You are on page 1of 126

‫كلية الحقوق والعلوم الساياسية‬

‫قسم القانون العام‬

‫قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫مطبوعة دروس مقدمة لطلبة السنة الثالثة ليسانس‬

‫تخصص قانون عام‬

‫من اعداد الدكتورة بوسراج زهرة‬

‫السنة الجامعية‪0200-0202:‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫مقدمة‬
‫البيئة هي مستودع الموارد والخزان الشامل لعناصر الثروة الطبيعية المتجددة وغير المتجددة‪ ،‬وتتجلى في‬
‫األنظمة المائية والهوائية والتربة والمراعي والغابات والكائنات الحية واألنظمة اإليكولوجية الداعمة للحياة في هذا‬
‫الكوكب‪ .‬كما تمثل البيئة المحيط الطبيعي الذي تعيش فيه الكائنات الحية المختلفة في حالة توازن يضمن‬
‫استم اررية عيشها وانتاجيتها بما يخدم اإلنسان وحاجياته األساسية‪ .‬ويتبع ذلك بالضرورة المحيط البيئي الناتج عن‬
‫أنشطة اإلنسان االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫بيئة اإلنسان هي بمثابة بيئة واحدة وجزء ال يتج أز ووحدة ال تنقسم‪ ،‬فعناصرها الطبيعية ونظمها البيئية‬
‫تتفاعل فيما بينها‪ .‬وبيئة اإلنسان ال تعرف الحدود السياسية التي خلقها بنو البشر وال الحدود الجغرافية أو‬
‫الجمركية‪ ،‬فتيارات الهواء تنتقل من بلد إلى آخر دون تأشيرة دخول أو جواز سفر‪ ،‬ومياه األنهار تعبر الحدود و‬
‫السيادات اإلقليمية دون إذن أو تصريح‪ ،‬والكائنات البرية والبحرية تهاجر من مكان إلى آخر‪ ،‬وتقطع حدود‬
‫الدول والقارات رضي اإلنسان بذلك أو لم يرضى‪ ،‬ويترتب على هذه الوحدة العضوية أن األضرار التي تلحق‬
‫بعنصر من عناصر البيئة تنعكس آثارها على العناصر األخرى‪.‬‬
‫مع أواخر القرن العشرين –قرن النمو االقتصادي‪ -‬وبداية القرن الواحد والعشرين‪ ،‬أصبح تدهور البيئة‬
‫مشكلة عالمية بسبب تعاظم آثاره وامتدادها إلى كافة األصعدة‪ .‬ويعد التلوث البيئي من أخطر اآلفات البيئية التي‬
‫يعاني منها العالم‪ ،‬فضال عن تلوث البحار والمحيطات واألراضي بالنفايات الخطرة وكذا استنزاف التنوع‬
‫البيولوجي‪ .‬إضافة إلى ذلك المشاكل البيئية اإلقليمية والمحلية‪ ،‬مثل مشكل التوسع الحضاري‪ ،‬وازالة الغابات‬
‫والتصحر والكوارث الطبيعية وتغير المناخ وندرة الموارد الطبيعية‪.‬‬
‫تشير الدراسات البيئية إلى أن العالقة بين العالم اإلنساني و كوكب األرض الذي يمده بأسباب الحياة قد‬
‫خضعت لتغيير عميق خالل القرن العشرين‪ ،‬وقد أخذ معدل هذا التغيير يفوق قدرات اإلختصاصات العلمية‬
‫وقدرات األجهزة السياسية واالقتصادية على التقويم‪ ،‬واتخاذ التدابير العالجية الحاسمة في عالم منقسم و مج أز‬
‫(‪.)1‬‬
‫بدرجة كبيرة‬
‫ولقد عبرت الرسالة التي وجهها ‪ 0022‬عالم من علماء البيئة في الحادي عشر من شهر ماي ‪1791‬‬
‫إلى السكريتير العام لألمم المتحدة عن وحدة بيئة اإلنسان وضرورة التعاون بين بني البشر إلنقاذها من الدمار‬
‫الذي يلحقها‪ ،‬حيث جاء فيها‪" :‬على الرغم من أننا جغرافيا متباعدون تباعدا كبيرا‪ ،‬وأننا ذوو ثقافات ولغات‬
‫واتجاهات وعقائد سياسية ودينية متباينة تباينا شاسعا‪ ،‬فإن هناك خط ار مشتركا ال سابقة له يجمع اليوم شملنا‪.‬‬
‫وهذا الخطر الذي هو ذو طبيعة وجسامة لم يواجهها اإلنسان قط من قبل هو وليد تجمع عدد من الظواهر‪ ،‬كل‬

‫‪ -1‬سعيد سالم جويلي‪ ،‬مواجهة األضرار البيئية بين الوقاية و العالج‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،1777 ،‬ص ‪.1‬‬
‫‪1‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫منها قد تخلق مشاكل ال يمكن التحكم فيها قريبا‪ ،‬وهي في مجموعها ال تشكل احتمال تفاقمات خطيرة في آالت‬
‫البشر في المستقبل العاجل فحسب‪ ،‬بل وكذلك احتمال إبادة الحياة اإلنسانية من على ظهر األرض قاطبة"‪.1‬‬
‫تتفاوت حدة المشكلة البيئية و طبيعتها بين الدول المتقدمة و الدول النامية نظ ار إلختالف ظروف كل‬
‫منهما‪ ،‬فبينما تعود أسباب اإلخالل بالتوازن الطبيعي و اإليكولوجي في الدول المتقدمة إلى الرفاهية والتقدم‬
‫الصناعي والتكنولوجي‪ ،‬ترجع في العالم الثالث إلى الفقر والتخلف و اإلفتقار إلى التكنولوجيا المتطورة(‪.)2‬‬
‫سعى المجتمع الدولي ككل إلى العمل من أجل إيجاد نهج تنموي جديد لمواجهة التدهور البيئي كون نهج‬
‫التنمية اإلقتصادية أصبح غير مستدام الرتباطه بمجموعة من المشاكل االقتصادية والبيئية‪ .‬وقد بدا للوهلة‬
‫األولى أن حماية البيئة و تحقيق التنمية معا مهمة مستحيلة‪ ،‬نظ ار للفهم الخاطئ بأنه ال يمكن حماية البيئة إال‬
‫على حساب التنمية‪ ،‬و أنه ال يمكن تحقيق تنمية مضطردة في ظل القيود البيئية التي تكبح عملية استغالل‬
‫الموارد الطبيعية من أجل تحقيق الرفاه االقتصادي و االجتماعي اللذان يشكالن عماد التنمية‪ .‬لكن المؤكد أن‬
‫التنمية الحقيقية لن تتحقق إال في ظل بي ئة سليمة بعيدا عن االستغالل الجائر و غير الرشيد لموارد الطبيعة‬
‫الذي قد يؤدي إلى هدم النظم اإليكولوجية و الذي سيتسبب في نهاية المطاف بإلحاق أضرار بالتنمية نفسها‪ ،‬بعد‬
‫أن تؤدي تلك األنشطة غير الرشيدة إلى تدمير وعاء التنمية ومنطلقها "البيئة"‪ ،‬فالمطلوب أن تنتهج الدول أسلوبا‬
‫جديدا للتنمية يحل محل األساليب التقليدية و يضع الروابط بين البيئة و التنمية‪.‬‬
‫في أواخر الثمانينات من القرن الماضي‪ ،‬صدرت عدة تقارير ووثائق دولية تناولت قضايا البيئة والتنمية‪،‬‬
‫أهمها تقرير نادي روما ‪ 1790‬الذي كان من بين مقترحاته أن تقوم الدول باستبدال هدف النمو المتمثل في‬
‫التنمية االقتصادية بهدف آخر هو إحداث التوازن في استخدام الموارد الطبيعية اآلخذة في النضوب‪ ،‬وذلك عن‬
‫طريق وضع حدود للنمو‪ .‬وهنا كانت نقطة بداية مفهوم نهج بديل أال وهو نهج التنمية المستدامة الذي يعد نهج‬
‫القرن الحالي‪.‬‬
‫إذا كانت العلوم الطبيعية تبحث في البيئة من حيث التفاعالت الكيميائية والفيزيائية بين الكائنات الحية‬
‫والوسط الذي تعيش فيه لتصل إلى معرفة العوامل التي تحكم التأثير بين تلك الكائنات اإلنسان والحيوان والنبات‬
‫والعناصر الطبيعية للوسط الحيوي من ماء وهواء وتربة‪ .‬فإن علم القانون يبحث في القواعد القانونية التي تضبط‬
‫سلوك اإلنسان في معاملته مع البيئة ومواردها بما يكفل صيانتها ومكافحة أشكال التعدي عليها وعلى التوازن‬
‫اإليكولوجي القائم بينها‪ .‬فهو يحدد األعمال المحضورة التي تؤدي إلى تهديد الحياة الفطرية وتبسيط النظم البيئية‬
‫وخفض أعداد الحيوانات والنباتات أو انقراضها‪ .‬أو تلك التي تلوث المحيط الحيوي بقطاعاته المختلفة المائية‬

‫‪-1‬زهرة بوسراج‪ ،‬الحماية الدولية للبيئة‪ ،‬مطبوعات جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،0217 ،‬ص ‪.3‬‬
‫‪ -2‬صالح محمد محمود بدر الدين‪ ،‬االلتزام الدولي بحماية البيئة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،0220 ،‬ص ‪.79‬‬
‫‪2‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫والهوائية والبرية‪ .‬كما تضع الوسائل القانونية بغرض مراقبة تلك األعمال والعقوبات المناسبة والمسؤولية‬
‫والتعويض عن األضرار التي تترتب على تدهور البيئة وتلوثها‪.‬‬
‫وانطالقا من أن البيئة هي نظام مفتوح يتأثر ويؤثر في أي مشروع اقتصادي مرتبط بحاجات اإلنسان‪،‬‬
‫ولكون نهج التنمية المستدامة أصبح يكتسي أهمية بالغة كونه يشكل نهجا بديال للتنمية االقتصادية الكالسيكية‪،‬‬
‫فهي تنمية تدمج االعتبارات البيئية في سياسة التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬عمدت جل الدول حاليا ومن‬
‫بينها الجزائر إلى إيجاد أهم اآلليات والسياسات وسن أهم التشريعات القانونية الكفيلة بحماية البيئة والحد من‬
‫أشكال التلوث الذي يواجهها‪ ،‬ويتدخل القانون في هذه الحالة لوضع الضوابط واألسس التنظيمية لحماية البيئة‪،‬‬
‫عن طريق النظام الداخلي و النظام الدولي خاصة مع تعدد مصادره في اآلونة األخيرة‪.‬‬
‫نقدم من خالل هذا المقياس مدى مسايرة الجزائر للمجهودات الدولية لمواجهة تدهور البيئة‪ ،‬وانعاسات‬
‫ذلك على الصعيد الوطني‪ ،‬وذلك وفق الخطة التالية‪:‬‬
‫الفصـــــــــــل الول‪ :‬أهم المصطلحات ذات الصلة بقانون البيئة‪.‬‬
‫الفــصـــــــــل الثاني‪ :‬حماية البيئة على ضوء أحكام قانون البيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫الفصل الول‪ :‬أهم مصطلحات قانون البيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬


‫إذا كانت العلوم الطبيعية تبحث في البيئة من حيث التفاعالت الكيميائية و الفيزيائية بين الكائنات الحية‬
‫والوسط الذي تعيش فيه لتصل إلى معرفة العوامل التي تحكم التأثير بين تلك الكائنات‪ :‬اإلنسان والحيوان و‬
‫النبات والعناصر الطبيعية للوسط الحيوي من ماء و هواء و تربة‪ ،‬فإن علم القانون يبحث في القواعد القانونية‬
‫التي تضبط سلوك اإلنسان في معاملته مع البيئة ومواردها بما يكفل صيانتها و مكافحة أشكال التعدي عليها و‬
‫على التوازن األيكولوجي القائم بينها‪ .‬فهو يحدد األعمال المحظورة التي تؤدي إلى تهديد الحياة الفطرية و تبسيط‬
‫النظم البيئية و خفض أعداد الحيوانات و النباتات و انقراضها‪.‬‬
‫نظ ار لحداثة موضوع الحماية القانونية للبيئة وجب بادئ ذي بدأ دراسة الجوانب النظرية لهذا الموضوع‬
‫من خالل تحديد مفهوم البيئة‪ ،‬و كذا التعرض لمختلف المفاهيم ذات الصلة بهذا الموضوع‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬المفهوم القانوني للبيئة والمفاهيم المرتبطة بها‪.‬‬
‫من الضروري بيان و تحديد المقصود ببعض المصطلحات المستخدمة‪ ،‬وخاصة البيئة عموما ويرجع‬
‫السبب في ضرورة تعريف البيئة إلى الكشف عن عناصرها المشمولة بالحماية سواء على المستوى الدولي أو‬
‫الوطني‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬تعريف البيئة والنظام البيئي‪.‬‬
‫إذا كان للبيئة من الناحية القانونية قيمة مجتمعية يسعى القانون للحفاظ عليها من أي اعتداء داخلي أو‬
‫خارجي‪ ،‬وبالتالي حمايتها من أي أثر قد يصيبها ويؤدي بذلك إلى التغيير في مكوناتها الطبيعية والبيولوجية‪،‬‬
‫فهي الوسط المباشر الذي يعيش فيه اإلنسان ويتفاعل مع غيره من الكائنات الحية وغير الحية وفق ما يعرف‬
‫بالنظام البيئي‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬تعريف البيئة‪.‬‬
‫انتشر لفظ "البيئة" في الفترة األخيرة بين العامة والخاصة‪ ،‬وظهرت مصطلحات مثل البيئة االجتماعية‬
‫والبيئة الثقافية‪ ،‬لذلك يتطلب األمر إيضاحا لتعريف البيئة (أوال)‪ ،‬وبيان عناصرها المشمولة بالحماية (ثانيا)‬
‫طبيعتها القانونية (ثالثا)‪.‬‬
‫أوال‪-‬تعريف البيئة‪.‬‬
‫حتى نتمكن من إدراك مفهوم البيئة البد من إعطاء تعريف محدد لها‪ ،‬وأول من صاغ كلمة إيكولوجيا‬
‫العالم هنري ثورو عام ‪ 1191‬لكنه لم يتطرق لتحديد معناها بشكل دقيق‪.1‬‬

‫‪-1‬علي موج فهد‪ ،‬قواعد القانون الدولي لحماية البيئة في ضوء إتفاقية باريس للمناخ ‪ ،0219‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الشرق‬
‫األوس‪ ،0219 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪4‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫كان أول ظهور لمصطلح البيئة كمشكلة قانونية أثناء اإلعداد لمؤتمر األمم المتحدة األول للبيئة الذي‬
‫انعقد في استكهولم عام ‪ ،1790‬فقد وردت باألعمال التحضيرية لهذا المؤتمر استخدام مصطلح‬
‫)‪ (Environment‬بدال من مصطلح ( الوسط اإلنساني) ‪.)1( Mlieu du humain‬‬
‫وقد عرفها المؤتمر بأنها‪ " :‬مجموعة النظم الطبيعية و االجتماعية و الثقافية التي يعيش فيها اإلنسان و‬
‫الكائنات األخرى‪ ،‬و التي يستمدون منها زادهم‪ ،‬ويؤدون فيها نشاطهم" ‪ ،‬و هذا التعريف يشمل الموارد والمنتجات‬
‫الطبيعية واالصطناعية التي تؤمن إشباع حاجات اإلنسان"‪.‬‬
‫كما عرفتها منظمة اليونسكو بأنها "كل ما خارج ذات اإلنسان محيط به بشكل مباشر وغير مباشر وجميع‬
‫النشاطات والمؤشرات التي يستجيب لها ويدركها من خالل وسائل اإلعالم واالتصال المختلفة والمتوافرة لديه‬
‫وتشمل ذلك تراث الماضي من عادات وتقاليد وابراز مستكشفات الحاضر"‪.2‬‬
‫وعرفها مؤتمر بلغراد ‪ 1799‬بأنها‪ " :‬العالقة القائمة في العالم الطبيعي و البيوفيزيائي بينه و بين العالم‬
‫االجتماعي السياسي الذي هو من صنع االنسان"‪.‬‬
‫كما عرفها مؤتمر تبليسي ‪ 1799‬بأنها‪" :‬مجموعة النظم الطبيعية و االجتماعية التي يعيش فيها اإلنسان‬
‫والكائنات الحية األخرى التي يستتمدون منها زادهم و يؤذون فيها نشاطهم"‪.‬‬
‫من التعاريف الشاملة للبيئة ذلك الوارد فى اتفاقية "المسؤولية المدنية عن االضرار الناجمة عن االنشطة‬
‫الخطرة على البيئة" التى صيغت فى اطار مجلس اوروبا‪ ،‬الذى اعتمد بلوغانو ‪ Lugano‬فى ‪ 01‬جوان ‪،1773‬‬
‫حيث تشير المادة ‪: 0‬‬
‫" بالمعنى المقصود فى هذه االتفاقية ‪...‬‬
‫"البيئة" تشمل‪:‬‬
‫‪ -‬الموارد الطبيعية الحية و غير الحية‪ ،‬مثل الهواء والماء والتربة والحيوانات والنباتات‪ ،‬والتفاعل بين العوامل‬
‫نفسها‪،‬‬
‫‪ -‬الممتلكات التى تشكل التراث الثقافى‪،‬‬
‫‪ -‬الجوانب المميزة للمناظر الطبيعية"‪.‬‬

‫‪ -1‬صالح الدين عامر‪ ،‬مقدمة لدراسة القانون الدولي للبيئة‪ ،‬مجلة القانون و االقتصاد‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،1713 ،‬ص ص‬
‫‪.110 -111‬‬
‫‪--2‬سوزان أحمد أبورية‪ ،‬اإلنسان والمجتمع‪ ،‬دار المعرفة الجامعية‪ ،‬مصر‪ ،1777 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪5‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫و قد تعرضت التشريعات الوطنية لتعريف البيئة‪ ،‬فقد عرفها قانون حماية البيئة و تنميتها اإلماراتي (‪)02‬‬
‫لسنة ‪ 1777‬في المادة األولى منه بأنها‪ :‬المحيط الذي تتجلى فيه مظاهر الحياة بأشكالها المختلفة و يتكون هذا‬
‫المحيط من عنصرين‪:‬‬
‫‪-‬عنصر طبيعي يضم الكا ئنات الحية من إنسان و حيوان و نبات و غيرها من الكائنات الحية و موارد طبيعية‬
‫من هواء و ماء و تربة و مواد عضوية و غير عضوية‪ ،‬و كذلك األنظمة االلطبيعية‪.‬‬
‫‪-‬عنصر غير طبيعي يشمل كل ما أدخله اإلنسان إلى البيئة الطبيعية من منشآت ثابتة و طرق و جسور‬
‫ومطارات ووسائل نقل و ما استحدثه من صناعات و مبتكرات و تقنيات‪.‬‬
‫كما عرفها المشرع المصري في قانون البيئة رقم (‪ )2‬لسنة ‪ 1772‬في مادته األولى‪ :‬المحيط الحيوي‬
‫الذي يشمل الكائنات الحية و ما يحتويه من مواد و ما يحيط بها من هواء و تربة و ما يقيمه اإلنسان م‬
‫منشآت"‪.‬‬
‫أما المشرع التونسي فقد عرفها في القانون (‪ )71‬لعام ‪ 1713‬في المادة الثانية منه بأنها‪" :‬العالم المادي‬
‫بما فيه األرض و الهواء و البحر و المياه الجوفية و السطحية و كذلك المسطحات الطبيعية والمناظر الطبيعية‬
‫و المواقع المتميزة و مختلف أصناف الحيوانات و النباتات بصفة عامة كل ما يشمل التراث الوطني"‪.‬‬
‫بالنسبة للمشرع الجزائري و بالرجوع إلى القانون ‪ 12-23‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية‬
‫يعرف لنا البيئة و إنما أشار إليها ضمنيا(‪ ،)1‬فنجد أن‬
‫المستدامة الصادر في ‪ 17‬جويلية ‪ 0223‬نجد أنه لم ّ‬
‫المادة ‪ 22‬نصت على أن البيئة تتكون من الموارد الطبيعية الالحيوية و الحيوية كالهواء والجو والماء و األرض‬
‫وباطن األرض و النبات والحيوان ‪ ،‬بما في ذلك التراث الوراثي وأشكال التفاعل بين هذه الموارد و كذلك بين‬
‫المناظر والمعالم الطبيعية (‪ .)2‬و لكن باإلطّالع على بعض نصوص قانون حماية البيئة نجد أن المشرع يقصد‬
‫من خاللها تعريف البيئة بأنها المحيط الذي يعيش فيه اإلنسان بما يشمله من ماء وهواء وتربة و كائنات حية و‬
‫غير حية ومنشآت فيشمل هذا التعريف كل من البيئة الطبيعية و الوضعية معا‪.‬‬
‫وهناك بعض القوانين الوطنية التي توسعت في تعريف البيئة‪ ،‬منها المادة األولى من القانون البلغاري‬
‫التي نصت‪ ":‬مجموعة من العوامل و العناصر الطبيعية‪ ،‬و التي تؤثر في التوازن البيئي و كذلك تحسين‬
‫المعيشة وصحة اإلنسان‪ ،‬والتراث الثقافي و التاريخي و الطبيعي"‪ ،‬و أيضا القانون البلغاري رقم (‪ )11‬لسنة‬
‫‪ 1719‬ضم التراث الثقافي و الطبيعي كجزء ال يتج أز من البيئة‪ ،‬و أيضا اآلثار و المباني والمنشآت ذات الطابع‬

‫‪ -1‬أنظر ‪ :‬المواد ‪ 20‬إلى ‪ 21‬من القانون ‪ 12-23‬المؤرخ في ‪17‬جويلية ‪ 0223‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬ج ر‪ .‬عدد ‪ ،23‬مؤرخة في ‪ 02‬جويلية ‪. 0223‬‬
‫‪- 2‬أنظر ‪:‬المادة ‪ 22‬من القانون ‪ ، 12-23‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫التاريخي والثقافي المتميز‪ ،‬و التضاريس الطبيعية الهامة لدى الدول و التي تشكل في مجموعها تراثا ثقافيا و‬
‫طبيعيا ينبغي المحافظة عليه من التلوث(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ -‬عناصر البيئة المشمولة بالحماية‪.‬‬
‫إن دراسة الحياة في أشكالها المتعددة يجرنا إلى دراسة عناصر البيئة التي أقر لها المشرع حماية خاصة‬
‫بموجب قانون البيئة وعديد القوانين الخاصة‪ ،‬وهي تشمل العناصر النباتية والحيوانية والطبيعية التي لها عالقة‬
‫وطيدة ببيئتنا‪.‬‬
‫‪-‬عنصر طبيعي‪ :‬وهو كل ما يحيط باإلنسان من مكونات الطبيعة سواء المادية أو الحية أو غير الحية‬
‫باإلضافة إلى النظم اإليكولوجية‪ ،‬وهو الذي يحدد التعريف الطبيعي للبيئة كونها‪ :‬الماء والهواء واألرض و ما‬
‫فوقها و ما في باطنها من كل ما خلقه اهلل تعالى من أجل مصلحة اإلنسان‪.‬‬
‫‪-‬عنصر مستحدث‪ :‬وهو ما صنعه اإلنسان و أنشأه و أقامه من وسائل و أدوات للسيطرة على البيئة الطبيعية‬
‫ويرتبط العنصران من أجل تحقيق رفاهية اإلنسان‪.‬‬
‫‪-‬عنصر ثقافي‪ :‬وهو العنصر الذي يخص البشرية بحيث ال يرتبط بالمخلوقات األخرى و به يتميز اإلنسان عن‬
‫غيره من المخلوقات‪ ،‬ويعبر عن هذا العنصر بأنه الوسيلة التي بها يتكيف اإلنسان مع بيئته و يحدد عالقاته مع‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫يالحظ أن عناصر البيئة و مكوناتها تعد بمثابة وحدة ال تنقسم‪ ،‬فعناصرها الطبيعية ونظمها البيئية‬
‫تتفاعل فيما بينها وتؤثر على بعضها‪ ،‬هذه العناصر مجتمعة تكون ما يسمى بهرم األرض‪ ،‬فالنباتات تمتص‬
‫الطاقة من الشمس‪ ،‬وتتدفق هذه الطاقة عبر دائرة الحياة النباتية و الحيوانية(‪.)2‬‬
‫وقد أشارت توصيات مؤتمر استوكهولم إلى ثالث عناصر للبيئة و هي‪:‬‬
‫‪-‬البيئة الطبيعية‪ :‬التي تتكون من أربعة نظم مترابطة و هي الغالف الجوي‪ ،‬الغالف المائي‪ ،‬اليابسة‪ ،‬المحيط‬
‫الحيوي‪ ،‬بما تشمله هذه األنظمة من ماء و هواء و تربة و معادن و مصادر للطاقة باإلضافة إلى النباتات‬
‫الحيوان‪ ،‬و هذه جميعها تمثل الموارد التي أتاحها اهلل لإلنسان كي يحصل على مقومات حياته من غذاء و كساء‬
‫و دواء و مأوى‪.‬‬
‫ففيما تمثل التربة العنصر البيئي األكثر حيوية في الوسط البيئي‪ ،‬لكونها أساس الدورة العضوية التي‬
‫تجعل الحياة ممكنة‪ ،‬ألنها الطبقة التي تغطي صخور القشرة األرضية‪ ،‬وتتكون من مزيج معقد من المواد‬

‫‪ -1‬صالح محمد بدر الدين‪ ،‬المسؤولية عن نقل النفايات الخطرة في القانون الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،0223 ،‬ص‬
‫‪.10‬‬
‫‪-2‬سمير حامد الجمال‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،0229 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪7‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫المعدنية بنسبة ‪ ٪ 29‬والمواد العضوية بنسبة ‪ ٪ 9‬فضال عن الهواء والماء‪ .‬بينما يمثل الهواء بيئة الغالف‬
‫الجوي المحيط بالكرة األرضية‪ ،‬ويسمى بالغالف الجوي الذي يتكون من عدد كبير من العناصر والمركبات‬
‫الكيميائية المعروف منها حتى اآلن مائة عنصر مركب‪ ،‬منها عنصران يتسمان بزيادة نسبة كل منهما في‬
‫الغالف الغازي وهما النيتروجين الذي يؤدي انخفاض نسبته في الغالف الجوي إلى احتراق كل شيء‪،‬‬
‫واألوكسجين الذي يؤدي تغيير نسبته بالزيادة أو النقصان في الغالف الجوي إلى تدهور مظاهر الحياة‪ ،‬وربما‬
‫اختفائها على سطح األرض‪ .‬بينما تلعب مياه البحر واألنهار والمياه الجوفية والمياه العذبة دو ار هاما في حياة‬
‫اإلنسان‪ ،‬فهي تغطي نسبة سبعين بالمئة من مساحة الكرة األرضية‪ ،‬فهي تساهم بنصيب وافر في المحافظة‬
‫على التوازن البيولوجي لألرض‪ .‬هذه المجموعة من العناصر الطبيعية تكون دوما في حالة من التوازن من جهة‪،‬‬
‫وفي حالة التغير المستمر بشكل عفوي من جهة أخرى‪.1‬‬
‫‪-‬البيئة البيولوجية‪ :‬و تشمل اإلنسان "الفرد" و أسرته و مجتمعة باإلضافة إلى الكائنات الحية في المحيط‬
‫الحيوي و هي ج أز من هذه البيئة الطبيعية‪ ،‬إال أن بعض الفقه قصرها على الوسط النباتي والحيواني الذي يحيا‬
‫فيه اإلنسان‪.‬‬
‫‪-‬البيئة االجتماعية‪ :‬و هي اإلطار من العالقات الذي يحدد ماهيته عالقة حياة اإلنسان مع غيره و هي التي‬
‫تؤلف ما يعرف بالنظم االجتماعية و ما يعرف بالبيئة الحضارية التي استحدثها اإلسان في مشوار حياته‪ .2‬أو‬
‫هي ذلك الجزء من البيئة الشاملة‪ ،‬الذي يتكون من األفراد والجماعات في تفاعلهم‪ ،‬وكذلك التوقعات االجتماعية‬
‫وأنماط التنظيم االجتماعي وجميع مظاهر المجتمع األخرى‪.3‬‬
‫‪-‬البيئة الثقافية‪ :‬إض افة للعناصر السابقة‪ ،‬ال بد من اإلشارة للبيئة الثقافية كون أغلب تعريفات البيئة تشر لها‪،‬‬
‫وهي البيئة المغايرة عن البيئة الطبيعية أو هي الطريقة التي نظمت بها المجتمعات البشرية حياتها‪ ،‬والتي غيرت‬
‫بواسطتها البيئة الطبيعية‪ ،‬وهذا في محاولتها للسيطرة عليها وخلق الظروف المالئمة لوجودها واستمرارها‪ .‬بطريقة‬
‫أخرى البيئة الثقافية هي ما ينتجه العمل البشري من أشياء ملموسة للسيطرة على الطبيعة وتسخيرها لخدمته‪.4‬‬

‫‪-1‬عبد الرحمن بركاوي‪ ،‬الحماية الجزائية للبيئة‪،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،0219-0211‬ص ‪.10‬‬
‫‪ -2‬نعيمة عميمر‪ ،‬القانون الدولي للبيئة‪ ،‬مطبوعة غير منشورة موجهة لطلبة ماستر فرع قانون البيئة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‬
‫‪ ،0219 -0212 ،1‬ص ‪.11‬‬
‫‪-3‬سوزان أحمد أبورية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪-4‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.137‬‬
‫‪8‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫التفاعل القائم بين مختلف هذه العناصر قد يكون إيجابيا له عدة فوائد أو تأثي ار سلبيا يضر بالبيئة وينتج‬
‫آثار وخيمة تتفاوت من حيث األهمية والتأثير‪ .‬وبناء على ذلك‪ ،‬فتعريف البيئة مرتبط أساسا بتحديد مجاالت‬
‫حمايتها‪ ،‬وما تشمله من عناصر أساسية وهذا لفائدة نظام البيئة ككل‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ -‬الطبيعة القانونية لعناصر البيئة‪.‬‬
‫السؤال الذي يطرح لتحديد الطبيعة القانونية لعناصر البيئة هو‪ :‬هل تصنف هذه العناصر ضمن الملكية‬
‫الخاصة أم أنها تعتبر أمالك عامة ؟ وطالما أن عناصر البيئة تشتمل مختلف الموارد الطبيعية من هواء وماء‬
‫وتربة ونباتات وحيوانات ومختلف األماكن والمناظر الطبيعية‪ ،‬فهل يمكن القول إن هذه الموارد هي من األشياء‬
‫‪1‬‬
‫القابلة للتصرف الخاص‪ ،‬وبالتالي تمنح ألي شخص الحق في التصرف فيها؟‬
‫إن التعرض لمعالجة هذه المسألة يقتضي الرجوع إلى قواعد القانون الروماني حيث كانت الفكرة المقبولة‬
‫في هذا القانون هي اعتبار الموارد الطبيعية كالماء والهواء والتربة ضمن األشياء المشتركة التي ال تعود ملكيتها‬
‫ألحد‪ ،‬ولكن كل شخص لديه حق على هذه األشياء وهو حق التمتع بمفهومه الواسع ولكن يحظر على أي‬
‫شخص أن يتملك هذه األشياء المشتركة‪.‬‬
‫وتأثر بهذه الفكرة التي كرسها القانون المدني الروماني‪ ،‬القانون المدني الفرنسي الذي تضمنت المادة‬
‫‪ 912‬منه بأن الماء والهواء والمج اري المائية واألرض والضوء‪ ،‬كلها تعد من األشياء التي ال تعود ملكيتها ألحد‬
‫ويعد استعمالها استعماال مشتركا‪.2‬‬
‫على الصعيد الجزائري‪ ،‬نجد الدستور يتضمن قاعدة أساسية مفادها أن الملكية العامة هي ملك للمجموعة‬
‫الوطنية‪ ،‬وهي تشمل كال من باطن األرض والمناجم والمقالع والموارد الطبيعية للطاقة والثروات المعدنية الطبيعية‬
‫والحية في مختلف مناطق األمالك الوطنية البحرية والمياه والغابات‪ .3‬تضمن الدولة االستعمال الرشيد للموارد‬
‫الطبيعية والحفاظ عليها لصالح األجيال القادمة‪.4‬‬
‫يترتب على اعتبار عناصر البيئة سابقة الذكر أمالك عامة يجعلها تخضع لثالث مبادئ أساسية تحكم‬
‫المال العام والتي كرسها قانون األمالك الوطنية وتتمثل هذه المبادئ في عدم قابلية هذه األمالك للتصرف‬
‫والحجز والتقادم‪.‬‬

‫‪-1‬جميلة حميدة‪ ،‬النظام القانوني للضرر البيئي وآليات تعويضه‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪.0211 ،‬‬
‫‪ -2‬جميلة حميدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 11‬من دستور ‪.1771‬‬
‫‪.0211‬‬ ‫‪-4‬المادة ‪ 17‬من التعديل الدستوري ‪ 21‬مارس‬
‫‪9‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫أما في إطار التشريعات الخاصة بحماية البيئة‪ ،‬فانطالقا من التشريع األساسي الخاص بحماية البيئة في‬
‫إطار التنمية المستدامة‪ ،‬فهذا األخير لم يتضمن أي نص يقتضي بتحديد طبيعة العناصر المكونة للبيئة‪.‬‬
‫إذن تعتبر مكونات البيئة المختلفة أمواال مشتركة‪ ،‬وال تصلح – من حيث المبدأ‪ -‬ألن تكون محال لحقوق‬
‫شخصية مانعة ‪ .Droit subjectifs privatifs‬والملكية المشتركة لهذه المكونات تجعلها حقوقا ذات طبيعة‬
‫خاصة فهي حق يولد التزاما على نفس الشخص المستعمل‪ ،‬وعليه فهي تمنح لكل شخص له الصفة القانونية‬
‫حق المطالبة القضائية في حالة اإلضرار بهذه الموارد من جراء االستغالل غير العقالني‪.‬‬
‫من خالل هذه العالقة القانونية تتضح أهمية تحديد الطبيعة القانونية للعناصر المكونة للبيئة‪ ،‬إذ نجد‬
‫عالقة وثيقة بين اعتبار هذه العناصر من األشياء المشتركة وتقييد استغاللها من جهة‪ ،‬وبين الحماية القانونية‬
‫التي يخول من خاللها المشرع لكل ذي مصلحة المطالبة بإصالح الضرر عن طريق دعوى التعويض في حالة‬
‫االعتداء على الحق في البيئة‪.1‬‬
‫وتتسم أموال البيئة بخصائص ثالث‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪-‬أنها أموال طبيعية‪ :‬فهي ليست من صنع اإلنسان باستثناء الجزء المتعلق بالممتلكات الثقافية‪ ،‬وبالتالي فهي‬
‫من األموال العامة التي ال يمكن لإلنسان أن يدعي بحق خالص عليها‪ ،‬ألن وجودها وتجددها يتم بصورة ال‬
‫دخل إلدارة اإلنسان فيها‪ ،‬وأن اإلنسان ليس في حاجة لحبس هذه األموال ألنها ضرورية للحياة‪ ،‬وتتجدد بصورة‬
‫طبيعية وال نهائية‪.2‬‬
‫‪-‬أنها أموال ضرورية للحياة‪ :‬فاإلنسان ال يمكنه العيش دون ماء أو هواء‪ ،‬فهي من األشياء الالزمة لكل كائن‬
‫حي‪ ،‬ومن ثم –كقاعدة عامة‪ -‬ألموال ذات طبيعة خاصة وهي عدم قابليتها للتملك أو االستالء عليها وحرمان‬
‫اآلخرين منها‪.‬‬
‫‪-‬أنها أموال لإلنتفاع العام‪ :‬حيث أن استهالك أو انتفاع بعض الكائنات بهذه األموال ال يؤثر أو ينقص من‬
‫انتفاع اآلخرين بها‪ ،‬وهو ما يتيح لمختلف الكائنات االنتفاع بها في نفس الظروف ونفس الوقت‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬النظام البيئي‪.‬‬
‫البيئة بمفهومها السابق يحكمها ما يسمى بالنظام البيئي‪ ،‬وهو مجموعة من التفاعالت بين الكائنات الحية‬
‫والكائنات غير الحية إلحداث توازن في البيئة‪ ،‬بمعنى أنه بمثابة نظام وظيفي يتكامل في نطاقه مجموعة‬
‫الكائنات الحية وجملة العناصر غير الحية‪.‬‬

‫‪ -1‬جميلة حميدة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.37‬‬


‫‪-2‬سمير حامد الجمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -3‬سمير حامد الجمال‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪10‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫استحدث العالم كانسيلي سنة ‪ 1739‬مفهوم النظام البيئي والذي يجسد مدى عمق العالقات بين األحياء‬
‫ومجموعة الظروف البيئية المؤثرة‪ .‬ويعرف هذا النظام العالقات التفاعلية التكاملية المتوازنة داخل أي وحدة بيئية‬
‫بين مكوناتها غير الحية (الهواء‪ ،‬ضوء‪ ،‬شمس‪ ،‬ماء‪ ،‬معادن‪ ،‬عناصر نغذية) ومكوناتها الحية وفق تفاعلها في‬
‫إيقاع متناسق مما يعطي للنظام القدرة على إحالة الحياة بصورة متواصلة‪ .1‬وتعرف إتفاقية األمم المتحدة بشأن‬
‫التنوع البيولوجي لعام ‪ 1770‬النظام البيئي على أنه‪" :‬مجمعا حيويا لمجموعات الكائنات الحية العضوية الدقيقة‬
‫النباتية والحيوانية يتفاعل مع بيئتها غير الحية باعتبار أنها تمثل وحدة إيكولوجية"‪ .‬كما ورد النص في إعالن‬
‫استوكهولم على ضرورة المحافظة على النظم اإليكولوجية الطبيعية لصالح الجيل الحاضر واألجيال المقبلة‪.‬‬
‫ينصرف إهتمام النظام البيئي إلى اإلهتمام بعمل تلك الكائنات وعالقاتها ببعضها وبغيرها من الظروف‬
‫المحيطة بها‪ ،‬ويشكل النظام البيئي جزء من المجال الحيوي الذي يتشكل في النهاية من كافة األنظمة البيئية‪.‬‬
‫والمجال الحيوي هو المحيط الذي تعيش فيه اآلالف من الكائنات الحية‪ ،‬ويشمل الطبقات السفلى من الهواء‬
‫والطبقات العليا من الماء والطبقات السطحية من اليابسة‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المفاهيم المرتبطة بالبيئة و الموجهة لنظم حمايتها‪.‬‬
‫القانون البيئي منظم وموجه بمفاهيم جديدة تكشف عن سماته األساسية‪ ،‬وهذه المفاهيم هى مختلفة من‬
‫بينها‪ :‬التنمية المستدامة‪ ،‬حقوق األجيال القادمة‪ ،‬التراث المشترك لإلنسانية‪ ،‬التلوث‪ ،‬الحق في بيئة سليمة‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬التنمية المستدامة‪:‬‬
‫حسب تقرير لجنة برنت الند فالتنمية المستدامة هي "التنمية القائمة على تشجيع أنماط استهالكية ضمن‬
‫حدود وامكانات البيئة وبما يحقق التوازن بين األهداف البيئية واالقتصادية في العملية التنموية"‪ ،‬وهي "نمط من‬
‫التنمية يجمع بين اإلنتاج وحماية الموارد وتعزيزها‪ ،‬ويربطها سوية مع توفير أسباب العيش المالئمة بشكل عادل‬
‫للجميع"‪ ،‬ولكن التعريف األكثر استعماال هو الذي قدمه تقرير برانت الند على أن‪" :‬التنمية المستدامة هي تنمية‬
‫تلبي احتياجات األجيال الحاضرة دون المساومة على قدرة األجيال المقبلة في تلبية حاجاتهم"‪.3‬‬
‫حسب بليهون " أن التنمية المستدامة فعالة اقتصاديا‪ ،‬ومستدامة إيكولوجيا‪ ،‬و عادلة من منظور اجتماعي‪،‬‬
‫وذات قاعدة ديمقراطية‪ ،‬ومقبولة جيوسياسيا‪ ،‬وذات تنوع ثقافي‪.4‬‬

‫‪ -1‬محمد إسماعيل عمر‪ ،‬مقدمة في علوم البيئة‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪، 2002 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪ -2‬سامي محمد عبد العال‪ ،‬البيئة من منظور القانون الدولي الجنائي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬د ت ن‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Alexandre Kiss, « De la protection‬‬ ‫‪intégrée de l’environnement à l’intégration du droit‬‬
‫‪international de l’environnement », R.J.E.N, N 3, 2005 ; p 265.‬‬
‫‪ -4‬الحسين شكراني‪ ،‬نحو حوكمة بيئية عالمية‪ ،‬مجلة رؤى استراتيجية‪ ،‬أكتوبر ‪ ،0212‬ص ‪.91‬‬
‫‪11‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫وقد أشار إعالن ريو إلى مفهوم التنمية المستدامة اثنى عشر مرة دون أن يتضمن تعريف دقيق لها بسبب‬
‫اختالف وجهات نظر الدول‪ ،‬حيث اعترف المؤتمر بأنه ال يوجد أسلوب واحد للتنمية المستدامة‪ ،‬بينما اعتبر‬
‫المبدأ ‪ 3‬من االعالن كتعريف للتنمية المستدامة في مفهومها العام‪ ،‬و الذي جاء فيه‪:‬‬
‫" يتوجب إعمال الحق في التنمية حتى يفي بشكل منصف باالحتياجات اإلنمائية و البيئية لألجيال الحالية‬
‫والمقبلة"‪ .‬وقد أثار هذا المبدأ اعتراض الو م أ حيث أكدت موقفها الرافض لما يسمى حقا في التنمية‪ ،‬حيث ترى‬
‫أن التنمية ليست حقا و لكنها هدفا "يعتمد ادراكه على تشجيع و حماية حقوق اإلنسان في اإلعالن العالمي‬
‫لحقوق اإلنسان"‪ .‬وركز المبدأ (‪ )2‬على أنه من أجل تحقيق تنمية مستديمة تكون حماية البيئة جزء ال يتج أز من‬
‫عملية التنمية و ال يمكن النظر فيها بمعزل‪.1‬‬
‫يعرف اإلتحاد الدولي لحماية و حفظ الطبيعة‪ ،‬سنة ‪ ،1771‬التنمية المستدامة بأنها‪" :‬تحسين لظروف‬
‫المجتمعات البشرية مع احترام سعة عبئ النظم اإليكولوجية"‪ .‬و تعرفها اتفاقية ماستريخت لعام ‪ 1770‬بأنها‪":‬‬
‫تنمية منسجمة و متوازنة لألنشطة االقتصادية"‪ ،‬و يعرفها الكتاب األبيض للمجموعة اإلقتصادية األوروبية بشأن‬
‫النمو و المنافسة و الشغل المسمى ( جاك دولور) لعام ‪ 1773‬بأنها‪" :‬تعبئة أكثر لليد العاملة واقتصاد أكثر في‬
‫استهالك الطاقة و الموارد الطبيعية"‪ .‬و أخي ار يعرف برنامج األمم المتحدة للتنمية )‪ (P N U D‬التنمية‬
‫المستدامة في تقريره العالمي بشأن التنمية البشرية لسنة ‪ 1770‬بأنها‪" :‬عملية يتم من خاللها صياغة السياسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬الضريبية‪ ،‬التجارية‪ ،‬الطاقوية‪ ،‬الزراعية والصناعية كلها بقصد إقامة تنمية تكون اقتصاديا‪ ،‬اجتماعيا‬
‫وأيكولوجيا مستديمة"‪.2‬‬
‫على مستوى النصوص الملزمة‪ ،‬عرفت اتفاقية التعاون لحماية البيئة البحرية الساحلية لشمال شرق‬
‫الباسيفيك والتنمية المستدامة ‪ ،0220‬التنمية المستدامة على أنها "نظام بمقتضاه تتعرض نوعية حياة الكائنات‬
‫البشرية لتغيير تدريجي عن طريق تنمية اقتصادية تأخذ في االعتبار العدالة االجتماعية وبتغيير طرق االنتاج‬
‫وأنماط االستهالك المدعمة للتوازن االيكولوجي واطار العيش في المنطقة‪ .‬يقوم هذا النظام على احترام التنوع‬
‫الثقافي والمجموعات المحلية واالقليمية والوطنية ومساهمتهم التامة لتحقيق االنسجام مع الطبيعة وضمان نوعية‬
‫حياة األجيال القادمة"‪.‬‬

‫‪-1‬صالح عبد الرحمن عبد المحدثي‪ ،‬النظام القانوني الدولي لحماية البيئة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪ ،0212 ،‬ص ‪,07‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- P. N. U. D., Rapport mondial sur le développement humain 1992, Ed Economica, Paris,‬‬
‫‪1992, p 19.‬‬
‫‪12‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫وبناء على ما سبق‪ ،‬تعرف التنمية المستدامة أساسا على "أنها نوع جديد من التنمية ال يستنفد بصورة‬
‫نهائية رأس المال الطبيعي األساسي‪ ،‬ويعمل على التوفيق بين السياسات االجتماعية واالقتصادية والبيئية‬
‫لتحسين نوعية حياة األجيال الحالية بطريقة تراعي مصالح أجيال المستقبل"‪.1‬‬
‫عرف القانون الجزائري ‪ 12-23‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬التنمية المستدامة في‬
‫المادة الرابعة على أنها "مفهوم يعني التوفيق بين تنمية اجتماعية و اقتصادية قابلة لالستمرار وحماية البيئة‪ ،‬أي‬
‫إدراج البعد البيئي في إطار تنمية تضمن تلبية حاجات األجيال الحاضرة واألجيال المستقبلية"‪.‬‬
‫بناء على ما سبق‪ ،‬يتميز القانون الدولي للبيئة بالترجح الدائم –في شكل تعارض‪ -‬بين سيادة الدول‬
‫ومسؤولياتها المشتركة في حماية البيئة من جهة‪ ،‬و بين المتطلبات االقتصادية الوطنية والمقتضيات االيكولوجية‬
‫العالمية من جهة أخرى‪ ،‬وفي هذا السياق عبر "روني جان دوبوي" عن ذلك بمناسبة حلقة دراسية نظمتها‬
‫أكاديمية لهاي للقانون الدولي بشأن موضوع‪" :‬مستقبل القانون الدولي للبيئة" سنة ‪ 1712‬بأن‪ " :‬هذا القانون‬
‫(‪ )...‬ال يمكن إال أن يكون قانون غاية‪ ،‬بمعنى ال يجب التخوف من القول بأنه قانون خيالي ( ‪un droit‬‬
‫‪ .") utopique‬وعلى هذا األساس قام مؤتمر ريو بإخضاع القانون الدولي للبيئة لغاية اقتصادية بتحويله إلى‬
‫القانون الدولي للتنمية المستدامة‪.2‬‬
‫على ضوء ما تقدم‪ ،‬يتضح بأن التنمية المستدامة ليست مجرد فكرة اقتصادية حديثة أو شعار إيكولوجي‬
‫أو مقولة أخالقية أو سياسية‪ ،‬ولقد كان لمفهوم التنمية المستدامة آثاره على المستوى الدولي‪ ،‬فقد وضعت قمة‬
‫األرض سنة ‪ 1770‬األسس و المبادئ العامة للنهوض بالتنمية المستدامة التي تحولت لمبدأ أساسي من مبادئ‬
‫القانون الدولي للبيئة‪ ،‬وقد تمخض عن ذلك بزوغ فرع جديد من فروع القانون الدولي يعرف بالقانون الدولي‬
‫للتنمية المستدامة‪.3‬‬
‫على المستوى الوطني‪ ،‬نجد المشرع الجزائري أشار إلى مفهوم التنمية المستدامة بمناسبة إصداره للمرسوم‬
‫الرئاسي ‪ 219-72‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ 1772‬والمتضمن إحداث مجلس أعلى للبيئة والتنمية المستدامة‬
‫والمحدد لصالحياته وتنظيمه وعمله‪ ،‬ثم ربط المشرع بين تهيئة اإلقليم والتنمية المستدامة بالقانون رقم ‪02-21‬‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬ديسمبر ‪ 0221‬والمتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة‪ .‬كما تناول المشرع تعريف التنمية‬
‫المستدامة في المادة الثالثة من القانون ‪ 21-23‬المؤرخ في فيفري ‪ ،0223‬المتعلق بالتنمية المستدامة للسياحة‪.‬‬

‫‪-1‬كريمة بوقزولة‪ ،‬المسؤوليات المشتركة والمتباينة للدول في مجال التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪ ،0217-0211 ،1‬ص ‪.92‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Marc PALLEMARTS : « La conférence de Rio : grandeur ou décadence du droit international‬‬
‫‪de l’envirronement ? », R. B. D. I , N 1, 1995, pp 222- 223.‬‬
‫‪ -3‬محمد فائز بوشدوب‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪13‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫وعاد المشرع إلى تعريف التنمية المستدامة في المادة الثالثة من القانون ‪ 12-23‬المؤرخ في ‪ 17‬جويلية ‪0223‬‬
‫المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ .‬كما نجد أن المشرع الجزائري ينظم حماية المناطق الجبلية في‬
‫إطار التنمية المستدامة بموجب القانون ‪ 23-22‬المؤرخ في ‪ 03‬جوان ‪ ،0222‬كما يربط الطاقات المتجددة‬
‫ويجعلها في إطار التنمية المستدامة في القانون ‪ 27-22‬المؤرخ في ‪ 12‬أوت ‪ ،0222‬وينظم الوقاية من‬
‫األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة في القانون ‪ 02-22‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر‬
‫‪ ،0222‬وينظم المجاالت المحمية في إطار التنمية المستدامة في القانون ‪ 20-11‬المؤرخ في ‪ 19‬فيفري‬
‫‪.0211‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق الجيال القادمة‪:‬‬
‫يقصد بحقوق األجيال القادمة أن يكون هناك نوع من العدل في توزيع الموارد‪ ،‬الحقوق والثروات من حيث‬
‫األشخاص‪ ،‬ومن حيث الزمان وعدم اإلضرار بمصالح األجيال القادمة على حساب حاجيات األجيال الحاضرة‪،‬‬
‫واالهتمام بالمستقبل وذلك بعدم ترك لألجيال القادمة أرضا ملوثة أكثر مما هي عليه اليوم‪ ،‬هو الدافع أو الحافز‬
‫في األخذ بعين اإلعتبار‪ ،‬مصالح األجيال القادمة وتحقيق ما يسمى "العدالة بين األجيال"‪.1‬‬
‫وردت اإلشارة القانونية لمفهوم حقوق األجيال المقبلة في اعالن ستوكهولم بشأن البيئة البشرية عام‬
‫‪ ، 1790‬إذ على اإلنسان واجب حماية و تحسين البيئة لألجيال الحالية و المقبلة‪ ،‬كما يتعين الحفاظ لصالح‬
‫الجيل الحاضر و األجيال المقبلة على الموارد الطبيعية لألرض‪ ،‬و ينبغي للسياسات البيئية لجميع الدول أن‬
‫تعزز القدرة التنموية في الحاضر و المستقبل للبلدان النامية‪.2‬‬
‫هذا المبدأ أ عيد تاكيده فى العديد من المعاهدات الدولية وغيرها من الصكوك‪ .‬منها المادة ‪ )1(3‬من‬
‫االتفاقية االطارية بشان تغير المناخ بصفة خاصة التي جاء فيها‪ " :‬يتعين على االطراف الحفاظ على المناخ‬
‫لمنفعة االجيال البشرية الحالية والمقبلة"‪.‬‬
‫وقد طور إعالن ريو دي جانيرو ‪ 1770‬مفهوم األجيال المقبلة‪ ،‬إذ ربطه بمجال التنمية بقوله‪" :‬يجب‬
‫إنجاز الحق في التنمية بطريقة تضمن اإلنصاف لألجيال الحالية و المقبلة في قضايا الحاجات التنموية‬
‫والبيئية"‪.3‬‬

‫‪ -1‬عبد العزيز مخيمر عبد الهادي‪ " ،‬تعليق على مجموعة المبادئ والقواعد القانونية لحماية البيئة من التلوث عبر الحدود"‪ ،‬المجلة‬
‫المصرية للقانون الدولي‪ ،‬القاهرة‪ ، 1987 ،‬العدد ‪ ، 43‬ص‪. 247‬‬
‫‪ -2‬حسين شكراني‪ ،‬من مؤتمر استوكهولم ‪ 1790‬إلى ريو ‪ +02‬لعام ‪ ،0210‬مدخل إلى تقييم السياسات البيئية العالمية‪ ،‬بحوث‬
‫اقتصادية عربية‪ ،‬العددان ‪ ،12 -13‬خريف ‪.112 ،0213‬‬
‫‪ -3‬حسين شكراني‪ ،‬الحقوق البيئية لألجيال العربية المقبلة‪ ،‬مجلة جيل الدراسات السياسية و العالقات الدولية‪ ،‬مركز جيل البحث‬
‫العلمي‪ ،‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪ ،0219‬ص ‪.07‬‬
‫‪14‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫إن تمكين األجيال القادمة من التمتع بحقوقها البيئية ليس أم ار هينا‪ ،‬فالخالفات تبرز بين الجيل نفسه‪ ،‬أو‬
‫ما بين األجيال‪ ،‬و قد تكون المصالح متناقضة باستمرار‪ .1‬كما أن مفهوم األجيال القادمة يثير صعوبات قانونية‬
‫متعددة‪ ،‬فهو أوال غير محدد‪ ،‬إذ ال توجد أجيال متمايزة و هو ما دفع إلى التفكير في تغييره إلى حقوق اإلنسانية‬
‫المقبلة‪ ،‬و ثانيا‪ ،‬من يمثل األجيال القادمة و هل هي شخص من أشخاص القانون الدولي كالدول و المؤسسات‬
‫الدولية‪ ،‬و ثالثا‪ ،‬إن مضمون حقوق اإلنسانية غير محدد بدقة‪ ،‬ورابعا إن مسألة حماية و نقل الموارد الحالية إلى‬
‫األجيال القادمة تستلزم إحداث مؤسسات و إجراءات و قوانين لضمان هذه الحماية‪ ،‬خامسا‪ ،‬و ألجل تطبيق هذا‬
‫المبدأ على مختلف المستويات يجب مواجهة بعض التحديات ذات العالقة باألجيال المستقبلية و التي أهمها‬
‫مسألة العدالة و اإلنصاف بين األجيال‪ ،‬فلمدة تزيد على عقد من الزمن أيد "أناند وأمارتيا صن" العمل الموجه‬
‫نحو تحقيق االستدامة و اإلنصاف بقولهما إن االشتغال باإلنصاف ما بين األجيال من دون النظر إلى حجم‬
‫المشكل الناتج من عدم اإلنصاف بين أفراد الجيل الواحد هو انتهاك فظيع لمبدأ الحقوق األساسية العالمية‪.2‬‬
‫‪-‬العدالة‪ 3‬بين الجيال‪ :‬بهذا الصدد تشير إديث ويس براون ‪ E. Weiss-BROWN‬في كتابها "انصافا‬
‫لألجيال المقبلة‪ :‬القانون الدولي والميراث المشترك والعدالة بين األجيال" لعام ‪ 1717‬إلى أن "كثي ار من أعمالنا‬
‫تضع أثقاال بيئية خطيرة على األجيال المقبلة"‪ .‬وفي محاولة لصياغة المبادئ التي ترشد الجيل الحالي نحو‬
‫العدالة بين األجيال‪ ،‬تؤكد براون على عدم جواز استبعاد األجيال المقبلة عند استغالل األجيال الحاضرة للموارد‪،‬‬
‫وفي الوقت ذاته‪ ،‬ال تتحمل األجيال الحاضرة أعباء غير معقولة لمواجهة احتياجات المستقبل الغير محددة‪.4‬‬
‫تقوم فكرة العدالة بين األجيال على واقعتين‪ :‬تتمثل األولى في أن حياة البشر تعتمد ووتوقف على الثروات‬
‫الطبيعية لألرض بمختلف تنوعاتها‪ ،‬أما الثانية فتتمثل في قدرة البشر في تغيير البيئة التي يعيشون فيها وهو ما‬
‫سيؤثر على استم اررية الحياة في هذا الكوكب‪.‬‬
‫تقسم العدالة في مفهومها الجيلي بين العدالة داخل الجيل نفسه من جهة أولى‪ ،‬والعدالة بين األجيال من‬
‫جهة ثانية‪ ،‬لكن من الناحية العملية يصعب الفصل بينهما إلمتداد فكرة العدالة بين البشر وفي الزمان والمكان‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Alexandre Kiss, Introduction au droit international de l’environnement, 2e édition, UNITAR,‬‬
‫‪Genève, Suisse, 2006, P 109.‬‬
‫‪ -2‬حسين شكراني‪ ،‬الحقوق البيئية لألجيال العربية المقبلة‪ ،‬مقال سابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪ -3‬قد يتطابق مفهوما العدالة واإلنصاف ويؤديان المعنى نفسه‪ ،‬لكن األفضل هو تفعيل اإلنصاف‪ ،‬لذا فقد عنون رولز كتابه‬
‫العدالة كإنصاف‪ ،‬فالعدالة بذاتها تقوم على قاعدة اإلنصاف‪ ،‬وبصيغة أدق قد ينتج من تطبيق العدالة بعض األخطاء على الحاالت‬
‫الخاصة انطالقا من تحديد العموميات المطبقة‪ ،‬وعندما توجد هذه األخطاء التطبيقية والعملية للعدالة‪ ،‬يتدخل اإلنصاف ليقول كلمته‬
‫ويصحح األخطاء الناتجة عن عموميات تطبيق العدالة‪ ،‬ويجعل هذه األخيرة تتوافق مع الحاالت التطبيقية الخاصة‪.‬‬
‫‪ -4‬محمد فائز بوشدوب‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪15‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫فسلوك الجيل الحالي يؤثر في نمط عيش هذا الجيل نفسه‪ ،‬وسيؤثر حتما في رفاهية الجيل المقبل‪ ،‬والسياسات‬
‫العمومية المطبقة في عصرنا الحالي ستؤثر حتما في الجيل المقبل‪ ،‬كما سيكون الختياراتنا االقتصادية تأثير في‬
‫المدى البعيد‪.‬‬
‫بغض النظر عن التعقيدات التي يرفرضها تحديد مفهوم العدالة بدقة‪ ،‬ألنها ترتبط باالنصاف والمساواة‬
‫والشرعية‪ ،‬فالفقه يميز بين العدالة داخل الجيل نفسه والعدالة بين األجيال‪ .‬ويشير إعالن نيودلهي بشأن مبادئ‬
‫القانون المتعلقة بالتنمية المستدامة (‪ 1-0‬أفريل ‪ )0220‬في المبدأ ‪ 0‬ف ‪ 1‬إلى اإلنصاف بين الجيل (أي حق‬
‫األجيال المقبلة في االستفادة مناصفة من الميراث المشترك)‪ ،‬واإلنصاف داخل الجيل نفسه (حق جميع الشعوب‪،‬‬
‫ومنها حق الجيل الحالي من الولوج مناصفة إلى المواد الطبيعية لألرض)‪ ،‬وينص المبدأ ‪ 0‬ف ‪ 0‬على أن من‬
‫حق كل جيل أن يستعمل الموارد األرضية ويتمتع بها‪ ،‬وفي الوقت نفسه تقع عليه مسؤولية (واجب) األخذ في‬
‫الحسبان التأثير البعيد المدى للنشاط الذي يقوم به‪ ،‬مع ضمان استدامة الموارد األساسية والبيئة في شموليتها من‬
‫أجل منفعة األجيال المقبلة‪.1‬‬
‫يعتبر اإلنصاف بين األجيال العنصر الرئيس إذ يمنحنا األسس والقواعد التي نعتمد عليها من أجل األخذ‬
‫في الحسبان الميراث المشترك لألجيال المقبلة‪ ،‬وضمان مصالحها التي قد تتعطل بحسب ما ورد في تقرير‬
‫برانتالند ‪ ،1719‬مع اإلشارة إلى أن إعالن نيودلهي يحيل في المبدأ ‪ 0‬ف ‪ 1‬إلى اإلنصاف بين األجيال‬
‫باعتباره حقا لألجيال المقبلة لالستفادة مناصفة من الميراث المشترك‪.‬‬
‫يثير مبدأ العدالة بين األجيال تساؤال حول كيفية حماية حقوق أجيال لم تولد بعد وكيف يمكن ألشخاص‬
‫لم يولدوا بعد المطالبة بحقوقهم؟ إلى غاية اليوم توجد صعوبة كبيرة في رفع دعوى قضائية باسم حقوق األجيال‬
‫المستقبلية‪ .‬ولكن رغم هذا فإن المحكمة العليا الفلبينية خلصت إلى أن الجيل الحالي يمكنه أن يمثل الجيل‬
‫الالحق ألن كل جيل له مسؤولية لحفظ الطبيعة اتجاه الجيل القادم‪ .2‬فرغم أننا ال نعرف األجيال الالحقة بحيث‬

