You are on page 1of 544

‫*‪*1‬المجلد الرابع‬

‫*‪ - 8*2‬سورة األنفال مدنية وآياتها خمس وسبعون‬


‫*‪*3‬مقدمة‬
‫@أخرج النح‪++‬اس في ناس‪+‬خه وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه من ط‪+‬رق عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬نزلت سورة األنفال بالمدينة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن عب‪++‬د هللا بن الزب‪++‬ير ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت بالمدين‪++‬ة س‪++‬ورة‬
‫األنفال‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن زيد بن ثابت قال‪ :‬نزلت األنفال بالمدينة‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن المنذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‬
‫عن سعيد بن جب‪+‬ير ق‪+‬ال‪ :‬قلت البن عب‪+‬اس‪ :‬س‪+‬ورة األنف‪+‬ال؟ ق‪+‬ال‪ :‬ن‪+‬زلت في‬
‫بدر‪ .‬وفي لفظ‪ :‬تلك سورة بدر‪.‬‬
‫*‪*3‬التفسير‬
‫@بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫اآلية ‪1‬‬
‫‪ %‬أخرج ابن أبي شيبة وأحم‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن مردوي‪++‬ه عن س‪++‬عد بن أبي‬
‫وقاص قال‪ :‬لم‪++‬ا ك‪++‬ان ي‪++‬وم ب‪++‬در قت‪++‬ل أخي عم‪++‬ير‪ ،‬وقتلت س‪++‬عيد بن العاص‪++‬ي‬
‫وأخذت سيفه وكان يسمى ذا الكتيعة‪ ،‬فأتيت به النبي فق‪++‬ال " اذهب فاطرح‪++‬ه‬
‫في القبض‪ .‬فرجعت وبي ما ال يعلمه إال هللا من قت‪++‬ل أخي وأخ‪++‬ذ س‪++‬لبي‪ ،‬فم‪++‬ا‬
‫جاوزت إال يسيرا حتى نزلت سورة األنفال‪ .‬فقال لي رسول هللا‪ :‬اذهب فخ‪++‬ذ‬
‫سيفك"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د وأب‪++‬و داود والترم‪++‬ذي وص‪++‬ححه والنس‪++‬ائي وابن جري‪++‬ر وابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن‬
‫سعد قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول هللا قد شفاني هللا اليوم من المش‪++‬ركين فهب لي ه‪++‬ذا‬
‫السيف؟ قال‪ :‬إن هذا السيف ال ل‪++‬ك وال لي ض‪++‬عه‪ .‬فوض‪++‬عته ثم رجعت قلت‪:‬‬
‫عس‪++‬ى يعطى ه‪++‬ذا الس‪++‬يف الي‪++‬وم من ال يبلى بالئي‪ ،‬إذا رج‪++‬ل ي‪++‬دعوني من‬
‫ورائي قلت‪ :‬قد أنزل هللا في شيء؟ قال‪ :‬كنت سألتني هذا الس‪++‬يف وليس ه‪++‬و‬
‫لي وإني قد وهب لي فهو لك‪ ،‬وأنزل هللا هذه اآلية {يسئلونك عن األنفال قل‬
‫األنفال هلل والرسول}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪++‬ذر وابن مردوي‪++‬ه عن س‪++‬عد بن أبي وق‪++‬اص ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت في‬
‫أربع آيات‪ .‬بر الوالدين‪ ،‬والنفل‪ ،‬والثلث‪ ،‬وتحريم الخمر‪.‬‬
‫وأخرج الطيالسي والبخاري في األدب المف‪++‬رد ومس‪++‬لم والنح‪++‬اس في ناس‪++‬خه‬
‫وابن مردويه والبيهقي في الشعب عن سعد بن أبي وقاص ق‪++‬ال‪" :‬ن‪++‬زلت في‬
‫أرب‪++‬ع آي‪++‬ات من كت‪++‬اب هللا‪ ،‬ك‪++‬انت أمي حلفت أن ال تأك‪++‬ل وال تش‪++‬رب ح‪++‬تى‬
‫أفارق محمدا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬فأنزل هللا (وإن جاه‪++‬داك على أن تش‪++‬رك‬
‫بي ما ليس لك به علم فال تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا) (لقمان اآلية‬
‫‪ ،)15‬والثاني‪++‬ة أني كنت أخ‪++‬ذت س‪++‬يفا أعجب‪++‬ني فقلت‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا هب لي‬
‫هذا‪ ،‬فنزلت {يسئلونك عن األنفاْل }‪ ،‬والثالثة أني مرضت فأتاني رس‪++‬ول هللا‬
‫فقلت‪ :‬ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا أني أري‪+‬د أن أقس‪+‬م م‪+‬الي أفأوص‪++‬ي بالنص‪++‬ف؟ ق‪++‬ال‪ :‬ال‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬الثلث‪...‬؟ فسكت فكان الثلث بعده جائزا‪ ،‬والرابعة أني ش‪++‬ربت الخم‪++‬ر‬
‫مع قوم من األنصار فض‪++‬رب رج‪++‬ل منهم أنفي بلح‪++‬يي جم‪++‬ل‪ ،‬ف‪++‬أتيت الن‪++‬بي‪،‬‬
‫فأنزل هللا تحريم الخمر"‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د بن حمي‪+‬د والنح‪++‬اس وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه عن س‪+‬عد ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أصاب رسول هللا غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف‪ ،‬فأخذته فأتيت به رس‪++‬ول هللا‬
‫فقلت‪ :‬نفلني هذا السيف فأنا من عملت‪ .‬فقال " رده من حيث أخذته ف‪++‬رجعت‬
‫ب‪++‬ه ح‪++‬تى إذا أردت أن ألقي‪++‬ه في القبض المت‪++‬ني نفس‪++‬ي‪ ،‬ف‪++‬رجعت إلي‪++‬ه فقلت‪:‬‬
‫أعطنيه‪ .‬فشد لي صوته وقال‪ :‬رده من حيث أخذته‪ .‬فأنزل هللا {يسئلونك عن‬
‫األنفال} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن س‪++‬عد ق‪++‬ال‪ :‬نفل‪++‬ني الن‪++‬بي ي‪++‬وم ب‪++‬در س‪++‬يفا‪ ،‬ون‪++‬زل في‬
‫النفل‪.‬‬
‫وأخرج الطيالس‪++‬ي وأب‪++‬و نعيم في المعرف‪++‬ة من طري‪++‬ق مص‪++‬عب بن س‪++‬عد عن‬
‫سعد قال‪ :‬أصبت سيفا يوم بدر‪ ،‬فأتيت به الن‪++‬بي فقلت‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا نفلني‪++‬ه‪،‬‬
‫فقال " ضعه من حيث أخذت‪+‬ه‪ ،‬ف‪+‬نزلت {يس‪+‬ئلونك عن األنف‪+‬ال} وهي ق‪+‬راءة‬
‫عبد هللا هكذا األنفال "‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه والح‪++‬اكم‬
‫والبيهقي في سننه عن أبي أمامة قال‪ :‬سألت عبادة بن الصامت عن األنفال؟‬
‫فقال‪ :‬فينا أصحاب ب‪++‬در ن‪++‬زلت حين اختلفن‪++‬ا في النف‪++‬ل فس‪++‬اءت في‪++‬ه أخالقن‪++‬ا‪،‬‬
‫فانتزعه هللا من أيدينا وجعله إلى رسول هللا فقسمه رس‪++‬ول هللا بين المس‪++‬لمين‬
‫عن براءة‪ ،‬يقول‪ :‬عن سواء‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج س‪+‬عيد بن منص‪+‬ور وأحم‪+‬د وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وابن حب‪+‬ان‬
‫وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي وابن مردويه عن عبادة بن الصامت‬
‫قال " خرجنا مع رسول هللا فشهدت معه بدر‪ ،‬فالتقى الناس فهزم هللا الع‪++‬دو‪،‬‬
‫ف‪+‬انطلقت طائف‪+‬ة في آث‪+‬ارهم منهزم‪+‬ون يقتل‪+‬ون‪ ،‬وأكبت طائف‪+‬ة على العس‪+‬كر‬
‫يحوزونه ويجمعونه‪ ،‬وأحدقت طائفة برسول هللا ال يصيب العدو من‪++‬ه غ‪++‬رة‪،‬‬
‫حتى إذا كان الليل وفاء الناس بعضهم إلى بعض قال ال‪++‬ذين جمع‪++‬وا الغن‪++‬ائم‪:‬‬
‫نحن حويناها وجمعناه‪++‬ا فليس ألح‪++‬د فيه‪++‬ا نص‪++‬يب‪ .‬وق‪++‬ال ال‪++‬ذين خرج‪++‬وا في‬
‫طلب العدو‪ :‬لستم بأحق بها منا‪ ،‬نحن نفينا عنها العدو وهزمناهم‪ .‬وقال الذين‬
‫أحدقوا برسول هللا‪ :‬لس‪++‬تم ب‪++‬أحق به‪++‬ا من‪++‬ا نحن أح‪++‬دقنا برس‪++‬ول هللا وخفن‪++‬ا أن‬
‫يصيب العدو منه غرة واشتغلنا به‪ ،‬فنزلت {يسئلونك عن األنفال قل األنف‪++‬ال‬
‫هلل والرس‪+++‬ول ف‪+++‬اتقوا هللا وأص‪+++‬لحوا ذات بينكم} فقس‪+++‬مها رس‪+++‬ول هللا بين‬
‫المسلمين‪ ،‬وكان رسول هللا إذا أغار في أرض العدو ونفل الرب‪++‬ع‪ ،‬وإذا أقب‪++‬ل‬
‫راجعا وكل الناس نفل الثلث‪ ،‬وكان يكره األنفال ويقول‪ :‬ليرد قوي المسلمين‬
‫على ضعيفهم "‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج إس‪++‬حق بن راهوي‪++‬ه في مس‪++‬نده وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن أبي‬
‫أيوب األنصاري قال " بعث رسول هللا سرية فنصرها هللا وفتح عليها‪ ،‬فكان‬
‫من أت‪++‬اه بش‪++‬يء نفل‪++‬ه من الخمس‪ ،‬فرج‪++‬ع رج‪++‬ال ك‪++‬انوا يس‪++‬تقدمون ويقتل‪++‬ون‬
‫ويأسرون ويقتلون وتركوا الغنائم خلفهم فلم ينالوا من الغنائم شيئا‪ .‬فقالوا‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫يا رسول هللا ما بال رجال منا يستقدمون ويأسرون‪ ،‬وتخلف رجال لم يصلوا‬
‫بالقتال فنفلتهم من الغنيمة؟ فسكت رسول هللا ونزل {يس‪++‬ئلونك عن األنف‪++‬ال}‬
‫اآلية‪ .‬فدعاهم رسول هللا فقال‪ :‬ردوا ما أخذتم واقتسموه بالعدل والسوية ف‪++‬إن‬
‫هللا يأمركم بذلك‪ .‬قالوا‪ :‬قد احتسبنا وأكلنا؟ قال‪ :‬احتسبوا ذلك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده" أن‬
‫الناس سألوا النبي الغنائم يوم بدر فنزلت {يسئلونك عن األنفال} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي‪++‬ه عن ج‪++‬ده ق‪++‬ال‪ :‬لم ينف‪++‬ل الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم بعد إذ أنزلت عليه {يس‪++‬ئلونك عن األنف‪++‬ال} إال من الخمس‪ ،‬فإن‪++‬ه نف‪++‬ل‬
‫يوم خيبر من الخمس‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن حبيب بن مسلمة الفهري قال‪ :‬كان رس‪++‬ول هللا ينف‪++‬ل‬
‫الثلث بعد الخمس‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وأب‪++‬و داود والنس‪++‬ائي وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫حبان وأبو الشيخ وابن مردويه والحاكم وص‪++‬ححه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن‬
‫ابن عباس قال‪ :‬لما كان يوم بدر قال النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم " من قت‪++‬ل‬
‫قتيال فله كذا وكذا‪ ،‬ومن أسر أسيرا فله كذا وكذا‪ .‬فأما المش‪++‬يخة فثبت‪++‬وا تحت‬
‫الرايات‪ ،‬وأما الشبان فتسارعوا إلى القتل والغنائم‪ ،‬فق‪+‬الت المش‪+‬يخة للش‪+‬بان‪:‬‬
‫أشركونا معكم فإنا كنا لكم ردأ ولو كان منكم شيء للج‪++‬أتم إلين‪++‬ا‪ ،‬فاختص‪++‬موا‬
‫إلى الن‪+‬بي‪ ،‬ف‪++‬نزلت {يس‪+‬ئلونك عن األنف‪++‬ال ق‪++‬ل األنف‪++‬ال هلل والرس‪+‬ول} فقس‪+‬م‬
‫الغنائم بينهم بالسوية"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق في المص‪++‬نف وعب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن مردوي‪++‬ه عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬لما كان يوم بدر قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم " من قت‪++‬ل‬
‫قتيال فله كذا‪ ،‬ومن جاء بأسير فله كذا‪ .‬فجاء أبو اليسر بن عمرو األنص‪++‬اري‬
‫بأسيرين‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا إنك ق‪++‬د وع‪++‬دتنا‪ .‬فق‪++‬ام س‪++‬عد بن عب‪++‬ادة فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا إنك إن أعطيت هؤالء لم يبق ألصحابك شيء‪ ،‬وإنه لم يمنعن‪++‬ا من‬
‫هذا زه‪++‬ادة في األج‪++‬ر وال جبن عن الع‪++‬دو‪ ،‬وإنم‪++‬ا قمن‪++‬ا ه‪++‬ذا المق‪++‬ام محافظ‪++‬ة‬
‫عليك أن يأتوك من ورائك‪ ،‬فتشاجروا فنزل القرآن {يس‪++‬ئلونك عن األنف‪++‬ال}‬
‫وك‪++‬ان أص‪++‬حاب عب‪++‬د هللا يقرأونه‪++‬ا {يس‪++‬ئلونك عن األنف‪++‬ال ق‪++‬ل األنف‪++‬ال هلل‬
‫والرسول فاتقوا هللا وأصلحوا ذات بينكم فيما تشاجرتم ب‪++‬ه} فس‪++‬لموا الغنيم‪++‬ة‬
‫لرس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪ ،‬ون‪+‬زل الق‪+‬رآن (واعلم‪+‬وا أنم‪+‬ا غنمتم من‬
‫شيء فأن هلل خمسه) (األنفال اآلية ‪ )41‬إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس" أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫بعث سرية‪ ،‬فمكث ضعفاء الناس في العسكر‪ ،‬فأص‪+‬اب أه‪+‬ل الس‪+‬رية غن‪+‬ائم‪،‬‬
‫فقسمها رسول هللا بينهم كلهم‪ ،‬فق‪++‬ال أه‪++‬ل الس‪++‬رية‪ :‬يقاس‪++‬منا ه‪++‬ؤالء الض‪++‬عفاء‬
‫وكانوا في العسكر لم يشخصوا معنا؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "‬
‫وهل تنصرون إال بضعفائكم؟ فأنزل هللا {يسئلونك عن األنفال} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عائشة" أن النبي صلى هللا عليه وسلم لما انص‪++‬رف‬
‫من بدر وقدم المدينة‪ ،‬أنزل هللا عليه سورة األنفال‪ ،‬فعاتب‪++‬ه في إحالل غنيم‪++‬ة‬
‫بدر‪ ،‬وذلك أن رسول هللا قسمها بين أصحابه لما كان بينهم من الحاجة إليه‪++‬ا‬
‫واختالفهم في النفل‪ ،‬يقول هللا {يسئلونك عن األنفال قل األنفال هلل والرس‪++‬ول‬
‫فاتقوا هللا وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا هللا ورسوله إن كنتم مؤمنين} فردها‬
‫هللا على رسوله فقسمها بينهم على السواء‪ ،‬فكان في ذلك تقوى هللا وطاعت‪++‬ه‪،‬‬
‫وطاعة رسوله وصالح ذات البين"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاه‪++‬د" أنهم س‪++‬ألوا الن‪++‬بي عن الخمس بع‪++‬د األربع‪++‬ة‬
‫األخماس؟ فنزلت {يسئلونك عن األنفال} "‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة {يسئلونك عن األنفال} قال‪ :‬كان هذا ي‪++‬وم‬
‫بدر‪.‬‬
‫وأخرج النحاس في ناسخه عن سعيد بن جبير‪ .‬أن سعدا ورجال من األنصار‬
‫خرجا يتنفالن‪ ،‬فوجدا سيفا ملقى فخرا عليه جميعا‪ ،‬فقال سعد‪ :‬هو لي‪ .‬وق‪++‬ال‬
‫األنصاري‪ :‬هو لي‪ .‬قال‪ :‬ال أسلمه ح‪++‬تى آتي رس‪++‬ول هللا‪ ،‬فأتي‪++‬اه فقص‪++‬ا علي‪++‬ه‬
‫القصة‪ ،‬فقال رسول هللا" ليس لك يا سعد وال لألنص‪++‬اري ولكن‪++‬ه لي‪ ،‬ف‪++‬نزلت‬
‫{يسئلونك عن األنفال قل األنفال هلل والرسول فاتقوا هللا وأصلحوا ذات بينكم‬
‫وأطيعوا هللا ورسوله} يق‪+‬ول‪ :‬س‪+‬لما الس‪+‬يف إلى رس‪+‬ول هللا‪ ،‬ثم نس‪+‬خت ه‪+‬ذه‬
‫اآلية فق‪++‬ال (واعلم‪++‬وا أنم‪++‬ا غنمتم من ش‪++‬يء ف‪++‬أن هلل خمس‪++‬ه وللرس‪++‬ول ول‪++‬ذي‬
‫القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل) (األنفال اآلية ‪." )41‬‬
‫وأخرج مالك وابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنح‪++‬اس في ناس‪++‬خه عن ابن‬
‫عمر" أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بعث سرية قب‪++‬ل نج‪++‬د‪ ،‬فغنم‪++‬وا إبال‬
‫كثيرا فصارت سهمانهم اثني عشر بعيرا ونفلوا بعيرا بعيرا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر من طريق مكحول عن الحجاج بن سهيل النصري وقيل‬
‫أن له صحبة قال‪ :‬لما كان يوم بدر قاتلت طائفة من المس‪++‬لمين وثبتت طائف‪++‬ة‬
‫عند رسول هللا‪ ،‬فج‪++‬اءت الطائف‪++‬ة ال‪++‬تي ق‪++‬اتلت باألس‪++‬الب وأش‪++‬ياء أص‪++‬ابوها‪،‬‬
‫فقسمت الغنيمة بينهم ولم يقسم للطائفة التي لم تقاتل‪ .‬فق‪++‬الت الطائف‪++‬ة ال‪++‬تي لم‬
‫تقاتل‪ :‬اقسموا لنا‪ .‬فأبت وكان بينهم في ذلك كالم‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {يس‪++‬ئلونك عن‬
‫األنفال قل األنفال هلل والرسول فاتقوا هللا وأصلحوا ذات بينكم} فكان ص‪++‬الح‬
‫ذان بينهم أن ردوا الذي كانوا أعطوا ما كانوا أخذوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في‬
‫س‪+++‬ننه عن ابن عب‪+++‬اس في قول‪+++‬ه {يس‪+++‬ئلونك عن األنف‪+++‬ال ق‪+++‬ل األنف‪+++‬ال هلل‬
‫والرسول} قال " األنف‪++‬ال‪ :‬المغ‪++‬انم‪ ،‬ك‪++‬ان لرس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫خالصة ليس ألحد منها شيء‪ ،‬ما أصاب سرايا المسلمين من شيء أت‪++‬وه ب‪++‬ه‪،‬‬
‫فمن حبس منه إبرة أو سلكا فه‪++‬و غل‪++‬ول‪ .‬فس‪++‬ألوا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم أن يعطيهم منها شيئأ‪ .‬فأنزل هللا {يسئلونك عن األنفال قل األنف‪++‬ال} لي‬
‫جعلتها لرس‪++‬ولي ليس لكم من‪++‬ه ش‪++‬يء {ف‪++‬اتقوا هللا وأص‪++‬لحوا ذات بينكم} إلى‬
‫قوله {إن كنتم مؤمنين} ثم أنزل هللا (واعلموا أنما غنمتم من شيء) (األنفال‬
‫اآلية ‪ )41‬اآلية‪ .‬ثم قسم ذلك الخمس لرس‪++‬ول هللا‪ ،‬ول‪++‬ذي الق‪++‬ربى‪ ،‬واليت‪++‬امى‪،‬‬
‫والمس‪++‬اكين‪ ،‬والمه‪++‬اجرين في س‪++‬بيل هللا‪ ،‬وجع‪++‬ل أربع‪++‬ة أخم‪++‬اس الن‪++‬اس في‪++‬ه‬
‫سواء‪ .‬لفرس سهمان‪ ،‬ولصاحبه سهم‪ ،‬وللراجل سهم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و عبي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {يس‪++‬ئلونك عن‬
‫األنفال} قال‪ :‬هي الغنائم‪ ،‬ثم نسخها (واعلموا أنما غنمتم من شيء) (األنفال‬
‫اآلية ‪ )41‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج مالك وابن أبي شيبة وأبو عبيد وعبد بن حميد وابن جرير والنح‪++‬اس‬
‫وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن القاس‪++‬م بن محم‪++‬د‬
‫قال‪ :‬س‪+‬معت رجال يس‪+‬أل ابن عب‪+‬اس عن األنف‪+‬ال؟ فق‪+‬ال‪ :‬الف‪+‬رس من النف‪+‬ل‪،‬‬
‫والسلب من النفل‪ ،‬فأعاد المسئلة فقال ابن عباس‪ :‬ذلك أيضا‪ ،‬ثم قال الرج‪++‬ل‪:‬‬
‫األنفال التي قال هللا في كتابهما م‪++‬ا هي؟ فلم ي‪++‬زل يس‪++‬أله ح‪++‬تى ك‪++‬اد يحرج‪++‬ه‪،‬‬
‫فقال ابن عباس‪ :‬ه‪++‬ذا مث‪++‬ل ص‪++‬بيغ ال‪++‬ذي ض‪++‬ربه عم‪++‬ر‪ .‬وفي لف‪++‬ظ‪ :‬فق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا‬
‫أحوجك إلى من يضربك كما فعل عمر بصبيغ العراقي‪ ،‬وكان عم‪+‬ر ض‪++‬ربه‬
‫حتى سالت الدماء على عقبيه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪ :‬األنف‪++‬ال‪ :‬المغ‪++‬انم‪،‬‬
‫أمروا أن يصلحوا ذات بينهم فيها‪ ،‬فيرد القوي على الضعيف‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د بن حمي‪+‬د والنح‪++‬اس وابن المن‪+‬ذر وابن جري‪+‬ر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن‬
‫عط‪++‬اء في قول‪++‬ه {يس‪++‬ئلونك عن األنف‪++‬ال} ه‪++‬و م‪++‬ا ش‪++‬ذ من المش‪++‬ركين إلى‬
‫المسلمين بغير قتال‪ ،‬من عبد أو دابة أو متاع فذلك للنبي يصنع به ما شاء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن محمد بن عمرو قال‪ :‬أرسلنا إلى سعيد‬
‫بن المسيب نسأله عن األنفال؟ فقال‪ :‬تس‪++‬ألوني عن األنف‪++‬ال وأن‪++‬ه ال نف‪++‬ل بع‪++‬د‬
‫رسول هللا‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن ابن المسيب" أن النبي لم يكن ينفل إال‬
‫من الخمس"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وعبد بن حميد عن ابن المسيب ق‪+‬ال‪ :‬م‪+‬ا‬
‫كانوا ينفلون إال الخمس‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن ابن المسيب قال‪ :‬ال نفل في غنائم المس‪++‬لمين إال في‬
‫خمس الخمس‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق عن أنس‪ .‬أن أم‪++‬يرا من األم‪++‬راء أراد أن ينفل‪++‬ه قب‪++‬ل أن‬
‫يخمسه‪ ،‬فأبى أنس أن يقبله حتى يخمسه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك ق‪++‬ال‪ :‬هي في ق‪++‬راءة ابن مس‪++‬عود" يس‪++‬ئلونك‬
‫األنفال "‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق شقيق عن ابن مسعود أنه قرأ {يس‪++‬ئلونك عن‬
‫األنفال}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي {يسئلونك عن األنفال} قال‪ :‬الفيء‪ ،‬ما أصيب‬
‫من أموال المشركين مما لم يوجف عليه بخيل وال رك‪++‬اب فه‪++‬و للن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم خاصة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن أبي ح‪++‬اتم عن الش‪++‬عبي في قول‪++‬ه‬
‫{يسئلونك عن األنفال} قال‪ :‬ما أصابت السرايا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د وعكرم‪++‬ة‬
‫قاال‪ :‬كانت األنفال هلل والرسول حتى نسخها آية الخمس (واعلموا أنما غنمتم‬
‫من شيء) (األنفال اآلية ‪ )41‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن األعمش ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان أص‪++‬حاب عب‪++‬د هللا‬
‫يقرؤنها" يسئلونك األنفال"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري في األدب المفرد وابن مردويه والبيهقي في‬
‫شعب اإليمان عن ابن عباس في قوله {فاتقوا هللا وأصلحوا ذات بينكم} قال‪:‬‬
‫هذا تحريج من هللا على المؤمنين أن يتقوا هللا‪ ،‬وأن يصلحوا ذات بينهم حيث‬
‫اختلفوا في األنفال‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي في قول‪++‬ه {وأص‪++‬لحوا ذات‬
‫بينكم} قال‪ :‬ال تستبوا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن مكح‪++‬ول ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان ص‪++‬الح ذات بينهم أن ردت‬
‫الغنائم‪ ،‬فقسمت بين من ثبت عند رسول هللا وبين من قاتل وغنم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن عط‪++‬اء في قول‪++‬ه {وأطيع‪++‬وا هللا ورس‪++‬وله} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫طاعة الرسول اتباع الكتاب والسنة‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآلية ‪... ...1‬‬
‫وأخرج أبو يعلى وأبو الشيخ والحاكم وصححه وتعقبه الذهبي عن أنس ق‪++‬ال‬
‫" بينا رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ج‪++‬الس إذ رأين‪+‬اه ض‪++‬حك ح‪++‬تى ب‪+‬دت‬
‫ثناياه‪ ،‬فقال عمر‪ :‬ما أضحكك يا رسول هللا؟ ق‪++‬ال‪ :‬رجال جثي‪++‬ا من أم‪++‬تي بين‬
‫يدي رب العزة فقال أحدهما‪ :‬يا رب خذ لي مظلمتي من أخي‪ .‬قال هللا‪ :‬أع‪++‬ط‬
‫أخاك مظلمته‪ .‬قال‪ :‬ي‪++‬ا رب لم يب‪++‬ق من حس‪++‬ناتي ش‪++‬يء‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رب يحم‪++‬ل‬
‫عني من أوزاري‪ .‬وفاضت عين‪++‬ا رس‪++‬ول هللا بالبك‪++‬اء‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪ :‬إن ذل‪++‬ك لي‪++‬وم‬
‫عظيم‪ ،‬يوم تحتاج الناس إلى أن يتحمل عنهم من أوزارهم‪ .‬فقال هللا للطالب‪:‬‬
‫ارفع بصرك فانظر في الجن‪+‬ان‪ ،‬فرف‪+‬ع رأس‪+‬ه فق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا رب أرى م‪+‬دائن من‬
‫فضة وقصورا من ذهب مكلل‪++‬ة ب‪++‬اللؤلؤ ألي ن‪++‬بي ه‪++‬ذا ألي ص‪++‬ديق ه‪++‬ذا ألي‬
‫شهيد هذا؟! قال‪ :‬هذا لمن أعطى الثمن‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رب من يمل‪++‬ك ثمن‪++‬ه؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أنت‪ .‬قال‪ :‬بماذا؟ قال‪ :‬بعفوك عن أخيك‪ .‬قال‪ :‬ي‪+‬ا رب ق‪++‬د عف‪++‬وت عن‪+‬ه‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫خذ بيد أخيك فأدخله الجنة‪ ،‬ثم قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬اتق‪++‬وا هللا‬
‫وأصلحوا ذات بينكم‪ ،‬فإن هللا يصلح بين المؤمنين يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أم هانئ أخت علي بن أبي طالب قالت‪ :‬قال الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم " أخبرك أن هللا تب‪++‬ارك وتع‪++‬الى وتق‪++‬دس يجم‪++‬ع األولين‬
‫واآلخرين يوم القيامة في صعيد واحد‪ ،‬فمن يدري أي الط‪++‬رفين؟ فق‪++‬الت‪ :‬هللا‬
‫ورسوله أعلم‪!...‬ثم ينادي مناد من تحت العرش يا أهل التوحيد‪ .‬فيش‪++‬رئبون‪،‬‬
‫ثم ينادي‪ :‬يا أهل التوحيد‪ .‬ثم ينادي الثالثة إن هللا قد عف‪++‬ا عنكم‪ ،‬فيق‪++‬وم الن‪++‬اس‬
‫قد تعلق بعضهم ببعض في ظالمات الدنيا‪ ،‬ثم ينادي‪ :‬ي‪++‬ا أه‪++‬ل التوحي‪++‬د يعف‪++‬و‬
‫بعضكم عن بعض وعلى هللا الثواب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أنس قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم " إذا‬
‫كان يوم القيام‪++‬ة ن‪++‬ادى من‪++‬اد‪ :‬ي‪++‬ا أه‪++‬ل التوحي‪++‬د إن هللا ق‪++‬د عف‪++‬ا عنكم‪ ،‬فليع‪++‬ف‬
‫بعضكم عن بعض وعلي الثواب"‪.‬‬
‫@اآلية ‪2‬‬
‫‪ %‬أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {ال‪++‬ذين إذا ذك‪++‬ر هللا وجلت‬
‫قلوبهم} قال‪ :‬فرقت قلوبهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {إنم‪++‬ا المؤمن‪++‬ون‬
‫الذين إذا ذكر هللا وجلت قلوبهم} قال‪ :‬المن‪++‬افقون ال ي‪++‬دخل قل‪++‬وبهم ش‪++‬يء من‬
‫ذكر هللا عند أدأء فرائض‪++‬ه‪ ،‬وال يؤمن‪++‬ون بش‪++‬يء من آي‪++‬ات هللا‪ ،‬وال يتوكل‪++‬ون‬
‫على هللا‪ ،‬وال يصلون إذا غ‪++‬ابوا‪ ،‬وال ي‪++‬ؤدون زك‪++‬اة أم‪++‬والهم‪ ،‬ف‪++‬أخبر هللا أنهم‬
‫ليسوا بمؤمنين‪ ،‬ثم وصف المؤمنين فقال {إنما المؤمن‪++‬ون ال‪++‬ذي إذا ذك‪++‬ر هللا‬
‫وجلت قلوبهم} فأدوا فرائضه‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وأبو الشيخ من طريق شهر بن حوش‪++‬ب‬
‫عن أبي الدرداء قال‪ :‬إنما الوجل في القلب كاحتراق السعفة يا شهر أما تج‪++‬د‬
‫قشعريرة؟ قلت‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فادع عندها فإن الدعاء يستجاب عند ذلك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الحكيم الترم‪++‬ذي عن عائش‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا الوج‪++‬ل في قلب الم‪++‬ؤمن إال‬
‫كضرمة السعفة‪ ،‬فإذا وجد أحدكم فليدع عند ذلك‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترم‪++‬ذي عن ث‪++‬ابت البن‪++‬اني ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال فالن‪ :‬إني ألعلم م‪++‬تى‬
‫يستجاب لي‪ .‬قالوا‪ :‬ومن أين يعلم ذاك؟ قال‪ :‬إذا اقشعر جلدي‪ ،‬ووج‪+‬ل قل‪+‬بي‪،‬‬
‫وفاضت عيناي‪ ،‬فذاك حين يستجاب لي‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫وأبو الشيخ والبيهقي في شعب اإليمان عن السدي في قوله {إنم‪++‬ا المؤمن‪++‬ون‬
‫ال‪++‬ذين إذا ذك‪++‬ر هللا وجلت قل‪++‬وبهم} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬و الرج‪++‬ل يري‪++‬د أن يظلم أو يهم‬
‫بمعصية‪ ،‬فيقال له‪ :‬اتق هللا‪ .‬فيجل قلبه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {زادتهم إيمان‪++‬ا}‬
‫قال‪ :‬تصديقا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الربي‪++‬ع بن أنس في قول‪++‬ه‬
‫{زادتهم إيمانا} قال‪ :‬زادتهم خشية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {زادتهم إيمان‪++‬ا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫اإليمان يزيد وينقص‪ ،‬وهو قول وعمل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪+‬يخ عن س‪+‬فيان بن عيين‪+‬ة ق‪+‬ال‪ :‬نط‪+‬ق الق‪+‬رآن بزي‪+‬ادة اإليم‪+‬ان‬
‫ونقص‪++‬انه قول‪++‬ه {زادتهم إيمان‪++‬ا} فه‪++‬ذه زي‪++‬ادة اإليم‪++‬ان‪ ،‬وإذا غفلن‪++‬ا ونيس‪++‬نا‬
‫وضيعنا فذلك نقصانه‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي عن عمر بن الخطاب قال‪ :‬لو وزن إيم‪++‬ان أبي بك‪++‬ر‬
‫بإيمان أهل األرض لرجح إيمان أبي بكر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {وعلى ربهم‬
‫يتوكلون} يقول‪ :‬ال يرجون غيره‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د في الزه‪++‬د وعب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫والبيهقي في شعب اإليمان عن سعيد بن جب‪++‬ير ق‪++‬ال‪ :‬التوك‪++‬ل على هللا جم‪++‬اع‬
‫اإليمان‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن ابن عباس قال‪ :‬التوكل جماع اإليمان‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر عن سعيد بن جبير قال‪ :‬التوك‪++‬ل على هللا‬
‫نصف اإليمان‪.‬‬
‫@اآليات ‪4 - 3‬‬
‫‪ %‬أخرج أبو الشيخ عن حسان بن عطية قال‪ :‬إن اإليمان في كتاب هللا صار‬
‫إلى العمل فقال {إنم‪+‬ا المؤمن‪+‬ون ال‪+‬ذين إذا ذك‪+‬ر هللا وجلت قل‪+‬وبهم وإذا تليت‬
‫عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون} ثم ص‪++‬يرهم إلى العم‪+‬ل فق‪++‬ال‬
‫{الذين يقيمون الصالة ومما رزقناهم ينفقون أولئك هم المؤمنون حقا}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {أولئ‪++‬ك هم‬
‫المؤمنون حقا} قال‪ :‬برئوا من الكفر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {أولئك هم المؤمنون حقا} قال‪ :‬خالصا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قول‪++‬ه {أولئ‪++‬ك هم‬
‫المؤمنون حقا} قال‪ :‬استحقوا اإليمان بحق فأحقه هللا لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم من طريق يحيى بن الضريس عن أبي سنان قال‪ :‬سئل‬
‫عمرو بن مرة عن قوله {أولئك هم المؤمنون حق‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬إنم‪++‬ا ن‪++‬زل الق‪++‬رآن‬
‫بلسان العرب كقولك‪ :‬فالن سيد حقا وفي القوم سادة‪ ،‬وفالن شاعر حق‪++‬ا وفي‬
‫القوم شعراء‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق في قوله {أولئ‪++‬ك هم المؤمن‪++‬ون حق‪++‬ا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ك‪++‬ان ق‪++‬وم يس‪++‬رون الكف‪++‬ر ويظه‪++‬رون اإليم‪++‬ان‪ ،‬وق‪++‬وم يس‪++‬رون اإليم‪++‬ان‬
‫ويظهرونه‪ ،‬فأراد هللا أن يميز بين هؤالء وهؤالء فقال {إنما المؤمنون الذين‬
‫إذا ذك‪+‬ر هللا وجلت قل‪+‬وبهم} ح‪+‬تى انتهى إلى قول‪+‬ه {أولئ‪+‬ك المؤمن‪+‬ون حق‪+‬ا}‬
‫الذين يسرون اإليمان ويظهرونه ال هؤالء ال‪++‬ذين يس‪++‬رون الكف‪++‬ر ويظه‪++‬رون‬
‫اإليمان‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن مرة في قول‪++‬ه {أولئ‪++‬ك هم المؤمن‪++‬ون حق‪++‬ا}‬
‫قال‪ :‬فضل بعضهم على بعض وكل مؤمنون‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن الحارث بن مالك األنصاري‪ .‬أنه مر برسول هللا فق‪++‬ال‬
‫له" كيف أصبحت يا حارث؟ قال‪ :‬أصبحت مؤمنا حقا‪ .‬قال‪ :‬انظ‪++‬ر م‪++‬ا تق‪++‬ول‬
‫ف‪++‬إن لك‪++‬ل ش‪++‬يء حقيق‪++‬ة‪ ،‬فم‪++‬ا حقيق‪++‬ة إيمان‪++‬ك فق‪++‬ال‪ :‬ع‪++‬زفت نفس‪++‬ي عن ال‪++‬دنيا‬
‫فأسهرت ليلي‪ ،‬وأظم‪++‬أت نه‪++‬اري‪ ،‬وك‪++‬أني أنظ‪++‬ر إلى أه‪++‬ل الجن‪++‬ة ي‪++‬تزاورون‬
‫فيها‪ ،‬وكأني أنظر إلى أه‪++‬ل الن‪++‬ار يتض‪++‬اغون فيه‪++‬ا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا ح‪++‬ارث ع‪++‬رفت‬
‫فالزم ثالثا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير في قول‪++‬ه {لهم درج‪++‬ات} يع‪++‬ني‬
‫فضائل ورحمة‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د في‬
‫قوله {لهم درجات عند ربهم} قال‪ :‬أعمال رفيعة‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم عن الض‪++‬حاك في قول‪++‬ه {لهم درج‪++‬ات}‬
‫قال‪ :‬أهل الجنة بعضهم فوق بعض‪ ،‬فيرى الذي ه‪++‬و ف‪++‬وق فض‪++‬له على ال‪++‬ذي‬
‫هو أسفل منه‪ ،‬وال يرى الذي هو أسفل أنه فضل عليه أحد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قول‪++‬ه ومغف‪++‬رة ق‪++‬ال‪ :‬ب‪+‬ترك‬
‫الذنوب {ورزق كريم} قال األعمال الصالحة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي قال‪ :‬إذا س‪++‬معت هللا يق‪++‬ول‬
‫{ورزق كريم} فهي الجنة‪.‬‬
‫@اآليات ‪6 - 5‬‬
‫‪ %‬أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن‬
‫أبي أيوب األنصاري ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال لن‪+‬ا رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ونحن‬
‫بالمدينة وبلغه أن عير أبي س‪++‬فيان ق‪++‬د أقبلت فق‪++‬ال " م‪++‬ا ت‪++‬رون فيه‪++‬ا لع‪++‬ل هللا‬
‫يغنمناها ويسلمنا‪ ،‬فخرجنا فلما سرنا يوما أو يومين أمرن‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم أن نتعاد ففعلنا‪ ،‬فإذا نحن ثلثمائة وثالثة عش‪+‬ر رجال‪ ،‬فأخبرن‪+‬ا‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم بعدتنا‪ ،‬فسر بذلك وحمد هللا وق‪++‬ال‪ :‬ع‪++‬دة أص‪++‬حاب‬
‫طالوت‪ .‬فقال‪ :‬ما ترون في القوم فإنهم قد أخبروا بمخرجكم؟ فقلنا‪ :‬يا رسول‬
‫هللا ال وهللا ما لنا طاقة بقتال القوم إنما خرجن‪+‬ا للع‪+‬ير‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪ :‬م‪+‬ا ت‪+‬رون في‬
‫قتال القوم؟ فقلنا مثل ذلك‪ ،‬فقال المقداد‪ :‬ال تقولوا كم‪++‬ا ق‪++‬ال أص‪++‬حاب موس‪++‬ى‬
‫لموسى (اذهب أنت وربك فقاتال إنا ههنا قاعدون) (المائدة اآلية ‪ )24‬ف‪++‬أنزل‬
‫هللا {كما أخرجك ربك من بيتك ب‪+‬الحق وإن فريق‪++‬ا من المؤم‪+‬نين لك‪+‬ارهون}‬
‫إلى قوله {وإذ يع‪+‬دكم هللا إح‪+‬دى الط‪+‬ائفتين أنه‪+‬ا لكم} فلم‪+‬ا وع‪+‬دنا هللا إح‪+‬دى‬
‫الطائفتين ‪ -‬إما القوم وإم‪+‬ا الع‪+‬ير ‪ -‬ط‪+‬ابت أنفس‪+‬نا‪ ،‬ثم إن‪+‬ا اجتمعن‪+‬ا م‪+‬ع الق‪++‬وم‬
‫فصففنا‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬اللهم إني أنشدك وعدك‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫ابن رواحة‪ :‬يا رسول هللا إني أريد أن أشير علي‪++‬ك ‪ -‬ورس‪++‬ول هللا أفض‪++‬ل من‬
‫أن نشير عليه ‪ -‬إن هللا أجل وأعظم من أن تنشده وعده‪ .‬فقال‪ :‬يا ابن رواح‪++‬ة‬
‫ألنشدن هللا وعده فإن هللا ال يخلف الميعاد‪ ،‬فأخذ قبضة من التراب فرمى بها‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في وج‪++‬وه الق‪++‬وم ف‪++‬انهزموا‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا (وم‪++‬ا‬
‫رميت إذ رميت ولكن هللا رمى) (األنف‪++‬ال اآلي‪++‬ة ‪ )17‬فقتلن‪++‬ا وأس‪++‬رنا‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫عمر‪ :‬يا رسول هللا ما أرى أن تكون لك أسرى‪ ،‬فإنما نحن داعون مؤلف‪++‬ون؟‬
‫فقلنا معشر األنصار‪ :‬إنما يحمل عمر على ما قال حسد لن‪++‬ا‪ .‬فن‪++‬ام رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ثم استيقظ‪ ،‬ثم قال‪ :‬ادعو لي عمر فدعي له‪ ،‬فقال له‪ :‬إن‬
‫هللا ق‪+‬د أن‪+‬زل علي (م‪+‬ا ك‪+‬ان لن‪+‬بي أن تك‪+‬ون ل‪+‬ه أس‪+‬رى) (األنف‪+‬ال اآلي‪+‬ة ‪)56‬‬
‫اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة في المص‪++‬نف وابن مردوي‪++‬ه عن محم‪++‬د بن عم‪++‬رو بن‬
‫علقمة بن وقاص الليثي عن أبيه عن جده قال " خ‪++‬رج رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم إلى بدر‪ ،‬حتى إذا كان بالروحاء خطب الناس فقال‪ :‬كيف ت‪++‬رون؟‬
‫فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول هللا بلغنا أنهم كذا وكذا‪ ،‬ثم خطب الناس فق‪++‬ال‪ :‬كي‪++‬ف‬
‫ترون؟ فقال عمر مثل ق‪++‬ول أبي بك‪++‬ر‪ ،‬ثم خطب الن‪++‬اس فق‪++‬ال‪ :‬كي‪++‬ف ت‪++‬رون؟‬
‫فقال سعد بن معاذ‪ :‬يا رسول هللا إيانا تريد‪...‬؟ فوالذي أكرم‪++‬ك وأن‪++‬زل علي‪++‬ك‬
‫الكتاب ما سلكتها قط وال لي بها علم ولئن سرت حتى تأتي ب‪++‬رك الغم‪++‬اد من‬
‫ذي يمن لنسيرن معك‪ ،‬وال نكونن كال‪++‬ذين ق‪++‬الوا لموس‪++‬ى (اذهب أنت ورب‪++‬ك‬
‫فقاتال إنا ههنا قاعدون) (المائدة اآلية ‪ )24‬ولكن اذهب أنت وربك فقاتال إن‪++‬ا‬
‫معكم متبعون‪ ،‬ولعلك أن تكون خرجت ألمر وأحدث هللا إليك غ‪++‬يره‪ ،‬ف‪++‬انظر‬
‫الذي أحدث هللا إلي‪+‬ك ف‪+‬امض ل‪+‬ه‪ ،‬فص‪+‬ل حب‪+‬ال من ش‪+‬ئت‪ ،‬واقط‪+‬ع حب‪+‬ال من‬
‫شئت‪ ،‬وعاد من شئت‪ ،‬وس‪++‬الم من ش‪++‬ئت‪ ،‬وخ‪++‬ذ من أموالن‪++‬ا م‪++‬ا ش‪++‬ئت‪ .‬ف‪++‬نزل‬
‫الق‪++‬رآن على ق‪++‬ول س‪++‬عد {كم‪++‬ا أخرج‪++‬ك رب‪++‬ك من بيت‪++‬ك ب‪++‬الحق} إلى قول‪++‬ه‬
‫{ويقطع دابر الكافرين} وإنما رسول هللا يريد غنيمة مع أبي س‪++‬فيان فأح‪++‬دث‬
‫هللا إليه القتال"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {كما أخرجك رب‪++‬ك من بيت‪++‬ك ب‪++‬الحق} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كذلك أخرجك ربك إلى قوله {يجادلونك في الحق} قال‪ :‬القتال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الس‪++‬دي في قول‪++‬ه {كم‪++‬ا أخرج‪++‬ك رب‪++‬ك‬
‫من بيتك بالحق} قال‪ :‬خروج النبي صلى هللا عليه وسلم إلى بدر {وإن فريقا‬
‫من المؤنين لكارهون} ق‪++‬ال‪ :‬لطلب المش‪++‬ركين {يجادلون‪++‬ك في الح‪++‬ق بع‪++‬دما‬
‫تبين} أنك ال تصنع إال ما أمرك هللا به {كأنما يساقون إلى الموت} حين قيل‬
‫هم المشركون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس قال‪ :‬لما شاور النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫في لقاء العدو‪ ،‬وقال له س‪+‬عد بن عب‪+‬اة م‪+‬ا ق‪++‬ال وذل‪++‬ك ي‪+‬وم ب‪+‬در‪ ،‬أم‪+‬ر الن‪+‬اس‬
‫فتعبوا للقتال وأم‪++‬رهم بالش‪++‬وكة‪ ،‬فك‪++‬ره ذل‪++‬ك أه‪++‬ل اإليم‪++‬ان‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {كم‪++‬ا‬
‫أخرجك ربك من بيتك بالحق} إلى قول‪++‬ه {وهم ينظ‪++‬رون} أي كراهي‪++‬ة لق‪++‬اء‬
‫المشركين‪.‬‬
‫وأخرج البزار وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عس‪++‬اكر عن عب‪++‬د‬
‫الرحمن بن عوف قال‪ :‬نزل اإلسالم بالكره والش‪++‬دة فوج‪++‬دنا خ‪++‬ير الخ‪++‬ير في‬
‫الكره‪ ،‬خرجنا مع الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم من مك‪++‬ة فأس‪++‬كننا س‪++‬بخة بين‬
‫ظهراني حرة فجعل هللا لنا في ذل‪++‬ك العال والظف‪++‬ر‪ ،‬وخرجن‪++‬ا م‪++‬ع رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم إلى ب‪++‬در على الح‪++‬ال ال‪++‬تي ذك‪++‬ر هللا {وإن فريق‪++‬ا من‬
‫المؤمنين لكارهون} إلى قوله {وهم ينظ‪++‬رون} فجع‪++‬ل هللا لن‪++‬ا في ذل‪++‬ك العال‬
‫والظفر فوجدنا خير الخير في الكره‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر عن الزب‪++‬يري ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان رج‪++‬ل من أص‪++‬حاب رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يفسر {كأنما يساقون إلى الموت وهم ينظرون} خروج‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى العير‪.‬‬
‫@اآلية ‪8 - 7‬‬
‫أخرج البيهقي في الدالئل عن ابن شهاب وموسى بن عقبة قاال"مكث رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم بعد قتل ابن الحضرمي شهرين‪ ،‬ثم أقبل أب‪++‬و س‪++‬فيان‬
‫بن حرب في عير لقريش من الشام ومعها س‪++‬بعون راكب‪++‬ا من بط‪++‬ون ق‪++‬ريش‬
‫كله‪++‬ا وفيهم مخرم‪++‬ة بن نوف‪++‬ل‪ ،‬وعم‪++‬رو بن الع‪++‬اص‪ ،‬وك‪++‬انوا تج‪++‬ارا بالش‪++‬ام‬
‫ومعهم خزائن أهل مكة‪ ،‬ويقال‪ :‬كانت ع‪+‬يرهم أل‪+‬ف بع‪+‬ير ولم يكن ألح‪+‬د من‬
‫ق‪++‬ريش أوقي‪++‬ة فم‪++‬ا فوقه‪++‬ا إال بعث به‪++‬ا م‪++‬ع أبي س‪++‬فيان إال ح‪++‬ويطب بن عب‪++‬د‬
‫العزى‪ ،‬فلذلك كان تخلف عن بدر فلم يشهده‪ ،‬ف‪++‬ذكروا لرس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم وأصحابه وقد كانت الحرب بينهم قبل ذلك‪ ،‬وقتل ابن الحضرمي‬
‫وأسر الرجلين عثمان والحكم‪ ،‬فلما ذكرت عير أبي سفيان لرسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬بعث رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم ع‪++‬دي بن أبي الزغب‪++‬اء‬
‫األنصاري من بني غنم وأصله من جهينة وبسبس ‪ -‬يع‪++‬ني ابن عم‪++‬رو ‪ -‬إلى‬
‫الع‪++‬ير عين‪++‬ا ل‪++‬ه‪ ،‬فس‪++‬ارا ح‪++‬تى أتي‪++‬ا حي‪++‬ا من جهين‪++‬ة قريب‪++‬ا من س‪++‬احل البح‪++‬ر‪،‬‬
‫فسألوهم عن العير وعن تجار قريش‪ ،‬فأخبروهم‪++‬ا بخ‪++‬بر الق‪++‬وم‪ ،‬فرجع‪++‬ا إلى‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ف‪+‬أخبراه فاس‪+‬تنفر المس‪+‬لمين للع‪+‬ير وذل‪+‬ك في‬
‫رمضان‪.‬‬
‫وقدم أبو سفيان على الجهنيين وهو متخ‪++‬وف من رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم وأصحابه‪ ،‬فقال‪ :‬أحسوا من محمد فأخبروه خبر الراكبين عدي بن أبي‬
‫الزغباء وبسبس‪ ،‬وأشاروا له إلى مناخهما فق‪++‬ال أب‪++‬و س‪++‬فيان‪ :‬خ‪++‬ذوا من بع‪++‬ر‬
‫بعيرهما ففته فوجد فيه النوى‪ ،‬فقال‪ :‬ه‪++‬ذه عالئ‪++‬ف أه‪++‬ل ي‪++‬ثرب وه‪++‬ذه عي‪++‬ون‬
‫محمد وأصحابه‪ ،‬فساروا سراعا خائفين للطلب‪ ،‬وبعث أبو س‪++‬فيان رجال من‬
‫بني غفار يقال له ضمضم بن عمرو إلى قريش أن انفروا فاحموا عيركم من‬
‫محمد وأصحابه فإنه قد استنفر أص‪++‬حابه ليعرض‪++‬وا لن‪++‬ا‪ ،‬وك‪++‬انت عاتك‪++‬ة بنت‬
‫عبد المطلب ساكنة بمكة وهي عمة رسول هللا‪ ،‬وكانت مع أخيها العب‪++‬اس بن‬
‫عبد المطلب‪ ،‬فرأت رؤيا قبل بدر وقبل قدوم ضمضم عليهم فف‪++‬زعت منه‪++‬ا‪،‬‬
‫فأرسلت إلى أخيها العباس بن عبد المطلب من ليلتها‪ ،‬فجاءها العباس فقالت‪:‬‬
‫رأيت الليلة رؤيا قد أشفقت منها وخشيت على قومك منها الهلكة‪ .‬قال‪ :‬وماذا‬
‫رأيت؟ قالت‪ :‬لن أحدثك ح‪++‬تى تعاه‪++‬دني أن‪++‬ك ال ت‪++‬ذكرها‪ ،‬ف‪++‬إنهم إن س‪++‬معوها‬
‫آذونا وأسمعونا ما ال نحب‪ ،‬فلما عاهدها العباس فقالت‪ :‬رأيت راكبا أقبل من‬
‫أعلى مكة على راحلته يصيح بأعلى صوته‪ :‬يا آل غ‪++‬در اخرج‪++‬وا في ليل‪++‬تين‬
‫أو ثالث‪ ،‬فأقب‪++‬ل يص‪++‬يح ح‪++‬تى دخ‪++‬ل المس‪++‬جد على راحلت‪++‬ه‪ ،‬فص‪++‬اح ثالث‬
‫صيحات ومال عليه الرجال والنساء والصبيان‪ ،‬وفزع له الناس أش‪++‬د الف‪++‬زع‬
‫قال‪ :‬ثم أراه مثل على ظهر الكعبة على راحلته‪ ،‬فصاح ثالث صيحات فقال‪:‬‬
‫يا آل غدر ويا آل فجر اخرجوا في ليل‪++‬تين أو ثالث‪ ،‬ثم أراه مث‪++‬ل على ظه‪++‬ر‬
‫أبي قبيس كذلك يقول‪ :‬يا آل غدر ويا آل فجر حتى أس‪++‬مع من بين األخش‪++‬بين‬
‫من أهل مكة‪ ،‬ثم عمد إلى صخرة فنزعه‪+‬ا من أص‪++‬لها‪ ،‬ثم أرس‪+‬لها على أه‪++‬ل‬
‫مك‪++‬ة ف‪++‬أقبلت الص‪++‬خرة له‪++‬ا حس ش‪++‬ديد ح‪++‬تى إذا ك‪++‬انت عن‪++‬د أص‪++‬ل الجب‪++‬ل‬
‫ارفضت‪ ،‬فال أعلم بمكة دارا وال بيتا إال وقد دخلتها فلقة من تل‪++‬ك الص‪++‬خرة‪،‬‬
‫فقد خشيت على قومك‪.‬‬
‫ففزع العباس من رؤياها‪ ،‬ثم خرج من عندها فلقي الوليد بن عتبة بن ربيع‪++‬ة‬
‫من آخر تلك الليلة ‪ -‬وك‪++‬ان الولي‪++‬د خليال للعب‪++‬اس ‪ -‬فقص علي‪++‬ه رؤي‪++‬ا عاتك‪++‬ة‬
‫وأمره أن ال يذكرها ألحد‪ ،‬فذكرها الوليد ألبيه عتب‪++‬ة‪ ،‬وذكره‪++‬ا عتب‪++‬ة ألخي‪++‬ه‬
‫شيبة‪ ،‬فارتفع الحديث حتى بلغ أبا جهل بن هش‪++‬ام واس‪++‬تفاض في أه‪++‬ل مك‪++‬ة‪،‬‬
‫فلما أصبحوا غدا العباس يطوف بالبيت‪ ،‬فوجد في المسجد أبا جهل‪ ،‬وعتبة‪،‬‬
‫وشيبة بن ربيعة‪ ،‬وأمية‪ ،‬وأبي بن خلف‪ ،‬وزمعة بن األسود‪ ،‬وأبا البخ‪++‬تري‪،‬‬
‫في نفر من قريش يتحدثون‪ ،‬فلما نظروا إلى العباس ن‪++‬اداه أب‪++‬و جه‪++‬ل‪ :‬ي‪++‬ا أب‪++‬ا‬
‫الفضل إذا قضيت طوافك فهلم إلينا‪ ،‬فلما قضى طوافه جاء فجلس إليهم فقال‬
‫له أبو جهل‪ :‬م‪+‬ا رؤي‪+‬ا رأته‪+‬ا عاتك‪+‬ة؟ ! فق‪+‬ال‪ :‬م‪+‬ا رأت من ش‪+‬يء‪ .‬فق‪+‬ال أب‪+‬و‬
‫جهل‪ :‬أما رضيتم يا بني هاشم كذب الرجال حتى جئتمونا بكذب النس‪++‬اء‪ ،‬إن‪++‬ا‬
‫وإياكم كفرسي رهان فاستبقنا المجد منذ حين‪ ،‬فلم‪+‬ا تح‪+‬اكت ال‪+‬ركب قلتم من‪+‬ا‬
‫نبي فما بقي إال أن تقولوا منا نبية‪ ،‬فنا أعلم في قريش أهل بيت أكذب ام‪++‬رأة‬
‫وال رجل منكم‪ ،‬وأذاه أشد األذى وقال أبو جه‪++‬ل‪ :‬زعمت عاتك‪++‬ة أن ال‪++‬راكب‬
‫قال‪ :‬اخرجوا في ليلتين أو ثالث‪ ،‬فل‪++‬و ق‪++‬د مض‪++‬ت ه‪++‬ذه الثالث ت‪++‬بينت ق‪++‬ريش‬
‫ك‪++‬ذبكم وكتبت س‪++‬جال أنكم أك‪++‬ذب أه‪++‬ل بيت في الع‪++‬رب رجال وام‪++‬رأة‪ ،‬أم‪++‬ا‬
‫رضيتم يا بني قصي إن ذهبتم بالحجاب‪++‬ة والن‪++‬دوة والس‪++‬قاية والل‪++‬واء والوف‪++‬ادة‬
‫حتى جئتمونا بنبي منكم؟ فقال العباس‪ :‬هل أنت منت‪+‬ه ف‪+‬إن الك‪+‬ذب من‪+‬ك ومن‬
‫أهل بيتك؟ فقال من حض‪+‬رهما‪ :‬م‪+‬ا كنت ي‪+‬ا أب‪+‬ا الفض‪+‬ل جه‪+‬وال خرق‪+‬ا‪ .‬ولقي‬
‫العباس من عاتكة فيما أفشى عليها من رؤياها أذى شديدا‪.‬‬
‫فلما كان مساء الليلة التي رأت عاتكة فيها الرؤيا‪ ،‬جاءهم الراكب الذي بعث‬
‫أبو سفيان‪ ،‬وهو ضمضم بن عمرو الغفاري فص‪++‬اح وق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا آل غ‪++‬الب بن‬
‫فهر انفروا فقد خرج محمد وأه‪++‬ل ي‪++‬ثرب يعترض‪++‬ون ألبي س‪++‬فيان ف‪++‬احرزوا‬
‫عيركم‪ ،‬ففزعت قريش أشد الفزع وأشفقوا من رؤي‪+‬ا عاتك‪+‬ة‪ ،‬وق‪+‬ال العب‪+‬اس‪:‬‬
‫هذا زعمتم كذا وكذب عاتكة فنفروا على كل صعب وذلول‪ ،‬وقال أبو جهل‪:‬‬
‫أيظن محم‪++‬د أن يص‪++‬يب مث‪++‬ل م‪++‬ا أص‪++‬اب بنخل‪++‬ة‪ ،‬س‪++‬يعلم أنمن‪++‬ع عيرن‪++‬ا أم ال‪.‬‬
‫فخرجوا بخمسين وتسعمائة مقاتل‪ ،‬وس‪+‬اقوا مائ‪+‬ة ف‪++‬رس‪ ،‬ولم ي‪+‬تركوا كاره‪++‬ا‬
‫للخروج يظنون أنه في قهر محم‪++‬د وأص‪++‬حابه‪ ،‬وال مس‪++‬لما يعلم‪++‬ون إس‪++‬المه‪،‬‬
‫وال أح‪++‬دا من ب‪++‬ني هاش‪++‬م إال من ال يتهم‪++‬ون إال أشخص‪++‬وه معهم‪ ،‬فك‪++‬ان ممن‬
‫أشخص‪++‬وا العب‪++‬اس بن عب‪++‬د المطلب‪ ،‬ونوف‪++‬ل بن الح‪++‬ارث‪ ،‬وط‪++‬الب بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬وعقيل بن أبي طالب في آخرين‪ ،‬فهنالك يقول طالب بن أبي طالب‪:‬‬
‫إما يخرجن طالب * بمقنب من هذه المقانب‬
‫في نفر مقاتل يحارب * وليكن المسلوب غير السالب‬
‫والراجع المغلوب غير الغالب‬
‫فساروا حتى نزلوا الجحفة‪ ،‬نزلوها عشاء يتزودون من الم‪++‬اء‪ ،‬ومنهم رج‪++‬ل‬
‫من بني عبد المطلب بن عب‪++‬د من‪++‬اف يق‪++‬ال ل‪++‬ه جهيم بن الص‪++‬لت بن مخرم‪++‬ة‪،‬‬
‫فوضع حهيم رأسه فأغفى ثم فزع فق‪+‬ال ألص‪+‬حابه‪ :‬ه‪+‬ل رأيتم الف‪+‬ارس ال‪+‬ذي‬
‫وقف علي آنفا؟ فق‪++‬الوا‪ :‬ال‪ ،‬إن‪+‬ك مجن‪+‬ون‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬د وق‪++‬ف علي ف‪++‬ارس آنف‪++‬ا!‬
‫فقال‪ :‬قت‪++‬ل أب‪++‬و جه‪++‬ل‪ ،‬وعتب‪++‬ة‪ ،‬وش‪++‬يبة‪ ،‬وزمع‪++‬ة‪ ،‬وأب‪++‬و البخ‪++‬تري‪ ،‬وأمي‪++‬ة بن‬
‫خلف‪ ،‬فعد أشرافا من كفار قريش‪ .‬فقال له أصحابه‪ :‬إنما لعب بك الش‪++‬يطان‪،‬‬
‫ورفع حديث جهيم إلى أبي جهل فقال‪ :‬قد جئتم بكذب بني المطلب م‪++‬ع ك‪++‬ذب‬
‫بني هاشم سيرون غدا من يقت‪++‬ل‪ .‬ثم ذك‪++‬ر لرس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫عير قريش جاءت من الشام وفيها أبو سفيان بن حري‪ ،‬ومخرم‪++‬ة بن نوف‪++‬ل‪،‬‬
‫وعمرو بن العاصي‪ ،‬وجماعة من قريش‪ ،‬فخرج إليهم رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وس‪++‬لم‪ ،‬فس‪++‬لك حين خ‪++‬رج إلى ب‪++‬در على نقب ب‪++‬ني دين‪++‬ار‪ ،‬ورج‪++‬ع حين‬
‫رجع من ثنية الوداع‪ ،‬فنفر رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم حين نف‪++‬ر ومع‪++‬ه‬
‫ثلثمائة وسبعة عشر رجال‪ ،‬وفي رواية ابن فليح‪ :‬ثلثمائة وثالثة عش‪++‬ر رجال‬
‫وأبطأ عن‪++‬ه كث‪++‬ير من أص‪++‬حابه وتربص‪++‬وا‪ ،‬وك‪++‬انت أول وقع‪++‬ة أع‪++‬ز هللا فيه‪++‬ا‬
‫اإلسالم‪ ،‬فخرج في رمضان على رأس ثمانية عشر شهرا من مقدمه المدينة‬
‫ومعه المسلمون ال يريدون إال العير‪ ،‬فسلك على نقب بني دينار والمس‪++‬لمون‬
‫غير معدين من الظهر‪ ،‬إنما خرجوا على النواضح يعتقب الرج‪++‬ل منهم على‬
‫البعير الواح‪++‬د‪ ،‬وك‪++‬ان زمي‪++‬ل رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم علي بن أبي‬
‫طالب‪ ،‬ومرثد بن أبي مرث‪++‬د الغن‪++‬وي حلي‪++‬ف حم‪++‬زة فهم مع‪++‬ه ليس مهعهم إال‬
‫بعير واحد‪ ،‬فساروا حتى إذا كانوا بعرق الظبية لقيهم راكب من قبل تهامة ‪-‬‬
‫والمسلمون يسيرون ‪ -‬فوافق‪++‬ه نف‪++‬ر من أص‪++‬حاب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬فسأله عن أبي سفيان؟ فقال‪ :‬ال علم لي به‪.‬‬
‫فلما يئسوا من خبره فقالوا له‪ :‬س‪++‬لم على الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‪:‬‬
‫وفيكم رسول هللا؟ قالوا‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬أيكم هو؟ فأشاروا له إليه فقال األع‪++‬رابي‪:‬‬
‫أنت رس‪++‬ول هللا كم‪++‬ا تق‪++‬ول؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬إن كنت رس‪++‬ول هللا كم‪++‬ا ت‪++‬زعم‬
‫فحدثني بم‪+‬ا في بطن ن‪+‬اقتي ه‪+‬ذه؟ فغض‪+‬ب رج‪+‬ل من األنص‪+‬ارمن ب‪+‬ني عب‪+‬د‬
‫األشهل يقال له سلمة بن سالمة بن وقش فقال لألع‪++‬رابي‪ :‬وقعت على ناقت‪++‬ك‬
‫فحملت منك‪ .‬فكره رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ما قال س‪++‬لمة حين س‪++‬معه‬
‫أفحش‪ ،‬فأعرض عنه ثم سار رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ال يلق‪++‬اه خ‪++‬بر‬
‫وال يعلم بنفرة قريش‪ ،‬فقال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬أش‪++‬يروا علين‪++‬ا‬
‫في أمرنا ومس‪++‬يرنا؟ فق‪++‬ال أب‪++‬و بك‪++‬ر‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول ال‪++‬ه أن‪++‬ا أعلم الن‪++‬اس بمس‪++‬افة‬
‫األرض‪ ،‬أخبرنا عدي بن أبي الزغباء أن العير كانت بوادي كذا وكذا‪ ،‬فكانا‬
‫وإياهم فرسخان إلى بدر‪ .‬ثم قال‪ :‬أشيروا علي؟ فق‪++‬ال عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رس‪++‬ول هللا إنه‪++‬ا ق‪++‬ريش وعزه‪++‬ا‪ ،‬وهللا م‪++‬ا ذلت من‪++‬ذ ع‪++‬زت‪ ،‬وال آمنت من‪++‬ذ‬
‫كفرت‪ ،‬وهللا لتقاتلنك‪ ،‬فتأهب لذلك أهبت‪++‬ه وأع‪++‬دد ل‪++‬ه عدت‪++‬ه‪ .‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أشيروا علي؟ فقال المقداد بن عم‪++‬رو‪ :‬إن‪++‬ا ال نق‪++‬ول ل‪++‬ك‬
‫كما قال أصحاب موسى (اذهب أنت وربك فقاتال إنا ههنا قاعدون) (المائ‪++‬دة‬
‫اآلية ‪ )24‬ولكن اذهب أنت وربك فقاتال إنا معكم متبعون‪ .‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‪:‬‬
‫أش‪++‬يروا علي؟ فلم‪++‬ا رأى س‪++‬عد بن مع‪++‬اذ ك‪++‬ثرة استش‪++‬ارة الن‪++‬بي أص‪++‬حابه‪،‬‬
‫فيشيرون فيرجع إلى المش‪++‬ورة ظن س‪++‬عد أن‪++‬ه يس‪++‬تنطق األنص‪++‬ار ش‪++‬فقا أن ال‬
‫يستحوذوا معه على ما يريد من أمره‪ ،‬فقال سعد بن مع‪++‬اذ‪ ،‬لعل‪++‬ك ي‪++‬ا رس‪++‬ول‬
‫هللا تخشى أن ال تكون األنصار يريدون مواساتك وال يرونه‪++‬ا حق‪++‬ا عليهم إال‬
‫ب‪++‬أن ي‪++‬روا ع‪++‬دوا في بي‪++‬وتهم وأوالدهم ونس‪++‬ائهم‪ ،‬وإني أق‪++‬ول عن األنص‪++‬ار‬
‫وأجيب عنهم‪ :‬يا رسول هللا فاظعن حيث شئت‪ ،‬وخذ من أموالنا ما ش‪++‬ئت‪ ،‬ثم‬
‫أعطنا ما شئت‪ ،‬وما أخذته منا أحب إلينا مما ت‪+‬ركت‪ ،‬وم‪+‬ا ائتم‪+‬رت من أم‪+‬ر‬
‫فأمرنا بأمرك فيه تبع‪ ،‬فوهللا لو سرت حتى تبل‪++‬غ البرك‪++‬ة من ذي يمن لس‪++‬رنا‬
‫معك‪ .‬فلما قال ذلك سعد قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬س‪++‬يروا على‬
‫اسم هللا‪ ،‬فإني قد رأيت مصارع القوم فعمد لبدر‪.‬‬
‫وخفض أبو سفيان فلصق بساحل البحر‪ ،‬وكتب إلى قريش حين خالف مسير‬
‫رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ورأى أن ق‪++‬د أح‪++‬رز م‪++‬ا مع‪++‬ه‪ ،‬وأم‪++‬رهم أن‬
‫يرجع‪++‬وا فإنم‪++‬ا أخ‪++‬رجتم لتح‪++‬رزوا ركبكم فق‪++‬د أح‪++‬رز لكم فلقيهم ه‪++‬ذا الخ‪++‬بر‬
‫بالجحفة‪ .‬فقال أبو جهل‪ :‬وهللا ال نرجع حتى نق‪+‬دم ب‪+‬درا فنقيم فيه‪+‬ا ونطعم من‬
‫حضرنا من العرب‪ ،‬فإنه لن يرانا أحد فيقاتلنا‪ .‬فكره ذل‪++‬ك األخنس بن ش‪+‬ريق‬
‫ف‪++‬أحب أن يرجع‪++‬وا وأش‪++‬ار عليهم بالرجع‪++‬ة‪ ،‬ف‪++‬أبوا وعص‪++‬وا وأخ‪++‬ذتهم حمي‪++‬ة‬
‫الجاهلية‪ ،‬فلما يئس األخنس من رجوع قريش أكب على بني زهرة فأطاعوه‬
‫فرجعوا فلم يشهد أحد منهم بدرا‪ ،‬واغتبط‪++‬وا ب‪++‬رأي األخنس وت‪++‬بركوا ب‪++‬ه فلم‬
‫يزل فيهم مطاعا حتى مات‪ ،‬وأرادت بنو هاشم الرج‪++‬وع فيمن رج‪++‬ع‪ ،‬فاش‪++‬تد‬
‫عليهم أبو جهل وقال‪ :‬وهللا ال تفارقنا هذه العصابة حتى نرجع‪.‬‬
‫وسار رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حتى نزل أدنى شيء من بدر‪ ،‬ثم بعث‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬والزبير بن العوام‪ ،‬وبسبسا األنصاري‪ ،‬في عص‪++‬ابة من‬
‫أصحابه فقال لهم‪ :‬اندفعوا إلى هذه الظراب وهي في ناحية بدر‪ ،‬فإني أرج‪++‬و‬
‫أن تجدوا الخبر عند القليب الذي يعلى الظراب‪ ،‬فانطلقوا متوشحي السيوف‪،‬‬
‫فوجدوا وارد قريش عند القليب الذي ذكر رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪،‬‬
‫فأخذوا غالمين أحدهما لبني الحجاج بن األسود‪ ،‬واآلخر ألبي العاصي يقال‬
‫له أسلم‪ ،‬وأفلت أصحابهما قبل قريش فأقبلوا بهما حتى أتوا بهم‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم وهو في معرش‪++‬ة دون الم‪++‬اء‪ ،‬فجعل‪++‬وا يس‪++‬ألون العب‪++‬دين‬
‫عن أبي سفيان وأصحابه ال ي‪+‬رون إال أنهم لهم‪ ،‬فطفق‪+‬ا يح‪+‬دثانهم عن ق‪+‬ريش‬
‫ومن خرج منهم وعن رؤوسهم فيكذبونهما وهم أكره ش‪++‬يء لل‪++‬ذي يخبران‪++‬ه‪،‬‬
‫وكانوا يطمعون بأبي سفيان وأصحابه ويكره‪++‬ون قريش‪++‬ا‪ ،‬وك‪++‬ان رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وس‪++‬لم قائم‪++‬ا يص‪++‬لي يس‪++‬مع وي‪++‬رى ال‪++‬ذي يص‪++‬نعون بالعب‪++‬دين‪،‬‬
‫فجعل العبدان إذا أذلقوهما بالضرب يقوالن نعم ه‪++‬ذا أب‪++‬و س‪++‬فيان (وال‪++‬ركب)‬
‫كما قال هللا تعالى (أس‪++‬فل منكم) ق‪++‬ال هللا (إذ أنتم بالع‪++‬دوة ال‪++‬دنيا وهم بالع‪++‬دوة‬
‫القصوى والركب أسفل منكم ولو تواعدتم الختلفتم في الميعاد ولكن ليقض‪++‬ي‬
‫هللا أمرا كان مفعوال) (األنفال اآلية ‪ )42‬ق‪++‬ال فطفق‪++‬وا إذا ق‪++‬ال العب‪++‬د إن ه‪++‬ذه‬
‫قريش قد جاءتكم كذبوهما‪ ،‬وإذا قاال هذا أبو سفيان تركوهما‪.‬‬
‫فلما رأى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ص‪++‬نيعهم بهم‪++‬ا س‪++‬لم من ص‪++‬الته‬
‫وقال‪ :‬ماذا أخ‪++‬براكم؟ ق‪++‬الوا‪ :‬أخبران‪++‬ا أن قريش‪++‬ا ق‪++‬د ج‪++‬اءت‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فإنهم‪++‬ا ق‪++‬د‬
‫صدقا‪ ،‬وهللا إنكم لتضربونهما إذا صدقا وتتركونهما إذا كذبا‪ ،‬خرجت قريش‬
‫لتحرز ركبها وخافوكم عليهم‪ ،‬ثم دعا رسول هللا العب‪++‬دين فس‪++‬ألهما؟ ف‪++‬أخبراه‬
‫بقريش وقاال‪ :‬ال علم لنا بأبي سفيان‪ .‬فسألهما رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫كم الق‪++‬وم؟ ق‪++‬اال‪ :‬ال ن‪++‬دري‪ ،‬وهللا هم كث‪++‬ير‪ .‬فزعم‪++‬وا أن رس‪++‬ول هللا ق‪++‬ال‪ :‬من‬
‫أطعمهم أمس؟ فسميا رجال من القوم‪ .‬قال‪ :‬كم نحر لهم؟ قاال‪ :‬عش‪++‬ر جزائ‪++‬ر‪.‬‬
‫قال‪ :‬فمن أطعمهم أول أمس؟ فسميا رجال آخر من القوم‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬كم نح‪+‬ر لهم؟‬
‫قاال‪ :‬تسعا‪ .‬فزعموا أن رسول هللا قال‪ :‬القوم ما بين التسعمائة واأللف يعت‪++‬بر‬
‫ذلك بتسع جزائر ينحرونها يوما وعشر ينحرونها يوما‪.‬‬
‫فقام رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‪ :‬أش‪++‬يروا علي في المس‪++‬ير؟ فق‪++‬ام‬
‫الحباب بن المنذر أحد بني سلمة فقال‪ :‬يا رسول هللا أنا عالم به‪++‬ا وبقلبه‪++‬ا‪ ،‬إن‬
‫رأيت أن تسير إلى قليب منه‪++‬ا ق‪++‬د عرفته‪++‬ا كث‪++‬يرة الم‪++‬اء عذب‪++‬ة‪ ،‬فت‪++‬نزل إليه‪++‬ا‬
‫ونسبق القوم إليها ونغور ما سواها‪ .‬فقال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪:‬‬
‫سيروا فإن هللا قد وعدكم إحدى الطائفتين أنها لكم‪ ،‬فوقع في قلوب ناس كثير‬
‫الخوف وكان فيهم من تخاذل من تخويف الشيطان‪ ،‬فس‪++‬ار رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم والمس‪++‬لمون مس‪++‬ابقين إلى الم‪++‬اء‪ ،‬وس‪++‬ار المش‪++‬ركون س‪++‬راعا‬
‫يري‪++‬دون الم‪++‬اء‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا عليهم في تل‪++‬ك الليل‪++‬ة مط‪++‬را واح‪++‬دا‪ ،‬فك‪++‬ان على‬
‫المشركين بالء شديدا منعهم أن يسيروا‪ ،‬وكان على المسلمين ديمة خفيفة لبد‬
‫لهم المسير والمنزل‪ ،‬وكانت بطحاء فسبق المسلمون إلى الماء ف‪++‬نزلوا علي‪++‬ه‬
‫شطر الليل‪ ،‬فاقتحم القوم في القليب فم‪++‬ا حوه‪++‬ا ح‪++‬تى ك‪++‬ثر ماؤه‪++‬ا‪ ،‬وص‪++‬نعوا‬
‫حوضا عظيما ثم غوروا ما سواه من المياه‪ ،‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ :‬هذه مصارعهم إن شاء هللا بالغداة‪ .‬وأنزل هللا (إذ يغشيكم النعاس أمنة‬
‫منه وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به وي‪++‬ذهب عنكم رج‪++‬ز الش‪++‬يطان‬
‫وليربط على قلوبكم ويثبت به األقدام) (األنفال اآلية ‪.)11‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآلية ‪... ...8 - 7‬‬
‫ثم صف رسول هللا على الحياض‪ ،‬فلما طلع المشركون قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬اللهم هذه قريش قد جاءت بخيالئها وفخره‪++‬ا تح‪++‬ادك وتك‪++‬ذب‬
‫رسولك‪ ،‬اللهم إني أس‪+‬ألك م‪+‬ا وع‪+‬دتني ‪ -‬ورس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫ممسك بعضد أبي بكر يقول‪ :‬اللهم إني أسألك م‪++‬ا وع‪++‬دتني ‪ -‬فق‪++‬ال أب‪++‬و بك‪++‬ر‪:‬‬
‫أبشر فوالذي نفسي بيده لنيجزن هللا لك م‪++‬ا وع‪++‬دك‪ .‬فاستنص‪++‬ر المس‪++‬لمون هللا‬
‫واستعانوه‪ ،‬فاستجاب هللا لنبيه وللمسلمين‪ ،‬وأقبل المش‪++‬كون ومعهم إبليس في‬
‫صورة سراقة بن جعشم المدلجي‪ ،‬يح‪++‬دثهم أن ب‪++‬ني كنان‪++‬ة وراءهم ق‪++‬د أقبل‪++‬وا‬
‫لنصرهم‪ ،‬وأنه ال غالب لكم اليوم من الناس وإني ج‪++‬ار لكم لم‪++‬ا أخ‪++‬برهم من‬
‫مسير بني كنانة‪ ،‬وأنزل هللا (وال تكون‪++‬وا كال‪++‬ذين خرج‪++‬وا من دي‪++‬ارهم بط‪++‬را‬
‫ورئاء الناس) (األنفال اآلية ‪ )47‬ه‪+‬ذه اآلي‪++‬ة وال‪++‬تي بع‪+‬دها‪ .‬وق‪++‬ال رج‪++‬ال من‬
‫المشركين لما رأوا قلة من مع محمد صلى هللا عليه وسلم‪ :‬غر هؤالء دينهم‪.‬‬
‫فأنزل هللا (ومن يتوكل على هللا فإن هللا عزيز حكيم) (الطالق اآلية ‪.)3‬‬
‫وأقب‪++‬ل المش‪++‬ركون ح‪++‬تى نزل‪++‬وا وتعب‪++‬وا للقت‪++‬ال والش‪++‬يطان معهم ال يف‪++‬ارقهم‪،‬‬
‫فسعى حكيم بن حزام إلى عتب‪+‬ة بن ربيع‪+‬ة فق‪+‬ال ل‪+‬ه‪ :‬ه‪+‬ل ل‪+‬ك أن تك‪+‬ون س‪+‬يد‬
‫قريش ما عشت؟ قال عتبة‪ ،‬فأفعل ماذا؟ قال‪ :‬تجير بين الناس وتحمل دم ابن‬
‫الحضرمي وبما أصاب محم‪++‬د من تل‪++‬ك الع‪++‬ير‪ ،‬ف‪++‬إنهم ال يطلب‪++‬ون من محم‪++‬د‬
‫غير هذه العير ودم هذا الرجل‪ .‬قال عتب‪++‬ة‪ :‬نعم‪ ،‬ق‪++‬د فعلت ونعم‪++‬ا قلت ونعم‪++‬ا‬
‫دعوت إليه‪ ،‬فاس‪++‬ع في عش‪++‬يرتك فأن‪++‬ا أتحم‪++‬ل به‪++‬ا‪ .‬فس‪++‬عى حكيم في أش‪++‬راف‬
‫ق‪++‬ريش ب‪++‬ذلك ي‪++‬دعوهم في‪++‬ه‪ ،‬وركب عتب‪++‬ة جمال ل‪++‬ه فس‪++‬ار علي‪++‬ه في ص‪++‬فوف‬
‫المشركين في أصحابه فقال‪ :‬يا قوم أطيعوني ف‪++‬إنكم ال تطلب‪++‬ون عن‪++‬دهم غ‪++‬ير‬
‫دم ابن الحض‪++‬رمي وم‪++‬ا أص‪++‬ابوا من ع‪++‬يركم تل‪++‬ك‪ ،‬وأن‪++‬ا أتحم‪++‬ل بوف‪++‬اء ذل‪++‬ك‬
‫ودعوا هذا الرج‪++‬ل ف‪++‬إن ك‪++‬ان كاذب‪++‬ا ولي قتل‪++‬ه غ‪++‬يركم من الع‪++‬رب‪ ،‬ف‪++‬إن فيهم‬
‫رجاال لكم فيهم قرابة قريب‪++‬ة‪ ،‬وإنكم إن تقتل‪++‬وهم ال ي‪++‬زال الرج‪++‬ل منكم ينظ‪++‬ر‬
‫إلى قات‪++‬ل أبي‪++‬ه وأخي‪++‬ه أو ابن أخي‪++‬ه أو ابن عم‪++‬ه في‪++‬ورث ذل‪++‬ك فيهم احن‪++‬ا‬
‫وضغائن‪ ،‬وإن كان هذا الرج‪++‬ل ملك‪++‬ا كنتم في مل‪++‬ك أخيكم‪ ،‬وإن ك‪++‬ان نبي‪++‬ا لم‬
‫تقتلون النبي فتيسئوا به ولن تخلصوا إليهم حتى يصيبوا أعدادهم وال آمن أن‬
‫يكون لكم ال‪++‬دبرة عليهم‪ ،‬فحس‪++‬ده أب‪++‬و جه‪++‬ل على مقالت‪++‬ه وأبى هللا إال أن ينف‪++‬ذ‬
‫أمره‪ ،‬وعمد أبو جهل إلى ابن الحضرمي ‪ -‬وهو أخ‪++‬و المقت‪++‬ول ‪ -‬فق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا‬
‫عتبة يخذل بين الناس وقد تحمل بدية أخيك يزعم أن‪++‬ك قابله‪++‬ا‪ ،‬أفال تس‪++‬حيون‬
‫من ذلك أن تقبلوا الدية؟ فزعم‪++‬وا أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال وه‪++‬و‬
‫ينظر إلى عتبة‪ :‬إن يكن عند أح‪++‬د من الق‪++‬وم خ‪++‬ير فه‪+‬و عن‪+‬د ص‪++‬احب الجم‪+‬ل‬
‫األحمر وإن يطيعوه يرشدوا‪.‬‬
‫فلم‪++‬ا ح‪++‬رض أب‪++‬و جه‪++‬ل قريش‪++‬ا على القت‪++‬ال أم‪++‬ر النس‪++‬اء يع‪++‬ولن عم‪++‬ر‪ .‬فقمن‬
‫يصحن‪ :‬واعمراه واعمراه‪ !...‬تحريضا على القت‪++‬ال‪ ،‬ف‪++‬اجتمعت ق‪++‬ريش على‬
‫القتال فقال عتبة ألبي جهل‪ :‬سيعلم اليوم أي األمرين أرش‪++‬د‪ .‬وأخ‪++‬ذت ق‪++‬ريش‬
‫مصاف هذا القتال وقالوا لعم‪++‬ير بن وهب‪ :‬اركب فاح‪++‬ذر محم‪++‬دا وأص‪++‬حابه‪.‬‬
‫فقعد عمير على فرسه‪ ،‬فأطاف برسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأصحابه ثم‬
‫رجع إلى المشركين فقال‪ :‬حذرتهم بثلثمائة مقاتل زادوا شيئا أو نقصوا شيئا‪،‬‬
‫وحذرت سبعين بعيرا ونحو ذلك ولكن أنظروني حتى أنظر ه‪++‬ل لهم م‪++‬دد أو‬
‫كمين‪ ،‬فأطاف حولهم وبعثوا خيلهم معه فأطافوا حولهم‪ ،‬ثم رجعوا فقالوا‪ :‬ال‬
‫مدد لهم وال كمين وإنم‪++‬ا هم أكل‪++‬ة ج‪++‬زور‪ ،‬وق‪++‬الوا لعم‪++‬ير ح‪++‬رش بين الق‪++‬وم‪،‬‬
‫فحمل عمير على الصف بمائة فارس‪.‬‬
‫واضطجع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وق‪++‬ال ألص‪++‬حابه‪ :‬ال تق‪++‬اتلوا ح‪++‬تى‬
‫أؤذنكم وغشيه نوم فغلبه‪ ،‬فلم‪++‬ا نظ‪++‬ر بعض الق‪++‬وم إلى بعض جع‪++‬ل أب‪++‬و بك‪++‬ر‬
‫يقول‪ :‬يا رسول هللا قد دنا القوم ونالوا منا‪ !...‬فاس‪++‬تيقظ رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم وق‪++‬د أراه هللا إي‪++‬اهم في منام‪++‬ه قليال وقل‪++‬ل المس‪++‬لمين في أعين‬
‫المشركين حتى طم‪++‬ع بعض الق‪++‬وم في بعض‪ ،‬ول‪++‬و أراه ع‪++‬ددا كث‪++‬يرا لفش‪++‬لوا‬
‫وتنازعوا في األمر كما قال هللا‪ ،‬وق‪++‬ام رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في‬
‫الناس ف‪++‬وعظهم وأخ‪++‬برهم أن هللا ق‪++‬د أوجب الجن‪++‬ة لمن استش‪++‬هد الي‪++‬وم‪ .‬فق‪++‬ام‬
‫عمير بن الحمام من عجين كان يعجنه ألصحابه حين سمع قول النبي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول هللا إن لي الجنة إن قتلت؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فش‪++‬د على‬
‫أعداء هللا مكانه فاستشهد‪ ،‬وكان أول قتيل قتل‪ ،‬ثم أقبل األسود بن عبد األسد‬
‫المخزومي يحلف بآلهته ليشربن من الحوض ال‪++‬ذي ص‪++‬نع محم‪++‬د وليهدمن‪++‬ه‪،‬‬
‫فلما دنا من الح‪++‬وض لقي‪++‬ه حم‪++‬زة بن عب‪++‬د المطلب فض‪++‬رب رجل‪++‬ه فقطعه‪++‬ا‪،‬‬
‫فأقبل يحبو حتى وقع في جوف الح‪++‬وض وأتبع‪++‬ه حم‪++‬زة ح‪++‬تى قتل‪++‬ه‪ ،‬ثم ن‪++‬زل‬
‫عتبة بن ربيعة عن جمله ونادى‪ :‬هل من مبارز‪ ،‬ولحقه أخ‪++‬وه ش‪++‬يبة والولي‪++‬د‬
‫ابنه فناديا يس‪+‬أالن المب‪+‬ارزة‪ ،‬فق‪+‬ام إليهم ثالث‪+‬ة من األنص‪+‬ار‪ ،‬فاس‪+‬تحيا الن‪+‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم من ذلك فناداهم أن ارجعوا إلى مصافكم وليقم إليهم بنو‬
‫عمهم‪ .‬فق‪++‬ام حم‪++‬زة‪ ،‬وعلي بن أبي ط‪++‬الب وعبي‪++‬دة بن الح‪++‬ارث بن المطلب‪،‬‬
‫فقتل حمزة عتبة‪ ،‬وقتل عبيدة شيبة‪ ،‬وقتل علي الوليد‪ ،‬وض‪++‬رب ش‪++‬يبة رج‪++‬ل‬
‫عبيدة فقطعها‪ ،‬فاستنقذه حمزة وعلي فحمل حتى توفي بالصفراء وعن‪++‬د ذل‪++‬ك‬
‫نذرت هند بنت عتبة لتأكلن من كبد حمزة إن قدرت عليها فكان قت‪++‬ل ه‪++‬ؤالء‬
‫النفر قبل إلتقاء الجمعين‪.‬‬
‫وعج المس‪++‬لمون إلى هللا يس‪++‬ألونه النص‪++‬ر حين رأوا القت‪++‬ال ق‪++‬د نش‪++‬ب‪ ،‬ورف‪++‬ع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يديه إلى هللا يسأله ما وع‪++‬ده ويس‪++‬أله النص‪++‬ر‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬اللهم إن ظهر على هذه العصابة ظهر الشرك ولم يقم لك دين‪ ،‬وأب‪++‬و‬
‫بكر يقول‪ :‬يا رسول هللا والذي نفسي بي‪++‬ده لينص‪++‬رنك هللا وليبيض‪++‬ن وجه‪++‬ك‪،‬‬
‫فأنزل هللا جندا في أكناف العدو فقال رسول هللا‪ :‬قد أنزل هللا نصره‪ :‬ون‪++‬زلت‬
‫المالئكة عليهم السالم أبشر يا أبا بكر‪ ،‬فإني ق‪+‬د رأيت جبري‪+‬ل معتج‪+‬را يق‪+‬ود‬
‫فرسا بين السماء واألرض‪ ،‬فلما هبط إلى األرض جلس عليه‪++‬ا فتغيب ع‪++‬ني‬
‫ساعة‪ ،‬ثم رأيت على شفته غبارا‪ .‬وقال أبو جهل‪ :‬اللهم انصر خ‪+‬ير ال‪+‬دينين‪،‬‬
‫اللهم ديننا القديم ودين محمد الحديث ونكص الشيطان على عقبي‪++‬ه حين رأى‬
‫المالئكة عليهم السالم وتبرأ من نصرة أصحابه‪ ،‬وأخذ رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم ملء كفه من الحصباء فرمى بها وجوه المشركين‪ ،‬فجعل هللا تلك‬
‫الحص‪++‬باء عظيم‪++‬ا ش‪++‬أنها لم ي‪++‬ترك من المش‪++‬ركين رجال إال مألت عيني‪++‬ه‪،‬‬
‫والمالئكة عليهم السالم يقتلونهم ويأسرونهم ويج‪++‬دون النف‪++‬ر ك‪++‬ل رج‪++‬ل منهم‬
‫مكبا على وجهه ال يدري أن يتوجه يعالج التراب ينزعه من عينيه‪.‬‬
‫ورجعت ق‪++‬ريش إلى مك‪++‬ة منه‪++‬زمين مغل‪++‬وبين‪ ،‬وأذل هللا بوقع‪++‬ة ب‪++‬در رق‪++‬اب‬
‫المشركين والمنافقين‪ ،‬فلم يبق بالمدين‪++‬ة من‪++‬افق وال يه‪++‬ودي إال وه‪++‬و خاض‪++‬ع‬
‫عنقه لوقعة بدر‪ ،‬وكان ذلك يوم الفرقان يوم فرق هللا بين الش‪++‬رك واإليم‪++‬ان‪،‬‬
‫وقالت اليهود تيقنا‪ :‬أنه النبي الذي نجد نعته في الت‪++‬وراة‪ ،‬وهللا ال يرف‪++‬ع راي‪++‬ة‬
‫بعد اليوم إال ظه‪++‬رت‪ .‬ورج‪++‬ع رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم إلى المدين‪++‬ة‬
‫ف‪++‬دخل من ثني‪++‬ة ال‪++‬وداع‪ ،‬ون‪++‬زل الق‪++‬رآن يع‪++‬رفهم هللا نعمت‪++‬ه فيم‪++‬ا كره‪++‬وا من‬
‫خروج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى ب‪++‬در‪ ،‬فق‪++‬ال {كم‪++‬ا أخرج‪++‬ك رب‪++‬ك‬
‫من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لك‪++‬ارهون} ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة وثالث آي‪++‬ات‬
‫معها‪ ،‬وقال فيما اس‪++‬تجاب للرس‪++‬ول للمؤم‪++‬نين (إذ تس‪++‬تغيثون ربكم فاس‪++‬تجاب‬
‫لكم) (األنفال اآلية ‪ )9‬اآلية‪ .‬وأخرى معه‪++‬ا وأن‪++‬زل فيم‪++‬ا غش‪++‬يهم من النع‪++‬اس‬
‫(إذ يغش‪++‬يكم النع‪++‬اس) (األنف‪++‬ال اآلي‪++‬ة ‪ )11‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ثم أخ‪++‬برهم بم‪++‬ا أوحى إلى‬
‫المالئكة من نصرهم فقال (إذ يوحي رب‪++‬ك إلى المالئك‪++‬ة أني معكم) (األنف‪++‬ال‬
‫اآلية ‪ )12‬اآلية والتي بعدها‪ .‬وأنزل في قتل المش‪+‬ركين والقبض‪+‬ة ال‪+‬تي رمى‬
‫بها رسول هللا (فلم تقلتوهم ولكن هللا قتلهم) (األنف‪++‬ال اآلي‪++‬ة ‪ )17‬اآلي‪++‬ة وال‪++‬تي‬
‫بعدها‪ .‬وأنزل في استفتاحهم (إن تستفتحوا فق‪++‬د ج‪++‬اءكم الفتح) (األنف‪++‬ال اآلي‪++‬ة‬
‫‪ )19‬ثم أنزل يا أيها ال‪++‬ذين آمن‪+‬وا أطيع‪+‬وا هللا ورس‪+‬وله في س‪+‬بع آي‪+‬ات منه‪+‬ا‪،‬‬
‫وأنزل في منازلهم (إذ أنتم بالع‪++‬دوة ال‪++‬دنيا) (األنف‪++‬ال اآلي‪++‬ة ‪ )42‬اآلي‪++‬ة وال‪++‬تي‬
‫بعدها‪ .‬وأنزل فيما تكلم به من رأى قلة المسلمين (غر هؤالء دينهم) (األنفال‬
‫اآلية ‪ )49‬اآلية وأنزل في قتلى المشركين ومن اتبعهم (ول‪++‬و ت‪++‬رى إذ يت‪++‬وفى‬
‫الذين كفروا) (األنفال اآلية ‪ )50‬اآلية وثمان آيات معها‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫قال‪ :‬لما سمع رس‪++‬ول هللا ب‪++‬أبي س‪++‬فيان مقبال من الش‪++‬ام ن‪++‬دب المس‪++‬لمين إليهم‬
‫وقال "هذه عير قريش فيها أموالهم فأخرجوا إليها لعل هللا يتفلكموها‪ .‬فانتدب‬
‫الناس فخف بعضهم وثقل بعضهم‪ ،‬وذل‪++‬ك أنهم لم يظن‪++‬وا أن رس‪++‬ول هللا يلقي‬
‫حربا‪ ،‬وكان أبو سفيان حين دنا من الحجاز يتجسس األخبار ويس‪++‬أل من لقي‬
‫من الركبان تخوفا عن أمر الناس‪ ،‬حتى أصاب خ‪++‬برا من بعض الركب‪++‬ان أن‬
‫محمدا صلى هللا عليه وسلم قد استنفر لك أصحابه فحذر من ذل‪++‬ك‪ ،‬فاس‪++‬تأجر‬
‫ضمض‪+++‬م بن عم‪+++‬رو الغف‪+++‬اري فبعث‪+++‬ه إلى مك‪+++‬ة وأم‪+++‬ره أن ي‪+++‬أتي قريش‪+++‬ا‪،‬‬
‫فليستنفرهم إلى أموالهم ويخبرهم أن محمدا صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬د ع‪++‬رض‬
‫لها في أصحابه‪ ،‬فخرج سريعا إلى مك‪++‬ة وخ‪++‬رج رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم ح‪++‬تى بل‪++‬غ وادي‪++‬ا يق‪++‬ال ل‪++‬ه وج‪++‬ران‪ ،‬فأت‪++‬اه الخ‪++‬بر عن ق‪++‬ريش بمس‪++‬يرهم‬
‫ليمنعوا عن عيرهم‪ ،‬فاستشار النبي صلى هللا عليه وسلم الناس؟ فقام أبو بكر‬
‫رضي هللا عنه فقال فأحسن‪ ،‬ثم ق‪++‬ام عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه فق‪++‬ال فأحس‪++‬ن‪ ،‬ثم‬
‫المقداد بن عمرو رضي هللا عنه فقال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا امض لم أم‪++‬رك هللا ب‪++‬ه‬
‫فنحن معك‪ ،‬وهللا ال نقول لك كم‪++‬ا ق‪++‬الت بن‪++‬و إس‪++‬رائيل لموس‪++‬ى علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫(اذهب أنت وربك فقاتال إنا ههن‪++‬ا قاع‪++‬دون) (المائ‪++‬دة اآلي‪++‬ة ‪ )24‬ولكن اذهب‬
‫أنت وربك فقاتال إنا معكم مقاتلون‪ ،‬فو هللا الذي بعثك لئن سرت بنا إلى برك‬
‫الغماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه‪ .‬فقال ل‪++‬ه رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم خيرا ودعا له‪ ،‬وقال له سعد بن معاذ رضي هللا عن‪++‬ه‪ :‬ل‪++‬و استعرض‪++‬ت‬
‫بنا هذا البحر فخضته لخضنا معك ما تخلف منا رج‪++‬ل واح‪++‬د‪ ،‬وم‪++‬ا نك‪++‬ره أن‬
‫يلقي منا عدونا غد‪ ،‬إنا لصبر في الحرب‪ ،‬ص‪++‬دق في اللق‪++‬اء‪ ،‬لع‪++‬ل هللا تع‪++‬الى‬
‫يريك منا ما تقر به عينك‪ ،‬فس‪++‬ر بن‪++‬ا على برك‪++‬ة هللا تع‪++‬الى‪ .‬فس‪++‬ر رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم بقول سعد رضي هللا عنه ونشطه ذلك‪ ،‬سيروا وأبشروا‬
‫فإن هللا تعالى قد وع‪++‬دني إح‪++‬دى الط‪++‬ائفتين‪ ،‬وهللا لك‪++‬أني أنظ‪++‬ر إلى مص‪++‬ارع‬
‫القوم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {وإذ يعدكم هللا إحدى الطائفتين} قال "أقبلت عير أه‪++‬ل مك‪++‬ة‬
‫من الشام فبلغ أهل المدينة ذلك‪ ،‬فخرجوا ومعهم رسول هللا يريد العير‪ ،‬فبل‪++‬غ‬
‫أهل مكة ذلك فخرجوا فأسرعوا الس‪+‬ير إليه‪+‬ا لكي ال يغلب عليه‪+‬ا رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم وأص‪++‬حابه‪ ،‬فس‪+‬بقت الع‪+‬ير رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬وكان هللا عز وجل وعدهم إح‪++‬دى الط‪++‬ائفتين‪ ،‬وك‪++‬انوا إن يلق‪++‬وا الع‪++‬ير‬
‫أحب إليهم وأيسر شوكة وأخصر نفرا‪ ،‬فلما سبقت الع‪++‬ير وف‪++‬اتت رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬سار رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بالمس‪++‬لمين يري‪++‬د‬
‫القوم‪ ،‬فكره القوم مسيرهم لشوكة القوم‪ ،‬ف‪++‬نزل الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫والمسلمون بينهم وبين الماء رملة دعصة‪ ،‬فأصاب المسلمين ض‪++‬عف ش‪++‬ديد‪،‬‬
‫وألقى الش‪+‬يطان في قل‪+‬وبهم الغي‪+‬ظ فوس‪+‬وس بينهم‪ ،‬يوسوس‪+‬هم تزعم‪+‬ون أنكم‬
‫أولي‪++‬اء هللا وفيكم رس‪++‬وله وق‪++‬د غلبكم المش‪++‬ركون على الم‪++‬اء وأنتم تص‪++‬لون‬
‫مجنبين‪ ،‬وأمطر هللا عليهم مطرا شديدا فشرب المسلمون وتطهروا‪ ،‬ف‪++‬أذهب‬
‫هللا عنهم رجز الشيطان وأشف الرمل من إصابة المطر‪ ،‬ومشى الناس علي‪+‬ه‬
‫والدواب فساروا إلى القوم‪ ،‬وأمد هللا نبي‪++‬ه ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم والمؤم‪++‬نين‬
‫بألف من المالئكة عليهم السالم‪ ،‬فكان جبريل عليه الس‪++‬الم في خمس‪++‬مائة من‬
‫المالئكة مجنبة‪ ،‬وميكائيل في خمسمائة من المالئكة مجنبة‪ ،‬وجاء إبليس في‬
‫جند معه راية في صورة رجال من بني مدلج‪ ،‬والشيطان في صورة س‪++‬راقة‬
‫بن مالك بن جعشم‪ ،‬فقال الشيطان للمشركين (ال غ‪++‬الب لكم الي‪++‬وم من الن‪++‬اس‬
‫وإني جار لكم) (األنفال اآلية ‪ )48‬فلما اص‪++‬طف الق‪++‬وم ق‪++‬ال أب‪++‬و جه‪++‬ل‪ :‬اللهم‬
‫أوالنا بالحق فانصره‪ .‬ورفع رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يدي‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رب إن تهلك هذه العص‪++‬ابة في األرض فلن تعب‪++‬د في األرض أب‪++‬دا‪ .‬فق‪++‬ال ل‪++‬ه‬
‫جبريل‪ :‬خذ قبضة من التراب فأرم به وجوههم‪ ،‬فما من المش‪++‬ركين من أح‪++‬د‬
‫إال أص‪++‬اب عيني‪++‬ه ومنخري‪++‬ه وفم‪++‬ه من تل‪++‬ك القبض‪++‬ة فول‪++‬وا م‪++‬دبرين‪ ،‬وأقب‪++‬ل‬
‫جبريل عليه السالم فلما رآه إبليس وكانت ي‪++‬ده في ي‪++‬د رج‪++‬ل من المش‪++‬ركين‪،‬‬
‫انتزع إبليس يده ثم ولى مدبرا وشيعته فقال الرجل‪ :‬يا يا س‪+‬راقة أت‪+‬زعم أن‪+‬ك‬
‫لنا جار؟ فقال‪ :‬إني أرى ما ال ترون‪ ،‬إني أخاف هللا وهللا شديد العقاب‪ ،‬فذلك‬
‫حين رأى المالئكة"‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن قتادة رضي هللا عنه في قوله {وإذ يعدكم هللا إحدى الط‪++‬ائفتين أنه‪++‬ا لكم}‬
‫قال‪ :‬الطائفتان إحداهما أبو سفيان أقبل بالعير من الش‪++‬ام‪ ،‬والطائف‪++‬ة األخ‪++‬رى‬
‫أبو جه‪+‬ل بن هش‪+‬ام مع‪+‬ه نف‪+‬ر من ق‪+‬ريش‪ ،‬فك‪+‬ره المس‪+‬لمون الش‪+‬وكة والقت‪+‬ال‬
‫وأحبوا أن يلتقوا العير‪ ،‬وأراد هللا ما أراد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وتودون أن غ‪+‬ير ذات الش‪+‬وكة تك‪+‬ون لكم} ق‪+‬ال‪ :‬هي ع‪+‬ير أبي س‪+‬فيان‪ ،‬ود‬
‫أصحاب محمد صلى هللا عليه وسلم أن الع‪+‬ير ك‪+‬انت لهم وأن القت‪+‬ال ص‪+‬رف‬
‫عنهم‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي هللا عنه {ويقطع داب‪++‬ر الك‪++‬افرين} أي‬
‫يستأصلهم‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي وابن أبي ش‪+‬يبة وأحم‪+‬د وعب‪+‬د بن حمي‪+‬د والترم‪+‬ذي وحس‪+‬نه‬
‫وأبو يعلى وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم والط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫وابن مردوي‪+‬ه عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪+‬ال‪ :‬قي‪+‬ل لرس‪+‬ول هللا حين‬
‫فرغ من بدر‪ :‬عليك العير ليس دونها ش‪+‬يء‪ ،‬فن‪+‬اداه العب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫وهو في وثاقه أسير‪ :‬إنه ال يصلح ل‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ولم؟ ق‪++‬ال‪ :‬ألن هللا إنم‪++‬ا وع‪++‬دك‬
‫إحدى الطائفتين وقد أعطاك ما وعدك‪ .‬قال‪ :‬صدقت‪.‬‬
‫@ اآلية ‪10‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وأحم‪++‬د ومس‪++‬لم وأب‪++‬و داود والترم‪++‬ذي وابن جري‪++‬ر وابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم وأبو عوانة وابن حبان وأبو الشيخ وابن مردويه وأب‪++‬و‬
‫نعيم والبيهقي معا في الدالئل عن عب‪+‬د هللا بن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪+‬ال‬
‫"حدثني عمر بن الخطاب رضي هللا عنه قال‪ :‬لما كان يوم ب‪++‬در نظ‪++‬ر الن‪++‬بي‬
‫إلى أصحابه وهم ثلثمائة رجل وبض‪++‬عة عش‪++‬ر رجال‪ ،‬ونظ‪++‬ر إلى المش‪++‬ركين‬
‫فإذا هم ألف وزيادة‪ ،‬فاستقبل نبي هللا صلى هللا عليه وسلم ثم م‪++‬د ي‪++‬ده وجع‪++‬ل‬
‫يهتف بربه‪ :‬اللهم أنجز لي ما وعدتني‪ ،‬اللهم إن تهلك هذه العصابة من أه‪++‬ل‬
‫اإلسالم ال تعبد في األرض‪ .‬فم‪+‬ا زال يهت‪+‬ف برب‪+‬ه م‪+‬ادا يدي‪+‬ه مس‪+‬تقبل القبل‪+‬ة‬
‫ح‪+‬تى س‪+‬قط رداؤه‪ ،‬فأت‪+‬اه أب‪+‬و بك‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‪ ،‬فأخ‪+‬ذ رداءه فألق‪+‬اه على‬
‫منكبيه ثم التزمه من ورائه وقال‪ :‬يا نبي هللا كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز‬
‫لك ما وعدك‪ ،‬فأنزل هللا تعالى {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني مم‪++‬دكم‬
‫بألف من المالئكة مردفين}‪.‬‬
‫فلم‪++‬ا ك‪++‬ان يومئ‪++‬ذ والتق‪++‬وا ه‪++‬زم هللا المش‪++‬ركين فقت‪++‬ل منهم س‪++‬بعون رجال‪،‬‬
‫واستشار رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم أب‪++‬ا بك‪++‬ر وعم‪++‬ر وعلي‪++‬ا رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهم؟ فقال أبو بكر‪ :‬يا رسول هللا ه‪+‬ؤالء بن‪+‬و العم والعش‪+‬يرة‪ ،‬وإني أرى أن‬
‫تأخذ منهم الفدية فيكون م‪++‬ا أخ‪++‬ذنا منهم ق‪++‬وة لن‪++‬ا على الكف‪++‬ار‪ ،‬وعس‪++‬ى هللا أن‬
‫يهديهم فيكونوا لنا عضدا‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬م‪++‬ا ت‪++‬رى ي‪++‬ا‬
‫ابن الخطاب؟ قلت‪ :‬ما رأى أبو بكر‪ ،‬ولكني أرى أن تمكنني من فالن قريب‬
‫لعمر فاضرب عنقه حتى يعلم هللا تعالى أنه ليس في قلوبنا مودة للمش‪++‬ركين‪،‬‬
‫هؤالء صناديدهم وأئمتهم وقادتهم‪ .‬فهوى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم م‪++‬ا‬
‫قال أبو بكر رضي هللا عنه ولم يهو ما قلت وأخذ منهم الفداء‪ ،‬فلم‪++‬ا ك‪++‬ان من‬
‫الغد قال عمر رضي هللا عنه‪ :‬فغدوت إلى الن‪++‬بي وأب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫وهما يبكيان‪ .‬فقلت‪ :‬يا يا رسول هللا أخبرني ماذا يبكيك أنت وص‪+‬احبك‪ ،‬ف‪+‬إن‬
‫وجدت بكاء بكيت وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما‪...‬؟! قال النبي ص‪++‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬ال‪++‬ذي ع‪++‬رض على أص‪++‬حابك من أخ‪++‬ذ الف‪++‬داء ق‪++‬د ع‪++‬رض علي‬
‫عذابكم أدنى من هذه الشجرة الشجرة قريبة‪ ،‬وأنزل هللا تعالى (ما ك‪++‬ان لن‪++‬بي‬
‫أن تك‪++‬ون ل‪++‬ه أس‪++‬رى ح‪++‬تى يثخن في األرض) (األنف‪++‬ال اآلي‪++‬ة ‪ )67‬إلى قول‪++‬ه‬
‫(لوال كتاب من هللا سبق لمسكم فيم‪++‬ا أخ‪++‬ذتم) من الف‪++‬داء ثم أح‪++‬ل لهم الغن‪++‬ائم‪،‬‬
‫فلما كان يوم أحد من العام المقبل عوقب‪++‬وا بم‪++‬ا ص‪++‬نعوا ي‪++‬وم ب‪++‬در من أخ‪++‬ذهم‬
‫الفداء‪ ،‬فقتل منهم سبعون‪ ،‬وفر أص‪++‬حاب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪:‬‬
‫وكس‪++‬رت رباعيت‪++‬ه‪ ،‬وهش‪++‬مت البيض‪++‬ة على رأس‪++‬ه وس‪++‬ال ال‪++‬دم على وجه‪++‬ه‪.‬‬
‫فأنزل هللا تعالى (أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو‬
‫من عن‪++‬د أنفس‪++‬كم) (آل عم‪++‬ران اآلي‪++‬ة ‪ )165‬بأخ‪++‬ذكم الف‪++‬داء‪ .‬ق‪++‬ال ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما‪ :‬بينما رجل من المسلمين يشتد في أثر رجل من المشركين‬
‫أمامه إذ سمع ضربة بالصوت فوقه وصوت الفارس يق‪++‬ول‪ :‬أق‪++‬دم ح‪++‬يزوم إذ‬
‫نظر إلى المشرك أمامه‪ ،‬فخ‪++‬ر مس‪++‬تلقيا فنظ‪++‬ر إلي‪++‬ه ف‪++‬إذا ه‪++‬و ق‪++‬د خطم وش‪++‬ق‬
‫وجهه كضربة السوط‪ ،‬فأحضر ذل‪++‬ك أجم‪++‬ع‪ ،‬فج‪++‬اء األنص‪++‬اري فح‪++‬دث ذل‪++‬ك‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فق‪++‬ال‪ :‬ص‪++‬دقت‪ ،‬ذاك من م‪++‬دد الس‪++‬ماء الثالث‪++‬ة‬
‫فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن علي رضي هللا عنه قال‪ :‬نزل جبريل عليه السالم في‬
‫ألف من المالئكة عن ميمنة النبي صلى هللا عليه وسلم وفيها أبو بكر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه‪ ،‬ونزل ميكائيل عليه السالم في ألف من المالئك‪++‬ة عن ميس‪++‬رة الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم وأنا في الميسرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن رس‪++‬ول هللا ق‪++‬ال ي‪++‬وم‬
‫بدر‪ :‬هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب"‪.‬‬
‫وأخرج سنيد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬ما أم‪++‬د‬
‫النبي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ب‪+‬أكثر من ه‪+‬ذه األل‪+‬ف ال‪+‬تي ذك‪+‬ر هللا تع‪+‬الى في‬
‫األنفال‪ ،‬وما ذكر الثالثة آالف أو الخمسة آالف إال بشرى‪ ،‬ثم أم‪++‬دوا ب‪++‬األلف‬
‫ما أمدوا بأكثر منه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري عن رفاعة بن رافع الزرقي رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫وكان من أهل بدر قال‪ :‬جاء جبريل إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬م‪++‬ا‬
‫تعدون أهل بدر فيكم؟ قال "من أفضل المسلمين أو كلمة نحوها‪ .‬قال‪ :‬وكذلك‬
‫من شهد بدرا من المالئكة"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عطية بن قيس رضي هللا عنه قال‪ :‬وقف جبريل عليه‬
‫السالم على فرس أخضر أن‪++‬ثى ق‪++‬د عاله الغب‪++‬ار‪ ،‬وبي‪++‬د جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫رمح وعليه درع فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا محم‪++‬د إن هللا بعث‪++‬ني إلي‪++‬ك ف‪++‬أمرني أن ال أفارق‪++‬ك‬
‫حتى ترضى فهل رضيت؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬نعم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {مردفين} يقال‪ :‬المدد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫في قوله {مردفين} يقال‪ :‬المدد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫في قوله {مردفين} قال‪ :‬وراء كل ملك ملك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الش‪+‬عبي رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪+‬ان أل‪++‬ف م‪+‬ردفين‬
‫وثالثة آالف منزلين فكانوا أربعة آالف‪ ،‬وهم مدد المسلمين في ثغورهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حمي‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {مردفين} قال‪ :‬ممدين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن جري‪++‬ر عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{مردفين} قال‪ :‬متتابعين‪ ،‬أمدهم هللا تعالى بألف‪ ،‬ثم بثالثة‪ ،‬ثم أكملهم خمسة‬
‫آالف {وم‪++‬ا جعل‪++‬ه هللا إال بش‪++‬رى ولتطمئن ب‪++‬ه قل‪++‬وبكم} ق‪++‬ال‪ :‬يع‪++‬ني ن‪++‬زول‬
‫المالئكة عليهم السالم قال‪ :‬وذكر لنا أن عمر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬أم‪+‬ا ي‪+‬وم‬
‫بدر فال نشك أن المالئكة عليهم السالم كانوا معنا‪ ،‬وأما بعد ذلك فاهلل أعلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي هللا عن‪+‬ه {م‪+‬ردفين} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫بعضهم على أثر بعض‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {وما جعل‪++‬ه هللا إال‬
‫بشرى} قال‪ :‬إنما جعلهم هللا يستبشر بهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪11‬‬
‫أخرج أبو يعلى والبيهقي في الدالئل عن علي رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا ك‪++‬ان‬
‫فينا فارس يوم بدر غير المقداد‪ ،‬ولقد رأيتنا وم‪++‬ا فين‪++‬ا إال ن‪++‬ائم إال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يصلي تحت الشجرة حتى أصبح‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن ش‪++‬هاب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إذ يغش‪++‬اكم‬
‫النعاس أمنة منه} قال‪ :‬بلغنا أن هذه اآلية أنزلت في المؤمنين يوم بدر‪ ،‬فيم‪++‬ا‬
‫أغشاهم هللا من النعاس أمنة منه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {أمنة} قال‪ :‬أمنا من هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن قت‪+‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬النع‪+‬اس في ال‪++‬رأس‪،‬‬
‫والنوم في القلب‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ك‪+‬ان النع‪+‬اس أمن‪+‬ة من‬
‫هللا‪ ،‬وكان النعاس نعاسين‪ .‬نعاس يوم بدر‪ ،‬ونعاس يوم أحد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫وأبو الشيخ عن سعيد بن المسيب رضي هللا عنه في قوله {وينزل عليكم من‬
‫السماء ماء ليطهركم به} قال‪ :‬طس كان يوم بدر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {وينزل عليكم من السماء ماء ليطه‪++‬ركم‬
‫به} قال‪ :‬المطر‪ :‬أنزله عليهم قبل النعاس فأطفأ بالمطر الغبار‪ ،‬والتب‪++‬دت ب‪++‬ه‬
‫األرض‪ ،‬وطابت به أنفسهم‪ ،‬وثبتت به أقدامهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزبير رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بعث هللا الس‪++‬ماء وك‪++‬ان ال‪++‬وادي دهس‪++‬ا‪ ،‬وأص‪++‬اب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم وأصحابه منها ما لبد األرض ولم يمنعهم المسير‪ ،‬وأص‪++‬اب قريش‪++‬ا م‪++‬ا‬
‫لم يقدروا على أن يرتحلوا معه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ من طريق ابن جريج عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما‪ .‬أن المشركين غلبوا المس‪+‬لمين في أول أم‪+‬رهم على الم‪+‬اء‪ ،‬فظمئ‬
‫المسلمون وصلوا مجنبين مح‪++‬دثين فك‪++‬انت بينهم رم‪++‬ال‪ ،‬ف‪++‬ألقى الش‪++‬يطان في‬
‫قلوبهم الحزن وقال‪ :‬أتزعمون أن فيكم نبيا وأنكم أولياء هللا وتصلون مجنبين‬
‫مح‪++‬دثين؟ ف‪++‬أنزل هللا من الس‪++‬ماء م‪++‬اء فس‪++‬ال عليهم ال‪++‬وادي م‪++‬اء‪ ،‬فش‪++‬رب‬
‫المسلمون وتطهروا وثبتت أقدامهم وذهبت وسوسته‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن مجاهد في قوله {رجز الشيطان} قال‪ :‬وسوسته‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {وليربط على قلوبكم} قال‪ :‬بالصبر‬
‫{ويثبت به األقدام} قال‪ :‬كان ببطن الوادي دهاس‪ ،‬فلما مطر اشتد الرملة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي في قول‪++‬ه {ويثبت‬
‫به األقدام} قال‪ :‬حتى يشتد على الرمل‪ ،‬وهو وجه األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه عن علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ك‪++‬ان رس‪++‬ول هللا يص‪++‬لي تل‪++‬ك الليل‪++‬ة ليل‪++‬ة ب‪++‬در‪ ،‬ويق‪++‬ول‪ :‬اللهم إن تهل‪++‬ك ه‪++‬ذه‬
‫العصابة ال تعبد‪ ،‬وأصابهم تل‪++‬ك الليل‪++‬ة مط‪++‬ر ش‪++‬ديد‪ ،‬ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه {ويثبت ب‪++‬ه‬
‫األقدام}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪14 - 12‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم أخبرنا أبو بدر عب‪++‬اد بن الولي‪++‬د المغ‪++‬بري فيم‪++‬ا كتب إلي‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا سعيد أحمد بن داود الحداد يق‪++‬ول‪ :‬إن‪++‬ه لم يق‪++‬ل هللا لش‪++‬يء إن‪++‬ه‬
‫معه إال للمالئكة يوم بدر‪ .‬قال‪ :‬إني معكم بالنصر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬لم تقات‪+‬ل المالئك‪+‬ة إال‬
‫يوم بدر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫أبي‪ :‬يا بني لقد رأيتنا ي‪++‬وم ب‪++‬در وإن أح‪++‬دنا ليش‪++‬ير بس‪++‬يفه إلى رأس المش‪++‬رك‬
‫فيقع رأسه عن جسده قبل أن يصل إليه السيف‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬إن المش‪++‬ركين من‬
‫قريش لما خرجوا لينصروا العير ويقاتلوا عليها نزل‪++‬وا على الم‪++‬اء ي‪++‬وم ب‪++‬در‬
‫فغلب‪++‬وا المؤم‪++‬نين علي‪++‬ه‪ ،‬فأص‪++‬اب المؤم‪++‬نين الظم‪++‬أ فجعل‪++‬وا يص‪++‬لون مجن‪++‬بين‬
‫ومحدثين؟ فألقى الشيطان في قلوب المؤمنين الحزن فقال لهم‪ :‬أتزعم‪++‬ون أن‬
‫فيكم الن‪++‬بي وإنكم أولي‪++‬اء هللا وق‪++‬د غلبتم على الم‪++‬اء وأنتم تص‪++‬لون مجن‪++‬بين‬
‫ومحدثين؟ حتى تعاظم ذلك في صدور أصحاب النبي‪ :‬فأنزل هللا من الس‪++‬ماء‬
‫ماء حتى سال الوادي‪ ،‬فشرب المؤمنون‪ ،‬ومألوا األس‪++‬قية‪ ،‬وس‪++‬قوا الرك‪++‬اب‪،‬‬
‫واغتسلوا من الجنابة‪ ،‬فجعل هللا في ذل‪++‬ك طه‪++‬ورا وثبت أق‪++‬دامهم‪ ،‬وذل‪++‬ك أن‪++‬ه‬
‫كانت بينهم وبين الق‪++‬وم رمل‪++‬ة‪ ،‬فبعث هللا المط‪++‬ر عليه‪++‬ا فلب‪++‬دها ح‪++‬تى اش‪++‬تدت‬
‫وثبت عليها األقدام‪ ،‬ونفر النبي صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم بجمي‪+‬ع المس‪+‬لمين وهم‬
‫يومئ‪++‬ذ ثلثمائ‪++‬ة وثالث‪++‬ة عش‪++‬ر رجال‪ ،‬منهم س‪++‬بعون ومائت‪++‬ان من األنص‪++‬ار‬
‫وسائرهم من المهاجرين‪ ،‬وسيد المشركين يومئذ عتبة بن ربيعة لكبر سنه‪.‬‬
‫فقال عتبة‪ :‬يا معشر قريش إني لكم ناصح وعليكم مشفق ال أدخ‪++‬ر النص‪++‬يحة‬
‫لكم بعد اليوم‪ ،‬وقد بلغتم ال‪++‬ذي تري‪++‬دون وق‪++‬د نج‪++‬ا أب‪++‬و س‪++‬فيان ف‪++‬ارجعوا وأنتم‬
‫سالمون‪ ،‬فإن يكن محمد صادقا فأنتم أسعد الناس بصدقه‪ ،‬وإن يك كاذبا فأنتم‬
‫أحق من حقن دمه‪ .‬ف‪++‬التفت إلي‪++‬ه أب‪++‬و جه‪++‬ل فش‪++‬تمه وفج وجه‪++‬ه وق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬ق‪++‬د‬
‫امتألت أحشاؤك رعبا‪ .‬فقال له عتبة‪ :‬سيعلم اليوم من الجبان المفسد لقومه‪.‬‬
‫فنزل عتبة بن ربيعة‪ ،‬وشيبة بن ربيعة‪ ،‬حتى إذا كانوا أقرب أسنة المس‪++‬لمين‬
‫قالوا‪ :‬ابعثوا إلينا عدتنا منكم نقاتلهم‪ .‬فق‪++‬ام غلم‪++‬ة من ب‪++‬ني الخ‪++‬زرج فأجلس‪++‬هم‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم ثم قال‪ :‬يا بني هاشم أتبعثون إلى أخويكم ‪ -‬والنبي‬
‫منكم ‪ -‬غلم‪++‬ة ب‪++‬ني الخ‪++‬زرج؟ فق‪++‬ام حم‪++‬زة بن عب‪++‬د المطلب‪ ،‬وعلي بن أبي‬
‫ط‪++‬الب‪ ،‬وعبي‪++‬دة بن الح‪++‬ارث‪ ،‬فمش‪++‬وا إليهم في الحدي‪++‬د فق‪++‬ال عتب‪++‬ة‪ :‬تكلم‪++‬وا‬
‫نعرفكم‪ ،‬فإن تكونوا أكفاءنا نقاتلكم‪ .‬فقال حمزة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‪ :‬أن‪+‬ا أس‪+‬د هللا‬
‫وأسد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬فقال له عتبة‪ :‬كفء كريم‪ .‬ف‪++‬وثب إلي‪++‬ه‬
‫شيبة فاختلفا ضربتين فضربه حمزة فقتله‪ ،‬ثم قام علي بن أبي طالب رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه إلى الوليد بن عتب‪++‬ة فاختلف‪++‬ا ض‪++‬ربتين فض‪++‬ربه علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫فقتله‪ ،‬ثم قام عبيدة فخرج إليه عتبة فاختلفا ضربتين فجرح كل واح‪++‬د منهم‪++‬ا‬
‫صاحبه‪ ،‬وكر حمزة على عتبة فقتله‪ ،‬فقام النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‬
‫"اللهم ربنا أنزلت علي الكتاب وأمرتني بالقتال ووعدتني النصر وال تخل‪++‬ف‬
‫الميعاد" فأتاه جبريل عليه الس‪++‬الم‪ ،‬ف‪++‬أنزل علي‪++‬ه (ألن يكفيكم أن يم‪++‬دكم ربكم‬
‫بثالثة آالف من المالئكة م‪++‬ردفين) (آل عم‪++‬ران اآلي‪++‬ة ‪ )124‬ف‪++‬أوحى هللا إلى‬
‫المالئكة {إني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كف‪++‬روا ال‪++‬رعب‬
‫فاضربوا فوق األعناق واضربوا منهم كل بن‪++‬ان} فقت‪++‬ل أب‪++‬و جه‪++‬ل في تس‪++‬عة‬
‫وستين رجال‪ ،‬وأس‪++‬ر عقب‪++‬ة بن أبي معي‪++‬ط فقت‪++‬ل ص‪++‬برا‪ ،‬ف‪++‬وفى ذل‪++‬ك س‪++‬بعين‬
‫وأسر سبعون‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه والبيهقي في الدالئل عن بعض بني ساعدة قال‪ :‬س‪++‬معت‬
‫أبا أسيد مالك بن ربيعة رضي هللا عنه بعدما أصيب بص‪++‬ره يق‪++‬ول‪ :‬ل‪++‬و كنت‬
‫معكم ببدر اآلن ومعي بصري ألخبرتكم بالشعب الذي خرجت منه المالئك‪++‬ة‬
‫ال أش‪+‬ك وال أتم‪+‬ارى‪ ،‬فلم‪+‬ا ن‪+‬زلت المالئك‪+‬ة ورآه‪+‬ا إبليس‪ ،‬وأوحى هللا‪ :‬إليهم‬
‫إني معكم فثبتوا الذين آمنوا‪ ،‬وتثبيتهم أن المالئكة عليهم السالم ت‪+‬أتي الرج‪+‬ل‬
‫في صورة الرجل يعرفه فيقول‪ :‬أبشروا فإنهم ليسوا بش‪++‬يء وهللا معكم ك‪++‬روا‬
‫عليهم‪ ،‬فلم‪++‬ا رأى إبليس المالئك‪++‬ة نكص على عقبي‪++‬ه وق‪++‬ال‪ :‬إني ب‪++‬ريء منكم‬
‫وه‪++‬و في ص‪++‬ورة س‪++‬راقة‪ ،‬وأقب‪++‬ل أب‪++‬و جه‪++‬ل يحض‪++‬ض أص‪++‬حابه ويق‪++‬ول‪ :‬ال‬
‫يهولنكم خذالن سراقة إياكم فإنه كان على موع‪++‬د من محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم وأص‪++‬حابه‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪ :‬والالت والع‪++‬زى ال نرج‪++‬ع ح‪++‬تى نق‪++‬رن محم‪++‬دا‬
‫وأصحابه في الحبال‪ ،‬فال تقتلوا وخذوهم أخذا‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ال‪+‬بيهقي في ال‪+‬دالئل من طري‪+‬ق عكرم‪+‬ة عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا‬
‫عنهما قال " لما حضر القتال ورسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم راف‪++‬ع يدي‪++‬ه‬
‫يسأل هللا النصر‪ ،‬ويقول‪ :‬اللهم إن ظهروا على هذه العص‪++‬ابة ظه‪+‬ر الش‪+‬رك‪،‬‬
‫وال يق‪++‬وم ل‪++‬ك دين‪ ،‬وأب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه يق‪++‬ول‪ :‬وهللا لينص‪++‬رنك هللا‬
‫ويبيضن وجهك‪ ،‬فأنزل هللا عز وجل ألفا من المالئك‪++‬ة م‪++‬ردفين عن‪++‬د أكت‪++‬اف‬
‫العدو‪ ،‬وقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أبش‪++‬ر ي‪++‬ا أب‪++‬ا بك‪++‬ر ه‪++‬ذا جبري‪++‬ل‬
‫عليه السالم معتجر بعمامة صفراء آخذ بعنان فرس‪++‬ه بين الس‪++‬ماء واألرض‪،‬‬
‫فلما نزل إلى األرض تغيب عني ساعة ثم نزل على ثنايا النقع‪ ،‬يق‪++‬ول‪ :‬أت‪++‬اك‬
‫نصر هللا إذ دعوته"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬كان الناس يوم‬
‫بدر يعرفون قتلى المالئكة عليهم السالم ممن قتل‪+‬وهم بض‪+‬رب على األعن‪+‬اق‬
‫وعلى البنان مثل سمة النار قد أحرق به‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{فاضربوا فوق األعناق} يقول‪ :‬الرؤوس‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن جري‪+++‬ر وابن المن‪+++‬ذر عن عطي‪+++‬ة رض‪+++‬ي هللا عن‪+++‬ه في قول‪+++‬ه‬
‫{فاضربوا فوق األعناق} قال‪ :‬اضربوا األعناق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قوله {فاضربوا فوق األعناق} يقول‪ :‬اضربوا الرقاب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {واضربوا منهم كل بنان} قال‪ :‬كل مفصل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن األوزاعي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {واض‪++‬ربوا‬
‫منهم كل بنان} قال‪ :‬اضرب منه الوجه والعين‪ ،‬وارمه بشهاب من نار‪.‬‬
‫وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي هللا عنهما أن نافع بن األزرق قال له‪:‬‬
‫أخبرني عن قوله تعالى {واضربوا منهم كل بن‪+‬ان} ق‪++‬ال‪ :‬أط‪+‬راف األص‪++‬ابع‬
‫وبلغة هذيل الجسد كله‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فأنش‪++‬دني في كلتيهم‪++‬ا؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬أم‪++‬ا أط‪++‬راف‬
‫األصابع فقول عنترة العبسي‪:‬‬
‫فنعم فوارس الهيجاء قومي * إذا علق األعنة بالبنان‬
‫وقال الهذلي في الجسد‪:‬‬
‫لها أسد شاكي البنان مقذف * له لبد أظفاره لم تقلم‬
‫وأخرج عبد بن حمي‪++‬د وابن مردوي‪++‬ه عن أبي داود الم‪++‬ازني رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬بينا أنا أتبع رجال من المشركين ي‪++‬وم ب‪++‬در‪ ،‬ف‪++‬أهويت إلي‪++‬ه بس‪++‬يفي فوق‪++‬ع‬
‫رأسه قبل أن يصل سيفي إليه‪ ،‬فعرفت أن قد قتله غيري‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حمي‪++‬د عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {فاض‪++‬ربوا ف‪++‬وق األعن‪++‬اق‬
‫واضربوا منهم كل بنان} قال‪ :‬ما وقعت يومئذ ضربة إال ب‪++‬رأس أو وج‪++‬ه أو‬
‫مفصل‪.‬‬
‫@ اآليات ‪16 - 15‬‬
‫أخرج البخاري في تاريخه والنسائي وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه عن ن‪++‬افع‬
‫رضي هللا عنه أنه سأل ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬إنا قوم ال نثبت عن‪++‬د‬
‫قتال عدونا وال ندري من الفئة أمامنا أو عسكرنا؟ فقال لي‪ :‬الفئة رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ .‬فقلت‪ :‬إن هللا تعالى يقول {إذا لقيتم الذين كف‪++‬روا زحف‪++‬ا‬
‫فال تولوهم األدبار} ق‪+‬ال‪ :‬إنم‪+‬ا أن‪+‬زلت ه‪+‬ذه اآلي‪+‬ة في أه‪+‬ل ب‪+‬در ال قبله‪+‬ا وال‬
‫بعدها‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والنسائي وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي‬
‫حاتم والنحاس في ناسخه وأبو الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه والح‪++‬اكم عن أبي س‪++‬عيد‬
‫الخدري رضي هللا عنه في قوله {ومن يولهم يومئذ دبره} ق‪++‬ال‪ :‬إنه‪++‬ا ك‪++‬انت‬
‫ألهل بدر خاصة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪+‬ر عن أبي نض‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{ومن ي‪++‬ولهم يومئ‪++‬ذ دب‪++‬ره} اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت ي‪++‬وم ب‪++‬در ولم يكن لهم أن‬
‫ينحازوا‪ ،‬ولو انحازوا لم ينحازوا إال للمشركين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬ال تغرنكم هذه اآلية فإنها كانت يوم ب‪++‬در‪ ،‬وأن‪++‬ا فئ‪++‬ة لك‪++‬ل‬
‫مسلم‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جري‪+‬ر عن قت‪+‬ادة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في اآلي‪+‬ة ق‪+‬ال‪:‬‬
‫ذاكم يوم بدر ألنهم كانوا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في اآلي‪++‬ة‬
‫قال‪ :‬نزلت في أهل بدر خاصة‪ ،‬ما كان لهم أن يهزموا عن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم ويتركوه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر والنح‪++‬اس في‬
‫ناسخه وأبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ومن ي‪++‬ولهم يومئ‪++‬ذ‬
‫دبره} قال‪ :‬إنما كانت يوم بدر خاصة‪ ،‬ليس الفرار من الزحف من الكبائر‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ومن‬
‫يولهم يومئذ دبره} قال‪ :‬ذاك في يوم بدر‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر عن الض‪++‬حاك‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬إنما كان يوم بدر ولم يكن للمسلمين فئة ينحازون إليها‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي هللا عنه {ومن يولهم يومئذ دبره} قال‪:‬‬
‫يرون أن ذلك في بدر‪ ،‬أال ترى أنه يقول {ومن يولهم يومئذ دبره}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن يزيد بن أبي حبيب رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أوجب هللا تعالى لمن فر يوم بدر النار‪ .‬قال‪ :‬ومن يولهم يومئذ دبره إلى قوله‬
‫{فقد باء بغضب من هللا} فلم‪+‬ا ك‪+‬ان ي‪+‬وم أح‪+‬د بع‪+‬د ذل‪+‬ك ق‪+‬ال (إنم‪+‬ا اس‪+‬تزلهم‬
‫الشيطان ببعض م‪+‬ا كس‪+‬بوا ولق‪+‬د عف‪+‬ا هللا عنهم) (آل عم‪+‬ران اآلي‪+‬ة ‪ )155‬ثم‬
‫كان يوم حنين بعد ذل‪++‬ك بس‪++‬بع س‪++‬نين فق‪++‬ال (ثم وليتم م‪++‬دبرين) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة‬
‫‪( .)25‬ثم يتوب هللا من بعد ذلك على من يشاء) (التوبة اآلية ‪.)27‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي هللا عنه في قوله‬
‫{ومن يولهم يومئذ دبره} قال‪ :‬يعني يوم ب‪++‬در خاص‪++‬ة منهزم‪++‬ا {إال متحرف‪++‬ا‬
‫لقتال} يع‪++‬ني مس‪++‬تطردا يري‪++‬د الك‪++‬رة على المش‪++‬ركين {أو متح‪++‬يزا إلى فئ‪++‬ة}‬
‫يعني أو ينحاز إلى أصحابه من غير هزيمة {فقد باء بغضب من هللا} يقول‪:‬‬
‫اس‪++‬توجب س‪++‬خطا من هللا {وم‪++‬أواه جهنم وبئس المص‪++‬ير} فه‪++‬ذا ي‪++‬وم ب‪++‬در‬
‫خاصة‪ ،‬كأن هللا شدد على المسلمين يومئذ ليقطع داب‪++‬ر الك‪++‬افرين‪ ،‬وه‪++‬و أول‬
‫قتال قاتل فيه المشركين من أهل مكة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬المتحرف‪ :‬المتقدم في أصحابه‪ ،‬إنه يرى غرة من العدو فيص‪++‬يبها‪،‬‬
‫والمتحيز‪ :‬الفار إلى رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم وأص‪++‬حابه‪ ،‬وك‪++‬ذلك من‬
‫فر اليوم إلى أميره وأصحابه قال‪ :‬وإنما هذه وعي‪++‬د من هللا تع‪++‬الى ألص‪++‬حاب‬
‫محمد صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم أن ال يف‪+‬روا‪ ،‬وإنم‪+‬ا ك‪+‬ان الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم ثبتهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عط‪++‬اء بن أبي رب‪++‬اح رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه في قوله {ومن يولهم يومئذ دبره} قال‪ :‬هذه منسوخة باآلية ال‪++‬تي في‬
‫األنفال (اآلن خفف هللا عنكم) (األنفال اآلية ‪.)66‬‬
‫وأخرج ابن جرير والنحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪:‬‬
‫الفرار من الزحف من الكبائر ألن هللا تعالى قال {ومن يولهم يومئذ دبره إال‬
‫متحرفا لقتال} اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬الف‪++‬رار من‬
‫الزحف من الكبائر‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د وعب‪++‬د بن حمي‪++‬د‬
‫والبخ‪++‬اري في األدب المف‪++‬رد واللف‪++‬ظ ل‪++‬ه وأو داود والترم‪++‬ذي وحس‪++‬نه وابن‬
‫ماج‪++‬ة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم والنح‪++‬اس وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‬
‫وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬كن‪++‬ا في‬
‫غزاة‪ ،‬فحاص الناس حيصه قلنا‪ :‬كيف نلقى النبي صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم وق‪+‬د‬
‫فررنا من الزحف وبؤنا بالغضب؟! فأتين‪+‬ا الن‪+‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم قب‪+‬ل‬
‫صالة الفجر‪ ،‬فخرج فقال "من القوم‪...‬؟ فقلن‪++‬ا‪ :‬نحن الف‪++‬رارون‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬ال ب‪++‬ل‬
‫أنتم العك‪++‬ارون‪ .‬فقبلن‪++‬ا ي‪++‬ده فق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬ا فئتكم وأن‪++‬ا فئ‪++‬ة المس‪++‬لمين‪ ،‬ثم ق‪++‬رأ {إال‬
‫متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أمامة رضي هللا عنها م‪++‬والة الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قالت‪ :‬كنت أوضئ النبي صلى هللا عليه وسلم أفرغ على يديه‪ ،‬إذ دخل‬
‫عليه رجل فقال‪ :‬يا رسول هللا أريد اللحوق بأهلي فأوصني بوص‪++‬ية أحفظه‪++‬ا‬
‫عنك‪ .‬قال "ال تفر يوم الزحف‪ ،‬فإنه من فر يوم الزحف فقد ب‪++‬اء بغض‪++‬ب من‬
‫هللا ومأواه جهنم وبئس المصير"‪.‬‬
‫وأخرج الشافعي وابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬من فر‬
‫من اثنين فقد فر‪.‬‬
‫وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عمر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لما ن‪+‬زلت ه‪+‬ذه اآلي‪+‬ة {ي‪+‬ا أيه‪+‬ا ال‪+‬ذين آمن‪+‬وا إذا لقيتم ال‪+‬ذين كف‪+‬روا زحف‪+‬ا فال‬
‫تولوهم األدبار‪ }...‬اآلية‪ .‬قال لنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" قاتلوا كم‪++‬ا‬
‫قال هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن عمرو بن العاص رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم " أن‪+‬ه اس‪+‬تعاذ من س‪+‬بع موت‪+‬ات‪ .‬م‪+‬وت الفج‪++‬أة‪ ،‬ومن ل‪++‬دغ الحي‪+‬ة‪ ،‬ومن‬
‫السبع‪ ،‬ومن الغرق‪ ،‬ومن الحرق‪ ،‬ومن أن يخر عليه شيء‪ ،‬ومن القت‪++‬ل عن‪++‬د‬
‫فرار الزحف"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د عن أبي اليس‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن رس‪++‬ول هللا ك‪++‬ان ي‪++‬دعو‬
‫بهؤالء الكلمات السبع يقول‪ :‬اللهم إني أعوذ ب‪++‬ك من اله‪++‬رم‪ ،‬وأع‪++‬وذ ب‪++‬ك من‬
‫الغم والغرق والحرق‪ ،‬وأعوذ بك أن يتخبطني الشيطان عند الموت‪ ،‬وأع‪++‬وذ‬
‫بك أن أموت في سبيلك مدبرا‪ ،‬وأعوذ بك أن أموت لديغا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وأبو داود والترمذي وال‪++‬بيهقي في األس‪++‬ماء والص‪++‬فات عن‬
‫بالل بن يسار عن زيد مولى رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم عن أبي‪++‬ه عن‬
‫جده "أنه سمع رسول هللا يقول‪ :‬من قال‪ :‬أستغفر هللا الذي ال إله إال هو الحي‬
‫القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فر من الزحف"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا"من ق‪+‬ال أس‪+‬تغفر هللا ال‪+‬ذي ال إل‪+‬ه إال ه‪+‬و الحي القي‪+‬وم ثالث‪+‬ا‬
‫غفرت ذنوبه وإن كان فر من الزحف"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن جب‪+‬ل رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه مثل‪++‬ه موقوف‪++‬ا‪ ،‬ول‪++‬ه‬
‫حكم الرفع‪ .‬وهللا تعالى أعلم‪.‬‬
‫@ اآليات ‪18 - 17‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فلم تقتل‪++‬وهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ألصحاب محمد صلى هللا عليه وس‪++‬لم حين ق‪++‬ال ه‪++‬ذا قتلت وه‪++‬ذا قتلت {وم‪++‬ا‬
‫رميت إذ رميت ولكن هللا رمى} ق‪++‬ال‪ :‬محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم حين‬
‫حصب الكفار‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المن‪++‬ذر عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {وما رميت إذ رميت} قال‪ :‬رماهم يوم بدر بالحصباء‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫عن عكرمة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا وق‪++‬ع ش‪++‬يء من الحص‪++‬باء إال في عين‬
‫رجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا رميت إذ‬
‫رميت ولكن هللا رمى} قال‪ :‬هذا ي‪++‬وم ب‪++‬در‪ ،‬أخ‪++‬ذ رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم ثالث حص‪++‬يات ف‪++‬رمى بحص‪++‬اة بين أظه‪++‬رهم‪ ،‬فق‪++‬ال‪ :‬ش‪++‬اهت الوج‪++‬وه‬
‫فانهزموا‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن محكول رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ك‪++‬ر علي وحم‪++‬زة‬
‫على ش‪++‬يبة بن ربيع‪++‬ة‪ ،‬غض‪++‬ب المش‪++‬ركون وق‪++‬الوا‪ :‬اثن‪++‬ان بواح‪++‬د؟! فاش‪++‬تعل‬
‫القتال‪ ،‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم " اللهم إن‪++‬ك أمرت‪++‬ني بالقت‪++‬ال‬
‫ووعدتني النصر وال خلف لوعدك‪ ،‬وأخذ قبض‪++‬ة من حص‪++‬ى ف‪++‬رمى به‪++‬ا في‬
‫وجوههم فانهزموا بإذن هللا تع‪++‬الى‪ ،‬ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه {وم‪++‬ا رميت إذ رميت ولكن‬
‫هللا رمى} "‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم والط‪++‬براني وابن مردوي‪++‬ه عن حكيم بن‬
‫حزام رضي هللا عنه قال "لما كان يوم بدر سمعنا صوتا وقع من السماء إلى‬
‫األرض كأنه صوت حص‪++‬اة وقعت في طس‪++‬ت‪ ،‬ورمى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم بتلك الحص‪++‬باء وق‪++‬ال‪ :‬ش‪++‬اهت الوج‪++‬وه‪ .‬فانهزمن‪++‬ا‪ ،‬ف‪++‬ذلك ق‪++‬ول هللا‬
‫تعالى {وما رميت إذ رميت} اآلية "‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ج‪++‬ابر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت‬
‫صوت حص‪++‬يات وقعن من الس‪++‬ماء ي‪++‬وم ب‪++‬در ك‪++‬أنهن وقعن في طس‪++‬ت‪ ،‬فلم‪++‬ا‬
‫اصطف الناس أخذهن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فرمى بهن في وج‪++‬وه‬
‫المشركين فانهزموا‪ ،‬فذلك قوله {وما رميت إذ رميت} قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم لعلي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه " ن‪++‬اولني قبض‪++‬ة من حص‪++‬باء‪.‬‬
‫فناوله فرمى بها في وجوه القوم‪ ،‬فما بقي أحد من القوم إال امتألت عيناه من‬
‫الحصباء‪ ،‬فنزلت هذه اآلية {وما رميت إذ رميت} اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن محم‪++‬د بن قيس ومحم‪++‬د بن كعب الق‪++‬رظي رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قاال‪ :‬لما دنا القوم بعضهم من بعض‪ ،‬أخذ رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قبض‪++‬ة من ت‪+‬راب ف‪++‬رمى به‪+‬ا في وج‪++‬وه الق‪++‬وم وق‪++‬ال‪ :‬ش‪+‬اهت الوج‪++‬وه‪.‬‬
‫ف‪++‬دخلت في أعينهم كلهم‪ ،‬وأقب‪++‬ل أص‪++‬حاب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫يقتلونهم‪ ،‬وكانت هزيمتهم في رمية رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪ ،‬ف‪++‬أنزل‬
‫هللا {وما رميت إذ رميت ولكن هللا رمى} إلى قوله {سميع عليم} "‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن س‪++‬عيد بن المس‪++‬يب‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬لما كان يوم أحد أخذ أبي بن خلف ي‪++‬ركض فرس‪++‬ه ح‪++‬تى‬
‫دنا من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬واعترض رجال من المس‪++‬لمين ألبي‬
‫بن خل‪++‬ف ليقتل‪++‬وه‪ ،‬فق‪++‬ال لهم رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "اس‪++‬تأخروا‬
‫فاستأخروا‪ ،‬فأخذ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حربته في ي‪++‬ده‪ ،‬ف‪++‬رمى به‪++‬ا‬
‫أبي بن خلف وكسر ضلعا من أض‪++‬العه‪ ،‬فرج‪++‬ع أبي بن خل‪++‬ف إلى أص‪++‬حابه‬
‫ثقيال ف‪++‬احتملوه حين ول‪++‬وا ق‪++‬افلين‪ ،‬فطفق‪++‬وا يقول‪++‬ون‪ :‬ال ب‪++‬أس‪ ،‬فق‪++‬ال أبي حين‬
‫قالوا له ذلك‪ :‬وهللا لو ك‪++‬انت بالن‪++‬اس لقتلتهم‪ ،‬ألم يق‪++‬ل إني أقتل‪++‬ك إن ش‪++‬اء هللا؟‬
‫فانطلق ب‪+‬ه أص‪++‬حابه ينعش‪+‬ونه ح‪++‬تى م‪+‬ات ببعض الطري‪+‬ق فدفون‪+‬ه‪ ،‬ق‪++‬ال ابن‬
‫المسيب رضي هللا عنه‪ :‬وفي ذلك أنزل هللا تعالى {وم‪++‬ا رميت إذ رميت‪}...‬‬
‫اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن جري‪+++‬ر وابن المن‪+++‬ذر وابن أبي ح‪+++‬اتم عن س‪+++‬عيد بن المس‪+++‬يب‬
‫والزهري رضي هللا عنهما قاال‪ :‬أنزلت في رمية رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم ي‪++‬وم أح‪++‬د أبي بن خل‪++‬ف بالحرب‪++‬ة وه‪++‬و في المت‪++‬ه‪ ،‬فخدش‪++‬ه في ترقوت‪++‬ه‬
‫فجعل يتدأدأ عن فرسه مرارا ح‪++‬تى ك‪++‬انت وفات‪++‬ه به‪++‬ا بع‪++‬د أي‪++‬ام‪ ،‬قاس‪++‬ى فيه‪++‬ا‬
‫العذاب األليم موصوال بعذاب البرزخ المتصل بعذاب اآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الزهري رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا‬
‫رميت إذ رميت ولكن هللا رمى} ق‪++‬ال‪ :‬حيث رمى أبي بن خل‪++‬ف ي‪++‬وم أح‪++‬د‬
‫بحربته فقيل له‪ :‬إن يك األجحش‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬أليس ق‪++‬ال‪ :‬أن‪+‬ا أقتل‪++‬ك؟ وهللا ل‪++‬و قاله‪+‬ا‬
‫لجميع الخلق لماتوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن جبير رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫"أن رسول هللا ‪ -‬يوم ابن أبي الحقيق ‪ -‬دعا بقوس‪ :‬فأتى بقوس طويلة فق‪++‬ال‪:‬‬
‫جيئوني بقوس غيره‪++‬ا‪ .‬فج‪++‬اءوه بق‪++‬وس كي‪++‬داء‪ ،‬ف‪++‬رمى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم الحصن‪ ،‬فأقبل السهم يهوي حتى قتل ابن أبي الحقيق في فراشه‪،‬‬
‫فأنزل هللا {وما رميت إذ رميت ولكن هللا رمى} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {ولكن هللا رمى} أي لم يكن ذلك برميتك لوال الذي جعل هللا تع‪+‬الى من‬
‫نصرك وما ألقى في صدور ع‪++‬دوك منه‪++‬ا ح‪++‬تى ه‪++‬زمتهم {وليبلى المؤم‪++‬نين‬
‫من‪++‬ه بالء حس‪++‬نا} أي يع‪++‬رف المؤم‪++‬نين من نعمت‪++‬ه عليهم في إظه‪++‬ارهم على‬
‫عدوهم مع كثرة عدوهم وقل‪++‬ة ع‪++‬ددهم‪ ،‬ليعرف‪++‬وا ب‪++‬ذلك حق‪++‬ه ويش‪++‬كروا ب‪++‬ذلك‬
‫نعمته‪.‬‬
‫@ اآليات ‪20 - 19‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وأحمد وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر‬
‫وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه وابن من‪++‬ده والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه‬
‫والبيهقي في الدالئل عن ابن شهاب عن عبد هللا ابن ثعلبة بن صغير‪ .‬أن أب‪++‬ا‬
‫جهل قال حيت التقى الق‪++‬وم‪ :‬اللهم اقطعن‪++‬ا لل‪++‬رحم وأتان‪++‬ا بم‪++‬اال نع‪++‬رف فاحن‪++‬ه‬
‫الغداة‪ .‬فك‪++‬ان ذل‪++‬ك اس‪++‬تفتاحا من‪++‬ه‪ ،‬ف‪++‬نزلت {إن تس‪++‬تفتحوا فق‪++‬د ج‪++‬اءكم الفتح}‬
‫اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس‬
‫رضي هللا عنهما {إن تستفتحوا} يعني المشركين‪ ،‬إن تستنصروا فقد جاءكم‬
‫المدد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن عطي‪++‬ة‬
‫رضي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال أب‪+‬و جه‪+‬ل ي‪+‬وم ب‪+‬در‪ :‬اللهم انص‪+‬ر إح‪+‬دى الفئ‪+‬تين‪،‬‬
‫وأفضل الفئتين‪ ،‬وخير الفئتين‪ .‬فنزلت {إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح}‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد عن ابن عباس رضي هللا عنهما أنه كان يقرأ "إن تستفتحوا‬
‫فقد جاءكم الفتح وإن تنتهوا فه‪+‬و خ‪+‬ير لكم وإن تع‪+‬ودوا نع‪+‬د ولن تغ‪+‬ني عنهم‬
‫فئتهم من هللا شيئا "‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاه‪+‬د رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {إن‬
‫تستفتحوا فقد جاءكم الفتح} قال‪ :‬كفار قريش في قولهم‪ :‬ربنا افتح بينن‪++‬ا وبين‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم وأصحابه‪ .‬ففتح بينهم يوم بدر‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المن‪++‬ذر عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قول‪++‬ه {إن تس‪++‬تفتحوا فق‪++‬د ج‪++‬اءكم الفتح} ق‪++‬ال‪ :‬إن تستقض‪++‬وا فق‪++‬د ج‪++‬اءكم‬
‫القضاء في يوم بدر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {وإن تنتهوا} قال‪ :‬عن قتال محمد صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم {وإن تع‪++‬ودوا‬
‫نعد} قال‪ :‬إن تستفتحوا الثانية أفتح لمحمد صلى هللا عليه وسلم {وإن هللا م‪++‬ع‬
‫المؤمنين} قال‪ :‬مع محمد صلى هللا عليه وسلم وأصحابه‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي هللا عنه {وإن تعودوا نعد} يقول‪ :‬نعد‬
‫لكم باألسر والقتل‪.‬‬
‫@ اآلية ‪21‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الش‪+‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪++‬ه {وهم ال يس‪+‬معون} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫عاصون‪.‬‬
‫@ اآلية ‪22‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه في قوله {إن شر‬
‫الدواب عند هللا} قال‪ :‬هم الكفار‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي وابن أبي شيبة وعبد بن حميد والبخ‪++‬اري وابن جري‪+‬ر وابن‬
‫المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في‬
‫قوله {إن شر الدواب عند هللا} قال‪ :‬هم نفر من قريش من بني عبد الدار‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {الص‪++‬م البكم‬
‫الذين ال يعقلون} قال‪ :‬ال يتبعون الحق‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أنزلت في حي من أحياء العرب من بني عبد الدار‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي هللا عنه قال‪ :‬ن‪++‬زلت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة في‬
‫المضر بن الحارث وقومه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي هللا عنه في قوله {إن شر الدواب عند‬
‫هللا} قال‪ :‬الدواب الخلق‪ ،‬وقرأ {ول‪++‬و يؤاخ‪++‬ذ هللا الن‪++‬اس بم‪++‬ا كس‪++‬بوا م‪++‬ا ت‪++‬رك‬
‫على ظهرها من دابة} (فاطر اآلية ‪( .)45‬وما من دابة في األرض إال على‬
‫رزقها) (هود اآلية ‪ )6‬قال‪ :‬هذا يدخل في هذا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪23‬‬
‫وأخرج ابن اسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قول‪++‬ه {ول‪++‬و علم هللا فيهم خ‪++‬يرا ألس‪++‬معهم} أي ألع‪++‬دلهم ق‪++‬ولهم ال‪++‬ذي ق‪++‬الوا‬
‫بألسنتهم ولكن القلوب خالفت ذلك منهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي هللا عنه في قوله {ول‪++‬و‬
‫أسمعهم} قال‪ :‬بعد أن يعلم أن ال خير فيهم ما نفعهم بعد أن ينفذ علم‪++‬ه ب‪++‬أنهم‬
‫ال ينتفعون به‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي هللا عنه في اآلية قال‪ :‬قالوا‪ :‬نحن ص‪++‬م‬
‫عما يدعونا إلي‪+‬ه محم‪+‬د ال نس‪+‬معه بكم ال نجيب‪+‬ه في‪+‬ه بتص‪++‬ديق‪ ،‬قتل‪++‬وا جميع‪+‬ا‬
‫بأحد‪ ،‬وكانوا أصحاب اللواء يوم أحد‪.‬‬
‫@ اآلية ‪24‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {إذا دعاكم لما يحييكم} قال‪:‬‬
‫هو هذا القرآن فيه الحياة والتقه والنجاة والعصمة في الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {إذا دع‪++‬اكم لم‪++‬ا يح‪++‬ييكم} أي للح‪++‬رب ال‪++‬تي أع‪++‬زكم هللا به‪++‬ا بع‪++‬د ال‪++‬ذل‪،‬‬
‫وقواكم بها بعد الضعف‪ ،‬ومنعكم بها من عدوكم بعد القهر منهم لكم‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن أبي ش‪+‬يبة وحش‪+‬يش بن أص‪+‬رم في االس‪+‬تقامة وابن جري‪+‬ر وابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وص‪++‬ححه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما في قوله {واعلموا أن هللا يحول بين المرء وقلبه} قال‪ :‬يح‪++‬ول بين‬
‫المؤمن وبين الكفر ومعاصي هللا‪ ،‬ويحول بين الك‪++‬افر وبين اإليم‪++‬ان وطاع‪++‬ة‬
‫هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬سألت النبي صلى‬
‫هللا عليه وس‪++‬لم عن ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {يح‪++‬ول بين الم‪++‬رء وقلب‪++‬ه} ق‪++‬ال "يح‪++‬ول بين‬
‫المؤمن والكفر‪ ،‬ويحول بين الكافر وبين الهدى "‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {واعلموا أن هللا‬
‫يحول بين المرء وقلبه} قال‪ :‬يحول بين الك‪+‬افر وبين أن يعي باب‪+‬ا من الخ‪+‬ير‬
‫أو يعمله أو يهتدي له‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي هللا عنه في قول‪+‬ه {واعلم‪+‬وا‬
‫أن هللا يحول بين المرء وقلبه} قال‪ :‬علمه يحول بين المرء وقلبه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي غالب الخلجي قال‪ :‬س‪++‬ألت ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما عن قول هللا {يح‪++‬ول بين الم‪++‬رء وقلب‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬يح‪++‬ول بين الم‪++‬ؤمن‬
‫وبين معص‪+‬يته ال‪+‬تي يس‪+‬توجب به‪+‬ا الهلك‪+‬ة‪ ،‬فال ب‪+‬د البن آدم أن يص‪+‬يب دون‬
‫ذلك‪ ،‬وال يدخل على قلبه الموبقات التي يستوجب بها دار الفاسقين‪ ،‬ويح‪++‬ول‬
‫بين الكافر وبين طاعته ما يستوجب ما يصيب أولياءه من الخير شيئا‪ ،‬وكان‬
‫ذلك في العلم السابق الذي ينتهي إليه أم‪++‬ر هللا تع‪++‬الى‪ ،‬وتس‪++‬تقر عن‪++‬ده أعم‪++‬ال‬
‫العباد‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي غالب ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫عن قوله {يحول بين المرء وقلبه} قال‪ :‬قد سبقت بها عند رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم إذ وصف لهم عن القضاء ق‪++‬ال لعم‪+‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه وغ‪+‬يره‬
‫ممن س‪+‬أله من أص‪+‬حابه "اعم‪+‬ل فك‪+‬ل ميس‪+‬ر‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬وم‪+‬ا ذاك التيس‪+‬ير؟ ق‪+‬ال‪:‬‬
‫صاحب النار ميسر لعمل النار‪ ،‬وصاحب الجنة ميسر لعمل الجنة "‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر عن عمر بن الخط‪++‬اب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪.‬‬
‫أنه سمع غالم‪++‬ا ي‪++‬دعو‪ :‬اللهم إن‪++‬ك تح‪++‬ول بين الم‪++‬رء وقلب‪++‬ه فح‪++‬ل بي‪++‬ني وبين‬
‫الخطايا فال أعمل بسوء منها‪ .‬فقال عمر رضي هللا عن‪++‬ه‪ :‬رحم‪++‬ك هللا‪ ،‬ودع‪++‬ا‬
‫له بخير‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن جري‪++‬ر عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{يحول بين المرء وقلبه} قال‪ :‬في القرب منه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪25‬‬
‫وأخرج أحمد ال‪++‬بزار وابن المن‪++‬ذر وابن مردوي‪++‬ه وابن عس‪++‬اكر عن مط‪++‬رف‬
‫قال‪ :‬قلنا للزبير‪ :‬ي‪+‬ا أب‪+‬ا عب‪+‬د هللا ض‪++‬يعتم الخليف‪++‬ة ح‪++‬تى قت‪+‬ل ثم جئتم تطلب‪+‬ون‬
‫بدمه؟ فقال‪ :‬الزبير رضي هللا عنه‪ :‬إنا قرأنا على عه‪++‬د رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم وأبي بك‪++‬ر‪ ،‬وعم‪++‬ر‪ ،‬وعثم‪++‬ان رض‪++‬ي هللا عنهم {واتق‪++‬وا فتن‪++‬ة ال‬
‫تصيبن الذين ظلموا منكم خاص‪++‬ة}‪ ،‬ولم نكن نحس‪++‬ب أن‪++‬ا أهله‪++‬ا ح‪++‬تى وقعت‬
‫فينا حيث وقعت‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعب‪++‬د بن حمي‪++‬د ونعيم بن حم‪++‬اد في الفتن وابن جري‪++‬ر‬
‫وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردوي‪+‬ه عن الزب‪+‬ير رض‪+‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬لق‪++‬د قرأن‪++‬ا زمان‪++‬ا وم‪++‬ا ن‪++‬رى إن‪++‬ا من أهله‪++‬ا ف‪++‬إذا نحن المع‪++‬نيون به‪++‬ا‬
‫{واتقوا فتنة ال تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {واتق‪++‬وا فتن‪++‬ة ال‬
‫تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} قال‪ :‬البالء‪ ،‬واألمر الذي هو كائن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {واتق‪++‬وا‬
‫فتن‪++‬ة ال تص‪++‬يبن ال‪++‬ذين ظلم‪++‬وا منكم خاص‪++‬ة} ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت في علي وعثم‪++‬ان‬
‫وطلحة والزبير‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن الحسن رضي هللا عنه في اآلية ق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬ا وهللا لق‪++‬د‬
‫علم أقوام حين نزلت أنه سيخص بها قوم‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه في اآلية قال‪ :‬علم‬
‫‪ -‬وهللا ‪ -‬ذو األلباب من أصحاب محمد صلى هللا عليه وسلم حين نزلت ه‪++‬ذه‬
‫اآلية أنه سيكون فتن‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك قال‪ :‬نزلت في أصحاب محمد ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم خاصة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن السدي في اآلية قال‪ :‬هذه ن‪++‬زلت في أه‪++‬ل‬
‫بدر خاصة‪ ،‬فأصابتهم يوم الجمل فاقتتلوا‪ ،‬فكان من المقتولين طلحة والزبير‬
‫وهما من أهل بدر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الس‪++‬دي في‬
‫قوله {واتقوا فتنة ال تصيبن ال‪++‬ذين ظلم‪++‬وا منكم خاص‪++‬ة} ق‪++‬ال‪ :‬أخ‪++‬برت أنهم‬
‫أصحاب الجمل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي هللا عنه في قول‪+‬ه {واتق‪+‬وا فتن‪+‬ة ال‬
‫تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} قال‪ :‬تصيب الظالم والصالح عامة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه {واتقوا فتن‪++‬ة ال تص‪++‬يبن ال‪++‬ذين‬
‫ظلموا منكم خاصة} قال‪ :‬هي يحول بين المرء وقلبه حتى يتركه ال يعقل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {واتقوا فتنة‪ }...‬اآلية‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬أم‪+‬ر هللا المؤم‪+‬نين أن‬
‫ال يقروا المنكر بين أظهرهم فيعمهم هللا بالعذاب‪.‬‬
‫@ اآلية ‪26‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه في قوله‬
‫{واذكروا إذ أنتم قليل‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬كان هذا الحي أذل الن‪++‬اس ذال‪ ،‬وأش‪++‬قاه‬
‫عيشا‪ ،‬وأجوعه بطونا‪ ،‬وأعراه جلودا‪ ،‬وأبين‪++‬ه ض‪++‬اللة‪ ،‬معك‪++‬وفين على رأس‬
‫حجر بين ف‪++‬ارس وال‪++‬روم‪ .‬ال وهللا م‪++‬ا في بالدهم يحس‪++‬دون علي‪++‬ه‪ ،‬من ع‪++‬اش‬
‫منهم ع‪++‬اش ش‪++‬قيا‪ ،‬ومن م‪++‬ات منهم ردى في الن‪++‬ار‪ ،‬يؤكل‪++‬ون وال ي‪++‬أكلون‪ .‬ال‬
‫وهللا ما نعلم قبيال من حاضر األرض يومئذ كان أشر منزال منهم ح‪++‬تى ج‪++‬اء‬
‫هللا باإلسالم فمكن به في البالد‪ ،‬ووسع به في الرزق‪ ،‬وجعلكم به ملوكا على‬
‫رقاب الن‪++‬اس‪ ،‬وباإلس‪++‬الم أعطى هللا م‪++‬ا رأيتم‪ ،‬فاش‪++‬كروا هلل نعم‪++‬ه ف‪++‬إن ربكم‬
‫منعم يحب الشكر‪ ،‬وأهل الشكر في مزيد من هللا عز وجل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن ابن ج‪++‬ريج رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {يتخطفكم‬
‫الناس} قال‪ :‬في الجاهلية بمكة فآواكم إلى اإلسالم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن وهب رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {يتخطفكم الن‪++‬اس} ق‪++‬ال‪ :‬الن‪++‬اس إذ ذاك‪:‬‬
‫فارس والروم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ وأب‪++‬و نعيم وال‪++‬ديلمي في مس‪++‬ند الف‪++‬ردوس عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في قول‪++‬ه {واذك‪++‬روا إذ‬
‫أنتم قلي‪++‬ل مستض‪++‬عفون في األرض تخ‪++‬افون أن يتخطفكم الن‪++‬اس} قي‪++‬ل‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا ومن الناس؟ قال " أهل فارس "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {فآواكم} قال‪ :‬إلى األنصار بالمدينة {وأيدكم بنصره} قال‪ :‬يوم بدر‪.‬‬
‫@ اآليات ‪28 - 27‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن جابر بن عب‪++‬د هللا رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه‪ .‬أن أبا سفيان خرج من مكة‪ ،‬فأتى جبري‪++‬ل الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫فقال‪ :‬إن أبا سفيان بمكان كذا وكذا ف‪++‬اخرجوا إلي‪++‬ه واكتم‪++‬وا‪ .‬فكتب رج‪++‬ل من‬
‫المنافقين إلى أبي س‪++‬فيان‪ :‬إن محم‪++‬دا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يري‪++‬دكم‪ ،‬فخ‪++‬ذوا‬
‫حذركم‪ ،‬فأنزل هللا {ال تخونوا هللا والرسول} اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ عن عبد هللا بن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬نزلت هذه اآلي‪+‬ة {ال تخون‪+‬وا‬
‫هللا والرسول} في أبي لبابة بن عبد المنذر‪ ،‬سألوه يوم قريظة ما هذا األم‪++‬ر؟‬
‫فأشار إلى حلقه أنه الذبح‪ ،‬ف‪++‬نزلت ق‪++‬ال أب‪++‬و لباب‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬م‪++‬ا زالت‬
‫قدماي حتى علمت أني خنت هللا ورسوله‪.‬‬
‫وأخرج سنيد وابن جرير عن الزهري رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ال تخون‪++‬وا‬
‫هللا والرس‪++‬ول‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال "ن‪++‬زلت في أبي لباب‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬بعث‪++‬ه‬
‫رسول هللا فأشار إلى حلقه أنه الذبح‪ ،‬فقال أبو لباب‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬ال وهللا‬
‫ال أذوق طعاما وال ش‪++‬رابا ح‪++‬تى أم‪++‬وت أو يت‪++‬وب علي‪ ،‬فمكث س‪++‬بعة أي‪++‬ام ال‬
‫يذوق طعاما وال شرابا حتى خر مغشيا عليه‪ ،‬ثم تاب هللا عليه فقيل له‪ :‬يا أبا‬
‫لبابة قد تيب عليك‪ .‬قال‪ :‬ال وهللا ال أحل نفسي حتى يك‪++‬ون رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم هو الذي يحلني‪ .‬فجاءه فحله بيده "‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن الكل‪++‬بي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم بعث أبا لبابة رضي هللا عنه إلى قريظ‪++‬ة وك‪++‬ان حليف‪++‬ا لهم‪ ،‬فأوم‪++‬أ‬
‫بي‪++‬ده أي ال‪++‬ذبح‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {ي‪++‬ا أيه‪++‬ا ال‪++‬ذين آمن‪++‬وا ال تخون‪++‬وا هللا والرس‪++‬ول‬
‫وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} فقال رس‪++‬ول هللا ألم‪++‬رأة أبي لباب‪++‬ة‪ .‬أيص‪++‬لي‬
‫ويصوم ويغتسل من الجنابة؟ فقالت‪ :‬إنه ليصلي ويصوم ويغتسل من الجنابة‬
‫ويحب هللا ورس‪+‬وله‪ .‬فبعث إلي‪+‬ه فأت‪+‬اه فق‪++‬ال‪ :‬ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا وهللا أني ألص‪++‬لي‬
‫وأصوم وأغتسل من الجنابة‪ .‬وإنما نهست إلى النساء والص‪++‬بيان ف‪++‬وقعت لهم‬
‫ما زالت في قلبي حتى عرفت أني خنت هللا ورسوله "‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه {يا أيها الذين آمن‪++‬وا ال تخون‪++‬وا‬
‫هللا والرس‪++‬ول} ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت في أبي لباب‪++‬ة بن عب‪++‬د المن‪++‬ذر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫نس‪++‬ختها اآلي‪++‬ة ال‪++‬تي في ب‪++‬راءة (وآخ‪++‬رون اع‪++‬ترفوا ب‪++‬ذنوبهم) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة‬
‫‪.)102‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال "لم‪++‬ا ك‪++‬ان ش‪++‬أن ب‪++‬ني‬
‫قريظة‪ ،‬بعث إليهم النبي صلى هللا عليه وسلم عليا رضي هللا عنه فيمن ك‪++‬ان‬
‫عن‪++‬ده من الن‪++‬اس‪ ،‬انتهى إليهم وقع‪++‬وا في رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪،‬‬
‫وجاء جبريل عليه الس‪+‬الم إلى رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم على ف‪+‬رس‬
‫أبلق‪ ،‬فقالت عائشة رضي هللا عنها‪ :‬فلك‪++‬أني أنظ‪++‬ر إلى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم مسح الغبار عن وجه جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬فقلت‪ :‬ه‪++‬ذا دحي‪++‬ة ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا؟ قال‪ :‬هذا جبريل‪ .‬فقال‪ :‬يا رسول هللا م‪++‬ا يمنع‪++‬ك من ب‪++‬ني قريظ‪++‬ة‬
‫أن تأتيهم؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪ :‬فكي‪++‬ف لي بحص‪++‬نهم؟ فق‪++‬ال‬
‫جبريل عليه السالم‪ :‬إني أدخل فرسي ه‪++‬ذا عليهم‪ ،‬ف‪++‬ركب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فرسا معرورا‪ ،‬فلما رآه علي رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول‬
‫هللا ال عليك أن ال تأتيهم فإنهم يشتمونك‪ .‬فقال‪ :‬كال إنها ستكون تحية‪ ،‬فأت‪++‬اهم‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬ي‪++‬ا أخ‪++‬وة الق‪++‬ردة والخن‪++‬ازير‪ .‬فق‪++‬الوا‪ :‬ي‪++‬ا أب‪++‬ا‬
‫القاسم ما كنت فحاشا‪...‬؟! فق‪++‬الوا‪ :‬ال ن‪++‬نزل على حكم محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم ولكنن‪++‬ا ن‪++‬نزل على حكم س‪++‬عد بن مع‪++‬اذ‪ ،‬ف‪++‬نزلوا فحكم فيهم‪ :‬أن تقت‪++‬ل‬
‫مق‪++‬اتلتهم‪ ،‬وتس‪++‬بى ذراريهم‪ .‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬ب‪++‬ذلك‬
‫طرقني الملك سحرا‪ ،‬فنزل فيهم {يا أيها الذين آمنوا ال تخونوا هللا والرسول‬
‫وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} نزلت في أبي لباب‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬أش‪++‬ار‬
‫إلى بني قريظة حين قالوا‪ :‬ننزل على حكم سعد بن معاذ رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬ال‬
‫تفعلوا فإنه الذبح وأشار بيده إلى حلقه "‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قول‪++‬ه {ال تخون‪++‬وا هللا} ق‪++‬ال‪ :‬ب‪++‬ترك فرائض‪++‬ه {والرس‪++‬ول} ب‪++‬ترك‬
‫سنته وارتكاب معص‪++‬يته {وتخون‪+‬وا أمان‪+‬اتكم} يق‪++‬ول‪ :‬ال تنقض‪++‬وها واألمان‪+‬ة‬
‫التي ائتمن هللا عليها العباد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن المغيرة بن شعبة رضي هللا عنه قال‪ :‬نزلت هذه اآلية‬
‫في قتل عثمان رضي هللا عنه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن يزي‪++‬د بن أبي ح‪++‬بيب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ال‬
‫تخونوا هللا والرسول} هو اإلخالل بالسالح في المغازي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي هللا عنه عن ابن مسعود‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬ما منكم من أحد إال وهو يشتمل على فتن‪++‬ة ألن هللا يق‪++‬ول‬
‫{إنما أم‪++‬والكم وأوالدكم فتن‪++‬ة} فمن اس‪++‬تعاذ منكم فليس‪++‬تعذ باهلل من مض‪++‬الت‬
‫الفتن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قوله {واعلموا إنما أموالكم وأوالدكم فتنة} قال‪ :‬فتنة االختب‪++‬ار اخت‪++‬برهم‬
‫وقرأ قول هللا تعالى (ونبلوكم بالشر والخير فتنة) (األنبياء اآلية ‪.)35‬‬
‫@ اآلية ‪29‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {يجعل لكم فرقانا} قال‪ :‬نجاة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي هللا عنه مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{يجعل لكم فرقانا} قال‪ :‬نصرا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {يجع‪++‬ل لكم فرقان‪++‬ا} يق‪++‬ول‪ :‬مخرج‪++‬ا في ال‪++‬دنيا‬
‫واآلخرة‪.‬‬
‫@ اآلية ‪30‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق وأحم‪++‬د وعب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر والط‪++‬براني وأب‪++‬و‬
‫الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في ال‪++‬دالئل والخطيب عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما في قول‪++‬ه {وإذ يمك‪++‬ر ب‪++‬ك ال‪++‬ذين كف‪++‬روا ليثبت‪++‬وك} ق‪++‬ال‪ :‬تش‪++‬اورت‬
‫قريش ليلة بمكة فق‪++‬ال بعض‪++‬هم‪ :‬إذا أص‪++‬بح ف‪++‬أثبتوه بالوث‪+‬اق ‪ -‬يري‪+‬دون الن‪+‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وقال بعضهم‪ :‬بل اقتلوه‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬بل أخرج‪++‬وه‪.‬‬
‫فأطلع هللا نبيه صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم على ذل‪++‬ك‪ ،‬فب‪++‬ات علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫على فراش النبي‪ ،‬وخ‪++‬رج الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ح‪++‬تى لح‪++‬ق بالغ‪++‬ار‪،‬‬
‫وبات المشركون يحرسون علي‪++‬ا رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه يحس‪++‬بونه الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فلما أصبحوا ثاروا إليه‪ ،‬فلم‪++‬ا رأوه علي‪++‬ا رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه رد هللا‬
‫مكرهم فقالوا‪ :‬أين صاحبك هذا؟ قال‪ :‬ال أدري‪ !...‬فاقتصوا أثره‪ ،‬فلما بلغ‪++‬وا‬
‫الجب‪++‬ل اختل‪++‬ط عليهم فص‪++‬عدوا في الجب‪++‬ل‪ ،‬ف‪++‬رأوا على باب‪++‬ه نس‪++‬ج العنكب‪++‬وت‬
‫فقالوا‪ :‬لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه‪ ،‬فمكث فيه ثالث ليال‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن إس‪++‬حق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و نعيم‬
‫والبيهقي معا في الدالئل عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ .‬أن نفرا من قريش‬
‫ومن أشراف كل قبيل‪+‬ة اجتمع‪+‬وا لي‪+‬دخلوا دار الن‪+‬دوة‪ ،‬واعترض‪+‬هم إبليس في‬
‫ص‪++‬ورة ش‪++‬يخ جلي‪++‬ل‪ ،‬فلم‪++‬ا رأوه ق‪++‬الوا‪ :‬من أنت؟ ق‪++‬ال‪ :‬ش‪++‬يخ من أه‪++‬ل نج‪++‬د‪،‬‬
‫سمعت بما اجتمعتم له فأردت أن أحضركم ولن يع‪++‬دمكم م‪++‬ني رأي ونص‪++‬ح‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬أجل فادخل فدخل معهم فقال‪ :‬انظ‪++‬روا في ش‪++‬أن ه‪++‬ذا الرج‪++‬ل ‪ -‬فوهللا ‪-‬‬
‫ليوش‪++‬كن أن ي‪++‬واتيكم في أم‪++‬ركم ب‪++‬أمره‪ .‬فق‪++‬ال قائ‪++‬ل‪ :‬احبس‪++‬وه في وث‪++‬اق ثم‬
‫تربصوا به المنون حتى يهلك كم‪++‬ا هل‪++‬ك من ك‪++‬ان قبل‪++‬ه من الش‪++‬عراء‪ :‬زه‪++‬ير‬
‫ونابغة‪ ،‬فإنما هو كأحدهم فقال ع‪++‬دو هللا الش‪++‬يخ النج‪++‬دي‪ :‬ال وهللا م‪++‬ا ه‪++‬ذا لكم‬
‫برأي‪ ،‬وهللا ليخ‪+‬رجن رائ‪+‬د من محبس‪+‬ه ألص‪+‬حابه‪ ،‬فليوش‪+‬كن أن يثب‪+‬وا علي‪+‬ه‬
‫ح‪++‬تى يأخ‪++‬ذوه من أي‪++‬ديكم ثم يمنع‪++‬وه منكم‪ ،‬فم‪++‬ا آمن عليكم أن يخرج‪++‬وكم من‬
‫بالدكم فانظروا في غير هذا الرأي‪ .‬فق‪++‬ال قائ‪++‬ل‪ :‬ف‪++‬أخرجوه من بين أظه‪++‬ركم‬
‫فاستريحوا منه‪ ،‬فإن‪++‬ه إذا خ‪++‬رج لم يض‪++‬ركم م‪++‬ا ص‪++‬نع وأين وق‪++‬ع‪ ،‬وإذا غ‪++‬اب‬
‫عنكم أذاه استرحتم منه فإنه إذا خ‪++‬رج لم يض‪++‬ركم م‪++‬ا ص‪++‬نع وك‪++‬ان أم‪++‬ره في‬
‫غيركم‪ .‬فقال الشيخ النجدي‪ :‬ال وهللا ما هذا لكم برأي‪ ،‬ألم تروا حالوة قول‪++‬ه‪،‬‬
‫وطالق‪++‬ة لس‪++‬انه‪ ،‬وأخ‪++‬ذه القل‪++‬وب بم‪++‬ا تس‪++‬تمع من ح‪++‬ديث؟ وهللا لئن فعلتم ثم‬
‫استعرض العرب لتجتمعن إليه‪ ،‬ثم ليس‪++‬يرن إليكم ح‪++‬تى يخ‪++‬رجكم من بالدكم‬
‫ويقتل أشرافكم‪ .‬قالوا‪ :‬صدق ‪ -‬وهللا ‪ -‬فانظروا رايا غير هذا‪ .‬فقال أبو جهل‪:‬‬
‫وهللا ألشيرن عليكم برأي ما أرى غيره‪ .‬قالوا‪ :‬وما هذا؟ قال‪ :‬تأخذوا من كل‬
‫قبيل‪++‬ة غالم‪++‬ا وس‪++‬طا ش‪++‬ابا مه‪++‬دا‪ ،‬ثم يعطى ك‪++‬ل غالم منهم س‪++‬يفا ص‪++‬ارما‪ ،‬ثم‬
‫يضربوه به ‪ -‬يعني ضربة رجل واحد ‪ -‬فإذا قتلتم‪++‬وه تف‪++‬رق دم‪++‬ه في القبائ‪++‬ل‬
‫كلها‪ ،‬فال أظن ه‪++‬ذا الحي من ب‪++‬ني هاش‪++‬م يق‪++‬درون على ح‪++‬رب ق‪++‬ريش كلهم‪،‬‬
‫وإنهم إذا أرادوا ذلك قبل‪++‬وا العق‪++‬ل واس‪++‬ترحنا وقطعن‪++‬ا عن‪++‬ا أذاه‪ .‬فق‪++‬ال الش‪++‬يخ‬
‫النجدي‪ :‬هذا ‪ -‬وهللا ‪ -‬هو الرأي‪ ،‬القول ما قال الف‪+‬تى ال أرى غ‪+‬يره‪ ،‬فتفرق‪+‬وا‬
‫على ذلك وهم مجتمعون له‪ .‬فأتى جبريل علي‪++‬ه الس‪++‬الم رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ف‪++‬أمره أن ال ي‪+‬بيت في مض‪++‬جعه ال‪++‬ذي ك‪+‬ان ي‪+‬بيت في‪+‬ه‪ ،‬وأخ‪++‬بره‬
‫بمكر الق‪+‬وم‪ ،‬فلم يبت رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم في بيت‪+‬ه تل‪+‬ك الليل‪+‬ة‪،‬‬
‫وأذن هللا له عند ذلك في الخروج وأمرهم ب‪++‬الهجرة واف‪++‬ترض عليهم القت‪++‬ال‪،‬‬
‫فأنزل هللا (أذن للذين يقاتلون) (الحج اآلية ‪ )39‬فكانت هاتان اآليتان أول م‪++‬ا‬
‫نزل في الحرب‪ ،‬وأنزل بعد قدومه المدينة يذكره نعمته عليه {وإذ يمكر ب‪++‬ك‬
‫الذين كفروا} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن عبي‪++‬د‬
‫بن عمير رضي هللا عنه قال "لما ائتمروا بالنبي صلى هللا عليه وسلم ليثبتوه‬
‫أو يقتلوه أو يخرجوه قال له عمه أبو طالب‪ :‬هل تدري ما ائتمروا بك؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫يريدون أن يسجنوني أو يقتلوني أو يخرجوني‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬من ح‪++‬دثك به‪++‬ذا؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ربي‪ .‬قال‪ :‬نعم الرب ربك استوص به خيرا‪!...‬قال‪ :‬أنا أستوصي به ب‪++‬ل ه‪++‬و‬
‫يستوصي بي "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير من طريق عبيد بن عمير رضي هللا عن‪++‬ه عن المطلب بن‬
‫أبي وداعة "أنا أب‪++‬ا ط‪++‬الب ق‪++‬ال للن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬م‪++‬ا ي‪++‬أتمر ب‪++‬ك‬
‫قومك؟ قال‪ :‬يريدون أن يجسنوني أو يقتلوني أو يخرجوني‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬من ح‪++‬دثك‬
‫به‪++‬ذا؟ ق‪++‬ال‪ :‬ربي‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬نعم ال‪++‬رب رب‪++‬ك فاس‪++‬توص ب‪++‬ه خ‪++‬يرا‪ !...‬ق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬ا‬
‫أستوصي به بل هو يستوصي بي‪ :‬فنزلت {وإذ يمكر بك الذين كفروا} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي هللا عنه {وإذ يمكر ب‪++‬ك‬
‫الذين كفروا} قال‪ :‬هي مكية‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬سئل النبي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم عن األيام‪ ،‬سئل عن يوم السبت فقال "هو يوم مك‪++‬ر وخديع‪++‬ة‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬وكيف ذاك يا رسول هللا؟ قال‪ :‬فيه مكرت قريش في دار الندوة إذ ق‪++‬ال‬
‫هللا {وإذ يمكر بك الذين كف‪++‬روا ليثبت‪++‬وك أو يقتل‪++‬وك أو يخرج‪++‬وك ويمك‪++‬رون‬
‫ويمكر هللا وهللا خير الماكرين}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما {ليثبتوك} يعني ليوثقوك‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬دخلوا دار‬
‫الندوة يأتمرون بالنبي صلى هللا عليه وسلم فق‪++‬الوا‪ :‬ال ي‪+‬دخل عليكم أح‪++‬د ليس‬
‫منكم‪ ،‬فدخل معهم الشيطان في صورة ش‪++‬يخ من أه‪++‬ل نج‪++‬د‪ ،‬فتش‪++‬اوروا فق‪++‬ال‬
‫أحدهم‪ :‬نخرجه‪ :‬فقال الشيطان‪ :‬بئسما رأى هذا هو قد كاد أن يفسد فيما بينكم‬
‫وه‪+++‬و بين أظه‪+++‬ركم فكي‪+++‬ف إذا أخرجتم‪+++‬وه فافس‪+++‬د الن‪+++‬اس ثم حملهم عليكم‬
‫يقاتلونكم‪ .‬قالوا‪ :‬نعم ما رأى هذا‪ !...‬فأطلع هللا نبيه صلى هللا عليه وسلم على‬
‫ذلك‪ ،‬فخرج هو وأبو بكر رضي هللا عنه إلى غار في جبل يق‪++‬ال ث‪++‬ور‪ ،‬وق‪++‬ام‬
‫علي بن أبي طالب على فراش الن‪++‬بي وب‪++‬اتوا يحرس‪++‬ونه يحس‪++‬بون أن‪++‬ه الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فلما أصبحوا ثاروا إليه ف‪+‬إذا هم بعلي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬أين صاحبك؟ فق‪++‬ال‪:‬ال أدري‪ !...‬فاقتص‪++‬وا أث‪++‬ره ح‪++‬تى بلغ‪++‬وا الغ‪++‬ار ثم‬
‫رجعوا‪ ،‬ومكث فيه هو وأبو بكر رضي هللا عنه ثالث ليال‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن معاوية بن قرة رضي هللا عنه‪ .‬أن قريشا اجتمعت‬
‫في بيت وقالوا‪ :‬ال يدخل معكم اليوم إال من هو منكم‪ ،‬فج‪++‬اء إبليس فق‪++‬ال ل‪++‬ه‪:‬‬
‫من أنت؟ ق‪++‬ال‪ :‬ش‪++‬يخ من أه‪++‬ل نج‪++‬د وأن‪++‬ا ابن أختكم‪ .‬فق‪++‬الوا‪ :‬ابن أخت الق‪++‬وم‬
‫منهم‪ .‬فقال بعضهم‪ :‬أوثقوه‪ .‬فقال‪ :‬أيرضى بن‪++‬و هاش‪++‬م ب‪++‬ذلك؟ فق‪++‬ال بعض‪++‬هم‪:‬‬
‫أخرجوه‪ .‬فقال‪ :‬يؤويه غيركم‪ .‬فقال أبو جهل‪ :‬ليجتمع من كل ب‪++‬ني أب رج‪++‬ل‬
‫فيقتلوه‪ .‬فقال إبليس‪ :‬هذا األمر الذي قال الف‪++‬تى‪ .‬ف‪++‬أنزل هللا تع‪++‬الى ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة‬
‫{وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك} إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك} قال‪ :‬كفار قريش أرادوا ذلك بمحم‪++‬د‬
‫صلى هللا عليه وسلم قبل أن يخرج من مكة‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ش‪+‬رى علي‬
‫رضي هللا عنه نفسه ولبس ثوب الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ثم ن‪++‬ام مكان‪++‬ه‪،‬‬
‫وكان المشركون يحسبون أنه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وكانت قريش‬
‫تريد أن تقتل النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فجعلوا يرمقون عليا ويرونه الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وجعل علي رضي هللا يتصور فإذا هو علي رضي هللا‬
‫عن‪++‬ه‪ ،‬فق‪++‬الوا‪ :‬إن‪++‬ك لل‪++‬ئيم‪ ،‬إن‪++‬ك لتتص‪++‬ور وك‪++‬ان ص‪++‬احبك ال يتص‪++‬ورك ولق‪++‬د‬
‫استنكرناه منك‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن علي بن الحسين رضي هللا عنه وقال في ذلك‪:‬‬
‫وقيت بنفسي خير من وطئ الحصى * ومن طاف بالبيت العتيق والحجر‬
‫رسول هللا خاف أن يمكروا به * فنجاه ذو الطول اإلله من المكر‬
‫وبات رسول هللا في الغار آمنا * وفي حفظ من هللا وفي ستر‬
‫وبت أراعيه وما يتهمونني * وقد وطنت نفسي على القتل واألسر‬
‫@ اآلية ‪31‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن س‪+‬عيد بن جب‪+‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال "‬
‫قتل النبي صلى هللا عليه وسلم يوم بدر صبرا عقبة بن أبي معي‪++‬ط‪ ،‬والنض‪++‬ر‬
‫بن الحارث‪ ،‬وكان المقداد أسر النضر فلما أمر بقتله قال المق‪++‬داد‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول‬
‫هللا أسيري‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إنه كان يقول في كتاب هللا‬
‫ما يقول‪ :‬وفيه أنزلت هذه اآلية {وإذا تتلى عليهم آياتنا قالوا قد سمعنا ل‪++‬و ل‪++‬و‬
‫نشاء لقلنا مثل هذا إن هذا إال أساطير األولين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السيد رضي هللا عنه قال‪ :‬كان النض‪++‬ر‬
‫بن الحارث يختلف إلى الح‪++‬يرة فيس‪++‬مع س‪++‬جع أهله‪++‬ا وكالمهم‪ ،‬فلم‪++‬ا ق‪++‬دم إلى‬
‫مكة سمع كالم النبي صلى هللا عليه وسلم والقرآن فقال‪{ :‬قد سمعنا لو نش‪++‬اء‬
‫لقلنا مثل هذا‪ ،‬إن هذا إال أساطير األولين}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪34 - 32‬‬
‫أخرج البخاري وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدالئل‬
‫عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬قال أبو جهل بن هشام {اللهم إن ك‪++‬ان‬
‫هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بع‪++‬ذاب أليم}‬
‫ف‪+++‬نزلت {وم‪+++‬ا ك‪+++‬ان هللا ليع‪+++‬ذبهم وأنت فيهم وم‪+++‬ا ك‪+++‬ان هللا مع‪+++‬ذبهم وهم‬
‫يستغفرون}‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي هللا عنه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ذك‪++‬ر لن‪++‬ا أنه‪++‬ا‬
‫أنزلت في أبي جهل بن هشام‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير في قول‪++‬ه {وإذ ق‪++‬الوا‬
