You are on page 1of 40

1

2
‫تصميم الغالف‪:‬‬

‫نورهان موسي‬

‫تصميم داخلي‪:‬‬

‫نجالء محمد‬

‫تعبئه وتنسيق ورابط الكتروني‪:‬‬

‫نجالء محمد‬

‫فريق عمل جروب‪:‬‬

‫بيت الروايات والحكاوي المصرية‬

‫‪3‬‬
‫كان يخطوا بخطوات هادئة متجها نحو تلك الغرفه‬
‫بمالمح وجهه البارده المعاكسه لغضبه الدفين‬
‫الذي يتأجج بداخله ‪..‬‬

‫اقتحم تلك الغرفة دون ان يطرق بابها لتنتفض تلك‬


‫الجالسه بذعر ‪ ،‬دخل مغلقا الباب بحده غير مهتما‬
‫لذعرها ليقترب منها‬

‫رفع قدمه ليضعها بجوار تلك الجالسه ليتكأ بيده‬


‫علي ركبته ناظرا الي عيناها التي تظهر من خلف‬
‫ذلك النقاب االبيض ‪...‬‬

‫ابتسم بسخريه ليردد بقسوه ‪:‬‬

‫"اللي يشوف عيونك الزرق الواسعين دول من‬


‫ورا نقابك عمره ابدا ما يتوقع ان العين دي‬
‫حواليها تشوه "‬

‫‪4‬‬
‫انهي كلماته جاذبا نقابها بعنف ليلقيه بعيدا ليظهر‬
‫له وجهها االبيض المستدير بخدود متكنزه وردية‬
‫وانف دقيق وفم ممتلئ مغري وعيناها الواسعه‬
‫الزرقاء التي تحاوطها تلك الرموش الكثيفه ‪،‬‬
‫جمالها الشديد يأثر من يراه ولكن تلك الندبه التي‬
‫تزين وجنتها اليمني اطفئت سحر طلتها‬

‫نظرت اليه بعينان مليئة بالدموع مردده ‪:‬‬

‫"انت اكتر واحد عارف ان اللي في وشي ده مليش‬


‫ذنب فيه "‬

‫صك اسنانه بغضب مرددا ‪:‬‬

‫"عارف زي ما انا عارف انتي عملتي ايه بالظبط‬


‫عشان تخلي جدي يجبرني اتجوزك "‬

‫‪5‬‬
‫اردفت بسخريه وعيناها الزالت تلتمع بتلك‬
‫الدموع‪:‬‬

‫"ال متقولش ان مهران السيوفي اتجبر يتجوز "‬

‫ابتعد عنها بضيق ليلتفت مواليا ظهره لها ‪ ،‬يكره‬


‫ضعفه امام جده الذي جعله يخنع وينفذ طلبه علي‬
‫الزواج من تلك التي تقبع خلفه ‪..‬‬

‫اردف مهران بصوت اجش ‪:‬‬

‫"انا محدش يقدر يجبرني ‪ ،‬في فرق بين االحترام‬


‫واالجبار يا موده هانم "‬

‫اردفت موده بسخريه ‪:‬‬

‫"فعال ؟"‬

‫‪6‬‬
‫التفت ناظرا اليها بعصبيه مردد ‪:‬‬

‫"اسمعي يا بت انتي ‪ ،‬انتي هنا مش اكتر من‬


‫مجرد واحده جدي عطف عليها من ساعة ما اهلها‬
‫ماتوا وخالني اتجوزك شفقه مش اكتر ‪ ،‬يعني انا‬
‫ال يمكن اعتبر واحده مشوهه زيك مراتي انتي‬
‫سامعه ؟"‬

