاصرت الجريمة جميع المجتمعات اإلنسانية قديماً وحديثاً ،فهي مرتبطة بالتجمعات اإلنسانية،
فأينما وجدت توجد الجريمة.
استنتاج-:الجريمة تالزم المجتمع البشري وهي ظاهرة اجتماعية وكونية تستقر في المجتمع.
-تخصيص عقوبة لكل مخالف يعبر عنه برد الفعل االجتماعي الزجري مقابل السلوك
اإلجرامي.
-تبرر رد الفعل االجتماعي ضرورة الحفاظ على التضامن االجتماعي وتماسكه حول
قواعد سلوك تضمن الحد األدنى للحفاظ على هذا السلوك ،وبالتالي الحفاظ على
الطمأنينة واالستقرار في المجتمع.
ترابط وتداخل األوقات
-ال يمكن استيعاب األوقات الثالثة للجريمة منفردة ،بل تكون كل واحدة
حلقة وتعمل كل واحدة على خلق األخرى.
-ال يمكن تصور جريمة في غياب فرض قاعدة سلوكية قابلة لالنتهاك
ومعاقب عليها،وال يكون لرد الفعل االجتماعي وجود في غياب الجريمة
والمجرم.
-ترابط هذه المراحل أمر ضروري في كل مجتمع ،لذلك أصبحت الجريمة
ظاهرة كونية متداخلة ومرتبطة بمرحلة وضع القواعد القانونية وناتجة عن
رد الفعل االجتماعي ألنها انتهاك لهذه القواعد.
أهمية علم اإلجرام
-على المستوى التشريعي
-على المستوى القضائي
-على مستوى تنفيذ العقوبة
أهمية دراسة علم اإلجرام
على المستوى التشريعي:
تفيد أبحاث علم اإلجرام المشرع في المساهمة في مكافحة الظاهرة
اإلجرامية ،استنادا لما تقدمه أبحاثه من دراسات حول تصنيف المجرمين
إلى طوائف مختلفة ،من خالل دراسة متكاملة لشخصية المجرم ،وتحديد
العقوبة المناسبة له ،واألسلوب المالئم له من ناحية المعاملة العقابية.
أهمية علم اإلجرام من الناحية القضائية
تمكن الدراسات التي تتم في نطاق علم اإلجرام القاضي الجنائي من اختيار العقوبة أو -
يختلف علم االجرام عن القانون الجنائي من حيث الموضوع فموضوع علم االجرام
المجرم دراسة بيولوجية وعقلية ونفسية واجتماعية بهدف الوصول إلى قوانين
علمية تفسر الجريمة وتساعد على ضبط الظاهرة اإلجرامية والتحكم فيها ،أما
موضوع القانون الجنائي فهو تحديد األفعال التي تعتبر جريمة وتحديد العقوبات
رغم استقالل علم اإلجرام عن القانون الجنائي من حيث الموضوع وأسلوب دراسة الظاهرة اإلجرامية فإن --
الصلة بينهما وثيقة ويؤثر كل فرع في اآلخر ،فالقانون الجنائي هو المصدر األساسي لعلم اإلجرام من خالل
-في المقابل فانه وإبان سن التشريع الجنائي أو تعديله أو إلغائه يتم الرجوع إلى دراسات علم اإلجرام
ونظرياته للتعرف على الحقيقة الواقعية للسلوك الجرمي إلى جانب الحقيقة القانونية ،وذلك تمهيداً إليجاد
عالج جذري للسلوك الجرمي من خالل التعرف على أسبابه وأنجع الطرق لعالجه.
-يجد القاضي الزجري صعوبة في الحكم على الجاني دون معرفة حالته العضوية والنفسية والعقلية وظروفه
االجتماعية واالقتصادية ودوافعه التي أدت إلى االنحراف وهو يستعين في ذلك بقوانين علم اإلجرام ونظرياته.
-تبنى المشرع مبدأ تفريد العقاب بمناسبة اهتمامه بشخصية المجرم الذي يعد أهم نتائج دراسات علماء
االجرام ،حيث إن العقوبة يجب أن تناسب في حجمها وطبيعتها ومقدارها شخصية الجاني.
علم اإلجرام والسياسة الجنائية
-يقصد بالسياسة الجنائية مجموع الوسائل التي يستخدمها
المشرع أو التي يجب عليه استخدامها ،والتي من شأنها أن تؤدي
إلي مكافحة الظاهرة اإلجرامية في المجتمع.
-موضوع السياسة الجنائية هو الكشف عن صور السلوك
المناهضة للمجتمع في بلد معين وفي مرحلة تاريخية معينة،
وتنظيم رد الفعل االجتماعي تجاه الجريمة ،والبحث في العقوبات
والتدابير وإجراءات الخصومة الجنائية الكفيلة بمواجهتها.
-رغم اختالف علم السياسة الجنائية عن علم اإلجرام من حيث
الموضوع الذي تهتم دراسات كل منهما بمعالجته ،إال أن أبحاث
علم اإلجرام تعين السياسة الجنائية على رسم وضبط اإلطار
العام لسياسة التجريم والعقاب.
تتمة عالقة علم االجرام بالسياسة الجنائية
-تلتقي السياسة الجنائية مع علم اإلجرام في أن كال منهما يهتم بمعرفة أسباب الجريمة ،ولكن علم
اإلجرام هو علم وصفي تفسيري يدرس ظاهرة الجريمة لبيان صورها وخصائصها والبحث عن أسبابها ،أما
السياسة الجنائية فهي علم معياري يدرس الظاهرة الجرمية لوضع تنظيم قانوني لها.
-رغم استقالل السياسة الجنائية عن علم اإلجرام فإن النتائج التي يتوصل إليها علماء اإلجرام تلعب دوراً
الضحايا السياسيون :وهم الذين تعرضوا لالعتداء عليهم من قبل السلطات الحاكمة في وقت من األوقات
بسبب ميولهم السياسي ،األمر الذي يؤثر عليهم ويدفعهم إلى االعتداء على خصومهم عندما تسنح لهم
الفرصة بذلك بعد تقلد الحكم.
عالقة المجرم بالضحية
--يرى علماء اإلجرام أن الجريمة تقع كمحصلة لعملية تفكير قد تطول وقد تقصر في ذهن
الجاني وهي نتاج تصارع قوتان لدى الجاني ،قوة الدافع إلى ارتكاب الجريمة وقوة المانع
منها.
-تقع الجريمة إذا تغلبت القوة الدافعة على القوة المانعة.
يذهب علماء اإلجرام إلى أن الضحية تقوم ببعض التصرفات،فتقل القوة المانعة في نفس
الجاني ،ويقدم على ارتكاب الجريمة.
-تصرفات الضحية تتيح الفرصة لتغلب الدافع على ارتكاب الجريمة فيستقر عزم الجاني على
ارتكابها ويصمم على تنفيذها.
عالقة علم اإلجرام بعلم الضحية
-يهتم علم الضحية بدراسة المجني عليه دراسة علمية ،وبيان دوره في الظاهرة
اإلجرامية ،ففهم سلوك الجاني ودوافعه إلى الجريمة وتحديد مدى خطورته
اإلجرامية لن يتأتى إال بمعرفة مدى عالقته بالمجني عليه ،وبيان دور هذا األخير
في خلق فكرة الجريمة أو تسهيلها أو التشجيع عليها.
-تكمن أهمية علم الضحية في كونه وبدراسته المتكاملة للمجني عليه ،تكتمل
الدراسة العلمية للظاهرة اإلجرامية ،باعتبار أن الضحية هو أحد أطرافها ،وهذا
يؤدي إلى فهم أعمق وأشمل لظروف نشأة الجريمة وأسباب وقوعها ،وخاصة ما
يتعلق منها بالضحية ،مما يساعد على تحديد مدى مسؤولية الجاني عن
الجريمة ،واختيار نوع المعاملة العقابية المناسبة لحالته ،ووضع سياسة جنائية
خاصة بالضحايا بهدف وقايتهم من الجريمة.
-يعد علم الضحية أحد فروع علم اإلجرام عند غالبية الفقهاء ،وبدراسة دورها في
الظاهرة اإلجرامية تصبح دراسة الجريمة بوصفها ظاهرة فردية واجتماعية
مكتملة.
دور الضحية في الجريمة
كما أنفت اإلشارة فإن الضحية تقوم ببعض التصرفات،فيقل المانع في
نفس الجاني ،ويقدم بالتالي على ارتكاب الجريمة.
-تصرفات الضحية تتيح الفرصة لتغلب الدافع على ارتكاب الجريمة،فيستقر
عزم الجاني على ارتكابها ويصمم على تنفيذها.
-حاول الباحثون في علم الضحية إبراز الدور الذي تلعبه الضحية في مرحلة
ما قبل الجريمة من خالل:
-خلق فكرة الجريمة لدى الجاني.
-تسهيل ارتكاب الجاني للجريمة.
-قبوله مقدما بوقوعها.
الدفاع الشرعي
االستفزاز
الفصل 124من القانون الجنائي المغربي
"يتوفر عذر مخفض للعقوبة ،إذا كان القتل أو الجرح أو الضرب قد
ارتكب نتيجة استفزاز ناشئ عن اعتداء بالضرب أو العنف الجسيم
على شخص ما".
الفصل 418
"يتوفر عذر مخفض للعقوبة في جرائم القتل أو الجرح أو الضرب ،إذا ارتكبها أحد
الزوجين ضد الزوج اآلخر وشريكه عند مفاجأتهما متلبسين بجريمة الخيانة
الزوجية".
عذر االستفزاز في القانون
المغربي
-عرف بعض الفقهاء االستفزاز بأنه حالة من الهيجان النفسي
الجسيم الذي يعتري الشخص إثر تعرضه لباعث تلقائي غير
مشروع ،فتضعف قدرته على ضبط نفسه ،ويزيد اندفاعه الى الرد
على المعتدي.
-يعتبر بعض الفقهاء االستفزاز دفاع شرعي غير تام.
شروط االستفزاز:
-صدور فعل غير مشروع من الضحية.
-التعاصر بين االستفزاز والجريمة المرتكبة لرد االعتداء.
أثر رضا الضحية على قيام الجريمة
-القاعدة العامة ان رضا الضحية ال يؤثر على قيام الجريمة وال ينقص
العقوبة.
-وضع القانون اإلنجليزي قاعدة مستخلصة من السوابق القضائية
وسار عليها التشريع بحيث ال يعتبر رضا الضحية مبررا للجريمة إال في
الجرائم ذات الطبيعة الخاصة ،والتي ال تؤذي الشعور العام وال تمس
باألخالق واألمن العام والمصلحة العامة وال السياسة العقابية بمعنى
انتفاء الضرر االجتماعي من الجريمة.
إذا انصب الرضا على مصلحة خاصة للشخص الذي صدر عنه ،فإن ذلك
يعتبر استعماال للحق أو ممارسة لحرية شخصية غير أنه ينبغي أال
يخالف ذلك القانون.
الشروط القانونية لرضا الضحية
لكي يرتب الرضا آثاره القانونية ينبغي توفر الشروط التالية وذلك في
الحاالت التي يعتد فيها القانون بشرعية اآلثار المترتبة على صدور الرضا
من الضحية:
)1أن يكون الرضا صادرا من صاحب الحق وال يعتد به إذا صدر من غيره
كرضا الموظف بتزوير توقيعه.
)2أن يكون الرضا صادرا من شخص يتوفر على األهلية الجنائية.
3أن تكون اإلرادة غير معيبة.
)4ان يصدر الرضا في الوقت الذي يعتد به القانون ويعد رضا نموذجيا ذلك
السابق أو المعاصر الرتكاب الجريمة والذي يستمر حتى إتمام الفعل
وتحقق النتيجة اإلجرامية.
)5عدم مخالفة الرضا للنظام العام واآلداب العامة.
موقف الفقه والتشريعات من رضا الضحية
-اختلف الفقه في اعتبار رضا الضحية سببا عاما لإلباحة من عدمه.
-اعتبر البعض رضا الضحية سببا عاما لإلباحة مبررين ذلك بأن الجريمة اعتداء
على حرية الفرد وبالتالي فرضاه يزيل عن الفعل صفة غير المشروعية ،واعتبروا
الرضا سببا من أسباب اإلباحة في جميع الحاالت إذ يترتب على ذلك أن رضا
الضحية يمنع العقاب على فعل االعتداء.
-يرى البعض اآلخر أن رضى المجني عليه ال يعتبر سببا لإلباحة إال استثناء ،و
يقتصر أثره كسبب لإلباحة على الحقوق القابلة للتصرف فيها ،كالحقوق المالية
. الخاصة بالمجني عليه فهي حقوق خالصة للفرد وال يوجد ضرر للمجتمع
-بعض التشريعات اعتبرت رضا الضحية سببا عاما لإلباحة و قيدت ذلك بشروط
(المادة 91من قانون العقوبات الهندي-المادة 51من قانون العقوبات السوداني-
التشريع اإليطالي).
نطاق الرضا
الجاني:اليؤثر رضا الضحية على قيام الجريمة أثر رضا المجني عليه في تخفيف عقوبة
وذلك إذا طال االعتداء حق من الحقوق التي ال يجوز التصرف فيها.
الضحية :تتم الجريمة في هذه الحالة برضا الضحية وبطلب القيام بالجريمة بناء على طلب
منه مثل القتل بدافع الشفقة واإلجهاض.
جريمة القتل بدافع الشفقة/القتل الرحيم
يتعلق االمر بالحالة التي يعاني فيها المجني عليه من آالم شديدة
فيطلب من الطبيب أو الممرضة قتله لتخليصه من األلم.
موقف التشريعات من القتل بدافع الشفقة أو القتل الرحيم
-أجمعت التشريعات الوضعية على أن الرضا بالقتل ال يعد سببا
إلباحته وال أثر له على أركان الجريمة ،غير أنها(أي التشريعات)
انقسمت بشأن دور رضا الضحية في تخفيف العقوبة في هذا النوع من
الجرائم ،فمنها من وضعت قواعد خاصة لجريمة القتل بناء على طلب
المجني عليه تخفف العقوبة على الجاني ،ومنها من اكتفت بإقرار
نص عام وأخضعت الجريمة للقواعد العامة لجريمة القتل العمد
وتركت للقاضي السلطة التقديرية لتمتيع الجاني بظروف التخفيف .
-من التشريعات التي قررت تخفيف العقوبة إذا تم القتل برضا
المجني عليه نذكر التشريع اإليطالي واأللماني والسويسري
واللبناني.
-من بين التشريعات التي لم تعتبر هذا القتل عذر قانوني مخفض
نذكر (مصر –المغرب-فرنسا-الكويت)،غير أنه يمكن للقاضي تمتيع
الجاني بظروف التخفيف القضائية حسب ظروف ومالبسات النازلة وظروف
المجرم.
جريمة اإلجهاض بناء على طلب المرأة الحامل
يجرم المشرع المغربي اإلجهاض حسب الثابت من النصوص المنظمة لجريمة اإلجهاض،وقد جاء في الفصل
449من ق ج ما يلي:
"من أجهض أو حاول إجهاض امرأة حبلى أو يظن أنها كذلك ،برضاها أو بدونه سواء كان ذلك بواسطة طعام
أو شراب أو عقاقير أو تحايل أو عنف أو أية وسيلة أخرى ،يعاقب بالحبس من سنة إلى خمس سنوات
وغرامة من مائتين إلى خمسمائة درهم.
وإذا نتج عن ذلك موتها ،فعقوبته السجن من عشر إلى عشرين سنة".