‫‪-1‬الحسين شكراني‪ ،‬حقوق األجيال المقبلة باإلشارة إلى األوضاع العربية‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ ،0211‬ص ‪.31‬‬
‫‪-2‬كرست المحكمة العليا في الفيليبين في حكمها الصادر في ‪ 32‬يوليو ‪ ،1773‬حق الشباب واألجيال القادمة في بيئة سليمة‬
‫ومتوازنة‪ ،‬مشيرة إلى أن هذه الحقوق في الواقع حقوق أساسية وجدت منذ وجود اإلنسانية‪ .‬وقد قبلت المحكمة أهلية ‪ 20‬طفال‬
‫ممثلين من طرف القاضي ‪ Antinio‬لرفع دعوى باسم جيلهم والجيل المقبل‪ ،‬بخصوص ترخيص هدم الغابات الذي منحته إدارة‬
‫الموارد البيئية‪ ،‬حيث اعترفت المحكمة العليا بأن "األطفال مستفيدين من حق حماية البيئة بالنسبة لألجيال المستقبلية‪ ،‬وبأن األجيال‬
‫الحاضرة والمستقبلية لها الحق في االستفادة من بيئة سليمة ومتوازنة إيكولوجيا"‪ .‬سيد علي صالب‪ ،‬صاحب الحق في البيئة‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،0219-0212 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪16‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫أنهم غرباء عنا وال نعرف حاجاتهم ورغباتهم وقيمهم إال أننا واثقون أن جيال الحقا سيحل محلنا‪ ،‬فمن حقهم أن‬
‫يتمتعوا بماء نقي وهواء نظيف وغيرها‪ .‬فالمسألة هنا أخالقية بالدرجة األولى‪.1‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أنه عند الحديث عن العدالة بين األجيال‪ ،‬هناك نوعين من العدالة‪ :‬عدالة ما بين‬
‫األجيال وعدالة داخل األجيال‪ ،‬فاألولى‪ ،‬تعني عدالة بين الشباب والعجزة وبين األجيال الحاضرة والقادمة‪ ،‬وعلى‬
‫الصعيد الدولي تعني العدالة بين الشمال والجنوب وبين الدول الغنية والفقيرة‪ ،‬وأما الثانية‪ ،‬فهي العدالة‬
‫االجتماعية بين الرجال والنساء وبين الفئات والطبقات االجتماعية الغنية والفقيرة‪ ،‬القوية والضعيفة وبين‬
‫المجموعات االثنية والدينية المختلفة‪.2‬‬
‫وقد وضعت األستاذة ‪ WEISS‬ثالث مبادئ أساسية تشكل أساس العدالة ما بين األجيال و هي‪:‬‬
‫‪-‬مبدأ صيانة النوع‪.‬‬
‫‪-‬مبدأ النوعية‪.‬‬
‫‪-‬مبدأ صيانة االستعمال‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التراث المشترك لإلنسانية‪:‬‬
‫عبارة التراث المشترك لإلنسانية هي جديدة نوعا ما‪ ،‬حيث لم تظهر إال في نهاية ستينات القرن الماضي‪،‬‬
‫و تعود الفكرة من وراء خلق هذا المصطلح إلى أن المصلحة المشتركة لإلنسانية يجب حمايتها من خالل نظم‬
‫قانونية خاصة‪.‬‬
‫إ ن مفهوم التراث المشترك للبشرية هو تجسيد لالهتمام العام للبشرية‪ ،‬و يرتبط ارتباطا وثيقا بحقوق‬
‫البشرية فى المستقبل‪ ،‬ألن قيما هامة من المجال الحيوى ‪ la biosphère‬يجب الحفاظ عليها ونقلها الى البشرية‬
‫فى المستقبل‪.‬‬
‫يبدأ أغلب الدارسين تأصيلهم لظهور فكرة التراث المشترك لإلنسانية في إطار القانون الدولي بالمذكرة‬
‫الشفهية التي بعث بها السفير ‪ Arvid Pardo‬ممثل مالطا الدائم لدى منظمة األمم المتحدة ‪-‬في ‪17‬‬
‫أوت‪ 1967‬إلى األمين العام لمنظمة األمم المتحدة واقترح فيها إعالن منطقة قاع البحار والمحيطات خارج‬

‫‪-1‬فارس عليوي‪ ،‬مبدأ مسؤوليات الدول المشتركة ولكن المتباينة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سطيف‪،0212-0217 ،‬‬
‫ص ‪.19‬‬
‫‪ -2‬محمد فائز بوشدوب‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،‬ص ‪.37‬‬
‫‪17‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫حدود الوالية الوطنية للدول منطقة تراث مشترك لإلنسانية يجب أن تُستخدم في األغراض السلمية حص ار‬
‫ولصالح البشرية جمعاء‪.1‬‬
‫استجابة لهذا االقتراح‪ ،‬وبعد عدة إجراءات ومحاوالت اتخذتها المنظمة‪ ،‬أصدرت الجمعية العامة في عام‬
‫أقرتها األسرة الدولية حول قاع البحار والمحيطات فيما‬
‫‪1970‬القرار رقم ‪ 2749‬المتضمن إعالن المبادئ التي َّ‬
‫ويعد هذا القرار بما تضمنه من أحكام الركيزة األساسية لنشأة مفهوم“ التراث المشترك‬
‫وراء حدود الوالية الوطنية‪ُ ،‬‬
‫لإلنسانية”‪.‬‬
‫عام ‪ 1982‬في الدورة الختامية لمؤتمر األمم المتحدة لقانون البحار ‪ -‬المعقودة في مدينة مانتيقو باي‬
‫بجمايكا ‪-‬باعتماد اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار) اتفاقية جمايكا (التي نصَّت وللمرة األولى على مفهوم‬
‫"التراث المشترك لإلنسانية ”كنظام قانوني يحكم استغالل منطقة قاع البحار‪.2‬‬
‫شكل إقرار هذا المفهوم ميالد نظام دولي جديد حاول األخذ بعين االعتبار عدم التكافؤ بين الدول‪ ،‬كما أنه‬
‫تعدى مبدأ الحيز المقام عليه االستكشاف واالستعمال إلى ما هو لصيق به أو كامن في داخله‪ ،‬فخلق بذلك ما‬
‫يسمى بنظام استغالل يأخذ بعين االعتبار ما قد يكون مصدر ثروة أو غناء حقيقي للدول خاصة الدول النامية‬
‫منها‪ ،‬مكرسا نظام االقتسام العادل للفوائد المتحصل عليها‪ ،‬ولعل هذا ما جعله يطلق عليه تسمية اإلرث المشترك‬
‫لإلنسانية‪ ،‬كون لكل الدول الحق فيما يعود به هذا الحيز أو هذا المورد من منافع على اإلنسانية‪.3‬‬
‫بالرغم من أهمية فكرة "التراث المشترك لإلنسانية"‪ ،‬إال أنه لم يقدم أي تعريف محدد وصريح له في جميع‬
‫االتفاقيات الدولية وق اررات األمم المتحدة التي أشارت إلى هذا المفهوم‪ .‬ونتيجة لذلك وجد رجال القانون أنفسهم‬
‫في مأزق بشأن تحديد ما هو المقصود بالتراث المشترك لإلنسانية‪ ،‬وفشلوا في تقديم تعريف شامل ومتفق عليه‬
‫لهذا المفهوم‪ ،‬فإلى اليوم ال يوجد اتفاق على تعريف عالمي محدد وصريح لمفهوم "التراث المشترك لإلنسانية‪،‬‬
‫األمر الذي أثار الكثير من التساؤالت حول المدلول القانوني لهذا المفهوم ومجاالت تطبيقه‪.‬‬
‫تتعدد المصطلحات المرتبطة بمفهوم التراث المشترك بحيث أنها تشير أحيانا إلى التراث المشترك للكائن‬
‫الحي أو اإلنسان‪ ،‬والى التراث المشترك لإلنسانية في نظرتها الشمولية و العالمية أو إلى التراث المشترك لألمة‪،‬‬
‫كما أن المفهوم شامل لكل من التراث الطبيعي و البيولوجي والمائي و الجبلي و البحري والبيئي‪ ،‬و بالتالي فنحن‬
‫أمام تراث مشترك بيئي يتألف من المجاالت المختلفة و من الموارد و األوساط والمناطق الطبيعية و من أعمال‬

‫‪ -1‬إيهاب جمال كسيبة‪ ،‬مفهوم التراث المشترك لإلنسانية في القانون الدولي‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،1‬جامعة الشارقة‪،‬يونيو ‪ ،0219‬ص ‪.391‬‬
‫‪-2‬سوسن بكة‪ ،‬التراث المشترك لإلنسانية ‪ ،‬الموسوعة القانونية المتخصصة‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،0212 ،‬ص‪. 153‬‬
‫‪-3‬نادية لزعر‪ ،‬إستخدام الفضاء الخارجي وانعكاساته‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،0212-0213 ،‬‬
‫ص ‪.19‬‬
‫‪18‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫البحار و السواحل و مجاري المياه و البحيرات و نوعية الهواء و من األصناف الحيوانية و النباتية و التنوع‬
‫البيولوجي و من التوازن البيئي‪.‬‬
‫تشمل تطبيقات مفهوم "التراث المشترك لإلنسانية بشكل أساسي المناطق ذات األهمية المشتركة للبشرية‬
‫الواقعة وراء حدود الوالية الوطنية للدول‪ ،‬والموارد الطبيعية الموجودة في تلك المناطق‪ ،‬وتتمثل هذه التطبيقات‬
‫وفقا لما ورد في اإلتفاقيات الدولية في‪“ :‬قاع البحار والمحيطات وباطن أرضها خارج حدود الوالية الوطنية”‪،‬‬
‫منطقة القطب الجنوبي ‪ ،Antarctica‬والفضاء الخارجي‪.‬‬
‫وتجدر االشارة فى هذا الصدد الى ديباجة إتفاقية مابوتو فى ‪ 11‬جويلية ‪ 0223‬التي تؤك ـ ـد أن‬
‫"…حفظ البيئة العالمية هو الشاغل المشترك (االهتمام المشترك ‪ )common concern‬للبشرية جمعاء‪ ،‬فضال‬
‫عن البيئة االفريقية‪ ،‬مصدر قلق جميع الدول االفريقية"‪.‬‬
‫كما توجد العديد من االتفاقيات تركز على حماية وصيانة وتدبير المنطقة التي ال تخضع لرقابة السيادة‬
‫الوطنية ألي دولة بوصفها ميراثا مشتركا لإلنسانية‪ ،‬ومن هذه االتفاقيات نذكر اتفاقية اليونسكو لحماية التراث‬
‫الثقافي و الطبيعي لعام ‪ ،1790‬واتفاقية المبادئ المنظمة للدول في مجال استعمال الفضاء الخارجي واستغالله‬
‫لعام ‪ ،1719‬و معاهدة القمر ‪ 11797‬حيث نصت على اعتبار القمر وموارده الطبيعية تراثا مشتركا لإلنسانية‪،2‬‬
‫واتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار ‪ ،1710‬واتفاقية القطب الجنوبي لعام ‪ .1797‬كما أشارت الجمعية العامة‬
‫لألمم المتحدة إلى التراث المشترك في قرارها رقم ‪ ،0927‬الصادر في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 1792‬بعنوان "إعالن‬
‫المبادئ المطبقة على قاع البحار والمحيطات وباطن األرض الموجودين خارج السيادة الوطنية"‪.‬‬
‫طبيعة التراث المشترك يتطلب شكال من اشكال االتفاق تكون اهدافه الرئيسية هى‪:‬‬
‫‪ ‬يقتصر استعماله على االغراض السلمية‪،‬‬
‫‪ ‬االستخدام الرشيد له بروح الحفاظ عليه‪،‬‬
‫‪ ‬ادارته ونقله لالجيال المقبلة‪.3‬‬
‫وعن طبيعة هذا المبدأ أو المفهوم يمكن القول أنه يحمل عناصر أخالقية و قانونية في إطار المحافظة‬
‫على البيئة‪ ،‬ذلك ألن األمالك والمجاالت التي تتصف بالتراث المشترك يجب أن تحضى بإهتمام خاص من‬
‫طرف القانون الدولي و الوطني للبيئة‪ ،‬ومن قبل الكل سواء المالك األصلي أو المستفيد منها‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫تسيير هذا التراث يكون مشتركا و يتمثل في تسيير وادارة التراث البيولوجي والطبيعي و الثقافي و كل المشاريع‬

‫‪-1‬تعد اتفاقية القمر لعام ‪ 1979‬أول اتفاق دولي يتم فيه اإلشارة بشكل صريح إلى مفهوم التراث المشترك لإلنسانية‪.‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 1/11‬من اتفاقية القمر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-Alexandre Kiss, Introduction au droit international de l’environnement, op. cit, p 111.‬‬
‫‪19‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫ذات المصلحة العامة سواء التراث المدني أو الريفي و األخرى‪ .‬وقد يكون هذا التراث المشترك شامال لكل اإلقليم‬
‫الوطني كملك مشترك والمثال على ذلك أن اإلقليم يعد لدى العديد من الدول تراثا مشتركا لألمة باإلضافة إلى‬
‫الماء والموارد المختلفة‪.1‬‬
‫عموما يعني هذا المبدأ أن الدول ال يمكن لها أن تقوم منفردة بتدبير مثل هذا التراث الذي تحدده‬
‫االتفاقيات الدولية‪ ،‬إذ يجري تدبيره دوليا‪ ،‬وتقسم منافعه على اإلنسانية جمعاء‪.‬إن حماية التراث المشترك‬
‫لإلنسانية هو تجسيد حقيقي لضمان توازن األنظمة اإليكولوجية واستدامتها لألجيال الحالية والمقبلة‪.2‬‬
‫محتوى مبدأ التراث المشترك لإلنسانية ليس مقيد بالموارد الموجودة في المنطقة التي وقع عليها هذا‬
‫الوصف‪ ،‬وانما يشمل كل ما وجد وما يمكن أن يوجد من موارد وثروات في المنطقة وما يمكن أن يستفاد منها‬
‫في الحاضر والمستقبل‪ ،‬فهو ال يعني أنه مشترك بين دول دون األخرى وانما يهدف إلى الشراكة بين الدول‬
‫بغض النظر على مدى تطورها أو موقعها الجغرافي‪ ،‬ومن هنا فإنه ال يسعى أساسا إلى تقسيم هذه الثروات بين‬
‫الدول وانما إلى الح فاظ عليها وصيانتها وتنميتها أوال‪ ،‬األمر الذي يتطلب إدارة اقتصادية منظمة ورشيدة‪ ،‬وبذلك‬
‫فالتراث المشترك لإلنسانية هو تراث تتناقله األجيال وتستخلف فيه الجماعة عص ار بعد عصر‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬الحق في بيئة سليمة‪:‬‬
‫لقد ساهم التطور الحضاري والفكري وحتى الثقافي في تطوير منظومة حقوق اإلنسان وبلورة مفهوم جديد‬
‫لهذه الحقوق لم يكن معروفا وال متداوال من ذي قبل‪ ،‬ومن ذلك تقسيمها الفقهي إلى ثالثة أصناف أو أجيال‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪-‬الجيل األول من الحقوق‪ :‬وهي الحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬وهي مرتبطة بالحريات‪ ،‬وتشمل الحق في الحياة‬
‫والحرية واألمن‪ ،‬الحق في السالمة الجسدية وعدم التعرض ألي مساس بها سواء بالتعذيب أو بالمعاملة المهينة‪،‬‬
‫حرية الرأي والتعبير والفكر والضمير وغيرها من الحقوق والحريات‪.‬‬
‫‪-‬الجيل الثاني من الحقوق‪ :‬وهي الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وهي مرتبطة بمتطلبات الحياة اليومية‬
‫والعيش الكريم‪ ،‬وتشمل الحق في العمل وفي التعليم ومستوى معيشي الئق وكريم‪ ،‬والمأكل بالكمية والنوعية‬
‫الالزمة والرعاية الصحية وغيرها‪.‬‬
‫‪-‬الجيل الثالث من الحقوق‪ :‬وتسمى الحقوق التضامنية ألنها تستدعي لصيانتها والحفاظ عليها تضافر جهود‬
‫الكافة وتضامنهم‪ ،‬فرادى وجماع ات‪ ،‬مواطنين وسلطات ومجتمع مدني وشركاء اجتماعيين واقتصاديين والتي من‬
‫بينها الحق في بيئة صحية وذات نوعية جيدة وخالية من كل أشكال التهديد أو التدمير ‪ ،‬والحق في التنمية بكل‬

‫‪ -1‬نعيمة عميمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪ -2‬الحسين شكراني‪ ،‬حقوق األجيال المقبلة باإلشارة إلى األوضاع العربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪20‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫أبعادها‪ :‬السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬والحق في المشاركة في التراث الثقافي‪ ،‬والحق في الموارد‬
‫الطبيعية‪ ،‬والحق في االستدامة واالنصاف بين األجيال ‪ ..‬إلخ‪.‬‬
‫عندما يطرح مشكل الصياغة الحقيقية للحق في البيئة‪ ،‬فإن المقاربة التي تؤيد اإلنسان والمقاربة التي تلغي‬
‫مكانته المركزية تطرحان بشدة‪.‬‬
‫فقد جسد الميثاق العالمي للطبيعة المعتمد من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة لسنة ‪ 1710‬المفهوم‬
‫الذي يلغي مكانة اإلنسان المركزية في الطبيعة‪ ،‬والذي جاء فيه أن "الجنس البشري هو جزء من الطبيعة ‪،...‬‬
‫وأن كل شكل للحياة يستحق االحترام مهما كانت فائدته لإلنسان"‪ .‬ومن الدساتير الوطنية التي كرست هذا‬
‫المفهوم نذكر دستور ‪ Bavaria‬الذي نص على أن "األفراد ملزمين بمعاملة الطبيعة باحترام"‪ ،‬وكذا ما كرسته‬
‫المادة ‪ 20‬من دستور ‪ Land de Brandebourg‬التي تنص على أن "الحيوان والنبات محترمان ككائنات‬
‫حية‪ ،‬واألنواع والعناصر الطبيعية الضرورية يجب حمايتها والمحافظة عليها"‪ .‬غير أن هذه األمثلة تبقى نادرة‪،‬‬
‫فمعظم النصوص المخصصة للحق في البيئة يتبين من خالل استقرائها أن المفهوم الذي يضع اإلنسان في‬
‫مركز الطبيعة هو المتفوق‪.1‬‬
‫حق العيش في بيئة سليمة هو من حقوق الجيل الثالث المسماة بالحقوق التضامنية التي تعكس التآزر‬
‫والتكافل بين الدول ‪ ،‬و عليه فالعيش في بيئة سليمة نقية أصبح حقا من حقوق اإلنسان األساسية بعد تبلوره كرد‬
‫فعل على االعتداءات السافرة على البيئة‪ ،‬و هذا الحق لم يلق صدى و اهتماما دوليا إال منذ الستينات‬
‫والسبعينات خاصة بعد مؤتمر ستوكهولم لسنة ‪.1790‬‬
‫انطالقا من التالزم بين الحقوق و الواجبات‪ ،‬فإن القانون الدولي ومنذ تجسيد هذا الحق في االعالنات‬
‫والمواثيق الدولية لم يفصل بين االنسان كصاحب لهذا الحق والبيئة كموضوع له‪ ،‬و إنما الزم بينهما عن طريق‬
‫الجمع بين حق اإلنسان في بيئة سليمة وواجبه في المحافظة عليها و صيانة مواردها من أجل ضمان استمرار‬
‫تمتعه بهذا الحق حاض ار و مستقبال‪ ،‬وهو التوجه الذي ساره فيما بعد الفقه الدولي و أخذت به القوانين الداخلية‪.‬‬
‫إضافة إلى ما جاء في المبدأ األول من اعالن استوكهولم الذي يقضي بأن‪ " :‬لإلنسان حق أساسي في‬
‫الحرية و المساواة و في ظروف حياة مرضية‪ ،‬و في بيئة تسمح له نوعيتها بالعيش في كرامة ورفاهية‪ ،‬وعايه‬
‫واجب هام هو حماية و تحسين البيئة لألجيال الحاضرة و القادمة"‪ ،.‬أكد الميثاق العالمي للطبيعة الذي تبنته‬
‫الجمعية العامة في مادته األولى أن "لإلنسان حق أساسي في الحرية و المساواة و في ظروف معيشية مرضية‬
‫وفي بيئة محيطة تسمح له بالحياة في كرامة و رفاهية‪ ،‬و عليه واجب مقدس في حماية و تحسين البيئة لألجيال‬
‫الحاضرة و المقبلة"‪.‬‬

‫‪1‬سيد علي صالب‪ ،‬رسالة ماجستير سابقة‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫‪21‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫وحسب المؤتمر األوروبي األول حول البيئة و حقوق اإلنسان باستراسبورغ سنة ‪ :1797‬هو الحق في‬
‫ظروف تضمن الصحة البدنية و العقلية و االجتماعية و المعيشية و في الحياة نفسها و الرفاهية لكل أجيال‬
‫الحاضر والمستقبل‪ ،‬مع ضرورة الحفاظ على البيئة الطبيعية"‪.‬‬
‫ونالحظ هنا أنه تم الربط بين فكرة "الحق في البيئة" وفكرة "حق البيئة" أي الربط بين حق اإلنسان في‬
‫البيئة و حق البيئة على اإلنسان أي واجبه نحوها‪ ،‬كما تم الربط من جهة أخرى بين الحق في البيئة والحق في‬
‫التنمية المستدامة‪ ،‬ذلك أن التنمية المستدامة هي أحد مضامين حق اإلنسان في بيئة سليمة ومتوازنة‪.‬‬
‫هذا الحق لم تعرفه صراحة أي اتفاقية دولية من اتفاقيات حقوق اإلنسان‪ ،‬في حين كفلته اتفاقيتين‬
‫إقليميتين‪ :‬الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان و الشعوب ‪ 1711‬الذي نص في مادته ‪" 02‬لكل الشعوب الحق في‬
‫بيئة مرجعية و شاملة و مالئمة لتنميتها‪ ،‬و كذلك البروتكول الملحق باالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان في‬
‫مجال الحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية لسنة ‪ 1711‬الذي ينص‪ :‬لكل إنسان الحق في العيش"‪.‬‬
‫على مستوى التشريعات الوطنية التي تنص على الحق في البيئة‪ ،‬نذكر مثال‪ :‬المادة ‪ 29‬من الدستور‬
‫االسباني لعام ‪" :1791‬يتمتع االنسان ببيئة مناسبة يساهم في تطويره‪ ،‬أما المادة ‪ 2‬من الدستور المكسيكي لعام‬
‫‪ 1777‬فتنص‪" :‬لكل شخص الحق في التمتع ببيئة مالئمة لنموه و سالمته"‪ ،‬أما دستور جنوب إفريقيا فقد نص‬
‫على أن‪" :‬للجميع الحق في بيئة ال تضر بصحتهم أو بسالمة عيشهم و ببيئة محمية لمصلحة األجيال الحالية‬
‫والالحقة من خالل تشريعات معقولة و مفيدة و خطوات تساهم في الوقاية من التلوث و التدهور البيئي‪.1‬‬
‫وفي فرنسا‪ ،‬نصت المادة األولى من دستور ‪" :0229‬لكل إنسان الحق بالعيش في بيئة متوازنة تحافظ‬
‫على صحته‪ ،‬ومنه فقد وضع هذا النص حق اإلنسان في بيئة سليمة في مصاف الحقوق األساسية التي يكفلها‬
‫الدستور‪.‬‬
‫وفي الجزائر‪ ،‬اعترف المشرع بأن‪:‬‬
‫"للمواطن الحق في بيئة سليمة‪.‬‬
‫‪-‬يحدد القانون واجبات األشخاص الطبيعيين و المعنويين لحماية البيئة"‪.2‬‬
‫و يمكن تعريف الحق في بيئة سليمة على أنه‪" :‬اختصاص اإلنسان بموارد وسط بيئي خالي من التلوث‬
‫والتلويث‪ ،‬لالنتفاع بها و تحسينها‪ ،‬لنقلها إلى األجيال المستقبلية في حاالت ليست أسوأ عما كانت عليه و قد‬
‫استلمتها"‪.‬‬

‫‪ -1‬فاطنة طاوسي‪ ،‬الحق في البيئة السليمة في التشريع الدولي و الوطني‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،0219 ،‬ص‬
‫‪.11‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 12‬من التعديل الدستوري ‪.0202‬‬
‫‪22‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫كما تقدم بيانه فقد تم تكريس الحق في بيئة سليمة في الدساتير وفي المواثيق الدولية عن طريق االعتراف‬
‫بها كحق من الحقوق األساسية لإلنسان‪ ،‬بالتالي فالحقوق المرتبطة بالبيئة أخذت مكانة ضمن حقوق اإلنسان‪،‬‬
‫وأدرجت فيها كفئة من الحقوق الجديدة باإلضافة إلى الحقوق المدنية والسياسية‪ ،‬والحقوق الثقافية واالقتصادية‪،‬‬
‫وفي سياق تطور هذه الفئة من الحقوق األساسية وانضمامها إلى فئة حقوق اإلنسان أصبحت قواعدها آمرة ال‬
‫يجوز التراجع عنها يتعين تعزيزها في اتجاه تدعيم حماية البيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬بالتالي يمنع التراجع أو إلغاء‬
‫التدابير المتخذة لحماية البيئة‪ ،‬ذلك وفقا لمبدأ عدم تراجع قانون البيئة ‪(Principe de non régression en‬‬
‫)‪ ،droit de l’environnement‬ويستمد هذا المبدأ قوته الملزمة في قواعد القانون الدولي الذي جعل ضرورة‬
‫حماية البيئة لألجيال الحالية وال قادمة قاعدة في النظام العام الدولي‪ ،‬التي مفادها أن حقوق اإلنسان مجرد‬
‫االعتراف بها ال يمكن إلغائها أو التراجع عنها‪ ،‬وهذا ما نصت عليه مختلف الوثائق الدولية المتعلقة بحقوق‬
‫اإلنسان (العهد الدولي لسنة ‪.1)1711‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬التلوث‪.‬‬
‫يعتبر التلوث أهم المشاكل التي تعاني منها البيئة‪ ،‬وقد برزت تلك المشكلة نتيجة النشاط المتزايد لإلنسان‬
‫في مختلف مجاالت الحياة وتمثل مكافحة التلوث مفتاح أي قانون لحماية البيئة ونقطة البداية في تحديد العمل‬
‫الضار ووسائل مكافحته وال تنفك دراسة قانونية للبيئة دون التعرض لها‪ ،‬فصارت هناك عالقة قوية بين البيئة‬
‫والتلوث‪.‬‬
‫ويعتبر التلوث هو ثمن التقدم العلمي المذهل والذي حدث في الفترة البسيطة الماضية‪ ،‬كما أنه أساس كل‬
‫المشكالت التي تؤدي إلختالل التوازن الذي ال يخضع للحدود السياسية منبها اإلنسان لخطورة سلوكه‪ .‬والتلوث‬
‫بصفة عامة هو االختالل في التوازن الطبيعي بين عناصر البيئة الطبيعية الناجم عن نشاط اإلنسان‪.‬‬
‫وتتعدد صور التلوث باختالف البيئة التي تتأثر به سواء كانت بحرية أو برية أو جوية‪ ،‬كما قد تتأثر أكثر‬
‫من بيئة في ذات الوقت بالتلوث‪.‬‬
‫وضعت المعاهدات والتقارير واالتفاقيات الدولية العديد من التعريفات حول ماهية التلوث‪ ،‬فنجد التقرير‬
‫الذي أعده المجلس االقتصادي واالجتماعي التاسع لألمم المتحدة عام ‪ 1719‬حول تلوث الوسط والتدابير‬
‫المتخذة لمكافحته يعرف التلوث بأنه "التغيير الذي يحدث بفعل التأثير المباشر وغير المباشر لألنشطة التي‬
‫كانت من المستطاع القيام بها في الحالة الطبيعية لذلك الوسط‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-PRIEUR Michel, « Le principe de non régression en droit de l’environnement, condition du développement durable‬‬
‫‪», Revue Africaine de droit de l’environnement, n ° 00, P. 20.‬‬
‫‪ -2‬المجلس االقتصادي واالجتماعي التاسع لألمم المتحدة‪ ،‬وثيقة )‪ 12 ،E(14073‬جوان ‪ ،1719‬ص ‪.11‬‬
‫‪23‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫كما عرفه إعالن استوكهولم ‪ 1790‬بأنه‪" :‬النشاطات اإلنسانية التي تؤدي حتما إلى إضافة مواد ومصادر‬
‫للطاقة إلى البيئة على نحو متزايد يوما بعد يوم‪ ،‬وحينما تؤدي تلك المواد أو تلك الطاقة إلى تعريض صحة‬
‫اإلنسان ورفاهيته وموارده للخطر أو يحتمل أو تؤدي إلى ذلك مباشرة أو بطريقة غير مباشرة‪.‬‬
‫وعرفت اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار ‪ 1710‬تلوث البيئة البحرية بأنه "إدخال اإلنسان في البيئة‬
‫البحرية بما في ذلك مصادر األنهار بصورة مباشرة أو غير مباشرة لمواد أو طاقة يترتب عليها اإلضرار بالمواد‬
‫الحية والحياة البحرية وتعريض الصحة البشرية لألخطار‪ ،‬واعاقة األنشطة البحرية بما في ذلك صيد األسماك‬
‫وغيره من االستخدامات المشروعة للبحار أو التأثير على خاصية استخدام مياه البحر أو التقليل من خواصها‪.1‬‬
‫كما عرف بأنه "كل ما يدخله اإلنسان على نحو مباشر أو غير مباشر من مواد أو طاقة إلى البيئة تنجم‬
‫عن آثار ضارة ذات طبيعة تعرض صحة اإلنسان للخطر وتلحق بالمواد الحية والنظم اإليكولوجية والممتلكات‬
‫المادية وتفسد المنافع أو تتدخل في االستخدامات المشروعة األخرى للبيئة‪.2‬‬
‫وقد عرفت اتفاقية التلوث بعيد المدى للهواء عبر الحدود لسنة ‪ 1797‬التلوث الهوائي بأنه التلوث الذي‬
‫يجد مصدره الطبيعي بصفة كلية أو جزئية في منطقة تخضع لالختصاص الوطني لدولة ما‪ ،‬ويحدث آثاره‬
‫الضاءة في منطقة أخرى تخضع الختصاص دولة أخرى تقع على مسافة بعيدة بحيث تعزز بصفة عامة مقدار‬
‫ما تتم به المصادر الفردية أو مجموعة مصادر االنبعاث‬
‫وجاء في مبادئ القاهرة التوجيهية واألساسية بشأن اإلدارة السلمية بيئيا للنفايات الخطرة تعريف التلوث‬
‫بأنه‪ :‬قيام اإلنسان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بإدخال أية نفايات خطرة إلى البيئة والذي ينشأ من جرائه‬
‫أي خطر على صحة اإلنسان أو الحياة النباتية أو الحيوانية أو أذى للمواد أو النظم اإليكولوجية أو ضرر‬
‫المرافق الحيوية أو تأثير على االستخدامات المشروعة األخرى للبيئة‪.3‬‬
‫على صعيد التشريعات الوطنية عرفت العديد من القوانين التلوث البيئي‪ ،‬فقد عرفه المشرع المصري في‬
‫القانون رقم ‪ 2‬لسنة ‪ 1772‬المعدل بالقانون رقم ‪ 27‬لسنة ‪( 0227‬المادة ‪ 1‬فقرة ‪ )9‬بأنه "كل تغيير في خواص‬
‫البيئة‪ ،‬يؤدي بطؤيق مباشر أو غير مباشر إلى اإلضرار بصحة اإلنسان‪ ،‬والتأثير على ممارسته لحياته‬
‫الطبيعية‪ ،‬أو اإلضرار بالسوائل الطبيعية أو الكائنات الحية أو التنوع الحيوي"‪.‬‬

‫‪-1‬المادة األولى فقرة رابعة من اإلتفاقية‪.‬‬


‫‪-2‬مؤتمر رابطة القانون الدولي‪ ،‬الدورة الستسن‪ ،‬مونتلاير‪.1710 ،‬‬
‫‪-3‬قرار برنامج األمم المتحدة للبيئة ‪.1719/21/19 ،32/12‬‬
‫‪24‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫وعرف المشرع العراقي التلوث في قانون و ازرة البيئة رقم ‪ 39‬لسنة ‪ 0221‬في المادة األولى بأنه "وجود‬
‫أي من الملوثات في البيئة بكمية أو تركيز أو صفة طبيعية تؤدي بطريق مباشر أو غير مباشر إلى اإلضرار‬
‫باإلنسان أو الكائنات الحية‪ ،‬أو المكونات غير الحية التي توجد فيه"‪.‬‬
‫أما المشرع الجزائري فقد عرفه بأنه " كل تغيير مباشر أو غير مباشر للبيئة‪ ،‬يتسبب فيه كل فعل يحدث‬
‫أو قد يحدث وضعية مضرة بالصحة وسالمة اإلنسان والنبات والحيوان والهواء والجو والماء واألرض والممتلكات‬
‫الجماعية والفردية"‪.1‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عالقة القانون بالبيئة‪.‬‬
‫لقد اجتذبت مشكالت حماية البيئة اهتمام رجال العلوم الطبيعية أو البيولوجية من زمن بعيد‪ ،‬إال أن األمر‬
‫تأخر في القانون و معالجة المشكالت القانونية في حماية البيئة‪ ،‬و قد انعكس ذلك على البحوث والدراسات‬
‫القا نونية متناولة لموضوع واحد أو مشكلة بيئي‪ ،‬منها من تناول تلوث البيئة البحرية و منها ما تناول الهواء أو‬
‫البيئة الجوية أو البيئة الفضائية الخارجية‪ .‬وهناك من الدراسات ما تناولت نوع محدد من ملوثات البيئة مثل‬
‫تلوث البيئة البحرية بالنفط وتلوث البيئة الجوية أو الهوائية بالدخان أو الغازات النووية‪ ،‬أو تلويث األمطار‬
‫الحمضية للبيئة بشكل عام‪ .‬وهناك بعض الدراسات ركزت على الجوانب الدولية للحماية القانونية للبيئة‬
‫اإلنسانية‪ ،‬مما أدى إلى ظهور فروع جديدة للقانون الدولي‪ ،‬هو القانون الدولي للبيئة‪.‬‬
‫لم يقتصر األمر على القانون الدولي بل وصل األمر لفرع من القانون الداخلي يهتم بالبيئة والحماية‬
‫القانونية لها على المستوى الوطني‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬قانون البيئة‪:2‬‬
‫هناك تعاريف و مفاهيم مختلفة لقانون البيئة‪:‬‬
‫يعتبر قانون البيئة أحد فروع القانون الذي يهتم بحماية البيئة بمختلف جوانبها‪ ،‬أو هو مجموعة القواعد‬
‫والقوانين المطبقة على التزام غير تعاقدي تابع أو ناتج عن المساس بالبيئة‪.‬‬
‫يعرف األستاذ ) ‪ ( William Rodgers‬القانون البيئي بأنه "القانون المتعلق بحماية الكوكب وسكانه‬
‫من األنشطة التي تشكل خطر لألرض والقدرات التي تديم الحياة عليها"‪.3‬‬
‫كما يمكن تعريفه على أنه القانون الذي يتضمن القواعد القانونية المتعلقة بتسيير و إدارة و استخدام‬
‫وحماية البيئة و كذا الوقاية و معاقبة المساس بالبيئة و خاصة بفعل التلوث ثم تعويض ضحايا األضرار البيئية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 22‬ف ‪ 21‬من القانون ‪.12-23‬‬


‫‪-2‬نعيمة عميمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Rodgers H. William: “Hand book on environmental law », London 1977, p 10.‬‬
‫‪25‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫وبالتالي فالقانون البيئي هو القانون بكل مصادره ( التنظيمية‪ ،‬التشريعية و القضائية الخاصة بحماية‬
‫البيئة) ويخص كل المجاالت الوطنية من ماء و هواء و فضالت و ضوضاء و مخاطر طبيعية بما فيها كل‬
‫المخاطر في القطاعات الصحية و العمرانية‪....‬‬
‫و بحكم هذا القانون يشتمل على الكثير من العناصر الكونة له‪ ،‬فإن هذا ال يمنع إمكانية تفريد أفرع‬
‫متخصصة لعالج المشكالت البيئية من زوايا مختلفة‪ :‬جنائية‪ ،‬إدارية‪ ،‬مدنية‪ ،‬اقتصادية‪....‬‬
‫على أن هذا التفريد أو التخصص النوعي في دراسة المشكالت القانونية لحماية البيئة‪ ،‬اليمكن تحقيقه‪،‬‬
‫على األقل في المرحلة الراهنة من تطور القانون العام لحماية البيئة‪ ،‬وسيبدو متيس ار حينما تلح تلك المشكالت‬
‫وتنضج المفاهيم البيئية‪ ،‬وتكون بحاجة إلى بلورة الحلول القانونية المالئمة‪.1‬‬
‫نحاول إلقاء الضوء على معالم تلك الفروع المتخصصة من األنظمة القانونية البيئية‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬القانون الجنائي البيئي‪:‬‬
‫إذا كان التخصص النوعي قد امتد إلى ميدان القانون الجنائي‪ ،‬حيث ظهر القانون الجنائي الطبي‬
‫والقانون الجنائي لألعمال والقانون الجنائي الضريبي‪ ،‬والقانون الجنائي لحماية المستهلك‪ ،‬فإنه يبدو مقبوال القول‬
‫بوجود القانون الجنائي البيئي‪.2‬‬
‫في شقه الوطني‪ ،‬نجد قانون البيئة والتنمية المستدامة يتضمن شق جزائي جسد الحماية الجزائية الفعلية‬
‫للبيئة بتجريمه لمختلف األفعال والممارسات التي تؤدي إلى المساس بالبيئة وتلويثها‪ ،‬وتم تدعيم هذا القانون‬
‫بقوانين خاصة نصت بدورها على األفعال والممارسات المحظورة التي يترتب على ممارستها قيام المسؤولية‬
‫الجزائية‪.‬‬
‫وقد أدى توالي صدور النصوص القانونية المجرمة لمختلف األنشطة الملوثة للبيئة إلى ظهور القانون‬
‫البيئي الجنائي في التشريعات الداخلية للدول‪ ،‬وهو القانون الذي يدرس الظاهرة اإلجرامية التي تشكل اإلعتداء‬
‫غير المشروع على البيئة‪ ،‬ويضع العقوبات المقررة لها‪ ،‬فهذه الجرائم تعتبر حديثة ألن أضرارها مستجدة على‬
‫اإلنسان والبيئة‪ ،‬فهي لم تظهر إال منذ فترة قصيرة مقارنة بالجرائم الطبيعية التي ال تتغير بتغير الزمان والمكان‬
‫كجرائم االعتداء على األفراد بالقتل والسرقة والتزوير‪.3‬‬

‫‪ -1‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬قانون حماية البيئة‪ :‬دراسة تأصيلية في األنظمة الوطنية واالتفاقية‪ ،‬مطابع جامعة الملك سعود‪،‬‬
‫الرياض‪ ،1779 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬أحمد مصطفى السيد‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة البحرية‪ :‬في القانون الدولي للبحار‪ ،‬إيتراك للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،0210‬ص ‪.01‬‬
‫‪-3‬محمد عباس‪ ،‬اآل ليات القانونية لمكافحة الجرائم الماسة بالبيئة البرية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،1‬‬
‫‪ ،0211-0219‬ص ‪.122‬‬
‫‪26‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫على أن لهذا القانون جانبا دوليا‪ ،‬يجعله أقرب إلى القانون الدولي الجنائي منه إلى القانون الجنائي‬
‫الدولي‪ ،1‬ويكون ذلك حينما يتخذ العدوان على البيئة شكل جريمة دولية‪ ،‬يترتب عليها التدمير الشامل لمواردها‬
‫ونظمها االيكولوجية‪ ،‬بما يعد إبادة لكائناتها الحية كافة‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن القانون الجنائي البيئي ال يعدم كل صلة بالقانون الجنائي الدولي ويكون ذلك عادة حينما‬
‫تنتهك أحكام حماية البيئة‪ ،‬بأعمال عبر الحدود ويكون معاقبا عليها جنائيا في األنظمة الداخلية‪ .‬من ذلك مثال‬
‫ما أقره القانون الدولي للبحار لعام ‪ ،1710‬الذي قرر للدولة الساحلية عندما تكون سفينة موجودة طوعا داخل‬
‫أحد موانئ دولة أو في إحدى محطاتها النهائية البحرية القريبة من الشاطئ‪ ،‬يجوز لهذه الدولة أن تقيم الدعوى‬
‫الجنائية‪ ،‬فيما يتعلق بأي انتهاك لقوانينها وأنظمتها المعتمدة وفقا لإلتفاقية الحالية لقانون البحار أو للقواعد‬
‫والمعايير الدولية المنطبقة من أجل منع التلوث من السفن أو خفضه والسيطرة عليه‪ ،‬عندما يكون االنتهاك قد‬
‫وقع داخل البحر اإلقليمي أو المنطقة االقتصادية الخالصة لتلك الدولة (المادة ‪.)1/002‬‬
‫وقد يحدد القانون الجنائي الدولي النطاق الفني للقانون الجنائي البيئي‪ ،‬من ذلك بيانه لنوع العقوبة التي‬
‫يحكم بها على انتهاك قواعد حماية البيئة وأحكامها‪ .‬من ذلك مثال ما قررته المادة ‪ 1/032‬من القانون الدولي‬
‫للبحار من أنه " ال يجوز أن تفرض إال العقوبات النقدية فيما يتصل بما ترتكبه السفن األجنبية خارج البحر‬
‫اإلقليمي من انتهاكات للقوانين واألنظمة الوطنية أو القواعد الدولية المنطبقة لمنع تلوث البيئة البحرية وخفضه‬
‫والسيطرة عليه"‪ .‬وال يجوز الخروج على ذلك إال في حالة فعل تلويث متعمد وخطير داخل البحر اإلقليمي (المادة‬
‫‪.)0/032‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬القانون اإلداري البيئي‪:‬‬
‫الثابت أن القا نون اإلداري هو ذلك القانون الذي يخاطب اإلدارة‪ ،‬فتحدد قواعده السلطات اإلدارية في‬
‫الدولة وكيفية تشكيل كل منها‪ ،‬واالختصاصات التي تمارسها ووسائل تلك الممارسة‪ .‬ويمكن لإلدارة أن تنهض‬
‫بعدة مهام في مجال الحفاظ على البيئة‪:‬‬
‫‪-‬ففي مجال الوقاية من تدهور البيئة‪ ،‬يمكن لإلدارة أن تلعب دو ار ال يستهان به‪ ،‬من ذلك‪ :‬إجراء البحوث الفنية‬
‫المتخصصة العلمية و النظرية في مجال حماية البيئة‪ ،‬ومتابعة نتائجها‪ ،‬واعداد البرامج الزمنية الكفيلة بنقل‬
‫الخطط إلى حيز التنفيذ‪ ،‬اقتراح إصدار األنظمة والقوانين الخاصة بالحفاظ على البيئة ومكافحة تلوثها‪ ،‬تحديد‬
‫دور اإلدارة المحلية في مجال حماية البيئة‪.‬‬

‫‪ -1‬يتكفل القانون الجنائي الدولي بوضع قواعد المشرع الداخلي في كل دولة‪ ،‬حيث يتعلق األمر بتحديد نطاق تطبيق القواعد‬
‫الجنائية الوطنية من حيث ا لمكان‪ ،‬بينما نجد أن قواعد القانون الدولي الجنائي تكون عادة من وضع االتفاقيات الدولية‪ ،‬وهو يهتم‬
‫بالجرائم التي ترتكب ضد النظام العام الدولي والمصالح المشتركة بين الدول‪ ،‬كجرائم الحرب‪ ،‬وابادة الجنس والجرائم ضد اإلنسانية‪.‬‬
‫‪27‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-‬وفي مجال تنفيذ القوانين البيئية‪ ،‬يقع على عاتق اإلدارة العبء األول في هذا الشأن‪ ،‬فعليها متابعة الرقابة و‬
‫التفتيش وضبط المخالفات التي تشكل تعديا على البيئة‪ ،‬ووضع المعايير والمستويات المحظور تجاوزها بالنسبة‬
‫لملوثات البيئة‪ ،‬واصدار التراخيص الالزمة للتعامل مع عناصر البيئة‪ ،‬واعداد اللوائح التنفيذية لقوانين حماية‬
‫البيئة‪.‬‬
‫‪-‬كما تستطيع اإلدارة‪ ،‬بما لها من امتياز التنفيذ المباشر ومظاهر السلطة العامة األخرى‪ ،‬اتخاذ التدابير الالزمة‬
‫للحفاظ على البيئة‪ :‬كغلق محل النشاط‪ ،‬أو عالج النفايات الضارة بالبيئة على نفقة المسؤول‪ ،‬وكذلك عالج‬
‫الملوثات البيئية المختلفة‪ ،‬والقيام بتهيئة التجهيزات‪ ،‬على نفقة المسؤول‪ ،‬لمنع التلوث و الحد منه أو السيطرة‬
‫عليه‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬القانون المدني البيئي‪:‬‬
‫قد يبدو أن القانون المدني على غير صلة بالبيئة ومشكالتها القانونية‪ ،‬بالنظر إلى أنه قانون يحكم‬
‫العالقات و الروابط الخاصة بين األفراد‪ :‬العقود‪ ،‬والملكية‪ .‬غير أن النظر إلى هذا الفرع القانوني على أنه‬
‫األصل العام‪ ،‬الذي يرجع إليه الستنباط القواعد القانونية العامة‪ ،‬يؤكد أن قواعد القانون المدني هي قواعد قابلة‬
‫للتطور وتقديم الحلول القانونية للعديد من المسائل البيئية‪ ،‬ويكفي أن نذكر أن قواعد المسؤولية المدنية‬
‫(التقصيرية) تجد مجاال رحبا للتطبيق في خصوص تلوث البيئة وتعويض األضرار الناتجة عنه‪.‬‬
‫الحقيقة أن المسؤولية المدنية يمكن أن تلعب دو ار فعاال في توفير حماية قانونية لألشخاص المتضررين‬
‫من جهة‪ ،‬والبيئة من جهة أخرى دون تجاهل دور المسؤولية الجنائية‪ ،‬إذ أن المسؤولية المدنية تهتم بالمضرور‬
‫وبالضرر الالحق به بصفة مباشرة‪ .‬ويثور تساؤل في هذه النقطة حول أساس المسؤولية عن إلحاق الضرر‬
‫بالبيئة‪ ،‬سواء بفعل الملوثات الكيميائية للبيئة البحرية أو الجوية‪ ....‬هل هو نظرية الخطأ‪ ،‬أم نظرية المخاطر‬
‫والميؤولية الموضوعية‪ ،‬أو المطلقة؟‪.2‬‬
‫إن تطبيق األسس التقليدية للمسؤولية المدنية على األضرار البيئية يفرض مجموعة من الصعوبات‪،‬‬
‫تتعلق بإثبات الخطأ في المجال البيئي‪ ،‬وبطبيعة الضرر البيئي في حد ذاته‪ ،‬وكذلك الصعوبات الناتجة عن‬
‫إعمال العالقة السببية‪ .‬كما أن إحالل المسؤولية الموضوعية كفكرة بديلة عن الخطأ الناتج عن التوسع المفرط‬

‫‪ -1‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.31 -32‬‬


‫‪ -2‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪28‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫في استعمال اآللة وما أفرزته من نتائج سلبية لم تعالج المعظلة البيئية معالجة قانونية شاملة رغم النتائج‬
‫اإليجابية التي حققتها هذه النظرية التي كان لها انعكاس على مناحي حياة اإلنسان وبيئته‪.1‬‬
‫ويعود هذا التراجع كله لألسس التقليدية للمسؤولية المدنية لسببين رئيسيين‪ ،‬يتعلق األول بطبيعة‬
‫وخصوصية األضرار البيئية‪ ،‬والثاني بفلسفة المسؤولية المدنية التي تقوم على أساس توزيع الخسائر فقط‪ .‬هذه‬
‫العوامل مجتمعة جعلت الفقه والتشريع والقضاء يفكر بجدية في وسائل جديدة وفعالة تسعى إلى تحقيق نوع من‬
‫التوازن‪ ،‬حماية البيئة من جهة وتعويض ضحايا األضرار البيئية من جهة أخرى‪ ،‬وبالفعل فقد وجد هؤالء ضالتهم‬
‫المنشودة في إحالل أسس جديدة للمسؤولية المدنية عن األضرار البيئية‪ ،‬تقوم على فكرتين أساسيتين‪ ،‬اتخاذ‬
‫التدابير الوقائية قبل وقوع الضرر انطالقا من مقولة الوقاية خير من العالج‪ ،‬وهذا بالنظر إلى الطابع الخاص‬
‫لألصرار البيئية‪.2‬‬
‫كما أن اتخاذ التدابير الوقائية بشأن األضرار البيئية ال يجعل الخطر صفر‪ ،‬فخطر وقوع الضرر يبقى‬
‫واردا‪ ،‬وعليه يتدخل الملوث الدافع باعتباره أساسا موضوعيا يختلف عن األساس الموضوعي للمسؤولية المدنية‬
‫في القواعد العامة لجبر الضرر‪ .‬ويبقى في األخير إعمال األساس الصحيح للمسؤولية (سواء تقليدي أو‬
‫مستحدث) يخضع للسلطة التقديرية للقاضي ولدرجة خطورة الضرر‪.3‬‬
‫هذا وقد أبرمت العديد من اإلتفاقيات الدولية‪ ،‬التي تهم القانون المدني و الدولي الخاص‪ ،‬والتي تحتوي‬
‫على قواعد قانونية مهمة بخصوص المسؤولية المدنية عن تعويض األضرار الناتجة عن تلوث البيئة‪ ،‬نذكر منها‬
‫اتفاقية بروكسل المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن أضرار التلوث بالبترول لعام ‪ ،1717‬واتفاقية فيينا الخاصة‬
‫بالمسؤولية المدنية عن أضرار الطاقة النووية المبرمة عام ‪.1713‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬القانون الجبائي البيئي‪:‬‬
‫جاء هذا الفرع بفضل فرض الضريبة البيئية على كل المؤسسات التي تساهم في تلوث البيئة‪ ،‬وذلك‬
‫لوضعها في وعاء بيئي خاص يمول االصالحات البيئية التي تقوم بها الدولة لتخفيف أضرار التلوث‪ ،‬وسيتم‬
‫التفصيل في هذه النقطة في الفصل األخير من هذا العمل‪.‬‬

‫‪-1‬نور الدين بوشليف‪ ،‬األساس القانوني للمسؤولية المدنية عن الضرر البيئي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪،‬‬
‫‪ ،0202 /20/13‬ص ‪.072‬‬
‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.079‬‬
‫‪-3‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة قانون البيئة‪.‬‬


‫من دراسة مختلف أفرع قانون البيئة ومصادره‪ ،‬فإننا نطرح التساؤل حول الطبيعة القانونية له‪ ،‬وحقيقة‬
‫وضعه بين فروع القانون األخرى‪ ،‬أو على األقل حقيقة انتمائه إلى فرعي القانون بوجه عام‪ :‬القانون العام أو‬
‫القانون الخاص‪.‬‬
‫على أنه يمكن تصور اتجاهين في هذا السبيل‪:‬‬
‫الفرع الول‪ :‬قانون حماية البيئة فرع من فروع القانون العام‪:‬‬
‫قد يمكن القول أن قانون حماية البيئة هو أحد فروع القانون العام‪ ،‬وبالتالي يسري عليه المناهج الفنية‬
‫المعروفة في تلك الفروع‪.‬‬
‫ولعل بعض خصائص قانون حماية البيئة تعضد هذا الرأي‪ .‬فمن ناحية‪ ،‬يالحظ أن قواعده يغلب عليها‬
‫الطابع التنظيمي اآلمر‪ ،‬فال مجال فيه للقواعد المكملة‪ .‬تلك القواعد تكون مصحوبة دائما بجزاءات جنائية‪ ،‬توقع‬
‫على من يخالف أحكامها فضال عن الجزاءات المدنية األخرى‪ .‬ومعروف أن القانون العام هو قانون القواعد‬
‫اآلمرة والنواهي المقيدة للحرية‪.‬‬
‫ومن ناحية ثانية‪ ،‬فإن لإلدارة دو ار كبي ار في رسم السياسات البيئية‪ ،‬والرقابة على األنشطة التي تتصل‬
‫بالبيئة‪ ،‬والقيام على تنفيذ القوانين والنظم البيئية‪ .‬فتتمتع اإلدارة بمجموعة من االمتيازات في مواجهة األفراد‪ ،‬وهي‬
‫امتيازات تتسم بطابع السلطة العامة‪ ،‬فهي تستطيع أن تلزم األفراد وتضبط سلوكهم في التعامل مع البيئة‪،‬‬
‫بإرادتها المنفردة‪ ،‬وأن تصدر من جانبها وحدها ق اررات تكون نافذة من تلقاء ذاتها‪ ،‬دون توقف على قبول األفراد‬
‫أو رضاهم‪ ،‬بل إنها تستطيع أن تلجأ إلى التنفيذ الجبري بالقوة عند االقتضاء‪.‬‬
‫من ناحية ثالثة‪ ،‬فإن المصلحة التي تسعى إليها قواعد قانون حماية البيئة هي مصلحة عامة بالدرجة‬
‫األولى‪ .‬ذلك أن حماية البيئة تعني في الحقيقة الحفاظ على العناصر و الموارد الطبيعية‪ ،‬والذي يؤدي التعدي‬
‫الجائر عليها إلى اإلضرار بالصحة اإلنسانية‪ ،‬وبمقومات التنمية االقتصادية واالجتماعية للمجتمع‪ ،‬ولما كانت‬
‫المصلحة العامة من األهداف األساسية لقواعد القانون العام‪ ،‬ولنشاط اإلدارة الذي تنظمه تلك القواعد‪ ،‬فال شك‬
‫في انتماء قانون حماية البيئة إلى القانون العام‪.1‬‬

‫‪-1‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬


‫‪30‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫الفرع الثاني‪ :‬قانون حماية البيئة فرع من فروع القانون الخاص‪:‬‬


