Professional Documents
Culture Documents
قانون التنمية المستدامة واجهة
قانون التنمية المستدامة واجهة
السنة الجامعية0200-0202:
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
مقدمة
البيئة هي مستودع الموارد والخزان الشامل لعناصر الثروة الطبيعية المتجددة وغير المتجددة ،وتتجلى في
األنظمة المائية والهوائية والتربة والمراعي والغابات والكائنات الحية واألنظمة اإليكولوجية الداعمة للحياة في هذا
الكوكب .كما تمثل البيئة المحيط الطبيعي الذي تعيش فيه الكائنات الحية المختلفة في حالة توازن يضمن
استم اررية عيشها وانتاجيتها بما يخدم اإلنسان وحاجياته األساسية .ويتبع ذلك بالضرورة المحيط البيئي الناتج عن
أنشطة اإلنسان االقتصادية واالجتماعية.
بيئة اإلنسان هي بمثابة بيئة واحدة وجزء ال يتج أز ووحدة ال تنقسم ،فعناصرها الطبيعية ونظمها البيئية
تتفاعل فيما بينها .وبيئة اإلنسان ال تعرف الحدود السياسية التي خلقها بنو البشر وال الحدود الجغرافية أو
الجمركية ،فتيارات الهواء تنتقل من بلد إلى آخر دون تأشيرة دخول أو جواز سفر ،ومياه األنهار تعبر الحدود و
السيادات اإلقليمية دون إذن أو تصريح ،والكائنات البرية والبحرية تهاجر من مكان إلى آخر ،وتقطع حدود
الدول والقارات رضي اإلنسان بذلك أو لم يرضى ،ويترتب على هذه الوحدة العضوية أن األضرار التي تلحق
بعنصر من عناصر البيئة تنعكس آثارها على العناصر األخرى.
مع أواخر القرن العشرين –قرن النمو االقتصادي -وبداية القرن الواحد والعشرين ،أصبح تدهور البيئة
مشكلة عالمية بسبب تعاظم آثاره وامتدادها إلى كافة األصعدة .ويعد التلوث البيئي من أخطر اآلفات البيئية التي
يعاني منها العالم ،فضال عن تلوث البحار والمحيطات واألراضي بالنفايات الخطرة وكذا استنزاف التنوع
البيولوجي .إضافة إلى ذلك المشاكل البيئية اإلقليمية والمحلية ،مثل مشكل التوسع الحضاري ،وازالة الغابات
والتصحر والكوارث الطبيعية وتغير المناخ وندرة الموارد الطبيعية.
تشير الدراسات البيئية إلى أن العالقة بين العالم اإلنساني و كوكب األرض الذي يمده بأسباب الحياة قد
خضعت لتغيير عميق خالل القرن العشرين ،وقد أخذ معدل هذا التغيير يفوق قدرات اإلختصاصات العلمية
وقدرات األجهزة السياسية واالقتصادية على التقويم ،واتخاذ التدابير العالجية الحاسمة في عالم منقسم و مج أز
(.)1
بدرجة كبيرة
ولقد عبرت الرسالة التي وجهها 0022عالم من علماء البيئة في الحادي عشر من شهر ماي 1791
إلى السكريتير العام لألمم المتحدة عن وحدة بيئة اإلنسان وضرورة التعاون بين بني البشر إلنقاذها من الدمار
الذي يلحقها ،حيث جاء فيها" :على الرغم من أننا جغرافيا متباعدون تباعدا كبيرا ،وأننا ذوو ثقافات ولغات
واتجاهات وعقائد سياسية ودينية متباينة تباينا شاسعا ،فإن هناك خط ار مشتركا ال سابقة له يجمع اليوم شملنا.
وهذا الخطر الذي هو ذو طبيعة وجسامة لم يواجهها اإلنسان قط من قبل هو وليد تجمع عدد من الظواهر ،كل
-1سعيد سالم جويلي ،مواجهة األضرار البيئية بين الوقاية و العالج ،دار النهضة العربية ،مصر ،1777 ،ص .1
1
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
منها قد تخلق مشاكل ال يمكن التحكم فيها قريبا ،وهي في مجموعها ال تشكل احتمال تفاقمات خطيرة في آالت
البشر في المستقبل العاجل فحسب ،بل وكذلك احتمال إبادة الحياة اإلنسانية من على ظهر األرض قاطبة".1
تتفاوت حدة المشكلة البيئية و طبيعتها بين الدول المتقدمة و الدول النامية نظ ار إلختالف ظروف كل
منهما ،فبينما تعود أسباب اإلخالل بالتوازن الطبيعي و اإليكولوجي في الدول المتقدمة إلى الرفاهية والتقدم
الصناعي والتكنولوجي ،ترجع في العالم الثالث إلى الفقر والتخلف و اإلفتقار إلى التكنولوجيا المتطورة(.)2
سعى المجتمع الدولي ككل إلى العمل من أجل إيجاد نهج تنموي جديد لمواجهة التدهور البيئي كون نهج
التنمية اإلقتصادية أصبح غير مستدام الرتباطه بمجموعة من المشاكل االقتصادية والبيئية .وقد بدا للوهلة
األولى أن حماية البيئة و تحقيق التنمية معا مهمة مستحيلة ،نظ ار للفهم الخاطئ بأنه ال يمكن حماية البيئة إال
على حساب التنمية ،و أنه ال يمكن تحقيق تنمية مضطردة في ظل القيود البيئية التي تكبح عملية استغالل
الموارد الطبيعية من أجل تحقيق الرفاه االقتصادي و االجتماعي اللذان يشكالن عماد التنمية .لكن المؤكد أن
التنمية الحقيقية لن تتحقق إال في ظل بي ئة سليمة بعيدا عن االستغالل الجائر و غير الرشيد لموارد الطبيعة
الذي قد يؤدي إلى هدم النظم اإليكولوجية و الذي سيتسبب في نهاية المطاف بإلحاق أضرار بالتنمية نفسها ،بعد
أن تؤدي تلك األنشطة غير الرشيدة إلى تدمير وعاء التنمية ومنطلقها "البيئة" ،فالمطلوب أن تنتهج الدول أسلوبا
جديدا للتنمية يحل محل األساليب التقليدية و يضع الروابط بين البيئة و التنمية.
في أواخر الثمانينات من القرن الماضي ،صدرت عدة تقارير ووثائق دولية تناولت قضايا البيئة والتنمية،
أهمها تقرير نادي روما 1790الذي كان من بين مقترحاته أن تقوم الدول باستبدال هدف النمو المتمثل في
التنمية االقتصادية بهدف آخر هو إحداث التوازن في استخدام الموارد الطبيعية اآلخذة في النضوب ،وذلك عن
طريق وضع حدود للنمو .وهنا كانت نقطة بداية مفهوم نهج بديل أال وهو نهج التنمية المستدامة الذي يعد نهج
القرن الحالي.
إذا كانت العلوم الطبيعية تبحث في البيئة من حيث التفاعالت الكيميائية والفيزيائية بين الكائنات الحية
والوسط الذي تعيش فيه لتصل إلى معرفة العوامل التي تحكم التأثير بين تلك الكائنات اإلنسان والحيوان والنبات
والعناصر الطبيعية للوسط الحيوي من ماء وهواء وتربة .فإن علم القانون يبحث في القواعد القانونية التي تضبط
سلوك اإلنسان في معاملته مع البيئة ومواردها بما يكفل صيانتها ومكافحة أشكال التعدي عليها وعلى التوازن
اإليكولوجي القائم بينها .فهو يحدد األعمال المحضورة التي تؤدي إلى تهديد الحياة الفطرية وتبسيط النظم البيئية
وخفض أعداد الحيوانات والنباتات أو انقراضها .أو تلك التي تلوث المحيط الحيوي بقطاعاته المختلفة المائية
-1زهرة بوسراج ،الحماية الدولية للبيئة ،مطبوعات جامعة باجي مختار ،عنابة ،0217 ،ص .3
-2صالح محمد محمود بدر الدين ،االلتزام الدولي بحماية البيئة ،دار النهضة العربية ،مصر ،0220 ،ص .79
2
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
والهوائية والبرية .كما تضع الوسائل القانونية بغرض مراقبة تلك األعمال والعقوبات المناسبة والمسؤولية
والتعويض عن األضرار التي تترتب على تدهور البيئة وتلوثها.
وانطالقا من أن البيئة هي نظام مفتوح يتأثر ويؤثر في أي مشروع اقتصادي مرتبط بحاجات اإلنسان،
ولكون نهج التنمية المستدامة أصبح يكتسي أهمية بالغة كونه يشكل نهجا بديال للتنمية االقتصادية الكالسيكية،
فهي تنمية تدمج االعتبارات البيئية في سياسة التنمية االقتصادية واالجتماعية ،عمدت جل الدول حاليا ومن
بينها الجزائر إلى إيجاد أهم اآلليات والسياسات وسن أهم التشريعات القانونية الكفيلة بحماية البيئة والحد من
أشكال التلوث الذي يواجهها ،ويتدخل القانون في هذه الحالة لوضع الضوابط واألسس التنظيمية لحماية البيئة،
عن طريق النظام الداخلي و النظام الدولي خاصة مع تعدد مصادره في اآلونة األخيرة.
نقدم من خالل هذا المقياس مدى مسايرة الجزائر للمجهودات الدولية لمواجهة تدهور البيئة ،وانعاسات
ذلك على الصعيد الوطني ،وذلك وفق الخطة التالية:
الفصـــــــــــل الول :أهم المصطلحات ذات الصلة بقانون البيئة.
الفــصـــــــــل الثاني :حماية البيئة على ضوء أحكام قانون البيئة والتنمية المستدامة.
3
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-1علي موج فهد ،قواعد القانون الدولي لحماية البيئة في ضوء إتفاقية باريس للمناخ ،0219رسالة ماجستير ،جامعة الشرق
األوس ،0219 ،ص .7
4
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
كان أول ظهور لمصطلح البيئة كمشكلة قانونية أثناء اإلعداد لمؤتمر األمم المتحدة األول للبيئة الذي
انعقد في استكهولم عام ،1790فقد وردت باألعمال التحضيرية لهذا المؤتمر استخدام مصطلح
) (Environmentبدال من مصطلح ( الوسط اإلنساني) .)1( Mlieu du humain
وقد عرفها المؤتمر بأنها " :مجموعة النظم الطبيعية و االجتماعية و الثقافية التي يعيش فيها اإلنسان و
الكائنات األخرى ،و التي يستمدون منها زادهم ،ويؤدون فيها نشاطهم" ،و هذا التعريف يشمل الموارد والمنتجات
الطبيعية واالصطناعية التي تؤمن إشباع حاجات اإلنسان".
كما عرفتها منظمة اليونسكو بأنها "كل ما خارج ذات اإلنسان محيط به بشكل مباشر وغير مباشر وجميع
النشاطات والمؤشرات التي يستجيب لها ويدركها من خالل وسائل اإلعالم واالتصال المختلفة والمتوافرة لديه
وتشمل ذلك تراث الماضي من عادات وتقاليد وابراز مستكشفات الحاضر".2
وعرفها مؤتمر بلغراد 1799بأنها " :العالقة القائمة في العالم الطبيعي و البيوفيزيائي بينه و بين العالم
االجتماعي السياسي الذي هو من صنع االنسان".
كما عرفها مؤتمر تبليسي 1799بأنها" :مجموعة النظم الطبيعية و االجتماعية التي يعيش فيها اإلنسان
والكائنات الحية األخرى التي يستتمدون منها زادهم و يؤذون فيها نشاطهم".
من التعاريف الشاملة للبيئة ذلك الوارد فى اتفاقية "المسؤولية المدنية عن االضرار الناجمة عن االنشطة
الخطرة على البيئة" التى صيغت فى اطار مجلس اوروبا ،الذى اعتمد بلوغانو Luganoفى 01جوان ،1773
حيث تشير المادة : 0
" بالمعنى المقصود فى هذه االتفاقية ...
"البيئة" تشمل:
-الموارد الطبيعية الحية و غير الحية ،مثل الهواء والماء والتربة والحيوانات والنباتات ،والتفاعل بين العوامل
نفسها،
-الممتلكات التى تشكل التراث الثقافى،
-الجوانب المميزة للمناظر الطبيعية".
-1صالح الدين عامر ،مقدمة لدراسة القانون الدولي للبيئة ،مجلة القانون و االقتصاد ،جامعة القاهرة ،مصر ،1713 ،ص ص
.110 -111
--2سوزان أحمد أبورية ،اإلنسان والمجتمع ،دار المعرفة الجامعية ،مصر ،1777 ،ص .01
5
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
و قد تعرضت التشريعات الوطنية لتعريف البيئة ،فقد عرفها قانون حماية البيئة و تنميتها اإلماراتي ()02
لسنة 1777في المادة األولى منه بأنها :المحيط الذي تتجلى فيه مظاهر الحياة بأشكالها المختلفة و يتكون هذا
المحيط من عنصرين:
-عنصر طبيعي يضم الكا ئنات الحية من إنسان و حيوان و نبات و غيرها من الكائنات الحية و موارد طبيعية
من هواء و ماء و تربة و مواد عضوية و غير عضوية ،و كذلك األنظمة االلطبيعية.
-عنصر غير طبيعي يشمل كل ما أدخله اإلنسان إلى البيئة الطبيعية من منشآت ثابتة و طرق و جسور
ومطارات ووسائل نقل و ما استحدثه من صناعات و مبتكرات و تقنيات.
كما عرفها المشرع المصري في قانون البيئة رقم ( )2لسنة 1772في مادته األولى :المحيط الحيوي
الذي يشمل الكائنات الحية و ما يحتويه من مواد و ما يحيط بها من هواء و تربة و ما يقيمه اإلنسان م
منشآت".
أما المشرع التونسي فقد عرفها في القانون ( )71لعام 1713في المادة الثانية منه بأنها" :العالم المادي
بما فيه األرض و الهواء و البحر و المياه الجوفية و السطحية و كذلك المسطحات الطبيعية والمناظر الطبيعية
و المواقع المتميزة و مختلف أصناف الحيوانات و النباتات بصفة عامة كل ما يشمل التراث الوطني".
بالنسبة للمشرع الجزائري و بالرجوع إلى القانون 12-23المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية
يعرف لنا البيئة و إنما أشار إليها ضمنيا( ،)1فنجد أن
المستدامة الصادر في 17جويلية 0223نجد أنه لم ّ
المادة 22نصت على أن البيئة تتكون من الموارد الطبيعية الالحيوية و الحيوية كالهواء والجو والماء و األرض
وباطن األرض و النبات والحيوان ،بما في ذلك التراث الوراثي وأشكال التفاعل بين هذه الموارد و كذلك بين
المناظر والمعالم الطبيعية ( .)2و لكن باإلطّالع على بعض نصوص قانون حماية البيئة نجد أن المشرع يقصد
من خاللها تعريف البيئة بأنها المحيط الذي يعيش فيه اإلنسان بما يشمله من ماء وهواء وتربة و كائنات حية و
غير حية ومنشآت فيشمل هذا التعريف كل من البيئة الطبيعية و الوضعية معا.
وهناك بعض القوانين الوطنية التي توسعت في تعريف البيئة ،منها المادة األولى من القانون البلغاري
التي نصت ":مجموعة من العوامل و العناصر الطبيعية ،و التي تؤثر في التوازن البيئي و كذلك تحسين
المعيشة وصحة اإلنسان ،والتراث الثقافي و التاريخي و الطبيعي" ،و أيضا القانون البلغاري رقم ( )11لسنة
1719ضم التراث الثقافي و الطبيعي كجزء ال يتج أز من البيئة ،و أيضا اآلثار و المباني والمنشآت ذات الطابع
-1أنظر :المواد 20إلى 21من القانون 12-23المؤرخ في 17جويلية 0223المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية
المستدامة ،ج ر .عدد ،23مؤرخة في 02جويلية . 0223
- 2أنظر :المادة 22من القانون ، 12-23المرجع نفسه.
6
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
التاريخي والثقافي المتميز ،و التضاريس الطبيعية الهامة لدى الدول و التي تشكل في مجموعها تراثا ثقافيا و
طبيعيا ينبغي المحافظة عليه من التلوث(.)1
ثانيا -عناصر البيئة المشمولة بالحماية.
إن دراسة الحياة في أشكالها المتعددة يجرنا إلى دراسة عناصر البيئة التي أقر لها المشرع حماية خاصة
بموجب قانون البيئة وعديد القوانين الخاصة ،وهي تشمل العناصر النباتية والحيوانية والطبيعية التي لها عالقة
وطيدة ببيئتنا.
-عنصر طبيعي :وهو كل ما يحيط باإلنسان من مكونات الطبيعة سواء المادية أو الحية أو غير الحية
باإلضافة إلى النظم اإليكولوجية ،وهو الذي يحدد التعريف الطبيعي للبيئة كونها :الماء والهواء واألرض و ما
فوقها و ما في باطنها من كل ما خلقه اهلل تعالى من أجل مصلحة اإلنسان.
-عنصر مستحدث :وهو ما صنعه اإلنسان و أنشأه و أقامه من وسائل و أدوات للسيطرة على البيئة الطبيعية
ويرتبط العنصران من أجل تحقيق رفاهية اإلنسان.
-عنصر ثقافي :وهو العنصر الذي يخص البشرية بحيث ال يرتبط بالمخلوقات األخرى و به يتميز اإلنسان عن
غيره من المخلوقات ،ويعبر عن هذا العنصر بأنه الوسيلة التي بها يتكيف اإلنسان مع بيئته و يحدد عالقاته مع
اآلخرين.
يالحظ أن عناصر البيئة و مكوناتها تعد بمثابة وحدة ال تنقسم ،فعناصرها الطبيعية ونظمها البيئية
تتفاعل فيما بينها وتؤثر على بعضها ،هذه العناصر مجتمعة تكون ما يسمى بهرم األرض ،فالنباتات تمتص
الطاقة من الشمس ،وتتدفق هذه الطاقة عبر دائرة الحياة النباتية و الحيوانية(.)2
وقد أشارت توصيات مؤتمر استوكهولم إلى ثالث عناصر للبيئة و هي:
-البيئة الطبيعية :التي تتكون من أربعة نظم مترابطة و هي الغالف الجوي ،الغالف المائي ،اليابسة ،المحيط
الحيوي ،بما تشمله هذه األنظمة من ماء و هواء و تربة و معادن و مصادر للطاقة باإلضافة إلى النباتات
الحيوان ،و هذه جميعها تمثل الموارد التي أتاحها اهلل لإلنسان كي يحصل على مقومات حياته من غذاء و كساء
و دواء و مأوى.
ففيما تمثل التربة العنصر البيئي األكثر حيوية في الوسط البيئي ،لكونها أساس الدورة العضوية التي
تجعل الحياة ممكنة ،ألنها الطبقة التي تغطي صخور القشرة األرضية ،وتتكون من مزيج معقد من المواد
-1صالح محمد بدر الدين ،المسؤولية عن نقل النفايات الخطرة في القانون الدولي ،دار النهضة العربية ،مصر ،0223 ،ص
.10
-2سمير حامد الجمال ،الحماية القانونية للبيئة ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،0229 ،ص .01
7
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
المعدنية بنسبة ٪ 29والمواد العضوية بنسبة ٪ 9فضال عن الهواء والماء .بينما يمثل الهواء بيئة الغالف
الجوي المحيط بالكرة األرضية ،ويسمى بالغالف الجوي الذي يتكون من عدد كبير من العناصر والمركبات
الكيميائية المعروف منها حتى اآلن مائة عنصر مركب ،منها عنصران يتسمان بزيادة نسبة كل منهما في
الغالف الغازي وهما النيتروجين الذي يؤدي انخفاض نسبته في الغالف الجوي إلى احتراق كل شيء،
واألوكسجين الذي يؤدي تغيير نسبته بالزيادة أو النقصان في الغالف الجوي إلى تدهور مظاهر الحياة ،وربما
اختفائها على سطح األرض .بينما تلعب مياه البحر واألنهار والمياه الجوفية والمياه العذبة دو ار هاما في حياة
اإلنسان ،فهي تغطي نسبة سبعين بالمئة من مساحة الكرة األرضية ،فهي تساهم بنصيب وافر في المحافظة
على التوازن البيولوجي لألرض .هذه المجموعة من العناصر الطبيعية تكون دوما في حالة من التوازن من جهة،
وفي حالة التغير المستمر بشكل عفوي من جهة أخرى.1
-البيئة البيولوجية :و تشمل اإلنسان "الفرد" و أسرته و مجتمعة باإلضافة إلى الكائنات الحية في المحيط
الحيوي و هي ج أز من هذه البيئة الطبيعية ،إال أن بعض الفقه قصرها على الوسط النباتي والحيواني الذي يحيا
فيه اإلنسان.
-البيئة االجتماعية :و هي اإلطار من العالقات الذي يحدد ماهيته عالقة حياة اإلنسان مع غيره و هي التي
تؤلف ما يعرف بالنظم االجتماعية و ما يعرف بالبيئة الحضارية التي استحدثها اإلسان في مشوار حياته .2أو
هي ذلك الجزء من البيئة الشاملة ،الذي يتكون من األفراد والجماعات في تفاعلهم ،وكذلك التوقعات االجتماعية
وأنماط التنظيم االجتماعي وجميع مظاهر المجتمع األخرى.3
-البيئة الثقافية :إض افة للعناصر السابقة ،ال بد من اإلشارة للبيئة الثقافية كون أغلب تعريفات البيئة تشر لها،
وهي البيئة المغايرة عن البيئة الطبيعية أو هي الطريقة التي نظمت بها المجتمعات البشرية حياتها ،والتي غيرت
بواسطتها البيئة الطبيعية ،وهذا في محاولتها للسيطرة عليها وخلق الظروف المالئمة لوجودها واستمرارها .بطريقة
أخرى البيئة الثقافية هي ما ينتجه العمل البشري من أشياء ملموسة للسيطرة على الطبيعة وتسخيرها لخدمته.4
-1عبد الرحمن بركاوي ،الحماية الجزائية للبيئة،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة سيدي بلعباس ،الجزائر،
،0219-0211ص .10
-2نعيمة عميمر ،القانون الدولي للبيئة ،مطبوعة غير منشورة موجهة لطلبة ماستر فرع قانون البيئة ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر
،0219 -0212 ،1ص .11
-3سوزان أحمد أبورية ،مرجع سابق ،ص .131
-4نفس المرجع ،ص .137
8
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
التفاعل القائم بين مختلف هذه العناصر قد يكون إيجابيا له عدة فوائد أو تأثي ار سلبيا يضر بالبيئة وينتج
آثار وخيمة تتفاوت من حيث األهمية والتأثير .وبناء على ذلك ،فتعريف البيئة مرتبط أساسا بتحديد مجاالت
حمايتها ،وما تشمله من عناصر أساسية وهذا لفائدة نظام البيئة ككل.
الفرع الثاني -الطبيعة القانونية لعناصر البيئة.
السؤال الذي يطرح لتحديد الطبيعة القانونية لعناصر البيئة هو :هل تصنف هذه العناصر ضمن الملكية
الخاصة أم أنها تعتبر أمالك عامة ؟ وطالما أن عناصر البيئة تشتمل مختلف الموارد الطبيعية من هواء وماء
وتربة ونباتات وحيوانات ومختلف األماكن والمناظر الطبيعية ،فهل يمكن القول إن هذه الموارد هي من األشياء
1
القابلة للتصرف الخاص ،وبالتالي تمنح ألي شخص الحق في التصرف فيها؟
إن التعرض لمعالجة هذه المسألة يقتضي الرجوع إلى قواعد القانون الروماني حيث كانت الفكرة المقبولة
في هذا القانون هي اعتبار الموارد الطبيعية كالماء والهواء والتربة ضمن األشياء المشتركة التي ال تعود ملكيتها
ألحد ،ولكن كل شخص لديه حق على هذه األشياء وهو حق التمتع بمفهومه الواسع ولكن يحظر على أي
شخص أن يتملك هذه األشياء المشتركة.
وتأثر بهذه الفكرة التي كرسها القانون المدني الروماني ،القانون المدني الفرنسي الذي تضمنت المادة
912منه بأن الماء والهواء والمج اري المائية واألرض والضوء ،كلها تعد من األشياء التي ال تعود ملكيتها ألحد
ويعد استعمالها استعماال مشتركا.2
على الصعيد الجزائري ،نجد الدستور يتضمن قاعدة أساسية مفادها أن الملكية العامة هي ملك للمجموعة
الوطنية ،وهي تشمل كال من باطن األرض والمناجم والمقالع والموارد الطبيعية للطاقة والثروات المعدنية الطبيعية
والحية في مختلف مناطق األمالك الوطنية البحرية والمياه والغابات .3تضمن الدولة االستعمال الرشيد للموارد
الطبيعية والحفاظ عليها لصالح األجيال القادمة.4
يترتب على اعتبار عناصر البيئة سابقة الذكر أمالك عامة يجعلها تخضع لثالث مبادئ أساسية تحكم
المال العام والتي كرسها قانون األمالك الوطنية وتتمثل هذه المبادئ في عدم قابلية هذه األمالك للتصرف
والحجز والتقادم.
-1جميلة حميدة ،النظام القانوني للضرر البيئي وآليات تعويضه ،دار الخلدونية ،الجزائر.0211 ،
-2جميلة حميدة ،مرجع سابق ،ص .31
-3المادة 11من دستور .1771
.0211 -4المادة 17من التعديل الدستوري 21مارس
9
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
أما في إطار التشريعات الخاصة بحماية البيئة ،فانطالقا من التشريع األساسي الخاص بحماية البيئة في
إطار التنمية المستدامة ،فهذا األخير لم يتضمن أي نص يقتضي بتحديد طبيعة العناصر المكونة للبيئة.
إذن تعتبر مكونات البيئة المختلفة أمواال مشتركة ،وال تصلح – من حيث المبدأ -ألن تكون محال لحقوق
شخصية مانعة .Droit subjectifs privatifsوالملكية المشتركة لهذه المكونات تجعلها حقوقا ذات طبيعة
خاصة فهي حق يولد التزاما على نفس الشخص المستعمل ،وعليه فهي تمنح لكل شخص له الصفة القانونية
حق المطالبة القضائية في حالة اإلضرار بهذه الموارد من جراء االستغالل غير العقالني.
من خالل هذه العالقة القانونية تتضح أهمية تحديد الطبيعة القانونية للعناصر المكونة للبيئة ،إذ نجد
عالقة وثيقة بين اعتبار هذه العناصر من األشياء المشتركة وتقييد استغاللها من جهة ،وبين الحماية القانونية
التي يخول من خاللها المشرع لكل ذي مصلحة المطالبة بإصالح الضرر عن طريق دعوى التعويض في حالة
االعتداء على الحق في البيئة.1
وتتسم أموال البيئة بخصائص ثالث ،وهي:
-أنها أموال طبيعية :فهي ليست من صنع اإلنسان باستثناء الجزء المتعلق بالممتلكات الثقافية ،وبالتالي فهي
من األموال العامة التي ال يمكن لإلنسان أن يدعي بحق خالص عليها ،ألن وجودها وتجددها يتم بصورة ال
دخل إلدارة اإلنسان فيها ،وأن اإلنسان ليس في حاجة لحبس هذه األموال ألنها ضرورية للحياة ،وتتجدد بصورة
طبيعية وال نهائية.2
-أنها أموال ضرورية للحياة :فاإلنسان ال يمكنه العيش دون ماء أو هواء ،فهي من األشياء الالزمة لكل كائن
حي ،ومن ثم –كقاعدة عامة -ألموال ذات طبيعة خاصة وهي عدم قابليتها للتملك أو االستالء عليها وحرمان
اآلخرين منها.
-أنها أموال لإلنتفاع العام :حيث أن استهالك أو انتفاع بعض الكائنات بهذه األموال ال يؤثر أو ينقص من
انتفاع اآلخرين بها ،وهو ما يتيح لمختلف الكائنات االنتفاع بها في نفس الظروف ونفس الوقت.3
الفرع الثاني :النظام البيئي.
البيئة بمفهومها السابق يحكمها ما يسمى بالنظام البيئي ،وهو مجموعة من التفاعالت بين الكائنات الحية
والكائنات غير الحية إلحداث توازن في البيئة ،بمعنى أنه بمثابة نظام وظيفي يتكامل في نطاقه مجموعة
الكائنات الحية وجملة العناصر غير الحية.
استحدث العالم كانسيلي سنة 1739مفهوم النظام البيئي والذي يجسد مدى عمق العالقات بين األحياء
ومجموعة الظروف البيئية المؤثرة .ويعرف هذا النظام العالقات التفاعلية التكاملية المتوازنة داخل أي وحدة بيئية
بين مكوناتها غير الحية (الهواء ،ضوء ،شمس ،ماء ،معادن ،عناصر نغذية) ومكوناتها الحية وفق تفاعلها في
إيقاع متناسق مما يعطي للنظام القدرة على إحالة الحياة بصورة متواصلة .1وتعرف إتفاقية األمم المتحدة بشأن
التنوع البيولوجي لعام 1770النظام البيئي على أنه" :مجمعا حيويا لمجموعات الكائنات الحية العضوية الدقيقة
النباتية والحيوانية يتفاعل مع بيئتها غير الحية باعتبار أنها تمثل وحدة إيكولوجية" .كما ورد النص في إعالن
استوكهولم على ضرورة المحافظة على النظم اإليكولوجية الطبيعية لصالح الجيل الحاضر واألجيال المقبلة.
ينصرف إهتمام النظام البيئي إلى اإلهتمام بعمل تلك الكائنات وعالقاتها ببعضها وبغيرها من الظروف
المحيطة بها ،ويشكل النظام البيئي جزء من المجال الحيوي الذي يتشكل في النهاية من كافة األنظمة البيئية.
والمجال الحيوي هو المحيط الذي تعيش فيه اآلالف من الكائنات الحية ،ويشمل الطبقات السفلى من الهواء
والطبقات العليا من الماء والطبقات السطحية من اليابسة.2
المطلب الثاني :المفاهيم المرتبطة بالبيئة و الموجهة لنظم حمايتها.
القانون البيئي منظم وموجه بمفاهيم جديدة تكشف عن سماته األساسية ،وهذه المفاهيم هى مختلفة من
بينها :التنمية المستدامة ،حقوق األجيال القادمة ،التراث المشترك لإلنسانية ،التلوث ،الحق في بيئة سليمة.
الفرع الول :التنمية المستدامة:
حسب تقرير لجنة برنت الند فالتنمية المستدامة هي "التنمية القائمة على تشجيع أنماط استهالكية ضمن
حدود وامكانات البيئة وبما يحقق التوازن بين األهداف البيئية واالقتصادية في العملية التنموية" ،وهي "نمط من
التنمية يجمع بين اإلنتاج وحماية الموارد وتعزيزها ،ويربطها سوية مع توفير أسباب العيش المالئمة بشكل عادل
للجميع" ،ولكن التعريف األكثر استعماال هو الذي قدمه تقرير برانت الند على أن" :التنمية المستدامة هي تنمية
تلبي احتياجات األجيال الحاضرة دون المساومة على قدرة األجيال المقبلة في تلبية حاجاتهم".3
حسب بليهون " أن التنمية المستدامة فعالة اقتصاديا ،ومستدامة إيكولوجيا ،و عادلة من منظور اجتماعي،
وذات قاعدة ديمقراطية ،ومقبولة جيوسياسيا ،وذات تنوع ثقافي.4
-1محمد إسماعيل عمر ،مقدمة في علوم البيئة ،دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع ،القاهرة، 2002 ،ص .31
-2سامي محمد عبد العال ،البيئة من منظور القانون الدولي الجنائي ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،د ت ن ،ص .19
3
-Alexandre Kiss, « De la protection intégrée de l’environnement à l’intégration du droit
international de l’environnement », R.J.E.N, N 3, 2005 ; p 265.
-4الحسين شكراني ،نحو حوكمة بيئية عالمية ،مجلة رؤى استراتيجية ،أكتوبر ،0212ص .91
11
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
وقد أشار إعالن ريو إلى مفهوم التنمية المستدامة اثنى عشر مرة دون أن يتضمن تعريف دقيق لها بسبب
اختالف وجهات نظر الدول ،حيث اعترف المؤتمر بأنه ال يوجد أسلوب واحد للتنمية المستدامة ،بينما اعتبر
المبدأ 3من االعالن كتعريف للتنمية المستدامة في مفهومها العام ،و الذي جاء فيه:
" يتوجب إعمال الحق في التنمية حتى يفي بشكل منصف باالحتياجات اإلنمائية و البيئية لألجيال الحالية
والمقبلة" .وقد أثار هذا المبدأ اعتراض الو م أ حيث أكدت موقفها الرافض لما يسمى حقا في التنمية ،حيث ترى
أن التنمية ليست حقا و لكنها هدفا "يعتمد ادراكه على تشجيع و حماية حقوق اإلنسان في اإلعالن العالمي
لحقوق اإلنسان" .وركز المبدأ ( )2على أنه من أجل تحقيق تنمية مستديمة تكون حماية البيئة جزء ال يتج أز من
عملية التنمية و ال يمكن النظر فيها بمعزل.1
يعرف اإلتحاد الدولي لحماية و حفظ الطبيعة ،سنة ،1771التنمية المستدامة بأنها" :تحسين لظروف
المجتمعات البشرية مع احترام سعة عبئ النظم اإليكولوجية" .و تعرفها اتفاقية ماستريخت لعام 1770بأنها":
تنمية منسجمة و متوازنة لألنشطة االقتصادية" ،و يعرفها الكتاب األبيض للمجموعة اإلقتصادية األوروبية بشأن
النمو و المنافسة و الشغل المسمى ( جاك دولور) لعام 1773بأنها" :تعبئة أكثر لليد العاملة واقتصاد أكثر في
استهالك الطاقة و الموارد الطبيعية" .و أخي ار يعرف برنامج األمم المتحدة للتنمية ) (P N U Dالتنمية
المستدامة في تقريره العالمي بشأن التنمية البشرية لسنة 1770بأنها" :عملية يتم من خاللها صياغة السياسات
االقتصادية ،الضريبية ،التجارية ،الطاقوية ،الزراعية والصناعية كلها بقصد إقامة تنمية تكون اقتصاديا ،اجتماعيا
وأيكولوجيا مستديمة".2
على مستوى النصوص الملزمة ،عرفت اتفاقية التعاون لحماية البيئة البحرية الساحلية لشمال شرق
الباسيفيك والتنمية المستدامة ،0220التنمية المستدامة على أنها "نظام بمقتضاه تتعرض نوعية حياة الكائنات
البشرية لتغيير تدريجي عن طريق تنمية اقتصادية تأخذ في االعتبار العدالة االجتماعية وبتغيير طرق االنتاج
وأنماط االستهالك المدعمة للتوازن االيكولوجي واطار العيش في المنطقة .يقوم هذا النظام على احترام التنوع
الثقافي والمجموعات المحلية واالقليمية والوطنية ومساهمتهم التامة لتحقيق االنسجام مع الطبيعة وضمان نوعية
حياة األجيال القادمة".
-1صالح عبد الرحمن عبد المحدثي ،النظام القانوني الدولي لحماية البيئة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان ،0212 ،ص ,07
2
- P. N. U. D., Rapport mondial sur le développement humain 1992, Ed Economica, Paris,
1992, p 19.
12
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
وبناء على ما سبق ،تعرف التنمية المستدامة أساسا على "أنها نوع جديد من التنمية ال يستنفد بصورة
نهائية رأس المال الطبيعي األساسي ،ويعمل على التوفيق بين السياسات االجتماعية واالقتصادية والبيئية
لتحسين نوعية حياة األجيال الحالية بطريقة تراعي مصالح أجيال المستقبل".1
عرف القانون الجزائري 12-23المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،التنمية المستدامة في
المادة الرابعة على أنها "مفهوم يعني التوفيق بين تنمية اجتماعية و اقتصادية قابلة لالستمرار وحماية البيئة ،أي
إدراج البعد البيئي في إطار تنمية تضمن تلبية حاجات األجيال الحاضرة واألجيال المستقبلية".
بناء على ما سبق ،يتميز القانون الدولي للبيئة بالترجح الدائم –في شكل تعارض -بين سيادة الدول
ومسؤولياتها المشتركة في حماية البيئة من جهة ،و بين المتطلبات االقتصادية الوطنية والمقتضيات االيكولوجية
العالمية من جهة أخرى ،وفي هذا السياق عبر "روني جان دوبوي" عن ذلك بمناسبة حلقة دراسية نظمتها
أكاديمية لهاي للقانون الدولي بشأن موضوع" :مستقبل القانون الدولي للبيئة" سنة 1712بأن " :هذا القانون
( )...ال يمكن إال أن يكون قانون غاية ،بمعنى ال يجب التخوف من القول بأنه قانون خيالي ( un droit
.") utopiqueوعلى هذا األساس قام مؤتمر ريو بإخضاع القانون الدولي للبيئة لغاية اقتصادية بتحويله إلى
القانون الدولي للتنمية المستدامة.2
على ضوء ما تقدم ،يتضح بأن التنمية المستدامة ليست مجرد فكرة اقتصادية حديثة أو شعار إيكولوجي
أو مقولة أخالقية أو سياسية ،ولقد كان لمفهوم التنمية المستدامة آثاره على المستوى الدولي ،فقد وضعت قمة
األرض سنة 1770األسس و المبادئ العامة للنهوض بالتنمية المستدامة التي تحولت لمبدأ أساسي من مبادئ
القانون الدولي للبيئة ،وقد تمخض عن ذلك بزوغ فرع جديد من فروع القانون الدولي يعرف بالقانون الدولي
للتنمية المستدامة.3
على المستوى الوطني ،نجد المشرع الجزائري أشار إلى مفهوم التنمية المستدامة بمناسبة إصداره للمرسوم
الرئاسي 219-72المؤرخ في 09ديسمبر 1772والمتضمن إحداث مجلس أعلى للبيئة والتنمية المستدامة
والمحدد لصالحياته وتنظيمه وعمله ،ثم ربط المشرع بين تهيئة اإلقليم والتنمية المستدامة بالقانون رقم 02-21
المؤرخ في 21ديسمبر 0221والمتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة .كما تناول المشرع تعريف التنمية
المستدامة في المادة الثالثة من القانون 21-23المؤرخ في فيفري ،0223المتعلق بالتنمية المستدامة للسياحة.
-1كريمة بوقزولة ،المسؤوليات المشتركة والمتباينة للدول في مجال التنمية المستدامة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة
الجزائر ،0217-0211 ،1ص .92
2
- Marc PALLEMARTS : « La conférence de Rio : grandeur ou décadence du droit international
de l’envirronement ? », R. B. D. I , N 1, 1995, pp 222- 223.
-3محمد فائز بوشدوب ،رسالة سابقة ،ص .11
13
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
وعاد المشرع إلى تعريف التنمية المستدامة في المادة الثالثة من القانون 12-23المؤرخ في 17جويلية 0223
المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة .كما نجد أن المشرع الجزائري ينظم حماية المناطق الجبلية في
إطار التنمية المستدامة بموجب القانون 23-22المؤرخ في 03جوان ،0222كما يربط الطاقات المتجددة
ويجعلها في إطار التنمية المستدامة في القانون 27-22المؤرخ في 12أوت ،0222وينظم الوقاية من
األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة في القانون 02-22المؤرخ في 09ديسمبر
،0222وينظم المجاالت المحمية في إطار التنمية المستدامة في القانون 20-11المؤرخ في 19فيفري
.0211
الفرع الثاني :حقوق الجيال القادمة:
يقصد بحقوق األجيال القادمة أن يكون هناك نوع من العدل في توزيع الموارد ،الحقوق والثروات من حيث
األشخاص ،ومن حيث الزمان وعدم اإلضرار بمصالح األجيال القادمة على حساب حاجيات األجيال الحاضرة،
واالهتمام بالمستقبل وذلك بعدم ترك لألجيال القادمة أرضا ملوثة أكثر مما هي عليه اليوم ،هو الدافع أو الحافز
في األخذ بعين اإلعتبار ،مصالح األجيال القادمة وتحقيق ما يسمى "العدالة بين األجيال".1
وردت اإلشارة القانونية لمفهوم حقوق األجيال المقبلة في اعالن ستوكهولم بشأن البيئة البشرية عام
، 1790إذ على اإلنسان واجب حماية و تحسين البيئة لألجيال الحالية و المقبلة ،كما يتعين الحفاظ لصالح
الجيل الحاضر و األجيال المقبلة على الموارد الطبيعية لألرض ،و ينبغي للسياسات البيئية لجميع الدول أن
تعزز القدرة التنموية في الحاضر و المستقبل للبلدان النامية.2
هذا المبدأ أ عيد تاكيده فى العديد من المعاهدات الدولية وغيرها من الصكوك .منها المادة )1(3من
االتفاقية االطارية بشان تغير المناخ بصفة خاصة التي جاء فيها " :يتعين على االطراف الحفاظ على المناخ
لمنفعة االجيال البشرية الحالية والمقبلة".
وقد طور إعالن ريو دي جانيرو 1770مفهوم األجيال المقبلة ،إذ ربطه بمجال التنمية بقوله" :يجب
إنجاز الحق في التنمية بطريقة تضمن اإلنصاف لألجيال الحالية و المقبلة في قضايا الحاجات التنموية
والبيئية".3
-1عبد العزيز مخيمر عبد الهادي " ،تعليق على مجموعة المبادئ والقواعد القانونية لحماية البيئة من التلوث عبر الحدود" ،المجلة
المصرية للقانون الدولي ،القاهرة ، 1987 ،العدد ، 43ص. 247
-2حسين شكراني ،من مؤتمر استوكهولم 1790إلى ريو +02لعام ،0210مدخل إلى تقييم السياسات البيئية العالمية ،بحوث
اقتصادية عربية ،العددان ،12 -13خريف .112 ،0213
-3حسين شكراني ،الحقوق البيئية لألجيال العربية المقبلة ،مجلة جيل الدراسات السياسية و العالقات الدولية ،مركز جيل البحث
العلمي ،العدد ،2ديسمبر ،0219ص .07
14
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
إن تمكين األجيال القادمة من التمتع بحقوقها البيئية ليس أم ار هينا ،فالخالفات تبرز بين الجيل نفسه ،أو
ما بين األجيال ،و قد تكون المصالح متناقضة باستمرار .1كما أن مفهوم األجيال القادمة يثير صعوبات قانونية
متعددة ،فهو أوال غير محدد ،إذ ال توجد أجيال متمايزة و هو ما دفع إلى التفكير في تغييره إلى حقوق اإلنسانية
المقبلة ،و ثانيا ،من يمثل األجيال القادمة و هل هي شخص من أشخاص القانون الدولي كالدول و المؤسسات
الدولية ،و ثالثا ،إن مضمون حقوق اإلنسانية غير محدد بدقة ،ورابعا إن مسألة حماية و نقل الموارد الحالية إلى
األجيال القادمة تستلزم إحداث مؤسسات و إجراءات و قوانين لضمان هذه الحماية ،خامسا ،و ألجل تطبيق هذا
المبدأ على مختلف المستويات يجب مواجهة بعض التحديات ذات العالقة باألجيال المستقبلية و التي أهمها
مسألة العدالة و اإلنصاف بين األجيال ،فلمدة تزيد على عقد من الزمن أيد "أناند وأمارتيا صن" العمل الموجه
نحو تحقيق االستدامة و اإلنصاف بقولهما إن االشتغال باإلنصاف ما بين األجيال من دون النظر إلى حجم
المشكل الناتج من عدم اإلنصاف بين أفراد الجيل الواحد هو انتهاك فظيع لمبدأ الحقوق األساسية العالمية.2
-العدالة 3بين الجيال :بهذا الصدد تشير إديث ويس براون E. Weiss-BROWNفي كتابها "انصافا
لألجيال المقبلة :القانون الدولي والميراث المشترك والعدالة بين األجيال" لعام 1717إلى أن "كثي ار من أعمالنا
تضع أثقاال بيئية خطيرة على األجيال المقبلة" .وفي محاولة لصياغة المبادئ التي ترشد الجيل الحالي نحو
العدالة بين األجيال ،تؤكد براون على عدم جواز استبعاد األجيال المقبلة عند استغالل األجيال الحاضرة للموارد،
وفي الوقت ذاته ،ال تتحمل األجيال الحاضرة أعباء غير معقولة لمواجهة احتياجات المستقبل الغير محددة.4
تقوم فكرة العدالة بين األجيال على واقعتين :تتمثل األولى في أن حياة البشر تعتمد ووتوقف على الثروات
الطبيعية لألرض بمختلف تنوعاتها ،أما الثانية فتتمثل في قدرة البشر في تغيير البيئة التي يعيشون فيها وهو ما
سيؤثر على استم اررية الحياة في هذا الكوكب.
