You are on page 1of 14

‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021

/03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫إشكالية تحقيق الوعي البيئي في الجزائر بين النظري والتطبيقي‬
‫‪-‬دراسة نقدية مقارنة‪-‬‬
‫‪The problem of achieving environmental awareness between theoretical and‬‬
‫‪applied A comparative critical study‬‬
‫مخبر حوار الحضارات والديانات في الحوض‬ ‫علم االجتماع‬ ‫محمد بن بوزيان* ‪Mohammed benbouziane‬‬
‫املتوسط كلية العلوم االجتماعية جامعة أبي بكر‬ ‫‪mohammed.benbouziane@univ-‬‬
‫بلقايد تلمسان الجزائر‪.‬‬ ‫‪tlemcen.dz‬‬
‫كلية الفنون جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان الجزائر‬ ‫الفنون‬ ‫أد‪ .‬حسين رحوي‬
‫‪Houcine rahoui‬‬
‫‪Rahoui.houcine@gmail.com‬‬
‫‪DOI : 10.46315/1714-010-002-022‬‬
‫اإلرسال‪ 2020/05/14 :‬القبول‪ 2020/10/21 :‬النشر‪2021/03/16 :‬‬

‫ملخص‪ :‬البيئة ومشكالتها وطرق حمايتها أصبحت من القضايا املهمة وذات الولوية في جميع املحافل الدولية وخاصة في‬
‫السنوات الخيرة‪ ،‬وهدا راجع إلى وعي املجتمعات والحكومات بضرورة التعاون من أجل الحفاظ على البيئة والقضاء على‬
‫املشكالت التي تعاني منها‪ ،‬وفي هذا املجال اتفق العلماء والفاعلين االجتماعين على أن الوعي البيئي هو مفتاح الخروج من هده‬
‫الزمة خاصة وأن اإلنسان هو املتسبب الول في تدهور البيئة‪ ،‬حيث سارع الباحثون في مختلف امليادين لدراسة كيفية‬
‫تحقيق ونشر الوعي البيئي بين أفراد املجتمع وسبل تنميته‪ .‬وفي هذا املقال سنعرض دراسات وبحوث سابقة تطرقت إلى‬
‫موضوع الوعي البيئي من زوايا ورؤى مختلفة ولها صلة مباشرة مع مؤسسات التنشئة االجتماعية كالسرة واملدرسة واإلعالم‬
‫ومواقع التواصل االجتماعي والقانون البيئي‪ ،‬والعمل على مقارنة أهم النتائج املتوصل إليها بحيث أظهرت النتائج وجود‬
‫مفارقة بين الوعي البيئي النظري والتطبيقي‪ .‬وفي آخر املقال سنقدم نموذج لدورة حياة الوعي البيئي ‪.‬‬
‫كلمات مفتاحية‪ :‬البيئة‪ ،‬الوعي البيئي‪ ،‬املشكالت البيئية‪ ،‬اإلعالم البيئي‪ ،‬لضبط االجتماعي‪.‬‬
‫‪Abstract: problems and ways to protect the environment, have become one of important and priority case in all‬‬
‫‪international forums and particularly in recent years, This is due to the awareness of societies and governments of the‬‬
‫‪need to cooperate in order to preserve the environment and eliminate all its problems, scientists and social actors agreed‬‬
‫‪in this field that the environmental awareness is the key to get out of this crisis.In this article, we will present previous‬‬
‫‪studies and research on the subject of environmental awareness from different perspectives and have a direct link with‬‬
‫‪social-development institutions, And working to compare the most important results reached so that the results showed‬‬
‫‪a paradox between theoretical and applied environmental awareness. At the end of the article, we will present a life cycle‬‬
‫‪model of environmental awareness.‬‬
‫‪Keywords: environment; environmental awareness; environmental problems; environmental media; social‬‬
‫‪control.‬‬