‫نظرت موده اليه بهدوء مصطنع تخفي خلفه آلم‬


‫قلبها من كلماته لتردد بقوه ‪:‬‬

‫"خلصت كالمك ؟"‬

‫اكتفي مهران بهز رأسه بااليجاب لتشير موده نحو‬


‫باب الغرفه مردده بحده ‪:‬‬

‫"بره "‬

‫‪7‬‬
‫اتسعت عينان مهران من كلماتها ليردد ‪:‬‬

‫"انتي بتطرديني ؟"‬

‫اومت ببطئ لتعيد كلماتها ‪:‬‬

‫"بره االوضه عاوزه اغير هدومي وارتاح اطلع‬


‫برره"‬

‫اشتعلت عينان مهران ليقترب منها بخطوه مفاجأة‬


‫جعلته قريبا للغايه منها ولكن لم تهتز هي او تعود‬
‫للخلف ‪ ،‬ظلت كما هي‬

‫اردف مهران بصوت رجولي اجش ‪:‬‬

‫"مش من مصلحتك ابدا تقفي في وشي او‬


‫تتحديني او حتي تعيشي في دور القويه ده "‬

‫‪8‬‬
‫ارتجف جسدها من نبرته لتردد بتوتر مشيحه‬
‫بعيناها عنه ‪:‬‬

‫"لو سمحت اطلع بره عاوزه اغير هدومي "‬

‫رفع يده مربتا علي وجنتها ببعض العنف ‪:‬‬

‫"شاطره ‪ ،‬خليكي مطيعه كده احسن ليكي "‬

‫انهي كلماته ليرمقها بنظره اخيره ومن ثم تركها‬


‫واتجه للخارج ‪..‬‬

‫جلست علي الفراش بضعف لتبكي بقهر واضعه‬


‫وجهها بين كفيها بحزن من كلماته ‪...‬‬

‫بعد مرور بعض الوقت ‪..‬‬

‫وقفت لتقوم بتبديل ثيابها وقامت بغسل وجهها‬


‫ومن ثم اتجهت نحو الفراش لتتسطح عليه مغلقه‬
‫عيناها بآلم ‪...‬‬

‫‪9‬‬
‫اما عن مهران ‪..‬‬

‫فخرج من المنزل منذ ذلك الوقت بغضب ‪ ،‬وها هو‬


‫قد عاد في ذلك الوقت المتأخر للغايه ليدلف الي‬
‫داخل الغرفه ‪..‬‬

‫وقعت عيناه علي تلك النائمه بهدوء ليزفر بضيق‬


‫خالعا عنه جلبابه وقام بتبديل ثيابه بااخري مريحه‬
‫ومن ثم اتجه الي الجزء االخر من الفراش‬
‫ليتسطح عليه مغلقا عيناه بارهاق شديد وسرعان‬
‫ما ذهب في ثبات عميق ‪...‬‬

‫في صباح اليوم التالي‪..‬‬

‫فتحت موده عيناها بعد ان شعرت بذلك الثقل الذي‬


‫يحيط خصرها‬

‫اتسعت عيناها بصدمه من رؤيته يحتضن خصرها‬


‫بتلك الطريقه لتحاول سحب جسدها من بين‬

‫‪10‬‬
‫احضانه بهدوء شديد حتي نجحت ‪ ،‬ابتسمت‬
‫بانتصار وقامت بفرد جسدها لتستمع الي طقطقت‬
‫عضالت جسدها ‪ ،‬وضعت يدها علي وجهها‬
‫لتنتفض بهلع ما ان شعرت بعدم وجودها ‪..‬‬

‫ابتلعت ريقها بتوتر لتنظر نحو الفراش تبحث عنها‬


‫بتوتر وخوف وهي تضع يدها علي وجنتها ‪..‬‬

‫لم تنتبه علي ذلك الذي استفاق من غفوته ينظر‬


‫حوله بتفحص ومن ثم وقعت نظراته عليها ‪ ،‬قطب‬
‫حاجبيه بعد فهم ليردد بصوت اجش اثر نومه ‪:‬‬

‫"بتدوري علي ايه؟"‬

‫اتسعت عينان موده بصدمه لتلتفت سريعا معطيه‬


‫ظهرها له بعد ان امسكت ما تبحث عنه لتحاول‬
‫اجالء صوتها مردده بتلعثم ‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫"انا ‪ ..‬هو انا كنت بدور علي توكة شعري ولقيتها‬
‫خالص "‬