تقسم العدالة في مفهومها الجيلي بين العدالة داخل الجيل نفسه من جهة أولى ،والعدالة بين األجيال من
جهة ثانية ،لكن من الناحية العملية يصعب الفصل بينهما إلمتداد فكرة العدالة بين البشر وفي الزمان والمكان.
1
-Alexandre Kiss, Introduction au droit international de l’environnement, 2e édition, UNITAR,
Genève, Suisse, 2006, P 109.
-2حسين شكراني ،الحقوق البيئية لألجيال العربية المقبلة ،مقال سابق ،ص .119
-3قد يتطابق مفهوما العدالة واإلنصاف ويؤديان المعنى نفسه ،لكن األفضل هو تفعيل اإلنصاف ،لذا فقد عنون رولز كتابه
العدالة كإنصاف ،فالعدالة بذاتها تقوم على قاعدة اإلنصاف ،وبصيغة أدق قد ينتج من تطبيق العدالة بعض األخطاء على الحاالت
الخاصة انطالقا من تحديد العموميات المطبقة ،وعندما توجد هذه األخطاء التطبيقية والعملية للعدالة ،يتدخل اإلنصاف ليقول كلمته
ويصحح األخطاء الناتجة عن عموميات تطبيق العدالة ،ويجعل هذه األخيرة تتوافق مع الحاالت التطبيقية الخاصة.
-4محمد فائز بوشدوب ،رسالة سابقة ،ص .22
15
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
فسلوك الجيل الحالي يؤثر في نمط عيش هذا الجيل نفسه ،وسيؤثر حتما في رفاهية الجيل المقبل ،والسياسات
العمومية المطبقة في عصرنا الحالي ستؤثر حتما في الجيل المقبل ،كما سيكون الختياراتنا االقتصادية تأثير في
المدى البعيد.
بغض النظر عن التعقيدات التي يرفرضها تحديد مفهوم العدالة بدقة ،ألنها ترتبط باالنصاف والمساواة
والشرعية ،فالفقه يميز بين العدالة داخل الجيل نفسه والعدالة بين األجيال .ويشير إعالن نيودلهي بشأن مبادئ
القانون المتعلقة بالتنمية المستدامة ( 1-0أفريل )0220في المبدأ 0ف 1إلى اإلنصاف بين الجيل (أي حق
األجيال المقبلة في االستفادة مناصفة من الميراث المشترك) ،واإلنصاف داخل الجيل نفسه (حق جميع الشعوب،
ومنها حق الجيل الحالي من الولوج مناصفة إلى المواد الطبيعية لألرض) ،وينص المبدأ 0ف 0على أن من
حق كل جيل أن يستعمل الموارد األرضية ويتمتع بها ،وفي الوقت نفسه تقع عليه مسؤولية (واجب) األخذ في
الحسبان التأثير البعيد المدى للنشاط الذي يقوم به ،مع ضمان استدامة الموارد األساسية والبيئة في شموليتها من
أجل منفعة األجيال المقبلة.1
يعتبر اإلنصاف بين األجيال العنصر الرئيس إذ يمنحنا األسس والقواعد التي نعتمد عليها من أجل األخذ
في الحسبان الميراث المشترك لألجيال المقبلة ،وضمان مصالحها التي قد تتعطل بحسب ما ورد في تقرير
برانتالند ،1719مع اإلشارة إلى أن إعالن نيودلهي يحيل في المبدأ 0ف 1إلى اإلنصاف بين األجيال
باعتباره حقا لألجيال المقبلة لالستفادة مناصفة من الميراث المشترك.
يثير مبدأ العدالة بين األجيال تساؤال حول كيفية حماية حقوق أجيال لم تولد بعد وكيف يمكن ألشخاص
لم يولدوا بعد المطالبة بحقوقهم؟ إلى غاية اليوم توجد صعوبة كبيرة في رفع دعوى قضائية باسم حقوق األجيال
المستقبلية .ولكن رغم هذا فإن المحكمة العليا الفلبينية خلصت إلى أن الجيل الحالي يمكنه أن يمثل الجيل
الالحق ألن كل جيل له مسؤولية لحفظ الطبيعة اتجاه الجيل القادم .2فرغم أننا ال نعرف األجيال الالحقة بحيث
-1الحسين شكراني ،حقوق األجيال المقبلة باإلشارة إلى األوضاع العربية ،المركز العربي لألبحاث ودراسة السياسات ،بيروت،
،0211ص .31
-2كرست المحكمة العليا في الفيليبين في حكمها الصادر في 32يوليو ،1773حق الشباب واألجيال القادمة في بيئة سليمة
ومتوازنة ،مشيرة إلى أن هذه الحقوق في الواقع حقوق أساسية وجدت منذ وجود اإلنسانية .وقد قبلت المحكمة أهلية 20طفال
ممثلين من طرف القاضي Antinioلرفع دعوى باسم جيلهم والجيل المقبل ،بخصوص ترخيص هدم الغابات الذي منحته إدارة
الموارد البيئية ،حيث اعترفت المحكمة العليا بأن "األطفال مستفيدين من حق حماية البيئة بالنسبة لألجيال المستقبلية ،وبأن األجيال
الحاضرة والمستقبلية لها الحق في االستفادة من بيئة سليمة ومتوازنة إيكولوجيا" .سيد علي صالب ،صاحب الحق في البيئة ،رسالة
ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة سطيف ،0219-0212 ،ص .22
16
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
أنهم غرباء عنا وال نعرف حاجاتهم ورغباتهم وقيمهم إال أننا واثقون أن جيال الحقا سيحل محلنا ،فمن حقهم أن
يتمتعوا بماء نقي وهواء نظيف وغيرها .فالمسألة هنا أخالقية بالدرجة األولى.1
تجدر اإلشارة إلى أنه عند الحديث عن العدالة بين األجيال ،هناك نوعين من العدالة :عدالة ما بين
األجيال وعدالة داخل األجيال ،فاألولى ،تعني عدالة بين الشباب والعجزة وبين األجيال الحاضرة والقادمة ،وعلى
الصعيد الدولي تعني العدالة بين الشمال والجنوب وبين الدول الغنية والفقيرة ،وأما الثانية ،فهي العدالة
االجتماعية بين الرجال والنساء وبين الفئات والطبقات االجتماعية الغنية والفقيرة ،القوية والضعيفة وبين
المجموعات االثنية والدينية المختلفة.2
وقد وضعت األستاذة WEISSثالث مبادئ أساسية تشكل أساس العدالة ما بين األجيال و هي:
-مبدأ صيانة النوع.
-مبدأ النوعية.
-مبدأ صيانة االستعمال.
الفرع الثالث :التراث المشترك لإلنسانية:
عبارة التراث المشترك لإلنسانية هي جديدة نوعا ما ،حيث لم تظهر إال في نهاية ستينات القرن الماضي،
و تعود الفكرة من وراء خلق هذا المصطلح إلى أن المصلحة المشتركة لإلنسانية يجب حمايتها من خالل نظم
قانونية خاصة.
إ ن مفهوم التراث المشترك للبشرية هو تجسيد لالهتمام العام للبشرية ،و يرتبط ارتباطا وثيقا بحقوق
البشرية فى المستقبل ،ألن قيما هامة من المجال الحيوى la biosphèreيجب الحفاظ عليها ونقلها الى البشرية
فى المستقبل.
يبدأ أغلب الدارسين تأصيلهم لظهور فكرة التراث المشترك لإلنسانية في إطار القانون الدولي بالمذكرة
الشفهية التي بعث بها السفير Arvid Pardoممثل مالطا الدائم لدى منظمة األمم المتحدة -في 17
أوت 1967إلى األمين العام لمنظمة األمم المتحدة واقترح فيها إعالن منطقة قاع البحار والمحيطات خارج
-1فارس عليوي ،مبدأ مسؤوليات الدول المشتركة ولكن المتباينة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة سطيف،0212-0217 ،
ص .19
-2محمد فائز بوشدوب ،رسالة سابقة ،ص .37
17
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
حدود الوالية الوطنية للدول منطقة تراث مشترك لإلنسانية يجب أن تُستخدم في األغراض السلمية حص ار
ولصالح البشرية جمعاء.1
استجابة لهذا االقتراح ،وبعد عدة إجراءات ومحاوالت اتخذتها المنظمة ،أصدرت الجمعية العامة في عام
أقرتها األسرة الدولية حول قاع البحار والمحيطات فيما
1970القرار رقم 2749المتضمن إعالن المبادئ التي َّ
ويعد هذا القرار بما تضمنه من أحكام الركيزة األساسية لنشأة مفهوم“ التراث المشترك
وراء حدود الوالية الوطنيةُ ،
لإلنسانية”.
عام 1982في الدورة الختامية لمؤتمر األمم المتحدة لقانون البحار -المعقودة في مدينة مانتيقو باي
بجمايكا -باعتماد اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار) اتفاقية جمايكا (التي نصَّت وللمرة األولى على مفهوم
"التراث المشترك لإلنسانية ”كنظام قانوني يحكم استغالل منطقة قاع البحار.2
شكل إقرار هذا المفهوم ميالد نظام دولي جديد حاول األخذ بعين االعتبار عدم التكافؤ بين الدول ،كما أنه
تعدى مبدأ الحيز المقام عليه االستكشاف واالستعمال إلى ما هو لصيق به أو كامن في داخله ،فخلق بذلك ما
يسمى بنظام استغالل يأخذ بعين االعتبار ما قد يكون مصدر ثروة أو غناء حقيقي للدول خاصة الدول النامية
منها ،مكرسا نظام االقتسام العادل للفوائد المتحصل عليها ،ولعل هذا ما جعله يطلق عليه تسمية اإلرث المشترك
لإلنسانية ،كون لكل الدول الحق فيما يعود به هذا الحيز أو هذا المورد من منافع على اإلنسانية.3
بالرغم من أهمية فكرة "التراث المشترك لإلنسانية" ،إال أنه لم يقدم أي تعريف محدد وصريح له في جميع
االتفاقيات الدولية وق اررات األمم المتحدة التي أشارت إلى هذا المفهوم .ونتيجة لذلك وجد رجال القانون أنفسهم
في مأزق بشأن تحديد ما هو المقصود بالتراث المشترك لإلنسانية ،وفشلوا في تقديم تعريف شامل ومتفق عليه
لهذا المفهوم ،فإلى اليوم ال يوجد اتفاق على تعريف عالمي محدد وصريح لمفهوم "التراث المشترك لإلنسانية،
األمر الذي أثار الكثير من التساؤالت حول المدلول القانوني لهذا المفهوم ومجاالت تطبيقه.
تتعدد المصطلحات المرتبطة بمفهوم التراث المشترك بحيث أنها تشير أحيانا إلى التراث المشترك للكائن
الحي أو اإلنسان ،والى التراث المشترك لإلنسانية في نظرتها الشمولية و العالمية أو إلى التراث المشترك لألمة،
كما أن المفهوم شامل لكل من التراث الطبيعي و البيولوجي والمائي و الجبلي و البحري والبيئي ،و بالتالي فنحن
أمام تراث مشترك بيئي يتألف من المجاالت المختلفة و من الموارد و األوساط والمناطق الطبيعية و من أعمال
-1إيهاب جمال كسيبة ،مفهوم التراث المشترك لإلنسانية في القانون الدولي ،مجلة جامعة الشارقة للعلوم الشرعية والقانونية،
المجلد ،10العدد ،1جامعة الشارقة،يونيو ،0219ص .391
-2سوسن بكة ،التراث المشترك لإلنسانية ،الموسوعة القانونية المتخصصة ،المجلد الثاني ،0212 ،ص. 153
-3نادية لزعر ،إستخدام الفضاء الخارجي وانعكاساته ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة قسنطينة ،الجزائر،0212-0213 ،
ص .19
18
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
البحار و السواحل و مجاري المياه و البحيرات و نوعية الهواء و من األصناف الحيوانية و النباتية و التنوع
البيولوجي و من التوازن البيئي.
تشمل تطبيقات مفهوم "التراث المشترك لإلنسانية بشكل أساسي المناطق ذات األهمية المشتركة للبشرية
الواقعة وراء حدود الوالية الوطنية للدول ،والموارد الطبيعية الموجودة في تلك المناطق ،وتتمثل هذه التطبيقات
وفقا لما ورد في اإلتفاقيات الدولية في“ :قاع البحار والمحيطات وباطن أرضها خارج حدود الوالية الوطنية”،
منطقة القطب الجنوبي ،Antarcticaوالفضاء الخارجي.
وتجدر االشارة فى هذا الصدد الى ديباجة إتفاقية مابوتو فى 11جويلية 0223التي تؤك ـ ـد أن
"…حفظ البيئة العالمية هو الشاغل المشترك (االهتمام المشترك )common concernللبشرية جمعاء ،فضال
عن البيئة االفريقية ،مصدر قلق جميع الدول االفريقية".
كما توجد العديد من االتفاقيات تركز على حماية وصيانة وتدبير المنطقة التي ال تخضع لرقابة السيادة
الوطنية ألي دولة بوصفها ميراثا مشتركا لإلنسانية ،ومن هذه االتفاقيات نذكر اتفاقية اليونسكو لحماية التراث
الثقافي و الطبيعي لعام ،1790واتفاقية المبادئ المنظمة للدول في مجال استعمال الفضاء الخارجي واستغالله
لعام ،1719و معاهدة القمر 11797حيث نصت على اعتبار القمر وموارده الطبيعية تراثا مشتركا لإلنسانية،2
واتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار ،1710واتفاقية القطب الجنوبي لعام .1797كما أشارت الجمعية العامة
لألمم المتحدة إلى التراث المشترك في قرارها رقم ،0927الصادر في 19ديسمبر 1792بعنوان "إعالن
المبادئ المطبقة على قاع البحار والمحيطات وباطن األرض الموجودين خارج السيادة الوطنية".
طبيعة التراث المشترك يتطلب شكال من اشكال االتفاق تكون اهدافه الرئيسية هى:
يقتصر استعماله على االغراض السلمية،
االستخدام الرشيد له بروح الحفاظ عليه،
ادارته ونقله لالجيال المقبلة.3
وعن طبيعة هذا المبدأ أو المفهوم يمكن القول أنه يحمل عناصر أخالقية و قانونية في إطار المحافظة
على البيئة ،ذلك ألن األمالك والمجاالت التي تتصف بالتراث المشترك يجب أن تحضى بإهتمام خاص من
طرف القانون الدولي و الوطني للبيئة ،ومن قبل الكل سواء المالك األصلي أو المستفيد منها ،وبالتالي فإن
تسيير هذا التراث يكون مشتركا و يتمثل في تسيير وادارة التراث البيولوجي والطبيعي و الثقافي و كل المشاريع
-1تعد اتفاقية القمر لعام 1979أول اتفاق دولي يتم فيه اإلشارة بشكل صريح إلى مفهوم التراث المشترك لإلنسانية.
-2المادة 1/11من اتفاقية القمر.
3
-Alexandre Kiss, Introduction au droit international de l’environnement, op. cit, p 111.
19
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
ذات المصلحة العامة سواء التراث المدني أو الريفي و األخرى .وقد يكون هذا التراث المشترك شامال لكل اإلقليم
الوطني كملك مشترك والمثال على ذلك أن اإلقليم يعد لدى العديد من الدول تراثا مشتركا لألمة باإلضافة إلى
الماء والموارد المختلفة.1
عموما يعني هذا المبدأ أن الدول ال يمكن لها أن تقوم منفردة بتدبير مثل هذا التراث الذي تحدده
االتفاقيات الدولية ،إذ يجري تدبيره دوليا ،وتقسم منافعه على اإلنسانية جمعاء.إن حماية التراث المشترك
لإلنسانية هو تجسيد حقيقي لضمان توازن األنظمة اإليكولوجية واستدامتها لألجيال الحالية والمقبلة.2
محتوى مبدأ التراث المشترك لإلنسانية ليس مقيد بالموارد الموجودة في المنطقة التي وقع عليها هذا
الوصف ،وانما يشمل كل ما وجد وما يمكن أن يوجد من موارد وثروات في المنطقة وما يمكن أن يستفاد منها
في الحاضر والمستقبل ،فهو ال يعني أنه مشترك بين دول دون األخرى وانما يهدف إلى الشراكة بين الدول
بغض النظر على مدى تطورها أو موقعها الجغرافي ،ومن هنا فإنه ال يسعى أساسا إلى تقسيم هذه الثروات بين
الدول وانما إلى الح فاظ عليها وصيانتها وتنميتها أوال ،األمر الذي يتطلب إدارة اقتصادية منظمة ورشيدة ،وبذلك
فالتراث المشترك لإلنسانية هو تراث تتناقله األجيال وتستخلف فيه الجماعة عص ار بعد عصر.
الفرع الرابع :الحق في بيئة سليمة:
لقد ساهم التطور الحضاري والفكري وحتى الثقافي في تطوير منظومة حقوق اإلنسان وبلورة مفهوم جديد
لهذه الحقوق لم يكن معروفا وال متداوال من ذي قبل ،ومن ذلك تقسيمها الفقهي إلى ثالثة أصناف أو أجيال
وهي:
-الجيل األول من الحقوق :وهي الحقوق المدنية والسياسية ،وهي مرتبطة بالحريات ،وتشمل الحق في الحياة
والحرية واألمن ،الحق في السالمة الجسدية وعدم التعرض ألي مساس بها سواء بالتعذيب أو بالمعاملة المهينة،
حرية الرأي والتعبير والفكر والضمير وغيرها من الحقوق والحريات.
-الجيل الثاني من الحقوق :وهي الحقوق االقتصادية واالجتماعية والثقافية وهي مرتبطة بمتطلبات الحياة اليومية
والعيش الكريم ،وتشمل الحق في العمل وفي التعليم ومستوى معيشي الئق وكريم ،والمأكل بالكمية والنوعية
الالزمة والرعاية الصحية وغيرها.
-الجيل الثالث من الحقوق :وتسمى الحقوق التضامنية ألنها تستدعي لصيانتها والحفاظ عليها تضافر جهود
الكافة وتضامنهم ،فرادى وجماع ات ،مواطنين وسلطات ومجتمع مدني وشركاء اجتماعيين واقتصاديين والتي من
بينها الحق في بيئة صحية وذات نوعية جيدة وخالية من كل أشكال التهديد أو التدمير ،والحق في التنمية بكل
أبعادها :السياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية ،والحق في المشاركة في التراث الثقافي ،والحق في الموارد
الطبيعية ،والحق في االستدامة واالنصاف بين األجيال ..إلخ.
عندما يطرح مشكل الصياغة الحقيقية للحق في البيئة ،فإن المقاربة التي تؤيد اإلنسان والمقاربة التي تلغي
مكانته المركزية تطرحان بشدة.
فقد جسد الميثاق العالمي للطبيعة المعتمد من طرف الجمعية العامة لألمم المتحدة لسنة 1710المفهوم
الذي يلغي مكانة اإلنسان المركزية في الطبيعة ،والذي جاء فيه أن "الجنس البشري هو جزء من الطبيعة ،...
وأن كل شكل للحياة يستحق االحترام مهما كانت فائدته لإلنسان" .ومن الدساتير الوطنية التي كرست هذا
المفهوم نذكر دستور Bavariaالذي نص على أن "األفراد ملزمين بمعاملة الطبيعة باحترام" ،وكذا ما كرسته
المادة 20من دستور Land de Brandebourgالتي تنص على أن "الحيوان والنبات محترمان ككائنات
حية ،واألنواع والعناصر الطبيعية الضرورية يجب حمايتها والمحافظة عليها" .غير أن هذه األمثلة تبقى نادرة،
فمعظم النصوص المخصصة للحق في البيئة يتبين من خالل استقرائها أن المفهوم الذي يضع اإلنسان في
مركز الطبيعة هو المتفوق.1
حق العيش في بيئة سليمة هو من حقوق الجيل الثالث المسماة بالحقوق التضامنية التي تعكس التآزر
والتكافل بين الدول ،و عليه فالعيش في بيئة سليمة نقية أصبح حقا من حقوق اإلنسان األساسية بعد تبلوره كرد
فعل على االعتداءات السافرة على البيئة ،و هذا الحق لم يلق صدى و اهتماما دوليا إال منذ الستينات
والسبعينات خاصة بعد مؤتمر ستوكهولم لسنة .1790
انطالقا من التالزم بين الحقوق و الواجبات ،فإن القانون الدولي ومنذ تجسيد هذا الحق في االعالنات
والمواثيق الدولية لم يفصل بين االنسان كصاحب لهذا الحق والبيئة كموضوع له ،و إنما الزم بينهما عن طريق
الجمع بين حق اإلنسان في بيئة سليمة وواجبه في المحافظة عليها و صيانة مواردها من أجل ضمان استمرار
تمتعه بهذا الحق حاض ار و مستقبال ،وهو التوجه الذي ساره فيما بعد الفقه الدولي و أخذت به القوانين الداخلية.
إضافة إلى ما جاء في المبدأ األول من اعالن استوكهولم الذي يقضي بأن " :لإلنسان حق أساسي في
الحرية و المساواة و في ظروف حياة مرضية ،و في بيئة تسمح له نوعيتها بالعيش في كرامة ورفاهية ،وعايه
واجب هام هو حماية و تحسين البيئة لألجيال الحاضرة و القادمة" ،.أكد الميثاق العالمي للطبيعة الذي تبنته
الجمعية العامة في مادته األولى أن "لإلنسان حق أساسي في الحرية و المساواة و في ظروف معيشية مرضية
وفي بيئة محيطة تسمح له بالحياة في كرامة و رفاهية ،و عليه واجب مقدس في حماية و تحسين البيئة لألجيال
الحاضرة و المقبلة".
وحسب المؤتمر األوروبي األول حول البيئة و حقوق اإلنسان باستراسبورغ سنة :1797هو الحق في
ظروف تضمن الصحة البدنية و العقلية و االجتماعية و المعيشية و في الحياة نفسها و الرفاهية لكل أجيال
الحاضر والمستقبل ،مع ضرورة الحفاظ على البيئة الطبيعية".
ونالحظ هنا أنه تم الربط بين فكرة "الحق في البيئة" وفكرة "حق البيئة" أي الربط بين حق اإلنسان في
البيئة و حق البيئة على اإلنسان أي واجبه نحوها ،كما تم الربط من جهة أخرى بين الحق في البيئة والحق في
التنمية المستدامة ،ذلك أن التنمية المستدامة هي أحد مضامين حق اإلنسان في بيئة سليمة ومتوازنة.
هذا الحق لم تعرفه صراحة أي اتفاقية دولية من اتفاقيات حقوق اإلنسان ،في حين كفلته اتفاقيتين
إقليميتين :الميثاق اإلفريقي لحقوق اإلنسان و الشعوب 1711الذي نص في مادته " 02لكل الشعوب الحق في
بيئة مرجعية و شاملة و مالئمة لتنميتها ،و كذلك البروتكول الملحق باالتفاقية األمريكية لحقوق اإلنسان في
مجال الحقوق االقتصادية و االجتماعية و الثقافية لسنة 1711الذي ينص :لكل إنسان الحق في العيش".
على مستوى التشريعات الوطنية التي تنص على الحق في البيئة ،نذكر مثال :المادة 29من الدستور
االسباني لعام " :1791يتمتع االنسان ببيئة مناسبة يساهم في تطويره ،أما المادة 2من الدستور المكسيكي لعام
1777فتنص" :لكل شخص الحق في التمتع ببيئة مالئمة لنموه و سالمته" ،أما دستور جنوب إفريقيا فقد نص
على أن" :للجميع الحق في بيئة ال تضر بصحتهم أو بسالمة عيشهم و ببيئة محمية لمصلحة األجيال الحالية
والالحقة من خالل تشريعات معقولة و مفيدة و خطوات تساهم في الوقاية من التلوث و التدهور البيئي.1
وفي فرنسا ،نصت المادة األولى من دستور " :0229لكل إنسان الحق بالعيش في بيئة متوازنة تحافظ
على صحته ،ومنه فقد وضع هذا النص حق اإلنسان في بيئة سليمة في مصاف الحقوق األساسية التي يكفلها
الدستور.
وفي الجزائر ،اعترف المشرع بأن:
"للمواطن الحق في بيئة سليمة.
-يحدد القانون واجبات األشخاص الطبيعيين و المعنويين لحماية البيئة".2
و يمكن تعريف الحق في بيئة سليمة على أنه" :اختصاص اإلنسان بموارد وسط بيئي خالي من التلوث
والتلويث ،لالنتفاع بها و تحسينها ،لنقلها إلى األجيال المستقبلية في حاالت ليست أسوأ عما كانت عليه و قد
استلمتها".
-1فاطنة طاوسي ،الحق في البيئة السليمة في التشريع الدولي و الوطني ،مذكرة ماجستير ،جامعة ورقلة ،الجزائر ،0219 ،ص
.11
-2المادة 12من التعديل الدستوري .0202
22
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
كما تقدم بيانه فقد تم تكريس الحق في بيئة سليمة في الدساتير وفي المواثيق الدولية عن طريق االعتراف
بها كحق من الحقوق األساسية لإلنسان ،بالتالي فالحقوق المرتبطة بالبيئة أخذت مكانة ضمن حقوق اإلنسان،
وأدرجت فيها كفئة من الحقوق الجديدة باإلضافة إلى الحقوق المدنية والسياسية ،والحقوق الثقافية واالقتصادية،
وفي سياق تطور هذه الفئة من الحقوق األساسية وانضمامها إلى فئة حقوق اإلنسان أصبحت قواعدها آمرة ال
يجوز التراجع عنها يتعين تعزيزها في اتجاه تدعيم حماية البيئة والتنمية المستدامة ،بالتالي يمنع التراجع أو إلغاء
التدابير المتخذة لحماية البيئة ،ذلك وفقا لمبدأ عدم تراجع قانون البيئة (Principe de non régression en
) ،droit de l’environnementويستمد هذا المبدأ قوته الملزمة في قواعد القانون الدولي الذي جعل ضرورة
حماية البيئة لألجيال الحالية وال قادمة قاعدة في النظام العام الدولي ،التي مفادها أن حقوق اإلنسان مجرد
االعتراف بها ال يمكن إلغائها أو التراجع عنها ،وهذا ما نصت عليه مختلف الوثائق الدولية المتعلقة بحقوق
اإلنسان (العهد الدولي لسنة .1)1711
الفرع الخامس :التلوث.
يعتبر التلوث أهم المشاكل التي تعاني منها البيئة ،وقد برزت تلك المشكلة نتيجة النشاط المتزايد لإلنسان
في مختلف مجاالت الحياة وتمثل مكافحة التلوث مفتاح أي قانون لحماية البيئة ونقطة البداية في تحديد العمل
الضار ووسائل مكافحته وال تنفك دراسة قانونية للبيئة دون التعرض لها ،فصارت هناك عالقة قوية بين البيئة
والتلوث.
ويعتبر التلوث هو ثمن التقدم العلمي المذهل والذي حدث في الفترة البسيطة الماضية ،كما أنه أساس كل
المشكالت التي تؤدي إلختالل التوازن الذي ال يخضع للحدود السياسية منبها اإلنسان لخطورة سلوكه .والتلوث
بصفة عامة هو االختالل في التوازن الطبيعي بين عناصر البيئة الطبيعية الناجم عن نشاط اإلنسان.
وتتعدد صور التلوث باختالف البيئة التي تتأثر به سواء كانت بحرية أو برية أو جوية ،كما قد تتأثر أكثر
من بيئة في ذات الوقت بالتلوث.
وضعت المعاهدات والتقارير واالتفاقيات الدولية العديد من التعريفات حول ماهية التلوث ،فنجد التقرير
الذي أعده المجلس االقتصادي واالجتماعي التاسع لألمم المتحدة عام 1719حول تلوث الوسط والتدابير
المتخذة لمكافحته يعرف التلوث بأنه "التغيير الذي يحدث بفعل التأثير المباشر وغير المباشر لألنشطة التي
كانت من المستطاع القيام بها في الحالة الطبيعية لذلك الوسط.2
1
-PRIEUR Michel, « Le principe de non régression en droit de l’environnement, condition du développement durable
», Revue Africaine de droit de l’environnement, n ° 00, P. 20.
-2المجلس االقتصادي واالجتماعي التاسع لألمم المتحدة ،وثيقة ) 12 ،E(14073جوان ،1719ص .11
23
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
كما عرفه إعالن استوكهولم 1790بأنه" :النشاطات اإلنسانية التي تؤدي حتما إلى إضافة مواد ومصادر
للطاقة إلى البيئة على نحو متزايد يوما بعد يوم ،وحينما تؤدي تلك المواد أو تلك الطاقة إلى تعريض صحة
اإلنسان ورفاهيته وموارده للخطر أو يحتمل أو تؤدي إلى ذلك مباشرة أو بطريقة غير مباشرة.
وعرفت اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار 1710تلوث البيئة البحرية بأنه "إدخال اإلنسان في البيئة
البحرية بما في ذلك مصادر األنهار بصورة مباشرة أو غير مباشرة لمواد أو طاقة يترتب عليها اإلضرار بالمواد
الحية والحياة البحرية وتعريض الصحة البشرية لألخطار ،واعاقة األنشطة البحرية بما في ذلك صيد األسماك
وغيره من االستخدامات المشروعة للبحار أو التأثير على خاصية استخدام مياه البحر أو التقليل من خواصها.1
كما عرف بأنه "كل ما يدخله اإلنسان على نحو مباشر أو غير مباشر من مواد أو طاقة إلى البيئة تنجم
عن آثار ضارة ذات طبيعة تعرض صحة اإلنسان للخطر وتلحق بالمواد الحية والنظم اإليكولوجية والممتلكات
المادية وتفسد المنافع أو تتدخل في االستخدامات المشروعة األخرى للبيئة.2
وقد عرفت اتفاقية التلوث بعيد المدى للهواء عبر الحدود لسنة 1797التلوث الهوائي بأنه التلوث الذي
يجد مصدره الطبيعي بصفة كلية أو جزئية في منطقة تخضع لالختصاص الوطني لدولة ما ،ويحدث آثاره
الضاءة في منطقة أخرى تخضع الختصاص دولة أخرى تقع على مسافة بعيدة بحيث تعزز بصفة عامة مقدار
ما تتم به المصادر الفردية أو مجموعة مصادر االنبعاث
وجاء في مبادئ القاهرة التوجيهية واألساسية بشأن اإلدارة السلمية بيئيا للنفايات الخطرة تعريف التلوث
بأنه :قيام اإلنسان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر بإدخال أية نفايات خطرة إلى البيئة والذي ينشأ من جرائه
أي خطر على صحة اإلنسان أو الحياة النباتية أو الحيوانية أو أذى للمواد أو النظم اإليكولوجية أو ضرر
المرافق الحيوية أو تأثير على االستخدامات المشروعة األخرى للبيئة.3
على صعيد التشريعات الوطنية عرفت العديد من القوانين التلوث البيئي ،فقد عرفه المشرع المصري في
القانون رقم 2لسنة 1772المعدل بالقانون رقم 27لسنة ( 0227المادة 1فقرة )9بأنه "كل تغيير في خواص
البيئة ،يؤدي بطؤيق مباشر أو غير مباشر إلى اإلضرار بصحة اإلنسان ،والتأثير على ممارسته لحياته
الطبيعية ،أو اإلضرار بالسوائل الطبيعية أو الكائنات الحية أو التنوع الحيوي".
وعرف المشرع العراقي التلوث في قانون و ازرة البيئة رقم 39لسنة 0221في المادة األولى بأنه "وجود
أي من الملوثات في البيئة بكمية أو تركيز أو صفة طبيعية تؤدي بطريق مباشر أو غير مباشر إلى اإلضرار
باإلنسان أو الكائنات الحية ،أو المكونات غير الحية التي توجد فيه".
أما المشرع الجزائري فقد عرفه بأنه " كل تغيير مباشر أو غير مباشر للبيئة ،يتسبب فيه كل فعل يحدث
أو قد يحدث وضعية مضرة بالصحة وسالمة اإلنسان والنبات والحيوان والهواء والجو والماء واألرض والممتلكات
الجماعية والفردية".1
المبحث الثاني :عالقة القانون بالبيئة.
لقد اجتذبت مشكالت حماية البيئة اهتمام رجال العلوم الطبيعية أو البيولوجية من زمن بعيد ،إال أن األمر
تأخر في القانون و معالجة المشكالت القانونية في حماية البيئة ،و قد انعكس ذلك على البحوث والدراسات
القا نونية متناولة لموضوع واحد أو مشكلة بيئي ،منها من تناول تلوث البيئة البحرية و منها ما تناول الهواء أو
البيئة الجوية أو البيئة الفضائية الخارجية .وهناك من الدراسات ما تناولت نوع محدد من ملوثات البيئة مثل
تلوث البيئة البحرية بالنفط وتلوث البيئة الجوية أو الهوائية بالدخان أو الغازات النووية ،أو تلويث األمطار
الحمضية للبيئة بشكل عام .وهناك بعض الدراسات ركزت على الجوانب الدولية للحماية القانونية للبيئة
اإلنسانية ،مما أدى إلى ظهور فروع جديدة للقانون الدولي ،هو القانون الدولي للبيئة.
لم يقتصر األمر على القانون الدولي بل وصل األمر لفرع من القانون الداخلي يهتم بالبيئة والحماية
القانونية لها على المستوى الوطني.
المطلب الول :قانون البيئة:2
هناك تعاريف و مفاهيم مختلفة لقانون البيئة:
يعتبر قانون البيئة أحد فروع القانون الذي يهتم بحماية البيئة بمختلف جوانبها ،أو هو مجموعة القواعد
والقوانين المطبقة على التزام غير تعاقدي تابع أو ناتج عن المساس بالبيئة.
يعرف األستاذ ) ( William Rodgersالقانون البيئي بأنه "القانون المتعلق بحماية الكوكب وسكانه
من األنشطة التي تشكل خطر لألرض والقدرات التي تديم الحياة عليها".3
كما يمكن تعريفه على أنه القانون الذي يتضمن القواعد القانونية المتعلقة بتسيير و إدارة و استخدام
وحماية البيئة و كذا الوقاية و معاقبة المساس بالبيئة و خاصة بفعل التلوث ثم تعويض ضحايا األضرار البيئية.
وبالتالي فالقانون البيئي هو القانون بكل مصادره ( التنظيمية ،التشريعية و القضائية الخاصة بحماية
البيئة) ويخص كل المجاالت الوطنية من ماء و هواء و فضالت و ضوضاء و مخاطر طبيعية بما فيها كل
المخاطر في القطاعات الصحية و العمرانية....
و بحكم هذا القانون يشتمل على الكثير من العناصر الكونة له ،فإن هذا ال يمنع إمكانية تفريد أفرع
متخصصة لعالج المشكالت البيئية من زوايا مختلفة :جنائية ،إدارية ،مدنية ،اقتصادية....
على أن هذا التفريد أو التخصص النوعي في دراسة المشكالت القانونية لحماية البيئة ،اليمكن تحقيقه،
على األقل في المرحلة الراهنة من تطور القانون العام لحماية البيئة ،وسيبدو متيس ار حينما تلح تلك المشكالت
وتنضج المفاهيم البيئية ،وتكون بحاجة إلى بلورة الحلول القانونية المالئمة.1
نحاول إلقاء الضوء على معالم تلك الفروع المتخصصة من األنظمة القانونية البيئية.
الفرع الول :القانون الجنائي البيئي:
إذا كان التخصص النوعي قد امتد إلى ميدان القانون الجنائي ،حيث ظهر القانون الجنائي الطبي
والقانون الجنائي لألعمال والقانون الجنائي الضريبي ،والقانون الجنائي لحماية المستهلك ،فإنه يبدو مقبوال القول
بوجود القانون الجنائي البيئي.2
في شقه الوطني ،نجد قانون البيئة والتنمية المستدامة يتضمن شق جزائي جسد الحماية الجزائية الفعلية
للبيئة بتجريمه لمختلف األفعال والممارسات التي تؤدي إلى المساس بالبيئة وتلويثها ،وتم تدعيم هذا القانون
بقوانين خاصة نصت بدورها على األفعال والممارسات المحظورة التي يترتب على ممارستها قيام المسؤولية
الجزائية.
وقد أدى توالي صدور النصوص القانونية المجرمة لمختلف األنشطة الملوثة للبيئة إلى ظهور القانون
البيئي الجنائي في التشريعات الداخلية للدول ،وهو القانون الذي يدرس الظاهرة اإلجرامية التي تشكل اإلعتداء
غير المشروع على البيئة ،ويضع العقوبات المقررة لها ،فهذه الجرائم تعتبر حديثة ألن أضرارها مستجدة على
اإلنسان والبيئة ،فهي لم تظهر إال منذ فترة قصيرة مقارنة بالجرائم الطبيعية التي ال تتغير بتغير الزمان والمكان
كجرائم االعتداء على األفراد بالقتل والسرقة والتزوير.3
-1أحمد عبد الكريم سالمة ،قانون حماية البيئة :دراسة تأصيلية في األنظمة الوطنية واالتفاقية ،مطابع جامعة الملك سعود،
الرياض ،1779 ،ص .00
-2أحمد مصطفى السيد ،الحماية القانونية للبيئة البحرية :في القانون الدولي للبحار ،إيتراك للطباعة و النشر و التوزيع ،مصر،
،0210ص .01
-3محمد عباس ،اآل ليات القانونية لمكافحة الجرائم الماسة بالبيئة البرية ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1
،0211-0219ص .122
26
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
على أن لهذا القانون جانبا دوليا ،يجعله أقرب إلى القانون الدولي الجنائي منه إلى القانون الجنائي
الدولي ،1ويكون ذلك حينما يتخذ العدوان على البيئة شكل جريمة دولية ،يترتب عليها التدمير الشامل لمواردها
ونظمها االيكولوجية ،بما يعد إبادة لكائناتها الحية كافة.
ومع ذلك فإن القانون الجنائي البيئي ال يعدم كل صلة بالقانون الجنائي الدولي ويكون ذلك عادة حينما
تنتهك أحكام حماية البيئة ،بأعمال عبر الحدود ويكون معاقبا عليها جنائيا في األنظمة الداخلية .من ذلك مثال
ما أقره القانون الدولي للبحار لعام ،1710الذي قرر للدولة الساحلية عندما تكون سفينة موجودة طوعا داخل
أحد موانئ دولة أو في إحدى محطاتها النهائية البحرية القريبة من الشاطئ ،يجوز لهذه الدولة أن تقيم الدعوى
الجنائية ،فيما يتعلق بأي انتهاك لقوانينها وأنظمتها المعتمدة وفقا لإلتفاقية الحالية لقانون البحار أو للقواعد
والمعايير الدولية المنطبقة من أجل منع التلوث من السفن أو خفضه والسيطرة عليه ،عندما يكون االنتهاك قد
وقع داخل البحر اإلقليمي أو المنطقة االقتصادية الخالصة لتلك الدولة (المادة .)1/002
وقد يحدد القانون الجنائي الدولي النطاق الفني للقانون الجنائي البيئي ،من ذلك بيانه لنوع العقوبة التي
يحكم بها على انتهاك قواعد حماية البيئة وأحكامها .من ذلك مثال ما قررته المادة 1/032من القانون الدولي
للبحار من أنه " ال يجوز أن تفرض إال العقوبات النقدية فيما يتصل بما ترتكبه السفن األجنبية خارج البحر
اإلقليمي من انتهاكات للقوانين واألنظمة الوطنية أو القواعد الدولية المنطبقة لمنع تلوث البيئة البحرية وخفضه
والسيطرة عليه" .وال يجوز الخروج على ذلك إال في حالة فعل تلويث متعمد وخطير داخل البحر اإلقليمي (المادة
.)0/032
الفرع الثاني :القانون اإلداري البيئي:
الثابت أن القا نون اإلداري هو ذلك القانون الذي يخاطب اإلدارة ،فتحدد قواعده السلطات اإلدارية في
الدولة وكيفية تشكيل كل منها ،واالختصاصات التي تمارسها ووسائل تلك الممارسة .ويمكن لإلدارة أن تنهض
بعدة مهام في مجال الحفاظ على البيئة:
-ففي مجال الوقاية من تدهور البيئة ،يمكن لإلدارة أن تلعب دو ار ال يستهان به ،من ذلك :إجراء البحوث الفنية
المتخصصة العلمية و النظرية في مجال حماية البيئة ،ومتابعة نتائجها ،واعداد البرامج الزمنية الكفيلة بنقل
الخطط إلى حيز التنفيذ ،اقتراح إصدار األنظمة والقوانين الخاصة بالحفاظ على البيئة ومكافحة تلوثها ،تحديد
دور اإلدارة المحلية في مجال حماية البيئة.
-1يتكفل القانون الجنائي الدولي بوضع قواعد المشرع الداخلي في كل دولة ،حيث يتعلق األمر بتحديد نطاق تطبيق القواعد
الجنائية الوطنية من حيث ا لمكان ،بينما نجد أن قواعد القانون الدولي الجنائي تكون عادة من وضع االتفاقيات الدولية ،وهو يهتم
بالجرائم التي ترتكب ضد النظام العام الدولي والمصالح المشتركة بين الدول ،كجرائم الحرب ،وابادة الجنس والجرائم ضد اإلنسانية.
27
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-وفي مجال تنفيذ القوانين البيئية ،يقع على عاتق اإلدارة العبء األول في هذا الشأن ،فعليها متابعة الرقابة و
التفتيش وضبط المخالفات التي تشكل تعديا على البيئة ،ووضع المعايير والمستويات المحظور تجاوزها بالنسبة
لملوثات البيئة ،واصدار التراخيص الالزمة للتعامل مع عناصر البيئة ،واعداد اللوائح التنفيذية لقوانين حماية
البيئة.
