You are on page 1of 143

‫ماستر‪ :‬المالية التشاركية‬

‫الفوج‪ :‬الثاني‬

‫رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص‬


‫تحت عنوان‪:‬‬

‫نظام التأمين التكافلي‬


‫على األشخاص‬

‫تحت إشراف الدكتورة الف اضلة‪ :‬نرجس البكوري‬ ‫إعداد الطالبة‪ :‬شامة العابد‬

‫لجنة المناقشة‪:‬‬
‫الدكتورة‪ :‬نرجس البكوري‪ ،‬أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بف اس‪................. .....‬مشرفة ورئيسة‪.‬‬
‫الدكتورة‪ :‬كنزة حرشي‪ ،‬أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بف اس‪ ...........................‬عضوا‪.‬‬
‫الدكتورة‪ :‬بهيجة فردوس‪ ،‬أستاذة التعليم العالي بكلية الحقوق بف اس‪........................‬عضوا‪.‬‬
‫الدكتور‪ :‬عبد الرحيم األمين‪ ،‬أستاذ التعليم العالي بكلية الحقوق – الرباط‪..................‬عضوا‪.‬‬

‫السنة الجامعية‪:‬‬
‫‪2022/2021‬‬
‫ود ۚ‬‫﴿ يا أَيُّها الَّ ِذين آمنُوا أَوفُوا بِالْع ُق ِ‬
‫ُ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ َ‬
‫يمةُ ْاْلَنْ َع ِام إَِّّل َما يُ ْت لَى‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ب‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫ل‬
‫َ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫َّ‬
‫ل‬ ‫ِ‬
‫ُح‬ ‫أ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬
‫الص ْي ِد َوأَنْ تُ ْم ُح ُرم ۚ‬
‫َعلَْي ُك ْم غَْي َر ُم ِحلِّي َّ‬
‫إِ َّن اللَّهَ يَ ْح ُك ُم َما يُ ِريد﴾‪.‬‬
‫سورة المائدة‪ ،‬اآلية ‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫الحمد والشكر هلل عّز و جل الذي خلقنا في أحسن تقويم‬
‫وقدرنا على اتمام ىذا العمل ويسر لنا الصعاب‪.‬‬
‫اىدي تخرجي وثمرة جهدي إلى حلوة اللبن التي ما خالط‬
‫لبنها يوما سكر المصالح‪ ..‬إلى ذات الصدر الحنون الذي‬
‫كان لي ظال باردا في ىجير الحياة‪ ......‬الى صاحبة‬
‫الحبل السري الذي ال زال أثره باقيا في حتى األن إلى من‬
‫وىبتني الحياة واألمل‪ ،‬والنشأة على شغف االطالع‬
‫والمعرفة‪ ".‬أمي الحبيبة "‬
‫إلى خالد الذكر‪ ،‬الذي وفاتو المنية‪ ،‬وكان خير مثال لرب‬
‫األسرة‪ ،‬والذي لم يتهاون يوم في توفير سبيل الخير‬
‫والسعادة لي‪ ". ..‬أبي الموقر"‬
‫إلى السند‪ ،‬من علموني أن أرتقي سلم الحياة بحكمة‬
‫وصبر‪ ،‬ووفاء لهما من وىبني اهلل نعمة وجودىم في حياتي‬
‫إلى العقد المتين‪ ،‬من كانوا عونا لي في رحلة بحثي‪:‬‬
‫" إخواني "‬
‫إلى أصدقائي ومعارفي الذين أجلهم وأحترمهم‪..‬‬
‫وأخيرا إلى كل من ساعدني‪ ،‬وكان لو دور من قريب أو بعيد‬
‫في إتمام ىذه الرسالة‪ ،‬سائلة المولى عز وجل أن يجزي‬
‫الجميع خير الجزاء في الدنيا واألخيرة‪.‬‬
‫ثم إلى كل طالب علم سعى بعلمو‪ ،‬ليفيد اإلسالم‬
‫والمسلمين بكل ما أعطاه اهلل من علم ومعرفة‬
‫‪ ‬شامة العابد‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آلو‬
‫الطيبين الطاىرين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فإنني اشكر اهلل وافر الشكر أن وفقني وأعانني على إتمام ىذه الرسالة‪ ،‬ثم أوجو آيات الشكر‬
‫والعرفان بالجميل إلى األستاذة الدكتورة القديرة و االنسانة الجميلة " نرجس البكوري"‬
‫المشرفة على الرسالة والتي منحتني الكثير من وقتها منذ بداية بحثي وكانت لرحابة صدرىا‬
‫وسمو خلقها وأسلوبها المميز في متابعة الرسالة والمساعدة على اتمام ىذا العمل‪ ،‬أسأل اهلل‬
‫العلي القدير أن يجازيها خير الجزاء وأن يكتب صنيعها في موازين حسناتها‪.‬‬
‫ويدعوني واجب الوفاء والعرفان بالجميل أن أترحم على أستاذي الذي أشرف على دراستي‬
‫في فصول الماستر األستاذ الدكتور " محمد الفرحاني"‪ ،‬وكذا اود أن أشكر كل من الدكتورة‬
‫القديرة " كنزة الحرشي"‬
‫و الدكتورة الرائعة الجليلة " بهيجة فردوس"‪ .‬على تقديمهم لنا يد العون واإلرشاد من ولوجينا‬
‫الى باب " ماستر المالية التشاركية" الذي أعتز باالنتماء إليو‪.‬‬
‫كما ال يفوتني بهذه المناسبة الخاصة أن أتقدم بأسمى عبارات الشكر والتقدير إلى الدكتور‬
‫الموثق " أحمد خوالني اإلدريسي" الذي فتح لي باب مكتبو للبحث والكتابة والذي بفضلو‬
‫تلقيت على يده بحثا ميدانيا غي مجال " توثيق العقود"‪.‬‬
‫وكذا جميع الباحثين الذين سهلوا مهمتي في سبيل إتمام ىذه الرسالة و أخص بالذكر الباحث‬
‫بسلك الدكتورة " عصام منصور" متمنيتا لهم التوفيق في مسيرتهم العلمية‪.‬‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‬
‫الئحة المختصرات‬
‫‪ :‬إلى أخره‬ ‫إلخ‬
‫‪ :‬جريدة رسمية‬ ‫ج‪ .‬ر‬
‫‪ :‬سنة‬ ‫س‬
‫‪ :‬طبعة‬ ‫ط‬
‫صفحة‬ ‫ص‬
‫‪ :‬ظهير شريف‬ ‫ظ‪ .‬ش‬
‫‪ :‬ق انون‬ ‫ق‬
‫‪ :‬مرجع سابق‬ ‫م‪ .‬س‬

‫‪N°‬‬ ‫‪: Numéro‬‬


‫‪Op. cit‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪Ouvrage précité‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪: Page‬‬
‫‪Par‬‬ ‫‪: Paragraphe‬‬
‫‪Rev‬‬ ‫‪: Revue‬‬
‫‪ART‬‬ ‫‪: Article‬‬
‫‪Éd‬‬ ‫‪: Edition‬‬
1
‫يعد نظام التأمين من األنظمة التي شهدت تطورا كبيرا في الحياة المعاصرة‪ ،‬حيث‬
‫يعتبر من بين أهم األسس التي تسمح بتحقيق األمن واإلستقرار سواء للفرد أو المشروعات‬
‫كما يساهم في دعم التنمية االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وعليه فإن نظام التأمين يعتبر نوعا من‬
‫األنشطة االقتصادية (الخدمية) الحديثة‪ ،‬وفي رأي الفقهاء فإن عقد الـتأمين هو أحد العقود‬
‫المستحدثة التي لم تكن معروفة كما في صورتها الحالية أو أي صورة أخرى وبسبب هذه‬
‫الحداثة ولما للتأمين من أهمية ضمن هيكل النظام االقتصادي للبلد‪ ،‬حيث يعتبر جزءا مكمال‬
‫للنظام المصرفي‪ ،‬فقد أثار عقد التأمين الجدل الكثير فيما يختص بتكييفه الفقهي لذلك قام‬
‫العلماء المسلمين بالبحث في مشروعيته‪ ،‬ومن خالل الندوات والمؤتمرات التي عقدت على‬
‫فتر ات طويلة‪ ،‬نجد أن الفقهاء قد أصدروا فتاوى بتحريم نظام التأمين التجاري‪ ،‬وأوصوا‬
‫بالبديل الشرعي وهو نظام التأمين التكافلي الذي ترسخ مفهومه في الدائرة االقتصادية‬
‫التأمينية‪ ،‬حيث أثبت جدارة الفكر التأميني التكافلي في قيادة هذه الصناعة على أسس وقواعد‬
‫تميزه عن التأمين التجاري‪.‬‬

‫حظيت صناعة التأمين التكافلي بقبول عموم المسلمين وعلمائهم‪ ،‬ألنها مبنية على‬
‫أساس التعاون‪ ،‬إذا تم صياغة منتجات وخدمات تأمينية تكافلية لتكون بديال لعقود التأمين‬
‫التجاري فبظهور المؤسسات المصرفية واالستثمارية اإلسالمية كان ال بد من ضرورة إيجاد‬
‫شركات تحميها من مخاطر العمليات المالية والتجارية التي تمارسها‪ ،‬فظهرت شركات‬
‫التأمين التكافلي لتساهم في دعم منظومة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬حيث بدأت المسيرة التطبيقية‬
‫بإنشاء بنك فيصل اإلسالمي السوداني لشركة التأمين التكافلية أول شركة تأمين تكافلية‬
‫إسالمية في العالم‪ ،‬وم ما يشير لنمو هذه الصناعة أنه بعدما نجحت في إنشاء شركات التكافل‬
‫بدأ ت في نقاش إنشاء شركات إعادة التكافل ليكون لها نظام متكامل يساعدها على االستقاللية‬
‫عن خدمات التأمين التجاري‪.‬‬

‫مقابل االنتشار الواسع لصناعة التأمين التجاري ال ينكر وجود عدد من الدول العربية‬
‫التي تحتوي على عدد محدود من شركات التأمين التكافلي‪ ،‬األمر الذي يتطلب ضرورة بدل‬

‫‪2‬‬
‫ومضاعفة الجهود لتنمية صناعة التأمين التكافلي‪ ،‬من خالل االستفادة من تجارب الدول التي‬
‫عرفت انتشارا وازدهارا لهذه الصناعة كالسودان‪ ،‬ماليزيا والمملكة العربية السعودية‪.1‬‬

‫هذا ويساهم نظام التأمين التكافلي بمختلف أنواعه في دعم التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث‬
‫أصبح وجوده ضرورة حتمية لتغطية المخاطر التي تواجه المؤسسات المصرفية‬
‫واالستثمارية التشاركية (اإلسالمية)‪ ،‬فضال عن كونه يجسد معنى التكافل والتعاون‪ ،‬وبذلك‬
‫نجد أن نظام التأمين التكافلي يشمل على تأمين تكافلي عام‪ ،‬وتأمين تكافلي على األشخاص‪.‬‬
‫فالتأمين التكافلي العام هو الذي يشمل التأمين على األشياء و التأمين من األضرار‬
‫والتأمين التكافلي من المسؤولية‪ ،‬حيث ينصب على حماية الممتلكات و أموال المؤسسات‬
‫والشركات واألفراد وهو تأمين قصير المدة‪ ،‬وهذا يعني أن مدة التكافل أو التأمين غالبا ما‬
‫تكون قصيرة المدى وتتراوح بين ستة (‪ )60‬أشهر وسنة أو سنتين‪.‬‬
‫أما بالنسبة للتأمين التكافلي الخاص باألشخاص أي (البديل عن التأمين على الحياة)‪،‬‬
‫الذي نجده آثار نقاشا كبيرا على غرار باقي األنواع األخرى للتأمين التكافلي‪ ،‬وذلك العتقاد‬
‫جانب من الفقهاء الذين أجازوا بعض أنواع التأمين التجاري في حين حرم البعض منهم‬
‫التأمين على الحياة بجميع صوره فهناك من يرى أن التأمين على الحياة ال يختلف في جوهره‬
‫و حقيقته عن التأمين من األضرار أو التأمين الصحي‪ ،‬لكن أثر اسمه الذي يفهم أنه يتعارض‬
‫مع العقيدة اإلسالمية في القضاء و القدر وعدم التوكل على هللا عز و جل‪ ،‬فاقترح تغيير اسم‬
‫"التأمين على الحياة" إلى "التكافل لما بعد الموت" أو "التكافل اإلسالمي لحماية الورثة‬
‫ولحاالت الضعف" ويتفرع التأمين التكافلي على األشخاص إلى قسمين هما‪:‬‬
‫‪ ‬التأمين على الحياة لحماية الورثة أو نحوهم‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين لدفع العوز عند الشدة‪.2‬‬

‫‪ - 1‬صليحة فالق‪ "،‬متطلبات تنمية نظام التأمين التكافلي – تجارب عربية"‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة الدكتورة‬
‫في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي – الشلف‪ -‬كلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير قسم‬
‫العلوم االقتصادية‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،4602-4602‬ص ‪.01‬‬
‫‪ - 2‬حرزون كاتية وحديد أمينة‪ " ،‬التأمين التكافلي"‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق تخصص قانون خاص‬
‫شامل‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ -‬بجاية كلية الحقوق والعلوم السياسية قسم القانون الخاص‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،4646‬ص ‪.01‬‬

‫‪3‬‬
‫وتأسيسا على ذلك يعتبر التأمين التكافلي على األشخاص بذلك نوعا من أنواع نظام‬
‫التأمين التكافلي‪ ،‬وبديال شرعيا للتأمين عن الحياة الذي تعرفه منظومة التأمين التجاري‪ ،‬فقد‬
‫جاء ليكمل الخدمات التي تقدمها البنوك التشاركية‪ ،‬ليحقق من خالل ذلك شكال من أشكال‬
‫األمن واالطمئنان الممنوح لكل من البنك و زبنائه‪ ،‬إضافة الى دعمه للتنمية االجتماعية‬
‫واالقتصادية نظرا لطبيعته ولألسس التشريعية التي تنظمه‪.‬‬

‫اإلطار التاريخــي للموضـــوع‪:‬‬

‫من وجهة نظر تاريخية فقد شهد نظام التأمين التكافلي تطورا ملحوظا‪ ،‬خاصة في‬
‫السنوات األخيرة‪ ،‬وأصبح صناعة مالية قائمة بذاتها‪ ،‬حيث حظي بإسهامات فكرية حاولت‬
‫ايجاد حلول لجميع اإلكراهات التي قد تعتريه سواء اكانت إكراهات فقهية أم فنية‪ ،‬فأضحى‬
‫يحتوي على أحكام وضوابط خاصة به‪ ،‬تتالءم مع أحكام الشريعة اإلسالمية ومقاصدها‪.‬‬

‫تعود فكرة نشأة ال تأمين تعاونيا تكافليا مع نشأة اإلنسان وتطورت بتطوره‪ ،‬فلم يكن في‬
‫وسع اإلنسان أن يعيش أبدا دون أن يضع يده في أيادي األخرين درءا للمخاطر التي تصيبه‪،‬‬
‫وقد عرفت صورة من التأمين في العصر الفرعوني‪ ،‬فقد كونوا المصريين القدماء جمعيات‬
‫تعاونية لتحمل تكاليف تجهز ودفن الموتى‪ ،‬وكان يقوم كل عضو في هذه الجمعيات بدفع‬
‫اشتراك سنوي للجمعية طوال حياته نظير قيام الجمعية عند موته بتحنيط جثته ودفنه‪.3‬‬

‫كما ظهر عند العرب قبل اإلسالم‪ ،‬فمن المعروف أن العرب اشتهروا بالتجارة ومن‬
‫أشهر الرحالت التي كانوا يقومون بها للتجارة رحلة في فصل الشتاء ورحلة في فصل‬
‫الصيف الى الشام‪ ،‬وكان القائمون على تنظيم هذه الرحالت من رؤساء ومشايخ القبائل‬
‫يجمعون من كل تاجر يشترك في هذه الرحالت مبلغ من المال بنسبة رأس المال الذي يشترك‬
‫به في التجارة على أن يعوض من هذا المبلغ الذي تم جمعه كل تاجر يصاب بخسارة أو تبور‬
‫تجارته‪.‬‬

‫وخالل القرن التاسع عشر ميالدي بدأ " التأمين على الحياة " في الظهور‪ ،‬ومع‬
‫التطور الصناعي الذي شهدته هذه الفترة‪ ،‬وانتشار استعمال اآلالت الميكانيكية والمعامل‬

‫‪ - 3‬صليحة فالق‪ "،‬متطلبات تنمية نظام التأمين التكافلي – تجارب عربية"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.22‬‬

‫‪4‬‬
‫والمختبرات والمصانع‪ ،‬ظهر نوع جديد من التأمين يسمى بالتأمين ضد المسؤولية كالتأمين‬
‫ضد حوادث المصانع والمختبرات العلمية‪ ،‬ومع ظهور النقل وتحسن وسائله‪ ،‬أقبلت شركات‬
‫التأمين على تغطية المخاطر التي قد تنشأ منه سواء تلك التي تتعرض لها الطائرات نفسها‪،‬‬
‫أو ما تنقله من أشخاص وبضائع‪.‬‬

‫بهذه الصورة يتضح لنا بأن التأمين بمعناه التجاري بدأ تكافليا تعاونيا‪ ،‬ومع ازدهار‬
‫ال صناعة وزيادة التبادل التجاري بين الدول طغى تحقيق الربح على تقديم الخدمة‪ ،‬وانتشر‬
‫بصورته التجارية في مختلف أنحاء العالم‪ ،‬حيث ظهرت شركات التأمين التجاري في البلدان‬
‫اإلسالمية التي تقوم على مبدأ الربح‪ ،‬فأخذ الفقهاء والباحثين والعلماء بدراسة التأمين‬
‫التجاري‪ ،‬حيث عقدت الندوات والمؤتمرات‪ ،‬واستقر األمر على تحريم التأمين التجاري مع‬
‫إيجاد البديل الشرعي وهو شرعية التأمين التكافلي‪ ،‬ويعتبر العالمة "محمد أمين ابن عابدين"‬
‫أول فقيه تحدث عن التأمين بصيغته المعهودة اليوم‪ ،‬حيث يرى بأن نظام التأمين التجاري‬
‫باطل في حين أجاز صيغة بديلة هي صيغة التأمين التكافلي‪.‬‬

‫وبدأ التطبيق الفعلي لنظام التأمين التكافلي بعد صدور فتوى مجمع الفقه اإلسالمي‬
‫التابع لرابطة العالم اإلسالمي في دورته المنعقدة بمكة المكرمة سنة ‪0191‬م وقرار أسبوع‬
‫الفقه اإلسالمي الثاني المنعقد بدمشق سنة ‪0100‬م‪ ،‬ومؤتمر مجمع البحوث العلمية السابع‬
‫باألزهر سنة ‪0110‬م‪ ،‬وقرار هيئة الرقابة ببنك الفيصل اإلسالمي السوداني‪ ،‬وكانت دولة‬
‫السودان صاحبة السبق في إنشاء أول شركة تأمين تكافلي سنة ‪0111‬م‪ ،‬واعتبرت هذه الفترة‬
‫نقلة كبيرة وحقيقية لنظام التأمين التكافلي من المجال النظري إلى المجال العملي التطبيقي‪،‬‬
‫وذلك من خالل المباحثات وتداول اآلراء في المجامع الفقهية والندوات العلمية والمؤتمرات‬
‫العالمية حول عدم شرعية التأمين التجاري‪ ،‬مما استدعى ضرورة إيجاد بديل شرعي له‪،‬‬
‫وذلك بإنشاء شركات تأمين تكافلية‪ ،‬تقوم مقام شركات التأمين التجارية‪.‬‬

‫أما في المغرب وباعتباره من أواخر الدول العربية التي شرعت في وضع إطار‬
‫قانوني للمالية التشاركية‪ ،‬فقد أدخل التأمين التكافلي أول مرة في مدونة التأمينات‪ ،‬بموجب‬
‫القانون رقم ‪ 21.01‬المعدل والمتمم لمدونة التأمينات‪ ،‬وبعد مخاض عسير وتعديالت متكررة‬
‫ومعمقة‪ ،‬وأخذا بعين االعتبار لكل المالحظات التي قدمها المجلس العلمي األعلى واللجنة‬

‫‪5‬‬
‫الشرعية للمالية التشاركية‪ ،‬تم إقرار التأمين التكافلي بصيغته النهائية بموجب ظهير شريف‬
‫رقم ‪ 006.01.0‬صادر في ‪ 1‬ذي الحجة ‪ 0226‬الموافق ل ‪ 1‬أغسطس ‪ 4601‬بتنفيذ القانون‬
‫رقم ‪ 91.09‬القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 11.01‬المتعلق بمدونة التأمينات‪ ،‬وذلك في‬
‫انتظار العمل بها من قبل مؤسسات التأمين‪.‬‬

‫اإلطــــار المفاهيمــي للموضوع‪:‬‬

‫انبثقت فكرة التأمين التكافلي من نظام التأمين التجاري ولكنه أشمل وأعم بحيث يلبي‬
‫حاجة المجتمع من أفراد وشركات وغير ذلك‪ ،‬حيث ال يقتصر على أصحاب مهنة معينة‬
‫أو شريحة معينة من المجتمع‪ ،‬كما أنه ينسجم مع أحكام وقواعد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬و لما‬
‫كان التأمين التكافلي من بين المواضيع المهمة في النشاط االقتصادي المعاصر فقد تعددت‬
‫التعاريف بتعدد الباحثين الذين تناولوه‪ ،‬حيث تناوله لبعض منهم كنظام في ما تطرق له‬
‫البعض األخر كعقد وفي ما يلي أبرز التعاريف التي جاءت في ذلك‪:‬‬

‫التأمين لغة‪ :‬مادة ( أمن) تدل في أصلها على ثالثة معان‪ :‬األمانة‪ :‬ضد الخيانة‪:‬‬
‫{ وتخونوا أمانتكم وأنتم تعلمون}‪ ،4‬واألمن‪ :‬ضد الخوف‪{ :‬وأمنهم من خوف}‪ ،5‬واإليمان‪:‬‬
‫ضد الكفر‪ { :‬يأيها الذين ءامنوا ال تكونوا كالذين كفروا}‪ ،6‬والتأمين مصدر فعل رباعي‬
‫مضعف العين‪ :‬أمنه يؤمنه‪ :‬أعطاه األمان‪ ،‬فهو مؤمن واسم المفعول مؤمن‪ ،‬ويقال استأمن‬
‫فالنا على ماله‪ :‬جعله أمينا عليه فهو مستأمن‪ ،‬مشتق من األمن‪ ،‬واألمن مصدر فعل رباعي‬
‫ثالثي‪ :‬أمن يأمن مثل سلم يسلم وزنا ومعنى‪ ،‬أمنا وأمانا وأمانة وأمنة وأمنا وإمنا‪ ،‬أي‪ :‬اطمأن‬
‫ولم يخف‪ ،‬فهو آمن وأمن وأمين‪.7‬‬

‫والتأمين يستهدف األمن والسالمة‪ ،‬فيستعمل موصوفا‪ ،‬كالتأمين التجاري والبحري‪،‬‬


‫ومضافا‪ ،‬كالتأمين الشيخوخة والعجز‪ ،‬ومتعديا بــ "على"‪ ،‬كالتأمين على الحياة وعلى‬
‫القروض‪ ،‬وبــ" الالم"‪ ،‬كالتأمين للزواج وللوفاة‪ ،‬ومع "ضد"‪ ،‬كالتأمين ضد المخاطر‪.‬‬

‫‪ - 4‬سورة األنفال‪ ،‬اآليـــــة ‪.41‬‬


‫‪ - 5‬سورة قريش‪ ،‬اآليــة ‪.2‬‬
‫‪ - 6‬سورة آل عمران‪ ،‬اآلية ‪.020‬‬
‫‪ - 7‬مادة ( أمن) من المصباح المنير للفيومي‪ ،‬والمعجم الوسيط‪ ،‬ومعجم اللغة العربية المعاصرة ألحمد مختار عبد‬
‫الحميد‪ ،‬ومعجم لغة الفقهاء لمجمد قلعجي وحامد قنيبي‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫التأمين اصطالحا‪ :‬من الناحية الفقهية وحسب ما كتب العلماء المتقدمون بمعنيين‪:‬‬
‫بمعنى (آمين)‪ ،‬وبمعنى ( الضمان)‪ ،‬فالتأمين بمعنى (آمين)‪ ،‬وهو ما قال عنه نزيه حماد‪:‬‬
‫التأمين في لغة الفقهاء يعنون به قول آمين‪ ،‬فيقولون‪: :‬أمنت على الدعاء تأمينا‪ ،‬أي قلت عنده‪:‬‬
‫آمين‪ ،‬ومعناه‪ :‬استجب"‪.8‬‬

‫وقد يطلق الضمان ويراد به التأمين‪ ،‬وهو في فقه اإلسالمي عام وخاص‪:9‬‬

‫ـ الضمان بمفهومه العام‪ :‬قال الشيخ علي الخفيف‪ " :‬الضمان بمعناه األعم في لسان‬
‫الفقهاء هو شغل الذمة بما يجب الوفاء به من مال أو عمل‪ ،‬والمراد ثبوته فيها مطلوبا‬
‫أداؤه شرعا عند تحقق شرط أدائه‪ ،‬سواء أكان مطلوبا اداؤه في الحال كالدين الحال‪ ،‬أو في‬
‫الزمن المستقبل المعين‪ ،‬كالدين المؤجل الى وقت معين‪ ،‬إذ هو مطلوب أداؤه في لما تحقق‬
‫شرط أدائه‪ ،‬كالمبيع في يد من اشتراه بعقد فاسدا فإن ضمانه على مشتريه مادام في يده‪،‬‬
‫يضمنه بقيمته إذا هلك لبائعه"‪.‬‬

‫وقال القرافي رحمه هللا‪ " :‬أسباب الضمان ثالثة‪ :‬اإلتالف نحو قتل الحيوان‪،‬‬
‫أو التسبب في اإلتالف نحو حفر بئر ليقع فيه إنسان‪ ،‬أو وضع اليد غير المؤمنة بقبض‬
‫المشتري للمبيع بيعا فاسدا والغاصب "‪.‬‬

‫ـ الضمان بمفهومه الخاص‪ :‬قد يطلق ويراد به (التأمين)‪ ،‬وهو ما نجده في بعض‬
‫النصوص القديمة‪ ،‬كما في القانون العثماني‪ ،‬ومنه‪ :‬أن " الضمان هو تعهد بالتعويض‪ ،‬لقاء‬
‫رسم معين‪ ،‬عن الخسائر واإلتالف التي تحصل لألموال المنقولة وغير المنقولة من جراء‬
‫المهالك واألخطار من أي نوع كانت"‪.‬‬

‫لذلك فإن بعض النصوص القانونية لمجوعة من الدول العربية كالعراق وسوريا‬
‫واألردن‪ ،‬التي اعتمدت على القانون العثماني‪ ،‬الزلت تطلق على التأمين مصطلح‬
‫"الضمان"‪.‬‬

‫‪ - 8‬نزيه حماد‪ " ،‬معجم المصطلحات المالية واالقتصادية في لغة الفقهاء"‪ ،‬دار القلم – دمشق‪ ،‬ط األولى ‪0241‬‬
‫هــ‪ 4669 /‬م‪ ،‬ص ‪.042‬‬
‫‪ - 9‬التهامي المنصوري‪ " ،‬التأمين التكافلي في المعامالت المالية للبنوك التشاركية بالمغرب‪ ،‬بين التنظير‬
‫القانوني والتنزيل العملي"‪ ،‬المجلة االلكترونية لألبحاث القانونية‪ ،‬ع ‪ 2‬السنة ‪ ،4601‬ص ‪.020‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -‬التأمين التكافلي لغة‪ :‬مكون من كلمتين‪ ( :‬التأمين) و (التكافل)‪ ،‬فهو مركب إضافي‬
‫( التأمين) سبق تعريفه‪ ،‬أما (التكافل)‪ ،‬فهو مصدر تكافل تكافال‪ ،‬وتكافل القوم‪ :‬تعايشوا‬
‫وتضامنوا‪ ،‬أي تعاونوا‪ ،‬وهو المعنى الذي يفهم من (التعاون)‪.10‬‬

‫أما التأمين التكافلي اصطالحا‪ :‬فقد اختلفت الدراسات في تعريفها لمفهوم التأمين‬
‫التكافلي وذلك ألن شكل التعاون يختلف بحسب الحالة التي تراد‪ ،‬ولكن عند التأمل في‬
‫التعريفات الواردة عليه‪ ،‬نجد أنها تنحصر في صورتين‪:11‬‬

‫ـ الصورة األولى‪ :‬تنطبق على تأمين تكافلي غير منظم ‪ ،‬وهو " تأمين ال يقوم على‬
‫اإلشت راك والتحديد ( الشخص الذي يصرف له غير معين)‪ .‬وإنما يمارس بين الناس على‬
‫وجه العموم من قبيل المساعدة لبعضهم البعض‪ ،‬للتخفيف مما قد يطرأ عليهم من أضرار"‪.‬‬

‫ـ الصورة الثانية‪ :‬تنطبق على تأمين تعاوني منظم‪ ،‬وهو ما يأخذ شكل التنظيم‪،‬‬
‫واإلدارة‪ ،‬واالشتراك‪ ،‬والتحديد بين الجماعة التضامنية من أجل مواجهة األخطار والكوارث‬
‫التي قد تقع على بعضهم‪ ،‬وهو ينقسم إلى قسمين هما‪ :‬التأمين التكافلي البسيط والتأمين‬
‫التكافلي المركب‪.‬‬

‫‪ ‬التأمين التكافلي البسيط (التبادلي المباشر)‪ :‬المراد به تعاون مجموعة من‬


‫األشـخاص لتفـادي األضـرار الناتجـة عـن خطـر معـين‪ ،‬بحيـث يـدفع كـل مـنهم‬
‫مبلـغ مـن المـال ليـتم تعـويض مـن أصـيب بـالخطر مـنهم مـن مجمـوع تلـك‬
‫االشتراكات‪ ،‬وإذا بقي شيء أعيد لهم‪ ،‬وإذا لم تف األقساط أخذ منهم‪.‬‬

‫‪ ‬التأمين التكافلي المركب (التبادلي المتطور)‪ :‬هو تأمين تكافلي بسـيط في األصـل إال‬
‫أنـه تتـولى إدارتـه شـركة متخصصـة بصـفة الوكالـة‪ ،‬ويكـون جميـع المسـتأمنين‬
‫مسـاهمين في هـذه الشـركة‪ ،‬وتتكـون مـنهم الجمعيـة العموميـة‪ ،‬ثم مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ - 10‬التهامي المنصوري‪ " ،‬التأمين التكافلي في المعامالت المالية للبنوك التشاركية بالمغرب‪ ،‬بين التنظير‬
‫القانوني والتنزيل العملي"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.021‬‬
‫‪ - 11‬سـليمان بـن دريـع العـازمي‪ "،‬التـأمين التعـاوني‪ -‬معوقاتـه واستشـراف مسـتقبله "‪ ،‬ورقـة مقدمـة ضـمن‬
‫النـدوة العلميـة الدوليـة حـول التـأمين التعـاوني‪ ،‬الرياض‪-‬السعودية‪ 44 ،‬جانفي ‪، 4661‬ص ‪.40‬‬

‫‪8‬‬
‫فالتأمين التكافلي بهذا المفهوم ال يهدف الى تحقيق الربح‪ ،‬كما ال يهدف الى تحقيق‬
‫الغنى ألفراده‪ ،‬بل مجرد رفع الضرر الالحق بهم‪ ،‬وفكرته يمكن أن تكون بيت مال صغير‬
‫لمجموعة من المسلمين‪ ،‬ترعى بعض جوانب التكافل االجتماعي األكثر ضرورة عندهم‪.‬‬

‫‪ -‬وجاء في تعريف هيئة المحاسبة والمراجعة للمالية اإلسالمية‪ " :‬هو اتفاق أشخاص‬
‫يتعرضون ألخطار معينة على تالفي األضرار الناشئة عن هذا األخطار‪ ،‬وذلك بدفع‬
‫اشتراكات على أساس االلتزام بالتبرع‪ ،‬ويتكون من ذلك الصندوق تأمين له حكم الشخصية‬
‫االعتبارية‪ ،‬وله ذمة مالية مستقلة‪ ،‬يتم منه التعويض عن األضرار التي تلحق أحد‬
‫المشتركين من جراء وقوع األخطار المؤمن منها‪ ،‬وذلك طبقا للوائح والوثائق"‪.12‬‬

‫‪ -‬تعريف التأمين التكافلي كنظام‪ :‬هو " تعاون مجموعة من األشخاص‪ ،‬يسمون‬
‫"هيئة المشتركين" يتعرضون لخطر أو أخطار معينة‪ ،‬على تالفي آثار األخطار التي‬
‫يتعرض لها أحدهم‪ ،‬بتعويضه عن الضرر الناتج عن وقوع هذه األخطار‪ ،‬وذلك بالتزام كل‬
‫منهم بدفع معين على سبيل التبرع‪ ،‬يسمى القسط أو االشتراك تحدده وثيقة التأمين أو عقد‬
‫اإلشتراك‪ ،‬وتتولى شركة التأمين التكافلي إدارة عمليات التأمين واستثماره أمواله نيابة عن‬
‫هيئة المشتركين‪ ،‬في مقابل حصة معلومة من عائد استثمار هذه األموال باعتبارها مضاربا‬
‫أو مبلغا معلوما مقدما باعتبارها وكيال أو هما معا"‪.13‬‬

‫‪ -‬أما المشرع المغربي فقد عرف التأمين التكافلي‪ :‬في المادة ‪ 0‬من القانون رقم‬
‫‪ 91.09‬المغير والمتمم للقانون رقم ‪ 11.01‬المتعلق بمدونة التأمينات بأنه " عملية تأمين تتم‬
‫وفق اآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلمي األعلى المنصوص عليه في الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 0.10.011‬الصادر في ‪ 2‬ربيع األول ‪ 22( 0221‬أبريل ‪ )2112‬بإعادة تنظيم‬
‫المجالس العلمية كما تم تتميمه بهدف تغطية األخطار المنصوص عليها في عقد التأمين‬
‫التكافلي أو االستثمار التكافلي بواسطة صندوق التأمين التكافلي‪ ،‬يسير مقابل أجرة‬

‫‪ - 12‬هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬المعايير الشرعية‪ ،‬المنامة ‪0211‬هــ‪4601 /‬م‪،‬‬
‫ص ‪.090‬‬
‫‪ - 13‬عبد القادر جعفر‪ " ،‬نظام التأمين اإلسالمي محاولة إلبراز نظام إسالمي متكامل في تأمين األنفس واألموال من‬
‫األضرار‪ :‬تشريعا‪ ،‬ووقاية‪ ،‬ورعاية‪ ،‬وتعويضا وعرض للتأمين الوضعي وبيان حكمه‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫ط األولى ‪ 4660‬م‪ ،‬ص ‪.99‬‬

‫‪9‬‬
‫التسيير‪ ،‬من طرف مقاولة للتأمين وإعادة التأمين معتمدة لمزاولة عمليات التأمين‬
‫التكافلي‪ ،‬وال يمكن في أي حال من األحوال أن يترتب قبض أو أداء أي فائدة على عمليات‬
‫التأمين التكافلي وعلى نشاط تسيير صندوق التأمين التكافلي من لدن مقاولة للتأمين‬
‫وإعادة التأمين التكافلي"‪.‬‬

‫كما عرف المشرع المغربي تأمينات األشخاص‪ :‬بأنها تأمينات تضمن تغطية األخطار‬
‫المتوقف حدوثها على بقاء المؤمن له على قيد الحياة أو وفاته واألمومة والتأمينات ضد‬
‫المرض والعجز والزمانة وكذا الرسملة أو االستثمار بالنسبة للتأمين التكافلي‪.‬‬

‫ويقصد بتأمينات األشخاص بالنسبة للتأمين التكافلي التأمين " التكافل العائلي"‪.‬‬

‫تعريف التأمين التكافلي على األشخاص‪ :‬يقصـد بـه التأميـن ضـد األخطـار التـي‬
‫تصيـب ‪ ،‬الفــرد أو الشــخص أو تهــدد حياتــه أو تهــدد أمــن أســرته أو عائلتــه‪ ،‬ومحــل‬
‫عقــد التأميــن فيــه هــو الشــخص أو العائلــة‪ ،‬وهــو مــن العقــود طويلــة األجــل غالبــا‪،‬‬
‫ويهـدف إلـى مسـاعدة المشـترك علـى الحصـول علـى عائـد كبيـر فـي المسـتقبل‪ ،‬ويدخــل‬
‫فــي هــذا النــوع التأمينــات االجتماعيــة والتأميــن التكافلــي العائلــي‪.14‬‬

‫والتأمينـات االجتماعيـة تفرضهـا الدولـة غالبـا‪ ،‬وتشـرف عليهـا لصالـح العامليـن‬


‫داخـل ا لدولـة ضـد أخطـار معينـة‪ :‬كالمـوت والهـرم‪ ،‬والعجـز عـن العمـل التـي يتعـرض‬
‫لهـا العاملـون‪.‬‬

‫وأمــا التأميــن التكافلــي العائلــي فيقصــد بــه تأميــن الفــرد أو العائلــة مــن‬
‫األخطــار التـي تهـدد حياتـه فـي جميـع مـا يتعلـق بشـئون حياتـه أو سـالمة جسـمه أو‬
‫صحتـه أو شـيخوخته‪ ،‬وهـذا النـوع مـن التأميـن ال يقـوم علـى التعويـض عـن الضـرر‬
‫الفعلـي كمـا هـو الحـال فـي التأميـن علـى األشـياء‪ ،‬ألنه يغطـي األضـرار المعنويـة‬
‫المتوقعـة‪ ،‬وهـي غيـر محـددة ‪ ،‬ويحـدث بعضهـا فـي المسـتقبل‪.‬‬

‫‪ - 14‬حسام الدين عفانة‪" ،‬فتاوى التأمين اإلسالمي" فتوى رقم (‪" ،)2‬التأمين العائلي االسالمي أو التكافلي‬
‫أو التعاوني"‪ ،‬ص‪.41‬‬

‫‪10‬‬
‫وبذلك فالتأميــن التكافلي نوعــان‪ :‬تأميــن علــى األشــياء مــن المخاطــر‬
‫واألضــرار وتأميــن علـى األ شـخاص وهـذا التأميـن هـو البديـل الشـرعي للتأميـن علـى‬
‫الحيـاة التجـاري‪ ،‬وهــو مشــروع حيــث إنــه يدخــل تحــت األدلــة العامــة التــي أجــازت‬
‫أصلــه وهــو التأميــن التكافلي أو التكافلــي أو التعاونــي وأن الظــن بــأن فكــرة التأميــن‬
‫علــى الحيــاة تصــادم عقيــدة القضــاء والقــدر وتصــادم عقيــدة التــوكل علــى هللا عــز‬
‫وجل‪ ،‬وهو في األخير ظـن غيـر صحيـح‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫تتجلى أهمية دراسة التأمين التكافلي على األشخاص باعتباره أحد األنواع التي يقوم‬
‫عليها نظام التأمين التكافلي وذلك في عدة جوانب‪.‬‬

‫‪ ‬الجانب النظري‪ :‬تكمن أهمية الدراسة في بيان اإلصالحات التشريعية التي شهدها قطاع‬
‫التأمين في المغرب عبر التعديل النهائي الذي عرفه القانون رقم ‪ .91.09‬والوقوف على‬
‫النصوص المؤطرة للتأمين التكافلي على األشخاص‪ ،‬مواكبة للتطورات االقتصادية‬
‫والتغييرات المالية‪ ،‬باإلضافة إلى سيل أقالم مختلف الباحثين القانونيين واالقتصاديين‬
‫للكتابة في هذا المجال‪.‬‬

‫‪ ‬الجانب العملي‪ :‬فتتمثل في األدوار المهمة التي يضطلع بيها نظام التأمين التكافلي على‬
‫األشخاص في مجاالت توفير الحماية للمستأمنين‪ ،‬وكذا في مجاالت االستثمارات التي‬
‫يقوم بها لما يحقق من توازن بين الصالح العام والصالح الخاص وذلك من خالل نظرة‬
‫تكافلية تكاملية إلى جانب إسهاماته األكيدة في االقتصاد بفعل وظائف متعددة األبعاد‬
‫وخدمة مصلحة كل من البنوك التشاركية واستجابة لحاجيات السوق المتجدد والمتطور‬
‫باستمرار‪.‬‬

‫اإلشكاليــــــــة‪:‬‬

‫يعد نظام التأمين التكافلي أحد المواضيع المحورية التي أصبحت تهيمن على النقاش‬
‫العام‪ ،‬خاصة بعد حركية القوانين المنظمة للمالية التشاركية بشكل عام و مدونة التأمينات‬
‫بشكل خاص التي عرفها المغرب‪ ،‬لذلك فإن تحديد طبيعة تدبير نظام التأمين التكافلي على‬

‫‪11‬‬
‫األشخاص الذي سيتم من خالله دراسة دينامية قوانينه على األفراد في ظل حداثة تجربة نظام‬
‫التأمين التكافلي‪.‬‬

‫ثم تقيم مردودية نظام التأمين التكافلي على األشخاص واستشراف افاقه حيث سيمكن‬
‫من الوصول إلى تشخيص عام يمكن أن يشكل مرجعا بهذا الخصوص‪ ،‬و ذلك استنادا‬
‫لإلشكالية التالية‪:‬‬

‫إلى أي حد يمكن القول أن نظام التأمين التكافلي على األشخاص يعمل على‬
‫حماية األفراد من المخاطر بشكل فعال وناجع في ظل التحوالت االقتصادية‬
‫واالجتماعية بالمغرب ؟‪.‬‬

‫الفرضيات الجزئيـــة‪:‬‬

‫‪ ‬اعتماد آليات ومقومات نظام التأمين التكافلي يؤدي الى حماية استباقية على األشخاص‬
‫في حالة تعرضهم للمخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬يمكن إرجاع قصور فعالية نظام التأمين التكافلي على األشخاص باألساس إلى غياب‬
‫ثقافية قانونية لدى األفراد‪.‬‬
‫المنهج المعتمد‪:‬‬

‫يعتبر المنهج الوظيفي الطريقة العلمية التي تعتمد باألساس على الوظيفة كآلية لتفسير‬
‫الظواهر‪ ،‬وتحيل الوظيفة على الفعل أو العمل الذي يقوم به كائن ما فمن الناحية القانونية‬
‫تحيل على الدور المؤسساتي‪ .‬وهذا يعني أن المنهج الوظيفي هو األكثر مالئمة لهذا النوع من‬
‫األبحاث‪ ،‬حيث يتم اإلعتماد بشكل أساسي على تحديد بعض الوظائف أو دراسة كيفية‬
‫توظيف بعض االليات لغايات معينة‪ ،‬و تحليل مدى تحقيق األهداف المبتغاة منها‪ ،‬حيث تتم‬
‫دراسة اإلشكالية من خالل التفسير الوظيفي والتحليلي لدالالت المعطيات المتوفرة كميا‬
‫ونوعيا‪.‬‬

‫لذلك سيتم االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي من خالل عرض وتحليل المفاهيم‬
‫األساسية للتأمين التكافلي الى جانب اإلعتماد على المنهج الوظيفي كأداة لتسليط الضوء على‬

‫‪12‬‬
‫الدور الذي يضطلع به التأمين التكافلي على األشخاص في الحياة االجتماعية و في مساهمته‬
‫في ضمان استمرارية البنيات االجتماعية‪.‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬

‫من أجل معالجة االشكال المطروح ارتأينا تقسيم هذه الدراسة الى فصلين‪:‬‬

‫‪ -‬الفصل األول‪ :‬الوسائل الممكنة لتنزيل نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪ ،‬حيث‬
‫تناولنا في المبحث األول منطلقات تطبيق نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪،‬‬
‫بينما تناولنا في المبحث الثاني أساليب تدبير نظام التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫في البنوك التشاركية‪.‬‬

‫‪ -‬الفصل الثاني‪ :‬عالجنا فيه حدود وأفاق وظيفة نظام التأمين التكافلي على‬
‫األشخاص‪ ،‬حيث تطرقنا في المبحث األول إكراهات وحلول تنزيل نظام التأمين‬
‫التكافلي على األشخاص‪ ،‬بينما خصصنا المبحث الثاني لآلفاق تطوير نظام‬
‫التأمين التكافلي على األشخاص‪.‬‬

‫‪13‬‬
14
‫يعتبر علماء االقتصاد اإلسالمي أن من إنجازات صناعة التأمين التكافلي هي استكمال‬
‫مكونات الطائر اإلسالمي‪ 15‬الذي يشير إلى منظومة االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬وذلك من خالل بناء‬
‫الركيزة الثالثة من ركائز االقتصااديات الحديثاة‪ ،‬وأيضاا يعازى سابب ظهاور شاركات التاأمين‬
‫التكافلي إلى انتقال شركات تاأمين التجااري مان الغارب إلاى البلادان اإلساالمية هاذه الشاركات‬
‫التي تقوم على مبدأ الربح والطمع والجشع‪ ،‬واساتغالل الماوارد اإلنساانية والطاقاات البشارية‪،‬‬
‫وتاازيين مباادأ التعاااون والتكافاال فااي مواجهااة األخطااار والمصااائب التااي تحاال علااى المساالم‬
‫والمجتمااع‪ ،‬وغيرهااا ماان الاادعايات البراقااة التااي اجتاحاات بعااض الاادول اإلسااالمية لتحقيااق‬
‫غرضهم المادي والمتمثل في جمع رؤوس األموال لفئة قليلة من الناس‪ ،‬مماا أسافر عناه اتجااه‬
‫الفقهاء والباحثون إلى دراسة التأمين التجاري‪ ،‬فعقدت الندوات والمؤتمرات‪ ،16‬واستقر األمار‬
‫‪17‬‬
‫على تحريمه مع إيجاد البديل الشرعي وهو شرعية التأمين التكافلي‪.‬‬
‫يهدف التأمين التكافلي إلى تقديم نفس الخدماة التاي يقادمها التاأمين التجااري ماع تجناب‬
‫المحظورات الشرعية المصاحبة لهذا األخير‪ ،‬والمتعلقة بالغرر المفسد للعقاد والرباا وغيرهاا‪،‬‬
‫وذلك عن طريق تقديم المستأمن اشتراكات متبرعا بها كلياا أو جزئياا لتكاوين محفظاة تأمينياة‬
‫لها شخصية مستقلة تدفع منها عند وقوع الضرر الماؤمن ضاده‪ ،‬وماا يتحقاق مان الفاائض بعاد‬
‫تغطية المصاريف واقتطاع االحتياطات يوزع على المستأمنين المشاركين فاي تكاوين محفظاة‬
‫التااأمين‪ ،‬ولهااذا اعتباار التااأمين التكااافلي أحااد أهاام آليااات الحمايااة االجتماعيااة فااي االقتصاااد‬
‫اإلسااالمي‪ ،‬لمساااهمته فااي تحقيااق نااوع ماان العدالااة االجتماعيااة بااين مختلااف فئااات المجتمااع‬

‫‪ -15‬الطائر اإلسالمي اسم مستعار لالقتصاد اإلسالمي‪ ( :‬القطاع المصرفي – رأس الطائر )‪ ( ،‬قطاع االستثمار –‬
‫الجناح األيمن )‪ ( ،‬قطاع التأمين – الجناح األيسر )‪ ،‬يعني أن التأمين التكافلي يعتبر ركيزة أساسية من ركائز‬
‫االقتصاد اإلسالمي‪.‬‬
‫‪ -16‬أقيمت عدة مؤتمرات فقهية حول التأمين اإلسالمي‪ ،‬كما أولت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية عنايتها بالتأمين التكافلي فأصدرت معيارين‪ :‬المعيار الشرعي رقم ‪ ،40‬والمعيار المحاسبي رقم ‪.04‬‬
‫‪ -17‬حيث أنه من العلماء من حرم التأمين مطلقا بجميع أنواعه‪ ،‬وهناك من العلماء من أباحه مطلقا ولكل أدلته‪ ،‬إال‬
‫أن هناك فريق ثالث من العلماء جاء بين الرأيين فحرم التأمين التجاري وأجاز التأمين التعاوني‪ ،‬وهو الرأي الذي‬
‫تبنته هيئات كبار العلماء في بعض الدول وأيدته قرارات المجامع الفقهية ( الفقيه ابن عابدين – مجمع البحوث‬
‫اإلسالمية – لجنة الفتوى باألزهر – هيئة كبار علماء المملكة العربية السعودية – المجمع الفقهي اإلسالمي )‪.‬‬
‫للمزيد انظر‪:‬‬
‫‪ ‬عبد الفتاح محمد صالح‪ " ،‬التأمين من منظور إسالمي التأصيل للتكافل وإعادة التكافل "‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الجامعة األمريكية المفتوحة – كلية الدراسات اإلسالمية مكتب‬
‫القاهرة قسم االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 0212‬ه ‪ 4602 /‬م‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫وخصوصا تلك األكثر هشاشة‪ ،‬والتي ال تستطيع بإمكانياتها الخاصة مواجهاة جمياع المخااطر‬
‫المحتملااة‪ ،‬وس اأحاول فااي هااذا الفص ال تناااول منطلقااات تطبيااق نظااام التااأمين التكااافلي علااى‬
‫األشااخاص بااالمغرب ماان أجاال إبااراز مرجعيااات تكااريس طبيعااة هااذا النظااام علااى األشااخاص‬
‫(المبحث األول)‪ ،‬ثم التفصايل فاي أسااليب تادبير نظاام التاأمين التكاافلي علاى األشاخاص فاي‬
‫البنوك التشاركية (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫مبدأ التكافل هو مبدأ أصيل في الشريعة اإلسالمية يهدف إلى ترسايخ قايم التعااون التاي‬
‫أقرهااا ديننااا الحنيااف القااائم علااى مباادأ الااربح كأساااس‪ ،‬باال علااى مباادأ التضااامن والتااآزر بااين‬
‫'' المشتركين '' (المؤمن لهم) وقت الشدة‪ ،‬فعن أبي موسى األشعري رضي هللا عناه قاال‪ :‬قاال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬

‫"إن األشعريين إذا أَ ْر َملُوا في الغزو‪ ،‬أو قل طعام ِعيَالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندد‬
‫هم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسويّة‪ ،‬فهم مني وأنا منهم''‪.‬‬

‫ويقول النبي ‪:‬صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬

‫"مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحدد إذا اشدتكى منده‬
‫عضددددددو تددددددداعى لدددددده سددددددائر الجسددددددد بالسددددددهر والحمددددددى'' ويقااااااول صاااااالى هللا عليااااااه‬
‫وسلم‪ " :‬المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا‪".‬‬

‫يعااد التااأمين التكااافلي بااديال عاان منتوجااات التااأمين التقليديااة وماان خصائصااه الرئيسااية‬
‫المطابقة مع تعاليم الشريعة اإلسالمية وفق آراء اللجنة الشرعية للمالية التشاركية المنبثقة عن‬
‫المجلااس العلمااي األعلااى وهااو نمااوذج تااأمين تشاااركي‪ ،‬يسااتند إلااى مباااد المساااعدة المتبادلااة‬
‫والمساااهمة علااى شااكل التاازام بااالتبرع‪ ،‬ويقااوم هااذا النمااوذج علااى فصاال أمااوال المساااهمين‬
‫والمشتركين (المؤمن لهم)‪ ،‬وتوزيع الفوائض على المشتركين‪.‬‬

‫وفاي المغارب تام وضاع إطاار قاانوني ماان أجال التاأمين وإعاادة التاأمين التكاافلي ساانة‬
‫‪ ،4600‬يؤسس للمباد األساسية التي تحكم عمل هذا النوع من التأمينات وبعد مشاورات ماع‬
‫المجلااس العلمااي األعلااى حااول النصااوص التطبيقيااة قاادمت اللجنااة الشاارعية للماليااة التشاااركية‬
‫توصيات مان أجال مراجعاة اإلطاار القاانوني لاذا تام إعاداد مشاروع قاانون رقام ‪ 91.09‬أحيال‬
‫على البرلمان تمت مناقشته والمصادقة عليه في مجلاس الناواب ومجلاس المستشاارين وصادر‬
‫بالجريدة الرسمية في غشت ‪.4601‬‬

‫‪17‬‬
‫ماان أجاال تسااليط الضااوء علااى نظااام التااامين التكااافلي علااى األشااخاص ساانتناول مكانااة‬
‫البنوك التشاركية في تطبياق نظاام التاأمين التكاافلي ( المطلدب األول)‪ ،‬علاى أن نقاوم بتوضايح‬
‫اإلطار القانوني لنظام التأمين التكافلي على األشخاص( المطلب الثاني)‪.‬‬

‫يكتسي موضوع نظام التأمين التكافلي أهمية قصوى على المستويين االقتصادي‬
‫واالجتماعي‪ ،‬فعلى المستوى االقتصادي نجد أن تجربة البنوك التشاركية بالمغرب ستساعد‬
‫على إعطاء حركية جديدة لالقتصاد الوطني و إنعاش االستثمارات عن طريق جلب‬
‫رساميل أجنبية ضخمة وكذا االنفتاح على أسواق اقتصادية جديدة ومتنوعة بما تتوافق‬
‫والنظام المالي اإلسالمي‪ ،‬وستساهم ال محالة في رفع نسبة االستبناك لدى الفرد المغربي أما‬
‫على المستوى االجتماعي فستعمل البنوك التشاركية على استقطاب فئات عريضة من‬
‫المجتمع المغربي التي كانت مقاطعة لألبناك الربوية نظرا للموقف الشرعي منها‪ ،‬وبالتالي‬
‫ضمان التنزيل الواقعي لنظام التأمين التكافلي على األشخاص‪.‬‬

‫وإجالء للغموض الذي يكتنف اإلطار المنظم لنظام التأمين التكافلي باعتباره صيغة‬
‫جديدة دخلت لربوع المملكة المغربية‪ ،‬فقد شدنا الشوق لمعرفة مكانة التأمين التكافلي على‬
‫األشخاص داخل البنوك التشاركية ( الفقرة األولى) ‪.‬كموضوع بحثي قيم سوف نتناوله‬
‫بالدراسة والتحليل حتى نتمكن من معرفة مظاهر حاجة البنوك التشاركية لنظام التأمين‬
‫التكافلي على األشخاص ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مكانة نظام التأمين التكافلي على األشخاص‬