‫*‪ -‬الباحث ال ُمرسل‪mohammed.benbouziane@univ-tlemcen.dz :‬‬

‫‪269‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫البيئة وحمايتها تعد من التحديات التي تواجه العالم خاصة في ظل تعاظم املشكالت البيئية التي‬
‫أصبحت تشكل خطرا على وجود اإلنسان‪ ،‬فهي تعتبر نتاجا لتقدم عجلة التنمية وتسارعها‪.‬‬
‫فالتطور االقتصادي الذي مس مختلف امليادين واملجاالت والتعاظم الهائل للتكنولوجيا‪ ،‬صاحبه‬
‫استنزاف حاد للموارد الطبيعية‪ ،‬فالعالقة بين التقدم والتطور والبيئة تعتبر عالقة عكسية‪،‬‬
‫وببلوغ البيئة الحالة الكارثية التي آلت إليها اآلن وإدراك الجميع لخطورة هذه الوضع أصبح موضوع‬
‫البيئة على رأس جداول أعمال مختلف التجمعات واملؤتمرات ومحورا أساسيا للبحث في كافة‬
‫التخصصات‪ ،‬لهذا يجب على اإلنسان تدارك سلوكه السلبي وتعديله ليصبح في خدمة البيئة‪ .‬وتقع‬
‫املهمة الكبرى على عاتق الباحثين في تعريف الفرد بالبيئة التي يعيش فيها وعناصرها وأهميتها وطرق‬
‫التعامل معها وحمايتها واملحافظة عليها‪ ،‬وهذا ما اصطلح عليه بالوعي البيئي‪ .‬بدأت مؤشرات الوعي‬
‫البيئي بالتشكل في السبعينات مع" مؤتمر ستوكهولم ‪ 1972‬وهو مؤتمر قمة المم املتحدة لإلنسان‬
‫والبيئة‪ ،‬وكان شعاره (نحن ال نملك إال كرة أرضية واحدة)‪.‬بعد هدا املؤتمر برزت بوادر تحرك الرأي‬
‫العام الدولي حيت بدا الوعي يتشكل وأدركت الدول والحكومات حجم املخاطر التي تواجهها جراء‬
‫التدهور الحاد وعدم التعامل بعقالنية مع مكونات البيئة"(أحمد عبد الوهاب‪ ،‬ع‬
‫‪،1996،‬ص‪،)25‬وعلى إثر هذا الوعي انعقدت عدة مؤتمرات أخرى لعل من أهمها نذكر‪ - :‬مؤتمر‬
‫تبيليس ي ‪ 1977‬باالتحاد السوفيتي سابقا ويعتبر أول مؤتمر دولي حكومي للتربية البيئية‪ - - .‬مؤتمر‬
‫ريو دي جانيرو‪ 1992‬وهو مؤتمر المم املتحدة والتنمية‪ ،‬الذي انعقد في العاصمة البرازيلية‬
‫شاركت فيه أزيد من ‪ 172‬هيئة و‪ 2400‬ممثل ملنظمات غير حكومية ويعتبر أهم املؤتمرات في‬
‫عصره‪ .‬حيث صاحب هذا املؤتمر ضجة إعالمية لتكريس املزيد من الوعي بضرورة االهتمام بالبيئة‬
‫وربطها بالتنمية املستدامة ويسمى أيضا بمؤتمر الرض‪ .‬وخرج املؤتمر بمدونة وهو نص قانوني‬
‫يتكون من سبعة وعشرين مبدأ يحدد الدعامات القانونية الساسية التي بموجبها يتم تحديد‬
‫الخروقات البيئية وما يجب على الدول االلتزام به في هذا املجال‪( .‬العياصرة‪ ،‬و‪ ،2012،‬ص‪).279‬‬
‫‪ -‬مؤتمر المم املتحدة للتنمية املستدامة جويلية ‪ 2012‬عقد بريو دي جانيرو البرازيل ‪ .‬وانطالقا‬
‫مما ذكر يتضح أن حماية البيئة واملحافظة عليها أصبح مطلبا وهدفا وضرورة ال مفر منها‪ ،‬ولهذا‬
‫عكف الباحثون في شتى املجاالت وامليادين ‪،‬على غرار علم االجتماع من اجل فهم هذه املشكالت‬
‫البيئية والتوصل للعوامل والبعاد التي تتحكم فيها وهذا بغرض املساهمة في حمايتها وتطويرها‪،‬‬
‫حيث أجمع العلماء والباحثين االجتماعيين على أن اإلشكالية في تدهور البيئة تكمن بالدرجة الولى‬
‫في نقص أو تدني مستوى الوعي البيئي على كافة املستويات بدءا من املواطن البسيط وصوال إلى‬
‫صناع القرار في الحكومات والدول‪ ،‬كما تكمن اإلشكالية أيضا في تحديد ما هي الطرق الناجعة‬
‫‪270‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والفعالة لتحقيق هذا الوعي‪ ،‬وسوف نركز في هذه الدراسة على مؤسسات التنشئة االجتماعية‬
‫باعتبار أن الفرد يكتسب مختلف املعارف والخبرات بالدرجة الولى عن طريقها‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫علم االجتماع على غرار التخصصات الخرى أعطى البيئة والوعي البيئي جانبا من االهتمام كيف‬
‫ال واملتسبب الرئيس ي في املشكالت البيئية هو اإلنسان حيث تكمن أهمية هده الدراسة في تسليط‬
‫الضوء على قضية اجتماعية مهمة أال وهي البيئة وتبيان الطرق الناجعة والفعالة التي من شأنها‬
‫أن تنمي حس الوعي البيئي لدى الفراد‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬إبراز اتجاهات ودوافع سلوك الفراد اتجاه البيئة‬
‫‪ -‬تقييم أداء ومدى فعالية مؤسسات التنشئة االجتماعية في تنمية الوعي البيئي‪.‬‬
‫وعليه سننطلق في هده الدراسة بطرح التساؤل التالي‪ :‬إلى أي مدى تساهم مؤسسات التنشئة‬
‫االجتماعية في نشر وتنمية الوعي البيئي لدى األفراد في املجتمع الجزائري؟ ولإلجابة على هذا‬
‫التساؤل الذي يكتس ي أهمية كبيرة لدى الباحثين قمنا بوضع الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬موضوع البيئة بصفة عامة ليس ضمن أولويات الفراد على مستوى كافة الطبقات‬
‫االجتماعية وهذا ما يعرقل عملية نشر وتنمية الوعي البيئي في مجتمعنا‪.‬‬
‫‪ -2‬مواقع التواصل االجتماعي وخاصة الفيسبوك‪ facbook‬تملك القدرة على نشر وتنمية‬
‫الوعي البيئي لدى الفراد وهذا راجع للمميزات والخصائص التي تمتاز بها عن باقي وسائل‬
‫االتصال واإلعالم الخرى‪.‬‬
‫ومن أجل التوصل إلى فهم عميق وسليم حول موضوع الدراسة تم إجراء دراسة مقارنة نقدية‬
‫لعينة من البحوث االجتماعية والدراسات السابقة التي تطرقت إلى العالقة بين الوعي البيئي‬
‫ومختلف مؤسسات التنشئة االجتماعية على غرار السرة‪ ،‬املدرسة املسجد وسائل االتصال‬
‫واإلعالم مع مناقشة أهم النتائج التي توصلت إليها كل دراسة على حدا‪ ،‬لتكون الخاتمة عبارة عن‬
‫نتائج عامة حول الدراسة‪ ،‬حيث اشتمل البحث على ستة دراسات سابقة كلها في الجزائر‪.‬‬
‫تحديد املفاهيم‪:‬‬
‫‪ -1‬البيئة‪ :‬تعرف على أنها "تشتمل على املحيط الحيوي بما يحتويه من موارد سواء كانت‬
‫فيزيائية أو بيولوجية وهي تشتمل كل العوامل التي تؤثر في حياة الفراد واملجتمعات‬
‫وبالتالي تؤثر على شكلها النهائي والعالقات املوجودة بها وكذلك على استمرارها "( علي عبد‬
‫ربه‪،‬م‪،2013،‬ص‪ )28‬عرفت البيئية في مؤتمر ستوكهولم وهي مجموعة من النظم‬