-كما تستطيع اإلدارة ،بما لها من امتياز التنفيذ المباشر ومظاهر السلطة العامة األخرى ،اتخاذ التدابير الالزمة
للحفاظ على البيئة :كغلق محل النشاط ،أو عالج النفايات الضارة بالبيئة على نفقة المسؤول ،وكذلك عالج
الملوثات البيئية المختلفة ،والقيام بتهيئة التجهيزات ،على نفقة المسؤول ،لمنع التلوث و الحد منه أو السيطرة
عليه.1
الفرع الثالث :القانون المدني البيئي:
قد يبدو أن القانون المدني على غير صلة بالبيئة ومشكالتها القانونية ،بالنظر إلى أنه قانون يحكم
العالقات و الروابط الخاصة بين األفراد :العقود ،والملكية .غير أن النظر إلى هذا الفرع القانوني على أنه
األصل العام ،الذي يرجع إليه الستنباط القواعد القانونية العامة ،يؤكد أن قواعد القانون المدني هي قواعد قابلة
للتطور وتقديم الحلول القانونية للعديد من المسائل البيئية ،ويكفي أن نذكر أن قواعد المسؤولية المدنية
(التقصيرية) تجد مجاال رحبا للتطبيق في خصوص تلوث البيئة وتعويض األضرار الناتجة عنه.
الحقيقة أن المسؤولية المدنية يمكن أن تلعب دو ار فعاال في توفير حماية قانونية لألشخاص المتضررين
من جهة ،والبيئة من جهة أخرى دون تجاهل دور المسؤولية الجنائية ،إذ أن المسؤولية المدنية تهتم بالمضرور
وبالضرر الالحق به بصفة مباشرة .ويثور تساؤل في هذه النقطة حول أساس المسؤولية عن إلحاق الضرر
بالبيئة ،سواء بفعل الملوثات الكيميائية للبيئة البحرية أو الجوية ....هل هو نظرية الخطأ ،أم نظرية المخاطر
والميؤولية الموضوعية ،أو المطلقة؟.2
إن تطبيق األسس التقليدية للمسؤولية المدنية على األضرار البيئية يفرض مجموعة من الصعوبات،
تتعلق بإثبات الخطأ في المجال البيئي ،وبطبيعة الضرر البيئي في حد ذاته ،وكذلك الصعوبات الناتجة عن
إعمال العالقة السببية .كما أن إحالل المسؤولية الموضوعية كفكرة بديلة عن الخطأ الناتج عن التوسع المفرط
في استعمال اآللة وما أفرزته من نتائج سلبية لم تعالج المعظلة البيئية معالجة قانونية شاملة رغم النتائج
اإليجابية التي حققتها هذه النظرية التي كان لها انعكاس على مناحي حياة اإلنسان وبيئته.1
ويعود هذا التراجع كله لألسس التقليدية للمسؤولية المدنية لسببين رئيسيين ،يتعلق األول بطبيعة
وخصوصية األضرار البيئية ،والثاني بفلسفة المسؤولية المدنية التي تقوم على أساس توزيع الخسائر فقط .هذه
العوامل مجتمعة جعلت الفقه والتشريع والقضاء يفكر بجدية في وسائل جديدة وفعالة تسعى إلى تحقيق نوع من
التوازن ،حماية البيئة من جهة وتعويض ضحايا األضرار البيئية من جهة أخرى ،وبالفعل فقد وجد هؤالء ضالتهم
المنشودة في إحالل أسس جديدة للمسؤولية المدنية عن األضرار البيئية ،تقوم على فكرتين أساسيتين ،اتخاذ
التدابير الوقائية قبل وقوع الضرر انطالقا من مقولة الوقاية خير من العالج ،وهذا بالنظر إلى الطابع الخاص
لألصرار البيئية.2
كما أن اتخاذ التدابير الوقائية بشأن األضرار البيئية ال يجعل الخطر صفر ،فخطر وقوع الضرر يبقى
واردا ،وعليه يتدخل الملوث الدافع باعتباره أساسا موضوعيا يختلف عن األساس الموضوعي للمسؤولية المدنية
في القواعد العامة لجبر الضرر .ويبقى في األخير إعمال األساس الصحيح للمسؤولية (سواء تقليدي أو
مستحدث) يخضع للسلطة التقديرية للقاضي ولدرجة خطورة الضرر.3
هذا وقد أبرمت العديد من اإلتفاقيات الدولية ،التي تهم القانون المدني و الدولي الخاص ،والتي تحتوي
على قواعد قانونية مهمة بخصوص المسؤولية المدنية عن تعويض األضرار الناتجة عن تلوث البيئة ،نذكر منها
اتفاقية بروكسل المتعلقة بالمسؤولية المدنية عن أضرار التلوث بالبترول لعام ،1717واتفاقية فيينا الخاصة
بالمسؤولية المدنية عن أضرار الطاقة النووية المبرمة عام .1713
الفرع الرابع :القانون الجبائي البيئي:
جاء هذا الفرع بفضل فرض الضريبة البيئية على كل المؤسسات التي تساهم في تلوث البيئة ،وذلك
لوضعها في وعاء بيئي خاص يمول االصالحات البيئية التي تقوم بها الدولة لتخفيف أضرار التلوث ،وسيتم
التفصيل في هذه النقطة في الفصل األخير من هذا العمل.
-1نور الدين بوشليف ،األساس القانوني للمسؤولية المدنية عن الضرر البيئي ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة تيزي وزو،
،0202 /20/13ص .072
-2نفس المرجع ،ص .079
-3نفس المرجع.
29
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
الفصل الثاني :حماية البيئة على ضوء أحكام قانون البيئة والتنمية المستدامة.
عالقة البيئة و التنمية المستدامة مع القانون الدولي للبيئة قائمة على أساس اإلدماج واالندماج ،وتظهر
من خالل كون- :القانون الدولي للبيئة هو عنصر قانوني في خدمة التنمية المستدامة :من خالل المؤتمرات
المنعقدة في ستوكهولم و ريو و االعالنات المتمخضة عنها ،و هذا من خالل إدماج التنمية البيئية مع السلم
مثال– .القانون الدولي للبيئة هو ضمان لحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة من خالل :تقوية المواطنة و
المشاركة الفعالة للجمهور في التنمية ،تطوير التربية والتعليم وادماج العنصر البيئي في المدارس ،إقامة حكامة
فعالة عن طريق استقرار سياسي وثقافي واجتماعي.
-قانون ا لتنمية المستدامة قانون يقطع العالقة مع اإلنتاجية المفرطة أي يحظر استنزاف الموارد الطبيعية ويعزز
إدارة أنظمة إنتاج تحترم البيئة.
المبحث الول :مصادر قانون البيئة والتنمية المستدامة.
يعتبر قانون البيئة ذو بعد دولي ووطني في آن واحد باعتبار وجود تداخل قائم بين الجانب المحلي
والجانب الكوني في مجال المحافظة على البيئة.
وبما أن مشاكل وقضايا البيئة تتجاوز حدود وقدرات الدول ،فإن التعاطي مع مسألة حماية البيئة أصبح
يتطلب تجاوز الفصل التقليدي بين ما هو وطني وما هو دولي ،وغدا يحتاج إلى نوع من التكامل بين المجهود
الجماعي الدولي والمجهود الفردي الوطني من خالل مد الجسور بين التشريع الدولي والتشريع الداخلي.
إن أهم ما تركز عليه الوثائق والمعاهدات الدولية في مجال حماية البيئة هو تطوير الدول لتشريعاتها
الوطنية في هذا المجال ،وذلك بغية إضفاء طابع اإللزامية الذي الزالت تعوزه قواعد القانون الدولي من جهة،
وخلق نوع من التكامل والتعاون بين التشريع الدولي والتشريع الوطني في مجال المحافظة على البيئة من جهة
أخرى.
وعلى هذا األساس يتم تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين ،يتناول األول االتفاقيات الدولية ،في حين يتطرق
الثاني إلى المصادر الداخلية.
المطلب الول :اإلتفاقيات البيئية متعددة الطراف :اإلدماج الداخلي لإلتفاقيات الدولية في القانون الوطني.
إن القانون الدولي البيئي يعد أحد أصغر مجاالت القانون الدولي وأحدثها ،إال أنه تطور ومازال يتطور
بسرعة هائلة .وم ن الحقائق التي ركز عليها المجتمع الدولي في العقود األربعة الماضية اهتمامه بتطوير القانون
الدولي البيئي من خالل وضع اتفاقيات بيئية عالمية واقليمية ،إذ إن معالجة المشكالت البيئية أخذ يتركز بالدرجة
األولى في مجموعة من االتفاقيات البيئية متعددة األطراف التي تغطي مجاالت أو موضوعات مختلفة لحماية
البيئة وحفظها ،وأدرك المجتمع الدولي ،كذلك أن تطوير االتفاقيات البيئية متعددة األطراف عن طريق إبرام
32
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
العديد منها دون مصاحبة ذلك بالتنفيذ أو اإلنفاذ الالحق لها يعني أن هذه االتفاقيات التي تم تطويرها ستظل
أوراقا أو وثائق عديم ة الجدوى دون تأثير في البيئة أو المجتمع ،ومن ثم فليس من المستغرب أن يتم التركيز
الحالي على تنفيذ االتفاقيات البيئية متعددة األطراف واالمتثال لها لجعلها وثائق فعالة تغير البيئة التي يعيش
فيها اإلنسان إلى األفضل.
مرت االتفاقيات البيئية متعددة األطراف بمراحل تطور مختلفة ،فقد تمت الموافقة على أول معاهدة بيئية
متعددة األطراف بشأن قضية (نهر الراين) عام ،1111ومنذ ذلك الحين تزايد عددها وخصوصا بعد مؤتمر
استوكهولم لعام 1790بشأن البيئة البشرية ،ومن المعلوم أن العديد من االتفاقيات البيئية متعددة األطراف ما
قب ل مؤتمر استوكهولم كانت مقيدة في نطاق مجاالت محددة ،وكانت أكبر مجموعة من هذه االتفاقيات ذات
طابع إقليمي.
وبعد مؤتمر استوكهولم ،وضعت القضايا البيئية بشكل مباشر على الساحة الدولية ،وقد أعطيت مبادئها
الستة والعشرون أهمية لعدد من المفاهيم التي وجدت فيما بعد مكانتها في االتفاقيات البيئية ،وأهمها المبدأ 02
الذي ينص على الحاجة إلى التعاون الدولي .وقد شجع الحكومات على التفاوض وابرام المعاهدات في المجال
البيئي ،فقد بدأ المجتمع الدولي العمل بجدية لتحقيق هذه الغاية .وسرعان ما بدأ العديد من الحكومات إبرام
االتفاقيات البيئية متعددة األطراف ذات الطابع العالمي التي وضعت أط ار دولية للتعامل مع المشكالت البيئية،
وكانت االتفاقيات في تلك المدة تتناول في المقام األول الحفاظ على موارد طبيعية معينة واستخدامها ،مثل الحياة
البرية والهواء والبيئة البحرية ،أي ما يسمى باتفاقيات الجيل األول (االتفاقيات القطاعية) ،1وبعد إعالن رية لعام
1770أصبحت االتفاقيات البيئية متعددة األطراف أكثر شمولية ،خصوصا بعد اق ارره مبدأ المسؤوليات المشتركة
ولكن المتباينة الذي وجد صداه في عدد من االتفاقيات البيئية متعددة األطراف وفي تحقيق االمتثال لها.
يقر مشروع colex Projectبرعاية برنامج األمم المتحدة للبيئة ومنظمة األغذية والزراعة ،واالتحاد
الدولي لحفظ الطبيعة عن وجود أكثر من 922اتفاقية بيئية مسجلة لدى األمم المتحدة ،بما في ذلك 11اتفاقية
بشأن الغالف الجوي ،و 199بشأن التنوع البيولوجي ،و 197بشأن المواد الكيمائية والمواد الخطرة والنفايات،
و 21بشأن قضايا األراضي ،و 197بشأن قضايا المياه .2
-1االتفاقيات البيئية متعددة األطراف القطاعية تعني أنها ال تتضمن نهج استدامة محددة فهي التزال تتعامل مع وجهات نظر
الحفظ والمحافظة ،ومع ظهور مؤتمر ريو 1770بدأ يظهر اعتراف دولي بالتفاعل بين المجتمع والمشاكل البيئية وكذلك القبول
الواسع لمبدأ التنمية المستدامة حيث أن االتفاقيات البيئية المتعددة األطراف األحدث عهدا تعترف بهذه الجوانب كونها تعد حاسمة
بالنسبة لها.
-2مهند عجب جنديل الدهامي ،آليات االمتثال في تنفيذ االتفاقيات البيئية متعددة األطراف ،رسالة ماجستير ،كلية القانون والعلوم
السياسية ،الجامعة العراقية ،العراق ،0217 ،ص ص .01
33
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
إن أي جهود لصيانة البيئة داخل إقليم الدول األعضاء في المجتمع الدولي المعاصر سوف تبقى محدودة
الفعالية ،وربما ذهبت أدراج الرياح ما لم تكن هناك جهود دولية التقاء األخطار التي باتت تهدد البيئة ،والمبادرة
إلى صيانتها من خالل مجموعة من القواعد القانونية واألعمال التي تجري في المناطق التي تدخل في
االختصاص اإلقليمي ألية دولة من الدول ،وهنا نصل إلى المنبع الذي انطلق منه القانون الدولي للبيئة.1
كقاعدة عامة ال تبين قواعد القانون الدولي الوسائل أو الطرق أو األساليب التي يتم بها دمج قواعده داخل
النظم القانونية الداخلية للدول ،ومن هنا تركت تحديد هذه الطرق واألساليب الشكلية إلدارة وحرية كل دولة،
بحيث تختار األسلوب المناسب لها إلدخال قواعد القانون الدولي في بنائها القانوني الداخلي وحسب أحكام
الدستور الخاص بها.
الفرع الول :اإلمتثال لإلتفاقيات الدولية البيئية.
منذ انعقاد مؤتمر استوكهولم الذي أسفر عن إنشاء برنامج األمم المتحدة للبيئة كان تركيزه واهتمامه
بتطوير القانون الدولي البيئي ،وخالل تلك المدة تم تطوير العديد من هذه االتفاقيات على المستويات العالمية
واالقليمية بسرعة متفاوتة وزاد عددها بشكل كبير ،وقد يبدو هذا التطور إيجابيا ،إال أنه كان له تأثير سلبي في
تنفيذ القواعد والمعايير الدولية التي تم تطويرها ،إذ تكررت وتداخلت هذه االتفاقيات في جوانب عدة بما في ذلك
المبادئ والقواعد والترتيبات المؤسساتية لتنفيذها ،وقد أسفرت هذه الحالة عن إنعدام الترابط وعدم كفاية التنفيذ
واالزدواجية ،وعدم الكفاءة ،وعدم الفاعلية في التنفيذ والتآزر والترابط على الصعيدين الوطني واالقليمي .ونتيجة
لذلك ظهرت ثغرات في بعض األحيان مما أدى إلى تفاقم المشكالت البيئية التي كان من المقرر حلها أو كبحها
عن طريق تلك االتفاقيات ،وقد تعرضت آليات العمل الفعالة التي وضعتها االتفاقيات للخطر ،وكان ال بد من
إيجاد سبل تكفل التنفيذ من خالل آليات اإلمتثال.
إن مهمة المجتمع الدولي تتمثل بتعزيز تنفيذ المعايير والسياسات الدولية المتفق عليها ،وكذلك مراقبة
وتعزيز االمتثال للمبادئ البيئية واالتفاقيات الدولية ،إذ إن القانون الدولي وما يقترن به من تشريعات وطنية
لحماية البيئة يزداد من حيث العدد و التعقيد ،وتزداد كذلك الفرص والميل إلى التهرب من هذه القوانين واللوائح
وانتهاكها من خالل األنشطة اإلجرامية المنتظمة والمتزايدة ضد البيئة ،ونتيجة لذلك استمر المجتمع الدولي وال
سيما األطراف في مختلف االتفاقيات القائمة بممارسة الضغط بالحاجة إليجاد آليات وتدابير لمساعدتها ودعمها
-1لقد عبر القانون األمريكي للبيئة الصادر في 1717عن نفس المعنى كما يلي:
- All agencies of federal government shall recognize the world wide and long - range character of
Environmental problems and where consistent with foreign policy of the united states, land
appropriate support to initiatives, resolutions, and programs designed to maximize international
cooperation in anticipating and preventing a decline in the quality of mankind’s world environment.
34
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
لالمتثال بفاعلية لاللتزامات التي تتضمنها االتفاقيات البيئية متعددة األطراف وانفاذها ،إذ تثير األطراف القلق
إزاء افتقارها أو عدم كفاية القدرة الفنية والمالية والبشرية لالمتثال الكامل لهذه االلتزامات .وقد حدث مؤخ ار تحرك
متعمد من جانب المجتمع الدولي لالبتعاد عن تطوير المزيد من االتفاقيات البيئية متعددة األطراف ،والتركيز
على ضمان وتعزيز االمتثال للقواعد والسياسات الدولية القائمة التي تهدف إلى رصد تنفيذ االتفاقيات البيئية
متعددة األطراف وتعزيزها من خالل تطوير آليات االمتثال االقليمية والعالمية.
يقصد باالمتثال هو تنفيذ الدولة اللتزاماتها الدولية ،القائم ابتداء على اإلمتثال لقواعد القانون الدولي وليس
اإلكراه على تنفيذها ،أي أنه تنفيذ الدولة اللتزاماتها طواعية .1وبالنظر إلى المبادئ التوجيهية لإلمتثال وتطبيق
اإلتفاقيات البيئية المتبناة من قبل مجلس إدارة برنامج األمم المتحدة للبيئة في 19فيفري ،0220يعرف اإلمتثال
بأنه " يعني وفاء األطراف المتعاقدة بإلتزاماتها بموجب إتفاق بيئي متعدد األطراف وبأي تعديالت لذلك اإلتفاق
البيئي متعدد األطراف" .2ويتطلب االمتثال وفق هذا المفهوم توافر شرطين هما :قصد الدولة بتنفيذ المعاهدة
بحسن نية ،وقدرتها المالية والقانونية واالدارية على الوفاء بهذا االلتزام.
ويعد احترام االمتثال لالتفاقيات البيئية متعددة األطراف من األمور الجوهرية في مجال القانون الدولي
بوجه عام ،فقد يساعد في الحفاظ على استقرار األوضاع الدولية ،واحترام مصادر القانون الدولي ،وكما ذهب
الفقيه Henkinإلى أنه " على الدول أن تطيع حتى القوانين التي ال تهتم بمضمونها ،ليتسنى لها المحافظة على
القواعد التي تمثل قيمة بالنسبة لها ،من خالل االبقاء على هيكل النظام القانوني الدولي قويا ،فاالمتثال
لاللتزامات المنصوص عليها في اتفاقية دولية يساعد على بناء الثقة ومشاعر التعاون بين الدول ،مما قد يساعد
على تطوير قواعد القانون الدولي خصوصا في المجال البيئي.3
اإلتفاقيات الدولية لحماية البيئة تستعمل مصطلحات'' عدم اإلمتثال '' و ''عدم اإلحترام" ،فالمادة 8من
بروتوكول مونتلاير الخاصة بالمواد المستنفذة لطبقة األوزون ترى في إعداد إجراءات و آليات مؤسساتية ›› لتحديد
حاالت عدم اإلمتثال ألحكام هذا البروتوكول وكيفية معاملة األطراف التي يثبت عدم إمتثالها ألحكامه ‹‹ ،و قد
تم إعتماد هذا اإلجراء من قلبل مؤتمر األطراف لسنة 1770تحت عنوان "اإلجراء المطبق في حالة عدم
اإلمتثال" ،وحذت نفس الحذو إتفاقيات دولية أخرى لحماية البيئة منها بروتكول كيوتو في المادة 11منه.
-1سالفة عبد الكريم الشعالن ،الحماية الدولية للبيئة من ظاهرة االحتباس الحراري في بروتوكول كيوتو 1779واتفاقية تغير المناخ
لسنة ،1770منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،0212 ،ص .099
-2أنظر مشروع المبادئ التوجيهية المتعلقة باإلمتثال لإلتفاقليات البيئية المتعددة األطراف ،أعتمد بموجب المقرر د .أ9/9-
لمجلس اإلدارة لبرنامج األمم المتحدة للبيئة في ،0220وثيقة رقم ،UNEP/GCSS.VII/4/Add.2ص .3
-3مهند عجب جنديل الدهامي ،رسالة سابقة ،0217 ،ص ص .02-03
35
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
يقوم نظام االمتثال على ثالث مكونات رئيسية ،وان لم تعتمدها جميع االتفاقيات البيئية متعددة األطراف
تتمثل في النص على تقديم معلومات عن أداء كل طرف ،اإلجراءات واآلليات الالزمة لتقييم مدى
االمتثال،تدابير االستجابة أي التدابير التي يمكن أن تطبق عندما ال يلبي أي طرف التزاماته.
أوال-كتابة التقارير.
تتضمن هذه التقارير معلومات حول مدى االمتثال لالتفاقية ،إذ تقدم مثل هذه التقارير إلى هيئات منشأة
بموجب االتفاقية مثل أمانة االتفاقية أو مؤتمر األطراف فيها أو لجنة االمتثال ،1وتشترط معظم االتفاقيات البيئية
متعددة األطراف على أطرافها تقديم تقارير دورية عن امتثالها اللتزاماتها بموجب المعاهدة.
لهذه التقارير أهمية بالغة ،حيث أن الدول حتى لو لم تكن مستعدة لحماية البيئة كإحدى أولوياتها ،إال
أنها ونتيجة البحث للمحافظة على سمعتها الجيدة في هذا النطاق ،خاصة عندما يكون الرأي العام حساسا بهذا
الخصوص ،فإنها تعمل على تجنب ما يمكن أن يسببه لها التقرير من لوم أو إنتقاد عند مراجعته.
ثانيا-المراجعة:
تقع عملية مراجعة التقارير التي يقدمها األطراف على عاتق أمانة االتفاقية أو أية هيئة أخرى تعهد لها
االتفاقية بهذه المهمة ،والمتمثلة في التحقيق من صحة المعلومات الواردة في التقرير وبيان مدى دقتها.
وتمر المراجعة بخطوتين ،األولى هي الفحص الفني للتقرير فيما يتعلق بجمع المعلومات ،أما الخطوة
الثاني ة فهي مراجعة ما تم تنفيذه من االتفاقية والتي يقوم بها مجموعة من الخبراء .يتمثل الغرض من المراجعة
في تقديم التقويم الفني الشامل لجميع نواحي التنفيذ ،لتحديد المشاكل المحتملة والعوامل التي من الممكن أن تؤثر
على الوفاء باإللتزامات.
ثالثا-تقويم االمتثال واالستجابة لحاالت عدم االمتثال:
تتعدد أسباب عدم االمتثال ،حيث ترجع أحيانا إلى أن االلتزامات تفوق القدرة الفنية والمالية للدولة ،وفي
هذه الحالة يتم اللجوء إلى مساعدة الدولة ،أما في حالة العكس فيتم إيقاع عقوبات .عادة ما تكون لجنة االمتثال
هي الجهاز األول المسؤول عن إدارة إجراءات االمتثال في االتفاقيات البيئية متعددة األطراف.
عادة ما يتم تطبيق التدابير الالزمة لتعزيز االمتثال ومعالجة حاالت عدم االمتثال في ترتيب يكون
تصاعدي في الشدة ،ويمكن أن تشمل تدابير االستجابة لحوافز المساعدة أو العقوبات ،إذ يكون أول رد على
حاالت عدم االمتثال عادة هو اعتماد تدابير تيسيرية فقط وعندما يتم استنفاد هذه التدابير ،وال يزال الطرف في
حالة عدم امتثال ،يتم النظر في اتخاذ تدابير أقوى ،مثل التدابير التجارية واالقتصادية أو تعليق الحقوق ،وعادة
-1أثمرت مفاوضات األطراف الخاصة بتفعيل نظام االمتثال للبروتكول عن إنشاء "لجنة االمتثال" التي تختص بمساعدة ومراقبة
تنفيذ التزامات األطراف بموجب بروتكول كيوتو ،وقد بدأت هذه اللجنة في ممارسة عملها عام .0221
36
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
ما يكون ذلك دون المساس بسلطة الهيئة المختصة في اتخاذ قرار بتطبيق التدابير حسب الترتيب الذي قد تراه
مناسبا مع مراعاة قائمة االعتبارات التي من الممكن أن تؤثر في امتثال الدولة ،ويمكن أن يكون إجراء االستجابة
المتخذ تبعا للسبب الكامن وراء عدم االمتثال ،على سبيل المثال ،من شأن االفتقار إلى القدرة المالية أو البشرية
أو يشير إلى استجابة ميسرة ،وأن االفتقار إلى اإلرادة السياسية أو اإلهمال من شأنه أو يوحي برد أقوى.1
من الناحية العملية عادة ما تركز التدابير المتخذة في إطار أنظمة االمتثال التي يتم فحصها على
المساعدة بدال من تعليق الحقوق واالمتيازات بموجب المعاهدة وغيرها من التدابير الشديدة ،وهذا يتفق مع اإلقرار
العام بأن السبب الشائع لعدم االمتثال هو االفتقار إلى القدرة والموارد وليس سوء النية وتشمل االجراءات المتخذة
في إطار أنظمة االمتثال األخرى لتعزيز االمتثال ومعالجة حاالت عدم االمتثال اإلجراءات اآلتية:2
-تقديم المشورة أو المساعدة للطرف المعني في المجاالت المالية ،والتقنية ،والتكنولوجية أو وسائل تدريب ،أو
تدابير بناء القدرات األخرى.
-مساعدة الطرف المعني أو الطلب بحسب االقتضاء ،على وضع خطة عمل لالمتثال ضمن إطار زمني
ومؤشرات متفق عليها لتقييم التنفيذ المرضي.
-دعوة الطرف المعني إلى تقديم تقارير مرحلية عن جهوده لالمتثال.
-إصدار تحذير أو إنذار.
-إصدار إعالنات بعدم االمتثال.
-توزيع إخطار عام على جميع األطراف عن طريق أمانة االتفاقية.
-نشر حاالت عدم االمتثال.
-تعليق الحقوق واالمتيازات المحددة في المعاهدة وفقا لقواعد القانون الدولي السارية.
-تطبيق العقوبات االقتصادية أو التجارية.
تضمنت العديد من االتفاقيات البيئية إمكانية فرض جزاءات تجارية أو عقوبات مالية ،وفي هذا الصدد
ينص اتفاق أمريكا الشمالية بشأن التعاون البيئي على إمكانية تطبيق عقوبات مالية ضد األطراف التي ال تطبق
القوانين البيئية.
وتشمل قائمة العقوبات المحتملة على عدم االمتثال لبروتوكول مونتلاير بشأن المواد المستنفذة لطبقة
األوزون تعليق امتيازات المعاهدات ،مع اإلشارة على وجه التحديد إلى احتمال فقدان االمتيازات التجارية.
وباإلضافة إلى األحكام التي تحظر التجارة في المواد المستنفدة لألوزون مع الدول غير األطراف ،وامكانية حظر
التجارة في المواد المنتجة مع المواد المستنفدة لألوزون ،فإن بروتكول مونتلاير 1719يسمح بطائفة واسعة من
الجزاءات لعدم االمتثال .كذلك في إطار االمتثال لبروتكول كيوتو ،1779إذا تجاوز طرف الكمية المخصصة
له من ابعاثات الغازات الدفيئة بموجب البروتكول ،يمكن لفرع اإلنفاذ للجنة االمتثال التابعة للبروتكول ،في جملة
أمور ،تعليق حق الطرف في بيع حصص االنبعاثات.
يمكن أيضا ردع الدول التي ال تريد المتثال عن طريق التدابير المتبادلة ،وقد طبق هذا التوجه في فرض
االمتثال لالتفاقية الدولية لمنع التلوث الناجم عن السفن والتي تمثل هدفها في الحد من انبعاثات النفط من
الناقالت عن طريق وضع حدود قصوى لكمية االنبعاثات ،ولكنها فشلت في الدخول لحيز النفاذ ،ولم يكن لها
أي تأثير بسبب ضعف قوة نفاذها وعدم االمتثال لها ،ثم قام أطرافها بإدخال بعض التعديالت عليها فيما يخص
تطلب توافر واعتماد مواصفات تكنولوجية محددة في السفن مثل وجود خزانات معزولة وفقا للمعايير التكنولوجية
المقررة ،وهو األمر الذي يؤدي لسهولة رصد أي تلوث نفطي من تلك السفن ،ومثل ذلك أكبر حافز لمشغلي
الناقالت إلنصياع لهذه المعايير ،حيث يعني عدم تلبيتها استبعادهم من األسواق المربحة ،ونتيجة لذلك صادقت
113دولة على المعاهدة عام 0221تمثل نسبة ٪ 72من مالكي سفن الشحن في العالم .1
الفرع الثاني :العالقة بين االتفاقية والقانون الداخلي في الجزائر.
الوضع السائد منذ ظهور القانون الدولي هو منح الحرية للدول فيما يخص كيفية إدماج قواعده ضمن
نظامها الوطني .2وهو ما تكرسه إتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لعام 1717وعام ،1711فالمادة 01من كل
منهما وضعت مبدأ إحترام المعاهدات الدولية وبشكل إجباري عندما أشارت إلى مبدأ العقد شريعة المتعاقدين،
والمادة 09وضعت مبدأ سمو المعاهدات الدولية على القوانين الوطنية .وفي غير ذلك ال يوجد أي أثر أو
إشارة في أي نص آخر لتوضيح طرق وأساليب تطبيق المعاهدات الدولية في النظم الداخلية.3
من خالل الدساتير المتعاقبة التي تلت استقالل الجزائر ،نجد أن موقف المشرع الدستوري الجزائري
يختلف من فترة إلى أخرى بالنسبة لمسألة عالقة اإلتفاقية بالقانون الداخلي .ففي دستور ،1713نجده قد أغفل
-1محمد عادل عسكر ،القانون الدولي البيئي تغير المناخ –التحديات والمواجهة ،دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية ،ص .392
-2يترتب على الدولة مسؤولية دولية في حالة إخفاقها في ترجمة نصوصها إلى واقع عملي ،إعماال لنص المادة 21من اتفاقية
فيينا لقانون المعاهدات والتي جاء فيها "ال يجوز لدولة أن تتمسك بأن التعبير عن ارتضائها االلتزام بمعاهدة قد تم بالمخالفة لحكم
في قانونها الداخلي يتعلق باالختصاص بإبرام المعاهدات كسبب إبطال رضاها ،إال إذا كان إخالال واضحا بقاعدة ذات أهمية
جوهرية من قواعد قانونها الداخلي ،"...كما نصت المادة 09من نفس االتفاقية على "مع عدم االخالل بنص المادة ،21ال يجوز
لطرف في معاهدة أن يتمسك بقانونه الداخلي كسبب لعدم تنفيذ هذه المعاهدة".
-3مريم وافي ،إدماج اتفاقية تغير المناخ في التشريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر -0219 ،1
،0211ص .112
38
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
تماما التعرض إلى مشكلة العالقة بين القانون الجزائري والقانون الدولي ما عدا 02منه ،والخاصة بإدماج
المعاهدات الدولية في النظام القانوني الداخلي عن طريق مصادقة رئيس الدولة عليها .وكنتيجة حتمية لذلك لم
يكن بإمكان القاضي الجزائري تطبيق القواعد الدولية اإلتفاقية ما لم يتبناها النظام الداخلي.
أما دستور ،1791فإن موقف المشرع الجزائري تغير حيث منح كال من المعاهدة والقانون نفس المرتبة،
حيث نجد مادته 197تنص على أن "المعاهدات الدولية التي صادق عليها رئيس الجمهورية طبقا لألحكام
المنصوص عليها في الدستور تكتسب قوة القانون" .وبذلك تكون إمكانية إلغاء أو تعديل معاهدة دولية مصادق
عليها بواسطة قانون الحق معترف بها قان ونا ،لكن العكس ليس صحيح ما لم تكن المعاهدة مدمجة مسبقا في
النظام القانوني الداخلي.
إال أن آثار إلغاء قاعدة قانونية دولية في دولة ما سبق لها تبنيها ال تنحصر في نطاق تلك الدولة ،بل
تتعداه لقيام مسؤوليتها الدولية نتيجة النتهاكها اللتزاماتها الدولية المنبثقة عن تلك اإلتفاقية.
بصدور دستور ،1717غير المشرع موقفه إذ أنه تخلى عن مبدأ المساواة بين المعاهدات والقانون
الداخلي واستبدله بمبدأ سمو القاعدة االتفاقية الدولية على القانون الداخلي ،حيث ينص على أن "المعاهدات التي
صادق عليها رئيس الدولة حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور تسمو على القانون" .1وهو نفس النهج
الذي انتهجه المشرع في دستور 1771في مادته 130التي جاءت مطابقة للمادة سالفة الذكر.
وفي التعديل الدستوري الجزائري المؤرخ في 1مارس ،0211بقي المشرع على موقفه ،حيث ينص على
أن "المعاهدات التي يصادق عليها رئيس الجمهورية حسب الشروط المنصوص عليها في الدستور تسمو على
القانون".2
ومن ثم فإن اإلتفاقيات الدولية المصادق عليها من طرف رئيس الجمهورية تسمو على القانون الداخلي.
الفرع الثالث :أثر اإللتزامات الدولية على التشريعات الداخلية.3
حتى تحدث اإلتفاقية الدولية آثارها في الدولة التي التزمت بأحكامها ،ال يكفي أن تدمجها في نظامها
القانوني عن طريق مصادقة رئيس الجمهورية ،بل هناك أيضا ما يسمى باإللتزام باتخاذ اإلجراءات ،وفي هذا
اإلطار يقول " Quoc Dinhحتى يمكن تطبيق معاهدة يجب أن تحتوي هذه األخيرة على أحكام دقيقة ،تجد لها
هيئات استقبال سواء كانت قانونية أم مالية في القانون الداخلي ،فتنفيذ المعاهدة يشترط عادة اتخاذ ق اررات معينة
على المستوى الوطني".1
أوال -تقييد تطبيق القوانين بمراعاة االتفاقيات الدولية التي ترتبط بها الدول :يقع على أي دولة واجب أال
تخرج بتشريعاتها الداخلية عن حدود التزاماتها الدولية ،واال أدى هذا إلى تعطيل هذه األخيرة .ويترتب على عدم
تطبيق المعاهدة في الداخل المسؤولية الدولية التي تقع في هذه الحالة على عاتق الدول األطراف .حيث ينظر
القانون الدولي إلى ما يصدر عن السلطة التشريعية في الدولة من قوانين وتشريعات ،على أنه تعبير عن إرادة
الدولة ،ومظهر من مظاهر نشاطها ،فإن انطوى هذا التعبير على ما يوجب مسؤولية الدولة ،تحملت الدولة
عبء المسؤولية الدولية عن مثل هذا القانون.
ثانيا-إصدار أعمال قانونية داخلية تنفيذا لما جاء في معاهدة دولية ارتبطت بها الدولة :يعد ذلك إعماال لمبدأ
أن على الدولة واجب اتخاذ كل اإلجراءات التشريعية لتطبيق التزاماتها الدولية.
صادقت الجزائر على اإلتفاقية الخاصة بالتجارة الدولية في أنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة
باإلنقراض الموقعة في واشنطن سنة ،1793وذلك سنة ،2 1710وفي سنة 0221ترجمت تنفيذ هذه اإلتفاقية
على أرض الواقع من خالل إصدارها للقانون 12-21المؤرخ في 0221/11/12المتضمن الموافقة على األمر
رقم 29-21المؤرخ في 0221/29/19والمتعلق بحماية بعض أنواع الحيوانات المهددة باإلنقراض والمحافظة
عليها ،وقد أنشأت المادة 9من هذا القانون اللجنة الوطنية لحماية الحيوانات المهددة باإلنقراض والتي حدد
صالحياتها وتشكيلتها وطرق سيرها المرسوم التنفيذي رقم 319-29المؤرخ في .0229/12/11
وقد تم إصدار مراسيم تنفيذية في إطار القانون 12-21ومنها المرسوم التنفيذي 210-21الصادر في
0221/10/02المتعلق بتحديد تدابير الحماية للمحافظة على أصناف الحيوانات المحمية وعلى مواطنها،
المرسوم التنفيذي 213-21المؤرخ في 0221/10/02والذي يحدد المراكز المتخصصة بتحنيط أصناف
الحيوانات المحمية التي وجدت ميتة ،المرسوم التنفيذي رقم 212-11المؤرخ في 0221/10/02يحدد كيفيات
قبض عينات من الحيوانات المصنفة كأنواع حيوانات مهددة باإلنقراض ،وقد تم إصدار كذلك المرسوم التنفيذي
رقم 039-10بتاريخ 0210/29/02يحدد قائمة األصناف الحيوانية غير األليفة المحمية.
ثالثا-تعديل التشريع القائم ليتواءم مع اإللتزامات الدولية التي ارتبطت بها الدولة :لما كان اإللتزام الدولي الذي
ارتبطت به الدولة ،تكون له األولوية في التطبيق ،فإن ذلك يعني أن على الدولة إذا تعارضت قوانينها السارية
-1مريم وافي ،إدماج اتفاقية تغير المناخ في التشريع الجزائري ،أطروحة سابقة ،ص .112
-2المرسوم 271-10المؤرخ في ،1710/10/09ج .ر .عدد .99
40
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
مع التزاماتها الدولية ،أن تقوم بتعديل قوانينها لتتواءم مع اإللتزامات الدولية ،ومقتضى ذلك أن االتفاقيات الدولية
تعد "قوانين داخلية" وتنسخ ما يتعارض معها من نصوص.
رابعا-إلغاء قوانين قائمة لتنفيذ معاهدة دولية ارتبطت بها الدولة :إذ يقع على عاتق الدول تعديل تشريعاتها
القائمة التي تتعارض مع التزاماتها الدولية ،حيث ال يمكن الجمع بين اإلثنين أو تطبيقهما معا ،وبالطبع البد من
إلغاء أحدهما حتى يمكن تطبيق اآلخر ،وهنا يلحق اإللغاء العمل القانوني الداخلي ،تطبيق لمبدأ سمو القانون
الدولي على القانون الوطني.
خامسا-القيام بعمل داخلي تنفيذا للقواعد القانونية الدولية :يقتضي هذا المبدأ قيام الدولة بإتخاذ إجراءات تضع
إلتزاماتها الدولية الناتجة عن المعاهدات واإلتفاقيات التي صادقت عليها موضع النفاذ .وقد اتجهت معظم دول
العالم إلى تبني فرض الضرائب من أجل الحد من مشاكل البيئة ،فهي إحدى السياسات الوطنية والدولية
المستحدثة والتي تستخدم أموالها في الحد من ظاهرة التلوث .ويتمثل أساس فرض هذه الضريبة المبدأ العالمي
"الملوث الدافع".
الفرع الرابع :العقبات المتصلة بتنفيذ االتفاقيات البيئية.
من العقبات األكثر أهمية التي تعرقل تنفيذ االتفاقيات على المستوى الداخلي بطء الدول في إدماج
االتفاقيات البيئية في النظام القانوني الداخلي لها نتيجة التراخي في المصادقة عليها ونشرها ،وكذلك تراخي
الدول في إدخال النصوص االتفاقية البيئية في النظام القانوني الداخلي.
أوال-البطء في التصديق ونشر االتفاقيات الدولية البيئية.
إن المصادقة على االتفاقيات الدولية لحماية البيئة مسألة مهمة ،وتثير إشكال كبير فيما يخص طول
المدة الممنوحة للدول الموقعة عليها لتجميع عدد المصادقات التي يستلزمها النص لدخول حيز النفاذ .1باإلضافة
إلى ذلك ،فالدول التي ال تصادق على االتفاقية تكون غير ملزمة بالنسبة لها على الرغم من دخولها حيز النفاذ.
يرتبط اإلنظمام والمصادقة على االتفاقيات البيئية بعدة عوامل من بينها طبيعة أحكام اإلتفاقية من مدى
مرونتها والعكس .فمثال نالحظ االتفاقيات األكثر شعبية واألقل شعبية:
-نجد االتفاقيات األكثر قبوال اتفاقية األمم المتحدة حول التغيرات المناخية لسنة 1770والتي تحصلت على
117تصديق ،اتفاقية األمم المتحدة حول التنوع البيولوجي 1770صادقت عليها 119دولة ،االتفاقية الدولية
المتعلقة باإلتجار بأنواع النبات والحيوانات المهددة باالنقراض ب ـ 119تصديق ،اتفاقية األمم المتحدة لقانون
-1مثال بالنسبة التفاقية األمم المتحدة لقانون البحار لسنة ،1710قدرت مدة المفاوضات بعشر سنوات ،أما الوقت المستغرق
لدخولها حيز النفاذ فقدر بإثنا عشر سنة أي سنة 1772أين تمكنت من تحقيق النصاب القانوني من التصديقات للدخول حيز
النفاذ.
41
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
البحار ب ـ 139تصديق ،اتفاقية بازل حول مراقبة تنقل عبر الحدود للنفايات والتخلص منها ب ـ 191تصديق،
االتفاقية الدولية لحماية النبات ب ـ 111مصادقة ،اتفاقية رامسار للمناطق الرطبة ب ـ 131تصديق .وفي هذا
الصدد يقول األستاذ ماريو بيتاتي "لو قارنا هذه األرقام بعدد الدول األعضاء في األمم المتحدة وهو ،173
نالحظ أن هذه النصوص هي األكثر تمثيلية للمجموعة الدولية وكثرتها من شأنه أن يولد معايير عرفية ملزمة".1
-ونجد االتفاقيات الدولية لحماية البيئة ذات الطابع العالمي التي لقيت تصديق أو إنظمام عدد قليل من الدول
إليها ،نجد البروتكول المتعلق بالمعادن الثقيلة لسنة 1771المرفق لالتفاقية الدولية حول التلوث الجوي العابر
للحدود على المدى البعيد لسنة 1797والذي عرف مصادقة 12دولة فقط ،اتفاقية 0ديسمبر 1721المتعلقة
بتنظيم صيد الحيتان التي عرفت مصادقة 37دولة عليها ،االتفاقية حول الوصول إلى المعلومة ومشاركة
الجمهور والوصول إلى القضاء في الميدان البيئي (اتفاقية أرهوس) صادقت عليها 09دولة ،وفيما يخص
البروتكول الملحق بإتفاقية بازل حول المسؤولية والتعويض في حالة األضرار الناتجة عن نقل النفايات الخطرة
والتخلص منها عبر الحدود لم يعرف لحد اآلن أي مصادقة عليه.2
نفس اإلشكال يطرح بالنسبة لنشر االتفاقيات الدولية لحماية البيئة على المستوى الوطني ،ففي بعض
الحاالت حتى بعد اإلنظمام أو المصادقة على االتفاقية ال يتم نشر نص االتفاقية البيئية في الجريدة الرسمية مما
يثير مسألة العلم بها وكذا إدماجها في القانون الداخلي ،فمثال بالنسبة للجزائر ،نجدها انضمت سنة 1770إلى
اتفاقية فيينا لحماية طبقة األوزون لسنة 1719وبروتكول مونتلاير بشأن المواد المستنفذة لطبقة األوزون لسنة
،1719والى تعديالته بلندن سنة ،1772إال أن هذه النصوص لم تنشر إال سنة ،0222في حين أن التعديل
األخير لهذا البروتكول بكوبنهاجن سنة 1770والذي صادقت عليه الجزائر سنة 1777تم نشره بعد سنة من
تاريخ التصديق عليه وفي نفس وقت نشر نصوص االتفاقية والبروتكول المذكورين.3
في حاالت أخرى ،نالحظ مصادقة الجزائر على بعض المعاهدات الدولية لحماية البيئة ،ولكن لم تنشر
في الجريدة الرسمية ،ومثال ذلك إنظمام الجزائر سنة 1710إلى اإلتفاقية الخاصة بالتجارة الدولية في أنواع
الحيوانات والنباتات المهددة باإلنقراض الموقعة بواشنطن سنة ،1793حيث نشر مرسوم المصادقة في الجريدة
الرسمية ولكن لم ينشر مضمون االتفاقية فيه ،4ونفس الحال بالنسبة إلنظمام الجزائر سنة 1719إلى االتفاقية
-1حسين بوثلجة ،آليات تنفيذ اإلتفاقيات الدولية لحماية البيئة ،أطروحة دكتو اره ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر -0219 ،1
،0211ص .011
-2نفس األطروحة ،ص ص .010 -011
-3نفس األطروحة ،ص .010
-4مرسوم رئاسي ،271-10ج.ر عدد ،99لسنة .1710
42
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
الدولية حول النباتات الموقعة بروما سنة 1791والمراجعة بقرار رقم 12سنة 1797الصادرة عن منظمة
األغذية والزراعة ،1وكذا مصادقة الجزائر سنة 1771على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة التصحر في إفريقيا.