‫داخل البنوك التشاركية‬
‫مما ال شك فيه أن التاأمين التكاافلي هاو صايغة مان صايغ التأميناات مخصصاة للمالياة‬
‫التشاركية‪ ،‬ويقوم على أساس التكافل بين عدد مان األشاخاص مان أجال تالفاي األضارار التاي‬
‫يمكن أن تلحق بهم‪ ،‬وذلك وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫وعليه فمكانته داخل منظومة البنوك التشاركية تحظى بأهمية قصوى خاصة فاي إطاار‬
‫العالقة التمويلية بين المستفيد والبنوك التشاركية ( أوال)‪ ،‬ثم العمل علاى معرفاة موقاع التاأمين‬
‫التكافلي ضمن عمليات هذه البنوك ( ثانيا)‪.‬‬

‫أوال – البنوك التشاركية والتأمين التكافلي على األشخاص‪ ،‬أية عالقة ؟‬

‫عالقة التأمين التكافلي على االشاخاص بقطااع البناوك التشااركية هاي عالقاة جاد قوياة‬
‫ومتالزمة ومترابطة حيث يعد قطاع التأمين التكافلي على االشخاص مان القطاعاات الهاماة و‬
‫الحيويااة ماان خااالل الاادور الرئيسااي الااذي تمارسااه مقاااوالت التااأمين فااي المنظومااة البنكيااة‬
‫التشاركية بشكل خاص في تقليل المخاطر وضامان تقاديم التماويالت المطلوباة بماا ياؤدي إلاى‬
‫تطور استقرار النشاط االقتصادي بصفة عامة‪ ،‬ومان هاذا المنطلاق حارص المشارع المغرباي‬
‫علاى تنظاايم التاامين التكااافلي علاى االشااخاص ماان قبال البنااوك التشااركية فااي القااانون ‪91.09‬‬
‫المتعلق بتغير وتتميم القانون رقم ‪ 01.11‬المتعلق بمدوناة التأميناات‪ ،‬وذلاك فاي الماادة األولاى‬
‫منه والتي تنص علاى تأميناات االشاخاص وهاي‪ ":‬تأميندات تضدمن تغطيدة االخطدار المتوقدف‬
‫حدوثها على بقاء المؤمن له قيد الحياة أو وفاته واألمومة والتأمينات ضدد المدرض والعجدز‬
‫والزمانة وكذا الرسملة أو االستثمار بالنسبة للتامين التكدافلي‪ .‬ويقصدد بتأميندات االشدخاص‬
‫بالنسبة للتأمين التكافلي التأمين التكافلي العائلي"‪.18‬‬

‫فماان خااالل نااص المااادة المااذكورة يتبااين أن المشاارع المغربااي خااص حاااالت األخطااار‬
‫التي تدخل ضمن تأمينات االشخاص‪ ،‬أو ضمن التأمين العائلي‪ ،‬كما عبرت عنه المادة أعاله‪.‬‬

‫إضاافة إلااى المااادة ‪ 160‬ماان نفاس القااانون ‪ 91.09‬ماان البنااد الراباع منهااا والااذي ياانص‬
‫على أنه‪ " :‬تختص البنوك التشاركية والبنوك المعتمدة لمزاولة العمليدات المنصدوص عليهدا‬

‫‪ - 18‬المادة األولى من ظهير شريف رقم ‪ 006.0.01‬صادر بتاريخ ‪ 1‬ذي الحجة ‪ 0226‬الموافق ‪ 1‬غشت ‪4601‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 91.09‬بتغير وتتميم القانون رقم‪ 11.01‬المتعلق بمدونة التأمينات‪ ،‬عدد ‪0960‬ـ‪ 46‬ذو الحجة‬
‫‪ 0226‬الموافق ‪ 44‬غشت ‪ ،4601‬ص‪.2191‬‬

‫‪19‬‬
‫في القسم الثالث من القدانون رقدم ‪ 010.02‬السدالف الدذكر دون غيرهدا مدن البندوك بعدرض‬
‫عمليات التامين التكافلي العائلي والتأمينات التكافلية المتعلقة باإلسعاف والقرض"‪.19‬‬

‫يتبين من خالل قراءة مقتضيات المادة أعاله أن قانون ‪ 91.09‬خص البنوك التشاركية‬
‫دون غيرها من البنوك بممارسة مهام التاأمين التكاافلي‪ ،‬شاريطة الحصاول علاى االعتمااد مان‬
‫هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي بعد أن ثبت لهاا وجاود البنياات الالزماة لممارساة‬
‫مهام التأمين التكافلي على األشخاص وموازنة ماع ذلاك ولتطاوير نظاام التاأمين التكاافلي علاى‬
‫األشخاص و إبراز نموه داخل المنظومة البنكية التشاركية أشار البند الخامس مان نفاس الماادة‬
‫الااى أن جمعيااات الساالفات الصااغيرة المعتماادة لمزاولااة العمليااات المنصااوص عليهااا فااي القساام‬
‫الثالث من القانون رقم ‪ 061.04‬تختص بعرض التأمين التكاافلي العاائلي والتأميناات التكافلياة‬
‫ضد الحريق والسرقة المبرمة من طرف عمالئها‪.‬‬

‫بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 02.09‬المتعلق بالتمويل التعاوني نجد الماادة ‪ 00‬مناه تانص‬
‫على أنه" تحصر المؤسسة المؤهلة لمزاولة نشاط مؤسسة ماساكة لحساابات منصاات التمويال‬
‫التعاوني التشاركي في البنوك التشاركية"‪.20‬‬

‫ما يدل على أن جمعيات السلف المتعلقة بالتمويل التعاوني هي تابعة للبناوك التشااركية‬
‫دون غيرها من البنوك بما أنها تمارس مهام التمويل التعاوني التشااركي تحات رقاباة المجلاس‬
‫العلمااي األعلااى فهااي باادورها يمكنهااا عاارض عمليااات التاأمين التكااافلي علااى األشااخاص علااى‬
‫عمالئها إال انهاا ال يمكنهاا مزاولاة مهاام التاأمين التكاافلي علاى األشاخاص التاي يمكان للبناوك‬
‫التشاركية مزاولتها حيت أنه عند ابرامها لعقود التأمين العائلي المتعلقاة بعملياتهاا يجاب عليهاا‬
‫اللجوء الى مقاوالت التامين وإعادة التأمين المعتمدة لمزاولة التامين التكافلي علاى األشاخاص‬
‫كما هي محددة في القانون رقم ‪.91.09‬‬

‫من تم يمكن القول على أن عالقة البنوك التشاركية بالتأمين التكاافلي علاى األشاخاص‬
‫عالقة مترابطة‪ ،‬حيث ال يمكن الحديث عن البنوك التشااركية دون تاأمين تكاافلي بصافة عاماة‬

‫‪ - 19‬المادة ‪ 160‬من القانون رقم ‪ 91.09‬المتعلق بتغير وتتميم القانون رقم ‪ 11.01‬المتعلق بمدونة التأمينات‪.‬‬
‫‪ - 20‬المادة ‪ 00‬من قانون رقم ‪ 02.09‬المتعلق بالتمويل التعاوني‪ ،‬مديرية الخزينة و المالية الخارجية‪ 64 ،‬أكتوبر‬
‫‪.4609‬‬

‫‪20‬‬
‫وتأمين تكافلي على األشخاص بصفة خاصاة‪ ،‬وال يمكان الحاديث عان هاذه االخيارة بعيادا عان‬
‫البنوك التشاركية الخاضعة لآلراء بالمطابقة الصاادرة عان المجلاس العلماي األعلاى‪ ،‬وبالتاالي‬
‫يجااب توطيااد هااذه العالقااة حتااى تسااتجيب للرسااالة المطلوبااة ماان مكونااات الماليااة التشاااركية‬
‫المتمثلة في تنمية وازدهار االقتصاد الوطني‪.21‬‬

‫ثانيا – موقع التأمين التكافلي على األشخاص في البنوك التشاركية‬

‫تعاد البناوك وشاركات التاأمين أهام المنشاآت المالياة فاي المجتماع‪ ،‬فهماا فاي حاجاة إلااى‬
‫بعضهما البعض إلكمال دورهما التنموي‪ ،‬ونفس األمر ينطبق على البنوك التشاركية التي بادأ‬
‫بعض منها أنشطتها في السوق المغربي مبتورة من التأمين التكاافلي‪ ،‬باالرغم مان تبناي قانوناه‬
‫والمصادقة عليه‪ ،‬ونتناول من خالل هذا الباب مادى احتيااج كال منهماا الاى األخار و ماا يعاود‬
‫من النفع والفائدة عليهما وعلى العمالء على حاد ساواء‪ ،‬ثام نتطارق بإيجااز إلاى السابل الكفيلاة‬
‫بإنجاح هذا التكامل‪.‬‬

‫تنقسم حاجة البنوك التشاركية إلى شركات التأمين الى قسمين رئيسيين‪:‬‬

‫‪ ‬القسددم األول حاجددة عامددة‪ :‬وهااي حاجااة يشااترك فيهااا البنااك مااع غيااره ماان المؤسسااات‬
‫واألفااراد‪ ،‬فالبنااك فااي حاجااة إلااى أن يااؤمن علااى ممتلكاتااه‪ ،‬وموظفيااه إلااى غياار ذلااك ماان‬
‫أنواع التأمينات‪.‬‬
‫‪ ‬القسددم الثدداني حاجددة خاصددة‪ :‬وهااي التااي تنبااع ماان طبيعااة عماال البنااك كمؤسسااة تموياال‬
‫واسااتثمار فهااو يحتاااج إلااى التااأمين ضااد جميااع األخطااار التااي يمكاان أن تتعاارض لهااا‬
‫األصول و األعيان الممولاة مان خاللاه‪ ،‬فكماا هاو معلاوم أن البناك يقاوم بتمويال عمالئاه‬
‫وفق مجموعة من األساليب أو المنتجات‪ ،‬وهو بحاجة إلى ضمانات تكفل له قياام العميال‬
‫بتسديد التزاماته‪ ،‬ومن هذه الضامانات التاأمين الاذي يكاون لصاالح البناك‪ ،‬وحاول إباراز‬

‫‪ - 21‬جهاد زلماط‪" ،‬آفاق تطبيق نظام التأمين التكافلي في البنوك التشاركية بالمغرب" بحث لنيل دبلوم الماستر‬
‫في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة موالي اسماعيل ‪ -‬مكناس‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ 4601/4609‬ص ‪46‬ـ‪.40‬‬

‫‪21‬‬
‫المعامالت التاي تظهار فيهاا حاجاة البناوك التشااركية إلاى التاأمين‪ ،‬يظهار ذلاك جلياا فاي‬
‫ثالثة أمور‪:‬‬
‫‪ )0‬الحاجة إلى التدأمين فدي المرابحدة‪ :‬تعاد المرابحاة أوساع أسااليب التمويال التاي‬
‫تتبعها البنوك التشاركية‪ ،‬فقاد بلغات نسابة عملياات المرابحاة وفقاا آلخار االحصاائيات ماا‬
‫يزيد على ‪ 90%‬من إجمالي عمليات التمويل‪ ،‬وحتاى يضامن البناك الحصاول علاى الادين‬
‫المترتااب فااي ذمااة العمياال‪ ،‬فإنااه يشااترط ـ ويكااون ذلااك مااذكورا فااي العقااد ـ التااأمين ضااد‬
‫األخطار التي يحتمل تعرض تلك لها‪ ،‬ويكون البنك هو المستفيد من التعاويض ـ فاي حالاة‬
‫حاادوث الخطرااـ ثاام إن بعااض البنااوك تشااترط أن يكااون التااأمين طيلااة فتاارة سااداد الاادين‪،‬‬
‫والبعض األخر يشاترط أول ثاالث سانوات‪ ،‬وعموماا فاان تحدياد فتارة التاأمين يرجاع إلاى‬
‫السياسااة االئتمانياة للبنااك‪ ،‬هااذا ويقااوم البنااك بالتااامين ويحتسااب األقساااط ماان ضاامن تكلفااة‬
‫الدين‪.22‬‬
‫‪ )2‬التأمين في التأجير التمويلي‪ :‬التاأجير التماويلي هاو أحاد أسااليب التمويال التاي‬
‫تتبعها المصارف ومؤسسات التمويل التشاركية‪ ،‬ويقوم على فكرة شراء المصرف للعقار‬
‫وتأجيره للعميل لفترة زمنية طويلة قد تصل إلى ‪ 26‬سنة‪ ،‬وفي نهاية مادة االيجاار يتناازل‬
‫المصرف عن ملكية العقار للعميل مجانا‪ ،‬يقوم البناك بالتاأمين علاى العاين الماؤجرة طيلاة‬
‫فترة االيجار‪ ،‬ويقوم باحتساب قسط التاأمين مان ضامن االيجاار‪ ،‬والتغطياة المطلوباة ذات‬
‫التغطية المطلوبة في المرابحة‪ ،‬وفي حالة ما كانت العين الممولة مصنعا أو ماا شاابه فاناه‬
‫يمكن طلب تغطية اضافية وهي تغطية خسارة االيجار‪.‬‬
‫‪ )0‬التدأمين فدي االعتمدادات المسدتندية‪ :‬يجارى غالباا عناد اساتراد البضاائع‪ ،‬وهنااا‬
‫تبرز الحاجة الى التأمين ضد أخطار النقل‪ ،‬سواء كان بحريا أو بريا أو جويا‪.‬‬

‫يكاون مبلااغ التاأمين مساااويا إلجماالي قيمااة عقااد النقال‪ ،‬ويمكاان تصاور حاجااة شااركات‬
‫التامين للبنوك فيما يلي‪:‬‬

‫ـ ا البنددوك سددوق وافددرة للتددأمين‪ :‬ساابق الحااديث عاان التمااويالت التااي تجريهااا البنااوك‬
‫لصالح العمالء وان ذلك يتطلب التأمين على األعيان و األصول الممولة‬
‫‪22‬‬
‫‪ -‬انظر الملحق‪ ،‬ص ‪.042‬‬

‫‪22‬‬
‫ـ واستثمار األموال ‪ :‬تعد شركات التاأمين مان التكاتالت المالياة الضاخمة فإضاافة إلاى‬
‫رؤوس أموالها‪ ،‬فهي تجتذب األقساط من المشتركين‪ ،‬و أمام هذا الكم الهائل من األموال تجاد‬
‫الشااركات أن ماان واجبهااا أن تسااتثمرها ـ باألوجااه المباحااة شاارعا‪ -‬وماان الطبيعااي أن تتوجااه‬
‫شركات التأمين في هذه الحالة الى البنوك باعتبارها قناة آمنة وذات خبرة فاي االساتثمار‪ ،‬كماا‬
‫أن ضخامة األموال المودعة من قبل شركات التأمين لادى البناوك يفارض علاى البناوك تاوفير‬
‫الكثيااار مااان االمتياااازات لشاااركات التاااأمين ـااا صااارف التعويضاااات ان صااارف تعويضاااات‬
‫المتضررين في شركات التأمين غالبا ما يكون بواسطة شايكات بنكياة مان خاالل فاروع البناك‬
‫المعتمدة لدى الشركة‬

‫ـ تغطية العجدز فدي السديولة‪ :‬تمار شاركات التاامين أحياناا فاي ظاروف قااهرة يصاعب‬
‫معها توفير السيولة النقدية الالزماة للوفااء بالتزاماتهاا تجااه المشاركين‪ ،‬وفاي هاذه الحالاة تلجاأ‬
‫إلى المصرف الزميل ـ أن وجد لتغطية العجز والذي يتم بأحد األساليب التالية‪:‬‬

‫القااارض الحسااان ‪ ،‬شاااراء بعاااض األصاااول المملوكاااة للشاااركة ومااان تااام تأجيرهاااا لهاااا‬
‫والمشاركة في رأس المال عن طريق تصدير أسهم جديادة‪ ،‬وفاي الظاروف واألصاول العادياة‬
‫وعناد عادم وجاود مصالحة للبناك فاي الحصاول علاى التغطياات التأمينياة المطلوباة مان شاركة‬
‫تأمين محددة‪ ،‬فإن البنك يكون أمام الحاالت التالية‪:‬‬

‫فيما يتعلق بالتأمينات العامة للبنك ( كالممتلكات و التأمين الصحي للماوظفين‪ .)...‬يقاوم‬
‫البنك بطرح غطاء تأمين ـ أما التأمينات المتعلقاة باالتمويالت التاي يجريهاا البناك فاان عماالءه‬
‫سايكونون هاادفا لاوكالء ووسااطاء التاأمين إضااافة إلاى مااوظفي التساويق واالنتاااج فاي شااركات‬
‫التامين‪ ،‬ثم أن شركات التأمين تتنافس فيها بينها إلقامة عالقات طيبة ووديةـ وأحياناا شخصاية‬
‫ـ مع موظفي البنك ذي الصلة بالتأمينات‪ ،‬وفي جميع الحاالت الساابقة فاان البناك وعماالءه هام‬
‫الطرف الضعيف في عملية التأمين‪ ،‬فالعميل وأمام رغبته في الحصاول علاى التمويال بأسارع‬
‫وقت‪ ،‬وفي ضاوء ضاعف خبرتاه فاي التاأمين‪ ،‬لان يكاون فاي موقاف تفاوضاي جياد‪ ،‬أماام هاذه‬
‫الفوضى والعشوائية‪ ،‬نجد أنفسنا ملزمين بالبحث عن السبيل الكفيلة بتنظيم العالقة باين البناوك‬

‫‪23‬‬
‫وشركات التأمين بما يعود بالنفع والفائدة على كل من شركات التامين والبنوك والعماالء علاى‬
‫حد سواء‪.‬‬

‫لذلك فالتأمين التكافلي على األشخاص هو نوع من أنواع التأميناات مخصصاة للمالياة‬
‫التشاركية‪ ،‬ويقوم على أساس التكافل بين عدد مان األشاخاص مان أجال تالقاي األضارار التاي‬
‫يمكن أن تلحق بهم وذلك وفق الضوابط الشرعية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مظاهر حاجة البنوك التشاركية‬


‫لنظام التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫يعااد النشاااط المصاارفي حااديث النشااأة‪ ،‬ظهاار ماان خااالل تقااارب وتحااالف البنااوك مااع‬
‫شااركات الت اأمين‪ ،‬ماان أجاال مواجهااة حاادة المنافسااة التااي صاانعتها العولمااة و التحرياار المااالي‬
‫والتطورات التكنولوجيا ويحقق هذا النشاط مزايا لكل األطراف ( البنوك و شاركات التاأمين)‬
‫حيث بهذا الشكل أصبح بإمكاان عماالء المصارف الحصاول علاى منتجاات تأمينياة ومصارفية‬
‫من نفس المصدر‪ ،‬فعرف هذا النوع بأنشطة التأمين المصرفي‪ ،‬كما أطلق على المؤسسة التاي‬
‫تمارسه ببنك التأمين‪.‬‬

‫بالتااالي ساايتم التطاارق إلااى حاجااة البنااوك التشاااركية للتااأمين التكااافلي علااى األشااخاص‬
‫( أوال)‪ ،‬ثم إلى مداخل التمويل في الحد من المخاطر لدى البنوك التشاركية ( ثانيا)‪.‬‬

‫أوال – حاجة البنوك التشاركية للتأمين التكافلي على األشخاص‬

‫تعد البنوك التشاركية أول مؤسسة مالية إسالمية مان حياث النشاأة ‪ ،‬و بعاد فتارة ليسات‬
‫طويلة تم إنشاء شركات تأمين تكافلية‪ ،‬وكان للبنوك التشااركية الادور الكبيار فاي ذلاك ماا يادل‬
‫على حاجتها الكبيرة لشركات التامين التكافلي عامة وتأمين التكافلي علاى األشاخاص خاصاة‪،‬‬
‫التااي تتزايااد مااع ماارور الاازمن‪ ،‬حيااث أنااه ظلاات المخاااطر الكثياارة التااي تعتاارض لهااا األسااواء‬
‫الماليااة و االسااتثمارية خاصااة فااي الوقاات المعاصاار والتااي تتساام بالمنافسااة الشااديدة واألزمااات‬

‫‪24‬‬
‫المالية واالقتصادية‪ ،‬تصبح الحاجة إلاى شاركات التاأمين التكاافلي علاى األشاخاص أكثار مان‬
‫ملحة‪.23‬‬

‫ثانيا – مداخل التمويل في الحد من المخاطر لدى البنوك التشاركية‬

‫إن طبيعة المخاطر في البنوك التشاركية تبرز من خالل طبيعاة العالقاة باين الماودعين‬
‫ماان أصااحاب األمااوال والمصاارف ‪ ،‬فهااي تقااوم علااى أساااس المشاااركة فااي الااربح والخسااارة‬
‫والمخاااطر نتيجااة عاادم احتاارام األطااراف الحاصاالة علااى التموياال لشااروط العقااد‪ ،‬إضااافة إلااى‬
‫مخاطر عامة أخرى تتعرض لها كافاة البناوك األخارى‪ ،‬والمتمثلاة فاي مخااطر التشاغيل وهاي‬
‫مخاطر الخسارة المباشارة وغيار المباشارة الناشائة عان مخااطر الانظم والمعلوماات ومخااطر‬
‫الموارد البشرية والمخاطر اإلدارية‪ ،‬إضافة الاى مخااطر االئتماان التاي تختلاف بحساب نشااط‬
‫المؤسسة البنكية‪ ،‬إضاافة السايولة التاي تتمثال فاي عادم قادرة البناك التشااركي علاى االساتجابة‬
‫لطلبات السحب التي ترد من المودعين إلى غير ذلك من المخاطر‪.24‬‬

‫فوجود المخااطر فاي البناوك التشااركية أمار باديهي‪ ،‬ألنهاا ال يمكنهاا أخاد العائاد إال اذا‬
‫كانت مستعدة لتحمل الخسارة ‪ ،‬وبالتالي فهي تلجأ إلى مجموعة من المداخيل التاي تملكهاا مان‬
‫تخفي انعكاساتها السلبية‪ ،‬ومن بينها نجد التأمين التكافلي على األشاخاص كناواع مان منظوماة‬
‫التأمين التكافلي الذي يعدو وسيلة لتخفيف الخطر باعتباره عقاد تبارع يقاوم علاى اجتمااع عادد‬
‫من المؤمنين الذين يتعرضون لمخاطر متشابهة يلتزمون بدفع قسط معين‪ ،‬حيث تتاولى شاركة‬
‫التااأمين التكااافلي فااي هااذه الحالااة إدارة هااذه العقااود عاان طريااق توظيااف األقساااط المجمعااة‬
‫وتعااويض المتضااررين وفااي النهايااة يااتم اقتسااام ربااح أو خسااارة النشاااط بااين المااؤمنين بينهااا‬
‫الشركة تحصل على آخر نظير جهادها فاي االدارة‪ ،‬أماا فيهاا يخاص ماداخيل التاأمين التكاافلي‬
‫الخاص بمنتجات البناوك التشااركية ففاي التاأمين التكاافلي علاى المرابحاة للعقاار ماثال تشاترط‬
‫البنااوك التشاااركية علااى عمالئهااا الااذين يااتم تموياال شااراء عقااار لهاام بت اأمين ذلااك العقااار لاادى‬

‫‪ - 23‬صونيا عابد‪ " ،‬استراتيجيات التقارب بين البنوك االسالمية وشركات التأمين ـ التأمين المصرفي "‪،‬‬
‫منشورات جامعة ابن الشلف‪ ،‬العلوم االقتصادية واالجتماعية وعلوم التسيير‪ ،‬ط األولى ‪ ، 4602‬ص ‪.4‬‬
‫‪ - 24‬لعلى أحالم‪ " ،‬دور شركات التأمين في تقليل المخاطر االئتمانية لدى البنوك االسالمية"‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماستر كلية العلوم االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير ‪ ،‬جامعة محمد حيضر‪ ،‬بسكرة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،4601 /4602‬ص ‪.06‬‬

‫‪25‬‬
‫شااركات التاأمين التكااافلي لضاامان حقوقهااا الماليااة حالااة هااالك العقااار ألن أكباار وساايلة توثيااق‬
‫للدين في تمويل شراء العقار مان المصااريف اإلساالمية هاي رهان ذلاك العقاار بالادين للبناوك‬
‫التشاركية على مشتريها‪ ،‬وبالتالي فالتأمين التكافلي على األشخاص يحفظ للبنك ديناه حتاى لاو‬
‫هلك العقار من خالل تعاويض المؤسساة البنكياة باعتبارهاا الطارف المساتفيد فاي عقاد التاأمين‬
‫وثم ال يضيع عليها حقها‪.25‬‬

‫يعتبر التأمين التكافلي أهم منتج في منظومة المالية اإلسالمية عامة‪ ،‬فهو مرتبط‬
‫بجميع المنتجات األخرى‪ ،‬من قبيل المرابحة للعقار أو السيارات‪ ،‬وفيه تحقيق األمان عن‬
‫طريق التكافل التعاون بين المشتركين‪ ،‬والتخفيف من آثار المخاطر التي تصيب أحد‬
‫المنخرطين على أساس التبرع‪ ،‬وتخفيف الضرر الذي قد يصيب أحدهم أو رفعه عنهم‪.‬‬

‫يقـدم التأمين التكافلي نفس الخدمات التي يقدمها التأمين التقليدي مع تجنب‬
‫المحظورات الشرعية‪ ،‬والمتعلقة بالغرر المفسد للعقد والربا وغيرها‪ ،‬وقد اتفق الفقهاء‬
‫والعلماء المغاربة على أن عملية التأمين التكافلي تهدف إلى تغطية األخطار المنصوص‬
‫عليها في العقد ال ُموقع بواسطة صندوق التأمين التكافلي الذي يُسير مقابل أجرة من قبل‬
‫مقاولة للتأمين معتمدة لمزاولة عمليات التأمين التكافلي‪.‬‬

‫لدراسة األسس القانونية لهذا المنهج الجديد في مجال التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫البد من ابراز مستجداته القانونية ( الفقرة األولى) والتنظيمية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التأمين التكافلي على األشخاص ضمن قانون ‪18-01‬‬

‫جاء القانون رقم ‪ 91.09‬الرامي إلى تغيير وتتميم القانون رقم ‪ 01.11‬المتعلق بمدونة‬
‫التأمينات ببنود التي تخص التأمين التكافلي‪ ،‬بغية مراجعة التشريع الحالي مالءمته مع مباد‬
‫وأسس التأمين التكافلي المنبثقة من أحكام الشريعة اإلسالمية ومقاصدها‪ ،‬وذلك بناء على‬

‫‪ - 25‬لعلى أحالم‪ " ،‬دور شركات التأمين في تقليل المخاطر االئتمانية لدى البنوك االسالمية"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.011‬‬

‫‪26‬‬
‫المالحظات التي أبدتها اللجنة الشرعية للمالية التشاركية المنبثقة عن المجلس العلمي‬
‫‪26‬‬
‫األعلى‪.‬‬
‫وصدرت النسخة الجديدة من مدونات التأمينات بموجب القانون ‪ ،91.09‬وتضم منتجات‬
‫التأمين التكافلي وشروطه وأنواعه وكيفية عمله لتأمين التمويالت التي تمنحها البنوك‬
‫التشاركية التي انطلق عملها في المغرب منذ ‪.4601‬‬
‫وصدرت ُمقتضيات التأمين التكافلي الخاص بالبنوك التشاركية فاي الجريادة الرسامية‪،‬‬
‫عدد ‪.27 0960‬وينتظر من ذلك أن يعطي دفعاة للمالياة التشااركية فاي وقات تعارف فياه أزماة‬
‫ساايولة تعيااق تطورهااا‪ ،‬وبعااد صاادور هااذا القااانون فااي الجرياادة الرساامية‪ ،‬ساايتبع ذلااك صاادور‬
‫نصوص تطبيقية أخرى حول نموذج العقاد الخااص بالتاأمين التكاافلي ثام مانح التاراخيص مان‬
‫قبل السلطات المعنية بهذا القطاع لبدء أنشطة شركات التأمين‪.‬‬
‫وينقسم القانون رقم ‪ 91.09‬الذي تناقشه لجنة المالية والتنمية االقتصادية إلى محاورين‬
‫أساسيين وهما‪:‬‬

‫‪ .0‬مراجعة تقنية لبعض أحكام مدونة التأمينات‪.‬‬

‫‪ .2‬مالءمة اإلطار القانوني الحالي مع أحكام الشريعة اإلسالمية ومقاصدها‪.‬‬

‫يااانص القاااانون علاااى إلااازام مقاولاااة التاااأمين التكاااافلي بإنجااااز كااال العملياااات الخاصاااة‬
‫بالصندوق أو بحساباتها الخاصة وفقاا لاآلراء بالمطابقاة للمجلاس العلماي األعلاى‪ ،‬إضاافة إلاى‬
‫تاادبير مبااالغ حسااابات الصااناديق بشااكل يضاامن الحفاااظ علااى مصااالح المشااتركين وتحماال أي‬
‫خسااارة فااي حالااة اإلخااالل بهااذا االلتاازام‪ ،‬ويمكاان إجااراء عمليااات التااأمين التكااافلي ماان خااالل‬
‫وسطاء التأمين التقليدي‪.‬‬

‫‪ -26‬لمزيد من التفاصيل انظر‪:‬‬


‫‪ ‬منشورات هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪ ،‬التأمين التكافلي‪: Master class de l’acap.‬‬
‫‪ -27‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 0960‬بتاريخ ‪ 46‬ذو الحجة ‪ 44( 0226‬أغسطس ‪ 2191 /4601‬إلى ‪.)2112‬‬

‫‪27‬‬
‫وتتمثل أهم صالحيات مقاولة التأمين التكافلي باعتبارها وكيال في إجاراء عقاود تاأمين‬
‫واتفاقات إعاادة التاأمين التكاافلي وتحصايل االشاتراكات وتنظيمهاا ومساك حساابات الصاندوق‬
‫وتوزياااع الفوائاااد التقنياااة والمالياااة‪ ،‬وتنفياااذ عملياااات االساااتثمار وتشاااكيل مختلاااف االحتياطاااات‬
‫والمخصصات‪ ،‬إضافة إلى اقتناء وتدبير وبيع األصول‪.‬‬

‫كما يتعين على المقاوالت المعتمدة لمزاولة التأمين وإعادة التأمين التكافلي رفض القيم‬
‫التي ال تحترم الرأي بالمطابقة بالمجلس األعلى للعلماء‪ ،‬ورفض كل المداخل الناتجة عنها‪.‬‬

‫وتتحااادث المقتضااايات الجديااادة فاااي مدوناااة التأميناااات عااان مصاااطلحات جديااادة مثااال‬
‫“صندوق التأمين التكافلي‪ ” ،‬وصندوق إعادة التأمين التكافلي‪“ ،‬عقد االستثمار التكافلي‪”.‬‬

‫وضاامن هااذه المقتضاايات أيضااا‪ ،‬ساايتم توزيااع الفااوائض التقنيااة والماليااة المحققااة فااي‬
‫التأمين التكاافلي علاى المشاتركين وفاق نظاام تسايير صاندوق التاأمين التكاافلي‪ ،‬وعادم إمكانياة‬
‫منح أي جزء من الفوائض التقنية والمالية للمقاولة المسيرة للصندوق‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬بعض المراسيم و القرارات التطبيقية لنظام التأمين التكافلي‬

‫أوال ‪ :‬مرسوم رقم ‪ 2.08.022‬من القانون رقم ‪ 08.22‬المتعلق بمدونة التأمينات‬

‫إن أول ناااص تطبيقاااي ظهااار بخصاااوص نظاااام التاااأمين التكاااافلي هاااو مرساااوم رقااام‬
‫‪ 4.01.111‬بتطبياااق الماااادتين ‪ 06-2‬و‪ 429-0‬مااان القاااانون رقااام ‪ 01.11‬المتعلاااق بمدوناااة‬
‫التأميناات‪ ،‬حياث تام الانص فياه علاى تأهياال السالطة الحكومياة المكلفاة بالمالياة لتحادد بموجااب‬
‫قاارار يتخااذ باااقتراح ماان الهيااأة وبعااد الاارأي بالمطابقااة الصااادر عاان المجلااس العلمااي األعلااى‪،‬‬
‫المقتضيات التطبيقية الخاصة المتعلقاة بعقاد التاأمين التكاافلي وكيفياات عارض عملياتاه‪ ،‬ومان‬
‫جهة أخارى يؤهال السالطة الحكومياة المكلفاة بالمالياة لتحادد بموجاب قارار يتخاذ بااقتراح مان‬
‫الهيأة وبعد الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمي األعلى ليتم عبره تحدياد كيفياات أداء‬
‫أجرة تسيير حساب التأمينات تكافلي إلى مقاوالت التاأمين وإعاادة التاأمين وكاذا معاايير تحدياد‬

‫‪28‬‬
‫هاااذه األجااارة وكيفياااات توزياااع الفاااوائض التقنياااة والمالياااة لحساااابات التاااأمين التكاااافلي علاااى‬
‫المشتركين في عملياته‪.‬‬

‫في انتظار صدور باقي النصوص التطبيقية ومنح التراخيص لشركات القطاع الراغبة‬
‫في مزاولة هذا النوع من التأمين‪ .‬ونتج عن تأخر صدور التأمين التكافلي تخاوف لادى الزبنااء‬
‫الااذين حصاالوا علااى تمااويالت ماان البنااوك التشاااركية خااالل الساانوات الماضااية‪ ،‬اقتنااوا بهااا‬
‫عقارات وسيارات‪ ،‬وهو ما يجعلهم معرضين لضياع حقوقهم‪.‬‬

‫وماارت اآلن ثااالث ساانوات علااى دخااول البنااوك التشاااركية إلااى السااوق المغربيااة‪ ،‬لكاان‬
‫دون أن يرى التأمين التكافلي النور وكثيراً ماا يلجاأ الزبنااء إلاى البناك لالستفساار فاال يجادون‬
‫جوابا ً مقنعاً‪ ،‬وهو ما يزيد من تعميق القلق السائد لديهم‪.‬‬

‫وتشير المعطيات الرسمية الصادرة عن بنك المغرب إلى أن البنوك التشاركية وزعات‬
‫سنة ‪ 4646‬تمويالت تجاوزت ‪ 01.2‬مليارات درهم‪ ،‬مسجلة بذلك ارتفاعا ً قدره ‪ 29‬في المائة‬
‫مقارنة بـ‪ 4601‬التي سجلت ‪ 1.0‬مليار درهام فقاط‪ ،‬واساتأثر تمويال العقاار بحصاة األساد مان‬
‫إجمااالي التمااويالت التااي منحتهااا البنااوك التشاااركية الساانة الماضااية‪ ،‬حسااب بنااك المغاارب‪ ،‬إذ‬
‫بلغت حوالي ‪ 00.2‬مليارات درهم‪ ،‬لكن مازالت كلها بدون تأمين تكافلي‪.28‬‬

‫لكاان لماااذا ال ياازال غياااب هااذا التااأمين مسااتمرا ‪ ،‬ألاايس ماان األجاادى تسااريع مسلساال‬
‫تفعيله ‪ ،‬ومتى ستنشر النصوص التطبيقية للقانون المتعلق بــــ " التأمين التكافلي"‬

‫لقااد أسااالت اإلجابااة علااى هااذه األساائلة وغيرهااا منااذ ساانوات الكثياار ماان المااداد‪ ،‬نظاارا‬
‫ألهميااة هااذا الااورش الرائااد‪ .‬وماان حساان الحااظ‪ ،‬فااإن بدايااة ‪ 4640‬تباادو واعاادة‪ ،‬حيااث تؤكااد‬
‫السلطات أن دورة إصدار النصوص التطبيقية قطعت أشواطا “جد متقدمة”‪ ،‬مماا يؤشار علاى‬
‫أنها سترى النور قريبا‪.‬‬

‫‪ - 28‬مداخلة والي بنك المغرب عبد اللطيف الجواهري‪ ،‬ألقاها في النسخة السابعة من ملتقى الدار البيضاء للتأمين‬
‫يوم األربعاء ‪ 10‬مارس ‪.4640‬‬

‫‪29‬‬
‫وهاااذه النصاااوص كماااا يوضاااحها األماااين العاااام لهيئاااة مراقباااة التأميناااات واالحتيااااط‬
‫االجتماااعي عثمااان خلياال العلمااي تتضاامن مشااروع المرسااوم التنفيااذي الااذي يحاادد مقتضاايات‬
‫"التأمين التكافلي"‪ ،‬وثالثة مشاريع عقود تحدد الشروط العامة لثالثة منتجات‪ :‬عقد " التدأمين‬
‫التكددافلي" (الوفاااة‪-‬العجااز)‪ ،‬عقااد التااأمين التكااافلي " المتعدددد األخطددار للبنايددة تكافددل"‪ ،‬وعقااد‬
‫التأمين (االستثمار التكافلي)‪ ،‬ومشروع منشور التأمين " التكافلي"‪.29‬‬

‫فاي األخياار يمكاان القااول أن األساااس القااانوني لنظااام التااأمين التكااافلي علااى األشااخاص‬
‫الزال لم يارى الناور وبالتاالي يبقاى الحلقاة المفقاودة ضامن منظوماة المالياة التشااركية‪ ،‬ولعال‬
‫أهميااة هااذه النصااوص التطبيقيااة فااي توضاايح سااير عمليااة نظااام التااأمين التكااافلي األماار الااذي‬
‫يتطلب اإلسراع في سنها‬

‫ثانيا‪ :‬قرار تطبيق بعض أحكام القانون رقم ‪ 08.22‬المتعلق بمدونة التأمينات‬

‫جاء قارار لاوزير االقتصااد والمالياة وإصاالح اإلدارة رقام ‪ 4264.40‬صاادر فاي ‪41‬‬
‫ماان محاارم ‪ 1 ( 0221‬ساابتمبر ‪ )4640‬بتطبيااق بعااض أحكااام القااانون رقاام ‪ 01.11‬المتعلااق‬
‫بمدونااة التأمينااات الصااادر بتنفيااذه الظهياار الشااريف رقاام ‪ 0.64.419‬بتاااريخ ‪ 42‬ماان رجااب‬
‫‪ 1 ( 0241‬أكتاااوبر ‪ ،)4664‬كماااا وقاااع تغيياااره وتتميماااه‪ ،‬وعلاااى المرساااوم رقااام ‪4.64.141‬‬
‫الصادر في ‪ 01‬من رمضان ‪ 00 ( 0220‬ماي ‪ )4646‬بتطبياق أحكاام الماواد ‪ 06-2‬و ‪10-0‬‬
‫و ‪ 429‬و ‪ 429-0‬ماان القااانون رقاام ‪ 01.11‬المتعلااق بمدونااة التأمينااات‪ ،‬وباااقتراح ماان هيئااة‬
‫مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪ ،‬وبعد االطالع على الرأي بالمطابقة رقام ‪ 02‬الصاادر‬
‫عاان المجلااس العلمااي األعلااى بتاااريخ ‪ 01‬ماان ذي الحجااة ‪ 49 ( 0224‬يوليااو ‪ .)4640‬فيمااا‬
‫يخص بعض البنود المتعلقة بالتأمين التكافلي‪.‬‬

‫‪ -29‬بدون ذكر الكاتب‪ " ،‬التأمين التكافلي‪ -‬الركيزة المفقودة في منظومة المالية التشاركية في المغرب"‪،‬‬
‫منشور بالموقع االلكتروني‪ https://aldar.ma/220655.html :‬بتاريخ ‪ 42‬يناير ‪ ،4640‬تاريخ اإلطالع‬
‫‪ 4640-69-49‬على الساعة ‪.00:14‬‬

‫‪30‬‬
‫وبصفة عامة فاإن القارارات المقتارح تطبيقهاا علاى مدوناة التأميناات تهادف باألسااس‬
‫إلى تمكاين التاأمين التكاافلي مان مساايرة التقادم االقتصاادي واالجتمااعي المساجل ساواء علاى‬
‫المستوى الوطني أو العالمي في هذا المجال‪.‬‬

‫وينقسم القرار الوزاري القتصااد والمالياة واصاالح االدارة الاذي يادعو لتطبياق أحكاام‬
‫‪30‬‬
‫القانون رقم ‪01.11‬المتعلق بمدونة التأمينات‪ ،‬إلى أربع مقتضيات أساسية وهي‪:‬‬

‫األول‪ :‬مقتضيات عامة ‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬المقتضيات التطبيقية المتعلقة بعقود التأمين التكافلي والشروط المتعلقة بها‬

‫الثالث‪ :‬مقتضيات خاصة بأجرة تسيير حسابات صندوق التأمين التكافلي‪.‬‬

‫الرابع‪ :‬مقتضيات مختلفة‪.‬‬

‫وعموما يمكن اجمال أهم المقتضيات العامة الواردة في الباب األول من المواد األولاى‬
‫والماااادة ‪ 4‬و الماااادة ‪ ،1‬حياااث نصااات الماااادة األولاااى علاااى أن هاااذا القااارار الاااوزاري يحااادد‬
‫المقتضيات التطبيقية المتعلقة بعقود التأمين التكاافلي وكاذا البناود التاي يجاب أو يمناع إدراجهاا‬
‫في هذه العقود‪.‬‬

‫و أيضا معايير تحديد أجرة تسيير حساابات صاندوق التاأمين التكاافلي‪ ،‬وكيفياات أدائهاا‬
‫لمقاوالت التأمين وإعادة التأمين التكافلي‪ ،‬وكذا سقف هذه األجرة‪،‬‬

‫وكيفيااات توزيااع الفااوائض التقنيااة والماليااة لحسااابات صااندوق التااأمين التكااافلي علااى‬
‫المشتركين في عمليات التأمين التكافلي‪.‬‬

‫وفي هذا الباب عرفت لنا المادة ‪ 4‬المؤمن بأنه مقاولة التأمين وإعادة التاأمين التكاافلي‬
‫التي تقوم بتسيير العمليات المذكورة لحساب صندوق التأمين التكافلي‪.‬‬

‫‪ 30‬قرار لوزير االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة رقم ‪ 4264.40‬صادر في ‪ 41‬من محرم ‪1 (02210212‬‬
‫سبتمبر ‪ )4640‬القاضي بتطبيق بعض أحكام القانون رقم ‪ 01.11‬المتعلق بمدونة التأمينات فيما يخص التأمين‬
‫التكافلي‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2-1641‬ربيع األول ‪ 00( 0221‬أكتوبر ‪ ،)4640‬وحرر بالرباط في‬
‫‪ 41‬من محرم ‪ 1( 0221‬سبتمبر ‪ )4640‬ص ‪.1212‬‬

‫‪31‬‬
‫هذا وبتطبيق ألحكام المادة ‪ 06-2‬من القانون رقم ‪ 01.11‬المشار اليه أعاله‪ ،‬المتعلقاة‬
‫بالتسبيق الذي يمنح للمشترك في عقود التاأمين التكاافلي علاى الحيااة والاذي هاو اقتطااع جازء‬
‫من مبلغ االحتياطي الحسابي الخااص بكال عقاد مان هاذه العقاود‪ ،‬كماا ال يترتاب علاى التسابيق‬
‫االحق أي مصاريف بالنسبة للمشترك‪.‬‬

‫وبخصاااوص البااااب الثااااني المتعلاااق بالمقتضااايات المتعلقاااة بعاااود التاااأمين التكاااافلي‬


‫والشروط المتعلقة بها‪ ،‬تناول أبارز المقتضايات التطبيقياة للقاانون رقام ‪ 01.11‬الساالف الاذكر‬
‫وهي كالتالي‪:‬‬

‫تطبيق الشروط العامة و الشروط الخاصة المتعلقة بأحكام المواد ‪ 06-2‬و ‪ 060‬وعلاى‬
‫الوجه الخصوص المواد ‪04‬و‪ 01‬و‪ 10‬وكذا الماواد ‪ 06-1‬و ‪ 060‬و ‪ 00-0‬والماادة ‪064‬مان‬
‫القانون رقم ‪ 01.11‬السالف الذكر وذلك حسب حالة كل فصل‪.‬‬

‫و من المقتضيات التطبيقية المستجدة التي جااء بهاا القارار الاوزاري القتصااد والمالياة‬
‫واصاااالح إلدارة البااااب الثالاااث المتعلاااق بتطبياااق مقتضااايات خاصاااة باااأجرة تسااايير حساااابات‬
‫صندوق التأمين التكافلي‪ ،‬وذلك بتحدياد أجارة تسايير حساابات صاندوق التاأمين التكاافلي وكاذا‬
‫كيفيات أدائها لمقاولة التأمين وإعادة التأمين التكافلي‪ ،‬وذلك تطبيقا للماادة ‪ 429-0‬مان القاانون‬
‫رقم ‪ 01.11‬السالف الذكر‪ ،‬وكذا طارق توزياع الفاوائض التقنياة والمالياة المحاددة وفاق الماادة‬
‫‪ 06-1‬من نفس القاانون علاى المشاتركين فاي حساابات صاندوق التاأمين التكاافلي وفاق طريقاة‬
‫التناسااب و طريقااة االنتفاااء وطريقااة المقاصااة‪ ،‬وذلااك بعااد أخااد موافقااة الهيئااة وبعااد الاارأي‬
‫بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمي األعلى‪.‬‬

‫وأخياارا الباااب الرابااع ماان المقتضاايات التطبيقيااة للقااانون رقاام ‪ 01.11‬المتعلااق بمدونااة‬
‫التأمينات‪ ،‬والمتعلقة بتطبيق أحكام المادة ‪ 440-0‬من القاانون الساالف الاذكر التاي مان خاللهاا‬
‫تلتاازم المقاولااة التااي تاازاول بصاافة حصاارية عمليااات إعااادة التااأمين والمعتماادة لمزاولااة إعااادة‬
‫التااأمين التكااافلي وبحساااباتها الخاصااة المتعلقااة بتساايير هااذا الصااندوق وفااق اآلراء بالمطابقااة‬
‫الصادرة عن المجلس العلمي األعلى‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫يعتبر ظهور البنوك التشاركية حدثا جديدا في حاضر المملكة المغربية بعد النجاح‬
‫الذ ي حققته البنوك اإلسالمية في باقي الدول العربية واألوروبية‪ ،‬وعرفت انتشارا واسعا في‬
‫مختلف بقاع العالم بل وأثبتت قدرتها وإمكانيتها في دعم التنمية االقتصادية والتقدم‬
‫االجتماعي‪.‬‬

‫إذ يقوم النظام البنكي التشاركي عامة على أساس شرعي يرتكز على المشاركة في‬
‫األرباح والخسائر‪ ،‬وظهرت معها أنظمة وصيغ تمويلية إسالمية جديدة للتعامل واالستثمار‪،‬‬
‫تلبية لرغبة العمالء في إيجاد تعامالت بديلة بعيدا عن التعامل التقليدي القائم على الفوائد‬
‫الربوية ولعل أسلوب نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪.‬‬

‫ماان هااذا المنطلااق سااوف نعماال علااى تحديااد وسااائل تساايير نظااام التااأمين التكااافلي علااى‬
‫األشخاص ( المطلب األول)‪ ،‬على أساس أن نتطرق في النقطة الثانياة إلاى وساائل اساتمرارية‬
‫التأمين التكافلي على األشخاص داخل البنوك التشاركية (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫أحدثت البنوك التشاركية بالمغرب لسد الثغرات التي تخلفها البنوك التقليدية‪ ،‬وكذلك‬
‫لتفادي المعاملة بالفائدة التي تقوم عليها هذه األخيرة‪ ،‬وأتت بصيغ جديدة يكون فيها البنك‬
‫حريصا على المصلحة الفضلى للمستهلك‪ ،‬وقد أوجب المشرع شروط خاصة بهذه البنوك من‬
‫أجل مزاولة النشاط البنكي‪ .‬حيث تنفرد البنوك التشاركية بعدة مميزات وسمات تميزها عن‬
‫البنوك الكالسيكية في تدبير نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪ ،‬ومرد هذه الخصائص هي‬
‫أنها تتصف بالمعامالت التي يزخر بها الفقه اإلسالمي‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫و عليه فقد ارتأينا تناول هذا المطلب في شقين األول يهم كيفية تدبير عقود نظام‬
‫التأمين التكافلي على األشخاص‪( ،‬الفقرة األولى)‪ ،‬والثاني يخص تدبير صناديق التأمين‬
‫التكافلي على األشخاص وإعادة التامين التكافلي ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عقود تدبير نظام التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫يمكن أن تصاغ عقود التاأمين التكاافلي علاى األشاخاص استرشاادا باالعقود التاي أقارت‬
‫في شركات التأمين في غير الحياة‪ ،‬اذ ال باد أن تقاوم علاى نفاس األساس التاي تقاوم عليهاا هاذه‬
‫العقود من عدم مخالفتها األحكام الشريعة االسالمية‪ ،‬ومن قيامهاا علاى فكارة التبارع و توزياع‬
‫الفائض منها على المشاركين في االدارة والخسار‪ ،‬ثام إن التاأمين التكاافلي الباد أن يقاوم علاى‬
‫تعاون وعقود تبرعية ولكنها مشروطة بشروط لصالح المتبرع‪.‬‬

‫فيمكن بذلك للتأمين التكافلي على األشخاص أن يصاغ ليعطاي نوعاا مان الضامان عناد‬
‫الموت بأن ورثته يعيشون في أمان وأماان وحيااة كريماة‪ ،‬أو أن الماؤمن لاه ال يخااف مان فقار‬
‫يصيبه في اخر عمره وعند شيخوخته‪ ،‬فيدفع جزءا من أمواله لترد علياه فاي الوقات الاذي هاو‬
‫أحوج ما يكون إليها‪.‬‬

‫يمكن تنفيذ هذه الفكرة مان خاالل اتفااق جماعاة علاى التعااون فاي حالاة وفااة أحادهم أو‬
‫عجزه وعوزه على أساس التعاون والتبرع‪ ،‬وعلى ضوء عقود منظمة يحدد فيهاا زمان وحجام‬
‫ما يدفع للمساتفيد وماا يؤخاذ مان المشاترك المساتأمن مان تبرعاات محادودة التاواريخ محساوبة‬
‫بأساليب فنية نعتمد على االحصائيات واالحتماالت والحسابات الدقيقة‪ .‬وتصاب هاذه االتفاقياة‬
‫في قالب شركة تشرف على هذه األموال وادارتها واستثمارها وتقوم بإبرام العقود ماع النااس‪.‬‬
‫وتكااون وكيلااة فااي ادارة هااذا الحساااب الخاااص بالتكافاال‪ ،‬ويساامى بااذلك التااأمين التكااافلي علااى‬
‫األشخاص بالتكافل العائلي في حالة الوفاة لحماياة الورثاة ( أوال)‪ ،‬ثام التاأمين فاي حالاة الحيااة‬
‫لدفع العوز عند الشدة أو العجز ( ثانيا)‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫أوال‪ -‬التأمين التكافلي في حالة الوفاة لحماية الورثة أو غيرهم‬

‫في هذه الحالة يدفع المشترك المستأمن األقساط تبرعا لصالح هاؤالء الورثاة‪ ،‬وبالتاالي‬
‫فال يعتبر وصية‪ ،‬وانما تطبق عليه أحكاام الهباة والتبارع‪ ،‬لاذلك يجاب أن يكاون تأميناه لصاالح‬
‫الورثة جميعا بعدل ومساواة ولايس لصاالح واحاد مانهم فقاط حتاى ال يكاون جاورا‪ ،‬اال اذا كاان‬
‫هااذا الواحااد لااه ماان الظااروف البدنيااة ( ككونااه ذا عاهااة) أو الظااروف االجتماعيااة ( ككونااه ذا‬
‫عائلة كبيرة) حيث أجاز جمهور الفقهاء هذه الرعاية الخاصة في مثل هاتين الحاالتين قاال ابان‬
‫قداماة‪ ( :‬فاان خاص بعضاهم ـ أي بعاض أوالده ـ لمعناى يقتضاي تخصيصاه‪ .‬مثال اختصاصاه‬
‫بحاجاااة أو زماناااة ‪ ،‬أو عماااى‪ ،‬أو كثااارة عائلاااة‪ ،‬أو اشاااتغاله باااالعلم‪ ،‬أو نحاااوه مااان الفضاااائل‪،‬‬
‫أو صرف عطيته من بعض ولده لفسقه أو بدعته‪ ،‬أو لكونه يستعين بما يأخذه على معصاية هللا‬
‫أو ينفقه فيها‪ ،‬فقد روى أحمد ما يدل على جواز ذلك‪ ،‬واألكثرية أجازوا ذلك مع الكراهية)‪.31‬‬

‫كددذلك ال مددانع شددرعا مددن ‪ :‬التااأمين لصااالح شااخص أخاار غياار وارث ماان باااب التباارع‬
‫حيث التبرع جاز للغير‪ ،‬بل قاد يادخل فاي بااب الصادقات المقبولاة‪ ،‬اذا كاان الشاخص مساتحقا‬
‫لها‪.‬‬

‫وينقسم التأمين في حالة الوفاة لحماية الورثة إلى ثالث أنواع‪:‬‬

‫‪ )0‬التأمين لصالح الورثة جميعا‪.‬‬


‫‪ )2‬التأمين لصالح أحد الورثة‪ ،‬إذا كان له مبرر مشروع ‪ .‬مثل المبررات التي ذكرناها‪.‬‬
‫‪ )0‬التأمين لصالح شخص أجنبي غير وارث‪ ،‬حيث يريد رعايته وتاأمين مساتقبله معتمادا‬
‫على أسباب ظاهرة ألي سبب مشروع‪.‬‬

‫كل هذه األنواع تدخل في اطار الهباة والتبارع فاي حالاة الحيااة‪ ،‬فتراعاى فيهاا قواعاد‬
‫الهبة من العمل والمسااواة باين الورثاة‪ ،‬ومان عادم إجاازة ماا زاد علاى الثلاث اذا كاان مريضاا‬
‫مرض الموث‪ ،‬أو في حكمه‪ ،‬كأن يكون في حالة يغلب عليها الهالك‪.‬‬

‫‪ - 31‬انظر ‪ :‬أبي محمد عبد هللا بن أحمد محمد بن قدامة‪ " ،‬المغنــــــــى "‪ ،‬دار عالم الكتب للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع الرياض‪ ،‬ط األولــى ‪ 0260‬هــ ‪ 0190 /‬م‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫وال تدخل هذه الصورة في الوصية حتى ولو كان المستفيد يستفيد منهاا بعاد ماوت دافاع‬
‫األقساط‪ ،‬ألنه قد دفع األقساط في حالاة حياتاه فأصابح هباة‪ ،‬أماا لاو أوصاى بادفع األقسااط بعاد‬
‫موته فتكون وصية ال بد من توفر شروطها وضوابطها‪ ،‬ونحن نستبعد من صاور التاأمين هاذه‬
‫الصورة التي فيها الوصية‪.‬‬

‫تحتمل هذه األناواع الثالثاة أن يكاون التاأمين فيهاا علاى صاورة التاأمين العماري ‪ ،‬باأن‬
‫تلتزم الشاركة بادفع رواتاب شاهرية أو سانوية للمساتفيد (مان الورثاة او أحاد مانهم أو للشاخص‬
‫األجنبي)‪ .‬مدى عمره‪ ،‬أو لفترة زمنياة محادودة مثال عشار سانوات أو يكاون فاي صاورة مبلاغ‬
‫محدد يعطى لهؤالء مرة واحد بعد موت دافع األقساط‪.‬‬