‫ال تحول الفكرة السابقة دون التفكير في محاولة نسبة قانون حماية البيئة إلى القانون الخاص‪.‬‬
‫فمن ناحية‪ ،‬يالحظ أنه إذا كان القانون الخاص هو ذلك الذي ينظم ويضبط عالقات األفراد العاديين‬
‫وروابطهم‪ ،‬فإن قانون حماية البيئة هو اآلخر ينظم نوعا معينا من عالقات األفراد‪ ،‬وهو عالقاتهم بالبيئة‪ .‬فهو‬
‫يحدد ما ينبغي أن يكون عليه سلوك األشخاص في تعاملهم مع مكونات البيئة وعناصرها‪ ،‬وذلك بوضع شروط‬
‫ومعايير ذلك السلوك‪ ،‬كاستغالل السفن وتشغيلها على نحو ال يضر بالبيئة البحرية‪ ،‬والتعامل في المبيدات‬
‫الزراعية والمخصبات الكيماوية‪ ،‬في الحدود التي تتفق مع الحفاظ على البيئة البرية‪ ،‬وكذلك ممارسة األنشطة‬
‫الصناعية والزراعية وتنظيم تأثيرها على البيئة‪.‬‬
‫ومن ناحية ثانية‪ ،‬فإن قواعد القانون الخاص المتعلقة بالمسؤولية المدنية والتعويض عن األضرار‪ ،‬هي‬
‫المهيمنة على نظام المسؤولية عن األضرار البيئية‪ ،‬سواء من حيث شروط قيام المسؤولية أو أساسها القانوني‬
‫أوكيفية تقدير التعويض‪.1‬‬
‫في الختام يمكن القول أن قانون حماية البيئة هو فرع مستقل وأصيل من فروع القانون‪ ،‬فهو يتخذ من‬
‫البيئة ونظرياتها البيولوجية والفيزيائية منطلقا لقواعده القانونية‪ ،‬ويحاول أن يزاوج بين األفكار العلمية البحتة‬
‫واألفكار القانونية‪ .‬وهو يعالج المشكالت القانونية المختلفة لنشاط اإلنسان في عالقته بالبيئة‪ ،‬والوسط الطبيعي‬
‫الذي يعيش فيه بقواعد إذا كان لها في الوقت ذاته شبه بالقانون العام وبالقانون الخاص‪ ،‬إال أن لها استقاللية‬
‫وسمات خاصة يستدل بها عليها‪.‬‬
‫مهما كانت طبيعة قانون البيئة عام أو خاص‪ ،‬فالمهم هو الحماية التي يوفرها للبيئة على المستويين‬
‫الدولي و الداخلي وهو ما يتم بيانه من خالل الفصلين التاليين‪.‬‬

‫‪ -1‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.13‬‬


‫‪31‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬حماية البيئة على ضوء أحكام قانون البيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫عالقة البيئة و التنمية المستدامة مع القانون الدولي للبيئة قائمة على أساس اإلدماج واالندماج‪ ،‬وتظهر‬
‫من خالل كون‪- :‬القانون الدولي للبيئة هو عنصر قانوني في خدمة التنمية المستدامة‪ :‬من خالل المؤتمرات‬
‫المنعقدة في ستوكهولم و ريو و االعالنات المتمخضة عنها‪ ،‬و هذا من خالل إدماج التنمية البيئية مع السلم‬
‫مثال‪– .‬القانون الدولي للبيئة هو ضمان لحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة من خالل‪ :‬تقوية المواطنة و‬
‫المشاركة الفعالة للجمهور في التنمية‪ ،‬تطوير التربية والتعليم وادماج العنصر البيئي في المدارس‪ ،‬إقامة حكامة‬
‫فعالة عن طريق استقرار سياسي وثقافي واجتماعي‪.‬‬
‫‪-‬قانون ا لتنمية المستدامة قانون يقطع العالقة مع اإلنتاجية المفرطة أي يحظر استنزاف الموارد الطبيعية ويعزز‬
‫إدارة أنظمة إنتاج تحترم البيئة‪.‬‬
‫المبحث الول‪ :‬مصادر قانون البيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫يعتبر قانون البيئة ذو بعد دولي ووطني في آن واحد باعتبار وجود تداخل قائم بين الجانب المحلي‬
‫والجانب الكوني في مجال المحافظة على البيئة‪.‬‬
‫وبما أن مشاكل وقضايا البيئة تتجاوز حدود وقدرات الدول‪ ،‬فإن التعاطي مع مسألة حماية البيئة أصبح‬
‫يتطلب تجاوز الفصل التقليدي بين ما هو وطني وما هو دولي‪ ،‬وغدا يحتاج إلى نوع من التكامل بين المجهود‬
‫الجماعي الدولي والمجهود الفردي الوطني من خالل مد الجسور بين التشريع الدولي والتشريع الداخلي‪.‬‬
‫إن أهم ما تركز عليه الوثائق والمعاهدات الدولية في مجال حماية البيئة هو تطوير الدول لتشريعاتها‬
‫الوطنية في هذا المجال‪ ،‬وذلك بغية إضفاء طابع اإللزامية الذي الزالت تعوزه قواعد القانون الدولي من جهة‪،‬‬
‫وخلق نوع من التكامل والتعاون بين التشريع الدولي والتشريع الوطني في مجال المحافظة على البيئة من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس يتم تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين‪ ،‬يتناول األول االتفاقيات الدولية‪ ،‬في حين يتطرق‬
‫الثاني إلى المصادر الداخلية‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬اإلتفاقيات البيئية متعددة الطراف‪ :‬اإلدماج الداخلي لإلتفاقيات الدولية في القانون الوطني‪.‬‬
‫إن القانون الدولي البيئي يعد أحد أصغر مجاالت القانون الدولي وأحدثها‪ ،‬إال أنه تطور ومازال يتطور‬
‫بسرعة هائلة‪ .‬وم ن الحقائق التي ركز عليها المجتمع الدولي في العقود األربعة الماضية اهتمامه بتطوير القانون‬
‫الدولي البيئي من خالل وضع اتفاقيات بيئية عالمية واقليمية‪ ،‬إذ إن معالجة المشكالت البيئية أخذ يتركز بالدرجة‬
‫األولى في مجموعة من االتفاقيات البيئية متعددة األطراف التي تغطي مجاالت أو موضوعات مختلفة لحماية‬
‫البيئة وحفظها‪ ،‬وأدرك المجتمع الدولي‪ ،‬كذلك أن تطوير االتفاقيات البيئية متعددة األطراف عن طريق إبرام‬

‫‪32‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫العديد منها دون مصاحبة ذلك بالتنفيذ أو اإلنفاذ الالحق لها يعني أن هذه االتفاقيات التي تم تطويرها ستظل‬
‫أوراقا أو وثائق عديم ة الجدوى دون تأثير في البيئة أو المجتمع‪ ،‬ومن ثم فليس من المستغرب أن يتم التركيز‬
‫الحالي على تنفيذ االتفاقيات البيئية متعددة األطراف واالمتثال لها لجعلها وثائق فعالة تغير البيئة التي يعيش‬
‫فيها اإلنسان إلى األفضل‪.‬‬
‫مرت االتفاقيات البيئية متعددة األطراف بمراحل تطور مختلفة‪ ،‬فقد تمت الموافقة على أول معاهدة بيئية‬
‫متعددة األطراف بشأن قضية (نهر الراين) عام ‪ ،1111‬ومنذ ذلك الحين تزايد عددها وخصوصا بعد مؤتمر‬
‫استوكهولم لعام ‪ 1790‬بشأن البيئة البشرية‪ ،‬ومن المعلوم أن العديد من االتفاقيات البيئية متعددة األطراف ما‬
‫قب ل مؤتمر استوكهولم كانت مقيدة في نطاق مجاالت محددة‪ ،‬وكانت أكبر مجموعة من هذه االتفاقيات ذات‬
‫طابع إقليمي‪.‬‬
‫وبعد مؤتمر استوكهولم‪ ،‬وضعت القضايا البيئية بشكل مباشر على الساحة الدولية‪ ،‬وقد أعطيت مبادئها‬
‫الستة والعشرون أهمية لعدد من المفاهيم التي وجدت فيما بعد مكانتها في االتفاقيات البيئية‪ ،‬وأهمها المبدأ ‪02‬‬
‫الذي ينص على الحاجة إلى التعاون الدولي‪ .‬وقد شجع الحكومات على التفاوض وابرام المعاهدات في المجال‬
‫البيئي‪ ،‬فقد بدأ المجتمع الدولي العمل بجدية لتحقيق هذه الغاية‪ .‬وسرعان ما بدأ العديد من الحكومات إبرام‬
‫االتفاقيات البيئية متعددة األطراف ذات الطابع العالمي التي وضعت أط ار دولية للتعامل مع المشكالت البيئية‪،‬‬
‫وكانت االتفاقيات في تلك المدة تتناول في المقام األول الحفاظ على موارد طبيعية معينة واستخدامها‪ ،‬مثل الحياة‬
‫البرية والهواء والبيئة البحرية‪ ،‬أي ما يسمى باتفاقيات الجيل األول (االتفاقيات القطاعية)‪ ،1‬وبعد إعالن رية لعام‬
‫‪ 1770‬أصبحت االتفاقيات البيئية متعددة األطراف أكثر شمولية‪ ،‬خصوصا بعد اق ارره مبدأ المسؤوليات المشتركة‬
‫ولكن المتباينة الذي وجد صداه في عدد من االتفاقيات البيئية متعددة األطراف وفي تحقيق االمتثال لها‪.‬‬
‫يقر مشروع ‪ colex Project‬برعاية برنامج األمم المتحدة للبيئة ومنظمة األغذية والزراعة‪ ،‬واالتحاد‬
‫الدولي لحفظ الطبيعة عن وجود أكثر من ‪ 922‬اتفاقية بيئية مسجلة لدى األمم المتحدة‪ ،‬بما في ذلك ‪ 11‬اتفاقية‬
‫بشأن الغالف الجوي‪ ،‬و ‪ 199‬بشأن التنوع البيولوجي‪ ،‬و ‪ 197‬بشأن المواد الكيمائية والمواد الخطرة والنفايات‪،‬‬
‫و ‪ 21‬بشأن قضايا األراضي‪ ،‬و ‪ 197‬بشأن قضايا المياه ‪.2‬‬

‫‪-1‬االتفاقيات البيئية متعددة األطراف القطاعية تعني أنها ال تتضمن نهج استدامة محددة فهي التزال تتعامل مع وجهات نظر‬
‫الحفظ والمحافظة‪ ،‬ومع ظهور مؤتمر ريو ‪ 1770‬بدأ يظهر اعتراف دولي بالتفاعل بين المجتمع والمشاكل البيئية وكذلك القبول‬
‫الواسع لمبدأ التنمية المستدامة حيث أن االتفاقيات البيئية المتعددة األطراف األحدث عهدا تعترف بهذه الجوانب كونها تعد حاسمة‬
‫بالنسبة لها‪.‬‬
‫‪ -2‬مهند عجب جنديل الدهامي‪ ،‬آليات االمتثال في تنفيذ االتفاقيات البيئية متعددة األطراف‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية القانون والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬الجامعة العراقية‪ ،‬العراق‪ ،0217 ،‬ص ص ‪.01‬‬
‫‪33‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫إن أي جهود لصيانة البيئة داخل إقليم الدول األعضاء في المجتمع الدولي المعاصر سوف تبقى محدودة‬
‫الفعالية‪ ،‬وربما ذهبت أدراج الرياح ما لم تكن هناك جهود دولية التقاء األخطار التي باتت تهدد البيئة‪ ،‬والمبادرة‬
‫إلى صيانتها من خالل مجموعة من القواعد القانونية واألعمال التي تجري في المناطق التي تدخل في‬
‫االختصاص اإلقليمي ألية دولة من الدول‪ ،‬وهنا نصل إلى المنبع الذي انطلق منه القانون الدولي للبيئة‪.1‬‬
‫كقاعدة عامة ال تبين قواعد القانون الدولي الوسائل أو الطرق أو األساليب التي يتم بها دمج قواعده داخل‬
‫النظم القانونية الداخلية للدول‪ ،‬ومن هنا تركت تحديد هذه الطرق واألساليب الشكلية إلدارة وحرية كل دولة‪،‬‬
‫بحيث تختار األسلوب المناسب لها إلدخال قواعد القانون الدولي في بنائها القانوني الداخلي وحسب أحكام‬
‫الدستور الخاص بها‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬اإلمتثال لإلتفاقيات الدولية البيئية‪.‬‬
‫منذ انعقاد مؤتمر استوكهولم الذي أسفر عن إنشاء برنامج األمم المتحدة للبيئة كان تركيزه واهتمامه‬
‫بتطوير القانون الدولي البيئي‪ ،‬وخالل تلك المدة تم تطوير العديد من هذه االتفاقيات على المستويات العالمية‬
‫واالقليمية بسرعة متفاوتة وزاد عددها بشكل كبير‪ ،‬وقد يبدو هذا التطور إيجابيا‪ ،‬إال أنه كان له تأثير سلبي في‬
‫تنفيذ القواعد والمعايير الدولية التي تم تطويرها‪ ،‬إذ تكررت وتداخلت هذه االتفاقيات في جوانب عدة بما في ذلك‬
‫المبادئ والقواعد والترتيبات المؤسساتية لتنفيذها‪ ،‬وقد أسفرت هذه الحالة عن إنعدام الترابط وعدم كفاية التنفيذ‬
‫واالزدواجية‪ ،‬وعدم الكفاءة‪ ،‬وعدم الفاعلية في التنفيذ والتآزر والترابط على الصعيدين الوطني واالقليمي‪ .‬ونتيجة‬
‫لذلك ظهرت ثغرات في بعض األحيان مما أدى إلى تفاقم المشكالت البيئية التي كان من المقرر حلها أو كبحها‬
‫عن طريق تلك االتفاقيات‪ ،‬وقد تعرضت آليات العمل الفعالة التي وضعتها االتفاقيات للخطر‪ ،‬وكان ال بد من‬
‫إيجاد سبل تكفل التنفيذ من خالل آليات اإلمتثال‪.‬‬
‫إن مهمة المجتمع الدولي تتمثل بتعزيز تنفيذ المعايير والسياسات الدولية المتفق عليها‪ ،‬وكذلك مراقبة‬
‫وتعزيز االمتثال للمبادئ البيئية واالتفاقيات الدولية‪ ،‬إذ إن القانون الدولي وما يقترن به من تشريعات وطنية‬
‫لحماية البيئة يزداد من حيث العدد و التعقيد‪ ،‬وتزداد كذلك الفرص والميل إلى التهرب من هذه القوانين واللوائح‬
‫وانتهاكها من خالل األنشطة اإلجرامية المنتظمة والمتزايدة ضد البيئة‪ ،‬ونتيجة لذلك استمر المجتمع الدولي وال‬
‫سيما األطراف في مختلف االتفاقيات القائمة بممارسة الضغط بالحاجة إليجاد آليات وتدابير لمساعدتها ودعمها‬

‫‪ -1‬لقد عبر القانون األمريكي للبيئة الصادر في ‪ 1717‬عن نفس المعنى كما يلي‪:‬‬
‫‪- All agencies of federal government shall recognize the world wide and long - range character of‬‬
‫‪Environmental problems and where consistent with foreign policy of the united states, land‬‬
‫‪appropriate support to initiatives, resolutions, and programs designed to maximize international‬‬
‫‪cooperation in anticipating and preventing a decline in the quality of mankind’s world environment.‬‬
‫‪34‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫لالمتثال بفاعلية لاللتزامات التي تتضمنها االتفاقيات البيئية متعددة األطراف وانفاذها‪ ،‬إذ تثير األطراف القلق‬
‫إزاء افتقارها أو عدم كفاية القدرة الفنية والمالية والبشرية لالمتثال الكامل لهذه االلتزامات‪ .‬وقد حدث مؤخ ار تحرك‬
‫متعمد من جانب المجتمع الدولي لالبتعاد عن تطوير المزيد من االتفاقيات البيئية متعددة األطراف‪ ،‬والتركيز‬
‫على ضمان وتعزيز االمتثال للقواعد والسياسات الدولية القائمة التي تهدف إلى رصد تنفيذ االتفاقيات البيئية‬
‫متعددة األطراف وتعزيزها من خالل تطوير آليات االمتثال االقليمية والعالمية‪.‬‬
‫يقصد باالمتثال هو تنفيذ الدولة اللتزاماتها الدولية‪ ،‬القائم ابتداء على اإلمتثال لقواعد القانون الدولي وليس‬
‫اإلكراه على تنفيذها‪ ،‬أي أنه تنفيذ الدولة اللتزاماتها طواعية‪ .1‬وبالنظر إلى المبادئ التوجيهية لإلمتثال وتطبيق‬
‫اإلتفاقيات البيئية المتبناة من قبل مجلس إدارة برنامج األمم المتحدة للبيئة في ‪ 19‬فيفري ‪ ،0220‬يعرف اإلمتثال‬
‫بأنه " يعني وفاء األطراف المتعاقدة بإلتزاماتها بموجب إتفاق بيئي متعدد األطراف وبأي تعديالت لذلك اإلتفاق‬
‫البيئي متعدد األطراف"‪ .2‬ويتطلب االمتثال وفق هذا المفهوم توافر شرطين هما‪ :‬قصد الدولة بتنفيذ المعاهدة‬
‫بحسن نية‪ ،‬وقدرتها المالية والقانونية واالدارية على الوفاء بهذا االلتزام‪.‬‬
‫ويعد احترام االمتثال لالتفاقيات البيئية متعددة األطراف من األمور الجوهرية في مجال القانون الدولي‬
‫بوجه عام‪ ،‬فقد يساعد في الحفاظ على استقرار األوضاع الدولية‪ ،‬واحترام مصادر القانون الدولي‪ ،‬وكما ذهب‬
‫الفقيه ‪ Henkin‬إلى أنه " على الدول أن تطيع حتى القوانين التي ال تهتم بمضمونها‪ ،‬ليتسنى لها المحافظة على‬
‫القواعد التي تمثل قيمة بالنسبة لها‪ ،‬من خالل االبقاء على هيكل النظام القانوني الدولي قويا‪ ،‬فاالمتثال‬
‫لاللتزامات المنصوص عليها في اتفاقية دولية يساعد على بناء الثقة ومشاعر التعاون بين الدول‪ ،‬مما قد يساعد‬
‫على تطوير قواعد القانون الدولي خصوصا في المجال البيئي‪.3‬‬
‫اإلتفاقيات الدولية لحماية البيئة تستعمل مصطلحات'' عدم اإلمتثال '' و ''عدم اإلحترام" ‪،‬فالمادة ‪ 8‬من‬
‫بروتوكول مونتلاير الخاصة بالمواد المستنفذة لطبقة األوزون ترى في إعداد إجراءات و آليات مؤسساتية ›› لتحديد‬
‫حاالت عدم اإلمتثال ألحكام هذا البروتوكول وكيفية معاملة األطراف التي يثبت عدم إمتثالها ألحكامه ‹‹ ‪ ،‬و قد‬
‫تم إعتماد هذا اإلجراء من قلبل مؤتمر األطراف لسنة ‪ 1770‬تحت عنوان "اإلجراء المطبق في حالة عدم‬
‫اإلمتثال"‪ ،‬وحذت نفس الحذو إتفاقيات دولية أخرى لحماية البيئة منها بروتكول كيوتو في المادة ‪ 11‬منه‪.‬‬

‫‪-1‬سالفة عبد الكريم الشعالن‪ ،‬الحماية الدولية للبيئة من ظاهرة االحتباس الحراري في بروتوكول كيوتو ‪ 1779‬واتفاقية تغير المناخ‬
‫لسنة ‪ ،1770‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،0212 ،‬ص ‪.099‬‬
‫‪ -2‬أنظر مشروع المبادئ التوجيهية المتعلقة باإلمتثال لإلتفاقليات البيئية المتعددة األطراف‪ ،‬أعتمد بموجب المقرر د‪ .‬أ‪9/9-‬‬
‫لمجلس اإلدارة لبرنامج األمم المتحدة للبيئة في ‪ ،0220‬وثيقة رقم ‪ ،UNEP/GCSS.VII/4/Add.2‬ص ‪.3‬‬
‫‪-3‬مهند عجب جنديل الدهامي‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،0217 ،‬ص ص ‪.02-03‬‬
‫‪35‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫يقوم نظام االمتثال على ثالث مكونات رئيسية‪ ،‬وان لم تعتمدها جميع االتفاقيات البيئية متعددة األطراف‬
‫تتمثل في النص على تقديم معلومات عن أداء كل طرف‪ ،‬اإلجراءات واآلليات الالزمة لتقييم مدى‬
‫االمتثال‪،‬تدابير االستجابة أي التدابير التي يمكن أن تطبق عندما ال يلبي أي طرف التزاماته‪.‬‬
‫أوال‪-‬كتابة التقارير‪.‬‬
‫تتضمن هذه التقارير معلومات حول مدى االمتثال لالتفاقية‪ ،‬إذ تقدم مثل هذه التقارير إلى هيئات منشأة‬
‫بموجب االتفاقية مثل أمانة االتفاقية أو مؤتمر األطراف فيها أو لجنة االمتثال‪ ،1‬وتشترط معظم االتفاقيات البيئية‬
‫متعددة األطراف على أطرافها تقديم تقارير دورية عن امتثالها اللتزاماتها بموجب المعاهدة‪.‬‬
‫لهذه التقارير أهمية بالغة‪ ،‬حيث أن الدول حتى لو لم تكن مستعدة لحماية البيئة كإحدى أولوياتها‪ ،‬إال‬
‫أنها ونتيجة البحث للمحافظة على سمعتها الجيدة في هذا النطاق‪ ،‬خاصة عندما يكون الرأي العام حساسا بهذا‬
‫الخصوص‪ ،‬فإنها تعمل على تجنب ما يمكن أن يسببه لها التقرير من لوم أو إنتقاد عند مراجعته‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬المراجعة‪:‬‬
‫تقع عملية مراجعة التقارير التي يقدمها األطراف على عاتق أمانة االتفاقية أو أية هيئة أخرى تعهد لها‬
‫االتفاقية بهذه المهمة‪ ،‬والمتمثلة في التحقيق من صحة المعلومات الواردة في التقرير وبيان مدى دقتها‪.‬‬
‫وتمر المراجعة بخطوتين‪ ،‬األولى هي الفحص الفني للتقرير فيما يتعلق بجمع المعلومات‪ ،‬أما الخطوة‬
‫الثاني ة فهي مراجعة ما تم تنفيذه من االتفاقية والتي يقوم بها مجموعة من الخبراء‪ .‬يتمثل الغرض من المراجعة‬
‫في تقديم التقويم الفني الشامل لجميع نواحي التنفيذ‪ ،‬لتحديد المشاكل المحتملة والعوامل التي من الممكن أن تؤثر‬
‫على الوفاء باإللتزامات‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬تقويم االمتثال واالستجابة لحاالت عدم االمتثال‪:‬‬
‫تتعدد أسباب عدم االمتثال‪ ،‬حيث ترجع أحيانا إلى أن االلتزامات تفوق القدرة الفنية والمالية للدولة‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة يتم اللجوء إلى مساعدة الدولة‪ ،‬أما في حالة العكس فيتم إيقاع عقوبات‪ .‬عادة ما تكون لجنة االمتثال‬
‫هي الجهاز األول المسؤول عن إدارة إجراءات االمتثال في االتفاقيات البيئية متعددة األطراف‪.‬‬
‫عادة ما يتم تطبيق التدابير الالزمة لتعزيز االمتثال ومعالجة حاالت عدم االمتثال في ترتيب يكون‬
‫تصاعدي في الشدة‪ ،‬ويمكن أن تشمل تدابير االستجابة لحوافز المساعدة أو العقوبات‪ ،‬إذ يكون أول رد على‬
‫حاالت عدم االمتثال عادة هو اعتماد تدابير تيسيرية فقط وعندما يتم استنفاد هذه التدابير‪ ،‬وال يزال الطرف في‬
‫حالة عدم امتثال‪ ،‬يتم النظر في اتخاذ تدابير أقوى‪ ،‬مثل التدابير التجارية واالقتصادية أو تعليق الحقوق‪ ،‬وعادة‬

‫‪-1‬أثمرت مفاوضات األطراف الخاصة بتفعيل نظام االمتثال للبروتكول عن إنشاء "لجنة االمتثال" التي تختص بمساعدة ومراقبة‬
‫تنفيذ التزامات األطراف بموجب بروتكول كيوتو‪ ،‬وقد بدأت هذه اللجنة في ممارسة عملها عام ‪.0221‬‬
‫‪36‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫ما يكون ذلك دون المساس بسلطة الهيئة المختصة في اتخاذ قرار بتطبيق التدابير حسب الترتيب الذي قد تراه‬
‫مناسبا مع مراعاة قائمة االعتبارات التي من الممكن أن تؤثر في امتثال الدولة‪ ،‬ويمكن أن يكون إجراء االستجابة‬
‫المتخذ تبعا للسبب الكامن وراء عدم االمتثال‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬من شأن االفتقار إلى القدرة المالية أو البشرية‬
‫أو يشير إلى استجابة ميسرة‪ ،‬وأن االفتقار إلى اإلرادة السياسية أو اإلهمال من شأنه أو يوحي برد أقوى‪.1‬‬
‫من الناحية العملية عادة ما تركز التدابير المتخذة في إطار أنظمة االمتثال التي يتم فحصها على‬
‫المساعدة بدال من تعليق الحقوق واالمتيازات بموجب المعاهدة وغيرها من التدابير الشديدة‪ ،‬وهذا يتفق مع اإلقرار‬
‫العام بأن السبب الشائع لعدم االمتثال هو االفتقار إلى القدرة والموارد وليس سوء النية وتشمل االجراءات المتخذة‬
‫في إطار أنظمة االمتثال األخرى لتعزيز االمتثال ومعالجة حاالت عدم االمتثال اإلجراءات اآلتية‪:2‬‬
‫‪-‬تقديم المشورة أو المساعدة للطرف المعني في المجاالت المالية‪ ،‬والتقنية‪ ،‬والتكنولوجية أو وسائل تدريب‪ ،‬أو‬
‫تدابير بناء القدرات األخرى‪.‬‬
‫‪-‬مساعدة الطرف المعني أو الطلب بحسب االقتضاء‪ ،‬على وضع خطة عمل لالمتثال ضمن إطار زمني‬
‫ومؤشرات متفق عليها لتقييم التنفيذ المرضي‪.‬‬
‫‪-‬دعوة الطرف المعني إلى تقديم تقارير مرحلية عن جهوده لالمتثال‪.‬‬
‫‪-‬إصدار تحذير أو إنذار‪.‬‬
‫‪-‬إصدار إعالنات بعدم االمتثال‪.‬‬
‫‪-‬توزيع إخطار عام على جميع األطراف عن طريق أمانة االتفاقية‪.‬‬
‫‪-‬نشر حاالت عدم االمتثال‪.‬‬
‫‪-‬تعليق الحقوق واالمتيازات المحددة في المعاهدة وفقا لقواعد القانون الدولي السارية‪.‬‬
‫‪-‬تطبيق العقوبات االقتصادية أو التجارية‪.‬‬
‫تضمنت العديد من االتفاقيات البيئية إمكانية فرض جزاءات تجارية أو عقوبات مالية‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫ينص اتفاق أمريكا الشمالية بشأن التعاون البيئي على إمكانية تطبيق عقوبات مالية ضد األطراف التي ال تطبق‬
‫القوانين البيئية‪.‬‬
‫وتشمل قائمة العقوبات المحتملة على عدم االمتثال لبروتوكول مونتلاير بشأن المواد المستنفذة لطبقة‬
‫األوزون تعليق امتيازات المعاهدات‪ ،‬مع اإلشارة على وجه التحديد إلى احتمال فقدان االمتيازات التجارية‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى األحكام التي تحظر التجارة في المواد المستنفدة لألوزون مع الدول غير األطراف‪ ،‬وامكانية حظر‬

‫‪ -1‬مهند عجب جنديل الدهامي‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،‬ص ‪.91‬‬


‫‪2‬‬
‫‪UNEP, Cooperative Procedures And Institutional Mechanisms To Promote Compliance With The Protocol‬‬
‫‪And To Address Cases Of Non-Compliance, UNEP/Cbd/ICNP/1/6/Rev.1, 9 June 2011, p.15 .‬‬
‫‪37‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫التجارة في المواد المنتجة مع المواد المستنفدة لألوزون‪ ،‬فإن بروتكول مونتلاير ‪ 1719‬يسمح بطائفة واسعة من‬
‫الجزاءات لعدم االمتثال‪ .‬كذلك في إطار االمتثال لبروتكول كيوتو ‪ ،1779‬إذا تجاوز طرف الكمية المخصصة‬
‫له من ابعاثات الغازات الدفيئة بموجب البروتكول‪ ،‬يمكن لفرع اإلنفاذ للجنة االمتثال التابعة للبروتكول‪ ،‬في جملة‬
‫أمور‪ ،‬تعليق حق الطرف في بيع حصص االنبعاثات‪.‬‬
‫يمكن أيضا ردع الدول التي ال تريد المتثال عن طريق التدابير المتبادلة‪ ،‬وقد طبق هذا التوجه في فرض‬
‫االمتثال لالتفاقية الدولية لمنع التلوث الناجم عن السفن والتي تمثل هدفها في الحد من انبعاثات النفط من‬
‫الناقالت عن طريق وضع حدود قصوى لكمية االنبعاثات‪ ،‬ولكنها فشلت في الدخول لحيز النفاذ‪ ،‬ولم يكن لها‬
‫أي تأثير بسبب ضعف قوة نفاذها وعدم االمتثال لها‪ ،‬ثم قام أطرافها بإدخال بعض التعديالت عليها فيما يخص‬
‫تطلب توافر واعتماد مواصفات تكنولوجية محددة في السفن مثل وجود خزانات معزولة وفقا للمعايير التكنولوجية‬
‫المقررة‪ ،‬وهو األمر الذي يؤدي لسهولة رصد أي تلوث نفطي من تلك السفن‪ ،‬ومثل ذلك أكبر حافز لمشغلي‬
‫الناقالت إلنصياع لهذه المعايير‪ ،‬حيث يعني عدم تلبيتها استبعادهم من األسواق المربحة‪ ،‬ونتيجة لذلك صادقت‬
‫‪ 113‬دولة على المعاهدة عام ‪ 0221‬تمثل نسبة ‪ ٪ 72‬من مالكي سفن الشحن في العالم ‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬العالقة بين االتفاقية والقانون الداخلي في الجزائر‪.‬‬
‫الوضع السائد منذ ظهور القانون الدولي هو منح الحرية للدول فيما يخص كيفية إدماج قواعده ضمن‬
‫نظامها الوطني‪ .2‬وهو ما تكرسه إتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام ‪ 1717‬وعام ‪ ،1711‬فالمادة ‪ 01‬من كل‬
‫منهما وضعت مبدأ إحترام المعاهدات الدولية وبشكل إجباري عندما أشارت إلى مبدأ العقد شريعة المتعاقدين‪،‬‬
‫والمادة ‪ 09‬وضعت مبدأ سمو المعاهدات الدولية على القوانين الوطنية‪ .‬وفي غير ذلك ال يوجد أي أثر أو‬
‫إشارة في أي نص آخر لتوضيح طرق وأساليب تطبيق المعاهدات الدولية في النظم الداخلية‪.3‬‬
‫من خالل الدساتير المتعاقبة التي تلت استقالل الجزائر‪ ،‬نجد أن موقف المشرع الدستوري الجزائري‬
‫يختلف من فترة إلى أخرى بالنسبة لمسألة عالقة اإلتفاقية بالقانون الداخلي‪ .‬ففي دستور ‪ ،1713‬نجده قد أغفل‬

‫‪-1‬محمد عادل عسكر‪ ،‬القانون الدولي البيئي تغير المناخ –التحديات والمواجهة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪ ،‬ص ‪.392‬‬
‫‪ -2‬يترتب على الدولة مسؤولية دولية في حالة إخفاقها في ترجمة نصوصها إلى واقع عملي‪ ،‬إعماال لنص المادة ‪ 21‬من اتفاقية‬
‫فيينا لقانون المعاهدات والتي جاء فيها "ال يجوز لدولة أن تتمسك بأن التعبير عن ارتضائها االلتزام بمعاهدة قد تم بالمخالفة لحكم‬
‫في قانونها الداخلي يتعلق باالختصاص بإبرام المعاهدات كسبب إبطال رضاها‪ ،‬إال إذا كان إخالال واضحا بقاعدة ذات أهمية‬
‫جوهرية من قواعد قانونها الداخلي‪ ،"...‬كما نصت المادة ‪ 09‬من نفس االتفاقية على "مع عدم االخالل بنص المادة ‪ ،21‬ال يجوز‬
‫لطرف في معاهدة أن يتمسك بقانونه الداخلي كسبب لعدم تنفيذ هذه المعاهدة"‪.‬‬
‫‪ -3‬مريم وافي‪ ،‬إدماج اتفاقية تغير المناخ في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-0219 ،1‬‬
‫‪ ،0211‬ص ‪.112‬‬
‫‪38‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫تماما التعرض إلى مشكلة العالقة بين القانون الجزائري والقانون الدولي ما عدا ‪ 02‬منه‪ ،‬والخاصة بإدماج‬
‫المعاهدات الدولية في النظام القانوني الداخلي عن طريق مصادقة رئيس الدولة عليها‪ .‬وكنتيجة حتمية لذلك لم‬
‫يكن بإمكان القاضي الجزائري تطبيق القواعد الدولية اإلتفاقية ما لم يتبناها النظام الداخلي‪.‬‬
‫أما دستور ‪ ،1791‬فإن موقف المشرع الجزائري تغير حيث منح كال من المعاهدة والقانون نفس المرتبة‪،‬‬
‫حيث نجد مادته ‪ 197‬تنص على أن "المعاهدات الدولية التي صادق عليها رئيس الجمهورية طبقا لألحكام‬
‫المنصوص عليها في الدستور تكتسب قوة القانون"‪ .‬وبذلك تكون إمكانية إلغاء أو تعديل معاهدة دولية مصادق‬
‫عليها بواسطة قانون الحق معترف بها قان ونا‪ ،‬لكن العكس ليس صحيح ما لم تكن المعاهدة مدمجة مسبقا في‬
‫النظام القانوني الداخلي‪.‬‬
‫إال أن آثار إلغاء قاعدة قانونية دولية في دولة ما سبق لها تبنيها ال تنحصر في نطاق تلك الدولة‪ ،‬بل‬
‫تتعداه لقيام مسؤوليتها الدولية نتيجة النتهاكها اللتزاماتها الدولية المنبثقة عن تلك اإلتفاقية‪.‬‬
‫بصدور دستور ‪ ،1717‬غير المشرع موقفه إذ أنه تخلى عن مبدأ المساواة بين المعاهدات والقانون‬
‫الداخلي واستبدله بمبدأ سمو القاعدة االتفاقية الدولية على القانون الداخلي‪ ،‬حيث ينص على أن "المعاهدات التي‬
‫صادق عليها رئيس الدولة حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور تسمو على القانون"‪ .1‬وهو نفس النهج‬
‫الذي انتهجه المشرع في دستور ‪ 1771‬في مادته ‪ 130‬التي جاءت مطابقة للمادة سالفة الذكر‪.‬‬
‫وفي التعديل الدستوري الجزائري المؤرخ في ‪ 1‬مارس ‪ ،0211‬بقي المشرع على موقفه‪ ،‬حيث ينص على‬
‫أن "المعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور تسمو على‬
‫القانون"‪.2‬‬
‫ومن ثم فإن اإلتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف رئيس الجمهورية تسمو على القانون الداخلي‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أثر اإللتزامات الدولية على التشريعات الداخلية‪.3‬‬
‫حتى تحدث اإلتفاقية الدولية آثارها في الدولة التي التزمت بأحكامها‪ ،‬ال يكفي أن تدمجها في نظامها‬
‫القانوني عن طريق مصادقة رئيس الجمهورية‪ ،‬بل هناك أيضا ما يسمى باإللتزام باتخاذ اإلجراءات‪ ،‬وفي هذا‬
‫اإلطار يقول ‪" Quoc Dinh‬حتى يمكن تطبيق معاهدة يجب أن تحتوي هذه األخيرة على أحكام دقيقة‪ ،‬تجد لها‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 103‬من دستور ‪.1717‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 192‬من التعديل الدستوري المؤرخ في ‪ 21‬مارس ‪.0211‬‬
‫‪ -3‬محمود جاسم نجم الراشدي‪ ،‬ضمانات تنفيذ إتفاقيات حماية البيئة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0212 ،‬ص ‪.17-11‬‬
‫‪39‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫هيئات استقبال سواء كانت قانونية أم مالية في القانون الداخلي‪ ،‬فتنفيذ المعاهدة يشترط عادة اتخاذ ق اررات معينة‬
‫على المستوى الوطني"‪.1‬‬
‫أوال‪ -‬تقييد تطبيق القوانين بمراعاة االتفاقيات الدولية التي ترتبط بها الدول‪ :‬يقع على أي دولة واجب أال‬
‫تخرج بتشريعاتها الداخلية عن حدود التزاماتها الدولية‪ ،‬واال أدى هذا إلى تعطيل هذه األخيرة‪ .‬ويترتب على عدم‬
‫تطبيق المعاهدة في الداخل المسؤولية الدولية التي تقع في هذه الحالة على عاتق الدول األطراف‪ .‬حيث ينظر‬
‫القانون الدولي إلى ما يصدر عن السلطة التشريعية في الدولة من قوانين وتشريعات‪ ،‬على أنه تعبير عن إرادة‬
‫الدولة‪ ،‬ومظهر من مظاهر نشاطها‪ ،‬فإن انطوى هذا التعبير على ما يوجب مسؤولية الدولة‪ ،‬تحملت الدولة‬
‫عبء المسؤولية الدولية عن مثل هذا القانون‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬إصدار أعمال قانونية داخلية تنفيذا لما جاء في معاهدة دولية ارتبطت بها الدولة‪ :‬يعد ذلك إعماال لمبدأ‬
‫أن على الدولة واجب اتخاذ كل اإلجراءات التشريعية لتطبيق التزاماتها الدولية‪.‬‬
‫صادقت الجزائر على اإلتفاقية الخاصة بالتجارة الدولية في أنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة‬
‫باإلنقراض الموقعة في واشنطن سنة ‪ ،1793‬وذلك سنة ‪ ،2 1710‬وفي سنة ‪ 0221‬ترجمت تنفيذ هذه اإلتفاقية‬
‫على أرض الواقع من خالل إصدارها للقانون ‪ 12-21‬المؤرخ في ‪ 0221/11/12‬المتضمن الموافقة على األمر‬
‫رقم ‪ 29-21‬المؤرخ في ‪ 0221/29/19‬والمتعلق بحماية بعض أنواع الحيوانات المهددة باإلنقراض والمحافظة‬
‫عليها‪ ،‬وقد أنشأت المادة ‪ 9‬من هذا القانون اللجنة الوطنية لحماية الحيوانات المهددة باإلنقراض والتي حدد‬
‫صالحياتها وتشكيلتها وطرق سيرها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 319-29‬المؤرخ في ‪.0229/12/11‬‬
‫وقد تم إصدار مراسيم تنفيذية في إطار القانون ‪ 12-21‬ومنها المرسوم التنفيذي ‪ 210-21‬الصادر في‬
‫‪ 0221/10/02‬المتعلق بتحديد تدابير الحماية للمحافظة على أصناف الحيوانات المحمية وعلى مواطنها‪،‬‬
‫المرسوم التنفيذي ‪ 213-21‬المؤرخ في ‪ 0221/10/02‬والذي يحدد المراكز المتخصصة بتحنيط أصناف‬
‫الحيوانات المحمية التي وجدت ميتة‪ ،‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 212-11‬المؤرخ في ‪ 0221/10/02‬يحدد كيفيات‬
‫قبض عينات من الحيوانات المصنفة كأنواع حيوانات مهددة باإلنقراض‪ ،‬وقد تم إصدار كذلك المرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 039-10‬بتاريخ ‪ 0210/29/02‬يحدد قائمة األصناف الحيوانية غير األليفة المحمية‪.‬‬
‫ثالثا‪-‬تعديل التشريع القائم ليتواءم مع اإللتزامات الدولية التي ارتبطت بها الدولة‪ :‬لما كان اإللتزام الدولي الذي‬
‫ارتبطت به الدولة‪ ،‬تكون له األولوية في التطبيق‪ ،‬فإن ذلك يعني أن على الدولة إذا تعارضت قوانينها السارية‬

‫‪-1‬مريم وافي‪ ،‬إدماج اتفاقية تغير المناخ في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪-2‬المرسوم ‪ 271-10‬المؤرخ في ‪ ،1710/10/09‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪.99‬‬
‫‪40‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫مع التزاماتها الدولية‪ ،‬أن تقوم بتعديل قوانينها لتتواءم مع اإللتزامات الدولية‪ ،‬ومقتضى ذلك أن االتفاقيات الدولية‬
‫تعد "قوانين داخلية" وتنسخ ما يتعارض معها من نصوص‪.‬‬
‫رابعا‪-‬إلغاء قوانين قائمة لتنفيذ معاهدة دولية ارتبطت بها الدولة‪ :‬إذ يقع على عاتق الدول تعديل تشريعاتها‬
‫القائمة التي تتعارض مع التزاماتها الدولية‪ ،‬حيث ال يمكن الجمع بين اإلثنين أو تطبيقهما معا‪ ،‬وبالطبع البد من‬
‫إلغاء أحدهما حتى يمكن تطبيق اآلخر‪ ،‬وهنا يلحق اإللغاء العمل القانوني الداخلي‪ ،‬تطبيق لمبدأ سمو القانون‬
‫الدولي على القانون الوطني‪.‬‬
‫خامسا‪-‬القيام بعمل داخلي تنفيذا للقواعد القانونية الدولية‪ :‬يقتضي هذا المبدأ قيام الدولة بإتخاذ إجراءات تضع‬
‫إلتزاماتها الدولية الناتجة عن المعاهدات واإلتفاقيات التي صادقت عليها موضع النفاذ‪ .‬وقد اتجهت معظم دول‬
‫العالم إلى تبني فرض الضرائب من أجل الحد من مشاكل البيئة‪ ،‬فهي إحدى السياسات الوطنية والدولية‬
‫المستحدثة والتي تستخدم أموالها في الحد من ظاهرة التلوث‪ .‬ويتمثل أساس فرض هذه الضريبة المبدأ العالمي‬
‫"الملوث الدافع"‪.‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬العقبات المتصلة بتنفيذ االتفاقيات البيئية‪.‬‬
‫من العقبات األكثر أهمية التي تعرقل تنفيذ االتفاقيات على المستوى الداخلي بطء الدول في إدماج‬
‫االتفاقيات البيئية في النظام القانوني الداخلي لها نتيجة التراخي في المصادقة عليها ونشرها‪ ،‬وكذلك تراخي‬
‫الدول في إدخال النصوص االتفاقية البيئية في النظام القانوني الداخلي‪.‬‬
‫أوال‪-‬البطء في التصديق ونشر االتفاقيات الدولية البيئية‪.‬‬
‫إن المصادقة على االتفاقيات الدولية لحماية البيئة مسألة مهمة‪ ،‬وتثير إشكال كبير فيما يخص طول‬
‫المدة الممنوحة للدول الموقعة عليها لتجميع عدد المصادقات التي يستلزمها النص لدخول حيز النفاذ‪ .1‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬فالدول التي ال تصادق على االتفاقية تكون غير ملزمة بالنسبة لها على الرغم من دخولها حيز النفاذ‪.‬‬
‫يرتبط اإلنظمام والمصادقة على االتفاقيات البيئية بعدة عوامل من بينها طبيعة أحكام اإلتفاقية من مدى‬
‫مرونتها والعكس‪ .‬فمثال نالحظ االتفاقيات األكثر شعبية واألقل شعبية‪:‬‬
‫‪-‬نجد االتفاقيات األكثر قبوال اتفاقية األمم المتحدة حول التغيرات المناخية لسنة ‪ 1770‬والتي تحصلت على‬
‫‪ 117‬تصديق‪ ،‬اتفاقية األمم المتحدة حول التنوع البيولوجي ‪ 1770‬صادقت عليها ‪ 119‬دولة‪ ،‬االتفاقية الدولية‬
‫المتعلقة باإلتجار بأنواع النبات والحيوانات المهددة باالنقراض ب ـ ‪ 119‬تصديق‪ ،‬اتفاقية األمم المتحدة لقانون‬

‫‪-1‬مثال بالنسبة التفاقية األمم المتحدة لقانون البحار لسنة ‪ ،1710‬قدرت مدة المفاوضات بعشر سنوات‪ ،‬أما الوقت المستغرق‬
‫لدخولها حيز النفاذ فقدر بإثنا عشر سنة أي سنة ‪ 1772‬أين تمكنت من تحقيق النصاب القانوني من التصديقات للدخول حيز‬
‫النفاذ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫البحار ب ـ ‪ 139‬تصديق‪ ،‬اتفاقية بازل حول مراقبة تنقل عبر الحدود للنفايات والتخلص منها ب ـ ‪ 191‬تصديق‪،‬‬
‫االتفاقية الدولية لحماية النبات ب ـ ‪ 111‬مصادقة‪ ،‬اتفاقية رامسار للمناطق الرطبة ب ـ ‪ 131‬تصديق‪ .‬وفي هذا‬
‫الصدد يقول األستاذ ماريو بيتاتي "لو قارنا هذه األرقام بعدد الدول األعضاء في األمم المتحدة وهو ‪،173‬‬
‫نالحظ أن هذه النصوص هي األكثر تمثيلية للمجموعة الدولية وكثرتها من شأنه أن يولد معايير عرفية ملزمة"‪.1‬‬
‫‪-‬ونجد االتفاقيات الدولية لحماية البيئة ذات الطابع العالمي التي لقيت تصديق أو إنظمام عدد قليل من الدول‬
‫إليها‪ ،‬نجد البروتكول المتعلق بالمعادن الثقيلة لسنة ‪ 1771‬المرفق لالتفاقية الدولية حول التلوث الجوي العابر‬
‫للحدود على المدى البعيد لسنة ‪ 1797‬والذي عرف مصادقة ‪ 12‬دولة فقط‪ ،‬اتفاقية ‪ 0‬ديسمبر ‪ 1721‬المتعلقة‬
‫بتنظيم صيد الحيتان التي عرفت مصادقة ‪ 37‬دولة عليها‪ ،‬االتفاقية حول الوصول إلى المعلومة ومشاركة‬
‫الجمهور والوصول إلى القضاء في الميدان البيئي (اتفاقية أرهوس) صادقت عليها ‪ 09‬دولة‪ ،‬وفيما يخص‬
‫البروتكول الملحق بإتفاقية بازل حول المسؤولية والتعويض في حالة األضرار الناتجة عن نقل النفايات الخطرة‬
‫والتخلص منها عبر الحدود لم يعرف لحد اآلن أي مصادقة عليه‪.2‬‬
‫نفس اإلشكال يطرح بالنسبة لنشر االتفاقيات الدولية لحماية البيئة على المستوى الوطني‪ ،‬ففي بعض‬
‫الحاالت حتى بعد اإلنظمام أو المصادقة على االتفاقية ال يتم نشر نص االتفاقية البيئية في الجريدة الرسمية مما‬
‫يثير مسألة العلم بها وكذا إدماجها في القانون الداخلي‪ ،‬فمثال بالنسبة للجزائر‪ ،‬نجدها انضمت سنة ‪ 1770‬إلى‬
‫اتفاقية فيينا لحماية طبقة األوزون لسنة ‪ 1719‬وبروتكول مونتلاير بشأن المواد المستنفذة لطبقة األوزون لسنة‬
‫‪ ،1719‬والى تعديالته بلندن سنة ‪ ،1772‬إال أن هذه النصوص لم تنشر إال سنة ‪ ،0222‬في حين أن التعديل‬
‫األخير لهذا البروتكول بكوبنهاجن سنة ‪ 1770‬والذي صادقت عليه الجزائر سنة ‪ 1777‬تم نشره بعد سنة من‬
‫تاريخ التصديق عليه وفي نفس وقت نشر نصوص االتفاقية والبروتكول المذكورين‪.3‬‬
‫في حاالت أخرى‪ ،‬نالحظ مصادقة الجزائر على بعض المعاهدات الدولية لحماية البيئة‪ ،‬ولكن لم تنشر‬
‫في الجريدة الرسمية‪ ،‬ومثال ذلك إنظمام الجزائر سنة ‪ 1710‬إلى اإلتفاقية الخاصة بالتجارة الدولية في أنواع‬
‫الحيوانات والنباتات المهددة باإلنقراض الموقعة بواشنطن سنة ‪ ،1793‬حيث نشر مرسوم المصادقة في الجريدة‬
‫الرسمية ولكن لم ينشر مضمون االتفاقية فيه‪ ،4‬ونفس الحال بالنسبة إلنظمام الجزائر سنة ‪ 1719‬إلى االتفاقية‬

‫‪-1‬حسين بوثلجة‪ ،‬آليات تنفيذ اإلتفاقيات الدولية لحماية البيئة‪ ،‬أطروحة دكتو اره‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-0219 ،1‬‬
‫‪ ،0211‬ص ‪.011‬‬
‫‪-2‬نفس األطروحة‪ ،‬ص ص ‪.010 -011‬‬
‫‪ -3‬نفس األطروحة‪ ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪-4‬مرسوم رئاسي ‪ ،271-10‬ج‪.‬ر عدد ‪ ،99‬لسنة ‪.1710‬‬
‫‪42‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫الدولية حول النباتات الموقعة بروما سنة ‪ 1791‬والمراجعة بقرار رقم ‪ 12‬سنة ‪ 1797‬الصادرة عن منظمة‬
‫األغذية والزراعة‪ ،1‬وكذا مصادقة الجزائر سنة ‪ 1771‬على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر في إفريقيا‪.‬‬
‫ثانيا‪-‬تقاعس الدول في إدخال النصوص اإلتفاقية في تشريعاتها الداخلية‪.‬‬
‫إدماج اتفاقية بيئية في القانون الداخلي للدولة هي عملية تتم بتبني قانون بموجبه يتم إعادة نسخ نص‬
‫اإلتفاقية الكاملة‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬فأحكام اإلتفاقيات البيئية ذات طبيعة عامة لذلك ال يكفي لتنفيذها إدماجها في‬
‫النظم الداخلية عن طريق المصادقة واإلنظمام إليها‪ ،‬بل يقتضي على الدول اتخاذ تدابير تشريعية وتنظيمية من‬
‫قبل الدولة إلعطاء محتوى وأثر للمعايير االتفاقية على المستوى الداخلي‪.‬‬
‫يالحظ أن العديد من الدول توقع وتصادق على اإلتفاقيات البيئية ولكن في بعض الحاالت تتراخى في‬
‫تبني التشريعات والتنظيمات الالزمة لت نفيذها على المستوى الوطني‪ ،‬مما يؤثر على فعاليتها على مستوى التنفيذ‪،‬‬
‫إذ يمر وقت كبير بين التوقيع والمصادقة على اإلتفاقية البيئية من قبل دولة ما واصدار تشريعات وتنظيمات‬
‫على المستوى الداخلي لتنفيذها‪.2‬‬
‫من أمثلة ذلك‪ ،‬مصادقة الجزائر على اإلتفاقية الخاصة بالتجارة الدولية في أنواع الحيوانات والنباتات‬
‫البرية المهددة باإلنقراض الموقعة في واشنطن سنة ‪ ،1793‬وذلك سنة ‪ ،3 1710‬لكنها لم تصدر أي عمل‬
‫تشريعي أو تنظيمي يترجم اإللتزامات التي تفرضها اإلتفاقية على أرض الواقع إال سنة ‪ 0221‬من خالل‬
‫إصدارها للقانون ‪ 12-21‬المؤرخ في ‪ 0221/11/12‬المتضمن الموافقة على األمر رقم ‪ 29-21‬المؤرخ في‬
‫‪ 0221/29/19‬والمتعلق بحماية بعض أنواع الحيوانات المهددة باإلنقراض والمحافظة عليها‪ ،‬وقد أنشأت المادة‬
‫‪ 9‬من هذا القانون اللجنة الوطنية لحماية الحيوانات المهددة باإلنقراض والتي حدد صالحياتها وتشكيلتها وطرق‬
‫سيرها المرسوم التنفيذي رقم ‪ 319-29‬المؤرخ في ‪.0229/12/11‬‬
‫ثالثا‪-‬الطبيعة اإلطارية لالتفاقيات البيئية‪.‬‬
‫تعتبر أغلب اإلتفاقيات الدولية البيئية اتفاقيات إطارية‪ ،4‬فالبعض يرى أنها تحتوي على أحكام القانون‬
‫الواجب تطبيقه‪ ،‬وآخرون يرون أنها تحتوي على "توجيهات أكثر منها إلتزامات قانونية"‪.‬‬

‫‪-1‬المرسوم رقم ‪ ،110-19‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 01‬لسنة ‪.1719‬‬


‫‪ -2‬حسين بوثلجة‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص ‪.012‬‬
‫‪-3‬المرسوم ‪ 271-10‬المؤرخ في ‪ ،1710/10/09‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪.99‬‬
‫‪ -4‬يقصد باالتفاقيات اإلطارية ‪ Frameworks‬االتفاقيات التي تعلن مبادئا لحماية البيئة‪ .‬وتستخدم مرتك از للتعاون بين الدول األعضاء في‬
‫مجال محدد‪ ،‬مع إعطائهم الحرية لوضع إجراءات مفصلة للتعاون في اتفاقيات الحقة‪ ،‬وأضيفت كلمة (اإلطارية) لتأكيد أن هذه االتفاقية ما هي‬
‫إال خطوة أولى‪ ،‬وأنها ال تلزم الدول األطراف فيها إال بشكل متواضع‪ ،‬أي أن هذا النوع من االتفاقيات يتطلب اتفاقيات أخرى (بروتوكوالت)‬
‫لتوافر المعايير واالجراءات واالحتياطات األخرى الالزمة لتنفيذ االتفاق على نحو فعال‪ ،‬مثل اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن التغيرات‬
‫‪43‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫يعتبر القانون الدولي للبيئة في مجمله قانون إتفاقي‪ ،‬فاإلتفاقيات الدولية البيئية اإلطارية هي أدوات‬
‫قانونية إلزامية‪ ،‬ولكن محتواها عام جدا وقليل اإللزامية يتمثل في القواعد المرنة‪ 1‬والتي تظهر جليا كطلبات‬
‫موجهة إلى مستقبلي ها تقترح عليهم توجيهات‪ ،‬الحث على إتخاذ سلوك معين بطريقة ما كإلتزامات قانونية حقيقية‪،‬‬
‫ولكن نضوجها المعياري غير متساوي‪ ،‬فالمبادئ القانونية تأخذ مكانة معتبرة أما اإللتزامات القانونية فهي قليلة‪.‬‬
‫ومعلوم أن القانون الدولي للبيئة هو قانون مرن‪ ،‬فإنفاذ مختلف المبادئ والقواعد يتوقف على إرادة الدول‬
‫وهذا من أجل تشجيع كل دولة على المشاركة‪ .‬وقد ساهم القانون المرن في تطوير قواعد القانون الدولي للبيئة‪،‬‬
‫باعتباره قانون يقترح ويوجه ويتضمن المبادئ التي يتم استلهام قواعده منها‪ .‬كما أن القانون المرن يفتح النقاش‬
‫والتحاور ح ول العديد من المسائل البيئية الشائكة إليجاد أرضية توافق بين مختلف الفواعل الدولية‪ .‬ويكرس هذا‬
‫المنطق ظاهرة وجود قانون المنشيء ‪ droit constituant‬يتضمن المبادئ والقيم والعامة‪ ،‬والذي يحتاج إلى‬

