Professional Documents
Culture Documents
إشكالية تحقيق الوعي البيئي في الجزائر بين النظري والتطبيقي دراسة نقدية مقارنة
إشكالية تحقيق الوعي البيئي في الجزائر بين النظري والتطبيقي دراسة نقدية مقارنة
/03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إشكالية تحقيق الوعي البيئي في الجزائر بين النظري والتطبيقي
-دراسة نقدية مقارنة-
The problem of achieving environmental awareness between theoretical and
applied A comparative critical study
مخبر حوار الحضارات والديانات في الحوض علم االجتماع محمد بن بوزيان* Mohammed benbouziane
املتوسط كلية العلوم االجتماعية جامعة أبي بكر mohammed.benbouziane@univ-
بلقايد تلمسان الجزائر. tlemcen.dz
كلية الفنون جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان الجزائر الفنون أد .حسين رحوي
Houcine rahoui
Rahoui.houcine@gmail.com
DOI : 10.46315/1714-010-002-022
اإلرسال 2020/05/14 :القبول 2020/10/21 :النشر2021/03/16 :
ملخص :البيئة ومشكالتها وطرق حمايتها أصبحت من القضايا املهمة وذات الولوية في جميع املحافل الدولية وخاصة في
السنوات الخيرة ،وهدا راجع إلى وعي املجتمعات والحكومات بضرورة التعاون من أجل الحفاظ على البيئة والقضاء على
املشكالت التي تعاني منها ،وفي هذا املجال اتفق العلماء والفاعلين االجتماعين على أن الوعي البيئي هو مفتاح الخروج من هده
الزمة خاصة وأن اإلنسان هو املتسبب الول في تدهور البيئة ،حيث سارع الباحثون في مختلف امليادين لدراسة كيفية
تحقيق ونشر الوعي البيئي بين أفراد املجتمع وسبل تنميته .وفي هذا املقال سنعرض دراسات وبحوث سابقة تطرقت إلى
موضوع الوعي البيئي من زوايا ورؤى مختلفة ولها صلة مباشرة مع مؤسسات التنشئة االجتماعية كالسرة واملدرسة واإلعالم
ومواقع التواصل االجتماعي والقانون البيئي ،والعمل على مقارنة أهم النتائج املتوصل إليها بحيث أظهرت النتائج وجود
مفارقة بين الوعي البيئي النظري والتطبيقي .وفي آخر املقال سنقدم نموذج لدورة حياة الوعي البيئي .
كلمات مفتاحية :البيئة ،الوعي البيئي ،املشكالت البيئية ،اإلعالم البيئي ،لضبط االجتماعي.
Abstract: problems and ways to protect the environment, have become one of important and priority case in all
international forums and particularly in recent years, This is due to the awareness of societies and governments of the
need to cooperate in order to preserve the environment and eliminate all its problems, scientists and social actors agreed
in this field that the environmental awareness is the key to get out of this crisis.In this article, we will present previous
studies and research on the subject of environmental awareness from different perspectives and have a direct link with
social-development institutions, And working to compare the most important results reached so that the results showed
a paradox between theoretical and applied environmental awareness. At the end of the article, we will present a life cycle
model of environmental awareness.
Keywords: environment; environmental awareness; environmental problems; environmental media; social
control.
269
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
املقدمة:
البيئة وحمايتها تعد من التحديات التي تواجه العالم خاصة في ظل تعاظم املشكالت البيئية التي
أصبحت تشكل خطرا على وجود اإلنسان ،فهي تعتبر نتاجا لتقدم عجلة التنمية وتسارعها.
فالتطور االقتصادي الذي مس مختلف امليادين واملجاالت والتعاظم الهائل للتكنولوجيا ،صاحبه
استنزاف حاد للموارد الطبيعية ،فالعالقة بين التقدم والتطور والبيئة تعتبر عالقة عكسية،
وببلوغ البيئة الحالة الكارثية التي آلت إليها اآلن وإدراك الجميع لخطورة هذه الوضع أصبح موضوع
البيئة على رأس جداول أعمال مختلف التجمعات واملؤتمرات ومحورا أساسيا للبحث في كافة
التخصصات ،لهذا يجب على اإلنسان تدارك سلوكه السلبي وتعديله ليصبح في خدمة البيئة .وتقع
املهمة الكبرى على عاتق الباحثين في تعريف الفرد بالبيئة التي يعيش فيها وعناصرها وأهميتها وطرق
التعامل معها وحمايتها واملحافظة عليها ،وهذا ما اصطلح عليه بالوعي البيئي .بدأت مؤشرات الوعي
البيئي بالتشكل في السبعينات مع" مؤتمر ستوكهولم 1972وهو مؤتمر قمة المم املتحدة لإلنسان
والبيئة ،وكان شعاره (نحن ال نملك إال كرة أرضية واحدة).بعد هدا املؤتمر برزت بوادر تحرك الرأي
العام الدولي حيت بدا الوعي يتشكل وأدركت الدول والحكومات حجم املخاطر التي تواجهها جراء
التدهور الحاد وعدم التعامل بعقالنية مع مكونات البيئة"(أحمد عبد الوهاب ،ع
،1996،ص،)25وعلى إثر هذا الوعي انعقدت عدة مؤتمرات أخرى لعل من أهمها نذكر - :مؤتمر
تبيليس ي 1977باالتحاد السوفيتي سابقا ويعتبر أول مؤتمر دولي حكومي للتربية البيئية - - .مؤتمر
ريو دي جانيرو 1992وهو مؤتمر المم املتحدة والتنمية ،الذي انعقد في العاصمة البرازيلية
شاركت فيه أزيد من 172هيئة و 2400ممثل ملنظمات غير حكومية ويعتبر أهم املؤتمرات في
عصره .حيث صاحب هذا املؤتمر ضجة إعالمية لتكريس املزيد من الوعي بضرورة االهتمام بالبيئة
وربطها بالتنمية املستدامة ويسمى أيضا بمؤتمر الرض .وخرج املؤتمر بمدونة وهو نص قانوني
يتكون من سبعة وعشرين مبدأ يحدد الدعامات القانونية الساسية التي بموجبها يتم تحديد
الخروقات البيئية وما يجب على الدول االلتزام به في هذا املجال( .العياصرة ،و ،2012،ص).279
-مؤتمر المم املتحدة للتنمية املستدامة جويلية 2012عقد بريو دي جانيرو البرازيل .وانطالقا
مما ذكر يتضح أن حماية البيئة واملحافظة عليها أصبح مطلبا وهدفا وضرورة ال مفر منها ،ولهذا
عكف الباحثون في شتى املجاالت وامليادين ،على غرار علم االجتماع من اجل فهم هذه املشكالت
البيئية والتوصل للعوامل والبعاد التي تتحكم فيها وهذا بغرض املساهمة في حمايتها وتطويرها،
حيث أجمع العلماء والباحثين االجتماعيين على أن اإلشكالية في تدهور البيئة تكمن بالدرجة الولى
في نقص أو تدني مستوى الوعي البيئي على كافة املستويات بدءا من املواطن البسيط وصوال إلى
صناع القرار في الحكومات والدول ،كما تكمن اإلشكالية أيضا في تحديد ما هي الطرق الناجعة
270
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والفعالة لتحقيق هذا الوعي ،وسوف نركز في هذه الدراسة على مؤسسات التنشئة االجتماعية
باعتبار أن الفرد يكتسب مختلف املعارف والخبرات بالدرجة الولى عن طريقها.