ثانيا-تقاعس الدول في إدخال النصوص اإلتفاقية في تشريعاتها الداخلية.
إدماج اتفاقية بيئية في القانون الداخلي للدولة هي عملية تتم بتبني قانون بموجبه يتم إعادة نسخ نص
اإلتفاقية الكاملة .ومن جهة أخرى ،فأحكام اإلتفاقيات البيئية ذات طبيعة عامة لذلك ال يكفي لتنفيذها إدماجها في
النظم الداخلية عن طريق المصادقة واإلنظمام إليها ،بل يقتضي على الدول اتخاذ تدابير تشريعية وتنظيمية من
قبل الدولة إلعطاء محتوى وأثر للمعايير االتفاقية على المستوى الداخلي.
يالحظ أن العديد من الدول توقع وتصادق على اإلتفاقيات البيئية ولكن في بعض الحاالت تتراخى في
تبني التشريعات والتنظيمات الالزمة لت نفيذها على المستوى الوطني ،مما يؤثر على فعاليتها على مستوى التنفيذ،
إذ يمر وقت كبير بين التوقيع والمصادقة على اإلتفاقية البيئية من قبل دولة ما واصدار تشريعات وتنظيمات
على المستوى الداخلي لتنفيذها.2
من أمثلة ذلك ،مصادقة الجزائر على اإلتفاقية الخاصة بالتجارة الدولية في أنواع الحيوانات والنباتات
البرية المهددة باإلنقراض الموقعة في واشنطن سنة ،1793وذلك سنة ،3 1710لكنها لم تصدر أي عمل
تشريعي أو تنظيمي يترجم اإللتزامات التي تفرضها اإلتفاقية على أرض الواقع إال سنة 0221من خالل
إصدارها للقانون 12-21المؤرخ في 0221/11/12المتضمن الموافقة على األمر رقم 29-21المؤرخ في
0221/29/19والمتعلق بحماية بعض أنواع الحيوانات المهددة باإلنقراض والمحافظة عليها ،وقد أنشأت المادة
9من هذا القانون اللجنة الوطنية لحماية الحيوانات المهددة باإلنقراض والتي حدد صالحياتها وتشكيلتها وطرق
سيرها المرسوم التنفيذي رقم 319-29المؤرخ في .0229/12/11
ثالثا-الطبيعة اإلطارية لالتفاقيات البيئية.
تعتبر أغلب اإلتفاقيات الدولية البيئية اتفاقيات إطارية ،4فالبعض يرى أنها تحتوي على أحكام القانون
الواجب تطبيقه ،وآخرون يرون أنها تحتوي على "توجيهات أكثر منها إلتزامات قانونية".
يعتبر القانون الدولي للبيئة في مجمله قانون إتفاقي ،فاإلتفاقيات الدولية البيئية اإلطارية هي أدوات
قانونية إلزامية ،ولكن محتواها عام جدا وقليل اإللزامية يتمثل في القواعد المرنة 1والتي تظهر جليا كطلبات
موجهة إلى مستقبلي ها تقترح عليهم توجيهات ،الحث على إتخاذ سلوك معين بطريقة ما كإلتزامات قانونية حقيقية،
ولكن نضوجها المعياري غير متساوي ،فالمبادئ القانونية تأخذ مكانة معتبرة أما اإللتزامات القانونية فهي قليلة.
ومعلوم أن القانون الدولي للبيئة هو قانون مرن ،فإنفاذ مختلف المبادئ والقواعد يتوقف على إرادة الدول
وهذا من أجل تشجيع كل دولة على المشاركة .وقد ساهم القانون المرن في تطوير قواعد القانون الدولي للبيئة،
باعتباره قانون يقترح ويوجه ويتضمن المبادئ التي يتم استلهام قواعده منها .كما أن القانون المرن يفتح النقاش
والتحاور ح ول العديد من المسائل البيئية الشائكة إليجاد أرضية توافق بين مختلف الفواعل الدولية .ويكرس هذا
المنطق ظاهرة وجود قانون المنشيء droit constituantيتضمن المبادئ والقيم والعامة ،والذي يحتاج إلى
المناخية 1770وحتى اتفاقية التغيرات المناخية لسنة 0219هي اطارية أيضا .اإلختالف بين اإلتفاقية اإلطارية واإلتفاقية العادية ليس في
الطبيعة ،بل يتعلق بجوهر المعايير ،حيث ناد ار ما تكون معايير اإلتفاقية اإلطارية قابلة للتطبيق المباشر وبذلك يكون تدخل المشرع الوطني
ضروري لتنفيذها على المستوى الوطني ،حيث تضع اإلتفاقيات اإلطارية اإلطار القانوني لعمل ما ،وتحدد المبادئ العامة المطبقة على
موضوع االتفاقية ،وتحيل للدول مسألة إتخاذ التدابير القانونية والتقنية الضرورية لتنفيذها .ولكن مهما يكن فهي إتفاقيات بالمعنى الوارد في
المادة 20من اتفاقية فيينا لقانون المعاهدات لسنة .1717
-1يرى بعض الكتاب أن مصطلح القانون المرن يتعلق بصفة خاصة بمصادر القاعدة القانونية وليس بمحتواها ،ففي هذه الحالة يقصد به
مجموعة األدوات المتبناة في إطار المنظمات الدولية مثل اللوائح والتوجيهات والبرامج والتوصيات والمبادئ التوجيهية واإلعالنات ومدونات
السلوك .حيث يرى األستاذ (" )A . Pelletمرونة القاعدة القانونية ال تقتصر فقط على مصدرها ولكن أيضا محتواها ،وهذا عامـ ـ ـ ـل متغيـ ـ ـ ـر
ومـ ـ ـن الواضـ ـ ـ ـح أن بعـ ـ ـض القـ ـواع ـ ـ ـد ه ـي أكثـ ـ ـ ـر صالب ـ ـ ـة م ـن األخ ـرى" ،وتـ ـ ـ ـرى كذل ـ ــك األست ـ ــاذة ) (Sandrine Maljean –Duboisأن
" صفة المرونة ،ال تعني وال تمس فقط المصادر الشكلية ،ولكن يمكن أن تستهدف كذلك إلتزام إتفاقي مرن نسبيا ،أو أداة غير إلزامية أو ذات
إلزامية مناقشا فيها ،ففي مجال البيئة العديد من اإللتزامات مخففة إلى درجة أن أصبحت منفرة أو مراوغة ،العديد من اإلقتراحات المعيارية غير
إلزامية ألنه تم تحريرها بمصطلحات عامة مما يجعلها غير قابلة للتطبيق في غياب توضيحات تكميلية" .ويرى األستاذ (Pierre-Marie
) " Dupuyفي مملكة القانون األخضر ،أين القانون المرن يعبر عن غايات أكثر منه إلتزامات فوري ،باستعمال العبارات "ينبغي على الدول"،
"تسعى جاهدة" أو مدونة سلوك".أما البعض اآلخر فيرى أن القانون المرن ليس مرادف لغياب اإللتزام القانوني ،بل يترجم فقط ظهور فئة من
ا إللتزامات المرنة في القانون الدولي إلى جانب إلتزامات أكثر صالبة ودقة ،فهذا المزج أو التركيبة للقانون الصلب والمرن يقابله التميز بين
اإللتزام بالوسيلة واإللتزام بالنتيجة ،حيث يترك البعض منها للدولة إتخاذ التدابير الضرورية واعطائها وسائل (معيارية ومؤسساتية) بهدف تحقيق
األهداف المسطرة من قبل المعيار أو األداة القانونية ،ومن ثم نكون أمام إلتزامات قانونية تتنوع أشكال ووسائل تنفيذها ،لكن في األخير تدخل
كلها في إطار اإللتزامات الدولية يترتب على عدم تنفيذها المسؤولية الدولية والجزاء.
لمزيد من المعلومات راجع
Maurice Kamto , Rapport introductif Général , in Michel Prieur , la mise en oeuvre nationale du droit international
d’environnement dans les pays francophone , Pulim , 2003 , p 32.
Sandrine Maljean –Dubois , la « fabrication » du droit international au défi de la protection de l’environnement, in le
droit international face aux enjeux environnementaux , SFDI , colloque d’Aix en provence , 2010 , A .Pédone , p 30 .
44
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
قانون ثانوي الحق يتضمن إجراءات تقنية لتنفيذه .هذا ما جعل البعض يعرف القانون المرن على أنه قانون
لمعالجة أزمة .1 droit de crise
يسمح استعمال اإلتفاقيات اإلطارية بتطوير القانون الدولي لحماية البيئة ،فاستعمال هذه التقنية يعطي
إمكانية للدول بالوصول إلى إتفاق حتى وان شكل تفاهم مبدئي حول بعض قواعد السلوك ،وفيما بعد تصبح
اإلتفاقية اإلطارية عنصر أساسي من مجموعة ذات هندسة متغيرة والتي تتدعم تدريجيا بموجب بروتوكاالت
إضافية وتعديالت.فاألطراف في اإلتفاقية اإلطارية يمكنهم تبني بروتوكوالت ملحقة لإلتفاقية األساسية لألخذ
بعين االعتبار تطور المعارف العلمية ،أو تنظيم ميدان معين لم تتمكن من الوصول إلى توافق حوله في
المفاوضات األولية.
إن إنتشار اإلتفاقيات المتعلقة بحماية البيئة يجعل من الصعب أكثر فأكثر على األطراف الوفاء بإلتزاماتها
ومسؤولياتها الجماعية ،حيث من البديهي أن كثرة اإلتفاقيات اإلطارية يؤدي إلى كثرة األجهزة المؤسساتية من
مؤتمرات األطراف التي تنشأها ،مما يمكن أن يشكل مشكل التنسيق على المستوى الدولي ويلزم الدول بالمشاركة
في اإلجتماعات ،ولكن إمتيازات هذه التقنية ليست تافهة ،فهي تسمح بمتابعة التطور العلمي .ومن جهة أخرى
يطرح اإلشكال في إطار نظام اإلتفاقية األساسية والبروتوكوالت التكميلية ،باعتبار أن كل الدول في اإلتفاقية
اإلطارية ليست بالضرورة طرفا في كل البروتوكوالت ،وهكذا يمكن أن تختلف هوية األطراف في مختلف األدوات
المشكلة للنظام اإلتفاقي.2
المطلب الثاني :المصادر الوطنية.
إن الجهود الدولية المتعاقبة حول البيئة وسبل حمايتها في العديد من اللقاءات والمؤتمرات لم تبقى حبر
على ورق في التقارير الصادرة عنها ،وانما تم تجسيدها واقعيا في تشريعات العديد من الدول على غرار الدول
العربية ومن بينها الجزائر .ولقد اهتم برنامج األمم المتحدة للبيئة كثي ار بحصر االتجاهات المعاصرة في مجال
التشريع البيئي ،والتي يمكن إجمالها بالتالي:
-تضمين المسائل البيئية في الدساتير والخطط الكبرى للدولة.
-ترسيخ معايير ومستويات الجودة في القوانين والتشريعات العامة.
-تضمين المعايير الدولية في القوانين الوطنية.
1
Agath Van Lang, Le role du droit souple dans la simplification du droit de l’environnement, In, Isabelle Doussan, Les
futurs du droit de l’environnement simplification, modernisation, régression ?, éditions Bruylant, Bruxelles, 2016, p-p
91-95. نقال عن فارس عليوي ،أطروحة سابقة ،ص . 89
-2حسين بوثلجة ،أطروحة سابقة ،ص .011
45
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-1بدر عبد المحسن عزوز ،حق اإلنسان في بيئة نظيفة :دراسة مقارنة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة عين شمس،
مصر ،0227 ،ص .301
-2المادة 97من دستور جمهورية مصر العربية لسنة 1791
46
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
وينص دستور البحرين لعام 1793على أن "كل الموارد الطبيعية وما تدر به من مداخل ملك الدولة،
وتضمن الدولة حفظها وحسن استغاللها ،مع مراعاة مقتضيات أمن الدولة واالقتصاد الوطني".1
وينص الدستور اإليراني "في الجمهورية االسالمية تعتبر المحافظة على سالمة البيئة التي يجب أن تحيا
فيها األجيال القادمة حياتها االجتماعية السائرة نحو النمو مسؤولية ،لذلك تمنع الفعاليات االقتصادية وغيرها التي
تؤدي إلى تلوث البيئة ،أو تخريبها بشكل ال يمكن جبره".2
أما الدستور البرتغالي لعام 1791فقد جاء فيه أن "لكل شخص الحق في بيئة إنسانية سليمة ومتوازنة،
كما أن عليه واجبا في الدفاع عنها .حق األفراد وفقا للقانون في المطالبة بمنع أي مساس بالبيئة حال وقوعه،
وحقهم في الحصول على تعويضات مالئمة".3
بالرجوع إ لى الدستور الجزائري ،نجد أنه تضمن في بداية األمر االقرار بالحق في بيئة سليمة ضمنيا
وليس صراحة ،إذ وردت عبـارة تفتح اإلنسـ ـان بكل أبعـ ـاده في دستور 1791وكـ ـ ـذا في دستور 1717ودستور
1771وتعدي ـ ـل
0220وكذا تعديل ،0221إذ أن هذه العبارة مطلقة على كل األبعاد بما فيها البعد البيئي.4
بالرجوع إ لى الدستور الجزائري ،نجد أنه تضمن في بداية األمر االقرار بالحق في بيئة سليمة ضمنيا
وليس صراحة ،إذ وردت عبارة تفتح اإلنسان بكل أبعاده في دستور 1791وكذا في دستور 1717ودستور
1771وتعديل 0220وكذا تعديل ،0221إذ أن هذه العبارة مطلقة على كل األبعاد بما فيها البعد البيئي.5
إن مصادقة الجزائر على العديد من االتفاقيات والمعاهدات ذات الصلة بموضوع البيئة وتأثرها ببعض
الدساتير المقارنة ،وفي ظل االصالحات السياسية الشاملة التي قامت بها ،والتي مست جل المنظومة القانونية
المنظمة للحياة السياسية ،وعلى رأسها التعديل الدستوري لسنة ،0211دفعها لدسترة حق المواطن في بيئة
سليمة .فقد تطرق المشرع ألهمية الحفاظ على البيئة أوال في ديباجة الدستور من خالل التأكيد على أن "يظل
الشعب الجزائري متمسكا بخياراته من أجل الحد من الفوارق االجتماعية والقضاء على أوجه التفاوت الجهوي،
ويعمل على بناء اقتصاد منتج وتنافسي في إطار التنمية المستدامة والحفاظ على البيئة" .وقد أبقى التعديل
-4محمد معيفي ،آليات حماية البيئة العمرانية في التشريع الجزائري ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر -0213 ،1
،0212ص .12
-5محمد معيفي ،آليات حماية البيئة العمرانية في التشريع الجزائري ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر -0213 ،1
،0212ص .12
47
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
األخير ( )0202على هذه الفقرة ،ودعمها بفقرة أكثر تفصيال بقوله "كما يظل الشعب منشغال بتدهور البيئة
والنتائج السلبية للتغير المناخي ،وحريصا على ضمان حماية الوسط الطبيعي واالستعمال العقالني للموارد
الطبيعية وكذا المحافظة عليها لصالح األجيال القادمة".
يؤكد الدستور من خالل هذين الفقرتين على وجود عالقة مباشرة بين حماية البيئة والتنمية المستدامة ،مما
يضفي عليها الطابع االقتصادي وبالتالي نستنتج أن للبيئة مكانة هامة ضمن أبعاد التنمية المستدامة ،1كما يركز
على دور الشعب في الحرص على قضايا البيئة.
ولم يكتفي التعديل الدستوري لسنة 0202بذكر البيئة في الديباجة ،حيث نصت المادة 02على اعتبار
باطن األرض والمناجم والمقالع والموارد الطبيعية للطاقة والثروات المعدنية الطبيعية والحية في مختلف مناطق
األمالك الوطنية البحرية والمياه والغابات ،ملكية عامة وهي ملك للمجموعة الوطنية.
كما أكدت المادة 01على أن "تسهر الدولة على:
-حماية األراضي الفالحية،
-ضمان بيئة سليمة من أجل حماية األشخاص وتحقيق رفاههم،
-ضمان توعية متواصلة بالمخاطر البيئي،
-االستعمال العقالني للمياه والطاقات األحفورية والموارد الطبيعية األخرى،
-حماية البيئة بأبعادها البرية والبحرية والجوية ،واتخاذ كل التدابير المالئمة لمعاقبة الملوثين".
كما أدرجها أيضا في الفصل األول من الباب الثاني منه المتعلق بالحقوق ،حيث اعترف بأن "للمواطن
الحق في بيئة سليمة في إطار التنمية المستدامة .يحدد القانون واجبات األشخاص الطبيعيين والمعنويين لحماية
البيئة".2
من خالل نص هذه المادة ،يتضح من فقرتها األولى أن المشرع قد أدرج الحق في بيئة سليمة في فصل
الحقوق األساسية والحريات العامة ،بمعنى أنه جعله كحق من حقوق المواطن التي يجب احترامها وعدم التعدي
عليها ،وجعله أ يضا محور حق وواجب في آن واحد أين تعدى ذلك إلى إلزام الدولة بحماية هذا الحق وضرورة
التدخل عند انتهاكه ،وذلك في الفقرة الثالثة من نفس المادة،في حين نالحظ حذف الفقرة الثانية التي كانت ضمن
هذه المادة في تعديل 0211والتي تنص على أن " تعمل الدولة على الحفاظ على البيئة" .كما يالحظ أيضا من
-1زينب شطيبي ،الجباية كآلية لحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،أطروحة دكتوراه ل م د ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر
،0219-0211 ،1ص .29
-2المادة 12من التعديل الدستوري .0202
48
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
خالل نص هذه المادة أن المشرع اعتبر واجب حماية البيئة من عناصر الوظيفة العامة والمرافق العامة حيث
منح السلطات العامة صالحية التدخل من أجل الحفاظ على البيئة.1
كما أكد الدستور مسألة مهمة وجديدة باعتبار التراث الثقافي عنصر من عناصر البيئة ،فقد دستر المشرع
حمايته من خالل المادة 91من تعديل ،0202حيث أوجب على الدولة أن "تحمي التراث الثقافي الوطني
المادي وغير المادي ،وتعمل على الحفاظ عليه".
الفرع الثاني :حماية البيئة في التشريعات البيئية داخل الدولة.
غني عن البيان القول بأن جميع التشريعات الوطنية الداخلية قد سعت إلى حماية البيئة في ظل التغيرات
العالمية المتالحقة ،التي أثرت بشكل كبير ،مما كان له أثر ملحوظ في إهدار الموارد البيئية ،ولذا عملت جميع
الدول على إضافة بعض التشريعات الجديدة والخاصة بحماية البيئة ،فضال عن التشريعات التي كانت موجودة
فيها.
بعد االستقالل مباشرة انصب اهتمام الجزائر على إعادة بناء ما خلفه المستعمر وبذلك فقد أهملت إلى
حد بعيد الجانب البيئي وذلك راجع ألولوية الدولة في إعادة البناء ،لكن بمرور الزمن أخذت الجزائر العناية
بالبيئة وهذا بدليل صدور عدة تشريعات تكرس حماية البيئة ،وكان ذلك في شكل مراسيم تنظيمية منها ما يتعلق
بحماية السواحل ،2ومنها ما يتعلق بالحماية الساحلية للمدن.3
بالنظر إلى تعدد جوانب البيئة ،وبسبب المعطيات واآلثار البيئية الداخلية التي دفعت إلى االهتمام بكل
جانب على حدا وتقنينه ،وسن القوانين والمراسيم والق اررات الضرورية للتحكم فيه ،لذلك تم العمل في نفس الوقت
بتعدد التشريعات لحماية البيئة ،فكل جانب من الجوانب البيئية تقابله مجموعة من التشريعات الخاصة به ،تهدف
كلها إلى غاية واحدة وهي حماية البيئة .إال أنها ال يضمها أي ترتيب أو تنسيق فيما بينها بصورة تؤكد اتجاهها
نحو غرض واحد ،وهذه الوضعية قد تؤدي أحيانا إلى صعوبة اإللمام وكذا جمع كل هذه النصوص ومعرفتها
وتنفيذها.
بداية ،وبإحصاء جميع النصوص القانونية والتنظيمية المتعلقة بالعناصر البيئية المختلفة وفي جميع
الفترات الزمنية في الجزائر ،يتضح أن المشرع الجزائري سلك مسلك التعدد في التشريعات لحماية البيئة ،حيث
بلغ مجموع النصوص القانونية و التنظيمية البيئية في الجزائر 222نصا ،مما يظهر االهتمام الكبير في رسم
السياسة العامة للبيئة في شقها القانوني و لجميع عناصر البيئة (التربية البيئية ،الجباية البيئية ،الطاقات
المتجددة ،المخاطر الكبرى ،البيئة الصناعية ،البيئة الحضرية ،الموارد المائية ،التنوع البيولوجي و التراث الثقافي
و األثري ،حماية الساحل و البحر ومنطقة الشاطئ ،التربة األراضي واألنظمة الجبلية ،الصيد الغابات و
المساحات الخضراء) إضافة للقوانين الخاصة بالمؤسسات و الهيئات البيئية .ومن الطبيعي أن هذه القوانين
تختلف فيما بينها باختالف الموضوع الذي تتصدى لحمايته ،والمصلحة المقصودة بالحماية.
أما فيما يخص حماية البيئة في التشريعات الخاصة الداخلية ،صدر في سنة 1713قانون شامل
للعناصر البيئية هو قانون حماية البيئة رقم ،23-13والذي تضمن أحكاما وقواعد يتوجب على األشخاص
الطبيعيين والمعنويين التقيد بها من أجل حماية البيئة والحفاظ عليها ،وذلك بتجسيده للحماية الوقائية والعالجية
للبيئة ،وفي حالة عدم تقيدهم بهذه التدابير وضع المشرع وسيلة أكثر فعالية تتمثل في الحماية الجزائية ،حيث
نص القانون على جزاءات الحبس والغرامة كعقوبات توقع على مرتكبي جرائم ماسة بالبيئة .غير أن هذا القانون
لم يطبق بفعل غياب الثقافة البيئية في المجتمع الجزائري و غياب اإلرادة السياسية لتفعيله ،وذلك يعود لكون
الدولة في تلك المرحلة لم تصوب اهتمامها نحو حماية البيئة وغلّبت التنمية االقتصادية باعتبارها دولة حديثة
عهد باإلستقالل.
وقد صدر على إثره عدة قوانين وتنظيمات أهمها القانون المتعلق بحماية الصحة وترقيتها 1الذي عبر من
خالله المشرع عن العالقة بين حماية الصحة وحماية البيئة تحت عنوان "تدابير حماية المحيط والبيئة".2
كما صدر سنة 1719القانون المتعلق بالتهيئة والتعمير ،وهذا ما يعني اتجاه الدولة إلى انتهاج سياسة
التوزيع المحكم واألمثل لألنشطة العمرانية االقتصادية والموارد البيئية والطبيعية.3
و بعد مؤتمر ريو ومؤتمر جوهانسبورغ ،وكنتيجة لمشاركة الجزائر في العديد من المحافل الدولية
ومصادقتها على العديد من االتفاقيات الدولية البيئية ،تغيرت المفاهيم والرؤى لدى المشرع الجزائري من خالل
توفيقه بين البيئة والتنمية ،فقام بإلغاء وتعديل القانون 23-13لتدارك نقائصه في 0223بالقانون 12-23
الم تعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة الذي حاول فيه المشرع أن يواكب المفاهيم الجديدة ،والذي
يمكن القول بشأنه أنه جاء إمتداد لما تم إق ارره في إعالن جوهانسبورغ " في .0220
بتصفح ومراجعة هذا القانون الجديد للبيئة نجده إستند في صدروه على 92تأشيرة لذلك ،منها 19إتفاقية
أي بزيادة 29إتفاقيات عن سابقه 23-13و هذا ما يؤكد محاولة المشرع الجزائري تجسيد رؤيته لألبعاد الدولية
-1القانون 29-19المتعلق بحماية الصحة وترقيتها ،ج .ر .عدد 19 ،1فيفري .1719
-2المواد من 30إلى 91من القانون 29-19سالف الذكر.
-3المرسوم 23-19المتعلق بالتهيئة العمرانية ،ج .ر .عدد 09 ،29نوفمبر .1719
50
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
المصادق عليها خالل سنه لهذا القانون نظير إستمرار اإلهتمام الدولي بحماية البيئة وبداية ترسخ مفهوم التنمية
المستدامة .
كما يعتبر هذا القانون نقطة تحول إيجابية في إطار التكفل بحماية البيئة من خالل ما تضمنه من مبادئ
وأهداف تجسد حماية أفضل للبيئة بما يناسب ومتطلبات التنمية المستدامة ومبادئها ،إال أن المراسيم التنفيذية
لهذا القانون ما تزال تسير ببطء حيث أن من سلبيات هذا القانون اإلحالة فيه للنصوص التنظيمية الالحقة مما
عطل تنفيذ أحكامه .1
ومن جملة األهداف الرئيسية التي حددها التشريع البيئي والتي ترمي إلى حماية البيئة في إطار التنمية
المستدامة نجد :تحديد المبادئ األساسية و قواعد تسيير البيئة ،الوقاية من كل أشكال التلوث واألضرار الملحقة
بالبيئة و ذلك بضمان الحفاظ على مكوناتها وترقية اإلستعمال اإليكولوجي العقالني للموارد الطبيعية المتوفرة
وكذا إستعمال التكنولوجيات األكثر نقاوة .2
لم يكتفي المشرع بهذا التشريع لحماية البيئة ،بل اتبع اسلوب التعدد التشريعي بسبب تعدد عناصر البيئة
واختالف خصائص كل عنصر ،مما صعب عملية حمايتها بنص واحد ،حيث نجد ترسانة قانونية واسعة من
مختلف الدرجات قوانين ،مراسيم ،أوامر ...والتي يتم التفصيل في مضمونها في الفصل األخير من هذه الدراسة،
ويمكن سرد بعضها على سبيل المثال.
قانون رقم 17-21ممضي في 10ديسمبر 0221يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها.
قانون رقم 12-23ممضي في 17يوليو 0223يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة.
قانون رقم 23-22ممضي في 03يونيو 0222يتعلق بحماية المناطق الجبلية في إطار التنمية
المستدامة.
قانون رقم 02-22ممضي في 09ديسمبر 0222يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير
وتنميتها.
1
-سمير بن عياش ،السياسة العامة البيئية في الجزائر وتحقيق التنمية المستدامة على المستوى المحلي :دراسة حالة والية الجزائر
( ،)0227-1777مذكرة ماجستير ،كلية العلوم السياسية واإلعالم ،جامعة الجزائر ،0211-0212 ،3ص. 22
2
-المادة 20من القانون . 12-23
51
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
قانون رقم 20-11ممضي في 19فبراير 0211يتعلق بالمجاالت المحمية في إطار التنمية
المستدامة.
مراسيم تنفيذية تنظم مجال البيئة:
مرسوم تنفيذي رقم 222-29ممضي في 12نوفمبر 0229يحدد كيفيات منح الجائزة الوطنية من
-IIالبيئة الصناعية:
مرسوم تنفيذي رقم 299-23ممضي في 27ديسمبر 0223يحدد كيفيات واجراءات إعداد
الخطرة.
مرسوم تنفيذي رقم 022-29ممضي في 01يونيو 0229يحدد كيفيات تعيين مندوبي البيئة.
مرسوم تنفيذي رقم 319-29ممضي في 12سبتمبر 0229يحدد كيفيات التصريح بالنفايات
الخاصة الخطرة،
مرسوم تنفيذي رقم 122-21ممضي في 01فبراير 0221يحدد قائمة النفايات بما في ذلك
والجزيئات السائلة أو الصلبة في الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها.
مرسوم تنفيذي رقم 121-21ممضي في 17أبريل 0221يضبط القيم القصوى للمصبات
الصناعية السائلة.
مرسوم تنفيذي رقم 171-21ممضي في 31مايو 0221يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات
52
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
مرسوم تنفيذي رقم 129-29ممضي في 17مايو 0229يحدد مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات
البيئة.
مرسوم تنفيذي رقم 17-27ممضي في 02يناير 0227يتضمن تنظيم نشاط جمع النفايات
الخاصة.
مرسوم تنفيذي رقم 331-27ممضي في 02أكتوبر 0227يتعلق بالرسم على النشاطات الملوثة
مرسوم تنفيذي رقم 177-22ممضي في 17يوليو 0222يحدد كيفيات إنشاء النظام العمومي
منشآت معالجة النفايات وشروط قبول النفايات على مستوى هذه المنشآت.
مرسوم تنفيذي رقم 312-29ممضي في 12سبتمبر 0229يحدد كيفيات اعتماد تجمعات منتجي
53
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
مرسوم تنفيذي رقم 391-21ممضي في 29أكتوبر 0221يحدد شروط إنجاز المسالك الجديدة
الموازية للشاطئ.
مرسوم تنفيذي رقم 202-21ممضي في 00نوفمبر 0221يحدد تشكيلة مجلس التنسيق الشاطئي
وسيره.
مرسوم تنفيذي رقم 021-29ممضي في 32يونيو 0229يحدد شروط وكيفيات البناء وشغل
األراضي على الشريط الساحلي وشغل األجزاء الطبيعية المتاخمة للشواطئ وتوسيع المنطقة موضوع منع
البناء عليها.
مرسوم تنفيذي رقم 309-21ممضي في 01أكتوبر 0221يتضمن إلزام ربابنة السفن التي تحمل
على متنها بضائع خطيرة سامة أو ملوثة باإلخطار عن وقوع أي حادث في البحر.
مرسوم تنفيذي رقم 11-27ممضي في 19فبراير 0227يتعلق بتصنيف المناطق المهددة للساحل.
مرسوم تنفيذي رقم 112-27ممضي في 29أبريل 0227يحدد شروط إعداد مخطط تهيئة
ا لالزم إجراؤها وكذا مجموع الشروط والكيفيات واإلجراءات التي من شأنها أن تسمح بتحديد المناطق الجبلية
وتصنيفها وجمعها في كتل جبلية.
مرسوم تنفيذي رقم 29-21ممضي في 27يناير 0221يحدد تشكيلة المجلس الوطني للجبل
الكتلة الجبلية والمصادقة عليه والدراسات واالستشارات المسبقة الواجب إجراؤها ،وكذا إجراءات التحكيم
المتعلقة بذلك.
مرسوم تنفيذي رقم 021-21ممضي في 21يوليو 0221يحدد شروط وكيفيات منح ترخيص لفتح
مؤسسات لتربية فصائل الحيوانات غير األليفة وعرض عينات منها للجمهور.
مرسوم تنفيذي رقم 19-27ممضي في 29فبراير 0227يحدد القائمة اإلسمية لألشجار الحضرية
وأشجار الصف.
54
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
مرسوم تنفيذي رقم 121-27ممضي في 12مارس 0227يحدد تنظيم وكيفيات منح الجائزة
مطابقة دراسة المخاطر طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 171-21ممضي في 31مايو
،0221
رخصة إستغالل للمشاريع أ م طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 171–21ممضي في 31مايو ،0221
رخصة نقل النفايات الخاصة الخطرة طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 227-22ممضي في 12ديسمبر
،0222
إعتماد مكاتب الدراسات في مجال البيئة،
إعتماد جمع النفايات الخاصة الخطرة طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 17-27ممضي في 02يناير
0227
ب – رخص ممنوحة من طرف الوالي المختص إقليميا و رئيس المجلس الشعبي البلدي المختص إقليميا:
قرار الموافقة على بطاقية التأثير طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 29-29ممضي في 21يناير ،0229
رخصة إستغالل للمشاريع أ و طبقا للمرسوم التنفيذي رقم 171–21ممضي في 31مايو ،0221
55
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية ،مرسوم تنفيذي رقم 399-29ممضي في 01سبتمبر 0229
يتضمن إنشاء الوكالة الوطنية للتغيرات المناخية وتحديد مهامها وضبط كيفيات تنظيمها وسيرها.
ب-مؤسسة عمومية صناعية و تجارية: :
المرصد الوطني للبيئة والتنمية المستدامة ،مرسوم تنفيذي رقم 119-20ممضي في 23أبريل
1771المادة )119
رسم على الوقود (قانون رقم 01-21ممضي في 00ديسمبر 0221المادة ) 31
رسم لتشجيع عدم التخزين من النفايات الصناعية الخاصة و/أو الخطرة (قانون رقم 01-21ممضي
) 12
رسم على الزيوت و زيوت التشحيم و تحضير زيوت التشحيم و الزيوت المستعملة (قانون رقم -21
56
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
مما سبق يالحظ كثرة وتعدد القوانين التي تحمي البيئة ،ونرى أن كثرة هذه التشريعات سوف يقلل من
فعاليتها ،وال بد من حصرها وجمعها في تقنين واحد يهتم ويخضع جميع األنشطة المتعلقة بحماية البيئة إلى
نصوصه القانونية ،لكي يسهل اإلطالع عليها والتمسك بها وتنفيذها مثلما هو شأن باقي فروع القانون
األخرى.
المبحث الثاني:المبادئ القانونية لترقية التنمية المستدامة و تفعيل حماية البيئة.
المبدأ هو عبارة عن مجال أولي يكون مداه واسعا وشامال ،أي هو قاعدة أولية لكل تفسير أو قانون أو
معيار ،ينقسم إلى صنفين مبدأ نظري ومبدأ عملي.
والمبدأ القانوني هو عبارة عن قاعدة قانونية عامة تمت صياغتها ضمن نص قانوني أو قاعدة عامة غير
قانونية تنجم عنها مجموعة من األحكام القانونية األخرى.1
توضح المادة الثالثة من القانون 12-23جملة المبادئ التي تقوم عليها حماية البيئة ،يمكن تصنيفها إلى
ثالثة أصناف :مبادئ ذات طابع وقائي ،ومبادئ ذات طابع تداخلي ،ومبادئ تنطبق في كل وقت لضمان
المحافظة على البيئة.
المطلب الول :المبادئ ذات الطابع الوقائي.
تتمثل المبادئ ذات الطابع الوقائي في :مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي ،مبدأ عدم تدهور الموارد
الطبيعية ،مبدأ اإلدماج ،مبدأ النشاط الوقائي ،مبدأ الحيطة ،مبدأ دراسة التأثير البيئي.
الفرع الول :مبدأ المحافظة على التنوع البيولوجي.
تعتمد السلع والخدمات األساسية التي ينعم بها كوكبنا على تنوع وتباين الجينات واألنواع والتجمعات الحية
والنظم اإليكولوجية ،التي تمدنا بدورها بالمأكل والملبس والمسكن والدواء ،وهذا يظهر ضرورة تحسين وحفظ
التنوع البيولوجي واالستخدام المستدام للموارد البيولوجية.
تزداد أهمية المحافظة على البنية التحتية للحياة على وجه الكرة األرضية في عصر التطور السريع
واالستهالك المتزايد لموارد الطبيعة والحاق الضرر بالبيئة ،وهي تلك المنظومات الداعمة لوجود حياتنا .تتكون
هذه المنظومات من ماليين الكائنات الحية التي تبني معا مجتمعات بيئية ،وتزود اإلنسان بمنتوجات وبخدمات
كثيرة .وبينما يمكن معرفة َح ْجم قيمة قسم من هذه المنتوجات والخدمات ،فإنه يتعذر في غالب األحيان تقدير
قيمة الكثير منه .أين تزود المنظومات البيئية اإلنسان بخدمات كثيرة ،كتنقية المياه ،موازنة تركيبة الغازات في
الغالف الجوي ،تفكيك (تحليل) مركبات عضوية ،منع الفيضانات والمساعدة في تغلغل المياه ،اإلنتاج
1
-Lavielle J. M : « Le Droit International de L’environnement », 2ème Ed, Elipses, Paris, 2004, p.
85.
57
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
إن قيمة
والمحافظة على خصوبة األرض ،تلقيح المحاصيل الزراعية ،مراقبة اآلفات الزراعية الضارة وغيرهاّ .
هذه الخدمات التي ال بديل لها تُقَ َّدر بمليارات الدوالرات سنويا .كما يستخلص اإلنسان من الطبيعة مواد خام
ومنتوجات أخرى من بينها الغذاء ،األدوية ،منتجات صناعية وموارد وراثية لتحسين جودة المحاصيل الزراعية.
نوع البيولوجي قيمة حضارية وروحانية ساهمت في تصميم كافة الحضارات اإلنسانية ،وقبل كل شيء ،إنللتّ ّ
نوع البيولوجي قيمة في حد ذاته.1
للتّ ّ
ارتبط التطور الحضاري لإلنسان بمستوى تطور استغالله لمختلف الموارد البيئية والثروات الطبيعية ،وكان
تأثير اإلنسان على البيئة محدودا في البداية ،غير أن هذا الوضع قد تغير مع تطور حياة المجتمع وبداية الثورة
الصناعية ،ودخول اإلنسان عصر التطور العلمي والتكنولوجي في مختلف مناحي الحياة.2
إن ظاهرة تأثر الكائنات الحية وتراجع عددها ونوعها ،ارتبط ارتباطا وثيقا باإلخطار البيئية الناجمة عن
األنشطة البشرية عموما ،وتعرف هذه الظاهرة بظاهرة انحسار و تراجع التنوع البيولوجي الذي أدى إلى التناقص
المذهل لألنواع الحيوانية والنباتية ،والبد للمجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته بحماية هذه الكائنات الحية،
وأوساطها اإليكولوجية ،باعتباره تراث طبيعي تشكل عبر عقود من الزمن.3
عرفت اتفاقية التنوع البيولوجي 1770فكرة االستخدام القابل لإلستمرار "باستخدام عناصر التنوع
البيولوجي بأسلوب ومعدل ال يؤديان على المدى البعيد إلى تناقص هذا النوع ،ومن ثم صيانة قدرته على تلبية
احتياجات وتطلعات األجيال المقبلة".
قد يكون من الخطأ االعتقاد أن التنوع البي ــولوجي يهتم فقط بالنباتات والحيوانات البرية ،بل يشمل كذلك
التنوع الذي أنشأه اإلنسان.4
أوال :تعريف ومستويات التنوع البيولوجي .
تجمع على مدى ماليين السنين ،ورأس مال ننقله
"يمثّل التنوع البيولوجي منفعة عامة ،وتراثا ثمينا للغاية َّ
ويعرف التنوع البيولوجي بأنه يشمل المجموعة االستثنائية ألشكال الحياة الموجودة على
إلى األجيال المقبلةَّ .
-1ديار حسن كريم ،الجغرافيا البيئية ،دار الجنادرية للنشر والتوزيع ،األردن ،0219 ،ص ص .12 -97
-2عبد الغني حسونة ،الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة ،أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق ،كلية الحقوق والعلوم
السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ،0213/0210 ،ص أ.
3
-جمال العايب ،التنوع البيولوجي كبعد في القانون الدولي والجهود الدولية والوطنية لحمايته ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق
والعلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر ،0229 ،ص .7
3
Lévéque Christian : ,« La biodiversité au quotidien ,le développement durable à l’épreuve des
faits » ,IRD éditions , Paris ;p18.
58
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
1
-أمانة االتفاقية المتعلقة بالتنوع البيولوجي ،التنوع البيولوجي للزراعة حماية التنوع البيولوجي وضمان األمن الغذائي ،تقرير
سابق ،ص .30
-2المادة 3من اتفاقية التنوع البيولوجي .1770
-3منال بوركو ،حماية التنوع البيولوجي في البحر األبيض المتوسط على ضوء القانون الدولي العام والتشريع الجزائري ،أطروحة
دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية،جامعة باتنة ،0211/0219 ،1ص .12
-4وهو اتحاد للمنظمات غير الحكومية ال يبغي الربح ،يتألف من 101منظمة غير حكومية متوسطية للبيئة والتنمية ،وهو يعمل
كمنهاج تقني وسياسي لعرض وجهات نظر المنظمات غير الحكومية وتدخالتها على الساحة المتوسطية ويلعب دو ار فاعال في
حماية البيئة والترويج للتنمية المستدامة للمنطقة المتوسطية ودولها ،تأسس سنة .0210
-5التنوع البيولوجي في منطقة المتوسط،مكتب معلومات البحر المتوسط للبيئة والثقافة والتنمية المستدامة،ورقة موقف ،نوفمبر
،0210ص3
59
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
ويعرفه ميثاق التنوع الحيوي بأنه "تباين الكائنات الحية المستمدة من جميع المصادر ومنها النظم البيئية
البرية والبحرية وغيرها من النظم المائية والتكوينات البيئة التي تشكل هذه النظم جزءا منها ،ويتضمن هذا التباين
التنوع الحيوي داخل األنواع وكذلك بين النظم البيئية المختلفة".1
الفرع الثاني :مبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية.
تعد الموارد الطبيعية مقومات أساسية إلنتاج األغذية والتنمية الريفية وسبل المعيشة المستدامة ،غير أن
النزاعات القائمة للحصول على هذه الموارد التي كانت صفة بارزة على مدى تاريخ البشرية قد تتزايد في مناطق
كثيرة ،نتيجة للطلب المتنامي على األغذية واأللياف والطاقة ،إضافة إلى فقد األراضي المنتجة أو تدهورها،
وستزداد النزاعات تفاقما بفعل تغير ظروف اإلنتاج وازدياد ندرة المياه وفقد التنوع البيولوجي والفعاليات المناخية
المتطرفة واآلثار األخرى الناجمة عن تغير المناخ.
تتعامل التنمية المستدامة مع الموارد الطبيعية على أنها موارد محدودة ،لذلك تحول دون استنزافها أو
تدميرها وتعمل على استعمالها وتوظيفها بصورة عقالنية .حيث يقوم البعد البيئي للتنمية المستدامة على تحقيق
هدفين:2
-ترشيد استخدام الموارد البيئية المحلية (المتجددة وغير المتجددة) في العمليات اإلنتاجية.
-المحافظة على طاقة االستيعاب لألنساق البيئية ،والتي تعني قدرتها على تجديد حيويتها ،باعتبارها تمثل
األصول اإليكولوجية الالزمة لدعم واستم اررية الحياة.
للحفاظ على التراث البيئي العالمي ،والموارد الطبيعية ،من أجل األجيال القادمة ،يجب إيجاد حلوال قابلة
لالستمرار اقتصاديا للحد من استهالك الموارد ،وايقاف التلوث ،وحفظ الموارد الطبيعية على قاعدة الموارد المادية
والبيولوجية ،وعلى النظم اإليكولوجية والنهوض بها.