‫انهت كلماتها سريعا لتنطلق نحو المرحاض دون‬


‫ان تعطه فرصه للحديث ‪..‬‬

‫هز مهران رأسه باستغراب لتصرفها ومن ثم‬


‫اردف بال مبااله مرددا ‪:‬‬

‫"وانا مالي "‬

‫في مكان اخر ‪...‬‬

‫كانت هدير تجلس علي ذلك المقعد اما والدتها تهز‬


‫قدمها بعنف مردده ‪:‬‬

‫"بقي يسيبني انا ويتجوز اللقيطه المشوهه دي ‪،‬‬


‫هتجنن يا ماما "‬

‫‪12‬‬
‫اردفت السيده دالل بغيظ ‪:‬‬

‫"انا هتجنن اكتر منك ‪ ،‬مش عارفه ازاي مهران‬


‫يرضي بيها بوشها المشوه ده "‬

‫هدير بغضب ‪:‬‬

‫"هتجنن هطق ‪ ،‬مهران ال يمكن يكون ضاع من‬


‫ايدي كده هيجرالي حاجه ياماما لو مهران مبقاش‬
‫ليا "‬

‫ربتت دالل علي ذراع ابنتها مردده ‪:‬‬

‫"متقلقيش ياروح ماما مهران هيبقي ليكي ‪ ،‬وزي‬


‫ما خليت محدش طايق يبص ف وشها هخلي‬
‫مهران يقتلها باايده بنت زهره "‬

‫التمعت عينان هدير باامل مردده ‪:‬‬

‫"ناوية علي ايه يا ماما "‬

‫‪13‬‬
‫ابتسمت دالل بخبث مردده ‪:‬‬

‫"اسمعي "‬

‫اما عند موده ‪ ،‬انتهت من روتينها الصباحي‬


‫لتخرج من المرحاض ‪ ،‬وجدت ان مهران ليس‬
‫بالغرفه لتزفر براحه ‪ ،‬قامت بتبديل ثيابها وارتدت‬
‫اخري خاتمه اياهم بارتداء نقابها ‪ ،‬ومن ثم اتجهت‬
‫لالسفل ‪..‬‬

‫هبطت لالسفل لتجد السيوفي يجلس علي تلك‬


‫االريكه وامامه يجلس مهران بوجه محتقن غاضب‬

‫نظر السيوفي الي موده ليبتسم بحنان مرددا ‪:‬‬

‫"تعالي يا بتي "‬

‫اقتربت موده منه لتقوم بتقبيل يده بااحترام وحب‬


‫ومن ثم جلست بجواره‬

‫‪14‬‬
‫ربت السيوفي علي ظهرها بحنان مرددا ‪:‬‬

‫"هللا يرضي عليكي يا بتي "‬

‫اردفت موده بااهتمام ‪:‬‬

‫"خدت دواك يا جدي ؟"‬

‫اردف مهران الذي كان يتابعها بعيناه منذ ان‬


‫هبطت بسخريه قائال ‪:‬‬

‫"جدك ؟"‬

‫نظرت موده اليه بال مبااله ومن ثم عاودت النظر‬


‫الي السيوفي بااهتمام قائله بمرح ‪:‬‬

‫"خدت دواك يا سيوفي بيه وال لسه ؟"‬

‫ابتسم السيوفي بمرح مرددا ‪:‬‬

‫"طبعا يا موده هانم انا اجدر اعصي االوامر العليا‬


‫"‬

‫‪15‬‬
‫موده بمرح ‪:‬‬

‫"ال كده هنبقي عال العال اوي وهندورلك علي‬


‫عروسه قريب "‬

‫قهقه السيوفي بمرح علي كلمات تلك الصغيره وما‬


‫ان همت موده با ان تتحدث حتي انتفض جسدها‬
‫بذعر من صوت مهران ‪:‬‬

‫"ايه المسخره وجلة االدب دي ‪ ،‬ازاي تتكلمي مع‬


‫جدي بالطريقه دي "‬

‫ابتلعت موده تلك الغصه التي تشكلت بحلقها بحزن‬


‫لتنكس رأسها حاجبه عيناها التي امتلئت بالدموع‬
‫عنهم ‪...‬‬

‫ليقوم السيوفي بضرب عصاه بقسوة علي االرض‬


‫مرددا بصرامه ‪:‬‬

‫‪16‬‬
‫"مهران صوتك ميعالش جدامي ‪ ،‬وميعالش ابدا‬
‫علي مرتك فاهم "‬

‫مهران بحده ‪:‬‬

‫"انت مش شايف بتتكلم معاك ازاي يا جدي !"‬

‫السيوفي بصرامه ‪:‬‬

‫"اني جولت صوتك ميعالش وانتهي ‪ ،‬موده‬


‫تتحدت معاي كيف ما هي رايده سامع "‬

‫نظر مهران الي جده ومن ثم الي موده بغضب‬


‫ليهب واقفا ومن ثم يتجه سريعا نحو الخارج ‪..‬‬

‫نظر السيوفي الي موده المنكسه رأسها ليزفر‬


‫بضيق ‪ ،‬ربت علي ذراعها بحنان قائال ‪:‬‬

‫"متزعليش يا بتي "‬

‫‪17‬‬
‫رفعت موده عيناها المليئة بالدموع لتردف قائلة ‪:‬‬

‫"انا معملتلوش حاجه عشان يزعق فيا كده "‬

‫السيوفي بحنان ‪:‬‬

‫"عارف يا بتي ‪ ،‬وانتي عارفه ان طبعه غشيم ‪،‬‬


‫متزعليش يا حبيبتي وبعدين هي دي موده الجويه‬
‫ال كانت بتحلف انها هتخلي مهران يحبها كيف ما‬
‫هي بتحبه "‬

‫اشتعلت وجنتيها بخجل لتردد بصوت منخفض ‪:‬‬

‫"خالص يا جدي وطي صوتك "‬

‫قهقه السيوفي بخفه علي خجلها ليردد يهدوء ‪:‬‬

‫"اعملي كيف ما جولتلك وصدجيني جلبه هيدج‬


‫ليكي انتي وبس "‬

‫‪18‬‬
‫التمعت عينان موده باامل ‪:‬‬

‫"يارب يا جدي "‬

‫بعد مرور عده ايام ‪..‬‬

‫كانت موده تحاول التقرب من مهران وجذب‬


‫انظاره لها ولكن معاملته الجافه والقاسيه كانت‬
‫تزيد من احباطها ويأسها من الفوز بقلبه ‪..‬‬

‫في احدي االيام ‪ ،‬عاد مهران الي المنزل ليجد‬


‫شقيقة ابيه السيده دالل وابنتها يجلسون مع‬
‫السيوفي وموده ‪..‬‬

‫دلف للداخل بتمهل ملقيا التحيه ‪:‬‬

‫"السالم عليكم "‬

‫‪19‬‬
‫هبت هدير واقفه تنظر اليه بااعجاب ‪:‬‬

‫"وعليكم السالم تعاله يا مهران اقعد معانا انت‬


‫واحشتني اوي "‬

‫توجه مهران ليجلس بجوار موده التي كانت ترمق‬


‫هدير بنظرات مشتعله لتزفر بغضب هامسه ‪:‬‬

‫"اللهم ما طولك يا روح "‬

‫التقطت اذني مهران كلماتها لينظر اليها بعدم فهم‬


‫مرددا ‪:‬‬

‫"مالك في ايه ؟"‬

‫اشتعلت عينان هدير بالغيره وهي تنظر الي اهتمام‬


‫مهران بموده ‪ ،‬لتنظر موده الي مهران بذهول من‬
‫اهتمامه مردده برقه ‪:‬‬

‫"ابدا مفيش حاجه ‪ ،‬هقوم احضرلك العشا "‬

‫‪20‬‬
‫اكتفي مهران بااليماء لتنهض موده سريعا وتتجه‬
‫نحو المطبخ ‪..‬‬

‫اما عن هدير فنظرت الي مهران لتردد بغيظ ‪:‬‬

‫"هو انت هتفضل مخلي البت دي هنا كتير يا‬


‫مهران "‬

‫رفع مهران عيناه لينظر اليها بحده مرددا ‪:‬‬

‫"ايه بت دي اتكلمي بااسلوب احسن من كده عنها‬


‫‪ ،‬عارفه بتتكلمي علي مين !"‬

‫هدير بعصبيه ‪:‬‬

‫"هكون بتكلم علي مين يعني بت لقيطه ومشوهه‬


‫و‪"..‬‬

‫صمتت بتوتر وهي تنظر الي مهران الذي انتفض‬


‫واقفا مرددا بغضب ‪:‬‬

‫‪21‬‬
‫"هدييير ‪ ،‬اللي بتتكلمي عليها دي مراتي وست‬
‫البيت اللي انتي قاعده فيه ده ‪ ،‬مش هتحترميها‬
‫يبقي بالسالمه ومشوفش وشك هنا تاني فاهمه !"‬

‫تدخلت السيده دالل التي كانت تراقب بصمت ما‬


‫يحدث لتردد بلوم ‪:‬‬

‫"كده يا مهران بتطردنا ‪ ،‬مكنش العشم ياابن اخويا‬


‫"‬

‫ومن ثم نظرت للسيوفي الذي كان يشاهد في‬


‫صمت مردده ‪:‬‬

‫" كده يا بابا ينفع اللي مهران بيقوله ده وانت‬


‫موجود "‬

‫نظر السيوفي اليها ببرود لتبتلع برعب ‪:‬‬

‫"مهران مجالش حاجه غلط ‪ ،‬بتك لو مش هتحترم‬


‫ست البيت ده يبجي تفارق من اهنه "‬

‫‪22‬‬
‫اردفت دالل بتوتر ‪:‬‬

‫"هدير متقصدش اكيد ‪ ،‬انت عارف يابابا غيرة‬


‫البنات "‬

‫السيوفي بتحذير ‪:‬‬

‫" وعي بتك يا دالل ‪ ،‬وياريت اليومين ال‬


‫هتجعدوهم اهنه ميحصلش مشاكل واال "‬

‫دالل بتوتر ‪:‬‬

‫"حاضر يابابا حاضر "‬

‫نظر مهران اليهم بضيق ليتركهم ويتجه الي‬


‫الخارج ‪ ،‬ولكن توقفت خطواته عندما وجد موده‬
‫تقف علي باب الغرفه تنظر اليه بعينان مليئه‬
‫بالدموع ‪ ،‬تقدم نحوها وهم ان يتحدث لتترك‬
‫وتركض نحو االعلي وهي تبكي بقوه ‪..‬‬

‫‪23‬‬
‫زفر مهران بضيق ليسرع في خطواته خلفها ‪..‬‬

‫دلف الي داخل غرفتهم ليجدها تجلس علي االرض‬


‫واضعه راسها علي الفراش وجسدها يهتز بقوه‬
‫اثر نحيبها ‪..‬‬

‫ليقترب منها جالسا علي عاقبيه امامها مرددا‬


‫بصوت رجولي اجش ‪:‬‬

‫"ممكن اعرف بتعيطي ليه دلوقتي ؟"‬

‫رفعت وجهها لتنظر اليه بعينان مليئة بالدموع‬


‫مردده ‪:‬‬

‫"هي عندها حق انا واحده لقيطه مليقش بيك‬


‫‪،‬حتي انت نفسك مش عاوزني ‪ ،‬انا شايفه ان‬
‫الحل الوحيد اننا نطلق وترت‪...‬‬

‫‪24‬‬
‫انتفضت في جلستها عندما وجدته ينتفض واقفا‬
‫ينظر اليها بحده وغضب ‪:‬‬

‫"طالق ايه اللي بتتكلمي عنه ‪ ،‬احنا معندناش‬


‫حريم تتطلق "‬

‫وقفت تنظر الي ردت فعله الغريبه بالنسبه لها‬


‫لتردد قائلة ‪:‬‬

‫"وانت مضايق ليه المفروض تفرح انا بالنسبالك‬


‫واحده جدك شفق عليها وخالك تتجوزها "‬

‫استدار ليعطيها ظهره مرددا ‪:‬‬

‫"انا ال عندي قولته مفيش طالق شيلي الفكره دي‬


‫من دماغك "‬

‫انهي كلماته ليتركها وبتجه الي الخارج‪...‬‬

‫‪25‬‬
‫جلست موده علي الفراش تنظر امامها بشرود ‪،‬‬
‫تحاول فهم سبب غضبه حتي غلبها النعاس لتسقط‬
‫غارقه في احالمها ‪...‬‬

‫في اليوم التالي ‪..‬‬

‫استيقظت موده من النوم لتنظر الي جوارها ولكن‬


‫لم تجد اثر لمهران ‪ ،‬زفرت بضيق لتتجه بعدها‬
‫نحو المرحاض تقوم بروتينها اليومي ‪...‬‬

‫هبطت لالسفل لتجد هدير ودالل يجلسون علي‬


‫االريكه نظروا اليها بعدم اهتمام ‪ ،‬لتقوم بتجاهلهم‬

‫قامت بتوقيف احدي الخادمات مردده ‪:‬‬

‫"مهران فين يا ورده "‬

‫ورده بااحترام ‪:‬‬

‫"مهران بيه مرجعش من امبارح ياست موده "‬

‫‪26‬‬
‫هزت موده راسها مردده ‪:‬‬

‫"ماشي روحي انتي "‬

‫ما ان ذهبت ورده حتي رأت موده مهران يدلف‬


‫من باب المنزل بشكل غير مهندم ووجه شاحب ‪..‬‬

‫ركضت موده سريعا نحوه لتمد يدها ممسكه‬


‫بوجهه ناظره في عيناه مردده ‪:‬‬

‫"مهران مالك ايه اللي حصل شكلك عامل كده ليه‬

‫رفع مهران عيناه الحمراء بشده ناظرا اليها‬


‫ليردف قائال بصوت مبحوح ‪:‬‬

‫"خسرت كل حاجه "‬

‫اردفت موده ‪:‬‬

‫"فداك كل حاجه ‪ ،‬كل حاجه في الدنيا دي فداك ‪،‬‬


‫تعاله معايا "‬

‫‪27‬‬
‫امسكت موده بيده لتتجه نحو االعلي به ‪ ،‬بينما‬
‫وقفت هدير ودالل يتابعون ما يحدث بصمت ‪..‬‬

‫وماان تاكدت هدير من صعودهم حتي اردفت قائله‬

‫"يعني ايه يا ماما خسر كل حاجه "‬

‫نظرت دالل اليها بتوتر مردده ‪:‬‬

‫"مش عارفه ‪ ،‬مصيبه ليكون خسر كل فلوسه "‬

‫نظرت هدير الي والدتها بتوجس ‪:‬‬

‫"يالهوي ياماما لو ده صح مينفعش نفضل هنا‬


‫ثانيه واحده "‬

‫دالل وهي تنظر حولها بتشتت ‪:‬‬

‫"هعمل تليفون واتاكد ولو فعال طلع خسر كل‬


‫حاجه هنمشي من هنا احنا مش ناقصين يطلب‬
‫مننا فلوس "‬

‫‪28‬‬
‫هدير بتشجيع ‪:‬‬

‫"ماشي يال يا ماما بسرعه "‬

‫اما في االعلي ‪...‬‬

‫دلفت موده الي داخل الغرفه لتقوم بااجالس مهران‬


‫علي الفراش ‪ ،‬وانحنت لتقوم بخلع حذائه ‪...‬‬

‫ومن ثم ساعدته علي التسطح علي الفراش وقامت‬


‫بوضع الغطاء عليه مربته علي خصالت شعره‬
‫بحنان ‪:‬‬

‫"نام دلوقتي وكل حاجه هتبقي تمام "‬

‫انهت كلماتها باابتسامه حنونه وهمت لتذهب‬


‫ليوقفها ممسكا بيدها مرددا برجاء ‪:‬‬

‫"خليكي معايا متسبنيش "‬

‫‪29‬‬
‫استدارت لتنظر الي عيناه التي تترجاها للتسع‬
‫ابتسامتها الحنونه ‪ ،‬ومن ثم تسطحت بجواره‬
‫لتجذبه لحضنها واخذت تربت علي خصالت شعره‬
‫بحنان ‪ ،‬بعد مرور عدة دقائق شعرت باانتظام‬
‫انفاسه ‪ ،‬التمعت عيناها بالدموع من حالته تلك ‪،‬‬
‫لتقوم بجذب جسدها بعيدا عنه بخفه ومن ثم‬
‫اتجهت لخارج الغرفه …‪.‬‬

‫هبطت لالسفل لتجد هدير ودالل يتجهون نحو‬


‫الخارج بخطوات سريعه وكان شياطين االنس‬
‫والجان تالحقهم ‪...‬‬

‫نظرت الي اثرهم بعدم اهتمام لتتجه الي غرفة‬


‫المكتب الخاصه بالسيوفي ‪.‬‬

‫طرقت الباب عدة طرقات لتقوم بفتحه والدخول بعد‬


‫سماعها الذن السيوفي‪..‬‬

‫‪30‬‬
‫اقتربت منه لتنحني مقبله بده ومن ثم جلست‬
‫جواره مردده بحزم ‪:‬‬

‫"جدي انا عاوزه اعرف ايه اللي حصل لمهران‬


‫وخاله راجع كده "‬

‫اردف السيوفي بهدوء ‪:‬‬

‫"جوزك دخل صفقه ورهن شركه ابوه مقابل‬


‫الصفقه دي ولالسف خسرها "‬

‫همهمت بتفهم لتقول بتردد ‪:‬‬

‫"طب مبلغ الرهن كبير ؟"‬

‫اردف السيوفي بهدوء مخبر اياها المبلغ لتفرك‬


‫بيدها مردده ‪:‬‬

‫"طيب انا كنت عاوزه حضرتك تساعده من ورثي‬


‫ممكن ؟"‬

‫‪31‬‬
‫التمعت عينان السيوفي بفرحه مرددا ‪:‬‬

‫"افهم من اكده انك موافجه ان الناس تعرف انك‬


‫بت عيلة السيوفي "‬

‫ترقرقت الدموع بعيناها مردده ‪:‬‬

‫"موافقه يا جدي علي اي حاجه المهم مهران‬


‫ميفضلش كده ‪ ،‬وكمان عندي طلب ‪ ،‬مش عوزاه‬
‫يعرف اني انا ال ساعدته متقولوش حاجه "‬

‫اؤمي السيوفي بتفهم مرددا ‪:‬‬

‫"حاضر يابتي اللي عوزاه هيحصل "‬

‫ابتسمت موده بحب مردده ‪:‬‬

‫"ربنا يخليك ليا ويديمك يا جدي "‬

‫بادلها السيوفي مبتسما وهو يدعو لها بصالح‬


‫الحال ‪...‬‬

‫‪32‬‬
‫في اليوم التالي ‪..‬‬

‫استيقظ مهران علي صوت رنين هاتفه ليقوم‬


‫ناظرا حوله باانزعاج ‪..‬‬

‫التقط هاتفه ليجيب بكلمات مقتضبة وسرعان ما‬


‫ارتسمت الصدمه والذهول علي مالمح وجهه ‪،‬‬
‫تزامنا مع دخول موده الغرفه تحمل بيدها صنيه‬
‫مليئة بالطعام ‪ ،‬نظر مهران اليها ليشرد بها غير‬
‫واعي لذلك الذي يحاول جذب انتباهه ‪..‬‬

‫واخيرا استجاب للطرف االخر ليجيب بهدوء‬


‫وسعاده ومن ثم اغلق الهاتف ‪.‬‬

‫وضعت موده الطعام امامه مردده باابتسامه هادئه‪:‬‬

‫"صباح الخير ‪ ،‬يال افطر انت مكلتش حاجه من‬


‫امبارح "‬

‫‪33‬‬
‫نظر مهران الي عيناه التي تشع اهتمام وحب‬
‫حقيقي ‪،‬ليبتسم بهدوء مرددا ‪:‬‬

‫"مش جعان ‪ ،‬انا الزم اقوم امشي دلوقتي "‬

‫موده بحزم ‪:‬‬

‫"مفيش خروج قبل ما تخلص االكل ده كله "‬

‫رفع مهران حاجبه االيسر ناظرا اليها ليردد ‪:‬‬

‫"ده امر؟"‬

‫نظرت موده اليه ببراءة ‪:‬‬

‫"ال طلب ‪ ،‬وبعدين انا مفطرتش عاوزه افطر‬


‫معاك"‬

‫مهران بمرح ‪:‬‬

‫"حيث كده ماشي "‬

‫‪34‬‬
‫شرعوا في تناول الطعام تحت نظرات مهران‬
‫المتأمله ومرح موده ‪..‬‬

‫بعد ان انتهي الطعام ‪ ،‬ارتدي مهران مالبسه وقام‬


‫بتوديع موده ليتركها ويذهب‪...‬‬

‫في المساء‪...‬‬

‫عاد مهران من الخارج لتستقبله موده باابتسامه‬


‫مردده ‪:‬‬

‫"ثواني والعشا يبقي جاهز "‬

‫انهت كلماتها لتتجه نحو المطبخ ولكن تصلبت‬


‫قدمها عندما استمعت الي صوت مهران ‪:‬‬

‫"موده سالم السيوفي "‬

‫ابتلعت موده تلك الغصه التي تكونت في حلقها‬


‫لتستدير له ناظره اليه بهدوء‬

‫‪35‬‬
‫اردف مهران وهو ينظر اليها بدقه ‪:‬‬

‫"بنت عمي !"‬

‫اومت موده بهدوء لتردف قائلة ‪:‬‬

‫"ايوه "‬

‫وضع مهران يده في جيب بنطاله مرددا ‪:‬‬

‫"ليه مقولتليش "‬

‫موده ‪:‬‬

‫"مكنتش هتصدقني"‬

‫"كنتي حاولتي علي االقل"‬

‫"مكنش ينفع ‪ ،‬مكنش حد يعرف بجواز بابا من‬


‫امي ‪ ،‬زي ما محدش يعرف مين ال ولع في بيتنا‬
‫وموت بابا وماما وناجيت انا بااعجوبه من الحريق‬
‫ده "‬

‫‪36‬‬
‫"بس انا عارف مين اللي عمل كده وزمانه اتقبض‬
‫عليه "‬

‫اتسعت عينان موده وهي تنظر اليه بدهشه مردده‪:‬‬

‫"حبست دالل !"‬

‫اقترب مهران منها ليضع يده علي تلك الندبه‬


‫الموجوده بوجهها ‪ ،‬مرر انامله عليها ليقوم‬
‫بالضغط علي احدي اطرافها ويقوم بنزعها‬

‫تسارعت انفاس موده بعد ان علمت انه قام‬


‫بكشفها وجاهدت مخرجه صوتها باارتجاف ‪:‬‬

‫"اانا اا"‬

‫قاطعها مهران مبتسما ليردد بهدوء ‪:‬‬

‫"انتي معدتيش محتجاها عشان تحمي نفسك من‬


‫دالل ‪ ،‬دالل بقت في المكان اللي تستاهله "‬

‫‪37‬‬
‫نظرت موده اليه بتشتت مردده ‪:‬‬

‫"انت عرفت منين "‬

‫مهران بهدوء وهو ينظر الي عيناها ‪:‬‬

‫"جدي حكالي كل حاجه‬

‫موده وهي تنظر اليه بعينان مليئه بالدموع ‪:‬‬

‫"هتطلقني"‬

‫ابتسم مهران مرددا بمرح ‪:‬‬

‫"ايوه هطلقك لو مبطلتيش عياط كل ما حد يضايقك‬


‫تعيطي "‬

‫قامت موده بمسح عيناها سريعا بظهر يدها‬


‫كاالطفال مردده ‪:‬‬

‫"ال انا مش بعيط اهو "‬

‫‪38‬‬
‫اقترب مهران منها ليسند جبهته علي جبهتها‬
‫مرددا ‪:‬‬

‫"تقبلي تشاركيني الباقي من عمري ‪ ،‬تقبلي تبقي‬


‫شريكة حياتي ؟"‬

‫موده بسعاده ‪:‬‬

‫"اقبل ‪ ،‬طبعا اقبل انا بحبك اوي يا مهران "‬

‫قبل مهران راسها مرددا ‪:‬‬

‫"ربنا يقدرني واسعدك يا موده قلبي "‬

‫تمت بحمدهللا‬

‫‪39‬‬
40

You might also like