أهمية الدراسة:
علم االجتماع على غرار التخصصات الخرى أعطى البيئة والوعي البيئي جانبا من االهتمام كيف
ال واملتسبب الرئيس ي في املشكالت البيئية هو اإلنسان حيث تكمن أهمية هده الدراسة في تسليط
الضوء على قضية اجتماعية مهمة أال وهي البيئة وتبيان الطرق الناجعة والفعالة التي من شأنها
أن تنمي حس الوعي البيئي لدى الفراد
أهداف الدراسة:
-إبراز اتجاهات ودوافع سلوك الفراد اتجاه البيئة
-تقييم أداء ومدى فعالية مؤسسات التنشئة االجتماعية في تنمية الوعي البيئي.
وعليه سننطلق في هده الدراسة بطرح التساؤل التالي :إلى أي مدى تساهم مؤسسات التنشئة
االجتماعية في نشر وتنمية الوعي البيئي لدى األفراد في املجتمع الجزائري؟ ولإلجابة على هذا
التساؤل الذي يكتس ي أهمية كبيرة لدى الباحثين قمنا بوضع الفرضيات التالية:
-1موضوع البيئة بصفة عامة ليس ضمن أولويات الفراد على مستوى كافة الطبقات
االجتماعية وهذا ما يعرقل عملية نشر وتنمية الوعي البيئي في مجتمعنا.
-2مواقع التواصل االجتماعي وخاصة الفيسبوك facbookتملك القدرة على نشر وتنمية
الوعي البيئي لدى الفراد وهذا راجع للمميزات والخصائص التي تمتاز بها عن باقي وسائل
االتصال واإلعالم الخرى.
ومن أجل التوصل إلى فهم عميق وسليم حول موضوع الدراسة تم إجراء دراسة مقارنة نقدية
لعينة من البحوث االجتماعية والدراسات السابقة التي تطرقت إلى العالقة بين الوعي البيئي
ومختلف مؤسسات التنشئة االجتماعية على غرار السرة ،املدرسة املسجد وسائل االتصال
واإلعالم مع مناقشة أهم النتائج التي توصلت إليها كل دراسة على حدا ،لتكون الخاتمة عبارة عن
نتائج عامة حول الدراسة ،حيث اشتمل البحث على ستة دراسات سابقة كلها في الجزائر.
تحديد املفاهيم:
-1البيئة :تعرف على أنها "تشتمل على املحيط الحيوي بما يحتويه من موارد سواء كانت
فيزيائية أو بيولوجية وهي تشتمل كل العوامل التي تؤثر في حياة الفراد واملجتمعات
وبالتالي تؤثر على شكلها النهائي والعالقات املوجودة بها وكذلك على استمرارها "( علي عبد
ربه،م،2013،ص )28عرفت البيئية في مؤتمر ستوكهولم وهي مجموعة من النظم
271
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الطبيعية واالجتماعية والثقافية التي يعيش فيها اإلنسان والكائنات الخرى والتي
يستمدون منها زادهم ويؤدون فيها نشاطاتهم.
املشكلة البيئية :يقصد بها "حدوث تدهور بالنظام البيئي العام ينجم عنه أخطار بيئية -1
تضر بكل مظاهر الحياة على سطح الرض سواء كان الخطر بطريقة مباشرة أو غير
مباشرة " (عبد املقصود ،ز،1981،ص)36
الوعي البيئي :هو "ذلك املفهوم الذي يهتم بتزويد الفراد باملعارف البيئية الساسية -2
واملهارات والحاسيس واالتجاهات البيئية املرغوبة بحيث تمكنهم من االندماج الفعال مع
بيئتهم التي يعيشون فيها في إطار تحملهم املسؤولية البيئية املنشودة التي تضمن الحفاظ
على البيئة من أجل الحياة الحاضرة واملستقبلية"(الرفاعي ،م ،2004 ،ص .)38ويقصد
بتنمية الحس البيئي أو التوعية البيئية "عملية بناء وتنمية االتجاهات ومفاهيم وقيم
وسلوكيات بيئية لدى الفراد بما ينعكس ايجابيا على حماية البيئة واملحافظة عليها
وتحقيق نوع من العالقات املتوازنة التي تحقق المان البيئي "(عبد املقصود ،ز،2000 ،
ص )100التعريف اإلجرائي للوعي البيئي :هو ترجمة الكم املعرفي والنظري الذي
يكتسبه الفرد من خالل مراحل نموه عن طريق مؤسسات التنشئة االجتماعية حول
البيئة ،إلى سلوك ايجابي تظهر آثاره في الواقع االجتماعي .
