‫ﻣﺮض اﻻﻧﻔﺼﺎم ﻣﻦ اﻗﺪام اﺻﺪﻗﺎء اﻹﻧﺴﺎن‬

‫ﺣﻴﺚ ﻳﻤﺘﻠﻚ ذاﻟﻚ اﻟﻤﺮض ﺣﺎﺋﺰ ﺿﺨﻢ ﻣﻦ‬

‫ﻣﺠﺘﻤﻌﻨﺎ‪.‬‬
‫وﻟﻨﺰال ﻧﻘﺎوم و ﻧﻌﻄﻲ اﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺟﻬﺪﻧﺎ ﻓﻲ‬
‫ﺳﺒﻴﻞ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻬﺎ ﺑﻜﻞ اﻟﻮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻤﻤﻜﻦ ﻋﻠﻰ‬
‫آﻣﻞ اﻟﺘﺨﻠﺺ ﻣﻨﻪ و ﺟﻌﻞ ﻛﻞ ﻣﺮﻳﺾ ﻳﺘﺨﻠﺺ‬
‫ﻣﻨﻪ‪.‬‬
‫وﻟﻜﻦ اﻟﺴﺆال اﻷﻫﻢ ﻫﻞ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﻧﺤﻦ اﻟﺘﺨﻠﺺ‬
‫ﻣﻨﻪ او ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺮﻳﺪ ذاﻟﻚ ﻣﻦ اﻻﺳﺎس ؟؟‬

‫‪1‬‬
 ‫ﺗﻨﻮﻳﻪ‬

‫ﺟﻤﻴﻊ ﺷﺨﺼﻴﺎت اﻟﻜﺘﺎب ﺧﻴﺎﻟﻲة‬

‫وﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ وﺟﻮد ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻮاﻗﻊ‬
‫ﺣﺘﻰ أﺳﻤﺎء اﻟﺸﺨﺼﻴﺎت ﻣﺠﺮد ﺧﻴﺎل‬
‫و ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺴﺘﻨﺪا ﻋﻠﻲ أﺣﺪاث ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ‬

‫ﻗﺮاءة ﻣﻤﺘﻌﻪ‪.‬‬

‫اﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﺒﺪ اﻟﻌﺰﻳﺰ ﻳﻮﻧﺎس‬

‫‪2‬‬
 ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻷول‬

‫اﻟﺒﺪاﻳﺔ‬

‫ﺑﺪاﻳﺔ ا��رواﻳﺔ ﻣﻊ ﻓﺘﺎة ﺻﻐﻴﺮة ﺗﺪعى‬

‫ﻟﻮسي ﺳﺘﻴﻮارت‬

‫ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻮسي ﻓﺘﺎة ﺗﺒﻠﻎ ﻣﻦ اﻟﻌﻤﺮ أرﺑﻌﺔ‬

‫ﻋﺸﺮة ﻋﺎم ﺗﺴﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻠﺪة ﺗﺪﻋﻰ‬
‫ﻣﻮﻧﺘﻠﻮﻳﺲ و ﻛﺎﻧﺖ ﻟﺪﻳﻬﺎ أﺧﻮان اﻻول اﺳﻤﻪ‬
‫ﻛﺎرل ﺳﺘﻴﻮارت و اﻵﺧﺮ ﻛﺎن اﺳﻢه ﺳﺎم‬
‫ﺳﺘﻴﻮارت‬
‫ﻛﺎن ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻣﻌﺎ واﻟﺪﻳﻬﻢ ﺟﻮن‬
‫ﺳﺘﻴﻮارت و اﻣﻬﻢ اﻳﺪا ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ‪.‬‬
‫و ﻟﻘﺪ كاﻧﻮا ﻳﺴﻜﻨﻮن ﻓﻲ ﻣﻨﺰل ﺻﻐﻴﺮ ﺷﺒﻪ‬
‫ﻣﺤﻄﻢ و ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻧﻮا ﻓﻘﺮاء ﺑﺎﻟﻜﺎد ﻳﻤﺘﻠﻜﻮن‬
‫ﻣﺎ ﻳﻌﻴﺸﻮن ﻋﻠﻲه‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ‬

‫ﻗﺼﺔ ﻣﻌﺎﻧﺎت‬

‫ﺟﺪا ﻓﻄﺎﻟﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ‬‫ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻮﺳﻲ ﺳﻌﻴﺪة ً‬

‫ﺣﺰﻳﻨﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ اﻟﺪاﺋﻤﺔ إذ اﻧﻬﺎ ﻟﻢ‬
‫ﺗﻘﻀﻲ أﺳﻌﺪ أﻳﺎم ﺣﻴﺎﺗﻬﺎ ﻣﻊ واﺑﻮﻳﻬﺎ‬
‫ﻓﻠﻘﺪ ﻛﺎﻧﺖ ً‬
‫داﺋﻤﺎ ﻣﺎ ﺗﺸﺎﻫﺪ واﻟﺪﻫﺎ ﻳﺄﺗﻲ إﻟﻲ‬
‫اﻟﻤﻨﺰل ﻣﺨﻤﻮرا و ﻳﺒﺪأ ﻓﻲ ﺿﺮب واﻟﺪﺗﻬﺎ‬
‫ﻣﻦ دون ﺳﺎﺑﻖ إﻧﺬار و ﻳﻔﺘﻌﻞ ﻣﻌﻬﺎ اﻟﺨﻼﻓﺎت‬
‫و ﻳﻌﻤﻠﻬﺎ أﺑﺸﻊ أﻧﻮاع اﻟﻤﻌﺎﻣﻼت‬
‫ﻧﻌﻢ واﻟﺪﻫﺎ ﻟﻤﻦ ﻳﻜﻮن اﻻب اﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻮن‬
‫ا��اب اﻟﺬي ارادﺗﻪ ﻟﻮﺳﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻮن‬
‫ﻣﺴﺆول او ﺣﺘﻰ ﻳﻬﺘﻢ ﻟﻲ اﻣﺮﻧﺎ ﻛﻠﻤﺎ ﻣﺎ ﻛﺎن‬
‫ﻳﺸﻐﻞ‬
‫ﺗﻔﻜﻴﺮﻫﺎ ﻫﻮ ��رب اﻟﺨﻢر‬
‫هو لم ﻳﻮفر ﻟﻦا اﻟﻌﻨﺎية اﻟﻤﻄﻠﻮبة او ﺣﺖى‬
‫ﻳﻮفر ﻟﻦا اﻟﻄﻊم‬
‫امي ﻟﻄﺎﻟﻢا ﻛﺎنت هي رجل اﻟﻤﻨﺰل هي من‬
‫ﻛﺎنت ﺗﺠﻞب لن اﻟﻄﻌﺎم و ﺗﺼﺮف ﻋﻞى ﺗﻌﻠﻴﻤﻦ‬
‫ﺣﻲث ﻛﺎنت ﺗﻊمل في ﻣﺼﻦع ﺻﻐﻲر ﻟﺘﺼﻨﻲ‬
‫اﻻﺳﺎس و ﻋﻦد اﻻﻧﺘﻬﺎء من اﻟﺪوام ﻛﺎنت‬
‫ﺗﺴﺮع في اﻟﺬﻫﺎب إلى اﻟﻤﺸﻒى ﻟﻚي ﺗﻠﺢق‬
‫ﻋﻤﻞه اﻻخر‬
‫‪4‬‬
5
6
7
 ‫ﺧﺬي ﻫﺬا اﻟﻜﺘﺎب ﺳﻮ�� ﻳﻔﻴﺪك ﻛﺜﻴﺮا‬
‫ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻪ اﺳﻒ ي�� ﺳﻴﺪي ل��د سﺑﻖ‬
‫وان أﺧﺒﺮتك ﻻ امﻟﻚ اﻟﻢال كﻳﻒ ﻟﻲ ان‬
‫ادﻓﻊ ﺛﻢنه‬
‫و ضحك ﺻﺎﺣﺐ اﻟﻤﻜﺖبة و قال‬
‫اﻧﺎ ﻟﻢ اطﻟﺐ مﻧﻚ اي مال ﻛﻞما ﻣﺎ ﻃﻠﺐﺗﻪ‬
‫مﻧﻚ هو اﺧﺬ هذا اﻟﻜﺖاب لﻳﺲ ﻣﻦ اﻟﻀﺮوري‬
‫أن ﺗﺪفﻋﻲ اﻟﻢال لﻛﻲ ﺗﺤﺺﻟﻲ عﻟﻰ ﻛﻞ شيء‬
‫ﻫﻦاك أﺷﻲاء أكﺛﺮ ﻗﻲﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻢال‬
‫و ﺑﺪات اﺳﺎﻟﻪ مﺛﻞ ﻣﺎذا ؟؟‬
‫قال اﻛﺖشﻓﻲ ذاﻟﻚ ﺑﻨﻒسك لﻳﺲ ﻣﻦ اﻟﻤﻢ‬
‫ان اقول ﻟﻚ ذالك ﺳﻴﺄﺗﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﻤﻨﺎﺳﺐ و‬
‫ﺳﺎﺗﻌﺮﻓﻲ ذالك‬
‫و اخذت مﻧﻪ اﻟﻜﺖاب و ﺷﻜﺮته و ذهﺑﺖ اﻟﻲ‬
‫اﻟﻤﻦزل‬

‫‪8‬‬
 ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺮاﺑﻊ‬

‫ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ‬

‫ﺣﻴﻨﻤﺎ وﺻﻠﺖ اﻟﻤﻨﺰل ذﻫﺒﺖ ﻓﻮرآ اﻟﻲ‬

‫اﻟﻐﺮﻓﺔ و ﺑﺪات أﻗﺮاء اﻟﻜﺘﺎب و ﺑﺪات اﺗﻌﻠﻢ‬
‫ﻣﻨﻪ‬
‫و ﺟﺬﺑﺘﻨﻲ ﺟﻤﻠﺔ ﻓﻲ ذاﻟﻚ اﻟﻜﺘﺐ‬
‫‘' ﻫﻲ أن اﻹﻧﺴﺎن ﻳﻤﻠﻚ دﻣﺎغ واﻋﻲ و‬
‫اﻟﻼوﻋﻲ "‬
‫و اﻧﻪ ﻓﻲ ﺑﻊض اﻷﺣﻴﺎن اﻟﺪﻣﺎغ اﻟﺒﺸﺮي‬
‫ﻳﻘﻮم ﺑﻌﻤﻞ ﺗﺼﺮﻓﺎت و ردود أﻓﻌﺎل ﺧﺎرج‬
‫ﻋﻦ إرادﺗﻪ ﺳﻮاء ﻛﺎﻧﺖ ﻛﻠﻤﺎت او ﺣﺮاﻛﺎت ﻻ‬
‫إرادﻳﺔ‬
‫و اﻧﻬﺎ ﻟﻴﺲ م��ؤول ﻋﻦ ﻣﺎ ﻳﺤﺪث‬
‫ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﻜﻮن ﻋﻘﻠﻪ ��ي ﺣﺎلة‬
‫اﻟﻞ��وعي‬

‫��يﻧﻬﺎ ﺑﺎدرت ﻓﻲ ذﻫﻨﻲ فكر�� لماذا‬

‫ﻻ أﻗﺘﻞ أبي و ارﻳﺢ امي من ﻛﻞ ه��ا‬
‫الكاﺑﻮس اﻟﺬي تﻋﻴﺶه من دون أن اﻛﺴﺮ‬
‫ﺑﺦاﻃﺮﻫﺎ او ان ﺣﺘﻰ أﺣﺎسب ﻋﻠﻰ ذاﻟﻚ‬

‫‪9‬‬
 ‫اﻟﻔﺼﻞ الﺧﺎﻣﺲ‬

‫ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻤﺴﺮﺣﻴﺔ‬

‫ﺑﺪأت ﻓﻲ ﺗﺘﻄﺒﻴﻖ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻢ��ه ﻣﻦ‬

‫اﻟﻜﺘﺎب‬
‫و ﺑﺪات اﺗﺼﺮف ب��رابة ح��ث‬
‫ﺑﺪات اﺗﻊجب ﺣﻴﻦﻣﺎ ﻳﻨﺎدوني ﻟﻮﺳﻲ ��‬
‫اﻗﻮل ﻟﻬﻢ اﻧﻪ ��ﻳﺲ‬
‫أﺳﻢي و ان اﺳﻢي ﻫﻮ ﻣﻮنيكا ؟؟‬
‫و ﺑﺪات اﺧﺘﻠﻖ ﺷﺦﺻﻴﺎت ﺧﻲاليه و اﺧﺘﻠﻖ‬
‫ذكرﻳﺎت ﻟﻴﺲ ﻟﻬﺎ وﺟﻮد‬
‫و اﻗﻮل اﺳﻤﺎء أشﺧﺎص ﻟﻴﺲ ﻟﻬﻢ وﺟﻮد‬
‫حتى‬
‫و ﻓﻲ ﻳﻮم ﻣﺎ ﻗﺎم امي ﺑﻲ ﻣﻨﺎداﺗﻲ ﻣﻦ اﺟﻞ‬
‫الطعام‬
‫و حﻳﻨﻤﺎ ﺣﻀﺮت اﻟﻲ اﻟﻢاﺋﺪة ﺑﺪات أتﺻﺮف‬
‫ً‬
‫ﺑﻎرابة و اسأﻟﻬﻢ ﻋﻦ أشﺧﺎص ﻏﻴﺮ ﺣﻖيقﻳ‬
‫و ﺑﺪات اسأﻟﻬﻢ ﻣﻦ انﺗﻢ و أﻗﻮل ﻟﻬﻢ ﻣﻦ‬
‫اﻧﺖﻫﻢ و لﻣﺎذا اﻧﺖم ﻓﻲ بيﺗﻨﺎ‬

‫‪10‬‬
11
12
 ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺴﺎﺑﻊ‬

‫ﺑﺪاﻳﺔ ﺷﻚ‬

‫و ﻧﺤﻦ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻘﻨﺎ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﺰل ﻧﻈﺮت اﻟﻲ‬

‫اﻣﻲ و ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ ﻣﻦ أﻳﻦ وﺟﺪﺗﻲ اﻟﻤﺎل ﻳﺎ‬
‫اﻣﻲ‬
‫ﻧﻈﺮﺗﻲ اﻟﻲ و ﻋﻴﻨﻬﺎ ﺗﺬرف اﻟﺪﻣﻮع و ﻗﺎﻟﺖ‬
‫ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ادﺧﺮ ﻫﺬا ﺑﻌﺾ اﻟﻤﺎل ﻣﻨﺬا ﺣﻮاﻟﻲ‬
‫ﺛﻼث ﺳﻨﻮات ﻟﻜﻲ اﺗﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﻓﺘﺢ ﻣﺨﺒﺰ‬
‫ﺻﻐﻴﺮ ﻗﺮب اﻟﻤﻨﺰل ��ﻛﻲ أﺳﺘﻄﻴﻊ ان‬
‫اﻋﻤﻞ ﻓﻴﻪ و ا��تم ﺑﻜﻒي ﻧﻒس اﻟﻮقت‬
‫ﻓﻠﻖد ﺗﻌﺐت من اﻟﻌﻢل ﺑﻌﻲد ﻋﻨﻚم و أﺻﺎﺑﻦي‬
‫اﻹرﻫﺎق‬
‫ولكن ﻳﺒﺪو ان اﻟﻞه لم ﻳﺮد ذالك‬

‫ﻧﻈﺮت إلى ﻋﻴﻨﻪا في ﺣﺴﺮة و ﺑﻘﻞب ﻣﻤﺰق‬

‫هل انا اﻟﺴﺐب وراء ذالك هل انا إﻧﺴﺎنة‬
‫ﺳﻲء‬
‫و ﺑﺪأت اﻗﻮل في ﻧﻔﺲي لا ﺗﻞك ﻟﻴﺲت‬
‫ﻏﻠﻄﺖي اﻧﻪا ﻏﻠﻄﺖه وﺣﺪه لو لم ﻳﻚن‬
‫إﻧﺴﺎن ﺳﻲء ﻟﻢا ﺣﺪث ما ﺣﺪث و لم اكن‬
‫سا أﺧﻂط ﻟﻘﺘﻞه من اﻟﺒﺪاية‬

‫‪13‬‬
 ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ‬
‫ﻟﻴﻠﺔ ﺳﻮداء‬

‫و ﻓﻌﻼ ﺑﺪات ﺑﻮﺿﻊ اﻟﻠﻤﺴﺎت اﻷﺧﻴﺮة ﻓﻲ‬

‫ﺧﻄﺘﻲ اﻟﺠﻬﻨﻤﻴﺔ و ﺗﻮﻗﻌﺖ ان ﻳﻈﻬﺮ واﻟﺪي‬
‫و ﻫﻮ ﻣﺨﻤﻮر ﻛﺎﻟﻌﺎدة‬
‫وﻳﺤﺪث ﻣﺎ ﺗﻮﻗﻌﺘﻪ ﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﺟﺎء اﺑﻲ اﻟﻲ‬
‫اﻟﻤﻨﺰل و ﻫﻮ ﻣﺨﻤﻮر و ﺑﺪاء ﻓﻲ ﺿﺮب اﻣﻲ‬
‫ﻣﻦ دون رأﻓﺔ‬
‫و ﺑﺪأ ﺑﺼﺮاخ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ دون ﺳﺒﺐ‬
‫و اﻧﺎ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ واﻗﻔﺔ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻲ ﻣﻦ دون‬
‫ﺣﺮاك اﺻﺎﺑﻨﻲ اﻟﺮﻋﺐ ﻣﻦ ﻋﻦ اﻟﻤﻈﻬﺮ‬
‫ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻧﻈﺮ اﻟﻲ اﺑﻲ و ﻗﺎل ﻟﻤﺎذا ﻟﻢ ﺗﻨﺎﻣﻲ‬
‫اﻟﻲ اﻵن‬
‫ﻟﻢ اﺳﺘﻄﻊ ان اﺗﻜﻠﻢ ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺧﺎﺋﻔﺔ ﺑﻜﻞ‬
‫ﻣﻌﻨﻲ اﻟﻜﻠﻤﺔ‬
‫و ﻟﻘﺪ ﻗﺎم ﺑﺘﻜﺮار اﻟﺴﺆال ﻣﺮة أﺧﺮى‬

‫و��ﻛﻨﻲ ﻟﻢ اﺗﻜﻠﻢ أﻳﻀﺎ ﻗﺎم ﻟﻠﺘﻮﺟﻪ اﻟﻲ‬

‫و رﻓﻊ ﻳﺪه ﻋﺎﻟﻴﺔ و ﺻﻔﻌﻨﻲ ﺑﻘﻮة‬
‫ﺑﺪات أﺑﻜﻲ و ﺟﺎءت اﻣﻲ ﺗﺪاﻓﻊ ﻋﻨﻲ و‬
‫ﺗﻤﺴﻚ اﺑﻲ و ﺗﻘﻮل ﻟﻪ ﻫﺬا ﻳﻜﻔﻰ ﻫﺬه ﻳﻜﻔﻰ‬
‫اﺑﻨﺘﻚ ﻣﺮﻳﻀﺔ و ﻟﻜﻨﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺮث‬
‫و ﺑﺪاء ﺑﻀﺮب اﻣﻲ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ‬
‫ﺣﻴﻨﻪا ﻗﻠﺖ ﻟﻲ ﻧﻔﺴﻰ ﺗﻠﻚ ﻫﻲ ﻟﺤﻆﺗﻚ‬
‫‪14‬‬
‫اﻟﻤﻨﺘﻈﺮة ﺣﻘﻘﻲ اﻧﺘﻘﺎﻣﻚ اﻟﻜﺎﻣﻞ و ﺑﺪات ارﻛﺾ‬
‫اﻟﻲ اﻟﻤﻄﺒﺦ و اﺧﺮﺟﺖ اﻟﺴﻜﻴﻦ و ﻗﻤﺖ ﺑﻄﻌﻨﻪ‬
‫ﺛﻼث ﻃﻌﻨﺎت ﺣﺘﻰ أﺻﺒﺢ ﺟﺜﺔ ﺑﺎردة ﻣﺮﻣﻴﺔ‬
‫ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻧﻈﺮت اﻟﻲ اﻣﻲ و ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﻣﺎذا‬
‫ﻓﻌﻠﺘﻲ ﻳﺎ ﻟﻮﺳﻲ ﻟﻘﺪ ﻗﺘﻠﺘﻲ وﻟﺪك اﺻﺒﺘﻨﻲ‬
‫اﻟﺪﻫﺸﺔ و اﻟﺨﻮف ﻣﻦ ﻣﺎ ﻓﻌﻠﺖ و ﺑﺪات أﺑﻜﻲ و‬
‫ﺟﺎءت ﺑﺎﻟﻘﺮب ﻣﻦ اﻣﻲ و ﻗﻠﺖ ﻟﻬﺎ اﻧﺎ آﺳﻔﺔ ﻟﻢ‬
‫أﻗﺼﺪ ذاﻟﻚ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ اﻣﻲ اﺑﺘﻌﺪي ﻋﻨﻲ اﻳﺘﻬﺎ‬
‫اﻟﻤﺠﺮﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ ﻓﻘﺪت روﺣﻲ و‬
‫اﺻﺒﺤﺖ ﻣﺠﺮد ﺟﺴﺪ‬

‫‪15‬‬
16
 ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﻌﺎﺷﺮ‬
‫ﻟﺤﻈﺔ اﻟﺤﻘﻴﻘﺔ‬

‫و ﺑﺪات اﺳﺎﻟﻪ ﻛﻴﻒ ﻣﻦ اﻟﻤﻤﻜﻦ أن اﻛﻮن اﻧﺎ‬

‫اﻟﺴﺒﺐ ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ اﻟﺸﺮﻳﺮ و ﻫﻮ اﻟﻤﺴﺆول‬
‫ﻗﺎل ﻟﻲ ﺿﻤﻴﺮي ﻻ ﺑﻞ اﻧﺘﻲ اﻟﻤﺴﺆول‬
‫اﻻ ﺗﺮﻳﻨﻲ ﻧﻔﺴﻚ اﻵن اﻧﺘﻲ ﻫﻮ اﻟﺸﺨﺺ‬
‫اﻟﺸﺮﻳﺮ ﻓﻲ ﻫﺬه اﻟﻞ��ﻇﺔ ﻟﻢ ﺗﻜﺘﻔﻲ ﺑﻲ‬
‫إزﻋﺎج أﻣﻚ و ﺣﺴﺐ ﺑﻞ ﻗﻤﺘﻲ ﺑﻘﺘﻞ أﺑﻴﻚ‬
‫و ﻓﻲ ﺗﻠﻚ اﻟﻠﺤﻈﺔ أدرﻛﺖ ﺣﺠﻢ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﺬي‬
‫اﻗﺘﺮﻓﺘﻪ و ﺑﺪات اﺷﻌﺮ ﺑﻲ اﻟﺬﻧﺐ و اﻟﻨﺪم‬
‫ﻗﺎل ﻟﻲ ﻫﻞ اﻧﺖي ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻜﻲ ﺗﺘﻌﻠﻤﻲ ﻣﻦ‬
‫ﺧﻄﺎﺋﻚ‬
‫ﻗﻠﺘﻪ ﻟﻪ ﻧﻌﻢ ﻟﻘﺪ ﺗﻌﻠﻤﺖ و ﻣﺴﺘﻌﺪة ﻟﻜﻲ‬
‫اﺻﺤﺢ ذاﻟﻚ‬
‫ﻗﺎل ﻟﻲ ﺿﻤﻴﺮي ﻳﻜﻔﻴﻨﻲ ﺳﻤﺎع ذاﻟﻚ ‪.‬‬
‫و ﺷﻌﺮت ﺑﺼﺪاع ﺣﺎد ﺣﻴﻨﻬﺎ و ﺧﻠﺪت اﻟﻲ‬
‫اﻟﻨﻮم‬
‫و ﻋﻨﺪﻣﺎ اﺳﺘﻴﻘﻈﺖ وﺟﺪت آﻣﻲ ﺗﻘﻮل ﻟﻲ‬
‫ﻫﻲ ﺣﺎن اﻵن ﻣﻮﻋﺪ ذﻫﺎﺑﻚ اﻟﻲ اﻟﻤﺪرﺳﺔ‬
‫ﻟﻢ أﺻﺪق ﻋﻴﻨﻲ ﻟﻘﺪ ﻛﺎن ﻛﻞ ذاﻟﻚ‬
‫ﻛﺎﺑﻮس‬
‫و ﺑﺪات اﺣﻤﺪ رﺑﻲ ﻋﻠﻰ ذاﻟﻚ و ادرﻛﺖ‬
‫ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻗﻴﻤﺖ ﻛﻞ ﺷﻲء وﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻓﻲ ﻫﺬه‬
‫اﻟﻌﺎﻟﻢ‬
‫‪17‬‬