‫‪271‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الطبيعية واالجتماعية والثقافية التي يعيش فيها اإلنسان والكائنات الخرى والتي‬
‫يستمدون منها زادهم ويؤدون فيها نشاطاتهم‪.‬‬
‫املشكلة البيئية‪ :‬يقصد بها "حدوث تدهور بالنظام البيئي العام ينجم عنه أخطار بيئية‬ ‫‪-1‬‬
‫تضر بكل مظاهر الحياة على سطح الرض سواء كان الخطر بطريقة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة " (عبد املقصود‪ ،‬ز‪،1981،‬ص‪)36‬‬
‫الوعي البيئي‪ :‬هو "ذلك املفهوم الذي يهتم بتزويد الفراد باملعارف البيئية الساسية‬ ‫‪-2‬‬
‫واملهارات والحاسيس واالتجاهات البيئية املرغوبة بحيث تمكنهم من االندماج الفعال مع‬
‫بيئتهم التي يعيشون فيها في إطار تحملهم املسؤولية البيئية املنشودة التي تضمن الحفاظ‬
‫على البيئة من أجل الحياة الحاضرة واملستقبلية"(الرفاعي‪ ،‬م‪ ،2004 ،‬ص‪ .)38‬ويقصد‬
‫بتنمية الحس البيئي أو التوعية البيئية "عملية بناء وتنمية االتجاهات ومفاهيم وقيم‬
‫وسلوكيات بيئية لدى الفراد بما ينعكس ايجابيا على حماية البيئة واملحافظة عليها‬
‫وتحقيق نوع من العالقات املتوازنة التي تحقق المان البيئي "(عبد املقصود‪ ،‬ز‪،2000 ،‬‬
‫ص‪ )100‬التعريف اإلجرائي للوعي البيئي ‪ :‬هو ترجمة الكم املعرفي والنظري الذي‬
‫يكتسبه الفرد من خالل مراحل نموه عن طريق مؤسسات التنشئة االجتماعية حول‬
‫البيئة‪ ،‬إلى سلوك ايجابي تظهر آثاره في الواقع االجتماعي ‪.‬‬
‫التربية البيئية‪ :‬عرفت التربية البيئية بأنها" ذلك النمط من التربية الذي يهدف إلى تكوين‬ ‫‪-3‬‬
‫جيل واع ومهتم بالبيئة واملشكالت املرتبطة بها ولديه من املعارف والقدرات العقلية‬
‫والشعور بااللتزام ما يتيح له أن يساهم فرديا أو جماعيا في حل املشكالت القائمة وأن‬
‫يحول بين عودتها وتكرارها "(ملحة‪ ،‬أ‪ ،2000 ،‬ص‪.)135‬‬
‫اإلعالم البيئي‪ :‬وهو" فرع من فروع اإلعالم املتخصص بقضايا البيئة ويمكن تعريفه بأنه‬ ‫‪-4‬‬
‫ذلك اإلعالم الذي يسعى إلى تحقيق أغراض حماية البيئة من خالل خطة إعالمية‬
‫موضوعية على أسس علمية سليمة تستخدم فيها كافة وسائل اإلعالم وتخاطب مجموعة‬
‫بعينها أو عدة مجموعات مستهدفة ويتم أثناء هذه الخطة وبعدها تقيم أداء هذه‬
‫الوسائل ومدى تحقيقها لألهداف البيئية لهذه الخطة اإلعالمية"‪.‬‬
‫(مهري‪،‬ش‪،2016،‬ص‪)199‬‬
‫الضبط االجتماعي‪ :‬هو عمليات متداخلة لكل من الفرد واملجتمع‪ ،‬تمارسها أجهزة عديدة‬ ‫‪-5‬‬
‫يستطيع بها املجتمع فرض السيطرة والرقابة على أفراده وتنظيم سلوكهم باالمتثال أو‬
‫التقليد‪ ،‬من خالل بعض الوسائل املادية والرمزية أو كليهما معا بطريقة تفض ي إلى توافق‬
‫عالقات وسلوكيات أفراده وجماعاته مع توقعات ومثاليات املجتمع الذي ينتمون إليه‪،‬‬
‫‪272‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫والقانون يعتبر أحد أهم وسائل الضبط االجتماعي فهم يساهم في كبح السلوكيات‬
‫السلبية والجانحة(الزيود‪،‬إ‪،2011،‬ص‪)193‬‬
‫عرض الدراسات السابقة وأهم النتائج التي توصلت إليها مع مناقشتها‪:‬‬
‫الدراسة األولى‪ :‬كيحل فتيحة ‪ ،2012‬تحت عنوان اإلعالم الجديد ونشر الوعي البيئي‪ ،‬موقع‬
‫الفاسبوك نموذجا‪ ،‬عالجت الباحثة اإلشكالية التالية‪ :‬كيف يؤدي استخدام موقع‬
‫الفايسبوك كإحدى تطبيقات اإلعالم الجديد إلى نشر الوعي البيئي؟ وهدفت الدراسة إلى‬
‫التعرف على الطر واملداخل النظرية لفهم اإلعالم الجديد‪ ،‬وأنماط وكيفية استخدام موقع‬
‫الفاسبوك من قبل جمهور املستخدمين الجزائريين‪ ،‬باإلضافة إلى التعرف على اهتمامات‬
‫املستخدمين املتعلقة بقضايا البيئة ونشر الثقافة والوعي البيئي عبر صفحات‪ ،‬اعتمدت‬
‫الباحثة على نموذج االستخدامات واالشباعات كإطار نظري للدراسة وعلى منهج املسح‬
‫بالعينة وعلى املالحظة واالستبيان كطريقة لجمع املعطيات‪ ،‬وكان من أبرز نتائجها أن‪:‬‬
‫‪ -1‬الفاسبوك يعد من أكثر املواقع استخداما لدى املبحوثين‪ .‬والحجم الساعي الذي‬
‫يقضونه في هذه املواقع يفوق الساعتين‬
‫‪ -2‬إقرار املبحوثين بنسبة ‪ 74.9‬بأن موقع الفاسبوك يساهم في تشر الوعي البيئي‪.‬‬
‫املناقشة‬
‫مواقع التواصل االجتماعي بصفة عامة والفايسبوك بصفة خاصة هي وسائل اتصال وإعالم‬
‫فردية أو شخصية وجماهيرية في نفس الوقت باعتبار أن الفرد يمكن أن يستخدمها لغراض‬
‫شخصية وخاصة‪ ،‬كما يمكنه أن يستخدمها كمنبر ينشر من خاللها آرائه وأفكاره لشريحة‬
‫كبيرة من املستخدمين الخريين عبر كافة أنحاء العالم‪ ،‬خاصة اآلن مع التطور الهائل في‬
‫تكنولوجيا الهاتف املحمول ‪.‬ونظرا للمميزات التي توفرها مواقع التواصل االجتماعي‬
‫ملستخدميها والتي من أهمها التفاعلية والقدرة العالية على التخزين واسترجاع البيانات‬
‫وأيضا املشاركة الواسعة للمضامين باإلضافة إلى عدد املستخدمين الذي هو في ارتفاع‬
‫مستمر‪ ،‬هذا ما جذب انتباه الفاعلين في املجتمع إلى قدرتها القوية التي تملكها هده املواقع‬
‫والتي يجب استثمارها في التأثير على الرأي العام وفي أفكار وسلوكيات الفراد واملجتمعات في‬
‫مختلف املجاالت‪ ....‬فمواقع التواصل االجتماعي أثبتت فعاليتها في املجال نشر الوعي البيئي‬
‫باملقارنة بوسائل االتصال التقليدية وذلك من خالل املبادرات والحمالت الخاصة بالبيئة التي‬
‫يطلقها الناشطين عبر صفحات الفايسبوك والتي مع الوقت أصبحت تالقي االستجابة‬
‫والدعم خاصة من طرف فئة الشباب ‪.‬‬

