You are on page 1of 16

‫تأثير الرواية الغربية في الرواية الفلسطينية‪ :‬مقاربة أولى‬

‫عادل األسطة‬

‫ترمي هذه الورقة إلى مقاربة تأثير الرواية الفلسطينية بالرواية الغربية‪ ،‬وذلك من خالل تتبع آراء‬
‫‪-‬روائي أو‬‫الروائيين الفلسطينيين في هذا الجانب‪ ،‬وتتبع دراسات الدارسين الذين توقفوا أمام هذا ال‪-‬‬
‫‪-‬ة‬
‫‪-‬وص روائي‪-‬‬ ‫‪-‬ة نص‪-‬‬ ‫ذاك‪ ،‬لتبيان صلة نصه بنص أوروبي أو أمريكي‪ ،‬وأخيرًا من خالل مقارن‪-‬‬
‫فلسطينية تمت بصلة للرواية الغربية ومقارنتها بالنصوص التي تأثرت بها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الروائيون الفلسطينيون وتنظيرهم لصلة الرواية الفلسطينية بالرواية الغربية‪:‬‬

‫في المقدمة التي صدر بها صاحب أول رواية فلسطينية مجموعته القصصية األولى والوحيدة‬
‫أتى خليل بيدس على صلة الرواية العربية بالرواية الغربية‪ ،‬فالرواية في الشرق‪ ،‬بالصورة ال‪--‬تي‬
‫نعرفها اآلن‪ ،‬ظهرت منذ عهد غير طويل‪ ،‬وكان أكثرها منقوال عن اللغ‪--‬ات الغربي‪--‬ة‪ .‬ورأى أن‬
‫‪-‬ات‬ ‫‪-‬بقونا بالرواي‪-‬‬
‫المهتمين‪ ،‬في الشرق‪ ،‬بهذا أجادوا وأفادوا‪ ،‬واقر بأن الروائيين في الغرب قد س‪-‬‬
‫‪-‬اتذة‬
‫الطافحة بالحسنات بمراحل كثيرة‪ ،‬ففي الغرب من الروائيين‪ ،‬المتفننين مئات وألوف "وهم أس‪-‬‬
‫‪-‬ا‬
‫الفن بال جدال‪ ،‬فإذا نقلنا عنهم أو نزعنا إلى أسلوبهم‪ ،‬فإنما نزيد آدابنا ثروة وجماال‪ ،‬ونزيد كتابن‪-‬‬
‫أسلوب وإطالعا وفنًا"[‪.]1‬‬

‫وبيدس الذي كانت له جهود كبيرة في تأسيس فن الرواية في فلسطين‪ ،‬وهي جهود متنوعة‪ ،‬إذ‬
‫تراوحت بين التأليف والترجمة والتنظير‪ ،‬أفاد ال شك من الرواية التي قرأها وترجمها‪ .‬كان بيدس‬
‫‪-‬ه‬‫‪-‬ج روايت‪-‬‬‫‪-‬ه نس‪-‬‬
‫يتقن اللغة الروسية‪ ،‬ومنها نقل إلى العربية العديد من الروايات‪ ،‬وغير بعيد ان‪-‬‬
‫"الوارث" على منوالها‪ ،‬أن لم يكن في الموضوع‪ ،‬ففي األسلوب‪.‬‬

‫وقد التفت حسام الخطيب في كتابه "حركة الترجمة الفلسطينية" (‪ )1995‬إلى األثر الذي تركته‬
‫حركة ترجمة الرواية الغربية على الرواية الفلسطينية في غير مكان‪ ،‬فكتب‪:‬‬

‫"منذ البدء كانت الرواية هي المفضلة لدى المترجم الفلسطيني األول خليل بيدس" ورأى الخطيب‬
‫أن الرواية حتى اليوم تحظى باألفضلية األولى لدى المترجمين‪ ،‬وان لم تص‪-‬ل ترجم‪-‬ة الرواي‪-‬ة‬
‫واحتفاظها باألولوية إلى درجة المبالغة والشطط‪ .‬وأما لماذا حظيت الرواية باألفضلية األولى‪ ،‬فان‬
‫الخطيب يرى ذلك "تجاوبا مع طبيعة المرحلة عربيا وإرضاًء ‪ ،‬ألذواق القراء"[‪.]2‬‬

‫‪-‬ة‬‫ال يختلف غسان كنفاني‪ ،‬حين ُيسأل عن روايته "ما تبقى لكم" وتأثره في أثناء كتابتها برواي‪-‬‬
‫(وليم فوكنر) "الصخب والعنف" (‪ )1929‬ال يختلف كثيرا عن بيدس‪ ،‬فهو –أي كنفاني‪ -‬يعبر عن‬
‫‪-‬ف"‪،‬‬‫‪-‬خب والعن‪-‬‬ ‫إعجابه بأسلوب (فوكنر) وبروايته‪" :‬بالنسبة لفوكنر أنا معجب جدا بروايته" "الص‪-‬‬
‫‪-‬ا‬
‫‪-‬أثرا ميكانيكي‪-‬‬‫‪-‬ت ت‪-‬‬ ‫وأنا اعتقد أن هذا صحيح‪ ..‬انأ متأثر جدًا بفوكنر‪ ..‬ولكن "ما تبقى لكم" ليس‪-‬‬
‫بفوكنر‪ ،‬بل هي محاولة لالستفادة من األدوات الجمالية واالنجازات الفنية ال‪--‬تي حققه‪--‬ا فوك‪--‬نر‬
‫لتطوير األدب الغربي[‪.]3‬‬
‫وإذا كان بيدس أشار إشارة عامة إلى تأثر الرواية في الشرق بالرواية الغربية‪ ،‬دون أن يقارن‬
‫‪-‬ا‬
‫بين روايته وروايات غربية‪ ،‬ودون أن يفصح في المقارنة عن النصوص التي تأثر بها‪ ،‬وهذا م‪-‬‬
‫‪-‬عيد أبي النحس‬‫‪-‬اء س‪-‬‬ ‫‪-‬ة في اختف‪-‬‬ ‫بدا في قول كنفاني‪ ،‬فان إميل حبيبي في روايته "الوقائع الغريب‪-‬‬
‫المتشائل" (‪ )1974‬يعقد فصال يقارن فيه بين بطله سعيد وبطل رواية (فولتير) الكاتب الفرنس‪--‬ي‬
‫"كنديد"‪ ،‬وعنوان الفصل "الشبه الفريد بين سعيد وكنديد"‪ ،‬ويشير في الهامش إلى ترجمة النابلس‪--‬ي‬
‫عادل زعيتر لرواية (فولتير)[‪ .]4‬وفي المقابالت المتأخرة مع إميل حبيبي يفصح علنا عن ت‪--‬أثره‬
‫‪-‬فيك" و‬‫‪-‬دي الطيب ش‪-‬‬ ‫‪-‬يك) "الجن‪-‬‬‫‪-‬الف هاتش‪-‬‬ ‫‪-‬ا (ياروس‪-‬‬ ‫بروايات أوروبية عديدة‪ ،‬أبرزها روايت‪-‬‬
‫‪-‬ارف"‬ ‫(سرفانتيس)‪" :‬دون كيشوت"‪ .‬وفي المقابلة األخيرة التي أجريت معه ونشرت في مجلة "مش‪-‬‬
‫‪-‬انية‬
‫‪-‬ة اإلنس‪-‬‬
‫يذكر حبيبي هذا بالحرف‪" :‬كما وجدت أن ظاهرة الضعف اإلنساني المتمثل باالتكالي‪-‬‬
‫‪-‬تي‬‫‪-‬ل ال‪-‬‬
‫ليست ظاهرة أو مميزا خاصا لشعبنا‪ ،‬وإنما لكل الشعوب‪ .‬وما من شعب مر بمرحلة مث‪-‬‬
‫مررنا بها إال وكان له سعيده أبو النحس المتشائل‪ .‬الجندي "شفيك" مثال‪ .‬وفي نواٍح معينة‪ ،‬وربما‬
‫عكسية‪ ،‬انأ متأثر برواية "دون كيشوت" "لسرفانتيس"[‪.]5‬‬

‫‪-‬وال‬‫‪-‬يرا عن أق‪-‬‬ ‫وال يبتعد أحمد حرب أستاذ األدب المقارن في جامعة بير زيت في أقواله كث‪-‬‬
‫كنفاني وحبيبي‪ ،‬فهو حين يتحدث عن الروايات التي كتبها‪ ،‬يقر بتأثره بروايات كتاب آخرين قرأها‬
‫باللغة االنجليزية‪ ،‬وان لم يكونوا غريبين‪ ،‬لكنهم كتبوها باالنجليزية‪ .‬وإذا ما اعتبرنا اللغة معي‪--‬ارا‬
‫لتحديد هوية أدب ما‪ ،‬اعتبرنا هذه الروايات غربية‪ ،‬فلغتها انجليزية‪ .‬يقول حرب‪:‬‬

‫‪-‬اب"‬‫‪-‬ان كش‪-‬‬‫‪-‬ورة الفن‪-‬‬‫"من اآلداب الكالسيكية العالمية فقد استعملت بشكل خاص روايات "ص‪-‬‬
‫‪-‬اقط"‬
‫لالنجليزي جيمس جويس‪" ،‬لماذا نحن مباركون" للكاتب الغاني أبي كوني أرمة‪" ،‬األشياء تتس‪-‬‬
‫للكاتب النيجيري "تشينو تشيبي"‪" ،‬حبوب القمح" للكاتب الكيني جيمس نقوفي‪" ،‬ش‪--‬رق الف‪--‬ردوس‬
‫و"القمر كئيب للكاتب األمريكي جون شتاينبك"[‪.]6‬‬

‫ثانيا‪ :‬دارسو األدب الفلسطيني ودراساتهم المقارنة‪ :‬نماذج مختارة‪.‬‬

‫ربما كانت روايات غسان كنفاني هي األوفر حظا في الروايات الفلسطينية التي حظيت بالمقارنة‬
‫مع روايات أوروبية‪ .‬ولعل الدارس يثير سؤاال مهما هنا هو‪ :‬لماذا؟‬

‫وحتى استشهاد غسان كنفاني لم يبرز روائي فلسطيني واحد ثابر على كتابة الرواية وتطويرها‬
‫وإثارة أسئلة حول شكلها الفني‪ .‬حقا أن بيدس ترجم الروايات وكتب رواية واحدة ونظر لهذا الفن‪،‬‬
‫لكن رواية واحدة لم تجعل منه روائيا‪ ،‬عدا أن روايته "الوارث" (‪ )1920‬لم تكن متوفرة دائما بين‬
‫أيدي الدارسين ولم تتوفر معها الروايات التي ترجمها‪ ،‬ليقارن الدارسون بين المترجم والمؤلف –‬
‫‪-‬ا‪ ،‬فليس بينهم من‬‫أي بين ما ترجمه بيدس وما ألفه‪ .‬ولم يكن الروائيون الذين ألفوا بعده أوفر حظ‪-‬‬
‫كتب غير رواية‪ .‬ألف هؤالء رواية‪ ،‬وفي أحسن األحوال‪ ،‬روايتين‪ ،‬ولكن الفن الروائي لم يشغلهم‬
‫‪-‬تى‬‫بالدرجة التي شغل بها بيدس‪ .‬ويرى دارسون كثر أن كنفاني هو الروائي الفلسطيني األبرز ح‪-‬‬
‫تاريخ استشهاده‪ ،‬فإلى جانب كتابته رواية فنية تعالج الموضوع الفلسطيني‪ ،‬أنجز أربع رواي‪--‬ات‪،‬‬
‫وشرع في كتابة ثالث أخرى استشهد قبل أن يكملها‪ ،‬هذا إذا غضضنا النظر عن روايت‪--‬ه ال‪--‬تي‬
‫‪-‬ل‬‫‪-‬ة‪ :‬من قت‪-‬‬ ‫كتبها ونشرها على حلقات‪ ،‬ثم جمعت وصدرت في كتاب بعد استشهاده‪ ،‬وهي رواي‪-‬‬
‫‪-‬د أتى‬‫‪-‬ين‪ ،‬وق‪-‬‬‫ليلى الحايك‪ .‬وقد حظي كنفاني ألسباب عديدة أبرزها األنفة الذكر‪ ،‬باهتمام الدارس‪-‬‬
‫هؤالء على مقارنة رواياته بالروايات األوروبية‪ ،‬فقد قارنوا بين رواياته وروايات (وليم فوك‪--‬نر)‬
‫"الصخب والعنف" ورواية (مكسيم جوركي) "األم"‪ ،‬كما قارنوا بين رواياته‪ ،‬وتحديدا روايته "عائد‬
‫إلى حيفا "ومسرحية (برتولد بريخت)" دائرة الطباشير القوقازية‪ ،‬ومسرحية (ت‪.‬س اليوت)‪" :‬كاتم‬
‫السر"[‪.]7‬‬

‫كانت رضوى عاشور في كتابها "الطريق إلى الخيمة األخرى " دراسة في أعم‪--‬ال "غس‪--‬ان‬
‫كنفاني" (‪ )1977‬رائدة في هذا المجال‪ .‬وجّل الدراسات التي جاءت بعدها‪ ،‬أو ما كتب عن غسان‬
‫وبعض رواياته‪ ،‬اعتمد عليها‪ ،‬وان أضافت بعض الدراسات إليها الشيء القليل[‪.]8‬‬

‫قارنت رضوى عاشور بين "الصخب والعنف" و "ما تبقى لكم" وأتت على ما قاله كنفاني عن‬
‫عالقته بـ(وليم فوكنر) وتأثره به‪.‬‬

‫كتبت عاشور‪:‬‬

‫"إلى جانب تأثر غسان بالتكنيك الكلي لرواية فوكنر‪ ،‬وهو تداخل تيارات الشعور والماض‪--‬ي‬
‫بالحاضر‪ ،‬فإن "ما تبقى لكم" تحمل أصداء واسعة من الفصل الثاني بالذات من "الصخب والعنف"‪،‬‬
‫‪-‬ه‬ ‫‪-‬ادي وارتباط‪-‬‬
‫‪-‬ه ك‪-‬‬‫وهو الفصل الذي يقدم لنا تيار شعور كوينتين األخ‪ .‬أن عالقة كوينتين بأخت‪-‬‬
‫الشديد بها واشتهاءه لها‪ ،‬وحمل األخت بوليد غير شرعي من صديق يحتقره األخ‪ ،‬نجدها جميع‪ً--‬ا‬
‫وبدرجات متفاوتة في عالقات حامد ومريم ومريم وزكريا وحامد وزكريا‪ .‬كذلك ي‪--‬دين غس‪--‬ان‬
‫لفوكنر بصورة الساعة التي ترمز للزمن"[‪.]9‬‬

‫وتفصل عاشور أوجه االقتراب وأوجه االختالف بين دال الساعة في الروايتين[‪ .]10‬وتخلص‬
‫إلى ما يلي‪:‬‬

‫"أن الرؤية لدى كل من غسان كنفاني وويليام فوكنر مختلفة اختالفا جوهريًا‪ .‬أما التأثر فهو تأثر‬
‫شكلي بحت‪ .‬لقد قرأ غسان رواية فوكنر وسحر بها واستعار منها العديد من انجازاتها الش‪--‬كلية‪،‬‬
‫ولكنه اخذ يطوع هذه االنجازات من اجل التعبير عن موضوع له خصوصيته الفلسطينية"[‪.]11‬‬

‫‪-‬ل النقيب‬
‫ويبدو أن تأثر كنفاني بـ(وليم فوكنر) كان االكثر دراسه‪ ،‬فقد اتي عليه كل من فض‪-‬‬
‫وعز الدين المناصرة وفيحاء عبد الهادي وحبيب بولص‪( *.‬انظر هامش ‪ 7‬من هذه الدراسة)‪.‬‬

‫وهناك جانب آخر في أدب كنفاني يتمثل في تأثره باألدب الصهيوني المكتوب باللغة االنجليزية‬
‫أو المترجم إليها‪ .‬وهذا الجانب لم يلتفت إليه الدارسون إال ما ندر‪ ،‬علما بأن كنف‪--‬اني درس األدب‬
‫‪-‬ات‬‫‪-‬ه درس رواي‪-‬‬ ‫‪-‬هيوني" (‪ )1966‬وفي‪-‬‬
‫الصهيوني واصدر عنه كتابه المشهور "في األدب الص‪-‬‬
‫مشهورة مثل رواية "لصوص في الليل" لـ(آرثر كوستلر) و "نجمة في الريح" لـ(روبرت ناثان)‬
‫و "اكسودس" لـ(ليون أوريس) و "ارض قديمة جديدة" لـ(هرتسل)‪ .‬وربما كنت الدارس الوحي‪--‬د‬
‫الذي عقد مقارنة بين رواية "عائد إلى حيفا" وصورة الذات واألخر فيها على ضوء ص‪--‬ورتها في‬
‫رواية "الخروج‪ /‬اكسودس" لـ(ليون أوريس)[‪.]12‬‬
‫يلي كنفاني أهمية في هذا المجال الروائي إميل حبيبي‪ ،‬بخاصة روايته "الوقائع الغريب‪--‬ة" في‬
‫اختفاء سعيد أبي النحس المتشائل (‪ ،)1974‬الرواية التي حظيت بدراسات كثيرة عن التناص فيها‪،‬‬
‫‪-‬فيك" و‬‫‪-‬دي الطيب ش‪-‬‬ ‫‪-‬وت" و "الجن‪-‬‬ ‫ولكن حظها من الدراسات التي تقارن بينها وبيني "دون كيش‪-‬‬
‫"كنديد" كان قليًال ‪ .‬وإذا كان الدارسون قارنوا بينها وبين كنديد‪ ،‬وهي مقارنة بدت أصال في الرواية‬
‫نفسها –أي رواية المتشائل‪ -‬فإنني ال اعرف دراسات قارنت بينها وبين "دون كيشوت" و "الجندي‬
‫الطيب شفيك"‪ ،‬علما بأن حبيبي كما رأينا ذكر بأنه قرأ هاتين الروايتين‪.‬‬

‫كان احمد حرب أستاذ األدب المقارن في جامعة بير زيت أول من قارن دراسًة بين"المتشائل" و‬
‫‪-‬ائل"‬
‫‪-‬ة "المتش‬
‫‪-‬زء األول من رواي‬
‫‪-‬راء الج‬
‫‪-‬ا بعض ق‬‫‪-‬فوية أجراه‬‫‪-‬ة ش‬
‫‪-‬اك مقارن‬ ‫‪-‬انت هن‬ ‫"كنديد"[‪ ]13‬وان ك‬
‫حين نشره إميل في مجلة الجديد في العام ‪ .1972‬فقد أتى حين كتب بقية أجزاء الرواية على هذا‪،‬‬
‫وكتب فصال عنوانه "الشبه الفريد بين سعيد وكنديد"[‪ ،]14‬كأنما يرد فيه على أولئك الذين ذهب‪--‬وا‬
‫إلى انه لم يأت بجديد فيما كتبه‪.‬‬

‫‪-‬برا في‬‫ثمة كاتب ثالث حظيت أعماله بدراسات مقارنة‪ ،‬هو جبرا إبراهيم جبرا‪ ،‬وقد درس ج‪-‬‬
‫‪-‬ل‬‫الغرب وقرأ األدب الغربي باللغة االنجليزية التي أتقنها وكتب فيها وترجم عنها‪ .‬وقد التفت خلي‪-‬‬
‫‪-‬رى" (‬ ‫‪-‬رف األخ‪-‬‬ ‫‪-‬ة "الغ‪-‬‬
‫الشيخ إلى صلة جبرا بأدباء غربيين‪ ،‬وأنجز دراسة قارن فيها بين رواي‪-‬‬
‫‪ )1986‬ورواية (فرانز كافكا) "المحاكمة"(‪ ،)1925‬وقد التفت الشيخ إلى إشارات جبرا المبك‪--‬رة‬
‫ألعمال (كافكا) علمًا بأنه –أي جبرا‪ -‬لم يتقن األلمانية التي كتب بها (كافكا)‪ .‬وأوضح الش‪--‬يخ أن‬
‫‪-‬ا‬
‫‪-‬تي كتبه‪-‬‬ ‫صلة جبرا بـ(كافكا) تعود إلى فترة مبكرة‪ ،‬وتحديدا في مقالته عن (جورج أوريل) ال‪-‬‬
‫سنة ‪ 1960‬محلال روايته الشهيرة ‪ .1984‬وتتكرر إشارات جبرا إلى (كافكا) في رواية "السفينة"‬
‫‪-‬رى" (‪[)1992‬‬ ‫(‪ )1970‬وفي مقاالت الحقة "أقنعة الحقيقة والخيال" و "معايشة النمرة وأوراق أخ‪-‬‬
‫‪.]15‬‬

‫ويرى الشيخ أن الفاصل الزمني بين "المحاكمة" (‪ )1925‬و "الغرف األخرى" (‪ )1986‬ال يلغي‬
‫‪-‬ير‬
‫‪-‬ذ س‪-‬‬ ‫‪-‬ة‪ ،‬ص ‪-130‬ص‪ )133‬ويتخ‪-‬‬ ‫مشروعية المقارنة بينهما‪( .‬انظر‪ :‬الشيخ‪ ،‬دوائر المقارن‪-‬‬
‫‪-‬ة ‪.1‬‬‫‪-‬اور التالي‪-‬‬
‫‪-‬ا من خالل المح‪-‬‬
‫المقارنة بين الروايتين مسارا يسعى إلبراز الرؤية الكلية فيهم‪-‬‬
‫الورطة ‪ .2‬مجابه الورطة ‪ .3‬نهاية المجابهة[‪.]16‬‬

‫كما التفت سمير فوزي حاج في كتابه "مرايا جبرا إبراهيم جبرا والفن الروائي" (‪]17[)2005‬‬
‫إلى تأثر جبرا بالرواية الغربية‪ .‬لقد أتى‪ ،‬مثلما فعل الشيخ‪ ،‬على تأثر جبرا بـ(كافكا)‪ ،‬وأشار إلى‬
‫األسلوب لدى كليهما –وال ادري لماذا لم يشر إلى الشيخ‪ .-‬غير أن دراسة حاج ال تقتص‪--‬ر عن‬
‫‪-‬ة بين‬
‫‪-‬د مقارن‪-‬‬‫إجراء المقارنة بين جبرا وكافكا‪ ،‬فهي ال تهدف إلى هذا فقط‪ ،‬وإنما ترمي إلى عق‪-‬‬
‫أساليب جبرا في رواياته وأساليب (كافكا) و(دوستوفسكي) و(فوكنر) و(جويس) وآخرين‪.‬‬

‫ويخلص حاج إلى النتائج التالية‪:‬‬

‫"تعكس النصوص الروائية في الس‪--‬فينة (‪ ،)1970‬والبحث عن ولي‪--‬د مس‪--‬عود (‪...)1978‬‬


‫‪-‬ة‪....‬‬
‫‪-‬ة األمريكي‪-‬‬
‫‪-‬ة‪ ،‬والرواي‪-‬‬
‫المؤثرات األدبية األجنبية‪ ،‬خاصة تقنيات الرواية األوروبية الحديث‪-‬‬
‫‪-‬ة‬
‫‪-‬ة‪ ،‬خاص‪-‬‬ ‫‪-‬ة األجنبي‪-‬‬
‫فاالهتمام بالزمن‪ ،‬وتشظيه من خالل تقنيات حديثة‪ ،‬نابع من التأثر بالرواي‪-‬‬
‫‪-‬يس ‪ Ulysses‬في رواي‪-‬‬
‫‪-‬ة‬ ‫روايات وليام فوكنر‪ ...‬أن كتابة مونولوج طويل يشير إلى تأثير يولس‪-‬‬
‫‪-‬ل إلى خمس وأربعين‬ ‫‪-‬ويال‪ ،‬يص‪-‬‬‫‪-‬ا ط‪-‬‬‫جبرا‪ ،‬حيث يقدم مولي بلوم في فصلها األخير‪ ،‬مونولوج‪-‬‬
‫صفحة‪ ....‬أن إتباع المونولوج الطويل في كتابة شريط وليد مسعود‪ ،‬مع إهمال الترقيم هو طريقة‬
‫حديثة في الرواية العربية‪ ،‬تميزت بها روايات جبرا‪.‬‬

‫ميزة أخرى بينتها هذه الدراسة‪ ،‬هي إتباع أسلوب كافكا في رسم شخصية لمى من خالل رسائل‬
‫فالح‪ :‬إذ أن فالح‪ ،‬أشار إلى لمي بحرف "الالم"‪ ،‬كما رمز كافكا في روايته إلى الشخصية الرئيسية‬
‫بحرف "الكاف" "]‪.K"[18‬‬

‫هذه هي ابرز الدراسات العربية المقارنة لصلة الرواية الفلسطينية بالرواية الغربية وتأثرها بها‪.‬‬
‫‪-‬ا‬
‫‪-‬ة‪ ،‬ربم‪-‬‬ ‫‪-‬ير العربي‪-‬‬‫وقد تكون هناك دراسات أخرى كتبها دارسون عرب وغير عرب بلغات غ‪-‬‬
‫يكشف عنها دارسون آخرون غيري[‪.]19‬‬

‫ثالثًا‪ :‬نماذج مقارنة‬

‫سوف أتوقف أمام ثالث روايات غربية‪ ،‬بإيجاز‪ ،‬كان لها تأثيرها في الرواية الفلسطينية وهي‪:‬‬

‫‪ .1‬أرض قديمة جديدة – لثيودور هرتسل‪.‬‬

‫‪ .2‬الجندي الطيب شفيك‪ -‬لياروسالف هاتشيك‪.‬‬

‫‪ .3‬صمت البحر‪ -‬لفيركور‪.‬‬

‫أوًال ‪ :‬هرتسل‪ :‬ارض قديمة جديدة وكنفاني وحبيبي‪:‬‬

‫صدرت هذه الرواية باللغة األلمانية في بدايات ق‪ ،20‬وقد نقلت إلى العربية في العام ‪،1962‬‬
‫وقد تركت اثرا واضحا في بعض روايات غسان كنفاني ورواية إميل حبيبي "المتشائل" ومن خالل‬
‫قراءة كتاب كنفاني "في األدب الصهيوني" يلحظ اطالعه عليها‪ ،‬فقد اقتبس منها بعض الفق‪--‬رات‪.‬‬
‫وال يدري المرء أن كان كنفاني‪ ،‬اطلع على الترجمة االنجليزية لها – إن ترجمت إلى االنجليزية‪،‬‬
‫أو اطلع على ترجمتها إلى العربية التي أشار إليها[‪.]20‬‬

‫وقد توقف كنفاني أمام رأي (هرتسل) حول هدف روايته‪ ،‬وهو "هدف" لم يكن فنبا‪ ،‬ولكنه كان‬
‫‪-‬ات‬‫‪-‬ال الرواي‪-‬‬
‫‪-‬ف عن أبط‪-‬‬ ‫هدفا دعاويا[‪ .]21‬ويرى كنفاني أن بطل "ارض قديمة جدي‪-‬‬
‫‪-‬دة" يختل‪-‬‬
‫الصهيونية التي أنجزت قبلها‪ ،‬مثل روايات (دانييل ديروندا) و (دافيد آلروي) ومثل بطل مسرحية‬
‫‪-‬ل" وعن‬‫‪-‬لوب للعم‪-‬‬‫"اليهودي األزلي"‪ ،‬فإذا كان أبطال هذه الروايات مجرد دعاة يتحدثون عن أس‪-‬‬
‫خطة الستعمار فلسطين فان بطل "األرض القديمة الجديدة" قد شرع في العمل[‪ .]22‬وال يختل‪--‬ف‬
‫أبطال الروايات الصهيونية الالحقة‪ ،‬مثل رواية (ارثر كوستلر) "لصوص في الليل" ورواية (ليون‬
‫اوريس) "اكسودس"‪ ،‬عن بطل "أرض قديمة جديدة"‪.‬‬
‫‪-‬ا" في‬
‫‪-‬د إلى حيف‪-‬‬ ‫هذا البطل الصهيوني الذي شرع يعمل يتجسد في رواية غسان كنفاني "عائ‪-‬‬
‫شخصية (دوف) ودوف هو االبن البيولوجي لبطل الرواية العربي س‪-‬عيد‪ .‬س‪ .‬ك‪-‬ان س‪-‬عيد‪ .‬س‬
‫وزوجته صفية في أثناء حرب العام ‪ 1948‬غادرا مدينتهما حيفا هربا من العنف الصهيوني‪ ،‬وقد‬
‫نسيا في أثناء هربهما ابنهما خلدون في البيت‪ ،‬ولم يرياه إال بعد هزيمة حزيران في العام ‪.1967‬‬
‫‪-‬ر‬‫‪-‬ق الفك‪-‬‬‫‪-‬ذا اعتن‪-‬‬
‫‪-‬هيونية‪ ،‬وهك‪-‬‬‫‪-‬ة ص‪-‬‬ ‫وما بين ‪ 1948‬و ‪ 1967‬تبنته عائلة يهودية وربته تربي‪-‬‬
‫الصهيوني وآمن به‪ ،‬وأخذ ينظر إلى العرب من خالله‪ .‬وحين حاوره والده البيولوجي س‪--‬عيد‪ .‬س‬
‫آمال أن يعود معه ومع أمه يرفض‪ ،‬ويرى أن العرب عاجزون ال يجيدون سوى االنتظار والبكاء‪.‬‬
‫ولو كان هو مكانهما لحمل السالح وحارب من اجل إعادة ابنه إليه‪ .‬وفي مقوالته ما يجسد النتيجة‬
‫التي توصل إليها كنفاني حول اختالف بطل ارض قديمة جديدة عن بطل الرواية الصهيونية التي‬
‫أنجزت قبلها‪.‬‬

‫هل كان كنفاني سينجز روايته "عائد إلى حيفا" التي تحفل بالفكر الصهيوني على لسان (دوف)‪،‬‬
‫‪-‬ذكورة‬
‫‪-‬ل) الم‪-‬‬
‫وقد أراد كنفاني نقضه‪ ،‬على النحو الذي برزت عليه لو لم يكن قرأ رواية (هرتس‪-‬‬
‫والروايات التي سارت في فلكها؟‬

‫‪-‬ده‬
‫وإذا كانت رواية "ارض قديمة جديدة" أبرزت يهودي المنفى متسوال وشحاذًا‪ ،‬وهو ما تجس‪-‬‬
‫شخصية (ديفيد لوتفيك)‪ ،‬وان هذا المتسول الشحاذ لن يغدو ذا كرامة ومكان‪--‬ة إال إذا ه‪--‬اجر إلى‬
‫فلسطين وأقام فيها وطنه القومي‪ ،‬فان روايات كنفاني كلها من "رجال في الشمس" حتى "أم س‪--‬عد"‬
‫‪-‬د‬
‫‪-‬رج الوحي‪-‬‬ ‫‪-‬ة‪ ،‬وان المخ‪-‬‬‫‪-‬اة ذليل‪-‬‬
‫‪-‬ية وحي‪-‬‬‫تصور حياة الفلسطيني في المنفى على أنها حياة قاس‪-‬‬
‫‪-‬طين‪ ،‬ال في‬‫‪-‬ودة إلى فلس‪-‬‬ ‫للفلسطيني من مشاكله التي نجمت عن خروجه من وطنه يتمثل في الع‪-‬‬
‫‪-‬ا‬
‫‪-‬ه‪ ،‬م‪-‬‬‫االبتعاد عنها‪ .‬هل أدرك كنفاني هذا باجتهاده الشخصي أم انه كان يضع وهو يكتب روايت‪-‬‬
‫وضعه (هرتسل) نصب عينيه وهو يكتب روايته؟‬

‫‪-‬ل‬‫‪-‬و إمي‪-‬‬‫والكاتب الثاني الذي يمكن عقد مقارنة بين روايته ورواية "ارض قديمة ‪-‬جديدة" ه‪-‬‬
‫حبيبي‪ .‬لم يشر حبيبي في المقابالت التي أجريت معه إلى قراءته رواية (هرتسل)‪ ،‬وكانت قراءتها‬
‫متوفرة لديه من خالل لغته العربية أوال ومن خالل إتقانه اللغة العبرية ثانيا‪ ،‬وإذا كانت الرواي‪--‬ة‬
‫ترجمت إلى العربية‪ ،‬فما ال شك فيه أنها نقلت إلى العبرية‪ ،‬وفوق هذا كله ف‪--‬إن سياس‪--‬ة دول‪--‬ة‬
‫إسرائيل منذ تأسيسها إن هي إال تجسيد ألطروحات (هرتسل) في كتابه "الدول‪--‬ة اليهودي‪--‬ة" وفي‬
‫‪-‬كل‪،‬‬‫‪-‬أثيرا في الش‪-‬‬ ‫‪-‬ائل" ليس ت‪-‬‬
‫روايته المذكورة‪ .‬إن تأثير "أرض قديمة‪-‬جديدة" في رواية "المتش‪-‬‬
‫ويمكن قول الشيء ذاته عن تأثيرها في روايات كنفاني‪ ،‬وإنما هو تأثير في الطروحات‪ ،‬إذ برزت‬
‫أطروحاتها في أعمال الكاتبين على لسان شخصيات صهيونية‪ ،‬ولكن لدحضها‪ ،‬ال لتبنيها‪.‬‬

‫يحاول (هرتسل)‪ ،‬من خالل روايته‪ ،‬أن يبرهن أن فلسطين ارض خربة بائس‪--‬ة تحت‪--‬اج إلى من‬
‫‪-‬ا‬
‫‪-‬ل ياف‪-‬‬
‫‪-‬طين‪ ،‬مث‪-‬‬‫يعتني بها ويبنيها ويعيد إليها الروح من جديد‪ ،‬فحين زار بطلها المدن في فلس‪-‬‬
‫والقدس‪ ،‬وحين زار ريفها‪ ،‬الحظ مقدار البؤس الذي يسود فيها‪ ،‬وهو جزء من بؤس الشرق الذي‬
‫يحتاج إلى استعمار غربي لينقذه منه‪ .‬ويتخيل (هرتسل) في روايته‪ ،‬من خالل بطله‪ ،‬كيف تغ‪--‬دو‬
‫فلسطين‪ ،‬بعد عشرين عاما من سيطرة الصهيونية عليها‪ :‬قطارات كهربائي‪--‬ة وارض زراعي‪--‬ة‪،‬‬
‫ومبان حديثة يعلوها القرميد‪ ،‬وشوارع نظيفة‪ .‬أن التغير الذي ألم ببطلها (ديفيد لوتفي‪--‬ك) ش‪--‬حاذ‬
‫النمسا وفيينا‪ ،‬حيث غدا في فلسطين ثريا وقائدا‪ ،‬يصيب األرض الفلسطينية وم‪--‬دنها‪ .‬وسيش‪--‬عر‬
‫‪-‬رك‬
‫‪-‬د ت‪-‬‬
‫‪-‬طين بع‪-‬‬
‫االسرائيليون بأنهم عمروا األرض التي خربها العرب حين سيطروا على فلس‪-‬‬
‫اليهود لها قبل ألفي عام‪.‬‬

‫في رواية إميل حبيبي "المتشائل" تطالعنا شخصيات يهودية تشعر بالتفوق والتميز‪ ،‬وترى أنها‬
‫هي من أعاد الحياة إلى ارض فلسطين‪ ،‬فحيثما حل اليهود ظهر الخضار والعمار وحيثم‪--‬ا ك‪--‬ان‬
‫العرب كان الخراب‪ .‬وسيقول معلم سعيد‪ ،‬والمعلم هو شخصية يهودية‪ ،‬سيقول له هذا‪ ،‬وهذا م‪--‬ا‬
‫يبرز في الفقرة التالية‪:‬‬

‫وكان يقول‪ ،‬وأنا أمشئل‪ :‬الخضرة ‪ ،‬الخضرة على يمينك وعلى يسارك وفي كل مكان‪ .‬أحيينا‬
‫‪-‬ط‬ ‫الموت وامتنا الحيات (وكان يعني األفاعي)‪ .‬ولذلك أطلقنا على حدود إسرائيل القديمة اسم "الخ‪-‬‬
‫‪-‬رارات‬ ‫‪-‬ا ج‪-‬‬‫‪-‬ا أقبلي ي‪-‬‬‫‪-‬راء تنادين‪-‬‬
‫األخضر"‪ .‬فما بعدها جبال جرداء وسهول صحراء وارض قف‪-‬‬
‫المدينة"‪.‬‬

‫‪-‬رب‪،‬‬ ‫‪-‬طين وبين الع‪-‬‬‫ويواصل معلم سعيد قوله‪ ،‬مبرزا الفارق بين اليهود الذين استوطنوا فلس‪-‬‬
‫‪-‬اء‬‫‪-‬ون إال البك‪-‬‬
‫‪-‬حراء ال يعرف‪-‬‬ ‫‪-‬اء الص‪-‬‬
‫األولون عمروا وبنوا وأصلحوا األراضي‪ ،‬واآلخيرون أب‪-‬‬
‫والخراب‪ .‬وقد بدا هذا الشيء واضحًا‪ ،‬من قبل‪ ،‬في رواية غسان كنفاني "عائد إلى حيفا"‪ ،‬إذ أبدت‬
‫صفية زوجة سعيد‪ .‬س إعجابها بما غدت عليه حيفا بعد عشرين عاما من سيطرة اليهود عليه‪--‬ا‪.‬‬
‫لكن كنفاني‪ ،‬وبعده حبيبي‪ ،‬ينقضان المزاعم الصهيونية‪ ،‬فكنفاني قال على لسان بطله‪ :‬كان بإمكاننا‬
‫أن نجعلها أحسن بكثير‪ ،‬وحبيبي جعل بطله يقول‪ :‬أن ذلك بفضل أيادينا أي أيادي العمال العرب‪،‬‬
‫فهم من بنوا الدولة العبرية [‪.]23‬‬

‫‪-‬ة "ارض‬
‫ويمكن القول أن روايات "لصوص في الليل" و "اكسودس" خرجت من معطف رواي‪-‬‬
‫قديمة جديدة"‪ .‬وان رد كنفاني وحبيبي هو رد عليها أيضا‪.‬‬

‫‪( .2‬ياروسالف هاتشيك) وإميل حبيبي‬

‫في المقابالت المبكرة التي أجريت مع إميل حبيبي حول روايته المتشائل يذكر انه قبل أن يشرع‬
‫في كتابتها قرأ كتب تراث عربي وبعض كالسيكيات األدب العالمي‪ ،‬ولم يعين بالضبط أسماء تلك‬
‫الكالسيكيات‪ ،‬وان أتى في الرواية‪ ،‬على لسان بطله سعيد صاحب الرسائل‪ ،‬على (فولتير) وروايته‬
‫"كندديد"[‪ ]24‬وبعض مسرحيات (شكسبير) مثل "عطيل" و "يوليوس قيصر"[‪.]25‬‬

‫وقد اقتبس محمد بكر البوجي‪ ،‬وهو يتحدث عن مصادر رواية المتشائل‪ ،‬فقرة من مقابلة أجريت‬
‫‪-‬ربي‪،‬‬‫‪-‬التراث الع‪-‬‬
‫‪-‬ل ب‪-‬‬‫مع إميل حبيبي في العام ‪ ،]26[1974‬عن مصادر الكتاب تظهر تأثر إمي‪-‬‬
‫واضاف البوجي‪" :‬وقد أشار الكاتب أيضا في ثنايا روايته إلى انه قرأ كنديد "لفولتير"‪ ،‬وضمن إميل‬
‫روايته بعضا من أحداث كنديد"[‪.]27‬‬

‫‪-‬أثره‬
‫ومثل أكثر الدارسين العرب الذين كتبوا عن تمثل إميل للتراث العربي‪ ،‬ولم يلتفتوا إلى ت‪-‬‬
‫‪-‬انب‪،‬‬
‫‪-‬ذا الج‬
‫‪-‬ام ه‬
‫‪-‬وال أم‬
‫‪-‬ف مط‬
‫‪-‬وجي لم يتوق‬
‫‪-‬إن الب‬
‫‪-‬ا‪ ،‬ف‬
‫‪-‬يكياته‪ ،‬وتمثله‬ ‫بالتراث الغربي[‪ ،]28‬بخاص‬
‫‪-‬ة كالس‬
‫‪ /‬بل اكتفى بإشارة عابرة هي التي أوردتها‪ .‬وكما الحظنا فان إميل أشار‪ ،‬في متن روايت‪--‬ه‪ ،‬إلى‬
‫‪-‬نين إلى‬
‫‪-‬ين اث‪-‬‬ ‫"كنديد" والى الشبه الفريد بين بطلها كنديد‪ ،‬وبطل المتشائل سعيد‪ .‬وهذا دفع بدارس‪-‬‬
‫‪-‬يكيات األدب‬ ‫تتبع أوجه الشبه بين الروايتين‪ ،‬وتأثر إميل بكنديد‪ .‬ولم يشر إميل بالتحديد إلى كالس‪-‬‬
‫العالمي إال في فترة متأخرة على ما يبدو وإال كان دارسون مقارنون آخرون قارنوا بين "المتشائل"‬
‫وتلك الكالسيكيات‪ ،‬بخاصة إذا كانوا قرأوها‪.‬‬

‫في العام ‪ ،1996‬في المقابلة األخيرة معه‪ ،‬وقد أتيُت على هذا‪ ،‬قال إميل أن لكل شعب سعيده‪،‬‬
‫وذكر "دون كيشوت" و "الجندي الطيب شفايك"‪ ،‬وفي حدود ما قرأت من دراسات عن المتش‪--‬ائل‪،‬‬
‫بالعربية‪ ،‬لم أقرأ دراسات مقارنة بين "المتشائل" وتلك الروايتين اللتين نقلتا إلى العربية‪ .‬ونقلهم‪--‬ا‬
‫إلى العربية يدفع المرء إلى إثارة أسئلة عديدة‪ :‬متى "ترجمتا إلى العربية أصال؟ وهل قرأهما إميل‬
‫بها أم باالنجليزية أم بالعبرية؟ لقد أشار وهو يظهر الشبه الفريد بين سعيد وكندي‪--‬د إلى ترجم‪--‬ة‬
‫عادل زعيتر لها‪ ،‬ولكنه لم يفصح في المقابالت التي أجريت معه واطلعت عليها عن اللغات التي‬
‫‪-‬زب‬ ‫‪-‬ذي انتمى إلى الح‪-‬‬ ‫‪-‬و ال‪-‬‬‫‪-‬ه ه‪-‬‬ ‫قرأ بها (سرفانتيس) و (ياروسالف هاتشيك)‪ .‬وما من شك ان‪-‬‬
‫الشيوعي اإلسرائيلي حتى العام ‪ ،1989‬ما من شك انه زار (براغ)‪ ،‬بل انه أقام فيها فترة‪ ،‬واطلع‬
‫على قصة (شفيك) وزار تمثاله الشهير فيها‪.‬‬

‫لماذا أذن لم يجر الدارسون العرب دراسات مقارنة بين "المتشائل"و "الجندي الطيب شفيك" و‬
‫‪-‬وام (‪ )1986‬و(‪]29[)1998‬‬ ‫"دون كيشوت"؟ الترجمات التي املكها لهذين الكتابين تعود إلى األع‪-‬‬
‫وال اعرف الطبعات األولى لها‪ ،‬وال اعرف متى تمت الترجمة‪ ،‬وال اعرف أيضا أن كانت نشرت‬
‫على حلقات في صحف ومجالت عربية‪ ،‬قد يكون إميل اطلع عليها‪.‬وإذا كانت إش‪--‬ارة إمي‪--‬ل في‬
‫روايته إلى وجه الشبه بين سعيد و "كنديد" هي التي دفعت بعض الدارسين إلى المقارن‪--‬ة ‪ ،‬وق‪--‬د‬
‫كانت تلك اإلشارة في فترة مبكرة‪ ،‬فان إشارة حبيبي إلى "شفايك"و "دون كيشوت" جاءت متأخرة ‪،‬‬
‫‪-‬ا‬
‫‪-‬ة كتبه‪-‬‬ ‫‪-‬ائل علمي‪-‬‬ ‫وقد يكون أكثر الدارسين الذين أنجزوا كتبا عن إميل ‪ ،‬وهي في أكثرها رس‪-‬‬
‫باحثون شباب‪ ،‬وقد يكون هؤالء لم يقرأوا العملين الكالسيكيين المشار إليهما ‪ ،‬ولهذا غ‪--‬ابت عن‬
‫كتبهم ودراساتهم الدراسة المقارنة ‪ ،‬بل أن هؤالء أيضا لم يعقدوا مقارنة بين "المتشائل "و"كندي‪--‬د"‬
‫ومن عقدها ‪ ،‬ابتداء‪ ،‬وهو الدكتور أحمد حرب (‪)1980‬كان قرأ "كنديد" باالنجليزية ال بالعربي‪--‬ة‪،‬‬
‫‪-‬وامش‬ ‫فيما اعتمدت شخصيا على ترجمة عادل زعيتر التي وردت اإلشارة إليها في هامش من ه‪-‬‬
‫المتشائل ‪.‬‬

‫فما هي أوجه الشبه بين " شفيك" و"سعيد"أي بين "الجندي الطيب "و"الوقائع الغريبة في اختفاء سعيد‬
‫أبي النحس المتشائل؟‬

‫هناك تشابه بنائي بين الروايتين يتمثل في شكل الرواية ‪ ،‬تكونها من أجزاء وكتب ‪ ،‬وتكون ك‪--‬ل‬
‫جزء‪/‬كتاب من مقاطع لكل مقطع عنوان فرعي ‪.‬‬

‫‪-‬ير‬
‫‪-‬دد ‪ ،‬يس‪-‬‬‫وهناك تشابه أخر ‪ ،‬بنائي أيضا ‪ ،‬يتمثل في أن (شفيك) يكون غالبا وصيفا آلخر يتع‪-‬‬
‫معه وينفذ أوامره بدقه ويكون مطيعا له وهذا يوقعه في مأزق ‪ ،‬وسعيد يكون أيضا تابعا لمعلم‪--‬ه‬
‫يعقوب ينفذ أوامره ويطيعه طاعة عمياء ‪.‬وهذا يقود إلى ما سماه فاروق وادي في أثناء دراس‪--‬ته‬
‫‪-‬ه دون أن‬
‫‪-‬ا يطلب من‪-‬‬ ‫للسخرية في رواية "المتشائل" بتلقائية االستجابة وسرعتها ‪(.‬ينفذ شفيك ) م‪-‬‬
‫‪-‬ا ‪.‬ويمكن‬
‫‪-‬ه أيض‪-‬‬
‫‪-‬عيد عن‪-‬‬
‫يفكر فيه‪ ،‬حتى لو جر عليه متاعب هو في غنى عنها ‪ ،‬وال يختلف س‪-‬‬
‫التمثيل على ذلك في رواية "الجندي الطيب شفايك" بالمقطع الرابع[‪.]30‬‬

‫يكون (شفيك) وصيفا في بيت المالزم (لوكاش)‪ ،‬وحين يذهب األخير إلى عمله ‪ ،‬تزوره في منزله‬
‫سيدة ‪ ،‬يرفض( شفيك) استقبالها بناًء على أوامر (لوكاش)‪ ،‬وحين تذهب إلى األخ‪--‬ير في مك‪--‬ان‬
‫عمله وتخبر (لوكاش)بما فعله معها (شفيك)‪ ،‬يطلب (لوكاش) منه أن ينفذ أوامرها ويفعل‪.‬وت‪--‬دخل‬
‫إلى شقة (لوكاش) وتمارس حياتها ‪ ،‬وحين يتأخر تستحم وتجلس على السرير في وضع مغر وقد‬
‫اتكأت على الوسائد‪ ،‬وهنا تطلب من شفايك أن يدخل و"سار شفايك نحو السرير ‪.‬وبابتسامة عجيبة‬
‫قاست بعينيها جسده القصير الممتلئ وفخذيه المتينين ‪ ،‬أزاحت جانبا القماش الرقيق ال‪--‬ذي ك‪--‬ان‬
‫يخفي ويكشف كل شيء ‪ ،‬قالت بحزم وشده ‪":‬اخلع حذاءك وبنطالك ‪,‬تعال إلى هن‪--‬ا!‪ "...‬وهك‪--‬ذا‬
‫‪-‬ا يلي ‪":‬‬
‫‪-‬ة بم‪-‬‬ ‫‪-‬اد من الثكن‪-‬‬
‫حدث أن الجندي الطيب شفيك استطاع أن يبلغ المالزم األول حين ع‪-‬‬
‫أبلغكم بتواضع ياسيدي إني نفذت كل رغبات السيدة وخدمتها على نحو الئق وفقا ألوام‪--‬رك "‪-‬‬
‫أجاب المالزم األول ‪ -:‬شكرا ياشفيك ‪ ،‬وهل كانت رغباتها كثيرة ؟ ‪-‬حوالي ست رغبات‪ ،‬واآلن‬
‫هي تنام وكأنها تعبة تماما من الركوب‪ ،‬ولقد أطعت كل رغباتها بالفعل وكنت طوع بنانها تمام‪--‬ا‬
‫ياسيدي"[‪.]31‬‬

‫وسعيد في رواية "المتشائل" ينفذ أوامر معلمه يعقوب بسرعة دون أن يفكر ولو قليال فيها‪.‬فإذا‬
‫‪-‬رعة‬ ‫‪-‬ه أن ينكتم انكتم بس‪-‬‬‫‪-‬ا طلب من‪-‬‬
‫‪-‬رعة‪ ،‬وإذا م‪-‬‬‫ما طلب معلمه يعقوب منه أن يقوم قام بس‪-‬‬
‫وهكذا‪.‬انه مثل شفيك يبدو مطيعا طاعة عمياء ‪ ،‬وسيسبب له هذا كما سبب لشفيك إشكاالت عديدة‪.‬‬

‫على أن أهم ما يميز االثنين هو التغابي ‪.‬هل كان شفيك غبيا أم متغابيا؟ وكيف كان المالزم ينظر‬
‫إليه؟ والسؤال نفسه يثار حول سعيد ‪ :‬هل كان غبيا أم متغابيا وكيف كان معلمه الكبير ينظر إليه؟‬

‫أن التظاهر بما ليس في الواقع هو سمة أساسية في النصين ‪ ،‬ما يعني بالفعل أن حبيبي متأثر في‬
‫هذا الجانب ب "الجندي الطيب شفيك" ‪.‬‬

‫في ص ‪ 364‬يرد على لسان المالزم األول التالي‪:‬‬

‫"أنا على قناعة ياشفيك من أن نهايتك ستكون وخيمة ‪ ،‬مازلت ال اعرف أن كنت تتظاهر بأنك بغل‬
‫أم انك ولدت بغال‪.‬ما الذي كان في الحقيبة؟"‬

‫هل يختلف األمر في "المتشائل" كثيرا؟‬

‫يحفل الكتاب الثالث "يعاد الثانية" في أجزائه األربعة األولى بإشارات تغابي سعيد وموقف معلم‪--‬ه‬
‫منه‪:‬‬

‫يقول يعقوب مخاطبا سعيدا ‪:‬‬


‫"أصبح الرجل الكبير يعتقد إفراطك هو تمويه على تفريطك ويستعيد الرجل الكبير أصلك وفصلك‬
‫أدلة على انك تتغابى ‪ ،‬ولكنك لست بغبي" [‪.]32‬‬

‫وحين يتظاهر سعيد بالجهل بالجيوبوليتيكا ويقول متهكما ‪" :‬هانحن خرجنا عن الخ‪--‬ط األخض‪--‬ر‬
‫ودخلنا في خط العرب األغبر‪ ،‬الذين تركوا أراضيهم أنتيكا يزجره يعقوب ويقول ‪":‬كنت أحس‪--‬بك‬
‫حمارا فإذا أنت احمر[‪.]33‬‬

‫كان إميل أشار أيضا إلى (دون كيشوت) وتأثره بها‪ .‬والالفت أن (الجندي الطيب شفيك) متأثرة ب‬
‫(دون كيشوت ) وقد ورد هذا في الرواية نفسها‪ .‬في المقطع الثاني من الفصل الرابع الذي عنوانه‬
‫"شفيك وصيفا للمالزم األول لوكاش " نقرأ مايلي‪:‬‬

‫"أن مؤسسة وصيف الضباط مؤسسة عريقة جدا ‪ ،‬إذ يبدو انه حتى االسكندر الكبير ك‪--‬ان لدي‪--‬ه‬
‫وصيف ‪.‬الشيء المؤكد ‪ ،‬على أية حال‪ ،‬انه في عهد اإلقطاع كان مرتزقة الفارس يلعبون ال‪--‬دور‬
‫نفسه ‪ ،‬وما يكون سانشوبانزا لدون كيشوت أذن؟ [‪]34‬‬

‫‪-‬يفا‬
‫‪-‬فيك) وص‪-‬‬
‫‪-‬اك (ش‪-‬‬
‫‪-‬فيك" هن‪-‬‬
‫في (دون كيشوت ) هناك (سانشوبانزا)‪ ،‬وفي "الجندي الطيب ش‪-‬‬
‫لـ(لوكاش)‪ ،‬وفي "المتشائل" هناك سعيد وصيفا ليعقوب‪.‬‬

‫فيركور "صمت البحر" و اسعد األسعد "غياب"‪:‬‬

‫‪-‬فحة من الحجم‬ ‫‪-‬تين ص‪-‬‬ ‫‪-‬و على الس‪-‬‬‫‪-‬مية ‪ ،‬فهي ال ترب‪-‬‬


‫‪-‬ازت التس‪-‬‬‫"صمت البحر " رواية –إذا ج‪-‬‬
‫الصغير ‪ ،‬وقد وصفها فؤاد وصفي أبو الدهب‪ ،‬أول من كتب عنها دراسة باللغة العربية – "صمت‬
‫البحر" رواية فرنسية كتبها رسام تشكيلي فرنسي في العام ‪ ، 1941‬إبان احتالل ألمانيا لفرنسا في‬
‫الحرب العالمية الثانية‪ ،‬وقد صدرت عن دار نشر سرية هي "منشورات منتصف الليل"تحت اس‪--‬م‬
‫‪-‬ري‬‫‪-‬اتب المص‪-‬‬ ‫مستعار هو (فيركور)‪.‬وقد نشر أبو الدهب دراسته في العام ‪ 1946‬في مجلة الك‪-‬‬
‫التي كان يرأس تحريرها الدكتور طه حسين[‪.]35‬‬

‫وقد صدرت طبعة لها في فلسطين المحتلة في العام ‪ 1967‬عن دار الكاتب لصاحبها الشاعر‬
‫اسعد األسعد في العام ‪ ، 1979‬وأشير في هذه إلى أن هذه الطبعة هي الثانية‪ ،‬فقد صدرت األولى‬
‫في العام ‪ .1961‬وان لم تخني الذاكرة فقد صدرت طبعة لها عن دار الهالل في مصر بعد حرب‬
‫حزيران ‪ 1967‬مقترنة بمجموعة إميل حبيبي القصصية "سداسية األيام الستة"(‪.]36[)1968‬‬

‫وقد أشار إلى "صمت البحر" في مقاالتهم ومقابالتهم ‪ ،‬كتاب فلسطينيون كثر‪ ،‬لعل أبرزهم‬
‫‪-‬ائرات‬
‫‪-‬دبابات والط‪-‬‬ ‫محمود شقير الذي اخذ يبتعد في قصصه عن مفردات الرصاص والدمار وال‪-‬‬
‫والمواجهات والسجن وما شابه‪ ،‬العتقاده بان المرء يمكن أن يكتب أدب مقاومة مغايرا لما فهم‪--‬ه‬
‫‪-‬ة‬
‫‪-‬ا ألدب المقاوم‪-‬‬‫كثير من الكتاب‪ ،‬وقد ذكر ‪ ،‬في إحدى المقابالت ‪ ،‬رواية "صمت البحر"نموذج‪-‬‬
‫الذي يمكن أن ينسج عن منواله[‪.]37‬‬
‫‪-‬ة واحتالل‬‫والزمن القصصي ‪/‬الروائي لصمت البحر هو بدايات الحرب العالمية الثاني‪-‬‬
‫ألمانيا لفرنسا – وعموما فان زمنها الكتابي وزمن السرد أيضا ال يبتعدان عن الزمن القصص‪--‬ي‪،‬‬
‫‪-‬ا‬
‫‪-‬ة لم‪-‬‬‫فقد أشار كاتبها في نهايتها إلى انه كتبها في العام ‪.1941‬وملخص القصة أن ألمانيا النازي‪-‬‬
‫احتلت فرنسا فرضت على سكان البنايات ‪ ،‬في الريف‪ ،‬أن يقيم معهم الجنود األلمان فيها‪ .‬ويروى‬
‫احد سكان هذه البنايات ما الم به وبابنة أخيه‪ ،‬فقد أقام معهما جندي ألماني حاول أن يقيم معهم‪--‬ا‪،‬‬
‫في أثناء إقامته‪ ،‬عالقات إنسانيه ‪ .‬كان هذا الجندي يروي وي‪--‬روي‪ ،‬وينهي كالم‪--‬ه ك‪--‬ل ليل‪--‬ة‬
‫بعبارة ‪:‬أتمنى لكما ليلة سعيدة‪ ،‬وهما يصمتان وال يجيبان‪.‬وتفصح الرواية عن طبيعة الجندي‪ ،‬فهو‬
‫‪-‬ا‬
‫‪-‬د من أن يوم‪-‬‬ ‫‪-‬ه الب‪-‬‬‫كان يعتقد أن ما قامت به ألمانيا هو لصالح البلدين معا‪:‬ألمانيا وفرنسا‪ ،‬وان‪-‬‬
‫‪-‬ا‬
‫سيأتي تكون فيه العالقة بين البلدين والشعبين على خير ما يرام‪ ،‬وال بد من أن تؤثر ثقافة فرنس‪-‬‬
‫في روح األلمان ‪ .‬ويظل هذا الجندي على معتقده حتى يطلب منه ذات نهار أن يسافر إلى باريس‬
‫‪ ،‬فيقضي إجازته فيها ‪ ،‬وهناك يكتشف الحقيقة ‪.‬فاأللمان يريدون إذالل الفرنسيين ‪ ،‬وما سمعه في‬
‫باريس أذهله‪:‬‬

‫"أن السياسة ليست حلم شاعر!لماذا ترانا أشعلنا الحرب في اعتقادك؟‪....‬أن الفرصة أمامنا للقضاء‬
‫على فرنسا ‪ ،‬وسنقضي عليها‪.‬ال على قوتها فقط‪ ،‬ولكن على روحها أيضا سنغرر بها عن طريق‬
‫االبتسامات والمالطفات ‪ ،‬سوف نجعل منها كلبه زاحفة[‪.]38‬‬

‫ويقرر الجندي الذهاب إلى الجبهة‪ ،‬عله يقتل فيرتاح‪ .‬وكاد الراوي وابنة أخيه أن يلينا له‪،‬‬
‫بعد أن اعتقدا انه حقا موسيقي وليس نازيا‪ ،‬وانه غرر به من اآللة العسكرية الجبارة‪ .‬والفتاة التي‬
‫ظلت صامتة على مدى ستة أشهر مالت إلى الجندي‪ ،‬وحين غادرهما وقال لهما وداعا‪ ،‬أجابت‪--‬ه‪:‬‬
‫وداعا‪ .‬وكلمتها هذه أدخلت السرور إلى قلب الجندي‪ ،‬وابتسم‪ ،‬حتى أن آخر صورة حفظتها له هي‬
‫صورة باسمة‪ ،‬وأغلق الباب‪ ،‬وتالشى وقع خطواته في نهاية الدار[‪.]39‬‬

‫الشاعر الذي أعاد في العام ‪ 1979‬طباعة "صمت البحر"‪ ،‬كتب في العام ‪ 2005‬رواي‪--‬ة‬
‫اسمها "غياب"ال تزيد صفحاتها على التسعين من الحجم المتوسط‪.‬هل كانت "صمت البحر"ت‪--‬ركت‬
‫أثرا عميقا في نفسه وعزم على أن يكتب ‪ ،‬ذات يوم ‪ ،‬رواية مثلها[‪.]40‬‬

‫تقوم "غياب"‪ ،‬وقد أدرجها صاحبها تحت جنس الرواية‪ ،‬على عالقة‪ ،‬في أثناء الحرب على مخيم‬
‫‪-‬ة حين‬‫‪-‬دأ العالق‪-‬‬
‫‪-‬و (وليم)‪.‬تب‪-‬‬
‫جنين ‪ ،‬في ربيع ‪ ،2002‬بين صحافية فلسطينية ورجل انجليزي ه‪-‬‬
‫يعرض (وليم) على ليلى مساعدتها ونقلها من جنين إلى رام اهلل‪.‬حين تعلم ليلى انه انجليزي ويعمل‬
‫في وكالة غوث الالجئين تخبره أنها ال تحب وكالة الغوث ألنها ح‪--‬ولت ش‪--‬عبها إلى ش‪--‬حاذين‪،‬‬
‫‪-‬ؤوال‬
‫واخذوا وطنها مقابل كيس طحين وحفنة من األرز والسكر والزيت‪.‬ويعلمها هو انه ليس مس‪-‬‬
‫عن هذا فلم يكن مولودا في العام ‪ ،1948‬ولكنها ترى فيه شخصا من أحفاد بلفور‪ ،‬فاالنجليز سبب‬
‫كل هذه المجازر التي تجري في ربيع ‪ 2002‬وهم أيضا سبب مصائب الفلسطينيين من‪--‬ذ ق‪--‬رن‪.‬‬
‫‪-‬طة‬‫‪-‬دينتها رام اهلل بواس‪-‬‬
‫وعلى الرغم من هذا النفور تقبل ليلى مساعدة (وليم)وتغادر جنين إلى م‪-‬‬
‫سيارة من سيارات وكالة الغوث كان (وليم)أمنها لها‪.‬‬
‫في رام اهلل تلتقي ليلى ثانية ب (وليم) في المشفى ‪.‬كان والدها مريضا ويعالج‪ ،‬وكانت هي‬
‫تزوره‪ ،‬وقد نقل (وليم)الذي أصيب في إحدى المظاهرات إلى المشفى‪ ،‬وهكذا تتواص‪--‬ل العالق‪--‬ة‬
‫‪-‬ة‪ ،‬ويلخص‬ ‫بينهما‪ ،‬وتبدأ هي تميل إليه‪ ،‬وحين يخرج من المشفى معافى تزوره في بيته في المدين‪-‬‬
‫الراوي ما وصلت إليه العالقة بالعبارات التالية‪:‬‬

‫"كانت عالقتها بوليم تضغط عليها ‪ ،‬تحتل ذاكرتها ‪ ،‬فتصارع من اجل حسم األمر‪ ،‬ووضع‬
‫حد لترددها‪ ،‬رغم أنها لم تكن مندفعة بقدر اندفاعه‪..‬فقد تعلق بها وليم منذ التقاها في جنين ‪..‬أم‪--‬ا‬
‫هي ‪ ،‬فان مشاعرها لم تتعد االرتياح واالستلطاف‪..‬فقد اخفق في دفعها إلى حسم األمر‪..‬كان يدرك‬
‫‪-‬ان‬‫‪-‬ادرة إلى مك‪-‬‬
‫أن الوقت ليس في صالحه‪ ،‬فقريبا ستنتهي خدمته في فلسطين‪..‬والبد له من المغ‪-‬‬
‫‪-‬ه‬‫‪-‬ول‪..‬واني ل‪-‬‬
‫‪-‬اج إلى وقت أط‪-‬‬ ‫أخر اليعرفه‪...‬لكنه في الوقت ذاته‪...‬يدرك أن عالقته بليلى تحت‪-‬‬
‫ذلك‪...‬وقد أزف موعد رحيله‪...‬‬

‫‪-‬لو أنها تؤملني ‪...‬كنت رحلت حامال حلمي‪]41[ "...‬‬

‫وتنتهي الرواية بالسطرين التاليين‪:‬‬

‫"توقفت غير بعيد عن البيت ‪ ،‬حدقت به وانفجرت بالبكاء‪...‬‬

‫‪-‬آه لو تدري ‪ ...‬اعترف أالن بأنني احبك‪...‬‬

‫لكن ثمة ما يمنعني‪]42["...‬‬

‫وإذا ما أجرى المرء مقارنة بين األحداث في الروايتين وسيرها والعالقة بين الشخوص وتطورها‬
‫ونهايتها الحظ مدى التشابه بين "صمت البحر"و "غياب"‪.‬‬

‫هناك مواطن أجنبي سببت بالده إيذاء لبلد اآلخر‪ ،‬دون أن يكون هو مسؤوال عن هذا‪ ،‬ب‪--‬ل ان‪--‬ه‬
‫يدرك خطأ ما تقوم به بالده‪ ،‬ويتمنى لو يستطيع المساعدة‪ ،‬أو يحلم بها و ينشدها‪ ،‬يتعرف إلى فتاة‬
‫من البالد المحتلة أرضها‪ ،‬ترفض هذه بالده‪ ،‬وترفضه ألجل انتمائه إلى تلك البالد‪ ،‬ويحاول ه‪--‬و‬
‫‪-‬اه‬
‫‪-‬ن نواي‪-‬‬‫إقناعها بأنه ال ذنب له في هذا‪ ،‬ولم يكن يفهم األمر جيدا‪ ،‬وفي النهاية تقتنع الفتاة بحس‪-‬‬
‫ومقاصده‪ ،‬فتميل إليه‪ ،‬لكن تأزف لحظة رجيله‪ ،‬ويفترقان‪.‬‬

‫[‪ ]1‬انظر‪ :‬خليل بي دس‪ ،‬مقدم ة الطبع ة األولى لمجموع ة مس ارح األذه ان القصص ية‪ ،‬وق د وردت في كت اب جه اد‬
‫صالح‪ :‬خليل بيدس رائد القصة القصيرة الحديثة في فلسطين‪ ،‬رام اهلل‪.2005،‬ص ‪ 125‬وما بعدها‪.‬‬

‫[‪ ]2‬صدر الكتاب عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪ ،1995 ،‬انظر ص ‪ 120‬و ص ‪.123‬‬
‫[‪ ]3‬انظر‪ :‬رضوى عاشور‪ :‬الطري ق إلى الخيم ة األخ رى‪ ،‬دراس ة في أعم ال غس ان كنف اني‪ ،‬دار األس وار‪ ،‬عك ا‪،‬‬
‫‪.1977‬‬

‫[‪ ]4‬انظر‪ :‬اميل حبيبي‪ :‬الوقائع الغربية في اختفاء سعيد أبي النحس المتش ائل‪ ،‬حيف ا دار االتح اد للطباع ة والنش ر‪.‬‬
‫‪ .1985‬ط‪ ،7‬ص‪ 117‬ونقل اميل فقرات من "كنديد" من ترجمة عادل زعيتر‪.‬‬

‫[‪ ]5‬انظر‪ :‬مجلة مشارف الحيفاوية‪ ،‬العدد ‪ 9‬حزيران ‪ ،1996‬ص ‪.15‬‬

‫[‪ ]6‬انظر مقالته‪:‬الوعي والتجربة الروائي ة المنش ورة في كت اب"دراس ات نقدي ة في األدب الفلس طيني المحلي"ال ذي‬
‫أعده عزت الغزاوي‪،‬وصدر في القدس في العام ‪.1993‬ص ‪ 137‬وما بعدها‪.‬‬

‫[‪ ]7‬من الذين قارنوا بين كنفاني و (وليم فوكنر)التالية أسماؤهم‪:‬‬

‫‪.‬رضوى عاشور في كتابها الوارد ذكره في هامش ‪.3‬ص ‪ 83‬وما بعدها‬


‫عز الدين المناصرة في كتابه "المثاقفة والنقد المقارن‪:‬منظور أشكالي"(‪)1996‬ص ‪،223-207‬وكان المناصرة نشر دراسته ‪1.‬‬
‫‪.‬سنه ‪ 1984‬في مجلة المهد األردنية ‪،‬ع‪5‬‬
‫حبيب بولص في دراسته‪:‬نقاط االلتقاء واالبتعاد ‪/‬التشابه والختالف بين رواية "الصخب والعنف" لفوكنر ورواية "ما تبقى لكم ‪2.‬‬
‫"لغس ان كنف اني‪،‬وق د نش رت في كت اب الم ؤتمر الع ام للغ ة العربي ة‪:‬قض ايا األدب واللغ ة والتح ديات المعاص رة‪،‬ج ‪،2،2002‬ص‬
‫‪-841.‬ص‪868‬‬

‫ويش ار إلى كت اب فض ل النفيب‪ :‬هك ذا تنتهي القص ص‪-‬هك ذا تب دأ‪:‬انطباع ات شخص ية عن حي اة غس ان كنف اني وباس ل ‪3.‬‬
‫الكبيسي ‪،‬القدس‪،‬مؤسسة وسام للطباعة والنشر‪،‬ط‪ ،1988 ،2‬ص ‪ .82-74‬وانظر مقالتي‪ :‬هل سرق غسان كنفاني (فوكنر)؟‪،‬‬
‫‪.‬األيام الفلسطينية‪2000-3-28 ،‬‬

‫‪4.‬‬ ‫‪.‬وانظر أيضا فيحاء عبد الهادي ‪:‬غسان كنفاني ‪:‬الرواية والقصة القصيرة‪،‬القدس‪.1990،‬ص ‪ 85‬وما بعدها‬

‫[‪ ]8‬انظر‪:‬فيحاء عبد الهادي‪،‬غسان كنفاني‪،‬ص ‪.126‬وهناك دارسون اغفلوا الدراسات المقارنة السابقة لهم ولم يأتوا عليها مثل المناصرة‬
‫وب ولس‪ .‬اغف ل المناص رة اإلش ارة إلى دراس ة عاش ور‪،‬واغف ل ب ولس اإلش ارة إلى دراس ة المناص رة‪،‬وكالهم ا لم يش ر إلى كت اب فض ل‬
‫النقيب‪،‬ما يجعل كثيرا من الدراسات تكرارا لسابقاتها دون إضافة نوعية تذكر ‪.‬‬

‫[‪ ]9‬انظر‪:‬عاشور‪،‬ص ‪.83‬‬

‫[‪ ]10‬السابق‪،‬ص ‪ 84‬وص ‪.85‬‬

‫[‪ ]11‬السابق‪،‬ص ‪.86‬‬


‫انظ ر دراس تي‪:‬ال ذات واألخ ر في رواي ة غس ان كنف اني "عائ د إلى حيف ا"على ض وء ص ورتهما في رواي ة (لي ون‬ ‫[‪]12‬‬
‫اوريس) ‪:‬اكسودس‪.‬كتاب جامعة فيالدلفيا الصادر عن مؤتمرها ‪:‬الحوار مع الذات (‪، )2003‬تحرير و مراجعة ‪:‬صالح أبو إصبع ‪،‬وعز‬
‫الدين المناصرة‪،‬ومحمد عبيد اهلل ‪،‬منشورات جامعة فيالدلفيا ‪،2004،‬ص ‪ 579‬وما بعدها‪.‬‬

‫وفي الع ام ‪ 1991‬اق ترحت على طالب ة ألماني ة وهي (كريس تينا كليم ان) أن تكتب رس الة الماجس تير في الموض وع ‪،‬وق د أنج زت دراس ة‬
‫مازالت مخطوطة في جامعة بون عنوانها‪:‬تصور الصراع الفلسطيني في األدبين الصهيوني والفلسطيني‪:‬دراسة مقارنة‪.‬‬

‫[‪ ]13‬نشر دراسته في كتاب "مهرجان األدب الوطني الفلسطيني األول"‪،‬القدس‪.1980 ،‬وحول دراسته انظر دراستي‪:‬اثر ترجمة عادل‬
‫زعيتر لرواية (فولتير)"كنديد في األدب الفلسطيني‪.‬‬

‫[‪ ]14‬انظر‪:‬إميل حبيبي‪،‬المتشائل‪ ،‬ص ‪ ،117‬وانظر دراستي المذكورة في الهامش السابق‪ .‬وهي منشورة في أكثر‬
‫من موقع على االنترنت‪.‬‬

‫[‪ ]15‬انظر‪ :‬خليل الشيخ‪ ،‬دوائر المقارنة‪ :‬دراسات نقدية في العالقة بين الذات واألخر‪ ،‬عمان و بيروت‪ ،‬المؤسسة‬
‫العربية للدراسات والنشر ‪،2000،‬ص ‪ 125‬وما بعدها‪.‬‬

‫[‪ ]16‬السابق‪،‬ص ‪.136‬‬

‫[‪ ]17‬صدر الكتاب عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر‪،‬بيروت وعمان‪.‬‬

‫[‪ ]18‬انظر‪:‬سمير فوزي حاج‪،‬مرايا جبرا‪،‬ص ‪.179-175‬‬

‫[‪ ]19‬وأن ا انظ ر في ه وامش كت اب حفن اوي بعلي‪ :‬م دخل في نظري ة النق د الثق افي المق ارن‪،‬منش ورات االختالف‪،‬‬
‫‪ 2007‬الحظت في قائم ة كتب ه أن ل ه كتاب ا عنوان ه "ج برا إب راهيم ج برا في ض وء الم ؤثرات االنجل و أمريكي ة "ولم‬
‫اطلع عليه‪.‬‬

‫[‪ ]20‬انظر كتابه المذكور‪:‬في األدب الصهيوني‪،‬اآلثار الكاملة‪،‬الدراسات األدبية‪،‬مجلد ‪،4‬وفي هامش ‪،2‬ص ‪ 569‬نقرا مايلي "راجع‪Alt-‬‬
‫‪ "neuland‬منش ورات ه انس ف يرالغ بالتع اون م ع الش ركة المح دودة للنش ر في حيف ا ‪-1962‬بإش راف "لجن ة هرت زل" في الق دس‪( .‬غس ان‬
‫كنفاني ‪ ،‬ط‪ ،1998‬مؤسسة األبحاث العربية)‬

‫[‪ ]21‬انظر‪ :‬غ‪ .‬ك‪ ،‬الدراسات‪ ،‬السابق‪ ،‬ص‪.569‬‬

‫[‪ ]22‬السابق‪ :‬ص‪.571‬‬

‫[‪ ]23‬دراس ة مفص لة ح ول نقض إمي ل حبي بي للفك ر الص هيوني أنجزته ا في الع ام ‪ 2009‬لم ؤتمر جامع ة الب تراء‬
‫األردنية المنعقد في ‪4‬و‪ .5/11/2009‬انظر‪ :‬عادل األسطة‪ ،‬اميل حبيبي‪ ،‬أديبا ومفكرا‪.‬‬

‫[‪ ]24‬انظر هامش ‪ 14‬من هذه الدراسة‪.‬‬


‫[‪ ]25‬انظر‪ :‬حبي بي‪ ،‬المتش اتل‪ ،‬ص‪ .168‬الكت اب الث الث من المتش ائل‪ ،‬الرس الة الرابع ة ال تي عنوانه ا‪ :‬كي ف وج د‬
‫سعيد نفسه وسط حلقة عكاظية‪-‬شكسبيرية‪.‬‬

‫[‪ ]26‬انظر‪ :‬محمد بكر البوجي‪ :‬إميل حبيبي بين السياسة واإلبداع األدبي‪ ،‬غزة‪ ،2000 ،‬ص‪.101‬‬

‫[‪ ]27‬السابق‪ ،‬ص‪.101‬‬

‫[‪ ]28‬انظر مثال دراسة نادر قاسم‪ :‬إميل حبيبي‪ :‬التجربة القصصية والروائية‪ ،‬الخليل‪.2000،‬‬

‫[‪ ]29‬انظر‪ :‬ياروسالف هاتشيك‪ ،‬الجندي الطيب شفيك وم ا ج رى ل ه في الح رب العالمي ة‪ ،‬ترجم ة توفي ق االس دي‪،‬‬
‫سلس لة رواي ات عالمي ة‪ ،‬دمش ق ‪ ،1986‬منش ورات وزارة الثقاف ة في الجمهوري ة العربي ة الس ورية‪ .‬والترجم ة عن‬
‫االنجليزية أصال‪ .‬وانظر‪ :‬ثربانتيس‪ ،‬دون كيشوت‪ ،‬ترجمة عبد الرحمن بدوي‪ ،‬أعمال خالدة‪ ،‬وقد صدرت عن دار‬
‫المدى في سورية‪ ،‬ومن خالل مقدمة المترجمة يتضح انه نقلها إلى العربية في العامين ‪.1956-1955‬‬

‫[‪ ]30‬هاتشيك‪ ،‬شفيك‪ ،‬ص ‪.307-298‬‬

‫[‪ ]31‬السابق‪ ،‬ص‪.307‬‬

‫[‪ ]32‬المتشائل‪ ،‬ص ‪.163‬‬

‫[‪ ]33‬السابق‪ ،‬ص ‪.198‬‬

‫[‪ ]34‬الجندي الطيب شفيك‪ ،‬ص ‪.278‬‬

‫[‪ ]35‬فيركور‪ ،‬صمت البحر‪ ،‬ترجمة وحيد النقاش‪ ،‬حزيران ‪/1979‬ط‪ ،2‬المقدمة من ص ‪-5‬ص ‪.13‬‬

‫[‪ ]36‬انظر مقالي‪ :‬قراءة في قصة إميل حبيبي‪ :‬حين سعد مسعود بان عمه‪ ،‬وقد نشرت في موقع مؤسسة فلس طين‬
‫للثقافة‪ ،‬بتاريخ ‪.8/10/2007‬‬

‫[‪ ]37‬ح ول ذل ك انظ ر مق الي‪ :‬محم ود ش قير واحتم االت طفيف ة‪ :‬الكتاب ة كتاب ة على الكتاب ة‪ ،‬موق ع دي وان الع رب‪،‬‬
‫‪ ،22/11/2006‬وأيضا موقع الكاتب الفلسطيني محمود شقير‪.‬‬

‫[‪ ]38‬فيركور‪ ،‬صمت البحر‪ ،‬رام اهلل‪ .1979 ،‬ص‪.60‬‬

‫[‪ ]39‬السابق‪ ،‬ص‪.68‬‬

‫[‪ ]40‬اسعد األسعد‪ ،‬غياب رام اهلل‪ ،‬منشورات دار الماجد‪.2005 ،‬‬
‫[‪ ]41‬السابق‪ ،‬ص‪.88‬‬

‫[‪ ]42‬السابق‪ ،‬ص‪.92‬‬

You might also like