التربية البيئية :عرفت التربية البيئية بأنها" ذلك النمط من التربية الذي يهدف إلى تكوين -3
جيل واع ومهتم بالبيئة واملشكالت املرتبطة بها ولديه من املعارف والقدرات العقلية
والشعور بااللتزام ما يتيح له أن يساهم فرديا أو جماعيا في حل املشكالت القائمة وأن
يحول بين عودتها وتكرارها "(ملحة ،أ ،2000 ،ص.)135
اإلعالم البيئي :وهو" فرع من فروع اإلعالم املتخصص بقضايا البيئة ويمكن تعريفه بأنه -4
ذلك اإلعالم الذي يسعى إلى تحقيق أغراض حماية البيئة من خالل خطة إعالمية
موضوعية على أسس علمية سليمة تستخدم فيها كافة وسائل اإلعالم وتخاطب مجموعة
بعينها أو عدة مجموعات مستهدفة ويتم أثناء هذه الخطة وبعدها تقيم أداء هذه
الوسائل ومدى تحقيقها لألهداف البيئية لهذه الخطة اإلعالمية".
(مهري،ش،2016،ص)199
الضبط االجتماعي :هو عمليات متداخلة لكل من الفرد واملجتمع ،تمارسها أجهزة عديدة -5
يستطيع بها املجتمع فرض السيطرة والرقابة على أفراده وتنظيم سلوكهم باالمتثال أو
التقليد ،من خالل بعض الوسائل املادية والرمزية أو كليهما معا بطريقة تفض ي إلى توافق
عالقات وسلوكيات أفراده وجماعاته مع توقعات ومثاليات املجتمع الذي ينتمون إليه،
272
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والقانون يعتبر أحد أهم وسائل الضبط االجتماعي فهم يساهم في كبح السلوكيات
السلبية والجانحة(الزيود،إ،2011،ص)193
عرض الدراسات السابقة وأهم النتائج التي توصلت إليها مع مناقشتها:
الدراسة األولى :كيحل فتيحة ،2012تحت عنوان اإلعالم الجديد ونشر الوعي البيئي ،موقع
الفاسبوك نموذجا ،عالجت الباحثة اإلشكالية التالية :كيف يؤدي استخدام موقع
الفايسبوك كإحدى تطبيقات اإلعالم الجديد إلى نشر الوعي البيئي؟ وهدفت الدراسة إلى
التعرف على الطر واملداخل النظرية لفهم اإلعالم الجديد ،وأنماط وكيفية استخدام موقع
الفاسبوك من قبل جمهور املستخدمين الجزائريين ،باإلضافة إلى التعرف على اهتمامات
املستخدمين املتعلقة بقضايا البيئة ونشر الثقافة والوعي البيئي عبر صفحات ،اعتمدت
الباحثة على نموذج االستخدامات واالشباعات كإطار نظري للدراسة وعلى منهج املسح
بالعينة وعلى املالحظة واالستبيان كطريقة لجمع املعطيات ،وكان من أبرز نتائجها أن:
-1الفاسبوك يعد من أكثر املواقع استخداما لدى املبحوثين .والحجم الساعي الذي
يقضونه في هذه املواقع يفوق الساعتين
-2إقرار املبحوثين بنسبة 74.9بأن موقع الفاسبوك يساهم في تشر الوعي البيئي.
املناقشة
مواقع التواصل االجتماعي بصفة عامة والفايسبوك بصفة خاصة هي وسائل اتصال وإعالم
فردية أو شخصية وجماهيرية في نفس الوقت باعتبار أن الفرد يمكن أن يستخدمها لغراض
شخصية وخاصة ،كما يمكنه أن يستخدمها كمنبر ينشر من خاللها آرائه وأفكاره لشريحة
كبيرة من املستخدمين الخريين عبر كافة أنحاء العالم ،خاصة اآلن مع التطور الهائل في
تكنولوجيا الهاتف املحمول .ونظرا للمميزات التي توفرها مواقع التواصل االجتماعي
ملستخدميها والتي من أهمها التفاعلية والقدرة العالية على التخزين واسترجاع البيانات
وأيضا املشاركة الواسعة للمضامين باإلضافة إلى عدد املستخدمين الذي هو في ارتفاع
مستمر ،هذا ما جذب انتباه الفاعلين في املجتمع إلى قدرتها القوية التي تملكها هده املواقع
والتي يجب استثمارها في التأثير على الرأي العام وفي أفكار وسلوكيات الفراد واملجتمعات في
مختلف املجاالت ....فمواقع التواصل االجتماعي أثبتت فعاليتها في املجال نشر الوعي البيئي
باملقارنة بوسائل االتصال التقليدية وذلك من خالل املبادرات والحمالت الخاصة بالبيئة التي
يطلقها الناشطين عبر صفحات الفايسبوك والتي مع الوقت أصبحت تالقي االستجابة
والدعم خاصة من طرف فئة الشباب .
273
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدراسة الثانية :بن يحيى سهام ،2005،تحت عنوان الصحافة املكتوبة وتنمية الوعي البيئي في
الجزائر ،عالجت الباحثة اإلشكالية التالية :ما الدور الذي تضطلع به الصحافة املكتوبة وطنية
وجهوية في تنمية الوعي البيئي لفراد املجتمع؟ وهدفت الدراسة إلى تقيم وتحليل دور وفعالية
وسائل اإلعالم املكتوبة في إبالغ رسالتها اإلعالمية إلى املجتمع لتنمية الوعي البيئي ،وتحليل مضمون
الرسائل اإلعالمية املكتوبة ملعرفة مدى مساهمتها في نشر وتنمية الوعي البيئي لفراد املجتمع
الجزائري ،واستخدمت الباحثة منهج تحليل املضمون ،وتمثلت عينتها في أربع صحف يومية
الشروق ،وآخر الساعة ،LES républicain/ LE MATIN ،وكان من أبرز نتائجها:
-1انخفاض حجم تغطية هذه الصحف الربعة لقضايا البيئة.