وعند عدم وجود الزوج أو إذا امتنع الزوج من إعطاء موافقته أو عاقه عن ذلك عائق فإنه ال يسوغ للطبيب أو
الجراح أن يقوم بالعملية الجراحية أو يستعمل عالجا يمكن أن يترتب عنه اإلجهاض إال بعد شهادة مكتوبة من
الطبيب الرئيس للعمالة أو اإلقليم يصرح فيها بأن صحة األم ال تمكن المحافظة عليها إال باستعمال مثل هذا
العالج".
دور رضا الضحية في تغيير وصف القانوني للجريمة
-يعرف الفصل 486من ق ج االغتصاب بأنه مواقعة رجل المرأة دون رضاها.
-إذا وجد الرضا ينهار الركن المادي لجريمة االغتصاب ،ويمكن أن يتابع
الجاني من أجل جريمة أخرى كالخيانة الزوجية إذا كانت الضحية متزوجة
(غير أنه ال مناص من تقديم شكاية) أوجريمة الفساد.
عالقة علم اإلجرام بعلم
العقاب
عالقة علم اإلجرام بعلم العقاب
عرف قاموس أوكسفورد اإلنجليزي علم العقاب بأنه «دراسة عقوبة الجريمة ،وإدارة السجون». ّ -
-يهتم علم العقاب بمرحلة ما بعد ارتكاب الجريمة ويركز على كيفية معاقبة المجرمين وتنفيذ العقوبات
الجنائية.
-الفرق بين علم العقاب وعلم االجرام :أن علم االجرام يدرس الجريمة كظاهرة فردية واجتماعية بقصد
اكتشاف مختلف العوامل التي تدفع الفرد الى السلوك االجرامي،ويتضمن دراسة نمط الجريمة،وعوامل
الخطر والوقاية منها.
-في المقابل مجال علم العقاب هو الدراسة العلمية للجزاء الجنائي من حيث بيان أغراضه وأساليب
تنفيذه.
مظاهر التكامل بين العلمين :علم العقاب يستفيد من نتائج أبحاث علم اإلجرام حول شخصية المجرم لكي
يتمكن من تحديد األهداف القريبة والبعيدة للجزاء الجنائي ،ثم يختار بعد ذلك األساليب الكفيلة بتحقيق هذه
األهداف،وعليه ال يمكن دراسة الجزاء الجنائي إال بعد التعرف على أسباب اإلجرام ذاته ،فبناء على ما
تسفر عنه أبحاث علم اإلجرام من نتائج حول أسباب الظاهرة اإلجرامية ،والعوامل الدافعة إليها يمكن تحديد
أفضل األساليب في مجال المعاملة العقابية ،كي يؤتي الجزاء الجنائي ثماره ،ويحدث أثره في نفس الجاني
وبقية أفراد المجتمع.
-في المقابل فان علم اإلجرام يستفيد من مفاهيم وأبحاث علم العقاب لفهم العالقة بين الجريمة والعقوبة
وتحسين التدابير المتخذة لمكافحة الجريمة وتقليل معدالتها.
عالقة علم اإلجرام بعلم األدلة الجنائية
مسرح الجريمة
عالقة علم اإلجرام بعلم األدلة الجنائية
-يهتم علم األدلة الجنائية بالبحث عن الوسائل العلمية والفنية
التي تكشف عن مرتكب الجريمة وظروف ارتكابها وكذا الفاعل
و بإعطاء األدلة العلمية التي تساعد على معرفة درجة
الخطورة اإلجرامية من خالل معاينة مسرح الجريمة والعثور
على اآلثار واألدلة المادية كآثار البصمات واألقدام وبقع الدم
واآلالت وآثار الشعر وغيرها .
-يعتمد علم األدلة الجنائية على تقنيات علمية وأساليب فنية
وتكنولوجية ترتبط بالتطور العلمي والتكنولوجي السائد في
المجتمع ،ومن ذلك علم البصمات وعلم األسلحة النارية
والطب الشرعي،علم األمصال(تحليل السوائل الجسمية
المختلفة،ويستخدم لتحديد هوية األشخاص وتقديم أدلة على
وجودهم في مكان الجريمة أو تورطهم فيها) وتحليل بقع
الدم(يستخدم لتحديد مصدر الدم في مسرح الجريمة وتحديد ما
إذا كان الدم ينتمي إلى الضحية أو المشتبه به).
العالقة بين علم االجرام وعلم األدلة الجنائية
يخدم علم األدلة الجنائية علم االجرام من خالل الكشف عن ظروف وكيفية
ارتكاب الجريمة ،وهو ما يفسر الخطورة االجرامية الكامنة في المجرم
ومدى استعداده اإلجرامي.
تعريف مسرح الجريمة
-مسرح الجريمة هو المكان أو األماكن
التي تشهد مرحلة تنفيذ الجريمة ،وتحتوي
على اآلثار المتخلفة عن ارتكابها ،ويعتبر
ملحق لمسرح الجريمة كل مكان شهد
مرحلة من مراحلها المتعددة.
-يعتبر مسرح الجريمة الشاهد الصامت
الذي يستنطقه المحقق الفطن ،ألن مسرح
الجريمة هو مستودع سرها الحتوائه على
اآلثار المادية واألدلة الجنائية ،وهو الحلقة
األهم بالنسبة للمحقق لكونه مستودع السر
األساسي لمضمون جميع األدلة سواء
كانت أدلة االدانة أو أدلة البراءة .
مناهج البحث في علم االجرام
حاول علماء اإلجرام أن يتبعوا عدة أساليب و مناهج في دراسة
الظاهرة اإلجرامية فركزوا تارة على المجرم و ركزوا تارة أخرى
على الجريمة ،فاختلفت أساليبهم تبعا لذلك،ويميز في هذا الصدد
بين:
-األساليب الفردية
-األساليب الجماعية
األساليب الفردية
-تتعلق باألسباب التي دفعت المجرم إلى ارتكاب الجريمة وتشمل دراسة الجانب العضوي
والعقلي والنفسي للمجرم.
-تستخدم في هذا األسلوب األدوات المستخدمة في الدراسات االكلينيكية في علم اإلجرام
والتي تبدأ بالمالحظة ثم فحص متعدد األبعاد طبي،بيولوجي،نفسي،عصبي بعد ذلك يتم
تفسير وتأويل المعطيات المتعلقة بالوضع الصحي والنفسي واالجتماعي للمجرم.
مرحلتي الفحص و التأويل
مرحلة الفحص
-يتسم الفحص بتعدد األبعاد والنتائج ويأخذ صبغة األخصائي الذي يقوم به.
-يفحص األخصائي البيولوجي المجرم من الناحية العضوية البيولوجية ويصل إلى نتائج
معينة.
-يقوم االخصائي النفسي بدراسة الحالة النفسية للمجرم ومدى تأثيرها في سلوكه.
مرحلة التفسير أو التأويل
يتم تفسير أو تأويل مختلف المعطيات المتعلقة بالمجرم ،مما يمكن من التوصل الى
تشخيص حالة المجرم واستنتاج الدوافع الكامنة وراء سلوكه اإلجرامي.
األساليب الجماعية
-تشمل هذه األساليب األسلوب اإلحصائي وأسلوب المسح االجتماعي وأسلوب المقارنة.
األسلوب اإلحصائي :يرمي اإلحصاء في علم اإلجرام إلى جمع المعلومات والبيانات والوقائع
المتعلقة بالظاهرة اإلجرامية وترجمتها إلى أرقام.
-ظهر على يد جيري وكتيليه خالل القرن 19ويمكن الباحثين من المقارنة بين المجرمين وغيرهم
ممن يعيشون في الظروف نفسها للوقوف على األسباب والدوافع التي أدت إلى اإلجرام.
-يعتمد في اإلحصاء الجنائي على طريقتين :اإلحصاء المكاني(اإلحصاء الثابت)ويقصد بذلك دراسة
الجريمة في أمكنة معينة وعقد مقارنة بينها للوقوف على أسباب الجريمة فيها والطريقة الثانية هي
اإلحصاء الزماني (اإلحصاء المتحرك)يتم من خالل دراسة الجريمة في مكان واحد في فترات زمنية
متعددة والمقارنة بينها للوقوف على مدى تأثير تغير الظروف الزمنية على الظاهرة اإلجرامية.
تقييم األسلوب اإلحصائي
-ال يمكن االعتماد على األسلوب اإلحصائي بصفة نهائية في تحديد الظاهرة اإلجرامية لعدم دقته
-ال تمكن النتائج المتوصل إليها من تفسير النتائج بدقة وتحديد العوامل الحقيقية.
-ال يعبر األسلوب اإلحصائي بشكل دقيق عن اإلجرام الحقيقي ألن اإلحصاءات المعتمدة فيه
رسمية(تصدر عن وزارة الداخلية أو وزارة العدل أو المؤسسات السجنية) وال تعبر عن الرقم
الحقيقي للجريمة (الرقم األسود).
أسلوب البحث االجتماعي أو المسح االجتماعي
-المسح االجتماعي هو عملية جمع البيانات والمعلومات حول الجوانب االجتماعية لمجتمع معين،ويستخدم هذا
النوع من األبحاث لفهم وتحليل الظواهر و المشكالت االجتماعية في المجتمع ،ولدراسة سلوكيات األفراد
والمجموعات وتأثيرهم على بعضهم البعض.
-يستخدم المسح االجتماعي في علم اإلجرام كأداة بحثية لفهم ومعرفة أسباب الجريمة وعواملها المختلفة.
-يتطلب هذا األسلوب جهدا وبحثا ميدانيا ،قد يدفع المشرف عليه الى االستعانة بفريق من الباحثين بوسائل أخرى،
كاالستبيان والمالحظة والمقابلة ودراسة الحالة.
-يعتمد المسح االجتماعي على أسلوبين يقوم األول على االستجواب من خالل وضع مجموعة من األسئلة حول
ظروف حياة المجرم ومعيشته وتوزع القائمة على مجموعة من المجرمين في مكان معين تسود فيه جرائم معينة،
ومن خالل األجوبة المختلفة يربط الباحث بين مختلف أنواع الجرائم والظروف المشتركة السائدة في تلك المنطقة.
-يطلق على األسلوب الثاني المسح البيئي أو المنهج االيكولوجي ومن خالله يقوم الباحث بتقسيم المكان الذي
يجري بحثه إلى عدة مناطق تختلف في ظروفها االقتصادية والثقافية واالجتماعية ،ثم يحاول بيان مدى تأثير وجود
مختلف هذه العوامل أو تخلفها على الظاهرة اإلجرامية.
أسلوب المقارنة
-يعتبر أسلوب المقارنة أسلوبا مكمال لإلحصاء الجنائي وتتجلى أهميته في أنه يربط بين
العينات المدروسة التي من خالل مقارنتها ببعضها البعض ،يتم استخالص القواعد العامة
في علم اإلجرام.
-يمكن أن تشمل المقارنة المجرمين وغير المجرمين الستخالص نقط الشبه واالختالف
بينهم في مرحلة أولى تمهيدا الستخالص الصفات المشتركة بين المجرمين وحدهم ،والتي
تعتبر دوافع إجرامية.
األسلوب التكاملي
-لم تتمكن المناهج العلمية المطبقة في علم اإلجرام من شرح الظاهرة اإلجرامية
بشكل دقيق ،سواء الفردية المعتمدة من طرف المدارس البيولوجية والنفسية ،أو
الجماعية المعتمدة من طرف المدارس االجتماعية.
-نادى بعض علماء اإلجرام بتطبيق منهج يسمح باإللمام بالظاهرة اإلجرامية
المركبة ويتعلق األمر بالمنهج التكاملي ويمتاز بأخذه بعين االعتبار العوامل
المتعددة للسلوك اإلجرامي ،بما في ذلك العوامل المقبولة التي اعتمدتها المدارس
السابقة البيولوجية واالجتماعية والنفسية.
-تتسم الدراسات التي اعتمدت المنهج التكاملي بالدقة والمصداقية مما جعلها
دراسات علمية ناجحة في علم اإلجرام.
أهم النظريات المفسرة للسلوك اإلجرامي
-لم تبدأ الدراسات العلمية للظاهرة اإلجرامية إال من عهد قريب ،وقد حاولت تفسير السلوك
اإلجرامي بطريقة علمية في سياق إجابتها على السؤال المتعلق بــــ" :لماذا يسلك اإلنسان
مسلكا إجراميا؟
-اهتمت ثالثة مذاهب رئيسية بتفسير السلوك االجرامي ويتعلق األمر بالمذهب الفردي
والمذهب االجتماعي والمذهب المختلط.
المذهب الفردي :يركز هذا المذهب على العوامل الفردية والنفسية التي تفضي الى ارتكاب
الجريمة،وتعتبر الجريمة نتيجة لقرار فردي يتخذه الشخص بناء على تقديره الشخصي
للتكاليف والفوائد ،وتعزى الجريمة وفقا لهذا المذهب إلى المجرم نفسه.
-تأثر أنصار هذا المنهج بالمنهج التجريبي القائم على المالحظة والتفسير فانطلقوا من
شخصية المجرم وذاته من النواحي العضوية والنفسية والعقلية لتفسير السلوك اإلجرامي.
-على الرغم من انطالق هذا المذهب من شخصية المجرم وذاته ومدى إسهامها في ارتكاب
الجريمة ،فإنهم اختلفوا فيما بينهم حول مدى قوة تأثير كل عامل من العوامل الفردية
ومدى رجحانه على باقي العوامل.
-أكثر المدارس شهرة في هذا المذهب :المدرسة الوضعية اإليطالية وخاصة رائدها
لومبروزو -المدرسة التكوينية األمريكية-مدرسة التحليل النفسي.
المدرسة الوضعية اإليطالية
-من أقطاب هذه المدرسة سيزار لومبروزو وأنريكو فيري ورفاييل كاروفالو.
-يعتبر لومبروزو األب الروحي لعلم اإلجرام ويرجع له الفضل في دراسة شخصية المجرم عل أساس علمي
سليم ،وقد مكنته مهنته كطبيب من التعمق في دراسته حيث توصل إلى نظرية ضمنها في كتابه الشهير
االنسان المجرم ،وخلص إلى تميز المجرم بصفات خاصة عضوية ونفسية.
-من الناحية العضوية للمجرم مالمح خاصة تكمن في عدم انتظام جمجمته ووجود تجويف غير عادي
بمؤخرة جمجمته مثل القردة ،إضافة إلى كثافة الشعر في الرأس والجسم وضيق في الجبهة وضخامة
الفكين وطول األذنين أو قصرهما وبروزهما الى الخارج مع عدم انتظام األسنان وعدم استقامة األنف
والطول المفرط في األطراف واألصابع.
من الناحية النفسية والعقلية والمزاجية :الحظ لومبروزو أن المجرمين يتميزون بكثرة الوشوم وبذاءتها
واستنتج أنهم يتميزون بغلظة في قلوبهم وعدم اإلحساس باأللم مما يدفع إلى ارتكاب الجرائم بكل سهولة
ويسر.
-يتميز المجرمون كذلك بحدة المزاج والميل نحو الكسل والغرور والميل نحو اإلدمان والرغبة الملحة في
المقامرة وااليمان بالخرافات والشعور بعدم االستقرار النفسي والعاطفي وفقدان السيطرة على النفس.
تصنيف لومبروزو للنماذج اإلجرامية
-ميز لومبروزو بين النموذج االجرامي الكامل والنموذج االجرامي غير الكامل.
-يتميز النموذج اإلجرامي الكامل بوجود أكثر من خمس سمات انحطاطية ،أما
النموذج غير الكامل فتقل سماته االنحطاطية عن الخمس دون الثالث.
-ال يعتبر نموذجا إجراميا من تقل سماته االنحطاطية عن ثالث.