‫‪273‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫الدراسة الثانية‪ :‬بن يحيى سهام‪ ،2005،‬تحت عنوان الصحافة املكتوبة وتنمية الوعي البيئي في‬
‫الجزائر‪ ،‬عالجت الباحثة اإلشكالية التالية‪ :‬ما الدور الذي تضطلع به الصحافة املكتوبة وطنية‬
‫وجهوية في تنمية الوعي البيئي لفراد املجتمع؟ وهدفت الدراسة إلى تقيم وتحليل دور وفعالية‬
‫وسائل اإلعالم املكتوبة في إبالغ رسالتها اإلعالمية إلى املجتمع لتنمية الوعي البيئي‪ ،‬وتحليل مضمون‬
‫الرسائل اإلعالمية املكتوبة ملعرفة مدى مساهمتها في نشر وتنمية الوعي البيئي لفراد املجتمع‬
‫الجزائري‪ ،‬واستخدمت الباحثة منهج تحليل املضمون‪ ،‬وتمثلت عينتها في أربع صحف يومية‬
‫الشروق‪ ،‬وآخر الساعة‪ ،LES républicain/ LE MATIN ،‬وكان من أبرز نتائجها‪:‬‬
‫‪ -1‬انخفاض حجم تغطية هذه الصحف الربعة لقضايا البيئة‪.‬‬
‫‪ -2‬غالبية العظمى من القضايا البيئية ومشكالتها املنشورة تقع على صفحات الداخلية‪.‬‬
‫‪ -3‬الصحافة املكتوبة محل الدراسة ال تسعى إلى تكوين اتجاهات ايجابية نحو البيئة‪ ،‬وإنما‬
‫تكتفي فقط بسرد دون اتجاه محدد‪.‬‬
‫‪ -4‬انخفاض دور الصحافة املكتوبة محل الدراسة في تنمية الوعي البيئي لألفراد املجتمع‪.‬‬
‫املناقشة‬
‫النتائج التي توصلت إليها الدراسة ليست بالصادمة ولكنها متوقعة وهذا راجع لعدة عوامل يمكن‬
‫إجمالها فيما يلي‪:‬‬
‫أوال‪ -‬الجرائد والصحف هي مؤسسات ذات طابع اقتصادي وهدفها هو الربح بالدرجة الولى‬
‫وعائداتها الساسية من اإلشهار فعليها أن تضمن نسبة عالية من التوزيع واملقروئية لعدادها‪،‬‬
‫ولهذا هي تركز على املواضيع والخبار التي تجلب اهتمام الرأي العام وال يهمها الرقي أو رفع مستوى‬
‫الوعي االجتماعي لألفراد‪ .‬وبالتالي املواضيع والعناوين التي ال تستهوي القراء واملتابعين فهي‬
‫بالضرورة ال تجذب إليها الصحافيين والبيئة جزء من هذه املواضيع‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تنبأ الكاتب الفرنس ي برنارد بوليه في كتابه "نهاية الصحف ومستقبل املعلومات "بزوال عهد‬
‫الصحف اليومية الورقية وأرجع السبب إلى تعميم استخدام التكنولوجيا الرقمية وعدم إقبال‬
‫الفئات الشابة على القراءة‪ ،‬حيث اقر رجال العمال في ذلك الوقت في سنة ‪ 2000‬انه من الصعب‬
‫الربح من قطاع اقتصادي يتعرض لالنهيار السريع وأن الصحف الورقية في طريقها إلى الزوال‬
‫‪.‬فانخفاض التوزيع للصحف اليومية من ‪3.8‬مليون صحيفة يوميا سنة ‪ 1974‬إلى ‪ 1.9‬مليون سنة‬
‫‪ 2007‬وتناقص رقم العمال‪ ،‬كانت هذه مؤشرات على نهاية عصر الجرائد الورقية وبداية عصر‬
‫الصحف والجرائد االلكترونية‪ .‬باإلضافة إلى ارتفاع تكلفة اإلنتاج جراء ارتفاع في أسعار املواد‬
‫الولية وارتفاع تكاليف النقل والتوزيع باإلضافة إلى كون قطاع الصحافة الورقية يسبب أضرار‬
‫للبيئة الطبيعية‪( bernard ;p ;2011 ;25-26 )".‬‬
‫‪274‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫وفي الجزائر وبعد القيام بعملية التحري والتقص ي لدى الكشاك الخاصة ببيع الجرائد حيث‬
‫شملت العملية عشريين ‪ 20‬نقطة بيع واملتواجدة في مناطق أو أماكن تتميز بحركة كبيرة‬
‫لألشخاص‪ ،‬وبعد حوار سريع‪ ،‬صرح أصحابها أن نسبة اإلقبال على شراء الصحف اليومية‬
‫انخفض بشكل حاد وتراجع املبيعات إلى ‪70‬باملائة في حين أن هناك نقاط بيع تخلت عن بيع‬
‫الجرائد إذ لم تعد تدر عليها الرباح كما كانت في السابق‪ .‬ندرك من خالل هدا أن العصر الذهبي‬
‫للصحافة الورقية في طريقه إلى االندثار وأن قدرتها وفعاليتها في التأثير تتناقص تدريجيا‪ ،‬فعليها إذن‬
‫مواكبة التطور الحاصل في مجال تكنولوجيا املعلومات ‪.‬‬
‫الدراسة الثالثة‪ :‬رضوان صالح محمد‪ ،2011،‬في دور الثقافة البيئية في حماية البيئة الحضرية‪.‬‬
‫عالج الباحث اإلشكالية التالية‪ ،‬ما مدى مساهمة السكان في حماية الوسط الحضري من التلوث؟‬
‫وهدفت الدراسة إلى تشخيص الواقع الفصلي لظاهرة تلوث املدن والعوامل املسببة له‪ ،‬وأيضا‬
‫تسليط الضوء على واقع الثقافة البيئية في الوسط الحضري والتأكيد على الدور الذي يقوم به‬
‫السكان ومساهمتهم في الحفاظ على بيئتهم وهذا ال يقل أهمية عن الدور الذي تقوم به املؤسسات‬
‫والهيئات املكلفة بحماية البيئة‪ ،‬واعتمد الباحث على منهج املسح االجتماعي‪ ،‬وكانت العينة‬
‫عشوائية طبقية تناسبية من ‪ 147‬أسرة‪ ،‬واستخدم كل من‪ :‬املالحظة – الوثائق والسجالت –‬
‫املقابلة – االستمارة كأدوات لجمع البيانات بقسنطينة‪ ،‬وخلصت الدراسة إلى أن الواقع‬
‫االيكولوجي للمدينة يعاني من مختلف مظاهر التلوث وهذا راجع للعديد من العوامل ‪:‬‬
‫‪ -1‬أن املبحوثين على وعي باملشاكل البيئية املحيطة بهم وبأسباب حدوثها‬
‫‪ -2‬الرصفة والطرقات واملساحات العامة هي الكثر تدهورا وهذا باملقارنة باملجال الخاص‬
‫واملتمثل في املسكن ومحيطه الذي هو في حالة جيد‬
‫‪ -3‬اهتمام السكان باملشكالت القريبة من مجال سكناهم وال يهتمون بتلك البعيدة عن حيهم‬
‫‪ -4‬ال وجود للجمعيات البيئية في املدينة على أرض الواقع واهتمامهم بمصالح الخاصة‪.‬‬
‫املناقشة‬
‫الوسط الحضري الذي نحيا فيه يعاني العديد من املشاكل والفوض ى‪ ،‬ويعتبر التلوث البيئي‬
‫بمختلف أشكاله أحد أهم هده املشاك‪ ،‬واملشكلة التي تعتبر الخطر من ظاهرة التلوث هي أن‬
‫الفراد يعيشون وسط هدا الكم الهائل من النفايات والفوض ى بصفة عادية‪،‬بدون أي ردة فعل‬
‫من أجل املساهمة في تغير هدا الواقع‪ ،‬أو أن هذا الوضع ال يشكل لديهم مشكلة وهذا راجع لنقص‬
‫الوعي االجتماعي والوعي البيئي‪ ،‬وما حرص الفراد على نظافة منازلهم ومحيطها الضيق من جهة‬
‫وتلوث املجال العام بالنفايات من جهة أخرى إال دليل على ذلك‪ ،‬فهم يرون أن االعتناء باملجال‬
‫العام هو من مسؤوليات ومهام مؤسسات الدولة‪ ،‬باإلضافة لتهاون املصالح البلدية بالقيام بدورها‬
‫‪275‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫كما ينبغي‪ .‬كما يوجد عامل آخر يزيد من حدة املشاكل البيئية التي تعاني منها املناطق الحضرية‬
‫وهو النمو السكاني املتسارع خاصة في املجتمعات النامية مثل مجتمعنا‪" ،‬فعدم الوعي باملخاطر‬
‫الناجمة عن هذا النمو باإلضافة لعدم توفر اآلليات املادية واملعنوية للتحكم فيه يزيد من تأزم‬
‫الوضع‪ ،‬لدى يجب نشر ثقافة تحديد النسل بين أفراد املجتمع كخطوة أولى‪ ،‬إذ أن مشكلة النمو‬
‫واالنفجار السكاني ليست في الفرق بين نسبة الوالدات ونسبة الوفيات‪ ،‬وإنما تكمن املشكلة في‬
‫توزيع هذا العدد على املناطق بطريقة تحقق العدالة" (‪)jaquard ;a ;2006 ;p62-63‬‬
‫الدراسة الرابعة‪ :‬سري زيد الكيالني‪ ،2017،‬الرعاية الرقابية العقابية للبيئة في اإلسالم‪ ،‬طرح‬
‫الباحث تساؤل حول كيفية حماية البيئة ورعايتها في اإلسالم باعتباره منهج حيات كامل لإلنسان‬
‫وما هي التشريعات والتدابير التنظيمية التي قررتها الشريعة اإلسالمية في ذلك؟ وهدفت الدراسة‬
‫للتعرف على موقف اإلسالم من الرعاية البيئية‪ ،‬وتحديد أهم النظم التطبيقية وأجهزة حمايتها‬
‫التي أقرها اإلسالم لرعاية البيئة ولعمارها وتنميتها‪ ،‬وإبراز أهم اآلليات والفعاليات الرقابية‬
‫والعقابية التي جاء بها لتحقيق الرعاية البيئية وحمايتها من كل صور الفساد‪ ،‬وتوصل الباحث‬
‫للنتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أولت الشريعة اإلسالمية للبيئة جل عنايتها ورعايتها وذلك من خالل منظومة متكاملة من‬
‫التشريعات واملبادئ واآلليات التي قصدت بها حماية مكونات البيئة على السواء‪ .‬وعملت على‬
‫الحفاظ على التوازن البيئي وعدم االعتداء عليها‪ .‬وقد اعتبرت ذلك من القرب التي يتقرب بها‬
‫إلى هللا تعالى‪ ،‬وجعلت هذه الرعاية جزءا من العقيدة‪،‬‬
‫تتفرد الشريعة اإلسالمية بتقديم بعض اآلليات واإلجراءات التنفيذية الواقعة في مجال‬ ‫‪-2‬‬
‫رعاية البيئة والتي تهدف إلى ضبط تنظيم نشاط السلوك اإلنساني في عالقته بالبيئة‪ ،‬مثل‬
‫جهازالحسبة والقضاء والشرطة‪.‬‬
‫‪ -3‬لقد عنيت الشريعة اإلسالمية عناية فائقة بالماكن العامة التي يحتاجها عموم الناس في‬
‫عباداتهم أو قضاء حوائجهم كاملساجد والطرقات والسواق والحدائق‪ ،‬ووضعت أحكام‬
‫مفصلة للحفاظ عليها ورعايتها‪ ،‬ومنع كل أذى وضرر مادي أو معنوي ممن يرتادها‪.‬‬
‫املناقشة‬
‫الدين اإلسالمي حث على حماية البيئة واملحافظة عليها بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية‪،‬‬
‫فيتوجب على الفرد املسلم أن يتبنى هده القيم ويترجمها إلى سلوك ايجابي يكون مرآة ملجتمعنا‬
‫املسلم‪ .‬ولكن نجد أن الواقع مغاير ملا هو متوقع فإذا كانت الماكن التي تقام فيها العبادات‬
‫والشعائر الدينية كاملسجد تعاني من التصرفات السلبية ونقص النظافة وتبذير في الطاقة‬
‫الكهروبائية واملياه‪ ،‬فما بالك باملجال العام‪ ،‬فباختصار يوجد هوة كبيرة بين الصورة التي يجب أن‬
‫‪276‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫تكون عليها مجتمعاتنا املسلمة وبين ما هي عليه اآلن فحالنا تعبر عليه اآلية في قوله تعالى ‪......[:‬أ‬
‫فتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل دلك منكم إال خزي في الحياة الدنيا‬
‫ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما هللا بغافل عما تعملون] (سورة البقرة اآلية ‪،)85‬‬
‫كما نستحضر أيضا قول الشاعر أحمد شوقي في تبيان دور القيم الخالقية في الحفاظ على‬
‫املجتمعات والمم‪.‬‬
‫إنما األمم األخالق ما بقيت*** فإن هم ذهبت أخالقهم ذهبوا‬
‫وإذا أصيب القوم في أخالقهم *** فأقم عليهم مأتما وعويال‬
‫صالح أمرك لألخالق مرجعه *** فقوم النفس باألخالق تستقم‬
‫وما الصور هذه إال عينة عن بعض املمارسات التي تعبر عن سوء فهمنا لتعاليم ديننا الحنيف‪.‬‬