‫المناخية ‪ 1770‬وحتى اتفاقية التغيرات المناخية لسنة ‪ 0219‬هي اطارية أيضا‪ .‬اإلختالف بين اإلتفاقية اإلطارية واإلتفاقية العادية ليس في‬
‫الطبيعة‪ ،‬بل يتعلق بجوهر المعايير‪ ،‬حيث ناد ار ما تكون معايير اإلتفاقية اإلطارية قابلة للتطبيق المباشر وبذلك يكون تدخل المشرع الوطني‬
‫ضروري لتنفيذها على المستوى الوطني‪ ،‬حيث تضع اإلتفاقيات اإلطارية اإلطار القانوني لعمل ما‪ ،‬وتحدد المبادئ العامة المطبقة على‬
‫موضوع االتفاقية‪ ،‬وتحيل للدول مسألة إتخاذ التدابير القانونية والتقنية الضرورية لتنفيذها‪ .‬ولكن مهما يكن فهي إتفاقيات بالمعنى الوارد في‬
‫المادة ‪ 20‬من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لسنة ‪.1717‬‬
‫‪ -1‬يرى بعض الكتاب أن مصطلح القانون المرن يتعلق بصفة خاصة بمصادر القاعدة القانونية وليس بمحتواها‪ ،‬ففي هذه الحالة يقصد به‬
‫مجموعة األدوات المتبناة في إطار المنظمات الدولية مثل اللوائح والتوجيهات والبرامج والتوصيات والمبادئ التوجيهية واإلعالنات ومدونات‬
‫السلوك‪ .‬حيث يرى األستاذ (‪" )A . Pellet‬مرونة القاعدة القانونية ال تقتصر فقط على مصدرها ولكن أيضا محتواها‪ ،‬وهذا عامـ ـ ـ ـل متغيـ ـ ـ ـر‬
‫ومـ ـ ـن الواضـ ـ ـ ـح أن بعـ ـ ـض القـ ـواع ـ ـ ـد ه ـي أكثـ ـ ـ ـر صالب ـ ـ ـة م ـن األخ ـرى"‪ ،‬وتـ ـ ـ ـرى كذل ـ ــك األست ـ ــاذة )‪ (Sandrine Maljean –Dubois‬أن‬
‫" صفة المرونة‪ ،‬ال تعني وال تمس فقط المصادر الشكلية‪ ،‬ولكن يمكن أن تستهدف كذلك إلتزام إتفاقي مرن نسبيا‪ ،‬أو أداة غير إلزامية أو ذات‬
‫إلزامية مناقشا فيها‪ ،‬ففي مجال البيئة العديد من اإللتزامات مخففة إلى درجة أن أصبحت منفرة أو مراوغة‪ ،‬العديد من اإلقتراحات المعيارية غير‬
‫إلزامية ألنه تم تحريرها بمصطلحات عامة مما يجعلها غير قابلة للتطبيق في غياب توضيحات تكميلية"‪ .‬ويرى األستاذ ‪(Pierre-Marie‬‬
‫)‪ " Dupuy‬في مملكة القانون األخضر‪ ،‬أين القانون المرن يعبر عن غايات أكثر منه إلتزامات فوري‪ ،‬باستعمال العبارات "ينبغي على الدول"‪،‬‬
‫"تسعى جاهدة" أو مدونة سلوك"‪.‬أما البعض اآلخر فيرى أن القانون المرن ليس مرادف لغياب اإللتزام القانوني‪ ،‬بل يترجم فقط ظهور فئة من‬
‫ا إللتزامات المرنة في القانون الدولي إلى جانب إلتزامات أكثر صالبة ودقة‪ ،‬فهذا المزج أو التركيبة للقانون الصلب والمرن يقابله التميز بين‬
‫اإللتزام بالوسيلة واإللتزام بالنتيجة‪ ،‬حيث يترك البعض منها للدولة إتخاذ التدابير الضرورية واعطائها وسائل (معيارية ومؤسساتية) بهدف تحقيق‬
‫األهداف المسطرة من قبل المعيار أو األداة القانونية‪ ،‬ومن ثم نكون أمام إلتزامات قانونية تتنوع أشكال ووسائل تنفيذها‪ ،‬لكن في األخير تدخل‬
‫كلها في إطار اإللتزامات الدولية يترتب على عدم تنفيذها المسؤولية الدولية والجزاء‪.‬‬
‫لمزيد من المعلومات راجع‬
‫‪Maurice Kamto , Rapport introductif Général , in Michel Prieur , la mise en oeuvre nationale du droit international‬‬
‫‪d’environnement dans les pays francophone , Pulim , 2003 , p 32.‬‬
‫‪Sandrine Maljean –Dubois , la « fabrication » du droit international au défi de la protection de l’environnement, in le‬‬
‫‪droit international face aux enjeux environnementaux , SFDI , colloque d’Aix en provence , 2010 , A .Pédone , p 30 .‬‬
‫‪44‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫قانون ثانوي الحق يتضمن إجراءات تقنية لتنفيذه‪ .‬هذا ما جعل البعض يعرف القانون المرن على أنه قانون‬
‫لمعالجة أزمة ‪.1 droit de crise‬‬
‫يسمح استعمال اإلتفاقيات اإلطارية بتطوير القانون الدولي لحماية البيئة‪ ،‬فاستعمال هذه التقنية يعطي‬
‫إمكانية للدول بالوصول إلى إتفاق حتى وان شكل تفاهم مبدئي حول بعض قواعد السلوك‪ ،‬وفيما بعد تصبح‬
‫اإلتفاقية اإلطارية عنصر أساسي من مجموعة ذات هندسة متغيرة والتي تتدعم تدريجيا بموجب بروتوكاالت‬
‫إضافية وتعديالت‪.‬فاألطراف في اإلتفاقية اإلطارية يمكنهم تبني بروتوكوالت ملحقة لإلتفاقية األساسية لألخذ‬
‫بعين االعتبار تطور المعارف العلمية‪ ،‬أو تنظيم ميدان معين لم تتمكن من الوصول إلى توافق حوله في‬
‫المفاوضات األولية‪.‬‬
‫إن إنتشار اإلتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة يجعل من الصعب أكثر فأكثر على األطراف الوفاء بإلتزاماتها‬
‫ومسؤولياتها الجماعية‪ ،‬حيث من البديهي أن كثرة اإلتفاقيات اإلطارية يؤدي إلى كثرة األجهزة المؤسساتية من‬
‫مؤتمرات األطراف التي تنشأها‪ ،‬مما يمكن أن يشكل مشكل التنسيق على المستوى الدولي ويلزم الدول بالمشاركة‬
‫في اإلجتماعات‪ ،‬ولكن إمتيازات هذه التقنية ليست تافهة‪ ،‬فهي تسمح بمتابعة التطور العلمي‪ .‬ومن جهة أخرى‬
‫يطرح اإلشكال في إطار نظام اإلتفاقية األساسية والبروتوكوالت التكميلية‪ ،‬باعتبار أن كل الدول في اإلتفاقية‬
‫اإلطارية ليست بالضرورة طرفا في كل البروتوكوالت‪ ،‬وهكذا يمكن أن تختلف هوية األطراف في مختلف األدوات‬
‫المشكلة للنظام اإلتفاقي‪.2‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر الوطنية‪.‬‬
‫إن الجهود الدولية المتعاقبة حول البيئة وسبل حمايتها في العديد من اللقاءات والمؤتمرات لم تبقى حبر‬
‫على ورق في التقارير الصادرة عنها‪ ،‬وانما تم تجسيدها واقعيا في تشريعات العديد من الدول على غرار الدول‬
‫العربية ومن بينها الجزائر‪ .‬ولقد اهتم برنامج األمم المتحدة للبيئة كثي ار بحصر االتجاهات المعاصرة في مجال‬
‫التشريع البيئي‪ ،‬والتي يمكن إجمالها بالتالي‪:‬‬
‫‪-‬تضمين المسائل البيئية في الدساتير والخطط الكبرى للدولة‪.‬‬
‫‪-‬ترسيخ معايير ومستويات الجودة في القوانين والتشريعات العامة‪.‬‬
‫‪-‬تضمين المعايير الدولية في القوانين الوطنية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Agath Van Lang, Le role du droit souple dans la simplification du droit de l’environnement, In, Isabelle Doussan, Les‬‬
‫‪futurs du droit de l’environnement simplification, modernisation, régression ?, éditions Bruylant, Bruxelles, 2016, p-p‬‬
‫‪91-95.‬‬ ‫نقال عن فارس عليوي‪ ،‬أطروحة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 89‬‬
‫‪ -2‬حسين بوثلجة‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪45‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫الفرع الول‪ :‬الدستور وحماية البيئة‪.‬‬


‫الحماية الدستورية للبيئة محكومة باستراتيجية تحدد عناصر هذه الحماية ونطاقها‪ ،‬لهذا من الخطأ مجرد‬
‫االعتقاد أن استخدام بعض األساليب القاصرة من قبل الجهات القائمة على حماية البيئة قد يحقق الهدف‬
‫المنشود لتلك الحماية‪ ،‬أو يمنع المساءلة القانونية لتلك الجهات على التقصير والخلل البيئي الناتج عن آثار‬
‫استخدام تلك األساليب‪.‬‬
‫ولذلك فإن عملية الحماية الدستورية للبيئة يجب أن تكون حماية فعالة وليست مجرد نصوص مطاطة‬
‫ومبهمة تحتاج إلى تفسيرات وايضاحات‪ ،‬بمعنى أن تلك الحماية تنطلق من رؤيا محددة المعالم واضحة‬
‫األهداف‪ ،‬وتكون مخرجاته ا حزمة من اإلجراءات والوسائل واآلليات في ميادين التشريعات واإلدارة ونظم التقنية‪،‬‬
‫وكل ذلك بوصف الحماية عملية تكاملية‪.‬‬
‫أي أن تضمين دستور أي دولة نصا يقرر حق اإلنسان في التمتع ببيئة نظيفة بات ذو أهمية بالغة‪ ،‬على‬
‫أن ال يغفل هذا النص األعراف الدستورية‪.‬‬
‫غير أن الفقه قد اختلف في تضمين الدستور نصا لحماية البيئة من عدمه‪ ،‬فيرى الغالبية أنه ال بد وأن‬
‫يحتوي على مادة أو مواد تختص بحماية البيئة‪ ،‬ويرى البعض اآلخر أنه ليس هناك حاجة إلى إضافة مادة أو‬
‫مواد خاصة بالبيئة في الدستو‪1‬ر‪.‬‬
‫ورغم هذا اإلختالف الفقهي فإن الدساتير الحديثة لمعظم دول العالم سواء المتقدمة منها أو النامية‪ ،‬ال‬
‫تكتفي فقط بالنص على أحكام تتعلق بحماية البيئة‪ ،‬بل أنها قررت للمواطن حقا دستوريا في التمتع ببيئة نظيفة‬
‫خالية من التلوث باعتباره حق من حقوق اإلنسان األساسية الحتمية‪ ،‬وكضمانة أساسية للتنمية المستمرة‪ ،‬واحتراما‬
‫لحقوق األجيال القادمة‪.‬‬
‫نصت دساتير معظم دول العالم على اعتبار الحق في بيئة سليمة من الحقوق األساسية لألفراد وأوجبت‬
‫على الدول رعايتها‪ ،‬فقد نص الدستور المصري على أن "حماية البيئة واجب وطني‪ ،‬وينظم القانون الحق في‬
‫البيئة الصالحة والتدابير الالزمة للحفاظ عليها"‪.2‬‬
‫وتؤكد المادة ‪ 33‬من الدستور العراقي لسنة ‪ 0229‬أن "لكل فرد حق العيش في ظروف بيئية سليمة‪.‬‬
‫تكفل الدولة حماية البيئة‪ ،‬والتنوع اإلحيائي‪ ،‬والحفاظ عليهما‪".‬‬

‫‪-1‬بدر عبد المحسن عزوز‪ ،‬حق اإلنسان في بيئة نظيفة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عين شمس‪،‬‬
‫مصر‪ ،0227 ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 97‬من دستور جمهورية مصر العربية لسنة ‪1791‬‬
‫‪46‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫وينص دستور البحرين لعام ‪ 1793‬على أن "كل الموارد الطبيعية وما تدر به من مداخل ملك الدولة‪،‬‬
‫وتضمن الدولة حفظها وحسن استغاللها‪ ،‬مع مراعاة مقتضيات أمن الدولة واالقتصاد الوطني"‪.1‬‬
‫وينص الدستور اإليراني "في الجمهورية االسالمية تعتبر المحافظة على سالمة البيئة التي يجب أن تحيا‬
‫فيها األجيال القادمة حياتها االجتماعية السائرة نحو النمو مسؤولية‪ ،‬لذلك تمنع الفعاليات االقتصادية وغيرها التي‬
‫تؤدي إلى تلوث البيئة‪ ،‬أو تخريبها بشكل ال يمكن جبره"‪.2‬‬
‫أما الدستور البرتغالي لعام ‪ 1791‬فقد جاء فيه أن "لكل شخص الحق في بيئة إنسانية سليمة ومتوازنة‪،‬‬
‫كما أن عليه واجبا في الدفاع عنها‪ .‬حق األفراد وفقا للقانون في المطالبة بمنع أي مساس بالبيئة حال وقوعه‪،‬‬
‫وحقهم في الحصول على تعويضات مالئمة"‪.3‬‬
‫بالرجوع إ لى الدستور الجزائري‪ ،‬نجد أنه تضمن في بداية األمر االقرار بالحق في بيئة سليمة ضمنيا‬
‫وليس صراحة‪ ،‬إذ وردت عبـارة تفتح اإلنسـ ـان بكل أبعـ ـاده في دستور ‪ 1791‬وكـ ـ ـذا في دستور ‪ 1717‬ودستور‬
‫‪ 1771‬وتعدي ـ ـل‬
‫‪ 0220‬وكذا تعديل ‪ ،0221‬إذ أن هذه العبارة مطلقة على كل األبعاد بما فيها البعد البيئي‪.4‬‬
‫بالرجوع إ لى الدستور الجزائري‪ ،‬نجد أنه تضمن في بداية األمر االقرار بالحق في بيئة سليمة ضمنيا‬
‫وليس صراحة‪ ،‬إذ وردت عبارة تفتح اإلنسان بكل أبعاده في دستور ‪ 1791‬وكذا في دستور ‪ 1717‬ودستور‬
‫‪ 1771‬وتعديل ‪ 0220‬وكذا تعديل ‪ ،0221‬إذ أن هذه العبارة مطلقة على كل األبعاد بما فيها البعد البيئي‪.5‬‬
‫إن مصادقة الجزائر على العديد من االتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة بموضوع البيئة وتأثرها ببعض‬
‫الدساتير المقارنة‪ ،‬وفي ظل االصالحات السياسية الشاملة التي قامت بها‪ ،‬والتي مست جل المنظومة القانونية‬
‫المنظمة للحياة السياسية‪ ،‬وعلى رأسها التعديل الدستوري لسنة ‪ ،0211‬دفعها لدسترة حق المواطن في بيئة‬
‫سليمة‪ .‬فقد تطرق المشرع ألهمية الحفاظ على البيئة أوال في ديباجة الدستور من خالل التأكيد على أن "يظل‬
‫الشعب الجزائري متمسكا بخياراته من أجل الحد من الفوارق االجتماعية والقضاء على أوجه التفاوت الجهوي‪،‬‬
‫ويعمل على بناء اقتصاد منتج وتنافسي في إطار التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة"‪ .‬وقد أبقى التعديل‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 11‬من دستور البحرين‪.‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 92‬من الدستور اإليراني‪.‬‬
‫المادة ‪ 11‬من دستور البرتغال لعام ‪.1791‬‬ ‫‪-3‬‬

‫‪-4‬محمد معيفي‪ ،‬آليات حماية البيئة العمرانية في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-0213 ،1‬‬
‫‪ ،0212‬ص ‪.12‬‬
‫‪-5‬محمد معيفي‪ ،‬آليات حماية البيئة العمرانية في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪-0213 ،1‬‬
‫‪ ،0212‬ص ‪.12‬‬
‫‪47‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫األخير (‪ )0202‬على هذه الفقرة‪ ،‬ودعمها بفقرة أكثر تفصيال بقوله "كما يظل الشعب منشغال بتدهور البيئة‬
‫والنتائج السلبية للتغير المناخي‪ ،‬وحريصا على ضمان حماية الوسط الطبيعي واالستعمال العقالني للموارد‬
‫الطبيعية وكذا المحافظة عليها لصالح األجيال القادمة"‪.‬‬
‫يؤكد الدستور من خالل هذين الفقرتين على وجود عالقة مباشرة بين حماية البيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬مما‬
‫يضفي عليها الطابع االقتصادي وبالتالي نستنتج أن للبيئة مكانة هامة ضمن أبعاد التنمية المستدامة‪ ،1‬كما يركز‬
‫على دور الشعب في الحرص على قضايا البيئة‪.‬‬
‫ولم يكتفي التعديل الدستوري لسنة ‪ 0202‬بذكر البيئة في الديباجة‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 02‬على اعتبار‬
‫باطن األرض والمناجم والمقالع والموارد الطبيعية للطاقة والثروات المعدنية الطبيعية والحية في مختلف مناطق‬
‫األمالك الوطنية البحرية والمياه والغابات‪ ،‬ملكية عامة وهي ملك للمجموعة الوطنية‪.‬‬
‫كما أكدت المادة ‪ 01‬على أن "تسهر الدولة على‪:‬‬
‫‪-‬حماية األراضي الفالحية‪،‬‬
‫‪-‬ضمان بيئة سليمة من أجل حماية األشخاص وتحقيق رفاههم‪،‬‬
‫‪-‬ضمان توعية متواصلة بالمخاطر البيئي‪،‬‬
‫‪-‬االستعمال العقالني للمياه والطاقات األحفورية والموارد الطبيعية األخرى‪،‬‬
‫‪-‬حماية البيئة بأبعادها البرية والبحرية والجوية‪ ،‬واتخاذ كل التدابير المالئمة لمعاقبة الملوثين"‪.‬‬
‫كما أدرجها أيضا في الفصل األول من الباب الثاني منه المتعلق بالحقوق‪ ،‬حيث اعترف بأن "للمواطن‬
‫الحق في بيئة سليمة في إطار التنمية المستدامة‪ .‬يحدد القانون واجبات األشخاص الطبيعيين والمعنويين لحماية‬
‫البيئة"‪.2‬‬
‫من خالل نص هذه المادة‪ ،‬يتضح من فقرتها األولى أن المشرع قد أدرج الحق في بيئة سليمة في فصل‬
‫الحقوق األساسية والحريات العامة‪ ،‬بمعنى أنه جعله كحق من حقوق المواطن التي يجب احترامها وعدم التعدي‬
‫عليها‪ ،‬وجعله أ يضا محور حق وواجب في آن واحد أين تعدى ذلك إلى إلزام الدولة بحماية هذا الحق وضرورة‬
‫التدخل عند انتهاكه‪ ،‬وذلك في الفقرة الثالثة من نفس المادة‪،‬في حين نالحظ حذف الفقرة الثانية التي كانت ضمن‬
‫هذه المادة في تعديل ‪ 0211‬والتي تنص على أن " تعمل الدولة على الحفاظ على البيئة"‪ .‬كما يالحظ أيضا من‬

‫‪ -1‬زينب شطيبي‪ ،‬الجباية كآلية لحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه ل م د‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‬
‫‪ ،0219-0211 ،1‬ص ‪.29‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 12‬من التعديل الدستوري ‪.0202‬‬
‫‪48‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫خالل نص هذه المادة أن المشرع اعتبر واجب حماية البيئة من عناصر الوظيفة العامة والمرافق العامة حيث‬
‫منح السلطات العامة صالحية التدخل من أجل الحفاظ على البيئة‪.1‬‬
‫كما أكد الدستور مسألة مهمة وجديدة باعتبار التراث الثقافي عنصر من عناصر البيئة‪ ،‬فقد دستر المشرع‬
‫حمايته من خالل المادة ‪ 91‬من تعديل ‪ ،0202‬حيث أوجب على الدولة أن "تحمي التراث الثقافي الوطني‬
‫المادي وغير المادي‪ ،‬وتعمل على الحفاظ عليه"‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬حماية البيئة في التشريعات البيئية داخل الدولة‪.‬‬
‫غني عن البيان القول بأن جميع التشريعات الوطنية الداخلية قد سعت إلى حماية البيئة في ظل التغيرات‬
‫العالمية المتالحقة‪ ،‬التي أثرت بشكل كبير‪ ،‬مما كان له أثر ملحوظ في إهدار الموارد البيئية‪ ،‬ولذا عملت جميع‬
‫الدول على إضافة بعض التشريعات الجديدة والخاصة بحماية البيئة‪ ،‬فضال عن التشريعات التي كانت موجودة‬
‫فيها‪.‬‬
‫بعد االستقالل مباشرة انصب اهتمام الجزائر على إعادة بناء ما خلفه المستعمر وبذلك فقد أهملت إلى‬
‫حد بعيد الجانب البيئي وذلك راجع ألولوية الدولة في إعادة البناء‪ ،‬لكن بمرور الزمن أخذت الجزائر العناية‬
‫بالبيئة وهذا بدليل صدور عدة تشريعات تكرس حماية البيئة‪ ،‬وكان ذلك في شكل مراسيم تنظيمية منها ما يتعلق‬
‫بحماية السواحل‪ ،2‬ومنها ما يتعلق بالحماية الساحلية للمدن‪.3‬‬
‫بالنظر إلى تعدد جوانب البيئة‪ ،‬وبسبب المعطيات واآلثار البيئية الداخلية التي دفعت إلى االهتمام بكل‬
‫جانب على حدا وتقنينه‪ ،‬وسن القوانين والمراسيم والق اررات الضرورية للتحكم فيه‪ ،‬لذلك تم العمل في نفس الوقت‬
‫بتعدد التشريعات لحماية البيئة‪ ،‬فكل جانب من الجوانب البيئية تقابله مجموعة من التشريعات الخاصة به‪ ،‬تهدف‬
‫كلها إلى غاية واحدة وهي حماية البيئة‪ .‬إال أنها ال يضمها أي ترتيب أو تنسيق فيما بينها بصورة تؤكد اتجاهها‬
‫نحو غرض واحد‪ ،‬وهذه الوضعية قد تؤدي أحيانا إلى صعوبة اإللمام وكذا جمع كل هذه النصوص ومعرفتها‬
‫وتنفيذها‪.‬‬
‫بداية‪ ،‬وبإحصاء جميع النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالعناصر البيئية المختلفة وفي جميع‬
‫الفترات الزمنية في الجزائر‪ ،‬يتضح أن المشرع الجزائري سلك مسلك التعدد في التشريعات لحماية البيئة‪ ،‬حيث‬
‫بلغ مجموع النصوص القانونية و التنظيمية البيئية في الجزائر ‪ 222‬نصا‪ ،‬مما يظهر االهتمام الكبير في رسم‬
‫السياسة العامة للبيئة في شقها القانوني و لجميع عناصر البيئة (التربية البيئية‪ ،‬الجباية البيئية‪ ،‬الطاقات‬

‫‪ -1‬زينب شطيبي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪-2‬المرسوم ‪ 93-13‬المؤرخ في ‪ 22‬مارس ‪ 1713‬والمتعلق بحماية السواحل‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪.13‬‬
‫‪-3‬المرسوم ‪ 291-13‬المؤرخ في ‪ 02‬ديسمبر ‪ 1713‬والمتعلق بالحماية الساحلية للمدن‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪.71‬‬
‫‪49‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫المتجددة‪ ،‬المخاطر الكبرى‪ ،‬البيئة الصناعية‪ ،‬البيئة الحضرية‪ ،‬الموارد المائية‪ ،‬التنوع البيولوجي و التراث الثقافي‬
‫و األثري‪ ،‬حماية الساحل و البحر ومنطقة الشاطئ‪ ،‬التربة األراضي واألنظمة الجبلية‪ ،‬الصيد الغابات و‬
‫المساحات الخضراء) إضافة للقوانين الخاصة بالمؤسسات و الهيئات البيئية‪ .‬ومن الطبيعي أن هذه القوانين‬
‫تختلف فيما بينها باختالف الموضوع الذي تتصدى لحمايته‪ ،‬والمصلحة المقصودة بالحماية‪.‬‬
‫أما فيما يخص حماية البيئة في التشريعات الخاصة الداخلية‪ ،‬صدر في سنة ‪ 1713‬قانون شامل‬
‫للعناصر البيئية هو قانون حماية البيئة رقم ‪ ،23-13‬والذي تضمن أحكاما وقواعد يتوجب على األشخاص‬
‫الطبيعيين والمعنويين التقيد بها من أجل حماية البيئة والحفاظ عليها‪ ،‬وذلك بتجسيده للحماية الوقائية والعالجية‬
‫للبيئة‪ ،‬وفي حالة عدم تقيدهم بهذه التدابير وضع المشرع وسيلة أكثر فعالية تتمثل في الحماية الجزائية‪ ،‬حيث‬
‫نص القانون على جزاءات الحبس والغرامة كعقوبات توقع على مرتكبي جرائم ماسة بالبيئة‪ .‬غير أن هذا القانون‬
‫لم يطبق بفعل غياب الثقافة البيئية في المجتمع الجزائري و غياب اإلرادة السياسية لتفعيله‪ ،‬وذلك يعود لكون‬
‫الدولة في تلك المرحلة لم تصوب اهتمامها نحو حماية البيئة وغلّبت التنمية االقتصادية باعتبارها دولة حديثة‬
‫عهد باإلستقالل‪.‬‬
‫وقد صدر على إثره عدة قوانين وتنظيمات أهمها القانون المتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ 1‬الذي عبر من‬
‫خالله المشرع عن العالقة بين حماية الصحة وحماية البيئة تحت عنوان "تدابير حماية المحيط والبيئة"‪.2‬‬
‫كما صدر سنة ‪ 1719‬القانون المتعلق بالتهيئة والتعمير‪ ،‬وهذا ما يعني اتجاه الدولة إلى انتهاج سياسة‬
‫التوزيع المحكم واألمثل لألنشطة العمرانية االقتصادية والموارد البيئية والطبيعية‪.3‬‬
‫و بعد مؤتمر ريو ومؤتمر جوهانسبورغ‪ ،‬وكنتيجة لمشاركة الجزائر في العديد من المحافل الدولية‬
‫ومصادقتها على العديد من االتفاقيات الدولية البيئية‪ ،‬تغيرت المفاهيم والرؤى لدى المشرع الجزائري من خالل‬
‫توفيقه بين البيئة والتنمية‪ ،‬فقام بإلغاء وتعديل القانون ‪ 23-13‬لتدارك نقائصه في ‪ 0223‬بالقانون ‪12-23‬‬
‫الم تعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة الذي حاول فيه المشرع أن يواكب المفاهيم الجديدة‪ ،‬والذي‬
‫يمكن القول بشأنه أنه جاء إمتداد لما تم إق ارره في إعالن جوهانسبورغ " في ‪.0220‬‬
‫بتصفح ومراجعة هذا القانون الجديد للبيئة نجده إستند في صدروه على ‪ 92‬تأشيرة لذلك‪ ،‬منها ‪ 19‬إتفاقية‬
‫أي بزيادة ‪ 29‬إتفاقيات عن سابقه ‪ 23-13‬و هذا ما يؤكد محاولة المشرع الجزائري تجسيد رؤيته لألبعاد الدولية‬

‫‪-1‬القانون ‪ 29-19‬المتعلق بحماية الصحة وترقيتها‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 19 ،1‬فيفري ‪.1719‬‬
‫‪-2‬المواد من ‪ 30‬إلى ‪ 91‬من القانون ‪ 29-19‬سالف الذكر‪.‬‬
‫‪-3‬المرسوم ‪ 23-19‬المتعلق بالتهيئة العمرانية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 09 ،29‬نوفمبر ‪.1719‬‬
‫‪50‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫المصادق عليها خالل سنه لهذا القانون نظير إستمرار اإلهتمام الدولي بحماية البيئة وبداية ترسخ مفهوم التنمية‬
‫المستدامة ‪.‬‬
‫كما يعتبر هذا القانون نقطة تحول إيجابية في إطار التكفل بحماية البيئة من خالل ما تضمنه من مبادئ‬
‫وأهداف تجسد حماية أفضل للبيئة بما يناسب ومتطلبات التنمية المستدامة ومبادئها ‪ ،‬إال أن المراسيم التنفيذية‬
‫لهذا القانون ما تزال تسير ببطء حيث أن من سلبيات هذا القانون اإلحالة فيه للنصوص التنظيمية الالحقة مما‬
‫عطل تنفيذ أحكامه ‪.1‬‬
‫ومن جملة األهداف الرئيسية التي حددها التشريع البيئي والتي ترمي إلى حماية البيئة في إطار التنمية‬
‫المستدامة نجد ‪ :‬تحديد المبادئ األساسية و قواعد تسيير البيئة ‪،‬الوقاية من كل أشكال التلوث واألضرار الملحقة‬
‫بالبيئة و ذلك بضمان الحفاظ على مكوناتها وترقية اإلستعمال اإليكولوجي العقالني للموارد الطبيعية المتوفرة‬
‫وكذا إستعمال التكنولوجيات األكثر نقاوة ‪.2‬‬
‫لم يكتفي المشرع بهذا التشريع لحماية البيئة‪ ،‬بل اتبع اسلوب التعدد التشريعي بسبب تعدد عناصر البيئة‬
‫واختالف خصائص كل عنصر‪ ،‬مما صعب عملية حمايتها بنص واحد‪ ،‬حيث نجد ترسانة قانونية واسعة من‬
‫مختلف الدرجات قوانين‪ ،‬مراسيم‪ ،‬أوامر‪ ...‬والتي يتم التفصيل في مضمونها في الفصل األخير من هذه الدراسة‪،‬‬
‫ويمكن سرد بعضها على سبيل المثال‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 17-21‬ممضي في ‪ 10‬ديسمبر ‪ 0221‬يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قانون رقم ‪ 20-20‬ممضي في ‪ 29‬فبراير ‪ 0220‬يتعلق بحماية الساحل وتثمينه‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قانون رقم ‪ 12-23‬ممضي في ‪ 17‬يوليو ‪ 0223‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قانون رقم ‪ 23-22‬ممضي في ‪ 03‬يونيو ‪ 0222‬يتعلق بحماية المناطق الجبلية في إطار التنمية‬ ‫‪‬‬

‫المستدامة‪.‬‬
‫قانون رقم ‪ 02-22‬ممضي في ‪ 09‬ديسمبر ‪ 0222‬يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير‬ ‫‪‬‬

‫الكوارث في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬


‫قانون رقم ‪ 21-29‬ممضي في ‪ 13‬مايو ‪ 0229‬يتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها‬ ‫‪‬‬

‫وتنميتها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬سمير بن عياش‪ ،‬السياسة العامة البيئية في الجزائر وتحقيق التنمية المستدامة على المستوى المحلي‪ :‬دراسة حالة والية الجزائر‬
‫(‪ ،)0227-1777‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0211-0212 ،3‬ص‪. 22‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 20‬من القانون ‪. 12-23‬‬
‫‪51‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫قانون رقم ‪ 20-11‬ممضي في ‪ 19‬فبراير ‪ 0211‬يتعلق بالمجاالت المحمية في إطار التنمية‬ ‫‪‬‬

‫المستدامة‪.‬‬
‫مراسيم تنفيذية تنظم مجال البيئة‪:‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 222-29‬ممضي في ‪ 12‬نوفمبر ‪ 0229‬يحدد كيفيات منح الجائزة الوطنية من‬ ‫‪‬‬

‫أجل حماية البيئة‪.‬‬


‫‪-I‬تقييم الدراسات البيئية‪:‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 129-29‬ممضي في ‪ 17‬مايو ‪ 0229‬يحدد مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات‬ ‫‪‬‬

‫المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 171-21‬ممضي في ‪ 31‬مايو ‪ 0221‬يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات‬ ‫‪‬‬

‫المصنفة لحماية البيئة (دراسة الخطر المتعلق بالمؤسسات المصنفة)‪.‬‬


‫التدقيق البيئي‬ ‫‪‬‬

‫‪-II‬البيئة الصناعية‪:‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 299-23‬ممضي في ‪ 27‬ديسمبر ‪ 0223‬يحدد كيفيات واجراءات إعداد‬ ‫‪‬‬

‫المخطط الوطني لتسيير النفايات الخاصة ونشره ومراجعته‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 227-22‬ممضي في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 0222‬يحدد كيفيات نقل النفايات الخاصة‬ ‫‪‬‬

‫الخطرة‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 022-29‬ممضي في ‪ 01‬يونيو ‪ 0229‬يحدد كيفيات تعيين مندوبي البيئة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 319-29‬ممضي في ‪ 12‬سبتمبر ‪ 0229‬يحدد كيفيات التصريح بالنفايات‬ ‫‪‬‬

‫الخاصة الخطرة‪،‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 122-21‬ممضي في ‪ 01‬فبراير ‪ 0221‬يحدد قائمة النفايات بما في ذلك‬ ‫‪‬‬

‫النفايات الخاصة الخطرة‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 131-21‬ممضي في ‪ 19‬أبريل ‪ 0221‬ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار‬ ‫‪‬‬

‫والجزيئات السائلة أو الصلبة في الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 121-21‬ممضي في ‪ 17‬أبريل ‪ 0221‬يضبط القيم القصوى للمصبات‬ ‫‪‬‬

‫الصناعية السائلة‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 171-21‬ممضي في ‪ 31‬مايو ‪ 0221‬يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات‬ ‫‪‬‬

‫المصنفة لحماية البيئة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 129-29‬ممضي في ‪ 17‬مايو ‪ 0229‬يحدد مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات‬ ‫‪‬‬

‫المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 122-29‬ممضي في ‪ 17‬مايو ‪ 0229‬يحدد قائمة المنشآت المصنفة لحماية‬ ‫‪‬‬

‫البيئة‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 17-27‬ممضي في ‪ 02‬يناير ‪ 0227‬يتضمن تنظيم نشاط جمع النفايات‬ ‫‪‬‬

‫الخاصة‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 331-27‬ممضي في ‪ 02‬أكتوبر ‪ 0227‬يتعلق بالرسم على النشاطات الملوثة‬ ‫‪‬‬

‫أو الخطيرة على البيئة‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 112-13‬ممضي في ‪ 19‬مارس ‪ 0213‬ينظم استعمال المواد المستنفذة لطبقة‬ ‫‪‬‬

‫األوزون وأمزجتها والمنتجات التي تحتوي عليها‪.‬‬


‫مرسوم إنشاء شروط الترخيص لنقل النفايات الخطرة الخاصة‪ ،‬ومحتوى طلب الترخيص و كذا ق ارراته‬ ‫‪‬‬

‫المحددة للخصائص التقنية للعالمات الخاصة بتغليف النفايات الخطرة‪.‬‬


‫‪– III‬البيئة الحضرية‪:‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 390-20‬ممضي في ‪ 11‬نوفمبر ‪ 0220‬يتعلق بنفايات التغليف‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 177-22‬ممضي في ‪ 17‬يوليو ‪ 0222‬يحدد كيفيات إنشاء النظام العمومي‬ ‫‪‬‬

‫لمعالجة نفايات التغليف وتنظيمه وسيره وتمويله‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 012-22‬ممضي في ‪ 01‬يوليو ‪ 0222‬يحدد كيفيات ضبط المواصفات التقنية‬ ‫‪‬‬

‫للمغلفات المخصصة إلحتواء مواد غذائية مباشرة أو أشياء مخصصة لألطفال‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 212-22‬ممضي في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 0222‬يحدد القواعد العامة لتهيئة واستغالل‬ ‫‪‬‬

‫منشآت معالجة النفايات وشروط قبول النفايات على مستوى هذه المنشآت‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 312-29‬ممضي في ‪ 12‬سبتمبر ‪ 0229‬يحدد كيفيات اعتماد تجمعات منتجي‬ ‫‪‬‬

‫و‪/‬أو حائزي النفايات الخاصة‪،‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 029-29‬ممضي في ‪ 32‬يونيو ‪ 0229‬يحدد كيفيات واجراءات إعداد المخطط‬ ‫‪‬‬

‫البلدي لتسيير النفايات المنزلية وما شابهها ونشره ومراجعته‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 19-27‬ممضي في ‪ 19‬فبراير ‪ 0227‬يتعلق بالرسم على األكياس البالستيكية‬ ‫‪‬‬

‫المستوردة و‪/‬أو المصنوعة محليا‪.‬‬


‫‪-IV‬الساحل‪:‬‬

‫‪53‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 391-21‬ممضي في ‪ 29‬أكتوبر ‪ 0221‬يحدد شروط إنجاز المسالك الجديدة‬ ‫‪‬‬

‫الموازية للشاطئ‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 202-21‬ممضي في ‪ 00‬نوفمبر ‪ 0221‬يحدد تشكيلة مجلس التنسيق الشاطئي‬ ‫‪‬‬

‫وسيره‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 021-29‬ممضي في ‪ 32‬يونيو ‪ 0229‬يحدد شروط وكيفيات البناء وشغل‬ ‫‪‬‬

‫األراضي على الشريط الساحلي وشغل األجزاء الطبيعية المتاخمة للشواطئ وتوسيع المنطقة موضوع منع‬
‫البناء عليها‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 309-21‬ممضي في ‪ 01‬أكتوبر ‪ 0221‬يتضمن إلزام ربابنة السفن التي تحمل‬ ‫‪‬‬

‫على متنها بضائع خطيرة سامة أو ملوثة باإلخطار عن وقوع أي حادث في البحر‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 11-27‬ممضي في ‪ 19‬فبراير ‪ 0227‬يتعلق بتصنيف المناطق المهددة للساحل‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 112-27‬ممضي في ‪ 29‬أبريل ‪ 0227‬يحدد شروط إعداد مخطط تهيئة‬ ‫‪‬‬

‫الشاطئ ومحتواه وكيفيات تنفيذه‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 31-12‬ممضي في ‪ 01‬يناير ‪ 0212‬يحدد كيفيات توسيع حماية أعماق البحر‬ ‫‪‬‬

‫في الساحل ويضبط النشاطات الصناعية في عرض البحر‪.‬‬


‫‪-V‬التنوع البيولوجي‪:‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 217-29‬ممضي في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 0229‬يحدد الدراسات واالستشارات المسبقة‬ ‫‪‬‬

‫ا لالزم إجراؤها وكذا مجموع الشروط والكيفيات واإلجراءات التي من شأنها أن تسمح بتحديد المناطق الجبلية‬
‫وتصنيفها وجمعها في كتل جبلية‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 29-21‬ممضي في ‪ 27‬يناير ‪ 0221‬يحدد تشكيلة المجلس الوطني للجبل‬ ‫‪‬‬

‫ومهامه وتنظيمه وكيفيات سيره‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 19-29‬ممضي في ‪ 12‬مارس ‪ 0229‬يحدد كيفيات إعداد نظام تهيئة إقليم‬ ‫‪‬‬

‫الكتلة الجبلية والمصادقة عليه والدراسات واالستشارات المسبقة الواجب إجراؤها‪ ،‬وكذا إجراءات التحكيم‬
‫المتعلقة بذلك‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 021-21‬ممضي في ‪ 21‬يوليو ‪ 0221‬يحدد شروط وكيفيات منح ترخيص لفتح‬ ‫‪‬‬

‫مؤسسات لتربية فصائل الحيوانات غير األليفة وعرض عينات منها للجمهور‪.‬‬
‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 19-27‬ممضي في ‪ 29‬فبراير ‪ 0227‬يحدد القائمة اإلسمية لألشجار الحضرية‬ ‫‪‬‬

‫وأشجار الصف‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 121-27‬ممضي في ‪ 12‬مارس ‪ 0227‬يحدد تنظيم وكيفيات منح الجائزة‬ ‫‪‬‬

‫الوطنية للمدينة الخضراء‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 119-27‬ممضي في ‪ 29‬أبريل ‪ 0227‬يحدد كيفيات تنظيم اللجنة الو ازرية‬ ‫‪‬‬

‫المشتركة للمساحات الخضراء وعملها‪.‬‬


‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 129-27‬ممضي في ‪ 23‬مايو ‪ 0227‬يحدد محتوى مخطط تسيير المساحات‬ ‫‪‬‬

‫الخضراء وكيفيات إعداده والمصادقة عليه وتنفيذه‪.‬‬


‫الرخص‪:‬‬
‫ا –رخص ممنوحة من طرف القطاع المكلف بالبيئة‪:‬‬
‫قرار الموافقة على دراسة التأثير طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 129-29‬ممضي في ‪ 07‬ماي ‪، 0229‬‬ ‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫مطابقة دراسة المخاطر طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 171-21‬ممضي في ‪ 31‬مايو‬ ‫‪‬‬

‫‪،0221‬‬
‫رخصة إستغالل للمشاريع أ م طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 171–21‬ممضي في ‪ 31‬مايو ‪،0221‬‬
‫رخصة نقل النفايات الخاصة الخطرة طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 227-22‬ممضي في ‪ 12‬ديسمبر‬
‫‪،0222‬‬
‫إعتماد مكاتب الدراسات في مجال البيئة‪،‬‬
‫إعتماد جمع النفايات الخاصة الخطرة طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 17-27‬ممضي في ‪ 02‬يناير‬
‫‪0227‬‬
‫ب – رخص ممنوحة من طرف الوالي المختص إقليميا و رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا‪:‬‬
‫قرار الموافقة على بطاقية التأثير طبقا للمرسوم التنفيذي رقم‪ 29-29‬ممضي في ‪ 21‬يناير ‪،0229‬‬ ‫‪‬‬

‫رخصة إستغالل للمشاريع أ و طبقا للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 171–21‬ممضي في ‪ 31‬مايو ‪،0221‬‬ ‫‪‬‬

‫هيئات تحت الوصاية‪:‬‬


‫ا‪ -‬مؤسسة عمومية إدارية‪:‬‬
‫مركز تنمية الموارد البيولوجية‪ ،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 391-20‬ممضي في ‪ 11‬نوفمبر ‪ 0220‬يتضمن‬ ‫‪‬‬

‫إنشاء مركز تنمية الموارد البيولوجية وتنظيمه وعمله‪.‬‬


‫المحافظة الوطنية للساحل‪ ،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 113-22‬ممضي في ‪ 13‬أبريل ‪ 0222‬يتضمن‬ ‫‪‬‬

‫تنظيم المحافظة الوطنية للساحل وسيرها ومهامها‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية‪ ،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 399-29‬ممضي في ‪ 01‬سبتمبر ‪0229‬‬ ‫‪‬‬

‫يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية وتحديد مهامها وضبط كيفيات تنظيمها وسيرها‪.‬‬
‫ب‪-‬مؤسسة عمومية صناعية و تجارية‪: :‬‬
‫المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 119-20‬ممضي في ‪ 23‬أبريل‬ ‫‪‬‬

‫‪ 0220‬يتضمن إنشاء المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬


‫المعهد الوطني للتكوينات البيئية‪ ،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 013-20‬ممضي في ‪ 19‬غشت ‪0220‬‬ ‫‪‬‬

‫يتضمن إنشاء المعهد الوطني للتكوينات البيئية‪.‬‬


‫المركز الوطني لتكنولوجيات إنتاج أكثر نقاء‪ ،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 010-20‬ممضي في ‪ 19‬غشت‬ ‫‪‬‬

‫‪ 0220‬يتضمن إنشاء المركز الوطني لتكنولوجيات إنتاج أكثر نقاء‪.‬‬


‫الوكالة الوطنية للنفايات‪ ،‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 199-20‬ممضي في ‪ 02‬مايو ‪ 0220‬يتضمن إنشاء‬ ‫‪‬‬

‫الوكالة الوطنية للنفايات وتنظيمها وعملها‪.‬‬


‫الجباية البيئية‪:‬‬
‫رسم على النشاطات الملوثة أو الخطيرة على البيئة (قانون رقم ‪ 09-71‬ممضي في ‪ 11‬ديسمبر‬ ‫‪‬‬

‫‪ 1771‬المادة ‪)119‬‬
‫رسم على الوقود (قانون رقم ‪ 01-21‬ممضي في ‪ 00‬ديسمبر ‪ 0221‬المادة ‪) 31‬‬ ‫‪‬‬

‫رسم لتشجيع عدم التخزين من النفايات الصناعية الخاصة و‪/‬أو الخطرة (قانون رقم ‪ 01-21‬ممضي‬ ‫‪‬‬

‫في ‪ 00‬ديسمبر ‪ 0221‬المادة ‪)023‬‬


‫رسم للتشجيع على النفايات المرتبطة بأنشطة العالج في المستشفيات و العيادات الطبية (قانون رقم‬ ‫‪‬‬

‫‪ 01-21‬ممضي في ‪ 00‬ديسمبر ‪ 0221‬المادة ‪)022‬‬


‫رسم تكميلي على المياه المستعملة ذات المصدر الصناعيي (قانون رقم ‪ 11-20‬ممضي في ‪02‬‬ ‫‪‬‬

‫ديسمبر ‪ 0220‬المادة ‪)72‬‬


‫رسم على األكياس البالستيكية المستوردة و‪/‬أو المصنوعة محليا (قانون رقم ‪ 00-23‬ممضي في ‪01‬‬ ‫‪‬‬

‫ديسمبر ‪ 0223‬المادة ‪)39‬‬


‫رسم على العجالت الجديدة (قانون رقم ‪ 20-21‬ممضي في ممضي في ‪ 03‬يناير ‪ 0221‬المادة‬ ‫‪‬‬

‫‪) 12‬‬
‫رسم على الزيوت و زيوت التشحيم و تحضير زيوت التشحيم و الزيوت المستعملة (قانون رقم ‪-21‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ 20‬ممضي في ممضي في ‪ 03‬يناير ‪ 0221‬المادة ‪) 11‬‬

‫‪56‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫مما سبق يالحظ كثرة وتعدد القوانين التي تحمي البيئة‪ ،‬ونرى أن كثرة هذه التشريعات سوف يقلل من‬
‫فعاليتها‪ ،‬وال بد من حصرها وجمعها في تقنين واحد يهتم ويخضع جميع األنشطة المتعلقة بحماية البيئة إلى‬
‫نصوصه القانونية‪ ،‬لكي يسهل اإلطالع عليها والتمسك بها وتنفيذها مثلما هو شأن باقي فروع القانون‬
‫األخرى‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬المبادئ القانونية لترقية التنمية المستدامة و تفعيل حماية البيئة‪.‬‬
‫المبدأ هو عبارة عن مجال أولي يكون مداه واسعا وشامال‪ ،‬أي هو قاعدة أولية لكل تفسير أو قانون أو‬
‫معيار‪ ،‬ينقسم إلى صنفين مبدأ نظري ومبدأ عملي‪.‬‬
‫والمبدأ القانوني هو عبارة عن قاعدة قانونية عامة تمت صياغتها ضمن نص قانوني أو قاعدة عامة غير‬
‫قانونية تنجم عنها مجموعة من األحكام القانونية األخرى‪.1‬‬
‫توضح المادة الثالثة من القانون ‪ 12-23‬جملة المبادئ التي تقوم عليها حماية البيئة‪ ،‬يمكن تصنيفها إلى‬
‫ثالثة أصناف‪ :‬مبادئ ذات طابع وقائي‪ ،‬ومبادئ ذات طابع تداخلي‪ ،‬ومبادئ تنطبق في كل وقت لضمان‬
‫المحافظة على البيئة‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬المبادئ ذات الطابع الوقائي‪.‬‬
‫تتمثل المبادئ ذات الطابع الوقائي في‪ :‬مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي‪ ،‬مبدأ عدم تدهور الموارد‬
‫الطبيعية‪ ،‬مبدأ اإلدماج‪ ،‬مبدأ النشاط الوقائي‪ ،‬مبدأ الحيطة‪ ،‬مبدأ دراسة التأثير البيئي‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي‪.‬‬
‫تعتمد السلع والخدمات األساسية التي ينعم بها كوكبنا على تنوع وتباين الجينات واألنواع والتجمعات الحية‬
‫والنظم اإليكولوجية‪ ،‬التي تمدنا بدورها بالمأكل والملبس والمسكن والدواء‪ ،‬وهذا يظهر ضرورة تحسين وحفظ‬
‫التنوع البيولوجي واالستخدام المستدام للموارد البيولوجية‪.‬‬
‫تزداد أهمية المحافظة على البنية التحتية للحياة على وجه الكرة األرضية في عصر التطور السريع‬
‫واالستهالك المتزايد لموارد الطبيعة والحاق الضرر بالبيئة‪ ،‬وهي تلك المنظومات الداعمة لوجود حياتنا‪ .‬تتكون‬
‫هذه المنظومات من ماليين الكائنات الحية التي تبني معا مجتمعات بيئية‪ ،‬وتزود اإلنسان بمنتوجات وبخدمات‬
‫كثيرة‪ .‬وبينما يمكن معرفة َح ْجم قيمة قسم من هذه المنتوجات والخدمات‪ ،‬فإنه يتعذر في غالب األحيان تقدير‬
‫قيمة الكثير منه‪ .‬أين تزود المنظومات البيئية اإلنسان بخدمات كثيرة‪ ،‬كتنقية المياه‪ ،‬موازنة تركيبة الغازات في‬
‫الغالف الجوي‪ ،‬تفكيك (تحليل) مركبات عضوية‪ ،‬منع الفيضانات والمساعدة في تغلغل المياه‪ ،‬اإلنتاج‬

‫‪1‬‬
‫‪-Lavielle J. M : « Le Droit International de L’environnement », 2ème Ed, Elipses, Paris, 2004, p.‬‬
‫‪85.‬‬
‫‪57‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫إن قيمة‬
‫والمحافظة على خصوبة األرض‪ ،‬تلقيح المحاصيل الزراعية‪ ،‬مراقبة اآلفات الزراعية الضارة وغيرها‪ّ .‬‬
‫هذه الخدمات التي ال بديل لها تُقَ َّدر بمليارات الدوالرات سنويا ‪.‬كما يستخلص اإلنسان من الطبيعة مواد خام‬
‫ومنتوجات أخرى من بينها الغذاء‪ ،‬األدوية‪ ،‬منتجات صناعية وموارد وراثية لتحسين جودة المحاصيل الزراعية‪.‬‬
‫نوع البيولوجي قيمة حضارية وروحانية ساهمت في تصميم كافة الحضارات اإلنسانية‪ ،‬وقبل كل شيء‪ ،‬إن‬‫للتّ ّ‬
‫نوع البيولوجي قيمة في حد ذاته‪.1‬‬
‫للتّ ّ‬
‫ارتبط التطور الحضاري لإلنسان بمستوى تطور استغالله لمختلف الموارد البيئية والثروات الطبيعية‪ ،‬وكان‬
‫تأثير اإلنسان على البيئة محدودا في البداية‪ ،‬غير أن هذا الوضع قد تغير مع تطور حياة المجتمع وبداية الثورة‬
‫الصناعية‪ ،‬ودخول اإلنسان عصر التطور العلمي والتكنولوجي في مختلف مناحي الحياة‪.2‬‬
‫إن ظاهرة تأثر الكائنات الحية وتراجع عددها ونوعها‪ ،‬ارتبط ارتباطا وثيقا باإلخطار البيئية الناجمة عن‬
‫األنشطة البشرية عموما‪ ،‬وتعرف هذه الظاهرة بظاهرة انحسار و تراجع التنوع البيولوجي الذي أدى إلى التناقص‬
‫المذهل لألنواع الحيوانية والنباتية‪ ،‬والبد للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته بحماية هذه الكائنات الحية‪،‬‬
‫وأوساطها اإليكولوجية‪ ،‬باعتباره تراث طبيعي تشكل عبر عقود من الزمن‪.3‬‬
‫عرفت اتفاقية التنوع البيولوجي ‪ 1770‬فكرة االستخدام القابل لإلستمرار "باستخدام عناصر التنوع‬
‫البيولوجي بأسلوب ومعدل ال يؤديان على المدى البعيد إلى تناقص هذا النوع‪ ،‬ومن ثم صيانة قدرته على تلبية‬
‫احتياجات وتطلعات األجيال المقبلة"‪.‬‬
‫قد يكون من الخطأ االعتقاد أن التنوع البي ــولوجي يهتم فقط بالنباتات والحيوانات البرية‪ ،‬بل يشمل كذلك‬
‫التنوع الذي أنشأه اإلنسان‪.4‬‬
‫أوال ‪:‬تعريف ومستويات التنوع البيولوجي ‪.‬‬
‫تجمع على مدى ماليين السنين‪ ،‬ورأس مال ننقله‬
‫"يمثّل التنوع البيولوجي منفعة عامة‪ ،‬وتراثا ثمينا للغاية َّ‬
‫ويعرف التنوع البيولوجي بأنه يشمل المجموعة االستثنائية ألشكال الحياة الموجودة على‬
‫إلى األجيال المقبلة‪َّ .‬‬

‫‪ -1‬ديار حسن كريم‪ ،‬الجغرافيا البيئية‪ ،‬دار الجنادرية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،0219 ،‬ص ص ‪.12 -97‬‬
‫‪ -2‬عبد الغني حسونة‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪ ،0213/0210 ،‬ص أ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬جمال العايب‪ ،‬التنوع البيولوجي كبعد في القانون الدولي والجهود الدولية والوطنية لحمايته‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‬
‫والعلوم اإلدارية ‪،‬جامعة الجزائر‪ ،0229 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪3‬‬
‫‪Lévéque Christian : ,« La biodiversité au quotidien ,le développement durable à l’épreuve des‬‬
‫‪faits » ,IRD éditions , Paris ;p18.‬‬
‫‪58‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫أي النظم اإليكولوجية‪ .‬ويعتمد وجودنا‬


‫كوكب األرض‪ ،‬فضال عن البيئات الطبيعية التي تنمو فيها هذه األشكال‪ّ ،‬‬
‫التنوع البيولوجي الذي يوفّر جميع الموارد الطبيعية الالزمة لتنمية الفرد‪".‬‬
‫في حد ذاته على ّ‬
‫— المديرة العامة لليونسكو‪ ،‬السيدة أودري أزوالي‪ ،‬بمناسبة اليوم الدولي للتنوع البيولوجي‪.‬‬
‫التنوع البيولوجي (‪)Biodiversité‬هو تنوع األجسام الحية لكل أصل من األصول‪ ،‬بما في ذلك النظم‬
‫البيئية البرية والبحرية وغيرها من النظم المائية والمركبات البيئية التي تنتمي إليها‪ .‬ويحتوي ذلك التنوع داخل‬
‫السالالت (الجينية)‪ ،‬وما بين السالالت والنظم البيئية‪.1‬‬
‫يقصد به أيضا تنوع أشكال الحياة كافة على وجه األرض‪ ،‬سواء أكانت على اليابسة أم في المياه‪ ،‬ولذا‬
‫فان التنوع البيولوجي ذو نطاق واسع يمتد ليشمل أنواع الكائنات الحية كافة من نبات وحيـوانات وفيروسات ‪.....‬‬
‫الخ سواء أكانت تلك موجودة على اليابسة أم في المياه‪ 2‬فضال عن ذلك يشمل النظم البيئية ( ‪Ecological‬‬
‫‪.)systèmes‬‬
‫ويعرفه برنامج األمم المتحدة للبيئة (‪ )UNEP‬بأنه" التنوع البيولوجي بين الكائنات الحية من جميع‬
‫المصادر بما في ذلك البرية والبحرية وغيرها من النظم اإليكولوجية المائية والتجمعات البيئية التي هي جزء‬
‫منها"‪. 3‬‬
‫أما مكتب معلومات البحر األبيض المتوسط للبيئة والثقافة والتنمية المستدامة‪www.mio-ecsde-( 4‬‬
‫‪ : )org‬فيرى أن التنوع البيولوجي من األصول الطبيعية األساسية ومكونا من النظم البيئية األرضية والبحرية‪،‬‬
‫يحافظ على النظم البيئية المهمة أو يساهم بها بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر‪ ،‬فيكون مرتبطا بشكل وثيق‬
‫برفاهة اإلنسان‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أمانة االتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي‪ ،‬التنوع البيولوجي للزراعة حماية التنوع البيولوجي وضمان األمن الغذائي‪ ،‬تقرير‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.30‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 3‬من اتفاقية التنوع البيولوجي ‪.1770‬‬
‫‪ -3‬منال بوركو‪ ،‬حماية التنوع البيولوجي في البحر األبيض المتوسط على ضوء القانون الدولي العام والتشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬جامعة باتنة ‪ ،0211/0219 ،1‬ص ‪.12‬‬
‫‪ -4‬وهو اتحاد للمنظمات غير الحكومية ال يبغي الربح‪ ،‬يتألف من ‪ 101‬منظمة غير حكومية متوسطية للبيئة والتنمية‪ ،‬وهو يعمل‬
‫كمنهاج تقني وسياسي لعرض وجهات نظر المنظمات غير الحكومية وتدخالتها على الساحة المتوسطية ويلعب دو ار فاعال في‬
‫حماية البيئة والترويج للتنمية المستدامة للمنطقة المتوسطية ودولها‪ ،‬تأسس سنة ‪.0210‬‬
‫‪ -5‬التنوع البيولوجي في منطقة المتوسط‪،‬مكتب معلومات البحر المتوسط للبيئة والثقافة والتنمية المستدامة‪،‬ورقة موقف‪ ،‬نوفمبر‬
‫‪ ،0210‬ص‪3‬‬
‫‪59‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫ويعرفه ميثاق التنوع الحيوي بأنه "تباين الكائنات الحية المستمدة من جميع المصادر ومنها النظم البيئية‬
‫البرية والبحرية وغيرها من النظم المائية والتكوينات البيئة التي تشكل هذه النظم جزءا منها‪ ،‬ويتضمن هذا التباين‬
‫التنوع الحيوي داخل األنواع وكذلك بين النظم البيئية المختلفة"‪.1‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية‪.‬‬
‫تعد الموارد الطبيعية مقومات أساسية إلنتاج األغذية والتنمية الريفية وسبل المعيشة المستدامة‪ ،‬غير أن‬
‫النزاعات القائمة للحصول على هذه الموارد التي كانت صفة بارزة على مدى تاريخ البشرية قد تتزايد في مناطق‬
‫كثيرة‪ ،‬نتيجة للطلب المتنامي على األغذية واأللياف والطاقة‪ ،‬إضافة إلى فقد األراضي المنتجة أو تدهورها‪،‬‬
‫وستزداد النزاعات تفاقما بفعل تغير ظروف اإلنتاج وازدياد ندرة المياه وفقد التنوع البيولوجي والفعاليات المناخية‬
‫المتطرفة واآلثار األخرى الناجمة عن تغير المناخ‪.‬‬
‫تتعامل التنمية المستدامة مع الموارد الطبيعية على أنها موارد محدودة‪ ،‬لذلك تحول دون استنزافها أو‬
‫تدميرها وتعمل على استعمالها وتوظيفها بصورة عقالنية‪ .‬حيث يقوم البعد البيئي للتنمية المستدامة على تحقيق‬
‫هدفين‪:2‬‬
‫‪-‬ترشيد استخدام الموارد البيئية المحلية (المتجددة وغير المتجددة) في العمليات اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪-‬المحافظة على طاقة االستيعاب لألنساق البيئية‪ ،‬والتي تعني قدرتها على تجديد حيويتها‪ ،‬باعتبارها تمثل‬
‫األصول اإليكولوجية الالزمة لدعم واستم اررية الحياة‪.‬‬
‫للحفاظ على التراث البيئي العالمي‪ ،‬والموارد الطبيعية‪ ،‬من أجل األجيال القادمة‪ ،‬يجب إيجاد حلوال قابلة‬
‫لالستمرار اقتصاديا للحد من استهالك الموارد‪ ،‬وايقاف التلوث‪ ،‬وحفظ الموارد الطبيعية على قاعدة الموارد المادية‬
‫والبيولوجية‪ ،‬وعلى النظم اإليكولوجية والنهوض بها‪.‬‬
‫سعى المشرع الجزائري إلى تكريس االستهالك المستدام للموارد الطبيعية من خالل االعتراف في القانون‬
‫‪ 12-23‬ب مبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية‪ ،‬والذي يقتضي عدم إلحاق الضرر بجميع الموارد الطبيعية كالماء‬
‫والهواء واألرض وباطن األرض‪ ،‬حيث تتحقق الحماية الكاملة لجميع الموارد الطبيعية من خالل ترشيد استعمالها‬
‫واستغاللها بشكل يضمن استدامتها‪ ،‬وكذا تشجيع التحول نحو استغالل الطاقات المتجددة لتحقيق التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬وأن تكون المخلفات الصناعية ال تتجاوز قدرة األرض على االستيعاب من جهة أخرى‪.‬‬