سعى المشرع الجزائري إلى تكريس االستهالك المستدام للموارد الطبيعية من خالل االعتراف في القانون
12-23ب مبدأ عدم تدهور الموارد الطبيعية ،والذي يقتضي عدم إلحاق الضرر بجميع الموارد الطبيعية كالماء
والهواء واألرض وباطن األرض ،حيث تتحقق الحماية الكاملة لجميع الموارد الطبيعية من خالل ترشيد استعمالها
واستغاللها بشكل يضمن استدامتها ،وكذا تشجيع التحول نحو استغالل الطاقات المتجددة لتحقيق التنمية
المستدامة ،وأن تكون المخلفات الصناعية ال تتجاوز قدرة األرض على االستيعاب من جهة أخرى.
1-محمد سلم أشتية و رنا ماجد جاموس ،التنوع الحيوي :أهميته وطرق المحافظة عليه ،سلسلة دراسات التنوع الحيوي والبيئة،
النشرة رقم ،1مركز أبحاث التنوع الحيوي والبيئة ،فلسطين ،أفريل ،0220ص .9
-2محمد زكي علي السيد ،أبعاد التنمية المستدامة مع دراسة للبعد البيئي في االقتصاد المصري ،رسالة ماجستير ،كلية االقتصاد
والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،مصر ،0222 ،ص .01
60
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
من أجل ذلك فقد كرس المشرع الجزائري من خالل القانون 27-77المتعلق بالتحكم في الطاقة والؤرخ
في 01جويلية ( 1777ج .ر عدد ،91صادرة في 0أوت )1777ترشيد استخدام الطاقات المتجددة من
أجل الحد من تأثير النظام الطاقوي على البيئة ،عبر اعتماد جملة من اإلجراءات والنشاطات التطبيقية بغية
االستعمال الرشسد للطاقة عبر استعمالها بالصورة الحسنة في مختلف مستويات اإلنتاج وتحويل الطاقة
واالستهالك النهائي لها في قطاعات الصناعة والنفايات والخدمات وحتى االستهالك العائلي ،ولذلك فإن
التخفيف من تأثيرات النظام الطاقوي على البيئة سمح بتقليل إنبعاثات الغازات الدفيئة وغازات السيارات في
المدن.1
وبينت المادة 9من القانون 27-77أن التحكم في الطاقة يعد نشاطا ذو منفعة عامة ،يتضمن ترقية
وتشجيع التطور التكنولوجي وتحسين الفعالية االقتصادية بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وبالنتيجة لذلك فقد أكد القانون رقم 27-22المؤرخ في 12أوت 0222يتعلق بترقية الطاقات المتجددة
في إطار التنمية المستدامة ( ج .ر عدد 90صادرت في 11أوت )0222أن أهداف ترقية الطاقات المتجددة
تتمثل في حماية البيئة بتشجيع اللجوء إلى مصادر الطاقة غير الملوثة والمساهمة في مكافحة التغيرات المناخية
بالحد من إف ارزات الغاز المتسبب في االحتباس الحراري والمساهمة في التنمية المستدامة بالحفاظ على الطاقات
التقليدية وحفظها.2
الفرع الثالث :مبدأ إدماج االعتبارات البيئية في أي سياسة تنموية.
يعتبر اإلدماج مفهوما بالغ التعقيد ،فهو يحنوي على حقل واسع من الداللة ،ويهم عدة فروع من العلوم
االجتماعية ،وفي هذا الشأن يقول أحد الباحثين وهو Bessonأنه "من الضروري تعميم مفهوم اإلدماج للتمكن
من فهم مجموع المعاني التي يحتوي عليها ،كما يمكن أن يعرف مفهوم اإلدماج عن طريق الوسط الذي يستخدم
فيه ،وبناء على القواعد التي تستعمل لتحقيقه من جهة واألهداف التي يرمي إليها من جهة أخرى".3
مبدأ إدماج االعتبارات البيئية في أي سياسة تنموية هو من المبادئ الحديثة التي ظهرت من خالل تطور
القانون الدولي للبيئة ،وهو ال يهدف فقط إلى حماية مختلف أوساط البيئة ،إنما يهدف أساسا إلى تقييم اآلثار
السلبية التي يمكن أن تلحق بالبيئة من جراء مختلف األنشطة البشرية .فيجب على مختلف الدول أن تبني
مختلف سياساتها على إدماج حماية البيئة ،فهذا المبدأ هو الذي يجسد على أرض الواقع نية وارادة الدولة في
حماية البيئة .1فأمام النظريات المتعارضة حول مركز اإلنسان في الكون ،هل هو الوحيد الذي له حق التمتع
بمختلف موارد وثروات األرض أم أنه مجرد عنصر من العناصر المختلفة التي تعيش على األرض ،فإن الدولة
ينبغي عليها أن تكون بمثابة الحارس لمختلف الثروات الطبيعية الحية وغير الحية لمصلحة كافة البشر.2
ي عكس هذا المبدأ ضرورة التركيز على جوانب التكامل والتبادل بين البيئة والتنمية ،وهذا من خالل إدامج
االعتبارات البيئية في عملية صنع القرار ودراسة العناصر البيئية بشكل متكامل مع العناصر االقتصادية
واالجتماعية وعلى جميع مستويات التشريع والتنفيذ لتحقيق التنمية المستدامة.
وبالرجوع للمشرع الجزائري ،وفي محاولة منه لمواكبة تطورات القانون الدولي للبيئة ،نجده تبنى في القانون
" 12-23مبدأ اإلدماج ،الذي يجب بمقتضاه ،دمج الترتيبات المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة عند إعداد
المخططات والبرامج القطاعية وتطبيقها".3
مما سبق يتضح أن استخدام مبدأ اإلدماج في حماية البيئة يؤول إلى الجمع بين أهداف التنمية
االجتماعية واالقتصادية وتحقيق الرفاه الجماعي ،وال يكون ذلك إال باعتماد الجانب الكمي واعتماد النوعية التي
تحترم الشروط البيئية باعتبارها حق لألجيال الالحقة أيضا وبذلك تصبح التنمية المستدامة عملية مستمرة وهادفة
تحقق التوازن لألجيال وتحقق التوازن بين الجانب البيئي واالقتصادي واالجتماعي ،ويمكن تطبيق المبدأ في
مختلف المشاريع منها العمرانية ،والبنى التحتية وفي تخطيط المرافق والخدمات االجتماعية ،وبذلك تدمج البيئة
في كل النشاطات المختلفة ألجل ضمان تنمية مستدامة.4
الفرع الرابع :مبدأ التخطيط البيئي.
و يعرف التخطيط البيئي على أنه منهج يقوم ويعدل خطط التنمية من منظور بيئي ،أو بمعنى آخر هو
التخطيط الذي يحكمه بالدرجة األولى البعد البيئي واآلثار البيئية المتوقعة لخطط التنمية على المدى المنظور
وغير المنظور ،هو التخطيط الذي يهتم بالقدرات أو الحمولة البيئية ،بحيث ال تتعدى مشروعات التنمية
ومطامحها الحد البيئي الحرج ،وهو الحد الذي يجب أن نتوقف عنده وال نتعداه ،حتى ال تحدث نتائج عكسية قد
تعصف بكل ثمار مشروعات خطط التنمية.5
1
Armelle Renault-Couteau, Le principe d’intégration: la genése d’un principe général du droit en devenir, In, Arnaud
De Raulin et Georges Saad, Droits fondamentaux et droit de l’environnement, Horizon Pluriel, L’Harmattan, sans date
de publication, p 41.
-2فارس عليوي ،أطروحة سابقة ،ص .10
-3المادة 3ف 2من القانون .12-23
-4محمد معايفي ،مرجع سابق ،ص .29
-5الحبيب بن خليفة ،مذكرة سابقة ،ص 17
62
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
كما يعرف التخطيط أيضا بأنه وضع برنامج يتضمن قواعد وتنظيمات محددة لحماية البيئة ،من خالل
التوقيع والتنبؤ بالمخاطر والمشكالت البيئية والتي يمكن أن تظهر مستقبال ،وأخذ الحيطة والحذر بشأنها عن
طريق وضع الخطط الالزمة للوقاية منها والتقليل من خسائرها.1
والتخطيط البيئي ليس منفصال عن باقي المخططات ،إنما هو إدماج االعتبارات البيئية في مخططات
التنمية ،ويتطلب ذلك عمقا ال يستهان به ،بدءا من الروابط البيئية للمخططين االقتصاديين والبيئيين ،التي تشكل
إحدى األدوات التي يمكن اللجوء إليها لتوحيد عناصر المنهج البيئي ،أمال في الوصول إلى تنمية حقيقية،
وانتهاء بالتقييم المحدد لآلثار البيئية للتنمية ،ويرجع ذلك إلى تعدد العناصر المرتبطة بالتخطيط ،فالتخطيط
البيئي يتم بنظرة شاملة ،واقعية ومتكاملة لكل ما يقيمه ويستغله اإلنسان ضمن الحيز الجغرافي الذي يشغله ،كما
يتضمن معالجة كافة المشاكل البيئية الناجمة أو التي قد تنجم عن استغالل وتنمية هذا الحيز وتحسين النوعية
البيئية ،مع األخذ بعين االعتبار بعدها اإلقليمي ،وعليه فإن عمليات التخطيط البيئي يجب أن تعنى بالمكونات
الطبيعية والمشيدة للبيئة على حد سواء ،كما تعنى بالتغيرات الهيكلية في هذه المكونات خاصة تلك التي تؤدي
إلى تردي نوعية البيئة.
تكمن أهمية التخطيط البيئي في اعتباره من أنجع الوسائل لحماية البيئة ويرجع ذلك لطبيعته الوقائية ،إذ
يتحاشى بواسطته حدوث المخاطر والمشاكل البيئية قبل حدوثها ،كما أنه بواسطة هذا النوع من التخطيط يمكن
تجنب الوقوع في التناقض بين السياسات التي تنتهجها األجهزة والمؤسسات التي لها عالقة بحماية البيئة ،وذلك
بسبب أن التخطيط غالبا ما يحدد دور كل من األجهزة والمؤسسات تحديدا دقيقا ،وكذلك التنسيق فيما بينها ألجل
الحماية األمثل للبيئة .كما أن الوقاية من المخاطر والمشاكل البيئية من خالل التخطيط البيئي يوجب على
السلطات العامة في الدولة أن تتخذ جميع اإلجراءات والتدابير القائمة على تطور المعرفة والمعلوماتية والخبرة
مع األخذ بعين االعتبار الجوانب الفنية والتقنية.2
وعمد المشرع الجزائري إلى سن التخطيط وأحكامه في القانون 12-23المتعلق بحماية البيئة في إطار
التنمية المستدامة ،إذ حدد في المادة 29منه أدوات تسيير البيئة والتي منها "تخطيط األنشطة التي تقوم بها
الدولة ،كما يخصص الفصل الثالث لتخطيط األنشطة البيئية .وفي القانون 21-29المؤرخ في 0229/29/13
المتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتنميتها نصت المادة 29منه على أدوات تسيير المساحات
الخضراء والتي منها مخططات تسيير المساحات الخضراء بينما حددت المادة 01محتوياته وكيفية إعداده
والمصادقة عليه وأحالت ذلك للتنظيم .كما ورد التخطيط في القانون 17-21المؤرخ في 0221/10/10
-1اسماعيل نجم الدين زنكه ،القانون اإلداري البيئي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت ،0210 ،ص .399
-2اسماعيل نجم الدين زنكه ،مرجع سابق ،ص .399
63
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها حيث نص على التخطيط في المواد ،12-13-10ونصت المواد
31-32-07على إنشاء مخطط بلدي لتسيير النفايات المنزلية .أما القانون 07-72المتعلق بالتهيئة والتعمير
فقد تطرقت مواده من 12إلى 12والمواد من 11إلى 32والمواد من 31إلى 31إلى المخططات الوجيهية
للتهيئة والتعمير ومخططات شغل األرضي.
الفرع الخامس :مبدأ النشاط الوقائي.
إذا كانت اإلجراءات واجبة التطبيق لحماية البيئة تهدف أساسا إلى تحقيق األمن البيئي فهذا يعني تحقيق
أقصى حماية للبيئة بكافة جوانبها في البر والبحر والهواء ،ومنع أي اعتداء عليها قبل حدوثه منعا لوقوع الضرر
الذي ال يمكن تداركه .وذلك باتخاذ التدابير واإلجراءات الوقائية الالزمة ،سواء كانت من خالل سن القوانين
واللوائح التي تمنع التصرفات المؤدية لهذا الضرر أو باستخدام وسائل المالحظة والمتابعة والقياس ،أو وسائل
التحذير وضبط الفاعل.
يقصد بالنهج الوقائي التأهب ألي تهديد محتمل أو افتراضي ،أي عندما ال تتوفر الدالئل القوية التي تؤكد
حصول ضرر حقيقي ما .وهذا المبدأ يعتمد على المنع الذي يرتكز على االحتمالية والحاالت الطارئة .فمبدأ
النهج الوقائي يسعى إلى تجنب إلحاق الضرر بالبيئة.
يعتبر المؤتمر الدولي الثاني بشأن حماية بحر الشمال لعام 1719أول من قام بصياغة واضحة لمفهوم
النهج الوقائي ،حيث نص على أن النهج الوقائي أمر ضروري لحماية بحر الشمال من أي مخاطر بيئية محتملة
قد يتعرض لها ،وأنه ال بد من اتخاذ اإلجراءات الوقائية حتى قبل ثبوت وجود هذه المخاطر بأدلة علمية
واضحة.1
تتمثل اإلجراءات الوقائية في األساليب التي يمكن من خاللها منع حدوث التدهور البيئي في أي صورة
من صوره المختلفة ،أي منع وقوعه أصال .وعليه فإن اإلجراءات الوقائية غير مرتبطة بظهور التدهور البيئي.2
تتصف قواعد القانون البيئي بكونها قواعد وقائية ،أي أنها تضبط الشأن البيئي على نحو مسبق لصدور
التلوث وحدوث الضرر ،وبالتالي تهدف هذه القواعد إلى المحافظة على البيئة قبل اإلضرار بها من طرف
األشخاص والمؤسسات لكون ما يمكن أن يصدر من تلوث بيئي سيكون من الصعب تداركه فيما بعد.
يرى الفقيه بربوتا –المقرر الخاص للجنة القانون الدولي المكلفة بإعداد اتفاقية دولية حول المسؤولية
الدولية عن النتائج الضارة الناجمة عن أفعال ال يحظرها القانون الدولي -أن التدابير التي تمنع وقوع حادث ،و
1
Svitlana Krachenko, Tarek M. R. Chowdhury and Md Jahid Hossain: Principles of international
environmental law, rout ledge hand book of international environmental law, first published, 2013, p.47.
-2صفية زيد المال ،حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة على ضوء أحكام القانون الدولي ،أطروحة دكتوراه ،جامعة تيذي
وزو ،الجزائر ،0219-0211 ،ص .301
64
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
التدابير الكفيلة باحتواء اآلثار الضارة لحادث بعد وقوعه أو تخفيظها إلى الحد األدنى ذات طبيعة وقائية ،فالنوع
األول يتخذ لمنع وقوع الحادث و الثاني لمنع وقوع الضرر ،بصورة كلية أو جزئية .فاإلحتواء و التقليل إلى الحد
األقصى أو التخفيف مساوية جميعا للوقاية من وقوع مقدار من الضرر ،كان سيبقى لوال اتخاذ هذه التدابير.
يعد مبدأ الوقاية بمثابة المرشد لقانون البيئة ،و تظهر أهميته من ناحيتي:
-الناحية اإليكولوجية :يعد منع وقوع األضرار البيئية قبل حدوثها أفضل الوسائل لضمان حماية أفضل
لخصائص النظام البيئي.
-الناحية االقتصادية :غالبا ما تكون تكاليف االصالح و العالج مرتفعة عن تكاليف الوقاية.
شكل تكريس مبدأ الوقاية في القانون الدولي البيئي تأثي ار حاسم في تطوير التشريعات الوطنية التي
أصبحت هي األخرى تتضمن صراحة البعد الوقائي في نصوصها المتعلقة بمختلف المجاالت البيئية ،منها
الجزائر ،حيث نص المشرع على هذا المبدأ في المادة 9/3من القانون .12-23
يعتبر القضاء الدولي هو من إبتكر مبدأ الوقاية في القانون الدولي ،بمناسبة النزاع بين الواليات المتحدة
األمريكية وكندا في قضية إنبعاث الغبار الملوث من مصهر تريل عام ،1721حيث بررت المحكمة حكمها
بضرورة إلتزام المؤسسة الصناعية بمنع التلوث العابر للحدود.
أما محكمة العدل الدولية فقد أكدت في حكمها بخصوص هذا المبدأ في قضية Gabrikovo
Nagymarosسنة 1799بين المجر و التشك بأن "حماية البيئة يفترض اليقضة و الوقاية باعتبار أن
األضرار التي تلحق بالبي ئة تتسم في الغالب بأنها أضرار ال يمكن اصالحها ،باإلضافة إلى أن ميكانيزم
التعويض يبقى محدودا اتجاه هذا النوع من األضرار".1
الفرع السادس :مبدأ الحيطة و الحذر.
يعتبر هذا المبدأ حديثا مقارنة بغيره من المبادئ في إطار القانون الدولي عموما ،فهو اختراع أو نتاج
قانوني جديد و هام خاصة في إطار حماية البيئة .يقصد به اتخاذ تدابير احتياطية لمكافحة أضرار لم يتوصل
العلم بعد إلى تأكيد وقوعها و تحققها ،و إنما ينتابها نوع من الريبة و الشك ،لذلك نجد أن هذا المبدأ يهدف إلى
اتخاذ تدابير وقائية مسبقة لتدارك وقوع أضرار لم يتوصل العلم إلى معلومات دقيقة بشأنها.2
-1قرار محكمة العدل الدولية في القضية المتعلقة بمشروع ،غابتشيكوفو ناغيماروس ،بين هنغاريا /سلوفاكيا ،الصادر في 09
سبتمبر
، 1779موجز الفتاوى واألحكام الصادرة عن محكمة العدل الدولية في الفترة ،0220 -1779منشورات األمم المتحدة،
ST/LEG/SER.F/1/Add.2
-2صفية زيد المال ،رسالة سابقة ،ص .327
65
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
ظهر مبدأ الحيطة و الحذر ألول مرة على المستوى الدولي في الميثاق العالمي للطبيعة سنة 1710الذي
حث الحكومات على عدم منح ترخيص لمزاولة النشاطات التي لها آثار ضارة على البيئة والطبيعة كتدبير
احتياطي للوقاية من اآلثار الخطيرة.
تكرس مبدأ الحيطة كمبدأ عام ضمن السياسة البيئية من طرف اللجنة االقتصادية لألمم المتحدة بموجب
إعالن مؤتمر برغان حول التنمية الدائمة ،1كما أن أول إتفاقية مؤكدة لمبدأ االحتياط والمستدركة لتطبيقه هي
اإلتفاقية المتعلقة بمنع استيراد النفايات الخطيرة ومراقبة حركتها العابرة للحدود بإفريقيا ،إذ يظهر في هذه اإلتفاقية
التصور االحتياطي ضمن اإللتزامات العامة الواجبة على األطراف والمتعلقة بإنتاج النفايات بإفريقيا ،2واتفاقية
إسبو المتعلقة بتقدير اآلثار على البيئة العابرة للحدود.3
على الصعيد الوطني ،تعتبر ألمانيا أول دولة طورت مفهوم المبدأ في بداية الثمانينات ،و أدرج في
القانون الفرنسي ألول مرة بصورة صريحة بمقتضى قانون بارنيي .1779أما المشرع الجزائري فقد نص عليه
في المادة 1/3من قانون .12-23
الفرع السابع :مبدأ دراسة التأثير البيئي:
تعتبر دراسة التأثير البيئي وسيلة للتقييم و في نفس الوقت إجراء جديد التخاذ الق اررات مما يعبر عن
التغيير الكلي في طريقة اتخاذ الق اررات لمحاولة التوفيق بين المسائل االقتصادية و المسائل البيئية ،وهي ال تهتم
فقط بدراسة و تقييم اآلثار السلبية المحتملة على البيئة للعمل المقترح (مشروع ،برنامج ،خطة ذات طابع تقني
وغيره) أو كل قرار للسلطات العامة (تنظيمية ،إدارية) لكن تتضمن و تشمل تقييم لمجموع تكاليف و فوائد
المشروع من الناحية االقتصادية واالجتماعية و البيئية.
-1كان وزراء ) ( 34دولة أعضاء في اللّجنة االقتصادية ألوروبا ،والمجتمعين في مدينة Bergenالنرويجية ،قد أصدرو في
19مايو 1990اعالنا و ازريا يتعلق بالتنمية المستدامة ،نصت المادة 07منه على مبدأ الحيطة حيث أشارت إلى أ نه:
« En vue d’atteindre un développement durable, les politiques doivent se fonder sur le principe de
précaution les mesure sur l’environnement doivent anticiper, prévenir et combattre les cause de
dégradation de l’environnement. En cas de risque de dommages graves ou irréversibles,
l’absence de certitude scientifique absolue ne doit pas servir de prétexte pour remettre a plut tard
» l’adoption de mesures visant a prévenir la dégradation de l’environnement
-2تم الّتوقيع عليها بباماكو في 30جانفي ، 1991تم تبنيها ضمن إطار منظمة الوحدة اإلفريقية ،و دخلت حيز النفاذ في 20
مارس . 1996
حيز النفاذ في
المتحدة ألوروبا ،دخلت ّ
ّ لألمم
المؤرخة في 25فيفري 1991المعتمدة ضمن إطار الّلجنة االقتصادية ّ
ّ -3
10سبتمبر .1779
66
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
حاول العديد من الفقهاء تعريف إجراء دراسة التأثير ،فقد عرفها البعض "قاعدة الحس السليم" ،وأرجعها
في مصدرها إلى قاعدة التفكير قبل العمل ،فإلى جانب الدراسات االقتصادية والمالية لكل مشروع ال بد من
إجراء دراسة بيئية للمشروع ،ذلك أن أي نشاط عاما أو خاصا ليس آمنا بالنسبة للبيئة ،ولذلك صار من الالزم
التحديد المسبق لآلثار الجماعية للنشاط ،كما عرف بأنه "دراسة علمية وتقنية مسبقة واجراء إداري متطور".
كما عرفها البعض اآلخر بأنها عملية تنبئية وتقييمية لتأثير نشاط ما على البيئة المحيطة به ،وبناء على
هذا التأثير المدمج فيه التأثيرات االقتصادية واالجتماعية بما فيها التأثيرات الصحية والتأثيرات المختلفة على
عناصر البيئة الطبيعية يتم إعداد تقرير الدراسة الذي يعرض على متخذي القرار للعمل على التخطيط السليم
وتنفيذ المشروعات بما يحقق تالفيا لآلثار السلبية وتعظيما لآلثار اإليجابية وهي عملية تساعد الدول على تحقيق
التنمية المستدامة بأقل أضرار على مواردها البيئية والبشرية.1
أسلوب تقييم اآلثار البيئية ال يشكل أساسا للحفاظ على البيئة فحسب ،وانما يكون منطلقا للتشريعات
البيئية اإلنمائية ،التي تساهم في اتخاذ القرار ،بما يتطلب وضع مبادئ توجيهية للعملية من جهة ،وتوضيح
منهجية خطوات تقدير آثار التلوث على البيئة من جهة أخرى.
نظم المشرع الجزائري مسألة تقييم مدى تأثير اآلثار البيئية لمشاريع التنمية ،من خالل المرسوم التنفيذي
الخاص بدراسة مدى التأثير في البيئة رقم 91-72المؤرخ في ( 1772/20/09ج.ر .عدد )12والذي عدل
بالمرسوم التنفيذي 129-29المحدد لمجال تطبيق ومحتوى وكيفيات المصادقة على دراسة وموجز التأثير على
البيئة (ج.ر .عدد )32الذي يبين كيفية دراسة مدى تأثير مشاريع التنمية على البيئة ،سواء كانت على المستوى
المحلي أو الوطني ،وتبيان اإلجراءات المتخذة بهذا الشأن ،كما أشار القانون 12-23في مجال دراسة مدى
التأثير على وجوب الخضوع المسبق لمشاريع التنمية ،والمنشآت الثابتة والمصانع ،وبرامج البناء والتهيئة لدراسة
التأثير على البيئة ،وهذا لدراسة مدى التأثير على األنواع والموارد واألوساط والفضاءات الطبيعية ،والتوازنات
االيكولوجية وكذلك على إطار ونوعية المعيشة.
كما أكد المشرع الجزائري على أن دراسة التأثير ،يتضمن عرض النشاط االقتصادي المزمع القيام به ،من
خالل وصف حالة الموقع وبيئته ،والتأثير المحتمل على البيئة ،وعلى صحة اإلنسان ،وعلى التراث الثقافي،
وتحديد التدابير والحلول البديلة من أجل الحد من اآلثار المضرة بالبيئة.
-1طه طيار ،دراسة التأثير على البيئة -نظرة في القانون الجزائري -مجلة المدرسة الوطنية لإلدارة ،العدد األول ،الجزائر1991 ،
،ص. 03
67
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
يستنتج أن دراسة التأثير البيئي يسهل تطبيق مبدأ الوقاية والحيطة ،عن طريق تقدير احتمال حدوث
الضرر وان كان غير مؤكد ،ويسمح أيضا بمحاولة إجراء تقدير يكون أكثر دقة ممكنة لتحديد درجة خطورة
الضرر المحتمل.
المطلب الثاني :المبادئ التدخلية لحماية البيئة.
يندرج ضمن هذا الصنف مبدآن هما مبدأ االستبدال ومبدأ الملوث الدافع .ويقصد باإلجراءات التدخلية أو
العالجية أو الردعية ،اتخاذ سلسلة سريعة من التدابير التي توقف حاال المصادر الرئيسية لهذه المشكالت
البيئية ،والتي يشكل استمرارها موتا محققا لإلنسان والبيئة معا ،وتشمل :مبدأ االستبدال و مبدأ الملوث الدافع.
الفرع الول :مبدأ االستبدال.
نص المشرع على هذا المبدأ في المادة الثالثة فقرة ثالثة من قانون 12-23واعتبره من المبادئ
األساسية والمرجعية لهذا القانون ،حيث يمكن بمقتضاه استبدال نشاط تم التأكد بإض ارره بالبيئة بآخر يكون أقل
خط ار عليها ،دون مراعاة لتكلفة هذا النشاط الجديد ما دام يوفر الحماية الالزمة للبيئة.
لم يشترط المشرع في النشاط الجديد أن يكون غير مضر ،بل يكفي أن يكون أقل إض ار ار من األول .وفي
ذلك إرادة حازمة للتقليل من تلوث البيئة حتى وان كان مكلفا.
ويتجسد ذلك في وجود نشاط كان يعتبر غير مضر بالبيئة ،إال أنه بعد التقدة العلمي التكنولوجي ثبت
العكس ،فصعوبة توقيف هذا النشاط تحتم إيجاد نشاط بديل غير مضر أو على األقل أقل إض ار ار من النشاط
المستبدل ،كما أن تكلفة تغيير النشاط وان كانت مرتفعة فإنها تعتبر غير ذلك بل تافهة بالمقارنة مع وقف
النشاط بالكامل وبالتالي يمكن أن نعتبر هذا المبدأ بطريقة غير مباشرة مربح لصاحب النشاط بخالف ما تبدو
عليه صياغته .يمكن إدراج هذا المبدأ ضمن المبادئ الوقائية ما دام النشاط المستبدل لم يلحق ضر ار بالبيئة.1
تجدر اإلشارة إلى أن نص المشرع على عدم مراعاة تكلفة استبدال النشاط هو تأكيد على أن المقصود
من التكلفة المقبولة المدرجة في المبدأ ال يقصد منها التوقف عن حماية البيئة عندما تكون التكاليف مرتفعة،
وانما اللجوء إلى أنسب الحلول من حيث التكلفة وكذا من حيث التقنيات المستعملة.2
الفرع الثاني :مبدأ الملوث الدافع:
"الملوث يدفع" مبدأ يحمل الملوث الذي يضر البيئة المسؤولة عما تسبب به ،ويتطلب منه أن يدفع
تعويضات إلصالح الضرر .ويعتبر هذا المبدأ تطبيقا لقاعدة اقتصادية لتوزيع التكاليف التي يعود مصدرها إلى
-1الحبيب بن خليفة ،القيمة القانونية للمبادئ العامة لقانون البيئة،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة أدرار ،الجزائر-0212 ،
،0219ص 132
-2الحبيب بن خليفة ،مرجع سابق ،ص .131
68
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
نظرية "سيادة العوامل الخارجية" ،التي وضعها العالم اإلنجليزي Pigouفي بداية العشرينيات من القرن
الماضي ،مفادها أنه عندما يسبب إنتاج أو استهالك سلعة أو خدمة ضر ار للبيئة ،تكون هناك سيادة للعوامل
الخارجية ،وتكون هذه السيادة للعوامل الخارجية سلبية عندما ال تؤخذ تكلفة األضرار في حساب تكلفة اإلنتاج أو
الخدمة ،ويأخذ الحرائق التي تسببها ش اررة القاطرات في الحقول كمثال للعوامل الخارجية السلبية.
في الواقع أن االعتراف بمبدأ الملوث الدافع في اإلتفاقيات الدولية حديث نسبيا ،والنطاق الجغرافي لهذه
اإلتفاقيات ال يتعدى اإلطار اإلقليمي ،وهو ما يؤدي إلى التشكيك في الوضع الراهن للقانون الدولي البيئي ،أنه
يستطيع أن يشكل المبدأ قاعدة عرفية.
على الصعيد الجزائري تم إقرار مبدأ الملوث الدافع من خالل نص المادة 9/3من قانون حماية البيئة في
إطار التنمية المستدامة .12-23
المطلب الثالث :المبادئ القائمة في ظل الحماية و المحافظة على البيئة.
حتى تتحقق الحماية المثالية والفعلية للبيئة ،يجب أن يتم ذلك بصورة متواصلة بغض النظر عن وقوع
ضرر أم ال.
الفرع الول :مبدأ الحق في اإلعالم في المواد البيئية:
يقصد باإلعالم نشر المعلومات والمعطيات المختلفة حول األنشطة واألعمال أو مشروعات األنشطة أو
اإلجراءات التي يمكن إتخاذها من قبل دولة ما ،والتي تخلق أو يمكن أن تخلق خطر ملموس على بيئة دولة أو
دول أخرى.
ونشر مثل هذه المعلومات قد يتم بصفة تلقائية من الدولة التي يجري على إقليمها مثل هذه األنشطة ،أو
من خالل طلب تتقدم به الدولة أو الدول المعرضة لمخاطر هذه األنشطة أو اإلجراءات .وقد يتخذ إجراء اإلعالم
صورة منتظمة بصدوره في شكل إعالن منتظم بالمعلومات المتعلقة بنشاط أو بعمل محدد يمكن أن تترتب عليه
أضرار بيئية.1
جاء هذا الحق في المبدأ العاشر من إعالن ريو الذي نص على الحق في االطالع على الوثائق
والبيانات البيئية ،كما كرس هذا الحق قانونيا على المستوى الدولي بفضل اتفاقية 1771 Aarhusالمتعلقة بحق
االعالم ومساهمة الجمهور في اتخاذ الق اررات و اللجوء إلى القضاء في المجال البيئي ،إذ تمنح األولوية لحق
االعالم على حق المساهمة في اتخاذ الق اررات ،و على السلطات المعنية أن تقدم هذه المعلومات في أجل شهر
من يوم تقديم الطلب ،و في أجل شهرين كحد أقصى إذا كانت الوثائق المطلوبة معقدة.1
يعتبر القانون 12-23أول نص قانوني اعترف بالحق في االعالم عن المواد البيئية في الجزائر.
يمكن أن تتعلق هذه المعلومات بكل المعطيات المتوفرة لدى االدارة في شكلها المكتوب أو المرئي أو
الشفهي أو اآللي ،و مرتبطة بحالة البيئة التي تتناول حالة الماء ،الهواء ،التربة ،النباتات ،المواقع الطبيعية
والتلوث أو التدابير التي لها انعكاسات ضارة أو يحتمل أن يكون لها تأثير على العناصر البيئية و التنظيمات
واإلجراءات و البرامج و المخططات الموجهة لضمان حماية البيئة و تنظيمها.
ما يعاب على المشرع الجزائري أنه:
-لم يكرس الكثير من األحكام التي تخدم الحق في االعالم البيئي ،و التي وردت أغلبها في مسودة
مشروع القانون الجديد لحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة.
لم يحدد القانون إجراءات تسليم هذه المعلومات و ال آجال تقديمها تاركا ذلك للنصوص التنظيمية -
حسب نص المادة .3/ 9
-لم يتضمن الطعن القضائي في حالة رفض االدارة إعالم الجمهور.2
تأسيس نظام قانوني دولي لحماية البيئة و ترقية التنمية المستدامة غير كاف ما لم يجد هذا النظام أطر
للتعاون بين الدول تهدف لحماية البيئة ،و المحافظة عليها من خالل فرض تدابير وقائية وردعية في آن واحد،
يتعين على الدول اإللتزام بها.
الفرع الثاني :مبدأ المشاركة في القرار:
هي إتاحة الفرصة لألفراد والجماعات للمشاركة النشطة في كافة المستويات على حل المشكالت البيئية،
ويؤكد مصطفى طلبة –المدير التنفيذي لبرنامج األمم المتحدة للبيئة -أنه إذا لم تكن هناك مواجهة للمشاكل
البيئية بمشاركة كافة فئات المجتمع ،واذا لم تكن هذه المشاركة جادة وايجابية لن تفلح أي جهود لمواجهة مشاكل
البيئة سواء كان ذلك في الواليات المتحدة بكل إمكانياتها واعالمها أو في أي دولة من الدول النامية ،التي ال
-1تم إقرار إتفاقية Aarhusفي إجتماع لوزراء الدول األوروبية عام 1771حول الحق في الحصول على جميع المعلومات
البيئية ،وقد دخلت حيز النفاذ في 32أكتوبر 0221بعد التصديق عليها ،وتعد هذه اإلتفاقية بمثابة ترجمة للمادة العاشرة من
إعالن ريو حول حاجة المواطنين إلى المشاركة في الموضوعات البيئية وحصولهم على المعلومات البيئية التي تملكها السلطات
العمومية.
-2صفية زيد المال ،رسالة سابقة ،ص .017
70
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
تملك مثل هذه اإلمكانيات ،وقد أثبتت التجارب أن إشراك الناس في صنع الق اررات التي يتعلق بها مستقبلهم أمر
ضروري.1
ويتمثل هذا المبدأ في المشاركة الفعالة واإليجابية في حماية البيئة سواء عن طريق المناقشات أو تبادل
األفكار والمعلومات وضرورة اإلعالم .وقد نص عليه إعالن ري ودي جانيرو ضمن المبدأ العاشر الذي أكد
مضمونة على أن " التربية وتوعية المواطنين يشكالن السبيل األفضل لمعالجة قضايا البيئة ،وعلى السكان
المشاركة في عملية اتخاذ الق اررات الخاصة بالبيئة" ،وكذا المبدأ 01الذي جاء فيه إن "النساء والرجال والشعوب
تقوم بدورها في حماية البيئة ،ويتعين إشراكهم في هذه عملية القابلة لإلستمرار".
ولقد كرس هذا المبدأ في التشريع الجزائري من خالل اقراه في القانون 12-23ال سيما المواد -29-23
27-21كإطار عام يتجسد في التحقيقات العمومية ،وكذلك القانون 21-10المؤرخ في 10جانفي 0210
المتعلق بالجمعيات الذي يشير إلى إشتراك األشخاص في تسخير معارفهم في العديد من المجاالت ومنها
المجال البيئي .2والقانون 21-21المؤرخ في 0221/20/02المتضمن القانون التوجيهي للمدينة ينص على
التسيير الجواري الذي بموجبه يتم بحث ووضع الدعائم والمناهج الرامية إلى إشراك المواطن بصفة مباشرة أو
عن طريق الحركة الجمعوية في تسيير البرامج واألنشطة التي تتعلق بمحيطه المعيشي وكذلك تقدير اآلثار
المترتبة على ذلك وتقييمها .3كما ورد النص على مبدأ المشاركة في القانون 02-22المؤرخ في
0222/10/09المتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث في إطار التنمية المستدامة (المادة 1ف
.)2
ال تتأتى الحماية الفعلية للبيئة ما لم توضع النصوص التشريعية موضع التنفيذ على أرض الواقع من
خالل بناء مؤسساتي متكامل وفعال.
-1غسان الجندي ،القانون الدولي لحماية البيئة ،مرجع سابق ،ص .121
-2المادة 20ف 20من القانون .20-70
-3المادة 20ف 20من القانون .20-20
71
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
المبحث الثالث :اإلطار المؤسساتي لحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة في الجزائر.
إن تواجد قوانين بيئية متطورة ،ال يكفي لضمان حماية عقالنية للبيئة الطبيعية ،بل ال بد من توفر
مؤسسات ،تسند إليها مهمة تطبيق هذه القوانين والسهر على احترامها ،وتوفير الميكانزمات الضرورية لتفعيلها،
وعندما نتحدث عن اإلطار المؤسساتي يجب أن يأخذ بمفهومه الشامل ،أي عدم التركيز على المؤسسات
الحكومية الفاعلة في مجال السياسة العمومية.
تعد اآلليات الوطنية الضمانة الثانية لحماية البيئة ،وتكتسي دراسة التطور المؤسساتي لقطاع البيئة في
الجزائر أهمية بالغة في الكشف عن مدى نجاعة وفعالية تدخل اإلدارة البيئية في رسم السياسة العامة البيئية،
وتحقيق التنمية المستدامة في الجزائر.
أصبحت المسألة البيئية تهم العديد من الفاعلين ،إدارات عمومية كانت أو مؤسسات غير حكومية مثل:
الجمعيات واألحزاب والمؤسسات العلمية ،غير أن ميزة التشتت والقطاعية التي تعرفها قوانين حماية البيئة،
وبالخصوص في الدول النامية أفرزت إطا ار مؤسساتيا يتسم بالتجزئة وتعدد المتدخلين ،وتشمل المؤسسات البيئية
ثالث مستويات هي :األجهزة المركزية ،األجهزة الالمركزية ومنظمات المجتمع المدني.
على هذا األساس يتم تقسيم هذا المبحث إلى ثالث مطالب ،يبين األول دور الهيئات المركزية في مجال
حماية البيئة ،في حين يركز الثاني على دور الهيئات الالمركزية في هذا المجال ،ويتطرق الثالث إلى دور
المجتمع المدني في هذا المجال.
المطلب الول :دور الهيئات اإلدارية المركزية في حماية البيئة.
بانتهاء مرحلة التشريع تليها مرحلة التنفيذ التي هي موكلة للسلطة العامة لما لها من امتيازات ووسائل
كفيلة بالحماية ،والهدف من ذلك وضع حد لإلنتهاكات العديدة في المجال البيئي ،كما أتاح المشرع لكل شخص
طبيعي أو معنوي التدخل لتسيير البيئة وحمايتها ،وبذلك نتناول في هذا المطلب اآلليات المركزية المتدخلة في
حماية البيئة ممثلة فياإلدارة التنفيذية المكلفة بالبيئة (الفرع األول) ،والفضاءات الوسيطة (الفرع الثاني).
الفرع الول :اإلدارة التنفيذية المكلفة بالبيئة.
شغل موضوع حماية البيئة حي از كبي ار من اهتمام الجهات الحكومية المختصة ،نتيجة لألخطار التي
أحاطت بالبيئة ،ومن ثم التحرك لتفعيل دور هذه الجهات في مالحقة األضرار التي تحدق بالبيئة على نحو
منظم ،للوصول إلى بيئة سليمة و خالية من التلوث.
أوال-الوزارة المكلفة بالبيئة.
لقد أولت الجزائر إهتماما بالبيئة فأنشأت لذلك عدة مؤسسات تهدف إلى حمايتها ،حيث قامت سنة
1792بإنشاء اللجنة الوطنية للبيئة ،وهي هيئة تشاورية تتكون من عدة لجان من ميادين مختلفة ،ثم حلت اللجنة
72
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
سنة 1799وتم تحويل مصالحها إلى و ازرة الري واستصالح األراضي وتم إنشاء مديرية البيئة ،وفي مارس
1711ألغيت مديرية البيئة وحولت مصالحها إلى كتابة الدولة للغابات واستصالح األراضي والتي أعطت لها
تسمية مديرية المحافظة على الطبيعة وترقيتها ،وفي جويلية 1713تم تأسيس الوكالة الوطنية للبيئة .وفي سنة
1712تم إسناد المصالح المتعلقة بالبيئة إلى و ازرة الري والبيئة والغابات ،كما تم سنة 1711تحويل
اختصاصات حماية االبيئة إلى و ازرة الفالحة ،وخالل الفترة الممتدة ما بين 1772و 1770حولت هذه
االختصاصات إلى كتابة الدولة المكلفة بالبحث العلمي لدى الو ازرة المكلفة بالجامعات ،وفي 1772تم إلحاق
قطاع البيئة بو ازرة الداخلية والجماعات المحلية ،وتم إنشاء مديرية البيئة و المفتشية العامة للبيئة والمفتشيات
الوالئية .أما سنة 1777فقد ألحقت البيئة بو ازرة األشغال العمومية والتهيئة العمرانية والبيئة والتعمير ،وفي
0222ألحقت بو ازرة التهيئة العمرانية والبيئة ،وفي سنة 0221تم خلق أول و ازرة مستقة تعنى بشؤون البيئة
تحت وصاية وزير تهيئة اإلقليم والبيئة ،ثم سميت في 0220و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة ،وسميت في 0229
و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة والسياحة ،وسميت في 0212و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة ،وفي 0210أصبحت
و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة لتعود في 0213و ازرة التهيئة العمرانية والبيئة ،وفي 0219ألحقت بو ازرة
الموارد المائية لتصبح و ازرة الموارد المائية والبيئة .وقد تكللت الجهود في 0219من خالل استحداث و ازرة البيئة
والطاقات المتجددة ،أما سنة 0202فقد تعززت حماية البيئة بحقيبتين إضافيتين حيث صار هناك و ازرة البيئة
والو ازرة المنتدبة لالنتقال الطاقوي والطاقات المتجدة والو ازرة المنتدبة للبيئة الصحراوية .وقد حافظ التعديل
الحكومي لسنة 0201على نفس التسمية و ازرة البيئة.
ويتولى وزير البيئة اقتراح واعداد عناصر السياسة الوطنية في ميدان البيئة ،ويتولى تنفيذها ومتابعتها
ومراقبتها وفقا للقوانين و التنظيمات المعمول بها ،كما يمارس الوزير اختصاصاته وصالحياته باالتصال مع
القطاعات والهيئات المعنية في حدود اختصاصات كل منها.1
ثانيا:المديرية العامة للبيئة والتنمية المستدامة.