-السمات االنحطاطية التي يتميز بها المجرم تميزه عن غيره ،وتزيد من قابلية
الفرد وتضاعف استعداده الرتكاب الجرائم أكثر من غيره.
الخالصة :المجرم شخص مغلوب على أمره ألنه طبع على اإلجرام فهو مجرم
بالفطرة أو الميالد.
تقدير نظرية لومبروزو
-يرجع للومبروزو الفضل في دراسة المجرم دراسة علمية ركزت على الجانبين العضوي والنفسي ،غير أن
نظريته لم تسلم من النقد الشديد نظرا لعنايتها بدراسة أعضاء جسم المجرم وشخصيته ،واغفال دراسة
العوامل االجتماعية والبيئية ،وكذا اعتقاده بوجود المجرم بالميالد.
-غالى لومبروزو في تمييز المجرمين بصفات جسدية معينة وبنى نظريته على دراسة بعض المجرمين
األحياء واألموات ،ولم يقم الدراسة على عدد مماثل من غير المجرمين للجزم بتميز المجرمين بالصفات
التي ذكرها دون غيرهم مما أفقد دراسته المصداقية.
-دفعت هذه االنتقادات لومبروزو إلى إعادة النظر فيما توصل إليه ،فانتهى إلى تصنيف المجرمين إلى عدة
طوائف وهي:
المجرم الفطرة أو الوراثة :يتميز هذا النوع من المجرمين بوجود صفات ومقاييس انثربولوجية ترتد الى
األزمنة األولى من مراحل تطور الحياة وكان يتميز بها الحيوان واالنسان البدائي وتختلف عن المالمح
الطبيعية لإلنسان العادي.
المجرم المجنون :يرتكب الجريمة تحت تأثير المرض العقلي وينبغي وضعه في مصحة عقلية لتجنب شره.
المجرم بالعادة :وهو من اعتاد على اإلجرام بسبب ظروفه االجتماعية واتصاله بالمجرمين وادمانه.
المجرم بالصدفة :يعزى إجرامه الى الظروف والمواقف التي يجد نفسه فيها وتدفعه إلى اإلجرام صدفة أو
بسبب حب الظهور أو التقليد.
-المجرم بالعاطفة :يتميز بحساسية مفرطة تدفع به إلى االنفعاالت الهوجاء والعواطف المختلفة من غضب
وغيرة وحقد.
المدرسة التكوينية األمريكية
-يعتبر العالم األمريكي أرنست ألبير هوتون من أبرز المؤيدين للومبروزو في أمريكا وهو
أستاذ األنثروبولوجيا(علم مختص بدراسة اإلنسان) بجامعة هارفارد وقد قام بدراسات واسعة
شملت العديد ممن أدينوا من قبل القضاء وتم ايداعهم بالمؤسسات العقابية ودور اإلصالح
والرعاية االجتماعية ؛ كما قام بإجراء مقارنة على مجموعات من غير المجرمين ممن تتوافر
فيهم ذات الصفات العضوية ويتماثل مستوى ذكائهم ومستواهم الثقافي والحضاري بعضهم
أسوياء و آخرون غير أسوياء.
-نشر هوتون سنة 1939نتائج أبحاثه التي توصل من خاللها إلى أن المجرمين يتميزون
بوجود عالمات ارتدادية مثل التي توصل إليها لومبروزو وبوجود انحطاط جسماني موروث
ونقص ودونية بيولوجية ،واستدل على هذا االنحطاط بوجود شذوذ عضوي يتمثل في انحدار
ورفع الشفاه ،وضآلة حجم األذن ،وطول الرقبة ورفعها وهبوطالجبهة ،وفرطحة األنف ُ ،
األكتاف ،فضالً عن انتشار عادة الوشم بين المجرمين ،وكثافة ونعومة شعر الرأس وميله
للون الضارب للحمرة وغير األشيب ،وميل العيون للون الرمادي المشوب بالزرقة.
-ذهب هوتون إلى حد تأكيد أن االنحطاط الجسماني الموروث يختلف باختالف المجرمين ،
فالقتلة يمتازون بطول القامة وامتالء الجسم ،وقصار القامة المفرطين في الوزن يرتكبون
الجرائم الجنسية.
تقدير نظرية هوتون
-يرجع لهوتون الفضل في التركيز على شخصية المجرم والبحث بداخلها عن تفسير للسلوك
اإلجرامي.
-إذا كان هوتون قد تفادى النقد الذي وجه إلى لومبروزو فيما يتعلق بأسلوب البحث ،إذ شملت
دراساته ،المجرمين وغير المجرمين ،فإن نظريته لم تسلم من النقد لالعتبارات التالية:
-تفتقد النظرية للموضوعية لعدم تقديمها دليالً علميا ً واحدا ً على أن االنحطاط الجسماني الذي يتميز
به المجرمون هو انحطاط يرجع إلى عامل الوراثة دون غيره من العوامل ،مع إغفال دور العوامل
البيئية واالقتصادية أو الثقافية.
-انتقد هوتون حينما قال أن خصائص المجرمين تختلف تبعا ً الختالف نوع الجريمة المرتكبة ،ذلك
ألنه اكتفى باإلحصاءات الرسمية ،بينما قد يرتكب جرائم أخرى وال يتم اكتشافها أو معرفة الجاني.
-من جهة ثانية فقد استند هوتون على عينات ال تفي باحتياجات الدراسة العلمية السليمة التي
تشترط التمثيل الجيد للعينة ،فاألشخاص الذين اختارهم كعينات للدراسة ال يمكن أن يمثلوا كل نسيج
المجتمع األمريكي المتسم بتعدد تركيباته األنثروبولوجية والعرقية.
-إضافة إلى ذلك أقام هوتون أبحاثه على طائفة نزالء السجون الذي حكم القضاء بإدانتهم على
أساس أن هذه الطائفة تمثل جميع المجرمين ،والحقيقة أنها ال تضم سوى نسبة محدودة منهم ،
فهي ال تضم الذين حكم عليهم بعقوبات سالبة للحرية ولكن مع إيقاف التنفيذ أو الذين حكم عليهم
بالغرامة فقط .كما أن جز ًء ال بأس به من المجرمين لم يكتشف أمرهم بعد ويبقون خارج
المؤسسات العقابية.
. وليام شيلدون -
-اهتم شيلدون بالبناء العضوي لإلنسان ،وأضاف إليه ما أسماه التكوين العقلي والمزاجي للشخصية .
-قسم و صنف شيلدون الشخصيات حسب السمات الجسدية للفرد ،وأسس نظريته على هذا األساس ،وأثبت
في نظريته وجود عالقة بين الصفات الجسدية ،وصفات الشخص ،فأصحاب الصفات الجسدية المتشابهة
متشابهون في أغلب األحيان في شخصياتهم.
-أسس شيلدون نظريته على أساس أن طبيعة الجسم ،هي التي تحدد طبيعة الفرد االنفعالية وتنعكس على
سلوكه ،ويشكل ذلك شخصيته.
-ميز شيلدون بين النماذج التالية:
-النموذج الداخلي :يتميز بضخامة أحشاء الجهاز الهضمي والسمنة المفرطة واستدارة أجزاء ويتميز
الجسم ،ويتميز بالميل نحو الراحة والمرح واإلفراط في األكل.
النموذج العظمي أو العضلي :المتميز بقوة الجهاز العضلي و ضخامة العظام.
يتسم هذا النوع بالميل نحو إبراز القوة البدنية ،وحب المغامرة ،والميل نحو المقابلة والتنافس والعدوان.
النموذج الدقيق:المتميز بانخفاض الصدر ،وضعف الجهاز العظمي والعضلي وكذلك األحشاء.
يتصف هذا النوع باالنطوائية والتحفظ.
-يستشف من نظرية شيلدون ،أنه صنف خصائص الشخصية حسب التكوين الجسمي للشخص غير أن
هذه األبعاد الجسمية ليست لها عالقة دائمة بالطباع والشخصية ،خاصة بعد تطور علم اإلجرام.
المدرسة النفسية
-بعد اخفاق التكوين البيولوجي في الكشف عن سبب الجريمة ظهر ت المدرسة النفسية
والتي حاول أنصارها سبر أغوار الجانب الخفي من الشخصية اإلنسانية للكشف عن علة
الجريمة ويعد سيغموند فرويد رائد هذا االتجاه.
-بدأ فرويد تفسيره للسلوك اإلجرامي بتقسيم النفس إلى ثالثة أقسام:
-قسم الذات أو الذات الدنيا ويرمز إليه بــــــــ :الهو ويشمل االستعدادات الموروثة والنزعات
الغريزية والميول الفطرية التي تتمركز في الالشعور.
-قسم األنا :وهو الجانب الشعوري العاقل من النفس الذي يضم مجموعة من الملكات العقلية
ويرمز إليه ايكو وتحاول األنا إقامة نوعا من االنسجام والتكيف بين النزعات الغريزية من
جهة وبين العادات والتقاييد من جهة أخرى.
-قسم األنا العليا وهو الجانب المثالي من النفس الذي يضم مجموعة المثل والقيم والعادات
والتقاليد الموروثة والروادع التي تولدها القيم الدينية واألخالقية والمبادئ الشخصية،
ويعرف هذا القسم بالضمير ودوره هو مراقبة األنا ومساءلتها.
تفسير السلوك اإلجرامي حسب فرويد
-يرجع السلوك اإلجرامي حسب فرويد إما إلى عجز األنا عن تكييف الميول الفطرية والغريزية لدى
الشخص مع متطلبات الحياة االجتماعية وتقاليدها أو إلى التسامي بها ،أو كبتها في الالشعور وإما
الى عجز األنا العليا عن أداء وظيفتها المتمثلة في الردع.
-أورد فرويد أمثلة لما يحدث في جوانب النفس البشرية من خلل واضطراب أهمها عقدة أوديب
وعقدة الذنب.
عقدة أوديب :تنطلق من الغريزة الجنسية التي يختلف اتجاهها بحسب مراحل العمر المختلفة .
في المراحل األولى يحب الطفل ذاته ويعجب بها .
في المرحلة الثانية تتجه عواطف الطفل نحو اآلخر فيميل في البداية نحو أفراد من جنسه
في مرحلة الحقة تبدأ الغريزة الجنسية بالنضج فيميل الشخص نحو الجنس اآلخر.
تحب الطفلة أباها ويحب الطفل أمه فيكره أباه وتكره الفتاة أمها وتعتبرها منافسة لها في هذا الحب.
-يشمل األب الطفل بحبه ورعايته فيتولد في نفس األخير صراعا سببه تناقض في المشاعر نحو
والده فيحبه ألنه يعطف عليه ويرعاه ويكرهه ألنه ينافسه في حبه ألمه ومن هنا تأتي عقدة أوديب.
عقدة الذنب
تتكون هذه العقدة في المراحل األولى لحياة اإلنسان ،فيسيطر على الشخص شعور
بالذنب بسبب مغاالة الوالدين في توبيخه حينما كان طفال ،وتوجيه العقوبة القاسية
إليه على الرغم من بساطة األخطاء التي ارتكبها،وهذا التصرف يدفع الطفل إلى
االعتقاد بأن األخطاء البسيطة هي خطايا كبيرة يستحق من أجلها العقاب.
-يرى فرويد أن شدة الشعور بالخطيئة قد يكون من أقوى البواعث على اإلجرام ال
نتيجة الجرم ذاته ،وأن الكشف عن هذا الشعور المرضي أهم خطوة في سبيل
العالج.
-يصاب الشخص باالضطراب النفسي نتيجة غياب األنا العليا او ضعفها في فترة
زمنية فيرتكب سلوك شاذ غير مألوف ال يوصف بالجريمة ،ثم يستعيد ضميره وهنا
تنشأ عقدة الشعور بالذنب والخطيئة لديه وذلك بسبب الشعور بتقصير األنا العليا
في السيطرة على التوازن النفسي،ويظل الشعور بالذنب يطارده حتى يدفعه إلى
ارتكاب الجريمة للتحرر من الشعور بالذنب عن طريق العقاب الذي يناله نتيجة
للجريمة التي ارتكبها.
اآلثار
عقدة الذنب هي حالة نفسية غير طبيعية تسيطر على وجدان الشخص
وأفكاره،وتجعله يعيش في دوامة جلد الذات بسبب خطأ ارتكبه تجاه نفسه أو اتجاه
غيره،فيتحول األمر إلى عقدة تتحكم بحياته،وقد يصاب باالكتئاب لعدم قدرته على
ممارسة حياته بشكل طبيعي.
-ينتج عن هذه الحالة مجموعة من اآلثار السلبية وهي:الشعور الدائم
بالقلق،األرق،لوم الذات بشكل مستمر،ضعف تقدير الذات،الميل الى العزلة،التردد
والبقاء في منطقة الراحة خوفا من األخطاء،العصبية واالنفعال،اإلدمان،اإلصابة
باألمراض النفسية كاالكتئاب والفصام والوسواس القهري،اإلصابة ببعض األمراض
العضوية كالسكري وأمراض القلب.
تقدير نظرية فرويد
رغم المحاوالت الجدية و الدراسات العلمية التي خلصت إليها نظرية فرويد إال أنها لم تسلم
من النقد ويؤخذ عليها ما يلي:
-أنها ترتكز على جانب واحد من شخصية االنسان وهو الجانب النفسي(الحتمية
السيكولوجية) ،وتقول بأن ضعف األنا األعلى أو الضمير ،يقود دائما إلى طريق الجريمة ،و
هذا غير صحيح فبعض الناس يضعف صوت الضمير لديهم و لكنهم ال يرتكبون الجرائم.
-يؤخذ على فرويد ارتكازه على جهاز مفاهيمي ال يستند على أساس علمي سليم كالهو واألنا
واألنا األعلى.
-لم تقدم النظرية برهان علمي على صحتها ،لدرجة أن بعض أنصارها يعتقدون أن من
يجادلهم يعاني من خلل نفسي و هذا الخلل هو الذي يدفعه إلى نقدها.
تفسير السلوك االجرامي في ضوء المذهب االجتماعي
حاولت هذه النظرية إعطاء تفسيرات علمية للظاهرة اإلجرامية وأعزتها إلى عوامل اجتماعية --
ألن هذه األخيرة تؤثر في تكوين شخصية المجرم وفي تحديد سلوكه المنحرف وقد اعتبر
روادها السلوك اإلجرامي ظاهرة اجتماعية وتم ربط الجريمة بالمجتمع ،وبكل القيم التي
تحركه وتؤثر في سلوك اإلنسان.
-لسبر أغوار هذا المذهب ارتأينا التطرق ألهم النظريات االجتماعية التي انتشرت في أوروبا
والنظريات التي انتشرت في أمريكا.
رواد المذهب االجتماعي األوروبي
-أعطى رواد هذه المدرسة أولوية للعوامل االجتماعية في تفسير الظاهرة
اإلجرامية،وينتسب إليها مجموعة من الرواد،الذين فسروا الجريمة بالعامل
االجتماعي،غير أنهم اختلفوا فيما بينهم حول بلورة دوره كسبب لإلجرام.
-من بين رواد هذا االتجاه نذكر الكاساني وكابرييل تارد ودوركهايم.
-عاصر الكاساني وكابرييل تارد ودوركهايم لومبروزو وانتقدوا أفكاره وجاءت
أفكارهم كرد فعل ألفكار المدرسة التكوينية.
ال كاساني
-يرجع للعالم والطبيب الفرنسي ال كاساني الفضل في التركيز على دور المحيط االجتماعي في
تفشي الجرائم ،حيث ذهب إلى أن المجتمعات هي التي تصنع المجرمين وتفرز المجرمين الذين
تستحقهم ،وشبه المجتمعات بالتربة الصالحة إلنبات الجريمة ،كما شبه ال كاساني المجرم
بالجرثومة التي ال ضرر منها إال منذ اللحظة التي تجد فيها الوسط المالئم لنموها.