‫الدراسة الخامسة‪ :‬وناس يحي‪ ،2007،‬اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر‪ .‬تهدف هذه‬
‫الدراسة إلى إبراز مكانة البيئة في القانون الجزائري مع توضيح أهم اآلليات القانونية التي تعمل‬
‫على حماية البيئة‪ .‬فالرسوم اإليكولوجية على النشاطات امللوثة للبيئة والنفايات لتغطية نفقات‬
‫مكافحة التلوث وبالتالي ال تتحول النفقات البيئية إلى أعباء إضافية تأثر على أوجه اإلنفاق الخرى‪.‬‬
‫أخضع السلوكيات اإلجرامية التي تشكل مساسا بالبيئة إلى القواعد العامة للمسؤولية الجنائية‬
‫والتي تستلزم لقيامها توفر الركن املادي‪ ،‬والركن املعنوي‪.‬‬
‫أما عن الجانب االجتماعي في الشق القانوني‪ :‬يهدف قانون العقوبات من خالل السياسة العقابية‬
‫املنتهجة إلى التعبير عما يستهجنه ويرفضه املجتمع من تصرفات وأفعال تمس بذات اإلنسان‬
‫وبماله أو بكرامته أو بعرضه أو ما يمس بصفة عامة بالسكينة والمن العام‪ .‬ونظرا لوجود ارتباط‬
‫قوي بين درجة استهجان املجتمع للفعل املجرم وتطبيق القانون فإن فعالية القواعد الجنائية‬
‫‪277‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫البيئية تتوقف‪ ،‬باإلضافة إلى وجود صرامة وحزم ضبطي في تطبيقها على أسباب اجتماعية قبل أن‬
‫تكون قانونية‪ ،‬لن الطابع الردعي للقواعد الجنائية يتماش ى مع درجة االستهجان والرفض‬
‫واالستنكار االجتماعي لفعل ما‪ .‬فكلما كانت درجة الرفض االجتماعي لفعل أو سلوك ما كبيرة وتمثل‬
‫سخطا واستنكار شديد من قبل أفراد املجتمع كلما كانت استجابة املشرع قوية ورادعة لهذه‬
‫الفعال مخافة حدوث فوض ى واضطرابات‪ ،‬وعكس صحيح‪ ،‬على هذا الساس االجتماعي يتم‬
‫تحديد فعالية النظام العقابي في بالدنا‬
‫املناقشة‬
‫مما جاءت به الدراسة وخاصة فيما يخص الجانب االجتماعي في الشق القانوني فبالنظر إلى الحالة‬
‫الكارثية التي آلت إليها البيئة واملخاطر التي أصبحت تهدد حياة اإلنسان فوق الرض فمن الواجب‬
‫بل من الضروري على املشرع القانوني في الجزائر أن يفعل القانون الخاص بحماية البيئة‬
‫واملحافظة عليها ويسهر على تطبيقه بكل صرامة وحزم‪ ،‬وال ينتظر حتى يقوم هدا املجتمع‬
‫باستهجان ورفض السلوكيات التي تضر بالبيئة أو ينتظر من الفراد تقديم شكاوى أو رفع دعاوى‬
‫في املحاكم ضد من يتعدى على العناصر البيئية وهدا راجع لتدني مستويات الوعي البيئي داخل‬
‫مجتمعنا فالسؤال الذي يطرح نفسه هو ملاذا ال يتم تفعيل القانون البيئي كغيره من القوانين‬
‫الخرى‪ ،‬فمثال القانون الخص باملرور وأمن الطرقات يشهد تعديالت تواكب الوضع الراهن وأيضا‬
‫عزز بوسائل مادية وبشرية‪ ،‬وهذا ما دفع الفراد الحترامه‬
‫الدراسة السادسة ‪ :‬نوار بورزق‪ ،2009،‬دور مؤسسة التعليم الثانوي في نشر الوعي البيئي‪ ،‬عالج‬
‫الباحث اإلشكالية التالية‪ :‬ما دور مؤسسة التعليم الثانوي الجزائري في نشر الوعي البيئي؟ وهدفت‬
‫الدراسة إلى مقاربة موضوع الوعي البيئي سوسيولوجي لإلسهام في إثراء وتنمية التراث النظري‬
‫لتخصص علم اجتماع البيئة وبالتالي تسد النقص املسجل في هذا الجانب‪ ،‬وأيضا الكشف عن‬
‫مدى إسهام كل من الستاذ واإلدارة واملناهج للتعليم الثانوي في نشر الوعي البيئي عن طريق‬
‫املؤسسة التعليمية ومنها مؤسسة التعليم الثانوي‪ ،‬اعتمد الباحث على املنهج الوصفي وعلى‬
‫العينة الطبقية شملت ‪ 120‬وحدة من ثانوية بوالية تبسة‪ ،‬وعلى املالحظة واملقابلة واالستبيان في‬
‫جمع املعطيات‪ ،‬وخلصت الدراسة إلى النتائج التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬دور اإلدارة في نشر الوعي البيئي ضعيف جدا فال نشاط إعالمي وال أنشطة ثقافية وال توعية‪.‬‬
‫‪ -2‬الساتذة يساهمون بدرجة كبيرة في عملية نشر الوعي البيئي من خالل قيامهم بمناقشة مع‬
‫التالميذ في مواضيع بيئية ولكنهم يفتقدون لروح املبادرة ويتقيدون بصورة كبيرة بما جاء في‬
‫املنهج وكفى‪.‬‬