-2غالبية العظمى من القضايا البيئية ومشكالتها املنشورة تقع على صفحات الداخلية.
-3الصحافة املكتوبة محل الدراسة ال تسعى إلى تكوين اتجاهات ايجابية نحو البيئة ،وإنما
تكتفي فقط بسرد دون اتجاه محدد.
-4انخفاض دور الصحافة املكتوبة محل الدراسة في تنمية الوعي البيئي لألفراد املجتمع.
املناقشة
النتائج التي توصلت إليها الدراسة ليست بالصادمة ولكنها متوقعة وهذا راجع لعدة عوامل يمكن
إجمالها فيما يلي:
أوال -الجرائد والصحف هي مؤسسات ذات طابع اقتصادي وهدفها هو الربح بالدرجة الولى
وعائداتها الساسية من اإلشهار فعليها أن تضمن نسبة عالية من التوزيع واملقروئية لعدادها،
ولهذا هي تركز على املواضيع والخبار التي تجلب اهتمام الرأي العام وال يهمها الرقي أو رفع مستوى
الوعي االجتماعي لألفراد .وبالتالي املواضيع والعناوين التي ال تستهوي القراء واملتابعين فهي
بالضرورة ال تجذب إليها الصحافيين والبيئة جزء من هذه املواضيع.
ثانيا -تنبأ الكاتب الفرنس ي برنارد بوليه في كتابه "نهاية الصحف ومستقبل املعلومات "بزوال عهد
الصحف اليومية الورقية وأرجع السبب إلى تعميم استخدام التكنولوجيا الرقمية وعدم إقبال
الفئات الشابة على القراءة ،حيث اقر رجال العمال في ذلك الوقت في سنة 2000انه من الصعب
الربح من قطاع اقتصادي يتعرض لالنهيار السريع وأن الصحف الورقية في طريقها إلى الزوال
.فانخفاض التوزيع للصحف اليومية من 3.8مليون صحيفة يوميا سنة 1974إلى 1.9مليون سنة
2007وتناقص رقم العمال ،كانت هذه مؤشرات على نهاية عصر الجرائد الورقية وبداية عصر
الصحف والجرائد االلكترونية .باإلضافة إلى ارتفاع تكلفة اإلنتاج جراء ارتفاع في أسعار املواد
الولية وارتفاع تكاليف النقل والتوزيع باإلضافة إلى كون قطاع الصحافة الورقية يسبب أضرار
للبيئة الطبيعية( bernard ;p ;2011 ;25-26 )".
274
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وفي الجزائر وبعد القيام بعملية التحري والتقص ي لدى الكشاك الخاصة ببيع الجرائد حيث
شملت العملية عشريين 20نقطة بيع واملتواجدة في مناطق أو أماكن تتميز بحركة كبيرة
لألشخاص ،وبعد حوار سريع ،صرح أصحابها أن نسبة اإلقبال على شراء الصحف اليومية
انخفض بشكل حاد وتراجع املبيعات إلى 70باملائة في حين أن هناك نقاط بيع تخلت عن بيع
الجرائد إذ لم تعد تدر عليها الرباح كما كانت في السابق .ندرك من خالل هدا أن العصر الذهبي
للصحافة الورقية في طريقه إلى االندثار وأن قدرتها وفعاليتها في التأثير تتناقص تدريجيا ،فعليها إذن
مواكبة التطور الحاصل في مجال تكنولوجيا املعلومات .
الدراسة الثالثة :رضوان صالح محمد ،2011،في دور الثقافة البيئية في حماية البيئة الحضرية.
عالج الباحث اإلشكالية التالية ،ما مدى مساهمة السكان في حماية الوسط الحضري من التلوث؟
وهدفت الدراسة إلى تشخيص الواقع الفصلي لظاهرة تلوث املدن والعوامل املسببة له ،وأيضا
تسليط الضوء على واقع الثقافة البيئية في الوسط الحضري والتأكيد على الدور الذي يقوم به
السكان ومساهمتهم في الحفاظ على بيئتهم وهذا ال يقل أهمية عن الدور الذي تقوم به املؤسسات
والهيئات املكلفة بحماية البيئة ،واعتمد الباحث على منهج املسح االجتماعي ،وكانت العينة
عشوائية طبقية تناسبية من 147أسرة ،واستخدم كل من :املالحظة – الوثائق والسجالت –
املقابلة – االستمارة كأدوات لجمع البيانات بقسنطينة ،وخلصت الدراسة إلى أن الواقع
االيكولوجي للمدينة يعاني من مختلف مظاهر التلوث وهذا راجع للعديد من العوامل :
-1أن املبحوثين على وعي باملشاكل البيئية املحيطة بهم وبأسباب حدوثها
-2الرصفة والطرقات واملساحات العامة هي الكثر تدهورا وهذا باملقارنة باملجال الخاص
واملتمثل في املسكن ومحيطه الذي هو في حالة جيد
-3اهتمام السكان باملشكالت القريبة من مجال سكناهم وال يهتمون بتلك البعيدة عن حيهم
-4ال وجود للجمعيات البيئية في املدينة على أرض الواقع واهتمامهم بمصالح الخاصة.