تدخل المديرية العامة للبيئة ضمن هياكل و ازرة البيئة ،2وتكلف بما يلي:3
-تعد وتضمن تنفيذ االستراتيجية الوطنية للبيئة وتقييمها وتحيينها،
-تعد التقرير الوطني حول حالة البيئة ومستقبلها،
-1للتفصيل في اختصاصات وزير البيئة ارجع إلى المرسوم التنفيذي 312-19المؤرخ في 09ديسمبر ، 0219يحدد
صالحيات وزير البيئة والطاقات المتجددة ( ،ج .ر .عدد 92صادرة بتاريخ .)0219/10/09
-2المادة األولى الفقرة الخامسة من المرسوم التنفيذي 319-19المؤرخ في 09ديسمبر ،0219يتضمن تنظيم اإلدارة المركزية
لو ازرة البيئة والطاقات المتجددة( ،ج .ر .عدد ،92صادرة بتاريخ .)0219/10/09
-3الفقرة األولى من المادة الثانية من المرسوم التنفيذي .319-19
73
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-تعد وتضمن تنفيذ مخطط العمل الوطني من أجل البيئة والتنمية المستدامة ،وتقييمه وتحيينه ،بالتنسيق مع
القطاعات المعنية،
-تقوم بالوقاية من كل أنواع التلوث واألضرار في الوسط الحضري والصناعي،
-تضمن مراقبة وتقييم حالة البيئة،
-تتولى متابعة أهداف التنمية المستدامة وتنفيذها،
-تسهر على تطبيق التشريع والتنظيم المعمول بهما فيما يتعلق بحماية البيئة ،وتقوم بزيارات للتقييم والتفتيش
والمراقبة،
-تدرس وتحلل دراسات التأثير ودراسات الخطر والدراسات التحليلية للبيئة،
-تقوم بتصور ووضع بنك معطيات ونظام للمعلومات الجغرافية يتعلق بالبيئة والتنمية المستدامة،
-تبادر وتساهم في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحماية البيئة والتنمية المستدامة،
-تقوم بترقية أعمال التحسيس والتربية في مجال البيئة والتنمية،
-تساهم في حماية الصحة العمومية وترقية اإلطار المعيشي،
-تساهم في الحفاظ على األنظمة البيئية والساحل والتنوع البيولوجي وتطوير المساحات الخضراء،
-تساهم ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،في مكافحة التغيرات المناخية.
وتضم المديرية العامة للبيئة ستة مديريات:
-1مديرية السياسة البيئية الحضرية :تضم هي األخرى 23مديريات فرعية تتمثل في :المديرية الفرعية
للنفايات المنزلية وما شابهها والضخمة والهامدة ،المديرية الفرعية لألضرار السمعية والبصرية ونوعية الهواء
والتنقالت النظيفة ،المديرية الفرعية للتدفقات السائلة الحضرية .وتكلف وتكلف المديرية العامة للبيئة بما يلي:1
-تقترح عناصر السياسة البيئية الحضرية،
-تبادر وتساهم ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،في إعداد وتحيين النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة
بتسيير النفايات ونوعية الهواء واألضرار السمعية باإلضافة إلى التدفقات السائلة الحضرية،
-تبادر بالدراسات المتعلقة بتسيير النفايات المنزلية وما شابهها والضخمة والهامدة ونوعية الهواء في الوسط
الحضري ومعالجة المياه اآلسنة والبيوغاز،
-تساهم ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،في إعداد وتقديم البرنامج الوطني لتسيير النفايات المنزلية وما
شابهها والضخمة والهامدة وتثمينها ،وتطوير االقتصاد الدائري وترقيته،
-تساهم في ترقية تقنيات مكافحة التلوث واألضرار البيئية في الوسط الحضري،
-تساهم ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالحفاظ على
التنوع البيولوجي والمحافظة على الوسط الطبيعي والمجاالت المحمية والمساحات الخضراء والساحل وتسهر على
تطبيقها،
-تساهم ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،في إعداد قوائم تسيير المساحات ذات المنفعة الطبيعية،
-تساهم ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،في إعداد وتنفيذ األعمال المتعلقة بحماية الساحل والمحافظة عليه.
-4مديرية التغيرات المناخية :وتضم مديريتين :المديرية الفرعية للمالءمة مع التغيرات المناخية ،والمديرية
الفرعية للتقليص من التغيرات المناخية .وتكلف هذه المديرية ب ـ:1
-تعد ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالتغيرات المناخية،
-تطور االستراتيجيات والسياسات والمخططات الوطنية حول التغيرات المناخية ،وتنسقها وتنفذها بالتشاور مع
القطاعات المعنية،
-تقترح ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،استراتيجية رصد وسائل التنفيذ،
-تعد ،بالتنسيق مع القطاعات المعنية ،برامج وأعمال المالءمة والتقليص في مجال التغيرات المناخية،
-تحضر وتنسق ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،مسار المفاوضات حول التغيرات المناخية وتشارك فيها،
-تساهم ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،في تنفيذ أحكام اتفاقية األمم المتحدة اإلطارية بشأن التغيرات
المناخية وأدواتها،
-تضمن تقييم ومتابعة األعمال الوطنية لمكافحة التغيرات المناخية،
-تساهم في حماية طبقة األوزون ،بالتنسيق مع القطاعات المعنية.
-5مديرية تقييم الدراسات البيئية :وتضم مديريتين فرعيتين :المديرية الفرعية لتقييم دراسات التأثير والمديرية
الفرعية لتقييم دراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية .وتضطلع بالمهام التالية:2
-تقترح عناصر االستراتيجية في مجال التقييم البيئي،
-تساهم ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بتقييم الدراسات
البيئية ،وتسهر على تطبيقها،
-تدرس وتحلل دراسات التأثير على البيئة ودراسات الخطر والدراسات التحليلية البيئية ،وتسهر على مطابقتها،
-تعد ق اررات الترخيص واالستغالل للمؤسسات المصنفة،
تضع أدوات التقييم والمتابعة والمراقبة،
-تشارك ،بالتعاون ،بالتعاون مع الهياكل المعنية ،في تعزيز القدرات على المستويين الوطني والمحلي في مجال
التقييم البيئي،
-تبدي رأيها في إنشاء المؤسسات المصنفة ،وتسهر على حسن استغاللها.
-6مديرية التوعية والتربية والشراكة لحماية البيئة :وتضم مديريتين :المديرية الفرعية للتوعية والتربية البيئيين
والمديرية الفرعية للشراكة من أجل حماية البيئة ،وتكلف بالمهام التالية:1
-تعد االستراتيجية الوطنية للتحسيس والتربية واإلعالم البيئي ،وتقوم بتحيينها،
-تقوم ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،بترقية جميع أعمال وبرامج التربية والتوعية في ميدان البيئة،
-تبادر ،باالتصال مع القطاعات المعنية والمؤسسات المتخصصة ،بجميع األعمال وبرامج التعليم والتوعية،
وتعدها في األوساط التربوية والشبانية،
-تبادر بجميع األعمال ومشاريع الشراكة وتساهم في ترقيتها ،خصوصا مع وفي اتجاه الجماعات المحلية
والهيئات العمومية والجامعات ومؤسسات البحث والجمعيات والتجمعات المهنية،
-تساهم ،باالتصال مع القطاعات المعنية ،في إعداد النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالتوعية واالتصال
والتربية البيئية.
الفرع الثاني :الفضاءات الوسيطة.
في السنوات األخيرة تم إنشاء العديد من المؤسسات بهدف مواجهة التنوع الكبير للمشاكل البيئية واتساع
المهام التي يتعين القيام بها في هذا الميدان ،وهكذا استطاعت العديد من الهيئات المتخصصة أن تساهم في
تصور وانجاز السياسة الوطنية للبيئة ،ضمن آفاق التنمية المستدامة ،كتدعيم للو ازرة الوصية ،ومن بين هذه
المؤسسات:
أوال-الهيئات االستشارية.
كان للمنظور الجديد في حماية البيئة األثر على المستوى المؤسساتي ،فإلى جانب تكيف المنظومة
القانونية مع ظهور مفهوم التنمية المستدامة ،استحدث المشرع هيئات إدارية جديدة ترافق تحقيق الهدف الذي
يسعى إليه ،تأخذ على عاتقها تقديم المشورة في المسائل الفنية المتعلقة بالبيئة ،هذه الهيئات تتمثل في:
-1المجلس العلى للبيئة والتنمية المستدامة.
وهو عبارة عن هيئة استشارية ما بين القطاعات أنشئت بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،219-72يقوم
برسم السياسات ووضع خطط العمل ومتابعة التنفيذ في مجاالت التنمية كافة ،ويضع المجلس قائمة أولويات
العمل في صيغة االستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة ،ويرأسه رئيس الدولة أو الوزير األول ،ويتكون من 10
وزي ار هو :وزير البيئة ،وزير الدفاع الوطني ،وزير الشؤون الخارجية ،وزير المالية ،وزير النقل ،وزير الفالحة،
وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي ،الوزراء المكلفون بالجماعات المحلية والصناعة والطاقة والري والصحة
والسكان ،و 21شخصيات تختار لكفاءتها وشهرتها في مجال البيئة والتنمية المستدامة .ويضطلع المجلس
بالمهام التالية:1
--يضبط االختيارات الوطنية االستراتيجية الكبرى لحماية البيئة وترقية التنمية المستدامة،
-يقدر بانتظام تطور حالة البيئة،
-يقوم بانتداب تنفيذ التراتيب التشريعية والتنظيمية المتعلقة بحماية البيئة ،ويقرر التدابير المناسبة،
-يتابع تطور السياسة الدولية المتعلقة بالبيئة ويحث الهياكل المعنية في الدولة على القيام بالدراسات المستقبلية
الكفيلة بتنويره في مداوالته،
-يبت في الملفات المتعلقة بالمشاكل البيئية الكبرى التي يعرضها عليه الوزير المكلف بالبيئة،
-يقدم سنويا تقري ار إلى رئيس الجمهورية عن حالة البيئة وتقويم مدى تطبيق ق ارراته.
-2المجلس الوطني لتهيئة االقليم وتنميته المستدامة.
أنشئ المجلس الوطني لتهيئة االقليم وتنميته المستدامة بموجب المرسوم التنفيذي 211-29تطبيقا للمادة
01من القانون 02-21المتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة .يرأس المجلس الوزير األول ،ويضم تشكيلة
كبيرة ومتعددة .ويضطلع المجلس بالمهام التالية:2
-توجيه االستراتيجية الشاملة لتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة،
-السهر على تنسيق المشاريع القطاعية الكبرى مع مبادئ وتوجيهات سياسة تهيئة اإلقليم.
ويبدي المجلس رأيه إلعداد ما يأتي:3
-المخطط الوطني لتهيئة اإلقليم وتنميته المستدامة،
-المخططات الجهوية لتهيئة اإلقليم،
-المخططات التوجيهية للمنشآت الكبرى والخدمات الجماعية وكذا كل المسائل المرتبطة بما يلي:
-استراتيجيات تهيئة واصالح المساحات الحساسة :السهوب والجنوب والجبال والساحل،
-1المادة 20من المرسوم الرئاسي 219-72المؤرخ في 1772/10/09يتضمن إحداث مجلس أعلى للبيئة والتنمية المستدامة
ويحدد صالحياته وتنظيمه وعمله( ،ج .ر .عدد ،21صادرة بتاريخ .)1779/21/21
-2المادة 22من المرسوم التنفيذي .211-29
-3المادة 29من المرسوم التنفيذي .211-29
78
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-االستراتيجية المتعلقة بقرار إنشاء المدن الجديدة وتحديد مواقعها وكيفيات تنظيمها وتمويلها العمومي،
-تنمية المساحات الحضرية وتنظيم الضواحي،
-سياسة إعادة التوسع الصناعي من خالل إعادة الهيكلة وتغيير المواقع،
-االختيارات واألعمال المقترحة في إطار تنمية المجتمع في المغرب العربي وما وراء الحدود.
3ـ-المجلس الوطني للجبل.
تطبيقا ألحكام المادة 10من القانون 23-22المؤرخ في 03جوان ،0222أحدث مجلس وطني للجبل
بموجب المرسوم التنفيذي رقم 29-21المؤرخ في 27جانفي ،0221يحدد تشكيلة المجلس الوطني للجبل
ومهامه وتنظيمه وكيفيات سيره .يرأس المجلس الوزير المكلف بالتهيئة العمرانية أو ممثله ،ويتشكل من ممثلي:
وزير الدفاع الوطني ،ووزير الدولة وزير الداخلية والجماعات المحلية ،والوزير المكلف بالمالية ،والوزير المكلف
بالموارد المائية ،والوزير المكلف بالتجارة ،والوزير المكلف بالمجاهدين ،والوزير المكلف بالبيئة ،والوزير المكلف
بالنقل ،والوزير المكلف بالتربية الوطنية ،والوزير المكلف بالفالحة والتنمية الريفية ،والوزير المكلف باألشغال
العمومية ،والوزير المكلف بالصحة ،والوزير المكلف بالثقافة ،والوزير المكلف باالتصال ،والوزير المكلف
بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعة التقليدية ،والوزير المكلف بالبريد وتكنولوجيات اإلعالم واالتصال،
والوزير المكلف بالرياضة ،والوزير المكلف بالعمران ،والوزير المكلف بالتضامن الوطني ،والوزير المكلف
بالسياحة ،والوزير المكلف بالبحث العلمي ،وثالثة ممثلين عن الجمعيات التي تنشط في مجال الجبل.1
يضطلع المجلس على وجه الخصوص بما يلي:2
-تحديد األنشطة الكفيلة بحماية وترقية وتهيئة مختلف المناطق والكتل الجبلية،
-تسهيل عملية التنسيق بين مختلف األنشطة المبرمجة على مستوى الكتل الجبلية عن طريق اآلراء واالقتراحات
التي يقدمها،
-تقديم االستشارة حول أولويات التدخل العمومي ،وكذا شروط تقديم المساعدات التي يمنحها "صندوق الجبل"،
-التحسيس بأهمية المناطق الجبلية وضرورة حمايتها وترقيتها في إطار التنمية المستدامة.
-1المادة الثانية من المرسوم التنفيذي رقم 29-21المؤرخ في 27جانفي ،0221يحدد تشكيلة المجلس الوطني للجبل ومهامه
وتنظيمه وكيفيات سيره( ،ج .ر .عدد ،20صادرة في .)0221/21/19
-2المادة 10من القانون رقم 23-22المؤرخ في 03جوان 0222المتعلق بحماية المناطق الجبلية في إطار التنمية المستدامة،
(ج .ر .عدد ،21صادرة بتاريخ .0222/21/09
79
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
يدلي المجلس بآرائه وتوصياته في جميع البرامج والمشاريع والنشاطات المزمع تنفيذها على مستوى
المناطق الجبلية ال سيما في أدوات تهيئة اإلقليم المتعلقة بها .1كما يتم إعالمه ببرامج ومشاريع التنمية
واالستثمار في المناطق الجبلية.2
-4مجلس التنسيق الشاطئي وسيره.
أنشئ هذا المجلس بموجب المادة 32من القانون 20-20للتدخل المستعجل فيما يخص حاالت التلوث
في الساحل أو في المناطق الشاطئية أو في حاالت التلوث في الساحل أو في المناطق الشاطئية أو في حاالت
تلوث أخرى في البحر تستدعي التدخل المستعجل .وتم تحديد تشكيلته وسيره بموجب المرسوم التنفيذي -21
202المؤرخ في 00نوفمبر ( 0221ج .ر عدد ،99صادرة في .)0221/11/01
يرأس مجلس التنسيق الشاطئي ويسيره الوالي ،ويتكون من ممثلي :مديرية الوالية للموارد المائية ،مديرية
الوالية لألشغال العمومية ،مديرية الوالية للنقل ،مديرية الوالية للصناعة والمناجم ،مديرية الوالية للصيد البحري
والموارد الصيدية ،مديرية الوالية للسياحة ،مديرية الوالية للتخطيط وتهيئة االقليم ،مديرية الوالية للثقافة ،مديرية
الوالية للمصالح الفالحية ،المحافظة الوالئية للغابات ،السلطة اإلدارية البحرية المحلية ،قيادة الدرك الوطني،
رئيس أو رؤساء المجالس الشعبية البلدية المعنية ،ويمكن أن يستعين المجلس بشخص طبيعي أو معنوي
لمساعدته في أعماله.3
ويترأس الوزير المكلف بالبيئة المجلس عندما تكون المنطقة الساحلية أو الشاطئية الحساسة أو المعرضة
لمخاطر بيئية خاصة تغطي عدة واليات ،ويضم ممثل عن كل من :وزير الدفاع الوطني ،وزير الداخلية
والجماعات المحلية ،وزير المالية ،الوزير المكلف بالمناجم ،الوزير المكلف بالموارد المائية ،الوزير المكلف
بالنقل ،الوزير المكلف بالفالحة ،الوزير المكلف باألشغال العمومية ،الوزير المكلف بالثقافة ،الوزير المكلف
بالسكن ،الوزير المكلف بالصناعة ،الوزير المكلف بالصيد البحري ،الوزير المكلف بالسياحة ،الوالة المعنيون.4
-5المحافظة الوطنية للساحل.
تم استحداث هذه الهيئة بموجب القانون 20-20المؤرخ في 0222/20/29والمتعلق بحماية الساحل
وتثمينه ،وهي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي .5تكلف بالسهر
على تنفيذ السياسة الوطنية لحماية الساحل وتثمينه على العموم والمنطقة الشاطئية على الخصوص .يسير
المحافظة مجلس توجيه ويديرها مدير عام وتزود بمجلس علمي .يتولى المجلس الفصل في التدابير الخاصة
المتعلقة بالتنظيم والسير العام للمحافظة وبالمخططات والبرامج وكذا حصائل النشاط ،وللمجلس اقتراح أي تدبير
يهدف إلى تحسين نشاط المحافظة.1
تضطلع هذه الهيئة على وجه الخصوص بإعداد جرد واف للمناطق الشاطئية ،سواء فيما يتعلق
بالمستوطنات البشرية أم بالفضاءات الطبيعية ،وستحظى المناطق الجزيرية بعناية خاصة.2
تكلف المحافظة ،لتنفيذ المهام الموكلة إليها بموجب المادتين 02و 09من القانون ،20-20بما يلي:3
-السهر على صون وتثمين الساحل والمناطق الساحلية واألنظمة اإليكولوجية التي توجد فيها،
-تنفيذ التدابير التي يمليها التنظيم المعمول به لحماية الساحل والمناطق الساحلية،
-تقديم كل مساعدة تتعلق بميادين تدخلها للجماعات المحلية،
-صيانة وترميم واعادة تأهيل الفضاءات البرية والبحرية الفذة أو الضرورية للمحافظة على التوازنات الطبيعية
من أجل المحافظة عليها،
-ترقية برامج تحسيس الجمهور واعالمه بالمحافظة على الفضاءات الساحلية واستعمالها الدائم وكذا تنوعها
البيولوجي،
إن تنظيم وهيكلة المحافظة يوحي بغلبة الطابع العلمي لها الذي جردها من أي صالحية للضبط اإلداري،
بالرغم من كونها مؤسسة عمومية ذات طابع إداري.
-6المجلس الوطني للغابات وحماية الطبيعة.
تم استحداث هذا المجلس كهيئة استشارية لدى الوزير المكلف بالغابات بموجب المرسوم التنفيذي -79
330اليتضمن إنشاء مجلس وطني للغابات وحماية الطبيعة .ويتكون المجلس الذي يرأسه ممثل الوزير المكلف
بالغابات ،من ممثلي :الوزير المكلف بالبيئة ،وزير الدفاع الوطني ،الوزير المكلف بالجماعات المحلية ،الوزير
المكلف بالسياحة ،الوزير المكلف بالتربية الوطنية ،وزير التعليم العالي والبحث العلمي ،الوزير المكلف بالتجهيز،
الوزير المكلف بالسكن ،الوزير المكلف بالعمل ،الوزير المكلف بالصناعة ،الوزير المكلف بالمؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،ممثل السلطة المكلفة بالتخطيط ،المدير العام للمعهد الوطني للبحث الغابي ،ممثالن لصناع
الغابات ومستغليها تعينهما الغرفة الوطنية للتجارة ،ممثل جمعية عمال الغابات ،المدير العام للوكالة الوطنية
لحفظ الطبيعة .ويشترط في أ عضاء المجلس الوطني الذين يمثلون الو ازرات أن تكون لهم رتبة مدير على األقل
في اإلدارة المركزية.1
و يبدي المجلس رأيه ويقترح على الخصوص:2
-السياسة الغابية الوطنية،
-التدابير المطلوب اتخاذها والوسائل المطلوب استعمالها لترقية تنمية المناطق الغابية أو ذات الصبغة الغابية،
وحمايتها،
-مخططات تنمية الغابات وحماية الطبيعة والمحافظة على األراضي المعرضة لالنجراف والتصحر واصالحها،
-التشريع والتنظيم المتعلقان بالغابات وحماية الطبيعة،
-تطوير أعمال استغالل المنتوجات الغابية والحلفائية ،وتحويلها.
كما يبدي المجلس آراءه في أي موضوع آخر يعرضه عليه الوزير المكلف بالغابات.
-7اللجنة الوطنية للمجاالت المحمية.
تطبيقا ألحكام المادتين 19و 11من القانون 20-11المتعلق بالمجاالت المحمية في إطار التنمية
المستدامة ،أنشئت اللجنة الوطنية واللجان الوالئية للمجاالت المحمية بموجب المرسوم التنفيذي 097-11المؤرخ
في .0211/12/12يرأس اللجنة الوطنية الوزير المكلف بالبيئة أو ممثله ،ويتولى الوزير المكلف بالغابات أو
ممثله نيابة رئاسة اللجنة ،وتتكون من ممثلي :وزير الدفاع الوطني ،وزير الداخلية والجماعات المحلية ،وزير
المالية ،الوزير المكلف بالموارد المائية ،الوزير المكلف بالفالحة ،الوزير المكلف بالثقافة ،الوزير المكلف بالصيد
البحري ،الوزير المكلف بالبحث العلمي ،الوزير المكلف بالسياحة ،الوكالة الوطنية لحماية الطبيعة ،المركز
الوطني لتنمية الموارد البيولوجية ،المحافظة الوطنية للساحل ،ممثل عن الجمعيات الناشطة في مجال ترقية
وحماية المجاالت المحمية ،ممثل عن الجمعيات الناشطة في مجال ترقية الصيد البحري وتربية المائيات .ويمكن
للجنة أن تستعين بأي شخص من شأنه مساعدتها في أشغالها.3
تكلف اللجنة الوطنية للمجاالت المحمية بإبداء الرأي في اقتراح وجدوى التصنيف في مجال محمي
والموافقة على دراسات التصنيف.4
-1المادة 23من المرسوم التنفيذي 330-79المؤرخ في 1779/12/09يتضمن إنشاء مجلس وطني للغابات وحماية الطبيعة
(ج .ر .عدد 12صادرة بتاريخ .)1779/12/07
-2المادة 20من المرسوم التنفيذي .330-79
-3المادة 23من المرسوم التنفيذي 097-11المؤرخ في 0211/12/12المتضمن تحديد تشكيلة اللجنة الوطنية واللجان الوالئية
للمجاالت المحمية وكيفيات تنظيمها وسيرها( ،ج .ر .عدد ،12الصادرة بتاريخ .)0211/12/13
-4المادة 23من المرسوم التنفيذي .097-11
82
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-1المادة األولى من القرار الوزاري الصادر عن وزارة الفالحة 02 ،مارس 0270يتضمن إنشاء لجنة وطنية للمناطق الرطبة( ،ج .ر .عدد 01مؤرخة في
.)0270/70/78
-2المادة الثانية من نفس القرار الوزاري.
-3المادة 23من نفس القرار الوزاري .يالحظ أن تشكيلة اللجنة ال تضم ممثلي نقاط اإلتصال الوطنية إلتفاقية رامسار ،واالتفاقيات
الدولية ذات الصلة .لذلك فقد اقترحت االستراتيجية الوطنية للمناطق الرطبة تعديل القرار الوزاري في مادته المتعلقة بتشكيلة اللجنة
لتشمل الو ازرات المعنية وكذلك نقاط االتصال الوطنية إلتفاقية رامسار واتفاقية المحافظة على على الطيور المهاجرة.
-4المادة 22من نفس التقرير.
-5المادة 29من نفس التقرير
-6المادة 21من نفس التقرير.
83
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
الشؤون الخارجية و و ازرة الداخلية و الجماعات المحلية و و ازرة الطاقة وو ازرة الصناعة و المناجم وو ازرة التعليم
العالي و البحث العلمي إضافة إلى ممثل عن المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي .و في أوت 0211
قامت معالي وزيرة البيئة والطاقات المتجددة بتوسيع اللجنة لـ ثمانية عشرة قطاع.
وتأتي اللجنة الوطنية للم ناخ تعزي از للجهاز المؤسسي بغية ضمان التنسيق و متابعة السياسات و البرامج
الوطنية المتعلقة بالتغيرات المناخية و تقييمها و اقتراح إجراءات تسعى إلى ضمان تنفيذ االلتزامات التي اتخذنها
الجزائر في إطار االتفاقية إطار لألمم المتحدة حول التغيرات المناخية و الهيئات الدولية و/أو الق اررات المتخذة
حول مسائل التغيرات المناخية.
و يطمح التزام الجزائر إلى المساهمة في الخفض من انبعاث الغازات المسببة لالحتباس الحراري ما بين
9و % 00مع آفاق ،0232مرفوقا بالتمويالت الخارجية و تنمية التكنولوجيات و نقلها و تعزيز القدرات .ويتم
بلوغ % 9من خفض الغازات المسببة لالحتباس الحراري اعتمادا على الوسائل الوطنية كما تسعى الجزائر إلى
ضم مجهودها إلى المجهود العالمي المبذول لمواجهة التغيرات المناخية بإنصاف نظ ار لكونها تعد من بين الدول
التي لها انبعاث منخفضة من الغازات المسببة لالحتباس الحراري.
لقد تعهدت الجزائر بدعم المجتمع الدولي في جهوده الرامية إلى خفض الغازات المسببة لالحتباس
الحراري على الرغم من أنها تساهم منذ مدة طويلة في التخفيف من الغازات المسببة لالحتباس الحراري من
خالل ترجيح الغاز الطبيعي الذي يعد طاقة نقية في مزيجها الطاقوي.
تمجد المساهمة المعتزمة المحددة على المستوى الوطني للجزائر اللجوء إلى الخليط الطاقوي و تشجيع
الطاقات المتجددة في إطار تحديث البرنامج الوطني للطاقات المتجددة و الفعالية الطاقوية المصادق عليه من
طرف مجلس الوزراء بتاريخ 02مايو .0219
و حسب المساهمة الجزائرية المعروضة في مؤتمر األطراف ،01تلتزم الجزائر بالخفض من انبعاثات
الغازات المسببة لالحتباس الحراري بنسبة % 9مع آفاق 0232باستعمال وسائل وطنية من خالل األعمال
الهادفة إلى تفعيل تحول طاقوي و تنوع اقتصادي.
و يمكن أن يبلغ التخفيض من انبعاثات الغازات المسببة لالحتباس الحراري % 00على أن تتلقى
الجزائر الدعم الدولي.و عليه ،يبقى تحقيق هذا الهدف خاضعا للدعم من حيث التمويالت الخارجية و نقل
التكنولوجيا و تعزيز القدرات.
-11اللجنة الوزارية المشتركة للمساحات الخضراء.
نص القانون 21-29تسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتنميتها على أن تؤسس لجنة و ازرية مشتركة
للمساحات الخضراء تكلف بدراسة ملفات تصنيف المساحات الخضراء وابداء الرأي في التصنيف المقترح،
84
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
وارسال مشاريع التصنيف التابعة لسلطتها إلى السلطات المعنية .وبناء على توصيات القانون أنشئت هذه اللجنة
بموجب المرسوم التنفيذي ،119-27ويحدد مقرها بمدينة الجزائر ،حيث يرأسها الوزير المكلف بالبيئة ،وتتشكل
من ممثل كل من :وزير الداخلية والجماعات المحلية ،الوزير المكلف بالبيئة ،الوزير المكلف بالموارد المائية،
الوزير المكلف بالفالحة ،الوزير المكلف بالغابات ،الوزير المكلف باألشغال العمومية ،الوزير المكلف بالصحة،
الوزير المكلف بالثقافة ،الوزير المكلف بالبحث العلمي ،الوزير المكلف بالعمران ،خبيرين يختاران على أساس
مؤهالتهما في مجال علم النبات وهندسة المناظر ،ويمكن للجنة االستعانة بكل شخص يمكنه مساعدتها في
أشغالها.1
-12مساهمة الجامعة في الحفاظ على البيئة.
مفهوم الجامعة من المنظور الجزائري تضمنه المرسوم التنفيذي 097/23بأنها" :مؤسسة عمومية ذات
طابع علمي وثقافي ومهني تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي" . 2
تنشأ الجامعة بمرسوم تنفيذي بناءا على اقتراح من الوزير المكلف بالتعليم العالي وتوضع تحت وصايته،
ويحدد المرسوم مقرها وعدد الكليات والمعاهد التي تتكون منها واختصاصاتها.3
يمكــن للجامعــة أن تســهم فــي حمايــة البيئــة ودرء األخطــار عنهــا( كجانــب وقــائي) والتصــدي لمــا أصــاب
البيئــة مــن أخطــار ،ومعالجــة مــا اعت ارهــا مــن أذى ( كجانــب عالجــي) عبــر وظائفهــا الرئيســية الــثالث اتفــق خبـراء
التعلــيم العــالي علــى إســنادها للجامعــات الحديثــة ،وهــي :التعلــيم أو التكــوين الجــامعي ،والبحــث العلمــي ،وخدمــة
المجتمع .4
وتأكيــدا علــى الــدور الفعــال للجامعــة فــي مجــال حمايــة البيئــة ،تــم بتــاريخ 31جــانفي 0201إبـرام اتفاقيــة
إطار مشتركة بين و ازرة البيئة وو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي تهدف إلى وضع شراكة من أجل إنشاء فضـاء
تبــادل فعــال بــين الط ـرفين ،يهــدف إلــى تنســيق مجهوداتهمــا وكفاءتهمــا وخبراتهمــا ،بغــرض تحديــد ب ـرامج التعلــيم
والبحث العلمي المالئمة في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة ووضعها حيز التنفيذ.
-1المادتين 20و 23من المرسوم التنفيذي 119-27المؤرخ في ،0227/22/29يحدد كيفيات تنظيم اللجنة الو ازرية المشتركة
للمساحات الخضراء وعملها( ،ج .ر .عدد ،01صادرة بتاريخ .)0227/22/21
-2المادة 20من المرسوم التنفيذي رقم 097/23مؤرخ في 03أوت ،0223يحدد مهام الجامعة والقواعد الخاصة بتنظيمها
وسيرها ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد.91/
-3المادة 23من المرسوم التنفيذي رقم ،097/23المحدد مهام الجامعة والقواعد الخاصة بتنظيمها وسيرها.
-4كاظم المقدادي ،التربية البيئية ،األكاديمية العربية المفتوحة في الدانمرك ـ كلية اإلدارة واالقتصاد ـ قسم إدارة البيئة ،السويد،
،0221ص .31
85
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-1المادة الثانية من االتفاقية اإلطار المشتركة بين و ازرة البيئة وو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي.0201/21/01 ،
-2المادة الثالثة من االتفاقية اإلطار المشتركة بين و ازرة البيئة وو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي.
86
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-تقيـيم ،عنـد كـل سداســي ،حالـة تنفيـذ هــذا البرنـامج واالتفـاق علــى اإلجـراءات التـي يتوجــب اتخاذهـا لضـمان بلــوغ
األهداف المسطرة.
-إعداد تقرير سنوي يرسل إلى وزيري الدائرتين الو ازريتين حول تطبيق هذه االتفاقية.
تحـدد كيفيـات سـير اللجنـة فـي نظامهـا الـداخلي ،و تجتمـع مـرتين فـي السـنة فـي دورة عاديـة ،ويمكنهـا عنـد
االقتضاء أن تجتمع في دورات غير عادية بطلب من رئيسها.1
المطلب الثاني :اقحام الهيئات الالمركزية في مجال حماية البيئة والتنمية المستدامة
بما أن موضوع حماية البيئة تحكمه مجموعة من القواعد والقوانين الخاصة والعامة وتحتاج في عمليات
تطبيقها عدة هيئات وجهات و ازرات مركزية ،فإ نه من الطبيعي أن يكون لهذه الهيئات امتداد محلي على مستوى
الواليات والبلديات.2
ترتكز اإلدارة المحلية في أي دولة على الالمركزية اإلدارية اإلقليمية ،التي تقوم على خليتين أساسيتين
هما:البلدية والوالية ،اللذين يمثالن الهيئات المحلية التي تعمل على تنفيذ برامج التنمية المحلية ،والجزائر عينة
من ذلك ،إذ تم تكريس الالمركزية في مختلف دساتيرها منذ االستقالل إلى اليوم ،ومن بينها دستور 1771الذي
نص في مادته 11على ما يلي " :يمثل المجلس المنتخب قاعدة الالمركزية ومكان مشاركة المواطنين في تسيير
الشؤون العمومية" .3كما سارت مختلف التعديالت الدستورية على هذا النهج ،حيث احتفظ التعديل الدستوري سنة
0202على نفس صياغة المادة سالفة الذكر.4
وقد ورثت الجزائر بعد االستقالل 1919بلدية و 19والية ،وتبنى دستور 1713مبدأ الالمركزية
واعتبرت البلدية المجموعة اإلقليمية اإلدارية واالقتصادية واالجتماعية القاعدية ،أما التنظيم اإلداري في الجزائر
اليوم مكون من 21والية التي تضم ما يزيد عن 1922بلدية التي تعتبر خلية قاعدية للجماعات المحلية.5
إن حماية البيئة والحفاظ عليها ال يكون هدفا يمكن تحقيقه إال من خالل إدراجه ضمن السياسات و
الممارسات التي تقوم بها الهيئات و المؤسسات ،و نجاح سياسات حماية البيئة يقتضي أن تكون األجهزة المنوط
-1المادة الرابعة من االتفاقية اإلطار المشتركة بين و ازرة البيئة وو ازرة التعليم العالي والبحث العلمي.
2
صافية زيد المال " ،دور البلدية في حماية البيئة و ترقية التنمية المستديمة " ،مداخلة مقدمة في الملتقى الوطني حول " دور
الجماعات المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية و الوالية الجديدين "،جامعة قالمة ،يومي 3،2ديسمبر ،0210ص 0
3
دستور 1771الصادر بموجب المرسوم الرئاسي رقم 231/71المؤرخ في 9ديسمبر ،1771صادق عليه الشعب في استفتاء
01نوفمبر ،1771الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد ،91المعدل والمتمم.
-4تنص المادة 17من التعديل الدستوري على "يمثل المجلس المنتخب قاعدة الالمركزية ،ومكان مشاركة المواطنين في تسيير
الشؤون العمومية".
5
مختاري نسيمة ،التعاون الدولي الالمركزي من أجل التنمية المستدامة ،مذكرة ماجستير تخصص :قانون التعاون الدولي ،جامعة
مولود معمري تيزي وزو ،0210 ،ص .72
87
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
بها مهمة الحماية البيئية قريبة من الفضاءات التي تتطلب الحماية ،وهو الدور الذي يفترض أن تقوم به األجهزة
المحلية أو الجماعات المحلية التي تتوزع على كافة األقاليم " الواليات والبلديات ".
على هذا األساس فان الجماعات المحلية تعتبر حجر الزاوية أو الحلقة األهم في تنفيذ السياسات العامة
للبيئة على المستوى الوطني.
الفرع الول :اإلطار القانوني لدور الوالية في مجال حماية البيئة.
تعتبر الوالية وحدة إدارية المركزية طبقا للمادتين 19و 11من الدستور ،1وقد صدر أول قانون ينظم
الوالية بموجب األمر رقم 31/17المؤرخ في 03مايو ،1717وقد تضمن هذا القانون تعريفا للوالية بأنها" :هي
جماعة عمومية إقليمية ذات شخصية معنوية واستقالل مالي ولها اختصاصات سياسية واقتصادية واجتماعية
وثقافية وهي تكون أيضا منطقة إدارية للدولة".2
كما عرفت بموجب المادة األولى من القانون رقم 27/72المؤرخ في 9أبريل 1772على أنها" :الوالية
هي جماعة إقليمية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي وتشكل مقاطعة إدارية للدولة ،وتنشأ الوالية
بموجب قانون" ،3أما قانون الوالية الجديد تحت رقم 29/10المؤرخ في 07فيفري 40210فنص في المادة
األولى منه أن" :الوالية هي الجماعة اإلقليمية للدولة .وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة .وهي
أيضا الدائرة اإلدارية غير الممركزة للدولة وتشكل بهذه الصفة فضاء لتنفيذ السياسات العمومية التضامنية
والتشاورية بين الجماعات اإلقليمية والدولة.
وتساهم مع الدولة في إدارة اإلقليم والتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية وحماية البيئة وكذا حماية
وترقية وتحسين اإلطار المعيشي للمواطنين .وقد نصت المادة الثانية من القانون أعاله أن للوالية هيئتان هما:
-الوالي. -المجلس الشعبي الوالئي،
أوال :الحماية القانونية للبيئة من طرف الوالية في قانون البيئة .11-13
أسند القانون 12-23للوالية بعض الصالحيات التي تعد من قبيل األعمال والنشاطات التي تتعلق بحماية
البيئة والمحافظة على عناصرها الطبيعية والصناعية ،فقد نصت المادة 1من هذا القانون فيما يخص الحقوق
الخاصة بالمعلومة البيئية في القسم " 20على أي شخص طبيعي أو إعتباري في حيازته معلومات متعلقة
بالعناصر البيئية التي قد تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على الصحة العامة بتقديم هذه المعلومة إلى
-1تنص المادة è1من التعديل الدستوري 0202على "الجماعات المحلية للدولة هي البلدية والوالية" ،وتنص المادة 11على
"تقوم العالقات بين الدولة والجماعات المحلية على مبادئ الالمركزية وعدم التركيز".
2
األمر رقم 31/17المؤرخ في 03مايو ،1717يتضمن قانون الوالية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد .22
3
القانون رقم 27/72المؤرخ في 9أبريل ،1772يتضمن قانون الوالية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد .19
4
القانون رقم 29/10المؤرخ في 07فيفري ،0210يتضمن قانون الوالية ،الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد .10
88
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
السلطات المحلية أو السلطات المسؤولة عن البيئة المحلية " ،والوالية بصفتها سلطة محلية بإمكانها تلقى
معلومات تتعلق بالبيئة .
ويعهد قانون حماية البيئة إلى الوالي بإعتباره ممثال للوالية بتسليم الرخص إلقامة المنشآت المصنفة
1
،كما ينص على ضرورة إعالم المواطن حسب أهميتها بالنظر لألخطار أو األضرار التي قد تتسبب فيها
واشراكه في القرار ومنه إعطاء أهمية للتحقيقات العمومية لمختلف المشاريع .
وتطبيقا ألحكام المواد 02، 03 ،17من هذا القانون المتعلقة بالمنشآت المصنفة جاء المرسوم التنفيذي رقم
2
171-21الذي يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات المصنفة لحماية البيئة .
ويقضي تسليم الرخصة إلى إخضاع صاحب المنشأة لتقديم دراسة التأثير أو موجز التأثير وكذلك دراسة
3
ولتحقيق عمومي ودراسة تتعلق باألخطار الخطر والفحص البيئي والتي يحددها المرسوم التنفيذي 129-29
4
بما فيها الوالي الذي يتيح له القانون منع واإلنعكاسات المحتملة للمشروع يؤخذ رأي الجماعات المحلية المعنية
تسليم الرخصة إذا كان رأيه سلبيا تجاه منشأة مقدر لها أن تلحق ضر ار بالبيئة والصحة العمومية ويعذر الوالي
حسب المادة 09صاحب المنشأة في حالة حدوث أخطار من إستغالل المنشأة غير المصنفة -غير واردة في
قائمة المنشآت المصنفة -إلتخاذ التدابير الالزمة الضرورية إلزالة األخطار أو األضرار المثبتة ،بناء على
تقارير مصالح البيئة ،واذا لم يمثل المستغل في األجل المحدد ،أمر الوالي بوقف سير المنشأة إلى حين تنفيذ
5
الشروط المفروضة .
كما يتلقى الوالي محاضر حول العقوبات المتعلقة بالمؤسسات المصنفة ،وممارساتها ضد البيئة ،ويحرر
تلك المحاضر ضباط الشرطة القضائية ومفتشو البيئة في نسختين إحداهما ترسل إلى الوالي واألخرى ،إلى وكيل
6
الجمهورية.
ولم يشر قانون البيئة 12-23لدور اإلدارة المحلية في مجال حماية البيئة ،واكتفى بإعتبار البيئة أولوية
من أولويات السياسة الوطنية وقرنها بالتنمية المستدامة للمجتمع وهو ما أدى بالبعض للتساؤل عن سبب هذا
التراجع السيما وأن الدستور يعتبر أن الجماعات قاعدة أساسية في المادة 19منه .
كما أن هذا القانون كرس الطابع الجهوي في التسيير كبديل للطابع المحلي واإلقليمي واإلداري ،ويحكم هذا
األخير ويديره جها از مركزيا مراعيا في ذلك اإلمتداد الطبيعي بإعتباره أسلوبا حديثا ومبتك ار لتسيير والحفاظ على
البيئة ،وعليه فيمكن اإلعتماد على الطابع الساحلي والصحراوي و السهوب ...إلخ كبديل للواليات و البلديات
من أجل على الحفاظ على الطبيعة .
ثانيا :الحماية القانونية للبيئة من طرف الوالية في قانون الوالية : 17-12
بموجب المادة األولى من قانون الوالية تساهم هذه األخيرة مع الدولة في إدارة اإلقليم و تنمية اإلقتصادية
واالجتماعية والثقافية و حماية البيئة و كذا حماية وترقية و تحسين اإلطار المعيشي للمواطن.
وبموجب المادة 33يقوم المجلس الشعبي الوالئي بتشكيل من بين أعضائه لجانا دائمة تهتم بالمسائل
التابعة لمجال اختصاصه و التي من بينها المتعلقة بالصحة و النظافة و حماية البيئة.
ووفقا للمادة 99يمارس المجلس الشعبي الوالئي إختصاصات في إطار الصالحيات المخولة للوالية
بموجب القوانين و التنظيمات ويتداول في مجاالت معينة من بينها البيئة.1
ثالثا-في القوانين الخرى ذات الصلة بحماية البيئة.
طبقا للمادة 20من القانون 17-21المتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها ،تخضع كل منشأة
لمعالجة النفايات قبل الشروع في عملها لرخصة الوالي المختص إقليميا بالنسبة للنفايات المنزلية وما شابهها.
ووفقا للمادة 11من القانون 21-29المتعلق بالمساحات الخضرا ،يتم التصريح بتصنيف المساحات
الخضراء فيما يخص الحظائر الحضرية والمجاورة للمدينة بموجب قرار من الوالي باستثناءات تحددها نفس
المادة.
وتحدد المادة 11من القانون ،22-71المؤرخ في 19يونيو 1771المتعلق بحماية التراث الثقافي،
إمكانية تسجيل الممتلكات الثقافية العقارية في قائمة الجرد اإلضافي بقرار من الوالي.
وبناء على نص المادة 00من القانون 20-23المؤرخ في 0223/20/19والمحدد للواعد العامة
لإلستعمال واالستغالل السياحيين للشواطئ ،يتم تحديد أجزاء ومساحات من الشواطئ لتكون محل إمتياز بقرار
-1سامي زعباط و عبد الحميد مرغيت ،آليات حماية البيئة و دورها في تحقيق التنمية المستدامة في الجزائر ،مداخلة مقدمة
ل لمشاركة في فعاليات الملتقى الوطني حول دور الجماعات المحلية في ظل قانوني البلدية و الوالية الجديدين ،جامعة قالمة 3 ،و
2ديسمبر ،0210ص .11
90
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
من الوالي ،أما المادة 22فتنص على أنه في حالة عدم احترام االلتزامات يعذر الوالي الطرف المخالف باحترام
التزاماته.