-تدخل في الوسط االجتماعي حسب ال كاساني العوامل الطبيعية والجغرافية والثقافية
واالجتماعية إضافة إلى سوء التغذية وتعاطي المواد المسكرة والمخدرة ،وخلص إلى أن السلوك
اإلجرامي هو نتاج هذا الوسط بحكم ما يحدثه من تأثير في اإلنسان.
تقدير نظرية ال كاساني
يؤخذ على أفكار ال كاساني المغاالة في اعتبار الوسط االجتماعي العامل األساسي في إحداث
الظاهرة اإلجرامية ،غير أنه ال ينبغي إنكار فضل نظريته في تسليط الضوء على عامل الوسط
االجتماعي الذي يلعب دورا كبيرا في ارتكاب الجريمة.
كابرييل تارد
-اهتم عالم االجتماع الفرنسي كابرييل تارد بالجريمة وبعلم النفس االجتماعي ،ومن أهم كتبه
القيمة نذكر اإلجرام المقارن والفلسفة العقابية وقوانين التقليد ودراسات جنائية واجتماعية
والفلسفة العقابية.
-يرى كابرييل تارد أن تنشئة الفرد االجتماعية ومعتقداته الثقافية ومحاكاته لآلخرين أسبابا
دافعة لإلجرام ،ورفض ان يكون لإلجرام عالقة بالتكوين البيولوجي خالفا لما ذهب إليه
لومبروزو.
-يذهب كابرييل تارد إلى أن السلوك االجرامي ليس نمطيا سلوكيا وراثيا ،وإنما يكتسب
بالتقليد الذي يتم بين فرد وآخر أو من جيل إلى جيل أو من المدينة إلى القرية.
-يفترض كابرييل تارد إلتمام عملية التقليد أن يكون الوسط االجتماعي موسوما بسوء
التنظيم ،مما يتيح فرصة االتصال بين المجرمين وغير المجرمين ،وتعتبر الجريمة حسب
كابرييل تارد حرفة أو مهنة خاصة يتهيأ لها اإلنسان منذ الصغر ،ويتأتى ذلك من خالل تظافر
عوامل نفسية واجتماعية وثقافية ،تساعد على تأهيله الحتراف اإلجرام ،واالنتساب إلى
عالمه.
قوانين التقليد
الرغم من تعبيرها عن انعدام الشعور والتضامن في المجتمع الذي تنتشر فيه ،فإنها مع ذلك تعد عالمة من عالمات الصحة
في المجتمع.
-توصل دركهايم من خالل أبحاثه إلى أن الجريمة هي وليدة الوسط االجتماعي ،فال توجد أسبابها في الفرد المجرم ألن الفرد
من صنع المجتمع،وال يوجد مجتمع بدون جريمة،إذ حيث توجد المعايير والقواعد السلوكية ،توجد االنحرافات والسلوك
المخالف للضوابط والمعايير االجتماعية.
-انطلق دوركهايم في دراسته السوسيولوجية من القطيعة مع النزعة الفردية التي كانت سائدة في القرن ، 18فلم يسلم بأن
الفرد هو أساس تقييم األشياء ،ولم يسلم بأن المجتمع ال يتكون إال من مجموع أفراده ،وإنما يمثل شيئا آخر له وجود في حد
ذاته أسماه دوركهايم الضمير الجماعي الذي يبقى تأثيره قويا على األفراد ويمارس نوعا من القهر واإللزام على األفراد
من الخارج ،لذلك ذهب دوركهايم إلى أن السلوك يكون إجراميا حينما يؤدي الشعور الجماعي.
تتمة
ذهب دوركهايم في تفسيره للسلوك اإلجرامي إلى أن الحياة في المجتمع تفترض وجود قدر من النظام فيه ،فإذا أصيب هذا
النظام بالخلل ،انطلق أفراده نحو تحقيق رغباتهم على نحو يخالف ما أرساه المجتمع من نظام ،مما يفسر ارتفاع الجرائم في
-اعتبر دوركهايم الجريمة مالزمة لكل مجتمع ينشد التطور ،وهي ظاهرة طبيعية من صنع المجتمع من خالل ما يجرمه من
أنماط سلوكية بموجب القواعد السائدة فيه ،فإذا استطاع المجتمع القضاء نهائيا على هذه الظاهرة ،تالشى المعيار الذي
-تأكيدا لطرحه ذهب دوركهايم إلى أن الجريمة تمثل مرضا اجتماعيا ويجب قبولها لالعتبارات التالية:
االعتبارات
-تعتبر الجريمة ظاهرة طبيعية ومتوقعة في المجتمعات نظرا لوجودها على مر السنين.
-تصبح الجريمة غير طبيعية عندما تزيد على المعدل المتوسط المقرر لها.
-يدل انخفاض عن المعدل المتوسط المقرر لها على وجود ظاهرة اجتماعية غير سوية كالقمع وتضييق
الحريات.
-ال يمكن اعتبار الجريمة ظاهرة مرضية في حالة عدم تأثيرها سلبا على المهام الوظيفية للمجتمع ،بل هي
ظاهرة طبيعية عادية ،وهي تعبير عن صحة المجتمع وسالمة نظمه عند عدم تعديها المتوسط المحدد لها.
-استعمل دوركهايم مفهوم الالمعيارية واعتبرها سببا لالنحراف االجتماعي ،وهي كحالة الالقانون في
عالقتها مع اإلجرام ،ويقصد بذلك الوضعية التي يجد فيها الفرد نفسه عاجزا عن تحقيق الرغبات الطبيعية
التي بدونها ال يمكن للحياة أن تستقيم ،فالمجتمع يعجز عن توفير بعض الرغبات والحاجات لألفراد مما
يدفعهم إلى البحث عن تحقيقها ،وعند عجزهم يستبيحون كل الوسائل بما في ذلك الجرائم التي يرتكبونها
نتيجة غياب قاعدة أو معيار يستندون إليه في سلوكهم السوي داخل المجتمع.
رواد المذهب االجتماعي في أمريكا
م
من أهم المدارس والنظريات االجتماعية التي سادت في أمريكا هناك نظرية التفكك االجتماعي-نظرية تصارع
-في المقابل يتسم المجتمع المتحضر باتساع نطاقه وتعدد الجماعات المتباينة فيه ،مما يؤدي الى تعارض المصالح
وتضاربها بين فئاته ،ومن تجليات الصراع المجتمعي الصراع بين فئة المتحررين وفئة المحافظين،وفئة األميين وفئة
المتعلمين،وفئة الفقراء وفئة األغنياء.
-استنتاج :توصل علماء االجرام في أبحاثهم إلى أن السلوك اإلجرامي ظاهرة اجتماعية تعبر عن الالتوافق والالنتماء
االجتماعيين ،و يزدادان في المجتمعات المركبة التي يضعف فيها دور المؤسسات غير الرسمية في اإلشراف على الضبط
.المطلوب الذي يناط بالسلطات الرسمية،والتي تفرض قيما رسمية يشكل الخروج عنها جريمة يعاقب عليها القانون
تقدير نظرية التفكك االجتماعي
-اتسمت هذه النظرية بالواقعية وصادفت الصواب في طرحها القائل بتميز المجتمعات
المتحضرة بالتفكك االجتماعي وتطور االجرام وزيادته مقارنة مع المجتمعات التقليدية
،الشيء الذي يفسر ارتفاع معدل الجريمة داخل المدن الكبرى مقارنة مع القرى أو المدن
الصغرى .
-يؤخذ على النظرية اقتصارها على عامل التفكك االجتماعي كدافع لإلجرام ،وإغفالها
للعوامل األخرى ،فضال على أنه ال يمكن األخذ بهذا الطرح على إطالقه ،فبعض أفراد
المجتمع فقط يرتكبون أفعاال إجرامية دون البعض اآلخر ،على الرغم من تأثرهم جميعا
بعامل التفكك االجتماعي.
ثانيا:نظرية تصارع الثقافات
-تنسب هذه النظرية لعالم االجتماع واإلجرام األمريكي تورسين سيلين الذي نشر كتابا سنة 1938تحت
عنوان تنازع الثقافات والجريمة ،تطرق فيه للدور الذي يلعبه تنازع الثقافات في تكوين الظاهرة
اإلجرامية.
-تعتبر نظرية تصارع الثقافات امتدادا لنظرية التفكك االجتماعي ،ومفادها تعارض وتناقض ثقافات وقيم
ومبادئ معينة تسود في إحدى الجماعات مع ثقافات وقيم ومبادئ تسود في جماعات أخرى ،فإما ينسجم
الفرد مع مبادئها أو يرفضها ،ويترتب على ذلك ارتكاب السلوك اإلجرامي ويتخذ التصارع مظهران:
-تصارع خارجي أي تصارع الثقافة واختالفها في مجتمع معين مع مجتمع آخر أو بين دولة ودولة ويرجع
بعض العلماء أسباب هذا الصراع إلى ثالثة عوامل :االستعمار وذلك بأن يفرض المستعمر مبادئ وقواعد
على أفراد الشعب بالدولة التي تم احتاللها والتي قد تتعارض مع بعض المبادئ التي كانت تعتنقها هذه
الدولة وقد تتعارض معها فتصبح بعض األفعال التي كانت مباحة في نظر هذه الدولة أفعاال إجرامية في
نظر المستعمر(تعدد الزوجات -العالقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج).
الهجرة
الهجرة :يترتب على الهجرة تسرب ثقافة الجماعة المهاجرة الى دولة المهجر فيفضي ذلك
إلى حدوث نزاع بين ثقافتين متباينتين بسبب تمسك الجماعة المهاجرة بثقافتها،وهذا ما
الحظه سيلين في المجتمع األمريكي الذي يتكون في األصل من مجموعات وفدت إليه من كافة
أنحاء العالم.
االتصال في مناطق الحدود
يتعلق األمر بالصراع بين ثقافة دولتين تتالصق حدودهما اإلقليمية ويندمج رعاياهما معا ً و
يفضي االتصال بين أفراد الدولتين المتجاورتين مع اختالف حضارتيهما إلى تعارض سلوك
األفراد المنتمين إليهما.
تصارع داخلي
-من أشكال هذا التنازع الثقافي تضارب وتعارض األفكار السائدة في مجتمع واحد
كمؤسسة األسرة ،و المدرسة ،و األندية ،وجماعة العمال وقد تسود في كل واحدة من
هذه الجماعات مبادئ تختلف عن تلك التي تسود في األخرى وتتعارض معها في االتجاه،
فيميل الفرد إلى السلوك الذي قد يرضي إحداها فحسب وهو سلوك قد يكون غير مشروع.
-من مظاهر هذا الصراع التصادم الذي ينشأ بين الثقافة األصلية السائدة في المجتمع وبين
الثقافات الفرعية التي تسود في جماعة صغيرة فينجم عن ذلك أفعاال مجرمة كما هو
الشأن بالنسبة لجرائم الثأر التي ترتكب في بعض الثقافات الفرعية ،وتعتبره عمال
مشروعا وواجبا على أبنائها ،بخالف الثقافة األصلية التي تشجبه لمخالفته أحكام
القانون.
•
تقدير نظرية تصارع الثقافات
للنظرية جانب من الصحة في طرحها القائل بدور النظام االجتماعي بتفاعالته والمبادئ السائدة فيه في
التأثير في األفراد نتيجة الصراع الثقافي األمر الذي قد يكون دافعا إلى ارتكاب الجرائم ،غير أنها ال تستطيع
لوحدها تقديم تفسير كلي للظاهرة اإلجرامية ،إذ ال يصح أن يقدم كل األفراد الذين يعانون من هذا الصراع
على ارتكاب أفعال إجرامية ،األمر الذي يستشف منه أنه توجد عوامل أخرى تساهم في إحداث الظاهرة
•
ثالثا :نظرية االختالط التفاضلي
-نادى بهذه النظرية العالم األمريكي سذرالند الذي ينتمي إلى مدرسة شيكاغو األمريكية.
-يرى سذرالند أن السلوك اإلجرامي ال يمكن أن يرجع في كل األحوال إلى عامل الفقر أو إلى بعض
العوامل األخرى ،كالعوامل النفسية واالجتماعية التي تتصل بالفقراء ،فهناك من األغنياء من يخالف
القانون من أجل غايات يسعى إلى الوصول إليها.
-يعد سذرالند أول من ركز على إجرام األغنياء أو يسمى بالجرائم التي يرتكبها ذوو الياقات
البيضاء.
-انطلق سذرالند من أن السلوك اإلجرامي ليس سلوكا موروثا وال ثمرة عامل واحد ،وإنما هو
سلوك يكتسبه الفرد عن طريق االحتكاك واالختالط مع المجرمين ،فبدون االحتكاك باآلخرين ال
تحدث عملية تعلم السلوك اإلجرامي،ويصبح الفرد مجرما عندما تغلب لديه عوامل مخالفة القواعد
القانونية على عوامل احترام هذه القواعد.
متى يظهر السلوك اإلجرامي؟
يظهر السلوك اإلجرامي حينما تطغى المعايير الجانحة السائدة في جماعة على المعايير
المتكيفة التي تحكم المجتمع الكلي ،وقد فسر سذرالند ذلك كما يلي:
)-1ال يولد المجرم مجرما وإنما يكتسب السلوك اإلجرامي عن طريق التعلم من غيره.
)-2يكتسب السلوك الجانح عن طريق التواصل واالحتكاك بأشخاص آخرين ،وقد يكون ذلك
لفظيا أو باإلشارة أو التقليد.
)-3يتم تعلم السلوك اإلجرامي ضمن جماعة محصورة تتميز بالعالقات المباشرة والشخصية،
وال تساهم وسائل اإلعالم إال بدور ثانوي في نشأة السلوك المنحرف.
-)-4يشمل التدريب على االنحراف تعلم التقنيات اإلجرامية مع توجيه الميول والدوافع نحو
الجريمة.
تتمة
)-5يصبح الفرد مجرما عند طغيان التفسيرات المضادة للقانون ،على التفسيرات التي تؤيده
وتحترمه .
-)-6تتنوع العوامل الفارقة من حيث التواتر المدة واألسبقية والشدة،فإذا تأثر الشخص بمعايير
منحرفة وجانحة قبل أن يتعرض لتأثير المعايير المتكيفة أو السوية قد يصبح جانحا بشكل نهائي
والعكس صحيح.
)-7على الرغم من أن السلوك الجانح يرتكب لتلبية حاجات وأهداف معينة ،إال أنه ال يفسر من
خاللها ،ألن السلوك غير الجانح هو أيضا تعبير عن نفس الحاجات والقيم ،فاللص يسرق من
أجل الحصول على النقود وهي قيمة ،والعامل يعمل من أجل تحقيق نفس الغاية لذلك فكل
التفسيرات التي تتناول االنحراف غير مجدية ألنها نفسها تفسر السلوكيات السوية.
•
تقدير النظرية
-تعتبر نظرية االختالط التفاضلي من النظريات الرائدة في تفسير السلوك اإلجرامي،وقد قامت
على مجموعة من الفرضيات المترابطة ،فضال عن تقاطع العديد من الدراسات الحديثة مع
هذه النظرية.
-غير أن النظرية تعرضت لعدة انتقادات أبرزها عجزها وقصورها في تفسير تفاوت
االستجابة بين شخص وآخر،إذ ينحرف البعض دون البعض اآلخر،إضافة إلى إغفال النظرية
لجرائم الصدفة والجرائم العاطفية.