املناقشة
الوسط الحضري الذي نحيا فيه يعاني العديد من املشاكل والفوض ى ،ويعتبر التلوث البيئي
بمختلف أشكاله أحد أهم هده املشاك ،واملشكلة التي تعتبر الخطر من ظاهرة التلوث هي أن
الفراد يعيشون وسط هدا الكم الهائل من النفايات والفوض ى بصفة عادية،بدون أي ردة فعل
من أجل املساهمة في تغير هدا الواقع ،أو أن هذا الوضع ال يشكل لديهم مشكلة وهذا راجع لنقص
الوعي االجتماعي والوعي البيئي ،وما حرص الفراد على نظافة منازلهم ومحيطها الضيق من جهة
وتلوث املجال العام بالنفايات من جهة أخرى إال دليل على ذلك ،فهم يرون أن االعتناء باملجال
العام هو من مسؤوليات ومهام مؤسسات الدولة ،باإلضافة لتهاون املصالح البلدية بالقيام بدورها
275
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كما ينبغي .كما يوجد عامل آخر يزيد من حدة املشاكل البيئية التي تعاني منها املناطق الحضرية
وهو النمو السكاني املتسارع خاصة في املجتمعات النامية مثل مجتمعنا" ،فعدم الوعي باملخاطر
الناجمة عن هذا النمو باإلضافة لعدم توفر اآلليات املادية واملعنوية للتحكم فيه يزيد من تأزم
الوضع ،لدى يجب نشر ثقافة تحديد النسل بين أفراد املجتمع كخطوة أولى ،إذ أن مشكلة النمو
واالنفجار السكاني ليست في الفرق بين نسبة الوالدات ونسبة الوفيات ،وإنما تكمن املشكلة في
توزيع هذا العدد على املناطق بطريقة تحقق العدالة" ()jaquard ;a ;2006 ;p62-63
الدراسة الرابعة :سري زيد الكيالني ،2017،الرعاية الرقابية العقابية للبيئة في اإلسالم ،طرح
الباحث تساؤل حول كيفية حماية البيئة ورعايتها في اإلسالم باعتباره منهج حيات كامل لإلنسان
وما هي التشريعات والتدابير التنظيمية التي قررتها الشريعة اإلسالمية في ذلك؟ وهدفت الدراسة
للتعرف على موقف اإلسالم من الرعاية البيئية ،وتحديد أهم النظم التطبيقية وأجهزة حمايتها
التي أقرها اإلسالم لرعاية البيئة ولعمارها وتنميتها ،وإبراز أهم اآلليات والفعاليات الرقابية
والعقابية التي جاء بها لتحقيق الرعاية البيئية وحمايتها من كل صور الفساد ،وتوصل الباحث
للنتائج التالية:
-1أولت الشريعة اإلسالمية للبيئة جل عنايتها ورعايتها وذلك من خالل منظومة متكاملة من
التشريعات واملبادئ واآلليات التي قصدت بها حماية مكونات البيئة على السواء .وعملت على
الحفاظ على التوازن البيئي وعدم االعتداء عليها .وقد اعتبرت ذلك من القرب التي يتقرب بها
إلى هللا تعالى ،وجعلت هذه الرعاية جزءا من العقيدة،
تتفرد الشريعة اإلسالمية بتقديم بعض اآلليات واإلجراءات التنفيذية الواقعة في مجال -2
رعاية البيئة والتي تهدف إلى ضبط تنظيم نشاط السلوك اإلنساني في عالقته بالبيئة ،مثل
جهازالحسبة والقضاء والشرطة.
-3لقد عنيت الشريعة اإلسالمية عناية فائقة بالماكن العامة التي يحتاجها عموم الناس في
عباداتهم أو قضاء حوائجهم كاملساجد والطرقات والسواق والحدائق ،ووضعت أحكام
مفصلة للحفاظ عليها ورعايتها ،ومنع كل أذى وضرر مادي أو معنوي ممن يرتادها.
املناقشة
الدين اإلسالمي حث على حماية البيئة واملحافظة عليها بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية،
فيتوجب على الفرد املسلم أن يتبنى هده القيم ويترجمها إلى سلوك ايجابي يكون مرآة ملجتمعنا
املسلم .ولكن نجد أن الواقع مغاير ملا هو متوقع فإذا كانت الماكن التي تقام فيها العبادات
والشعائر الدينية كاملسجد تعاني من التصرفات السلبية ونقص النظافة وتبذير في الطاقة
الكهروبائية واملياه ،فما بالك باملجال العام ،فباختصار يوجد هوة كبيرة بين الصورة التي يجب أن
276
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تكون عليها مجتمعاتنا املسلمة وبين ما هي عليه اآلن فحالنا تعبر عليه اآلية في قوله تعالى ......[:أ
فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل دلك منكم إال خزي في الحياة الدنيا
ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما هللا بغافل عما تعملون] (سورة البقرة اآلية ،)85
كما نستحضر أيضا قول الشاعر أحمد شوقي في تبيان دور القيم الخالقية في الحفاظ على
املجتمعات والمم.
إنما األمم األخالق ما بقيت*** فإن هم ذهبت أخالقهم ذهبوا
وإذا أصيب القوم في أخالقهم *** فأقم عليهم مأتما وعويال
صالح أمرك لألخالق مرجعه *** فقوم النفس باألخالق تستقم
وما الصور هذه إال عينة عن بعض املمارسات التي تعبر عن سوء فهمنا لتعاليم ديننا الحنيف.
الدراسة الخامسة :وناس يحي ،2007،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر .تهدف هذه
الدراسة إلى إبراز مكانة البيئة في القانون الجزائري مع توضيح أهم اآلليات القانونية التي تعمل
على حماية البيئة .فالرسوم اإليكولوجية على النشاطات امللوثة للبيئة والنفايات لتغطية نفقات
مكافحة التلوث وبالتالي ال تتحول النفقات البيئية إلى أعباء إضافية تأثر على أوجه اإلنفاق الخرى.
أخضع السلوكيات اإلجرامية التي تشكل مساسا بالبيئة إلى القواعد العامة للمسؤولية الجنائية
والتي تستلزم لقيامها توفر الركن املادي ،والركن املعنوي.