‫اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك} قال‪ :‬نزلت في النضر بن الحارث‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عطاء قال‪ :‬نزلت في النضر {وإذ قالوا اللهم إن ك‪++‬ان‬
‫هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء} (وقالوا ربنا عج‪++‬ل‬
‫لن‪++‬ا قطن‪++‬ا قب‪++‬ل ي‪++‬وم الحس‪++‬اب) (ص اآلي‪++‬ة ‪( .)16‬ولق‪++‬د جئتمون‪++‬ا ف‪++‬رادى كم‪++‬ا‬
‫خلقناكم أول مرة) (األنعام اآلية ‪ )94‬و (سأل سائل بعذاب واق‪++‬ع) (المع‪++‬ارج‬
‫اآلية ‪ )1‬قال عطاء رضي هللا عنه‪ :‬لقد نزل فيه بض‪+‬ع عش‪+‬رة آي‪+‬ة من كت‪+‬اب‬
‫هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن مروديه عن بريدة رضي هللا عنه قال‪ :‬رأيت عمرو بن الع‪++‬اص‬
‫واقف‪++‬ا على ف‪++‬رس ي‪++‬وم أح‪++‬د وه‪++‬و يق‪++‬ول‪ :‬اللهم إن ك‪++‬ان م‪++‬ا يق‪++‬ول محم‪++‬د حق‪++‬ا‬
‫فاخسف بي وبفرسي‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‬
‫والبيهقي في س‪+‬ننه عن ابن عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ك‪+‬ان المش‪+‬ركون‬
‫يطوفون بالبيت ويقولون‪ :‬لبيك ال ش‪++‬ريك ل‪++‬ك لبي‪++‬ك‪ .‬فيق‪++‬ول الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ :‬قد‪ ،‬قد‪ .‬ويقولون‪ :‬ال شريك لك إال شريك هو لك تملكه وما ملك‪،‬‬
‫ويقولون‪ :‬غفرانك غفران‪++‬ك‪ .‬ف‪++‬أنزل هللا تع‪++‬الى {وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا ليع‪++‬ذبهم وأنت‬
‫فيهم‪ }...‬اآلية‪ .‬فقال ابن عباس رضي هللا عنه‪ :‬كان فيهم أمانان الن‪+‬بي ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم واالستغفار‪ ،‬فذهب النبي صلى هللا عليه وسلم وبقي االستغفار‬
‫{وما لهم أن ال يعذبهم هللا} قال‪ :‬هو عذاب اآلخرة وذلك عذاب الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن يزيد بن روم‪++‬ان ومحم‪++‬د بن قيس ق‪++‬اال‪ :‬ق‪++‬الت ق‪++‬ريش‬
‫بعضها لبعض‪ :‬محمد صلى هللا عليه وسلم أكرمه هللا من بيننا {اللهم إن كان‬
‫هذا ه‪++‬و الح‪++‬ق من عن‪++‬دك ف‪++‬أمطر علين‪++‬ا حج‪++‬ارة من الس‪++‬ماء‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬فلم‪++‬ا‬
‫أمسوا ندموا على م‪++‬ا ق‪++‬الوا فق‪++‬الوا‪ :‬غفران‪++‬ك اللهم‪ .‬ف‪++‬أنزل هللا {وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا‬
‫معذبهم وهم يستغفرون} إلى قوله {ال يعلمون}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن أبزي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬كان رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بمك‪++‬ة‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا‬
‫ليع‪++‬ذبهم وأنت فيهم} فخ‪++‬رج رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم إلى المدين‪++‬ة‪،‬‬
‫فأنزل هللا {وما كان هللا معذبهم وهم يستغفرون} فلما خرجوا أنزل هللا {وما‬
‫لهم أن ال يعذبهم هللا‪ }...‬اآلية فأذن في فتح مكة‪ ،‬فهو العذاب الذي وعدهم‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن عطية رضي هللا عنه في قوله {وما كان هللا ليع‪++‬ذبهم وأنت فيهم} يع‪++‬ني‬
‫المشركين حتى يخرجك منهم {وما كان هللا مع‪++‬ذبهم وهم يس‪++‬تغفرون} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫يع‪++‬ني المؤم‪++‬نين‪ ،‬ثم أع‪++‬اد المش‪++‬ركين فق‪++‬ال {وم‪++‬ا لهم أن ال يع‪++‬ذبهم هللا وهم‬
‫يصدون عن المسجد الحرام}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا‬
‫معذبهم وهم يستغفرون} يقول‪ :‬لو استغفروا وأقروا بالذنوب لكانوا مؤمنين‪.‬‬
‫وفي قول‪++‬ه {وم‪++‬ا لهم أن ال يع‪++‬ذبهم هللا وهم يص‪++‬دون عن المس‪++‬جد الح‪++‬رام}‬
‫يقول‪ :‬وكيف ال أعذبهم وهم ال يستغفرون‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه {وما كان هللا ليعذبهم وأنت فيهم} قال‪ :‬بين أظه‪++‬رهم {وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا‬
‫معذبهم وهم يستغفرون} يقول‪ :‬وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا مع‪++‬ذبهم وه‪++‬و ال ي‪++‬زال الرج‪++‬ل‬
‫منهم يدخل في اإلسالم‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن عكرمة رضي هللا عنه {وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا‬
‫معذبهم وهم يستغفرون} قال‪ :‬وهم يدخلون في اإلسالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء بن دينار رضي هللا عنه قال‪ :‬سئل سعيد بن‬
‫جبير رضي هللا عنه عن االستغفار؟ فقال‪ :‬قال هللا {وما كان هللا معذبهم وهم‬
‫يستغفرون} يقول‪ :‬يعملون على الغف‪++‬ران‪ ،‬وعلمت أن ناس‪++‬ا س‪++‬يدخلون جهنم‬
‫ممن يستغفرون بألسنتهم ممن يدعي اإلسالم وسائر الملل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عكرمة والحسن رضي هللا عنهم‪++‬ا في‬
‫قوله {وما كان هللا معذبهم وهم يستغفرون} ق‪++‬اال‪ :‬نس‪++‬ختها اآلي‪++‬ة ال‪++‬تي تليه‪++‬ا‬
‫{وما لهم أن ال يعذبهم هللا} فقوتلوا بمكة فأصابهم فيها الجوع والحصر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن أبي مالك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وم‪++‬ا ك‪++‬ان‬
‫هللا ليع‪++‬ذبهم وأنت فيهم} يع‪++‬ني أه‪++‬ل مك‪++‬ة {وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا مع‪++‬ذبهم} وفيهم‬
‫المؤمنون يستغفرون‪.‬‬
‫وأخرحج البيهقي في شعب اإليمان عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬إن الق‪++‬رآن‬
‫يدلكم على دائكم ودوائكم‪ ،‬أما داءكم فذنوبكم‪ ،‬وأما دواؤكم فاالستغفار‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ال‪++‬دنيا وال‪++‬بيهقي عن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬إن العب‪++‬د‬
‫ليذنب الذنب الصغير فيحتقره وال يندم عليه وال يستغفر منه‪ ،‬فيعظم عن‪++‬د هللا‬
‫حتى يكون مثل الطود‪ ،‬ويذنب الذنب فيندم عليه ويستغفر من‪++‬ه فيص‪++‬غر عن‪++‬د‬
‫هللا عز وجل حتى يعفو له‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي عن أبي موسى األشعري رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم " أنزل هللا علي أمانين ألمتي {وما كان هللا ليع‪++‬ذبهم‬
‫وأنت فيهم وما كان هللا مع‪++‬ذبهم وهم يس‪++‬تغفرون} ف‪++‬إذا مض‪++‬يت ت‪++‬ركت فيهم‬
‫االستغفار إلى يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن أبي‬
‫هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬كان فيكم أمانان مضى أحدهما وبقي اآلخر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬إن هللا جع‪++‬ل في ه‪++‬ذه األم‪++‬ة أم‪++‬انين ال يزال‪++‬ون معص‪++‬ومين من‬
‫قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم‪ ،‬فأمان قبضه هللا تعالى إليه‪ ،‬وأم‪++‬ان بقي‬
‫فيكم قوله {وما كان هللا ليعذبهم‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والط‪++‬براني وابن مردوي‪++‬ه والح‪++‬اكم وابن‬
‫عساكر عن أبي موسى رضي هللا عنه قال‪ :‬إنه قد ك‪++‬ان فيكم أمان‪++‬ان‪ ،‬مض‪++‬ى‬
‫أحدهما وبقي اآلخر {وما ك‪+‬ان هللا ليع‪+‬ذبهم وأنت فيهم وم‪+‬ا ك‪+‬ان هللا مع‪+‬ذبهم‬
‫وهم يستغفرون} فأما رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم فق‪+‬د مض‪+‬ى بس‪+‬بيله‪،‬‬
‫وأما االستغفار فهو كائن إلى يوم القايمة‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في شعب اإليمان عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ك‪++‬ان‬
‫في هذه األمة أمانان‪ :‬رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬واالس‪++‬تغفار‪ ،‬ف‪++‬ذهب‬
‫أمان ‪ -‬يعني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬وبقي أمان‪ ،‬يعني االستغفار‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن فضالة بن عبيد رضي هللا عن‪+‬ه عن الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم قال‪ " :‬العبد آمن من عذاب هللا ما استغفر هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والبيهقي في األسماء والصفات عن أبي سعيد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا‪ " :‬إن الش‪++‬يطان ق‪++‬ال‪ :‬وعزت‪++‬ك ي‪++‬ا رب‪ ،‬ال أب‪++‬رح أغ‪++‬وي‬
‫عب‪++‬ادك م‪++‬ا دامت أرواحهم في أجس‪++‬ادهم‪ .‬ق‪++‬ال ال‪++‬رب‪ :‬وع‪++‬زتي وجاللي‪ ،‬ال‬
‫أزال أغفر لهم ما استغفروني"‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود والنسائي وابن ماجة وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما عن النبي قال‪ " :‬من أكثر من االستغفار‪ ،‬جع‪++‬ل هللا ل‪++‬ه من ك‪++‬ل هم‬
‫فرجا‪ ،‬ومن كل ضيق مخرجا‪ ،‬ورزقه من حيث ال يحتسب"‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر األص‪++‬ول والنس‪++‬ائي وابن ماج‪++‬ة عن عب‪++‬د‬
‫هللا بن بسر رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم " طوبى‬
‫لمن وجد في صحيفته استغفارا كثيرا"‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم‪ " :‬إن اس‪++‬تطعتم أن تك‪++‬ثروا من االس‪++‬تغفار ف‪++‬افعلوا‪ ،‬فإن‪++‬ه ليس‬
‫شيء أنجح عند هللا وال أحب إليه منه"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد عن مغيث بن أسماء رضي هللا عنه قال‪ :‬ك‪+‬ان رج‪+‬ل‬
‫ممن كان قبلكم يعمل بالمعاصي‪ ،‬فبينما هو ذات يوم يسير إذ تفكر فيما سلف‬
‫منه فقال‪ :‬اللهم غفرانك‪ .‬فأدركه الموت على تلك الحال فغفر له‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي الدرداء رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫طوبى لمن وجد في صحيفته بندا من االستغفار‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬من ق‪+‬ال‪:‬‬
‫أستغفر هللا العظيم الذي ال إله إال هو الحي القيوم وأتوب إلي‪+‬ه خمس م‪+‬رات‪،‬‬
‫غفر له وإن كان عليه مثل زبد البحر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و داود والترم‪++‬ذي في الش‪++‬مائل والنس‪++‬ائي عن عب‪++‬د هللا بن عم‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنهما قال " انكسفت الشمس على عهد رسول هللا‪ ،‬فصلى رسول‬
‫هللا‪ ،‬فقام فلم يكد يركع‪ ،‬ثم ركع فلم يكد يسجد‪ ،‬ثم سجد فلم يكد يرفع‪ ،‬ثم رفع‬
‫وفعل في الركعة األخرى مثل ذلك‪ ،‬ثم نفخ في آخر سجوده‪ ،‬ثم قال‪ :‬رب ألم‬
‫تعدني أن ال تعذبهم وأنا فيهم‪ ،‬رب ألم تع‪++‬دني أن ال تع‪++‬ذبهم وهم يس‪++‬تغفرون‬
‫ونحن نستغفرك‪ .‬ففرغ رسول هللا من صالته وقد انمخصت الشمس"‪.‬‬
‫وأخرج الديلمي عن عثمان بن أبي العاص قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا في األرض‬
‫أمانا‪ :‬أنا أمان‪ ،‬واالستغفار أمان‪ ،‬وأن‪++‬ا م‪++‬ذهوب بي ويبقى أم‪++‬ان االس‪++‬تغفار‪،‬‬
‫فعليكم باالستغفار عند كل حدث وذنب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس في ناسخه وال‪++‬بيهقي‬
‫في الدالئل عن ابن عباس في قوله {وما ك‪++‬ان هللا ليع‪++‬ذبهم وأنت فيهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ما كان هللا ليعذب قوما وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم {وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا‬
‫مع‪+‬ذبهم وهم يس‪+‬تغفرون} يق‪+‬ول‪ :‬وفيهم من ق‪+‬د س‪+‬بق ل‪+‬ه من هللا ال‪+‬دخول في‬
‫اإليمان‪ :‬وهو االستغفار‪ .‬وقال للكافر {ما كان هللا ليذر المؤمنين على ما أنتم‬
‫عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) (آل عمران اآلي‪+‬ة ‪ )179‬فيم‪+‬يز هللا أه‪++‬ل‬
‫الس‪++‬عادة من أه‪++‬ل الش‪++‬قاوة {وم‪++‬ا لهم أن ال يع‪++‬ذبهم هللا} فع‪++‬ذبهم ي‪++‬وم ب‪++‬در‬
‫بالسيف‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {وما كان هللا معذبهم وهم يس‪++‬تغفرون}‬
‫ثم استثنى أهل الشرك فقال {وما لهم أن ال يعذبهم هللا}‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير والنحاس وأبو الش‪+‬يخ عن الض‪++‬حاك {وم‪+‬ا‬
‫ك‪++‬ان هللا ليع‪++‬ذبهم وأنت فيهم} ق‪++‬ال‪ :‬المش‪++‬ركين ال‪++‬ذين بمك‪++‬ة {وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا‬
‫معذبهم وهم يستغفرون} ق‪++‬ال‪ :‬المؤم‪+‬نين بمك‪+‬ة {وم‪+‬ا لهم أن ال يع‪+‬ذبهم هللا}‬
‫قال‪ :‬كفار مكة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {وما لهم أن ال يعذبهم هللا} قال‪ :‬عذابهم فتح مكة‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد هللا بن الزبير رضي ال‪++‬ه‬
‫عنه {وما لهم أن ال يعذبهم هللا} وهم يجحدون آيات هللا ويكذبون رسله‪ ،‬وإن‬
‫كان فيهم ما يدعون‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عروة بن الزب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {وهم يصدون عن المس‪++‬جد الح‪++‬رام} أي من آمن باهلل وعب‪++‬ده أنت ومن‬
‫اتبع‪++‬ك‪{ .‬وم‪++‬ا ك‪++‬انوا أولي‪++‬اءه إن أولي‪++‬اؤه إال المتق‪++‬ون} ال‪++‬ذين يخرج‪++‬ون من‪++‬ه‬
‫ويقيمون الصالة عنده‪ ،‬أي أنت ومن آمن بك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪++‬ه {إن أولي‪+‬اؤه إال المتق‪++‬ون}‬
‫قال‪ :‬من كانوا حيث كانوا‪.‬‬
‫وأخرج البخاري في األدب المفرد والطبراني والحاكم وصححه عن رفاع‪++‬ة‬
‫بن رافع رضي هللا عنه‪ .‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال لعم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه‪ " :‬اجمع لي قومك‪ ،‬فجمعهم فلم‪++‬ا حض‪++‬روا ب‪++‬اب الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم دخل عمر رضي هللا عنه عليه فقال‪ :‬قد جمعت لك قومي‪ .‬فس‪++‬مع ذل‪++‬ك‬
‫األنصار فقالوا‪ :‬قد نزل في ق‪++‬ريش وحي‪ .‬فج‪++‬اء المس‪++‬تمع والن‪++‬اظر م‪++‬ا يق‪++‬ال‬
‫لهم‪ ،‬فخرج النبي صلى هللا عليه وسلم فقام بين أظه‪++‬رهم فق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ل فيكم من‬
‫غيركم؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فينا حليفنا وابن أختنا وموالينا‪ .‬قال النبي صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ :‬حليفنا منا‪ ،‬وابن أختنا منا‪ ،‬وموالنا منا‪ ،‬أنتم تسمعون أن أوليائي منكم‬
‫إال المتقون‪ ،‬فإن كنتم أولئك ف‪++‬ذلك‪ ،‬وإال ف‪++‬انظروا أال ي‪++‬أتي الن‪++‬اس باألعم‪++‬ال‬
‫يوم القيامة وتأتون باألثقال فيعرض عنكم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج البخ‪++‬اري في األدب المف‪++‬رد عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬ال " إن أولي‪++‬ائي ي‪++‬وم القيام‪++‬ة المتق‪++‬ون وإن‬
‫ك‪++‬ان نس‪++‬ب أق‪++‬رب من نس‪++‬ب‪ ،‬فال ي‪++‬أتيني الن‪++‬اس باألعم‪++‬ال‪ ،‬وت‪++‬أتوني بال‪++‬دنيا‬
‫تحملونها على رقابكم فأقول هكذا وهكذا إال وأعرض في كل عطفيه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه والطبراني والبيهقي في س‪+‬ننه عن أنس رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬س‪++‬ئل رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم من آل‪++‬ك؟ فق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ل تقي‪ ،‬وتال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم {إن أولياؤه إال المتقون} "‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د والبخ‪++‬اري ومس‪++‬لم عن عم‪++‬رو بن الع‪++‬اص رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪:‬‬
‫س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪ " :‬إن آل فالن ليس‪++‬وا لي‬
‫بأولياء‪ ،‬وإنما وليي هللا وصالح المؤمنين"‪.‬‬
‫وأخرج أحم‪++‬د عن مع‪++‬اذ بن جب‪++‬ل رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال‪ " :‬إن أولى الناس بي المتقون‪ ،‬من كانوا وحيث كانوا"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪35‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن س‪+‬عيد بن جب‪+‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كانت قريش يعارضون النبي صلى هللا عليه وسلم في الطواف‪ ،‬يس‪++‬تهزءون‬
‫ويص‪++‬فرون ويص‪++‬فقون‪ ،‬ف‪++‬نزلت {وم‪++‬ا ك‪++‬ان ص‪++‬التهم عن‪++‬د ال‪++‬بيت إال مك‪++‬اء‬
‫وتصدية}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن نبيط ‪ -‬وكان من الصحابة رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وما كان صالتهم عند البيت‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬كانوا يطوف‪++‬ون ب‪++‬البيت الح‪++‬رام‬
‫وهم يصفرون‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه والض‪++‬ياء عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما قال‪ :‬كانوا يطوفون بالبيت عراة تصفر وتصفق‪ ،‬فأنزل هللا‬
‫{وما كان صالتهم عند ال‪++‬بيت إال مك‪++‬اء وتص‪++‬دية} ق‪++‬ال‪ :‬والمك‪++‬اء الص‪++‬فير‪،‬‬
‫وإنما شبهوا بص‪++‬فير الط‪++‬ير وتص‪++‬دية التص‪++‬فيق‪ ،‬وأن‪++‬زل فيهم (ق‪++‬ل من ح‪++‬رم‬
‫زينة هللا) (األعراف اآلية ‪ )32‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج الطستي عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪ .‬أن ن‪++‬افع بن األزرق ق‪++‬ال‬
‫له‪ :‬أخبرني عن قوله عز وج‪+‬ل {إال مك‪+‬اء وتص‪+‬دية} ق‪+‬ال‪ :‬المك‪+‬اء‪ ،‬ص‪+‬وت‬
‫القنبرة‪ .‬والتصدية‪ ،‬ص‪++‬وت العص‪++‬افير وه‪++‬و التص‪++‬فيق‪ .‬وذل‪++‬ك أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم كان إذا قام إلى الصالة وه‪++‬و بمك‪++‬ة‪ ،‬ك‪++‬ان يص‪++‬لي قائم‪++‬ا‬
‫بين الحجر والركن اليماني‪ ،‬فيجيء رجالن من بني س‪++‬هم يق‪++‬وم أح‪++‬دهما عن‬
‫يمينه واآلخر عن شماله‪ ،‬ويصيح أحدهما كما يصيح المكاء‪ ،‬واآلخر يصفق‬
‫بيديه تصدية العصافير ليفسد عليه صالته‪ .‬قال‪ :‬وه‪+‬ل تع‪+‬رف الع‪+‬رب ذل‪+‬ك؟‬
‫ققال‪ :‬نعم‪ ،‬أما سمعت حسان بن ثابت رضي هللا تعالى عنه يقول‪:‬‬
‫نقوم إلى الصالة إذا دعينا * وهمتك التصدي والمكاء‬
‫وقال آخر من الشعراء في التصدية‪:‬‬
‫حتى تنبهنا سحيرا * قبل تصدية العصافير‬
‫وأخرج ابن المنذر من طري‪++‬ق عطي‪++‬ة عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫المكاء‪ ،‬الصفير‪ .‬كان أحدهما يضع يده على األخرى ثم يصفر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الفري‪+‬ابي وعب‪+‬د بن حمي‪+‬د وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر عن ابن عب‪+‬اس‬
‫رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {إال مك‪++‬اء وتص‪++‬دية} ق‪++‬ال‪ :‬المك‪++‬اء الص‪++‬فير‪،‬‬
‫والتصدية التصفيق‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬المك‪++‬اء‬
‫الصفير‪ ،‬والتصدية التصفيق‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬المك‪++‬اء‪ ،‬إدخ‪++‬ال أص‪++‬ابعهم في أف‪++‬واههم‪.‬‬
‫والتص‪++‬دية‪ ،‬الص‪++‬فير يخلط‪+‬ون ب‪+‬ذلك كل‪++‬ه على محم‪+‬د ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫صالته‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن الس‪+‬دي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬المك‪+‬اء‪،‬‬
‫الص‪++‬فير على نح‪++‬و ط‪++‬ير أبيض يق‪++‬ال ل‪++‬ه المك‪++‬اء يك‪++‬ون ب‪++‬أرض الحج‪++‬از‪،‬‬
‫والتصدية التصفيق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قول‪++‬ه {إال مك‪++‬اء} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انوا يش‪++‬بكون أص‪++‬ابعهم ويص‪++‬فرون فيهن‬
‫{وتصدية} قال‪ :‬صدهم الناس‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان المش‪++‬ركون‬
‫يطوفون بالبيت على الشمال وهو قول‪++‬ه {وم‪++‬ا ك‪++‬ان ص‪++‬التهم عن‪++‬د ال‪++‬بيت إال‬
‫مكاء وتصدية} فالمكاء‪ ،‬مثل نفخ البوق‪ .‬والتصدية‪ ،‬طوافهم على الشمال‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك‬
‫رضي هللا عنه في قوله {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} ق‪++‬ال‪ :‬يع‪++‬ني أه‪++‬ل‬
‫بدر‪ ،‬عذبهم هللا بالقتل واألسر‪.‬‬
‫@ اآليات ‪37 - 36‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن اس‪++‬حق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وال‪++‬بيهقي في‬
‫الدالئل كلهم من طريقه قال‪ :‬حدثني الزه‪++‬ري‪ ،‬ومحم‪++‬د بن يح‪++‬يى بن حي‪++‬ان‪،‬‬
‫وعاصم بن عمرو بن قتادة‪ ،‬والحصين بن عبد الرحمن بن عمر‪ ،‬ق‪++‬الوا‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫أصيبت قريش يوم بدر ورجع فلهم إلى مكة ورجع أبو سفيان بع‪++‬يره‪ ،‬مش‪++‬ى‬
‫عبد هللا بن ربيعة‪ ،‬وعكرمة بن أبي جهل‪ ،‬وصفوان بن أمية‪ ،‬في رج‪++‬ال من‬
‫قريش إلى من كان معه تجارة‪ .‬فقالوا‪ :‬يا معشر قريش‪ ،‬إن محمدا قد وت‪++‬ركم‬
‫وقتل خياركم‪ ،‬فأعينون‪++‬ا به‪++‬ذا الم‪++‬ال على حرب‪++‬ه فلعلن‪++‬ا أن ن‪++‬درك من‪++‬ه ث‪++‬أرا‪.‬‬
‫ففعلوا‪ .‬ففيهم كما ذكر عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ ،‬أنزل هللا {إن ال‪++‬ذين‬
‫كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل هللا} إلى قول‪++‬ه {وال‪++‬ذين كف‪++‬روا إلى‬
‫جهنم يحشرون}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {إن ال‪++‬ذين‬
‫كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل هللا} قال‪ :‬ن‪++‬زلت في أبي س‪++‬فيان بن‬
‫حرب‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم‪ }...‬إلى قوله {أولئ‪++‬ك هم الخاس‪++‬رون}‬
‫قال‪ :‬في نفقة أبي سفيان على الكفار يوم أحد‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن‬
‫عس‪++‬اكر عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير في قول‪++‬ه {إن ال‪++‬ذين كف‪++‬روا ينفق‪++‬ون أم‪++‬والهم‬
‫ليصدوا عن سبيل‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬ن‪++‬زلت في أبي س‪++‬فيان بن ح‪++‬رب‪ ،‬اس‪++‬تأجر‬
‫يوم أحد ألفين من األح‪++‬ابيش من ب‪++‬ني كنان‪++‬ة يقات‪++‬ل بهم رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم سوى من استجاش من العرب‪ ،‬ف‪+‬أنزل هللا ه‪+‬ذه اآلي‪+‬ة‪ ،‬وهم ال‪+‬ذين‬
‫قال فيهم كعب بن مالك رضي هللا عنه‪:‬‬
‫وجئنا إلى موج من البحر وسطه * أحابيش منهم حاسر ومقنع‬
‫ثالثة آالف ونحن نصية * ثالث مئين إن كثرن فأربع‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحكم بن‬
‫عتيبة في قوله {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل هللا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نزلت في أبي سفيان‪ ،‬أنفق على مشركي ق‪++‬ريش ي‪++‬وم أح‪++‬د أربعين أوقي‪++‬ة من‬
‫ذهب‪ ،‬وكانت األوقية يومئذ اثنين وأربعين مثقاال من ذهب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {إن الذين كفروا ينفق‪+‬ون أم‪+‬والهم ليص‪+‬دوا عن س‪+‬بيل هللا} وه‪+‬و محم‪+‬د‬
‫صلى هللا عليه وسلم {فسينفقونها ثم تكون عليهم حس‪++‬رة} يق‪++‬ول‪ :‬ندام‪++‬ة ي‪++‬وم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد هللا بن الزبير رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {والذين كفروا إلى جهنم يحش‪++‬رون} يع‪++‬ني النف‪++‬ر ال‪++‬ذين مش‪++‬وا‬
‫إلى أبي سفيان‪ ،‬وإلى من كان له مال من ق‪+‬ريش في تل‪+‬ك التج‪+‬ارة‪ ،‬فس‪+‬ألوهم‬
‫أن يقووهم بها على حرب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ففعلوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن شهر بن عطية رضي هللا عنه {ليم‪++‬يز‬
‫هللا الخبيث من الطيب} قال‪ :‬يميز يوم القيامة ما كان هلل من عمل ص‪++‬الح في‬
‫الدنيا‪ ،‬ثم تؤخذ الدنيا بأسرها فتلقى في جهنم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{فيركمه جميعا} قال‪ :‬يجمعه جميعا‪.‬‬
‫@ اآليات ‪40 - 38‬‬
‫وأخرج ابن أحمد ومسلم عن عم‪++‬رو بن الع‪++‬اص رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال " لم‪++‬ا‬
‫جعل هللا اإلسالم في قلبي‪ ،‬أتيت النبي صلى هللا عليه وسلم فقلت‪ :‬ابسط ي‪++‬دك‬
‫فألبايعك‪ .‬فبسط يمينه فقبضت يدي‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬مال‪++‬ك‪...‬؟!قلت‪ :‬أردت أن أش‪++‬ترط‪.‬‬
‫قال‪ :‬أتشترط ماذا؟ قلت‪ :‬أن يغفر لي‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬ا علمت أن اإلس‪++‬الم يه‪++‬دم م‪++‬ا‬
‫كان قبله‪ ،‬وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها‪ ،‬وأن الحج يهدم ما كان قبله"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬ال يؤخ‪++‬ذ الك‪++‬افر‬
‫بشيء صنعه في كفره إذا أسلم‪ ،‬وذلك أن هللا تعالى يقول {ق‪++‬ل لل‪++‬ذين كف‪++‬روا‬
‫إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فق‪++‬د مض‪++‬ت س‪++‬نة األولين} ق‪++‬ال‪ :‬في‬
‫قريش وغيرها يوم بدر واألمم قبل ذلك‪.‬‬
‫@ اآلية ‪41‬‬
‫أخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عباد بن عب‪++‬د هللا بن الزب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا‬
‫عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ثم وض‪++‬ع مقاس‪++‬م الفيء واعلم‪++‬ه‪ .‬ق‪++‬ال {واعلم‪++‬وا أنم‪++‬ا غنمتم من‬
‫شيء} بعد الذي مضى من بدر {فإن هلل خمسه وللرسول‪ }...‬إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {واعلم‪++‬وا أنم‪++‬ا غنمتم من‬
‫شيء} قال‪ :‬المخيط من شيء‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن أبي نجيح رضي هللا عنه قال‪ :‬إنم‪+‬ا الم‪+‬ال ثالث‪+‬ة‪:‬‬
‫مغنم‪ ،‬أو فيء‪ ،‬أو صدقة‪ .‬فليس فيه درهم إال بين هللا موضعه‪ .‬قال في المغنم‬
‫{واعلم‪++‬وا أنم‪++‬ا غنمتم من ش‪++‬يء ف‪++‬أن هلل خمس‪++‬ه وللرس‪++‬ول ول‪++‬ذي الق‪++‬ربى‬
‫واليت‪+‬امى والمس‪+‬اكين وابن الس‪+‬بيل إن كنتم آمنتم باهلل} تحرج‪++‬ا عليهم‪ ،‬وق‪++‬ال‬
‫في الفيء (كيال يكون دول‪++‬ة بين األغني‪++‬اء منكم) (الحش‪++‬ر اآلي‪++‬ة ‪ )7‬وق‪++‬ال في‬
‫الصدقة (فريضة من هللا وهللا عليم حكيم) (التوبة اآلية ‪.)60‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المص‪++‬نف وابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‬
‫وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والح‪++‬اكم عن قيس بن مس‪++‬لم الج‪++‬دلي ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت‬
‫الحسن بن محمد بن علي بن أبي ط‪++‬الب بن الحنفي‪++‬ة عن ق‪++‬ول هللا {واعلم‪++‬وا‬
‫أنما غنمتم من شيء فأن هلل خمسه} قال‪ :‬هذا مفتاح كالم‪ ،‬هلل الدنيا واآلخ‪++‬رة‬
‫{وللرسول ولذي القربى} فاختلفوا بعد رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في‬
‫هذين السهمين‪ .‬قال قائل‪ :‬سهم ذوي القربى لقرابة الخليفة‪ ،‬وقال قائ‪++‬ل‪ :‬س‪++‬هم‬
‫الن‪+‬بي للخليف‪+‬ة من بع‪+‬ده‪ .‬واجتم‪+‬ع رأي أص‪+‬حاب رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم على أن يجعلوا هذين السهمين في الخي‪+‬ل والع‪+‬دة في س‪+‬بيل هللا تع‪+‬الى‪،‬‬
‫فكان كذلك في خالفة أبي بكر وعمر رضي هللا عنهما‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر والط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما قال‪ :‬كان رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم إذا بعث س‪++‬رية‬
‫فغنموا خمس الغنيمة‪ ،‬فضرب ذلك الخمس في خمسة‪ ،‬ثم قرأ {واعلموا أنما‬
‫غنمتم من شيء فأن هلل خمسه وللرسول} قال‪ :‬قوله {فأن هلل خمس‪++‬ه} مفت‪++‬اح‬
‫كالم (هلل م‪++‬ا في الس‪++‬موات وم‪++‬ا في األرض) (البق‪++‬رة اآلي‪++‬ة ‪ )284‬فجع‪++‬ل هللا‬
‫سهم هللا والرسول واحدا {ولذي القربى} فجعل هذين السهمين قوة في ال‬
‫خيل والسالح‪ ،‬وجعل سهم اليتامى والمساكين وابن السبيل ال يعطي‪++‬ه غ‪++‬يره‪،‬‬
‫وجعل األربعة أسهم الباقية‪ ،‬للفرس سهمين‪ ،‬ولراكبه سهم‪ ،‬وللراجل سهم‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق عن قت‪+‬ادة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {ف‪+‬أن هلل خمس‪+‬ه}‬
‫يق‪++‬ول‪ :‬ه‪++‬و هلل‪ ،‬ثم قس‪++‬م الخمس خمس‪++‬ة أخم‪++‬اس {للرس‪++‬ول ول‪++‬ذي الق‪++‬ربى‬
‫واليتامى والمساكين وابن السبيل}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬كانت الغنيم‪++‬ة تقس‪++‬م على خمس‪++‬ة أخم‪++‬اس‪ .‬فأربع‪++‬ة منه‪++‬ا بين من‬
‫قاتل عليها‪ ،‬وخمس واحد يقسم على أربعة أخماس‪ ،‬فربع هلل ولرسوله ول‪++‬ذي‬
‫القربى ‪ -‬يعني قرابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬فما كان هلل وللرسول‪،‬‬
‫فهو لقرابة النبي ولم يأخ‪++‬ذ الن‪++‬بي من الخمس ش‪++‬يئا‪ ،‬والرب‪++‬ع الث‪++‬اني لليت‪++‬امى‪،‬‬
‫والربع الثالث للمساكين‪ ،‬والربع الراب‪++‬ع البن الس‪++‬بيل‪ ،‬وه‪++‬و الض‪++‬يف الفق‪++‬ير‬
‫الذي ينزل بالمسلمين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أبي العالية‬
‫رضي هللا عنه في قوله {واعلموا أنما غنمتم من شيء‪ }...‬اآلي‪+‬ة‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬ك‪+‬ان‬
‫يجاء بالغنيمة فتوضع‪ ،‬فيقسمها رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم على خمس‪++‬ة‬
‫أسهم‪ ،‬فيع‪+‬زل س‪+‬هما من‪+‬ه ويقس‪+‬م أربع‪+‬ة أس‪+‬هم بين الن‪+‬اس ‪ -‬يع‪+‬ني لمن ش‪+‬هد‬
‫الوقعة ‪ -‬ثم يضرب بيده في جمي‪++‬ع الس‪++‬هم ال‪++‬ذي عزل‪++‬ه‪ ،‬فم‪++‬ا قبض علي‪++‬ه من‬
‫شيء جعله للكعبة‪ ،‬فهو الذي س‪++‬مى هلل تع‪++‬الى‪ :‬ال تجعل‪++‬وا هلل نص‪++‬يبا‪ ،‬ف‪++‬إن هلل‬
‫الدنيا واآلخرة‪ ،‬ثم يعمد إلى بقية السهم فيقسمه على خمسة أسهم‪ .‬سهم للن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وسهم لذي القربى‪ ،‬وس‪++‬هم لليت‪++‬امى‪ ،‬وس‪++‬هم للمس‪++‬اكين‪،‬‬
‫وسهم البن السبيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {واعلموا أنما غنمتم من شيء‪ }...‬قال‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫وذو قرابته ال يأكلون من الصدقات شيئا ال يح‪+‬ل لهم‪ ،‬فللن‪+‬بي خمس الخمس‪،‬‬
‫ولذي قراباته خمس الخمس‪ ،‬ولليتامى مثل ذلك‪ ،‬وللمساكين مثل ذلك‪ ،‬والبن‬
‫السبيل مثل ذلك‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المص‪++‬نف وابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر عن الش‪++‬عبي‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬كان سهم النبي صلى هللا عليه وسلم ي‪++‬دعى الص‪++‬فى‪ ،‬إن‬
‫شاء عبدا وإن شاء فرسا‪ ،‬يختاره قبل الخمس‪ ،‬ويضرب ل‪++‬ه بس‪++‬همه إن ش‪++‬هد‬
‫وإن غاب‪ ،‬وكانت صفية بنة حيي من الصفى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عطاء رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في اآلية قال‪ :‬خمس هللا والرسول واحد‪ ،‬إن كان النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫يحمل فيه ويصنع فيه ما شاء هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن جب‪++‬ير بن مطعم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه" أن رس‪++‬ول هللا‬
‫تناول شيئا من األرض أو وبرة من بعير فقال‪ :‬والذي نفسي بي‪++‬ده م‪++‬الي مم‪++‬ا‬
‫أفاء هللا عليكم وال مثل هذه إال الخمس‪ ،‬والخمس مردود عليكم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر من طري‪++‬ق أبي مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما قال‪ :‬كان رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يقس‪++‬م م‪++‬ا افتتح‬
‫على خمس‪++‬ة أخم‪++‬اس‪ .‬فأربع‪++‬ة منه‪++‬ا لمن ش‪++‬هده‪ ،‬ويأخ‪++‬ذ الخمس خمس هللا‬
‫فيقسمه على ستة أسهم‪ .‬فسهم هلل‪ ،‬وسهم للرسول‪ ،‬وسهم لذي القربى‪ ،‬وس‪++‬هم‬
‫لليتامى‪ ،‬وسهم للمساكين‪ ،‬وس‪+‬هم البن الس‪+‬بيل‪ ،‬وك‪+‬ان الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم يجعل سهم هللا في السالح والكراع وفي س‪++‬بيل هللا‪ ،‬وفي كس‪++‬وة الكعب‪++‬ة‬
‫وطيبها وما تحتاج إليه الكعبة‪ ،‬ويجع‪++‬ل س‪++‬هم الرس‪++‬ول في الك‪++‬راع والس‪++‬الح‬
‫ونفقة أهله‪ ،‬وسهم لذي القربى لقرابته‪ ،‬يضع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫فيهم مع سهمهم مع البأس‪ ،‬ولليت‪++‬امى والمس‪++‬اكين وابن الس‪++‬بيل ثالث‪++‬ة أس‪++‬هم‪،‬‬
‫يضعه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيمن شاء وحيث شاء‪ ،‬ليس لبني عب‪++‬د‬
‫المطلب في هذه الثالثة إال سهم‪ ،‬ولرسول هللا صلى هللا عليه وسلم سهمه مع‬
‫سهام الناس‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن حسين المعلم قال‪ :‬سألت عبد هللا بن بري‪++‬دة رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ف‪++‬أن هلل خمس‪++‬ه وللرس‪++‬ول} ق‪++‬ال‪ :‬ال‪++‬ذي هلل لنبي‪++‬ه‪ ،‬وال‪++‬ذي‬
‫للرسول ألزواجه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن السدي رضي هللا عن‪++‬ه {ول‪++‬ذي الق‪++‬ربى} ق‪++‬ال‪ :‬هم‬
‫بنو عبد المطلب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الش‪+‬افعي وعب‪+‬د ال‪++‬رزاق في المص‪++‬نف وابن أبي ش‪+‬يبة ومس‪+‬لم وابن‬
‫جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا‪ .‬أن نج‪++‬دة كتب إلي‪++‬ه يس‪++‬أله عن ذوي الق‪++‬ربى ال‪++‬ذين‬
‫ذكر هللا‪ ،‬فكتب إليه‪ :‬إنا كنا نرى أنا هم‪ ،‬فأبى ذلك علينا قومنا وقالوا‪ :‬ق‪++‬ريش‬
‫كلها ذوو قربى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر من وج‪+‬ه آخ‪+‬ر عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا‬
‫عنهما‪ .‬أن نجدة الحروري أرسل إليه يسأله عن سهم ذي الق‪++‬ربى ال‪++‬ذي ذك‪++‬ر‬
‫هللا‪ ،‬فكتب إليه‪ :‬إنا كنا نرى أنا هم‪ ،‬ف‪++‬أبى ذل‪++‬ك علين‪++‬ا قومن‪++‬ا وق‪++‬الوا‪ :‬ويق‪++‬ول‪:‬‬
‫لمن تراه‪ .‬فقال ابن عباس رضي هللا عنهما‪ :‬هو لقربى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬قسمه لهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وقد كان عمر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه عرض علينا من ذلك عرضا رأينا دون حقنا‪ .‬فرددناه عليه وأبينا أن‬
‫نقبله‪ ،‬وكان عرض عليهم أن يعين ن‪++‬اكحهم‪ ،‬وأن يقض‪++‬ي عن غ‪++‬ارمهم‪ ،‬وأن‬
‫يعطي فقيرهم‪ ،‬وأبى أن يزيدهم على ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال‪ :‬سألت عليا رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬أخبرني كيف كان صنع أبي بكر وعمر رضي‬
‫هللا عنهما في الخمس نصيبكم؟ فقال‪ :‬أما أبو بكر رضي هللا عن‪++‬ه فلم تكن في‬
‫واليته أخماس‪ ،‬وأما عمر رضي هللا عنه فلم ي‪++‬زل يدفع‪++‬ه إلي في ك‪++‬ل خمس‬
‫حتى كان خمس السوس وجند نيسابور‪ .‬فقال وأن‪++‬ا عن‪++‬ده‪ :‬ه‪++‬ذا نص‪++‬يبكم أه‪++‬ل‬
‫البيت من الخمس‪ ،‬وقد أح‪++‬ل ببعض المس‪++‬لمين واش‪++‬تدت ح‪++‬اجتهم فقلت‪ :‬نعم‪.‬‬
‫فوثب العب‪+‬اس بن عب‪+‬د المطلب فق‪+‬ال‪ :‬ال تع‪+‬رض في ال‪+‬ذي لن‪+‬ا‪ .‬فقلت‪ :‬ألس‪+‬نا‬
‫أح‪++‬ق من المس‪++‬لمين وش‪++‬فع أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين؟ فقبض‪++‬ه‪ ،‬فوهللا م‪++‬ا قبض‪++‬ناه وال‬
‫صدرت عليه في والية عثمان رضي هللا عنه‪ ،‬ثم أنشأ علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫يحدث فقال‪ :‬إن هللا حرم الصدقة على رسول صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فعوض‪++‬ه‬
‫سهما من الخمس عوضا عما ح‪++‬رم علي‪++‬ه‪ ،‬وحرمه‪++‬ا على أه‪++‬ل بيت‪++‬ه خاص‪++‬ة‬
‫دون أمته فضرب لهم مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم سهما عوض‪++‬ا مم‪++‬ا‬
‫حرم عليهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪+‬ا ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم" رغبت لكم عن غس‪++‬الة األي‪++‬دي‪ ،‬ألن لكم في خمس‬
‫الخمس ما يغنيكم أو يكفيكم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي ح‪++‬اتم عن الزه‪++‬ري وعب‪++‬د هللا بن أبي بك‪++‬ر" أن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قس‪+‬م س‪+‬هم ذي الق‪+‬ربى من خي‪+‬بر على ب‪+‬ني هاش‪+‬م‬
‫وبني عبد المطلب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن جبير بن مطعم رضي هللا عنه قال " قس‪++‬م رس‪++‬ول‬
‫هللا سهم ذي الق‪++‬ربى على ب‪+‬ني هاش‪+‬م وب‪+‬ني عب‪+‬د المطلب‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬فمش‪+‬يت أن‪+‬ا‬
‫وعثمان بن عفان حتى دخلنا عليه‪ ،‬فقلنا‪ :‬يا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬ه‪++‬ؤالء إخوان‪++‬ك من‬
‫بني هاشم ال ننكر فضلهم لمكانك الذي وض‪++‬عك هللا ب‪++‬ه منهم‪ ،‬أرأيت إخوانن‪++‬ا‬
‫من بني المطلب‪ ،‬أعطيتهم دوننا وإنما نحن وهم بمنزل‪++‬ة واح‪++‬دة في النس‪++‬ب؟‬
‫فقال‪ :‬إنهم لم يفارقونا في الجاهلية واإلسالم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن زيد بن أرقم رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬آل محم‪++‬د ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم الذين أعطوا الخمس‪ .‬آل علي‪ ،‬وآل عب‪++‬اس‪ ،‬وآل جعف‪++‬ر‪ ،‬وآل‬
‫عقيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬كان آل محم‪++‬د ال تح‪++‬ل‬
‫لهم الصدقة فجعل لهم خمس الخمس‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي هللا عنه في قوله‬
‫{واعلم‪++‬وا أنم‪++‬ا غنمتم من ش‪++‬يء} يع‪++‬ني من المش‪++‬ركين {ف‪++‬إن هلل خمس‪++‬ه‬
‫وللرسول ولذي القربى} يعين قرابة النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم {واليت‪++‬امى‬
‫والمساكين وابن السبيل} يعني الضيف‪ ،‬وكان المسلمون إذا غنموا في عه‪++‬د‬
‫النبي أخرجوا خمسه فيجعلون ذلك الخمس الواح‪++‬د أربع‪++‬ة أرب‪++‬اع‪ ،‬فربع‪++‬ه هلل‬
‫وللرسول ولقراب‪++‬ة الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬فم‪++‬ا ك‪++‬ان هلل فه‪++‬و للرس‪++‬ول‬
‫القرابة وكان للنبي نصيب رجل من القرابة‪ ،‬والربع الث‪++‬اني للن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬والربع الثالث للمساكين‪ ،‬والربع الرابع البن الس‪++‬بيل‪ ،‬ويعم‪++‬دون‬
‫إلى التي بقيت فيقس‪+‬مونها على س‪++‬همانهم‪ ،‬فلم‪++‬ا ت‪++‬وفي الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم رد أبو بكر رضي هللا تعالى عنه نصيب القرابة‪ ،‬فجع‪++‬ل يحم‪++‬ل ب‪++‬ه في‬
‫سبيل هللا تعالى‪ ،‬وبقي نصيب اليتامى والمساكين وابن السبيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبغوي وابن مردويه والبيهقي في شعب اإليمان عن‬
‫رج‪+‬ل من بلقين عن ابن عم ل‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬قلت‪ :‬ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا‪ ،‬م‪+‬ا تق‪+‬ول في ه‪+‬ذا‬
‫المال؟ قال " هلل خمس‪+‬ه‪ ،‬وأربع‪+‬ة أخماس‪+‬ه له‪+‬ؤالء ‪ -‬يع‪+‬ني المس‪+‬لمين ‪ -‬قلت‪:‬‬
‫فهل أحد أحق ب‪++‬ه من أح‪++‬د؟ ق‪++‬ال‪ :‬ال‪ ،‬ول‪++‬و ان‪++‬تزعت س‪++‬هما من جنب‪++‬ك لم تكن‬
‫بأحق به من أخيك المسلم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ وابن مردوبه والبيهقي في سننه عن عمرو‬
‫بن شعيب عن أبيه عن جده" أن النبي صلى هللا عليه وسلم كان ينفل قب‪++‬ل أن‬
‫ت‪++‬نزل فريض‪++‬ة الخمس في المغنم‪ ،‬فلم‪++‬ا ن‪++‬زلت {واعلم‪++‬وا أنم‪++‬ا غنمتم من‬
‫شيء‪ }...‬اآلي‪+‬ة‪ .‬ت‪+‬رك التنف‪+‬ل وجع‪+‬ل ذل‪+‬ك في خمس الخمس‪ ،‬وه‪+‬و س‪+‬هم هللا‬
‫وسهم النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن مالك بن عبد هللا الحنفي رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬كن‪++‬ا‬
‫جلوسا عن‪++‬د عثم‪++‬ان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬من ههن‪++‬ا من أه‪++‬ل الش‪++‬ام؟ فقمت؟‬
‫فقال‪ :‬ابلغ معاوية إذا غنم غنيمة أن يأخذ خمسة أس‪++‬هم فيكتب على ك‪++‬ل س‪++‬هم‬
‫منه‪+‬ا‪ :‬هلل‪ ،‬ثم ليق‪++‬رع فحيثم‪+‬ا خ‪++‬رج منه‪+‬ا فليأخ‪++‬ذه‪.‬وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪+‬يبة عن‬
‫الشعبي رضي هللا عنه {واعلموا أنما غنمتم من شيء ف‪++‬أن هلل خمس‪+‬ه} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫سهم هللا وسهم النبي صلى هللا عليه وسلم واحد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن محمد بن س‪++‬يرين رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬في المغنم‬
‫خسم هلل وسهم الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بالص‪++‬فى‪ ،‬ك‪++‬ان يص‪++‬طفى ل‪++‬ه في‬
‫المغنم خ‪+++‬ير رأس من الس‪+++‬بي إن س‪+++‬بي وإال غ‪+++‬يره‪ ،‬ثم يخ‪+++‬رج الخمس‪ ،‬ثم‬
‫يضرب له بسهمه شهد أو غاب مع المسلمين بعد الصفى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عطاء بن الس‪++‬ائب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه س‪++‬ئل عن‬
‫قول‪++‬ه {واعلم‪++‬وا أنم‪++‬ا غنمتم من ش‪++‬يء} وقول‪++‬ه (م‪++‬ا أف‪++‬اء هللا على رس‪++‬ولْه)‬
‫(الحش‪++‬ر اآلي‪++‬ة ‪ )7‬م‪++‬ا الفيء‪ ،‬وم‪++‬ا الغنيم‪++‬ة؟ ق‪++‬ال‪ :‬إذا ظه‪++‬ر المس‪++‬لمون على‬
‫المشركين وعلى أرضهم فأخذوهم عنوة‪ ،‬فم‪+‬ا أخ‪+‬ذوا من م‪+‬ال ظه‪+‬روا علي‪+‬ه‬
‫فهو غنيمة‪ ،‬وأما األرض‪ :‬فهو فيء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن سفيان قال‪ :‬الغنيم‪++‬ة م‪++‬ا أص‪++‬اب المس‪++‬لمون عن‪++‬وة‪،‬‬
‫فهو لمن سمى هللا وأربعة أخماس لمن شهدها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن جابر رضي هللا عنه أنه سئل‪ :‬كي‪++‬ف‬
‫كان رسول هللا يصنع في الخمس؟ قال‪ :‬كان يحم‪++‬ل الرج‪++‬ل س‪++‬هما في س‪++‬بيل‬
‫هللا‪ ،‬ثم الرجل‪ ،‬ثم الرجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ك‪++‬ان للن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم شيء واحد في المغنم يصطفيه لنفسه‪ ،‬أما خ‪++‬ادم وأم‪++‬ا ف‪++‬رس‪،‬‬
‫ثم نصيبه بعد ذلك من الخمس‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن عب‪++‬ادة بن الص‪++‬امت رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬لمنا‬
‫األنف‪++‬ال هلل ورس‪++‬وله‪ ،‬ولم يخمس رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ب‪++‬درا‪،‬‬
‫ونزلت بعد {واعلموا أنما غنمتم من شيء ف‪++‬أن هلل خمس‪++‬ه} فاس‪++‬تقبل رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم بالمسلمين الخمس فيما كان من كل غنيمة بعد بدر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردوي‪+‬ه عن علي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬قلت‪ :‬ي‪+‬ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬أال توليني ما خصنا هللا به من الخمس؟ فوالنيه‪.‬‬
‫وأخرج الح‪++‬اكم وص‪++‬ححه عن علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬والني رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم خمس الخمس‪ ،‬فوض‪++‬عته مواض‪++‬عه حي‪++‬اة رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم وأبي بكر وعمر رضي هللا عنهما‪.‬‬
‫وأخرج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق في المص‪++‬نف عن مكح‪++‬ول رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه رفع‪++‬ه إلى‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال "ال سهم من الخيل إال لفرسين‪ ،‬وإن كان معه‬
‫ألف فرس إذا دخل بها أرض الع‪++‬دو‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬قس‪++‬م رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم يوم بدر للفارس سهمين وللراجل سهم"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن ابن عمر رضي هللا عنهما "أن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم جعل للفارس سهمين‪ ،‬وللراجل سهما"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن قتادة رضي هللا عنه‪ .‬أوصى بالخمس وقال‪ :‬أوصي‬
‫بم‪++‬ا رض‪++‬ي هللا ب‪++‬ه لنفس‪++‬ه‪ ،‬ثم ق‪++‬ال {واعلم‪++‬وا أنم‪++‬ا غنمتم من ش‪++‬يء ف‪++‬أن هلل‬
‫خمسه}‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآلية ‪... ...41‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مقات‪++‬ل رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن‬
‫كنتم آمنتم باهلل} يقول‪ :‬أق‪++‬روا بحكمي {وم‪++‬ا أنزلن‪++‬ا على عب‪++‬دنا} يق‪++‬ول‪ :‬وم‪++‬ا‬
‫أنزلت على محمد صلى هللا عليه وسلم في القسمة {ي‪+‬وم الفرق‪++‬ان} ي‪+‬وم ب‪+‬در‬
‫{يوم التقى الجمعان} جمع المسلمين وجمع المشركين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {يوم الفرقان} قال‪ :‬هو يوم بدر‪ ،‬وب‪++‬در‪ :‬م‪++‬اء بين‬
‫مكة والمدينة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه والح‪++‬اكم‬
‫وص‪++‬ححه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{يوم الفرقان} قال‪ :‬هو يوم بدر‪ ،‬فرق هللا بين الحق والباطل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور ومحم‪++‬د بن نص‪++‬ر والط‪++‬براني عن ابن مس‪++‬عود‬
‫رضي هللا عنه في قوله {يوم الفرقان يوم التقى الجمع‪++‬ان} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت ب‪++‬در‬
‫لسبع عشرة مضت من شهر رمضان‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت ليل‪++‬ة‬
‫الفرقان يوم التقى الجمعان في صبيحتها ليل‪++‬ة الجمع‪++‬ة‪ ،‬لس‪++‬بع عش‪++‬رة مض‪++‬ت‬
‫من رمضان‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر عن الحس‪++‬ن بن علي رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت ليل‪++‬ة‬
‫الفرقان يوم التقى الجمعان لسبع عشرة مضت من رمضان‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن عروة بن الزبير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أمر رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بالقت‪++‬ل في آي من الق‪++‬رآن‪ ،‬فك‪++‬ان أول‬
‫مشهد شهده رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ب‪++‬درا‪ ،‬وك‪++‬ان رئيس المش‪++‬ركين‬
‫يومئذ عتبة بن ربيعة بن عبد شمس‪ ،‬فالتقوا يوم الجمعة لسبع أو ست عش‪+‬رة‬
‫ليلة مضت من رمضان‪ ،‬وأصحاب رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ثلثمائ‪++‬ة‬
‫وبضعة عشر رجال‪ ،‬والمش‪++‬ركون بين األل‪++‬ف والتس‪++‬عمائة‪ ،‬وك‪++‬ان ذل‪++‬ك ي‪++‬وم‬
‫الفرقان‪ :‬يوم فرق هللا بين الحق والباطل‪ ،‬فكان أول قتي‪++‬ل قت‪++‬ل يومئ‪++‬ذ مهج‪++‬ع‬
‫مولى عمر ورجل من األنصار‪ ،‬وهزم هللا يومئذ المشركين فقتل منهم زيادة‬
‫على سبعين رجال وأسر منهم مثل ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر عن أبيه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت ب‪++‬در لس‪++‬بع عش‪++‬رة من‬
‫رمضان في يوم جمعة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي بكر بن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن الح‪++‬ارث بن هش‪++‬ام‪.‬‬
‫أنه سئل أي ليلة كانت ليلة بدر؟ فقال‪ :‬هي ليلة الجمعة لسبع عشرة ليلة بقيت‬
‫من رمضان‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عامر بن ربيعة الب‪++‬دري ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان ي‪++‬وم ب‪++‬در ي‪++‬وم‬
‫اإلثنين لسبع عشرة من رمضان‪.‬‬
‫@ اآلية ‪42‬‬
‫أخ‪+‬رج ابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن ابن عب‪+‬اس في قول‪+‬ه {إذ أنتم بالع‪+‬دوة‬
‫الدنيا} قال‪ :‬شاطئ الوادي {والركب أسفل منكم} قال‪ :‬أبو سفيان‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إذ أنتم بالع‪++‬دوة‬
‫الدنيا‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬العدوة الدنيا‪ :‬شفير ال‪++‬وادي األدنى‪ ،‬والع‪++‬دوة القص‪++‬وى‪:‬‬
‫شفير الوادي األقصى‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ح‪+++‬اتم عن ع‪+++‬روة بن الزب‪+++‬ير رض‪+++‬ي هللا عن‪+++‬ه في قول‪+++‬ه‬
‫{والركب أسفل منكم} قال‪ :‬كان أبو سفيان أسفل ال‪++‬وادي في س‪++‬بعين راكب‪++‬ا‪.‬‬
‫ونفرت قريش وكانت تسعمائة وخمس‪+‬ين‪ ،‬فبعث أب‪+‬و س‪+‬فيان إلى ق‪++‬ريش وهم‬
‫بالجحفة‪ :‬إني قد جاوزت القوم فارجعوا‪ .‬قالوا‪ :‬وهللا ال نرجع حتى نأتي م‪++‬اء‬
‫بدر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه في قوله {والركب أسفل منكم} قال‪ :‬أبو سفيان وأصحابه مقبلين من‬
‫الشام تجارا لم يشعروا بأصحاب بدر‪ ،‬ولم يش‪++‬عر أص‪++‬حاب الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم بكفار قريش‪ ،‬وال كف‪++‬ار ق‪++‬ريش‪ ،‬بهم ح‪++‬تى التق‪++‬وا على م‪++‬اء ب‪++‬در‪،‬‬
‫فاقتتلوا فغلبهم أصحاب محمد صلى هللا عليه وسلم وأسروهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد هللا بن الزبير رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {وهم بالعدوة القصوى} من الوادي إلى مكة {وال‪++‬ركب أس‪++‬فل‬
‫منكم} يع‪++‬ني أب‪++‬ا س‪++‬فيان وغ‪++‬يره‪ ،‬وهي أس‪++‬فل من ذل‪++‬ك نح‪++‬و الس‪++‬احل {ول‪++‬و‬
‫تواعدتم الختلفتم في الميعاد} أي ولو كان على ميع‪++‬اد منكم ومنهم‪ ،‬ثم بلغكم‬
‫كثرة عددهم وقلة عددكم ما التقيتم {ولكن ليقضي هللا أمرا كان مفع‪++‬وال} أي‬
‫ليقضي ما أراد بقدرت‪++‬ه من إع‪++‬زاز اإلس‪++‬الم وأهل‪++‬ه وإذالل الكف‪++‬ر وأهل‪++‬ه من‬
‫غير مأل منكم‪ ،‬ففعل ما أراد من ذلك بلطفه‪ ،‬فأخرجه هللا ومن معه إلى العير‬
‫ال يريد غيرها‪ ،‬وأخرج قريشا من مكة ال يريدون إال ال‪++‬دفع عن ع‪++‬يرهم‪ ،‬ثم‬
‫أل‪++‬ف بين الق‪++‬وم على الح‪++‬رب وك‪++‬انوا ال يري‪++‬دون إال الع‪++‬ير‪ ،‬فق‪++‬ال في ذل‪++‬ك‬
‫{ليقضي هللا أمرا كان مفعوال} ليفصل بين الحق والباطل {ليهل‪++‬ك من هل‪++‬ك‬
‫عن بينة ويحيا من حي عن بينة} أي ليكفر من كفر بعد الحجة لم‪++‬ا رأى من‬
‫اآليات والعبر‪ ،‬يؤمن من آمن على مثل ذلك‪.‬‬
‫@ اآلية ‪43‬‬
‫أخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {إذ يريكهم هللا في منامك قليال} قال‪ :‬أراه هللا إي‪++‬اهم‬
‫في منامه قليال‪ ،‬فأخبر النبي صلى هللا عليه وسلم أصحابه بذلك وك‪++‬ان تثبيت‪++‬ا‬
‫لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن المنذر عن حيان بن واسع بن حي‪++‬ان عن أش‪++‬ياخ من‬
‫قومه "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ع‪++‬دل ص‪++‬فوف أص‪++‬حابه ي‪++‬وم ب‪++‬در‬
‫ورجع إلى العريش‪ ،‬فدخله ومعنا أبو بكر رضي هللا عنه‪ ،‬وقد خف‪++‬ق رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم خفقة وهو في العريش‪ ،‬ثم انتب‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬أبش‪++‬ر ي‪++‬ا أب‪++‬ا‬
‫بكر‪ ،‬أتاك نصر هللا‪ .‬هذا جبريل آخذ بعنان فرس يقوده على ثناياه النقع"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ول‪++‬و‬
‫أراكهم كثيرا لفشلتم وتنازعتم في األمر} قال‪ :‬الختلفتم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{ولكن هللا سلم} أي أتم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{ولكن هللا سلم} يقول‪ :‬سلم بهم أمرهم حتى أظهرهم على عدوهم‪.‬‬
‫@ االية ‪44‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن مس‪++‬عود‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬لقد قللوا في أعيننا يوم بدر حتى قلت لرج‪++‬ل إلى جن‪++‬بي‪:‬‬
‫تراهم سبعين؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬بل مائة‪ ،‬ح‪++‬تى أخ‪++‬ذنا رجال منهم فس‪++‬ألناه؟ ق‪++‬ال‪ :‬كن‪++‬ا‬
‫ألفا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرمة رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وإذ‬
‫يريكم‪++++‬وهم إذ التقيتم في أعينكم قليال ويقللكم في أعينهم} ق‪++++‬ال‪ :‬حض‪++++‬ض‬
‫بعضهم على بعض‪.‬‬
‫@ اآلية ‪45‬‬
‫أخرج عبد الرزاق في المص‪++‬نف وابن أبي ش‪+‬يبة وابن أبي ح‪++‬اتم والط‪+‬براني‬
‫وابن مردويه عن عبد هللا بن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "ال تتمنوا لقاء العدو وأسالوا هللا العافية‪ ،‬ف‪++‬إن لقيتم‪++‬وهم‬
‫فاثبتوا واذكروا هللا كثيرا‪ ،‬فإذا جلبوا وصيحوا فعليكم بالصمت"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب األحبار رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا من ش‪++‬يء‬
‫أحب إلى هللا من قراءة القرآن والذكر‪ ،‬ولوال ذلك ما أمر هللا الناس بالص‪++‬الة‬
‫والقتال‪ :‬أال ترون أنه قد أمر الناس بالذكر عن‪+‬د القت‪+‬ال فق‪++‬ال {ي‪+‬ا أيه‪+‬ا ال‪++‬ذين‬
‫آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا هللا كثيرا لعلكم تفلحون}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫اآلية قال‪ :‬افترض هللا ذكره عند أشغل ما تكونون‪ ،‬عند الضراب بالسيوف‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في الحلية عن أبي حعفر رضي هللا عنه قال‪ :‬أش‪++‬د األعم‪++‬ال‬
‫ثالثة‪ .‬ذكر هللا على كل حال‪ ،‬وإنصافك من نفسك‪ ،‬ومواساة األخ في المال‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن يحيى بن أبي كثير رضي هللا عن‪++‬ه "أن الن‪++‬بي ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ال تتمنوا لقاء العدو فإنكم ال تدرون لعلكم ستبلون بهم وسلوا هللا العافية‪ ،‬فإذا‬
‫جاءكم يبرقون ويرجف‪++‬ون ويص‪++‬يحون ب‪++‬األرض‪ ،‬األرض جلوس‪++‬ا ثم قول‪++‬وا‪:‬‬
‫اللهم ربنا وربهم نواصينا ونواصيهم بيدك وإنم‪++‬ا تقتلهم أنت‪ ،‬ف‪++‬إذا دن‪++‬و منكم‬
‫فثوروا إليهم واعلموا أن الجنة تحت البارقة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن عط‪++‬اء رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬وجب اإلنص‪++‬ات‬
‫والذكر عند الرجف‪ ،‬ثم تال {واذكروا هللا كثيرا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن عطاء بن أبي مس‪+‬لم رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪+‬ا ودع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عبد هللا بن رواح‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال ابن‬
‫رواحة‪ :‬يا رسول هللا مرني بشيء أحفظ‪++‬ه عن‪++‬ك؟ ق‪++‬ال "إن‪++‬ك ق‪++‬ادم غ‪++‬دا بل‪++‬دا‬
‫السجود به قليل فأكثر السجود‪ .‬قال‪ :‬زدني‪ .‬قال‪ :‬اذكر هللا فإنه عون لك على‬
‫ما تطلب‪ .‬قال‪ :‬زدني‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ي‪+‬ا ابن رواح‪++‬ة فال تعج‪++‬زن إن أس‪+‬أت عش‪+‬را أن‬
‫تحسن واحدة‪ .‬فقال ابن رواحة رضي هللا عنه‪ :‬ال أسالك عن شيء بعدها"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن سهل بن سعد رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم " ثنيتان ال تردان‪ ،‬الدعاء عن‪++‬د الن‪++‬داء وعن‪++‬د الب‪++‬أس‬
‫حين يلحم بعضهم بعضا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الح‪++‬اكم وص‪++‬ححه عن أبي موس‪++‬ى رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم كان يكره الصوت عند القتال"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم عن قيس بن عب‪+‬اد رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ك‪+‬ان‬
‫أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يكرهون الصوت عند القتال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن قيس بن عباد رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان أص‪++‬حاب‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم يستحبون خفض الصوت عند ثالث‪ .‬عند القت‪++‬ال‪،‬‬
‫وعند القرآن‪ ،‬وعند الجنائز‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن رضي هللا عنه " أن النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم كان يكره رفع الصوت عند ثالث‪ .‬عن‪+‬د الجن‪+‬ازة‪ ،‬وإذا التقى الزحف‪++‬ان‪،‬‬
‫وعند قراءة القرآن‪.‬‬
‫@ اآلية ‪46‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {وال‬
‫تنازعوا فتفش‪++‬لوا وت‪++‬ذهب ريحكم} ق‪++‬ال‪ :‬يق‪++‬ول‪ :‬ال تختلف‪++‬وا فتجبن‪++‬وا وي‪++‬ذهب‬
‫نصركم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الفري‪++‬ابي وابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وت‪++‬ذهب ريحكم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نصركم‪ ،‬وقد ذهب ريح أصحاب محمد ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم حين ن‪++‬ازعوه‬
‫يوم أحد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وتذهب ريحكم} قال‪ :‬الريح النصر‪ ،‬لم يكن نصر ق‪++‬ط إال ب‪++‬ريح يبعثه‪++‬ا هللا‬
‫تضرب وجوه العدو‪ ،‬وإذا كان كذلك لم يكن لهم قوام‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن النعمان بن مقرن رضي هللا عنه قال‪ :‬كان رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم إذا كان عند القت‪++‬ال لم يقات‪++‬ل أول النه‪++‬ار وآخ‪++‬ره إلى‬
‫أن تزول الشمس وتهب الرياح وينزل النصر‪.‬‬
‫@ اآلية ‪47‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{وال تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا ورئاء الناس} يعني المشركين‬
‫الذين قاتلوا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يوم بدر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن محم‪++‬د بن كعب الق‪++‬رظي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫خرجت قريش من مكة إلى بدر خرجوا بالقيان وال‪++‬دفوف‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا تع‪++‬الى‬
‫{وال تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وال‬
‫تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطرا} قال‪ :‬أبو جهل وأصحابه يوم بدر‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫اآلية قال "كان مشركو قريش الذين قاتلوا نبي هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم ي‪++‬وم‬
‫ب‪++‬در خرج‪++‬وا ولهم بغي وفخ‪++‬ر‪ ،‬وق‪++‬د قي‪++‬ل لهم يومئ‪++‬ذ‪ :‬ارجع‪++‬وا فق‪++‬د انطلقت‬
‫ع‪++‬يركم وق‪++‬د ظف‪++‬رتم‪ ،‬فق‪++‬الوا‪ :‬ال وهللا ح‪++‬تى يتح‪++‬دث أه‪++‬ل الحج‪++‬از بمس‪++‬يرنا‬
‫وعددنا‪ ،‬وذكر لنا أن ن‪+‬بي اللهق‪+‬ال يومئ‪+‬ذ‪ :‬اللهم إن قريش‪+‬ا ق‪+‬د أقبلت بفخره‪+‬ا‬
‫وخيالئها لتجادل رسولك‪ ،‬وذكر لنا أنه قال يومئذ‪:‬؟؟‬
‫@ اآلية ‪49 - 48‬‬
‫أخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {وإذ زين لهم الشيطان‬
‫أعمالهم} قال‪ :‬قريش يوم بدر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في‬
‫ال‪++‬دالئل عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ج‪++‬اء إبليس في جن‪++‬د من‬
‫الشياطين ومعه راية في صورة رجال من بني م‪++‬دلج في ص‪++‬ورة س‪++‬راقة بن‬
‫مالك بن جعش‪++‬م‪ ،‬فق‪++‬ال الش‪++‬يطان {ال غ‪++‬الب لكم الي‪++‬وم من الن‪++‬اس وإني ج‪++‬ار‬
‫لكم} وأقب‪++‬ل جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم على إبليس وك‪++‬انت ي‪++‬ده في ي‪++‬د رج‪++‬ل من‬
‫المشركين فلما رأى جبريل انتزع يد‪ ،‬وولى مدبرا هو وشيعته‪ ،‬فقال الرجل‪:‬‬
‫ي‪++‬ا س‪++‬راقة إن‪++‬ك ج‪++‬ار لن‪++‬ا؟! فق‪++‬ال {إني أرى م‪++‬ا ال ت‪++‬رون} وذل‪++‬ك حين رأى‬
‫المالئكة {إني أخاف هللا وهللا شديد العقاب} قال‪ :‬ولما دنا الق‪++‬وم بعض‪++‬هم من‬
‫بعض قلل هللا المس‪++‬لمين في أعين المش‪++‬ركين فق‪++‬ال المش‪++‬ركون‪ :‬وم‪++‬ا ه‪++‬ؤالء‬
‫{غر هؤالء دينهم ومن يتوكل على هللا فإن هللا عزيز حكيم}‪.‬‬
‫وأخرج الواق‪++‬دي وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫تواقف الناس أغمي على رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم س‪++‬اعة‪ ،‬ثم س‪++‬ري‬
‫عنه فبشر الناس بجبريل علي‪++‬ه الس‪++‬الم في جن‪++‬د من المالئك‪++‬ة ميمن‪++‬ة الن‪++‬اس‪،‬‬
‫وميكائيل في جن‪++‬د آخ‪++‬ر ميس‪++‬رة‪ ،‬وإس‪++‬رافيل في جن‪++‬د آخ‪++‬ر أل‪++‬ف‪ ،‬وإبليس ق‪++‬د‬
‫تصور في صورة سراقة بن جعشم المدلجي يجير المش‪++‬ركين ويخ‪++‬برهم أن‪++‬ه‬
‫ال غ‪++‬الب لهم الي‪++‬وم من الن‪++‬اس‪ ،‬فلم‪++‬ا أبص‪++‬ر ع‪++‬دو هللا المالئك‪++‬ة {نكص على‬
‫عقبي‪++‬ه وق‪++‬ال إني ب‪++‬ريء منكم إني أرى م‪++‬ا ال ت‪++‬رون} فتثبت ب‪++‬ه الح‪++‬ارث‪،‬‬
‫وانطلق إبليس ال يرى حتى سقط في البحر ورفع يديه وقال‪ :‬يا رب موعدك‬
‫الذي وعدتني‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الدالئل عن رفاعة بن رافع األنصار رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬لما رأى إبليس ما يفعل المالئكة بالمشركين يوم ب‪++‬در أش‪++‬فق أن‬
‫يخلص القتل إلي‪++‬ه‪ ،‬فتش‪++‬بث ب‪++‬ه الح‪++‬ارث بن هش‪++‬ام وه‪++‬و يظن أن‪++‬ه س‪++‬راقة بن‬
‫مالك‪ ،‬فوكز في ص‪++‬در الح‪++‬ارث فألق‪++‬اه ثم خ‪++‬رج هارب‪++‬ا ح‪++‬تى ألقى نفس‪++‬ه في‬
‫البحر‪ ،‬فرفع يديه فقال‪ :‬اللهم إني أسألك نظرتك إياي‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط عن أبي هريرة رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬زل هللا‬
‫تعالى على نبيه صلى هللا عليه وس‪++‬لم بمك‪++‬ة (س‪++‬يهزم الجم‪++‬ع ويول‪++‬ون ال‪++‬دبر)‬
‫(القمر اآلية ‪ )45‬فقال عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ :‬أي جم‪++‬ع يه‪++‬زم؟! ‪-‬‬
‫وذلك قبل بدر ‪ -‬فلما كان يوم بدر وانهزمت ق‪++‬ريش‪ ،‬نظ‪++‬رت إلى رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في آث‪++‬ارهم مص‪++‬لتا بالس‪++‬يف ويق‪++‬ول‪( :‬س‪++‬يهزم الجم‪++‬ع‬
‫ويولون الدبر) فك‪++‬انت بي‪++‬وم ب‪++‬در‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا فيهم (ح‪++‬تى إذا أخ‪++‬ذنا م‪++‬ترفيهم‬
‫بالعذاب) (المؤمنون اآلية ‪ )24‬اآلية‪ .‬وأنزل هللا (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة‬
‫هللا كفرا) (إب‪++‬راهيم اآلي‪++‬ة ‪ )28‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ورم‪++‬اهم رس‪++‬ول هللا فوس‪++‬عهم الرمي‪++‬ة‪،‬‬
‫ومألت أعينهم وأفواههم حتى أن الرجل ليقتل وهو يقذي عينيه وفاه‪ ،‬ف‪++‬أنزل‬
‫هللا (وما رميت إذ رميت ولكن هللا رمى) (األنف‪++‬ال اآلي‪++‬ة ‪ )17‬وأن‪++‬زل هللا في‬
‫إبليس {فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى‬
‫ما ال ترون} وقال عتبة بن ربيعة وناس معه من المشركين ي‪++‬وم ب‪++‬در {غ‪++‬ر‬
‫هؤالء دينهم} فأنزل هللا {إذ يقول المنافقون وال‪++‬ذين في قل‪++‬وبهم م‪++‬رض غ‪++‬ر‬
‫هؤالء دينهم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عنه في‬
‫قوله {إني أرى ما ال ترون} قال‪ :‬أرى جبريل عليه السالم معتج‪++‬را بردائ‪++‬ه‬
‫يقود الفرس بين يدي أصحابه ما ركبه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن قت‪+‬ادة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {إني‬
‫أرى ما ال ترون} قال‪ :‬ذكر لنا أن‪++‬ه رأى جبري‪++‬ل ت‪++‬نزل مع‪++‬ه المالئك‪++‬ة‪ ،‬فعلم‬
‫عدو هللا أنه ال يدان له بالمالئكة‪ ،‬وقال {إني أخاف هللا} وك‪+‬ذب ع‪+‬دو هللا م‪+‬ا‬
‫به مخافة هللا‪ ،‬ولكن علم أنه ال قوة له به وال منعة له‪.‬‬
‫وأخرج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن المن‪++‬ذر عن معم‪++‬ر ق‪++‬ال‪ :‬ذك‪++‬روا أنهم أقبل‪++‬وا على‬
‫سراقة بن مالك بعد ذلك‪ ،‬فأنكر أن يكون شيء من ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد هللا بن الزبير رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬كان الذي رآه نكص حين نكص الحارث بن هشام‪ ،‬أو عمرو بن‬
‫وهب الجمحي‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪+‬اتم عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪+‬ه {إذ يق‪+‬ول‬
‫المنافقون} قال‪ :‬وهم يومئذ في المسلمين‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قول‪++‬ه {إذ يق‪++‬ول المن‪++‬افقون وال‪++‬ذين في قل‪++‬وبهم م‪++‬رض} ق‪++‬ال‪ :‬هم ق‪++‬وم لم‬
‫يشهدوا القتال يوم بدر فسموا منافقين‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المن‪++‬ذر عن الكل‪++‬بي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬هم ق‪++‬وم‬
‫كانوا أقروا باإلسالم وهم بمكة‪ ،‬ثم خرجوا مع المشركين يوم بدر‪ ،‬فلما رأوا‬
‫المسلمين قالوا {غر هؤالء دينهم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الش‪++‬يخ عن الش‪++‬عبي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كان أناس من أهل مكة تكلموا باإلسالم فخرجوا مع المشركين يوم بدر‪ ،‬فلما‬
‫رأوا وفد المسلمين قالوا {غر هؤالء دينهم}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن إس‪++‬حق رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إذ يق‪++‬ول‬
‫المنافقون والذين في قلوبهم مرض} قال‪ :‬هم الفئة الذين خرجوا مع ق‪++‬ريش‪،‬‬
‫احتبسهم آباؤهم فخرجوا وهم على االرتياب‪ ،‬فلما رأوا قلة أص‪++‬حاب رس‪+‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم قالوا {غر هؤالء دينهم} حين قدموا على م‪++‬ا ق‪++‬دموا‬
‫عليه من قلة عددهم وكثرة عدوهم‪ ،‬وهم فئة من قريش مس‪+‬مون خمس‪+‬ة قيس‬
‫بن الولي‪+++‬د بن المغ‪+++‬يرة‪ ،‬وأب‪+++‬و قيس بن الفاك‪+++‬ه بن المغ‪+++‬يرة المخزومي‪+++‬ان‪،‬‬
‫والحارث بن زمعة‪ ،‬وعلي بن أمية بن خلف‪ ،‬والعاص بن منبه‪.‬‬
‫@ اآليات ‪54 - 50‬‬
‫أخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ول‪++‬و ت‪++‬رى إذ‬
‫يتوفى الذين كفروا المالئكة} قال‪ :‬الذين قتلهم هللا ببدر من المشركين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬آيتان يبشر بهم‪++‬ا‬
‫الك‪++‬افر عن‪++‬د موت‪++‬ه {ول‪++‬و ت‪++‬رى إذ يت‪++‬وفى ال‪++‬ذين كف‪++‬روا المالئك‪++‬ة يض‪++‬ربون‬
‫وجوههم وأدبارهم}‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد‬
‫رضي هللا عنه في قوله {وأدبارهم} قال‪ :‬وأشباههم ولكن هللا كريم يكني‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ذل‪++‬ك‬
‫بأن هللا لم يك مغيرا نعمة أنعمها على ق‪+‬وم ح‪+‬تى يغ‪+‬يروا م‪+‬ا بأنفس‪+‬هم} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫نعمة هللا‪ :‬محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أنعم هللا بها على ق‪++‬ريش فكف‪++‬روا فنقل‪++‬ه‬
‫إلى األنصار‪.‬‬
‫@ اآليات ‪58 - 55‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت {إن ش‪++‬ر‬
‫الدواب عند هللا الذين كفروا فهم ال يؤمنون} في ستة ره‪++‬ط من اليه‪++‬ود منهم‬
‫ابن تابوت‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ال‪++‬ذين عاه‪++‬دت منهم ثم ينقض‪++‬ون عه‪++‬دهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قريظة يوم الخندق مالؤا على محمد صلى هللا عليه وسلم أعداءه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{فشرد بهم من خلفهم} قال‪ :‬نكل بهم من بعدهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جريرعن ابن عباس رضي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪+‬ه {فش‪+‬رد بهم من‬
‫خلفهم} قال‪ :‬نكل بهم من وراءهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{فشرد بهم من خلفهم} قال‪ :‬نكل بهم الذين خلفهم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {فشرد بهم من خلفهم} قال‪ :‬أنذرهم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة‬
‫رضي هللا عنه في قوله {فشرد بهم من خلفهم} قال‪ :‬اص‪++‬نع بهم كم‪++‬ا تص‪++‬نع‬
‫بهؤالء‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي في قول‪++‬ه {لعلهم ي‪++‬ذكرون} يق‪++‬ول‪ :‬لعلهم‬
‫يحذرون أن ينكثوا فيصنع بهم مثل ذلك‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن ش‪+‬هاب رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬دخ‪+‬ل جبري‪+‬ل علي‪+‬ه‬
‫السالم على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬د وض‪++‬عت الس‪++‬الح وم‪++‬ا‬
‫زلنا في طلب القوم فاخرج فإن هللا قد أذن لك في قريظة‪ ،‬وأنزل فيهم {وإم‪++‬ا‬
‫تخافن من قوم خيانة} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {وإم‪++‬ا‬
‫تخافن من قوم خيانة} قال‪ :‬قريظة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي هللا عنه في قوله {وإم‪++‬ا تخ‪++‬افن من‬
‫قوم خيانة‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬من عاهد رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم إن خفت‬
‫أن يختانوك ويغدروا فتأتيهم فانبذ إليهم على سواء‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن علي بن الحس‪++‬ين رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ال تقات‪++‬ل‬
‫عدوك حتى تنبذ إليهم على سواء {إن هللا ال يحب الخائين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب اإليم‪++‬ان عن س‪++‬ليم بن ع‪++‬امر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬كان بين معاوية وبين الروم عهد‪ ،‬وكان يسير حتى يكون قريبا‬
‫من أرضهم‪ ،‬فإذا انقضت المدة أغار عليهم‪ ،‬فج‪++‬اءه عم‪++‬رو بن عبس‪++‬ة فق‪++‬ال‪:‬‬
‫هللا أكبر وفاء ال غدر سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول "من ك‪+‬ان‬
‫بينه وبين قوم عهد فال يشد عقدة وال يحلها حتى ينقضي أمرها أو ينب‪++‬ذ إليهم‬
‫على سواء " قال‪ :‬فرجع معاوية بالجيوش‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في شعب اإليمان عن ميمون بن مهران رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫ثالثة المسلم والك‪++‬افر فيهن س‪++‬واء‪ .‬من عاهدت‪++‬ه ف‪++‬وفى بعه‪++‬ده مس‪++‬لما ك‪++‬ان أو‬
‫ك‪++‬افرا فإنم‪++‬ا العه‪++‬د هلل‪ ،‬ومن ك‪++‬انت بين‪++‬ك وبين‪++‬ه رحم فص‪++‬لها مس‪++‬لما ك‪++‬ان أو‬
‫كافرا‪ ،‬ومن ائتمنك على أمانة فأدها إليه مسلما كان أو كافرا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪59‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{إنهم ال يعجزون} يقول‪ :‬ال يفوتونا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪60‬‬
‫أخرج أحمد ومسلم وأبو داود وابن ماجة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي‬
‫حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأب‪++‬و يعق‪++‬وب إس‪++‬حق بن إب‪++‬راهيم الق‪++‬راب في‬
‫كتاب فضل الرمي‪ .‬والبيهقي في شعب اإليمان عن عقب‪++‬ة بن ع‪++‬امر الجه‪++‬ني‬
‫رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول وه‪++‬و على‬
‫المنبر" وأع‪+‬دوا لهم م‪+‬ا اس‪+‬تطعتم من ق‪++‬وة‪ ،‬أال إن الق‪++‬وة ال‪++‬رمي أال إن الق‪++‬وة‬
‫الرمي قالها ثالثا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن عقب‪++‬ة بن ع‪++‬امر الجه‪++‬ني رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "س‪++‬معت‬
‫رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم يق‪++‬ول {وأع‪+‬دوا لهم م‪+‬ا اس‪+‬تطعتم من ق‪++‬وة‬
‫ورب‪++‬اط الخي‪++‬ل} أال إن الق‪++‬وة ال‪++‬رمي ثالث‪++‬ا‪ ،‬إن األرض س‪++‬تفتح لكم وتكف‪++‬ون‬
‫المؤنة‪ ،‬فال يعجزن أحدكم أن يلهو بأسهمه "‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬بيهقي عن عقب‪++‬ة بن ع‪++‬امر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه تال ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة‬
‫{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} قال‪ :‬أال إن القوة الرمي‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن مكحول رضي هللا عنه قال‪ :‬ما بين اله‪++‬دفين روض‪++‬ة‬
‫من رياض الجنة‪ ،‬فتعلموا الرمي فإني سمعت هللا تعالى يق‪++‬ول {وأع‪++‬دوا لهم‬
‫ما استطعتم من قوة} قال‪ :‬فالرمي من القوة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردوي‪+‬ه عن ابن عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} قال‪ :‬الرمي والسيوف والسالح‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن عباد بن عبد هللا بن الزبير رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} قال‪ :‬أمرهم بإعداد الخيل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في شعب اإليمان عن عكرمة رضي هللا عنه في‬
‫قوله {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل} ق‪++‬ال‪ :‬الق‪++‬وة ذك‪++‬ور‬
‫الخيل‪ ،‬والرباط اإلناث‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {وأع‪+‬دوا لهم م‪+‬ا‬
‫استطعتم من قوة} قال‪ :‬القوة ذكور الخيل‪ ،‬ورباط الخيل اإلناث‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن س‪++‬عيد بن المس‪++‬يب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في اآلية قال‪ :‬القوة الفرس إلى السهم فما دونه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن عكرم‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنه في قوله {ترهبون ب‪++‬ه ع‪++‬دو هللا وع‪++‬دوكم} ق‪++‬ال‪ :‬تخ‪++‬زون ب‪++‬ه‬
‫عدو هللا وعدوكم‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب اإليم‪++‬ان عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما "أن النبي مر بقوم وهم يرمون‪ ،‬فقال‪ :‬رميا بني إسمعيل لق‪++‬د ك‪++‬ان‬
‫أبوكم راميا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة والحاكم صححه وال‪++‬بيهقي عن عقب‪++‬ة‬
‫بن عامر الجهني رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫يقول "إن هللا يدخل بالسهم الواحد ثالثة نفر الجنة‪ .‬صانعه الذي يحتس‪++‬ب في‬
‫صنعته الخير‪ ،‬والذي يجهز به في سبيل هللا‪ ،‬والذي يرمي ب‪++‬ه في س‪++‬بيل هللا‪.‬‬
‫وقال‪ :‬ارموا واركبوا وإن ترموا خير من أن تركبوا‪ ،‬وقال‪ :‬كل ش‪++‬يء يله‪++‬و‬
‫به ابن آدم فهو باطل إال ثالثة‪ ،‬رمية عن قوس‪++‬ه‪ ،‬وتأديب‪++‬ه فرس‪++‬ه‪ ،‬ومالعبت‪++‬ه‬
‫أهله فإنهن من الحق‪ ،‬ومن علم الرمي ثم تركه فهي نعمة كفرها"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المصنف والبيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن ح‪++‬رام بن‬
‫معاوية قال‪ :‬كتب إلين‪++‬ا عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب رض‪++‬ي ال‪++‬ه عن‪++‬ه أن ال يج‪++‬اورنكم‬
‫خنزير‪ ،‬وال يرفع فيكم صليب‪ ،‬وال تأكلوا على مائدة يش‪++‬رب عليه‪++‬ا الخم‪++‬ر‪،‬‬
‫وأدبوا الخيل‪ ،‬وامشوا بين الفرقتين‪.‬‬
‫وأخرج البزار والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬خ‪++‬رج‬
‫النبي وقوم من أسلم يرمون فقال "ارموا بني إسمعيل ف‪++‬إن أب‪++‬اكم ك‪++‬ان رامي‪++‬ا‬
‫ارموا وأنا مع ابن األدرع‪ .‬فأمسك الق‪++‬وم فس‪++‬ألهم؟ فق‪++‬الوا‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا من‬
‫كنت معه غلب‪ .‬قال‪ :‬ارموا وأنا معكم كلكم"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والبخ‪+‬اري عن س‪+‬لمة بن األك‪+‬وع رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬خ‪+‬رج‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على قوم من أسلم يتناضلون في السوق فقال‬
‫"ارموا يا بني إسمعيل فإن أباكم كان راميا‪ ،‬ارموا وأنا مع بني فالن ‪ -‬ألح‪++‬د‬
‫الفريقين ‪ -‬فأمسكوا بأيديهم فقال‪ :‬ارموا‪!...‬قالوا‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا كي‪++‬ف ن‪++‬رمي‬
‫وأنت مع بني فالن؟ قال‪ :‬ارموا وأنا معكم كلكم"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن محمد بن إياس بن سلمة عن أبيه عن ج‪++‬ده "أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم م‪+‬ر على ن‪+‬اس ينتض‪++‬لون فق‪++‬ال‪ :‬حس‪+‬ن اللهم‬
‫مرتين أو ثالثا‪ ،‬ارموا وأنا م‪+‬ع ابن األدرع‪ .‬فأمس‪+‬ك الق‪+‬وم ق‪+‬ال‪ :‬ارم‪+‬وا وأن‪+‬ا‬
‫معكم جميعا‪ ،‬فلقد رموا عامة ي‪++‬ومهم ذل‪++‬ك ثم تفرق‪++‬وا على الس‪++‬واء م‪++‬ا نض‪++‬ل‬
‫بعضهم بعضا"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوس‪++‬ط والح‪++‬اكم والق‪++‬راب في فض‪++‬ل ال‪++‬رمي عن أبي‬
‫هريرة رضي هللا عنه "أن رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ل ش‪++‬يء‬
‫من لهو الدنيا باطل إال ثالثة‪ .‬انتضالك بقوسك‪ ،‬وتأديبك فرس‪++‬ك‪ ،‬ومالعبت‪++‬ك‬
‫أهلك فإنها من الح‪++‬ق‪ ،‬وق‪++‬ال علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ :‬انتض‪++‬لوا واركب‪++‬وا وأن تنتض‪++‬لوا‬
‫أحب إلي‪ ،‬إن هللا ليدخل بالسهم الواحد ثالثة الجنة‪ .‬صانعه محتسبا‪ ،‬والمعين‬
‫به‪ ،‬والرامي به في سبيل هللا تعالى"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه والقراب عن أبي نجيح السلمي رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫حاصرنا قصر الطائف‪ ،‬فسمعت رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪ :‬من‬
‫رمى بسهم في سبيل هللا فله عدل محرر قال‪ :‬فبلغت يومئذ ستة عشر سهما‪.‬‬
‫وأخرج ابن ماجة والحاكم والق‪++‬راب عن عم‪++‬رو بن عبس‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه"‬
‫سمعت رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪ :‬من رمى الع‪++‬دو بس‪++‬هم فبل‪++‬غ‬
‫سهمه أو أخطأ أو أصاب فعدل رقبة"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم عن عباس بن سهل بن سعد عن أبيه قال‪ :‬لم‪+‬ا ك‪+‬ان ي‪+‬وم ب‪+‬در‬
‫قال لنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "إذا أكثبوكم ف‪++‬ارموا بالنب‪++‬ل واس‪++‬تبقوا‬
‫نبلكم"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن سعد بن أبي وق‪++‬اص "أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال يوم أح‪++‬د‪ :‬أنبل‪++‬وا س‪++‬عد‪ ،‬ارم ي‪++‬ا س‪++‬عد رمى هللا ل‪++‬ك‪ ،‬ف‪++‬داك أبي‬
‫وأمي"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن عائشة بنت سعد رضي هللا عنها عن أبيه‪++‬ا أن‪++‬ه‬
‫قال‪:‬‬
‫أال هل أتى رسول هللا أني * حميت صحابتي بصدور نبلي‬
‫وأخرج الثقفي في فوائده عن أبي أيوب األنصاري رضي هللا عنه "أن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ال تحضر المالئك‪+‬ة من الله‪+‬و ش‪+‬يئا إال ثالث‪+‬ة‪ .‬له‪+‬و‬
‫الرجل مع امرأته‪ ،‬وإجراء الخيل‪ ،‬والنضال"‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن ع‪++‬دي عن ابن عم‪++‬ر رض‪+++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪+++‬ال‪ :‬ق‪+++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا"المالئكة تشهد ثالثا‪ .‬الرمي‪ ،‬والرهان‪ ،‬ومالعب‪++‬ة الرج‪++‬ل أهل‪++‬ه"‪.‬وأخ‪++‬رج‬
‫أبو عبيدة في كتاب الخيل عن أبي الشعثاء جابر بن يزيد رضي هللا عنه "أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ارموا واركبوا الخيل‪ ،‬وأن ترم‪++‬وا أحب‬
‫إلي‪ ،‬ك‪++‬ل له‪++‬و له‪++‬ا ب‪++‬ة الم‪++‬ؤمن باط‪++‬ل إال ثالث خالل‪ .‬رمي‪++‬ك عن قوس‪++‬ك‪،‬‬
‫وتأديبك فرسك‪ ،‬ومالعبتك أهلك فإنهن من الحق"‪.‬‬
‫وأخرج النسائي والبزار والبغوي والبارودي والطبراني والقراب وأب‪++‬و نعيم‬
‫وال‪++‬بيهقي والض‪++‬ياء عن عط‪++‬اء بن أبي رب‪++‬اح ق‪++‬ال‪ :‬رايت ج‪++‬ابر بن عب‪++‬د هللا‬
‫وج‪++‬ابر بن عم‪++‬ير األنص‪++‬اري يرتمي‪++‬ان‪ ،‬فم‪++‬ل أح‪++‬دهما فجلس فق‪++‬ال اآلخ‪++‬ر‪:‬‬
‫كسلت‪...‬؟ سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يق‪++‬ول"ك‪++‬ل ش‪++‬يء ليس من‬
‫ذك‪++‬ر هللا فه‪++‬و لغ‪++‬و وس‪++‬هو إال أرب‪++‬ع خص‪++‬ال‪ .‬مش‪++‬ي الرج‪++‬ل بين الغرض‪++‬ين‪،‬‬
‫وتأديب فرسه‪ ،‬ومالعبته أهله‪ ،‬وتعليم السباحة"‪.‬‬
‫وأخرج القراب عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم "إن هللا يدخل بالسهم الواحد ثالثة الجنة‪ .‬الرامي‪ ،‬والممد ب‪++‬ه‪،‬‬
‫والمحتسب له"‪.‬‬
‫وأخرج القراب عن حذيفة رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬كتب عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫إلى الشام‪ :‬أيها الناس ارموا واركبوا وال‪++‬رمي أحب إلي من الرك‪++‬وب‪ ،‬ف‪++‬إني‬
‫سمعت رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول"إن هللا ي‪++‬دخل بالس‪++‬هم الواح‪++‬د‬
‫الجنة من عمله في سبيله‪ ،‬ومن قوي به في سبيل هللا عز وجل"‪.‬‬
‫وأخرج الق‪+‬راب عن ابن عم‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا عن الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم قال "نعم لهو المؤمن الرمي‪ ،‬ومن ترك الرمي بعدما علمه فه‪++‬و نعم‪++‬ة‬
‫تركها"‪.‬‬
‫وأخرج القراب عن عقبة بن عامر رضي هللا عنه قال‪ :‬ال أترك ال‪++‬رمي أب‪++‬دا‬
‫ولو كانت ي‪+‬دي مقطوع‪+‬ة بع‪+‬د ش‪+‬يء س‪+‬معته من رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم"سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول" من تعلم الرمي ثم تركه‬
‫فقد عصاني"‪.‬‬
‫وأخرج القراب عن مكحول يرفعه إلى النبي صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬ال "ك‪++‬ل‬
‫له‪++‬و باط‪++‬ل إال رك‪++‬وب الخي‪++‬ل‪ ،‬وال‪++‬رمي‪ ،‬وله‪++‬و الرج‪++‬ل م‪++‬ع امرأت‪++‬ه‪ ،‬فعليكم‬
‫بركوب الخيل والرمي‪ ،‬والرمي أحبهما إلي"‪.‬‬
‫وأخرج القراب من طريق مكحول عن أبي الدرداء رضي هللا عنه عن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال "اللهو في ثالث‪ .‬تأديب‪+‬ك فرس‪+‬ك‪ ،‬ورمي‪+‬ك بقوس‪+‬ك‪،‬‬
‫ومالعبتك أهلك"‪.‬‬
‫وأخرج القراب من طري‪++‬ق مكح‪++‬ول‪ .‬أن عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫كتب إلى أهل الشام‪ :‬أن علموا أوالدكم السباحة والفروسية‪.‬‬
‫وأخرج القراب عن سليمان التيمي قال "كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫يعجبه أن يكون الرجل سابحا راميا"‪.‬‬
‫وأخرج القراب عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"من رمى بسهم في سبيل هللا فأص‪+‬اب أو أخط‪+‬أ أو قص‪+‬ر فكأنم‪+‬ا أعت‪+‬ق‬
‫رقبة كانت فكاكا له من النار"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الق‪++‬راب عن أبي نجيح الس‪++‬لمي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬حض‪++‬رنا م‪++‬ع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قصر الطائف‪ ،‬فسمعته يقول"من رمى بسهم‬
‫في سبيل هللا قصر أو بلغ كانت له درجة في الجنة"‪.‬‬
‫وأخرج القراب عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم"قاتلوا أهل الصقع‪ ،‬فمن بلغ منهم فله درج‪++‬ة في الجن‪++‬ة‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬يا رسول هللا ما الدرجة؟ قال‪ :‬ما بين الدرجتين خمسمائة عام"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني والقراب عن أبي عمرة األنصاري رضي هللا عنه"سمعت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يق‪++‬ول‪ :‬من رمى بس‪++‬هم في س‪++‬بيل هللا فبل‪++‬غ أو‬
‫قصر كان السهم نورا يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم"أحب اللهو إلى هللا إجراء الخيل‪ ،‬والرمي بالنب‪++‬ل‪ ،‬ولعبكم م‪++‬ع‬
‫أزواجكم"‪.‬‬
‫وأخرج البزار والطبراني في األوسط عن سعد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬عليكم‬
‫بالرمي فإنه خير‪ ،‬أو من خير لهوكم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و عوان‪++‬ة عن س‪++‬عد بن أبي وق‪++‬اص رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬تعلم‪++‬وا‬
‫الرمي فإنه خير لعبكم‪.‬‬
‫وأخرج البزار عن جابر رضي هللا عنه "أن النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم م‪++‬ر‬
‫على قوم وهم يرمون فقال‪ :‬ارموا بني إسمعيل فإن أباكم كان راميا""‪.‬‬
‫وأخرج ال‪++‬بزار عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قال‪ :‬من تعلم الرمي ثم نسيه فهي نعمة جحدها"‪.‬‬
‫وأخرج ال‪++‬بزار عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قال‪ :‬ال تحضر المالئكة من لهوكم إال الرهان والنضال"‪.‬‬
‫وأخرج ال‪++‬بزار بس‪++‬ند حس‪++‬ن عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم"من رمى رمية في سبيل هللا قصر أو بلغ ك‪++‬ان ل‪++‬ه مث‪++‬ل‬
‫أجر أربعة أناس من ولد إسمعيل اليوم"‪.‬‬
‫وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم"من رمى بسهم في سبيل هللا كان له نور يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"ك‪++‬ل له‪++‬و يك‪++‬ره إال مالعب‪++‬ة الرج‪++‬ل امرأت‪++‬ه‪،‬‬
‫ومشيه بين الهدفين‪ ،‬وتعليمه فرسه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الرمي وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن أبي‬
‫رافع رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"ح‪++‬ق الول‪++‬د‬
‫على الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرمي"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ال‪++‬دنيا وال‪++‬ديلمي عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"تعلموا ال‪++‬رمي ف‪++‬إن م‪++‬ا بين اله‪++‬دفين روض‪++‬ة‬
‫من رياض الجنة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن أبي الدرداء رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم"من مشى بين العرضين كان له بكل خطوة حسنة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في الصغير عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم"ما على أحدكم إذا ألح به همه أن يتقل‪++‬د قوس‪++‬ه فينفي‬
‫بها همه"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم"علموا أبناءكم السباحة والرمي‪ ،‬والمرأة المغزل"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن من‪++‬ده في المعرف‪++‬ة عن بك‪++‬ر بن عب‪++‬د هللا بن الربي‪++‬ع األنص‪++‬اري‬
‫رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"علم‪++‬وا أبن‪++‬اءكم‬
‫السباحة والرمي‪ ،‬والمرأة المغزل"‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج عب‪+++‬د ال‪+++‬رزاق في المص‪+++‬نف عن عم‪+++‬رو بن عبس‪+++‬ة رض‪+++‬ي هللا‬
‫عن‪++‬ه"س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪ :‬من ش‪++‬اب ش‪++‬يبة في‬
‫اإلسالم كانت له ن‪++‬ورا ي‪++‬وم القيام‪++‬ة‪ ،‬ومن رمى بس‪++‬هم في س‪++‬بيل هللا ك‪++‬ان ل‪++‬ه‬
‫عدل رقبة"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن أبي أمامة رضي هللا عنه‪ .‬أنه سمع النبي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم يقول‪ :‬من شاب شيبة في اإلسالم كان له ن‪++‬ورا ي‪++‬وم القيام‪++‬ة‪ ،‬ومن‬
‫رمى بس‪++‬هم في س‪++‬بيل هللا أخط‪++‬أ أو أص‪++‬اب ك‪++‬ان ل‪++‬ه ع‪++‬دل رقب‪++‬ة من ول‪++‬د‬
‫إسمعيل"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د عن م‪++‬رة بن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬من بلغ العدو بسهم رفع‪+‬ه هللا ب‪+‬ه درج‪+‬ة بين ال‪+‬درجتين مائ‪+‬ة‬
‫عام‪ ،‬ومن رمى بسهم في سبيل هللا كان كمن أعتق رقبة"‪.‬‬
‫وأخرج الخطيب عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إن هللا لي‪++‬دخل بالس‪++‬هم الواح‪++‬د الجن‪++‬ة ثالث‪++‬ة ص‪++‬انعه محس‪++‬با‬
‫صنعته‪ ،‬والرامي به‪ ،‬والمقوي به"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الواق‪++‬دي عن مس‪++‬لم بن جن‪++‬دب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أول من ركب‬
‫الخيل إسمعيل بن إبراهيم عليهما السالم‪ ،‬وإنما ك‪+‬انت وحش‪+‬ا ال تط‪+‬اق ح‪+‬تى‬
‫سخرت له"‪.‬‬
‫وأخرج الزبير بن بكار في األنساب عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كانت الخيل وحشا ال تطاق حتى سخرت له"‪.‬‬
‫وأخرج الزبير بن بكار في األنساب عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كانت الخيل وحشا ال تركب‪ ،‬فأول من ركبها إس‪++‬معيل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬فب‪++‬ذلك‬
‫سميت العراب‪.‬‬
‫وأخرج أحمد بن سليمان والنجاد في جزئه المشهور عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت الخي‪++‬ل وحش‪++‬ا كس‪++‬ائر الوح‪++‬وش‪ ،‬فلم‪++‬ا أذن هللا تع‪++‬الى‬
‫إلبراهيم وإسمعيل برفع القواعد من البيت قال هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل‪ :‬إني معطيكم‪++‬ا‬
‫كنزا ادخرته لكما‪ ،‬ثم أوحى هللا إلى إس‪++‬معيل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ :‬أن اخ‪++‬رج ف‪++‬ادع‬
‫بذلك الكنز‪ ،‬فخرج إسمعيل علي‪++‬ه الس‪++‬الم إلى أجن‪++‬اد وك‪++‬ان موطن‪++‬ا من‪++‬ه وم‪++‬ا‬
‫يدري م‪+‬ا ال‪++‬دعاء وال الك‪+‬نز‪ ،‬فألهم‪+‬ه هللا ال‪++‬دعاء فلم يب‪+‬ق على وج‪++‬ه األرض‬
‫فرس إال أجابته فأمكنته من نواص‪++‬يها وذلله‪++‬ا ل‪++‬ه‪ ،‬فاركبوه‪++‬ا وأع‪++‬دوها فإنه‪++‬ا‬
‫ميامين‪ ،‬وإنها ميراث أبيكم إسمعيل عليه السالم‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآلية ‪... ...60‬‬
‫وأخرج الثعلبي عن علي رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"لما أراد هللا أن يخلق الخيل قال للريح الجن‪++‬وب‪ :‬إني خ‪++‬الق من‪++‬ك خلق‪++‬ا‬
‫فأجعله ع‪++‬زا ألولي‪++‬ائي‪ ،‬ومذل‪++‬ة على أع‪++‬دائي‪ ،‬وجم‪++‬اال أله‪++‬ل ط‪++‬اعتي فق‪++‬الت‬
‫الريح‪ :‬اخلق فقبض منها قبضة فخلق فرسا فقال له‪ :‬خلقت‪++‬ك عربي‪++‬ا‪ ،‬وجعلت‬
‫الخ‪++‬ير معق‪++‬ودا بناص‪++‬يتك‪ ،‬والغن‪++‬ائم مجموع‪++‬ة على ظه‪++‬رك‪ ،‬عطفت علي‪++‬ك‬
‫صاحبك وجعلتك تطير بال جناح فأنت للطلب وأنت لله‪++‬رب‪ ،‬وس‪++‬أجعل على‬
‫ظهرك رجاال يسبحوني ويحمدوني ويهللوني‪ ،‬تسبحن إذا س‪++‬بحوا وتهللن إذا‬
‫هلل‪++‬وا وتك‪++‬برن إذا ك‪++‬بروا‪ .‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬م‪++‬ا من‬
‫تسبيحة أو تحميدة أو تكبيرة يكبره‪++‬ا ص‪++‬احبها فتس‪++‬معه إال تجيب‪++‬ه بمثله‪++‬ا‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬سمعت المالئكة صنعة الفرس وعاينوا خلقها‪ ،‬قالت‪ :‬رب نحن مالئكتك‬
‫نسبحك ونحمدك فماذا لنا؟ فخل‪++‬ق هللا له‪++‬ا خيال بلق‪++‬ا أعناقه‪++‬ا كأعن‪++‬اق البخت‪،‬‬
‫فلما أرسل هللا الفرس إلى األرض واستوت قدماه على األرض‪ ،‬صهل فقيل‪:‬‬
‫بوركت من دابة أذل بصهيلك المشركين‪ ،‬أذل به أعناقهم‪ ،‬وإمالء به آذانهم‪،‬‬
‫وأرعب به قلوبهم‪ ،‬فلما عرض هللا على آدم من كل شيء قال ل‪++‬ه‪ :‬اخ‪++‬تر من‬
‫خلقي ما شئت؟ فاختار الفرس قال له‪ :‬اخترت لعزك وعز‪ ،‬ول‪++‬دك خال‪++‬دا م‪++‬ا‬
‫خلدوا وباقي‪+‬ا م‪+‬ا بق‪+‬وا‪ ،‬برك‪+‬تي علي‪+‬ك وعليهم م‪+‬ا خلقت خلق‪+‬ا أحب إلي من‪+‬ك‬
‫ومنهم"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ .‬مثله سواء‪.‬‬
‫وأخرج مالك والبخاري ومسلم والبيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن أبي هري‪++‬رة‬
‫رضي هللا عنه "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬الخيل لثالثة لرج‪++‬ل‬
‫أجر‪ ،‬ولرجل ستر‪ ،‬وعلى رجل وزر‪ .‬فأما الذي هي له أج‪++‬ر فرج‪++‬ل ربطه‪++‬ا‬
‫في سبيل هللا فأطال لها في مرج أو روضة‪ ،‬فما أص‪+‬ابت في طيله‪+‬ا ذل‪+‬ك من‬
‫المرج أو الروضة كان له حسنات‪ ،‬ولو أنها قطعت طيلها فاس‪++‬تنت ش‪++‬رفا أو‬
‫شرفين كانت آثارها وأرواثها حسنات له‪ ،‬ولو أنها مرت بنه‪++‬ر فش‪++‬ربت من‪++‬ه‬
‫ولم يرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له فهي لذلك أجر‪ ،‬ورجل ربطه‪++‬ا تغني‪++‬ا‬
‫ثم لم ينس حق هللا في رقابها وال ظهوره‪++‬ا فهي ل‪++‬ذلك س‪++‬تر‪ ،‬ورج‪++‬ل ربطه‪++‬ا‬
‫فخرا ورياء ونواء ألهل اإلسالم فهي على ذلك وزر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم والبيهقي في الشعب عن أبي هريرة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"الخي‪++‬ل معق‪++‬ود في نواص‪++‬يها‬
‫الخير إلى يوم القيامة‪ ،‬والخيل ثالث‪++‬ة خي‪+‬ل أج‪++‬ر‪ ،‬وخي‪+‬ل وزر‪ ،‬وخي‪+‬ل س‪+‬تر‪.‬‬
‫فأم‪++‬ا خي‪++‬ل س‪++‬تر فمن اتخ‪++‬ذها تعفف‪++‬ا وتكرم‪++‬ا وتجمال ولم ينس ح‪++‬ق بطونه‪++‬ا‬
‫وظهورها في عسره ويس‪+‬ره‪ ،‬وأم‪+‬ا خي‪+‬ل األج‪+‬ر فمن ارتبطه‪+‬ا في س‪+‬بيل هللا‬
‫فإنها ال تغيب في بطونها شيئا إال كان له أجر ح‪++‬تى ذك‪++‬ر أرواثه‪++‬ا وأبواله‪++‬ا‪،‬‬
‫وال تعدو في واد شوطا أو شوطين إال كان في ميزانه‪ ،‬وأما خيل الوزر فمن‬
‫ارتبطها تبذخا على الناس فإنها ال تغيب في بطونها شيئا إال ك‪+‬ان وزر علي‪+‬ه‬
‫حتى ذكر أرواثها وأبوالها‪ ،‬وال تعدو في واد شوطا أو شوطين إال كان عليه‬
‫وزر"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج مال‪++‬ك وأحم‪++‬د بن حنب‪++‬ل والطيالس‪++‬ي وابن ش‪++‬يبة والبخ‪++‬اري ومس‪++‬لم‬
‫والنسائي وابن ماجة وابن حبان عن ابن عمر رضي هللا عنهم‪++‬ا "أن رس‪++‬ول‬
‫هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬الخي‪++‬ل معق‪++‬ود في نواص‪++‬يها الخ‪++‬ير إلى ي‪++‬وم‬
‫القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنس‪++‬ائي وابن ماج‪++‬ة عن‬
‫عروة البارقي رضي هللا عنه "أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬الخي‪++‬ل‬
‫معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة‪ .‬قيل‪ :‬يا رسول هللا وما ذاك؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫األجر والغنيمة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة ومس‪++‬لم عن جري‪++‬ر بن عب‪++‬د هللا رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‬
‫"رأيت النبي صلى هللا عليه وسلم يلوي ناصية فرسه بإصبعه ويقول‪ :‬الخير‬
‫معقود بنواصي الخيل إلى يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج النسائي وأبو مس‪++‬لم الكش‪++‬ي في س‪++‬ننه عن س‪++‬لمة بن نفي‪++‬ل رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه "أن النبي صلى هللا عليه وسلم ق‪+‬ال‪ :‬الخي‪+‬ل معق‪+‬ود في نواص‪+‬يها الخ‪+‬ير‬
‫إلى يوم القيامة‪ ،‬قيل‪ :‬يا رسول هللا وما ذاك؟ قال‪ :‬األجر والغنيمة"‪.‬‬
‫وأخرج الط‪+‬براني واآلج‪++‬ري في كت‪+‬اب النص‪++‬يحة عن أبي كبش‪+‬ة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"الخي‪++‬ل معق‪++‬ود في نواص‪++‬يها‬
‫الخير إلى يوم القيام‪+‬ة وأهله‪+‬ا مع‪+‬انون عليه‪+‬ا‪ ،‬والمنف‪+‬ق عليه‪+‬ا كالباس‪+‬ط ي‪+‬ده‬
‫بالصدقة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن سوادة بن الربيع الج‪++‬رمي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أتيت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فأمرني بذود‪ ،‬وقال "عليك بالخيل فإن الخيل‬
‫معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم"الخيل في نواصيها الخير والمغنم إلى يوم القيامة‪ ،‬ونواصيها‬
‫أذناها وأذنابها مذابها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد في الطبقات وابن من‪+‬ده في الص‪++‬حابة عن يزي‪+‬د بن عب‪+‬د هللا‬
‫بن غريب المليكي عن أبيه عن ج‪++‬ده عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الخيل معق‪+‬ود في نواص‪+‬يها الخ‪+‬ير والني‪+‬ل إلى ي‪+‬وم القيام‪+‬ة‪ ،‬وأهله‪+‬ا مع‪+‬انون‬
‫عليها‪ ،‬والمنفق عليها كباسط كفيه في الصدقة ال يقبضها‪ ،‬وأبوالها وأرواثه‪++‬ا‬
‫عند هللا يوم القيامة كذكي المسك"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د عن أس‪++‬ماء بنت يزي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا "أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬الخي‪++‬ل معق‪++‬ود في نواص‪++‬يها الخ‪++‬ير أب‪++‬دا‬
‫إلى يوم القيامة‪ ،‬فمن ربطها عدة في سبيل هللا وأنفق عليها احتسابا في سبيل‬
‫هللا فإن شبعها وجوعها وريها وظمأها وأبواله‪++‬ا وأرواثه‪++‬ا فالح في موازين‪++‬ه‬
‫يوم القيامة‪ ،‬ومن ربطها رياء وسمعة وفخ‪++‬را ومرح‪++‬ا ف‪++‬إن ش‪++‬بعها وجوعه‪++‬ا‬
‫وريها وظمأها وأرواثها وأبوالها خسران في موازينه يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج أبو بكر بن عاصم في الجه‪+‬اد والقاض‪++‬ي عم‪+‬ر بن الحس‪+‬ن األش‪+‬ناني‬
‫في بعض تاريخ‪++‬ه عن علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬الخيل معقود في نواص‪++‬يها الخ‪++‬ير إلى ي‪++‬وم القيام‪++‬ة‬
‫وأهلها معانون عليها‪ ،‬فخذوا بنواصيها وادعوا بالبركة وقلدوها وال تقل‪++‬دوها‬
‫إال وتار"‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيدة في كتاب الخيل عن زياد بن مسلم الغفاري رضي هللا عنه‬
‫"أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان يق‪++‬ول‪ :‬الخي‪++‬ل ثالث‪++‬ة‪ ،‬فمن ارتبطه‪++‬ا‬
‫في سبيل هللا وجهاد ع‪++‬دوه ك‪++‬ان ش‪++‬بعها وجوعه‪++‬ا وريه‪++‬ا وعطش‪++‬ها وجريه‪++‬ا‬
‫وعرقه‪++‬ا وأرواثه‪++‬ا وأبواله‪++‬ا أج‪++‬را في ميزان‪++‬ه ي‪++‬وم القيام‪++‬ة‪ ،‬ومن ارتبطه‪++‬ا‬
‫للجمال فليس له إال ذاك ومن ارتبطها فخرا ورياء ك‪++‬ان مث‪++‬ل نص في األول‬
‫وزرا في ميزانه يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني واآلج‪++‬ري في الش‪++‬ريعة والنص‪++‬يحة عن خب‪++‬اب رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "الخيل ثالثة‪ :‬ففرس لل‪++‬رحمن‪،‬‬
‫وفرس لإلنسان‪ ،‬وفرس للشيطان‪ .‬فأما فرس الرحمن‪ ،‬فما أعد في س‪++‬بيل هللا‬
‫وقوتل عليه أعداء هللا‪ ،‬وأما فرس اإلنسان‪ ،‬فما استبطن ويحمل علي‪++‬ه‪ ،‬وأم‪++‬ا‬
‫فرس الشيطان‪ ،‬فما قومر عليه"‪ .‬وأخرجه ابن أبي شيبة عن خباب موقوفا‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن ابن مسعود رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم‬
‫قال "الخيل ثالثة‪ :‬فرس للرحمن‪ ،‬وف‪++‬رس لإلنس‪++‬ان‪ ،‬وف‪++‬رس للش‪++‬يطان‪ .‬فأم‪++‬ا‬
‫فرس الرحمن‪ ،‬فالذي يرتبط في سبيل هللا فعلفه وروثه وبوله وذكر م‪++‬ا ش‪++‬اء‬
‫هللا‪ ،‬وأما فرس الشيطان‪ ،‬فالذي يقامر أي يراهن عليه‪ ،‬وأما فرس اإلنس‪++‬ان‪،‬‬
‫فالفرس يرتبطها اإلنسان يلتمس بطنها ستر من فقر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد من طريق أبي عمر والشيباني رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫عن رجل من األنصار عن النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال "الخي‪++‬ل ثالث‪++‬ة‪:‬‬
‫فرس يربطه الرج‪++‬ل في س‪++‬بيل هللا فثمن‪++‬ه أج‪++‬ر وعاريت‪++‬ه أج‪++‬ر وعلف‪++‬ه أج‪++‬ر‪،‬‬
‫وفرس يعالق فيه الرجل وي‪+‬راهن فثمن‪+‬ه وزر وعلف‪++‬ه وزر‪ ،‬وف‪++‬رس للبطن‪+‬ة‪،‬‬
‫فعسى أن يكون سددا من الفقر إن شاء هللا تعالى"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والنس‪++‬ائي عن أنس بن مال‪++‬ك رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم " البرك‪++‬ة في نواص‪++‬ي‬
‫الخيل"‪.‬‬
‫وأخرج النسائي عن أنس رضي هللا عنه قال "لم يكن شيء أحب إلى رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم بعد النساء من الخيل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وأحمد في الزهد عن معق‪++‬ل بن يس‪++‬ار رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‬
‫"ما كان شي أحب إلى رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم من الخي‪++‬ل‪ .‬ثم ق‪++‬ال‪:‬‬
‫اللهم غفرا إال النساء"‪.‬‬
‫وأخرج الدمياطي في كتاب الخيل عن زي‪+‬د بن ث‪+‬ابت رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال "‬
‫سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول "من حبس فرسا في س‪++‬بيل هللا‪،‬‬
‫كان سترة من النار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي عاصم في الجه‪+‬اد عن يزي‪+‬د بن عب‪+‬د هللا بن غ‪+‬ريب المليكي‬
‫عن أبي‪++‬ه عن ج‪++‬ده ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "في الخي‪++‬ل‬
‫وأبوالها وأرواثها كف من مسك الجنة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"المنفق على الخيل كباسط يده بالصدقة ال يقبضها‪ ،‬وأبواله‪++‬ا وأرواثه‪++‬ا عن‪++‬د‬
‫هللا يوم القيامة كذكي المسك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن ماج‪++‬ة وابن أبي عاص‪++‬م عن تميم ال‪++‬داري رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬من ارتبط فرسا في س‪++‬بيل هللا‬
‫ثم عالج علفه بيده‪ ،‬كان له بكل حبة حسنة"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن أبي عاصم عن تميم رضي هللا عنه قال‪ :‬س‪++‬معت رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬ما من ام‪++‬رئ مس‪++‬لم ينقي لفرس‪++‬ه الش‪++‬عير ثم‬
‫يعلفه عليه إال كتب هللا تعالى له بكل حبة حسنة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن ماج‪++‬ة وابن أبي عاص‪++‬م عن أبي بك‪++‬ر الص‪++‬ديق رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ال يدخل الجنة سيء الملكة‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫يا رسول هللا‪ ،‬أليس أخبرتنا أن هذه األمة أكثر األمم مملوكين وأيامى؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬فأكرموهم بكرامة أوالدكم‪ ،‬وأطعموهم مما تأكلون‪ .‬قالوا‪ :‬فما ينفعنا في‬
‫الدنيا؟ قال‪ :‬فرس تربطه تقاتل عليه في سبيل هللا‪ ،‬ومملوك يكفيك فإذا كف‪++‬اك‬
‫فهو أخوك"‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و عب‪++‬د هللا الحس‪++‬ين بن إس‪++‬معيل المح‪++‬املي عن س‪++‬لمان رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يق‪++‬ول‪" :‬م‪++‬ا من رج‪++‬ل مس‪++‬لم إال‬
‫حق عليه أن يرتبط فرسا إذا أطاق ذلك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي عاصم عن سوادة بن الربيع رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم "ارتبطوا الخيل‪ ،‬فإن الخيل في نواصيها الخير"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي عاصم عن ابن الحنظلية رضي هللا عنه‪ :‬سمعت رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬من ارتبط فرسا في سبيل هللا‪ ،‬كانت النفقة علي‪+‬ه‬
‫كالماد يده بصدقة ال يقطعها"‪.‬‬
‫وأخرج أبو طاهر المخلص عن ابن الحنظلية رضي هللا عنه‪ :‬سمعت رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬الخيل معق‪++‬ود في نواص‪++‬يها‪ ،‬الخ‪++‬ير إلى ي‪++‬وم‬
‫القيام‪++‬ة وص‪++‬احبها يع‪++‬ان عليه‪++‬ا‪ ،‬والمنف‪++‬ق عليه‪++‬ا كالباس‪++‬ط ي‪++‬ده بالص‪++‬دقة ال‬
‫يقبضها"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وأبو داود وابن أبي عاصم والح‪++‬اكم عن ابن الحنظلي‪++‬ة رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم"إن المنف‪+‬ق على الخي‪+‬ل في‬
‫سبيل هللا‪ ،‬كباسط يده بالصدقة ال يقبضها"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج البخ‪++‬اري والنس‪++‬ائي والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وال‪++‬بيهقي عن أبي هري‪++‬رة‬
‫رضي هللا عنه عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال "من احتبس فرس‪++‬ا في‬
‫سبيل هللا إيمانا باهلل وتصديق موعود هللا كان شبعه وريه وبول‪++‬ه حس‪++‬نات في‬
‫ميزانه يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والنس‪+‬ائي والح‪+‬اكم وص‪+‬ححه عن أبي ذر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه عن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال "م‪+‬ا من ف‪++‬رس ع‪+‬ربي إال ي‪+‬ؤذن ل‪++‬ه عن‪+‬د ك‪+‬ل‬
‫سحر بدعوتين‪ ،‬يقول‪ :‬اللهم كم‪+‬ا خولت‪+‬ني من خولت‪+‬ني من ب‪+‬ني آدم ف‪+‬اجعلني‬
‫من أحب ماله وأهله إليه"‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود والحاكم وصححه عن أبي هريرة رضي هللا عنه "أن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم كان يسمي األنثى من الخيل فرسا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الط‪++‬براني عن أبي كبش‪++‬ة األنم‪++‬اري رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت‬
‫رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول"من أط‪++‬رق مس‪++‬لما فرس‪++‬ا ف‪++‬أعقب ل‪++‬ه‬
‫الفرس‪ ،‬كتب هللا ل‪++‬ه أج‪++‬ر س‪++‬بعين فرس‪++‬ا يحم‪++‬ل عليه‪++‬ا في س‪++‬بيل هللا‪ ،‬وإن لم‬
‫تعقب له كان له كأجر سبعين فرسا يحمل عليه في سبيل هللا"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬ما تعاطى الناس بينهم‬
‫شيئا قط أفضل من الطرق‪ ،‬يطرق الرجل فرسه فيجري ل‪++‬ه أج‪++‬ره‪ ،‬ويط‪++‬رق‬
‫الرجل فحله فيجري له أجره‪ ،‬ويطرق الرجل كبشه فيجري له أجره"‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيدة في كتاب الخيل عن معاوية بن خديج رضي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه‬
‫لما افتتحت مصر كان لكل قوم مراغة يمرغون فيه‪+‬ا خي‪+‬ولهم‪ ،‬فم‪+‬ر معاوي‪+‬ة‬
‫بأبي ذر رضي هللا عنه وهو يمرغ فرسا له‪ ،‬فسلم عليه ووقف ثم قال‪ :‬يا أب‪++‬ا‬
‫ذر‪ ،‬ما ه‪+‬ذا الف‪+‬رس؟ ق‪+‬ال‪ :‬ف‪+‬رس لي ال أراه إال مس‪+‬تجابا‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬وه‪+‬ل ت‪+‬دعو‬
‫الخيل وتجاب؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ليس من ليلة إال والف‪++‬رس ي‪++‬دعو فيه‪++‬ا رب‪++‬ه فيق‪++‬ول‪:‬‬
‫رب إنك سخرتني البن آدم وجعلت رزقي في يده‪ :‬اللهم ف‪++‬اجعلني أحب إلي‪++‬ه‬
‫من أهله وولده‪ ،‬فمنها المستجاب ومنها غير المستجاب‪ ،‬وال أرى فرسي هذا‬
‫إال مستجابا‪.‬‬
‫وأخرج أب‪+‬و عبي‪+‬دة عن عب‪+‬د هللا بن عم‪+‬رو بن الع‪+‬اص رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‬
‫"أص‪++‬اب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وس‪++‬لم فرس‪++‬ا من ج‪++‬دس حي من‬
‫اليمن‪ ،‬فأعطاه رجال من األنصار وق‪++‬ال‪ :‬إذا ن‪++‬زلت ف‪++‬انزل قريب‪++‬ا م‪++‬ني ف‪++‬إني‬
‫أسار إلى صهيله‪ ،‬ففقده ليل‪+‬ة فس‪+‬أل عن‪+‬ه فق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا‪ ،‬إن‪+‬ا خص‪+‬يناه‪.‬‬
‫فقال‪ :‬مثلت به يقولها ثالثا‪ ،‬الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة‪،‬‬
‫أعرافها أدفاؤها وأذنابها مذابها‪ ،‬التمسوا نسلها وباهوا بصهيلها المشركين"‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيدة عن مكحول رضي هللا عنه قال‪ :‬نهى رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم عن ج‪++‬ز أذن‪++‬اب الخي‪++‬ل وأعرافه‪++‬ا ونواص‪++‬يها وق‪++‬ال "أم‪++‬ا أذنابه‪++‬ا‬
‫فمذابها‪ ،‬وأما أعرافها فأدفاؤها‪ ،‬وأما نواصيها ففيها الخير"‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم عن أنس بن مالك رضي هللا عنه عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال "ال تهلبوا أذناب الخيل‪ ،‬وال تجزوا أعرافها ونواص‪++‬يها‪ ،‬ف‪++‬إن‬
‫البركة في نواصيها‪ ،‬ودفاؤها في أعرافها‪ ،‬وأذنابها مذابها"‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و داود عن عتب‪++‬ة بن عب‪++‬د هللا الس‪++‬لمي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬أن‪++‬ه س‪++‬مع‬
‫رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪" :‬ال تقص‪++‬وا نواص‪++‬ي الخي‪++‬ل وال‬
‫معارفه‪++‬ا وال أذنابه‪++‬ا‪ ،‬فأم‪++‬ا أذنابه‪++‬ا م‪++‬ذابها‪ ،‬ومعارفه‪++‬ا أدفاؤه‪++‬ا‪ ،‬ونواص‪++‬يها‬
‫معقود فيها الخير"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن أبي واقد أنه بلغه "أن النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ام‬
‫إلى فرسه فمسح وجهه بكم قميصه فقالوا‪ :‬يا رسول هللا أبقميص‪++‬ك؟ ق‪++‬ال‪ :‬إن‬
‫جبريل عاتبني في الخيل"‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)2 ...‬اآلية ‪... ...60‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و عبي‪++‬دة من طري‪++‬ق يح‪++‬يى بن س‪++‬عيد عن ش‪++‬يخ من األنص‪++‬ار "أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مسح بط‪+‬رف ردائ‪+‬ه وج‪+‬ه فرس‪+‬ه وق‪+‬ال‪ :‬إني‬
‫عتبت الليلة في أذلة الخيل"‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيدة عن عبد هللا بن دينار رضي هللا عنه قال "مسح رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم وجه فرسه بثوبه‪ ،‬وقال‪ :‬إن جبريل ب‪+‬ات الليل‪+‬ة يع‪+‬اتبني‬
‫في أذلة الخيل"‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود في المراسيل عن الوضين بن عطاء رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ال تقودوا الخيل بنواصيها فتذلوها"‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود في المراسيل عن مكحول رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم "أكرموا الخيل وجللوها"‪.‬‬
‫وأخرج الحسن بن عرفة عن مجاهد رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬أبص‪++‬ر رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم إنسانا ضرب وجه فرسه ولعنه فقال "هذه م‪+‬ع تل‪++‬ك‪ ،‬إال‬
‫أن تقاتل عليه في سبيل هللا‪ ،‬فجع‪++‬ل الرج‪++‬ل يقات‪++‬ل علي‪++‬ه ويحم‪++‬ل إلى أن ك‪++‬بر‬
‫وضعف وجعل يقول‪ :‬اشهدوا اشهدوا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو نصر يوسف بن عمر القاضي في سننه عن زيد بن ثابت رضي‬
‫هللا عنه "أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم قض‪++‬ى في عين الف‪++‬رس رب‪++‬ع‬
‫ثمنه"‪.‬‬
‫وأخرج محمد بن يعقوب الخلي في كتاب الفروس‪++‬ية عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬ما من ليل‪+‬ة إال ي‪+‬نزل مل‪+‬ك من الس‪+‬ماء يحبس عن دواب الغ‪+‬زاة‬
‫الكالل‪ ،‬إال دابة في عنقها جرس‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وأبو داود والنسائي عن أبي وهب الجشمي رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"ارتبطوا الخيل وامسحوا بنواصيها‬
‫وأكنافها وقلدوها وال تقلدوها االوت‪++‬ار‪ ،‬وعليكم بك‪++‬ل كميت أغ‪++‬ر محج‪++‬ل‪ ،‬أو‬
‫أشقر أغر محجل‪ ،‬أو أدهم أغر محجل"‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و داود والترم‪++‬ذي وحس‪++‬نه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا عن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال "يمن الخيل في شقرها"‪.‬‬
‫وأخرج الواقدي عن عبد هللا بن عمرو بن العاص قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وس‪++‬لم"خ‪++‬ير الخي‪++‬ل الش‪++‬قر‪ ،‬وإال ف‪++‬األدهم أغ‪++‬ر محج‪++‬ل ثالث طلي‪++‬ق‬
‫اليمنى"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و عبي‪++‬دة عن الش‪++‬عبي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في ح‪++‬ديث رفع‪++‬ه أن‪++‬ه ق‪++‬ال‬
‫"التمسوا الحوائج على الف‪++‬رس الكميت األرثم المحج‪++‬ل الثالث المطل‪++‬ق الي‪++‬د‬
‫اليمنى"‪.‬‬
‫وأخرج الحسن بن عرفة عن موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫جاء رجل إلى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‪" :‬إني أري‪++‬د أن أبت‪++‬اع‬
‫فرسا‪ .‬فقال له رس‪++‬ول هللا‪ :‬علي‪++‬ك ب‪++‬ه كميت‪++‬ا وأدهم أق‪++‬راح أرثم محج‪++‬ل ثالث‬
‫طليق اليمنى"‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيدة وابن أبي شيبة عن عطاء رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم "إن خير الخيل الحو"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عرفة عن نافع بن جبير رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم قال "اليمن في الخيل في كل أحوى أحم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم وأبو داود والترمذي والنس‪++‬ائي وابن ماج‪++‬ة عن‬
‫أبي هريرة رضي هللا عنه قال "كان رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يك‪++‬ره‬
‫الشكال من الخيل"‪.‬‬
‫وأخرج أحم‪++‬د والترم‪++‬ذي وص‪++‬ححه وابن ماج‪++‬ة والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه عن أبي‬
‫قتادة رضي هللا عنه‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم ق‪+‬ال‪" :‬خ‪+‬ير الخي‪+‬ل‬
‫األدهم األق‪++‬رح المحج‪++‬ل األرثم طل‪++‬ق الي‪++‬د اليم‪++‬نى‪ ،‬ف‪++‬إن لم يكن أدهم فكميت‬
‫على هذه النسبة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني والحاكم وصححه عن عقبة بن عامر رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "إذا أردت أن تغ‪++‬تزي فاش‪++‬تري فرس‪++‬ا‬
‫أدهم أغر محجال مطلق اليمنى‪ ،‬فإنك تغنم وتسلم"‪.‬‬
‫وأخرج سعد والحرث بن أبي أسامة وأب‪+‬و يعلى وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم‬
‫وابن قانع في معجمه والطبراني وأبو الشيخ وابن منده والروياني في مسنده‬
‫وابن مردويه وابن عساكر عن يزيد بن عبد هللا بن عريب عن أبيه عن ج‪+‬ده‬
‫عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬في قول‪++‬ه {وآخ‪++‬رين من دونهم ال‬
‫تعلم‪++‬ونهم هللا يعلمهم} ق‪++‬ال‪" :‬هم الجن‪ ،‬وال يخب‪++‬ل الش‪++‬يطان إنس‪++‬انا في داره‬
‫فرس عتيق"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي اله‪++‬دى عن أبي‪++‬ه عمن حدث‪++‬ه عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم في قوله {وآخرين من دونهم ال تعلمونهم} ق‪++‬ال‪" :‬هم الجن‪ ،‬فمن‬
‫ارتبط حصانا من الخيل لم يتخلل منزله شيطان"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن سليمان بن موسى رضي هللا عنه في قوله {وآخرين‬
‫من دونهم ال تعلمونهم هللا يعلمهم} ولن يخبل الشيطان إنسانا في داره ف‪++‬رس‬
‫عتيق‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردوي‪+‬ه عن ابن عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{وآخ‪++‬رين من دونهم} يع‪++‬ني الش‪++‬يطان ال يس‪++‬تطيع ناص‪++‬ية ف‪++‬رس ألن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وس‪+‬لم ق‪+‬ال "الخي‪+‬ل معق‪+‬ود في نواص‪+‬يها الخ‪+‬ير فال يس‪+‬تطيعه‬
‫شيطان أبدا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الفري‪++‬ابي وابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {وآخ‪++‬رين من دونهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قريظة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل في قوله {وآخ‪++‬رين من دونهم ال‬
‫تعلمونهم} ق‪++‬ال‪ :‬يع‪++‬ني المن‪++‬افقين {هللا يعلمهم} يق‪++‬ول‪ :‬هللا يعلم م‪++‬ا في قل‪++‬وب‬
‫المنافقين من النفاق الذي يسرون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وآخ‪++‬رين من‬
‫دونهم ال تعلم‪++‬ونهم هللا يعلمهم} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ؤالء المن‪++‬افقون ال تعلم‪++‬ونهم‪ ،‬ألنهم‬
‫معكم يقولون‪ :‬ال إله إال هللا ويغزون معكم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وآخ‪++‬رين من‬
‫دونهم} قال‪ :‬أهل فارس‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم واب‪++‬و الش‪++‬يخ عن س‪++‬فيان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وآخرين من دونهم} قال‪ :‬قال ابن اليمان رضي هللا عنه‪ :‬هم الشياطين التي‬
‫في الدور‪.‬‬
‫@ اآلية ‪61‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {وإن‬
‫جنحوا للسلم} قال‪ :‬قريظة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وإن جنح‪++‬وا للس‪++‬لم‬
‫ف‪++‬اجنح له‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت في ب‪++‬ني قريظ‪++‬ة‪ ،‬نس‪++‬ختها (فال تهن‪++‬وا وت‪++‬دعوا إلى‬
‫السلم‪( )...‬محمد اآلية ‪ )35‬إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عبد ال‪++‬رحمن بن أب‪++‬زي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن الن‪++‬بي‬
‫كان يقرأ (وإن جنحوا للسلم} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {وإن جنحوا‬
‫للسلم} قال‪ :‬الطاعة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {وإن جنح‪++‬وا‬
‫للسلم فاجنح لها} قال‪ :‬إن رضوا فارض‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه في قوله {وإن جنحوا للسلم‬
‫فاجنح لها} يقول‪ :‬إذا أرادوا الصلح فأرده‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ .‬أنه قرأ "وإن جنح‪++‬وا‬
‫للسلم" يعني بالخفض وهو الصلح‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن مبش‪++‬ر بن عبي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا أن‪++‬ه ق‪++‬رأ "وإن‬
‫جنحوا للسلم" يعني بفتح السين يعني الصلح‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} ق‪++‬ال‪ :‬نس‪++‬ختها ه‪++‬ذه‬
‫اآلية (قاتلوا الذين ال يؤمنون باهلل وال باليوم اآلخ‪++‬ر) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة ‪ )29‬إلى‬
‫قوله (صاغرون)‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر والنحاس في ناسخه وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن قت‪+‬ادة‬
‫رضي هللا عنه في قوله {وإن جنحوا للسلم} أي الصلح {ف‪++‬اجنح له‪++‬ا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كانت قبل براءة‪ ،‬وكان النبي يوادع الناس إلى أجل‪ ،‬فإما أن يسلموا وإم‪++‬ا أن‬
‫يقاتلهم‪ ،‬ثم نس‪++‬خ ذل‪++‬ك في ب‪++‬راءة فق‪++‬ال (اقتل‪++‬وا المش‪++‬ركين حيث وج‪++‬دتموهم)‬
‫(التوبة اآلية ‪ )5‬وقال‪( :‬قاتلوا المشركين كافة) (التوبة اآلية ‪ )36‬نبذ إلى كل‬
‫ذي عهد عهده‪ ،‬وأمره أن يقاتلهم حتى يقولوا ال إل‪++‬ه إال هللا ويس‪++‬لموا‪ ،‬وأن ال‬
‫يقبل‪+‬وا منهم إال ذل‪+‬ك وك‪+‬ل عه‪+‬د ك‪+‬ان في ه‪+‬ذه الس‪+‬ورة وغيره‪+‬ا وك‪+‬ل ص‪+‬لح‬
‫يصالح به المسلمون المشركين يتواعدون به‪ ،‬فإن براءة جاءت بنس‪++‬خ ذل‪++‬ك‪،‬‬
‫فأمر بقتالهم قبلها على كل حال حتى يقولوا ال إله إال هللا‪.‬‬
‫@ اآليات ‪63 - 62‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {وإن يردوا أن يخادعوك} قال‪ :‬قريظة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ه‪++‬و ال‪++‬ذي أي‪++‬دك‬
‫بنصره وبالمؤمنين} قال‪ :‬األنصار‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن النعمان بن بشير رضي هللا عنه في قوله {هو الذي‬
‫أيدك بنصره وبالمؤمنين} اآلية قال‪ :‬نزلت في األنصار‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {ه‪++‬و ال‪++‬ذي‬
‫أيدك بنص‪++‬ره وب‪++‬المؤمنين} ق‪++‬ال‪ :‬هم األنص‪++‬ار‪.‬وأخ‪++‬رج ابن عس‪++‬اكرعن أبي‬
‫هريرة رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬مكت‪++‬وب على الع‪++‬رش‪ :‬ال إل‪++‬ه إال أن‪++‬ا وح‪++‬دي ال‬
‫شريك لي‪ ،‬محمد عبدي ورسولي أيدته بعلي‪ ،‬وذل‪++‬ك قول‪++‬ه {ه‪++‬و ال‪++‬ذي أي‪++‬دك‬
‫بنصره وبالمؤمنين}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المب‪++‬ارك وابن أبي ش‪++‬يبة وابن أبي ال‪++‬دنيا في كت‪++‬اب اإلخ‪++‬وان‬
‫والنسائي والبزار وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه‬
‫وابن مردويه والبيهقي في شعب اإليمان عن ابن مسعود رضي هللا عن‪+‬ه‪ .‬أن‬
‫هذه اآلية نزلت في المتحابين {لو أنفقت ما في األرض جميع‪++‬ا م‪++‬ا ألفت بين‬
‫قلوبهم ولكن هللا ألف بينهم}‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وال‪+‬بيهقي في الش‪+‬عب واللف‪+‬ظ ل‪+‬ه‪،‬‬
‫عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال " قراب‪++‬ة ال‪++‬رحم تقط‪++‬ع‪ ،‬ومن‪++‬ة المنعم‬
‫تكفر‪ ،‬ولم نر مثل تقارب القلوب‪ .‬يقول هللا {لو أنفقت ما في األرض جميع‪++‬ا‬
‫م‪++‬ا ألفت بين قل‪++‬وبهم ولكن هللا أل‪++‬ف بينهم} وذل‪++‬ك موج‪++‬ود في الش‪++‬عر ق‪++‬ال‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫إذا مت ذو القربى إليك برحمه * فغشك واستغنى فليس بذي رحم‬
‫ولكن ذا القربى الذي إن دعوته * أجاب‪ :‬ومن يرمي العدو الذي ترمي‬
‫ومن ذلك قول القائل‪:‬‬
‫ولقد صحبت الناس ثم خبرتهم * وبلوت ما وصلوا من األسباب‬
‫فإذا القرابة ال تقرب قاطعا * وإذ المودة أقرب األسباب‬
‫قال البيهقي‪ :‬هكذا وجدته موصوال بق‪++‬ول ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪ ،‬وال‬
‫أدري قوله وذلك موجود في الشعر من قوله أو من قبل من قبله من الرواة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المب‪++‬ارك وعب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم‬
‫والبيهقي عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬النعمة تكفر‪ ،‬وال‪++‬رحم يقط‪++‬ع‪،‬‬
‫وإن هللا تعالى إذا قارب بين القلوب لم يزحزحها شيء‪ ،‬ثم تال {لو أنفقت م‪++‬ا‬
‫في األرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬إذا لقي الرجل أخاه فصافحه‪ ،‬تح‪++‬اتت ال‪++‬ذنوب بينهم‪++‬ا كم‪++‬ا ين‪++‬ثر ال‪++‬ريح‬
‫الورق‪ .‬فقال رجل‪ :‬إن هذا من العمل اليس‪++‬ير‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬ألم تس‪++‬مع هللا ق‪++‬ال {ل‪++‬و‬
‫أنفقت ما في األرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن هللا ألف بينهم}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن األوزاعي ق‪++‬ال‪ :‬كتب إلي قت‪++‬ادة‪ :‬إن يكن ال‪++‬دهر ف‪++‬رق‬
‫بيننا فإن ألفة هللا الذي ألف بين المسلمين قريب‪.‬‬
‫@ اآلية ‪64‬‬
‫وأخرج البزار عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬لم‪++‬ا أس‪++‬لم عم‪++‬ر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال المشركون‪ :‬قد انتصف القوم منا اليوم‪ ،‬وأنزل هللا {يا أيها الن‪++‬بي‬
‫حسبك هللا ومن اتبعك من المؤمنين}‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس قال‪ :‬لما أسلم م‪++‬ع‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم تسعة وثالثون رجال وام‪++‬رأة‪ ،‬ثم إن عم‪++‬ر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه أسلم‪ ،‬فصاروا أربعين فنزل {يا أيها النبي حسبك هللا ومن اتبعك من‬
‫المؤمنين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي‬
‫اله عنه قال‪ :‬لما أسلم مع الن‪+‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ثالث‪++‬ة وثالث‪+‬ون رجال‬
‫وست نسوة‪ ،‬ثم أسلم مع النبي صلى هللا عليه وسلم عمرنزلت {يا أيها الن‪++‬بي‬
‫حسبك هللا‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن المسيب رضي هللا عنه قال‪ :‬لم‪++‬ا أس‪++‬لم عم‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه‪ ،‬أنزل هللا في إسالمه {يا أيها النبي حسبك هللا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن الزهري رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ي‪++‬ا‬
‫أيه‪++‬ا الن‪++‬بي حس‪++‬بك هللا ومن اتبع‪++‬ك من المؤم‪++‬نين} ق‪++‬ال‪ :‬فق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت في‬
‫األنصار‪.‬‬
‫وأخرج البخ‪++‬اري في تاريخ‪++‬ه وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن‬
‫الشعبي رضي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {ي‪+‬ا أيه‪+‬ا الن‪+‬بي حس‪+‬بك هللا ومن اتبع‪+‬ك من‬
‫المؤمنين} قال‪ :‬حسبك هللا وحسبك من اتبعك‪.‬‬
‫وأخرج أبو محمد إسمعيل بن علي الحطبي في األول من تحديثه من طري‪++‬ق‬
‫ط‪+‬ارق عن عم‪+‬ر بن الخط‪+‬اب رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أس‪+‬لمت راب‪+‬ع أربعين‪،‬‬
‫فنزلت {يا أيها النبي حسبك هللا ومن اتبعك من المؤمنين}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي ال‪++‬ه عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬يق‪++‬ول‪ :‬حس‪++‬بك هللا‬
‫والمؤمنون‪.‬‬
‫@ اآليات ‪66 - 65‬‬
‫أخ‪++‬رج البخ‪++‬اري وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‬
‫وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان من طري‪++‬ق س‪++‬فيان بن عم‪++‬رو بن دين‪++‬ارعن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ن‪++‬زلت {إن يكن منكم عش‪++‬رون ص‪++‬ابرون‬
‫يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائ‪+‬ة يغلب‪+‬وا ألف‪+‬ا} فكتب عليهم أن ال يف‪+‬ر واح‪+‬د‬
‫من عش‪++‬رة‪ ،‬وأن ال يف‪++‬ر عش‪++‬رون من م‪++‬ائتين‪ ،‬ثم ن‪++‬زلت {اآلن خف‪++‬ف هللا‬
‫عنكم‪ }...‬اآلية‪ .‬فكتب أن ال يفر مائة من مائتين قال سفيان‪ :‬وقال ابن شبرمة‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬وأرى األمر بالمعروف والنهي عن المنكر مثل هذا‪ ،‬إن كانا‬
‫رجلين أمرهما وإن كانا ثالثة فهو في سعة من تركهم‪.‬‬
‫وأخرج البخاري والنحاس في ناسخه وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن‬
‫ابن عب‪++‬اس رض‪+++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪+++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ن‪++‬زلت {إن يكن منكم عش‪++‬رون‬
‫صابرون يغلبوا مائتين} ش‪++‬ق ذل‪++‬ك على المس‪++‬لمين حين ف‪++‬رض عليهم أن ال‬
‫يف‪++‬ر واح‪++‬د من عش‪++‬رة‪ ،‬فج‪++‬اء التخفي‪++‬ف {اآلن خف‪++‬ف هللا عنكم وعلم أن فيكم‬
‫ضعفا فإن تكن منكم مائ‪++‬ة ص‪++‬ابرة يغلب‪++‬وا م‪++‬ائتين} فلم‪++‬ا خف‪++‬ف هللا عنهم من‬
‫العدة نقص من الصبر بقدر ما خفف عنهم‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن راهويه في مسنده وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫والطبراني في األوسط وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬افترض أن يقاتل كل رجل عشرة‪ ،‬فثقل ذلك عليهم وشق عليهم‪،‬‬
‫فوض‪++‬ع عنهم ورد عنهم إلى أن يقات‪++‬ل الرج‪++‬ل ال‪++‬رجلين‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا في ذل‪++‬ك‬
‫{وإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} إلى آخر اآليات‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫اف‪++‬ترض عليهم أن يقات‪++‬ل ك‪++‬ل رج‪++‬ل عش‪++‬رة‪ ،‬فثق‪++‬ل ذل‪++‬ك عليهم وش‪++‬ق عليهم‪،‬‬
‫فوض‪++‬ع عنهم ورد عنهم إلى أن يقات‪++‬ل الرج‪++‬ل ال‪++‬رجلين‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا في ذل‪++‬ك‬
‫{وإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين} إلى آخر اآليات‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫نزلت ه‪++‬ذه اآلي‪+‬ة {ي‪+‬ا أيه‪+‬ا الن‪+‬بي ح‪++‬رض المؤم‪+‬نين على القت‪+‬ال} ثقلت على‬
‫المسلمين فأعظموا أن يقاتل عش‪++‬رون م‪++‬ائتين‪ ،‬ومائ‪++‬ة ألف‪++‬ا‪ ،‬فخف‪++‬ف هللا عنهم‬
‫فنسخها باآلية األخرى‪ ،‬فقال {اآلن خف‪+‬ف هللا عنكم وعلم أن فيكم ض‪+‬عفا‪}...‬‬
‫اآلية‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فك‪+‬انوا إذا ك‪+‬انوا على الش‪+‬طر من ع‪+‬دوهم لم ينب‪+‬غ لهم أن يف‪++‬روا‬
‫منهم‪ ،‬وإن ك‪++‬انوا دون ذل‪++‬ك لم يجب عليهم قت‪++‬الهم وج‪++‬از لهم أن يتح‪++‬رزوا‬
‫عنهم‪ ،‬ثم عاتبهم في األس‪+‬ارى وأخ‪++‬ذ المغ‪++‬انم ولم يكن أح‪++‬د قبل‪++‬ه من األنبي‪++‬اء‬
‫عليهم السالم يأكل مغنما من عدو هو هلل‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{إن يكن منكم عشرون ص‪+‬ابرون‪ }...‬اآلي‪+‬ة‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬فف‪+‬رض عليهم أن ال يف‪+‬ر‬
‫رجل من عشرة وال قوم من عشرة أمثالهم‪ ،‬فجهد الن‪++‬اس ذل‪++‬ك وش‪++‬ق عليهم‪،‬‬
‫فنزلت اآلي‪++‬ة {اآلن خف‪++‬ف هللا عنكم} إلى قول‪++‬ه {ألفين} فف‪++‬رض عليهم أن ال‬
‫يفر رجل من رجلين وال قوم من مثليهم‪ ،‬ونقص من الصبر بقدر م‪++‬ا تخف‪++‬ف‬
‫عنهم من العدة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن يكن‬
‫منكم عشرون‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬كان يوم بدر‪ ،‬جعل هللا على المسلمين أن يقاتل‬
‫الرج‪++‬ل الواح‪++‬د منهم عش‪++‬رة من المش‪++‬ركين لقط‪++‬ع داب‪++‬رهم‪ ،‬فلم‪++‬ا ه‪++‬زم هللا‬
‫المشركين وقطع دابرهم خفف على المسلمين بعد ذلك‪ ،‬ف‪++‬نزلت {اآلن خف‪++‬ف‬
‫هللا عنكم} يعني بعد قتال بدر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن يكن منكم‬
‫عش‪+‬رون ص‪++‬ابرون يغلب‪+‬وا م‪+‬ائتين} ق‪++‬ال‪ :‬ن‪+‬زلت في أه‪++‬ل ب‪+‬در‪ ،‬ش‪+‬دد عليهم‬
‫فجاءت الرخصة بعد‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا ألص‪++‬حاب محم‪++‬د‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪+‬لم ي‪++‬وم ب‪++‬در جع‪++‬ل هللا ك‪++‬ل رج‪++‬ل منهم يقات‪++‬ل عش‪++‬رة من‬
‫الكفار‪ ،‬فضجوا من ذلك فجعل على كل رجل منهم قت‪++‬ال رجلين تخفي‪++‬ف من‬
‫هللا عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عمير رضي هللا عنهما في قول‪++‬ه {إن يكن منكم‬
‫عشرون صابرون يغلبوا مائتين} قال‪ :‬نزلت فينا أص‪++‬حاب محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج الشيرازي في األلقاب وابن ع‪++‬دي والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه عن ابن عم‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنهما "أن رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬رأ {اآلن خف‪++‬ف هللا‬
‫عنكم وعلم أن فيكم ضعفا} رفع"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا عن الن‪++‬بي‪ .‬أن‪++‬ه ق‪++‬رأ‬
‫{وعلم أن فيكم ضعفا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن علي رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم‬
‫"أنه قرأ {وعلم أن فيكم ضعفا} وقرأ كل شيء في القرآن ضعف"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪69 - 67‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن أنس رضي اله عنه "أن الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم قرأ {أن يكون له أسرى} "‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن أنس رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬استش‪++‬ار الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم الناس في األسارى يوم ب‪++‬در فق‪++‬ال‪ :‬إن هللا أمكنكم منهم‪ ،‬فق‪++‬ام عم‪++‬ر بن‬
‫الخطاب رضي هللا عنه فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬اضرب أعناقهم؟ فأعرض عن‪++‬ه‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪ " :‬يا أيها الناس إن هللا قد أمكنكم منهم وإنم‪++‬ا‬
‫هم إخوانكم باألمس‪ .‬فقام عمر رضي هللا عنه فقال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬اض‪++‬رب‬
‫أعناقهم؟ فأعرض عنه النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪ ،‬ثم ع‪++‬اد فق‪++‬ال مث‪++‬ل ذل‪++‬ك‪،‬‬
‫فقام أبو بكر الصديق رضي هللا عنه فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬نرى أن تعفو عنهم‬
‫وأن تقبل منهم الفداء‪ .‬فعفا عنهم وقبل منهم الفداء‪ ،‬فنزل (لوال كت‪++‬اب من هللا‬
‫سبق) (األنفال اآلية ‪ )68‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي هللا عنه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال "استش‪++‬ار‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أبا بكر رضي هللا عنه فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪،‬‬
‫قد أعطاك الظفر ونصرك عليهم ففادهم‪ ،‬فيكون عونا ألص‪++‬حابك‪ ،‬واستش‪++‬ار‬
‫عمر رضي هللا عنه فقال‪ :‬يا رس‪++‬ول هللا‪،‬أض‪++‬رب أعن‪++‬اقهم‪ .‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬رحمكما هللا‪!...‬ما أشبهكما ب‪++‬اثنين مض‪++‬يا قبلكم‪++‬ا‪ :‬ن‪++‬وح‬
‫وإبراهيم‪ ،‬أما نوح فقال (رب ال تذر على األرض من الكافرين ديارا) (نوح‬
‫اآلية ‪ )26‬وأما إبراهيم فإنه يق‪+‬ول (رب من تبع‪+‬ني فإن‪+‬ه م‪+‬ني ومن عص‪+‬اني‬
‫فإنك غفور رحيم) (إبراهيم اآلية ‪.)36‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي وحس‪++‬نه وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫والط‪++‬براني والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن ابن‬
‫مسعود رضي هللا عنه قال‪ " :‬لما كان يوم بدر جيء باألسارى فقال أبو بكر‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬يا رسول هللا قومك وأهلك استبقهم لع‪+‬ل هللا أن يت‪+‬وب عليهم‪.‬‬
‫وقال عمر رضي هللا عنه‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬كذبوك وأخرجوك وق‪+‬اتلوك ق‪+‬دمهم‬
‫فأضرب أعناقهم‪ .‬وقال عب‪++‬د هللا بن رواح‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬أنظ‪++‬روا وادي‪++‬ا‬
‫كثير الحطب فأضرمه عليهم نارا‪ .‬فقال العباس رضي هللا عن‪++‬ه وه‪++‬و يس‪++‬مع‬
‫ما يقول‪ :‬قطعت رحمك‪ .‬ف‪++‬دخل الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ولم ي‪++‬رد عليهم‬
‫شيئا فقال أناس‪ :‬يأخذ بقول أبي بكر رضي هللا عنه؟ وقال أناس‪ :‬يأخذ بق‪++‬ول‬
‫عمر رضي هللا عنه؟ فخرج رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‪ :‬إن هللا‬
‫ليلين قلوب رجال حتى تكون ألين من اللبن‪ ،‬وإن هللا ليشدد قلوب رجال في‪++‬ه‬
‫حتى تكون أشد من الحجارة‪ ،‬مثلك يا أبا بكر مثل إبراهيم علي‪++‬ه الس‪++‬الم ق‪++‬ال‬
‫(رب من تبعني فإنه مني ومن عص‪++‬اني فإن‪++‬ك غف‪++‬ور رحيم) (إب‪++‬راهيم اآلي‪++‬ة‬
‫‪ )36‬ومثلك يا أبا بكر مثل عيسى عليه السالم قال (إن تع‪+‬ذبهم ف‪+‬إنهم عب‪+‬ادك‬
‫وإن تغف‪+‬ر لهم فإن‪+‬ك أنت العزي‪+‬ز الحكيم) ومثل‪+‬ك ي‪+‬ا عم‪+‬ر كمث‪+‬ل ن‪+‬وح علي‪+‬ه‬
‫الس‪++‬الم إذ ق‪++‬ال (رب ال ت‪++‬ذر على األرض من الك‪++‬افرين دي‪++‬ارا) (ن‪++‬وح اآلي‪++‬ة‬
‫‪ )26‬ومثلك ي‪++‬ا عم‪++‬ر كمث‪++‬ل موس‪++‬ى علي‪++‬ه الس‪++‬الم إذ ق‪++‬ال (ربن‪++‬ا اطمس على‬
‫أموالهم واشدد على قلوبهم فال يؤمنوا حتى يروا العذاب األليم) (يونس اآلية‬
‫‪ )88‬أنتم عالة‪ ،‬فال ينفلتن منهم أحد إال بفداء أو ض‪+‬رب عن‪+‬ق‪ .‬فق‪+‬ال عب‪+‬د هللا‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬إال س‪++‬هيل بن بيض‪++‬اء ف‪++‬إني س‪++‬معته ي‪++‬ذكر‬
‫اإلسالم‪ ،‬فسكت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فم‪+‬ا رأيت‪+‬ني في ي‪+‬وم أخ‪+‬وف‬
‫من أن تقع علي الحجارة مني في ذلك اليوم‪ ،‬حتى ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ :‬إال سهيل بن بيضاء‪ ،‬فأنزل هللا تعالى {ما كان لنبي أن تكون ل‪++‬ه‬
‫أسرى حتى يثخن في األرض {إلى آخر اآليتين"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬فض‪++‬ل‬
‫عمر رضي هللا عنه عن الناس بأربع‪ :‬بذكره األسارى يوم ب‪++‬در ف‪++‬أمر بقتلهم‬
‫فأنزل هللا {لوال كتاب من هللا سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}‪ ،‬وبذكره‬
‫الحجاب‪ ،‬أمر نساء النبي صلى هللا عليه وسلم فقالت زينب رضي هللا عنه‪++‬ا‪:‬‬
‫وإنك لتغار علينا والوحي ينزل في بيوتنا؟ فأنزل هللا (وإذا سألتموهن متاع‪++‬ا‬
‫فاسألوهن من وراء حجاب) (األحزاب اآلية ‪ ،)53‬ودعوة ن‪++‬بي هللا اللهم أي‪++‬د‬
‫اإلسالم بعمر‪ ،‬ورأيه في أبي بكر رضي عنه كان أول الناس بايعه‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال "استش‪++‬ار الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم أبا بكر وعمر رضي هللا عنهما في أس‪++‬ارى ب‪++‬در‪ ،‬فق‪++‬ال‬
‫أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬استبق قومك وخذ الفداء‪ .‬وق‪++‬ال عم‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬اقتلهم‪ .‬فقال رسول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪:‬‬
‫لو اجتمعتما ما عصيتكما‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {م‪++‬ا ك‪++‬ان لن‪++‬بي أن تك‪++‬ون ل‪++‬ه أس‪++‬رى}‬
‫اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن علي رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لألسارى يوم بدر"إن ش‪++‬ئتم‬
‫فاقتلوهم وإن شئتم فأديتم واستمتعتم بالفداء واستشهد منكم بعدتهم‪ ،‬فكان آخر‬
‫السبعين ثابت بن قيس رضي هللا عنه استشهد يوم اليمامة"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المصنف وابن أبي ش‪++‬يبة عن أبي عبي‪++‬دة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال "نزل جبريل عليه السالم على النبي يوم بدر فقال‪ :‬إن ربك يخبرك‬
‫إن ش‪++‬ئت أن تقت‪++‬ل ه‪++‬ؤالء األس‪++‬ارى وإن ش‪++‬ئت أن تف‪++‬ادي بهم ويقت‪++‬ل من‬
‫أص‪++‬حابك مثلهم‪ ،‬فاستش‪++‬ار أص‪++‬حابه‪ ،‬فق‪++‬الوا‪ :‬نف‪++‬اديهم فنق‪++‬وى بهم ويك‪++‬رم هللا‬
‫بالشهادة من يشاء"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬لم‪++‬ا استش‪++‬ار الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم الناس من أسارى بدر‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "ملكان من المالئكة أحدهما أحلى من الشهد واآلخر أم‪++‬ر من الص‪++‬بر‪،‬‬
‫ونبي‪++‬ان من األنبي‪++‬اء أح‪++‬دهما أحلى على قوم‪++‬ه من الش‪++‬هد واآلخ‪++‬ر أم‪++‬ر على‬
‫قوم‪++‬ه من الص‪++‬بر‪ ،‬فأم‪++‬ا النبي‪++‬ان فن‪++‬وح ق‪++‬ال (رب ال ت‪++‬ذر على األرض من‬
‫الكافرين ديارا) (نوح اآلية ‪ ،)26‬وأما اآلخ‪++‬ر ف‪++‬إبراهيم إذ ق‪++‬ال (فمن تبع‪++‬ني‬
‫فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم) (إبراهيم اآلية ‪ ،)36‬وأما الملك‪++‬ان‬
‫فجبريل وميكائيل‪ ،‬هذا صاحب الشدة وهذا صاحب اللين‪ .‬ومثلهما في أمتي‪،‬‬
‫أبو بكر وعمر"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا "أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال ألبي بكر وعمر رضي هللا عنهم‪+‬ا‪ :‬أال أخبركم‪+‬ا بمثيلكم‪+‬ا في‬
‫المالئكة ومثليكما في األنبياء‪ ،‬مثلك ي‪+‬ا أب‪+‬ا بك‪+‬ر في المالئك‪+‬ة كمث‪+‬ل ميكائي‪+‬ل‬
‫ينزل بالرحمة‪ ،‬ومثلك في األنبياء مث‪+‬ل إب‪+‬راهيم ق‪+‬ال (فمن تبع‪+‬ني فإن‪+‬ه م‪+‬ني‬
‫ومن عص‪+‬اني فإن‪+‬ك غف‪+‬ور رحيم) (إب‪+‬راهيم اآلي‪+‬ة ‪ )36‬ومثل‪+‬ك ي‪+‬ا عم‪+‬ر في‬
‫المالئكة مثل جبريل ينزل بالشدة والبأس والنقمة على أعداء هللا‪ ،‬ومثل‪++‬ك في‬
‫األنبياء مثل نوح قال (رب ال ت‪+‬ذر على األرض من الك‪+‬افرين دي‪+‬ارا) (ن‪+‬وح‬
‫اآلية ‪.)26‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق مجاهد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن ابن عم‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنهما "أن النبي صلى هللا عليه وسلم لما أشار أبو بكر رضي هللا‬
‫عنه فقال‪ :‬قوم‪+‬ك وعش‪+‬يرتك فخ‪++‬ل س‪+‬بيلهم‪ ،‬فاستش‪+‬ار عم‪+‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫فق‪++‬ال‪ :‬اقتلهم‪ .‬فف‪++‬اداهم رس‪++‬ول هللا‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {م‪++‬ا ك‪++‬ان لن‪++‬بي أن تك‪++‬ون ل‪++‬ه‬
‫أسرى‪ }...‬اآلية‪ .‬فلقي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫فقال‪ :‬كاد أن يصيبنا في خالفك شرا"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه وابن مردويه عن ابن عم‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪+‬ال‬
‫"لم‪++‬ا أس‪++‬ر األس‪++‬ارى ي‪++‬وم ب‪++‬در‪ ،‬أس‪++‬ر العب‪++‬اس فيمن أس‪++‬ر‪ ،‬أس‪++‬ره رج‪++‬ل من‬
‫األنصار وقد وعدته األنصار أن يقتلوه‪ ،‬فبلغ ذلك النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫فقال‪ :‬لم أنم الليلة من أجل عمي العباس‪ ،‬وق‪++‬د زعمت األنص‪++‬ار أنهم ق‪++‬اتلوه‪،‬‬
‫فقال له عمر‪ :‬فآتيهم؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فأتى عمر رضي هللا عنه األنصار فقال لهم‪:‬‬
‫أرسلوا العباس‪ .‬فقالوا‪ :‬ال وهللا ال نرسله‪ .‬فقال لهم عمر رضي هللا عنه‪ :‬ف‪++‬إن‬
‫كان لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم رضا؟ قالوا‪ :‬فإن كان لرسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم رضا فخذه‪ .‬فأخذه عمر رضي هللا عنه‪ ،‬فلما صار في يده قال‬
‫له‪ :‬يا عباس‪ ،‬أسلم فوهللا ألن تسلم أحب إلي من أن يسلم الخط‪++‬اب‪ ،‬وم‪++‬ا ذاك‬
‫إال لما رأيت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يعجبه إسالمك‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فاستش‪++‬ار‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أبا بكر رضي هللا عنه‪ ،‬فقال أبو بكر رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪+‬ه‪ :‬عش‪+‬يرتك فأرس‪+‬لهم‪ ،‬فاستش‪+‬ار عم‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه فق‪+‬ال‪ :‬أقتلهم‪.‬‬
‫ففاداهم رسول هللا‪ ،‬فأنزل هللا {ما كان لنبي أن تكون له أسرى} اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي هللا عنه "أن النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم لم يقتل يوم بدر صبرا إال ثالثة‪ .‬عقبة بن أبي معيط‪ ،‬والنض‪++‬ر بن‬
‫الحرث‪ ،‬وطعمة بن عدي‪ ،‬وكان النضر أسره المقداد"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردوي‪+‬ه من طري‪+‬ق ن‪+‬افع عن ابن عم‪+‬ر‬
‫رضي هللا عنهما قال "اختلف الناس في أسارى بدر‪ ،‬فاستش‪++‬ار الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم أبا بكر وعمر رضي هللا عنهما‪ ،‬فقال أبو بكر رضي هللا عنه‪:‬‬
‫فادهم‪ .‬وقال عمر رضي هللا عن‪++‬ه‪ :‬اقتلهم‪ .‬ق‪++‬ال قائ‪++‬ل‪ :‬أرادوا قت‪++‬ل رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وهدم اإلسالم ويأمره أبو بكر بالفداء‪!...‬وقال قائل‪ :‬ل‪++‬و‬