‫‪1-‬محمد سلم أشتية و رنا ماجد جاموس‪ ،‬التنوع الحيوي‪ :‬أهميته وطرق المحافظة عليه‪ ،‬سلسلة دراسات التنوع الحيوي والبيئة‪،‬‬
‫النشرة رقم ‪ ،1‬مركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة‪ ،‬فلسطين‪ ،‬أفريل ‪ ،0220‬ص ‪.9‬‬
‫‪ -2‬محمد زكي علي السيد‪ ،‬أبعاد التنمية المستدامة مع دراسة للبعد البيئي في االقتصاد المصري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد‬
‫والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،0222 ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪60‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫من أجل ذلك فقد كرس المشرع الجزائري من خالل القانون ‪ 27-77‬المتعلق بالتحكم في الطاقة والؤرخ‬
‫في ‪ 01‬جويلية ‪ ( 1777‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،91‬صادرة في ‪ 0‬أوت ‪ )1777‬ترشيد استخدام الطاقات المتجددة من‬
‫أجل الحد من تأثير النظام الطاقوي على البيئة‪ ،‬عبر اعتماد جملة من اإلجراءات والنشاطات التطبيقية بغية‬
‫االستعمال الرشسد للطاقة عبر استعمالها بالصورة الحسنة في مختلف مستويات اإلنتاج وتحويل الطاقة‬
‫واالستهالك النهائي لها في قطاعات الصناعة والنفايات والخدمات وحتى االستهالك العائلي‪ ،‬ولذلك فإن‬
‫التخفيف من تأثيرات النظام الطاقوي على البيئة سمح بتقليل إنبعاثات الغازات الدفيئة وغازات السيارات في‬
‫المدن‪.1‬‬
‫وبينت المادة ‪ 9‬من القانون ‪ 27-77‬أن التحكم في الطاقة يعد نشاطا ذو منفعة عامة‪ ،‬يتضمن ترقية‬
‫وتشجيع التطور التكنولوجي وتحسين الفعالية االقتصادية بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫وبالنتيجة لذلك فقد أكد القانون رقم ‪ 27-22‬المؤرخ في ‪ 12‬أوت ‪ 0222‬يتعلق بترقية الطاقات المتجددة‬
‫في إطار التنمية المستدامة ( ج‪ .‬ر عدد ‪ 90‬صادرت في ‪ 11‬أوت ‪ )0222‬أن أهداف ترقية الطاقات المتجددة‬
‫تتمثل في حماية البيئة بتشجيع اللجوء إلى مصادر الطاقة غير الملوثة والمساهمة في مكافحة التغيرات المناخية‬
‫بالحد من إف ارزات الغاز المتسبب في االحتباس الحراري والمساهمة في التنمية المستدامة بالحفاظ على الطاقات‬
‫التقليدية وحفظها‪.2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ إدماج االعتبارات البيئية في أي سياسة تنموية‪.‬‬
‫يعتبر اإلدماج مفهوما بالغ التعقيد‪ ،‬فهو يحنوي على حقل واسع من الداللة‪ ،‬ويهم عدة فروع من العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬وفي هذا الشأن يقول أحد الباحثين وهو ‪ Besson‬أنه "من الضروري تعميم مفهوم اإلدماج للتمكن‬
‫من فهم مجموع المعاني التي يحتوي عليها‪ ،‬كما يمكن أن يعرف مفهوم اإلدماج عن طريق الوسط الذي يستخدم‬
‫فيه‪ ،‬وبناء على القواعد التي تستعمل لتحقيقه من جهة واألهداف التي يرمي إليها من جهة أخرى"‪.3‬‬
‫مبدأ إدماج االعتبارات البيئية في أي سياسة تنموية هو من المبادئ الحديثة التي ظهرت من خالل تطور‬
‫القانون الدولي للبيئة‪ ،‬وهو ال يهدف فقط إلى حماية مختلف أوساط البيئة‪ ،‬إنما يهدف أساسا إلى تقييم اآلثار‬
‫السلبية التي يمكن أن تلحق بالبيئة من جراء مختلف األنشطة البشرية‪ .‬فيجب على مختلف الدول أن تبني‬
‫مختلف سياساتها على إدماج حماية البيئة‪ ،‬فهذا المبدأ هو الذي يجسد على أرض الواقع نية وارادة الدولة في‬

‫‪ -1‬محمد معمري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.09‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪.27-22‬‬
‫‪-3‬مونية شوك‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪61‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫حماية البيئة‪ .1‬فأمام النظريات المتعارضة حول مركز اإلنسان في الكون‪ ،‬هل هو الوحيد الذي له حق التمتع‬
‫بمختلف موارد وثروات األرض أم أنه مجرد عنصر من العناصر المختلفة التي تعيش على األرض‪ ،‬فإن الدولة‬
‫ينبغي عليها أن تكون بمثابة الحارس لمختلف الثروات الطبيعية الحية وغير الحية لمصلحة كافة البشر‪.2‬‬
‫ي عكس هذا المبدأ ضرورة التركيز على جوانب التكامل والتبادل بين البيئة والتنمية‪ ،‬وهذا من خالل إدامج‬
‫االعتبارات البيئية في عملية صنع القرار ودراسة العناصر البيئية بشكل متكامل مع العناصر االقتصادية‬
‫واالجتماعية وعلى جميع مستويات التشريع والتنفيذ لتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫وبالرجوع للمشرع الجزائري‪ ،‬وفي محاولة منه لمواكبة تطورات القانون الدولي للبيئة‪ ،‬نجده تبنى في القانون‬
‫‪" 12-23‬مبدأ اإلدماج‪ ،‬الذي يجب بمقتضاه‪ ،‬دمج الترتيبات المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة عند إعداد‬
‫المخططات والبرامج القطاعية وتطبيقها"‪.3‬‬
‫مما سبق يتضح أن استخدام مبدأ اإلدماج في حماية البيئة يؤول إلى الجمع بين أهداف التنمية‬
‫االجتماعية واالقتصادية وتحقيق الرفاه الجماعي‪ ،‬وال يكون ذلك إال باعتماد الجانب الكمي واعتماد النوعية التي‬
‫تحترم الشروط البيئية باعتبارها حق لألجيال الالحقة أيضا وبذلك تصبح التنمية المستدامة عملية مستمرة وهادفة‬
‫تحقق التوازن لألجيال وتحقق التوازن بين الجانب البيئي واالقتصادي واالجتماعي‪ ،‬ويمكن تطبيق المبدأ في‬
‫مختلف المشاريع منها العمرانية‪ ،‬والبنى التحتية وفي تخطيط المرافق والخدمات االجتماعية‪ ،‬وبذلك تدمج البيئة‬
‫في كل النشاطات المختلفة ألجل ضمان تنمية مستدامة‪.4‬‬
‫الفرع الرابع‪ :‬مبدأ التخطيط البيئي‪.‬‬
‫و يعرف التخطيط البيئي على أنه منهج يقوم ويعدل خطط التنمية من منظور بيئي‪ ،‬أو بمعنى آخر هو‬
‫التخطيط الذي يحكمه بالدرجة األولى البعد البيئي واآلثار البيئية المتوقعة لخطط التنمية على المدى المنظور‬
‫وغير المنظور‪ ،‬هو التخطيط الذي يهتم بالقدرات أو الحمولة البيئية‪ ،‬بحيث ال تتعدى مشروعات التنمية‬
‫ومطامحها الحد البيئي الحرج‪ ،‬وهو الحد الذي يجب أن نتوقف عنده وال نتعداه‪ ،‬حتى ال تحدث نتائج عكسية قد‬
‫تعصف بكل ثمار مشروعات خطط التنمية‪.5‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Armelle Renault-Couteau, Le principe d’intégration: la genése d’un principe général du droit en devenir, In, Arnaud‬‬
‫‪De Raulin et Georges Saad, Droits fondamentaux et droit de l’environnement, Horizon Pluriel, L’Harmattan, sans date‬‬
‫‪de publication, p 41.‬‬
‫‪-2‬فارس عليوي‪ ،‬أطروحة سابقة‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 3‬ف ‪ 2‬من القانون ‪.12-23‬‬
‫‪-4‬محمد معايفي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪-5‬الحبيب بن خليفة‪ ،‬مذكرة سابقة‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫‪62‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫كما يعرف التخطيط أيضا بأنه وضع برنامج يتضمن قواعد وتنظيمات محددة لحماية البيئة‪ ،‬من خالل‬
‫التوقيع والتنبؤ بالمخاطر والمشكالت البيئية والتي يمكن أن تظهر مستقبال‪ ،‬وأخذ الحيطة والحذر بشأنها عن‬
‫طريق وضع الخطط الالزمة للوقاية منها والتقليل من خسائرها‪.1‬‬
‫والتخطيط البيئي ليس منفصال عن باقي المخططات‪ ،‬إنما هو إدماج االعتبارات البيئية في مخططات‬
‫التنمية‪ ،‬ويتطلب ذلك عمقا ال يستهان به‪ ،‬بدءا من الروابط البيئية للمخططين االقتصاديين والبيئيين‪ ،‬التي تشكل‬
‫إحدى األدوات التي يمكن اللجوء إليها لتوحيد عناصر المنهج البيئي‪ ،‬أمال في الوصول إلى تنمية حقيقية‪،‬‬
‫وانتهاء بالتقييم المحدد لآلثار البيئية للتنمية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى تعدد العناصر المرتبطة بالتخطيط‪ ،‬فالتخطيط‬
‫البيئي يتم بنظرة شاملة‪ ،‬واقعية ومتكاملة لكل ما يقيمه ويستغله اإلنسان ضمن الحيز الجغرافي الذي يشغله‪ ،‬كما‬
‫يتضمن معالجة كافة المشاكل البيئية الناجمة أو التي قد تنجم عن استغالل وتنمية هذا الحيز وتحسين النوعية‬
‫البيئية‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار بعدها اإلقليمي‪ ،‬وعليه فإن عمليات التخطيط البيئي يجب أن تعنى بالمكونات‬
‫الطبيعية والمشيدة للبيئة على حد سواء‪ ،‬كما تعنى بالتغيرات الهيكلية في هذه المكونات خاصة تلك التي تؤدي‬
‫إلى تردي نوعية البيئة‪.‬‬
‫تكمن أهمية التخطيط البيئي في اعتباره من أنجع الوسائل لحماية البيئة ويرجع ذلك لطبيعته الوقائية‪ ،‬إذ‬
‫يتحاشى بواسطته حدوث المخاطر والمشاكل البيئية قبل حدوثها‪ ،‬كما أنه بواسطة هذا النوع من التخطيط يمكن‬
‫تجنب الوقوع في التناقض بين السياسات التي تنتهجها األجهزة والمؤسسات التي لها عالقة بحماية البيئة‪ ،‬وذلك‬
‫بسبب أن التخطيط غالبا ما يحدد دور كل من األجهزة والمؤسسات تحديدا دقيقا‪ ،‬وكذلك التنسيق فيما بينها ألجل‬
‫الحماية األمثل للبيئة‪ .‬كما أن الوقاية من المخاطر والمشاكل البيئية من خالل التخطيط البيئي يوجب على‬
‫السلطات العامة في الدولة أن تتخذ جميع اإلجراءات والتدابير القائمة على تطور المعرفة والمعلوماتية والخبرة‬
‫مع األخذ بعين االعتبار الجوانب الفنية والتقنية‪.2‬‬
‫وعمد المشرع الجزائري إلى سن التخطيط وأحكامه في القانون ‪ 12-23‬المتعلق بحماية البيئة في إطار‬
‫التنمية المستدامة‪ ،‬إذ حدد في المادة ‪ 29‬منه أدوات تسيير البيئة والتي منها "تخطيط األنشطة التي تقوم بها‬
‫الدولة‪ ،‬كما يخصص الفصل الثالث لتخطيط األنشطة البيئية‪ .‬وفي القانون ‪ 21-29‬المؤرخ في ‪0229/29/13‬‬
‫المتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتنميتها نصت المادة ‪ 29‬منه على أدوات تسيير المساحات‬
‫الخضراء والتي منها مخططات تسيير المساحات الخضراء بينما حددت المادة ‪ 01‬محتوياته وكيفية إعداده‬
‫والمصادقة عليه وأحالت ذلك للتنظيم‪ .‬كما ورد التخطيط في القانون ‪ 17-21‬المؤرخ في ‪0221/10/10‬‬

‫‪-1‬اسماعيل نجم الدين زنكه‪ ،‬القانون اإلداري البيئي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،0210 ،‬ص ‪.399‬‬
‫‪-2‬اسماعيل نجم الدين زنكه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.399‬‬
‫‪63‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها حيث نص على التخطيط في المواد ‪ ،12-13-10‬ونصت المواد‬
‫‪ 31-32-07‬على إنشاء مخطط بلدي لتسيير النفايات المنزلية‪ .‬أما القانون ‪ 07-72‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‬
‫فقد تطرقت مواده من ‪ 12‬إلى ‪ 12‬والمواد من ‪ 11‬إلى ‪ 32‬والمواد من ‪ 31‬إلى ‪ 31‬إلى المخططات الوجيهية‬
‫للتهيئة والتعمير ومخططات شغل األرضي‪.‬‬
‫الفرع الخامس‪ :‬مبدأ النشاط الوقائي‪.‬‬
‫إذا كانت اإلجراءات واجبة التطبيق لحماية البيئة تهدف أساسا إلى تحقيق األمن البيئي فهذا يعني تحقيق‬
‫أقصى حماية للبيئة بكافة جوانبها في البر والبحر والهواء‪ ،‬ومنع أي اعتداء عليها قبل حدوثه منعا لوقوع الضرر‬
‫الذي ال يمكن تداركه‪ .‬وذلك باتخاذ التدابير واإلجراءات الوقائية الالزمة‪ ،‬سواء كانت من خالل سن القوانين‬
‫واللوائح التي تمنع التصرفات المؤدية لهذا الضرر أو باستخدام وسائل المالحظة والمتابعة والقياس‪ ،‬أو وسائل‬
‫التحذير وضبط الفاعل‪.‬‬
‫يقصد بالنهج الوقائي التأهب ألي تهديد محتمل أو افتراضي‪ ،‬أي عندما ال تتوفر الدالئل القوية التي تؤكد‬
‫حصول ضرر حقيقي ما‪ .‬وهذا المبدأ يعتمد على المنع الذي يرتكز على االحتمالية والحاالت الطارئة‪ .‬فمبدأ‬
‫النهج الوقائي يسعى إلى تجنب إلحاق الضرر بالبيئة‪.‬‬
‫يعتبر المؤتمر الدولي الثاني بشأن حماية بحر الشمال لعام ‪ 1719‬أول من قام بصياغة واضحة لمفهوم‬
‫النهج الوقائي‪ ،‬حيث نص على أن النهج الوقائي أمر ضروري لحماية بحر الشمال من أي مخاطر بيئية محتملة‬
‫قد يتعرض لها‪ ،‬وأنه ال بد من اتخاذ اإلجراءات الوقائية حتى قبل ثبوت وجود هذه المخاطر بأدلة علمية‬
‫واضحة‪.1‬‬
‫تتمثل اإلجراءات الوقائية في األساليب التي يمكن من خاللها منع حدوث التدهور البيئي في أي صورة‬
‫من صوره المختلفة‪ ،‬أي منع وقوعه أصال‪ .‬وعليه فإن اإلجراءات الوقائية غير مرتبطة بظهور التدهور البيئي‪.2‬‬
‫تتصف قواعد القانون البيئي بكونها قواعد وقائية‪ ،‬أي أنها تضبط الشأن البيئي على نحو مسبق لصدور‬
‫التلوث وحدوث الضرر‪ ،‬وبالتالي تهدف هذه القواعد إلى المحافظة على البيئة قبل اإلضرار بها من طرف‬
‫األشخاص والمؤسسات لكون ما يمكن أن يصدر من تلوث بيئي سيكون من الصعب تداركه فيما بعد‪.‬‬
‫يرى الفقيه بربوتا –المقرر الخاص للجنة القانون الدولي المكلفة بإعداد اتفاقية دولية حول المسؤولية‬
‫الدولية عن النتائج الضارة الناجمة عن أفعال ال يحظرها القانون الدولي‪ -‬أن التدابير التي تمنع وقوع حادث‪ ،‬و‬

‫‪1‬‬
‫‪Svitlana Krachenko, Tarek M. R. Chowdhury and Md Jahid Hossain: Principles of international‬‬
‫‪environmental law, rout ledge hand book of international environmental law, first published, 2013, p.47.‬‬
‫‪ -2‬صفية زيد المال ‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة تيذي‬
‫وزو‪ ،‬الجزائر‪ ،0219-0211 ،‬ص ‪.301‬‬
‫‪64‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫التدابير الكفيلة باحتواء اآلثار الضارة لحادث بعد وقوعه أو تخفيظها إلى الحد األدنى ذات طبيعة وقائية‪ ،‬فالنوع‬
‫األول يتخذ لمنع وقوع الحادث و الثاني لمنع وقوع الضرر‪ ،‬بصورة كلية أو جزئية‪ .‬فاإلحتواء و التقليل إلى الحد‬
‫األقصى أو التخفيف مساوية جميعا للوقاية من وقوع مقدار من الضرر‪ ،‬كان سيبقى لوال اتخاذ هذه التدابير‪.‬‬
‫يعد مبدأ الوقاية بمثابة المرشد لقانون البيئة‪ ،‬و تظهر أهميته من ناحيتي‪:‬‬
‫‪-‬الناحية اإليكولوجية‪ :‬يعد منع وقوع األضرار البيئية قبل حدوثها أفضل الوسائل لضمان حماية أفضل‬
‫لخصائص النظام البيئي‪.‬‬
‫‪-‬الناحية االقتصادية‪ :‬غالبا ما تكون تكاليف االصالح و العالج مرتفعة عن تكاليف الوقاية‪.‬‬
‫شكل تكريس مبدأ الوقاية في القانون الدولي البيئي تأثي ار حاسم في تطوير التشريعات الوطنية التي‬
‫أصبحت هي األخرى تتضمن صراحة البعد الوقائي في نصوصها المتعلقة بمختلف المجاالت البيئية‪ ،‬منها‬
‫الجزائر‪ ،‬حيث نص المشرع على هذا المبدأ في المادة ‪ 9/3‬من القانون ‪.12-23‬‬
‫يعتبر القضاء الدولي هو من إبتكر مبدأ الوقاية في القانون الدولي‪ ،‬بمناسبة النزاع بين الواليات المتحدة‬
‫األمريكية وكندا في قضية إنبعاث الغبار الملوث من مصهر تريل عام ‪ ،1721‬حيث بررت المحكمة حكمها‬
‫بضرورة إلتزام المؤسسة الصناعية بمنع التلوث العابر للحدود‪.‬‬
‫أما محكمة العدل الدولية فقد أكدت في حكمها بخصوص هذا المبدأ في قضية ‪Gabrikovo‬‬
‫‪ Nagymaros‬سنة ‪ 1799‬بين المجر و التشك بأن "حماية البيئة يفترض اليقضة و الوقاية باعتبار أن‬
‫األضرار التي تلحق بالبي ئة تتسم في الغالب بأنها أضرار ال يمكن اصالحها‪ ،‬باإلضافة إلى أن ميكانيزم‬
‫التعويض يبقى محدودا اتجاه هذا النوع من األضرار"‪.1‬‬
‫الفرع السادس‪ :‬مبدأ الحيطة و الحذر‪.‬‬
‫يعتبر هذا المبدأ حديثا مقارنة بغيره من المبادئ في إطار القانون الدولي عموما‪ ،‬فهو اختراع أو نتاج‬
‫قانوني جديد و هام خاصة في إطار حماية البيئة‪ .‬يقصد به اتخاذ تدابير احتياطية لمكافحة أضرار لم يتوصل‬
‫العلم بعد إلى تأكيد وقوعها و تحققها‪ ،‬و إنما ينتابها نوع من الريبة و الشك‪ ،‬لذلك نجد أن هذا المبدأ يهدف إلى‬
‫اتخاذ تدابير وقائية مسبقة لتدارك وقوع أضرار لم يتوصل العلم إلى معلومات دقيقة بشأنها‪.2‬‬

‫‪-1‬قرار محكمة العدل الدولية في القضية المتعلقة بمشروع‪ ،‬غابتشيكوفو ناغيماروس‪ ،‬بين هنغاريا ‪/‬سلوفاكيا‪ ،‬الصادر في ‪09‬‬
‫سبتمبر‬
‫‪ ، 1779‬موجز الفتاوى واألحكام الصادرة عن محكمة العدل الدولية في الفترة ‪ ،0220 -1779‬منشورات األمم المتحدة‪،‬‬
‫‪ST/LEG/SER.F/1/Add.2‬‬
‫‪-2‬صفية زيد المال‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،‬ص ‪.327‬‬
‫‪65‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫ظهر مبدأ الحيطة و الحذر ألول مرة على المستوى الدولي في الميثاق العالمي للطبيعة سنة ‪ 1710‬الذي‬
‫حث الحكومات على عدم منح ترخيص لمزاولة النشاطات التي لها آثار ضارة على البيئة والطبيعة كتدبير‬
‫احتياطي للوقاية من اآلثار الخطيرة‪.‬‬
‫تكرس مبدأ الحيطة كمبدأ عام ضمن السياسة البيئية من طرف اللجنة االقتصادية لألمم المتحدة بموجب‬
‫إعالن مؤتمر برغان حول التنمية الدائمة‪ ،1‬كما أن أول إتفاقية مؤكدة لمبدأ االحتياط والمستدركة لتطبيقه هي‬
‫اإلتفاقية المتعلقة بمنع استيراد النفايات الخطيرة ومراقبة حركتها العابرة للحدود بإفريقيا‪ ،‬إذ يظهر في هذه اإلتفاقية‬
‫التصور االحتياطي ضمن اإللتزامات العامة الواجبة على األطراف والمتعلقة بإنتاج النفايات بإفريقيا‪ ،2‬واتفاقية‬
‫إسبو المتعلقة بتقدير اآلثار على البيئة العابرة للحدود‪.3‬‬
‫على الصعيد الوطني‪ ،‬تعتبر ألمانيا أول دولة طورت مفهوم المبدأ في بداية الثمانينات‪ ،‬و أدرج في‬
‫القانون الفرنسي ألول مرة بصورة صريحة بمقتضى قانون بارنيي ‪ .1779‬أما المشرع الجزائري فقد نص عليه‬
‫في المادة ‪ 1/3‬من قانون ‪.12-23‬‬
‫الفرع السابع‪ :‬مبدأ دراسة التأثير البيئي‪:‬‬
‫تعتبر دراسة التأثير البيئي وسيلة للتقييم و في نفس الوقت إجراء جديد التخاذ الق اررات مما يعبر عن‬
‫التغيير الكلي في طريقة اتخاذ الق اررات لمحاولة التوفيق بين المسائل االقتصادية و المسائل البيئية‪ ،‬وهي ال تهتم‬
‫فقط بدراسة و تقييم اآلثار السلبية المحتملة على البيئة للعمل المقترح (مشروع‪ ،‬برنامج‪ ،‬خطة ذات طابع تقني‬
‫وغيره) أو كل قرار للسلطات العامة (تنظيمية‪ ،‬إدارية) لكن تتضمن و تشمل تقييم لمجموع تكاليف و فوائد‬
‫المشروع من الناحية االقتصادية واالجتماعية و البيئية‪.‬‬

‫‪ -1‬كان وزراء ) ‪ ( 34‬دولة أعضاء في اللّجنة االقتصادية ألوروبا‪ ،‬والمجتمعين في مدينة ‪ Bergen‬النرويجية‪ ،‬قد أصدرو في‬
‫‪ 19‬مايو ‪ 1990‬اعالنا و ازريا يتعلق بالتنمية المستدامة ‪ ،‬نصت المادة ‪ 07‬منه على مبدأ الحيطة حيث أشارت إلى أ نه‪:‬‬
‫‪« En vue d’atteindre un développement durable, les politiques doivent se fonder sur le principe de‬‬
‫‪précaution les mesure sur l’environnement doivent anticiper, prévenir et combattre les cause de‬‬
‫‪dégradation de l’environnement. En cas de risque de dommages graves ou irréversibles,‬‬
‫‪l’absence de certitude scientifique absolue ne doit pas servir de prétexte pour remettre a plut tard‬‬
‫» ‪l’adoption de mesures visant a prévenir la dégradation de l’environnement‬‬
‫‪ -2‬تم الّتوقيع عليها بباماكو في ‪ 30‬جانفي ‪ ، 1991‬تم تبنيها ضمن إطار منظمة الوحدة اإلفريقية‪ ،‬و دخلت حيز النفاذ في ‪20‬‬
‫مارس ‪. 1996‬‬
‫حيز النفاذ في‬
‫المتحدة ألوروبا‪ ،‬دخلت ّ‬
‫ّ‬ ‫لألمم‬
‫المؤرخة في ‪ 25‬فيفري ‪ 1991‬المعتمدة ضمن إطار الّلجنة االقتصادية ّ‬
‫ّ‬ ‫‪-3‬‬
‫‪10‬سبتمبر ‪.1779‬‬
‫‪66‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫حاول العديد من الفقهاء تعريف إجراء دراسة التأثير‪ ،‬فقد عرفها البعض "قاعدة الحس السليم"‪ ،‬وأرجعها‬
‫في مصدرها إلى قاعدة التفكير قبل العمل‪ ،‬فإلى جانب الدراسات االقتصادية والمالية لكل مشروع ال بد من‬
‫إجراء دراسة بيئية للمشروع‪ ،‬ذلك أن أي نشاط عاما أو خاصا ليس آمنا بالنسبة للبيئة‪ ،‬ولذلك صار من الالزم‬
‫التحديد المسبق لآلثار الجماعية للنشاط‪ ،‬كما عرف بأنه "دراسة علمية وتقنية مسبقة واجراء إداري متطور"‪.‬‬
‫كما عرفها البعض اآلخر بأنها عملية تنبئية وتقييمية لتأثير نشاط ما على البيئة المحيطة به‪ ،‬وبناء على‬
‫هذا التأثير المدمج فيه التأثيرات االقتصادية واالجتماعية بما فيها التأثيرات الصحية والتأثيرات المختلفة على‬
‫عناصر البيئة الطبيعية يتم إعداد تقرير الدراسة الذي يعرض على متخذي القرار للعمل على التخطيط السليم‬
‫وتنفيذ المشروعات بما يحقق تالفيا لآلثار السلبية وتعظيما لآلثار اإليجابية وهي عملية تساعد الدول على تحقيق‬
‫التنمية المستدامة بأقل أضرار على مواردها البيئية والبشرية‪.1‬‬
‫أسلوب تقييم اآلثار البيئية ال يشكل أساسا للحفاظ على البيئة فحسب‪ ،‬وانما يكون منطلقا للتشريعات‬
‫البيئية اإلنمائية‪ ،‬التي تساهم في اتخاذ القرار‪ ،‬بما يتطلب وضع مبادئ توجيهية للعملية من جهة‪ ،‬وتوضيح‬
‫منهجية خطوات تقدير آثار التلوث على البيئة من جهة أخرى‪.‬‬
‫نظم المشرع الجزائري مسألة تقييم مدى تأثير اآلثار البيئية لمشاريع التنمية‪ ،‬من خالل المرسوم التنفيذي‬
‫الخاص بدراسة مدى التأثير في البيئة رقم ‪ 91-72‬المؤرخ في ‪( 1772/20/09‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ )12‬والذي عدل‬
‫بالمرسوم التنفيذي ‪ 129-29‬المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على‬
‫البيئة (ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ )32‬الذي يبين كيفية دراسة مدى تأثير مشاريع التنمية على البيئة‪ ،‬سواء كانت على المستوى‬
‫المحلي أو الوطني‪ ،‬وتبيان اإلجراءات المتخذة بهذا الشأن‪ ،‬كما أشار القانون ‪ 12-23‬في مجال دراسة مدى‬
‫التأثير على وجوب الخضوع المسبق لمشاريع التنمية‪ ،‬والمنشآت الثابتة والمصانع‪ ،‬وبرامج البناء والتهيئة لدراسة‬
‫التأثير على البيئة‪ ،‬وهذا لدراسة مدى التأثير على األنواع والموارد واألوساط والفضاءات الطبيعية‪ ،‬والتوازنات‬
‫االيكولوجية وكذلك على إطار ونوعية المعيشة‪.‬‬
‫كما أكد المشرع الجزائري على أن دراسة التأثير‪ ،‬يتضمن عرض النشاط االقتصادي المزمع القيام به‪ ،‬من‬
‫خالل وصف حالة الموقع وبيئته‪ ،‬والتأثير المحتمل على البيئة‪ ،‬وعلى صحة اإلنسان‪ ،‬وعلى التراث الثقافي‪،‬‬
‫وتحديد التدابير والحلول البديلة من أجل الحد من اآلثار المضرة بالبيئة‪.‬‬

‫‪ -1‬طه طيار‪ ،‬دراسة التأثير على البيئة ‪-‬نظرة في القانون الجزائري ‪-‬مجلة المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬العدد األول‪ ،‬الجزائر‪1991 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪. 03‬‬
‫‪67‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫يستنتج أن دراسة التأثير البيئي يسهل تطبيق مبدأ الوقاية والحيطة‪ ،‬عن طريق تقدير احتمال حدوث‬
‫الضرر وان كان غير مؤكد‪ ،‬ويسمح أيضا بمحاولة إجراء تقدير يكون أكثر دقة ممكنة لتحديد درجة خطورة‬
‫الضرر المحتمل‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المبادئ التدخلية لحماية البيئة‪.‬‬
‫يندرج ضمن هذا الصنف مبدآن هما مبدأ االستبدال ومبدأ الملوث الدافع‪ .‬ويقصد باإلجراءات التدخلية أو‬
‫العالجية أو الردعية‪ ،‬اتخاذ سلسلة سريعة من التدابير التي توقف حاال المصادر الرئيسية لهذه المشكالت‬
‫البيئية‪ ،‬والتي يشكل استمرارها موتا محققا لإلنسان والبيئة معا‪ ،‬وتشمل‪ :‬مبدأ االستبدال و مبدأ الملوث الدافع‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬مبدأ االستبدال‪.‬‬
‫نص المشرع على هذا المبدأ في المادة الثالثة فقرة ثالثة من قانون ‪ 12-23‬واعتبره من المبادئ‬
‫األساسية والمرجعية لهذا القانون‪ ،‬حيث يمكن بمقتضاه استبدال نشاط تم التأكد بإض ارره بالبيئة بآخر يكون أقل‬
‫خط ار عليها‪ ،‬دون مراعاة لتكلفة هذا النشاط الجديد ما دام يوفر الحماية الالزمة للبيئة‪.‬‬
‫لم يشترط المشرع في النشاط الجديد أن يكون غير مضر‪ ،‬بل يكفي أن يكون أقل إض ار ار من األول‪ .‬وفي‬
‫ذلك إرادة حازمة للتقليل من تلوث البيئة حتى وان كان مكلفا‪.‬‬
‫ويتجسد ذلك في وجود نشاط كان يعتبر غير مضر بالبيئة‪ ،‬إال أنه بعد التقدة العلمي التكنولوجي ثبت‬
‫العكس‪ ،‬فصعوبة توقيف هذا النشاط تحتم إيجاد نشاط بديل غير مضر أو على األقل أقل إض ار ار من النشاط‬
‫المستبدل‪ ،‬كما أن تكلفة تغيير النشاط وان كانت مرتفعة فإنها تعتبر غير ذلك بل تافهة بالمقارنة مع وقف‬
‫النشاط بالكامل وبالتالي يمكن أن نعتبر هذا المبدأ بطريقة غير مباشرة مربح لصاحب النشاط بخالف ما تبدو‬
‫عليه صياغته‪ .‬يمكن إدراج هذا المبدأ ضمن المبادئ الوقائية ما دام النشاط المستبدل لم يلحق ضر ار بالبيئة‪.1‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن نص المشرع على عدم مراعاة تكلفة استبدال النشاط هو تأكيد على أن المقصود‬
‫من التكلفة المقبولة المدرجة في المبدأ ال يقصد منها التوقف عن حماية البيئة عندما تكون التكاليف مرتفعة‪،‬‬
‫وانما اللجوء إلى أنسب الحلول من حيث التكلفة وكذا من حيث التقنيات المستعملة‪.2‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ الملوث الدافع‪:‬‬
‫"الملوث يدفع" مبدأ يحمل الملوث الذي يضر البيئة المسؤولة عما تسبب به‪ ،‬ويتطلب منه أن يدفع‬
‫تعويضات إلصالح الضرر‪ .‬ويعتبر هذا المبدأ تطبيقا لقاعدة اقتصادية لتوزيع التكاليف التي يعود مصدرها إلى‬

‫‪ -1‬الحبيب بن خليفة‪ ،‬القيمة القانونية للمبادئ العامة لقانون البيئة‪،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬الجزائر‪-0212 ،‬‬
‫‪ ،0219‬ص ‪132‬‬
‫‪ -2‬الحبيب بن خليفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪68‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫نظرية "سيادة العوامل الخارجية"‪ ،‬التي وضعها العالم اإلنجليزي ‪ Pigou‬في بداية العشرينيات من القرن‬
‫الماضي‪ ،‬مفادها أنه عندما يسبب إنتاج أو استهالك سلعة أو خدمة ضر ار للبيئة‪ ،‬تكون هناك سيادة للعوامل‬
‫الخارجية‪ ،‬وتكون هذه السيادة للعوامل الخارجية سلبية عندما ال تؤخذ تكلفة األضرار في حساب تكلفة اإلنتاج أو‬
‫الخدمة‪ ،‬ويأخذ الحرائق التي تسببها ش اررة القاطرات في الحقول كمثال للعوامل الخارجية السلبية‪.‬‬
‫في الواقع أن االعتراف بمبدأ الملوث الدافع في اإلتفاقيات الدولية حديث نسبيا‪ ،‬والنطاق الجغرافي لهذه‬
‫اإلتفاقيات ال يتعدى اإلطار اإلقليمي‪ ،‬وهو ما يؤدي إلى التشكيك في الوضع الراهن للقانون الدولي البيئي‪ ،‬أنه‬
‫يستطيع أن يشكل المبدأ قاعدة عرفية‪.‬‬
‫على الصعيد الجزائري تم إقرار مبدأ الملوث الدافع من خالل نص المادة ‪ 9/3‬من قانون حماية البيئة في‬
‫إطار التنمية المستدامة ‪.12-23‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬المبادئ القائمة في ظل الحماية و المحافظة على البيئة‪.‬‬
‫حتى تتحقق الحماية المثالية والفعلية للبيئة‪ ،‬يجب أن يتم ذلك بصورة متواصلة بغض النظر عن وقوع‬
‫ضرر أم ال‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬مبدأ الحق في اإلعالم في المواد البيئية‪:‬‬
‫يقصد باإلعالم نشر المعلومات والمعطيات المختلفة حول األنشطة واألعمال أو مشروعات األنشطة أو‬
‫اإلجراءات التي يمكن إتخاذها من قبل دولة ما‪ ،‬والتي تخلق أو يمكن أن تخلق خطر ملموس على بيئة دولة أو‬
‫دول أخرى‪.‬‬
‫ونشر مثل هذه المعلومات قد يتم بصفة تلقائية من الدولة التي يجري على إقليمها مثل هذه األنشطة‪ ،‬أو‬
‫من خالل طلب تتقدم به الدولة أو الدول المعرضة لمخاطر هذه األنشطة أو اإلجراءات‪ .‬وقد يتخذ إجراء اإلعالم‬
‫صورة منتظمة بصدوره في شكل إعالن منتظم بالمعلومات المتعلقة بنشاط أو بعمل محدد يمكن أن تترتب عليه‬
‫أضرار بيئية‪.1‬‬
‫جاء هذا الحق في المبدأ العاشر من إعالن ريو الذي نص على الحق في االطالع على الوثائق‬
‫والبيانات البيئية‪ ،‬كما كرس هذا الحق قانونيا على المستوى الدولي بفضل اتفاقية ‪ 1771 Aarhus‬المتعلقة بحق‬
‫االعالم ومساهمة الجمهور في اتخاذ الق اررات و اللجوء إلى القضاء في المجال البيئي‪ ،‬إذ تمنح األولوية لحق‬

‫‪ -1‬عبد العزيز مخيمر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.099 -091‬‬


‫‪69‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫االعالم على حق المساهمة في اتخاذ الق اررات‪ ،‬و على السلطات المعنية أن تقدم هذه المعلومات في أجل شهر‬
‫من يوم تقديم الطلب‪ ،‬و في أجل شهرين كحد أقصى إذا كانت الوثائق المطلوبة معقدة‪.1‬‬
‫يعتبر القانون ‪ 12-23‬أول نص قانوني اعترف بالحق في االعالم عن المواد البيئية في الجزائر‪.‬‬
‫يمكن أن تتعلق هذه المعلومات بكل المعطيات المتوفرة لدى االدارة في شكلها المكتوب أو المرئي أو‬
‫الشفهي أو اآللي‪ ،‬و مرتبطة بحالة البيئة التي تتناول حالة الماء‪ ،‬الهواء‪ ،‬التربة‪ ،‬النباتات‪ ،‬المواقع الطبيعية‬
‫والتلوث أو التدابير التي لها انعكاسات ضارة أو يحتمل أن يكون لها تأثير على العناصر البيئية و التنظيمات‬
‫واإلجراءات و البرامج و المخططات الموجهة لضمان حماية البيئة و تنظيمها‪.‬‬
‫ما يعاب على المشرع الجزائري أنه‪:‬‬
‫‪ -‬لم يكرس الكثير من األحكام التي تخدم الحق في االعالم البيئي‪ ،‬و التي وردت أغلبها في مسودة‬
‫مشروع القانون الجديد لحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬
‫لم يحدد القانون إجراءات تسليم هذه المعلومات و ال آجال تقديمها تاركا ذلك للنصوص التنظيمية‬ ‫‪-‬‬
‫حسب نص المادة ‪.3/ 9‬‬
‫‪ -‬لم يتضمن الطعن القضائي في حالة رفض االدارة إعالم الجمهور‪.2‬‬
‫تأسيس نظام قانوني دولي لحماية البيئة و ترقية التنمية المستدامة غير كاف ما لم يجد هذا النظام أطر‬
‫للتعاون بين الدول تهدف لحماية البيئة‪ ،‬و المحافظة عليها من خالل فرض تدابير وقائية وردعية في آن واحد‪،‬‬
‫يتعين على الدول اإللتزام بها‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ المشاركة في القرار‪:‬‬
‫هي إتاحة الفرصة لألفراد والجماعات للمشاركة النشطة في كافة المستويات على حل المشكالت البيئية‪،‬‬
‫ويؤكد مصطفى طلبة –المدير التنفيذي لبرنامج األمم المتحدة للبيئة‪ -‬أنه إذا لم تكن هناك مواجهة للمشاكل‬
‫البيئية بمشاركة كافة فئات المجتمع‪ ،‬واذا لم تكن هذه المشاركة جادة وايجابية لن تفلح أي جهود لمواجهة مشاكل‬
‫البيئة سواء كان ذلك في الواليات المتحدة بكل إمكانياتها واعالمها أو في أي دولة من الدول النامية‪ ،‬التي ال‬

‫‪-1‬تم إقرار إتفاقية ‪ Aarhus‬في إجتماع لوزراء الدول األوروبية عام ‪ 1771‬حول الحق في الحصول على جميع المعلومات‬
‫البيئية‪ ،‬وقد دخلت حيز النفاذ في ‪ 32‬أكتوبر ‪ 0221‬بعد التصديق عليها‪ ،‬وتعد هذه اإلتفاقية بمثابة ترجمة للمادة العاشرة من‬
‫إعالن ريو حول حاجة المواطنين إلى المشاركة في الموضوعات البيئية وحصولهم على المعلومات البيئية التي تملكها السلطات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬صفية زيد المال‪ ،‬رسالة سابقة‪ ،‬ص ‪.017‬‬
‫‪70‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫تملك مثل هذه اإلمكانيات‪ ،‬وقد أثبتت التجارب أن إشراك الناس في صنع الق اررات التي يتعلق بها مستقبلهم أمر‬
‫ضروري‪.1‬‬
‫ويتمثل هذا المبدأ في المشاركة الفعالة واإليجابية في حماية البيئة سواء عن طريق المناقشات أو تبادل‬
‫األفكار والمعلومات وضرورة اإلعالم‪ .‬وقد نص عليه إعالن ري ودي جانيرو ضمن المبدأ العاشر الذي أكد‬
‫مضمونة على أن " التربية وتوعية المواطنين يشكالن السبيل األفضل لمعالجة قضايا البيئة‪ ،‬وعلى السكان‬
‫المشاركة في عملية اتخاذ الق اررات الخاصة بالبيئة"‪ ،‬وكذا المبدأ ‪ 01‬الذي جاء فيه إن "النساء والرجال والشعوب‬
‫تقوم بدورها في حماية البيئة‪ ،‬ويتعين إشراكهم في هذه عملية القابلة لإلستمرار"‪.‬‬

‫ولقد كرس هذا المبدأ في التشريع الجزائري من خالل اقراه في القانون ‪ 12-23‬ال سيما المواد ‪-29-23‬‬
‫‪ 27-21‬كإطار عام يتجسد في التحقيقات العمومية‪ ،‬وكذلك القانون ‪ 21-10‬المؤرخ في ‪ 10‬جانفي ‪0210‬‬
‫المتعلق بالجمعيات الذي يشير إلى إشتراك األشخاص في تسخير معارفهم في العديد من المجاالت ومنها‬
‫المجال البيئي‪ .2‬والقانون ‪ 21-21‬المؤرخ في ‪ 0221/20/02‬المتضمن القانون التوجيهي للمدينة ينص على‬
‫التسيير الجواري الذي بموجبه يتم بحث ووضع الدعائم والمناهج الرامية إلى إشراك المواطن بصفة مباشرة أو‬
‫عن طريق الحركة الجمعوية في تسيير البرامج واألنشطة التي تتعلق بمحيطه المعيشي وكذلك تقدير اآلثار‬
‫المترتبة على ذلك وتقييمها‪ .3‬كما ورد النص على مبدأ المشاركة في القانون ‪ 02-22‬المؤرخ في‬
‫‪ 0222/10/09‬المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة (المادة ‪ 1‬ف‬
‫‪.)2‬‬
‫ال تتأتى الحماية الفعلية للبيئة ما لم توضع النصوص التشريعية موضع التنفيذ على أرض الواقع من‬
‫خالل بناء مؤسساتي متكامل وفعال‪.‬‬

‫‪-1‬غسان الجندي‪ ،‬القانون الدولي لحماية البيئة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 20‬ف ‪ 20‬من القانون ‪.20-70‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 20‬ف ‪ 20‬من القانون ‪.20-20‬‬
‫‪71‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫المبحث الثالث‪ :‬اإلطار المؤسساتي لحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة في الجزائر‪.‬‬
‫إن تواجد قوانين بيئية متطورة‪ ،‬ال يكفي لضمان حماية عقالنية للبيئة الطبيعية‪ ،‬بل ال بد من توفر‬
‫مؤسسات‪ ،‬تسند إليها مهمة تطبيق هذه القوانين والسهر على احترامها‪ ،‬وتوفير الميكانزمات الضرورية لتفعيلها‪،‬‬
‫وعندما نتحدث عن اإلطار المؤسساتي يجب أن يأخذ بمفهومه الشامل‪ ،‬أي عدم التركيز على المؤسسات‬
‫الحكومية الفاعلة في مجال السياسة العمومية‪.‬‬
‫تعد اآلليات الوطنية الضمانة الثانية لحماية البيئة‪ ،‬وتكتسي دراسة التطور المؤسساتي لقطاع البيئة في‬
‫الجزائر أهمية بالغة في الكشف عن مدى نجاعة وفعالية تدخل اإلدارة البيئية في رسم السياسة العامة البيئية‪،‬‬
‫وتحقيق التنمية المستدامة في الجزائر‪.‬‬
‫أصبحت المسألة البيئية تهم العديد من الفاعلين‪ ،‬إدارات عمومية كانت أو مؤسسات غير حكومية مثل‪:‬‬
‫الجمعيات واألحزاب والمؤسسات العلمية‪ ،‬غير أن ميزة التشتت والقطاعية التي تعرفها قوانين حماية البيئة‪،‬‬
‫وبالخصوص في الدول النامية أفرزت إطا ار مؤسساتيا يتسم بالتجزئة وتعدد المتدخلين‪ ،‬وتشمل المؤسسات البيئية‬
‫ثالث مستويات هي‪ :‬األجهزة المركزية‪ ،‬األجهزة الالمركزية ومنظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫على هذا األساس يتم تقسيم هذا المبحث إلى ثالث مطالب‪ ،‬يبين األول دور الهيئات المركزية في مجال‬
‫حماية البيئة‪ ،‬في حين يركز الثاني على دور الهيئات الالمركزية في هذا المجال‪ ،‬ويتطرق الثالث إلى دور‬
‫المجتمع المدني في هذا المجال‪.‬‬
‫المطلب الول‪ :‬دور الهيئات اإلدارية المركزية في حماية البيئة‪.‬‬
‫بانتهاء مرحلة التشريع تليها مرحلة التنفيذ التي هي موكلة للسلطة العامة لما لها من امتيازات ووسائل‬
‫كفيلة بالحماية‪ ،‬والهدف من ذلك وضع حد لإلنتهاكات العديدة في المجال البيئي‪ ،‬كما أتاح المشرع لكل شخص‬
‫طبيعي أو معنوي التدخل لتسيير البيئة وحمايتها‪ ،‬وبذلك نتناول في هذا المطلب اآلليات المركزية المتدخلة في‬
‫حماية البيئة ممثلة فياإلدارة التنفيذية المكلفة بالبيئة (الفرع األول)‪ ،‬والفضاءات الوسيطة (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬اإلدارة التنفيذية المكلفة بالبيئة‪.‬‬
‫شغل موضوع حماية البيئة حي از كبي ار من اهتمام الجهات الحكومية المختصة‪ ،‬نتيجة لألخطار التي‬
‫أحاطت بالبيئة‪ ،‬ومن ثم التحرك لتفعيل دور هذه الجهات في مالحقة األضرار التي تحدق بالبيئة على نحو‬
‫منظم‪ ،‬للوصول إلى بيئة سليمة و خالية من التلوث‪.‬‬
‫أوال‪-‬الوزارة المكلفة بالبيئة‪.‬‬
‫لقد أولت الجزائر إهتماما بالبيئة فأنشأت لذلك عدة مؤسسات تهدف إلى حمايتها‪ ،‬حيث قامت سنة‬
‫‪1792‬بإنشاء اللجنة الوطنية للبيئة‪ ،‬وهي هيئة تشاورية تتكون من عدة لجان من ميادين مختلفة‪ ،‬ثم حلت اللجنة‬

‫‪72‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫سنة ‪ 1799‬وتم تحويل مصالحها إلى و ازرة الري واستصالح األراضي وتم إنشاء مديرية البيئة‪ ،‬وفي مارس‬
‫‪ 1711‬ألغيت مديرية البيئة وحولت مصالحها إلى كتابة الدولة للغابات واستصالح األراضي والتي أعطت لها‬
‫تسمية مديرية المحافظة على الطبيعة وترقيتها‪ ،‬وفي جويلية ‪ 1713‬تم تأسيس الوكالة الوطنية للبيئة‪ .‬وفي سنة‬
‫‪ 1712‬تم إسناد المصالح المتعلقة بالبيئة إلى و ازرة الري والبيئة والغابات‪ ،‬كما تم سنة ‪ 1711‬تحويل‬
‫اختصاصات حماية االبيئة إلى و ازرة الفالحة‪ ،‬وخالل الفترة الممتدة ما بين ‪ 1772‬و ‪ 1770‬حولت هذه‬
‫االختصاصات إلى كتابة الدولة المكلفة بالبحث العلمي لدى الو ازرة المكلفة بالجامعات‪ ،‬وفي ‪ 1772‬تم إلحاق‬
‫قطاع البيئة بو ازرة الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬وتم إنشاء مديرية البيئة و المفتشية العامة للبيئة والمفتشيات‬
‫الوالئية‪ .‬أما سنة ‪ 1777‬فقد ألحقت البيئة بو ازرة األشغال العمومية والتهيئة العمرانية والبيئة والتعمير‪ ،‬وفي‬
‫‪ 0222‬ألحقت بو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة‪ ،‬وفي سنة ‪ 0221‬تم خلق أول و ازرة مستقة تعنى بشؤون البيئة‬
‫تحت وصاية وزير تهيئة اإلقليم والبيئة‪ ،‬ثم سميت في ‪ 0220‬و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة‪ ،‬وسميت في ‪0229‬‬
‫و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة والسياحة‪ ،‬وسميت في ‪ 0212‬و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة‪ ،‬وفي ‪ 0210‬أصبحت‬
‫و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة لتعود في ‪ 0213‬و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة‪ ،‬وفي ‪ 0219‬ألحقت بو ازرة‬
‫الموارد المائية لتصبح و ازرة الموارد المائية والبيئة‪ .‬وقد تكللت الجهود في ‪ 0219‬من خالل استحداث و ازرة البيئة‬
‫والطاقات المتجددة‪ ،‬أما سنة ‪ 0202‬فقد تعززت حماية البيئة بحقيبتين إضافيتين حيث صار هناك و ازرة البيئة‬
‫والو ازرة المنتدبة لالنتقال الطاقوي والطاقات المتجدة والو ازرة المنتدبة للبيئة الصحراوية‪ .‬وقد حافظ التعديل‬
‫الحكومي لسنة ‪ 0201‬على نفس التسمية و ازرة البيئة‪.‬‬
‫ويتولى وزير البيئة اقتراح واعداد عناصر السياسة الوطنية في ميدان البيئة‪ ،‬ويتولى تنفيذها ومتابعتها‬
‫ومراقبتها وفقا للقوانين و التنظيمات المعمول بها‪ ،‬كما يمارس الوزير اختصاصاته وصالحياته باالتصال مع‬
‫القطاعات والهيئات المعنية في حدود اختصاصات كل منها‪.1‬‬
‫ثانيا‪:‬المديرية العامة للبيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫تدخل المديرية العامة للبيئة ضمن هياكل و ازرة البيئة‪ ،2‬وتكلف بما يلي‪:3‬‬
‫‪-‬تعد وتضمن تنفيذ االستراتيجية الوطنية للبيئة وتقييمها وتحيينها‪،‬‬
‫‪-‬تعد التقرير الوطني حول حالة البيئة ومستقبلها‪،‬‬

‫‪-1‬للتفصيل في اختصاصات وزير البيئة ارجع إلى المرسوم التنفيذي ‪ 312-19‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ ، 0219‬يحدد‬
‫صالحيات وزير البيئة والطاقات المتجددة‪ ( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 92‬صادرة بتاريخ ‪.)0219/10/09‬‬
‫‪-2‬المادة األولى الفقرة الخامسة من المرسوم التنفيذي ‪ 319-19‬المؤرخ في ‪ 09‬ديسمبر ‪ ،0219‬يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية‬
‫لو ازرة البيئة والطاقات المتجددة‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ ،92‬صادرة بتاريخ ‪.)0219/10/09‬‬
‫‪-3‬الفقرة األولى من المادة الثانية من المرسوم التنفيذي ‪.319-19‬‬
‫‪73‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-‬تعد وتضمن تنفيذ مخطط العمل الوطني من أجل البيئة والتنمية المستدامة‪ ،‬وتقييمه وتحيينه‪ ،‬بالتنسيق مع‬
‫القطاعات المعنية‪،‬‬
‫‪-‬تقوم بالوقاية من كل أنواع التلوث واألضرار في الوسط الحضري والصناعي‪،‬‬
‫‪-‬تضمن مراقبة وتقييم حالة البيئة‪،‬‬
‫‪-‬تتولى متابعة أهداف التنمية المستدامة وتنفيذها‪،‬‬
‫‪ -‬تسهر على تطبيق التشريع والتنظيم المعمول بهما فيما يتعلق بحماية البيئة‪ ،‬وتقوم بزيارات للتقييم والتفتيش‬
‫والمراقبة‪،‬‬
‫‪-‬تدرس وتحلل دراسات التأثير ودراسات الخطر والدراسات التحليلية للبيئة‪،‬‬
‫‪-‬تقوم بتصور ووضع بنك معطيات ونظام للمعلومات الجغرافية يتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة‪،‬‬
‫‪-‬تبادر وتساهم في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة‪،‬‬
‫‪-‬تقوم بترقية أعمال التحسيس والتربية في مجال البيئة والتنمية‪،‬‬
‫‪-‬تساهم في حماية الصحة العمومية وترقية اإلطار المعيشي‪،‬‬
‫‪-‬تساهم في الحفاظ على األنظمة البيئية والساحل والتنوع البيولوجي وتطوير المساحات الخضراء‪،‬‬
‫‪-‬تساهم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬في مكافحة التغيرات المناخية‪.‬‬
‫وتضم المديرية العامة للبيئة ستة مديريات‪:‬‬
‫‪-1‬مديرية السياسة البيئية الحضرية‪ :‬تضم هي األخرى ‪ 23‬مديريات فرعية تتمثل في‪ :‬المديرية الفرعية‬
‫للنفايات المنزلية وما شابهها والضخمة والهامدة‪ ،‬المديرية الفرعية لألضرار السمعية والبصرية ونوعية الهواء‬
‫والتنقالت النظيفة‪ ،‬المديرية الفرعية للتدفقات السائلة الحضرية‪ .‬وتكلف وتكلف المديرية العامة للبيئة بما يلي‪:1‬‬
‫‪-‬تقترح عناصر السياسة البيئية الحضرية‪،‬‬
‫‪-‬تبادر وتساهم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬في إعداد وتحيين النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة‬
‫بتسيير النفايات ونوعية الهواء واألضرار السمعية باإلضافة إلى التدفقات السائلة الحضرية‪،‬‬
‫‪-‬تبادر بالدراسات المتعلقة بتسيير النفايات المنزلية وما شابهها والضخمة والهامدة ونوعية الهواء في الوسط‬
‫الحضري ومعالجة المياه اآلسنة والبيوغاز‪،‬‬
‫‪-‬تساهم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬في إعداد وتقديم البرنامج الوطني لتسيير النفايات المنزلية وما‬
‫شابهها والضخمة والهامدة وتثمينها‪ ،‬وتطوير االقتصاد الدائري وترقيته‪،‬‬
‫‪-‬تساهم في ترقية تقنيات مكافحة التلوث واألضرار البيئية في الوسط الحضري‪،‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 0‬ف ‪ 1/0‬من المرسوم التنفيذي ‪.319-19‬‬


‫‪74‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-‬تساهم‪ ،‬بالتنسيق مع القطاعات المعنية‪ ،‬في تحسين إطار المعيشة‪.‬‬