أما عن الجانب االجتماعي في الشق القانوني :يهدف قانون العقوبات من خالل السياسة العقابية
املنتهجة إلى التعبير عما يستهجنه ويرفضه املجتمع من تصرفات وأفعال تمس بذات اإلنسان
وبماله أو بكرامته أو بعرضه أو ما يمس بصفة عامة بالسكينة والمن العام .ونظرا لوجود ارتباط
قوي بين درجة استهجان املجتمع للفعل املجرم وتطبيق القانون فإن فعالية القواعد الجنائية
277
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البيئية تتوقف ،باإلضافة إلى وجود صرامة وحزم ضبطي في تطبيقها على أسباب اجتماعية قبل أن
تكون قانونية ،لن الطابع الردعي للقواعد الجنائية يتماش ى مع درجة االستهجان والرفض
واالستنكار االجتماعي لفعل ما .فكلما كانت درجة الرفض االجتماعي لفعل أو سلوك ما كبيرة وتمثل
سخطا واستنكار شديد من قبل أفراد املجتمع كلما كانت استجابة املشرع قوية ورادعة لهذه
الفعال مخافة حدوث فوض ى واضطرابات ،وعكس صحيح ،على هذا الساس االجتماعي يتم
تحديد فعالية النظام العقابي في بالدنا
املناقشة
مما جاءت به الدراسة وخاصة فيما يخص الجانب االجتماعي في الشق القانوني فبالنظر إلى الحالة
الكارثية التي آلت إليها البيئة واملخاطر التي أصبحت تهدد حياة اإلنسان فوق الرض فمن الواجب
بل من الضروري على املشرع القانوني في الجزائر أن يفعل القانون الخاص بحماية البيئة
واملحافظة عليها ويسهر على تطبيقه بكل صرامة وحزم ،وال ينتظر حتى يقوم هدا املجتمع
باستهجان ورفض السلوكيات التي تضر بالبيئة أو ينتظر من الفراد تقديم شكاوى أو رفع دعاوى
في املحاكم ضد من يتعدى على العناصر البيئية وهدا راجع لتدني مستويات الوعي البيئي داخل
مجتمعنا فالسؤال الذي يطرح نفسه هو ملاذا ال يتم تفعيل القانون البيئي كغيره من القوانين
الخرى ،فمثال القانون الخص باملرور وأمن الطرقات يشهد تعديالت تواكب الوضع الراهن وأيضا
عزز بوسائل مادية وبشرية ،وهذا ما دفع الفراد الحترامه
الدراسة السادسة :نوار بورزق ،2009،دور مؤسسة التعليم الثانوي في نشر الوعي البيئي ،عالج
الباحث اإلشكالية التالية :ما دور مؤسسة التعليم الثانوي الجزائري في نشر الوعي البيئي؟ وهدفت
الدراسة إلى مقاربة موضوع الوعي البيئي سوسيولوجي لإلسهام في إثراء وتنمية التراث النظري
لتخصص علم اجتماع البيئة وبالتالي تسد النقص املسجل في هذا الجانب ،وأيضا الكشف عن
مدى إسهام كل من الستاذ واإلدارة واملناهج للتعليم الثانوي في نشر الوعي البيئي عن طريق
املؤسسة التعليمية ومنها مؤسسة التعليم الثانوي ،اعتمد الباحث على املنهج الوصفي وعلى
العينة الطبقية شملت 120وحدة من ثانوية بوالية تبسة ،وعلى املالحظة واملقابلة واالستبيان في
جمع املعطيات ،وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية:
-1دور اإلدارة في نشر الوعي البيئي ضعيف جدا فال نشاط إعالمي وال أنشطة ثقافية وال توعية.
-2الساتذة يساهمون بدرجة كبيرة في عملية نشر الوعي البيئي من خالل قيامهم بمناقشة مع
التالميذ في مواضيع بيئية ولكنهم يفتقدون لروح املبادرة ويتقيدون بصورة كبيرة بما جاء في
املنهج وكفى.
278
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
-3املقررات الدراسية تساعد على تكوين زاد علمي معرفي لدى التالميذ حول البيئة إال أنه تغلب
عليها لنزعة العاملية ،وتبقى ذات بعد نظري بحيث يجعل التلميذ ال يتجاوب معها كما هو
منتظر فاملناهج تكسب معرفة وتبقى ناقصة وبحاجة إلى تطوير لتكسب سلوكا
املناقشة
املدرسة تعتبر ثاني أهم مؤسسة للتنشئة االجتماعية بعد السرة وتبنى حولها آمال وطموحات كبير
لعداد جيل فعال في مجتمعه وقادر على تحمل مسؤولياته إال أن املدرسة وخاصة الدور الذي
تقوم به في مجال تنمية الوعي البيئي لدى التالميذ يبقى دون املستوى املطلوب ويظهر هدا جليا
عندما تالحظ سلوكياتهم سواء داخل املؤسسة أو خارجها أو بسؤال العمال الدين يشرفون على
النظافة داخل املؤسسات التربوية ليخبروك بأن التلميذ ال يلتزم بما يتلقاه من دروس نظرية داخل
القسم بالرغم من أن املنهاج الدراس ي يحتوي على دروس تعرف التلميذ بالبيئة وتحثه على حمايتها
واملحافظة عليها وفي كافة الطوار التعليمية وبمختلف اللغات،إال أن هدا الكم الهائل للمعارف
يبقى ناقص دون سلوك يمثله.
النتائج العامة:
بعد عرض الدراسات السابقة والقيام بعملية مناقشة النتائج التي توصلت إليها،حصلنا على النتائج
التالية:
-الدراسات اتفقت على أن الوعي البيئي في الجزائر ليس في ترتيب أولويات هذه املؤسسات االجتماعية
ويكاد يكون غائبا من أجندتها ،ومن منطلق فاقد الش يء ال يعطيه ،فال ننتظر أن نجد هذا الوعي في
املمارسات اليومية لألفراد في املجتمع.