‫كان فيهم أبو عمر أو أخوه ما أمره بقتلهم‪!...‬فأخذ رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪+‬لم بق‪++‬ول أبي بك‪+‬ر فف‪++‬اداهم رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫{ولوال كتاب من هللا سبق لمسكم فيما أخذتم ع‪++‬ذاب عظيم} فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إن ك‪++‬اد ليمس‪++‬نا في خالف ابن الخط‪++‬اب ع‪++‬ذاب عظيم‪،‬‬
‫ولو نزل العذاب ما أفلت إال عمر"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة في المص‪++‬نف والترم‪++‬ذي وص‪++‬ححه والنس‪++‬ائي وابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في سننه من طريق‬
‫أبي صالح عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬لما كان يوم بدر تعجل الناس‬
‫إلى الغنائم فأصابوها قبل أن تحل لهم‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫"إن الغنيم‪++‬ة ال تح‪++‬ل ألح‪++‬د س‪++‬ود ال‪++‬رؤوس قبلكم‪ ،‬ك‪++‬ان الن‪++‬بي وأص‪++‬حابه إذا‬
‫غنموا جمعوها ونزلت نار من السماء فأهلكتها‪ ،‬فأنزل هللا ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {ل‪++‬وال‬
‫كتاب من هللا سبق‪ }...‬إلى آخر اآليتين"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{لوال كتاب من هللا س‪+‬بق} ق‪++‬ال‪ :‬يق‪++‬ول ل‪++‬وال أن‪+‬ه س‪+‬بق في علمي أني س‪+‬أحل‬
‫المغانم {لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} قال‪ :‬وكان العباس بن عبد المطلب‬
‫يقول‪ :‬أعطاني هللا هذه اآلية (يا أيها النبي ق‪++‬ل لمن في أي‪++‬ديكم من األس‪++‬ارى)‬
‫(األنفال اآلية ‪ )70‬وأعطاني بما أخذ مني أربعين أوقية أربعين عبدا‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج إس‪+++‬حق بن راهوي‪+++‬ه وابن جري‪+++‬ر وابن المن‪+++‬ذر وابن أبي ح‪+++‬اتم‬
‫والطبراني في األوسط وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {لوال كتاب من هللا س‪++‬بق لمس‪++‬كم فيم‪++‬ا أخ‪++‬ذتم ع‪++‬ذاب عظيم}‬
‫يعني غنائم بدر قبل أن يحلها لهم يقول‪ :‬ل‪++‬وال أني أع‪++‬ذب من عص‪++‬اني ح‪++‬تى‬
‫أتقدم إليه لمسكم عذاب عظيم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم والنح‪++‬اس في ناس‪++‬خه وابن‬
‫مردويه والبيهقي عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {ما كان لن‪+‬بي أن‬
‫تكون له أسرى} ق‪+‬ال‪ :‬ذل‪+‬ك ي‪+‬وم ب‪+‬در والمس‪+‬لمون يومئ‪+‬ذ قلي‪+‬ل‪ ،‬فلم‪+‬ا ك‪+‬ثروا‬
‫واشتد سلطانهم‪ ،‬أنزل هللا تعالى بعد هذا في األسارى (فإم‪++‬ا من‪++‬ا وإم‪++‬ا ف‪++‬داء)‬
‫(محمد اآلي‪++‬ة ‪ )4‬فجع‪++‬ل هللا الن‪++‬بي والمؤم‪++‬نين في أم‪++‬ر األس‪++‬ارى بالخي‪++‬ار إن‬
‫شاءوا قتلوهم‪ ،‬وإن شاءوا استعبدوهم‪ ،‬وإن شاءوا فادوهم‪ ،‬وفي قول‪++‬ه {ل‪++‬وال‬
‫كتاب من هللا سبق} يعني في الكتاب األول أن المغ‪++‬انم واألس‪++‬ارى حالل لكم‬
‫{لمسكم فيما أخ‪++‬ذتم} من األس‪++‬ارى {ع‪++‬ذاب عظيم‪ ،‬فكل‪++‬وا مم‪++‬ا غنمتم حالال‬
‫طيبا} قال‪ :‬وكان هللا تعالى ق‪++‬د كتب في أم الكت‪+‬اب المغ‪+‬انم واألس‪+‬ارى حالال‬
‫لمحمد صلى هللا عليه وسلم وأمته ولم يكن أحله ألمة قبلهم‪ ،‬وأخ‪++‬ذوا المغ‪++‬انم‬
‫وأسروا األسارى قبل أن ينزل إليهم في ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{حتى يثخن في األرض} يقول‪ :‬حتى يظهروا على األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬اإلثخان هو القتل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {م‪++‬ا‬
‫كان لنبي أن تكون له أسرى حتى يثخن في األرض} ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت الرخص‪++‬ة‬
‫بعد‪ ،‬إن شئت فمن وإن شئت ففاد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {تري‪++‬دون ع‪++‬رض‬
‫ال‪++‬دنيا} ق‪++‬ال‪ :‬أراد أص‪++‬حاب محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ي‪++‬وم ب‪++‬در الف‪++‬داء‪،‬‬
‫ففادوهم بأربعة آالف أربعة آالف‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي هللا عنه في قوله {تريدون ع‪++‬رض‬
‫الدنيا} يعني الخراج‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن زيد رضي هللا عنه قال‪ :‬ليس أح‪++‬د يعم‪++‬ل‬
‫عمال يريد به وجه هللا يأخذ عليه شيئا من عرض الدنيا إال كان حظه منه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪ :‬ل‪+‬و لم يكن‬
‫لنا ذنوب نخاف على أنفسنا منها إال حبن‪++‬ا لل‪++‬دنيا لخش‪++‬ينا على أنفس‪++‬نا‪ ،‬إن هللا‬
‫يقول {تريدون عرض الدنيا وهللا يريد اآلخرة} أريدوا ما أراد هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {لوال كتاب من هللا‬
‫سبق} قال‪ :‬سبق لهم المغفرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي هللا عنه في قوله‬
‫{لوال كتاب من هللا سبق} ق‪+‬ال‪ :‬س‪+‬بق أله‪+‬ل ب‪+‬در من الس‪+‬عادة {لمس‪+‬كم فيم‪+‬ا‬
‫أخذتم} قال‪ :‬من الفداء {عذاب عظيم}‪.‬‬
‫وأخرج النسائي وابن المنذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫{لوال كت‪+‬اب من هللا س‪+‬بق} ق‪++‬ال‪ :‬س‪+‬بقت لهم من هللا الرحم‪+‬ة قب‪+‬ل أن يعمل‪++‬وا‬
‫بالمعصية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن خيثمة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬كان سعد رضي هللا عنه جالسا ذات يوم وعنده نفر من أصحابه إذ ذكر‬
‫رجال فن‪++‬الوا من‪++‬ه‪ ،‬فق‪++‬ال‪ :‬مهال عن أص‪++‬حاب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪،‬فإنا أذنبنا مع رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ذنب‪++‬ا‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {ل‪++‬وال‬
‫كتاب من هللا سبق} قال‪ :‬فكنا نرى أنها رحمة من هللا سبقت لنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ل‪++‬وال‬
‫كتاب من هللا سبق} قال‪ :‬في أنه ال يعذب أحدا حتى يبين له ويتقدم إليه‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآليات ‪... ...69 - 67‬‬
‫وأخرج مسلم والترمذي وابن المنذر والبيهقي في ال‪++‬دالئل وابن مردوي‪+‬ه عن‬
‫أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "‬
‫فضلت على األنبياء بست‪ :‬أعطيت جوامع الكلم‪ ،‬ونصرت بالرعب‪ ،‬وأحلت‬
‫لي الغنائم‪ ،‬وجعلت لي األرض طهورا ومسجدا‪ ،‬وأرسلت إلى الخل‪++‬ق كاف‪++‬ة‪،‬‬
‫وختم بي النبيون"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن المنذر عن أبي ذر رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم"أعطيت خمس‪++‬ا لم يعطهم أح‪++‬د قبلي‪ :‬بعثت إلى األحم‪++‬ر‬
‫واألسود‪ ،‬وجعلت لي األرض مسجدا وطهورا‪ ،‬وأحلت لي الغن‪++‬ائم ولم تح‪++‬ل‬
‫ألحد كان قبلي‪ ،‬ونصرت بالرعب فيرعب الع‪++‬دو وه‪++‬و م‪++‬ني مس‪++‬يرة ش‪++‬هر‪،‬‬
‫وقال لي‪ :‬سل تعطه‪ .‬فاختبأت دعوتي شفاعة ألمتي وهي نائلة منكم إن ش‪++‬اء‬
‫هللا من لقي هللا ال يشرك به شيئا‪ ،‬وأحلت ألمتي الغنائم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي هللا عنه عن رسول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬لم تكن الغنائم تحل ألحد كان قبلنا‪ ،‬فطيبها هللا لنا لما علم هللا‬
‫من ضعفنا‪ ،‬فأنزل هللا فيما سبق من كتابه احالل الغنائم {ل‪++‬وال كت‪++‬اب من هللا‬
‫سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم} فقالوا‪ :‬وهللا يا رسول هللا‪ ،‬ال نأخ‪++‬ذ لهم‬
‫قليال وال كثيرا حتى نعلم أحالل هو أم حرام؟ فطيبه هللا لهم‪ ،‬فأنزل هللا تعالى‬
‫{فكلوا مما غنمتم حالال طيبا واتقوا هللا إن هللا غفور رحيم) فلما أحل هللا لهم‬
‫فداهم وأموالهم‪ .‬قال األسارى‪ :‬ما لنا عند هللا من خير قد قتلنا وأسرنا‪ ،‬فأنزل‬
‫هللا يبشرهم (يا أيه‪+‬ا الن‪+‬بي ق‪+‬ل لمن في أي‪+‬ديكم من األس‪+‬ارى) (األنف‪+‬ال اآلي‪+‬ة‬
‫‪ )70‬إلى قوله (وهللا عليم حكيم)‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنه قال‪ :‬كانت الغنائم قبل أن‬
‫يبعث الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في األمم‪ ،‬إذا أص‪++‬ابوا من‪++‬ه جعل‪++‬وه في‬
‫القربان وحرم هللا عليهم أن يأكلوا منه‪++‬ا قليال أو كث‪++‬يرا‪ ،‬ح‪++‬رم على ك‪++‬ل ن‪++‬بي‬
‫وعلى أمته‪ ،‬فكانوا ال يأكلون منه وال يغلون من‪++‬ه وال يأخ‪++‬ذون من‪++‬ه قليال وال‬
‫كثيرا إال عذبهم هللا عليه‪ ،‬وكان هللا حرمه عليهم تحريما شديدا فلم يحله لنبي‬
‫إال لمحمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قد كان سبق من هللا في قضائه أن المغنم ل‪++‬ه‬
‫وألمته حالل‪ ،‬فذلك قوله يوم بدر في أخذه الفداء من األس‪++‬ارى {ل‪++‬وال كت‪++‬اب‬
‫من هللا سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم}‪.‬‬
‫وأخرج الخطيب في المتفق والمفترق عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا‪ ،‬لم‪++‬ا‬
‫رغبوا في الف‪++‬داء أن‪++‬زلت {م‪++‬ا ك‪++‬ان لن‪++‬بي‪ }...‬إلى قول‪++‬ه {ل‪++‬وال كت‪++‬اب من هللا‬
‫س‪++‬بق} اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬بق من هللا رحمت‪++‬ه لمن ش‪++‬هد ب‪++‬درا‪ ،‬فتج‪++‬اوز هللا عنهم‬
‫وأحلها لهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪70‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن عائشة رضي هللا عنها قالت‬
‫" لما بعث أهل مكة في فداء أسراهم‪ .‬بعثت زينب بنت رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قالدة لها في فداء زوجها‪ ،‬فلم‪++‬ا رآه‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم رق رقة شديدة‪ ،‬وقال‪ :‬إن رأيتم أن تطلقوا لها أس‪++‬يرها؟ وق‪++‬ال العب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬إني كنت مسلما يا رسول هللا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬هللا أعلم بإس‪++‬المك‪ ،‬ف‪++‬إن‬
‫تكن كم‪++‬ا تق‪++‬ول فاهلل يجزي‪++‬ك فاف‪++‬د نفس‪++‬ك واب‪++‬ني أخوي‪++‬ك نوف‪++‬ل بن الح‪++‬ارث‪،‬‬
‫وعقيل بن أبي طالب‪ ،‬وحليفك عتبة بن عمر‪ ،‬وقال‪ :‬ما ذاك عندي يا رسول‬
‫هللا‪ .‬قال‪ :‬فأين ال‪+‬ذي دفعت أنت وأم الفض‪+‬ل؟ فقلت له‪+‬ا‪ :‬إن أص‪+‬بت ف‪+‬إن ه‪+‬ذا‬
‫المال لبني‪ .‬فقال‪ :‬وهللا يا رسول هللا إن هذا لشيء ما علمه غ‪++‬يري وغيره‪++‬ا‪،‬‬
‫فاحسب لي ما أص‪+‬بتم م‪+‬ني عش‪+‬رين أوقي‪+‬ة من م‪+‬ال ك‪+‬ان معي فق‪+‬ال‪ :‬أفع‪+‬ل‪.‬‬
‫ففدي نفسه وابني أخويه وحليفه‪ ،‬ون‪++‬زلت {ق‪++‬ل لمن في أي‪++‬ديكم من األس‪++‬ارى‬
‫أن يعلم هللا في قل‪++‬وبكم خ‪++‬يرا ي‪++‬ؤتكم خ‪++‬يرا مم‪++‬ا أخ‪++‬ذ منكم} فأعط‪++‬اني مك‪++‬ان‬
‫العشرين أوقية في اإلسالم عشرين عبدا كلهم في يده مال نصرت به م‪+‬ع م‪+‬ا‬
‫أرجو من مغفرة هللا"‪.‬‬
‫وأخ‪++++‬رج ابن س‪++++‬عد والح‪++++‬اكم وص‪++++‬ححه عن أبي موس‪++++‬ى "أن العالء بن‬
‫الحضرمي رضي هللا عن‪++‬ه بعث إلى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم م‪++‬اال‬
‫أكثر منه فنثر على حص‪++‬ير‪ ،‬ج‪++‬اء الن‪++‬اس فجع‪++‬ل رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم يعطيهم وما كان يومئذ عدد وال وزن‪ ،‬فج‪+‬اء العب‪+‬اس فق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا رس‪+‬ول‬
‫هللا‪ ،‬إني أعطيت فدائي وفداء عقيل يوم بدر‪ ،‬أعط‪++‬ني من ه‪++‬ذا الم‪++‬ال‪ ،‬فق‪++‬ال‪:‬‬
‫خذ‪ ،‬فحثى في قميصه ثم ذهب ينصرف فلم يس‪++‬تطع‪ ،‬فرف‪++‬ع رأس‪++‬ه وق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬أرفع علي‪ .‬فتبسم رسول هللا وهو يقول‪ :‬أما أخذ ما وع‪++‬د هللا فق‪++‬د‬
‫نج‪++‬ز وال أدري األخ‪++‬رى {ق‪++‬ل لمن في أي‪++‬ديكم من األس‪++‬ارى إن يعلم هللا في‬
‫قلوبكم خيرا يؤتكم خيرا مما أخذ منكم ويغفر لكم} ه‪+‬ذا خ‪+‬ير مم‪+‬ا أخ‪+‬ذ م‪+‬ني‬
‫وال أدري ما يصنع في المغفرة"‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في الدالئل من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما قال‪ :‬أس‪+‬ر رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ي‪+‬وم ب‪+‬در س‪+‬بعين من‬
‫ق‪++‬ريش منهم العب‪++‬اس وعقي‪++‬ل‪ ،‬فجع‪++‬ل عليهم الف‪++‬داء أربعين أوقي‪++‬ة من ذهب‪،‬‬
‫وجعل على العب‪++‬اس مائ‪++‬ة أوقي‪++‬ة‪ ،‬وعلى عقي‪++‬ل ثم‪++‬انين أوقي‪++‬ة‪ ،‬فق‪++‬ال العب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬لقد تركتني فقير قريش ما بقيت؟ فأنزل هللا {يا أيها النبي قل‬
‫لمن في أي‪+‬ديكم من األس‪+‬ارى} حين ذك‪+‬رت لرس‪+‬ول هللا إس‪+‬المي وس‪+‬ألته أن‬
‫يقاسمني بالعشرين أوقية التي أخذت مني‪ ،‬فعوضني هللا منه‪+‬ا عش‪+‬رين عب‪+‬دا‬
‫كلهم تاجر يضرب بمالي مع ما أرجو من رحمة هللا ومغفرته‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في‬
‫ال‪++‬دالئل وابن عس‪++‬اكر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان العب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنه قد أسر يوم بدر‪ ،‬فافتدى نفسه ب‪++‬أربعين أوقي‪++‬ة من ذهب فق‪++‬ال‬
‫حين نزلت {يا أيه‪++‬ا الن‪++‬بي ق‪++‬ل لمن في أي‪++‬ديكم من األس‪+‬ارى}‪ ،‬لق‪++‬د أعط‪++‬اني‬
‫خص‪++‬لتين م‪++‬ا أحب إن لي بهم‪++‬ا ال‪++‬دنيا‪ ،‬إني أس‪++‬رت ي‪++‬وم ب‪++‬در فف‪++‬ديت نفس‪++‬ي‬
‫بأربعين أوقية فأعطاني هللا أربعين عب‪++‬دا‪ ،‬وإني أرج‪++‬و المغف‪++‬رة ال‪++‬تي وع‪++‬دنا‬
‫هللا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا {ق‪++‬ل لمن في أي‪++‬ديكم من‬
‫األسارى} قال‪ :‬عباس وأصحابه قالوا للنبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬آمن‪++‬ا بم‪++‬ا‬
‫جئت به ونش‪++‬هد أن‪++‬ك رس‪++‬ول هللا‪ ،‬ف‪++‬نزل {إن يعلم هللا في قل‪++‬وبكم خ‪++‬يرا} أي‬
‫إيمانا وتصديقا يخلف لكم خيرا مم‪++‬ا أص‪++‬بت منكم‪ ،‬ويغف‪++‬ر لكم الش‪++‬رك ال‪++‬ذي‬
‫كنتم عليه‪ ،‬فكان عباس يقول‪ :‬ما أحب أن هذه اآلية لم تنزل فين‪++‬ا وأن لي م‪++‬ا‬
‫في الدنيا من شيء‪ ،‬فلقد أعطاني هللا خيرا مما أخذ مني مائة ضعف‪ ،‬وأرجو‬
‫أن يكون غفر لي‪.‬وأخ‪+‬رج ابن س‪+‬عد وابن عس‪+‬اكرعن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {يا أيها النبي قل لمن في أيديكم من األسارى‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪:‬‬
‫ن‪++‬زلت في األس‪++‬ارى ي‪++‬وم ب‪++‬در‪ ،‬منهم العب‪++‬اس بن عب‪++‬د المطلب‪ ،‬ونوف‪++‬ل بن‬
‫الحرث‪ ،‬وعقيل بن أبي طالب رضي هللا عنهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪71‬‬
‫أخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {وإن‬
‫يريدوا خيانت‪+‬ك} إن ك‪+‬ان ق‪++‬ولهم ك‪+‬ذبا {فق‪++‬د خ‪++‬انوا هللا من قب‪+‬ل} فق‪++‬د كف‪++‬روا‬
‫وقاتلوك فأمنك منهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪72‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عمر رضي هللا عنه في قوله {إن‬
‫الذين آمن‪++‬وا وه‪++‬اجروا وجاه‪++‬دوا ب‪++‬أموالهم وأنفس‪++‬هم في س‪++‬بيل هللا} ق‪++‬ال‪ :‬إن‬
‫المؤمنين كانوا على عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على ثالث من‪++‬ازل‪.‬‬
‫منهم المؤمن والمهاجر المباين لقومه في الهجرة‪ ،‬خرج إلى قوم مؤمنين في‬
‫ديارهم وعقارهم وأموالهم‪ ،‬وفي قوله {والذين آووا ونص‪++‬روا} وأعلن‪++‬وا م‪++‬ا‬
‫أعلن أهل الهجرة وشهروا الس‪++‬يوف على من ك‪++‬ذب وجح‪++‬د‪ ،‬فه‪++‬ذان مؤمن‪++‬ان‬
‫جعل هللا بعضهم أولياء بعض‪ ،‬وفي قوله {والذين آمنوا ولم يهاجروا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كانوا يتوارثون بينهم إذا ت‪++‬وفي الم‪++‬ؤمن المه‪++‬اجر بالوالي‪++‬ة في ال‪++‬دين‪ ،‬وك‪++‬ان‬
‫ال‪+‬ذي آمن ولم يه‪+‬اجر ال ي‪+‬رث من أج‪+‬ل أن‪+‬ه لم يه‪+‬اجر ولم ينص‪+‬ر‪ ،‬فب‪+‬ؤأ هللا‬
‫المؤمنين المه‪++‬اجرين من م‪++‬يراثهم‪ ،‬وهي الوالي‪++‬ة ال‪++‬تي ق‪++‬ال هللا {م‪++‬ا لكم من‬
‫واليتهم من شيء حتى يه‪++‬اجروا وإن استنص‪++‬روكم في ال‪++‬دين فعليكم النص‪++‬ر‬
‫إال على ق‪++‬وم بينكم وبينهم ميث‪++‬اق} وك‪++‬ان حق‪++‬ا على المؤم‪++‬نين ال‪++‬ذين آووا‬
‫ونص‪+++‬روا إذا استنص‪+++‬روهم في ال‪+++‬دين أن ينص‪+++‬روهم إن قوتل‪+++‬وا‪ ،‬إال أن‬
‫يستنصروا على قوم بينهم وبين النبي صلى هللا عليه وسلم ميثاق‪ ،‬وال نص‪++‬ر‬
‫لهم عليهم إال على العدو الذي ال ميثاق لهم‪ ،‬ثم أنزل هللا تعالى بع‪++‬د ذل‪++‬ك‪ :‬إن‬
‫ألحق كل ذي رحم برحمه من المؤمنين الذين آمنوا ولم يهاجروا‪ ،‬فجعل لكل‬
‫إنسان من المؤمنين نصيبا مفروض‪++‬ا لقول‪++‬ه {وأول‪++‬وا األرح‪++‬ام بعض‪++‬هم أولى‬
‫ببعض في كتاب هللا إن هللا بكل شيء عليم} (األنفال اآلية ‪.)75‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪+‬ال‪ :‬ك‪+‬ان رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وس‪++‬لم آخى بين المس‪++‬لمين من المه‪++‬اجرين واألنص‪++‬ار‪ ،‬ف‪++‬آخى‬
‫بين حم‪++‬زة بن عب‪++‬د المطلب وبين زي‪++‬د بن حارث‪++‬ة وبين عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب‬
‫ومعاذ بن عفراء‪ ،‬وبين الزبير بن العوام وعبد هللا بن مسعود وبين أبي بك‪++‬ر‬
‫الصديق وطلحة بن عبيد هللا‪ ،‬وبين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربي‪++‬ع‪.‬‬
‫وقال لسائر أصحابه‪ :‬تآخوا وهذا أخي ‪ -‬يعني علي بن أبي طالب رضي هللا‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬فأقام المسلمون على ذلك حتى نزلت س‪++‬ورة األنف‪++‬ال‪ ،‬وك‪++‬ان مم‪++‬ا‬
‫شدد هللا به عقد نبيه ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ول هللا تع‪++‬الى {إن ال‪++‬ذين آمن‪++‬وا‬
‫وه‪++‬اجروا وجاه‪++‬دوا ب‪+‬أموالهم وأنفس‪+‬هم في س‪+‬بيل هللا وال‪++‬ذين آووا ونص‪++‬روا‬
‫أولئك بعضهم أولياء بعض والذين آمنوا ولم يهاجروا} إلى قوله {لهم مغفرة‬
‫ورزق كريم} فأحكم هللا تعالى بهذه اآليات العقد الذي عقد رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين واألنصار‪ ،‬يتوارث ال‪++‬ذين ت‪++‬آخوا‬
‫دون من كان مقيم‪++‬ا بمك‪++‬ة من ذوي األرح‪++‬ام والقراب‪++‬ات‪ ،‬فمكث الن‪++‬اس على‬
‫ذلك العقد ما شاء هللا‪ ،‬ثم أنزل هللا اآلية اآلخرى فنسخت م‪+‬ا ك‪+‬ان قبله‪+‬ا فق‪+‬ال‬
‫{وال‪+++‬ذين أمن‪+++‬وا من بع‪+++‬د وه‪+++‬اجروا وجاه‪+++‬دوا معكم فأولئ‪+++‬ك منكم وأول‪+++‬و‬
‫األرح‪++‬ام} والقراب‪++‬ات ورج‪++‬ع ك‪++‬ل رج‪++‬ل إلى نس‪++‬به ورحم‪++‬ه‪ ،‬وانقطعت تل‪++‬ك‬
‫الوراثة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله‬
‫{إن الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا ب‪++‬أموالهم وأنفس‪++‬هم في س‪++‬بيل هللا وال‪++‬ذين‬
‫آووا ونصروا أولئ‪++‬ك بعض‪++‬هم أولي‪++‬اء بعض} يع‪++‬ني في الم‪++‬يراث‪ ،‬جع‪++‬ل هللا‬
‫الميراث للمهاجرين واألنصار دون األرحام {والذين آمنوا ولم يه‪++‬اجروا م‪++‬ا‬
‫لكم من واليتهم من شيء} م‪++‬ا لكم من م‪++‬يراثهم ش‪++‬يء {ح‪++‬تى يه‪++‬اجروا وإن‬
‫استنصروكم في الدين} يعني إن استنص‪++‬ر األع‪++‬راب المس‪++‬لمون المه‪++‬اجرين‬
‫واألنص‪++‬ار على ع‪++‬دو لهم فعليهم أن ينص‪++‬روهم {إال على ق‪++‬وم بينكم وبينهم‬
‫ميثاق} فكانوا يعمل‪++‬ون على ذل‪++‬ك ح‪++‬تى أن‪++‬زل هللا تع‪++‬الى ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {وأول‪++‬و‬
‫األرحام بعض‪++‬هم أولى ببعض في كت‪+‬اب هللا} فنس‪+‬خت ال‪++‬تي قبله‪+‬ا وص‪++‬ارت‬
‫المواريث لذوي األرحام‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و عبي‪++‬دة وأب‪++‬و داود وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {إن ال‪++‬ذين آمن‪++‬وا وه‪++‬اجروا وجاه‪++‬دوا ب‪++‬أموالهم‬
‫وأنفس‪++‬هم في س‪++‬بيل هللا وال‪++‬ذين آووا ونص‪++‬روا أولئ‪++‬ك بعض‪++‬هم أولي‪++‬اء بعض‬
‫والذين آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من واليتهم من شيء حتى يهاجروا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كان المهاجر ال يتولى األعرابي وال يرثه وه‪++‬و م‪++‬ؤمن وال ي‪++‬رث األع‪++‬رابي‬
‫المهاجر‪ ،‬فنسختها هذه اآلية {وأولو األرحام بعضهم أولى ببعض في كت‪++‬اب‬
‫هللا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي هللا عنه في قوله {والذين آمنوا ولم‬
‫يهاجروا} قال‪ :‬كان األعرابي ال يرث المهاجر وال المهاجر يرث األع‪+‬رابي‬
‫حتى فتحت مكة ودخل الناس في الدين أفواج‪++‬ا‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {وأول‪++‬و األرح‪++‬ام‬
‫بعضهم أولى ببعض في كتاب هللا}‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫والنحاس في ناسخه وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وال‪++‬ذين‬
‫آمنوا ولم يهاجروا ما لكم من واليتهم من شيء حتى يه‪++‬اجروا} ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت‬
‫هذه اآلية فتوارثت المسلمون بالهجرة‪ ،‬فك‪++‬ان ال ي‪++‬رث األع‪++‬رابي المس‪++‬لم من‬
‫المهاجر المسلم شيئا حتى نسخ ذلك بعد في سورة األحزاب (وأولو األرح‪++‬ام‬
‫بعض‪++‬هم أولى ببعض في كت‪++‬اب هللا من المؤم‪++‬نين والمه‪++‬اجرين) فخل‪++‬ط هللا‬
‫بعضهم ببعض وصارت المواريث بالملل‪.‬‬
‫وأخرج أحمد ومسلم عن بريدة رضي هللا عنه ق‪++‬ال "ك‪++‬ان رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم إذا بعث أميرا على سرية أو جيش‪ ،‬أوص‪++‬اه في خاص‪++‬ة نفس‪++‬ه‬
‫بتقوى هللا وبمن معه من المسلمين خيرا‪ ،‬وق‪++‬ال‪ :‬اغ‪++‬زوا في س‪++‬بيل هللا ق‪++‬اتلوا‬
‫من كف‪+++‬ر باهلل‪ ،‬إذا لقيت ع‪+++‬دوك من المش‪+++‬ركين ف‪+++‬ادعهم إلى إح‪+++‬دى ثالث‬
‫خصال‪ ،‬فأيتهن ما أجابوك فاقبل منهم وك‪++‬ف عنهم‪ .‬ادعهم إلى اإلس‪++‬الم ف‪++‬إن‬
‫أج‪++‬ابوك فأقب‪++‬ل منهم‪ ،‬ثم ادعهم إلى التح‪++‬ول من دارهم إلى دار المه‪++‬اجرين‬
‫وأعلمهم إن فعلوا ذلك أن لهم ما للمهاجرين وعليهم ما على المهاجرين‪ ،‬فإن‬
‫أبوا واختاروا دارهم فأعلمهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين‪ ،‬يجري عليهم‬
‫حكم هللا الذي يجري على المؤمنين وال يكون لهم في الفيء والغنيمة نصيب‬
‫إال أن يجاهدوا مع المسلمين‪ ،‬فإن هم أبوا ف‪++‬ادعهم إلى إعط‪++‬اء الجزي‪++‬ة‪ ،‬ف‪++‬إن‬
‫آتوا فأقبل منهم وكف عنهم‪ ،‬فإن أبوا فاستعن باهلل ثم قاتلهم"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابو داود والنسائي والحاكم وصححه عن أنس رضي هللا عنه‬
‫قال أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم‬
‫وألسنتكم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وإن‬
‫استنصروكم في الدين فعليكم النصر إال على قوم بينكم وبينهم ميث‪++‬اق} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نهى المس‪++‬لمون عن أه‪++‬ل ميث‪++‬اقهم فوهللا ألخ‪++‬وك المس‪++‬لم أعظم علي‪++‬ك حرم‪++‬ة‬
‫وحقا وهللا أعلم‪.‬‬
‫@اآليات ‪74 - 73‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق أبي مالك رضي هللا‬
‫عنه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ق‪++‬ال رج‪++‬ل من المس‪++‬لمين لن‪++‬ورثن‬
‫ذوي القربى منا من المشركين‪ ،‬فنزلت {والذين كفروا بعضهم أولي‪++‬اء بعض‬
‫إال تفعلوه تكن فتنة في األرض وفساد كبير}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {والذين كف‪++‬روا‬
‫بعضهم أولياء بعض} قال‪ :‬نزلت في مواريث مشركي أهل العرب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {والذين كفروا بعض‪++‬هم أولي‪++‬اء بعض} يع‪++‬ني في الم‪++‬واريث‬
‫{إال تفعلوه} يقول‪ :‬إن ال تأخذوا في المواريث بما أمرتكم به‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن جرير بن عبد هللا رضي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "المهاجرون بعضهم أولياء‬
‫بعض في الدنيا واآلخرة‪ ،‬والطلقاء من قريش‪ ،‬والعتق‪++‬اء من ثقي‪++‬ف‪ ،‬بعض‪++‬هم‬
‫أولياء بعض في الدنيا واآلخرة"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه عن أبي أمام‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن‬
‫النبي صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ق‪++‬ال‪" :‬ال يت‪+‬وارث أه‪++‬ل مل‪++‬تين‪ ،‬وال ي‪+‬رث مس‪+‬لم‬
‫ك‪++‬افرا‪ ،‬وال ك‪++‬افر مس‪++‬لما‪ ،‬ثم ق‪++‬رأ {وال‪++‬ذين كف‪++‬روا بعض‪++‬هم أولي‪++‬اء بعض إال‬
‫تفعلوه تكن فتنة في األرض وفساد كبير}‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق في المص‪++‬نف عن يح‪++‬يى بن أبي كث‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إذا ج‪++‬اءكم من ترض‪++‬ون أمانت‪++‬ه‬
‫وخلقه ف‪++‬أنكحوه كائن‪++‬ا م‪++‬ا ك‪++‬ان‪ ،‬ف‪++‬إن ال تفعل‪++‬وه تكن فتن‪++‬ة في األرض وفس‪++‬اد‬
‫كبير"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪75‬‬
‫أخرج ابن المنذر وأبو الش‪+‬يخ عن ابن عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪++‬ال "ت‪+‬رك‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الناس يوم ت‪++‬وفي على أربع‪++‬ة من‪++‬ازل‪ .‬م‪++‬ؤمن‬
‫مهاجر‪ ،‬واألنصار‪ ،‬وأعرابي مؤمن لم يهاجر‪ ،‬إن استنص‪++‬ره الن‪++‬بي نص‪++‬ره‪،‬‬
‫وإن تركه فهو إذن له‪ ،‬وإن استنصر الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ك‪++‬ان حق‪++‬ا‬
‫عليه أن ينصره‪ ،‬وذلك (استنصروكم في الدين فعليكم النصر) (األنفال اآلية‬
‫‪ ،)72‬والرابعة التابعين بإحسان"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي هللا عنه‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردويه عن الزب‪++‬ير‬
‫بن العوام قال‪ :‬أنزل هللا فينا خاصة معشر قريش واألنصار {وأولو األرحام‬
‫بعضهم أولى ببعض} وذلك أنا معشر ق‪++‬ريش لم‪++‬ا ق‪++‬دمنا المدين‪++‬ة‪ ،‬ق‪++‬دمنا وال‬
‫أموال لنا فوجدنا األنصار نعم اإلخوان فواخيناهم وتوارثنا‪ ،‬ف‪++‬آخى أب‪++‬و بك‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه خارج‪++‬ة بن زي‪++‬د‪ ،‬وآخى عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه فالن‪++‬ا‪ ،‬وآخى‬
‫عثمان رضي هللا عنه رجال من بني زري‪++‬ق بن س‪++‬عد ال‪++‬زرقي‪ .‬ق‪++‬ال الزب‪++‬ير‪:‬‬
‫وواخيت أنا كعب بن مالك‪ ،‬ووارثونا ووارثناهم فلما كان يوم أح‪++‬د قي‪++‬ل لي‪،‬‬
‫قتل أخوك كعب بن مالك فجئته فانتقلته فوجدت السالح ق‪++‬د ثقل‪++‬ه فيم‪++‬ا ن‪++‬رى‪،‬‬
‫فوهللا يا بني لو مات يومئذ عن الدنيا ما ورثه غيري حتى أنزل هللا هذه اآلية‬
‫فينا معشر قريش واألنصار خاصة‪ ،‬فرجعنا إلى مواريثنا‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن مردوي‪++‬ه عن ابن الزب‪++‬ير أن‪++‬ه‬
‫كتب إلى شريح القاضي‪ :‬إنما نزلت هذه اآلية أن الرج‪++‬ل ك‪++‬ان يعاق‪++‬د الرج‪++‬ل‬
‫يقول‪ :‬ترثني وأرثك‪ ،‬فنزلت {وأولو األرحام بعضهم أولى ببعض في كت‪++‬اب‬
‫هللا} فلما نزلت ترك ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ .‬أنه‬
‫قي‪++‬ل ل‪++‬ه‪ :‬إن ابن مس‪++‬عود رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ال ي‪++‬ورث الم‪++‬والي دون األرح‪++‬ام‪،‬‬
‫ويقول‪ :‬إن ذوي األرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب هللا‪ .‬فقال ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما‪ :‬هيهات هيهات‪ .‬أين ذهب‪ ،‬إنما كان المهاجرون يتوارث‪++‬ون‬
‫دون األعراب‪ ،‬فنزلت {وأولو األرحام بعض‪++‬هم أولى ببعض في كت‪++‬اب هللا}‬
‫يعني أنه يورث المولى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وأول‪++‬و‬
‫األرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب هللا} قال‪ :‬نسخت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة م‪++‬ا ك‪++‬ان‬
‫قبله‪++‬ا من م‪++‬واريث العق‪++‬د والحل‪++‬ف والم‪++‬واريث ب‪++‬الهجرة‪ ،‬وص‪++‬ارت ل‪++‬ذوي‬
‫األرح‪++‬ام ق‪++‬ال‪ :‬واالبن أولى من األخ‪ ،‬واألخ أولى من األخت‪ ،‬واألخت أولى‬
‫من ابن األخ‪ ،‬وابن األخ أولى من العم‪ ،‬والعم أولى من ابن العم‪ ،‬وابن العم‬
‫أولى من الخال‪ ،‬وليس للخال وال العمة وال الخال‪++‬ة من الم‪++‬يراث نص‪++‬يب في‬
‫قول زيد‪ ،‬وكان عمر بن الخطاب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه يعطي ثل‪++‬ثي الم‪++‬ال للعم‪++‬ة‬
‫والثلث للخالة إذا لم يكن له وارث‪ ،‬وكان علي وابن مسعود يردان ما فض‪++‬ل‬
‫من الميراث على ذوي األرحام على قدر سهمانهم غير الزوج والمرأة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان ال ي‪++‬رث األع‪++‬رابي‬
‫المهاجر حتى أنزل هللا {وأولو األرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب هللا}‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن مردوي‪+++‬ه عن ابن عب‪+++‬اس رض‪+++‬ي هللا عنهم‪+++‬ا ق‪+++‬ال‪ :‬ت‪+++‬وارثت‬
‫المسلمون لما قدموا المدين‪++‬ة ب‪++‬الهجرة‪ ،‬ثم نس‪++‬خ ذل‪++‬ك فق‪++‬ال {وأول‪++‬و األرح‪++‬ام‬
‫بعضهم أولى ببعض في كتاب هللا}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الطيالس‪++‬ي والط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رض‪++‬ي هللا عنم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬آخى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بين أص‪++‬حابه‬
‫وورث بعضهم من بعض حتى ن‪++‬زلت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {وأول‪++‬و األرح‪++‬ام بعض‪++‬هم‬
‫أولى ببعض في كتاب هللا} فتركوا ذلك وتوارثوا بالنسب‪.‬‬
‫*‪ - 9*2‬سورة التوبة (مدنية وآياتها تسع وعشرون ومائة)‬
‫*‪ *3‬مقدمة سورة التوبة‬
‫@أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬ن‪+‬زلت ب‪+‬راءة بع‪+‬د‬
‫فتح مكة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت س‪++‬ورة‬
‫التوبة بالمدينة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن عب‪++‬د هللا بن الزب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬زل‬
‫بالمدينة سورة براءة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬مما نزل في المدينة براءة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪+‬يبة وأحم‪+‬د وأب‪+‬و داود والترم‪+‬ذي وحس‪+‬نه والنس‪+‬ائي وابن‬
‫أبي داود في المصاحف وابن المنذر والنح‪++‬اس في ناس‪++‬خه وابن حب‪++‬ان وأب‪++‬و‬
‫الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما قال‪ :‬قلت لعثم‪++‬ان بن عف‪++‬ان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬م‪++‬ا حملكم أن‬
‫عم‪++‬دتم إلى األنف‪++‬ال وهي من المث‪++‬اني؟ وإلى ب‪++‬راءة وهي من الم‪++‬ئين فق‪++‬رنتم‬
‫بينهما‪ ،‬ولم تكتبوا سطر بس‪++‬م هللا ال‪++‬رحمن ال‪++‬رحيم‪ ،‬ووض‪++‬عتموها في الس‪++‬بع‬
‫الطوال‪ ،‬ما حملكم على ذلك؟ فقال عثم‪+‬ان رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‪ :‬ك‪+‬ان رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم مما يأتي علي‪++‬ه الزم‪++‬ان وه‪++‬و ي‪++‬نزل علي‪++‬ه الس‪++‬ور ذوات‬
‫العدد‪ ،‬فكان إذا نزل علي‪++‬ه الش‪++‬يء دع‪++‬ا بعض من ك‪++‬ان يكتب فيق‪++‬ول"ض‪++‬عوا‬
‫هؤالء اآليات في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا "وكانت األنفال من أوائل‬
‫ما نزل بالمدينة‪ ،‬وكانت براءة من آخر القرآن نزوال‪ ،‬وكانت قصتها ش‪++‬بيهة‬
‫بقصتها فظنت أنها منها‪ ،‬فقبض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ولم يبين لن‪++‬ا‬
‫أنها منها‪ ،‬فمن أجل ذلك قرنت بيهما ولم أكتب بينهما سطر بسم هللا ال‪++‬رحمن‬
‫الرحيم‪ ،‬ووضعتهما في السبع الطوال‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة والبخ‪++‬اري والنس‪++‬ائي وابن الض‪++‬ريس وابن المن‪++‬ذر‬
‫والنحاس في ناس‪+‬خه وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه عن ال‪+‬براء رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬آخر آية نزلت (يستفتونك قل هللا يفتيكم في الكاللة) (النساء اآلية ‪)176‬‬
‫وآخر سورة نزلت تامة براءة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن أبي رج‪++‬اء ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن‬
‫األنفال وبراءة‪ ،‬أسورتان أو سورة؟ قال‪ :‬سورتان‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي روق قال‪ :‬األنفال وبراءة سورة واحدة‪.‬‬
‫وأخرج النحاس في ناسخه عن عثم‪++‬ان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت األنف‪++‬ال‬
‫وبراءة يدعيان في زمن رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم القرين‪++‬تين‪ ،‬فل‪++‬ذلك‬
‫جعلتهما في السبع الطوال‪.‬‬
‫وأخرج الدارقطني في األفراد عن عسعس بن س‪++‬المة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قلت لعثمان رضي هللا عنه‪ :‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬م‪++‬ا ب‪++‬ال األنف‪++‬ال وب‪++‬راءة ليس‬
‫بينهما بسم هللا ال‪++‬رحمن ال‪++‬رحيم؟ ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت ت‪++‬نزل الس‪++‬ورة فال ت‪++‬زال تكتب‬
‫حتى تنزل بس‪+‬م هللا ال‪+‬رحمن ال‪+‬رحيم‪ ،‬ف‪+‬إذا ج‪+‬اءت بس‪+‬م هللا ال‪+‬رحمن ال‪+‬رحيم‬
‫كتبت سورة أخرى‪ ،‬فنزلت األنفال ولم تكتب بسم هللا الرحمن الرحيم‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط عن علي رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "المن‪++‬افق ال يحف‪++‬ظ س‪++‬ورة ه‪++‬ود وب‪++‬راءة ويس وال‪++‬دخان‬
‫وعم يتسألون"‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منص‪++‬ور وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وال‪++‬بيهقي في الش‪++‬عب عن‬
‫أبي عطي‪++‬ة الهم‪++‬داني ق‪++‬ال‪ :‬كتب عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب رض‪++‬ي هللا تع‪++‬الى عن‪++‬ه‪:‬‬
‫تعلموا سورة براءة‪ ،‬وعلموا نساءكم سورة النور‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة والط‪++‬براني في األوس‪++‬ط وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم وابن‬
‫مردويه عن حذيفة رضي هللا عنه قال‪ :‬التي تسمون سورة التوبة هي س‪++‬ورة‬
‫العذاب‪ ،‬وهللا ما تركت أحدا إال نالت منه‪ ،‬وال تقرأون منها مما كن‪++‬ا نق‪++‬رأ إال‬
‫ربعها‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن حذيفة رضي هللا‬
‫عنه في براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه عن حذيفة رضي هللا‬
‫عنه في براءة يسمونها سورة التوبة وهي سورة العذاب‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬قلت البن عباس رضي هللا عنهما‪ :‬س‪++‬ورة التوب‪++‬ة؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫التوبة‪ ،‬بل هي الفاضحة‪ ،‬م‪++‬ا زالت ت‪++‬نزل ومنهم ح‪++‬تى ظنن‪++‬ا أن لن يبقى من‪++‬ا‬
‫أحد إال ذكر فيها‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و عوان‪++‬ة وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما‪ .‬أن عمر رضي هللا عنه قي‪+‬ل ل‪+‬ه‪ :‬س‪+‬ورة التوب‪+‬ة؟ ق‪+‬ال‪ :‬هي‬
‫إلى العذاب أقرب‪ ،‬ما أقلعت عن الناس حتى ما كادت تدع منهم أحدا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال عمر رضي هللا عنه‪:‬‬
‫ما فرغ من تنزيل براءة حتى ظننا أنه لم يبق منا أحد إال سينزل فيه‪ ،‬وكانت‬
‫تسمى الفاضحة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن زيد بن أس‪++‬لم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن رجال‬
‫قال لعبد هللا‪ :‬سورة التوب‪++‬ة؟ فق‪++‬ال ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬وأيتهن س‪++‬ورة‬
‫التوبة؟ فقال‪ :‬براءة‪ .‬فقال ابن عمر‪ :‬وهل فع‪+‬ل بالن‪+‬اس األفاعي‪+‬ل إال هي‪ ،‬م‪+‬ا‬
‫كنا ندعوها إال المقشقشة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عبد هللا بن عبيد بن عمير رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت‬
‫براءة تسمى المنقرة‪ ،‬نقرت عما في قلوب المشركين‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا تق‪++‬رأون ثلثه‪++‬ا‪ ،‬يع‪++‬ني‬
‫سورة التوبة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن مس‪++‬عود رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬يس‪++‬مونها س‪++‬ورة‬
‫التوبة وإنها لسورة عذاب يعني براءة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن محمد بن إس‪+‬حق رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪+‬انت ب‪+‬راءة‬
‫تسمى في زمان النبي المعبرة‪ ،‬لما كشفت من سرائر الناس‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور والحاكم وصححه وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن أبي ذر‬
‫رضي هللا عنه قال "دخلت المسجد يوم الجمعة والنبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫يخطب‪ ،‬فجلست قريبا من أبي بن كعب رضي هللا عنه‪ ،‬فقرأ النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم سورة ب‪++‬راءة‪ ،‬فقلت ألبي‪ :‬م‪++‬تى ن‪++‬زلت ه‪++‬ذه الس‪++‬ورة؟ فلم يكلم‪++‬ني‬
‫قضى النبي صلى هللا عليه وسلم ص‪++‬الته قلت ألبي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬س‪++‬ألتك‬
‫فتجهمتني ولم تكلمني‪ ،‬فقال أبي‪ :‬مالك من صالتك إال ما لغوت‪ .‬فذهبت إلى‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فأخبرته‪ ،‬فقال‪ :‬صدق أبي"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة عن الش‪++‬عبي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن أب‪++‬ا ذر والزب‪++‬ير بن‬
‫العوام رضي هللا عنهم‪+‬ا س‪+‬مع أح‪++‬دهما من الن‪+‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم آي‪+‬ة‬
‫يقرأها وهو على المنبر يوم الجمعة فقال لصاحبه‪ :‬متى أن‪++‬زلت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة؟!‬
‫فلما قضى صالته‪ ،‬قال له عمر بن الخطاب‪ :‬ال جمعة لك‪ .‬فأتى النبي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فذكر ذلك له‪ ،‬فقال‪ :‬صدق عمر"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في شعب اإليمان وضعفه عن ج‪++‬ابر بن عب‪++‬د هللا رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬لما نزلت سورة براءة قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "بعثت‬
‫بمداراة الناس"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬س‪++‬ألت‬
‫علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه لم لم تكتب في ب‪++‬راءة بس‪++‬م هللا ال‪++‬رحمن‬
‫الرحيم؟ قال‪ :‬ألن بسم هللا الرحمن الرحيم أمان‪ ،‬وبراءة نزلت بالسيف‪.‬‬
‫*‪*3‬التفسير‬
‫@ اآليات ‪2 - 1‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ب‪++‬راءة من هللا ورس‪++‬وله إلى ال‪++‬ذين عاه‪++‬دتم من‬
‫المشركين} إلى أهل العهد خزاعة ومدلج ومن كان له عه‪++‬د وغ‪++‬يرهم‪ ،‬أقب‪++‬ل‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من تبوك حين فرغ منها فأراد الحج‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‬
‫"إنه يحضر البيت مشركون يطوفون عراة فال أحب أن أحج ح‪++‬تى ال يك‪++‬ون‬
‫ذلك‪ ،‬فأرسل أبا بكر رضي هللا عنه وعليا رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه فطاف‪++‬ا في الن‪++‬اس‬
‫بذي المجاز وبأمكنتهم التي كانوا يبيعون بها وبالموسم كله‪ ،‬فآذانوا أصحاب‬
‫العهد أن يأمنوا أربع‪++‬ة أش‪++‬هر وهي األش‪++‬هر الح‪++‬رم المنس‪++‬لخات المتوالي‪++‬ات‪،‬‬
‫عشرون من آخر ذي الحج‪++‬ة إلى عش‪++‬ر تخل‪++‬و من ربي‪++‬ع األول‪ ،‬ثم عه‪++‬د لهم‬
‫وآذن الناس كلهم بالقتال إلى أن يموتوا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د هللا بن أحم‪++‬د بن حنب‪++‬ل في زوائ‪++‬د المس‪++‬ند وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن‬
‫مردويه عن علي رضي هللا عنه قال "لما نزلت عشر آي‪++‬ات من ب‪++‬راءة على‬
‫النبي صلى هللا عليه وس‪+‬لم دع‪+‬ا أب‪+‬ا بك‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ليقرأه‪+‬ا على أه‪+‬ل‬
‫مكة‪ ،‬ثم دعاني فقال لي‪ :‬أدرك أبا بكر فحيثما لقيته فخذ الكتاب من‪++‬ه‪ ،‬ورج‪++‬ع‬
‫أبو بكر رضي هللا عنه فقال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ن‪++‬زل في ش‪++‬يء؟ ق‪++‬ال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن‬
‫جبريل جاءني فقال‪ :‬لن يؤدي عنك إال أنت أو رجل منك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحم‪+‬د والترم‪+‬ذي وحس‪+‬نه وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه‬
‫عن أنس رضي هللا عنه قال "بعث النبي صلى هللا عليه وسلم ببراءة مع أبي‬
‫بكر رضي هللا عنه‪ ،‬ثم دعاه فقال‪ :‬ال ينبغي ألحد أن يبل‪++‬غ ه‪++‬ذا إال رج‪++‬ل من‬
‫أهلي‪ ،‬فدعا عليا فأعطاه إياه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي هللا عن‪++‬ه "أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم بعث أبا بكر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ب‪++‬براءة إلى أه‪++‬ل مك‪++‬ة‪ ،‬ثم‬
‫بعث عليا رضي هللا عنه على أثره فأخذها منه‪ ،‬فكأن أبا بكر رضي هللا عنه‬
‫وجد في نفسه؟ فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬يا أبا بكر إنه ال يؤدي ع‪++‬ني‬
‫إال أنا أو رجل مني"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سعد بن أبي وقاص رضي هللا عنه "أن رسول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بعث علي‪++‬ا رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ب‪++‬أربع ال يط‪++‬وفن ب‪++‬البيت‬
‫عريان‪ ،‬وال يجتمع المسلمون والمشركون بعد ع‪++‬امهم‪ ،‬ومن ك‪++‬ان بين‪++‬ه وبين‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عهد فهو إلى عهده‪ ،‬وإن هللا ورسوله ب‪++‬ريء‬
‫من المشركين"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال "كنت مع علي رضي هللا عنه حين بعثه رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم بعث عليا رضي هللا عنه بأربع‪ .‬ال يطوف بالبيت عري‪++‬ان‪ ،‬وال يجتم‪++‬ع‬
‫المسلمون والمشركون بعد عامهم‪ ،‬ومن كان بينه وبين رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم عهد فهو إلى عهده‪ ،‬وأن هللا ورسوله بريء من المشركين"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والنسائي وابن المنذر وابن مردويه عن أبي هريرة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال "كنت مع علي رضي هللا عنه حين بعثه رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم إلى أهل مكة ب‪++‬براءة‪ ،‬فكن‪++‬ا نن‪++‬ادي أن‪++‬ه ال ي‪++‬دخل الجن‪++‬ة إال م‪++‬ؤمن‪ ،‬وال‬
‫يطوف بالبيت عريان‪ ،‬ومن كان بينه وبين رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫عهد فإن أمره أو أجله إلى أربعة أشهر ف‪++‬إذا مض‪++‬ت األربع‪++‬ة أش‪++‬هر ف‪++‬إن هللا‬
‫بريء من المشركين ورسوله‪ ،‬وال يحج هذا البيت بعد العام مشرك"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق سعيد بن المسيب‬
‫رضي هللا عنه عن أبي هريرة رضي هللا عنه "أن أب‪++‬ا بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫أمره أن يؤذن ب‪++‬براءة في حج‪++‬ة أبي بك‪++‬ر فق‪++‬ال أب‪++‬و هري‪++‬رة‪ :‬ثم اتبعن‪++‬ا الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم عليا رضي هللا عنه‪ ،‬أم‪++‬ره أن ي‪++‬ؤذن ب‪++‬براءة وأب‪++‬و بك‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه على الموسم كما هو‪ ،‬أو قال‪ :‬على هيئته"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي هللا عنهما "أن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم استعمل أبا بكر رضي هللا عنه على الحج‪ ،‬ثم أرسل علي‪++‬ا رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه ببراءة على أثره‪ ،‬ثم حج النبي صلى هللا عليه وسلم المقبل‪ ،‬ثم خرج‬
‫فتوفي‪ ،‬فولي أبو بكر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه فاس‪++‬تعمل عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه على‬
‫الحج‪ ،‬ثم حج أبو بكر رضي هللا عنه من قابل ثم مات‪ ،‬ثم ولي عم‪++‬ر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه فاستعمل عبد ال‪++‬رحمن بن ع‪+‬وف على الحج‪ ،‬ثم ك‪+‬ان يحج بع‪+‬د ذل‪++‬ك‬
‫هو ح‪++‬تى م‪++‬ات‪ ،‬ثم ولي عثم‪++‬ان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه فاس‪++‬تعمل عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن‬
‫عوف على الحج‪ ،‬ثم كان يحج حتى قتل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بعث رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم أب‪+‬ا بك‪+‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ي‪+‬ؤدي عن‪+‬ه‬
‫براءة‪ ،‬فلما أرسله بعث إلى علي رضي هللا عنه فقال‪ :‬ي‪++‬ا علي إن‪++‬ه ال ي‪++‬ؤدي‬
‫عني إال أنا أو أنت‪ ،‬فحمله على ناقته العض‪+‬باء فس‪+‬ار ح‪+‬تى لح‪+‬ق ب‪+‬أبي بك‪+‬ر‬
‫رضي هللا عنه فأخذ منه براءة‪ ،‬فأتى أبو بكر النبي صلى هللا عليه وسلم وق‪++‬د‬
‫دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل في‪++‬ه ش‪++‬يء‪ ،‬فلم‪++‬ا أت‪++‬اه ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا لي ي‪++‬ا‬
‫رس‪+++‬ول هللا؟! ق‪+++‬ال "خ‪+++‬ير أنت أخي وص‪+++‬احبي في الغ‪+++‬ار وأنت معي على‬
‫الحوض‪ ،‬غير أنه ال يبلغ عني غيري أو رجل مني"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن أبي راف‪++‬ع رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال "بعث رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أبا بكر رضي هللا عنه ببراءة إلى الموسم‪ ،‬فأتى جبري‪+‬ل‬
‫عليه الس‪++‬الم فق‪++‬ال‪ :‬إن‪++‬ه لن يؤديه‪++‬ا عن‪++‬ك إال أنت أو رج‪++‬ل من‪++‬ك‪ ،‬فبعث علي‪++‬ا‬
‫رضي هللا عنه على أثره حتى لحقه بين مكة والمدين‪++‬ة‪ ،‬فأخ‪++‬ذها فقرأه‪++‬ا على‬
‫الناس في الموسم"‪.‬‬
‫وأخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي في ال‪++‬دالئل عن‬
‫أبي هريرة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال "بعث‪++‬ني أب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في تل‪++‬ك‬
‫الحجة في مؤذنين بعثهم يوم النحر يؤذنون بمنى‪ :‬أن ال يحج بع‪++‬د ه‪++‬ذا الع‪++‬ام‬
‫مشرك‪ ،‬وال يط‪++‬وف ب‪++‬البيت عري‪++‬ان‪ ،‬ثم أردف الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫بعلي بن أبي طالب رضي هللا عنه‪ ،‬فأمره أن ي‪++‬ؤذن ب‪++‬براءة ف‪++‬أذن معن‪++‬ا علي‬
‫رضي هللا عنه في أهل منى يوم النحر ببراءة‪ :‬أن ال يحج بعد العام مش‪++‬رك‪،‬‬
‫وال يطوف بالبيت عريان"‪.‬‬
‫وأخرج الترم‪++‬ذي وحس‪++‬نه وابن أبي ح‪++‬اتم والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه‬
‫والبيهقي في الدالئل عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا "أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم بعث أبا بكر رضي هللا عنه وأمره أن ينادي بهؤالء الكلم‪++‬ات‪،‬‬
‫ثم أتبعه عليا رضي هللا عنه وأم‪+‬ره أن ين‪+‬ادي به‪+‬ا‪ ،‬فانطلق‪+‬ا فحج‪+‬ا فق‪+‬ام علي‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في أي‪++‬ام التش‪++‬ريق فن‪++‬ادى {إن هللا ب‪++‬ريء من المش‪++‬ركين‬
‫ورسوله فسيحوا في األرض أربعة أشهر} وال يحجن بعد العام مشرك‪ ،‬وال‬
‫يطوفن بالبيت عريان‪ ،‬وال يدخل الجنة إال مؤمن‪ .‬فكان علي رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫ينادي بها"‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي ش‪+‬يبة وأحم‪+‬د والترم‪+‬ذي وص‪+‬ححه وابن‬
‫المنذر والنحاس والحاكم وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن‬
‫زيد بن تبيع رضي هللا عنه قال‪ :‬سألنا عليا رضي هللا عن‪++‬ه ب‪++‬أي ش‪++‬يء بعثت‬
‫مع أبي بكر رضي هللا عنه في الحج؟ قال‪ :‬بعثت ب‪++‬أربع‪ .‬ال ي‪++‬دخل الجن‪++‬ة إال‬
‫نفس مؤمنة‪ ،‬وال يطوف بالبيت عريان‪ ،‬وال يجتم‪++‬ع م‪++‬ؤمن وك‪++‬افر بالمس‪++‬جد‬
‫الحرام بعد عامه هذا‪ ،‬ومن كان بينه وبين رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫عهد فعهده إلى مدته‪ ،‬ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن راهويه والدارمي والنسائي وابن خزيمة وابن حبان وأب‪++‬و‬
‫الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدالئل عن جابر رضي هللا عنه "أن النبي‬
‫بعث أبا بكر على الحج‪ ،‬ثم أرسل عليا رضي هللا عن‪++‬ه ب‪++‬براءة‪ .‬فقرأه‪++‬ا على‬
‫الناس في موقف الحج حتى ختمها"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل عن عروة رضي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال "بعث رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أبا بكر أميرا على الناس سنة تسع وكتب له سنن الحج‪،‬‬
‫وبعث علي بن أبي طالب رضي هللا عن‪++‬ه بآي‪++‬ات من ب‪++‬راءة ف‪++‬أمره أن ي‪++‬ؤذن‬
‫بمكة وبمنى وعرفة والمشاعر كلها‪ :‬بأنه برئت ذمة رس‪++‬ول من ك‪++‬ل مش‪++‬رك‬
‫حج هذا العام‪ ،‬أو طاف بالبيت عريان‪ ،‬وأجل من كان بين‪++‬ه وبين رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم عه‪+‬د أربع‪+‬ة أش‪+‬هر‪ ،‬وس‪+‬ار علي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه على‬
‫راحلته في الن‪++‬اس كلهم يق‪++‬رأ عليهم الق‪++‬رآن {ب‪++‬راءة من هللا ورس‪++‬وله} وق‪++‬رأ‬
‫عليهم (يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد) (األعراف اآلية ‪ )31‬اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن علي رضي هللا عنه قال "بعثني رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم إلى اليمن ببراءة‪ ،‬فقلت‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا تبعث‪++‬ني وأن‪++‬ا غالم ح‪++‬ديث‬
‫السن‪ ،‬وأسأل عن القضاء وال أدري ما أجيب؟ قال‪ :‬ما بد من أن ت‪++‬ذهب به‪++‬ا‬
‫أو أذهب بها‪ .‬قلت‪ :‬إن كان ال بد فأنا أذهب‪ .‬قال‪ :‬انطلق فإن هللا يثبت لس‪++‬انك‬
‫ويهدي قلبك‪ ،‬ثم قال‪ :‬انطلق فاقرأها على الناس"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{ب‪++‬راءة من هللا ورس‪++‬وله‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ح‪++‬د هللا لل‪++‬ذين عاه‪++‬دوا رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أربعة أشهر يسيحون فيها حيث ش‪++‬اؤوا‪ ،‬وح‪++‬د أج‪++‬ل من‬
‫ليس له عهد انسالخ اآلربعة األشهر الحرم من يوم النحر إلى إنسالخ الحرم‬
‫خمسين ليلة‪ ،‬فإذا انسلخ األشهر الحرم أمره أن يضع الس‪++‬يف فيمن عاه‪++‬د إن‬
‫لم ي‪++‬دخلوا في اإلس‪++‬الم ونقض م‪++‬ا س‪++‬مى لهم من العه‪++‬د والميث‪++‬اق‪ ،‬وإن ذهب‬
‫الشرط األول (إال الذين عاهدتم عند المسجد الحرام) (التوبة اآلي‪++‬ة ‪ )4‬يع‪++‬ني‬
‫أهل مكة‪.‬‬
‫وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان لق‪++‬وم‬
‫عهود فأمر هللا النبي صلى هللا عليه وسلم أن يؤجلهم أربع‪++‬ة أش‪++‬هر يس‪++‬يحون‬
‫فيها وال عهد لهم بعدها وأبط‪++‬ل م‪++‬ا بع‪++‬دها‪ ،‬وك‪++‬ان ق‪++‬وم ال عه‪++‬ود لهم ف‪++‬أجلهم‬
‫خمسين يوما‪ ،‬عشرين من ذي الحجة والمحرم كله‪ ،‬فذلك قول‪++‬ه (ف‪++‬إذا انس‪++‬لخ‬
‫األشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم) (التوبة اآلية ‪ )5‬ق‪++‬ال‪ :‬ولم‬
‫يعاهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بعد هذه اآلية أحدا‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن مردوي‪+++‬ه عن ابن عب‪+++‬اس رض‪+++‬ي هللا عنهم‪+++‬ا {ب‪+++‬راءة من هللا‬
‫ورسوله} قال‪ :‬برئ إليهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من عه‪++‬ودهم كم‪++‬ا‬
‫ذكر هللا عز وجل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم والنح‪++‬اس عن الزه‪++‬ري‬
‫رضي هللا عنه {فس‪+‬يحوا في األرض أربع‪+‬ة أش‪+‬هر} ق‪++‬ال‪ :‬ن‪+‬زلت في ش‪+‬وال‬
‫فهي األربعة أشهر شوال‪ ،‬وذو القعدة‪ ،‬وذو الحجة‪ ،‬والمحرم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪3‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وأذان من هللا‬
‫ورسوله} قال‪ :‬هو إعالم من هللا ورسوله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن حكيم بن حميد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال لي علي‬
‫بن الحسين‪ :‬إن لعلي في كتاب هللا اسما ولكن ال يعرفونه‪ .‬قلت‪ :‬ما هو؟ قال‪:‬‬
‫ألم تسمع قول هللا {وأذان من هللا ورسوله إلى الناس ي‪+‬وم الحج األك‪+‬بر} ه‪++‬و‬
‫وهللا األذان‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه عن علي رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬سألت رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم عن ي‪++‬وم الحج األك‪++‬بر؟‬
‫فقال "يوم النحر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وأبو الش‪++‬يخ عن علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫يوم الحج األكبر يوم النحر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه بس‪++‬ند ض‪++‬عيف عن علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال "أرب‪++‬ع‬
‫حفظتهن عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬إن الصالة الوس‪++‬طى العص‪++‬ر‪،‬‬
‫وإن الحج األكبر يوم النحر‪ ،‬وإن أدبار السجود الركعتان بعد المغ‪++‬رب‪ ،‬وإن‬
‫أدبار النجوم الركعتان قبل صالة الفجر"‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي وابن مردويه عن عمرو بن األحوص رضي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه‬
‫شهد حجة الوداع مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فحمد هللا وأث‪++‬نى علي‪++‬ه‬
‫وذكر ووعظ قال "أي يوم أحرم‪ ،‬أي يوم حرم‪ ،‬أي يوم ح‪++‬رم؟ فق‪++‬ال الن‪++‬اس‪:‬‬
‫يوم الحج األكبر يا رسول هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود والنسائي والحاكم وصححه عن عبد هللا بن قرط ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"أعظم األيام عند هللا أيام النحر يوم القر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن أبي أوفى رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم أن قال "يوم األضحى هذا يوم الحج األكبر"‪.‬‬
‫وأخرج البخاري تعليقا وأبو داود وابن ماجة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ابن عمر رض‪+‬ي‬
‫هللا عنهما "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات‬
‫في الحجة التي حجها فقال‪ :‬أي يوم ه‪++‬ذا؟ ق‪++‬الوا‪ :‬ي‪++‬وم النح‪++‬ر‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا ي‪++‬وم‬
‫الحج األكبر"‪.‬‬
‫وأخرج البخاري ومسلم وأب‪+‬و داود والنس‪+‬ائي وابن مردوي‪+‬ه عن أبي هري‪+‬رة‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬بعثني أبو بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه فيمن ي‪++‬ؤذن ي‪++‬وم النح‪++‬ر‬
‫بمنى أن ال يحج بعد العام مش‪++‬رك‪ ،‬وال يط‪++‬وف ب‪++‬البيت عري‪++‬ان‪ ،‬وي‪++‬وم الحج‬
‫األكبر يوم النحر‪ ،‬والحج األكبر الحج‪ ،‬وإنما قيل األكبر من أجل قول الناس‬
‫الحج األصغر‪ ،‬فنبذ أبو بكر رضي هللا عنه إلى الناس في ذلك العام فلم يحج‬
‫عام حج‪+‬ة ال‪+‬وداع ال‪+‬ذي حج في‪+‬ه رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم مش‪+‬رك‪،‬‬
‫وأنزل هللا تعالى (يا أيه‪+‬ا ال‪+‬ذين آمن‪+‬وا إنم‪+‬ا المش‪+‬ركون نجس) (التوب‪+‬ة اآلي‪+‬ة‬
‫‪ )28‬اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪ :‬الحج األك‪++‬بر ي‪++‬وم‬
‫النحر‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جرير عن المغيرة بن ش‪++‬عبة‪.‬‬
‫أنه خطب يوم األضحى فقال‪ :‬اليوم النحر‪ ،‬واليوم الحج األكبر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي جحيفة رضي هللا عنه قال‪ :‬الحج األكبر‪ :‬ي‪++‬وم‬
‫النحر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير رضي هللا عنه قال‪ :‬الحجر األكبر‪:‬‬
‫يوم النحر‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق وس‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و‬
‫الشيخ عن عبد هللا بن أبي أوفى رضي هللا عنه قال‪ :‬الحج األكبر‪ :‬يوم النحر‬
‫يوضع فيه الشعر‪ ،‬ويراق فيه الدم‪ ،‬وتحل فيه الحرم‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وابن مردويه عن سمرة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه عن الن‪+‬بي ص‪+‬لى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال "ي‪++‬وم الحج األك‪++‬بر ي‪++‬وم حج أب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫بالناس"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن سمرة رضي هللا عنه في قوله {ي‪++‬وم الحج األك‪++‬بر}‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان ع‪++‬ام حج في‪++‬ه المس‪++‬لمون والمش‪++‬ركون في ثالث‪++‬ة أي‪++‬ام‪ ،‬واليه‪++‬ود‬
‫والنص‪+++‬ارى في ثالث‪+++‬ة أي‪+++‬ام‪ ،‬ف‪+++‬اتفق حج المس‪+++‬لمين والمش‪+++‬ركين واليه‪+++‬ود‬
‫والنصارى في ستة أيام‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عون رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت محم‪++‬د عن‬
‫يوم الحج األكبر؟ ق‪+‬ال‪ :‬ك‪+‬ان ي‪+‬وم واف‪+‬ق في‪+‬ه حج رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم وحج أهل الملل‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن سمرة بن جندب رضي هللا عنه "أن رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال زمن الفتح‪ :‬إن‪++‬ه ع‪++‬ام الحج األك‪++‬بر‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬اجتم‪++‬ع حج‬
‫المس‪++‬لمين وحج المش‪++‬ركين في ثالث‪++‬ة أي‪++‬ام متتابع‪++‬ات ف‪++‬اجتمع حج المس‪++‬لمين‬
‫والمشركين والنصارى واليهود في ثالثة أيام متتابعات‪ ،‬ولم يجتمع منذ خلق‬
‫هللا الس‪++‬موات واألرض ك‪++‬ذلك قب‪++‬ل الع‪++‬ام‪ ،‬وال يجتم‪++‬ع بع‪++‬د الع‪++‬ام ح‪++‬تى تق‪++‬وم‬
‫الساعة‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الحسن رضي هللا عن‪++‬ه‪.‬‬
‫أنه سئل عن الحج األكبر؟ فقال‪ :‬ما لكم وللحج األكبر؟ ذاك عام حج فيه أب‪++‬و‬
‫بكر رضي هللا عنه‪ ،‬استخلفه رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فحج بالن‪++‬اس‪،‬‬
‫فاجتمع فيه المس‪+‬لمون والمش‪+‬ركون فل‪+‬ذلك س‪+‬مي الحج األك‪+‬بر‪ ،‬وواف‪+‬ق عي‪+‬د‬
‫اليهود والنصارى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب رضي هللا عنه قال‪ :‬الحج األكبر‬
‫اليوم الثاني من يوم النحر‪ ،‬ألم تر أن اإلمام يخطب فيه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن المسور بن مخرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫"أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال يوم عرفة‪ :‬هذا يوم الحج األكبر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن‬
‫عمر بن الخطاب رضي هللا عنه قال‪ :‬الحج األكبر يوم عرفة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن أبي الصهباء البكري قال‪ :‬س‪++‬ألت علي بن أبي ط‪++‬الب‬
‫رضي هللا عنه عن يوم الحج األكبر؟ فقال‪ :‬يوم عرفة‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و عبي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما قال‪ :‬إن يوم عرفة يوم الحج األكبر‪ ،‬يوم المباهاة يباهي هللا‬
‫مالئكته في السماء بأهل األرض‪ ،‬يقول"جاؤوني شعثا غ‪++‬برا‪ ،‬آمن‪++‬وا بي ولم‬
‫يروني وعزتي ألغفرن لهم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن معقل بن داود قال سمعت ابن الزبير يقول يوم عرفة‬
‫هذا يوم الحج األكبر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن الش‪++‬عبي‪ .‬أن‪++‬ه س‪++‬ئل ه‪++‬ذا الحج األك‪++‬بر فم‪++‬ا الحج‬
‫األصغر؟ قال‪ :‬عمرة في رمضان‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي إسحق رضي هللا عنه قال‪ :‬س‪++‬ألت عب‪++‬د هللا بن‬
‫شداد رضي هللا عنه عن الحج األكبر فقال‪ :‬الحج األكبر ي‪++‬وم النح‪++‬ر‪ ،‬والحج‬
‫األصغر العمرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬كان يقال‪ :‬العم‪++‬رة هي‬
‫الحجة الصغرى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبو خيوة رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن هللا ب‪++‬ريء‬
‫من المشركين ورسوله} قال‪ :‬برئ رسوله صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج أبو بكر محمد بن القاسم األنب‪++‬اري في كت‪++‬اب الوق‪++‬ف واالبت‪++‬داء وابن‬
‫عساكر في تاريخه عن ابن أبي مليكة رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬دم أع‪++‬رابي في‬
‫زمان عمر رضي هللا عنه فقال‪ :‬من يقرئني م‪++‬ا أن‪++‬زل هللا على محم‪++‬د ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم؟ فاقرأه رج‪++‬ل فق‪++‬ال {إن هللا ب‪++‬ريء من المش‪++‬ركين ورس‪++‬وله}‬
‫بالجر فقال األعرابي‪ :‬أقد برئ هللا من رسوله؟ إن يكن هللا ب‪++‬رئ من رس‪++‬وله‬
‫فأنا أبرأ منه‪ .‬فبلغ عمر مقالة األع‪+‬رابي‪ ،‬ف‪+‬دعاه فق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا أع‪+‬رابي أت‪+‬برأ من‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؟ قال‪ :‬ي‪++‬ا أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين إني ق‪++‬دمت المدين‪++‬ة‬
‫وال علم لي بالقرآن‪ ،‬فسألت من يقرئني؟ فأقرأني هذا سورة براءة‪ .‬فقال {إن‬
‫هللا بريء من المشركين ورس‪++‬وله} فقلت‪ :‬إن يكن هللا ب‪++‬رئ من رس‪++‬وله فأن‪++‬ا‬
‫أبرأ منه‪ .‬فقال عمر رضي هللا عنه‪ :‬ليس هكذا يا أعرابي‪ .‬قال‪ :‬فكيف هي ي‪+‬ا‬
‫أم‪+++‬ير المؤم‪+++‬نين؟ فق‪+++‬ال {إن هللا ب‪+++‬ريء من المش‪+++‬ركين ورس‪+++‬وله} فق‪+++‬ال‬
‫األع‪++‬رابي‪ :‬وأن‪++‬ا وهللا أب‪++‬رأ مم‪++‬ا م‪++‬ا ب‪++‬رئ هللا ورس‪++‬وله من‪++‬ه‪ .‬ف‪++‬أمر عم‪++‬ر بن‬
‫الخطاب رضي هللا عنه أن ال يقرئ الناس إال عالم باللغة‪ ،‬وأمر أب‪++‬ا األس‪++‬ود‬
‫رضي هللا عنه فوضع النحو‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري عن عباد المهلبي قال‪ :‬سمع أب‪++‬و األس‪++‬ود ال‪++‬دؤلي رجال‬
‫يقرأ {إن هللا بريء من المشركين ورسوله} بالجر فق‪++‬ال‪ :‬ال أظن‪++‬ني يس‪++‬عني‬
‫إال أن أن أضع شيئا يصلح به لحن هذا أو كالما هذا معناه‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬وبشر الذين كفروا بعذاب أليم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن مس‪++‬هر ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ئل س‪++‬فيان بن عيني‪++‬ة عن‬
‫البشارة أتكون في المكروه؟ قال‪ :‬ألم تسمع قوله تعالى {وبش‪+‬ر ال‪+‬ذين كف‪+‬روا‬
‫بعذاب أليم}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪4‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {إال ال‪++‬ذين‬
‫عاهدتم من المشركين} قال‪ :‬هم مشركو قريش الذين عاه‪++‬دهم ن‪++‬بي هللا زمن‬
‫الحديبية‪ ،‬وكان بقي من مدتهم أربعة اشهر بعد يوم النحر‪ ،‬ف‪++‬أمر هللا نبي‪++‬ه أن‬
‫يوفي لهم بعهدهم هذا إلى مدتهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محم‪++‬د بن عب‪++‬اد بن جعف‪++‬ر‬
‫في قوله {إال الذين عاهدتم من المشركين} قال‪ :‬هم بنو خزيمة بن عامر من‬
‫بني بكر بن كنانة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {ثم لم ينقص‪+‬وكم‬
‫شيئا‪ }..‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬فإن نقض المش‪++‬ركون عه‪++‬دهم وظ‪++‬اهروا ع‪++‬دوا فال عه‪++‬د‬
‫لهم‪ ،‬وإن أوفوا بعهدهم الذي بينهم وبين رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم ولم‬
‫يظاهروا عليه فقد أمر أن يؤدي إليهم عهدهم ويفي به‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ف‪++‬أتموا إليهم‬
‫عهدهم إلى مدتهم} قال‪ :‬كان لبني مدلج وخزاع‪++‬ة عه‪++‬د‪ ،‬فه‪++‬و ال‪++‬ذي ق‪++‬ال هللا‬
‫{فأتموا إليهم عهدهم إلى مدتهم}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن اسدي رضي هللا عنه في قوله {إال ال‪++‬ذين عاه‪++‬دتم من‬
‫المشركين} قال‪ :‬هؤالء بنو ضمرة وبنو م‪++‬دلج حي‪++‬ان من ب‪++‬ني كنان‪++‬ة‪ ،‬ك‪++‬انوا‬
‫حلف‪+‬اء الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم في غ‪+‬زوة العس‪+‬رة من ب‪+‬ني ت‪+‬بيع {ثم لم‬
‫ينقصوكم شيئا} ثم لم ينقضوا عه‪++‬دكم بغ‪++‬در {ولم يظ‪++‬اهروا} ع‪++‬دوكم عليكم‬
‫{ف‪++‬أتموا إليهم عه‪++‬دهم إلى م‪++‬دتهم} يق‪++‬ول‪ :‬أجلهم ال‪++‬ذي ش‪++‬رطتم لهم {إن هللا‬
‫يحب المتقين} يقول‪ :‬الذين يتقون هللا تعالى فيم‪+‬ا ح‪+‬رم عليهم فيف‪+‬ون بالعه‪+‬د‪:‬‬
‫قال‪ :‬فلم يعاهد النبي بعد هؤالء اآليات أحد‪.‬‬
‫@ اآلية ‪5‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ف‪++‬إذا انس‪++‬لخ‬
‫األش‪++‬هر الح‪++‬رم} ق‪++‬ال‪ :‬هي األربع‪++‬ة عش‪++‬رون من ذي الحج‪++‬ة‪ ،‬والمح‪++‬رم‪،‬‬
‫وصفر‪ ،‬وشهر ربيع األول‪ ،‬وعشرون من شهر ربيع اآلخر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ف‪++‬إذا انس‪++‬لخ‬
‫األشهر الحرم} قال‪ :‬عشر من ذي القعدة‪ ،‬وذي الحج‪++‬ة‪ ،‬والمح‪++‬رم‪ ،‬س‪++‬بعون‬
‫ليلة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه {ف‪++‬إذا انس‪++‬لخ األش‪++‬هر الح‪++‬رم}‬
‫قال‪ :‬هي األربعة التي قال (فسيحوا في األرض أربعة أش‪++‬هر) (ب‪++‬راءة اآلي‪++‬ة‬
‫‪.)2‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ف‪++‬إذا انس‪++‬لخ األش‪++‬هر‬
‫الحرم‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬كان عه‪++‬د بين رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وبين‬
‫قريش أربعة أشهر بعد يوم النحر‪ ،‬كانت تلك بقية مدتهم ومن ال عهد ل‪++‬ه إلى‬
‫إنسالخ المحرم‪ ،‬فأمر هللا نبيه صلى هللا عليه وسلم إذا مضى ه‪++‬ذه األج‪++‬ل أن‬
‫يقاتلهم في الح‪++‬ل والح‪++‬رم وعن‪++‬د ال‪++‬بيت‪ ،‬ح‪++‬تى يش‪++‬هدوا أن ال إل‪++‬ه إال هللا وأن‬
‫محمدا رسول هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي هللا عنه قال‪ :‬كل آية في كت‪++‬اب هللا‬
‫تعالى فيها ميثاق بين النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وبين أح‪++‬د من المش‪++‬ركين‪،‬‬
‫وكل عهد ومدة نسخها سورة براءة {خذوهم واحص‪++‬روهم واقع‪++‬دوا لهم ك‪++‬ل‬
‫مرصد}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {احص‪++‬روهم}‬
‫قال‪ :‬ضيقوا عليهم {واقعدوا لهم كل مرصد} قال‪ :‬ال تتركوهم يضربون في‬
‫البالد وال يخرجون التجارة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬الرب‪++‬اط‬
‫في كتاب هللا تعالى {واقعدوا لهم كل مرصد}‪.‬‬
‫وأخرج أب‪+‬و داود في ناس‪+‬خه عن ابن عب‪+‬اس في قول‪+‬ه {ف‪+‬إذا انس‪+‬لخ األش‪+‬هر‬
‫الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم} ثم نسخ واستثنى فقال {فإن ت‪++‬ابوا‬
‫وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فخلوا س‪++‬بيلهم} وق‪++‬ال (وإن أح‪++‬د من المش‪++‬ركين‬
‫استجارك فأجره حتى يسمع كالم هللا) (التوبة اآلية ‪.)6‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬فإن تابوا} اآلية‬
‫أخرج ابن ماجة ومحمد بن نصر المروزي في كتاب الصالة وال‪++‬بزار وأب‪++‬و‬
‫يعلى وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه‬
‫وابن مردويه والبيهقي في شعب اإليمان من طريق الربيع بن أنس عن أنس‬
‫بن مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم"من ف‪++‬ارق‬
‫الدنيا على اإلخالص هلل وعبادته وحده ال شريك ل‪++‬ه‪ ،‬وإق‪++‬ام الص‪++‬الة‪ ،‬وإيت‪++‬اء‬
‫الزكاة‪ ،‬فارقها وهللا عنه راض‪ ،‬قال أنس رضي هللا عنه‪ :‬وهو دين هللا ال‪++‬ذي‬
‫ج‪++‬اءت ب‪++‬ه الرس‪++‬ل‪ ،‬وبلغ‪++‬وه عن ربهم من قب‪++‬ل ه‪++‬وج األح‪++‬اديث وإختالف‬
‫األهواء‪ .‬قال أنس‪ :‬وتصديق ذلك في كتاب هللا تعالى في آخر ما أنزل {ف‪++‬إن‬
‫تابوا وأقاموا الصالة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} ق‪++‬ال‪ :‬ت‪++‬وبتهم خل‪++‬ع األوث‪++‬ان‬
‫وعبادة ربهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {ف‪++‬إن ت‪++‬ابوا وأق‪++‬اموا الص‪++‬الة‬
‫وآتوا الزكاة} قال‪ :‬حرمت هذه دماء أهل القبلة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه {فإن تابوا وأقاموا الصالة وآت‪++‬وا‬
‫الزكاة فخلوا سبيلهم إن هللا غفور رحيم} قال‪ :‬فإنما الناس ثالث‪++‬ة نف‪++‬ر‪ .‬مس‪++‬لم‬
‫علي‪+‬ه الزك‪+‬اة‪ ،‬ومش‪+‬رك علي‪+‬ه الجزي‪+‬ة‪ ،‬وص‪++‬احب ح‪++‬رب ي‪+‬أتمن بتجارت‪+‬ه إذا‬
‫أعطى عشر ماله‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن مصعب بن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن عن أبي‪++‬ه رض‪++‬ي هللا‬
‫عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬افتتح رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم مك‪++‬ة‪ ،‬ثم انص‪++‬رف إلى‬
‫الطائف فحاص‪++‬رهم ثماني‪++‬ة أو س‪++‬بعة‪ ،‬ثم ارتح‪++‬ل غ‪++‬دوة وروح‪++‬ة‪ ،‬ثم ن‪++‬زل ثم‬
‫هج‪++‬ر‪ ،‬ثم ق‪++‬ال "أيه‪++‬ا الن‪++‬اس إني لكم ف‪++‬رط‪ ،‬وإني أوص‪++‬يكم بع‪++‬ترتي خ‪++‬يرا‬
‫موعدكم الحوض‪ ،‬والذي نفسي بيده لتقيمن الصالة ولتؤتن الزك‪++‬اة أو ألبعثن‬
‫عليكم رجال م‪++‬ني أو كنفس‪++‬ي فليض‪++‬ربن أعن‪++‬اق مق‪++‬اتلهم وليس‪++‬بين ذراريهم‪،‬‬
‫فرأى الناس أن‪++‬ه يع‪++‬ني أب‪++‬ا بك‪++‬ر أو عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪ ،‬فأخ‪++‬ذ بي‪++‬د علي‬
‫رضي هللا عنه فقال‪ :‬هذا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن س‪++‬عد عن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن الربي‪++‬ع الظف‪++‬ري رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫وكانت له صحبة ‪ -‬قال "بعث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى رج‪++‬ل من‬
‫أشجع تؤخذ صدقته‪ ،‬فجاءه الرس‪++‬ول ف‪++‬رده فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ :‬اذهب فإن لم يعط صدقته فاضرب عنقه"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪7 - 6‬‬
‫أخرج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ثم‬
‫أبلغه مأمنه} قال‪ :‬إن لم يوافق‪++‬ه م‪++‬ا يقض‪++‬ي علي‪++‬ه ‪ 7‬ويجتري‪++‬ه فأبلغ‪++‬ه مأمن‪++‬ه‪،‬‬
‫وليس هذا بمنسوخ‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وإن أح‪++‬د من‬
‫المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كالم هللا} قال‪ :‬أم‪++‬ر من أراد ذل‪++‬ك أن‬
‫يأمنه‪ ،‬فإن قبل فذاك وإال خلى عنه حتى ي‪++‬أتي مأمن‪++‬ه‪ ،‬وأم‪++‬ر أن ينف‪++‬ق عليهم‬
‫على حالهم ذلك‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه في قوله {ح‪++‬تى يس‪++‬مع كالم هللا}‬
‫أي كتاب هللا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه قال‪ :‬ثم استثنى فنسخ منها فقال‬
‫{وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كالم هللا} وهو كالمك‬
‫بالقرآن فأمنه {ثم أبلغه مأمنه} يقول‪ :‬حتى يبلغ مأمنه من بالده‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي عروبة رضي هللا عنه قال‪ :‬كان الرج‪++‬ل‬
‫يجيء إذا سمع كالم هللا وأقر به وأسلم‪ .‬فذاك الذي دعي إلي‪++‬ه‪ ،‬وإن أنك‪++‬ر ولم‬
‫يق‪++‬ر ب‪++‬ه ف‪++‬رد إلى مأمن‪++‬ه‪ ،‬ثم نس‪++‬خ ذل‪++‬ك فق‪++‬ال (وق‪++‬اتلوا المش‪++‬ركين كاف‪++‬ة كم‪++‬ا‬
‫يقاتلونكم كافة) (التوبة اآلية ‪.)5‬‬
‫وأخرج ابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪+‬ه‬
‫{إال الذين عاهدتم عند المسجد الحرام} قال‪ :‬قريش‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {إال ال‪++‬ذين‬
‫عاهدتم عند المسجد الحرام} قال‪ :‬هؤالء قريش‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مقاتل رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قد عاهده الناس من المش‪+‬ركين وعاه‪++‬د أيض‪++‬ا أناس‪+‬ا من‬
‫بني ضمرة بن بك‪++‬ر وكنان‪++‬ة خاص‪++‬ة‪ ،‬عاه‪++‬دهم عن‪++‬د المس‪++‬جد الح‪++‬رام وجع‪++‬ل‬
‫م‪++‬دتهم أربع‪++‬ة أش‪++‬هر‪ ،‬وهم ال‪++‬ذين ذك‪++‬ر هللا {إال ال‪++‬ذين عاه‪++‬دتم عن‪++‬د المس‪++‬جد‬
‫الحرام فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم} يقول‪ :‬ما وفوا لكم بالعهد فوفوا لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه في قوله {إال الذين عاه‪++‬دتم‬
‫عند المسجد الحرام} قال‪ :‬هم بنو خزيمة بن فالن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إال‬
‫الذين عاهدتم عند المسجد الحرام} قال‪ :‬هو يوم الحديبية {فم‪++‬ا اس‪++‬تقاموا لكم‬
‫فاستقيموا لهم} قال‪ :‬فلم يس‪++‬تقيموا ونقض‪++‬وا عه‪++‬دكم أع‪++‬انوا ب‪++‬ني بك‪++‬ر حلف‪++‬اء‬
‫قريش على خزاعة حلفاء النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪8‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه قال {األل} هللا عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة قال‪ :‬األل‪ :‬هللا‪.‬‬
‫وأخرج الطس‪++‬تي عن ابن عب‪++‬اس أن ن‪++‬افع بن األزرق ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬أخ‪++‬برني عن‬
‫قوله عز وجل {إال وال ذمة} قال‪ :‬األل القراب‪++‬ة‪ ،‬والذم‪++‬ة العه‪++‬د‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬وه‪++‬ل‬
‫تعرف العرب ذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أما سمعت الشاعر وهو يقول‪:‬‬
‫جزى هللا إال كان بيني وبينهم * جزاء ظلوم ال يؤخر عاجال‬
‫وأخ‪++‬رج ابن األنب‪++‬اري في كت‪++‬اب الوق‪++‬ف واالبت‪++‬داء عن ميم‪++‬ون بن مه‪++‬ران‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن ن‪++‬افع بن األزرق ق‪++‬ال البن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪:‬‬
‫أخبرني عن قول هللا تعالى {ال يرقبون في مؤمن إال وال ذمة} قال‪ :‬ال‪++‬رحم‪،‬‬
‫وقال فيه حسان بن ثابت‪:‬‬
‫لعمرك إن غلك من قريش * كال السقب من رال النعام‬
‫وأخرج الن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عنه في قوله {وأكثرهم فاس‪++‬قون}‬
‫قال‪ :‬ذم هللا تعالى أكثر الناس‪.‬‬
‫@ اآليات ‪10 - 9‬‬
‫أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه في‬
‫قوله {اشتروا بآيات هللا ثمنا قليال} قال‪ :‬أبو سفيان بن ح‪++‬رب‪ ،‬أطعم حلف‪++‬اءه‬
‫وترك حلفاء محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪11‬‬
‫أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عنه {فإن تابوا وأقاموا‬
‫الصالة وآتوا الزكاة فخ‪++‬وانكم في ال‪++‬دين} يق‪++‬ول‪ :‬إن ترك‪++‬وا الالت والع‪++‬زى‪،‬‬
‫وشهدوا أن ال إله إال هللا وأن محمدا رسول هللا فإخوانكم في الدين‪.‬‬
‫@ اآلية ‪12‬‬
‫أخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وإن‬
‫نكثوا أيمانهم} قال‪ :‬عهدهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله‬
‫{وإن نكثوا أيمانهم من بعد عه‪+‬دهم} يق‪++‬ول هللا لنبي‪+‬ه ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪:‬‬
‫وإن نكثوا العهد الذي بينك وبينهم فقاتلوهم إنهم أئمة الكفر‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫قتادة رضي هللا عنه في قوله {أئمة الكفر} قال‪ :‬أبو سفيان بن حرب‪ ،‬وأمي‪++‬ة‬
‫بن خلف‪ ،‬وعتبة بن ربيعة‪ ،‬وأب‪++‬و جه‪++‬ل بن هش‪++‬ام‪ ،‬وس‪++‬هيل بن عم‪++‬رو‪ ،‬وهم‬
‫الذين نكثوا عهد هللا تعالى وهموا بإخراج الرسول من مكة‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن مالك بن أنس رضي هللا عنه‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {فقاتلوا أئمة الكفر}‬
‫قال‪ :‬أبو سفيان‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما {فقاتلوا أئمة الكفر} قال‪:‬‬
‫رؤوس قريش‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم واب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {فقاتلوا أئمة الكفر} قال‪ :‬أبو سفيان بن حرب منهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪+‬يخ عن الحس‪+‬ن رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه {فق‪+‬اتلوا أئم‪+‬ة الكف‪+‬ر} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫الديلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن حذيف‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنه أنهم ذكروا عنده هذه اآلية فقال‪ :‬ما قوتل أهل هذه اآلية بعد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن مردويه عن زي‪++‬د بن وهب رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {فقاتلوا أئمة الكفر} قال‪ :‬كنا عند حذيفة رضي هللا عن‪++‬ه فق‪++‬ال‪:‬‬
‫ما بقي من أص‪++‬حاب ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة إال ثالث‪++‬ة وال من المن‪++‬افقين إال أربع‪++‬ة‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫أعرابي‪ :‬إنكم أصحاب صلى هللا عليه وسلم محمد تخبروننا ب‪+‬أمور ال ن‪+‬دري‬
‫ما هي‪ ،‬فما بال هؤالء الذين يبقرون بيوتنا ويسرقون أعالقنا؟! ق‪++‬ال‪ :‬أولئ‪++‬ك‬
‫الفساق‪ ،‬أجل لم يبق منهم إال أربعة‪ ،‬أحدهم شيخ كبير لو شرب الماء الب‪++‬ارد‬
‫لما وجد برده‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن جبير رضي هللا عنه‪ .‬أنه ك‪++‬ان في‬
‫عهد أبي بكر رضي هللا عن‪++‬ه في الن‪++‬اس حين وجههم إلى الش‪++‬ام‪ ،‬فق‪++‬ال‪ :‬إنكم‬
‫ستجدون قوما محلوقة رؤوسهم فاض‪++‬ربوا مقاع‪++‬د الش‪++‬يطان منهم بالس‪++‬يوف‪،‬‬
‫فوهللا لئن أقتل رجال منهم أحب إلي من أن أقت‪++‬ل س‪++‬بعين من غ‪++‬يرهم‪ ،‬وذل‪++‬ك‬
‫بأن هللا تعالى يقول {قاتلوا أئمة الكفر}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن حذيفة رضي هللا عنه {ال أيم‪++‬ان لهم} ق‪++‬ال‪ :‬ال عه‪++‬ود‬
‫لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عمار رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه {ال أيمان لهم} ال عهود لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه عن علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬وهللا م‪++‬ا‬
‫قوتل أهل هذه اآلية منذ أنزلت {وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه عن مص‪++‬عب بن س‪++‬عد ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ر س‪++‬عد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫برجل من الخوارج فق‪++‬ال الخ‪++‬ارجي لس‪+‬عد‪ :‬ه‪++‬ذا من أئم‪+‬ة الكف‪++‬ر‪ .‬فق‪++‬ال س‪+‬عد‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬كذبت‪ ،‬أنا قاتلت أئمته‪.‬‬
‫@ اآليات ‪15 - 13‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪++‬ه {أال‬
‫تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم} ق‪++‬ال‪ :‬قت‪++‬ال ق‪++‬ريش حلف‪++‬اء الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم وهمهم بإخراج الرسول‪ ،‬زعموا أن ذل‪++‬ك ع‪++‬ام عم‪++‬رة الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم في العام السابع للحديبية‪ ،‬وجعل‪++‬وا في أنفس‪++‬هم إذا دخل‪++‬وا مك‪++‬ة أن‬
‫يخرجوه منها فذلك همهم بإخراجه‪ ،‬فلم تتابعهم خزاعة على ذلك‪ ،‬فلما خرج‬
‫النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم من مك‪++‬ة ق‪++‬الت ق‪++‬ريش لخزاع‪++‬ة‪ :‬عميتمون‪++‬ا عن‬
‫إخراجه؟ فقاتلوهم فقتلوا منهم رجاال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي ح‪++‬اتم وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن عكرم‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬نزلت في خزاعة {قاتلوهم يع‪+‬ذبهم هللا بأي‪+‬ديكم ويخ‪+‬زهم‬
‫وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين} من خزاعة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {ويشف صدور ق‪++‬وم مؤم‪+‬نين} ق‪++‬ال‪ :‬خزاع‪+‬ة حلف‪++‬اء رس‪+‬ول ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{ويشف صدور قوم مؤمنين} ق‪++‬ال‪ :‬هم خزاع‪++‬ة يش‪++‬في‪ ،‬ص‪++‬دورهم من ب‪++‬ني‬
‫بكر {ويذهب غيظ قلوبهم} قال‪ :‬هذا حين قتلهم بنو بكر وأعانهم قريش‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه {ويذهب غيظ قلوبهم} قال‪ :‬ذكر‬
‫لنا أن هذه اآلية نزلت في خزاعة حين جعلوا يقتلون بني بكر بمكة‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق والبيهقي في ال‪++‬دالئل عن م‪++‬روان بن الحكم والمس‪++‬ور بن‬
‫خرمة قاال " كان في صلح رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يوم الحديبية بينه‬
‫وبين قريش‪ :‬أن من شاء أن يدخل في عقد النبي صلى هللا عليه وسلم وعهده‬
‫دخل فيه‪ ،‬ومن شاء أن يدخل في عه‪++‬د ق‪++‬ريش وعق‪++‬دهم دخ‪++‬ل في‪++‬ه‪ ،‬فت‪++‬واثبت‬
‫خزاعة فقالوا‪ :‬ندخل في عقد محمد وعهده‪ ،‬وتواثبت بنو بك‪++‬ر فق‪++‬الوا‪ :‬ن‪++‬دخل‬
‫في عقد قريش وعهدهم‪ ،‬فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة عشر أو الثماني‪++‬ة‬
‫عشر شهرا‪ ،‬ثم إن بني بكر الذي كانوا دخلوا في عقد قريش وعهدهم وثب‪++‬وا‬
‫على خزاعة الذين دخلوا في عقد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وعهده ليال‬
‫بماء لهم يقال له الوت‪++‬ير ق‪++‬ريب من مك‪++‬ة‪ ،‬فق‪++‬الت ق‪++‬ريش‪ :‬م‪++‬ا يعلم بن‪++‬ا محم‪++‬د‬
‫صلى هللا عليه وسلم وه‪++‬ذا اللي‪++‬ل وم‪++‬ا يران‪++‬ا أح‪++‬د‪ ،‬فأع‪++‬انوهم عليهم ب‪++‬الكراع‬
‫والس‪++‬الح فق‪++‬اتلوهم معهم للض‪++‬غن على رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪،‬‬
‫وركب عمرو بن سالم عندما كان من أمر خزاعة وب‪++‬ني بك‪++‬ر ب‪++‬الوتير ح‪++‬تى‬
‫قدم المدينة على رسول هللا بأبيات أنشده إياها‪:‬‬
‫اللهم إني ناشد محمدا * خلف أبينا وأبيه إال تلدا‬
‫كنا والدا وكنت ولدا * ثمت أسلمنا ولم ننزع يدا‬
‫فانصر رسول هللا نصرا عندا * وادع عباد هللا يأتوا مددا‬
‫فيهم رسول هللا قد تجردا * إن شئتم حسنا فوجهه بدر بدا‬
‫في فيلق كالبحر يجري مزبدا * إن قريشا أخلفوك موعدا‬
‫ونقضوا ميثاقك المؤكدا * وزعموا أن ليس تدعو أحدا‬
‫فهم أذل وأقل عددا * قد جعلوا لي بكداء رصدا‬
‫هم بيوتنا بالهجير هجدا * وقتلونا ركعا وسجدا‬
‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬نصرت يا عم‪++‬رو بن س‪++‬الم‪ ،‬فم‪++‬ا ب‪++‬رح‬
‫حتى مرت غمامة في السماء فقال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬إن ه‪++‬ذه‬
‫السحابة لتشهد بنصر بني كعب‪ ،‬وأمر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الناس‬
‫بالجهاد وكتمهم مخرجه‪ ،‬وسأل هللا أن يعمي على قريش خ‪++‬بره ح‪++‬تى يبغتهم‬
‫في بالدهم"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪16‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {أم حس‪++‬بتم أن‬
‫ت‪+++‬تركوا ولم‪+++‬ا يعلم هللا ال‪+++‬ذين جاه‪+++‬دوا منكم} ق‪+++‬ال‪ :‬أبى أن ي‪+++‬دعهم دون‬
‫التمحيص‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬الوليجة‪ :‬البطانة من غير دينهم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وليجة} أي حنانة‪.‬‬
‫@ اآليات ‪18 - 17‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما قال {ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد هللا} وقال {إنما‬
‫يعمر مساجد هللا من آمن باهلل} فنفي المشركين من المس‪++‬جد يق‪++‬ول‪ :‬من وح‪++‬د‬
‫هللا وآمن بما أنزل هللا {وأقام الص‪++‬الة} يع‪++‬ني الص‪++‬لوات الخمس {ولم يخش‬
‫إال هللا} يق‪++‬ول‪ :‬لم يعب‪++‬د إال هللا {فعس‪++‬ى أولئ‪++‬ك} يق‪++‬ول‪ :‬أولئ‪++‬ك هم المهت‪++‬دون‬
‫كقوله لنبيه (عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا) (اإلسراء اآلية ‪ )79‬يق‪++‬ول‪:‬‬
‫إن ربك سيبعثك مقاما محم‪+‬ودا وهي الش‪+‬فاعة‪ ،‬وك‪+‬ل عس‪+‬ى في الق‪++‬رآن فهي‬
‫واجبة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي هللا عنه أنه قرأ "ما كان للمشركين‬
‫أن يعمروا مسجد هللا"قال‪ :‬إنما هو مسجد واحد‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن حماد قال‪ :‬سمعت عبد هللا بن كثير يقرأ هذا الحروف‬
‫"ما كان للمشركين أن يعمروا مسجد هللا‪ ،...‬إنما يعمر مسجد هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدارمي والترم‪++‬ذي وحس‪++‬نه وابن ماج‪++‬ة وابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم وابن خزيمة وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه‬
‫وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"إذا رأيتم الرجل يعتاد المس‪++‬جد فاش‪++‬هدوا‬
‫له باإليمان‪ ،‬قال هللا {إنما يعمر مساجد هللا من آمن باهلل وباليوم اآلخر} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪+‬ال‪ :‬من س‪+‬مع الن‪+‬داء‬
‫بالص‪++‬الة ثم لم يجب وي‪++‬أتي المس‪++‬جد ويص‪++‬لي فال ص‪++‬الة ل‪++‬ه وق‪++‬د عص‪++‬ى هللا‬
‫ورسوله‪ .‬قال هللا {إنما يعمر مساجد هللا} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في شعب اإليمان عن أنس رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم"إن هللا سبحانه يقول‪ :‬إني ألهم بأهل األرض عذابا‪،‬‬
‫ف‪++‬إذا نظ‪++‬رت إلى عم‪++‬ار بي‪++‬وتي‪ ،‬والمتح‪++‬ابين في‪ ،‬والمس‪++‬تغفرين باألس‪++‬حار‪،‬‬
‫صرفت عنهم"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن معمر عن رجل من قريش يرف‪++‬ع الح‪++‬ديث‬
‫قال‪ :‬يقول هللا تبارك وتعالى"إن أحب عبادي إلي الذين يتحابون في‪ ،‬وال‪++‬ذين‬
‫يعم‪++‬رون مس‪++‬اجدي‪ ،‬وال‪++‬ذين يس‪++‬تغفرون باألس‪++‬حار‪ ،‬أولئ‪++‬ك ال‪++‬ذين إذا أردت‬
‫بخلقي عذابا ذكرتهم فصرفت عذابي عن خلقي"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن أبي ش‪++‬يبة وال‪++‬بزار وحس‪++‬نه والط‪++‬براني‬
‫والبيهقي عن أبي الدرداء رضي هللا عنه أنه كتب إلى سلمان‪ :‬ي‪++‬ا أخي‪ ،‬ليكن‬
‫المسجد بيتك فإني سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول"المسجد بيت‬
‫ك‪++‬ل تقي"‪ ،‬وق‪++‬د ض‪++‬من هللا لمن ك‪++‬انت المس‪++‬اجد بي‪++‬وتهم ب‪++‬الروح والراح‪++‬ة‪،‬‬
‫والجواز إلى الصراط إلى رضوان الرب‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والبيهقي عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان يق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا‬
‫زي المسلم إال في ثالث‪ :‬في مسجد يعمره‪ ،‬أو بيت يكنه‪ ،‬أو ابتغاء رزق من‬
‫فضل ربه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و بك‪++‬ر عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن القاس‪++‬م بن الف‪++‬رج الهاش‪++‬مي في جزئ‪++‬ه‬
‫المشهور بنسخة أبي مسهر عن أبي إدريس الخوالني رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫المساجد مجالس الكرام‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم‬
‫ق‪++‬ال‪" :‬إن للمس‪++‬اجد أوت‪++‬اد‪ ،‬المالئك‪++‬ة جلس‪++‬اؤهم‪ ،‬إن غ‪++‬ابوا يفتق‪++‬دونهم‪ ،‬وإن‬
‫مرضوا عادوهم‪ ،‬وإن كانوا في حاجة أعانوهم‪ ،‬ثم قال‪ :‬جليس المسجد على‬
‫ثالث خصال أخ مستفاد‪ ،‬أو كلمة محكمة‪ ،‬أو رحمة منتظرة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن ابن مسعود رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "إن بي‪++‬وت هللا في األرض المس‪++‬اجد‪ ،‬وإن حق‪++‬ا على هللا أن يك‪++‬رم‬
‫الزائر"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير والبيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن عم‪++‬رو بن‬
‫ميمون األودي رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أخبرن‪++‬ا أص‪++‬حاب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ :‬أن المساجد بيوت هللا في األرض‪ ،‬وأن‪++‬ه لح‪++‬ق على هللا أن يك‪++‬رم‬
‫من زاره فيها‪.‬‬
‫وأخرج البزار وأبو يعلى والطبراني في األوسط والبيهقي عن أنس بن مالك‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إذا عاه‪++‬ة من‬
‫السماء أنزلت صرفت عن عمار المساجد"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن عبد هللا بن سالم رضي هللا عنه قال‪ :‬إن للمساجد أوت‪++‬ادا‬
‫هم عمارها‪ ،‬وإن لهم جلساء من المالئك‪++‬ة تفتق‪++‬دهم المالئك‪++‬ة إذا غ‪++‬ابوا‪ ،‬ف‪++‬إن‬
‫كانوا مرضى عادوهم‪ ،‬وإن كانوا في حاجة أعانوهم‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط وابن عدي عن أبي سعيد الخ‪++‬دري رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"من ألف المسجد ألفه هللا"‪.‬‬
‫وأخرج الط‪+‬براني عن الحس‪+‬ن بن علي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬س‪+‬معت ج‪+‬دي‬
‫رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول"من أدمن االختالف إلى المس‪++‬جد‬
‫أص‪++‬اب أخ‪++‬ا مس‪++‬تفادا في هللا‪ ،‬وعلم‪++‬ا مس‪++‬تظرفا‪ ،‬وكلم‪++‬ة ت‪++‬دعوه إلى اله‪++‬دى‪،‬‬
‫وكلمة تصرفه عن الردي‪ ،‬ويترك الذنوب حي‪++‬اء وخش‪++‬ية أو نعم‪++‬ة أو رحم‪++‬ة‬
‫منتظرة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني بسند صحيح عن سلمان رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه عن الن‪+‬بي ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم قال "من توضأ في بيته ثم أتى المس‪+‬جد فه‪+‬و زائ‪+‬ر هللا‪ ،‬وح‪++‬ق‬
‫على المزور أن يكرم الزائر"‪ .‬وأخرجه ابن أبي شيبة وأحمد في الزه‪++‬د عن‬
‫سلمان موقوفا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬بيهقي عن أنس بن مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن الن‪++‬بي ق‪++‬ال "بش‪++‬ر‬
‫المشائين في ظلم الليالي بالنور التام يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني والبيهقي عن أبي ال‪++‬درداء رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال "من مش‪++‬ى في ظلم‪++‬ة اللي‪++‬ل إلى المس‪++‬اجد‬
‫آتاه هللا نورا يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قال "بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من نور يوم القيام‪++‬ة‪،‬‬
‫يفزع الناس وال يفزعون"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن أبي أمامة رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم"الغدو والرواح إلى المسجد من الجهاد في سبيل هللا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد ال‪++‬رحمن بن مغف‪++‬ل رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬كن‪++‬ا‬
‫نتحدث أن المسجد حصن حصين من الشيطان‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني والبيهقي عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬المس‪++‬اجد‬
‫بيوت هللا في األرض‪ ،‬تضيء ألهل السماء كما تضيء نج‪++‬وم الس‪++‬ماء أله‪++‬ل‬
‫األرض‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن عبد هللا بن عمير رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "من ب‪++‬نى هلل مس‪++‬جدا ب‪++‬نى هللا ل‪++‬ه بيت‪++‬ا أوس‪++‬ع من‪++‬ه في‬
‫الجنة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د والط‪++‬براني عن بش‪++‬ر بن حي‪++‬ان ق‪++‬ال‪ :‬ج‪++‬اء واثل‪++‬ة بن األس‪++‬قع‬
‫رضي هللا عنه ونحن نبني مسجدنا‪ ،‬فوقف علينا فسلم ثم قال‪ :‬سمعت رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم يقول"من بنى مسجدا يصلي فيه بنى هللا ل‪++‬ه بيت‪++‬ا في‬
‫الجنة أفضل منه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وال‪+‬بزار عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا عن‬
‫الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال "من ب‪++‬نى هلل مس‪++‬جدا ول‪++‬و كمفحص قط‪++‬اة‬
‫لبيضها بنى هللا له بيتا في الجنة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط عن عائشة رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم قال "من بنى مسجدا ال يريد به رياء وال سمعة بنى هللا له بيتا‬
‫في الجنة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الط‪++‬براني في األوس‪++‬ط عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"من بنى بيتا يعبد هللا فيه من م‪++‬ال حالل ب‪++‬نى‬
‫هللا له بيتا في الجنة من در وياقوت"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي ذر رضي هللا عنه عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قال "من بنى مسجدا ولو كمفحص قطاة بنى هللا له بيتا في الجنة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب رضي هللا عن‪++‬ه"س‪++‬معت رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪ :‬من بنى مسجدا يذكر اس‪+‬م هللا في‪+‬ه ب‪+‬نى هللا ل‪+‬ه‬
‫بيتا في الجنة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم"ابنوا المساجد واتخذوها حمى"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬أمرن‪++‬ا أن نب‪++‬ني‬
‫المساجد جما والمدائن شرفا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر رضي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬نهين‪++‬ا أن نص‪++‬لي‬
‫في مسجد مشرف‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد هللا بن شقيق رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬إنم‪++‬ا ك‪++‬انت‬
‫المساجد جما‪ ،‬وإنما شرف الناس حديثا من الدهر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن أنس بن مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان يق‪++‬ال‪:‬‬
‫ليألتين على الن‪++‬اس زم‪++‬ان يبن‪++‬ون المس‪++‬اجد يتب‪++‬اهون به‪++‬ا‪ ،‬وال يعرفونه‪++‬ا إال‬
‫قليال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن يزيد بن األصم رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم"ما أمرت بتشييد المساجد"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ل‪++‬تزخرفن‬
‫مساجدكم كما زخرفت اليهود والنصارى مساجدهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬إذا زخ‪++‬رفتم مس‪++‬اجدكم‪،‬‬
‫وحليتم مصاحفكم‪ ،‬فالدمار عليكم‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في مسند الشاميين عن علي بن أبي طالب رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال "من علق قن‪++‬ديال في مس‪++‬جد ص‪++‬لى علي‪++‬ه‬
‫سبعون ألف ملك‪ ،‬واستغفر له ما دام ذلك القنديل يقد"‪.‬‬
‫وأخرج سليم الرازي في الترغيب عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪++‬ول‬
‫هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "من أس‪++‬رج في مس‪++‬جد س‪++‬راجا لم ت‪++‬زل المالئك‪++‬ة‬
‫وحملة العرش يستغفرون له ما دام في ذلك المسجد ضوؤه"‪.‬‬
‫وأخرج أبو بكر الش‪+‬افعي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في رباعيات‪+‬ه والط‪+‬براني عن أبي‬
‫قرصاصة رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت النبي صلى هللا عليه وسلم يقول"ابنوا‬
‫المساجد وأخرجوا القمامة منها‪ .‬وسمعته يقول‪ :‬اخ‪++‬راج القمام‪++‬ة من المس‪++‬جد‬
‫مهور الحور العين‪ ،‬وسمعته يق‪++‬ول‪ :‬من ب‪++‬نى هلل مس‪++‬جدا ب‪++‬نى هللا ل‪++‬ه بيت‪++‬ا في‬
‫الجنة‪ .‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا وهذه المساجد التي تبنى في الطرق؟ فقال‪ :‬وه‪++‬ذه‬
‫المساجد التي تبى في الطرق"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن أنس رضي هللا عنه قال "مررت مع النبي صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم في طريق من طرق المدين‪+‬ة‪ ،‬ف‪+‬رأى في‪+‬ه قب‪+‬ة من لبن فق‪+‬ال‪ :‬لمن ه‪+‬ذه؟‬
‫قلت‪ :‬لفالن‪ .‬فقال‪ :‬إن كل بناء كل على ص‪++‬احبه ي‪++‬وم القيام‪++‬ة إال م‪++‬ا ك‪++‬ان من‬
‫مس‪+‬جد‪ ،‬ثم م‪+‬ر فلم يره‪+‬ا ق‪+‬ال‪ :‬م‪+‬ا فعلت القب‪+‬ة؟ قلت‪ :‬بل‪+‬غ ص‪+‬احبها م‪+‬ا قلت‪،‬‬
‫فهدمها فقال‪ :‬رحمه هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد والحكيم الترمذي عن مالك بن دينار رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬يقول هللا"إني ألهم بعذاب أهل األرض‪ ،‬فإذا نظرت إلى جلس‪+‬اء الق‪+‬رآن‬
‫وعمار المساجد وولدان اإلسالم سكن غضبي"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪20‬‬
‫وأخرج مسلم وأبو داود وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن حب‪++‬ان‬
‫والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن النعم‪++‬ان بن بش‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬كنت عند منبر رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في نف‪++‬ر من أص‪++‬حابه‬
‫فقال رج‪++‬ل منهم‪ ،‬م‪++‬ا أب‪++‬الي أن ال أعم‪++‬ل هلل عمال بع‪++‬د اإلس‪++‬الم إال أن أس‪++‬قي‬
‫الحاج‪ .‬وقال آخر‪ :‬بل عمارة المسجد الحرام‪ .‬وقال آخر‪ :‬بل الجهاد في سبيل‬
‫هللا خير مما قلتم‪ .‬فزجرهم عمر رضي هللا عن‪++‬ه وق‪++‬ال‪ :‬ال ترفع‪++‬وا أص‪++‬واتكم‬
‫عند منبر رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ‪ -‬وذل‪++‬ك ي‪++‬وم الجمع‪++‬ة ‪ -‬ولكن إذا‬
‫صليتم الجمع‪++‬ة دخلت على رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فأس‪++‬تفتيه فيم‪++‬ا‬
‫اختلفتم فيه‪ ،‬فأنزل هللا {أجعلتم سقاية الحاج} إلى قوله {وهللا ال يه‪++‬دي الق‪++‬وم‬
‫الظالمين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله‬
‫{أجعلتم سقاية الحاج‪ }...‬اآلية‪ .‬وذلك أن المش‪++‬ركين ق‪++‬الوا‪ :‬عم‪++‬ارة بيت هللا‪،‬‬
‫وقي‪+++‬ام على الس‪+++‬قاية‪ ،‬خ‪+++‬ير ممن آمن وجاه‪+++‬د‪ .‬فك‪+++‬انوا يفخ‪+++‬رون ب‪+++‬الحرم‬
‫ويستكبرون به من أجل أنهم أهله وعماره‪ ،‬فذكر هللا استكبارهم وإعراض‪++‬هم‬
‫فق‪++‬ال أله‪++‬ل الح‪++‬رم من المش‪++‬ركين (ق‪++‬د ك‪++‬انت آي‪++‬اتي تتلى عليكم فكنتم على‬
‫أعقابكم تنكصون‪ .‬مس‪++‬تكبرين ب‪++‬ه س‪++‬امرا تهج‪++‬رون) (المؤمن‪++‬ون اآلي‪++‬ة ‪.)67‬‬
‫يعني أنهم كانوا يس‪+‬تكبرون ب‪+‬الحرم‪ .‬وق‪+‬ال (ب‪+‬ه س‪+‬امرا) ك‪+‬انوا ب‪+‬ه يس‪+‬مرون‬
‫ويهجون بالقرآن والنبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فخير اإليمان باهلل والجهاد مع‬
‫نبي هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم على عم‪++‬ران المش‪++‬ركين ال‪++‬بيت وقي‪++‬امهم على‬
‫السقاية‪ ،‬ولم يكن ينفعهم عند هللا تعالى مع الشرك به وإن كانوا يعمرون بيته‬
‫ويخدمونه‪ ،‬قال هللا {ال يستوون عند هللا وهللا ال يهدي القوم الظالمين} يع‪++‬ني‬
‫الذين زعموا أنهم أهل العمارة‪ ،‬فس‪++‬ماهم هللا ظ‪++‬المين بش‪++‬ركهم فلم تغن عنهم‬
‫العمارة شيئا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رح ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬قال العباس رضي هللا عنه حين أسر يوم بدر‪ :‬إن كنتم س‪++‬بقتمونا‬
‫باإلسالم والهجرة والجهاد لقد كنت نعم‪++‬ر المس‪++‬جد الح‪++‬رام‪ ،‬ونس‪++‬قي الح‪++‬اج‪،‬‬
‫ونفك العاني‪ ،‬فأنزل هللا {أجعلتم سقاية الحاج‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬يع‪++‬ني أن ذل‪++‬ك ك‪++‬ان‬
‫في الشرك‪ ،‬فال أقبل ما كان في الشرك‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا {أجعلتم س‪++‬قاية الح‪++‬اج‬
‫وعم‪++‬ارة المس‪++‬جد الح‪++‬رام‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت في علي بن أبي ط‪++‬الب‬
‫والعباس رضي هللا عنه‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الشيخ عن الشعبي رضي هللا عنه قال‪ :‬نزلت هذه اآلي‪++‬ة {أجعلتم س‪++‬قاية‬
‫الحاج} في العباس وعلي رضي هللا عنهما تكلما في ذلك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن الش‪++‬عبي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت بين علي‬
‫والعباس رضي هللا عنهما منازعة فقال العباس لعلي رضي هللا عنه‪ :‬أن‪++‬ا عم‬
‫النبي وأنت ابن عمه‪ ،‬وإلي سقاية الحاج وعمارة المسجد الح‪++‬رام‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫{أجعلتم سقاية الحاج‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق عن الحس‪++‬ن ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت في علي والعب‪++‬اس وعثم‪++‬ان‬
‫وشيبة تكلموا في ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ وابن مردويه عن عبد هللا بن عبيدة رضي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬قال علي رضي هللا عنه للعباس‪ :‬لو هاجرت إلى المدين‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أولست في أفضل من الهجرة؟ ألست أسقي الحاج‪ ،‬وأعمر المس‪++‬جد الح‪++‬رام؟‬
‫فنزلت هذه اآلية يعني قوله {أعظم درجة عن‪++‬د هللا} ق‪++‬ال‪ :‬فجع‪++‬ل هللا للمدين‪++‬ة‬
‫فضل درجة على مكة‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي عن ابن سيرين قال‪ :‬قدم علي بن أبي طالبي رضي هللا عنه‬
‫مكة فقال للعباس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬أي عم أال ته‪++‬اجر‪ ،‬أال تلح‪++‬ق برس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم؟ فقال‪ :‬أعمر المسجد الحرام‪ ،‬وأحجب البيت‪ .‬فأنزل هللا‬
‫{أجعلتم س‪++‬قاية الح‪++‬اج وعم‪++‬ارة المس‪++‬جد الح‪++‬رام‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬وق‪++‬ال لق‪++‬وم ق‪++‬د‬
‫سماهم‪ :‬أال تهاجرون أال تلحقون برسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم؟ فق‪++‬الوا‪:‬‬
‫نقيم مع إخواننا وعشائرنا ومساكننا‪ ،‬فأنزل هللا تع‪++‬الى (ق‪++‬ل إن ك‪++‬ان آب‪++‬اؤكم)‬
‫(التوبة اآلية ‪ )24‬اآلية كلها‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬افتخ‪++‬ر‬
‫طلحة بن شيبة‪ ،‬والعب‪++‬اس‪ ،‬وعلي بن أبي ط‪++‬الب‪ ،‬فق‪++‬ال طلح‪++‬ة‪ :‬أن‪++‬ا ص‪++‬احب‬
‫البيت معي مفتاحه‪ .‬وقال العباس رضي هللا عنه‪ :‬أنا صاحب السقاية والق‪++‬ائم‬
‫عليها‪ :‬فقال علي رضي هللا عنه‪ :‬ما أدري ما تقولون‪ :‬لقد ص‪++‬ليت إلى القبل‪++‬ة‬
‫قبل الناس‪ ،‬وأنا صاحب الجهاد‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {أجعلتم س‪++‬قاية الح‪++‬اج‪ }...‬اآلي‪++‬ة‬
‫كلها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أقب‪++‬ل‬
‫المسلمون على العباس وأصحابه الذين أسروا يوم ب‪++‬در يع‪++‬يرونهم بالش‪++‬رك‪،‬‬
‫فق‪++‬ال العب‪++‬اس‪ :‬أم‪++‬ا ‪ -‬وهللا ‪ -‬لق‪++‬د كن‪++‬ا نعم‪++‬ر المس‪++‬جد الح‪++‬رام‪ ،‬ونف‪++‬ك الع‪++‬اني‪،‬‬
‫ونحجب البيت‪ ،‬ونسقي الحاج‪ ،‬فأنزل هللا {أجعلتم سقاية الحاج} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في فضائل الصحابة وابن عساكر عن أنس رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬قعد العباس وشيبة صاحب البيت يفتخران‪ ،‬فقال ل‪++‬ه العب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه‪ :‬أنا أشرف منك‪ ،‬أنا عم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ووص‪++‬ي أبي‪++‬ه‪،‬‬
‫وساقي الحجيج‪ .‬فقال شيبة‪ :‬أنا أشرف منك‪ ،‬أنا أمين هللا على بيت‪++‬ه وخازن‪++‬ه‪،‬‬
‫أفال ائتمنك كما ائتمنني؟ فاطلع عليهما علي رضي هللا عنه فأخبراه بما قاال‪.‬‬
‫فق‪++‬ال علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬أن‪++‬ا أش‪++‬رف منكم‪++‬ا‪ ،‬أن‪++‬ا أول من آمن وه‪++‬اجر‪:‬‬
‫فانطلقوا ثالثتهم إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فأخبروه‪ .‬فما أجابهم بش‪++‬يء‪،‬‬
‫فانص‪+‬رفوا ف‪+‬نزل علي‪+‬ه ال‪+‬وحي بع‪+‬د أي‪+‬ام‪ ،‬فأرس‪+‬ل إليهم فق‪+‬رأ عليهم {أجعلتم‬
‫سقاية الحاج} إلى آخر العشر‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن أبي حم‪++‬زة الس‪++‬عدي أن‪++‬ه ق‪++‬رأ {أجعلتم س‪++‬قاية الح‪++‬اج‬
‫وعمارة المسجد الحرام}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {أجعلتم س‪++‬قاية‬
‫الحاج} قال‪ :‬أرادوا أن يدعوا الس‪++‬قاية والحجاب‪++‬ة فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم"ال تدعوها فإن لكم فيها خيرا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن عب‪++‬د هللا بن الس‪++‬ائب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬اشرب من سقاية العباس فإنها من السنة‪ .‬وفي لف‪++‬ظ ابن أبي ش‪++‬يبة‪ :‬فإن‪++‬ه‬
‫من تمام الحج‪.‬‬
‫وأخرج البخاري والحاكم وصححه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي‬
‫هللا عنهما "أن رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ج‪++‬اء إلى الس‪++‬قاية فاستس‪++‬قى‪،‬‬
‫فقال للعباس‪ :‬يا فضل اذهب إلى أمك ف‪++‬ائت رس‪++‬ول هللا بش‪++‬راب من عن‪++‬دها‪،‬‬
‫فقال‪ :‬اسقني‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا إنهم يجعل‪++‬ون أي‪++‬ديهم في‪++‬ه‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬اس‪++‬قني‪.‬‬
‫فشرب منه ثم أتى زمزم وهم يسقون ويعملون فيها فقال‪ :‬اعمل‪++‬وا ف‪++‬إنكم على‬
‫عمل صالح‪ ،‬لوال أن تغلبوا لنزلت حتى أض‪+‬ع الحب‪+‬ل على ه‪+‬ذه‪ ،‬وأش‪+‬ار إلى‬
‫عاتقه"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن أبي محذورة رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪ :‬جع‪+‬ل رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم األذان لنا ولموالينا‪ ،‬والسقاية لنبي هاشم‪ ،‬والحجابة لب‪++‬ني عب‪++‬د‬
‫الدار‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن علي رضي هللا عنه قال " قلت للعباس رضي هللا عنه‪:‬‬
‫سل لنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أال نأتيك بماء لم تمسه األي‪++‬دي؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬فاسقوني فسقوه‪ ،‬ثم أتى زم‪++‬زم فق‪++‬ال‪ :‬اس‪++‬تقوا لي منه‪++‬ا دل‪++‬وا‪ ،‬ف‪++‬أخرجوا‬
‫منها دلوا فمضمض منه ثم مجه فيه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أعيدوه ثم قال‪ :‬إنكم على عم‪++‬ل‬
‫صالح‪ ،‬ثم قال‪ :‬لوال أن تغلبوا عليه لنزلت فنزعت معكم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن جعفر بن تمام قال‪ :‬جاء جل إلى ابن عباس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما فقال‪ :‬أرأيت ما تسقون الناس من نبي‪+‬ذ ه‪+‬ذا ال‪+‬زبيب‪ ،‬أس‪+‬نة تبغونه‪+‬ا أم‬
‫تجدون هذا أهون عليكم من البن والعسل؟ قال ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا‪:‬‬
‫إن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم أتى العب‪++‬اس وه‪++‬و يس‪++‬قي الن‪++‬اس فق‪++‬ال‬
‫"اسقني‪ .‬فدعا العباس بعس‪++‬اس من نبي‪++‬ذ‪ ،‬فتن‪++‬اول رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم عس‪+‬ا منه‪+‬ا فش‪+‬رب‪ ،‬ثم ق‪+‬ال‪ :‬أحس‪+‬نتم هك‪+‬ذا فاص‪+‬نعوا‪ .‬ق‪+‬ال ابن عب‪+‬اس‬
‫رضي هللا عنهما‪ :‬فما يسرني أن سقايتها جرت علي لبنا وعسال مك‪++‬ان ق‪++‬ول‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أحسنتم هكذا فافعلوا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن س‪++‬عد عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬اش‪++‬رب من س‪++‬قاية آل‬
‫العباس فإنها من السنة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء رضي هللا عنه في قوله {أجعلتم‬
‫سقاية الحاج؟} قال‪ :‬زمزم‪.‬‬
‫وأخرج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق في المص‪++‬نف واألزرقي في ت‪++‬اريخ مك‪++‬ة وال‪++‬بيهقي في‬
‫الدالئل عن الزهري رضي هللا عنه قال‪ :‬أول م‪++‬ا ذك‪++‬ر من عب‪++‬د المطلب ج‪++‬د‬
‫رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬أن قريش‪++‬ا خ‪++‬رجت من الح‪++‬رم ف‪++‬ارة من‬
‫أصحاب الفيل وهو غالم شاب فقال‪ :‬وهللا ال أخرج من ح‪++‬رم هللا أبتغي الع‪++‬ز‬
‫في غيره‪ .‬فجلس عند البيت وأجلت عنه قريش فقال‪:‬‬
‫اللهم إن المرء يمنع رحله فامنع رحالك * ال يغلبن ص‪++‬ليبهم وض‪++‬اللهم ع‪++‬دو‬
‫محالك‬
‫فلم يزل ثابتا في الحرم حتى أهلك هللا الفيل وأصحابه‪ ،‬ف‪++‬رجعت ق‪++‬ريش وق‪++‬د‬
‫عظم فيها لصبره وتعظيمه محارم هللا‪ ،‬فبينما هو في ذلك وق‪++‬د ول‪++‬د ل‪++‬ه أك‪++‬بر‬
‫بنيه‪ ،‬فأدرك ‪ -‬وهو الحارث بن عبد المطلب ‪ -‬ف‪++‬أتي عب‪++‬د المطلب في المن‪++‬ام‬
‫فقيل له‪ :‬احفر زمزم خبيئة الشيخ األعظم‪ ،‬فاستيقظ فقال‪ :‬اللهم بين لي‪ .‬ف‪++‬أتي‬
‫في النام مرة أخرى فقيل‪ :‬احفرتكم بين الف‪++‬رث وال‪++‬دم في مبحث الغ‪++‬راب في‬
‫قرية النمل مستقبل األنصاب الحمر‪ .‬فقام عبد المطلب فمشى ح‪++‬تى جلس في‬
‫المس‪++‬جد الح‪++‬رام ينتظ‪++‬ر م‪++‬ا س‪++‬مي ل‪++‬ه من اآلي‪++‬ات‪ ،‬فنح‪++‬رت بق‪++‬رة ب‪++‬الجزورة‬
‫فانفلتت من جازرها تحمي نفس‪++‬ها ح‪++‬تى غلب عليه‪++‬ا الم‪++‬وت في المس‪++‬جد في‬
‫موضع زمزم‪ ،‬فج‪++‬زرت تل‪++‬ك البق‪++‬رة من مكانه‪++‬ا ح‪++‬تى احتم‪++‬ل لحمه‪++‬ا فأقب‪++‬ل‬
‫غراب يهوي حتى وقع في الفرث‪ ،‬فبحث عن قرية النمل فق‪++‬ام عب‪++‬د المطلب‬
‫فحفر هناك‪ ،‬فجاءته قريش فقالت لعبد المطلب‪ :‬ما ه‪++‬ذا الص‪++‬نيع إنم‪++‬ا لم نكن‬
‫نرميك بالجهل لم تحفر في مسجدنا؟! فقال عبد المطلب‪ :‬إني لحافر هذا البئر‬
‫ومجاهد من صدني عنه‪++‬ا‪ .‬فطف‪++‬ق ه‪++‬و وول‪++‬ده الح‪++‬ارث وليس ل‪++‬ه ول‪++‬د يومئ‪++‬ذ‬
‫غيره‪ ،‬فسفه عليهما يومئذ ن‪++‬اس من ق‪++‬ريش فنازعوهم‪++‬ا وقاتلوهم‪++‬ا‪ ،‬وتن‪++‬اهى‬
‫عنه ناس من قريش لما يعلمون من عتق نسبه وصدقه واجتهاده في دينهم‪.‬‬
‫حتى إذا أمكن الحفر واشتد عليه األذى‪ ،‬نذر أن وفي ل‪++‬ه عش‪++‬رة من الول‪++‬دان‬
‫ينحر أح‪++‬دهم‪ ،‬ثم حف‪++‬ر ح‪++‬تى أدرك س‪++‬يوفا دفنت في زم‪++‬زم حين دفنت‪ ،‬فلم‪++‬ا‬
‫رأت قريش أنه قد أدرك السيوف قالوا‪ :‬يا عب‪++‬د المطلب أج‪++‬دنا مم‪++‬ا وج‪++‬دت‪.‬‬
‫فقال عبد المطلب‪ :‬هذه السيوف لبيت هللا‪ .‬فحفر حتى أنبط الم‪++‬اء في ال‪++‬تراب‬
‫وفجرها حتى ال تنزف وبنى عليها حوضا‪ ،‬فطفق هو وابن‪+‬ه ينزع‪+‬ان فيمآلن‬
‫ذلك الحوض فيشربه الحاج‪ ،‬فيكسره أناس حس‪++‬دة من ق‪++‬ريش فيص‪++‬لحه عب‪++‬د‬
‫المطلب حين يصبح‪.‬‬
‫فلما أكثروا فساده دعا عبد المطلب ربه‪ ،‬فأري في المنام فقيل له‪ :‬قل اللهم ال‬
‫أحلها المغتسل ولكن هي للشاربين حل وبل ثم كفيتهم‪ .‬فقام عبد المطلب حين‬
‫اختلفت ق‪++‬ريش في المس‪++‬جد‪ ،‬فن‪++‬ادى بال‪++‬ذي أري ثم انص‪++‬رف فلم يكن يفس‪++‬د‬
‫حوضه ذلك عليه أحد من قريش إال رمي في جسده بداء حتى تركوا حوضه‬
‫وسقايته‪ ،‬ثم تزوج عبد المطلب النساء فولد له عشرة ره‪++‬ط‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬اللهم إني‬
‫كنت نذرت لك نحر أحدهم وإني أقرع بينهم فأصيب بذلك من شئت‪ .‬ف‪++‬أقرع‬
‫بينهم فطارت القرعة على عبد هللا‪ ،‬وكان أحب ولده إليه فق‪++‬ال عب‪++‬د المطلب‪:‬‬
‫اللهم هو أحب إليك أم مائ‪++‬ة من اإلب‪++‬ل؟ ثم أق‪++‬رع بين‪++‬ه وبين المائ‪++‬ة من اإلب‪++‬ل‬
‫فطارت القرعة على المائة من اإلبل‪ ،‬فنحرها عبد المطلب‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي والبيهقي في الدالئل عن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه‬
‫قال‪ :‬قال عبد المطلب‪ :‬إني لنائم في الحجر إذ أت‪++‬اني آت فق‪++‬ال‪ :‬احف‪++‬ر طيب‪++‬ة‪.‬‬
‫قلت‪ :‬وما طيبة؟ فذهب عني‪ ،‬فلما كان من الغ‪++‬د رجعت إلى مض‪++‬جعي فنمت‬
‫به‪ ،‬فجاءني فقال‪ :‬احفر زمزم‪ .‬فقلت‪ :‬وم‪++‬ا زم‪++‬زم؟ ق‪++‬ال‪ :‬ال ت‪++‬نزف وال ت‪++‬ذم‪،‬‬
‫تسقي الحجيج األعظم عند قرية النم‪++‬ل‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فلم‪++‬ا أب‪++‬ان ل‪++‬ه ش‪++‬أنها ودل على‬
‫موضعها وعرف أن قد صدق غدا بمعول ومعه ابنه الحارث ليس ل‪++‬ه يومئ‪++‬ذ‬
‫غيره فحفر‪ ،‬فلما ب‪++‬دا لعب‪++‬د المطلب الطي ك‪++‬بر فع‪++‬رفت ق‪++‬ريش أن‪++‬ه ق‪++‬د أدرك‬
‫حاجته‪ ،‬فقاموا إليه فقالوا‪ :‬يا عبد المطلب إنها بئر إسمعيل‪ ،‬وإن لنا فيها حق‪++‬ا‬
‫فأشركنا معك فيها؟ فقال‪ :‬ما أنا بفاع‪++‬ل‪ ،‬إن ه‪++‬ذا األم‪++‬ر خصص‪++‬ت ب‪++‬ه دونكم‬
‫وأعطيته من بينكم‪ .‬قالوا‪ :‬فأنص‪++‬فنا فإن‪++‬ا غ‪++‬ير تاركي‪++‬ك ح‪++‬تى نحاكم‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫فاجعلوا بيني وبينكم من شئتم أحاكمكم‪ .‬قالوا‪ :‬كاهنة من سعد هذيل‪ .‬قال‪ :‬نعم‬
‫‪ -‬وكانت بأشراف الشام ‪ -‬فركب عبد المطلب ومعه نفر من بني عبد مناف‪،‬‬
‫وركب من ك‪++‬ل ركب من ق‪++‬ريش نف‪++‬ر ‪ -‬واألرض إذ ذاك مف‪++‬اوز ‪ -‬فخرج‪++‬وا‬
‫ح‪++‬تى إذا ك‪++‬انوا ببعض المف‪++‬اوز بين الحج‪++‬از والش‪++‬ام ف‪++‬نى م‪++‬اء عب‪++‬د المطلب‬
‫وأصحابه فظمئوا حتى أيقنوا بالهلكة‪ ،‬فاستسقوا ممن معهم من قبائ‪++‬ل ق‪++‬ريش‬
‫فأبوا عليهم وقالوا‪ :‬إنا في مفازة نخشى فيها على أنفسنا مثل ما أصابكم‪.‬‬
‫فلما رأى عبد المطلب ما صنع القوم وما يتخوف على نفسه وأص‪++‬حابه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ماذا ترون؟ قالوا‪ :‬ما رأينا إال تبع لرأيك فمرنا ما شئت‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬إني أرى أن‬
‫يحفر كل رج‪++‬ل منكم لنفس‪++‬ه لم‪++‬ا بكم اآلن من الق‪++‬وة‪ ،‬كلم‪++‬ا م‪++‬ات رج‪++‬ل دفن‪++‬ه‬
‫أصحابه في حفرته ثم واروه حتى يكون آخ‪++‬ركم رجال فض‪++‬يعة رج‪++‬ل واح‪++‬د‬
‫أيسر من ضيعة ركب جميعا‪ .‬قالوا‪ :‬س‪++‬معنا م‪++‬ا أردت‪ .‬فق‪++‬ام ك‪++‬ل رج‪++‬ل منهم‬
‫يحف‪+‬ر حفرت‪+‬ه‪ ،‬ثم قع‪+‬دوا ينتظ‪+‬رون الم‪+‬وت عطش‪+‬ا‪ ،‬ثم إن عب‪+‬د المطلب ق‪+‬ال‬
‫ألصحابه‪ :‬وهللا إن ألقاءنا بأيدينا لعجز ما نبتغي ألنفس‪+‬نا حيل‪+‬ة‪ ،‬عس‪+‬ى هللا أن‬
‫يرزقن‪++‬ا م‪++‬اء ببعض البالد ارحل‪++‬وا‪ ،‬ف‪++‬ارتحلوا ح‪++‬تى فرغ‪++‬وا ومن معهم من‬
‫قريش ينظرون إليهم وما هم فاعلون‪ ،‬فقام عبد المطلب إلى راحلته فركبه‪++‬ا‪،‬‬
‫فلما انبعثت انفجرت من تحت خفها عين من ماء ع‪++‬ذب‪ ،‬فك‪++‬بر عب‪++‬د المطلب‬
‫وكبر أصحابه‪ ،‬ثم نزل فشرب وشربوا واستقوا حتى مألوا س‪++‬قيتهم‪ ،‬ثم دع‪++‬ا‬
‫القبائل ال‪++‬تي مع‪++‬ه من ق‪++‬ريش فق‪++‬ال‪ :‬هلم الم‪++‬اء ق‪++‬د س‪++‬قانا هللا تع‪++‬الى فاش‪++‬ربوا‬
‫واستقوا‪ .‬فقالت القبائل التي نازعته‪ :‬قد ‪ -‬وهللا ‪ -‬قضى هللا لك يا عبد المطلب‬
‫علين‪++‬ا‪ ،‬وهللا ال نخاص‪++‬مك في زم‪++‬زم‪ .‬ف‪++‬ارجع إلى س‪++‬قايتك راش‪++‬دا‪ .‬فرج‪++‬ع‬
‫ورجعوا معه ولم يمضوا إلى الكاهنة‪ ،‬وخلوا بينه وبين زمزم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وابن ماجة وعمر بن شبة والفاكهاني في تاريخ‬
‫مكة والطبراني في األوس‪++‬ط وابن ع‪++‬دي وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه من طري‪++‬ق أبي‬
‫الزبير عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه ق‪++‬ال "س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم يقول‪ :‬ماء زمزم لما شرب له"‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآلية ‪... ...20‬‬
‫وأخرج المستغفري في الطب عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" ماء زمزم لما شرب له‪ ،‬من شربه لم‪++‬رض‬
‫شفاه هللا‪ ،‬أو جوع أشبعه هللا‪ ،‬أو لحاجة قضاها هللا"‪.‬‬
‫وأخرج الدينوري في المجالسة عن الحميدي ‪ -‬وه‪++‬و ش‪++‬يخ البخ‪++‬اري رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬كنا عند ابن عينية فحدثنا بحديث ماء زمزم لم‪++‬ا ش‪++‬رب ل‪++‬ه‪،‬‬
‫فقام رجل من المجلس ثم عاد فقال‪ :‬يا أبا محمد ليس الحديث الذي قد ح‪++‬دثتنا‬
‫في زمزم صحيحا‪ .‬فقال‪ :‬بلى‪ .‬فقال الرجل‪ :‬فإني شربت اآلن دلوا من زمزم‬
‫على أن تحدثني بمائة حديث‪ .‬فقال سفيان رضي هللا عنه‪ :‬اقعد فقع‪++‬د‪ .‬فحدث‪++‬ه‬
‫بمائة حديث‪.‬‬
‫وأخرج الفاكهاني في تاريخ مكة عن عباد بن عب‪++‬د هللا بن الزب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬حج معاوية رضي هللا عنه وحججنا معه‪ ،‬فلما طاف ب‪++‬البيت ص‪++‬لى‬
‫عند المقام ركعتين‪ ،‬ثم مر بزمزم وهو خارج إلى الصفا فقال‪ :‬يا غالم انزع‬
‫لي منها دلوا‪ .‬فنزع له دلوا يشرب وصب على وجه‪++‬ه‪ ،‬وخ‪++‬رج وه‪++‬و يق‪++‬ول‪:‬‬
‫ماء زمزم لما شرب له‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن عب‪++‬د هللا بن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"ماء زمزم لما شرب له"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الحاف‪++‬ظ أب‪+‬و الولي‪+‬د بن ال‪++‬دباغ رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه في فوائ‪+‬ده وال‪++‬بيهقي‬
‫والخطيب في تاريخ‪++‬ه عن س‪++‬ويد بن س‪++‬عيد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬رأيت ابن‬
‫المبارك رضي هللا عنه أتى زمزم‪ ،‬فمأل إناء ثم استقبل الكعبة فقال‪ :‬اللهم إن‬
‫ابن أبي الموالي حدثنا عن ابن المنكدر عن جابر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬أن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال "م‪++‬اء زم‪++‬زم لم‪++‬ا ش‪++‬رب ل‪++‬ه"‪ .‬وه‪++‬و ذا أش‪++‬رب ه‪++‬ذا‬
‫لعطش يوم القيامة‪ .‬ثم شربه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الحكيم الترم‪+‬ذي من طري‪+‬ق أبي الزب‪+‬ير عن ج‪++‬ابر رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"م‪++‬اء زم‪++‬زم لم‪++‬ا ش‪++‬رب ل‪++‬ه"ق‪++‬ال‬
‫الحكيم‪ :‬وحدثني أبي قال‪ :‬دخلت الطواف في ليلة ظلماء‪ ،‬فأخ‪++‬ذني من الب‪++‬ول‬
‫ما ش‪++‬غلني‪ ،‬فجعلت أعتص‪++‬ر ح‪++‬تى آذاني‪ ،‬وخفت إن خ‪++‬رجت من المس‪++‬جد أم‬
‫أطأ بعض تلك األقذار وذلك أيام الحج‪ ،‬فذكرت هذا الحديث‪ ،‬ف‪++‬دخلت زم‪++‬زم‬
‫فتضلعت منه‪ ،‬فذهب عني إلى الصباح‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وس‪++‬لم"خ‪++‬ير م‪++‬اء على وج‪++‬ه األرض زم‪++‬زم‪ ،‬في‪++‬ه طع‪++‬ام من الطعم‪،‬‬
‫وشفاء من السقم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والفاكهاني والبيهقي في شعب اإليم‪++‬ان عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" زمزم خ‪++‬ير م‪++‬اء‬
‫يعلم‪ ،‬وطعام يطعم‪ ،‬وشفاء سقم"‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي في الش‪++‬عب عن عائش‪++‬ة رض‪++‬ي‬
‫هللا عنها أنه كانت تحمل ماء زمزم في القوارير‪ ،‬وتذكر أن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم فعل ذلك‪ ،‬وكان يصب على المرضى ويسقيهم‪.‬‬
‫وأخرج الديلمي في مس‪++‬ند الف‪++‬ردوس عن ص‪++‬فية رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا عن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال "ماء زمزم شفاء من كل داء"‪.‬‬
‫وأخرج الدارقطني والحاكم وصححه من طريق مجاهد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"م‪++‬اء‬
‫زمزم لما شرب له‪ ،‬فإن ش‪++‬ربته تش‪++‬تفي ب‪++‬ه ش‪++‬فاك هللا‪ ،‬وإن ش‪++‬ربته مس‪++‬تعيذا‬
‫أعاذك هللا‪ ،‬وإن شربته ليقطع ظمؤك قطعه هللا‪ ،‬وإن ش‪++‬ربته لش‪++‬بعك أش‪++‬بعك‬
‫هللا‪ ،‬وهي عزيم‪+‬ة جبري‪+‬ل‪ ،‬وس‪+‬قيا إس‪+‬معيل عليهم‪+‬ا الس‪+‬الم‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬وك‪+‬ان ابن‬
‫عباس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا إذا ش‪+‬رب م‪+‬اء زم‪+‬زم ق‪+‬ال‪ :‬اللهم إني أس‪+‬ألك علم‪+‬ا‬
‫نافعا‪ ،‬ورزقا واسعا‪ ،‬وشفاء من كل داء"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن ماجة والطبراني وال‪++‬دارقطني والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه‬
‫والبيهقي في سننه عن عثمان بن األسود رضي هللا عنه قال‪ :‬جاء رج‪++‬ل إلى‬
‫ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا فق‪++‬ال‪ :‬من أين جئت؟ ق‪++‬ال‪ :‬ش‪++‬ربت من زم‪++‬زم‬
‫فقال‪ :‬اشرب منها كما ينبغي‪ .‬قال‪ :‬وكيف ذاك يا أبا عباس؟ ق‪++‬ال‪ :‬إذا ش‪++‬ربت‬
‫منها فاستقبل القبلة واذكر اسم هللا واشرب وتنفس ثالث‪++‬ا وتض‪++‬لع منه‪++‬ا‪ ،‬ف‪++‬إذا‬
‫فرغت فاحمد هللا فإن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال "آية م‪++‬ا بينن‪++‬ا وبين‬
‫المنافقين أنهم ال يتضلعون من زمزم"‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي عن ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال "كن‪++‬ا م‪++‬ع رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم في صفة زمز‪ ،‬فأمر بدلو انتزع ل‪++‬ه من الب‪++‬ئر فوض‪++‬عها‬
‫على شفة البئر‪ ،‬ثم وض‪++‬ع ي‪++‬ده من تحت ع‪++‬راقي ال‪++‬دلو‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪ :‬بس‪++‬م هللا‪ .‬ثم‬
‫كرع فيها فأطال‪ ،‬فرفع رأسه فقال‪ :‬الحمد هلل‪ .‬ثم دعا فقال‪ :‬بسم هللا‪ .‬ثم ك‪++‬رع‬
‫فيها فأطال وهو دون األول‪ ،‬ثم رفع رأسه فقال‪ :‬الحمد هلل‪ .‬ثم دعا فقال‪ :‬بسم‬
‫هللا‪ .‬ثم كرع فيها وهو دون الثاني‪ ،‬ثم رفع فقال‪ :‬الحمد هلل‪ .‬ثم قال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬عالمة ما بيننا وبين المنافقين لم يشربوا منها قط ح‪++‬تى‬
‫يتضلعوا"‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"التض‪++‬لع من م‪++‬اء زم‪++‬زم ب‪++‬راءة من‬
‫النفاق"‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي عن رجل من األنص‪++‬ار عن أبي‪++‬ه عن ج‪++‬ده "أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬عالمة م‪++‬ا بينن‪++‬ا وبين المن‪++‬افقين أن ي‪++‬دلوا دل‪++‬وا من‬
‫ماء زمزم فيتضلعوا منها‪ ،‬ما استطاع منافق قط أن يتضلع منها"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج األزرقي عن الض‪++‬حاك بن م‪++‬زاحم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬بلغ‪++‬ني أن‬
‫التضلع من ماء زمزم براءة من النف‪++‬اق‪ ،‬وأن ماءه‪++‬ا م‪++‬ذهب بالص‪++‬داع‪ ،‬وأن‬
‫اإلطالع فيها يجلو البصر‪ ،‬وأنه سيأتي عليها زم‪++‬ان تك‪++‬ون أع‪++‬ذب من الني‪++‬ل‬
‫والفرات‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة واألزرقي والفاكهاني عن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫إني ألجد في كتاب هللا المنزل أن زمزم طعام طعم‪ ،‬وشفاء سقم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور واألزرقي عن عبد هللا بن عثمان بن‬
‫خثيم رضي هللا عنه قال‪ :‬قدم علينا وهب بن منبه مكة فاشتكى‪ ،‬فجئنا نع‪++‬وده‬
‫فإذا عنده من ماء زمزم‪ ،‬فقلنا‪ :‬لو استعذبت فإن هذا ماء في‪++‬ه غل‪++‬ظ‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا‬
‫أريد أن أشرب حتى أخرج منها غيره‪ ،‬والذي نفس وهب بيده إنها لفي كتاب‬
‫هللا مضنونة‪ ،‬وإنها لفي كتاب هللا طعام طعم‪ ،‬وشفاء سقم‪ ،‬وال‪++‬ذي نفس وهب‬
‫بيده ال يعمد إليها أحد فيشرب منها حتى يتض‪+‬لع إال ن‪+‬زعت داء وأح‪+‬دثت ل‪+‬ه‬
‫شفاء‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج األزرقي عن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لزم‪++‬زم إن‪++‬ا نج‪++‬ده‬
‫مضنونة ضن بها لكم‪ ،‬وأول من س‪++‬قي ماءه‪++‬ا إس‪++‬معيل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬طع‪++‬ام‬
‫طهم وشفاء سقم‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق في المص‪+‬نف وس‪+‬عيد بن منص‪+‬ور واألزرقي والحكيم‬
‫الترمذي عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬ماء زمزم لما شرب له‪ ،‬إن ش‪++‬ربته‬
‫تريد الشفاء شفاك هللا‪ ،‬وإن شربته لظمأ رواك هللا‪ ،‬وإن شربته لجوع أشبعك‬
‫هللا‪ ،‬وهي هزمة جبريل عليه السالم بعقبه‪ ،‬وسقيا هللا إلسمعيل عليه السالم‪.‬‬
‫وأخرج بقية عن علي بن أبي طالبي رضي هللا عنه قال‪ :‬خير واد في الن‪++‬اس‬
‫وادي مكة‪ ،‬ووادي الهند الذي هب‪++‬ط ب‪++‬ه آدم علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬ومن‪++‬ه ي‪++‬ؤتى به‪++‬ذا‬
‫الطيب الذي تطيبون به‪ .‬وشر واد الناس واد باألحقاف‪ ،‬ووادي حضر موت‬
‫يقال له برهوت‪ ،‬وخير بئر في الناس بئر زم‪++‬زم‪ ،‬وش‪++‬ر ب‪++‬ئر في الن‪++‬اس ب‪++‬ئر‬
‫برهوت‪ ،‬وإليها تجتمع أرواح الكفار‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي من طري‪++‬ق عط‪++‬اء عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنمه‪++‬ا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫صلوا في مصلى األخيار‪ ،‬واشربوا من شراب األبرار‪ .‬قيل البن عباس‪ :‬م‪++‬ا‬
‫مصلى األخيار؟ قال‪ :‬تحت الميزاب‪ .‬قي‪+‬ل‪ :‬وم‪+‬ا ش‪+‬راب األب‪+‬رار؟ ق‪++‬ال‪ :‬م‪+‬اء‬
‫زمزم‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي عن ابن جريج رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت أن‪++‬ه يق‪++‬ال‪ :‬خ‪++‬ير‬
‫ماء في األرض ماء زمزم‪ ،‬وشر م‪+‬اء في األرض م‪+‬اء بره‪+‬وت‪ ،‬ش‪+‬عب من‬
‫شعب حضر موت‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج األزرقي عن كعب األحب‪++‬ار رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬إن إيلي‪++‬ا وزم‪++‬زم‬
‫ليتعارفان‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي عن عكرمة بن خالد رضي هللا عنه قال‪ :‬بينم‪+‬ا أن‪+‬ا ليل‪+‬ة في‬
‫جوف الليل عند زمزم جالس إذا نفر يطوفون عليهم ثياب بيض لم أر بياض‬
‫ثيابهم بشيء قط‪ ،‬فلما فرغوا صلوا قريبا منا‪ ،‬فالتفت بعضهم فقال ألصحابه‬
‫اذهبوا بنا نشرب من ش‪++‬راب األب‪++‬رار‪ .‬فق‪++‬اموا ف‪++‬دخلوا زم‪++‬زم فقلت‪ :‬وهللا ل‪++‬و‬
‫دخلت على القوم فسألتهم‪ .‬فقمت فدخلت فإذا ليس فيها أحد من البشر‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي عن العباس بن عب‪++‬د المطلب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬تن‪++‬افس‬
‫الن‪++‬اس في زم‪++‬زم في الجاهلي‪++‬ة‪ ،‬ح‪++‬تى أن ك‪++‬ان أه‪++‬ل العي‪++‬ال يغ‪++‬دون بعي‪++‬الهم‬
‫فيشربون فيكون صبوحا لهم‪ ،‬وقد كنا نعدها عونا على العيال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة واألزرقي عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ك‪+‬انت‬
‫زمزم تسمى في الجاهلية شباعة‪ ،‬وتزعم أنها نعم العون على العيال‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الطيالس‪++‬ي وابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د ومس‪++‬لم واألزرقي وال‪++‬بزار وأب‪++‬و‬
‫عوانة والبيهقي في سننه عن أبي ذر رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬دمت مك‪++‬ة فق‪++‬ال‬
‫لي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "متى كنت ههنا؟ قلت‪ :‬أربع عشرة‪ .‬وفي‬
‫لفظ‪ :‬قلت ثالثين من بين يوم وليلة‪ .‬قال‪ :‬من كان يطعمك؟ قلت‪ :‬م‪++‬ا ك‪++‬ان لي‬
‫طع‪++‬ام وال ش‪++‬راب إال م‪++‬اء زم‪++‬زم فم‪++‬ا أج‪++‬د على كي‪++‬دي س‪++‬حقة ج‪++‬وع‪ ،‬ولق‪++‬د‬
‫تكسرت عكن بطني‪ .‬قال‪ :‬إنها مباركة إنها طعام طعم‪ ،‬زاد الطيالسي وشفاء‬
‫سقم"‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي عن رباح بن األس‪+‬ود رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬كنت م‪+‬ع أهلي‬
‫بالبادية‪ ،‬فابتعت بمكة ف‪++‬أعتقت‪ ،‬فمكثت ثالث‪++‬ة أي‪++‬ام ال أج‪++‬د ش‪++‬يئا آكل‪++‬ه‪ ،‬فكنت‬
‫أشرب من ماء زمزم‪ ،‬فشربت يوما فإذا أن‪++‬ا بص‪++‬ريف اللبن من بين ثناي‪++‬اي‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬لعلي ناعس‪ !...‬فانطلقت وأنا أجد قوة اللبن وشبعه‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج األزرقي عن عب‪+‬د العزي‪+‬ز بن أبي رواد رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‪ .‬أن راعي‪+‬ا‬
‫ك‪++‬ان ي‪++‬رعى وك‪++‬ان من العب‪++‬اد‪ ،‬فك‪++‬ان إذا ظمئ وج‪++‬د فيه‪++‬ا لبن‪++‬ا‪ ،‬وإذا أراد أن‬
‫يتوضأ وجد فيها ماء‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي عن الضحاك بن مزاحم رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬إن هللا يرف‪++‬ع‬
‫المياه قبل يوم القيامة غير زمزم‪ ،‬فتغور المي‪++‬اه غ‪++‬ير زم‪++‬زم‪ ،‬وتلقي األرض‬
‫ما في بطنها من ذهب وفضة‪ ،‬ويجيء الرجل بالجراب فيه ال‪++‬ذهب والفض‪++‬ة‬
‫فيقول‪ :‬من يقبل هذا مني؟ فيقول‪ :‬لو أتيتني به أمس قبلته‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي عن زر بن حبيش ق‪++‬ال‪ :‬رأيت عب‪++‬اس بن عب‪++‬د المطلب في‬
‫المس‪++‬جد الح‪++‬رام وه‪++‬و يط‪++‬وف ح‪++‬ول زم‪++‬زم يق‪++‬ول‪ :‬ال أحله‪++‬ا لمغتس‪++‬ل وهي‬
‫لمتوضئ وشارب حل وبل‪.‬‬
‫وأخرج األزرقي عن ابن أبي حس‪++‬ين "أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫بعث إلى سهيل بن عمرو يستهديه من ماء زمزم‪ ،‬فبعث له براويتين"‪.‬‬
‫وأخرج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق واألزرقي عن ابن ج‪++‬ريج عن ابن أبي حس‪++‬ين واس‪++‬مه‬
‫عبد هللا بن أبي عبد الرحمن قال‪ :‬كتب رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم إلى‬
‫س‪++‬هيل بن عم‪++‬رو"إن ج‪++‬اءك كت‪++‬ابي ليال فال تص‪++‬بحن‪ ،‬وإن ج‪++‬اءك نه‪++‬ار فال‬
‫تمسين ح‪+‬تى تبعث إلي بم‪+‬اء من زم‪+‬زم‪ ،‬فمأل ل‪+‬ه م‪+‬زادتين وبعث بهم‪+‬ا على‬
‫بعير"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا "أن رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم اس‪+‬تهدى س‪+‬هيل بن عم‪+‬رو رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه من م‪+‬اء‬
‫زمزم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن س‪++‬عد عن أم أيمن رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال "م‪++‬ا رأيت رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم شكا ص‪++‬غيرا وال كب‪++‬يرا جوع‪++‬ا وال عطش‪++‬ا‪ ،‬ك‪++‬ان يغ‪++‬دو‬
‫فيشرب من ماء زمزم فأعرض عليه الغداء فيقول‪ :‬ال أريده أنا شبعان"‪.‬‬
‫وأخرج الدارقطني عن النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬خمس من العب‪++‬ادة‪:‬‬
‫النظر إلى المصحف‪ ،‬والنظر إلى الكعبة‪ ،‬والنظر إلى الوالدين‪ ،‬والنظ‪++‬ر في‬
‫زمزم وهي تحط الخطايا‪ ،‬والنظر في وجه العالم"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن مجاهد رضي هللا عنه‪ .‬أنه كان إذا شرب من زمزم‬
‫قال‪ :‬هي لما شربت له‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ما من رج‪++‬ل‬
‫يشرب من ماء زمزم حتى يتضلع إال حط هللا به داء من جوف‪++‬ه‪ ،‬ومن ش‪++‬ربه‬
‫لعطش روي‪ ،‬ومن شربه لجوع شبع‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن طاوس رضي هللا عنه قال‪ :‬ماء زمزم طع‪++‬ام طعم‪،‬‬
‫وشفاء سقم‪.‬‬
‫وأخرج الفاكهاني عن سعيد بن أبي هالل رضي هللا عنه ق‪++‬ال "بعث رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم عين‪++‬ا ل‪++‬ه إلى مك‪++‬ة فأق‪++‬ام به‪++‬ا لي‪++‬الي يش‪++‬رب من م‪++‬اء‬
‫زمزم‪ ،‬فلما رجع قال له رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم م‪++‬ا ك‪++‬ان عيش‪++‬ك؟‬
‫فأخبره أنه كان يأتي زمزم فيشرب من مائها‪ ،‬فقال ل‪++‬ه رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم إنها شفاء من سقم وطعام من طعم"‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ :‬كان إذا أراد أن يتحف الرجل بتحفة سقاه من ماء زمزم‪.‬‬
‫وأخرج الفاكهاني عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬كان ابن عباس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما إذا نزل ب‪++‬ه ض‪++‬يف أتحف‪++‬ه من م‪++‬اء زم‪++‬زم‪ ،‬وال أطعم قوم‪++‬ا طعام‪++‬ا إال‬
‫سقاهم من ماء زمزم‪.‬‬
‫وأخرج أبو ذر الهروي عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت أه‪++‬ل‬
‫مكة ال يسابقهم أحد إال سبقوه‪ ،‬وال يصارعهم أحد إال صرعوه ح‪++‬تى رغب‪++‬وا‬
‫عن ماء زمزم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انوا‬
‫يستحبون إذا ودعوا البيت أن يأتوا زمزم فيشربوا منها‪.‬‬
‫وأخرج السلفي في الطيوري‪+‬ات عن ابن ح‪+‬بيب رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬زم‪+‬زم‬
‫شراب األبرار‪ ،‬والحجر مصلى األخيار‪.‬‬
‫@ اآلية ‪22 - 21‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن طلحة بن مصرف رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه أن‪++‬ه ق‪++‬رأ {يبش‪++‬رهم‬
‫ربهم}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪24 - 23‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬أمروا بالهجرة فقال العباس بن عب‪++‬د المطلب‪ :‬أن‪++‬ا أس‪++‬قي‬
‫الحاج‪ .‬وقال طلحة أخو بني عبد الدار‪ ،‬أنا أحجب الكعبة فال نهاجر‪ ،‬فأنزلت‬
‫{ال تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على اإليمان}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي هللا عن‪++‬ه في ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬هي في‬
‫الهجرة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة‬
‫رضي هللا عنه في قوله {وأموال اقترفتموها} قال‪ :‬أصبتموها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وتجارة تخش‪++‬ون كس‪++‬ادها} يق‪++‬ول‪ :‬تخش‪++‬ون أن تكس‪++‬د فتبيعونه‪++‬ا {ومس‪++‬اكن‬
‫ترضونها} قال‪ :‬هي القصور والمنازل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {فتربص‪++‬وا ح‪++‬تى ي‪++‬أتي هللا ب‪++‬أمره} ق‪++‬ال‪ :‬ب‪++‬الفتح في‬
‫أمره بالهجرة هذا كله قبل فتح مكة‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والبخاري عن عبد هللا بن هشام رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬كن‪++‬ا م‪++‬ع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو آخ‪++‬ذ بي‪++‬د عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه فقال‪ :‬وهللا ألنت يا رسول هللا أحب إلي من كل شيء إال من نفسي فق‪++‬ال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم"ال يؤمن أحدكم حتى أك‪++‬ون أحب إلي‪++‬ه من نفس‪++‬ه"‬
‫وهللا أعلم‪.‬‬
‫@ اآليات ‪27 - 25‬‬
‫وأخرج الفريابي عن مجاهد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {لق‪++‬د نص‪++‬ركم هللا في‬
‫مواطن كثيرة} قال‪ :‬هي أول ما أنزل هللا تعالى من سورة براءة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وس‪++‬نيد وابن ح‪++‬رب وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن‬
‫مجاه‪+‬د رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬أول م‪+‬ا ن‪+‬زل من ب‪+‬راءة {لق‪+‬د نص‪+‬ركم هللا في‬
‫مواطن كثيرة} يعرفهم نصره ويوطنهم لغزوة تبوك‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه في قوله {لقد نصركم هللا في‬
‫مواطن كثيرة} قال‪ :‬هذا مما يمن هللا به عليهم من نص‪++‬ره إي‪++‬اهم في م‪++‬واطن‬
‫كثيرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه قال {حنين} م‪++‬اء‬
‫بين مكة والطائف‪ ،‬قاتل النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ه‪++‬وازن وثقي‪++‬ف‪ ،‬وعلى‬
‫هوازن مالك بن عوف‪ ،‬وعلى ثقيف عبد يا ليل بن عمرو الثقفي‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه" أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم أقام عام الفتح نص‪++‬ف ش‪++‬هر‪ ،‬ولم ي‪++‬زد على ذل‪++‬ك ح‪++‬تى جاءت‪++‬ه ه‪++‬وازن‬
‫وثقيف فنزلوا بحنين‪ ،‬وحنين واد إلى جنب ذي المجاز"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن الحس‪+‬ن رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال "لم‪+‬ا اجتم‪+‬ع أه‪+‬ل مك‪+‬ة‬
‫وأهل المدينة قالوا‪ :‬اآلن وهللا نقاتل حين اجتمعنا‪ ،‬فكره رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم ما قالوا وما أعجبهم من كثرتهم‪ ،‬فالتقوا فهزمهم هللا حتى ما يقوم‬
‫منهم أحد على أحد‪ ،‬حتى جعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ين‪++‬ادي أحي‪++‬اء‬
‫الع‪++‬رب إلي فوهللا م‪++‬ا يع‪++‬رج إلي‪++‬ه أح‪++‬د ح‪++‬تى أع‪++‬رى موض‪++‬عه‪ ،‬ف‪++‬التفت إلى‬
‫األنصار وهم ناحية ناحية فناداهم‪ :‬يا أنص‪+‬ار هللا وأنص‪+‬ار رس‪+‬وله إلى عب‪+‬اد‬
‫هللا أن‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬فعطف‪++‬وا وق‪++‬الوا‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ورب الكعب‪++‬ة إلي‪++‬ك وهللا‪،‬‬
‫فنكسوا رؤوسهم يبكون وقدموا أسيافهم يضربون بين يدي رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم حتى فتح هللا عليهم"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في ال‪+‬دالئل عن الربي‪+‬ع رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه "أن رجال ق‪+‬ال ي‪+‬وم‬
‫حنين‪ :‬لن نغلب من قل‪+‬ة‪ .‬فش‪+‬ق ذل‪+‬ك على رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪،‬‬
‫فأنزل هللا عز وجل {ويوم حنين إذا أعجبتكم ك‪++‬ثرتكم} ق‪++‬ال الربي‪++‬ع‪ :‬وك‪++‬انوا‬
‫اثني عشر ألفا‪ ،‬منهم ألفان من أهل مكة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن س‪++‬عد وابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د البغ‪++‬وي في معجم‪++‬ه وابن مردوي‪++‬ه‬
‫والبيهقي في الدالئل عن أبي عبد الرحمن الفهري رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬كن‪++‬ا‬
‫مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في حنين‪ ،‬فسرنا في يوم قائظ شديد الحر‬
‫فنزلنا تحت ظالل الشجر‪ ،‬فلما زالت الشمس لبست الم‪++‬تي وركبت فرس‪++‬ي‪،‬‬
‫ف‪+‬أتيت رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم فقلت‪ :‬الس‪+‬الم علي‪+‬ك ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا‬
‫ورحمة هللا وبركاته‪ ،‬قد حان الرواح يا رسول هللا‪ .‬قال "أجل‪ ،‬ثم قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬يا بالل‪...‬فثار من تحت سمرة كان ظله ظ‪++‬ل ط‪++‬ائر‬
‫فقال‪ :‬لبيك وسعديك وأنا فداؤك‪ .‬ثم قال‪ :‬أس‪++‬رج لي فرس‪++‬ي‪ .‬فأت‪++‬اه ب‪++‬دفتين من‬
‫ليف ليس فيهما أشر وال بطر قال‪ :‬فركب فرسه ثم سرنا يومن‪++‬ا فلقين‪++‬ا الع‪++‬دو‬
‫وتشامت الخيالن فقاتلناهم‪ ،‬فولى المسلمون مدبرين كما ق‪++‬ال هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل‪،‬‬
‫فجعل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪ :‬يا عباد هللا أنا عبد هللا ورسوله‪،‬‬
‫فاقتحم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عن فرس‪++‬ه‪ ،‬وح‪++‬دثني من ك‪++‬ان أق‪++‬رب‬
‫إليه مني‪ :‬أن‪++‬ه أخ‪++‬ذ حفن‪++‬ة من ت‪++‬راب فحثاه‪++‬ا في وج‪++‬وه الق‪++‬وم وق‪++‬ال‪ :‬ش‪++‬اهت‬
‫الوجوه‪ !...‬قال يعلى بن عطاء رضي هللا عن‪++‬ه‪ :‬فأخبرن‪++‬ا أبن‪++‬اؤهم عن آب‪++‬ائهم‬
‫أنهم ق‪++‬الوا‪ :‬م‪++‬ا بقي من‪++‬ا أح‪++‬د إال امتألت عين‪++‬اه وفم‪++‬ه من ال‪++‬تراب‪ ،‬وس‪++‬معنا‬
‫صلص‪++‬لة من الس‪++‬ماء كم‪++‬ر الحدي‪++‬د على الطس‪++‬ت الحدي‪++‬د‪ ،‬فه‪++‬زمهم هللا ع‪++‬ز‬
‫وجل"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني والح‪++‬اكم وأب‪++‬و نعيم وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن عب‪++‬د هللا بن‬
‫مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬كنت م‪++‬ع رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ي‪++‬وم‬
‫ح‪++‬نين‪ ،‬ف‪++‬ولى الن‪++‬اس عن‪++‬ه وبقيت مع‪++‬ه في ثم‪++‬انين رجال من المه‪++‬اجرين‬
‫واألنصار‪ ،‬فكنا على أقدامنا نحو من ثمانين قدما ولم نولهم الدبر‪ ،‬وهم الذين‬
‫أنزل هللا عليهم السكينة ورسول هللا صلى هللا عليه وسلم على بغلته‪ ،‬فمض‪++‬ى‬
‫قدما فقال "ناولني كفا من تراب‪ .‬فناولته فضرب وجوههم‪ ،‬ف‪++‬امتألت أعينهم‬
‫ترابا وولى المشركون أدبارهم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في‬
‫ال‪++‬دالئل عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن ه‪++‬وازن ج‪++‬اءت ي‪++‬وم ح‪++‬نين بالنس‪++‬اء‬
‫والصبيان واإلبل والغنم‪ ،‬فجعلوهم صفوفا ليكثروا على رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فالتقى المسلمون والمشركون‪ ،‬فولى المسلمون مدبرين كما ق‪++‬ال‬
‫هللا عز وجل‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" يا عب‪++‬اد هللا أن‪++‬ا عب‪++‬د هللا‬
‫ورس‪++‬وله‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا معش‪++‬ر األنص‪++‬ار أن‪++‬ا عب‪++‬د هللا ورس‪++‬وله‪ ،‬فه‪++‬زم هللا‬
‫المشركين ولم يضرب بسيف ولم يطعن برمح"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن س‪++‬عد وأحم‪++‬د ومس‪++‬لم والنس‪++‬ائي وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫أبي حاتم والحاكم وصححه وابن مردوي‪+‬ه عن العب‪+‬اس بن عب‪+‬د المطلب ق‪++‬ال‬
‫"شهدت مع رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ي‪+‬وم ح‪+‬نين‪ ،‬فلق‪+‬د رأيت الن‪+‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم وما معه إال أنا وأبو سفيان بن الحرث بن عبد المطلب‪،‬‬
‫فلزمنا رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم فلم نفارق‪++‬ه وه‪++‬و على بلغت‪++‬ه الش‪++‬هباء‬