-لم تتمكن النظرية أيضا من تفسير اختالف تأثير البيئة باختالف التكوين الفردي لألشخاص
الذين يعيشون فيها.
-لم تتمكن النظرية من تفسير الجرائم التي تقع في فترات الطفولة المبكرة ،قبل أن يخالط
الطفل غيره مدة كافية لتعلم السلوك اإلجرامي.
رابعا :نظرية ميرتون/التراخي االجتماعي
-شكلت دراسة ميرتون قفزة نوعية في الفهم العلمي للسلوك اإلجرامي وقد اعتمد في نظريته على
تجاوز العوامل المنعزلة ،واهتم بالبنية االجتماعية بما فيها من تناقضات تدفع بالفرد إلى الخروج
عن التنظيم االجتماعي ،والسقوط في اإلجرام بفعل غياب المعايير االجتماعية.
-حاول ميرتون أن يعتمد في التفسيرات االجتماعية لالنحراف نظرة متكاملة للمجتمع األمريكي،
فانطلق من تحليل البنية االجتماعية محاوال معرفة األسباب التي تدفع بعض األفراد إلى السلوك
اإلجرامي.
-توصل ميرتون إلى حصر األنماط السلوكية اعتمادا على مفهوم الالمعيارية أو حالة عدم النظام
التي تسيطر على المجتمع وتجعله بدون وسيلة ثقافية يعتمدها الناس لتحقيق رغباتهم ،فيضطرون
إلى اإلجرام كوسيلة لبلوغ أهدافهم.
-لشرح نظريته ينطلق ميرتون من أن أغلب الناس لديهم رغبات وغرائز ليست بالضرورة طبيعية،
وإنما هي مجموعة من األهداف واإلغراءات التي ينتجها المجتمع وتكرسها الثقافة السائدة فيه،
ويترتب على عدم توفير اإلمكانيات وإتاحة الفرص لجميع فئات المجتمع لتحقيقها ،لجوء بعضهم
إلى وسائل غير مشروعة إلشباعها ،بعدما يتعذر عليه ذلك بوسائل مشروعة.
الوسائل العلمية التي اعتمد عليها ميرتون
-تنحصر الوسائل العلمية التي يعتمد عليها ميرتون لدراسة كل بنية اجتماعية في عنصرين هامين هما
األهداف والمعايير.
-األهداف:ينطلق ميرتون من أن كل مجتمع يحدد ألفراده مجموعة من األهداف واالهتمامات التي غالبا ما
تكون مشروعة ومرتبة حسب أهميتها.
-المعايير :هي مجموع القواعد التي تحكم السلوك وتضبط وسائل الوصول إلى األهداف وذلك باتباع طرق
معينة يسهر المجتمع على تنظيمها .والمعايير هي التي تنظم الوسائل التي تختلف بحسب قيمتها
االجتماعية ،فهناك الوسائل المثلى والمستحسنة والممنوعة.
-يذهب ميرتون إلى أنه كلما وجد توازن بين هذين العنصرين كلما كانت السلوكات داخل البنية تعكس ذلك
التوازن.
-إذا تم التركيز على األهداف على حساب المعايير،ستصبح كل الوسائل صالحة للوصول إلى األهداف
المنشودة ،وسيصبح المجتمع هش وموسوم ببنية مصابة بالخلل.
مدارس ونظريات أخرى
المدرسة الجغرافية
-يعود الفضل في تأسيس هذه المدرسة إلى العالم البلجيكي كتيليه والعالم الفرنسي جيري اللذين قاما
بدراسة اإلحصاءات الجنائية التي نشرت في فرنسا منذ سنة .1826
-الحظ جيري ارتفاع معدالت جرائم االعتداء على األشخاص في المناطق الجنوبية
الفرنسية،وخاصة في فصل الصيف،وزيادة جرائم االعتداء على األموال في المناطق الشمالية في
فصل الشتاء ،وهذا ما دفعه إلى القول بوجود عالقة بين الموقع الجغرافي ودرجة الحرارة من
جهة،ومعدالت الجريمة من جهة ثانية.
-صاغ جيري فكرته في ما أسماه قانون الحرارة اإلجرامي.
-خلص كتيليه إلى نفس النتيجة التي توصل إليها جيري ،وإن عمم فكرته بشكل أوسع وربطها
بمجموع القارة األوروبية.
تقدير النظرية :صادفت هذه النظرية الصواب عند ربطها الجريمة بالعوامل الجغرافية
المناخية،وربطها ذلك بكم الجرائم ونوعها من خالل قانون الحرارة اإلجرامي إال أنها عجزت عن
تقديم تفسير كامل للظاهرة اإلجرامية.
-يذهب أنصار المذهب التكويني إلى أن التأثير ال يأتي من العوامل البيئية المناخية مباشرة،وإنما
مما تحدثه تلك العوامل من تأثيرات عميقة في شخصية الفرد من الناحيتين العضوية والنفسية.
المدرسة االشتراكية
-تستمد هذه المدرسة أصولها الفكرية من الفكر االشتراكي ،وقد ذهب بعض العلماء االشتراكيين وعلى
رأسهم الفيلسوف األلماني كارل ماركس(فيلسوف ومفكر سياسي واقتصادي وعالم اجتماع)
و انجلز(فيلسوف وعالم اقتصاد سياسي ألماني ويعتبر من منظري االشتراكية) ،إلى أن النظام الرأسمالي
هو العامل المفسر و المؤدي إلى السلوك االجرامي.
-فالجريمة في نظر هؤالء هي جريمة مصطنعة ال وجود لها حقيقة ،و إنما هي نتاج الطبقة البورجوازية،
ونتيجة لصراع طبقي بين القوى العاملة و الطبقة البورجوازية ،فهذه األخيرة تشغل الطبقة العمالية و
تستغلها اقتصاديا و اجتماعيا علما أن الثروة التي يمتلكونها مكتسبة من خالل عمل العمال،فالنظام
الرأسمالي هو الذي ينتج اإلجرام الذي يعتبر رد فعل ضد الظلم االجتماعي.
-من الطبيعي أن تلجأ هذه الطبقات المستغلة و المظلومة إلى الجريمة السترداد حقوقها المسلوبة منها.
-ينادي أنصار هذا االتجاه إلى تطبيق النظام االشتراكي و يعتبرونه هو الحل الختفاء الجرائم ،بحيث ال
يمكن أن تختفي الجرائم إال في ظله،ألنه مجتمع يقوم على التضامن والمودة ،وال مكان فيه لجهاز الدولة
الفوقي ،وما يتفرع عنه من أدوات ووسائل قمعية كالقانون والسجون..
-تأثر بهذه النظرية عالم االجتماع الهولندي بونجر الذي ربط الجريمة بالنظام الرأسمالي ورفض إرجاع
أسبابها إلى العوامل الفسيولوجية الوراثية ،كما رفض الربط بين الجريمة واألخالق والقيم الدينية التي
ليست سوى إفرازات لما يخلفه النظام االقتصادي الرأسمالي من عالقات اجتماعية فاسدة قوامها حب الذات
والرغبة في السيطرة من طرف األغنياء والحقد والكراهية من طرف الفقراء.
-كما أكد بونجر أن ما يتسم به النظام الرأسمالي من سمات كامنة في تحقيق الربح وفائض اإلنتاج ،يفضي
إلى ظهور سلوكات منحرفة داخل المجتمع كالسرقة.
تقدير النظرية
-يرجع لهذه المدرسة الفضل في تسليط الضوء على مساوئ النظام الرأسمالي وما يؤدي إليه
التقسيم الطبقي من ظهور جرائم ترتبط أساسا بالظروف المادية االقتصادية .
-غير أنه إذا استطاعت هذه النظرية تفسير جرائم االعتداء على األموال،فإنها لم تستطع
تفسير جرائم االعتداء على األشخاص .
-أخفق أنصار النظرية في إيجاد تفسير مقنع في ارتكاب بعض األشخاص دون غيرهم
لإلجرام ،على الرغم من خضوعهم لنظام اقتصادي واحد.
-يعاب على النظرية ربطها المطلق للظاهرة اإلجرامية بطبيعة النظام الرأسمالي،والحال أن
العوامل االقتصادية على الرغم من تأثيرها فإنها مجرد عامل يضاف إلى العوامل األخرى
كالتكوينية منها واالجتماعية.
بواعث ظهور المنهج التكاملي
بالتأمل في النظريات السابقة التي فسرت الظاهرة اإلجرامية نستنتج جنوحها عن اعتماد أسلوب المعالجة الشاملة
في تبين عوامل اإلجرام ودوافعه؛ فانصب اهتمام كل اتجاه على جانب من جوانب الظاهرة اإلجرامية ،مع إغفال أو
رفض الجانب اآلخر.
-ترتب عن ذلك الفصل بين المجرم كأساس للعوامل الذاتية او الفردية ومصدر لها ،وبين الوسط االجتماعي أو
البيئي ،كأساس للعوامل االجتماعية ومصدر لها كذلك؛ رغم ما بينهما من ترابط عضوي وتأثير وتفاعل متبادلين.
-لذلك فطن به بعض أنصار المذهبين (الفردي واالجتماعي) إلى األمر ،وتراجعوا عن غلوهم معترفين بدور
العوامل التي أسقطوها من حسابهم ،أو قللوا من أهميتها أو دورها في إحداث الظاهرة اإلجرامية.
-انطلق باحثون آخرون من البحث عن أسلوب شمولي نوعا ما ودون اإلفصاح عن تفاصيل المضمون ،ومن ذلك
انريكو فيري ،الذي رد الجرائم إلى خليط من العوامل الذاتية (العضوية والنفسية) والعوامل الخارجية (االجتماعية
والطبيعية) ،فخلص إلى وجود قانون للجريمة (قانون التشبع اإلجرامي).
كذلك ذهب مارتن جولد إلى أن السلوك اإلجرامي ما هو إال صورة لتفاعل داخلي وخارجي.
دور المذهب المختلط في تفسير السلوك اإلجرامي
-لم يتبلور المنهج التكاملي في نظرية واضحة األسس والمضامين ،إال بظهور نظرية االستعداد
اإلجرامي للعالم اإليطالي دي توليو والذي اعتمد منهجا تكامليا للكشف عن أسباب الجريمة.
-تأثر دي توليو بأبحاث لومبروزو ودراساته وجعل منها منطلقا لتأسيس نظريته عن االستعداد
اإلجرامي ،وحاول تحليل شخصية المجرم بوصفها المصدر األول للسلوك اإلجرامي ،واعتبر
الجريمة سلوكا فرديا بيولوجيا اجتماعيا يحدث بسبب استجابة الدوافع الغريزية للمؤثرات
الخارجية.
أساس نظرية دي توليو
-يرى دي توليو(أستاذ علم طبائع المجرم في روما) أن اإلنسان يتمتع بتكوين نفسي وتكوين
عقلي وآخر عصبي يجعله قابال لإلصابة بأمراض معينة كالسل،ولديه أيضا تكوينا إجراميا
وهو الشخصية اإلجرامية ومن يرتكب الجريمة يرتكبها بسبب التكوين الخاص
لشخصيته،وهذه الشخصية لها صفات عضوية ونفسية خاصة ،قد تكون وراثية أو مكتسبة
تميز صاحبها عن غيره من األشخاص األسوياء وتدفعه إلى السلوك اإلجرامي.
-يتوفر االستعداد اإلجرامي عند المجرمين فقط الذين ال يستطيعون مقاومة غرائزهم والتكيف
مع البيئة االجتماعية بسبب الخلل العضوي والنفسي المولد لالستعداد اإلجرامي ،بخالف
األسوياء اللذين ال يتأثرون بعوامل المحيط االجتماعي.
-تقوم فكرة االستعداد اإلجرامي حسب دي توليو على وجود نوعين من العوامل ،تتمثل األولى
في وجود خلل في النمو العاطفي لدى المجرم ،بسبب عوامل تتصل بغرائزه مما يحول دون
تقبله للقيم االجتماعية السائدة في مجتمعه ،وتتمثل الثانية في العيوب الجسمانية الناجمة عن
الخلل الوظيفي دي الصلة باإلفرازات الغددية ،والذي يخلق الشخصية السيكوباتية غير
القادرة على التوافق مع المجتمع.
-ال تكفي حسب دي توليو العوامل المذكورة أعاله و المحققة لالستعداد اإلجرامي لتحقق
الجريمة ،وإنما ينبغي أن تتفاعل مع العوامل الخارجية الكامنة في البيئة االجتماعية.
أنواع االستعداد اإلجرامي حسب دي توليو
المجرم العرضي المحض :هو الذي يرتكب الجريمة استجابة لدوافع استثنائية محضة،وفي
ظروف استثنائية محضة ،لم يتوقعها أو لم يكن بمقدوره توقعها.
المجرم بالصدفة العاطفي :هوالذي يرتكب الجريمة مدفوعا بعوامل عاطفية أو انفعالية ذات
طابع نفسي في أغلب األحيان وعضوي أحيانا،وتفضي هذه العوامل إلى تعطيل قدرة التكيف
لديه بصورة مؤقتة وفي حدود معينة.
المجرم بالصدفة الشائع :يتسم هذا المجرم بنقص خلقي،ويميل إلى ارتكاب السلوك المضاد
للمجتمع،وبصفة خاصة جرائم األموال .ومن السهل على هذا الشخص أن يتحول إلى مجرم
معتاد.
•
)2المجرمين بالتكوين
-ينفرد هؤالء المجرمون بمجموعة من العناصر التكوينية التي تتمثل في الخطورة
اإلجرامية وإصرارهم على ارتكاب الجريمة واحترافهم لإلجرام.
-يعتبر المجرم ذو التكوين اإلجرامي شخصا دون الرجل العادي من حيث الملكات
النفسية والوازع الخلقي ،ويتوافر لديه استعداد إجرامي أصيل ،يكشف عن كثافة
القوة الدافعة إلى الجريمة وتخلف قوى المنع منها .وعادة ما يرجع إجرام هذا النمط
إلى وجود شذوذ غريزي ،يسهم في حدته عيب في التكوين العضوي ،أو خلل في
الجهاز العصبي وفي الملكات الذهنية.
-ميز دي توليو بين ثالثة نماذج داخل هذه الطائفة المجرم بالتكوين ذو النمو
الناقص ،و المجرم ذو االتجاه العصبي السيكوباتي ،والمجرم ذو االتجاه المختلط.
المجرم بالتكوين ذو النمو الناقص
-هو اقرب إلى اإلنسان البدائي كما وصفه لمبروزو المجرم بالميالد أو بالفطرة
ويتميز هذا النوع من المجرمين بخصائص مورفولوجية(المورفولوجيا البشرية هي
دراسة شكل جسم اإلنسان) ونفسية خاصة ،كالتكوين العاطفي المعيب ،والقابلية
لالستثارة بسهولة ،وسرعة االنسياق وراء األفكار التسلطية ،واألنانية المفرطة
واالعتداد بالذات ،وحدة المزاج ،والميل للكذب.
-يرجع إجرام هذا النوع من المجرمين إلى خلل موروث أو مكتسب في الطفولة.
-يكون هذا الصنف من الجناة مستعدا للقيام بكل نشاط مضاد للمجتمع فيصبح
لصا خطي ار أو منحرفا جنسيا أو معتديا على األشخاص بشراسة ووحشية خصوصا
إذا كان يعيش في بيئة فاسدة.
ثانيا :المجرم بالتكوين ذو االتجاه العصبي السيكوباتي
-يتميز بخلل واضح في جهازه العصبي يجعله سريع التأثر واالنفعال ،ويضم هذا
الصنف مرضى (الصرع والهستريا.)...