الفرع الثاني :اإلطار القانوني لدور البلدية في مجال حماية البيئة :
تعتبر البلدية الجماعة القاعدية 1و الخلية األساسية في التنظيم اإلداري للدولة ،كونها تشكل قاعدة
المجتمع ،وقد حظيت باهتمام السلطات المركزية من خالل النصوص القانونية والدساتير التي سنت اإلطار
القانوني والوظيفي للبلدية ،حيث صدر أول قانون للبلدية باألمر 02/19المؤرخ في ،1719/21/21وقد
عرفت المادة األولى من هذا القانون البلدية بأنها" :هي الجماعة اإلقليمية السياسية واإلدارية واالقتصادية
واالجتماعية" .2والشك أن هذا التعريف يعكس الوظائف الكثيرة للبلدية ومهامها المتنوعة في ظل الفلسفة
االشتراكية.
كما عرفت المادة األولى من القانون رقم 21/72المؤرخ في 19أبريل 1772المتعلق بالبلدية ،بأن:
"البلدية هي جماعة إقليمية أساسية ،وتتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي".3
وتعرف أيضا بموجب المادة األولى من قانون البلدية الجديد 12/11المؤرخ في 00أبريل 0211على
أنها" :البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة ،وتتمتع بالشخصية المعنوية والذمة المالية المستقلة .وتحدث
بموجب القانون" ،4وقد نصت المادة 13من القانون أعاله على أن البلدية تسير عن طريق ثالث هيئات هي:
هيئة مداولة :المجلس الشعبي البلدي،
هيئة تنفيذية يرأسها رئيس المجلس الشعبي البلدي،
إدارة ينشطها األمين العام للبلدية تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي.
البلدية تعد الخلية األساسية لالمركزية فهي تلعب دو ار هاما في التكفل باحتياجات المواطنين كما تعتبر
النواة الرئيسية للتنمية المحلية باعتبارها قريبة من المواطن ،وقد وضعت أساسا بهدف تسيير شؤون األشخاص
القاطنين بها وتحسين وضعيتهم االجتماعية واالقتصادية والصحية وكذا ترقية المحيط الذي يعيشون فيه ،
فالدولة خولت البلديات سلطات بإتباع نظام الالمركزية من أجل تخفيف من حدة هذه المشاكل و التقليل منها .
وبما أن موضوع حماية البيئة أصبح يحوز إهتماما على المستوى الدولي والوطني بالنظر إلى الدور الذي
1
فلن يتأتى نجاح أي تلعبه حماية البيئة في تحقيق التنمية المستدامة والتي تعد مطمح المؤسسات الوطنية
سياسة بيئية محلية دونها وهو ما أكده مؤتمر إستوكهولوم 1790بضرورة إشراك الجماعات المحلية في حماية
البيئة ،2وفي هذا المجال تقوم البلدية بالعديد من اإلختصاصات التي تمكنها من توفير بيئة محلية نظيفة
وخالية من التلوث ،وكل هذا تحت رقابة واشراف الحكومة المركزية.
أوال :الحماية القانونية للبيئة من طرف البلدية في قانون البيئة:
مكن المشرع البلدية من عدة صالحيات تستطيع بموجبها من التدخل لفرض احترام البيئة والمساهمة
ونتلمس ذلك من خالل قانون 23-13المتعلق بحماية البيئة ،والذي يعتبر أهم خطوة يقدم عليها
ّ في حمايتها
3
عدل بالقانون 12-23المتعلق بحماية
والذي ّ المشرع الجزائري في تكريس نظام الالمركزية في تسيير البيئة
البيئة في إطار التنمية المستدامة .
ويالحظ على هذا التعديل أنه لم يعاود النص على أن الجماعات المحلية تمثل المؤسسات الرئيسية لتطبيق
تدابير حماية البيئة بسبب االنتقال من اإلطار المحلي إلى اإلطار الجهوي الذي يراعي فيه االمتداد الطبيعي
لألوساط الطبيعية ،باعتباره أسلوب حديث لتسيير البيئة والمحافظة عليها.
كما تجدر اإلشارة أيضا أن هذا القانون 12-23لم يخصص للبلدية دور أساسي في تطبيق تدابير
المشرع عن
ّ يكرس تراجع من
حماية البيئة كما كان في القانون الملغى ، 23-13إن غياب مثل هذا النص ّ
ذلك ويمكن تفسيره في الوقت نفسه بإرادة المشرع منح هذا االختصاص لإلدارة المركزية ومنح البلدية دور ثانوي
4
،إال أن ذلك لم يمنع قانون حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة من تسجيل اختصاصات معينة أسندها
للبلدية ضمن مهامها البيئية حيث :
تبدي البلدية رأيها إلى جانب رأي الو ازرات المعنية فيما يخص تسليم الرخص بالنسبة للمنشآت المصنفة
التي قد تلحق أضرار بالبيئة تتسبب في أخطار على الصحة العمومية والنظافة واألمن والفالحة واألنظمة
البيئية والموارد الطبيعية والمعالم والمواقع السياحية أو تسبب في المساس براحة الجوار .5
-1سهام عباسي " دور الجماعات المحلية في حماية البيئة من التلوث – دراسة مقارنة بين قانون البلدية و الوالية " مداخلة مقدمة
في ملتقى وطني حول " دور الجماعات المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية والوالية الجديدين " ،قالمة 3-2،ديسمبر
،0210ص . 0
-2سناء بولقواس "دور اإلدارة المحلية في مجال حماية البيئة" حماية األراضي الفالحية والمساحات الخضراء نموذجا " مداخلة
مقدمة للمشاركة في ملتقى وطني" دور الجماعات المحلية في حماية البيئة في ظل قانوني البلدية والوالية الجديدين" ،جامعة قالمة،
3-2ديسمبر ، 0210ص .21
3
-وناس يحي ،رسالة سابقة ،ص . 09
4
-صافية زيد المال ،رسالة سابقة ،ص . 2
5
-المادة 01من القانون . 12-23
92
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
ويؤهل رئيس البلدية وفقا للمادة 111للقيام بالبحث ومعاينة مخالفات أحكام قانون حماية البيئية ،وهي
المهمة التي يتوالها إلى جانبه ضباط وأعوان الشرطة القضائية وسلطات المراقبة وعدة مصالح أخرى تابعة
للدولة .
ثانيا :اإلطار القانون لدور البلدية في مجال حماية البيئة في قانون البلدية :11-11
أوكل قانون البلدية 12-11المؤرخ في 00يوليو 0211للبلديات مسؤوليات كبيرة في مجال حماية
البيئة بموجب مجموعة من النصوص أهمها:1
-بموجب المادة 31يقوم المجلس الشعبي البلدي بتشكيل من بين أعضائه لجانا دائمة تهتم بالمسائل التابعة
لمجال اختصاصه و التي من بينها المتعلقة بالصحة و النظافة و حماية البيئة.
-حددت المادة 72مهام رئيس المجلس الشعبي البلدي و التي من بينها السهر على احترام التعليمات ونظافة
المحيط و حماية البيئة.
-بموجب المادة 127تخضع إقامة أي مشروع و/أو تجهيز على إقليم البلدية أو أي مشروع يندرج في إطار
البرامج القطاعية للتنمية إلى الرأي المسبق للمجلس الشعبي البلدي و ال سيما في مجال حماية األراضي
الفالحية و التأثير في البيئة.
كما يدرج هذا القانون النظافة وحفظ الصحة والطرقات ضمن اختصاصات البلدية خاصة منها :توزيع
المياه الصالحة للشرب وصرف المياه المستعملة ومعالجتها ،وجمع النفايات ،وصيانة الطرق واشارات المرور،
وتهيئة المساحات الخضراء ،وصيانة فضاءات الترفيه والشواطئ.2
كما تم تخصيص القسم الثالث من القانون 12-11إلدارة البلدية ومصالحها العمومية وأمالكها ،على
أن البلدية تضمن سير المصالح العمومية وتحدث إضافة إلى مصالح اإلدارة العامة مصالح عمومية تقنية منها
ما يمس البيئة مثل :التزويد بالمياه الصالحة للشرب ،صرف المياه المستعملة ،النفايات الصلبة ،اإلنارة
العمومية ،األسواق ،الحظائر ،تهيئة المقابر وصيانتها ،فضالت النفايات ،الرياضة والمساحات الخضراء.3
-1قانون البلدية 12-11المؤرخ في 00يوليو ،0211الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبي ،العدد ،39
.0211
-2المادتين 102-103من القانون .12-11
-3المادة 127من القانون .12-11
93
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
ثالثا :اإلطار القانوني لدور البلدية في مجال حماية البيئة في القوانين ذات الصلة.
جاءت القوانين التنظيمية والتشريعية التي لها عالقة بحماية البيئة لتدعم قانون البلدية والوالية في هذا
المجال ،وتغطي النقائص التي يمكن أن ترد في هاذين القانونين ،والتي تصبو إلى حماية اإلنسان من األمراض
واألخطار الصحية وتحسين اإلطار المعيشي له.
:1دور البلدية من خالل قانون المياه .12-15
بين قانون المياه المعدل والمتمم دور البلديات من خالل أهدافه المتمثلة في التزويد بالمياه بالكمية
الكافية والحفاظ على النظافة العمومية ،والتحكم في الفياضانات وتثمين المياه واستشارة اإلدارات والجماعات
اإلقليمية باستعمال المياه وحمايتها ،1وتعتبر الخدمات العمومية للمياه من اختصاص الدولة والبلديات ،ويمكن
للبلدية استغالل الخدمات العمومية للمياه عن طريق االستغالل المباشر أو عن طريق منح امتياز تسيير هذه
الخدمات ألشخاص معنويين خاضعين للقانون العام.2
:2دور البلدية من خالل قانون تسيير النفايات وازالتها 11-11المؤرخ في .2111/12/12
يظهر في هذا القانون جليا دور البلدية في حماية البيئة ،من خالل المعالجة البيئية العقالنية للنفايات
وتنظيم فرزها وجمعها ونقلها ومعالجتها وغيرها من األهداف الواردة في مادته الثانية.
وقد وضع هذا القانون تسيير النفايات المتراكمة على عاتق البلدية ،3وأعطاها صالحيات واسعة في مجال
النظافة العامة وهذا من خالل المادة 07التي نصت على إعداد مخطط بلدي لتسيير النفايات المنزلية وما
شابهها ،يتضمن جرد النفايات المنزلية والهامدة المنتجة في البلدية ،وتحديد مواقع ومنشآت المعالجة في البلدية
على أن يعد هذا المخطط تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي ،وأن يغطي كافة إقليم البلدية ،ويصادق
عليه الوالي.
كما سمح هذا القانون لبلدتين أو أكثر أن تشترك في تسيير جزء من النفايات أو كلها .4وقد أخرج قانون
النفايات 17-21من اختصاص البلديات النفايات الصناعية الخاصة .5وتقبل في النفايات العمومية البلدية
المرخص بها ،6النفايات وما تماثلها ،الركام واألنقاض ،الرماد ،خبث الحديد النفايات المضايقة واألوحال
التي تفرزها محطات التصفية وتلتزم البلديات بمعالجة النفايات الصلبة الحضرية أو أن تكلف من يقوم بذلك
حسب األساليب اآلتية ،المزبلة المحروسة ،المزبلة المراقبة ،مزبلة التسميد ،مزبلة التفتيش ،مزبلة الحرق.1
كما كان لصدور المرسوم التنفيذي .2 029-29أثر بالغ في تحديد كيفيات واجراءات إعداد المخطط
البلدي لتسيير النفايات المنزلية وما شابهها ونشره ومراجعته .
ينص هذا المرسوم على تعليق مشروع المخطط البلدي بمجرد إعداده ويوضع تحت تصرف المواطنين في
مقر البلدية لمدة شهر واحد لإلطالع عليه وابداء الرأي فيه ،كما يتعين على البلدية أن تضع تحت تصرف
المواطنين سجال مرقما ومؤش ار عليه لتسجيل اآلراء المحتملة ،بعد هذه المدة يرسل المخطط البلدي إلى
المصالح الوالئية لدراسته وابداء الرأي فيه .
وال يصبح نافذا إال بعد الموافقة عليه من طرف مداوالت المجلس الشعبي البلدي ويصادق عليه الوالي
3
المختص إقليميا بقرار.
:2دور البلدية من خالل قانون الصحة وترقيتها.
البلدية كهيئة محلية لها صالحيات فيبمنع ما قد يكون سببا في المساس بالصحة العامة كمراقبة األغذية
واعداد المياه الصالحة للشرب والمحافظة عليها من التلوث ،ومقاومة األمراض المعدية وتنظيم المجاري أو
الصرف الصحي إلى غير ذلك ،التي تلزم المحافظة على صحة الجمهور حسب قانون الصحة العمومية رقم
4
الذي يعتبر من أهم القوانين التي ترسم السياسة العامة للصحة في الجزائر وتحدد مدى دور 29-19
وصالحيات الجماعات المحلية في ترقية المنظومة الوطنية للصحة .
أن الجماعات المحلية مع بقية أجهزة الدولة تلتزم بتطبيق تدابير النقاوة والنظافة
فالمادة 07منه تشير إلى ّ
5
ويتبين في تفسير ومحاربة األمراض الوبائية ،ومكافحة تلوث المحيط وتطهير ظروف العمل والوقاية العامة
هذه المادة أن حماية البيئة وحماية الصحة العمومية أمران متالزمان ،حيث ال يمكن الحفظ على الصحة العامة
دون حماية البيئة وترقيتها وتحسينها.
1
-المادة 00من المرسوم .391-12
2
-المرسوم رقم ، 029 -29المؤرخ في 32جوان ، 0229يحدد كيفيات و إجراءات إعداد المخطط البلدي لتسيير النفايات
المنزلية و ماشابهها و نشره و مراجعة ،ج ر ،عدد ، 23مؤرخة في 21جويلية . 0229
3
-المواد 1 ،9 ، 1 ، 2 ،من المرسوم التنفيذي. 029 -29
4
-قانون 29-19مؤرخ في 11فيفري 1719المتعلق بحماية الصحة و ترقيتها مؤرخ في 11فيفري 1719ج ر ،عدد 1
مؤرخة في 19فيفري 1719معدل و متمم بالقانون 27-71مؤرخ في 17اوت 1771ج عدد 11مؤرخة في 03اوت
1771معدل ومتمم بالقانون رقم 11-21مؤرخ في 12نوفمبر 0221ج .ر ،عدد 90مؤرخة في 19نوفمبر 0221معدل و
متمم بالقانون رقم 13-21مؤرخ في 02جويلية ، 0221ج ر ،ـ عدد 22مؤرخة في 3اوت 0221
-5المادة 07من القانون .29-19
95
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
ومن الصالحيات المتعلقة بالصحة العامة التي أشار لها قانون الصحة والتي أسندت إلى البلدية للسهر
1
المتعلق بصالحيات رئيس المجلس في مجال النقاوة والطرق عليها وتطبيقها ،ذكر المرسوم 019-11
والطمأنينة العمومية ،وذلك في الباب الثاني من هذا المرسوم تحت عنوان النقاوة وحفظ الصحة العمومية ،و في
هذا المجال أسندت عدة اختصاصات للجماعات المحلية ومنها :
-السهر على تنفيذ التنظيم الصحي ويتخذ كل اإلجراءات التي تخص النقاوة وحفظ الصحة العمومية ،نظافة
المساكن والعمارات واألنهج والساحات والطرق والمؤسسات العمومية .
-اتخاذ كل اإلجراءات الرامية إلى مكافحة األمراض الوبائية والمعدية وحامالت األمراض المتنقلة والسهر على
تنفيذ العمليات المتعلقة بالتطهير والسهر على تموين السكان المنتظم بالماء الصالح للشرب وبتنظيف الشوارع
وجمع القمامة بصفة منتظمة وصيانة شبكة التطهير وتصريف المياه القذرة والسهر على تزيين وتجميل ونظافة
البلدية واتخاذ اإلجراءات الضرورية التي من شأنها حماية البيئة وتحسينها.
كما نص هذا المرسوم 019-11السالف الذكر على وجوب أن تسهر الجماعات المحلية على صحة
التغذية وذلك بإجراء زيارة للمخازن والمستودعات التي تحتوي على منتجات إستهالكية معدة للبيع ،وبذلك
ي خطر مصالح المراقبة التقنية المعنية بالقيام بالرقابة الصحة على تلك المواد الغذائية ،وتنبغي اإلشارة إلى أن
قانون الصحة 29-19جاء امتدادا للمرسوم 019-11كما تطرقت المادتان 23-20من القانون 29-19
على أن صالحيات البلدية تمتد إلى تطبيق اإلجراءات الرامية إلى ضمان مراعاة القواعد والمقاييس الصحية في
كل أماكن الحياة .
تشارك كذلك البلدية في حمالت وأعمال الوقاية من األمراض المعدية واآلفات االجتماعية التي تنظمها
الهياكل الصحية ومستخدميها إلى جانب السلطات العمومية األخرى .2
الفرع الثالث :الجهات المشاركة للهيئات الالمركزية في حماية البيئة على المستوى المحلي.
حماية البيئة على المستوى المحلي في الجزائر ال تقتصر على تلك التدخالت التي تقوم بها الهيئات
الالمركزية ،وانما توجد جهات وهيئات أخرى تتدخل وتشاركها في هذه المهمة .من أهم هذه المؤسسات نجد
المديرية الوالئية للبيئة ،والمفتشية الجهوية للبيئة ،واللجنة الوالئية لمراقبة المنشآت المصنفة.
1
-المرسوم رقم 019-11المؤرخ في 12أكتوبر 1711يتعلق بصالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي فيما يخص الطرق و
النقاوة و الطمأنينة العمومية ،ج ر ،عدد ،21مؤرخة في 13أكتوبر . 1711
2
-المادة 11من قانون .29-19
96
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-1المادة 20من المرسوم التنفيذي 12-71المؤرخ في 1771/21/09المتضمن إحداث مفتشية للبيئة في الوالية( ،ج .ر .عدد
،29صادرة بتاريخ .)1771/21/01
-2المادة 20من المرسوم التنفيذي 272-23المؤرخ في 0223/10/19المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي 12-71المعدلة
للمادة األولى من المرسوم التنفيذي .12-71
-3المادة 20من المرسوم التنفيذي .12-71
-4علي سعيدان ،حماية البيئة من التلوث بالمواد االشعاعية والكيماوية في القانون الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر ،0210 ،ص
.090
97
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
العناصر البيئية والتي تكون خاضعة لوصاية و ازرية مختلفة ،1كمديرية الغابات ومديرية الصحة ،ومديرية الري،
ومديرية الفالحة ،مديرية الطاقة والمناجم ،مديرية السياحة ...
ثانيا :المفتشيات الجهوية للبيئة.
أنشأ المشرع الجزائري مصالح خارجية تعمل تحت سلطة الوزير المكلف بالبيئة تدعى المفتشيات
الجهوية ،وهذا بموجب المرسوم التنفيذي 113-73المؤرخ في 1773/29/09المتضمن إنشاء مصالح خارجية
تابعة للبيئة .وتعت بر المفتشية الوالئية هي الجهاز الرئيسي التابع للدولة في مجال مراقبة تطبيق القوانين
والتنظيمات المتعلقة بحماية البيئة أو التي تتصل بها ،وأوكل لها مهمة السهر على تطبيق النصوص التشريعية
والتنظيمية المتعلقة بالبيئة واقتراح التدابير والحلول الرامية إلى تحسين البيئة أو حمايتها وتسهيل ذلك .وكانت كل
مفتشية تضم عدة واليات ،بحيث أنشأت 13مفتشية جهوية على المستوى الوطني .غير أن هذه المفتشيات لم
2
الذي تم بموجبه استحداث مفتشية يدم العمل بها طويال ،حيث تم إلغاؤها بموجب المرسوم التنفيذي 12/71
للبيئة على مستوى كل والية.
أمام قصور الهيئات المحلية في مجابهة األخطار التي تتعرض لها البيئة بسبب غياب التعاون والتضامن
بين الواليات أو المناطق التي تمتاز بنفس الظروف والعوامل الطبيعية وتتعرض إلى نفس المشاكل البيئية ،األمر
الذي حتم على المشرع الجزائري العودة إلى نظام التنظيم الجهوي في شكل مفتشيات جهوية ،لكنها تختلف عن
المفتشيات الجهوية السابقة الملغاة التي جاء بها المرسوم التنفيذي ،113-73من حيث العدد والتنظيم.3
وقد استحدث المشرع بموجب المرسوم التنفيذي 273-23خمس مفتشيات جهوية تعمل تحت إشراف
المفتشية العامة للبيئة ،ويحدد المقر واالختصاص اإلقليمي للمفتشيات الجهوية كما يأتي:4
الواليات المقر
وهران ،مستغانم ،عين تيموشنت ،تلمسان ،سيدي بلعباس ،معسكر ،سعيدة، وهـ ـ ـ ـران
غيليزان ،تيارت.
-1عبد الحق خنتاش ،مجال تدخل الهيئات الالمركزية في حماية البيئة في الجزائر ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة ورقلة،
الجزائر ،0211 ،ص .97
-2تنص المادة 21من المرسوم التنفيذي 97-71المؤرخ في 1771/21/09المتضمن إحداث مفتشية للبيئة في الوالية بقولها
"تلغى أحكام المرسوم التنفيذي رقم 113-73المؤرخ في 1773/29/29والمذكور أعاله".
-3عبد الحق خنتاش ،مرجع سابق ،ص .99
-4المادة 22من المرسوم التنفيذي 273-23المؤرخ في 0223/10/19المعدل والمتمم للمرسوم التنفيذي 97-71المتضمن
مهام المفتشية العامة للبيئة وتنظيم عملها( ،ج .ر .عدد )0223/10/01 ،12والتي تستحدث ضمن أحكام المرسوم 97-71
مادة " 9مكرر ."1
98
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
وتقوم هذه المفتشيات في نطاق اختصاصها االقليمي بتنفيذ أعمال التفتيش والمراقبة المخولة للمفتشية
العامة للبيئة بموجب المرسوم التنفيذي .1 97-71و بهذه الصفة تكلف بالسهر على تطبيق التشريع والتنظيم
المعمول بهما في مجال حماية البيئة ،وتكلف على وجه الخصوص بما يلي:2
-ضمان التنسيق بين المصالح الخارجية في إدارة البيئة واقتراح أي إجراء يرمي إلى تحسين فعاليتها وتعزيز
عملها،
-التقويم الدوري لتدابير المراقبة والتفتيش وأعمالهما التي تباشرها مصالح البيئة المؤهلة لهذا الغرض،
-اقتراح أي تدبير قانوني أو مادي يرمي إلى تعزيز عمل الدولة في مجال حماية البيئة،
-القيام بزيارات تقويمية وتفتيشية ورقابية لكل وضعية أو منشأة يحتمل أن تشكل خط ار على البيئة أو على
الصحة العمومية.
-القيام في حالة حدوث تلوث بالتحقيقات التي يكون غرضها تحديد األسباب وتقويم األضرار وتحديد
المسروليات،
-السهر على المراجعة الدورية ألجهزة اإلنذار والوقاية من حوادث التلوث التي يحتمل أن تصيب البيئة والصحة
العمومية.
تكلف المفتشية العامة ،فضال عن ذلك ،بكل تحقيق خاص يرتبط بميدان نشاطها ،يسنده إليها الوزير
المكلف بحماية البيئة ،وتخول لهذا الغرض المبادرة بأي تحقيق إداري وبأي عمل يكون قصده المحافظة على
البيئة والصحة العمومية.3
من حيث منهجية العمل فإن المفتشية تتدخل على أساس برنامج نشاط سنوي يوافق عليه الوزير المكلف
بالبيئة .كما يمكنها أن تتدخل بصفة مباغتةللقيام بأية مهمة تتطلبها وضعية معينة وهذا طبقا للمادة الرابعة من
المرسوم التنفيذي .97-71
ليس للمفتشية صالحيات الضبط اإلداري ،ولكن أنيطت بها أعمال التفتيش والمراقبة ،التي تسمح للوزير
اتخاذ ق اررات الترخيص واالعتماد فيما يخص النشاطات الخطرة.1
ثالثا :اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة.
تطبيقا ألحكام القانون 12-23المتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،استحدث المشرع
بموجب المرسوم التنفيذي 171-21المؤرخ في 0221/29/31هيئة إدارية في شكل لجنة تكون على مستوى
كل والية تسمى "اللجنة الوالئية لمراقبة المؤسسات المصنفة" ،تتشكل من الوالي أو من يمثله كرئيس لها
وبعضوية مدير البيئة أو من يمثله وقائد مجموعة الدرك الوطني للوالية أو من يمثله ومدير األمن الوالئي أو من
يمثله ،والمدراء التنفيذيين بالوالية أو من يمثلهم وهم :مدير الحماية المدنية ،ومدير التنظيم والشؤون العامة
للوالية ،ومدير المناجم والصناعة ،ومدير الموارد المائية ،ومدير التجارة ،ومدير التخطيط وتهيئة اإلقليم ،ومدير
المصالح الفالحية ،ومدير الصحة والسكان ،ومدير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،ومدير الصناعة التقليدية،
ومدير العمل ،ومدير الصيد البحري ،ومدير الثقافة والسياحة إذا كانت الملفات التي ستدرسها اللجنة لها عالقة
بهاذين القطاعين ،باإلضافة إلى محافظة الغابات وممثل الوكالة الوطنية لتطوير االستثمار ،وثالثة خبراء
متخصصين في المجال المعني بأشغال اللجنة ،ورئيس المجلس الشعبي البلدي المعني أو ممثله.2
يعين أعضاء اللجنة بقرار من الوالي المختص اقليميا لمدة ثالث سنوات قابلة للتجديد ،3وتجتمع اللجنة
باستدعاء من رئيسها كلما دعت الضرورة إلى ذلك ،وتتخذ ق ارراتها باألغلبية البسيطة ألصوات أعضائها ،وفي
حالة تساوي األصوات ،يرجح صوت الرئيس.4
تضطلع اللجنة بالمهام التالية:
-السهر على احترام التنظيم الذي يسير المؤسسات المصنفة،
-فحص طلبات إنشاء المؤسسات المصنفة،
-السهر على مطابقة المؤسسات الجديدة لنص مقرر الموافقة المسبقة إلنشاء المؤسسة المصنفة.1
كما يظهر دور اللجنة عندما تتوقف المؤسسة المصنفة عن النشاط نهائيا ،أين تقوم هذه األخيرة بإعداد
مخطط إزالة تلوث الموقع وترسله إلى الجهة المختصة ،وفي هذا اإلطار يظهر دور اللجنة من خالل مراقبة
تنفيذ هذا المخطط ،وفي إعادة الموقع إلى حالته األصلية ،أي في حالة ال تشكل أي خطر أو ضرر على
البيئة.2
وفيما يخص طريقة التدخل يمكن للجنة أن تقوم بعملية مراقبة المنشأة المصنفة بناء على طلب من
رئيسها ،كما يمكنها أن تكلف عضو من أعضائها أو عدة أعضاء للقيام بمهام المراقبة الخاصة إذا اقتضت
الظروف أو تطلب األمر ذلك.3
سمحت المادة 33من المرسوم 171-21للجنة أن تستدعي صاحب المشروع أو مكاتب الدراسات الذين
قاموا بإعداد دراسات عن المشروع المعني وهذا إلعطاء معلومات إضافية أو توظيحية.
من خالل تشكيلة ومهام اللجنة تظهر أهميتها في الحفاظ على البيئة وحمايتها من أخطار التلوث الذي قد
يلحق بها بسبب األنشطة المختلفة للمؤسسات المصنفة ،ألن األعمال الرقابية أو التدابير التي تتخذها اللجنة
بمناسبة أداء عملها تشكل في مجموعها مجهودات مهمة ولها أث ار كبي ار في فرض حماية البيئة على المستثمرين
وأصحاب المؤسسات المصنفة التخاذ كافة التدابير الضرورية لحماية البيئة ،وتعتبر اللجنة حجر الزاوية فيما
يخص كل التراخيص والتصريحات المتعلقة بالمنشآت المصنفة ،فهي بمثابة ممر إجباري للحصول على
القرارات المذكورة.4
إن نجاح هذه المؤسسات المركزية والالمركزية مرهون بمدى التعاون والتكامل الموجود فيما بينها ،وألن
البيئة وحدة واحدة مترابطة العناصر ،فإن هذه الخاصية توجب في المقابل ترابط األهداف وتكامل الجهود
والعمل ،إذ يستحيل االضطالع بحماية عنصر من عناصر البيئة بمعزل عن بقية العناصر .لكن الوضعية
الخاصة لبعض عناصر البيئة توجب تخصيص نصوص واجراءات قانونية خاصة تتطلبها هذه الوضعية.
المطلب الثالث :مساهمة المجتمع المدني في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
انطالقا من مبدأ المشاركة في إدارة القضايا العامة ،والتزام الدول بالمبادئ والقواعد واألسس الدولية
المنظمة لحقوق وحريات األفراد وخاصة الحق في حرية إنشاء الجمعيات المدنية سواء على المستوى المحلي أو
الوطني ،فإن أ غلب دول العالم في قوانينها الوطنية تقر هذا الحق كركيزة أساسية لبناء المجتمع الديمقراطي،
وحرصا منها على أهمية هذا الحق ،فإنها تكرسه في إطار أسمى قواعد اإللزام القانوني أال وهي القواعد
الدستورية ،ولقد سارت بعض الدول العربية على هذا النهج بالنص على هذا الحق في دساتيرها من بينها
الجزائر ،حيث أكد الدستور على تشجيع الدولة للديمقراطية التشاركية على مستوى الجماعات المحلية ،ال سيما
من خالل المجتمع المدني.1
تلعب مؤسسات المجتمع المدني دو ار بار از في حماية البيئة وتنميتها الذي ال يقل في أهميته عن دول
الجهات الحكومية ،ذلك أن مؤسسات المجتمع المدني بحكم تكوينها وما يتوافر لها من طاقات بشرية متنوعة،
وامكانيات مادية غير محدودة وبحكم اتصالها المباشر بالقاعدة الجماهرية ،وقدرتها على التأثير في الرأي العام،
وبحكم ما تتمتع به من مرونة في الحركة وأسلوب أدائها تستطيع أن تحقق الكثير من اإلنجازات في مجاالت
حماية البيئة ،وتنميتها ،وأن تشارك بدور فعال ومؤثر في الجهود التي تبذلها سلطات الدولة وأجهزتها الحكومية.
الفرع الول :اإلعتراف القانوني بالجمعيات البيئية.
كفل الدستور الجزائري الحق في إنشاء الجمعيات وأكد على تشجيع الدولة لها .2اختار محبي البيئة
والمدافعين عنها من األفراد التكتل في صورة جمعيات تكون مهمتها الدفاع عن البيئة ،والتي تزدادا يوما بعد يوم
ويتصاعد دورها في حماية البيئة من خالل كشف المتسببين في تلويث البيئة من الهيئات واألفراد ،ومتابعتهم من
أجل الوصول إلى إدانتهم وممارسة الضغوط عليهم ومحاصرتهم.
إن الوعي البيئي له أهمية بالغة في حماية البيئة ،ذلك أن التشريعات والقوانين ال تكفي وحدها لغرض
احترام البيئة ،فالحق في المشاركة واالنتماء الحر للجمعيات صورة من صور تدعيم الديمقراطية ،تحرص الكثير
من الحكومات على ضمانها ،شريطة أن يكون االنتماء حر وغير مقيد .ولقد كرس االعالن العالمي لحقوق
اإلنسان هذا الحق.3
تتمتع الجمعيات البيئية بحرية إختيار النشاطات القانونية المالئمة والمتاحة لها لبلوغ هدفها ،فلها أن
تختار العمل التوعوي والتطوعي الميداني ،أو أن تركز على اتصالها بالمنتخبين المحليين وتلعب دور المنبه
والمراقب للكشف عن االنتهاكات التي تمس البيئة أو أن تلجأ إلى طرق الطعن القضائية ،أو أن تستعمل كل هذه
اآلليات بصفة عقالنية من أجل بلوغ أهدافها.1
ونتيجة لهذه المرونة التي تتسم بها اآلليات التي تستخدمها جمعيات حماية البيئة ،فقد عدد المجلس
الوطني للحياة الجمعوية الفرنسي ،ثمانية أصناف من النشاطات الرئيسية التي تقوم بها:
-إعالم وتربية الجمهور وتكوين أشخاص مختصين ،مثل المنشطين واإلداريين والمنتخبين.
-المشاركة والمشاورة مع المنتخبين واإلداريين.
-نشر المعلومات لوسائل اإلعالم ،واصدار نشرية أو مجلة.
-اللجوء إلى القضاء في حاالت التلوث أو مخالفة قوانين حماية البيئة.
-حيازة أو تسيير األوساط الطبيعية.2
الجزائر على غرار بقية دول العالم أيقنت أن لحماية البيئة ال بد من تضافر الجهود من قبل المؤسسات
الحكومية من جهة ومؤسسات المجتمع المدني من جهة أخرى ،وهذا بتسخير كل طاقاتهم العلمية والتكنولوجية
وكذا التشريعية لمكافحة التلوث والتقليل على األقل من تخريب البيئة خاصة مع ما شهده العالم من ثورة بيئية
كبيرة شنتها كبريات الجمعيات الدولية المعروفة في هذا المجال وما كان لها من دور كبير وفعال في مشاركة
إعالم وتنظيم وكذا توعية الجماهير والرأي العام وتجنيده بغرض مكافحة التلوث والمحافظة على الوسط الطبيعي
وتحسين محيط اإلنسان.3
إن قانون حماية البيئة 23-13لم يعط مرونة للعمل الجمعوي في إطار حماية البيئة ،وهذا يعد أم ار
طبيعيا ألنه خالل تلك الفترة لم تكن المشاكل البيئية معقدة كما هو الوضع اآلن ،لذا جاءت الحاجة إلى تحديثه
وتجديد قواعده بما يتماشى والمشاكل المطروحة حديثا من خالل القانون .12-23
إلى غاية نهاية النصف األول من التسعينات ،لم يظهر نشاط بارز للجمعيات البيئية ،ويرجع ذلك إلى
عدة أسباب منها ،غياب االعتماد ،انعدام المقر ،مشكل التمويل وتجاهل السلطات العمومية المحلية والوطنية
لمعاناة هذه الجمعيات .ابتداء من النصف الثاني من التسعينات ظهرت إرادة السلطة في إشراك الجمعيات البيئية
-1باعلي واسعيد باحمد ،المجتمع المدني ودوره في حماية البيئة في الجزائر :جمعيات حماية البيئة أنموذجا ،مجلة دراسات إنسانية
واجتماعية ،المجلد ،27العدد ،23جامعة وهران ،الجزائر ،0202/21/11 ،ص ص .009-013
-2نفس المرجع.
-3حسين زاوش ،الديمقراطية التشاركية وحماية البيئة :حالة الجزائر ،دفاتر السياسة والقانون ،عدد ،11جامعة ورقلة ،الجزائر،
جانفي ،0211ص ص .312-321
103
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
في تطبيق برامج هذا القطاع ،نظ ار للدور الذي يمكن أن تلعبه هذه الجمعيات في مجال التحسيس والتوعية
البيئية ،إذ تعتبر همزة وصل بين الهيئات الرسمية والجمهور وقناة إليصال االهتمامات البيئية المدرجة في برامج
الحكومة إلى كل شرائح المجتمع.1
وفي هذا الصدد أصدرت كتابة الدولة المكلفة بالبيئة التعليمة رقم 132بتاريخ 10أفريل 1771موجهة
إلى مفتشي البيئة بالواليات تطلب االتصال بالجمعيات البيئية التي تنشط على مستوى كل والية ،واعالمها
بإمكانية تمويل مشاريعها ،وقد نتج عن هذه العملية استفادة 27مشروع بيئي من التمويل تقدمت به 32جمعية
على مستوى 01والية.2
نظ ار لتركيز قانون حماية البيئة على الطابع الوقائي فقد أرسى أسسا لإلطار االتفاقي لتنفيذ التدابير البيئية
وشرع في استكمال بناء قواعد شراكة مع جمعيات حماية البيئة باعتبارها أحد أهم شركاء اإلدارة البيئية لتفعيل
السياسة البيئية .واستكماال للتحول الجذري في القبول بدور الجمعيات كشريك لإلدارة في تحقيق األهداف
االستراتيجية الوطنية لحماية البيئة ،خص قانون 23-12المتعلق بحماية البيئة الجمعيات بفصل خاص هو
الفصل السادس منه.
شهد العمل الجمعوي في مجال المحافظة على البيئة تطو ار ملحوظا من حيث العدد ،حيث انتقل من 19
3
إلى 0929سنة 0219أي ما يقارب 3.32بالمئة من مجموع الجمعيات الوطنية في جمعية سنة 1771
مختلف المجاالت.4
تعد مجاالت تدخل جمعيات حماية البيئة غير محدودة ،ألن المعيار األساسي الذي يتحدد على ضوئه
اختصاص الجمعيات هو الهدف المحدد في قانونها األساسي ،والمتمثل في ترقية التربية البيئية واإلعالم البيئي،
وهنا ستعرض بعض األمثلة عن تدخالت الجمعيات البيئية:
-1بكير قشار ،دور المجتمع المدني في اإلعالم البيئي في الجزائر :الجمعيات البيئية بمدينة غرداية نموذجا ،مجلة الواحات
للبحوث والدراسات ،عدد ،17جامعة غرداية ،الجزائر ،0213 ،ص ص .119-73
-2نفس المرجع.
-3غنية ابرير ،دور المجتمع المدني في صياغة السياسات البيئية :دراسة حالة الجزائر ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة
باتنة ،0212-0227 ،ص .122
4الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ،و ازرة الداخلية و الجماعات المحلية ،الحياة الجمعوية و السياسية ،قائمة موضوعية
للجمعيات الوطنية و المحلية المعتمدة ،متاحة على موقع الو ازرةhttp://www.interieur.gov.dz/index.php/ar . , :
تاريخ التصفح .0217/21/19
104
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-تقديم طلبات فتح دعوى لتصنيف حظيرة وطنية أو محمية طبيعية ،وانشاء المساحات الخضراء من خالل
المشاركة في إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير ومخطط شغل األراضي ،حسب المادة 23من المرسوم
123-19المتعلق بالحظائر الوطنية.
-حفظ الصحة الحيوانية ،والمساهمة في استئصال األمراض الحيوانية حسب المادة 29من القانون المتعلق
بالطب البيطري وحماية الصحة الحيوانية التي تنص "يمكن أن تتكون تجمعات محترفة وجمعيات للدفاع الصحي
من المربيين والمالك طبقا للتنظيم الساري المفعول" ،والمادة " 11يتم انجاز برامج استئصال األمراض الحيوانية
تحت إشراف السلطة الوطنية من طرف األطباء البياطرة ومالك أصحاب الحيوانات وتجمعات المربيين وكذا من
جمعيات الدفاع الصحي".
-انشاء منطقة أو مناطق للمحافظة على تكاثر الصيد بعد استشارة اإلدارة المحلية ،والحد من الصيد المحظور
ومحاربته ،حسب المواد 0و 1و 11من المرسوم رقم 131-13المتعلق بتنظيم وسير الجمعيات واالتحادات
الوالئية واالتحادية الوطنية للصيادين.
الفرع الثاني :آليات المجتمع المدني في حماية البيئة.
تشارك تنظيمات الم جتمع المدني الدولة في المحافظة على البيئة وحمايتها وذلك من خالل عدة أدوار
تقوم بها ،بل وقد يفوق تأثيرها الدولة في بعضها ،وتتمثل وسائل عمل جمعيات حماية البيئة في اآلتي:
أوال -تعزيز المواطنة البيئية.
أثبتت الدراسات الحديثة أن تطوير المجتمعات ال يتم عن طريق السياسات الحكومية وحدها ،وانما أيضا
عن طريق توليف بين األجهزة الحكومية والتنظيمات غير الحكومية التي تستطيع بفضل قدرتها التعبوية
والتطوعية على استقطاب المواطنين واشراكهم في حل بعض المشكالت االجتماعية والثقافية واالقتصادية
وخاصة البيئة .وفي هذا تلعب الجمعيات البيئية كأحد أشكال التنظيمات االجتماعية دو ار بار از في تعزيز مفهوم
المواطنة البيئية من خالل اعتمادها على مجموعة من اآلليات والميكانيزمات التي يمكن توضيحها فيما يلي:
-1التوعية البيئية للمواطنين.
يعد دور الجمعيات البيئية في القيام بعمل التوعية البيئية للمواطنين من األدوار الرئيسية لها في حماية
البيئة خصوصا مع حداثة موضوعات حماية البيئة واعتبار البعض أن حماية البيئة من الموضوعات الكمالية،
مع ظهور مفاهيم جديدة تتعلق بالبيئة ودمجها في السياسات االقتصادية للدولة واألفراد منها مفهوم التنمية
المستدامة من خالل اتباع آليات اإلنتاج األنظف ،وأن المعرفة والتثقيف البيئي سيحول دون توريث الجهل أو
عدم الوعي البيئي من جيل إلى جيل ،فالواقع أن دور األفراد في حماية البيئة يرتبط بصورة كبيرة بمدى نمو
الرأي العام في كل دولة .وتتمثل أهداف التوعية والتربية البيئية وأساسيتها ومكوناتها في منح فرصة اكتساب
105
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
المعرفة والقيم والمهارات الضرورية لحماية الطبيعة وتحسين وضعها ،وزيادة وتنمية الوعي البيئي بكل
المشكالت االقتصادية والسياسية واالجتماعية ذات التأثير البيئي وخلق وترسيخ أنماط سلوكية إيجابية تجاه البيئة
كالمحافظة على األشجار.1
-2إشراك المواطنين في العمل التطوعي.
العمل التطوعي هو أحد ركائز المجتمع المدني الحديث ،حيث يقوم على المشاركة اإليجابية لمختلف
التنظيمات بما فيها الجمعيات البيئية من خالل "القيام بالحمالت التطوعية لنظافة ،وتزيين المحيط ،وغرس قيم
التعاون وانجاز بعض األهداف العادية المتكررة بالحياة اليومية للسكان مثل أعمال النظافة حيث تخضع مشاركة
المواطنين في مثل هذه األنشطة إلى الضغط المعنوي أو اإلحساس بالمسؤولية تجاه البيئة".2
ويتميز العمل التطوعي بصفتين أساسيتيتن تجعالن منه عمال ال مناص منه في تحقيق المواطنة البيئية،
وهما:
-قيامه على أساس المردود المعنوي أو االجتماعي المتوقع منه ،مع نفي أي مردود مادي يمكن أن يعود على
الفاعل.
-ارتباط قيمة العمل بغايته المعنوية واإلنسانية.
لهذا يالحظ أن وتيرة العمل التطوعي في تحقيق المواطنة البيئية ال تتراجع مع انخفاض المردود المادي
له ،إنما بتراجع القيم والحوافز التي تكمن وراءه ،وهي القيم والحوافز الدينية واألخالقية واالجتماعية واإلنسانية.3
-3تنظيم الندوات والمؤتمرات الموجهة للمواطنين.