‫التي أهداها له فروة بن معاوية الجذامي‪ ،‬فلم‪+‬ا التقى المس‪+‬لمون والمش‪+‬ركون‬
‫ولي المسلمون مدبرين وطفق النبي صلى هللا عليه وسلم يركض بغلت‪++‬ه قب‪++‬ل‬
‫الكفار‪ ،‬وأنا آخذ بلجامها أكفها إرادة أن ال تسرع وهو ال يألو ما أسرع نح‪++‬و‬
‫المشركين‪ ،‬وأب‪++‬و س‪++‬فيان بن الح‪++‬رث آخ‪++‬ذ بغ‪++‬رز رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬يا عباس نادي أصحاب الس‪++‬مرة‬
‫يا أصحاب سورة البق‪++‬رة‪ ،‬فوهللا لك‪++‬أني عطفتهم حين س‪++‬معوا ص‪++‬وتي عطف‪++‬ة‬
‫البق‪++‬ر على أوالده‪++‬ا ين‪++‬ادون ي‪++‬ا لبي‪++‬ك ي‪++‬ا لبي‪++‬ك‪ ،‬فأقب‪++‬ل المس‪++‬لمون ف‪++‬اقتتلوا هم‬
‫والكفار‪ ،‬وارتفعت األص‪++‬وات وهم يقول‪++‬ون‪ :‬ي‪++‬ا معش‪++‬ر األنص‪++‬ار‪ ،‬ي‪++‬ا معش‪++‬ر‬
‫األنصار‪ .‬ثم قصرت الدعوة على بني الحرث بن الخزرج‪ ،‬فتط‪++‬اول رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم وهو على بغلت‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا حين حمى ال‪++‬وطيس‪ ،‬ثم‬
‫أخذ رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم حص‪++‬يات ف‪++‬رمى بهن وج‪++‬وه الكف‪++‬ار‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬انهزموا ورب الكعبة‪ .‬فذهبت أنظ‪+‬ر ف‪+‬إذا القت‪+‬ال على هيئت‪+‬ه فيم‪+‬ا أرى‪،‬‬
‫فما هو إال أن رماهم رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بحص‪++‬يات‪ ،‬فم‪++‬ا زلت‬
‫أرى حدهم كليال وأمرهم مدبرا حتى هزمهم هللا عز وجل"‪.‬‬
‫وأخرج الح‪++‬اكم وص‪++‬ححه عن ج‪++‬ابر رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ن‪+‬دب رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يوم حنين األنصار فق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا معش‪+‬ر األنص‪+‬ار‪ .‬فأج‪+‬ابوه‬
‫لبي‪++‬ك ‪ -‬بأبين‪++‬ا أنت وأمن‪++‬ا ‪ -‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ .‬ق‪++‬ال "أقبل‪++‬وا بوج‪++‬وهكم إلى هللا‬
‫ورسوله يدخلكم جنات تج‪++‬ري من تحته‪++‬ا األنه‪++‬ار‪ .‬ف‪++‬أقبلوا ولهم ح‪++‬نين ح‪++‬تى‬
‫أحدقوا به كبكبة تحاك مناكبهم يقاتلون حتى هزم هللا المشركين"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬لما اجتمع ي‪+‬وم ح‪+‬نين أه‪+‬ل مك‪+‬ة وأه‪+‬ل المدين‪+‬ة أعجبتهم ك‪+‬ثرتهم‪ ،‬فق‪+‬ال‬
‫القوم‪ :‬اليوم وهللا نقاتل‪ ،‬فلما التقوا واشتد القتال ولوا م‪++‬دبرين‪ ،‬فن‪++‬دب رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم األنصار‪ ،‬فقال‪" :‬يا معش‪++‬ر المس‪++‬لمين إلي عب‪++‬اد هللا‪،‬‬
‫أنا رسول هللا‪ .‬فقالوا‪ :‬إليك ‪ -‬وهللا ‪ -‬جئنا‪ ،‬فنكسوا رؤوسهم ثم قاتلوا حتى فتح‬
‫هللا عليهم"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم عن عبادة بن الصامت رضي هللا عنه ق‪++‬ال "أخ‪++‬ذ رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يوم حنين وبرة من بعير‪ ،‬ثم قال‪ :‬أيها الناس إنه ال يحل‬
‫لي مم‪++‬ا أف‪++‬اء هللا عليكم ق‪++‬در ه‪++‬ذه إال الخمس والخمس م‪++‬ردود عليكم‪ ،‬ف‪++‬أدوا‬
‫الخيط والمخيط وإي‪++‬اكم والغل‪++‬ول فإن‪++‬ه ع‪++‬ار على أهل‪++‬ه ي‪++‬وم القيام‪++‬ة‪ ،‬وعليكم‬
‫بالجه‪+‬اد في س‪+‬بيل هللا فإن‪+‬ه ب‪+‬اب من أب‪+‬واب الجن‪+‬ة ي‪+‬ذهب هللا ب‪+‬ه الهم والغم‪،‬‬
‫وك‪++‬ان رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪+‬لم يك‪++‬ره األنف‪++‬ال‪ ،‬ويق‪++‬ول‪ :‬ل‪++‬يرد ق‪++‬وي‬
‫المؤمنين على ضعيفهم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬رأيتن‪++‬ا ي‪++‬وم ح‪++‬نين‬
‫وإن الفئتين لموليتان‪ ،‬وعن عكرمة قال‪ :‬لما كان ي‪++‬وم ح‪++‬نين ولى المس‪++‬لمون‬
‫وولى المشركون‪ ،‬وثبت رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم فق‪+‬ال "أن‪+‬ا محم‪+‬د‬
‫رسول هللا ثالث مرات ‪ -‬وإلى جنبه عمه العباس ‪ -‬فقال النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم لعمه‪ :‬يا عباس أذن يا أهل الشجرة‪ ،‬فأجابوه من ك‪++‬ل مك‪++‬ان لبي‪++‬ك لبي‪++‬ك‬
‫حتى أظلوه برماحهم‪ ،‬ثم مضى فوهب هللا له الظفر‪ ،‬فأنزل هللا {ويوم ح‪++‬نين‬
‫إذ أعجبتكم كثرتكم} اآلية "‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن عبيد هللا بن عمير الليثي رضي هللا عنه قال‬
‫"كان مع النبي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم أربع‪+‬ة آالف من األنص‪+‬ار‪ ،‬وأل‪+‬ف من‬
‫جهينة‪ ،‬وألف من مزينة‪ ،‬وألف من أسلم‪ ،‬وألف من غفار‪ ،‬وألف من أش‪++‬جع‪،‬‬
‫وألف من المهاجرين وغيرهم‪ ،‬فكان معه عشرة آالف‪ .‬وخ‪++‬رج ب‪++‬اثني عش‪++‬ر‬
‫ألفا‪ ،‬وفيها قال هللا تعالى في كتابه {وي‪+‬وم ح‪++‬نين إذ أعجبتكم ك‪+‬ثرتكم فلم تغن‬
‫عنكم شيئا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري ومس‪+‬لم وابن مردوي‪+‬ه عن ال‪+‬براء‬
‫بن عازب رضي هللا عنه‪ .‬أنه قيل له‪ :‬هل كنتم وليتم يوم حنين؟ قال‪ :‬وهللا ما‬
‫ولى رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم ولكن خ‪+‬رج ش‪+‬بان أص‪+‬حابه وأخف‪+‬اؤهم‬
‫حسرا ليس عليهم سالح‪ ،‬فلق‪++‬وا جمع‪++‬ا رم‪++‬اة ه‪++‬وازن وب‪++‬ني النض‪++‬ر م‪++‬ا يك‪++‬اد‬
‫يسقط لهم سهم‪ ،‬فرشقوهم رشقا ما كادوا يخطئون‪ ،‬فأقبلوا هنالك إلى رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم وهو على بغلت‪++‬ه البيض‪++‬اء وابن عم‪++‬ه أب‪++‬و س‪++‬فيان بن‬
‫الحرث بن عبد المطلب يقود به‪ ،‬فنزل ودعا واستنصر ثم قال‪:‬‬
‫أنا النبي ال كذب * أنا ابن عبد المطلب‬
‫ثم صف أصحابه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه في قوله {وأن‪++‬زل جن‪++‬ودا لم‬
‫تروها وعذب الذين كفروا} قال‪ :‬قتلهم بالسيف‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي هللا عنه قال‪ :‬في ي‪++‬وم ح‪++‬نين‬
‫أمد هللا رسوله ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بخمس‪++‬ة آالف من المالئك‪++‬ة مس‪++‬ومين‪،‬‬
‫ويومئ‪++‬ذ س‪++‬مى هللا تع‪++‬إلى األنص‪++‬ار مؤم‪++‬نين ق‪++‬ال {ثم أن‪++‬زل هللا س‪++‬كينته على‬
‫رسوله وعلى المؤمنين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن المنذر وابن مردويه وأب‪+‬و نعيم وال‪+‬بيهقي عن جب‪+‬ير‬
‫بن مطعم رضي هللا عنه قال‪ :‬رأيت قب‪++‬ل هزيم‪++‬ة الق‪++‬وم ‪ -‬والن‪++‬اس يقتتل‪++‬ون ‪-‬‬
‫مثل البجاد األسود أقبل من السماء حتى سقط بين الق‪++‬وم‪ ،‬فنظ‪++‬رت ف‪++‬إذا نم‪++‬ل‬
‫أسود مبثوث قد مأل الوادي‪ ،‬لم أشك أنها المالئكة عليهم السالم‪ ،‬ولم يكن إال‬
‫هزيمة القوم‪.!...‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن س‪++‬عيد بن‬
‫جبير رضي هللا عنه في قوله {وعذب الذين كفروا} قال‪ :‬بالهزيمة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن أب‪++‬زي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وعذب الذين كفروا} ق‪++‬ال‪ :‬بالهزيم‪++‬ة والقت‪++‬ل‪ .‬وفي قول‪++‬ه {ثم يت‪++‬وب هللا من‬
‫بعد ذلك على من يشاء} قال‪ :‬على الذين انهزموا عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم يوم حنين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن س‪++‬عد والبخ‪++‬اري في الت‪++‬اريخ والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وال‪++‬بيهقي في‬
‫الدالئل عن عبد هللا بن عياض بن الحرث عن أبيه‪ .‬قال‪ :‬أن رسول صلى هللا‬
‫عليه وسلم أتى هوازن في اثني عشر ألفا‪ ،‬فقتل من الطائف ي‪++‬وم ح‪++‬نين مث‪++‬ل‬
‫قتلى يوم بدر‪ ،‬وأخذ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كف‪++‬ا من حص‪++‬باء ف‪++‬رمى‬
‫بها وجوهنا فانهزمنا‪.‬‬
‫وأخرج أحمد ومسلم عن سلمة بن األكوع رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬غزون‪++‬ا م‪++‬ع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حنينا‪ ،‬فلما واجهنا العدو وتقدمت فأعلو ثنية‪،‬‬
‫فاستقبلني رجل من العدو فأرميته بسهم فتوارى ع‪++‬ني فم‪++‬ا دريت م‪++‬ا ص‪++‬نع‪،‬‬
‫فنظرت إلى القوم فإذا هم ق‪+‬د طلع‪+‬وا من ثني‪+‬ة أخ‪+‬رى‪ ،‬ف‪+‬التقوا هم وأص‪+‬حاب‬
‫والنبي صلى هللا عليه وسلم وأنا متزر وأرجع منهزما وعلي بردت‪++‬ان م‪++‬تزرا‬
‫بإحدهما مرتديا باألخرى‪ ،‬فاستطلق إزاري فجمعتهما جميع‪++‬ا وم‪++‬ررت على‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم منهزما وهو على بغلته الشهباء‪ ،‬فقال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم"لقد رأى ابن األكوع فزع‪++‬ا‪ ،‬فلم‪++‬ا غش‪++‬وا رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم نزل عن البغلة‪ ،‬ثم قبض قبضة من ت‪+‬راب من األرض‪،‬‬
‫ثم استقبل به وجوههم فقال‪ :‬شاهت الوجوه‪ .‬فما خل‪++‬ق هللا منهم إنس‪++‬انا إال مأل‬
‫عينيه ترابا بتلك القبضة‪ ،‬فولوا مدبرين‪ ،‬فهزمهم هللا تعالى‪ ،‬وقسم رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم غنائمهم بين المسلمين"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج البخ‪++‬اري في الت‪++‬اريخ وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن عم‪++‬رو بن س‪++‬فيان‬
‫الثقفي رضي هللا عنه قال "قبض رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ي‪++‬وم ح‪++‬نين‬
‫قبضة من الحصى فرمى بها في وجوهنا فانهزمنا‪ ،‬فما خيل إلين‪++‬ا إال أن ك‪++‬ل‬
‫حجر أو شجر فارس يطلبنا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج البخ‪++‬اري في الت‪++‬اريخ وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي عن يزي‪++‬د بن ع‪++‬امر‬
‫السوائي ‪ -‬وكان شهد حنين‪++‬ا م‪++‬ع المش‪++‬ركين ثم أس‪++‬لم ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬أخ‪++‬ذ رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ي‪++‬وم ح‪++‬نين قبض‪++‬ة من األرض ف‪++‬رمى به‪++‬ا في وج‪++‬وه‬
‫المشركين وقال‪ :‬ارجعوا شاهت الوجوه‪ ،‬فما أحد يلقاه أخ‪++‬وه إال وه‪++‬و يش‪++‬كو‬
‫قذى في عينيه ويمسح عينيه‪.‬‬
‫وأخرج مسدد في مسنده والبيهقي وابن عس‪++‬اكر عن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن م‪++‬ولى أم‬
‫برثن قال‪ :‬حدثني رجل كان من المشركين ي‪++‬وم ح‪++‬نين ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا التقين‪++‬ا نحن‬
‫وأص‪++‬حاب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم لم يقوم‪++‬وا لن‪++‬ا حلب ش‪++‬اة إال‬
‫كفيناهم‪ ،‬فبينا نحن نسوقهم في أدبارهم إذ التقينا إلى صاحب البغل‪+‬ة البيض‪+‬اء‬
‫فإذا هو رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬فتلقتن‪++‬ا عن‪++‬ده رج‪++‬ال بيض حس‪++‬ان‬
‫الوجوه قالوا لن‪+‬ا‪ :‬ش‪+‬اهت الوج‪+‬وه ارجع‪+‬وا‪ .‬فرجعن‪+‬ا وركب‪+‬وا أكتافن‪+‬ا وك‪+‬انت‬
‫إياها‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي من طريق ابن إسحق‪ ،‬حدثنا أمي‪+‬ة بن عب‪+‬د هللا بن عم‪+‬رو بن‬
‫عثمان بن عفان‪ ،‬أنه ح‪+‬دث أن مال‪+‬ك بن ع‪+‬وف رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه بعث عيون‪+‬ا‬
‫فأتوه وقد تقطعت أوصالهم فقال‪ :‬ويلكم ما شأنكم؟ فق‪++‬الوا‪ :‬أتان‪++‬ا رج‪++‬ال بيض‬
‫على خيل بلق‪ ،‬فوهللا ما تماسكنا أن أصابنا ما ترى‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه والبيهقي وابن عساكر عن مصعب بن ش‪++‬يبة بن عثم‪++‬ان‬
‫الحجبي عن أبيه قال "خرجت مع الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ي‪++‬وم ح‪++‬نين‪،‬‬
‫وهللا ما خرجت إسالما ولكن خ‪+‬رجت اتق‪+‬اء أن تظه‪+‬ر ه‪+‬وازن على ق‪+‬ريش‪،‬‬
‫فوهللا إني لواقف مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذ قلت‪ :‬ي‪++‬ا ن‪++‬بي هللا إني‬
‫ألرى خيال بلقا‪ !...‬قال‪ :‬ي‪+‬ا ش‪+‬يبة إن‪+‬ه ال يراه‪+‬ا إال ك‪+‬افر‪ .‬فض‪+‬رب بي‪+‬ده عن‪+‬د‬
‫صدري حتى ما أجد من خلق هللا تعالى أحب إلي منه فقال‪ :‬فالتقى المسلمون‬
‫فقتل من قتل‪ ،‬ثم أقبل النبي وعمر رضي هللا عنه آخذ باللجام‪ ،‬والعباس آخ‪++‬ذ‬
‫بالغرز‪ ،‬فنادى العباس رضي هللا عنه‪ :‬أين المهاجرون‪ ،‬أين أصحاب س‪++‬ورة‬
‫البقرة؟ ‪ -‬بصوت عال ‪ -‬هذا رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ .‬فأقب‪++‬ل الن‪++‬اس‬
‫والنبي صلى هللا عليه وسلم يقول‪:‬‬
‫أنا النبي غير كذب * أنا ابن عبد المطلب‬
‫فأقبل المسلمون فاصطكوا بالسيوف‪ ،‬فقال النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬اآلن‬
‫حمي الوطيس"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪28‬‬
‫وأخرج أحمد وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه عن ج‪++‬ابر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم"ال ي‪+‬دخل المس‪+‬جد الح‪++‬رام مش‪+‬رك بع‪+‬د‬
‫عامي هذا أبدا إال أهل العهد وخدمكم"‪.‬‬
‫وأخرج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫وابن مردويه عن جابر رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {إنم‪+‬ا المش‪+‬ركون نجس فال‬
‫يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا} إال أن يك‪++‬ون عب‪++‬دا أو أح‪++‬دا من أه‪++‬ل‬
‫الذمة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {إنما المش‪++‬ركون نجس} أي أخب‪++‬اث {فال يقرب‪++‬وا المس‪++‬جد الح‪++‬رام بع‪++‬د‬
‫عامهم هذا} وهو العام ال‪++‬ذي حج في‪++‬ه أب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬ن‪++‬ادى علي‬
‫رضي هللا عنه باألذان‪ ،‬وذلك لتسع سنين من الهجرة‪ ،‬وحج رسول هللا صلى‬
‫هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم في الع‪+‬ام المقب‪+‬ل حج‪++‬ة ال‪++‬وداع لم يحج قبله‪+‬ا وال بع‪+‬دها من‪+‬ذ‬
‫ه‪++‬اجر‪ ،‬فلم‪++‬ا نفى هللا تع‪++‬إلى المش‪++‬ركين عن المس‪++‬جد الح‪++‬رام ش‪++‬ق ذل‪++‬ك على‬
‫المسلمين‪ ،‬فأنزل هللا {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم هللا من فضله} فأغن‪++‬اهم‬
‫هللا تعالى بهذا الخراج‪ :‬الجزية الجارية عليهم يأخذونها ش‪++‬هرا ش‪++‬هرا وعام‪++‬ا‬
‫عاما‪ ،‬فليس ألحد من المشركين أن يقرب المسجد الحرام بعد عامهم ذلك إال‬
‫صاحب الجزية أو عبد رجل من المسلمين‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما قال‪ :‬كان المش‪++‬ركون يج‪++‬يئون إلى ال‪++‬بيت ويج‪++‬يئون معهم بالطع‪++‬ام‬
‫يتج‪++‬رون في‪++‬ه‪ ،‬فلم‪++‬ا نه‪++‬وا عن أن ي‪++‬أتوا ال‪++‬بيت ق‪++‬ال المس‪++‬لمون‪ :‬فمن أين لن‪++‬ا‬
‫الطعام؟ فأنزل هللا {وإن خفتم عيل‪++‬ة فس‪++‬وف يغ‪++‬نيكم هللا من فض‪++‬له إن ش‪++‬اء}‬
‫قال‪ :‬فأنزل هللا عليهم المطر وكثر خيرهم حين ذهب المشركون عنهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫نزلت {إنما المشركون نجس فال يقرب‪++‬وا المس‪++‬جد الح‪++‬رام بع‪++‬د ع‪++‬امهم ه‪++‬ذا}‬
‫شق على أص‪++‬حاب الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وق‪++‬الوا‪ :‬من يأتين‪++‬ا بطعامن‪++‬ا‬
‫وبالمتاع؟ فنزلت {وإن خفتم عيلة‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬لما نفى هللا تع‪++‬الى‬
‫إلى المشركين عن المسجد الحرام ألقى الش‪++‬يطان في قل‪++‬وب المؤم‪++‬نين فق‪++‬ال‪:‬‬
‫من أين ت‪++‬أكلون وق‪++‬د نفى المش‪++‬ركون وانقطعت عنكم الع‪++‬ير؟ ق‪++‬ال هللا تع‪++‬الى‬
‫{وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم هللا من فض‪++‬له إن ش‪++‬اء} ف‪++‬أمرهم بقت‪++‬ال أه‪++‬ل‬
‫الكفر وأغناهم من فضله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫في اآلية قال‪ :‬قال المؤمنون‪ :‬قد كنا نصيب من مت‪++‬اجر المش‪++‬ركين‪ .‬فوع‪++‬دهم‬
‫هللا تعالى أن يغ‪+‬نيهم من فض‪++‬له عوض‪++‬ا لهم ب‪+‬أن ال يقرب‪+‬وا المس‪+‬جد الح‪++‬رام‪،‬‬
‫فهذه اآلية من أول براءة في القراءة وفي آخرها التأويل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ال ي‪++‬دخل الح‪++‬رم كل‪++‬ه‬
‫مشرك‪ ،‬وتال هذه اآلية‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والنح‪+‬اس في ناس‪+‬خه عن عط‪+‬اء عن عط‪+‬اء رض‪+‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {فال يقربوا المسجد الحرام} قال‪ :‬يريد الح‪++‬رم كل‪++‬ه‪ .‬وفي لف‪++‬ظ‪:‬‬
‫ال يدخل الحرم كله مشرك‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن عكرمة رضي هللا عنه‬
‫في قوله {وإن خفتم عيلة} قال‪ :‬الفاقة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فس‪++‬وف‬
‫يغنيكم هللا من فضله} قال‪ :‬أغناهم هللا تعالى بالجزية الجارية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن األوزاعي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬كتب عم‪++‬ر بن عب‪++‬د‬
‫العزيز رضي هللا عنه أن يمنع أن يدخل اليهود والنصارى المس‪++‬اجد‪ ،‬واتب‪++‬ع‬
‫نهيه {إنما المشركون نجس}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عنه {إنم‪++‬ا المش‪++‬ركون نجس} فمن‬
‫صافحهم فليتوضأ‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم "من ص‪++‬افح مش‪+‬ركا فليتوض‪++‬أ‪ ،‬أو ليغس‪+‬ل‬
‫كفيه"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن هش‪++‬ام بن ع‪++‬روة عن أبي‪++‬ه عن ج‪++‬ده ق‪++‬ال "اس‪++‬تقبل‬
‫رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬فناول‪++‬ه ي‪++‬ده ف‪++‬أبى أن‬
‫يتناولها فقال‪ :‬يا جبريل ما منعك أن تأخذ بيدي؟! فقال‪:‬إنك أخذت بيد يهودي‬
‫فكرهت أن تمس يدي يدا قد مستها يد كافر‪ ،‬فدعا رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم بماء فتوضأ‪ ،‬فناوله يده فتناولها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه وس‪+‬مويه في فوائ‪+‬ده عن أبي س‪+‬عيد رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه عن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال "ال يدخل الجنة إال نفس مس‪++‬لمة‪ ،‬وال يط‪++‬وف‬
‫بالبيت عريان‪ ،‬وال يقرب المسجد الحرام مشرك بعد عامهم ه‪++‬ذا‪ ،‬ومن ك‪++‬ان‬
‫بينه وبين رسول صلى هللا عليه وسلم أجل فأجله مدته"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي هللا عنه "أن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم قال عام الفتح‪ :‬ال يدخل المسجد الحرام مشرك‪ ،‬وال ي‪++‬ؤدي مس‪++‬لم‬
‫جزية"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن عمر بن العزيز قال‪ :‬آخر م‪++‬ا تكلم ب‪++‬ه‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن قال "قاتل هللا اليه‪++‬ود والنص‪++‬ارى اتخ‪++‬ذوا‬
‫قبور أنبيائهم مساجد‪ ،‬ال يبقى بأرض العرب دينان"‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق عن ابن ج‪++‬ريج رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال "بلغ‪++‬ني أن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم أوصى عن‪++‬د موت‪++‬ه ب‪++‬أن ال ي‪++‬ترك يه‪++‬ودي وال نص‪++‬راني‬
‫بأرض الحجاز‪ ،‬وأن يمضي جيش أسامة إلى الش‪+‬ام‪ ،‬وأوص‪+‬ى بالقب‪+‬ط خ‪+‬يرا‬
‫فإن لهم قرابة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا رفع‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أخرج‪++‬وا‬
‫المشركين من جزيرة العرب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبو عبيدة بن الجراح رضي هللا عنه قال‪ :‬إن آخ‪++‬ر‬
‫كالم تكلم به رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم أن ق‪++‬ال "أخرج‪++‬وا اليه‪++‬ود من‬
‫أرض الحجاز‪ ،‬وأهل نجران من جزيرة العرب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم "لئن بقيت ألخ‪++‬رجن المش‪++‬ركين من جزي‪++‬رة الع‪++‬رب‪ ،‬فلم‪++‬ا ولي‬
‫عمر رضي هللا عنه أخرجهم"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪29‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬أن‪++‬زل‬
‫هللا تعالى في العام الذي نبذ فيه أبو بكر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه إلى المش‪++‬ركين {ي‪++‬ا‬
‫أيها الذين آمنوا إنما المش‪++‬ركون نجس} فك‪++‬ان المش‪++‬ركون يواف‪++‬ون بالتج‪++‬ارة‬
‫فينتفع بها المسلمون‪ ،‬فلما حرم هللا تعالى على المشركين أن يقرب‪++‬وا المس‪++‬جد‬
‫الح‪++‬رام وج‪++‬د المس‪++‬لمون في أنفس‪++‬هم مم‪++‬ا قط‪++‬ع عنهم من التج‪++‬ارة ال‪++‬تي ك‪++‬ان‬
‫المشركون يوافون بها‪ ،‬فأنزل هللا تعالى {وإن خفتم عيلة فس‪++‬وف يغ‪++‬نيكم هللا‬
‫من فضله إن شاء} فأج‪++‬ل في اآلي‪++‬ة األخ‪++‬رى ال‪++‬تي تتبعه‪++‬ا الجزي‪++‬ة‪ ،‬ولم تكن‬
‫تؤخذ قبل ذلك فجعلها عوض‪+‬ا مم‪+‬ا منعهم من مواف‪+‬اة المش‪+‬ركين بتج‪+‬اراتهم‪،‬‬
‫فقال {قاتلوا الذين ال يؤمنون باهلل وال باليوم اآلخر} إلى قوله {ص‪++‬اغرون}‬
‫فلما أحق ذلك للمسلمين عرفوا أنه قد عوضهم أفضل ما ك‪++‬انوا وج‪++‬دوا علي‪++‬ه‬
‫مما كان المشركين يوافون به من التجارة‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن أبي أمامة رضي هللا عن‪++‬ه عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال "القتال قتاالن‪ :‬قتال المشركين حتى يؤمنوا أو يعطوا الجزية‬
‫عن يد وهم صاغرون‪ ،‬وقتال الفئة الباغية حتى تفيء إلى أمر هللا فإذا فاءت‬
‫أعطيت العدل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ق‪++‬اتلوا ال‪++‬ذين ال‬
‫يؤمنون باهلل‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬نزلت هذه حين أمر محمد صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫وأصحابه بغزوة تبوك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن ابن ش‪++‬هاب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬زلت في كف‪++‬ار‬
‫قريش والعرب (وقاتلوهم حتى ال تكون فتنة ويكون الدين هلل) (البق‪++‬رة اآلي‪++‬ة‬
‫‪ )193‬وأن‪++‬زلت في أه‪++‬ل الكت‪++‬اب {ق‪++‬اتلوا ال‪++‬ذين ال يؤمن‪++‬ون باهلل وال ب‪++‬اليوم‬
‫اآلخر} إلى قوله {حتى يعطوا الجزي‪++‬ة} فك‪++‬ان أول من أعطى الجزي‪++‬ة أه‪++‬ل‬
‫نجران‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬س‪++‬ئل رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم عن الجزية عن يد قال "جزية األرض والرقب‪++‬ة‪ ،‬جزي‪++‬ة‬
‫األرض والرقبة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج النح‪++‬اس في ناس‪++‬خه وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {قاتلوا الذين ال يؤمن‪++‬ون باهلل وال ب‪++‬اليوم اآلخ‪++‬ر} ق‪++‬ال‪ :‬نس‪++‬خ‬
‫بهذا العفو عن المشركين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي ال‪++‬ه عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ف‪++‬رغ‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من قتال من يليه من العرب أمره بجهاد أهل‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي هللا عنه في قوله‬
‫{ق‪++‬اتلوا ال‪++‬ذين ال يؤمن‪++‬ون باهلل} يع‪++‬ني ال‪++‬ذين ال يص‪++‬دقون بتوحي‪++‬د هللا {وال‬
‫يحرمون م‪+‬ا ح‪+‬رم هللا ورس‪+‬وله} يع‪+‬ني الخم‪+‬ر والخ‪+‬نزير {وال ي‪+‬دينون دين‬
‫الح‪++‬ق} يع‪++‬ني دين اإلس‪++‬الم {من ال‪++‬ذين أت‪++‬وا الكت‪++‬اب} يع‪++‬ني من اليه‪++‬ود‬
‫والنصارى أوتوا الكتاب من قبل المسلمين أمة محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫{حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون} يعني يذلون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن قت‪+‬ادة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {عن‬
‫يد} قال‪ :‬عن قهر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة رضي هللا عنه في قوله {عن يد}‬
‫قال‪ :‬من يده وال يبعث بها مع غيره‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن أبي س‪++‬نان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{عن يد} قال‪ :‬عن قدرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {عن ي‪++‬د وهم‬
‫صاغرون} قال‪ :‬وال يلكزون‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن سلمان رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {وهم صاغرون} قال‪ :‬غير محمودين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن المغيرة رضي هللا عنه‪ .‬أن‪++‬ه بعث إلى رس‪++‬تم فق‪++‬ال‬
‫له رستم‪ :‬إالم تدعو؟ فقال له‪ :‬أدعوك إلى اإلسالم‪ ،‬ف‪++‬إن أس‪++‬لمت فل‪++‬ك م‪++‬ا لن‪++‬ا‬
‫وعليك ما علينا‪ .‬قال‪ :‬فإن أبيت؟ قال‪ :‬فتعطي الجزي‪++‬ة عن ي‪++‬د وأنت ص‪++‬اغر‪.‬‬
‫فق‪++‬ال‪ :‬لترجمان‪++‬ه‪ :‬ق‪++‬ل ل‪++‬ه أم‪++‬ا إعط‪++‬اء الجزي‪++‬ة فق‪++‬د عرفته‪++‬ا فم‪++‬ا قول‪++‬ك وأنت‬
‫صاغر؟ قال‪ :‬تعطيها وأنت قائم وأنا جالس والسوط على رأسك‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سلمان رضي هللا عنه أنه قال ألهل حصن حاص‪++‬رهم‬
‫اإلس‪++‬الم‪ :‬أو الجزي‪++‬ة وأنتم ص‪++‬اغرون ق‪++‬الوا‪ :‬وم‪++‬ا الجزي‪++‬ة؟ ق‪++‬ال‪ :‬نأخ‪++‬ذ منكم‬
‫الدراهم والتراب على رؤوسكم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د عن س‪++‬لمان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه انتهى إلى‬
‫حص‪++‬ن فق‪++‬ال‪ :‬إن أس‪+‬لمتم فلكم م‪+‬ا لن‪+‬ا وعليكم م‪+‬ا علين‪+‬ا‪ ،‬وإن أنتم أبيتم ف‪++‬أدوا‬
‫الجزي‪+++‬ة وأنتم ص‪+++‬اغرون‪ ،‬ف‪+++‬إن أبيتم فأنب‪+++‬ذناكم على س‪+++‬واء إن هللا ال يحب‬
‫الخائنين‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن س‪++‬عيد بن المس‪++‬يب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أحب أله‪++‬ل‬
‫الذمة أن يتعبوا في أداء الجزية لقول هللا تعالى {حتى يعطوا الجزي‪++‬ة عن ي‪++‬د‬
‫وهم صاغرون}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن مسروق رضي هللا عنه قال "لم‪++‬ا بعث رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم معاذا إلى اليمن أم‪++‬ره أن يأخ‪++‬ذ من ك‪++‬ل ح‪++‬الم دين‪++‬ارا أو‬
‫عدله معافر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهري رضي هللا عنه قال‪ :‬أخذ رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم الجزية من مجوس أه‪++‬ل هج‪++‬ر‪ ،‬ومن يه‪++‬ود اليمن ونص‪++‬اراهم‬
‫من كل حالم دينار‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن بجالة قال‪ :‬لم يأخ‪+‬ذ عم‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه الجزي‪+‬ة‬
‫من المجوس حتى شهد عبد الرحمن بن عوف رضي هللا عنه أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أخذها من مجوس هجر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن الحس‪++‬ن بن محم‪++‬د بن علي رض‪++‬ي هللا عنهم ق‪++‬ال‬
‫"كتب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم إلى مج‪++‬وس هج‪++‬ر يع‪++‬رض عليهم‬
‫اإلس‪++‬الم‪ ،‬فمن أس‪++‬لم قب‪++‬ل من‪++‬ه ومن أبى ض‪++‬ربت عليهم الجزي‪++‬ة‪ ،‬ح‪++‬تى أن ال‬
‫تؤكل لهم ذبيحة وال ينكح منهم امرأة"‪.‬‬
‫وأخرج مال‪++‬ك والش‪+‬افعي وأب‪+‬و عبي‪+‬د في كت‪+‬اب األم‪++‬وال وابن أبي ش‪+‬يبة عن‬
‫جعف‪++‬ر عن أبي‪++‬ه‪ .‬أن عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه استش‪++‬ار الن‪++‬اس في‬
‫المجوس في الجزية فقال عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن ع‪++‬وف رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬س‪++‬معت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول"سنوا بهم سنة أهل الكتاب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن حذيفة بن اليمان رضي هللا عنه قال‪ :‬ل‪++‬وال أني رأيت‬
‫أصحابي أخذوا من المجوس ما أخذت منهم‪ ،‬وتال {ق‪++‬اتلوا ال‪++‬ذين ال يؤمن‪++‬ون‬
‫باهلل} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المص‪++‬نف عن علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪.‬‬
‫أنه سئل عن أخذ الجزية من المجوس؟ فقال‪ :‬وهللا ما على األرض أح‪++‬د أعلم‬
‫بذلك مني إن المجوس ك‪++‬انوا أه‪++‬ل كت‪++‬اب يعرفون‪++‬ه وعلم يدرس‪++‬ونه‪ ،‬فش‪++‬رب‬
‫أميرهم الخمر فسكر فوق‪+‬ع على أخت‪+‬ه‪ ،‬ف‪+‬رآه نف‪+‬ر من المس‪+‬لمين فلم‪+‬ا أص‪+‬بح‬
‫قالت أخته‪ :‬إنك قد ص‪++‬نعت بي ك‪++‬ذا وك‪++‬ذا وق‪++‬د رآك نف‪++‬ر ال يس‪++‬ترون علي‪++‬ك‪.‬‬
‫فدعا أهل الطمع فأعطاهم ثم قال لهم‪ :‬قد علمتم أن آدم علي‪+‬ه الس‪+‬الم ق‪+‬د أنكح‬
‫بنيه بناته‪ ،‬فجاء أولئك الذين رأوه فقالوا‪ :‬ويل لألبع‪++‬د إن في ظه‪++‬رك ح‪++‬د هللا‬
‫فقتلهم أولئك الذين كانوا عنده‪ ،‬ثم جاءة امرأة فقالت له‪ :‬بلى قد رأيت‪++‬ك‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫لها‪ :‬ويحا لبغي بني فالن‪ !...‬قالت‪ :‬أجل‪ ،‬وهللا لقد كانت بغية ثم تابت فقتله‪++‬ا‪،‬‬
‫ثم أسرى على ما في قلوبهم وعلى كتبهم فلم يصبح عندهم شيء‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪+‬يبة وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الحس‪+‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬قات‪+‬ل‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أهل هذه الجزيرة من العرب على اإلسالم لم‬
‫يقبل منهم غيره‪ ،‬وكان أفضل الجهاد‪ ،‬وكان بعد جهاد آخ‪++‬ر على ه‪++‬ذه األم‪++‬ة‬
‫في شأن أهل الكتاب {قاتلوا الذين ال يؤمنون باهلل‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبيهقي في س‪++‬ننه عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا ق‪++‬ال‪ :‬يقات‪++‬ل‬
‫أهل األوثان على اإلسالم‪ ،‬ويقاتل أهل الكتاب على الجزية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬من‬
‫نساء أهل الكتاب من يحل لن‪++‬ا ومنهم من ال يح‪++‬ل لن‪++‬ا‪ ،‬وتال {ق‪++‬اتلوا ال‪++‬ذين ال‬
‫يؤمنون باهلل وال باليوم اآلخر} فمن أعطى الجزي‪++‬ة ح‪++‬ل لن‪++‬ا نس‪++‬اؤه‪ ،‬ومن لم‬
‫يعط الجزية لم يحل لنا نساؤوه‪ ،‬ولفظ ابن مردويه‪ :‬ال يحل نكاح أهل الكتاب‬
‫إذا كانوا حربا‪ ،‬ثم تال هذه اآلية‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس رضي هللا عنهما أن رجال ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬آخ‪++‬ذ‬
‫األرض فأتقبله‪++‬ا أرض‪++‬ا خرب‪++‬ة فأعمره‪++‬ا وأؤدي خراجه‪++‬ا فنه‪++‬اه ثم ق‪++‬ال‪ :‬ال‬
‫تعمدوا إلى ما واله هللا هذا الكافر فتخلعه من عنقه وتجعله في عنق‪++‬ك‪ ،‬ثم تال‬
‫{قاتلوا الذين ال يؤمنون} إلى {صاغرون}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪30‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه عن‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهما قال "أتى رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم س‪++‬الم‬
‫بن مش‪+++‬كم‪ ،‬ونعم‪+++‬ان بن أوفى‪ ،‬وأب‪+++‬و أنس‪ ،‬وش‪+++‬اس بن قيس‪ ،‬ومال‪+++‬ك بن‬
‫الصيف‪ ،‬فقالوا‪ :‬كيف نتبعك وقد تركت قبلتن‪++‬ا وأنت ال ت‪++‬زعم أن عزي‪++‬را ابن‬
‫هللا؟ وإنما قالوا‪ :‬هو ابن هللا من أجل أن عزيرا كان في أهل الكتاب‪ ،‬وك‪++‬انت‬
‫التوراة عندهم يعملون بها ما شاء هللا تعالى أن يعملوا‪ ،‬ثم أضاعوها وعملوا‬
‫بغير الحق‪ ،‬وكان التابوت فيهم فلما رأى هللا تعالى أنهم قد أض‪++‬اعوا الت‪++‬وراة‬
‫وعمل‪++‬وا ب‪++‬األهواء رف‪++‬ع هللا عنهم الت‪++‬ابوت‪ ،‬وأنس‪++‬اهم الت‪++‬وراة‪ ،‬ونس‪++‬خها من‬
‫صدورهم‪ ،‬وأرسل عليهم مرضا فاستطلقت بطونهم منهم حتى جعل الرج‪++‬ل‬
‫يمشي كبده حتى نسوا التوراة ونسخت من صدورهم‪ ،‬وفيهم عزير ك‪++‬ان من‬
‫علمائهم فدعا عزير هللا عز وج‪++‬ل وابته‪++‬ل إلي‪++‬ه أن ي‪++‬رد إلي‪++‬ه ال‪++‬ذي نس‪++‬خ من‬
‫صدره‪ ،‬فبينما هو يصلي مبتهال إلى هللا تعالى نزل نور من هللا فدخل جوفه‪،‬‬
‫فعاد إليه الذي كان ذهب من جوفه من التوراة‪ ،‬فأذن في قومه فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا ق‪++‬وم‬
‫قد آتاني هللا التوراة رده‪++‬ا إلي‪ ،‬فعل‪++‬ق يعلمهم فمكث‪++‬وا م‪++‬ا ش‪++‬اء هللا أن يمكث‪++‬وا‬
‫وهو يعلمهم‪ ،‬ثم إن التابوت نزل عليهم بعد ذلك وبعد ذهابه منهم‪ ،‬فلم‪++‬ا رأوا‬
‫التابوت عرضوا ما ك‪++‬انوا في‪++‬ه على ال‪++‬ذي ك‪++‬ان عزي‪++‬ر يعلمهم فوج‪++‬ده مثل‪++‬ه‪،‬‬
‫فقالوا‪ :‬وهللا ما أوتي عزير هذا إال أنه ابن هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي اله عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وق‪++‬الت اليه‪++‬ود‬
‫عزير بن هللا} قال‪ :‬قالها رجل وأحد اسمه فنحاص‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬كن‬
‫نساء بني إسرائيل يجتمعن باللي‪++‬ل فيص‪++‬لين ويع‪++‬تزلن وي‪++‬ذكرن م‪++‬ا فض‪++‬ل هللا‬
‫تعالى به على بني إسرائيل وما أعطاهم‪ ،‬ثم سلط عليهم ش‪++‬ر خلق‪++‬ه بختنص‪++‬ر‬
‫فحرق التوراة وخرب بيت المقدس‪ ،‬وعزير يومئذ غالم فقال عزير‪ :‬أو كان‬
‫هذا؟! فلحق الجبال والوحش فجعل يتعبد فيها‪ ،‬وجعل ال يخالط الن‪++‬اس‪ ،‬ف‪++‬إذا‬
‫هو ذات يوم بامرأة عند قبر وهي تبكي فق‪++‬ال‪ :‬ي‪+‬ا أم‪+‬ة هللا اتقي هللا واحتس‪+‬بي‬
‫واصبري‪ ،‬أما تعلمين أن سبيل الناس إلى الموت؟! فقالت‪ :‬يا عزير أتنه‪++‬اني‬
‫أن أبكي وأنت خلفت ب‪++‬ني إس‪++‬رائيل ولحقت بالجب‪++‬ال وال‪++‬وحش؟ ق‪++‬الت‪ :‬إني‬
‫لس‪++‬ت ب‪++‬امرأة ولك‪++‬ني ال‪++‬دنيا‪ ،‬وأن‪++‬ه س‪++‬ينبع في مص‪++‬الك عين وتنبت ش‪++‬جرة‪،‬‬
‫فاش‪++‬رب من العين وك‪++‬ل من ثم‪++‬رة الش‪++‬جرة‪ ،‬فإن‪++‬ه س‪++‬يأتيك ملك‪++‬ان فاتركهم‪++‬ا‬
‫يصنعان ما أرادا‪ .‬فلما كان من الغ‪++‬د نبعت العين ونبتت الش‪++‬جرة فش‪++‬رب من‬
‫ماء العين وأكل من ثمرة الشجرة‪ ،‬وجاء ملك‪++‬ان ومعهم‪++‬ا ق‪++‬ارورة فيه‪++‬ا ن‪++‬ور‬
‫فأوجراه ما فيها‪ ،‬فألهمه هللا التوراة فجاء فأماله على الناس‪ ،‬فقالوا عند ذلك‪:‬‬
‫عزير بن هللا‪ ،‬تعإلى هللا عن ذلك علوا كبيرا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن كعب رضي هللا عنه قال‪ :‬دعا عزي‪++‬ر رب‪++‬ه ع‪++‬ز وج‪++‬ل‬
‫أن يلقي الت‪++‬وراة كم‪++‬ا أن‪++‬زل على موس‪++‬ى علي‪++‬ه الس‪++‬الم في قلب‪++‬ه‪ ،‬فأنزله‪++‬ا هللا‬
‫تعالى عليه‪ ،‬فبعد ذلك قالوا‪ :‬عزير بن هللا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن حميد الخراط رضي هللا عنه‪ .‬أن عزي‪++‬را ك‪++‬ان يكتبه‪++‬ا‬
‫بعشرة أقالم في كل أصبع قلم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الزهري رضي هللا عنه قال‪ :‬كان عزير يقرأ الت‪++‬وراة‬
‫ظاهرا‪ ،‬وكان قد أعطي من القوة ما أن كان ينظر في شرف الس‪++‬حاب‪ ،‬فعن‪++‬د‬
‫ذلك قالت اليهود‪ :‬عزير بن هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه قال‪ :‬إنما قالت اليهود عزير‬
‫بن هللا ألنهم ظهرت عليهم العمالقة فقتلوهم وأخذوا التوراة‪ ،‬وهرب علمائهم‬
‫الذين بق‪++‬وا ف‪++‬دفنوا كتب الت‪++‬وراة في الجب‪++‬ال‪ ،‬وك‪++‬ان عزي‪++‬ر يتعب‪++‬د في رؤوس‬
‫الجبال ال ينزل إال في يوم عي‪+‬د‪ ،‬فجع‪+‬ل الغالم يبكي يق‪+‬ول‪ :‬رب ت‪+‬ركت ب‪+‬ني‬
‫إسرائيل بغير عالم؟ فلم يزل يبكيهم حتى سقط أشفار عينيه‪ ،‬ف‪++‬نزل م‪++‬رة إلى‬
‫العيد فلما رجع إذا هو ب‪++‬امرأة ق‪++‬د مثلت ل‪++‬ه عن‪++‬د ق‪++‬بر من تل‪++‬ك القب‪++‬ور تبكي‪،‬‬
‫تقول‪ :‬يا مطعماه يا كاسياه‪ !...‬فقال لها‪ :‬ويحك من ك‪++‬ان يطعم‪++‬ك أو يكس‪++‬وك‬
‫أو يسقيك قبل هذا الرجل؟! ق‪++‬الت‪ :‬هللا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬إن هللا حي لم يمت‪ .‬ق‪++‬الت‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫عزير فمن ك‪++‬ان يعلم العلم‪++‬اء قب‪++‬ل ب‪++‬ني إس‪++‬رائيل؟ ق‪++‬ال‪ :‬هللا‪ .‬ق‪++‬الت‪ :‬فلم تبكي‬
‫عليهم؟ فلم‪+‬ا ع‪+‬رف أن‪+‬ه ق‪+‬د خص‪+‬م ولى م‪+‬دبرا‪ .‬فدعت‪+‬ه فق‪+‬الت‪ :‬ي‪+‬ا عزي‪+‬ر إذا‬
‫أصبحت غدا فائت نهر كذا وكذا فاغتسل فيه‪ ،‬ثم أخرج فص‪++‬ل ركع‪++‬تين فإن‪++‬ه‬
‫يأتيك شيخ فما أعطاك فخذه‪ .‬فلما أصبح انطلق عزير إلى ذلك النهر فاغتسل‬
‫فيه ثم خرج فصلى ركعتين‪ ،‬فأتاه شيخ فقال‪ :‬افتح فمك‪ .‬ففتح فمه فألقم‪++‬ه في‪++‬ه‬
‫شيئا كهيئ‪++‬ة الجم‪++‬رة العظيم‪++‬ة مجتم‪++‬ع كهيئ‪++‬ة الق‪++‬وارير ثالث م‪++‬رات‪ ،‬فرج‪++‬ع‬
‫عزير وه‪++‬و من أعلم الن‪++‬اس ب‪++‬التوراة فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا ب‪++‬ني إس‪++‬رائيل إني ق‪++‬د جئتكم‬
‫بالتوراة‪ .‬فقالوا له‪ :‬ما كنت كذابا؟؟ فعمد فرب‪++‬ط على ك‪++‬ل أص‪++‬بع ل‪++‬ه قلم‪++‬ا‪ ،‬ثم‬
‫كتب بأصابعه كلها فكتب التوراة‪ ،‬فلما رج‪++‬ع العلم‪++‬اء أخ‪++‬بروا بش‪++‬أن عزي‪++‬ر‪،‬‬
‫واستخرج أولئك العلماء كتبهم ال‪++‬تي ك‪++‬انوا رفعوه‪++‬ا من الت‪++‬وراة في الجب‪++‬ال‪،‬‬
‫وكانت في خواب مدفونة فعرضوها بتوراة عزيز‪ ،‬فوجدوها مثلها فقالوا‪ :‬ما‬
‫أعطاك هللا إال وأنت ابنه‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه وابن عساكر رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم"ثالث أشك فيهن‪ .‬فال أدري أعزير ك‪++‬ان نبي‪++‬ا أم ال‪ ،‬وال أدري‬
‫ألعن تبعا أم ال‪ ،‬قال‪ :‬ونسيت الثالثة"‪.‬‬
‫وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫ك‪++‬ان ي‪++‬وم أح‪++‬د ش‪++‬ج رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في وجه‪++‬ه وكس‪++‬رت‬
‫رباعيته‪ ،‬فقام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يومئذ رافعا يدي‪++‬ه يق‪++‬ول"إن هللا‬
‫عز وجل اش‪+‬تد غض‪+‬به على اليه‪+‬ود أن ق‪+‬الوا عزي‪+‬ر ابن هللا‪ ،‬واش‪+‬تد غض‪+‬به‬
‫على النص‪++‬ارى أن ق‪++‬الوا أن المس‪++‬يح ابن هللا‪ ،‬وأن هللا اش‪++‬تد غض‪++‬به على من‬
‫أراق دمي وآذاني في عترتي"‪.‬‬
‫وأخرج ابن النجار عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال عزير‪ :‬ي‪++‬ا رب‬
‫ما عالمة من صافيته من خلقك؟ فأوحى هللا إليه‪ :‬أن أقنعه باليسير وأدخر له‬
‫في اآلخرة الكثير‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن جري‪+++‬ر وابن أبي ح‪+++‬اتم عن ابن عب‪+++‬اس رض‪+++‬ي هللا عنهم‪+++‬ا‬
‫{يضاهئون قول الذي كفروا من قبل} قال‪ :‬قالوا مثل ما قال أهل األديان‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {يضاهئون قول الذي كفروا من قبل} يق‪++‬ول‪ :‬ض‪++‬اهت النص‪++‬ارى ق‪++‬ول‬
‫اليهود قبلهم فقالت النصارى‪ :‬المس‪++‬يح بن هللا‪ .‬كم‪++‬ا ق‪++‬الت اليه‪++‬ود‪ :‬عزي‪++‬ر بن‬
‫هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {قاتلهم هللا} قال‪ :‬لعنهم هللا‪ ،‬وكل شيء في القرآن‬
‫قتل فهو لعن‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن ج‪++‬ريج رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{قاتلهم هللا} قال‪ :‬كلمة من كالم العرب‪.‬‬
‫@ اآلية ‪31‬‬
‫أخرج ابن سعد وعبد بن حميد والترمذي وحسنه وابن المنذر وابن أبي حاتم‬
‫والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن ع‪++‬دي بن ح‪++‬اتم‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬أتيت النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وه‪++‬و يق‪++‬رأ في س‪++‬ورة‬
‫براءة {اتخ‪++‬ذوا أحب‪+‬ارهم ورهب‪+‬انهم أرباب‪+‬ا من دون هللا} فق‪++‬ال‪" :‬أم‪+‬ا أنهم لم‬
‫يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانوا إذا أحلوا لهم شيئا استحلوه وإذا حرم‪++‬وا عليهم‬
‫شيئا حرموه"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق والفري‪++‬ابي وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫والبيهقي في سننه عن أبي البختري رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬أل رج‪++‬ل حذيف‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنه فقال‪ :‬أرأيت قوله تعالى {اتخ‪++‬ذوا أحب‪++‬ارهم ورهب‪++‬انهم أرباب‪++‬ا‬
‫من دون هللا} أك‪++‬انوا يعب‪++‬دونهم؟ ق‪++‬ال‪ :‬ال‪ ،‬ولكنهم ك‪++‬انوا إذا أحل‪++‬وا لهم ش‪++‬يئا‬
‫استحلوه وإذا حرموا عليهم شيئا حرموه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن حذيف‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫{اتخ‪++‬ذوا أحب‪++‬ارهم ورهب‪++‬انهم} ق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬ا إنهم لم يكون‪++‬وا يعب‪++‬دونهم ولكنهم‬
‫أطاعوهم في معصية هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {اتخ‪++‬ذوا أحب‪++‬ارهم} اليه‪++‬ود‬
‫{ورهبانهم} النصارى {وما أمروا} في الكتاب الذي أتاهم وعهد إليهم {إال‬
‫ليعبدوا إلها واحدا ال إله إال هو سبحانه عما يش‪++‬ركون} س‪++‬بح نفس‪++‬ه أن يق‪++‬ال‬
‫عليه البهتان‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‬
‫{أحبارهم} قراؤهم {ورهبانهم} علماؤهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬األحب‪++‬ار من اليه‪++‬ود‪،‬‬
‫والرهبان من النصارى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الفضيل بن عياض رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬األحب‪++‬ار‬
‫العلماء‪ ،‬والرهبان العباد‪.‬‬
‫@ اآلية ‪32‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {يري‪++‬دون أن‬
‫يطفئوا نور هللا بأفواههم} قال‪ :‬اإلسالم بكالمهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {يري‪++‬دون أن‬
‫يطفئ‪++‬وا ن‪++‬ور هللا} يق‪++‬ول‪ :‬يري‪++‬دون أن يهل‪++‬ك محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫وأص‪++‬حابه أن ال يعب‪++‬دوا هللا باإلس‪++‬الم في األرض‪ ،‬يع‪++‬ني به‪++‬ا كف‪++‬ار الع‪++‬رب‬
‫وأهل الكتاب من حارب منهم النب صلى هللا عليه وسلمي وكفر بآياته‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{يريدون أن يطفئوا نور هللا بأفواههم} قال‪ :‬هم اليهود والنصارى‪.‬‬
‫@اآلية ‪33‬‬
‫أخرج أحمد ومسلم والح‪++‬اكم وابن مردوي‪++‬ه عن عائش‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا‪ .‬أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال "ال يذهب الليل والنهار حتى تعبد الالت‬
‫والعزى‪ .‬فقالت عائش‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا إني كنت أظن حين‬
‫أنزل هللا {ليظهره على الدين كله} أن ذلك سيكون تام‪++‬ا؟ فق‪++‬ال‪ :‬إن‪++‬ه س‪++‬يكون‬
‫من ذلك إن شاء هللا‪ ،‬ثم يبعث هللا ريحا طيبة فيتوفى من ك‪+‬ان في قلب‪+‬ه مثق‪+‬ال‬
‫حبة من خردل من خير‪ ،‬فيبقى من ال خير فيه يرجعون إلى دين آبائهم"‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الس‪+‬دي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه {ه‪+‬و ال‪+‬ذي أرس‪+‬ل رس‪+‬وله‬
‫بالهدى} يعني بالتوحيد والقرآن واإلسالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {ليظهره على ال‪++‬دين كل‪++‬ه ول‪++‬و ك‪++‬ره المش‪++‬ركون} ق‪++‬ال‪ :‬يظه‪++‬ر هللا نبي‪++‬ه‬
‫صلى هللا عليه وسلم على أمر ال‪++‬دين كل‪++‬ه‪ ،‬فيعطي‪+‬ه إي‪+‬اه كل‪++‬ه وال يخفى علي‪+‬ه‬
‫شيء منه‪ ،‬وكان المشركون واليهود يكرهون ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عباس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما قال‪ :‬بعث هللا محمد صلى هللا عليه وسلم ليظهره على ال‪++‬دين كل‪++‬ه‪،‬‬
‫فديننا فوق الملل ورجالنا فوق نسائهم‪ ،‬وال يكونون رجالهم فوق نسائنا‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقي في س‪++‬ننه عن ج‪++‬ابر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه في قوله {ليظهره على الدين كله} قال‪ :‬ال يك‪++‬ون ذل‪++‬ك ح‪++‬تى ال يبقى‬
‫يهودي وال نصراني صاحب ملة إال اإلسالم‪ ،‬حتى تأمن الشاة الذئب والبقرة‬
‫األسد واإلنسان الحية‪ ،‬وحتى ال تقرض فأرة جرابا‪ ،‬وحتى توض‪++‬ع الجزي‪++‬ة‪،‬‬
‫ويكس‪++‬ر الص‪++‬ليب‪ ،‬ويقت‪++‬ل الخ‪++‬نزير‪ ،‬وذل‪++‬ك إذا ن‪++‬زل عيس‪++‬ى بن م‪++‬ريم علي‪++‬ه‬
‫السالم‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المن‪++‬ذر عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا في قول‪++‬ه {ليظه‪++‬ره‬
‫على الدين كله} قال‪ :‬األديان ستة‪ .‬الذين آمنوا‪ ،‬وال‪++‬ذين ه‪++‬ادوا‪ ،‬والص‪++‬ابئين‪،‬‬
‫والنص‪++‬ارى‪ ،‬والمج‪++‬وس‪ ،‬وال‪++‬ذين أش‪++‬ركوا‪ ،‬فاألدي‪++‬ان كله‪++‬ا ت‪++‬دخل في دين‬
‫اإلسالم‪ ،‬واإلسالم ال يدخل في شيء منها‪ ،‬فإن هللا قض‪+‬ى فيم‪+‬ا حكم‪ ،‬وأن‪+‬زل‬
‫أن يظهر دينه على الدين كله ولو كره المشركون‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وأبو الش‪++‬يخ عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{ليظه‪++‬ره على ال‪++‬دين كل‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬خ‪++‬روج عيس‪++‬ى بن م‪++‬ريم علي‪++‬ه الص‪++‬الة‬
‫والسالم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪34‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه في قوله {يا أيه‪++‬ا ال‪++‬ذين آمن‪++‬وا‬
‫إن كثيرا من األحبار} يع‪++‬ني علم‪++‬اء اليه‪++‬ود {والرهب‪++‬ان} علم‪++‬اء النص‪++‬ارى‬
‫{ليأكلون أموال الناس بالباط‪++‬ل} والباط‪++‬ل كتب كتبوه‪++‬ا لم ينزله‪++‬ا هللا تع‪++‬الى‬
‫فأكلوا به‪+‬ا الن‪+‬اس‪ ،‬وذل‪+‬ك ق‪+‬ول هللا تع‪+‬الى (ال‪+‬ذين يكتب‪+‬ون الكت‪+‬اب بأي‪+‬ديهم ثم‬
‫يقولون هو من عند هللا وما هو من عند هللا) (البقرة اآلية ‪.)79‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه في اآلية قال‪ :‬أما األحب‪++‬ار فمن‬
‫اليهود‪ ،‬وأما الرهبان فمن النصارى‪ ،‬وأما س‪++‬بيل هللا فمحم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الفضيل بن عباس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬اتبع‪++‬وا ع‪++‬الم‬
‫اآلخرة‪ ،‬واحذروا عالم الدنيا ال يضركم بشكره‪ ،‬ثم تال هذه اآلي‪++‬ة {إن كث‪++‬يرا‬
‫من األحبار والرهب‪++‬ان لي‪++‬أكلون أم‪++‬وال الن‪++‬اس بالباط‪++‬ل ويص‪++‬دون عن س‪++‬بيل‬
‫هللا}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {وال‪++‬ذين‬
‫يكنزون الذهب والفضة‪ }...‬اآلية‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬هم ال‪++‬ذين ال ي‪++‬ؤدون زك‪++‬اة أم‪++‬والهم‪،‬‬
‫وكل مال ال تؤدى زكات‪++‬ه ك‪++‬ان على ظه‪++‬ر األرض أو في بطنه‪++‬ا فه‪++‬و ك‪++‬نز‪،‬‬
‫وكل مال أدي زكاته فليس بكنز كان على ظهر األرض أو في بطنها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬ما أدي زكاته فليس بكنز‪.‬‬
‫وأخرج مالك وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن‬
‫عمر رضي هللا عنهما قال‪ :‬م‪++‬ا أدي زكات‪++‬ه فليس بك‪++‬نز وإن ك‪++‬ان تحت س‪++‬بع‬
‫أرضين‪ ،‬وما لم تؤد زكاته فهو كنز وإن كان ظاهرا‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي هللا عنهما مرفوعا‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي والخطيب عن جابر رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم "أي م‪+‬ال أديت زكات‪+‬ه فليس ك‪+‬نز" وأخرج‪+‬ه ابن أبي‬
‫شيبة عن جابر رضي هللا عنه موقوفا‪.‬‬
‫وأخرج أحم‪+‬د في الزه‪++‬د والبخ‪++‬اري وابن ماج‪++‬ة وابن مردوي‪+‬ه وال‪++‬بيهقي في‬
‫سننه عن ابن عمر رضي هللا عنهما في اآلية قال‪ :‬إنما كان هذا قبل أن تنزل‬
‫الزكاة‪ ،‬فلما أنزلت جعلها هللا طهرة لألموال‪ ،‬ثم قال‪ :‬ما أبالي لو كان عن‪++‬دي‬
‫مثل أحد ذهبا أعلم عدده أزكيه وأعمل فيه بطاعة هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن سعد بن أبي سعيد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‬
‫رجال باع دارا على عهد عمر رضي هللا عن‪++‬ه فق‪++‬ال ل‪++‬ه عم‪++‬ر‪ :‬اح‪++‬رز ثمنه‪++‬ا‬
‫احفر تحت فراش امرأتك‪ .‬فقال‪ :‬يا أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين أو ليس ك‪++‬نز؟ ق‪++‬ال‪ :‬ليس‬
‫بكنز ما أدي زكاته‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه والبيهقي عن أم سلمة رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا "أنه‪++‬ا ق‪++‬الت‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا إن لي أوضاحا من ذهب أو فضة أفكنز هو؟ قال‪ :‬كل شيء تؤدى‬
‫زكاته فليس بكنز"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والترمذي وحسنه وابن ماجة وابن أبي ح‪++‬اتم وابن ش‪++‬اهين في‬
‫الترغيب في الذكر وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الحلية عن ثوب‪++‬ان‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬لما ن‪+‬زلت {وال‪+‬ذين يك‪+‬نزون ال‪+‬ذهب والفض‪+‬ة} كن‪+‬ا م‪+‬ع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في بعض أسفاره فقال له أصحابه‪ :‬لو علمن‪++‬ا‬
‫أي المال خير فنتخذه‪ .‬فقال "أفضله لسان ذاكر‪ ،‬وقلب شاكر‪ ،‬وزوجة مؤمنة‬
‫تعينه على إيمانه‪ .‬وفي لفظ‪ :‬تعينه على أمر اآلخرة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة في مسنده وأبو داود وأبو يعلى وابن أبي حاتم والحاكم‬
‫وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫قال‪ :‬لما نزلت هذه اآلية {والذين يكنزون ال‪++‬ذهب والفض‪++‬ة} ك‪++‬بر ذل‪++‬ك على‬
‫المسلمين وقالوا‪ :‬ما يستطيع أحد منا لولده ماال يبقى بعده‪ .‬فقال عمر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه‪ :‬أنا أفرج عنكم‪ .‬فانطلق عمر رضي هللا عن‪++‬ه واتبع‪++‬ه ثوب‪++‬ان رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه‪ ،‬فأتى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬ي‪++‬ا ن‪++‬بي هللا إن‪++‬ه ق‪++‬د ك‪++‬بر على‬
‫أصحابك هذه اآلية‪ .‬فقال "إن هللا لم يفرض الزكاة إال ليطيب بها م‪++‬ا بقي من‬
‫أموالكم‪ ،‬وإنما فرض المواريث من أموال تبقى بعدكم‪ .‬فكبر عمر رضي هللا‬
‫عنه‪ ،‬ثم قال له النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أال أخبرك بخير ما يك‪++‬نز الم‪++‬رء؟‬
‫المرأة الصالحة التي إذا نظ‪+‬ر إليه‪+‬ا س‪+‬رته‪ ،‬وإذا أمره‪++‬ا أطاعت‪+‬ه‪ ،‬وإذا غ‪+‬اب‬
‫عنها حفظته"‪.‬‬
‫وأخرج الدارقطني في األفراد وابن مردويه عن بريدة رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الصالحة ال‪+‬تي إذا نظ‪+‬ر إليه‪+‬ا س‪+‬رته‪ ،‬وإذا أمره‪+‬ا أطاعت‪+‬ه‪ ،‬وإذا غ‪+‬اب عنه‪+‬ا‬
‫حفظته‪.‬‬
‫وأخرج الدارقطني في األفراد وابن مردويه عن بريدة رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لما نزلت {والذين يكنزون الذهب والفضة‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال أص‪++‬حاب رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪ :‬ن‪+‬زل الي‪+‬وم في الك‪+‬نز م‪+‬ا ن‪+‬زل‪ !...‬فق‪++‬ال أب‪+‬و بك‪+‬ر‬
‫رضي هللا عن‪++‬ه‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا م‪++‬اذا نك‪++‬نز الي‪++‬وم؟ ق‪++‬ال "لس‪++‬انا ذاك‪++‬را‪ ،‬وقلب‪++‬ا‬
‫شاكرا‪ ،‬وزوجة صالحة تعين أحدكم على إيمانه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫إذا أخرجت صدقة كنزك فقد أذهبت شره وليس بكنز‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {وال‪+‬ذين يك‪+‬نزون‬
‫الذهب والفضة} قال‪ :‬هم أهل الكتاب‪ ،‬وقال‪ :‬هي خاصة وعامة‪.‬‬
‫وأخرج ابن الضريس عن علب‪+‬اء بن أحم‪+‬ر‪ .‬أن عثم‪+‬ان بن عف‪+‬ان رض‪+‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬لما أراد أن يكتب المصاحف أرادوا أن يلغوا الواو ال‪++‬تي في ب‪++‬راءة‬
‫{والذين يكنزون الذهب والفضة} قال لهم أبي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬لتلحقنه‪++‬ا أو‬
‫ألضعن سيفي على عاتقي‪ .‬فألحقوها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬أربعة آالف فما دونها نفقة‪ ،‬وما فوقها كنز‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {وال‪++‬ذين يك‪++‬نزون‬
‫الذهب والفضة} قال‪ :‬هؤالء أهل القبلة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عراك بن مالك وعمر بن عبد العزي‪++‬ز‬
‫رضي هللا عنهما‪ .‬أنهما قاال‪ :‬في قول هللا {والذين يكنزون ال‪++‬ذهب والفض‪++‬ة}‬
‫قاال‪ :‬نسختها اآلية األخرى (خذ من أموالهم ص‪++‬دقة تطه‪++‬رهم وت‪++‬زكيهم به‪++‬ا)‬
‫(؟؟ ؟ اآلية)‪.‬‬
‫@ اآلية ‪35‬‬
‫أخرج البخاري ومسلم وأبو داود وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا‬
‫من صاحب ذهب وال فضة ال يؤدي حقها إال جعلت له يوم القيام‪++‬ة ص‪++‬فائح‪،‬‬
‫ثم أحمي عليها في نار جهنم‪ ،‬ثم يكوى به‪++‬ا جبين‪++‬ه وجبهت‪++‬ه وظه‪++‬ره في ي‪++‬وم‬
‫كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي بين الن‪++‬اس‪ ،‬ف‪++‬يرى س‪++‬بيله إم‪++‬ا إلى‬
‫الجنة أو إلى النار"‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و يعلى وابن مردوي‪++‬ه عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم"ال يوض‪++‬ع ال‪++‬دينار على ال‪++‬دينار وال ال‪++‬درهم‬
‫على الدرهم‪ ،‬ولكن يوسع هللا جلده {فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظه‪++‬ورهم‬
‫هذا ما كنزتم ألنفسكم فذوقوا ما كنتم تكتنزون} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ عن ابن مسعود رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قوله {يوم يحمى عليها في نار جهنم} قال‪ :‬ال يع‪++‬ذب رج‪++‬ل بك‪++‬نز يك‪++‬نزه‬
‫فيمس درهم درهما وال دين‪++‬ار دين‪++‬ارا‪ ،‬ولكن يوس‪++‬ع جل‪++‬ده ح‪++‬تى يوض‪++‬ع ك‪++‬ل‬
‫دينار ودرهم على حدته‪ ،‬وال يمس درهم درهما وال دينار دينارا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {فتك‪++‬وى‬
‫بها‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬يوسع بها جلده‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ رضي هللا عنه عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{يوم يحمى عليها} اآلية‪ .‬قال‪ :‬حية تنطوي على جنبي‪++‬ه وجبهت‪++‬ه فتق‪++‬ول‪ :‬أن‪++‬ا‬
‫مالك الذي بخلت بي‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ثوبان رضي هللا قال‪ :‬م‪+‬ا من رج‪+‬ل يم‪+‬وت وعن‪+‬ده‬
‫أحمر وأبيض إال جعل هللا له بكل قيراط صفحة من نار تكوى بها قدم‪++‬ه إلى‬
‫ذقنه مغفورا له بعد أو معذبا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن ثوبان رضي هللا عنه مرفوعا‪ .‬نحوه‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق في المص‪+‬نف عن أبي ذر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬بش‪+‬ر‬
‫أصحاب الكنوز بكي في الجباه‪ ،‬وفي الجنوب وفي الظهور‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة والبخاري وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن‬
‫مردويه عن زيد بن وهب رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ررت على أبي ذر رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه بالرب‪++‬ذة فقلت‪ :‬م‪++‬ا أنزل‪++‬ك به‪++‬ذه األرض؟ ق‪++‬ال‪ :‬كتاب‪++‬ا لش‪++‬ام فق‪++‬رأت‬
‫{والذين يكنزون الذهب والفضة وال ينفقونه‪++‬ا في س‪++‬بيل هللا فبش‪++‬رهم بع‪++‬ذاب‬
‫أليم} فقال معاوية‪ :‬ما هذا فينا‪ ،‬هذه في أه‪++‬ل الكت‪++‬اب‪ !...‬قلت أن‪++‬ا‪ :‬إنه‪++‬ا لفين‪++‬ا‬
‫وفيهم‪.‬‬
‫وأخرج مسلم وابن مردويه عن األحنف بن قيس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ج‪++‬اء‬
‫أبو ذر رضي هللا عنه فقال‪ :‬بشر الكانزين بكي من قبل ظهورهم يخ‪++‬رج من‬
‫جنوبهم‪ ،‬وكي من جباهم يخرج من أقفائهم‪ .‬فقلت‪ :‬م‪++‬اذا‪...‬؟ ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا قلت إال‬
‫ما سمعت من نبيهم صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وأحمد عن أبي ذر رضي هللا عنه قال "إن خليلي عه‪++‬د إلي‬
‫أن أي مال ذهب أو فضة أوكئ عليه فهو جمر على صاحبه حتى يفرغه في‬
‫سبيل هللا‪ ،‬وكان إذا أخذ عطاءه دعا خادمه فسأله عما يكفيه لسنة فاشتراه‪ ،‬ثم‬
‫اشترى فلوسا بما بقي"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن مردوي‪++‬ه عن أبي ذر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "في اإلبل صدقتها‪ ،‬وفي البقر صدقتها‪ ،‬وفي‬
‫الغنم صدقتها‪ ،‬وفي البز صدقته‪ ،‬فمن رفع دينار أو درهما أو ت‪++‬برا أو فض‪++‬ة‬
‫ال يعده لغريمه وال ينفقه في سبيل هللا فهو كنز يكوى به يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي هللا عنه مرفوعا‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ .‬أنه قال "الدينار كنز‪ ،‬والدرهم كنز‪ ،‬والقيراط كنز "‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د والترم‪++‬ذي والنس‪++‬ائي وابن ماج‪++‬ة وابن حب‪++‬ان والح‪++‬اكم وابن‬
‫مردويه عن ثوبان رضي هللا عنه قال‪ :‬كان نصل س‪++‬يف أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه من فضة فقال له أبو ذر رضي هللا عنه‪ :‬أما سمعت رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم يقول "ما من رجل ترك صفراء وال بيضاء إال كوي بها"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول"م‪+‬ا من أح‪+‬د يم‪+‬وت في‪+‬ترك ص‪+‬فراء أو‬
‫بيضاء إال كوي بها يوم القيامة‪ ،‬مغفورا له بعد أو معذبا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "ما من ذي كنز ال يؤدي حقه إال جيء به ي‪++‬وم القيام‪++‬ة يك‪++‬وى ب‪++‬ه‬
‫جبينه وجبهته‪ ،‬وقيل له‪ :‬هذا كنزك الذي بخلت به"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوس‪++‬ط وأب‪++‬و بك‪++‬ر الش‪++‬افعي في الغيالني‪++‬ات عن علي‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم"إن هللا ف‪++‬رض على‬
‫أغنياء المسلمين في أموالهم القدر الذي يسع فقراءهم‪ ،‬ولن يجهد الفق‪++‬راء إذا‬
‫جاعوا أو عروا إال بما يمنع أغنياؤهم‪ ،‬أال وإن هللا يحاسبهم حسابا ش‪++‬ديدا أو‬
‫يعذبهم عذابا أليما"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في الصغير عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم"مانع الزكاة يوم القيامة في النار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬م‪++‬انع الزك‪++‬اة ليس‬
‫بمسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك رضي هللا عنه قال‪ :‬ال صالة إال بزكاة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن مسعود رضي هللا عنه قال " الوي الص‪++‬دقة ‪-‬‬
‫يعني مانعها ‪ -‬ملعون على لسان محمد صلى هللا عليه وسلم يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن أبي س‪++‬عيد الخ‪++‬دري رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه عن بالل قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "ي‪++‬ا بالل أل‪++‬ق هللا‬
‫فقيرا وال تلق‪++‬ه غني‪++‬ا‪ .‬قلت‪ :‬وكي‪++‬ف لي ب‪++‬ذلك؟ ق‪++‬ال‪ :‬إذا رزقت فال تخب‪++‬أ‪ ،‬وإذا‬
‫سئلت فال تمنع‪ .‬قلت‪ :‬وكيف لي بذلك؟ قال‪ :‬هو ذاك وإال فالنار"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد عن أبي بكر بن المنكدر ق‪++‬ال‪ :‬بعث ح‪++‬بيب بن س‪++‬لمة‬
‫إلى أبي ذر وهو أمير الشام بثالثمة دينار‪ ،‬وق‪++‬ال‪ :‬اس‪++‬تعن به‪++‬ا على حاجت‪++‬ك‪.‬‬
‫فقال أبو ذر‪ :‬ارجع بها إليه‪ ،‬أما وج‪++‬د أح‪++‬دا أغ‪++‬ر باهلل من‪++‬ا؟ م‪++‬ا لن‪++‬ا إال الظ‪++‬ل‬
‫نتوارى به‪ ،‬وثالثة من غنم تروح علينا‪ ،‬وموالة لنا تص‪++‬دق علين‪++‬ا بخ‪++‬دمتها‪،‬‬
‫ثم إني ألنا أتخوف الفضل‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد عن أبي ذر رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ذو ال‪++‬درهمين أش‪++‬د‬
‫حبسا من ذي الدرهم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج البخ‪++‬اري ومس‪++‬لم عن األحن‪++‬ف بن قيس ق‪++‬ال‪ :‬جلس‪++‬ت إلى مأل من‬
‫قريش فجاء رجل خشن الشعر والثياب والهيئة حتى قام عليهم فسلم‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫بشر الكانزين برضف يحمي عليه في نار جهنم‪ ،‬ثم يوضع على حلم‪++‬ة ث‪++‬دي‬
‫أحدهم حتى يخرج من نغض كتف‪++‬ه‪ ،‬ويوض‪++‬ع على نغض كتف‪++‬ه ح‪++‬تى يخ‪++‬رج‬
‫من حلمة ثديه فيتدلدل‪ .‬ثم ولى وجلس إلى سارية وتبعته وجلست إليه وأنا ال‬
‫أدري من ه‪++‬و‪ !...‬فقلت‪ :‬ال أرى الق‪++‬وم إال ق‪++‬د كره‪++‬وا م‪++‬ا قلت‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬إنهم ال‬
‫يعقلون ش‪++‬يئا‪ .‬ق‪++‬ال لي خليلي‪ .‬قلت‪ :‬من خليل‪++‬ك؟ ق‪++‬ال‪ :‬الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "أتبصر أح‪++‬دا؟ قلت‪ :‬نعم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا أحب أن يك‪++‬ون لي مث‪++‬ل أح‪++‬د ذهب‪++‬ا‬
‫أنفقه كله إال ثالثة دنانير‪ ،‬وإن هؤالء ال يعقلون إنما يجمعون لل‪++‬دنيا‪ ،‬وهللا ال‬
‫أسألهم دنيا وال أستفتيهم عن دين حتى ألقى هللا عز وجل"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والطبراني عن شداد بن أوس قال‪ :‬كان أبو ذر رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫يسمع من رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم األم‪++‬ر في‪++‬ه الش‪++‬دة‪ ،‬ثم يخ‪++‬رج إلى‬
‫باديته ثم يرخص فيه رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم بع‪++‬د ذل‪++‬ك‪ ،‬فيحف‪++‬ظ من‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في ذلك األمر الرخصة فال يسمعها أب‪++‬و ذر‪،‬‬
‫فيأخذ أبو ذر باألمر األول الذي سمع قبل ذلك‪.‬‬
‫@ اآلية ‪36‬‬
‫وأخرج أحمد والبخاري ومسلم وأبو داود وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن أبي بك‪++‬رة "أن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم خطب في حجته فقال‪ :‬أال إن الزمان قد اس‪++‬تدار كهيئت‪++‬ه‬
‫يوم خلق هللا السموات واألرض‪ ،‬السنة اثنا عشر شهرا‪ :‬منه‪++‬ا أربع‪++‬ة ح‪++‬رم‪،‬‬
‫ثالثة متواليات ذو العق‪+‬دة‪ ،‬وذو الحج‪+‬ة‪ ،‬والمح‪+‬رم‪ ،‬ورجب مض‪+‬ر ال‪+‬ذي بين‬
‫جمادى وشعبان"‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ال‪+‬بزار وابن جري‪+‬ر وابن مردوي‪+‬ه عن أبي هري‪+‬رة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "إن الزمان قد اس‪++‬تدار كهيئت‪++‬ه ي‪++‬وم‬
‫خل‪++‬ق هللا الس‪++‬موات واألرض‪ ،‬منه‪++‬ا أربع‪++‬ة ح‪++‬رم‪ ،‬ثالث‪++‬ة متوالي‪++‬ات‪ ،‬ورجب‬
‫مضر بين جمادى وشعبان"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عم‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬خطب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في حج‪++‬ة ال‪++‬وداع‬
‫بمنى في أوسط أيام التشريق فقال "أيها الناس إن الزمان ق‪++‬د اس‪++‬تدار كهيئت‪++‬ه‬
‫يوم خلق هللا السموات واألرض‪ ،‬وإن عدة الشهور عند هللا اثنا عش‪++‬ر ش‪++‬هرا‬
‫منها أربعة حرم‪ ،‬أولهن رجب مضر بين جمادى وشعبان‪ ،‬وذو القع‪++‬دة‪ ،‬وذو‬
‫الحجة‪ ،‬والمحرم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما "أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم خطب الن‪++‬اس فق‪++‬ال‪ :‬أيه‪++‬ا الن‪++‬اس إن‬
‫الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق هللا السموات واألرض‪ ،‬منها أربعة حرم‪،‬‬
‫ثالث متواليات رجب مضر حرام‪ ،‬إال وإن النسيء زيادة في الكفر يضل به‬
‫الذين كفروا"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والبارودي وابن مردويه عن أبي حم‪++‬زة الرقاش‪++‬ي عن عم‪++‬ه ‪-‬‬
‫وكانت له صحبة ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬كنت آخ‪++‬ذا بزم‪++‬ام ناق‪++‬ة رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم في أوسط أي‪++‬ام التش‪++‬ريق أذود الن‪++‬اس عن‪++‬ه فق‪++‬ال "ي‪++‬ا أيه‪++‬ا الن‪++‬اس‪ ،‬ه‪++‬ل‬
‫تدرون في أي شهر أنتم‪ ،‬وفي أي يوم أنتم‪ ،‬وفي أي بلد أنتم؟ ق‪++‬الوا‪ :‬في ي‪++‬وم‬
‫حرام‪ ،‬وشهر ح‪++‬رام‪ ،‬وبل‪++‬د ح‪++‬رام‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬إن دم‪++‬ائكم وأم‪++‬والكم وأعراض‪++‬كم‬
‫عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا إلى يوم تلقونه‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬اسمعوا مني تعيشوا‪ ،‬أال ال تتظالموا أال ال تتظالموا‪ ،‬إنه ال يحل مال‬
‫امرئ إال بطيب نفس من‪++‬ه‪ ،‬أال إن ك‪++‬ل دم وم‪++‬ال وم‪++‬أثرة ك‪++‬انت في الجاهلي‪++‬ة‬
‫تحت قدمي هذه إلى يوم القيامة‪ ،‬وإن أول دم يوضع دم ربيعة بن الحرث بن‬
‫عبد المطلب كان مسترضعا في بني ليث فقتله ه‪++‬ذيل‪ ،‬أال وإن ك‪++‬ل رب‪++‬ا ك‪++‬ان‬
‫في الجاهلية موضوع‪ ،‬وإن هللا قضى أن أول ربا يوضع ربا العباس بن عبد‬
‫المطلب‪ ،‬لكم رؤوس أم‪++‬والكم ال تظلم‪++‬ون وال تظلم‪++‬ون‪ ،‬أال إن الزم‪++‬ان ق‪++‬د‬
‫استدار كهيئته يوم خلق هللا السموات واألرض‪ ،‬أال وإن عدة الشهور عند هللا‬
‫اثنا عشر شهرا في كتاب هللا يوم خل‪++‬ق هللا الس‪++‬موات واألرض‪ ،‬منه‪++‬ا أربع‪++‬ة‬
‫حرم ذلك ال‪++‬دين القيم فال تظلم‪++‬وا فيهن أنفس‪++‬كم‪ ،‬أال ال ترجع‪++‬وا بع‪++‬دي كف‪++‬ارا‬
‫يضرب بعضكم رقاب بعض‪ ،‬إال إن الشيطان قد آيس أن يعبده المصلون في‬
‫جزيرة العرب ولكنه في التحريش بينهم‪ ،‬واتقوا هللا في النس‪+‬اء ف‪+‬إنهن ع‪+‬وان‬
‫عندكم ال يملكن ألنفس‪++‬هن ش‪++‬يئا‪ ،‬وإن لهن عليكم حق‪++‬ا ولكم عليهن حق‪++‬ا أن ال‬
‫يطئن فرشكم أحدا غ‪+‬يركم‪ ،‬وال ي‪+‬أذن في بي‪+‬وتكم ألح‪++‬د تكرهون‪+‬ه‪ ،‬ف‪++‬إن خفتم‬
‫نش‪++‬وزهن فعظ‪++‬وهن واهج‪++‬روهن في المض‪++‬اجع واض‪++‬ربوهن ض‪++‬ربا غ‪++‬ير‬
‫م‪++‬برح‪ ،‬ولهن رزقهن وكس‪++‬وتهن ب‪++‬المعروف‪ ،‬وإنم‪++‬ا أخ‪++‬ذتموهن بأمان‪++‬ة هللا‬
‫واستحللتم ف‪++‬روجهن بكلم‪++‬ة هللا‪ ،‬أال ومن ك‪++‬انت عن‪++‬ده أمان‪++‬ة فليؤده‪++‬ا إلى من‬
‫ائتمنه عليها وبسط يديه‪ .‬وق‪++‬ال‪ :‬اللهم ق‪++‬د بلغت أال ه‪++‬ل بلغت‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪ :‬ليبل‪++‬غ‬
‫الشاهد الغائب فإنه رب مبلغ أسعد من سامع"‪.‬‬
‫وأخرج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫{منها أربعة حرم} قال‪ :‬المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬إنم‪++‬ا س‪++‬مين حرم‪++‬ا لئال‬
‫يكون فيهن حرب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا {ذل‪+‬ك‬
‫الدين القيم} قال‪ :‬القضاء القيم‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود والبيهقي في شعب اإليمان عن محبب‪++‬ة الب‪++‬اهلي عن أبي‪++‬ه أو‬
‫عمه‪ .‬أنه أتى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فأسلم‪ ،‬ثم انطلق فأتاه بع‪++‬د س‪++‬نة‬
‫وقد تغ‪++‬يرت حال‪++‬ه وهيئت‪++‬ه‪ ،‬فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا"وم‪++‬ا تعرف‪++‬ني؟! ق‪++‬ال‪ :‬ومن‬
‫أنت؟! قال‪ :‬أنا الباهلي ال‪++‬ذي جئت‪++‬ك ع‪++‬ام األول‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فم‪++‬ا غ‪++‬يرك وق‪++‬د كنت‬
‫حسن الهيئة؟ ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا أكلت طعام‪++‬ا من‪++‬ذ فارقت‪++‬ك إال قلي‪++‬ل‪ .‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬لم عذبت نفسك؟ ثم قال‪ :‬صم ش‪++‬هر الص‪++‬بر ويوم‪++‬ا من‬
‫كل شهر‪ .‬قال‪ :‬زدني فإن لي قوة‪ .‬قال‪ :‬ص‪+‬م ي‪+‬ومين‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬زدني‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬ص‪+‬م‬
‫ثالثة أيام‪ .‬قال‪ :‬زدني‪ .‬قال‪ :‬صم من الحرم واترك‪ ،‬صم من الح‪++‬رم وات‪++‬رك‪،‬‬
‫وقال بأصابعه الثالثة فضمها ثم أرسلها"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط عن أنس رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "من ص‪++‬ام من ش‪++‬هر ح‪++‬رام الخميس والجمع‪++‬ة والس‪++‬بت‬
‫كتب هللا له عبادة سنتين"‪.‬‬
‫وأخرج مس‪++‬لم وأب‪++‬و داود عن عثم‪++‬ان بن حكيم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت‬
‫سعيد بن جبير رضي هللا عنه عن ص‪++‬يام رجب؟ فق‪++‬ال‪ :‬أخ‪++‬برني ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان يصوم حتى نق‪++‬ول‬
‫ال يفطر‪ ،‬ويفطر حتى نقول ال يصوم"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "من ص‪++‬ام يوم‪++‬ا من رجب ك‪++‬ان كص‪++‬يام س‪++‬نة‪ ،‬ومن ص‪++‬ام س‪++‬بعة أي‪++‬ام‬
‫غلقت عنه سبعة أبواب جهنم‪ ،‬ومن صام ثمانية أيام فتحت ل‪++‬ه ثماني‪++‬ة أب‪++‬واب‬
‫الجنة‪ ،‬ومن صام عش‪+‬رة أي‪+‬ام لم يس‪+‬أل هللا ع‪+‬ز وج‪+‬ل ش‪+‬يئا إال أعط‪+‬اه‪ ،‬ومن‬
‫صام خمسة عشر يوما نادى مناد من السماء قد غفرت لك ما سلف فاستأنف‬
‫العمل ق‪++‬د ب‪++‬دلت س‪++‬يئاتكم حس‪++‬نات‪ ،‬من زاد زاده هللا‪ .‬وفي رجب حم‪++‬ل ن‪++‬وح‬
‫عليه السالم في السفينة فصام نوح عليه السالم وأمر من مع‪++‬ه أن يص‪++‬وموا‪،‬‬
‫وجرت بهم السفينة ستة أشهر إلى آخر ذلك لعشر خلون من المحرم"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي واألصبهاني عن أبي قالب‪+‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬في الجن‪+‬ة‬
‫قصر لصوام رجب "قال البيهقي‪ :‬موقوف على أبي قالبة وهو من التابعين‪،‬‬
‫فمثله ال يقول ذلك إال عن بالغ عمن فوقه ممن يأتيه الوحي‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬بيهقي وض‪++‬عفه عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم لم يصم بعد رمضان إال رجب وشعبان"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي وضعفه عن عائشة رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا ق‪++‬الت‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "إن رجب شهر هللا ويدعى األصم‪ ،‬وكان أهل الجاهلية‬
‫إذا دخل رجب يعطل‪++‬ون أس‪++‬لحتهم ويض‪++‬عونها‪ ،‬فك‪++‬ان الن‪++‬اس ين‪++‬امون وي‪++‬أمن‬
‫السبيل وال يخافون بعضهم بعضا حتى ينقضي"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن قيس بن أبي حازم رضي هللا عنه قال‪ :‬كن نسمي رجب‬
‫األصم في الجاهلية من شدة حرمته في أنفسنا‪.‬‬
‫وأخرج البخاري والبيهقي عن أبي رجاء العطاردي رضي هللا عنه قال‪ :‬كنا‬
‫في الجاهلية إذا دخل رجب نقول‪ :‬جاء منصل األسنة‪ ،‬ال ندع حديدة في سهم‬
‫وال حديدة في رمح إال انتزعناها فألقيناها‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن قيس بن أبي حازم رضي هللا عنه قال‪ :‬كنا نسمي رجب‬
‫األصم في الجاهلية من شدة حرمته‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي وضعفه عن سلمان الفارسي رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم "في رجب يوم وليلة من صام ذلك الي‪++‬وم وق‪++‬ام تل‪++‬ك‬
‫اليلة كان كمن صام من الدهر مائة سنة وقام مائة سنة‪ ،‬وهو لثالث بقين من‬
‫رجب وفيه بعث هللا محمدا"‪.‬‬
‫وأخرج ال‪++‬بيهقي وض‪++‬عفه عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه مرفوع‪++‬ا"في رجب ليل‪++‬ة‬
‫يكتب للعامل فيها حسنة مائ‪++‬ة س‪++‬نة وذل‪++‬ك لثالث بقين من رجب‪ ،‬فمن ص‪++‬لى‬
‫فيها اثنتي عشرة ركعة يقرأ في كل ركعة فاتحة الكت‪++‬اب وس‪++‬ورة من الق‪++‬رآن‬
‫يتشهد في كل ركعتين ويسلم في آخرهن ثم يقول‪ :‬سبحان هللا والحم‪++‬د هلل وال‬
‫إله إال هللا وهللا أكبر مائة مرة‪ ،‬ويستغفر هللا مائ‪++‬ة م‪++‬رة‪ ،‬ويص‪++‬لي على الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم مائة مرة‪ ،‬ويدعو لنفسه ما شاء من أم‪++‬ر دني‪++‬اه وآخرت‪++‬ه‬
‫ويصبح صائما‪ ،‬فإن هللا يستجيب دعاءه كله إال أن ي‪+‬دعو في المعص‪+‬ية‪ .‬ق‪+‬ال‬
‫البيهقي‪ :‬هذا أضعف من الذي قبله"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬بيهقي وق‪++‬ال‪ :‬إن‪++‬ه منكن بم‪++‬رة عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه مرفوع‪++‬ا‬
‫"خيرة هللا من الشهور شهر رجب وهو شهر هللا‪ ،‬من عظم ش‪++‬هر رجب فق‪++‬د‬
‫عظم أمر هللا‪ ،‬ومن عظم أم‪++‬ر هللا أدخل‪++‬ه جن‪++‬ات النعيم وأوجب ل‪++‬ه رض‪++‬وانه‬
‫األكبر‪ ،‬وشعبان شهري فمن عظم شهر شعبان فق‪++‬د عظم أم‪++‬ري‪ ،‬ومن عظم‬
‫أمري كنت له فرطا وذخ‪+‬را ي‪+‬وم القيام‪+‬ة‪ ،‬وش‪+‬هر رمض‪+‬ان ش‪+‬هر أم‪+‬تي فمن‬
‫عظم ش‪+‬هر رمض‪+‬ان وعظم حرمت‪+‬ه ولم ينتهك‪+‬ه‪ ،‬وص‪+‬ام نه‪+‬اره‪ ،‬وق‪+‬ام ليل‪+‬ة‪،‬‬
‫وحفظ جوارحه‪ ،‬خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطلبه هللا به"‪.‬‬
‫وأخرج ابن ماجة وال‪++‬بيهقي وض‪++‬عفه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا" أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم نهى عن صوم رجب كله"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن‬
‫عدة الشهور عند هللا اثن‪++‬ا عش‪++‬ر ش‪++‬هرا في كت‪++‬اب هللا} ق‪++‬ال‪ :‬يق‪++‬رب به‪++‬ا ش‪++‬ر‬
‫النسيء ما نقص من السنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب اإليمان عن ابن عباس‬
‫رضي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪+‬ه {إن ع‪+‬دة الش‪+‬هور عن‪+‬د هللا اثن‪+‬ا عش‪+‬ر ش‪+‬هرا في‬
‫كتاب هللا} ثم اختص من ذلك أربعة أش‪++‬هر فجعلهن ح‪++‬رم وعظم حرم‪++‬اتهن‪،‬‬
‫وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح واألج‪++‬ر أعظم‪{ ،‬فال تظلم‪++‬وا فيهن‬
‫أنفسكم} قال‪ :‬في كلهن {وقاتلوا المشركين كافة} يقول‪ :‬جميعا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قول‪++‬ه {فال تظلم‪++‬وا فيهن أنفس‪++‬كم} ق‪++‬ال‪ :‬إن الظلم في الش‪++‬هر الح‪++‬رام أعظم‬
‫خطيئة ووزرا من الظلم فيم‪++‬ا س‪++‬واه‪ ،‬وإن ك‪++‬ان الظلم على ك‪++‬ل ح‪++‬ال عظيم‪++‬ا‬
‫ولكن هللا يعظم من أمره م‪++‬ا ش‪++‬اء‪ ،‬وق‪++‬ال‪ :‬إن هللا اص‪++‬طفى ص‪++‬فايا من خلق‪++‬ه‪،‬‬
‫اصطفى من المالئكة رسال ومن الناس رس‪++‬ال‪ ،‬واص‪++‬طفى من الكالم ذك‪++‬ره‪،‬‬
‫واصطفى من األرض المساجد‪ ،‬واصطفى من الشهور رمضان‪ ،‬واص‪++‬طفى‬
‫من األيام يوم الجمعة‪ ،‬واصطفى من الليالي لية الق‪+‬در‪ ،‬فعظم‪+‬وا م‪+‬ا عظم هللا‬
‫فإنما تعظم األمور لما عظمها هللا تعالى به عند أهل الفهم والعقل‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس {فال تظلم‪++‬وا‬
‫فيهن أنفسكم} قال‪ :‬في الشهور كلها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {فال تظلموا فيهن أنفس‪+‬كم} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫الظلم العمل لمعاصي هللا والترك لطاعته‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مقات‪++‬ل في قول‪++‬ه {وق‪++‬اتلوا المش‪++‬ركين‬
‫كافة} قال‪ :‬نسخت هذه اآلية كل آية فيها رخصة‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في شعب اإليمان عن كعب ق‪++‬ال‪ :‬اخت‪++‬ار هللا البل‪++‬دان‪ ،‬ف‪++‬أحب‬
‫البلدان إلى هللا البلد الحرام‪ ،‬واختار هللا الزمان فأحب الزمان إلى هللا األشهر‬
‫الح‪++‬رم‪ ،‬وأحب األش‪+‬هر إلى هللا ذو الحج‪++‬ة‪ ،‬وأحب ذو الحج‪++‬ة إلى هللا العش‪+‬ر‬
‫األول من‪++‬ه‪ ،‬واخت‪++‬ار هللا األي‪++‬ام‪ ،‬ف‪++‬أحب األي‪++‬ام إلى هللا ي‪++‬وم الجمع‪++‬ة‪ ،‬وأحب‬
‫اللي‪++‬الي إلى هللا ليل‪++‬ة الق‪++‬در‪ ،‬واخت‪++‬ار هللا س‪++‬اعات واللي‪++‬ل والنه‪++‬ار‪ ،‬ف‪++‬أحب‬
‫الساعات إلى هللا س‪++‬اعات الص‪++‬لوات المكتوب‪++‬ات‪ ،‬واخت‪++‬ار هللا الكالم‪ ،‬ف‪++‬أحب‬
‫الكالم إلى هللا ال إله إال هللا‪ ،‬وهللا أكبر‪ ،‬وسبحان هللا‪ ،‬والحمد هلل‪.‬‬
‫@ اآلية ‪37‬‬
‫أخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن‬
‫جده قال‪ :‬كانت العرب يحلون عاما شهرا وعاما شهرين‪ ،‬وال يصيبون الحج‬
‫إال في كل ستة وعشرين سنة م‪++‬رة‪ ،‬وه‪++‬و النس‪++‬يء ال‪++‬ذي ذك‪++‬ر هللا تع‪++‬الى في‬
‫كتابه‪ ،‬فلما كان عام الحج األكبر ثم حج رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم من‬
‫العام المقبل فاستقبل الناس األهلة‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إن‬
‫الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق هللا السموات واألرض"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عمر قال "وقف رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم بالعقبة فقال‪ :‬إن النسيء من الشيطان {زيادة في الكف‪++‬ر يض‪++‬ل‬
‫به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما} فكانوا يحرمون المحرم عام‪++‬ا‬
‫ويحرمون صفرا عاما‪ ،‬ويستحلون المحرم وهو النسيء "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫قال‪ :‬كان جنادة بن عوف الكن‪+‬اني ي‪+‬وفي الموس‪+‬م ك‪+‬ل ع‪+‬ام‪ ،‬وك‪+‬ان يك‪+‬نى أب‪+‬ا‬
‫ثمادة فينادي‪ :‬أال إن أبا ثمادة ال يخاف وال يعاب‪ ،‬إال أن ص‪++‬فر األول حالل‪،‬‬
‫وك‪++‬ان طوائ‪++‬ف من الع‪++‬رب إذا أرادوا أن يغ‪++‬يروا على بعض ع‪++‬دوهم أت‪++‬وه‬
‫فق‪++‬الوا‪ :‬أح‪++‬ل لن‪+‬ا ه‪++‬ذا الش‪+‬هر ‪ -‬يعن‪+‬ون ص‪++‬فر ‪ -‬وك‪+‬انت الع‪+‬رب ال تقات‪+‬ل في‬
‫األش‪++‬هر الح‪++‬رم فيحل‪++‬ه لهم عام‪++‬ا ويحرم‪++‬ه عليهم في الع‪++‬ام اآلخ‪++‬ر‪ ،‬ويح‪++‬رم‬
‫المحرم في قابل {ليواطئوا عدة ما ح‪++‬رم هللا} يق‪++‬ول‪ :‬ليجعل‪++‬وا الح‪++‬رم أربع‪++‬ة‬
‫غير أنهم جعلوا صفرا عاما حالال وعاما حراما‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ك‪++‬انت النس‪++‬اة حي‪++‬ا‬
‫من بني مالك من كنان‪+‬ة من ب‪+‬ني تميم‪ ،‬فك‪+‬ان أخ‪+‬راهم رجال يق‪+‬ال ل‪+‬ه القلمس‬
‫وهو الذي أنسأ المحرم‪ ،‬وكان ملكا‪ ،‬كان يحل المحرم عام‪++‬ا ويحرم‪++‬ه عام‪++‬ا‪،‬‬
‫فإذا حرمه كانت ثالثة أشهر متوالية‪ ،‬ذو القعدة وذو الحج‪++‬ة والمح‪++‬رم‪ ،‬وهي‬
‫العدة التي حرم هللا في عهد إبراهيم عليه السالم‪ ،‬فإذا أحله دخل مكانه صفر‬
‫في المحرم ليواطئ العدة يقول‪ :‬ق‪++‬د أكملت األربع‪++‬ة كم‪++‬ا ك‪++‬انت ألني لم أح‪++‬ل‬
‫شهرا إال وقد حرمت مكانه شهرا‪ ،‬فكانت على ذلك العرب من ي‪++‬دين للقلمس‬
‫بملكه حتى بعث هللا محمدا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فأكمل الح‪++‬رم ثالث‪++‬ة أش‪++‬هر‬
‫متوالية ورجب شهر مضر الذي بين جمادى وشعبان‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم عن أبي وائ‪+‬ل رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه‬
‫{إنما النسيء زيادة في الكفر} قال‪ :‬نزلت في رجل من ب‪++‬ني كنان‪++‬ة يق‪++‬ال ل‪++‬ه‬
‫نسي‪ ،‬كان يجعل المحرم صفرا ليستحل فيه المغانم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي وائل رضي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ك‪+‬ان الناس‪+‬ي رجال‬
‫من كنانة ذا رأي يأخ‪++‬ذون من رأي‪++‬ه رأس‪++‬ا فيهم‪ ،‬فك‪++‬ان عام‪++‬ا يجع‪++‬ل المح‪++‬رم‬
‫صفرا فيغيرون فيه ويستحلونه فيصيبون فيغنمون‪ ،‬وكان عاما يحرمه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي هللا عنه في قوله {إنما النسيء زيادة في‬
‫الكفر} اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬عم‪++‬د أن‪++‬اس من أه‪++‬ل الض‪++‬اللة ف‪++‬زادوا ص‪++‬فر في أش‪++‬هر‬
‫الحرم‪ ،‬وك‪++‬ان يق‪++‬وم ق‪++‬ائلهم في الموس‪++‬م فيق‪++‬ول‪ :‬إن آلهتكم ق‪++‬د ح‪++‬رمت ص‪++‬فر‬
‫فيحرمونه ذلك العام‪ ،‬وكان يقال لهما الصفران‪ ،‬وكان أول من نس‪++‬أ النس‪++‬يء‬
‫بنو مالك من كنانة‪ ،‬وكانوا ثالثة‪ ،‬أبو ثمامة صفوان بن أمية‪ ،‬أح‪++‬د ب‪++‬ني تميم‬
‫بن الحرث‪ ،‬ثم أحد بني كنانة‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن مجاه‪+‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {إنما النسيء زيادة في الكفر} قال‪ :‬فرض هللا الحج‬
‫في ذي الحج‪++‬ة‪ ،‬وك‪++‬ان المش‪++‬ركون يس‪++‬مون األش‪++‬هر ذي الحج‪++‬ة‪ ،‬والمح‪++‬رم‪،‬‬
‫وصفر‪ ،‬وربيع‪ ،‬وربيع‪ ،‬وجمادى‪ ،‬وجمادى‪ ،‬ورجب‪ ،‬وش‪++‬عبان‪ ،‬ورمض‪++‬ان‪،‬‬
‫وشوال‪ ،‬وذو القعدة‪ ،‬وذو الحجة ثم يحجون فيه ثم يس‪++‬كتون عن المح‪++‬رم فال‬
‫يذكرون‪++‬ه‪ ،‬ثم يع‪++‬ودون فيس‪++‬مون ص‪++‬فر‪ ،‬ص‪++‬فر‪ ،‬ثم يس‪++‬مون رجب جم‪++‬ادى‬
‫اآلخر‪ ،‬ثم يس‪++‬مون ش‪++‬عبان رمض‪++‬ان‪ ،‬ورمض‪++‬ان ش‪++‬وال‪ ،‬ويس‪++‬مون ذا القع‪++‬دة‬
‫ش‪++‬وال‪ ،‬ثم يس‪++‬مون ذا الحج‪++‬ة ذا القع‪++‬دة‪ ،‬ثم يس‪++‬مون المح‪++‬رم ذا الحج‪++‬ة‪ ،‬ثم‬
‫يحج‪++‬ون في‪++‬ه واس‪++‬مه عن‪++‬دهم ذو الحج‪++‬ة‪ ،‬ثم ع‪++‬ادوا مث‪++‬ل ه‪++‬ذه القص‪++‬ة فك‪++‬انوا‬
‫يحجون في كل شهر عاما حتى وافق حجة أبي بكر رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه اآلخ‪++‬رة‬
‫من العام في ذي القعدة‪ ،‬ثم حج النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم حجت‪++‬ه ال‪++‬تي حج‬
‫فيه‪++‬ا فواف‪++‬ق ذو الحج‪++‬ة‪ ،‬ف‪++‬ذلك حين يق‪++‬ول الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في‬
‫خطبته"إن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق هللا السموات واألرض"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه في اآلية قال‪ :‬كان رجل من‬
‫بني كنانة يقال له جنادة بن ع‪++‬وف يك‪++‬نى أب‪++‬ا أمام‪++‬ة ينس‪++‬ئ الش‪++‬هور‪ ،‬وك‪++‬انت‬
‫العرب يشتد عليهم أن يمكثوا ثالثة أشهر ال يغيروا بعضهم على بعض‪ ،‬فإذا‬
‫أراد أن يغير على أحد قام يوم‪++‬ا بم‪++‬نى فخطب فق‪++‬ال‪ :‬إني ق‪++‬د أحللت المح‪++‬رم‬
‫وح‪++‬رمت ص‪++‬فر مكان‪++‬ه فيقات‪++‬ل الن‪++‬اس في المح‪++‬رم‪ ،‬ف‪++‬إذا ك‪++‬ان ص‪++‬فر عم‪++‬دوا‬
‫ووض‪++‬عوا األس‪++‬نة ثم يق‪++‬وم في قاب‪++‬ل فيق‪++‬ول‪ :‬إني ق‪++‬د أحللت ص‪++‬فر وح‪++‬رمت‬
‫المحرم فيواطئوا أربعة أشهر فيحلوا المحرم‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {يحلونه عام‪++‬ا‬
‫ويحرمون‪++‬ه عام‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬و ص‪++‬فر‪ ،‬ك‪++‬انت ه‪++‬وازن وغطف‪++‬ان يحلون‪++‬ه س‪++‬نة‬
‫ويحرمونه سنة‪.‬‬
‫@ اآلية ‪38‬‬
‫أخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {يا أيها ال‪++‬ذين آمن‪++‬وا م‪++‬ا لكم إذا قي‪++‬ل لكم انف‪++‬روا‪}...‬‬
‫اآلية‪ .‬قال‪ :‬هذا حين أمروا بغزوة تبوك بعد الفتح‪ ،‬وحنين أمرهم ب‪++‬النفير في‬
‫الص‪+‬يف حين خ‪+‬رقت األرض فط‪+‬ابت الثم‪+‬ار واش‪+‬تهوا الظالل وش‪+‬ق عليهم‬
‫المخرج‪ ،‬فأنزل هللا سبحانه وتعالى (انفروا خفافا وثقاال) (التوبة اآلية ‪.)41‬‬
‫قوله تعالى‪{ :‬أرضيتم بالحي‪+‬اة ال‪++‬دنيا من اآلخ‪++‬رة فم‪+‬ا مت‪+‬اع الحي‪+‬اة ال‪++‬دنيا في‬
‫اآلخرة إال قليل}‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن المستور رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬كن‪++‬ا عن‪++‬د الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فتذاكروا الدنيا واآلخرة فقال بعضهم‪ :‬إنم‪++‬ا ال‪++‬دنيا بالغ‬
‫لآلخرة‪ ،‬فيها العمل وفيها الصالة وفيها الزكاة‪ ،‬وق‪++‬الت طائف‪++‬ة منهم‪ :‬اآلخ‪++‬رة‬
‫فيها الجنة‪ .‬وقالوا ما شاء هللا‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ما الدنيا‬
‫في اآلخرة إال كما يمشي أحدكم إلى اليم فأدخ‪+‬ل أص‪+‬بعه في‪+‬ه فم‪+‬ا خ‪+‬رج من‪+‬ه‬
‫فهي الدنيا"‪.‬‬
‫وأخرجه أحمد والترمذي وحسنه وابن ماج‪++‬ة عن المس‪++‬تور بن ش‪++‬داد رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬كنت في ركب مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذ مر بسخلة‬
‫ميتة فقال "أترون هذه هانت على أهلها حين ألقوها قالوا‪ :‬من هوانها ألقوه‪++‬ا‬
‫يا رسول هللا قال‪ :‬فالدنيا أهون على هللا من هذه على أهلها"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "إن هللا جع‪++‬ل ال‪++‬دنيا قليال وم‪++‬ا بقي منه‪++‬ا إال القلي‪++‬ل‪،‬‬
‫كالثعلب في الغدير شرب صفوه وبقي كدره"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪+‬ال‪ :‬دخ‪+‬ل عم‪+‬ر‬
‫رضي هللا عنه على النبي صلى هللا عليه وسلم وهو على حصير ق‪++‬د أث‪++‬ر في‬
‫جنبه فقال‪ :‬يا رسول هللا لو اتخذت فرشا أوثر من هذا؟ فقال "م‪++‬ا لي ولل‪++‬دنيا‬
‫وما للدنيا وما لي‪ ،‬والذي نفسي بيده ما مثلي ومثل الدنيا إال كراكب سار في‬
‫يوم صائف فاستظل تحت شجرة ساعة‪ ،‬ثم راح وتركها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحم‪+‬د والترم‪+‬ذي وص‪+‬ححه وابن ماج‪+‬ة والح‪+‬اكم عن‬
‫ابن مسعود رضي هللا عنه "أن النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم ن‪++‬ام على حص‪++‬ير‬
‫فقام وقد أثر في جنبه‪ ،‬فقلنا يا رسول هللا‪ :‬لو اتخذنا لك؟ فقال‪ :‬ما لي وللدنيا‪،‬‬
‫ما أنا في الدنيا إال كراكب استظل تحت ظل شجرة ثم راح وتركها"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن سهل رضي هللا عنه قال‪ :‬مر رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم بذي الحليفة فرأى شاة شائلة برجلها فقال "أت‪++‬رون ه‪++‬ذه الش‪++‬اة‬
‫هينة على صاحبها؟ قالوا‪ :‬نعم يا رسول هللا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬وال‪++‬ذي نفس‪++‬ي بي‪++‬ده لل‪++‬دنيا‬
‫أهون على هللا من هذه على صاحبها‪ ،‬ولو كانت تعدل عند هللا جناح بعوضة‬
‫ما سقي الكافر منها شربة ماء"‪.‬‬
‫وأخرج الح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وال‪++‬بيهقي في األس‪+‬ماء والص‪++‬فات عن أبي موس‪+‬ى‬
‫األشعري رضي هللا عنه "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬ال‪ :‬من أحب‬
‫دنياه أضر بآخرته‪ ،‬ومن أحب آخرته أضر ب‪++‬دنياه‪ ،‬ف‪++‬آثروا م‪++‬ا يبقى على م‪++‬ا‬
‫يفنى"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الحكيم الترم‪++‬ذي في ن‪++‬وادر األص‪++‬ول وابن أبي ال‪++‬دنيا في كت‪++‬اب‬
‫المنام‪++‬ات والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وال‪++‬بيهقي عن النعم‪++‬ان بن بش‪++‬ير رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه"سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يق‪++‬ول‪ :‬إن‪++‬ه لم يب‪++‬ق من ال‪++‬دنيا إال‬
‫مث‪++‬ل ال‪++‬ذباب تم‪++‬ور في جوه‪++‬ا‪ ،‬فاهلل هللا في إخ‪++‬وانكم من أه‪++‬ل القب‪++‬ور‪ ،‬ف‪++‬إن‬
‫أعمالكم تعرض عليهم"‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي والحاكم وصححه والبيهقي عن قتادة بن النعمان رضي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "إذا أحب هللا عب‪++‬دا حم‪++‬اه من‬
‫الدنيا كما يحمي أحدكم مريضه الماء"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والحاكم وصححه والبيهقي عن أبي مالك األشعري رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه"سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪ :‬حلوة الدنيا م‪++‬رة اآلخ‪++‬رة‪،‬‬
‫ومرة الدنيا حلوة اآلخرة"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وص‪++‬ححه وال‪++‬بيهقي عن أبي جحيف‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬أكلت لحم‪++‬ا كث‪++‬يرا‬
‫وثريدا‪ ،‬ثم جئت فقعدت قبال النبي صلى هللا عليه وسلم فجعلت أتجشأ‪ ،‬فق‪++‬ال‬
‫"اقص‪++‬ر من جش‪++‬ائك‪ ،‬ف‪++‬إن أك‪++‬ثر الن‪++‬اس ش‪++‬بعا في ال‪++‬دنيا أك‪++‬ثرهم جوع‪++‬ا في‬
‫اآلخرة"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه وال‪++‬بيهقي عن عائش‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا ق‪++‬الت‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم"يا عائشة إن أردت اللح‪++‬وق بي فليكف‪++‬ك من ال‪++‬دنيا‬
‫كزاد الراكب‪ ،‬وال تستخلفي ثوبا حتى ترقعيه‪ ،‬وإياك ومجالسة األغنياء"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن سعد بن طارق رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫عن أبيه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "نعمت ال‪++‬دار ال‪++‬دنيا لمن‬
‫تزود منها آلخرته حتى يرضي ربه‪ ،‬وبئس‪++‬ت ال‪++‬دار لمن ص‪++‬دته عن آخرت‪++‬ه‬
‫وقصرت به عن رضا ربه‪ ،‬وإذا قال العبد‪ :‬قبح هللا ال‪++‬دنيا‪ .‬ق‪++‬الت ال‪++‬دنيا‪ :‬قبح‬
‫هللا أعصانا لربه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن ماجة والحاكم وصححه والبيهقي عن س‪++‬هل بن س‪++‬عد رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه "أن النبي صلى هللا عليه وسلم وعظ فقال‪ :‬ازهد الدنيا يحبك هللا‪ ،‬وازهد‬
‫فيما في أيدي الناس يحبك الناس"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د والح‪++‬اكم عن عب‪++‬د هللا بن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم" الدنيا سجن المؤمن وس‪++‬ننه‪ ،‬ف‪++‬إذا خ‪++‬رج من‬
‫الدنيا فارق السجن والسنة"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم والبيهقي عن حذيفة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم"من أصبح والدنيا أك‪++‬بر هم‪++‬ه فليس من هللا في ش‪++‬يء‪ ،‬ومن لم‬
‫يهتم للمسلمين فليس منهم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن األعمش عن أبي سفيان رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه عن أشياخه قال‪ :‬دخل سعد رضي هللا عنه على سلمان يع‪++‬وده‪ ،‬فبكى‬
‫فقال سعد‪ :‬ما يبكيك يا أب‪++‬ا عب‪++‬د هللا؟ ق‪++‬ال‪ :‬ت‪++‬وفي رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم وهو عنك راض‪ ،‬وترد عليه الحوض‪ ،‬وتلقى أصحابك‪ .‬قال‪ :‬م‪++‬ا أبكي‬
‫جزعا من الم‪++‬وت وال حرص‪++‬ا على ال‪++‬دنيا ولكن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم عه‪++‬د إلين‪++‬ا عه‪++‬دا‪ .‬ق‪++‬ال "ليكن بلغ‪++‬ة أح‪++‬دكم من ال‪++‬دنيا ك‪++‬زاد ال‪++‬راكب"‪.‬‬
‫وحولي هذه األساودة‪ ،‬وإنما حوله أجانة وجفنة ومطهرة‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن أنس قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"يأتي على الناس زمان يتحلق‪++‬ون في مس‪++‬اجدهم وليس همهم إال ال‪++‬دنيا‪ ،‬ليس‬
‫هلل فيهم حاجة فال تجالسوهم"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن ابن مس‪++‬عود ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم "اق‪+‬تربت الس‪+‬اعة وال ي‪+‬زداد الن‪+‬اس على ال‪+‬دنيا إال‬
‫حرصا‪ ،‬وال يزدادون من هللا إال بعدا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن س‪++‬فيان ق‪++‬ال‪ :‬كتب عم‪++‬ر إلى أبي‬
‫موسى األشعري قال‪ :‬لو كانت الدنيا تزن عند هللا جناح ذبابة م‪++‬ا س‪++‬قى منه‪++‬ا‬
‫كافرا شربة ماء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد ومسلم والترمذي والنسائي وابن أبي حاتم وابن‬
‫مردويه عن المستور قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ما ال‪++‬دنيا في‬
‫اآلخرة إال كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم ثم يرفعها فلينظر ثم يرجع"‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحمد في زوائد الزه‪++‬د وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن‬
‫أبي عثمان النهدي قال‪ :‬قلت يا أبا هريرة‪ :‬سمعت إخواني بالبصرة يزعمون‬
‫أنك تقول‪ :‬سمعت نبي هللا صلى هللا عليه وسلم يقول "إن هللا يجزي بالحس‪+‬نة‬
‫ألف ألف حسنة؟ فقال أبو هريرة‪ :‬س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫يقول‪ :‬إن هللا يجزي بالحسنة ألفي ألف حس‪++‬نة‪ ،‬ثم تال ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {فم‪++‬ا مت‪++‬اع‬
‫الحياة الدنيا في اآلخرة إال قليل} فالدنيا ما مضى منها إلى ما بقي منه‪++‬ا عن‪++‬د‬
‫هللا قليل‪ ،‬وقال (من ذا الذي يق‪++‬رض هللا قرض‪++‬ا حس‪++‬نا فيض‪++‬اعفه ل‪++‬ه أض‪++‬عافا‬
‫كثيرة) (البقرة اآلية ‪ )245‬فكيف الكث‪++‬ير عن‪++‬د هللا تع‪++‬الى إذا ك‪++‬انت ال‪++‬دنيا م‪++‬ا‬
‫مضى منها وما بقي عند هللا قليل"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن األعمش في قول‪++‬ه {فم‪++‬ا مت‪++‬اع الحي‪++‬اة ال‪++‬دنيا في‬
‫اآلخرة إال قليل} كزاد الراعي‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن أبي ح‪++‬ازم ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا حض‪++‬رت عب‪++‬د العزي‪++‬ز بن‬
‫مروان الوفاة قال‪ :‬ائتوني بكفني الذي أكفن فيه أنظ‪++‬ر إلي‪++‬ه‪ ،‬فلم‪++‬ا وض‪++‬ع بين‬
‫يديه نظر إليه فقال‪ :‬أمالي كثير م‪+‬ا أخل‪++‬ف من ال‪++‬دنيا إال ه‪++‬ذا؟ ثم ولى ظه‪+‬ره‬
‫وبكى وقال‪ :‬أف لك من دار إن كان كثيرك القلي‪++‬ل‪ ،‬وإن ك‪++‬ان قليل‪++‬ك الكث‪++‬ير‪،‬‬
‫وإن كنا منك لفي غرور‪.‬‬
‫@ اآلية ‪39‬‬
‫وأخرج أبو داود وابن المنذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه‬
‫والبيهقي في سننه عن ابن عباس في قوله {إال تنف‪++‬روا يع‪++‬ذبكم ع‪++‬ذابا أليم‪++‬ا}‬
‫قال‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم استنفر حيا من أحياء العرب فتثاقلوا‬
‫عنه‪ ،‬فأنزل هللا هذه اآلية فأمسك عنهم المطر فكان ذلك عذابهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال‪ :‬لما ن‪++‬زلت {إال تنف‪++‬روا يع‪++‬ذبكم ع‪++‬ذابا‬
‫أليما} وقد كان تخلف عنه ناس في البدو يفقهون قومهم فق‪++‬ال المن‪++‬افقون‪ :‬ق‪++‬د‬
‫بقي ن‪+‬اس في الب‪+‬وادي‪ .‬وق‪+‬الوا‪ :‬هل‪+‬ك أص‪+‬حاب الب‪+‬وادي‪ ،‬ف‪+‬نزلت (وم‪+‬ا ك‪+‬ان‬
‫المؤمنون لينفروا كافة) (التوبة اآلية ‪.)122‬‬
‫وأخرج أبو داود وابن أبي حاتم والنحاس والبيهقي في س‪++‬ننه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {إال تنفروا يعذبكم عذابا أليما} قال‪ :‬نسختها (وم‪++‬ا‬
‫كان المؤمنون لينفروا كافة)‪.‬‬
‫@ اآلية ‪40‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {إال تنصروه فقد نصره هللا} قال‪ :‬ذكر م‪++‬ا ك‪++‬ان من‬
‫أول شأنه حتى بعث يقول هللا‪ :‬فأنا فاعل ذلك به وناصره كما نصرته إذ ذاك‬
‫وهو ثاني اثنين‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد والبخاري ومسلم وابن أبي حاتم عن‬
‫البراء بن عازب رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪ :‬اش‪+‬ترى أب‪+‬و بك‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه من‬
‫ع‪++‬ازب رجال بثالث‪++‬ة عش‪++‬ر درهم‪++‬ا فق‪++‬ال لع‪++‬ازب‪ :‬م‪++‬ر ال‪++‬براء فليحمل‪++‬ه إلى‬
‫منزلي‪ .‬فقال‪ :‬ال‪ ،‬حتى تحدثنا كيف صنعت حيث خرج رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم وأنت معه؟ فقال أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬خرجنا فأدلجن‪++‬ا فاحثثن‪++‬ا‬
‫يوما وليلة حتى أظهرنا‪ ،‬وقام قائم الظهيرة فضربت ببص‪++‬ري ه‪++‬ل أرى ظال‬
‫فآوي إليه‪ ،‬فإذا أنا بصخرة فأهويت إليها فإذا بقية ظله‪++‬ا فس‪++‬ويته لرس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬وفرش‪++‬ت ل‪++‬ه ف‪++‬روة وقلت اض‪++‬طجع ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‬
‫فاضطجع‪ ،‬ثم خرجت أنظر هل أرى أح‪++‬دا من الطلب ف‪++‬إذا أن‪+‬ا ب‪+‬راعي غنم‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬لمن أنت يا غالم؟ فقال‪ :‬لرجل من ق‪++‬ريش‪ ،‬فس‪++‬ماه فعرفت‪++‬ه فقلت‪ :‬ه‪++‬ل‬
‫في غنم‪++‬ك من لبن؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ .‬فقلت‪ :‬وه‪++‬ل أنت ح‪++‬الب لي؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫فأمرته فاعتقل لي شاة منها‪ ،‬ثم أمرته فنفض ض‪++‬رعها من الغب‪++‬ار‪ ،‬ثم أمرت‪++‬ه‬
‫فنفض كفيه ومعي إداوة على فمها خرق‪++‬ة فحلب لي كثب‪++‬ة من اللبن‪ ،‬فص‪++‬ببت‬
‫على الق‪+‬دح من الم‪+‬اء ح‪+‬تى ب‪+‬رد أس‪+‬فله‪ ،‬ثم أتيت رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم فوافقته قد استيقظ‪ ،‬فقلت‪ :‬اشرب يا رسول هللا‪ ،‬فشرب ح‪++‬تى رض‪++‬يت‪،‬‬
‫ثم قلت‪ :‬هل آن الرحيل؟ ق‪++‬ال‪ :‬فارتحلن‪++‬ا والق‪++‬وم يطلبون‪++‬ا فلم ي‪++‬دركنا منهم إال‬
‫سراقة على ف‪+‬رس ل‪+‬ه‪ ،‬فقلت‪ :‬ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا ه‪+‬ذا الطلب ق‪+‬د لحقن‪+‬ا فق‪+‬ال‪" :‬ال‬
‫تح‪++‬زن إن هللا معن‪++‬ا"ح‪++‬تى إذا دن‪++‬ا فك‪++‬ان بينن‪++‬ا وبين‪++‬ه ق‪++‬در رمح أو رمحين أو‬
‫ثالثة‪ ،‬فقلت‪ :‬يا رسول هللا هذا الطلب قد لحقنا وبكيت‪ !...‬قال‪ :‬لم تبك‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫أما وهللا ال أبكي على نفسي ولك‪++‬ني أبكي علي‪++‬ك‪ .‬ف‪++‬دعا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم وقال " اللهم اكفناه بما شئت" فساخت فرسه إلى بطنها في أرض‬
‫صلد ووثب عنها‪ ،‬وقال‪ :‬يا محمد إن هذا عملك فادع هللا أن ينجي‪+‬ني مم‪+‬ا أن‪+‬ا‬
‫فيه‪ ،‬فوهللا ألعمين على من ورائي من الطلب وهذه كنانتي فخ‪++‬ذ منه‪++‬ا س‪++‬هما‬
‫فإنك ستمر بإبلي وغنمي في موضع كذا وكذا فخذ منها حاجتك‪ .‬فقال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم "ال حاجة لي فيها ودع‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم فأطلق‪ ،‬ورجع إلى أصحابه ومضى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫وأن‪++‬ا مع‪++‬ه ح‪++‬تى ق‪++‬دمنا المدين‪++‬ة فتلق‪++‬اه الن‪++‬اس فخرج‪++‬وا على الط‪++‬رق وعلى‬
‫األجاجير واشتد الخدم والصبيان في الطرق هللا أكبر ج‪+‬اء رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم محمد‪ ،‬تنازع القوم أيهم ينزل عليه فقال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم "أن‪++‬زل الليل‪++‬ة على ب‪++‬ني النج‪++‬ار أخ‪++‬وال عب‪++‬د المطلب ألك‪++‬رمهم‬
‫بذلك"‪ .‬فلما أصبح غدا حيث أمر‪.‬‬
‫وأخرج البخاري عن س‪++‬راقة بن مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬خ‪++‬رجت أطلب‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم وأبا بكر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬ح‪++‬تى إذا دن‪++‬وت منهم‪++‬ا‬
‫عثرت بي فرسي‪ ،‬فقمت فركبت حتى إذا سمعت قراءة رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم وهو ال يلتفت وأبو بكر رضي هللا عنه يك‪++‬ثر التلفت‪ ،‬س‪++‬اخت ي‪++‬دا‬
‫فرسي في األرض حتى بلغتا الركبتين‪ ،‬فخررت عنه‪+‬ا ثم زجرته‪+‬ا فنهض‪+‬ت‬
‫فلم تكد تخرج يديها‪ ،‬فلما استوت قائمة إذا ألثر يديها عنان ساطع في السماء‬
‫مثل الدخان‪ ،‬فناديتهما باألمان‪ :‬فوقفا لي ووقع في نفس‪++‬ي حين لقيت م‪++‬ا لقيت‬
‫من الحبس عنهما أنه سيظهر رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪.‬وأخ‪++‬رج ابن‬
‫مردويه وأبو نعيم في الدالئل عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬لما خرج‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من الليل لحق بغار ثور قال‪ :‬وتبعه أبو بك‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه‪ ،‬فلما سمع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حس‪++‬ه خلف‪++‬ه خ‪++‬اف‬
‫أن يكون الطلب‪ ،‬فلما رأى ذلك أبو بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه تنحنح‪ ،‬فلم‪++‬ا س‪++‬مع‬
‫ذلك رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عرف‪++‬ه فق‪++‬ام ل‪++‬ه ح‪++‬تى تبع‪++‬ه فأتي‪++‬ا الغ‪++‬ار‪،‬‬
‫فأصبحت قريش في طلبه فبعثوا إلى رجل من قاف‪++‬ة ب‪++‬ني م‪++‬دلج‪ ،‬فتب‪++‬ع األث‪++‬ر‬
‫حتى انتهى إلى الغار وعلى بابه شجرة‪ ،‬فبال في أص‪+‬لها الق‪+‬ائف ثم ق‪+‬ال‪ :‬م‪+‬ا‬
‫جاز صاحبكم الذي تطلبون هذا المكان‪.‬‬
‫قال‪ :‬فعند ذلك حزن أبو بكر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه فق‪++‬ال ل‪++‬ه رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "ال تحزن إن هللا معنا" قال‪ :‬فمكث هو وأبو بكر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في الغار ثالثة أيام يختل‪++‬ف إليهم بالطع‪++‬ام ع‪++‬امر بن فه‪++‬يرة وعلي يجه‪++‬زهم‪،‬‬
‫فاشتروا ثالثة أباعر من إب‪++‬ل البح‪++‬رين واس‪++‬تأجر لهم دليال‪ ،‬فلم‪++‬ا ك‪++‬ان بعض‬
‫اللي‪++‬ل من الليل‪++‬ة الثالث‪++‬ة أت‪++‬اهم علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه باإلب‪++‬ل وال‪++‬دليل‪ ،‬ف‪++‬ركب‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم راحلته وركب أبو بكر أخرى فتوجهوا نح‪++‬و‬
‫المدينة وقد بعثت قريش في طلبه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن س‪++‬عد عن ابن عب‪++‬اس وعلي وعائش‪++‬ة بنت أبي بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهم وعائشة بنت قدامة وسراقة بن جعشم دخ‪++‬ل ح‪++‬ديث بعض‪++‬هم في بعض‬
‫قالوا‪ :‬خرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم والق‪+‬وم جل‪+‬وس على باب‪+‬ه‪ ،‬فأخ‪+‬ذ‬
‫حفنة من البطحاء فجعل يدرها على رؤوس‪++‬هم ويتل‪++‬و (يس‪ .‬والق‪++‬رآن الحكيم)‬
‫(يس اآلي‪++‬ة ‪ )2 - 1‬اآلي‪++‬ات ومض‪++‬ى‪ ،‬فق‪++‬ال لهم قائ‪++‬ل م‪++‬ا تنتظ‪++‬رون؟ ق‪++‬الوا‪:‬‬
‫محمدا‪ .‬قال‪ :‬قد ‪ -‬وهللا ‪ -‬مر بكم‪ .‬قالوا‪ :‬وهللا م‪++‬ا أبص‪++‬رناه! وق‪++‬اموا ينفض‪++‬ون‬
‫التراب عن رؤوس‪++‬هم‪ ،‬وخ‪++‬رج رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وأب‪++‬و بك‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه إلى غار ثور فدخاله‪ ،‬وضربت العنكبوت على باب‪++‬ه بعش‪++‬اش‬
‫بعضها على بعض‪ ،‬وطلبته قريش أشد الطلب ح‪++‬تى انتهت إلى ب‪++‬اب الغ‪++‬ار‪،‬‬
‫فقال بعضهم‪ :‬إن عليه لعنكبوتا قبل ميالد محمد‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في الدالئل عن عائشة بنت قدامة "أن النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قال‪ :‬لقد خرجت من الخوخة متنك‪+‬را‪ ،‬فك‪+‬ان أول من لقي‪+‬ني أب‪+‬و جه‪+‬ل‪،‬‬
‫فعمى هللا بصره عني وعن أبي بكر حتى مضينا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم عن أسماء بنت أبي بكر رضي هللا عنها "أن أبا بكر رضي‬
‫هللا عنه رأى رجال مواجه الغار فقال‪ :‬يا رسول هللا إنه لرائين‪++‬ا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬كال إن‬
‫المالئكة تستره اآلن بأجنحته‪++‬ا‪ ،‬فلم ينش‪++‬ب الرج‪++‬ل أن قع‪++‬د يب‪++‬ول مس‪++‬تقبلهما‪.‬‬
‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬يا أبا بكر لو كان يراك ما فعل هذا"‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج أب‪+‬و نعيم عن محم‪+‬د بن إب‪+‬راهيم ال‪+‬تيمي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه "أن الن‪+‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم حين دخل الغ‪+‬ار ض‪+‬ربت العنكب‪+‬وت على باب‪+‬ه بعش‪+‬اش‬
‫بعضها على بعض‪ ،‬فلما انته‪+‬وا إلى فم الغ‪+‬ار ق‪+‬ال قائ‪+‬ل منهم‪ :‬ادخل‪+‬وا الغ‪+‬ار‬
‫فقال أمية بن خلف‪ :‬وما أربكم إلى الغار؟ إن علي‪++‬ه لعنكبوت‪++‬ا ك‪++‬ان قب‪++‬ل ميالد‬
‫محمد‪ ،‬فنهى النبي صلى هللا عليه وسلم عن قت‪++‬ل العنكب‪++‬وت‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬إنه‪++‬ا جن‪++‬د‬
‫من جنود هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في الحلية عن عط‪++‬اء بن أبي ميس‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نس‪++‬جت العنكب‪++‬وت م‪++‬رتين‪ .‬م‪++‬رة على داود علي‪++‬ه الس‪++‬الم حين ك‪++‬ان ط‪++‬الوت‬
‫يطلبه‪ ،‬ومرة على النبي صلى هللا عليه وسلم في الغار‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وأبو نعيم والبيهقي كالهما في ال‪++‬دالئل عن أنس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬لما خرج النبي صلى هللا عليه وسلم وأبو بكر رضي هللا عنه التفت‬
‫أبو بكر رضي هللا عنه فإذا هو بفارس قد لحقهم‪ ،‬فقال‪ :‬يا نبي هللا هذا فارس‬
‫قد لحقنا‪ .‬فقال " اللهم اصرعه‪ .‬فصرع عن فرسه فقال‪ :‬يا نبي هللا مرني بما‬
‫شئت‪ .‬قال‪ :‬تقف مكانك ال ت‪++‬تركن أح‪++‬دا يلح‪++‬ق بن‪++‬ا‪ .‬فك‪++‬ان أول النه‪++‬ار جاه‪++‬دا‬
‫على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وفي آخر النهار مس‪++‬لحة ل‪++‬ه‪ ،‬وفي ذل‪++‬ك‬
‫يقول سراقة مخاطبا ألبي جهل‪:‬‬
‫أبا حكم لو كنت وهللا شاهدا * ألمر جوادي أن تسيخ قوائمه‬
‫علمت ولم تشكك بأن محمدا * رسول ببرهان فمن ذا يقاومه‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل وابن عساكر عن ضبة بن محصن الع‪+‬بري ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قلت لعمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ :‬أنت خ‪++‬ير من أبي بك‪++‬ر‪ ،‬فبكى وق‪++‬ال‪:‬‬
‫وهللا لليلة من أبي بكر ويوم خير من عمر‪ ،‬هل لك أن أحدثك بليلت‪++‬ه ويوم‪++‬ه؟‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين‪ .‬قال‪ :‬أما ليلته‪ ،‬فلما خرج رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم هاربا من أهل مكة‪ ،‬خرج ليال فتبعه أبو بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫فجعل يمشي مرة أمامه ومرة خلفه‪ ،‬ومرة عن يمينه ومرة عن يساره‪ ،‬فق‪++‬ال‬
‫له رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم"م‪++‬ا ه‪++‬ذا ي‪++‬ا أب‪++‬ا بك‪++‬ر م‪++‬ا أع‪++‬رف ه‪++‬ذا من‬
‫فعلك؟! قال‪ :‬يا رسول هللا أذكر الرصد ف‪+‬أكون أمام‪+‬ك وأذك‪+‬ر الطلب ف‪+‬أكون‬
‫من خلفك ومرة عن يمينك ومرة عن يسارك ال آمن عليك‪ .‬فمشى رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ليلته على أطراف أصابعه حتى حفيت رجاله‪ ،‬فلما رآه‬
‫أبو بكر رضي هللا عنه أنها قد حفيت حمله على كاهله وجعل يش‪++‬د ب‪++‬ه ح‪++‬تى‬
‫أتى فم الغار فأنزله‪ ،‬ثم قال‪ :‬والذي بعث‪+‬ك ب‪+‬الحق ال تدخل‪+‬ه ح‪+‬تى أدخل‪+‬ه ف‪+‬إن‬
‫كان فيه شيء نزل بي قبل‪++‬ك‪ ،‬ف‪++‬دخل فلم ي‪++‬ر ش‪++‬يئا فحمل‪++‬ه فأدخل‪++‬ه‪ ،‬وك‪++‬ان في‬
‫الغار خرق فيه حيات وأفاعي‪ ،‬فخش‪++‬ي أب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه أن يخ‪++‬رج‬
‫منهن ش‪++‬يء ي‪++‬ؤذي رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فألقم‪++‬ه قدم‪++‬ه‪ ،‬فجعلن‬
‫يضربنه وتلسعه األفاعي والحيات وجعلت دموعه تتحدر ورسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم يقول له‪ :‬يا أبا بكر ال تحزن إن هللا معن‪++‬ا‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا س‪++‬كينته‪،‬‬
‫أي طمأنينته ألبي بكر رضي هللا عنه‪ ،‬فهذه ليلته‪.‬‬
‫وأما يومه‪ ،‬فلما توفي رسول هللا وارتدت العرب‪ ،‬فقال بعض‪++‬هم‪ :‬نص‪++‬لي وال‬
‫نزكي‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬ال نصلي وال نزكي‪ ،‬فأتيت‪++‬ه وال آل‪++‬وه نص‪++‬حا فقلت‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫خليفة رسول هللا تألف الناس وارفق بهم‪ .‬فقال‪ :‬جبار في الجاهلي‪++‬ة خ‪++‬وار في‬
‫اإلسالم‪ ،‬بماذا تألفهم‪ ،‬أبشعر مفتعل أو بشعر مفتري؟ قبض رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم وارتفع ال‪++‬وحي‪ ،‬فوهللا ل‪++‬و منع‪++‬وني عق‪++‬اال مم‪++‬ا ك‪++‬انوا يعط‪++‬ون‬
‫لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم لقاتلتهم عليه‪ .‬قال‪ :‬فقاتلنا معه فكان ‪ -‬وهللا ‪-‬‬
‫رشيد األمر‪ ،‬فهذا يومه‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم والبيهقي في الدالئل عن ابن شهاب رضي هللا عنه وع‪++‬روة‬
‫رضي هللا عنه‪ .‬أنهم ركبوا في كل وجه يطلبون النبي ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫وبعثوا إلى أهل المياه يأمرونهم ويجعلون له الجعل العظيم‪ ،‬وأتوا على ث‪++‬ور‬
‫الجبل الذي فيه الغار الذي فيه النبي صلى هللا عليه وسلم حتى طلع‪+‬وا فوق‪+‬ه‪،‬‬
‫وسمع أبو بكر رضي هللا عنه والنبي صلى هللا عليه وسلم أصواتهم‪ ،‬وأشفق‬
‫أبو بكر وأقبل عليه الهم والخوف‪ ،‬فعند ذل‪++‬ك يق‪++‬ول ل‪++‬ه رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "ال تح‪++‬زن إن هللا معن‪++‬ا‪ ،‬ودع‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫فنزلت عليه س‪++‬كينة من هللا ف‪++‬أنزل هللا س‪++‬كينته على رس‪++‬وله وعلى المؤم‪++‬نين‬
‫{وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة هللا هي العليا وهللا عزيز حكيْم } "‪.‬‬
‫وأخرج ابن شاهين وابن مردويه وابن عساكر عن حبشي بن جنادة قال‪ :‬قال‬
‫أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬يا رسول هللا ل‪+‬و أن أح‪+‬دا من المش‪+‬ركين رف‪+‬ع قدم‪+‬ه‬
‫ألبصرنا‪ .‬قال "يا أبا بكر ال تحزن إن هللا معنا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬إن ال‪++‬ذين طلب‪++‬وهم‬
‫صعدوا الجبل فلم يبق أن يدخلوا‪ .‬فقال أبو بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪:‬أتين‪++‬ا‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ال تحزن إن هللا معنا" وانقطع األثر ف‪++‬ذهبوا‬
‫يمينا وشماال‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن عس‪++‬اكر عن علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬خ‪++‬رج‬
‫رسول هللا وخرج أبو بك‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه مع‪+‬ه‪ ،‬لم ي‪+‬أمن على نفس‪+‬ه غ‪+‬يره‬
‫حتى دخال الغار‪.‬‬
‫وأخرج ابن ش‪++‬اهين وال‪++‬دارقطني وابن مردوي‪++‬ه وابن عس‪++‬اكر عن ابن عم‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ألبي بك‪++‬ر "أنت‬
‫صاحبي في الغار‪ ،‬وأنت معي على الحوض"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر من حديث ابن عباس عن أبي هريرة‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي وابن عساكر من طريق الزهري عن أنس رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫"أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال لحسان رضي هللا عنه‪ :‬ه‪++‬ل قلت في‬
‫أبي بكر شيئا؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬قل وأنا أسمع‪ .‬فقال‪:‬‬
‫وثاني اثنين في الغار المنيف وقد * طاف العدو به إذ صاعد الجبال‬
‫وكان حب رسول هللا قد علموا * من البرية لم يعدل به رجال‬
‫فضحك رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حتى بدت نواجذه‪ ،‬ثم قال‪ :‬صدقت يا‬
‫حسان‪ ،‬هو كما قلت"‪.‬‬
‫وأخرج خيثمة بن س‪++‬ليمان اإلطرابلس‪++‬ي في فض‪++‬ائل الص‪++‬حابة وابن عس‪++‬اكر‬
‫عن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه قال‪ :‬إن هللا ذم الناس كلهم وم‪++‬دح أب‪++‬ا‬
‫بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬فق‪++‬ال {إال تنص‪++‬روه فق‪++‬د نص‪++‬ره هللا إذ أخرج‪++‬ه ال‪++‬ذين‬
‫كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه ال تحزن إن هللا معنا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن أبي بكر رضي هللا عنه أن ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا دخل‪++‬ني إش‪++‬فاق‬
‫من شيء وال دخلني في الدين وحشة إلى أحد بعد ليلة الغار‪ ،‬فإن رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم حين رأى إش‪+‬فاقي علي‪+‬ه وعلى ال‪++‬دين‪ ،‬ق‪++‬ال لي"ه‪++‬ون‬
‫عليك‪ ،‬فإن هللا قد قضى لهذا األمر بالنصر والتمام"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن عس‪++‬اكر عن س‪++‬فيان بن عيين‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ع‪++‬اتب هللا‬
‫المسلمين جميعا في نبيه صلى هللا عليه وسلم غير أبي بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫وحده‪ ،‬فإنه خرج من المعاتبة‪ ،‬ثم قرأ {إال تنصروه فقد نصره هللا} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي عن الحسن رضي هللا عنه قال‪ :‬لقد عاتب هللا جمي‪++‬ع‬
‫أهل األرض فقال {إال تنصروه فقد نصره هللا إذ أخرجه ال‪++‬ذين كف‪++‬روا ث‪++‬اني‬
‫اثنين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر من طريق محمد بن يحيى قال‪ :‬أخبرني بعض أص‪++‬حابنا‬
‫قال‪ :‬قال شاب من أبناء الصحابة في مجلس فيه القاسم بن محمد بن أبي بكر‬
‫الصديق‪ :‬وهللا ما كان لرسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم من م‪++‬وطن إال وأبي‬
‫فيه معه‪ .‬قال‪ :‬يا ابن أخي ال تحلف‪ .‬قال‪ :‬هلم‪ .‬قال‪ :‬بلى م‪++‬ا ال ت‪++‬رده‪ ،‬ق‪++‬ال هللا‬
‫{ثاني اثنين إذ هما في الغار}‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحم‪++‬د والبخ‪++‬اري ومس‪++‬لم والترم‪++‬ذي وأب‪++‬و‬
‫عوانة وابن حبان وابن المنذر وابن مردوي‪++‬ه عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫حدثني أبو بكر رضي هللا عنه قال "كنت مع النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في‬
‫الغار‪ ،‬فرأيت آثار المشركين فقلت‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ل‪++‬و أن أح‪++‬دهم رف‪++‬ع قدم‪++‬ه‬
‫ألبصرنا تحت قدمه‪ .‬فقال‪ :‬يا أبا بكر‪ ،‬ما ظنك باثنين هللا ثالثهما"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ وأبو نعيم في ال‪++‬دالئل عن أبي‬
‫بكر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‪ .‬أنهم‪+‬ا لم‪+‬ا انتهي‪+‬ا إلى الغ‪+‬ار إذا جح‪+‬ر فألقم‪+‬ه أب‪+‬و بك‪+‬ر‬
‫رضي هللا عنه رجليه قال‪ :‬يا رسول هللا إن كانت لدغة أو لسعة كانت في‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآلية ‪... ...40‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ك‪++‬انت ليل‪++‬ة‬
‫الغار قال أبو بك‪++‬ر الص‪++‬ديق رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا دع‪++‬ني فألدخ‪++‬ل‬
‫قبلك‪ ،‬فإن كانت حية أو شيء كانت في قبل‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال "ادخ‪++‬ل‪ .‬ف‪++‬دخل أب‪++‬و بك‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه فجعل يلمس بيديه‪ ،‬فكلما رأى جحرا قال بثوبه فشقه ثم ألقم‪++‬ه‬
‫الجحر حتى فعل ذل‪+‬ك بثوب‪+‬ه أجم‪+‬ع‪ ،‬وبقي جح‪+‬ر فوض‪+‬ع علي‪+‬ه عقب‪+‬ه وق‪+‬ال‪:‬‬
‫ادخل‪ .‬فلما أصبح قال له الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪ :‬ف‪+‬أين ثوب‪+‬ك؟ ف‪+‬أخبره‬
‫بالذي صنع‪ ،‬فرفع النبي صلى هللا عليه وسلم يديه وقال‪ :‬اللهم اجعل أبا بك‪++‬ر‬
‫معي في درجتي يوم القيامة‪ .‬فأوحى هللا إليه أن هللا قد استجاب لك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن جندب بن سفيان رضي هللا عنه قال‪ :‬لما انطلق أب‪++‬و‬
‫بكر رضي هللا عنه مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى الغار قال ل‪++‬ه أب‪++‬و‬
‫بكر رضي هللا عنه‪ :‬ال تدخل ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ح‪++‬تى اس‪++‬تبرئه‪ .‬ف‪++‬دخل أب‪++‬و بك‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه الغار‪ .‬فأصاب يده شيء فحعل يمسح ال‪++‬دم عن أص‪++‬بعه وه‪++‬و‬
‫يقول‪:‬‬
‫هل أنت إال أصبع دميت * وفي سبيل هللا ما لقيت‬
‫وأخرج ابن مردويه عن جعدة بن هبيرة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬الت عائش‪+‬ة‬
‫رضي هللا عنها‪ :‬قال أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬لو رأيتني مع رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم إذ صعدنا الغار‪ ،‬فأم‪++‬ا ق‪++‬دما رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫فتفطرتا دما‪ ،‬وأم‪+‬ا ق‪+‬دماي فعادت‪+‬ا كأنهم‪+‬ا ص‪+‬فوان‪ .‬ق‪+‬الت عائش‪+‬ة رض‪+‬ي هللا‬
‫عنها‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم لم يتعود الحفية‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن مردويه عن ابن مصعب قال‪ :‬أدركت أنس بن مال‪++‬ك‪،‬‬
‫وزيد بن أرقم‪ ،‬والمغ‪++‬يرة بن ش‪++‬عبة‪ ،‬فس‪++‬معتهم يتح‪++‬دثون أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم ليلة الغار أمر هللا شجرة فنبتت في وجه النبي فس‪++‬ترته‪ ،‬وأم‪++‬ر هللا‬
‫العنكبوت فنسجت في وجه الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فس‪++‬ترته‪ ،‬وأم‪++‬ر هللا‬
‫حمامتين وحشيتين فوقفتا بفم الغار‪ ،‬وأقبل فتي‪++‬ان ق‪++‬ريش من ك‪++‬ل بطن رج‪++‬ل‬
‫بعصيهم وأسيافهم وهراويهم‪ ،‬حتى إذا كانوا من النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫قدر أربعين ذراعا فنزل بعضهم فنظر في الغار‪ ،‬فرجع إلى أصحابه فق‪++‬الوا‪:‬‬
‫ما لك لم تنظر في الغار؟! فق‪++‬ال‪ :‬رأيت حم‪++‬امتين بفم الغ‪++‬ار فع‪++‬رفت أن ليس‬
‫فيه أحد‪ .‬فسمع النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم م‪++‬ا ق‪++‬ال‪ ،‬فع‪++‬رف أن هللا درأ عن‪++‬ه‬
‫بهما فسمت النبي صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم عليهن وف‪+‬رض ج‪+‬زاءهن وانح‪+‬درن‬
‫في الحرم‪ ،‬فأخرج ذلك الزوج كل شيء في الحرم‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر في تاريخ‪++‬ه بس‪++‬ند واه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫قال‪ :‬كان أبو بكر مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في الغار فعطش‪ ،‬فق‪+‬ال‬
‫له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "اذهب إلى صدر الغار فاش‪++‬رب‪ .‬ف‪++‬انطلق‬
‫أبو بكر رضي هللا عنه إلى صدر الغ‪+‬ار فش‪+‬رب من‪+‬ه م‪+‬اء أحلى من العس‪+‬ل‪،‬‬
‫وأبيض من اللبن‪ ،‬وأزكى رائحة من المسك‪ ،‬ثم عاد فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم‪ :‬إن هللا أمر الملك الموكل بأنهار الجنة أن خرق نهرا من جنة‬
‫الفردوس إلى صدر الغار لتشرب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي هللا عنه قال‪ :‬وال‪++‬ذي ال إل‪++‬ه غ‪++‬يره لق‪++‬د‬
‫عوتب أصحاب محمد صلى هللا عليه وسلم في نصرته إال أبا بكر رضي هللا‬
‫عنه‪ ،‬فإن هللا تعالى {إال تنصروه فقد نصره هللا إذ أخرجه الذين كفروا ث‪++‬اني‬
‫اثنين إذ هما في الغار} خرج أبو بكر رضي هللا عنه وهللا من المعتبة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سالم بن عبيد هللا رضي هللا عنه ‪ -‬وك‪++‬ان من أه‪++‬ل‬
‫الصفة ‪ -‬قال‪ :‬أخ‪++‬ذ عم‪+‬ر بي‪+‬د أبي بك‪+‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا فق‪++‬ال‪ :‬من ل‪++‬ه ه‪++‬ذه‬
‫الثالث‪( .‬إذ يق‪++‬ول لص‪++‬احبه) من ص‪++‬احبه؟ (إذ هم‪++‬ا في الغ‪++‬ار) من هم‪++‬ا؟ (ال‬
‫تحزن إن هللا معنا)‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عمرو بن الح‪++‬ارث عن أبي‪++‬ه أن أب‪++‬ا بك‪++‬ر الص‪++‬ديق‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬أيكم يقرأ سورة التوبة؟ قال‪ :‬رجل‪ :‬أنا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬اق‪++‬رأ‪ .‬فلم‪++‬ا‬
‫بلغ {إذ يقول لصاحبه ال تحزن} بكى وقال‪ :‬وهللا أنا صاحبه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬كان صاحبه أبا بكر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه‪ ،‬والغار جبل بمكة يقال له ثور‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "أبو بكر أخي وصاحبي في الغار فاعرفوا ذلك له‪ ،‬فلو‬
‫كنت متخذا خليال ال تخذت أبا بكر خليال‪ ،‬سدوا كل خوخ‪++‬ة في ه‪++‬ذا المس‪++‬جد‬
‫غير خوخة أبي بكر"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن عب‪++‬د هللا بن الزب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا "أن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬لو اتخذت خليال غير ربي التخذت أبا بك‪++‬ر خليال‪،‬‬
‫ولكن أخي وصاحبي في الغار"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إذ‬
‫هما في الغار} قال‪ :‬الغار الذي في الجبل الذي يسمى ثورا‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬رأيت قوما يص‪++‬عدون‬
‫حراء فقلت‪ :‬ما يلتمس هؤالء في حراء؟ فقالوا‪ :‬الغار الذي اختبأ فيه رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم وأبو بكر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬ق‪++‬الت عائش‪++‬ة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنها‪ :‬ما اختبأ في حراء إنما اختبأ في ث‪+‬ور‪ ،‬وم‪+‬ا ك‪+‬ان أح‪++‬د يعلم مك‪+‬ان ذل‪++‬ك‬
‫الغار إال عبد الرحمن بن أبي بكر وأسماء بنت أبي بكر فإنهما كان‪++‬ا يختلف‪++‬ان‬
‫إليهما‪ ،‬وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه فإن‪+‬ه ك‪+‬ان إذا س‪+‬رح‬
‫غنمه مر بهما فحلب لهما‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬مكث أبو بك‪++‬ر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في الغار ثالثا‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري وابن المن‪++‬ذر وابن أبي‬
‫حاتم من طريق الزهري عن عروة عن عائشة قالت‪ :‬لم أعقل أب‪++‬وي ق‪++‬ط إال‬
‫وهما يدينان الدين‪ ،‬ولم يمر علينا يوم إال يأتينا فيه رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم طرفي النهار بكرة وعشية‪ ،‬ولما ابتلي المسلمون خرج أبو بكر رضي‬
‫هللا عنه مهاجرا قبل أرض الحبشة حتى إذا بلغ برك الغم‪++‬اد لقي‪++‬ه ابن الدغن‪++‬ة‬
‫وسيد القارة فقال ابن الدغنة‪ :‬أين تريد يا أبا بكر؟ فق‪++‬ال أب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه‪ :‬أخرجني قومي فأريد أن أسيح في األرض فأعبد ربي‪ .‬قال ابن الدغنة‪:‬‬
‫فإن مثل‪++‬ك ي‪++‬ا أب‪++‬ا بك‪++‬ر ال يخ‪++‬رج وال يخ‪++‬رج‪ ،‬إن‪++‬ك تكس‪++‬ب المع‪++‬دوم‪ ،‬وتص‪++‬ل‬
‫الرحم‪ ،‬وتحمل الكل‪ ،‬وتق‪++‬ري الض‪++‬يف‪ ،‬وتعين على ن‪++‬وائب الح‪++‬ق‪ ،‬فأن‪++‬ا ل‪++‬ك‬
‫جار‪ .‬فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وأمنوا أبا بكر وقالوا البن الدغنة‪ :‬م‪++‬ر‬
‫أبا بكر فليعبد ربه في داره‪ ،‬وليصل فيها ما شاء‪ ،‬وليقرأ ما شاء‪ ،‬وال يؤذين‪++‬ا‬
‫وال يشتغلن بالصالة والقراءة في غير داره‪ .‬ففعل ثم بدا ألبي بكر رضي هللا‬
‫عنه فابتنى مسجدا بفناء داره‪ ،‬فكان يصلي في‪+‬ه ويق‪++‬رأ فيتقص‪++‬ف علي‪+‬ه نس‪+‬اء‬
‫المشركين وأبناؤهم يعجبون منه وينظرون إليه‪ ،‬وك‪++‬ان أب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا‬
‫رجال بك‪++‬اء ال يمل‪++‬ك دمع‪++‬ه حين يق‪++‬رأ الق‪++‬رآن‪ ،‬ف‪++‬أفزع ذل‪++‬ك أش‪++‬راف ق‪++‬ريش‬
‫فأرسلوا إلى ابن الدغنة‪ ،‬فقدم عليهم فقالوا‪ :‬إنا أجرن‪++‬ا أب‪++‬ا بك‪++‬ر على أن يعب‪++‬د‬
‫رب‪++‬ه في داره‪ ،‬وإن‪++‬ه ج‪++‬اوز ذل‪++‬ك ف‪++‬ابتنى مس‪++‬جدا بفن‪++‬اء داره وأعلن الص‪++‬الة‬
‫والقراءة‪ ،‬وإنا خشينا أن يفتن نساءنا وأبناءنا‪ ،‬ف‪++‬إن أحب أن يقتص‪++‬ر أن يعب‪++‬د‬
‫ربه في داره فعل وإن أبى إال أن يعلن ذلك فسله أن يرد إليك ذمتك‪ ،‬فإن‪++‬ا ق‪++‬د‬
‫كرهنا أن نخفرك ولسنا مقرين ألبي بكر االستعالن‪.‬‬
‫فأتى ابن الدغنة أبا بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا أب‪++‬ا بك‪++‬ر ق‪++‬د علمت ال‪++‬ذي‬
‫عقدت لك عليه‪ ،‬فإما أن تقتص‪++‬ر على ذل‪++‬ك وإم‪++‬ا أن ت‪++‬رد إلي ذم‪++‬تي ف‪++‬إني ال‬
‫أحب أن تسمع العرب أني خفرت في عق‪++‬د رج‪++‬ل عق‪++‬دت ل‪++‬ه‪ .‬فق‪++‬ال أب‪+‬و بك‪+‬ر‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬فإني أرد إليك جوارك وأرض‪++‬ى بج‪++‬وار هللا ورس‪++‬وله ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم ‪ -‬ورسول هللا صلى هللا عليه وسلم يومئذ بمك‪++‬ة ‪ -‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم للمس‪+‬لمين " ق‪+‬د أريت دار هج‪+‬رتكم‪ ،‬رأيت س‪+‬بخة‬
‫ذات نخل بين البتين وهما حرتان فه‪++‬اجر من ه‪++‬اجر قب‪++‬ل المدين‪++‬ة حين ذك‪++‬ر‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ورجع إلى المدينة بعض من كان ه‪++‬اجر إلى‬
‫أرض الحبشة من المسلمين‪ ،‬وتجهز أبو بكر رضي هللا عنه مهاجرا فقال له‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬على رسلك فإني أرج‪++‬و أن ي‪++‬ؤذن لي‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬وترجو ذلك بأبي أنت؟! ق‪++‬ال‪ :‬نعم"‪.‬فحبس أب‪++‬و بك‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه نفسه على رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم لص‪++‬حبته‪ ،‬وعل‪++‬ف‬
‫راحلتين كانتا عنده ورق السمر أربعة أشهر‪.‬‬
‫فبينما نحن جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة ق‪+‬ال قائ‪+‬ل ألبي بك‪+‬ر رض‪+‬ي هللا‬
‫عنه‪ :‬هذا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مقبال في ساعة لم يكن يأتين‪++‬ا فيه‪++‬ا!‬
‫فقال أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬فداه أبي وأمي إن ج‪++‬اء ب‪++‬ه في ه‪++‬ذه الس‪++‬اعة إال‬
‫أمر! فجاء رسول هللا فاستأذن صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪ ،‬ف‪++‬أذن ل‪++‬ه ف‪++‬دخل‪ ،‬فق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حين دخل ألبي بكر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه"أخ‪++‬رج‬
‫من عندك‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول هللا؟ فق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬فإنه قد أذن لي بالخروج‪ .‬فقال أب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه‪ :‬فالص‪++‬حابة ب‪++‬أبي أنت ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا؟ فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ :‬نعم‪ .‬فقال أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬فخذ بأبي أنت يا رس‪++‬ول هللا إح‪++‬دى‬
‫راحلتي هاتين‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬بالثمن"‪ .‬فق‪++‬الت عائش‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنها‪ :‬فجهزناهما أحسن الجه‪++‬از فص‪++‬نعنا لهم‪++‬ا س‪++‬فرة من ج‪++‬راب‬
‫فقطعت أسماء بنت أبي بكر من نطاقها فأوكت ب‪++‬ه الج‪++‬راب‪ - ،‬فل‪++‬ذلك ك‪++‬انت‬
‫تسمى ذات النطاقين ‪ -‬ولحق رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأبو بكر بغ‪++‬ار‬
‫في جبل يقال له ثور‪ ،‬فمكثا فيه ثالث ليال يبيت عندهما عبد هللا بن أبي بك‪++‬ر‬
‫وهو غالم شاب لقن ثقف‪ ،‬فيخرج من عندهما سحرا فيصبح مع قريش بمكة‬
‫كبائت فال يسمع أمر يكاد أن به إال وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختل‪++‬ط‬
‫الظالم‪ ،‬وي‪++‬رعى عليهم‪++‬ا ع‪++‬امر بن فه‪++‬يرة م‪++‬ولى ألبي بك‪++‬ر منيح‪++‬ة من غنم‬
‫فيريحها عليهما حين يذهب بغلس ساعة من الليل‪ ،‬فيبيتان في رس‪++‬لهما ح‪++‬تى‬
‫ينعق بهما عامر بن فهيرة بغلس‪ ،‬يفعل ذلك كل ليلة من تلك الليالي الثالث‪.‬‬
‫واستأجر رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم رجال من ب‪++‬ني ال‪++‬ديل‪ ،‬ثم من ب‪++‬ني‬
‫عبد بن عدي هاديا خريتا ‪ -‬والخريت الماهر بالهداية ‪ -‬قد غمس يمين حل‪++‬ف‬
‫في آل الع‪++‬اص بن وائ‪++‬ل وه‪++‬و على دين كف‪++‬ار ق‪++‬ريش‪ ،‬فأمن‪++‬اه ف‪++‬دفعا إلي‪++‬ه‬
‫راحلتيهما وواعداه غ‪++‬ار ث‪++‬ور بع‪++‬د ثالث لي‪++‬ال‪ ،‬فأتاهم‪++‬ا براحلتيهم‪++‬ا ص‪++‬بيحة‬
‫ثالث ليال فارتحال‪ ،‬فانطل معهما ع‪++‬امر بن فه‪++‬يرة م‪++‬ولى أبي بك‪++‬ر وال‪++‬دليل‬
‫الديلي‪ ،‬فأخذ بهم طريقا آخر وهو طريق الساحل قال الزهري‪ :‬أخبرني عب‪++‬د‬
‫الرحمن بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن حعشم‪ :‬إن أباه أخبره أنه‬
‫سمع سراقة يقول‪ :‬جاءتنا رسل كفار قريش يجعلون في رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وس‪++‬لم وأبي بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه دي‪++‬ة ك‪++‬ل واح‪++‬د منهم‪++‬ا لمن قتلهم‪++‬ا أو‬
‫أسرهما‪.‬‬
‫فبينما أنا جالس في مجلس من مجالس قومي بني مدلج أقبل رجل منهم حتى‬
‫قام علينا فقال‪ :‬يا سراقة إني رأيت آنفا أس‪++‬ودة بالس‪++‬احل ال أراه‪++‬ا إال محم‪++‬دا‬
‫وأصحابه! ق‪++‬ال س‪++‬راقة‪ :‬فع‪++‬رفت أنهم هم‪ .‬فقلت‪ :‬إنهم ليس‪++‬وا بهم ولكن رأيت‬
‫فالنا وفالنا انطلق‪++‬وا‪ ،‬ثم لبثت في المجلس ح‪++‬تى قمت ف‪++‬دخلت بي‪++‬تي وأم‪++‬رت‬
‫جاريتي أن تخ‪++‬رج لي فرس‪++‬ي وهي من وراء أكم‪++‬ة فتحبس‪++‬ها علي‪ ،‬وأخ‪++‬ذت‬
‫رمحي فخ‪++‬رجت ب‪++‬ه من ظه‪++‬ر ال‪++‬بيت‪ ،‬فخططت ب‪++‬رمحي األرض وخفض‪++‬ت‬
‫عالي‪++‬ة ال‪++‬رمح ح‪++‬تى أتيت فرس‪++‬ي‪ ،‬فركبته‪++‬ا ودفعته‪++‬ا تق‪++‬رب بي ح‪++‬تى رأيت‬
‫أس‪++‬ودتهما‪ ،‬فلم‪++‬ا دن‪++‬وت منهم حيث يس‪++‬معهم الص‪++‬وت ع‪++‬ثرت بي فرس‪++‬ي‪،‬‬
‫فخررت عنه‪++‬ا فقمت ف‪++‬أهويت بي‪++‬دي إلى كن‪++‬انتي‪ ،‬فاس‪++‬تخرجت منه‪++‬ا األزالم‬
‫فاستقسمت بها أضرهم أم ال فخرج الذي أكره أن ال أضرهم‪ ،‬فركبت فرسي‬
‫وعصيت األزالم حتى إذا سمعت قراءة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو‬
‫ال يلتفت‪ ،‬وأب‪+‬و بك‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه يك‪+‬ثر االلتف‪+‬ات س‪+‬اخت ي‪+‬دا فرس‪+‬ي في‬
‫األرض ح‪++‬تى بلغت الركب‪++‬تين‪ ،‬فخ‪++‬ررت عنه‪++‬ا فجررته‪++‬ا فنهض‪++‬ت فلم تك‪++‬د‬
‫تخرج يداها فلما اس‪+‬توت قائم‪+‬ة إذا ألث‪+‬ر ي‪+‬ديها عث‪+‬ان س‪+‬اطع في الس‪+‬ماء من‬
‫ال‪++‬دخان‪ ،‬فاستقس‪++‬مت ب‪++‬األزالم فخ‪++‬رج ال‪++‬ذي أك‪++‬ره أن ال أض‪++‬رهم‪ ،‬فن‪++‬اديتهم‬
‫باألمان فوق‪++‬ف وركبت فرس‪++‬ي ح‪++‬تى جئتهم‪ ،‬ووق‪++‬ع في نفس‪++‬ي حين لقيت م‪++‬ا‬
‫لقيت من الحبس عنهم أنه سيظهر أمر رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم فقلت‬
‫له‪ :‬إن قومك قد جعلوا فيك الدية وأخبرتهم من أخبار سفرهم وما يريد الناس‬
‫بهم‪ ،‬وعرض‪++‬ت عليهم ال‪++‬زاد والمت‪++‬اع فلم ي‪++‬رزآني ش‪++‬يئا ولم يس‪++‬أالني إال أن‬
‫أخف عنا‪ ،‬فسألته أن يكتب لي كتابا موادعة آمن ب‪+‬ه‪ ،‬ف‪+‬أمر ع‪+‬امر بن فه‪+‬يرة‬
‫فكتب لي في رقعة من أديم ثم مضى‪.‬‬
‫قال الزهري‪ :‬وأخبرني عروة بن الزبير أنه لقي الزبير وركبا من المس‪++‬لمين‬
‫كانوا تجارا بالشام قابلين إلى مكة‪ ،‬فعرفوا النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وأب‪++‬ا‬
‫بكر فكساهم ثياب بيض‪ ،‬وسمع المسلمون بالمدينة بخروج رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬فكانوا يغدون كل غ‪++‬داة إلى الح‪++‬رة فينتظرون‪++‬ه ح‪++‬تى ي‪++‬ؤذيهم‬
‫حر الظهيرة‪ ،‬فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظاره‪ ،‬فلما أووا إلى بي‪++‬وتهم أوفى‬
‫رجل من يهود أطما من آطامهم ألمر ينظر إلي‪++‬ه‪ ،‬فبص‪++‬ر برس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم وأصحابه مبيضين يزول بهم السراب‪ ،‬فنادى بأعلى صوته يا‬
‫معشر العرب هذا جدكم الذي تنتظرون‪ .‬فث‪++‬ار المس‪++‬لمون إلى الس‪++‬الح فتلق‪++‬وا‬
‫رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ح‪++‬تى أت‪++‬وه بظه‪++‬ر الح‪++‬رة‪ ،‬فع‪++‬دل بهم ذات‬
‫اليمين حتى نزل في بني عمرو بن عوف بقباء‪ ،‬وذلك يوم اإلث‪++‬نين من ش‪++‬هر‬
‫ربيع األول‪ ،‬فقام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫يذكر الناس‪ ،‬وجلس رسول هللا صلى هللا عليه وسلم صامتا‪ ،‬وطفق من ج‪++‬اء‬
‫من األنصار ممن لم يكن رأى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يحس‪++‬به أب‪++‬ا‬
‫بكر حتى أصابت رسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم الش‪+‬مس‪ ،‬فأقب‪+‬ل أب‪+‬و بك‪+‬ر‬
‫رضي هللا عنه حتى ظلل عليه برادئ‪++‬ه‪ ،‬فع‪++‬رف الن‪++‬اس رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم عند ذلك‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)2 ...‬اآلية ‪... ...40‬‬
‫فلبث رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في بني عمرو بن ع‪++‬وف بض‪++‬ع عش‪++‬رة‬
‫ليلة‪ ،‬وابتنى المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه‪ ،‬ثم ركب رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم راحلته فسار‪ ،‬ومشى الناس حتى بركت به عن‪++‬د مس‪++‬جد‬
‫رسول هللا بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين‪ ،‬وك‪++‬ان مرب‪++‬دا‬
‫للتم‪++‬ر لس‪++‬هل وس‪++‬هيل غالمين يتمين أخ‪++‬وين في حج‪++‬ر أبي أمام‪++‬ة أس‪++‬عد بن‬
‫زرارة من بني النجار‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حين ب‪++‬ركت ب‪++‬ه‬
‫راحلته"ه‪++‬ذا الم‪++‬نزل إن ش‪++‬اء هللا‪ ،‬ثم دع‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫الغالمين فساومهما بالمربد يتخذه مسجدا‪ .‬فقاال‪ :‬ال‪ ،‬ب‪++‬ل نهب‪++‬ه ل‪++‬ك ي‪++‬ا رس‪++‬ول‬
‫هللا‪ .‬فأبى النبي صلى هللا عليه وسلم أن يقبله منهما حتى ابتاع‪++‬ه منهم‪++‬ا وبن‪++‬اه‬
‫مسجدا‪ ،‬وطف‪+‬ق رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ينق‪+‬ل معهم اللبن في بنائ‪+‬ه‬
‫وهو يقول‪:‬‬
‫هذا الجمال ال جمال خيبر * هذا أبر ربنا وأطهر‬
‫إن األجر أجر اآلخرة * فارحم األنصار والمهاجرة‬
‫ويتمثل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بشعر رجل من المسلمين لم يسم لي‪،‬‬
‫قال ابن شهاب‪ :‬ولم يبلغني في األحاديث أن النبي صلى هللا عليه وسلم تمث‪++‬ل‬
‫ببيت من الشعر تاما غير هؤالء األبيات ولكن يرجزهم لبناء المسجد‪.‬‬
‫فلما قاتل رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم كف‪++‬ار ق‪++‬ريش ح‪++‬الت الح‪++‬رب بين‬
‫مهاجري أرض الحبشة وبين الق‪++‬دوم على رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫حتى لقوه بالمدينة زمن الخندق‪ ،‬فكانت أسماء بنت عميس تح‪++‬دث‪ :‬أن عم‪++‬ر‬
‫بن الخطاب رضي هللا عنه كان يعيرهم بالمكث في أرض الحبش‪++‬ة‪ ،‬ف‪++‬ذكرت‬
‫ذلك أسماء لرسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪ ،‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‪ :‬لس‪++‬تم ك‪++‬ذلك‪،‬‬
‫وكانت أول آية أنزلت في القتال (أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا) (الحج آي‪++‬ة‬
‫‪ )39‬حتى بلغ (لقوي عزيز) "‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أقب‪++‬ل‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم إلى المدينة وهو يردف أب‪+‬ا بك‪+‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه‪،‬‬
‫وهو شيخ يعرف والنبي ال يعرف‪ ،‬فكانوا يقولون‪ :‬يا أبا بك‪++‬ر من ه‪++‬ذا الغالم‬
‫بين يديك؟ فيق‪++‬ول‪ :‬ه‪++‬اد يه‪++‬ديني الس‪++‬بيل‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فلم‪++‬ا دنون‪++‬ا من المدين‪++‬ة نزلن‪++‬ا‬
‫الحرة‪ ،‬وبعث إلى األنصار فجاءوا قال‪ :‬فشهدته يوم دخل المدينة‪ ،‬فما رأيت‬
‫يوما كان أحسن منه وم‪++‬ا رأيت يوم‪++‬ا ك‪++‬ان أقبح وال أظلم من ي‪++‬وم م‪++‬ات في‪++‬ه‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن عبد البر في التمهيد عن كثير بن فرقد "أن رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم حين خرج مهاجرا إلى المدينة ومعه أبو بكر رضي هللا عنه‪ ،‬أتى‬
‫براحلة أبي بكر فسأل رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم أن ي‪++‬ركب ويردف‪++‬ه‪،‬‬
‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"بل أنت راكب وأردفك أن‪++‬ا ف‪++‬إن الرج‪++‬ل‬
‫أحق بصدر دابته "فلما خرجا لقيا في الطريق سراقة بن جعشم ‪ -‬وك‪++‬ان أب‪++‬و‬
‫بكر رضي هللا عنه ال يكذب ‪ -‬فسأله من الرجل؟ ق‪++‬ال‪ :‬ب‪+‬اغ‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فم‪+‬ا ال‪++‬ذي‬
‫وراءك؟ قال‪ :‬هاد‪ .‬قال‪ :‬أحسست محمدا! قال‪ :‬هو ورائي‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل وابن‬
‫عساكر في تاريخ‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {ف‪++‬أنزل هللا‬
‫سكينته عليه} قال‪ :‬على أبي بكر رضي هللا عن‪++‬ه ألن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم لم تزل السكينة معه‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك رضي هللا عنه قال‪ :‬دخل النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم وأبو بك‪++‬ر غ‪++‬ار ح‪++‬راء‪ ،‬فق‪++‬ال أب‪++‬و بك‪++‬ر للن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ :‬لو أن أح‪+‬دهم يبص‪+‬ر موق‪+‬ع قدم‪+‬ه ألبص‪+‬رني وإي‪+‬اك‪ .‬فق‪+‬ال "م‪+‬ا ظن‪+‬ك‬
‫باثنين هللا ثالثهما؟ ي‪++‬ا أب‪++‬ا بك‪++‬ر إن هللا أن‪++‬زل س‪++‬كينته علي‪++‬ك وأي‪++‬دني بجن‪++‬ود لم‬
‫تروها"‪.‬‬
‫وأخرج الخطيب في تاريخه عن حبيب بن أبي ثابت رضي هللا عنه {ف‪++‬أنزل‬
‫هللا سكينته عليه} قال‪ :‬على أبي بكر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬فأم‪++‬ا الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم فقد كانت عليه السكينة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وال‪++‬بيهقي في األس‪++‬ماء والص‪++‬فات عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما في قوله {وجعل كلم‪+‬ة ال‪+‬ذين كف‪+‬روا الس‪+‬فلى} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫هي الشرك {وكلمة هللا هي العليا} قال‪ :‬ال إله إال هللا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج البخاريي ومسلم وأب‪++‬و داود والترم‪++‬ذي والنس‪++‬ائي وابن مردوي‪++‬ه عن‬
‫أبي موسى رضي هللا عنه قال‪ :‬جاء رج‪++‬ل إلى الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫فقال‪ :‬الرجل يقاتل شجاعة‪ ،‬ويقاتل حمية‪ ،‬ويقاتل رياء‪ ،‬ف‪++‬أي ذل‪++‬ك في س‪++‬بيل‬
‫هللا؟ قال "من قاتل لتكون كلمة هللا هي العليا فهو في سبيل هللا تعالى"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪41‬‬
‫وأخرج الفريابي وأبو الشيخ عن أبي الضحى رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أول م‪++‬ا‬
‫نزل من براءة {انفروا خفافا وثقاال} ثم نزل أولها وآخرها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المن‪++‬ذر عن أبي مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أول‬
‫شيء نزل من براءة {انفروا خفافا وثقاال} ثم نزل أولها وآخرها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المن‪++‬ذر عن أبي مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أول‬
‫شيء نزل من براءة {انفروا خفافا وثقاال}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {انف‪++‬روا‬
‫خفافا وثقاال} قال‪ :‬نشاطا وغير نشاط‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ش‪+++‬يبة وابن المن‪+++‬ذر وابن أبي ح‪+++‬اتم عن الحكم في قول‪+++‬ه‬
‫{انفروا خفافا وثقاال} قال‪ :‬مشاغيل وغير مشاغيل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{انفروا خفافا وثقاال} قال‪ :‬في العسر واليسر‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن زيد بن أسلم رضي هللا عنه في قوله {خفافا وثق‪++‬اال}‬
‫قال‪ :‬فتيانا وكهوال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن عكرمة في قوله {خفافا وثقاال} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫شبابا وشيوخا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬الوا‪ :‬إن‬
‫فينا الثقيل وذا الحاجة والصنعة والشغل والمنتشر به أم‪++‬ره في ذل‪++‬ك‪ ،‬ف‪++‬أنزل‬
‫هللا {انف‪++‬روا خفاف‪++‬ا وثق‪++‬اال} وأبى أن يع‪++‬ذرهم دون أن ينف‪++‬روا خفاف‪++‬ا وثق‪++‬اال‬
‫وعلى ما كان منهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه قال‪ :‬جاء رج‪++‬ل‬
‫زعموا أنه المقداد وكان عظيما سمينا‪ ،‬فشكا إلي‪++‬ه وس‪++‬أله أن ي‪++‬أذن ل‪++‬ه ف‪++‬أبى‪،‬‬
‫فنزلت يومئذ فيه {انفروا خفافا وثقاال} فلما نزلت هذه اآلية اشتد على الناس‬
‫شأنها‪ ،‬فنسخها هللا فقال (ليس على الضعفاء وال على المرضى) (التوبة آي‪++‬ة‬
‫‪ )91‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن حضرمي قال‪ :‬ذكر لنا أن أناسا كانوا عسى أن يكون‬
‫أحدهم عليال أو كب‪++‬ير فيق‪++‬ول‪ :‬إني ال آثم‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {انف‪++‬روا خفاف‪++‬ا وثق‪++‬اال}‬
‫اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن س‪++‬عد وابن أبي عم‪++‬ر الع‪++‬دني في مس‪++‬نده وعب‪++‬د هللا بن أحم‪++‬د في‬
‫زوائد الزهد وأبو يعلى وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن حب‪++‬ان وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫والحاكم وصححه وابن مردويه عن أنس بن مالك‪ .‬أنا أبا طلح‪++‬ة ق‪++‬رأ س‪++‬ورة‬
‫براءة‪ ،‬فأتى على هذه اآلية {انفروا خفافا وثق‪++‬اال} ق‪++‬ال‪ :‬أرى ربن‪++‬ا يس‪++‬تنفرنا‬
‫شيوخا وشبابا‪ .‬وفي لفظ فقال‪ :‬ما أسمع هللا عذر أح‪++‬د أجه‪++‬زوني‪ .‬ق‪++‬ال بن‪++‬وه‪:‬‬
‫يرحمك هللا تعالى قد غزوت مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ح‪++‬تى م‪++‬ات‪،‬‬
‫وغزوت مع أبي بكر ح‪+‬تى م‪+‬ات وغ‪+‬زوت م‪+‬ع عم‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ح‪+‬تى‬
‫مات‪ ،‬فنحن نغ‪+‬زو عن‪+‬ك‪ .‬ف‪++‬أبى ف‪++‬ركب البح‪++‬ر فم‪+‬ات‪ ،‬فلم يج‪++‬دوا ل‪++‬ه جزي‪+‬رة‬
‫يدفنونه فيها إال بعد تسعة أيام‪ ،‬فلم يتغير فدفنوه فيها‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد والحاكم عن ابن سيرين رضي هللا عنه قال‪ :‬شهد أبو أيوب‬
‫رضي هللا عنه بدرا ثم لم يتخلف عن غزوة للمسلمين إال عاما واحدا‪ ،‬وك‪++‬ان‬
‫يقول‪ :‬قال هللا {انفروا خفافا وثقاال} فال أجدني إال خفيفا وثقيال‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم والط‪++‬براني والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه عن أبي‬
‫راشد الحبراني قال‪ :‬رأيت المق‪++‬داد ف‪++‬ارس رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫بحمص يريد الغزو فقلت‪ :‬لقد أعذر هللا تع‪+‬الى إلي‪+‬ك‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬أبت علين‪+‬ا س‪+‬ورة‬