‫‪-2‬مديرية السياسة البيئية الصناعية‪ :‬وتضم ‪ 23‬مديريات فرعية‪ :‬المديرية الفرعية لتسيير النفايات والمنتجات‬
‫والمواد الكيميائية الخطرة‪ ،‬والمديرية الفرعية لترقية التكنولوجيات النظيفة وتثمين النفايات والمنتجات الفرعية‬
‫الصناعية‪ ،‬والمديرية الفرعية للمؤسسات المصنفة والوقاية من األخطار واألضرار الصناعية‪ .‬وتتمثل مهام‬
‫المديرية فيما يلي‪:1‬‬
‫‪-‬تبادر بالسياسة البيئية الصناعية وتقترحها‪،‬‬
‫‪ -‬تبادر بكل الدراسات واألعمال التي تساعد على الوقاية من التلوث واألضرار الصناعية‪،‬‬
‫‪-‬تبادر بكل الدراسات مع الشركاء المعنيين لتشجيع اللجوء إلى التكنولوجيات النظيفة‪،‬‬
‫‪-‬تبادر بمشاريع وبرامج إزالة التلوث في الوسط الصناعي وتنفذها‪،‬‬
‫‪-‬تساهم في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية‪ ،‬وتحدد القيم القصوى والمواصفات التقنية التي تنظم الوقاية‬
‫من التلوث واألضرار ذات المصدر الصناعي ومكافحتها‪ ،‬وتسهر على تطبيقها‪،‬‬
‫‪-‬تشجع استرجاع النفايات والمواد الفرعية الصناعية ورسكلتها‪،‬‬
‫‪-‬تساهم في إعداد خرائط األخطار الصناعية‪،‬‬
‫‪-‬تشارك في البرامج العالمية المتعلقة بنقل النفايات الخطرة عبر الحدود وازالة الملوثات العضوية الثابتة‪.‬‬
‫‪-3‬مديرية الحماية والمحافظة على التنوع البيولوجي والنظمة اإليكولوجية‪ :‬وتضم هي األخرى ‪ 23‬مديريات‬
‫فرعية هي‪ :‬المديرية الفرعية للحفاظ على التراث الطبيعي والبيولوجي والمساحات الخضراء‪ ،‬والمديرية الفرعية‬
‫للحفاظ على الساحل والوسط البحري والمناطق الرطبة‪ ،‬والمديرية الفرعية للحفاظ على األنظمة البيئية الجبلية‬
‫والسهبية والصحراوية وتثمينها‪ .‬وتضطلع هذه المديرية بالمهام التالية‪:2‬‬
‫‪-‬تقوم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬بتصور االستراتيجية الوطنية للمحافظة على التنوع البيولوجي وتحينها‪،‬‬
‫‪-‬تقترح‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬عناصر السياسة الوطنية فيما يتعلق بالمساحات الخضراء‪،‬‬
‫‪ -‬تقترح‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬العناصر المتعلقة بالحصول على الموارد البيولوجية‪،‬‬
‫‪-‬تبادر وتقوم بإنجاز الدراسات المتعلقة بالمحافظة على التنوع البيولوجي‪،‬‬
‫‪-‬تساهم في وضع السياسة الوطنية في مجال األمن البيولوجي‪،‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 0‬ف ‪ 0/0‬من المرسوم التنفيذي ‪.319-19‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 0‬ف ‪ 3/0‬من المرسوم التنفيذي ‪.319-19‬‬
‫‪75‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪ -‬تساهم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالحفاظ على‬
‫التنوع البيولوجي والمحافظة على الوسط الطبيعي والمجاالت المحمية والمساحات الخضراء والساحل وتسهر على‬
‫تطبيقها‪،‬‬
‫‪ -‬تساهم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬في إعداد قوائم تسيير المساحات ذات المنفعة الطبيعية‪،‬‬
‫‪ -‬تساهم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬في إعداد وتنفيذ األعمال المتعلقة بحماية الساحل والمحافظة عليه‪.‬‬
‫‪-4‬مديرية التغيرات المناخية‪ :‬وتضم مديريتين‪ :‬المديرية الفرعية للمالءمة مع التغيرات المناخية‪ ،‬والمديرية‬
‫الفرعية للتقليص من التغيرات المناخية‪ .‬وتكلف هذه المديرية ب ـ‪:1‬‬
‫‪-‬تعد‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالتغيرات المناخية‪،‬‬
‫‪-‬تطور االستراتيجيات والسياسات والمخططات الوطنية حول التغيرات المناخية‪ ،‬وتنسقها وتنفذها بالتشاور مع‬
‫القطاعات المعنية‪،‬‬
‫‪-‬تقترح‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬استراتيجية رصد وسائل التنفيذ‪،‬‬
‫‪-‬تعد‪ ،‬بالتنسيق مع القطاعات المعنية‪ ،‬برامج وأعمال المالءمة والتقليص في مجال التغيرات المناخية‪،‬‬
‫‪-‬تحضر وتنسق‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬مسار المفاوضات حول التغيرات المناخية وتشارك فيها‪،‬‬
‫‪-‬تساهم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬في تنفيذ أحكام اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن التغيرات‬
‫المناخية وأدواتها‪،‬‬
‫‪ -‬تضمن تقييم ومتابعة األعمال الوطنية لمكافحة التغيرات المناخية‪،‬‬
‫‪-‬تساهم في حماية طبقة األوزون‪ ،‬بالتنسيق مع القطاعات المعنية‪.‬‬
‫‪-5‬مديرية تقييم الدراسات البيئية‪ :‬وتضم مديريتين فرعيتين‪ :‬المديرية الفرعية لتقييم دراسات التأثير والمديرية‬
‫الفرعية لتقييم دراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية‪ .‬وتضطلع بالمهام التالية‪:2‬‬
‫‪-‬تقترح عناصر االستراتيجية في مجال التقييم البيئي‪،‬‬
‫‪-‬تساهم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بتقييم الدراسات‬
‫البيئية‪ ،‬وتسهر على تطبيقها‪،‬‬
‫‪-‬تدرس وتحلل دراسات التأثير على البيئة ودراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية‪ ،‬وتسهر على مطابقتها‪،‬‬
‫‪-‬تعد ق اررات الترخيص واالستغالل للمؤسسات المصنفة‪،‬‬
‫تضع أدوات التقييم والمتابعة والمراقبة‪،‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 0‬ف ‪ 2/0‬من المرسوم التنفيذي ‪.319-19‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 0‬ف ‪ 9/0‬من المرسوم التنفيذي ‪.319-19‬‬
‫‪76‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-‬تشارك‪ ،‬بالتعاون‪ ،‬بالتعاون مع الهياكل المعنية‪ ،‬في تعزيز القدرات على المستويين الوطني والمحلي في مجال‬
‫التقييم البيئي‪،‬‬
‫‪-‬تبدي رأيها في إنشاء المؤسسات المصنفة‪ ،‬وتسهر على حسن استغاللها‪.‬‬
‫‪-6‬مديرية التوعية والتربية والشراكة لحماية البيئة‪ :‬وتضم مديريتين‪ :‬المديرية الفرعية للتوعية والتربية البيئيين‬
‫والمديرية الفرعية للشراكة من أجل حماية البيئة‪ ،‬وتكلف بالمهام التالية‪:1‬‬
‫‪-‬تعد االستراتيجية الوطنية للتحسيس والتربية واإلعالم البيئي‪ ،‬وتقوم بتحيينها‪،‬‬
‫‪-‬تقوم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬بترقية جميع أعمال وبرامج التربية والتوعية في ميدان البيئة‪،‬‬
‫‪-‬تبادر‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية والمؤسسات المتخصصة‪ ،‬بجميع األعمال وبرامج التعليم والتوعية‪،‬‬
‫وتعدها في األوساط التربوية والشبانية‪،‬‬
‫‪-‬تبادر بجميع األعمال ومشاريع الشراكة وتساهم في ترقيتها‪ ،‬خصوصا مع وفي اتجاه الجماعات المحلية‬
‫والهيئات العمومية والجامعات ومؤسسات البحث والجمعيات والتجمعات المهنية‪،‬‬
‫‪-‬تساهم‪ ،‬باالتصال مع القطاعات المعنية‪ ،‬في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالتوعية واالتصال‬
‫والتربية البيئية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬الفضاءات الوسيطة‪.‬‬
‫في السنوات األخيرة تم إنشاء العديد من المؤسسات بهدف مواجهة التنوع الكبير للمشاكل البيئية واتساع‬
‫المهام التي يتعين القيام بها في هذا الميدان‪ ،‬وهكذا استطاعت العديد من الهيئات المتخصصة أن تساهم في‬
‫تصور وانجاز السياسة الوطنية للبيئة‪ ،‬ضمن آفاق التنمية المستدامة‪ ،‬كتدعيم للو ازرة الوصية‪ ،‬ومن بين هذه‬
‫المؤسسات‪:‬‬
‫أوال‪-‬الهيئات االستشارية‪.‬‬
‫كان للمنظور الجديد في حماية البيئة األثر على المستوى المؤسساتي‪ ،‬فإلى جانب تكيف المنظومة‬
‫القانونية مع ظهور مفهوم التنمية المستدامة‪ ،‬استحدث المشرع هيئات إدارية جديدة ترافق تحقيق الهدف الذي‬
‫يسعى إليه‪ ،‬تأخذ على عاتقها تقديم المشورة في المسائل الفنية المتعلقة بالبيئة‪ ،‬هذه الهيئات تتمثل في‪:‬‬
‫‪-1‬المجلس العلى للبيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫وهو عبارة عن هيئة استشارية ما بين القطاعات أنشئت بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،219-72‬يقوم‬
‫برسم السياسات ووضع خطط العمل ومتابعة التنفيذ في مجاالت التنمية كافة‪ ،‬ويضع المجلس قائمة أولويات‬

‫‪-1‬المادة ‪ 0‬ف ‪ 1/0‬من المرسوم التنفيذي ‪.319-19‬‬


‫‪77‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫العمل في صيغة االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة‪ ،‬ويرأسه رئيس الدولة أو الوزير األول‪ ،‬ويتكون من ‪10‬‬
‫وزي ار هو‪ :‬وزير البيئة‪ ،‬وزير الدفاع الوطني‪ ،‬وزير الشؤون الخارجية‪ ،‬وزير المالية‪ ،‬وزير النقل‪ ،‬وزير الفالحة‪،‬‬
‫وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬الوزراء المكلفون بالجماعات المحلية والصناعة والطاقة والري والصحة‬
‫والسكان‪ ،‬و‪ 21‬شخصيات تختار لكفاءتها وشهرتها في مجال البيئة والتنمية المستدامة‪ .‬ويضطلع المجلس‬
‫بالمهام التالية‪:1‬‬
‫‪--‬يضبط االختيارات الوطنية االستراتيجية الكبرى لحماية البيئة وترقية التنمية المستدامة‪،‬‬
‫‪-‬يقدر بانتظام تطور حالة البيئة‪،‬‬
‫‪-‬يقوم بانتداب تنفيذ التراتيب التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬ويقرر التدابير المناسبة‪،‬‬
‫‪-‬يتابع تطور السياسة الدولية المتعلقة بالبيئة ويحث الهياكل المعنية في الدولة على القيام بالدراسات المستقبلية‬
‫الكفيلة بتنويره في مداوالته‪،‬‬
‫‪-‬يبت في الملفات المتعلقة بالمشاكل البيئية الكبرى التي يعرضها عليه الوزير المكلف بالبيئة‪،‬‬
‫‪-‬يقدم سنويا تقري ار إلى رئيس الجمهورية عن حالة البيئة وتقويم مدى تطبيق ق ارراته‪.‬‬
‫‪-2‬المجلس الوطني لتهيئة االقليم وتنميته المستدامة‪.‬‬
‫أنشئ المجلس الوطني لتهيئة االقليم وتنميته المستدامة بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 211-29‬تطبيقا للمادة‬
‫‪ 01‬من القانون ‪ 02-21‬المتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة‪ .‬يرأس المجلس الوزير األول‪ ،‬ويضم تشكيلة‬
‫كبيرة ومتعددة‪ .‬ويضطلع المجلس بالمهام التالية‪:2‬‬
‫‪-‬توجيه االستراتيجية الشاملة لتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة‪،‬‬
‫‪-‬السهر على تنسيق المشاريع القطاعية الكبرى مع مبادئ وتوجيهات سياسة تهيئة اإلقليم‪.‬‬
‫ويبدي المجلس رأيه إلعداد ما يأتي‪:3‬‬
‫‪-‬المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة‪،‬‬
‫‪-‬المخططات الجهوية لتهيئة اإلقليم‪،‬‬
‫‪-‬المخططات التوجيهية للمنشآت الكبرى والخدمات الجماعية وكذا كل المسائل المرتبطة بما يلي‪:‬‬
‫‪-‬استراتيجيات تهيئة واصالح المساحات الحساسة‪ :‬السهوب والجنوب والجبال والساحل‪،‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 20‬من المرسوم الرئاسي ‪ 219-72‬المؤرخ في ‪ 1772/10/09‬يتضمن إحداث مجلس أعلى للبيئة والتنمية المستدامة‬
‫ويحدد صالحياته وتنظيمه وعمله‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ ،21‬صادرة بتاريخ ‪.)1779/21/21‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي ‪.211-29‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 29‬من المرسوم التنفيذي ‪.211-29‬‬
‫‪78‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-‬االستراتيجية المتعلقة بقرار إنشاء المدن الجديدة وتحديد مواقعها وكيفيات تنظيمها وتمويلها العمومي‪،‬‬
‫‪-‬تنمية المساحات الحضرية وتنظيم الضواحي‪،‬‬
‫‪-‬سياسة إعادة التوسع الصناعي من خالل إعادة الهيكلة وتغيير المواقع‪،‬‬
‫‪-‬االختيارات واألعمال المقترحة في إطار تنمية المجتمع في المغرب العربي وما وراء الحدود‪.‬‬
‫‪3‬ـ‪-‬المجلس الوطني للجبل‪.‬‬
‫تطبيقا ألحكام المادة ‪ 10‬من القانون ‪ 23-22‬المؤرخ في ‪ 03‬جوان ‪ ،0222‬أحدث مجلس وطني للجبل‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪ 29-21‬المؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪ ،0221‬يحدد تشكيلة المجلس الوطني للجبل‬
‫ومهامه وتنظيمه وكيفيات سيره‪ .‬يرأس المجلس الوزير المكلف بالتهيئة العمرانية أو ممثله‪ ،‬ويتشكل من ممثلي‪:‬‬
‫وزير الدفاع الوطني‪ ،‬ووزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬والوزير المكلف بالمالية‪ ،‬والوزير المكلف‬
‫بالموارد المائية‪ ،‬والوزير المكلف بالتجارة‪ ،‬والوزير المكلف بالمجاهدين‪ ،‬والوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬والوزير المكلف‬
‫بالنقل‪ ،‬والوزير المكلف بالتربية الوطنية‪ ،‬والوزير المكلف بالفالحة والتنمية الريفية‪ ،‬والوزير المكلف باألشغال‬
‫العمومية‪ ،‬والوزير المكلف بالصحة‪ ،‬والوزير المكلف بالثقافة‪ ،‬والوزير المكلف باالتصال‪ ،‬والوزير المكلف‬
‫بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية‪ ،‬والوزير المكلف بالبريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال‪،‬‬
‫والوزير المكلف بالرياضة‪ ،‬والوزير المكلف بالعمران‪ ،‬والوزير المكلف بالتضامن الوطني‪ ،‬والوزير المكلف‬
‫بالسياحة‪ ،‬والوزير المكلف بالبحث العلمي‪ ،‬وثالثة ممثلين عن الجمعيات التي تنشط في مجال الجبل‪.1‬‬
‫يضطلع المجلس على وجه الخصوص بما يلي‪:2‬‬
‫‪-‬تحديد األنشطة الكفيلة بحماية وترقية وتهيئة مختلف المناطق والكتل الجبلية‪،‬‬
‫‪-‬تسهيل عملية التنسيق بين مختلف األنشطة المبرمجة على مستوى الكتل الجبلية عن طريق اآلراء واالقتراحات‬
‫التي يقدمها‪،‬‬
‫‪-‬تقديم االستشارة حول أولويات التدخل العمومي‪ ،‬وكذا شروط تقديم المساعدات التي يمنحها "صندوق الجبل"‪،‬‬
‫‪-‬التحسيس بأهمية المناطق الجبلية وضرورة حمايتها وترقيتها في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪-1‬المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 29-21‬المؤرخ في ‪ 27‬جانفي ‪ ،0221‬يحدد تشكيلة المجلس الوطني للجبل ومهامه‬
‫وتنظيمه وكيفيات سيره‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ ،20‬صادرة في ‪.)0221/21/19‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪ 23-22‬المؤرخ في ‪ 03‬جوان ‪ 0222‬المتعلق بحماية المناطق الجبلية في إطار التنمية المستدامة‪،‬‬
‫(ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ ،21‬صادرة بتاريخ ‪.0222/21/09‬‬
‫‪79‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫يدلي المجلس بآرائه وتوصياته في جميع البرامج والمشاريع والنشاطات المزمع تنفيذها على مستوى‬
‫المناطق الجبلية ال سيما في أدوات تهيئة اإلقليم المتعلقة بها‪ .1‬كما يتم إعالمه ببرامج ومشاريع التنمية‬
‫واالستثمار في المناطق الجبلية‪.2‬‬
‫‪-4‬مجلس التنسيق الشاطئي وسيره‪.‬‬
‫أنشئ هذا المجلس بموجب المادة ‪ 32‬من القانون ‪ 20-20‬للتدخل المستعجل فيما يخص حاالت التلوث‬
‫في الساحل أو في المناطق الشاطئية أو في حاالت التلوث في الساحل أو في المناطق الشاطئية أو في حاالت‬
‫تلوث أخرى في البحر تستدعي التدخل المستعجل‪ .‬وتم تحديد تشكيلته وسيره بموجب المرسوم التنفيذي ‪-21‬‬
‫‪ 202‬المؤرخ في ‪ 00‬نوفمبر ‪( 0221‬ج‪ .‬ر عدد ‪ ،99‬صادرة في ‪.)0221/11/01‬‬
‫يرأس مجلس التنسيق الشاطئي ويسيره الوالي‪ ،‬ويتكون من ممثلي‪ :‬مديرية الوالية للموارد المائية‪ ،‬مديرية‬
‫الوالية لألشغال العمومية‪ ،‬مديرية الوالية للنقل‪ ،‬مديرية الوالية للصناعة والمناجم ‪ ،‬مديرية الوالية للصيد البحري‬
‫والموارد الصيدية‪ ،‬مديرية الوالية للسياحة‪ ،‬مديرية الوالية للتخطيط وتهيئة االقليم‪ ،‬مديرية الوالية للثقافة‪ ،‬مديرية‬
‫الوالية للمصالح الفالحية‪ ،‬المحافظة الوالئية للغابات‪ ،‬السلطة اإلدارية البحرية المحلية‪ ،‬قيادة الدرك الوطني‪،‬‬
‫رئيس أو رؤساء المجالس الشعبية البلدية المعنية‪ ،‬ويمكن أن يستعين المجلس بشخص طبيعي أو معنوي‬
‫لمساعدته في أعماله‪.3‬‬
‫ويترأس الوزير المكلف بالبيئة المجلس عندما تكون المنطقة الساحلية أو الشاطئية الحساسة أو المعرضة‬
‫لمخاطر بيئية خاصة تغطي عدة واليات‪ ،‬ويضم ممثل عن كل من‪ :‬وزير الدفاع الوطني‪ ،‬وزير الداخلية‬
‫والجماعات المحلية‪ ،‬وزير المالية‪ ،‬الوزير المكلف بالمناجم‪ ،‬الوزير المكلف بالموارد المائية‪ ،‬الوزير المكلف‬
‫بالنقل‪ ،‬الوزير المكلف بالفالحة‪ ،‬الوزير المكلف باألشغال العمومية‪ ،‬الوزير المكلف بالثقافة‪ ،‬الوزير المكلف‬
‫بالسكن‪ ،‬الوزير المكلف بالصناعة‪ ،‬الوزير المكلف بالصيد البحري‪ ،‬الوزير المكلف بالسياحة‪ ،‬الوالة المعنيون‪.4‬‬
‫‪-5‬المحافظة الوطنية للساحل‪.‬‬
‫تم استحداث هذه الهيئة بموجب القانون ‪ 20-20‬المؤرخ في ‪ 0222/20/29‬والمتعلق بحماية الساحل‬
‫وتثمينه‪ ،‬وهي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ .5‬تكلف بالسهر‬

‫‪-1‬المادة ‪ 29‬من المرسوم التنفيذي ‪.29-21‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي ‪.29-21‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي ‪.202-21‬‬
‫‪4‬المادة ‪ 29‬من المرسوم التنفيذي ‪.202-21‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي ‪ 113-22‬المؤرخ في ‪ 0222/22/13‬يتضمن تنظيم المحافظة الوطنية للساحل وسيرها‬
‫ومهامها‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ ،09‬صادرة في ‪.)0222/22/01‬‬
‫‪80‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫على تنفيذ السياسة الوطنية لحماية الساحل وتثمينه على العموم والمنطقة الشاطئية على الخصوص‪ .‬يسير‬
‫المحافظة مجلس توجيه ويديرها مدير عام وتزود بمجلس علمي‪ .‬يتولى المجلس الفصل في التدابير الخاصة‬
‫المتعلقة بالتنظيم والسير العام للمحافظة وبالمخططات والبرامج وكذا حصائل النشاط‪ ،‬وللمجلس اقتراح أي تدبير‬
‫يهدف إلى تحسين نشاط المحافظة‪.1‬‬
‫تضطلع هذه الهيئة على وجه الخصوص بإعداد جرد واف للمناطق الشاطئية‪ ،‬سواء فيما يتعلق‬
‫بالمستوطنات البشرية أم بالفضاءات الطبيعية‪ ،‬وستحظى المناطق الجزيرية بعناية خاصة‪.2‬‬
‫تكلف المحافظة‪ ،‬لتنفيذ المهام الموكلة إليها بموجب المادتين ‪ 02‬و ‪ 09‬من القانون ‪ ،20-20‬بما يلي‪:3‬‬
‫‪-‬السهر على صون وتثمين الساحل والمناطق الساحلية واألنظمة اإليكولوجية التي توجد فيها‪،‬‬
‫‪-‬تنفيذ التدابير التي يمليها التنظيم المعمول به لحماية الساحل والمناطق الساحلية‪،‬‬
‫‪-‬تقديم كل مساعدة تتعلق بميادين تدخلها للجماعات المحلية‪،‬‬
‫‪-‬صيانة وترميم واعادة تأهيل الفضاءات البرية والبحرية الفذة أو الضرورية للمحافظة على التوازنات الطبيعية‬
‫من أجل المحافظة عليها‪،‬‬
‫‪-‬ترقية برامج تحسيس الجمهور واعالمه بالمحافظة على الفضاءات الساحلية واستعمالها الدائم وكذا تنوعها‬
‫البيولوجي‪،‬‬
‫إن تنظيم وهيكلة المحافظة يوحي بغلبة الطابع العلمي لها الذي جردها من أي صالحية للضبط اإلداري‪،‬‬
‫بالرغم من كونها مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‪.‬‬
‫‪-6‬المجلس الوطني للغابات وحماية الطبيعة‪.‬‬
‫تم استحداث هذا المجلس كهيئة استشارية لدى الوزير المكلف بالغابات بموجب المرسوم التنفيذي ‪-79‬‬
‫‪ 330‬اليتضمن إنشاء مجلس وطني للغابات وحماية الطبيعة‪ .‬ويتكون المجلس الذي يرأسه ممثل الوزير المكلف‬
‫بالغابات‪ ،‬من ممثلي‪ :‬الوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬وزير الدفاع الوطني‪ ،‬الوزير المكلف بالجماعات المحلية‪ ،‬الوزير‬
‫المكلف بالسياحة‪ ،‬الوزير المكلف بالتربية الوطنية‪ ،‬وزير التعليم العالي والبحث العلمي‪ ،‬الوزير المكلف بالتجهيز‪،‬‬
‫الوزير المكلف بالسكن‪ ،‬الوزير المكلف بالعمل‪ ،‬الوزير المكلف بالصناعة‪ ،‬الوزير المكلف بالمؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة‪ ،‬ممثل السلطة المكلفة بالتخطيط‪ ،‬المدير العام للمعهد الوطني للبحث الغابي‪ ،‬ممثالن لصناع‬
‫الغابات ومستغليها تعينهما الغرفة الوطنية للتجارة‪ ،‬ممثل جمعية عمال الغابات‪ ،‬المدير العام للوكالة الوطنية‬

‫‪-1‬المادة ‪ 29‬من المرسوم التنفيذي ‪.113-22‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 02‬من القانون ‪.20-20‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي ‪.113-22‬‬
‫‪81‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫لحفظ الطبيعة‪ .‬ويشترط في أ عضاء المجلس الوطني الذين يمثلون الو ازرات أن تكون لهم رتبة مدير على األقل‬
‫في اإلدارة المركزية‪.1‬‬
‫و يبدي المجلس رأيه ويقترح على الخصوص‪:2‬‬
‫‪-‬السياسة الغابية الوطنية‪،‬‬
‫‪-‬التدابير المطلوب اتخاذها والوسائل المطلوب استعمالها لترقية تنمية المناطق الغابية أو ذات الصبغة الغابية‪،‬‬
‫وحمايتها‪،‬‬
‫‪-‬مخططات تنمية الغابات وحماية الطبيعة والمحافظة على األراضي المعرضة لالنجراف والتصحر واصالحها‪،‬‬
‫‪-‬التشريع والتنظيم المتعلقان بالغابات وحماية الطبيعة‪،‬‬
‫‪-‬تطوير أعمال استغالل المنتوجات الغابية والحلفائية‪ ،‬وتحويلها‪.‬‬
‫كما يبدي المجلس آراءه في أي موضوع آخر يعرضه عليه الوزير المكلف بالغابات‪.‬‬
‫‪-7‬اللجنة الوطنية للمجاالت المحمية‪.‬‬
‫تطبيقا ألحكام المادتين ‪ 19‬و‪ 11‬من القانون ‪ 20-11‬المتعلق بالمجاالت المحمية في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬أنشئت اللجنة الوطنية واللجان الوالئية للمجاالت المحمية بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 097-11‬المؤرخ‬
‫في ‪ .0211/12/12‬يرأس اللجنة الوطنية الوزير المكلف بالبيئة أو ممثله‪ ،‬ويتولى الوزير المكلف بالغابات أو‬
‫ممثله نيابة رئاسة اللجنة‪ ،‬وتتكون من ممثلي‪ :‬وزير الدفاع الوطني‪ ،‬وزير الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬وزير‬
‫المالية‪ ،‬الوزير المكلف بالموارد المائية‪ ،‬الوزير المكلف بالفالحة‪ ،‬الوزير المكلف بالثقافة‪ ،‬الوزير المكلف بالصيد‬
‫البحري‪ ،‬الوزير المكلف بالبحث العلمي‪ ،‬الوزير المكلف بالسياحة‪ ،‬الوكالة الوطنية لحماية الطبيعة‪ ،‬المركز‬
‫الوطني لتنمية الموارد البيولوجية‪ ،‬المحافظة الوطنية للساحل‪ ،‬ممثل عن الجمعيات الناشطة في مجال ترقية‬
‫وحماية المجاالت المحمية‪ ،‬ممثل عن الجمعيات الناشطة في مجال ترقية الصيد البحري وتربية المائيات‪ .‬ويمكن‬
‫للجنة أن تستعين بأي شخص من شأنه مساعدتها في أشغالها‪.3‬‬
‫تكلف اللجنة الوطنية للمجاالت المحمية بإبداء الرأي في اقتراح وجدوى التصنيف في مجال محمي‬
‫والموافقة على دراسات التصنيف‪.4‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي ‪ 330-79‬المؤرخ في ‪ 1779/12/09‬يتضمن إنشاء مجلس وطني للغابات وحماية الطبيعة‬
‫(ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 12‬صادرة بتاريخ ‪.)1779/12/07‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي ‪.330-79‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي ‪ 097-11‬المؤرخ في ‪ 0211/12/12‬المتضمن تحديد تشكيلة اللجنة الوطنية واللجان الوالئية‬
‫للمجاالت المحمية وكيفيات تنظيمها وسيرها‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ ،12‬الصادرة بتاريخ ‪.)0211/12/13‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي ‪.097-11‬‬
‫‪82‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-8‬اللجنة الوطنية للمناطق الرطبة‪.‬‬


‫أنشئت اللجنة الوطنية للمناطق الرطبة بموجب القرار الصادر عن و ازرة الفالحة الصادر في ‪ 02‬مارس‬
‫‪ ،0210‬وتكون تحت وصاية الوزير المكلف بالغابات ولدى مديرية الغابات‪ .1‬تكلف اللجنة من أجل ضمان‬
‫تسيير متعدد القطاعات ودائم للمناطق الرطبة والموارد التي تزخر بها‪ ،‬بما يلي‪:2‬‬
‫‪-‬متابعة إعداد االستراتيجية الوطنية ومخطط العمل لتسيير المناطق الرطبة والمحافظة عليها‪.‬‬
‫‪-‬السهر على تنفيذ االستراتيجية الوطنية ومخطط العمل للمناطق الرطبة‪.‬‬
‫يترأساللجنة الوطنية لألراضي الرطبة الوزير المكلف بالغابات أو ممثله وتتكون من‪ :‬ممثل عن و ازرة‬
‫الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬ممثل عن و ازرة الشؤون الخارجية‪ ،‬ممثل عن و ازرة التعليم العالي‪ ،‬ممثل عن و ازرة‬
‫التهيئة العمرانية والبيئة‪،‬ممثل عن و ازرة الصيد البحري والموارد الصيدلية‪ ،‬ممثل عن و ازرة الموارد المائية‪ ،‬ممثل‬
‫عن و ازرة السياحة والصناعة التقليدية‪ ،‬ممثل عن و ازرة الثقافة‪ ،‬ممثل عن و ازرة االتصال‪ ،‬ممثل عن و ازرة المالية‪،‬‬
‫ممثل عن و ازرة الطاقة والمناجم‪ ،‬ممثل عن و ازرة التربية الوطنية‪ ،‬ممثل عن و ازرة األشغال العمومية‪ ،‬ممثل مركز‬
‫تطوير الطاقات المتجددة‪ ،‬ممثل عن وكالة الفضاء الجزائرية‪ ،‬ممثلين عن جمعيات حماية البيئة التي تعمل في‬
‫مجال المناطق الرطبة‪.3‬‬
‫يعين أعضاء اللجنة بمقرر من الوزير المكلف بالغابات‪ ،‬بناء على اقتراح من الهيئات التي ينتمون إليها‪،‬‬
‫لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد‪ .4‬وتجتمع اللجنة في دورة عادية مرتين في السنة بناء على استدعاء من رئيسها‪،‬‬
‫ويمكن أن تستدعى في دورة غير عادية‪ ،5‬وتعد اللجنة محضر المداوالت بعد كل إجتماع‪ ،‬وترسله إلى الوزير‬
‫المكلف بالغابات خالل الثالثين يوما التي تلي اإلجتماع‪.6‬‬
‫‪-11‬اللجنة الوطنية للتغيرات المناخية‪.‬‬
‫في ‪ ، 0219‬نصبت اللجنة الوطنية للمناخ مكلفة بمتابعة استراتيجيات مكافحة التغيرات المناخية و‬
‫تأثيراتها على التنمية بالجزائر‪ ،‬يترأسها الوزير المكلف بالبيئة و تتكون من ممثلي أربعة عشرة قطاع ‪ :‬و ازرة‬

‫‪-1‬المادة األولى من القرار الوزاري الصادر عن وزارة الفالحة‪ 02 ،‬مارس ‪ 0270‬يتضمن إنشاء لجنة وطنية للمناطق الرطبة‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 01‬مؤرخة في‬
‫‪.)0270/70/78‬‬
‫‪-2‬المادة الثانية من نفس القرار الوزاري‪.‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 23‬من نفس القرار الوزاري‪ .‬يالحظ أن تشكيلة اللجنة ال تضم ممثلي نقاط اإلتصال الوطنية إلتفاقية رامسار‪ ،‬واالتفاقيات‬
‫الدولية ذات الصلة‪ .‬لذلك فقد اقترحت االستراتيجية الوطنية للمناطق الرطبة تعديل القرار الوزاري في مادته المتعلقة بتشكيلة اللجنة‬
‫لتشمل الو ازرات المعنية وكذلك نقاط االتصال الوطنية إلتفاقية رامسار واتفاقية المحافظة على على الطيور المهاجرة‪.‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 22‬من نفس التقرير‪.‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 29‬من نفس التقرير‬
‫‪-6‬المادة ‪ 21‬من نفس التقرير‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫الشؤون الخارجية و و ازرة الداخلية و الجماعات المحلية و و ازرة الطاقة وو ازرة الصناعة و المناجم وو ازرة التعليم‬
‫العالي و البحث العلمي إضافة إلى ممثل عن المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي‪ .‬و في أوت ‪0211‬‬
‫قامت معالي وزيرة البيئة والطاقات المتجددة بتوسيع اللجنة لـ ثمانية عشرة قطاع‪.‬‬
‫وتأتي اللجنة الوطنية للم ناخ تعزي از للجهاز المؤسسي بغية ضمان التنسيق و متابعة السياسات و البرامج‬
‫الوطنية المتعلقة بالتغيرات المناخية و تقييمها و اقتراح إجراءات تسعى إلى ضمان تنفيذ االلتزامات التي اتخذنها‬
‫الجزائر في إطار االتفاقية إطار لألمم المتحدة حول التغيرات المناخية و الهيئات الدولية و‪/‬أو الق اررات المتخذة‬
‫حول مسائل التغيرات المناخية‪.‬‬
‫و يطمح التزام الجزائر إلى المساهمة في الخفض من انبعاث الغازات المسببة لالحتباس الحراري ما بين‬
‫‪ 9‬و ‪ % 00‬مع آفاق ‪ ،0232‬مرفوقا بالتمويالت الخارجية و تنمية التكنولوجيات و نقلها و تعزيز القدرات‪ .‬ويتم‬
‫بلوغ ‪ % 9‬من خفض الغازات المسببة لالحتباس الحراري اعتمادا على الوسائل الوطنية كما تسعى الجزائر إلى‬
‫ضم مجهودها إلى المجهود العالمي المبذول لمواجهة التغيرات المناخية بإنصاف نظ ار لكونها تعد من بين الدول‬
‫التي لها انبعاث منخفضة من الغازات المسببة لالحتباس الحراري‪.‬‬
‫لقد تعهدت الجزائر بدعم المجتمع الدولي في جهوده الرامية إلى خفض الغازات المسببة لالحتباس‬
‫الحراري على الرغم من أنها تساهم منذ مدة طويلة في التخفيف من الغازات المسببة لالحتباس الحراري من‬
‫خالل ترجيح الغاز الطبيعي الذي يعد طاقة نقية في مزيجها الطاقوي‪.‬‬
‫تمجد المساهمة المعتزمة المحددة على المستوى الوطني للجزائر اللجوء إلى الخليط الطاقوي و تشجيع‬
‫الطاقات المتجددة في إطار تحديث البرنامج الوطني للطاقات المتجددة و الفعالية الطاقوية المصادق عليه من‬
‫طرف مجلس الوزراء بتاريخ ‪ 02‬مايو ‪.0219‬‬
‫و حسب المساهمة الجزائرية المعروضة في مؤتمر األطراف ‪ ،01‬تلتزم الجزائر بالخفض من انبعاثات‬
‫الغازات المسببة لالحتباس الحراري بنسبة ‪ % 9‬مع آفاق ‪ 0232‬باستعمال وسائل وطنية من خالل األعمال‬
‫الهادفة إلى تفعيل تحول طاقوي و تنوع اقتصادي‪.‬‬
‫و يمكن أن يبلغ التخفيض من انبعاثات الغازات المسببة لالحتباس الحراري ‪ % 00‬على أن تتلقى‬
‫الجزائر الدعم الدولي‪.‬و عليه‪ ،‬يبقى تحقيق هذا الهدف خاضعا للدعم من حيث التمويالت الخارجية و نقل‬
‫التكنولوجيا و تعزيز القدرات‪.‬‬
‫‪-11‬اللجنة الوزارية المشتركة للمساحات الخضراء‪.‬‬
‫نص القانون ‪ 21-29‬تسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتنميتها على أن تؤسس لجنة و ازرية مشتركة‬
‫للمساحات الخضراء تكلف بدراسة ملفات تصنيف المساحات الخضراء وابداء الرأي في التصنيف المقترح‪،‬‬

‫‪84‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫وارسال مشاريع التصنيف التابعة لسلطتها إلى السلطات المعنية‪ .‬وبناء على توصيات القانون أنشئت هذه اللجنة‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي ‪ ،119-27‬ويحدد مقرها بمدينة الجزائر‪ ،‬حيث يرأسها الوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬وتتشكل‬
‫من ممثل كل من‪ :‬وزير الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬الوزير المكلف بالبيئة‪ ،‬الوزير المكلف بالموارد المائية‪،‬‬
‫الوزير المكلف بالفالحة‪ ،‬الوزير المكلف بالغابات‪ ،‬الوزير المكلف باألشغال العمومية‪ ،‬الوزير المكلف بالصحة‪،‬‬
‫الوزير المكلف بالثقافة‪ ،‬الوزير المكلف بالبحث العلمي‪ ،‬الوزير المكلف بالعمران‪ ،‬خبيرين يختاران على أساس‬
‫مؤهالتهما في مجال علم النبات وهندسة المناظر‪ ،‬ويمكن للجنة االستعانة بكل شخص يمكنه مساعدتها في‬
‫أشغالها‪.1‬‬
‫‪-12‬مساهمة الجامعة في الحفاظ على البيئة‪.‬‬
‫مفهوم الجامعة من المنظور الجزائري تضمنه المرسوم التنفيذي ‪ 097/23‬بأنها‪" :‬مؤسسة عمومية ذات‬
‫طابع علمي وثقافي ومهني تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي" ‪. 2‬‬
‫تنشأ الجامعة بمرسوم تنفيذي بناءا على اقتراح من الوزير المكلف بالتعليم العالي وتوضع تحت وصايته‪،‬‬
‫ويحدد المرسوم مقرها وعدد الكليات والمعاهد التي تتكون منها واختصاصاتها‪.3‬‬
‫يمكــن للجامعــة أن تســهم فــي حمايــة البيئــة ودرء األخطــار عنهــا( كجانــب وقــائي) والتصــدي لمــا أصــاب‬
‫البيئــة مــن أخطــار‪ ،‬ومعالجــة مــا اعت ارهــا مــن أذى ( كجانــب عالجــي) عبــر وظائفهــا الرئيســية الــثالث اتفــق خبـراء‬
‫التعلــيم العــالي علــى إســنادها للجامعــات الحديثــة‪ ،‬وهــي‪ :‬التعلــيم أو التكــوين الجــامعي‪ ،‬والبحــث العلمــي‪ ،‬وخدمــة‬
‫المجتمع ‪.4‬‬
‫وتأكيــدا علــى الــدور الفعــال للجامعــة فــي مجــال حمايــة البيئــة‪ ،‬تــم بتــاريخ ‪ 31‬جــانفي ‪ 0201‬إبـرام اتفاقيــة‬
‫إطار مشتركة بين و ازرة البيئة وو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي تهدف إلى وضع شراكة من أجل إنشاء فضـاء‬
‫تبــادل فعــال بــين الط ـرفين‪ ،‬يهــدف إلــى تنســيق مجهوداتهمــا وكفاءتهمــا وخبراتهمــا‪ ،‬بغــرض تحديــد ب ـرامج التعلــيم‬
‫والبحث العلمي المالئمة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة ووضعها حيز التنفيذ‪.‬‬

‫‪-1‬المادتين ‪ 20‬و ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي ‪ 119-27‬المؤرخ في ‪ ،0227/22/29‬يحدد كيفيات تنظيم اللجنة الو ازرية المشتركة‬
‫للمساحات الخضراء وعملها‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ ،01‬صادرة بتاريخ ‪.)0227/22/21‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 097/23‬مؤرخ في ‪ 03‬أوت ‪ ،0223‬يحدد مهام الجامعة والقواعد الخاصة بتنظيمها‬
‫وسيرها‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد‪.91/‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ،097/23‬المحدد مهام الجامعة والقواعد الخاصة بتنظيمها وسيرها‪.‬‬
‫‪ -4‬كاظم المقدادي‪ ،‬التربية البيئية‪ ،‬األكاديمية العربية المفتوحة في الدانمرك ـ كلية اإلدارة واالقتصاد ـ قسم إدارة البيئة‪ ،‬السويد‪،‬‬
‫‪ ،0221‬ص ‪.31‬‬
‫‪85‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫وقد اتفق الطرفان على القيام بنشاطات التشاور والتنسيق بهدف‪:1‬‬


‫‪-‬إثـراء المدونــة الوطنيــة لتخصصــات التعلــيم الجــامعي‪ ،‬بــإدراج شــعب وتخصصــات جديــدة بالشـراكة بــين الط ـرفين‬
‫يختارها الطرفان استجابة للحاجيات الحالية والمستقبلية لسوق العمل‪.‬‬
‫‪-‬إش ـراك محترفــي قطــاع البيئــة فــي مراجعــة ب ـرامج التعلــيم المهنــي فــي تخصصــات البيئــة المتــوفرة أو التــي ســيتم‬
‫إطالقها وتحيينها والمصادقة عليها‪.‬‬
‫‪-‬دع ــم التعل ــيم التطبيق ــي بوض ــع الطلب ــة عل ــى مس ــتوى المؤسس ــات التابع ــة ل ــو ازرة البيئ ــة فيم ــا يتعل ــق بالتربص ــات‬
‫التعريفية‪ ،‬والتأقلم في الوسط المهني‪ ،‬وتربصات نهاية مسار التمدرس‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم زيارات بيداغوجية لطلبة المسارات المهنية في ميدان البيئة للهياكل والهيئات التابعة لو ازرة البيئة‪.‬‬
‫‪-‬مرافقة الطلبة وحـاملي الشـهادات الجامعيـة الحـاملين لمشـاريع مبتكـرة وخالقـة للثـروة فـي ميـدان البيئـة وتشـجيعهم‬
‫على تنفيذ وتحقيق مشاريعهم‪ ،‬ال سيما في إنشاء المؤسسات الناشئة‪.‬‬
‫‪-‬تطوير شعب البحث في ميدان البيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪-‬تشجيع التعـاون عنـد د ارسـة المشـاريع والخبـرة بـين المخـابر الجامعيـة وم اركـز البحـث وو ازرة البيئـة وهيئاتهـا تحـت‬
‫الوصاية‪.‬‬
‫‪-‬ترقيــة النشــاطات ومشــاريع البحــث فــي ميــادين البيئــة والتنميــة المســتدامة‪ ،‬بالتعــاون خاصــة مــع الهياكــل والهيئــات‬
‫التابعة لو ازرة البيئة‪.‬‬
‫‪-‬التشجيع المشترك للمشاريع المهيكلة للبحث والتنمية في مجال البيئة واالنتقال البيئي‪.‬‬
‫‪-‬التشجيع على إنشاء فرق بحث مختلطة في البحث والتطوير بين القطاعين‪.‬‬
‫‪-‬ترقية الثقافة البيئية في الوسط الجامعي عبر تنظيم تظاهرات مشتركة بين المؤسسات التابعة للقطاعين‪.‬‬
‫‪-‬مرافقة نوادي البيئة‪ /‬النوادي الخضراء على مستوى المؤسسات الجامعية‪.‬‬
‫‪-‬ضمان دورات تكوينية لفائدة الطلبة الناشطين في النوادي الخضراء في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪-‬إطالق عملية تجريبية للفرز االنتقائي لنفايات المؤسسات الجامعية في المصدر‪.‬‬
‫‪-‬إنشاء جائزة تسلم للمؤسسة الجامعية التي تنظم أكبر عدد من التظاهرات والنشاطات ذات العالقة بالميدان‪.‬‬
‫وفــي ســبيل تنفيــذ بـرامج ومجــاالت التعــاون المقترحــة ومتابعتهــا وتقييمهــا‪ ،‬يــتم إنشــاء لجنــة مشــتركة يت أرســها‬
‫ممثلو القطاعين الو ازريين‪ ،‬ويعين أعضاؤها بمقرر وزاري مشترك‪ ،‬وتكلف بما يلي‪:2‬‬
‫‪-‬تحديد األهداف والبرامج السنوية ومتعددة السنوات وتسطيرها‪.‬‬

‫‪-1‬المادة الثانية من االتفاقية اإلطار المشتركة بين و ازرة البيئة وو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪.0201/21/01 ،‬‬
‫‪-2‬المادة الثالثة من االتفاقية اإلطار المشتركة بين و ازرة البيئة وو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬
‫‪86‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-‬تقيـيم‪ ،‬عنـد كـل سداســي‪ ،‬حالـة تنفيـذ هــذا البرنـامج واالتفـاق علــى اإلجـراءات التـي يتوجــب اتخاذهـا لضـمان بلــوغ‬
‫األهداف المسطرة‪.‬‬
‫‪-‬إعداد تقرير سنوي يرسل إلى وزيري الدائرتين الو ازريتين حول تطبيق هذه االتفاقية‪.‬‬
‫تحـدد كيفيـات سـير اللجنـة فـي نظامهـا الـداخلي‪ ،‬و تجتمـع مـرتين فـي السـنة فـي دورة عاديـة‪ ،‬ويمكنهـا عنـد‬
‫االقتضاء أن تجتمع في دورات غير عادية بطلب من رئيسها‪.1‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اقحام الهيئات الالمركزية في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة‬
‫بما أن موضوع حماية البيئة تحكمه مجموعة من القواعد والقوانين الخاصة والعامة وتحتاج في عمليات‬
‫تطبيقها عدة هيئات وجهات و ازرات مركزية‪ ،‬فإ نه من الطبيعي أن يكون لهذه الهيئات امتداد محلي على مستوى‬
‫الواليات والبلديات‪.2‬‬
‫ترتكز اإلدارة المحلية في أي دولة على الالمركزية اإلدارية اإلقليمية‪ ،‬التي تقوم على خليتين أساسيتين‬
‫هما‪:‬البلدية والوالية‪ ،‬اللذين يمثالن الهيئات المحلية التي تعمل على تنفيذ برامج التنمية المحلية‪ ،‬والجزائر عينة‬
‫من ذلك‪ ،‬إذ تم تكريس الالمركزية في مختلف دساتيرها منذ االستقالل إلى اليوم‪ ،‬ومن بينها دستور ‪ 1771‬الذي‬
‫نص في مادته ‪ 11‬على ما يلي‪ " :‬يمثل المجلس المنتخب قاعدة الالمركزية ومكان مشاركة المواطنين في تسيير‬
‫الشؤون العمومية"‪ .3‬كما سارت مختلف التعديالت الدستورية على هذا النهج‪ ،‬حيث احتفظ التعديل الدستوري سنة‬
‫‪ 0202‬على نفس صياغة المادة سالفة الذكر‪.4‬‬
‫وقد ورثت الجزائر بعد االستقالل ‪ 1919‬بلدية و‪ 19‬والية‪ ،‬وتبنى دستور ‪ 1713‬مبدأ الالمركزية‬
‫واعتبرت البلدية المجموعة اإلقليمية اإلدارية واالقتصادية واالجتماعية القاعدية‪ ،‬أما التنظيم اإلداري في الجزائر‬
‫اليوم مكون من ‪ 21‬والية التي تضم ما يزيد عن ‪ 1922‬بلدية التي تعتبر خلية قاعدية للجماعات المحلية‪.5‬‬
‫إن حماية البيئة والحفاظ عليها ال يكون هدفا يمكن تحقيقه إال من خالل إدراجه ضمن السياسات و‬
‫الممارسات التي تقوم بها الهيئات و المؤسسات‪ ،‬و نجاح سياسات حماية البيئة يقتضي أن تكون األجهزة المنوط‬

‫‪ -1‬المادة الرابعة من االتفاقية اإلطار المشتركة بين و ازرة البيئة وو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫صافية زيد المال‪ " ،‬دور البلدية في حماية البيئة و ترقية التنمية المستديمة " ‪ ،‬مداخلة مقدمة في الملتقى الوطني حول " دور‬
‫الجماعات المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية و الوالية الجديدين "‪،‬جامعة قالمة ‪ ،‬يومي ‪ 3،2‬ديسمبر‪ ،0210‬ص ‪0‬‬
‫‪3‬‬
‫دستور ‪ 1771‬الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم‪ 231/71‬المؤرخ في ‪ 9‬ديسمبر ‪ ،1771‬صادق عليه الشعب في استفتاء‬
‫‪ 01‬نوفمبر ‪ ،1771‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪ ،91‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪-4‬تنص المادة ‪ 17‬من التعديل الدستوري على "يمثل المجلس المنتخب قاعدة الالمركزية‪ ،‬ومكان مشاركة المواطنين في تسيير‬
‫الشؤون العمومية"‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫مختاري نسيمة‪ ،‬التعاون الدولي الالمركزي من أجل التنمية المستدامة‪ ،‬مذكرة ماجستير تخصص‪ :‬قانون التعاون الدولي‪ ،‬جامعة‬
‫مولود معمري تيزي وزو‪ ،0210 ،‬ص ‪.72‬‬
‫‪87‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫بها مهمة الحماية البيئية قريبة من الفضاءات التي تتطلب الحماية‪ ،‬وهو الدور الذي يفترض أن تقوم به األجهزة‬
‫المحلية أو الجماعات المحلية التي تتوزع على كافة األقاليم " الواليات والبلديات "‪.‬‬
‫على هذا األساس فان الجماعات المحلية تعتبر حجر الزاوية أو الحلقة األهم في تنفيذ السياسات العامة‬
‫للبيئة على المستوى الوطني‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬اإلطار القانوني لدور الوالية في مجال حماية البيئة‪.‬‬
‫تعتبر الوالية وحدة إدارية المركزية طبقا للمادتين ‪ 19‬و ‪ 11‬من الدستور‪ ،1‬وقد صدر أول قانون ينظم‬
‫الوالية بموجب األمر رقم ‪ 31/17‬المؤرخ في ‪ 03‬مايو ‪ ،1717‬وقد تضمن هذا القانون تعريفا للوالية بأنها‪" :‬هي‬
‫جماعة عمومية إقليمية ذات شخصية معنوية واستقالل مالي ولها اختصاصات سياسية واقتصادية واجتماعية‬
‫وثقافية وهي تكون أيضا منطقة إدارية للدولة"‪.2‬‬
‫كما عرفت بموجب المادة األولى من القانون رقم ‪ 27/72‬المؤرخ في ‪ 9‬أبريل ‪ 1772‬على أنها‪" :‬الوالية‬
‫هي جماعة إقليمية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي وتشكل مقاطعة إدارية للدولة‪ ،‬وتنشأ الوالية‬
‫بموجب قانون"‪ ،3‬أما قانون الوالية الجديد تحت رقم ‪ 29/10‬المؤرخ في ‪ 07‬فيفري ‪ 40210‬فنص في المادة‬
‫األولى منه أن‪" :‬الوالية هي الجماعة اإلقليمية للدولة‪ .‬وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة‪ .‬وهي‬
‫أيضا الدائرة اإلدارية غير الممركزة للدولة وتشكل بهذه الصفة فضاء لتنفيذ السياسات العمومية التضامنية‬
‫والتشاورية بين الجماعات اإلقليمية والدولة‪.‬‬
‫وتساهم مع الدولة في إدارة اإلقليم والتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية وحماية البيئة وكذا حماية‬
‫وترقية وتحسين اإلطار المعيشي للمواطنين‪ .‬وقد نصت المادة الثانية من القانون أعاله أن للوالية هيئتان هما‪:‬‬
‫‪-‬الوالي‪.‬‬ ‫‪-‬المجلس الشعبي الوالئي‪،‬‬
‫أوال ‪ :‬الحماية القانونية للبيئة من طرف الوالية في قانون البيئة ‪.11-13‬‬
‫أسند القانون ‪ 12-23‬للوالية بعض الصالحيات التي تعد من قبيل األعمال والنشاطات التي تتعلق بحماية‬
‫البيئة والمحافظة على عناصرها الطبيعية والصناعية ‪ ،‬فقد نصت المادة ‪ 1‬من هذا القانون فيما يخص الحقوق‬
‫الخاصة بالمعلومة البيئية في القسم ‪ " 20‬على أي شخص طبيعي أو إعتباري في حيازته معلومات متعلقة‬
‫بالعناصر البيئية التي قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الصحة العامة بتقديم هذه المعلومة إلى‬

‫‪-1‬تنص المادة ‪ è1‬من التعديل الدستوري ‪ 0202‬على "الجماعات المحلية للدولة هي البلدية والوالية"‪ ،‬وتنص المادة ‪ 11‬على‬
‫"تقوم العالقات بين الدولة والجماعات المحلية على مبادئ الالمركزية وعدم التركيز"‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫األمر رقم ‪ 31/17‬المؤرخ في ‪ 03‬مايو ‪ ،1717‬يتضمن قانون الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.22‬‬
‫‪3‬‬
‫القانون رقم ‪ 27/72‬المؤرخ في ‪ 9‬أبريل ‪ ،1772‬يتضمن قانون الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.19‬‬
‫‪4‬‬
‫القانون رقم ‪ 29/10‬المؤرخ في ‪ 07‬فيفري ‪ ،0210‬يتضمن قانون الوالية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.10‬‬
‫‪88‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫السلطات المحلية أو السلطات المسؤولة عن البيئة المحلية " ‪ ،‬والوالية بصفتها سلطة محلية بإمكانها تلقى‬
‫معلومات تتعلق بالبيئة ‪.‬‬
‫ويعهد قانون حماية البيئة إلى الوالي بإعتباره ممثال للوالية بتسليم الرخص إلقامة المنشآت المصنفة‬
‫‪1‬‬
‫‪ ،‬كما ينص على ضرورة إعالم المواطن‬ ‫حسب أهميتها بالنظر لألخطار أو األضرار التي قد تتسبب فيها‬
‫واشراكه في القرار ومنه إعطاء أهمية للتحقيقات العمومية لمختلف المشاريع ‪.‬‬
‫وتطبيقا ألحكام المواد ‪ 02، 03 ،17‬من هذا القانون المتعلقة بالمنشآت المصنفة جاء المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪2‬‬
‫‪ 171-21‬الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة ‪.‬‬
‫ويقضي تسليم الرخصة إلى إخضاع صاحب المنشأة لتقديم دراسة التأثير أو موجز التأثير وكذلك دراسة‬
‫‪3‬‬
‫ولتحقيق عمومي ودراسة تتعلق باألخطار‬ ‫الخطر والفحص البيئي والتي يحددها المرسوم التنفيذي ‪129-29‬‬
‫‪4‬‬
‫بما فيها الوالي الذي يتيح له القانون منع‬ ‫واإلنعكاسات المحتملة للمشروع يؤخذ رأي الجماعات المحلية المعنية‬
‫تسليم الرخصة إذا كان رأيه سلبيا تجاه منشأة مقدر لها أن تلحق ضر ار بالبيئة والصحة العمومية ويعذر الوالي‬
‫حسب المادة ‪ 09‬صاحب المنشأة في حالة حدوث أخطار من إستغالل المنشأة غير المصنفة ‪ -‬غير واردة في‬
‫قائمة المنشآت المصنفة ‪ -‬إلتخاذ التدابير الالزمة الضرورية إلزالة األخطار أو األضرار المثبتة ‪ ،‬بناء على‬
‫تقارير مصالح البيئة ‪ ،‬واذا لم يمثل المستغل في األجل المحدد ‪ ،‬أمر الوالي بوقف سير المنشأة إلى حين تنفيذ‬
‫‪5‬‬
‫الشروط المفروضة ‪.‬‬
‫كما يتلقى الوالي محاضر حول العقوبات المتعلقة بالمؤسسات المصنفة‪ ،‬وممارساتها ضد البيئة‪ ،‬ويحرر‬
‫تلك المحاضر ضباط الشرطة القضائية ومفتشو البيئة في نسختين إحداهما ترسل إلى الوالي واألخرى‪ ،‬إلى وكيل‬
‫‪6‬‬
‫الجمهورية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 17‬من قانون‪.12-23‬‬


‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 171-21‬المؤرخ في ‪31 :‬ماي‪ 0221‬الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية‬
‫البيئة‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،39‬مؤرخة في ‪ 22‬جوان ‪. 0221‬‬
‫‪ -3‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 129-29‬المؤرخ في ‪17 :‬ماي‪ 0229‬المتضمن مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة‬
‫وموجز التأثير على البيئة ‪،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ 32‬المؤرخة في ‪ 00‬ماي ‪.0229‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 01‬من قانون‪.12-23‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 09‬من قانون‪.12-23‬‬
‫‪ -6‬المادة ‪ 121‬من القانون ‪.12-23‬‬
‫‪89‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫ولم يشر قانون البيئة ‪ 12-23‬لدور اإلدارة المحلية في مجال حماية البيئة ‪ ،‬واكتفى بإعتبار البيئة أولوية‬
‫من أولويات السياسة الوطنية وقرنها بالتنمية المستدامة للمجتمع وهو ما أدى بالبعض للتساؤل عن سبب هذا‬
‫التراجع السيما وأن الدستور يعتبر أن الجماعات قاعدة أساسية في المادة ‪ 19‬منه ‪.‬‬
‫كما أن هذا القانون كرس الطابع الجهوي في التسيير كبديل للطابع المحلي واإلقليمي واإلداري‪ ،‬ويحكم هذا‬
‫األخير ويديره جها از مركزيا مراعيا في ذلك اإلمتداد الطبيعي بإعتباره أسلوبا حديثا ومبتك ار لتسيير والحفاظ على‬
‫البيئة ‪ ،‬وعليه فيمكن اإلعتماد على الطابع الساحلي والصحراوي و السهوب ‪...‬إلخ كبديل للواليات و البلديات‬
‫من أجل على الحفاظ على الطبيعة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الحماية القانونية للبيئة من طرف الوالية في قانون الوالية ‪: 17-12‬‬
‫بموجب المادة األولى من قانون الوالية تساهم هذه األخيرة مع الدولة في إدارة اإلقليم و تنمية اإلقتصادية‬
‫واالجتماعية والثقافية و حماية البيئة و كذا حماية وترقية و تحسين اإلطار المعيشي للمواطن‪.‬‬
‫وبموجب المادة ‪ 33‬يقوم المجلس الشعبي الوالئي بتشكيل من بين أعضائه لجانا دائمة تهتم بالمسائل‬
‫التابعة لمجال اختصاصه و التي من بينها المتعلقة بالصحة و النظافة و حماية البيئة‪.‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 99‬يمارس المجلس الشعبي الوالئي إختصاصات في إطار الصالحيات المخولة للوالية‬
‫بموجب القوانين و التنظيمات ويتداول في مجاالت معينة من بينها البيئة‪.1‬‬
‫ثالثا‪-‬في القوانين الخرى ذات الصلة بحماية البيئة‪.‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 20‬من القانون ‪ 17-21‬المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها‪ ،‬تخضع كل منشأة‬
‫لمعالجة النفايات قبل الشروع في عملها لرخصة الوالي المختص إقليميا بالنسبة للنفايات المنزلية وما شابهها‪.‬‬
‫ووفقا للمادة ‪ 11‬من القانون ‪ 21-29‬المتعلق بالمساحات الخضرا‪ ،‬يتم التصريح بتصنيف المساحات‬
‫الخضراء فيما يخص الحظائر الحضرية والمجاورة للمدينة بموجب قرار من الوالي باستثناءات تحددها نفس‬
‫المادة‪.‬‬
‫وتحدد المادة ‪ 11‬من القانون ‪ ،22-71‬المؤرخ في ‪ 19‬يونيو ‪ 1771‬المتعلق بحماية التراث الثقافي‪،‬‬
‫إمكانية تسجيل الممتلكات الثقافية العقارية في قائمة الجرد اإلضافي بقرار من الوالي‪.‬‬
‫وبناء على نص المادة ‪ 00‬من القانون ‪ 20-23‬المؤرخ في ‪ 0223/20/19‬والمحدد للواعد العامة‬
‫لإلستعمال واالستغالل السياحيين للشواطئ‪ ،‬يتم تحديد أجزاء ومساحات من الشواطئ لتكون محل إمتياز بقرار‬

‫‪ -1‬سامي زعباط و عبد الحميد مرغيت‪ ،‬آليات حماية البيئة و دورها في تحقيق التنمية المستدامة في الجزائر‪ ،‬مداخلة مقدمة‬
‫ل لمشاركة في فعاليات الملتقى الوطني حول دور الجماعات المحلية في ظل قانوني البلدية و الوالية الجديدين‪ ،‬جامعة قالمة‪ 3 ،‬و‬
‫‪ 2‬ديسمبر ‪ ،0210‬ص ‪.11‬‬
‫‪90‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫من الوالي‪ ،‬أما المادة ‪ 22‬فتنص على أنه في حالة عدم احترام االلتزامات يعذر الوالي الطرف المخالف باحترام‬
‫التزاماته‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬اإلطار القانوني لدور البلدية في مجال حماية البيئة ‪:‬‬
‫تعتبر البلدية الجماعة القاعدية‪ 1‬و الخلية األساسية في التنظيم اإلداري للدولة‪ ،‬كونها تشكل قاعدة‬
‫المجتمع ‪،‬وقد حظيت باهتمام السلطات المركزية من خالل النصوص القانونية والدساتير التي سنت اإلطار‬
‫القانوني والوظيفي للبلدية‪ ،‬حيث صدر أول قانون للبلدية باألمر ‪ 02/19‬المؤرخ في ‪ ،1719/21/21‬وقد‬
‫عرفت المادة األولى من هذا القانون البلدية بأنها‪" :‬هي الجماعة اإلقليمية السياسية واإلدارية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية"‪ .2‬والشك أن هذا التعريف يعكس الوظائف الكثيرة للبلدية ومهامها المتنوعة في ظل الفلسفة‬
‫االشتراكية‪.‬‬
‫كما عرفت المادة األولى من القانون رقم ‪ 21/72‬المؤرخ في ‪ 19‬أبريل ‪ 1772‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬بأن‪:‬‬
‫"البلدية هي جماعة إقليمية أساسية‪ ،‬وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي"‪.3‬‬
‫وتعرف أيضا بموجب المادة األولى من قانون البلدية الجديد ‪ 12/11‬المؤرخ في ‪ 00‬أبريل ‪ 0211‬على‬
‫أنها‪" :‬البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة‪ ،‬وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة‪ .‬وتحدث‬
‫بموجب القانون"‪ ،4‬وقد نصت المادة ‪ 13‬من القانون أعاله على أن البلدية تسير عن طريق ثالث هيئات هي‪:‬‬
‫‪ ‬هيئة مداولة‪ :‬المجلس الشعبي البلدي‪،‬‬
‫‪ ‬هيئة تنفيذية يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي‪،‬‬
‫‪ ‬إدارة ينشطها األمين العام للبلدية تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫البلدية تعد الخلية األساسية لالمركزية فهي تلعب دو ار هاما في التكفل باحتياجات المواطنين كما تعتبر‬
‫النواة الرئيسية للتنمية المحلية باعتبارها قريبة من المواطن‪ ،‬وقد وضعت أساسا بهدف تسيير شؤون األشخاص‬
‫القاطنين بها وتحسين وضعيتهم االجتماعية واالقتصادية والصحية وكذا ترقية المحيط الذي يعيشون فيه ‪،‬‬
‫فالدولة خولت البلديات سلطات بإتباع نظام الالمركزية من أجل تخفيف من حدة هذه المشاكل و التقليل منها ‪.‬‬
‫وبما أن موضوع حماية البيئة أصبح يحوز إهتماما على المستوى الدولي والوطني بالنظر إلى الدور الذي‬
‫‪1‬‬
‫فلن يتأتى نجاح أي‬ ‫تلعبه حماية البيئة في تحقيق التنمية المستدامة والتي تعد مطمح المؤسسات الوطنية‬

‫‪-1‬المادة ‪ 19‬من التعديل الدستوري ‪.0202‬‬


‫‪2‬‬
‫األمر رقم ‪ 02/19‬المؤرخ في ‪ 11‬جانفي ‪ ،1719‬يتضمن قانون البلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.21‬‬
‫‪3‬‬
‫القانون رقم ‪ 21/72‬المؤرخ في ‪ 19‬أبريل ‪ ،1772‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.19‬‬
‫‪4‬‬
‫قانون رقم ‪ 12/11‬المؤرخ في ‪ 00‬أبريل ‪ ،0211‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية‪ ،‬العدد ‪.39‬‬
‫‪91‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫سياسة بيئية محلية دونها وهو ما أكده مؤتمر إستوكهولوم ‪ 1790‬بضرورة إشراك الجماعات المحلية في حماية‬
‫البيئة ‪ ،2‬وفي هذا المجال تقوم البلدية بالعديد من اإلختصاصات التي تمكنها من توفير بيئة محلية نظيفة‬
‫وخالية من التلوث ‪ ،‬وكل هذا تحت رقابة واشراف الحكومة المركزية‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الحماية القانونية للبيئة من طرف البلدية في قانون البيئة‪:‬‬
‫مكن المشرع البلدية من عدة صالحيات تستطيع بموجبها من التدخل لفرض احترام البيئة والمساهمة‬
‫ونتلمس ذلك من خالل قانون ‪ 23-13‬المتعلق بحماية البيئة ‪ ،‬والذي يعتبر أهم خطوة يقدم عليها‬
‫ّ‬ ‫في حمايتها‬
‫‪3‬‬
‫عدل بالقانون ‪ 12-23‬المتعلق بحماية‬
‫والذي ّ‬ ‫المشرع الجزائري في تكريس نظام الالمركزية في تسيير البيئة‬
‫البيئة في إطار التنمية المستدامة ‪.‬‬
‫ويالحظ على هذا التعديل أنه لم يعاود النص على أن الجماعات المحلية تمثل المؤسسات الرئيسية لتطبيق‬
‫تدابير حماية البيئة بسبب االنتقال من اإلطار المحلي إلى اإلطار الجهوي الذي يراعي فيه االمتداد الطبيعي‬
‫لألوساط الطبيعية ‪ ،‬باعتباره أسلوب حديث لتسيير البيئة والمحافظة عليها‪.‬‬
‫كما تجدر اإلشارة أيضا أن هذا القانون ‪ 12-23‬لم يخصص للبلدية دور أساسي في تطبيق تدابير‬
‫المشرع عن‬
‫ّ‬ ‫يكرس تراجع من‬
‫حماية البيئة كما كان في القانون الملغى ‪ ، 23-13‬إن غياب مثل هذا النص ّ‬
‫ذلك ويمكن تفسيره في الوقت نفسه بإرادة المشرع منح هذا االختصاص لإلدارة المركزية ومنح البلدية دور ثانوي‬
‫‪4‬‬
‫‪ ،‬إال أن ذلك لم يمنع قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة من تسجيل اختصاصات معينة أسندها‬
‫للبلدية ضمن مهامها البيئية حيث ‪:‬‬
‫تبدي البلدية رأيها إلى جانب رأي الو ازرات المعنية فيما يخص تسليم الرخص بالنسبة للمنشآت المصنفة‬
‫التي قد تلحق أضرار بالبيئة تتسبب في أخطار على الصحة العمومية والنظافة واألمن والفالحة واألنظمة‬
‫البيئية والموارد الطبيعية والمعالم والمواقع السياحية أو تسبب في المساس براحة الجوار ‪.5‬‬

‫‪ -1‬سهام عباسي " دور الجماعات المحلية في حماية البيئة من التلوث – دراسة مقارنة بين قانون البلدية و الوالية " مداخلة مقدمة‬
‫في ملتقى وطني حول " دور الجماعات المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية والوالية الجديدين "‪ ،‬قالمة‪ 3-2،‬ديسمبر‬
‫‪ ،0210‬ص ‪. 0‬‬
‫‪ -2‬سناء بولقواس "دور اإلدارة المحلية في مجال حماية البيئة" حماية األراضي الفالحية والمساحات الخضراء نموذجا " مداخلة‬
‫مقدمة للمشاركة في ملتقى وطني" دور الجماعات المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية والوالية الجديدين"‪ ،‬جامعة قالمة‪،‬‬
‫‪ 3-2‬ديسمبر ‪ ، 0210‬ص ‪.21‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬وناس يحي ‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 09‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬صافية زيد المال‪ ،‬رسالة سابقة ‪ ،‬ص ‪. 2‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 01‬من القانون ‪. 12-23‬‬
‫‪92‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫ويؤهل رئيس البلدية وفقا للمادة ‪ 111‬للقيام بالبحث ومعاينة مخالفات أحكام قانون حماية البيئية ‪ ،‬وهي‬
‫المهمة التي يتوالها إلى جانبه ضباط وأعوان الشرطة القضائية وسلطات المراقبة وعدة مصالح أخرى تابعة‬
‫للدولة ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلطار القانون لدور البلدية في مجال حماية البيئة في قانون البلدية ‪:11-11‬‬
‫أوكل قانون البلدية ‪ 12-11‬المؤرخ في ‪ 00‬يوليو ‪ 0211‬للبلديات مسؤوليات كبيرة في مجال حماية‬
‫البيئة بموجب مجموعة من النصوص أهمها‪:1‬‬
‫‪-‬بموجب المادة ‪ 31‬يقوم المجلس الشعبي البلدي بتشكيل من بين أعضائه لجانا دائمة تهتم بالمسائل التابعة‬
‫لمجال اختصاصه و التي من بينها المتعلقة بالصحة و النظافة و حماية البيئة‪.‬‬
‫‪-‬حددت المادة ‪ 72‬مهام رئيس المجلس الشعبي البلدي و التي من بينها السهر على احترام التعليمات ونظافة‬
‫المحيط و حماية البيئة‪.‬‬
‫‪-‬بموجب المادة ‪ 127‬تخضع إقامة أي مشروع و‪/‬أو تجهيز على إقليم البلدية أو أي مشروع يندرج في إطار‬
‫البرامج القطاعية للتنمية إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي و ال سيما في مجال حماية األراضي‬
‫الفالحية و التأثير في البيئة‪.‬‬
‫كما يدرج هذا القانون النظافة وحفظ الصحة والطرقات ضمن اختصاصات البلدية خاصة منها‪ :‬توزيع‬
‫المياه الصالحة للشرب وصرف المياه المستعملة ومعالجتها‪ ،‬وجمع النفايات‪ ،‬وصيانة الطرق واشارات المرور‪،‬‬
‫وتهيئة المساحات الخضراء‪ ،‬وصيانة فضاءات الترفيه والشواطئ‪.2‬‬
‫كما تم تخصيص القسم الثالث من القانون ‪ 12-11‬إلدارة البلدية ومصالحها العمومية وأمالكها‪ ،‬على‬
‫أن البلدية تضمن سير المصالح العمومية وتحدث إضافة إلى مصالح اإلدارة العامة مصالح عمومية تقنية منها‬
‫ما يمس البيئة مثل‪ :‬التزويد بالمياه الصالحة للشرب‪ ،‬صرف المياه المستعملة‪ ،‬النفايات الصلبة‪ ،‬اإلنارة‬
‫العمومية‪ ،‬األسواق‪ ،‬الحظائر‪ ،‬تهيئة المقابر وصيانتها‪ ،‬فضالت النفايات‪ ،‬الرياضة والمساحات الخضراء‪.3‬‬

‫‪ -1‬قانون البلدية ‪ 12-11‬المؤرخ في ‪ 00‬يوليو ‪ ،0211‬الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبي‪ ،‬العدد ‪،39‬‬
‫‪.0211‬‬
‫‪-2‬المادتين ‪ 102-103‬من القانون ‪.12-11‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 127‬من القانون ‪.12-11‬‬
‫‪93‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫ثالثا‪ :‬اإلطار القانوني لدور البلدية في مجال حماية البيئة في القوانين ذات الصلة‪.‬‬
‫جاءت القوانين التنظيمية والتشريعية التي لها عالقة بحماية البيئة لتدعم قانون البلدية والوالية في هذا‬
‫المجال‪ ،‬وتغطي النقائص التي يمكن أن ترد في هاذين القانونين‪ ،‬والتي تصبو إلى حماية اإلنسان من األمراض‬
‫واألخطار الصحية وتحسين اإلطار المعيشي له‪.‬‬
‫‪ :1‬دور البلدية من خالل قانون المياه ‪.12-15‬‬
‫بين قانون المياه المعدل والمتمم دور البلديات من خالل أهدافه المتمثلة في التزويد بالمياه بالكمية‬
‫الكافية والحفاظ على النظافة العمومية‪ ،‬والتحكم في الفياضانات وتثمين المياه واستشارة اإلدارات والجماعات‬
‫اإلقليمية باستعمال المياه وحمايتها‪ ،1‬وتعتبر الخدمات العمومية للمياه من اختصاص الدولة والبلديات‪ ،‬ويمكن‬
‫للبلدية استغالل الخدمات العمومية للمياه عن طريق االستغالل المباشر أو عن طريق منح امتياز تسيير هذه‬
‫الخدمات ألشخاص معنويين خاضعين للقانون العام‪.2‬‬
‫‪ :2‬دور البلدية من خالل قانون تسيير النفايات وازالتها ‪ 11-11‬المؤرخ في ‪.2111/12/12‬‬
‫يظهر في هذا القانون جليا دور البلدية في حماية البيئة‪ ،‬من خالل المعالجة البيئية العقالنية للنفايات‬
‫وتنظيم فرزها وجمعها ونقلها ومعالجتها وغيرها من األهداف الواردة في مادته الثانية‪.‬‬
‫وقد وضع هذا القانون تسيير النفايات المتراكمة على عاتق البلدية‪ ،3‬وأعطاها صالحيات واسعة في مجال‬
‫النظافة العامة وهذا من خالل المادة ‪ 07‬التي نصت على إعداد مخطط بلدي لتسيير النفايات المنزلية وما‬
‫شابهها‪ ،‬يتضمن جرد النفايات المنزلية والهامدة المنتجة في البلدية‪ ،‬وتحديد مواقع ومنشآت المعالجة في البلدية‬
‫على أن يعد هذا المخطط تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬وأن يغطي كافة إقليم البلدية‪ ،‬ويصادق‬
‫عليه الوالي‪.‬‬
‫كما سمح هذا القانون لبلدتين أو أكثر أن تشترك في تسيير جزء من النفايات أو كلها‪ .4‬وقد أخرج قانون‬
‫النفايات ‪ 17-21‬من اختصاص البلديات النفايات الصناعية الخاصة‪ .5‬وتقبل في النفايات العمومية البلدية‬
‫المرخص بها‪ ،6‬النفايات وما تماثلها‪ ،‬الركام واألنقاض‪ ،‬الرماد‪ ،‬خبث الحديد النفايات المضايقة واألوحال‬

‫‪-1‬المادة األولى من القانون ‪.10-29‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 121‬من القانون ‪.10-29‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 30‬من القانون ‪. 17-21‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 32‬من المرسوم ‪.17 -21‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 23‬من المرسوم ‪.17 -21‬‬
‫‪-6‬المادة ‪ 30‬من المرسوم رقم ‪ ، 391 -12‬المؤرخ في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 1712‬يحدد شروط التنظيف و جمع النفايات الصلبة‬
‫الحضرية و معالجتها ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد ‪ ،11‬المؤرخة في ‪ 11‬ديسمبر ‪.1712‬‬
‫‪94‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫التي تفرزها محطات التصفية وتلتزم البلديات بمعالجة النفايات الصلبة الحضرية أو أن تكلف من يقوم بذلك‬
‫حسب األساليب اآلتية‪ ،‬المزبلة المحروسة ‪ ،‬المزبلة المراقبة ‪ ،‬مزبلة التسميد‪ ،‬مزبلة التفتيش ‪ ،‬مزبلة الحرق‪.1‬‬
‫كما كان لصدور المرسوم التنفيذي ‪ .2 029-29‬أثر بالغ في تحديد كيفيات واجراءات إعداد المخطط‬
‫البلدي لتسيير النفايات المنزلية وما شابهها ونشره ومراجعته ‪.‬‬
‫ينص هذا المرسوم على تعليق مشروع المخطط البلدي بمجرد إعداده ويوضع تحت تصرف المواطنين في‬
‫مقر البلدية لمدة شهر واحد لإلطالع عليه وابداء الرأي فيه ‪ ،‬كما يتعين على البلدية أن تضع تحت تصرف‬
‫المواطنين سجال مرقما ومؤش ار عليه لتسجيل اآلراء المحتملة ‪ ،‬بعد هذه المدة يرسل المخطط البلدي إلى‬
‫المصالح الوالئية لدراسته وابداء الرأي فيه ‪.‬‬
‫وال يصبح نافذا إال بعد الموافقة عليه من طرف مداوالت المجلس الشعبي البلدي ويصادق عليه الوالي‬
‫‪3‬‬
‫المختص إقليميا بقرار‪.‬‬
‫‪ :2‬دور البلدية من خالل قانون الصحة وترقيتها‪.‬‬
‫البلدية كهيئة محلية لها صالحيات فيبمنع ما قد يكون سببا في المساس بالصحة العامة كمراقبة األغذية‬
‫واعداد المياه الصالحة للشرب والمحافظة عليها من التلوث‪ ،‬ومقاومة األمراض المعدية وتنظيم المجاري أو‬
‫الصرف الصحي إلى غير ذلك‪ ،‬التي تلزم المحافظة على صحة الجمهور حسب قانون الصحة العمومية رقم‬
‫‪4‬‬
‫الذي يعتبر من أهم القوانين التي ترسم السياسة العامة للصحة في الجزائر وتحدد مدى دور‬ ‫‪29-19‬‬
‫وصالحيات الجماعات المحلية في ترقية المنظومة الوطنية للصحة ‪.‬‬
‫أن الجماعات المحلية مع بقية أجهزة الدولة تلتزم بتطبيق تدابير النقاوة والنظافة‬
‫فالمادة ‪ 07‬منه تشير إلى ّ‬
‫‪5‬‬
‫ويتبين في تفسير‬ ‫ومحاربة األمراض الوبائية ‪ ،‬ومكافحة تلوث المحيط وتطهير ظروف العمل والوقاية العامة‬
‫هذه المادة أن حماية البيئة وحماية الصحة العمومية أمران متالزمان‪ ،‬حيث ال يمكن الحفظ على الصحة العامة‬
‫دون حماية البيئة وترقيتها وتحسينها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 00‬من المرسوم ‪.391-12‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ ، 029 -29‬المؤرخ في ‪ 32‬جوان ‪، 0229‬يحدد كيفيات و إجراءات إعداد المخطط البلدي لتسيير النفايات‬
‫المنزلية و ماشابهها و نشره و مراجعة ‪ ،‬ج ر ‪ ،‬عدد‪ ، 23‬مؤرخة في ‪ 21‬جويلية ‪. 0229‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬المواد ‪ 1 ،9 ، 1 ، 2 ،‬من المرسوم التنفيذي‪. 029 -29‬‬
‫‪4‬‬
‫‪-‬قانون ‪ 29-19‬مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ 1719‬المتعلق بحماية الصحة و ترقيتها مؤرخ في ‪ 11‬فيفري ‪ 1719‬ج ر‪ ،‬عدد ‪1‬‬
‫مؤرخة في ‪ 19‬فيفري ‪ 1719‬معدل و متمم بالقانون ‪ 27-71‬مؤرخ في ‪ 17‬اوت ‪ 1771‬ج عدد ‪ 11‬مؤرخة في ‪ 03‬اوت‬
‫‪ 1771‬معدل ومتمم بالقانون رقم ‪ 11-21‬مؤرخ في‪ 12‬نوفمبر ‪ 0221‬ج ‪.‬ر‪ ،‬عدد ‪ 90‬مؤرخة في ‪ 19‬نوفمبر ‪ 0221‬معدل و‬
‫متمم بالقانون رقم ‪ 13-21‬مؤرخ في ‪ 02‬جويلية ‪ ، 0221‬ج ر ‪،‬ـ عدد ‪ 22‬مؤرخة في ‪ 3‬اوت ‪0221‬‬
‫‪ -5‬المادة ‪ 07‬من القانون ‪.29-19‬‬
‫‪95‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫ومن الصالحيات المتعلقة بالصحة العامة التي أشار لها قانون الصحة والتي أسندت إلى البلدية للسهر‬
‫‪1‬‬
‫المتعلق بصالحيات رئيس المجلس في مجال النقاوة والطرق‬ ‫عليها وتطبيقها ‪ ،‬ذكر المرسوم ‪019-11‬‬
‫والطمأنينة العمومية ‪ ،‬وذلك في الباب الثاني من هذا المرسوم تحت عنوان النقاوة وحفظ الصحة العمومية‪ ،‬و في‬
‫هذا المجال أسندت عدة اختصاصات للجماعات المحلية ومنها ‪:‬‬
‫‪ -‬السهر على تنفيذ التنظيم الصحي ويتخذ كل اإلجراءات التي تخص النقاوة وحفظ الصحة العمومية‪ ،‬نظافة‬
‫المساكن والعمارات واألنهج والساحات والطرق والمؤسسات العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬اتخاذ كل اإلجراءات الرامية إلى مكافحة األمراض الوبائية والمعدية وحامالت األمراض المتنقلة والسهر على‬
‫تنفيذ العمليات المتعلقة بالتطهير والسهر على تموين السكان المنتظم بالماء الصالح للشرب وبتنظيف الشوارع‬
‫وجمع القمامة بصفة منتظمة وصيانة شبكة التطهير وتصريف المياه القذرة والسهر على تزيين وتجميل ونظافة‬
‫البلدية واتخاذ اإلجراءات الضرورية التي من شأنها حماية البيئة وتحسينها‪.‬‬
‫كما نص هذا المرسوم ‪ 019-11‬السالف الذكر على وجوب أن تسهر الجماعات المحلية على صحة‬
‫التغذية وذلك بإجراء زيارة للمخازن والمستودعات التي تحتوي على منتجات إستهالكية معدة للبيع ‪ ،‬وبذلك‬
‫ي خطر مصالح المراقبة التقنية المعنية بالقيام بالرقابة الصحة على تلك المواد الغذائية ‪ ،‬وتنبغي اإلشارة إلى أن‬
‫قانون الصحة ‪ 29-19‬جاء امتدادا للمرسوم ‪ 019-11‬كما تطرقت المادتان ‪ 23-20‬من القانون ‪29-19‬‬
‫على أن صالحيات البلدية تمتد إلى تطبيق اإلجراءات الرامية إلى ضمان مراعاة القواعد والمقاييس الصحية في‬
‫كل أماكن الحياة ‪.‬‬
‫تشارك كذلك البلدية في حمالت وأعمال الوقاية من األمراض المعدية واآلفات االجتماعية التي تنظمها‬
‫الهياكل الصحية ومستخدميها إلى جانب السلطات العمومية األخرى ‪.2‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬الجهات المشاركة للهيئات الالمركزية في حماية البيئة على المستوى المحلي‪.‬‬
‫حماية البيئة على المستوى المحلي في الجزائر ال تقتصر على تلك التدخالت التي تقوم بها الهيئات‬
‫الالمركزية‪ ،‬وانما توجد جهات وهيئات أخرى تتدخل وتشاركها في هذه المهمة‪ .‬من أهم هذه المؤسسات نجد‬
‫المديرية الوالئية للبيئة‪ ،‬والمفتشية الجهوية للبيئة‪ ،‬واللجنة الوالئية لمراقبة المنشآت المصنفة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬المرسوم رقم ‪ 019-11‬المؤرخ في ‪12‬أكتوبر ‪1711‬يتعلق بصالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي فيما يخص الطرق و‬
‫النقاوة و الطمأنينة العمومية ‪ ،‬ج ر‪ ،‬عدد‪ ،21‬مؤرخة في ‪ 13‬أكتوبر ‪. 1711‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬المادة ‪ 11‬من قانون ‪.29-19‬‬
‫‪96‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫أوال‪ :‬المديريات الوالئية للبيئة‪.‬‬


‫تطبيقا للمادة ‪ 29‬من قانون حماية البيئة البيئة ‪ 23-13‬صدر المرسوم التنفيذي ‪ 12-71‬الذي استحدثت‬
‫بموجبه مفتشية للبيئة في الوالئية كجهاز رئيسي تابع للدولة في مجال مراقبة تطبيق القوانين والتنظيمات المتعلقة‬
‫بحماية البيئة أو التي تتصل بها‪ .1‬وقد تم تغيير اسمها إلى مديرية البيئة للوالية بموجب المرسوم التنفيذي ‪-23‬‬
‫‪.2272‬‬
‫تضطلع مديرية البيئة للوالية بنفس مهام المفتشية‪ ،‬والمتمثلة في‪:3‬‬
‫‪-‬تصور وتنفيذ‪ ،‬ب االتصال مع األجهزة األخرى في الدولة والوالية والبلدية‪ ،‬برنامجا لحماية البيئة في كامل تراب‬
‫الوالية‪،‬‬
‫‪-‬تسلم الرخص واألذن والتأشيرات المنصوص عليها في التشريع والتنظيم المعمول بهما في ميدان البيئة‪،‬‬
‫‪-‬قتراح كل التدابير الرامية إلى تحسين التراتيب التشريعية والتنظيمية التي لها صلة بحماية البيئة‪،‬‬
‫‪-‬اتخاذ‪ ،‬باالتصال مع األجهزة األخرى في الدولة‪ ،‬التدابير الرامية إلى الوقاية من كل أشكال تدهور البيئة‬
‫ومكافحته‪ ،‬ال سيما التلوث واألضرار‪ ،‬ةالتصحر‪ ،‬وانجراف التربة والحفاظ على التنوع البيولوجي وتنميته وصيانة‬
‫الثروات الصيدية‪ ،‬وترقية المساحات الخضراء والنشاط البستني‪،‬‬
‫‪-‬ترقية أعمال اإلعالم والتربية والتوعية في مجال البيئة‪،‬‬
‫‪-‬اتخاذ أو تكليف من يتخذ التدابير الرامية إلى تحسين إطار الحياة وجودتها‪.‬‬
‫إن صالحية تسليم الرخص واألذن والتأشيرات تدخل في إطار اختصاصات الضبط اإلداري‪ ،‬وبهذا تشكل‬
‫المديرية أداة في يد الوالي لممارسة صالحياته في مجال البيئة‪.4‬‬
‫ويظهر جليا من خالل هذه المهام المسندة لمديرية البيئة للوالية‪ ،‬أنها تعتبر المنسق لجميع األعمال‬
‫المتصلة بحماية البيئة بين مختلف بلديات الوالية‪ ،‬بل أكثر من ذلك فإنها تعمل على إيجاد تصور شامل يربط‬
‫العالقات بين مختلف المصالح اإلدارية المحلية (المديريات الوالئية) التي تتولى تسيير وتنظيم أحد القطاعات أو‬

‫‪-1‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي ‪ 12-71‬المؤرخ في ‪ 1771/21/09‬المتضمن إحداث مفتشية للبيئة في الوالية‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد‬
‫‪ ،29‬صادرة بتاريخ ‪.)1771/21/01‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي ‪ 272-23‬المؤرخ في ‪ 0223/10/19‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي ‪ 12-71‬المعدلة‬
‫للمادة األولى من المرسوم التنفيذي ‪.12-71‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي ‪.12-71‬‬
‫‪-4‬علي سعيدان‪ ،‬حماية البيئة من التلوث بالمواد االشعاعية والكيماوية في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪ ،0210 ،‬ص‬
‫‪.090‬‬
‫‪97‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫العناصر البيئية والتي تكون خاضعة لوصاية و ازرية مختلفة‪ ،1‬كمديرية الغابات ومديرية الصحة‪ ،‬ومديرية الري‪،‬‬
‫ومديرية الفالحة‪ ،‬مديرية الطاقة والمناجم‪ ،‬مديرية السياحة ‪...‬‬
‫ثانيا‪ :‬المفتشيات الجهوية للبيئة‪.‬‬
‫أنشأ المشرع الجزائري مصالح خارجية تعمل تحت سلطة الوزير المكلف بالبيئة تدعى المفتشيات‬
‫الجهوية‪ ،‬وهذا بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 113-73‬المؤرخ في ‪ 1773/29/09‬المتضمن إنشاء مصالح خارجية‬
‫تابعة للبيئة‪ .‬وتعت بر المفتشية الوالئية هي الجهاز الرئيسي التابع للدولة في مجال مراقبة تطبيق القوانين‬
‫والتنظيمات المتعلقة بحماية البيئة أو التي تتصل بها‪ ،‬وأوكل لها مهمة السهر على تطبيق النصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية المتعلقة بالبيئة واقتراح التدابير والحلول الرامية إلى تحسين البيئة أو حمايتها وتسهيل ذلك‪ .‬وكانت كل‬
‫مفتشية تضم عدة واليات‪ ،‬بحيث أنشأت ‪ 13‬مفتشية جهوية على المستوى الوطني‪ .‬غير أن هذه المفتشيات لم‬
‫‪2‬‬
‫الذي تم بموجبه استحداث مفتشية‬ ‫يدم العمل بها طويال‪ ،‬حيث تم إلغاؤها بموجب المرسوم التنفيذي ‪12/71‬‬
‫للبيئة على مستوى كل والية‪.‬‬
‫أمام قصور الهيئات المحلية في مجابهة األخطار التي تتعرض لها البيئة بسبب غياب التعاون والتضامن‬
‫بين الواليات أو المناطق التي تمتاز بنفس الظروف والعوامل الطبيعية وتتعرض إلى نفس المشاكل البيئية‪ ،‬األمر‬
‫الذي حتم على المشرع الجزائري العودة إلى نظام التنظيم الجهوي في شكل مفتشيات جهوية‪ ،‬لكنها تختلف عن‬
‫المفتشيات الجهوية السابقة الملغاة التي جاء بها المرسوم التنفيذي ‪ ،113-73‬من حيث العدد والتنظيم‪.3‬‬
‫وقد استحدث المشرع بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 273-23‬خمس مفتشيات جهوية تعمل تحت إشراف‬
‫المفتشية العامة للبيئة‪ ،‬ويحدد المقر واالختصاص اإلقليمي للمفتشيات الجهوية كما يأتي‪:4‬‬
‫الواليات‬ ‫المقر‬
‫وهران‪ ،‬مستغانم‪ ،‬عين تيموشنت‪ ،‬تلمسان‪ ،‬سيدي بلعباس‪ ،‬معسكر‪ ،‬سعيدة‪،‬‬ ‫وهـ ـ ـ ـران‬
‫غيليزان‪ ،‬تيارت‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحق خنتاش‪ ،‬مجال تدخل الهيئات الالمركزية في حماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة ورقلة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0211 ،‬ص ‪.97‬‬
‫‪-2‬تنص المادة ‪ 21‬من المرسوم التنفيذي ‪ 97-71‬المؤرخ في ‪ 1771/21/09‬المتضمن إحداث مفتشية للبيئة في الوالية بقولها‬
‫"تلغى أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 113-73‬المؤرخ في ‪ 1773/29/29‬والمذكور أعاله"‪.‬‬
‫‪-3‬عبد الحق خنتاش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 22‬من المرسوم التنفيذي ‪ 273-23‬المؤرخ في ‪ 0223/10/19‬المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي ‪ 97-71‬المتضمن‬
‫مهام المفتشية العامة للبيئة وتنظيم عملها‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ )0223/10/01 ،12‬والتي تستحدث ضمن أحكام المرسوم ‪97-71‬‬
‫مادة "‪ 9‬مكرر ‪."1‬‬
‫‪98‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫بشار‪ ،‬أدرار‪ ،‬تندوف‪ ،‬النعامة‪ ،‬البيض‪.‬‬ ‫بش ـ ـ ـ ــار‬


‫الجزائر‪ ،‬البليدة‪ ،‬تيبازة‪ ،‬بومرداس‪ ،‬تيزي وزو‪ ،‬الشلف‪ ،‬عين الدفلى‪ ،‬المدية‪،‬‬ ‫الج ازئـ ــر‬
‫تيسمسيلت‪ ،‬الجلفة‪ ،‬بجاية‪ ،‬البويرة‪ ،‬المسيلة‪.‬‬
‫ورقلة‪ ،‬بسكرة‪ ،‬الوادي‪ ،‬إيليزي‪ ،‬األغواط‪ ،‬غرداية‪ ،‬تامنغست‪.‬‬ ‫ورق ـ ـ ـلـ ـ ــة‬
‫عنابة‪ ،‬سكيكدة‪ ،‬الطارف‪ ،‬قالمة‪ ،‬سوق أهراس‪ ،‬تبسة‪ ،‬جيجل‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬ميلة‪،‬‬ ‫عنـ ـ ــابـ ـ ــة‬
‫باتنة‪ ،‬أم البواقي‪ ،‬خنشلة‪ ،‬سطيف‪ ،‬برج بوعريريج‪.‬‬

‫وتقوم هذه المفتشيات في نطاق اختصاصها االقليمي بتنفيذ أعمال التفتيش والمراقبة المخولة للمفتشية‬
‫العامة للبيئة بموجب المرسوم التنفيذي ‪ .1 97-71‬و بهذه الصفة تكلف بالسهر على تطبيق التشريع والتنظيم‬
‫المعمول بهما في مجال حماية البيئة‪ ،‬وتكلف على وجه الخصوص بما يلي‪:2‬‬
‫‪ -‬ضمان التنسيق بين المصالح الخارجية في إدارة البيئة واقتراح أي إجراء يرمي إلى تحسين فعاليتها وتعزيز‬
‫عملها‪،‬‬
‫‪-‬التقويم الدوري لتدابير المراقبة والتفتيش وأعمالهما التي تباشرها مصالح البيئة المؤهلة لهذا الغرض‪،‬‬
‫‪-‬اقتراح أي تدبير قانوني أو مادي يرمي إلى تعزيز عمل الدولة في مجال حماية البيئة‪،‬‬
‫‪-‬القيام بزيارات تقويمية وتفتيشية ورقابية لكل وضعية أو منشأة يحتمل أن تشكل خط ار على البيئة أو على‬
‫الصحة العمومية‪.‬‬
‫‪-‬القيام في حالة حدوث تلوث بالتحقيقات التي يكون غرضها تحديد األسباب وتقويم األضرار وتحديد‬
‫المسروليات‪،‬‬
‫‪-‬السهر على المراجعة الدورية ألجهزة اإلنذار والوقاية من حوادث التلوث التي يحتمل أن تصيب البيئة والصحة‬
‫العمومية‪.‬‬
‫تكلف المفتشية العامة‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬بكل تحقيق خاص يرتبط بميدان نشاطها‪ ،‬يسنده إليها الوزير‬
‫المكلف بحماية البيئة‪ ،‬وتخول لهذا الغرض المبادرة بأي تحقيق إداري وبأي عمل يكون قصده المحافظة على‬
‫البيئة والصحة العمومية‪.3‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي ‪.273-23‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي ‪.97-71‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 23‬من المرسوم الرئاسي ‪.97-71‬‬
‫‪99‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫من حيث منهجية العمل فإن المفتشية تتدخل على أساس برنامج نشاط سنوي يوافق عليه الوزير المكلف‬
‫بالبيئة‪ .‬كما يمكنها أن تتدخل بصفة مباغتةللقيام بأية مهمة تتطلبها وضعية معينة وهذا طبقا للمادة الرابعة من‬
‫المرسوم التنفيذي ‪.97-71‬‬
‫ليس للمفتشية صالحيات الضبط اإلداري‪ ،‬ولكن أنيطت بها أعمال التفتيش والمراقبة‪ ،‬التي تسمح للوزير‬
‫اتخاذ ق اررات الترخيص واالعتماد فيما يخص النشاطات الخطرة‪.1‬‬
‫ثالثا‪ :‬اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة‪.‬‬
‫تطبيقا ألحكام القانون ‪ 12-23‬المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬استحدث المشرع‬
‫بموجب المرسوم التنفيذي ‪ 171-21‬المؤرخ في ‪ 0221/29/31‬هيئة إدارية في شكل لجنة تكون على مستوى‬
‫كل والية تسمى "اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة"‪ ،‬تتشكل من الوالي أو من يمثله كرئيس لها‬
‫وبعضوية مدير البيئة أو من يمثله وقائد مجموعة الدرك الوطني للوالية أو من يمثله ومدير األمن الوالئي أو من‬
‫يمثله‪ ،‬والمدراء التنفيذيين بالوالية أو من يمثلهم وهم‪ :‬مدير الحماية المدنية‪ ،‬ومدير التنظيم والشؤون العامة‬
‫للوالية‪ ،‬ومدير المناجم والصناعة‪ ،‬ومدير الموارد المائية‪ ،‬ومدير التجارة‪ ،‬ومدير التخطيط وتهيئة اإلقليم‪ ،‬ومدير‬
‫المصالح الفالحية‪ ،‬ومدير الصحة والسكان‪ ،‬ومدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪ ،‬ومدير الصناعة التقليدية‪،‬‬
‫ومدير العمل‪ ،‬ومدير الصيد البحري‪ ،‬ومدير الثقافة والسياحة إذا كانت الملفات التي ستدرسها اللجنة لها عالقة‬
‫بهاذين القطاعين‪ ،‬باإلضافة إلى محافظة الغابات وممثل الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار‪ ،‬وثالثة خبراء‬
‫متخصصين في المجال المعني بأشغال اللجنة‪ ،‬ورئيس المجلس الشعبي البلدي المعني أو ممثله‪.2‬‬
‫يعين أعضاء اللجنة بقرار من الوالي المختص اقليميا لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد‪ ،3‬وتجتمع اللجنة‬
‫باستدعاء من رئيسها كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪ ،‬وتتخذ ق ارراتها باألغلبية البسيطة ألصوات أعضائها‪ ،‬وفي‬
‫حالة تساوي األصوات‪ ،‬يرجح صوت الرئيس‪.4‬‬
‫تضطلع اللجنة بالمهام التالية‪:‬‬
‫‪-‬السهر على احترام التنظيم الذي يسير المؤسسات المصنفة‪،‬‬
‫‪-‬فحص طلبات إنشاء المؤسسات المصنفة‪،‬‬
‫‪-‬السهر على مطابقة المؤسسات الجديدة لنص مقرر الموافقة المسبقة إلنشاء المؤسسة المصنفة‪.1‬‬

‫‪-1‬علي سعيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.091‬‬


‫‪-2‬المادة ‪ 07‬من المرسوم التنفيذي ‪ 171-21‬المؤرخ في ‪ 0221/29/31‬يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة‬
‫لحماية البيئة‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ ،39‬الصادرة بتاريخ ‪ 22‬جوان ‪.)0221‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي ‪.171-21‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي ‪.171-21‬‬
‫‪100‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫كما يظهر دور اللجنة عندما تتوقف المؤسسة المصنفة عن النشاط نهائيا‪ ،‬أين تقوم هذه األخيرة بإعداد‬
‫مخطط إزالة تلوث الموقع وترسله إلى الجهة المختصة‪ ،‬وفي هذا اإلطار يظهر دور اللجنة من خالل مراقبة‬
‫تنفيذ هذا المخطط‪ ،‬وفي إعادة الموقع إلى حالته األصلية‪ ،‬أي في حالة ال تشكل أي خطر أو ضرر على‬
‫البيئة‪.2‬‬
‫وفيما يخص طريقة التدخل يمكن للجنة أن تقوم بعملية مراقبة المنشأة المصنفة بناء على طلب من‬
‫رئيسها ‪ ،‬كما يمكنها أن تكلف عضو من أعضائها أو عدة أعضاء للقيام بمهام المراقبة الخاصة إذا اقتضت‬
‫الظروف أو تطلب األمر ذلك‪.3‬‬
‫سمحت المادة ‪ 33‬من المرسوم ‪ 171-21‬للجنة أن تستدعي صاحب المشروع أو مكاتب الدراسات الذين‬
‫قاموا بإعداد دراسات عن المشروع المعني وهذا إلعطاء معلومات إضافية أو توظيحية‪.‬‬
‫من خالل تشكيلة ومهام اللجنة تظهر أهميتها في الحفاظ على البيئة وحمايتها من أخطار التلوث الذي قد‬
‫يلحق بها بسبب األنشطة المختلفة للمؤسسات المصنفة‪ ،‬ألن األعمال الرقابية أو التدابير التي تتخذها اللجنة‬
‫بمناسبة أداء عملها تشكل في مجموعها مجهودات مهمة ولها أث ار كبي ار في فرض حماية البيئة على المستثمرين‬
‫وأصحاب المؤسسات المصنفة التخاذ كافة التدابير الضرورية لحماية البيئة‪ ،‬وتعتبر اللجنة حجر الزاوية فيما‬
‫يخص كل التراخيص والتصريحات المتعلقة بالمنشآت المصنفة‪ ،‬فهي بمثابة ممر إجباري للحصول على‬
‫القرارات المذكورة‪.4‬‬
‫إن نجاح هذه المؤسسات المركزية والالمركزية مرهون بمدى التعاون والتكامل الموجود فيما بينها‪ ،‬وألن‬
‫البيئة وحدة واحدة مترابطة العناصر‪ ،‬فإن هذه الخاصية توجب في المقابل ترابط األهداف وتكامل الجهود‬
‫والعمل‪ ،‬إذ يستحيل االضطالع بحماية عنصر من عناصر البيئة بمعزل عن بقية العناصر‪ .‬لكن الوضعية‬
‫الخاصة لبعض عناصر البيئة توجب تخصيص نصوص واجراءات قانونية خاصة تتطلبها هذه الوضعية‪.‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 32‬من المرسوم التنفيذي ‪.171-21‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 23‬من المرسوم التنفيذي ‪.171-21‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 31‬من المرسوم التنفيذي ‪.171-21‬‬
‫‪-4‬علي سعيدان‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.099‬‬
‫‪101‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مساهمة المجتمع المدني في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫انطالقا من مبدأ المشاركة في إدارة القضايا العامة‪ ،‬والتزام الدول بالمبادئ والقواعد واألسس الدولية‬
‫المنظمة لحقوق وحريات األفراد وخاصة الحق في حرية إنشاء الجمعيات المدنية سواء على المستوى المحلي أو‬
‫الوطني‪ ،‬فإن أ غلب دول العالم في قوانينها الوطنية تقر هذا الحق كركيزة أساسية لبناء المجتمع الديمقراطي‪،‬‬
‫وحرصا منها على أهمية هذا الحق‪ ،‬فإنها تكرسه في إطار أسمى قواعد اإللزام القانوني أال وهي القواعد‬
‫الدستورية‪ ،‬ولقد سارت بعض الدول العربية على هذا النهج بالنص على هذا الحق في دساتيرها من بينها‬
‫الجزائر‪ ،‬حيث أكد الدستور على تشجيع الدولة للديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات المحلية‪ ،‬ال سيما‬
‫من خالل المجتمع المدني‪.1‬‬
‫تلعب مؤسسات المجتمع المدني دو ار بار از في حماية البيئة وتنميتها الذي ال يقل في أهميته عن دول‬
‫الجهات الحكومية‪ ،‬ذلك أن مؤسسات المجتمع المدني بحكم تكوينها وما يتوافر لها من طاقات بشرية متنوعة‪،‬‬
‫وامكانيات مادية غير محدودة وبحكم اتصالها المباشر بالقاعدة الجماهرية‪ ،‬وقدرتها على التأثير في الرأي العام‪،‬‬
‫وبحكم ما تتمتع به من مرونة في الحركة وأسلوب أدائها تستطيع أن تحقق الكثير من اإلنجازات في مجاالت‬
‫حماية البيئة‪ ،‬وتنميتها‪ ،‬وأن تشارك بدور فعال ومؤثر في الجهود التي تبذلها سلطات الدولة وأجهزتها الحكومية‪.‬‬
‫الفرع الول‪ :‬اإلعتراف القانوني بالجمعيات البيئية‪.‬‬
‫كفل الدستور الجزائري الحق في إنشاء الجمعيات وأكد على تشجيع الدولة لها‪ .2‬اختار محبي البيئة‬
‫والمدافعين عنها من األفراد التكتل في صورة جمعيات تكون مهمتها الدفاع عن البيئة‪ ،‬والتي تزدادا يوما بعد يوم‬
‫ويتصاعد دورها في حماية البيئة من خالل كشف المتسببين في تلويث البيئة من الهيئات واألفراد‪ ،‬ومتابعتهم من‬
‫أجل الوصول إلى إدانتهم وممارسة الضغوط عليهم ومحاصرتهم‪.‬‬
‫إن الوعي البيئي له أهمية بالغة في حماية البيئة‪ ،‬ذلك أن التشريعات والقوانين ال تكفي وحدها لغرض‬
‫احترام البيئة‪ ،‬فالحق في المشاركة واالنتماء الحر للجمعيات صورة من صور تدعيم الديمقراطية‪ ،‬تحرص الكثير‬
‫من الحكومات على ضمانها‪ ،‬شريطة أن يكون االنتماء حر وغير مقيد‪ .‬ولقد كرس االعالن العالمي لحقوق‬
‫اإلنسان هذا الحق‪.3‬‬

‫‪-1‬المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 23‬من التعديل الدستوري ‪.0202‬‬


‫‪-2‬تنص المادة ‪ 93‬من التعديل الدستوري ‪ 0202‬على "حق إنشاء الجمعيات مضمون‪ ،‬ويمارس بمجرد التصريح به‪.‬‬
‫تشجع الدولة الجمعيات ذات المنفعة العامة"‪.‬‬
‫‪-3‬تنص المادة ‪ 02‬من اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان على "أنه لكل شخص الحق في حرية االشتراك في االجتماعات‬
‫والجمعيات السلمية"‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫تتمتع الجمعيات البيئية بحرية إختيار النشاطات القانونية المالئمة والمتاحة لها لبلوغ هدفها‪ ،‬فلها أن‬
‫تختار العمل التوعوي والتطوعي الميداني‪ ،‬أو أن تركز على اتصالها بالمنتخبين المحليين وتلعب دور المنبه‬
‫والمراقب للكشف عن االنتهاكات التي تمس البيئة أو أن تلجأ إلى طرق الطعن القضائية‪ ،‬أو أن تستعمل كل هذه‬
‫اآلليات بصفة عقالنية من أجل بلوغ أهدافها‪.1‬‬
‫ونتيجة لهذه المرونة التي تتسم بها اآلليات التي تستخدمها جمعيات حماية البيئة‪ ،‬فقد عدد المجلس‬
‫الوطني للحياة الجمعوية الفرنسي‪ ،‬ثمانية أصناف من النشاطات الرئيسية التي تقوم بها‪:‬‬
‫‪-‬إعالم وتربية الجمهور وتكوين أشخاص مختصين‪ ،‬مثل المنشطين واإلداريين والمنتخبين‪.‬‬
‫‪-‬المشاركة والمشاورة مع المنتخبين واإلداريين‪.‬‬
‫‪-‬نشر المعلومات لوسائل اإلعالم‪ ،‬واصدار نشرية أو مجلة‪.‬‬
‫‪-‬اللجوء إلى القضاء في حاالت التلوث أو مخالفة قوانين حماية البيئة‪.‬‬
‫‪-‬حيازة أو تسيير األوساط الطبيعية‪.2‬‬
‫الجزائر على غرار بقية دول العالم أيقنت أن لحماية البيئة ال بد من تضافر الجهود من قبل المؤسسات‬
‫الحكومية من جهة ومؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى‪ ،‬وهذا بتسخير كل طاقاتهم العلمية والتكنولوجية‬
‫وكذا التشريعية لمكافحة التلوث والتقليل على األقل من تخريب البيئة خاصة مع ما شهده العالم من ثورة بيئية‬
‫كبيرة شنتها كبريات الجمعيات الدولية المعروفة في هذا المجال وما كان لها من دور كبير وفعال في مشاركة‬
‫إعالم وتنظيم وكذا توعية الجماهير والرأي العام وتجنيده بغرض مكافحة التلوث والمحافظة على الوسط الطبيعي‬
‫وتحسين محيط اإلنسان‪.3‬‬
‫إن قانون حماية البيئة ‪ 23-13‬لم يعط مرونة للعمل الجمعوي في إطار حماية البيئة‪ ،‬وهذا يعد أم ار‬
‫طبيعيا ألنه خالل تلك الفترة لم تكن المشاكل البيئية معقدة كما هو الوضع اآلن‪ ،‬لذا جاءت الحاجة إلى تحديثه‬
‫وتجديد قواعده بما يتماشى والمشاكل المطروحة حديثا من خالل القانون ‪.12-23‬‬
‫إلى غاية نهاية النصف األول من التسعينات‪ ،‬لم يظهر نشاط بارز للجمعيات البيئية‪ ،‬ويرجع ذلك إلى‬
‫عدة أسباب منها‪ ،‬غياب االعتماد‪ ،‬انعدام المقر‪ ،‬مشكل التمويل وتجاهل السلطات العمومية المحلية والوطنية‬
‫لمعاناة هذه الجمعيات‪ .‬ابتداء من النصف الثاني من التسعينات ظهرت إرادة السلطة في إشراك الجمعيات البيئية‬

‫‪-1‬باعلي واسعيد باحمد‪ ،‬المجتمع المدني ودوره في حماية البيئة في الجزائر‪ :‬جمعيات حماية البيئة أنموذجا‪ ،‬مجلة دراسات إنسانية‬
‫واجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬العدد ‪ ،23‬جامعة وهران‪ ،‬الجزائر‪ ،0202/21/11 ،‬ص ص ‪.009-013‬‬
‫‪-2‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪-3‬حسين زاوش‪ ،‬الديمقراطية التشاركية وحماية البيئة‪ :‬حالة الجزائر‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬عدد ‪ ،11‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫جانفي ‪ ،0211‬ص ص ‪.312-321‬‬
‫‪103‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫في تطبيق برامج هذا القطاع‪ ،‬نظ ار للدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الجمعيات في مجال التحسيس والتوعية‬
‫البيئية‪ ،‬إذ تعتبر همزة وصل بين الهيئات الرسمية والجمهور وقناة إليصال االهتمامات البيئية المدرجة في برامج‬
‫الحكومة إلى كل شرائح المجتمع‪.1‬‬
‫وفي هذا الصدد أصدرت كتابة الدولة المكلفة بالبيئة التعليمة رقم ‪ 132‬بتاريخ ‪ 10‬أفريل ‪ 1771‬موجهة‬
‫إلى مفتشي البيئة بالواليات تطلب االتصال بالجمعيات البيئية التي تنشط على مستوى كل والية‪ ،‬واعالمها‬
‫بإمكانية تمويل مشاريعها‪ ،‬وقد نتج عن هذه العملية استفادة ‪ 27‬مشروع بيئي من التمويل تقدمت به ‪ 32‬جمعية‬
‫على مستوى ‪ 01‬والية‪.2‬‬
‫نظ ار لتركيز قانون حماية البيئة على الطابع الوقائي فقد أرسى أسسا لإلطار االتفاقي لتنفيذ التدابير البيئية‬
‫وشرع في استكمال بناء قواعد شراكة مع جمعيات حماية البيئة باعتبارها أحد أهم شركاء اإلدارة البيئية لتفعيل‬
‫السياسة البيئية‪ .‬واستكماال للتحول الجذري في القبول بدور الجمعيات كشريك لإلدارة في تحقيق األهداف‬
‫االستراتيجية الوطنية لحماية البيئة‪ ،‬خص قانون ‪ 23-12‬المتعلق بحماية البيئة الجمعيات بفصل خاص هو‬
‫الفصل السادس منه‪.‬‬
‫شهد العمل الجمعوي في مجال المحافظة على البيئة تطو ار ملحوظا من حيث العدد‪ ،‬حيث انتقل من ‪19‬‬
‫‪3‬‬
‫إلى ‪ 0929‬سنة ‪ 0219‬أي ما يقارب ‪ 3.32‬بالمئة من مجموع الجمعيات الوطنية في‬ ‫جمعية سنة ‪1771‬‬
‫مختلف المجاالت‪.4‬‬
‫تعد مجاالت تدخل جمعيات حماية البيئة غير محدودة‪ ،‬ألن المعيار األساسي الذي يتحدد على ضوئه‬
‫اختصاص الجمعيات هو الهدف المحدد في قانونها األساسي‪ ،‬والمتمثل في ترقية التربية البيئية واإلعالم البيئي‪،‬‬
‫وهنا ستعرض بعض األمثلة عن تدخالت الجمعيات البيئية‪:‬‬

‫‪ -1‬بكير قشار‪ ،‬دور المجتمع المدني في اإلعالم البيئي في الجزائر‪ :‬الجمعيات البيئية بمدينة غرداية نموذجا‪ ،‬مجلة الواحات‬
‫للبحوث والدراسات‪ ،‬عدد ‪ ،17‬جامعة غرداية‪ ،‬الجزائر‪ ،0213 ،‬ص ص ‪.119-73‬‬
‫‪-2‬نفس المرجع‪.‬‬
‫‪-3‬غنية ابرير‪ ،‬دور المجتمع المدني في صياغة السياسات البيئية‪ :‬دراسة حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫باتنة‪ ،0212-0227 ،‬ص ‪.122‬‬
‫‪4‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪ ،‬و ازرة الداخلية و الجماعات المحلية‪ ،‬الحياة الجمعوية و السياسية‪ ،‬قائمة موضوعية‬
‫للجمعيات الوطنية و المحلية المعتمدة‪ ،‬متاحة على موقع الو ازرة‪http://www.interieur.gov.dz/index.php/ar . , :‬‬
‫تاريخ التصفح ‪.0217/21/19‬‬
‫‪104‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-‬تقديم طلبات فتح دعوى لتصنيف حظيرة وطنية أو محمية طبيعية‪ ،‬وانشاء المساحات الخضراء من خالل‬
‫المشاركة في إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل األراضي‪ ،‬حسب المادة ‪ 23‬من المرسوم‬
‫‪ 123-19‬المتعلق بالحظائر الوطنية‪.‬‬
‫‪-‬حفظ الصحة الحيوانية‪ ،‬والمساهمة في استئصال األمراض الحيوانية حسب المادة ‪ 29‬من القانون المتعلق‬
‫بالطب البيطري وحماية الصحة الحيوانية التي تنص "يمكن أن تتكون تجمعات محترفة وجمعيات للدفاع الصحي‬
‫من المربيين والمالك طبقا للتنظيم الساري المفعول"‪ ،‬والمادة ‪" 11‬يتم انجاز برامج استئصال األمراض الحيوانية‬
‫تحت إشراف السلطة الوطنية من طرف األطباء البياطرة ومالك أصحاب الحيوانات وتجمعات المربيين وكذا من‬
‫جمعيات الدفاع الصحي"‪.‬‬
‫‪-‬انشاء منطقة أو مناطق للمحافظة على تكاثر الصيد بعد استشارة اإلدارة المحلية‪ ،‬والحد من الصيد المحظور‬
‫ومحاربته‪ ،‬حسب المواد ‪ 0‬و ‪ 1‬و ‪ 11‬من المرسوم رقم ‪ 131-13‬المتعلق بتنظيم وسير الجمعيات واالتحادات‬
‫الوالئية واالتحادية الوطنية للصيادين‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬آليات المجتمع المدني في حماية البيئة‪.‬‬
‫تشارك تنظيمات الم جتمع المدني الدولة في المحافظة على البيئة وحمايتها وذلك من خالل عدة أدوار‬
‫تقوم بها‪ ،‬بل وقد يفوق تأثيرها الدولة في بعضها‪ ،‬وتتمثل وسائل عمل جمعيات حماية البيئة في اآلتي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬تعزيز المواطنة البيئية‪.‬‬
‫أثبتت الدراسات الحديثة أن تطوير المجتمعات ال يتم عن طريق السياسات الحكومية وحدها‪ ،‬وانما أيضا‬
‫عن طريق توليف بين األجهزة الحكومية والتنظيمات غير الحكومية التي تستطيع بفضل قدرتها التعبوية‬
‫والتطوعية على استقطاب المواطنين واشراكهم في حل بعض المشكالت االجتماعية والثقافية واالقتصادية‬
‫وخاصة البيئة‪ .‬وفي هذا تلعب الجمعيات البيئية كأحد أشكال التنظيمات االجتماعية دو ار بار از في تعزيز مفهوم‬
‫المواطنة البيئية من خالل اعتمادها على مجموعة من اآلليات والميكانيزمات التي يمكن توضيحها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬التوعية البيئية للمواطنين‪.‬‬
‫يعد دور الجمعيات البيئية في القيام بعمل التوعية البيئية للمواطنين من األدوار الرئيسية لها في حماية‬
‫البيئة خصوصا مع حداثة موضوعات حماية البيئة واعتبار البعض أن حماية البيئة من الموضوعات الكمالية‪،‬‬
‫مع ظهور مفاهيم جديدة تتعلق بالبيئة ودمجها في السياسات االقتصادية للدولة واألفراد منها مفهوم التنمية‬
‫المستدامة من خالل اتباع آليات اإلنتاج األنظف‪ ،‬وأن المعرفة والتثقيف البيئي سيحول دون توريث الجهل أو‬
‫عدم الوعي البيئي من جيل إلى جيل‪ ،‬فالواقع أن دور األفراد في حماية البيئة يرتبط بصورة كبيرة بمدى نمو‬
‫الرأي العام في كل دولة‪ .‬وتتمثل أهداف التوعية والتربية البيئية وأساسيتها ومكوناتها في منح فرصة اكتساب‬

‫‪105‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫المعرفة والقيم والمهارات الضرورية لحماية الطبيعة وتحسين وضعها ‪ ،‬وزيادة وتنمية الوعي البيئي بكل‬
‫المشكالت االقتصادية والسياسية واالجتماعية ذات التأثير البيئي وخلق وترسيخ أنماط سلوكية إيجابية تجاه البيئة‬
‫كالمحافظة على األشجار‪.1‬‬
‫‪-2‬إشراك المواطنين في العمل التطوعي‪.‬‬
‫العمل التطوعي هو أحد ركائز المجتمع المدني الحديث‪ ،‬حيث يقوم على المشاركة اإليجابية لمختلف‬
‫التنظيمات بما فيها الجمعيات البيئية من خالل "القيام بالحمالت التطوعية لنظافة‪ ،‬وتزيين المحيط‪ ،‬وغرس قيم‬
‫التعاون وانجاز بعض األهداف العادية المتكررة بالحياة اليومية للسكان مثل أعمال النظافة حيث تخضع مشاركة‬
‫المواطنين في مثل هذه األنشطة إلى الضغط المعنوي أو اإلحساس بالمسؤولية تجاه البيئة"‪.2‬‬
‫ويتميز العمل التطوعي بصفتين أساسيتيتن تجعالن منه عمال ال مناص منه في تحقيق المواطنة البيئية‪،‬‬
‫وهما‪:‬‬
‫‪-‬قيامه على أساس المردود المعنوي أو االجتماعي المتوقع منه‪ ،‬مع نفي أي مردود مادي يمكن أن يعود على‬
‫الفاعل‪.‬‬
‫‪-‬ارتباط قيمة العمل بغايته المعنوية واإلنسانية‪.‬‬
‫لهذا يالحظ أن وتيرة العمل التطوعي في تحقيق المواطنة البيئية ال تتراجع مع انخفاض المردود المادي‬
‫له‪ ،‬إنما بتراجع القيم والحوافز التي تكمن وراءه‪ ،‬وهي القيم والحوافز الدينية واألخالقية واالجتماعية واإلنسانية‪.3‬‬
‫‪-3‬تنظيم الندوات والمؤتمرات الموجهة للمواطنين‪.‬‬
‫تمارس الجمعيات البيئية –عبر الندوات والمؤتمرات‪ -‬نشاطا يتعلق بالتوعية البيئية والمحافظة على البيئة‪،‬‬
‫من خالل تنظيم دور المواطن ليكون مشاركا في الرقابة البيئية المستندة إلى الحقائق العلمية‪ ،‬واستخدام وسائل‬
‫الضغط الحضارية‪ ،‬عن طريق تبيان اآلثار السلبية للمشكالت البيئية من خالل الورشات واللقاءات‪ ،‬وتوجيه‬
‫متخذي القرار نحو المشكالت البيئية ذات األولوية‪ ،‬وخيارات الحل‪ ،‬وهنا يبرز الدور اإلعالمي والتعليمي الذي‬
‫تقوم به الجمعيات البيئية في تعزيز المواطنة البيئية‪.4‬‬