يتميز هذا النمط من المجرمين بأن لديه إفراط في القوى الغريزية وقابلية كبيرة
للهيجان واالنفعال ،وهذا اإلفراط يؤدي إلى أفعال يغلب فيها التعسف والتعدي
والعنف.
-
• .
المجرم ذو االتجاه المختلط
-هو المجرم الذي يجمع في شخصيته بعض خصائص واضطرابات األنواع السابقة.
-تصدر عن هذا النوع أفعاال إجرامية غاية في الخطورة وتتفاعل لديه تيارات عديدة من
الشذوذ النفسي المتوافر في أكثر من اتجاه واحد تعزز الميل اإلجرامي الكامن في نفسه،
وتيسر لهذا الميل الفرصة للظهور بصورة غاية في الجسامة والشذوذ.
تقدير نظرية دي توليو
-سلك دي توليو منهجا تكامليا للكشف عن أسباب الظاهرة اإلجرامية يتمثل في الربط بين العوامل
الفردية (الذاتية) المتمثلة في التكوين اإلجرامي والعوامل االجتماعية المتمثلة في البيئة المحيطة
بالمجرم.
-يرجع لدي توليو الفضل في توجيه الباحثين نحو االهتمام بالسلوك اإلجرامي دراسة متكاملة
باعتباره نتاج عوامل فردية واجتماعية .
-غير أنه يؤخذ على نظرية دي توليو الربط المطلق بين االستعداد اإلجرامي الفطري والجريمة
،وأيضا إنكارها ألي دور مستقل للعوامل االجتماعية فدور هذه األخيرة مشروط بوجود التكوين
اإلجرامي ،وهو ما نفاه بعض الباحثين بعلة أن الكثير من الجرائم تقع بسبب العوامل االجتماعية
والبيئية المحيطة بالمجرم بغض النظر عن عامل التكوين أو االستعداد اإلجرامي.
العوامل الخارجية المؤثرة في السلوك
اإلجرامي
-العوامل الجغرافية
-العوامل االجتماعية
-العوامل االقتصادية
-العوامل الثقافية
العالقة بين العوامل الجغرافية والظاهرة اإلجرامية
-العوامل الجغرافية هي مجموعة من الظروف الطبيعية التي تسود في منطقة معينه مثل حالة
الطقس من حرارة وبرودة وكمية االمطار ونوع ودرجة الرياح وطبيعة األرض والتربة.
-يذهب أنصار النظرية الجغرافية في علم الجريمة إلى أن للظواهر الجغرافية أثرا ً كبيرا ً على
السلوك اإلجرامي.
رأي مونتسكيو
ذهب مونتسكيو إلى وجود عالقة بين العوامل الجغرافية والجريمة واظهر ذلك خالل أبحاثه
في علم االجتماع القانوني والفقه القانوني ،وقد بين في كتابه" روح القوانين" أن للمناخ
وطبوغرافية األرض ،تأثيرا ً على األفراد ،وهي السبب في نشوء التمايز في الخصائص
العقلية والميول بين األفراد.
-توصل مونتسكيو إلى أن جرائم العنف والجرائم الجنسية تزيد نسبتها في المناطق
االستوائية والقريبة منها ،بينما جرائم اإلدمان على المشروبات الكحولية تزداد نسبتها في
المناطق القريبة من القطبين.
-يرى مونتسكيو أيضا أن القوانين والعادات وكافة أشكال النظم هي عبارة عن نتاج للعوامل
الجغرافية.
رأي جيري
-قام "جيري" مدير الشؤون الجنائية بوزارة العدل الفرنسية بدراسة اإلحصاءات الجنائية التي
قامت بنشرها فرنسا خالل الفترة الممتدة من " 1826إلى "1833وتوصل إلى النتائج
التالية:
-ازدياد الجرائم ضد األشخاص في المناطق الجنوبية من فرنسا في الفصول الحارة.
-ازدياد الجرائم ضد األموال في المناطق الشمالية خالل الفصول الباردة.
الخالصة التي توصل إليها جيري :توجد عالقة بين الموقع الجغرافي ودرجة الحرارة من
ناحية ،ومعدالت الجريمة من ناحية أخرى.
بناء على ذلك وضع قانونه المعروف بـ" قانون الحرارة اإلجرامي".
رأي كتيليه
استفاد كتيليه من النتائج التي توصل إليها جيري وصاغ بدوره قانونين هما:
األول :قانون ميزانية الجريمة ،ومؤداه ثبات اإلجرام من عام إلى آخر.
-حسب كتيليه كما توجد ضرائب مالية في المجتمع ،توجد كذلك ضريبة إجرامية يجب على
المجتمع تحملها كل عام ،ويمكن تحديدها كأي ضريبة ،وتدرج في ميزانية الجريمة كافة أنواع
الجرائم التي سترتكب كل عام على أساس أن الجرائم ترتكب كل عام بالعدد نفسه وبالعقوبات
نفسها وبالنسبة نفسها تحت تأثير الوسط االجتماعي نفسه والظروف التي يمر بها المجتمع.
الثاني :قانون الحرارة اإلجرامي وهو نفس القانون الذي توصل إليه "جيري" وعممه على قارة
أوروبا ،وذهب إلى أن جرائم األشخاص تسود في األقاليم الجنوبية ألوروبا حينما يكون الطقس
حا اًر ،بينما تكثر جرائم األموال في األقاليم الشمالية ألوروبا حينما يكون الطقس بارداً.
-بفضل أَتباع هذه النظرية الذين انتشروا في القارتين األوربية واألمريكية توسعت مجاالت
الدراسة ،حتى ذهب "فيري" إلى أن لبعض الظروف الطبيعية مثل طبيعة التربة والطبيعة الزراعية
والمناخ واختالف فصول السنة ودرجة الحرارة والحالة الجوية تأثي اًر على تكوين السلوك اإلجرامي.
عالقة الحيز الجغرافي بالظاهرة اإلجرامية
-األسرة
-المسكن
-األصدقاء
-العمل
-تقدير دور هذه العوامل
مدى الصلة بين المحيط االجتماعي والظاهرة اإلجرامية
العالقة بين دخل الفرد والجريمة
-إذا كان دخل الفرد مرتفعا أو متناسبا مع مستوى األسعار ،فإن ذلك يساعده في إشباع
رغباته ،فتقل تبعا لذلك جرائم السرقة،غير أنه قد يرتكب جرائم أخرى كالرشوة والنصب،
وتناول الخمور وتعاطي المخدرات.
-في مقابل ذلك إذا كان دخل الفرد منخفضا أو منعدما ،فقد يرتكب بعض الجرائم،كالتسول
والسرقة.
-اختلف علماء اإلجرام حول ربط الجريمة بالفقر ،فبعض الدراسات تؤكد وجود صلة بين
الفقر والجريمة ،بينما تنفي دراسات أخرى وجود صلة بينهما.
تقدير دور العوامل االقتصادية
-أثبتت الدراسات في مجال علم اإلجرام وجود عالقة بين العوامل االقتصادية
وخاصة الفقر والظاهرة اإلجرامية .
-غير أنه أكدت دراسات أخرى ان الجريمة يرتكبها الفقراء وأيضا غير الفقراء
كرجال االعمال ،وكبار التجار ،وأصحاب المشاريع التجارية الضخمة،
والمستثمرين.
وبالتالي ال يمكن إنكار دور العوامل األخرى في ارتكاب األفعال اإلجرامية.
العالقة بين العوامل الثقافية والظاهرة
اإلجرامية
-الدين
-المعتقدات السائدة
-اإلعالم
الصلة بين العوامل الثقافية والظاهرة اإلجرامية
-مفهوم الثقافة-
وجل.
-يساهم الدين في الوقاية من الجريمة عبر تهذيب النفوس ،والحث على التمسك بالقيم والمثل السامية ،مما يحول دون
وقوع الجرائم،فكلما كان الفرد متدينا وملتزما بتعاليم الدين،فإنه يبتعد عن اإلجرام.
-تقوم بعض المؤسسات الدينية بدور طالئعي في الوقاية من الجريمة والحيلولة دون وقوعها كالمساجد ،ودور التوعية
واإلرشاد ،والزوايا وحلقات تحفيظ القرآن.
-أشار بعض علماء اإلجرام إلى أهمية الدين في وقاية المجتمع من السلوك اإلجرامي ،وان ضعف الوازع الديني هو العامل
الرئيس المؤدي إلى اإلجرام.
-تجدر اإلشارة إلى أن الفهم الخاطئ لتعاليم الدين قد يكون سببا ً وراء ارتكاب بعض الجرائم كما هو الشأن بالنسبة للجرائم
. اإلرهابية
المعتقدات السائدة
-تدفع بعض المعتقدات السائدة في المجتمع الفرد إلى ارتكاب الجريمة بسبب اعتقاده بقداستها
كما هو الشأن بالنسبة للثأر،على الرغم من تعارضها الصريح مع القانون.
-في بعض المجتمعات كصعيد مصر واليمن ،يقوم أقارب القتيل بقتل القاتل نفسه أو قتل أحد
أقاربه انتقاما ً ألنفسهم دون أن يتركوا للدولة حق إقامة القصاص الشرعي،و تعتبر ظاهرة
الثأر من أخطر الظواهر االجتماعية التي عانت منها المجتمعات البشرية ،وهي قديمة وتعتبر
من أخطر ما يهدد سالمة وأمن وسكينة المجتمعات.
اإلعالم
مفهوم اإلعالم
-
-أهميته
وسائل اإلعالم
-اإلعالم وسيلة اجتماعية مهمة للتواصل مع الجماهير.
-يطلق مصطلح اإلعالم على أي وسيلة أو تقنية أو منظمة أو مؤسسة
تجارية أو غير ربحية عامة أو خاصة مهمتها نشر األخبار ونقل
المعلومات.
-يعتمد اإلعالم على مجموعة من الوسائل كالصحف اليومية واإلذاعة
والتلفزيون ،والمجالت ،وقد يكون اإلعالم رقميا يستخدم كافة الوسائل
االتصالية المتاحة ويعتمد على الوسائط المختلفة ونشرها عبر االجهزة
االلكترونية.
-تساهم وسائل اإلعالم المختلفة التقليدية منها والرقمية بمختلف أنواعها
سواء المقروءة أو المسموعة أو المرئية في تسهيل التواصل بين الدول
والمناطق على الرغم من اتساعها ،وتحويل العالم إلى قرية صغيرة.
الدور اإليجابي لوسائل اإلعالم
أكدت دراسة عربية أن العامل االقتصادي أثر بنسبة أكبر لدى المجرم العاطل مقارنة مع غير
العاطل.
-تنتشر األمية بين المجرمين العاطلين،مقارنة مع غير العاطلين اضافة إلى التفكك األسري
والفقر.
-أفادت نفس الدراسة المذكورة أعاله أن أهم العوامل الدافعة لجريمة السرقة في المجتمع
السعودي هي الفقر والبطالة ومعظم مرتكبيها من العاطلين عن العمل وذوي الدخل المنخفض.
العالقة بين البطالة والجريمة االقتصادية
-الجريمة االقتصادية هي فعل أو امتناع ضار له مظهر خارجي يخل بالنظام االقتصادي واالئتماني
للدولة وبأهداف سياستها االقتصادية.
-يندرج ضمن الجرائم االقتصادية ،تهريب األموال،تزييف العملة،اإلخالل بقانون حرية األسعار
والمنافسة،التهريب الجمركي ،غسل األموال..
-عالقة البطالة بالجرائم االقتصادية عالقة ديناميكية دائرية يصبح فيها السبب نتيجة والنتيجة سبب،
مع استمرار العالقة وتعقدها عبر الزمان والمكان.
-تؤدي الجرائم االقتصادية الى ارتفاع معدل البطالة نتيجة تهريب األموال الى الخارج ،مما يفضي
إلى عجز الدول التي هربت منها األموال عن االنفاق على االستثمارات الالزمة لتوفير فرص العمل
مما يؤدي الى تفشي ظاهرة البطالة.
العوامل الحضارية
-تتمثل العوامل الداخلية في صفات وخصائص ترتبط بالتكوين الطبيعي للمجرم ،وخاصة الوراثة
-توجد إلى جانب هذه الصفات صفات أخرى مكتسبة أو عارضة يكتسبها اإلنسان بعد والدته أو رغما
عنه ،ومنها األمراض العضوية والعقلية التي تصيب اإلنسان أثناء حياته أو نتيجة اإلدمان على
•
العوامل الداخلية المؤثرة في السلوك
اإلجرامي
الوراثة
الجنس أو النوع
الوراثة
تحديد المفهوم
تعريف الوراثة
-يقصد بالوراثة انتقال خصائص وصفات السلف إلى الخلف لحظة االخصاب أي لحظة نشأة الجنين.
القاطع. -تم إثبات هذه الحقيقة بالتجربة والمالحظة منذ القدم كما أثبتها العلم الحديث بالدليل العلمي
انتقال الصفات الوراثية
رغم أهمية ودقة النتائج التي توصل إليها علماء اإلجرام في هذا السياق ،غير أن هذا األسلوب لم يسلم من النقد ،فقد
دحض العديد من العلماء النتائج التي توصلت إليها الدراسات السابقة المرتبطة بدراسة التوائم لألسباب التالية:
-عدم دقة األساس الذي تستند إليه هذه األبحاث ،إذ من الصعب معرفة هل التوأم ناتج عن بويضة واحدة أو أكثر ،وقد
يفضي ذلك إلى عدم دقة النتائج المتوصل إليها ،إلدخال التوائم المتماثلة ضمن زمرة التوائم غير المتماثلة.
-ضآلة عدد التوائم المشمولة بالدراسة ،مما يحول دون استخالص قاعدة عامة يمكن اعتمادها لتقدير تفسير كلي للظاهرة
اإلجرامية.
-اإلحصاءات السابقة أكدت أن نسبة تعادل ثلث التوائم المتطابقة غير متوافقين في السلوك رغم عيشهم في ظروف بيئية
واحدة.
•
الجنس أو النوع
-يستشف من الدراسات التي قام بها الباحثون في علم اإلجرام أن هناك عالقة وثيقة بين ظاهرة اإلجرام وعامل
النوع أو جنس المجرم.
-تؤكد اإلحصاءات الجنائية أن الجرائم التي تقترفها النساء أقل بكثير مقارنة بالجرائم التي يرتكبها الرجال،ويعزى
ذلك الى الفروق الجوهرية بين الرجل والمرأة سواء من حيث التكوين العضوي أو النفسي أو من الدور االجتماعي
المنوط بكل واحد منهما.
مظاهر االختالف بين إجرام المرأة وإجرام الرجل
أكد الباحثون في علم اإلجرام أن إجرام النساء يختلف عن إجرام الرجال سواء من حيث الكمية أو من حيث
النوعية.
االختالف من حيث الكم
يستفاد من االحصاءات الجنائية في كل بقاع العالم أن إجرام النساء أقل مقارنة بإجرام الرجال الذي يعرف ارتفاعا
واضحا وقد أثبتت الدراسات التي قام بها العالم البلجيكي كتيليه أن نسبة إجرام المرأة ال تشكل سوى خمس إجرام
الرجل.
-تؤكد اإلحصاءات الصادرة عن وزارة العدل المغربية -مركز الدراسات واألبحاث الجنائية -خالل الفترة الممتدة من
2011-2002أن نسبة إجرام المرأة شكلت 18في المائة فقط في غضون هذه الفترة.
•
تحليل إحصائيات وزارة العدل المغربية
-لم تتجاوز نسبة إجرام المرأة 8في المائة في الجنايات والجنح المرتكبة ضد األموال .