‫‪278‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪ -3‬املقررات الدراسية تساعد على تكوين زاد علمي معرفي لدى التالميذ حول البيئة إال أنه تغلب‬
‫عليها لنزعة العاملية‪ ،‬وتبقى ذات بعد نظري بحيث يجعل التلميذ ال يتجاوب معها كما هو‬
‫منتظر فاملناهج تكسب معرفة وتبقى ناقصة وبحاجة إلى تطوير لتكسب سلوكا‬
‫املناقشة‬
‫املدرسة تعتبر ثاني أهم مؤسسة للتنشئة االجتماعية بعد السرة وتبنى حولها آمال وطموحات كبير‬
‫لعداد جيل فعال في مجتمعه وقادر على تحمل مسؤولياته إال أن املدرسة وخاصة الدور الذي‬
‫تقوم به في مجال تنمية الوعي البيئي لدى التالميذ يبقى دون املستوى املطلوب ويظهر هدا جليا‬
‫عندما تالحظ سلوكياتهم سواء داخل املؤسسة أو خارجها أو بسؤال العمال الدين يشرفون على‬
‫النظافة داخل املؤسسات التربوية ليخبروك بأن التلميذ ال يلتزم بما يتلقاه من دروس نظرية داخل‬
‫القسم بالرغم من أن املنهاج الدراس ي يحتوي على دروس تعرف التلميذ بالبيئة وتحثه على حمايتها‬
‫واملحافظة عليها وفي كافة الطوار التعليمية وبمختلف اللغات‪،‬إال أن هدا الكم الهائل للمعارف‬
‫يبقى ناقص دون سلوك يمثله‪.‬‬

‫الصورة تعبر عن ظاهرة تحدث في نهاية كل موسم دراس ي‬


‫عند أبواب املدارس‪،‬حيث يقوم التالميذ بتمزيق الدفاتر‬
‫والكتب ورميها ضاربين بذلك كل ما تلقوه من دروس حول‬
‫ضرورة املحافظة على البيئة وحمايتها عرض الحائط‪،‬في‬
‫مؤشر واضح على فشل املناهج التعليمية في ترسيخ‬
‫القيم البيئية والخالقية في شخصية التالميذ‬

‫النتائج العامة‪:‬‬
‫بعد عرض الدراسات السابقة والقيام بعملية مناقشة النتائج التي توصلت إليها‪،‬حصلنا على النتائج‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الدراسات اتفقت على أن الوعي البيئي في الجزائر ليس في ترتيب أولويات هذه املؤسسات االجتماعية‬
‫ويكاد يكون غائبا من أجندتها‪ ،‬ومن منطلق فاقد الش يء ال يعطيه‪ ،‬فال ننتظر أن نجد هذا الوعي في‬
‫املمارسات اليومية لألفراد في املجتمع‪.‬‬

‫‪279‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫نقطة تالقي أخرى بين هذه الدراسات وهي أن جميع أفراد العينات التي أجريت عليها الدراسات هي على‬ ‫‪-‬‬
‫علم باملشكالت البيئية ولها إطالع معرفي هام فيما يخص قضايا البيئة وطرق حمايتها واملحافظة عليها‬
‫البعاد التي يقوم عليها الوعي البيئي هي"املعرفة أو التربية البيئية واالتجاه البيئي‪ ،‬السلوك البيئي"‬ ‫‪-‬‬
‫(علي محمد‪،‬و‪،2014،‬ص‪ )103‬إذا أسقطنا هذه البعاد على ما جاءت به الدراسات السابقة نجد أن‬
‫مختلف مؤسسات التنشئة االجتماعية دورها ال يزال محصور بين املعرفة البيئية واالتجاه البيئي ولم‬
‫يرقى بعد إلى املستوى الثالث وهو السلوك البيئي وعلى هذا يعتبر الوعي البيئي ناقص يحتاج إلى تنمية‬
‫املفارقة املوجودة في إشكالية تحقيق الوعي البيئي وتنميته تكمن في التناقض املوجود بين الكم املعرفي‬ ‫‪-‬‬
‫البيئي الذي يدركه الفرد وبين السلوكيات أو املمارسة اليومية التي يقوم بها وتسبب ضررا للبيئة‬
‫ومكوناتها‪ .‬وحتى إن لم يقم هذا الفرد بتصرف يؤدي البيئة فباملقابل ال يتحرك في اتجاه حمايتها‬
‫واملحافظة عليها من الخطار التي تهددها‪ ،‬فيمكن تفسير هذا التناقض بين ما هو نظري وما هو عملي‪،‬‬
‫في عدم شعور الفرد باالنتماء للوطن أو للمجتمع الذي يعيش فيه وغياب حس املواطنة لديه‬
‫والالمباالة‪ ،‬وهذه السلوكيات تصدر منه كتعبير عن استنكاره ورفضه للواقع الذي يعيش فيه‪.‬‬
‫باإلضافة إلى االعتقاد الراسخ لدى الفرد بأنه يملك مجاله الخاص وهو مسؤول عليه مثل املنزل‪ ،‬أما‬
‫املجال العام فهو ملك ملؤسسات الدولة وهي مسئولة عليه وعلى حمايته‪ .‬لهذا فمن الضروري القيام‬
‫بدراسات وبحوث اجتماعية تنطلق من الواقع لتصل إلى الواقع من أجل فهم هده املفارقة وكيفية‬
‫الحد من آثارها السلبية‬
‫االستثناء الوحيد يتمثل في مواقع التواصل االجتماعي التي أصبحت فضاء ومجاال يستفيد منه‬ ‫‪-‬‬
‫املستخدمين والناشطين بقصد الترويج لفكارهم وإطالق مبادراتهم وحمالتهم لفائدة البيئة‪ ،‬والتي‬
‫تدعو إلى القيام بسلوكيات بسيطة من شانها أن تؤدي إلى نتائج كبيرة من خالل املداومة واالستمرار‬
‫عليها‪ ،‬وأيضا حث الشباب باعتبارهم القوة النابضة في املجتمع على العمل التطوعي والجماعي‪ ،‬لهذا‬
‫يجب االستثمار أكثر في املزايا التي تقدمها هذه املواقع خاصة بعد أن أصبح تأثيرها واضح في الرأي‬
‫العام وعلى كافة املجاالت والصعدة ‪.‬‬
‫آليات تحقيق الوعي البيئي وتنميته‬
‫بعد الخوض في هذا املوضوع تمكنا من وضع رؤية مستقبلية لكيفية خلق وتنمية الوعي البيئي‪ ،‬أو‬
‫بالحرى هي تصور نموذجي لدورة حياة الوعي البيئي هذه النظرة هي تنائيه بين تفعيل القانون البيئي‬
‫والتركيز على اإلعالم البيئي اإللكتروني بحكم اإلقبال املتزايد عليه‪ ،‬هذه الرؤية التي تتعارض مع الجانب‬
‫االجتماعي في التشريع القانوني الذي بموجبه يتم حاليا التعامل مع البيئة في الجزائر‪ .‬وهذا من خالل‬
‫عكس املعادلة االجتماعية القانونية‪ ،‬حيث يجب تفعيل القوانين والتشريعات البيئية والسهر على‬
‫تطبيقها دون انتظار االستهجان أو االستنكار االجتماعي لها‪ .‬وهذا بالتطبيق الصارم والردعي للقانون على‬
‫كل من يتسبب في ضرر للبيئة‪ ،‬وفرض غرامات مالية مرتفعة على املخالفين وذلك على حسب الضرر الذي‬
‫تخلفه هذه السلوكيات السلبية والغير الواعية‪ .‬وبهذا سيدرك الفراد واملؤسسات أن التعدي على البيئة‬
‫‪280‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫سينجم عنه عقوبات صارمة في حقهم‪ ،‬وتبعا لذلك سيتراجع السلوك اإلجرامي اتجاه البيئة‪ ،‬وعليه‬
‫سيسعى الفراد إلى خلق أنماط سلوكية ايجابية جديدة اتجاه البيئة مصدرها الخوف من تطبيق القانون‬
‫عليهم والتعرض للعقوبات‪ .‬فإذا وصلنا في املرحلة الولى إلى التزام الولياء بعدم مخالفة القانون البيئي‪،‬‬
‫سينقل هؤالء الفراد هذا االلتزام إلى جميع أفراد السرة‪ ،‬ونركز في هده العملية على الطفال باعتبار أنهم‬
‫في املراحل الولى للنمو والتعلم‪ ،‬مع تسخير وسائل اإلعالم املختلفة خاصة اإلعالم اإللكتروني في نفس‬
‫االتجاه‪ ،‬وبهذا سنحصل في املدى املتوسط والطويل على جيل جديد ومجتمع يتفاعل ويتعايش مع بيئته‬
‫بشكل ايجابي‪ ،‬ويصبح لدينا وعي بيئي متكامل ونضمن نموه بشكل تدريجي‪ ،‬باإلضافة إلى استثمار‬
‫العائدات املالية الناجمة عن تحرير املخالفات في تطوير املحيط البيئي ومعالجة املشاكل البيئية املتراكمة‪.‬‬
‫عملية التربية والتوعية البيئية من خالل مؤسسات التنشئة االجتماعية املختلفة تبقى دون جدوى خاصة‬
‫في ما يخص جانب السلوك في ظل غياب الضبط القانوني‪ ،‬وهذا ما يظهر جليا في تفاعل الفراد مع‬
‫مختلف القضايا االجتماعية‪ ،‬ومن الصدف أن كانت الفترة السابقة مسرحا للعديد من الحداث البارزة‬
‫والتي تعتبر اختبار حقيقي ملستوى الوعي االجتماعي عامة والوعي البيئي خاصة‪ ،‬مثل ظهور وباء الكوليرا في‬
‫بعض الواليات‪ ،‬والحراك الشعبي‪ ،‬باإلضافة إلى الحدث الكبر وهو انتشار وباء ‪ covid-19‬كورونا في العالم‬
‫بأسره‪ ،‬وتتبعنا كيف تعامل املواطنون في الجزائر مع حمالت التوعية الشاملة التي دعت بالتزام‬
‫البيت(حجر صحي) وعدم الخروج إال للضرورة وعدم التجمع والتجمهر وأخذ االحتياطات حتى يتم التحكم‬
‫في انتشار هذا الوباء‪ ،‬إال أن االستجابة لهذه الحمالت كانت ضعيفة وقوبلت بنوع من الالمباالة وعدم‬
‫احترام التعليمات والتوجيهات الصادرة عن مختلف الهيئات التنظيمية الرسمية والغير رسمية‪ ،‬إلى أن تم‬
‫إصدار قرار بالحجر الصحي اإلجباري من الساعة ‪ 15:00‬مساءا إلى غاية ‪ 07:00‬صباحا‪ ،‬وكل من يخالف‬
‫هذا القرار يتعرض لعقوبات حسب القانون‪ ،‬فكانت النتيجة إيجابية والتزم الجميع بالقرار وسجلت بعض‬
‫الخروقات في أماكن مختلفة وهذا راجع للطبيعة البشرية‪.‬‬
‫الخاتمة‬
‫التحدي الحقيقي الذي يواجه عملية تحقيق الوعي البيئي في الجزائر هو ترجمة املخزون املعرفي النظري‬
‫الذي يملكه الفراد عن البيئة إلى أنماط سلوكية إيجابية‪ ،‬فال نستطيع الحديث عن القيم البيئية إذا لم‬
‫تتمثل هذه القيم في سلوكيات في الواقع وإال تصبح مجرد كالم‪ ،‬والحل يكمن في تفعيل القانون البيئي‬
‫والسهر على تطبيقه بصرامة وبهذا نضمن على القل عدم مواصلة التعدي على البيئة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫استخدام وسائل اإلعالم االلكترونية وخاصة مواقع التواصل االجتماعي في عملية التوعية البيئية‪ ،‬من‬
‫خالل طرح وتعزيز نماذج سلوكية تكون صديقة البيئة‪ ،‬وبهذا وعلى املدى املتوسط والطويل سنجد أن‬
‫املجتمع انتقل من مرحلة الضبط القانوني إلى مرحلة الضبط االجتماعي ويصبح التعدي على البيئة سلوكا‬
‫غير مقبول اجتماعيا‪.‬‬
‫*********‬