279
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقطة تالقي أخرى بين هذه الدراسات وهي أن جميع أفراد العينات التي أجريت عليها الدراسات هي على -
علم باملشكالت البيئية ولها إطالع معرفي هام فيما يخص قضايا البيئة وطرق حمايتها واملحافظة عليها
البعاد التي يقوم عليها الوعي البيئي هي"املعرفة أو التربية البيئية واالتجاه البيئي ،السلوك البيئي" -
(علي محمد،و،2014،ص )103إذا أسقطنا هذه البعاد على ما جاءت به الدراسات السابقة نجد أن
مختلف مؤسسات التنشئة االجتماعية دورها ال يزال محصور بين املعرفة البيئية واالتجاه البيئي ولم
يرقى بعد إلى املستوى الثالث وهو السلوك البيئي وعلى هذا يعتبر الوعي البيئي ناقص يحتاج إلى تنمية
املفارقة املوجودة في إشكالية تحقيق الوعي البيئي وتنميته تكمن في التناقض املوجود بين الكم املعرفي -
البيئي الذي يدركه الفرد وبين السلوكيات أو املمارسة اليومية التي يقوم بها وتسبب ضررا للبيئة
ومكوناتها .وحتى إن لم يقم هذا الفرد بتصرف يؤدي البيئة فباملقابل ال يتحرك في اتجاه حمايتها
واملحافظة عليها من الخطار التي تهددها ،فيمكن تفسير هذا التناقض بين ما هو نظري وما هو عملي،
في عدم شعور الفرد باالنتماء للوطن أو للمجتمع الذي يعيش فيه وغياب حس املواطنة لديه
والالمباالة ،وهذه السلوكيات تصدر منه كتعبير عن استنكاره ورفضه للواقع الذي يعيش فيه.
باإلضافة إلى االعتقاد الراسخ لدى الفرد بأنه يملك مجاله الخاص وهو مسؤول عليه مثل املنزل ،أما
املجال العام فهو ملك ملؤسسات الدولة وهي مسئولة عليه وعلى حمايته .لهذا فمن الضروري القيام
بدراسات وبحوث اجتماعية تنطلق من الواقع لتصل إلى الواقع من أجل فهم هده املفارقة وكيفية
الحد من آثارها السلبية
االستثناء الوحيد يتمثل في مواقع التواصل االجتماعي التي أصبحت فضاء ومجاال يستفيد منه -
املستخدمين والناشطين بقصد الترويج لفكارهم وإطالق مبادراتهم وحمالتهم لفائدة البيئة ،والتي
تدعو إلى القيام بسلوكيات بسيطة من شانها أن تؤدي إلى نتائج كبيرة من خالل املداومة واالستمرار
عليها ،وأيضا حث الشباب باعتبارهم القوة النابضة في املجتمع على العمل التطوعي والجماعي ،لهذا
يجب االستثمار أكثر في املزايا التي تقدمها هذه املواقع خاصة بعد أن أصبح تأثيرها واضح في الرأي
العام وعلى كافة املجاالت والصعدة .
آليات تحقيق الوعي البيئي وتنميته
بعد الخوض في هذا املوضوع تمكنا من وضع رؤية مستقبلية لكيفية خلق وتنمية الوعي البيئي ،أو
بالحرى هي تصور نموذجي لدورة حياة الوعي البيئي هذه النظرة هي تنائيه بين تفعيل القانون البيئي
والتركيز على اإلعالم البيئي اإللكتروني بحكم اإلقبال املتزايد عليه ،هذه الرؤية التي تتعارض مع الجانب
االجتماعي في التشريع القانوني الذي بموجبه يتم حاليا التعامل مع البيئة في الجزائر .وهذا من خالل
عكس املعادلة االجتماعية القانونية ،حيث يجب تفعيل القوانين والتشريعات البيئية والسهر على
تطبيقها دون انتظار االستهجان أو االستنكار االجتماعي لها .وهذا بالتطبيق الصارم والردعي للقانون على
كل من يتسبب في ضرر للبيئة ،وفرض غرامات مالية مرتفعة على املخالفين وذلك على حسب الضرر الذي
تخلفه هذه السلوكيات السلبية والغير الواعية .وبهذا سيدرك الفراد واملؤسسات أن التعدي على البيئة
280
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سينجم عنه عقوبات صارمة في حقهم ،وتبعا لذلك سيتراجع السلوك اإلجرامي اتجاه البيئة ،وعليه
سيسعى الفراد إلى خلق أنماط سلوكية ايجابية جديدة اتجاه البيئة مصدرها الخوف من تطبيق القانون
عليهم والتعرض للعقوبات .فإذا وصلنا في املرحلة الولى إلى التزام الولياء بعدم مخالفة القانون البيئي،
سينقل هؤالء الفراد هذا االلتزام إلى جميع أفراد السرة ،ونركز في هده العملية على الطفال باعتبار أنهم
في املراحل الولى للنمو والتعلم ،مع تسخير وسائل اإلعالم املختلفة خاصة اإلعالم اإللكتروني في نفس
االتجاه ،وبهذا سنحصل في املدى املتوسط والطويل على جيل جديد ومجتمع يتفاعل ويتعايش مع بيئته
بشكل ايجابي ،ويصبح لدينا وعي بيئي متكامل ونضمن نموه بشكل تدريجي ،باإلضافة إلى استثمار
العائدات املالية الناجمة عن تحرير املخالفات في تطوير املحيط البيئي ومعالجة املشاكل البيئية املتراكمة.