‫فتصبح الصور تسع صور وهي‪:‬‬

‫‪ ‬التااأمين العمااري لصااالح الورثااة جميعااا‪ ،‬باادفع رواتااب شااهرية وساانوية لهاام مااا‬
‫داموا أحياء بعد موت دافع األقساط‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين لصاالح الورثاة جميعاا‪ ،‬وذلاك بادفع لهام لمادة معيناة كعشار سانوات بعاد‬
‫موت دافع األقساط‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين لصالح الورثة جميعا‪ ،‬بدفع المحادد المتفاق علياه مارة واحادة بعاد ماوت‬
‫دافع األقساط‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين لصالح أحد الورثة ‪ ،‬بدفع رواتب له ما دام حيا بعد موت دافع األقساط‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين لصالح أحد الورثة بدفع رواتب له لمدة محددة كعشر سنوات بعاد ماوت‬
‫دافع األقساط هذه المدة أو بقدرها‪.‬‬
‫‪ ‬التاأمين لصاالح أحاد الورثااة بادفع مبلاغ التااأمين الياه مارة واحااد بعاد ماوت دافااع‬
‫األقساط‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين لصالح األجنبي بدفع رواتب له مدة حياته بعد موت دافع األقساط‪.‬‬
‫‪ ‬التأمين لصالح األجنبي ( غير الوارث) بدفع رواتب له لمدة عشر سنوات ماثال‬
‫ان عاش بعد موت دافع األقساط‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ ‬التااأمين لصااالح األجنبااي ( غياار الااوارث) باادفع مبلااغ التااأمين المتفااق عليااه ماارة‬
‫واحدة بعد موت دافع األقساط مباشرة ان كان حيا‪.‬‬

‫وال بد أن يتضمن العقد شرطا خاصا بمصير المال ان مات المساتفيد قبال االفاادة مناه‪،‬‬
‫فأما للورثة أو لصندوق التكافل‪.‬‬

‫فماااا دام التاااأمين ينبناااي علاااى التبااارع و التعااااون التباااادلي‪ .‬فهاااذه هاااي الصاااور التساااع‬
‫المتصورة وذلك لألن عقد الهبة مما ال يؤثر فيها الجهالة و الغرر بل ال تبطل بالشروط مهماا‬
‫كاناات طبيعتهااا ‪ ،‬اال أن الشاارط قااد يبطاال عنااد الاابعض‪ ،‬ويبقااى صااحيحا‪ ،‬وتبقااى مسااائل الهبااة‬
‫بشارط الثاواب العماري والرقبااى والساكنى أصاال للقاول بصااحة هاذه األناواع‪ .‬هاذا بخصااوص‬
‫دافع األقساط‪.‬‬

‫إضااافة الااى باااب الوعااد و إلزاميااة للشااركة الااذي تشااهد الزاميتااه نصااوص كثياارة ماان‬
‫الكتاب والسنة حيث تدل بوضوح على وجوب االلتزام بالوعود والعهود والعقود‪.32‬‬

‫ثانيددا – التددأمين التكددافلي علددى األشددخاص فددي حالددة الحيدداة لدددفع العددوز عنددد الشدددة‬
‫أو العجز‪.‬‬

‫هاو الاذي يقاوم باه الشاخص لصاالح نفساه و مساتقبله عناد مرضاه وشايخوخته‪ ،‬أو عناد‬
‫إحالته علاى المعااش‪ ،‬أو عادم قدرتاه علاى العمال ‪ ،‬أو التجاارة ونحوهماا‪ ،‬ومان هناا يلتازم ماع‬
‫الشركة بدفع أقساط محددة‪ .‬فتقوم الشركة بمقتضااه بادفع مبلاغ التاأمين الياه‪ ،‬ان كاان حياا‪ .‬وان‬
‫مات فحكم ماله هذا يكون بحسب العقاد ‪ ،‬اماا أن يبقاى تبرعاا لصاندوق التكافال باان يكاون فياه‬
‫شروط بذلك‪ .‬وهو األفضل‪ ،‬وإما أن يكون وارثا للورثة‪.‬‬

‫لهذه الحالة نوعان وهما‪:‬‬

‫‪ ‬التااأمين باادفع مبلااغ الت اأمين للمااؤمن لااه عنااد العجااز عاان العماال بااأي ساابب ماان‬
‫األسباب كالمرض ونحوه‪.‬‬

‫‪ - 32‬علي محي الدين القره داغي‪ " ،‬الـتأمين التكافلي االسالمي دراسة فقهية تأصيلية مقارنة بالتأمين التجاري‬
‫مع التطبيقات العملية"‪ ،‬دار البشائر االسالمية للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪0261‬هــ ‪.0191 /‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ ‬التأمين بدفع مبلغ التأمين له في سن معين مثل ستين (‪.)06‬‬

‫فااي كاال نااوع منهمااا‪ :‬إمااا أن يكااون رد مبلااغ التااأمين عليااه ماارة واحاادة‪ .‬أو فااي صااورة‬
‫رواتب شهرية‪ ،‬أو سنوية‪ ،‬أو فصيلة‪ ،‬فأصبحت الصور أربع وهي‪:‬‬

‫‪ .0‬التأمين بدفع مبلغ التأمين مرة واحدة عند العجز عن العمل‪.‬‬


‫‪ .2‬التأمين بدفع التأمين في صورة رواتب عند العجز عن العمل‪.‬‬
‫‪ .0‬التأمين بدفع مبلغ التأمين على شكل رواتب عند البلوغ لسن معنية‪.33‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تدبير صناديق التأمين التكافلي على األشخاص وإعادة التأمين‬
‫التكافلي‬

‫لاام يقاام المشاارع المغربااي بإعطاااء تعريااف لصااندوق التااأمين التكااافلي وصااندوق إعااادة‬
‫التأمين التكافلي في القانون رقم ‪ ،01.21‬وال في القانون رقام ‪ 19.09‬لكان أشاار الياه فاي هاذا‬
‫األخير في المادة األولى منه وإلى كيفية انشائهم حيث نص علاى أن صاندوق التاأمين التكاافلي‬
‫ينشأ بمبادرة مان مقاولاة التاأمين وإعاادة التاأمين التكاافلي‪ ،‬ويتمتاع بالشخصاية االعتبارياة ولاه‬
‫ذمة مستقلة ويتكون من مجموعة من الحساابات المفصالة والمحدثاة طبقاا للقواعاد المنصاوص‬
‫عليها في نظام تسيير الصندوق‪.34‬‬

‫نفس الشيء بالنسبة لصندوق إعادة التامين التكافلي لكن اإلشكال المطروح هنا هاو ماا‬
‫هي الجهة القائمة على تسيير صندوق التأمين التكافلي أو صندوق إعاادة التاأمين التكاافلي هال‬
‫هي مقاولة التاأمين التكاافلي أو إعاادة التاأمين التكاافلي نفساها القائماة علاى انشااءه أم يتادخل‬
‫المشتركون الحااملين لوثاائق التاأمين التكاافلي فاي تساييره وكياف تاتم إدارتاه وهاذا ماا سايتم‬
‫دراسااته وتحليلااه ماان خااالل التطاارق إلااى الجهااات المكلفااة بتساايير صااناديق الت اأمين التكااافلي‬
‫وإعااادة التااامين التكااافلي (أوال)‪ ،‬ثاام طريقااة تاادبير صااناديق التااأمين التكااافلي علااى األشااخاص‬
‫وصناديق إعادة التأمين التكافلي( ثانيا)‪.‬‬

‫‪ - 33‬علي محي الدين القره داغي‪ " ،‬الـتأمين التكافلي االسالمي دراسة فقهية تأصيلية مقارنة بالتأمين التجاري‬
‫مع التطبيقات العملية"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.229‬‬
‫‪ - 34‬المادة ‪ 0‬من القانون رقم ‪ ،91.09‬بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 11.01‬المتعلق بمدونة التأمينات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.4‬‬

‫‪38‬‬
‫أوال – الجهات المكلفة بتسيير صناديق التامين التكافلي وإعادة التأمين التكافلي‪.‬‬

‫باالرجوع إلاى القسام الثالاث مكارر مان القاانون رقام ‪ 91.09‬المعناون بتسايير صاناديق‬
‫الت اأمين التكااافلي وإعااادة التااامين التكااافلي المااادة ‪ 440-0‬منااه‪ ،‬نجاادها تقض اي علااى أنااه تقااوم‬
‫مقاولااة التااامين وإعااادة التااأمين التكااافلي بتساايير صااندوق التااأمين أو صااندوق إعااادة الت اأمين‬
‫التكافلي ألجل مصلحة المشتركين أو صاناديق التاأمين التكاافلي المسايرة مان طارف مقااوالت‬
‫التأمين المحلية وذلك وفق أحكام هذا القاانون ونظاام تسايير الصاندوق المعناي‪ ،‬فبقاراءة الماادة‬
‫أعاله يتبين على أن الجهة القائمة على تسيير مقاولة التأمين التكاافلي وإعاادة التاأمين التكاافلي‬
‫‪35‬‬
‫هي مقاولة التاأمين التكاافلي وإعاادة التاأمين التكاافلي‪ .‬وكاذلك مان خاالل تحليال هاذه الماادة‬
‫يتبين مرة أخرى على ان هناك قصور في الصياغة حيث أن المشارع المغرباي تاارة يساتعمل‬
‫عبااارة صااندوق التااامين التكااافلي واعااادة التااامين التكااافلي كمااا جاااء فااي عنااوان القساام الثاااني‪،‬‬
‫والتي يفهم من خاللها أنه يوجد صاندوق واحاد يشامل تغطياة أخطاار التاأمين التكاافلي وإعاادة‬
‫التااأمين التكااافلي‪ ،‬وتااارة اسااتعمل عبااارة تساايير ص اندوق التااأمين التكااافلي أو صااندوق إعااادة‬
‫التااأمين التكااافلي مااا ياادل علااى أنااه يوجااد صااندوق خاااص بالتااأمين التكااافلي وصااندوق خاااص‬
‫بإعادة التأمين التكافلي فلو كان هناك صندوق يشامل كال مان التاأمين التكاافلي وإعاادة التاأمين‬
‫التكاافلي لمااا أشاار المشاارع المغربااي إلاى كاال منهماا فااي المااادة األولاى منااه مان نفااس القااانون‬
‫المذكور أعاله‪.‬‬

‫هناك إشكال أخر يتعلق بالجهة القائمة على التسيير حيث بماا أن التاأمين التكاافلي يقاوم‬
‫على أساس التعاون والتكافل وأن حملة الوثائق المشتركين متضاامنون يسااهمون باشاتراكاتهم‬
‫فااي صااندوق التااأمين التكااافلي لمعاونااة المتضاارر ماانهم الااذي يقااع عليااه الخطاار المااؤمن منااه‬
‫وتاارميم األثااار الناجمااة عنااه لماااذا لاام يساامح للمشااتركين بالمشاااركة بتساايير صااناديق الت اأمين‬
‫التكااافلي‪ ،‬ولماااذا فاارض المشاارع المغربااي فااي المااادة ‪ 440-4‬أن يوقااع علااى نظااام تساايير‬
‫صندوق التامين التكافلي وتسلم له مقاولة التاأمين وإعاادة التاأمين نساخة مناه عناد اكتتااب عقاد‬
‫التاأمين التكااافلي‪ ،‬دون االطاالع علااى اجااراءات تسايير الصااندوق واشااراكه فيهاا‪ ،36‬فهااذا ياادل‬

‫‪ - 35‬المادة ‪ ،440-0‬من قانون التأمين التكافلي‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.2‬‬


‫‪ - 36‬المادة ‪ ،440-4‬من قانون التأمين التكافلي‪ ،‬م س ‪،‬ص‪.2‬‬

‫‪39‬‬
‫على أن عقد التأمين التكافلي من عقود اذعان وأن هذه المقتضيات تضرب في مبادأ التراضاي‬
‫والمبدأ القاضي بأن العقد شريعة المتعاقدين المنصوص عليهاا فاي قاانون االلتزاماات والعقاود‬
‫بل األكثر من ذلك هو ما نصت علياه الماادة ‪ 440-1‬بكاون أن مقاولاة التاأمين وإعاادة التاأمين‬
‫التكافلي تعتبر وكيال بأجر لصندوق التأمين التكافلي أو لصندوق إعادة التامين التكافلي‪.37‬‬

‫أي أنها تلزم المشترك بالتوقيع على عقد الوكالة على تسايير صاندوق التاأمين التكاافلي‬
‫منااذ إباارام اتفاقيااة الت اأمين‪ ،‬هااذا بخصااوص الجهااة المكلفااة بتساايير صااناديق الت اأمين التكااافلي‬
‫وإعااادة التااامين التكااافلي‪ ،‬فماااذا عاان طريقااة تاادبيره‪ ،‬وهااذا مااا ساايتم التطاارق إليااه فااي المحااور‬
‫الموالي‪.‬‬

‫ثانيددا – طريقددة تدددبير صددناديق التددأمين التكددافلي علددى األشددخاص وصددناديق إعددادة‬
‫التأمين التكافلي‪.‬‬

‫حتااى تقااوم مقاولااة التااأمين التكااافلي وإعااادة الت اأمين التكااافلي ب اإدارة ص اندوق التااامين‬
‫التكافلي أو صندوق إعادة التاأمين التكاافلي يجاب عليهاا التقيياد باألحكاام المتعلقاة بااللتزاماات‬
‫المترتبااة علااى الوكياال كمااا هااي منصااوص عليهااا فااي الباااب السااادس ماان الكتاااب الثاااني ماان‬
‫الظهير الشريف الصادر في ‪ 1‬رمضان ‪ 0110‬بمثاباة قاانون االلتزاماات والعقاود‪ ،‬والتاي مان‬
‫بينها ما نصت عليه المادة ‪ 162‬أنه على الوكيل أن يوافي الموكل بالمعلومات الضرورية كماا‬
‫وصل إليه في تنفياذ الوكالاة وأن يقادم لاه حساابا عنهاا‪ ،38‬وأن ال يساتعمل الوكيال ماال الموكال‬
‫لصالح نفسه‪،39‬وكذلك أن يكون مسؤوال عما أصاب الوكيل من ضرر دون خطأ منه‪.40‬‬

‫بمعنااى أن مقاولااة الت اأمين وإعااادة التااأمين ملزمااة بااأن تااوفي المشااتركين بالمعلومااات‬
‫الضرورية عما وصل إليه تنفيذ صاندوق التاأمين التكاافلي أو صاندوق إعاادة التاامين التكاافلي‬
‫وأن يقدم للمشتركين بيانا عن ذلك وأن تتحمل مقاولة التأمين التكافلي وإعادة التأمين التكاافلي‬

‫‪ - 37‬المادة ‪ ،440-1‬من قانون التأمين التكافلي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.0‬‬


‫‪ - 38‬المادة ‪ 162‬من ق ل ع م ‪.‬‬
‫‪ - 39‬المادة ‪ 160‬من ق ل ع م‪.‬‬
‫‪ - 40‬المادة ‪ 106‬من ق ل ع م‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫المسؤولية فيما أصاب المشتركين من ضرر بخطأ منها في إدارة صندوق التاأمين التكاافلي أو‬
‫صندوق اعادة التأمين التكافلي‪.41‬‬

‫ويجب كذلك على مقاولة التامين و إعادة التأمين التكاافلي فاي إطاار إدارتهاا لصاندوق‬
‫التأمين التكاافلي أو صاندوق اعاادة التاأمين التكاافلي إعاداد عقاود التاأمين التكاافلي أو اتفاقياات‬
‫إعاااادة التاااامين التكاااافلي وقااابض االشاااتراكات واستخالصاااها ثااام ساااداد المباااالغ والتعويضاااات‬
‫المستحقة بموجب عقاود التاأمين أو بموجاب اتفاقياات إعاادة التاأمين أو ذلاك وفاق نظاام تسايير‬
‫الصندوق المعني‪ ،‬ثم مسك محاسبة الصندوق وإجاراء التبرعاات وفاق نظاام تسايير الصاندوق‬
‫إضافة الى توزيع الفوائض التقنية والمالياة علاى المشاتركين وعلاى صاناديق التاامين التكاافلي‬
‫المسيرة من طرف مقاوالت التامين المحلية وتوظياف أماوال الصاندوق‪ ،42‬إلاى غيار ذلاك مان‬
‫السلطات المشار اليها في المادة ‪ 440-1‬مان قاانون التاأمين التكاافلي رقام ‪ 91.09‬غيار أناه ال‬
‫يمكاان لمقاولااة التاأمين وإعااادة التااأمين التكاافلي اسااتخدام أصااول صاندوق التااأمين التكااافلي أو‬
‫صااندوق إعااادة التاأمين التكااافلي ألغراضااها الخاصااة وذلااك حسااب المااادة ‪ 440-2‬ماان نفااس‬
‫القانون أعااله‪ ،‬كماا يجاب أن يتضامن نظاام تسايير الصاندوق مجموعاة مان البياناات التاي مان‬
‫بينها‪:‬‬

‫التااازام مقاولاااة التاااأمين وإعاااادة التاااأمين التكاااافلي بالقياااام بجمياااع المعاااامالت المتعلقاااة‬
‫بالصاااندوق أو بحسااااباتها الخاصاااة وفاااق اآلراء بالمطابقاااة الصاااادرة عااان المجلاااس العلماااي‬
‫األعلااى‪،43‬بااالرغم ماان ان اإلشااكال المطااروح هنااا هااو عاادم قاادرة اللجنااة الشاارعية للماليااة‬
‫التشاااركية علااى فهاام وضاابط حسااابات ص اندوق التااأمين التكااافلي أو صااندوق إعااادة الت اأمين‬
‫التكافلي كما تم ذكره سابقا‪ ،‬حتى تقضي بمدى مطابقته لاآلراء الصاادرة عان المجلاس العلماي‬
‫األعلى‪.‬‬

‫كما أن التزام مقاولة التأمين وإعادة التأمين التكاافلي بتادبير أماوال حساابات الصاندوق‬
‫بشكل يتم معه ضمان مصاالح المشاتركين كماا هاو منصاوص علياه فاي الماادة ‪ 440-2‬الفقارة‬

‫‪ - 41‬المادة ‪ 440-1‬من قانون رقم ‪ ،91.09‬م س ‪ ،‬ص‪.0‬‬


‫‪ - 42‬نفس المادة ‪ ،‬من نفس م س‪.‬‬
‫‪ - 43‬المادة ‪ 440-2‬من قانون رقم ‪91.69‬‬

‫‪41‬‬
‫الثالثة ‪ ،‬حبذا لو وضاعت قبلاه إشاارة أناه يجاب علاى مقاولاة التاأمين التكاافلي وإعاادة التاأمين‬
‫التكااافلي تاادبير أمااوال حسااابات الصااندوق بمااا يتفااق مااع أحكااام الشااريعة اإلسااالمية ومبادئهااا‬
‫باعتباااار التاااأمين التكاااافلي أحاااد مكوناااات االقتصااااد اإلساااالمي القاااائم علاااى مبااااد الشاااريعة‬
‫اإلسالمية وأحكامها‪.44‬‬

‫أماااا فاااي حالاااة حااادوث خساااارة ناجماااة عااان تقصاااير مقاولاااة التاااأمين وإعاااادة التاااأمين‬
‫بااللتزامات المحددة في عقد التامين التكافلي فتتحمل وحدها مسؤولية ذلك‪ ،45‬ويجب أيضاا أن‬
‫يشااار فااي نظااام تساايير صااندوق التااامين التكااافلي أو صااندوق إعااادة التااأمين التكااافلي إلااى أن‬
‫االشتراك يكون على سبيل التبرع ماعدا بالنسبة لعقود االستثمار التكافلي‪ ،‬وأن مقاولة التاامين‬
‫وإعااادة الت اأمين التكااافلي تلتاازم بتقااديم تساابيق تكااافلي فااي حالااة عاادم كفايااة األصااول الممثلااة‬
‫لالحتياطات النقدية لحساابات صاندوق التاأمين التكاافلي مقارناة ماع هاذه االحتياطاات‪ ،46‬وفاي‬
‫حالاة عاادم كفايااة األصااول الممثلااة لالحتياطااات التقنيااة لحسااابات صااندوق التااامين التكااافلي أو‬
‫صندوق إعادة التأمين التكافلي مع هذه االحتياطات‪ ،‬يجب على مقاولة التاأمين واعاادة التاأمين‬
‫التكافلي سد هاذا العجاز بتسابيقات تكافلياة‪ ،‬وتحادد كيفياات ساد هاذا العجاز الماذكور و كيفياات‬
‫اساترجاع التساابيقات التكافلياة ماان لادن مقاولااة تااأمين وإعاادة التااأمين تكاافلي بمنشااور تصاادره‬
‫‪47‬‬
‫الهيئة وذلك بعد الرأي بالمطابقة الصادر عن المجلس العلمي األعلى‬

‫وبهذا تتحمل صاناديق التاأمين التكاافلي مان خاالل اشاتراكات المشاتركين فاي حساابات‬
‫التااأمين التكااافلي األخطااار المضاامونة وتغطيااة األخطااار المنصااوص عليهااا فااي وثيقااة التااأمين‬
‫التكافلي وذلك في حدود اشاتراكاتهم‪ ، 48‬بتسايير وإدارة مان مقااوالت التاأمين التكاافلي واعاادة‬
‫التااأمين التكااافلي مقاباال اجاارة تساايير حساااب أو حسااابات صااندوق التااأمين التكااافلي وبمبلااغ‬
‫محـــدد‪.49‬‬

‫‪ - 44‬جهاد زلماط‪" ،‬افاق تطبيق نظام التأمين التكافلي في األبناك التشاركية بالمغرب"‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.06‬‬
‫‪ - 45‬المادة ‪ ،440-2‬من القانون رقم ‪ ،91.09‬م س‪ ،‬ص‪.0‬‬
‫‪ - 46‬المادة ‪.440-2‬من القانون رقم ‪ ،91.09‬م س‪ ،‬ص‪1‬‬
‫‪ - 47‬المادة ‪ ،440-2‬م س‪.‬‬
‫‪ - 48‬المادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ ،91.09‬م س‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ - 49‬المادة ‪ 04‬من قانون رقم ‪ ،91.09‬م س‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪42‬‬
‫إن صناعة التأمين التكافلي منذ أول شركة تأمين إسالمية في السودان سانة ‪ ،0111‬لام‬
‫تتطااور بالشااكل الااذي ميااز البنااوك اإلسااالمية التااي باادأت عملهااا فااي عااام ‪ ،0116‬وذلااك لكااون‬
‫أدوات وصيغ العمل فاي البناوك اإلساالمية قاد تطاورت علاى صاعيد االساتثمار والتمويال وماا‬
‫يتبعها من صيغ االحتماء والتحوط‪ ،‬على عكس شركات التأمين التكافلياة التاي اقتصارت علاى‬
‫تقديم بعض الخدمات التأمينية التي تقدمها شركات التأمين التقليدي‪ ،‬ومع إمكانياة تطبياق نظاام‬
‫التأمين التكاافلي فاي األبنااك التشااركية أصابح بإمكاان الشاركة التأمينياة التكافلياة توساع شابكة‬
‫خدماتها عن طريق تقديم خدمات تأمينية تستجيب لتغطية أخطاار هاذه البناوك فاي عالقتهاا ماع‬
‫عمالئها‪.50‬‬

‫وهذا ما دفع للبحث عن سبل تطوير التاأمين التكاافلي واساتمرارية العمال باه فاي إطاار‬
‫البنوك التشاركية‪ ،‬ألن ذلك سيؤدي إلى تطوير ونماء للقطااع التاأميني التكاافلي وتعزياز دوره‬
‫فااي تنشاايط وضاامان اسااتمرارية القطاااع البنكااي التشاااركي‪ ،‬عاان طريااق جااودة تقااديم الخاادمات‬
‫التأمينية وحسن إدارتها‪ ،‬وفعالية الرقابة عليها وتوزيع فائضها التأميني بالشكل المطلوب‪.‬‬

‫ومن هنا سيتم التطرق إلى مقومات الكفاءة التشغيلية و ترشايد تادبير الفاائض التاأميني‬
‫التكافلي على األشخاص (الفقرة األولى)‪ ،‬وإلاى دور الرقاباة فاي تنمياة التاأمين التكاافلي علاى‬
‫األشخاص( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقددرة األولددى‪ :‬مقومددات الكفدداءة التشددغيلية وترشدديد تدددبير الفددائض التددأميني علددى‬
‫األشخاص‪.‬‬

‫تتكااون شااركات التااأمين التكااافلي كغيرهااا ماان شااركات التااأمين التجاريااة ماان رؤوس‬
‫أموال معتبرة ال بد من تسييرها بكفاءة عالياة للوصاول إلاى نتاائج مرضاية‪ ،‬وفاي حالاة وجاود‬
‫فائض تأميني يجب التركيز على حسن تدبيره وإدارته باعتباره أهم الركائز والسمات الباارزة‬

‫‪ - 50‬جهاد زلماط‪ "،‬افاق تطبيق نظام التأمين التكافلي في األبناك التشاركية بالمغرب" م س‪ ،‬ص ‪04‬‬

‫‪43‬‬
‫في شركات التأمين التكافلية الخاصة باألشخاص والتي اتخذت من التأمين التكافلي القائم على‬
‫التبرع بين حملة الوثائق محورا لعملها‪.51‬‬

‫ويرتبط مفهوم الكفاءة التشغيلية وترشيد إدارة الفائض بمادى تنافساية الشاركة التكافلياة‬
‫ويعدان دافعا لها في السوق‪ .‬وذلك في ظل المنافسة التي تتلقاها من شاركات التاأمين التجارياة‬
‫ذات الخبرة والتجربة الطويلة‪ ،‬وستتم معالجة كل منهاا بالدراساة والتحليال مان خاالل التطارق‬
‫الى مقومات الكفاءة التشغيلية (أوال)‪ ،‬ثم الى ترشيد تدبير الفائض التأميني (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ -‬مقومات الكفاءة التشغيلية‬

‫تعتبر الكفاءة التشغيلية جزءا مان الكفااءة االقتصاادية فاي المؤسساة التكافلياة‪ ،‬ويعتاري‬
‫مفهومها الكثير من الغموض في العديد من الكتابات حياث يتقااطع ماع العدياد مان مصاطلحات‬
‫الكفاءة الخرى كالكفاءة االنتاجية واالقتصادية‪ ،‬غير أنه يختلف عنهاا فاي الكثيار مان الجواناب‬
‫كما يشترك معها في أساليب وطرق قياسها ولتوضيح أوجاه هاذا التبااين سايتم توضايح مفهاوم‬
‫الكفاءة التشغيلية (أ)‪ ،‬وأيضا طرق قياسها(ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬مفهوم الكفاءة التشغيلية‪.‬‬

‫تعرف الكفاءة التشغيلية بشكل عاام بأنهاا مجموعاة مان المهاارات والخبارات المكتسابة‬
‫من بيئة العمل‪ ،‬فهي تمثل القيام بالعمل بأفضال طريقاة ممكناة مان حياث التكلفاة و الوقات‪ ،‬أي‬
‫بمعنااى أخاار هااي مختلااف المباااد والقواعااد التااي يتساام بهااا شاايء معااين و تساااهم فااي تحقيااق‬
‫مختلف النتائج المحددة‪ ،‬فهي بذلك تتكامل مع مفهوم الفاعلية في العمل وفقا لخطة معينة قصاد‬
‫تحقيق األهداف المساطرة‪ ،‬وتنقسام الكفااءة إلاى عادة أقساام مان بينهاا الكفااءة االقتصاادية التاي‬
‫يمكن تعرفيها بكونها العالقة بين المدخالت والمخرجات وتتحقق عندما يتساوى النااتج الحادي‬
‫لعوامل االنتاج مع تكلفة كعامل أي تحقق الكفاءة في االنتاج والتوزيع والتخصيص‪.‬‬

‫‪ - 51‬ياسمينة ابراهيم سالم‪ " ،‬دور الكفاءة التشغيلية في تعزيز تنافسية شركات التأمين التكافلي"‪ ،‬المجد للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط األولــى ‪ ،4609‬ص‪.21‬‬

‫‪44‬‬
‫أمااا بخصااوص الكفاااءة الهيكليااة فيركااز موضااوعها فااي الصااناعة حيااث تقاايس ماادى‬
‫استمرار تطور صناعة ما وتحسين أدائها باالعتماد على تطور وحادتها وفروعهاا‪ ،‬أي تحقياق‬
‫كفاااءة تقنيااة ماان حيااث اإلنتاااج‪ ،‬وكفاااءة حجميااة ماان حيااث االسااتغالل األمثاال للمااواد وتحقيااق‬
‫مستويات نمو متزايدة‪.‬‬

‫وعلااى مسااتوى الكفاااءة النساابية فهااي تحتاااج وحاادة مااا ماان إنتاااج أكباار عاادد ممكاان ماان‬
‫المخرجااات انطالقااا ماان مجموعااة ماان الماادخالت وذلااك بقياااس االنحرافااات بالنساابة لااألداء‬
‫األفضل في المؤسسة وبذلك يمكن تفساير االنحرافاات االنتاجياة االجمالياة لعوامال االنتااج أي‬
‫تقييم الوحدات المتجانسة مقارنة بأكفأ وحدة فيها‪.52‬‬

‫هذا فيما يتعلق بتعريف الكفاءة بشكل عام أما فيماا يتعلاق بمفهاوم الكفااءة التشاغيلية فاي‬
‫شااركة التااأمين التكااافلي علااى األشااخاص فهااي ال تختلااف عاان مفهااوم الكفاااءة التشااغيلية فااي‬
‫المؤسسات االقتصادية األخارى ساواء مان حياث المبادأ أو المعناى‪ ،‬ويمكان تعريفهاا علاى أنهاا‬
‫إتجار الكثير بأقل ما يمكن‪ ،‬أي العمل على تقليل الموارد المستخدمة سواء كانت هاذه الماوارد‬
‫بشرية أم مادية أم مالية‪ ،‬وكذلك العمل على تقليال الهادر فاي الطاقاة االنتاجياة‪ ،‬وكاذلك تعارف‬
‫على أنها معيار الرشد فاي اساتخدام الماوارد البشارية والمادياة والمالياة وتحقياق األداء األمثال‬
‫في استخدام هذه الموارد‪.‬‬

‫وعرفت أيضاا علاى أنهاا تعبار عان مادى نجااح المنشاأة فاي حسان اساتخدام المادخالت‬
‫لغرض تعظيم المخرجات المستهدفة‪.‬‬

‫فمن خالل التعاريف السابقة يتضاح باأن الكفااءة هاي تعبيار عان كيفياة اساتخدام المنشاأ‬
‫لمدخالتها من الموارد مقارنة بمخرجاتها اذ يجب ان يكون هناك استغالل عقالني ورشايد فاي‬
‫استخدام هذه الموارد واختيار المزيج المثل من عوامل االنتااج المساتخدمة والتاي تحقاق تدنياة‬

‫‪ - 52‬احمد عماد وأحالم بوعبدلي‪ " ،‬قياس درجة الكفاءة التشغيلية ودورها في ادارة مخاطر السيولة في البنوك‬
‫التجارية باستخدام مختلف البيانات"‪ ،‬مجلة رؤى اقتصادية‪ ،‬جامعة الشهيد لخضر الجزائر‪ ،‬ع ‪ 00‬سنة ‪،4660‬‬
‫ص ‪.102‬‬

‫‪45‬‬
‫في التكلفة للمنشأ دون التأثير على كمية االنتااج أو اختياار المازيج األمثال مان عوامال االنتااج‬
‫المستخدمة التي تحقق زيادة في كمية أو نوعية االنتاج دون التأثير على كل تكاليف االنتاج‪.53‬‬

‫ب‪ -‬طرق قياس الكفاءة التشغيلية‪.‬‬

‫تنقسم طرق قياس الكفاءة التشغيلية في شاركات التاأمين التكاافلي علاى األشاخاص إلاى‬
‫طرق تقليدية أو طريقة التحليل المالي (‪ ،)0‬ثم إلى طرق كمية (‪.)4‬‬

‫‪ -0‬الطرق التقليدية ( طريقة التحليل المالي)‪.‬‬

‫يعتبر تحليل المال مدخال كالسيكيا لتقييم أداء المؤسسات االقتصادية والمصارفية علاى‬
‫حاد سااواء بمااا فيهااا شااركات التااأمين التكااافلي وال زال يكتسااي أهميااة كبياارة لاادى االقتصاااديين‬
‫والماادراء الماااليين والمحاساابين‪ ،‬فالتحلياال المااالي هااو عمليااة اسااتخدام المقاااييس الكميااة لتقياايم‬
‫األداء المالي طالبي التأمين التكافلي مان خاالل إيجااد عالقاات باين بناود قاوانينهم المالياة التاي‬
‫تكشف عن مدى قوة مركزهم المالي وبالتالي مدى إمكانية سدادهم االلتزامات التاي تكاون فاي‬
‫ذمتهم‪ .‬وذلك وفق أسلوبين‪ ،‬أسلوب التحليل الرأسي وأسلوب االفقي‪.‬‬

‫يقوم أسلوب التحليل الراساي علاى دراساة العالقاة باين البناود المالياة المختلفاة بالقائماة‬
‫المالية عن فترة زمنية محددة‪ ،‬أو في تاريخ اعداد القائمة‪ ،‬بهدف تحديد الوزن النسبي لكل بناد‬
‫ماان البنااود القائمااة بالقياااس إلااى مجموعهااا‪ ،‬وكااذا للقياااس إلااى باااقي البنااود‪ ،‬أي قياااس العالقااة‬
‫النسبية للمفردات في قائمة واحدة‪ ،‬ويمكن من خاللها التوصل الاى النتاائج التاي ترشاد المحلال‬
‫المااالي وتساااعده فااي تكااوين رأيااه الخاااص اذا قورناات شااركة التااامين التكااافلي بشااركة شااركة‬
‫أخرى مماثلة تعمل بنفس النشااط و بانفس التاأرجح ‪ ،‬أو إذا قورنات الشاركة بنفساها فاي سانين‬
‫أخرى وازدادت أهمية هذا االسلوب بعد أن أصبح وسيلة للقيااس خساارة المعلوماات المترتباة‬
‫على دمج مفردات التقارير المالية المنشورة‪ ،‬كذلك فإن أهميته تزداد وتنضج عند وجود قاوائم‬
‫مالية لسنين متعاددة‪ ،‬بالتاالي فاان التحليال الماالي يعاد ( فاي هاذه الحالاة) وسايلة لتقيايم األهمياة‬
‫‪ - 53‬وسام حسين علي الغيزي‪ ،‬قياس كفاءة القطاع المصرفي العراقي الخاص باستخدام نموذج التحليل الحدودي‬
‫العشوائي لمدة‪ ،2100-2118‬مجلة العلوم االقتصادية واالدارية ‪ ،4600‬المجلد الثاني عشر العدد الخامس‬
‫والثالثون‪ ،‬ص‪.001‬‬

‫‪46‬‬
‫النسبية للعنصر أو لمجموعة على مدار فتارات محاسابية متتالياة‪ ،‬وبالتاالي تقيايم االتجااه العاام‬
‫لهذه األهمية النسبية‪ ،‬ومن هاذا المنطلاق فاان سايمة الجماود التاي يتصاف بهاا التحليال الراساي‬
‫تقاال بتحلياال قااوائم ماليااة لساانين متعااددة باإلضااافة إلااى اللجااوء إلااى أساالوب أخاار وهااو التحلياال‬
‫األفقي جنبا الى جنب مع التحليل الراسي‪.54‬‬

‫أما أسلوب التحليل االفقي فيقاوم علاى مقارناة للقاوائم المالياة لمادتين مختلفتاين وحساب‬
‫مقدار التغير لكل مفردة وبعدها القيام بحساب اجمالي التغير من فترة إلى أخرى وتحدياد نقااط‬
‫التحول والتغيير الطارئة تجاه المؤشرات المالية للبنك‪.‬‬

‫‪ -2‬الطرق الكمية‬

‫يمكاان التميااز فيهااا بااين عاادة طاارق‪ ":‬طريقددة تحليددل البيانددات المغلقددة " و"طريقااة حااد‬
‫التكلفة العشوائية و "طريقة الحد السميك" ثم "طريقة التوزيع الحر"‪.‬‬

‫فيمااا يتعلااق بطريقددة تحليددل البيانددات المغلقددة‪ ،‬فبعااد التطااور شااهده العااالم عاارف قياااس‬
‫الكفاءة تطورا ملحوظا فقد" ‪ "charnes‬وزمالئه أسس قواعد التحليل التغليفي للبيانات بحياث‬
‫تقسم الفكرة إلى قياس الكفااءة علاى المساتويين‪ ،‬مان ناحياة الكفااءة التقنياة الصاافية و األخارى‬
‫كفاااءة الحجاام‪ ،‬وأساالوب مغلااف البيانااات تقنيااة غياار معلوماتياة تسااتخدم تقنيااة البرمجااة الخطيااة‬
‫إلختبار نشاط شاركة التاأمين التكاافلي مقارناة بشاركة أخارى مان نفاس العيناة‪ ،‬أي تقام أفضال‬
‫تطبيق لمستوى تكنولوجي لكال الشركتين‪.‬‬

‫أما فيما يخض طريقة حد التكلفدة العشدوائية فمان خاللهاا ياتم تحدياد شاكل معاين لدالاة‬
‫التكاليف‪ ،‬وعادة ما تستخدم اللوغار يتم ومن خاللها تعين التكاليف كمتغير تابع لمجموعاة مان‬
‫المتغيرات المستقلة في النماوذج‪ ،‬بحياث تمثال التكلفاة الكلياة المتوقعاة الحاد الاذي يمثال أفضال‬
‫تطبيااق وبااذلك يااتم وصااف الشااركة التكافليااة بااال كفاااءة ف اي حالااة إذا تجاااوزت التكلفااة الحاليااة‬
‫التكلفة المتوقعة‪.‬‬

‫‪ - 54‬نهاد ناهض فؤاد الهبيل‪ " ،‬قياس الكفاءة التشغيلية باستخدام نموذج حد التكلفة العشوائية‪( ،‬دراسة تطبيقية‬
‫على المصاريف المحلية في فلسطين "‪ ،‬رسالة نيل شهادة ماستر تخصص المحاسبة والتمويل‪ ،‬كلية التجارة‬
‫والجامعة االسالمية بغزة ‪ ، 4601-4604،‬ص‪.21‬‬

‫‪47‬‬
‫أما طريقة الحد السميك فتستمد أفكارهاا مان الطاريقتين الساابقتين‪ ،‬فهاي تتبناى فرضاية‬
‫أن انحرافااات التكلفااة الكليااة الحاليااة المتوقعااة تعااود ألخطااار عشااوائية مرتبطااة بكفاااءة تساايير‬
‫المااوارد فهااذه الطريقااة تمياال إلااى تقياايم درجااة كفاااءة شااركات الت اأمين التكااافلي حسااب درجااة‬
‫انخفاض متوسط التكلفةّ‪ ،‬أي من إجمالي التكاليف إلى إجمالي األصول‪.‬‬

‫على مستوى طريقة التوزيع الحر فهي تقوم على تحديد نقاط الكفااءة بضابط دالاة الحاد‬
‫رياضاايا‪ ،‬وبااافتراض وجااود الالكفاااءة بوجااود أخطااار عشااوائية تااؤثر فيهااا‪ ،‬وبااذلك تمكاان هااذه‬
‫الطريقااة ماان تحديااد الالكفاااءة بالمقارنااة بااين دالااة تقاادير التكلفااة وكفاااءة حااد التكلفااة للشااركة‬
‫التكافلية‪.55‬‬

‫ثانيا – ترشيد تدبير الفائض التأميني‬

‫يعتبر الفائض التأميني من أهم األساس التاي يقاوم عليهاا التاأمين التكاافلي‪ ،‬حياث يعتبار‬
‫تأكيدا لمبدأ ملكية حملة الوثائق ألقساط التأمين لدى شركة التأمين التكافلية القائماة علاى أساس‬
‫التأمين التكافلي وبالتالي فهو يمثل أهم الفروق الجوهرية التي تميز نظام التأمين التكاافلي عان‬
‫نظاااام التاااأمين التجااااري‪ ،‬ويعاااود ذلاااك االخاااتالف إلاااى طبيعاااة العقاااد الاااذي بناااي علاااى عقاااود‬
‫المعاوضة‪ ،‬ومنه سيتم تناول كال مان مفهاوم الفاائض التاأميني ومكوناتاه ( أ)‪ ،‬ترشايد الفاائض‬
‫التأميني (ب)‪.‬‬

‫أ – مفهوم الفائض التأميني ومكوناته‪.‬‬

‫سمي الفرق بين ما تم جمعه من أقسااط وماا تام دفعاه مان تعويضاات فاي نظاام التاأمين‬
‫التكافلي اإلسالمي فائضا تأمينيا‪ ،‬وسمي فاي نظاام التاأمين التجااري ربحاا و سايتم تحدياد ذلاك‬
‫من خالل دراسة مفهوم الفائض التأميني (‪ ،)0‬ثم مكونات الفائض التأميني (‪.56)4‬‬

‫‪ - 55‬احمد عماد و احالم بو عبدلي‪ " ،‬قياس درجة الكفاءة التشغيلية ودورها في ادارة مخاطر السيولة في البنوك‬
‫التجارية باستخدام مختلف البيانات"‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪101‬‬
‫‪ - 56‬العبد القريشي و آخرون‪ " ،‬الفائض التأميني كألية لتمويل التنمية المستدامة مجلة نماء االقتصاد‬
‫والتجارة"‪ ،‬مج ‪ – 4‬ع خاص ‪ ،4609‬ص ‪.494‬‬

‫‪48‬‬
‫مفهوم الفائض التأميني‬ ‫‪.0‬‬

‫لم يقم المشرع المغرباي بإعطااء تعرياف للفاائض التاأميني وإنماا اكتفاى باإلشاارة إلاى‬
‫كيفيااة توزيعااه وإدارة توزيعااه وإدارتااه فااي المااواد ‪ 064‬و ‪ 061‬و المااادة ‪ 04‬ماان قااانون رقاام‬
‫‪ ،91.09‬فعرفتااه هيئااة المحاساابة والمراجعااة للمؤسسااات الماليااة بأنااه هااو مااا تبقااى ماان أقساااط‬
‫المشاااتركين واالحتياطاااات فاااي صاااندوق التكافااال وعوائااادها بعاااد خضااام جمياااع المصااااريف‬
‫والتعويضات المدفوعة‪ ،‬وهذا الناتج ليس ربحا وإنما يسمى الفائض‪.‬‬

‫كما عرفته أيضا وفق تعريف محاسبين بكوناه الفارق باين االرادات والمصاروفات فاي‬
‫صندوق التكافل عند نهاياة العاام الماالي‪ ،‬فاإذا زادت اإلرادات عان المصاروفات كاان الفاائض‬
‫ايجابيا‪ ،‬وإذا كان عكس ذلك كان الفائض سلبيا‪.57‬‬

‫ويفيااد ذلااك أن الفااائض التااأميني هااو حااق خاااص بحملااة الوثااائق وملااك شاارعي يااتم‬
‫التصرف به من قبال إدارات الشاركة بصافتها ماديرة لنظاام التاأمين ( وكالاة بااألجر)‪ ،‬كماا إن‬
‫الشركة حصلت على حصة من الربح مقابل قيامها باستثمار أماوال هيئاة المشاتركين ( شاريك‬
‫مضارب)‪ ،‬بما يحقق مصالحهم وفاق اللاوائح المعتمادة كتكاوين اإلحتياطاات لصاندوق التاأمين‬
‫التعاوني المملاوك لهام‪ ،‬أو توزيعاه علايهم أو التبارع باه وجاوه الخيار نياباة عانهم‪ ،‬وال تساتحق‬
‫الشركة المديرة ألعمال التأمين شيئا منه‪ ،‬ال علاى سابيل األجارة‪ ،‬وال سابيل المقابال االساتثمار‬
‫ألنه إذا أخد بصفة األجارة لاإلدارة أعماال التاأمين‪ ،‬فيجاب أن تكاون معلوماة ألن اإلجاارة مان‬
‫عقااود المعاوضااات الماليااة التااي تفساادها الجهالااة الفاحشااة‪ ،‬والفااائض قااد يوج اد‪ ،‬وقااد ال يوجااد‬
‫واألجرة تستحق سواء وجد الفائض أم لام يوجاد‪ ،‬وال يجاوز أيضاا أن يؤخاذ شايئا مان الفاائض‬
‫مقابل استثمار األقساط ألن مقابل االستثمار يجب أن يكون نسبة معلومة مان األربااح المحققاة‬

‫‪ - 57‬علد الرحمان النجدي‪ "،‬التأمين اإلسالمي المعيار الشرعي الصادر عن هيئة المحاسبة والمراجعة‬
‫للمؤسسات المالية االسالمية"‪ ،‬المنامة مملكة البحرين‪ ،‬ط األولى ‪ 1‬مايو‪ ،4601‬ص‪.110‬‬

‫‪49‬‬
‫وإن أخد حصة من الفائض يؤدي الى جهالة المقابل المالي لالستثمار ألن الفائض قد يوحاد أو‬
‫ال يوحد‪ ،‬فنفسد المضاربة التي على أساسها يتم االستثمار‪،58‬‬

‫وبالتالي فهو الرصيد الماالي المتبقاي فاي حسااب المشاتركين المخصاص للتوزياع‪ ،‬مان‬
‫مجمااوع األقساااط التااي قاادموها مااع اسااتثماراتها‪ ،‬وبعااد حساام االحتياطااات والنفقااات وجمااع‬
‫المصاريف‪ ،‬وهو أيضا الفرق بين التعويضات وأقساط التأمين وذلاك بعاد حسام المخصصاات‬
‫واالحتياطااات وعمليااا إعااادة التااأمين‪ ،‬ويعااد إضااافة مااا يتعلااق بالوعاااء التااأميني ماان أرباااح‬
‫االستثمار‪.59‬‬

‫مكونات الفائض التأميني‪:‬‬ ‫‪.2‬‬

‫يعتباار الفااائض التااأميني جااوهرة عمليااة للتاأمين التكااافلي حيااث يتميااز بااه نظااام التاأمين‬
‫التكافلي عن غيره من األنظمة األخرى للتأمين‪ ،‬وذلك آلنه يتكون من مجموعة مان المكوناات‬
‫وهي‪ :‬االيرادات والمصروفات التي تأتي وتأخذ من وعاء التأمين‪.‬‬

‫ووعاء التأمين ‪ :‬هو وعاء مالي له شخصية معنوية مستقلة عن المستأمنين يتاألف مان‬
‫مجموع األقساط التي يتبرعون بها تخارج عان ملكياتهم بمجارد التبارع بهاا الاى ملكياة الوعااء‬
‫غير أالئك الذين يتعرضون للخطر مستحقون للتعويض من الوعاء بالقدر الذي يجبار الضارر‬
‫المالي الاذي أصاابهم‪ ،‬ووعااء التاأمين يسامى صاندوق التكافال‪ ،‬وإلياه تاأتي االشاتراكات ومناه‬
‫تصرف التعويضات‪ ،‬ويتم تحقق مبدأ التكافل بين حملة الوثائق‪ ،‬وذلك من خاالل قياام الشاركة‬
‫باالحتفاااظ بجميااع أقساااط التااأمين المسااتوفاة ماان حملااة الوثااائق فااي صااندوق التكافاال‪ ،‬وتحقيقااا‬
‫لفكاارة فيمااا بياانهم‪ ،‬حيااث يااتم جباار أضاارار المشااتركين الااذين يتعرضااون للخسااارة ماان هااذا‬
‫الصاندوق‪ ،‬ويتكاون وعااء التااأمين التكاافلي مان الماوارد والمصااروفات‪ ،‬فيماا يتعلاق بااالموارد‬
‫فهاااي تتكاااون مااان األقسااااط التاااي يااادفعها المشاااتركون لشاااركة التاااأمين التكاااافلي واحتياطاااات‬
‫‪ - 58‬شعبان محمد البراوي‪ " ،‬الفائض التأميني في شركات التكافل وعالقة صندوق التكافل باإلدارة" ‪ ،‬بحث مقدم‬
‫لمؤتمر الهيئات الشرعية لهيئة المحاسبية والمراجعة للمؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬بفندق كروان بالزا‪ -‬المنامة‪،‬‬
‫مملكة البحرين‪ 41-42 ،‬مايو ‪ ،4600‬ص ‪.1‬‬
‫‪ - 59‬احمد كمال حسين عباس‪ "،‬الفائض التأميني وطرق توزيعه في شركات التأمين اإلسالمي"‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫شهادة ماستر‪ ،‬تخصص اقتصاد ومصارف اسالمية‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪،‬‬
‫‪ ،4604-4600‬ص‪.49‬‬

‫‪50‬‬
‫الحسااابات المتراكمااة واالحتياطااات القانونيااة وكااذا عوائااد االسااتثمار والتعويضااات والعمااالء‬
‫وأيضا التبرعات و االعانات والدعم من الدولة باإلضافة الى التسابيقات التكافلياة التاي تقادمها‬
‫مقاوالت التأمين وإعادة التاأمين التكاافلي فاي حالاة وجاود حجاز كماا فاي الماادة ‪ 440-06‬مان‬
‫القااانون رقاام ‪ 91.09‬علااى أنااه فااي حالااة عاادم كفايااة األصااول الممثلااة لالحتياطااات التقنيااة‬
‫لحسابات صندوق التامين التكافلي‪ ،‬يجب على مقاولة التأمين التكاافلي وإعاادة ساد هاذا العجاز‬
‫بتسبيقات تكافلية‪.60‬‬

‫أما على مستوى مصروفات الصندوق فتتكاون مان التعويضاات التاي تادفع للمشاتركين‬
‫والرسوم التاي تأخاذها شاركة التاأمين التكاافلي ورساوم مادير االساتثمار وكاذا أقسااط عملياات‬
‫إ عااااادة التااااأمين‪ ،‬والمصااااروفات المباشاااارة مثاااال مصااااروفات مراجااااع و تاااادقيق حسااااابات‬
‫والمصروفات العمومية مثل الرواتب والمكافئات‪ ،‬إضافة الاى الفاائض الماوزع حالاة وجاوده‪.‬‬
‫من هنا يمكن استنتاج مكونات الفائض التأميني وهي أقساط التأمين المكتسبة بواساطة الشاركة‬
‫المباشرة وكذا من حصة حملة الوثائق من أرباح استثمار فائض أقسااط التاأمين ومان العوائاد‬
‫التي تأتي من عمليات إعادة التأمين‪ ،‬وكذا احتياطات الحسابات المتراكمة في السنوات السابقة‬
‫واالحتياطااات القانونيااة ماان قباال الساالطات المختصااة وأيضااا ماان التعويضااات المسااتردة‪ ،‬كمااا‬
‫يتكااون فااائض التااأمين ماان مجموعااة االشااتراكات المدفوعااة ماان المسااتأمنين وتتااولى شااركة‬
‫التااأمين بصاافتها وكاايال عاان المسااتأمنين التصاارف بااه بمااا يحقااق مصاالحتهما برصااده كااامال‬
‫كاحتياطات فنية لصندوق التأمين التعاوني أو بتوزيعه كامال على المساتأمنين أو برصاد جازء‬
‫منه وتوزيع الباقي‪.61‬‬

‫إن عملية إدارة الفائض في التأمين التكافلي هي العملية التي تسابق توزياع الفاائض(‪)0‬‬
‫وذلك من خالل حسابه واستثماره(‪.)2‬‬

‫‪ - 60‬العبد القريشي‪ "،‬الفائض التأميني كألية لتمويل التنمية المستدامة" مجلة نماء االقتصاد و التجارة‪ ،‬مج رقم ‪4‬‬
‫عدد خاص ‪ ،4609‬ص‪.491‬‬
‫‪ - 61‬أحمد كمال حسين عباس‪ " ،‬الفائض التأميني وطرق توزيعه في شركات التأمين االسالمية"‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫شهادة الماستر‪ ،‬تخصص اقتصاد ومصارف اسالمية‪ ،‬كلية الشريعة والدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬السنة‬
‫الجامعية ‪ ،4604-4600‬ص‪.49‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ )0‬حساب الفائض التأميني‪:‬‬

‫يتم حساب الفائض التأميني بتحدياد الوعااء الحساابي لكال مشاترك‪( ،‬وهاو صاافي نااتج‬
‫األرباح والخسائر الخاص بكل عميل لتك السانة)‪ ،‬بتوضايح رصايد الحسااب الخااص بالعميال‬
‫الاذي يظهاار إجمااال األقساااط لجميااع فااروع التااأمين مطروحااا منااه احتياااطي األخطااار السااارية‬
‫والطلبات المسددة والطلبات التي تحت التسديد‪ ،‬حيث إجمالي اشاتراكات جمياع وثاائق التاأمين‬
‫لكل مؤمن له وحادة واحادة تام تحسام المباالغ المعتمادة الحتياطاات األخطاار الساارية‪ ،62‬وذلاك‬
‫بضرب مجموع أقساط كل فرع من فروع التأمين للسنة في السنة المقاررة لاذلك الفارع‪ ،‬وبعاد‬
‫ذلاااك ياااتم حسااااب التعويضاااات لكااال عميااال بصااافة مساااتقلة عااان جمياااع التعويضاااات المساااددة‬
‫الموقوفة‪ ،‬وهنا يتم معرفة إجمالي ما دفع وما لام ياتم دفعاه بعاد التعويضاات لكال عميال بصافة‬
‫مستقلة‪ ،‬وفاي األخيار ينظار الاى الوعااء الحساابي لكال عميال بصافة مساتقلة فاي ضاوء قاعادة‬
‫توزيع الفائض التاأميني المعماول بهاا فاي الشاركة‪ (،‬والوعااء الماالي هاو صاافي نااتج حسااب‬
‫األرباح والخسائر الخاصة بكل عميل لتلك السنة)‪ ،‬فإذا كانت نتائج العميل ممان تنطباق عليهاا‬
‫قاعادة " إن مدن سدددت لده تعويضدات او لده تعويضدات تحدت التسدديد تقدل فدي مجموعدا عددن‬
‫صافي مجموع اشتراكاته"‪ .‬فإنه يشارك في الفائض التأميني على أساس الرصيد المتبقاي مان‬
‫هذه االشتراكات‪.63‬‬

‫‪ )2‬كيفيات توزيع الفائض التأميني‪:‬‬

‫لقااد حاادد المشاارع المغربااي فااي المااادة ‪ 061‬ماان القااانون رقاام ‪ 91.09‬كيفيااة توزيااع‬
‫فااوائض التاأمين بمااا فيااه فااوائض تقنياة وماليااة‪ ،‬حيااث اشااارة هااذه المااادة أعاااله إلااى أن توزيااع‬
‫الفااوائض التقنيااة والماليااة فااي التااأمين التكااافلي علااى المشااتركين وفااق نظااام تساايير صااندوق‬
‫التااأمين التكااافلي بعااد خصاام التساابيقات التكافليااة عنااد االقتضاااء‪ ،‬وكااذا صاادور قاارار لااوزير‬
‫االقتصاااد والمالياااة وإصااالح اإلدارة رقااام ‪ 4264.40‬صااادر فاااي ‪ 41‬ماان محااارم ‪1( 0221‬‬