‫‪281‬‬
‫مجلة دراسات إنسانية واجتماعية (‪ )Journal of Social and Human Science Studies‬ج وهران‪ /2‬المجلد ‪ 10‬ع ‪ 2‬خ ‪2021 /03/ 16 /‬‬
‫‪ISNN : 2253-0592 EISSN : 2588-199X / Prefix: 10.46315‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫قائمة املراجع‬
‫‪ -1‬أحمد عبد الوهاب عبد الجواد‪ ،1996،‬التربية البيئية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الدار العربية للطباعة والنشر‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -2‬أحمد ملحة‪ ،2000،‬الرهانات البيئية في الجزائر‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مطبعة النجاح‪.‬‬
‫‪ -3‬إسماعيل محمد الزيود‪ ،2011،‬علم االجتماع‪ ،‬عمان‪ ،‬الردن‪ ،‬دار كنوز املعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -6‬زين الدين عبد املقصود‪ ،1981،‬البيئة واإلنسان‪ ،‬الكويت‪ ،‬دار البحوث العلمية‪.‬‬
‫‪ -7‬زين الدين عبد املقصود‪ ،2000،‬قضايا بيئية معاصرة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،‬منشأة املعارف‪.‬‬
‫‪ -8‬شفيقة مهري‪ ،2016،‬اإلعالم البيئي اإللكتروني عبر موقع الفايسبوك ودوره في تحقيق التنمية املستدامة‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االجتماعية‪ ،‬العدد‪.23‬‬
‫‪ -10‬محمد عبد الكريم علي عبد ربه‪ ،‬محمد عزة محمد إبراهيم غزالن‪ ،2013،‬التربية البيئية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬الشركة‬
‫العربية املتحدة للتسويق والتوريدات‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪ -11‬محمد محمود كامل الرفاعي‪ ،‬ماهر إسماعيل صبري‪ ،2004،‬التربية البيئية من أجل بيئة أفضل‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬املركز‬
‫القومي للبحوث التربوية والتنمية‪.‬‬
‫‪ -12‬وفاء محمد علي محمد‪ ،2014،‬مدخل لدراسة البيئة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مصر‪ ،‬املكتب العربي للمعارف‪،‬ط‪،1‬ص‪103‬‬
‫‪ -13‬وليد رفيق العياصرة‪ ،2012،‬التربية البيئية واستراتيجيات تدريسها‪ ،‬عمان‪ ،‬الردن‪ ،‬دار أسامة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫‪1-‬‬ ‫‪. Albert jaquard.2006.l’explosion démographique. édition le pommier. paris françe.p62-63‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪Bernard poulet.2011.la fin des journaux et l’avenir de l’information. Edition Gallimard paris‬‬
‫‪françe.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫‪ -1‬كيحل فتيحة‪ ،2012-2011 ،‬اإلعالم الجديد ونشر الوعي البيئي‪،‬جامعة باتنة‪،‬مذكرة ماجستير علوم اإلعالم واالتصال‪.‬‬
‫‪ -2‬بن يحي سهام‪ ،2005-2004 ،‬الصحافة املكتوبة وتنمية الوعي البيئي في الجزائر‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪ -3‬رضوان صالح محمد‪ ،2011-2010 ،‬دور الثقافة البيئية في حماية البيئة الحضارية‪ ،.‬جامعة قسنطينة‪ ،‬مذكرة ماجستير‬
‫علم اجتماع البيئة‪.‬‬
‫‪ -4‬سري زيد الكيالني‪ ،2017،‬الرعاية الرقابية العقابية للبيئة في اإلسالم‪ ،‬املجلة الردنية في الدراسات اإلسالمية‪ ،‬املجلد‪13‬‬
‫العدد ‪.02‬‬
‫‪ -5‬وناس يحي‪ ،2007 ،‬اآلليات القانونية لحماية البيئة في الجزائر‪ ،‬جامعة تلمسان رسالة دكتوراه في القانون العام‪.‬‬
‫‪ -6‬نوار بورزق‪ ، 2009-200،‬دور مؤسسة التعليم الثانوي في نشر الوعي البيئي‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬مذكرة ماجستير علم‬
‫اجتماع البيئة‪.‬‬
‫دور‬
‫‪ -7‬جمال الدين لطرش‪ ، 2011-2010،‬السرة في تنمية الوعي البيئي لدى الطفل‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،‬مذكرة ماجستير‬
‫علم اجتماع البيئة‪.‬‬

‫‪282‬‬

You might also like