عملية التربية والتوعية البيئية من خالل مؤسسات التنشئة االجتماعية املختلفة تبقى دون جدوى خاصة
في ما يخص جانب السلوك في ظل غياب الضبط القانوني ،وهذا ما يظهر جليا في تفاعل الفراد مع
مختلف القضايا االجتماعية ،ومن الصدف أن كانت الفترة السابقة مسرحا للعديد من الحداث البارزة
والتي تعتبر اختبار حقيقي ملستوى الوعي االجتماعي عامة والوعي البيئي خاصة ،مثل ظهور وباء الكوليرا في
بعض الواليات ،والحراك الشعبي ،باإلضافة إلى الحدث الكبر وهو انتشار وباء covid-19كورونا في العالم
بأسره ،وتتبعنا كيف تعامل املواطنون في الجزائر مع حمالت التوعية الشاملة التي دعت بالتزام
البيت(حجر صحي) وعدم الخروج إال للضرورة وعدم التجمع والتجمهر وأخذ االحتياطات حتى يتم التحكم
في انتشار هذا الوباء ،إال أن االستجابة لهذه الحمالت كانت ضعيفة وقوبلت بنوع من الالمباالة وعدم
احترام التعليمات والتوجيهات الصادرة عن مختلف الهيئات التنظيمية الرسمية والغير رسمية ،إلى أن تم
إصدار قرار بالحجر الصحي اإلجباري من الساعة 15:00مساءا إلى غاية 07:00صباحا ،وكل من يخالف
هذا القرار يتعرض لعقوبات حسب القانون ،فكانت النتيجة إيجابية والتزم الجميع بالقرار وسجلت بعض
الخروقات في أماكن مختلفة وهذا راجع للطبيعة البشرية.
الخاتمة
التحدي الحقيقي الذي يواجه عملية تحقيق الوعي البيئي في الجزائر هو ترجمة املخزون املعرفي النظري
الذي يملكه الفراد عن البيئة إلى أنماط سلوكية إيجابية ،فال نستطيع الحديث عن القيم البيئية إذا لم
تتمثل هذه القيم في سلوكيات في الواقع وإال تصبح مجرد كالم ،والحل يكمن في تفعيل القانون البيئي
والسهر على تطبيقه بصرامة وبهذا نضمن على القل عدم مواصلة التعدي على البيئة ،باإلضافة إلى
استخدام وسائل اإلعالم االلكترونية وخاصة مواقع التواصل االجتماعي في عملية التوعية البيئية ،من
خالل طرح وتعزيز نماذج سلوكية تكون صديقة البيئة ،وبهذا وعلى املدى املتوسط والطويل سنجد أن
املجتمع انتقل من مرحلة الضبط القانوني إلى مرحلة الضبط االجتماعي ويصبح التعدي على البيئة سلوكا
غير مقبول اجتماعيا.
*********
281
مجلة دراسات إنسانية واجتماعية ( )Journal of Social and Human Science Studiesج وهران /2المجلد 10ع 2خ 2021 /03/ 16 /
ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قائمة املراجع
-1أحمد عبد الوهاب عبد الجواد ،1996،التربية البيئية ،القاهرة ،مصر ،الدار العربية للطباعة والنشر ،ط.1
-2أحمد ملحة ،2000،الرهانات البيئية في الجزائر ،الجزائر ،مطبعة النجاح.
-3إسماعيل محمد الزيود ،2011،علم االجتماع ،عمان ،الردن ،دار كنوز املعرفة للنشر والتوزيع ،ط.1
-6زين الدين عبد املقصود ،1981،البيئة واإلنسان ،الكويت ،دار البحوث العلمية.
-7زين الدين عبد املقصود ،2000،قضايا بيئية معاصرة ،اإلسكندرية ،مصر ،منشأة املعارف.
-8شفيقة مهري ،2016،اإلعالم البيئي اإللكتروني عبر موقع الفايسبوك ودوره في تحقيق التنمية املستدامة ،مجلة العلوم
االجتماعية ،العدد.23
-10محمد عبد الكريم علي عبد ربه ،محمد عزة محمد إبراهيم غزالن ،2013،التربية البيئية ،القاهرة ،مصر ،الشركة
العربية املتحدة للتسويق والتوريدات ،ط.1
-11محمد محمود كامل الرفاعي ،ماهر إسماعيل صبري ،2004،التربية البيئية من أجل بيئة أفضل ،القاهرة ،مصر ،املركز
القومي للبحوث التربوية والتنمية.
-12وفاء محمد علي محمد ،2014،مدخل لدراسة البيئة ،القاهرة ،مصر ،املكتب العربي للمعارف،ط،1ص103
-13وليد رفيق العياصرة ،2012،التربية البيئية واستراتيجيات تدريسها ،عمان ،الردن ،دار أسامة للنشر والتوزيع ،ط.1
1- . Albert jaquard.2006.l’explosion démographique. édition le pommier. paris françe.p62-63
2- Bernard poulet.2011.la fin des journaux et l’avenir de l’information. Edition Gallimard paris
françe.
الدراسات السابقة:
-1كيحل فتيحة ،2012-2011 ،اإلعالم الجديد ونشر الوعي البيئي،جامعة باتنة،مذكرة ماجستير علوم اإلعالم واالتصال.
-2بن يحي سهام ،2005-2004 ،الصحافة املكتوبة وتنمية الوعي البيئي في الجزائر ،جامعة قسنطينة ،الجزائر،
-3رضوان صالح محمد ،2011-2010 ،دور الثقافة البيئية في حماية البيئة الحضارية ،.جامعة قسنطينة ،مذكرة ماجستير
علم اجتماع البيئة.
-4سري زيد الكيالني ،2017،الرعاية الرقابية العقابية للبيئة في اإلسالم ،املجلة الردنية في الدراسات اإلسالمية ،املجلد13
العدد .02
-5وناس يحي ،2007 ،اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر ،جامعة تلمسان رسالة دكتوراه في القانون العام.
-6نوار بورزق ، 2009-200،دور مؤسسة التعليم الثانوي في نشر الوعي البيئي ،جامعة قسنطينة ،مذكرة ماجستير علم
اجتماع البيئة.
دور
-7جمال الدين لطرش ، 2011-2010،السرة في تنمية الوعي البيئي لدى الطفل ،جامعة قسنطينة ،مذكرة ماجستير
علم اجتماع البيئة.
282