-شكلت نسبة إجرام المرأة 7في المائة من مجموع الجنايات والجنح المرتكبة ضد األمن والنظام العام.
شكلت نسبة إجرام المرأة 7في المائة من مجموع القضايا المرتبطة بالتزوير والتزييف واالنتحال.
بلغت نسبة إجرام المرأة 47في المائة من مجموع الجنايات والجنح الماسة بنظام األسرة واألخالق العامة
ويندرج ضمنها :هتك العرض،الفساد،الخيانة الزوجية،الدعارة،اإلجهاض،الشذوذ الجنسي،إهمال
األسرة،اختطاف القاصرين،قتل الوليد).
-تشكل جريمة الفساد 44في المائة من العدد اإلجمالي لقضايا األخالق وتليها جرائم الدعارة بنسبة 22
في المائة وقضايا إهمال األسرة 16في المائة وجرائم المخدرات 2في المائة.
احصائيات أجنبية حول اإلجرام األنثوي
-أثبتت الدراسات اإلحصائية تحديدا في أروبا الغربية ارتباط إجرام المرأة بنوع معين من
اإلجرام يتصل بوضعها األنثوي ،كجرائم الدعارة و الفساد و جريمة اإلجهاض ،وخيانة
األمانة..
-أكدت دراسة أجريت في إيطاليا ما بين 1929و 1930ارتفاع معدل إجرام النساء مقارنة
مع الرجال ،في جرائم اإلجهاض وخيانة األمانة والقتل بالتسميم..
-تؤكد اإلحصائيات كذلك أن أغلب الجرائم التي ترتكبها النساء عبارة عن جنح ومخالفات
وفي المقابل فإن نسبة الجنايات قليلة.
أسباب اختالف الرجل عن المرأة
-اختلف علماء اإلجرام في تعليل اختالف إجرام المرأة عن الرجل كما ونوعا وجسامة.
-يعزي بعضهم ذلك إلى االختالف في التكوين العضوي والنفسي لكل منهما ،ومنهم من يفسر ذلك بتدين
المرأة وسمو أخالقها ،أو اختالف الدور االجتماعي المنوط بكل واحد منهما.
-االختالف في التكوين العضوي :يرى بعض الباحثين أن المرأة أضعف تكوينا من الرجل وأن قوتها تعادل
نصف قوة الرجل مما يفسر انخفاض إجرام المرأة ،وعدم إقدامها على الجرائم التي تتطلب جهدا بدنيا
وميلها إلى جرائم القذف والسب والجرائم التي تتسم بالغدر و الخديعة واستعمال الحيلة.
على مستوى التكوين النفسي :تمر المرأة بحاالت خاصة كفترة الحيض والحمل والرضاعة تؤثر على
الجانب العاطفي والغريزي لديها وتجعلها منفعلة ومتقلبة المزاج ،األمر الذي يدفعها إلى ارتكاب بعض
الجرائم كاإلجهاض وقتل الوليد .
-تشير إحصائيات أجريت في فرنسا وانجلترا أن 63في المائة من الجرائم ارتكبتها نساء في باريس خالل
فترة الحيض و 41في المائة من جرائم النساء في إنجلترا قد ارتكبت وهن في نفس الحالة.
تقدير الرأي
عامل السن
المرحلة الثانية :مرحلة المراهقة وتمتد من الثانية عشرة إلى غاية الثامنة عشرة.
المرحلة الثالثة :مرحلة النضج الفكري المبكر وتمتد من الثامنة عشرة إلى الخامسة
والعشرين.
المرحلة الرابعة :مرحلة النضج المتوسط وتمتد ما بين الخامسة والعشرين والثالثين.
المرحلة الخامسة :مرحلة النضج الحقيقي وتمتد ما بين الخامسة والثالثين والخمسين.
المرحلة السادسة :تميز الدراسات بين مرحلتين السن الحرجة وتمتد ما بين الخمسين
إلى الستين أو الخامسة والستين.
الشيخوخة. المرحلة األخيرة :مرحلة
مرحلة الطفولة
-تمتد مرحلة الطفولة من الميالد إلى غاية 12سنة ،وهي مرحلة هامة في تكوين شخصية اإلنسان فالتقصير في
رعاية الطفل خالل هذه المرحلة أو إساءة معاملته يؤثر سلبا على نموه وينعكس على شخصيته.
-يستشف من خالل الدراسات التي قام بها علماء اإلجرام أن الجرائم المرتكبة خالل هذه المرحلة قليلة جدا مقارنة
مع الجرائم المرتكبة خالل المراحل األخرى ،ويعزى ذلك إلى الضعف البدني الذي يتميز به الطفل خالل هذه
المرحلة ،وقلة عالقاته االجتماعية وخبراته الحياتية ويفسر بعض المحللين النفسيين اإلجرام خالل هذه المرحلة،
بأنه مؤشر على وجود خلل في شخصية الطفل.
-أغلب القوانين الجنائية تعتبر الطفل غير مسؤول جنائيا لعجزه عن االدراك والتمييز.
-وهو التوجه نفسه الذي سار فيه القانون الجنائي المغربي ،إذ ينص الفصل 138منه على ما يلي" :الحدث
الذي لم يبلغ سنه اثنتي عشرة سنة كاملة يعتبر غير مسؤول جنائيا النعدام تمييزه.
ال يجوز الحكم عليه إال طبقا للمقتضيات المقررة في الكتاب الثالث من القانون المتعلق بالمسطرة الجنائية".
المادة 458من ق م ج
وفي نفس السياق تنص المادة 458من قانون المسطرة الجنائية المغربي على ما يلي:
"يتحدد سن الرشد الجنائي ببلوغ ثمان عشرة سنة ميالدية كاملة .يعتبر الحدث إلى غاية
بلوغه سن اثنتي عشرة سنة غير مسؤول جنائيا النعدام تمييزه .يعتبر الحدث الذي يتجاوز
سن اثنتي عشرة سنة وإلى غاية بلوغه ثمان عشرة سنة مسؤوال مسؤولية ناقصة بسبب
عدم اكتمال تمييزه".
مرحلة المراهقة
تعريف المراهقة
-المراهقة لغة مشتقة من فعل رهق(بفتح الراء وكسر الهاء) بمعنى قرب ،فراهق
الشيء معناه قاربه ،و راهق البلوغ يعني قارب البلوغ والمراهقة هي التدرج في
النضج من جميع الجوانب الجنسية الجسمية االجتماعية و العقلية.
-اصطالحا :المراهقة هي المرحلة الفاصلة بين مرحلتي الطفولة والنضج .
-تمتد هذه المرحلة من سن الثانية عشرة إلى الثامنة عشرة ،وتتميز بتغيرات
فيزيولوجية ونفسية ،كما يتأثر الطفل بالبيئة الخارجية.
-تتميز هذه المرحلة بتسارع زيادة حجم الجسم ،وبزيادة واضحة في القوة البدنية
والتغيير في إفراز بعض الغدد التي تؤثر في رغبة اإلنسان.
.
تأثير البيئة واالعالم في سلوك المراهق
-يتسم سلوك بعض المراهقين خالل هذه الفترة بالطيش والتسرع واالنطالق خارج األسرة
والتمرد على القيود التي تفرضها األسرة والمدرسة.
-تؤثر العوامل البيئية بدورها بشكل كبير جدا في سلوك المراهق ،النه يكون سريع االستجابة
لها ويتأثر بالعوامل الخارجية السلبية ،كمخالطة المنحرفين او مشاهدة أفالم العنف أو االطالع
على مجالت تحتوي على صور مخلة باآلداب واألخالق،فضال عن إدمان مواقع التواصل
االجتماعي.
الخالصة :يساهم ادمان االنترنيت وغياب مراقبة األبوين وأيضا بعض القنوات اإلعالمية أو
ألعاب الفيديو العنيفة في تفشي الظاهرة اإلجرامية نظرا لما يقدمونه من نماذج غير سوية
تدفع المراهق إلى محاكاة المجرمين والتشبه بهم في سلوكهم العدواني.
-العوامل المساهمة في انحراف المراهقين
-من أهم العوامل االجتماعية التي تساهم في انحراف المراهق التفكك األسري والتشرد والفقر
وغياب القدوة الحسنة ومصاحبة رفقاء السوء ،يضاف ذلك إلى االضطرابات النفسية
والتغيرات الفسيولوجية التي تطرأ على المراهق وعدم النضج الذهني والرغبة الجارفة في
االستمتاع بالحياة ،األمر الذي يدفع بعض المراهقين إلى ارتكاب الجريمة.
-يسعى بعض المراهقين إلى إشباع نزواتهم باللجوء إلى السرقة من المنزل أو من الخارج.
– تعرف جرائم السرقة ارتفاعا بين األحداث وتسجل نسبا مرتفعة مقارنة مع الجرائم األخرى.
الجرائم التي يرتكبها المراهقين
-من بين الجرائم التي يرتكبها المراهق الجرائم الجنسية ويعزى ذلك للتغيرات في إفرازات
بعض الغدد التي تؤثر في رغبة الشخص.
-يرتكب بعض المراهقين جرائم االعتداء على األشخاص ،وخاصة اإليذاء ويفسر ارتفاع
نسبة جرائم اإليذاء البدني باندفاع بعض المراهقين نحو هذا النوع من الجرائم التي تستلزم
القوة البدنية قصد إثبات الذات.
مرحلة النضج المبكر
-تمتد هذه المرحلة ما بين السنة الثامنة عشرة إلى الخامسة والعشرين ،يتميز الفرد خالل
هذه المرحلة بالقوة والحيوية وتسمى هذه المرحلة بربيع العمر ،ألن اإلنسان يكون مفعما
بالنشاط والحيوية والقوة واالستقرار النفسي.
-في المقابل تعتبر هذه الفترة أخصب المراحل إجراما مقارنة مع المراحل األخرى ،كما
تؤكد ذلك اإلحصاءات الصادرة في هذا الصدد إذ يتراوح ما بين ربع وثلث اإلجرام الكلي.
-يستشف من اإلحصاءات أيضا ارتفاع جرائم السرقة البسيطة والموصوفة وجرائم
االعتداء على العرض والحياة وسالمة البدن فضال عن الجرائم غير العمدية ،كالقتل الخطأ
الناتج عن التهور أثناء القيادة والسياقة بسرعة مفرطة.
-تبلغ جرائم اإلجهاض ذروتها خالل هذه المرحلة بسبب استعداد المرأة للحمل خالل هذه
الفترة أو قابليتها له.
مرحلة النضج المتوسط
والهرمونية.
-تعـرف هذه المرحلة بمرحلة السن الحرجة لدى بعض األشخاص أو أزمة منتصف العمر ،وتمتد من سن الخمسين إلى
الستين أو الخامسة والستين في بعض األحيان.
-يصاحب هذه المرحلة عند بعض األشخاص اإلحساس بعدم األمان وعدم الرضا عما حققه في حياته،وينتج عن ذلك اتخاذ
قرارات منها ما يكون جذريا كتغيير مكان اإلقامة أو المهنة أو الطالق ،ومنها ما يكون سطحيا كتغيير المظهر أو نمط العيش.
-ترتبط هذه الفترة بالهوية الفردية التي تعود على غرار مرحلة المراهقة لالضطرابات واالنشغاالت النفسية اآلتية من
الطفولة.
-يبدأ خالل هذه المرحلة الضعف من الناحية البدنية والذهنية ،كما تضعف الغريزة الجنسية ،ومن بين الجرائم التي ترتكب
خالل هذه المرحلة الخيانة الزوجية،النصب،خيانة األمانة.
• .
مرحلة الشيخوخة
-تتميزمرحلة الشيخوخة بهرم الخاليا وضعف الحواس والشعور باليأس.
-يصاحب هذه المرحلة تراجع معدل اإلجرام خاصة الجرائم التي تحتاج إلى مجهود بدني
وعضلي كجرائم االعتداء على األشخاص وجرائم السرقة بإالكراه ،ويعزى ذلك لضعف
القدرات البدنية والعاطفية والذهنية لدى اإلنسان.
-غير أنه ترتكب جرائم أخرى خالل هذه الفترة ،كالسب والقذف وبعض الجرائم الجنسية،
كهتك العرض واغتصاب األطفال الصغار نظرا لسهولة االتصال بهم ،فضال عن جرائم النصب
وخيانة األمانة أو االشتراك في بعض الجرائم ،مثل إخفاء األشـياء المسروقة أو المتحصلة
من بعض الجرائم التي يرتكبها الغير.
تقييم دور عامل السن في الظاهرة اإلجرامية
-يستخلص مما سبق أنه هناك عالقة بين السن واإلجرام فكل مرحلة عمرية تتميز بنوع معين من اإلجرام،
كما تختلف نسبة اإلجرام من حيث الكم انخفاضا وزيادةً حسب المرحلة العمرية للفرد.
-تتميز كل مرحلة عمرية بخصائص بيولوجية وفسيولوجية معينة تنعكس بدورها على التكوين البدني
والنفسي للفرد ،ويمكن القول أن هذا التغير البيولوجي باعتباره عامالً داخليا ً دافعا ً الرتكاب الجريمة هو
األساس في تفسير اختالف نوع وكم اإلجرام من مرحلة عمرية إلى مرحلة عمرية أخرى في حياة الفرد.
-رغم صحة هذا التفسير إال أنه ال يمكن تجاهل دور البيئة الخارجية والعوامل االجتماعية في توجيه
سلوك الفرد نحو الجريمة بما يتالءم مع المرحلة العمرية التي يمر بها.
-يمكن االستدالل على أهمية دور البيئة المحيطة بالفرد بدراسة مرحلتين هامتين من المراحل العمرية وهما
مرحلة المراهقة ومرحلة الشيخوخة.
التكوين الطبيعي للمجرم
يقصد بالتكوين الطبيعي للمجرم الخصائص والصفات الخلقية التي تصاحب الشخص منذ والدته ،سواء ما
التكوين العضوي
وخلص إلى تحقق السمات االنحطاطية في عدد من المجرمين وغير المجرمين ،ليخلص إلى غياب الصلة بين الصفات االنحطاطية والظاهرة اإلجرامية
-غير أن كورنك أكد االختالف بين المجرم وغير المجرم في صفات أخرى ترتبط بالوزن والحجم ،فالمجرم أقل وزنا وأصغر حجما مقارنة مع غير
-توصل العالم األمريكي هوتن إلى وجود فوارق عضوية بين المجرمين وغيرهم وانتهى إلى وجود 107صفة عضوية دنيا لدى المجرمين.
-في دراسة أخرى صنف المجرمين إلى طوائف وتوصل إلى أن المجرمين الذين يرتكبون نوعا معينا من الجرائم يتسمون بخصائص معينة فمرتكبي
الجرائم التي تقع ضد األشخاص كجرائم القتل يتميزون بطول القامة وامتالء الجسم ،ويتميز مرتكبو الجرائم الجنسية بقصر القامة والوزن المفرط.
-استنتاج :ال يمكن أن تكون الخصائص البدنية وحدها الفيصل الذي يميز المجرمين عن غير المجرمين،وبالتالي ال توجد عالقة مباشرة ين الخصائص
-تفرز الغدد خارجية اإلفراز مواد غير الهرمونات إلى خارج الجسم ،وذلك عن
طريق القنوات ،ومن األمثلة على ذلك العرق واللعاب والدموع.
دورا مه ًما يتمثل في تنظيم درجة حرارة الجسم وحماية الجلد
-تلعب هذه الغدد ً
والعينين.
أنواع الخلل الغددي
-ينقسم الخلل الغددي إلى نوعين ،األول أصلي والثاني مكتسب.
-الخلل األصلي :يولد به الفرد ويكون له تأثير في طباعه وحالته النفسية.