تمارس الجمعيات البيئية –عبر الندوات والمؤتمرات -نشاطا يتعلق بالتوعية البيئية والمحافظة على البيئة،
من خالل تنظيم دور المواطن ليكون مشاركا في الرقابة البيئية المستندة إلى الحقائق العلمية ،واستخدام وسائل
الضغط الحضارية ،عن طريق تبيان اآلثار السلبية للمشكالت البيئية من خالل الورشات واللقاءات ،وتوجيه
متخذي القرار نحو المشكالت البيئية ذات األولوية ،وخيارات الحل ،وهنا يبرز الدور اإلعالمي والتعليمي الذي
تقوم به الجمعيات البيئية في تعزيز المواطنة البيئية.4
-1هشام عبد السيد الصافي محمد بدر الدين ،دور منظمات المجتمع المدني في رعاية البيئة ،مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية
واالقتصادية ،المجلد ،27العدد ،20المركز الجامعي تامنغست ،الجزائر ،0202 ،ص ص .037-199
-2سمير قريد و محم د خشمون ،جمعيات حماية البيئة ودورها في ترسيخ المواطنة البيئية في المجتمع ،مجلة مفاهيم للدراسات
الفلسفية واإلنسانية المعمقة ،العدد الثامن ،جامعة الجلفة ،سبتمبر ،0202ص ص .321 -072
-3سمير قريد و محمد خشمون ،مرجع سابق ،ص .077
-4نفس المرجع ،ص .322
106
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-1هشام عبد السيد الصافي محمد بدر الدين ،مرجع سابق ،ص .020
-2أحمد لكحل ،دور الجماعات المحلية في حماية البيئة ،دار هومة ،الجزائر ،0212 ،ص .199
-3تنص المادة 39من القانون 12-23على أن "تساهم الجمعيات المعتمدة قانونا والتي تمارس أنشطتها في مجال حماية البيئة
وتحسين اإلطار المعيشي في عمل الهيئات العمومية بخصوص البيئة وذلك بالمساعدة وابداء الرأي والمشاركة وفق التشريع
المعمول به".
-4المواد 19-27من المرسوم التنفيذي .129-29
107
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
والمشاركة في عمل الهيئات العمومية طبقا لنص المادة 39من القانون .12-23وقدا حدد المشرع حاالت
حصرية لعضوية الجمعيات البيئية في اللجنة القانونية واالقتصادية للمجلس األعلى للتنمية المستدامة ،1كما حدد
حاالت حصرية لعضوية هذه الجمعيات في بعض المؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري ،منها الجزائرية
للمياه 2والديوان الوطني للتطهير.3
يبقى نجاح مشاركة هذه الجمعيات مرهونا بجدية مشاركة ممثليها في هذه الهيئات ،من خالل إقناع
األعضاء اآلخرين بالدراسات والبيانات واالحصائيات المقدمة ،وكذلك على مدى استعداد االدارة لتقبل مشاركة
ومساهمة هذه الجمعيات.4
وسعيا من الدولة لتطبيق إصالحات واسعة في مختلف المجاالت بما فيها إشراك المجتمع المدني في
تسيير مختلف الشؤون بما فيها المسائل البيئية ،فقد صدر المرسوم الرئاسي 327-11المتضمن تشكيلة
المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي وسيره باعتباره مؤسسة استشارية واطا ار مفتوحا للتشاور بين مختلف
مكونات المجتمع والمؤسسات الرسمية للدولة .ومن بين أهداف هذا المجلس "تقييم المسائل ذات المصلحة
الوطنية في المجال االقتصادي واالجتماعي والتربوي والتكويني والتعليم العالي والثقافة والبيئة ودراستها" .وفي
سبيل تحقيق ذلك ،أكد على ضرورة توفير إطار لمشاركة المجتمع المدني في التشاور الوطني حول سياسات
التنمية االقتصادية واالجتماعية.5
ويضم هذا المجلس في تشكيلته 022عضوا بشرط أن يكون 92من مجموع األعضاء من منظمات
المجتمع المدني .6كما يتوزع ممثلو المجتمع المدني أعضاء المجلس الوطني االقتصادي واالجتماعي حسب
مجاالت اهتماماتهم ،ويكون من ضمنهم 29ممثلين عن الجمعيات البيئية التي تنشط في مجال الحفاظ على
البيئة والتنمية المستدامة.7
-1تتمثل عضوية الجمعيات بثالثة ممثلين وفقا للمادة الخامسة من المرسوم التنفيذي 211-71المؤرخ في 1771/10/01يحدد
تنظيم المجلس األعلى للتنمية المستدامة وعمله.
-2المادة 10من المرسوم التنفيذي 121-21المؤرخ في 0221/22/01المتضمن إنشاء الجزائرية للمياه (ج .ر .عدد 02
صادرة في .)0221/22/00
-3المادة 12من المرسوم التنفيذي 120-21المؤرخ في 0221/22/01المتضمن إنشاء الديوان الوطني للتطهير (ج .ر .عدد
02صادرة في .)0221/22/00
-4غنية ابرير ،مرجع سابق ،ص .121
-5المادة ( )20/20من المرسوم الرئاسي 327-11المؤرخ في 0211/11/01المتضمن تشكيلة المجلس الوطني االقتصادي
واالجتماعي وسيره( ،ج .ر .عدد 17صادرة بتاريخ .)0211/10/21
-6تنص المادة ( )23/22من المرسوم الرئاسي 327-11على "خمسون ( )92عضوا بعنوان المجتمع المدني".
-7المادة ( )22/21من المرسوم الرئاسي .327-11
108
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
ويتكون هذا المجلس من ستة لجان دائمة إحداها خاصة بالمسائل والشؤون البيئية 1وظيفتها إعداد تقارير
ودراسات تقييمية مرفقة بمختلف االقتراحات والتوصيات الخاصة بالمسائل البيئية واإلشكاالت المتعلقة بها.
ثالثا -الدور القضائي لجمعيات حماية البيئة.
تتمتع الجمعيات بحق اللجوء إلى القضاء باعتباره أحد الضمانات األساسية لتفعيل الرقابة االجتماعية
لحمل اإلدارة على احترام القواعد البيئية ،خاصة عندما ال تتمكن الجمعيات من تحقيق أهدافها بالطريقة الوقائية
عن طريق المشاركة ،نتيجة لضعف أو عدم فعالية هذا األسلوب .وقد كرس هذا الحق في العديد من النصوص
التشريعية:
-كرس قانون الجمعيات حق هذه األخيرة في التقاضي من أجل الدفاع عن المصالح المشروعة المرتبطة
بأهدافها ،وفرض احترام القواعد المرتبطة به سواء باللجوء إلى القضاء العادي أو اإلداري.2
-مكن القانون 12-23كل جمعية يتضمن موضوعها حماية الطبيعة والبيئة رفع دعوى أمام الجهات القضائية
المختصة عن كل مساس بالبيئة حتى في الحاالت التي تعني األشخاص المنتسبين لها بانتظام.3
-حق الجمعيات التأسيس كطرف مدني من خالل قانون حماية التراث الثقافي ،إذ يحق لكل جمعية مؤسسة
قانونا يتضمن قانونها األساسي حكما يقضي بسعيها لحماية الممتلكات الثقافية أن تنصب نفسها خصما مدعيا
بالحق المدني فيما يخص مخالفات أحكام هذا القانون.4
-حق الجمعيات في التأسس كطرف مدني من خالل قانون التهيئة والتعمير ،فكل جمعية تشكلت بصفة قانونية
تنوي بموجب قانونها األساسي أن تعمل من أجل تهيئة إطار الحياة وحماية المحيط أن تطالب بالحقوق المعترف
بها كطرف مدني ،فيما يتعلق بالمخالفات ألحكام التشريع الساري المفعول في مجال التهيئة والتعمير.5
تتعد أدوار مختلف الهيئات الرسمية وغير الرسمسة ،مركزية كانت أو محلية في مجال حماية البيئة وفقا
لما جاء في النصوص التشريعية ،وكذا وفقا للنصوص التنظيمية المتضمنة إختصاصات هذه الهيئات ،لكن
ونظ ار لتعدد عناصر البيئية واختالفها من حيث الخصائص ،جعل من المستحيل تنظيم حمايتها في نص قانوني
واحد ،وهو ما يفسر سبب تعدد النصوص الحمائية لهذه العناصر ،وهو ما سيتم بيانه من خالل الفصل التالي.
-1تنص المادة ( )20/02من المرسوم الرئاسي 327-11على "لجنة تهيئة اإلقليم والبيئة والتنمية المحلية والتنمية المستدامة".
-2المادة 19من قانون الجمعيات 21-10المؤرخ في ( 10/21/10ج .ر .عدد 20صادرة في .)0210/21/19
-3المادة 31من القانون .12-23
-4المادة 71من القانون 22-71المتعلق بحماية التراث الثقافي.
-5المادة 92من القانون 07-72المتعلق بالتهيئة والتعمير.
109
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
الخاتمة:
تطرقت هذه الدراسة إلى موضوع حماسة البيئة في إطار التنمية المستدامة بصورة عامة ،حيث عالجت
أهم مفاهيم البيئة واألسس القانونية لحمايتها من ناحية مصادر هذا القانون ومبادئه وبعد ذلك تطرقت الدراسة
إلى اإلطار المؤسساتي المكلف بحماية البيئة على الصعيد الوطني ،ثم تم التفصيل في الفصل الثاني ،من خالل
تبيان صور حماية كل قسم من أقسام البيئة :برية مائية وجوية ،وفي فصل أخير تم بيان إجراءات إنفاذ
اإللتزامات البيئية التي وضعتها الدولة.
من خالل ما تقدم ،نخلص إلى أن الجزائر تملك ترسانة قانونية كبيرة في مجال حماية البيئة ،التي جاءت
تنفيذا إللتزاماتها الدولية المتعلقة بحماية البيئة ،لهذا السبب رسمت السلطات العمومية السياسة الوطنية لحماية
البيئة ،التي تعتمد في تجسيدها على المجهودات التي تقوم بها األجهزة اإلدارية للدولة ،حيث تكون المهمة
األكبر من نصيب الهيئات الالمركزية من خالل التدخل في مجاالت كثيرة ومتنوعة ،بحيث يمثل هذا التدخل
حماية مباشرة للبيئة أو حماية غير مباشرة لها بحماية أحد عناصرها ،يساعدها في ذلك جهات أخرى مشاركة
في هذه المهمة الوطنية واالنسانية على المستوى المحلي كالمصالح الخارجية للدولة المتمثلة في المفتشيات
الجهوية للبيئة ومديريات البيئية للواليات ،إلى جانب الهيئات المركزية.
غير أنه وبالرغم من كل الجهود المبذولة الزال الوضع البيئي في بالدنا في حالة من التدهور رغم وجود
الجزاءات وفرض الغرامات ،والسبب في ذلك يعود إلى قلة الموارد المالية المخصصة لحماية البيئة ،وكذا تعدد
الهيئات مع غياب وجود تنسيق بينها ما سبب تشتت في الجهود وعدم اكتمالها ،إضافة لكثرة النصوص القانونية
وتبعثرها وتشتتها ،كما يالحظ ضعف التدابير الردعية خصوصا منها الغرامات المفروضة ،كون قيمتها زهيدة
مقارنة مع حجم التلوث ،مما بعث في الملوثين الشعور ببساطة الجزاءات المترتبة عن األعمال الملوثة للبيئة.
إن فعالية وكفاءة أنظمة حماية البيئة تعتمد بالدرجة األولى على إمكانيات وطاقات وحدود تطبيق وتنفيذ
التشريعات البيئية المخ تلفة بدقة وحزم ،ولتحقيق ذلك فإننا نحث على ضرورة إقامة منظومة متكاملة ،أحد
مكوناتها إنشاء قاعدة بيانات للتشريعات البيئية ،هدفها الحد والجمع والمعالجة والتخزين واالستجاع ،مما يفيد
القائمين على شؤون حماية البيئة في تحديد ومعرفة الحقوق وايقاع الجزاء على المخالف ،ومن ثم يزيد من احترام
الحماية ،ويشكل أخالقيات بيئية ونهج وقائي لمواجهة المخاطر البيئية .و التفكير في إيجاد آليات تفرض
التنسيق الحقيقي بين مختلف الهيئات اإلدارية المعنية بحماية البيئة.
وكذا تحسين الثقافة البيئية ونشر الوعي البيئي لدى المواطن حول مخاطر األنشطة المضرة بالبيئة،
انطالقا من فكرة أن مشكلة البيئة ذات طابع أخالقي ينبع من الوعي واإلدراك واإلحساس بالمسؤولية تجاه البيئة.
110
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
ختاما يمكن القول أنه ال وجود لتنمية اقتصادية و اجتماعية دون حماية حقيقية للوسط البيئي الذي نعيش
فيه ألن المشاكل اإليكولوجية وثيقة الصلة بمسار التنمية االقتصادية واالجتماعية ،فالتدهور اإليكولوجي و ال
سيما فيما يخص الرأسمال الطبيعي يوشك أن يبطل جزء كبي ار من المكاسب االقتصادية واالجتماعية ،كما أن
حماية البيئة كتراث مشترك لإلنسانية ووقايتها أصبحت ضرورة تفرض نفسها من خالل استحداث اآلليات
المناسبة سواء على المستوى الدولي أو الوطني وذلك حفاظا على حق األجيال المقبلة.
111
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
قائمة المراجع:
المصادر:
-1التعديل الدستوري ،0202الفقرة ،11ج .ر .عدد ،10صادرة بتاريخ 0202./10/32
-0قانون رقم 17-21ممضي في 10ديسمبر 0221يتعلق بتسيير النفايات ومراقبتها وازالتها.
-3قانون رقم 20-20ممضي في 29فبراير 0220يتعلق بحماية الساحل وتثمينه.
-2قانون رقم 12-23ممضي في 17يوليو 0223يتعلق بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة.
-9قانون رقم 23-22ممضي في 03يونيو 0222يتعلق بحماية المناطق الجبلية في إطار التنمية
المستدامة.
-1قانون رقم 02-22ممضي في 09ديسمبر 0222يتعلق بالوقاية من األخطار الكبرى وتسيير الكوارث
في إطار التنمية المستدامة.
-9قانون رقم 21-29ممضي في 13مايو 0229يتعلق بتسيير المساحات الخضراء وحمايتها وتنميتها.
-1قانون رقم 20-11ممضي في 19فبراير 0211يتعلق بالمجاالت المحمية في إطار التنمية المستدامة.
مراسيم تنفيذية تنظم مجال البيئة:
-7مرسوم تنفيذي رقم 222-29ممضي في 12نوفمبر 0229يحدد كيفيات منح الجائزة الوطنية من أجل
حماية البيئة.
-7مرسوم تنفيذي رقم 129-29ممضي في 17مايو 0229يحدد مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات
المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة.
-12مرسوم تنفيذي رقم 171-21ممضي في 31مايو 0221يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات
المصنفة لحماية البيئة (دراسة الخطر المتعلق بالمؤسسات المصنفة).
-11مرسوم تنفيذي رقم 299-23ممضي في 27ديسمبر 0223يحدد كيفيات واجراءات إعداد المخطط
الوطني لتسيير النفايات الخاصة ونشره ومراجعته.
-10مرسوم تنفيذي رقم 227-22ممضي في 12ديسمبر 0222يحدد كيفيات نقل النفايات الخاصة
الخطرة.
-13مرسوم تنفيذي رقم 022-29ممضي في 01يونيو 0229يحدد كيفيات تعيين مندوبي البيئة.
-12مرسوم تنفيذي رقم 319-29ممضي في 12سبتمبر 0229يحدد كيفيات التصريح بالنفايات الخاصة
الخطرة،
112
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-19مرسوم تنفيذي رقم 122-21ممضي في 01فبراير 0221يحدد قائمة النفايات بما في ذلك النفايات
الخاصة الخطرة.
-11مرسوم تنفيذي رقم 131-21ممضي في 19أبريل 0221ينظم انبعاث الغاز والدخان والبخار
والجزيئات السائلة أو الصلبة في الجو وكذا الشروط التي تتم فيها مراقبتها.
-19مرسوم تنفيذي رقم 121-21ممضي في 17أبريل 0221يضبط القيم القصوى للمصبات الصناعية
السائلة.
-11مرسوم تنفيذي رقم 171-21ممضي في 31مايو 0221يضبط التنظيم المطبق على المؤسسات
المصنفة لحماية البيئة.
-17مرسوم تنفيذي رقم 129-29ممضي في 17مايو 0229يحدد مجال تطبيق ومحتوى وكيفيات
المصادقة على دراسة وموجز التأثير على البيئة.
-02مرسوم تنفيذي رقم 122-29ممضي في 17مايو 0229يحدد قائمة المنشآت المصنفة لحماية البيئة.
-01مرسوم تنفيذي رقم 17-27ممضي في 02يناير 0227يتضمن تنظيم نشاط جمع النفايات الخاصة.
-00مرسوم تنفيذي رقم 331-27ممضي في 02أكتوبر 0227يتعلق بالرسم على النشاطات الملوثة أو
الخطيرة على البيئة.
-03مرسوم تنفيذي رقم 112-13ممضي في 19مارس 0213ينظم استعمال المواد المستنفذة لطبقة
األوزون وأمزجتها والمنتجات التي تحتوي عليها.
-02مرسوم إنشاء شروط الترخيص لنقل النفايات الخطرة الخاصة ،ومحتوى طلب الترخيص و كذا ق ارراته
المحددة للخصائص التقنية للعالمات الخاصة بتغليف النفايات الخطرة.
-09مرسوم تنفيذي رقم 390-20ممضي في 11نوفمبر 0220يتعلق بنفايات التغليف.
-01مرسوم تنفيذي رقم 177-22ممضي في 17يوليو 0222يحدد كيفيات إنشاء النظام العمومي لمعالجة
نفايات التغليف وتنظيمه وسيره وتمويله.
-09مرسوم تنفيذي رقم 012-22ممضي في 01يوليو 0222يحدد كيفيات ضبط المواصفات التقنية
للمغلفات المخصصة إلحتواء مواد غذائية مباشرة أو أشياء مخصصة لألطفال.
-01مرسوم تنفيذي رقم 212-22ممضي في 12ديسمبر 0222يحدد القواعد العامة لتهيئة واستغالل
منشآت معالجة النفايات وشروط قبول النفايات على مستوى هذه المنشآت.
-07مرسوم تنفيذي رقم 312-29ممضي في 12سبتمبر 0229يحدد كيفيات اعتماد تجمعات منتجي
و/أو حائزي النفايات الخاصة،
113
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-32مرسوم تنفيذي رقم 029-29ممضي في 32يونيو 0229يحدد كيفيات واجراءات إعداد المخطط
البلدي لتسيير النفايات المنزلية وما شابهها ونشره ومراجعته.
-31مرسوم تنفيذي رقم 19-27ممضي في 19فبراير 0227يتعلق بالرسم على األكياس البالستيكية
المستوردة و/أو المصنوعة محليا.
-30مرسوم تنفيذي رقم 391-21ممضي في 29أكتوبر 0221يحدد شروط إنجاز المسالك الجديدة
الموازية للشاطئ.
-33مرسوم تنفيذي رقم 202-21ممضي في 00نوفمبر 0221يحدد تشكيلة مجلس التنسيق الشاطئي
وسيره.
-32مرسوم تنفيذي رقم 021-29ممضي في 32يونيو 0229يحدد شروط وكيفيات البناء وشغل األراضي
على الشريط الساحلي وشغل األجزاء الطبيعية المتاخمة للشواطئ وتوسيع المنطقة موضوع منع البناء عليها.
-39مرسوم تنفيذي رقم 309-21ممضي في 01أكتوبر 0221يتضمن إلزام ربابنة السفن التي تحمل على
متنها بضائع خطيرة سامة أو ملوثة باإلخطار عن وقوع أي حادث في البحر.
-31مرسوم تنفيذي رقم 11-27ممضي في 19فبراير 0227يتعلق بتصنيف المناطق المهددة للساحل.
-39مرسوم تنفيذي رقم 112-27ممضي في 29أبريل 0227يحدد شروط إعداد مخطط تهيئة الشاطئ
ومحتواه وكيفيات تنفيذه.
-31مرسوم تنفيذي رقم 31-12ممضي في 01يناير 0212يحدد كيفيات توسيع حماية أعماق البحر في
الساحل ويضبط النشاطات الصناعية في عرض البحر.
-37مرسوم تنفيذي رقم 217-29ممضي في 12ديسمبر 0229يحدد الدراسات واالستشارات المسبقة
الالزم إجراؤها وكذا مجموع الشروط والكيفيات واإلجراءات التي من شأنها أن تسمح بتحديد المناطق الجبلية
وتصنيفها وجمعها في كتل جبلية.
-22مرسوم تنفيذي رقم 29-21ممضي في 27يناير 0221يحدد تشكيلة المجلس الوطني للجبل ومهامه
وتنظيمه وكيفيات سيره.
-21مرسوم تنفيذي رقم 19-29ممضي في 12مارس 0229يحدد كيفيات إعداد نظام تهيئة إقليم الكتلة
الجبلية والمصادقة عليه والدراسات واالستشارات المسبقة الواجب إجراؤها ،وكذا إجراءات التحكيم المتعلقة
بذلك.
-20مرسوم تنفيذي رقم 021-21ممضي في 21يوليو 0221يحدد شروط وكيفيات منح ترخيص لفتح
مؤسسات لتربية فصائل الحيوانات غير األليفة وعرض عينات منها للجمهور.
114
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-23مرسوم تنفيذي رقم 19-27ممضي في 29فبراير 0227يحدد القائمة اإلسمية لألشجار الحضرية
وأشجار الصف.
-22مرسوم تنفيذي رقم 121-27ممضي في 12مارس 0227يحدد تنظيم وكيفيات منح الجائزة الوطنية
للمدينة الخضراء.
-29مرسوم تنفيذي رقم 119-27ممضي في 29أبريل 0227يحدد كيفيات تنظيم اللجنة الو ازرية المشتركة
للمساحات الخضراء وعملها.
-21مرسوم تنفيذي رقم 129-27ممضي في 23مايو 0227يحدد محتوى مخطط تسيير المساحات
الخضراء وكيفيات إعداده والمصادقة عليه وتنفيذه.
الكتب:
-1إبراهيم الدسوقي عطية ،األمن البيئي ،النظام القانوني لحماية البيئة ،دار الجامعة الجديدة ،االسكندرية،
0227.
-0أبو عبد الملك سعود بن خلف النويميس ،القانون الدولي العام ،مكتبة القانون واالقتصاد ،الرياض0212. ،
-3أحمد عبد الكريم سالمة ،قانون حماية البيئة :دراسة تأصيلية في األنظمة الوطنية واالتفاقية ،مطابع جامعة
الملك سعود ،الرياض1779. ،
-2أحمد لكحل ،النظام القانوني لحماية البيئة والتنمية االقتصادية المستدامة ،ط ،0دار هومة ،الجزائر،
0211.
-9أحمد مصطفى السيد ،الحماية القانونية للبيئة البحرية :في القانون الدولي للبحار ،إيتراك للطباعة و النشر و
التوزيع ،مصر0221. ،
-1الحسين شكراني ،حقوق األجيال المقبلة باإلشارة إلى األوضاع العربية ،المركز العربي لألبحاث ودراسة
السياسات ،بيروت0211. ،
-9اسماعيل نجم الدين زنكه ،القانون اإلداري البيئي ،منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت0210. ،
-1جميلة حميدة ،النظام القانوني للضرر البيئي وآليات تعويضه ،دار الخلدونية ،الجزائر0211. ،
-7ديار حسن كريم ،الجغرافيا البيئية ،دار الجنادرية للنشر والتوزيع ،األردن0219. ،
-12زهرة بوسراج ،محاضرات في الحماية الدولية للبيئة ،منشورات جامعة باجي مختار ،عنابة ،الجزائر،
0217.
-11سعيد سالم جويلي ،مواجهة األضرار البيئية بين الوقاية و العالج ،دار النهضة العربية ،مصر1777. ،
115
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-10سالفة طرق عبد الكريم شعالن،الحماية الدولية للبيئة من ظاهرة اإلحتباس الحراري في برتوكول كيتو
-1779في اتفاقية تغير المناخ لسنة ، 1770منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت. 2010،
-13سياما ايق ،ترجمة هال أمان الدين ،الحيوانات والنباتات المهددة باالنقراض ،الفصائل وحمايتها ،ط ،1مكتبة
الملك فهد الوطنية ،الرياض0212.،
-12صالح محمد محمود بدر الدين ،االلتزام الدولي بحماية البيئة ،دار النهضة العربية ،مصر0220. ،
-19صالح محمد بدر الدين ،المسؤولية عن نقل النفايات الخطرة في القانون الدولي ،دار النهضة العربية،
مصر0223. ،
-11صالح الدين شروخ ،التربية البيئية الشاملة :البيداغوجيا واألندرواغوجيا ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،عنابة،
0221.
-19صالح الدين عامر ،مقدمة لدراسة القانون الدولي للبيئة ،مجلة القانون و االقتصاد ،جامعة القاهرة ،مصر،
1713.
-11سامي محمد عبد العال ،البيئة من منظور القانون الدولي الجنائي ،دار الجامعة الجديدة ،مصر ،د ت ن.
-17سالفة عبد الكريم الشعالن ،الحماية الدولية للبيئة من ظاهرة االحتباس الحراري في بروتوكول كيوتو
1779واتفاقية تغير المناخ لسنة ،1770منشورات الحلبي الحقوقية ،بيروت0212. ،
-02سمير حامد الجمال ،الحماية القانونية للبيئة ،دار النهضة العربية ،القاهرة0229. ،
-01سوسن بكة ،التراث المشترك لإلنسانية ،الموسوعة القانونية المتخصصة ،المجلد الثاني0212. ،
-00صالح عبد الرحمن عبد المحدثي ،النظام القانوني الدولي لحماية البيئة ،منشورات الحلبي الحقوقية ،لبنان،
0212.
-03عبد العالي الديربي ،الحماية الدولية للبيئة وآليات فض منازعاتها :دراسة نظرية تطبيقية مع إشارة خاصة
إلى دور المحكمة الدولية لقانون البحار ،المركز القومي لإلصدارات القانونية ،القاهرة0211. ،
-02عصام محمد زناتي ،النظام القانوني للمياه الجوفية العابرة للحدود ،دار النهضة العربية ،القاهرة 0222.،
-09علي إبراهيم ،قانون األنهار والمجاري المائية الدولية ،دار النهضة العربية ،القاهرة1779. ،
-01علي سعيدان ،حماية البيئة من التلوث بالمواد االشعاعية والكيماوية في القانون الجزائري ،دار الخلدونية،
الجزائر0210. ،
-09كاظم المقدادي ،التربية البيئية ،األكاديمية العربية المفتوحة في الدانمرك ـ كلية اإلدارة واالقتصاد ـ قسم
إدارة البيئة ،السويد0221. ،
-01محمد إسماعيل عمر ،مقدمة في علوم البيئة ،دار الكتب العلمية للنشر والتوزيع ،القاهرة. 2002،
116
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-07محمد القطبي ،النظام القانوني للموارد المائية الجوفية في إطار التنمية المستدامة ،كلية الحقوق ،جامعة
أدرار0219 ،
-32محمد سيد المصري ،التحفظ على المعاهدات الدولية :رؤية تحليلية ،أطلس للنشر واالنتاج اإلعالمي،
الجيزة0217. ،
-31محمد عادل عسكر ،القانون الدولي البيئي تغير المناخ –التحديات والمواجهة ،دار الجامعة الجديدة،
االسكندرية.
-30محمود جاسم نجم الراشدي ،ضمانات تنفيذ إتفاقيات حماية البيئة ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية،
.0212
-33نعيمة عميمر ،القانون الدولي للبيئة ،مطبوعة غير منشورة موجهة لطلبة ماستر فرع قانون البيئة ،كلية
الحقوق ،جامعة الجزائر 0219. -0212 ،1
-32وهيبي صالح محمود ،وابتسام درويش العجمي ،التربية البيئية وآفاقها المستقبلية ،الطبعة األولى ،دار
الفكر ،دمشق -سوريا.0223 ،
المقاالت:
-39السعيد خويلدي و صدوق المهدي ،دور الجباية اإليكولوجية في الموازنة بين متطلبات التنمية والمحافظة
على البيئة ،مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،العدد ،21المركز الجامعي تامنغست ،جانفي
0202.
-31العربي زروق و جميلة حميدة ،التقييم البيئي كآلية قانونية لصناعة السياحة المستدامة ،األكاديمية
للدراسات االجتماعية واالنسانية ،المجلد ،10العدد ،20القسم (أ) العلوم االقتصادية والقانونية ،جامعة الشلف،
الجزائر ،0202/22/22 ،ص ص 021. -013
-39إيهاب جمال كسيبة ،مفهوم التراث المشترك لإلنسانية في القانون الدولي ،مجلة جامعة الشارقة للعلوم
الشرعية والقانونية ،المجلد ،10العدد ،1جامعة الشارقة،يونيو 0219.
-31حسين شكراني ،من مؤتمر استوكهولم 1790إلى ريو +02لعام ،0210مدخل إلى تقييم السياسات
البيئية العالمية ،بحوث اقتصادية عربية ،العددان ،12 -13خريف 0213.
-37الحسين شكراني ،نحو حوكمة بيئية عالمية ،مجلة رؤى استراتيجية ،أكتوبر 0212.
-22حسين شكراني ،الحقوق البيئية لألجيال العربية المقبلة ،مجلة جيل الدراسات السياسية و العالقات الدولية،
مركز جيل البحث العلمي ،العدد ،2ديسمبر 0219.
117
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-21حمزة بالي و إلياس شاهد ،دراسات التقييم البيئي في الجزائر –دراسة تحليلية قانونية ،-مجلة العلوم
القانونية والسياسية ،عدد ،11جامعة الوادي ،جوان 0219.
-20رحمة فادي و عباس إياد و العيسى سراب ،اختيار الموقع األمثل بيئيا لمشاريع التنمية العمرانية باستخدام
نظام المعلومات الجغرافية ،مجلة جامعة تشرين للبحوث والدراسات العلمية ،سلسلة العلوم الهندسية ،المجلد
( ،)31العدد ( ،)9جامعة تشرين ،الالذقية ،سوريا ،0227 ،ص ص 131.-117
-23زهرة بوسراج ،االهتمام الدولي بحماية بيئة المجاري المائية الدولية ،مجلة دراسات العدد ،92جامعة
األغواط ،الجزائر ،جانفي 0217.
-22صابر عباسي و إيمان زنود ،قراءة في محددات فعالية وكفاءة الضرائب البيئية ...أين نحن؟ ،مجلة
االقتصاد والبيئة ،المجلد /20العدد ،)0217( 21جامعة مستغانم ،الجزائر ،مارس ،0217ص ص -12
121.
-29عايدة مصطفاوي ،دور المجاالت المحمية في الحفاظ على الطبيعة ،مجلة اإلجتهاد للدراسات القانونية
واالقتصادية ،العدد ،1المركز الجامعي تامنغست ،جانفي ،0202ص ص 301.-320
-21عبد العزيز مخيمر عبد الهادي " ،تعليق على مجموعة المبادئ والقواعد القانونية لحماية البيئة من التلوث
عبر الحدود" ،المجلة المصرية للقانون الدولي ،القاهرة. 1987،
-29عبد اهلل بوعجيلة ،تقييم األثر البيئي للمشروعات التنموية :دراسة حالة األردن ،سلسلة دورية تعنى بقضايا
التنمية في الدول العربية ،العدد ،129المعهد العربي للتخطيط ،الكويت0217. ،
-21عمارية بن كعبة وزين العابدين بلماحي ،حماية البيئة الهوائية من التلوث في التشريع الجزائري واالتفاقيات
الدولية ،مجلة االجتهاد للدراسات القانونية واالقتصادية ،العدد ،21المركز الجامعي تمنغست ،جانفي 0202.
-27عيسى جعيرن ،اإلطار القانوني لحق الجمهور في المعلومة والمشاركة في إتخاذ الق اررات البيئية ،مجلة
الدراسات القانونية والسياسية ،العدد ،2جوان 0211.
-92لعبيدي مهاوات ،المراجعة البيئية بين المفهوم وصعوبات التنفيذ من منظور المراجع الخارجي ،مجلة
الدراسات اإلقتصادية والمالية ،المجلد الثاني ،العدد الثامن ،جامعة الوادي ،0219 ،ص ص 109.-121
-91نذير العلواني ،تدابير تقييم األثر البيئي للمشاريع التنموية واالقتصادية كآلية لحماية البيئة في التجربة
الجزائرية والمغربية –دراسة مقارنة ،كتاب أعمال المؤتمر الدولي :آليات حماية البيئة ،طرابلس ،لبنان-01 ،
.0219/10/09
118
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
الرسائل والطروحات:
-90أحمد بن شارف ،النظام القانوني لمكافحة التصحر في إطار التنمية المستدامة ،أطروحة دكتوراه ،كلية
الحقوق ،جامعة أدرار ،الجزائر0219.-0211 ،
-93الحبيب بن خليفة ،القيمة القانونية للمبادئ العامة في المجال البيئي ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة
أدرار ،الجزائر0219.-0212 ،
-92بدر عبد المحسن عزوز ،حق اإلنسان في بيئة نظيفة :دراسة مقارنة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق،
جامعة عين شمس ،مصر0227. ،
-99بغداد باي غالي ،مساهمة اقتصاد المعرفة في حماية البيئة – حالة الجزائر ،مذكرة ماجستير في العلوم
االقتصادية ،جامعة الجزائر 0211. ،3
-91بوحفص رواني ،المراجعة البيئية وسبل تطبيقها في الجزائر على ضوء التجارب الدولية :دراسة حالة مجمع
سوناطراك ( ،)0211-0213أطروحة دكتوراه ،كلية العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية ،جامعة
تلمسان ،الجزائر0211.-0219 ،
-99جابر العاني صالح خيري ،الحماية الدولية للتنوع اإلحيائي ،مذكرة لنيل درجة ماجستير ،في القانون
الدولي ،كلية القانون ،جامعة بغداد0222. ،
-91جمال العايب ،التنوع البيولوجي كبعد في القانون الدولي والجهود الدولية والوطنية لحمايته ،مذكرة لنيل
شهادة الماجستير في القانون الدولي والعالقات الدولية ،كلية الحقوق والعلوم اإلدارية ،جامعة الجزائر.0229 ،
-97حسين بوثلجة ،آليات تنفيذ اإلتفاقيات الدولية لحماية البيئة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر
0211. -0219 ،1
-12زينب شطيبي ،الجباية كآلية لحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة ،أطروحة دكتوراه ل م د ،كلية
الحقوق ،جامعة الجزائر 0219.-0211 ،1
-11فارس عليوي ،مبدأ مسؤوليات الدول المشتركة ولكن المتباينة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة
سطيف0202.-0217 ،
-10فارس وكور ،حماية الحق في بيئة نظيفة بين التشريع والتطبيق ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة
سكيكدة ،الجزائر0212. -0213 ،
-13فاطمة الزهرة سعادة ،دور الجباية في حماية البيئة ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة سيدي بلعباس،
الجزائر0202.-0217 ،
119
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-12سيد علي صالب ،صاحب الحق في البيئة ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة سطيف-0212 ،
0219.
-19شمسة مليكة ،حماية البيئة الهوائية في القانون الدولي العام والقانون الجزائري ،مذكرة ماجستر ،جامعة
الوادي ،الجزائر0217.-0211 ،
-11عبد الرحمن بركاوي ،الحماية الجزائية للبيئة،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة سيدي
بلعباس ،الجزائر0219.-0211 ،
-19عبد الحق خنتاش ،مجال تدخل الهيئات الالمركزية في حماية البيئة في الجزائر ،رسالة ماجستير ،كلية
الحقوق ،جامعة ورقلة ،الجزائر0211. ،
-11عبد الغني حسونة ،الحماية القانونية للبيئة في إطار التنمية المستدامة ،أطروحة دكتوراه علوم في الحقوق،
كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة0210. ،
-17عبد الكريم بن منصور ،الجباية اإليكولوجية لحماية البيئة في الجزائر ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق،
جامعة تيزي وزو ،الجزائر0211. ،
-92عبد اللطيف عالل ،تأثر الحماية القانونية للبيئة في الجزائر بالتنمية المستدامة ،رسالة ماجستير ،كلية
الحقوق ،جامعة الجزائر 0211.-0212 ،1
-91علي موج فهد ،قواعد القانون الدولي لحماية البيئة في ضوء إتفاقية باريس للمناخ ،0219رسالة ماجستير،
جامعة الشرق األوس0219. ،
-90عمر مخلوف ،النظام القانوني لحماية التراث الغابي على ضوء مبدأ االستدامة وعالقته بالتنوع البيولوجي،
أطروحة دكتوراه في قانون البيئة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة سيدي بلعباس ،الجزائر-0211،
0217.
-93قدور بوضياف ،النظام القانوني للموارد المائية ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،1
0211.-0219
-92فاطنة طاوسي ،الحق في البيئة السليمة في التشريع الدولي و الوطني ،مذكرة ماجستير ،جامعة ورقلة،
الجزائر0219. ،
-99كريمة بوقزولة ،المسؤوليات المشتركة والمتباينة للدول في مجال التنمية المستدامة ،أطروحة دكتوراه ،كلية
الحقوق ،جامعة الجزائر 0217.-0211 ،1
-91محمد زكي علي السيد ،أبعاد التنمية المستدامة مع دراسة للبعد البيئي في االقتصاد المصري ،رسالة
ماجستير ،كلية االقتصاد والعلوم السياسية ،جامعة القاهرة ،مصر0222. ،
120
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
-99محمد مسعودي ،دور الجباية في الحد من التلوث البيئي –دراسة حالة الجزائر ،-رسالة ماجستير ،كلية
الحقوق ،جامعة ورقلة0221. ،
-91محمد معيفي ،آليات حماية البيئة العمرانية في التشريع الجزائري ،رسالة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة
الجزائر 0212.-0213 ،1
-97محمد عباس ،اآلليات القانونية لمكافحة الجرائم الماسة بالبيئة البرية ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق،
جامعة الجزائر 0211.-0219 ،1
-12محمد فائز بوشدوب ،التنمية المستديمة في ضوء القانون الدولي للبيئة ،رسالة ماجستير في القانون الدولي
والعالقات الدولية ،جامعة الجزائر0220. ،
-11محمد معمري ،النظام القانوني لحماية البيئة في قطاع المحروقات وفقا للقانون الجزائري ، ،مذكرة
ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة بجاية0219. ،
-10مراد سليماني ،حماية البيئة في إطار التنمية المستدامة بين اآلليات الدولية وفي القانون الجزائري ،مذكرة
ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة بجاية0211. ،
-13مريم ملعب ،المسؤولية الجزائية للمنشآت المصنفة عن تلويث البيئة في القانون الجزائري ،رسالة ماجستير،
كلية الحقوق ،جامعة سطيف ،الجزائر0211.-0219 ،
-12مريم وافي ،إدماج اتفاقية تغير المناخ في التشريع الجزائري ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق ،جامعة
الجزائر 0211.-0219 ،1
-19مسعودة طاليبي ،نظام المحافظة السامية لتطوير السهوب ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة الجزائر،
.0212-0213
-11مهند عجب جنديل الدهامي ،آليات االمتثال في تنفيذ االتفاقيات البيئية متعددة األطراف ،رسالة ماجستير،
كلية القانون والعلوم السياسية ،الجامعة العراقية ،العراق0217. ،
-19مونية شوك ،الوسائل القانونية لوقاية البيئة من مخاطر التعمير في ظل التشريع الجزائري ،مذكرة ماجستير،
كلية الحقوق ،جامعة سطيف0211.-0219 ،
-11نادية لزعر ،إستخدام الفضاء الخارجي وانعكاساته ،مذكرة ماجستير ،كلية الحقوق ،جامعة قسنطينة،
الجزائر0212.-0213 ،
-17نور الدين بوشليف ،األساس القانوني للمسؤولية المدنية عن الضرر البيئي ،أطروحة دكتوراه ،كلية الحقوق،
جامعة تيزي وزو0202. /20/13 ،
121
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
، جامعة تلمسان، كلية الحقوق، أطروحة دكتوراه، اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر، يحي وناس-72
.0229
- Ouvrages
91-Alexandre Kiss, « De la protection intégrée de l’environnement à l’intégration du
droit international de l’environnement », R.J.E.N, N 3, 2005.
92-Alexandre Kiss, Introduction au droit international de l’environnement, 2 e édition,
UNITAR, Genève, Suisse, 2006.
93-Bleuenn GUILLOUX et Karolina ZAKOVSKA, « Développements récents du
droit international relatif a la biodiversité marine », Vertigo, V 05 , N° 03, 2004.
94- Christian L’évêque . Jean Claude Mounolou : « Biodiversité , dynamique
biologique et conservation » ,2 édition ,paris ,2008.
95-Lévéque Christian : ,« La biodiversité au quotidien ,le développement durable à
l’épreuve des faits » ,IRD éditions , Paris.
96- Marc PALLEMARTS : « La conférence de Rio : grandeur ou décadence du droit
international de l’envirronement ? », R. B. D. I , N 1, 1995.
97-Olivier Soria, : « Droit de l’environnement industriel » ,Libre cours droit , presse
universitaire de Grenoble, France, 2013.
98-Rodgers H. William: “Hand book on environmental law », London, 1977.
99-SANDS (P) : « Principales of International Environmental Law, Vol 1,
Manchester University Press.
-PRIEUR Michel, « Le principe de non régression en droit de l’environnement,
condition du développement durable », Revue Africaine de droit de l’environnement,
n ° 00, pp. 17-21
122
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
الفهــرس
()3-1 المقدمة.
()4 الفصل الول :أهم مصطلحات قانون البيئة و التنمية المستدامة.
()4 المبحث الول :المفهوم القانوني للبيئة و المفاهيم المرتبطة بها.
()4 المطلب الول :تعريف البيئة والنظام البيئي.
()1-4 الفرع الول :تعريف البيئة.
()11-1 الفرع الثاني :الطبيعة القانونية لعناصر البيئة
()11 المطلب الثاني :المفاهيم المرتبطة بالبيئة و الموجهة لنظم حمايتها.
()14-11 الفرع الول :التنمية المستدامة.
()17-14 الفرع الثاني :حقوق الجيال القادمة.
()21-17 الفرع الثالث :التراث المشترك لإلنسانية.
()23-21 الفرع الرابع :الحق في بيئة سليمة.
()25-23 الفرع الخامس :التلوث.
()25 المبحث الثاني :عالقة القانون بالبيئة.
()26-25 المطلب الول :قانون البيئة.
()27-26 الفرع الول :القانون الجنائي البيئي.
()28-27 الفرع الثاني :القانون اإلداري البيئي.
()21-28 الفرع الثالث :القانون المدني البيئي.
()21 الفرع الرابع :القانون الجبائي البيئي.
()31 المطلب الثاني :طبيعة قانون البيئة.
()31 الفرع الول :قانون حماية البيئة فرع من فروع القانون العام.
()31 الفرع الثاني :قانون حماية البيئة فرع من فروع القانون الخاص.
()32 الفصل الثاني :حماية البيئة على ضوء أحكام قانون البيئة و التنمية
المستدامة.
()32 المبحث الول :مصادر قانون البيئة والتنمية المستدامة.
123
كلية الحقوق جامعة عنابة محاضرات مقدمة لطلبة السنة الثالثة قانون عام الدكتورة بوسراج زهرة قانون البيئة والتنمية المستدامة
125