‫التحوب {انفروا خفافا وثقاال} يعني سورة التوبة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه عن أبي يزي‪++‬د الم‪++‬ديني ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كان أبو أيوب األنصاري والمق‪++‬داد بن األس‪++‬ود يق‪++‬والن‪ :‬أمرن‪++‬ا أن تنف‪++‬ر على‬
‫كل حال‪ ،‬ويتأوالن قوله تعالى {انفروا خفافا وثقاال}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪42‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬إن رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم قيل ل‪++‬ه‪ :‬أال تغ‪++‬زو ب‪++‬ني األص‪++‬فر لعل‪++‬ك أن تص‪++‬يب ابن‪++‬ة عظيم‬
‫الروم؟ فق‪+‬ال رجالن‪ :‬ق‪+‬د علمت ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا أن النس‪+‬اء فتن‪+‬ة فال تفتن‪+‬ا بهن‬
‫فأذن لنا‪ .‬فأذن لهما‪ ،‬فلم‪+‬ا انطلق‪++‬ا ق‪++‬ال أح‪++‬دهما‪ :‬إن ه‪++‬و األش‪+‬حمة ألول آك‪+‬ل‪،‬‬
‫فسار رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ولم ينزل عليه في ذلك شيء‪ ،‬فلما كان‬
‫ببعض الطريق نزل علي‪++‬ه وه‪++‬و على بعض المي‪++‬اه {ل‪++‬و ك‪++‬ان عرض‪++‬ا قريب‪++‬ا‬
‫وسفر قاصدا التبعوك} ونزل عليه (عفا هللا عنك لم أذنت لهم) (التوب‪++‬ة ‪)43‬‬
‫ونزل عليه (ال يستأذنك الذين يؤمنون باهلل واليوم اآلخر) (التوبة ‪ )43‬ونزل‬
‫عليهم (إنهم رجس ومأواهم جهنم جزاء بما كانوا يكسبون) (التوبة ‪.)95‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما {ل‪++‬و ك‪++‬ان‬
‫عرضا قريبا} قال‪ :‬غنيمة قريبة {ولكن بعدت عليهم الش‪++‬قة} ق‪++‬ال‪ :‬المس‪++‬ير‪.‬‬
‫وأخرجه ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه في قوله {لو ك‪++‬ان عرض‪++‬ا‬
‫قريبا} يقول‪ :‬دنيا يطلبونها {وسفرا قاصدا} يقول‪ :‬قريبا‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وهللا‬
‫يعلم إنهم لكاذبون} قال‪ :‬لقد كانوا يستطيعون الخروج ولكن ك‪++‬ان تبطئ‪++‬ة من‬
‫عند أنفسهم وزهادة في الجهاد‪.‬‬
‫@اآلية ‪43‬‬
‫أخرج عبد الرزاق في المصنف وابن جري‪++‬ر عن عم‪++‬رو بن ميم‪++‬ون األودي‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬اثنتان فعلهما رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم لم ي‪++‬ؤمر‬
‫فيهما بشيء أذنه للمنافقين وأخذه من األسارى‪ ،‬فأنزل هللا {عف‪++‬ا هللا عن‪++‬ك لم‬
‫أذنت لهم} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن م‪++‬ورق العجلي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫سمعتم بمعاتبة أحسن من هذا‪ ،‬بدأ بالعفو قبل المعاتبة فقال {عف‪+‬ا هللا عن‪+‬ك لم‬
‫أذنت لهم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قول‪++‬ه {عف‪++‬ا‬
‫هللا عنك لم أذنت لهم} قال‪ :‬ناس قالوا‪ :‬اس‪++‬تأذنوا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬فإن أذن لكم فاقعدوا وإن لم يأذن لكم فاقعدوا‪.‬‬
‫وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪+‬ه {عف‪+‬ا‬
‫هللا عنك لم أذنت لهم‪ }...‬اآليات الثالث‪ .‬قال‪ :‬نسختها (فإذا استأذنوك لبعض‬
‫شأنهم فأذن لمن شئت منهم) (سورة النور ‪.)62‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والنحاس وأبو الشيخ عن قتادة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {عفا هللا عنك لم أذنت لهم‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬ثم أنزل هللا بعد ذل‪++‬ك‬
‫في سورة النور (فإذا استأذنوك لبعض شأنهم فأذن لمن شئت منهم)‪.‬‬
‫@ اآليات ‪45 - 44‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والنح‪++‬اس في ناس‪++‬خه عن ابن‬
‫عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {ال يس‪++‬تأذنك ال‪++‬ذين يؤمن‪++‬ون باهلل والي‪++‬وم‬
‫اآلخ‪++‬ر} اآلي‪++‬تين‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا تفس‪++‬ير للمن‪++‬افقين حين اس‪++‬تأذنوا في القع‪++‬ود عن‬
‫الجهاد بغير عذر‪ ،‬وعذر هللا المؤم‪++‬نين فق‪++‬ال (ف‪++‬إذا اس‪++‬تأذنوك لبعض ش‪++‬أنهم‬
‫فأذن لمن شئت منهم)‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في سننه‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {ال يستأذنك الذين يؤمنون باهلل‪}...‬‬
‫اآليتين‪ .‬قال‪ :‬نسختها اآلية التي في سورة النور (إنما المؤمن‪++‬ون ال‪++‬ذي آمن‪++‬وا‬
‫باهلل ورسوله) (سورة النور ‪ )62‬إلى (إن هللا غف‪++‬ور رحيم) فجع‪++‬ل هللا الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم بأعلى النظرين في ذلك‪ ،‬من غزا غزا في فض‪++‬يلة ومن‬
‫قعد قعد في غير حرج إن شاء هللا‪.‬‬
‫@ اآليات ‪48 - 46‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{ولكن كره هللا انبعاثهم} قال‪ :‬خروجهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {فثبطهم}‬
‫قال‪ :‬حبسهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد في قوله {لو خرج‪++‬وا فيكم م‪++‬ا‬
‫زادوكم إال خباال} قال‪ :‬هؤالء المنافقون في غزوة تبوك‪ ،‬سأل هللا عنها نبي‪++‬ه‬
‫والمؤمنين فقال‪ :‬ما يحزنكم {لو خرج‪++‬وا فيكم م‪++‬ا زادوكم إال خب‪++‬اال} يق‪++‬ول‪:‬‬
‫جمع لكم وفعل وفعل يخذلونكم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عنه في‬
‫قوله {وألوضعوا خاللكم} قال‪ :‬ألسرعوا بينكم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د في‬
‫قوله {وألوضعوا خاللكم} قال‪ :‬ألرفض‪++‬وا {يبغ‪++‬ونكم الفتن‪++‬ة} ق‪++‬ال‪ :‬يبطئنكم‬
‫عبد هللا بن نبتل‪ ،‬وعبد هللا بن أبي بن سلول‪ ،‬ورفاع‪++‬ة بن ت‪++‬ابوت‪ ،‬وأوس بن‬
‫قيظي {وفيكم س‪++‬ماعون لهم} ق‪++‬ال‪ :‬مح‪++‬دثون بأح‪++‬اديثهم غ‪++‬ير من‪++‬افقين‪ ،‬هم‬
‫عيون للمنافقين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله {وفيكم س‪++‬ماعون لهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫مبلغون‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن المنذر عن الحسن البص‪++‬ري ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان عب‪++‬د هللا بن‬
‫أبي‪ ،‬وعبد هللا بن نبت‪+‬ل‪ ،‬ورفاع‪+‬ة بن زي‪+‬د بن ت‪+‬ابوت‪ ،‬من عظم‪+‬اء المن‪+‬افقين‬
‫وكانوا ممن يكيد اإلسالم وأهله‪ ،‬وفيهم أنزل هللا تعالى {لقد ابتغوا الفتن‪++‬ة من‬
‫قبل وقلبوا لك األمور} إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫@ اآلية ‪49‬‬
‫أخرج ابن المنذر والط‪++‬براني وابن مردوي‪++‬ه وأب‪++‬و نعيم في المعرف‪++‬ة عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما قال "لما أراد النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم أن يخ‪++‬رج‬
‫إلى غزوة تبوك قال لجد بن قيس‪ :‬ما تقول في مجاهدة ب‪+‬ني األص‪+‬فر؟ فق‪+‬ال‪:‬‬
‫إني أخشى إن رأيت نساء بني األصفر أن أفتن فائ‪++‬ذن لي وال تفت‪++‬ني‪ ،‬ف‪++‬أنزل‬
‫هللا {ومنهم من يقول ائذن لي وال تفتني} اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ج‪+‬ابر بن عب‪+‬د هللا رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا‬
‫قال "سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول لج‪++‬د بن قيس‪ :‬ي‪++‬ا ج‪++‬د ه‪++‬ل‬
‫لك في جالد بني األصفر؟ قال جد‪ :‬أتأذن لي يا رسول هللا؟ فإني رج‪++‬ل أحب‬
‫النساء‪ ،‬وإني أخشى إن أنا رأيت نساء ب‪++‬ني األص‪++‬فر أن أفتتن‪ .‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم وهو معرض عنه‪ :‬ق‪++‬د أذنت ل‪++‬ك‪ .‬ف‪++‬أنزل هللا {ومنهم‬
‫من يقول ائذن لي‪ }...‬اآلية "‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا "أن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬اغزوا تغنموا بن‪++‬ات ب‪++‬ني األص‪++‬فر‪ .‬فق‪++‬ال ن‪++‬اس من‬
‫المن‪++‬افقين‪ :‬إن‪++‬ه ليفتنكم بالنس‪++‬اء‪ .‬ف‪++‬أنزل هللا {ومنهم من يق‪++‬ول ائ‪++‬ذن لي وال‬
‫تفتني} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عائشة {ومنهم من يقول ائذن لي وال تفت‪++‬ني} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ن‪++‬زلت في الج‪++‬د بن قيس‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا محم‪++‬د ائ‪++‬ذن لي وال تفت‪++‬ني بنس‪++‬اء ب‪++‬ني‬
‫األصفر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه في‬
‫قوله {ومنهم من يقول ائ‪+‬ذن لي وال تفت‪+‬ني} ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "اغزوا تبوك تغنموا بنات األصفر نساء الروم‪ .‬فق‪++‬الوا‪ :‬ائ‪++‬ذن لن‪++‬ا‬
‫وال تفتنا بالنساء"‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن المنذر والبيهقي في ال‪+‬دالئل من طريق‪+‬ه عن عاص‪+‬م‬
‫بن عمر بن قت‪+‬ادة وعب‪+‬د هللا بن أبي بك‪+‬ر بن ح‪+‬زم "أن رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قلما كان يخرج في وجه من مغازي‪++‬ه إال أظه‪++‬ر أن‪++‬ه يري‪++‬د غ‪++‬يره‪،‬‬
‫غير أنه في غزوة تبوك قال‪" :‬أيها الناس إني أريد الروم فأعلمهم‪ ،‬وذلك في‬
‫زم‪++‬ان الب‪++‬أس وش‪++‬دة من الح‪++‬ر وج‪++‬دب البالد‪ ،‬وحين ط‪++‬ابت الثم‪++‬ار والن‪++‬اس‬
‫يحبون المقام في ثمارهم وظاللهم ويكرهون الشخوص عنها‪ ،‬فبينما رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم ذات يوم في جهازه إذ قال للجد بن قيس‪ :‬يا ج‪+‬د ه‪+‬ل‬
‫لك في بنات بني األصفر؟ قال‪ :‬يا رسول هللا لقد علم قومي أنه ليس أحد أشد‬
‫عجبا بالنساء مني‪ ،‬وإني أخاف إن رأيت نساء بني األصفر أن يفتن‪++‬ني ف‪++‬أذن‬
‫لي يا رسول هللا‪ .‬فأعرض عنه رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬د‬
‫أذنت‪ .‬فأنزل هللا {ومنهم من يقول ائذن لي وال تفتني أال في الفتن‪++‬ة س‪++‬قطوا}‬
‫يقول‪ :‬م‪++‬ا وق‪++‬ع في‪++‬ه من الفتن‪++‬ة بتخلف‪++‬ه عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫ورغبته بنفسه عن نفسه أعظم مما يخاف من فتنة نس‪+‬اء ب‪+‬ني األص‪+‬فر {وإن‬
‫جهنم لمحيطة بالك‪++‬افرين} يق‪++‬ول‪ :‬من ورائ‪++‬ه‪ .‬وق‪++‬ال رج‪++‬ل من المن‪++‬افقين (ال‬
‫تنفروا في الحر) فأنزل هللا (قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون) (التوب‪++‬ة‬
‫اآلية ‪ )81‬قال‪ :‬ثم إن رسول هللا جد في سفره وأمر الن‪++‬اس بالجه‪++‬از‪ ،‬وحض‬
‫أهل الغنى على النفقة والحمالن في سبيل هللا‪ ،‬فحمل رج‪++‬ال من أه‪++‬ل الغ‪++‬نى‬
‫واحتسبوا‪ ،‬وأنفق عثمان رضي عنه في ذلك نفقة عظيمة لم ينفق أح‪++‬د أعظم‬
‫منها وحمل على مائتي بعير"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل عن عروة وموسى بن عقب‪++‬ة ق‪++‬اال "ثم إن رس‪++‬ول‬
‫هللا تجهز غازيا يريد الشام فأذن في الناس بالخروج وأمرهم به‪ ،‬وك‪++‬ان ذل‪++‬ك‬
‫في حر شديد ليالي الخري‪++‬ف والن‪++‬اس في نخيلهم خ‪++‬ارفون‪ ،‬فأبط‪++‬أ عن‪++‬ه ن‪++‬اس‬
‫كثير وق‪++‬الوا‪ :‬ال‪++‬روم ال طاق‪++‬ة بهم‪ .‬فخ‪++‬رج أه‪++‬ل الحس‪++‬ب وتخل‪++‬ف المن‪++‬افقون‪،‬‬
‫وح‪++‬دثوا أنفس‪++‬هم أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ال يرج‪++‬ع إليهم أب‪++‬دا‪،‬‬
‫فاعتلوا وثبطوا من أطاعهم وتخلف عنه رجال من المس‪++‬لمين ب‪++‬أمر ك‪++‬ان لهم‬
‫فيه عذر‪ ،‬منهم السقيم والمعسر‪ ،‬وجاء س‪++‬تة نف‪++‬ر كلهم معس‪++‬ر يس‪++‬تحملونه ال‬
‫يحبون التخلف عنه‪ ،‬فقال لهم رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬ال أج‪++‬د م‪++‬ا‬
‫أحملكم عليه‪ .‬فتولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا أن ال يجدوا م‪+‬ا ينفق‪++‬ون‪،‬‬
‫منهم من بني سلمة‪ ،‬عمر بن غنمة‪ ،‬ومن بني مازن ابن النجار أبو ليلى عبد‬
‫الرحمن بن كعب‪ ،‬ومن بني حارث علية بن زيد ومن بني عم‪++‬رو بن ع‪++‬وف‬
‫بن سالم بن عمير‪ ،‬وهرم بن عبد هللا‪ ،‬وهم يدعون بني البك‪++‬اء‪ ،‬وعب‪++‬د هللا بن‬
‫عمر‪ ،‬ورجل من بني مزينة‪ ،‬فهؤالء ال‪++‬ذين بك‪++‬وا واطل‪++‬ع هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل أنهم‬
‫يحبون الجهاد‪ ،‬وأنه الج‪++‬د من أنفس‪++‬هم‪ ،‬فع‪++‬ذرهم في الق‪++‬رآن فق‪++‬ال (ليس على‬
‫الضعفاء وال على المرضى وال على ال‪++‬ذين ال يج‪++‬دون م‪++‬ا ينفق‪++‬ون ح‪++‬رج إذا‬
‫نصحوا هلل ورسوله) (التوبة اآلية ‪ )91‬اآلية واآليتين بعدها‪.‬‬
‫وأتاه الجد بن قيس السلمي وهو في المسجد معه نفر فقال‪ :‬يا رسول هللا ائذن‬
‫لي في القعود فإني ذو ضيعة وعلة فيها عذر لي‪ .‬فقال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ :‬تجه‪++‬ز فإن‪++‬ك موس‪++‬ر لعل‪++‬ك أن تحقب بعض بن‪++‬ات ب‪++‬ني األص‪++‬فر‪.‬‬
‫فقال‪ :‬يا رسول هللا ائذن لي وال تفتني‪ .‬فنزلت {ومنهم من يقول ائ‪++‬ذن لي وال‬
‫تفتني} وخمس آيات معها يتبع بعضها بعض‪++‬ا‪ ،‬فخ‪++‬رج رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم والمؤمنون معه‪ ،‬كان فيمن تخلف عن‪++‬ه غنم‪++‬ة بن وديع‪++‬ة من ب‪++‬ني‬
‫عمرو بن عوف‪ ،‬فقيل‪ :‬ما خلفك عن رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وأنت‬
‫مسلم؟ فق‪++‬ال‪ :‬الخ‪++‬وض واللعب‪ .‬ف‪++‬أنزل هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل في‪++‬ه وفيمن تخل‪++‬ف من‬
‫المنافقين (ولئن سألتهم ليقولن إنم‪++‬ا كن‪++‬ا نخ‪++‬وض ونلعب) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة ‪)65‬‬
‫ثالث آيات متتابعات"‪.‬‬
‫وأخرج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الض‪+‬حاك ق‪+‬ال‪ :‬لم‪+‬ا أراد رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وس‪++‬لم أن يغ‪++‬زو تب‪++‬وك ق‪++‬ال "نغ‪++‬زو ال‪++‬روم إن ش‪++‬اء هللا ونص‪++‬يب بن‪++‬ات ب‪++‬ني‬
‫األصفر ‪ -‬كان يذكر من حسنهن ليرغب المسلمون في الجه‪++‬اد ‪ -‬فق‪++‬ام رج‪++‬ل‬
‫من المن‪++‬افقين فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ق‪++‬د علمت ح‪++‬بي للنس‪++‬اء فائ‪++‬ذن لي وال‬
‫تخرجني‪ ،‬فنزلت اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وال تفتني} قال‪:‬‬
‫ال تخرجني {أال في الفتنة سقطوا} يعني في الحرج‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {وال تفت‪++‬ني} ق‪++‬ال‪ :‬ال‬
‫تؤثمني {أال في الفتنة} قال‪ :‬أال في اإلثم سقطوا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪50‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬جعل المنافقون الذين تخلفوا‬
‫بالمدينة يخبرون عن النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم أخب‪++‬ار الس‪++‬وء يقول‪++‬ون‪ :‬إن‬
‫محمدا وأصحابه قد جهدوا في سفرهم وهلكوا‪ ،‬فبلغهم تكذيب حديثهم وعافية‬
‫النبي وأصحابه‪ ،‬فساءهم ذلك‪ ،‬فأنزل هللا تعالى {إن تص‪++‬بك حس‪++‬نة تس‪++‬ؤهم}‬
‫اآلية‪.‬‬
‫وأخرج سنيد وابن جرير عن ابن عباس {إن تصبك حس‪++‬نة تس‪++‬ؤهم} يق‪++‬ول‪:‬‬
‫إن تصبك في سفرك هذا لغزوة تبوك {حسنة تسؤهم} قال‪ :‬الجد وأصحابه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د في‬
‫قوله {إن تصبك حسنة تسؤهم} قال‪ :‬العافية والرخاء والغنيمة {وإن تصبك‬
‫مصيبة} قال‪ :‬البالء والشدة {يقولوا قد أخذنا أمرنا من قبل} قد حذرنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه في قوله {إن تص‪++‬بك حس‪++‬نة‬
‫تسؤهم} قال‪ :‬إن أظفرك هللا وردك سالما ساءهم ذل‪++‬ك {وإن تص‪++‬بك مص‪++‬يبة‬
‫يقولوا قد أخذنا أمرنا} في القعود من قبل أن تصيبهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن‬
‫تصبك حسنة تسؤهم} قال‪ :‬إن كان فتح للمسلمين كبر ذلك عليهم وساءهم‪.‬‬
‫@ االية ‪51‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن السدي {قل لن يصيبنا إال ما كتب هللا لنا} ق‪++‬ال‪ :‬إال م‪++‬ا‬
‫قضى هللا لنا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن مس‪++‬لم بن يس‪++‬ار رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬الكالم في‬
‫القدر واديان عريضان يهلك الناس فيهما ال يدرك عرض‪++‬هما‪ ،‬فاعم‪++‬ل عم‪++‬ل‬
‫رجل يعلم أنه ال ينجيه إال عمله‪ ،‬وتوكل توكل رجل يعلم أنه ال يصيبه إال ما‬
‫كتب هللا له‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مطرف رضي هللا عنه قال‪ :‬ليس ألحد أن يصعد فوق‬
‫بيت فيلقي نفس‪++‬ه ثم يق‪++‬ول‪ :‬ق‪++‬در لي‪ .‬ولكن نتقي ونح‪++‬ذر‪ ،‬ف‪++‬إن أص‪++‬ابنا ش‪++‬يء‬
‫علمنا أنه لن يصيبنا إال ما كتب هللا لنا‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن أبي الدرداء رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال "لكل شيء حقيقة‪ ،‬وما بلغ عبد حقيقة اإليمان حتى يعلم أن ما أص‪++‬ابه لم‬
‫يكن ليخطئه‪ ،‬وما أخطأه لم يكن ليصيبه"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪52‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قول‪++‬ه {ق‪++‬ل ه‪++‬ل تربص‪++‬ون بن‪++‬ا إال إح‪++‬دى الحس‪++‬نيين} ق‪++‬ال‪ :‬فتح أو‬
‫شهادة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قوله {إال إحدى الحسنيين} قال‪ :‬إال فتحا أو قتال في سبيل هللا‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي من طريق سعد بن إسحق بن كعب‬
‫بن عجرة عن أبيه عن جده بينم‪++‬ا الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بالروح‪++‬اء إذ‬
‫هبط عليه أعرابي من سرب فقال‪ :‬من القوم وأين تري‪++‬دون؟ ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬وم ب‪++‬دوا‬
‫مع النبي صلى هللا عليه وسلم‪ .‬قال‪ :‬ما لي أراكم ب‪++‬ذة ه‪++‬يئتكم قليال س‪++‬الحكم؟‬
‫قال‪ :‬ننتظر إحدى الحسنيين‪ ،‬إما أن نقتل فالجنة وإما أن نغلب فيجمعهم‪++‬ا هللا‬
‫تعالى لنا الظفر والجنة‪ .‬قال‪ :‬أين نبيكم؟ قالوا‪ :‬ها هو ذا‪ .‬فقال له‪ :‬ي‪++‬ا ن‪++‬بي هللا‬
‫ليس‪++‬ت لي مص‪++‬لحة آخ‪++‬ذ مص‪++‬لحي ثم ألح‪++‬ق؟ ق‪++‬ال "اذهب إلى أهل‪++‬ك فخ‪++‬ذ‬
‫مصلحتك فخرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يوم بدر وخرج الرج‪++‬ل إلى‬
‫أهله حتى فرغ من حاجته ثم لحق بهم ببدر‪ ،‬ف‪++‬دخل في الص‪++‬ف معهم فاقتت‪++‬ل‬
‫الن‪++‬اس فك‪++‬ان فيمن استش‪++‬هد‪ ،‬فق‪++‬ام رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بع‪++‬د أن‬
‫انتصر فمر بين ظهراني الشهداء ومعه عمر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬فق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ا ي‪++‬ا‬
‫عمر إنك تحب الح‪++‬ديث‪ ،‬وإن للش‪++‬هداء س‪++‬ادة وأش‪++‬رافا وملوك‪++‬ا‪ ،‬وإن ه‪++‬ذا ي‪++‬ا‬
‫عمر منهم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي هللا عن‪+‬ه في قول‪++‬ه {ونحن ن‪+‬تربص‬
‫بكم أن يصيبكم هللا بعذاب من عنده أو بأيدينا} قال‪ :‬القتل بالسيوف‪.‬‬
‫@ اآليات ‪54 - 53‬‬
‫أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال الج‪++‬د بن قيس‪:‬‬
‫إني إذا رأيت النس‪++‬اء لم أص‪++‬بر ح‪++‬تى أفتتن ولكن أعين‪++‬ك بم‪++‬الي‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ففي‪++‬ه‬
‫نزلت {قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم} قال‪ :‬لقوله أعينك بمالي‪.‬‬
‫@ اآلية ‪55‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {فال تعجب‪++‬ك‬
‫أموالهم وال أوالدهم إنما يريد هللا ليعذبهم بها} في اآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إنم‪++‬ا يري‪++‬د هللا‬
‫ليع‪+++‬ذبهم به‪+++‬ا في الحي‪+++‬اة ال‪+++‬دنيا} ق‪+++‬ال‪ :‬بالمص‪+++‬ائب فيهم‪ ،‬هي لهم ع‪+++‬ذاب‬
‫وللمؤمنين أجر‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {فال تعجبك أموالهم وال أوالدهم} قال‪ :‬هذه من مقاديم الكالم يق‪++‬ول‪ :‬ال‬
‫تعجبك أموالهم وال أوالدهم في الحياة ال‪++‬دنيا‪ ،‬إنم‪++‬ا يري‪++‬د هللا ليع‪++‬ذبهم به‪++‬ا في‬
‫اآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عن‪+‬ه في قول‪++‬ه {وتزه‪++‬ق أنفس‪+‬هم‬
‫وهم كافرون} قال‪ :‬تزهق أنفسهم في الحياة الدنيا {وهم كافرون} قال‪ :‬ه‪++‬ذه‬
‫آية فيها تقديم وتأخير‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه في قوله {فال‬
‫تعجبك} يقول‪ :‬ال يغ‪+‬ررك {وتزه‪+‬ق} ق‪+‬ال‪ :‬تخ‪+‬رج أنفس‪+‬هم من ال‪+‬دنيا {وهم‬
‫كافرون}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪57 - 56‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{ويحلفون باهلل إنهم لمنكم‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬إنما يحلفون باهلل تقية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {لو يجدون ملجأ‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬الملجأ الحرز في‬
‫الجبال‪ ،‬والغارات الغيران في الجبال‪ ،‬والمدخل السرب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قوله {لو يجدون ملجأ أو مغارات أو مدخال} يقول‪ :‬مح‪++‬رزا لهم يف‪++‬رون‬
‫إليه منكم {لولوا إليه} قال‪ :‬لفروا إليه منكم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وهم‬
‫يجمحون} قال‪ :‬يسرعون‪.‬‬
‫@ اآليات ‪59 - 58‬‬
‫وأخ‪++‬رج البخ‪++‬اري والنس‪++‬ائي وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال "بينم‪++‬ا الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم يقسم قسما إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي فق‪++‬ال‪ :‬اع‪++‬دل‬
‫يا رسول هللا‪ .‬فقال‪ :‬ويلك ومن العدل إذا لم أع‪+‬دل؟! فق‪+‬ال عم‪+‬ر بن الخط‪+‬اب‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬يا رسول هللا ائذن لي في‪++‬ه فاض‪++‬رب عنق‪++‬ه‪ .‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬دعه فإن له أصحابا يحقر أحدكم ص‪++‬الته م‪++‬ع ص‪++‬التهم‬
‫وصيامه مع صيامهم‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬فينظر‬
‫في قذذه فال يوجد فيه شيء‪ ،‬ثم ينظر في نضيه فال يرى فيه شيء‪ ،‬ثم ينظ‪++‬ر‬
‫في رصافه فال يرى فيه شيء ثم ينظ‪++‬ر في نص‪++‬له فال يوج‪++‬د في‪++‬ه ش‪++‬يء‪ ،‬ق‪++‬د‬
‫سبق الفرث والدم آيتهم رجل أسود إح‪++‬دى يدي‪++‬ه ‪ -‬أو ق‪++‬ال ثديي‪++‬ه ‪ -‬مث‪++‬ل ث‪++‬دي‬
‫المرأة أو مث‪++‬ل البض‪++‬عة‪ ،‬ت‪++‬دردر يخرج‪++‬ون على حين فرق‪++‬ة من الن‪++‬اس ق‪++‬ال‪:‬‬
‫فنزلت فيهم {ومنهم من يلمزك في الصدقات‪ }...‬اآلية قال أبو س‪++‬عيد‪ :‬أش‪++‬هد‬
‫أني سمعت هذا من رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬وأش‪++‬هد أن علي‪++‬ا حين‬
‫قتلهم وأن‪++‬ا مع‪++‬ه جيء بالرج‪++‬ل على النعت ال‪++‬ذي نعت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {ومنهم‬
‫من يلمزك بالصدقات} قال‪ :‬يطعن عليك‪.‬‬
‫وأخرج سنيد وابن جرير عن داود بن أبي عاصم ق‪++‬ال‪ :‬أتى الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم بصدقة فقسمها ههنا وههنا حتى ذهبت‪ ،‬ورآه رجل من األنص‪++‬ار‬
‫فقال‪ :‬ما هذا بالعدل؟ فنزلت هذه اآلية‪.‬‬
‫وأخرج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن إي‪+‬اد بن لقي‪+‬ط‪ .‬أن‪+‬ه ق‪++‬رأ {وإن لم يعط‪+‬وا منه‪+‬ا إذا هم‬
‫ساخطون}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال‪ :‬لما قسم النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫غنائم حنين سمعت رجال يقول‪ :‬إن هذه قسمة م‪++‬ا أري‪++‬د به‪++‬ا وج‪++‬ه هللا‪ .‬ف‪++‬أتيت‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فذكرت له ذلك‪ ،‬فقال "رحم‪++‬ة هللا على موس‪++‬ى ق‪++‬د‬
‫أؤذي بأكثر من هذا فصبر" ونزل {ومنهم من يلمزك بالصدقات}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪60‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن جابر ق‪++‬ال "ج‪++‬اء أع‪++‬رابي إلى الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم فسأله وهو يقسم قسما‪ ،‬فأعرض عنه وجعل يقس‪++‬م ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أتعطي رع‪++‬اء الش‪++‬اء؟ وهللا م‪++‬ا ع‪++‬دلت‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬ويح‪++‬ك‪ !...‬من يع‪++‬دل إذا أن‪++‬ا لم‬
‫أعدل؟ فأنزل هللا هذه اآلية {إنما الصدقات للفقراء‪ }...‬اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود والبغوي في معجمه والط‪++‬براني وال‪++‬دارقطني وض‪++‬عفه عن‬
‫زي‪++‬اد بن الح‪++‬ارث الص‪++‬دائي ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رج‪++‬ل "ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا أعط‪++‬ني من‬
‫الصدقة‪ .‬فقال‪ :‬إن هللا لم يرض بحكم نبي وال غيره في الص‪++‬دقات ح‪++‬تى حكم‬
‫هو فيها‪ ،‬فجزأها ثمانية أجزاء فإن كنت من تلك األجزاء أعطيتك حقك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن زياد بن الحرث الصدائي قال‪ :‬بين‪++‬ا أن‪++‬ا م‪++‬ع رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم إذ جاء قوم يشكون عاملهم‪ ،‬ثم قالوا‪ :‬يا رسول هللا آخذنا‬
‫بشيء كان بيننا وبينه في الجاهلية‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"ال‬
‫خ‪++‬ير للم‪++‬ؤمن في األم‪++‬ارة‪ ،‬ثم ق‪++‬ام رج‪++‬ل فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا أعط‪++‬ني من‬
‫الصدقة‪ .‬فقال‪ :‬إن هللا لم يكل قس‪++‬مها إلى مل‪++‬ك مق‪++‬رب وال ن‪++‬بي مرس‪++‬ل ح‪++‬تى‬
‫أجزأها ثمانية أجزاء‪ ،‬فإن كنت جزأ منها أعطيتك وإن كنت غنيا عنها فإنم‪++‬ا‬
‫هي صداع في الرأس وداء في البطن"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور والط‪++‬براني وابن مردوي‪++‬ه عن موس‪++‬ى بن يزي‪++‬د‬
‫الكندي ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان ابن مس‪++‬عود يق‪++‬رئ رجال‪ ،‬فق‪++‬رأ {إنم‪++‬ا الص‪++‬دقات للفق‪++‬راء‬
‫والمساكين} مرسلة‪ ،‬فقال ابن مسعود‪ :‬ما هكذا أقرأنيها النبي صلى هللا عليه‬
‫وس‪++‬لم‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬وكي‪++‬ف أقرأكه‪++‬ا؟ ق‪++‬ال‪ :‬أقرأنيه‪++‬ا {إنم‪++‬ا الص‪++‬دقات للفق‪++‬راء‬
‫والمساكين} فمدها‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ق‪++‬ال‪ :‬نس‪++‬خت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة ك‪++‬ل ص‪++‬دقة في‬
‫القرآن قوله (وآت ذا الق‪+‬ربى حق‪+‬ه والمس‪+‬كين وابن الس‪+‬بيل) (اإلس‪+‬راء اآلي‪+‬ة‬
‫‪ )26‬وقوله (إن تبدوا الص‪++‬دقات) (البق‪++‬رة اآلي‪++‬ة ‪ )271‬وقول‪++‬ه (وفي أم‪++‬والهم‬
‫حق للسائل والمحروم) (الذاريات اآلية ‪.)19‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {إنم‪++‬ا الص‪++‬دقات للفق‪++‬راء‬
‫والمساكين‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬إنما ه‪+‬ذا ش‪+‬يء أعلم‪+‬ه هللا إي‪+‬اه لهم‪ ،‬فأيم‪+‬ا أعطيت‬
‫صنفا منها أجزاك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪+‬يبة وابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن حذيف‪++‬ة في قول‪++‬ه {إنم‪++‬ا‬
‫الص‪++‬دقات للفق‪++‬راء‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬إن ش‪++‬ئت جعلته‪++‬ا في ص‪++‬نف واح‪++‬د من‬
‫األصناف الثمانية الذين سمى هللا أو صنفين أو ثالثة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن أبي العالي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ال ب‪++‬أس أن تجعله‪++‬ا في ص‪++‬نف‬
‫واحد مما قال هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن وعط‪++‬اء وإب‪++‬راهيم وس‪++‬عيد بن‬
‫جبير‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر والنحاس عن ابن عباس ق‪++‬ال‪ :‬الفق‪++‬راء فق‪++‬راء المس‪++‬لمين‪،‬‬
‫والمساكين الطوافون‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم والنح‪++‬اس وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن‬
‫قتادة قال‪ :‬الفقير الذي به زمانة‪ ،‬والمسكين المحتاج الذي ليس به زمانة‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج س‪+‬عيد بن منص‪+‬ور وابن أبي ح‪+‬اتم عن عم‪+‬ر بن الخط‪+‬اب‪ .‬أن‪+‬ه م‪+‬ر‬
‫برجل من أه‪++‬ل الكت‪++‬اب مط‪++‬روح على ب‪++‬اب فق‪++‬ال‪ :‬اس‪++‬تكدوني وأخ‪++‬ذوا م‪++‬ني‬
‫الجزي‪++‬ة ح‪++‬تى ك‪++‬ف بص‪++‬ري‪ ،‬فليس أح‪++‬د يع‪++‬ود علي بش‪++‬يء‪ .‬فق‪++‬ال عم‪++‬ر‪ :‬م‪++‬ا‬
‫أنص‪+++‬فنا إذا‪ ،‬ثم ق‪+++‬ال‪ :‬ه‪+++‬ذا من ال‪+++‬ذين ق‪+++‬ال هللا {إنم‪+++‬ا الص‪+++‬دقات للفق‪+++‬راء‬
‫والمساكين} ثم أمر له أن يرزق ويجري عليه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عمر في قوله {إنما الصدقات للفقراء والمساكين}‬
‫قال‪ :‬هم زمني أهل الكتاب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن الحس‪+‬ن ق‪++‬ال‪ :‬ال يعطي المش‪+‬ركون من الزك‪+‬اة وال‬
‫من شيء من الكفارات‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عم‪++‬ر ق‪++‬ال‪ :‬ليس بفق‪++‬ير من جم‪++‬ع ال‪++‬درهم إلى‬
‫الدرهم وال التمرة إلى التمرة‪ ،‬إنما الفقير من أنقي ثوبه ونفس‪++‬ه ال يق‪++‬در على‬
‫غنى (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف) (البقرة اآلية ‪.)273‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن زيد قال‪ :‬الفقراء المتعفف‪++‬ون‪ ،‬والمس‪++‬اكين‬
‫الذين يسألون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهري‪ .‬أن‪++‬ه س‪++‬ئل عن ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة فق‪++‬ال‪ :‬الفق‪++‬راء‬
‫الذين في بيوتهم وال يسألون‪ ،‬والمساكين الذي يخرجون فيسألون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال‪ :‬الفقير‪ ،‬الرج‪++‬ل يك‪++‬ون فق‪++‬يرا وه‪++‬و بين‬
‫ظه‪++‬ري قوم‪++‬ه وعش‪++‬يرته وذوي قرابت‪++‬ه وليس ل‪++‬ه م‪++‬ال‪ ،‬والمس‪++‬كين ال‪++‬ذي ال‬
‫عشيرة له وال قرابة وال رحم وليس له مال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن الض‪+‬حاك في اآلي‪+‬ة ق‪+‬ال‪ :‬الفق‪+‬راء ال‪+‬ذين ه‪+‬اجروا‪،‬‬
‫والمساكين الذين لم يهاجروا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن سعيد بن جبير قال‪ :‬يعطي من الزكاة من له ال‪++‬دار‬
‫والخادم والفرس‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن إب‪++‬راهيم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انوا ال يمنع‪++‬ون‬
‫الزكاة من له البيت والخادم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {والع‪++‬املين‬
‫عليها} قال‪ :‬السعاة أصحاب الصدقة‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬يعطي‬
‫كل عامل بقدر عمله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن رافع بن خديج رضي هللا عنه"س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يقول‪ :‬العامل على الصدقة بالحق كالغازي حتى يرج‪++‬ع‬
‫إلى بيته"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{والمؤلفة قلوبهم} قال‪ :‬هم قوم كانوا يأتون رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‬
‫ق‪++‬د أس‪++‬لموا‪ ،‬وك‪++‬ان يرض‪++‬خ لهم من الص‪++‬دقات‪ ،‬ف‪++‬إذا أعط‪++‬اهم من الص‪++‬دقة‬
‫فأص‪++‬ابوا منه‪++‬ا خ‪++‬يرا ق‪++‬الوا‪ :‬ه‪++‬ذا دين ص‪++‬الح‪ ،‬وإن ك‪++‬ان غ‪++‬ير ذل‪++‬ك‪ ،‬ع‪++‬ابوه‬
‫وتركوه‪.‬‬
‫وأخرج البخاري وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي‬
‫هللا عنه ق‪++‬ال "بعث علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه من اليمن إلى الن‪++‬بي‬
‫بذهيب‪++‬ة فيه‪++‬ا تربته‪++‬ا‪ ،‬فقس‪++‬مها بين أربع‪++‬ة من المؤلف‪++‬ة‪ :‬األق‪++‬رع بن ح‪++‬ايس‬
‫الحنظلي‪ ،‬وعلقمة بن عالثة العامري‪ ،‬وعينية بن بدر الفزاري‪ ،‬وزيد الخيل‬
‫الطائي‪ .‬فقالت قريش واألنصار‪ :‬أيقسم بين صناديد أهل نج‪++‬د وي‪++‬دعنا؟ فق‪++‬ال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إنما أتألفهم"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن يح‪++‬يى بن‬
‫أبي كثير رضي هللا عنه قال "المؤلفة قلوبهم‪ :‬من ب‪++‬ني هاش‪++‬م أب‪++‬و س‪++‬فيان بن‬
‫الح‪++‬ارث بن عب‪++‬د المطلب ومن ب‪++‬ني أمي‪++‬ة أب‪++‬و س‪++‬فيان بن ح‪++‬رب ومن ب‪++‬ني‬
‫مخزوم الحارث بن هشام وعبد الرحمن بن يربوع‪ ،‬ومن ب‪++‬ني أس‪++‬د حكيم بن‬
‫حزام‪ ،‬ومن بني عامر سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزي‪ ،‬ومن ب‪++‬ني‬
‫جمح صفوان بن أمية‪ ،‬ومن بني س‪++‬هم ع‪++‬دي بن قيس‪ ،‬ومن ثقي‪++‬ف العالء بن‬
‫حارثة أو حارثة‪ ،‬ومن بني فزارة عيني‪++‬ة بن حص‪++‬ن‪ ،‬ومن ب‪++‬ني تميم األق‪++‬رع‬
‫بن ح‪++‬ابس‪ ،‬ومن ب‪++‬ني نص‪++‬ر مال‪++‬ك بن ع‪++‬وف‪ ،‬ومن ب‪++‬ني س‪++‬ليم العب‪++‬اس بن‬
‫مرداس‪ .‬أعطى النبي صلى هللا عليه وسلم كل رجل منهم مائة ناقة مائة ناقة‬
‫إال عبد الرحمن بن يربوع وحويطب بن عبد العزى‪ ،‬فإن‪+‬ه أعطى ك‪+‬ل واح‪++‬د‬
‫منهما خمسين"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الحس‪+‬ن رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬المؤلفة قلوبهم الذين يدخلون في اإلسالم إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك قال‪ :‬المؤلفة قل‪++‬وبهم ق‪++‬وم من‬
‫وجوه الع‪++‬رب‪ ،‬يق‪++‬دمون علي‪++‬ه فينف‪++‬ق عليهم منه‪++‬ا م‪++‬ا دام‪++‬وا ح‪++‬تى يس‪++‬لموا أو‬
‫يرجعوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن ابن جب‪++‬ير‬
‫قال‪ :‬ليس اليوم مؤلفة قلوبهم‪.‬‬
‫وأخرج البخ‪++‬اري في تاريخ‪++‬ه وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن‬
‫الشعبي رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ليس‪++‬ت الي‪++‬وم مؤلف‪++‬ة قل‪++‬وبهم‪ ،‬إنم‪++‬ا ك‪++‬ان رج‪++‬ال‬
‫يتألفهم النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فلما أن كان أبو بكر رضي هللا عنه قط‪++‬ع‬
‫الرشا في اإلسالم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن عبي‪++‬دة الس‪++‬لماني ق‪++‬ال‪ :‬ج‪++‬اء عيني‪++‬ة بن حص‪++‬ن‬
‫واألقرع بن حابس إلى أبي بكر فقاال‪ :‬ي‪+‬ا خليف‪+‬ة رس‪+‬ول هللا إن عن‪+‬دنا أرض‪+‬ا‬
‫س‪++‬بخة ليس فيه‪++‬ا كأل وال منفع‪++‬ة‪ ،‬ف‪++‬إن رأيت أن تعطيناه‪++‬ا لعلن‪++‬ا نحرثه‪++‬ا‬
‫ونزرعها ولعل هللا أن ينفع بها‪ .‬فأقطعهما إياها وكتب لهما بذلك كتابا وأشهد‬
‫لهم‪++‬ا‪ ،‬فانطلق‪++‬ا إلى عم‪++‬ر ليش‪++‬هداه على م‪++‬ا في‪++‬ه‪ ،‬فلم‪++‬ا ق‪++‬رآ على عم‪++‬ر م‪++‬ا في‬
‫الكتاب تناوله من أيديهما فتفل فيه فمجاه‪ ،‬فتذمرا وقاال له مقال‪++‬ة س‪++‬يئة‪ ،‬فق‪++‬ال‬
‫عمر‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان يتألفهما واإلسالم يومئذ قلي‪++‬ل‪،‬‬
‫وإن هللا ق‪++‬د أع‪++‬ز اإلس‪++‬الم فاذهب‪++‬ا فاجه‪++‬د جه‪++‬دكما ال أرعى هللا عليكم‪++‬ا إن‬
‫أرعيتما‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن أبي وائل‪ .‬أنه قيل له‪ :‬ما أصنع بنصيب المؤلف‪++‬ة؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫زده على اآلخرين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {وفي الرقاب} قال‪ :‬هم المكاتبون‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي قال‪ :‬ال يعت‪++‬ق من الزك‪++‬اة رقب‪++‬ة تام‪++‬ة‬
‫ويعطى في رقبة‪ ،‬وال بأس بأن يعين به مكاتبا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن عم‪++‬ر بن عب‪++‬د العزي‪++‬ز ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬هم‬
‫الرقاب نصفان‪ ،‬نصف لك‪+‬ل مك‪+‬اتب ممن ي‪+‬دعي اإلس‪+‬الم‪ ،‬والنص‪++‬ف الب‪+‬اقي‬
‫يشترى به رقاب ممن صلى وصام وقدم إسالمه من ذكر أو أنثى يعتقون هلل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن ابن عباس‪ .‬أنه ك‪++‬ان ال ي‪++‬رى بأس‪++‬ا أن‬
‫يعطي الرجل من زكاته في الحج‪ ،‬وأن يعتق منها رقبة‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬أعت‪++‬ق‬
‫من زكاة مالك‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن الحسن‪ :‬أنه كان ال ي‪++‬رى بأس‪++‬ا أن يش‪++‬تري‬
‫الرجل من زكاة ماله نسمة فيعتقها‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المن‪++‬ذر عن إب‪++‬راهيم النخعي ق‪++‬ال‪:‬‬
‫يعان فيها الرقبة وال يعتق منها‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد و ابن أبي شيبة وابن المنذر عن سعيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬ال تعتق من زكاة مالك فإنه يجر ال‪++‬والء‪ .‬ق‪++‬ال أب‪++‬و عبي‪++‬د‪ :‬ق‪++‬ول ابن‬
‫عباس أعلى ما جاءنا في هذا الباب‪ ،‬وهو أولى باإلتباع وأعلم بالتأويل‪ ،‬وق‪++‬د‬
‫وافقه عليه كثير من أهل العلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن الزهري‪ .‬أنه س‪++‬ئل عن الغ‪++‬ارمين‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬أص‪++‬حاب‬
‫الدين‪ ،‬وابن السبيل وإن كان غنيا‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن أبي شيبة وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫في قول‪++‬ه {والغ‪++‬ارمين} ق‪++‬ال‪ :‬من اح‪++‬ترق بيت‪++‬ه‪ ،‬وذهب الس‪++‬يل بمال‪++‬ه‪ ،‬وادان‬
‫على عياله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعف‪++‬ر‬
‫في قوله {والغارمين} قال‪ :‬المستدينين في غير فس‪++‬اد {وابن الس‪++‬بيل} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫المجتاز من أرض إلى أرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل في قوله {والغارمين} قال‪ :‬هو ال‪++‬ذي يس‪++‬أل‬
‫في دم أو جائح‪+++‬ة تص‪+++‬يبه {وفي س‪+++‬بيل هللا} ق‪+++‬ال‪ :‬هم المجاه‪+++‬دون {وابن‬
‫السبيل} قال‪ :‬المنقطع به يعطي قدر ما يبلغه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن زي‪++‬د في قول‪++‬ه {وفي س‪++‬بيل هللا}‬
‫قال‪ :‬الغازي في سبيل هللا {وابن السبيل} قال‪ :‬المسافر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‪ :‬ابن الس‪++‬بيل ه‪++‬و ق‪++‬ال‪ :‬الغ‪++‬ازي في‬
‫سبيل هللا {وابن السبيل} قال‪ :‬المسافر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪ :‬ابن الس‪++‬بيل ه‪++‬و الض‪++‬يف الفق‪++‬ير‬
‫الذي ينزل بالمسلمين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك في رجل سافر وهو غني‪ ،‬فنف‪++‬د م‪++‬ا مع‪++‬ه‬
‫في سفره فاحتاج قال‪ :‬يعطى من الصدقة في سفره ألنه ابن سبيل‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {وفي‬
‫سبيل هللا} قال‪ :‬حمل الرجل في سبيل هللا من الص‪++‬دقة {وابن الس‪++‬بيل} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫هو الضيف والمسافر إذا قطع به وليس له ش‪++‬يء {فريض‪++‬ة من هللا وهللا عليم‬
‫حكيم} قال‪ :‬ثمانية أسهم فرضهن هللا وأعلمهن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأب‪+‬و داود وابن ماج‪+‬ة وابن المن‪+‬ذر وابن مردوي‪+‬ه عن‬
‫أبي سعيد قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ال تحل الصدقة لغني إال‬
‫لخمسة‪ :‬لعامل عليها‪ ،‬أو رجل اشتراها بمال‪++‬ه‪ ،‬أو غ‪++‬ارم‪ ،‬أو غ‪++‬از في س‪++‬بيل‬
‫هللا‪ ،‬أو مسكين تصدق عليه فأهدى منها الغني"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترمذي وحسنه وابن ماج‪++‬ة والنح‪++‬اس في‬
‫ناسخه عن ابن مسعود قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم "من س‪+‬أل‬
‫وله ما يغنيه جاءت مسألته يوم القيامة خموشا أو كدوحا‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا‬
‫وماذا يغنيه؟ قال‪ :‬خمسون درهم‪ ،‬أو قيمتها من الذهب"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عبد هللا بن عمر‪ .‬أنه سئل عن مال الصدقة فقال‪ :‬ش‪++‬ر‬
‫مال‪ ،‬إنما هو مال الكسحان والعرجان والعميان وك‪+‬ل منقط‪+‬ع ب‪+‬ه‪ .‬قي‪+‬ل‪ :‬ف‪+‬إن‬
‫للعاملين عليها حقا‪ ،‬وللمجاهدين في سبيل هللا‪ .‬قال‪ :‬أم‪++‬ا الع‪++‬املون فلهم بق‪++‬در‬
‫عمالتهم‪ ،‬وأما المجاه‪++‬دون في س‪++‬بيل هللا فق‪++‬وم أح‪++‬ل لهم أن الص‪++‬دقة ال تح‪++‬ل‬
‫لغني‪ ،‬وال لذي مرة سوى‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال "فرض رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم الصدقة في ثمانية أسهم‪ .‬ففرض في ال‪++‬ذهب‪ ،‬وال‪++‬ورق‪،‬‬
‫واإلب‪++‬ل‪ ،‬والبق‪++‬ر‪ ،‬والغنم‪ ،‬وال‪++‬زرع‪ ،‬والك‪++‬رم‪ ،‬والنخ‪++‬ل‪ ،‬ثم توض‪++‬ع في ثماني‪++‬ة‬
‫أسهم‪ .‬في أهل هذه اآلية {إنما الصدقات للفقراء‪ }...‬اآلية كلها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫خفف‪++‬وا على المس‪++‬لمين في خرص‪++‬كم ف‪++‬إن في‪++‬ه العراي‪++‬ا‪ ،‬وفي‪++‬ه الوص‪++‬ايا‪ ،‬فأم‪++‬ا‬
‫العرايا فالنخلة والثالث واألربع وأقل من ذلك وأك‪++‬ثر‪ ،‬يمنحه‪++‬ا الرج‪++‬ل أخ‪++‬اه‬
‫ثمرته‪+‬ا فيأكله‪+‬ا ه‪+‬و وعيال‪+‬ه‪ ،‬وأم‪+‬ا الوص‪+‬ايا فثماني‪+‬ة أس‪+‬هم {إنم‪+‬ا الص‪+‬دقات‬
‫للفقراء والمساكين} إلى قوله {وهللا عليم حكيم}‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن رجل من بني هالل قال‪ :‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم يقول"ال تحل الصدقة لغني‪ ،‬وال ذي مرة سوى"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والترم‪++‬ذي عن عب‪++‬د هللا بن عم‪++‬ر عن الن‪++‬بي‬
‫قال "ال تحل الصدقة لغني‪ ،‬وال لذي مرة سوى"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو داود والنسائي عن عبي‪++‬د هللا بن ع‪++‬دي بن الخي‪++‬ار‬
‫قال‪ :‬أخبرني رجالن أنهما أتيا النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في حج‪++‬ة ال‪++‬وداع‬
‫وهو يقسم الصدقة‪ ،‬فسأاله منها‪ .‬فرف‪++‬ع فين‪++‬ا البص‪++‬ر وخفض‪++‬ه فرآن‪++‬ا جل‪++‬دين‪،‬‬
‫فقال‪ :‬إن شئتما أعطيتكما وال حظ فيها لغني‪ ،‬وال لقوي مكتسب"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪61‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن إس‪++‬حق وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬كان نبتل بن الحرث يأتي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فيجلس‬
‫إليه فيسمع منه ثم ينقل حديثه إلى المنافقين‪ ،‬وهو الذي ق‪++‬ال لهم‪ :‬إنم‪++‬ا محم‪++‬د‬
‫أذن من حدث‪++‬ه ش‪++‬يئا ص‪++‬دقه‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا في‪++‬ه {ومنهم ال‪++‬ذين ي‪++‬ؤذون الن‪++‬بي‬
‫ويقولون هو أذن} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي قال‪ :‬اجتمع ن‪+‬اس من المن‪+‬افقين فيهم جالس‬
‫بن سويد بن صامت‪ ،‬وجحش بن حمير‪ ،‬ووديعة بن ثابت‪ ،‬فأرادوا أن يقع‪++‬وا‬
‫في النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فنهى بعضهم بعضا وقالوا‪ :‬إنا نخاف أن يبلغ‬
‫محمد فيقع بكم‪ ،‬وق‪++‬ال بعض‪++‬هم‪ :‬إنم‪++‬ا محم‪++‬د أذن نحل‪++‬ف ل‪++‬ه فيص‪++‬دقنا‪ .‬ف‪++‬نزل‬
‫{ومنهم الذين يؤذون النبي} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {ويقولون هو أذن} يعني أنه يس‪++‬مع من ك‪++‬ل أح‪++‬د‪.‬‬
‫ق‪++‬ال هللا ع‪+‬ز وج‪++‬ل {ق‪++‬ل أذن خ‪++‬ير لكم ي‪+‬ؤمن باهلل وي‪+‬ؤمن للمؤم‪+‬نين} يع‪+‬ني‬
‫يصدق باهلل ويصدق المؤمنين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {ويقول‪++‬ون‬
‫هو أذن} أي يسمع ما يقال له‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه {ويقولون هو أذن} يقولون‪ :‬سنقول له ما ش‪++‬ئنا ثم نحل‪++‬ف ل‪++‬ه‬
‫فيصدقنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء رضي هللا عنه قال‪ :‬األذن ال‪++‬ذي‬
‫يسمع من كل أحد ويصدقه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ي‪++‬ؤمن باهلل} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫يصدق هللا بما أنزل إليه {ويؤمن للمؤمنين} يصدق المؤم‪+‬نين فيم‪+‬ا بينهم في‬
‫شهاداتهم وأيمانهم على حقوقهم وفروجهم وأموالهم‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وابن عس‪++‬اكر وابن مردوي‪++‬ه عن عم‪++‬ير بن س‪++‬عد ق‪++‬ال‪ :‬في‬
‫أنزلت هذه اآلية {ويقول‪++‬ون ه‪++‬و أذن} وذل‪++‬ك أن عم‪++‬ير بن س‪++‬عد ك‪++‬ان يس‪++‬مع‬
‫أحاديث أهل المدينة فيأتي الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فيس‪++‬اره ح‪++‬تى ك‪++‬انوا‬
‫يتأذون بعمير بن سعد‪ ،‬وكرهوا مجالسته وقالوا {هو أذن} وهللا أعلم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪62‬‬
‫أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ذك‪++‬ر لن‪++‬ا أن‬
‫رجال من المنافقين قال‪ :‬وهللا إن هؤالء لخيارنا وأشرافنا‪ ،‬وإن كان ما يق‪++‬ول‬
‫محمد حقا لهم أش‪++‬ر من حم‪++‬ير‪ .‬فس‪++‬معها رج‪++‬ل من المس‪++‬لمين فق‪++‬ال‪ :‬وهللا م‪++‬ا‬
‫يقول محم‪++‬د لح‪++‬ق وألنت أش‪++‬ر من الحم‪++‬ار‪ .‬فس‪++‬عى به‪++‬ا الرج‪++‬ل إلى ن‪++‬بي هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فأخبره‪ ،‬فأرسل إلى الرجل فدعاه فقال‪ :‬م‪++‬ا حمل‪++‬ك على‬
‫الذي قلت؟ فجعل يلتعن ويحلف باهلل ما قال ذلك‪ ،‬وجعل الرجل المسلم يقول‪:‬‬
‫اللهم صدق الصادق وكذب الكاذب‪ ،‬فأنزل هللا تعالى في ذل‪++‬ك {يحلف‪++‬ون باهلل‬
‫لكم ليرضوكم‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه‪ .‬مثله‪ ،‬وسمى الرجل المسلم‬
‫عامر بن قيس من األنصار‪.‬‬
‫@ اآلية ‪63‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه {ألم يعلموا أنه من يحادد هللا‬
‫ورسوله} قال‪ :‬يعادي هللا ورسوله‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن يزيد بن هرون قال‪ :‬خطب أبو بك‪++‬ر الص‪++‬ديق رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه فقال في خطبته‪ :‬يؤتى بعبد قد أنعم هللا عليه وبسط له في الرزق‪ ،‬ق‪++‬د‬
‫أصح بدنه وقد كفر نعم‪++‬ة رب‪++‬ه‪ ،‬فيوق‪++‬ف بين ي‪++‬دي هللا تع‪++‬الى فيق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬م‪++‬اذا‬
‫عملت ليومك هذا وما قدمت لنفسك؟ فال يج‪++‬ده ق‪++‬دم خ‪++‬يرا‪ ،‬فيبكي ح‪++‬تى تنف‪++‬د‬
‫الدموع ثم يعير ويخزى بما ضيع من طاعة هللا‪ ،‬فيبكي الدم ثم يعير ويخزى‬
‫حتى يأكل يديه إلى مرفقيه‪ ،‬ثم يعير ويخزى بما ضيع من طاعة هللا فينتحب‬
‫حتى تسقط حدقتاه على وجنتيه وكل واحد منهما فرسخ في فرس‪++‬خ‪ ،‬ثم يع‪++‬ير‬
‫ويخزى حتى يقول‪ :‬يا رب ابعثني إلى النار وارحمني من مقامي هذا‪ .‬وذلك‬
‫قوله {أنه من يحادد هللا ورسوله فأن له نار جهنم} إلى قوله {العظيم}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪64‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {يحذر المنافقون أن ت‪++‬نزل عليهم س‪++‬ورة تن‪++‬بئهم بم‪++‬ا‬
‫في قلوبهم} قال‪ :‬يقولون القول فيم‪++‬ا بينهم ثم يقول‪++‬ون عس‪++‬ى هللا أن ال يفش‪++‬ي‬
‫علينا هذا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كانت هذه السورة تسمى الفاضحة فاضحة المنافقين‪ ،‬وكان يقال لها المثيرة‪،‬‬
‫أنبأت بمثالبهم وعوراتهم‪.‬‬
‫وأخرج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن المس‪++‬يب بن راف‪++‬ع‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬ما عمل رجل من حسنة في سبعة أبيات إال أظهرها هللا‪،‬‬
‫وال عمل رجل من سيئة في سبعة أبيات إال أظهرها هللا‪ ،‬وتصديق ذلك كالم‬
‫هللا تعالى {إن هللا مخرج ما تحذرون}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪66 - 65‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في الحلية عن شريح بن عبيد رضي هللا عنه‪ .‬أن رجال قال‬
‫ألبي الدرداء رضي هللا عنه‪ :‬يا معشر القراء م‪++‬ا ب‪++‬الكم أجبن من‪++‬ا وأبخ‪++‬ل إذا‬
‫سئلتم‪ ،‬وأعظم لقما إذا أكلتم؟ فأعرض عنه أبو الدرداء ولم ي‪++‬رد علي‪++‬ه ش‪++‬يئا‪،‬‬
‫فأخبر بذلك عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ ،‬فانطلق عمر إلى الرجل ال‪++‬ذي‬
‫قال ذل‪++‬ك‪ ،‬فقال‪++‬ه بثوب‪++‬ه وخنق‪++‬ه وق‪++‬اده إلى الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‬
‫الرجل‪ :‬إنما كنا نخوض ونلعب‪ .‬فأوحى هللا تع‪++‬الى إلى نبي‪++‬ه ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم {ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه عن عب‪+‬د هللا بن‬
‫عمر قال "قال رجل في غزوة تبوك في مجلس يوم‪++‬ا‪ :‬م‪++‬ا رأين‪++‬ا مث‪++‬ل قرائن‪++‬ا‬
‫هؤالء‪ ،‬ال أرغب بطونا‪ ،‬وال أكذب ألسنة‪ ،‬وال أجبن عند اللقاء‪ !.‬فقال رج‪++‬ل‬
‫في المجلس‪ :‬كذبت‪ ،‬ولكنك منافق‪ .‬ألخبرن رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪.‬‬
‫فبلغ ذلك رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ونزل الق‪+‬رآن‪ .،‬ق‪+‬ال عب‪+‬د هللا‪ :‬فأن‪+‬ا‬
‫رأيته متعلقا يحقب ناقة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم والحجارة تنكيه وهو‬
‫يقول‪ :‬يا رسول هللا إنما كن‪++‬ا نخ‪++‬وض ونلعب‪ .‬والن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫يقول‪ :‬أباهلل وآياته ورسوله كنتم تستهزئون؟ "‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم والعقيلي في الض‪+‬عفاء وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن‬
‫مردويه والخطيب في رواة مالك عن ابن عم‪++‬ر ق‪++‬ال "رأيت عب‪++‬د هللا بن أبي‬
‫وهو يشتد قدام النبي صلى هللا عليه وسلم واألحج‪++‬ار تنكي‪++‬ه‪ ،‬وه‪++‬و يق‪++‬ول‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫محمد إنم‪++‬ا كن‪++‬ا نخ‪++‬وض ونلعب‪ ،‬والن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪ :‬أباهلل‬
‫وآياته ورسوله كنتم تستهزئون؟ "‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د في‬
‫قوله {ولئن س‪++‬ألتهم ليق‪++‬ولن إنم‪++‬ا كن‪++‬ا نخ‪++‬وض ونلعب} ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رج‪++‬ل من‬
‫المنافقين يحدثنا محمد‪ :‬أن ناقة فالن بوادي كذا وكذا في يوم كذا وك‪++‬ذا‪ ،‬وم‪++‬ا‬
‫يدريه بالغيب؟‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في اآلي‪+‬ة ق‪++‬ال‪ :‬بينم‪+‬ا‬
‫رسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم في غزوت‪+‬ه إلى تب‪+‬وك وبين يدي‪+‬ه أن‪+‬اس من‬
‫المنافقين‪ ،‬فقالوا‪ :‬يرج‪++‬و ه‪++‬ذا الرج‪++‬ل أن تفتح ل‪++‬ه قص‪++‬ور الش‪++‬ام وحص‪++‬ونها؟‬
‫هيهات هيهات‪ !...‬فأطلع هللا نبيه صلى هللا عليه وس‪+‬لم على ذل‪++‬ك‪ ،‬فق‪++‬ال ن‪+‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم "احبسوا علي هؤالء الركب‪ .‬فأتاهم فق‪++‬ال‪ :‬قلتم ك‪++‬ذا قلتم‬
‫كذا‪ .‬قالوا‪ :‬يا نبي هللا إنما كنا نخوض ونلعب‪ ،‬فأنزل هللا فيهما ما تسمعون"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الفري‪++‬ابي وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن س‪++‬عيد بن‬
‫جبير قال "بينما النبي صلى هللا عليه وسلم في مس‪++‬يره وأن‪++‬اس من المن‪++‬افقين‬
‫يسيرون أمامه‪ ،‬فقالوا‪ :‬إن كان ما يقول محم‪++‬د حق‪++‬ا فلنحن أش‪++‬ر من الحم‪++‬ير‪.‬‬
‫فأنزل هللا تعالى م‪++‬ا ق‪++‬الوا‪ ،‬فأرس‪++‬ل إليهم‪ .‬م‪++‬ا كنتم تقول‪++‬ون؟ فق‪++‬الوا‪ :‬إنم‪++‬ا كن‪++‬ا‬
‫نخوض ونلعب"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج إس‪++‬حق وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن كعب بن مال‪++‬ك ق‪++‬ال "ق‪++‬ال‬
‫محشي بن حمير‪ :‬لوددت أني أقاضي على أن يضرب ك‪++‬ل رج‪++‬ل منكم مائ‪++‬ة‬
‫على أن ينجو من أن ينزل فينا قرآن‪ .‬فقال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫لعمار بن ياس‪++‬ر"أدرك الق‪++‬وم ف‪++‬إنهم ق‪++‬د اح‪++‬ترقوا فس‪++‬لهم عم‪++‬ا ق‪++‬الوا‪ ،‬ف‪++‬إن هم‬
‫أنك‪++‬روا وكتم‪++‬وا فق‪++‬ل بلى ق‪++‬د قلتم ك‪++‬ذا وك‪++‬ذا‪ ،‬ف‪++‬أدركهم فق‪++‬ال لهم‪ .‬فج‪++‬اءوا‬
‫يعتذرون‪ ،‬فأنزل هللا {ال تعتذروا قد كفرتم بع‪++‬د إيم‪++‬انكم إن نع‪++‬ف عن طائف‪++‬ة‬
‫منكم} اآلية‪ .‬فكان الذي عفا هللا عنه محشي بن حمير‪ ،‬فتسمى عب‪++‬د ال‪++‬رحمن‬
‫وسأل هللا أن يقتل شهيدا ال يعلم بمقتله‪ .‬فقت‪+‬ل باليمام‪+‬ة ال يعلم مقتل‪++‬ه‪ ،‬وال من‬
‫قتله‪ ،‬وال يرى له أثر وال عين"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪:‬ن‪++‬زلت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة في ره‪++‬ط من‬
‫المنافقين من بني عمرو بن عوف‪ ،‬فيهم وديع‪++‬ة بن ث‪++‬ابت ورج‪++‬ل من أش‪++‬جع‬
‫حليف لهم يقال له محشي بن حمير‪ ،‬كان يس‪+‬يرون م‪+‬ع رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم وهو منطلق إلى تبوك‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬أتحسبون قت‪++‬ال ب‪++‬ني‬
‫األصفر كقتال غيرهم؟ وهللا لكأنا بكم غدا تقادون في الحبال‪ .‬قال محش‪++‬ي بن‬
‫حمير‪ :‬لوددت أني أقاضي‪ .‬فذكر الحديث مثل الذي قبله‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود‪ .‬نحوه‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق وابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الكل‪+‬بي "أن رس‪+‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم لم‪++‬ا أقب‪++‬ل من غ‪++‬زوة تب‪++‬وك وبين يدي‪++‬ه ثالث‪++‬ة ره‪++‬ط‬
‫اس‪++‬تهزأوا باهلل وبرس‪++‬وله وب‪++‬القرآن‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان رج‪++‬ل منهم لم يم‪++‬الئهم في‬
‫الحديث يس‪++‬ير مجانب‪++‬ا لهم يق‪++‬ال ل‪++‬ه يزي‪++‬د بن وديع‪++‬ة‪ ،‬ف‪++‬نزلت {إن نع‪++‬ف عن‬
‫طائفة منكم نعذب طائفة} فسمي طائفة وهو واحد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {إن نع‪++‬ف عن طائف‪++‬ة منكم‬
‫نعذب طائفة} قال‪ :‬الطائفة الرجل والنفر‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د ق‪++‬ال‪ :‬الطائف‪++‬ة‬
‫الواحد إلى األلف‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال‪ :‬الطائفة رجل فصاعدا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الض‪++‬حاك {إن نع‪++‬ف عن طائف‪++‬ة منكم نع‪++‬ذب طائف‪++‬ة}‬
‫يع‪++‬ني إن عفى بعض‪++‬هم فليس بت‪++‬ارك اآلخ‪++‬رين أن يع‪++‬ذبهم {ب‪++‬أنهم ك‪++‬انوا‬
‫مجرمين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬كان فيمن تخلف بالمدين‪++‬ة من‬
‫المنافقين وداعة بن ثابت أحد بني عمرو بن عوف‪ ،‬فقي‪++‬ل ل‪++‬ه‪ :‬م‪++‬ا خلف‪++‬ك عن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؟ فقال‪ :‬الخوض واللعب‪ .‬ف‪++‬أنزل هللا في‪++‬ه وفي‬
‫أص‪+++‬حابه {ولئن س‪+++‬ألتهم ليق‪+++‬ولن إنم‪+++‬ا كن‪+++‬ا نخ‪+++‬وض ونلعب} إلى قول‪+++‬ه‬
‫{مجرمين}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪70 - 67‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم عن حذيفة‪ .‬أنه س‪++‬ئل عن المن‪++‬افق‪ .‬فق‪++‬ال‪:‬‬
‫الذي يصف اإلسالم وال يعمل به‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال‪ :‬النفاق نفاقان‪ .‬نفاق تك‪+‬ذيب بمحم‪+‬د ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فذاك كفر‪ ،‬ونفاق خطايا وذنوب فذاك يرجى لصاحبه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {ي‪+‬أمرون ب‪+‬المنكر} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬و‬
‫التكذيب‪ .‬قال‪ :‬وهو أنكر المنكر {وينهون عن المعروف} قال‪ :‬ش‪++‬هادة أن ال‬
‫إله إال هللا واإلقرار بما أنزل هللا وهو أعظم المعروف‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن أبي العالي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ل آي‪++‬ة ذكره‪++‬ا هللا تع‪++‬الى في‬
‫القرآن فذكر المنكر عبادة األوثان والشيطان‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د في‬
‫قوله {ويقبضون أيديهم} قال‪ :‬ال يبسطونها بنفقة في حق هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {ويقبضون‬
‫أيديهم} قال‪ :‬ال يبسطونها بخير {نسوا هللا فنسيهم} قال‪ :‬نس‪+‬وا من ك‪+‬ل خ‪+‬ير‬
‫ولم ينسوا من الشر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {نسوا هللا فنسيهم}‬
‫قال‪ :‬تركوا هللا فتركهم من كرامته وثوابه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {نسوا هللا} قال‪ :‬ترك‪++‬وا أم‪++‬ر هللا {فنس‪++‬يهم}‬
‫تركهم من رحمته أن يعطيهم إيمانا وعمال صالحا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬إن هللا ال ينس‪++‬ى من‬
‫خلقه ولكن نسيهم من الخير يوم القيامة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال‪ :‬نسوا في العذاب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {كال‪++‬ذين من قبلكم} ق‪++‬ال‪ :‬ص‪++‬نيع‬
‫الكفار كالكفار‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫قال‪ :‬ما أشبه الليلة بالبارحة {كالذين من قبلكم كانوا أشد منكم قوة} إلى قوله‬
‫{وخضتم كالذي خاضوا} هؤالء بنو إسرائيل أشبهناهم‪ ،‬وال‪++‬ذي نفس‪++‬ي بي‪++‬ده‬
‫لنتبعنهم حتى لو دخل رجل جحر ضب لدخلتموه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ عن ابن عب‪+‬اس في قول‪++‬ه {بخالقهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بدينهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي هريرة قال‪ :‬الخالق الدين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي في قول‪++‬ه {فاس‪++‬تمتعوا بخالقهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بنصيبهم من الدنيا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {وخض‪++‬تم كال‪++‬ذي‬
‫خاضوا} قال‪ :‬لعبتم كالذي لعبوا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الربيع "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حذركم أن‬
‫تحدثوا حدثا في اإلسالم‪ ،‬وعلم أنه سيفعل ذلك أقوام من ه‪++‬ذه األم‪++‬ة فق‪++‬ال هللا‬
‫{فاستمتعوا بخالقهم‪ }...‬اآلية"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪72 - 71‬‬
‫أخ‪+‬رج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم عن قت‪+‬ادة في‬
‫قوله {والمؤتفكات} قال‪ :‬قوم لوط‪ ،‬ائتفكت بهم أرضهم فجعل عليها سافلها‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قول‪++‬ه {والمؤمن‪++‬ون والمؤمن‪++‬ات بعض‪++‬هم‬
‫أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينه‪++‬ون عن المنك‪++‬ر} ي‪++‬دعون إلى اإليم‪++‬ان‬
‫باهلل ورسوله والنفق‪++‬ات في س‪++‬بيل هللا وم‪++‬ا ك‪++‬ان من طاع‪++‬ة هللا {وينه‪++‬ون عن‬
‫المنكر} ينهون عن الشرك والكف‪++‬ر‪ ،‬واألم‪++‬ر ب‪+‬المعروف والنهي عن المنك‪+‬ر‬
‫فريضة من فرائض هللا كتبها هللا على المؤمنين‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عب‪++‬اس {والمؤمن‪++‬ون والمؤمن‪++‬ات بعض‪++‬هم أولي‪++‬اء‬
‫بعض} قال‪ :‬إخاؤهم في هللا يتحابون بجالل هللا والوالية هلل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج والط‪+‬براني عن س‪+‬لمان ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"أهل المعروف في الدنيا أهل المع‪++‬روف‬
‫في اآلخرة‪ ،‬وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في اآلخرة"وأخرج‪++‬ه ابن أبي‬
‫شيبة عن أبي عثمان مرسال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي موسى "أن نبي هللا صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬ال‪:‬‬
‫إن المعروف والمنكر خليقتان ينصبان ي‪++‬وم القيام‪++‬ة‪ ،‬فأم‪++‬ا المع‪++‬روف فيبش‪++‬ر‬
‫أهله ويعدهم الخير‪ ،‬وأما المنكر فيقول ألص‪++‬حابه‪ :‬إليكم وم‪++‬ا تس‪++‬تطيعون ل‪++‬ه‬
‫إال لزوما‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا عن سعيد بن المسيب قال‪ :‬قال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم"رأس العق‪++‬ل بع‪++‬د اإليم‪++‬ان باهلل م‪++‬داراة الن‪++‬اس‪ ،‬ولن‬
‫يهل‪++‬ك رج‪++‬ل بع‪++‬د مش‪++‬ورة‪ ،‬وأه‪++‬ل المع‪++‬روف في ال‪++‬دنيا أه‪++‬ل المع‪++‬روف في‬
‫اآلخرة‪ ،‬وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في اآلخرة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم"إن أه‪++‬ل المع‪++‬روف في ال‪++‬دنيا هم أه‪++‬ل المع‪++‬روف في اآلخ‪++‬رة‪ ،‬وأه‪++‬ل‬
‫المنكر في الدنيا أهل المنكر في اآلخرة‪ ،‬إن هللا ليبعث المعروف ي‪++‬وم القيان‪++‬ة‬
‫في صورة الرجل المسافر‪ ،‬فيأتي صاحبه إذا انشق ق‪++‬بره فيمس‪++‬ح عن وجه‪++‬ه‬
‫التراب ويقول‪ :‬أبشر يا ولي هللا بأمان هللا وكرامته‪ ،‬ال يهولن‪++‬ك م‪++‬ا ت‪++‬رى من‬
‫أهوال يوم القيامة‪ .‬فال يزال يقول له‪ :‬احذر هذا واتق هذا يسكن بذلك روع‪++‬ه‬
‫حتى يجاوز به الصراط‪ ،‬فإذا ج‪++‬اوز ب‪++‬ه الص‪++‬راط ع‪++‬دل ولي هللا إلى منازل‪++‬ه‬
‫في الجن‪++‬ة‪ ،‬ثم يث‪++‬ني عن‪++‬ه المع‪++‬روف فيتعل‪++‬ق ب‪++‬ه فيق‪++‬ول‪ :‬ي‪++‬ا عب‪++‬د هللا من أنت‬
‫خذلني الخالئق في أهوال القيامة غيرك فمن أنت؟ فيقول له‪ :‬أم‪++‬ا تعرف‪++‬ني؟!‬
‫فيق‪++‬ول‪ :‬ال‪ .‬فيق‪++‬ول‪ :‬أن‪++‬ا المع‪++‬روف ال‪++‬ذي عملت‪++‬ه في ال‪++‬دنيا‪ ،‬بعث‪++‬ني هللا خلق‪++‬ا‬
‫ألجازيك به يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي عن علي قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم"اطلبوا المعروف من رحم‪++‬اء أم‪++‬تي تعيش‪++‬وا في أكن‪++‬افهم‪ ،‬وال‬
‫تطلب‪++‬وه من القاس‪++‬ية قل‪++‬وبهم‪ ،‬ف‪++‬إن اللعن‪++‬ة ت‪++‬نزل عليهم‪ ،‬ي‪++‬ا علي إن هللا خل‪++‬ق‬
‫المعروف وخلق له أهال‪ ،‬فحببه إليهم وحبب إليهم فعاله‪ ،‬ووجه إليهم طالب‪++‬ه‬
‫كم‪++‬ا وج‪++‬ه الم‪++‬اء في األرض الجدب‪++‬ة لتحي‪++‬ا ب‪++‬ه ويح‪++‬يى ب‪++‬ه أهله‪++‬ا‪ ،‬إن أه‪++‬ل‬
‫المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في اآلخرة"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه وضعفه ال‪++‬ذهبي عن علي ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال لي رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم"اطلبوا المعروف من رحماء أمتي تعيشوا في أكنافهم"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم عن أنس قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"ص‪++‬انع‬
‫المعروف تقي مصارع السوء واآلفات والهلكات‪ ،‬وأهل المعروف في الدنيا‬
‫هم أهل المعروف في اآلخرة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫"إذا كان يوم القيامة جمع هللا األولين واآلخرين‪ ،‬ثم أمر مناديا ينادي‪:‬أال ليقم‬
‫أهل المعروف في الدنيا‪ .‬فيقومون‪ .‬حتى يقف‪++‬وا بين ي‪++‬دي هللا‪ ،‬فيق‪++‬ول هللا‪ :‬أنتم‬
‫أه‪++‬ل المع‪++‬روف في ال‪++‬دنيا؟ فيقول‪++‬ون‪ :‬نعم‪ .‬فيق‪++‬ول‪ :‬وأنتم أه‪++‬ل المع‪++‬روف في‬
‫اآلخرة فقوموا مع األنبياء والرسل فاشفعوا لمن أحببتم ف‪++‬أدخلوه الجن‪++‬ة ح‪++‬تى‬
‫تدخلوا عليهم المعروف في اآلخرة كما أدخلتم عليهم المعروف في الدنيا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب قضاء الحوائج عن بالل قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم"كل معروف صدقة‪ ،‬والمعروف يقي س‪++‬بعين نوع‪++‬ا من‬
‫البالء ويقي ميتة السوء‪ ،‬والمعروف والمنك‪++‬ر خلق‪++‬ان منص‪++‬وبان للن‪++‬اس ي‪++‬وم‬
‫القيامة‪ ،‬فالمعروف الزم ألهل‪++‬ه والمنك‪++‬ر الزم ألهل‪++‬ه‪ ،‬يق‪++‬ودهم ويس‪++‬وقهم إلى‬
‫النار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إن أحب عب‪++‬اد هللا إلى هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل من حبب إلي‪++‬ه المع‪++‬روف‬
‫وحبب إليه فعاله"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا عن أبي سعيد الخدري قال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إن هللا جع‪++‬ل للمع‪++‬روف وجوه‪++‬ا من خلق‪++‬ه‪ ،‬وحبب إليهم فعال‪++‬ه‬
‫ووج‪++‬ه طالب المع‪++‬روف إليهم‪ ،‬ويس‪++‬ر عليهم إعط‪++‬اءه كم‪++‬ا يس‪++‬ر الغيث إلى‬
‫األرض الجدبة ليحييها ويحيي به أهلها‪ ،‬وإن هللا جعل للمع‪++‬روف أع‪++‬داء من‬
‫خلقه بغض إليهم المعروف وبغض إليهم فعاله‪ ،‬وحظ‪++‬ر عليهم إعط‪++‬اءه كم‪++‬ا‬
‫يحظر الغيث عن األرض الجدب‪++‬ة ليهلكه‪++‬ا ويهل‪++‬ك به‪++‬ا أهله‪++‬ا‪ ،‬وم‪++‬ا يعف‪++‬و هللا‬
‫أكثر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عب‪++‬اس عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‬
‫"عليكم باصطناع المعروف فإنه يمنع مصارع السوء‪ ،‬وعليكم بصدقة السر‬
‫فإنها تطفئ غضب هللا عز وجل"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ال‪++‬دنيا عن حذيف‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"كل معروف صدقة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة والقض‪++‬اعي والعس‪++‬كري وابن أبي ال‪++‬دنيا من طري‪++‬ق‬
‫محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"كل معروف صدقة‪ ،‬وكل ما أنفق الرجل على نفسه وأهله كتب ل‪++‬ه ب‪++‬ه‬
‫صدقه‪ ،‬وما وقى به عرضه كتب له به صدقة‪ ،‬وقد قي‪++‬ل لمحم‪++‬د بن المنك‪++‬در‬
‫ما يعني ما وقى به عرضه؟ قال‪ :‬الشيء يعطى الشاعر وذا اللسان المتقى"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا والبزار والطبراني عن ابن مسعود ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "ك‪++‬ل مع‪++‬روف ص‪++‬نعته إلى غ‪++‬ني أو فق‪++‬ير فه‪++‬و‬
‫صدقة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عمر عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ك‪++‬ل‬
‫معروف يصنعه أحدكم إلى غني فقير فهو صدقة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"كل معروف صدقة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا عن جابر الجعفي رفعه قال‪ :‬المعروف خلق من خل‪++‬ق‬
‫هللا تعالى كريم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن الحس‪++‬ن ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت عم‪++‬ران بن‬
‫حصين وأبا هريرة عن تفسير {ومساكن طيبة في جن‪++‬ات ع‪++‬دن} ق‪++‬اال‪ :‬على‬
‫الخبير سقطت‪ .‬سألنا عنها رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم فق‪++‬ال "قص‪++‬ر من‬
‫لؤلؤة في الجنة‪ ،‬في ذلك القصر سبعون دارا من ياقوتة حمراء‪ ،‬في ك‪++‬ل دار‬
‫س‪++‬بعون بيت‪++‬ا من زم‪++‬ردة خض‪++‬راء‪ ،‬في ك‪++‬ل بيت س‪++‬بعون س‪++‬ريرا‪ ،‬على ك‪++‬ل‬
‫سرير سبعون فراشا من كل لون‪ ،‬على ك‪++‬ل ف‪++‬راش ام‪++‬رأة من الح‪++‬ور العين‪،‬‬
‫في كل بيت سبعون مائدة‪ ،‬في كل مائدة سبعون لونا من ك‪++‬ل طع‪++‬ام‪ ،‬في ك‪++‬ل‬
‫بيت سبعون وصيفا ووصيفة‪ ،‬فيعطى المؤمن من القوة في كل غداة ما ي‪++‬أتي‬
‫على ذلك كله"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سليم بن عامر عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال "الجنة مائة درج‪++‬ة‪ :‬فأوله‪++‬ا من فض‪++‬ة أرض‪++‬ها فض‪++‬ة‪ ،‬ومس‪++‬اكنها فض‪++‬ة‪،‬‬
‫وآنيته‪++‬ا فض‪++‬ة‪ ،‬وترابه‪++‬ا مس‪++‬ك‪ .‬والثاني‪++‬ة من ذهب أرض‪++‬ها ذهب‪ ،‬ومس‪++‬اكنها‬
‫ذهب‪ ،‬وآنيتها ذهب‪ ،‬وترابها مسك‪ .‬والثالثة لؤلؤ أرضها لؤلؤ‪ ،‬وآنيتها لؤلؤ‪،‬‬
‫وترابها مسك‪ .‬وسبع وتسعون بعد ذلك م‪++‬ا ال عين رأت وال أذن س‪++‬معت وال‬
‫خطر على قلب بشر"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن أبي ح‪++‬ازم ق‪++‬ال‪ :‬إن هللا ليع‪+‬د للعب‪+‬د من عبي‪+‬ده في‬
‫الجنة لؤلؤة مسيرة أربعة برد‪ ،‬أبوابها وغرفها ومغاليقها ليس فيها قض‪++‬م وال‬
‫قصم‪ ،‬والجنة مائة درجة‪ :‬فثالث منها ورق وذهب ولؤلؤ وزبرجد وياقوت‪،‬‬
‫وسبع وتسعون ال يعلمهما إال الذي خلقها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال‪ :‬إن أدنى أهل الجنة منزلة رج‪++‬ل ل‪++‬ه‬
‫ألف قصر‪ ،‬ما بين كل قصرين مسيرة سنة‪ ،‬يرى أقصاها كما ي‪++‬رى أدناه‪++‬ا‪،‬‬
‫في كل قصر من الحور العين والرياحين والولدان ما يدعو شيئا إال أتي به‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن مغيث بن س‪++‬مي ق‪++‬ال‪ :‬إن في الجن‪++‬ة قص‪++‬ورا من‬
‫ذهب‪ ،‬وقص‪++‬ورا من فض‪++‬ة‪ ،‬وقص‪++‬ورا من ي‪++‬اقوت‪ ،‬وقص‪++‬ورا من زبرج‪++‬د‪،‬‬
‫جبالها المسك‪ ،‬وترابها الورس والزعفران‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن كعب قال‪ :‬إن في الجنة ياقوتة ليس فيها صدع وال‬
‫وصل‪ ،‬وفيها سبعون أل‪+‬ف دار في ك‪+‬ل دار س‪+‬بعون ألف‪+‬ا من الح‪+‬ور العين ال‬
‫يدخلها إال نبي‪ ،‬أو صديق‪ ،‬أو شهيد‪ ،‬أو إمام عادل‪ ،‬أو محكم في نفس‪++‬ه‪ .‬قي‪++‬ل‬
‫لكعب‪ :‬وم‪++‬ا المحكم في نفس‪++‬ه؟ ق‪++‬ال‪ :‬الرج‪++‬ل يأخ‪++‬ذه الع‪++‬دو فيحكمون‪++‬ه بين أن‬
‫يكفر أو يلزم اإلسالم فيقتل‪ ،‬فيختار أن يلزم اإلسالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {جنات عدن} قال‪ :‬معدن الرجل‬
‫الذي يكون فيه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قول‪+‬ه {جن‪+‬ات ع‪+‬دن} ق‪+‬ال‪ :‬مع‪+‬دنهم‬
‫فيها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن خال‪++‬د بن مع‪++‬دان ق‪++‬ال‪ :‬إن هللا خل‪++‬ق في الجن‪++‬ة جن‪++‬ة‬
‫عدن دملج لؤلؤة‪ ،‬وغرس فيها قضيبا ثم قال لها‪ :‬امتدي حتى أرضى‪ .‬ثم قال‬
‫لها‪ :‬أخرجي ما فيك من األنهار والثمار ففعلت‪ .‬فق‪++‬الت (ق‪++‬د أفلح المؤمن‪++‬ون)‬
‫(المؤمنون اآلية ‪.)1‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير في قول‪++‬ه {ورض‪++‬وان من هللا أك‪++‬بر}‬
‫يعني إذا أخبروا أن هللا عنهم راض فهو أكبر عندهم من التحف والتسليم‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن جابر قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إذا‬
‫دخل أهل الجنة الجنة قال هللا‪ :‬هل تشتهون شيئا فأزيدكم؟ قالوا‪ :‬يا ربنا وهل‬
‫بقي شيء إال قد أنلتناه؟! فيقول‪ :‬نعم‪ .‬رضائي فال أسخط عليكم أبدا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عبد الملك الجهني قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا" لنعيم‬
‫أهل الجنة برضوان هللا عنهم أفضل من نعيمهم بما في الجنان"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن ش‪++‬مر بن عطي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬يجيء الق‪++‬رآن ي‪++‬وم القيام‪++‬ة في‬
‫صورة الرجل الشاحب حين ينشق عنه قبره فيقول‪ :‬أبشر بكرامة هللا تع‪++‬الى‪.‬‬
‫قال‪ :‬فله حلة الكرامة‪ .‬فيقول‪ :‬يا رب زدني‪ .‬فيقول‪ :‬رضواني ورض‪++‬وان من‬
‫هللا أكبر‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والبخاري ومس‪++‬لم والترم‪++‬ذي والنس‪++‬ائي وال‪++‬بيهقي في األس‪++‬ماء‬
‫والصفات عن أبي سعيد ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إن هللا‬
‫يقول ألهل الجنة‪ :‬يا أهل الجنة‪ .‬فيقولون‪ :‬لبيك يا ربن‪++‬ا وس‪++‬عديك والخ‪++‬ير في‬
‫يديك‪ .‬فيقول‪ :‬هل رضيتم؟ فيقولون‪ :‬ربنا‪ ،‬وما لنا ال نرضى وقد أعطيتنا م‪++‬ا‬
‫لم تعطه أحدا من خلقك؟ فيقول‪ :‬أال أعطيكم أفض‪++‬ل من ذل‪++‬ك؟ ق‪++‬الوا‪ :‬ي‪++‬ا رب‬
‫وأي شيء أفض‪++‬ل من ذل‪++‬ك؟! ق‪++‬ال‪ :‬أح‪++‬ل عليكم رض‪++‬واني فال أس‪++‬خط عليكم‬
‫بعده أبدا"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد عن الحسن قال‪ :‬بلغني أنا أبا بكر الصديق كان يقول‬
‫في دعائه‪ :‬اللهم أسألك الذي هو خير في عاقبة الخ‪++‬ير‪ ،‬اللهم اجع‪++‬ل آخ‪++‬ر م‪++‬ا‬
‫تعطيني الخير رضوانك والدرجات العلى في جنات النعيم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪73‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن ابن‬
‫عباس في قوله {يا أيها النبي جاهد الكفار} قال‪ :‬بالسيف {والمنافقين} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫باللسان {وأغلظ عليهم} قال‪ :‬أذهب الرفق عنهم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن أبي ال‪++‬دنيا في كت‪++‬اب األم‪++‬ر ب‪++‬المعروف وابن‬
‫المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن مس‪++‬عود في قول‪++‬ه‬
‫{جاهد الكفار والمنافقين} قال‪ :‬بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فبلس‪+‬انه‪ ،‬ف‪++‬إن لم يس‪+‬تطع‬
‫فبقلبه‪ ،‬وليلقه بوجه مكفهر‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في شعب اإليمان عن ابن مسعود ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ن‪++‬زلت {ي‪++‬ا أيه‪++‬ا‬
‫النبي جاهد الكفار والمنافقين} أمر رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يجاهد‬
‫بيده‪ ،‬فإن لم يستطع فقلبه‪ ،‬فإن لم يستطع فبلسانه‪ ،‬فإن لم يستطع فليلقه بوج‪++‬ه‬
‫مكفهر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي في قول‪++‬ه {جاه‪++‬د الكف‪++‬ار} ق‪++‬ال‪ :‬بالس‪++‬يف‬
‫{والمنافقين} بالقول باللسان {وأغلظ عليهم} قال‪ :‬على الف‪++‬ريقين جميع‪+‬ا‪ ،‬ثم‬
‫نسخها فأنزل بع‪++‬دها (ق‪++‬اتلوا ال‪++‬ذين يل‪++‬ونكم من الكف‪++‬ار وليج‪++‬دوا فيكم غلظ‪++‬ة)‬
‫(التوبة اآلية ‪.)123‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة في اآلية قال‪ :‬أمر هللا نبيه صلى‬
‫هللا عليه وسلم أن يجاهد الكفار بالسيف‪ ،‬ويغلظ على المنافقين في الحدود‪.‬‬
‫@ اآلية ‪74‬‬
‫أخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم عن كعب بن مالك قال "لما نزل القرآن فيه‬
‫ذكر المنافقين قال الجالس‪ :‬وهللا لئن كان ه‪++‬ذا الرج‪++‬ل ص‪++‬ادقا لنحن ش‪++‬ر من‬
‫الحمير‪ .‬فسمعه عم‪++‬ير بن س‪++‬عد فق‪++‬ال‪ :‬وهللا ي‪++‬ا جالس إن‪++‬ك ألحب الن‪++‬اس إلي‬
‫وأحسنهم عندي أشرا وأعزهم علي أن يدخل عليه ش‪++‬يء يكره‪++‬ه‪ ،‬ولق‪++‬د قلت‬
‫مقالة لئن ذكرتها لتفضحنك ولئن سكت عنها لتهلك‪++‬ني‪ ،‬وألح‪++‬دهما أش‪++‬د علي‬
‫من األخرى‪ .‬فمشى إلى رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ف‪++‬ذكر ل‪++‬ه م‪++‬ا ق‪++‬ال‪،‬‬
‫فأتى الجالس فجع‪+‬ل يحل‪+‬ف باهلل م‪+‬ا ق‪+‬ال‪ ،‬ولق‪+‬د ك‪+‬ذب على عم‪+‬ير ف‪+‬أنزل هللا‬
‫{يحلفون باهلل ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر} اآلية"‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ح‪+++‬اتم عن ابن عب‪+++‬اس ق‪+++‬ال "ك‪+++‬ان الجالس بن س‪+++‬ويد بن‬
‫الصامت ممن تخلف عن رسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم في غ‪+‬زوة تب‪+‬وك‪،‬‬
‫وقال‪ :‬لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمير‪ .‬فرفع عمير بن س‪+‬عد‬
‫مقالته إلى رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪ ،‬فحل‪+‬ف الجالس باهلل لق‪+‬د ك‪+‬ذب‬
‫علي وما قلت‪ .‬فأنزل هللا {يحلفون باهلل ما ق‪++‬الوا} اآلي‪++‬ة‪ .‬فزعم‪++‬وا أن‪++‬ه ت‪++‬اب‪،‬‬
‫وحسنت توبته"‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه وال‪+‬بيهقي في ال‪+‬دالئل عن‬
‫أنس بن مالك رضي هللا عنه قال "سمع زي‪++‬د بن أرقم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه رجال‬
‫من المنافقين يق‪++‬ول ‪ -‬والن‪+‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم يخطب ‪ : -‬إن ك‪+‬ان ه‪++‬ذا‬
‫صادقا لنحن شر من الحمير‪ .‬فقال زيد رضي هللا عن‪+‬ه‪ :‬ه‪++‬و ‪ -‬وهللا ‪ -‬ص‪++‬ادق‬
‫وألنت أشر من الحمار‪ ،‬فرف‪++‬ع ذل‪++‬ك إلى الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فجح‪++‬د‬
‫القائل‪ ،‬فأنزل هللا {يحلفون باهلل ما قالوا‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬فك‪++‬انت اآلي‪++‬ة في تص‪++‬ديق‬
‫زيد"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر والط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنه قال "ك‪++‬ان رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم جالس‪++‬ا في ظ‪++‬ل‬
‫شجرة فق‪++‬ال‪ :‬إن‪++‬ه س‪++‬يأتيكم إنس‪++‬ان ينظ‪++‬ر إليكم بعي‪++‬ني ش‪++‬يطان‪ ،‬ف‪++‬إذا ج‪++‬اء فال‬
‫تكلموه‪ ،‬فلم يلبثوا إال أن طلع رجل أزرق‪ ،‬فدعاه رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم فقال‪ :‬عالم تشتمني أنت وأصحابك؟ ف‪++‬انطلق الرج‪++‬ل فج‪++‬اء بأص‪++‬حابه‪،‬‬
‫فحلفوا باهلل ما قالوا حتى تجاوز عنهم‪ ،‬وأنزل هللا {يحلفون باهلل ما ق‪++‬الوا‪}...‬‬
‫اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‬
‫"ذك‪++‬ر لن‪++‬ا أن رجلين اقتتال‪ ،‬أح‪++‬دهما من جهين‪++‬ة واآلخ‪++‬ر من غف‪++‬ار‪ ،‬وك‪++‬انت‬
‫جهينة حلفاء األنص‪++‬ار‪ ،‬فظه‪++‬ر الغف‪++‬اري على الجه‪++‬ني فق‪++‬ال عب‪++‬د هللا بن أبي‬
‫لألوس‪ :‬انصروا أخاكم‪ ،‬وهللا ما مثلنا ومثل محمد إال كما ق‪++‬ال القائ‪++‬ل‪ :‬س‪++‬من‬
‫كلبك يأكلك‪ .‬وهللا لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن األع‪++‬ز منه‪++‬ا األذل‪ .‬فس‪++‬عى‬
‫بها رجل من المس‪++‬لمين إلى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬فأرس‪++‬ل إلي‪++‬ه‬
‫فسأله فجعل يحلف باهلل ما قاله‪ ،‬فأنزل هللا {يحلفون باهلل ما ق‪++‬الوا ولق‪++‬د ق‪++‬الوا‬
‫كلمة الكفر‪ }...‬اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي هللا عنه في قوله {يحلف‪++‬ون باهلل م‪++‬ا ق‪++‬الوا‬
‫ولقد قالوا كلمة الكفر} قال‪ :‬نزلت في عبد هللا بن أبي بن سلول‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ع‪++‬روة أن‬
‫رجال من األنصار يقال الجالس بن سويد قال ليلة في غزوة تب‪++‬وك"وهللا لئن‬
‫كان ما يقول محمد حقا لنحن شر من الحمير‪ .‬فسمعه غالم يقال له عم‪++‬ير بن‬
‫سعد وكان ربيبه فقال له‪ :‬أي عم‪ ،‬تب إلى هللا‪ .‬وجاء الغالم إلى الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فأخبره‪ ،‬فأرسل النبي صلى هللا عليه وسلم إلي‪++‬ه فجع‪++‬ل يحل‪++‬ف‬
‫ويقول‪ :‬وهللا ما قلت يا رس‪++‬ول هللا‪ .‬فق‪++‬ال الغالم‪ :‬بلى‪ ،‬وهللا لق‪++‬د قلت‪++‬ه فتب إلى‬
‫هللا‪ ،‬ولوال أن ينزل القرآن فيجعلني مع‪++‬ك م‪++‬ا قلت‪++‬ه‪ ،‬فج‪++‬اء ال‪++‬وحي إلى الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم فسكتوا فال يتحركون إذا نزل ال‪++‬وحي‪ ،‬فرف‪++‬ع عن الن‪++‬بي‬
‫فقال {يحلفون باهلل ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر} إلى قوله {فإن يتوبوا ي‪++‬ك‬
‫خيرا لهم} فقال‪ :‬قد قلته وقد ع‪++‬رض هللا علي التوب‪++‬ة فأن‪++‬ا أت‪++‬وب‪ ،‬فقب‪++‬ل ذل‪++‬ك‬
‫منه‪ ،‬وقتل له قتيل في اإلسالم فوداه رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم فأعط‪+‬اه‬
‫ديته فاستغنى بذلك وكان هم أن يلحق بالمشركين‪ ،‬وقال النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم للغالم‪ :‬وعت أذنك"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن ابن سيرين رضي هللا عنه قال‪ :‬لما نزل القرآن أخذ‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم بأذن عم‪++‬ير فق‪++‬ال "وعت أذن‪++‬ك ي‪++‬ا غالم وص‪++‬دقك‬
‫ربك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن س‪++‬يرين رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رجل من المنافقين‪ :‬لئن كان محمد صادقا فيما يق‪++‬ول لنحن ش‪++‬ر من الحم‪++‬ير‪.‬‬
‫فقال له زي‪++‬د بن أرقم رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪ :‬إن محم‪++‬دا لص‪++‬ادق وألنت ش‪++‬ر من‬
‫الحمار‪ .‬فكان فيما بينهما ذل‪++‬ك كالم‪ ،‬فلم‪++‬ا ق‪++‬دموا على الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم فأخبره‪ ،‬فأتاه اآلخر فحلف باهلل ما قال‪ ،‬فنزلت {يحلف‪++‬ون باهلل م‪++‬ا ق‪++‬الوا‬
‫ولق‪++‬د ق‪++‬الوا كلم‪++‬ة الكف‪++‬ر} فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم لزي‪++‬د بن‬
‫أرقم"وعت أذنك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫في اآلية قال‪ :‬قال أحدهم‪ :‬إن كان ما يقول محمد حقا لنحن ش‪++‬ر من الحم‪++‬ير‪.‬‬
‫فق‪++‬ال رج‪++‬ل من المؤم‪++‬نين‪ :‬فوهللا إن م‪++‬ا يق‪++‬ول محم‪++‬د لح‪++‬ق‪ ،‬وألنت ش‪++‬ر من‬
‫الحمار‪ .‬فهم بقتله المنافق‪ ،‬فذلك همهم بما لم ينالوا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{يحلفون باهلل ما قالوا} قال "هم الذين أرادوا أن يدفعوا النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم ليلة العقبة‪ ،‬وكانوا قد أجمعوا أن يقتلوا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫وهم معه في بعض أسفاره‪ ،‬فجعلوا يلتمسون غرته حتى أخذ في عقبة‪ ،‬فتقدم‬
‫بعضهم وتأخر بعضهم وذلك ليال قالوا‪ :‬إذا أخذ في العقبة دفعناه عن راحلت‪++‬ه‬
‫في الوادي‪ ،‬فسمع حذيفة رضي هللا عنه وه‪++‬و يس‪++‬وق الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم وكان قائده تلك الليلة عمار‪ ،‬وسائقه حذيفة بن اليمان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪،‬‬
‫فسمع حذيفة أخفاف اإلبل‪ ،‬فالتفت فإذا هو بقوم متلثمين‪ :‬فقال‪ :‬إليكم إليكم ي‪++‬ا‬
‫أعداء هللا فأمسكوا‪ .‬ومضى النبي صلى هللا عليه وسلم حتى نزل منزله الذي‬
‫أراد‪ ،‬فلما أصبح أرسل إليهم كلهم فقال‪ :‬أردتم كذا وكذا؟ فحلفوا باهلل ما قالوا‬
‫وال أرادوا الذي سألهم عنه‪ ،‬فذلك قوله {يحلفون باهلل ما قالوا ولقد قالوا كلمة‬
‫الكفر} اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪+‬ه {وهم‪+‬وا بم‪+‬ا لم ين‪+‬الوا} ق‪+‬ال‪ :‬هم رج‪+‬ل يق‪+‬ال ل‪+‬ه‬
‫األسود بقتل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل عن عروة رضي هللا عنه قال "رج‪++‬ع رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬افال من تب‪++‬وك إلى المدين‪++‬ة‪ ،‬ح‪++‬تى إذا ك‪++‬ان ببعض‬
‫الطري‪++‬ق مك‪++‬ر برس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم من أص‪++‬حابه فت‪++‬آمروا أن‬
‫يطرحوه من عقبة في الطريق‪ ،‬فلم‪++‬ا بلغ‪++‬وا العقب‪++‬ة أرادوا أن يس‪++‬لكوها مع‪++‬ه‪،‬‬
‫فلما غشيهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أخبر خبرهم فقال‪ :‬من شاء منكم‬
‫أن يأخذ بطن الوادي فإنه أوسع لكم‪ ،‬وأخذ رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫العقبة‪ ،‬وأخذ الناس ببطن الوادي إال النفر الذين مكروا برسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم لما سمعوا ذل‪++‬ك اس‪++‬تعدوا وتلثم‪++‬وا وق‪++‬د هم‪++‬وا ب‪++‬أمر عظيم‪ ،‬وأم‪++‬ر‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حذيفة بن اليمان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه وعم‪++‬ار بن‬
‫ياسر رضي هللا عنه فمش‪+‬يا مع‪+‬ه ش‪+‬يئا‪ ،‬ف‪+‬أمر عم‪+‬ار أن يأخ‪+‬ذ بزم‪+‬ام الناق‪+‬ة‪،‬‬
‫وأمر حذيفة بسوقها‪.‬‬
‫فبينم‪++‬ا هم يس‪++‬يرون إذ س‪++‬معوا وك‪++‬رة الق‪++‬وم من ورائهم ق‪++‬د غش‪++‬وه‪ ،‬فغض‪++‬ب‬
‫رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وأم‪++‬ر حذيف‪++‬ة أن ي‪++‬ردهم‪ ،‬وأبص‪++‬ر حذيف‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنه غضب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فرج‪++‬ع ومع‪++‬ه محجن‪،‬‬
‫فاس‪++‬تقبل وج‪++‬وه رواحلهم فض‪++‬ربها ض‪++‬ربا ب‪++‬المحجن‪ ،‬وأبص‪++‬ر الق‪++‬وم وهم‬
‫متلثمون ال يشعرون إنما ذلك فعل المسافر‪ ،‬فرعبهم هللا حين أبصروا حذيفة‬
‫رضي هللا عنه وظن‪++‬وا أن مك‪++‬رهم ق‪++‬د ظه‪++‬ر علي‪++‬ه‪ ،‬فأس‪++‬رعوا ح‪++‬تى خ‪++‬الطوا‬
‫الناس وأقبل حذيف‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ح‪++‬تى أدرك رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪+‬لم‪ ،‬فلم‪+‬ا أدرك‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬اض‪++‬رب الراحل‪++‬ة ي‪+‬ا حذيف‪++‬ة وامش أنت ي‪+‬ا عم‪+‬ار‪،‬‬
‫فأسرعوا حتى استووا بأعاله‪++‬ا‪ ،‬فخرج‪++‬وا من العقب‪++‬ة يتنظ‪++‬رون الن‪++‬اس فق‪++‬ال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم لحذيفة‪ :‬هل ع‪++‬رفت ي‪++‬ا حذيف‪++‬ة من ه‪++‬ؤالء الره‪++‬ط‬
‫أح‪++‬دا؟ ق‪++‬ال حذيف‪++‬ة‪ :‬ع‪++‬رفت راحل‪++‬ة فالن وفالن‪ ،‬وق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت ظلم‪++‬ة اللي‪++‬ل‬
‫وغشيتهم وهم متلثمون‪ .‬فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ه‪++‬ل علمتم م‪++‬ا ك‪++‬ان‬
‫شأنهم وما أرادوا؟ قالوا‪ :‬ال وهللا يا رسول هللا‪ !...‬قال‪ :‬فإنهم مكروا ليس‪++‬يروا‬
‫معي حتى إذا طلعت في العقبة طرحوني منها‪ .‬قالوا‪ :‬أفال تأمر بهم يا رسول‬
‫هللا فنضرب أعناقهم؟ قال‪ :‬أكره أن يتحدث الناس ويقول‪+‬وا‪ :‬إن محم‪+‬د وض‪+‬ع‬
‫يده في أصحابه فسماهم لهما‪ ،‬وقال‪ :‬أكتماهم"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل عن ابن إسحق نحوه وزاد بعد قوله لحذيفة "ه‪++‬ل‬
‫عرفت من القوم أحدا" فقال‪ :‬ال‪ .‬فقال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "إن‬
‫هللا قد أخبرني بأسمائهم وأسماء آبائهم وسأخبرك بهم إن ش‪++‬اء هللا عن‪++‬د وج‪++‬ه‬
‫الصبح‪ ،‬فلما أصبح سماهم به‪ :‬عب‪++‬د هللا بن أبي س‪++‬عد‪ ،‬وس‪++‬عد بن أبي س‪++‬رح‪،‬‬
‫وأبا حاصر األعرابي‪ ،‬وعامرا‪ ،‬وأبا عامر‪ ،‬والجالس بن سويد بن صامت‪،‬‬
‫ومجمع بن حارثة‪ ،‬ومليحا ال‪++‬تيمي‪ ،‬وحص‪++‬ين بن نم‪++‬ير‪ ،‬وطعم‪++‬ة بن أب‪++‬يرق‪،‬‬
‫وعبد هللا بن عيينة‪ ،‬ومرة بن ربيع‪ .‬فهم اثنا عشر رجال حاربوا هللا ورس‪++‬وله‬
‫وأرادوا قتله‪ ،‬فأطلع هللا نبيه صلى هللا عليه وسلم على ذلك‪ ،‬وذلك قول‪++‬ه ع‪++‬ز‬
‫وج‪++‬ل {وهم‪++‬وا بم‪++‬ا لم ين‪++‬الوا} وك‪++‬ان أب‪++‬و ع‪++‬امر رأس‪++‬هم‪ ،‬ول‪++‬ه بن‪++‬وا مس‪++‬جد‬
‫الضرار وهو أبو حنظلة غسيل المالئكة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن نافع بن جبير بن مطعم قال‪ :‬لم يخبر رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم بأسماء المنافقين الذين تحسوه ليلة العقب‪++‬ة بتب‪++‬وك غ‪++‬ير حذيف‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنه‪ ،‬وهم اثنا عشر رجال ليس فيهم قرش‪++‬ي‪ ،‬وكلهم من األنص‪++‬ار‬
‫ومن حلفائهم‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل عن حذيفة بن اليم‪++‬ان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬كنت‬
‫آخذا بخطام ناقة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم اقود به وعمار يسوقه أو أنا‬
‫أسوقه وعم‪+‬ار يق‪++‬وده‪ ،‬ح‪++‬تى إذا كن‪+‬ا بالعقب‪+‬ة ف‪++‬إذا أن‪+‬ا ب‪+‬اثني عش‪+‬ر راكب‪+‬ا ق‪++‬د‬
‫اعترضوا فيها ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬أنبهت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فص‪++‬رخ بهم‬
‫فولوا مدبرين‪ ،‬فقال لنا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"هل عرفتم القوم؟ قلنا‬
‫ال يا رسول هللا كانوا متلثمين ولكنا قد عرفنا الركاب‪ .‬قال‪ :‬هؤالء المن‪++‬افقون‬
‫إلى ي‪++‬وم القيام‪++‬ة‪ .‬ه‪++‬ل ت‪++‬درون م‪++‬ا أرادوا؟ قلن‪++‬ا‪ :‬ال‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬أرادوا أن يزحم‪++‬وا‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في العقبة فيلقوه منها‪ .‬قلنا ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬أال‬
‫تبعث إلى عشائرهم حتى يبعث إليك كل قوم ب‪+‬رأس ص‪+‬احبهم؟ ق‪+‬ال‪ :‬ال‪ ،‬إني‬
‫أكره أن تحدث العرب بينه‪+‬ا‪ :‬أن محم‪+‬دا قات‪+‬ل بق‪+‬وم ح‪+‬تى إذا أظه‪+‬ره هللا بهم‬
‫أقب‪++‬ل عليهم يقتلهم‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪ :‬اللهم ارمهم بالدبيل‪++‬ة‪ .‬قلن‪++‬ا ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬وم‪++‬ا‬
‫الدبيلة؟ قال‪ :‬شهاب من نار يوضع على نياط قلب أحدهم فيهلك"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وهموا بما لم ينالوا} قال‪ :‬أرادوا أن يتوجوا عب‪++‬د هللا بن أبي وإن لم ي‪++‬رض‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن أبي ص‪++‬الح {وهم‪++‬وا بم‪++‬ا لم ين‪++‬الوا} ق‪++‬ال‪ :‬هم‪++‬وا أن‬
‫يتوجوا عبد هللا بن أبي بتاج‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق وس‪+‬عيد بن منص‪+‬ور وابن أبي ش‪+‬يبة وابن جري‪+‬ر وابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن عكرمة رضي هللا عن‪++‬ه‪.‬‬
‫أن مولى لبني عدي بن كعب قتل رجال من األنصار‪ ،‬فقضى النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم بالدية اثني عشر ألفا‪ ،‬وفيه ن‪++‬زلت {وم‪++‬ا نقم‪++‬وا إال أن أغن‪++‬اهم هللا‬
‫ورسوله من فضله}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن ماج‪++‬ة وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‬
‫والبيهقي في سننه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قتل رجل على عه‪++‬د‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم فجعل ديته اثني عشر ألفا‪ ،‬وذلك قوله {وما نقموا‬
‫إال أن أغناهم هللا ورسوله من فضله} قال‪ :‬بأخذهم الدية‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم عن قت‪+‬ادة في قول‪+‬ه {وم‪+‬ا‬
‫نقموا إال أن أغناهم هللا ورسوله من فضله} قال‪ :‬كانت له دية قد غلب عليها‬
‫فأخرجها له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عروة قال‪ :‬كان جالس يحمل حمالة أو ك‪++‬ان عاي‪++‬ه‬
‫دين فأدى عنه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فذلك قوله {وما نقم‪++‬وا إال أن‬
‫أغناهم هللا ورسوله من فضله}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال‪ :‬ثم دعاهم إلى التوبة فقال {ف‪++‬إن يتوب‪++‬وا‬
‫ي‪+‬ك خ‪+‬يرا لهم وإن يتول‪+‬وا يع‪+‬ذبهم هللا ع‪+‬ذابا أليم‪+‬ا في ال‪+‬دنيا واآلخ‪+‬رة} فأم‪+‬ا‬
‫عذاب الدنيا فالقتل‪ ،‬وأما عذاب اآلخرة فالنار‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن "أن رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬إن‬
‫قوما قد هموا بهم سوءا وأرادوا أمرا فليقوموا فليس‪++‬تغفروا فلم يقم أح‪++‬د ثالث‬
‫مرار‪ ،‬فقال‪ :‬قم يا فالن قم يا فالن‪ .‬فقالوا‪ :‬نستغفر هللا تعالى‪ .‬فقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬وهللا ألنا دعوتكم إلى التوبة وهللا أس‪++‬رع إليكم به‪++‬ا وأن‪++‬ا‬
‫أطيب لكم نفسا باالستغفار أخرجوا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال‪ :‬ق‪++‬ال لي ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪:‬‬
‫احفظ عني كل شيء في القرآن {وم‪++‬ا لهم في األرض من ولي وال نص‪++‬ير}‬
‫فهي للمشركين‪ ،‬فأما المؤمنون فما أكثر شفعاءهم وأنصارهم‪.‬‬
‫@ اآليات ‪78 - 75‬‬
‫أخرج الحسن بن سفيان وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ والعس‪++‬كري‬
‫في األمثال والطبراني وابن منده والباوردي وأبو نعيم في معرف‪++‬ة الص‪++‬حابة‬
‫وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل وابن عس‪++‬اكر عن أبي أمام‪++‬ة الب‪++‬اهلي‬
‫رضي هللا عنه ق‪++‬ال "ج‪++‬اء ثعلب‪++‬ة بن ح‪++‬اطب إلى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول هللا ادع هللا أن يرزقني ماال‪ .‬قال‪ :‬ويحك يا ثعلبة‪ !...‬أما‬
‫ترضى أن تكون مثلي؟ فلو شئت أن يس‪++‬ير ربي ه‪++‬ذه الجب‪++‬ال معي لس‪++‬ارت‪.‬‬
‫قال‪ :‬يا رسول هللا ادع هللا أن يرزقني ماال‪ ،‬فوالذي بعثك بالحق إن آت‪++‬اني هللا‬
‫ماال ألعطين كل ذي حق حقه‪ .‬قال‪ :‬ويح‪++‬ك ي‪++‬ا ثعلب‪++‬ة‪ !...‬قلي‪++‬ل تطي‪++‬ق ش‪++‬كره‬
‫خ‪++‬ير من كث‪++‬ير ال تطي‪++‬ق ش‪++‬كره‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬ادع هللا تع‪++‬الى‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬اللهم ارزقه ماال‪.‬‬
‫فاتجر واشترى غنما فبورك له فيها ونمت كما ينمو ال‪++‬دود ح‪++‬تى ض‪++‬اقت ب‪++‬ه‬
‫المدينة فتنحى بها ‪ -‬فكان يشهد الصالة بالنهار مع رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم وال يشهدها بالليل‪ ،‬ثم نمت كما ينمو ال‪++‬دود فتنحى به‪++‬ا‪ ،‬فك‪++‬ان ال يش‪++‬هد‬
‫الصالة بالنهار وال بالليل إال من جمعة إلى جمع‪++‬ة م‪++‬ع رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬ثم نمت كما ينمو الدود فضاق به مكانه فتنحى به‪ ،‬فكان ال يشهد‬
‫جمعة وال جنازة مع رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬فجع‪++‬ل يتلقى الركب‪++‬ان‬
‫ويسألهم عن األخب‪+‬ار‪ .‬وفق‪++‬ده رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم فس‪+‬أل عن‪+‬ه؟‬
‫فأخبروه أن اش‪++‬ترى غنم‪++‬ا‪ ،‬وأن المدين‪++‬ة ض‪++‬اقت ب‪++‬ه وأخ‪++‬بروه بخ‪++‬بره‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ويح ثعلبة بن حاطب‪!...‬‬
‫ثم إن هللا تعالى أمر رس‪+‬وله أن يأخ‪+‬ذ الص‪+‬دقات‪ ،‬وأن‪+‬زل هللا تع‪+‬الى (خ‪+‬ذ من‬
‫أموالهم صدقة) (التوبة اآلية ‪ .)103‬فبعث رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫رجلين‪ ،‬رجال من جهينة ورجال من بني سلمة يأخذان الصدقات‪ ،‬فكتب لهما‬
‫أسنان اإلبل والغنم كيف يأخذانها على وجهها‪ ،‬وأمرهما أن يمرا على ثعلب‪++‬ة‬
‫بن حاطب وبرجل من بني سليم‪ ،‬فخرجا فمرا بثعلبة فس‪++‬أاله الص‪++‬دقة‪ .‬فق‪++‬ال‪:‬‬
‫أرياني كتابكما‪ ،‬فنظر فيه فقال‪ :‬ما هذا إال جزية‪ ،‬انطلقا حتى تفرغ‪++‬ا ثم م‪++‬را‬
‫بي‪ .‬قال‪ :‬فانطلقا وسمع بهما السليمي فاستقبلهما بخيار إبله فقاال‪ :‬إنم‪++‬ا علي‪++‬ك‬
‫دون هذا‪ .‬فقال‪ :‬ما كنت أتقرب إلى هللا إال بخير مالي! فقباله‪ ،‬فلما فرغا مرا‬
‫بثعلبة فقال‪ :‬أرياني كتابكما‪ .‬فنظر فيه فقال‪ :‬م‪+‬ا ه‪+‬ذا إال جزي‪+‬ة‪ .‬انطلق‪+‬ا ح‪+‬تى‬
‫أرى رأيي‪ .‬فانطلقا حتى قدما المدينة‪ ،‬فلما رآهما رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قال قبل أن يكلمهم‪++‬ا‪ :‬ويح ثعلب‪++‬ة بن ح‪++‬اطب‪ .‬ودع‪++‬ا للس‪++‬ليمي بالبرك‪++‬ة‪،‬‬
‫وأنزل هللا {ومنهم من عاهد هللا لئن آتانا من فضله لنصدقن} الثالث آيات‪.‬‬
‫قال‪ :‬فسمع بعض من أقارب ثعلبة فأتى ثعلبة فقال‪ :‬ويحك يا ثعلب‪++‬ة‪ !...‬أن‪++‬زل‬
‫هللا فيك كذا وكذا‪ .‬قال‪ :‬فقدم ثعلبة على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فق‪++‬ال‪:‬‬
‫يا رسول هللا هذه صدقة مالي‪ .‬فقال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬إن هللا‬
‫تعالى قد منعني أن أقبل منك‪ .‬قال‪ :‬فجع‪++‬ل يبكي ويح‪++‬ثي ال‪++‬تراب على رأس‪++‬ه‬
‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬هذا عملك بنفس‪++‬ك أمرت‪++‬ك فلم تطع‪++‬ني‪.‬‬
‫فلم يقبل منه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حتى مضى‪.‬‬
‫ثم أتى أبا بكر فقال‪ :‬يا أبا بكر اقب‪++‬ل م‪++‬ني ص‪++‬دقتي‪ ،‬فق‪++‬د ع‪++‬رفت منزل‪++‬تي من‬
‫األنصار‪ .‬فقال أبو بكر‪ :‬لم يقبلها رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم وأقبله‪+‬ا؟!‬
‫فلم يقبلها أبو بكر‪ ،‬ثم ولي عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ ،‬فأتاه فقال‪ :‬يا أبا‬
‫حفص ي‪++‬ا أم‪++‬ير المؤم‪++‬نين اقب‪++‬ل م‪++‬ني ص‪++‬دقتي‪ .‬وتوس‪++‬ل إلي‪++‬ه بالمه‪++‬اجرين‬
‫واألنصار وأزواج النبي صلى هللا عليه وسلم‪ .‬فق‪++‬ال عم‪++‬ر‪ :‬لم يقبله‪++‬ا رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وال أب‪++‬و بك‪++‬ر أقبله‪++‬ا أن‪++‬ا؟! ف‪++‬أبى أن يقبله‪++‬ا‪ ،‬ثم ولي‬
‫عثمان فهلك في خالفة عثمان‪ ،‬وفي‪++‬ه ن‪++‬زلت (ال‪++‬ذين يلم‪++‬زون المط‪++‬وعين من‬
‫المؤمنين في الصدقات) (التوبة اآلية ‪ )79‬قال‪ :‬وذلك في الصدقة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدالئل عن ابن‬
‫عباس في قوله {ومنهم من عاهد هللا لئن آتان‪++‬ا من فض‪++‬له لنص‪++‬دقن ولنك‪++‬ونن‬
‫من الصالحين} وذلك أن رجال كان يقال له ثعلبة من األنص‪++‬ار‪ ،‬أتى مجلس‪++‬ا‬
‫فأشهدهم فقال‪ :‬لئن آتاني هللا من فضله آتيت كل ذي حق حقه وتصدقت من‪++‬ه‬
‫وجعلت منه للقرابة‪ .‬فابتاله هللا فأتاه من فضله‪ .‬ف‪++‬أخلف م‪++‬ا وع‪++‬ده‪ ،‬فأغض‪++‬ب‬
‫هللا بما أخلفه ما وعده نقص هللا شأنه في القرآن‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الشيخ‬
‫وابن مردويه عن عبد هللا بن مسعود قال‪ :‬اعتبروا المنافق بثالث‪ :‬إذا ح‪++‬دث‬
‫كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا عاهد غدر‪ ،‬وذلك بأن هللا تع‪++‬الى يق‪++‬ول {ومنهم‬
‫من عاهد هللا لئن آتانا من فضله لنصدقن} إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن عب‪++‬د هللا بن عم‪++‬ر ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ثالث من كن فيه فهو من‪+‬افق‪ .‬إذا ح‪+‬دث ك‪+‬ذب‪ ،‬وإذا وع‪+‬د أخل‪+‬ف‪ ،‬وإذا ائتمن‬
‫خ‪++‬ان‪ .‬وتال ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {ومنهم من عاه‪++‬د هللا لئن آتان‪++‬ا من فض‪++‬له} إلى آخ‪++‬ر‬
‫اآلية‪.‬‬
‫وأخرج البخاري ومسلم والترمذي والنسائي عن أبي هريرة عن النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم قال "آية المنافق ثالث‪ .‬إذا حدث كذب‪ ،‬وإذا وعد أخلف‪ ،‬وإذا‬
‫ائتمن خان"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ والخ‪++‬رائطي في مك‪++‬ارم األخالق عن محم‪++‬د بن كعب‬
‫القرظي قال‪ :‬س‪++‬معت ب‪++‬الثالث ال‪++‬تي ت‪++‬ذكر في المن‪++‬افق‪ .‬إذا ائتمن خ‪++‬ان‪ ،‬وإذا‬
‫وع‪++‬د أخل‪++‬ف‪ ،‬وإذا ح‪++‬دث ك‪++‬ذب‪ ،‬فالتمس‪++‬تها في الكت‪++‬اب زمان‪++‬ا ط‪++‬ويال ح‪++‬تى‬
‫سقطت عليها بعد حين‪ ،‬وجدنا هللا تعالى يذكر في‪++‬ه {ومنهم من عاه‪++‬د هللا لئن‬
‫آتانا من فضله} إلى قوله {وبما كانوا يكذبون} و (إنا عرض‪++‬نا األمان‪++‬ة على‬
‫الس‪++‬موات واألرض) (األح‪++‬زاب اآلي‪++‬ة ‪ )72‬إلى آخ‪++‬ر اآلي‪++‬ة (وإذا ج‪++‬اءك‬
‫المنافقون) (المنافقون اآلية ‪ )1‬إلى قوله (وهللا يشهد أن المنافقين لكاذبون)‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن أن رجال من األنص‪++‬ار ه‪++‬و ال‪++‬ذي ق‪++‬ال ه‪++‬ذا‪،‬‬
‫فمات ابن عم له فورث منه ماال فبخل به ولم يف هللا بما عاهد عليه‪ ،‬فأعقب‪++‬ه‬
‫ب‪+‬ذلك نفاق‪++‬ا إلى أن يلق‪++‬اه ق‪++‬ال‪ :‬ذل‪++‬ك {بم‪+‬ا أخلف‪++‬وا هللا م‪+‬ا وع‪+‬دوه وبم‪+‬ا ك‪+‬انوا‬
‫يكذبون}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي قالبة قال‪ :‬مثل أص‪++‬حاب األه‪++‬واء مث‪++‬ل المن‪++‬افقين‬
‫كالمهم شتى وجماع أمرهم النفاق‪ ،‬ثم تال {ومنهم من عاهد هللا} (ومنهم من‬
‫يلمزك) (التوبة اآلية ‪( )58‬ومنهم الذين يؤذون النبي) (التوبة اآلية ‪.)61‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله {بما أخلفوا هللا م‪++‬ا وع‪++‬دوه وبم‪++‬ا ك‪++‬انوا‬
‫يكذبون} قال‪" :‬اجتنبوا الك‪+‬ذب فإن‪+‬ه ب‪+‬اب من النف‪+‬اق‪ ،‬وعليكم بالص‪+‬دق فإن‪+‬ه‬
‫باب من اإليمان‪ ،‬وذكر لنا أن نبي هللا صلى هللا عليه وسلم حدث "أن موسى‬
‫عليه الصالة والسالم لما جاء بالتوراة لبني إسرائيل ق‪++‬الت بن‪++‬و إس‪++‬رائيل‪ :‬إن‬
‫الت‪+‬وراة كث‪+‬يرة‪ ،‬وإن‪+‬ا ال نف‪+‬رغ له‪+‬ا فس‪+‬ل لن‪+‬ا جماع‪+‬ا من األم‪+‬ر نحاف‪+‬ظ علي‪+‬ه‬
‫ونتفرغ لمعايشنا‪ .‬قال‪ :‬مهال مهال أي قوم‪ ،‬هذا كتاب هللا وبيان هللا ون‪++‬ور هللا‬
‫وعصمة هللا‪ .‬فردوا عليه مث‪+‬ل مق‪++‬التهم‪ ،‬فع‪+‬ل ذل‪++‬ك ثالث م‪+‬رات فق‪++‬ال ال‪++‬رب‬
‫تب‪++‬ارك وتع‪++‬الى‪ :‬ف‪++‬إني آم‪++‬رهم إن هم ح‪++‬افظوا عليهن دخل‪++‬وا الجن‪++‬ة بهن‪ :‬أن‬
‫يتن‪++‬اهوا إلى قس‪++‬مة م‪++‬واريثهم وال يتظ‪++‬الموا فيه‪++‬ا‪ ،‬وأن ال ي‪++‬دخلوا أبص‪++‬ارهم‬
‫ال‪++‬بيوت ح‪++‬تى ي‪++‬ؤذن لهم‪ ،‬وأن ال يطعم‪++‬وا طعام‪++‬ا ح‪++‬تى يتوض‪++‬أوا كوض‪++‬وء‬
‫الص‪++‬الة‪ .‬فرج‪++‬ع موس‪++‬ى علي‪++‬ه الس‪++‬الم إلى قوم‪++‬ه بهن ففرح‪++‬وا‪ ،‬ورأوا أن‬
‫سيقومون بهن‪ ،‬فوهللا إن لبث الق‪++‬وم إال قليال ح‪++‬تى جنح‪++‬وا ف‪++‬انقطع بهم‪ ،‬فلم‪++‬ا‬
‫حدث نبي هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ه‪+‬ذا عن ب‪+‬ني إس‪+‬رائيل ق‪+‬ال‪ :‬تكفل‪+‬وا لي‬
‫بست أتكفل لكم بالجن‪++‬ة‪ .‬إذا ح‪++‬دثتم فال تك‪++‬ذبوا‪ ،‬وإذا وع‪++‬دتم فال تخلف‪++‬وا‪ ،‬وإذا‬
‫ائتمنتم فال تخونوا‪ ،‬وغضوا أبصاركم‪ ،‬وكفوا أيديكم‪ ،‬وفروجكم‪ .‬ق‪++‬ال قت‪++‬ادة‪:‬‬
‫شداد وهللا إال من عصم هللا"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪79‬‬
‫أخرج البخاري ومسلم وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه‬
‫وأبو نعيم في المعرفة عن ابن مسعود قال‪ :‬لما نزلت آية الصدقة كنا نتحامل‬
‫على ظهورنا‪ ،‬فجاء رجل فتصدق بشيء كثير فقالوا مراء‪ ،‬وجاء أب‪++‬و عقي‪++‬ل‬
‫بنصف صاع فقال المن‪++‬افقون‪ :‬إن هللا لغ‪++‬ني عن ص‪++‬دقة ه‪++‬ذا‪ .‬ف‪++‬نزلت {ال‪++‬ذي‬
‫يلم‪+++‬زون المط‪+++‬وعين من المؤم‪+++‬نين في الص‪+++‬دقات وال‪+++‬ذين ال يج‪+++‬دون إال‬
‫جهدهم‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج البزار وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة قال‪:‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "تصدقوا فإني أريد أن أبعث بعثا‪ ،‬فج‪++‬اء‬
‫عبد الرحمن فقال‪ :‬يا رس‪+‬ول هللا‪ ،‬عن‪+‬دي أربع‪+‬ة آالف‪ ،‬ألفين أقرض‪++‬هما ربي‬
‫وألفين لعيالي‪ .‬فقال‪ :‬بارك هللا ل‪++‬ك فيم‪++‬ا أعطيت‪ ،‬وب‪++‬ارك ل‪++‬ك فيم‪++‬ا أمس‪++‬كت‪،‬‬
‫وجاء رجل من األنصار فقال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬إني بت أج‪++‬ر الحري‪++‬ر فأص‪++‬بت‬
‫صاعين من تم‪++‬ر‪ ،‬فص‪++‬اعا أقرض‪++‬ه ربي وص‪++‬اعا لعي‪++‬الي‪ ،‬فلم‪++‬زه المن‪++‬افقون‬
‫قالوا‪ :‬وهللا ما أعطى ابن عوف الذي أعطى إال ري‪++‬اء‪ .‬وق‪++‬الوا‪ :‬أو لم يكن هللا‬
‫ورس‪++‬وله غن‪++‬يين عن ص‪++‬اع ه‪++‬ذا؟ ف‪++‬أنزل هللا {ال‪++‬ذين يلم‪++‬زون المط‪++‬وعين}‬
‫اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري ق‪++‬ال "أم‪++‬ر رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم بالص‪++‬دقة‪ ،‬فج‪++‬اء عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن ع‪++‬وف بص‪++‬دقته‪ ،‬وج‪++‬اء‬
‫المطوعون من المؤمنين‪ ،‬وجاء أبو عقي‪++‬ل بص‪++‬اع فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬بت‬
‫أجر الحرير فأصبت صاعين من تمر‪ ،‬فجئتك بأحدهما وتركت اآلخر ألهلي‬
‫قوتهم فقال المنافقون‪ :‬ما جاء عبد ال‪++‬رحمن وأولئ‪+‬ك إال ري‪+‬اء‪ ،‬وإن هللا لغ‪+‬ني‬
‫عن صدقة أبي عقيل‪ ،‬فأنزل هللا {الذين يلمزون المطوعين} اآلية"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم والبغ‪++‬وي في معجم‪++‬ه‬
‫والطبراني وأبو الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه وأب‪+‬و نعيم في المعرف‪+‬ة عن أبي عقي‪+‬ل‬
‫قال "بت أجر الحرير على ظهري على صاعين من تمر‪ ،‬ف‪++‬انقلبت بإح‪++‬دهما‬
‫إلى أهلي يتبلغون ب‪++‬ه‪ ،‬وجئت ب‪++‬اآلخر إلى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫أتقرب به إلى ربي‪ ،‬فأخبرته بالذي كان فقال‪ :‬انثره في المسجد‪ .‬فسخر القوم‬
‫وقالوا‪ :‬لقد كان هللا غنيا عن صاع هذا المسكين؟ ف‪++‬أنزل هللا {ال‪++‬ذين يلم‪++‬زون‬
‫المطوعين من المؤمنين‪ }...‬اآليتين"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫في قوله {الذي يلم‪++‬زون المط‪++‬وعين‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ج‪++‬اء عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن‬
‫ع‪++‬وف ب‪++‬أربعين أوقي‪++‬ة إلى الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬وج‪++‬اء رج‪++‬ل من‬
‫األنصار بصاع من طعام فقال بعض المن‪++‬افقين‪ :‬وهللا م‪++‬ا ج‪++‬اء عب‪++‬د ال‪++‬رحمن‬
‫بما جاء به إال رياء‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن كان هللا ورسوله لغنيين عن هذا الصاع‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عبد الرحمن بن عبد هللا بن كعب بن مالك قال‪ :‬ال‪++‬ذي‬
‫تصدق بصاع التمر فلمزه المنافقون‪ :‬أبو خيثمة األنصاري‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج البغ‪+‬وي في معجم‪+‬ه وابن ق‪+‬انع وابن مردوي‪+‬ه عن س‪+‬عيد بن عثم‪+‬ان‬
‫البلوي عن جدته ليلى بن عدي‪ .‬أن أمها عميرة بنت سهل بن راف‪++‬ع ص‪++‬احب‬
‫الصاعين الذي لمزه المن‪++‬افقون‪ ،‬أخبرته‪++‬ا أن‪++‬ه خ‪++‬رج بص‪++‬اع من تم‪++‬ر وابنت‪++‬ه‬
‫عميرة حتى أتى النبي صلى هللا عليه وسلم بصاع من تمر فصبه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن عس‪++‬اكر عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {ال‪++‬ذي يلم‪++‬زون‬
‫المطوعين من المؤمنين في الصدقات} قال‪ :‬تصدق عبد ال‪++‬رحمن بن ع‪++‬وف‬
‫بشطر ماله ثماني‪++‬ة آالف دين‪++‬ار‪ ،‬فق‪++‬ال ن‪++‬اس من المن‪++‬افقين‪ :‬إن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن‬
‫لعظيم الرياء‪ .‬فقال هللا عز وجل {الذي يلمزون المطوعين من المؤم‪++‬نين في‬
‫الصدقات} وكان لرجل من األنصار صاعان من تمر‪ ،‬فج‪++‬اء بأح‪++‬دهما فق‪++‬ال‬
‫ناس من المنافقين‪ :‬إن كان هللا عن صاع هذا لغني! وكان المنافقون يطعنون‬
‫عليهم ويس‪++‬خرون منهم فق‪++‬ال هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل {وال‪++‬ذين ال يج‪++‬دون إال جه‪++‬دهم‬
‫فيسخرون منهم} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في المعرفة عن قتادة قال "أقبل رج‪++‬ل من فق‪++‬راء المس‪++‬لمين‬
‫يق‪++‬ال ل‪++‬ه الحج‪++‬اب أب‪++‬و عقي‪++‬ل ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا ن‪++‬بي هللا بت أج‪++‬ر الحري‪++‬ر الليل‪++‬ة على‬
‫ص‪++‬اعين من تم‪++‬ر‪ ،‬فأم‪++‬ا ص‪++‬اع فأمس‪++‬كته ألهلي وأم‪++‬ا ص‪++‬اع فه‪++‬و ذا‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫المن‪++‬افقون‪ :‬إن ك‪++‬ان هللا ورس‪++‬وله لغن‪++‬يين عن ص‪++‬اع ه‪++‬ذا‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {ال‪++‬ذي‬
‫يلمزون المطوعين من المؤمنين‪ }...‬اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس "أن النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم دع‪++‬ا الن‪++‬اس‬
‫للصدقة‪ ،‬فجاء عبد الرحمن بن عوف بأربعة آالف فقال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ه‪++‬ذه‬
‫صدقة‪ .‬فلمزه بعض القوم فقال‪ :‬ما جاء به‪+‬ذه عب‪+‬د ال‪+‬رحمن إال ري‪+‬اء‪ ،‬وج‪+‬اء‬
‫أبو عقيل بصاع من تمر فقال بعض القوم‪ :‬ما ك‪++‬ان هللا أغ‪++‬نى عن ص‪++‬اع أبي‬
‫عقيل‪ ،‬فنزلت {الذي يلم‪++‬زون المط‪++‬وعين من المؤم‪++‬نين في الص‪++‬دقات} إلى‬
‫قوله {فلن يغفر هللا لهم} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد قال‪ :‬أمر النبي صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم المسلمين أن يجمعوا صدقاتهم‪ ،‬وك‪+‬ان لعب‪+‬د ال‪++‬رحمن بن ع‪+‬وف ثماني‪+‬ة‬
‫آالف دينار‪ ،‬فجاء بأربعة آالف دينار صدقة فق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا م‪++‬ا أفرض‪++‬ه هللا وق‪++‬د‬
‫بقي مثله‪ .‬فقال النبي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم "ب‪+‬ورك ل‪+‬ك فيم‪+‬ا أعطيت وفيم‪+‬ا‬
‫أمسكت‪ ،‬وجاء أبو نهيك رجل من األنصار بصاع تمر نزع عليه ليل‪++‬ه كل‪++‬ه‪،‬‬
‫لما أصبح جاء به إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال رجل من المنافقين‪ :‬إن‬
‫عبد الرحمن بن عوف لعظيم الري‪+‬اء‪ ،‬وق‪+‬ال لآلخ‪+‬ر‪ :‬إن هللا لغ‪+‬ني عن ص‪+‬اع‬
‫هذا‪ .‬فأنزل هللا {الذي يلمزون المطوعين من المؤم‪++‬نين في الص‪++‬دقات} عب‪++‬د‬
‫الرحمن بن عوف {والذين ال يجدون إال جهدهم} صاحب الصاع"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في اآلية قال‪ :‬أص‪++‬اب الن‪++‬اس جه‪++‬د‬
‫عظيم‪ ،‬فأمرهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أن يتصدقوا فقال "أيها الناس‬
‫تصدقوا‪ .‬فجعل أن‪++‬اس يتص‪++‬دقون‪ ،‬فج‪++‬اء عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن ع‪++‬وف بأربعمائ‪++‬ة‬
‫أوقية من ذهب فقال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ك‪++‬ان لي ثمانمائ‪++‬ة أوقي‪++‬ة من ذهب فجئت‬
‫بأربعمائة أوقية‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬اللهم ب‪++‬ارك ل‪++‬ه فيم‪++‬ا‬
‫أعطى وبارك فيما أمسك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال‪ :‬لما كان يوم فطر أخرج عبد الرحمن‬
‫بن ع‪++‬وف م‪++‬اال عظيم‪++‬ا‪ ،‬وأخ‪++‬رج عاص‪++‬م بن ع‪++‬دي ك‪++‬ذلك‪ ،‬وأخ‪++‬رج رج‪++‬ل‬
‫صاعين‪ ،‬وآخر صاعا‪ .‬فقال قائل من الناس‪ :‬إن عبد ال‪++‬رحمن إنم‪++‬ا ج‪++‬اء بم‪++‬ا‬
‫جاء به فخرا وري‪++‬اء‪ ،‬وأم‪++‬ا ص‪++‬احب الص‪++‬اع أو الص‪++‬اعين ف‪++‬إن هللا ورس‪++‬وله‬
‫غني‪++‬ان عن ص‪++‬اع وص‪++‬اع‪ ،‬فس‪++‬خروا بهم ف‪++‬أنزل هللا فيهم ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {ال‪++‬ذي‬
‫يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال‪ :‬أمر رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫المسلمين أن يتصدقوا فقال عمر بن الخطاب رضي هللا عنه‪ :‬إنم‪+‬ا ذل‪++‬ك م‪+‬ال‬
‫وافر فأخذ نصفه‪ .‬قال‪ :‬فجئت أحمل ماال كثيرا‪ .‬فقال له رج‪++‬ل من المن‪++‬افقين‪:‬‬
‫أترائي يا عمر؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬أرائي هللا ورسوله فأم‪++‬ا غيرهم‪++‬ا فال‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬وج‪++‬اء‬
‫رجل من األنصار لم يكن عنده شيء ف‪++‬أجر نفس‪++‬ه بج‪++‬ر الحري‪++‬ر على رقبت‪++‬ه‬
‫بص‪+‬اعين ليلت‪+‬ه‪ ،‬ف‪+‬ترك ص‪+‬اعا لعيال‪+‬ه وج‪+‬اء بص‪+‬اع يحمل‪+‬ه‪ ،‬فق‪+‬ال ل‪+‬ه بعض‬
‫المنافقين‪ :‬إن هللا ورس‪+‬وله عن ص‪++‬اعك لغني‪+‬ان‪ .‬ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه {ال‪++‬ذي يلم‪+‬زون‬
‫المطوعين من المؤمنين في الصدقات}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة {ال‪++‬ذي يلم‪++‬زون المط‪++‬وعين} أي يطعن‪++‬ون على‬
‫المطوعين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله {وال‪++‬ذين ال يج‪++‬دون إال جه‪++‬دهم}‬
‫قال‪ :‬هو رفاعة بن سعد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الشعبي في‬
‫قول‪++‬ه {وال‪++‬ذين ال يج‪++‬دون إال جه‪++‬دهم} ق‪++‬ال‪ :‬الجه‪++‬د في الق‪++‬وت‪ ،‬والجه‪++‬د في‬
‫العمل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سفيان في اآلية قال‪ :‬الجهد جهد اإلنسان‪ ،‬والجه‪++‬د في‬
‫ذات اليد‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن إسحق قال‪ :‬كان ال‪++‬ذي تص‪++‬دق بجه‪+‬ده أب‪+‬و عقي‪+‬ل‬
‫واسمه سهل بن رافع‪ ،‬أتى بصاع من تمر فأفرغها في الص‪++‬دقة‪ ،‬فتض‪++‬احكوا‬
‫به وقالوا‪ :‬إن هللا لغني عن صدقة أبي عقيل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن قال‪ :‬قام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مقام‪++‬ا‬
‫للناس فقال "يا أيها الناس تصدقوا أشهد لكم بها يوم القيام‪++‬ة‪ ،‬أال لع‪++‬ل أح‪++‬دكم‬
‫أن يبيت فصاله راو وابن عمه ط‪++‬او‪ ،‬أال لع‪++‬ل أح‪++‬دكم أن يثم‪++‬ر مال‪++‬ه وج‪++‬اره‬
‫مسكين ال يقدر على شيء‪ ،‬أال رج‪+‬ل منح ناق‪+‬ة من إبل‪+‬ه يغ‪+‬دو برف‪+‬د وي‪+‬روح‬
‫برفد‪ ،‬يغدو بص‪+‬بوح أه‪+‬ل بيت وي‪+‬روح بغب‪+‬وقهم‪ ،‬أال إن أجره‪+‬ا لعظيم‪ .‬فق‪+‬ام‬
‫رجل فقال‪ :‬يا رسول هللا عندي أربعة ذود‪ .‬فقام آخر قصير القامة قبيح السنة‬
‫يقود ناقة له حسناء جميلة فق‪++‬ال رج‪++‬ل من المن‪++‬افقين كلم‪++‬ة خفي‪++‬ة ال ي‪++‬رى أن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم سمعها‪ :‬ناقته خير من‪++‬ه‪ .‬فس‪++‬معها الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم فقال‪ :‬كذبت هو خير منك ومنه‪++‬ا ثم ق‪++‬ام عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن ع‪++‬وف‬
‫فقال‪ :‬يا رس‪++‬ول هللا عن‪++‬دي ثماني‪++‬ة آالف‪ ،‬ت‪++‬ركت أربع‪++‬ة منه‪++‬ا لعي‪++‬الي وجئت‬
‫بأربع‪++‬ة أق‪++‬دمها هلل‪ ،‬فتك‪++‬اثر المن‪++‬افقون م‪++‬ا ج‪++‬اء ب‪++‬ه‪ ،‬ثم ق‪++‬ام عاص‪++‬م بن ع‪++‬دي‬
‫األنص‪++‬اري فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا عن‪++‬دي س‪++‬بعون وس‪++‬قا ج‪++‬ذاذ الع‪++‬ام‪ ،‬فتك‪++‬اثر‬
‫المنافقون ما جاء به وقالوا‪ :‬جاء هذا بأربعة آالف وج‪++‬اء ه‪++‬ذا بس‪++‬بعين وس‪++‬قا‬
‫للرياء والسمعة فهال أخفياها فهال فرقاه‪++‬ا‪ .‬ثم ق‪++‬ام رج‪++‬ل من األنص‪++‬ار اس‪++‬مه‬
‫الحجاب يكنى أبا عقيل فقال‪ :‬يا رسول هللا م‪++‬ا لي من م‪++‬ال غ‪++‬ير أني أج‪++‬رت‬
‫نفسي من بني فالن‪ ،‬أجر الحرير في عنقي على ص‪++‬اعين من تم‪++‬ر‪ ،‬ف‪++‬تركت‬
‫صاعا لعيالي وحئت بص‪+‬اع أقرب‪+‬ه إلى هللا تع‪+‬الى‪ ،‬فلم‪+‬زه المن‪+‬افقون وق‪+‬الوا‪:‬‬
‫جاء أهل اإلبل باإلبل‪ ،‬وجاء أهل الفضة بالفضة‪ ،‬وجاء هذا بتمرات يحملها‪،‬‬
‫فأنزل هللا {الذين يلمزون المطوعين‪ }...‬اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحمد في زوائد الزهد عن أبي الس‪++‬ليل ق‪++‬ال‪ :‬وق‪++‬ف علين‪++‬ا‬
‫شيخ في مجلس‪++‬نا فق‪++‬ال‪ :‬ح‪++‬دثني أبي أو عمي أن‪++‬ه ش‪++‬هد رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم بالبقيع قال "من يتصدق اليوم بصدقة أش‪++‬هد ل‪++‬ه به‪++‬ا عن‪++‬د هللا ي‪++‬وم‬
‫القيامة‪ .‬فجاء رجل ‪ -‬ال وهللا ما البقيع رجل أشد سواد وجه من‪++‬ه‪ ،‬وال أقص‪++‬ر‬
‫قامة‪ ،‬وال أذم في عين منه ‪ -‬بناقة ‪ -‬ال وهللا م‪++‬ا ب‪++‬البقيع ش‪++‬يء أحس‪++‬ن منه‪++‬ا ‪-‬‬
‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ه‪++‬ذه ص‪++‬دقة؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪.‬‬
‫فلمزه رجل فقال‪ :‬يتصدق بها وهللا لهي خير منه‪ .‬فسمع رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم كلمته فقال‪ :‬كذبت بل هو خير من‪++‬ك ومنه‪++‬ا‪ ،‬ك‪++‬ذبت ب‪++‬ل ه‪++‬و خ‪++‬ير‬
‫منك ومنها ثالث مرات‪ ،‬ثم قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أال من ق‪++‬ال‬
‫بيده هكذا وهكذا وقليل ما هم‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫قد أفلح المزهد المجهد‪ ،‬قد أفلح المزهد المجهد"‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود وابن خزيمة والحاكم وصححه عن أبي هريرة‪ .‬أنه قال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا أي الصدقة أفضل؟ قال "جهد المقل‪ ،‬وابدأ بمن تعول"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪80‬‬
‫أخ‪+++‬رج ابن جري‪+++‬ر وابن أبي ح‪+++‬اتم عن ع‪+++‬روة أن عب‪+++‬د هللا بن أبي ق‪+++‬ال‬
‫ألصحابه‪ :‬لوال أنكم تنفقون على محمد وأصحابه ألنفض‪++‬وا من حول‪++‬ه‪ ،‬وه‪++‬و‬
‫القائل (ليخرجن األعز منها األذل) (المنافقون اآلية ‪ )8‬فأنزل هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل‬
‫{استغفر لهم أو ال تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر هللا لهم}‬
‫قال النبي" ألزيدن على السبعين‪ .‬فأنزل هللا (سواء عليهم استغفرت لهم أم لم‬
‫تستغفر لهم لن يغفر هللا لهم) " (المنافقون اآلية ‪.)6‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪++‬ذر عن مجاه‪++‬د ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ن‪++‬زلت‬
‫{إن تستغفر لهم س‪+‬بعين م‪+‬رة فلن يغف‪++‬ر هللا لهم} ق‪++‬ال الن‪+‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم "سأزيد على سبعين‪ ،‬فأنزل هللا في السورة ال‪+‬تي ي‪+‬ذكر فيه‪+‬ا المن‪+‬افقون‬
‫(لن يغفر هللا لهم) (المنافقون اآلية ‪." )6‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس "أن رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لما نزلت هذه اآلية أسمع ربي قد رخص لي فيهم‪ ،‬فوهللا ألستغفرن أكثر من‬
‫س‪++‬بعين م‪++‬رة لع‪++‬ل هللا أن يغف‪++‬ر لهم‪ .‬فق‪++‬ال هللا من ش‪++‬دة غض‪++‬به عليهم (س‪++‬واء‬
‫عليهم استغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغف‪++‬ر هللا لهم إن هللا ال يه‪++‬دي الق‪++‬وم‬
‫الفاسقين) " (المنافقون اآلية ‪." )6‬‬
‫وأخرج أحمد والبخاري والترمذي والنس‪++‬ائي وابن أبي ح‪++‬اتم والنح‪++‬اس وابن‬
‫حبان وابن مردويه وأبو نعيم في الحلي‪++‬ة عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت عم‪++‬ر‬
‫يق‪++‬ول‪ :‬لم‪++‬ا ت‪++‬وفي عب‪++‬د هللا بن أبي‪ ،‬دعي رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫للصالة عليه‪ ،‬فقام عليه فلما وقف قلت أعلى عدو هللا عب‪++‬د هللا بن أبي القائ‪++‬ل‬
‫كذا وكذا‪ ،‬والقائل كذا وكذا؟! أعدد أيامه ورس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫يتبسم‪ ،‬حتى إذا أكثرت قال "يا عمر أخر ع‪++‬ني إني ق‪++‬د خ‪++‬يرت‪ ،‬ق‪++‬د قي‪++‬ل لي‬
‫{استغفر لهم أو ال تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة} فل‪++‬و أعلم أني إن‬
‫زدت على السبعين غفر له لزدت عليها‪ ،‬ثم صلى عليه رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم ومش‪++‬ى مع‪++‬ه ح‪++‬تى ق‪++‬ام على ق‪++‬بره ح‪++‬تى ف‪++‬رغ من‪++‬ه‪ ،‬فعجبت لي‬
‫ولجراءتي على رسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ‪ -‬وهللا رس‪+‬وله أعلم ‪ -‬فوهللا‬
‫ما كان إال يسيرا حتى نزلت هاتان اآليت‪++‬ان (وال تص‪++‬ل على أح‪++‬د منهم م‪++‬ات‬
‫أبدا وال تقم على قبره) (التوبة اآلية ‪ )84‬فما صلى رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم على منافق بعده حتى قبضه هللا عز وجل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي أن عمر بن الخطاب رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لقد أصبت في اإلسالم هفوة ما أصبت مثلها ق‪++‬ط‪ ،‬أراد رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم أن يص‪++‬لي على عب‪++‬د هللا بن أبي‪ ،‬فأخ‪++‬ذت بثوب‪++‬ه فقلت‪ :‬وهللا م‪++‬ا‬
‫أمرك هللا به‪++‬ذا‪ ،‬لق‪++‬د ق‪++‬ال هللا {اس‪++‬تغفر لهم أو ال تس‪++‬تغفر لهم إن تس‪++‬تغفر لهم‬
‫س‪+‬بعين م‪+‬رة فلن يغف‪+‬ر هللا لهم} فق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪ :‬ق‪+‬د‬
‫خيرني ربي فقال {استغفر لهم أو ال تستغفر لهم} فقعد رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم على شفير القبر‪ ،‬فجعل الناس يقولون البنه‪ :‬يا حباب افعل كذا ي‪++‬ا‬
‫حباب افعل كذا‪ :‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "الحب‪++‬اب اس‪++‬م ش‪++‬يطان‬
‫أنت عبد هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قول‪+‬ه {اس‪+‬تغفر لهم‪ }...‬اآلي‪+‬ة‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬ن‪+‬زلت‬
‫في الصالة على المنافقين قال‪ :‬لم‪++‬ا م‪++‬ات عب‪++‬د هللا بن أبي بن س‪++‬لول المن‪++‬افق‬
‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم "لو أعلم إن استغفرت له إحدى وسبعين م‪++‬رة‬
‫غفر له لفعلت فصلى عليه هللا الصالة على المن‪++‬افقين والقي‪++‬ام على قب‪++‬ورهم‪،‬‬
‫ف‪+‬أنزل هللا (وال تص‪+‬ل على أح‪+‬د منهم م‪+‬ات أب‪+‬دا وال تقم على ق‪+‬بره) (التوب‪+‬ة‬
‫اآلية ‪ )84‬ونزلت العزمة في سورة المنافقين (سواء عليهم اس‪++‬تغفرت لهم أم‬
‫لم تستغفر لهم) (المنافقون اآلية ‪ )6‬اآلية‪.‬‬
‫@ اآلية ‪81‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {بمقع‪++‬دهم خالف رس‪++‬ول‬
‫هللا} قال‪ :‬عن غزوة تبوك‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في اآلية ق‪++‬ال‪ :‬يع‪++‬ني المتخلف‪++‬ون ب‪++‬أن قع‪++‬دوا‬
‫خالف رسول هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن جعفر بن محم‪++‬د عن أبي‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت تب‪++‬وك آخ‪++‬ر‬
‫غزوة غزاها رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وهي غ‪++‬زوة الح‪++‬ر‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬ال‬
‫تنفروا في الحر‪ ،‬وهي غزوة العسرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس "أن رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم أمر الناس أن ينبعثوا معه وذل‪++‬ك في الص‪++‬يف‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫رجال‪ :‬يا رسول هللا الحر شديد وال نس‪++‬تطيع الخ‪++‬روج فال تنف‪++‬روا في الح‪++‬ر‪.‬‬
‫فقال هللا {قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون} فأمره بالخروج"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {التنف‪+‬روا في الح‪+‬ر} ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ول‬
‫المنافقين يوم غزا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم تبوك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي وغ‪++‬يره ق‪++‬الوا‪ :‬خ‪++‬رج رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم في حر شديد إلى تبوك‪ ،‬فقال رج‪++‬ل من ب‪++‬ني س‪++‬لمة‪:‬‬
‫ال تنفروا في الحر‪ .‬فأنزل هللا {قل نار جهنم أشد حرا‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬استدار برسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم رجال من المنافقين حين أذن للجد بن قيس ليستأذنوه ويقول‪++‬وا‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا ائذن لن‪++‬ا فإن‪++‬ا ال نس‪++‬تطيع أن ننف‪++‬ر في الح‪++‬ر‪ ،‬ف‪++‬أذن لهم وأع‪++‬رض‬
‫عنهم‪ .‬فأنزل هللا {قل نار جهنم أشد حرا‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫@ اآلية ‪82‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {فليضحكوا قليال وليبكوا كثيرا} قال‪ :‬هم المن‪++‬افقون والكف‪++‬ار‬
‫الذين اتخذوا من دينهم هزوا ولعبا‪ ،‬يق‪++‬ول هللا تع‪++‬الى {فليض‪++‬حكوا قليال} في‬
‫الدنيا {وليبكوا كثيرا} في اآلخرة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه‬
‫{فليضحكوا قليال} قال‪ :‬الدنيا قليل فليضحكوا فيها م‪++‬ا ش‪++‬اؤوا‪ ،‬ف‪++‬إذا انقطعت‬
‫الدنيا وصاروا إلى هللا تعالى استأنفوا بكاء ال ينقطع أبدا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي رزين‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج البخ‪++‬اري والترم‪++‬ذي وابن مردوي‪++‬ه عن أبي هري‪++‬رة "أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليال ولبكيتم كثيرا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أنس قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم "إني‬
‫أرى ما ال ترون وأسمع ما ال تسمعون‪ ،‬أطت السماء وحق له‪++‬ا أن تئ‪++‬ط‪ ،‬م‪++‬ا‬
‫فيها موضع أربع أصابع إال وملك واضع جبهته هلل ساجدا‪ ،‬وهللا ل‪++‬و تعلم‪++‬ون‬
‫م‪++‬ا أعلم لض‪++‬حكتم قليال ولبكيتم كث‪++‬يرا وم‪++‬ا تل‪++‬ذذتم بالنس‪++‬اء على الف‪++‬رش‪،‬‬
‫ولخرجتم إلى الصعدات تجارون إلى هللا‪ ،‬لوددت أني كنت شجرة تعضد"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن ماج‪++‬ة وأب‪++‬و يعلى عن أنس"س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يقول‪ :‬يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا‪ ،‬فإن أهل‬
‫النار يبك‪+‬ون ح‪++‬تى تس‪+‬يل دم‪+‬وعهم في وج‪++‬وههم كأنه‪+‬ا ج‪++‬داول ح‪++‬تى تنقط‪+‬ع‬
‫الدموع فتسيل فتقرح العيون‪ ،‬فلو أن سفنا أرخيت فيها لجرت"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا في صفة النار عن زي‪++‬د بن رفي‪++‬ع رفع‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬إن أه‪++‬ل‬
‫الن‪++‬ار إذا دخل‪++‬وا الن‪++‬ار بك‪++‬وا ال‪++‬دموع زمان‪++‬ا‪ ،‬ثم بك‪++‬وا القيح زمان‪++‬ا فتق‪++‬ول لهم‬
‫الخزنة‪ :‬يا معشر األش‪+‬قياء ت‪+‬ركتم البك‪+‬اء في ال‪+‬دار المرح‪+‬وم فيه‪+‬ا أهله‪+‬ا في‬
‫الدنيا‪ ،‬هل تجدون اليوم من تستغيثون به؟ فيرفعون أصواتهم‪ :‬يا أه‪++‬ل الجن‪++‬ة‬
‫يا معشر اآلباء واألمهات واألوالد خرجن‪++‬ا من القب‪++‬ور عطاش‪++‬ا‪ ،‬وكن‪++‬ا ط‪++‬ول‬
‫الموقف‪ ،‬عطاشا ونحن اليوم عطاشا‪ ،‬فأفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم‬
‫هللا‪ .‬فيدعون أربعين سنة ال يجيبهم‪ ،‬ثم يجيبهم إنكم ماكثون‪ .‬فييأسون من كل‬
‫خير‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحمد في الزهد عن أبي موسى األش‪++‬عري‪.‬‬
‫أنه خطب الناس بالبصرة فقال‪ :‬يا أيها الناس ابكوا فإن لم تبكوا فتباكوا‪ ،‬فإن‬
‫أهل النار يبكون الدموع حتى تنقطع‪ ،‬ثم يبكون الدماء ح‪++‬تى ل‪++‬و أج‪++‬ري فيه‪++‬ا‬
‫السفن لجرت‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د في الزه‪++‬د عن عب‪++‬د هللا بن عم‪++‬ر ق‪++‬ال‪ :‬ل‪++‬و تعلم‪++‬ون م‪++‬ا أعلم‬
‫لض‪+‬حكتم قليال ولبكيتم كث‪+‬يرا‪ ،‬ول‪+‬و تعلم‪+‬ون ح‪+‬ق العلم لص‪+‬رخ أح‪+‬دكم ح‪+‬تى‬
‫ينقطع صوته‪ ،‬ولسجد حتى ينقطع صلبه‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد عن أبي الدرداء قال‪ :‬ل‪++‬و تعلم‪++‬ون م‪++‬ا أعلم لض‪++‬حكتم‬
‫قليال ولبكيتم كثيرا‪ ،‬ولخرجتم تبكون ال تدرون تنجون أو ال تنجون‪.‬‬
‫@ اآلية ‪83‬‬
‫أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {فإن رجع‪++‬ك‬
‫هللا إلى طائفة منهم} قال‪ :‬ذكر لنا أنهم كانوا اثني عشر رجال من المن‪++‬افقين‪،‬‬
‫وفيهم قيل ما قيل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في اآلية يقول‪ :‬أرأيت إن نف‪++‬رت فاس‪++‬تأذنوك‬
‫أن ينفروا معك؟ فقل‪ :‬لن تخرجوا معي أبدا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {فاقع‪++‬دوا م‪++‬ع‬
‫الخالفين} قال‪ :‬هم الرجال الذين تخلفوا عن النفور‪.‬‬
‫@ اآليات ‪85 - 84‬‬
‫أخرج البخاري ومسلم وابن أبي حاتم وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه‬
‫والبيهقي في الدالئل عن ابن عمر قال‪ :‬لم‪+‬ا ت‪+‬وفي عب‪+‬د هللا بن أبي بن س‪+‬لول‬
‫أتى ابنه عبد هللا رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬فس‪++‬أله أن يعطي‪++‬ه قميص‪++‬ه‬
‫ليكفنه فيه‪ .‬فأعطاه‪ ،‬ثم سأله أن يصلي عليه‪ .‬فقام رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬فقام عمر بن الخطاب فأخذ ثوبه فقال‪ :‬يا رسول هللا أتصلي عليه وق‪++‬د‬
‫نهاك هللا أن تصلي على المنافقين؟ فقال "إن ربي خيرني وقال (اس‪++‬تغفر لهم‬
‫أو ال تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر هللا لهم) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة‬
‫‪ )80‬وسأزيد على السبعين فقال‪ :‬إن‪+‬ه من‪+‬افق فص‪+‬لى علي‪+‬ه‪ .‬ف‪+‬أنزل هللا تع‪+‬الى‬
‫{وال تص‪++‬ل على أح‪++‬د منهم م‪++‬ات أب‪++‬دا وال تقم على ق‪++‬بره} ف‪++‬ترك الص‪++‬الة‬
‫عليهم"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وابن مردويه والبيهقي في الدالئل عن ابن عب‪++‬اس أن عب‪++‬د‬
‫هللا بن عبد هللا بن أبي قال له أبوه‪ :‬أي ب‪++‬ني‪ ،‬اطلب لي ثوب‪++‬ا من ثي‪++‬اب الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم فكفني فيه‪ ،‬ومره أن يص‪++‬لي علي‪ .‬ق‪++‬ال "فأت‪++‬اه فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا قد عرفت شرف عبد هللا‪ ،‬وهو يطلب إلي‪++‬ك ثوب‪++‬ا من ثياب‪++‬ك نكفن‪++‬ه‬
‫فيه وتصلي عليه؟ فقال عمر‪ :‬يا رسول هللا قد عرفت عبد هللا ونفاقه‪ .‬أتصلي‬
‫عليه وقد نه‪++‬اك هللا أن تص‪++‬لي علي‪++‬ه؟ فق‪++‬ال‪ :‬وابن؟! فق‪++‬ال (اس‪++‬تغفر لهم أو ال‬
‫تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر هللا لهم) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة ‪)80‬‬
‫قال‪ :‬فإني سأزيد على سبعين‪ .‬فأنزل هللا عز وجل {وال تصل على أحد منهم‬
‫مات أبدا وال تقم على قبره‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬فأرس‪++‬ل إلى عم‪++‬ر ف‪++‬أخبره ب‪++‬ذلك‪،‬‬
‫وأنزل هللا (س‪++‬واء عليهم اس‪++‬تغفرت لهم أم لم تس‪++‬تغفر لهم) (المن‪++‬افقون اآلي‪++‬ة‬
‫‪.)6‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن عمر بن الخطاب قال‪ :‬لما مرض عب‪++‬د هللا بن أبي بن‬
‫سلول مرضه الذي مات فيه عاده رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فلما م‪++‬ات‬
‫صلى عليه وقام على قبره‪ .‬قال‪ :‬فوهللا إن مكثن‪++‬ا إال لي‪++‬الي ح‪++‬تى ن‪++‬زلت {وال‬
‫تصل على أحد منهم مات أبدا‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن ماجة والبزار وابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ج‪++‬ابر‬
‫قال "مات رأس المنافقين بالمدينة‪ ،‬فأوصى أن يصلي عليه الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم وأن يكفنه في قميصه‪ ،‬فجاء ابنه إلى النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫فقال‪ :‬أبي أوصى أن يكفن في قميص‪++‬ك‪ ،‬فص‪++‬لى علي‪++‬ه وألبس‪++‬ه قميص‪++‬ه وق‪++‬ام‬
‫على قبره‪ ،‬فأنزل هللا {وال تصل على أحد منهم مات أبدا وال تقم على قبره}‬
‫"‪.‬‬
‫وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن مردوي‪++‬ه عن أنس "أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم أراد أن يصلي على عبد هللا بن أبي‪ ،‬فأخذ جبريل عليه السالم‬
‫بثوبه وقال {وال تصل على أحد منهم مات أبدا وال تقم على قبره} "‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة قال‪" :‬وقف ن‪++‬بي هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم على‬
‫عبد هللا بن أبي‪ ،‬فدعاه فأغلظ له وتناول لحية النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‬
‫أبو أيوب‪ :‬كف يدك عن لحية رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فوهللا لئن أذن‬
‫ألضعن فيك السالح‪ ،‬وإنه مرض فأرسل إلى نبي هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫يدعوه‪ ،‬فدعا بقميصه فقال عمر‪ :‬وهللا ما هو بأهل أن تأتي‪++‬ه‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬بلى‪ .‬فأت‪++‬اه‬
‫فق‪++‬ال‪ :‬أهلكت‪++‬ك موادت‪++‬ك اليه‪++‬ود؟ ق‪++‬ال‪ :‬إنم‪++‬ا دعوت‪++‬ك لتس‪++‬تغفر لي ولم أدع‪++‬ك‬
‫لتؤنبني‪ .‬قال‪ :‬أعطني قميصك ألكفن فيه‪ .‬فأعطاه ونفث في جلده‪ ،‬ون‪++‬زل في‬
‫قبره‪ ،‬فأنزل هللا {وال تصل على أحد منهم مات أبدا‪ }...‬اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬ذكروا‬
‫القميص‪ .‬قال‪ :‬وما يغني عنه قميصي‪ ،‬وهللا إني ألرجو أن يسلم به أك‪++‬ثر من‬
‫ألف من بني الخزرج‪ ،‬فأنزل هللا {وال تعجبك أموالهم وأوالدهم} اآلية"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪86‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫في قوله {أولو الطول} قال‪ :‬أهل الغنى‪.‬‬
‫@ اآليات ‪89 - 87‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫في قوله {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف} قال‪ :‬مع النساء‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص "أن علي بن أبي ط‪++‬الب خ‪++‬رج‬
‫مع النبي صلى هللا عليه وسلم حتى جاء ثنية الوداع يريد تب‪++‬وك‪ ،‬وعلي يبكي‬
‫ويق‪++‬ول‪ :‬تخلف‪++‬ني م‪++‬ع الخوال‪++‬ف؟ فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬أال‬
‫ترضى أن تكون مني بمنزلة هرون من موسى إال النبوة؟ "‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {رضوا بأن يكونوا مع الخوالف}‬
‫قال‪ :‬رضوا بأن يقعدوا كما قعدت النساء‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة {رضوا ب‪++‬أن يكون‪++‬وا م‪++‬ع الخوال‪++‬ف} أي النس‪++‬اء‬
‫وطبع على قلوبهم {أي بأعمالهم}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪90‬‬
‫أخرج ابن المنذر عن ابن عباس في قوله {وجاء المع‪++‬ذرون من األع‪++‬راب}‬
‫يعني أهل العذر منهم ليؤذن لهم‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ح‪+++‬اتم عن ابن عب‪+++‬اس في قول‪+++‬ه {وج‪+++‬اء المع‪+++‬ذرون من‬
‫األعراب} قال‪ :‬هم أهل األعذار‪ ،‬وكان يقرؤها {وجاء المعذرون} خفيفة‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في كتاب األضداد عن ابن عباس‪ .‬أنه كان يقرأ {وجاء‬
‫المعذرون من األعراب} ويقول‪ :‬لعن هللا المعذرين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي ق‪++‬ال‪ :‬من قرأه‪++‬ا {وج‪++‬اء المع‪++‬ذرون من‬
‫األع‪+‬راب} خفيف‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬بن‪+‬و مق‪++‬رن‪ ،‬ومن قرأه‪++‬ا {وج‪++‬اء المع‪+‬ذرون} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫اعتذروا بشيء ليس لهم عذر بحق‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن‪ .‬أن‪++‬ه ك‪++‬ان يق‪++‬رأ {وج‪++‬اء المع‪++‬ذرون} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫اعتذروا بشيء ليس لهم عذر بحق‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن إس‪++‬حق في قول‪++‬ه‬
‫{وج‪++‬اء المع‪++‬ذرون من األع‪++‬راب} ق‪++‬ال‪ :‬ذك‪++‬ر لي أنهم نف‪++‬ر من ب‪++‬ني غف‪++‬ار‪،‬‬
‫جاؤوا فاعتذروا‪ ،‬منهم خفاف بن إيماء من خرصة‪.‬‬
‫@ اآلية ‪91‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم والدارقطني في األفراد وابن مردويه عن زي‪++‬د بن ث‪++‬ابت‬
‫قال‪ :‬كنت أكتب لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم براءة‪ ،‬فكنت أكتب ما أنزل‬
‫هللا عليه‪ ،‬ف‪++‬إني لواض‪++‬ع القلم على أذني إذ أمرن‪++‬ا بالقت‪++‬ال‪ ،‬فجع‪++‬ل رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ينظر ما ينزل علي‪++‬ه‪ ،‬إذ ج‪++‬اء أعمى فق‪++‬ال‪ :‬كي‪++‬ف بي ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا وأنا أعمى؟ فنزلت {ليس على الضعفاء} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قول‪++‬ه‬
‫{ليس على الضعفاء‪ }...‬اآلية‪ .‬قال نزلت في عائذ بن عمرو وفي غيره‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاه‪++‬د ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زل من عن‪++‬د قول‪++‬ه (عف‪++‬ا هللا عن‪++‬ك)‬
‫(التوبة اآلية ‪ )43‬إلى قوله {ما على المحسنين من سبيل وهللا غف‪++‬ور رحيم}‬
‫في المنافقين‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬إذا نصحوا هلل ورسوله}‪.‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وأحمد في الزهد والحكيم الترم‪++‬ذي في ن‪++‬وادر األص‪++‬ول‬
‫وابن أبي حاتم عن أبي ثمامة الص‪++‬ائدي ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال الحواري‪++‬ون‪ :‬ي‪++‬ا روح هللا‬
‫أخبرنا من الناصح هلل؟ قال‪ :‬الذي يؤثر حق هللا على حق الن‪++‬اس‪ ،‬وإذا ح‪++‬دث‬
‫له أمران أو بدا له أمر الدنيا وأمر اآلخرة‪ ،‬بدأ ال‪++‬ذي لآلخ‪++‬رة ثم تف‪++‬رغ لل‪++‬ذي‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج مسلم وأبو داود والنسائي عن تميم الداري "أن رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬الدين النصيحة‪ .‬قالوا‪ :‬لمن يا رسول هللا؟ ق‪++‬ال‪ :‬هلل‪ ،‬ولكتاب‪++‬ه‪،‬‬
‫ولرسوله‪ ،‬وألئمة المسلمين وعامتهم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي عن ابن عمر "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬ال‪ :‬إن‬
‫ال‪++‬دين النص‪++‬يحة‪ .‬قي‪++‬ل‪ :‬لمن ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا؟ ق‪++‬ال‪ :‬هلل‪ ،‬ولرس‪++‬وله‪ ،‬وألئم‪++‬ة‬
‫المسلمين وعامتهم"‪.‬‬
‫وأخرج البخاري ومسلم والترمذي عن جرير ق‪++‬ال "ب‪++‬ايعت الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم على إقامة الصالة‪ ،‬وإيتاء الزكاة‪ ،‬والنصح لكل مسلم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د والحكيم الترم‪++‬ذي عن أبي أمام‪++‬ة عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قال "قال هللا عز وجل‪:‬أحب ما تعبدني به عبدي إلي النصح لي"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد عن وهب بن منب‪++‬ه‪ .‬أن راهب‪++‬ا ق‪++‬ال لرج‪++‬ل‪ :‬أوص‪++‬يك‬
‫بالنص‪++‬ح هلل نص‪++‬ح الكلب ألهل‪++‬ه‪ ،‬ف‪++‬إنهم يجيعون‪++‬ه ويطردون‪++‬ه وي‪++‬أبى إال أن‬
‫يحوطهم وينصحهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك في قول‪++‬ه {م‪++‬ا على المحس‪++‬نين من س‪++‬بيل}‬
‫قال‪ :‬ما على هؤالء من سبيل بأنهم نصحوا هلل ورسوله ولم يطيق‪++‬وا الجه‪++‬اد‪،‬‬
‫فعذرهم هللا وجعل لهم من األجر ما جعل للمجاهدين‪ ،‬ألم تس‪+‬مع أن هللا يق‪+‬ول‬
‫(ال يستوي القاعدون من المؤم‪++‬نين غ‪++‬ير أولي الض‪++‬رر) (النس‪++‬اء اآلي‪++‬ة ‪)95‬‬
‫فجعل هللا لل‪++‬ذين ع‪++‬ذر من الض‪++‬عفاء‪ ،‬وأولي الض‪++‬رر‪ ،‬وال‪++‬ذين ال يج‪++‬دون م‪++‬ا‬
‫ينفقون‪ ،‬من األجر مثل ما جعل للمجاهدين‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق في المص‪+‬نف وابن أبي ش‪+‬يبة وأحم‪+‬د والبخ‪+‬اري وأب‪+‬و‬
‫الشيخ وابن مردويه عن أنس "أن رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم لم‪++‬ا قف‪++‬ل‬
‫من غزو تبوك‪ ،‬فأشرف على المدينة قال‪ :‬لقد تركتم بالمدينة رجاال ما سرتم‬
‫في مسير‪ ،‬وال أنفقتم من نفقة‪ ،‬وال قطعتم واديا‪ ،‬إال كانوا معكم فيه‪ .‬قالوا‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا وكيف يكونون معنا وهم بالمدينة؟ قال‪ :‬حبسهم العذر"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد ومسلم وابن مردويه عن جابر قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "لقد خلفتم بالمدينة رجاال ما قطعتم واديا‪ ،‬وال س‪++‬لكتم طريق‪++‬ا‪ ،‬إال‬
‫شركوكم في األجر حبسهم المرض"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قول‪++‬ه {م‪++‬ا على المحس‪++‬نين من س‪++‬بيل}‬
‫وهللا ألهل اإلساءة {غفور رحيم}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪92‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫"لقد خلفتم بالمدينة أقوام‪++‬ا م‪++‬ا أنفقتم من نفق‪++‬ة‪ ،‬وال قطعتم وادي‪++‬ا‪ ،‬وال نلتم من‬
‫ع‪++‬دو نيال‪ ،‬إال وق‪++‬د ش‪++‬ركوكم في األج‪++‬ر‪ ،‬ثم ق‪++‬رأ {وال على ال‪++‬ذين إذا م‪++‬ا‬
‫أتوك‪ }...‬اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال‪ :‬أم‪++‬ر رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم أن ينبعثوا غازين‪ ،‬فجاءت عصابة من أص‪++‬حابه فيهم عب‪++‬د هللا‬
‫بن معقل المزني‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا احملنا؟ فقال "وهللا ما أج‪++‬د م‪++‬ا أحملكم‬
‫عليه‪ .‬فتولوا ولهم بكاء وعز عليهم أن يحبسوا عن الجهاد‪ ،‬وال يج‪++‬دون نفق‪++‬ة‬
‫وال محمال‪ .‬فأنزل هللا عذرهم {وال على الذين إذا ما أتوك‪ }...‬اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد ويعقوب بن سفيان في تاريخه وابن أبي حاتم وابن مردويه‬
‫عن عبد هللا بن معقل قال‪ :‬إني لمن الرهط الذين ذكر هللا {وال على الذين إذا‬
‫ما أتوك لتحملهم} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن محمد بن كعب قال‪ :‬ج‪++‬اء ن‪++‬اس من أص‪++‬حاب رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم يستحملونه فقال "ال أجد ما أحملكم عليه‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫{وال على الذين إذا ما أتوك لتحملهم‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬وهم سبعة نف‪++‬ر من ب‪++‬ني‬
‫عمر بن عوف سالم بن عمير‪ ،‬ومن بني واقن ح‪+‬رمي بن عم‪+‬رو‪ ،‬ومن ب‪+‬ني‬
‫م‪++‬ازن ابن النج‪++‬ار عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن كعب يك‪++‬نى أب‪++‬ا ليلى‪ ،‬ومن ب‪++‬ني المعلي‬
‫سلمان بن صخر‪ ،‬ومن بني حارثة عبد الرحمن بن زيد أبو عبلة‪ ،‬ومن ب‪++‬ني‬
‫سلمة عمرو بن غنمة‪ ،‬وعبد هللا بن عمرو المزني"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن مجمع بن حارثة قال‪ :‬الذين اس‪++‬تحملوا الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‪ :‬ال أج‪++‬د م‪++‬ا أحملكم علي‪++‬ه س‪++‬بعة نف‪++‬ر‪ .‬علي‪++‬ة بن زي‪++‬د‬
‫الحارثي‪ ،‬وعمر بن غنم الساعدي‪ ،‬وعم‪+‬رو بن ه‪+‬رمي ال‪+‬رافعي‪ ،‬وأب‪+‬و ليلى‬
‫المزني‪ ،‬وسالم بن عمرو العمري‪ ،‬وسلمة بن ص‪+‬خر ال‪+‬زرقي‪ ،‬وعب‪+‬د هللا بن‬
‫عمرو المزني‪.‬‬
‫وأخرج عبد الغني بن سعيد في تفسيره وأب‪++‬و نعيم في الحلي‪++‬ة عن ابن عب‪++‬اس‬
‫في قوله {وال على الذين إذا م‪+‬ا أت‪+‬وك‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬منهم س‪+‬الم بن عم‪+‬ير‬
‫أحد بني عمرو بن عوف‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن عم‪++‬رو الس‪++‬لمي‬
‫وحجر بن حجر الكالعي قال‪ :‬أتين‪++‬ا العرب‪++‬اض بن س‪++‬ارية‪ ،‬وك‪++‬ان من ال‪++‬ذين‬
‫أنزل هللا فيهم {وال على الذين إذا ما أتوك لتحملهم‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د في‬
‫قوله {وال على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} ق‪++‬ال‪ :‬هم بن‪++‬و مق‪++‬رن من مزين‪++‬ة‪،‬‬
‫وهم سبعة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن كثير بن عبد هللا بن عمرو بن عوف‬
‫المزني عن أبيه عن جده قال‪ :‬وهللا إني أحد النف‪+‬ر ال‪+‬ذين أن‪+‬زل هللا فيهم {وال‬
‫على الذين إذا ما أتوك لتحملهم‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الزه‪++‬ري ويزي‪++‬د بن يس‪++‬ار‬