‫‪-1‬هشام عبد السيد الصافي محمد بدر الدين‪ ،‬دور منظمات المجتمع المدني في رعاية البيئة‪ ،‬مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬العدد ‪ ،20‬المركز الجامعي تامنغست‪ ،‬الجزائر‪ ،0202 ،‬ص ص ‪.037-199‬‬
‫‪-2‬سمير قريد و محم د خشمون‪ ،‬جمعيات حماية البيئة ودورها في ترسيخ المواطنة البيئية في المجتمع‪ ،‬مجلة مفاهيم للدراسات‬
‫الفلسفية واإلنسانية المعمقة‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جامعة الجلفة‪ ،‬سبتمبر ‪ ،0202‬ص ص ‪.321 -072‬‬
‫‪ -3‬سمير قريد و محمد خشمون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.077‬‬
‫‪-4‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.322‬‬
‫‪106‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-4‬تنظيم المسابقات البيئية‪.‬‬


‫يعد تنظيم المسابقات البيئية المتزامن مع كل المناسبات ذات العالقة بالوضع البيئي المحلي والدولي‪ ،‬من‬
‫أهم اآلليات اإلجرائية التحفيزية الهامة التي تثير وتشجع أفراد المجتمع على حماية البيئة‪ ،‬من خالل تعزيز روح‬
‫المنافسة بينهم في حماية البيئة‪ ،‬كما تفيد في نشر واعالن الجهود المبذولة من الدولة والمجتمع المدني تجاه‬
‫حماية البيئة‪ ،‬مما يساعد في النهاية على بناء فرد ومجتمع قادر على معالجة قضايا البيئة‪ ،‬وهناك نجاح متزايد‬
‫لنتائج تلك المسابقات على مستوى العالم‪ ،‬مع تزايد مستمر في االقبال عليها‪.1‬‬
‫ومن بين هذه المناسبات الثقافية ما يتعلق بـ ـ "اليوم العالمي للبيئة ‪ 29‬جوان"‪ ،‬الذي يعتبر رم از ألكبر‬
‫تظاهرة ثقافية بيئية على المستوى العالمي‪ ،‬تستقطب اهتمام الكثير من الجمعيات والمؤسسات المجتمعية‪ ،‬قصد‬
‫تربية أفراد المجتمع وتحسيسهم بأهمية حماية البيئة‪ ،‬فضال عن ذلك‪ ،‬فإن الجمعيات البيئية تنظم مسابقات ثقافية‬
‫متنوعة تتزامن مع بعض المناسبات البيئية كاليوم العالمي للشجرة (‪ 01‬مارس)‪ ،‬اليوم العالمي للتنوع البيولوجي‬
‫(‪ 00‬ماي)‪ ،‬اليوم العالمي لألراضي الرطبة (‪ 20‬فيفري)‪ ،‬يوم التراث العالمي ( ‪ 11‬أفريل)‪ ،‬اليوم العالمي‬
‫للطيور المهاجرة ( ‪ 11‬ماي و ‪ 10‬أكتوبر تزامنا مع دورة هجرة هذه الطيور)‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬الدور اإلستشاري للجمعيات البيئية والمساهمة في اتخاذ الق اررات البيئية‪.‬‬
‫تضطلع الجمعيات البيئية بمهمة استشارية لدى االدارات المختصة في حال اتخاذ الق اررات التي تتعلق‬
‫بالبيئة‪ ،‬وتختلف صور هذا الدور‪ ،‬فقد تشكل الجمعيات فيما بينها مجالس استشارية مشتركة في القضايا البيئية‬
‫المختلفة‪ ،‬أو تقوم بدور المستشار في الشؤون البيئية لدى المجالس المحلية‪ ،‬فتقوم بإبداء رأيها حين يطلب منها‬
‫ذلك في المشاريع ذات التأثير الكبير على البيئة‪ ،‬وتقديم مالحظاتها أو اقتراحاتها فيما يتعلق بهذه المشاريع‪.2‬‬
‫حيث يظهر الدور االستشاري من خالل منح المشرع الجزائري للمجتمع المدني الحق في إبداء الرأي في‬
‫دراسة التأثير على البيئة وهذا من خالل القانون ‪3 12-23‬وكذا المرسوم التنفيذي ‪ 129-29‬المحدد لمجال‬
‫تطبيق محتوى وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪.4‬‬
‫ال ينحصر دور الجمعيات في االستشارة فحسب‪ ،‬بل يتعداه في كثير من الحاالت إلى المشاركة في صنع‬
‫القرار البيئي من خالل التمثيل داخل بعض الهيئات الحكومية‪ .‬حيث تساهم الجمعيات البيئية بإبداء الرأي‬

‫‪ -1‬هشام عبد السيد الصافي محمد بدر الدين‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪-2‬أحمد لكحل‪ ،‬دور الجماعات المحلية في حماية البيئة‪ ،‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪ ،0212 ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪-3‬تنص المادة ‪ 39‬من القانون ‪ 12-23‬على أن "تساهم الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال حماية البيئة‬
‫وتحسين اإلطار المعيشي في عمل الهيئات العمومية بخصوص البيئة وذلك بالمساعدة وابداء الرأي والمشاركة وفق التشريع‬
‫المعمول به"‪.‬‬
‫‪-4‬المواد ‪ 19-27‬من المرسوم التنفيذي ‪.129-29‬‬
‫‪107‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫والمشاركة في عمل الهيئات العمومية طبقا لنص المادة ‪ 39‬من القانون ‪ .12-23‬وقدا حدد المشرع حاالت‬
‫حصرية لعضوية الجمعيات البيئية في اللجنة القانونية واالقتصادية للمجلس األعلى للتنمية المستدامة‪ ،1‬كما حدد‬
‫حاالت حصرية لعضوية هذه الجمعيات في بعض المؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬منها الجزائرية‬
‫للمياه‪ 2‬والديوان الوطني للتطهير‪.3‬‬
‫يبقى نجاح مشاركة هذه الجمعيات مرهونا بجدية مشاركة ممثليها في هذه الهيئات‪ ،‬من خالل إقناع‬
‫األعضاء اآلخرين بالدراسات والبيانات واالحصائيات المقدمة‪ ،‬وكذلك على مدى استعداد االدارة لتقبل مشاركة‬
‫ومساهمة هذه الجمعيات‪.4‬‬
‫وسعيا من الدولة لتطبيق إصالحات واسعة في مختلف المجاالت بما فيها إشراك المجتمع المدني في‬
‫تسيير مختلف الشؤون بما فيها المسائل البيئية‪ ،‬فقد صدر المرسوم الرئاسي ‪ 327-11‬المتضمن تشكيلة‬
‫المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي وسيره باعتباره مؤسسة استشارية واطا ار مفتوحا للتشاور بين مختلف‬
‫مكونات المجتمع والمؤسسات الرسمية للدولة‪ .‬ومن بين أهداف هذا المجلس "تقييم المسائل ذات المصلحة‬
‫الوطنية في المجال االقتصادي واالجتماعي والتربوي والتكويني والتعليم العالي والثقافة والبيئة ودراستها"‪ .‬وفي‬
‫سبيل تحقيق ذلك‪ ،‬أكد على ضرورة توفير إطار لمشاركة المجتمع المدني في التشاور الوطني حول سياسات‬
‫التنمية االقتصادية واالجتماعية‪.5‬‬
‫ويضم هذا المجلس في تشكيلته ‪ 022‬عضوا بشرط أن يكون ‪ 92‬من مجموع األعضاء من منظمات‬
‫المجتمع المدني‪ .6‬كما يتوزع ممثلو المجتمع المدني أعضاء المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي حسب‬
‫مجاالت اهتماماتهم‪ ،‬ويكون من ضمنهم ‪ 29‬ممثلين عن الجمعيات البيئية التي تنشط في مجال الحفاظ على‬
‫البيئة والتنمية المستدامة‪.7‬‬

‫‪-1‬تتمثل عضوية الجمعيات بثالثة ممثلين وفقا للمادة الخامسة من المرسوم التنفيذي ‪ 211-71‬المؤرخ في ‪ 1771/10/01‬يحدد‬
‫تنظيم المجلس األعلى للتنمية المستدامة وعمله‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 10‬من المرسوم التنفيذي ‪ 121-21‬المؤرخ في ‪ 0221/22/01‬المتضمن إنشاء الجزائرية للمياه (ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪02‬‬
‫صادرة في ‪.)0221/22/00‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 12‬من المرسوم التنفيذي ‪ 120-21‬المؤرخ في ‪ 0221/22/01‬المتضمن إنشاء الديوان الوطني للتطهير (ج‪ .‬ر‪ .‬عدد‬
‫‪ 02‬صادرة في ‪.)0221/22/00‬‬
‫‪-4‬غنية ابرير‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.121‬‬
‫‪-5‬المادة (‪ )20/20‬من المرسوم الرئاسي ‪ 327-11‬المؤرخ في ‪ 0211/11/01‬المتضمن تشكيلة المجلس الوطني االقتصادي‬
‫واالجتماعي وسيره‪( ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 17‬صادرة بتاريخ ‪.)0211/10/21‬‬
‫‪-6‬تنص المادة (‪ )23/22‬من المرسوم الرئاسي ‪ 327-11‬على "خمسون (‪ )92‬عضوا بعنوان المجتمع المدني"‪.‬‬
‫‪-7‬المادة (‪ )22/21‬من المرسوم الرئاسي ‪.327-11‬‬
‫‪108‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫ويتكون هذا المجلس من ستة لجان دائمة إحداها خاصة بالمسائل والشؤون البيئية‪ 1‬وظيفتها إعداد تقارير‬
‫ودراسات تقييمية مرفقة بمختلف االقتراحات والتوصيات الخاصة بالمسائل البيئية واإلشكاالت المتعلقة بها‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬الدور القضائي لجمعيات حماية البيئة‪.‬‬
‫تتمتع الجمعيات بحق اللجوء إلى القضاء باعتباره أحد الضمانات األساسية لتفعيل الرقابة االجتماعية‬
‫لحمل اإلدارة على احترام القواعد البيئية‪ ،‬خاصة عندما ال تتمكن الجمعيات من تحقيق أهدافها بالطريقة الوقائية‬
‫عن طريق المشاركة‪ ،‬نتيجة لضعف أو عدم فعالية هذا األسلوب‪ .‬وقد كرس هذا الحق في العديد من النصوص‬
‫التشريعية‪:‬‬
‫‪-‬كرس قانون الجمعيات حق هذه األخيرة في التقاضي من أجل الدفاع عن المصالح المشروعة المرتبطة‬
‫بأهدافها‪ ،‬وفرض احترام القواعد المرتبطة به سواء باللجوء إلى القضاء العادي أو اإلداري‪.2‬‬
‫‪-‬مكن القانون ‪ 12-23‬كل جمعية يتضمن موضوعها حماية الطبيعة والبيئة رفع دعوى أمام الجهات القضائية‬
‫المختصة عن كل مساس بالبيئة حتى في الحاالت التي تعني األشخاص المنتسبين لها بانتظام‪.3‬‬
‫‪-‬حق الجمعيات التأسيس كطرف مدني من خالل قانون حماية التراث الثقافي‪ ،‬إذ يحق لكل جمعية مؤسسة‬
‫قانونا يتضمن قانونها األساسي حكما يقضي بسعيها لحماية الممتلكات الثقافية أن تنصب نفسها خصما مدعيا‬
‫بالحق المدني فيما يخص مخالفات أحكام هذا القانون‪.4‬‬
‫‪-‬حق الجمعيات في التأسس كطرف مدني من خالل قانون التهيئة والتعمير‪ ،‬فكل جمعية تشكلت بصفة قانونية‬
‫تنوي بموجب قانونها األساسي أن تعمل من أجل تهيئة إطار الحياة وحماية المحيط أن تطالب بالحقوق المعترف‬
‫بها كطرف مدني‪ ،‬فيما يتعلق بالمخالفات ألحكام التشريع الساري المفعول في مجال التهيئة والتعمير‪.5‬‬
‫تتعد أدوار مختلف الهيئات الرسمية وغير الرسمسة‪ ،‬مركزية كانت أو محلية في مجال حماية البيئة وفقا‬
‫لما جاء في النصوص التشريعية‪ ،‬وكذا وفقا للنصوص التنظيمية المتضمنة إختصاصات هذه الهيئات‪ ،‬لكن‬
‫ونظ ار لتعدد عناصر البيئية واختالفها من حيث الخصائص‪ ،‬جعل من المستحيل تنظيم حمايتها في نص قانوني‬
‫واحد‪ ،‬وهو ما يفسر سبب تعدد النصوص الحمائية لهذه العناصر‪ ،‬وهو ما سيتم بيانه من خالل الفصل التالي‪.‬‬

‫‪-1‬تنص المادة (‪ )20/02‬من المرسوم الرئاسي ‪ 327-11‬على "لجنة تهيئة اإلقليم والبيئة والتنمية المحلية والتنمية المستدامة"‪.‬‬
‫‪-2‬المادة ‪ 19‬من قانون الجمعيات ‪ 21-10‬المؤرخ في ‪( 10/21/10‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ 20‬صادرة في ‪.)0210/21/19‬‬
‫‪-3‬المادة ‪ 31‬من القانون ‪.12-23‬‬
‫‪-4‬المادة ‪ 71‬من القانون ‪ 22-71‬المتعلق بحماية التراث الثقافي‪.‬‬
‫‪-5‬المادة ‪ 92‬من القانون ‪ 07-72‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫تطرقت هذه الدراسة إلى موضوع حماسة البيئة في إطار التنمية المستدامة بصورة عامة‪ ،‬حيث عالجت‬
‫أهم مفاهيم البيئة واألسس القانونية لحمايتها من ناحية مصادر هذا القانون ومبادئه وبعد ذلك تطرقت الدراسة‬
‫إلى اإلطار المؤسساتي المكلف بحماية البيئة على الصعيد الوطني‪ ،‬ثم تم التفصيل في الفصل الثاني‪ ،‬من خالل‬
‫تبيان صور حماية كل قسم من أقسام البيئة‪ :‬برية مائية وجوية‪ ،‬وفي فصل أخير تم بيان إجراءات إنفاذ‬
‫اإللتزامات البيئية التي وضعتها الدولة‪.‬‬
‫من خالل ما تقدم‪ ،‬نخلص إلى أن الجزائر تملك ترسانة قانونية كبيرة في مجال حماية البيئة‪ ،‬التي جاءت‬
‫تنفيذا إللتزاماتها الدولية المتعلقة بحماية البيئة‪ ،‬لهذا السبب رسمت السلطات العمومية السياسة الوطنية لحماية‬
‫البيئة‪ ،‬التي تعتمد في تجسيدها على المجهودات التي تقوم بها األجهزة اإلدارية للدولة‪ ،‬حيث تكون المهمة‬
‫األكبر من نصيب الهيئات الالمركزية من خالل التدخل في مجاالت كثيرة ومتنوعة‪ ،‬بحيث يمثل هذا التدخل‬
‫حماية مباشرة للبيئة أو حماية غير مباشرة لها بحماية أحد عناصرها ‪ ،‬يساعدها في ذلك جهات أخرى مشاركة‬
‫في هذه المهمة الوطنية واالنسانية على المستوى المحلي كالمصالح الخارجية للدولة المتمثلة في المفتشيات‬
‫الجهوية للبيئة ومديريات البيئية للواليات‪ ،‬إلى جانب الهيئات المركزية‪.‬‬
‫غير أنه وبالرغم من كل الجهود المبذولة الزال الوضع البيئي في بالدنا في حالة من التدهور رغم وجود‬
‫الجزاءات وفرض الغرامات‪ ،‬والسبب في ذلك يعود إلى قلة الموارد المالية المخصصة لحماية البيئة‪ ،‬وكذا تعدد‬
‫الهيئات مع غياب وجود تنسيق بينها ما سبب تشتت في الجهود وعدم اكتمالها‪ ،‬إضافة لكثرة النصوص القانونية‬
‫وتبعثرها وتشتتها‪ ،‬كما يالحظ ضعف التدابير الردعية خصوصا منها الغرامات المفروضة‪ ،‬كون قيمتها زهيدة‬
‫مقارنة مع حجم التلوث‪ ،‬مما بعث في الملوثين الشعور ببساطة الجزاءات المترتبة عن األعمال الملوثة للبيئة‪.‬‬
‫إن فعالية وكفاءة أنظمة حماية البيئة تعتمد بالدرجة األولى على إمكانيات وطاقات وحدود تطبيق وتنفيذ‬
‫التشريعات البيئية المخ تلفة بدقة وحزم‪ ،‬ولتحقيق ذلك فإننا نحث على ضرورة إقامة منظومة متكاملة‪ ،‬أحد‬
‫مكوناتها إنشاء قاعدة بيانات للتشريعات البيئية‪ ،‬هدفها الحد والجمع والمعالجة والتخزين واالستجاع‪ ،‬مما يفيد‬
‫القائمين على شؤون حماية البيئة في تحديد ومعرفة الحقوق وايقاع الجزاء على المخالف‪ ،‬ومن ثم يزيد من احترام‬
‫الحماية‪ ،‬ويشكل أخالقيات بيئية ونهج وقائي لمواجهة المخاطر البيئية‪ .‬و التفكير في إيجاد آليات تفرض‬
‫التنسيق الحقيقي بين مختلف الهيئات اإلدارية المعنية بحماية البيئة‪.‬‬
‫وكذا تحسين الثقافة البيئية ونشر الوعي البيئي لدى المواطن حول مخاطر األنشطة المضرة بالبيئة‪،‬‬
‫انطالقا من فكرة أن مشكلة البيئة ذات طابع أخالقي ينبع من الوعي واإلدراك واإلحساس بالمسؤولية تجاه البيئة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫ختاما يمكن القول أنه ال وجود لتنمية اقتصادية و اجتماعية دون حماية حقيقية للوسط البيئي الذي نعيش‬
‫فيه ألن المشاكل اإليكولوجية وثيقة الصلة بمسار التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فالتدهور اإليكولوجي و ال‬
‫سيما فيما يخص الرأسمال الطبيعي يوشك أن يبطل جزء كبي ار من المكاسب االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬كما أن‬
‫حماية البيئة كتراث مشترك لإلنسانية ووقايتها أصبحت ضرورة تفرض نفسها من خالل استحداث اآلليات‬
‫المناسبة سواء على المستوى الدولي أو الوطني وذلك حفاظا على حق األجيال المقبلة‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫المصادر‪:‬‬
‫‪ -1‬التعديل الدستوري ‪ ،0202‬الفقرة ‪ ،11‬ج‪ .‬ر‪ .‬عدد ‪ ،10‬صادرة بتاريخ ‪0202./10/32‬‬
‫‪-0‬قانون رقم ‪ 17-21‬ممضي في ‪ 10‬ديسمبر ‪ 0221‬يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها‪.‬‬
‫‪-3‬قانون رقم ‪ 20-20‬ممضي في ‪ 29‬فبراير ‪ 0220‬يتعلق بحماية الساحل وتثمينه‪.‬‬
‫‪-2‬قانون رقم ‪ 12-23‬ممضي في ‪ 17‬يوليو ‪ 0223‬يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪-9‬قانون رقم ‪ 23-22‬ممضي في ‪ 03‬يونيو ‪ 0222‬يتعلق بحماية المناطق الجبلية في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫‪-1‬قانون رقم ‪ 02-22‬ممضي في ‪ 09‬ديسمبر ‪ 0222‬يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث‬
‫في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪-9‬قانون رقم ‪ 21-29‬ممضي في ‪ 13‬مايو ‪ 0229‬يتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتنميتها‪.‬‬
‫‪-1‬قانون رقم ‪ 20-11‬ممضي في ‪ 19‬فبراير ‪ 0211‬يتعلق بالمجاالت المحمية في إطار التنمية المستدامة‪.‬‬
‫مراسيم تنفيذية تنظم مجال البيئة‪:‬‬
‫‪-7‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 222-29‬ممضي في ‪ 12‬نوفمبر ‪ 0229‬يحدد كيفيات منح الجائزة الوطنية من أجل‬
‫حماية البيئة‪.‬‬
‫‪-7‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 129-29‬ممضي في ‪ 17‬مايو ‪ 0229‬يحدد مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات‬
‫المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪.‬‬
‫‪-12‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 171-21‬ممضي في ‪ 31‬مايو ‪ 0221‬يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات‬
‫المصنفة لحماية البيئة (دراسة الخطر المتعلق بالمؤسسات المصنفة)‪.‬‬
‫‪-11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 299-23‬ممضي في ‪ 27‬ديسمبر ‪ 0223‬يحدد كيفيات واجراءات إعداد المخطط‬
‫الوطني لتسيير النفايات الخاصة ونشره ومراجعته‪.‬‬
‫‪-10‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 227-22‬ممضي في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 0222‬يحدد كيفيات نقل النفايات الخاصة‬
‫الخطرة‪.‬‬
‫‪-13‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 022-29‬ممضي في ‪ 01‬يونيو ‪ 0229‬يحدد كيفيات تعيين مندوبي البيئة‪.‬‬
‫‪-12‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 319-29‬ممضي في ‪ 12‬سبتمبر ‪ 0229‬يحدد كيفيات التصريح بالنفايات الخاصة‬
‫الخطرة‪،‬‬

‫‪112‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-19‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 122-21‬ممضي في ‪ 01‬فبراير ‪ 0221‬يحدد قائمة النفايات بما في ذلك النفايات‬
‫الخاصة الخطرة‪.‬‬
‫‪-11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 131-21‬ممضي في ‪ 19‬أبريل ‪ 0221‬ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار‬
‫والجزيئات السائلة أو الصلبة في الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها‪.‬‬
‫‪-19‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 121-21‬ممضي في ‪ 17‬أبريل ‪ 0221‬يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية‬
‫السائلة‪.‬‬
‫‪-11‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 171-21‬ممضي في ‪ 31‬مايو ‪ 0221‬يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات‬
‫المصنفة لحماية البيئة‪.‬‬
‫‪-17‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 129-29‬ممضي في ‪ 17‬مايو ‪ 0229‬يحدد مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات‬
‫المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة‪.‬‬
‫‪-02‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 122-29‬ممضي في ‪ 17‬مايو ‪ 0229‬يحدد قائمة المنشآت المصنفة لحماية البيئة‪.‬‬
‫‪-01‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 17-27‬ممضي في ‪ 02‬يناير ‪ 0227‬يتضمن تنظيم نشاط جمع النفايات الخاصة‪.‬‬
‫‪-00‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 331-27‬ممضي في ‪ 02‬أكتوبر ‪ 0227‬يتعلق بالرسم على النشاطات الملوثة أو‬
‫الخطيرة على البيئة‪.‬‬
‫‪-03‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 112-13‬ممضي في ‪ 19‬مارس ‪ 0213‬ينظم استعمال المواد المستنفذة لطبقة‬
‫األوزون وأمزجتها والمنتجات التي تحتوي عليها‪.‬‬
‫‪-02‬مرسوم إنشاء شروط الترخيص لنقل النفايات الخطرة الخاصة‪ ،‬ومحتوى طلب الترخيص و كذا ق ارراته‬
‫المحددة للخصائص التقنية للعالمات الخاصة بتغليف النفايات الخطرة‪.‬‬
‫‪-09‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 390-20‬ممضي في ‪ 11‬نوفمبر ‪ 0220‬يتعلق بنفايات التغليف‪.‬‬
‫‪-01‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 177-22‬ممضي في ‪ 17‬يوليو ‪ 0222‬يحدد كيفيات إنشاء النظام العمومي لمعالجة‬
‫نفايات التغليف وتنظيمه وسيره وتمويله‪.‬‬
‫‪-09‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 012-22‬ممضي في ‪ 01‬يوليو ‪ 0222‬يحدد كيفيات ضبط المواصفات التقنية‬
‫للمغلفات المخصصة إلحتواء مواد غذائية مباشرة أو أشياء مخصصة لألطفال‪.‬‬
‫‪-01‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 212-22‬ممضي في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 0222‬يحدد القواعد العامة لتهيئة واستغالل‬
‫منشآت معالجة النفايات وشروط قبول النفايات على مستوى هذه المنشآت‪.‬‬
‫‪-07‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 312-29‬ممضي في ‪ 12‬سبتمبر ‪ 0229‬يحدد كيفيات اعتماد تجمعات منتجي‬
‫و‪/‬أو حائزي النفايات الخاصة‪،‬‬

‫‪113‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-32‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 029-29‬ممضي في ‪ 32‬يونيو ‪ 0229‬يحدد كيفيات واجراءات إعداد المخطط‬
‫البلدي لتسيير النفايات المنزلية وما شابهها ونشره ومراجعته‪.‬‬
‫‪-31‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 19-27‬ممضي في ‪ 19‬فبراير ‪ 0227‬يتعلق بالرسم على األكياس البالستيكية‬
‫المستوردة و‪/‬أو المصنوعة محليا‪.‬‬
‫‪-30‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 391-21‬ممضي في ‪ 29‬أكتوبر ‪ 0221‬يحدد شروط إنجاز المسالك الجديدة‬
‫الموازية للشاطئ‪.‬‬
‫‪-33‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 202-21‬ممضي في ‪ 00‬نوفمبر ‪ 0221‬يحدد تشكيلة مجلس التنسيق الشاطئي‬
‫وسيره‪.‬‬
‫‪-32‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 021-29‬ممضي في ‪ 32‬يونيو ‪ 0229‬يحدد شروط وكيفيات البناء وشغل األراضي‬
‫على الشريط الساحلي وشغل األجزاء الطبيعية المتاخمة للشواطئ وتوسيع المنطقة موضوع منع البناء عليها‪.‬‬
‫‪-39‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 309-21‬ممضي في ‪ 01‬أكتوبر ‪ 0221‬يتضمن إلزام ربابنة السفن التي تحمل على‬
‫متنها بضائع خطيرة سامة أو ملوثة باإلخطار عن وقوع أي حادث في البحر‪.‬‬
‫‪-31‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 11-27‬ممضي في ‪ 19‬فبراير ‪ 0227‬يتعلق بتصنيف المناطق المهددة للساحل‪.‬‬
‫‪-39‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 112-27‬ممضي في ‪ 29‬أبريل ‪ 0227‬يحدد شروط إعداد مخطط تهيئة الشاطئ‬
‫ومحتواه وكيفيات تنفيذه‪.‬‬
‫‪-31‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 31-12‬ممضي في ‪ 01‬يناير ‪ 0212‬يحدد كيفيات توسيع حماية أعماق البحر في‬
‫الساحل ويضبط النشاطات الصناعية في عرض البحر‪.‬‬
‫‪-37‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 217-29‬ممضي في ‪ 12‬ديسمبر ‪ 0229‬يحدد الدراسات واالستشارات المسبقة‬
‫الالزم إجراؤها وكذا مجموع الشروط والكيفيات واإلجراءات التي من شأنها أن تسمح بتحديد المناطق الجبلية‬
‫وتصنيفها وجمعها في كتل جبلية‪.‬‬
‫‪-22‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 29-21‬ممضي في ‪ 27‬يناير ‪ 0221‬يحدد تشكيلة المجلس الوطني للجبل ومهامه‬
‫وتنظيمه وكيفيات سيره‪.‬‬
‫‪-21‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 19-29‬ممضي في ‪ 12‬مارس ‪ 0229‬يحدد كيفيات إعداد نظام تهيئة إقليم الكتلة‬
‫الجبلية والمصادقة عليه والدراسات واالستشارات المسبقة الواجب إجراؤها‪ ،‬وكذا إجراءات التحكيم المتعلقة‬
‫بذلك‪.‬‬
‫‪-20‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 021-21‬ممضي في ‪ 21‬يوليو ‪ 0221‬يحدد شروط وكيفيات منح ترخيص لفتح‬
‫مؤسسات لتربية فصائل الحيوانات غير األليفة وعرض عينات منها للجمهور‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-23‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 19-27‬ممضي في ‪ 29‬فبراير ‪ 0227‬يحدد القائمة اإلسمية لألشجار الحضرية‬
‫وأشجار الصف‪.‬‬
‫‪-22‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 121-27‬ممضي في ‪ 12‬مارس ‪ 0227‬يحدد تنظيم وكيفيات منح الجائزة الوطنية‬
‫للمدينة الخضراء‪.‬‬
‫‪-29‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 119-27‬ممضي في ‪ 29‬أبريل ‪ 0227‬يحدد كيفيات تنظيم اللجنة الو ازرية المشتركة‬
‫للمساحات الخضراء وعملها‪.‬‬
‫‪-21‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 129-27‬ممضي في ‪ 23‬مايو ‪ 0227‬يحدد محتوى مخطط تسيير المساحات‬
‫الخضراء وكيفيات إعداده والمصادقة عليه وتنفيذه‪.‬‬
‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -1‬إبراهيم الدسوقي عطية‪ ،‬األمن البيئي‪ ،‬النظام القانوني لحماية البيئة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬االسكندرية‪،‬‬
‫‪0227.‬‬
‫‪-0‬أبو عبد الملك سعود بن خلف النويميس‪ ،‬القانون الدولي العام‪ ،‬مكتبة القانون واالقتصاد‪ ،‬الرياض‪0212. ،‬‬
‫‪ -3‬أحمد عبد الكريم سالمة‪ ،‬قانون حماية البيئة‪ :‬دراسة تأصيلية في األنظمة الوطنية واالتفاقية‪ ،‬مطابع جامعة‬
‫الملك سعود‪ ،‬الرياض‪1779. ،‬‬
‫‪ -2‬أحمد لكحل‪ ،‬النظام القانوني لحماية البيئة والتنمية االقتصادية المستدامة‪ ،‬ط ‪ ،0‬دار هومة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪0211.‬‬
‫‪ -9‬أحمد مصطفى السيد‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة البحرية‪ :‬في القانون الدولي للبحار‪ ،‬إيتراك للطباعة و النشر و‬
‫التوزيع‪ ،‬مصر‪0221. ،‬‬
‫‪-1‬الحسين شكراني‪ ،‬حقوق األجيال المقبلة باإلشارة إلى األوضاع العربية‪ ،‬المركز العربي لألبحاث ودراسة‬
‫السياسات‪ ،‬بيروت‪0211. ،‬‬
‫‪-9‬اسماعيل نجم الدين زنكه‪ ،‬القانون اإلداري البيئي‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪0210. ،‬‬
‫‪ -1‬جميلة حميدة‪ ،‬النظام القانوني للضرر البيئي وآليات تعويضه‪ ،‬دار الخلدونية‪ ،‬الجزائر‪0211. ،‬‬
‫‪ -7‬ديار حسن كريم‪ ،‬الجغرافيا البيئية‪ ،‬دار الجنادرية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪0219. ،‬‬
‫‪-12‬زهرة بوسراج‪ ،‬محاضرات في الحماية الدولية للبيئة‪ ،‬منشورات جامعة باجي مختار ‪ ،‬عنابة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪0217.‬‬
‫‪ -11‬سعيد سالم جويلي‪ ،‬مواجهة األضرار البيئية بين الوقاية و العالج‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪1777. ،‬‬

‫‪115‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-10‬سالفة طرق عبد الكريم شعالن‪،‬الحماية الدولية للبيئة من ظاهرة اإلحتباس الحراري في برتوكول كيتو‬
‫‪ -1779‬في اتفاقية تغير المناخ لسنة ‪ ، 1770‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪. 2010،‬‬
‫‪-13‬سياما ايق‪ ،‬ترجمة هال أمان الدين‪ ،‬الحيوانات والنباتات المهددة باالنقراض‪ ،‬الفصائل وحمايتها‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبة‬
‫الملك فهد الوطنية‪ ،‬الرياض‪0212.،‬‬
‫‪ -12‬صالح محمد محمود بدر الدين‪ ،‬االلتزام الدولي بحماية البيئة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪0220. ،‬‬
‫‪ -19‬صالح محمد بدر الدين‪ ،‬المسؤولية عن نقل النفايات الخطرة في القانون الدولي‪ ،‬دار النهضة العربية‪،‬‬
‫مصر‪0223. ،‬‬
‫‪ -11‬صالح الدين شروخ‪ ،‬التربية البيئية الشاملة‪ :‬البيداغوجيا واألندرواغوجيا‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪،‬‬
‫‪0221.‬‬
‫‪-19‬صالح الدين عامر‪ ،‬مقدمة لدراسة القانون الدولي للبيئة‪ ،‬مجلة القانون و االقتصاد‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪1713.‬‬
‫‪ -11‬سامي محمد عبد العال‪ ،‬البيئة من منظور القانون الدولي الجنائي‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬مصر‪ ،‬د ت ن‪.‬‬
‫‪ -17‬سالفة عبد الكريم الشعالن‪ ،‬الحماية الدولية للبيئة من ظاهرة االحتباس الحراري في بروتوكول كيوتو‬
‫‪ 1779‬واتفاقية تغير المناخ لسنة ‪ ،1770‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت‪0212. ،‬‬
‫‪-02‬سمير حامد الجمال‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪0229. ،‬‬
‫‪ -01‬سوسن بكة‪ ،‬التراث المشترك لإلنسانية ‪ ،‬الموسوعة القانونية المتخصصة‪ ،‬المجلد الثاني‪0212. ،‬‬
‫‪-00‬صالح عبد الرحمن عبد المحدثي‪ ،‬النظام القانوني الدولي لحماية البيئة‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪ ،‬لبنان‪،‬‬
‫‪0212.‬‬
‫‪ -03‬عبد العالي الديربي‪ ،‬الحماية الدولية للبيئة وآليات فض منازعاتها‪ :‬دراسة نظرية تطبيقية مع إشارة خاصة‬
‫إلى دور المحكمة الدولية لقانون البحار‪ ،‬المركز القومي لإلصدارات القانونية‪ ،‬القاهرة‪0211. ،‬‬
‫‪ -02‬عصام محمد زناتي‪ ،‬النظام القانوني للمياه الجوفية العابرة للحدود‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة ‪0222.،‬‬
‫‪ -09‬علي إبراهيم‪ ،‬قانون األنهار والمجاري المائية الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1779. ،‬‬
‫‪-01‬علي سعيدان‪ ،‬حماية البيئة من التلوث بالمواد االشعاعية والكيماوية في القانون الجزائري‪ ،‬دار الخلدونية‪،‬‬
‫الجزائر‪0210. ،‬‬
‫‪ -09‬كاظم المقدادي‪ ،‬التربية البيئية‪ ،‬األكاديمية العربية المفتوحة في الدانمرك ـ كلية اإلدارة واالقتصاد ـ قسم‬
‫إدارة البيئة‪ ،‬السويد‪0221. ،‬‬
‫‪-01‬محمد إسماعيل عمر‪ ،‬مقدمة في علوم البيئة‪ ،‬دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪. 2002،‬‬

‫‪116‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-07‬محمد القطبي‪ ،‬النظام القانوني للموارد المائية الجوفية في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫أدرار‪0219 ،‬‬
‫‪-32‬محمد سيد المصري‪ ،‬التحفظ على المعاهدات الدولية‪ :‬رؤية تحليلية‪ ،‬أطلس للنشر واالنتاج اإلعالمي‪،‬‬
‫الجيزة‪0217. ،‬‬
‫‪-31‬محمد عادل عسكر‪ ،‬القانون الدولي البيئي تغير المناخ –التحديات والمواجهة‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪،‬‬
‫االسكندرية‪.‬‬
‫‪ -30‬محمود جاسم نجم الراشدي‪ ،‬ضمانات تنفيذ إتفاقيات حماية البيئة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.0212‬‬
‫‪ -33‬نعيمة عميمر‪ ،‬القانون الدولي للبيئة‪ ،‬مطبوعة غير منشورة موجهة لطلبة ماستر فرع قانون البيئة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪0219. -0212 ،1‬‬
‫‪ -32‬وهيبي صالح محمود‪ ،‬وابتسام درويش العجمي‪ ،‬التربية البيئية وآفاقها المستقبلية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ ،‬دمشق ‪ -‬سوريا‪.0223 ،‬‬
‫المقاالت‪:‬‬
‫‪-39‬السعيد خويلدي و صدوق المهدي‪ ،‬دور الجباية اإليكولوجية في الموازنة بين متطلبات التنمية والمحافظة‬
‫على البيئة‪ ،‬مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المركز الجامعي تامنغست‪ ،‬جانفي‬
‫‪0202.‬‬
‫‪ -31‬العربي زروق و جميلة حميدة‪ ،‬التقييم البيئي كآلية قانونية لصناعة السياحة المستدامة‪ ،‬األكاديمية‬
‫للدراسات االجتماعية واالنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،20‬القسم (أ) العلوم االقتصادية والقانونية‪ ،‬جامعة الشلف‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،0202/22/22 ،‬ص ص ‪021. -013‬‬
‫‪ -39‬إيهاب جمال كسيبة‪ ،‬مفهوم التراث المشترك لإلنسانية في القانون الدولي‪ ،‬مجلة جامعة الشارقة للعلوم‬
‫الشرعية والقانونية‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،1‬جامعة الشارقة‪،‬يونيو ‪0219.‬‬
‫‪-31‬حسين شكراني‪ ،‬من مؤتمر استوكهولم ‪ 1790‬إلى ريو ‪ +02‬لعام ‪ ،0210‬مدخل إلى تقييم السياسات‬
‫البيئية العالمية‪ ،‬بحوث اقتصادية عربية‪ ،‬العددان ‪ ،12 -13‬خريف ‪0213.‬‬
‫‪-37‬الحسين شكراني‪ ،‬نحو حوكمة بيئية عالمية‪ ،‬مجلة رؤى استراتيجية‪ ،‬أكتوبر ‪0212.‬‬
‫‪ -22‬حسين شكراني‪ ،‬الحقوق البيئية لألجيال العربية المقبلة‪ ،‬مجلة جيل الدراسات السياسية و العالقات الدولية‪،‬‬
‫مركز جيل البحث العلمي‪ ،‬العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪0219.‬‬

‫‪117‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪ -21‬حمزة بالي و إلياس شاهد‪ ،‬دراسات التقييم البيئي في الجزائر –دراسة تحليلية قانونية‪ ،-‬مجلة العلوم‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬عدد ‪ ،11‬جامعة الوادي‪ ،‬جوان ‪0219.‬‬
‫‪ -20‬رحمة فادي و عباس إياد و العيسى سراب‪ ،‬اختيار الموقع األمثل بيئيا لمشاريع التنمية العمرانية باستخدام‬
‫نظام المعلومات الجغرافية‪ ،‬مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية‪ ،‬سلسلة العلوم الهندسية‪ ،‬المجلد‬
‫(‪ ،)31‬العدد (‪ ،)9‬جامعة تشرين‪ ،‬الالذقية‪ ،‬سوريا‪ ،0227 ،‬ص ص ‪131.-117‬‬
‫‪-23‬زهرة بوسراج‪ ،‬االهتمام الدولي بحماية بيئة المجاري المائية الدولية‪ ،‬مجلة دراسات العدد ‪ ،92‬جامعة‬
‫األغواط‪ ،‬الجزائر‪ ،‬جانفي ‪0217.‬‬
‫‪-22‬صابر عباسي و إيمان زنود‪ ،‬قراءة في محددات فعالية وكفاءة الضرائب البيئية ‪ ...‬أين نحن؟‪ ،‬مجلة‬
‫االقتصاد والبيئة‪ ،‬المجلد ‪ /20‬العدد ‪ ،)0217( 21‬جامعة مستغانم‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مارس ‪ ،0217‬ص ص ‪-12‬‬
‫‪121.‬‬
‫‪-29‬عايدة مصطفاوي‪ ،‬دور المجاالت المحمية في الحفاظ على الطبيعة‪ ،‬مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية‬
‫واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،1‬المركز الجامعي تامنغست‪ ،‬جانفي ‪ ،0202‬ص ص ‪301.-320‬‬
‫‪ -21‬عبد العزيز مخيمر عبد الهادي‪ " ،‬تعليق على مجموعة المبادئ والقواعد القانونية لحماية البيئة من التلوث‬
‫عبر الحدود"‪ ،‬المجلة المصرية للقانون الدولي‪ ،‬القاهرة‪. 1987،‬‬
‫‪ -29‬عبد اهلل بوعجيلة‪ ،‬تقييم األثر البيئي للمشروعات التنموية‪ :‬دراسة حالة األردن‪ ،‬سلسلة دورية تعنى بقضايا‬
‫التنمية في الدول العربية‪ ،‬العدد ‪ ،129‬المعهد العربي للتخطيط‪ ،‬الكويت‪0217. ،‬‬
‫‪ -21‬عمارية بن كعبة وزين العابدين بلماحي‪ ،‬حماية البيئة الهوائية من التلوث في التشريع الجزائري واالتفاقيات‬
‫الدولية‪ ،‬مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬المركز الجامعي تمنغست‪ ،‬جانفي ‪0202.‬‬
‫‪ -27‬عيسى جعيرن‪ ،‬اإلطار القانوني لحق الجمهور في المعلومة والمشاركة في إتخاذ الق اررات البيئية‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات القانونية والسياسية‪ ،‬العدد ‪ ،2‬جوان ‪0211.‬‬
‫‪-92‬لعبيدي مهاوات‪ ،‬المراجعة البيئية بين المفهوم وصعوبات التنفيذ من منظور المراجع الخارجي‪ ،‬مجلة‬
‫الدراسات اإلقتصادية والمالية‪ ،‬المجلد الثاني‪ ،‬العدد الثامن‪ ،‬جامعة الوادي‪ ،0219 ،‬ص ص ‪109.-121‬‬
‫‪ -91‬نذير العلواني‪ ،‬تدابير تقييم األثر البيئي للمشاريع التنموية واالقتصادية كآلية لحماية البيئة في التجربة‬
‫الجزائرية والمغربية –دراسة مقارنة‪ ،‬كتاب أعمال المؤتمر الدولي‪ :‬آليات حماية البيئة‪ ،‬طرابلس‪ ،‬لبنان‪-01 ،‬‬
‫‪.0219/10/09‬‬

‫‪118‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫الرسائل والطروحات‪:‬‬
‫‪-90‬أحمد بن شارف‪ ،‬النظام القانوني لمكافحة التصحر في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة أدرار‪ ،‬الجزائر‪0219.-0211 ،‬‬
‫‪-93‬الحبيب بن خليفة‪ ،‬القيمة القانونية للمبادئ العامة في المجال البيئي‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫أدرار‪ ،‬الجزائر‪0219.-0212 ،‬‬
‫‪-92‬بدر عبد المحسن عزوز‪ ،‬حق اإلنسان في بيئة نظيفة‪ :‬دراسة مقارنة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة عين شمس‪ ،‬مصر‪0227. ،‬‬
‫‪ -99‬بغداد باي غالي‪ ،‬مساهمة اقتصاد المعرفة في حماية البيئة – حالة الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير في العلوم‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة الجزائر ‪0211. ،3‬‬
‫‪ -91‬بوحفص رواني‪ ،‬المراجعة البيئية وسبل تطبيقها في الجزائر على ضوء التجارب الدولية‪ :‬دراسة حالة مجمع‬
‫سوناطراك (‪ ،)0211-0213‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان‪ ،‬الجزائر‪0211.-0219 ،‬‬
‫‪ -99‬جابر العاني صالح خيري‪ ،‬الحماية الدولية للتنوع اإلحيائي‪ ،‬مذكرة لنيل درجة ماجستير‪ ،‬في القانون‬
‫الدولي‪ ،‬كلية القانون‪ ،‬جامعة بغداد‪0222. ،‬‬
‫‪ -91‬جمال العايب‪ ،‬التنوع البيولوجي كبعد في القانون الدولي والجهود الدولية والوطنية لحمايته‪ ،‬مذكرة لنيل‬
‫شهادة الماجستير في القانون الدولي والعالقات الدولية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ‪،‬جامعة الجزائر‪.0229 ،‬‬
‫‪ -97‬حسين بوثلجة‪ ،‬آليات تنفيذ اإلتفاقيات الدولية لحماية البيئة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‬
‫‪0211. -0219 ،1‬‬
‫‪ -12‬زينب شطيبي‪ ،‬الجباية كآلية لحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه ل م د‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪0219.-0211 ،1‬‬
‫‪ -11‬فارس عليوي‪ ،‬مبدأ مسؤوليات الدول المشتركة ولكن المتباينة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫سطيف‪0202.-0217 ،‬‬
‫‪ -10‬فارس وكور‪ ،‬حماية الحق في بيئة نظيفة بين التشريع والتطبيق‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫سكيكدة‪ ،‬الجزائر‪0212. -0213 ،‬‬
‫‪ -13‬فاطمة الزهرة سعادة‪ ،‬دور الجباية في حماية البيئة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‪،‬‬
‫الجزائر‪0202.-0217 ،‬‬

‫‪119‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪ -12‬سيد علي صالب‪ ،‬صاحب الحق في البيئة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سطيف‪-0212 ،‬‬
‫‪0219.‬‬
‫‪ -19‬شمسة مليكة‪ ،‬حماية البيئة الهوائية في القانون الدولي العام والقانون الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستر‪ ،‬جامعة‬
‫الوادي‪ ،‬الجزائر‪0217.-0211 ،‬‬
‫‪ -11‬عبد الرحمن بركاوي‪ ،‬الحماية الجزائية للبيئة‪،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سيدي‬
‫بلعباس‪ ،‬الجزائر‪0219.-0211 ،‬‬
‫‪-19‬عبد الحق خنتاش‪ ،‬مجال تدخل الهيئات الالمركزية في حماية البيئة في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪0211. ،‬‬
‫‪ -11‬عبد الغني حسونة‪ ،‬الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،‬بسكرة‪0210. ،‬‬
‫‪ -17‬عبد الكريم بن منصور‪ ،‬الجباية اإليكولوجية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪0211. ،‬‬
‫‪-92‬عبد اللطيف عالل‪ ،‬تأثر الحماية القانونية للبيئة في الجزائر بالتنمية المستدامة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪0211.-0212 ،1‬‬
‫‪-91‬علي موج فهد‪ ،‬قواعد القانون الدولي لحماية البيئة في ضوء إتفاقية باريس للمناخ ‪ ،0219‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫جامعة الشرق األوس‪0219. ،‬‬
‫‪ -90‬عمر مخلوف‪ ،‬النظام القانوني لحماية التراث الغابي على ضوء مبدأ االستدامة وعالقته بالتنوع البيولوجي‪،‬‬
‫أطروحة دكتوراه في قانون البيئة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سيدي بلعباس‪ ،‬الجزائر‪-0211،‬‬
‫‪0217.‬‬
‫‪-93‬قدور بوضياف‪ ،‬النظام القانوني للموارد المائية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪،1‬‬
‫‪0211.-0219‬‬
‫‪ -92‬فاطنة طاوسي‪ ،‬الحق في البيئة السليمة في التشريع الدولي و الوطني‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة ورقلة‪،‬‬
‫الجزائر‪0219. ،‬‬
‫‪-99‬كريمة بوقزولة‪ ،‬المسؤوليات المشتركة والمتباينة للدول في مجال التنمية المستدامة‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر ‪0217.-0211 ،1‬‬
‫‪-91‬محمد زكي علي السيد‪ ،‬أبعاد التنمية المستدامة مع دراسة للبعد البيئي في االقتصاد المصري‪ ،‬رسالة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية االقتصاد والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،‬مصر‪0222. ،‬‬

‫‪120‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫‪-99‬محمد مسعودي‪ ،‬دور الجباية في الحد من التلوث البيئي –دراسة حالة الجزائر‪ ،-‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة ورقلة‪0221. ،‬‬
‫‪-91‬محمد معيفي‪ ،‬آليات حماية البيئة العمرانية في التشريع الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪0212.-0213 ،1‬‬
‫‪ -97‬محمد عباس‪ ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الجرائم الماسة بالبيئة البرية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة الجزائر ‪0211.-0219 ،1‬‬
‫‪ -12‬محمد فائز بوشدوب‪ ،‬التنمية المستديمة في ضوء القانون الدولي للبيئة‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون الدولي‬
‫والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة الجزائر‪0220. ،‬‬
‫‪ -11‬محمد معمري‪ ،‬النظام القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات وفقا للقانون الجزائري‪ ، ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪0219. ،‬‬
‫‪-10‬مراد سليماني‪ ،‬حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة بين اآلليات الدولية وفي القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪0211. ،‬‬
‫‪ -13‬مريم ملعب‪ ،‬المسؤولية الجزائية للمنشآت المصنفة عن تلويث البيئة في القانون الجزائري‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سطيف‪ ،‬الجزائر‪0211.-0219 ،‬‬
‫‪ -12‬مريم وافي‪ ،‬إدماج اتفاقية تغير المناخ في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر ‪0211.-0219 ،1‬‬
‫‪ -19‬مسعودة طاليبي‪ ،‬نظام المحافظة السامية لتطوير السهوب‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪.0212-0213‬‬
‫‪ -11‬مهند عجب جنديل الدهامي‪ ،‬آليات االمتثال في تنفيذ االتفاقيات البيئية متعددة األطراف‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫كلية القانون والعلوم السياسية‪ ،‬الجامعة العراقية‪ ،‬العراق‪0217. ،‬‬
‫‪-19‬مونية شوك‪ ،‬الوسائل القانونية لوقاية البيئة من مخاطر التعمير في ظل التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة ماجستير‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة سطيف‪0211.-0219 ،‬‬
‫‪-11‬نادية لزعر‪ ،‬إستخدام الفضاء الخارجي وانعكاساته‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،‬‬
‫الجزائر‪0212.-0213 ،‬‬
‫‪-17‬نور الدين بوشليف‪ ،‬األساس القانوني للمسؤولية المدنية عن الضرر البيئي‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو‪0202. /20/13 ،‬‬

‫‪121‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

،‫ جامعة تلمسان‬،‫ كلية الحقوق‬،‫ أطروحة دكتوراه‬،‫ اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر‬،‫ يحي وناس‬-72
.0229
- Ouvrages
91-Alexandre Kiss, « De la protection intégrée de l’environnement à l’intégration du
droit international de l’environnement », R.J.E.N, N 3, 2005.
92-Alexandre Kiss, Introduction au droit international de l’environnement, 2 e édition,
UNITAR, Genève, Suisse, 2006.
93-Bleuenn GUILLOUX et Karolina ZAKOVSKA, « Développements récents du
droit international relatif a la biodiversité marine », Vertigo, V 05 , N° 03, 2004.
94- Christian L’évêque . Jean Claude Mounolou : « Biodiversité , dynamique
biologique et conservation » ,2 édition ,paris ,2008.
95-Lévéque Christian : ,« La biodiversité au quotidien ,le développement durable à
l’épreuve des faits » ,IRD éditions , Paris.
96- Marc PALLEMARTS : « La conférence de Rio : grandeur ou décadence du droit
international de l’envirronement ? », R. B. D. I , N 1, 1995.
97-Olivier Soria, : « Droit de l’environnement industriel » ,Libre cours droit , presse
universitaire de Grenoble, France, 2013.
98-Rodgers H. William: “Hand book on environmental law », London, 1977.
99-SANDS (P) : « Principales of International Environmental Law, Vol 1,
Manchester University Press.
-PRIEUR Michel, « Le principe de non régression en droit de l’environnement,
condition du développement durable », Revue Africaine de droit de l’environnement,
n ° 00, pp. 17-21

122
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫الفهــرس‬

‫(‪)3-1‬‬ ‫المقدمة‪.‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫الفصل الول‪ :‬أهم مصطلحات قانون البيئة و التنمية المستدامة‪.‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬المفهوم القانوني للبيئة و المفاهيم المرتبطة بها‪.‬‬
‫(‪)4‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬تعريف البيئة والنظام البيئي‪.‬‬
‫(‪)1-4‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬تعريف البيئة‪.‬‬
‫(‪)11-1‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الطبيعة القانونية لعناصر البيئة‬
‫(‪)11‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المفاهيم المرتبطة بالبيئة و الموجهة لنظم حمايتها‪.‬‬
‫(‪)14-11‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬التنمية المستدامة‪.‬‬
‫(‪)17-14‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حقوق الجيال القادمة‪.‬‬
‫(‪)21-17‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬التراث المشترك لإلنسانية‪.‬‬
‫(‪)23-21‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬الحق في بيئة سليمة‪.‬‬
‫(‪)25-23‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬التلوث‪.‬‬
‫(‪)25‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬عالقة القانون بالبيئة‪.‬‬
‫(‪)26-25‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬قانون البيئة‪.‬‬
‫(‪)27-26‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬القانون الجنائي البيئي‪.‬‬
‫(‪)28-27‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬القانون اإلداري البيئي‪.‬‬
‫(‪)21-28‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬القانون المدني البيئي‪.‬‬
‫(‪)21‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬القانون الجبائي البيئي‪.‬‬
‫(‪)31‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬طبيعة قانون البيئة‪.‬‬
‫(‪)31‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬قانون حماية البيئة فرع من فروع القانون العام‪.‬‬
‫(‪)31‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬قانون حماية البيئة فرع من فروع القانون الخاص‪.‬‬
‫(‪)32‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬حماية البيئة على ضوء أحكام قانون البيئة و التنمية‬
‫المستدامة‪.‬‬
‫(‪)32‬‬ ‫المبحث الول‪ :‬مصادر قانون البيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫(‪)34-32‬‬ ‫المطلب الول‪:‬االتفاقيات البيئية متعددة الطراف‪ :‬اإلدماج الداخلي لإلتفاقيات‬


‫الدولية في القانون الوطني‪.‬‬
‫(‪)38-34‬‬ ‫الفرع الول‪:‬اإلمتثال لإلتفاقيات الدولية البيئية‪.‬‬
‫(‪)31-38‬‬ ‫الفرع الثاني‪:‬العالقة بين االتفاقية والقانون الداخلي في الجزائر‪.‬‬
‫(‪)41-31‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أثر اإللتزامات الدولية على التشريعات الداخلية‬
‫(‪)45-41‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬العقبات المتصلة بتنفيذ االتفاقيات البيئية‪.‬‬
‫(‪)45‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المصادر الوطنية‪.‬‬
‫(‪)41-46‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬الدستور وحماية البيئة‬
‫(‪)57-41‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬حماية البيئة في التشريع الداخلي‬
‫(‪)57‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬المبادئ القانونية لترقية التنمية المستدامة و تفعيل حماية‬
‫البيئة‪.‬‬
‫(‪)57‬‬ ‫المطلب الول‪ :‬المبادئ ذات الطابع الوقائي‪.‬‬
‫(‪)61-57‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي‬
‫(‪)61-61‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية‬
‫(‪)62-61‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬مبدأ إدماج اإلعتبارات البيئية‬
‫(‪)64-62‬‬ ‫الفرع الرابع‪ :‬مبدأ التخطيط البيئي‬
‫(‪)65-64‬‬ ‫الفرع الخامس‪ :‬مبدأ النشاط الوقائي‬
‫(‪)66-65‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬مبدأ الحيطة و الحذر‪.‬‬
‫(‪)68-66‬‬ ‫الفرع السابع‪ :‬مبدأ دراسة التأثير البيئي‪.‬‬
‫(‪)68‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬المبادئ التدخلية لحمايةالبيئة‪.‬‬
‫(‪)68‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬مبدأ اإلستبدال‬
‫(‪)61-68‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ الملوث الدافع‪.‬‬
‫(‪)61‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬المبادئ القائمة في ظل الحماية و المحافظة على البيئة‪.‬‬
‫(‪)71-61‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬مبدأ الحق في اإلعالم في المواد البيئية‪.‬‬
‫(‪)71-71‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مبدأ المشاركة في القرار‪.‬‬
‫(‪)72‬‬ ‫المبحث الثالث‪ :‬اإلطار المؤسساتي لحماية البيئة و التنمية المستدامة‪.‬‬
‫(‪)72‬‬ ‫المطلب الول‪:‬دور الهيئات اإلدارية المركزية في حماية البيئة‪.‬‬
‫‪124‬‬
‫كلية الحقوق جامعة عنابة‬ ‫محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام‬ ‫الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة‬

‫(‪)77-72‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬اإلدارة التنفيذية المكلفة بالبيئة‬


‫(‪)86-77‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬الفضاءات الوسيطة‬
‫(‪)88-87‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬إقحام الهيئات الالمركزية في مجال حماية البيئة‬
‫(‪)11-88‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬اإلطار القانوني لدور الوالية في حماية البيئة‬
‫(‪)16-11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اإلطار القانوني لدور البلدية في حماية البيئة‬
‫(‪)111-16‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬الجهات المشاركة للهيئات الالمركزية في حماية البيئة‬
‫(‪)112‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مساهمة المجتمع المدني في حماية البيئة وتحقيق التنمية‬
‫المستدامة‬
‫(‪)115-112‬‬ ‫الفرع الول‪ :‬االعتراف القانوني بالجمعيات البيئية‬
‫(‪)111-115‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬آليات المجتمع المدني في حماية البيئة‬
‫(‪)111-111‬‬ ‫الخاتمة‪.‬‬
‫(‪)122-112‬‬ ‫قائمة المراجع‪.‬‬

‫‪125‬‬

You might also like