-الخلل العارض أو المكتسب :يصيب اإلنسان السليم في فترات عمرية معينة
تتميز بنشاط اإلفرازات الغددية وتارة بخمولها ،ويندرج ضمن ذلك الغدد
التناسلية التي تعرف نشاطا في فترة المراهقة وخموال في فترة الشيخوخة.
أثر خلل وظائف الغدد على السلوك االجرامي
-ال يمكن انكار الحقيقة التي تثبت العالقة بين السلوك االجرامي وافرازات الغدد الصماء سيما أن هذه
الحقيقة أثبتتها التجارب العلمية العملية ،والواقعية فالدليل العلمي قائم على وجود صلة بين الخلل
الوظيفي للغدد الصماء والسلوك االجرامي .
-وهكذا فزيادة إفراز الغدة الدرقية يؤدي إلى التوتر العصبي واالنفعال السريع ،وقلة إفرازها يؤدي
إلى الخمول الذهني.
-يؤدي النقص في إفرازات الغدة النخامية إلى الشعور بالجبن واالنعزالية واالنطواء ،كما قد يتسبب
ذلك في انحراف بعض الفتيات أخالقيا للبحث عن التعويض العاطفي بسبب احساسهن الدفين
بالنقص.
-تؤدي الزيادة في إفرازات الغدة الكظرية لمادة األدرينالين إلى تمتع الشخص بقدرة عالية على
التركيز واالستجابة ،بعكس النقص في االفرازات .غير أنه يترتب على كثرة افرازه اضطرابًا لجميع
عمليات الجسم األمر الذي يجعل اإلنسان أكثر عرضةً لإلصابة بالعديد من المشاكل الصحية وفقا لما
سبق توضيحه.
-يعتقد بعض األطباء النفسانيين وعلماء السيكولوجيا الهرمونية ،بإن نقص إفراز الغدة الصنوبرية
في بداية مرحلة المراهقة يمنع النضج الجنسي الطبيعي ،وان ورم الغدة الصنوبرية قد يؤدي إلى
النضج الجنسي المبكر ألوانه ،األمر الذي يؤثر في الحالتين على نفسية الفرد.
التكوين العقلي
-يراد بالتكوين العقلي مجموع اإلمكانات المرتبطة باإلدراك والتفكير والتي تمكن الشخص من
تكييف سلوكه بما يتفق والظروف البيئية.
-يعتبر التكوين العقلي من المفاهيم العلمية التي حظيت باهتمام العلم الحديث ،خاصة منه علم
النفس ،وسنتطرق لكل من االضطرابات العقلية للمريض ،ومفهوم الذكاء.
-االضطراب العقلي مرض خطير يصيب الفرد في صورة اختالل شديد في التفكير والقوى
العقلية بوجه عام .كما يتميز بعجز شديد عن ضبط النفس ،مما يحول دون رعاية المريض
لنفسه ،و يمنعه من التوافق االجتماعي في مختلف صوره.
-األمراض العقلية إما عضوية ،يكون لها أساس عضوي معروف كتلف النسيج العصبي للمخ،
أو وظيفية ،تتسبب فيها العوامل النفسية ،كالفصام أو الدهان الدوري.
-تتعدد أسباب األمراض العقلية كالوراثة ،االضطرابات العضوية ،الضغوط االجتماعية ،
العالقات العائلية ،السن.
صور االضطرابات العقلية
أوال:االضطرابات المستقرة
الضعف العقلي :هو حالة مرضية تصاحب الشخص منذ والدته ،و تتمثل في توقف ملكاته
الذهنية عند حد معين دون مستوى النضج الطبيعي للعقل .للضعف العقلي صورتان و هي:
العته :و فيه فئتين ،الفئة األولى تعرف بذكاء الحيوان ،و الفئة الثانية ذكاء اقل من ثالث
سنوات.
– البله :هو أدنى مستويات الذكاء و لألبله مستوى ذكاء بين ثالث سنوات و ست سنوات،
ويمكن لألبله أداء بعض الواجبات الشخصية بنفسه :كالنظافة و المحافظة على نفسه من
التعرض للضرر.
الخلل العقلي(الجنون) :يقصد به الخلل الذي يصيب القوى الذهنية ،و الذي يؤدي إلى
انحراف نشاطها و يرد األطباء هذا الخلل ،إما للصدمات أو لالرتجاج الدماغي ،أو النفعاالت
شديدة.
ثانيا :االضطرابات المتطورة
االكتئاب :يكون االكتئاب مصحوبًا في كثير من األحيان بالقلق واليأس ،واألرق ،ومشاعر الذنب المبالغ فيها ،وفقدان الشهية،
المستمر ِللذَّات.
ّ والبكاء المتكرر ،وانعدام الثقة بالنفس ،والتأ ْ ِنيب
الهوس :يصنف الهوس على أنه اضطراب عقلي يتميز بالنشاط الزائد والمرح والغرابة ،ويكون الفرد مليئا ً بالحيوية ،ال يكاد
ينتهي من شيء أو عمل حتى يبدأ في عمل آخر .وقد يبدأ في عمل قبل أن ينتهي من األول ،وقد يصل نشاطه إلى درجة
العدوان والتحطيم .وتتميز أفكاره بأنها غير منظمة ،فهو ينتقل من فكرة إلى فكرة بسرعة دون داع ،وتتميز لغته باإلغراق في
التفاصيل التي ال أهمية لها ،وقد تظهر بعض األعراض الثانوية ،مثل القلق والشك واضطراب الوعي.
الفصام:هو اضطراب عقلي مزمن وشديد يؤثر على طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه ،كما قد يسمع المصابون به
أصواتًا غير موجودة ،أو قد يعتقدون أن أشخا ً
صا آخرين يحاولون إيذاءهم ،غالبًا ما يصفه األطباء بأنه نوع من الذهان ،وهذا
قادرا على تمييز أفكاره الخاصة عن األفكار التي تحدث في الحقيقة.
يعني أن الشخص قد ال يكون دائ ًما ً
• الارتياب) والذهان:
البارا نويا:
جنون-
( نويا البارا
تفكير ينجم عنه الشعور الغير منطقي بفقد -مرض البارانويا أو ما يعرف بجنون االرتياب هو -نمط
الدهان الدوري
-الذكاء هو القدرة االجمالية والمعقدة للشخص على التصرف لتحقيق غاية معينة والتفكير
بطريقة عقالنية ،وإقامة صالت مفيدة مع الوسط الذي يعيش فيه.
-يختلف الناس من حيث اإلمكانات تبعا لذكائهم فقد يكون الذكاء فائقا أو متوسطا أو ضعيفا،
ومن حيث النوع قد يكون فكريا أو فنيا أو عمليا وذلك تبعا لميول الناس واتجاهاتهم
المختلفة ،ومن حيث المدى يصنف العلماء الذكاء إلى ذكاء عام وذكاء خاص ينحصر في
كفاءة أو قدرة خاصة.
االتجاه التقليدي
اتجاهات تفسير عالقة معدل الذكاء باإلجرام
االتجاه التقليدي
-يذهب أنصار هذا االتجاه إلى وجود عالقة وثيقة ومباشرة بين الضعف العقلي
والظاهرة اإلجرامية.
-ساد بين أوساط الباحثين األمريكيين في القرن التاسع عشر اعتقاد بوجود عالقة
وثيقة بين الضعف العقلي والسلوك االجرامي ،فجميع المجرمين والمنحرفين وفقا ً
لهذا االتجاه لديهم دونية عقلية ،وإن تفاوتت درجة هذه الدونية ،لذلك فعزل ضعاف
العقول هي الوسيلة الفعالة والوحيدة للوقاية من الجريمة .
االتجاه الحديث
-ذهب أنصار هذا االتجاه إلى أن العالقة بين الضعف العقلي والظاهرة اإلجرامية عالقة غير
مباشرة وال تتسم بالحتمية ؛ وأن نسبة الذكاء بين المجرمين ال تختلف عن نسبته بين
األسوياء ،فيما عدا الحاالت القليلة التي يقف فيها الضعف العقلي وراء السلوك اإلجرامي
بشكل مباشر .
-توصل العالم األمريكي سذرالند إلى عدم الربط بين معدل الذكاء والسلوك اإلجرامي من خالل
دراسة شملت حوالي 175000مجرم بين عامي 1925و 1928وقد ذكر أن نسبة ضعاف
العقول بين عينة الدراسة لم تتعدى ، 20%وأن المسجونين ضعاف العقول ال يختلفون عن
غيرهم من المسجونين فيما يصدر عنهم من أخطاء داخل السجن أو في نسبة من يطلق
سراحهم بنا ًء على اإلفراج الشرطي ،وال تختلف نسبة العائدين إلى ارتكاب الجريمة من
المجرمين ضعاف العقول عن نسبة العائدين المجرمين العاديين.
طرق قياس الذكاء/اختبار ويكسلر لقياس ذكاء الراشدين
-وضع ديفيد ويكسلر عام 1939مقياس ويكسلر لذكاء الراشدين والمراهقين ،لقياس عدد
من القدرات العقلية األولية التي اعتقد أنها تتفاعل مع بضعها لتكون الذكاء العام ،أو القدرة
العقلية العامة ،التي يقصد بها ويكسلر القدرة على القيام بالفعل الهادف ،والتفكير العقالني
والتعامل بفاعليه مع البيئة.
-يتألف المقياس من جزأين ،لفظي وأدائي ،ويتكون الجزء األول من ستة اختبارات فرعية،
هي :المعلومات /تذكر األرقام /المفردات /الحساب /االستيعاب والمتشابهات .أما الجزء
الثاني فيتألف من خمسة اختبارات فرعية ،هي :تكميل الصور /ترتيب الصور /تصميم
المكعبات /تجميع األشياء واختبار الترميز .ويتيح المقياس الوصول إلى ثالث نسب هي:
نسبة الذكاء اللفظية ،ونسبة الذكاء األدائية ونسبة الذكاء الكلية.
-يهدف المقياس إلى قياس القدرة العقلية العامة للراشدين ،ويستخدم االختبار في العيادات
والمراكز اإلكلينيكية لألغراض التشخصية المرتبطة بمستوى األداء العقلي ضمن المدى
العمري للمقياس ،كما يستخدم لألغراض البحثية.
الصلة بين معدل الذكاء و نوع الإجرام
جرائم ضعاف العقول
هي جرائم ال يتطلب من مرتكبها إمكانيات أو قدرات ذهنية خاصة بل يغلب أن يقدم على ارتكابها أفراد يقل مستوى ذكائهم عن مستوى
الذكاء العام ومن أمثلتها جرائم التسول ،والسب والقذف ،وجرائم الحريق ،والدعارة والجرائم الماسة باألطفال ،وجرائم السرقة
والضرب والجرح ،والجرائم غير العمدية كاإلصابة والقتل الخطأ.
جرائم األذكياء
يفترض في الشخص المرتكب لجرائم األذكياء قدرا عاليا ً من المهارات الذهنية ،كما هو الشأن بالنسبة لجرائم النصب وتزوير
المحررات وتزييف العملة وجرائم الجاسوسية والجرائم الماسة بأمن الدولة وجرائم التهريب الجمركي والتهرب الضريبي،والجرائم
االلكترونية.
-تجدر اإلشارة إلى أن هذا التقسيم ال يعني وجود جرائم خاصة باألذكياء ،وأخرى خاصة باألغبياء ،فالمجرم قد يرتكب أية جريمة
غير أن الفرد بطبعه يميل إلى ارتكاب الجريمة التي تتناسب مع معدل قدراته وملكاته الذهنية.
عالقة المخدرات بالجريمة
تذهب الكثير من الدراسات إلى أن عالقة المخدرات بالجريمة نابعة من مصدرين يتمثل األول في :التغير في
الحالة العقلية والمزاجية للمتعاطي وما يحدث نتيجة ذلك التغيير من اختالل في وظائف اإلدراك والتفكير
وبالتالي ضعف السيطرة على ضبط الذات فيطلق عنان الرغبات والشهوات ويقترف الجرائم.
-يتمثل المصدر الثاني لعالقة المخدرات بالجريمة في حاجة الفرد الملحة إلى المادة المخدرة ،حيث يشعر
المريض بضغط الرغبة الشديدة لتعاطي المخدر الذي تعود عليه ،وبذلك يصبح المريض أسيرا ً لعادته حيث
يكون هاجسه الوحيد هو الحصول على المخدر.
-تباع المخدرات في الخفاء عن طريق السماسرة والمروجين والمهربين لذلك فالمدمن يلجأ إليهم في كل مرة
يحتاج فيها للمخدرات.
-قد ال يتردد المدمن في اتباع كل الطرق غير المشروعة للحصول على المال ،كالسرقة أو القتل أو احداث
أضرار باألرواح أو الممتلكات.
تعريف المخدرات
-المخدرات هي مجموعة من المواد التي تسبب اإلدمان وتسمم الجهاز العصبي ،ويطلق لفظ
(مخدر) على ما يُذهب العقل ويغيبه ،الحتوائه على مواد كيميائية تؤدي إلى النوم أو غياب
الوعي.
-يؤدي استخدام المخدرات إلى ما يسمى (متالزمة التبعية) ،وهي مجموعة من الظواهر
السلوكية والمعرفية والفسيولوجية التي تتطور بعد االستخدام المتكرر للمواد ،وتتضمن عادة
رغبة قوية في االستمرار بذلك على الرغم من عواقبها الوخيمة.
مراحل اإلدمان
مرحلة التجربة :يقوم الشخص فيها بتناول المواد المخدرة على سبيل
التجربة للتباهي ،أو ألسباب أخرى تتعلق بتعرضه لمشاكل اقتصادية أو
اجتماعية أو نفسية تفوق قدرته على التحمل ،وغالبا ما تتم التجربة بمساعدة
وتشجيع من االصدقاء .
مرحلة التعاطي القصدي :يقوم الشخص بالبحث عن المواد المخدرة
للحصول عليها وتعاطيها دون دفع أو تشجيع من أشخاص آخرين .وتختلف
هذه المرحلة ،تبعا الختالف الظروف االجتماعية واالقتصادية ودور
الرقابة بين شخص وآخر .
مرحلتي اإلدمان واالحتراق
-مرحلة اإلدمان :اإلدمان هو رغبة قهرية لالستمرار في تعاطي المادة المخدرة أو الحصول
عليها بأي وسيلة ،مع الميل إلى زيادة الجرعة.
-يصبح المدمن خالل هذه المرحلة مواظبا على تعاطي المادة المخدرة بشكل دوري ،وقد يتناولها
أحيانا يوميا أو في كل وقت في أقصى الحاالت ،إذ بدون تعاطيها في أوقاتها يفقد الكثير من
نشاطه وحيوته كقدرته على التواصل مع ذاته ومع المجتمع .
-تتسم هذه المرحلة بالخطورة ،ألن المواد المخدرة تنتشر في الجسم بشكل كبير،وتؤثر على
تصرفات الشخص وطريقة تفكيره.
-مرحلة االحتراق أو الالعودة :هي مرحلة الذروة التي يصلها المدمن نتيجة تعاطيه المستمر
للمخدرات ،اذ تصبح المخدرات في هذه الحالة غير قادرة على اعطائه ما يرغب فيه من نشوة،
ويصبح مجبرا على تناولها بشكل دائم وطوال الوقت وهذه المرحلة تتطلب العالج ألن المدمن
يكون مهددا بالموت ،وقد تدفع هذه المرحلة المدمن الى االنتحار ،أو ارتكاب أبشع الجرائم مثل
قتل أفراد عائلته وأصدقائه المقربين .
أنواع المخدرات: