Professional Documents
Culture Documents
علَ ْي ِه
نواصل الحديث على ضوء اآليات المباركة من (سورة األعراف) ،والتي ذكر هللا فيها قصة آدم " َ
س ََلم" ،وتضمنت الكثير من الدروس والعبر المهمة ،وعلى ضوء اآليات التي تحدثنا عنها باألمس،
ال َّ
يتبين لنا أن الشيطان -لعنه هللا -يعتمد أسلوب الخداع لإلنسان ،وهو ال يعلم الغيب ،الشيطان عندما يستهدف
يركز
اإلنسان ،هو ال يعلم الغيب بالنسبة لإلنسان ،وال يعلم ما ي ِسره اإلنسان ،ولكنه في وسوسته لإلنسان ِ
2
أوالا على ما هو معروف عن اإلنسان في غرائزه وشهواته ،ورغباته الغريزية المعروفة عن اإلنسان،
وأيضا ا يركز على واقع اإلنسان؛ ألن اإلنسان في واقعه ،وظروف حياته ،ومشاكله ،واهتماماته ،تظهر
الكثير من أموره ،مشاكله يظهر فيها ما هي الثغرات التي يمكن أن َي ْنفذ إليه من خَللها ،كذلك االهتمامات
تتجلى في واقع اإلنسان العملي ،فيما يقوله وفيما يعمله ،وهكذا يظهر الكثير من حال اإلنسان ،في أعماله،
يؤثر بها على
في أقواله ،في اهتماماته ،في أوضاعه ،والشيطان يحاول أن يبحث ع َّما هي الطريقة التي ِ
اإلنسان ،فقد يشتغل على جوانب معينة ،فَل يجد أنها مثَّلت ثغرة ا على اإلنسان ،ويجد أنه لم يستطع التأثير
عليه من خَللها ،فيبحث عن وسيلة أخرى ،عن طريقة أخرى؛ ولذلك عندما قال{ :ث ُ َّم آَل ِت آي َّن ُه ْم ِم ْن آبي ِْن
ش آما ِئ ِل ِه ْم آو آَل ت ِآج ُد أ آ ْكثآ آر ُه ْم شآا ِك ِرينآ }[األعراف :اَلية ،]17بمعنى :أنه سيبحث أ آ ْيدِي ِه ْم آو ِم ْن خ ْآل ِف ِه ْم آو آ
ع ْن أ آ ْي آما ِن ِه ْم آو آ
ع ْن آ
من جوانب متعددة ،وهذا -كما ذكرنا سابقا ا -تكتيك من تكتيكات الشيطان ،هو يركز على البحث المتكرر
والمحاوالت ،ويطرق -كما يقال -كل األبواب ،يعني :يبحث من جهة معينة هل يستطيع التأثير عليك من
خَللها ،لم يستطع ،فهو لم ييأس بعد ،يبحث عن طريقة أخرى ،قد ال ينجح في ظرف معين ،فيبحث عن
ظرف آخر؛ ألن أحوال اإلنسان تختلف ،بين يسر ،وعسر؛ وسقم ،وصحة؛ وغير ذلك ،ورضى ،وسخط؛
وغضب ،وارتياح ...وهكذا.
فهو على مستوى أحوال اإلنسان قد يبحث عن الحالة التي يمكنه التأثير فيها على اإلنسان أكثر ،وظروف
يجرب هنا ،أو هنا ،أو هنا ،وهكذا ،فإذا وجد ثغرة ا على اإلنسان حاول
اإلنسان ومشاكله ،قد يحاول أن ِ
علَ ْي َها ال َّ
س ََلم"، علَ ْي ِه ال َّ
س ََلم" وأ ِمنا حواء " َ أن يستغلها إلى أقصى حد ،الثغرة التي وجدها على أبينا آدم " َ
هو حاول أن يستغلها إلى أقصى حد بالنسبة لهما.
وقد يجد في واقع البعض من البشر أنه ال يستطيع التأثير عليهم في اإليقاع بهم نحو الفجور ،والجرائم،
والمفاسد األخَلقية؛ ألنهم من ذوي التوجه الديني الجاد ،فيحاول أن يلعب عليهم في اتجاههم الديني نفسه،
إما بالرياء ،أو العجب ،أو تلك اآلفات التي تضرب القيمة اإليمانية للدين نفسه ،لما تمارسه من الدين ،لما
يوجه إليها ضربة كبيرة جدا ا بالرياء وبالعجب.
تقوم به من الدين ،لعباداتك ،ألعمالك الصالحةِ ،
3
أو بالمحبطات ،تنفق ،واإلنفاق فيه أجر عظيم ،ثم يدفعك إ َّما للرياء في ذلك ،أو العجب في ذلك ،أو أن
تتبع ما أنفقت منا ا ،أو أذ ا
ى ،أو غير ذلك ،هكذا بقية األعمال الصالحة.
أو يدفع بالبعض للتعبد بالضَللة ،أو باالبتداع في الدين ،أو بالغلو في الدين ،أو بالقول على هللا بغير
علم ،أو باالفتراء على هللا كذبا ا ،واحتساب ما ليس من دينه عليه ،أو بتحليل ما َّ
حرم هللا ،أو بتحريم ما
أح َّل هللا ،أو غير ذلك ،فهو يحاول أن يتَّجه إلى اإلنسان من أي جهة.
أما من يستميلهم بالشهوات واإلغراءات ،فهو يوقع بهم من خَلل ذلك ،وكثير من الناس يوقع بهم من
خَلل ذلك .البعض من خَلل غضبهم ،ثغرة الشيطان عليهم هي غضبهم وانفعالهم ،وكثير من الجرائم،
خاصةا جرائم الظلم ،جرائم البطش ،جرائم الجبروت ،جرائم التعدي ،جرائم كثيرة تأتي في حاالت
الغضب واالنفعال ،وهكذا ،األحوال المختلفة التي قد يستغلها الشيطان لإليقاع باإلنسان.
والشيطان هو يسعى في استهدافه لإلنسان هو يسعى ألن تخسر أنت كإنسان ،يريد أن يوقعك في
يوجه
كرمك هللا بها ،وأن ِ
يجردك مما منحك هللا إياه ،وأن يهبط بك عن مرتبة التكريم ،التي َّ
الخسارة ،وأن ِ
ورطك ،يريد أن ي ِح ِطمك معنويا ا ،وأنه-
إليك ضربة معنوية؛ ليشعرك بأنه استغفلك ،وأنه أوقع بك ،وأنه َّ
بحسب التعبير المحلي[ -ضحك عليك] ،وأن إرادتك ضعيفة ،يريد أن يشعرك بالضعف ،والعجز،
ورطك ،فهو يسعى من كل االتجاهات ،يعني :يسعى إلى أن يوقعك في
والهزيمة ،وأنه استغفلك ،وأنه َّ
الخسارة ،وأن يجردك مما منحك هللا إياه ،وأن يهبط بك عن مرتبة التكريم ،وأن يشعرك بالضعف
4
والعجز ،وأن يشعرك بتفوقه عليك ،أنه استغفلك ،وحطمك ،وأوقع بك ...وهكذا ،يريد أن يعيش نشوة
االنتصار عليك.
فهما في تلك اللحظة ،وهي لحظة صعبة عليهما ،لحظة يشعران فيها بالخجل من هللا "س ْب َحانَه َوتَعَالَى"،
أنهما خالفا نهيه ،ويتذكرا فيها أن هللا قد حذَّرهما من عدوهما الشيطان الرجيم ،ويعيشان التجربة :ما هو
أن األكل من تلك الشجرة يرتقي بهما ارتقا اء كبيرا ا ،ليكونا
الفارق الكبير جدا ا بين الوهم الشيطاني ،في َّ
َملَ َك ْين ،وليكونا من الخالدين ،وليحصَل على ملك ال يبلى ،إلى أن يجْ َّردا من كل شيء ،هذا هو الفارق
الحقيقي بين الوعد اإللهي والوهم الشيطاني:
سنآا آو ِإ ْن لآ ْم تآ ْغ ِف ْر لآنآا آوت ْآر آح ْمنآا لآ آن ُكون َّآن ِمنآ ْالخآا ِس ِرينآ }[األعراف :اَلية ،]23تابا إلى هللا "س ْب َحانَه
ظلآ ْمنآا أ آ ْنفُ آ
اَل آر َّبنآا آ
{قآ آ
َوتَ َعالَى" ،وهللا هداهما للتوبة ،ولما يقوالنه ليتوبا إلى هللا "س ْب َحانَه َوتَ َعالَى" ،مثلما سبق في (سورة البقرة):
الر ِحي ُم}[البقرة :اَلية ،]37فهما َر ِج َعا إلى هللا "س ْب َحانَه ع آل ْي ِه ِإ َّنهُ ه آُو التَّ َّو ُ
اب َّ آاب آ {فآتآلآ َّقى آ آد ُم ِم ْن آر ِب ِه آك ِل آما ٍ
ت فآت آ
َوتَ َعا َلى" وهما يشعران بالندم ،وبالتقصير ،وبالخطأ ،يعترفان بالخطأ ،وهذا من التوبة :الندم الشديد على
المخالفة ،وأيضا ا االعتراف بالخطأ والتقصير ،وفي نفس الوقت العزم على عدم العودة إلى المخالفة{ ،قآ آ
اَل
ظلآ ْمنآا أ آ ْنفُ آ
سنآا}؛ ألن اإلنسان يظلم نفسه. آر َّبنآا آ
اإلنسان بالمعصية هو ال يضر هللا بشيء ،هو يظلم نفسه ،وما يترتب على المخالفة والمعصية من آثار
وأضرار ،تتحقق ابتدا اء من لحظة وقوع اإلنسان في المخالفة أو المعصية ،فمثَلا :في واقعهما منذ أن وقعا
5
في المخالفة ،كان لذلك آثار وأضرار مباشرة على حياتهما؛ ولذلك ال يكون ما بعد المخالفة كما قبلها،
وفي واقع اإلنسان ليس ما بعد المعصية كما قبلها ،على المستوى النفسي :اإلنسان يتأثر على المستوى
النفسي ،ثم في واقع حياة اإلنسان ،اإلنسان يتأثر في واقع حياته ،المعاصي لها تأثيرات مباشرة على حياة
اإلنسان ،وآثار سلبية مباشرة على حياة اإلنسان ،وهما الحظا أنهما دخَل في مرحلة جديدة ،ووضع
مختلف تماما ا ع َّما كانا عليه.
سنآا آو ِإ ْن لآ ْم تآ ْغ ِف ْر لآنآا آوت ْآر آح ْمنآا لآ آن ُكون َّآن ِمنآ ْالخآا ِس ِرينآ } ،وهما يدركان أن الخسارة ستكون
ظلآ ْمنآا أ آ ْنفُ آ
اَل آر َّبنآا آ
{قآ آ
بدون المغفرة والرحمة أكبر من خسارة تلك الفرصة ،أو من خسارة ما كانا فيه في تلك الجنة ،وفعَلا
اإلنسان يتعرض لمخاطر كبيرة في خسارته ،قد تكون خسارة الكثير -وحتما ا هي خسارة الكثير من الناس-
أن يخسرا رضوان هللا ،أن يخسرا المكاسب اإليمانية في هذه الحياة على المستوى النفسي ،وعلى مستوى
الحياة الطيبة ،الَلئقة باإلنسان كإنسان ،وأن يخسر اإلنسان رضوان هللا في الجنة ،كثير من الناس
خسارتهم هي بهذا الحجم ،يخسرون المكاسب اإليمانية لإلنسان في هذه الحياة ،على المستوى النفسي،
الطيبة ،وفي مستقبله في اآلخرة :رضوان هللا ،والجنة ،والسَلمة من عذاب هللا ،من جهنم
ِ وفي حياته
والعياذ باهلل ،فالخسارة هي الثمن الحتمي للمعصية ،والنتيجة المترتبة عليها حتما ،فهما أنابا إلى هللا
بوعي ،وندم ،وشعور بالتقصير ،وشعور بمخاطر المخالفة ،وهللا تاب عليهما ،ونجد أنهما كَلهما توجها
إلى هللا "س ْب َحانَه َوتَ َعالَى" م ْعتَ ِرفَين معا ا بالمخالفة ،و َ
طا ِل َبين للمغفرة والرحمة.
في واقع الحال ،وفي كل موارد القصة في القرآن الكريم ،يتجلَّى بوضوح َّ
أن الشيطان ر َّكز عليهما في
ان}[األعراف :من اَلية ،]20وسوس لهما معا ا ،أقسم
ط ُش ْي آ
س لآ ُه آما ال َّ
الوسوسة لهما ،وسوس لهما ،هنا يقول{ :فآ آوس آْو آ
لهما معا ا ،ووقعا معا ا في المخالفة ،وتابا معا ا إلى هللا "س ْب َحانَه َوتَ َعالَى" ،ورجعا إلى هللا ،وغفر هللا لهما
كذلك.
بعد هذه المغفرة لم تعد المسألة كما كانت ،حتى بعد المغفرة لهما من المخالفة ،لم يبقَ وضعهما كما كان
سابقا ا؛ ألن اآلثار المترتبة على المخالفة قد أصبحت البدَّ منها{ ،قآا آل ا ْه ِب ُ
طوا} ،هللا قد غفر لهما فيما يتعلق
بالمخالفة من جهة ،لكن في بعض من آثار تلك المخالفة ،اآلثار المترتبة عليها في الواقع ،والظرف الذي
هما فيه ستحصل ،وهو الهبوط من تلك الجنة ،والخروج منها.
المرة يأمرهم بالهبوط جميعا ا ،يأمر آدم وحواء ،ويأمر الشيطان أيضا ا ،الشيطان ط ِرد {قآا آل ا ْه ِب ُ
طوا} ،هذه َّ
أوالا من بين المَلئكة ،بعدما طرد من بين المَلئكة ،وسكن آدم وزوجه حواء الجنة تلك ،اتجه إليهما؛
بهدف اإلغواء لهما ،واإليقاع بهما في المخالفة للنهي اإللهي من أن يقربا تلك الشجرة ،ثم ط ِرد معهما
من هناك ،وجوده هناك بالنسبة له لم يكن فيه ال تكريم له ،وال نعيم له؛ ألن ظروفه ،طبيعته ،تكوينه،
طريقة حياته تختلف عن اإلنسان أصَلا؛ ولذلك ما هو نعيم لإلنسان ليس هو في نفسه نعيم له هو؛ باعتباره
من الجن.
عد ٌُّو} ،عداء ليس فيه مصالحة ،وليس فيه هدنة ،وليس له وقت محدد فقط ،بل يستمر ض آ ض ُك ْم ِل آب ْع ٍ
{ آب ْع ُ
ما دامت الحياة هذه موجودة ،وما دام اإلنسان موجودا ا ،وليس فيه حياد ،هذا العداء ال يمكن ألحد من
البشر أن يعلن الحياد ،يقول[ :أنا لن أكون مع أبي آدم ،ومع االتجاه البشري الذي يعاديه الشيطان] ،ويريد
أن يتصالح -مثَلا -مع الشيطان أو يحايد ،ال حياد في هذا العداء ،وال مصالحة ،وال هدنة ،عداء مستمر،
والشيطان يباشر استهدافه لإلنسان ،اإلنسان إذا غفل ،وتجاهل هذا العدو ،وترك المجال لهذا العدو؛ إنما
معنى ذلك :أنه يمكن ذلك العدو منه ،ومن التأثير عليه .الشيء المهم في هذا العداءَّ :
أن مفتاح النصر،
أو الهزيمة ،موجود لدى اإلنسان ،إما أن يتَّجه االتجاه الصحيح ،ويتولى هللا "س ْب َحانَه َوتَعَالَى" ،ويكون
في إطار والية هللا ،ويتحصن في موقع اإليمان ،وهذا سيساعده على االنتصار ،وعلى هزيمة الشيطان؛
عد ٌُّو}.
ض آ وإال فهو معرض للهزيمة ،وهزيمة خطيرة جدا ا { ،آب ْع ُ
ض ُك ْم ِل آب ْع ٍ
ين}[األعراف :من اَلية ،]24األرض هي مستقركم ،وفيها حياتكم ،وهذا {ولآ ُك ْم فِي ْاأل آ ْر ِ
ض ُم ْستآقآ ٌّر آو آمتآاعٌ ِإلآى ِح ٍ آ
إلى حين ،إلى أجل مع َّين؛ ألن اإلنسان جاء إلى هذه الحياة ،وعلى أساس وجود مؤقت ،وحياة مؤقتة،
وإلى أجل مسمى ،إلى أجل مسمى ،فالوجود على هذه الحياة هو لفترة معينة ،واألرض هي ميدان هذا
المعترك بين اإلنسان والشيطان ،وبين الخير والشر ،في واقع اإلنسان نفسهُ { ،م ْستآقآ ٌّر آو آمتآاعٌ إِلآى ِح ٍ
ين}،
إلى زمن مع َّين ينتهي ثم تنتهي هذه الحياة.
{قآا آل فِي آها تآحْ آي ْونآ }[األعراف :من اَلية ،]25في هذه الدنيا ،في هذه األرض ،في هذه األرض حياتكم ،ومستقركم،
ومعيشتكم ،وتعيشون فيها المسؤولية ،وتعيشون فيها هذا المعترك مع عدوكم الشيطان الرجيم { ،آوفِي آها
{و ِم ْن آها ت ُ ْخ آر ُجونآ }[األعراف :من اَلية،]25
تآ ُموتُونآ }[األعراف :من اَلية ،]25فاإلنسان يحيا في هذه األرض ،ويموت فيها ،آ
خرجون من تربتها للحساب والجزاء ،ثم تخرجون منها إلى دار الجزاء ،فهي لحياتكم،
يوم القيامة ،ت َ
ولمماتكم ،ولحسابكم ،ولبعثكم ونشوركم.
معينة ،وخداع ،ولم يكونا قد أخذا تجربة ،وتفاجأا بيمينه ،لم يتوقعا أن يحلف يمينا ا فاجرة ،فكانا منه فيما
بعد ذلك على حذر تام ،وهو اتَّجه إلى ذريتهما؛ ولهذا يتو َّجه الخطاب لذريتهما { :آيا آب ِني آ آد آم قآ ْد أ آ ْنزآ ْلنآا
ّللا لآ آعلَّ ُه ْم آيذَّ َّك ُرونآ }[األعراف :اَلية.]26 اس التَّ ْق آوى ذآلِكآ آخي ٌْر ذآلِكآ ِم ْن آ آيا ِ
ت َّ ِ س ْوآ ِت ُك ْم آو ِري ً
شا آو ِل آب ُ علآ ْي ُك ْم ِل آبا ً
سا ي آُو ِاري آ آ
س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى" فقد هيأ لك في هذه الحياة ما يسترك ،يستر عورتك ،ويستر معائبك ،ويقيك
أما هللا " ُ
من المخازي ،يقيك من أن تكون في وضعية سيئة ،مخزية ،فعلى مستوى الستر لإلنسان ،هللا "س ْب َحانَه
َوتَ َعالَى" من ضمن نعمه الكبرى على اإلنسان :نعمة المَلبس والستر ،اإلنسان بالمَلبس يستر نفسه،
يستر عورته ،وهذا من التكريم لإلنسان ،بل ومما يميزه عن بقية الحيوانات ،التي عوراتها مكشوفة ،فمن
التكريم لإلنسان أن يمنحه هللا المَلبس ،التي يستر بها عورته.
9
وأيضا مع الستر للعورة ،اإلنسان بالملبس نفسها يتزين ،هي زينة لإلنسان ،وذات طابع جمالي
لإلنسان ،وهللا ه َّيأ لإلنسان ذلك ،أن تتوفر له المَلبس ،وأن تكون ذات طابع جمالي ،وزينة لإلنسان ،وفي
نفس الوقت وقايةا لإلنسان ،وقايةا لجسمه ،اإلنسان يتوقى بالمَلبس من البرد ،يتوقى من الحر ،بل َّ
تطورت
المَلبس في حياة البشر ،ليكون لديهم مَلبس ألغراض كثيرة ،ولمهام متعددة :فلديهم من المَلبس -مثَلا-
في هذا العصر :مَلبس للغوص ،مَلبس لرجال اإلطفاء ،السترة الفضائية ...مَلبس لمهام متنوعة
ومتعددة ،فالمَلبس التي يستر اإلنسان بها عورته ،هو تكريم كبير له؛ كي ال يكون حاله كحال بقية
الحيوانات ،وفي نفس الوقت وقاية لإلنسان ،وذات طابع جمالي ،وهذا شيء معروف في واقع البشر،
عالم المَلبس عالم واسع جدا ا.
س ْوآ ِت ُك ْم آو ِري ً
شا}[األعراف :من اَلية]26؛ ألن فيه جانب الزينة ،جانب الجمال ،جانب الستر ،فيه تكريم {ي آُو ِاري آ
اس التَّ ْق آوى}[األعراف :من اَلية]26؛ لستر المعايب ،من األمور المخزية ،من التصرفات السيئة،
لإلنسان { ،آو ِل آب ُ
من األعمال الرذيلة ،من مذام التصرفات واألخَلق ،من األشياء الدنيئة ،وهو شيء البدَّ منهَّ ،
وإال لم يكن
لبقية المَلبس قيمة ،وال أهمية ،الشيطان يكشفها عن اإلنسان من دون لباس التقوى.
التقوى هي ذات أهمية كبيرة جدا ،تقيك -كلباس عظيم -تقيك من األعمال المخزية ،من التصرفات
تلطخ سمعتك ،وشرفك ،وكرامتك ،وعرضك ،وتسيء إليك ،وهي ذات
المهينة ،المسيئة ،الدنيئة ،التي ِ
خطورة كبيرة على اإلنسان ،اإلنسان إذا لطخ كرامته باألعمال المشينة ،أو التصرفات المخزية والدنيئة؛
هو يسيء إلى نفسه ،يسيء إلى نفسه ،فالجانب المعنوي بالنسبة لإلنسان له أهمية كبيرة جدا ا ،في قيمته
اإلنسانية ،في منزلته اإليمانية ،في عَلقته باهلل "س ْب َحانَه َوتَعَالَى" ،في مستقبله في اآلخرة؛ ولذلك يقول
يذكر اإلنسان بأهمية هذه الحقيقة:
الشاعر وهو ِ
َّ َ ثوب َن ْفس َك َم ْغ ُس ٌ َ َ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َ ِّ
ول ِم َن الدنس ِ
َو ُ ال نف ِسك ت ْرض أن تدن َـس َه ـ ـ ـا ما ب
السـف َينـ ـ ـ َة ََل َتج ـ ـ ـري َع ََل َ
الي َـبس إ َّن َّ ْ َّ َ َ َ ُ ْ َ
تـ ْر ُجو الن َجاة َول ْم ت ْسلك َم َس ِالك َها
ِ ِ
اإلنسان قد يستحي على نفسه أن تكون ملبسه ملطخة بالقاذورات ،واألشياء السيئة ،واألشياء التي هي
رجس ،أو نجاسات ،أو قذارات ،فنفسك كذلك ،كرامتك كذلك كإنسان ،ال َّ
تلطخها باألعمال السيئة،
10
باألعمال الدنيئة ،بالتصرفات التي هي من الرذائل المسيئة إلى كرامتك ،لباس التقوى يحميك من ذلك،
يحمي لك كرامتك اإلنسانية ،إيمانك ،ويبقى لبقية المَلبس القيمة مع لباس التقوى.
والشيطان يريد أن يجرد اإلنسان من هذا وذاك ،الشيطان يسعى لتجريد الناس حتى من مَلبسهم؛ ولذلك
عندما يَلحظ اإلنسان الجهد الهائل ألولياء الشيطان ،في مسعاهم لتجريد الناس من مَلبسهم ،جهد كبير
جدا ا ،عمل إلضَلل الناس على المستوى التثقيفي ،والدعائي ،واإلعَلمي ،والتأثير على آرائهم ،على
يجردوا الناس من
تفكيرهم ،على ثقافتهم؛ لنشر ثقافة الع ِري في الدنيا ،في أوساط البشر ،يريدون أن ِ
مَلبسهم ،ابتدأوا بالنساء ،وأصبحوا ناجحين إلى حد كبير في كثير من البلدان ،في تجريد النساء من
عورا ِت ِهن ،والكشف عن مواطن الفتنة في الجسد ،واتَّجهوا إلى الرجال ،اتجهوا إلى
َ مَلبسهن ،وكشف
الرجال كذلك ،بل وأصبح هناك أيضا ا أنشطة كثيرة ِ
ينفذونها في بلدان كثيرة من العالم ،ومناسبات يخرجون
فيها في حالة من العري الكامل ،والكشف الكامل للجسد ،كحال بقية الحيوانات ،ألعوبة بيد الشيطان،
وإساءة إلى الكرامة اإلنسانية ،وتنكر للكرامة التي منح هللا اإلنسان إ َّياها ،تنكر عجيب جدا ا!
هللا شرف اإلنسان ،وأكرمه ،عندما أنعم عليه بما يستر به عورته ،هذا من التكريم لإلنسان ،وهم في هذا
يحولوا واقع اإلنسان كحال بقية
العصر يسعون إلى كشف اإلنسان ،إلى كشف هذا الستر ،وإلى أن ِ
الحيوانات ،بدون هذه الميزة الرائعة ،التي َّ
من هللا على اإلنسان بها؛ فاإلنسان بحاجة إلى لباس التقوى.
وأما لباس النعمة أيضا لستر الجسد ،وستر العورات ،وزينة اإلنسان ،فهو أيضا ا من النعم التي أنعم هللا
بها على البشر ،وهي نعمة متوفرة بشكل عجيب ،ولألجيال ،وأصبحت عالما ا بكله (عالم الملبوسات) ،في
وفرتها ،في أنواعها ،مع أنهم -بالنسبة ألولياء الشيطان -يحاولون التَّلَعب فيها ،بشكل ال تبقى لها هذه
القيمة في الستر لإلنسان ،والوقاية لإلنسان ،والتكريم لإلنسان ،يلعبون بها فيما يتعلق بالموضات،
ويربطون البعض منها في تصميمها بالطريقة التي تتنافى مع المهمة األساسية للستر ،بل ومع حتى
الجانب الجمالي ،ويحاولون أن يربطوها برموز وإشارات ترمز إلى الرذيلة ،إلى الفساد ،إلى ما يتنافى
مع لباس التقوى ،الذي يتكامل به اإلنسان :إذا اجتمع له لباس التقوى ،مع هذا اللبس الذي أنزله هللا،
س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى" ،وأنعم به على البشر ،ليكون لهم زينة ،ووقاية ،وسترا ،وتكريما.
وأوجده هللا " ُ
11
ّللا لآ آعلَّ ُه ْم آيذَّ َّك ُرونآ ( )26آيا آب ِني آ آد آم}[األعراف ،]27-26 :يا بني آدم ،خذوا التجربة من {ذآلِكآ آخي ٌْر ذآلِكآ ِم ْن آ آيا ِ
ت َّ ِ
ع َل ْي ِه ال َّ
س ََلم" ،استفيدوا من تجربة آدم ،ومن تجربة أ ِمكم حواء ،واحذروا من أبيكم وأمكم ،من آدم " َ
الشيطان؛ كي ال يوقِع بكم ،كي ال يخدعكم.
س ْوآ ِت ِه آما}
[األعراف: ع ْن ُه آما ِل آبا آ
س ُه آما ِلي ُِر آي ُه آما آ ان آك آما أ آ ْخ آر آج أ آ آب آو ْي ُك ْم ِمنآ ْال آج َّن ِة آي ْن ِز ُ
ع آ ط ُش ْي آ
{ آيا آب ِني آ آد آم آَل آي ْف ِت آن َّن ُك ُم ال َّ
يجردكم من كل شيء ،يريد أن تكونوا كبقية الحيوانات ،ال قيمة لكم ،ال من اَلية ،]27فهو أيضا ا يريد أن ِ
يلطخكم باألعمال الدنيئة ،والتصرفات
تتميزون بهذه الميزة الرائعة ،التي هي من أجل تكريمكم ،ويريد أن ِ
الرذيلة والسيئة ،التي تترتب عليها أضرار عليكم ،ومخاطر عليكم ،ويريد أن يهبط بكم عن مرتبة التكريم،
التي َّ
من هللا بها عليكم.
قد يكون اإلنسان في ظروف معينة ،وهو منهمك في التفكير ،ومستغرق في التفكير ،ولكن التفكير السلبي،
التفكير السيء ،الذي ينحرف به نحو معصية معينة ،الذي يؤجج فيه الميول والمشاعر نحو معصية معينة،
أو االنفعال والغضب الذي أيضا ا يجره إلى معصية أخرى ،تلك األحوال قد يأتي الشيطان ليوسوس له،
والشيطان أصبح له جنود كثر ،وأعوان كثر ،وقد يكونون بالمَليين ،وينتشرون في شتى أقطار األرض
الستهداف الناس ،فالبعض من الناس قد ال يتنبه أنه في تلك اللحظة التي يتصور أنه فيها لوحده ،منهمك
في التفكير ،وقد يكون إلى جانبه في تلك اللحظة شيطان ،أو حتى أكثر ،في بعض الحاالت يتعاون
يؤثروا عليه ،ففي الحالة التي ال
مجموعة من الشياطين ،وهم يوسوسون لشخص معين ،فيحاولون أن ِ
ترى فيها إلى جانبك شياطين ،ال تتوقع أنه ليس هناك من يوسوس لك ،أنت ال تراهم ،أنت ال تراهم؛
ولذلك قد يتواجدون عندك وأنت ال تراهم ،وال تتوقع أنك في تلك الحالة ،في تلك الوساوس ،أصبحت
متأثرا ا بوساوس الشيطان ،قد تتصور َّ
أن تلك هي رؤيتك الخالصة ،تفكيرك الشخصي الخالص ،من دون
أي ِ مؤثرات أخرى ،وكثير من األعمال السيئة ،من التوجهات الخاطئة ،سواء التي ي ْق ِدم بها اإلنسان على
يقصر اإلنسان فيها في أعمال ومسؤوليات ،أو يخل بشيء
معصية معينة في انتهاك لمحرمات ،أو التي ِ
12
من أوامر هللا "س ْب َحانَه َوتَ َعالَى"؛ ألن المعصية تأتي تجاه األمر اإللهي ،وتجاه النهي اإللهي ،فاإلنسان قد
ال يتوقع أنه خضع لتأثير الشيطان ،لوساوس الشياطين ،قد ال يتوقع ذلك ،ولكنه في الواقع تأثر بوساوس
الشياطين ،في موقفه ذلك -الموقف السلبي الخاطئ -كان متأثرا ا بوساوس الشياطين ،في قراره الخاطئ
ذلك كان متأثرا ا بوساوس الشياطين ،في تقصيره ذلك تأثر بوساوس الشياطين.
اإلنسان عرضة للتأثر بوساوس الشياطين ،ولو كان ال يراهم ،فهم قد يأتون إليه ،ويجدون الفرصة؛ ألنه
فتح لهم النافذة ،أو فتح لهم الباب ،إ َّما األبواب أو النوافذ ،كيف تفتح لهم األبواب والنوافذ؟ عندما تتجه
أنت في تلك الحالة السلبية :إما في التفكير السلبي ،أو الحالة النفسية السلبية ،أنت حينها تفتح لهم النافذة
أو الباب ،وهم يأتون ليشاركوك في تلك األجواء ،ويزيدون من تأجج المشاعر التي تتحرك فيك في تلك
اللحظة ،من مشاعر شهوة ،أو مشاعر غضب ،أو تلك الحالة من التفكير التي استغرقت فيها من التفكير
السلبي الخاطئ؛ فاإلنسان عليه أن يدرك أنه قد يخضع لوساوس الشياطين من حيث ال يتوقع؛ ألنه لم
يرهم ،فكن في يقظة ،كن متنبها ا ،إذا وجدت نفسك أصبحت تفكر تفكيرا ا سيئا ا ،بعيدا ا عن منهج هللا ،عن
تعليماته؛ فلتنتبه ،فلتحذر ،الشياطين حولك ،يوسوسون لك ،انتبه ،ال تبقى غافَلا عنهم.
اطينآ أ آ ْو ِل آيا آء ِللَّذِينآ آَل يُؤْ ِمنُونآ }[األعراف :من اَلية ،]27الشياطين يعتمدون على الوسوسة لإلنسان، { ِإ َّنا آج آع ْلنآا ال َّ
ش آي ِ
واإلنسان ال يراهم ،وقد يتصور أنه صاحب توجه خالص ،لم يخضع فيه لتأثير الشياطين؛ ألنه لم يرهم،
والواقع مختلف تماما ا ،ولكن هناك نقطة هامة جدا :مهما كانت طريقة الشياطين وإمكاناتهم في الوسوسة
بالنسبة لإلنسان ،والتأثير على اإلنسان ،فَل تصل إلى درجة أن تسلبك قدرة اتخاذ القرار الصحيح،
والتماسك في االتجاه الصحيح.
اطينآ أ آ ْو ِل آيا آء ِللَّذِينآ آَل س ْب َحانَهُ َوتَعَالَى" قدم ختاما مهما لهذا الدرس ،هو قولهِ { :إ َّنا آج آع ْلنآا ال َّ
ش آي ِ هللا " ُ
يُؤْ ِمنُونآ } ،اإليمان الواعي ،الراسخ ،الصادق ،هو صلة يصلنا باهلل "س ْب َحانَه َوتَ َعا َلى" ،ونحظى من خَلله
برعاية هللا ،بتوفيق من هللا ،بتثبيت من هللا ،بتسديد من هللا "س ْب َحانَه َوتَ َعالَى" ،برعاية واسعة من هللا
"س ْب َحانَه َوتَعَالَى" ،يخرجنا من الظلمات إلى النور ،يجعل لنا فرقانا ا ،يساعدنا ،يثبتنا في اللحظات الصعبة
والحرجة ،الصلة اإليمانية باهلل صلة مهمة وعظيمة.
13
وأيضا البرنامج اإليماني بنفسه ،برنامج فيه تزكية للنفس ،كلما زكت نفس اإلنسان؛ كلما ارتقت عن
المؤثرات التي يستغلها الشيطان ضد اإلنسان.
جانب الوعي أيضا؛ ألن هللا "س ْب َحانَه َوتَعَالَى" أتاح لإلنسان في الحَلل ،وأتاح لإلنسان في االتجاه
الصحيح ،ووعد اإلنسان في مستقبله في اآلخرة فوق ما يحتاج إليه ،وفوق مستوى طموحه ورغباته ،ما
ينشد إليه اإلنسان من الرغبات والطموحات ،هللا "س ْب َحانَه َوتَ َعالَى" وعدك في اآلخرة بأكثر ،بل بما هو
فوق مستوى طموحك ورغباتك ،وفي الدنيا تنال في إطار الحَلل والخير ،وما يعطيك هللا ،ما هو كاف
لإلنسان.
ولباس التقوى ،التقوى هي توجد عند اإلنسان حالة توازن ،وحالة ضبط للشهوات والغرائز ،توازن في
الشهوات والغرائز ،وحالة انضباط؛ وبالتالي تساعد اإلنسان على االستقامة؛ فتجتمع أمور كثيرة في
الجانب اإليماني :صلة مع هللا "س ْب َحانَه َوتَعَالَى" ،نحظى فيها برعاية من هللا ،بمعونة ،بتثبيت ،يزيدنا
يكره إلينا الكفر والفسوق
يزينه في قلوبناِ ، هدى ،يزيدنا نورا اِ ،
يثبتنا ،يعيننا ،يساعدنا ،يحبب إلينا اإليمانِ ،
والعصيان ...إلى غير ذلك.
جانب أيضا في واقع الحياة :االستقامة في واقع الحياة تجعلك بعيدا ا عن الكثير من المزالق؛ ألن مما يؤثر
على الناس ،هي :األجواء التي توجد فيها خطوات للشيطان ،توجد فيها مفاسد ،معاص ،توجد فيها دواع
أكثر ،تؤجج لدى اإلنسان الميول إلى المعاصي أو المفاسد ،فالجانب اإليماني فيه أشياء كثيرة تساعد
اإلنسان على االستقامة :من رعاية هللا "س ْب َحانَه َوتَعَالَى" ،إلى األثر العظيم في رشد اإلنسان ووعيه
وزكاء نفسه ،إلى األعمال الصالحة ،إلى تَ َجنب الكثير من األعمال السيئة التي ِ
تؤثر على اإلنسان ،إضافة
إلى َّ
أن اإلنسان يكتسب في إطار البرامج اإليمانية -ومنها :الصيام -قوة العزم ،قوة اإلرادة ،والتوازن في
مسألة الغرائز والشهوات ،التوازن واالنضباط ،بدالا من أن يكون اإلنسان متهورا ا في ذلك ،وبدون
ضوابط ،ومنفلتا ا في ذلك ،يكون متوازنا ا عند مستوى معين ،وهذا له أهميته ،وأثره الكبير على اإلنسان،
والشيطان ال يعلم الغيب ،وال يمتلك أن يقسر اإلنسان قسرا ا؛ فلذلك يقول هللا "س ْب َحانَه َوتَ َعالَى"ِ { :إ َّن الَّذِينآ
14
ْص ُرونآ ( )201آو ِإ ْخ آوانُ ُه ْم آي ُمدُّو آن ُه ْم فِي ْالغآي ِ ث ُ َّم آَل ان تآذآ َّك ُروا فآإِذآا ُه ْم ُمب ِ ش ْي آ
ط ِ ف ِمنآ ال َّ س ُه ْم آ
طا ِئ ٌ اتَّقآ ْوا ِإذآا آم َّ
علآى آر ِب ِه ْم آيت آآو َّكلُونآ (ِ )99إ َّن آما علآى الَّذِينآ آ آمنُوا آو آ
ان آط ٌس ْل آْس لآهُ ُ
ص ُرونآ }[األعراف ،]202-201 :ويقولِ { :إ َّنهُ لآي آ يُ ْق ِ
ع آلى الَّذِينآ آيت آآولَّ ْو آنهُ آوالَّذِينآ ُه ْم ِب ِه ُم ْش ِر ُكونآ }[النحل.]100-99 : س ْل آ
طا ُنهُ آ ُ
شهَدَاءَنَاَاْلََْبرَارَ،وَأَ َْ
نَ ضي َِهَعَنََاَ،وأَ َْ
نَيَ َْرحَمََ َُ سبْحانهَُوتعالى"َأَ َْ
نََيُوَفَِقَنَاَوَإَِيََا َُكمَ ِلَمَاََيُ َْر َِ ّللاََ" ُ
سأ َُلَ َ
وَن ْ
ص َِرهَ،إََِنَ َهَُسَ ِمَي َُعَال َُّدعَاءَ َ. نَيََْن ُ
صَرَنَاَبَِنَ َْ نَأَسرَانَاَ،وَأَ َْ
نََيُفَ َِرجَعَ َْ
ش َِفيََجَ َْرحَانَاَ،وَأَ َْ
يَ َْ