‫وعبد هللا بن أبي بكر وعاص‪++‬م بن عم‪++‬رو بن قت‪++‬ادة وغ‪++‬يرهم "أن رج‪++‬اال من‬
‫المسلمين أتوا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهم البكاؤون‪ ،‬وهم سبعة نف‪++‬ر‬
‫من األنصار وغيرهم‪ .‬من بني عمرو بن ع‪++‬وف س‪++‬الم بن عم‪++‬ير‪ ،‬ومن ب‪++‬ني‬
‫حارثة عتبة بن زيد‪ ،‬ومن ب‪+‬ني م‪+‬ازن بن النج‪++‬ار أب‪+‬و ليلى عب‪+‬د ال‪++‬رحمن بن‬
‫كعب‪ ،‬ومن ب‪++‬ني س‪++‬لمة عم‪++‬رو بن عم‪++‬رو بن جه‪++‬ام بن الجم‪++‬وح‪ ،‬ومن ب‪++‬ني‬
‫واقف هرمي بن عمرو‪ ،‬ومن بني مزينة عبد هللا بن معقل‪ ،‬ومن بني ف‪++‬زارة‬
‫عرباض بن سارية‪ ،‬فاستحملوا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وك‪++‬انوا أه‪++‬ل‬
‫حاجة؟ قال‪ :‬ال أجد ما أحملكم عليه"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن الحسن رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان معق‪++‬ل‬
‫بن يسار من البكائين الذي قال هللا {إذا ما أتوك لتحملهم‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن وبكر بن عب‪+‬د هللا الم‪+‬زني في ه‪+‬ذه اآلي‪+‬ة {وال‬
‫على الذين إذا ما أتوك لتحملهم} اآلية‪ .‬قاال‪ :‬نزلت في عب‪++‬د هللا بن معق‪++‬ل من‬
‫مزينة‪ ،‬أتى النبي صلى هللا عليه وسلم ليحمله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن لهيعة‪ .‬أن أبا شريح الكعبي كان من الذين ق‪++‬ال‬
‫هللا {وال على الذين إذا ما أتوك لتحملهم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك في قوله {ال أج‪++‬د م‪++‬ا أحملكم علي‪++‬ه}‬
‫قال‪ :‬الماء والزاد‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن علي بن صالح قال‪ :‬حدثني مشيخة من جهين‪+‬ة ق‪+‬الوا‪:‬‬
‫أدركنا الذين سألوا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الحمالن‪ .‬فقالوا‪ :‬ما سألناه‬
‫إال الحمالن على النعال {وال على الذين إذا ما أتوك لتحملهم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن إب‪++‬راهيم بن أدهم في قول‪++‬ه {وال على‬
‫الذين إذا ما أتوك لتحملهم} قال‪ :‬ما سألوه الدواب‪ ،‬ما سألوه إال النعال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في اآلية قال‪ :‬استحملوه النعال‪.‬‬
‫@ اآليات ‪96 - 93‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {إنم‪++‬ا الس‪++‬بيل على‬
‫الذين يستأذنونك} قال‪ :‬هي وما بعدها إلى قوله {إن هللا ال يرضى عن القوم‬
‫الفاسقين} في المنافقين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي في قول‪++‬ه {ق‪++‬د نبأن‪++‬ا هللا من‬
‫أخب‪++‬اركم} ق‪++‬ال‪ :‬أخبرن‪++‬ا أنكم ل‪++‬و خ‪++‬رجتم م‪++‬ا زدتمون‪++‬ا إال خب‪++‬اال وفي قول‪++‬ه‬
‫{فأعرضوا عنهم إنهم رجس} قال‪ :‬لما رجع النبي صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬ال‬
‫"ال تكلموهم وال تجالسوهم‪ ،‬فأعرضوا عنهم كما أمر هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله {لتعرضوا عنهم {لتتجاوزوا}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪97‬‬
‫أخرج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {األع‪++‬راب أش‪++‬د‬
‫كف‪++‬را ونفاق‪++‬ا} ثم اس‪++‬تثنى منهم فق‪++‬ال (من األع‪++‬راب من ي‪++‬ؤمن باهلل والي‪++‬وم‬
‫اآلخر) (التوبة اآلية ‪ )99‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {وأجدر أن‬
‫ال يعلموا حدود ما أنزل هللا على رسوله} قال‪ :‬هم أقل علما بالسنن‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن س‪++‬عد وابن أبي ح‪++‬اتم عن إب‪++‬راهيم النخعي ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان زي‪++‬د بن‬
‫صوحان يحدث فقال أعرابي‪ :‬إن حديثك ليعجبني وإن ي‪++‬دك لتريب‪++‬ني‪ .‬فق‪++‬ال‪:‬‬
‫أما تراها الشمال؟ فقال األعرابي‪ :‬وهللا ما أدري اليمين يقطعون أم الش‪++‬مال؟‬
‫قال زيد‪ :‬صدق هللا {األعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر أن ال يعلموا حدود م‪++‬ا‬
‫أنزل هللا على رسوله}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله {األعراب أشد كف‪++‬را ونفاق‪++‬ا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫من منافقي المدينة {وأجدر أن ال يعلم‪++‬وا ح‪++‬دود م‪++‬ا أن‪++‬زل هللا على رس‪++‬وله}‬
‫يعني الفرائض وما أمر به من الجهاد‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الكلبي في اآلية‪ :‬أنها أنزلت في أسد وغطفان‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن سيرين قال‪ :‬إذا تال أح‪++‬دكم ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {األع‪++‬راب‬
‫أشد كفرا ونفاقا} فليتل اآلية األخرى وال يس‪++‬كت (ومن األع‪++‬راب من ي‪++‬ؤمن‬
‫باهلل واليوم اآلخر) (التوبة اآلية ‪.)99‬‬
‫وأخرج أحمد وأب‪+‬و داود والترم‪+‬ذي وحس‪+‬نه والنس‪+‬ائي وال‪+‬بيهقي في الش‪+‬عب‬
‫عن ابن عباس عن النبي صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ق‪++‬ال‪ :‬من س‪+‬كن البادي‪+‬ة جف‪++‬ا‪،‬‬
‫ومن اتبع الصيد غفل‪ ،‬ومن أتى السلطان افتتن‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و داود وال‪++‬بيهقي عن أبي هري‪++‬رة ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "من بدا جفا‪ ،‬ومن اتب‪++‬ع الص‪++‬يد غف‪++‬ل‪ ،‬ومن أتى أب‪++‬واب الس‪++‬لطان‬
‫افتتن‪ ،‬وما ازداد من السلطان قربا إال ازداد من هللا بعدا"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪98‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن الضحاك {ومن األع‪++‬راب من يتخ‪++‬ذ م‪++‬ا ينف‪++‬ق مغرم‪++‬ا}‬
‫يعني أنه ال يرجو له ثواب‪++‬ا عن‪++‬د هللا وال مج‪++‬ازاة‪ ،‬وإنم‪++‬ا يعطي م‪++‬ا يعطي من‬
‫صدقات ماله كرها {ويتربص بكم الدوائر} الهلكات‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {ومن األعراب من يتخذ ما ينفق‬
‫مغرما} قال‪ :‬هؤالء المنافقون من األعراب‪ ،‬ال‪++‬ذين إنم‪+‬ا ينفق‪++‬ون ري‪+‬اء اتق‪++‬اء‬
‫على أن يغزوا ويحاربوا ويقاتلوا‪ ،‬ويرون نفقاتهم مغرما‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {ومن األعراب من يتخذ ما ينف‪++‬ق‬
‫مغرما} يعد ما ينفق في سبيل هللا غرامة يغرمها {ويتربص} بمحم‪++‬د ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم الهالك‪.‬‬
‫@ اآلية ‪99‬‬
‫أخرج سنيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫{ومن األعراب من يؤمن باهلل واليوم اآلخر} قال‪ :‬هم بنو مقرن من مزينة‪،‬‬
‫وهم الذين قال هللا (وال على الذين إذا م‪++‬ا أت‪++‬وك لتحملهم) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة ‪)92‬‬
‫اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫في قوله {وصلوات الرسول} يعني استغفار النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {ومن‬
‫األع‪++‬راب من ي‪++‬ؤمن باهلل} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذه ثني‪++‬ة هللا من األع‪++‬راب‪ ،‬وفي قول‪++‬ه‬
‫{وصلوات الرسول} قال‪ :‬دعاء الرسول‪.‬‬
‫@ اآلية ‪100‬‬
‫أخرج أب‪++‬و عبي‪++‬د وس‪++‬نيد وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن مردوي‪++‬ه عن ح‪++‬بيب‬
‫الشهيد عن عمرو بن عامر األنصاري‪ .‬أن عمر بن الخطاب قرأ"والسابقون‬
‫األولون من المهاجرين واألنصار الذين اتبعوهم بإحسان"فرفع األنصار ولم‬
‫يلحق الواو في الذين‪ ،‬فقال له زيد بن ثابت‪ :‬والذين‪ .‬فقال عمر‪ :‬ال‪++‬ذين‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫زيد‪ :‬أمير المؤمنين أعلم‪ .‬فقال عمر رضي هللا عنه‪ :‬ائت‪++‬وني ب‪++‬أبي بن كعب‪،‬‬
‫فأتاه فسأله عن ذلك؟ فقال أبي‪ :‬والذين‪ .‬فقال عمر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬فنعم إذن‬
‫فتابع أبيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن محم‪++‬د بن كعب الق‪++‬رظي ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ر عم‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه برجل يقرأ {والسابقون األولون من المه‪++‬اجرين واألنص‪++‬ار}‬
‫فأخذ عمر بيده فق‪++‬ال‪ :‬من أق‪++‬رأك ه‪++‬ذا؟ ق‪++‬ال‪ :‬أبي بن كعب‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ال تف‪++‬ارقني‬
‫حتى أذهب بك إليه‪ ،‬فلما جاءه قال عمر‪ :‬أنت أق‪++‬رأت ه‪++‬ذا ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة هك‪+‬ذا؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وسمعتها من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لقد كنت أرى أنا رفعنا رفعة ال يبلغها أحد بعدنا! فقال أبي‪ :‬تصديق ذل‪++‬ك في‬
‫أول س‪++‬ورة الجمع‪++‬ة (وآخ‪++‬رين منهم لم‪++‬ا يلحق‪++‬وا بهم) (الجمع‪++‬ة آي‪++‬ة ‪ )3‬وفي‬
‫سورة الحشر (وال‪++‬ذين ج‪++‬اؤوا من بع‪+‬دهم يقول‪++‬ون ربن‪+‬ا اغف‪++‬ر لن‪+‬ا وإلخوانن‪+‬ا‬
‫الذين سبقونا في اإليمان) (الحش‪++‬ر آي‪++‬ة ‪ )10‬وفي األنف‪++‬ال (وال‪++‬ذين آمن‪++‬وا من‬
‫بعد وهاجروا وجاهدوا معكم فأولئك منكم) (األنفال آية ‪.)75‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي أسامة ومحمد بن إبراهيم التميمي قاال‪ :‬م‪++‬ر عم‪++‬ر‬
‫بن الخطاب برجل وهو يقرأ {والسابقون األولون من المهاجرين واألنص‪++‬ار‬
‫والذين اتبعوهم بإحسان} فوقف عمر‪ ،‬فلما انصرف الرجل ق‪++‬ال‪ :‬من أق‪++‬رأك‬
‫هذه؟ قال‪ :‬أقرأنيها أبي بن كعب‪ .‬قال‪ :‬فانطلق إليه فانطلق‪++‬ا إلي‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا أب‪++‬ا‬
‫المنذر أخبرني هذا أنك أقرأته هذه اآلية‪ .‬قال‪ :‬ص‪++‬دق تلقيته‪++‬ا من في رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬قال عمر‪ :‬أنت تلقيتها من في رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم؟ قال‪ :‬فقال في الثالثة وهو غضبان‪ :‬نعم‪ .‬وهللا لقد أنزله‪++‬ا هللا على‬
‫جبريل عليه السالم‪ ،‬وأنزلها جبريل عليه الس‪++‬الم على قلب محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم ولم يستأمر فيها الخطاب وال ابنه‪ .‬فخرج عم‪+‬ر رافع‪+‬ا يدي‪+‬ه وه‪+‬و‬
‫يقول‪ :‬هللا أكبر هللا أكبر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وأبو نعيم في المعرف‪++‬ة عن أبي‬
‫موس‪+‬ى‪ .‬أن‪+‬ه س‪+‬ئل عن قول‪+‬ه {والس‪+‬ابقون األول‪+‬ون} ق‪+‬الوا‪ :‬هم ال‪+‬ذين ص‪+‬لوا‬
‫القبلتين جميعا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم وابن المنذر وابن مردويه وأبو نعيم في‬
‫المعرفة عن سعيد بن المسيب في قوله {والسابقون األولون} قال‪ :‬هم ال‪++‬ذين‬
‫صلوا القبلتين جميعا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و نعيم عن الحس‪++‬ن ومحم‪++‬د بن س‪++‬يرين في قول‪++‬ه‬
‫{والسابقون األولون} قالوا‪ :‬هم الذين صلوا القبلتين جميعا‪ ،‬وهم أهل بدر‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عب‪++‬اس {والس‪++‬ابقون األول‪++‬ون من المه‪++‬اجرين}‬
‫قال‪ :‬أبو بكر‪ ،‬وعمر‪ ،‬وعلي‪ ،‬وسلمان‪ ،‬وعمار بن ياسر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردوي‪++‬ه وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫وأبو نعيم في المعرفة عن الشعبي في قوله {والس‪++‬ابقون األول‪++‬ون} ق‪++‬ال‪ :‬من‬
‫أدرك بيع‪+++‬ة الرض‪+++‬وان‪ ،‬وأول من ب‪+++‬ايع بيع‪+++‬ة الرض‪+++‬وان س‪+++‬نان بن وهب‬
‫األسدي‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن غيالن بن جري‪++‬ر ق‪++‬ال‪ :‬قلت ألنس بن مال‪++‬ك ه‪++‬ذا‬
‫االسم األنصار أنتم سيتموه أنفسكم أو هللا تعالى سماكم من الس‪++‬ماء؟ ق‪++‬ال‪ :‬هللا‬
‫تعالى سمانا من السماء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحم‪++‬د والنس‪++‬ائي عن معاوي‪++‬ة بن أبي س‪++‬فيان"س‪++‬معت‬
‫رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪ :‬من أحب األنص‪++‬ار أحب‪++‬ه هللا‪ ،‬ومن‬
‫أبغض األنصار أبغضه هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "آية اإليمان حب األنصار‪ ،‬وآية النفاق بغض األنصار"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن أنس عن النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم أن‪++‬ه ق‪++‬ال "اللهم اغف‪++‬ر‬
‫لألنصار وألبناء األنصار وألزواج األنص‪++‬ار ول‪++‬ذراري األنص‪++‬ار األنص‪++‬ار‬
‫كرشي وعيبتي‪ ،‬ولو أن الناس أخذوا شعبا وأخ‪++‬ذت األنص‪++‬ار ش‪++‬عبا ألخ‪++‬ذت‬
‫شعب األنصار‪ ،‬ولوال الهجرة كنت امرأ من األنصار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن الحارث بن زياد قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم"من أحب األنصار أحبه هللا حين يلق‪++‬اه‪ ،‬ومن أبغض األنص‪++‬ار‬
‫أبغضه هللا حين يلقاه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن قيس بن سعد بن عبادة عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم‪ .‬أن‪++‬ه ق‪++‬ال " اللهم ص‪++‬ل على األنص‪++‬ار‪ ،‬وعلى ذري‪++‬ة األنص‪++‬ار‪ ،‬وعلى‬
‫ذرية ذرية األنصار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم "لو سلك الناس وادي‪++‬ا وش‪++‬عبا وس‪++‬لكتم وادي‪++‬ا وش‪++‬عبا‬
‫لسلكت واديكم وشعبكم‪ ،‬أنتم شعار والناس دثار ولوال الهجرة لكنت امرأ من‬
‫األنص‪++‬ار‪ ،‬ثم رف‪++‬ع يدي‪++‬ه ح‪++‬تى إني ألرى بي‪++‬اض إبطي‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬اللهم اغف‪++‬ر‬
‫لألنصار وألبناء األنصار وألبناء أبناء األنصار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم والترمذي والنس‪++‬ائي وابن ماج‪++‬ة عن‬
‫ال‪++‬براء بن ع‪++‬ازب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"األنصار ال يحبهم إال مؤمن وال يبغضهم إال منافق‪ ،‬ومن أحبهم أحب‪++‬ه‬
‫هللا‪ ،‬ومن أبغضهم أبغضه هللا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحس‪++‬نه عن أبي س‪++‬عيد الخ‪++‬دري رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "أال إن عيبتي ال‪++‬تي آوي إليه‪++‬ا‬
‫أهل بيتي‪ ،‬وإن كرشي األنصار‪ ،‬فاعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن سعد بن عبادة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "إن ه‪++‬ذا الحي من األنص‪++‬ار حبهم إيم‪++‬ان وبغض‪++‬هم‬
‫نفاق"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس رضي هللا عنه"سمعت النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪ :‬اللهم اغف‪++‬ر لألنص‪++‬ار‪ ،‬وألبن‪++‬اء األنص‪++‬ار‪ ،‬ولنس‪++‬اء األنص‪++‬ار‪،‬‬
‫ولنساء أبناء األنصار‪ ،‬ولنساء أبناء أبناء األنصار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي وحسنه والنسائي عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪ :‬ال يبغض األنص‪+‬ار رج‪+‬ل‬
‫يؤمن باهلل واليوم اآلخر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن معاذ بن رفاعة عن أبيه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "اللهم اغف‪++‬ر لألنص‪++‬ار‪ ،‬ول‪++‬ذراري األنص‪++‬ار‪ ،‬ول‪++‬ذراري‬
‫ذراريهم‪ ،‬ولمواليهم‪ ،‬ولجيرانهم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم عن أبي هريرة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال " ق‪++‬ريش واألنص‪++‬ار وجهين‪++‬ة ومزين‪++‬ة وأس‪++‬لم‬
‫وغفار‪ ،‬موالي هللا ورسوله ال مولى لهم غيره"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ال يبغض األنصار رجل ي‪++‬ؤمن باهلل والي‪++‬وم‬
‫اآلخر"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن السائب بن يزيد رضي هللا عنه "أن رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم قس‪++‬م الفيء ال‪++‬ذي أف‪++‬اء هللا بح‪++‬نين في أه‪++‬ل مك‪++‬ة من ق‪++‬ريش‬
‫وغيرهم‪ ،‬فغضبت األنصار فأتاهم فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا معش‪++‬ر األنص‪++‬ار ق‪++‬د بلغ‪++‬ني من‬
‫حديثكم في هذه المغانم التي آث‪++‬رت به‪++‬ا أناس‪++‬ا أت‪++‬ألفهم على اإلس‪++‬الم لعلهم أن‬
‫يشهدوا بعد اليوم وقد أدخل هللا قلوبهم اإلس‪++‬الم‪ ،‬ي‪++‬ا معش‪++‬ر األنص‪++‬ار ألم يمن‬
‫هللا عليكم باإليمان وخص‪++‬كم بالكرام‪++‬ة وس‪++‬ماكم بأحس‪++‬ن األس‪+‬ماء أنص‪++‬ار هللا‬
‫وأنصار رسوله؟ ولوال الهجرة لكنت ام‪++‬رأ من األنص‪++‬ار‪ ،‬ول‪++‬و س‪++‬لك الن‪++‬اس‬
‫واديا وسلكتم واديا لسلكت واديكم‪ .‬أفال ترضون أن يذهب الناس بهذه الغنائم‬
‫والشاء والنعم والبعير وت‪++‬ذهبون برس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم؟ فق‪++‬الوا‪:‬‬
‫رض‪++‬ينا‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬أجيب‪++‬وني فيم‪++‬ا قلت‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا وج‪++‬دتنا في ظلم‪++‬ة‬
‫فأخرجنا هللا بك إلى النور‪ ،‬ووجدتنا على شفا حفرة من النار فأنقذنا هللا ب‪++‬ك‪،‬‬
‫ووجدتنا ضالال فهدانا هللا بك‪ .‬فرض‪++‬ينا باهلل رب‪++‬ا‪ ،‬وباإلس‪++‬الم دين‪++‬ا‪ ،‬وبمحم‪++‬د‬
‫نبيا‪ .‬فقال‪ :‬أما وهللا لو أجبتموني بغ‪++‬ير ه‪++‬ذا الق‪++‬ول لقلت ص‪++‬دقتم‪ ،‬ل‪++‬و قلت ألم‬
‫تأتنا طريدا فآويناك‪ ،‬ومكذبا فص‪+‬دقناك‪ ،‬ومخ‪+‬ذوال فنص‪+‬رناك‪ ،‬وقبلن‪+‬ا م‪+‬ا رد‬
‫الناس عليك‪ ،‬لو قلتم هذا لصدقتم‪ .‬قالوا‪ :‬بل هلل ورسوله المن والفض‪++‬ل علين‪++‬ا‬
‫وعلى غيرنا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي هللا عنه قال‪ :‬كان‬
‫الناس على ثالث من‪++‬ازل‪ .‬المه‪++‬اجرون األول‪++‬ون‪ ،‬وال‪++‬ذين اتبع‪++‬وهم بإحس‪++‬ان‪،‬‬
‫والذين ج‪++‬اؤوا من بع‪++‬دهم يقول‪++‬ون‪ :‬ربن‪++‬ا اغف‪++‬ر لن‪++‬ا وإلخوانن‪++‬ا ال‪++‬ذين س‪++‬بقونا‬
‫باإليمان‪ .‬فأحسن ما يكون أن يكون بهذه المنزلة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ .‬أنه أت‪++‬اه رج‪++‬ل ف‪++‬ذكر‬
‫بعض الص‪+++‬حابة فتنقص‪+++‬ه‪ ،‬فق‪+++‬ال ابن عب‪+++‬اس {والس‪+++‬ابقون األول‪+++‬ون من‬
‫المهاجرين واألنصار والذين اتبعوهم بإحسان}‪.‬‬
‫وأخرج عن ابن زيد في قوله {وال‪++‬ذين اتبع‪++‬وهم بإحس‪++‬ان} ق‪++‬ال‪ :‬من بقي من‬
‫اهل اإلسالم إلى أن تقوم الساعة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عصمة رضي هللا عنه قال‪ :‬سألت سفيان عن التابعين‬
‫قال‪ :‬هم الذين أدركوا أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم ولم ي‪++‬دركوا الن‪++‬بي‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬س‪++‬ألته عن ال‪++‬ذين اتبع‪++‬وهم بإحس‪++‬ان ق‪++‬ال‪ :‬من يجيء‬
‫بعدهم‪ .‬قلت‪ :‬إلى يوم القيامة؟ قال‪ :‬أرجو‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن عس‪++‬اكر عن أبي ص‪++‬خر حمي‪++‬د بن زي‪++‬اد ق‪++‬ال‪ :‬قلت‬
‫لمحمد بن كعب القرظي رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه‪ :‬أخ‪++‬برني عن أص‪++‬حاب رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم وإنما أريد الفتن؟ فقال‪ :‬إن هللا قد غف‪+‬ر لحمي‪+‬ع أص‪+‬حاب‬
‫النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وأوجب لهم الجن‪++‬ة في كتاب‪++‬ه محس‪++‬نهم ومس‪++‬يئهم‬
‫قلت ل‪++‬ه‪ :‬وفي أي موض‪++‬ع أوجب هللا لهم الجن‪++‬ة في كت‪++‬ابهم؟ ق‪++‬ال‪ :‬أال تق‪++‬رأ‬
‫{والسابقون األولون‪ }...‬اآلية‪ .‬أوجب لجميع أصحاب النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم الجنة والرضوان‪ ،‬وشرط على الت‪+‬ابعين ش‪+‬رطا لم يش‪+‬ترطه فيهم قلت‪:‬‬
‫وما اشترط عليهم؟ قال‪ :‬اشترط عليهم أن يتبع‪++‬وهم بإحس‪++‬ان‪ .‬يق‪++‬ول‪ :‬يقت‪++‬دون‬
‫بهم في أعمالهم الحسنة وال يقتدون بهم في غير ذلك‪ .‬قال أبو صخر‪ :‬لك‪++‬أني‬
‫لم أقرأها قبل ذلك‪ ،‬وما عرفت تفسيرها حتى قرأها علي محمد بن كعب‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق األوزاعي حدثني يحيى بن أبي كثير والقاسم‬
‫ومكح‪++‬ول وعب‪++‬دة بن أبي لباب‪++‬ة وحس‪++‬ان بن عطي‪++‬ة‪ .‬أنهم س‪++‬معوا جماع‪++‬ة من‬
‫أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم يقولون لما أنزلت هذه اآلية {والس‪++‬ابقون‬
‫األولون} إلى قوله {ورض‪++‬وا عن‪++‬ه} ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"هذا ألمتي كلهم وليس بعد الرضا سخط"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪101‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم والط‪++‬براني في األوس‪++‬ط وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن‬
‫مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {وممن ح‪++‬ولكم من‬
‫األعراب منافقون‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬قام رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ي‪++‬وم‬
‫جمع‪++‬ة خطيب‪++‬ا فق‪++‬ال‪ :‬قم ي‪++‬ا فالن ف‪++‬اخرج فإن‪++‬ك من‪++‬افق‪ .‬ف‪++‬أخرجهم بأس‪++‬مائهم‬
‫ففضحهم ولم يكن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه شهد تلك الجمع‪++‬ة لحاج‪++‬ة‬
‫كانت له‪ ،‬فلقيهم عمر رضي هللا عنه وهم يخرجون من المسجد‪ ،‬فاختبأ منهم‬
‫اس‪++‬تحياء أن‪++‬ه لم يش‪++‬هد الجمع‪++‬ة‪ ،‬وظن الن‪++‬اس ق‪++‬د انص‪++‬رفوا واختب‪++‬أوا هم من‬
‫عمر‪ ،‬وظنوا أنه قد علم بأمرهم‪ ،‬ف‪++‬دخل عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه المس‪++‬جد ف‪++‬إذا‬
‫الناس لم ينصرفوا‪ !...‬فقال له رجل‪ :‬أبشر ي‪++‬ا عم‪++‬ر فق‪++‬د فض‪++‬ح هللا المن‪++‬افقين‬
‫اليوم فهذا العذاب األول‪ ،‬والعذاب الثاني عذاب القبر‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن عكرمة رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وممن ح‪++‬ولكم من‬
‫األعراب} قال‪ :‬جهينة ومزينة وأشجع وأسلم وغفار‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {مردوا على النفاق} قال‪ :‬أقاموا‬
‫عليه لم يتوبوا كما تاب آخرون‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {مردوا على النفاق} قال‪ :‬م‪++‬اتوا‬
‫عليه عبد هللا بن أبي‪ ،‬وأبو عامر الراهب‪ ،‬والجد بن قيس‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {نحن نعلمهم}‬
‫يقول‪ :‬نحن نعرفهم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي‬
‫هللا عنه في قوله {ال تعلمهم نحن نعلمهم} قال‪ :‬فما ب‪+‬ال أق‪+‬وام يتكلم‪+‬ون على‬
‫الناس يقولون‪ :‬فالن في الجنة وفالن في النار؟ فإذا س‪++‬ألت أح‪++‬دهم عن نفس‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬ال أدري‪ ...‬لعمري ألنت بنفسك أعلم منك بأعم‪++‬ال الن‪++‬اس‪ ،‬ولق‪++‬د تكلفت‬
‫شيئا ما تكلف‪+‬ه ن‪+‬بي ق‪+‬ال ن‪+‬وح علي‪+‬ه الس‪+‬الم (وم‪+‬ا علمي بم‪+‬ا ك‪+‬انوا يعمل‪+‬ون)‬
‫(الش‪++‬عراء اآلي‪++‬ة ‪ )112‬وق‪++‬ال ش‪++‬عيب علي‪++‬ه الس‪++‬الم (وم‪++‬ا أن‪++‬ا عليكم بحفي‪++‬ظ)‬
‫(األنعام اآلية ‪ )104‬وقال هللا تعالى لمحمد {ال تعلمهم نحن نعلمهم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {سنعذبهم مرتين} قال‪ :‬بالجوع والقتل‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي مالك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قوله {سنعذبهم مرتين} قال‪ :‬بالجوع وعذاب القبر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{سنعذبهم مرتين} قال‪ :‬عذاب في القبر‪ ،‬وعذاب في النار‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وال‪++‬بيهقي في (ع‪++‬ذاب الق‪++‬بر) عن قت‪++‬ادة‬
‫رضي هللا عنه في قوله {سنعذبهم مرتين} قال‪ :‬عذاب في القبر وع‪++‬ذاب في‬
‫النار‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الربي‪++‬ع رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{س‪++‬نعذبهم م‪++‬رتين} ق‪++‬ال‪ :‬يبتل‪++‬ون في ال‪++‬دنيا وع‪++‬ذاب الق‪++‬بر {ثم ي‪++‬ردون إلى‬
‫عذاب عظيم} قال‪ :‬عذاب جهنم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {س‪++‬نعذبهم م‪++‬رتين}‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬ع‪++‬ذاب في ال‪++‬دنيا ب‪++‬األموال واألوالد‪ ،‬وق‪++‬رأ (فال تعجب‪++‬ك أم‪++‬والهم وال‬
‫أوالدهم إنم‪++‬ا يري‪++‬د هللا ليع‪++‬ذبهم به‪++‬ا في الحي‪++‬اة ال‪++‬دنيا) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة ‪)55‬‬
‫بالمص‪+‬ائب فهي لهم ع‪+‬ذاب وهي للمؤم‪+‬نين أج‪+‬ر‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬وع‪+‬ذاب اآلخ‪+‬رة في‬
‫النار {ثم يردون إلى عذاب عظيم} النار‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه قال‪ :‬بلغ‪++‬ني أن ناس‪++‬ا يقول‪++‬ون‬
‫{سنعذبهم مرتين} يعني القتل وبعد القتل البرزخ‪ ،‬وال‪++‬برزخ م‪++‬ا بين الم‪++‬وت‬
‫إلى البعث {ثم يردون إلى عذاب عظيم} يعني عذاب جهنم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي مالك رضي هللا عنه في قوله {سنعذبهم م‪++‬رتين}‬
‫قال‪ :‬كان النبي صلى هللا عليه وسلم يعذب المنافقين يوم الجمعة بلس‪++‬انه على‬
‫المنبر‪ ،‬وعذاب القبر‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪+‬ه عن أبي مس‪+‬عود األنص‪++‬اري رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لق‪++‬د‬
‫خطبنا النبي صلى هللا عليه وسلم خطبة ما شهدت مثلها قط فقال "أيها الناس‬
‫إن منكم من‪++‬افقين فمن س‪++‬ميته فليقم‪ ،‬قم ي‪++‬ا فالن‪ ،‬قم ي‪++‬ا فالن‪ ،‬ح‪++‬تى ق‪++‬ام س‪++‬تة‬
‫وثالثون رجال‪ .‬ثم قال‪ :‬إن منكم وإن منكم وإن منكم فس‪++‬لوا هللا العافي‪++‬ة‪ .‬فلقي‬
‫عمر رضي هللا عنه رجال كان بينه وبين‪++‬ه إخ‪++‬اء فق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا ش‪++‬أنك؟ فق‪++‬ال‪ :‬إن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم خطبنا فقال كذا وكذا‪ .‬فق‪++‬ال عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه‪ :‬أبعدك هللا سائر اليوم"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪102‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في‬
‫الدالئل عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {وآخرون اعترفوا بذنوبهم‬
‫خلطوا عمال صالحا وآخر سيئا} قال "كانوا عشرة رهط تخلفوا عن رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في غ‪++‬زوة تب‪++‬وك‪ ،‬فلم‪++‬ا حض‪++‬ر رج‪++‬وع رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم أوثق سبعة منهم أنفسهم بسواري المس‪++‬جد‪ ،‬وك‪++‬ان مم‪++‬ر‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم إذا رج‪++‬ع في المس‪++‬جد عليهم‪ ،‬فلم‪++‬ا رآهم ق‪++‬ال‪ :‬من‬
‫هؤالء الموثقون أنفسهم؟ قالوا‪ :‬هذا أبو لباب‪++‬ة وأص‪++‬حاب ل‪++‬ه تخلف‪++‬وا عن‪++‬ك ي‪++‬ا‬
‫رس‪++‬ول هللا‪ ،‬أوثق‪++‬وا أنفس‪++‬هم وحلف‪++‬وا أنهم ال يطلقهم أح‪++‬د ح‪++‬تى يطلقهم الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم ويع‪++‬ذرهم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬وأن‪++‬ا أقس‪++‬م باهلل ال أطلقهم وال أع‪++‬ذرهم‬
‫حتى يكون هللا تعالى هو الذي يطلقهم رغب‪++‬وا ع‪++‬ني وتخلف‪++‬وا عن الغ‪++‬زو م‪++‬ع‬
‫المسلمين‪ ،‬فلما بلغهم ذلك ق‪++‬الوا‪ :‬ونحن ال نطل‪++‬ق أنفس‪++‬نا ح‪++‬تى يك‪++‬ون هللا ه‪++‬و‬
‫الذي يطلقنا‪ .‬فأنزل هللا عز وجل {وآخ‪++‬رون اع‪++‬ترفوا ب‪++‬ذنوبهم خلط‪++‬وا عمال‬
‫ص‪++‬الحا وآخ‪++‬ر س‪++‬يئا عس‪++‬ى هللا أن يت‪++‬وب عليهم} وعس‪++‬ى من هللا وإن‪++‬ه ه‪++‬و‬
‫التواب الرحيم‪ ،‬فلما نزلت أرسل إليهم النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ف‪++‬أطلقهم‬
‫وعذرهم‪ ،‬فجاؤوا بأموالهم فقالوا‪ :‬يا رسول هللا هذه أموالنا فتص‪+‬دق به‪+‬ا عن‪+‬ا‬
‫واستغفر لنا‪ .‬قال‪ :‬ما أمرت أن آخذ أم‪++‬والكم‪ .‬ف‪++‬أنزل هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل {خ‪++‬ذ من‬
‫أموالهم صدقة تطهرهم بها وتزكيهم بها وصل عليهم} يقول‪ :‬استغفر لهم إن‬
‫{صلواتك سكن لهم} يق‪++‬ول‪ :‬رحم‪++‬ة لهم‪ ،‬فأخ‪++‬ذ منهم الص‪++‬دقة واس‪++‬تغفر لهم‪،‬‬
‫وكان ثالثة نفر منهم لم يوثق‪++‬وا أنفس‪++‬هم بالس‪++‬واري ف‪++‬أرجئوا س‪++‬نة ال ي‪++‬درون‬
‫أيع‪++‬ذبون أو يت‪++‬اب عليهم؟ ف‪++‬أنزل هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل (لق‪++‬د ت‪++‬اب هللا على الن‪++‬بي‬
‫والمهاجرين واألنصار الذين اتبعوه في ساعة العس‪+‬رة) (التوب‪+‬ة اآلي‪++‬ة ‪)117‬‬
‫إلى آخر اآلية (وعلى الثالثة الذين خلفوا) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة ‪ )118‬إلى (ثم ت‪++‬اب‬
‫عليهم ليتوبوا إن هللا هو التواب الرحيم) يعني إن استقاموا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه‪ .‬مثله سواء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن‬
‫مجاهد في قوله {فاعترفوا بذنوبهم} قال‪ :‬ه‪++‬و أب‪++‬و لباب‪++‬ة إذ ق‪++‬ال لقريظ‪++‬ة م‪++‬ا‬
‫قال‪ ،‬وأشار إلى حلقه بأن محمدا يذبحكم إن نزلتم على حكمه‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن سعيد بن المسيب‪ .‬أن بني قريظة كانوا حلفاء ألبي لباب‪++‬ة‬
‫فأطلعوا إليه وهو يدعوهم إلى حكم رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪ ،‬فق‪++‬الوا‪:‬‬
‫يا أبا لبابة أتأمرن‪+‬ا أن ن‪+‬نزل؟ فأش‪+‬ار بي‪+‬ده إلى حلق‪++‬ه أن‪+‬ه ال‪++‬ذبح‪ ،‬ف‪++‬أخبر عن‪+‬ه‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم ب‪++‬ذلك‪ ،‬فق‪++‬ال ل‪++‬ه رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "أحسبت أن هللا غف‪++‬ل عن ي‪++‬دك حين تش‪++‬ير إليهم به‪++‬ا إلى حلق‪++‬ك؟ فلبث‬
‫حينا حتى غزا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم تبوك ‪ -‬وهي غزوة العسرة ‪-‬‬
‫فتخلف عنه أبو لبابة فيمن تخلف‪ ،‬فلما قفل رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫منها جاءه أبو لبابة يسلم عليه‪ ،‬فأعرض عنه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ففزع أبو لبابة‪ ،‬فارتبط بسارية التوبة التي عند ب‪+‬اب أم س‪+‬لمة س‪+‬بعا بين ي‪+‬وم‬
‫وليلة في حر شديد ال يأكل فيهن وال يشرب قطرة‪ ،‬قال‪ :‬ال يزال ه‪+‬ذا مك‪+‬اني‬
‫حتى أفارق الدنيا أو يتوب هللا علي‪ .‬فلم يزل كذلك ح‪++‬تى م‪++‬ا يس‪++‬مع الص‪++‬وت‬
‫من الجهد ورسول هللا صلى هللا عليه وسلم ينظر إليه بكرة وعش‪++‬ية‪ ،‬ثم ت‪++‬اب‬
‫هللا عليه فنودي أن هللا قد تاب عليك‪ ،‬فأرسل إليه رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم ليطلق عنه رباطه‪ ،‬فأبى أن يطلقه أح‪++‬د إال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬فجاءه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فأطلقه عنه بيده‪ ،‬فقال أبو لباب‪++‬ة‬
‫حين أفاق‪ :‬يا رسول هللا إني أهجر دار قومي التي أصبت فيها الذنب وأنتق‪++‬ل‬
‫إليك فأساكنك‪ ،‬وإني أختلع من مالي صدقة إلى هللا ورس‪++‬وله ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ .‬فقال‪ :‬يجزي عنك الثلث‪ .‬فهجر أبو لبابة دار قومه وس‪++‬اكن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم وتصدق بثلث ماله ثم تاب‪ ،‬فلم ير منه في اإلس‪++‬الم بع‪++‬د‬
‫ذلك إال خيرا حتى فارق الدنيا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال "إن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم غزا غزوة تبوك‪ ،‬فتخلف أب‪++‬و لباب‪++‬ة ورجالن‬
‫معه عن النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬ثم إن أب‪++‬ا لباب‪++‬ة ورجلين مع‪++‬ه تفك‪++‬روا‬
‫ون‪++‬دموا وأيقن‪++‬وا بالهلك‪++‬ة‪ ،‬وق‪++‬الوا‪ :‬نحن في الظ‪++‬ل والطمأنين‪++‬ة م‪++‬ع النس‪++‬اء‪،‬‬
‫ورسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم والمؤمن‪++‬ون مع‪++‬ه في الجه‪++‬اد‪ ،‬وهللا لن‪++‬وثقن‬
‫أنفسنا بالسواري فال نطلقها حتى يكون رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ه‪++‬و‬
‫الذي يطلقنا ويعذرنا‪ ،‬فانطلق أبو لبابة ف‪++‬أوثق نفس‪++‬ه ورجالن مع‪++‬ه بس‪++‬واري‬
‫المسجد وبقي ثالثة لم يوثقوا أنفسهم‪ ،‬فرجع رسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫من غزوته وكان طريقه في المسجد‪ ،‬فمر عليهم فقال‪ :‬من ه‪++‬ؤالء الموثق‪++‬ون‬
‫أنفسهم بالسواري؟ فقال رجل‪ :‬هذا أبو لبابة وصاحبان له تخلفوا عن رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فعاهدوا هللا ال يطلقون أنفسهم حتى تكون الذي أنت‬
‫تطلقهم وترضى عنهم وقد اعترفوا بذنوبهم‪ .‬فقال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم‪ :‬وهللا ال أطلقهم ح‪++‬تى أؤم‪++‬ر ب‪++‬إطالقهم‪ ،‬وال أع‪++‬ذرهم ح‪++‬تى يك‪++‬ون هللا‬
‫يع‪++‬ذرهم وق‪++‬د تخلف‪++‬وا ورغب‪++‬وا عن المس‪++‬لمين بأنفس‪++‬هم وجه‪++‬ادهم‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫تعالى {وآخرون اعترفوا بذنوبهم} اآلية‪ .‬وعسى من هللا واجب‪ ،‬فلما ن‪++‬زلت‬
‫اآلية أطلقهم رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم وع‪+‬ذرهم‪ ،‬ف‪++‬انطلق أب‪+‬و لباب‪+‬ة‬
‫وصاحباه بأموالهم‪ ،‬فأتوا بها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فق‪++‬الوا‪ :‬خ‪++‬ذ من‬
‫أموالنا فتصدق بها عنا وصل علينا‪ .‬يقولون‪ :‬اس‪++‬تغفر لن‪++‬ا وطهرن‪++‬ا‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬ال‬
‫آخذ منها شيئا حتى أؤمر به‪ .‬فأنزل هللا خذ من أموالهم صدقة‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪:‬‬
‫وبقي الثالثة الذين خالفوا أبا لباب‪++‬ة ولم يتوب‪++‬وا ولم ي‪++‬ذكروا بش‪++‬يء ولم ي‪++‬نزل‬
‫عذرهم‪ ،‬وضاقت عليهم األرض بما رحبت‪ ،‬وهم ال‪++‬ذين ق‪++‬ال هللا {وآخ‪++‬رون‬
‫مرجون ألمر هللا) (التوبة اآلية ‪ )106‬اآلية‪ .‬فجعل الناس يقولون‪ :‬هلك‪++‬وا إذا‬
‫لم ي‪++‬نزل لهم ع‪++‬ذر‪ ،‬وجع‪++‬ل آخ‪++‬رون يقول‪++‬ون‪ :‬عس‪++‬ى هللا أن يت‪++‬وب عليهم‪.‬‬
‫فصاروا مرجئين ألمر هللا حتى نزلت (لقد تاب هللا على النبي) (التوبة اآلي‪++‬ة‬
‫‪ )117‬إلى قول‪++‬ه (وعلى الثالث‪++‬ة ال‪++‬ذين خلف‪++‬وا) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة ‪ )118‬يع‪++‬ني‬
‫المرجئين ألمر هللا‪ ،‬نزلت عليهم التوبة فعملوا بها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن زي‪++‬د في قول‪++‬ه {وآخ‪++‬رون اع‪++‬ترفوا ب‪++‬ذنوبهم}‬
‫قال‪ :‬هم الثمانية الذين ربطوا أنفسهم بالسواري‪ ،‬منهم ك‪++‬ردم وم‪++‬رداس وأب‪++‬و‬
‫لبابة‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن قت‪+‬ادة في قول‪+‬ه {وآخ‪+‬رون اع‪+‬ترفوا‬
‫بذنوبهم خلطوا عمال ص‪++‬الحا وآخ‪++‬ر س‪++‬يئا} ق‪++‬ال‪ :‬ذك‪++‬ر لن‪++‬ا أنهم ك‪++‬انوا س‪++‬بعة‬
‫رهط تخلفوا عن غزوة تبوك‪ ،‬منهم أربعة خلطوا عمال صالحا وآخ‪++‬ر س‪++‬يئا‪:‬‬
‫جد بن قيس‪ ،‬وأبو لبابة‪ ،‬وحرام‪ ،‬وأوس‪ ،‬كلهم من األنصار تيب عليهم‪ ،‬وهم‬
‫الذين قيل {خذ من أموالهم صدقة}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {خلطوا عمال صالحا وآخر سيئا}‬
‫قال‪ :‬غزوهم مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم {وآخ‪++‬ر س‪++‬يئا} ق‪++‬ال تخلفهم‬
‫عنه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن أبي ال‪++‬دنيا في التوب‪++‬ة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‬
‫وأبو الشيخ والبيهقي في شعب اإليمان عن أبي عثم‪++‬ان النه‪++‬دي ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا في‬
‫القرآن آية أرجى عن‪++‬دي له‪++‬ذه األم‪++‬ة من قول‪++‬ه {وآخ‪++‬رون اع‪++‬ترفوا ب‪++‬ذنوبهم‬
‫خلطوا عمال صالحا وآخر سيئا} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪+‬يخ وال‪++‬بيهقي عن مط‪+‬رف ق‪++‬ال‪ :‬إني ألس‪+‬تلقي من اللي‪+‬ل على‬
‫فراشي وأتدبر القرآن‪ ،‬فأعرض أعمالي على أعمال أهل الجنة فإذا أعم‪++‬الهم‬
‫ش‪+‬ديدة (ك‪+‬انوا قليال من اللي‪+‬ل م‪+‬ا يهجع‪+‬ون) (ال‪+‬ذاريات اآلي‪+‬ة ‪( .)17‬ي‪+‬بيتون‬
‫لربهم سجدا وقياما) (الفرقان اآلي‪++‬ة ‪( .)64‬أمن ه‪++‬و ق‪++‬انت آن‪++‬اء اللي‪++‬ل س‪++‬اجدا‬
‫وقائما) (الزمر اآلية ‪ )9‬فال أراني منهم‪ !...‬فأعرض نفس‪++‬ي على ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة‬
‫(ما سلككم في سقر) (قالوا لم نك من المصلين) (المدثر اآلية ‪ )46 - 42‬إلى‬
‫قوله (نكذب بيوم الدين) فأرى القوم مكذبين فال أراني منهم‪ ،‬فأمر بهذه اآلية‬
‫{وآخرون اع‪++‬ترفوا ب‪++‬ذنوبهم خلط‪++‬وا عمال ص‪++‬الحا وآخ‪++‬ر س‪++‬يئا} ف‪++‬أرجو أن‬
‫أكون أنا وأنتم يا إخوتاه منهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن منده وأبو نعيم في المعرفة وابن عساكر بس‪++‬ند ق‪++‬وي‬
‫عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬ك‪++‬ان ممن تخل‪++‬ف عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم في غزوة تبوك س‪++‬تة‪ :‬أب‪++‬و لباب‪++‬ة‪ ،‬وأوس بن ج‪++‬ذام‪ ،‬وثعلب‪++‬ة بن وديع‪++‬ة‪،‬‬
‫وكعب بن مالك‪ ،‬ومرارة بن الربيع‪ ،‬وهالل بن أمية‪ .‬فجاء أبو لباب‪++‬ة‪ ،‬وأوس‬
‫بن جذام‪ ،‬وثعلبة‪ ،‬فربط‪++‬وا أنفس‪++‬هم بالس‪++‬واري‪ ،‬وج‪++‬اؤوا ب‪++‬أموالهم فق‪++‬الوا‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬خذ هذا الذي حبسنا عنك‪ .‬فقال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"ال أحلهم ح‪++‬تى يك‪++‬ون قت‪++‬ال‪ .‬ف‪++‬نزل الق‪++‬ران {خلط‪++‬وا عمال ص‪++‬الحا وآخ‪++‬ر‬
‫سيئا‪ }...‬اآلية‪ .‬وكان ممن أرجئ عن التوبة وخلف كعب بن مال‪++‬ك‪ ،‬وم‪++‬رارة‬
‫بن الربي‪++‬ع‪ ،‬وهالل بن أمي‪++‬ة‪ .‬ف‪++‬أرجئوا أربعين يوم‪++‬ا‪ ،‬فخرج‪++‬وا وض‪++‬ربوا‬
‫فس‪++‬اطيطهم‪ ،‬واع‪++‬تزلوهم نس‪++‬اؤهم‪ ،‬ولم يت‪++‬ولهم المس‪++‬لمون ولم يقرب‪++‬وا منهم‪،‬‬
‫فنزل فيهم (وعلى الثالثة الذين خلفوا) (التوبة اآلية ‪ )118‬إلى قوله (الت‪++‬واب‬
‫الرحيم) فبعثت أم سلمة إلى كعب فبشرته"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن شوذب ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال األحن‪++‬ف بن قيس‪ :‬عرض‪++‬ت‬
‫نفسي على القرآن فلم أجدني بآية أشبه مني به‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {وآخ‪++‬رون اع‪++‬ترفوا‬
‫بذنوبهم خلطوا عمال صالحا وآخر سيئا‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مال‪++‬ك بن دين‪++‬ار ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت الحس‪++‬ن عن ق‪++‬ول هللا‬
‫{وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عمال صالحا وآخر سيئا} فقال‪ :‬يا مالك‪،‬‬
‫تابوا‪ ،‬عسى هللا أن يتوب عليهم‪ ،‬وعسى من هللا واجبة‪.‬‬
‫وأخرج البخ‪++‬اري ومس‪++‬لم والترم‪++‬ذي والنس‪++‬ائي وابن مردوي‪++‬ه عن س‪++‬مرة بن‬
‫جن‪++‬دب ق‪++‬ال "ك‪++‬ان رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ممن يك‪++‬ثر أن يق‪++‬ول‬
‫ألصحابه‪ :‬هل رأى أحد منكم رؤيا؟ وإنه قال لنا ذات غداة‪ :‬إن‪++‬ه أت‪++‬اني الليل‪++‬ة‬
‫آتي‪++‬ان فق‪++‬اال لي‪ :‬انطل‪++‬ق‪ .‬ف‪++‬انطلقت معهم‪++‬ا‪ ،‬فأخرج‪++‬اني إلى األرض المقدس‪++‬ة‬
‫فأتينا على رج‪++‬ل مض‪++‬طجع وإذا آخ‪++‬ر ق‪++‬ائم علي‪++‬ه بص‪++‬خرة‪ ،‬وإذا ه‪++‬و يه‪++‬وي‬
‫بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر ههن‪++‬ا‪ ،‬فيتب‪++‬ع الحج‪++‬ر فيأخ‪++‬ذه فال‬
‫يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان‪ ،‬ثم يعود إليه فيفعل به مثل ما فع‪++‬ل في‬
‫المرة األولى‪ .‬قلت لهما‪ :‬سبحان هللا ما هذان‪...‬؟! قاال لي‪ :‬انطلق‪.‬‬
‫فانطلقنا‪ ،‬فأتينا على رجل مستلق لقفاه وآخر قائم عليه بكلوب من حديد‪ ،‬وإذا‬
‫هو يأتي أحد شقي وجهه فيشرشر شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى‬
‫قفاه‪ ،‬ثم يتحول إلى الجانب اآلخر فيفعل به مثل ما فعل بالج‪++‬انب األول‪ ،‬فم‪++‬ا‬
‫يفرغ من ذلك الجانب حتى يصبح ذلك الجانب كما كان‪ ،‬ثم يعود عليه فيفعل‬
‫مثل ما فعل في المرة األولى‪ .‬قلت‪ :‬سبحان هللا ما هذان‪...‬؟! قاال لي‪ :‬انطلق‪.‬‬
‫فانطلقنا‪ ،‬فأتينا على مثل التنور فإذا فيه لغط وأصوات‪ ،‬فاطلعنا فيه ف‪++‬إذا في‪++‬ه‬
‫رجال ونساء عراة‪ ،‬فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم‪ ،‬فإذا أتاهم ذلك اللهب‬
‫ضوضوا قلت‪ :‬ما هؤالء‪...‬؟! فقاال لي‪ :‬انطلق‪.‬‬
‫فانطلقنا‪ ،‬فأتينا على نهر أحمر مثل الدم‪ ،‬وإذا في النه‪++‬ر رج‪++‬ل س‪++‬ابح يس‪++‬بح‪،‬‬
‫وإذا على شاطئ النهر رجل عنده حجارة كثيرة‪ ،‬وإذا ذلك الس‪++‬ابح يس‪++‬بح م‪++‬ا‬
‫يسبح‪ ،‬ثم يأتي الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجر فينطل‪++‬ق‬
‫فيسبح‪ ،‬ثم يرجع إليه كلم‪++‬ا رج‪++‬ع فغ‪++‬ر ل‪++‬ه ف‪++‬اه فألقم‪++‬ه حج‪++‬را‪ .‬قلت لهم‪++‬ا‪ :‬م‪++‬ا‬
‫هذان‪...‬؟! قاال لي‪ :‬انطلق‪.‬‬
‫فانطلقنا‪ ،‬فأتينا على رجل كريه المرآة كأكره ما أنت راء‪ ،‬وإذا هو عنده ن‪++‬ار‬
‫يحشها ويسعى حولها‪ .‬قلت لهما‪ :‬ما هذا‪...‬؟! قاال لي‪ :‬انطلق‪.‬‬
‫فانطلقنا‪ ،‬فأتينا على روضة معتمة فيها من كل نور الربيع‪ ،‬وإذا بين ظهري‬
‫الروضة رجل طويل ال أكاد أرى رأسه طوال في السماء‪ ،‬وإذا حول الرج‪++‬ل‬
‫من أكثر ولدان رأيتهم قط‪ .‬قاال لي‪ :‬انطلق‪.‬‬
‫فانطلقن‪++‬ا‪ ،‬فانتهين‪++‬ا إلى روض‪++‬ة عظيم‪++‬ة لم أر ق‪++‬ط روض‪++‬ة أعظم منه‪++‬ا وال‬
‫أحسن‪ .‬قاال لي‪ :‬ارق فيها‪ .‬فارتقينا فيها‪ ،‬فانتهين‪++‬ا إلى مدين‪++‬ة مبني‪++‬ة بلبن ذهب‬
‫ولبن فضة‪ ،‬فأتينا باب المدينة فاستفتحنا ففتح لنا‪ ،‬فدخلناها فتلقانا فيها رج‪++‬ال‬
‫شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء‪ ،‬وش‪++‬طر ك‪++‬أقبح م‪++‬ا أنت راء‪ .‬ق‪++‬اال لهم‪:‬‬
‫اذهبوا فقعوا في ذلك النهر‪ .‬فإذا نهر معترض يجري كأن م‪++‬اءه المخض في‬
‫البياض فذهبوا فوقعوا فيه ثم رجعوا إلينا‪ ،‬ف‪++‬ذهب الس‪++‬وء عنهم فص‪++‬اروا في‬
‫أحسن ص‪++‬ورة‪ !...‬ق‪++‬اال لي‪ :‬ه‪++‬ذه جن‪++‬ة ع‪++‬دن وه‪++‬ذاك منزل‪++‬ك‪ ،‬فس‪++‬ما بص‪++‬ري‬
‫صعدا فإذا قصر مثل الربابة البيضاء قاال لي‪ :‬هذا منزلك‪ .‬قلت لهم‪++‬ا‪ :‬ب‪++‬ارك‬
‫هللا فيكما ذراني فأدخله‪ .‬قاال‪ :‬أما اآلن فال‪ ،‬وأنت داخله‪.‬‬
‫قلت لهما‪ :‬فإني رأيت منذ الليلة عجب‪++‬ا‪ ،‬فم‪++‬ا ه‪++‬ذا ال‪++‬ذي رأيت؟! ق‪++‬اال لي‪ :‬أم‪++‬ا‬
‫الرجل األول الذي أتيت عليه يثلغ رأس‪+‬ه ب‪+‬الحجر فإن‪+‬ه الرج‪+‬ل يأخ‪+‬ذ الق‪+‬رآن‬
‫فيرفضه‪ ،‬وينام عن الصالة المكتوبة‪ ،‬يفعل به إلى يوم القيامة‪ .‬وأم‪++‬ا الرج‪++‬ل‬
‫الذي أتيت عليه يشرشر شدقه إلى قفاه‪ ،‬ومنخراه إلى قف‪+‬اه‪ ،‬وعين‪+‬ه إلى قف‪+‬اه‪،‬‬
‫فإنه الرج‪++‬ل يغ‪++‬دو من بيت‪++‬ه فيك‪++‬ذب الكذب‪++‬ة تبل‪++‬غ اآلف‪++‬اق فيص‪++‬نع ب‪++‬ه إلى ي‪++‬وم‬
‫القيام‪++‬ة‪ .‬وأم‪++‬ا الرج‪++‬ال والنس‪++‬اء الع‪++‬راة ال‪++‬ذين في مث‪++‬ل التن‪++‬ور ف‪++‬إنهم الزن‪++‬اة‬
‫والزواني‪ .‬وأما الرجل الذي أتيت عليه يس‪++‬بح في النه‪++‬ر ويلقم الحج‪++‬ارة فإن‪++‬ه‬
‫آكل الربا‪ .‬وأما الرجل الكريه المرآة الذي عنده النار يحشها فإنه مالك خازن‬
‫النار‪ .‬وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم عليه الس‪++‬الم‪ .‬وأم‪++‬ا‬
‫الولدان الذين حوله فكل مول‪+‬ود م‪+‬ات على الفط‪+‬رة‪ .‬وأم‪+‬ا الق‪+‬وم ال‪+‬ذين ك‪+‬انوا‬
‫شطر منهم حسن وشطر منهم ق‪++‬بيح ف‪++‬إنهم ق‪++‬وم خلط‪++‬وا عمال ص‪++‬الحا وآخ‪++‬ر‬
‫سيئا تجاوز هللا عنهم‪ ،‬وأنا جبريل وهذا ميكائيل"‪.‬‬
‫وأخرج الخطيب في تاريخه عن أبي موسى "أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬رأيت رج‪++‬اال تق‪++‬رض جل‪++‬ودهم بمق‪++‬اريض من ن‪++‬ار‪ .‬قلت‪ :‬م‪++‬ا‬
‫هؤالء؟! قال‪ :‬هؤالء الذين يتزينون إلى ما ال يحل لهم‪ .‬ورأيت خب‪++‬اء خ‪++‬بيث‬
‫الريح وفيه صباح‪ .‬قلت‪ :‬ما هذا؟! قال‪ :‬هن نساء يتزين إلى م‪+‬ا ال يح‪+‬ل لهن‪.‬‬
‫ورأيت قوما اغتسلوا من ماء الجناة‪ .‬قلت‪ :‬ما هؤالء؟! ق‪++‬ال‪ :‬هم ق‪++‬وم خلط‪++‬وا‬
‫عمال صالحا وآخر سيئا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن األسود بن قيس العبدي قال‪ :‬لقي الحسن بن علي يوم‪++‬ا‬
‫حبيب بن مسلمة فقال‪ :‬يا حبيب رب ميسر لك في غير طاعة هللا‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬ا‬
‫ميسري إلى أبي‪++‬ك فليس من ذل‪++‬ك ق‪++‬ال‪ :‬بلى ولكن‪++‬ك أطعت معاوي‪++‬ة على دني‪++‬ا‬
‫قليلة زائلة‪ ،‬فلئن قام بك في دنياك لقد قع‪++‬د ب‪++‬ك في دين‪++‬ك‪ ،‬ول‪++‬و كنت إذ فعلت‬
‫شرا قلت خيرا ك‪+‬ان ذل‪+‬ك كم‪+‬ا ق‪+‬ال هللا {خلط‪+‬وا عمال ص‪+‬الحا وآخ‪+‬ر س‪+‬يئا}‬
‫ولكنك كما قال هللا (كال بل ران على قل‪++‬وبهم م‪++‬ا ك‪++‬انوا يكس‪++‬بون) (المطففين‬
‫اآلية ‪.)14‬‬
‫@ اآلية ‪103‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {خذ من أموالهم صدقة تطه‪++‬رهم‬
‫وتزكيهم بها} قال‪ :‬من ذنوبهم التي أصابوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {وص‪++‬ل عليهم}‬
‫قال‪ :‬استغفر لهم من ذن‪+‬وبهم ال‪+‬تي أص‪+‬ابوها {إن ص‪+‬لواتك س‪+‬كن لهم} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫رحمة لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {وصل عليهم} يقول‪:‬‬
‫ادع لهم {إن صلواتك سكن لهم} قال‪ :‬استغفارك يسكن قلوبهم ويطمن لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن‬
‫المنذر وابن مردويه عن عبد هللا بن أبي أوفى قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم إذا أتى بص‪+‬دقة ق‪+‬ال‪ :‬اللهم ص‪+‬ل على آل فالن‪ .‬فأت‪+‬اه أبي بص‪+‬دقة‬
‫فقال‪ :‬اللهم صل على آل أبي أوفي‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {س‪++‬كن لهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أمن لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر بن عبد هللا قال‪ :‬أتان‪++‬ا الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم فقالت له امرأتي‪ :‬يا رسول هللا ص‪+‬ل علي وعلى زوجي‪ .‬فق‪+‬ال "ص‪+‬لى‬
‫هللا عليك وعلى زوجك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن خارجة بن زي‪++‬د عن عم‪++‬ه يزي‪++‬د بن ث‪++‬ابت ‪ -‬وك‪++‬ان‬
‫أكبر من زيد ‪ -‬قال‪ :‬خرجنا مع رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فلم‪++‬ا وردن‪++‬ا‬
‫البقيع إذا هو بقبر جديد‪ ،‬فسأل عنه فقالوا‪ :‬فالنة‪ .‬فعرفها فقال "أفال آذنتموني‬
‫بها؟ قالوا‪ :‬كنت قائال فكرهنا أن نؤذيك‪ .‬فقال‪ :‬ال تفعلوا‪ .‬م‪++‬ا م‪++‬ات منكم ميت‬
‫ما دمت بين أظهركم إال آذنتموني به‪ ،‬فإن صالتي عليه رحمة"‪.‬‬
‫وأخرج الب‪++‬اوردي في معرف‪++‬ة الص‪++‬حابة وابن مردوي‪++‬ه عن دلس‪++‬م السدوس‪++‬ي‬
‫قال‪ :‬قلنا لبشير بن الخصاصية‪ :‬إن أصحاب الص‪++‬دقة يعت‪++‬دون علين‪++‬ا‪ ،‬أفنكنتم‬
‫من أموالنا بقدر ما يعت‪+‬دون علين‪+‬ا؟ فق‪+‬ال‪ :‬إذا ج‪+‬اؤوكم فاجمعوه‪+‬ا ثم م‪+‬روهم‬
‫فليصلوا عليكم‪ ،‬ثم تال هذه اآلية {خذ من أموالهم ص‪++‬دقة تطه‪++‬رهم وت‪++‬زكيهم‬
‫بها وصل عليهم}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪104‬‬
‫أخ‪+‬رج ابن أبي ح‪+‬اتم عن ابن زي‪+‬د ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال اآلخ‪+‬رون‪ :‬ه‪+‬ؤالء ك‪+‬انوا معن‪+‬ا‬
‫باألمس ال يكلمون وال يجالسون فم‪++‬ا لهم؟ ف‪++‬أنزل هللا {ألم يعلم‪++‬وا أن هللا ه‪++‬و‬
‫يقبل التوبة عن عباده‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د ال‪++‬رزاق والحكيم الترم‪+‬ذي في ن‪+‬وادر األص‪++‬ول وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫والطبراني عن ابن مسعود قال‪ :‬ما تصدق رجل بصدقة إال وقعت في ي‪+‬د هللا‬
‫قبل أن تق‪++‬ع في ي‪++‬د الس‪++‬ائل‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬وه‪++‬و يض‪++‬عها في ي‪++‬د الس‪++‬ائل‪ ،‬ثم ق‪++‬رأ {ألم‬
‫يعلموا أن هللا هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات}‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن أبي هريرة في قوله {ويأخذ الصدقات} قال‪ :‬إن هللا‬
‫هو يقبل الص‪++‬دقة إذا ك‪++‬انت من طيب ويأخ‪++‬ذها بيمين‪++‬ه‪ ،‬وإن الرج‪++‬ل ليص‪++‬دق‬
‫بمثل اللقمة فيربيها به كما يربي أحدكم فصيله أو مهره‪ ،‬ف‪++‬تربوا في ك‪++‬ف هللا‬
‫حتى تكون مثل أحد‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه عن أبي هري‪++‬رة‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "وال‪++‬ذي نفس‪++‬ي بي‪++‬ده م‪++‬ا من عب‪++‬د‬
‫يتصدق بصدقة طيبة من كسب طيب ‪ -‬وال يقبل هللا إال طيب‪++‬ا وال يص‪++‬عد إلى‬
‫السماء إال طيب ‪ -‬فيضعها في حق إال كانت كأنما يض‪++‬عها في ي‪++‬د ال‪++‬رحمن‪،‬‬
‫فيربيها له كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله‪ ،‬ح‪++‬تى أن اللقم‪++‬ة أو التم‪++‬رة لت‪++‬أتي‬
‫ي‪++‬وم القيام‪++‬ة مث‪++‬ل الجب‪++‬ل العظيم‪ ،‬وتص‪++‬ديق ذل‪++‬ك في كت‪++‬اب هللا العظيم {ألم‬
‫يعلموا أن هللا هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} "‪.‬‬
‫وأخرج الدارقطني في األفراد عن ابن عباس قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "تصدقوا فإن أحدكم يعطي اللقمة أو الش‪++‬يء فتق‪++‬ع في ي‪++‬د هللا ع‪++‬ز‬
‫وجل قبل أن تقع في يد السائل‪ ،‬ثم تال هذه اآلية {ألم يعلموا أن هللا ه‪++‬و يقب‪++‬ل‬
‫التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات} فيربيها كما يربي أحدكم مهره أو فص‪++‬يله‬
‫فيوفيها إياه يوم القيامة‪.‬‬
‫@ اآلية ‪105‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ش‪+‬يبة وابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {وق‪++‬ل‬
‫اعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله} قال‪ :‬هذا وعيد من هللا عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة والط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن س‪++‬لمة بن‬
‫األكوع "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قرأ {فسيرى هللا عملكم ورسوله‬
‫والمؤمنون}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه عن س‪+‬لمة بن األك‪+‬وع ق‪+‬ال‪:‬‬
‫مر بجنازة فأثنى عليها‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"وجبت‪ .‬ثم م‪++‬ر‬
‫بجنازة أخرى فأثنى عليها‪ ،‬فقال‪ :‬وجبت‪ .‬فسئل عن ذل‪++‬ك فق‪++‬ال‪ :‬إن المالئك‪++‬ة‬
‫شهداء هللا في السماء وأنتم شهداء هللا في األرض‪ ،‬فما شهدتم عليه من شيء‬
‫وجب‪ ،‬وذلك قول هللا {وقل اعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله والمؤمن‪++‬ون}‬
‫"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عائشة قالت‪ :‬ما احتقرت أعم‪++‬ال أص‪++‬حاب رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم حتى نجم الق‪++‬راء ال‪++‬ذين طعن‪++‬وا على عثم‪++‬ان‪ ،‬فق‪++‬الوا‬
‫قوال ال نحسن مثله‪ ،‬وقرأوا ق‪++‬راءة ال نق‪++‬رأ مثله‪++‬ا‪ ،‬وص‪++‬لوا ص‪++‬الة ال نص‪++‬لي‬
‫مثلها‪ ،‬فلما تذكرت إذن وهللا ما يقاربون عمل أصحاب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فإذا أعجب‪+‬ك حس‪+‬ن ق‪+‬ول ام‪+‬رئ منهم {وق‪+‬ل اعمل‪+‬وا فس‪+‬يرى هللا‬
‫عملكم ورسوله والمؤمنون} وال يستخفنك أحد‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن حبان والح‪++‬اكم وال‪++‬بيهقي في الش‪++‬عب وابن أبي‬
‫ال‪++‬دنيا في اإلخالص والض‪++‬ياء في المخت‪++‬ارة عن أبي س‪++‬عيد عن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال "ل‪++‬و أن أح‪++‬دكم يعم‪++‬ل في ص‪++‬خرة ص‪++‬ماء ليس له‪++‬ا‬
‫باب وال كوة ألخرج هللا عمله للناس كائنا ما كان" وهللا أعلم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪106‬‬
‫أخرج ابن المنذر عن عكرمة في قوله {وآخ‪++‬رون مرج‪++‬ون ألم‪++‬ر هللا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫هم الثالثة الذين خلفوا‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن المن‪+++‬ذر وابن أبي ح‪+++‬اتم وأب‪+++‬و الش‪+++‬يخ عن مجاه‪+++‬د في قول‪+++‬ه‬
‫{وآخ‪++‬رون مرج‪++‬ون} ق‪++‬ال‪ :‬هالل بن أمي‪++‬ة‪ ،‬وم‪++‬رارة بن الربي‪++‬ع‪ ،‬وكعب بن‬
‫مالك‪ ،‬من األوس والخزرج‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن محم‪++‬د بن كعب‪ .‬أن أب‪++‬ا لباب‪++‬ة أش‪++‬ار إلى ب‪++‬ني قريظ‪++‬ة‬
‫بأص‪+++‬بعه أن‪+++‬ه ال‪+++‬ذبح‪ ،‬فق‪+++‬ال‪ :‬خنت هللا ورس‪+++‬وله‪ .‬ف‪+++‬نزلت (ال تخون‪+++‬وا هللا‬
‫والرسول) (األنفال اآلية ‪ )27‬ونزلت {وآخ‪++‬رون مرج‪++‬ون ألم‪++‬ر هللا} فك‪++‬ان‬
‫ممن تاب هللا عليه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قول‪++‬ه {إم‪++‬ا يع‪++‬ذبهم} يق‪++‬ول‪:‬‬
‫يميتهم على معص‪++‬ية {وإم‪++‬ا يت‪++‬وب عليهم} فأرج‪++‬ا أم‪++‬رهم ثم نس‪++‬خها فق‪++‬ال‬
‫(وعلى الثالثة الذين خلفوا) (التوبة اآلية ‪.)118‬‬
‫@ اآلية ‪107‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في‬
‫الدالئل عن ابن عباس في قوله {وال‪++‬ذين اتخ‪++‬ذوا مس‪++‬جدا ض‪++‬رارا} ق‪++‬ال‪ :‬هم‬
‫أناس من األنصار ابتنوا مسجدا فقال لهم أبو عامر‪ :‬ابنوا مسجدكم واستمدوا‬
‫بما استطعتم من قوة وسالح‪ ،‬فإني ذاهب إلى قيصر ملك الروم ف‪++‬أتي بجن‪++‬ده‬
‫من الروم ف‪++‬أخرج محم‪++‬دا وأص‪++‬حابه‪ .‬فلم‪++‬ا فرغ‪++‬وا من مس‪++‬جدهم أت‪++‬وا الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم فقالوا‪ :‬قد فرغنا من بناء مس‪++‬جدنا فنحب أن تص‪++‬لي في‪++‬ه‬
‫وتدعو بالبركة‪ .‬فأنزل هللا {ال تقم فيه أبدا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس قال‪ :‬لم‪++‬ا ب‪++‬نى رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم مسجد قباء خ‪++‬رج رج‪++‬ال من األنص‪++‬ار منهم يخ‪++‬دج ج‪++‬د‬
‫عبد هللا بن حنيف‪ ،‬ووديعة بن حزام‪ ،‬ومجم‪++‬ع بن جاري‪++‬ة األنص‪++‬اري‪ ،‬فبن‪++‬وا‬
‫مسجد النفاق فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليخدج "ويلك يا يخ‪++‬دج‪!...‬‬
‫ما أردت إلى ما أرى؟ قال‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬وهللا ما أردت إال الحس‪++‬نى ‪ -‬وه‪++‬و‬
‫كاذب ‪ -‬فصدقه رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم وأراد أن يع‪++‬ذره‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫{والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريق‪++‬ا بين المؤم‪++‬نين وإرص‪++‬ادا لمن‬
‫حارب هللا ورسوله} يعني رجال يقال له أبو عامر‪ ،‬كان محاربا لرس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وكان قد انطلق إلى هرقل وكانوا يرصدون إذا قدم أبو‬
‫عامر أن يصلي فيه‪ ،‬وكان قد خرج من المدينة محاربا هلل ولرسوله"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير ق‪++‬ال "ذك‪++‬ر أن ب‪++‬ني عم‪++‬رو بن ع‪++‬وف‬
‫ابتنوا مسجدا‪ ،‬فبعثوا إلى رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم أن ي‪++‬أتيهم فيص‪++‬لي‬
‫في مسجدهم‪ ،‬فأتاهم فصلى فيه‪ ،‬فلم‪++‬ا رأوا ذل‪++‬ك إخ‪++‬وتهم بن‪++‬و غنم بن ع‪++‬وف‬
‫حسدوهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬نبني نحن أيضا مسجدا كما بنى إخواننا فنرسل إلى رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم فيصلي فيه‪ ،‬ولعل أبا عامر أن يمر بن‪+‬ا فيص‪++‬لي في‪+‬ه‬
‫فبنوا مسجدا فأرسلوا إلى رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم أن ي‪++‬أتيهم فيص‪++‬لي‬
‫في مسجدهم كما صلى في مسجد إخوتهم‪ ،‬فلما ج‪+‬اء الرس‪+‬ول ق‪+‬ام لي‪+‬أتيهم أو‬
‫هم ليأتيهم‪ ،‬فأنزل هللا {والذين اتخذوا مس‪++‬جدا ض‪++‬رارا} إلى قول‪++‬ه {ال ي‪++‬زال‬
‫بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم} إلى آخر اآلية"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {وال‪++‬ذين اتخ‪++‬ذوا‬
‫مسجدا} ق‪++‬ال‪ :‬المن‪++‬افقون‪ .‬وفي قول‪++‬ه {وإرص‪++‬ادا لمن ح‪++‬ارب هللا ورس‪++‬وله}‬
‫قال‪ :‬ألبي عامر الراهب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قول‪++‬ه {وال‪++‬ذين اتخ‪++‬ذوا مس‪+‬جدا ض‪++‬رارا}‬
‫قال‪ :‬إن نبي هللا صلى هللا عليه وسلم ب‪+‬نى مس‪+‬جدا بقب‪+‬اء فعارض‪+‬ه المن‪+‬افقون‬
‫بآخر‪ ،‬ثم بعثوا إليه ليصلي فيه فأطلع هللا نبيه صلى هللا عليه وسلم على ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن مردويه عن ابن عباس قال‪ :‬دع‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم مالك بن الدخش‪+‬م فق‪+‬ال‪ :‬مال‪+‬ك لعاص‪+‬م‪ ،‬أنظ‪+‬رني ح‪+‬تى أخ‪+‬رج‬
‫إلي‪++‬ك بن‪++‬ار من أهلي‪ ،‬ف‪++‬دخل على أهل‪++‬ه فأخ‪++‬ذ س‪++‬عفات من ن‪++‬ار‪ ،‬ثم خرج‪++‬وا‬
‫يشتدون حتى دخلوا المسجد وفيه أهله فحرقوه وهدموه وخرج أهله فتفرق‪++‬وا‬
‫عنه‪ ،‬فأنزل هللا في شأن المسجد {والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا} إلى‬
‫قوله {عليم حكيم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن مردويه عن أبي رهم كلثوم بن الحصين الغف‪++‬اري ‪-‬‬
‫وكان من الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة ‪ -‬قال "أقبل رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم حتى نزل بذي أوان بينه وبين المدين‪++‬ة س‪++‬اعة من نه‪++‬ار وك‪++‬ان‬
‫بنى مسجد الضرار‪ ،‬فأتوه وهو يتجهز إلى تبوك فقالوا‪ :‬يا رسول هللا إنا بنينا‬
‫مسجدا لذي العل‪++‬ة والحاج‪++‬ة والليل‪++‬ة الش‪++‬اتية والليل‪++‬ة المط‪++‬يرة‪ ،‬وإن‪++‬ا نحب أن‬
‫تأتينا فتصلي لنا فيه‪ .‬قال‪ :‬إني على جناح سفر‪ ،‬ولو قدمنا إن شاء هللا أتين‪+‬اكم‬
‫فصلينا لكم فيه‪ ،‬فلما نزل بذي أوان أتاه خبر المسجد‪ ،‬فدعا رسول هللا ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم مالك بن الدخش‪+‬م أخ‪++‬ا ب‪+‬ني س‪+‬الم بن ع‪+‬وف‪ ،‬ومعن بن ع‪+‬دي‪،‬‬
‫وأخاه عاصم بن عدي أح‪+‬د بلعجالن‪ ،‬فق‪+‬ال‪ :‬انطلق‪+‬ا إلى ه‪+‬ذا المس‪+‬جد الظ‪+‬الم‬
‫أهله فأهدماه وأحرقاه‪ ،‬فخرجا سريعين ح‪++‬تى أتي‪++‬ا ب‪++‬ني س‪++‬الم بن ع‪++‬وف وهم‬
‫هط مالك بن الدخشم‪ ،‬فقال مالك لمعن‪ :‬أنظرني حتى أخرج إليك‪ .‬ف‪++‬دخل إلى‬
‫أهله‪ ،‬فأخذ س‪++‬عفا من النخ‪++‬ل فأش‪++‬عل في‪++‬ه ن‪++‬ارا‪ ،‬ثم خ‪++‬رج يش‪++‬تدان وفي‪++‬ه أهل‪++‬ه‬
‫فحرقاه وهدماه وتفرقوا عنه‪ ،‬وفيهم نزل من القرآن ما نزل {والذين اتخ‪++‬ذوا‬
‫مسجدا ضرارا وكفرا} إلى أخر القصة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {والذين اتخ‪++‬ذوا مس‪++‬جدا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫هم ناس من األنصار‪ ،‬ابتن‪++‬وا مس‪++‬جدا قريب‪++‬ا من مس‪++‬جد قب‪++‬اء‪ ،‬بلغن‪++‬ا أن‪++‬ه أول‬
‫مسجد بني في اإلسالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن إسحق قال‪ :‬كان الذين بنوا مس‪+‬جد‬
‫الض‪++‬رار اث‪++‬ني عش‪++‬ر رجال‪ .‬ج‪++‬ذام بن خال‪++‬د بن عبي‪++‬د بن زي‪++‬د‪ ،‬وثعلب‪++‬ة بن‬
‫حاطب‪ ،‬وهزال بن أمية‪ ،‬ومعتب بن قشير‪ ،‬وأبو حبيب‪++‬ة بن األزع‪++‬ر‪ ،‬وعب‪++‬اد‬
‫بن ح‪++‬نيف‪ ،‬وجاري‪++‬ة بن ع‪++‬امر‪ ،‬وأبن‪++‬اء محم‪++‬ع‪ ،‬وزي‪++‬د‪ ،‬ونبت‪++‬ل بن الح‪++‬ارث‪،‬‬
‫ويخدج بن عثمان‪ ،‬ووديعة بن ثابت‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {والذين اتخذوا مس‪++‬جدا ض‪++‬رارا}‬
‫قال‪ :‬ضاروا أهل قباء {وتفريق‪++‬ا بين المؤم‪++‬نين} ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬إن أه‪++‬ل قب‪++‬اء ك‪++‬انوا‬
‫يصلون في مسجد قباء كلهم‪ ،‬فلما بني ذلك أقص‪++‬ر من مس‪++‬جد قب‪++‬اء من ك‪++‬ان‬
‫يحضره وصلوا فيه {وليحلفن إن أردنا إال الحسنى} فحلفوا ما أرداوا ب‪++‬ه إال‬
‫الخير‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه}‪.‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د ومس‪++‬لم والترم‪++‬ذي والنس‪++‬ائي وأب‪++‬و يعلى وابن‬
‫جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن خزيم‪++‬ة وابن حب‪++‬ان وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫والح‪++‬اكم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن أبي س‪++‬عيد الخ‪++‬دري ق‪++‬ال‪:‬‬
‫اختلف رجالن رجل من بني خدرة‪ ،‬وفي لفظ‪ :‬تم‪++‬اريت أن‪++‬ا ورج‪++‬ل من ب‪++‬ني‬
‫عمرو بن عوف في المس‪++‬جد ال‪++‬ذي أس‪++‬س على التق‪++‬وى‪ .‬فق‪++‬ال الخ‪++‬دري‪ :‬ه‪++‬و‬
‫مسجد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وقال العمري‪ :‬هو مس‪+‬جد قب‪+‬اء‪ .‬فأتي‪+‬ا‬
‫رسول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم فس‪+‬أاله عن ذل‪+‬ك فق‪+‬ال "ه‪+‬و ه‪+‬ذا المس‪+‬جد‪،‬‬
‫لمسجد رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬وق‪++‬ال‪ :‬في ذل‪++‬ك خ‪++‬ير كث‪++‬ير‪ ،‬يع‪++‬ني‬
‫مسجد قباء"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪+‬يبة وأحم‪+‬د وعب‪+‬د بن حمي‪+‬د والزب‪+‬ير بن بك‪+‬ار في أخب‪+‬ار‬
‫المدينة وأبو يعلى وابن حب‪++‬ان والط‪++‬براني والح‪++‬اكم في الك‪++‬نى وابن مردوي‪++‬ه‬
‫عن سهل بن سعد الساعدي قال‪ :‬اختلف رجالن على عهد رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى‪ .‬فقال أحدهما‪ :‬ه‪++‬و مس‪++‬جد‬
‫الرسول صلى هللا عليه وسلم‪ .‬وقال اآلخر‪ :‬هو مسجد قباء‪ .‬فأتيا النبي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فسأاله فقال "هو مسجدي هذا"‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ش‪+++‬يبة وأحم‪+++‬د وابن المن‪+++‬ذر وأب‪+++‬و الش‪+++‬يخ وابن مردوي‪+++‬ه‬
‫والخطيب والضياء في المختارة عن أبي بن كعب ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى فقال "هو مسجدي هذا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الط‪++‬براني والض‪++‬ياء المقدس‪++‬ي في المخت‪++‬ارة عن زي‪++‬د بن ث‪++‬ابت "أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم س‪++‬ئل عن المس‪++‬جد ال‪++‬ذي أس‪++‬س على التق‪++‬وى‬
‫فقال "هو مسجدي هذا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه والطبراني من طريق عروة عن زيد بن‬
‫ثابت قال‪ :‬المسجد الذي أسس على التقوى من أول ي‪++‬وم مس‪++‬جد الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم‪ .‬قال عروة‪ :‬مسجد النبي صلى هللا عليه وسلم خ‪++‬ير من‪++‬ه‪ ،‬إنم‪++‬ا‬
‫أنزلت في مسجد قباء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن مردويه عن ابن عمر ق‪++‬ال‪ :‬المس‪++‬جد ال‪++‬ذي أس‪++‬س‬
‫على التقوى مسجد النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي سعيد الخ‪++‬دري ق‪++‬ال‪:‬‬
‫المسجد الذي أسس على التقوى مسجد النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج الزبير بن بكار وابن جرير وابن المنذر من طريق عثم‪++‬ان بن عبي‪++‬د‬
‫هللا عن ابن عمر وأبي س‪++‬عيد الخ‪++‬دري وزي‪++‬د بن ث‪++‬ابت ق‪++‬الوا‪ :‬المس‪++‬جد ال‪++‬ذي‬
‫أسس على التقوى مسجد الرسول صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن س‪++‬عيد بن المس‪++‬يب ق‪++‬ال المس‪++‬جد ال‪++‬ذي‬
‫أسس على التقوى مسجد المدينة األعظم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن ابن‬
‫عباس في قوله {لمسجد أسس على التقوى} يعني مسجد قباء‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك في قوله {لمسجد أسس على التق‪++‬وى} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫هو مسجد قباء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والترمذي والحاكم وصححه وابن ماج‪++‬ة عن أس‪++‬يد بن‬
‫ظهيرة عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال "صالة في مس‪++‬جدة قب‪++‬اء كعم‪++‬رة"‬
‫قال الترمذي‪ :‬ال نعرف ألسيد بن ظهيرة شيء يصح غير هذا الحديث‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن ظهير بن رافع الحارثي عن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال " من صلى في قباء يوم اإلثنين والخميس انقلب بأجرة عمرة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه عن ابن عمر ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يكثر اإلختالف إلى قباء راكبا وماشيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪+‬يبة والنس‪+‬ائي وابن ماج‪+‬ة عن س‪+‬هل بن ح‪+‬نيف ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "من خرج حتى ي‪++‬أتي ه‪++‬ذا المس‪++‬جد ‪ -‬مس‪++‬جد‬
‫قباء ‪ -‬فيصلي فيه كان كعدل عمرة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين‪ .‬أن‪++‬ه ك‪++‬ان ي‪++‬رى ك‪++‬ل مس‪++‬جد ب‪++‬ني‬
‫بالمدينة أسس على التقوى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عمار الذهبي قال‪ :‬دخلت مس‪++‬جد قب‪++‬اء أص‪++‬لي في‪++‬ه‬
‫فأبصرني أبو سلمة فقال‪ :‬أحببت أن تصلي في مسجد أسس على التق‪++‬وى من‬
‫أول يوم‪ .‬فأخبرني أن ما بين الصومعة إلى القبلة زيادة زادها عثمان‪.‬‬
‫@ اآلية ‪108‬‬
‫أخ‪++‬رج أب‪++‬و داود والترم‪++‬ذي وابن ماج‪++‬ة وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن أبي‬
‫هريرة عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬ال "ن‪++‬زلت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة في أه‪++‬ل‬
‫قباء {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} قال‪ :‬ك‪++‬انوا يس‪++‬تنجون بالم‪++‬اء‪ ،‬ف‪++‬نزلت‬
‫فيهم هذه اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا أن‪++‬زلت‬
‫هذه اآلية {فيه رجال يحبون أن يتطه‪+‬روا} بعث رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم إلى عويم بن ساعدة قال "ما هذا الطهور الذي أثنى هللا عليكم؟ فق‪++‬الوا‪:‬‬
‫يا رسول هللا ما خ‪+‬رج من‪+‬ا رج‪+‬ل وال ام‪+‬رأة من الغائ‪+‬ط إال غس‪+‬ل فرج‪+‬ه‪ ،‬أو‬
‫قال‪ :‬مقعدته‪ .‬فقال النبي‪ :‬هو هذا"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن خزيمة والط‪+‬براني والح‪++‬اكم وابن مردوي‪+‬ه عن ع‪+‬ويم بن‬
‫ساعدة األنصاري "أن النبي صلى هللا عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء فق‪++‬ال‪:‬‬
‫إن هللا قد أحسن عليكم الثناء في الطهور في قصة مسجدكم‪ ،‬فما هذا الطهور‬
‫الذي تطهرون ب‪++‬ه؟ ق‪++‬الوا‪ :‬وهللا ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا م‪++‬ا نعلم ش‪++‬يئا إال أن‪++‬ه ك‪++‬ان لن‪++‬ا‬
‫جيران من اليهود‪ ،‬فكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط فغسلنا كما غسلوا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن ماج‪++‬ة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن الج‪++‬ارود في المنتقي‬
‫والدارقطني والح‪++‬اكم وابن مردوي‪++‬ه وابن عس‪++‬اكر عن طلح‪++‬ة بن ن‪++‬افع ق‪++‬ال‪:‬‬
‫حدثني أبو أيوب‪ ،‬وج‪++‬ابر بن عب‪++‬د هللا‪ ،‬وأنس بن مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عنهم‪ ،‬أن‬
‫هذه اآلية لما نزلت {فيه رجال يحبون أن يتطه‪+‬روا} ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم "يا معشر األنصار إن هللا قد أثنى عليكم خيرا في الطهور فما‬
‫طهوركم هذا؟ قالوا‪ :‬نتوضأ للصالة ونغتسل من الجنابة قال‪ :‬فه‪++‬ل م‪++‬ع ذل‪++‬ك‬
‫غيره؟ قالوا‪ :‬ال‪ ،‬غير أن أحدنا إذا خرج إلى الغائط أحب أن يستنجي بالماء‪.‬‬
‫قال‪ :‬هو ذاك فعليكموه"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة في المص‪++‬نف عن مجم‪++‬ع بن يعق‪++‬وب بن مجم‪++‬ع "أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال لعويم بن ساعدة‪ :‬م‪++‬ا ه‪++‬ذا الطه‪++‬ور ال‪++‬ذي‬
‫أثنى هللا عليكم؟ فقالوا‪ :‬نغسل األدبار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في تاريخه وابن جرير والبغ‪++‬وي في‬
‫معجمه والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن محمد بن عبد هللا‬
‫بن سالم عن أبيه قال‪ :‬لما أتى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المس‪+‬جد ال‪+‬ذي‬
‫أس‪++‬س على التق‪++‬وى فق‪++‬ال "إن هللا ق‪++‬د أث‪++‬نى عليكم في الطه‪++‬ور خ‪++‬يرا أفال‬
‫تخبروني؟ يعني قوله {فيه رجال يحبون أن يتطهروا وهللا يحب المطهرين}‬
‫فقالوا‪ :‬يا رس‪++‬ول هللا إن‪++‬ا لنج‪++‬د مكتوب‪++‬ا في الت‪++‬وراة االس‪++‬تنجاء بالم‪++‬اء‪ ،‬ونحن‬
‫نفعله اليوم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن الش‪++‬عبي ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ن‪++‬زلت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {في‪++‬ه رج‪++‬ال‬
‫يحبون أن يتطهروا} قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ألهل قباء"م‪++‬ا ه‪++‬ذا‬
‫الثناء الذي أثنى هللا عليكم؟ ق‪+‬الوا‪ :‬م‪+‬ا من‪+‬ا أح‪+‬د إال وه‪+‬و يس‪+‬تنجي بالم‪+‬اء من‬
‫الخالء"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن جعفر عن أبيه أن ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة ن‪++‬زلت في أه‪++‬ل قب‪++‬اء‬
‫{فيه رجال يحبون أن يتطهروا وهللا يحب المطهرين}‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في مصنفه والطبراني عن أبي أمامة ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم ألهل قباء "ما ه‪+‬ذا الطه‪+‬ور ال‪+‬ذي خصص‪+‬تم ب‪+‬ه في‬
‫هذه اآلية {فيه رجال يحبون أن يتطهروا}؟ قالوا‪ :‬يا رسول هللا م‪++‬ا من‪++‬ا أح‪++‬د‬
‫يخرج من الغائط إال غسل مقعدته"‪.‬‬
‫وأخرج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن مردوي‪++‬ه عن عب‪++‬د هللا بن الح‪++‬ارث بن نوف‪++‬ل ق‪++‬ال‬
‫"سأل النبي صلى هللا عليه وسلم أهل قباء فقال‪ :‬إن هللا قد أثنى عليكم فق‪++‬الوا‪:‬‬
‫إنا نستنجي بالماء‪ .‬فقال‪ :‬إنكم قد أثنى عليكم فدوموا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عطاء قال‪ :‬أحدث قوم الوضوء بالماء من أهل قب‪++‬اء‪،‬‬
‫فأنزلت فيهم {فيه رجال يحبون أن يتطهروا وهللا يحب المطهرين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن خزيمة بن ثابت قال‪ :‬كان رجال منا إذا‬
‫خرجوا من الغائط يغسلون أثر الغائط‪ ،‬ف‪++‬نزلت فيهم ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {في‪++‬ه رج‪++‬ال‬
‫يحبون أن يتطهروا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني وأبو الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن‬
‫أبي أيوب األنصاري قال‪ :‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬من هؤالء الذي ق‪++‬ال هللا فيهم‬
‫{فيه رجال يحبون أن يتطهروا وهللا يحب المطهرين؟ قال‪ :‬ك‪++‬انوا يس‪++‬تنجون‬
‫بالماء‪ ،‬وكانوا ال ينامون الليل كله وهم على الجنابة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طري‪++‬ق ع‪++‬روة‬
‫بن الزب‪++‬ير أن ع‪++‬ويم بن س‪++‬اعدة ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا من ال‪++‬ذين ق‪++‬ال هللا فيهم‬
‫رجال يحبون أن يتطهروا وهللا يحب المطهرين}؟ فقال رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "نعم القوم منهم عويم بن ساعدة‪ ،‬ولم يبلغنا أنه س‪++‬مى رجال غ‪++‬ير‬
‫عويم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم لنفر من األنصار "إن هللا قد أثنى عليكم في الطهور فما‬
‫طهوركم؟ قالوا‪ :‬نستنجي بالماء من البول والغائط‪.:‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن ابن عم‪++‬ر في ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {في‪++‬ه رج‪++‬ال يحب‪++‬ون أن‬
‫يتطه‪++‬روا‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال "س‪++‬ألهم رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم عن‬
‫طهورهم الذي أثنى هللا به عليهم‪ .‬قالوا‪ :‬كنا نستنجي بالماء في الجاهلية‪ ،‬فلما‬
‫جاء هللا باإلسالم لم ندعه‪ .‬قال‪ :‬فال تدعوه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق يعقوب بن مجمع عن عبد ال‪++‬رحمن بن يزي‪++‬د‬
‫عن مجمع بن جارية عن النبي صلى هللا عليه وسلم "أن هذه اآلية نزلت في‬
‫أهل قباء {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} وكانوا يغسلون أدبارهم بالماء"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد من طريق موسى بن يعقوب عن الس‪++‬ري بن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن‬
‫عن عباد بن حمزة‪ .‬أنه سمع ج‪++‬ابر بن عب‪++‬د هللا يخ‪++‬بر‪ :‬أن‪++‬ه س‪++‬مع رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يقول "نعم العب‪++‬د من عب‪++‬اد هللا والرج‪++‬ل من أه‪++‬ل الجن‪++‬ة‬
‫عويم بن ساعدة‪ .‬قال موسى‪ :‬وبلغني أنه لم‪++‬ا ن‪++‬زلت {في‪++‬ه رج‪++‬ال يحب‪++‬ون أن‬
‫يتطهروا وهللا يحب المطهرين} قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬منهم‬
‫عويم أول من غسل مقعدته بالماء فيما بلغني"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن إبراهيم قال‪ :‬بلغني أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم لم يدخل الخالء إال توضأ أو مس ماء‪.‬‬
‫وأخرج عمر بن شبة في أخبار المدينة من طريق الولي‪++‬د بن س‪++‬ندر األس‪++‬لمي‬
‫عن يحيى بن سهل األنصاري عن أبيه‪ .‬إن ه‪+‬ذه اآلي‪+‬ة ن‪+‬زلت في أه‪+‬ل قب‪+‬اء‪،‬‬
‫كانوا يغسلون أدبارهم من الغائط {فيه رجال يحبون أن يتطهروا} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن قتادة "أن النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫قال لبعض األنصار‪ :‬ما هذا الطهور الذي أثنى هللا عليكم {فيه رجال يحبون‬
‫أن يتطهروا}؟ قالوا‪ :‬نستطيب بالماء إذا جئنا من الغائط"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪109‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم في قوله {أفمن أسس بنيانه على تقوى‬
‫من هللا ورضوان خير} قال‪ :‬هذا مسجد قباء {أم من أس‪++‬س بنيان‪++‬ه على ش‪++‬فا‬
‫جرف هار} قال‪ :‬هذا مسجد الضرار‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال‪ :‬مس‪++‬جد الرض‪++‬وان أول مس‪++‬جد ب‪++‬ني في‬
‫المدينة في اإلسالم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عنه قال‪ :‬لما أسس رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم المسجد الذي أسسه على التقوى كان كلما رفع لبنة قال "اللهم‬
‫إن الخير خير اآلخرة‪ .‬ثم يناولها أخاه‪ ،‬فيق‪++‬ول م‪++‬ا ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم ح‪++‬تى تنتهي اللبن‪+‬ة منته‪+‬اه‪ ،‬ثم يرف‪++‬ع األخ‪++‬رى فيق‪++‬ول‪ :‬اللهم اغف‪++‬ر‬
‫لألنصار والمهاجرة‪ ،‬ثم يناوله‪++‬ا أخ‪++‬اه‪ ،‬فيق‪++‬ول م‪++‬ا ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم حتى تنتهي اللبنة منتهاها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طري‪++‬ق علي عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه‬
‫{أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم} ق‪++‬ال‪ :‬ب‪++‬نى‬
‫قواعده في نار جهنم‪.‬‬
‫وأخرج مس‪+‬دد في مس‪+‬نده وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم والح‪+‬اكم‬
‫وصححه وابن مردويه عن جابر بن عبد هللا ق‪+‬ال‪ :‬لق‪+‬د رأيت ال‪+‬دخان يخ‪+‬رج‬
‫من مسجد الضرار حيث انهار على عهد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {فانه‪+‬ار ب‪+‬ه‬
‫في نار جهنم} قال‪ :‬وهللا ما تناهى أن وقع في النار‪ ،‬ذكر لنا أنه حف‪++‬رت في‪++‬ه‬
‫بقعة فرؤي منها الدخان‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {فانهار ب‪++‬ه في ن‪++‬ار جهنم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫مس‪++‬جد المن‪++‬افقين انه‪++‬ار فلم يتن‪++‬اه دون أن وق‪++‬ع في الن‪++‬ار‪ .‬ولق‪++‬د ذك‪++‬ر لن‪++‬ا‪ :‬أن‬
‫رجاال حفروا فيه فرأوا الدخان يخرج منه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قول‪++‬ه {فانه‪++‬ار ب‪++‬ه في ن‪++‬ار جهنم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫فمضى حين خسف به‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان بن عيينة‪ .‬أنه ال يزال منه دخان يفور لقوله‬
‫{فانهار به في نار جهنم} ويقال‪ :‬إنه بقعة في نار جهنم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك قال‪ :‬في قراءة عب‪++‬د هللا بن مس‪++‬عود "فانه‪++‬ار‬
‫به قواعده في نارجهنم "يقول‪ :‬خر من قواعده في نار جهنم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪110‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن ابن عب‪++‬اس في‬
‫قوله {ال يزال بنيانهم الذي بنوا ريبة في قلوبهم} ق‪++‬ال‪ :‬يع‪++‬ني الش‪++‬ك {إال أن‬
‫تقطع قلوبهم} يعني الموت‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال‪ :‬قلت إلب‪++‬راهيم‪ :‬أرأيت ق‪++‬ول هللا {ال ي‪++‬زال‬
‫بنيانهم الذي بن‪+‬وا ريب‪+‬ة في قل‪++‬وبهم}؟ ق‪++‬ال‪ :‬الش‪+‬ك‪ .‬قلت‪ :‬ال‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فم‪+‬ا تق‪++‬ول‬
‫أنت؟ قلت‪ :‬القوم بنوا مسجدا ض‪+‬رارا وهم كف‪+‬ارا حين بن‪+‬وا‪ ،‬فلم‪+‬ا دخل‪+‬وا في‬
‫اإلسالم جعلوا ال يزالون يذكرون‪ ،‬فيقع في قلوبهم مشقة من ذل‪++‬ك ف‪++‬تراجعوا‬
‫له‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا ليتنا لم نكن فعلنا‪ ،‬وكلما ذكروه وقع من ذل‪++‬ك في قل‪++‬وبهم مش‪++‬قة‬
‫وندموا‪ .‬فقال إبراهيم‪ :‬استغفر هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن حبيب بن أبي ثابت في قوله {ريبة في‬
‫قلوبهم} قال‪ :‬غيظا في قلوبهم {إال أن تقطع قلوبهم} قال‪ :‬إلى أن يموتوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن مجاهد في قول‪++‬ه {إال أن تقط‪++‬ع} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الموت أن يموتوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أي‪++‬وب ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان عكرم‪++‬ة‬
‫يقرأها "ال أن تقطع قلوبهم في القبر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان في قوله {إال أن تقطع قلوبهم} ق‪++‬ال‪ :‬إال أن‬
‫يتوب‪++‬وا‪ ،‬وك‪++‬ان أص‪++‬حاب عب‪++‬د هللا يقرؤونه‪++‬ا "ريب‪++‬ة في قل‪++‬وبهم ول‪++‬و تقطعت‬
‫قلوبهم"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪111‬‬
‫أخرج ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي وغيره ق‪++‬الوا‪ :‬ق‪++‬ال عب‪++‬د هللا بن‬
‫رواحة لرسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪ :‬اش‪+‬ترط لرب‪+‬ك ولنفس‪+‬ك م‪+‬ا ش‪+‬ئت‪.‬‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬أش‪++‬ترط ل‪++‬ربي أن تعب‪++‬دوه وال تش‪++‬ركوا ب‪++‬ه ش‪++‬يئا‪ ،‬وأش‪++‬ترط لنفس‪++‬ي أن‬
‫تمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأموالكم‪ .‬قالوا فإذا فعلنا ذلك فما لنا؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الجن‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ربح ال‪++‬بيع ال نقي‪++‬ل وال نس‪++‬تقيل‪ .‬ف‪++‬نزلت {إن هللا اش‪++‬ترى من‬
‫المؤمنين أنفسهم‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن ج‪++‬ابر بن عب‪++‬د هللا ق‪++‬ال "ن‪++‬زلت ه‪++‬ذه‬
‫اآلية على رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو في المس‪++‬جد {إن هللا اش‪++‬ترى‬
‫من المؤم‪++‬نين أنفس‪++‬هم} اآلي‪++‬ة‪ .‬فك‪++‬بر الن‪++‬اس في المس‪++‬جد‪ .‬فاقب‪++‬ل رج‪++‬ل من‬
‫األنصار ثانيا طرفي ردائه على عاتقه فقال‪ :‬يا رسول هللا أنزلت هذه اآلي‪++‬ة؟‬
‫قال‪ :‬نعم‪ .‬فقال األنصاري‪ :‬بيع ربيح ال نقبل وال نستقيل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبو هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫"من سل سيفه في سبيل هللا فقد بايع هللا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن س‪++‬عد عن عب‪++‬اد بن الولي‪++‬د بن عب‪++‬ادة بن الص‪++‬امت "أن أس‪++‬عد بن‬
‫زرارة أخذ بيد رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليلة العقبة فقال‪ :‬يا أيها الناس‬
‫ه‪++‬ل ت‪++‬درون عالم تب‪++‬ايعون محم‪++‬دا؟ إنكم تبايعون‪++‬ه على أن تح‪++‬اربوا الع‪++‬رب‬
‫والعجم والجن واإلنس كافة‪ .‬فقالوا‪ :‬نحن حرب لمن حارب وسلم لمن س‪++‬الم‪.‬‬
‫فقال أسعد بن زرارة‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا اش‪++‬ترط علي‪ ،‬فق‪++‬ال‪ :‬تب‪++‬ايعوني على أن‬
‫تش‪++‬هدوا أن ال إل‪++‬ه إال هللا وإني رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬وتقيم‪++‬وا‬
‫الص‪++‬الة‪ ،‬وتؤت‪++‬وا الزك‪++‬اة‪ ،‬والس‪++‬مع والطاع‪++‬ة‪ ،‬وال تن‪++‬ازعوا األم‪++‬ر أهل‪++‬ه‪،‬‬
‫وتمنعوني مما تمنعون منه أنفسكم وأهليكم‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬نعم‪ .‬ق‪++‬ال قائ‪++‬ل األنص‪++‬ار‪:‬‬
‫نعم هذا لك يا رسول هللا فما لنا؟ قال‪ :‬الجنة والنصر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن الشعبي قال‪ :‬انطلق النبي صلى هللا عليه وسلم بالعباس‬
‫بن عبد المطلب ‪ -‬وكان ذا رأي ‪ -‬إلى السبعين من األنصار عند العقبة فق‪++‬ال‬
‫العب‪+‬اس‪ :‬ليتكلم متكلمكم وال يط‪+‬ل الخطب‪+‬ة‪ ،‬ف‪+‬إن عليكم للمش‪+‬ركين عين‪+‬ا وإن‬
‫يعلموا بكم يفضحوكم‪ .‬فقال قائلهم وهو أبو أمامة أسعد‪ :‬يا محم‪++‬د س‪++‬ل لرب‪++‬ك‬
‫ما شئت ثم سل لنفسك وأصحابك ما شئت‪ ،‬ثم أخبرنا ما لنا من الث‪++‬واب على‬
‫هللا وعليكم إذا فعلنا ذلك‪ .‬فقال "أسألكم لربي أن تعبدوه وال تشركوا به شيئا‪،‬‬
‫وأسألكم لنفسي وأصحابي أن تؤوونا وتنصرونا وتمنعونا مم‪++‬ا تمنع‪++‬ون من‪++‬ه‬
‫أنفسكم‪ .‬قال‪ :‬فما لنا إذا فعلنا ذلك؟ قال‪ :‬الجن‪++‬ة‪ .‬فك‪++‬ان الش‪++‬عبي إذا ح‪++‬دث ه‪++‬ذا‬
‫الحديث قال‪ :‬ما سمع الشيب والشبان بخطبة أقصر وال أبلغ منها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن الحسن أنه كان إذا قرأ ه‪+‬ذه اآلي‪+‬ة {إن هللا اش‪+‬ترى‬
‫من المؤمنين أنفسهم وأموالهم} قال‪ :‬أنفس هو خلقها وأموال هو رزقها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {إن هللا اش‪++‬ترى من المؤم‪++‬نين‬
‫أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة} قال‪ :‬ثامنهم ‪ -‬وهللا ‪ -‬وأعلى لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا على ظه‪++‬ر األرض‬
‫مؤمن إال قد دخل ه‪+‬ذه البيع‪+‬ة‪ .‬وفي لف‪++‬ظ‪ :‬اس‪+‬عوا إلى بيع‪+‬ة ب‪+‬ايع هللا به‪+‬ا ك‪+‬ل‬
‫مؤمن {إن هللا اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر من طريق عياش بن عتبة الحضرمي عن إسحق بن عبد‬
‫هللا المدني قال‪ :‬لما ن‪++‬زلت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {إن هللا اش‪++‬ترى من المؤم‪++‬نين أنفس‪++‬هم‬
‫وأموالهم} دخل على رسول هللا رجل من األنصار فقال‪ :‬يا رسول هللا نزلت‬
‫هذه اآلية؟ فق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ .‬فق‪++‬ال األنص‪++‬اري‪ :‬بي‪++‬ع رابح ال نقي‪++‬ل وال نس‪++‬تقيل ق‪++‬ال‬
‫عياش‪ :‬وحدثني إسحق أن المسلمين كلهم قد دخل‪++‬وا في ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة‪ ،‬من ك‪++‬ان‬
‫منهم إذا احتيج إليه نفع وأغ‪++‬ار‪ ،‬ومن ك‪++‬ان منهم ال يغ‪++‬ير إذا اح‪++‬تيج إلي‪++‬ه فق‪++‬د‬
‫خرج من هذه البيعة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير في قول‪++‬ه {إن هللا‬
‫اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون} يع‪++‬ني يق‪++‬اتلون‬
‫المشركين {في سبيل هللا} يعني في طاعة هللا {فيقتلون} العدو {و يقتل‪++‬ون}‬
‫يعني المؤمنين {وع‪++‬دا علي‪++‬ه حق‪++‬ا} يع‪++‬ني ينج‪++‬ز م‪++‬ا وع‪++‬دهم من الجن‪++‬ة {في‬
‫التوراة واإلنجيل والقرآن ومن أوفى بعه‪++‬ده من هللا} فليس أح‪++‬د أوفى بعه‪++‬ده‬
‫من هللا {فاستبشروا ببيعكم الذي ب‪+‬ايعتم ب‪+‬ه} ال‪+‬رب تب‪+‬ارك ب‪+‬إقراركم بالعه‪+‬د‬
‫الذي ذكره في ه‪++‬ذه اآلي‪+‬ة {وذل‪++‬ك} ال‪++‬ذي ذك‪+‬ر من الث‪+‬واب في الجن‪+‬ة للقات‪+‬ل‬
‫والمقتول {هو الفوز العظيم}‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حمي‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {إن هللا‬
‫اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجن‪++‬ة} ق‪++‬ال‪ :‬ث‪++‬امنهم ‪ -‬وهللا ‪-‬‬
‫ف‪++‬أعلى لهم الثمن {وع‪++‬دا علي‪++‬ه حق‪++‬ا في الت‪++‬وراة واإلنجي‪++‬ل والق‪++‬رآن} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫وعدهم في التوراة واإلنجيل أنه من قتل في س‪++‬بيل هللا أدخل‪++‬ه الجن‪++‬ة‪.‬وأخ‪++‬رج‬
‫ابن جرير وأبو الشيخ عن شمر بن عطي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا من مس‪++‬لم إال وهلل تع‪++‬الى‬
‫في عنقه بيعة وفى بها أو مات عليها {إن هللا اشترى من المؤمنين} اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الربي‪++‬ع ق‪++‬ال‪ :‬في ق‪++‬راءة عب‪++‬د هللا رض‪++‬ي هللا "إن هللا‬
‫اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بالجنة"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن هللا اش‪++‬ترى‪}...‬‬
‫اآلية‪ .‬قال‪ :‬نسخها (ليس على الضعفاء) (التوبة اآلية ‪ )91‬اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن س‪+‬ليمان بن موس‪+‬ى رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‪ :‬وجبت نص‪+‬رة‬
‫المسلمين على كل مسلم لدخوله في البيعة التي اشترى هللا به‪++‬ا من المؤم‪++‬نين‬
‫أنفسهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪112‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪ :‬من م‪++‬ات على ه‪++‬ذه‬
‫التسع فهو في سبيل هللا {التائبون العابدون} إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس قال‪ :‬الشهيد من كان فيه التسع‬
‫خصال {التائبون العابدون} إلى قوله {وبشر المؤمنين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن الحسن في قوله {الت‪+‬ائبون} ق‪++‬ال‪ :‬ت‪+‬ابوا من الش‪+‬رك وبرئ‪+‬وا من النف‪++‬اق‪.‬‬
‫وفي قوله {العاب‪++‬دون} ق‪++‬ال‪ :‬عب‪++‬دوا هللا في أح‪++‬ايينهم كله‪++‬ا‪ ،‬أم‪++‬ا وهللا م‪++‬ا ه‪++‬و‬
‫بش‪++‬هر وال ش‪++‬هرين وال س‪++‬نة وال س‪++‬نتين ولكن كم‪++‬ا ق‪+++‬ال العب‪++‬د الص‪+++‬الح‬
‫(وأوص‪++‬اني بالص‪++‬الة والزك‪++‬اة م‪++‬ا دمت حي‪++‬ا) (م‪++‬ريم اآلي‪++‬ة ‪ )31‬وفي قول‪++‬ه‬
‫{الحام‪+‬دون} ق‪+‬ال‪ :‬يحم‪+‬دون هللا على ك‪+‬ل ح‪+‬ال في الس‪+‬راء والض‪+‬راء‪ .‬وفي‬
‫قوله {الراكع‪++‬ون الس‪++‬اجدون} ق‪++‬ال‪ :‬في الص‪++‬لوات المفروض‪++‬ات‪ .‬وفي قول‪++‬ه‬
‫{اآلمرون بالمعروف والناهون عن المنكر} قال‪ :‬لم يأمروا بالمعروف حتى‬
‫ائتم‪++‬روا ب‪++‬ه‪ ،‬ولم ينه‪++‬وا الن‪++‬اس عن المنك‪++‬ر ح‪++‬تى انته‪++‬وا عن‪++‬ه‪ .‬وفي قول‪++‬ه‬
‫{والح‪++‬افظون لح‪++‬دود هللا} ق‪++‬ال‪ :‬الق‪++‬ائمون ب‪++‬أمر هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل {وبش‪++‬ر‬
‫المؤمنين} قال‪ :‬الذين لم يغزوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله {التابئون} قال‪ :‬من‬
‫الشرك والذنوب {العابدون} قال‪ :‬العابدون هلل عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قول‪++‬ه‬
‫{التائبون} قال‪ :‬الذين تابوا من الشرك ولم ين‪++‬افقوا في اإلس‪++‬الم {العاب‪++‬دون}‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬وم أخ‪++‬ذوا من أب‪++‬دانهم في ليلهم ونه‪++‬ارهم {الحام‪++‬دون} ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬وم‬
‫يحمدون هللا على كل حال {السائحون} قال‪ :‬قوم أخذوا من أبدانهم صوما هلل‬
‫عز وجل {والحافظون لحدود هللا} قال‪ :‬لفرائضه من حالله وحرامه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {العابدون} قال‪ :‬الذين يقيمون الصالة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن ابن عب‪++‬اس‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "أول من ي‪++‬دعى إلى الجن‪++‬ة‬
‫الحمادون الذين يحمدون هللا على السراء والضراء"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المبارك عن س‪+‬عيد بن جب‪+‬ير ق‪+‬ال‪ :‬إن أول من ي‪+‬دعى إلى الجن‪+‬ة‬
‫الذين يحمدون هللا على كل حال‪ ،‬أو قال‪ :‬في السراء والضراء‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الشعب عن عائشة قالت "كان رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم إذا أتاه األمر يسره قال‪ :‬الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات‪ ،‬وإذا أتاه‬
‫األمر يكرهه قال‪ :‬الحمد هلل على كل حال"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عبيد بن عمير رضي هللا عنه قال‪ :‬سئل الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم عن السائحين‪ ،‬قال "هم الصائمون"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس قال‪ :‬كلما ذك‪++‬ر هللا في الق‪++‬رآن‬
‫السياحة هم الصائمون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم والط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن‬
‫ابن مسعود قال {السائحون} الصائمون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت‪ :‬سياحة هذه األمة الصيام‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي ومسدد في مسنده وابن جرير وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان‬
‫من طريق عبيد بن عم‪++‬ير عن أبي هري‪++‬رة ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ئل رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم عن السائحين‪ ،‬فقال "هم الصائمون"‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن جري‪+‬ر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه وابن النج‪+‬ار من طري‪+‬ق أبي‬
‫صالح عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "الس‪++‬ائحون‪:‬‬
‫هم الصائمون"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن مس‪++‬عود ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ئل رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم عن السائحين‪ .‬فقال‪" :‬الصائمون"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة قال {السائحون} الصائمون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {الس‪++‬ائحون} ق‪++‬ال‪ :‬هم‬
‫الصائمون‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في الحلية عن الحسن مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي عمر والعب‪++‬دي ق‪++‬ال {الس‪++‬ائحون}‬
‫الصائمون الذين يديمون الصيام‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن سفيان بن عيينة قال‪ :‬إنما سمي الص‪++‬ائم الس‪++‬ائح ألن‪++‬ه‬
‫ت‪++‬ارك لل‪++‬ذات ال‪++‬دنيا كله‪++‬ا من المطعم والمش‪++‬رب والمنكح‪ ،‬فه‪++‬و ت‪++‬ارك لل‪++‬دنيا‬
‫بمنزلة السائح‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي فاخت‪++‬ة م‪++‬ولى جع‪++‬دة بن هب‪++‬يرة‪ .‬أن عثم‪++‬ان بن‬
‫مظعون أراد أن ينظر أيستطيع الس‪++‬ياحة؟ ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انوا يع‪++‬دون الس‪++‬ياحة قي‪++‬ام‬
‫الليل وصيام النهار‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والط‪++‬براني والح‪++‬اكم وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن‬
‫أبي أمامة‪ .‬أن رجال استأذن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في السياحة‪ .‬قال‬
‫"إن سياحة أمتي الجهاد في سبيل هللا"‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ح‪+++‬اتم عن ابن زي‪+++‬د في قول‪+++‬ه {الس‪+++‬ائحون} ق‪+++‬ال‪ :‬هم‬
‫المهاجرون‪ ،‬ليس في أمة محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم س‪++‬ياحة إال الهج‪++‬رة‪،‬‬
‫وكانت سياحتهم الهجرة حين هاجروا إلى المدينة‪ ،‬ليس في أمة محمد ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم ترهب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه قال‪ :‬كانت السياحة في بني إسرائيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن عكرم‪++‬ة في قول‪++‬ه {الس‪++‬ائحون} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫طلبة العلم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عب‪++‬اس اآلم‪++‬رون ب‪++‬المعروف ق‪++‬ال‪ :‬بال إل‪++‬ه إال هللا‬
‫{والناهون عن المنكر} قال‪ :‬الشرك باهلل {وبش‪+‬ر المؤم‪+‬نين} ق‪+‬ال‪ :‬ال‪+‬ذين لم‬
‫يغزوا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي في قول‪++‬ه {والح‪++‬افظون لح‪++‬دود هللا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لفرائض هللا التي افترض‪ ،‬ن‪++‬زلت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة في المؤم‪++‬نين ال‪++‬ذين لم يغ‪++‬زوا‪،‬‬
‫واآلية التي قبلها فيمن غزا {وبشر المؤمنين} قال‪ :‬الغازين‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في هذه اآلية قال‪ :‬هذه قال فيها أصحاب الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إن هللا قضى على نفسه في التوراة واإلنجي‪++‬ل والق‪++‬رآن‬
‫لهذه األمة أنه من قتل منهم على هذه األعمال كان عند هللا شهيدا‪ ،‬ومن مات‬
‫منهم عليها فقد وجب أجره على هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح عن أبي هريرة قال‪ :‬الش‪++‬هيد من ل‪++‬و م‪++‬ات‬
‫على فراشه دخل الجنة‪ .‬قال‪ :‬وقال ابن عباس‪ :‬من مات وفيه تسع فهو ش‪++‬هيد‬
‫{التائبون العابدون} إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم من طري‪++‬ق علي عن ابن‬
‫عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {إن هللا اش‪++‬ترى من المؤم‪++‬نين أنفس‪++‬هم وأم‪++‬والهم ب‪++‬أن لهم‬
‫الجنة} يعني بالجنة‪ ،‬ثم قال‪{ :‬التائبون} إلى قوله {والح‪++‬افظون لح‪++‬دود هللا}‬
‫يعني القائمون على طاعة هللا‪ ،‬وهو شرط اش‪++‬ترطه هللا على أه‪++‬ل الجه‪++‬اد إذا‬
‫وفوا هللا بشرطه وفى لهم بشرطهم‪.‬‬
‫@ اآليات ‪114 - 113‬‬
‫أخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د والبخ‪++‬اري ومس‪++‬لم والنس‪++‬ائي وابن جري‪++‬ر وابن‬
‫المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن‬
‫سعيد بن المسيب عن أبيه قال‪ " :‬لما حض‪+‬رت أب‪+‬ا ط‪+‬الب الوف‪+‬اة دخ‪+‬ل علي‪+‬ه‬
‫النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم وعن‪++‬ده أب‪++‬و جه‪++‬ل‪ ،‬وعب‪++‬د هللا بن أبي أمي‪++‬ة‪ ،‬فق‪++‬ال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم "أي عم‪ ،‬قل ال إله إال هللا أح‪+‬اج ل‪+‬ك به‪+‬ا عن‪+‬د هللا‪.‬‬
‫فقال أب‪+‬و جه‪+‬ل وعب‪+‬د هللا بن أبي أمي‪+‬ة‪ :‬ي‪+‬ا أب‪+‬ا ط‪+‬الب أت‪+‬رغب عن مل‪+‬ة عب‪+‬د‬
‫المطلب؟ وجعل الن‪++‬بي يعرض‪++‬ها علي‪++‬ه وأب‪++‬و جه‪++‬ل وعب‪++‬د هللا يعاونان‪++‬ه بتل‪++‬ك‬
‫المقالة‪ .‬فقال أبو طالب آخر ما كلمهم‪ :‬ه‪++‬و على مل‪++‬ة عب‪++‬د المطلب‪ ،‬وأبى أن‬
‫يقول ال إله إال هللا فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ألس‪+‬تغفرن ل‪++‬ك م‪++‬ا لم إن‪++‬ه‬
‫عنك‪ .‬فنزلت {ما كان للنبي وال‪++‬ذين آمن‪++‬وا أن يس‪++‬تغفروا للمش‪++‬ركين} اآلي‪++‬ة‪.‬‬
‫وأنزل هللا في أبي طالب فقال لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم (إنك ال ته‪+‬دي‬
‫من أحببت ولكن هللا يهدي من يشاء) (القصص اآلية ‪." )56‬‬
‫وأخرج الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والترمذي والنسائي وأبو يعلى وابن‬
‫جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وابن‬
‫مردويه وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان والض‪++‬ياء في المخت‪++‬ارة عن علي ق‪++‬ال‪:‬‬
‫سمعت رجال يس‪++‬تغفر ألبوي‪++‬ه وهم‪++‬ا مش‪++‬ركان فقلت‪ :‬تس‪++‬تغفر ألبوي‪++‬ك وهم‪++‬ا‬
‫مشركان؟ فقال‪ :‬أو لم يستغفر إب‪+‬راهيم ألبي‪+‬ه؟ ف‪++‬ذكرت ذل‪++‬ك للن‪+‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فنزلت {ما ك‪+‬ان للن‪+‬بي وال‪+‬ذين آمن‪+‬وا أن يس‪+‬تغفروا للمش‪+‬ركين}‬
‫اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه من طري‪++‬ق علي‬
‫بن أبي طلح‪++‬ة عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انوا يس‪++‬تغفرون لهم ح‪++‬تى ن‪++‬زلت ه‪++‬ذه‬
‫اآلية‪ ،‬فلما ن‪++‬زلت أمس‪++‬كوا عن االس‪++‬تغفار ألم‪++‬واتهم ولم ينه‪++‬وا أن يس‪++‬تغفروا‬
‫لألحياء حتى يموتوا‪ ،‬ثم أنزل هللا تعالى {وما ك‪+‬ان اس‪+‬تغفار إب‪+‬راهيم ألبي‪+‬ه}‬
‫اآلية‪ .‬يعني استغفر له ما كان حيا‪ ،‬فلما مات أمسك عن االستغفار‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محم‪++‬د بن كعب ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا م‪++‬رض أب‪++‬و‬
‫طالب أتاه النبي صلى هللا عليه وسلم فق‪+‬ال المس‪+‬لمون‪ :‬ه‪+‬ذا محم‪+‬د ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم يستغفر لعمه وقد استغفر إبراهيم ألبي‪++‬ه فاس‪++‬تغفروا لقراب‪++‬اتهم من‬
‫المشركين‪ .‬فأنزل هللا {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يس‪++‬تغفروا للمش‪++‬ركين}‬
‫ثم أنزل هللا تعالى {وما كان اس‪++‬تغفار إب‪++‬راهيم ألبي‪++‬ه إال عن موع‪++‬دة وع‪++‬دها‬
‫إياه} قال‪ :‬كان يرجوه في حياته {فلما تبين له أنه عدو هللا تبرأ منه}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير من طريق شبل عن عمرو بن دينار "أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬استغفر إبراهيم ألبي‪++‬ه وه‪++‬و مش‪++‬رك‪ ،‬فال أزال أس‪++‬تغفر ألبي‬
‫طالب حتى ينهاني عنه ربي‪ .‬وقال أصحابه‪ :‬لنس‪++‬تغفرن آلبائن‪++‬ا كم‪++‬ا اس‪++‬تغفر‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم لعمه‪ ،‬فأنزل هللا {ما ك‪++‬ان للن‪++‬بي وال‪++‬ذين آمن‪++‬وا أن‬
‫يستغفروا للمشركين} إلى قوله {نبرأ منه} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن سعيد بن المسيب قال‪" :‬لما حضرت أبا طالب الوفاة‪،‬‬
‫أتاه رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقال له‪ :‬أي عم‪ ،‬إنك أعظم علي حقا من‬
‫والدي فقل كلمة يجب لك بها الشفاعة ي‪++‬وم القيام‪++‬ة‪ ،‬ق‪++‬ل ال إل‪++‬ه إال هللا‪ .‬ف‪++‬ذكر‬
‫نحو ما تقدم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة قال‪ :‬ذكر لنا أن رجاال من أصحاب النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم قالوا‪ :‬يا نبي هللا إن من آبائنا من كان يحسن الج‪++‬وار‪ ،‬ويص‪++‬ل‬
‫الرحم‪ ،‬ويفك العاني‪ ،‬ويوفي بالذمم‪ ،‬أفال نستغفر لهم؟ فق‪++‬ال الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "وهللا ألستغفرن ألبي كما استغفر إب‪+‬راهيم ألبي‪+‬ه‪ .‬ف‪+‬أنزل هللا {م‪+‬ا‬
‫كان للنبي والذين آمنوا أن يس‪++‬تغفروا للمش‪++‬ركين‪ }...‬اآلي‪++‬ة ثم ع‪++‬ذر إب‪++‬راهيم‬
‫عليه الصالة والسالم فقال‪{ :‬وما كان استغفار إبراهيم ألبي‪++‬ه إال عن موع‪++‬دة‬
‫وعدها إياه} إلى قوله {تبرأ منه} وذكر لنا أن نبي هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬أوحى إلي كلم‪++‬ات ق‪++‬د دخلن في أذني ووق‪++‬رن في قل‪++‬بي‪ ،‬أم‪++‬رت أن ال‬
‫أستغفر لمن مات مشركا‪ ،‬ومن أعطى فضل ماله فهو خ‪++‬ير ل‪++‬ه‪ ،‬ومن أمس‪++‬ك‬
‫فهو شر له‪ ،‬وال يلوم هللا على كفاف"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن علي ق‪++‬ال "أخ‪++‬برت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم بموت أبي طالب‪ ،‬فبكى فقال‪ :‬اذهب فغسله وكفنه وواره غفر هللا‬
‫له ورحمه‪ .‬ففعلت وجعل رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يس‪++‬تغفر ل‪++‬ه أيام‪++‬ا‬
‫وال يخرج من بيته‪ ،‬حتى نزل جبريل عليه السالم عليه بهذه اآلية {م‪++‬ا ك‪++‬ان‬
‫للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وأبو الشيخ وابن عس‪++‬اكر من طري‪++‬ق س‪++‬فيان بن عيين‪++‬ة عن‬
‫عمر قال‪ :‬لما مات أبو طالب قال له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "رحمك‬
‫هللا وغف‪++‬ر ل‪++‬ك‪ ،‬ال أزال أس‪++‬تغفر ل‪++‬ك ح‪++‬تى ينه‪++‬اني هللا‪ ،‬فأخ‪++‬ذ المس‪++‬لمون‬
‫يستغفرون لموتاهم ال‪++‬ذين م‪++‬اتوا وهم مش‪++‬ركون‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {م‪++‬ا ك‪++‬ان للن‪++‬بي‬
‫والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬فق‪++‬الوا‪ :‬ق‪++‬د اس‪++‬تغفر إب‪++‬راهيم‬
‫ألبيه فنزلت {وما كان استغفار إبراهيم ألبيه إال عن موعدة وع‪+‬دها إي‪+‬اه‪}...‬‬
‫اآلية‪ .‬قال‪ :‬فلما مات على كفره تبين له أنه عدو هللا"‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن الحسن قال‪ :‬لما مات أبو طالب قال‬
‫الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "إن إب‪++‬راهيم اس‪++‬تغفر ألبي‪++‬ه وه‪++‬و مش‪++‬رك وأن‪++‬ا‬
‫أستغفر لعمي حتى أبلغ‪ ،‬فأنزل هللا {ما كان للنبي والذين آمنوا أن يس‪++‬تغفروا‬
‫للمشركين ولو كانوا أولي قربى} يعني به أبا طالب فاشتد على الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فقال هللا لنبيه {وما كان استغفار إبراهيم ألبيه إال عن موع‪++‬دة‬
‫وعدها إياه} يعني حين ق‪++‬ال (سأس‪++‬تغفر ل‪++‬ك ربي إن‪++‬ه ك‪++‬ان بي حفي‪++‬ا) (م‪++‬ريم‬
‫اآلية ‪{ )47‬فلما تبين له أنه عدو هلل} يعني مات على الشرك {تبرأ منه} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير من طري‪++‬ق عطي‪++‬ة الع‪++‬وفي عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {م‪++‬ا‬
‫كان للنبي والذين آمنوا‪ }...‬اآلية‪ .‬قال إن النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم أراد أن‬
‫يستغفر ألبيه‪ ،‬فنهاه هللا عن ذلك قال "فإن إبراهيم ق‪+‬د اس‪+‬تغفر ألبي‪+‬ه‪ .‬ف‪+‬نزلت‬
‫{وما كان استغفار إبراهيم ألبيه} اآلية‪ .‬قلت إن هذا األث‪++‬ر ض‪++‬عيف معل‪++‬ول‪،‬‬
‫فإن عطية ضعيف وهو مخ‪++‬الف لرواي‪++‬ة علي بن أبي طلح‪++‬ة عن ابن عب‪++‬اس‬
‫السابقة‪ ،‬وتلك أصح وعلى ثقة جليل"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وابن مردويه من طريق عكرمة عن ابن عباس "أن النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم لم‪+‬ا أقب‪+‬ل من غ‪+‬زوة تب‪+‬وك اعتم‪+‬ر‪ ،‬فلم‪+‬ا هب‪+‬ط من ثني‪+‬ة‬
‫عسفان أمر أصحابه أن يستندوا إلى العقبة ح‪++‬تى أرج‪++‬ع إليكم‪ ،‬ف‪++‬ذهب ف‪++‬نزل‬
‫على قبر أمه آمنة‪ ،‬فناجى ربه طويال‪ ،‬ثم إنه بكى فاشتد بكاؤه‪ ،‬فبكى ه‪++‬ؤالء‬
‫لبكائه فقالوا‪ :‬يا نبي هللا بكينا لبكائك‪ .‬قلنا لعله أحدث في أمتك شيء لم يطق‪++‬ه‬
‫فقال‪ :‬ال‪ ،‬وقد كان بعضه ولكني نزلت على قبر أمي فدعوت هللا تعالى ليأذن‬
‫لي في شفاعتها يوم القيامة‪ ،‬فأبى أن يأذن لي فرحمته‪++‬ا وهي أمي فبكيت‪ ،‬ثم‬
‫جاءني جبريل عليه السالم فق‪++‬ال {وم‪++‬ا ك‪++‬ان اس‪++‬تغفار إب‪++‬راهيم ألبي‪++‬ه إال عن‬
‫موعدة وع‪+‬دها إي‪+‬اه} اآلي‪+‬ة‪ .‬فت‪+‬برأ أنت من أم‪+‬ك كم‪+‬ا ت‪+‬برأ إب‪+‬راهيم من أبي‪+‬ه‬
‫فرحمتها وهي أمي‪ ،‬فدعوت ربي أن يرفع عن أمتي أربع فرفع عنهم اثنتين‬
‫وأبى أن يرفع عنهم اثنتين‪ .‬دعوت أن يرفع عنهم الرجم من السماء والغ‪++‬رق‬
‫من األرض‪ ،‬وأن ال يلبسهم شيعا‪ ،‬وأن ال ي‪++‬ذيق بعض‪++‬هم ب‪++‬أس بعض‪ ،‬فرف‪++‬ع‬
‫هللا عنهم الرجم من السماء والغ‪+‬رق من األرض‪ ،‬وأبى أن يرف‪+‬ع عنهم القت‪+‬ل‬
‫والهرج‪ .‬قال‪ :‬وإنما عدل إلى قبر أمه ألنها كانت مدفونة تحت كدي "وكانت‬
‫عسفان لهم وبها ولد النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم والح‪++‬اكم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل عن ابن‬
‫مسعود قال "خرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يوما إلى المقابر‪ ،‬فاتبعناه‬
‫فجاء حتى جلس إلى قبر منها‪ ،‬فناجاه طويال ثم بكى فبكينا لبكائه‪ ،‬ثم قام فقام‬
‫إليه عمر‪ ،‬فدعاه ثم دعانا فقال‪ :‬ما أبكاكم؟ قلنا‪ :‬بكينا لبكائ‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬إن الق‪++‬بر‬
‫الذي جلست عنده قبر آمنة‪ ،‬وإني استأذنت ربي في زيارتها ف‪++‬أذن لي‪ ،‬وإني‬
‫استأذنت ربي في االستغفار له‪++‬ا فلم ي‪++‬أذن لي‪ ،‬وأن‪++‬زل علي {م‪++‬ا ك‪++‬ان للن‪++‬بي‬
‫والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى} فأخذني ما يأخذ‬
‫الولد للوالدة من الرقة‪ ،‬فذلك الذي أبكاني"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن بريدة قال "كنت مع النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم إذ‬
‫وقف على عسفان‪ ،‬فنظ‪++‬ر يمين‪++‬ا وش‪++‬ماال فأبص‪++‬ر ق‪++‬بر أم‪++‬ه آمن‪++‬ة‪ ،‬ورد الم‪++‬اء‬
‫فتوض‪++‬أ ثم ص‪++‬لى ركع‪++‬تين ودع‪++‬ا فلم يفجأن‪++‬ا إال وق‪++‬د عال بك‪++‬اؤه فعال بكاؤن‪++‬ا‬
‫لبكائه‪ ،‬ثم انصرف إلينا فقال‪ :‬ما الذي أبكاكم؟ قالوا‪ :‬بكيت فبكين‪++‬ا ي‪++‬ا رس‪++‬ول‬
‫هللا‪ .‬قال‪ :‬وما ظننتم؟ قالوا‪ :‬ظننا أن الع‪++‬ذاب ن‪++‬ازل علين‪++‬ا بم‪++‬ا نعم‪++‬ل‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‬
‫يكن من ذلك شيء‪ .‬قالوا‪ :‬فظنن‪+‬ا أن أمت‪+‬ك كلفت من األعم‪+‬ال م‪+‬ا ال يطيق‪++‬ون‬
‫فرحمتها‪ .‬قال‪ :‬لم يكن من ذلك شيء‪ ،‬ولكن مررت بق‪++‬بر أمي آمن‪++‬ة فص‪++‬ليت‬
‫ركع‪++‬تين‪ ،‬فاس‪++‬تأذنت ربي أن أس‪++‬تغفر له‪++‬ا فنهيت فبكيت ثم ع‪++‬دت فص‪++‬ليت‬
‫ركعتين فاستأذنت ربي أن أستغفر له‪+‬ا‪ ،‬فزج‪+‬رت زج‪+‬را فعال بك‪+‬ائي ثم دع‪+‬ا‬
‫براحلته فركبها‪ ،‬فما سار إال هنية حتى قامت الناقة لثق‪++‬ل ال‪++‬وحي‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫{ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين‪ }...‬اآليتين"‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن المن‪+‬ذر والط‪+‬براني والح‪+‬اكم وص‪+‬ححه وتعقب‪+‬ه ال‪+‬ذهبي عن ابن‬
‫مسعود رضي هللا عنه قال "جاء ابنا مليكة ‪ -‬وهما من األنص‪++‬ار ‪ -‬فق‪++‬اال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا إن أمنا كانت تحف‪++‬ظ على البع‪+‬ل وتك‪+‬رم الض‪++‬يف‪ ،‬وق‪++‬د وئ‪+‬دت في‬
‫الجاهلي‪++‬ة ف‪++‬أين أمن‪++‬ا؟ فق‪++‬ال‪ :‬أمكم‪++‬ا في الن‪++‬ار‪ .‬فقام‪++‬ا وق‪++‬د ش‪++‬ق ذل‪++‬ك عليهم‪++‬ا‪،‬‬
‫فدعاهما رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فرجعا‪ ،‬فقال‪ :‬أال أن أمي م‪+‬ع أمكم‪+‬ا‬
‫فقال منافق من الناس‪ :‬أما ما يغني هذا عن أمه إال م‪++‬ا يغ‪++‬ني ابن‪++‬ا مليك‪++‬ة عن‬
‫أمهما ونحن نط‪++‬أ عقبي‪++‬ه‪ .‬فق‪++‬ال ش‪++‬اب من األنص‪++‬ار لم أر رجال أك‪++‬ثر س‪++‬ؤاال‬
‫لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم منه‪ :‬يا رسول هللا وأين أبواك؟ فقال رس‪++‬ول‬
‫هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬م‪++‬ا س‪++‬ألتهما ربي فيطيع‪++‬ني فيهم‪++‬ا‪ .‬وفي لف‪++‬ظ‪:‬‬
‫فيطعم‪++‬ني فيهم‪++‬ا‪ ،‬وإني لق‪++‬ائم يومئ‪++‬ذ المق‪++‬ام المحم‪++‬ود‪ ،‬فق‪++‬ال المن‪++‬افق للش‪++‬اب‬
‫األنصاري‪ :‬سله وما المقام المحمود؟ قال‪ :‬يا رسول هللا وما المقام المحمود؟‬
‫قال‪ :‬ذاك يوم ينزل هللا فيه على كرسيه يئط فيه كم‪+‬ا يئ‪+‬ط الرح‪+‬ل الجدي‪+‬د من‬
‫تضايقه‪ ،‬وهو كسعة ما بين السماء واألرض‪ ،‬ويجاء بكم حفاة ع‪++‬راة غ‪++‬رال‪،‬‬
‫فيك‪++‬ون أول من يكس‪++‬ى إب‪++‬راهيم‪ .‬يق‪++‬ول هللا‪ :‬اكس‪++‬وا خليلي‪ .‬في‪++‬ؤتي بريط‪++‬تين‬
‫بيض‪++‬اوين من ري‪++‬اط الجن‪++‬ة ثم أكس‪++‬ى على أث‪++‬ره‪ ،‬ف‪++‬أقوم عن يمين هللا مقام‪++‬ا‬
‫يغبطني فيه األولون واآلخرون‪ ،‬ويشق لي نهر من الكوثر إلى حوضي قال‪:‬‬
‫يق‪++‬ول المن‪++‬افق‪ :‬لم أس‪++‬مع ك‪++‬اليوم ق‪++‬ط لقلم‪++‬ا ج‪++‬رى نه‪++‬ر ق‪++‬ط إال في إحال‪++‬ة أو‬
‫رض‪+++‬راض‪ ،‬فس‪+++‬له فيم يج‪+++‬ري النه‪+++‬ر إليهم؟ ق‪+++‬ال‪ :‬في إحال‪+++‬ة من المس‪+++‬ك‬
‫ورضراض‪ .‬قال‪ :‬يقول المنافق‪ :‬لم أسمع كاليوم ق‪++‬ط‪ .‬وهللا لقلم‪++‬ا ج‪++‬رى نه‪++‬ر‬
‫قط إال كان له نبات‪ ،‬فسله هل لذلك النهر نبات؟ فقال األنصاري‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول‬
‫هللا هل لذلك النهر نبات؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬ما هو؟ ق‪++‬ال‪ :‬قض‪++‬بان ال‪++‬ذهب‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫يقول المنافق‪ :‬لم أسمع كاليوم قط وهللا ما نبتت قضيب إال كان له ثمر‪ ،‬فس‪++‬له‬
‫ه‪++‬ل لتل‪++‬ك القض‪++‬بان ثم‪++‬ار؟ فس‪++‬أل األنص‪++‬اري ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ه‪++‬ل لتل‪++‬ك‬
‫القضبان ثمار؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬اللؤلؤ والجوهر‪ .‬فقال المنافق‪ :‬لم أسمع كاليوم قط‪،‬‬
‫فس‪++‬له عن ش‪++‬راب الح‪++‬وض؟ فق‪++‬ال األنص‪++‬اري‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا م‪++‬ا ش‪++‬راب‬
‫الحوض؟ ق‪++‬ال‪ :‬أش‪++‬د بياض‪++‬ا من اللبن‪ ،‬وأحلى من العس‪++‬ل‪ ،‬من س‪++‬قاه هللا من‪++‬ه‬
‫شربة لم يظمأ بعدها‪ ،‬ومن حرمه لم يرو بعدها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن س‪++‬عد عن الكل‪++‬بي وأبي بك‪++‬ر بن قيس الجعفي ق‪++‬اال‪ :‬ك‪++‬انت جعفى‬
‫يحرم‪++‬ون القلب في الجاهلي‪++‬ة‪ ،‬فوف‪++‬د إلى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫رجالن منهم قيس بن سلمة‪ ،‬وسلمة بن يزيد‪ ،‬وهما أخوان ألم‪ ،‬فأس‪++‬لما فق‪++‬ال‬
‫لهما رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "بلغني أنكما ال تأكالن القلب‪ .‬قاال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال‪ :‬فإنه ال يكمل إسالمكما إال بأكله‪ .‬ودعا لهما بقلب فشوي وأطعم‪++‬ه لهم‪++‬ا‪.‬‬
‫فقاال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا إن أمن‪++‬ا مليك‪++‬ة بنت الحل‪++‬و‪ ،‬ك‪++‬انت تف‪++‬ك الع‪++‬اني‪ ،‬وتطعم‬
‫البائس‪ ،‬وترحم الفقير‪ ،‬وإنها ماتت وقد وأدت بني‪++‬ة له‪++‬ا ص‪++‬غيرة فم‪++‬ا حاله‪++‬ا؟‬
‫فقال‪ :‬الوائدة والموءودة في النار‪ .‬فقاما مغضبين‪ .‬فقال‪ :‬إلي‪ .‬فأرجعا‪ ،‬فق‪++‬ال‪:‬‬
‫وأمي م‪++‬ع أمكم‪++‬ا‪ .‬فأبي‪++‬ا ومض‪++‬يا وهم‪++‬ا يق‪++‬والن‪ :‬وهللا إن رجال أطعمن‪++‬ا القلب‬
‫وزعم أن أمن‪++‬ا في الن‪++‬ار أله‪++‬ل أن ال يتب‪++‬ع‪ ،‬وذهب‪++‬ا فلقي‪++‬ا رجال من أص‪++‬حاب‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم مع‪+‬ه إب‪+‬ل من إب‪+‬ل الص‪+‬دقة‪ ،‬فأوثق‪+‬اه وط‪+‬ردا‬
‫اإلبل‪ ،‬فبلغ ذلك النبي صلى هللا عليه وسلم فلعنهما فيمن كان يلعن في قول‪++‬ه‪:‬‬
‫لعن هللا رعال وذكوان وعصية ولحيان‪ ،‬وابني مليكة من حريم وحران"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قول‪++‬ه (وقض‪++‬ى رب‪++‬ك‬
‫أن ال تعبدوا إال إياه) (اإلس‪+‬راء اآلي‪+‬ة ‪ )23‬إلى قول‪+‬ه (كم‪+‬ا ربي‪+‬اني ص‪+‬غيرا)‬
‫قال‪ :‬ثم استثنى فقال {ما كان للنبي وال‪++‬ذين آمن‪++‬وا أن يس‪++‬تغفروا للمش‪++‬ركين}‬
‫إلى قوله {عن موعدة وعدها إياه}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فلم‪++‬ا‬
‫تبين له أنه عدو هللا} قال‪ :‬تبين له حين مات‪ ،‬وعلم التوبة قد انقطعت عنه‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وأب‪++‬و‬
‫بك‪++‬ر الش‪++‬افعي في فوائ‪++‬ده والض‪++‬ياء في المخت‪++‬ارة عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬لم يزل إبراهيم يستغفر ألبيه حتى مات‪ ،‬فلم‪++‬ا م‪++‬ات ت‪++‬بين ل‪++‬ه أن‪++‬ه‬
‫عدو هلل فتبرأ منه‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن ابن عباس {فلما ت‪+‬بين ل‪+‬ه أن‪+‬ه ع‪+‬دو هلل} يق‪+‬ول‪ :‬لم‪+‬ا‬
‫مات على كفره‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬إن إبراهيم ألواه حليم}‬
‫أخرج ابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪+‬اتم وابن مردوي‪+‬ه عن أبي ذر رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬كان رجل يطوف ب‪++‬البيت ويق‪++‬ول في داعئ‪++‬ه‪ :‬أوه أوه‪...‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "إنه ألواه"‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحمد في زوائد الزهد وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي‬
‫حاتم وأبو الشيخ وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {إن إبراهيم ألواه حليم} قال‪ :‬كان إبراهيم علي‪++‬ه الس‪++‬الم إذا ذك‪++‬ر الن‪++‬ار‬
‫قال‪ :‬أوه من النار أوه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي الجوزاء‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي هللا عن‪++‬ه "أن رجال ك‪++‬ان يرف‪++‬ع ص‪++‬وته‬
‫بالذكر فقال رجل‪ :‬لو أن هذا خفض صوته‪ .‬فقال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم دعه فإنه أواه"‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآليات ‪... ...114 - 113‬‬
‫وأخ‪++‬رج الط‪++‬براني وابن مردوي‪++‬ه عن عقب‪++‬ة بن ع‪++‬امر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬ال لرج‪++‬ل يق‪++‬ال ل‪++‬ه ذو البج‪++‬ادين‪ :‬إن‪++‬ه أواه‪،‬‬
‫وذلك أنه كان يكثر ذكر هللا بالقرآن والدعاء"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا "أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم أدخل ميتا القبر‪ ،‬وقال‪ :‬رحمك هللا إن كنت ألواها تالء للقرآن"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه عن عب‪+‬د هللا بن‬
‫شداد بن الهاد ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "األواه‪ :‬الخاش‪++‬ع‬
‫المتضرع"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر والطبراني وأبو الشيخ عن ابن مس‪++‬عود ق‪++‬ال‪:‬‬
‫األواه‪ :‬الدعاء‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن زي‪++‬د بن أس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬األواه ال‪++‬دعاء المس‪++‬تكين إلى هللا‬
‫كهيئة المريض المتأوه من مرضه‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن‬
‫أبي حاتم والطبراني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن أبي العبي‪++‬دين ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت عب‪++‬د هللا بن‬
‫مسعود عن األواه فقال‪ :‬هو الرحيم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم من طري‪++‬ق علي عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬األواه المؤمن التواب‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس قال‪ :‬األواه الحليم المؤمن المطيع‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي أيوب قال‪ :‬األواه الذي إذا ذكر خطاياه استغفر‬
‫منها‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن جري‪+‬ر من طري‪+‬ق الع‪+‬وفي عن ابن عب‪+‬اس ق‪+‬ال‪ :‬األواه الم‪+‬ؤمن‬
‫بالحبشية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم من طري‪++‬ق مجاه‪++‬د عن ابن‬
‫عباس قال‪ :‬األواه الموقن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأب‪+‬و الش‪+‬يخ من طري‪+‬ق أبي ظبي‪+‬ان عن ابن عب‪+‬اس ق‪+‬ال‪:‬‬
‫األواه الموقن بلسان الحبشية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال‪ :‬األواه الموقن بلسان الحبشة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ من طريق عكرمة عن ابن عباس ق‪++‬ال‪ :‬األواه‬
‫الموقن بلسان الحبشة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال‪ :‬األواه الموقن بلسان الحبشة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عطاء قال‪ :‬األواه الموقن بلسان الحبشة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال‪ :‬األواه الموقن بلسان الحبشة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن عكرمة قال‪ :‬األواه الموقن‪ ،‬وهي كلمة حبشية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من وجه آخر عن مجاهد قال‪:‬‬
‫األواه الفقيه الموقن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الشعبي قال‪ :‬األواه الشيخ‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي ميسرة قال‪ :‬األواه الشيخ‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ عن عم‪++‬رو بن ش‪++‬رحبيل ق‪++‬ال‪ :‬األواه ال‪++‬رحيم‬
‫بلسان الحبشة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن عمرو بن شرحبيل قال‪ :‬األواه الدعاء بلسان الحبشة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن سعيد بن جبير قال‪ :‬األواه المسيح‪.‬‬
‫وأخرج البخاري في تاريخه عن الحسن قال‪ :‬األواه الذي قلبه معلق عند هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن إب‪++‬راهيم ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان إب‪++‬راهيم يس‪++‬مى األواه لرقت‪++‬ه‬
‫ورحمته‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الحس‪++‬ن في قول‪++‬ه {إن إب‪++‬راهيم ألواه حليم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الحليم الرحيم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {إن إبراهيم ألواه حليم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كان من حلمه أنه كان إذا أذاه الرجل من قومه قال له‪ :‬هداك هللا‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال‪ :‬ما أنزل شيء من الق‪++‬رآن إال وأن‪++‬ا‬
‫أعلمه إال أربع آي‪++‬ات‪ .‬إال (ال‪++‬رقيم) (الكه‪++‬ف اآلي‪++‬ة ‪ )9‬ف‪++‬إني ال أدري م‪++‬ا ه‪++‬و‬
‫فسألت كعبا؟ فزعم أنها القرية التي خرج‪++‬وا منه‪++‬ا (وحنان‪++‬ا من ل‪++‬دنا وزك‪++‬اة)‬
‫(مريم اآلية ‪ )13‬قال‪ :‬ال أدري ما الحنان ولكنها الرحمة (والغسلين) (الحاقة‬
‫اآلية ‪ )36‬ال أدري ما هو ولك‪+‬ني أظن‪+‬ه الزق‪++‬وم‪ .‬ق‪++‬ال هللا (إن ش‪+‬جرة الزق‪++‬وم‬
‫طعام األثيم) (الدخان اآليتان ‪ )43 - 42‬قال‪ :‬واألواه هو الموقن بالحبشية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال‪ :‬األواه المؤمن‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد قال‪ :‬األواه المنيب الفقير‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪+‬يخ عن عقب‪+‬ة بن ع‪+‬امر ق‪+‬ال‪ :‬األواه الكث‪+‬ير ذك‪+‬ر‬
‫هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في‬
‫قوله {وما كان هللا ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم م‪++‬ا يتق‪++‬ون} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بي‪++‬ان هللا للمؤم‪++‬نين في االس‪++‬تغفار للمش‪++‬ركين خاص‪++‬ة‪ ،‬وفي بيان‪++‬ه طاعت‪++‬ه‬
‫ومعصيته عامة ما فعلوا أو تركوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ح‪++‬تى ي‪++‬بين لهم م‪++‬ا‬
‫يتقون} قال‪ :‬ما يأتونه وما ينتهون عنه‪.‬‬
‫@ اآليات ‪116 - 115‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن يحيى بن عقيل رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬دف‪++‬ع إلى يح‪++‬يى‬
‫بن يعمر كتابا قال‪ :‬هذه خطبة عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه‪ ،‬ك‪++‬ان يق‪++‬وم‬
‫فيخطب به‪++‬ا ك‪++‬ل عش‪++‬ية خميس على أص‪++‬حابه ذك‪++‬ر الح‪++‬ديث‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪ :‬فمن‬
‫استطاع منكم أن يغدو عالم‪++‬ا أو متعلم‪++‬ا فليفع‪++‬ل وال يغ‪++‬دو لس‪++‬وى ذل‪++‬ك‪ ،‬ف‪++‬إن‬
‫العالم والمتعلم شريكان في الخير‪ ،‬أيه‪++‬ا الن‪++‬اس إني وهللا م‪++‬ا أخ‪++‬اف عليكم أن‬
‫تؤخذوا بما لم يبين لكم وقد قال هللا تعالى {وما ك‪++‬ان هللا ليض‪++‬ل قوم‪++‬ا بع‪++‬د إذ‬
‫هداهم حتى يبين لهم ما يتقون} فقد بين لكم ما تتقون‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {وما ك‪++‬ان هللا‬
‫ليضل قوما بعد إذ هداهم حتى يبين لهم م‪+‬ا يتق‪+‬ون} ق‪+‬ال‪ :‬ن‪+‬زلت حين أخ‪+‬ذوا‬
‫الفداء من المشركين يوم األسارى‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬لم يكن لكم أن تأخ‪++‬ذوه ح‪++‬تى ي‪++‬ؤذن‬
‫لكم ولكن ما كان هللا ليعذب قوما بذنب أذنبوه حتى يبين لهم ما يتق‪++‬ون‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫حتى ينهاهم قبل ذلك‪.‬‬
‫@ اآلية ‪117‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن خزيمة وابن حب‪++‬ان والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه‬
‫وأبو نعيم والبيهقي معا في الدالئل والضياء في المختارة عن ابن عباس‪ .‬أنه‬
‫قال لعمر بن الخطاب رضي هللا عن‪++‬ه ح‪++‬دثنا من ش‪++‬أن س‪++‬اعة العس‪++‬رة‪ .‬فق‪++‬ال‬
‫"خرجنا مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إلى تبوك في قيظ ش‪++‬ديد‪ ،‬فنزلن‪++‬ا‬
‫منزال فأصابنا فيه عطش حتى ظننا أن رقابنا ستقطع‪ ،‬حتى أن الرجل لينحر‬
‫بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويجعل ما بقي على كبده‪ ،‬فقال أبو بكر الص‪++‬ديق‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬يا رس‪++‬ول هللا إن هللا ق‪++‬د ع‪++‬ودك في ال‪++‬دعاء خ‪++‬يرا ف‪++‬ادع لن‪++‬ا‪.‬‬
‫فرفع يديه فلم يرجعهم‪++‬ا ح‪++‬تى ق‪++‬الت الس‪++‬ماء ف‪++‬أهطلت‪ ،‬ثم س‪++‬كبت فمألوا م‪++‬ا‬
‫معهم‪ ،‬ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {في س‪++‬اعة العس‪++‬رة}‬
‫قال‪ :‬غزوة تبوك‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {لق‪++‬د ت‪++‬اب‬
‫هللا على النبي والمهاجرين واألنصار الذين اتبعوه في ساعة العس‪++‬رة} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫هم الذين اتبعوا النبي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم في غ‪+‬زوة تب‪+‬وك قب‪+‬ل الش‪+‬ام في‬
‫لهبان الحر على ما يعلم هللا من الجهد‪ ،‬أصابهم فيها جهد شديد حتى لقد ذك‪+‬ر‬
‫لنا أن الرجلين كان يشقا التم‪+‬رة بينهم‪+‬ا‪ ،‬وك‪+‬ان النف‪+‬ر يت‪+‬داولون التم‪+‬رة بينهم‬
‫يمص‪++‬ها أح‪++‬دهم ثم يش‪++‬رب عليه‪++‬ا الم‪++‬اء ثم يمص‪++‬ها اآلخ‪++‬ر‪ ،‬فت‪++‬اب هللا عليهم‬
‫فأقفلهم من غزوتهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي في الدالئل عن محمد بن عب‪++‬د هللا‬
‫بن عقي‪++‬ل بن أبي ط‪++‬الب في قول‪++‬ه {ال‪++‬ذين اتبع‪++‬وه في س‪++‬اعة العس‪++‬رة} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫خرجوا في غزوة تبوك الرجالن والثالثة على بعير‪ ،‬وخرجوا في حر شديد‬
‫فأص‪++‬ابهم يوم‪++‬ا عطش ح‪++‬تى جعل‪++‬وا ينح‪++‬رون إبلهم فيعص‪++‬رون أكراش‪++‬ها‬
‫ويشربون ماءها‪ ،‬فكان ذلك عسرة من الماء وعس‪++‬رة من النفق‪++‬ة وعس‪++‬رة من‬
‫الظهر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن مردوي‪++‬ه عن ج‪++‬ابر في قول‪++‬ه {ال‪++‬ذين‬
‫اتبعوه في ساعة العسرة} قال‪ :‬عسرة الظهر‪ ،‬وعسرة‪ ،‬وعسرة الماء‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك‪ .‬أن‪+‬ه ق‪++‬رأ {من بع‪+‬د م‪+‬ا زاغت قل‪++‬وب طائف‪++‬ة‬
‫منهم}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪118‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن من‪++‬ده وابن مردوي‪++‬ه وابن‬
‫عساكر عن ج‪++‬ابر بن عب‪+‬د هللا في قول‪++‬ه {وعلى الثالث‪+‬ة ال‪++‬ذين خلف‪++‬وا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كعب بن مالك‪ ،‬وهالل بن أمية‪ ،‬ومرارة بن ربيعة‪ ،‬وكلهم من األنصار‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن مجمع بن جارية قال‪ :‬الثالثة الذين خلف‪++‬وا فت‪++‬اب هللا‬
‫عليهم كعب بن مالك‪ ،‬وهالل بن أمية‪ ،‬ومرارة بن ربعي‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه عن ابن ش‪++‬هاب ق‪++‬ال‪ :‬إن الثالث‪++‬ة ال‪++‬ذين خلف‪++‬وا كعب بن‬
‫مالك من بني سلمة‪ ،‬وهالل بن أمي‪++‬ة من ب‪++‬ني واق‪++‬ف‪ ،‬وم‪++‬رارة بن ربي‪++‬ع من‬
‫بني عمرو بن عوف‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مال‪+‬ك ق‪+‬ال‪ :‬لم‪+‬ا ن‪+‬زل رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم بذي أوان خرج عامة المنافقين الذين كانوا تخلف‪++‬وا عن‪++‬ه يتلقون‪++‬ه‪،‬‬
‫فقال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ألص‪++‬حابه"ال تكلمن رجال تخل‪++‬ف عن‪++‬ا‬
‫وال تجالسوه حتى آذن لكم فلم يكلموهم‪ ،‬فلما ق‪+‬دم رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وس‪++‬لم المدين‪++‬ة أت‪++‬اه ال‪++‬ذين تخلف‪++‬وا يس‪++‬لمون علي‪++‬ه‪ ،‬ف‪++‬أعرض عنهم وأع‪++‬رض‬
‫المؤمنون عنهم حتى أن الرج‪+‬ل ليع‪+‬رض عن‪+‬ه أخ‪+‬وه وأب‪+‬وه وعم‪+‬ه‪ ،‬فجعل‪+‬وا‬
‫يأتون رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ويعتذرون بالجهد واألس‪++‬قام‪ ،‬ف‪++‬رحمهم‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فبايعهم واستغفر لهم‪ ،‬وكان ممن تخل‪++‬ف عن‬
‫غير شك وال نفاق ثالثة نفر الذين ذكر هللا تعالى في سورة التوب‪++‬ة‪ .‬كعب بن‬
‫مالك السلمي‪ ،‬وهالل بن أمية الواقفي‪ ،‬ومرارة بن ربيعة العامري"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن من‪++‬ده وابن عس‪++‬اكر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {وعلى‬
‫الثالث‪+‬ة ال‪++‬ذين خلف‪++‬وا} ق‪++‬ال‪ :‬كعب بن مال‪++‬ك‪ ،‬وم‪+‬رارة بن الربي‪+‬ع‪ ،‬وهالل بن‬
‫أمية‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪+‬رزاق وابن أبي ش‪+‬يبة وأحم‪+‬د والبخ‪+‬اري ومس‪+‬لم وابن جري‪+‬ر‬
‫وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن حب‪++‬ان وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي من طري‪++‬ق‬
‫الزهري قال‪ :‬أخبرني عبد ال‪++‬رحمن بن عب‪++‬د هللا بن كعب بن مال‪++‬ك‪ ،‬أن عب‪++‬د‬
‫هللا بن كعب بن مالك وكان قائد كعب من بنيه حين عمي ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت كعب‬
‫بن مالك يحدث حديثه حين تخلف عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في‬
‫غزوة تبوك‪ ،‬قال كعب‪ :‬لم أتخلف عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في‬
‫غزوة غزاها ق‪+‬ط إال في غ‪+‬زوة تب‪+‬وك‪ ،‬غ‪+‬ير أني تخلفت في غ‪+‬زوة ب‪+‬در ولم‬
‫يعاتب أحدا تخلف عنها‪ ،‬إنما خ‪++‬رج رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يري‪++‬د‬
‫عير قريش حتى جمع هللا بينهم وبين عدوهم على غير ميع‪++‬اد‪ ،‬ولق‪++‬د ش‪++‬هدت‬
‫مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليلة العقبة حين تواثقنا على اإلسالم‪ ،‬وما‬
‫أحب أن لي بها مشهد بدر وإن كانت بدر أذكر في الناس منها وأشهر‪.‬‬
‫وكان من خبري حين تخلفت عن رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم في غ‪++‬زوة‬
‫تبوك أني لم أكن قط أقوى وال أيسر م‪+‬ني حين تخلفت عن‪+‬ه في تل‪+‬ك الغ‪+‬زاة‪،‬‬
‫وهللا ما جمعت قبلها راحلتين قط حتى جمعتهما في تلك الغزاة‪ ،‬وكان رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم قلما يري‪++‬د غ‪++‬زاة إال ورى بغيره‪++‬ا ح‪++‬تى ك‪++‬انت تل‪++‬ك‬
‫الغزوة‪ ،‬فغزاها رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في حر شديد واس‪+‬تقبل س‪+‬فرا‬
‫بعي‪++‬دا ومف‪++‬ازا واس‪++‬تقبل ع‪++‬دوا كث‪++‬يرا‪ ،‬فجال للمس‪++‬لمين أم‪++‬رهم ليت‪++‬أهبوا أهب‪++‬ة‬
‫عدوهم‪ ،‬فأخبرهم وجهه الذي يريد والمسلمون مع رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم كثير ال يجمعهم كتاب حافظ يريد الديوان‪.‬‬
‫قال كعب رضي هللا عنه‪ :‬فقل رجل يريد أن يتغيب إلى ظن أن ذلك س‪++‬يخفى‬
‫ما لم ينزل فيه وحي من هللا عز وجل‪ ،‬وغزا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫تلك الغزاة حين طابت الثمار والظل وآن لها أن تصغر‪ ،‬فتجهز إليها رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم والمؤمن‪++‬ون مع‪++‬ه‪ ،‬وطفقت أغ‪++‬دو لكي أتجه‪++‬ز معهم‬
‫فأرجع وال أقضي شيئا‪ ،‬فأقول لنفسي‪ :‬أنا قادر على ذلك إن أردت‪ .‬فلم ي‪++‬زل‬
‫ذلك يتمادى بي حتى استمر بالناس الجد‪ ،‬فأصبح رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم غاديا والمسلمون معه ولم أقض من جهازي ش‪++‬يئا‪ ،‬وفلت الجه‪++‬از بع‪++‬د‬
‫يوم أو يومين ثم ألحقه‪ ،‬فغدوت بعد ما فصلوا ألتجهز فرجعت ولم أقض من‬
‫جهازي شيئا‪ ،‬ثم غدوت فرجعت ولم أقض ش‪++‬يئا‪ ،‬فلم ي‪++‬زل ذل‪++‬ك يتم‪++‬ادى بي‬
‫حتى انتهوا وتفارط الغزو‪ ،‬فهممت أن أرتح‪++‬ل ف‪++‬أدركهم ‪ -‬وليت أني أفع‪++‬ل ‪-‬‬
‫ثم لم يقدر لي ذلك‪ ،‬فطفقت إذ خ‪++‬رجت في الن‪++‬اس بع‪++‬د رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم يحزنني أني ال أرى إال رجال مغموصا عليه من النف‪++‬اق أو رجال‬
‫ممن عذره هللا‪.‬‬
‫ولم يذكرني رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حتى بلغ تبوك فقال وهو ج‪++‬الس‬
‫في القوم بتبوك "ما فعل كعب بن مالك؟ فقال رجل من بني سلمة‪ :‬حبس‪++‬ه ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا برداه والنظر في عطفيه‪ .‬فقال له معاذ بن جبل‪ :‬بئس‪++‬ما قلت‪ ،‬وهللا‬
‫يا رسول هللا ما علمنا عليه إال خيرا‪ .‬فسكت رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‬
‫"‪.‬‬
‫قال كعب بن مالك‪ :‬فلما بلغني أن رسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ق‪+‬د توج‪+‬ه‬
‫قافال من تبوك‪ ،‬حضرني همي فطفقت أت‪+‬ذكر الك‪+‬ذب‪ ،‬وأق‪+‬ول‪ :‬بم‪+‬اذا أخ‪+‬رج‬
‫من س‪++‬خطه غ‪++‬دا وأس‪++‬تعين على ذل‪++‬ك بك‪++‬ل ذي رأي من أهلي‪ ،‬فلم‪++‬ا قي‪++‬ل إن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قد أظل قادما‪ ،‬راح عني الباطل وعرفت أني‬
‫لم أنج منه بشيء أبدا‪ ،‬ف‪++‬أجمعت ص‪++‬دقه وأص‪++‬بح رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وس‪++‬لم قادم‪++‬ا‪ ،‬وك‪++‬ان إذا ق‪++‬دم من س‪++‬فر ب‪++‬دأ بالمس‪++‬جد فرك‪++‬ع ركع‪++‬تين ثم جلس‬
‫للناس‪ ،‬فلما فعل ذل‪++‬ك ج‪++‬اءه المتخلف‪++‬ون فطفق‪++‬وا يعت‪+‬ذرون إلي‪+‬ه ويحلف‪++‬ون ل‪++‬ه‬
‫وكانوا بض‪++‬عة وثم‪++‬انين رجال‪ ،‬فقب‪++‬ل رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم منهم‬
‫عالنيتهم‪ ،‬واس‪++‬تغفر لهم‪ ،‬ووك‪++‬ل س‪++‬رائرهم إلى هللا ح‪++‬تى جئت‪ ،‬فلم‪++‬ا س‪++‬لمت‬
‫عليه تبسم تبسم المغضب ثم قال لي "تع‪++‬ال‪ .‬فجئت أمش‪++‬ي ح‪++‬تى جلس‪++‬ت بين‬
‫يديه‪ ،‬فقال‪ :‬ما خلفك‪ ،‬ألم تكن قد اش‪++‬تريت ظه‪++‬رك؟ فقلت‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ل‪++‬و‬
‫جلست عند غيرك من أه‪++‬ل ال‪++‬دنيا ل‪++‬رأيت أن أخ‪++‬رج من س‪++‬خطه بع‪++‬ذر‪ ،‬لق‪++‬د‬
‫أعطيت جدال ولكنه ‪ -‬وهللا ‪ -‬لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى‬
‫عني به ليوشكن هللا يسخطك علي‪ ،‬ولئن حدثتك الصدق وتج‪++‬د علي في‪++‬ه أني‬
‫ألرجو قرب عتبي من هللا‪ ،‬وهللا ما كان لي عذر‪ ،‬وهللا ما كنت قط أف‪++‬رغ وال‬
‫أيسر مني حين تخلفت عنك‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪ :‬أم‪++‬ا ه‪++‬ذا‬
‫فقد صدق‪ ،‬فقم حتى يقضي هللا فيك"‪.‬‬
‫فقمت وبادرني رجال من بني سلمة‪ ،‬واتبع‪++‬وني فق‪++‬الوا لي‪ :‬وهللا م‪++‬ا علمن‪++‬اك‬
‫كنت أذنبت ذنبا قبل هذا‪ ،‬ولقد عجزت أن ال تك‪++‬ون اعت‪++‬ذرت إلى رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم بم‪++‬ا اعت‪++‬ذر ب‪++‬ه المتخلف‪++‬ون‪ ،‬فلق‪++‬د ك‪++‬ان كافي‪++‬ك من ذنب‪++‬ك‬
‫استغفار رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬فوهللا م‪++‬ا زال‪++‬وا يؤنب‪++‬وني ح‪++‬تى‬
‫أردت أن أرجع فأكذب نفس‪++‬ي‪ ،‬ثم قلت لهم‪ :‬ه‪++‬ل لقي ه‪++‬ذا معي أح‪++‬دا؟ ق‪++‬الوا‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬لقيه معك رجالن‪ ،‬قاال ما قلت‪ ،‬وقيل لهما مث‪++‬ل م‪++‬ا قي‪++‬ل ل‪++‬ك‪ .‬فقلت‪ :‬من‬
‫هما؟ قالوا‪ :‬م‪++‬رارة بن الربي‪++‬ع‪ ،‬وهالل بن أمي‪++‬ة ال‪++‬واقفي‪ ،‬ف‪++‬ذكروا لي رجلين‬
‫صالحين قد شهدا بدرا لي فيهما أسوة حسنة‪ ،‬فمضيت حين ذكروهما لي‪.‬‬
‫قال‪ :‬ونهى رسول هللا الناس عن كالمنا أيها الثالثة من بين من تخل‪++‬ف عن‪++‬ه‪،‬‬
‫فاجتنبنا الن‪++‬اس وتغ‪++‬يروا لن‪++‬ا ح‪++‬تى تنك‪++‬رت لي في نفس‪++‬ي األرض ال‪++‬تي كنت‬
‫أع‪++‬رف‪ ،‬فلبثن‪++‬ا على ذل‪++‬ك خمس‪++‬ين ليل‪++‬ة‪ ،‬فأم‪++‬ا ص‪++‬احباي فاس‪++‬تكانا وقع‪++‬دا في‬
‫بيوتهما‪ ،‬وأما أنا فكنت أشد القوم وأجلدهم‪ ،‬فكنت أشهد الصالة مع المسلمين‬
‫وأطوف باألسواق فال يكلم‪+‬ني أح‪+‬د‪ ،‬وآتي رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫وهو في مجلسه بعد الصالة فأس‪++‬لم وأق‪++‬ول في نفس‪++‬ي ه‪++‬ل ح‪++‬رك ش‪++‬فتيه ب‪++‬رد‬
‫السالم أم ال‪ ،‬ثم أصلي قريبا منه وأس‪++‬ارقه النظ‪++‬ر‪ ،‬ف‪++‬إذا أقبلت على ص‪++‬التي‬
‫نظر إلي‪ ،‬فإذا التفت نحوه أعرض ع‪+‬ني ح‪+‬تى إذا ط‪+‬ال علي ذل‪+‬ك من هج‪+‬ر‬
‫المسلمين‪ ،‬مشيت حتى تسورت حائط أبي قتادة وهو ابن عمي وأحب الن‪++‬اس‬
‫إلي فسلمت عليه‪ ،‬فوهللا ما رد السالم علي فقلت ل‪++‬ه‪ :‬ي‪++‬ا أب‪++‬ا قت‪++‬ادة أنش‪++‬دك هللا‬
‫تعالى‪ ،‬ه‪++‬ل تعلم أني أحب هللا ورس‪++‬وله؟ ق‪++‬ال‪ :‬فس‪++‬كت‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فع‪++‬دت فنش‪++‬دته‬
‫فسكت‪ ،‬فعدت فنشدته قال‪ :‬هللا ورسوله أعلم‪ ،‬ففاضت عين‪++‬اي وت‪++‬وليت ح‪++‬تى‬
‫تسورت الجدار‪.‬‬
‫وبينا أنا أمشي بسوق المدينة إذا نبطي من أنباط الشام ممن قدم بطعام يبيع‪++‬ه‬
‫بالمدينة يقول‪ :‬من يدل على كعب بن مال‪++‬ك؟ فطف‪++‬ق الن‪++‬اس يش‪++‬يرون ل‪++‬ه إلي‬
‫حتى جاء فدفع إلي كتابا من ملك غسان ‪ -‬وكنت كاتبا ‪ -‬فإذا فيه‪ :‬أما بعد فق‪++‬د‬
‫بلغنا أن صاحبك قد جفاك ولم يجعلك هللا بدار هوان وال مض‪++‬يعة ف‪++‬الحق بن‪++‬ا‬
‫نواسك‪ .‬فقلت حين قرأتها‪ :‬وهذا أيضا من البالء‪ .‬فيممت بها التنور فس‪++‬جرته‬
‫فيها‪ ،‬حتى إذا مضت أربعون ليلة من الخمسين إذا برسول رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم يأتيني فق‪++‬ال‪ :‬إن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ي‪++‬أمرك أن‬
‫تعتزل امرأتك‪ .‬فقلت‪ :‬أطلقها أم ماذا أفع‪++‬ل؟! ق‪++‬ال‪ :‬ب‪++‬ل اعتزله‪++‬ا وال تقربه‪++‬ا‪،‬‬
‫وأرسل إلى صاحبي مثل ذلك‪ .‬فقلت الم‪++‬رأتي‪ :‬الحقي بأهل‪++‬ك فك‪++‬وني عن‪++‬دهم‬
‫حتى يقضي هللا في هذا األمر‪ ،‬فجاءت امرأة هالل بن أمية رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فقالت‪ :‬يا رسول هللا إن هالال شيخ ضائع وليس له خادم‪ ،‬فهل‬
‫تكره أن أخدمه؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن ال يقربنك‪ .‬فقالت‪ :‬إنه وهللا ما ب‪++‬ه حرك‪++‬ة إلى‬
‫شيء‪ ،‬وهللا ما زال يبكي من لدن إن كان من أمرك م‪++‬ا ك‪++‬ان إلى يوم‪++‬ه ه‪++‬ذا‪.‬‬
‫فقال لي بعض أهلي‪ :‬لو استأذنت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم في امرأتك‬
‫فقد أذن المرأة هالل أن تخدمه‪ .‬فقلت‪ :‬وهللا ال استأذنت رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم وما أدري ما يقول إذا استأذنته وأنا رجل شاب‪.‬‬
‫قال‪ :‬فلبثنا عشر ليال فكمل لنا خمسون ليل‪++‬ة من حين نهى عن كالمن‪++‬ا‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ثم صليت الفج‪++‬ر ص‪++‬باح خمس‪++‬ين ليل‪++‬ة على ظه‪++‬ر بيت من بيوتن‪++‬ا‪ ،‬فبين‪++‬ا أن‪++‬ا‬
‫جالس على الحال التي ذك‪+‬ر هللا عن‪+‬ا‪ ،‬ق‪+‬د ض‪+‬اقت علي نفس‪+‬ي وض‪+‬اقت علي‬
‫األرض بما رحبت‪ ،‬سمعت صارخا أوفى جبل سلع يقول بأعلى ص‪++‬وته‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫كعب بن مالك أبشر‪ .‬فخررت ساجدا وعرفت أن قد جاء الفرج‪ ،‬فآذن رسول‬
‫هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بتوب‪++‬ة هللا علين‪++‬ا حين ص‪++‬لى الفج‪++‬ر‪ ،‬ف‪++‬ذهب الن‪++‬اس‬
‫يبشروننا وذهب قب‪++‬ل ص‪++‬احبي مبش‪++‬رون‪ ،‬وركض إلي رج‪++‬ل فرس‪++‬ا وس‪++‬عى‬
‫س‪++‬اع من أس‪++‬لم وأوفى على الجب‪++‬ل فك‪++‬ان الص‪++‬وت أس‪++‬رع من الف‪++‬رس‪ ،‬فلم‪++‬ا‬
‫جاءني الذي سمعت صوته يبشرني نزعت له ثوبي فكسوتهما إياه ببشارته ‪-‬‬
‫وهللا م‪++‬ا أمل‪++‬ك غيرهم‪++‬ا يومئ‪++‬ذ ‪ -‬فاس‪++‬تعرت ث‪++‬وبين فلبس‪++‬تهما‪ ،‬ف‪++‬انطلقت أؤم‬
‫رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يتلق‪++‬اني الن‪++‬اس فوج‪++‬ا بع‪++‬د ف‪++‬وج يهنئون‪++‬ني‬
‫بالتوبة‪ ،‬يقولون‪ :‬ليهنك توبة هللا عليك حتى دخلت المس‪++‬جد‪ ،‬ف‪++‬إذا رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ج‪++‬الس في المس‪++‬جد وحول‪++‬ه الن‪++‬اس‪ ،‬فق‪++‬ام إلي طلح‪++‬ة بن‬
‫عبي‪++‬د هللا يه‪++‬رول ح‪++‬تى ص‪++‬افحني وهن‪++‬اني‪ ،‬وهللا م‪++‬ا ق‪++‬ام إلي رج‪++‬ل من‬
‫المهاجرين غيره‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فك‪++‬ان كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ال ينس‪++‬اها لطلح‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‬
‫كعب رضي هللا عنه‪ :‬فلما سلمت على رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ق‪++‬ال‬
‫وهو يبرق وجهه من السرور"أبشر بخير ي‪++‬وم م‪++‬ر علي‪++‬ك من‪++‬ذ ول‪++‬دتك أم‪++‬ك‪.‬‬
‫قلت‪ :‬أمن عندك يا رسول هللا أم من عند هللا؟ قال‪ :‬ال بل من عن‪++‬د هللا‪ .‬وك‪++‬ان‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إذا سر استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر‪.‬‬
‫فلم‪++‬ا جلس‪++‬ت بين يدي‪++‬ه قلت ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا إن من توب‪++‬تي أن انخل‪++‬ع من م‪++‬الي‬
‫صدقة إلى هللا وإلى رسوله صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬أمسك بعض مالك فهو‬
‫خ‪++‬ير ل‪++‬ك‪ .‬قلت‪ :‬إني أمس‪+‬ك س‪+‬همي ال‪++‬ذي بخي‪+‬بر‪ ،‬وقلت‪ :‬ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا إنم‪+‬ا‬
‫نج‪+‬اني هللا بالص‪+‬دق‪ ،‬وإن من توب‪+‬تي أن ال أح‪+‬دث إال ص‪+‬دقا م‪+‬ا بقيت‪ .‬ق‪+‬ال‪:‬‬
‫فوهللا ما أعلم أحدا من المسلمين أباله هللا من الصدق في الحديث منذ ذك‪++‬رت‬
‫ذلك لرسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم أحس‪++‬ن مم‪++‬ا أبالني هللا تع‪++‬الى‪ ،‬وهللا م‪++‬ا‬
‫تعمدت منذ قلت ذلك إلى يومي هذا كذبا‪ ،‬وإني ألرج‪++‬و أن يحفظ‪++‬ني هللا فيم‪++‬ا‬
‫بقي‪ ،‬وأن‪++‬زل هللا (لق‪++‬د ت‪++‬اب هللا على الن‪++‬بي والمه‪++‬اجرين واألنص‪++‬ار) (التوب‪++‬ة‬
‫اآلي‪++‬ة ‪ )117‬إلى قول‪++‬ه {وكون‪++‬وا م‪++‬ع الص‪++‬ادقين} فوهللا م‪++‬ا أنعم هللا علي من‬
‫نعمة قط بع‪++‬د أن ه‪++‬داني هللا لإلس‪++‬الم أعظم في نفس‪++‬ي من ص‪++‬دق رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم يومئذ أن ال أكون كذبته فأهلك كم‪++‬ا هل‪++‬ك ال‪++‬ذين ك‪++‬ذبوه‪،‬‬
‫فإن هللا قال للذين كذبوه حين أنزل الوحي شر ما قال ألحد‪ ،‬فقال (س‪++‬يحلفون‬
‫باهلل لكم إذا انقلبتم إليهم لتعرضوا عنهم فأعرضوا عنهم إنهم رجس) (التوبة‬
‫اآلية ‪ )95‬إلى قوله {الفاسقين} قال‪ :‬وكنا خلفنا أيها الثالث‪++‬ة عن أم‪++‬ر أولئ‪++‬ك‬
‫الذين قبل منهم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم حين خلفوا‪ ،‬فبايعهم واستغفر‬
‫لهم وأرجأ رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أمرنا حتى قض‪++‬ى هللا في‪++‬ه‪ ،‬فب‪++‬ذلك‬
‫قال {وعلى الثالثة الذين خلفوا} وليس تخليفه إيانا وإرجاؤه أمرنا الذي ذكر‬
‫مما خلفنا بتخلفنا عن الغزو‪ ،‬وإنما هو حلف له واعتذر إليه فقبل منه"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن كعب بن مالك رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫نزلت توبتي أتيت النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم فقبلت ي‪++‬ده وركبتي‪++‬ه‪ ،‬وكس‪++‬وت‬
‫المبشر ثوبين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي هللا عنه {وعلى الثالث‪++‬ة ال‪++‬ذين خلف‪++‬وا}‬
‫قال‪ :‬الذين أرجأوا في وسط براءة قوله {وآخرون مرجون ألمر هللا) (التوبة‬
‫اآلية ‪ )106‬هالل بن أمية‪ ،‬ومرارة بن ربيعة‪ ،‬وكعب بن مالك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وعلى الثالث‪++‬ة ال‪++‬ذين خلف‪++‬وا}‬
‫مثقلة يقول‪ :‬عن غزوة تبوك‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الحس‪+‬ن رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬لما غزا رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم تب‪++‬وك تخل‪++‬ف كعب بن مال‪++‬ك‪،‬‬
‫وهالل بن أمية‪ ،‬ومرارة بن الربيع‪ ،‬قال‪ :‬أما أحدهم فكان له حائط حين زه‪++‬ا‬
‫قد فشت فيه الحمرة والص‪+‬فرة فق‪+‬ال‪ :‬غ‪+‬زوت وغ‪+‬زوت وغ‪+‬زوت م‪+‬ع الن‪+‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فلو أقمت العام في هذا الحائط فأصبت منه‪ .‬فلما خ‪++‬رج‬
‫رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وأص‪++‬حابه دخ‪++‬ل حائط‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا خلف‪++‬ني‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وما استبق المؤمنون في الجهاد في سبيل هللا‬
