‫أول ًا‪ :‬الله أمر المسلمين بأن يكونوا أمة واحدة في عقيدتها وفي منهجها وفي مناهج تعليمها

وجميع توجهاتها‪ ،‬قال تعالى‪ِ( :‬إ َّن َه ِذ ِه‬

‫ِحبْ ِل الل ّ َ ِه َج ِميعا ً َوال تَفَ ّ َرقُوا)‪ ،‬وقال تعالى‪َ ( :‬وال تَك ُونُوا ك َال ّ َ ِذ َ‬
‫ين‬ ‫اعتَ ِص ُموا ب َ‬ ‫ون)‪ ،‬وقال تعالى‪َ ( :‬و ْ‬ ‫َاعبُ ُد ِ‬‫اح َد ًة َوَأنَا َربُّك ُْم ف ْ‬ ‫ُأ َّمتُك ُْم ُأ ّ َم ًة َو ِ‬
‫ع ِظيمٌ)‪ ،‬وبين سبحانه ما في االختالف والتفرق من عواقب وخيمة‪،‬‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫َه‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ِئ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫و‬‫ُأ‬
‫اختَل َ ُفوا ْ َ ْ َ َ َ ُ ْ َ ِ ّ َ ُ َ ْ َ ُ ْ َ ٌ َ‬
‫َاب‬ ‫ذ‬ ‫و‬ ‫ات‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ْب‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫اء‬ ‫ج‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫تَ َف ّ َرقُوا َو ْ‬
‫يحك ُْم)‪ ،‬ولما كان ال بد من حصول اختالف ونزاع في وجهات النظر قال تعالى‪َ ( :‬فِإ ْن‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫ب‬ ‫ْه‬
‫ََ َ َ‬ ‫ذ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ُوا‬ ‫ل‬ ‫ش‬ ‫ف‬
‫ََْ‬ ‫ت‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫وا‬ ‫ع‬ ‫ز‬‫ا‬ ‫ن‬
‫َ ََ َ ُ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫(‬
‫و‬ ‫‪:‬‬ ‫فقال‬
‫اآلخ ِر َذلِ َك َخيْ ٌر َوَأ ْح َس ُن تَْأ ِويال ً)‪ ،‬ألن الرد إلى الله ورسوله‬ ‫ِ‬ ‫ون بِالل ّ َ ِه َوال ْي َ ْو ِم‬ ‫ول ِإ ْن ك ُنتُ ْم تُْؤ ِمن ُ َ‬ ‫الر ُس ِ‬ ‫َ َّ‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َى‬ ‫ل‬ ‫ِإ‬ ‫وه‬
‫ُّ ُ‬‫د‬
‫ُ‬ ‫َر‬‫ف‬ ‫ء‬
‫ٍ‬ ‫ي‬‫ْ‬ ‫ش‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫عتُ ْم ِف‬ ‫تَنَا َز ْ‬
‫‪.‬يحسم النزاع‬

‫ثاني ًا ‪ :‬ال يجوز االختالف في العقيدة ألنها توقيفية ال مجال لالجتهاد فيها والمخالف في العقيدة ال يكون مسلما حقيقيا يفسح له‬
‫المجال في إبداء رأيه فيها في مجتمع مسلم متمسك بالعقيدة الصحيحة‪ ،‬أما المخالف في المسائل الفقهية الفرعية وهو من أهل‬
‫االجتهاد إذا كان الجتهاده محمل في األدلة الصحيحة فله وجهة نظره من الناحية النظرية وله العمل باجتهاده في نفسه أما الناحية‬
‫العلمية التي يسير عليها المجتمع فالمرجع في هذا إلى حكم الحاكم المسلم وحكم الحاكم يرفع الخالف كما هي القاعدة المعروفة‪،‬‬
‫‪.‬وال يترك الناس فوضى كل يأخذ برأيه واجتهاده أو اجتهاد غيره وعلى هذا كان عمل المسلمين‬

‫أمور عقيدتهم وأمور دينهم وتنبيههم‬ ‫ثالثًا‪ :‬الخطابة على المنابر يوم الجمعة والعيد تكون على المنهج الصحيح في تعليم المسلمين‬
‫عما يضرهم في دينهم ودنياهم كما‬ ‫على األخطاء التي يقعون فيها أو يقع فيها بعضهم وتتضمن وعظهم وتذكيرهم ما ينفعهم ونهيهم‬
‫بحسب المذاهب واألفكار المنحرفة‬ ‫كانت خطب النبي صلى الله عليه وسلم وخطب خلفائه وأصحابه من بعده وال تكون الخطب‬
‫المسلمين وتضلهم عن سواء السبيل‬ ‫‪.‬التي تفرق‬