‫‪ - 62‬أحمد كمال حسين عباس‪ "،‬الفائض التأميني وطرق توزيعه في شركات التأمين االسالمية"‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.91‬‬
‫‪ - 63‬عمر أسامة و عماري زهير‪ "،‬أثر آليات توزيع فائض التأمين على تنافسية شركات التأمين التكافلي"‪ ،‬بحث‬
‫مقدم الى المؤتمر الدولي حول منتجات وتطبيقات االبتكار والهندسة المالية بين الصناعة المالية التقليدية‬
‫و الصناعة المالية االسالمية‪ ،‬األكاديمية العالمية للبحوث الشرعية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬و‪ 0‬ماي ‪.4602‬‬

‫‪52‬‬
‫ساابتمبر ‪ )4640‬بتطبيااق بعااض أحكااام القااانون رقاام ‪ 01.11‬المتعلااق بمدونااة التأمينااات فيمااا‬
‫يخااص التااأمين التكااافلي‪ ،‬أنااه ال يمكاان ماانح جاازء ماان هااذه الفااوائض التقنيااة والماليااة لمقاولااة‬
‫التااأمين التكااافلي أو إعااادة الت اأمين التكااافلي‪ ،‬وال يمكاان توزيعهااا إال بعااد تكااوين االحتياطااات‬
‫والمخصصااات‪ ،‬وقباال ذلااك وبااالتزام مقاولااة التاأمين وإعااادة الت اأمين التكااافلي يجااب عليهااا أن‬
‫تخباار المشااتركين بوجااود الفااائض التااأميني داخاال أجاال ‪ 16‬يومااا ماان إعااداد القااوائم التركيبيااة‬
‫المغلقة بالحسابات السنوية لصندوق التأمين التكافلي‪ ،‬وبالتالي تؤدي هذه الفوائض مان طارف‬
‫مقاولة التأمين وإعادة التأمين التكافلي داخل األجل وبالكيفيات المحاددة بمنشاور تصادره هيئاة‬
‫مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي على اال يتعدى هذا األجل ‪ 0‬أشهر من تااريخ حساابات‬
‫صندوق التأمين التكافلي‪.64‬‬

‫أماا بخصااوص طاارق توزيااع الفااائض فااي التاأمين التكااافلي فهااي تختلااف حسااب أربعااة‬
‫طرق وهي كاالتي‪:‬‬

‫‪ 0‬الطريقة األولى‪ :‬يتم وفق هذه الطريقة توزيع حساب نسابة اشاتراك كال مشاترك الاى‬
‫إجمااالي الفااائض‪ ،‬وعلااى جميااع حملااة الوثااائق دون تفريااق ماان حصاال علااى تعااويض وماان لاام‬
‫يحصاال وكااذلك دون اشااتراك المساااهمين‪ .‬إال أن مااا يعاااب علااى هااذه الطريقااة هااو إعتبارهااا‬
‫تخارق مباادأ العدالااة والمساااواة بااين المشااتركين ‪ ،‬فاال يتساااوى ماان حصاال علااى مبلااغ تعااويض‬
‫مسااوي لقيماة إشاتراكه أو زائاادا عناه‪ ،‬ماع ماان لام يحصال علااى أي تعاويض‪ ،‬وباذلك ال يكااون‬
‫هناااك أي مراعااات للجانااب التربااوي و التحفياازي الااذي يمثاال فااي دفااع المشااتركين لمزيااد ماان‬
‫الحرص والحذر حتى ال يقعوا في الحوادث‪ ،‬فيحرمون من الفائض‪.65‬‬

‫‪ .2‬الطريقة الثانية‪ :‬وتتجلى في حرمان من عوض أي من أصابه حادث وعاوض فاي‬


‫حادث اه‪ ،‬مهمااا كاناات نساابة التعااويض‪ ،‬وهااذا معناااه أن الموضااوع قااائم علااى التباارع الااذي فيااه‬
‫السعة‪ ،‬فمادام المشتركون موافقين على ذلك فال حرج‪.‬‬

‫‪ - 64‬الفقرة الخامسة والسادسة من المادة ‪ 061‬من القانون رقم ‪ ،91.09‬م س‪ ،‬ص‪9‬‬


‫‪ - 65‬عمر أسامة و عماري زهير‪ "،‬أثر آليات توزيع الفائض التأميني على تنافسية شركات التأميني التكافلي"‪،‬‬
‫م س‪ ،‬ص ‪.00‬‬

‫‪53‬‬
‫‪.0‬الطريقة الثالثة‪ :‬تتم هاذه الطريقاة وفاق مالحظاة نسابة التعاويض إلاى نسابة الفاائض‬
‫بحيث إذا إستقر في التعويض كل المبلغ المادفوع مان المشاترك فاال يساتحق شايئا مان الفاائض‬
‫وإذا كان مبلغ التعويض يعادل نصف ما دفعه المشترك‪ ،‬فإنه يساتحق نصاف فوائضاه‪ ،‬وهكاذا‬
‫حسب النسبة والتناساب‪ ،‬أي المقاصاة باين المبلاغ المساترد والتعاويض المادفوع للمساتأمن ماع‬
‫مراعاة أسس توزيع الفائض‪.‬‬

‫‪ .2‬الطريقدددة الرابعدددة‪ :‬وفيماااا ياااتم التوزياااع باااين حملاااة الوثاااائق والمسااااهمين بتحدياااد‬
‫نسبة‪ %06‬على سابيل المثاال للمسااهمين‪ ،‬والبااقي للمشاتركين ‪ ،‬وذلاك فاي حاالتين‪ ،‬إذا كانات‬
‫الصايغة المطباق للتااأمين التكاافلي هااي صايغة المضااربة وعناادما تكاون الصاايغة المطبقاة هااي‬
‫المضاربة والوكالة معا‪ ،‬ويكون نصيب الشركة على سبيل الحافز‪.‬‬

‫بالتالي فإن توزيع الفائض التأميني وفق الطارق األربعاة الماذكورة ياؤثر فاي التوسايع‬
‫فااي الخاادمات التأمينيااة التكافليااة وتاادعيم المركااز المااالي للشااركة‪ ،‬وزيااادة قاادرتها علااى تقااديم‬
‫وتوزيااع خاادماتها التأمينيااة حيااث أن مسااتقبل الشااركة التكافليااة واسااتمراريتها تااأتي فااي المقااام‬
‫األول عنااد اتخاااذ القاارار بااإدارة الفااائض التااأميني وتوزيعااه‪ ،‬وماان تاام يجااب عليهااا اتخاااذ كافااة‬
‫الخطااوات الكفيلااة بتحقيااق أكباار فااائض تااأميني ممكاان ماان خااالل اختيااار االسااتثمار األفضاال‬
‫لألقسااااط المجتمعاااة مااان إشاااتراكات المساااتأمنين بأنشاااطة اساااتثمارية مجدياااة ومباحاااة شااارعا‬
‫باإلضافة إلى حسن االختيار من بين شاركات إعاادة التاأمين عناد قياام الشاركة بإعاادة التاأمين‬
‫على عملياتها‪.66‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مكانة الرقابة في تنمية التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫إن العالقة بين المنشأ التي تمارس التأمين سواء كانت تجارية أو تكافلياة وباين الماؤمن‬
‫لهم أو المستأمنين في التأمين التكافلي تتسام بشايء مان عادم التكاافؤ فاي فهام وإدراك الناواحي‬
‫الفنية للعملية التأمينية‪ ،‬فشركات ومؤسسات التأمين بما يصدر عنها من تغطيات ووثائق غالباا‬
‫ال تكون للمؤمن لهم أو المستأمنين دخل في إعدادها باعتبارها من قبيل عقود االذعان‪ ،‬فتكاون‬
‫هي المهيمنة على العالقة التأمينية والعالمية بمواطن وخفايا األماور فيهاا‪ ،‬وإذا ماا تركات هاذه‬
‫‪ - 66‬موسى مصطفى القضاة‪" ،‬حقيقة التأمين التكافلي" م س ‪ ،‬ص ‪01‬‬

‫‪54‬‬
‫العالقاة باادون رقيااب لاه ماان الخباارة الفنياة مااا يمكنااه مان مراقبااة ماادى التازام شاركات التاأمين‬
‫بالوفاء بتعهداتها أمام المؤمن لهم‪ ،‬فاإن هاذا الفاراغ يفاتح المجاال علاى مصارعيه لتعساف تلاك‬
‫الشركات في تفسير ما يصدر عنها من تعهدات والتزامات عن حدوث االخطاار الماؤمن منهاا‬
‫ومااا يسااتتبع ذلااك ماان ضااياع لحقااوق المااؤمن لهاام والمسااتفيدين وخاصااة ماانهم عمااالء البنااوك‬
‫التشاركية‪ ،‬وفقدان الثقة في هاذه االخيارة وفاي اتفاقياة التاأمين التكاافلي نظارا للعالقاة الوطيادة‬
‫بين التأمين التكافلي و األبناك التشاركية‪.‬‬

‫نجااد المشاارع المغربااي وعلااى غاارار باااقي التشااريعات ف ارض نااوع ماان الرقابااة علااى‬
‫شركات التأمين التكافلي على االشخاص واوكل هذا األمر إلى كل مان هيئاة الرقاباة الشارعية‬
‫(اوال)‪.‬و هيئة الرقابة القانونية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال – هيئة الرقابة الشرعية‬

‫فيما يخص أهمية دور الرقاباة الشارعية فاي مراقبتهاا لعملياات التاأمين وإعاادة التاأمين‬
‫التكافلي على األشخاص ‪،‬وحتى تساهم فاي تعزياز الياة اساتمراره وتطاويره فاي اطاار عالقتاه‬
‫بعمالء البنوك التشاركية‪ ،‬سيتم التطارق الاى نطااق هاذه الرقاباة ألجال التأكياد بادورها العمياق‬
‫والفعال تجاه الرقابة على عمليات التأمين التكافلي علاى األشاخاص ولكاون ان تنظيمهاا وساير‬
‫عملها قاد تمات اإلشاارة إلياه ساابقا إذن فباالرجوع الماادة ‪ 67 002‬مان قاانون رقام ‪ 91.09‬فاي‬
‫فقرتها األخيرة نجدها تنص على انه يمكن منح االعتماد لمزاولة عمليات اعاادة التاأمين وذلاك‬
‫وفق الشروط وحسب الكيفيات المحددة بمنشاور تصادره الهيئاة بعاد الارأي بالمطابقاة الصاادر‬
‫عن المجلس العلمي األعلى ويعني ذلك ان للشرعية المالية التشااركية التابعاة للمجلاس العلماي‬
‫األعلى تبدي رأيها في طلبات منح االعتماد لمزاولة عمليات إعادة التأمين لدى مقاولة معتمادة‬
‫بصفة تجارية لمزاولة عمليات اعادة التأمين‪ .‬وايضا تتجلى الرقاباة الشارعية للتاامين التكاافلي‬
‫في إطار ما يتعلق بتوزيع نماذج عقود التاأمين التكاافلي وكاذا الوثاائق المتعلقاة بهاا أو تساليمها‬
‫أو نشرها حيث ال يتم ذلك اال بعد ابداء الراي الصادر عن المجلس العلمي األعلى‪.68‬‬

‫‪ - 67‬المادة ‪ 002‬من قانون رقم ‪ ،91.09‬م س ‪،‬ص‪1‬‬


‫‪ - 68‬المادة ‪ 421-4‬من القانون رقم ‪ 11.01‬المتعلق بمدونة التأمينات‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫كما ال يمكن إبرام اتفاقية إعاادة التاأمين التكاافلي المتضامنة للشاروط العاماة والشاروط‬
‫الخاصة المخالفة لها المشار اليها في الفقرتين األولى و الثانية من الماادة ‪ 421-1‬مان القاانون‬
‫رقاام ‪ 11.01‬المتعلااق بمدونااة التأمينااات إال بعااد إبااداء الاارأي الصااادر عاان المجلااس العلمااي‬
‫األعلاى‪ 69‬وكاذلك مجلاس رقاباة المجلاس العلمااي األعلاى وفاق صادور أياة مطابقاة بخصااوص‬
‫كيفيات أداء أجرة تسيير حساب التامين التكافلي إلى مقاوالت التأمين وإعاادة التاأمين التكاافلي‬
‫وكاذا معااايير تحديااد هااذه األجاارة تاام كيفيااات توزيااع الفااوائض التقنيااة والماليااة لحساااب التااامين‬
‫التكافلي على المشتركين في عمليات التامين التكافلي التي يتم تحديدها من االدارة باقتراح من‬
‫هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي ‪ 70‬التكافلي واعادة التامين التكافلي و ايضاا يجاب‬
‫أن يشمل نظاام الحكاماة فاي مقااوالت التاأمين التكاافلي وإعاادة التاامين التكاافلي وظيفاة للتقيياد‬
‫بآراء المجلس العلمي االعلى كما يجب أن يشمل المراقبة الداخلية ايضا التعرف والوقاياة مان‬
‫خطر عدم مطابقاة هاذه العملياات وأنشاطة المقاولاة الماذكورة لاآلراء بالمطابقاة الصاادرة عان‬
‫المجلااس العلمااي كمااا أيضااا تتبااع تطبيااق اآلراء بالمطابقااة السااالفة الااذكر ومراقبااة احترامهااا‬
‫والسيما عبر وضع المساطير والدالئل الواجب اتباعها لضمان تطبيق هذه اآلراء وتقييدها‪.71‬‬

‫بالنسبة لمقاوالت التأمين وإعادة التأمين التكافلي يجب على جهاز التادقيق الاداخلي أن‬
‫يعد أيضا مرة في السنة على األقل تقريرا خاصاا حاول مادى إحتارام عملياات التاأمين وإعاادة‬
‫التأمين التكافلي لآلراء بالمطابقة الصادرة عن المجلس العلماي األعلاى‪ ،‬ولهاذا الغارض يجاب‬
‫أن يتااوفر هااذا الجهاااز علااى المااوارد البشاارية التااي تتااوفر فيهااا الكفاااءات الضاارورية فاي هااذا‬
‫المجااال ويرساال هااذا التقرياار إلااى الهيئااة التااي تحياال باادورها نسااخة منااه إلااى المجلااس العلمااي‬
‫األعلى فور توصلها به‪.‬‬

‫بالتالي فالرقابة الشرعية على عملية التأمين التكافلي على األشخاص هي رقاباة شااملة‬
‫باادء ماان ماانح االعتماااد إلااى مراقبااة عماال سااير نشاااط مقاولااة التااامين وإعااادة التاأمين التكااافلي‬
‫وحتااى إلااى حيااث توزيااع الفااوائض التأمينيااة‪ ،‬مااا ياادل علااى مواكبااة اللجنااة الشاارعية الماليااة‬

‫‪ - 69‬المادة ‪ 421-1‬من القانون رقم ‪ 11.01‬المتعلق بمدونة التأمينات‪.‬‬


‫‪ - 70‬المادة ‪ 429‬من القانون رقم ‪ 11.01‬المتعلق بمدونة التأمينات‪.‬‬
‫‪ - 71‬المادة ‪ 411‬من القانون رقم ‪ ،91.09‬ص‪1‬‬

‫‪56‬‬
‫التشاااركية نشاااط مقاااوالت التااامين وإعااادة التاأمين التكااافلي‪ ،‬حتااى تساااهم فااي تطااوير نشاااطه‬
‫ومواكبتااه للتطااورات االقتصااادية وحتااى يكااون مالئمااا مااع تغطيااة شاااملة لمنتجااات البنااوك‬
‫التشاركية وفي إطار عالقته مع عمالئها‪.‬‬

‫ثانيا – هيئة الرقابة القانونية‬

‫يعد إحداث هيئة مراقباة التأميناات واالحتيااط االجتمااعي سانة ‪ 4600‬بموجاب القاانون‬
‫‪ ،7204-02‬نقطااة تحااول فااي مجااال الرقابااة علااى التااأمين‪ ،‬حيااث اسااندت للهيئااة مهااام تنظاايم‬
‫ومراقبة قطاع التأمين التكافلي واالحتياط االجتمااعي بعادما كانات مان اختصااص جهااز تاابع‬
‫لااوزارة االقتصاااد والماليااة‪ ،‬فبفضاال اسااتقاللها االداري والمااالي‪ ،‬تعتباار الهيئااة إحاادى الركااائز‬
‫الثالث‪ -‬إلى جانب كل من بنك المغرب والهيئة المغربياة لساوق الرسااميل‪ -‬التاي يعتماد عليهاا‬
‫لتنظاايم القطاااع المااالي المغربااي حيااث تساااهم فااي اسااتقراره وعص ارنته تماشاايا مااع المعااايير‬
‫الدولية‪ ،‬تلعب هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي بموجب الصالحيات الواساعة التاي‬
‫خولهااا اياه اا المشاارع‪ ،‬دورا أساساايا علااى مسااتوى ضاابط ومراقبااة نزاهااة وجااودة الخاادمات‬
‫المقدمااة ماان طاارف القطاااعين الخاضااعين لرقابتهااا‪ ،‬وكااذا حمايااة المااؤمن لهاام والمنخاارطين‬
‫والمشتركين‪ ،‬وذلك طبقا لمقتضيات القانون رقم ‪ 01.11‬المتعلق بمدونة التأميناات‪ ،‬وذلاك مان‬
‫طرف اجهزة تسييرها (أ)‪ ،‬ووفق نظام مراقبتها(ب)‪.‬‬

‫أ‪ .‬أجهزة تسيير هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪.‬‬

‫تتكااون أجهاازة هيئااة مراقبااة التااأمين واالحتياااط االجتماااعي ماان مجلااس إدارة الهيئااة‬
‫ورئيس الهيئة‪ ،‬يتولى مجلس إدارة الهيئة القيام بوضع السياسة العامة للهيئاة والمصاادقة علاى‬
‫النظام الداخلي وتحديد مساهمات الهيئات الخاضاعة لمراقباة الهيئاة والمصاادقة علاى التقريار‬
‫الساانوي لحصاايلة مهااام وأشااغال الهيئااة وعلااى قوائمهااا الماليااة وعلااى ميزانيتهااا والتعااديالت‬

‫‪ - 72‬ظهير شريف رقم ‪ 0.02.26‬الصادر بتاريخ ‪ 2‬جمادى األولى ‪ 0 (0212‬مارس ‪ )4602‬القاضي بتنفيذ‬
‫القانون رقم ‪ 02.04‬القاضي بإحداث هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي المنشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 0426‬الصادرة بتاريخ ‪ 09‬جمادى األول ‪ 46(0212‬مارس‪ )4602‬ص ‪.1406‬‬

‫‪57‬‬
‫المدخلة علاى هاذه الميزانياة‪ 73‬كماا يتاولى البات فاي تقريار مراقاب الحساابات وفاي كال تقريار‬
‫لالفتحااص واتخااذ قارارات مانح االعتمااد لمقاولاة التاامين إعاادة التاأمين‪ ،‬وتتاألف مان رئايس‬
‫الهيئااة وممثاال عاان االدارة والماادير الع اام لمجلااس القاايم المنقولااة وثالثااة أعضاااء يااتم تعياانهم‬
‫بمرسوم لمدة اربع سانوات قابلاة للتجدياد مارة واحادة ياتم اختياارهم نظارا لقاعادتهم فاي ميادان‬
‫التاأمين أو التعااون وال يمكاان انهااء مهمااة أي عضاو مان هااؤالء األعضااء الثالثااة قبلاة تاااريخ‬
‫انتهائهاا إال اذا أصاابح غياار قااادرا علاى القيااام بهااا أو ارتكااب خطاأ جساايم‪ ،‬وفااي هاتااه الحااالتين‬
‫ينتهي انتخاب العضو المعني باألمر يطلب معلال مان المجلاس الاذي يبات فاي األمار باألغلبياة‬
‫ماعاادا العضااو المعنااي‪ ،‬وكااذلك تتااألف ماان قاضااي ماان محكمااة الاانقض يكااون ملمااا بالمجااال‬
‫االقتصااادي والمااالي يعينااه الاارئيس األول للمحكمااة المااذكورة ويسااتمر أعضاااء المجلااس عنااد‬
‫نهاية مدة انتدابهم في مزاولة مهامهم إلى حين تعينهم من جديد أو تعويضهم‪.74‬‬

‫ويجتمع مجلس إدارة الهيئاة بمباادرة مان رئيساه كلماا دعات الظاروف إلاى ذلاك وعلاى‬
‫األقل مرتين فاي السانة للمصاادقة علاى القاوائم التركيبياة الخاصاة بالنسابة المحاسابة المختتماة‬
‫وعلاى ميزانيتاه لساانة المحاسابة المقبلااة‪ ،‬كماا يجتمااع كلماا طلاب ذلااك ثالثاة ماان أعضاائه علااى‬
‫األقل كما يمكن لكل عضو وأن يفرض عضوا أخار لتمثيلاه فاي جلساة المجلاس‪ ،‬وال يمكان أن‬
‫يتوفر كل عضو إال على وكالة واحادة خاالل نفاس الجلساة‪ ،‬فيتاداول المجلاس بصافة صاحيحة‬
‫بحضور أربعة من أعضاء على األقل منهم الرئيس وتتخذ قراراته بأغلبية أصاوات األعضااء‬
‫الحاضرين وفي حالة تساوي األصوات يرجح الجانب الذي فيه صوت الرئيس‪.75‬‬

‫هذا عن مجلس إدارة الهيئة أما عن جهاز رئيس الهيئة فيقوم فيه الارئيس بتادبير الهيئاة‬
‫وتساااييرها ماااع مراعااااة االختصاصاااات المخولاااة إلاااى مجلاااس الهيئاااة وتساااييرها ماااع مراعااااة‬
‫االختصاصات المخولة إلى المجلس بموجب هذا القاانون ولهاذه الغاياة يارأس المجلاس ويحادد‬
‫جدول أعماال جلسااته ويصادر المناشار الضارورية لممارساة مهاام الهيئاة بعاد اساتطالع رأي‬
‫أجهزة التقنين كما يتخاذ جمياع القارارات المتعلقاة بالعقوباات ويعاد مشااريع الميزانياة السانوية‬

‫‪ - 73‬حسن بوب ريك هيئة مراقبة التأمينات واالحتياطات االجتماعي التقرير السنوي ‪ 4600‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد‪ 2222-01‬جمادى ‪ 0‬ص ‪.0122‬‬
‫‪ - 74‬المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ 02.04‬المتعلق بهيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي ‪.‬‬
‫‪ - 75‬المادة ‪ 01‬من قانون رقم ‪.02.04‬‬

‫‪58‬‬
‫والتعديالت التي تطرأ عليها خالل السنة المالية ويحصار حساابات الهيئاة وأيضاا يقاوم بتنظايم‬
‫مصااالح الهيئااة وفااق الهيكاال التنظيمااي الااذي صااادق عليااه المجلااس ويجاادد مهامهااا كمااا يعااد‬
‫مشروع التقرير السنوي لنشااط الهيئاة ويعمال علاي تنفياذها وتفعيلهاا ويمثال الهيئاة إزاء الغيار‬
‫ويرفاااع الااادعاوى القضاااائية ويتابعهاااا تااام يااادافع عنهاااا ويتخاااذ جمياااع تااادابير التنفياااذ ووساااائل‬
‫االجراءات التحفظية التي يراهاا مفيادة ولكان يمكان للارئيس أيضاا أن يفاوض لمساتخدمين مان‬
‫الهيئة بعض المهام المتعلقاة باإدارة وتادبير مصاالح الهيئاة ومساتخدميها و يسااعد الارئيس فاي‬
‫مهامااه كاتااب عااام يسااهر تحاات ساالطة الاارئيس علااي تنساايق أعمااال مختلااف مصااالح الهيئااة‬
‫ويمارس كافة السالط والمهاام التاي يفوضاها الارئيس الياه‪ ،‬ويعاين الكاتاب العاام بمرساوم يتخاذ‬
‫باقتراح من الرئيس يحدد أجرته‪.76‬‬

‫هذا على مستوى أجهزة تسيير هيئاة مراقباة التأميناات واالحتيااط االجتمااعي وبالتاالي‬
‫فماذا عن نطاق مراقبتها للتأمين التكافلي ‪.‬‬

‫ب‪ .‬نطاق مراقبة هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪.‬‬

‫بالرجوع إلى المادة ‪ 00‬من قانون هيئة مراقبة التأمينات واالحتيااط االجتمااعي نجادها‬
‫تاانص علااى" تمااارس هيئااة مراقبااة التأمينااات واالحتياااط االجتماااعي رقابتهااا علااى مقاااوالت‬
‫التااأمين التكااافلي الخاضااعة لهااا وذلااك بااإدالء هااذه األخياارة للهيئااة بجميااع البيانااات والتقااارير‬
‫والجداول وكل الوثائق التي تمكن مراقبة وضاعيتها المالياة والتقنياة وفاق الشاكل داخال األجال‬
‫المحااددة بمنشااور تصاادره الهيئااة كمااا يمااارس هااذه المراقبااة بعااين المكااان مسااتخدمون بالهيئااة‬
‫محلفون منتدبون من لدنها لهذا العرض ويمكن لهؤالء المستخدمين في كل وقت ان يفحصاون‬
‫بعين المكان جميع العمليات التي تقوم بها الهيئات المذكورة‪.77‬‬

‫يعنااي ذلااك أنهااا تمااارس الرقابااة المااذكورة لصااالح المسااتأمنين والمسااتفيدين ماان عقااود‬
‫التاأمين التكااافلي وكااذا ماان أجاال إحتاارام االلتزامااات المبرمااة تجاااه المقاااوالت المحتلااة بالنساابة‬
‫لعمليااات اعااادة التااامين حي اث أن الغاارض ماان ذلااك إحتاارام مقاااوالت الت اأمين وإعااادة الت اأمين‬

‫‪ - 76‬المادة ‪ 01‬من القانون رقم ‪04.02‬‬


‫‪ - 77‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪04.02‬‬

‫‪59‬‬
‫أحكاماااا للقاااانون رقااام ‪ 11.01‬المتعلاااق بمدوناااة التأميناااات ‪ ،78‬وماااا يساااتتبع ذلاااك مااان تطاااوير‬
‫واستمرار نشاط التأمين التكافلي في عالقتاه بمنتجاات البناوك التشااركية وخلاق الثقاة واألماان‬
‫في نفوس المستأمنين ويمكن أيضا توسيع نطااق هاذه المراقباة فاي حادود هاذه المهماة إلاى كال‬
‫شركة تمتلك فيهاا هاذه المقاولاة بطريقاة مباشارة أو غيار مباشارة ماا يفاوق نصاف رأس الماال‬
‫وحقوق التصويت بما فيها البنوك التشاركية ‪79‬ألناه فاي غالاب األحياان سايتم إعتمااد مقااوالت‬
‫الت اأمين التكااافلي بااالمغرب برأساامال فااي البنااوك التشاااركية‪ ،‬وتمتااد هااذه المراقبااة أيضااا إلااى‬
‫الشركات التابعاة لمقااوالت التاأمين وإعاادة التاأمين وثروتهاا الموجاودة خاارج المغارب إذا لام‬
‫تتعارض هذه المراقبة مع األحكام المقررة في البلدان التي تمارس فيها هاذه الشاركات التابعاة‬
‫أو الفروع ‪ ،80‬إال أنه ال يمكن أن يكاون لتوسايع نطااق هاذه المراقباة غارض غيار التحقاق مان‬
‫الوضعية المالية الحقيقة لمقاولة التأمين وإعادة التاأمين التاي تمات مراقبتهاا وكاذا احتارام هاذه‬
‫المقاولة لاللتزامات التي أبرمتها تجاه المستأمنين أو المستفيدين من عقود التأمين التكافلي‪.81‬‬

‫فااي نطاااق هااذه المراقبااة يجااب علااى مقاااوالت الت اأمين إعااادة الت اأمين التكااافلي األداء‬
‫بجميااع البيانااات والتقااارير والجااداول وكاال الوثااائق التااي تمكاان ماان مراقبااة وضااعيتها الماليااة‬
‫وسير عملياتها وإصدار األقساط واالشتراكات وتسوية الحاوادث وتقيايم االحتياطاات وتمثيلهاا‬
‫في الشكل وداخال اآلجاال المحاددة بمنشاور تصادره الهيئاة‪ ،‬كماا يجاب علاى مقااوالت التاأمين‬
‫وإعااادة الت اأمين التكااافلي أن تاادلي للهيئااة بالمعطيااات االحصااائية والماليااة المرتبطااة بأصااناف‬
‫عملياات التاأمين التكااافلي التاي تمارسااها وذلاك وفقاا للكيفيااات المحاددة أيضااا بمنشاور تصاادره‬
‫هيئة مراقبة التأمينات واالحتياط االجتماعي‪.82‬‬

‫يمكن كذلك للهيئة أن تطلاب مان مراقباي حساابات مقاولاة التاأمين وإعاادة التاأمين كال‬
‫المعلومات عن نشاط المقاولة متى كانت تلك المعلومات ضارورية لمهماة المراقباة التاي تقاوم‬

‫‪ - 78‬الفقرة الرابعة من المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪04.02‬‬


‫‪ - 79‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 421‬من ظهير شريف رقم ‪ 0.64.419‬صادر في ‪ 42‬من رجب ‪1 (0241‬‬
‫اكتوبر‪ )4664‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 01.11‬المتعلق بمدونة التأمينات ‪ ،‬وزارة العدل مديرية الموارد البشرية ص‪.19‬‬
‫‪ - 80‬الفقرة الثالثة من المادة ‪ 421‬من القانون رقم ‪11.01‬‬
‫‪ - 81‬الفقرة الرابعة مادة ‪ 421‬من القانون رقم ‪01.11‬‬
‫‪ - 82‬المادة ‪ 422‬من القانون ‪.01.11‬‬

‫‪60‬‬
‫بها وتبعا لذلك يعتبر مراقبو الحسابات غير مقيدين بالسر المهني تجاههاا غيار أناه يجاب علاى‬
‫مراقبي الحسابات أن يخبروا الهيئة في الحال بكل فعل أو قرار يتعلق بمقاولاة التاأمين واعاادة‬
‫التأمين التكافلي المراقبة يطلعون عليه من خالل مزاولتهم مهامهم‪.83‬‬

‫كما ال يمكن اغفال اإلشارة إلى أن الهيئة تصدر منشاور عان مقااوالت التاأمين وإعاادة‬
‫التأمين التكافلي بنشر المعلومات المتعلقة بنشاطها في نشرة اإلعالناات القانونياة واالقتصاادية‬
‫والقضائية واإلدارية بالجريدة الرسمية أو في جريدة توزع على المساتوى الاوطني مخاول لهاا‬
‫نشاار اإلعالنااات القانونيااة‪ 84‬وذلااك حتااى يتطلااع الجميااع علااى كاال المعلومااات الخاصااة بنشاااط‬
‫مقاوالت التأمين وإعاادة التاأمين التكاافلي ودعام اساتمرار نشااطها بالشاكل القاانوني المطلاوب‬
‫ويجب أيضا أن يكون نموذج عقد التأمين وإعادة التأمين التكافلي التي تعتزم المقاولة إصاداره‬
‫ألول مرة أن يكون مصاادقا علياه قبال إصاداره مان طارف هيئاة مراقباة التأميناات واالحتيااط‬
‫االجتماااعي ووفااق الكيفيااات المحااددة ماان طرفهااا ياادل علااى أن عقااود التااأمين وإعااادة التااأمين‬
‫التكااافلي هااي ماان قبياال عقااود اإلذعااان التااي تكااون بااإرادة منفااردة تغلااب فيهااا مصاالحة مقاولااة‬
‫التأمين التكافلي وذلك لعدم إبرام هذه العقود وفق إرادة الزبون ويتارابط مناه‪ ،‬وبالتاالي فنطااق‬
‫‪85‬‬
‫المراقبة بهذا الخصوص يتجه نحو تحقيق مصالح مقاولة التأمين التكافلي‬

‫‪ - 83‬المادة ‪ 422-0‬من القانون رقم ‪01.11‬‬


‫‪ - 84‬المادة ‪ 421‬من القانون رقم ‪01.11‬‬
‫‪ - 85‬المادة ‪ 421‬من القانون رقم ‪.01.11‬‬

‫‪61‬‬
62
‫يعد التأمين التكافلي بديال عن منتوجات التأمين التقليدية ومن خصائصه الرئيسية‬
‫المطابقة مع تعاليم الشريعة اإلسالمية وفق آراء اللجنة الشرعية للمالية التشاركية المنبثقة عن‬
‫المساعدة المتبادلة‬ ‫المجلس العلمي األعلى وهو نموذج تأمين تشاركي‪ ،‬يستند إلى مباد‬
‫والمساهمة على شكل التزام بالتبرع‪ ،‬ويقوم هذا النموذج على فصل أموال المساهمين‬
‫والمشتركين (المؤمن لهم)‪ ،‬وتوزيع الفوائض على المشتركين‪.‬‬

‫ويتوقع في المغرب أن تبدأ شركات التأمين وإعادة التأمين التكافلي العمل في سنة‬
‫‪ ، 4640‬وذلك بالرجوع الى ما شهدته صناعة التأمين التكافلي من تطور ملحوظ في اآلونة‬
‫األخيرة‪ ،‬حيث ظهرت العديد من شركات التأمين التكافلي في مختلف البلدان‪ ،‬إال أنه بالرغم‬
‫من النجاح والنمو المتواصل لصناعة التأمين التكافلي بصفة عامة و التأمين التكافلي على‬
‫األشخاص بصفة خاصة واتساع تطبيقاتها المعاصرة‪ ،‬إال أنه وبدء من تأسيس أول شركة‬
‫تأمين تكافلية في السودان سنة ‪ 0111‬م ال زالت تواجه هذه الصناعة جملة من التحديات‬
‫واالكراهات االستراتيجية التي تهدد مستقبل هذه الصناعة مما يتطلب ضرورة تنمية هذه‬
‫األخيرة وتأمين مسيرتها من أجل تحقيق سيادتها‪.‬‬

‫وذلك كون أن نظام التأمين التكافلي على األشخاص من بين الصناعات التأمينية‬
‫األمنة للمستأمنين والتي لها قواعدها الفنية المنظمة لنشاطها والتي يجب تنميتها من أجل‬
‫تحقيق نجاح هذه الصناعة‪ ،‬فتنمية نظام التأمين التكافلي على األشخاص ال يرتبط بتنمية‬
‫الجوانب القانونية ودور الرقابة الشرعية فقط‪ ،‬بل يجب تنمية الجانب المالي والفني أيضا‬
‫األمر الذي يساهم في زيادة عدد المشتركين ويدعم تنافسية شركات التأمين التكافلي‪ ،‬حيث‬
‫يعتبر المال الركيزة األساسية التي يقوم عليها نجاح جميع األنشطة االقتصادية بصفة عامة‬
‫األمر الذي يتطلب ضرورة قيام شركات التأمين التكافلي على األشخاص بالحفاظ عليه‬
‫والعمل على توفير السيولة الالزمة لتغطية المخاطر التي تؤمن عليها‪ ،‬إضافة إلى ضرورة‬
‫العمل على مواجهة الصعوبات المالية التي تعترضها‪ ،‬وذلك للحصول على ثقة المتعاملين‬
‫معها وضمان بقائها واستمرارها في القطاع التأميني إلى جانب التأمين التجاري‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫من كل هذا نتناول من خالل هذا الفصل عرضا حول إكراهات و حلول تنزيل نظام‬
‫التأمين التكافلي على األشخاص(المبحث األول)‪ ،‬إضافة إلى إمكانية التنبؤ بمستقبل واعد‬
‫ينتظر صناعة التامين التكافلي بالرغم من التحديات التي تواجهها‪ ،‬خاصة مع غزو ثقافة‬
‫التأمين التكافلي للدول الغربية بعد خروج المؤسسات المالية و المصارف اإلسالمية من‬
‫األزمة العالمية بأقل الخسائر وذلك من خالل دراسة أفاق تطوير نظام التأمين التكافلي على‬
‫األشخاص(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫يعد قطاع التأمين من القطاعات المهمة في االقتصاد‪ ،‬وذلك من خالل بعثه لألمن‬
‫والطمأنينة لألفراد‪ ،‬باإلضافة إلى عمله على تحقيق استقرار المشروعات‪ ،‬مما يسمح بتحسين‬
‫ميزان المدفوعات للدولة والدخل الوطني‪ ،‬ولما للتأمين من دور في دعم التنمية االقتصادية‬
‫فقد أخضعه العلماء المسلمين للبحث والدراسة في مدى توافقه مع قواعد الشريعة االسالمية‬
‫وأحكامها‪.‬‬

‫على ضوء هذا البحث تم التوصل إلى عقد التأمين التكافلي على األشخاص الذي‬
‫بدوره يختص بخصائص تتوافق مع أحكام الشريعة اإلسالمية وأحكامها‪ ،‬ومن بين أهم ما‬
‫يختص به أنه ال يسعى إلى تحقيق الربح من العملية التأمينية‪ ،‬إذ ينحصر الهدف من وراءه‬
‫إلى توفير الخدمة التأمينية لألفراد بأحسن جودة وبأقل التكاليف وتعتبر اشتراكات األفراد‬
‫تبرعات‪ ،‬هذا وإضافة إلى ابرز أسسه التي يقوم عليها من أمن وتعاون وتكافل‪ ،‬غير أنه رغم‬
‫النجاح الذي حققته صناعة التأمين التكافلي الزالت تواجه جملة من التحديات واإلكراهات‪،‬‬
‫التي تقف أمام انتشار وتطور هذه الصناعة بأنواعها المختلفة والمتعددة‪.86‬‬

‫فهذا النظام مرتبط أساسا بشكل كبير بالظرفية االقتصادية والمالية والديمغرافية‬
‫المحيطة به إذ ال يمكن الحكم على مدى نجاعة هذا النظام وسيرورة نموه في معزل عن‬
‫بيئته‪،87‬وبالضبط في معزل عن البنوك التشاركية ألنه منتوج تأميني يستجيب لمتطلبات الفئة‬
‫المؤمنة يحقق إرادة المشرع في ضمان تغطية أساسية بشكل عادل ومنصف‪ ،‬يتطلب‬
‫بالضرورة توفر مجموعة من الشروط األساسية التي بدونها ال يمكن الحفاظ على ديمومة هذا‬
‫النظام وفعاليته والتي نراها تتمثل في توفر موارد مالية متنامية لتغطية األخطار المتصاعدة‬
‫في ظل بيئة اقتصادية و اجتماعية مستقرة‪ ،‬ومن هنا تبرز أهمية التعرف على إكراهات‬

‫‪ - 86‬بريش عبد القادر‪ " ،‬التحديات التي تواجه صناعة التامين التكافلي االسالمي"‪ ،‬منشورات جامعة الشلف‬
‫الجزائر‪ ،‬ط األولى ‪ ،4606‬ص ‪.4‬‬
‫‪ - 87‬سكينة االدغري‪ " ،‬نظام التأمين اإلجباري عن المرض في القطاع العمومي بين طموح النص ورهانات‬
‫الواقع"‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬ط األولى‪ ،4601‬ص‪221‬‬

‫‪65‬‬
‫تطبيق نظام التأمين التكافلي على األشخاص (المطلب األول)‪ ،‬للوصول إلى إبراز الحلول‬
‫المقترحة للحد من إكراهات تنزيل نظام التأمين التكافلي على األشخاص (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إكراهات تطبيق نظام التأمين التكافلي‬


‫على األشخاص‬
‫في مستهل الحديث يمكن القول أن شركات التأمين التكافلي كباقي المؤسسات المالية‬
‫اإلسالمية‪ ،‬تختص بإدارة حركة األموال ويطلق على هذه الشركات أحيانا الوسطاء الماليين‬
‫وتشمل البنوك وشركات التأمين‪ ،‬وتتخذ من المال مجاال أساسيا للتعامل‪ ،‬حيث بجمع األموال‬
‫من حملة الوثائق وتكون هذه األموال االحتياطات والمخصصات الفنية الكافية لمواجهة هذه‬
‫االلتزامات مع السعي للمحافظة على هذه األموال وتنميتها‪ ،‬ويتوقف تحقيق ذلك على مدى‬
‫نجاح الشركة في تحديد سياسة ناجعة الستثمار هذه األموال بما يحقق عائد مناسب في ظل‬
‫أدنى درجات الخطورة‪ ،‬كما تسعى شركة التأمين التكافلي لممارسة أنشطتها بطرق تساعدها‬
‫على تحقيق أهدافها المتعددة وطموحاتها المستقبلية‪.‬‬

‫إال أنها ومع ذلك قد تتعرض لمخاطر سواء على مستوى أنشطتها الحالية‬
‫أو المستقبلية‪ ،‬وذلك كاحتمال الخسارة أو التقلب في العائد المتوقع سواء أثناء إدارتها‬
‫أو استثمارها ألموال صندوق المشتركين‪ ،‬وهذا ما قد يهدد مراكزها المالية ويعرضها لخطر‬
‫العجز واالفالس وما يميز هذه المخاطر هو التعدد وصعوبة تحديدها أو التنبؤ بها وهذا‬
‫لنقص خبرة االدارة والتقنية نتيجة حداثة القطاع إال أنها تسعى دائما إليجاد آليات تسهم في‬
‫خفض آثارها‪.‬‬

‫رغم كل هذه اإلمكانات المتاحة أمام التأمين التكافلي على األشخاص الزالت صناعة‬
‫التأمين التكافلي منذ قيام أول شركة تأمين إسالمية في السودان عام ‪ ،0112‬ففيما ال شك فيه‬
‫أن أدوات وصيغ العمل في البنوك التشاركية قد تطورت على صعيد االستثمار والتمويل غير‬
‫ان صيغ العمل في شركة التأمين التشاركية صمدت من حيث الشكل عند الصيغ والقوالب‬
‫التقليدية لوثائق التأمين‪ ،‬بل أنها عجزت عن تقديم بعض الخدمات التي تقدمها شركات التأمين‬

‫‪66‬‬
‫التقليدية كالتأمين الصحي أو حتى تقديم خدمة التأمين على السيارات والسلع وغيرها من‬
‫الممتلكات بالجودة المطلوبة‪ ،‬من خالل هذا المطلب سنحاول رصد أهم التحديات القانونية‬
‫التي يمكن أن تتجلى في شكل مخاطر من شأنها أن تمثل عائق أمام تطبيق صناعة التأمين‬
‫التكافلي على األشخاص في البنوك التشاركية (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم ضرورة الوقوف على‬
‫االكراهات الواقعية لهذا النظام (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األول‪ :‬االكراهات القانونية لتنزيل نظام التأمين التكافلي على‬


‫األشخاص‬

‫تعتبر التشريعات الصادرة من الدولة هي األداة الفاعلة التي تقنن وتنظم صناعة‬
‫التأمين التكافلي وعملية منح التراخيص ومراقبة أداء شركات التأمين التكافلي والمؤسسات‬
‫ذات الصلة بالنشاط التأميني في الدولة‪ ،‬أما في حالة عدم وجودها‪ ،‬أو ضعفها فإن ذلك يؤثر‬
‫في نشاط التأمين التكافلي‪ ،‬األمر الذي يتطلب ضرورة تنمية هذه التشريعات والقوانين‪ ،‬ولعل‬
‫هذا من أبرز اإلكراهات التي تواجه صناعة التأمين التكافلي على األشخاص أنه بالرغم من‬
‫إخراج قانون التأمين التكافلي إلى حيز الوجود والتي كانت جل البنوك التشاركية في‬
‫انتظاره‪ ،‬تبين أنه قانون خاضع لقانون مدونة التأمينات مما يدل على عدم استقاللية قانون‬
‫التأمين التكافلي حتى وان تم تفعيله (أوال)‪ ،‬وهذا إن دل على شيء أنما يدل على ضعف‬
‫الرقابة الشرعية التي تسهر على تنزيل مبادئه السامية (ثانيا) والتي تصل إلى نوع من‬
‫االكراهات المتعلقة بصندوق التكافل (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال – االكراهات المتعلقة بالمشتركين‬

‫يكون الشكل القانوني إلدارة التأمين التكافلي على شكل شركات مساهمة‪ ،‬حيث يتكون‬
‫الجهاز اإلداري لهذه الشركات من طرفين مستقلين هما‪:‬‬

‫‪ ‬المؤسسون أو حملة األسهم (المساهمون أو المضاربون)‪.‬‬


‫‪ ‬هيئة المشتركين أو( حملة وثائق التأمين)‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫بهذا يندرج عقد التأمين التكافلي تحت ما يسميه الفقهاء بـــ" عقود التبرعات " بمعنى‬
‫أن المشترك يعتبر متبرعا مع غيره من المشتركين في تكوين الوعاء التأميني والذي يعرف‬
‫بـــ "وعاء هيئة المشتركين"‪ ،‬وعليه فإن شركات التأمين التكافلية تتكون من وعاءين‬
‫تنظيميين منفصلين عن بعضهما محاسبيا وهما هيئة المؤسسين وهيئة المشتركين‪.‬‬

‫عليه فإن جوهر العالقة التعاقدية بين حملة وثائق التأمين أو المشتركين تكمن أساسا‬
‫في النظام التكافلي ذلك أن الطبيعة التكافلية وعنصر التبرع المحض الغالب على طبيعة‬
‫التعاقد فيما بين المشتركين يحتم وجود عالقة شركة أو تشارك وتضامن‪ ،‬فمن الضروري‬
‫جدا أن يكون حملة الوثائق شركاء متضامنون فيما بينهم‪ ،‬حيث أن أعضاء هيئة المشتركين‬
‫تجتمع فيهم صفتي المؤمن والمستأمن معا ‪ -‬بوصف التأمين الوضعي‪ -‬ولهم مصلحة مشتركة‬
‫إذا تعلق األمر بأعمال التأمين‪ ،‬فكل مشترك له الحق في استحقاق التعويض من الصندوق في‬
‫حال تحقق خطر معين‪ ،‬و هو ضامن وملتزم بالتعويضات الواجبة الدفع لحملة الوثائق‬
‫اآلخرين كل حسب نسبة اشتراكه‪ ،‬أما إذا كان األمر متعلقا باستثمارات وفق الصيغ‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فكل مشترك شريك فيما تحققه هذه االستثمارات من أرباح وفيما تكبده من‬
‫خسائر‪.88‬‬

‫تأسيسا على ذلك فإن الهيئة العامة للمساهمين تعقد اجتماعات عادية وغير عادية‪،‬‬
‫وخالل هذه االجتماعات تنتخب أعضاء مجلس اإلدارة‪ ،‬وتناقش الحسابات والميزانيات وإلى‬
‫غير ذلك‪ ،‬أ ما الهيئة العامة للمشتركين في معظم شركات التكافل‪ ،‬باستثناء ما هو مطبق في‬
‫شركات التكافل السودانية‪ ،‬فإنها مغيبة عن هذه األمور تماما‪ ،‬ومن هذا المنطلق يمكن القول‬
‫ان هذا التحدي ينبغي التغلب عليه بحيث يكون لهذه الهيئات اجتماعات‪ ،‬وتقوم بمناقشة ما‬
‫يخصها من األمور‪.89‬‬

‫‪ - 88‬بونشادة نوال‪ ،‬و أوزازنة سامية ‪ "،‬نحو آليات مقترحة لتطوير العالقة التشاركية بين المساهمين‬
‫والمشتركين في شركات التأمين التكافلي ‪ -‬نظرة استشرافية لتطور صناعة التأمين التكافلي في العالم"‪ ،‬مجلـة‬
‫االستراتيجية والتنميـة‪ ،‬المج ‪ / 00‬ع ‪ - 62‬جويلية ‪، 4640‬ص ‪.241- 241‬‬
‫‪ - 89‬موسى مصطفى موسى القضاة‪ "،‬التحديات التي تواجه صناعة التامين التكافلي " ورقة عمل مقدمة للمؤتمر‬
‫الثاني‪ :‬للمصارف والمؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬محاضر في جامعة العلوم االسالمية العالمية‪ ،‬العضو التنفيذي‬
‫لهيئة الرقابة الشرعية في شركة البركة للتكافل‪ ،‬بدون ذكر السنة‪ ،‬ص ‪ 4‬و‪.1‬‬

‫‪68‬‬
‫ثانيا – ضعف الرقابة الشرعية‬
‫مما ال شك فيه أن كل مؤسسة مالية إسالمية تراقبها هيئة شرعية تسهر على رصد‬
‫توافق المنتجات المطروحة للجمهور وكل المعامالت المالية مع أحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫إلنجاح مسيرتها وتطويرها‪ ،‬ونظرا لكون شركات التأمين التكافلي على األشخاص تقوم على‬
‫أساس التعامل بأحكام الشريعة اإلسالمية فان من بين أهدافها تحقيق االستعانة بذوي‬
‫االختصاص الشرعي لضمان تجسيد المباد الشرعية السامية في حق التأمين التكافلي‪ ،‬لذلك‬
‫البد من معرفة الجهة المختصة بالرقابة الشرعية على التأمين التكافلي على األشخاص (أ)‪،‬‬
‫ثم كيف تشكل إكراها في مواجهة التأمين التكافلي على االشخاص بالمغرب(ب)‪.‬‬

‫الجهة المختصة بالرقابة الشرعية على قطاع التامين التكافلي على االشخاص‬ ‫أ‪.‬‬
‫بالمغرب‪.‬‬

‫طبقا للظهير الشريف رقم ‪ 64.02.0‬الصادر بتتميم الظهير الشريف رقم ‪166.61.0‬‬
‫فان الجهة المختصة بالرقابة على التأمينات التكافلية هي اللجنة الشرعية للمالية التشاركية‬
‫التابعة للمجلس العلمي األعلى‪ ،‬وذلك حسب المادة ‪ 06‬مكرر حيث تنص في البند الثالث منها‬
‫على أن اللجنة الشرعية للمالية التشاركية تختص بإبداء الرأي بصفة خاصة بشأن عمليات‬
‫التامين التكافلي التي تقوم بها مقاوالت التامين وإعادة التأمين‪ ،‬في إطار المالية التشاركية‬
‫ألحكام الشريعة االسالمية ومقاصدها‪ ،‬وذلك طبقا للتشريع الجاري به العمل‪ ،‬وبالرجوع الى‬
‫اآلراء الصادرة عن المجلس العلمي األعلى المنشور بالجريدة الرسمية يتبين أن اللجنة‬
‫الشرعية تقوم بإبداء رأيها وفق المنهجية التالية‪:‬‬

‫‪ )0‬تأصيل القرار تأصيال قانونيا بذكر مراجعه بعد تقديمه لها من طرف هيئة مراقبة‬
‫التأمينات واالحتياط االجتماعي‪.‬‬
‫‪ )2‬تلخيص مشروع التأمين التكافلي الذي يراد الرأي فيه‪.‬‬
‫‪ )0‬فحص مشروع التأمين ودراسته من الناحية الفقيهة‪.‬‬
‫‪ )2‬إدخال التعديالت بخصوص ما ال يطابق الشريعة من المشروع‬

‫‪69‬‬
‫‪ )1‬إبداء الرأي في المشروع وفق صيغته النهائية المرفقة بالرأي بعد التعديالت بانه‬
‫مطابق ألحكام الشريعة االسالمية‪.‬‬
‫‪ )6‬صدور الرأي بإجماع أعضاء اللجنة المكلفة وباسم المجلس العلمي األعلى وبتوقيع‬
‫من أمينه العام‪.90‬‬
‫تحديات الرقابة الشرعية بخصوص التامين التكافلي‬ ‫ب‪.‬‬

‫إن وجود هيئة شرعية واحدة لمراقبة نظام التأمين التكافلي يشكل عرقلة هذا النظام‬
‫بالمغرب وذلك نظرا لكثرة اختصاصاتها‪ ،‬وبالتالي فيجب إحداث لجنة قانونية في مجلس من‬
‫المجالس العلمية المحلية لدائرة اختصاص البنوك التشاركية بما أنها الجهة التي خول لها‬
‫القانون رقم ‪ 91.09‬بمزاولة مهام األمين التكافلي فتكون لها بذلك مهمة اإلشراف والمراقبة‬
‫على الوظيفة الخاصة من شركة التأمين التكافلي إحداثها‪ ،‬من أجل تدبير األنشطة التأمينية‬
‫التشاركية‪ ،‬والسهر على ضمان تقيدها باآلراء الصادرة عن المجلس العلمي األعلى‪.‬‬

‫وكذلك من أهم تحديات الرقابة الشرعية المؤثرة على قطاع التأمين التكافلي نجد‬
‫ضعف التأهيل الفني والمهني لبعض الهيئات الشرعية ما ينعكس سلبا على قدرتها على‬
‫اصدار الفتوى بشكلها الصحيح‪ ،‬فكما هو معلوم بان الحكم على الشيء فرع عن تصوره‪.‬‬

‫كما ان التكييف الشرعي الصحيح للمسألة محل البحث هو احد أهم العناصر المؤثرة‬
‫في صوابية الفتوى‪.‬‬

‫هذا فضال عن عدم قدرة بعض الهيئات الشرعية‪ ،‬على مراجعة وتحليل البيانات‬
‫المالية للمؤسسات المالية‪.91‬‬

‫ويجب على شركات التامين التكافلي تجاوز هذا التحدي من خالل تأهيل أحد أعضاء‬
‫هيئتها الشرعية مهنيا وابتعاثه‪ ،‬الى جانب الدورات المتخصصة بالتدقيق الداخلي والمحاسبة‬
‫لغير المحاسبين‪.‬‬

‫‪ - 90‬عبد هللا بن الطاهر‪ " ،‬البنوك التشاركية اإلسالمية بالمغرب في إطار الفقه المالكي وأدلته"‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.426‬‬
‫‪ - 91‬بريش عبد القادر‪ " ،‬التحديات التي تواجه صناعة التأمين التكافلي االسالمي"‪ ، ،‬منشورات جامعة الشلف‬
‫الجزائر‪ ،‬دون ذكر المطبعة‪ ،‬ط األولى ‪ ،4606‬ص ‪.4‬‬

‫‪70‬‬
‫ويجب االشارة إلى أمر في غاية األهمية والمتعلق بضرورة تواجد هيئات الرقابة‬
‫الشرعية بشكل مستمر في دوائر المؤسسات المالية التشاركية‪ ،‬امر مهم لمراقبة سير األعمال‬
‫اليومية‪ ،‬والوقوف عن قرب على واقع اجراء وتنفيذ انشطة المؤسسة وعملياتها المختلفة‪.‬‬

‫إن هذا التواجد قد اصبح في المؤسسات المالية التشاركية يتخذ إحدى ثالث صور هي‬
‫كالتالي‪:‬‬

‫األولى‪ :‬أن تقوم هيئات الرقابة الشرعية بزيارة المؤسسة وعلى فترات‪ ،‬وتقوم‬
‫بتفحص مدى سير العمليات بما يتفق وأحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬ولعل هذه الصورة هي‬
‫االوسع انتشارا في المؤسسات المالية اإلسالمية‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬أن يكون أحد أعضاء هيئة الرقابة الشرعية مقيما في الشركة ويقوم بمتابعة‬
‫سير العمليات وإعداد التقارير ومن ثم الرجوع إلى باقي أعضاء الهيئة كلما دعت الحاجة‬
‫لذلك‪.‬‬

‫الثالثة‪ :‬أن يكون في المؤسسة دائرة رقابة شرعية‪ ،‬وأحيانا ال يوجد في هذه الدائرة إال‬
‫موظف واحد يسمى ( المراقب الشرعي) حيث يعمل على متابعة سير العمليات ومن ثم‬
‫الكتابة إلى الهيئة الشرعية إلبداء الراي‪.‬‬

‫إضافة إلى أن الكثير من الهيئات الشرعية في المؤسسات المالية اإلسالمية‪ ،‬ال تطلع‬
‫على قرارات مجلس االدارة إال بحدود ما يعلمها به المجلس‪ ،‬وال شك بأن هذا األمر يؤثر‬
‫سلبا على فعالية تلك الهيئات‪.‬‬

‫وفي سبيل تجاوز هذه العقبة يجب أن يسمح ألعضاء الهيئة الشرعية بحضور جلسات‬
‫مجلس االدارة واالطالع على كافة قراراته وقرارات لجانه المختلفة‪.92‬‬

‫‪ - 92‬موسى مصطفى موسى القضاة‪ "،‬التحديات التي تواجه صناعة التامين التكافلي "‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.1 – 9‬‬

‫‪71‬‬
‫ثالثا – اإلكراهات المتعلقة بصندوق التكافل‪.‬‬

‫صندوق التكافل في شركات التكافل‪ ،‬إما أن يحقق فائضا أو يلحق به عجزا‪ ،‬وفي تلك‬
‫الحالتين نجد بعض اإلكراهات‪.‬‬

‫إكراهات التأمين التكافلي على االشخاص في حالة الفائض‬ ‫أ‪.‬‬

‫قبل أن نعرج على اإلكراهات‪ ،‬يجب أن نوضح معنى الفائض‪ ،‬والذي عرفته هيئة‬
‫المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية االسالمية في المعيار الشرعي للهيئة رقم ‪ 40‬حول‬
‫التأمين االسالمي بأنه‪ " :‬ما تبقى من أقساط المشتركين واالحتياطات في صندوق التكافل‬
‫وعوائدهما بعد خصم جميع المصاريف والتعويضات المدفوعة‪ ،‬وهذا الناتج ليس ربحا‬
‫وإنما يسمى الفائض"‪.‬‬

‫لكن االشكال المطروح منذ نشأة شركات التأمين التكافلي يكمن في كيفية توزيع‬
‫الفائض في حالة تحققه‪ ،‬وتباين وجهات النظر حول ذلك وتعدد الحلول المقترحة‪ ،‬إذ نص‬
‫البند ‪ 2/2‬في المعيار الشرعي للهيئة حول التأمين االسالمي على كيفية التصرف في الفائض‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫يجوز أن تشتمل اللوائح المعتمدة على التصرف في الفائض بما فيه المصلحة حسب‬
‫اللوائح المعتمدة مثل‪ " ،‬تكوين االحتياطات‪ ،‬أو تخفيض االشتراكات‪ ،‬أو التبرع به لجهات‬
‫خيرية‪ ،‬او توزيعه أو جزء منه على المشتركين على ان ال تستحق الشركة المديرة شيئا‬
‫من ذلك الفائض"‪.‬‬

‫وهناك من يعتبر أن هذا الفائض أصال ليس ملكا للمشتركين بل لصندوق التكافل‪ ،‬إذ‬
‫يرى أحد الباحثين في أمور صناعة التأمين التكافلي أن " الفائض ليس ملكا للمستأمنين‬
‫يتصرفون فيه كما يشاءون‪ ،‬ألن القسط خرج عن ملكهم بالتبرع به‪ ،‬ودخل في ملك الشركة‬
‫فال يستطيع المستأمنون أن يدفعوا من فائضه شيئا إلى المدير‪ ،‬وإذا صفيت الشركة ال يعود‬
‫الفائض اليهم‪ ،‬وإنما يتصدق به"‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫وتنص لوائح شركات التكافل على أن الفائض في صندوق التكافل ملك لحملة الوثائق‬
‫( المشاركين)‪ ،‬وهو ما ثبته هيئة المحاسبة والمراجعة في المعيار الشرعي رقم (‪)40‬‬
‫والمعيار المحاسبي رقم (‪.)04‬‬

‫هذه االختالفات أدت بشركات التأمين التكافلي للتعامل مع الفائض المحقق على‬
‫طريقتها الخاصة نتيجة غياب قاعدة موحدة ومتعارف عليها للتوزيع‪ ،‬فبعض الشركات تقوم‬
‫بتوزيع الفائض التأميني بعدة طرق وهي‪:‬‬

‫‪ ‬شمول التوزيع للمشتركين الذين لم يحصلوا على تعويض‪.‬‬


‫‪ ‬التوزيع على المشتركين الذين لم يحصلوا على تعويض والذين حصلوا على‬
‫تعويض أقل من اقساطهم‪.‬‬

‫مما سبق تظهر لنا أ همية توزيع الفائض بما يحقق مبدأ التكافل و الترابط والتكاتف‬
‫بين المشتركين‪ ،‬وتمييز شركات التامين التكافل عن نظيرتها التجارية‪ ،‬إذ تمثل هذه النقطة‬
‫تحدي كبير بالنسبة لشركات التأمين اإلسالمية ونقطة اختالف جوهرية يجب الفصل فيها‬
‫لتوحيد مواقف شركات التأمين التكافلي إزاء طريقة معالجة الفائض التأميني لتجنب الوقوع‬
‫في الشبهات‪.93‬‬

‫إكراهات التأمين التكافلي على االشخاص في حالة العجز‬ ‫ب‪.‬‬

‫إن معظم شركات التكافل تنص في عقودها التأسيسية وأنظمتها األساسية على ما يفيد‬
‫بأنه في حالة تحقق عجز في صندوق التأمين التكافلي(حساب حملة الوثائق)‪ ،‬فإن المساهمين‬
‫ملزمون بتقديم قرضا حسنا يغطي ذلك العجز على أن يسدد القرض من فوائض السنوات‬
‫القادمة‪ ،‬فإذا لم يتحقق الفائض التأميني‪ ،‬إذن هناك عجز بالمعنى الشرعي لمباد التأمينات‬
‫اإلسالمية‪ ،‬وهذا معناه ان ايرادات صندوق التكافل للمشتركين أقل من المصروفات‪.‬‬

‫‪ - 93‬موالي خليل‪ ،‬ورقة بحثية بعنوان " التأمين التكافلي الواقع واالفاق" محور المشاركة‪ :‬التحديات التي تواجه‬
‫صناعة المالية االسالمية‪ ،‬الملتقى الدولي األول‪" :‬االقتصاد االسالمي‪ ،‬الواقع ورهانات المستقبل" المركز‬
‫الجامعي بغرادية –الجزائر‪ ،‬بدون ذكر السنة‪ ،‬ص ‪01‬و ‪.09‬‬

‫‪73‬‬
‫ويرى بعض المتخصصين أن فكرة إلزام المساهمين في سد عجز صندوق التكافل‬
‫تتنافى تماما مع المباد االساسية لنظام للتأمين التكافلي‪ ،‬باعتبار أن المساهمين ليسوا طرفا‬
‫في عملية التكافل‪ ،‬وعلى المشتركين العمل على رفع الضرر عن المتضررين بسد العجز‬
‫المالي للصندوق ودون اللجوء إلى االستدانة من المساهمين‪.94‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬االكراهات الواقعية لتجسيد نظام التأمين التكافلي على‬


‫األشخاص‬

‫إن الـبناء الـقانـونـي الـتكافـلي المتميز الـذي سـطره المـغرب للتأمين التكافلي‪ ،‬وذلك‬
‫مـن تشـديـده على الـمقتضيات المتعلقة بالمطابقة واعادة تنظيمه للمجالس العلمية‪ ،‬بتشكيل‬
‫لجنة خاصة للمالية التشاركية‪ ،‬التي جعل لها كامل االستقاللية للبت في مستجدات عقود‬
‫التأمين التكافلي خاصة التامين التكافلي على االشخاص‪ ،‬وكذلك إلزامه للشركات التي‬
‫ستخوض هذه التجربة لضرورة رفع تقارير دورية على أنشطتها‪ ،‬ومدى توافقها مع أحكام‬
‫الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫كـل هـذه الخـطوات تبعث التفاؤل بمستقبل التأمين التكافلي المزدهر ال تضعه بمنأى‬
‫عن اإلكراهات والتحديات الواقعية التي تواجهه منذ تنزيله عمليا‪ ،‬إلى جانب اإلكراهات‬
‫القانونية‪ ،‬ونجد من بين اإلكراهات الواقعية انخفاض الوعي بالتأمين التكافلي على األشخاص‬
‫(أوال)‪ ،‬وعائق إعادة التأمين التكافلي (ثانيا)‪ ،‬ثم المعيقات المتعلقة بالمنافسة (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال – التحديات التي تتعلق بثقافة التكافل‬

‫إ ن غياب الثقافة التأمينية التكافلية تعد أحد أهم المعيقات التي تواجه طموحات الدولة‬
‫في التطور واالزدهار بما فيها المغرب‪ ،‬حيث ال تزال األهمية النسبية لصناعة التأمين‬
‫ضعيفة داخل اقتصاديات المجتمع بسبب إعتبار صناعة التأمين التكافلي صناعة مجهولة فنيا‬
‫وشرعيا للكثير من المقبلين للتعامل معه‪ ،‬وذلك لكون األمر يتعلق بقطاع التامين التي تعتبر‬
‫خدماته مؤجلة تعتمد على االحتمالية قد تتحقق وقد ال تتحقق‪ ،‬األمر الذي يتطلب ضرورة بذل‬

‫‪ - 94‬موالي خليل‪ " ،‬التأمين التكافلي الواقع واالفاق"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.01‬‬

‫‪74‬‬
‫الجهود في سبيل نشر الثقافة التأمينية التكافلية سواء من طرف شركات التأمين التكافلي أو‬
‫من قبل الدولة‪ ،‬وذلك بغرض تنمية صناعة التأمين التكافلي‪.95‬‬
‫وقد عرفها الدكتور موسى القضاة بأنها‪ " :‬إدراك حقيقة التأمين التكافلي الذي تطبقه‬
‫شركات التكافل ومعرفة اهداف قيام صناديق التكافل"‪ ،‬وثقافة التكافل ينبغي أن توجه إلى‬
‫شريحتين مهمتين هما‪:‬‬

‫األولى‪ :‬العاملين بقطاع التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫إن شحن العاملين في قطاع التكافل أمرا في غاية األهمية‪ ،‬فكيف يشارك في تطبيق‬
‫التكافل من ال يفقهه‪ ،‬وكيف له أن يحمل رسالة ال يفهمها‪.‬‬

‫‪ )0‬إن أهمية تحصين العاملين في صناعة التكافل بهذه الثقافة تظهر من خالل‪:‬‬
‫‪ )2‬ضمان تطبيق هؤالء العاملين للتكافل بصيغته الصحيحة‪.‬‬
‫‪ )0‬نقل هذه الثقافة إلى المشتركين والعمالء على حد سواء‪.‬‬
‫‪ )2‬رفد السوق المحلي واالقليمي والعالمي بالموارد البشرية المؤهلة لسد الحاجة المتنامية‬
‫لهذه الصناعة‪.‬‬

‫في سبيل الوصول الى هذا الهدف ينبغي على شركات التكافل ان تعقد للعاملين بها‬
‫دورات متخصصة بالتكافل‪ ،‬وتحقيقا يجب على الشركات ان تقوم بعقد الدورات المتخصصة‬
‫والمكثفة للعاملين فيها‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬المجتمع المحلي‬

‫مما ال شك فيه أن شركات التكافل توجه منتجاتها إلى كافة شرائح المجتمع من أفراد‬
‫وجماعات‪ ،‬فكلما تغلغلت ثقافة التكافل وانتشرت في المجتمع كلما كان النجاح حليفا لصناعة‬

‫‪ - 95‬سفيان الكامل ‪" ،‬غياب التكافل االجتماعي في السياق المغربي" مقال منشور بالموقع االلكتروني‪:‬‬
‫‪ ، https://www.nadorcity.com‬بتاريخ ‪ ،،4601/62/44‬تاريخ االطالع ‪ 4640/61/64‬على الساعة‬
‫‪00:20‬‬

‫‪75‬‬
‫التكافل‪ ،‬فمعظم المشتركين في صناديق التكافل‪ ،‬لم يشتركوا لقناعتهم بالفكرة والمبدأ بقدر‬
‫قناعتهم بالجودة والسعر وحسن المعاملة‪.96‬‬
‫فأغلب العائالت في المغرب هي من أصل ريفي كانت تمتهن الفالحة وبعض الحرف‬
‫التقليدية سائدا بينها التضامن والتكافل بين مختلف شرائح المجتمع ويعود بالخير على البالد‬
‫رغم ضعف اإلمكانيات‪ ،‬إال أن نزوح هؤالء نحو المدن في مرحلة التصنيع خالل فترة‬
‫السبعينيات أدى الى االعتماد على الدولة في حل مشاكل الفرد والجماعة وبالتالي اندثار ثقافة‬
‫التكافل بين الناس وإضعافها‪ ،‬ومع ظهور مصطلح التأمين التكافلي بثقافة التكافل إدراك‬
‫الحقيقة التكافلية التي تود شركات التامين التكافلي تطبيقها ومعرفة أهداف قيام صناعة‬
‫التكافل وأهم الفروق بين التامين التكافلي على األشخاص والتأمين التقليدي‪ ،‬كمنتوج تشاركي‬
‫مالي اسالمي يعتد على مبدأ التكافل وجد نفسه معرض لعائق ضعف في نشر الثقافة‬
‫والتوعية التأمينية حيث أن الخلط بين التأمين التقليدي والتأمين التكافلي صار واقعا ملموسا‬
‫بين جمهور المسلمين المغاربة وكثيرا ما نسمع ال فرق بين التأمين التكافلي اإلسالمي‬
‫والتأمين التقليدي‪ ،‬وهذا نتيجة طبيعية لقصور واضح في نشر ثقافة التكافل‪ ،‬ويعد هذا‬
‫القصور من الصعوبات التي تواجه صناعة التأمين التكافلي بالمغرب وازدهارها‪ ،‬لذلك على‬
‫الهيئات المختصة كل من موقعه‪ ،‬قبل أي تنزيل لصناعة التامين التكافلي على األشخاص‪ ،‬أن‬
‫يعرفوا ويشجعوا الناس على االقبال عليها لضمان نجاحها‪.97‬‬

‫ولعالج هذا الخلل نقترح على شركات التكافل ما يلي‪:‬‬

‫‪ )0‬أن تخصص جزء من ميزانيتها في سبيل تمويل برامج التوعية بحقيقة التكافل‬
‫وأهدافه‪.‬‬
‫‪ )2‬أن تلتفت شركات التكافل إلى الدور االجتماعي الذي يتوقع منها تبنيه من خالل‬
‫برامجها التأمينية‪ ،‬ومن االمثلة المقترحة لذلك‪:‬‬

‫أن تقوم شركات التكافل بتصميم منتج تأمين صحي خاص بشريحة األيتام وتبنيها‬
‫لتسديد أقساط عدد محدد ومختار من هذه الشريحة‪ ،‬وبالتنسيق مع الجهات ذات العالقة‪.‬‬
‫‪ - 96‬موسى مصطفى موسى القضاة‪ "،‬التحديات التي تواجه صناعة التامين التكافل"‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.2 – 2‬‬
‫‪ - 97‬أشرف دوابة ‪ " ،‬رؤية استراتيجية لمواجهة تحديات التأمين اإلسالمي"‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.02‬‬

‫‪76‬‬
‫من خالل ما سبق بيانه‪ ،‬تظهر لنا أثار انتشار ثقافة التكافل مما يتوقع أن يقابلها ارتفاع‬
‫في حصة شركات التأمين التكافلية من إجمالي األقساط المكتتبة‪ ،‬وأيضا سيؤدي انتشار‬
‫الوعي بأهمية التأمين التكافلي إلى ارتفاع في الفوائض التأمينية لدى شركات التأمين‬
‫التكافلي‪ ،‬كنتيجة النخفاض مطالبات الحوادث المفتعلة بشكل خاص‪ ،‬وانخفاض جرائم‬
‫االحتيال على التامين التكافلي بشكل عام‪.‬‬

‫بعبارة أدق أن نشر ثقافة التأمين التكافلي سيؤدي إلى إضعاف المؤثرات المعنوية‬
‫للخطر‪ ،‬واألهم من ذلك أنه على المدى البعيد سيسبب انتشار ثقافة التكافل إلى إزدياد عدد‬
‫شركات التأمين التكافل على المستوى المحلي والوطني‪.‬‬
‫ثانيا – عائق إعادة التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫ال يمكن تصور قيام شركة التأمين وازدهارها إال بترتيبات شركة إعادة التأمين‪ ،‬ولقد‬
‫واجهت شركات التامين التكافلي هذه المشكلة في بداية حياتها‪ ،‬وأول من واجهها هي شركة‬
‫التأمينات السودانية أ ول شركة تامين تكافلية‪ ،‬التي تحتم عليها التعامل مع شركات اعادة‬
‫التامين التجارية في ظل غياب شركات إعادة التامين اإلسالمية (إعادة التكافل)‪ ،‬لكن تحت‬
‫شروط معينة حددتها الفتوى الصادرة عن هيئة الرقابة الشرعية لبنك فيصل االسالمي‬
‫السوداني‪ ،‬وهذا لضمان توافقها مع مباد التأمينات اإلسالمية‪.‬‬

‫مما ال شك فيه أن إعادة التأمين التكافلي من األمور التي واجهت التجربة االسالمية‬
‫لتطبيق التامين التكافلي على األشخاص‪ ،‬والسبب في ذلك راجع الى عدم وجود شركات‬
‫تأمين تكافلية كافية‪ ،‬بالرغم من أهمية إعادة التأمين في بقاء شركة التأمين واستمرارها في‬
‫تقديم خدماتها المالية االسالمية‪ ،‬ولجل ذلك صدرت توصية من مجمع الفقه االسالمي بدعوة‬
‫الدول اإلسالمية على إ قامة مؤسسات للتأمين التكافلي ومؤسسات تعاونية إلعادة التامين‬
‫التكافلي تدعم نشاطها‪ ،‬والتي جاءت بناء على مبدأ مفاده أن عدم اجراء ترتيبات إعادة التأمين‬
‫قد يترتب عليه تقويض المشروع‪ ،‬إذ أن االعتماد على رأسمال الشركة و األقساط قد يترتب‬
‫عليه في حالة حدوث خسائر ضخمة انهيار شركة التأمين التكافلي ‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫يمكن أن نلخص الضوابط التي أقرتها هيئة الرقابة الشرعية لترتيب عملية إعادة‬
‫التامين لدى شركات إعادة التأمين التجارية كما يلي‪:98‬‬

‫‪ ‬تقليل النسبة التي تدفع من األقساط لشركات إعادة التأمين التجارية إلى ادنى حد ممكن‬
‫( القدر الذي يزيل الحاجة )‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تقاضي عمولة من شركات إعادة التأمين التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬إال تدفع شركة التأمين التكافلي فائدة على االحتياطات التي تحتفظ بها‪.‬‬
‫‪ ‬عدم تدخل الشركة في طريق استثمار شركة إعادة التأمين ألقساط إعادة التأمين‬
‫المدفوعة لها‪ ،‬وعدم المطالبة بنصيب في اعادة استثماراتها‪ ،‬وعدم المسؤولية عن‬
‫الخسارة التي تتعرض لها‪.‬‬
‫‪ ‬أن يكون االتفاق مع شركة اعادة التأمين ألقصر مدة ممكنة‪ ،‬وأن ترجع شركة التأمين‬
‫التكافلي إلى هيئة الرقابة الشرعية كلما أرادت تجديد االتفاقية مع شركات إعادة‬
‫التأمين التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على إنشاء شركة إعادة تأمين تكافلي تغني عن التعامل مع شركات إعادة‬
‫التامين التجاري‪.‬‬

‫إال أن هذه العقبة بدأت بالتالشي بعد ظهور عدة شركات للتكافل في العالم‪ ،‬مما دفع‬
‫إلن شاء شركات اعادة تكافل عالمية ضخمة مثل الشركة الماليزية " ري تكافل"‪ "،‬سعودي‬
‫ري"‪ "،‬ايشيان ري تكافل"‪.‬‬

‫لكن صناعة إعادة التأمين التكافلي ما زالت تواجه عديدا من االكراهات وتتعدد‬
‫أمامها المعيقات‪ ،‬وما زالت تحتاج إلى جهد كبير من قبل القائمين على المالية اإلسالمية‬
‫حتى تحقق األهداف المرجوة منها‪ ،‬ويتفق الخبراء على أن تطور صناعة التأمين التكافلي‬
‫مرهون بمدى استعداد شركات إعادة التكافل لحمايتها‪ ،‬وتتمثل أهم التحديات واإلكراهات في‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ - 98‬موالي خليل‪ ،‬ورقة بحثية بعنوان‪ " ،‬التأمين التكافلي الواقع واالتفاق"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.01 – 00‬‬

‫‪78‬‬
‫‪ ‬ضعف القدرة المالية لشركات إعادة التأمين‪.‬‬
‫‪ ‬انخفاض عدد شركات إعادة التكافل على المستوى المحلي في بعض البلدان‪.99‬‬

‫إن مسألة إعمال التأمين سواء من قبل شركات التأمين التكافلي أو التجاري‪ ،‬يجب أن‬
‫تتم وفق قواعدها الفنية القائمة على قوانين االحصاء‪ ،‬وان تمارس بواسطة اطار فني مقتدر‬
‫يعمل على تنظيم محافظ األخطار المجتمعة لديها‪ ،‬ويحقق توازنها بالطرق الفنية وذلك من‬
‫خالل اللجوء إلى إعادة التأمين‪ ،‬كي تتجنب الخسائر الكبيرة التي من الممكن أن تترتب‬
‫عليها انحرافات األخطار بسبب عدم الدقة في االنتقاء أو خطر في التقدير‪.100‬‬

‫فحاجة شركات التأمين التكافلي إلى إعادة التأمين ال تختلف عن حاجة شركات‬
‫التأمين التجاري إليه إن لم تكن أكثر منها ألن أعباء الخسارة ستقع على عاتق المؤمن لهم‬
‫في نهاية األمر عكس التأمين التجاري الذي ينعكس فيه أثر الخسائر على الشركة ذاتها‪.‬‬

‫كما أن شركة إعادة التأمين التكافلي على األشخاص هي العامل األساسي في تحقيق‬
‫إعادة التوازن في المحفظة التأمينية وتجنب الخسارة التي تقع عليها‪ ،‬إال أنه قد ال يسعنا‬
‫القول بأن تكون صناعة إعادة التأمين التكافلي قد أخرت معها وجود شركات التأمين‬
‫التكافلي على األشخاص وتطبيقه في البنوك التشاركية بالمغرب في الوقت الراهن‪ ،‬وبالتالي‬
‫من خالل هذه العقبات يمكن القول بأن أسواق إعادة التأمين العالمية‪ ،‬والتي تتميز بإمكانيات‬
‫مالية وفنية عالمية جدا‪ ،‬ولديها أنظمة متقدمة في كل مجاالت التأمين تعاني من األمر نفسه‪،‬‬
‫مما سيؤثر سلبا على صناعة إعادة التأمين التكافلي بشكل خاص والتأمين التكافلي بشكل‬
‫عام وذلك لعدم وجود رؤوس أموال في المنطقة مؤهلة ومقتنعة إلنشاء شركات إعادة تأمين‬
‫تكافلية تغطي احتياجات األسواق المحلية واإلقليمية مع عدم تنوع المنتجات التأمينية إلعادة‬

‫‪ - 99‬موالي خليل‪ " ،‬التامين التكافلي االسالمي الواقع واألفاق"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.01/00‬‬
‫‪ - 100‬عبد العزيز خليفة‪ " ،‬إعادة التأمين العقبات والحلول"‪ ،‬مطبوعات كلية الشريعة‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬ط األولى‬
‫‪ ،4661‬ص ‪.01‬‬

‫‪79‬‬
‫التأمين التكافلي وارتفاع المصروفات اإلدارية لتحصيل األقساط بنسبة من األجور‬
‫واألتعاب‪.101‬‬

‫ثالثا – المعيقات المتعلقة بالمنافسة في مجال التامين التكافلي‬

‫تعد المنافسة الحادة بين شركات التامين التكافلي اإلسالمي وشركات التأمين التقليدي‬
‫من أهم التحديات التي تواجه صناعة التامين التكافلي اإلسالمي‪ ،‬وفي المقابل نجد استعداد‬
‫هذه األ خيرة للمنافسة والتموقع الجيد نظرا للقدر الكبير الذي تتمتع به من اقتصاديات الحجم‬
‫إضافة إلى مباشرة العديد منها وذلك بإطالق خطوط إنتاج التكافل‪ ،‬ونجد من أهم التحديات‬
‫التي تواجه صناعة التأمين التكافلي اإلسالمي نظرا لتواجد مواطن قوة عديدة لدى الشركات‬
‫التامين التقليدية السيما ما تملكه من خبرات نتيجة قدمها في ممارسة نشاط التأمين‪ ،‬وما تملكه‬
‫من قدرا ت بشرية وتسويقية وتكنولوجية‪ ،‬فضال عن قدراتها المالية والمتراكمة‪ ،‬ومن ثم‬
‫قدرتها على تقديم الخدمة التأمينية بصورة أفضل سواء من حيث السعر أو جودة الخدمة‪.‬‬

‫في الوقت الذي ما زالت شركات التأمين التكافلي اإلسالمي حديثة النشأة‪ ،‬وقدراتها‬
‫البشرية جاءت في مجملها من شركات تأمين تقليدي يجهل عددا ليس هينا منها الفرق بين‬
‫التامين التكافلي اإلسالمي والتأمين التقليدي‪ ،‬ومن ثم غلب في ذهنهم تطبيق نظام التأمين‬
‫التقليدي في شركات التأمين اإلسالمي‪ ،‬فضال عن ضالة رؤوس أموال شركات التأمين‬
‫التكافلي االسالمي إذا ما قورنت بشركات التأمين التقليدي‪ ،‬وكذلك فيما يتعلق بحصتها من‬
‫التامين عالميا‪ ،‬إضافة إلى عدم وجود شركات إعادة تأمين تكافلي إسالمي بالقدر الكافي في‬
‫الوقت الذي تنتشر فيه شركات إعادة شركات التأمين التقليدي‪.102‬‬

‫إ ضافة الى العديد من االكراهات والتحديات المستقلة األخرى التي ال تقل أهمية عن‬
‫سابقتها‪ ،‬يمكن أن نلخصها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ - 101‬عبد العزيز خليفة القصار‪" ،‬إعادة التأمين العقبات والحلول"‪ ،‬مطبوعات كلية الشريعة‪ ،‬جامعة الكويت‪،‬‬
‫ط أولى ‪ ،4660‬ص ‪12‬‬
‫‪ - 102‬أشرف محمد دوابه‪ " ،‬رؤية استراتيجية لمواجهة تحديات التأمين التكافلي اإلسالمي"‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.001‬‬

‫‪80‬‬
‫‪ ‬نقص اليد العاملة‪ /‬الخبرة ال تزال تنعكس أثارها السلبية على شركات التأمين‬
‫التكافلية‪.‬‬
‫‪ ‬تركز االستثمارات في قطاعات معينة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة على الشركات‬
‫اذا حصل انهيار في هذه القطاعات مثل قطاع العقار‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الحلول المقترحة للحد من إكراهات‬


‫تنزيل نظام التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫في ظل األهمية التي يتمتع بها التأمين التكافلي فإن حاجة الفرد الملحة إلى التحصين‬
‫من المخاطر‪ ،‬جعلت لهذه الشركات نوعا من التفوق القانوني في مقابل الطرف األخر‬
‫(المؤمن له)‪ ،‬إذ يجمع خبراء القانون على أن عقود التأمين من عقود االذعان‪ ،‬فالشركة هي‬
‫التي تستقل بتحرير وثيقة التامين ووضع بنودها بطرق تخدم مصالحها‪ ،‬في حين يبقى‬
‫الطرف االخر مجبرا بقوة القانون على هذا النوع من العقود التي يستعصي على الفرد‬
‫العادي اإلحاطة بكل مقتضياته ومتطلباته نظرا لطابعه التقني‪.‬‬

‫كما يهدف التأمين التكافلي إلى تقديم نفس الخدمة التي يقدمها التأمين التجاري مع‬
‫تجنب المحظورات الشرعية المصاحبة لهذا األخير‪ ،‬والمتعلقة بالغرر المفسد للعقد والربا‬
‫وغيرها‪ ،‬وذلك عن طريق تقديم المستأمن اشتراكات متبرعا بها كليا أو جزئيا لتكوين‬
‫محفظة تأمينية لها شخصية مستقلة تدفع منها عند وقوع الضرر المؤمن ضده‪ ،‬وما يتحقق‬
‫من الفائض بعد التغطية والمصاريف واقتطاع االحتياطات يوزع على المستأمنين المشاركين‬
‫في تكوين محفظة التأمين‪ ،‬ولهذا اعتبر التأمين التكافلي أحد أهم آليات الحماية االجتماعية في‬
‫اال قتصاد اإلسالمي‪ ،‬لمساهمته في تحقيق نوع من العدالة االجتماعية بين مختلف فئات‬
‫المجتمع وخصوصا تلك األكثر هشاشة‪ ،‬والتي ال تستطيع بإمكانياتها الخاصة مواجهة جميع‬
‫المخاطر المحتملة‪.‬‬

‫األمر الذي يتطلب العمل على تنميته بغرض بدعم كفاءة شركات التأمين التكافلي‬
‫واالرتقاء بخدماتها التأمينية لتجاوز العقبات حيث يتحتم عليها مواكبة التطورات والتحديات‬
‫وذلك باالرتكاز على الحلول المقترحة لتجاوز اكراهات المحيطة بنظام التامين التكافلي‬

‫‪81‬‬
‫على األشخاص( الفقرة األولى)‪ ،‬ثم مقترحات تجاوز إكراهات إعادة التأمين التكافلي على‬
‫األشخاص ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الحلول المقترحة لتجاوز إكراهات نظام التأمين التكافلي على‬
‫األشخاص‬

‫يعتبر التأ مين التكافلي على األشخاص عنصرا هاما تغلغل في حياتنا االقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ ،‬حتى غذا محورا ال تتحرك الة التقدم إال به‪ ،‬وقد تساوت فيه األبعاد الشرعية‬
‫واالدار ية واالقتصادية واالجتماعية والصحية والقانونية‪ ،‬كما يعتبر التامين التكافلي على‬
‫األشخاص صيغة من صيغ نقل الضرر الذي قد يصيب الشخص المؤمن في حياته أو في‬
‫سالمة جسمه‪ ،‬أو قدرته على العمل كما هو الشأن بالنسبة للتأمين على حوادث العمل‪ ،‬وتأمين‬
‫نفقات العالج الطبي‪.‬‬

‫إضافة إلى ان الدولة تكتسب من خالله أهميتها انطالقا من أن العمل التأميني كفكرة‬
‫وهدف‪ ،‬وما ينطوي عليه من حماية لألفراد من الخسائر المادية التي يتعرضون لها نتيجة‬
‫وقوع خطر معين والتعاون الجماعي‪ ،‬على دفع التعويضات الالزمة من واقع األقساط أو‬
‫االشتراكات المجمعة منه م‪ ،‬مما يؤدي الى تحويل وتوزيع الخسائر الكبيرة المتوقعة إلى‬
‫خسائر صغيرة مؤكدة ال يتعارض تماما مع رأي الشريعة اإلسالمية سواء نظريا أو‬
‫عمليا‪.103‬‬

‫من أ جل تجاوز اكراهات تطبيق نظام التأمين التكافلي على األشخاص في المؤسسة‬
‫المالية التشاركية بالمغرب‪ ،‬يجب االمتثال لمجموعة من التدابير التي تجعل منه منتوج مالي‬
‫تسويقي اسالمي قادر على مواكبة تطورات سوق التأمين ومن بين هذه التدابير نجد تزكية‬
‫الضوابط الشرعية والتشريعية للتأمين التكافلي على األشخاص (أوال)‪ ،‬ثم ترقية مستواه‬
‫(ثانيا)‪.‬‬

‫‪ - 103‬بودري شريف‪ ،‬ورقة بحثية بعنوان " األبعاد التنموية للتامين التكافلي زمن العولمة"‪ ،‬الملتقى الدولي‬
‫السابع حـــــــــــول ‪ " :‬الصناعة التأمينية الواقع العملي وافاق التطوير – تجارب الدول"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بو‬
‫علي بالشلف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬العلوم التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬يومي ‪ 61‬و ‪ 62‬ديسمبر ‪ ،4604‬ص ‪.4‬‬

‫‪82‬‬
‫أوال – تزكية الضوابط الشرعية والتشريعية للتأمين التكافلي على األشخاص‬

‫كما هو معلوم فالتامين التكافلي هو تأمين إسالمي محض‪ ،‬جاء بديال شرعيا للتأمين‬
‫التجاري‪ ،‬فقد جاء ليكمل الخدمات التي تقدمها البنوك التشاركية‪ ،‬التي ال يمكن لها التقدم‬
‫واالزدهار دون وجود منظومة تأمينية تكملها‪ ،‬فالتامين التكافلي على األشخاص مرتبط‬
‫بجميع المنتجات التي تقدمها البنوك التشاركية‪ ،‬ويحقق األمن واالطمئنان وزرع الثقة بين كل‬
‫من البنك وزبنائه‪ ،‬كما يساهم في دعم التنمية االجتماعية واالقتصادية بين شرائح المجتمع‪،‬‬
‫نظرا لل طبيعة ولألسس التشريعية التي تنظم التامين التكافلي‪ .‬وقد شهد نظام التامين التكافلي‪،‬‬
‫تطورا ملحوظا‪ ،‬خاصة في السنوات األخيرة‪ ،‬وأصبح صناعة مالية قائمة بذاتها‪ ،‬حيث حظي‬
‫بإسهامات فكرية حاولت ايجاد حلول لجميع المشاكل التي قد تعتريه سواء كانت مشاكل‬
‫فقهية ام فنية‪ ،‬فأضحى يحتوي على احكام وضوابط خاصة به‪ ،‬تتالءم مع أحكام الشريعة‬
‫ومقاصدها‪.‬‬

‫فباعتباره تامينا مطابقا للشريعة اإلسالمية فهو اذا يأخذ بعين االعتبار مجموعة من‬
‫الضوابط الشرعية والتشريعية لضمان نجاح نظام التأمين التكافلي‪ ،‬كان لزاما على المشرع‬
‫المغربي أن يتدخل من أجل سن مجموعة من الضوابط القانونية وفي هذه النقطة نجد ان‬
‫المشرع قد عمل على سن عدة نصوص قانونية كان أخرها هو إصدار القانون رقم ‪. 09.91‬‬

‫ويقصد بالضابط الشرعي هو ما يعدم الحكم بعدمه وال يوجد بوجوده وهو ما جاءت‬
‫به الشريعة اإلسالمية في تنظيمها لكل أوجه الحياة والتي نجد من بينها المجال المالي‪.‬‬

‫ويعتبر هذا الضابط مطلبا أساسيا لتنظيم كافة أنواع المعامالت‪ ،‬وللتجاوز اإلكراهات‬
‫المرتبطة بنظام التأمين التكافلي على األشخاص‪ ،‬نجد مجموعة من الضوابط منها الضوابط‬
‫الشرعية للمشترك والتي تحكم إدارة التأمين التكافلي (‪ ،)0‬والضوابط التشريعية (‪.)2‬‬

‫‪ .1‬الضوابط الشرعية للمشترك في التامين التكافلي على االشخاص‬

‫يعتبر هذا الضابط الشرعي أهم ما يميز نظام التأمين التكافلي على األشخاص عن‬
‫غيره من شركات التأمين التجاري‪ ،‬فاألول أساسه التعاون أما الثاني فأساسه تحقيق الربح‪،‬‬

‫‪83‬‬
‫فيجب أ ن يتفادى التأمين التكافلي على األشخاص األعمال المخالفة للشرع‪ ،‬حيث يجب على‬
‫هذا النظام أن يقوم بتسويق خدماته التأمينية التكافلية وفق جملة من الضوابط الشرعية منها‪:‬‬

‫ضابط المشروعية‪:‬‬ ‫أ‪.‬‬

‫نقصد به كل ما يدور في دائرة الحالل وبعيد عن دائرة الحرام‪ ،‬أي يجب على‬
‫المشتركين وفي إطار اتفاقهم أن ال يقبلوا األشخاص الذين يرغبون في التأمين على أشياء‬
‫محرمة ضمن الشركة وإذا اختل هذا الضابط الذي يعد أول ضابط يجب النظر إليه فان ذلك‬
‫ال يمكن اعتباره تأمين تكافلي إسالمي‪ ،‬وبالتالي فيجب أن يكون الشيء المأمن عليه حالال‪،‬‬
‫وإال كان غير جائز‪ ،‬وذلك مصداقا لقوله تعالى " وال تعاونوا على اإلثم والعدوان"‪.104‬‬

‫ضابط التعاون المتبادل‪:‬‬ ‫ب‪.‬‬

‫إذ يجب أ ن يكون التعاون في المعامالت التي يضطلع بها نظام التامين التكافلي على‬
‫األشخاص‪ ،‬قصدا وهدفا اساسيا ورئيسيا‪ ،‬وهذا الضابط له أثر بارز في الحكم الشرعي على‬
‫التامين التكافلي ليخرجه من معنى المعاوضة إلى معنى التعاون والتبرع والمناصرة‪.‬‬

‫هذا ويعني التعاون في شقه المرتبط بالتأمين التكافلي على األشخاص‪ ،‬أنه في حالة‬
‫وقوع خطر أو ضرر معين ألحد المشتركين المستأمنين فإن الباقي يتعاون من أجل إخراج‬
‫المتضرر من ترتيبات الضرر‪ ،‬حيث يتفق المشتركون في بداية العالقة التأمينية داخل شركة‬
‫التأمين التكافلية المرتبطة باألشخاص على أن يعوض بعضهم بعضا تعاونيا عن أي خسائر‬
‫معينة قد تصب أحدهم‪.‬‬

‫تجدر االشارة أن التعاون ليس ضابطا فقط للتأمين التكافلي على األشخاص بل هو‬
‫أيضا في كل المعامالت اإلسالمية التي تدعو إلى التعاون والتضامن والتكافل بين كافة أفراد‬
‫المجتمع‪.‬‬

‫‪ - 104‬سورة المائـدة‪ ،‬اآليــة ‪.4‬‬

‫‪84‬‬
‫ضابط التبرع المتبادل‪:‬‬ ‫ت‪.‬‬

‫هذا الضابط معناه ان تكون مساهمة المشترك على شكل التزام بالتبرع‪ ،‬ونقصد‬
‫بااللتزام بالتبرع الزام الشخص نفسه ما لم يكن الزاما اي التزام الذي يكون مطلقا ويجد هذا‬
‫الضابط اساسه في كون التامين االسالمي التكافلي تبرع يلزم به المستأمن نفسه‪ ،‬أما الملتزم‬
‫له فهم مجموعة من المستأمنين المالكين لمحفظة التأمين ويعتبر هذا االلتزام هو االشتراك‬
‫الذي يلتزم به المستأمن‪.105‬‬

‫تجدر االشارة إلى أن هذا الضابط يعمل على إزالة مجموعة من التصرفات المنهي‬
‫عنها في الشريعة االسالمية والتي ما فتئ تحاربه الشريعة االسالمية منذ عصور قديمة الى‬
‫يومنا هذا‪ ،‬كالجهالة والغرر ويقصد به الشيء المجهول وهو ممنوع شرعا لما له من ترتيبات‬
‫من قبيل الغبن والتنازع واالخالل بالرضا الذي يعتبر أساس صحة أي عقد وقيامه‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى بطالن العقد وفساده‪ ،‬وذلك راجع الى أن االشتراكات في التأمين التكافلي على‬
‫األشخاص تكون عن طيب خاطر‪ ،‬بحيث يكون الهدف منها هو مساعدة بعضهم بعض وعلى‬
‫أثر ذلك فإن أي نية تكون أساسها تحقيق الربح من وراء العملية التأمينية تكون محرما‪.‬‬

‫ضابط احتمالية الخطر‪:‬‬ ‫ث‪.‬‬

‫يجب أن يكون الخطر المؤمن منه محتمل الوقوع وليس بمحض إرادة المشترك وذلك‬
‫حذرا من الغش وبالتالي اكل المال بالباطل ويعتبر هذا الضابط من الضوابط المشتركة بين‬
‫التأمين التكافلي على األشخاص والتأمين التجاري على الحياة والذي نقصد به أن ال يكون‬
‫الخطر محقق الوقوع وفي نفس الوقت أن ال يكون من المستحيل تحققه‪.‬‬

‫ضابط تجنب التعامل بالربا‪:‬‬ ‫ج‪.‬‬

‫يجب أن ال يؤدي تعامل المشترك إلى أخذ الربا أو اعطائها فكما نعلم جميعا ان الربا‬
‫من التعامالت المحرمة حيث قال تعالى‪ ":‬احل هللا البيع وحرم الربا"‪ ،‬ويعتبر هذا الضابط‬

‫‪ - 105‬سالم رشيد سيد‪ " ،‬التأمين‪ :‬المبادئ واألسس والنظريات"‪ ،‬المطبعة عمان دار الراية للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‬
‫األولى ‪ ، 4602‬ص ‪.11‬‬

‫‪85‬‬
‫أ ساس الفرق بين التامين التكافلي االسالمي والتامين التجاري بل اكثر من ذلك هو أساس‬
‫الفرق بين االقتصاد االسالمي واالقتصاد العادي‪.‬‬

‫إضافة إال الضوابط الشرعية المرتبطة بالمشترك نجد هناك ضوابط شرعية تحكم‬
‫إدارة التأمين التكافلي على األشخاص‪.‬‬

‫‪ :2-0‬ضوابط تحكم ادارة التامين التكافلي على االشخاص ‪.‬‬

‫تعد المؤسسات المالية االسالمية ومن ضمنها مؤسسة التامين التكافلي من أعظم‬
‫االنجازات الحضارية‪ ،‬فهي مؤسسات تعمل وفق منهج شرعي متكامل وتحكمها ضوابط‬
‫شرعية تتحدد انطالقا من بيان معايير المعاملة في التأمين التجاري المخالفة للمعاملة في‬
‫التأمين التكافلي على األشخاص وهي كالتالي‪:‬‬
‫أ‪ -‬ضابط التزام شركة التأمين التكافلي بأحكام الشريعة اإلسالمية في كل استثماراتها‬
‫الداخلية والخارجية سواء لرأس مال شركة اإلدارة أو لموجودات صندوق التكافل المملوك‬
‫لهيئة المشتركين‪ ،‬فهو صندوق تعود ملكيته إلى حملة الوثائق وهم بهذه الصفة يستحقون‬
‫عوائد دون غيرهم‪ ،‬وكذلك فإن األموال المتبقية في هذا الصندوق في نهاية المدة ( الفائض‬
‫التأمين) تعود لهم وتوزع عليهم‪.106‬‬

‫أما فيما يخص االستثمارات التي تنبثق عن أعمال الصندوق يشترط أن تكون منسجمة‬
‫مع أحكام الشريعة االسالمية‪ ،‬وأن تبتعد بشكل خاص عن الربا و المحرمات‪ ،‬وكذلك التأمين‬
‫يجب أن يستمر بطرق شرعية بعيدا عن الربا أو التجارة المحرمة‪.‬‬

‫من هذا نستنتج بأن استثمار فائض أموال أقساط التامين التجاري في المجاالت التي‬
‫تحقق أرباحا عالية‪ ،‬بغض النظر عما اذا كانت جائزة شرعا أم ال‪ ،‬وضع أموال األقساط في‬
‫البنوك تكون مقابل فائدة( الربا)‪ ،‬أما في النظام التكافلي فيتم استثمار فائض االشتراكات في‬
‫االستثمارات الشرعية البعيدة عن الربا والتي تحقق الخير لألعضاء والمجتمع معا‪.‬‬

‫‪ - 106‬علي محي الدين القرة داغي‪ "،‬التأمين اإلسالمي‪ ،‬دراسة فقهية مقارنة تأصيلية بالتأمين التجاري مع‬
‫التطبيقات العملية" ‪،‬م س‪ ،‬ص ‪.412‬‬

‫‪86‬‬
‫ب‪ -‬ضابط وجود هيئة رقابة شرعية لكل شركة تأمين تكافلي‪ ،‬تكون مهمتها مراقبة‬
‫أعمال الشركة للتأكد من مطابقتها ألحكام الشريعة اإلسالمية الغراء‪ ،‬وال يجوز ألي أحد أن‬
‫يتدخل في فتاوى وقرارات هذه الهيئة‪ ،‬وعلى المؤمن التقيد بهذه الفتاوى‪.107‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه كان هناك لبس فيما يخص شرعية التأمين التكافلي وتشبيهه‬
‫بالتأمين التجاري‪ ،‬من طرف بعض الفقهاء‪ ،‬أما الغالبية من علماء وفقهاء األمة المعاصرين‬
‫قد افتوا بأن التأ مين التكافلي على األشخاص الخالي من المقامرة والجهالة و الربا حالل‬
‫شرعا‪ ،‬وقد بنى هؤالء العلماء فتواهم على أساس أن التأمين في العصر الحاضر ضرورة أو‬
‫متطلب قانوني تفرضه القوانين الوضعية للدول وأخرين قالوا بأنه حاجة تنزل بمنزلة‬
‫الضرورة وتقدر بقدرها‪.‬‬

‫هذا ويتحقق الدور الرئيسي لهذه الهيئات من خالل‪:‬‬

‫أ‪ -‬االفتاء الشرعي فيما يعرض على الهيئة الشرعية من مسائل واستفسارات‪.‬‬
‫ب‪ -‬الرقابة والتفتيش والتدقيق ألعمال وعمليات الشركة الداخلة و األعمال الخارجة‬
‫التي تعقدها الشركة مع الغير محليا أو دوليا وهو ما يعرف بالضابط الشرعي‪.‬‬

‫ج‪ -‬طرح نماذج ذات كفاءة من الصيغ االسالمية في المعامالت المالية الخالية من‬
‫الربا وسائر المخالفات الشرعية‪ ،‬أي اخراج وثائق وعقود التأمين التكافلي بما يتوافق مع‬
‫الشريعة من خالل قرارات الهيئة الشرعية‪.‬‬

‫ج‪ -‬يجب أن تعتمد مؤسسات التكافل ميثاق األخالق والسلوك الذي يلتزم به العاملون‬
‫في المؤسسة‪ ،‬فااللتزام باألخالق المهنية وسلوك العمل المناسب مهم عند قيام مسؤولي‬
‫مؤسسات التكافل بأداء واجباتهم االئتمانية على كل المستويات‪ ،‬يجب على مؤسسات التكافل‬
‫أن تتأكد من أن مسؤوليها يدركون تماما أهمية المباد الرئيسية للتكافل‪ ،‬فالمباد االرشادية‬

‫‪ - 107‬علي محي الدين القره داغي‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪.410‬‬

‫‪87‬‬
‫بشأن سلوكيات العمل لمؤسسات الخدمات المالية اإلسالمية الصادرة عن مجلس الخدمات‬
‫المالية اإلسالمية أيضا تنطبق على مؤسسات التكافل‪.108‬‬

‫د‪ -‬ضابط أن يكون نظام التأمين التكافلي على األشخاص قائم الوكالة من شركة‬
‫التأمين في إدارة عمليات التامين نيابة عن المشتركين وهي ليست طرفا أصيال في التامين أو‬
‫إعادة التأمين‪ ،‬ومفاده أن المساهمين هم شركة االدارة للعملية التأمينية مقابل أجر وكالة‪،‬‬
‫ويقوموا باستثمار أموال هيئة المشتركين كمضارب مقابل نسبة يجب أن تحدد بطريقة‬
‫واضحة وصريحة‪.‬‬

‫هــ ‪ -‬ضابط النص صراحة على حق حملة الوثائق ( هيئة المشتركين) في الحصول‬
‫على الفائض التأميني‪ ،‬ويحصل الفائض التأميني مع الفرق بين المكونات وااليرادات‬
‫ومكونات المصروفات‪ ،‬والفائض التأميني يخضع لقاعدة فقهية مفادها أنه تبع ال قصد وذلك‬
‫مختلف عن الربح في التأمين التجاري الذي يتحمله المؤمن لهم اذ يعد عنصرا من عناصر‬
‫حساب القسط‪ .‬والفائض التأميني يتكون من شقين رئيسيين هما‪:‬‬

‫‪ -‬الباقي من االشتراكات‪ ،‬فكما هو معلوم فإن المشتركين يتبرعون لبعضهم البعض‬


‫بمقدار ما يتعرضون له من خسائر فقط‪ ،‬أما ما يزيد عن ذلك فهو باق لهم وليس ألحد سواهم‬
‫وعليه يتبين أن الفائض ليس ربحا مستحقا من العمليات التأمينية‪.‬‬

‫‪ -‬حصة حملة الوثائق من األرباح الناتجة من استثمار االشتراكات‪.109‬‬


‫و‪ -‬ضابط التزام شركات إدارة التأمين التكافلي بترشيد المصاريف لتخفيض التكاليف‬
‫االدارية وبالتالي تخفيض االشتراكات المتبرع بها وزيادة الفائض التأميني لصالح هيئة‬
‫المشتركين‪.‬‬

‫‪ - 108‬مجلس الخدمات المالية االسالمية‪ " ،‬المبادئ االرشادية لضوابط التأمين التكافلي"‪ ،‬ديسمبر ‪،4661‬‬
‫ص ‪. 02‬‬
‫‪ - 109‬عبد الحميد البعلي‪ "،‬نظام التعاوني التكافلي اإلسالمي ( قواعده وفنياته) مع المقارنة بالتأمين التجاري"‪،‬‬
‫منتدى التكافل السعودي األول‪ ،‬جدة ‪ ،4662‬ص ‪.11‬‬

‫‪88‬‬
‫ي‪ -‬ضابط ضمان سرعة سداد التعويضات لمن تصاب ممتلكاتهم بأضرار لمجرد‬
‫حدوثها عن طريق اختصار بعض االجراءات المتبعة في شركات التأمين التجاري ووفق‬
‫قيمة الضرر دون تسويف أو مماطلة‪ ،‬فشركة االدارة تقوم بدور المنظم لنظام تعاوني ال‬
‫ينطوي على اتجار في توفير األمان وال سعي للتحقيق الربح ألعضائه‪ ،‬وإنما يقوم بينهم‬
‫تعاون يفرض على الجميع أن يهبوا لألخذ بيد من تلحق من بينهم كارثة مؤمن عليه‪.‬‬

‫كي ال يستغل هذا المبدأ السامي في التعاون ويصبح وسيلة لإلثراء‪ ،‬فقد حددت عدة‬
‫هيئات شرعية ‪،‬مدى الشروع للتغطيات التأمينية بما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ال بد من تحديد القيمة السوقية عند التأمين وعدم األخذ بتقدير العميل‪ ،‬ويحدد القسط‬
‫بحسب القيمة السوقية ثم عند وقوع حادث يرجع الى القيمة السوقية أو التقديرية ايهما‬
‫اقل‪.‬‬
‫‪ ‬التعويض في التأمين التعاوني يجب أن يكون عن الخسائر المادية التي تصيب‬
‫المشترك‪ ،‬فاذا كانت الخسائر التبعية أو خسائر األرباح التي يفقدها المشترك بسبب‬
‫الحادث يمكن تقديرها تقديرا سليما‪ ،‬فال مانع شرعا من التأمين عليها ودفع تعويض‬
‫عنها‪.110‬‬

‫‪ : 2‬الضوابط التشريعية التي تحكم التأمين التكافلي على األشخاص‪.‬‬

‫إضافة إلى كل هاته الضوابط هناك ضوابط أخرى جاء بها المشرع المغربي‪ ،‬وذلك‬
‫إلتمام الترسانة القانونية لتنظيم جميع جوانب العمليات التي تقوم بها مؤسسات التامين‬
‫التكافلي على األشخاص‪.‬‬

‫‪ -‬الضابط األول‪ :‬تحقيق مصلحة المشتركين‪ :‬إذ نصت المادة ‪ 0-440‬من القانون رقم‬
‫‪ 09.91‬أنه يجب أن تقوم مقاولة التأمين وإعادة التأمين التكافلي " بتسيير صندوق التامين‬
‫التكافلي أو صندوق إعادة التأمين التكافلي ألجل مصلحة المشتركين أو صناديق التامين‬
‫التكافلي المسيرة من طرف مقاوالت التأمين المحلية‪ ،‬وذلك وفق أحكام هذا القانون ونظام‬

‫‪ - 110‬عبد الحميد البعلي‪ "،،‬نظام التعاوني التكافلي اإلسالمي ( قواعده وفنياته) مع المقارنة بالتأمين التجاري"‪،‬‬
‫م س‪ ،‬ص ‪.11‬‬

‫‪89‬‬
‫تسيير الصندوق المعني‪ ، "...‬ويعتبر هذا الضابط بمثابة فرق جوهري بين التامين التجاري‬
‫الذي يهدف إلى تحقيق الربح والتأمين التكافلي الذي يهدف إلى تحقيق المصلحة العامة‪،‬‬
‫ويعتبر هذا الضابط مكمل للضوابط السابقة من قبيل التعاون وااللتزام بالتبرع ونجد أن هذا‬
‫الضابط من المنطقي وجوده وذلك ألنه دائما ما تدعو الشريعة اإلسالمية إلى التعاون‬
‫والتكافل باإلضافة إ لى السعي نحو تحقيق المصلحة العامة وترجيحها لهذه األخيرة على‬
‫المصلحة الخاصة بحيث اذا ما تعارضت المصلحة العامة مع المصلحة الخاصة رجحت‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬هذا وقد نصت المادة ‪ 2-440‬أنه ال يمكن لمقاولة التامين استخدام أصول‬
‫صندوق التامين التكافلي ألغراضها الخاصة بمعنى أنه يجب أن تصرف كافة األصول فيما‬
‫يمكن أن يعود بالنفع على المشتركين أصحاب االشتراكات‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن األعمال التي تقوم بها المقاولة والتي يشترط فيها المشروعية‬
‫سوف تعود بالنفع على كل المجتمع سواء من الناحية االقتصادية أو حتى االجتماعية وهذا‬
‫األمر سوف تثبته السنوات القادمة‪.‬‬