‫إال ضن بك أيها الحائط‪ ،‬اللهم إني أشهدك أني تصدقت ب‪++‬ه في س‪++‬بيلك‪ .‬وأم‪++‬ا‬
‫اآلخر فكان ق‪+‬د تف‪+‬رق عن‪+‬ه من أهل‪+‬ه ن‪+‬اس واجتمع‪+‬وا ل‪+‬ه فق‪+‬ال‪ :‬غ‪+‬زوت م‪+‬ع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وغزوت‪ ،‬فلو أني أقمت العام في أهلي‪ .‬فلم‪++‬ا‬
‫خرج رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأصحابه قال‪ :‬م‪++‬ا خلف‪++‬ني عن رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم وما استبق إليه المجاهدون في سبيل هللا إال ضن بكم‬
‫أيه‪++‬ا األه‪++‬ل‪ ،‬اللهم إن ل‪++‬ك علي أن ال أرج‪++‬ع إلى أهلي وم‪++‬الي ح‪++‬تى أعلم م‪++‬ا‬
‫تقضي في‪ .‬وأما اآلخر فقال‪ :‬اللهم إن لك علي أن ألحق ب‪++‬القوم ح‪++‬تى أدركهم‬
‫أو أنقطع‪ .‬فجعل يتتبع الدقع والحزونة حتى لحق بالقوم‪ ،‬فأنزل هللا {لقد ت‪+‬اب‬
‫هللا على النبي} إلى قوله {وعلى الثالثة الذين خلفوا ح‪++‬تى إذا ض‪++‬اقت عليهم‬
‫األرض بما رحبت} قال الحسن رضي هللا عنه‪ :‬يا سبحان هللا! وهللا ما أكلوا‬
‫ماال حراما‪ ،‬ال أصابوا دما حراما‪ ،‬وال أفسدوا في األرض‪ ،‬غير أنهم أبطأوا‬
‫عن ش‪+‬يء من الخ‪++‬ير الجه‪+‬اد في س‪+‬بيل هللا‪ ،‬وق‪++‬د ‪ -‬وهللا ‪ -‬جاه‪++‬دوا وجاه‪++‬دوا‬
‫وجاهدوا‪ ،‬فبلغ منهم ما سمعتم فهكذا يبلغ الذنب من المؤمن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الضحاك في قوله {وعلى الثالثة الذين‬
‫خلفوا} يعني خلفوا عن التوب‪++‬ة‪ ،‬لم يتب عليهم ح‪++‬تى ت‪++‬اب هللا على أب‪++‬و لباب‪++‬ة‬
‫وأصحابه‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن عس‪++‬اكر عن‬
‫عكرمة في قوله {وعلى الثالثة الذين خلفوا} عن التوبة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن عكرم‪++‬ة بن خال‪++‬د المخ‪++‬زومي‪ ،‬أن‪++‬ه ك‪++‬ان يقرؤه‪++‬ا‬
‫{وعلى الثالث‪++‬ة ال‪++‬ذين خلف‪++‬وا} نص‪++‬ب أي بع‪++‬د محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫وأصحابه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‪ :‬دعا هللا إلى توبت‪++‬ه من‬
‫قال (أنا ربكم األعلى) (النازع‪++‬ات اآلي‪++‬ة ‪ .)24‬وق‪++‬ال (م‪++‬ا علمت لكم من إل‪++‬ه‬
‫غيري) (القصص اآلية ‪ )38‬ومن آيس العباد من التوبة بعد هؤالء فقد جح‪++‬د‬
‫كتاب هللا‪ ،‬ولكن ال يقدر العبد أن يتوب ح‪+‬تى يت‪+‬وب هللا وه‪+‬و قول‪+‬ه {ثم ت‪+‬اب‬
‫عليهم ليتوبوا} فبدء التوبة من هللا عز وجل‪.‬‬
‫@ اآلية ‪119‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن نافع في قوله {يا أيها الذين‬
‫آمنوا اتقوا هللا وكونوا مع الصادقين} ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت في الثالث‪++‬ة ال‪++‬ذين خلف‪++‬وا‪:‬‬
‫قيل لهم‪ :‬كونوا مع محمد صلى هللا عليه وسلم وأصحابه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن كعب بن مال‪++‬ك ق‪++‬ال‪ :‬فين‪++‬ا ن‪++‬زلت أيض‪++‬ا {اتق‪++‬وا هللا‬
‫وكونوا مع الصادقين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عم‪++‬ر في قول‪++‬ه {ي‪++‬ا‬
‫أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وكونوا م‪+‬ع الص‪++‬ادقين} ق‪++‬ال‪ :‬م‪+‬ع محم‪+‬د ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم وأصحابه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير في قوله {وكونوا مع الصادقين} قال‪:‬‬
‫مع أبي بكر وعمر رضي هللا عنهما‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ واين عساكر عن الضحاك في‬
‫قوله {يا أيها الذين آمن‪++‬وا اتق‪++‬وا هللا وكون‪++‬وا م‪++‬ع الص‪++‬ادقين} ق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬روا أن‬
‫يكونوا مع أبي بكر وعمر وأصحابهما‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن مردوي‪+++‬ه عن ابن عب‪+++‬اس في قول‪+++‬ه {اتق‪+++‬وا هللا وكون‪+++‬وا م‪+++‬ع‬
‫الصادقين} قال‪ :‬مع علي بن أبي طالب‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن أبي حعفر في قوله {وكون‪++‬وا م‪++‬ع الص‪++‬ادقين} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫مع علي بن أبي طالب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابو الشيخ عن السدي في قوله {اتقوا هللا وكون‪++‬وا م‪++‬ع‬
‫الصادقين} قال‪ :‬كون‪++‬وا م‪++‬ع كعب بن مال‪++‬ك‪ ،‬وم‪++‬رارة بن ربيع‪++‬ة‪ ،‬وهالل بن‬
‫أمية‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي‬
‫حاتم وابن عدي وأبو الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه وال‪++‬بيهقي في ش‪+‬عب اإليم‪+‬ان عن‬
‫عبد هللا بن مسعود قال‪ :‬ال يصلح الكذب في جد وال هزل وال أن يع‪+‬د أح‪+‬دكم‬
‫صبيه شيئا ثم ال ينجزه‪ ،‬اقرأوا إن شئتم {يا أيها الذين آمنوا اتقوا هللا وكونوا‬
‫مع الصادقين} قال‪ :‬وهي في قراءة عبد هللا هك‪+‬ذا‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬فه‪+‬ل تج‪++‬دون ألح‪++‬د‬
‫رخصة في الكذب‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه ك‪++‬ان يق‪++‬رأ {وكون‪++‬وا‬
‫مع الصادقين}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و داود الطيالس‪++‬ي والبخ‪++‬اري في األدب وابن ع‪++‬دي وال‪++‬بيهقي في‬
‫الشعب عن أبي بكر الصديق رضي هللا عنه"س‪++‬معت الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪ :‬عليكم بالص‪++‬دق فإن‪++‬ه يه‪++‬دي إلى ال‪++‬بر وهم‪++‬ا في الجن‪++‬ة‪ ،‬وإي‪++‬اكم‬
‫والكذب فإنه يهدي إلى الفجور وهما في النار‪ ،‬وال يزال الرجل يصدق حتى‬
‫يكتب عند هللا صديقا‪ ،‬وال يزال يكذب حتى يكتب عند هللا كذابا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وابن عدي وال‪++‬بيهقي وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫عن ابن مسعود قال‪ :‬قال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم "عليكم بالص‪+‬دق‬
‫فإن الصدق يهدي إلى البر وإن البر يه‪++‬دي إلى الجن‪++‬ة‪ ،‬وإن الرج‪++‬ل ليص‪++‬دق‬
‫حتى يكتب عند هللا صديقا‪ ،‬وإياكم والك‪++‬ذب ف‪++‬إن الك‪++‬ذب يه‪++‬دي إلى الفج‪++‬ور‪،‬‬
‫وإن الفجور يهدي إلى النار‪ ،‬وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند هللا كذابا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي عن أبي هريرة رضي هللا عن‪++‬ه عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قال‪" :‬يا أيها الناس اجتنبوا الكذب فإن الكذب يه‪++‬دي إلى الفج‪++‬ور‪ ،‬وإن‬
‫الفجور يهدي إلى النار‪ ،‬وإنه يقال‪ :‬صدق وبر وكذب وفجر"‪.‬‬
‫وأخرج أحم‪++‬د وال‪++‬بيهقي في الش‪++‬عب عن أبي مال‪++‬ك الجش‪++‬مي‪ ،‬أن رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪+‬لم ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬أرأيت ل‪++‬و ك‪++‬ان ل‪++‬ك عب‪++‬دان أح‪++‬دهما يخون‪++‬ك‬
‫ويكذبك حديثا‪ ،‬واآلخ‪+‬ر ال يخون‪+‬ك ويص‪+‬دقك ح‪+‬ديثا أيهم‪+‬ا أحب إلي‪+‬ك؟ ق‪+‬ال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬ال‪++‬ذي ال يخون‪++‬ني ويص‪++‬دقني ح‪++‬ديثا‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ذلك أنتم عن‪++‬د ربكم ع‪++‬ز‬
‫وجل"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وال‪++‬بيهقي عن ابن مس‪++‬عود رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه رف‪++‬ع‬
‫الحديث إلى النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إن الكذب ال يصلح منه جد وال‬
‫هزل‪ ،‬وال يعد الرجل ابنه ثم ال ينج‪++‬ز ل‪++‬ه‪ ،‬إن الص‪++‬دق يه‪++‬دي إلى ال‪++‬بر‪ ،‬وإن‬
‫البر يهدي إلى الجنة‪ ،‬وإن الكذب يهدي إلى الفجور‪ ،‬وإن الفج‪++‬ور يه‪++‬دي إلى‬
‫النار‪ ،‬إنه يقال للصادق صدق وبر‪ ،‬ويقال للكاذب كذب وفج‪++‬ر‪ ،‬وإن الرج‪++‬ل‬
‫ليصدق حتى يكتب عند هللا صديقا‪ ،‬ويكذب حتى يكتب عند هللا كذابا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبيهقي عن أس‪++‬ماء بنت يزي‪++‬د "أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم خطب فقال‪ :‬ما يحملكم على أن تتابعوا على الكذب كما‬
‫يتتابع الف‪++‬راش في الن‪+‬ار‪ ،‬ك‪+‬ل الك‪+‬ذب يكتب على ابن آدم إال رج‪++‬ل ك‪+‬ذب في‬
‫خديعة حرب‪ ،‬أو إصالح بين اثنين‪ ،‬أو رجل يحدث امرأته ليرضيها"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن النواس بن سمعان الكالبي ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم "مالي أراكم تتهافتون في الكذب تهافت الفراش في النار‪ ،‬كل‬
‫الكذب يكتب على ابن آدم إال رجل كذب في خديع‪++‬ة ح‪++‬رب‪ ،‬أو إص‪++‬الح بين‬
‫اثنين‪ ،‬أو رجل يحدث امرأته ليرضيها"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن ابن شهاب قال‪ :‬ليس بكذاب من درأ عن نفسه‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي والبيهقي وضعفه عن أبي بكر رضي هللا عنه "أن رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬الكذب مجانب لإليمان"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن عدي عن أبي بكر الصديق رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫إياكم والكذب فإن الكذب مج‪++‬انب لإليم‪++‬ان‪ .‬ق‪++‬ال ال‪++‬بيهقي‪ :‬ه‪++‬ذا ه‪++‬و الص‪++‬حيح‬
‫موقوف‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي والبيهقي عن سعد بن أبي وقاص عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم قال‪ :‬يطبع المؤمن على كل شيء إال الخيانة والكذب‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي عن ابن عمر عن النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال "يطب‪++‬ع‬
‫المؤمن على كل خلق ليس الخيانة والكذب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي عن أبي أمامة قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"إن المؤمن ليطبع على خالل ش‪++‬تى من الج‪++‬ود والبخ‪++‬ل وحس‪++‬ن الخل‪++‬ق‪ ،‬وال‬
‫يطبع المؤمن على الكذب‪ ،‬وال يكون كذابا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد عن أبي أمام‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "يطبع المؤمن على الخالل كلها إال الخيانة والكذب"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن عبد هللا بن أبي قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫"المؤمن يطبع على كل خلق إال الكذب والخيانة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و نعيم في الحلي‪++‬ة عن جعف‪++‬ر بن محم‪++‬د ق‪++‬ال‪ :‬يب‪++‬نى اإلنس‪++‬ان على‬
‫خصال‪ ،‬فمهما بني عليه فإنه ال يبنى على الخيانة والكذب‪.‬‬
‫وأخرج مالك والبيهقي عن ص‪++‬فوان بن س‪++‬ليم أن‪++‬ه قي‪++‬ل ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا أيك‪++‬ون‬
‫المؤمن جبانا؟ قال "نعم‪ .‬قيل‪ :‬أيكون الم‪+‬ؤمن بخيال؟ ق‪+‬ال‪ :‬نعم‪ .‬قي‪+‬ل‪ :‬أيك‪+‬ون‬
‫المؤمن كذابا؟ قال‪ :‬ال"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي وأبو يعلى وضعفه عن أبي برزة عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قال "الكذب يسود الوجه‪ ،‬والنميمة عذاب القبر"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي عن عائشة رضي هللا عنها قالت "ما ك‪++‬ان‬
‫خلق أبغض إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من الكذب‪ ،‬ولقد كان الرجل‬
‫يكذب عنده الكذبة فما يزال في نفسه حتى يعلم أنه قد أحدث منها توبة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د وهن‪++‬اد بن الس‪++‬ري رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في الزه‪++‬د وابن ع‪++‬دي‬
‫والبيهقي عن النواس بن سمعان قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"كبرت خيانة أن تحدث أخاك حديثا هو لك مصدق وأنت به كاذب"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والبيهقي عن أس‪++‬ماء بنت عميس ق‪++‬الت "كنت ص‪++‬احبة عائش‪++‬ة‬
‫التي هيأتها‪ ،‬فأدخلتها على النبي صلى هللا عليه وس‪+‬لم في نس‪+‬وة‪ ،‬فم‪+‬ا وج‪+‬دنا‬
‫عنده قرى إال قدح من لبن‪ ،‬فتناوله فش‪+‬رب من‪+‬ه ثم ناول‪++‬ه عائش‪+‬ة‪ ،‬فاس‪+‬تحيت‬
‫منه فقلت‪ :‬ال تردي يد رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ .‬فأخذت‪++‬ه فش‪++‬ربته‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬ناولي صواحبك‪ .‬فقلت‪ :‬ال نشتهيه‪ .‬فقال‪ :‬ال تجمعن كذبا وجوعا‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫إن قالت إحدانا لشيء تشتهيه ال أشتهي أيعد ذلك كذبا‪ .‬فقال‪ :‬إن الكذب يكتب‬
‫كذبا‪ ،‬حتى الكذيبة تكتب كذيبة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة وأحم‪++‬د وال‪++‬بيهقي عن عب‪++‬د هللا بن ع‪++‬امر بن‬
‫ربيعة قال‪ :‬جاء رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بيتن‪++‬ا وأن‪++‬ا ص‪++‬بي ص‪++‬غير‪،‬‬
‫فذهبت ألعب فقالت أمي لي‪ :‬يا عبد هللا تعال أعطيك‪ .‬فقال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم "ما أردت أن تعطيه؟ قالت‪ :‬أردت أن أعطي‪++‬ه تم‪++‬را ق‪++‬ال‪ :‬إم‪++‬ا‬
‫أنك لو لم تفعلي لكتبت عليك كذبة"‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج الطيالس‪+‬ي وأحم‪+‬د والترم‪+‬ذي وص‪+‬ححه وال‪+‬دارمي وأب‪+‬و يعلى وابن‬
‫حبان والطبراني والبيهقي والضياء عن الحسن بن علي"س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم يق‪++‬ول‪ :‬دع م‪+‬ا يريب‪+‬ك إلى م‪+‬ا ال يريب‪+‬ك‪ ،‬ف‪++‬إن الص‪++‬دق‬
‫طمأنينة وإن الكذب ريبة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي عن ابن عباس قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫في خطبته"إن أعظم الخطيئة عند هللا اللسان الكاذب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي عن أبي بكر الص‪++‬ديق ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم يقول"الصدق أمانة والكذب خيانة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن ماج‪++‬ة والحكيم الترم‪++‬ذي في ن‪++‬وادر األص‪++‬ول والخ‪++‬رائطي في‬
‫مكارم األخالق والبيهقي عبد هللا بن عمرو بن العاصي قال‪ :‬قلن‪++‬ا ي‪++‬ا رس‪++‬ول‬
‫هللا من خير الناس؟ قال "ذو القلب المحموم واللسان الصادق‪ ،‬قلنا‪ :‬قد عرفنا‬
‫اللسان الصادق فما القلب المحموم؟ قال‪ :‬التقي النقي الذي ال إثم فيه وال بغي‬
‫وال غل وال حسد‪ .‬قلنا يا رسول هللا‪ :‬فمن على أثره؟ ق‪++‬ال‪ :‬ال‪++‬ذي يش‪++‬نأ ال‪++‬دنيا‬
‫ويحب اآلخرة‪ ،‬قلنا ما نعرف هذا فينا إال رافع‪++‬ا م‪++‬ولى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم فمن على أثره؟ قال‪ :‬مؤمن في حسن خلق‪ .‬قلنا‪ :‬أما هذا ففينا"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الشعب عن عمر بن الخطاب قال‪ :‬ال تجد المؤمن كذابا‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن عمر بن الخط‪+‬اب ق‪+‬ال "ال تنظ‪+‬روا إلى ص‪+‬الة أح‪+‬د وال‬
‫إلى صيامه‪ ،‬ولكن انظروا إلى من حدث صدق‪ ،‬وإذا ائتمن أدى‪ ،‬وإذا أش‪++‬فى‬
‫ورع"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن أنس ق‪++‬ال‪ :‬إن الرج‪++‬ل ليح‪++‬رم قي‪++‬ام اللي‪++‬ل وص‪++‬يام النه‪++‬ار‬
‫بالكذبة يكذبها‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي والبيهقي عن محم‪++‬د بن س‪++‬يرين ق‪++‬ال‪ :‬الكالم أوس‪++‬ع من أن‬
‫يكذب ظريف‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن مطر الوراق قال‪ :‬خصلتان إذا كانتا في عبد ك‪++‬ان س‪++‬ائر‬
‫عمله تبعا لهما‪ ،‬حسن الصالة وصدق الحديث‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن الفضيل قال‪ :‬لم يتزين الناس بشيء أفضل من الص‪++‬دق‪،‬‬
‫وطلب الحالل‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن عبد العزيز بن أبي رواد قال‪ :‬إبرار ال‪++‬دنيا الك‪++‬ذب وقل‪++‬ة‬
‫الحي‪++‬اء‪ ،‬من طلب ال‪++‬دنيا بغيرهم‪++‬ا فق‪++‬د أخط‪++‬أ الطري‪++‬ق والمطلب‪ ،‬وإب‪++‬رار‬
‫اآلخ‪++‬رة‪ ،‬الحي‪++‬اء والص‪++‬دق‪ ،‬فمن طلب اآلخ‪++‬رة بغيرهم‪++‬ا فق‪++‬د أخط‪++‬أ الطري‪++‬ق‬
‫والمطلب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬بيهقي عن يوس‪++‬ف بن أس‪++‬باط ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬رزق العب‪++‬د بالص‪++‬دق ثالث‬
‫خصال‪ ،‬الحالوة والمالحة والمهابة‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن أبي روح ح‪++‬اتم بن يوس‪++‬ف ق‪++‬ال‪ :‬أتيت ب‪++‬اب الفض‪++‬يل بن‬
‫عياض فسلمت عليه فقلت‪ :‬يا أبا علي معي خمسة أحاديث إن رأيت أن تأذن‬
‫لي فأقرأ‪ .‬فقال لي‪ :‬اق‪+‬رأ‪ .‬فق‪+‬رأت ف‪+‬إذا هي س‪+‬تة فق‪+‬ال لي‪ :‬أن قم ي‪+‬ا ب‪+‬ني تعلم‬
‫الصدق ثم أكتب الحديث‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي عن عمران بن الحصين رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم "إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عدي عن علي بن أبي طالب قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم "إن في المعاريض ما يغني الرجل العاقل عن الكذب"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪121 - 120‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم من طري‪++‬ق عم‪++‬رو بن مال‪++‬ك عن أص‪++‬حاب رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال "لما نزلت هذه اآلي‪+‬ة {م‪+‬ا ك‪+‬ان أله‪+‬ل المدين‪+‬ة ومن‬
‫حولهم من األعراب أن يتخلف‪++‬وا عن رس‪++‬ول هللا} ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ :‬والذي بعثني بالحق لوال ضعفاء الناس ما ك‪++‬انت س‪++‬رية إال كنت‬
‫فيها"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن زي‪++‬د في قول‪++‬ه {م‪++‬ا ك‪++‬ان أله‪++‬ل‬
‫المدينة ومن حولهم من األعراب أن يتخلفوا عن رسول هللا} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا حين‬
‫كان اإلسالم قليال‪ ،‬فلما كثر اإلسالم وفشا قال هللا تعالى (وما كان المؤمن‪++‬ون‬
‫لينفروا كافة) (التوبة اآلية ‪.)122‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي {ال يص‪++‬يبهم ظم‪++‬أ} ق‪++‬ال‪ :‬العطش {وال‬
‫نصب} قال‪ :‬العناء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن رجاء بن حيوة ومكحول‪ :‬أنهما كانا يكره‪++‬ان التلثم‬
‫من الغبار في سبيل هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن األوزاعي وعب‪++‬د هللا بن المب‪++‬ارك وإب‪++‬راهيم بن‬
‫محمد الغزاري وعيسى بن يونس الس‪++‬بيعي أنهم ق‪++‬الوا في قول‪++‬ه تع‪++‬الى {وال‬
‫ينالون من عدو نيال إال كتب لهم به عمل صالح} قالوا‪ :‬هذه اآلي‪++‬ة للمس‪++‬لمين‬
‫إلى أن تقوم الساعة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله {ما ك‪++‬ان أله‪++‬ل المدين‪++‬ة} اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نستخها اآلية التي تليها {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وابن مردويه عن علي رضي هللا عنه قال "خرج رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم في غزاة وخلف جعف‪++‬را في أهل‪++‬ه فق‪++‬ال جعف‪++‬ر‪ :‬وهللا م‪++‬ا‬
‫أتخلف عنك فخلفني‪ .‬فقلت‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا أتخلف‪++‬ني أي ش‪++‬يء تق‪++‬ول ق‪++‬ريش؟‬
‫أليس يقولون‪ :‬ما أسرع ما خذل ابن عمه وجلس عنه‪ ،‬وأخرى أبتغي الفضل‬
‫من هللا ألني سمعت هللا تع‪++‬الى يق‪++‬ول {وال يط‪++‬أون موطئ‪++‬ا يغي‪++‬ظ الكف‪++‬ار‪}...‬‬
‫اآلية‪ .‬قال‪ :‬أما قولك أن تق‪++‬ول ق‪++‬ريش‪ :‬م‪++‬ا أس‪++‬رع م‪++‬ا خ‪++‬ذل ابن عم‪++‬ه وجلس‬
‫عنه‪ ،‬فقد قالوا‪ :‬إني ساحر وكاهن وإني كذاب فلك بي أسوة‪ ،‬أم‪++‬ا ترض‪++‬ى أن‬
‫تكون مني بمنزلة هرون من موسى غير أنه ال نبي بعدي‪ ،‬وأما قولك تبتغي‬
‫الفضل من هللا‪ ،‬فق‪++‬د جاءن‪++‬ا فلف‪++‬ل من اليمن فبع‪++‬ه وأنف‪++‬ق علي‪++‬ك وعلى فاطم‪++‬ة‬
‫حتى يأتيكما هللا منه برزق"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪122‬‬
‫أخرج أبو داود في ناسخه وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نسخ هؤالء اآليات (انف‪++‬روا خفاف‪++‬ا وثق‪++‬اال) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة ‪ )41‬و (إال تنف‪++‬روا‬
‫يعذبكم عذابا أليم‪++‬ا) (التوب‪++‬ة اآلي‪++‬ة ‪ )39‬قول‪++‬ه {وم‪++‬ا ك‪++‬ان المؤمن‪++‬ون لينف‪++‬روا‬
‫كافة} يقول‪ :‬لتنفر طائفة ولتمكث طائفة مع رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫فالماكثون مع رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم هم ال‪++‬ذين يتفقه‪++‬ون في ال‪++‬دين‬
‫وينذرون إخوانهم إذا رجع‪++‬وا إليهم من الغ‪++‬زو‪ ،‬لعلهم يح‪++‬ذرون م‪++‬ا ن‪++‬زل من‬
‫بعدهم من قضاء هللا في كتابه وحدوده‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في‬
‫المدخل عن ابن عباس في قوله {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} يع‪++‬ني م‪++‬ا‬
‫كان المؤمن‪+‬ون لينف‪+‬روا جميع‪+‬ا وي‪+‬تركوا الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم وح‪+‬ده‬
‫{فلوال نفر من كل فرقة منهم طائفة} يعني عصبة يعني السرايا فال يسيرون‬
‫إال بإذنه‪ ،‬فإذا رجعت السرايا وقد نزل قرآن تعلمه القاعدون من النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬قالوا‪ :‬إن هللا ق‪++‬د أن‪++‬زل على ن‪++‬بيكم بع‪++‬دنا قرآن‪++‬ا وق‪++‬د تعلمن‪++‬اه‪،‬‬
‫فتمكث السرايا يتعلمون ما أنزل هللا على نبيهم بع‪++‬دهم‪ ،‬ويبعث س‪++‬رايا أخ‪++‬ر‪،‬‬
‫ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه {ليتفقه‪++‬وا في ال‪++‬دين} يق‪++‬ول يتعلم‪++‬ون م‪++‬ا أن‪++‬زل هللا على نبي‪++‬ه‬
‫ويعلمونه السرايا إذا رجعت إليهم {لعلهم يحذرون}‪.‬وأخرج ابن جرير وابن‬
‫أبي حاتم عن ابن عباس في قوله {وما ك‪+‬ان المؤمن‪+‬ون لينف‪+‬روا كاف‪+‬ة} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫ليست هذه اآلية في الجهاد‪ ،‬ولكن لما دع‪+‬ا رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫على مضر بالسنين أجدبت بالدهم‪ ،‬فك‪++‬انت القبيل‪++‬ة منهم تقب‪++‬ل بأس‪++‬رها ح‪++‬تى‬
‫يحل‪++‬وا بالمدين‪++‬ة من الجه‪++‬د ويعتل‪++‬وا باإلس‪++‬الم وهم ك‪++‬اذبون‪ ،‬فض‪++‬يقوا على‬
‫أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وأجهدوهم‪ ،‬فأنزل هللا تع‪++‬الى يخ‪++‬بر‬
‫رس‪++‬وله ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم أنهم ليس‪++‬وا بمؤم‪++‬نين‪ ،‬ف‪++‬ردهم إلى عش‪++‬ائرهم‬
‫وحذر قومهم أن يفعلوا فعلهم‪ ،‬فذلك قوله {ولينذروا ق‪++‬ومهم إذا رجع‪++‬وا إليهم‬
‫لعلهم يحذرون}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عبد هللا بن عبي‪++‬د بن عم‪++‬ير ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان‬
‫المؤمنون يحرض‪+‬هم على الجه‪+‬اد إذا بعث رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫سرية خرجوا فيها وتركوا النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بالمدين‪++‬ة في رق‪++‬ة من‬
‫الناس‪ ،‬فأنزل هللا تعالى {وما ك‪++‬ان المؤمن‪++‬ون لينف‪++‬روا كاف‪++‬ة} أم‪++‬روا إذ بعث‬
‫الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم س‪++‬رية أن تخ‪++‬رج طائف‪++‬ة وتقيم طائف‪++‬ة‪ ،‬فيحف‪++‬ظ‬
‫المقيمون على الذين خرجوا ما أنزل هللا من القرآن وما يسن من السنن‪ ،‬فإذا‬
‫رجع إخوانهم أخبروهم بذلك وعلموهم‪ ،‬وإذا خرج رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم لم يتخلف عنه أحد إال بإذن أو عذر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن عكرمة ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ن‪++‬زلت (إال‬
‫تنفروا يعذبكم عذابا أليما) (التوبة اآلية ‪( )39‬وما كان ألهل المدينة) (التوبة‬
‫اآلية ‪ )120‬اآلية‪ .‬قال المن‪+‬افقون‪ :‬هل‪+‬ك أه‪+‬ل الب‪+‬دو ال‪+‬ذين تخلف‪+‬وا عن محم‪+‬د‬
‫صلى هللا عليه وسلم ولم يغزوا معه‪ ،‬وقد كان ن‪++‬اس خرج‪++‬وا إلى الب‪++‬دو وإلى‬
‫قومهم يفقهونهم‪ ،‬فأنزل هللا تعالى {وما كان المؤمنون لينف‪++‬روا كاف‪++‬ة} اآلي‪++‬ة‪.‬‬
‫ونزلت (وال‪++‬ذين يح‪++‬اجون في هللا من بع‪++‬د م‪++‬ا اس‪++‬تجيب ل‪++‬ه حجتهم داحض‪++‬ة)‬
‫(الشورى اآلية ‪ )16‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن مجاهد في قوله {وما كان المؤمنون لينفروا كافة} اآلية‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬اس من‬
‫أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم خرجوا في البوادي‪ ،‬فأصابوا من الن‪++‬اس‬
‫معروف‪++‬ا ومن الخص‪++‬ب م‪++‬ا ينتفع‪++‬ون ب‪++‬ه‪ ،‬ودع‪++‬وا من وج‪++‬دوا من الن‪++‬اس إلى‬
‫الهدى فقال لهم الناس‪ :‬ما نراكم إال قد تركتم أصحابكم وجئتونا‪ .‬فوج‪++‬دوا في‬
‫أنفسهم من ذلك تحرجا وأقبلوا من البادية كلهم حتى دخلوا على النبي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬فقال هللا تعالى {فلوال نفر من ك‪+‬ل فرق‪+‬ة منهم طائف‪+‬ة} خ‪+‬رج‬
‫بعض وقعد بعض يبتغون الخير {ليتفقهوا في الدين} وليسمعوا ما في الناس‬
‫وما أنزل بعدهم {ولينذروا قومهم} قال‪ :‬الناس كلهم إذا رجعوا إليهم {لعلهم‬
‫يحذرون}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪123‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {قاتلوا الذين يلونكم من الكفار} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫األدنى فاألدنى‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في اآلية قال‪ :‬كان الذين يلون‪++‬ه من الكف‪++‬ار‬
‫العرب‪ ،‬فقاتلهم حتى فرغ منهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن جعف‪++‬ر بن محم‪++‬د‪ .‬أن‪++‬ه س‪++‬ئل عن قت‪++‬ال‬
‫الديلم فقال‪ :‬قاتلوهم فإنهم من الذين ق‪+‬ال هللا تع‪+‬الى {ق‪+‬اتلوا ال‪+‬ذين يل‪+‬ونكم من‬
‫الكفار}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن‪ .‬أنه كان إذا سئل عن قت‪++‬ال ال‪++‬روم‬
‫والديلم‪ ،‬تال هذه اآلية {قاتلوا الذين يلونكم من الكف‪++‬ار وليج‪++‬دوا فيكم غلظ‪++‬ة}‬
‫قال‪ :‬شدة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر‪ .‬أنه س‪++‬ئل عن غ‪++‬زو ال‪++‬ديلم فق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول {قاتلوا الذين يل‪++‬ونكم من الكف‪++‬ار} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الروم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {وليج‪++‬دوا فيكم‬
‫غلظة} قال‪ :‬شدة‪.‬‬
‫@ ‪126 - 124‬‬
‫أخرج عبد بن حمي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {فمنهم من يق‪++‬ول أيكم‬
‫زادته} قال‪ :‬من المنافقين من يقول‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه‬
‫{فأما الذين آمنوا ف‪++‬زادتهم إيمان‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت إذا أن‪++‬زلت س‪++‬ورة آمن‪++‬وا به‪++‬ا‬
‫فزادهم هللا إيمانا وتصديقا وكانوا بها يستبشرون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي في قول‪++‬ه {ف‪++‬زادتهم رجس‪++‬ا إلى رجس‪++‬هم}‬
‫قال‪ :‬شكا إلى شكهم‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن أبي ح‪+‬اتم عن ابن عب‪+‬اس في قول‪+‬ه {أو ال ي‪+‬رون أنهم يفتن‪+‬ون}‬
‫قال‪ :‬يبتلون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن مجاهد في قوله {يفتنون} ق‪++‬ال‪ :‬يبتل‪++‬ون {في ك‪++‬ل ع‪++‬ام م‪++‬رة أو م‪++‬رتين}‬
‫قال‪ :‬بالسنة والجوع‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الحس‪++‬ن في قول‪++‬ه {يفتن‪++‬ون في ك‪++‬ل ع‪++‬ام م‪++‬رة أو‬
‫مرتين} قال‪ :‬يبتلون بالعدو في كل عام مرة أو مرتين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في قول‪++‬ه‬
‫{يفتنون في كل عام} قال‪ :‬يبتلون بالغزو في سبيل هللا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن بكار بن مال‪+‬ك {أوال ي‪+‬رون أنهم يفتن‪+‬ون في ك‪+‬ل ع‪+‬ام‬
‫مرة أو مرتين} قال‪ :‬يمرضون في كل عام مرة أو مرتين‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن العتبي قال‪ :‬إذا مرض العبد ثم عوفي فلم ي‪++‬زدد خ‪++‬يرا‬
‫قالت المالئكة عليهم السالم هذا الذي داويناه فلم ينفعه الدواء‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد {أوال يرون أنهم يفتنون في كل عام م‪++‬رة‬
‫أو مرتين} قال‪ :‬كانت لهم في كل عام كذبة أو كذبتان‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه عن‬
‫حذيفة في قوله {أوال يرون أنهم يفتنون في كل عام مرة أو مرتين} قال‪ :‬كنا‬
‫نسمع في كل عام كذبة أو كذبتين‪ ،‬فيضل بها فئام من الناس كثير‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك ق‪++‬ال‪ :‬في ق‪++‬راءة عب‪++‬د هللا "أوال ي‪++‬رون أنهم‬
‫يفتنون في كل عام مرة أو مرتين وما يتذكرون"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪127‬‬
‫أخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {وإذا م‪++‬ا أن‪++‬زلت‬
‫سورة نظر بعضهم إلى بعض} قال‪ :‬هم المنافقون‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الض‪++‬حاك {وإذا م‪++‬ا أن‪++‬زلت س‪++‬ورة نظ‪++‬ر بعض‪++‬هم إلى‬
‫بعض هل يراكم من أحد} كراهية أن يغصنا بها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن زي‪++‬د في قول‪++‬ه {وإذا م‪++‬ا أن‪++‬زلت‬
‫سورة نظر بعضهم إلى بعض هل ي‪+‬راكم من أح‪+‬د} ممن س‪+‬مع خ‪+‬بركم رآكم‬
‫أحد أخبره إذا نزل شيء يخبر عن كالمهم وهم المنافقون‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي‬
‫حاتم وأبو الشيخ عن ابن عب‪+‬اس ق‪++‬ال‪ :‬ال تقول‪++‬وا انص‪++‬رفنا من الص‪++‬الة‪ ،‬ف‪++‬إن‬
‫قوما انصرفوا صرف هللا قلوبهم‪ ،‬ولكن قولوا‪ :‬قضينا الصالة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر قال‪ :‬ال يقال انصرفنا من الص‪++‬الة‪ ،‬ولكن‬
‫قد قضيت الصالة‪.‬‬
‫@ اآلية ‪128‬‬
‫أخرج عبد بن حمي‪++‬د والح‪++‬ارث بن أبي أس‪++‬امة في مس‪++‬نده وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫مردويه وأبو نعيم في دالئل النبوة وابن عساكر عن ابن عباس في قوله {لقد‬
‫جاءكم رسول من أنفسكم} قال‪ :‬ليس من العرب قبيل‪++‬ة إال وق‪++‬د ول‪++‬دت الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬مضريها وربيعيها ويمانيها‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المص‪++‬نف وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وال‪++‬بيهقي في‬
‫سننه وأبو الشيخ عن جعفر بن محمد عن أبيه في قوله {لق‪++‬د ج‪++‬اءكم رس‪++‬ول‬
‫من أنفسكم} قال‪ :‬لم يصبه شيء من والدة الجاهلية‪ ،‬وقال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم "خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن ابن عباس في قول‪++‬ه {لق‪++‬د ج‪++‬اءكم رس‪++‬ول من أنفس‪++‬كم}‬
‫قال‪ :‬قد ولدتموه يا معشر العرب‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أنس قال‪ :‬ق‪++‬رأ رس‪++‬ول هللا {لق‪++‬د ج‪++‬اءكم رس‪++‬ول من‬
‫أنفسكم} فقال علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا م‪++‬ا مع‪++‬نى‬
‫{أنفسكم}؟ فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "أن‪++‬ا أنفس‪++‬كم نس‪++‬با وص‪++‬هرا‬
‫وحسبا‪ ،‬ليس في وال في آبائي من لدن آدم سفاح كلها نكاح"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم عن ابن عباس "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قرأ {لق‪++‬د‬
‫جاءكم رسول من أنفسكم} يعني من أعظمكم قدرا‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن ابن عباس قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "خرجت من لدن آدم من نكاح غير سفاح"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الط‪++‬براني عن ابن عب‪++‬اس ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم"م‪++‬ا ول‪++‬دني من س‪++‬فاح الجاهلي‪++‬ة ش‪++‬يء‪ ،‬وم‪++‬ا ول‪++‬دني إال نك‪++‬اح كنك‪++‬اح‬
‫اإلسالم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن عساكر عن عائش‪++‬ة ق‪++‬الت‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم"خرجت من نكاح غير سفاح"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن أبي شيبة في المصنف عن محم‪++‬د بن علي بن حس‪++‬ين‬
‫أن النبي صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ق‪++‬ال "إنم‪+‬ا خ‪++‬رجت من نك‪+‬اح ولم أخ‪++‬رج من‬
‫سفاح‪ ،‬من لدن آدم لم يصبني من سفاح أهل الجاهلية شيء‪ ،‬لم أخرج إال من‬
‫طهرة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي عمر العدني في مسنده والطبراني في األوسط وأبو نعيم في‬
‫الدالئل وابن عساكر عن علي بن أبي طالب "أن النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم‬
‫قال‪ :‬خرجت من نكاح ولم أخرج من س‪+‬فاح من ل‪+‬دن آدم إلى أن ول‪+‬دني أبي‪،‬‬
‫وأمي لم يصبني من سفاح الجاهلية شيء"‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في ال‪+‬دالئل عن ابن عب‪+‬اس ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "لم يلتق أبواي قط على سفاح‪ ،‬لم ي‪++‬زل هللا ينقل‪++‬ني من األص‪++‬الب‬
‫الطيبة إلى األرحام الطاهرة مص‪++‬فى مه‪+‬ذبا‪ ،‬ال تتش‪+‬عب ش‪+‬عبتان إال كنت في‬
‫خيرهما"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن ابن عباس قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"خير العرب مضر‪ ،‬وخير مضر بنو عبد مناف‪ ،‬وخير بني عبد من‪++‬اف بن‪++‬و‬
‫هاشم‪ ،‬وخير بنو هاشم بنو عبد المطلب‪ ،‬وهللا ما افترق شعبتان منذ خل‪++‬ق هللا‬
‫آدم إال كنت في خيرهما"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل وابن عس‪++‬اكر عن أنس ق‪++‬ال‪ :‬خطب الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فقال‪ :‬أنا محمد بن عبد هللا بن عب‪++‬د المطلب بن هاش‪++‬م بن عب‪++‬د‬
‫من‪++‬اف بن قص‪++‬ي بن كالب بن م‪++‬رة بن كعب بن ل‪++‬ؤي بن غ‪++‬الب بن فه‪++‬ر بن‬
‫مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار‪،‬‬
‫وما افترق الناس فرقتين إال جعلني هللا في خيرهما‪ ،‬فأخرجت من بين أب‪++‬وي‬
‫فلم يصبني شيء من عهد الجاهلية‪ ،‬وخرجت من نكاح ولم أخرج من س‪++‬فاح‬
‫من لدن آدم‪ ،‬حتى انتهيت إلى أبي وأمي‪ ،‬فأنا خيركم نفسا وخيركم أبا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد والبخاري والبيهقي في الدالئل عن أبي هريرة "أن رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬بعثت من خير قرون بني آدم قرنا فقرنا‪ ،‬ح‪++‬تى‬
‫كنت من القرن الذي كنت فيه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد ومسلم والترمذي والبيهقي في الدالئل عن واثلة بن األس‪++‬قع‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إن هللا اص‪++‬طفى من ول‪++‬د إب‪++‬راهيم‬
‫إسمعيل‪ ،‬واصطفى من ول‪++‬د إس‪++‬معيل ب‪++‬ني كنان‪++‬ة‪ ،‬واص‪++‬طفى من ب‪++‬ني كنان‪++‬ة‬
‫قريشا‪ ،‬واصطفى من قريش بني هاشم‪ ،‬واصطفاني من بني هاشم"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والترمذي وحس‪++‬نه وابن مردوي‪++‬ه وأب‪++‬و نعيم وال‪++‬بيهقي مع‪++‬ا في‬
‫ال‪++‬دالئل عن العب‪++‬اس بن عب‪++‬د المطلب ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"إن هللا حين خلق الخلق جعلني من خ‪+‬ير خلق‪+‬ه‪ ،‬ثم حين ف‪+‬رقهم جعل‪+‬ني‬
‫في خير الفريقين‪ ،‬ثم حين خلق القبائل جعلني من خيرهم قبيل‪++‬ة‪ ،‬وحين خل‪++‬ق‬
‫األنفس جعل‪++‬ني من خ‪++‬ير أنفس‪++‬هم‪ ،‬ثم حين خل‪++‬ق ال‪++‬بيوت جعل‪++‬ني من خ‪++‬ير‬
‫بيوتهم‪ ،‬فأنا خيرهم بيتا وخيرهم نفسا"‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر األص‪++‬ول والط‪+‬براني وابن مردوي‪+‬ه وأب‪+‬و‬
‫نعيم والبيهقي عن ابن عمر قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم"إن هللا‬
‫خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم‪ ،‬واختار من ب‪+‬ني آدم الع‪+‬رب‪ ،‬واخت‪+‬ار‬
‫من العرب مضر‪ ،‬واختار من مضر قريشا‪ ،‬واختار من ق‪++‬ريش ب‪++‬ني هاش‪++‬م‪،‬‬
‫واختارني من بني هاشم‪ ،‬فأنا من خيار إلى خيار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن س‪++‬عد عن محم‪++‬د بن علي بن حس‪++‬ين بن علي بن أبي ط‪++‬الب "أن‬
‫رسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ق‪+‬ال‪ :‬قس‪+‬م هللا األرض نص‪+‬فين فجعل‪+‬ني في‬
‫خيرهم‪++‬ا‪ ،‬ثم قس‪++‬م النص‪++‬ف على ثالث‪++‬ة فكنت في خ‪++‬ير ثلث منه‪++‬ا‪ ،‬ثم اخت‪++‬ار‬
‫الع‪++‬رب من الن‪++‬اس‪ ،‬ثم اخت‪++‬ار قريش‪++‬ا من الع‪++‬رب‪ ،‬ثم اخت‪++‬ار ب‪++‬ني هاش‪++‬م من‬
‫قريش‪ ،‬ثم اختار بني عبد المطلب من بني هاشم‪ ،‬ثم اخت‪++‬ارني من ب‪++‬ني عب‪++‬د‬
‫المطلب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد والبيهقي عن محمد بن علي قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم"إن هللا اختار العرب فاختار منهم كنانة‪ ،‬ثم اختار منهم قريشا‪ ،‬ثم‬
‫اختار منهم بني هاشم‪ ،‬ثم اختارني من بني هاشم"‬
‫وأخرج ابن سعد عن عبد هللا بن عبيد بن عمير ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم"إن هللا اختار العرب فاختار كنانة من الع‪++‬رب‪،‬واخت‪++‬ار قريش‪++‬ا‬
‫من كنانة‪ ،‬واختار بني هاشم من قريش‪ ،‬واختارني من بني هاشم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن عس‪++‬اكر عن أبي هري‪++‬رة ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"ما ولدتني بغي قط مذ خرجت من صلب آدم‪ ،‬ولم تزل تتنازعني األمم‬
‫كابرا عن كابر حتى خرجت من أفضل حيين من العرب هاشم وزهرة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي عمر العدني عن ابن عباس "أن قريشا كانت نورا بين ي‪++‬دي‬
‫هللا تعالى قبل أن يخلق الخلق بألفي عام‪ ،‬يسبح ذل‪++‬ك الن‪++‬ور وتس‪++‬بح المالئك‪++‬ة‬
‫بتسبيحه‪ ،‬فلما خلق هللا آدم عليه السالم ألقى ذلك النور في صلبه‪ .‬قال رسول‬
‫هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬ف‪++‬أهبطني هللا إلى األرض في ص‪++‬لب آدم علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ ،‬وجعلني في صلب نوح‪ ،‬وقذف بي في صلب إبراهيم‪ ،‬ثم لم يزل هللا‬
‫ينقلني من األصالب الكريمة إلى األرح‪++‬ام الط‪++‬اهرة ح‪++‬تى أخرج‪++‬ني من بين‬
‫أبوي لم يلتقيا على سفاح قط"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب قال "بلغ النبي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم أن قوما نالوا منه‪ ،‬فغضب رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم ثم‬
‫قال‪ :‬أيها الناس إن هللا خلق خلقه فجعلهم فرقتين‪ ،‬فجعلني في خير الفرقتين‪،‬‬
‫ثم جلعهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيال‪ ،‬ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خ‪++‬يرهم‬
‫بيتا‪ ،‬ثم قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أنا خيركم قبيال وخيركم بيتا"‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي وحسنه وابن مردويه والبيهقي عن المطلب بن أبي وداع‪++‬ة‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وبلغه بعض ما يقول الناس"فص‪++‬عد‬
‫المنبر فحمد هللا وأثنى عليه وقال‪ :‬من أن‪++‬ا؟ ق‪++‬الوا‪ :‬أنت رس‪++‬ول هللا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬ا‬
‫محمد بن عبد هللا بن عبد المطلب‪ ،‬إن هللا خلق الخلق فجعلني في خير خلقه‪،‬‬
‫وجعلهم فرقتين فجعلني في خ‪++‬ير فرق‪++‬ة‪ ،‬وجعلهم قبائ‪++‬ل فجعل‪++‬ني في خ‪++‬يرهم‬
‫قبيل‪++‬ة‪ ،‬وجعلهم بيوت‪++‬ا فجعل‪++‬ني في خ‪++‬يرهم بيت‪++‬ا‪ ،‬فأن‪++‬ا خ‪++‬يركم بيت‪++‬ا‪ ،‬وخ‪++‬يركم‬
‫نفسا"‪ .‬وأخرجه الترمذي وصححه والنسائي عن عب‪+‬د المطلب بن ربيع‪+‬ة بن‬
‫الحرث بن عبد المطلب‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن قتادة قال‪ :‬ذكر لنا أن رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫ق‪++‬ال "إذا أراد هللا أن يبعث نبي‪++‬ا نظ‪++‬ر إلى خ‪++‬ير أه‪++‬ل األرض قبيل‪++‬ة فيبعث‬
‫خيرها رجال"‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترم‪+‬ذي في ن‪+‬وادر األص‪+‬ول عن حعف‪+‬ر بن محم‪+‬د عن أبي‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"أتاني جبريل عليه السالم فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫محمد إن هللا عز وجل بعثني فطفت شرق األرض وغربه‪+‬ا وس‪+‬هلها وجبله‪+‬ا‬
‫فلم أجد حيا خيرا من العرب‪ ،‬ثم أمرني فطفت في العرب فلم أجد حيا خ‪++‬يرا‬
‫من مضر‪ ،‬ثم أمرني فطفت في مضر فلم أجد حيا خيرا من كنانة‪ ،‬ثم أمرني‬
‫فطفت في كنانة فلم أجد حيا خيرا من قريش‪ ،‬ثم أمرني فطفت في قريش فلم‬
‫أجد حيا خيرا من بني هاش‪++‬م‪ ،‬ثم أم‪++‬رني أن أخت‪++‬ار من أنفس‪++‬هم فلم أج‪++‬د فيهم‬
‫نفسا خيرا من نفسك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وإسحق بن راهويه وابن م‪+‬نيع في مس‪+‬نده وابن جري‪+‬ر‬
‫وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي في الدالئل من طريق يوسف‬
‫بن مهران عن ابن عباس عن أبي بن كعب قال‪ :‬آخر آية أن‪++‬زلت على الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وس‪+‬لم‪ ،‬وفي لف‪++‬ظ‪ :‬إن آخ‪++‬ر م‪++‬ا ن‪++‬زل من الق‪++‬رآن {لق‪++‬د ج‪++‬اءكم‬
‫رسول من أنفسكم} إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن الضريس في فضائل القرآن وابن األنباري في المص‪++‬احف وابن‬
‫مردويه عن الحسن أن أبي بن كعب كان يقول‪ :‬إن أحدث الق‪++‬رآن عه‪++‬د باهلل‪،‬‬
‫وفي لفظ‪ :‬بالسماء هاتان اآليتان {لقد ج‪++‬اءكم رس‪++‬ول من أنفس‪++‬كم} إلى آخ‪++‬ر‬
‫السورة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د هللا بن أحم‪++‬د بن حنب‪++‬ل في زوائ‪++‬د المس‪++‬ند وابن الض‪++‬ريس في‬
‫فض‪++‬ائله وابن أبي داود في المص‪++‬احف وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن‬
‫مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل والخطيب في تلخيص المتش‪++‬ابه والض‪++‬ياء في‬
‫المخت‪++‬ارة من طري‪++‬ق أبي العالي‪++‬ة عن أبي بن كعب‪ .‬أنهم جمع‪++‬وا الق‪++‬رآن في‬
‫مص‪++‬حف في خالف‪++‬ة أبي بك‪++‬ر‪ ،‬فك‪++‬ان رج‪++‬ال يكتب‪++‬ون ويملي عليهم أبي بن‬
‫كعب‪ ،‬حتى انتهوا إلى هذه اآلية من سورة ب‪++‬راءة {ثم انص‪++‬رفوا ص‪++‬رف هللا‬
‫قلوبهم بأنهم قوم ال يفقهون} فظنوا أن هذا آخر ما نزل من القرآن فق‪++‬ال أبي‬
‫بن كعب‪ :‬إن النبي صلى هللا عليه وسلم قد أقرأني بعد هذا آيتين {لقد ج‪++‬اءكم‬
‫رس‪+‬ول من أنفس‪+‬كم عزي‪+‬ز علي‪+‬ه م‪+‬ا عنتم ح‪++‬ريص عليكم ب‪+‬المؤمنين رؤوف‬
‫رحيم‪ ،‬فإن تولوا فقل حسبي هللا ال إله إال هو عليه توكلت وه‪++‬و رب الع‪++‬رش‬
‫العظيم} فهذا آخر ما نزل من القرآن‪ .‬قال‪ :‬فختم األمر بما فتح به بال إل‪++‬ه إال‬
‫هللا‪ ،‬يقول هللا (وما أرسلنا من قبلك من رسول إال يوحى إليه أنه ال إله إال أنا‬
‫فاعبدون) (األنبياء اآلية ‪.)25‬‬
‫وأخرج ابن س‪+‬عد وأحم‪+‬د والبخ‪+‬اري والترم‪+‬ذي والنس‪+‬ائي وابن جري‪+‬ر وابن‬
‫أبي داود في المص‪++‬احف وابن حب‪++‬ان وابن المن‪++‬ذر والط‪++‬براني وال‪++‬بيهقي في‬
‫سننه عن زيد بن ثابت قال‪ :‬أرس‪++‬ل إلي أب‪++‬و بك‪++‬ر مقت‪++‬ل أه‪++‬ل اليمام‪++‬ة وعن‪++‬ده‬
‫عمر فقال أبو بكر‪ :‬إن عم‪++‬ر أت‪++‬اني فق‪++‬ال‪ :‬إن القت‪++‬ل ق‪++‬د اس‪++‬تحر ي‪++‬وم اليمام‪++‬ة‬
‫بالناس‪ ،‬وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في الم‪++‬واطن في‪++‬ذهب كث‪++‬ير من‬
‫القرآن إال أن تجمعوه‪ ،‬وإني أرى أن تجمع القرآن‪ .‬قال أبو بكر‪ :‬فقلت لعمر‪:‬‬
‫كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم؟ فق‪++‬ال عم‪++‬ر‪ :‬ه‪++‬و ‪-‬‬
‫وهللا ‪ -‬خير‪ .‬فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح هللا لذلك ص‪++‬دري ورأيت‬
‫الذي رأى عمر‪ .‬قال زيد بن ث‪++‬ابت‪ :‬وعم‪++‬ر ج‪++‬الس عن‪++‬ده ال يتكلم‪ ،‬فق‪++‬ال أب‪++‬و‬
‫بكر‪ :‬إنك رجل شاب عاقل وال نتهمك‪ ،‬كنت تكتب الوحي لرسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه‪ ،‬فوهللا لو كلفوني نقل جبل من الجبال م‪++‬ا‬
‫كان أثقل علي مما أمراني ب‪++‬ه من جم‪++‬ع الق‪++‬رآن‪ .‬قلت‪ :‬كي‪++‬ف تفعالن ش‪++‬يئا لم‬
‫يفعله رسول هللا صلى هللا عليه وسلم؟ فقال أبو بك‪++‬ر‪ :‬ه‪++‬و ‪ -‬وهللا ‪ -‬خ‪++‬ير‪ .‬فلم‬
‫أزل أراجعه حتى شرح هللا صدري للذي ش‪++‬رح ل‪++‬ه ص‪++‬در أبي بك‪++‬ر وعم‪++‬ر‪.‬‬
‫فقمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع واإلكاف والعسب وصدور الرج‪++‬ال‪،‬‬
‫ح‪++‬تى وج‪++‬دت من س‪++‬ورة التوب‪++‬ة آي‪++‬تين م‪++‬ع خزيم‪++‬ة بن ث‪++‬ابت األنص‪++‬اري لم‬
‫أجدهما مع أحد غيره {لقد جاءكم رسول من أنفس‪+‬كم عزي‪+‬ز علي‪+‬ه م‪+‬ا عنتم}‬
‫إلى آخرهما‪ ،‬وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه‬
‫هللا‪ ،‬ثم عند عمر حتى توفاه هللا‪ ،‬ثم عند حفصة بنت عمر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن عبي‪++‬د بن عم‪++‬ير ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان‬
‫عمر ال يثبت آية في المصحف حتى يشهد رجالن‪ ،‬فجاء رجل من األنص‪++‬ار‬
‫بهاتين اآليتين {لقد جاءكم رس‪++‬ول من أنفس‪++‬كم} إلى آخره‪++‬ا‪ .‬فق‪++‬ال عم‪++‬ر‪ :‬ال‬
‫أسألك عليها بينة أبدا‪ ،‬كذلك كان رسول هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن عروة قال‪ :‬لما استحر القتل بالقراء‬
‫يومئذ فرق أبو بكر على القرآن أن يضيع فقال لعمر بن الخطاب‪ ،‬ولزي‪++‬د بن‬
‫ثابت‪ :‬اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب هللا‬
‫فاكتباه‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وأحمد بن حنب‪++‬ل وابن أبي داود عن عب‪++‬اد بن عب‪++‬د هللا بن‬
‫الزبير قال‪ :‬أتى الحرث بن خزيمة بهاتين اآليتين من آخر براءة {لقد جاءكم‬
‫رسول من أنفسكم} إلى قوله {وهو رب العرش العظيم} إلى عمر فقال‪ :‬من‬
‫مع‪++‬ك على ه‪++‬ذا؟ فق‪++‬ال‪ :‬ال أدري وهللا إال أني أش‪++‬هد لس‪++‬معتها من رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم ووعيتها وحفظتها‪ .‬فقال عمر‪ :‬وأن‪++‬ا أش‪++‬هد لس‪++‬معتها من‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم‪ ،‬ل‪+‬و ك‪+‬انت ثالث آي‪+‬ات لجعلته‪+‬ا س‪+‬ورة على‬
‫حدة‪ ،‬فانظروا من القرآن فألحقوها‪ .‬فألحقت في آخر براءة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن يحيى بن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن ح‪++‬اطب‬
‫قال‪ :‬أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن‪ ،‬فقام في الن‪++‬اس فق‪++‬ال‪ :‬من ك‪++‬ان‬
‫تلقى من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم شيئا من الق‪++‬رآن فليأتن‪++‬ا ب‪++‬ه‪ ،‬وك‪++‬انوا‬
‫كتبوا ذلك في الصحف واأللواح والعسب‪ ،‬وكان ال يقبل من أحد ش‪++‬يئا ح‪++‬تى‬
‫يشهد شهيدان‪ ،‬فقتل وهو يجمع ذلك إليه‪ ،‬فقام عثمان بن عفان فقال‪ :‬من كان‬
‫عنده شيء من كتاب هللا فليأتنا به‪ ،‬وكان ال يقبل من أحد شيئا حتى يشهد ب‪++‬ه‬
‫شاهدان‪ ،‬فجاء خزيمة بن ثابت فق‪++‬ال‪ :‬إني رأيتكم ت‪++‬ركتم آي‪++‬تين لم تكتبوهم‪++‬ا‪.‬‬
‫فقالوا‪ :‬ما هما؟ قال‪ :‬تلقيت من رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم {لق‪++‬د ج‪++‬اءكم‬
‫رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} إلى آخر السورة فق‪++‬ال عثم‪++‬ان‪ :‬وأن‪++‬ا‬
‫أشهد بهما من عند هللا‪ ،‬فأين ترى أن نجعلهما؟ قال‪ :‬أختم بهما آخر ما ن‪++‬زلت‬
‫من القرآن‪ ،‬فختمت بهما براءة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن‬
‫قت‪+‬ادة في قول‪+‬ه {لق‪+‬د ج‪+‬اءكم رس‪+‬ول من أنفس‪+‬كم} اآلي‪+‬ة‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬جعل‪+‬ه هللا من‬
‫أنفسهم فال يحس‪++‬دونه على م‪++‬ا أعط‪++‬اه هللا من النب‪++‬وة والكرام‪++‬ة‪ ،‬عزي‪++‬ز علي‪++‬ه‬
‫عنت م‪+++‬ؤمنهم‪ ،‬ح‪+++‬ريص على ض‪+++‬الهم أن يهدي‪+++‬ه هللا {ب‪+++‬المؤمنين رؤوف‬
‫رحيم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قول‪++‬ه {عزي‪++‬ز علي‪++‬ه م‪++‬ا‬
‫عنتم} قال‪ :‬شديد عليه ما شق عليكم {حريص عليكم} أن يؤمن كفاركم‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآلية ‪... ...128‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن عكرم‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"جاء جبري‪++‬ل فق‪++‬ال لي‪ :‬ي‪++‬ا محم‪++‬د إن رب‪++‬ك يقرئ‪++‬ك الس‪++‬الم‪ ،‬وه‪++‬ذا مل‪++‬ك‬
‫الجبال قد أرسله هللا إليك وأمره أن ال يفع‪++‬ل ش‪++‬يئا إال ب‪++‬أمرك‪ .‬فق‪++‬ال ل‪++‬ه مل‪++‬ك‬
‫الجبال‪ :‬إن هللا أمرني أن ال أفع‪++‬ل ش‪++‬يئا إال ب‪++‬أمرك‪ ،‬إن ش‪++‬ئت دم‪++‬دمت عليهم‬
‫الجبال‪ ،‬وإن شئت رميتهم بالحصباء‪ ،‬وإن شئت خسفت بهم األرض‪ .‬قال‪ :‬يا‬
‫ملك الجبال فإني آتي بهم لعله أن يخ‪++‬رج منهم ذري‪++‬ة يقول‪++‬ون‪ :‬ال إل‪++‬ه إال هللا‪.‬‬
‫فقال ملك الجبال عليه السالم‪ :‬أنت كما سماك ربك رؤوف رحيم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي ص‪++‬الح الحنفي ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم"إن هللا رحيم وال يضع رحمته إال على رحيم‪ .‬قلنا‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‬
‫كلنا نرحم أموالنا وأوالدنا‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬ليس ب‪+‬ذلك ولكن كم‪+‬ا ق‪+‬ال هللا {لق‪+‬د ج‪+‬اءكم‬
‫رس‪+‬ول من أنفس‪+‬كم عزي‪+‬ز علي‪+‬ه م‪+‬ا عنتم ح‪++‬ريص عليكم ب‪+‬المؤمنين رؤوف‬
‫رحيم} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص قال "لما قدم رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم المدين‪+‬ة جاءت‪+‬ه جهين‪+‬ة فق‪+‬الوا ل‪+‬ه‪ :‬إن‪+‬ك ق‪+‬د ن‪+‬زلت بين أظهرن‪+‬ا‬
‫فأوثق لنا نأمنك وتأمنا‪ .‬قال‪ :‬ولم س‪+‬ألتم ه‪+‬ذا؟ ق‪+‬الوا‪ :‬نطلب األمن‪ ،‬ف‪+‬أنزل هللا‬
‫تعالى هذه اآلية {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم} اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن أبي صالح الحنفي قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم"إن هللا رحيم يحب ال‪++‬رحيم‪ ،‬يض‪++‬ع رحمت‪++‬ه على ك‪++‬ل رحيم‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا إنا لنرحم أنفسنا وأموانا وأزواجنا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ليس ك‪++‬ذلك ولكن كون‪++‬وا‬
‫كما قال هللا‪{ :‬لقد ج‪+‬اءكم رس‪+‬ول من أنفس‪+‬كم عزي‪+‬ز علي‪+‬ه م‪+‬ا عنتم ح‪+‬ريص‬
‫عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} "‪.‬‬
‫@ اآلية ‪129‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس في‬
‫قوله {فإن تولوا فق‪+‬ل حس‪+‬بي هللا} يع‪+‬ني الكف‪+‬ار‪ ،‬تول‪+‬وا عن الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬وهذه في المؤمنين‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب قال‪ :‬خرجت سرية إلى أرض ال‪++‬روم‪،‬‬
‫فسقط رجل منهم فانكسرت فخذه‪ ،‬فلم يس‪++‬تطيعوا أن يحمل‪++‬وه فربط‪++‬وا فرس‪++‬ه‬
‫عنده ووضعوا عنده شيئا من ماء وزاد‪ ،‬فلما ولوا أت‪++‬اه آت فق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬م‪++‬ا ل‪++‬ك‬
‫ههنا؟ قال‪ :‬انكسرت فخ‪++‬ذي فترك‪+‬ني أص‪++‬حابي‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬ض‪++‬ع ي‪+‬دك حيث تج‪++‬د‬
‫األلم‪ .‬فقل {فإن تولوا فقل حس‪++‬بي هللا ال إل‪++‬ه إال ه‪++‬و علي‪++‬ه ت‪++‬وكلت وه‪++‬و رب‬
‫العرش العظيم} قال‪ :‬فوضع يده فقرأ هذه اآلية‪ ،‬فص‪++‬ح مكان‪++‬ه وركب فرس‪++‬ه‬
‫وأدرك أصحابه‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود عن أبي الدرداء موقوفا وابن السني عن أبي ال‪++‬درداء ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"من ق‪++‬ال حين يص‪++‬بح وحين يمس‪++‬ي‬
‫{حسبي هللا ال إله إال هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم} سبع م‪++‬رات‬
‫كفاه هللا ما أهمه من أمر الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن النجار في تاريخ‪++‬ه عن الحس‪++‬ن ق‪++‬ال‪ :‬من ق‪++‬ال حين يص‪++‬بح س‪++‬بع‬
‫مرات {حسبي هللا ال إله إال هو علي‪++‬ه ت‪++‬وكلت وه‪++‬و رب الع‪++‬رش العظيم} لم‬
‫يصبه ذلك اليوم وال تلك الليلة كرب وال سلب وال غرق‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬وهو رب العرش العظيم}‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس قال‪ :‬إنما سمي العرش عرشا الرتفاعه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظم‪++‬ة عن س‪++‬عد الط‪++‬ائي‬
‫قال‪ :‬العرش ياقوتة حمراء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن وهب بن منب‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬إن هللا‬
‫تع‪++‬الى خل‪++‬ق الع‪++‬رش والكرس‪++‬ي من ن‪++‬وره‪ ،‬ف‪++‬العرش ملتص‪++‬ق بالكرس‪++‬ي‪،‬‬
‫والمالئكة في ج‪++‬وف الكرس‪++‬ي وحول‪++‬ه الع‪++‬رش أربع‪++‬ة أنه‪++‬ار‪ ،‬نه‪++‬ر من ن‪++‬ور‬
‫يتألأل‪ ،‬ونهر من نار تتلظى‪ ،‬ونهر من ثلج أبيض تلتمع منه األبصار‪ ،‬ونه‪++‬ر‬
‫من ماء‪ ،‬والمالئكة قيام في تلك األنهار يسبحون هللا تع‪++‬الى‪ ،‬وللع‪++‬رش ألس‪++‬نة‬
‫بعدد ألسنة الخلق كلهم‪ ،‬فهو يسبح هللا تعالى ويذكره بتلك األلسنة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الش‪++‬عبي ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"العرش ياقوتة حمراء‪ ،‬وإن ملكا من المالئك‪++‬ة نظ‪++‬ر إلي‪++‬ه وإلى عظم‪++‬ه‬
‫فأوحى هللا إليه‪ :‬أني قد جعلت فيك قوة س‪+‬بعين أل‪++‬ف مل‪++‬ك لك‪+‬ل مل‪++‬ك س‪+‬بعون‬
‫ألف جناح فط‪++‬ر‪ .‬فط‪++‬ار المل‪++‬ك بم‪++‬ا في‪++‬ه من الق‪++‬وة واألجنح‪++‬ة م‪++‬ا ش‪++‬اء هللا أن‬
‫يطير‪ ،‬فوقف فنظر فكأنه لم يرم"‪.‬‬
‫وأخرج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن حم‪+‬اد ق‪++‬ال‪ :‬خل‪++‬ق هللا الع‪+‬رش من زم‪+‬ردة خض‪++‬راء‪،‬‬
‫وخلق له أربع ق‪++‬وائم من ياقوت‪++‬ة حم‪++‬راء‪ ،‬وخل‪++‬ق ل‪++‬ه أل‪++‬ف لس‪++‬ان‪ ،‬وخل‪++‬ق في‬
‫األرض ألف أمة كل أمة تسبح هللا بلسان من ألسن العرش‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وأبو الش‪++‬يخ عن عب‪++‬د هللا بن عم‪++‬رو بن العاص‪++‬ي ق‪++‬ال‪ :‬إن‬
‫العرش مطوق بحية‪ ،‬والوحي ينزل في السالسل‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن عطاء قال‪ :‬كانوا يرون أن العرش على الحرم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس قال‪ :‬م‪++‬ا يق‪++‬در ق‪++‬در الع‪++‬رش‬
‫إال الذي خلقه‪ ،‬وإن السموات في خلق العرش مثل قبة في صحراء‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا‬
‫أخذت السموات واألرض من العرش إال كما تأخذ الحلقة من أرض الفالة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب قال‪ :‬إن السموات في العرش كالقنديل معلق‪++‬ا‬
‫بين السماء واألرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عمر بن يزيد البصري قال‪ :‬في كتاب ما تنبأ عليه‬
‫هرون النبي عليه الصالة والسالم‪ :‬إن بحرن‪+‬ا ه‪+‬ذا خليج من نبطس‪ ،‬ونبطس‬
‫وراءه وهو محي‪++‬ط ب‪++‬األرض‪ ،‬ف‪++‬األرض وم‪++‬ا فوقه‪++‬ا من البح‪++‬ار عن‪++‬د نبطس‬
‫كعين على سيف البحر‪ ،‬وخلف نبطس قينس محي‪++‬ط ب‪++‬األرض‪ ،‬فنبطس وم‪++‬ا‬
‫دونه عنده كعين على سيف البح‪++‬ر‪ ،‬وخل‪++‬ف قينس األص‪++‬م محي‪++‬ط ب‪++‬األرض‪،‬‬
‫فقينس وما دونه عنده كعين على سيف البحر‪ ،‬وخل‪+‬ف األص‪+‬م المظلم محي‪+‬ط‬
‫باألرض‪ ،‬فاألصم وم‪+‬ا دون‪+‬ه عن‪+‬ده كعين على س‪+‬يف البح‪++‬ر‪ :‬وخل‪++‬ف المظلم‬
‫جبل من الماس محيط باألرض‪ ،‬ف‪++‬المظلم وم‪+‬ا دون‪+‬ه عن‪+‬ده كعين على س‪+‬يف‬
‫البحر‪ ،‬وخلف الماس الباكي وهو ماء عذب محيط ب‪++‬األرض أم‪++‬ر هللا نص‪++‬فه‬
‫أن يك‪++‬ون تحت الع‪++‬رش‪ ،‬ف‪++‬أراد أن يس‪++‬تجمع فزج‪++‬ره فه‪++‬و ب‪++‬اك يس‪++‬تغفر هللا‪،‬‬
‫فالماس وما دونه عنده كعين على سيف البحر‪ ،‬والع‪++‬رش خل‪++‬ف ذل‪++‬ك محي‪++‬ط‬
‫باألرض‪ ،‬فالباكي وما دونه عنده كعين على سيف البحر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن زي‪++‬د أس‪++‬لم عن أبي‪++‬ه "أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ما السموات السبع في الكرس‪++‬ي إال ك‪++‬دراهم س‪++‬بعة‬
‫ألقيت في ترس‪ .‬قال ابن زيد‪ :‬قال أبو ذر عن النبي صلى هللا عليه وسلم"م‪++‬ا‬
‫الكرسي في العرش إال كحلقة من حديد ألقيت بين ظه‪++‬ري فالة من األرض‪،‬‬
‫والكرسي موضع القدمين"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن وهب رضي هللا عنه قال‪ :‬خلق هللا العرش‪ ،‬وللع‪++‬رش‬
‫سبعون ألف ساق كل ساق كاستدارة السماء واألرض‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي في األسماء والصفات عن مجاهد‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬بين المالئكة وبين الع‪++‬رش س‪++‬بعون حجاب‪++‬ا‪ ،‬حج‪++‬اب من‬
‫نور وحجاب من ظلمة‪ ،‬وحجاب من نور وحجاب من ظلمة‪...‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة والبخ‪++‬اري ومس‪++‬لم والترم‪++‬ذي والنس‪++‬ائي وابن ماج‪++‬ة‬
‫والبيهقي في األسماء والصفات عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم يقول عند الك‪++‬رب"ال إل‪++‬ه إال هللا العظيم الحليم‪ ،‬ال‬
‫إله إال هللا رب العرش العظيم‪ ،‬ال إله إال هللا رب الس‪++‬موات ورب األرض‪++‬ين‬
‫ورب العرش الكريم"‪.‬‬
‫وأخرج النس‪++‬ائي والح‪++‬اكم وال‪++‬بيهقي عن عب‪++‬د هللا بن جعف‪++‬ر رض‪++‬ي هللا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫علمني علي رضي هللا عنه كلمات علمهن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫إياه يقولهن عند الكرب والشيء يصيبه"ال إله إال هللا الحليم الك‪++‬ريم‪ ،‬س‪++‬بحان‬
‫هللا وتبارك هللا رب العرش العظيم‪ ،‬والحمد هلل رب العالمين"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الحكيم الترم‪+‬ذي من طري‪+‬ق إس‪+‬حق بن عب‪+‬د هللا بن جعف‪++‬ر عن أبي‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم يق‪+‬ول"لقن‪+‬وا موت‪+‬اكم"ال إل‪+‬ه إال هللا‬
‫الحليم الكريم‪ ،‬سبحان هللا رب السموات السبع ورب الع‪++‬رش العظيم‪ ،‬الحم‪++‬د‬
‫هلل رب العالمين‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا فكيف هي للحي؟ قال‪ :‬أجود وأجود"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد هللا بن جعفر‪ ،‬أنه زوج ابنت‪++‬ه فخال به‪++‬ا فق‪++‬ال‪:‬‬
‫إذا نزل بك الموت أو أمر من أمور الدنيا فظيع فاستقبليه ب‪++‬أن تق‪++‬ولي"ال إل‪++‬ه‬
‫إال هللا الحليم الك‪++++‬ريم‪ ،‬س‪++++‬بجان هللا رب الع‪++++‬رش العظيم‪ ،‬الحم‪++++‬د هلل رب‬
‫العالمين‪.‬وأخرج أحمد في الزهد وأبو الش‪++‬يخ في العظم‪++‬ة عن وهب بن منب‪++‬ه‬
‫رضي هللا عنه‪ .‬أن حزقيل كان في سبا بختنصر مع دانيال من بيت المقدس‪،‬‬
‫فزعم حزقيل أنه كان نائما على شأطئ الفرات‪ ،‬فأت‪++‬اه مل‪++‬ك وه‪++‬و ن‪++‬ائم فأخ‪++‬ذ‬
‫برأسه فاحتمله حتى وضعه في خزانة بيت المقدس قال‪ :‬ف‪++‬رفعت رأس‪++‬ي إلى‬
‫الس‪++‬ماء ف‪++‬إذا الس‪++‬موات منفرج‪++‬ات دون الع‪++‬رش ق‪++‬ال‪ :‬فب‪++‬دا لي الع‪++‬رش ومن‬
‫حوله‪ ،‬فنظرت إليهم من تلك الفرجة ف‪++‬إذا الع‪++‬رش ‪ -‬إذا نظ‪++‬رت إلي‪++‬ه ‪ -‬مظ‪++‬ل‬
‫على الس‪++++‬موات واألرض‪ ،‬وإذا نظ‪++++‬رت إلى الس‪++++‬موات واألرض رأيتهن‬
‫متعلقات ببطن العرش‪ ،‬وإذا الحملة أربعة من المالئكة لكل ملك منهم أربع‪++‬ة‬
‫وجوه‪ ،‬وجه إنسان‪ ،‬ووجه نسر‪ ،‬ووجه أسد‪ ،‬ووجه ثور‪ ،‬فلما أعجب‪++‬ني ذل‪++‬ك‬
‫منهم نظرت إلى أقدامهم فإذا هي في األرض على عجل تدور بها‪ ،‬وإذا ملك‬
‫قائم بين يدي العرش له ستة أجنحة لها لون كلون فرع‪ ،‬لم ي‪++‬زل ذل‪++‬ك مقام‪++‬ه‬
‫منذ خلق هللا الخلق إلى أن تقوم الساعة‪ ،‬فإذا ه‪++‬و جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬وإذا‬
‫ملك أسفل من ذلك أعظم شيء رأيته من الخلق‪ ،‬فإذا هو ميكائيل وهو خليف‪++‬ة‬
‫على مالئكة السماء‪ ،‬وإذا مالئكة يطوفون بالعرش من‪++‬ذ خل‪++‬ق هللا الخل‪++‬ق إلى‬
‫أن تق‪++‬وم الس‪++‬اعة يقول‪++‬ون‪ :‬ق‪++‬دوس ق‪++‬دوس ربن‪++‬ا هللا الق‪++‬وي مألت عظمت‪++‬ه‬
‫السموات واألرض‪ ،‬وإذا مالئكة أسفل من ذلك‪ ،‬لكل ملك منهم س‪+‬تة أجنح‪+‬ة‪،‬‬
‫جناحان يستر بهما وجهه من النور‪ ،‬وجناحان يغطي بهما جس‪++‬ده‪ ،‬وجناح‪++‬ان‬
‫يطير بهما‪.‬‬
‫وإذا هم المالئكة المقربون‪ ،‬وإذا مالئكة أس‪++‬فل من ذل‪++‬ك س‪++‬جود م‪++‬ذ خل‪++‬ق هللا‬
‫الخلق إلى أن ينفخ في الصور‪ ،‬ف‪++‬إذا نفخ في الص‪++‬ور رفع‪++‬وا رؤوس‪++‬هم‪ ،‬ف‪++‬إذا‬
‫نظ‪++‬روا إلى الع‪++‬رش ق‪++‬الوا‪ :‬س‪++‬بحانك م‪++‬ا كن‪++‬ا نق‪++‬درك ح‪++‬ق ق‪++‬درتك! ثم رأيت‬
‫الع‪+‬رش ت‪+‬دلى من تل‪+‬ك الفرج‪+‬ة فك‪+‬ان ق‪+‬درها‪ ،‬ثم أفض‪+‬ى إلى م‪+‬ا بين الس‪+‬ماء‬
‫واألرض فكان يلي ما بينهما‪ ،‬ثم دخل من باب الرحمة فكان قدره‪ ،‬ثم أفضى‬
‫إلى المسجد فكان قدره‪ ،‬ثم وقع على الص‪+‬خرة فك‪+‬ان ق‪+‬درها‪ ،‬ثم ق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا ابن‬
‫آدم‪ .‬فصعقت وسمعت صوتا لم أسمع مثله ق‪++‬ط‪ ،‬ف‪++‬ذهبت أق‪++‬در ذل‪++‬ك الص‪++‬وت‬
‫فإذا قدره كعسكر اجتمعوا فأجلبوا بص‪+‬وت واح‪+‬د أو كفئ‪+‬ة اجتمعت فت‪+‬دافعت‬
‫وأتى بعضها بعضا‪ ،‬أو أعظم من ذلك‪.‬‬
‫قال حزقيل‪ :‬فلما صعقت قال‪ :‬أنعشوه فإن‪++‬ه ض‪++‬عيف خل‪++‬ق من طين‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪:‬‬
‫اذهب إلى قوم‪++‬ك ف‪++‬أنت طليع‪++‬تي عليهم كطليع‪++‬ة الجيش من دعوت‪++‬ه منهم‪،‬‬
‫فأجابك واهتدى بهداك فلك مثل أج‪++‬ره‪ ،‬ومن غفلت عن‪++‬ه ح‪++‬تى يم‪++‬وت ض‪++‬اال‬
‫فعلي‪++‬ك مث‪++‬ل وزره ال يخف‪++‬ف ذل‪++‬ك من أوزارهم ش‪++‬يئا‪ ،‬ثم ع‪++‬رج ب‪++‬العرش‬
‫واحتملت حتى رددت إلى شاطئ الفرات‪ ،‬فبينما أنا نائم على شاطئ الف‪++‬رات‬
‫إذ أتاني ملك فأخذ برأسي فاحتملني حتى أدخلني جنب بيت المقدس‪ ،‬فإذا أن‪++‬ا‬
‫بحوض ماء ال يج‪++‬وز ق‪++‬دمي‪ ،‬ثم أفض‪++‬يت من‪++‬ه إلى الجن‪++‬ة ف‪++‬إذا ش‪++‬جرها على‬
‫شطوط أنهارها‪ ،‬وإذا ه‪+‬و ش‪+‬جر ال يتن‪+‬اثر ورق‪+‬ه وال يف‪+‬نى عم‪+‬ره‪ ،‬ف‪+‬إذا في‪+‬ه‬
‫الطلع والقضيب والبيع والقطي‪++‬ف قلت‪ :‬فم‪++‬ا لباس‪++‬ها؟ ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬و ثي‪++‬اب كثي‪++‬اب‬
‫الحور يتفلق على أي لون شاء ص‪++‬احبه‪ .‬قلت‪ :‬فم‪++‬ا أزواجه‪++‬ا؟ فعرض‪++‬ن علي‬
‫فذهبت ألقيس حسن وجوههن‪،‬فإذا هن ل‪++‬و جم‪++‬ع الش‪++‬مس والقم‪++‬ر ك‪++‬ان وج‪++‬ه‬
‫إحداهن أضوأ منهما‪ ،‬وإذا لحم إح‪++‬داهن ال ي‪++‬واري عظمه‪++‬ا‪ ،‬وإذا عظمه‪++‬ا ال‬
‫يواري مخها‪ ،‬وإذا هي إذا نام عنها ص‪++‬احبها اس‪++‬تيقظ وهي بك‪++‬ر فعجبت من‬
‫ذلك‪ !...‬فقيل لي‪ :‬لم تعجب من هذا؟ فقلت‪ :‬وما لي ال أعجب؟! قال‪ :‬فإنه من‬
‫أكل من هذه الثمار التي رأيت خلد‪ ،‬ومن تزوج من هذه األزواج انقطع عن‪++‬ه‬
‫الهم والحزن قال‪ :‬ثم أخذ برأسي فردني حيث كنت‪.‬‬
‫قال حزقيل‪ :‬فبينا أن‪++‬ا ن‪++‬ائم على ش‪++‬اطئ الف‪++‬رات إذ أت‪++‬اني مل‪++‬ك فأخ‪++‬ذ برأس‪++‬ي‬
‫فاحتملني حتى وضعني بقاع من األرض قد كانت معرك‪++‬ة‪ ،‬وإذا في‪++‬ه عش‪++‬رة‬
‫آالف قتيل قد بددت الطيور والسباع لحومهم وف‪++‬رقت بين أوص‪++‬الهم‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‬
‫لي‪ :‬إن قوما يزعمون أنه من مات منهم أو قتل فق‪++‬د انفلت م‪++‬ني وذهبت عن‪++‬ه‬
‫قدرتي فادعهم‪ .‬قال حزقيل‪ :‬فدعوتهم فإذا كل عظم قد أقبل إلى مفصله ال‪++‬ذي‬
‫منه انقطع‪ ،‬ما رجل بصاحبه بأعرف من العظم بمفصله الذي فارق ح‪++‬تى أم‬
‫بعض‪++‬ها بعض‪++‬ا‪ ،‬ثم نبت عليه‪+‬ا اللحم‪ ،‬ثم نبتت الع‪+‬روق‪ ،‬ثم انبس‪+‬طت الجل‪++‬ود‬
‫وأنا أنظر إلى ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬ادع لي أرواحهم‪ .‬قال حزقيل‪ :‬فدعوتها وإذا ك‪++‬ل‬
‫روح قد أقبل إلى جسده الذي فارق‪ ،‬فلما جلسوا سألتهم فيم كنتم؟! ق‪++‬الوا‪ :‬إن‪++‬ا‬
‫لما متنا وفارقنا الحياة لقينا ملك يقال له ميكائيل‪ ،‬قال‪ :‬هلموا أعمالكم وخ‪++‬ذوا‬
‫أجوركم‪ ،‬كذلك سنتنا فيكم وفيمن كان قبلكم وفيمن هو كائن بعدكم‪ .‬فنظر في‬
‫أعمالن‪++‬ا فوج‪++‬دنا نعب‪++‬د األوث‪++‬ان‪ ،‬فس‪++‬لط ال‪++‬دود على أجس‪++‬ادنا وجعلت األرواح‬
‫تألمه‪ ،‬وسلط الغم على أرواحنا وجعلت أجسادنا تألمه‪ ،‬فلم نزل كذلك نع‪++‬ذب‬
‫حتى دعوتنا‪ .‬قال‪ :‬ثم احتملني فردني حيث كنت‪.‬‬
‫*‪ - 10*2‬سورة يونس مكية وآياتها تسع ومائة‬
‫*‪ *3‬مقدمة سورة يونس‬
‫@أخرج النحاس وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫قال‪ :‬نزلت سورة يونس بمكة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عبد هللا بن الزبير قال‪ :‬أنزلت سورة يونس بمكة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن س‪+‬يرين رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ك‪+‬انت س‪+‬ورة‬
‫يونس تعد السابعة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي هللا عن‪++‬ه"س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم يقول‪ :‬إن هللا أعطاني الرائيات إلى الطواسين مكان اإلنجيل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن األحنف رضي هللا عنه قال‪ :‬ص‪++‬ليت‬
‫خلف عمر رضي هللا عنه الغداة‪ ،‬فقرأ بيونس وهود وغيرهما‪.‬‬
‫*‪*3‬التفسير‬
‫@بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫اآلية ‪1‬‬
‫‪%‬أخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {ال‪++‬ر} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫فواتح السور‪ ،‬أسماء من أسماء هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وال‪++‬بيهقي في‬
‫األسماء والصفات وابن النجار في تاريخه عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫في قوله {الر} قال‪ :‬أنا هللا أرى‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير في قوله {الر} قال‪ :‬أنا هللا أرى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك في قوله {الر} قال‪ :‬أنا هللا أرى‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {الر} و (حم)‬
‫و (ن) قال‪ :‬اسم مقطع‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {الر} و (حم) و (ن) قال‪ :‬حروف الرحمن مفرقة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن محم‪++‬د بن كعب الق‪++‬رظي في قول‪++‬ه {ال‪++‬ر} ق‪++‬ال‪ :‬أل‪++‬ف‬
‫والم وراء من الرحمن‪.‬‬
‫أما قوله‪{ :‬تلك آيات الكتاب الحكيم}‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن أنس بن مالك رضي هللا عنه في قوله تعالى {تل‪++‬ك}‬
‫يعني هذه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {تلك آيات الكتاب} قال‪ :‬الكتب التي‬
‫خلت قبل القرآن‪.‬‬
‫@ اآلية ‪2‬‬
‫‪%‬أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما قال‪ :‬لما بعث هللا محمد صلى هللا عليه وسلم رسوال أنكرت‬
‫العرب ذلك‪ ،‬ومن أنكر منهم قالوا‪ :‬هللا أعظم من أن يكون رسوله بشرا مث‪++‬ل‬
‫محمد‪ .‬فأنزل هللا {أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم‪ }...‬اآلية‪( .‬م‪++‬ا‬
‫أرسلنا قبلك إال رجاال يوحى إليهم‪( )...‬األنبياء اآلية ‪ )7‬اآلية‪ .‬فلم‪++‬ا ك‪++‬رر هللا‬
‫عليهم الحجج قالوا‪ :‬وإذا كان بشرا فغ‪++‬ير محم‪++‬د ك‪++‬ان أح‪++‬ق بالرس‪++‬الة (فل‪++‬وال‬
‫ن‪++‬زل ه‪++‬ذا الق‪++‬رآن على رج‪++‬ل من القري‪++‬تين عظيم) (الزخ‪++‬رف اآلي‪++‬ة ‪)31‬‬
‫يقولون‪ :‬أش‪++‬رف من محم‪++‬د يع‪++‬ني الولي‪++‬د بن المغ‪++‬يرة من مك‪++‬ة‪ ،‬ومس‪++‬عود بن‬
‫عمر والثقفي من الطائف‪ ،‬فأنزل هللا ردا عليهم (أهم يقس‪++‬مون رحم‪++‬ة رب‪++‬ك)‬
‫(الزخرف اآلية ‪ )32‬اآلية‪ .‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {وبشر الذين آمنوا أن لهم قدم ص‪++‬دق عن‪++‬د ربهم}‬
‫قال‪ :‬ما سبق لهم من السعادة في الذكر األول‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪+‬ه {أن لهم ق‪+‬دم‬
‫صدق عند ربهم} قال‪ :‬الق‪++‬دم ه‪++‬و العم‪++‬ل ال‪++‬ذي ق‪++‬دموا‪ .‬ق‪++‬ال هللا (س‪++‬نكتب م‪++‬ا‬
‫قدموا وآث‪++‬ارهم) (يس‪++‬ن اآلي‪++‬ة ‪ )12‬واآلث‪++‬ار ممش‪++‬اهم ق‪++‬ال‪ :‬مش‪++‬ى رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بين اس‪++‬طوانتين من مس‪++‬جدهم‪ ،‬ثم ق‪++‬ال "ه‪++‬ذا أث‪++‬ر‬
‫مكتوب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع في قوله {قدم صدق} ق‪++‬ال‪ :‬ث‪++‬واب‬
‫صدق‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ق‪++‬دم‬
‫صدق} قال‪ :‬يقدمون عليه عند ربهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {ق‪++‬دم ص‪++‬دق} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫خير‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {ق‪++‬دم ص‪++‬دق} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫سلف صدق‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ق‪++‬دم‬
‫صدق} أي سلف صدق‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن بكار بن مالك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ق‪++‬دم ص‪++‬دق‬
‫عند ربهم} قال‪ :‬رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الحسن رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {أن لهم‬
‫قدم صدق عند ربهم} قال‪ :‬محمد صلى هللا عليه وسلم شفيع لهم يوم القيامة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن علي بن أبي طالب رضي هللا عنه في قوله {أن لهم‬
‫قدم صدق عند ربهم} قال‪ :‬محمد صلى هللا عليه وسلم شفيع لهم يوم القيامة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد الخدري في قوله {قدم صدق عن‪++‬د ربهم}‬
‫قال‪ :‬محمد صلى هللا عليه وسلم شفيع صدق لهم يوم القيامة‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن أبي بن كعب في قول‪+‬ه {لهم ق‪+‬دم ص‪+‬دق} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫سلف صدق‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن في قول‪++‬ه {أن لهم ق‪++‬دم ص‪++‬دق‬
‫عند ربهم} قال‪ :‬مصيبتهم في نبيهم صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم في قوله {قدم صدق} قال‪ :‬محمد ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬قال الكافرون إن هذا لسحر مبين}‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن زائدة قال‪ :‬قرأ سليمان في يونس عند اآليتين {س‪++‬احر‬
‫مبين}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪4 - 3‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫مجاهد في قوله {يدبر األمر} قال‪ :‬يقضيه وحده‪ .‬وفي قوله {إنه يبدأ الخل‪++‬ق‬
‫ثم يعيده} قال‪ :‬يحييه ثم يميته ثم يحييه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪5‬‬
‫أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال "س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم يقول‪ :‬تكلم ربنا بكلمتين فصارت إحدهما شمسا واألخرى قم‪++‬را وكان‪++‬ا‬
‫من النور جميعا‪ ،‬ويعودان إلى الجنة يوم القيامة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {جعل الش‪++‬مس ض‪++‬ياء‬
‫والقمر نورا} قال‪ :‬لم يجعل الشمس كهيئة القمر كي يعرف الليل من النهار‪،‬‬
‫وهو قوله (فمحونا آية الليل) (اإلسراء اآلية ‪ )12‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله {هو الذي جع‪++‬ل لكم‬
‫الشمس ض‪++‬ياء والقم‪++‬ر ن‪++‬ورا} ق‪++‬ال‪ :‬وجوههم‪++‬ا إلى الس‪++‬موات واقفيتهم‪++‬ا إلى‬
‫األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عبد هللا بن عمر قال‪ :‬الشمس والقمر وجوههما إلى‬
‫العرش واقفيتهما إلى األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد هللا بن عمر‪ .‬أنه كان بين يدي‪++‬ه ن‪++‬ار إذ ش‪++‬هقت‬
‫فقال‪ :‬والذي نفسي بيده إنها لتعوذ باهلل من الن‪++‬ار الك‪++‬برى‪ ،‬ورأى القم‪++‬ر حين‬
‫جنح للغروب فقال‪ ،‬وهللا إنه ليبكي اآلن‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن س‪++‬عيد بن المس‪++‬يب ق‪++‬ال‪ :‬ال تطل‪++‬ع الش‪++‬مس ح‪++‬تى‬
‫يصبحها ثالثمائة ملك وسبعون ملكا‪ ،‬أما سمعت أمية بن أبي الصلت يقول‪:‬‬
‫ليست بطالعة لنا في رسلنا * إال معذبة وإال تجلد‬
‫@ اآلية ‪6‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن خليفة العبدي قال‪ :‬لو أن هللا تبارك وتع‪++‬الى لم يعب‪++‬د إال‬
‫عن رؤية ما عبده أحد‪ ،‬ولكن المؤمنين تفكروا في مجيء هذا اللي‪++‬ل إذا ج‪++‬اء‬
‫فمأل كل شيء وغطى كل ش‪++‬يء‪ ،‬وفي مجيء س‪++‬لطان النه‪++‬ار إذا ج‪++‬اء فمح‪++‬ا‬
‫س‪++‬لطان اللي‪++‬ل‪ ،‬وفي الس‪++‬حاب المس‪++‬خر بين الس‪++‬ماء واألرض‪ ،‬وفي النج‪++‬وم‪،‬‬
‫وفي الش‪++‬تاء والص‪++‬يف‪ ،‬فوهللا م‪++‬ا زال المؤمن‪++‬ون يتفك‪++‬رون فيم‪++‬ا خل‪++‬ق ربهم‬
‫تبارك وتعالى ح‪+‬تى أيقنت قل‪+‬وبهم ب‪+‬ربهم ع‪+‬ز وج‪+‬ل‪ ،‬وكأنم‪+‬ا عب‪+‬دوا هللا عن‬
‫رؤية‪.‬‬
‫@ اآليات ‪8 - 7‬‬
‫أخرج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن زي‪++‬د في قول‪++‬ه {إن ال‪++‬ذين ال يرج‪++‬ون‬
‫لقاءنا ورضوا بالحياة الدنيا} اآلية‪ .‬قال‪ :‬هؤالء أهل الكفر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {ورض‪++‬وا بالحي‪++‬اة‬
‫الدنيا واطمأنوا بها} قال‪ :‬مثل قوله (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف‬
‫إليهم أعمالهم فيها) (هود اآلية ‪ )15‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن يوسف بن أسباط قال‪ :‬ال‪++‬دنيا دار نعيم الظ‪++‬المين ق‪++‬ال‪:‬‬
‫وق‪++‬ال علي بن أبي ط‪++‬الب‪ :‬ال‪++‬دنيا جيف‪++‬ة فمن أراده‪++‬ا فليص‪++‬بر على مخالط‪++‬ة‬
‫الكالب‪.‬‬
‫@ اآلية ‪9‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د في‬
‫قوله {يهديهم ربهم بإيمانهم} قال‪ :‬يكون لهم نورا يمشون به‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة مثله‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم عن قت‪+‬ادة في قول‪+‬ه {يه‪+‬ديهم‬
‫ربهم بإيمانهم} قال‪ :‬حدثنا الحسن قال‪ :‬بلغنا أن النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫قال "المؤمن إذا خرج من قبره صور له عمله في صورة حسنة وريح طيبة‬
‫فيقول له‪ :‬ما أنت‪ .‬فوهللا إني ألراك عين امرئ صدق‪ .‬فيقول له‪ :‬أن‪++‬ا عمل‪++‬ك‪.‬‬
‫فيكون له نورا وقائدا إلى الجنة‪ ،‬وأما الكافر ف‪++‬إذا خ‪++‬رج من ق‪++‬بره ص‪++‬ور ل‪++‬ه‬
‫عمله في صورة سيئة وريح منتنة‪ ،‬فيقول ل‪++‬ه‪ :‬م‪++‬ا أنت فوهللا إني ألراك عين‬
‫امرئ سوء‪ ،‬فيقول‪ :‬أنا عملك فينطلق به حتى يدخله النار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج في قول‪+‬ه {يه‪+‬ديهم‬
‫ربهم بإيمانهم} قال‪ :‬يمثل له عمل‪++‬ه في ص‪++‬ورة حس‪++‬نة وريح طيب‪++‬ة يع‪++‬ارض‬
‫ص‪++‬احبه ويبش‪++‬ره بك‪++‬ل خ‪++‬ير‪ ،‬فيق‪++‬ول‪ :‬من أنت؟ فيق‪++‬ول‪ :‬أن‪++‬ا عمل‪++‬ك الص‪++‬الح‪،‬‬
‫فيجعل له نورا من بين يديه حتى يدخل‪++‬ه الجن‪+‬ة‪ ،‬والك‪+‬افر يمث‪+‬ل ل‪++‬ه عمل‪++‬ه في‬
‫صورة سيئة وريح منتنة‪ ،‬فيالزم صاحبه حتى يقذفه في النار‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الربيع في قول‪++‬ه {يه‪++‬ديهم ربهم بإيم‪++‬انهم} ق‪++‬ال‪ :‬ح‪++‬تى‬
‫يدخلهم الجنة‪ .‬فحدث أصحاب الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬ألح‪++‬دهم يومئ‪++‬ذ‬
‫أعلم بمنزلة منكم اليوم بمنزلنا‪ ،‬ثم ذكر عن العلماء أن‪++‬ه أن‪++‬زلهم الجن‪++‬ة س‪++‬بعة‬
‫منازل‪ ،‬لكل منزل من تلك المنازل أهل في سبع فض‪+‬ائل‪ ،‬فق‪+‬ال الن‪+‬بي ص‪+‬لى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يس‪++‬عى عليهم بم‪++‬ا س‪++‬ألوا وبم‪++‬ا خط‪++‬ر على أنفس‪++‬هم ح‪++‬تى إذا‬
‫امتألوا كان طع‪++‬امهم ذل‪++‬ك جش‪++‬اء وريح المس‪++‬ك ليس فيه‪++‬ا ح‪++‬دث‪ ،‬ثم ألهم‪++‬وا‬
‫الحمد والتسبيح كما ألهم‪++‬وا النفس‪ ،‬ثم يجت‪++‬ني فاكهته‪++‬ا قائم‪++‬ا وقاع‪++‬دا ومتكئ‪++‬ا‬
‫على أي حال كان عليه‪ ،‬ثم ال تصل إلى فيه حتى تعود كما كانت إنه‪++‬ا برك‪++‬ة‬
‫الرحمن‪ ،‬وبركة الرحمن ال تفنى وهي الخزائن ال‪++‬تي ال تنقط‪+‬ع أب‪+‬دا م‪+‬ا أخ‪++‬ذ‬
‫منها لم ينقص وما ترك منها لم يفسد‪.‬‬
‫@ اآلية ‪10‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن مردوي‪+‬ه عن أبي بن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وس‪++‬لم "إذا ق‪++‬الوا س‪++‬بحانك هللا أت‪++‬اهم م‪++‬ا ش‪++‬تهوا من الجن‪++‬ة من‬
‫ربهم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الربي‪+‬ع ق‪++‬ال‪ :‬أه‪++‬ل الجن‪+‬ة إذا اش‪+‬تهوا ش‪+‬يئا ق‪++‬الوا‪:‬‬
‫سبحانك اللهم وبحمدك‪ .‬فإذا هو عندهم ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه {دع‪++‬واهم فيه‪++‬ا س‪++‬بحانك‬
‫اللهم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مقاتل رضي هللا عنه قال‪ :‬إن أهل الجن‪++‬ة إذا دع‪++‬وا‬
‫بالطعام قالوا‪ :‬سبحانك اللهم‪ .‬فيقوم على أحدهم عش‪++‬رة آالف خ‪++‬ادم‪ ،‬م‪++‬ع ك‪++‬ل‬
‫خادم صحفة من ذهب فيها طعام ليس في األخرى‪ ،‬فيأكل منهن كلهن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن قت‪+‬ادة في قول‪+‬ه {دع‪+‬واهم فيه‪+‬ا س‪+‬بحانك‬
‫اللهم} قال‪ :‬يكون ذلك قولهم فيها‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن ج‪++‬ريج ق‪++‬ال‪ :‬أخ‪++‬برت أن‬
‫قوله {سبحانك اللهم} إذا مر بهم الطائر يشتهونه قالوا‪ :‬س‪++‬بحانك اللهم‪ ،‬ذل‪++‬ك‬
‫دعاؤهم به فيأتيهم بم‪++‬ا اش‪++‬تهوا‪ ،‬ف‪++‬إذا ج‪++‬اء المل‪++‬ك بم‪++‬ا يش‪++‬تهون فيس‪++‬لم عليهم‬
‫فيردون عليه‪ ،‬فذلك قوله {وتحيتهم فيها سالم} فإذا أكلوا قدر حاجتهم قالوا‪:‬‬
‫الحم‪++‬د هلل رب الع‪++‬المين‪ .‬ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه {وآخ‪++‬ر دع‪++‬واهم أن الحم‪++‬د هلل رب‬
‫العالمين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن أبي الهذيل قال‪ :‬الحم‪++‬د أول الكالم‬
‫وآخر الكالم‪ ،‬ثم تال {وآخر دعواهم أن الحمد هلل رب العالمين}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪11‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫مجاهد في قوله {لو يعجل هللا للناس الشر استعجالهم بالخير} قال‪ :‬هو ق‪++‬ول‬
‫إنسان لولده وماله إذا غضب عليه‪ :‬اللهم ال تبارك فيه والعن‪++‬ه {لقض‪++‬ى إليهم‬
‫أجلهم} قال‪ :‬ألهلك من دعا عليه وألماته‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير {لو يعجل هللا للناس الش‪++‬ر اس‪++‬تعجالهم‬
‫بالخير} قال‪ :‬قول الرجل للرجل‪ :‬اللهم اخزه اللهم العنه‪ ،‬قال‪ :‬وه‪++‬و يحب أن‬
‫يستجاب له كما يحب اللهم اغفر له اللهم ارحمه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في اآلية قال‪ :‬ه‪++‬و دع‪++‬اء الرج‪++‬ل‬
‫على نفسه وماله بما يكره أن يستجاب له‪.‬‬
‫@ اآليات ‪13 - 12‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قول‪++‬ه {دعان‪++‬ا لجنب‪++‬ه} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫مضطجعا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله {دعانا لجنبه أو قاع‪++‬دا أو قائم‪++‬ا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫على كل حال‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي الدرداء قال‪ :‬ادع هللا يوم سرائك يستجب لك ي‪++‬وم‬
‫ضرائك‪.‬‬
‫@ اآلية ‪14‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ عن قت‪+‬ادة في قول‪++‬ه‬
‫{ثم جعلناكم خالئف في األرض من بعدهم لننظر كيف تعملون} ق‪++‬ال‪ :‬ذك‪++‬ر‬
‫لنا أن عمر بن الخطاب قرأ هذه اآلية فقال‪ :‬صدق ربنا‪ ،‬ما جعلنا خالئف في‬
‫األرض إال لينظر إلى أعمالنا‪ ،‬فأروا هللا خير أعمالكم بالليل والنه‪+‬ار والس‪+‬ر‬
‫والعالنية‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج في قوله {ثم جعلناكم خالئف} ألمة محمد‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪15‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ عن قت‪+‬ادة في قول‪++‬ه‬
‫{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات} قال‪ :‬ال يرجون لقاءنا‪ .‬إيت بق‪++‬رآن غ‪++‬ير ه‪++‬ذا‬
‫أو بدله قال‪ :‬هذا قول مشركي أهل مكة للنبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال هللا‬
‫لنبيه صلى هللا عليه وسلم {قل لو شاء هللا ما تلوته عليكم}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪16‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس في‬
‫قوله {وال أدراكم به} يقول‪ :‬أعلمكم به‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله {وال أدراكم به} يقول‪ :‬وال أشعركم به‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر عن الحسن‪ ،‬أنه ق‪++‬ال "وال أدرأتكم‬
‫به" يعني بالهمز قال الفراء‪ :‬ال أعلم هذا يج‪++‬وز من دريت وال أدريت إال أن‬
‫يكون الحسن همزها على طبيعته‪ ،‬ف‪++‬إن الع‪++‬رب ربم‪++‬ا غلطت فهم‪++‬زت م‪++‬ا لم‬
‫يهمز‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا‪ .‬أن‪++‬ه‬
‫كان يقرأ "قل لو شاء هللا ما تلوته عليكم وال أنذرتكم به"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما {وال أنذرتكم‬
‫به} قال‪ :‬ما حذرتكم به‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله {فق‪++‬د لبثت فيكم عم‪++‬را‬
‫من قبله} قال‪ :‬لم أتل عليكم ولم أذكر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي {فقد لبثت فيكم عمرا من قبله}‬
‫قال‪ :‬لبث أربعين سنة قبل أن يوحى إلي‪++‬ه‪ ،‬ورأى الرؤي‪++‬ا س‪++‬نتين‪ ،‬وأوحى هللا‬
‫إليه عشر سنين بمكة وعشرا بالمدينة‪ ،‬وتوفي وهو ابن اثنتين وستين سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري والترمذي عن ابن عباس قال‪ :‬بعث رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم ألربعين سنة‪ ،‬فمكث بمكة ثالث عشرة يوحى إلي‪++‬ه‪،‬‬
‫ثم أمر بالهجرة فهاجر عشر سنين‪ ،‬ومات وهو ابن ثالث وستين‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والبيهقي في الدالئل عن أنس رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‪ .‬أن‪+‬ه س‪+‬ئل بس‪+‬ن‬
‫أي الرجال كان النبي إذ بعث؟ قال‪ :‬كان ابن أربعين سنة‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل عن الشعبي قال‪ :‬نزلت النب‪++‬وة على الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وس‪++‬لم وه‪++‬و ابن أربعين س‪++‬نة‪ ،‬فق‪++‬رن بنبوت‪++‬ه إس‪++‬رافيل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫ثالث سنين‪ ،‬فكان يعلمه الحكمة والشيء لم ينزل القرآن‪ ،‬فلم‪++‬ا مض‪++‬ت ثالث‬
‫سنين قرن بنبوته جبريل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬ف‪++‬نزل الق‪++‬رآن على لس‪++‬انه عش‪++‬رين‪،‬‬
‫عشرا بمكة وعشرا بالمدينة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أنس بن مالك قال‪ :‬بعث رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم على رأس أربعين‪ ،‬فأقام بمك‪++‬ة عش‪++‬را وبالمدين‪++‬ة عش‪++‬را‪ ،‬وت‪++‬وفي على‬
‫رأس ستين سنة‪.‬‬
‫@ اآليات ‪18 - 17‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة قال‪ :‬قال النضر‪ :‬إذا كان يوم القيامة شفعت‬
‫لي الالت والعزى‪ ،‬فأنزل هللا {فمن أظلم ممن افترى على هللا ك‪++‬ذبا أو ك‪++‬ذب‬
‫بآياته إنه ال يفلح المجرمون‪ ،‬ويعبدون من دون هللا ما ال يضرهم وال ينفعهم‬
‫ويقولون هؤالء شفعاؤنا عند هللا}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪19‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {وم‪+‬ا ك‪+‬ان الن‪+‬اس إال أم‪+‬ة واح‪+‬دة}‬
‫قال‪ :‬على اإلسالم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الض‪++‬حاك في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا ك‪++‬ان الن‪++‬اس إال أم‪++‬ة واح‪++‬دة‬
‫فاختلفوا} في قراءة ابن مسعود قال‪ :‬كانوا على هدى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن مجاهد {وما كان الناس إال أمة واحدة} ق‪++‬ال‪ :‬آدم علي‪++‬ه الس‪++‬الم {واح‪++‬دة‬
‫فاختلفوا} قال‪ :‬حين قتل أحد ابني آدم أخاه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي في قوله {وما كان الناس} اآلية‪ .‬قال‪ :‬ك‪+‬ان‬
‫الناس أه‪++‬ل دين واح‪++‬د على دين آدم فكف‪++‬روا‪ ،‬فل‪++‬وال أن رب‪++‬ك أجلهم إلى ي‪++‬وم‬
‫القيامة لقضى بينهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪20‬‬
‫أخ‪++++‬رج ابن أبي ح‪++++‬اتم عن الربي‪++++‬ع في قول‪++++‬ه {ف‪++++‬انتظروا إني معكم من‬
‫المنتظرين} قال‪ :‬خوفهم عذابه وعقوبته‪.‬‬
‫@ اآلية ‪21‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫مجاهد في قوله {وإذ أذقنا الناس رحمة من بعد ض‪++‬راء مس‪++‬تهم إذا لهم مك‪++‬ر‬
‫في آياتنا} قال‪ :‬استهزاء وتكذيب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان قال‪ :‬كل مكر في القرآن فهو عمل‪.‬‬
‫@ اآليان ‪23 - 22‬‬
‫أخ‪++‬رج ال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن ابن عم‪++‬ر‪ .‬أن تميم‪++‬ا ال‪++‬داري س‪++‬أل عم‪++‬ر بن‬
‫الخطاب عن ركوب البحر فأمره بتقصير الصالة قال‪ :‬يقول هللا‪{ :‬هو ال‪++‬ذي‬
‫يسيركم في البر والبحر}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد في قوله {حتى إذا كنتم في الفلك وج‪++‬رين‬
‫بهم} قال‪ :‬ذكر هذا ثم عد الحديث في حديث آخر عنه لغيرهم قال {وج‪++‬رين‬
‫بهم} قال‪ :‬فعزا الحديث عنهم فأول ش‪++‬يء كنتم في الفل‪++‬ك وج‪++‬رين به‪++‬ؤالء ال‬
‫يستطيع يقول‪ :‬جرين بكم وه‪++‬و يح‪++‬دث قوم‪++‬ا آخ‪++‬رين‪ ،‬ثم ذك‪++‬ر ه‪++‬ذا ليجمعهم‬
‫وغيرهم {وجرين بهم} هؤالء وغيرهم من الخلق‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن ج‪++‬ريج في قول‪++‬ه {وظن‪++‬وا أنهم أحي‪++‬ط بهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أهلكوا‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في ال‪++‬دالئل عن ع‪++‬روة ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬ر عكرم‪++‬ة بن أبي جه‪++‬ل ي‪++‬وم‬
‫الفتح‪ ،‬فركب البحر فأخذته ال‪++‬ريح‪ ،‬فن‪++‬ادى ب‪++‬الالت والع‪++‬زى‪ .‬فق‪++‬ال أص‪++‬حاب‬
‫السفينة‪ :‬ال يجوز ههنا أحد أن يدعو شيئا إال هللا وحده مخلصا‪ .‬فقال عكرمة‪:‬‬
‫وهللا لئن كان في البحر وحده إنه لفي البر وحده‪ .‬فأسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد عن ابن أبي مليكة قال‪ :‬لما كان يوم الفتح ركب عكرمة بن‬
‫أبي جه‪+++‬ل البح‪+++‬ر هارب‪+++‬ا‪ ،‬فخب بهم البح‪+++‬ر فجعلت الص‪+++‬راري أي المالح‬
‫يدعون هللا ويوحدونه‪ .‬فقال‪ :‬م‪+‬ا ه‪++‬ذا؟ ق‪++‬الوا‪ :‬ه‪++‬ذا مك‪+‬ان ال ينف‪++‬ع في‪+‬ه إال هللا‪،‬‬
‫قال‪ :‬فهذا إله محمد الذي يدعونا إليه فارجعوا بنا‪ ،‬فرجع فأسلم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪+‬يبة وأب‪++‬و داود والنس‪++‬ائي وابن مردوي‪++‬ه عن س‪++‬عد بن أبي‬
‫وقاص قال‪ :‬لما كان يوم فتح مكة أمن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم الناس‬
‫إال أربع‪++‬ة نف‪++‬ر وام‪++‬رأتين‪ ،‬وق‪++‬ال "اقتل‪++‬وهم وإن وج‪++‬دتموهم متعلقين بأس‪++‬تار‬
‫الكعبة‪ ،‬عكرمة بن أبي جهل‪ ،‬وعبد هللا بن خطل‪ ،‬ومقيس بن ض‪++‬بابة‪ ،‬وعب‪++‬د‬
‫هللا بن سعد بن أبي سرح‪ ،‬فأما عبد هللا بن خطل فأدرك وهو متعل‪++‬ق بأس‪++‬تار‬
‫الكعبة فاستبق إليه سعيد بن حريث وعمار‪ ،‬فسبق سعيد عم‪++‬ارا وك‪++‬ان أش‪++‬ب‬
‫الرجلين فقتله‪ ،‬وأما مقيس بن ضبابه فأدركه الناس في الس‪+‬وق فقتل‪++‬وه‪ ،‬وأم‪+‬ا‬
‫عكرمة فركب البحر فأصابتهم عاصفة فقال أصحاب السفينة ألهل الس‪++‬فينة‪:‬‬
‫أخلص‪++‬وا ف‪++‬إن آلهتكم ال تغ‪++‬ني عنكم ش‪++‬يئا‪ .‬فق‪++‬ال عكرم‪++‬ة‪ :‬لئن لم ينج‪++‬ني في‬
‫البح‪++‬ر إال اإلخالص م‪++‬ا ينج‪++‬ني في ال‪++‬بر غ‪++‬يره‪ ،‬اللهم إن ل‪++‬ك عه‪++‬دا إن أنت‬
‫عافيتني مما أنا فيه أن أتى محمدا صلى هللا عليه وسلم ح‪++‬تى أض‪++‬ع ي‪++‬دي في‬
‫يده فألجدنه عفوا كريم‪++‬ا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فج‪++‬اء فأس‪++‬لم‪ ،‬وأم‪++‬ا عب‪++‬د هللا بن س‪++‬عد بن أبي‬
‫سرح فإنه اختبأ عند عثمان رضي هللا عن‪+‬ه‪ ،‬فلم‪+‬ا دع‪+‬ا رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم للبيعة جاء به حتى أوقفه على النبي صلى هللا عليه وسلم فق‪++‬ال ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا بايع عبد هللا‪ .‬قال‪ :‬فرفع رأسه فنظر إليه ثالثا كل ذلك يأبى فبايعه‬
‫بعد الثالث‪ .‬ثم أقبل على أصحابه فقال‪ :‬أما ك‪++‬ان فيكم رج‪++‬ل رش‪++‬يد يق‪++‬وم إلى‬
‫هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله‪ .‬قالوا‪ :‬وم‪+‬ا ي‪+‬درينا ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا‬
‫ما في نفسك‪ ،‬أال أومأت إلين‪++‬ا بعين‪++‬ك؟ ق‪++‬ال‪ :‬إن‪++‬ه ال ينبغي لن‪++‬بي أن تك‪++‬ون ل‪++‬ه‬
‫خائنة أعين"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه وأب‪++‬و نعيم والخطيب في تاريخ‪++‬ه وال‪++‬ديلمي‬
‫في مسند الفردوس عن أنس رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم"ثالث هن رواج‪++‬ع على أهله‪++‬ا‪ ،‬المك‪++‬ر‪ ،‬والنكث‪ ،‬والبغي‪ ،‬ثم تال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم {يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفس‪++‬كم} (وال‬
‫يحيق المكر السيء إال بأهله) (فاطر اآلية ‪( )42‬ومن نكث فإنم‪++‬ا ينكث على‬
‫نفسه) (الفتح اآلية ‪." )10‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عبد هللا بن نفيل الكن‪++‬اني رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ثالث "قد فرغ هللا من القضاء فيهن ال يبغين‬
‫أحدكم‪ ،‬ف‪++‬إن هللا تع‪++‬الى يق‪++‬ول {ي‪++‬ا أيه‪++‬ا الن‪++‬اس إنم‪++‬ا بغيكم على أنفس‪++‬كم} وال‬
‫يمكرن أحد فإن هللا تعالى يقول (وال يحيق المكر الس‪++‬يء إال بأهل‪++‬ه) (النس‪++‬اء‬
‫اآلية ‪ )147‬وال ينكث أحد فإن هللا يق‪++‬ول (ومن نكث فإنم‪+‬ا ينكث على نفس‪+‬ه)‬
‫(الفرقان اآلية ‪." )77‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه والبيهقي في شعب اإليمان عن أبي بك‪++‬ر ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم"ال تب‪++‬غ وال تكن باغي‪++‬ا‪ ،‬ف‪++‬إن هللا يق‪++‬ول {إنم‪++‬ا‬
‫بغيكم على أنفسكم} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الزهري قال‪ :‬بلغن‪+‬ا أن رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم قال "ال تبغ وال تكن باغيا فإن هللا يقول {إنما بغيكم على أنفسكم} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"ال يؤخر هللا عقوبة البغي فإن هللا قال {إنما بغيكم على أنفسكم} "‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الشعب عن أبي بكر رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "ما من ذنب أج‪++‬در من أن يعج‪++‬ل هللا لص‪++‬احبه العقوب‪++‬ة‬
‫من البغي وقطيعة الرحم"‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و داود وال‪++‬بيهقي في الش‪++‬عب عن عي‪++‬اض بن ج‪++‬ابر‪ .‬إن هللا أوحى‬
‫إلي أن تواضعوا حتى ال يبغي أحد على أحد‪ ،‬وال يفخر أحد على أحد‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الشعب من طري‪++‬ق بالل بن أبي ب‪++‬ردة عن أبي‪++‬ه عن ج‪++‬ده‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ال يبغي على الن‪++‬اس إال ول‪++‬د بغي أو في‪++‬ه‬
‫عرق منه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر والبيهقي عن رجاء بن حيوة‪ .‬أنه س‪++‬مع قاص‪++‬ا في مس‪++‬جد‬
‫منى يقول‪ :‬ثالث خالل هن على من عمل بهن البغي‪ ،‬والمكر‪ ،‬والنكث‪ ،‬قال‬
‫هللا {إنم‪++‬ا بغيكم على أنفس‪++‬كم} (وال يحي‪++‬ق المك‪++‬ر الس‪++‬يء إال بأهل‪++‬ه) (ف‪++‬اطر‬
‫اآلية ‪( )43‬ومن نكث فإنما ينكث على نفسه) (الفتح اآلية ‪ )10‬ثم قال‪ :‬ثالث‬
‫خالل ال يعذبكم هللا ما عملتم بهن‪ :‬الشكر‪ ،‬والدعاء‪ ،‬واالستغفار‪ ،‬ثم قرأ (م‪++‬ا‬
‫يفعل هللا بعذابكم إن شكرتم وآمنتم) (فاطر اآلية ‪( )43‬ق‪++‬ل م‪++‬ا يعب‪++‬أ بكم ربي‬
‫ل‪++‬وال دع‪++‬اؤكم) (الفتح اآلي‪++‬ة ‪ )10‬و (م‪++‬ا ك‪++‬ان هللا مع‪++‬ذبهم وهم يس‪++‬تغفرون)‬
‫(األنفال اآلية ‪.)33‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مكح‪++‬ول ق‪++‬ال‪ :‬ثالث من كن في‪++‬ه كن علي‪++‬ه‪ :‬المك‪++‬ر‬
‫والبغي والنكث‪ .‬قال هللا {إنما بغيكم على أنفسكم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "لو بغى جبل على جبل لدك الباغي منهما"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من حديث ابن عمر رضي هللا عنه‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج أب‪+‬و نعيم في الحلي‪+‬ة عن أبي جعف‪+‬ر محم‪+‬د بن علي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬ما من عبادة أفض‪++‬ل من أن يس‪++‬أل‪ ،‬وم‪++‬ا ي‪++‬دفع القض‪++‬اء إال ال‪++‬دعاء‪ ،‬وإن‬
‫أسرع الخير ثوابا البر‪ ،‬وأسرع الش‪++‬ر عقوب‪++‬ة البغي‪ ،‬وكفى ب‪++‬المرء عيب‪++‬ا أن‬
‫يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفس‪++‬ه‪ ،‬وأن ي‪++‬أمر الن‪++‬اس بم‪++‬ا ال يس‪++‬تطيع‬
‫التحول عنه‪ ،‬وأن يؤذي جليسه بما ال يعنيه"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪24‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{فاختلط به نب‪+‬ات األرض} ق‪++‬ال‪ :‬اختل‪++‬ط فنبت بالم‪+‬اء ك‪+‬ل ل‪++‬ون {مم‪+‬ا يأك‪+‬ل‬
‫الناس} كالحنطة والشعير وسائر حبوب األرض والبقول والثمار‪ ،‬وما تأكله‬
‫األنعام والبهائم من الحشيش والمراعي‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وازينت} ق‪++‬ال‪ :‬أنبتت وحس‪++‬نت‪ ،‬وفي قول‪++‬ه‬
‫{كأن لم تغن باألمس} قال‪ :‬كأن لم تعش كأن لم تنعم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن أبي بن كعب وابن عب‪++‬اس وم‪++‬روان بن الحكم أنهم‬
‫كانوا يقرأون {وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها} وم‪++‬ا ك‪++‬ان هللا ليهلكم‬
‫إال بذنوب أهلها‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال في ق‪++‬راءة‬
‫أبي"كأن لم تغن باألمس وما أهلكناها إال بذنوب أهلها ك‪++‬ذلك نفص‪++‬ل اآلي‪++‬ات‬
‫لقوم يتفكرون"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي مجلز رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬مكت‪++‬وب‬
‫في سورة يونس عليه السالم إلى جنب ه‪+‬ذه اآلي‪+‬ة {ح‪+‬تى إذا أخ‪+‬ذت األرض‬
‫زخرفه‪++‬ا} إلى {يتفك‪++‬رون} ول‪++‬و أن البن آدم واديين من م‪++‬ال لتم‪++‬نى وادي‪++‬ا‬
‫ثالثا‪ ،‬وال يشبع نفس ابن آدم إال التراب‪ ،‬ويتوب هللا على من تاب فمحيت‪.‬‬
‫@ اآلية ‪25‬‬
‫أخرج أبو نعيم والدمياطي في معجمه من طريق الكلبي عن أبي ص‪++‬الح عن‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا {وهللا ي‪++‬دعو إلى دار الس‪++‬الم} يق‪++‬ول ي‪++‬دعو إلى‬
‫عمل الجنة‪ ،‬وهللا السالم والجنة داره‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن أبي العالي‪++‬ة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {ويهدي من يشاء} قال‪ :‬يه‪++‬ديهم للمخ‪++‬رج من الش‪++‬بهات والفتن‬
‫والضالالت‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن‬
‫مردويه والبيهقي في شعب اإليمان عن أبي الدرداء رضي هللا عنه قال‪ :‬قال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ما من يوم طلعت شمسه إال وك‪++‬ل بجنبتيه‪++‬ا‬
‫ملكان يناديان نداء يسمعه خلق هللا كلهم إال الثقلين‪ :‬يا أيها الن‪++‬اس هلم‪++‬وا إلى‬
‫ربكم إن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى‪ ،‬وال آبت شمسه إال وكل بجنبتيه‪++‬ا‬
‫ملكان يناديان نداء يسمعه خلق هللا كلهم غير الثقلين‪ :‬اللهم أع‪+‬ط منفق‪+‬ا خلف‪+‬ا‪،‬‬
‫وأعط ممس‪+‬كا تلف‪+‬ا‪ .‬ف‪+‬أنزل هللا في ذل‪+‬ك كل‪+‬ه قرآن‪+‬ا في ق‪+‬ول الملكين‪ :‬ي‪+‬ا أيه‪+‬ا‬
‫الن‪++‬اس هلم‪++‬وا إلى ربكم {وهللا ي‪++‬دعو إلى دار الس‪++‬الم ويه‪++‬دي من يش‪++‬اء إلى‬
‫صراط مستقيم} وأنزل في قولهما‪ :‬اللهم أعط منفقا خلفا‪ ،‬وأعط ممس‪++‬كا تلف‪++‬ا‬
‫(واللي‪++‬ل إذا يغش‪++‬ى‪ ،‬والنه‪++‬ار إذا تجلى) (اللي‪++‬ل اآليت‪++‬ان ‪ 2 - 1‬إلى قول‪++‬ه‬
‫(للعسرى)‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في ال‪++‬دالئل عن‬
‫سعيد بن أبي هالل رضي هللا عنه‪ .‬سمعت أبا جعف‪++‬ر محم‪++‬د بن علي رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه وتال {وهللا ي‪++‬دعو إلى دار الس‪++‬الم ويه‪++‬دي من يش‪++‬اء إلى ص‪++‬راط‬
‫مستقيم} فقال‪ :‬حدثني جابر رضي هللا عنه قال‪ :‬خرج علينا رسول هللا صلى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يوم‪++‬ا فق‪++‬ال "إني رأيت في المن‪++‬ام ك‪++‬ان جبري‪++‬ل عن‪++‬د رأس‪++‬ي‬
‫وميكائيل عند رجلي يق‪++‬ول أح‪++‬دهما لص‪++‬احبه‪ :‬ض‪++‬رب ل‪++‬ه مثال فق‪++‬ال‪ :‬اس‪++‬مع‬
‫سمعت أذناك‪ ،‬واعقل عقل قلبك‪ ،‬إنما مثلك ومثل أمتك كمثل ملك اتخذ دارا‪،‬‬
‫ثم ب‪++‬نى فيه‪++‬ا بيت‪++‬ا‪ ،‬ثم جع‪++‬ل فيه‪++‬ا مأدب‪++‬ة‪ ،‬ثم بعث رس‪++‬وال ي‪++‬دعو الن‪++‬اس إلى‬
‫طعامه‪ ،‬فمنهم من أجاب الرسول ومنهم فيها مأدبة‪ ،‬فاهلل ه‪++‬و المل‪++‬ك‪ ،‬وال‪++‬دار‬
‫اإلسالم‪ ،‬والبيت الجن‪+‬ة وأنت ي‪+‬ا محم‪+‬د رس‪+‬ول‪ ،‬فمن أجاب‪+‬ك دخ‪+‬ل اإلس‪+‬الم‪،‬‬
‫ومن دخل اإلسالم دخل الجنة‪ ،‬ومن دخل الجنة أكل منها‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن مس‪+‬عود رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال "اس‪+‬تتبعني الن‪+‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم فانطلقنا ح‪++‬تى أتين‪++‬ا موض‪++‬عا ال ن‪++‬دري م‪++‬ا ه‪++‬و؟ فوض‪++‬ع‬
‫رسول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم رأس‪+‬ه في حج‪+‬ري‪ ،‬ثم إن نف‪+‬را أت‪+‬وا عليهم‬
‫ثياب بيض طوال وقد أغفى رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬فق‪++‬ال عب‪++‬د هللا‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬فأرعبت منهم‪ .‬فق‪+‬الوا‪ :‬لق‪+‬د أعطي ه‪+‬ذا العب‪+‬د خ‪+‬يرا إن عين‪+‬ه‬
‫نائم‪++‬ة والقلب يقظ‪++‬ان‪ ،‬ثم ق‪++‬ال بعض‪++‬هم لبعض‪ :‬اض‪++‬ربوا ل‪++‬ه ونت‪++‬أول نحن أو‬
‫نضرب نحن وتتأولون أنتم‪ .‬فقال بعض‪+‬هم‪ :‬مثل‪+‬ه كمث‪+‬ل س‪+‬يد اتخ‪+‬ذ مأدب‪+‬ة‪ ،‬ثم‬
‫ابتنى بيتا حصينا‪ ،‬ثم أرسل إلى الناس فمن لم يأت طعامه عذبه عذابا شديدا‪.‬‬
‫ق‪++‬ال اآلخ‪++‬رون‪ :‬أم‪++‬ا الس‪++‬يد فه‪++‬و رب الع‪++‬المين‪ ،‬وأم‪++‬ا البني‪++‬ان فه‪++‬و اإلس‪++‬الم‪،‬‬
‫والطعام الجنة‪ ،‬وهذا الداعي فمن اتبع‪++‬ه ك‪++‬ان في الجن‪++‬ة ومن لم يتبع‪++‬ه ع‪++‬ذب‬
‫عذابا أليما‪ ،‬ثم إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم استيقظ فق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا رأيت ي‪++‬ا‬
‫ابن أم عبد؟ فقلت‪ :‬رأيت كذا وكذا! فقال‪ :‬أخفي علي مما ق‪++‬الوا ش‪++‬يء‪ ،‬وق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬هم نفر من المالئكة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "إن سيدا بنى دارا واتخذ مأدبة وبعث داعيا‪ ،‬فمن أج‪++‬اب ال‪++‬داعي‬
‫دخل الدار وأكل من المأدبة ورضي عن‪++‬ه الس‪++‬يد‪ ،‬أال وإن الس‪++‬يد هللا‪ ،‬وال‪++‬دار‬
‫اإلسالم‪ ،‬والمأدبة الجنة‪ ،‬والداعي محمد صلى هللا عليه وسلم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي هللا عنه قال‪ :‬م‪++‬ا من ليل‪++‬ة إال ين‪++‬ادي‬
‫مناديا يا صاحب الخير هلم وي‪++‬ا ص‪++‬احب الش‪++‬ر اقص‪++‬ر‪ .‬فق‪++‬ال رج‪++‬ل للحس‪++‬ن‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬أتجدها في كتاب هللا؟ قال‪ :‬نعم {وهللا يدعو إلى دار السالم}‬
‫قال‪ :‬ذكر لنا أن في التوراة مكتوبا‪ :‬يا باغي الخير هلم‪ ،‬ويا باغي الشر انته‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عنه‪ .‬أن‪++‬ه ك‪++‬ان إذا ق‪++‬رأ {وهللا ي‪++‬دعو‬
‫إلى دار السالم} قال‪ :‬لبيك ربنا وسعديك‪.‬‬
‫@ اآلية ‪26‬‬
‫أخرج الطيالسي وهن‪++‬اد وأحم‪++‬د ومس‪++‬لم والترم‪++‬ذي وابن ماج‪++‬ة وابن خزيم‪++‬ة‬
‫وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ وال‪++‬دارقطني في الرؤي‪++‬ة‬
‫وابن مردويه والبيهقي في األس‪++‬ماء والص‪++‬فات عن ص‪++‬هيب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫"أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم تال ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {لل‪++‬ذين أحس‪++‬نوا الحس‪++‬نى‬
‫وزيادة} قال‪ :‬إذا دخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار نادى من‪++‬اد‪ :‬ي‪++‬ا أه‪++‬ل‬
‫الجنة إن لكم عند هللا موعدا يريد أن ينجزكموه‪ .‬فيقولون‪ :‬وما ه‪++‬و‪ ،‬ألم تثق‪++‬ل‬
‫موازيننا‪ ،‬وت‪++‬بيض وجوهن‪++‬ا‪ ،‬وت‪++‬دخلنا الجن‪++‬ة‪ ،‬وتزحزحن‪++‬ا عن الن‪++‬ار؟ وق‪++‬ال‪:‬‬
‫فيكشف لهم الحجاب فينظرون إليه‪ ،‬فوهللا ما أعطاهم هللا شيئا أحب إليهم من‬
‫النظر إليه وال أقر ألعينهم"‪.‬‬
‫وأخرج الدارقطني وابن مردويه عن صهيب رضي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "الزيادة‪ :‬النظر إلى وجه هللا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم والدارقطني في الرؤي‪++‬ة وابن مردوي‪++‬ه عن‬
‫أبي موسى األشعري رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"إن هللا يبعث يوم القيامة مناديا ينادي‪ :‬يا أهل الجنة ‪ -‬بص‪+‬وت يس‪+‬معه أولهم‬
‫وآخرهم ‪ -‬إن هللا وعدكم الحسنى وزيادة‪ ،‬فالحسنى الجنة والزيادة النظر إلى‬
‫وجه الرحمن"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن مردوي‪++‬ه والاللك‪++‬ائي في الس‪++‬نة وال‪++‬بيهقي في كت‪++‬اب‬
‫الرؤية عن كعب بن عجرة رضي هللا عنه عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫في قوله {لل‪++‬ذين أحس‪++‬نوا الحس‪++‬نى وزي‪++‬ادة} ق‪++‬ال‪ :‬الزي‪++‬ادة‪ :‬النظ‪++‬ر إلى وج‪++‬ه‬
‫الرحمن‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وال‪++‬دارقطني وابن مردوي‪++‬ه والاللك‪++‬ائي‬
‫والبيهقي في كتاب الرؤية عن أبي بن كعب رضي هللا عنه "أنه سأل رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم عن قول هللا تعالى {للذين أحسنوا الحسنى وزي‪++‬ادة}‬
‫قال‪ :‬الذين أحسنوا أهل التوحيد‪ ،‬والحس‪++‬نى الجن‪++‬ة والزي‪++‬ادة النظ‪++‬ر إلى وج‪++‬ه‬
‫هللا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في‬
‫قوله {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال "أحسنوا ش‪++‬هادة أن ال إل‪++‬ه إال هللا‪،‬‬
‫والحسنى الجنة‪ ،‬والزيادة النظر إلى هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن منده في الرد على الجهمي‪++‬ة وال‪++‬دارقطني في الرؤي‪++‬ة‬
‫وابن مردوي‪++‬ه والاللك‪++‬ائي والخطيب وابن النج‪++‬ار عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫"أن النبي صلى هللا عليه وسلم سئل عن هذه اآلي‪++‬ة {لل‪++‬ذين أحس‪++‬نوا الحس‪++‬نى‬
‫وزي‪++‬ادة} فق‪++‬ال‪ :‬لل‪++‬ذين أحس‪++‬نوا العم‪++‬ل في ال‪++‬دنيا لهم الحس‪++‬نى وهي الجن‪++‬ة‪،‬‬
‫والزيادة النظر إلى وجه هللا الكريم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن أنس رضي هللا عنه قال "قال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} ق‪++‬ال‪ :‬ينظ‪++‬رون إلى‬
‫ربهم بال كيفية وال حدود وال صفة معلومة"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم"من كبر على سيف البحر تكبيرة رافع‪++‬ا به‪++‬ا ص‪++‬وته ال يلتمس‬
‫به‪++‬ا ري‪++‬اء وال س‪++‬معة كتب هللا ل‪++‬ه رض‪++‬وانه األك‪++‬بر‪ ،‬ومن كتب ل‪++‬ه رض‪++‬وانه‬
‫األكبر جمع بينه وبين محمد وإبراهيم عليهما السالم في داره‪ ،‬ينظ‪++‬رون إلى‬
‫ربهم في جنة عدن كما ينظر أهل الدنيا إلى الش‪++‬مس والقم‪++‬ر في ي‪++‬وم ال غيم‬
‫فيه وال سحابة‪ ،‬وذلك قوله {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} فالحس‪++‬نى ال إل‪++‬ه‬
‫إال هللا‪ ،‬والزيادة الجنة والنظر إلى الرب"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن خزيم‪++‬ة وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫وال‪++‬دارقطني وابن من‪++‬ده في ال‪++‬رد على الجهمي‪++‬ة وابن مردوي‪++‬ه والاللك‪++‬ائي‬
‫واآلجري والبيهقي كالهما في الرؤية عن أبي بكر الصديق رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قوله {لل‪++‬ذين أحس‪++‬نوا الحس‪++‬نى وزي‪++‬ادة} ق‪++‬ال‪ :‬الحس‪++‬نى الجن‪++‬ة‪ ،‬والزي‪++‬ادة‬
‫النظر إلى وجه هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪+‬ه من طري‪+‬ق الح‪+‬رث عن علي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه‬
‫{للذين أحسنوا الحس‪++‬نى} ق‪++‬ال‪ :‬يع‪++‬ني الجن‪++‬ة‪ ،‬والزي‪++‬ادة يع‪++‬ني النظ‪++‬ر إلى هللا‬
‫تعالى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫والدارقطني والاللكائي واآلج‪++‬ري وال‪++‬بيهقي عن حذيف‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫اآلية قال‪ :‬والزيادة النظر إلى وجه ربهم‪.‬‬
‫وأخرج هناد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والدارقطني‬
‫والاللكائي والبيهقي عن أبي موسى األشعري في اآلية قال‪ :‬الحسنى الجن‪++‬ة‪،‬‬
‫والزيادة النظر إلى وجه ربه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في األس‪++‬ماء والص‪++‬فات من طري‪++‬ق عكرم‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنه عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {لل‪++‬ذين أحس‪++‬نوا الحس‪++‬نى}‬
‫قال‪ :‬قول ال إله إال هللا‪ ،‬والحسنى الجنة‪ ،‬والزيادة النظر إلى وجهه الكريم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي من طري‪++‬ق علي عن‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهما {للذين أحسنوا} قال‪ :‬الذين شهدوا أن ال إل‪++‬ه إال‬
‫هللا‪ ،‬الحسنى‪ :‬الجنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والاللك‪++‬ائي عن ابن مس‪++‬عود رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬ا الحس‪++‬نى فالجن‪++‬ة‪ ،‬وأم‪++‬ا الزي‪++‬ادة ف‪++‬النظر إلى وج‪++‬ه هللا‪ ،‬وأم‪++‬ا الق‪++‬تر‬
‫فالسواد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ والبيهقي في الرؤي‪++‬ة من طري‪++‬ق الحكم بن عتيب‪++‬ة عن علي رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في اآلية قال‪ :‬الزيادة غرفة من لؤلؤة واح‪++‬دة له‪++‬ا أربع‪++‬ة أب‪++‬واب غرفه‪++‬ا‬
‫وأبوابها من لؤلؤة واحدة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه {للذين أحسنوا} ق‪++‬ال‪ :‬ش‪++‬هادة أن‬
‫ال إله إال هللا {الحسنى} قال‪ :‬الجنة {وزيادة} قال‪ :‬النظر إلى وجه هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى رضي هللا عنه‬
‫في قوله {للذين أحسنوا الحس‪++‬نى وزي‪++‬ادة} ق‪++‬ال‪ :‬إذا دخ‪++‬ل أه‪++‬ل الجن‪++‬ة الجن‪++‬ة‬
‫أعطوا منها ما شاؤوا‪ ،‬ثم يق‪++‬ال لهم‪ :‬إن‪++‬ه ق‪++‬د بقي من حقكم ش‪++‬يء لم تعط‪++‬وه‪،‬‬
‫فيتجلى هللا تعالى لهم فيص‪++‬غر م‪++‬ا أعط‪++‬وا عن‪++‬د ذل‪++‬ك‪ ،‬ثم تال {لل‪++‬ذين أحس‪++‬نوا‬
‫الحسنى} قال‪ :‬الجنة {والزيادة} نظرهم إلى ربهم عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والدارقطني عن عامر بن سعد البجلي رضي هللا عنه في‬
‫قوله {للذين أحسنوا الحسنى وزيادة} قال‪ :‬النظر إلى وجه هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬دارقطني عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {لل‪++‬ذين أحس‪++‬نوا‬
‫الحسنى} قال‪ :‬الجنة {وزيادة} قال‪ :‬النظر إلى وجه الرب عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج الدارقطني عن الضحاك رضي هللا عنه قال‪ :‬الزيادة النظر إلى وجه‬
‫هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وال‪++‬دارقطني عن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن س‪++‬ابط ق‪++‬ال‪ :‬الزي‪++‬ادة‬
‫النظر إلى وجه هللا عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والدارقطني عن أبي إسحق الس‪++‬بيعي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {للذين أحسنوا الحسنى} قال‪ :‬الجن‪++‬ة {وزي‪++‬ادة} ق‪++‬ال‪ :‬النظ‪++‬ر إلى وج‪++‬ه‬
‫الرحمن عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والدارقطني عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬ينادي المن‪++‬ادي‬
‫يوم القيام‪++‬ة إن هللا وع‪++‬د الحس‪++‬نى وهي الجن‪++‬ة‪ ،‬فأم‪++‬ا الزي‪++‬ادة فهي النظ‪++‬ر إلى‬
‫وجه الرحمن‪ .‬قال‪ :‬فيتجلى لهم حتى ينظروا إليه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {لل‪++‬ذين أحس‪++‬نوا‬
‫الحسنى وزيادة} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬و مث‪++‬ل قول‪++‬ه (ول‪++‬دينا مزي‪++‬د) (ق اآلي‪++‬ة ‪ )35‬يق‪++‬ول‪:‬‬
‫يج‪++‬زيهم بعملهم ويزي‪++‬دهم من فض‪++‬له‪ ،‬وق‪++‬ال (من ج‪++‬اء بالحس‪++‬نة فل‪++‬ه عش‪++‬ر‬
‫أمثالها) (األنعام اآلية ‪.)160‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {للذين أحسنوا الحسنى} قال‪ :‬مثلها‪ .‬قال {وزي‪++‬ادة}‬
‫قال‪ :‬مغفرة ورضوان‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن علقمة بن قيس رضي هللا‬
‫عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬الزي‪++‬ادة العش‪++‬ر (من ج‪++‬اء بالحس‪++‬نة فل‪++‬ه عش‪++‬ر أمثاله‪++‬ا)‬
‫(األنعام اآلية ‪.)160‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الزيادة الحسنة بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الزيادة ما أعطالهم في الدنيا ال يحاسبهم به يوم القيامة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن المن‪++‬ذر وال‪++‬بيهقي في الرؤي‪++‬ة عن س‪++‬فيان‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬ليس في تفسير القرآن اختالف إنما هو كالم جامع ي‪++‬راد‬
‫به هذا وهذا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {وال يرهق وج‪++‬وههم} ق‪++‬ال‪ :‬ال يغش‪++‬اهم {ق‪++‬تر} ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬واد‬
‫الوجوه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن عط‪+‬اء رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه في اآلي‪+‬ة ق‪++‬ال‪ :‬الق‪++‬تر س‪+‬واد‬
‫الوجه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وال يره‪++‬ق‬
‫وجوههم قتر} قال‪ :‬خزي‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن صهيب رضي هللا عنه عن النبي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم {وال يرهق وجوههم قتر وال ذل‪+‬ة} ق‪+‬ال‪ :‬بع‪+‬د نظ‪+‬رهم إلى هللا‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫وال‪++‬دارقطني عن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن أبي ليلى رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وال‬
‫يرهق وجوههم قتر وال ذلة} قال‪ :‬بعد نظرهم إلى ربهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪27‬‬
‫أخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وال‪++‬ذين كس‪++‬بوا‬
‫الس‪++‬يئلت} ق‪++‬ال‪ :‬ال‪++‬ذين عمل‪++‬وا الكب‪++‬ائر {ج‪++‬زاء س‪++‬يئة بمثله‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬الن‪++‬ار‬
‫{وترهقهم ذلة} قال‪ :‬الذل {كأنما أغشيت وجوههم قطع‪++‬ا من اللي‪++‬ل مظلم‪++‬ا}‬
‫والقطع السواد‪ ،‬نسخها اآلية في البقرة (بلى من كس‪++‬ب س‪++‬يئة) (البق‪++‬رة اآلي‪++‬ة‬
‫‪ )81‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {وترهقهم ذلة}‬
‫قال‪ :‬يغشاهم ذلة وشدة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {م‪++‬ا لهم من هللا من‬
‫عاصم} يقول‪ :‬من مانع‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫قتادة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه {م‪+‬ا لهم من هللا من عاص‪+‬م} ق‪+‬ال‪ :‬من نص‪+‬ير {كأنم‪+‬ا‬
‫أغشيت وجوههم قطعا من الليل} قال‪ :‬ظلمة من الليل‪.‬‬
‫@ اآليات ‪32 - 28‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه في قوله {ويوم نحشرهم} قال‪ :‬الحشر الموت‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{فزيلنا بينهم} قال‪ :‬فرقنا بينهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬يأتي على الناس يوم القيامة ساعة فيه‪++‬ا لين‪ ،‬ي‪++‬رى أه‪++‬ل‬
‫الشرك أهل التوحيد يغفر لهم فيقولون (وهللا ربنا ما كن‪++‬ا مش‪++‬ركين) (األنع‪++‬ام‬
‫اآلي‪++‬ة ‪ )23‬ق‪++‬ال هللا (أنظ‪+‬ر كي‪+‬ف ك‪+‬ذبوا على أنفس‪+‬هم وض‪++‬ل عنهم م‪+‬ا ك‪+‬انوا‬
‫يفترون) (األنعام اآلية ‪ )24‬ثم يكون من بعد ذلك س‪++‬اعة فيه‪++‬ا ش‪++‬دة‪ ،‬تنص‪++‬ب‬
‫لهم اآللهة التي كانوا يعبدون من دون هللا فيقول‪ :‬ه‪++‬ؤالء ال‪++‬ذين كنتم تعب‪++‬دون‬
‫من دون هللا؟ فيقولون‪ :‬نعم‪ ،‬هؤالء الذين كنا نعبد‪ .‬فتقول لهم اآللهة‪ :‬وهللا م‪++‬ا‬
‫كنا نس‪++‬مع وال نبص‪++‬ر وال نعق‪++‬ل وال نعلم أنكم كنتم تعب‪++‬دوننا‪ .‬فيقول‪++‬ون‪ :‬بلى‪،‬‬
‫وهللا إليأكم كنا نعبد‪ .‬فتق‪++‬ول لهم اآلله‪++‬ة فكفى باهلل ش‪++‬هيدا بينن‪++‬ا وبينكم إن كن‪++‬ا‬
‫عن عبادتكم لغافلين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه عن ابن مس‪++‬عود رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"يمث‪++‬ل لهم ي‪++‬وم القيام‪++‬ة م‪++‬ا ك‪++‬انوا يعب‪++‬دون من دون هللا‬
‫فيتبع‪++‬ونهم ح‪++‬تى ي‪++‬وردوهم الن‪++‬ار‪ ،‬ثم تال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫{هنالك تبلو كل نفس ما أسلفت} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪+‬ذر عن ابن مس‪+‬عود رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‪ .‬أن‪+‬ه ك‪+‬ان يق‪+‬رأ"هنال‪+‬ك‬
‫تتلو"بالتاء قال‪ :‬هنالك تتبع‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه"هنالك تتلو"يقال‪ :‬تتبع‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن مجاهد رضي هللا عنه {هنالك تبلو} يقول‪ :‬تختبر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي هللا عن‪++‬ه {هنال‪++‬ك تبل‪++‬و ك‪++‬ل نفس م‪++‬ا‬
‫أسلفت} قال‪ :‬عملت‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن ابن زي‪+‬د رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه {هن‪+‬اك تبل‪++‬و}‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬تع‪++‬اين {ك‪++‬ل نفس م‪++‬ا أس‪++‬لفت} ق‪++‬ال‪ :‬عملت {وض‪++‬ل عنهم م‪++‬ا ك‪++‬انوا‬
‫يفترون} قال‪ :‬ما كانوا يدعون معه من األنداد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وردوا إلى هللا‬
‫موالهم الحق} قال‪ :‬نسختها قوله (مولى الذين آمنوا وإن الك‪++‬افرين ال م‪++‬ولى‬
‫لهم) (محمد اآلية ‪.)11‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن حرمل‪++‬ة بن عب‪++‬د العزي‪++‬ز ق‪++‬ال‪ :‬قلت لمال‪++‬ك بن أنس‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬ما تقول في رجل أمره يقيني؟ قال‪ :‬ليس ذلك من الحق‪ .‬ق‪++‬ال‬
‫هللا {فماذا بعد الحق إال الضالل}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أشهب رضي هللا عنه قال‪ :‬س‪++‬ئل مال‪++‬ك عن ش‪++‬هادة‬
‫اللعاب بالشطرنج والنرد فقال‪ :‬أما من أدمنها فما أرى شهادتهم طائلة‪ .‬يق‪++‬ول‬
‫هللا {فماذا بعد الحق إال الضالل} وهللا أعلم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪33‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{كذلك حقت كلمة ربك} يقول‪ :‬سبقت كلمة ربك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {ك‪++‬ذلك حقت} يق‪++‬ول‪:‬‬
‫صدقت‪.‬‬
‫@ اآليات ‪40 - 34‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫مجاهد رضي هللا عنه في قوله {أم من ال يهدي إال أن يهدى} ق‪++‬ال‪ :‬األوث‪++‬ان‬
‫هللا يهدي منها ومن غيرها ما شاء‪.‬‬
‫@ اآليات ‪43 - 41‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وإن‬
‫كذبوك فقل لي عملي‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬أمره بهذا‪ ،‬ثم نسخه فأمره بجهادهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪44‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن مكحول رضي هللا عنه في قوله {إن هللا ال يظلم الن‪++‬اس‬
‫شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون} قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‬
‫"قال هللا‪ :‬يا عبادي إني ح‪++‬رمت الظلم على نفس‪++‬ي وجعلت‪++‬ه بينكم محرم‪++‬ا فال‬
‫تظالموا"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪45‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{يتع‪++‬ارفون بينهم} ق‪++‬ال‪ :‬يع‪++‬رف الرج‪++‬ل ص‪++‬احبه إلى جنب‪++‬ه فال يس‪++‬تطيع أن‬
‫يكلمه‪.‬‬
‫@ اآليات ‪56 - 46‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه في قوله {وأم‪+‬ا نرين‪+‬ك بعض ال‪+‬ذي نع‪+‬دهم} ق‪+‬ال‪ :‬س‪+‬وء الع‪+‬ذاب في‬
‫حياتك {أو نتوفينك} قبل {فإلينا مرجعهم} وفي قوله {ولكل أمة رسول فإذا‬
‫جاء رسولهم} قال‪ :‬يوم القيامة (لم يتناول المؤلف تفسير بقي‪++‬ة اآلي‪++‬ات هك‪++‬ذا‬
‫في األصل)‪.‬‬
‫@ اآلية ‪57‬‬
‫أخرج الطبراني وأبو الشيخ عن أبي األحوص قال‪ :‬ج‪++‬اء رج‪++‬ل إلى عب‪++‬د هللا‬
‫بن مسعود رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬إن أخي يش‪++‬تكي بطن‪++‬ه‪ .‬فوص‪++‬ف ل‪++‬ه الخم‪++‬ر‬
‫فقال‪ :‬سبحان هللا‪ !...‬م‪++‬ا جع‪++‬ل هللا في رجس ش‪++‬فاء‪ ،‬إنم‪++‬ا الش‪++‬فاء في ش‪++‬يئين‪:‬‬
‫القرآن والعسل‪ ،‬فيهما شفاء لما في الصدور وشفاء للناس‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحس‪+‬ن رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬إن هللا س‪+‬بحانه وتع‪+‬الى‬
‫جعل القرآن شفاء لما في الصدور ولم يجعله شفاء ألمراضكم‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫جاء رجل إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فق‪++‬ال‪ :‬إني أش‪++‬تكي ص‪++‬دري‪ .‬فق‪++‬ال‪:‬‬
‫اقرأ القرآن‪ ،‬يقول هللا تعالى‪ :‬شفاء لما في الصدور‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في شعب اإليمان عن وائل‪++‬ة بن األس‪++‬قع رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‬
‫رجال شكا إلى النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم وج‪++‬ع حلق‪++‬ه‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬علي‪++‬ك بق‪++‬راءة‬
‫القرآن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬في القرآن شفاءان‬
‫القرآن والعسل‪ ،‬فالقرآن شفاء لما في الصدور‪ ،‬والعسل شفاء من كل داء‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن طلحة بن مصرف كان يقال‪ :‬إن المريض إذا قرئ عنده‬
‫القرآن وجد له خفة‪ .‬فدخلت على خيثمة وهو م‪++‬ريض فقلت‪ :‬إني أراك الي‪++‬وم‬
‫صالحا‪ .‬قال‪ :‬إنه قرئ عندي القرآن‪.‬‬
‫@ اآلية ‪58‬‬
‫أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن أبي شيبة وأحم‪++‬د وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫أبي حاتم وابن األنباري في المصاحف وأبو الش‪+‬يخ والح‪+‬اكم وص‪+‬ححه وابن‬
‫مردويه وأبو نعيم في الحلية والبيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان من ط‪++‬رق عن أبي‬
‫بن كعب رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إن هللا‬
‫أمرني أن أقرأ عليك القرآن فقلت‪ :‬أسماني ل‪+‬ك؟ ق‪+‬ال‪ :‬نعم‪ .‬قي‪+‬ل ألبي رض‪+‬ي‬
‫هللا عنه‪ :‬أفرحت بذلك؟ ق‪++‬ال‪ :‬وم‪++‬ا يمنع‪++‬ني وهللا تع‪++‬الى يق‪++‬ول"ق‪++‬ل بفض‪++‬ل هللا‬
‫وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما تجمعون"هكذا قرأها بالتاء"‪.‬‬
‫وأخرج الطيالسي وأبو داود والحاكم وصححه وابن مردويه عن أبي رضي‬
‫هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬أق‪+‬رأني رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم "فب‪+‬ذلك فلتفرح‪+‬وا"‬
‫بالتاء‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن أبي رضي هللا عنه أنه كان يقرأ"فبذلك فلتفرحوا ه‪++‬و‬
‫خير مما تجمعون" بالتاء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي عمر العدني والطبراني وابن مردويه عن ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما عن النبي صلى هللا عليه وسلم "أنه كان يقرأ" فبذلك فلتفرحوا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وس‪++‬لم {ق‪++‬ل بفض‪++‬ل هللا وبرحمت‪++‬ه} ق‪++‬ال‪" :‬فض‪++‬ل هللا الق‪++‬رآن‪،‬‬
‫ورحمته أن جعلهم من أهله"‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المن‪++‬ذر وال‪++‬بيهقي عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {قل بفضل هللا وبرحمته} قال‪ :‬بكتاب هللا وباإلسالم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وال‪++‬بيهقي عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {ق‪++‬ل بفض‪++‬ل هللا وبرحمت‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬فض‪++‬له اإلس‪++‬الم‬
‫ورحمته القرآن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وال‪++‬بيهقي عن‬
‫ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {ق‪++‬ل بفض‪++‬ل هللا} الق‪++‬رآن {وبرحمت‪++‬ه} حين‬
‫جعلهم من أهل القرآن‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬فض‪++‬ل هللا‬
‫العلم‪ ،‬ورحمته محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬قال هللا تعالى (وم‪++‬ا أرس‪++‬لناك إال‬
‫رحمة للعالمين) (األنبياء اآلية ‪.)107‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن سالم رضي هللا عنه {قل بفضل هللا} قال‪ :‬اإلسالم‬
‫{وبرحمته} قال‪ :‬القرآن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جريرعن مجاهد رضي هللا عنه {ق‪++‬ل بفض‪++‬ل هللا‬
‫وبرحمته} قال‪ :‬القرآن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والبيهقي عن زيد بن أسلم رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬فض‪++‬ل هللا‬
‫القرآن‪ ،‬ورحمته اإلسالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والبيهقي عن هالل بن يسار رضي هللا عنه في قوله {قل‬
‫بفضل هللا وبرحمته} قال‪ :‬باإلسالم الذي هداكم وبالقرآن الذي علمكم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والبيهقي عن هالل بن يسار رضي هللا عنه في قوله {قل‬
‫بفضل هللا وبرحمته} قال‪ :‬فضل هللا اإلسالم‪ ،‬ورحمته القرآن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الحسن وقتادة‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج الخطيب وابن عساكر عن ابن عباس رضي هللا عنهما {ق‪++‬ل بفض‪++‬ل‬
‫هللا} قال‪ :‬النبي صلى هللا عليه وسلم‪{ ،‬وبرحمته} ق‪++‬ال‪ :‬علي بن أبي ط‪++‬الب‬
‫رضي هللا عنه‪.‬‬
‫وأخرج أبو القاسم بن بشران في أمالي‪++‬ه عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "من هداه هللا لإلسالم وعلمه الق‪++‬رآن ثم ش‪++‬كا‬
‫الفاقة كتب هللا الفق‪++‬ر بين عيني‪++‬ه إلى ي‪++‬وم يلق‪++‬اه‪ ،‬ثم تال الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم {قل بفضل هللا وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خ‪++‬ير مم‪++‬ا يجمع‪++‬ون} من‬
‫عرض الدنيا من األموال"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬إذا‬
‫عملت خيرا حمدت هللا عليه فأفرح فهو خير مما يجمعون من الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا خ‪++‬ير {مم‪++‬ا‬
‫يجمعون} قال‪ :‬من األموال والحرث واألنعام‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني عن أيفع الكالعي رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫قدم خراج الع‪++‬راق إلى عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬خ‪++‬رج عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫ومولى له‪ ،‬فجعل يعد اإلبل فإذا هو أك‪++‬ثر من ذل‪++‬ك‪ ،‬فجع‪++‬ل عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا‬
‫عن‪++‬ه يق‪++‬ول‪ :‬الحم‪++‬د هلل‪ .‬وجع‪++‬ل م‪++‬واله يق‪++‬ول‪ :‬ه‪++‬ذا ‪ -‬وهللا ‪ -‬من فض‪++‬ل هللا‬
‫ورحمته‪ .‬فقال عمر رضي هللا عنه‪ .‬كذبت ليس هذا الذي يق‪++‬ول {ق‪++‬ل بفض‪++‬ل‬
‫هللا وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪60 - 59‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {قل أرأيتم ما أن‪++‬زل هللا لكم من رزق}‬
‫اآلية‪ .‬قال‪ :‬هم أه‪++‬ل الش‪++‬رك ك‪++‬انوا يحل‪++‬ون من الح‪++‬رث واألنع‪++‬ام م‪++‬ا ش‪++‬اؤوا‪،‬‬
‫ويحرمون ما شاؤوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والحاكم وصححه والبيهقي في سننه وابن عساكر عن‬
‫أبي سعيد مولى أبي أسيد األنص‪++‬اري ق‪++‬ال‪ :‬أتى وف‪++‬د أه‪++‬ل مص‪++‬ر عثم‪++‬ان بن‬
‫عف‪++‬ان رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه فق‪++‬الوا ل‪++‬ه‪ :‬ادع بالمص‪++‬حف وافتتح الس‪+‬ابعة ‪ -‬وك‪+‬انوا‬
‫يسمون سورة يونس السابعة ‪ -‬فقرأها حتى أتى على هذه اآلية {قل أرأيتم ما‬
‫أنزل هللا لكم من رزق فجعلتم منه حراما وحالال} فقالوا له‪ :‬قف‪ ،‬أرأيت م‪++‬ا‬
‫حميت من الحمى أأهلل أذن لك أم على هللا تفتري؟ فقال‪ :‬امضه إنما نزلت في‬
‫كذا وكذا‪ ،‬فأما الحمى فإن عمر رضي هللا عن‪++‬ه حمى الحمى إلب‪++‬ل الص‪++‬دقة‪،‬‬
‫فلما وليت وزادت إبل الصدقة زدت في الحمى‪.‬‬
‫@ اآلية ‪61‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما {إذ تفيضون فيه} قال‪ :‬إذ تفعلون‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهما {وما يعزب} قال‪ :‬ما يغيب‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي وابن جرير عن مجاهد رضي هللا عنه‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه {وم‪++‬ا يع‪++‬زب عن رب‪++‬ك من‬
‫مثقال ذرة} قال‪ :‬ال يغيب عنه وزن ذرة {وال أص‪++‬غر من ذل‪++‬ك وال أك‪++‬بر إال‬
‫في كتاب مبين} قال‪ :‬هو الكتاب الذي عند هللا‪.‬‬
‫@ اآليات ‪63 - 62‬‬
‫أخ‪++‬رج أحم‪++‬د في الزه‪++‬د وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن وهب ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫الحواريون‪ :‬يا عيسى من أولياء هللا الذين ال خ‪++‬وف عليهم وال هم يحزن‪++‬ون؟‬
‫قال عيسى عليه السالم‪ :‬الذين نظروا إلى باطن ال‪++‬دنيا حين نظ‪++‬ر الن‪++‬اس إلى‬
‫ظاهرها‪ ،‬والذين نظروا إلى آجل الدنيا حين نظر الناس إلى عاجلها‪ ،‬وأماتوا‬
‫منها ما يخشون أن يميتهم وتركوا ما علموا أن سيتركهم‪ ،‬فصار اس‪++‬تكثارهم‬
‫منها استقالال وذكرهم إياه‪++‬ا فوات‪++‬ا‪ ،‬وف‪++‬رحهم بم‪++‬ا أص‪++‬ابوا منه‪++‬ا حزن‪++‬ا‪ ،‬وم‪++‬ا‬
‫عارضهم من نائلها رفضوه‪ ،‬وما عارضهم من رفعتها بغير الحق وض‪++‬عوه‪،‬‬
‫خلقت الدنيا عندهم فليس يجددونها‪ ،‬وخربت بينهم فليس يعمرونه‪++‬ا‪ ،‬وم‪++‬اتت‬
‫في ص‪++‬دورهم فليس يحبونه‪++‬ا‪ ،‬يه‪++‬دمونها فيبن‪++‬ون به‪++‬ا آخ‪++‬رتهم‪ ،‬ويبيعونه‪++‬ا‬
‫فيش‪++‬ترون به‪++‬ا م‪++‬ا يبقى لهم‪ ،‬ويرفض‪++‬ونها فك‪++‬انوا برفض‪++‬ها هم الف‪++‬رحين‪،‬‬
‫وباعوها فكانوا ببيعها هم الم‪++‬ربحين‪ ،‬ونظ‪++‬روا إلى أهله‪++‬ا ص‪++‬رعى ق‪++‬د خلت‬
‫فيهم المثالت ف‪++‬أحبوا ذك‪++‬ر الم‪++‬وت وترك‪++‬وا ذك‪++‬ر الحي‪++‬اة‪ ،‬يحب‪++‬ون هللا تع‪++‬الى‬
‫ويستضيئون بنوره ويضيئون به‪ ،‬لهم خ‪++‬بر عجيب وعن‪+‬دهم الخ‪++‬بر العجيب‪،‬‬
‫بهم قام الكتاب وبه قاموا‪ ،‬وبهم نطق الكت‪++‬اب وب‪++‬ه نطق‪++‬وا‪ ،‬وبهم علم الكت‪++‬اب‬
‫وبه علموا‪ ،‬وليس يرون نائال مع ما نالوا‪ ،‬وال أم‪++‬اني دون م‪++‬ا يرج‪++‬ون‪ ،‬وال‬
‫خوفا دون ما يحذرون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {أال‬
‫إن أولياء هللا ال خوف عليهم وال هم يحزنون} قال‪ :‬هم ال‪++‬ذين إذا رؤوا ذك‪++‬ر‬
‫هللا‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه والض‪++‬ياء في المخت‪++‬ارة عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما مرفوعا وموقوفا {أال إن أولي‪++‬اء هللا ال خ‪++‬وف عليهم‬
‫وال هم يحزنون} قال "هم الذين إذا رؤوا يذكر هللا لرؤيتهم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المبارك وابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‬
‫عن سعيد بن جبير رضي هللا عن‪+‬ه عن الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم {أال إن‬
‫أولياء هللا ال خوف عليهم وال هم يحزنون} قال "يذكر هللا لرؤيتهم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المب‪++‬ارك والحكيم الترم‪++‬ذي في ن‪++‬وادر األص‪++‬ول وال‪++‬بزار وابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬قيل يا رسول هللا من أولياء هللا؟ قال "الذين إذا رؤوا ذكر هللا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ من طريق مسعر عن سهل بن األسد رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫سئل رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم من أولي‪++‬اء هللا؟ ق‪++‬ال "ال‪++‬ذين إذا رؤوا‬
‫ذكر هللا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق مسعر بن بك‪++‬ر بن األخنس عن س‪++‬عد رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬سئل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم من أولياء هللا؟ قال "ال‪++‬ذين‬
‫إذا رؤوا ذكر هللا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن أبي الض‪++‬حى رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {أال إن‬
‫أولي‪+‬اء هللا ال خ‪++‬وف عليهم وال هم يحزن‪+‬ون} ق‪++‬ال‪ :‬هم"ال‪++‬ذين إذا رؤوا ذك‪+‬ر‬
‫هللا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د وابن ماج‪++‬ة والحكيم الترم‪++‬ذي وابن مردوي‪++‬ه عن أس‪++‬ماء بنت‬
‫يزيد رضي هللا عنها قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "أال أخ‪++‬بركم‬
‫بخياركم؟ قالوا‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬خياركم الذين إذا رؤوا ذكر هللا"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عمر رضي هللا عنه مرفوعا "إن هلل عب‪++‬ادا‬
‫ليس‪++‬وا بأنبي‪++‬اء وال ش‪++‬هداء يغبطهم الن‪++‬بيون والش‪++‬هداء ي‪++‬وم القيام‪++‬ة بق‪++‬ربهم‬
‫ومجلسهم منه‪ ،‬فجثا أعرابي على ركبيته فقال‪ :‬يا رسول هللا صفهم لن‪++‬ا حلهم‬
‫لنا‪ .‬قال‪ :‬قوم من أفناء الناس من ن‪++‬زاع القبائ‪++‬ل تص‪++‬ادقوا في هللا وتح‪++‬ابوا في‬
‫هللا‪ ،‬يض‪++‬ع هللا لهم ي‪++‬وم القيام‪++‬ة من‪++‬ابر من ن‪++‬ور فيجلس‪++‬هم‪ ،‬يخ‪++‬اف الن‪++‬اس وال‬
‫يخافون‪ ،‬هم أولياء هللا الذين ال خوف عليهم وال هم يحزنون"‪.‬وأخرج أحم‪++‬د‬
‫والحكيم الترمذي عن عم‪+‬رو بن الجم‪+‬وح رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه "أن‪+‬ه س‪+‬مع الن‪+‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم يقول‪ :‬ال يحق للعبد حق ص‪++‬ريح اإليم‪++‬ان ح‪++‬تى يحب هلل‬
‫ويبغض هلل تعالى‪ ،‬فإذا أحب هلل وأبغض هلل فق‪++‬د اس‪++‬تحق ال‪++‬والء من هللا‪ ،‬وإن‬
‫أولي‪++‬ائي من عب‪++‬ادي وأحب‪++‬أئي من خلقي ال‪++‬ذين ي‪++‬ذكرون ب‪++‬ذكري وأذك‪++‬ر‬
‫بذكرهم"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن عبد الرحمن بن غنم رضي هللا عنه يبل‪++‬غ ب‪++‬ه الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "خي‪++‬ار عب‪++‬اد هللا ال‪++‬ذين إذا رؤوا ذك‪++‬ر هللا‪ ،‬وش‪++‬ر عب‪++‬اد هللا‬
‫المشاؤون بالنميمة‪ ،‬المفرقون بين األحبة‪ ،‬الباغون البرآء العنت"‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي عن عب‪+‬د هللا بن عم‪+‬رو بن الع‪+‬اص رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "خي‪++‬اركم من ذك‪++‬ركم هللا رؤيت‪++‬ه‪،‬‬
‫وزاد في علمكم منطقه‪ ،‬ورغبكم في اآلخرة عمله"‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قيل‪ :‬يا رسول‬
‫هللا أي جلسائنا خير؟ قال‪ :‬من ذكركم هللا رؤيت‪++‬ه‪ ،‬وزاد في أعم‪++‬الكم منطق‪++‬ه‪،‬‬
‫وذكركم اآلخرة عمله"‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬الوا‪" :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‬
‫أينا أفضل كي نتخذه جليسا معلما؟ قال‪ :‬الذي إذا رئي ذكر هللا برؤيته"‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود وهناد وابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه وأب‪++‬و نعيم‬
‫في الحلية والبيهقي في شعب اإليمان عن عمر بن الخط‪++‬اب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "إن من عب‪++‬اد هللا ناس‪++‬ا يغبطهم‬
‫األنبياء والشهداء‪ ،‬قي‪+‬ل‪ :‬من هم ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا؟ ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬وم تح‪+‬ابوا في هللا من‬
‫غير أموال وال أنساب‪ ،‬ال يفزعون إذا فزع الن‪+‬اس وال يحزن‪+‬ون إذا حزن‪+‬وا‪،‬‬
‫ثم تال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم {أال إن أولياء هللا ال خ‪++‬وف عليهم وال‬
‫هم يحزنون} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ال‪++‬دنيا وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‬
‫والبيهقي عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "إن من عباد هللا عبادا يغبطهم األنبياء والش‪+‬هداء ي‪+‬وم القيام‪+‬ة بمك‪+‬انهم‬
‫من هللا‪ .‬قيل‪ :‬من هم يا رسول هللا؟ قال‪ :‬ق‪++‬وم تح‪++‬ابوا في هللا من غ‪++‬ير أم‪++‬وال‬
‫وال أنساب‪ ،‬وجوههم نور على منابر من نور‪ ،‬ال يخ‪++‬افون إذا خ‪++‬اف الن‪++‬اس‪،‬‬
‫وال يحزنون إذا حزن الناس‪ ،‬ثم ق‪++‬رأ {أال إن أولي‪++‬اء هللا ال خ‪++‬وف عليهم وال‬
‫هم يحزنون} "‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن أبي الدنيا في كتاب اإلخ‪+‬وان وابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪+‬اتم‬
‫وابن مردويه وال‪++‬بيهقي عن أبي مال‪++‬ك األش‪++‬عري رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "إن هلل عب‪++‬ادا ليس‪++‬وا بأنبي‪++‬اء وال ش‪++‬هداء‪،‬‬
‫يغبطهم النبيون والش‪++‬هداء على مجالس‪++‬هم وق‪++‬ربهم من هللا‪ .‬ق‪++‬ال أع‪++‬رابي‪ ،‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا انعتهم لنا‪ .‬قال‪ :‬هم أناس من أبناء الناس ونوازع القبائل لم تص‪++‬ل‬
‫بينهم أرح‪++‬ام متقارب‪++‬ة‪ ،‬تح‪++‬ابوا في هللا وتص‪++‬افوا في هللا‪ ،‬يض‪++‬ع هللا لهم ي‪++‬وم‬
‫القيامة منابر من ن‪++‬ور فيجلس‪++‬ون عليه‪++‬ا‪ ،‬يف‪++‬زع الن‪++‬اس وال هم يفزع‪++‬ون وهم‬
‫أولياء هللا ال خوف عليهم وال هم يحزنون"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن أبي ال‪++‬درداء رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه"س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪ :‬ق‪++‬ال هللا تع‪++‬الى‪ :‬حقت محب‪++‬تي للمتح‪++‬ابين في‪،‬‬
‫وحقت محب‪+++‬تي للم‪+++‬تزاورين في‪ ،‬وحقت محب‪+++‬تي للمتجالس‪+++‬ين في‪ ،‬ال‪+++‬ذين‬
‫يعمرون مساجدي بذكري‪ ،‬ويعلمون الناس الخ‪++‬ير‪ ،‬وي‪++‬دعونهم إلى ط‪++‬اعتي‪،‬‬
‫أولئك أوليائي ال‪+‬ذين أظلهم في ظ‪+‬ل عرش‪+‬ي‪ ،‬وأس‪+‬كنهم في ج‪+‬واري‪ ،‬وآمنهم‬
‫من عذابي‪ ،‬وأدخلهم الجنة قبل الناس بخمسمائة عام‪ ،‬يتنعمون فيها وهم فيها‬
‫خالدون‪ ،‬ثم ق‪+‬رأ ن‪+‬بي هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم {أال إن أولي‪+‬اء هللا ال خ‪+‬وف‬
‫عليهم وال هم يحزنون} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ئل الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم عن قول هللا تع‪++‬الى {أال إن أولي‪++‬اء هللا ال خ‪++‬وف عليهم وال هم‬
‫يحزنون} قال "الذين يتحابون في هللا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد هللا رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم {أال إن أولي‪++‬اء هللا ال خ‪++‬وف عليهم وال هم يحزن‪++‬ون} ق‪++‬ال "هم‬
‫الذين يتحابون في هللا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وعب‪++‬د هللا بن أحم‪++‬د في زوائ‪++‬د المس‪++‬ند عن أبي مس‪++‬لم‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬لقيت معاذ بن جب‪++‬ل رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه بحمص فقلت‪ :‬وهللا‬
‫إني ألحبك هلل‪ .‬قال‪ :‬أبشر فإني سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يق‪++‬ول‬
‫"المتح‪++‬ابون في هللا في ظ‪++‬ل الع‪++‬رش ي‪++‬وم ال ظ‪++‬ل إال ظل‪++‬ه يغبطهم لمك‪++‬انهم‬
‫الن‪++‬بيون والش‪++‬هداء‪ ،‬ثم خ‪++‬رجت فلقيت عب‪++‬ادة بن الص‪++‬امت رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫فحدثته بالذي قال معاذ‪ ،‬فقال عبادة رضي هللا عنه‪ :‬سمعت رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم يروي عن ربه عز وجل أنه قال‪ :‬حقت محبتي للمتحابين في‪،‬‬
‫وحقت محبتي للمتزاورين في‪ ،‬وحقت محبتي للمتباذلين في‪ ،‬على من‪++‬ابر من‬
‫نور يغبطهم النبيون والصديقون"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والحكيم الترمذي في نوادر األص‪++‬ول عن ابن مس‪++‬عود‬
‫رضي هللا قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "إن للمتح‪++‬ابين في هللا‬
‫تعالى عمودا من ياقوتة حمراء في رأس العمود سبعون ألف غرفة‪ ،‬يض‪++‬يء‬
‫حسنهم أهل الجن‪+‬ة كم‪+‬ا تض‪+‬يء الش‪+‬مس أه‪+‬ل ال‪+‬دنيا‪ ،‬يق‪+‬ول بعض‪+‬هم لبعض‪:‬‬
‫انطلق‪++‬وا بن‪++‬ا ح‪++‬تى ننظ‪++‬ر إلى المتح‪++‬ابين في هللا‪ ،‬ف‪++‬إذا أش‪++‬رفوا عليه‪++‬ا أض‪++‬اء‬
‫حسنهم أهل الجنة كما تضيء الش‪+‬مس أله‪+‬ل ال‪+‬دنيا‪ ،‬عليهم ثي‪+‬اب خض‪+‬ر من‬
‫سندس‪ ،‬مكتوب على جباههم هؤالء المتحابون في هللا"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن ابن س‪++‬ابط رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه أن‪++‬بئت أن عن يمين‬
‫الرحمن ‪ -‬وكلتا يديه يمين ‪ -‬قوما على منابر من نور وج‪++‬وههم ن‪++‬ور‪ ،‬عليهم‬
‫ثياب خضر تغشي أبصار الناظرين رؤيتهم‪ ،‬ليسوا بأنبي‪+‬اء وال ش‪+‬هداء‪ ،‬ق‪+‬وم‬
‫تحابوا في جالل هللا حين عصي هللا في األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن العالء بن زياد رضي هللا عنه عن ن‪++‬بي هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال "عب‪++‬اد من عب‪++‬اد هللا ليس‪++‬وا بأنبي‪++‬اء وال ش‪++‬هداء‪ ،‬يغبطهم‬
‫األنبي‪++‬اء والش‪++‬هداء ي‪++‬وم القيام‪++‬ة يق‪++‬ربهم من هللا على من‪++‬ابر من ن‪++‬ور‪ ،‬يق‪++‬ول‬
‫األنبياء والشهداء‪ :‬من هؤالء؟ فيقول‪ :‬هؤالء كانوا يتحابون في هللا على غير‬
‫أموال يتعاطونها وال أرحام كانت بينهم"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن أبي سعيد رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "إن المتحابين لنرى غرفهم في الجنة ك‪++‬الكوكب الط‪++‬الع الش‪++‬رقي‬
‫أو الغربي‪ ،‬فيقال‪ :‬من هؤالء؟ فيقال‪ :‬المتحابون في هللا تعالى"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪64‬‬
‫أخرج سعيد بن منصور وابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د والترم‪++‬ذي وحس‪++‬نه والحكيم‬
‫الترمذي في نوادر األص‪++‬ول وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن عط‪++‬اء بن يس‪++‬ار عن‬
‫رجل من أهل مص‪++‬ر ق‪++‬ال‪ :‬س‪+‬ألت أب‪+‬ا ال‪++‬درداء رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه عن ق‪++‬ول هللا‬
‫تعالى {لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي اآلخرة} فقال‪ :‬ما سألني عنها أح‪++‬د‬
‫منذ سألت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقال "ما سألني عنه‪++‬ا أح‪++‬د غ‪++‬يرك‬
‫منذ أنزلت‪ .‬هي الرؤي‪++‬ا الص‪++‬الحة يراه‪++‬ا المس‪++‬لم أو ت‪++‬رى ل‪++‬ه فهي بش‪++‬راه في‬