‫‪ -‬الضابط الثاني‪ :‬طبيعة العقد‪ :‬من بين الضوابط التي نص عليها القانون نجد طبيعة‬
‫العقد اذ اشترط ان يكون العقد الرابط بين مقاولة التأمين والمشترك‪ ،‬هو عقد الوكالة بأجر‬
‫وذلك حسب ما نصت عليه المادة ‪ 1-440‬من القانون رقم ‪ ،09.91‬ونقصد بالوكالة بأجر أن‬
‫يلتزم شخص ويدعي الوكيل اتجاه شخص اخر يدعى الموكل بإجراء عمل قانوني مقابل‬
‫اجر‪ ،‬حيث تعتبر المقاولة وكيلة والمشتركين اصحاب األقساط موكلين‪ ،‬وهنا البد أن نشير‬
‫الى ضرورة التقيد باألحكام المتعلقة بااللتزامات المترتبة عن الوكيل والتي عالجها المشرع‬
‫المغربي ضمن القسم الرابع من الكتاب الرابع من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪ -‬الضابط الثالث‪ :‬صندوق التكافل‪ :‬يتمتع الصندوق بالشخصية المعنوية واالستقالل‬


‫المالي ونقصد بالشخصية المعنوية وجود مجموعة من األشخاص الطبيعيين يقومون بعمل‬
‫مشترك من أجل تحقيق هدف مشترك‪ ،‬أما االستقالل المالي فهو مجموعة من األموال ترصد‬
‫لتحقيق غرض معين ويعتبر هذا الضابط مشترك بين كل من التأمين التجاري والتكافلي واذا‬
‫دققنا للحظة في هذا الضابط سنالحظ مدى مطابقته لتعريف العملية التأمينية مما يثبت أهميته‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫‪ -‬الضابط الرابع‪ :‬تحمل األخطار‪ :‬التأمين بفكرته ونظامه هو تعاون منظم تنظيما دقيقا‬
‫بين عدد كبير من الناس معرضين جميعا لخطر معين او مجموعة من األخطار حتى اذا‬
‫تحقق الخطر في حق بعضهم تعاون الجميع على تعويض من تعرض منهم للخطر‪ ،‬فهو‬
‫تضامن وتكافل يؤدي إ لى توزيع الخطر على مجموع المؤمن لهم عن طريق التعويض الذي‬
‫يدفع للمتضرر من المال المجموع من حصيلة أقساطهم‪ ،‬بدال من أن يتحمل الخطر وحده‪.‬‬

‫من هذا التعريف يظهر بأن فكرة التأمين هي فكرة مرتبطة ارتباطا وثيقا بالخطر‪ ،‬فال‬
‫وجود للتأمين إال عند وجود خطر يهدد حياة أو أموال شخص ما‪ ،‬فما وجد التأمين أصال إال‬
‫ليخفف انعكاسات الخطر على صاحبه‪ ،‬وذلك عن طريق تعاون وتضامن باقي األفراد معه‪.‬‬

‫يتفق علماء الدين المغاربة على أن عملية التأمين تهدف إلى تغطية األخطار‬
‫المنصوص عليها في العقد الموقع بواسطة صندوق التأمين التكافلي الذي يسير مقابل اجرة‬
‫التسيير من قبل مقاولة التأمين معتمدة لمزاولة عمليات التأمين التكافلي‪.111‬‬

‫وهكذا جاء في التعريف الذي نص عليه المشرع المغربي للتأمين التكافلي في المادة‬
‫األولى لمدونة التأمينات‪ " :‬التأمين التكافلي عملية تأمين تتم وفق اآلراء بالمطابقة الصادرة‬
‫عن المجلس العلمي األعلى المنصوص عليها في عقد التامين التكافلي أو االستثمار التكافلي‬
‫بواسطة صندوق التأمين التكافلي‪ ،‬يسير مقابل أجرة التسيير‪ ،‬من طرف مقاولة للتأمين‬
‫وإعادة التأمين معتمدة لمزاولة عمليات التأمين التكافلي‪ ،‬وال يمكن في أي حال من األحوال‬
‫أن يترتب قبض أو أداء أي فائدة على عمليات التأمين التكافلي وعلى نشاط تسيير صندوق‬
‫التأمين التكافلي من لدن مقاولة للتأمين وإعادة التأمين التكافلي‪ ،‬ونفس الشيء حينما عرف‬
‫عقد التامين في نفس المادة بأنه‪ " :‬اتفاق بين المؤمن والمكتتب من اجل تغطية خطر ما"‪.‬‬
‫وفي المادة ‪ 4-06‬التي جاء فيها ‪ " :‬يتحمل مجموع المشتركين في التامين التكافلي األخطار‬
‫المضمونة‪ ،"...‬وبالتالي فال مجال للحديث عن التأمين ما لم يوجد خطر قد يلحق شخصا أو‬
‫ماال ما فيسارع إلى تأمينية للتخفيف من حدة أثار هذا الخطر‪.‬‬

‫‪ - 111‬يوسف لخضر‪ ،‬مقال بعنوان " قانون التامين التكافلي بالمغرب المبادئ والشروط وااللتزامات"‪.‬‬
‫‪ l https://www.hespress.com/-506889.htm‬تاريخ النشر ‪ 01‬يوليوز ‪ ،4601‬تاريخ االطالع‬
‫‪.06:61 ،4640/69/61‬‬

‫‪91‬‬
‫‪ -‬الضابط الخامس‪ :‬المشاركة‪ :‬يقصد بها المشاركة في المخاطر بين المشتركين في‬
‫مؤسسات التأمين التكافلي‪ ،‬بمعنى دفع قيمة الخسارة من الصندوق المشترك الذي قد تم‬
‫تأسيسه من اشتراكات أو تبرعات حملة وثائق التكافل‪ ،‬بحيث تتوزع المسؤولية على حملة‬
‫وثائق التكافل ويشترك الجميع في دفع الخسائر‪ ،‬وهكذا يكون حملة الوثائق هم الضامنون‬
‫والمؤمن لهم في نفس الوقت‪ ،‬ويكون المؤمن ( شركة التأمين) مسؤوال عن إدارة عمليات‬
‫التامين لمصلحة كافة المشاركين‪.112‬‬

‫وفي حالة وجود فوائض تقنية ومالية فإنه يتم توزيعها على المشتركين وفق نظام‬
‫تسيير صندوق التامين التكافلي‪ ،‬ويقصد به أيضا حصول المشترك على جزء من االرباح‬
‫وتحمله للخسائر‪ ،‬بحسب حصته من رأس المال‪ ،‬في االستثمار التكافلي‪ ،‬وقد أشير إلى هذا‬
‫المبدأ في مدونة التأمينات‪ ،‬حينما عرف المشرع القسط في البند ‪ 24‬من المادة األولى التي‬
‫جاء فيها‪ " :‬مبلغ مستحق على مكتتب عقد التأمين مقابل ضمانات يمنحها المؤمن‪ ،‬ويراد‬
‫بالقسط فيما يخص التأمين التكافلي‪ ،‬اشتراك المشترك"‪ ،‬كما أشير إليه حينما عرف حساب‬
‫التأمين التكافلي في نفس المادة‪ ،‬البند ‪ 41‬بأنه " حساب يتكون من اشتراكات المشتركين‪."...‬‬
‫وعندما عرف عقد االستثمار التكافلي في البند بكونه " عقد يحصل بموجبه المشترك مقابل‬
‫اشتراكات يؤديها‪ ، "...‬وهذا كله ورد في نفس المادة‪.‬‬

‫‪ -‬الضابط السادس‪ :‬تكوين االحتياطات‪ ،‬يقصد بهذا الضابط تكوين االحتياطات‬


‫لمواجهة العجز إذا تجاوزت التعويضات‪ ،‬بمعنى أخر إذا تجاوزت التعويضات المدفوعة‬
‫االشتراكات المحصلة عليها من المشتركين‪ ،‬يمكن أنداك تغطية هذا العجز عن طريق‬
‫االحتياطات المكونة من الفوائض قبل التوزيع‪ ،‬وحسب القانون المغربي المادة ‪ 1-06‬من‬
‫مدونة التأمينات فإنه " ال يمكن منح اي جزء من الفوائض التقنية والمالية لمقاولة التامين‬
‫التكافلي أو اعادة التامين التكافلي المسير للصندوق‪ ،‬وال يمكن توزيع الفوائض التقنية‬
‫والمالية اال بعد تكوين االحتياطات والمخصصات"‪.‬‬

‫‪ - 112‬موالي خليل‪ " ،‬التأمين التكافلي اإلسالمي‪ :‬الواقع واالفاق"‪ .‬م س‪ ،‬ص ‪.0‬‬

‫‪92‬‬
‫فالمشرع في هذه المادة حاول سد العجز الذي قد يصيب مؤسسات التأمين التكافلي‬
‫مستقبال عن طريق االحتياطات التي كونتها‪ ،‬وذلك لكي ال تتعطل اشغال ومصالح الشركة‪.‬‬

‫‪ -‬الضابط السابع‪ :‬توزيع الفوائض واالرباح‪ :‬يعني هذا توزيع ما تبقى من أموال بعد‬
‫أداء جميع المصاريف ومبالغ التأمين وكذا ما تحقق من أرباح من العمليات االستثمارية التي‬
‫قامت بها شركات التأمين التكافلي على المشتركين‪.‬‬

‫وفي المغرب وحسب ما جاء في المادة ‪ 1-06‬من مدونة التأمينات‪ ،‬فإننا نجدها تؤكد‬
‫على أن " الفوائض التقنية والمالية في التأمين التكافلي‪ ،‬توزع على المشتركين وفق نظام‬
‫تسيير صندوق التأمين التكافلي‪ ،‬وذلك بعد خصم التسبيقات التكافلية عند االقتضاء‪ ،‬وتوزع‬
‫الفوائض المذكورة في إعادة التأمين التكافلي على صندوق التأمين التكافلي وفق نظام‬
‫تسيير صندوق إعادة التأمين التكافلي وذلك بعد خصم التسبيقات التكافلية عند االقتضاء"‪،‬‬
‫وهذا يعني أن المقاولة المسيرة للصندوق ال يمنح لها أي جزء من الفوائض التقنية والمالية‬
‫وإنما يتم اقتسامها بين المشتركين‪ ،‬مقابل أجر تحصل عليه المقاولة لتسييرها ألموالهم‪ ،‬وهذا‬
‫ما يؤكد ان المشرع المغربي هو األخر أخذ بهذا المبدأ أثناء تنظيمه ألحكام التأمين التكافلي‪.‬‬

‫يتم تزكية الضوابط التشريعية وفق االلتزام بما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬تطوير األطر التشريعية لتنظيم نظام التأمين التكافلي على األشخاص وتعزيز‬
‫النصوص التشريعية ذات العالقة بفض المنازعات ما يؤدي إلى سرعة البت في الدعاوى‬
‫القضائية حالة نشوء نزاع‪ ،‬باإلضافة إلى إصدار المزيد من القوانين التي تجعل التأمين‬
‫التكافلي على األشخاص إلزاما في قطاعات كثيرة أخرى ‪.‬‬

‫‪ -2‬الديمومة في تفعيل وتحديث القوانين المتعلقة باألجهزة الرقابية لمسايرة التطورات‬


‫االقتصادية لسوق التأمين توحيد أجهزة الرقابة واإلشراف حتى تستطيع مسايرة متطلبات‬
‫االنفتاح لتحفيز نظام التأمين التكافلي على األشخاص لتطبيق مباد الحكومة لتثبيت أسس‬
‫المنافسة الصحيحة‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫‪ -0‬دعوة الحكومة الى إصالح األنظمة والتشريعات التي تحكم أعمال التأمين التكافلي‬
‫على األشخاص و المصادقة عليها وتفعيلها‪ ،‬وإصدار تنظيمات الضبط الشرعي لهذا النوع‬
‫وفي سبيل ذلك يجب انشاء هيئة حكومية منفصلة‪ ،‬تكون هي الجهة االشرفية على أعمال‬
‫الـتأمين التكافلي على األشخاص‪ ،‬وتطويرها واالستفادة من أشكال وتطبيقات الحكومة‬
‫واالفادة منها في تطبيقات التأمين التكافلي على األشخاص‪.‬‬

‫ثانيا – تزكية مستوى نظام التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫يتم تزكية نظام التأمين التكافلي على األشخاص من خالل االلتزام بمجموعة من‬
‫الترقيات و األساليب الفنية وهي كاالتي‪:‬‬

‫‪ -0‬تسويق الخدمات التأمينية المقدمة لألشخاص والتزام شركة التأمين بالسداد‬


‫والتعويض بالقيمة في الوقت المحدد من اجل كسب رضاء أكبر عدد من المستأمنين‪.‬‬

‫وذلك أل ن التسويق يعد أحد الوظائف الهامة في شركات التأمين التكافلي‪ ،‬حيث يعمل‬
‫على دعم تنافسية شركات التأمين التكافلي من خالل التعرف على احتياجات العمالء أوال ثم‬
‫ترجمتها من خالل تصميم خدمات تأمينية تلبي رغباتهم‪ ،‬كما يعمل نشاط التسويق على‬
‫التعريف بالخدمات التأمينية التكافلية باعتبارها خدمات مستحدثة وتختلف عن خدمات التأمين‬
‫التجاري‪ ،‬األمر الذي يتطلب ضرورة قيام شركات التأمين التكافلي بتنميته من أجل زيادة‬
‫كفاءتها واالرتقاء بخدماتها التكافلية فضال عن الرفع من مستوى أدائها بما يحقق رضا‬
‫العميل‪ ،‬األمر الذي يتطلب ضرورة االهتمام به والعمل على تنمية دوره من خالل ما يلي‪:113‬‬

‫أ‪ -‬االلتزام بالضوابط الشرعية في تسويق الخدمات التأمينية التكافلية‪ :‬تسويق‬


‫الخدمة التأمينية التكافلية يتطلب ضرورة احترام شركات التأمين التكافلي لجملة من الضوابط‬
‫الشرعية والتي نوضحها فيما يلي‪:‬‬

‫ب‪ -‬عدم تقديم خدمات تأمينية تخالف الشرع‪ :‬يعتبر هذا الضابط الشرعي أهم ما‬
‫يميز شركات التأمين التكافلي عن غيرها من شركات التأمين التجارية‪ ،‬فشركات التأمين‬

‫‪ - 113‬فالق صليحة‪ " ،‬متطلبات تنمية نظام التامين التكافلي‪ -‬تجارب عربية"‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.961 - 469‬‬

‫‪94‬‬
‫التكافلي يجب أن تتفادى التأمين على األعمال المخالفة للشرع كالتأمين على تجارة المخدرات‬
‫مثال أو مصانع الخمر‪.‬‬

‫ج‪ -‬التزام األولوية في تحديد الخدمات‪ :‬يجب أن يكون أساس اختيار الخدمات‬
‫التأمينية تحقيق مقاصد الشريعة‪ ،‬ومراعاة ظروف المجتمع وأحواله‪ ،‬بحيث يكون مبلغ القسط‬
‫المدفوع (االشتراك) يتناسب مع دخل األفراد‪ ،‬مما يساهم في تحقيق مصلحة المجتمع‪.‬‬

‫د‪ -‬تناسب الخدمات التأمينية مع الحاجات الحقيقية ألفراد المجتمع‪ :‬يركز هذا‬
‫الضابط على قيام (شركات التأمين التكافلي) بالتأمين على األخطار الكبيرة والتي يكون‬
‫احتمال حدوثها كبيرا ومؤثرا على االقتصاد والفرد وال يقتصر التأمين على األخطار التي‬
‫تواجه فئة معينة من أفراد المجتمع‪.‬‬

‫هــ ‪ -‬ال ضرر وال ضرار‪ :‬يجب على شركات التأمين التكافلي أن تبتعد عن إلحاق‬
‫الضرر بكل من عمالئها أو منافسيها‪ ،‬فمن حيث عمالئها فإن شركات التأمين يجب عليها‬
‫تقديم النصح والمشورة لهم إذا تطلب األمر‪ ،‬كما يجب عليها االلتزام بعدم إلحاق الضرر‬
‫بمنافسيها من خالل احترام مباد وقواعد المنافسة الشريفة لالرتقاء بالعمل التأميني التكافلي‪.‬‬

‫‪ -2‬تزكية األساليب التسيرية لمقاولة التأمين التكافلي على األشخاص وذلك باالعتماد‬
‫على كفاءة الخبر والتكنولوجيا الحديثة التي تساهم في توسيع قنوات التوزيع وتسهيل عملية‬
‫دخولها وبأقل تكلفة من خالل استخدام المواقع اإللكترونية الخاصة بالشركات كما يساهم في‬
‫تحديد ومعرفة احتياجات العمالء بشكل سريع‪ ،‬وكذا تطوير المعرفة بإدارة األخطار وإقامة‬
‫نوع من الشراكة بين شركات التأمين التكافلي على االشخاص و البنوك وايضا االستفادة من‬
‫شبكات توزيع البنوك التشاركية في تسويق المنتجات التأمينية التكافلية وتحصيل األقساط‪.‬‬

‫‪ -0‬االهتمام بإدارة الموارد البشرية والنهوض باألطر الفنية للعاملين في قطاع التأمين‬
‫التكافلي على األشخاص من خالل فتح مراكز التدريب وبناء معاهد تكوينية لرفع قدراتهم‬
‫وصقل مواهبهم وكفاءتهم وتكوين اطارات قادرة على معرفة رغبات المستأمنين‪ ،‬فالعالم‬
‫العربي في حاجة ماسة الى أطر مؤهلة وماهرة تتميز باالحترافية في تلبية احتياجات‬

‫‪95‬‬
‫الصناعة التأمينية التكافلي ة‪، 114‬وذلك بغرض التمكن من ضبط األداء وتحقيق األهداف‬
‫االستراتيجية لشركات التأمين التكافلي‪ ،‬ونذكر هذه المواصفات فيما يلي‪:115‬‬

‫‪ o‬موارد بشرية قادرة على جذب العمالء‪ ،‬وفهم طبيعة العالقة التي تربط بين العميل‬
‫وشركة التأمين التكافلي‪.‬‬
‫‪ o‬موارد بشرية قادرة على تقديم الخدمة التأمينية بالسرعة والجودة المالئمتين ووفقا‬
‫للمتطلبات الشرعية‪.‬‬
‫‪ o‬موارد بشرية قادرة على البحث عن الفرص االستثمارية المالئمة ( االستثمار الفائض‬
‫التأميني) ودراسة جدواها وتقييمها وتنفيذها‪ ،‬ومتابعتها في إطار الضوابط الشرعية‪.‬‬

‫ومن خالل كل هذا تكمن أهمية تأهيل الموارد البشرية العاملة بشركات التأمين‬
‫التكافلي فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬اختالف طبيعة العمل بشركات التأمين التكافلي عن العمل بشركات التأمين التجارية‬
‫فالموارد البشرية بشركات التأمين التجارية غير مؤهلين للعمل مباشرة بشركات التأمين‬
‫التكافلية‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة االلتزام بالضوابط الشرعية في نشاط شركات التأمين التكافلي‪ ،‬األمر الذي ينتج‬
‫عنه ضرورة إلمام الموارد البشرية باألحكام والقواعد الشرعية للعمل التأميني التكافلي‬
‫وبفقه المعامالت المالية وهو ما يفتقده كثير من الموارد البشرية بشركات التأمين‬
‫التجارية‪.‬‬
‫‪ ‬عدم قناعة بعض الموارد البشرية بشركات التأمين التجارية بنشاط شركات التأمين‬
‫التكافلية‪ ،‬مما يتطلب أهمية تدريبهم وتأهيلهم شرعيا وفنيا على العمليات التأمينية‬
‫التكافلية قبل ممارستهم لتلك األعمال‪ ،‬خاصة في حالة تحول شركة تأمين تجارية إلى‬
‫شركة تأمين تكافلية‪.‬‬

‫‪ - 114‬طارق ابو مازن قندوز‪ "،‬معيقات وكوابح نمو قطاع التأمين التكافلي بين التحدي والمواجهة"‪ ،‬دراسة‬
‫مقارنة للجزائر والكويت خالل الفترة ‪ ،4660-4666‬مطبوعات جامعة الشلف الجزائر‪ ،‬ط األولى ‪ ،4600‬ص ‪.1‬‬
‫‪ - 115‬فالق صليحة‪ " ،‬متطلبات تنمية نظام التامين التكافلي‪ -‬تجارب عربية"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪014- 010‬‬

‫‪96‬‬
‫‪ ‬يسمح تأهيل الموارد البشرية في شركات التأمين التكافلي بزيادة قدرتها التنافسية‪ ،‬من‬
‫خالل تحسين مهارات ومعارف عناصرها البشرية‪ ،‬األمر الذي ينعكس في سرعة تنفيذ‬
‫المهام‪.‬‬
‫‪ ‬يساهم تأهيل الموارد البشرية في رفع الروح المعنوية للعناصر البشرية‪ ،‬وهذا من خالل‬
‫شعورهم بتقدير أهميتهم من طرف إدارة الشركة‪ ،‬مما يدفعهم إلى العمل بكامل قدرتهم‬
‫وهذا ما يسمى بالرضا الوظيفي‪.‬‬

‫يمكن أن نستنتج في األخير أن الموارد البشرية تعد أحد أهم األسس التي يقوم عليها‬
‫نجاح صناعة التأمين التكافلي‪ ،‬وذلك لما لها من تأثير على نشاط شركات التأمين التكافلي‪،‬‬
‫األمر الذي يتطلب ضرورة توفير التأهيل العلمي والعملي للعاملين في هذه الصناعة‬
‫واستيفائهم للجانب الشرعي من أجل تمتين مسيرة وانطالقة نظام التأمين التكافلي‪.‬‬

‫‪ -2‬صياغة استراتيجية واضحة المعالم لتحسين صورة قطاع التأمين لدى المواطنين‬
‫المغاربة من خالل غرس الوعي التأميني واالهتمام بالثقافة التأمينية‪ ،‬وتعريفيهم بأهمية‬
‫الحاجة الى الحماية مع تحسيسهم بحقوقهم‪ ،‬واكتشاف طرق جديدة لزيادة حجم الطلب على‬
‫التأمين التكافلي المتعلق باألشخاص‪ ،‬من خالل االهتمام بتطوير تطبيقات التأمين التكافلي‬
‫على األشخاص‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مقترحات تجاوز إكراهات إعادة التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫يحتل نشاط اعادة التامين مكانة مهمة في سوق التأمين‪ ،‬حيث تلجأ اليه شركات التأمين‬
‫لتأمن نفسها‪ ،‬ولتضمن استمرار نشاطها ووفائها بالتزاماتها نحو "المؤمن لهم" من خالل‬
‫تغطية المخاطر التي تعترضهم خالل فترة التأمين‪.‬‬

‫ونظرا ألهمية إعادة التأمين في تحقيق استمرار وتوازن العملية التأمينية وفي ظل‬
‫انتشار شركات إعادة التأمين التجاري‪ ،‬تم تأسيس أول شركة إسالمية للتأمين واعادة التأمين‬
‫سنة ‪ 0192‬في البحرين‪ ،‬كبديل شرعي لتقوم بأعمال التأمين التكافلي‪ ،‬مما أدى إلى ظهور‬
‫شركات إعادة التأمين التكافلي المنتشرة عبر مناطق مختلفة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫مما الشك فيه أن إعادة التأمين التكافلي على األشخاص من األمور التي واجهت‬
‫التجربة التشاركية للتأمين التكافلي‪ ،‬والسبب في ذلك عدم وجود شركات إعادة تأمين تكافلية‬
‫كافية ب الرغم من أهمية إعادة التأمين التكافلي في بقاء شركة التأمين واستمرارها‪ ،‬تبعا لذلك‬
‫يمكن لشركات التأمين في بداية ظهورها ان تلجأ الى اعادة تأمين تكافلية نظرا لحاجتها‬
‫الماسة واجازات اللجنة الشرعية للمالية التشاركية التابعة للمجلس ذلك وفق ضوابط شرعية‬
‫معينة‪.‬‬

‫وإلعادة التامين دور في مقدرة شركة التامين التكافلي على االشخاص على الوفاء‬
‫بالتزاماتها في مواجهة المشتركين ويحقق إعادة التأمين عدد من الوظائف واألهداف لشركة‬
‫التأمين التكافلية‪ ،‬وهذا ما أكدته المادة ‪ 002‬من قانون رقم ‪ ،91.09‬وللتفصيل في ذلك سيتم‬
‫تسليط الضوء على كل من الضوابط الشرعية إلعادة التأمين التكافلي على األشخاص(أوال)‪،‬‬
‫وكذلك الحلول المقترحة لمواجهة العقبات التي تعترضها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال – الضوابط الشرعية إلعادة التأمين التكافلي وأهم اإلكراهات التي تعترضه‬

‫قبل التطرق ألهم الضوابط الشرعية التي تحكم لنا صناعة إعادة التأمين التكافلي‪ ،‬وإن‬
‫كانت في مجملها هي نفسها التي تحكم صناعة التامين التكافلي عامة‪ ،‬البد أن نعرج الى‬
‫ماهية نظام اعادة التامين التكافلي‪ .‬فقد تعددت تعاريف الباحثين له وان تقاربت في المعنى مع‬
‫اعادة التامين التجاري أو تطابقت في بعضها‪ ،‬ومن بين هذه التعاريف نذكر ما يلي‪:‬‬

‫إعادة التأمين التكافلي هو‪ :‬قيام شركة التامين التكافلي بالتأمين على األخطار التي‬
‫ي تعاون المؤمن لهم على ترميمها فيما بينهم لدى شركات اعادة التامين مقابل اقساط تدفعها‬
‫لشركة اعادة التامين وتتحمل هذه االخيرة التعويضات التي يستحقها المؤمن لهم في حالة‬
‫وقوع الخطر المؤمن عليه‪.116‬‬

‫إعادة التامين التكافلي هو‪ :‬عقد تقوم بموجبه شركة التامين بنقل جزء من االخطار‬
‫التي تعهدت بتأمينها الى شركة اعادة التامين‪ ،‬وتلتزم بمقتضاه بدفع حصة من اقساط التامين‬

‫‪ - 116‬محمد أحمد الخاليلة‪ " ،‬الضوابط الشرعية لعمليات إعادة التأمين في شركات التأمين اإلسالمية مع‬
‫التطبيقات العملية"‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الخامس للتامين التعاوني‪ ،‬ابوظبي‪ 09 ،‬و‪ 01‬ماي ‪ ،4602‬ص‪491 :‬‬

‫‪98‬‬
‫المستحقة لها من المؤمن لهم لشركة اعادة التامين مقابل التزامها بتحمل حصة من االلتزامات‬
‫وفق االتفاقية الموقعة بينهما‪.117‬‬

‫من خالل هذه التعاريف يتضح لنا بأن شركة إعادة التأمين التكافلي تقوم بنفس الدور‬
‫الذي تضطلع به شركات التأمين التكافلي تجاه المؤمن لهم‪ ،‬وبذلك تتوزع األخطار بين‬
‫شركات التأمين التكافلي وشركات إعادة التأمين التكافلي‪.‬‬

‫‪ )0‬الضوابط الشرعية إلعادة التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫بعد أن استقر األمر على حرمة التأمين التجاري‪ ،‬وإقرار التامين التكافلي بديال شرعيا‬
‫عنه بإقرار صدر عن مجمع الفقه االسالمي‪ ،‬كان ال بد من استثمار جهود الباحثين في‬
‫الصناعة التكافلية الستحداث بديال شرعيا يقوم مقام صناعة اعادة التأمين القائمة‪ ،‬ويزيل‬
‫الحرج عن الشركات التكافلية الملزمة بإعادة التامين وبالتعامل مع شركات تجارية‪.‬‬

‫هذا وإ ضافة الى صناعة التأمين التجارية و التكافلية‪ ،‬تنظم صناعة أخرى هامة تعتبر‬
‫مكملة لصناعة التامين‪ ،‬وهي صناعة إعادة التامين التكافلي‪ ،‬وحتى تكون هذه االخيرة خالية‬
‫من الشبهات يجب أن تتعامل مع شركات إعادة التأمين التكافلي الذي يعتبر بديال إلعادة‬
‫التامين التجاري‪.‬‬

‫تتجلى اهم الضوابط الشرعية إلعادة التامين التكافلي فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬االلتزام بأحكام الشريعة اإلسالمية في جميع معامالتها والفصل بين حقوق‬
‫المساهمين المالكين لشركات اعادة التأمين على األشخاص‪ ،‬وبين حقوق شركات التأمين على‬
‫األشخاص التي تعد التأمين‪.‬‬

‫ب‪ -‬تغطية النقص المالي لحساب شركات التأمين التكافلي على األشخاص من حساب‬
‫المساهمين في شركات إعادة التأمين اإلسالمية على أساس القرض الحسن‪ ،‬وإيداع جميع‬

‫‪ - 117‬عجيل جاسم النشمي‪ "،‬إعادة التأمين التعاوني"‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر الدولي للتامين التعاوني‪ ،‬ابعاده وافاقه‬
‫موقف الشريعة االسالمية منه‪ ،‬الجامعة األردنية‪ 00 ،‬و‪ 01‬ابريل ‪ ،4606‬ص ‪.1‬‬

‫‪99‬‬
‫األموال التي تخضع إلدارة شركات إعادة التأمين التكافلي على األشخاص لدى البنوك‬
‫والمؤسسات المالية االسالمية‪.‬‬

‫ت‪ -‬استثمار األموال بالطرق المشروعة وفقا لتوجيهات هيئة الرقابة الشرعية لكل‬
‫شركة تأمين تكافلي على األشخاص وبما يحقق أهداف الشركة وغايتها وعدم اعادة تأمين‬
‫المؤسسات التي يكون عملها ربويا مثل البنوك التقليدية‪.‬‬

‫ث‪ -‬تحديد المقابل المالي إلدارة عمليات إعادة التأمين التكافلي على األشخاص على‬
‫أساس الوكالة بأجر معلوم‪ ،‬تتم عقود واتفاقيات ومعامالت شركات إلعادة التأمين التكافلي‬
‫على األشخاص من قبل الخبراء المتخصصين في التأمين التكافلي وإعادته فنيا وشرعيا‪.118‬‬

‫‪ )2‬االكراهات التي تعترض انشاء اعادة التامين التكافلي على االشخاص‬

‫تقف أمام صناعة إعادة التأمن التكافلي في الوقت الراهن عقبات واكراهات تحد من‬
‫انتشار و وجود شركات إعادة التامين التكافلية ولعل أهمها ‪:119‬‬

‫‪ -0‬أسواق اعادة التأمين المحلية واالقليمية ربما تكون صغيرة الحجم ومحدودة‬
‫االمكانيات نوعا ما اذا ما قورنت بأسواق إعادة التامين العالمية‪ ،‬والتي تتميز بإمكانيات مالية‬
‫وفنية عالية جدا‪ ،‬ولديها أنظمة متقدمة في كل مجاالت التأمين‪ ،‬وهذا يؤثر سلبا على صناعة‬
‫إعادة التامين‪ ،‬وخصوصا اذا ما أردنا إعادة التامين التكافلي‪.‬‬

‫‪ -4‬يفتقر سوق التأمين التكافلي المحلي إلى جهود تسويق الخدمات التأمينية بسبب عدم‬
‫وضوح مفهوم التامين لدى الناس‪ ،‬وغياب االهتمام بالعمالء في مجال تسويق التأمين‪.‬‬

‫‪ -1‬عدم تنوع المنتجات التأمينية وارتفاع تكلفة الخدمات نتيجة الرتفاع المصروفات‬
‫االدارية لتحصيل االقساط كنسبة من االجور واالتعاب ‪.‬‬

‫‪ - 118‬ياسمينة ابراهيم سالم‪ " ،‬دور الكفاءة التشغيلية في تعزيز تنافسية شركات التأمين التكافلي"‪ ،‬م س‪ ،‬ص‬
‫‪.014‬‬
‫‪ - 119‬عبد العزيز خليفة القصار‪ " ،‬اعادة التامين العقبات والحلول " ‪ ،‬مطبوعات كلية الشريعة‪ ،‬جامعة الكويت‪،‬‬
‫ط األولى ‪ ، 4660‬ص ‪.11‬‬

‫‪100‬‬
‫‪ -2‬مخالفة األدوات التأمينية التقليدية لمباد الشريعة االسالمية‪ ،‬مما يشكل اضطرابا‬
‫في تقديم الخدمات التأمينية لدى المسلم الذي يتحرج من خدمات التأمين التقليدية‪.‬‬

‫‪ -2‬عدم وجود رؤوس أموال في المنطقة مؤهلة مقتنعة إلنشاء شركات التأمين تكافلية‬
‫تغطي احتياجات األسواق المحلية واالقليمية ‪.‬‬

‫ثانيا – الحلول المقترحة لتخطي عقبات إعادة التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫يمكن اقتراح تتجلى أهم الحلول المقترحة لتجاوز العقبات التي تواجه انشاء منظومة‬
‫اعادة التأمين التكافلي على األشخاص فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -0‬تنسيق الجهود على المستوى اإلقليمي وطنيا وعربيا عن طريق المؤسسات‬


‫التأميني ة األهلية والحكومية والشركات االستثمارية وغيرها إلنشاء كيان قوي ومتماسك‬
‫إلعادة التأمين التكافلي على األشخاص يتبع المنهج التكافلي‪.‬‬

‫‪ -4‬تنمية الوعي لدى الجماهير وتزويدهم بالمعلومات عن أنشطة الشركات والمنتجات‬


‫التأمينية التكافلية الخاصة باألشخاص‪ ،‬ومراعات الشفافية في التعامل فيما يتعلق بالتعويضات‬
‫والتسعير‪.‬‬

‫‪ -1‬تشجيع التعاون في مجال المعلومات التأمينية‪ ،‬وإنشاء بنك معلوماتي تأميني تكافلي‬
‫وتبادل عمليات اعادة التامين التكافلي بين أسواق الدول‪ ،‬وابتكار منتجات جديدة‪.‬‬

‫‪ -2‬توفير ادوات تأمينية تتفق مع احكام ومباد الشريعة اإلسالمية الستغالل الطلب‬
‫المتزايد عليها وجذب شريحة كبيرة تتحرى الحالل في معامالتها‪.‬‬

‫‪ -2‬تطوير أساليب التسويق بعد إجراء تقييم شامل لألساليب وتوفير أدوات تأمينية‬
‫الشريعة اإلسالمية الستغالل الطلب المتزايد على شركات إعادة التأمين‬ ‫تتفق مع مباد‬
‫التكافلي على األشخاص‪ ،‬وجذب شريحة كبيرة الستغالل الطلب المتزايد عليها واستقطاب‬
‫أكبر عدد من الزبناء‪.120‬‬

‫‪ - 120‬عبد العزيز خليفة القصار‪ " ،‬إعادة التأمين العقبات والحلول"‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.01‬‬

‫‪101‬‬
‫عرفت صناعة التامين التكافلي اهتماما واسعا من قبل المهتمين باالقتصاد اإلسالمي‬
‫بصفة عامة وبصناعة التامين التكافلي بصفة خاصة‪ ،‬مما أدى إلى انتقاله من االسهامات‬
‫الفكرية الى التطبيق العملي الفعلي بدأ بأول تجربة في السودان‪ ،‬التي حققت نجاحا كبيرا‪ ،‬مما‬
‫ساهم بظهور وانتشار شركات التأمين التكافلي ليس عربيا فقط بل عبر مختلف انحاء العالم‬
‫وبغرض التعرف على واقع صناعة التامين التكافلي على الصعيد العالمي والعربي‪ ،‬فقد‬
‫حظيت صناعة التأمين التكافلي بقبول ملحوظ على المستوى العالمي‪ ،‬حيث أصبح نظام‬
‫التامين التكافلي منافسا لنظام التأمين التجاري ويرجع ذلك إلى الجهود التي تبذل في سبيل‬
‫تنمية نشاطه وتطوير منتجاته‪.‬‬

‫ونتيجة لذلك يمكن التنبؤ بمستقبل واعد ينتظر صناعة التأمين التكافلي إضافة إلى‬
‫استشراف توسع االسواق التأمينية التكافلية ببالدنا وذلك منذ إصدار القانون المنظم للتامين‬
‫التكافلي بالرغم من اإل كراهات التي تواجهها‪ ،‬خاصة مع غزو ثقافة التامين التكافلي للدول‬
‫الغربية بعد خروج المؤسسات المالية والمصارف اإلسالمية من األزمة العالمية بأقل‬
‫الخسائر‪.‬‬

‫من أجل استرشاد آفاق التأمين التكافلي على األشخاص بالمغرب‪ ،‬و تحديد مدى‬
‫انتشاره ونمو نشاطه عالميا يقتضي منا بداية رصد وتقييم تجربة بعض الدول الرائدة في‬
‫مجال التامين التكافلي‪ ،‬وبناء على معطياتها و استراتيجيتها يمكن انداك ان تتضح صورة‬
‫التأمين التكافلي على األشخاص بالمغرب‪ ،‬نظرا للتشابه العقائدي والمقاصدي لهذه الدول مع‬
‫المغرب على عدة مستويات‪ ،‬ومن هنا سنتطرق لتجارب بعض الدول السباقة في مجال‬
‫التأمين التكافلي على األشخاص (المطلب األول)‪ ،‬ثم الحديث عن استشراف األثار اإليجابية‬
‫من تنظيم التأمين التكافلي على األشخاص ( المطلب الثاني)‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫المطلب األول‪ :‬االسترشاد بتجارب دولية رائدة في مجال‬
‫نظام التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫شهدت صناعة التأمين التكافلي تطورا ملحوظا في العالم العربي‪ ،‬حيت عرفت عدد‬
‫من الدول العربية عدة إصالحات لقانون التأمين من أجل فتح المجال لممارسة نشاط التامين‬
‫التكافلي وتوسيع نطاقه‪ ،‬حيث ظهر التأمين التكافلي خالل النصف الثاني من القرن التاسع‬
‫عشر وذلك من خالل إ نشاء فروع وتوكيالت لشركات التأمين األجنبية التي نشأت لتخدم‬
‫أ فراد الجاليات األجنبية ولحماية ممتلكاتهم ورؤوس أموالهم المستثمرة في البلدان العربية‪،‬‬
‫وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأ ظهور شركات التأمين في العالم العربي مثل ( مصر في‬
‫سنة ‪ 0166‬كأقدم شركة للتأمين‪ ،‬ثم تونس‪ ،‬والجزائر‪ ،‬والسودان‪.)...‬‬

‫ونتيجة ذلك يعتبر التأمين التكافلي بصفة عامة والتأمين التكافلي على األشخاص‬
‫بصفة خاصة أهم عقود المنظومة المالية اإلسالمية منذ بداية اعتمادها في السودان و المملكة‬
‫العربية السعودية ‪ ،‬ويشكل سوق" التأمين التكافلي اإلسالمي" أحد األسواق المالية الواعدة‬
‫عالميا‪ ،‬حيث وصلت قيمته في نهاية ‪ 4601‬الى ‪ 01‬مليون دوالر على مستوى العالم‪ ،‬ومن‬
‫المتوقع ان يتجاوز ‪ 26‬ميلون دوالر بحلول عام ‪ 4641‬بمعدل نمو سنوي يبلغ ‪ 01‬في المئة‬
‫خالل الفترة ما بين ‪.4641-460‬‬

‫من أ جل استرشاد آفاق التأمين التكافلي على األشخاص بالمغرب‪ ،‬ومن عالوة على ما‬
‫سبق كان من الضروري البحث والنظر في تجارب دول سبقت المغرب في هذا المجال‪،‬‬
‫وتقييم هذه التجارب االيجابية‪ ،‬ونخص بالذكر تجربة السودان (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم تجربة‬
‫المملكة العربية السعودية (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تجربة السودان في مجال التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫ظهر أول تطبيق فعلي لصناعة التأمين التكافلي في دولة السودان‪ ،‬حيث حققت تجربة‬
‫التحول في السودان من نظام التأمين التجاري إلى نظام التأمين التكافلي نجاحا كبيرا‪ ،‬األمر‬
‫الذي جعل صناعة التأمين التكافلي تعرف نموا وانتشارا عبر مختلف دول العالم‪.‬‬

‫حيث عرف التأمين في السودان من خالل سيطرة االستعمار البريطاني منذ نهاية‬
‫القرن التاسع عشر‪ ،‬وقد باشر المجتمع السوداني في فترة االستعمار خدمات التأمين في شكل‬
‫تغطيات تبرم خارج السودان‪ ،‬ثم تطور األمر الى تأسيس توكيالت محلية لشركات تأمين‬
‫عالمية‪ ،‬وقد تم تأسيس اول شركة تأمين سودانية سنة ‪0124‬م‪ ،‬وكان اسمها " الشركة‬
‫السودانية المحدودة لتأمين السيارات"‪ ،‬وقد تم تغيير اسمها الحقا لتصبح بذلك " شركة‬
‫الخرطوم للتأمين " وتمارس كافة أنواع التأمين‪ ،‬وفي فترة الستينات ظهرت شركات أخرى‬
‫وهي شركة التأمينات العامة سنة ‪0102‬م‪ ،‬ثم الشركة السودانية للتأمين وإعادة التأمين‬
‫المحدودة سنة ‪0101‬م‪ ،‬غير انه حتى بداية الخمسينيات من القرن الماضي كانت الخدمات‬
‫التأمينية تقدمها شركات تأمين أجنبي ة‪ ،‬ثم ظهرت الشركات السودانية شيئا فشيئا حتى تم تأميم‬
‫هذا القطاع خالل الفترة (‪0101‬م‪ .)0192-‬وقد شهدت هذه الفترة تطورا نوعيا في التأمين اذ‬
‫تم تأسيس شركة التأمينات المتحدة سنة ‪0101‬م‪ ،‬وتأسيس أول شركة إلعادة التامين سنة‬
‫‪0112‬م‪ ،‬ثم تلتها شركة البركة للتأمين سنة ‪0192‬م‪.121‬‬

‫وتأسيسا على ذلك تعتبر دولة السودان مركز انطالق صناعة التأمين التكافلي في‬
‫العالم وبغرض تفصيل أكثر لهذه التجربة‪ ،‬سنتناول من خالل هذه الفقرة عرضا لظهورها‬
‫(أوال) و كذا اإلجراءات القانونية المتبعة من طرف دولة السودان لتطبيق نظام التأمين‬
‫التكافلي على األشخاص(ثانيا)‪.‬‬

‫‪ - 121‬فالق صليحة‪ " ،‬متطلبات تنمية نظام التأمين التكافلي‪ -‬تجارب عربية"‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.420‬‬

‫‪104‬‬
‫أوال – ظهور صناعة التأمين التكافلي على األشخاص في السودان‬

‫شهد القطاع المالي بالسودان بصفة عامة تغيرات هامة منذ سنة ‪0191‬م‪ ،‬بهدف‬
‫تحويله للعمل وفق األسس الشرعية‪ ،‬ففي سبتمبر سنة ‪0192‬م‪ ،‬جاءت القرارات الرسمية‬
‫للدولة بتحويل النظام المصرفي ليعمل بالتوافق مع المنطلقات الفكرية للبنوك اإلسالمية‪ ،‬كما‬
‫أنشئت الدولة ديوان الزك اة‪ ،‬ولكن هذه الخطوات لم تتقدم لألمام حيث تأثرت بتقلبات السياسة‬
‫العامة للدولة تجاه القطاع المال‪ ،‬ولذلك بقيت مظاهر أسلمة القطاع المالي منحصرة في‬
‫البنوك اإلسالمية التي نشأت أصال بنوك إسالمية‪.122‬‬

‫وعندما أنشأ بنك فيصل اإلسالمي السوداني سنة ‪0112‬م‪ ،‬برزت حاجة بنك فيصل‬
‫لخدمات التأمين‪ ،‬وبناء على ذلك قام المسؤولون بالبنك بطرح األمر على هيئة الرقابة‬
‫الشرعية التي أجازت إنشاء شركة تأمين تكافلي وعدم جواز التعامل مع شركات تأمين‬
‫تجارية‪ ،‬ونتج عن ذلك قيام بنك فيصل اإلسالمي السوداني بتأسيس شركة تأمين تكافلية سنة‬
‫‪0111‬م‪ ،‬وزاولت نش اطها فور إنشائها كأول شركة تأمين تكافلي في السودان وفي العالم‪ ،‬كما‬
‫ساهمت الدولة في تنمية صناعة التأمين التكافلي‪ ،‬حيث قامت خالل سنة ‪0114‬م‪ ،‬بإلغاء كافة‬
‫القوانين التي كانت سائدة في الدولة فيما يتعلق بتنظيم صناعة التأمين‪ ،‬وقررت بأن يكون‬
‫التأمين الذي تمارسه الش ركات في السودان كله تأمينا تكافليا يعمل وفق أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ .‬وبناء على ذلك أصبحت جميع شركات التأمين في السودان شركات تأمين‬
‫تكافلي‪.123‬‬

‫‪ - 122‬عثمان بابكر أحمد ‪ " ،‬تطبيقات التأمين التعاوني اإلسالمي النظرية والتطبيق‪ ،‬التطبيقات االقتصادية‬
‫االسالمية المعاصرة" ‪،‬المعهد االسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬البنك االسالمي للتنمية‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬جدة‬
‫المملكة العربية السعودية‪ ،‬يناير ‪4662 ،64‬م ص ‪.210-216‬‬
‫‪ - 123‬حامد حسن محمد‪ " ،‬التجربة السودانية في التأمين اإلسالمي"‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر الدولي األول للتأمين‬
‫اإلسالمي حول‪ :‬شركات التكافل للتأمين‪ ،‬طرابلس‪ 40 ،‬و‪ 44‬أبريل ‪4601‬م‪ ،‬ص ‪.60‬‬

‫‪105‬‬
‫ثانيا – اإلجراءات القانونية المتبعة من طرف السودان لتطبيق نظام التأمين التكافلي‬
‫على األشخاص‪.‬‬

‫تتمثل اإلجراءات القانونية المتبعة من طرف دولة السودان من أجل تنزيل نظام‬
‫التامين التكافلي على األشخاص فيما يلي‪:124‬‬

‫‪ )0‬مراجعة عقود التأمين التكافلي‬

‫إن عقود التأمين التي كانت تعمل بها شركات التامين بالسودان مستمدة أصال من‬
‫العقود والقوانين اإلنجليزية من حيث الصياغة‪ ،‬ومن حيث اللغة‪ ،‬وقد أدى ذلك الى وجود‬
‫صعوبة من طرف المؤمن لهم في فهم العقود‪ ،‬ولذلك فقد عمدت الهيئة العامة للرقابة‬
‫واإلشراف على التأمين الى مراجعة وترجمة العقود القائمة‪ ،‬كما استطاعت إعادة صياغة‬
‫وتعريب كل عقد تأمين الحريق والذي يعتبر من أهم عقود التأمين المتعامل بيها‪.‬‬

‫‪ )2‬مراجعة األسس القانونية للتامين التكافلي‬

‫الستكمال مراجعة األطر القانونية لشركات التأمين‪ ،‬فقد بذلت الهيئة جهودا في وضع‬
‫األسس القانونية السليمة لنشاط التأمين التكافلي‪ ،‬وفي هذا الجانب قامت الهيئة باألعمال‬
‫التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬مراجعة قانون اإلشراف والرقابة على أعمال التأمين لسنة ‪0106‬م‪ ،‬حيث تم‬
‫التأمين التكافلي " قانون اإلشراف والرقابة‬ ‫إصداره في صيغة جديدة متماشية مع مباد‬
‫على أعمال التامين لسنة ‪0222‬م" كما تم اصدار لوائح مكملة له‪.‬‬

‫ب‪ -‬قامت الهيئة بمراجعة عقود التأسيس والنظم األساسية لشركات التامين العاملة‬
‫وازالت المخالفات الشرعية بها‪.‬‬

‫ت‪ -‬قامت الهيئة العليا للرقابة على أعمال التأمين بوضع عقود تأسيس نموذجية وقد‬
‫استفادت الهيئة من النظام األساسي لشركات التأمين التكافلي التابعة لبنك فيصل اإلسالمي‬

‫‪ - 124‬حامد حسن محمد‪"،‬التجربة السودانية في التأمين اإلسالمي"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.24‬‬

‫‪106‬‬
‫السوداني لوضع النظ ام األساسي النموذجي لشركات التأمين بالسودان‪ ،‬واعتمدت الهيئة كذلك‬
‫على عقد التأسيس الخاص بشركة البركة (اإلسالمية) للتأمين لصياغة عقد التأسيس‬
‫النموذجي لشركات التأمين العاملة في القطاع‪.‬‬

‫‪ )0‬معالجة عالقة أصحاب رأس المال بشركات التأمين التكافلي‬

‫نتيجة لتعديل القانون الذي ينظم أعمال التأمين ليتماشى مع األسس الشرعية ليتمشى‬
‫مع األسس الشرعية فقد استبدل القانون التجاري بالتأمين التكافلي‪ ،‬ولذلك تغيرت عالقة‬
‫المؤمن لهم من مجرد حملة وثائق إلى أصحاب رأس مال الشركة‪ ،‬وكما هو معلوم المؤمن‬
‫لهم في شركات التأمين التجارية ال يملكون حقا في أرباح هذه الشركات أي في الفائض بعد‬
‫دفع تعويضات المتضررين من حملة الوثائق‪ ،‬ويعود هذا الفائض ألصحاب رأس المال فكان‬
‫ال بد من معالجة محاسبية لعالقة أصحاب رؤوس أموال شركات التأمين بالشركات نفسها بعد‬
‫تعديل القانون‪ ،‬لذلك ألزمت الهيئة شركات التأمين بتصفية حساباتها القديمة القائمة على‬
‫التأمين التجاري بنهاية سنة ‪0114‬م‪ ،‬وأن يبدأ في حساب الحقوق وااللتزامات بين الشركات‬
‫وعمالئها وفق مباد التأمين التكافلي مع بداية شهر يناير لسنة ‪0111‬م‪.‬‬

‫‪ )2‬تفعيل برامج التكوين للتأمين التكافلي‬

‫من الخطوات العملية التي تمت بصدد تنمية نشاط التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫بالسودان‪ ،‬القيام بتكوين وتوعية العاملين في هذا القطاع‪ ،‬وذلك من خالل عقد الندوات‬
‫والحلقات العلمية لتزويد المهتمين بالمعرفة الكافية عن التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫وإنشاء هيئة تتابع تنفيذ قرار الدولة الخاص بإنشاء أكاديمية التأمين‪.125‬‬

‫‪ - 125‬عثمان بابكر أحمد‪ " ،‬تطبيقات التأمين التعاوني اإلسالمي النظرية والتطبيق‪ ،‬التطبيقات االقتصادية‬
‫االسالمية المعاصرة" م س‪ ،‬ص ‪.02‬‬

‫‪107‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تجربة المملكة العربية السعودية في مجال التأمين التكافلي‬
‫على األشخاص‬

‫تعتبر المملكة العربية السعودية من بين الدول المتقدمة التي اهتمت بصناعة التأمين‬
‫التكافلي حيث تحتل المرتبة األولى في باب االشتراكات‪ ،‬االمر الذي يعكس لنا تقدم وتيرة‬
‫نمو صناعة التامين التكافلي بها‪ ،‬ووجود اقبال كبير على خدمات التامين التكافلي‪ ،‬خاصة بعد‬
‫تطبيق نظ ام مراقبة شركات التأمين التعاوني‪ ،‬وتطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني األمر‬
‫الذي ساهم في نمو صناعة التأمين التكافلي‪ ،‬وزيادة عدد شركات التأمين التكافلية ومن بين‬
‫هذه الشركات "شركة وقاية للتأمين التكافلي" التي رغم حداثة نشأ بين الشركات الرائدة في‬
‫القطاع بالمملكة إال أنها تعد من بين الشركات الرائدة في القطاع بالمملكة‪ ،‬وبغرض تفصيل‬
‫أكثر سنتناول من خالل هذه الفقرة عرضا لمراحل تطور صناعة التأمين التكافلي على‬
‫األشخاص في المملكة العربية السعودية (أوال)‪ ،‬لننتقل بعدها لدراسة دور الدولة في تنمية‬
‫نشاط التأمين التكافلي على الشخاص (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال – مراحل تطور صناعة التأمين التكافلي على األشخاص بالمملكة العربية‬
‫السعودية‬

‫ظهر نشاط التأمين في المملكة العربية السعودية منذ أكثر من ثالثين عاما‪ ،‬ومر‬
‫ظهوره بمرحلتين يمكن الفصل بينهما وفقا لوجود التنظيم الرسمي‪ ،‬نوردهما فيما يلي‪:126‬‬

‫‪ -0‬مرحلة غياب التنظيم‪ :‬شهدت المملكة العربية السعودية ممارسة لنشاط التأمين قبل‬
‫سنة ‪ 0112‬م ولقد كان متوفرا من خالل وكاالت أو فروع شركات أجنبية‪ ،‬كما تأسست أوائل‬
‫شركات التأمين السعودية في بداية السبعينيات من القرن العشرين لمواكبة االزدهار والنمو‬
‫االقتصادي الكبير في ذلك الوقت كشركة البحر األحمر للتأمين سنة ‪0112‬م وشركة ستار‬
‫للتأمين ‪0112‬م والشركة المتحدة السعودية للتأمين ‪0110‬م وغيرها‪ ،‬ونتيجة لصغر حجم تلك‬
‫الشركات نسبيا ومحدودية خبرتها وطبيعتها التي لم تشهد تطورا لعدم وجود إطار تنظيمي‪،‬‬
‫فإن نسبة كبيرة من المخاطر المؤمن عليها يتم إعادة تأمينها لدى شركات تأمين أجنبية‪ ،‬مما‬
‫‪ - 126‬فالق صليحة‪ "،‬متطلبات تنمية نظام التأمين التكافلي‪ -‬تجارب عربية"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.406‬‬

‫‪108‬‬
‫نتج عنه تدفق مبالغ كبيرة من أقساط التأمين إلى خارج االقتصاد الوطني لصالح هذه‬
‫الشركات (األجنبية)‪ ،‬األمر الذي نتج عنه تقليص فرصة تكوين شركات تأمين محلية قادرة‬
‫على تطوير منتجات تأمينية تتالءم مع السوق المحلي ووضع أساس لقطاع تأمين يواكب‬
‫النمو في االقتصاد السعودي‪.‬‬

‫‪ -2‬مرحلة وجود التنظيم‪ :‬إدراكا من متخذي القرار ألهمية خدمات شركات التأمين‬
‫ونظرا لعدم توافق نظام عمل شركات التأمين التجاري العاملة في المملكة مع الشريعة‬
‫اإلسالمية فكان من الضروري إيجاد نظام تأمين بديل متوافق مع الشريعة اإلسالمية وقابل‬
‫للتطبيق‪ ،‬حيث ناقش مجلس هيئة كبار العلماء المنعقد بمدينة الرياض سنة ‪0111‬م‪ ،‬ما أعده‬
‫جماعة من الخبراء فيما يصلح أن يكون بديال عن التأمين التجاري واألسس التي يقوم عليها‬
‫لتحقيق األهداف التعاونية الشرعية التي أنشئ من أجلها وصالحيته أن يكون بديال شرعيا‬
‫عن التأمين التجاري بجميع أنواعه‪ ،‬وقد أقر المجلس جوازه‪ ،‬فتم إنشاء أول شركة تأمين‬
‫سعودية مسجلة بمرسوم ملكي وهي "الشركة الوطنية للتأمين التعاوني" سنة ‪0192‬م‪،‬‬
‫والتي سميت فيما بعد "بالتعاونية للتأمين" نتيجة إلدراك الدولة للحاجة إلى وجود شركة‬
‫بهد ف التأمين على المشاريع الحكومية واألخطار الكبيرة للقطاع الخاص‪ ،‬والمشاريع مثل‬
‫مصافي البتــرول والصـناعات البترول كيميائية‪ ،‬لضمان بقاء أكبر قدر من أقساط التأمين‬
‫داخل االقتصاد المحلي‪ ،‬وبغرض وضع إطار تنظيمي يضمن نجاح نشاط شركات التأمين‬
‫التكافلي بالمملكة العربي ة السعودية‪ ،‬تم إصدار المرسوم الملكي بالموافقة على نظام مراقبة‬
‫شركات التأمين التعاوني وذلك بتاريخ ‪ 60‬غشت ‪4661‬م‪ ،‬األمر الذي نتج عنه اتساع خدمات‬
‫التأمين التكافلي في المملكة العربية السعودية‪.‬‬

‫ثانيا – دور الدولة في تنمية نشاط التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫تعد المملكة العربية السعودية من الدول التي أولت اهتماما كبيرا بمجال التأمين‬
‫التكافلي في العقد األخير‪ ،‬ويعتبر السوق السعودي من أكبر األسواق نموا في مجال التأمين‬
‫التكافلي بين دول الخليج‪ ،‬وذلك بعد تطبيق نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني وتطبيق‬
‫نظام الضمان ال صحي التعاوني‪ ،‬وقد أسند نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني إلى مؤسسة‬

‫‪109‬‬
‫النقد العربي السعودي مهام اإلشراف والرقابة على قطاع التأمين في المملكة‪ ،‬حيث تحرص‬
‫(مؤسسة النقد العربي السعودي) على تفعيل سياسة الدولة لمواكبة التطورات العالمية في‬
‫مجال التأمين‪ ،‬وفيما يلي سنستعرض مضمون نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني (أ) ثم‬
‫أهداف نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني (ب) ‪ ،‬وذلك من خالل ما يلي‪:‬‬

‫مضمون نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني على األشخاص‬ ‫أ‪.‬‬

‫يحتوي نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني على ‪ 42‬مادة‪ ،‬تحكم سير عمليات‬
‫التأمين ا لتعاوني وتنظمها وفق توصيات الفقهاء واآلليات الحديثة‪ ،‬وينص نظام مراقبة‬
‫شركات التأمين التعاوني بأن يكون نظام التأمين التعاوني في المملكة العربية السعودية عن‬
‫طريق شركات تأمين مسجلة‪ ،‬تعمل بأسلوب التأمين التعاوني وفقا لما ورد في النظام‬
‫األساسي للشركة الوطنية للتأمين التعاوني‪ ،‬والذي صدر في شأنها المرسوم الملكي رقم‬
‫(م‪( )2/‬بتاريخ ‪ 06‬يناير ‪0192‬م)‪ ،‬بما ال يتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وال يتم‬
‫تأسيس أي شركة تأمين أو إعادة تأمين إال بترخيص يصدر بمرسوم ملكي وبقرار من مجلس‬
‫الوزراء كما ينص (نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني) على ضرورة مراعاة أحكام نظام‬
‫الضمان الصحي التعاوني الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م‪ )06/‬بتاريخ ‪ 01‬غشت ‪0111‬م‪،‬‬
‫ويحتوي نظام الضمان الصحي التعاوني على ‪041‬مادة‪ ،‬ويتركز نظام الضمان الصحي على‬
‫الشركات العاملة في مجال التأمين الصحي‪ ،‬حيث يحدد كيفية ممارسة أعمال التأمين‬
‫الصحي‪ ،‬كما تحدد الالئحة التنفيذية للنظام فروع التأمين وأنواعه المطبقة في المملكة‪،‬‬
‫وتتضمن الالئحة أيضا شروط منح الترخيص لشركات التأمين وإعادة التأمين‪ ،‬حيث يجب أن‬
‫تقوم الشركة على أساس تأمين تكافلي‪ ،‬وأن ال تتعارض مع أحكام الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وكيفية‬
‫إ دارة الشركة واإلجراءات الرقابية واإلشرافية‪ ،‬ومختلف العمليات التأمينية‪ ،‬كما تنص المادة‬
‫‪ 40‬من النظام على فرض عقوبات على كل من يخالف حكم من أحكام هذا النظام بغرامة‬
‫مالية‪ ،‬أما المادة ‪ 44‬فنصت على ضرورة قيام مؤسسة النقد العربي السعودي بتعيين لجنة‬

‫‪110‬‬
‫تقوم على الفصل في المنازعات بين شركات التأمين والمشتركين‪ ،‬وتعتبر هذه الخطوة‬
‫إيجابية لحفظ حقوق هيئة المشتركين‪.127‬‬

‫أهداف نظام مراقبة شركات التأمين التعاوني على األشخاص‬ ‫ب‪.‬‬

‫تنبع أهداف إدارة مراقبة التأمين التابعة لشركة التأمين من أهداف نظام مراقبة‬
‫شركات التأمين التعاوني والئحته التنفيذية المتمثلة في‪:‬‬

‫‪ ‬حماية حقوق المؤمن لهم والمستثمرين وتحقيق استقرار سوق التأمين‪.‬‬


‫‪ ‬تشجيع المنافسة العادلة والفعالة وتوفير خدمات تأمينية أفضل بأسعار وتغطيات منافسة‪.‬‬
‫‪ ‬تطوير قطاع التأمين في المملكة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬استشراف األثار االيجابية من تنظيم نظام التأمين التكافلي‬


‫على األشخاص‬

‫يمكن التنبؤ بمستقبل واعد ينتظر صناعة التأمين التكافلي على األشخاص في البنوك‬
‫التشاركية بالمغرب على الرغم من التحديات التي تواجهها خاصة مع غزو ثقافة التأمين‬
‫التكافلي للدول الغربية بعد خروج المؤسسات المالية والبنوك االسالمية من األزمة بأقل‬
‫خسائر وقد كشف تقرير أصدرته " ارنست أنديونغ " على هامش فعالية المؤتمر العالمي‬
‫للتأمين بشكل أسرع على مستوى العالم سنويا‪ 40% .128‬و‪30%‬بنسبة تتراوح بين إلى أن‬
‫وصل لقيمة ‪ 02‬مليار دوالر أمريكي سنة ‪ 4602‬بعد أن حقق مجموع اشتراكات تعادل‬
‫‪ 06.01‬مليار دوالر عام ‪ 4604‬و ‪ 4‬مليار دوالر امريكي سنة ‪ ،4601‬وهذا ما أكدته‬
‫تجارب استباقية لرفع كفاءة التأمين التكافلي كأحد أهم األدوات الجاذبة لعمالء البنوك‬
‫التشاركية‪.‬‬

‫‪ - 127‬فالق صليحة‪ "،‬متطلبات تنمية نظام التأمين التكافلي‪ -‬تجارب عربية"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.409-401‬‬
‫‪ - 128‬موالي خليل‪ " ،‬التأمين التكافلي اإلسالمي الواقع واألفاق"‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.46‬‬

‫‪111‬‬
‫في هذه الدراسة سيتم القاء الضوء على اآلثار االيجابية المتوقعة من تنظيم نظام‬
‫التامين التكافلي على األشخاص (الفقرة األولى)‪ ،‬ثم مستقبل التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫بالمغرب ( الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اآلثار االيجابية المتوقعة من تنظيم نظام التامين التكافلي‬


‫على األشخاص‪.‬‬

‫إ ذا كانت العبرة في األمور بمقاصدها‪ ،‬وذرائعها‪ ،‬فإنها كذلك بآثارها‪ ،‬وبصدور قانون‬
‫يقضي بتنظيم التأمين التكافلي في البنوك التشاركية بما يكفي من تحقيق آثار إيجابية لكل من‬
‫قطاع التأمين وقطاع البنوك و التنمية االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬ومن بين هذه اآلثار نجد‬
‫تكوين رؤوس األموال فنظام التأمين التكافلي على األشخاص وتطبيقه في البنوك التشاركية‬
‫من أعظم أسباب تكوين رؤوس األموال لقطاع البنك التأميني عن طريق تدفق أموال‬
‫واشتراكات عمالء البنوك التشاركية وهذه األموال مفيدة للمجتمع والدولة واألزمات‪ ،‬كذلك‬
‫نجد اثر زيادة االئتمان اذ أن المصارف تشترط على المقترضين منها التأمين على الرهن‬
‫حيث اذا ما هلكت العين المرهونة قام التأمين مقامها‪ .‬وهذا ما يؤدي الى تنشيط خدمة‬
‫االقتصاد فضال عن أثر بعث األمان والطمأنينة‪ .‬حيث أن المؤسسة البنكية تطمئن على‬
‫أموالها وضمان استرجاعها‪ ،‬زيادة على اثر انتفاء الخطر وذلك بضغط المؤسسة البنكية‬
‫التشاركية على العمالء المستأمنين الجتناب األخطار حتى ال تضطر الى دفع مبالغ التأمين ما‬
‫يؤدي الى المحافظة على القوة االقتصادية للبلد الحفاظ على حاالت االستقرار السياسي‬
‫واالقتصادي‪.129‬‬

‫باإلضافة الى االحتياط للمستقبل اذ يتحمل المستأمن بعض التضحيات المالية‪ ،‬بموجب‬
‫عقود التأمين في الحاضر‪ ،‬من دخله احتياطيا للمستقبل‪ ،‬فهذه وسيلة منبهة ألخطار المستقبل‬
‫وموجهة للوقاية منها‪.‬‬

‫‪ - 129‬عبد القادر جعفر‪ " ،‬التأمين التكافلي بين المستندات الشرعية والقيود القانونية‪ "،‬بحث مقدم لندوة حول‬
‫مؤسسات التأمين التكافلي والتأمين التقليدي بين األسس النظرية والتجربة التطبيقية بتنسيق من مختبر الشراكة‬
‫واالستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الفضاء األورو مغاربي‪ ،‬بكلية العلوم االقتصادية والتجارية‬
‫وعلوم التسيير بتاريخ ‪ 40-42‬ابريل ‪ ،4600‬ص‪.49‬‬

‫‪112‬‬
‫على غرار التعاون والتضامن الذي هو جوهر التأمين التكافلي على األشخاص في‬
‫البنوك التشاركية وهو األساس الذي يقوم عليه ذلك من خالل الخطر على الجميع حين‬
‫يتعرض له بعضهم‪ ،‬وهذا تعاون على الخير ضد النكبات وعوادي األيام‪.‬‬

‫كما أن التأمين التكافلي على األشخاص يحقق اثر الحفاظ على الذات وذلك االعتماد‬
‫على النفس وعدم االعتماد على الغير حيث أن المرء يحتاط لغده وما قد يقع فيه من ماله‬
‫الخاص باختياره‪ ،‬زيادة على تنمية الشعور بالمسؤولية تجاه نفسه وتجاه اسرته ومن يهمه‬
‫مستقبلهم‪ .‬اذ يتخذ من القرارات التي من بينها التأمين التكافلي على األشخاص ما يوفر لهم‬
‫الحياة الهنيئة‪.‬‬

‫وكذا توفير الضمانات لرأس المال واستمراره في أداء دوره الحيوي االقتصادي عن‬
‫طريق الوظيفة التعويضية التي يقدمها التأمين التكافلي على األشخاص ألصحاب المشاريع‬
‫المؤمن عليها وهو الهدف األساسي من التأمين‪.‬‬

‫وتمكين المشرفين على الوحدات االقتصادية بما فيها البنوك التشاركية من التفرع‬
‫لرسم السياسات اإلنتاجية للخدمات في جو يسوده األمان والقدرة على التنبؤ ما يؤدي الى‬
‫ارتفاع مستوى الكفاية اإلنتاجية نتيجة التفرغ ألعمالهم‪ ،‬من دون أن ينشغلوا بطوار‬
‫وحوادث العمل التي تتحمل نتائجها شركات التأمين التكافلي على األشخاص‪.130‬‬

‫إ ذن من خالل هذا يتبين أن تنظيم التأمين في البنوك التشاركية له اثار مهمة تهدف الى‬
‫حماية المؤسسة وممتلكاتها وضمان مسؤوليتها تجاه الغير مثلما تظهر مهام التأمين التكافلي‬
‫على األشخاص في المحافظة على االستقرار االجتماعي واالقتصادي وحماية االقتصاد‬
‫القومي بوجه عام لكون درجة التقدم االقتصادي ألي دولة يعتمد في المقام األول على درجة‬
‫تقدم صناعتي ا لبنوك والتأمين وتطورهما‪ ،‬فتمت ارتباط وثيق وعالقة قوية بين الصناعتين‪،‬‬
‫وازدهارهما ينعكس على توازن ميزان المدفوعات الخاص بكل دولة‪ ،‬باعتبارها من‬
‫الخدمات غير المنظورة التي لها اثر ايجابي ملموس على اقتصاد الدولة ومركزها المالي‪.‬‬

‫‪ - 130‬شوقي أحمد الدين‪ ،‬الدور التنموي للتأمين التعاوني‪ ،‬بحث مقدم مجمع الفقه االسالمي للدورة العشرين‪،‬‬
‫بتنسيق من منظمة التعاون االسالمي في مكة المكرمة ‪ ،‬بتاريخ ‪ 41-42‬ديسمبر‪ ،‬ص ‪.0‬‬

‫‪113‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مستقبل التأمين التكافلي على األشخاص بالمغرب‬

‫إن الـبعد االاستراتيجي لـلمغرب المتمثل فـي حـضوره الـوازن بـقارة أفـريـقيا ومـا‬
‫يـتمتع بـه اسـتقرار سـياسـي واقـتصادي‪ ،‬وما يتوفر عليه من قاعدة جماهرية واكاديمية‬
‫واسعة كلها مؤشرات تبشر بمستقبل واعد للتامين التكافلي على األشخاص بالمغرب‪ ،‬وتؤهله‬
‫الن يكون مركزا قاريا للمالية التشاركية‪.‬‬

‫فضال عن ذلك تمت المصادقة النهائية على القانون ‪ 09.91‬وإعالن نفاده بنشره في‬
‫الجريدة الرسمية هذا القانون الذي شكل بالفعل ترسيخ منظومة التأمين التكافلي بالمغرب‬
‫وفتح أفاق له‪.‬‬

‫من هذا المنطلق يمكن القول بأن االزدهار الذي تشهده صناعة التأمين التكافلي‪،‬‬
‫وما تميزت به التجربة المغربية في هذه الصناعة من ثبات ادى بها إلى تجاوز االزمات‬
‫باقل الخسائر‪ ،‬األمر الذي جذب انظار العالم إليه‪ ،‬وذلك في محاولتهم لفهم فلسفة بناء‬
‫التكافل الذي قامت عليه المملكة المغربية‪ ،‬فأنشئت هذه االخيرة ألجله الهيئات والمراكز‬
‫البحثية ونظمت الندوات والمؤتمرات‪ ،‬وادرجته الجامعات المغربية في مـسالـكها الـتعليمية‪،‬‬
‫فـصار ال يـخفى عـلى أحـد قـوة هـذه الـصناعـة‪ ،‬ومـا تـساهـم بـه مـن تنشـيط المشـروعـات‬
‫االقـتصاديـة وتحريـكها‪ ،‬بـل ويـعد مـن أهـم األوعـية االدخـاريـة الـتي تـضخ فـي‬
‫االسـتثمارات مـن أجـل إعـطائـها دفـعة جـديـدة‪ ،‬وخـلق المـزيـد مـن فـرص الـشغل لـتحقيق‬
‫تنمية اقتصادية إلى جانب التنمية االجتماعية التي قامت عليها‪.‬‬

‫وتماشيا مع ما تم ذكره يمكن القول بان مؤسسات التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫اصبحت ضرورة حتمية وهيكال ضروريا مكمال للمنظومة المالية التشاركية ومدرجا ضمن‬
‫هيكل النظام االقتصادي الحديث‪ ،‬والسيما بعد ظهور المالية التشاركية المصرفية‬
‫واالستثمارية االسالمية‪ ،‬والتي بدورها تحتاج الى تامين مختلف األخطار المتعلقة بعمليات‬
‫المالية التشاركية‪ ،‬اذ مما ال شك فيه أن صناعة التأمين التكافلي عامة والتأمين التكافلي على‬
‫األشخاص خاصة اضحت ركيزة ثالثة من ركائز االقتصاديات الحديثة التي تقدم دعما‬
‫استراتيجيا لكفاءة منظومة االقتصاد االسالمي‪ ،‬ومن خالل هذه األهمية والضرورة لوجود‬

‫‪114‬‬
‫نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪ ،‬سنتطرق للمقومات العامة لنجاح تجربة التأمين‬
‫التكافلي على األشخاص( اوال)‪ ،‬ثم الدور التنموي للتأمين التكافلي على الشخاص (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال – المقومات العامة لنجاح تجربة التأمين التكافلي على األشخاص بالمغرب‬

‫يمكن ان نثير في هذا الباب من وجهة نظر تاريخية ان المغرب كان من بين اواخر‬
‫الدول التي فتحت ابوابها لـلتأمين التكافـلي والمالية االسالمية عموما‪ ،‬فـإن قـوة إطـاره‬
‫الـقانـونـي واسـتفادتـه مـن تـراكـمات الـدول الـتي سـبقته فـي هـذا المجـال‪ ،‬قـد يـجعل مـنه‬
‫قـبلة دولـية ومـركـزا قـاريـا لهـذه الـصناعـة كـما هـو الحـال بـالنسـبة لمالـيزيـا والمملكة‬
‫الـعربـية الـسعودية‪.‬‬

‫هذا إضافة إلى ما سلف ذكره يتضح أن صناعة التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫شهدت ازدهارا ملحوظا في السنوات األخيرة‪ ،‬وذلك راجع إلى طبيعة المقومات‬
‫والخصوصيات التي تميزه عن غيره من انواع التأمين التقليدي التجاري‪ ،‬وهذا ما جعل‬
‫التأمين يكسب ثقة متزايدة عند عدد كبير من األفراد والمؤسسات والحكومات على حد سواء‪،‬‬
‫داخل البلدان االسالمية أو في بقية البلدان الغربية‪ ،‬وهذا طبعا يزيد من العوامل المساعدة‬
‫على نجاح تجربة التأمين التكافلي على األشخاص بالمغرب ومنها‪:‬‬

‫‪ )0‬الرغبة الشعبية لتبني التأمين التكافلي على األشخاص‬

‫يتطلع المغاربة بفارغ الصبر ومعهم مسؤولو البنوك التشاركية ‪،‬اخراج التأمين‬
‫التكافلي على األشخاص الى حيز الوجود في اسرع وقت ممكن لتحقيق األمن وايضا الحماية‬
‫القصوى لألشخاص للمستأمنين المغاربة‪ ،‬وكذا لتلبية انتظارات وحاجيات الزبناء الذين‬
‫تعاملوا مع البنوك التشاركية في غياب تام للتأمين التكافلي‪ ،‬وذلك بتضمين العقد شرطا‬
‫بالعودة إلبرام هذا التأمين بعد صدور قانون التكافل رقم ‪ 91.09‬المغير و المتمم للقانون رقم‬
‫‪ 11.01‬المتعلق بمدونة التأمينات‪.‬‬

‫في سياق بيان انتظارات المواطنين والفاعلين االقتصاديين بالمغرب يوكد المختصين‬
‫وبعض المسؤولين البنكين أن التأمين التكافلي على األشخاص سيمكن شرائح واسعة من‬

‫‪115‬‬
‫المغاربة من اإلقبال على خدمات البنوك التشاركية‪ ،‬وطلب تمويالتها‪ ،‬لكونه يقوم على تجنب‬
‫المحظورات الشرعية الصاحبة للتأمين التجاري والمتعلقة بالغرر المفسد للعقد والربا‬
‫وغيرها‪.131‬‬

‫‪ )2‬وجود األرضية الفكرية األساسية‬

‫هي المتمثلة في الدب الشرعي في فقه البيوع والمعامالت‪ ،‬والذي استطاع رغم فرق‬
‫الزمان أن يسعف التجربة باألسس الشرعية الالزمة لبداية العمل‪ ،‬مما يثبت صالحية‬
‫الشرعية لكل زمان ومكان‪ ،‬باإلضافة الى أن المغرب لديه عمق علمي وهناك علماء‬
‫متخصصون وموسعون قادرون على مجاورات المستجدات العلمية خصوصا في فقه‬
‫األموال‪.‬‬

‫وهذه األرضية تتعزز بخضوع التأمين التكافلي على األشخاص لرقابة شرعية‪ ،‬سواء‬
‫كانت داخلية أو خارجية‪.132‬‬

‫‪ )0‬تعزيز المنظومة القانونية المنظمة لقطاع التأمين التكافلي على األشخاص‬


‫بالمغرب‪.‬‬

‫وهو ما سياسهم في نجاح التجربة بالنظر الى األرضية القانونية التي تم اعدادها والتي‬
‫سيتم استكمالها على ضوء تجربة مؤسسات التأمين التكافلي بباقي البلدان العربية و االسالمية‬
‫لحوالي (‪ )26‬اربعون سنة الماضية‪.‬‬

‫ثانيا – الدور التنموي للتأمين التكافلي على األشخاص‪.‬‬

‫إذا كان الهدف األساسي لنظام التأمين التكافلي على األشخاص هو تحقيق التعاون‬
‫والتكافل بين مجموع المؤمن لهم من خالل تغطية ما يتعرضون له من مخاطر‪ ،‬فإنه بذلك‬
‫(التأمين التكافلي على األشخاص ) يساهم في توفير االستقرار الكامل للمشروعات حيث‬
‫‪ - 131‬نوفل الناصري‪ ،‬المغرب وجهود استكمال المنظومة المالية التشاركية عبر اخراج التأمين التكافلي"‪،‬‬
‫مقال منشور على الموقع اإللكتروني‪ ،‬تاريخ االطالع ‪.4640/61/61‬‬
‫على الساعة ‪https://al3omk.com/381847.html.04:41‬‬
‫‪ - 132‬عبد اللطيف ركيك‪ ،‬التمويل التشاركي في المغرب بين الفقه والقانون والواقع‪ ،‬حركة التوحيد واإلصالح‪،‬‬
‫ط األولى ‪ ،4601‬ص ‪.040‬‬

‫‪116‬‬
‫يعمل على زيادة اإلنتاج‪ ،‬األمر الذي ينتج عنه دعم مسار التنمية االقتصادية واالجتماعية بما‬
‫يعود على المجتمع بفوائد غير محدودة‪.‬‬

‫كما تطلع شركات التأمين التكافلي على األشخاص دورا تنمويا بالغ األهمية على‬
‫الصعيد االقتصادي‪ ،‬الصناعي‪ ،‬الزراعي واالجتماعي‪ ،‬والمتمثل أساسا في العديد من‬
‫التغطي ات التأمينية التي تعمل على تشجيع وتجديد االستثمار وزيادة الدخل عن طريق اعادة‬
‫تشكيل رؤوس األموال المنتجة‪ ،‬األمر الذي يعزز إحداث التنمية بقطاعاتها المختلفة‪ ،‬وفيما‬
‫يلي توضيح لدور التأمين التكافلي على األشخاص في مجال التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫‪ )0‬دور التأمين التكافلي على األشخاص في مجال التنمية االقتصادية‪.‬‬

‫يتجسد الدور االقتصادي للتأمين التكافلي على األشخاص فيما يلي‪:133‬‬

‫أ‪ -‬تعمل شركات التأمين التكافلي على األشخاص على إعادة توظيف أو استثمار‬
‫الفوائض المالية في أوعية استثمارية تتوافق ومباد الشريعة اإلسالمية‪ ،‬األمر الذي يساهم‬
‫في دعم التنمية االقتصادية وامتصاص جزء من البطالة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬في حالة العجز المالي لشركات التأمين التكافلي فإنه وطبقا للركيزة االستراتيجية‬
‫لعمل هذه الشركات وهي ضرورة االلتزام الشرعي لكافة أعمالها التأمينية منها‬
‫واالستثمارية‪ ،‬فإنه ينبغي عليها أن تلجأ إلى مصادر تمويل ال تخالف أحكام الشريعة‬
‫اإلسالمية والذي من شأنه أن يعزز من األداء الكلي للمصارف ومؤسسات التمويل اإلسالمي‬
‫على حساب تخفيض الطلب على إجمالي التمويل واالئتمان التقليدي‬

‫ج‪ -‬إن نمو وتوسع شركات التأمين التكافلي هو نتيجة لكفاءة إدارتها االستراتيجية في‬
‫توظيف أموالها أو اشتراكاتها في أوعية غير مخالفة لألحكام الشرعية اإلسالمية‪ ،‬األمر الذي‬
‫ينتج عنه حتما تحويل هذه المدخر ات المالية من القطاع التجاري الربوي بمختلف مؤسساته‬
‫االستثمارية – شركات تأمين تجاري كانت أو مصارف أو صناديق استثمارية ربوية ‪ -‬مما‬
‫يعني بالضرورة توجيهها نحو شركات إسالمية‪ ،‬األمر الذي ينتج عنه زيادة تنافسية‬

‫‪ - 133‬فالق صليحة‪ " ،‬متطلبات تنمية نظام التأمين التكافلي‪ -‬تجارب عربية" م س‪،‬ص‪11‬‬

‫‪117‬‬
‫المؤسسات المالية اإلسالمية بشكل عام‪ ،‬وتعزيز مسيرة نمو شركات التأمين التكافلي بشكل‬
‫خاص‪.‬‬

‫‪ )2‬دور التامين التكافلي على األشخاص في التنمية االجتماعية‬

‫لشركات التأمين التكافلي دور هام في تحقيق التنمية االجتماعية ويتضح ذلك من‬
‫خالل ما يلي‪:134‬‬

‫أ‪ -‬تحقيق األمان للفرد عن طريق تغطيات التكافل الطبي أو تحمل نفقات العالج‬
‫وخاصة في حاالت المرض المزمن‪ ،‬باإلضافة إلى تغطية البطالة وحماية الدخل والعجز‬
‫البدني وتغطيات الوفاة ونظام المعاشات والتقاعد‪.‬‬

‫ب‪ -‬لتأمين التكافلي دور كبير في تحقيق ثالث مصالح‪ :‬مصلحة النفس والنسل والمال‪،‬‬
‫حيث أن التأمين التكافلي من شأنه تحقيق مصلحة النفس والنسل من خالل الدور الذي يؤديه‬
‫التأمين الصحي وتأمين المعاش والعجز والوفاة وبعض األنواع األخرى للتأمين كتأمين‬
‫مصاريف التعليم ونحوها‪ .‬أما عن مصلحة حفظ المال فهناك أنواع كثيرة من شأنها الحفاظ‬
‫عليه وتنميته كالتأمين على الحياة وتأمين السرقة والحريق والتأمين البحري وتأمين السيارات‬
‫والممتلكات وتأمين ضمان الصادرات واالستثمار والتأمين الزراعي وغيرها من األنواع‬
‫المتعددة للتأمين‪.‬‬

‫ج‪ -‬يساهم نظام التأمين التكافلي في توطيد أواصر األخوة والتعاون بين أفراد المجتمع‬
‫ووفق مباد ومقاصد الشريعة اإلسالمية‪.‬‬

‫إذن من خالل كل هذا يتبن ان شركات التأمين التكافلي على األشخاص تضطلع‬
‫بدور تنموي بالغ األهمية على الصعيد االقتصادي واالجتماعي‪ ،‬والمتمثل أساسا في العديد‬
‫من التغطيات التأمينية التي تعمل على تشجيع وتجديد االستثمار وزيادة الدخل عن طريق‬
‫إعادة تشكيل رؤوس األموال المنتجة‪ ،‬األمر الذي يعزز إحداث التنمية بقطاعاتها المختلفة‪.‬‬

‫‪ - 134‬فالق صليحة‪ " ،‬متطلبات تنمية نظام التأمين التكافلي‪ -‬تجارب عربية" م س‪ ،‬ص‪.060‬‬

‫‪118‬‬
119
‫لقد أظهرت هذ الدراسة أن نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪ ،‬البديل الشرعي عان‬
‫التأمين عن الحياة‪ ،‬يعتبر من القطاعات األساسية في االقتصاد‪ ،‬وذلك من خاالل مسااهمته فاي‬
‫بعث األمان والطمأنينة لادى األفاراد‪ ،‬وتحقياق اساتقرار المشاروعات‪ ،‬إضاافة إلاى كوناه نظاام‬
‫يضااطلع باادور هااام فااي تااوفير التغطيااة التأمينيااة لألفااراد والمنشااآت ماان نتااائج األخطااار التااي‬
‫يواجهونها على الرغم من اإلكراهات والتحديات التي يتعرض لها والتي تعد من تطبياق نظاام‬
‫التااأمين التكااافلي‪ ،‬سااواء كاناات قانونيااة أو واقعيااة‪ ،‬وكااذا المنافسااة التااي يعرفهااا نظااام التااأمين‬
‫التكافلي على األشخاص في ظل وجود تاريخي عريق لنظام التأمين التجاري عن الحياة‪.‬‬

‫وما يالحظ في المغرب أنه بالرغم من التأخر الذي عرفه تطبيق نظام التاأمين التكاافلي‬
‫والمتجليااة فااي المصااادقة علااى قااانون التااأمين التكااافلي رقاام ‪ 91-09‬المتعلااق بتغيياار وتتماايم‬
‫القااانون رقاام ‪ 11-01‬المتعلااق بمدونااة التأمينااات‪ ،‬والااذي بمقتضاااه يمكاان للبنااوك التشاااركية‬
‫مزاولاة عملياات التاأمين التكااافلي عان طرياق توزيااع خدماتاه عبار شاابابيكها‪ ،‬تعاد باذلك نظاارة‬
‫إيجابيااة يمكاان معهااا التنبااأ بمسااتقبل واعااد ينتظاار سااوق التااأمين التكااافلي بااالمغرب والمنظومااة‬
‫التشاركية عامة‪.‬‬

‫ومن خالل هذه الدراسة تم التوصل إلى مجموعة من نتائج والمقترحات وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪ /0‬نتائج‪:‬‬

‫‪ ‬يعااد قطاااع التااأمين التكااافلي علااى األشااخاص باعتباااره نظااام أو عقااد م اؤداه التكافاال أو‬
‫التعاون مان القطاعاات الهاماة فاي االقتصااد وذلاك مان خاالل مسااهمته فاي بعاث األمان‬
‫والطمأنينة لألفراد والمشروعات‪ ،‬األمار الاذي جعال العلمااء المسالمين يقوماون بالبحاث‬
‫فااي مشااروعيته لمعرفااة ماادى توافقااه مااع قواعااد الشااريعة اإلسااالمية وأحكامهااا‪ ،‬وعلااى‬
‫ضوء هذا البحث ثم التوصل إلى عقد التأمين التكافلي على األشخاص الذي يعتبار باديال‬
‫شرعيا لنظام التأمين التجاري عن الحياة‪.‬‬
‫‪ ‬إن مزاولااة البنااوك التشاااركية لعمليااات التااأمين التكااافلي علااى األشااخاص يعتباار وساايلة‬
‫ناجحة لتسويق الخدمات التأمينية نظرا للمنافع التي يعاود بهاا كال مان البناوك التشااركية‬
‫وشركات التأمين التكافلي والعميل واالقتصاد ككل‪.‬‬

‫‪120‬‬
‫‪ ‬أنه تربط بين البنوك التشاركية وشركات التأمين التكافلي على األشخاص عالقة وظيفية‬
‫تكاملية ما يسمح بنجاح نموذج التأمين التكافلي على األشاخاص الاذي يعتبار اساتراتيجية‬
‫تسويقية ناجحة‪.‬‬
‫‪ ‬يحكام التاأمين التكاافلي علااى األشاخاص أسااس عاماة تتمثاال فاي ‪ :‬التعاااون ‪ ،‬والغارر فااي‬
‫التبرعات‪ ،‬وأسس خاصة تتمثل في ‪ :‬االلتزام بالتبرع ‪ ،‬والوقف‪.‬‬
‫‪ ‬ماان أهاام المقومااات التااي تفااتح المجااال أمااام التااأمين التكااافلي علااى األشااخاص للتطااور‬
‫واالنتشااار هاي الحاجااة الفعليااة والحقيقيااة إليااه‪ ،‬والتااي يمكاان تلخاايص أساابابها فااي ‪ :‬نمااو‬
‫المصرفية اإلسالمية بمعدالت متسارعة‪ ،‬وماا يشاهده العاالم مان تطاور مساتمر وعولماة‬
‫في كافة المجاالت االقتصاادية واالجتماعياة‪ ،‬ورغباة المسالمين فاي وجاود باديل شارعي‬
‫للتأمين التقليدي هجرا للمحرمات‪ ،‬والتوجه الملحوظ لعادد مان شاركات التاأمين العالمياة‬
‫في الدول الغربية نحو التأمين وإعادة التأمين التكافلي على االشخاص‪.‬‬
‫‪ ‬يواجه صناعة التأمين التكافلي على األشخاص خمس تحديات رئيساة تتمثال فاي‪ :‬الجادل‬
‫الااادائر فاااي مشاااروعية التاااأمين التكاااافلي علاااى األشاااخاص‪ ،‬وافتقااااد العدياااد مااان الااادول‬
‫اإلسااالمية لوجااود بنيااة تشااريعية مالئمااة للتااأمين التكااافلي علااى األشااخاص‪ ،‬وغياااب أو‬
‫ضعف أو صورية الرقابة الشرعية ‪ ،‬والمنافسة بين شركات التاأمين التكاافلي اإلساالمي‬
‫وشاااركات التاااأمين التقليااادي ‪ ،‬فضاااال عااان انخفااااض الاااوعي بالتاااأمين التكاااافلي علاااى‬
‫األشخاص لدى جمهور المسلمين‪.‬‬
‫‪ ‬يتطلااب مواجهااة التحااديات التااي تواجااه صااناعة التااأمين التكااافلي علااى األشااخاص حاليااا‬
‫ومساتقبال وضاع رؤيااة اساتراتيجية تحقااق لتلاك الصااناعة المصاداقية الشاارعية جنباا إلااى‬
‫جنب مع الكفاءة االقتصادية والكفااءة االجتماعياة‪ ،‬وتقاوم هاذه الرؤياة علاى إزالاة الغاش‬
‫عاان شاارعية التااأمين التكااافلي ‪ ،‬وتقلياال هااوة االختالفااات الشاارعية فااي صااناعة التااأمين‬
‫التكااافلي علااى األشااخاص ‪ ،‬وإنشاااء وتطااوير بنيااة تشااريعية مالئمااة لصااناعة التااأمين‬
‫التكااافلي اإلسااالمي‪ ،‬وتفعياال دور الرقابااة الشاارعية فااي صااناعة التااأمين التكااافلي علااى‬
‫األشخاص ‪ ،‬وتدعيم الدور التنافسي لشركات التأمين التكاافلي االساالمي‪ ،‬و باذل المزياد‬
‫من الجهد نحو إنشاء شركات إعادة تاأمين تكاافلي االساالمي ‪ ،‬وخاروج صاناعة التاأمين‬

‫‪121‬‬
‫التكاافلي علااى األشاخاص ماان ضايق التقليااد للتااأمين التقليادي إلااى رحااب وسااعة األسااس‬
‫الشرعية والفنية للتأمين التكافلي على األشخاص‪.‬‬

‫‪ /2‬مقترحات الدراسة ‪:‬‬

‫في ضوء ما أسفر عنه هذا البحث من نتائج يمكن تقديم مجموعة من اإلقتراحات التاي‬
‫قااد تسااهم فااي تفعياال دور التااأمين التكااافلي علااى األشااخاص ومواجهااة تحدياتااه‪ ،‬وتتمثاال هااذه‬
‫اإلقتراحات فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬ضرورة تطوير األنظمة والقوانين التي تنظم شركات التأمين التكافلي‪ ،‬بماا يسااعد علاى‬
‫حساان أدائهااا لرسااالتها‪ ،‬والتماشااي مااع المسااتجدات ماان المعااامالت و متطلبااات السااوق‬
‫والمجتمااااع وكااااذا الظااااروف االسااااتثنائية ( كاألوبئااااة واألزمااااات الماليااااة اإلقتصااااادية‬
‫‪،)...‬وحماية جميع األطراف ذوي العالقة‪.‬‬
‫‪ ‬توساايع الاادور اإلشاارافي للجهااات الرقابيااة علااى نشاااط شااركات التااأمين التكااافلي علااى‬
‫األشااخاص‪ ،‬ليشاامل اإلشااراف علااى ماادى التاازام تلااك المؤسسااات بالمعااايير والضااوابط‬
‫الشاارعية‪ ،‬وذلااك ماان خااالل تأساايس وحاادات تفتاايش بهااا تطلااع بمهااام الرقابااة الشاارعية‬
‫بجانااب الرقابااة الماليااة واإلداريااة إضااافة إلااى تأهياال أعضاااء اللجنااة الشاارعية للماليااة‬
‫التشاركية على المستوى المالي والمحاسباتي‪.‬‬
‫‪ ‬االهتماااام باااالموارد البشااارية العاملاااة فاااي قطااااع التاااأمين التكاااافلي عااان طرياااق تااادريب‬
‫اإلطاارات وتعاريفهم بقواعاد ومباااد الحكومياة‪ ،‬إضاافة إلااى تزويادهم بكال المسااتجدات‬
‫والمعلومااات العلميااة فااي مجااال كشااف المغالطااات التااي تقااع أثناااء أداء العمليااة التأمينيااة‬
‫التكافليااة‪ ،‬ولغاارض تحقيااق فعاليااة التأهياال المتكاماال للعاااملين ال بااد ماان ضاارورة تحقيااق‬
‫مبادأ االساتمرارية الشاامولية‪ ،‬التكامال ومبادأ ديناميكيااة التأهيال ماع األخااذ بعاين االعتبااار‬
‫الموازنة بين التكلفة والعائد‪.‬‬
‫‪ ‬ضاارورة قيااام العلماااء وأهاال االختصاااص ومراكااز البحااوث وخبااراء التااأمين التكااافلي‬
‫بتقديم مزيد من البحوث والدراسات لتطاوير مشاروعات وثاائق وعقاود التاأمين التكاافلي‬

‫‪122‬‬
‫وتنويعهااا ومراجعااة شااروطها بمااا يحقااق التطبيااق األمثاال والصااحيح لصاايغ التااأمين ماان‬
‫خالل حلقات عمل متخصصة وتقديم بحوث ودراسات متعمقة ‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة العمل على رفع مساتوى الاوعي التاأميني التكاافلي علاى األشاخاص لادى أفاراد‬
‫المجتمع من خاالل تنظايم النادوات والملتقياات واللقااءات العلمياة والتلفزيونياة‪ ،...‬والتاي‬
‫تبرز دور وأهمية قطاع التأمين التكافلي بصفة عامة و التأمين التكافلي علاى األشاخاص‬
‫بصفة خاصة في رفع الحرج عن البلدان اإلسالمية‪.‬‬

‫" وفدددي األخيدددر أرجدددو أن أكدددون قدددد وفقدددت فدددي اختيدددار الموضدددوع‬
‫وإنجازه ألفوز بأجري اإلجتهاد واإلصابة‪ ،‬وإن لم يكدن ذلدك فحسدبي أنندي‬
‫"‪.‬‬ ‫حاولت وهللا من وراء القصد‬

‫‪123‬‬
124
125
‫عقد بيع مرابحة‬
‫من طرف‬
‫شركة أمنية بنك‬
‫لفائدة‬
‫السيد **********‬

‫أمــــامنا نحن األستــاذ أحمد خوالني االدريسي‪ ،‬موثــق بفـاس‪ ،‬المـوقـع أسفلــه‪------------------،‬‬
‫حــــــــــــضـــــر‪-----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫أ ‪ -‬الشروط العامة‪-------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -‬شركة أمنية بنك شركة مجهولة االسم‪ ،‬ذات إدارة جمـاعـية ومـجـلـس رقـابـة رأسمالها *********درهم ومقرها االجتماعي بالدار البيضاء‪-‬المغرب ‪ 793‬طريق الجامعة (طريق‬
‫الجديدة سابقا)‪ ،‬مرخص لها من طرف بنك المغرب كبنك تشاركي تحت عدد ‪ 58‬بتاريخ ‪ 7‬جمادى الثانية ‪ 1438‬الموافق ل ‪ 6‬مارس ‪، 2017‬مسجلة بالسجل التجاري بالدار البيضاء‬
‫تحت عدد ***** من السجل اإليضاحي وتعريفها الجبائي عدد *******؛ ممثلة في شخص السيد **** الحامل للبطاقة الوطنية للتعريف ***** ‪---------------------------------،‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫بمقتضى الصالحيات المضمنة بالتفويض والمخولة له في هذا الشأن من طرف السيد **** بصفته رئيسا لمجلس اإلدارة الجماعية والسيد **** بصفته مديرا عاما لشركة أمنية بنك‬
‫وذلك بمقتضى العقد التوثيقي الذي تلقاه األستاذ **** موثـق بمدينة ***** بتاريخ الفاتح من يوليوز ‪ ،0202‬والمودع بالملف الخاص بالشركة المفتوح لدى المحافظة على األمالك‬
‫العقارية‪ ----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------..‬المسمى‬
‫فيما بعد بــ " البائع " او "البنك" ‪.‬‬
‫‪ -----------------------------------------------------------------------------------------------‬من جهة أولى‬
‫‪ 1‬السيد ******‪ ،‬ابن السيد ** والسيدة*** ‪ ،‬موظف حسب تصريحه الساكن‪ -----------------------. ****** ،‬مغربي الجنسية‪ ،‬مزداد **** ‪ ،‬في ****‪--------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------.---‬‬
‫‪ ‬الحامل للبطاقة الوطنية للتعريف رقم *****‪،‬صالحة إلى غاية ******‪- -------------------.---------‬‬
‫‪ ‬متزوج حسب الشريعة اإلسالمية ***** حسب تصريحه‪-------------------------------------------.‬‬
‫‪ ------------- --------------------------------------------------------------‬المسمى فيما بعد بــ " المشتري" من جهة ‪------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -------------- -----------------------‬ثانية"‬
‫اتفق األطراف المتعاقدة على تحرير هذا العقد من طرف األستاذ ****** الموقع أسفله طبقا للقانون ‪ 70.29‬المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق و طلبوا منه إضفاء الصبغة الرسمية على العقد المتعلق ببيع عقار‬
‫بالمرابحة‪ ،‬محررا باللغة العربية‪ ،‬بدون تدخل او مشاركة لألستاذ في تحديد مضمون بنوده‪-------------------------------------------------------------------------- .‬‬
‫قدم الطرفان عرضا بما يلي‪-------------------------------------------------------------------------- :‬‬
‫‪ .1‬بناء على القانون رقم ‪ 027.00‬المتعلق بمؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 0.0..097‬الصادر في فاتح ربيع األول ‪ 0.( 0.71‬دجنبر ‪،)020.‬‬
‫والسيما المادة ‪ 85‬منه؛ ‪-------------------------‬‬
‫‪ .2‬بناء على منشور والي بنك المغرب الصادر بتاريخ ‪ 03‬يناير ‪ 0203‬تحت عدد ‪/0‬و‪ 03/‬المتعلق بتحديد المواصفات التقنية الخاصة بمنتجات التمويل ألتشاركي و كيفيات تقديمها إلى العمالء؛‪--------------‬‬
‫‪---------- ----------------------------------‬‬
‫‪ .3‬بناء على الظهير الشريف رقم ‪0.27.722‬الصادر في ربيع األول ‪ 00(0.08‬أبريل‪ )022.‬بإعادة تنظيم المجالس العلمية كما تم تتميمه بالظهير الشريف رقم‪0.08.20‬الصادرفي‪ 05‬من ربيع األول‬
‫‪ 02(0.71‬يناير ‪)0208‬؛‪-----------------------‬‬
‫‪ . 4‬بناء على رأي اللجنة الشرعية للمالية التشاركية الصادر عنها بتاريخ ‪ 02‬ربيع األول ‪0.75‬هـ ‪ 02 /‬دجنبر ‪0201‬م‪ ،‬والقاضي بمطابقة المنشور رقم ‪/0‬و‪ 03/‬السالف الذكر ألحكام الشريعة اإلسالمية‬
‫ومقاصدها؛‪----------------------- ---------‬‬
‫‪ .5‬بناءا على رأي اللجنة الشرعية للمالية التشاركية رقم ‪ 1‬والصادر بتاريخ ‪ 08‬شوال ‪ 0.75‬هـ ‪ 02 /‬يوليوز ‪0203‬م بشأن الشروط العامة والخاصة المضمنة في نموذج عقد البيع بالمرابحة لآلمر بالشراء‪،‬‬
‫لتمويل اقتناء عقار‪ ،‬الخاص بالبنوك التشاركية؛‪- ----------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ .6‬بناء على الوعد األحادي الجانب لآلمر بالشراء المؤرخ في ‪ 24/06/2021‬و المصادق عليه بتاريخ ‪ 24/06/2021‬الذي التزم بموجبه بشراء العقار الذي اقتناه البنك لغرض بيعه له‪---------- ---------.‬‬
‫‪-------------- --------------------------‬‬
‫‪-‬المادة األولى‪ :‬موضوع عقد المرابحة‪----------------- ------------------------------------------------ ------------------‬‬
‫يبيع البنك بموجب هذا العقد للمشتري بصفته المذكورة أعاله‪ ،‬الذي يقبل ذالك العقار المحددة مواصفاته ضمن وثيقة الشروط الخاصة بالعقد والذي اقتناه البنك ملتزما بكافة الضمانات القانونية بطلب من المشتري‬
‫وبناء على الوعد األحادي الجانب بالشراء الصادر عنه‪ .‬يصرح البنك بان العقار في ملكيته‪ ،‬خال من كل تحمل او دين وليس موضوع أي تقييد احتياطي او حجز تحفظي او تنفيذي او دعوى جارية‪ ،‬وانه غير خاضع‬
‫ألي شرط فاسخ‪ ،‬وذلك طبقا للقوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪--- ------------ .‬‬
‫يصرح المشتري بصفته المذكورة أعاله‪ ،‬بمعرفته التامة بالعقار بعد معاينته‪ ،‬واختياره من أجل إبرام هذا العقد‪--------------- .‬‬
‫وقد تم هذا البيع وفق الشروط القانونية المعمول بها والتي يلتزم المشتري بصفته المذكورة أعاله‪ ،‬بتنفيذها والسيما الشروط التالية‪------------------------------------------------------------------------ :‬‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫‪ -‬التوقيع على هذا العقد الناقل لملكية العقار إليه مع تقديم الضمانات المحددة في وثيقة الشروط الخاصة به؛ ‪ --------------------‬تسلم العقار المبيع على حالته القائمة؛ ‪--------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------‬‬

‫‪126‬‬
‫‪ -‬تحمل جميع االرتفاقات التي تثقل العقار موضوع هذا العقد او تثمنه‪ ،‬ويصرح البنك انه ال يوجد أي ارتفاق يثقل العقار المذكور على حد علمه ما عدا االرتفاقات المنصوص عليها في القوانين واألنظمة‬
‫المتعلقة بالتعمير والبناء وكذا األرتفاقات المقيدة في ملف الرسم العقاري‪ ،‬كما يصرح أنه لم ينشئ ولم يمنح أيا منها؛ ‪ - -----------------------------------------------------------‬أداء الضرائب والرسوم‬
‫أيا كانت طبيعتها‪ ،‬سواء الجاري به ا العمل‪ ،‬أو التي قد يقع العمل بها الحقا‪ ،‬والمتعلقة بالعقار المبيع وذلك ابتداء من تاريخ إمضاء هذا العقد مع ضرورة اإلشارة إلى أن الضرائب والرسوم والتحمالت األخرى‬
‫المستحقة وغير المؤداة إلى غاية يومه تظل على عاتق البنك الذي يلتزم بأدائها كاملة؛ ‪ - ------------------------------------------------------‬أداء جميع ما يترتب على العقد من واجبات‪ ،‬أتعاب وصوائر‬
‫والسيما المتعلقة منها بالتسجيل والتقييدات القانونية‪ --------------- .‬المادة ‪ :2‬أصل الملكية ‪ -----------------------------------------------------------------------------------------------‬يعفي الطرفان‬
‫صراحة الموثق الموقع أسفله من إعادة صياغة أصل ملكية العقار محل البيع حاليا ‪ ،‬مع اإلكتفاء بالرجوع في ذلك إلى البيانات الواردة في سجل الرسم العقاري المذكور‪--------------------------------------.‬‬
‫‪-------------------------------‬‬
‫المادة ‪ :3‬التملك واالنتفاع والتسليم ‪ --------------------------------------------------------------------------------------‬يمكن البنك أو من ينيبه المشتري بصفته المذكورة أعاله‪ ،‬من حيازة العقار‬
‫المقتنى محل البيع بالمرابحة بمجرد إبرام العقد‪ ،‬واالنتفاع به‪ ،‬مع جميع االمتيازات خال من كل احتالل أو كراء أو توطين كيفما كان نوعه‪ ---------------------------------- .‬ال يتحمل البنك المسؤولية إذا لم‬
‫يتسلم المشتري العقار لسبب خارج عن إرادة البنك في إطار الشروط المنصوص عليها في العقد‪ ،‬أو لسبب يرجع إلى المشتري مع مراعاة التشريع الجاري به العمل‪---------------------------------------- .‬‬
‫‪- ----------------‬المادة ‪ :4‬الثمن وطرق األداء‪- ---------------------------------------- ----------------------------------------------------‬يبرم البنك والمشتري هذا العقد مقابل الثمن المحدد في وثيقة‬
‫الشروط الخاصة بالعقد‪ ،‬ويتضمن الثمن المذكور تكلفة االقتناء وهامش ربح لفائدة البنك كما تم تحديده ضمن الشروط المذكورة‪ - ------------------ ----------------------------------------- .‬يتم أداء الثمن‬
‫في شكل استحقاقات تؤدى في التواريخ وحسب المدد المنصوص عليها في الشروط الخاصة المذكورة طبقا لما هو محدد في جدول تسديد االستحقاقات المرفق بهذا العقد‪------------------------------------- .‬‬
‫‪ ----------------------------‬تؤدى اال ستحقاقات بالكيفية المتفق عليها عبر اقتطاع تلقائي من حساب المشتري الممسوك لدى البنك‪ .‬ولهذه الغاية يرخص المشتري بموجب هذا العقد للبنك بأن يقتطع من حسابه‬
‫مبلغ االستحقاقات المذكورة دون حاجة لترخيص خاص‪- --------------- .‬لمادة ‪ :5‬التسديد المبكر ‪ -----------------------------------------------------------------------------------------------‬يحق‬
‫للمشتري بصفته المذكورة أعاله‪ ،‬في أي وقت أن يقوم بالتسديد المبكر الجزئي أو الكلي لثمن البيع المتبقي أداؤه دون أي تعويض‪ .‬ويجب أن ال يقل مبلغ التسديد المبكر الجزئي عن عشرة بالمائة (‪ )02%‬من‬
‫مجموع باقي االستحقاقات ما عدا إذا تعلق األمر بما تبقى من ثمن البيع‪ ------------------------------------------------------------------------------------------- .‬ال يلزم البنك بالتنازل عن جزء من‬
‫هامش الربح لفائدة المشتري في حالة التسديد المبكر الجزئي أو الكلي‪---------------- .‬‬
‫المادة ‪ :6‬التأمينات ‪ --------------------------------------------------------------------------------------------‬يتعين على المشتري بصفته المذكورة أعاله أن يبرم عقد تأمين تكافلي في حالتي‬
‫الوفاة والعجز‪ ،‬وعقد تأمين تكافلي على العقار موضوع الرهن والمحدد في وثيقة الشروط الخاصة بالعقد‪ ،‬لدى مقاولة أو مقاوالت للتأمين التكافلي‪ ------------------------ .‬بناء عليه‪ ،‬يأذن المشتري‬
‫ألمنية بنك بقبض التعويضات المذكورة من شرك ة التأمين حتى في غياب المشتري ودون مشاركته أو مشاركة ذوي حقوقه‪ ،‬في حدود المبلغ المستحق له‪----------------------------------------------- .‬‬
‫‪ --------------------‬ي توصل امنية بنك دون تأخر عند وقوع حادث‪ ،‬باعتباره مستفيدا حصريا من تعويضات التأمين التكافلي‪ ،‬و لو في غياب المشتري ودون أن يشارك في أداء هذه التعويضات‪ ،‬من‬
‫مقاولة أو مقاوالت التأمين التكافلي بكافة المبالغ التي قد تكون مستحقة له بموجب عقد التأمين‪ ،‬استنادا إلى البيان المفصل لمستحقات البنك بغض النظر عن التحفظات أو التعرضات المثارة في شأن هذا‬
‫البيان‪ .‬وي جب على البنك في هذه الحالة أن ال يقتطع لفائدته من مبلغ التعويض سوى أقساط الثمن غير المؤداة‪ ،‬وأن يعيد للمشتري ما زاد عن ذلك‪-------------------------------------------------------‬‬
‫ال يعتبر تفويض التأمين هذا تجديد دين خصوصا إذ ا رفضت شركة التأمين‪ ،‬ألي سبب كان‪ ،‬تعويض المشتري بصفته المذكورة أعاله‪ .‬المادة ‪ :7‬تقديم الضمانات‪----------‬‬ ‫‪-------------------------‬‬
‫‪ ----------- --------------------------------------------------------------------‬يلتزم المشتري بتقديم الضمانات المشار إليها والمفصلة في وثيقة الشروط الخاصة بالعقد‪---------- ----------------------.‬‬
‫‪-----‬المادة ‪ :8‬التزامات المشتري‪ ------------------------------------------------------- ---------------------------------‬يوافق المشتري على رهن العقار المحددة مواصفاته في وثيقة الشروط الخاصة‬
‫بالعقد‪ ،‬لفائدة البنك ا لذي يقبل ذالك‪ ،‬ويلتزم صاحب العقار موضوع الرهن خالل مدة االلتزام الناشئ عن المرابحة بـما يلي‪ ---------------------------------------------- :‬أداء الضرائب والرسوم المطبقة‬
‫على العقار موضوع الرهن‪ ،‬خالل مدة تسديد ثمن البيع بالمرابحة؛ ‪ - -------------------------‬الوفاء خالل مدة تسديد ثمن البيع بالمرابحة بجميع االلتزامات المتعلقة بالعقار موضوع الرهن‪ ،‬التي تقع على‬
‫عاتقه؛ ‪ ----------‬االعتناء بالعقار موضوع الرهن والقيام بجميع اإلصالحات الضرورية الالزمة لصيانته‪ ،‬والتكفل بالمصاريف المترتبة عن ذلك؛ ‪------------------------------------- --------------------‬‬
‫‪ - ---------------------------------------------------‬اكتتاب عقد تأمين تكافلي يغطي العقار موضوع الرهن ضد مخاطر التدهور والتلف والحريق والدمار وغيرها من المخاطر وفق الشروط المنصوص‬
‫عليها في المادة‪ 1‬أعاله؛ ‪ -----------------------------------------------------------------------------‬إخطار البنك بكافة التدهورات واإلصالحات الكبرى التي من شأنها أن تلحق ضررا بالعقار موضوع‬
‫الرهن؛ ‪ ------------------‬إعالم البنك حاال بكل إجراء قضائي يتعلق بالعقار موضوع الرهن؛ ‪ --------------------------------------------------------‬إخبار البنك حاال بكل فعل أو حادث من شأنه إنقاص‬
‫قيمة العقار موضوع الرهن؛ ‪-----------------------------------------‬‬
‫‪-‬أداء المساهمات المستحقة الدائمة أو المؤقتة لفائدة اتحاد المالك برسم نفقات التسيير و غيرها من النفقات والتحمالت‪ ،‬إذا كان العقار موضوع الرهن يخضع لنظام الملكية المشتركة‪-------------------------- .‬‬
‫‪ -------------------------------------------‬وعالوة على االلتزامات المذكورة‪ ،‬ال يجوز للمشتري‪ ،‬طيلة مدة عقد المرابحة‪ ،‬إيجار العقار موضوع الرهن كليا أو جزئيا‪ ،‬أو توطين أصول تجارية به أو‬
‫تخصيصه لغاية غير تلك المنصوص عليها في وثيقة الشروط الخاصة‪ ،‬أو تفويته أو تقديمه كحصة في رأسمال شركة‪ ،‬وخاصة لفائدة الغير‪ ،‬إال بعد الحصول على موافقة صريحة من البنك‪-------------------.‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫كما يلتزم المشتري بعدم االستدانة على نحو يشكل خطرا على قدرته في تسديد ما بذمته‪ ،‬وبعدم تفويت مداخليه أو إيراداته المصرح بها‪ ،‬وكذا بعدم ضمان ديون الغير خاصة عن طريق الضمان االحتياطي أو‬
‫الكفالة‪--------- -------------------------.‬‬
‫المادة ‪ :9‬سقوط األجل واستحقاق األداء ‪---------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫في حالة توقف المشتري غير المعسر‪ ،‬أو الكفيل المتضامن عند االقتضاء‪ ،‬عن أداء ثالثة استحقاقات متتالية‪ ،‬يوجه البنك للمشتري أو للكفيل المتضامن‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬إنذارا باألداء داخل أجل خمسة عشر (‪)08‬‬
‫يوما‪ ،‬يحتسب ابتداء من تاريخ توصله به‪ .‬وإذا لم يقم بتسوية وضعيته تجاه ا لبنك داخل األجل المذكور‪ ،‬يحق للبنك أن يقرر سقوط األجل ومطالبة المشتري بدفع األقساط التي حل أجلها‪ ،‬وكذا دفع ما تبقى في‬
‫ذمته من األقساط‪- -----------------------------------------------------------.‬‬
‫ويحق للبنك التنازل اختياريا عن هامش الربح المضمن في األقساط التي بقيت في ذمة المشتري ولم يحل أجلها بعد‪----------- .‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬يحتفظ البنك بحقه في المطالبة بالتعويض عن األضرار الفعلية المثبتة التي لحقت به بسبب توقف المشتري أو الكفيل المتضامن عن األداء‪ ،‬في حدود ما تبقى من الثمن في ذمته‪ ،‬وكذا‬
‫بالمصاريف التي تحملها البنك من جراء ذلك‪--------- .‬‬
‫ويمكن كذلك للبنك أن يقرر سقوط األجل ويطالب المشتري باألداء الكلي أو الجزئي لما تبقى من أقساط الثمن في الحاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬في حالة عدم تنفيذ المشتري أو الكفيل المتضامن لاللتزامات التي تقع على عاتقه إزاء البنك والمنصوص عليها في هذا العقد؛ ‪ ---‬إذا تبين أن المشتري قدم تصريحات كاذبة أو إثباتات غير صحيحة جزئيا أو‬
‫كليا‪ ،‬وكذا إذا ما ثبت أن المشتري ارتكب تدليسا اتجاه البنك؛ ‪------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -‬عندما يقع حجز على العقار موضوع الرهن‪ ،‬ولم يقدم صاحب العقار(المشتري) للبنك ما يثبت رفع اليد عن الحجز المذكور داخل أجل يحدده البنك؛ ‪-------------------------------------------------------‬‬
‫‪ - ------------------------------------------‬في حالة التسوية‪ ،‬أو التصفية القضائي ة للمشتري أو كفيله المتضامن‪ ،‬وكذا في حالة سقوط األهلية التجارية؛‪ ------------------‬في الحالة التي يكون فيها‬
‫المشتري موضوع متابعة قضائية قد تترتب عليها مصادرة ممتلكاته‪ ،‬وفي جميع الحاالت التي تعتبر فيها وضعيته المالية مختلة بشكل ال رجعة فيه؛‪-------------------------------------------- -------------‬‬
‫‪-----------------‬‬
‫‪ -‬في حالة توقيف الضمانات موضوع عقد التأمين التكافلي‪ ،‬أوفي حالة عدم أداء األقساط المتعلقة بها‪ ،‬أو عدم اإلدالء بما يثبت أداء هذه األقساط؛ ‪------------ -----------------------------------------------‬‬
‫‪-------- -----------------------------------‬‬
‫‪ -‬إذا رفض المشتري تقديم ضمانات تكميلية داخل األجل الذي يحدده البنك لذلك في الحالة التي تتعرض فيها الضمانات المقدمة إلى نقص في قيمتها لسبب خارج عن إرادته‪--------------------------------- .‬‬
‫‪ - --------------------------------------------‬يرخص المشتري للبنك في الحالة التي يقرر فيها هذا األخير سقوط األجل ومطالبة المشتري بدفع كل أو جزء ما تبقى في ذمته من أقساط الثمن بأن يقتطع من‬
‫كل حساب له مفتوح لدى البنك مبلغ الدين المستحق‪----- ------------ -------------------------.‬‬
‫المادة‪ :11‬تحويل الدين ‪-------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫يرخص المشتري للبنك بإمكانية قيامه بنقل الدين المتبقي في ذمته للبنك دون أن يترتب عن عملية النقل أية زيادة أونقصان في قيمة الدين يو م نقله‪ ،‬وذلك في أي وقت‪ ،‬ودون حاجة للحصول على ترخيص جديد‬
‫ألية مؤسسة أخرى من مؤسسات االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها المؤهلة لمزاولة األنشطة والعمليات المشار إليها في القسم الثالث من القانون ‪ 027.00‬السالف الذكر‪ ،‬ودون أن يؤدي ذلك إلى محظور‬
‫شرعي‪-------------------------------------------------------------------------- .‬‬
‫ال يترتب عن نقل الدين المذكور أعاله أي تغيير في االلتزامات الناشئة عن هذا العقد‪--------------------------------------- .‬‬
‫المادة‪ :11‬وحدة العقد‪---------------------------------------------------------- ----------- ------------------------------‬‬
‫يشكل هذا العقد والوثائق الملحقة به‪ ،‬وعقد أو عقود الضمان المرتبطة به‪ ،‬وكذا كل الوثائق التعاقدية األخرى التي يمكن أن تلحق به‪ ،‬مجموعة تعاقدية واحدة‪------------------------------------------------ .‬‬
‫‪---------------------------------------------‬‬
‫المادة ‪ :12‬حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي ‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫يوافق بموجب هذا العقد كل من المشتري و الكفيل على قيام البنك بمعالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي المتعلقة بهما المضمنة بهذا العقد‪ ،‬كما يوافق على إدالء البنك بالمعطيات المذكورة للشركة األم للبنك‪،‬‬
‫ولشركاتها التابعة‪ ،‬والمتعاملين المتعاقدين معها من الباطن‪ ،‬وللسلطات والهيئات العمومية المخول لها حق الولوج إلى هذه المعطيات‪ ،‬وللمصالح ذات االهتمام المشترك المشار إليها في المادة ‪ 012‬من القانون‬
‫رقم ‪ 027.00‬السالف الذكر‪ ،‬ولمقاوالت التأمين التكافلي ولشركاتها األم‪ ،‬ووسطاء التأمين المعتمدين لدى هذه المقاوالت إذا كانت عملية التأمين تت علق بموضوع هذا العقد‪ ،‬وكذا للورثة‪ ،‬وذوي الحقوق‪،‬‬
‫واألوصياء‪ ،‬والوكالء المرخص لهم بالولوج إلى هذه المعطيات‪ ،‬وكل األشخاص والهيئات األخرى المرخص لها بذلك طبقا ألحكام القانون رقم‪ 29.25‬المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين فيما يخص معالجة‬
‫المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ ،‬وعمال بقرار اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي المتعلق بتدبير ملفات االئتمانات والضمانات بناء على الرخصة رقم ‪ A-GC- 178/2017‬بتاريخ‬
‫‪------------ ---------------------------------------------------------29/08/2017‬‬
‫المادة ‪ :13‬شرط الوساطة البنكية‪-------------------------------------------------------- --------------------------------‬‬
‫يم كن للمشتري عقد االتصال مع مستشاره التجاري بالوكالة أو بمصلحة العالقة مع العمالء بالبنك من أجل معالجة كل صعوبة محتملة أو شكاية‪ ،‬وكذا من أجل حل كل نزاع ناشئ عن هذا العقد‪------- --------.‬‬
‫‪-------------------------------------------‬‬
‫إذا ظل المشتري غير مقتنع بالج واب الذي قدم لشكايته‪ ،‬أو في حالة عدم التوصل بأي جواب بشأنها داخل أجل ثالثة أسابيع اعتبارا من تاريخ إيداعها‪ ،‬يمكنه أن يقدم طلبا للوسيط البنكي يعرض بواسطته على‬
‫هذا األخير النزاع المذكور‪ ،‬من أجل إيجاد حل ودي للنزاع‪ .‬ومن أجل ذلك‪ ،‬يتعين على البنك أن يضع رهن إشارة المشتري المعلومات والوثائق المتعلقة بالوسيط البنكي ونظام الوساطة البنكية‪--------------- .‬‬
‫‪----------------------------------------------------------------------------‬‬
‫ال يمكن للبنك أو المشتري اللجوء إلى الوسيط إذا كان النزاع موضوع مسطرة قضائية أو حكم قضائي أو قرار تحكيمي‪------- .‬‬
‫في حالة لجوء المشتري أو البنك لطلب تدخل الوسيط‪ ،‬فإن المشتري يمنح بموجب هذا العقد ترخيصا صريحا للبنك قصد موافاة الوسيط بجميع ا لوثائق أو المعلومات المتعلقة بالحالة المعروضة و التي من شأنها‬
‫أن تمكنه من القيام بمهمته‪.‬وال يمكن في هذه الحالة االحتجاج على البنك بمبدإ واجب االلتزام بالسر المهني‪----------------- ---------------------------- -----------------.‬‬
‫إذا قدم الوسيط مقترحه من أجل إيجاد حل ودي للنزاع بين المشتري والبنك‪ ،‬جاز ألي منهما قبول مقترح الوسيط أو رفضه شرط مراعاة المقتضيات المتعلقة بالوساطة البنكية‪-------------- -----------------.‬‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫المادة‪ :14‬اختيار الموطن ‪----------------------------------------------------------------------------------------------‬‬

‫‪127‬‬
‫من أجل تنفيذ هذا العقد‪ ،‬عين البنك محل المخابرة معه بمقره االجتماعي‪ ،‬كما عين المشتري والكفيل المتضامن محل المخابرة معهما بعنوانيهما المشار إليهما في وثيقة الشروط الخاصة‪---------------------- .‬‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫المادة‪ :15‬تسوية النزاع‪--------- ---------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫كل نزاع ينشأ عن هذا العقد يعرض على المحكمة التي يقع في دائرة نفوذها الترابي محل إقامة المشتري أو على المحكمة التي يوجد في دائرة نفوذها الترابي العقار موضوع العقد‪--------------------------- .‬‬
‫‪-------------------------------------------‬‬
‫المادة ‪ :16‬دخول العقد حيز التنفيذ‪---------------------------------------- ----------- -----------------------------------‬‬
‫يدخل هذا العقد حيز التنفيذ ابتداء من تاريخ التوقيع عليه من قبل األطراف‪------------------------------------------------- .‬‬
‫ب ‪ -‬الشروط الخاصة ‪--------------------------------------------------- ----------------------‬‬
‫المادة ‪ : 17‬وصف العقار موضوع البيع بالمرابحة‪------------------------------------------------------------------------‬‬
‫مجموع الملك المسمى "‪ "****.‬الكائن بفاس *******‪ ،.‬المشتمل على شقة بالطابق الثاني البالغة مساحتها تسعة و ثمانون متر مربع (‪12‬م‪ )²‬منها (‪16‬م‪ )²‬كبروز‪ ،‬و(‪11‬م‪)²‬‬
‫كشرفة ‪ ،‬موضوع الرسم العقاري عدد *******‪ ،‬المسجل بالمحافظة على األمالك العقارية بفاس‪----- ------------------------------- ------------------------------------..‬‬
‫يصرح المشتري بصفته المذكورة أعاله أنه قام بمعاينة العقار المبيع ويلتزم بتخصيصه لسكناه‪------- ------------------------.‬‬
‫المادة ‪ :18‬تكلفة اقتناء العقار‪----------------------------------------------------------- --------------------------------‬‬
‫تحدد تكلفة اقتناء العقار يوم شرائه من طرف البنك‪ ،‬كما يأتي‪-------------------------------------- ------------------------:‬‬

‫‪. 475.000,00.‬درهم‪.‬‬ ‫ثمن اقتناء العقار(أ)‬

‫‪.9.500,00‬درهم‪.‬‬ ‫مصاريف التسجيل‪:‬‬

‫‪,5227‬درهم‪.‬‬ ‫مصاريف التحفيظ‪:‬‬


‫التكاليف‬
‫المرتبطة‬
‫باقتناء العقار(ب)‬

‫‪.491.725.11‬درهم‪.‬‬ ‫مجموع التكاليف‬

‫‪.491.725.11‬درهم‪.‬‬ ‫مجموع تكلفة االقتناء‪( :‬أ ‪ +‬ب)‬

‫المادة ‪ :19‬مدة عقد المرابحة وطرق األداء‪------------------------------------------------------------------------------‬‬


‫الثمن الكلي للبيع بالمرابحة‪ )0( :‬سبعمائة و ستة و ثمانون الف وثالثمائة و سبعة و خمسون درهم و ستون سنتيم‪..786.357.60(.‬درهم)؛ ‪------------------------------------------------------------‬‬
‫‪----------------------------‬‬
‫بما فيه هامش الربح المتفق عليه مسبقا بين الطرفين‪. :‬مائتان و اربعة و تسعون الف وستمائة واثنان و ثالثون درهم و ستون سنتيم ‪...294.632.61(.‬درهم) بعد احتساب الضريبة على القيمة المضافة ‪---‬‬
‫‪------------ ----------------------------‬‬
‫مبلغ التسبيق‪. )0( :‬صفر درهم‪.1(.‬درهم)؛ ‪---------------------------------------------------------------------------‬‬
‫المبلغ المتبقي الواجب أداؤه حسب الشروط التالية‪ ) . )0( - )0( :‬سبعمائة و ستة و ثمانون الف وثالثمائة و سبعة و خمسون درهم و ستون سنتيم‪..786.357.60(.‬درهم)؛ ‪-----------------------------‬‬
‫‪---------------------------------------------‬‬

‫مبلغ االستحقاق‬ ‫مبلغ كل استحقاق‬


‫(بعد احتساب الضريبة‬ ‫(دون احتساب الضريبة‬ ‫دورية االستحقاقات‬ ‫عدد االستحقاقات‬
‫على القيمة المضافة)‬ ‫على القيمة المضافة)‬

‫‪3276.49‬درهم‬ ‫انظر جدول تسديد االستحقاقات‬ ‫شهرية‬ ‫‪241‬‬

‫يتم أداء االستحقاقات في التواريخ المحددة في جدول االستحقاقات الذي يتم إعداده من طرف البنك لهذا الغرض‪- ------------ .‬‬
‫ويلتزم البنك بوضع جدول االستحقاقات‪ ،‬مُوقع من طرفه‪ ،‬رهن إشارة المشتري‪ ،‬بعد انقضاء خمسة (‪ ) 8‬أيام عمل ابتداء من تاريخ التوقيع على هذا العقد‪- ------------------ -------------------------------- .‬‬
‫‪--------------------------------------‬‬
‫ويلتزم المشتري من جهته باالتصال با لوكالة التي فتح لديها حسابه أو أي وكالة أخرى من اختياره قصد التوقيع على جدول االستحقاقات وتسلم نسخة منه‪--------------------------------------------------- .‬‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫تقتطع االستحقاقات في التاريخ المحدد حسب جدول تسديد االستحقا قات‪ ،‬وذلك من الحساب تحت الطلب الخاص بالمشتري والممسوك من قبل البنك‪----------------- --------------------------------------- .‬‬
‫‪------------------------------------‬‬
‫كما يقتطع مبلغ قسط التأمين التكافلي مباشرة من الحساب المذكور بكيفية تلقائية‪---------------------- -------------------.‬‬
‫المادة ‪ :21‬الرهن أالتفاقي ‪--------------------------------------------- -----------------------------------------------‬‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 3‬من الشروط العامة لهذا العقد‪ ،‬و طبقا للمقتضيات المنصوص عليها في الباب الثالث المادة ‪ 03.‬و ما يليها من القانون رقم ‪ 79-25‬المتعلق بمدونة الحقوق العينية و ضمانا ألداء المبالغ التي‬
‫يمكن للمشتري أن يكون مدينا بها اتجاه أمنية بنك بموجب هذا العقد‪ ،‬يمنح المشتري رهنا من الدرجة األولى لفائدة '' بنك تشاركي الذي يقبل ‪-------------------- --------------:‬‬
‫‪ -‬بمبلغ قدره‪ :‬اربعمائة وواحد و تسعون الف و سبعمائة و خمسة و عشرون درهم ‪.491.725.11 (.‬درهم)على جميع الملك المشار إليه أعاله‪ ،‬موضوع الرسم العقاري عدد ‪---------- .71/527171 .‬‬
‫‪------------ ----------------------------------‬‬
‫المادة ‪ :21‬الصالحيات‪----------- ---------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫تمنح كامل الصالحيات لحامل نسخة من هذا العقد إلتمام جميع اإلجراءات وما يرتبط به كلما دعت الضرورة إلى ذلك‪---------.‬‬
‫يصرح االطراف أن بيانات تسجيل العقد المشار إليه فيما سبق في المادة الخاصة بأصل الملكية الذي اشترى بموجبه البائع العقار المبين أعاله سيتم استكمالها والتنصيص عليها في تصريح يتم تحريره وتوقيعه‬
‫من طرف الموثق الموقع أسفله بمفرده ودونما الحاجة الى ملحق تصحيحي او إضافي يحمل توقيع األطراف‪------------------------------------------------------------- .‬‬
‫وبهذا الخصوص يرخص األطراف صراحة للموثق الممضي أسفله ويمنحونه جميع الصالحيات من اجل القيام بهذا التصريح والقيام بكل ما يلزم من اجل تقويم هذا العقد حتى يتضمن كل البيانات الالزمة‬
‫الخاصة بالتسجيل ويتمكن من تسجيله وتقييده ونقل الملكية إلى المشتري‪ .‬و من أجل ذلك فإن الموثق يعطي السادة قابض التسجيل و المحافظ على األمالك العقارية إبراء تاما ال رجعة فيه و يطلب منهم القيام‬
‫بإجراءات تسجيل و تقييد هذا العقد لدى مصالحهم‪--------------------------------------------.‬‬
‫المادة ‪ :22‬تفويض خاص للموثق ‪---------------------------- ---------------- ------------------------------------------‬‬
‫من أجل تنفيذ هدا العقد‪ ،‬يمنح األطراف جميع الصالحيات القانونية للموثق الممضي أسفله‪ ،‬للتوقيع عنـــــــد االقتضاء على أي عقد إصالحي أو تأكيدي أو تعديلي أو مطلب‪ ،‬يستلزمه تقييد هذا العقد لدى‬
‫المحافظة على األمالك العقارية‪ ،‬قصد القيام بكل اإلجراءات القانونية الالزمة لتقييده‪ ،‬وله كافة الصالحيات القانونية لتمثيلهم أ مام مختلف المؤسسات العموميـة والخاصة بخصوص هذا البيع‪ ،‬وكل ذلك من‬
‫الناحية الشكلية‪------------------------------------------------------------------------.‬‬
‫المادة ‪ :20‬مقتضيات خاصة بالملكية المشتركة‪-------------------------------------------------------------------------------- :‬‬
‫يصرح البائع أمنية بنك بأنه لم يتم‪ ،‬إلى حدود تاريخ اليوم‪ ،‬تأسيس نقابة المالكين المشتركين للعقار األصلي الذي يشكل العقار المبيع جزءا منه‪ ،‬وأن هذا األخير غير مثقل‪ ،‬إلى حدود تاريخ اليوم‪ ،‬بأي دين تجاه نقابة‬
‫المالكين المشتركين‪ .‬و قد تم تأكيد هاته التصريحات من طرف المشتري بعد التحريات التي قام بها لدى باقي المالكين المشتركين ويعفى ا ألطراف الموثق من القيام بأية إجراءات أو تحريات للتأكد مما سبق‪--------------.‬‬
‫‪---------------------------------------------------------------- ----------------------------‬‬
‫يصرح المشتري بأن الموثق الممضي أسفله أشعره بمسؤوليته التضامنية مع البائع تجاه نقابة المالكين في أداء الديون المستحقة لها والتي تثقل العقار المبيع‪------------------------------------------------------------.‬‬
‫‪------------------------------- ------------------‬‬
‫يصرح المشتري بأن الموثق الممضي أسفله أشعره بمقتضيات القانون رقم ‪ 09-66‬الذي تنص على إلزامية المالكين المشتركين بتأسيس نقابة المالكين المشتركين ‪-----------------------------------------------------.‬‬
‫‪------------------------------------------------‬‬

‫‪128‬‬
‫يعفي األطراف الموثق من تبليغ هذا العقد لنقابة المالكين أو ألي شخص آخر و من القيام بأي إجراء لهاته الغاية‪ ،‬و يصرح األطراف بقيامهم بذلك شخصيا و يعطون إبراء تاما للموثق بهذا الخصوص‪--------.‬‬
‫‪--------------- --------------------------‬‬
‫المادة ‪ :24‬اإلجــــراءات‪------------------------------------------------------- -----------------------------------------‬‬
‫يقوم المشتري بإجراءات تسجيل هذا العقد و تقييده بالرسم العقاري للعقار المبيع‪ ،‬بإيداع هذا العقد لدى مصالح المحافظة على األمالك العقارية المختصة‪--------------------------------------------------- .‬‬
‫‪------------------------------------------‬‬
‫ويصرح البائع بأن العقار المبيع غير مثقل بأي دين‪ ،‬رهن‪ ،‬حجز‪ ،‬تقييد احتياطي أو أي مانع لنقل ملكيته للمشتري كما هو ثابت من شهادة الملكية المسلمة من طرف مصلحة المحافظة على األمالك العقارية‬
‫بفاس‪-----------------------------------‬‬
‫وإذا اتضح‪ ،‬خالفا لتلك التصريحات‪ ،‬بأن العقار المبيع مثقل بتقييد أو أكثر‪ ،‬بحجز أو أي تحمل عقاري بسبب فعل البائع بصفته المذكورة أعاله ‪ ،‬يلتزم هذا األخير بالتشطيب عليه داخل أجل شهر واحد من‬
‫تاريخ إبالغه بوجوده حبيا من طرف المشتري بصفته المذكورة أعاله‪ ،‬في الموطن المختار أسفله من طرف البائع بصفته المذكورة أعاله ‪---------------------------------.‬‬
‫ويعطي األطراف لحامل نظير هذا العقد وخاصة للموثق الممضي أسفله أو من ينوب عنه التفويض الالزم للقيام باإلجراءات القانونية الالزمة‪ ،‬سواء لدى المحافظة العقارية أو إدارة الضرائب‪---------------- .‬‬
‫‪-----------------------------------------‬‬
‫المادة ‪ :25‬االعتراف بإسداء النصح –إبراء‪------------------------------------------------------- ----------------------‬‬
‫يصرح األطراف بإسداء النصح لهم من طرف الموثق الممضي أسفله‪ ،‬بخصوص اآلثار القانونية والجبائية المترتبة عن هذا العقد و يبرئ األطراف الموثق من كل مسؤولية بهذا الصدد‪--- --------------------.‬‬
‫‪----------------------------- ----------------‬‬
‫المادة ‪ :26‬طلــــب تقـيــيــــــــــد‪-------------------------------------------------------------- --------------------------‬‬
‫يطلب الطرفان من السيد المحافظ على األمالك العقارية المختص‪ ،‬بفاس‪ ،‬تقييد ما يلي في الرسم العقاري المشار إليه أعاله‪- :‬‬
‫تقييد هذا العقد بالرسم العقاري المشار اليه أعاله‪----------------------------------------------------------------------.‬‬ ‫‪‬‬
‫تقييد الرهن الرسمي من الرتبة األولى لفائدة أمنية بنك لضمان مبلغ ‪ :‬اربعمائة وواحد و تسعون الف و سبعمائة و خمسة و عشرون درهم ‪.491.725.11 (.‬درهم مع إدراج شرط منع التفويت والرهن‬ ‫‪‬‬
‫والكراء‪ -------------------------- ---------- .‬تسليم الموثق الممضية أسفله شهادة عقارية تفيد تقييد البيع و الرهن بالرسم العقاري للملك موضوع هذا العقد‪-- ---------------.‬‬
‫المادة ‪ :27‬تصريح لمصلحة التسجيل ‪--------------------------- ----------------- ---------------------------------------‬‬
‫يطلب األطراف من قابض التسجيل المختص‪ ،‬تسجيل هذا العقد طبقا لمقتضيات الفصل ‪ – 077‬ب – ‪ 7‬من مدونة الضرائب العمومية‪------------------------------------------------------------------- .‬‬
‫‪----------------------------------------‬‬
‫المادة ‪ :28‬تصريح لمصلحة المحافظة العقارية ‪------------------------------ --------------------------------------------‬‬
‫يصرح األطراف أن هذا العقد هو عقد بيع بالمرابحة أنجز في إطار القانون رقم ‪ 027-00‬المتعلق بمؤسسات االئتمان و الهيئات المعتبرة في حكمها و أن أمنية بنك باع للمشتري‪ ،‬العقار موضوع هذا العقد‬
‫بصفته بنك تشاركي و يلتمسان تطبيق الرسوم التفضيلية المنصوص عليها في المرسوم رقم ‪ 0.01.738‬بتاريخ ‪ 07‬شوال ‪ 0.73‬الموافق ل ‪ 05.23.0201‬في ما يخص البيع بالمرابحة‪------------------ .‬‬
‫‪------------------------ ----------------------------------------------------------‬‬
‫المادة ‪ :29‬تالوة القوانيــــــــــن ‪--------------------------------- -------------------------------------------------------‬‬
‫قبل الختام تال الموثق الممضي أسفله على مسامع األطراف المعترفين بذلك أحكام المواد ‪-051‬ب‪ 025 ،053 ،0-‬و‪ 003‬م ن مدونة الضرائب العمومية‪ ،‬التي تنص على حق إدارة الضرائب في مراجعة‬
‫الثمن‪ ،‬والجزاءات المطبقة في حالة إخفاء إما في الثمن ‪-------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫أو التكاليف أو في الطبيعة ال حقيقية في العقود‪ ،‬أوفي حالة التملص من أداء الضريبة أو المساعدة على ذلك‪ ،‬وكذا في حالة األداء المتأخر للضرائب و الواجبات و الرسوم ثم مراقبة األثمان أو التصريحات‬
‫التقديرية التي يمكن أن تكون موضوع تصحيح من طرف إدارة الضرائب‪--------------------------------------------------------------- -----------------------------------.‬‬
‫كما يصرح البائع بأنه أخذ علما من الموثق الموقع أسفله بضرورة التصريح بالبيع لدى إدارة الضرائب وأداء الضرائب المترتبة عليه في اآلجال القانونية‪------------------------------------------ -------- .‬‬
‫المادة ‪ :30‬قراءة العقد واالطالع على مضامينه‪--------------------------------- ----------------------------------------‬‬
‫يصرح األطراف بأنهم قرأوا العقد واطلعوا على مضامينه من طرف الموثق ويعترفون بفهمها وقبولها بدون أي تحفظ وبأنها نابعة من إرادتهم‪-------------------------------------- ----------------------- .‬‬
‫‪ --------------------------- -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------‬ـ إثباتا لما ذكـــر في خمس صفحات‬
‫‪ -------------------------------‬حـــــــرر و أنـــجــــــز بــــفــــاس‪----- ---------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ -------------------------------‬بديـــوان األستـاذ الموقع أسفله‪--- -----------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪ ------------------------------‬ســــنــة ألــفـان و واحد و عشرون‪---------------------------- -------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------‬يوم الثالثون يونيو‪-------------------------------- ------------------------‬‬
‫وبعدما قرأ الموثق على األطراف مضمون العقد و قرؤوه‪ ،‬فهموه وأمضوا عليه‪----- --------------------------------‬‬
‫حرر هذا العقد في خمس (‪ )50‬صفحات‪ ،‬دون كلمات وأرقام ملغاة‪ ،‬وال إحاالت أو حيز فارغ من الكتابة مع واحد و عشرون(‪ )12‬خط على البياض‪--------------------------------- .‬‬
‫‪------------ ----------------------------------‬‬
‫االسم العائلي و الشخصي مكتوب باليد‬ ‫التاريخ و التوقيت بالحروف و األرقام‬ ‫اإلمضاء او البصمة‬

‫البائع بالنيابة‬
‫السيد **********‬

‫المشتري‪********:‬‬

‫الموثق‪*********:‬‬
‫‪ -‬حيز فارغ من الكتابة ‪:‬‬ ‫‪ -‬إحاالت متفق عليها ‪:‬‬ ‫‪ -‬أرقام ملغاة ‪:‬‬ ‫‪ -‬كلمات ملغاة ‪:‬‬

‫‪129‬‬
130
‫‪‬‬

‫‪‬‬

‫‪‬‬
‫‪ )0‬سالم رشيد سيد‪ " ،‬التأمين‪ :‬المبادئ واألسس والنظريات"‪ ،‬المطبعة عمان دار الراية‬
‫للنشر والتوزيع‪ ،‬ط األولى ‪.4602‬‬
‫‪ )4‬عبد الحميد البعلي‪ "،‬نظام التعاوني التكافلي اإلسالمي ( قواعده وفنياته) مع المقارنة‬
‫بالتأمين التجاري"‪ ،‬منتدى التكافل السعودي األول‪ ،‬جدة ‪.4662‬‬
‫‪ )1‬عبد القادر جعفر‪ " ،‬نظام التأمين اإلسالمي محاولة إلبراز نظام إسالمي متكامل فب‬
‫تأمين األنفس واألموال من األضرار‪ :‬تشريعا‪ ،‬ووقاية‪ ،‬ورعاية‪ ،‬وتعويضا وعرض‬
‫للتامين الوضعي وبيان حكمه‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط األولى ‪ 4660‬م‪.‬‬
‫‪ )2‬عثمان بابكر أحمد ‪ " ،‬تطبيقات التأمين التعاوني اإلسالمي النظرية والتطبيق‪،‬‬
‫التطبيقات االقتصادية االسالمية المعاصرة" ‪،‬المعهد االسالمي للبحوث والتدريب‪ ،‬البنك‬
‫االسالمي للتنمية‪ ،‬مكتبة الملك فهد الوطنية‪ ،‬جدة المملكة العربية السعودية‪ ،‬يناير ‪،64‬‬
‫‪4662‬م‪.‬‬
‫‪ )2‬علي محي الدين القره داغي‪ " ،‬الـتأمين التكافلي االسالمي دراسة فقهية تأصيلية‬
‫مقارنة بالتأمين التجاري مع التطبيقات العملية"‪ ،‬دار البشائر االسالمية للطباعة والنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى ‪0261‬هــ ‪.0191 /‬‬
‫‪ )0‬نزيه حماد‪ " ،‬معجم المصطلحات المالية واالقتصادية في لغة الفقهاء"‪ ،‬دار القلم –‬
‫دمشق‪ ،‬ط األولى ‪ 0241‬هــ‪ 4669 /‬م‪.‬‬
‫‪ )1‬ياسمينة ابراهيم سالم‪ " ،‬دور الكفاءة التشغيلية في تعزيز تنافسية شركات التأمين‬
‫التكافلي"‪ ،‬المجد للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬ط األولــى ‪.4609‬‬

‫‪131‬‬
‫‪‬‬
‫‪ )0‬أبي محمد عبد هللا بن أحمد محمد بن قدامة‪ " ،‬المغنــــــــى "‪ ،‬دار عالم الكتب للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع الرياض‪ ،‬ط األولــى ‪ 0260‬هــ ‪ 0190 /‬م‪.‬‬
‫‪ )4‬بريش عبد القادر‪ " ،‬التحديات التي تواجه صناعة التامين التكافلي االسالمي"‪،‬‬
‫منشورات جامعة الشلف الجزائر‪ ،‬ط األولى ‪.4606‬‬
‫‪ )1‬بريش عبد القادر‪ " ،‬التحديات التي تواجه صناعة التأمين التكافلي االسالمي"‪،‬‬
‫منشورات جامعة الشلف الجزائر‪ ،‬دون ذكر المطبعة‪ ،‬ط األولى ‪.4606‬‬
‫‪ )2‬بودري شريف‪ ،‬ورقة بحثية بعنوان " األبعاد التنموية للتامين التكافلي زمن العولمة"‪،‬‬
‫الملتقى الدولي السابع حـــــــــــول ‪ " :‬الصناعة التأمينية الواقع العملي وافاق التطوير‬
‫– تجارب الدول"‪ ،‬جامعة حسيبة بن بو علي بالشلف‪ ،‬كلية العلوم االقتصادية‪ ،‬العلوم‬
‫التجارية وعلوم التسيير‪ ،‬يومي ‪ 61‬و ‪ 62‬ديسمبر ‪.4604‬‬
‫‪ )2‬حسام الدين عفانة‪" ،‬فتاوى التأمين اإلسالمي" فتوى رقم (‪" ،)2‬التأمين العائلي‬
‫االسالمي أو التكافلي أو التعاوني"‪،‬‬
‫‪ )0‬صونيا عابد‪ " ،‬استراتيجيات التقارب بين البنوك االسالمية وشركات التأمين ـ التأمين‬
‫المصرفي "‪ ،‬منشورات جامعة ابن الشلف‪ ،‬العلوم االقتصادية واالجتماعية وعلوم‬
‫التسيير‪ ،‬ط األولى ‪.4602‬‬
‫‪ )1‬طارق ابو مازن قندوز‪ "،‬معيقات وكوابح نمو قطاع التأمين التكافلي بين التحدي‬
‫والمواجهة"‪ ،‬دراسة مقارنة للجزائر والكويت خالل الفترة ‪ ،4660-4666‬مطبوعات‬
‫جامعة الشلف الجزائر‪ ،‬ط األولى ‪.4600‬‬
‫‪ )9‬عبد العزيز خليفة القصار‪ " ،‬اعادة التامين العقبات والحلول " ‪ ،‬مطبوعات كلية‬
‫الشريعة‪ ،‬جامعة الكويت‪ ،‬ط األولى ‪.4660‬‬
‫‪ )1‬عبد اللطيف ركيك‪ ،‬التمويل التشاركي في المغرب بين الفقه والقانون والواقع‪ ،‬حركة‬
‫التوحيد واإلصالح‪ ،‬ط األولى ‪.4601‬‬

‫‪132‬‬
‫‪ )06‬عجيل جاسم النشمي‪ "،‬إعادة التأمين التعاوني"‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر الدولي للتامين‬
‫التعاوني‪ ،‬ابعاده وافاقه موقف الشريعة االسالمية منه‪ ،‬الجامعة األردنية‪ 00 ،‬و‪ 01‬ابريل‬
‫‪.4606‬‬
‫‪ )00‬علد الرحمان النجدي‪ "،‬التأمين اإلسالمي المعيار الشرعي الصادر عن هيئة المحاسبة‬
‫والمراجعة للمؤسسات المالية االسالمية"‪ ،‬المنامة مملكة البحرين‪ ،‬ط األولى ‪1‬‬
‫مايو‪.4601‬‬
‫‪ )04‬محمد أحمد الخاليلة‪ " ،‬الضوابط الشرعية لعمليات إعادة التأمين في شركات التأمين‬
‫اإلسالمية مع التطبيقات العملية"‪ ،‬بحث مقدم للملتقى الخامس للتامين التعاوني‪،‬‬
‫ابوظبي‪ 09 ،‬و‪ 01‬ماي ‪.4602‬‬
‫‪ )01‬موالي خليل‪ ،‬ورقة بحثية بعنوان " التأمين التكافلي الواقع واالفاق" محور المشاركة‪:‬‬
‫التحديات التي تواجه صناعة المالية االسالمية‪ ،‬الملتقى الدولي األول‪" :‬االقتصاد‬
‫االسالمي‪ ،‬الواقع ورهانات المستقبل" المركز الجامعي بغرادية –الجزائر‪ ،‬بدون ذكر‬
‫السنة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ )0‬صليحة فالق‪ "،‬متطلبات تنمية نظام التأمين التكافلي – تجارب عربية"‪ ،‬أطروحة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الدكتورة في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة حسيبة بن بوعلي – الشلف‪ -‬كلية‬
‫العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم التسيير قسم العلوم االقتصادية‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.4602-4602‬‬
‫‪ )2‬عبد الفتاح محمد صالح‪ " ،‬التأمين من منظور إسالمي التأصيل للتكافل وإعادة التكافل‬
‫"‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬الجامعة األمريكية المفتوحة –‬
‫كلية الدراسات اإلسالمية مكتب القاهرة قسم االقتصاد اإلسالمي‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 0212‬ه‬
‫‪ 4602 /‬م‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫‪‬‬
‫‪ )0‬أحمد كمال حسين عباس‪ " ،‬الفائض التأميني وطرق توزيعه في شركات التأمين‬
‫االسالمية "‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬تخصص اقتصاد ومصارف اسالمية‪ ،‬كلية‬
‫الشريعة والدراسات االسالمية‪ ،‬جامعة اليرموك‪ ،‬السنة الجامعية ‪.4604-4600‬‬
‫‪ )4‬حرزون كاتية وحديد أمينة‪ " ،‬التأمين التكافلي"‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر في الحقوق‬
‫تخصص قانون خاص شامل‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ -‬بجاية كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية قسم القانون الخاص‪ ،‬السنة الجامعية ‪.4646‬‬
‫‪ )1‬لعلى أحالم‪ " ،‬دور شركات التأمين في تقليل المخاطر االئتمانية لدى البنوك‬
‫االسالمية "‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماستر كلية العلوم االقتصادية و التجارية وعلوم التسيير‬
‫‪ ،‬جامعة محمد حيضر‪ ،‬بسكرة الجزائر‪ ،‬السنة الجامعية ‪.4601 /4602‬‬
‫‪ )2‬نهاد ناهض فؤاد الهبيل‪ " ،‬قياس الكفاءة التشغيلية باستخدام نموذج حد التكلفة‬
‫العشوائية‪( ،‬دراسة تطبيقية على المصاريف المحلية في فلسطين"‪ ،‬رسالة نيل شهادة‬
‫ماستر تخصص المحاسبة والتمويل‪ ،‬كلية التجارة والجامعة االسالمية بغزة ‪-4604،‬‬
‫‪4601‬‬

‫‪‬‬
‫‪ )0‬التهامي المنصوري‪ " ،‬التأمين التكافلي في المعامالت المالية للبنوك التشاركية‬
‫بالمغرب‪ ،‬بين التنظير القانوني والتنزيل العملي"‪ ،‬المجلة االلكترونية لألبحاث القانونية‪،‬‬
‫ع ‪ 2‬السنة ‪.4601‬‬

‫‪ )2‬احمد عماد وأحالم بوعبدلي‪ " ،‬قياس درجة الكفاءة التشغيلية ودورها في ادارة مخاطر‬
‫السيولة في البنوك التجارية باستخدام مختلف البيانات"‪ ،‬مجلة رؤى اقتصادية‪ ،‬جامعة‬
‫الشهيد لخضر الجزائر‪ ،‬ع ‪ 00‬سنة ‪.4660‬‬
‫‪ )0‬وسام حسين علي الغيزي‪ ،‬قياس كفاءة القطاع المصرفي العراقي الخاص باستخدام‬
‫نموذج التحليل الحدودي العشوائي لمدة‪ ،2100-2118‬مجلة العلوم االقتصادية واالدارية‬
‫‪ ،4600‬المجلد الثاني عشر العدد الخامس والثالثون‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫‪ )2‬العبد القريشي و اخرون‪ " ،‬الفائض التأميني كألية لتمويل التنمية المستدامة"‪ ،‬مجلة‬
‫نماء االقتصاد والتجارة‪ ،‬مج ‪ – 4‬ع خاص ‪.4609‬‬
‫‪ )1‬سكينة االدغري‪ " ،‬نظام التأمين اإلجباري عن المرض في القطاع العمومي بين طموح‬
‫النص ورهانات الواقع"‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪،‬‬
‫ط األولى‪.4601‬‬
‫‪ )6‬بونشادة نوال‪ ،‬و أوزازنة سامية ‪ "،‬نحو آليات مقترحة لتطوير العالقة التشاركية بين‬
‫المساهمين والمشتركين في شركات التأمين التكافلي ‪ -‬نظرة استشرافية لتطور صناعة‬
‫التأمين التكافلي في العالم"‪ ،‬مجلـة االستراتيجية والتنميـة‪ ،‬المج ‪ / 00‬ع ‪ - 62‬جويلية‬
‫‪.4640‬‬

‫‪‬‬
‫‪ )0‬عبد القادر جعفر‪ " ،‬التأمين التكافلي بين المستندات الشرعية والقيود القانونية‪ "،‬بحث‬
‫مقدم لندوة حول مؤسسات التأمين التكافلي والتأمين التقليدي بين األسس النظرية‬
‫والتجربة التطبيقية بتنسيق من مختبر الشراكة واالستثمار في المؤسسات الصغيرة‬
‫والمتوسطة في الفضاء األورو مغاربي‪ ،‬بكلية العلوم االقتصادية والتجارية وعلوم‬
‫التسيير بتاريخ ‪ 40-42‬ابريل ‪.4600‬‬
‫‪ )4‬حامد حسن محمد‪ " ،‬التجربة السودانية في التأمين اإلسالمي"‪ ،‬بحث مقدم للمؤتمر‬
‫الدولي األول للتأمين اإلسالمي حول‪ :‬شركات التكافل للتأمين‪ ،‬طرابلس‪ 40 ،‬و‪ 44‬أبريل‬
‫‪4601‬م‪.‬‬
‫‪ )1‬سـليمان بـن دريـع العـازمي‪ "،‬التـأمين التعـاوني‪ -‬معوقاتـه واستشـراف مسـتقبله "‪،‬‬
‫ورقـة مقدمـة ضـمن النـدوة العلميـة الدوليـة حـول التـأمين التعـاوني‪ ،‬الرياض‪-‬‬
‫السعودية‪ 44 ،‬جانفي ‪.4661‬‬
‫‪ )2‬شعبان محمد البراوي‪ " ،‬الفائض التأميني في شركات التكافل وعالقة صندوق التكافل‬
‫باإلدارة " ‪ ،‬بحث مقدم لمؤتمر الهيئات الشرعية لهيئة المحاسبية والمراجعة للمؤسسات‬
‫المالية االسالمية‪ ،‬بفندق كروان بالزا‪ -‬المنامة‪ ،‬مملكة البحرين‪ 41-42 ،‬مايو ‪.4600‬‬

‫‪135‬‬
‫‪ )2‬عمر أسامة و عماري زهير‪ "،‬أثر آليات توزيع فائض التأمين على تنافسية شركات‬
‫التأمين التكافلي"‪ ،‬بحث مقدم الى المؤتمر الدولي حول منتجات وتطبيقات االبتكار‬
‫والهندسة المالية بين الصناعة المالية التقليدية و الصناعة المالية االسالمية‪ ،‬األكاديمية‬
‫العالمية للبحوث الشرعية‪ ،‬بتاريخ ‪ 2‬و‪ 0‬ماي ‪.4602‬‬
‫‪ )0‬موسى مصطفى موسى القضاة‪ "،‬التحديات التي تواجه صناعة التامين التكافلي " ورقة‬
‫عمل مقدمة للمؤتمر الثاني‪ :‬للمصارف والمؤسسات المالية االسالمية‪ ،‬محاضر في‬
‫جامعة العلوم االسالمية العالمية‪ ،‬العضو التنفيذي لهيئة الرقابة الشرعية في شركة‬
‫البركة للتكافل‪ ،‬بدون ذكر السنة‪.‬‬

‫‪‬‬
‫‪ )0‬ظهير شريف رقم ‪ 006.01.0‬صادر في ‪ 1‬ذي الحجة ‪ 0226‬الموافق ل ‪ 1‬أغسطس‬
‫‪ 4601‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 91.09‬القاضي بتغيير وتتميم القانون رقم ‪ 11.01‬المتعلق‬
‫بمدونة التأمينات‪.‬‬
‫‪ )2‬القانون ‪ 91.09‬المتعلق بتغير وتتميم القانون رقم ‪ 01.11‬المتعلق بمدونة التأمينات‬
‫‪ )0‬ظهير شريف رقم ‪ 006.0.01‬صادر بتاريخ ‪ 1‬ذي الحجة ‪ 0226‬الموافق ‪ 1‬غشت‬
‫‪ 4601‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 91.09‬بتغير وتتميم القانون رقم‪ 11.01‬المتعلق بمدونة‬
‫التأمينات‪ ،‬عدد ‪0960‬ـ‪ 46‬ذو الحجة ‪ 0226‬الموافق ‪ 44‬غشت ‪4601‬‬
‫‪ )2‬قانون رقم ‪ 02.09‬المتعلق بالتمويل التعاوني‬

‫‪Les Site Web :‬‬


‫‪1) https://www.nadorcity.com‬‬
‫‪2) https://www.hespress.com‬‬

‫‪136‬‬
‫الفهــــرس‪:‬‬
‫مقدمة ‪0 ..............................................................................................................‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الوسائل الممكنة لتنزيل نظام التامين التكافلي على االشخاص‪02 ...........‬‬
‫‪01‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬منطلقات تطبيق نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪.............................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬البنوك التشاركية لبنة أساسية لتطبيق نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪09 ........‬‬
‫‪09‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬مكانة التأمين التكافلي على األشخاص داخل األبناك التشاركية‪.......................‬‬
‫أوال‪ :‬البنوك التشاركية والتأمين التكافلي على األشخاص‪ ،‬أية عالقة ‪01 .................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬موقع التأمين التكافلي على األشخاص في البنوك التشاركية‪40 .......................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مظاهر حاجة البنوك التشاركية لنظام التأمين التكافلي على األشخاص‪42 ................‬‬
‫‪42‬‬ ‫أوال‪ :‬حاجة البنوك التشاركية للتأمين التكافلي على األشخاص‪..........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مداخل التمويل في الحد من المخاطر لدى البنوك التشاركية‪42 .......................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المرتكزات القانونية لنظام التأمين التكافلي على األشخاص‪40 ...........................‬‬
‫‪40‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬التأمين التكافلي على األشخاص ضمن قانون ‪................................91-09‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬بعض المراسيم والقرارات التطبيقية لنظام التأمين التكافلي‪49 ..............................‬‬
‫أوال‪ :‬مرسوم رقم ‪ 4-01-111‬من القانون رقم ‪ 01-11‬المتعلق بمدونة التأمينات‪49 ....................‬‬
‫ثانيا‪ :‬قرار تطبيق بعض أحكام القانون رقم ‪ 01-11‬المتعلق بمدونة التأمينات‪16 ........................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أساليب تدبير نظام التامين التكافلي على االشخاص في األبناك التشاركية‪11 ........‬‬
‫المطلب األول‪ :‬وسائل تسير نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪11 .....................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬عقود تدبير نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪12 ........................................‬‬
‫أوال ‪ :‬التأمين التكافلي في حالة الوفاة لحماية الورثة أو غيرهم‪12 ..........................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التأمين التكافلي على األشخاص في حالة الحياة لدفع العوز عند الشدة أو العجز‪11 ..............‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تدبير صناديق التامين التكافلي على االشخاص واعادة التامين التكافلي‪19 ...............‬‬
‫أوال ‪ :‬الجهات المكلفة بتسيير صناديق التامين التكافلي واعادة التامين التكافلي‪11 .......................‬‬
‫ثانيا‪ :‬طريقة تدبير صناديق التامين التكافلي على االشخاص وصناديق اعادة التامين التكافلي‪26 .....‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل استمرارية التامين التكافلي على االشخاص داخل األبناك التشاركية‪21 ........‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬مقومات الكفاءة التشغيلية وترشيد تدبير الفائض التأميني التكافلي على االشخاص‪21 .‬‬
‫أوال‪ :‬مقومات الكفاءة التشغيلية ‪22 ...............................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬ترشيد تدبير الفائض التأميني‪29 ...........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مكانة الرقابة في تنمية التامين التكافلي على االشخاص‪22 .................................‬‬
‫أوال‪ :‬هيئة الرقابة الشرعية‪22 .....................................................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬هيئة الرقابة القانونية‪20 .....................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬حدود وآفاق وظيفة نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪04 ................‬‬
‫المبحث االول‪ :‬اكراهات وحلول تنزيل نظام التامين التكافلي على االشخاص‪02 ..........................‬‬
‫المطلب االول‪ :‬اكراهات تطبيق نظام التامين التكافلي على االشخاص‪00 .................................‬‬
‫الفقرة االولى‪ :‬االكراهات القانونية لتنزيل نظام التامين التكافلي على االشخاص‪01 ......................‬‬
‫أوال‪ :‬اإلكراهات المتعلقة بالمشتركين‪09 .........................................................................‬‬

‫‪137‬‬
‫‪01‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ضعف الرقابة الشرعية‪..................................................................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫ثالثا‪ :‬اإلكراهات المتعلقة بصندوق التكافل‪...................................................................‬‬
‫‪12‬‬ ‫الفقرة الثانية ‪ :‬االكراهات الواقعية لتجسيد نظام التامين التكافلي على االشخاص‪.....................‬‬
‫‪12‬‬ ‫أوال‪ :‬التحديات التي تتعلق بثقافة التكافل‪......................................................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬عائق إعادة التأمين التكافلي على األشخاص‪.........................................................‬‬
‫‪96‬‬ ‫ثالثا‪ :‬المعيقات المتعلقة بالمنافسة في مجال التأمين التكافلي‪..............................................‬‬
‫‪90‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬الحلول المقترحة للحد من اكراهات تنزيل نظام التامين التكافلي على االشخاص‪.‬‬
‫‪94‬‬ ‫الفقرة االولى‪ :‬الحلول المقترحة لتجاوز اكراهات نظام التامين التكافلي على االشخاص‪............‬‬
‫‪94‬‬ ‫أوال‪ :‬تزكية الضوابط الشرعية والتشريعية للتأمين التكافلي على األشخاص‪.........................‬‬
‫‪12‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تزكية مستوى نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪...............................................‬‬
‫‪11‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬مقترحات تجاوز اكراهات اعادة التامين التكافلي على االشخاص‪.....................‬‬
‫‪19‬‬ ‫أوال‪ :‬الضوابط الشرعية إلعادة التأمين التكافلي وأهم اإلكراهات التي تعترضه‪......................‬‬
‫‪060‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الحلول المقترحة لتخطي عقبات إعادة التأمين التكافلي على األشخاص‪........................‬‬
‫‪064‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬افاق تطوير نظام التامين التكافلي على االشخاص‪......................................‬‬
‫‪061‬‬ ‫المطلب االول‪ :‬االسترشاد بتجارب دولية رائدة في مجال نظام التامين التكافلي على االشخاص‪..‬‬
‫‪062‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬تجربة السودان في مجال التأمين التكافلي على األشخاص‪............................‬‬
‫‪062‬‬ ‫أوال‪ :‬ظهور صناعة التأمين التكافلي على األشخاص في السودان‪......................................‬‬
‫‪060‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلجراءات القانونية المتبعة من طرف السودان لتطبيق نظام التأمين التكافلي على األشخاص‬
‫‪069‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬تجربة المملكة العربية السعودية في مجال التأمين التكافلي على األشخاص‪.........‬‬
‫‪069‬‬ ‫أوال‪ :‬مراحل تطور صناعة التأمين التكافلي على األشخاص بالمملكة العربية السعودية‪.............‬‬
‫‪061‬‬ ‫ثانيا‪ :‬دور الدولة في تنمية نشاط التأمين التكافلي على األشخاص‪.......................................‬‬
‫‪000‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬استشراف االثار االيجابية من تنظيم نظام التامين التكافلي على األشخاص‪..........‬‬
‫‪004‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬اآلثار االيجابية المتوقعة من تنظيم نظام التأمين التكافلي على األشخاص‪..............‬‬
‫‪002‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬مستقبل التأمين التكافلي على األشخاص بالمغرب‪.........................................‬‬
‫‪002‬‬ ‫أوال‪ :‬المقاومات العامة لنجاح تجربة التأمين التكافلي على األشخاص بالمغرب‪......................‬‬
‫‪000‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الدور التنموي للتأمين التكافلي على األشخاص‪........................................................‬‬
‫‪001‬‬ ‫خاتمة‪...............................................................................................................‬‬
‫‪041‬‬ ‫الملحق‪ :‬نموذج التأمينات في عقد بيع مرابحة من طرف بنك تشاركي‪................................‬‬
‫الئحة المراجع‪049 .....................................................................................................‬‬
‫الفهرس‪012 ..............................................................................................................‬‬

‫‪138‬‬

You might also like