‫الحياة الدنيا‪ ،‬وبشراه في اآلخرة الجنة"‪.‬‬
‫وأخرج الطيالسي وأحمد وال‪++‬دارمي والترم‪++‬ذي وابن ماج‪++‬ة والهيثم بن كليب‬
‫الشامي والحكيم الترمذي وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر والط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي عن عبادة بن الص‪++‬امت رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬سألت رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم عن قول‪++‬ه {لهم البش‪++‬رى في‬
‫الحياة الدنيا} قال "هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه والبيهقي عن عب‪+‬د هللا بن‬
‫عمر رضي هللا عنهما عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم في قول‪++‬ه {لهم‬
‫البشرى في الحياة ال‪++‬دنيا} ق‪++‬ال "الرؤي‪++‬ا الص‪++‬الحة يبش‪++‬ر به‪++‬ا الم‪++‬ؤمن‪ ،‬وهي‬
‫ج‪++‬زء من س‪+‬تة وأربعين ج‪++‬زءا من النب‪+‬وة‪ ،‬فمن رأى ذل‪++‬ك فليخ‪++‬بر به‪+‬ا وادا‪،‬‬
‫ومن رأى سوى ذلك فإنما هو من الشيطان ليحزنه‪ ،‬فلينفث عن يس‪++‬اره ثالث‪++‬ا‬
‫وليسكت وال يخبر بها أحدا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هريرة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم في قوله {لهم البش‪++‬رى في الحي‪++‬اة ال‪++‬دنيا وفي‬
‫اآلخرة} قال "هي في الدنيا الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح أو ترى ل‪++‬ه‪،‬‬
‫وفي اآلخرة الجنة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد والبزار وابن مردوي‪++‬ه والخطيب في المتف‪++‬ق والمف‪++‬ترق من‬
‫طري‪+++‬ق الكل‪+++‬بي عن أبي ص‪+++‬الح عن ج‪+++‬ابر بن عب‪+++‬د هللا بن رب‪+++‬اب وليس‬
‫باألنصاري عن النبي صلى هللا عليه وسلم في قوله {لهم البشرى في الحي‪++‬اة‬
‫الدنيا وفي اآلخرة} قال "هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وأبو الشيخ وابن مردويه وأب‪++‬و القاس‪++‬م‬
‫بن منده في كتاب س‪+‬ؤال الق‪+‬بر من طري‪+‬ق أبي جعف‪+‬ر عن ج‪+‬ابر بن عب‪+‬د هللا‬
‫رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬أتى رج‪++‬ل من أه‪++‬ل البادي‪++‬ة رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم فقال‪ :‬يا رسول هللا أخبرني عن قول هللا {الذين آمنوا وكانوا يتقون لهم‬
‫البشرى في الحياة الدنيا وفي اآلخرة} فقال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"أما قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} فهي الرؤي‪++‬ا الحس‪++‬نة ت‪++‬رى للم‪++‬ؤمن‬
‫فيبشر به‪+‬ا في دني‪+‬اه‪ ،‬وأم‪+‬ا قول‪+‬ه {وفي اآلخ‪+‬رة} فإنه‪+‬ا بش‪+‬ارة الم‪+‬ؤمن عن‪+‬د‬
‫الموت إن هللا قد غفر لك ولمن حملك إلى قبرك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق أبي سفيان عن ج‪++‬ابر بن عب‪++‬د هللا رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬سألت رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم عن ق‪++‬ول هللا {لهم البش‪++‬رى‬
‫في الحياة الدنيا وفي اآلخرة} قال "ما سألني عنها أحد‪ :‬هي الرؤيا الصالحة‬
‫يراها المسلم أو ترى له‪ ،‬وفي اآلخرة الجنة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم عن قوله {لهم البش‪+‬رى في الحي‪+‬اة ال‪++‬دنيا وفي اآلخ‪++‬رة}‬
‫قال "هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {لهم‬
‫البشرى في الحياة ال‪++‬دنيا} ق‪++‬ال‪ :‬هي الرؤي‪+‬ا الحس‪+‬نة يراه‪++‬ا المس‪+‬لم لنفس‪+‬ه أو‬
‫لبعض إخوانه‪.‬‬
‫وأخرج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن أبي ش‪++‬يبة وأب‪++‬و داود والنس‪++‬ائي وابن ماج‪++‬ة‬
‫وابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪" :‬كش‪++‬ف الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم الستارة في مرضه الذي مات فيه والناس صفوف خلف أبي بك‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه فقال‪ :‬إنه لم يبق من مبشرات النبوة إال الرؤيا الصالحة يراها‬
‫المسلم أو ترى له"‪.‬‬
‫وأخرج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وأحم‪++‬د وابن مردوي‪++‬ه عن أبي الطفي‪++‬ل ع‪++‬امر بن‬
‫واثلة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ال نبوة بعدي‬
‫إال بالمبشرات‪ .‬قيل يا رسول هللا‪ :‬وما المبشرات؟ قال‪ :‬الرؤيا الصالحة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن حذيفة بن أسيد الغف‪++‬اري رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وس‪++‬لم ق‪++‬ال "ذهبت النب‪++‬وة فال نب‪++‬وة بع‪++‬دي وبقيت المبش‪++‬رات‪،‬‬
‫رؤيا المسلم الحسنة يراها المسلم أو ترى له"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د والترم‪++‬ذي وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه عن أنس‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "إن الرسالة والنبوة‬
‫قد انقطعتا‪ ،‬فال رسول بعدي وال نبي ولكن المبش‪+‬رات‪ .‬ق‪+‬الوا‪ :‬ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا‬
‫وما المبشرات؟ قال‪ :‬رؤيا المسلم هي جزء من أجزاء النبوة"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبي قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "الرؤيا الصالحة بشرى من هللا‪ ،‬وهي جزء من أج‪++‬زاء‬
‫النبوة"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن مردويه عن عائشة رضي هللا عنها "أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال‪ :‬ال يبقى بعدي شيء من النبوة إال المبشرات‪ .‬قالوا‪ :‬يا رسول‬
‫هللا وما المبشرات؟ قال‪ :‬الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو ترى له"‪.‬‬
‫وأخرج ابن ماجة وابن جرير عن أم كند الكعبية "س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم يقول‪ :‬ذهبت النبوة وبقيت المبشرات"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة ومس‪++‬لم وأب‪++‬و داود والترم‪++‬ذي وابن ماج‪++‬ة عن أبي‬
‫هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم "إذا اق‪++‬ترب‬
‫الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب‪ ،‬وأص‪++‬دقهم رؤي‪++‬ا أص‪++‬دقهم ح‪++‬ديثا‪ ،‬ورؤي‪++‬ا‬
‫المس‪++‬لم ج‪++‬زء من س‪++‬تة وأربعين ج‪++‬زءا من النب‪++‬وة‪ ،‬والرؤي‪++‬ا ثالث‪ .‬فالرؤي‪++‬ا‬
‫الصالحة بشرى من هللا‪ ،‬والرؤيا مما تح‪+‬زن الش‪+‬يطان‪ ،‬والرؤي‪+‬ا مم‪+‬ا يح‪+‬دث‬
‫بها الرجل نفسه‪ ،‬وإذا رأى أحدكم ما يكره فليقم وليتفل وال يحدث به الن‪++‬اس‪،‬‬
‫وأحب القيد في النوم وأكره الغل‪ ،‬القيد ثبات في الدين‪ .‬ولفظ ابن ماجة‪ :‬ف‪++‬إذا‬
‫رأى أحدكم رؤيا تعجبه فليقصها إن شاء‪ ،‬وإن رأى ش‪++‬يئا يكره‪++‬ه فال يقص‪++‬ه‬
‫على أحد وليقم يصلي"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري ومسلم وأب‪++‬و داود والترم‪++‬ذي والنس‪++‬ائي عن‬
‫عبادة بن الصامت رضي هللا عنه "أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬رؤي‪++‬ا‬
‫المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة"‪.‬‬
‫وأخرج البخاري والترمذي والنسائي عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫"أنه سمع النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬إذا رأى أحدكم الرؤيا يحبه‪++‬ا فإنم‪++‬ا‬
‫هي من هللا فليحمد هللا عليها وليحدث به‪++‬ا‪ ،‬وإذا رأى غ‪++‬يره مم‪++‬ا يك‪++‬ره فإنم‪++‬ا‬
‫هي من الشيطان‪ ،‬فليستعذ باهلل من شرها وال يذكرها ألحد فإنها ال تضره"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن ماج‪+‬ة عن أبي س‪+‬عيد الخ‪+‬دري رض‪+‬ي‬
‫هللا عنه "أنه سمع رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪ :‬الرؤي‪++‬ا الص‪++‬الحة‬
‫ج‪++‬زء من س‪++‬تة وأربعين ج‪++‬زءا‪ .‬ولف‪++‬ظ ابن أبي ش‪++‬يبة وابن ماج‪++‬ة‪ :‬ج‪++‬زء من‬
‫سبعين جزءا من النبوة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والبخاري وابن ماجة عن أبي هريرة رضي هللا عن‪++‬ه‪.‬‬
‫أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪" :‬رؤي‪++‬ا الم‪++‬ؤمن ج‪++‬زء من س‪++‬تة‬
‫وأربعين جزءا من النبوة"‪.‬‬
‫وأخرج البخ‪++‬اري عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول "لم يب‪++‬ق من النب‪++‬وة إال المبش‪++‬رات ق‪++‬الوا‪ :‬وم‪++‬ا‬
‫المبشرات؟ قال‪ :‬الرؤيا الصالحة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن ماجة عن ابن عمر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "الرؤيا الصالحة جزء من سبعين ج‪++‬زءا من‬
‫النبوة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬الرؤي‪++‬ا من‬
‫المبشرات‪ ،‬وهي جزء من سبعين جزءا من النبوة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن ع‪++‬روة {لهم البش‪++‬رى في الحي‪++‬اة ال‪++‬دنيا} ق‪++‬ال‪ :‬هي‬
‫الرؤيا الصالحة يراها العبد الصالح‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن مجاهد {لهم البش‪++‬رى في الحي‪++‬اة ال‪++‬دنيا} ق‪++‬ال‪ :‬هي‬
‫الرؤيا الصالحة يراها المؤمن أو ترى له‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي وابن مردويه عن حميد بن عبد هللا رضي هللا عن‪++‬ه‪.‬‬
‫أن رجال سأل عبادة بن الصامت رضي هللا عنه عن قول‪++‬ه {لهم البش‪+‬رى في‬
‫الحياة الدنيا} فقال عبادة رضي هللا عن‪++‬ه‪ :‬س‪++‬ألت عنه‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم فقال "هي الرؤيا الصالحة يراها المؤمن لنفسه أو ترى ل‪++‬ه‪ ،‬وه‪++‬و‬
‫كالم يكلم به ربك عبده في المنام"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الحكيم الترم‪++‬ذي عن أبي بك‪++‬ر الص‪++‬ديق رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه ك‪++‬ان‬
‫يق‪+‬ول‪ :‬إذا أص‪+‬بح من رأى رؤي‪+‬ا ص‪+‬الحة فليح‪+‬دثنا به‪+‬ا‪ ،‬ألن ي‪+‬رى لي رج‪+‬ل‬
‫مسلم أسبغ وضوءه رؤيا صالحة أحب إلي من كذا وكذا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد وأبو داود والترمذي وص‪++‬ححه وابن ماج‪++‬ة عن‬
‫أبي رزين رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬رؤي‪++‬ا الم‪++‬ؤمن‬
‫جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة‪ ،‬وهي على رجل طائر م‪++‬ا لم يح‪++‬دث‬
‫بها فإذا حدث بها وقعت‪.‬‬
‫وأخرج مالك والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجة عن أبي قتادة‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال "الرؤي‪++‬ا من هللا‬
‫والحلم من الشيطان‪ ،‬فإذا رأى أح‪++‬دكم ش‪++‬يئا يكره‪++‬ه فلينفث عن يس‪++‬اره ثالث‬
‫مرات ثم ليستعذ باهلل من الشيطان‪ ،‬فإنها ال تضره"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عوف بن مالك األشجعي رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "الرؤي‪++‬ا على ثالث‪++‬ة‪ .‬تخوي‪++‬ف من الش‪++‬يطان‬
‫ليحزن به ابن آدم‪ ،‬ومنه األمر يحدث ب‪+‬ه نفس‪+‬ه في اليقظ‪+‬ة ف‪+‬يراه في المن‪+‬ام‪،‬‬
‫ومنه جزء من ستة وأربعين جزءا النبوة"‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر األصول عن سمير بن أبي واصل رضي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬كان يقال‪ :‬إذا أراد هللا بعبده خيرا عاتبه في نومه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال‪ :‬هو قوله لنبيه‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم (وبش‪++‬ر المؤم‪++‬نين ب‪++‬أن لهم من هللا فض‪++‬ال كب‪++‬يرا)‬
‫(األحزاب اآلية ‪.)47‬‬
‫وأخرج ابن المنذر من طريق مقسم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫آيتان يبشر بهما المؤمن عند موته {أال إن أولياء هللا ال خ‪++‬وف عليهم وال هم‬
‫يحزنون} وقوله (إن الذين قالوا ربنا هللا ثم استقاموا) (فصلت اآلية ‪.)30‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي الدنيا في ذكر الم‪++‬وت وابن المن‪++‬ذر وابن أبي‬
‫حاتم وأبو الشيخ وأبو القاسم بن منده في كتاب سؤال القبر عن الض‪++‬حاك في‬
‫قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قال‪ :‬يعلم أين هو قبل أن يموت‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الزهري وقت‪++‬ادة رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه في قوله {لهم البشرى في الحياة الدنيا} قاال‪ :‬البشارة عند الموت‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والحاكم والبيهقي في األسماء والصفات عن ن‪++‬افع رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬خطب الحج‪++‬اج فق‪++‬ال‪ :‬إن ابن الزب‪++‬ير ب‪++‬دل كت‪++‬اب هللا‪ .‬فق‪++‬ال ابن‬
‫عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪ :‬ال تس‪++‬تطيع ذل‪++‬ك أنت وال ابن الزب‪++‬ير {ال تب‪++‬ديل‬
‫لكلمات هللا}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪66 - 65‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن ابن عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪++‬ال‪ :‬لم‪+‬ا لم ينتفع‪+‬وا بم‪+‬ا‬
‫جاءهم من هللا وأقاموا على كفرهم‪ ،‬كبر ذلك على رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬فجاء من هللا فيما يعاتبه {وال يحزن‪++‬ك ق‪++‬ولهم إن الع‪++‬زة هلل جميع‪++‬ا ه‪++‬و‬
‫السميع العليم} يسمع ما يقولون ويعلمه‪ ،‬فلو شاء بعزته النتصر عليهم‪.‬‬
‫@ اآليات ‪70 - 67‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {والنه‪++‬ار مبص‪++‬را}‬
‫قال‪ :‬منيرا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن عن‪++‬دكم من‬
‫سلطان بهذا} يقول ما عندكم من سلطان بهذا‪.‬‬
‫@ اآليات ‪74 - 71‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن األعرج رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ف‪++‬اجمعوا أم‪++‬ركم‬
‫وشركاءكم} يقول‪ :‬فاحكموا أمركم‪ ،‬وادعوا شركاءكم‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ح‪+++‬اتم عن الحس‪+++‬ن رض‪+++‬ي هللا عن‪+++‬ه {ف‪+++‬اجمعوا أم‪+++‬ركم‬
‫وشركاءكم} أي فلتجمعوا أمرهم معكم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي‬
‫هللا عنه في قوله {ثم ال يكن أمركم عليكم غمة} قال‪ :‬ال يكبر عليكم أم‪++‬ركم‪،‬‬
‫ثم اقضوا ما أنتم قاضون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {ثم اقض‪++‬وا إلي}‬
‫قال‪ :‬انهضوا إلي {وال تنظرون} يقول‪ :‬وال تؤخرون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن مجاهد {ثم اقضوا إلي} قال‪ :‬ما في أنفسكم‪.‬‬
‫@ اآليات ‪82 - 75‬‬
‫أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قت‪+‬ادة رض‪+‬ي‬
‫هللا عنه في قوله {لتلفتنا} قال‪ :‬لتلوينا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي هللا عن‪++‬ه {لتلفتن‪++‬ا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لتصدنا عن آلهتنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {وتكون لكم‪++‬ا الكبري‪++‬اء في األرض} ق‪++‬ال‪ :‬العظم‪++‬ة‬
‫والملك والسلطان‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ليث بن أبي سليم رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بلغني أن هذه اآليات شفاء من السحر بإذن هللا تعالى‪ ،‬يقرأ في إن‪+‬اء في‪+‬ه م‪+‬اء‬
‫ثم يصب على رأس المسحور اآلية التي في يونس {فلما ألقوا قال موسى ما‬
‫جئتم ب‪++‬ه الس‪++‬حر إن هللا س‪++‬يبطله} إلى قول‪++‬ه {ول‪++‬و ك‪++‬ره المجرم‪++‬ون} وقول‪++‬ه‬
‫(فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون) (األعراف اآلي‪++‬ة ‪ )118‬إلى آخ‪++‬ر أرب‪++‬ع‬
‫آيات وقوله (إنما صنعوا كيد ساحر وال يفلح الس‪++‬احر حيث أتى) (ط‪++‬ه اآلي‪++‬ة‬
‫‪.)69‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن هرون رضي هللا عنه قال‪ :‬في ح‪++‬روف أبي بن كعب‬
‫"م‪++‬ا أتيتم ب‪++‬ه س‪++‬حر" وفي ح‪++‬رف ابن مس‪++‬عود رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه"م‪++‬ا جئتم ب‪++‬ه‬
‫سحر"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪86 - 83‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {فما آمن لموسى إال ذرية} قال‪ :‬الذرية القليل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {ذرية من قومه} قال‪ :‬من بني إسرائيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه في‬
‫قوله {فم‪++‬ا آمن لموس‪++‬ى إال ذري‪++‬ة من قوم‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬أوالد ال‪++‬ذين أرس‪++‬ل إليهم‬
‫موسى من طول الزمان ومات آباؤهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ك‪++‬انت الذري‪++‬ة ال‪++‬تي‬
‫آمنت بموسى من أناس بني إسرائيل من قوم فرعون‪ ،‬منهم ام‪++‬رأة فرع‪++‬ون‪،‬‬
‫ومؤمن آل فرعون‪ ،‬وخازن فرعون‪ ،‬وامرأة خازنه‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور ونعيم بن حماد في الفتن وأبو الش‪+‬يخ‬
‫عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ربن‪++‬ا ال تجعلن‪++‬ا فتن‪++‬ة للق‪++‬وم الظ‪++‬المين}‬
‫قال‪ :‬ال تسلطهم علينا فيفتنونا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه {ربنا ال تجعلنا فتن‪+‬ة للق‪+‬وم الظ‪+‬المين} ق‪+‬ال‪ :‬ال تع‪+‬ذبنا بأي‪+‬دي‬
‫قوم فرعون وال بعذاب من عندك‪ ،‬فيقول قوم فرعون‪ :‬ل‪++‬و ك‪++‬انوا على الح‪++‬ق‬
‫ما عذبوا وال سلطنا عليهم فيفتنون بنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن أبي قالبة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قول موسى عليه السالم {ربنا ال تجعلنا فتنة للقوم الظالمين} ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬أل‬
‫ربه أن ال يظهر علينا عدونا فيحسبون أنهم أولى بالعدل فيفتنون بذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي مجلز في قوله {ربن‪++‬ا‬
‫ال تجعلنا فتنة للقوم الظالمين} قال‪ :‬ال تظهرهم علينا فيروا أنهم خير منا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪87‬‬
‫أخرج أبو الش‪+‬يخ عن قت‪+‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪++‬ه {وأوحين‪+‬ا إلى موس‪+‬ى‬
‫وأخيه أن تبوآ لقومكما بمصر بيوتا} قال‪ :‬ذلك حين منعهم فرعون الص‪++‬الة‪،‬‬
‫وأمروا أن يجعلوا مساجدهم في بيوتهم وأن يوجهوها نحو القبلة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن مجاه‪++‬د‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {أن تب‪++‬وآ لقومكم‪++‬ا بمص‪++‬ر بيوت‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬مص‪++‬ر‬
‫اإلسكندرية‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد‬
‫رضي هللا عنه في قوله {واجعلوا بيوتكم قبلة} قال‪ :‬كانوا ال يص‪++‬لون إال في‬
‫البيع‪ ،‬حتى خافوا من آل فرعون فأمروا أن يصلوا في بيوتهم‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن‬
‫مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {واجعل‪++‬وا بي‪++‬وتكم قبل‪++‬ة}‬
‫قال‪ :‬أمروا أن يتخذوا في بيوتهم مساجد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ك‪++‬انوا‬
‫يفرقون من فرعون وقومه أن يصلوا فقال {واجعلوا بيوتكم قبلة}‪ .‬قال‪ :‬قبل‬
‫الكعبة‪ ،‬وذكر أن آدم عليه السالم فمن بعده كانوا يصلون قبل الكعبة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {واجعل‪++‬وا‬
‫بيوتكم قبلة} قال‪ :‬يقابل بعضها بعضا‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن أبي رافع رضي هللا عنه "أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم خطب فق‪++‬ال‪ :‬إن هللا أم‪++‬ر موس‪++‬ى وه‪++‬رون أن يتب‪++‬وآ لقومهم‪++‬ا بيوت‪++‬ا‪،‬‬
‫وأمرهما أن ال يبيت في مسجدهما جنب‪ ،‬وال يقرب‪++‬وا في‪++‬ه النس‪++‬اء إال ه‪++‬رون‬
‫وذريته‪ ،‬وال يحل ألحد أن يقرب النساء في مسجدي هذا‪ ،‬وال يبيت فيه جنب‬
‫إال علي وذريته"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪88‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما‬
‫في قول‪++‬ه {ربن‪++‬ا اطمس على أم‪++‬والهم} يق‪++‬ول‪ :‬دم‪++‬ر على أم‪++‬والهم وأهلكه‪++‬ا‬
‫{واشدد على قلوبهم} قال‪ :‬إطبع {فال يؤمنوا حتى يروا العذاب األليم} وهو‬
‫الغرق‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن محم‪+‬د بن كعب الق‪++‬رظي‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬سألني عم‪++‬ر بن عب‪++‬د العزي‪++‬ز رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن قول‪++‬ه‬
‫{ربنا اطمس على أموالهم} فأخبرته أن هللا طمس على أم‪++‬وال فرع‪++‬ون وآل‬
‫فرعون حتى صارت حجارة‪ .‬فقال عمر‪ :‬كم‪++‬ا أنت ح‪++‬تى آتي‪++‬ك‪ .‬ف‪++‬دعا بكيس‬
‫مختوم ففكه فإذا في‪++‬ه الفض‪++‬ة مقطوع‪++‬ة كأنه‪++‬ا الحج‪++‬ارة‪ ،‬وال‪++‬دنانير وال‪++‬دراهم‬
‫وأشباه ذلك من األموال حجارة كلها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {اطمس على أم‪++‬والهم} ق‪++‬ال‪ :‬أهلكه‪++‬ا {واش‪++‬دد على‬
‫قلوبهم} قال‪ :‬بالضاللة {فال يؤمنوا} باهلل فيما يرون من اآليات {حتى يروا‬
‫العذاب األليم}‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي‬
‫هللا عن‪++‬ه في قول‪+++‬ه {ربن‪++‬ا اطمس على أم‪++‬والهم} ق‪+++‬ال‪ :‬بلغن‪++‬ا أن زروعهم‬
‫وأموالهم تحولت حجارة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{ربن‪++‬ا اطمس على أم‪++‬والهم} ق‪++‬ال‪ :‬ص‪++‬ارت دن‪++‬انيرهم ودراهمهم ونحاس‪++‬هم‬
‫وحديدهم حجارة منقوشة {واشدد على قلوبهم} يقول‪ :‬أهلكهم كفارا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية رضي هللا عنه في قوله {ربنا اطمس على‬
‫أموالهم} قال‪ :‬صارت حجارة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن القرظي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {ربن‪+‬ا اطمس على‬
‫أموالهم} قال‪ :‬اجعل سكرهم حجارة‪.‬‬
‫@ اآلية ‪89‬‬
‫أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬د‬
‫أجيبت دعوتكما‪ .‬قال‪ :‬فاستجاب ربه له وحال بين فرعون وبين اإليمان‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان موس‪++‬ى علي‪++‬ه‬
‫السالم إذا دعا أمن هرون على دعائه يقول‪ :‬آمين‪ .‬قال أبو هريرة رضي هللا‬
‫عنه‪ :‬وهو اسم من أسماء هللا تعالى‪ ،‬فذلك قوله {قد أجيبت دعوتكما}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن ابن عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪++‬ه {ق‪++‬د أجيبت‬
‫دعوتكما} قال‪ :‬دعا موسى عليه السالم وأمن هرون‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن عكرمة رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫كان موسى عليه السالم يدعو ويؤمن هرون علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه {ق‪++‬د‬
‫أجيبت دعوتكما}‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور عن محمد بن كعب القرظي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كان موسى يدعو وهرون يؤمن‪ ،‬والداعي والمؤمن شريكان‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن محم‪++‬د بن كعب الق‪++‬رظي ق‪++‬ال‪ :‬دع‪++‬ا موس‪++‬ى وأمن‬
‫هرون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن أبي صالح وأبي العالية والربيع مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي هللا عنه قال‪ :‬كان هرون عليه الس‪++‬الم‬
‫يق‪++‬ول‪ :‬آمين‪ .‬فق‪++‬ال هللا {ق‪++‬د أجيبت دعوتكم‪++‬ا} فص‪++‬ار الت‪++‬أمين دع‪++‬وة ص‪++‬ار‬
‫شريكه فيها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬يزعم‪++‬ون أن‬
‫فرعون مكث بعد هذه الدعوة أربعين سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن جريج‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {قال ق‪++‬د أجيبت‬
‫دعوتكما} قال‪ :‬بعد أربعين سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {فاس‪++‬تقيما}‬
‫فامضيا ألمري وهي االستقامة‪.‬‬
‫@ اآليات ‪91 - 90‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي هللا عنه قال‪ :‬العدو والعلو والعتو في‬
‫كتاب هللا تجبر‪.‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا خ‪++‬رج آخ‪++‬ر‬
‫أصحاب موسى ودخل آخ‪++‬ر أص‪++‬حاب فرع‪++‬ون‪ ،‬أوحي إلى البح‪++‬ر أن أطب‪++‬ق‬
‫عليهم‪ ،‬فخرجت أصبع فرعون بال إله إال الذي آمنت ب‪++‬ه بن‪++‬و إس‪++‬رائيل‪ .‬ق‪++‬ال‬
‫جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ :‬فع‪++‬رفت أن ال‪++‬رب رحيم وخفت أن تدرك‪++‬ه الرحم‪++‬ة‬
‫فدمسته بجناحي‪ ،‬وقلت {آآلن وقد عصيت قبل} فلما خرج موسى وأصحابه‬
‫قال‪ :‬من تخلف في المدائن من قوم فرعون‪ ،‬ما غ‪++‬رق فرع‪++‬ون وال أص‪++‬حابه‬
‫ولكنهم في جزائ‪++‬ر البح‪++‬ر يتص‪++‬يدون‪ ،‬ف‪++‬أوحي إلى البح‪++‬ر أن الف‪++‬ظ فرع‪++‬ون‬
‫عريانا‪ ،‬فلفظه عريانا أصلع أخنس قصيرا‪ ،‬فهو قوله {ف‪+‬اليوم ننجي‪+‬ك بب‪+‬دنك‬
‫لتكون لمن خلفك آية} لمن قال‪ :‬إن فرعون لم يغرق‪ ،‬وكانت نجاته ع‪++‬برة لم‬
‫تكن نجاة عافية‪ ،‬ثم أوحي إلى البحر أن الفظ م‪++‬ا في‪++‬ك‪ ،‬فلفظهم على الس‪++‬احل‬
‫وكان البح‪+‬ر ال يلف‪+‬ظ غريق‪+‬ا يبقى في بطن‪+‬ه ح‪+‬تى يأكل‪+‬ه الس‪+‬مك‪ ،‬فليس يقب‪+‬ل‬
‫البحر غريقا إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د والترم‪++‬ذي وحس‪++‬نه وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪+‬ا ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم "لما أغرق هللا عز وجل فرعون {ق‪++‬ال أمنت أن‪++‬ه ال‬
‫إله إال الذي آمنت به بنو إسرائيل} قال لي جبريل‪ :‬يا محمد ل‪++‬و رأيت‪+‬ني وأن‪+‬ا‬
‫آخذ من حال البحر فأدسه في فيه مخافة أن تدركه الرحمة"‪.‬‬
‫وأخرج الطيالس‪++‬ي والترم‪++‬ذي وص‪++‬ححه وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي‬
‫حاتم وابن حبان وأبو الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في‬
‫شعب اإليمان عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "قال لي جبريل‪ :‬لو رأيتني وأنا آخذ من حال البحر فأدسه في في‬
‫فرعون مخافة أن تدركه الرحمة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪+‬ه عن أبي ص‪++‬الح عن ابن عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا عن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم "أن جبريل عليه السالم قال‪ :‬لو رأيتني وأن‪++‬ا آخ‪++‬ذ‬
‫من حال البحر فأدسه في فيه حتى ال يتابع الدعاء لما أعلم من فض‪++‬ل رحم‪++‬ة‬
‫هللا"‪.‬وأخرج الطبراني في األوسط عن أبي هريرة رضي هللا عنه عن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال "قال لي جبريل‪ :‬ما كان على األرض شيء أبغض‬
‫إلي من فرعون‪ ،‬فلما آمن جعلت أحشو فاه حمأة وأنا أغطه خشية أن تدرك‪++‬ه‬
‫الرحمة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال "قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "قال لي جبريل‪ :‬ي‪++‬ا محم‪++‬د ل‪++‬و‬
‫رأيتني وأنا أغ‪+‬ط فرع‪+‬ون بإح‪++‬دى ي‪+‬دي وأدس من الح‪++‬ال في في‪+‬ه مخاف‪++‬ة أن‬
‫تدركه الرحمة فيغفر له"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر رضي هللا عنهما"سمعت رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم يقول‪ :‬قال لي جبريل‪ :‬ما غضب ربك على أح‪++‬د غض‪++‬به على‬
‫فرعون إذ قال (ما علمت لكم من إله غيري) (القصص اآلية ‪( )38‬وإذ ق‪++‬ال‬
‫أنا ربكم األعلى) (النازعات اآلية ‪ )24‬فلم‪++‬ا أدرك‪++‬ه الغ‪++‬رق اس‪++‬تغاث وأقبلت‬
‫أحشو فاه مخافة أن تدركه الرحمة"‪.‬‬
‫أخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انت عمام‪++‬ة‬
‫جبريل عليه السالم يوم غرق فرعون سوداء‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي أمامة رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم "قال لي جبريل‪ :‬م‪++‬ا أبغض‪++‬ت ش‪++‬يئا من خل‪++‬ق هللا م‪++‬ا أبغض‪++‬ت‬
‫إبليس يوم أمر بالسجود فأبى أن يس‪+‬جد‪ ،‬وم‪+‬ا أبغض‪+‬ت ش‪+‬يئا أش‪+‬د بغض‪+‬ا من‬
‫فرع‪++‬ون‪ ،‬فلم‪++‬ا ك‪++‬ان ي‪++‬وم الغ‪++‬رق خفت أن يعتص‪++‬م بكلم‪++‬ة اإلخالص فينج‪++‬و‪،‬‬
‫فأخذت قبضة من حمأة فضربت به‪++‬ا في في‪++‬ه فوج‪++‬دت هللا علي‪++‬ه أش‪++‬د غض‪++‬با‬
‫مني‪ ،‬فأمر ميكائيل فأنبه وقال {آآلن وقد عصيت قبل وكنت من المفس‪++‬دين}‬
‫"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬بعث هللا إلي‪++‬ه ميكائي‪++‬ل‬
‫ليعيره فقال {آآلن وقد عصيت قبل}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر والطبراني في األوسط عن أبي بكر الص‪++‬ديق رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬أخبرت أن فرعون كان أثرم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪92‬‬
‫أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {ف‪++‬اليوم ننجي‪++‬ك‬
‫ببدنك} قال‪ :‬أنجى هللا فرعون لبني إس‪++‬رائيل من البح‪++‬ر فنظ‪++‬روا إلي‪++‬ه بع‪++‬دما‬
‫غرق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن األنباري في المص‪++‬احف‬
‫وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {فاليوم ننجيك بب‪++‬دنك} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بجسدك‪ ،‬كذب بعض بني إسرائيل بموت فرع‪++‬ون ف‪++‬ألقي على س‪++‬احل البح‪++‬ر‬
‫حتى يراه بنو إسرائيل أحمر قصيرا كأنه ثور‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن كعب رضي هللا عنه {فاليوم ننجيك ببدنك}‬
‫قال‪ :‬جسده ألقاه البحر على الساحل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن األنب‪++‬اري عن محم‪++‬د بن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {ف‪++‬اليوم ننجي‪++‬ك‬
‫ببدنك} قال‪ :‬بدرعك‪ ،‬وكانت درعه من لؤلؤ يالقي فيه الحروب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن أبي ص‪++‬خر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {ف‪++‬اليوم‬
‫ننجيك ببدنك} قال‪ :‬البدن الدرع الحديد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن أبي جهيم موس‪++‬ى بن س‪++‬الم رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {فاليوم ننجيك ببدنك} قال‪ :‬كان لفرعون شيء يلبس‪++‬ه يق‪++‬ال ل‪++‬ه‬
‫البدن يتألأل‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري وأبو الش‪++‬يخ عن ي‪++‬ونس بن ح‪++‬بيب النح‪++‬وي رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {فاليوم ننجيك ببدنك} قال‪ :‬نجعلك على نج‪++‬وة من األرض كي‬
‫ينظروا فيعرفوا أنك قد مت‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عنه في‬
‫قوله {فاليوم ننجيك ببدنك‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬لم‪++‬ا أغ‪++‬رق هللا فرع‪++‬ون لم تص‪++‬دق‬
‫طائفة من الناس بذلك‪ ،‬فأخرجه هللا ليكون عظة وآية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه في قوله {لتكون لمن خلف‪++‬ك‬
‫آية} قال‪ :‬لبني إسرائيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري عن ابن مسعود أنه قرأ "فاليوم ننجيك بندائك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري عن محمد بن الس‪++‬ميقع اليم‪++‬اني ويزي‪++‬د ال‪++‬بربري أنهم‪++‬ا‬
‫قرآ"فاليوم ننحيك ببدنك" بحاء غير معجمه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪93‬‬
‫أخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عس‪++‬اكر عن‬
‫قتادة رضي هللا عنه في وقه {ولق‪++‬د بؤأن‪++‬ا ب‪++‬ني إس‪++‬رائيل مب‪++‬وأ ص‪++‬دق} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بؤأهم هللا الشام وبيت المقدس‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك‬
‫رضي هللا عنه في وقوله {مبوأ صدق} قال‪ :‬منازل صدق‪ ،‬مصر والشام‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فم‪++‬ا‬
‫اختلفوا حتى ج‪++‬اءهم العلم} ق‪++‬ال‪ :‬العلم كت‪++‬اب هللا ال‪++‬ذي أنزل‪++‬ه‪ ،‬وأم‪++‬ره ال‪++‬ذي‬
‫أمرهم به‪.‬‬
‫@ اآليات ‪95 - 94‬‬
‫أخرج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه والض‪++‬ياء في المخت‪++‬ارة عن‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهما {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاس‪++‬أل ال‪++‬ذين‬
‫يقرأون الكتاب من قبلك} قال‪ :‬لم يشك رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ولم‬
‫يسأل‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪+‬رزاق وابن جري‪+‬ر عن قت‪+‬ادة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {ف‪+‬إن‬
‫كنت في شك مما أنزلنا إليك فاس‪++‬أل ال‪++‬ذين يق‪++‬رأون الكت‪++‬اب من قبل‪++‬ك} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ذكر لنا أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬ال أشك وال أسأل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك فاس‪++‬أل ال‪++‬ذين يق‪++‬رأون الكت‪++‬اب من قبل‪++‬ك}‬
‫قال‪ :‬التوراة واإلنجيل الذين أدرك‪++‬وا محم‪++‬دا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم من أه‪++‬ل‬
‫الكتاب فآمنوا به يقول‪ :‬سلهم إن كنت في شك بأنك مكتوب عندهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن سماك الحنفي‬
‫قال‪ :‬قلت البن عباس رضي هللا عنهما إني أجد في نفس‪++‬ي م‪++‬ا ال أس‪++‬تطيع أن‬
‫أتكلم به‪ .‬فقال‪ :‬شك؟ قلت‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬م‪++‬ا نج‪++‬ا من ه‪++‬ذا أح‪++‬د ح‪++‬تى ن‪++‬زلت على‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم {فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك‪ }...‬اآلية‪ .‬ف‪++‬إذا‬
‫أحسست أو وجدت من ذلك شيئا فقل (هو األول واآلخ‪++‬ر والظ‪++‬اهر والب‪++‬اطن‬
‫وهو بكل شيء عليم) (الحديد اآلية ‪.)3‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في المصاحف عن الحسن رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬خمس‪++‬ة‬
‫أحرف في القرآن (وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال) (إب‪++‬راهيم اآلي‪++‬ة ‪)26‬‬
‫معناه وما كان مكرهم لتزول منه الجبال (لو أردنا أن نتخذ لهوا التخذناه من‬
‫لدنا إن كنا فاعلين) (األنبياء اآلي‪++‬ة ‪ )17‬معن‪++‬اه م‪++‬ا كن‪++‬ا ف‪++‬اعلين (ق‪++‬ل إن ك‪++‬ان‬
‫للرحمن ولد) (الزخرف اآلية ‪ )81‬معناه ما كان للرحمن ول‪++‬د (ولق‪++‬د مكن‪+‬اهم‬
‫فيما إن مكناكم فيه) (األحقاف اآلية ‪ )26‬معناه في الذين ما مكناكم فيه {ف‪++‬إن‬
‫كنت في شك مما أنزلنا} معناه فما كنت في شك‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪+‬يخ عن الحس‪+‬ن في قول‪+‬ه {فاس‪+‬أل ال‪+‬ذين يق‪+‬رأون الكت‪+‬اب من‬
‫قبل‪++‬ك} ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ؤالك إي‪++‬اهم نظ‪++‬رك في كت‪++‬ابي كقول‪++‬ك‪ :‬س‪++‬ل عن آل المهلب‬
‫دورهم‪.‬‬
‫@ اآليات ‪97 - 96‬‬
‫أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن‬
‫مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن ال‪++‬ذين حقت عليهم كلم‪++‬ة رب‪++‬ك ال‬
‫يؤمنون} قال‪ :‬حق عليهم سخط هللا بما عصوه‪.‬‬
‫@ اآليات ‪99 - 98‬‬
‫أخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بلغني أن في حرف ابن مسعود رضي هللا عنه"فهال كانت قرية آمنت"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فل‪++‬وال ك‪++‬انت‬
‫قرية آمنت} يقول‪ :‬فما كانت قرية آمنت‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ل م‪++‬ا في الق‪++‬رآن‬
‫فلوال فهو فهال إال في حرفين في يونس {فل‪++‬وال ك‪++‬انت قري‪++‬ة آمنت} واآلخ‪++‬ر‬
‫(فلوال كان من القرون من قبلكم) (هود اآلية ‪.)116‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {فلوال‬
‫كانت قرية آمنت} قال‪ :‬فلم تكن قرية آمنت‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه {فلوال كانت قرية آمنت‪ }...‬اآلية‪ .‬يق‪++‬ول‪ :‬لم يكن ه‪++‬ذا في األمم قب‪++‬ل‬
‫قوم يونس لم ينفع قرية كف‪+‬رت ثم آمنت حين ع‪+‬اينت الع‪+‬ذاب إال ق‪+‬وم ي‪+‬ونس‬
‫عليه السالم فاستثنى هللا قوم يونس‪ ،‬وذكر لنا أن قوم يونس كانوا بنينوى من‬
‫أرض الموصل‪ ،‬فلم‪+‬ا فق‪+‬دوا ن‪+‬بيهم علي‪+‬ه الس‪+‬الم ق‪+‬ذف هللا تع‪+‬الى في قل‪+‬وبهم‬
‫التوبة فلبسوا المسوح‪ ،‬وأخرجوا المواش‪++‬ي‪ ،‬وفرق‪++‬وا بين ك‪++‬ل بهيم‪++‬ة وول‪++‬دها‬
‫فعج‪++‬وا إلى هللا أربعين ص‪++‬باحا فلم‪++‬ا ع‪++‬رف هللا الص‪++‬دق من قل‪++‬وبهم والتوب‪++‬ة‬
‫والندامة على ما مضى منهم‪ ،‬كشف عنهم العذاب بعد ما ت‪++‬دلى عليهم لم يكن‬
‫بينهم وبين العذاب إال ميل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫في قوله {فلوال كانت قرية آمنت‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬لم تكن قري‪++‬ة آمنت فنفعه‪++‬ا‬
‫اإليمان إذا نزل بها بأس هللا‪ .‬إال قرية‪ :‬يونس‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عائشة رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قال "في قوله {إال قوم يونس لما آمنوا} قال‪ :‬لما دعوا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والاللكائي في السنة عن علي بن أبي طالب رضي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬إن الحذر ال يرد القدر وإن الدعاء يرد القدر‪ ،‬وذل‪++‬ك في كت‪++‬اب هللا‪:‬‬
‫{إال قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬إن‬
‫الدعاء ليرد القضاء وقد نزل من السماء‪ ،‬اقرأوا إن شئتم {إال قوم يونس لم‪++‬ا‬
‫آمنوا كشفنا عنهم} فدعوا صرف عنهم العذاب‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود رضي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه‬
‫وسلم قال "إن يونس دعا قومه فلما أبوا أن يجيبوه وعدهم العذاب فق‪++‬ال‪ :‬إن‪++‬ه‬
‫يأتيكم يوم كذا وكذا‪ .‬ثم خرج عنهم ‪ -‬وكانت األنبياء عليهم السالم إذا وعدت‬
‫قومه‪++‬ا الع‪++‬ذاب خ‪++‬رجت ‪ -‬فلم‪++‬ا أظلهم الع‪++‬ذاب خرج‪++‬وا ففرق‪++‬وا بين الم‪++‬رأة‬
‫وول‪++‬دها‪ ،‬وبين الس‪++‬خلة وأوالده‪++‬ا‪ ،‬وخرج‪++‬وا يعجب‪++‬ون إلى هللا علم هللا منهم‬
‫الصدق فتاب عليهم وصرف عنهم العذاب‪ ،‬وقع‪++‬د ي‪++‬ونس في الطري‪++‬ق يس‪++‬أل‬
‫عن الخبر‪ ،‬فمر به رجل فقال‪ :‬ما فعل قوم يونس؟ فحدثه بم‪++‬ا ص‪++‬نعوا فق‪++‬ال‪:‬‬
‫ال أرجع إلى قوم قد كذبتهم‪ .‬وانطلق مغاضبا يعني مراغما"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د في الزه‪++‬د وابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا أن‬
‫العذاب كان هبط على قوم يونس حتى لم يكن بينهم وبينه إال قدر ثلثي مي‪++‬ل‪،‬‬
‫فلما دعوا كشف هللا عنهم‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن سعيد بن جبير قال‪ :‬غشي قوم يونس العذاب كما يغشى القبر ب‪+‬الثوب إذا‬
‫أدخل فيه صاحبه‪ ،‬وأمطرت السماء دما‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وأحم‪++‬د في الزه‪++‬د وابن جري‪++‬ر عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {إال‬
‫قوم يونس لما آمنوا} قال‪ :‬بلغنا أنهم خرجوا فنزلوا على تل وفرقوا بين ك‪++‬ل‬
‫بهيمة وولدها‪ ،‬فدعو هللا أربعين ليلة حتى تاب عليهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬تيب على ق‪++‬وم ي‪++‬ونس‬
‫عليه السالم يوم عاشوراء‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬بعث ي‪++‬ونس علي‪++‬ه‬
‫السالم إلى قرية يقال لها نينوى على شاطئ دجلة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د في الزه‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن أبي‬
‫الخلد رضي هللا عنه قال‪ :‬لما غشي قوم يونس عليه السالم العذاب مشوا إلى‬
‫شيخ من بقية علمائهم فقالوا له‪ :‬ما ترى؟ قال‪ :‬قولوا يا حي حين ال حي‪ ،‬وي‪++‬ا‬
‫حي محيي الموت‪ ،‬ويا حي ال إله إال أنت‪ .‬فقالوا فكشف عنهم العذاب‪.‬‬
‫وأخرج ابن النجار عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم "ال ينجي حذر من قدر‪ ،‬وإن الدعاء يدفع من البالء‪ ،‬وقد ق‪++‬ال‬
‫هللا في كتابه {إال قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم ع‪++‬ذاب الخ‪++‬زي في الحي‪++‬اة‬
‫الدنيا ومتعناهم إلى حين}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬لما دعا ي‪++‬ونس على‬
‫قومه أوحى هللا إليه أن العذاب مصبحهم‪ .‬فقالوا‪ :‬ما ك‪++‬ذب ي‪++‬ونس وليص‪++‬بحنا‬
‫العذاب‪ ،‬فتعالوا حتى نخرج سخال كل شيء فنجعلها مع أوالدنا فلع‪++‬ل هللا أن‬
‫يرحمهم‪ .‬فأخرجوا النساء معهن الول‪++‬دان‪ ،‬وأخرج‪++‬وا اإلب‪++‬ل معه‪++‬ا فص‪++‬النها‪،‬‬
‫وأخرجوا البقر معها عجاجيلها‪ ،‬وأخرجو الغنم معها سخالها فجعلوه أمامهم‪،‬‬
‫وأقبل العذاب فلم‪+‬ا أن رأوه ج‪+‬أروا إلى هللا ودع‪+‬وا‪ ،‬وبكى النس‪+‬اء والول‪+‬دان‪،‬‬
‫ورغت اإلبل وفصالنها‪ ،‬وخارت البقر وعجاجيله‪++‬ا‪ ،‬وثغت الغنم وس‪++‬خالها‪،‬‬
‫فرحمهم هللا فصرف عنهم العذاب إلى جبال آمد‪ ،‬فهم يعذبون حتى الساعة‪.‬‬
‫@ اآليات ‪106 - 100‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{ويجعل الرجس} قال‪ :‬السخط‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {ويجع‪++‬ل ال‪++‬رجس} ق‪++‬ال‪ :‬ال‪++‬رجس‬
‫الشيطان‪ ،‬والرجس العذاب‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه {وما تغني اآلي‪++‬ات والن‪++‬ذر عن‬
‫قوم} يقول‪ :‬عند قوم ال يؤمنون نسخت قوله (حكمة بالغ‪++‬ة فم‪++‬ا تغ‪++‬ني الن‪++‬ذر)‬
‫(القمر اآلية ‪.)5‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه {فهل‬
‫ينتظرون إال مثل أيام الذين خلوا من قبلهم} ق‪++‬ال‪ :‬وق‪++‬ائع هللا في ال‪++‬ذين خل‪++‬وا‬
‫من قبلهم قوم نوح وعاد وثمود‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع في قوله {فه‪++‬ل ينتظ‪++‬رون إال مث‪++‬ل‬
‫أي‪++‬ام ال‪++‬ذين خل‪++‬وا من قبلهم ق‪++‬ل ف‪++‬انتظروا إني معكم من المنتظ‪++‬رين} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫خوفهم هللا عذابه ونقمته وعقوبته‪ ،‬ثم أخبرهم أنه إذا وقع من ذل‪++‬ك أم‪++‬ر نجى‬
‫هللا رسله والذين آمنوا فقال {ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪107‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وإن ي‪++‬ردك بخ‪++‬ير}‬
‫يقول‪ :‬بعافية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ثالث آي‪+‬ات وج‪++‬دتها في‬
‫كتاب هللا تعالى اكتفيت بها عن جميع الخالئق‪ ،‬قوله {وإن يمسسك هللا بضر‬
‫فال كاشف له إال هو وإن يردك بخير فال راد لفضله}‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في شعب اإليم‪++‬ان عن ع‪++‬امر بن قيس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ثالث آي‪+++‬ات في كت‪+++‬اب هللا اكتفيت بهن عن جمي‪+++‬ع الخالئ‪+++‬ق‪ :‬أولهن {وإن‬
‫يمسسك هللا بض‪+‬ر فال كاش‪+‬ف ل‪+‬ه إال ه‪+‬و وإن ي‪+‬ردك بخ‪+‬ير فال راد لفض‪+‬له}‬
‫والثانية (ما يفتح هللا للناس من رحمة فال ممسك له‪++‬ا وم‪++‬ا يمس‪++‬ك فال مرس‪++‬ل‬
‫له) (فاطر اآلية ‪ )2‬والثالث‪++‬ة (وم‪++‬ا من داب‪++‬ة في األرض إال على هللا رزقه‪++‬ا)‬
‫(هود اآلية ‪.)6‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في الحلية والبيهقي في شعب اإليمان وابن عساكر عن أنس‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬اطلب‪++‬وا الخ‪++‬ير‬
‫دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة هللا تعالى فإن هلل نفحات من رحمته يص‪++‬يب‬
‫بها من يشاء من عباده‪ ،‬وسلوه أن يستر عوراتكم‪ ،‬ويؤمن من روعاتكم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي الدرداء رضي هللا عنه موقوفا‪ .‬مثله سواء‪.‬‬
‫@ اآليات ‪109 - 108‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {وقد ج‪++‬اءكم الح‪++‬ق من‬
‫ربكم} و {وإن يمسسك هللا بضر فال كاشف له إال ه‪+‬و وإن ي‪+‬ردك بخ‪+‬ير فال‬
‫راد لفضله} (يونس اآلية ‪ )107‬هو الحق‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{واصبر حتى يحكم هللا} قال‪ :‬هذا منسوخ أمره بجهادهم والغلظة عليهم‪.‬‬
‫*‪ - 11*2‬سورة هود مكية وآياتها ثالث وعشرون ومائة‬
‫*‪ *3‬مقدمة سورة هود‬
‫@أخرج النحاس في تاريخ‪++‬ه وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه من ط‪++‬رق عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬نزلت سورة هود بمكة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عبد هللا بن الزبير رضي هللا عنه قال‪ :‬نزلت س‪++‬ورة‬
‫هود بمكة‪.‬‬
‫وأخرج الدارمي وأبو داود في مراسيله وأبو الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي‬
‫في شعب اإليمان عن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم"اقرأوا هود يوم الجمعة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر والط‪+‬براني وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه وابن عس‪+‬اكر من‬
‫طريق مسروق عن أبي بكر الصديق رضي هللا عنه قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول هللا‬
‫لقد أسرع إلي‪+‬ك الش‪+‬يب‪ .‬ق‪+‬ال‪" :‬ش‪+‬يبتني ه‪+‬ود‪ ،‬والواقع‪+‬ة‪ ،‬والمرس‪+‬الت‪ ،‬وعم‬
‫يتسألون‪ ،‬وإذا الشمس كورت"‪.‬‬
‫وأخرج البزار وابن مردوي‪++‬ه من طري‪++‬ق أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن أبي بك‪++‬ر‬
‫الصديق رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬قلت‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا عج‪++‬ل إلي‪++‬ك الش‪++‬يب‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫"شيبتني هود وأخواتها‪ ،‬والواقعة‪ ،‬والحاقة‪ ،‬وعم يتسألون‪ ،‬وهل أتاك حديث‬
‫الغاشية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أنس رضي هللا عنه عن أبي بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪.‬‬
‫أنه قال‪ :‬ما شيب رأس‪+‬ك ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا؟ ق‪++‬ال‪" :‬ه‪++‬ود وأخوانه‪+‬ا ش‪+‬يبتني قب‪+‬ل‬
‫الش‪++‬يب‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬وم‪++‬ا أخواته‪++‬ا؟ ق‪++‬ال‪ :‬إذا وقعت الواقع‪++‬ة‪ ،‬وعم يتس‪++‬ألون‪ ،‬وإذا‬
‫الشمس كورت"‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن مردويه عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫أص‪++‬حاب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬لق‪++‬د عج‪++‬ل إلي‪++‬ك الش‪++‬يب‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫"شيبتني هود وأخواتها من المفصل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه وابن عساكر من طريق يزيد الرقاشي عن أنس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬قال أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬يا رسول هللا أس‪++‬رع إلي‪++‬ك الش‪++‬يب‪.‬‬
‫قال‪" :‬أجل شيبتني هود وأخواتها‪ :‬الواقعة‪ ،‬والقارعة‪ ،‬والحاقة‪ ،‬وإذا الش‪++‬مس‬
‫كورت‪ ،‬وسأل سائل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عس‪++‬اكر من طري‪++‬ق ربيع‪++‬ة بن أبي عب‪++‬د ال‪++‬رحمن‪ .‬س‪++‬معت أنس‪++‬ا‬
‫يقول‪ :‬قال أبو بكر رضي هللا عنه‪ :‬يا رسول هللا ش‪++‬بت‪ .‬ق‪++‬ال‪" :‬ش‪++‬يبتني ه‪++‬ود‬
‫والواقعة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الترم‪++‬ذي وحس‪++‬نه وابن المن‪++‬ذر والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه‬
‫والبيهقي في البعث والنشور من طري‪++‬ق عكرم‪++‬ة عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال أب‪++‬و بك‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ق‪++‬د ش‪++‬بت‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫"شيبتني هود‪ ،‬والواقعة‪ ،‬والمرسالت‪ ،‬وعم يتسألون‪ ،‬وإذا الش‪++‬مس ك‪++‬ورت"‬
‫وأخرجه سعيد بن منص‪++‬ور وأحم‪++‬د في الزه‪++‬د وأب‪++‬و يعلى وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫مردويه عن عكرمة مرسال‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر من طري‪+‬ق عط‪+‬اء عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا أن‬
‫الصحابة رضي هللا عنهم قالوا‪ :‬يا رسول هللا لق‪++‬د أس‪++‬رع إلي‪++‬ك الش‪++‬يب‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫"أجل شيبتني هود وأخواتها‪ .‬قال عط‪++‬اء رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬أخواته‪++‬ا‪ :‬اق‪++‬تربت‬
‫الساعة‪ ،‬والمرسالت‪ ،‬وإذا الشمس كورت"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫عمر بن الخطاب رضي هللا عن‪+‬ه‪ :‬ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا أس‪+‬رع إلي‪+‬ك الش‪+‬يب؟ ق‪+‬ال‪:‬‬
‫"شيبتني هود وأخواتها الواقعة‪ ،‬وعم يتسألون‪ ،‬وإذا الشمس كورت"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص رضي هللا عنه قال‪:‬‬
‫قلت يا رسول هللا لقد شبت؟ قال‪" :‬شيبتنش ه‪++‬ود‪ ،‬والواقع‪++‬ة‪ ،‬وعم يتس‪++‬ألون‪،‬‬
‫وإذا الشمس كورت"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وابن مردويه عن ابن مسعود رضي هللا عن‪+‬ه‪ .‬أن أب‪+‬ا بك‪+‬ر‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬يا رسول هللا ما شيبك؟ قال‪" :‬هود والواقعة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وابن مردويه بسند صحيح عن عقبة بن ع‪++‬امر رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه‪ .‬أن رجال قال‪ :‬يا رسول هللا قد شبت‪ .‬قال‪" :‬شيبتني هود وأخواتها"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وابن مردويه عن سهل بن سعد الساعدي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم"ش‪++‬يبتني ه‪++‬ود وأخواته‪++‬ا‪ :‬الواقع‪++‬ة‪،‬‬
‫والحاقة‪ ،‬وإذا الشمس كورت"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قيل للنبي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ :‬قد شبت‪ .‬قال‪" :‬شيبتني هود‪ ،‬وإذا الشمس كورت‪ ،‬وأخواتهما"‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترم‪++‬ذي في ن‪++‬وادر األص‪++‬ول وعب‪++‬د هللا بن أحم‪++‬د في زوائ‪++‬د‬
‫الزهد وأبو يعلى والطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه وابن عس‪++‬اكر عن أبي‬
‫جحيفة رضي هللا عنه قال‪ :‬قالوا‪ :‬يا رسول هللا نراك قد شبت‪ .‬قال‪" :‬ش‪++‬يبتني‬
‫هود وأخواتها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن عمران بن حصين رضي هللا عنه‪ .‬أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال له أصحابه‪ :‬قد أسرع إليك الشيب‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫"شيبتني هود وأخواتها من الفصل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن جعفر بن محم‪+‬د عن أبي‪+‬ه "أن رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال‪" :‬شيبتني هود وأخواتها وما فعل باألمم قبلي"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د هللا بن أحم‪++‬د في زوائ‪++‬د الزه‪++‬د وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن أبي عم‪++‬ران‬
‫الجوني رضي هللا عنه قال‪ :‬بلغني أن رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪:‬‬
‫"شيبتني هود وأخواتها‪ ،‬وذكر يوم القيامة‪ ،‬وقصص األمم"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في شعب اإليمان عن أبي علي السري رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫"رأيت النبي صلى هللا عليه وسلم فقلت‪ :‬يا رسول هللا روي عن‪++‬ك أن‪++‬ك قلت‪:‬‬
‫شيبتني هود‪ .‬قال‪ :‬نعم‪ .‬فقلت‪ :‬م‪++‬ا ال‪++‬ذي ش‪++‬يبك من‪++‬ه قص‪++‬ص األنبي‪++‬اء وهالك‬
‫األمم؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن قوله (فاستقم كما أمرت) (هود اآلية ‪." )112‬‬
‫*‪*3‬التفسير‬
‫@بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫اآليات ‪4 - 1‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي هللا عنه أنه قرأ {ال‪++‬ر كت‪++‬اب أحكمت‬
‫آياته} قال‪ :‬هي كلها مكية محكم‪++‬ة يع‪++‬ني س‪++‬ورة ه‪++‬ود {ثم فص‪++‬لت} ق‪++‬ال‪ :‬ثم‬
‫ذكر محمدا صلى هللا عليه وسلم فحكم فيها بين‪+‬ه وبين من خالف‪+‬ه‪ ،‬وق‪+‬رأ مث‪+‬ل‬
‫الفريقين اآلية كلها‪ ،‬ثم ذكر قوم ن‪++‬وح‪ ،‬ثم ق‪++‬وم ه‪++‬ود فك‪++‬ان ه‪++‬ذا تفص‪++‬يل ذل‪++‬ك‬
‫وكان أوله محكما‪ .‬قال‪ :‬وكان أبي رضي هللا عنه يق‪++‬ول ذل‪++‬ك‪ :‬يع‪++‬ني زي‪++‬د بن‬
‫أسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي‬
‫هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {كت‪++‬اب أحكمت آيات‪++‬ه ثم فص‪++‬لت} ق‪++‬ال‪ :‬أحكمت ب‪++‬األمر‬
‫والنهي‪ ،‬وفصلت بالوعد والوعيد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه في قوله {ثم فصلت} قال‪ :‬فسرت‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {كت‪++‬اب أحكمت آيات‪++‬ه ثم فص‪++‬لت} ق‪++‬ال‪ :‬أحكمه‪++‬ا هللا من‬
‫الباطل ثم فصلها بعلمه فبين حالله وحرامه وطاعت‪++‬ه ومعص‪++‬يته‪ ،‬وفي قول‪++‬ه‬
‫{من لدن حكيم} يعني من عند حكيم‪ .‬وفي قوله {يمتعكم متاعا حسنا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ف‪++‬أنتم في ذل‪++‬ك المت‪++‬اع فخ‪++‬ذوه بطاع‪++‬ة هللا ومعرف‪++‬ة حق‪++‬ه ف‪++‬إن هللا منعم يحب‬
‫الشاكرين‪ ،‬وأهل الش‪++‬كر في مزي‪++‬د من هللا وذل‪++‬ك قض‪++‬اؤه ال‪++‬ذي قض‪++‬ى‪ ،‬وفي‬
‫قوله {إلى أج‪++‬ل مس‪++‬مى} يع‪++‬ني الم‪++‬وت‪ ،‬وفي قول‪++‬ه {وي‪++‬ؤت ك‪++‬ل ذي فض‪++‬ل‬
‫فضله} أي في اآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه في قوله {ويؤت كل ذي فضل فضله} قال‪ :‬ما احتس‪+‬ب ب‪+‬ه من مال‪++‬ه‬
‫أو عمل بيديه أو رجليه أو كالمه‪ ،‬أو ما تطول به من أمره كله‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عنه في قوله {ويؤت كل ذي فضل‬
‫فضله} قال‪ :‬يؤت كل ذي فضل في اإلسالم فضل الدرجات في اآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن مسعود رضي هللا عنه في قوله {وي‪++‬ؤت ك‪++‬ل ذي‬
‫فضل فضله} قال‪ :‬من عمل سيئة كتبت عليه سيئة‪ ،‬ومن عم‪++‬ل حس‪++‬نة كتبت‬
‫له عشر حسنات‪ ،‬فإن عوقب بالسيئة التي كان عملها في الدنيا بقيت له عشر‬
‫حس‪++‬نات‪ ،‬وإن لم يع‪++‬اقب به‪++‬ا في ال‪++‬دنيا أخ‪++‬ذت من الحس‪++‬نات العش‪++‬ر واح‪++‬دة‬
‫وبقيت له تسع حسنات‪ ،‬ثم يقول‪ :‬هلك من غلب آحاده أعشاره‪.‬‬
‫@ اآلية ‪5‬‬
‫أخرج البخ‪++‬اري وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن‬
‫مردوي‪++‬ه من طري‪++‬ق محم‪++‬د بن عب‪++‬اد بن جعف‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما‪ .‬أنه قرأ {أال إنهم يثنون ص‪++‬دورهم} وق‪++‬ال أن‪+‬اس ك‪+‬انوا يس‪+‬تحيون أن‬
‫يتخلوا فيفضوا إلى السماء‪ ،‬وأن يجامعوا نساءهم فيفضوا إلى السماء‪ ،‬ف‪++‬نزل‬
‫ذلك فيهم‪.‬‬
‫وأخرج البخاري وابن مردويه من طريق عم‪++‬رو بن دين‪++‬ار رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬قرأ ابن عباس رضي هللا عنهما"أال إنهم تثنوا في صدورهم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر من طري‪++‬ق ابن أبي مليك‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت ابن عباس رضي هللا عنهما يق‪++‬ول"أال إنهم تثن‪++‬وا‬
‫في صدورهم"قال‪ :‬كانوا ال يأتون النساء وال الغائ‪++‬ط إال وق‪++‬د تغش‪++‬وا بثي‪++‬ابهم‬
‫كراهة أن يفضوا بفروجهم إلى السماء‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عكرمة عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما {أال إنهم يثنون صدورهم} قال‪ :‬الشك في هللا وعمل السيئات‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ عن عبد هللا بن شداد بن الهاد رضي هللا عنه في قوله {أال إنهم يثن‪++‬ون‬
‫صدورهم} قال‪ :‬كان المنافقون إذا مر أح‪++‬دهم ب‪++‬النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫ثنى صدره وتغشى ثوبه لكيال يراه فنزلت‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {يثن‪++‬ون ص‪++‬دورهم} ق‪++‬ال‪ :‬تض‪++‬يق ش‪++‬كا‬
‫وامتراء في الحق {ليستخفوا منه} قال‪ :‬من هللا إن استطاعوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {أال حين يستغش‪+‬ون‬
‫ثيابهم} قال‪ :‬في ظلمة الليل في أجواف بيوتهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن أبي رزين‬
‫رضي هللا عنه في اآلية قال‪ :‬كان أحدهم يحني ظهره ويستغشي بثوبه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه في اآلية قال‪ :‬كانوا يحنون ص‪++‬دورهم لكيال يس‪++‬معوا كت‪++‬اب هللا‪ .‬ق‪++‬ال‬
‫تعالى {أال حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون} وذلك أخفى ما يك‪++‬ون ابن‬
‫آدم إذا حنى ظهره واستغشى بثوبه وأضمر همه في نفس‪++‬ه‪ ،‬ف‪++‬إن هللا ال يخفي‬
‫ذلك عليه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{أال إنهم يثنون صدورهم} يقول‪ :‬يكتمون ما في قلوبهم {أال حين يستغشون‬
‫ثيابهم يعلم} ما علموا بالليل والنهار‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي هللا عنه في قوله {يثن‪++‬ون‬
‫صدورهم} يقول‪ :‬يطأطئون رؤوسهم ويحنون ظهورهم‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن محم‪+‬د بن كعب رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {أال حين‬
‫يستغشون ثيابهم} قال‪ :‬في ظلمة وظلمة اللحاف‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {أال إنهم‬
‫يثنون ص‪++‬دورهم} ق‪++‬ال‪ :‬يكب‪++‬ون {أال حين يستغش‪++‬ون ثي‪++‬ابهم} ق‪++‬ال‪ :‬يغط‪++‬ون‬
‫رؤوسهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪6‬‬
‫أخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن أبي الخ‪++‬ير البص‪++‬ري رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أوحى هللا‬
‫تع‪+‬الى إلى داود علي‪+‬ه الس‪+‬الم‪ :‬ت‪+‬زعم أن‪+‬ك تحب‪+‬ني وتس‪+‬يء بي الظن ص‪+‬باحا‬
‫ومساء‪ ،‬أما كانت لك عبرة إن شققت سبع أرضين فأريتك ذرة في فيه‪++‬ا ب‪++‬رة‬
‫لم أنسها‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{وما من دابة في األرض إال على هللا رزقها} يعني كل دابة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا من داب‪++‬ة في األرض إال على هللا رزقه‪++‬ا} يع‪++‬ني م‪++‬ا‬
‫جاءها من رزق فمن هللا‪ ،‬وربما لم يرزقها حتى تموت جوعا ولكن م‪++‬ا ك‪++‬ان‬
‫لها من رزق فمن هللا‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي عن زيد بن أسلم رضي هللا عنه "أن األشعريين أب‪++‬ا‬
‫موسى وأبا مالك وأبا عامر في نفر منهم‪ ،‬لما هاجروا قدموا على رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم وقد أرملوا من ال‪++‬زاد‪ ،‬فأرس‪++‬لوا رجال منهم إلى رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم يسأله‪ ،‬فلما انتهى إلى باب رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم سمعه يق‪++‬رأ ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {وم‪++‬ا من داب‪++‬ة في األرض إال على هللا رزقه‪++‬ا‬
‫ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين} فقال الرجل‪ :‬ما األشعريون‬
‫ب‪++‬أهون ال‪++‬دواب على هللا‪ .‬فرج‪++‬ع ولم ي‪++‬دخل على رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬فقال ألصحابه‪ :‬أبشروا أتاكم الغوث وال يظنون إال أنه أتى رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم فوعده‪ ،‬فبينما هم كذلك إذ أتاهم رجالن يحمالن قص‪++‬عة‬
‫بينهما مملؤة خبزا ولحما‪ ،‬فأكلوا منها ما ش‪++‬اؤوا ثم ق‪++‬ال بعض‪++‬هم لبعض‪ :‬ل‪++‬و‬
‫أنا رددنا هذا الطعام إلى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ليقضي ب‪++‬ه حاجت‪++‬ه‪،‬‬
‫فقاال للرجلين‪ :‬اذهبا بهذا الطع‪++‬ام إلى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فإن‪++‬ا‬
‫قضينا حاجتنا‪ ،‬ثم إنهم أتوا رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فقالوا‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول‬
‫هللا ما رأينا طعاما أك‪++‬ثر وال أطيب من طع‪++‬ام أرس‪++‬لت ب‪++‬ه‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا أرس‪++‬لت‬
‫إليكم طعاما؟ فأخبروه أنهم أرسلوا صاحبهم‪ .‬فسأله رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم فأخبره ما صنع وما قال لهم‪ ،‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪:‬‬
‫ذلك شيء رزقكموه هللا"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {ويعلم مس‪++‬تقرها} ق‪++‬ال‪ :‬حيث ت‪++‬أوي‬
‫{ومستودعها} قال‪ :‬حيث تموت‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي ص‪++‬الح رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬مس‪++‬تقرها‬
‫بالليل ومستودعها حيث تموت‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه ويعلم‬
‫{مستقرها} قال‪ :‬يأتيها رزقها حيث كانت‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم والح‪++‬اكم‬
‫وص‪+++‬ححه عن ابن مس‪+++‬عود رض‪+++‬ي هللا عن‪+++‬ه في قول‪+++‬ه {ويعلم مس‪+++‬تقرها‬
‫ومستودعها} قال‪ :‬مستقرها في األرحام‪ ،‬ومستودعها حيث تموت‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر األصول والحاكم وصححه وابن مردوي‪++‬ه‬
‫والبيهقي في شعب اإليمان عن ابن مسعود رضي هللا عن‪++‬ه عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم قال "إذا كان أجل أحدكم بأرض أتيحت ل‪++‬ه إليه‪++‬ا حاج‪++‬ة ح‪++‬تى‬
‫إذا بل‪++‬غ أقص‪++‬ى أث‪++‬ره منه‪++‬ا فيقبض‪ ،‬فتق‪++‬ول األرض ي‪++‬وم القيام‪++‬ة‪ :‬ه‪++‬ذا م‪++‬ا‬
‫استودعتني"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪7‬‬
‫أخرج أحم‪+‬د والبخ‪+‬اري والترم‪+‬ذي والنس‪+‬ائي وأب‪+‬و الش‪+‬يخ في العظم‪+‬ة وابن‬
‫مردويه والبيهقي في األسماء والصفات عن عم‪++‬ران بن حص‪++‬ين رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال أهل اليمن‪ :‬يا رسول هللا أخبرنا عن أول هذا األمر كيف كان؟‬
‫ق‪++‬ال‪" :‬ك‪++‬ان هللا قب‪++‬ل ك‪++‬ل ش‪++‬يء وك‪++‬ان عرش‪++‬ه على الم‪++‬اء‪ ،‬وكتب في الل‪++‬وح‬
‫المحفوظ ذكر كل شيء‪ ،‬وخلق السموات واألرض"فنادى مناد‪ :‬ذهبت ناقتك‬
‫يا ابن الحصين‪ ،‬فانطلقت فإذا هي يقط‪++‬ع دونه‪++‬ا الس‪++‬راب‪ ،‬فوهللا ل‪++‬وددت أني‬
‫كنت تركتها‪.‬‬
‫وأخرج الطيالس‪++‬ي وأحم‪++‬د والترم‪++‬ذي وحس‪++‬نه وابن ماج‪++‬ة وابن جري‪++‬ر وابن‬
‫المنذر وأبو الشيخ في العظمة وابن مردويه والبيهقي في األسماء والص‪++‬فات‬
‫عن أبي رزين رضي هللا عنه قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول هللا أين كان ربن‪++‬ا قب‪++‬ل أن‬
‫يخلق خلقه؟ قال‪ :‬كان في عماء ما تحته هواء وما فوقه هواء‪ ،‬وخلق عرش‪++‬ه‬
‫على الماء"قال الترمذي رضي هللا عنه‪ :‬العماء‪ :‬أي ليس معه شيء‪.‬‬
‫وأخرج مسلم والترمذي والبيهقي عن عبد هللا بن عم‪++‬رو بن الع‪++‬اص رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬إن هللا ق‪++‬در مق‪++‬ادير‬
‫الخالئق قبل أن يخلق السموات واألرض بخمسين ألف س‪++‬نة‪ ،‬وك‪++‬ان عرش‪++‬ه‬
‫على الماء"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن حبان وأبو الش‪++‬يخ في العظم‪++‬ة والح‪++‬اكم‬
‫وابن مردويه عن بريدة رضي هللا عنه قال‪ :‬دخل قوم على رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فقالوا‪ :‬جئنا نسلم على رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم ونتفق‪++‬ه‬
‫في الدين ونسأله عن بدء هذا األمر‪ .‬فقال‪" :‬ك‪++‬ان هللا وال ش‪++‬يء غ‪++‬يره وك‪++‬ان‬
‫عرشه على الماء‪ ،‬وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق سبع س‪++‬موات"ثم أت‪++‬اني‬
‫آت فقال‪ :‬هذه ناقتك قد ذهبت‪ .‬فخرجت والسراب ينقطع دونها‪ ،‬فل‪++‬وددت أني‬
‫كنت تركتها‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المصنف والفري‪++‬ابي وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه والبيهقي في األسماء والص‪++‬فات عن‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهما‪ .‬أنه س‪++‬ئل عن قول‪++‬ه تع‪++‬الى {وك‪++‬ان عرش‪++‬ه على‬
‫الماء} على أي شيء كان؟ قال‪ :‬على متن الريح‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {وك‪++‬ان عرش‪++‬ه على‬
‫الماء} قال‪ :‬قبل أن يخلق شيئا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن الربي‪++‬ع بن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كان عرشه على الماء‪ ،‬فلما خلق السموات واألرض قسم ذلك الم‪++‬اء قس‪++‬مين‬
‫فجعل صفاء تحت العرش وهو البحر المسجور‪ ،‬فال تقطر من‪++‬ه قط‪++‬رة ح‪++‬تى‬
‫ينفخ في الصور فينزل منه مثل الطل فتنبت من‪++‬ه األجس‪++‬ام‪ ،‬وجع‪++‬ل النص‪++‬ف‬
‫اآلخر تحت األرض السفلى‪.‬‬
‫وأخرج داود بن المحبر في كتاب العقل وابن جرير وابن أبي حاتم والح‪++‬اكم‬
‫في كت‪++‬اب الت‪++‬اريخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬تال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم هذه اآلية {ليبلوكم أيكم أحس‪++‬ن عمال} فقلت‪:‬‬
‫م‪++‬ا مع‪++‬نى ذل‪++‬ك ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا؟ ق‪++‬ال‪" :‬ليبل‪++‬وكم أيكم أحس‪++‬ن عقال‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪:‬‬
‫وأحسنكم عقال‪ ،‬أورعكم عن محارم هللا‪ ،‬وأعلمكم بطاعة هللا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن جريج في قوله {ليبلوكم} قال‪ :‬يعني الثقلين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ليبل‪++‬وكم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ليختبركم {أيكم أحسن عمال} قال‪ :‬أيكم أتم عقال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي هللا عنه {ليبلوكم أيكم أحس‪++‬ن عمال}‬
‫قال‪ :‬أزهد في الدنيا‪.‬‬
‫أم‪++‬ا قول‪++‬ه تع‪++‬الى‪{ :‬ولئن قلت إنكم لمبعوث‪++‬ون من بع‪++‬د الم‪++‬وت ليق‪++‬ولن ال‪++‬ذين‬
‫كفروا} اآلية‬
‫أخرج أبو الشيخ عن زائدة رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬رأ س‪++‬ليمان بن موس‪++‬ى في‬
‫هود عند سبع آيات {ساحر مبين}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪14 - 8‬‬
‫أخرج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ن‪++‬زل‬
‫(اقترب للناس حسابهم) (األنبياء اآلية ‪ )1‬قال ن‪++‬اس‪ :‬إن الس‪++‬اعة ق‪++‬د اق‪++‬تربت‬
‫فتناهوا‪ ،‬فتناهى القوم قليال ثم عاودا إلى أعم‪++‬الهم أعم‪++‬ال الس‪++‬وء‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫(أتى أمر هللا فال تستعجلوه) (النحل اآلية ‪ )1‬فقال أن‪++‬اس أه‪++‬ل الض‪++‬اللة‪ :‬ه‪++‬ذا‬
‫أمر هللا قد أتى‪ ،‬فتناهى القوم ثم ع‪++‬ادوا إلى مك‪++‬رهم مك‪++‬ر الس‪++‬وء‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫هذه اآلية {ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة)‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر إلى أمة معدودة قال‪ :‬إلى أجل معدود‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {ليق‪++‬ولن م‪++‬ا‬
‫يحبسه} قال‪ :‬للتكذيب به وأنه ليس بشيء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وح‪++‬اق بهم م‪++‬ا‬
‫كانوا به يستهزئون} يقول‪ :‬وقع العذاب الذي استهزؤا به‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي هللا عنه في قوله {ولئن‬
‫أذقنا اإلنسان منا رحمة‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬يا ابن آدم إذا كانت ب‪++‬ك نعم‪++‬ة من هللا‬
‫من السعة واألمن والعافية فكفور لما بك منه‪++‬ا‪ ،‬وإذا ن‪++‬زعت من‪++‬ك يبتغي ل‪++‬ك‬
‫فراغك فيؤوس من روح هللا قنوط من رحمته‪ ،‬كذلك أم‪++‬ر المن‪++‬افق والك‪++‬افر‪.‬‬
‫وفي قوله {ولئن أذقناه نعماء} إلى قول‪++‬ه {ذهب الس‪+‬يئات ع‪+‬ني} ق‪++‬ال‪ :‬غ‪+‬ره‬
‫باهلل وجرأه عليه أنه لفرح وهللا ال يحب الفرحين‪ ،‬فخور لما أعطي ال يش‪++‬كر‬
‫هللا‪ ،‬ثم اس‪++‬تثنى فق‪++‬ال {إال ال‪++‬ذين ص‪++‬بروا} يق‪++‬ول‪ :‬عن‪++‬د البالء {وعمل‪++‬وا‬
‫الصالحات} عند النعمة {أولئ‪++‬ك لهم مغف‪++‬رة} ل‪++‬ذنوبهم {وأج‪++‬ر كب‪++‬ير} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الجنة {فلعلك تارك بعض ما يوحي إليك} أن تفعل فيه ما أمرت وتدعو إليه‬
‫كما أرسلت {أن يقولوا‪ :‬لوال أنزل عليه ك‪++‬نز} ال ت‪++‬رى مع‪++‬ه م‪++‬اال {أو ج‪++‬اء‬
‫معه ملك} ينذر معه {إنما أنت نذير} فبلغ ما أمرت به فإنما أنت رسول {أم‬
‫يقولون افتراه} ق‪+‬د ق‪+‬الوه {ف‪+‬اتوا بعش‪+‬ر س‪+‬ور مثل‪+‬ه} مث‪+‬ل الق‪+‬ران {وادع‪+‬وا‬
‫شهداءكم} يشهدون أنها مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {فهل أنتم‬
‫مسلمون} قال ألصحاب محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫@ اآليات ‪16 - 15‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن أنس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه في قوله {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها} قال‪ :‬نزلت في اليه‪++‬ود‬
‫والنصارى‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن عبد هللا بن معبد رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قام رجل إلى علي رضي هللا عنه فقال‪ :‬أخبرنا عن هذه اآلية {من كان يريد‬
‫الحياة الدنيا} إلى قوله {وباطل ما ك‪+‬انوا يعمل‪++‬ون} ق‪++‬ال‪ :‬ويح‪++‬ك‪ !...‬ذاك من‬
‫كان يريد الدنيا ال يريد اآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج النحاس في ناسخه عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪+‬ا {من ك‪+‬ان يري‪+‬د‬
‫الحي‪++‬اة ال‪++‬دنيا} أي ثوابه‪++‬ا {وزينته‪++‬ا} ماله‪++‬ا {ن‪++‬وف إليهم} ن‪++‬وفر لهم ث‪++‬واب‬
‫أعمالهم بالصحة والسرور في األهل والمال والولد {وهم فيها ال يبخس‪++‬ون}‬
‫ال ينقض‪++‬ون ثم نس‪++‬خها (من ك‪++‬ان يري‪++‬د العاجل‪++‬ة عجلن‪++‬ا ل‪++‬ه فيه‪++‬ا م‪++‬ا نش‪++‬اء)‬
‫(اإلسراء اآلية ‪ )18‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في اآلي‪++‬ة‬
‫قال‪ :‬من عمل صالحا التماس الدنيا صوما أو صالة أو تهجدا بالليل ال يعلمه‬
‫إال اللتماس الدنيا‪ ،‬يقول هللا‪ :‬أو فيه الذي التمس في الدنيا من المثاب‪++‬ة وحب‪++‬ط‬
‫عمله الذي كان يعمل‪ ،‬وهو في اآلخرة من الخاسرين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وهن‪++‬اد وابن أبي ح‪++‬اتم عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {من كان يريد الحياة الدنيا} قال‪ :‬هو الرجل يعمل العمل لل‪+‬دنيا‬
‫ال يريد به هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي هللا عنه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت في‬
‫أهل الشرك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬هم‬
‫أهل الرياء‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي وحسنه وابن جرير وابن المنذر والبيهقي في شعب اإليمان‬
‫عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه"س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫يقول‪ :‬أول من يدعى يوم القيامة رجل جم‪++‬ع الق‪++‬رآن يق‪++‬ول هللا تع‪++‬الى ل‪++‬ه‪ :‬ألم‬
‫أعلمك ما أنزلت على رسولي؟ فيقول‪ :‬بلى يا رب‪ .‬فيقول‪ :‬فماذا عملت فيم‪++‬ا‬
‫علمتك؟ فيقول‪ :‬ي‪+‬ا رب كنت أق‪++‬وم ب‪+‬ه اللي‪+‬ل والنه‪+‬ار‪ .‬فيق‪++‬ول هللا ل‪++‬ه‪ :‬ك‪+‬ذبت‪.‬‬
‫وتقول المالئكة‪ :‬كذبت‪ ،‬بل أردت أن يقال فالن قارئ فق‪++‬د قي‪++‬ل‪ ،‬اذهب فليس‬
‫لك الي‪++‬وم عن‪++‬دنا ش‪++‬يء‪ ،‬ثم ي‪++‬دعى ص‪++‬احب الم‪++‬ال فيق‪++‬ول هللا‪ :‬عب‪++‬دي ألم أنعم‬
‫عليك‪ ،‬ألم أوسع عليك‪ ،‬فيقول‪ :‬بلى يا رب‪ .‬فيقول‪ :‬فم‪+‬اذا عملت فيم‪+‬ا آتيت‪+‬ك؟‬
‫فيقول‪ :‬يا رب كنت أصل األرحام‪ ،‬وأتصدق وأفعل‪ .‬فيقول هللا له‪ :‬كذبت‪ ،‬بل‬
‫أردت أن يقال فالن جواد فقد قيل ذلك‪ ،‬اذهب فليس ل‪++‬ك الي‪++‬وم عن‪++‬دنا ش‪++‬يء‪.‬‬
‫وي‪++‬دعى المقت‪++‬ول فيق‪++‬ول هللا ل‪++‬ه‪ :‬عب‪++‬دي فيم قتلت؟ فيق‪++‬ول‪ :‬ي‪++‬ا رب في‪++‬ك وفي‬
‫سبيلك‪ .‬فيقول هللا له‪ :‬كذبت وتقول المالئكة‪ :‬كذبت‪ ،‬ب‪++‬ل أردت أن يق‪++‬ال فالن‬
‫جريء فقد قيل ذلك‪ ،‬اذهب فليس لك الي‪++‬وم عن‪++‬دنا ش‪++‬يء‪ .‬ثم ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬أولئك الثالثة شر خلق هللا يسعر بهم النار يوم القيام‪++‬ة‪.‬‬
‫فحدث معاوية بهذا إلى قوله {وباطل ما كانوا يعملون} "‪.‬‬
‫وأخرج ال‪++‬بيهقي في الش‪++‬عب عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم"إذا كان ي‪++‬وم القيام‪++‬ة ص‪++‬ارت أم‪++‬تي ثالث‪++‬ة ف‪++‬رق‪ .‬فرق‪++‬ة‬
‫يعبدون هللا خالصا‪ :‬وفرقة يعبدون هللا رياء‪ ،‬وفرقة يعبدون هللا يص‪++‬يبون ب‪++‬ه‬
‫دنيا‪ ،‬فيقول لل‪++‬ذي ك‪++‬ان يعب‪++‬د هللا لل‪++‬دنيا‪ :‬بع‪++‬زتي وجاللي م‪++‬ا أردت بعب‪++‬ادتي؟‬
‫فيقول‪ :‬الدنيا‪ .‬فيقول‪ :‬ال جرم ال ينفعك ما جمعت وال ترجع إلي‪++‬ه انطلق‪++‬وا ب‪++‬ه‬
‫إلى النار‪ ،‬ويقول لل‪++‬ذي يعب‪++‬د هللا ري‪++‬اء‪ :‬بع‪++‬زتي وجاللي م‪++‬ا أردت بعب‪++‬ادتي؟‬
‫قال‪ :‬الرياء‪ .‬فيقول‪ :‬إنما ك‪++‬انت عبادت‪++‬ك ال‪++‬تي كنت ت‪++‬رائي به‪++‬ا ال يص‪++‬عد إلي‬
‫منها ش‪++‬يء وال ينفع‪++‬ك الي‪++‬وم‪ ،‬انطلق‪++‬وا ب‪++‬ه إلى الن‪++‬ار‪ ،‬ويق‪++‬ول لل‪++‬ذي يعب‪++‬د هللا‬
‫خالصا‪ :‬بع‪++‬زتي وجاللي م‪++‬ا أردت بعب‪++‬ادتي؟ فيق‪++‬ول‪ :‬بعزت‪++‬ك وجالل‪++‬ك ألنت‬
‫أعلم به مني‪ ،‬كنت أعبدك لوجهك ولدارك‪ .‬قال‪ :‬صدق عبدي انطلقوا به إلى‬
‫الجنة"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬بيهقي في الش‪++‬عب عن ع‪++‬دي بن ح‪++‬اتم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬ي‪++‬ؤتى ي‪++‬وم القيام‪++‬ة بن‪++‬اس بين الن‪++‬اس إلى‬
‫الجنة‪ ،‬حتى إذا دنوا منها استنشقوا رائحتها ونظ‪++‬روا إلى قص‪++‬ورها وإلى م‪++‬ا‬
‫أعد هللا ألهلها فيها فيقولون‪ :‬يا ربنا لو أدخلتنا النار قب‪++‬ل أن ترين‪++‬ا م‪++‬ا أريتن‪++‬ا‬
‫من الثواب وما أعددت فيها ألوليائ‪++‬ك ك‪++‬ان أه‪++‬ون‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ذاك أردت بكم كنتم‬
‫إذا خل‪++‬وتم ب‪++‬ارزتموني ب‪++‬العظيم‪ ،‬وإذا لقيتم الن‪++‬اس لقيتم‪++‬وهم مخب‪++‬تين ولم‬
‫تجلوني‪ ،‬وتركتم للناس ولم تتركوا إلي‪ ،‬ف‪++‬اليوم أذيقكم الع‪++‬ذاب األليم م‪++‬ع م‪++‬ا‬
‫حرمتم من الثواب"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي هللا عنه {من ك‪++‬ان يري‪++‬د الحي‪++‬اة‬
‫الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيه‪++‬ا وهم فيه‪++‬ا ال يبخس‪++‬ون} ق‪++‬ال‪ :‬يؤت‪++‬ون‬
‫ثواب م‪++‬ا عمل‪++‬وا في ال‪++‬دنيا وليس لهم في اآلخ‪++‬رة من ش‪++‬يء وق‪++‬ال‪ :‬هي مث‪++‬ل‬
‫اآلية التي في الروم (وما آتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فال يربوا عن‪++‬د‬
‫هللا) (الروم اآلية ‪.)39‬‬
‫وأخرج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن قت‪+‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه {من ك‪+‬ان يري‪+‬د الحي‪+‬اة ال‪++‬دنيا‬
‫وزينتها‪ }...‬اآلية‪ .‬يقول‪ :‬من كانت الدنيا همه وسدمه وطلبته ونيت‪++‬ه وحاجت‪++‬ه‬
‫جازاه هللا بحسناته في الدنيا ثم يفضي إلى اآلخرة ليس له فيه‪++‬ا حس‪++‬نة‪ ،‬وأم‪++‬ا‬
‫المؤمن فيجازى بحس‪+‬ناته في ال‪+‬دنيا ويث‪+‬اب عليه‪+‬ا في اآلخ‪+‬رة {وهم فيه‪+‬ا ال‬
‫يبخسون} أي ال يظلمون‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه {من ك‪++‬ان يري‪++‬د الحي‪++‬اة ال‪++‬دنيا}‬
‫قال‪ :‬من عمل لل‪+‬دنيا ال يري‪+‬د ب‪+‬ه هللا وف‪+‬اه هللا ذل‪+‬ك العم‪+‬ل في ال‪+‬دنيا أج‪+‬ر م‪+‬ا‬
‫عمل‪ ،‬ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه {ن‪++‬وف إليهم أعم‪++‬الهم فيه‪++‬ا وهم فيه‪++‬ا ال يبخس‪++‬ون} أي ال‬
‫ينقصون‪ ،‬أي يعطوا منها أجر ما عملوا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ميمون بن مهران رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬من ك‪++‬ان يري‪++‬د‬
‫أن يعلم ما منزلته عن‪+‬د هللا فلينظ‪+‬ر في عمل‪+‬ه فإن‪+‬ه ق‪+‬ادم على عمل‪+‬ه كائن‪+‬ا م‪+‬ا‬
‫كان‪ ،‬وال عمل مؤمن وال كافر من عمل صالح إال جاء هللا به‪ ،‬فأم‪++‬ا الم‪++‬ؤمن‬
‫فيجزيه به في الدنيا واآلخرة بما شاء‪ ،‬وأم‪++‬ا الك‪++‬افر فيجزي‪++‬ه في ال‪++‬دنيا ثم تال‬
‫هذه اآلية {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله {نوف إليهم أعمالهم} قال‪ :‬طيباتهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج {نوف إليهم أعمالهم فيها} قال‪ :‬نعج‪++‬ل لهم‬
‫فيها كل طيبة لهم فيها وهم ال يظلمون بما لم يعجلوا من طيب‪++‬اتهم‪ ،‬لم يظلمهم‬
‫ألنهم لم يعلموا إال الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {نوف إليهم أعمالهم فيها} قال‪ :‬تعجل لمن ال يقبل منه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {وحب‪+‬ط م‪+‬ا ص‪+‬نعوا‬
‫فيها} قال‪ :‬حبط ما علموا من خير {وبطل} في اآلخرة ليس لهم فيها جزاء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك في قوله {وحبط} يعني بطل‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر عن أبي بن كعب أن‪++‬ه ق‪++‬رأ"وب‪++‬اطال م‪++‬ا ك‪++‬انوا‬
‫يعملون"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪17‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪+‬ه وأب‪+‬و نعيم في المعرف‪++‬ة عن علي بن أبي‬
‫طالب رضي هللا عنه قال‪ :‬م‪++‬ا من رج‪++‬ل من ق‪++‬ريش إال ن‪++‬زل في‪++‬ه طائف‪++‬ة من‬
‫القرآن‪ .‬فقال له رجل‪ :‬ما نزل فيك؟ ق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬ا تق‪++‬رأ س‪++‬ورة ه‪++‬ود {أفمن ك‪++‬ان‬
‫على بينة من ربه ويتلوه شاهد من‪++‬ه} رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم على‬
‫بينة من ربه وأنا شاهد منه‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪+‬ه وابن عس‪+‬اكر عن علي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في اآلي‪+‬ة ق‪+‬ال‪:‬‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على بينة من ربه‪ ،‬وأنا شاهد منه‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من وجه آخر عن علي رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أفمن كان على بينة من ربه أنا‪ ،‬ويتلوه شاهد من‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬علي"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {أفمن ك‪++‬ان على‬
‫بينة من ربه} قال‪" :‬ذاك محمد صلى هللا عليه وسلم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن إب‪++‬راهيم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {أفمن ك‪++‬ان على بين‪++‬ة من‬
‫ربه} قال‪ :‬محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والط‪+‬براني في األوس‪+‬ط وأب‪+‬و‬
‫الشيخ عن محمد بن علي بن أبي طالب قال‪ :‬قلت ألبي‪ :‬إن الن‪++‬اس يزعم‪++‬ون‬
‫في قول هللا {ويتل‪++‬وه ش‪++‬اهد من‪++‬ه} أن‪++‬ك أنت الت‪++‬الي‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬وددت أني أن‪++‬ا ه‪++‬و‬
‫ولكنه لسان محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن محم‪++‬د بن علي بن الحنفي‪++‬ة {أفمن ك‪++‬ان على بين‪++‬ة من‬
‫ربه} قال‪ :‬محمد صلى هللا عليه وسلم {ويتلوه شاهد منه} قال‪ :‬لسانه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ من طري‪++‬ق ابن أبي نجيح عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫{أفمن كان على بينة من ربه} قال‪ :‬هو محمد صلى هللا عليه وس‪+‬لم {ويتل‪+‬وه‬
‫ش‪+‬اهد من‪+‬ه} ق‪+‬ال‪ :‬أم‪+‬ا الحس‪+‬ن رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه فك‪+‬ان يق‪+‬ول‪ :‬اللس‪+‬ان‪ .‬وذك‪+‬ر‬
‫عكرمة رضي هللا عنه عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪ :‬أن‪++‬ه جبري‪++‬ل علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ .‬ووافقه سعيد بن جبير رضي هللا عنه قال‪ :‬هو جبريل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضي هللا عنه {ويتل‪+‬وه ش‪+‬اهد من‪+‬ه} ق‪+‬ال‪ :‬ه‪+‬و‬
‫اللسان‪ .‬ويقال‪ :‬أيضا جبريل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه من‬
‫طرق عن ابن عباس رضي هللا عنهما {أفمن كان على بينة من رب‪++‬ه} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫محمد {ويتلوه شاهد منه} ق‪++‬ال‪ :‬جبري‪++‬ل‪ ،‬فه‪++‬و ش‪++‬اهد من هللا بال‪++‬ذي يتل‪++‬و من‬
‫كتاب هللا الذي أنزل على محمد {ومن قبله كتاب موسى} قال‪ :‬ومن قبله تال‬
‫التوراة على لسان موسى كما تال الق‪++‬رآن على لس‪++‬ان محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد {أفمن‬
‫كان على بينة من ربه} قال‪ :‬هو محمد صلى هللا عليه وس‪++‬لم {ويتل‪++‬وه ش‪++‬اهد‬
‫منه} قال‪ :‬ملك يحفظه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عس‪++‬اكر عن‬
‫الحسين بن علي في قوله {ويتلوه شاهد منه} قال‪ :‬محمد هو الشاهد من هللا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن في قوله {أفمن كان على بينة من رب‪++‬ه} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫المؤمن على بينة من ربه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن إب‪++‬راهيم {ومن قبل‪++‬ه كت‪++‬اب موس‪++‬ى} ق‪++‬ال‪ :‬ومن ج‪++‬اء‬
‫بالكتاب إلى موسى‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه {ومن يكفر ب‪++‬ه من‬
‫األحزاب} قال‪ :‬الكفار أحزاب كلهم على الكفر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه {ومن يكف‪++‬ر ب‪++‬ه من األح‪++‬زاب}‬
‫قال‪ :‬من اليهود والنصارى‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر والط‪++‬براني وابن مردوي‪++‬ه من طري‪++‬ق‬
‫سعيد بن جبير عن أبي موسى األشعري رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬ال يس‪++‬مع بي أح‪++‬د من ه‪++‬ذه األم‪++‬ة وال يه‪++‬ودي وال‬
‫نصراني فلم يؤمن بي إال كان من أهل النار‪ .‬قال سعيد‪ :‬فقلت م‪++‬ا ق‪++‬ال الن‪++‬بي‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم إال ه‪++‬و في كت‪++‬اب هللا‪ ،‬فوج‪++‬دت {ومن يكف‪++‬ر ب‪++‬ه من‬
‫األحزاب فالنار موعده} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه من طري‪++‬ق س‪++‬عيد بن‬
‫جبير رضي هللا عنه عن ابن عباس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ما من أحد يس‪++‬مع بي من ه‪++‬ذه األم‪++‬ة وال يه‪++‬ودي وال‬
‫نصراني وال يؤمن بي إال دخل النار‪ .‬فجعلت أقول‪ :‬أين تص‪++‬ديقها في كت‪++‬اب‬
‫هللا؟ وقلما سمعت حديثا عن النبي صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم إال وج‪++‬دت تص‪++‬ديقه‬
‫في الق‪++‬رآن ح‪++‬تى وج‪++‬دت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {ومن يكف‪++‬ر ب‪++‬ه من األح‪++‬زاب فالن‪++‬ار‬
‫موعده} قال‪ :‬األحزاب الملل كلها"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن س‪+‬عيد بن جب‪+‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬م‪+‬ا بلغ‪+‬ني‬
‫حديث عن رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم على وجه‪++‬ه إال وج‪++‬دت مص‪++‬داقه‬
‫في كتاب هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬والذي نفس محمد بيده ال يسمع بي أحد من هذه األمة‬
‫وال يه‪++‬ودي وال نص‪++‬راني وم‪++‬ات ولم ي‪++‬ؤمن بال‪++‬ذي أرس‪++‬لت ب‪++‬ه إال ك‪++‬ان من‬
‫أصحاب النار"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪18‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن أبي ج‪++‬ريج في قول‪++‬ه {ومن أظلم ممن‬
‫افترى على هللا كذبا} قال‪ :‬الك‪++‬افر والمن‪++‬افق {أولئ‪++‬ك يعرض‪++‬ون على ربهم}‬
‫فيسألهم عن أعمالهم {ويقول األشهاد} الذين كانوا يحفظ‪++‬ون أعم‪++‬الهم عليهم‬
‫في ال‪++‬دنيا {ه‪++‬ؤالء ال‪++‬ذين ك‪++‬ذبوا على ربهم} حفظ‪++‬وه ش‪++‬هدوا ب‪++‬ه عليهم ي‪++‬وم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {يق‪++‬ول األش‪++‬هاد} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫المالئكة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه قال {األشهاد} المالئكة يشهدون‬
‫على بني آدم بأعمالهم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المب‪++‬ارك وابن أبي ش‪++‬يبة والبخ‪++‬اري ومس‪++‬لم وابن جري‪++‬ر وابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في األسماء والص‪++‬فات عن ابن‬
‫عمر رضي هللا عنهما"سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم يق‪+‬ول‪ :‬إن هللا‬
‫يدني المؤمن حتى يضع عليه كنفه ويستره من الناس ويقرره بذنوبه‪ ،‬ويقول‬
‫له‪ :‬أتعرف ذنب ك‪++‬ذا‪ ،‬أتع‪++‬رف ذنب ك‪++‬ذا؟ فيق‪++‬ول‪ :‬أي رب أع‪++‬رف‪ .‬ح‪++‬تى إذا‬
‫قرره بذنوبه ورأى في نفسه أنه قد هلك قال‪ :‬فإني قد سترتها عليك في الدنيا‬
‫وأن‪++‬ا أغفره‪++‬ا ل‪++‬ك الي‪++‬وم‪ .‬ثم يعطى كت‪++‬اب حس‪++‬ناته‪ ،‬وأم‪++‬ا الكف‪++‬ار والمن‪++‬افقون‬
‫{فيقول األشهاد هؤالء الذين كذبوا على ربهم أال لعنة هللا على الظالمين} "‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني وأبو الشيخ من وجه آخر عن ابن عم‪+‬ر رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا‬
‫"سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪ :‬يأتي هللا بالمؤمن يوم القيام‪++‬ة‬
‫فيقربه منه حتى يجعله في حجابه من جميع الخلق‪ ،‬فيقول له‪ :‬اقرأه‪ .‬فيعرف‪++‬ه‬
‫ذنبا ذنبا فيقول‪ :‬أتعرف أتعرف؟ فيقول‪ :‬نعم‪ ،‬نعم‪ .‬فيلتفت العبد يمن‪++‬ة ويس‪++‬رة‬
‫فيقول له الرب‪ :‬ال بأس عليك يا عبدي أنت كنت في ستري من جمي‪++‬ع خلقي‬
‫وليس بيني وبينك اليوم من يطلع على ذنوبك‪ ،‬اذهب فقد غفرتها لك بح‪++‬رف‬
‫واحد من جميع ما أتيتني به‪ .‬فيقول‪ :‬يا رب ما هو؟ قال‪ :‬كنت ال ترجو العفو‬
‫من أحد غيري فه‪++‬انت علي ذنوب‪++‬ك‪ ،‬وأم‪++‬ا الك‪++‬افر فيق‪++‬رأ ذنوب‪++‬ه على رؤوس‬
‫األشهاد {هؤالء الذين كذبوا على ربهم أال لعنة هللا على الظالمين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬كنا نحدث أنه‬
‫ال يخزى يومئذ أحد‪ ،‬فيخفي خزيه على أحد من الخالئق‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي بكر بن محم‪++‬د بن عم‪++‬رو بن ح‪++‬زم رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬هذا كتاب رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم لعم‪++‬رو بن ح‪++‬زم حين‬
‫بعثه إلى اليمن فقال‪ :‬إن هللا كره الظلم ونهى عن‪++‬ه‪ ،‬وق‪++‬ال {أال لعن‪++‬ة هللا على‬
‫الظالمين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ميمون بن مهران رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬إن الرج‪++‬ل‬
‫ليصلي ويلعن نفس‪++‬ه في قراءت‪++‬ه‪ ،‬فيق‪++‬ول {أال لعن‪++‬ة هللا عن‪++‬ه على الظ‪++‬المين}‬
‫وإنه لظالم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪19‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ال‪++‬ذين‬
‫يصدون عن سبيل هللا} هو محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ص‪++‬دت ق‪++‬ريش عن‪++‬ه‬
‫الناس‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن أبي مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ويبغونه‪++‬ا‬
‫عوجا} يعني يرجون بمكة غير اإلسالم دينا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪20‬‬
‫أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬أخ‪++‬بر هللا‬
‫سبحانه أنه حال بين أه‪++‬ل الش‪++‬رك وبين طاعت‪++‬ه في ال‪++‬دنيا واآلخ‪++‬رة‪ ،‬أم‪++‬ا في‬
‫الدنيا فإنه قال‪ :‬ما كانوا يستطيعون السمع وفي طاعته وما ك‪++‬انوا يبص‪++‬رون‪،‬‬
‫وأما في اآلخرة فإنه قال‪ :‬ال يستطيعون خاشعة‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {م‪++‬ا ك‪++‬انوا يس‪++‬تطيعون الس‪++‬مع‪ .‬وم‪++‬ا ك‪++‬انوا يبص‪++‬رون} ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا ك‪++‬انوا‬
‫يستطيعون أن يسمعوا خيرا فينتفعوا به وال يبصروا خيرا فيأخذوا به‪.‬‬
‫@ اآليات ‪22 - 21‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {أولئ‪++‬ك ال‪++‬ذين خس‪++‬روا‬
‫أنفسهم} قال‪ :‬غبنوا أنفسهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪23‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما‬
‫في قوله {وأخبتوا} قال‪ :‬خافوا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬اإلخبات اإلنابة‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫اإلخبات الخشوع والتواضع‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن جري‪+‬ر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن مجاه‪+‬د رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه {واخبت‪+‬وا إلى‬
‫ربهم} قال‪ :‬اطمأنوا إلى ربهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪24‬‬
‫أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {مثل‬
‫الفريقين كاألعمى واألصم} قال‪ :‬الكافر {والبصير والسميع} قال‪ :‬المؤمن‪.‬‬
‫@ اآليات ‪35 - 25‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{وما نراك اتبعك إال الذين هم أراذلنا بادي الرأي} قال‪ :‬فيما ظهر لنا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عطاء رضي هللا عنه‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن‬
‫كنت على بينة من ربي} قال‪ :‬قد عرفتها وعرفت به‪++‬ا أم‪++‬ره وأن‪++‬ه ال إل‪++‬ه إال‬
‫ه‪++‬و {وآت‪++‬اني رحم‪++‬ة من عن‪++‬ده} ق‪++‬ال‪ :‬اإلس‪++‬الم واله‪++‬دى واإليم‪++‬ان والحكم‬
‫والنبوة‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن جري‪+++‬ر وأب‪+++‬و الش‪+++‬يخ عن قت‪+++‬ادة رض‪+++‬ي هللا عن‪+++‬ه في قول‪+++‬ه‬
‫{أنلزمكموها} ق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬ا وهللا ل‪++‬و اس‪++‬تطاع ن‪++‬بي هللا أللزمه‪++‬ا قوم‪++‬ه ولكن‪++‬ه لم‬
‫يستطع ذلك ولم يملكه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ .‬أنه كان يقرأ "أنلزمكموها من شطر‬
‫أنفسنا وأنتم لها كارهون"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن أبي بن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه أن‪++‬ه ق‪++‬رأ‬
‫"أنلزمكموها من شطر قلوبنا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاه‪+‬د رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {إن أج‪+‬ري} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫جزائي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا‬
‫أنا بطارد الذين آمنوا} قال‪ :‬قالوا له‪ :‬يا ن‪++‬وح إن أحببت أن نتبع‪++‬ك ف‪++‬اطردهم‬
‫وإال فلن نرضى أن نكون نحن وهم في األمر سواء‪ .‬وفي قوله {إنهم مالقوا‬
‫ربهم} قال‪ :‬فيسألهم عن أعمالهم {وال أقول لكم عن‪++‬دي خ‪++‬زائن هللا} ال‪++‬تي ال‬
‫يفنيها ش‪+‬يء ف‪+‬أكون إنم‪+‬ا أدع‪+‬وكم لتتبع‪+‬وني عليه‪+‬ا ألعطيكم منه‪+‬ا بملك‪+‬ه أي‬
‫عليها {وال أعلم الغيب} ال أقول اتبعوني على علمي بالغيب {وال أقول إني‬
‫ملك} نزلت من السماء برسالة {ما أنا إال بشر مثلكم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي هللا عنه في قوله {وال أق‪++‬ول لل‪++‬ذين‬
‫تزدري أعينكم} قال‪ :‬حقرتموهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه في قوله {لن يؤتيهم هللا خيرا}‬
‫قال‪ :‬يعني إيمانا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه في قوله {قالوا يا نوح قد جادلتنا} قال‪ :‬ماريتنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن ج‪++‬ريج رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {فائتن‪++‬ا بم‪++‬ا‬
‫تعدنا} قال‪ :‬تكذيبا بالعذاب وإنه باطل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فعلي إج‪++‬رامي}‬
‫قال‪ :‬عملي {وأنا بريء مما تجرمون} أي مما تعملون‪.‬‬
‫@ اآليات ‪37 - 36‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وأوحي‬
‫إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إال من قد آمن} وذلك حين دع‪++‬ا عليهم ن‪++‬وح‬
‫عليه السالم (قال رب ال تذر على األرض من الكافرين دي‪++‬ارا) (ن‪++‬وح اآلي‪++‬ة‬
‫‪.)26‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬إن نوحا لم يدع على قومه حتى نزلت عليه اآلية {وأوحي إلى نوح أنه‬
‫لن ي‪++‬ؤمن من قوم‪++‬ك إال من ق‪++‬د آمن} ف‪++‬انقطع عن‪++‬د ذل‪++‬ك رج‪++‬اؤه منهم ف‪++‬دعا‬
‫عليهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن محمد بن كعب رضي هللا عنه قال‪ :‬لما‬
‫استنقذ هللا من أصالب الرجال وأرحام النساء كل مؤمن ومؤمنة قال‪ :‬يا نوح‬
‫{أنه لن يؤمن من قومك إال من قد آمن}‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫إن نوحا عليه السالم كان يضرب ثم يلف في لبد فيلقى في بيته‪ ،‬يرون أنه قد‬
‫مات ثم يخرج فيدعوهم‪ ،‬حتى إذا أيس من إيمان قومه جاءه رجل ومعه ابنه‬
‫وهو يتوكأ على عصا فقال‪ :‬يا بني أنظر هذا الشيخ ال يغرن‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا أبت‬
‫أمكني من العصا‪ ،‬ثم أخذ العصا ثم قال‪ :‬ضعني في األرض‪ .‬فوضعه فمشى‬
‫إليه فضربه فشجه موضحة في رأسه وسالت الدماء‪ ،‬قال نوح عليه الس‪++‬الم‪:‬‬
‫رب قد ترى ما يفعل بي عبادك‪ ،‬فإن يكن لك في عبادك حاجة فاه‪++‬دهم‪ ،‬وإن‬
‫يكن غير ذلك فصبرني إلى أن تحكم وأنت خ‪++‬ير الح‪++‬اكمين‪ .‬ف‪++‬أوحى هللا إلي‪+‬ه‬
‫وآيسه من إيمان قومه‪ ،‬وأخبره أنه لم يبق في أصالب الرجال وال في أرحام‬
‫النساء مؤمن قال {وأوحي إلى نوح أن‪++‬ه لن ي‪++‬ؤمن من قوم‪++‬ك إال من ق‪++‬د آمن‬
‫فال تبتئس بما كانوا يفعل‪++‬ون} يع‪++‬ني ال تح‪++‬زن عليهم (واص‪++‬نع الفل‪++‬ك) (ن‪++‬وح‬
‫اآلية ‪ )37‬قال‪ :‬ي‪+‬ا رب وم‪+‬ا الفل‪++‬ك؟ ق‪++‬ال‪ :‬بيت من خش‪+‬ب يج‪++‬ري على وج‪++‬ه‬
‫الماء‪ ،‬فأغرق أهل معصيتي وأطهر أرضي منهم‪ .‬قال‪ :‬ي‪++‬ا رب وأين الم‪++‬اء؟‬
‫قال‪ :‬إني على ما أشاء قدير‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {فال تب‪++‬تئس}‬
‫قال‪ :‬فال تحزن‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {أن‬
‫أصنع الفلك} قال‪ :‬السفينة {بأعيننا ووحينا} قال‪ :‬كما نأمرك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبو حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وال‪++‬بيهقي في األس‪++‬ماء والص‪++‬فات عن ابن‬
‫عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {واص‪++‬نع الفل‪++‬ك بأعينن‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬بعين هللا‬
‫ووحيه‪.‬‬
‫وأخرج ال‪++‬بيهقي عن س‪++‬فيان بن عيين‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا وص‪++‬ف هللا‬
‫تبارك به نفسه في كتابه فقراءته تفسيره‪ ،‬ليس ألح‪+‬د أن يفس‪+‬ره بالعربي‪+‬ة وال‬
‫بالفارسية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬لم يعلم نوح عليه‬
‫الس‪++‬الم كي‪++‬ف يص‪++‬نع الفل‪++‬ك‪ ،‬ف‪++‬أوحى هللا إلي‪++‬ه أن يص‪++‬نعها على مث‪++‬ل جؤج‪++‬ؤ‬
‫الطائر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وال‬
‫تخاطبني في الذين ظلموا} يقول‪ :‬ال تراجعني‪ ،‬تقدم إليه ال يشفع لهم عنده‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نهى هللا نوحا عليه السالم أن يراجعه بعد ذلك في أحد‪.‬‬
‫@ اآليات ‪39 - 38‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وض‪++‬عفه‬
‫الذهبي وابن مردويه عن عائشة رضي هللا عنها قالت‪ :‬قال رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم "كان نوح عليه السالم مكث في قوم‪++‬ه أل‪++‬ف س‪++‬نة إال خمس‪++‬ين‬
‫عاما يدعوهم إلى هللا حتى كان آخر زمانه غرس شجرة فعظمت وذهبت كل‬
‫مذهب ثم قطعها‪ ،‬ثم جعل يعمله‪++‬ا س‪++‬فينة ويم‪++‬رون فيس‪++‬ألونه فيق‪++‬ول‪ :‬أعمله‪++‬ا‬
‫سفينة‪ ،‬فيسخرون منه ويقولون‪ :‬تعمل س‪++‬فينة في ال‪++‬بر وكي‪++‬ف تج‪++‬ري؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫سوف تعلمون‪ .‬فلما فرغ منها وفار التنور وكثر الماء في الس‪++‬كك خش‪++‬يت أم‬
‫الصبي عليه وكانت تحبه حبا شديدا‪ ،‬فخ‪++‬رجت إلى الجب‪++‬ل ح‪++‬تى بلغت ثلث‪++‬ه‪،‬‬
‫فلما بلغها الم‪+‬اء خ‪+‬رجت ح‪+‬تى اس‪+‬توت على الجب‪+‬ل‪ ،‬فلم‪+‬ا بل‪+‬غ الم‪+‬اء رقبته‪+‬ا‬
‫رفعت‪++‬ه بين ي‪++‬ديها ح‪++‬تى ذهب به‪++‬ا الم‪++‬اء‪ ،‬فل‪++‬و رحم هللا منهم أح‪++‬دا ل‪++‬رحم أم‬
‫الصبي"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا عن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬كانت سفينة ن‪++‬وح علي‪++‬ه الس‪++‬الم له‪++‬ا أجنح‪++‬ة وتحت‬
‫األجنحة إيوان‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن مردوي‪+‬ه عن س‪+‬مرة بن جن‪+‬دب رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه "أن رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬س‪++‬ام أب‪++‬و الع‪++‬رب‪ ،‬وح‪++‬ام أب‪++‬و الحبش‪ ،‬وي‪++‬افث أب‪++‬و‬
‫ال‪++‬روم‪ ،‬وذك‪++‬ر أن ط‪++‬ول الس‪++‬فينة ك‪++‬ان ثالثمائ‪++‬ة ذراع‪ ،‬وعرض‪++‬ها خمس‪++‬ون‬
‫ذراعا‪ ،‬وطولها في السماء ثالثون ذراعا‪ ،‬وبابها في عرضها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬كان طول سفينة نوح ثلثمائة ذراع‪ ،‬وطوله‪++‬ا في الس‪++‬ماء ثالث‪++‬ون‬
‫ذراع‪++‬ا‪.‬وأخ‪++‬رج إس‪++‬حق بن بش‪++‬ر وابن عس‪++‬اكر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما‪ .‬أن نوحا لما أم‪+‬ر أن يص‪+‬نع الفل‪+‬ك ق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا رب وأين الخش‪+‬ب؟ ق‪+‬ال‪:‬‬
‫اغرس الش‪+‬جر فغ‪+‬رس الس‪+‬اج عش‪+‬رين س‪+‬نة‪ ،‬وك‪+‬ف عن ال‪+‬دعاء وكف‪+‬وا عن‬
‫االستهزاء‪ ،‬فلما أدرك الشجر أمره ربه فقطعها وجففه‪++‬ا فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رب كي‪++‬ف‬
‫اتخذ هذا البيت؟ قال‪ :‬اجعله على ثالثة صور‪ .‬رأسه كرأس الديك‪ ،‬وجؤجؤه‬
‫كجؤجؤ الطير‪ ،‬وذنبه كذنب ال‪++‬ديك‪ ،‬واجعله‪++‬ا مطبق‪++‬ة واجع‪++‬ل له‪++‬ا أبواب‪++‬ا في‬
‫جنبها وشدها بدسر ‪ -‬يعني مسامير الحديد ‪ -‬وبعث هللا جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫يعلمه صنعة السفينة‪ ،‬فكانوا يمرون به ويسخرون من‪++‬ه ويقول‪++‬ون‪ :‬أال ت‪++‬رون‬
‫إلى هذا المجنون يتخ‪+‬ذ بيت‪+‬ا ليس‪+‬ير ب‪+‬ه على الم‪+‬اء؟ وأين الم‪+‬اء ويض‪+‬حكون‪.‬‬
‫وذل‪++‬ك قول‪++‬ه {وكلم‪++‬ا م‪++‬ر علي‪++‬ه مأل من قوم‪++‬ه س‪++‬خروا من‪++‬ه} فجع‪++‬ل الس‪++‬فينة‬
‫س‪++‬تمائة ذراع طوله‪++‬ا‪ ،‬وس‪++‬تين ذراع‪++‬ا في األرض‪ ،‬وعرض‪++‬ها ثلثمائ‪++‬ة ذراع‬
‫وثالثة وثالثون‪ ،‬وأمر أن يطليها بالقار ولم يكن في األرض قار ففجر هللا له‬
‫عين القار حيث تنحت السفينة تغلي غليانا حتى طالها‪ ،‬فلما فرغ منها جع‪++‬ل‬
‫لها ثالثة أبواب وأطبقها‪ ،‬فحمل فيها السباع والدواب‪ ،‬ف‪++‬ألقى هللا على األس‪++‬د‬
‫الحمى وشغله بنفسه عن الدواب‪ ،‬وجعل الوحش والطير في الباب الث‪++‬اني ثم‬
‫أطبق عليها‪ ،‬وجعل ول‪++‬د آدم أربعين رجال وأربعين ام‪++‬رأة في الب‪++‬اب األعلى‬
‫ثم أطبق عليهم‪ ،‬وجع‪++‬ل ال‪++‬درة مع‪++‬ه في الب‪++‬اب األعلى لض‪++‬عفها أن ال تطأه‪++‬ا‬
‫الدواب‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن جرير وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬ذكر لن‪++‬ا أن ط‪++‬ول الس‪++‬فينة ثالثمائ‪++‬ة ذراع‪ ،‬وعرض‪++‬ها خمس‪++‬ون‬
‫ذراعا‪ ،‬وطولها في السماء ثالثون ذراعا وبابها في عرضها‪ ،‬وذكر لن‪+‬ا أنه‪+‬ا‬
‫استقلت بهم في عشر خلون من رجب‪ ،‬وكانت في الماء خمسين ومائة ي‪++‬وم‪،‬‬
‫ثم استقرت بهم على الج‪++‬ودي‪ ،‬وأهبط‪++‬وا إلى األرض في عش‪++‬ر لي‪++‬ال خل‪++‬ون‬
‫من المحرم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬كان طول سفينة نوح عليه السالم ألف ذراع وم‪++‬ائتي ذراع‪ ،‬وعرض‪++‬ها‬
‫ستمائة ذراع‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال الحواري‪++‬ون‬
‫لعيسى بن مريم عليهما السالم‪ ،‬لو بعثت لنا رجال شهد السفينة فحدثنا عنه‪++‬ا‪،‬‬
‫فانطلق بهم حتى انتهى إلى كثيب من تراب‪ ،‬فأخذ كفا من ذلك ال‪++‬تراب ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أت‪++‬درون م‪++‬ا ه‪++‬ذا؟ ق‪++‬الوا‪ :‬هللا ورس‪++‬وله أعلم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا كعب ح‪++‬ام بن ن‪++‬وح‪،‬‬
‫فضرب الكثيب بعص‪++‬اة ق‪++‬ال‪ :‬قم ب‪+‬إذن هللا‪ .‬ف‪++‬إذا ه‪++‬و ق‪++‬ائم ينفض ال‪++‬تراب عن‬
‫رأسه قد شاب ق‪+‬ال ل‪+‬ه عيس‪+‬ى علي‪+‬ه الس‪+‬الم‪ :‬هك‪+‬ذا هلكت‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬ال مت وأن‪+‬ا‬
‫شاب ولكني ظننت أنها الس‪++‬اعة ق‪++‬امت فمن ثم ش‪++‬بت ق‪++‬ال‪ :‬ح‪++‬دثنا عن س‪++‬فينة‬
‫نوح قال‪ :‬ك‪++‬ان طوله‪++‬ا أل‪++‬ف ذراع وم‪++‬ائتي ذراع‪ ،‬وعرض‪++‬ها س‪++‬تمائة ذراع‪،‬‬
‫كانت ثالث طبقات‪ .‬فطبقة فيها الدواب والوحش‪ ،‬وطبقة فيها اإلنس‪ ،‬وطبقة‬
‫فيه‪++‬ا الط‪++‬ير‪ ،‬فلم‪++‬ا ك‪++‬ثر أرواث ال‪++‬دواب أوحى هللا إلى ن‪++‬وح‪ :‬أن اغم‪++‬ز ذنب‬
‫الفيل‪ .‬فغمز فوقع منه خنزير وخنزيرة‪ ،‬فأقبال على ال‪++‬روث فلم‪++‬ا وق‪++‬ع الف‪++‬ار‬
‫يخ‪+‬رب الس‪+‬فينة بقرض‪+‬ه‪ ،‬أوحى هللا إلى ن‪+‬وح أن أض‪+‬رب بين عي‪+‬ني األس‪+‬د‪.‬‬
‫فخرج من منخره س‪++‬نور وس‪++‬نوره‪ ،‬ف‪++‬أقبال على الف‪++‬ار فق‪++‬ال ل‪++‬ه عيس‪++‬ى علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ :‬كيف علم نوح أن البالد قد غرقت؟ قال‪ :‬بعث الغراب يأتي‪++‬ه ب‪++‬الخبر‪،‬‬
‫فوجد جيفة فوقع عليها فدعا عليه بالخوف‪ ،‬فل‪++‬ذلك ال ي‪++‬ألف ال‪++‬بيوت‪ .‬ثم بعث‬
‫الحمامة فج‪+‬اءت ب‪+‬ورق زيت‪+‬ون بمنقاره‪+‬ا وطين برجليه‪+‬ا‪ ،‬فعلم أن البالد ق‪+‬د‬
‫غرقت‪ ،‬فطوقها الخضرة التي في عنقها ودعا لها أن تكون في أنس وأم‪++‬ان‪،‬‬
‫فمن ثم تألف البيوت فقالوا‪ :‬يا روح هللا أال تنطلق بنا إلى أهالينا فيجلس معنا‬
‫ويحدثنا؟ قال‪ :‬كيف يتبعكم من ال رزق له؟ ثم قال‪ :‬عد بإذن هللا فعاد ترابا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬كان طول س‪++‬فينة‬
‫نوح عليه السالم أربعمائة ذراع‪ ،‬وعرضها في السماء ثالثون ذراعا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال س‪++‬ليمان الف‪++‬رائي‪.‬‬
‫عمل نوح عليه السالم السفينة أربعمائة سنة‪ ،‬وأنبت الساج أربعين سنة حتى‬
‫كان طوله أربعمائة ذراع‪ ،‬والذراع إلى المنكبين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن زيد بن أسلم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن نوح‪++‬ا علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫مكث يغرس الشجر ويقطعها وييبسها‪ ،‬ثم مائة سنة يعملها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن كعب األحب‪++‬ار رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن نوح‪++‬ا علي‪++‬ه‬
‫السالم لما أمر أن يصنع الفلك قال‪ :‬رب لس‪++‬ت بنج‪++‬ار؟ ق‪++‬ال‪ :‬بلى‪ .‬ف‪++‬إن ذل‪++‬ك‬
‫بعيني فخذ القادوم فجعلت يده ال تخطئ‪ ،‬فجعل‪++‬وا يم‪++‬رون ب‪++‬ه ويقول‪++‬ون‪ :‬ه‪++‬ذا‬
‫الذي يزعم أنه نبي قد صارا نجارا‪ ،‬فعملها أربعين سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن سعيد بن ميناء‪ .‬أن كعبا رضي هللا عنه قال لعب‪++‬د هللا‬
‫بن همرو بن العاص‪ ،‬أخبرني عن أول شجرة نبتت على األرض؟ قال عب‪++‬د‬
‫هللا‪ :‬الساج وهي التي عم‪++‬ل منه‪++‬ا ن‪++‬وح الس‪++‬فينة فق‪++‬ال كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪:‬‬
‫صدقت‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {من يأتي‪++‬ه‬
‫عذاب يخزيه} قال‪ :‬هو الغرق {ويحل عليه ع‪++‬ذاب مقيم} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬و الخل‪++‬ود‬
‫في النار‪.‬‬
‫@ اآلية ‪40‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {وفار التنور} نبع الماء‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا {وف‪++‬ار‬
‫التنور} قال‪ :‬إذا رأيت تنور أهلك يخرج منه الماء فإنه هالك قومك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪+‬ان تن‪+‬ورا من حج‪++‬ارة‪،‬‬
‫كان لحواء عليها السالم حتى صار إلى نوح عليه السالم‪ ،‬فقيل له‪ :‬إذا رأيت‬
‫الماء يفور من التنور فاركب أنت وأصحابك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وص‪++‬ححه‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬كان بين دعوة نوح علي‪++‬ه الس‪++‬الم وبين‬
‫هالك قومه ثالثمائة سنة‪ ،‬وكان فار التنور بالهند‪ ،‬وطافت سفينة ن‪++‬وح علي‪++‬ه‬
‫السالم بالبيت أسبوعا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما {وف‪++‬ار التن‪++‬ور} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫العين التي بالجزيرة عين الوردة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي بن أبي طالب رضي‬
‫هللا عنه قال‪ :‬فار التنور من مسجد الكوفة من قبل أبواب كندة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن حبة العربي قال‪ :‬جاء رجل إلى علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫فقال‪ :‬إني قد اشتريت راحلة وف‪++‬رغت من زادي أري‪++‬د بيت المق‪++‬دس ألص‪++‬لي‬
‫فيه‪ ،‬فإنه قد صلى فيه سبعون نبيا ومنه فار التنور‪ ،‬يعني مسجد الكوفة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ من طري‪++‬ق الش‪++‬عبي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن علي رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬والذي فلق الحبة وب‪++‬رأ النس‪++‬مة إن مس‪++‬جدكم ه‪++‬ذا لراب‪++‬ع أربع‪++‬ة من‬
‫مساجد المسلمين‪ ،‬ولركعتان فيه أحب إلي من عش‪++‬ر فيم‪++‬ا س‪++‬واه إال المس‪++‬جد‬
‫الح‪++‬رام ومس‪++‬جد رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بالمدين‪++‬ة‪ ،‬وإن من جانب‪++‬ه‬
‫األيمن مستقبل القبلة فار التنور‪.‬‬
‫وأخرج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الس‪+‬دي بن إس‪+‬ماعيل الهم‪+‬داني ق‪++‬ال‪ :‬لق‪++‬د نج‪++‬ر ن‪+‬وح‬
‫سفينته في وسط هذا المسجد ‪ -‬يعني مسجد الكوفة ‪ -‬وف‪++‬ار التن‪++‬ور من جانب‪++‬ه‬
‫األيمن‪ ،‬وإن البرية منه لعلى اثني عشر ميال من حيث ما جنبه‪ ،‬ولصالة فيه‬
‫أفضل من أرب‪++‬ع في غ‪++‬يره إال المس‪++‬جدين مس‪++‬جد الح‪++‬رام‪ ،‬ومس‪++‬جد الرس‪++‬ول‬
‫بالمدينة‪ ،‬وإن من جانبه األمين مستقبل القبلة فار التنور‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬التنور وجه األرض قيل ل‪++‬ه‪ :‬إذا‬
‫رأيت الماء على وجه األرض فاركب أنت ومن معك‪ ،‬والعرب تسمي وج‪++‬ه‬
‫األرض تنور األرض‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وف‪++‬ار التن‪++‬ور} ق‪++‬ال‪ :‬وج‪++‬ه‬
‫األرض‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬التنور أعلى األرض وأشرفها‪ ،‬وك‪++‬ان علم‪++‬ا فيم‪++‬ا بين ن‪++‬وح وبين‬
‫ربه عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن بسطام بن مس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬قلت لمعاوي‪++‬ة بن ق‪++‬رة إن قت‪++‬ادة‬
‫رضي هللا عنه إذا أتى على هذه اآلية قال‪ :‬هي أعلى األرض وأشرفها فقال‪:‬‬
‫هللا أعلم‪ ،‬أما أنا فسمعت منه حديثين فاهلل أعلم‪ .‬قال بعضهم‪ :‬ف‪+‬ار من‪+‬ه الم‪+‬اء‪.‬‬
‫وقال بعضهم فارت من النار‪ ،‬وفار التنور بكل لغة التنور‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫{وف‪++‬ار التن‪++‬ور} ق‪++‬ال‪ :‬طل‪++‬ع الفج‪++‬ر‪ .‬قي‪++‬ل ل‪++‬ه‪ :‬إذا طل‪++‬ع الفج‪++‬ر ف‪++‬اركب أنت‬
‫وأصحابك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن علي {وفار التن‪++‬ور} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫تنور الصبح‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {قلن‪++‬ا احم‪++‬ل فيه‪++‬ا من ك‪++‬ل زوجين‬
‫اثنين} قال‪ :‬في كالم العرب‪ ،‬ويقولون للذكر واألنثى‪ :‬زوجان‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مسلم بن يسار رضي هللا عنه قال‪ :‬أمر نوح علي‪++‬ه‬
‫السالم أن يحمل معه من كل زوجين اث‪+‬نين ومع‪+‬ه مل‪++‬ك فجع‪+‬ل يقبض زوج‪++‬ا‬
‫زوجا وبقي العنب‪ ،‬فجاء إبليس فقال‪ :‬هذا كله لي‪ .‬فنظ‪++‬ر ن‪++‬وح علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫إلى الملك فقال‪ :‬إنه لشريكك فأحسن شركته‪ .‬فقال‪ :‬نعم لي الثلث‪++‬ان ولي الثلث‬
‫قال‪ :‬إنه شريكك فأحسن شركته فقال‪ :‬لي النصف وله النصف‪ .‬فق‪++‬ال إبليس‪:‬‬
‫هذا كله لي‪ .‬فنظر إلى الملك فقال‪ :‬إنه شريكك فأحسن شركته‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬لي‬
‫الثلث وله الثلثان ق‪+‬ال‪ :‬أحس‪+‬نت وأني محس‪+‬ان أنت تأكل‪+‬ه عنب‪+‬ا وتأكل‪+‬ه زبيب‪+‬ا‬
‫وتشربه عصيرا ثالثة أيام‪ .‬قال مسلم‪ :‬وكان يرون أنه إذا شربه ك‪++‬ذلك فليس‬
‫للشيطان نصيب‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن محمد بن سيرين رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لما ركب نوح عليه السالم السفينة كتب له تسمية ما حم‪++‬ل مع‪++‬ه فيه‪++‬ا‪ ،‬فق‪++‬ال‪:‬‬
‫إنكم قد كتبتم الحبلة وليست ههنا‪ .‬قالوا‪ :‬صدقت أخ‪++‬ذها الش‪++‬يطان‪ ،‬وسنرس‪++‬ل‬
‫من يأتي بها‪ .‬فجيء بها وجاء الشيطان معها‪ ،‬فقيل لنوح‪ :‬إن شريكك فأحسن‬
‫شركته‪ .‬فذكر مثله وزاد بعد قول‪++‬ه‪ :‬تش‪++‬ربه عص‪++‬يرا وتطبخ‪++‬ه‪ ،‬في‪++‬ذهب ثلث‪++‬اه‬
‫خبثا وحظ الشيطان منه‪ ،‬ويبقى ثلثه فتشربه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا حم‪++‬ل ن‪++‬وح علي‪++‬ه‬
‫السالم األسد في السفينة قال‪ :‬يا رب إنه يسالني الطعام من أين أطعمه؟ قال‪:‬‬
‫إني سوف أعقله عن الطعام‪ .‬فسلط هللا عليه الحمى‪ ،‬فكان نوح علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫يأتيه بالكبش فيقول‪ :‬ادر يا كل فيقول األسد‪ :‬آه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب اإليمان وابن عساكر وابن‬
‫النجار في تاريخهما عن مجاهد رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪ :‬م‪+‬ر ن‪+‬وح علي‪+‬ه الس‪+‬الم‬
‫باألسد وهو في السفينة فضربه برجله فخمشه األسد فبات ساهرا‪ ،‬فبكى نوح‬
‫من ذلك فأوحي إليه إنك ظلمته وإني ال أحب الظلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن ع‪++‬دي وابن عس‪++‬اكر من وج‪++‬ه آخ‪++‬ر عن مجاه‪++‬د عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما مرفوعا "مر نوح بأسد رابض فضربه برجله‪ ،‬فرفع األسد‬
‫رأسه فخمش ساقه‪ ،‬فلم يبت ليلته مم‪++‬ا جعلت تض‪++‬رب علي‪++‬ه وه‪++‬و يق‪++‬ول‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رب كلبك عقرني‪ .‬فأوحى هللا إليه أن هللا ال يرضى الظلم أنت بدأته‪ .‬قال ابن‬
‫عدي‪ :‬هذا الحديث بهذا اإلسناد باطل‪ ،‬وفي‪++‬ه جعف‪++‬ر بن أحم‪++‬د الغ‪++‬افقي يض‪++‬ع‬
‫الحديث"‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن زيد بن ثابت رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫استص‪++‬عبت على ن‪++‬وح الم‪++‬اعزة أن ت‪++‬دخل الس‪++‬فينة ف‪++‬دفعها في ذنبه‪++‬ا فمن ثم‬
‫انكسر ذنبها فصار معقوقا وبدا حياها‪ ،‬ومض‪++‬ت النعج‪++‬ة ح‪++‬تى دخلت فمس‪++‬ح‬
‫على ذنبها فستر حياها‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن جعفر بن محمد قال‪ :‬أمر نوح عليه الس‪++‬الم أن يحم‪++‬ل‬
‫معه من كل زوجين اثنين‪ ،‬فحمل معه من اليمن العجوة واللوز‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد وأبو الش‪++‬يخ عن وهب بن منب‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا أم‪++‬ر ن‪++‬وح‬
‫عليه السالم أن يحمل من كل زوجين اثنين قال‪ :‬كيف أصنع باألسد والبقرة؟‬
‫وكيف أصنع بالعناق والذئب؟ وكيف أص‪++‬نع بالحم‪++‬ام واله‪++‬ر؟ ق‪++‬ال‪ :‬من ألقى‬
‫بينهما العداوة؟ قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فإني أؤلف بينهم حتى ال يتضارون‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن خالد رضي هللا عنه قال‪ :‬لما حمل ن‪++‬وح في الس‪++‬فينة‬
‫ما حمل‪ ،‬جاءت العقرب تحجل قالت‪ :‬يا نبي هللا أدخل‪++‬ني مع‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ال أنت‬
‫تل‪++‬دغين الن‪++‬اس وت‪++‬ؤذينهم ق‪++‬ال‪ :‬ال أحمل‪++‬ني مع‪++‬ك‪ ،‬فل‪++‬ك علي أن ال أل‪++‬دغ من‬
‫يصلي عليك الليلة‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن أبي أمامة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم "من قال حين يمسي‪ :‬صلى هللا على ن‪+‬وح وعلى ن‪+‬وح الس‪+‬الم‬
‫لم تلدغه عقرب تلك الليلة"‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بش‪++‬ر وابن عس‪++‬اكر عن ع‪++‬ذاء والض‪++‬حاك‪ .‬أن إبليس ج‪++‬اء‬
‫ليركب السفينة فدفعه نوح فقال‪ :‬يا نوح إني منظر وال سبيل لك علي‪ .‬فعرف‬
‫أنه صادق فأمره أن يجلس على خيزران السفينة‪ ،‬وكان آدم قد أوص‪++‬ى ول‪++‬ده‬
‫أن يحملوا جسده‪ ،‬فورثهم في ذلك نوح‪ ،‬فتوارث الوصية ول‪++‬ده ح‪++‬تى حمله‪++‬ا‬
‫نوح‪ ،‬فوضع جسد آدم عليه السالم بين الرجال والنساء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر في مكايد الشيطان عن أبي العالي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لم‪++‬ا رس‪++‬ت الس‪++‬فينة س‪++‬فينة ن‪++‬وح علي‪++‬ه الس‪++‬الم إذا ه‪++‬و ب‪++‬إبليس على كوت‪++‬ل‬
‫الس‪++‬فينة‪ !...‬فق‪++‬ال ل‪++‬ه ن‪++‬وح علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ :‬ويل‪++‬ك ق‪++‬د غ‪++‬رق أه‪++‬ل األرض من‬
‫أجلك‪.‬؟! قال له إبليس‪ :‬فما أصنع؟ قال‪ :‬تتوب‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فس‪++‬ل رب‪++‬ك ه‪++‬ل لي من‬
‫توبة؟ فدعا نوح ربه‪ ،‬فأوحى إليه أن توبته أن يسجد لقبر آدم‪ .‬قال‪ :‬قد جعلت‬
‫لك توبة قال‪ :‬وم‪++‬ا هي؟ ق‪++‬ال‪ :‬تس‪++‬جد لق‪++‬بر آدم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬تركت‪++‬ه حي‪++‬ا وأس‪++‬جد ل‪++‬ه‬
‫ميتا؟!‪.‬‬
‫وأخرج النس‪++‬ائي عن أنس بن مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن نوح‪++‬ا علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫نازعه الشيطان في عود الكرم قال‪ :‬هذا لي‪ .‬وقال‪ :‬ه‪++‬ذا لي‪ .‬فاص‪++‬طلحا على‬
‫أن لنوح ثلثها وللشيطان ثلثيها‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه مرفوع‪++‬ا "أن‬
‫نوحا عليه السالم حمل معه في السفينة من جميع الشجر"‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بشر أخبرن‪++‬ا رج‪++‬ل من أه‪++‬ل العلم‪ .‬أن نوح‪++‬ا علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫حمل في السفينة من الهده‪++‬د زوجين‪ ،‬وجع‪++‬ل أم الهده‪++‬د فض‪++‬ال على زوجين‬
‫فماتت في السفينة قبل أن تظه‪+‬ر األرض‪ ،‬فحمله‪+‬ا الهده‪+‬د فط‪+‬اف به‪+‬ا ال‪+‬دنيا‬
‫ليصيب لها مكانا ليدفنها فيه فلم يجد طينا وال ترابا‪ ،‬فرحم‪++‬ه رب‪++‬ه فحف‪++‬ر له‪++‬ا‬
‫في قفاه قبرا فدفنها فيه‪ ،‬ف‪++‬ذلك ال‪++‬ريش الن‪+‬اتئ في قف‪++‬ا الهده‪++‬د موض‪++‬ع الق‪++‬بر‪،‬‬
‫فذلك ثناء أقفية الهداهد"‪ .‬وأخرجه ابن عساكر‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك‬
‫عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬أعطى هللا نوح‪++‬ا علي‪++‬ه الس‪++‬الم في‬
‫السفينة خرزتين إح‪++‬دها بياض‪++‬ها كبي‪++‬اض النه‪++‬ار واألخ‪++‬رى س‪++‬وادها كس‪++‬واد‬
‫الليل‪ ،‬فإذا أمسوا غلب سواد هذه بياض هذه‪ ،‬وإذا أصبحوا غلب بياض ه‪++‬ذه‬
‫سواد هذه على قدر الساعات االثني عش‪+‬ر‪ ،‬ف‪+‬أول من ق‪+‬در الس‪+‬اعات االث‪+‬ني‬
‫عشر ال يزيد بعضها على بعض نوح علي‪++‬ه الس‪++‬الم في الس‪++‬فينة ليع‪++‬رف به‪++‬ا‬
‫مواقيت الصالة‪ ،‬فس‪++‬ارت الس‪++‬فينة من مكان‪++‬ه ح‪++‬تى أخ‪++‬ذت إلى اليمين فبلغت‬
‫الحبشة‪ ،‬ثم عدلت حتى رجعت إلى جدة‪ ،‬ثم أخ‪++‬ذت على ال‪++‬روم‪ ،‬ثم ج‪++‬اوزت‬
‫الروم فأقبلت راجعة على حيال األرض المقدسة‪ ،‬وأوحى هللا إلى نوح علي‪++‬ه‬
‫الس‪++‬الم‪ :‬أنه‪++‬ا تس‪++‬توي على رأس جب‪++‬ل فعلت الجب‪++‬ال ل‪++‬ذلك‪ ،‬فتطلعت ل‪++‬ذلك‬
‫وأخ‪++‬رجت أص‪++‬ولها من األرض‪ ،‬وجع‪++‬ل ج‪++‬ودي يتواض‪++‬ع هلل ع‪++‬ز وج‪++‬ل‪،‬‬
‫فجاءت السفينة حتى جاوزت الجبال كلها‪ ،‬فلم‪++‬ا انتهت إلى الج‪++‬ودي اس‪++‬توت‬
‫ورست‪ ،‬فشكت الجبال إلى هللا فقالت‪ :‬يا رب إنا تطلعنا وأخرجنا أصولنا من‬
‫األرض لسفينة نوح‪ ،‬وخنس جودي فاستوت سفينة نوح عليه‪ .‬فق‪++‬ال هللا‪ :‬إني‬
‫كذلك من تواضع لي رفعته‪ ،‬ومن ترفع لي وضعته‪.‬‬
‫ويق‪++‬ال‪ :‬إن الج‪++‬ودي من جب‪++‬ال الجن‪++‬ة‪ .‬فلم‪++‬ا أن ك‪++‬ان ي‪++‬وم عاش‪++‬وراء اس‪++‬توت‬
‫السفينة عليه وقال هللا‪ :‬يا أرض ابلعي ماءك بلغة الحبش‪++‬ة‪ ،‬وي‪++‬ا س‪++‬ماء أقلعي‬
‫أي أمسكي بلغة الحبشة‪ ،‬فابتلعت األرض ماءها وارتفع ماء السماء حتى بلغ‬
‫عن‪+‬ان الس‪+‬ماء رج‪+‬اء أن يع‪+‬ود إلى مكان‪+‬ه‪ ،‬ف‪+‬أوحى هللا إلي‪+‬ه‪ :‬أن أرج‪+‬ع فإن‪+‬ك‬
‫رجس وغضب‪ .‬فرجع الم‪++‬اء فملح وحم وت‪++‬ردد فأص‪++‬اب الن‪++‬اس من‪++‬ه األذى‪،‬‬
‫فأرسل هللا الريح فجمعه في مواضع البحار فصار زعاما مالحا ال ينتفع ب‪++‬ه‪،‬‬
‫وتطلع نوح فنظر فإذا الشمس قد طلعت وبدا له اليد من السماء‪ ،‬وكانت ذل‪+‬ك‬
‫آية ما بينه وبين ربه عز وجل أمان من الغرق‪ ،‬واليد الق‪++‬وس ال‪++‬ذي يس‪++‬مونه‬
‫قوس قزح‪ ،‬ونهي أن يقال له قوس ق‪++‬زح ألن ق‪++‬زح ش‪++‬يطان وه‪++‬و ق‪++‬وس هللا‪،‬‬
‫وزعموا أنه كان يمتد وتروسهم قبل ذل‪++‬ك في الس‪++‬ماء‪ ،‬فلم‪++‬ا جعل‪++‬ه هللا تع‪++‬الى‬
‫أمانا ألهل األرض من الغرق نزع هللا الوتر والسهم‪.‬‬
‫فق‪++‬ال ن‪++‬وح علي‪++‬ه الس‪++‬الم عن‪++‬د ذل‪++‬ك‪ :‬رب إن‪++‬ك وع‪++‬دتني أن تنجي معي أهلي‬
‫وغرق ابني‪ ،‬و (إن اب‪++‬ني من أهلي وإن وع‪++‬دك الح‪++‬ق وأنت أحكم الح‪++‬اكمين‬
‫قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح) (ه‪++‬ود اآلي‪++‬ة ‪ )46‬يق‪++‬ول‪:‬‬
‫إنه ليس من أهل دينك إن عمله كان غير صالح‪ .‬قال‪ :‬اهبط بسالم منا‪ .‬فبعث‬
‫نوح عليه الس‪++‬الم من يأتي‪++‬ه بخ‪++‬بر األرض‪ ،‬فج‪++‬اء الط‪++‬ير األهلي وق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬ا‪.‬‬
‫فأخذها وختم جناحيها فق‪++‬ال‪ :‬أنت مختوم‪++‬ة بخ‪++‬اتمي ال تط‪++‬ير أب‪++‬دا ينتف‪++‬ع ب‪++‬ك‬
‫ذريتي‪ .‬فبعث الغراب فأصاب جيفة فوقع عليها‪ ،‬فاحتبس فلعن‪++‬ه فمن ثم يقت‪++‬ل‬
‫في الحرم‪ ،‬وبعث الحمامة وهي القمري فذهبت فلم تج‪++‬د في األرض ق‪++‬رارا‪،‬‬
‫فوقعت على شجرة بأرض سبا [س‪++‬بأ؟؟] فحملت ورق‪++‬ة زيت‪++‬ون ف‪++‬رجعت إلى‬
‫نوح فعلم أنها لم تستمكن من األرض‪ ،‬ثم بعثها بعد أيام فخرجت حتى وقعت‬
‫بوادي الحرم‪ ،‬فإذا الماء قد نضب وأول م‪++‬ا نض‪++‬ب موض‪++‬ع الكعب‪++‬ة‪ ،‬وك‪++‬انت‬
‫طينتها حمراء فخضبت رجليها‪ ،‬ثم جاءت إلى نوح فقالت‪ :‬البشرى اس‪++‬تمكن‬
‫األرض فمسح ي‪++‬ده على عنقه‪++‬ا‪ ،‬وطوقه‪++‬ا‪ ،‬ووهب له‪++‬ا الحم‪++‬رة في رجليه‪++‬ا‪،‬‬
‫ودعا لها‪ ،‬وأسكنها الحرم‪ ،‬وبارك عليه‪+‬ا فمن ثم ش‪+‬فق به‪+‬ا الن‪+‬اس‪ ،‬ثم خ‪+‬رج‬
‫فنزل بأرض الموصل وهي قرية الثمانين ألن‪++‬ه ن‪++‬زل في ثم‪++‬انين‪ ،‬فوق‪++‬ع فيهم‬
‫الوباء فماتوا إال نوح وس‪++‬ام وح‪++‬ان وي‪++‬افث ونس‪++‬اؤهم وطبقت األرض منهم‪،‬‬
‫وذلك قوله (وجعلنا ذريته هم الباقين)‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن خالد الزيات قال‪ :‬بلغنا أن نوح‪++‬ا علي‪++‬ه الس‪++‬الم ركب‬
‫السفينة أول ي‪++‬وم من رجب وق‪++‬ال لمن مع‪++‬ه من الجن واإلنس‪ :‬ص‪++‬وموا ه‪++‬ذا‬
‫اليوم فإنه من ص‪++‬امه منكم بع‪++‬دت عن‪++‬ه الن‪++‬ار مس‪++‬يرة س‪++‬نة‪ ،‬ومن ص‪++‬ام منكم‬
‫سبعة أيام أغلقت له أبواب جهنم السبعة‪ ،‬ومن ص‪++‬ام منكم ثماني‪++‬ة أي‪++‬ام فتحت‬
‫له أبواب الجنة الثمانية‪ ،‬ومن صام منكم عشرة أيام قال هللا ل‪++‬ه‪ :‬س‪++‬ل تعط‪++‬ه‪،‬‬
‫ومن صام منكم خمسة عشر يوما قال هللا له‪ :‬استأنف العمل فد غفرت لك ما‬
‫مض‪++‬ى‪ ،‬ومن زاد زاده هللا‪ .‬فص‪++‬ام ن‪++‬وح علي‪++‬ه الس‪++‬الم في الس‪++‬فينة رجب‪،‬‬
‫وشعبان‪ ،‬ورمضان‪ ،‬وشواال‪ ،‬وذا القعدة‪ ،‬وذا الحج‪++‬ة‪ ،‬وعش‪++‬را من المح‪++‬رم‪،‬‬
‫فأرست الس‪++‬فينة ي‪++‬وم عاش‪++‬وراء فق‪++‬ال ن‪++‬وح علي‪++‬ه الس‪++‬الم لمن مع‪++‬ه من الجن‬
‫واإلنس‪ :‬صوموا هذا اليوم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬ركب نوح علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫في الس‪++‬فينة في عش‪++‬رة خل‪++‬ون من رجب‪ ،‬ن‪++‬زل عنه‪++‬ا في عش‪++‬ر خل‪++‬ون من‬
‫المحرم‪ ،‬فصام هو وأهله من الليل إلى الليل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬لما حمل نوح عليه السالم‬
‫في السفينة من كل شيء‪ ،‬حمل األسد وكان يؤذي أهل الس‪++‬فينة ف‪++‬ألقيت علي‪++‬ه‬
‫الحمى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي عبيدة رضي هللا عنه قال‪ :‬لما أمر‬
‫نوح عليه السالم أن يحم‪++‬ل في الس‪++‬فينة من ك‪++‬ل زوجين اث‪++‬نين لم يس‪++‬تطع أن‬
‫يحمل األسد حتى ألقيت عليه الحمى فحمله فأدخله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زيد بن أسلم عن أبيه‪ .‬أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم قال‪ :‬لما حمل نوح في الس‪++‬فينة من ك‪++‬ل زوجين اث‪++‬نين ق‪++‬ال ل‪++‬ه‬
‫أصحابه‪ :‬وكي‪+‬ف مطمئن ومعن‪+‬ا األس‪+‬د؟ فس‪+‬لط هللا علي‪+‬ه الحمى‪ .‬فك‪+‬انت أول‬
‫حمى ن‪++‬زلت األرض‪ .‬ثم ش‪++‬كوا الف‪++‬أرة فق‪++‬الوا الفويس‪++‬قة تفس‪++‬د علين‪++‬ا طعامن‪++‬ا‬
‫ومتاعنا‪ ،‬فأوحى هللا إلى األس‪++‬د فعطس فخ‪++‬رجت اله‪++‬رة من‪++‬ه فتخب‪++‬أت الف‪++‬أرة‬
‫منها‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآلية ‪... ...40‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي في ن‪++‬وادر األص‪++‬ول وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ك‪++‬ان ن‪++‬وح‬
‫عليه السالم في السفينة قرض الفأر حب‪+‬ال الس‪+‬فينة‪ ،‬فش‪+‬كا إلى هللا ع‪+‬ز وج‪+‬ل‬
‫ذلك‪ ،‬فأوحى هللا إليه فمسح جبهة األسد‪ ،‬فخ‪++‬رج س‪++‬نوران وك‪++‬ان في الس‪++‬فينة‬
‫عذرة‪ ،‬فشكا نوح إلى هللا فأوحى هللا إليه‪ ،‬فمسح ذنب الفيل فخ‪++‬رج خ‪++‬نزيران‬
‫فأكال العذرة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬ت‪++‬أذى أه‪++‬ل الس‪++‬فينة‬
‫بالفأر‪ ،‬فعطس األسد فخرج من منخره سنوران ذكر وأن‪+‬ثى‪ ،‬ف‪+‬أكال الف‪+‬أر إال‬
‫ما أراد هللا أن يبقى منه‪ ،‬وأوذوا بأذى أهل الس‪++‬فينة فعطس الفي‪++‬ل فخ‪++‬رج من‬
‫منخره خنزيران ذكر وأنثى فأكال أذى أهل السفينة ق‪++‬ال ولم‪++‬ا أراد أن ي‪++‬دخل‬
‫الحمار السفينة أخذ نوح بأذني الحمار وأخذ إبليس بذنب‪++‬ه‪ ،‬فجع‪++‬ل ن‪++‬وح علي‪++‬ه‬
‫السالم يجذبه وجعل إبليس يجذبه‪ ،‬فقال ن‪++‬وح‪ :‬ادخ‪++‬ل ش‪++‬يطان ف‪++‬دخل الحم‪++‬ار‬
‫ودخل إبليس معه‪ ،‬فلما سارت السفينة جلس في أذنابها يتغنى فق‪++‬ال ل‪++‬ه ن‪++‬وح‬
‫علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ :‬ويل‪++‬ك من أذن ل‪++‬ك‪...‬؟! ق‪++‬ال‪ :‬أنت‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬تى‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬أن قلت‬
‫للحمار ادخل يا شيطان‪ ،‬فدخلت بإذنك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬أول‬
‫ما حمل نوح في الفلك من الدواب الدرة‪ ،‬وآخر ما حمل الحم‪++‬ار‪ ،‬فلم‪++‬ا دخ‪++‬ل‬
‫الحمار أدخل صدره فتعلق إبليس بذنبه فلم تستقل رجاله‪ ،‬فجعل نوح يق‪++‬ول‪:‬‬
‫ويحك‪ !...‬ادخل يا شيطان‪ .‬فينهض فال يس‪+‬تطيع ح‪++‬تى ق‪++‬ال ن‪+‬وح‪ :‬ويح‪++‬ك‪!...‬‬
‫ادخل وإن كان الشيطان معك ‪ -‬كلمة زلت على لسانه ‪ -‬فلما قاله‪+‬ا ن‪+‬وح خلى‬
‫الشيطان سبيله‪ ،‬فدخل ودخل الشيطان معه فقال له نوح‪ :‬م‪+‬ا أدخل‪+‬ك ي‪+‬ا ع‪+‬دو‬
‫هللا؟ قال‪ :‬ألم تقل ادخل وإن كان الشيطان معك؟ قال‪ :‬اخرج عني‪ .‬قال‪ :‬مالك‬
‫بد من أن تحملني‪ ،‬فكان كما يزعمون في ظهر الفلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬مكث نوح علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫يدعو قومه ألف سنة إال خمسين عاما ي‪++‬دعوهم إلى هللا يس‪++‬ره إليهم ثم يجه‪++‬ر‬
‫ب‪++‬ه لهم‪ ،‬ثم أعلن ق‪++‬ال مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬اإلعالن الص‪++‬ياح‪ :‬فجعل‪++‬وا‬
‫يأخذونه فيخنقونه ح‪+‬تى يغش‪+‬ي علي‪+‬ه فيس‪+‬قط األرض مغش‪+‬يا علي‪+‬ه‪ ،‬ثم يفي‪+‬ق‬
‫فيقول‪ :‬اللهم اغفر لقومي فإنهم ال يعلمون‪ .‬فيقول الرجل منهم ألبي‪++‬ه‪ :‬ي‪++‬ا أبت‬
‫ما لهذا الشيخ يصيح كل يوم ال يفتر؟ فيق‪++‬ول‪ :‬أخ‪++‬برني أبي عن ج‪++‬دي أن‪++‬ه لم‬
‫يزل على هذا منذ كان‪ ،‬فلما دعا على قومه أمره هللا أن يصنع الفل‪++‬ك فص‪++‬نع‬
‫السفينة‪ ،‬فعمله‪++‬ا في ثالث س‪++‬نين كام‪++‬ا م‪++‬ر علي‪++‬ه مأل من قوم‪++‬ه س‪++‬خروا من‪++‬ه‬
‫يعجبون من نجارته السفينة‪ ،‬فلما فرغ منها جعل له ربه آية إذا رأيت التنور‬
‫قد فار فاجعل في السفينة من كل زوجين اثنين‪ ،‬وكان التنور فيم‪++‬ا بلغ‪++‬ني في‬
‫زاوية من مسجد الكوفة‪ ،‬فلما فار التنور جعل فيها كل م‪++‬ا أم‪++‬ره هللا ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رب كيف باألسد والفيل؟ قال‪ :‬س‪++‬ألقي عليهم الحمى إنه‪++‬ا ثقيل‪++‬ة‪ ،‬فحم‪++‬ل أهل‪++‬ه‬
‫وبنيه وبناته وكنائنه ودعا ابنه‪ ،‬فلم‪++‬ا أبى علي‪++‬ه وف‪++‬رغ من ك‪++‬ل ش‪++‬يء يدخل‪++‬ه‬
‫السفينة طبق السفينة األخرى عليهم ولوال ذلك لم يب‪++‬ق في الس‪++‬فينة ش‪++‬يء إال‬
‫هلك لش‪++‬دة وق‪++‬ع الم‪++‬اء حين ي‪++‬أتي من الس‪++‬ماء ق‪++‬ال هللا تع‪++‬الى (ففتحن‪++‬ا أب‪++‬واب‬
‫السماء بماء منهمر) (القمر آية ‪ )11‬فكان قدر كل قطرة مث‪+‬ل م‪+‬ا يج‪+‬ري من‬
‫فم القربة‪ ،‬فلم يبق على ظهر األرض شيء إال هلك يومئذ إال ما في السفينة‪،‬‬
‫ولم يدخل الحرم منه شيء‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بش‪++‬ر وابن عس‪++‬اكر عن عب‪++‬د هللا بن زي‪++‬اد بن س‪++‬معان عن‬
‫رج‪++‬ال س‪++‬ماهم‪ .‬أن هللا أعقم رج‪++‬الهم قب‪++‬ل الطوف‪++‬ان ب‪++‬أربعين عام‪++‬ا‪ ،‬وأعقم‬
‫نساءهم فلم يتوالدوا أربعين عاما منذ يوم دعا نوح علي‪++‬ه الس‪++‬الم ح‪++‬تى أدرك‬
‫الصغير وأدرك الحنث وصارت هلل عليهم الحجة‪ ،‬ثم أرسل هللا السماء علي‪++‬ه‬
‫بالطوفان‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن جري‪+‬ر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الض‪+‬حاك رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬زعم‬
‫الناس أن من أغرق هللا من الولدان مع آبائهم وليس كذلك‪ ،‬إنما الولد بمنزل‪++‬ة‬
‫الط‪++‬ير وس‪++‬ائر من أغ‪++‬رق هللا بغ‪++‬ير ذنب‪ ،‬ولكن حض‪++‬رت آج‪++‬الهم فم‪++‬اتوا‬
‫آلجالهم‪ ،‬والمدركون من الرجال والنساء كان الغرق عقوبة لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حمي‪++‬د وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن عس‪++‬اكر من طري‪++‬ق‬
‫مجاهد عن عبيد بن عمير رضي هللا عنه قال‪ :‬لما أص‪++‬اب ق‪++‬وم ن‪++‬وح الغ‪++‬رق‬
‫قام الماء على رأس كل جبل خمسة عشر ذراعا‪ ،‬فأصاب الغرق امرأة فيمن‬
‫أصاب معها صبي لها‪ ،‬فوضعته على صدرها فلما بلغها الماء وض‪++‬عته على‬
‫منكبيها‪ ،‬فلما بلغها الماء وضعته على ي‪++‬ديها‪ .‬فق‪++‬ال هللا‪ :‬ل‪++‬و رحمت أح‪++‬دا من‬
‫أهل األرض لرحمتها ولكن حق القول مني‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عطاء رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬بلغ‪++‬ني أن نوح‪++‬ا علي‪++‬ه‬
‫السالم قال لجاريته‪ :‬إذا ف‪++‬ار تن‪++‬ورك م‪++‬اء ف‪++‬أخبريني‪ ،‬فلم‪++‬ا ف‪++‬رغت من آخ‪++‬ر‬
‫خبزها فار التنور‪ ،‬فذهبت إلى سيدها فأخبرته‪ ،‬فركب ه‪++‬و ومن مع‪++‬ه ب‪++‬أعلى‬
‫السفينة وفتح هللا السماء بماء منهمر وفجر األرض عيونا‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريقه أنا؟ ؟ عب‪++‬د هللا العم‪++‬ري عن‬
‫نافع عن ابن عمر رضي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا نب‪++‬ع الم‪++‬اء ح‪++‬ول س‪++‬فينة ن‪++‬وح‬
‫خرج رجل من تلك األمة إلى فرعون من فراعنتهم فقال‪ :‬هذا الذي تزعمون‬
‫أنه مجنون؟ قد أتاكم بما كان يعدكم‪ ،‬فجاء يسير في م‪++‬وكب ل‪++‬ه وجماع‪++‬ة من‬
‫أصحابه حتى وقف من نوح غير بعيد فقال لنوح‪ :‬ما تقول؟ قال‪ :‬قد أتاكم م‪++‬ا‬
‫كنتم توعدون‪ .‬قال‪ :‬ما عالم‪+‬ة ذل‪++‬ك؟ ق‪++‬ال‪ :‬اعط‪+‬ف ب‪+‬رأس برذون‪+‬ك‪ .‬فعط‪+‬ف‬
‫برذونه فنب‪++‬ع الم‪++‬اء من تحت قوائم‪++‬ه‪ ،‬فخ‪++‬رج ي‪++‬ركض إلى الجب‪++‬ل هارب‪++‬ا من‬
‫الماء‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن عساكر عن جعف‪++‬ر بن محم‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫فار الماء من التنور من دار نوح علي‪+‬ه الس‪+‬الم‪ ،‬من تن‪+‬ور تخت‪+‬بز في‪+‬ه ابنت‪+‬ه‪،‬‬
‫وكان نوح يتوقع ذلك إذ جاءته ابنته فقالت‪ :‬يا أبت قد ف‪++‬ار الم‪++‬اء من التن‪++‬ور‪.‬‬
‫فآمن بنوح النجارون إال نجارا واحدا فقال له‪ :‬أعطني أجري ق‪++‬ال‪ :‬أعطيت‪++‬ك‬
‫أجرك على أن تركب معنا‪ .‬قال‪ :‬فإن ودا وسواع ويغوث ونس‪++‬را س‪++‬ينجوني‪.‬‬
‫فأوحى هللا إليه أن أحمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إال من سبق علي‪++‬ه‬
‫القول‪ ،‬وكان ممن سبق عليه القول امرأته والقة وكنع‪++‬ان ابن‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رب‬
‫ه‪+‬ؤالء ق‪+‬د حملتهم فكي‪+‬ف لي ب‪+‬الوحش والبه‪+‬ائم والس‪+‬باع والط‪+‬ير؟ ق‪+‬ال‪ :‬أن‪+‬ا‬
‫أحشرهم عليك‪ :‬فبعث جبريل عليه الس‪++‬الم فحش‪++‬رهم‪ ،‬فجع‪++‬ل يض‪++‬رب بيدي‪++‬ه‬
‫على الزوجين فجعل ي‪++‬ده اليم‪++‬نى على ال‪++‬ذكر واليس‪++‬رى على األن‪++‬ثى فيدخل‪++‬ه‬
‫السفينة‪ ،‬حتى أدخل عدة ما أمره هللا تعالى به‪ ،‬فلم‪++‬ا جمعهم في الس‪++‬فينة رأت‬
‫البه‪++‬ائم وال‪++‬وحش والس‪++‬باع الع‪++‬ذاب‪ ،‬فجعلت تلحس ق‪++‬دم ن‪++‬وح علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫وتقول‪ :‬احملنا معك‪ .‬فيقول‪ :‬إنما أمرت من كل زوجين اثنين‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن الزهري قال‪ :‬إن هللا بعث ريحا فحم‪++‬ل إلي‪++‬ه من ك‪++‬ل‬
‫زوجين اثنين‪ ،‬من الطير والسباع والوحش والبهائم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه في قوله {من كل زوجين اثنين} قال‪ :‬ذكر وأنثى من كل صنف‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة في اآلية قال‪ :‬الذكر زوج واألنثى زوج‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {إال من س‪++‬بق‬
‫عليه القول} قال‪ :‬العذاب‪ ،‬هي امرأته كانت في الغابرين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحكم {وم‪++‬ا آمن مع‪++‬ه إال قلي‪++‬ل} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نوح وبنوه ثالثة وأربع كنائنه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن جريج قال‪ :‬حدثت أن نوحا حمل معه‬
‫بنيه الثالثة وثالث نسوة لبنيه‪ ،‬وأصاب حام زوجته في السفينة فدعا نوح أن‬
‫تغير نطفته فجاء بالسودان‪ .‬وأخرجه ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم من طري‪++‬ق‬
‫ابن جريج عن أبي صالح‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما قال‪ :‬حمل نوح عليه السالم معه في السفينة ثم‪++‬انين إنس‪++‬انا‪.‬‬
‫أحدهم جرهم وكان لسانه عربيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر من طري‪++‬ق عكرم‪++‬ة عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ك‪++‬ان م‪++‬ع ن‪++‬وح في الس‪++‬فينة ثم‪++‬انون رجال معهم‬
‫أهلوهم‪ ،‬وكانوا في السفينة مائ‪++‬ة وخمس‪++‬ين يوم‪++‬ا‪ ،‬وإن هللا وج‪++‬ه الس‪++‬فينة إلى‬
‫مك‪++‬ة ف‪++‬دارت ب‪++‬البيت أربعين يوم‪++‬ا‪ ،‬ثم وجهه‪++‬ا إلى الج‪++‬ودي فاس‪++‬توت علي‪++‬ه‪،‬‬
‫فبعث نوح عليه السالم الغراب ليأتيه بالخبر فذهب فوقع على الجي‪++‬ف فأبط‪++‬أ‬
‫عليه‪ ،‬فبعث الحمامة فأتته بورق الزيت‪++‬ون ولطخت رجليه‪++‬ا ب‪++‬الطين‪ ،‬فع‪++‬رف‬
‫ن‪++‬وح علي‪++‬ه الس‪++‬الم أن الم‪++‬اء نض‪++‬ب فهب‪++‬ط إلى أس‪++‬فل الج‪++‬ودي ف‪++‬ابتنى قري‪++‬ة‬
‫وس‪++‬ماها ثم‪++‬انين‪ ،‬فأص‪++‬بحوا ذات ي‪++‬وم وق‪++‬د تبلبلت ألس‪++‬نتهم على ثم‪++‬انين لغ‪++‬ة‬
‫أحدها اللسان الع‪++‬ربي فك‪++‬ان ال يفق‪++‬ه بعض‪++‬هم كالم بعض‪ ،‬وك‪++‬ان ن‪++‬وح علي‪++‬ه‬
‫السالم يعبر عنهم‪.‬وأخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان وابن عساكر عن‬
‫ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ركب ن‪++‬وح علي‪++‬ه الس‪++‬الم في الس‪++‬فينة‬
‫وحمل فيها من كل زوجين اثنين كم‪++‬ا أم‪++‬ر رأى في الس‪++‬فينة ش‪++‬يخا لم يعرف‪++‬ه‬
‫فقال له‪ :‬من أنت؟ قال‪ :‬إبليس دخلت ألصيب قلوب أصحابك فتك‪++‬ون قل‪++‬وبهم‬
‫معي وأبدانهم معك‪ ،‬ثم قال‪ :‬خمس أهلك بهن الن‪++‬اس وس‪++‬أحدثك منهن بثالث‪++‬ة‬
‫وال أح‪++‬دثك ب‪++‬الثنتين‪ .‬ف‪++‬أوحي إلى ن‪++‬وح‪ :‬ال حاج‪++‬ة ل‪++‬ك ب‪++‬الثالث م‪++‬ره يح‪++‬دثك‬
‫بالثنتين‪ .‬قال‪ :‬الحسد وبالحسد لعنت وجعلت شيطانا رجيم‪++‬ا‪ ،‬والح‪++‬رص أبيح‬
‫آدم الجنة كلها فأصبت حاجتي منه بالحرص‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن الحكم ق‪++‬ال‪ :‬خ‪++‬رج الق‪++‬وس ق‪++‬زح بع‪++‬د الطوف‪++‬ان أمان‪++‬ا‬
‫ألهل األرض أن يغرقوا جميعا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪41‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬لما ركب نوح عليه الس‪++‬الم‬
‫في السفينة فجرت به فخاف‪ ،‬فجعل ينادي‪ :‬إال ها اتقن قال يا هللا أحسن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قوله {بسم هللا مجريها ومرساها} ق‪++‬ال‪" :‬‬
‫حين يركبون ويجرون ويرسون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك قال‪ :‬كان إذا أراد أن ترس‪++‬ي ق‪++‬ال‪ :‬بس‪++‬م هللا‪.‬‬
‫فأرست‪ ،‬وإذا أراد أن تجري قال‪ :‬بسم هللا‪ .‬فجرت‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور والطبراني عن ابن مسعود رضي هللا عنه أنه كان‬
‫يقرأ {مجراها ومرساها}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و يعلى والط‪++‬براني وابن الس‪++‬ني وابن ع‪++‬دي وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن‬
‫مردويه عن الحسين بن علي قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "أمان‬
‫ألم‪+‬تي من الغ‪+‬رق إذا ركب‪+‬وا في الس‪+‬فن أن يقول‪+‬وا‪ :‬بس‪+‬م هللا المل‪+‬ك ال‪+‬رحمن‬
‫{بسم هللا مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} وما قدروا هللا حق ق‪++‬دره"‬
‫إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم والط‪+‬براني وابن مردوي‪+‬ه عن ابن عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال "أمان ألمتي من الغرق إذا ركب‪++‬وا‬
‫في السفن أن يقولوا‪ :‬بسم هللا (وما قدروا هللا حق قدره) (سورة األنعام اآلي‪++‬ة‬
‫‪ )91‬اآلية {بسم هللا مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم} "‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ في الثواب عن ابن عباس رضي هللا عنهما رفعه "م‪++‬ا من‬
‫رج‪++‬ل يق‪++‬ول إذا ركب الس‪++‬فينة‪ :‬بس‪++‬م هللا المل‪++‬ك ال‪++‬رحمن {بس‪++‬م هللا مجراه‪++‬ا‬
‫ومرساها إن ربي لغفور رحيم} (وما قدروا هللا ح‪++‬ق ق‪++‬دره) (س‪++‬ورة األنع‪++‬ام‬
‫اآلية ‪ )91‬اآلية إال أعطاه هللا أمانا من الغرق حتى يخرج منها"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪43 - 42‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬ك‪++‬ان اس‪++‬م ابن ن‪++‬وح ال‪++‬ذي‬
‫غرق كنعان‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي‬
‫حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬هو ابنه غير أن‪++‬ه خالف‪++‬ه في الني‪++‬ة‬
‫والعمل‪.‬‬
‫وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي جعفر محم‪++‬د بن‬
‫علي رضي هللا عنه في قوله {ونادى نوح ابنه} قال‪ :‬هي بلغ‪++‬ة ط‪++‬يئ لم يكن‬
‫ابنه‪ ،‬وكان ابن امرأته‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في المصاحف وأبو الشيخ عن علي رضي هللا عنه أنه‬
‫قرأ"ونادى نوح ابنها"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ال‬
‫عاصم اليوم من أمر هللا إال من رحم} قال‪ :‬ال ناج إال أهل السفينة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن القاس‪++‬م بن أبي ب‪++‬زة في قول‪++‬ه {وح‪++‬ال‬
‫بينهما الموج} قال‪ :‬بين ابن نوح والجبل‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم عن أبي ذر رضي هللا عنه قال‪ :‬سمعت رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم يقول"مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح‪ ،‬من ركبها نج‪++‬ا ومن تخل‪++‬ف‬
‫عنها غرق"‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن حمي‪+‬د بن هالل ق‪+‬ال‪ :‬جع‪+‬ل ن‪+‬وح لرج‪+‬ل من قوم‪+‬ه‬
‫جعال على أن يعينه على عمل السفينة‪ ،‬فعمل معه حتى إذا فرغ قال له نوح‪:‬‬
‫خير أي ذلك شئت‪ ،‬إما أن أوفيك أجرك وإما أن نوقيك من الق‪++‬وم الظ‪++‬المين‪.‬‬
‫قال‪ :‬حتى أستأمر قومي‪ .‬فاستأمر قوم‪++‬ه فق‪++‬الوا ل‪++‬ه‪ :‬اذهب إلى أج‪++‬رك فخ‪++‬ذه‪.‬‬
‫فأتاه فقال‪ :‬أجري‪ ...‬فوفاه أجره‪ .‬فأقبل‪ :‬فما أخذ جاوز ذلك الرج‪++‬ل إلى حيث‬
‫ينظر إليه حتى أمر هللا الماء بما أمره به‪ ،‬فأقبل ذل‪++‬ك الرج‪++‬ل يخ‪++‬وض الم‪++‬اء‬
‫فقال‪ :‬خذ الذي جعلت لي‪ .‬قال‪ :‬لك ما رضيت به‪ .‬فغرق فيمن غرق‪.‬‬
‫@ اآلية ‪44‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن س‪++‬عد وابن عس‪++‬اكر من طري‪++‬ق الكل‪++‬بي عن أبي ص‪++‬الح عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬كان للمك يوم ولد نوح اثنان وثمانون سنة‪ ،‬ولم‬
‫يكن أح‪++‬د في ذل‪++‬ك الزم‪++‬ان ينتهي عن منك‪++‬ر‪ ،‬فبعث هللا نوح‪++‬ا إليهم وه‪++‬و ابن‬
‫أربعمائة سنة وثمانين سنة‪ ،‬ثم دعاهم في نبوته مائة وعشرين سنة‪ ،‬ثم أم‪++‬ره‬
‫بصنعة السفينة فصنعها وركبها وهو ابن ستمائة س‪++‬نة وغ‪++‬رق من غ‪++‬رق‪ ،‬ثم‬
‫مكث بعد السفينة ثالثمائة وخمسين س‪++‬نة‪ ،‬فول‪++‬د ن‪++‬وح س‪++‬ام وفي ول‪++‬ده بي‪++‬اض‬
‫وأدم‪++‬ة‪ ،‬وح‪++‬ام وفي ول‪++‬ده س‪++‬واد وبي‪++‬اض‪ ،‬وي‪++‬افث وفيهم الش‪++‬قرة والحم‪++‬رة‪،‬‬
‫وكنعان وهو الذي غرق‪ ،‬والعرب تسمية بام وأم هؤالء واح‪++‬دة‪ ،‬وبج‪++‬ل ف‪++‬ود‬
‫نجر نوح السفينة‪.‬‬
‫ومن ثم بدأ الطوفان‪ ،‬فركب نوح السفينة معه بنوه هؤالء ونساء بنيه هؤالء‪،‬‬
‫وثالث‪++‬ة وس‪++‬بعون من ب‪++‬ني ش‪++‬يث ممن آمن ب‪++‬ه‪ ،‬فك‪++‬انوا ثم‪++‬انين في الس‪++‬فينة‪،‬‬
‫وحمل معه من كل زوجين اثنين‪ ،‬وكان طول السفينة ثالثمائ‪++‬ة ذراع ب‪++‬ذراع‬
‫جد أبي نوح‪ ،‬وعرضها خمسين ذراعا‪ ،‬وطوله‪++‬ا في الس‪++‬ماء ثالثين ذراع‪++‬ا‪،‬‬
‫وخرج منها من الم‪++‬اء س‪++‬تة أذرع وك‪++‬انت مطبق‪++‬ة‪ ،‬وجع‪++‬ل له‪++‬ا ثالث‪++‬ة أب‪++‬واب‬
‫بعضها أسفل من بعض‪ ،‬فأرسل هللا المطر أربعين يوما فأقبلت ال‪+‬وحش حين‬
‫أصابها المطر والدواب والطير كلها إلى نوح وسخرت له‪ ،‬فحمل منه‪++‬ا كم‪++‬ا‬
‫أمره هللا من ك‪++‬ل زوجين اث‪++‬نين وحم‪++‬ل مع‪++‬ه جس‪++‬د آدم علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬فجع‪++‬ل‬
‫حاجزا بين النساء والرجال فركبوا فيها لعش‪++‬ر مض‪++‬ين من رجب‪ ،‬وخرج‪++‬وا‬
‫منها يوم عاشوراء من المحرم‪ ،‬فلذلك صام من صام يوم عاشوراء‪ ،‬وخ‪++‬رج‬
‫الماء مثل ذلك نصفين نصف من السماء ونصف من األرض‪ ،‬فذلك قول هللا‬
‫(ففتحنا أبواب السماء بماء منهم‪++‬ر) (س‪++‬ورة القم‪++‬ر آي‪++‬ة ‪ )11‬يق‪++‬ول‪ :‬منص‪++‬ب‬
‫(وفجرنا األرض عيونا) (سورة القمر آية ‪ )12‬يقول‪ :‬ش‪++‬ققنا األرض ف‪++‬التقى‬
‫الماء (على أمر قد قدر) (سورة القمر ‪ )12‬وارتف‪++‬ع الم‪++‬اء على أط‪++‬ول جب‪++‬ل‬
‫في األرض خمسة عش‪++‬ر ذراع‪++‬ا‪ ،‬فس‪++‬ارت بهم الس‪++‬فينة فط‪++‬افت بهم األرض‬
‫كلها في ستة أشهر ال تستقر على شيء حتى أتت الح‪++‬رم فلم تدخل‪++‬ه‪ ،‬ودارت‬
‫بالحرم أسبوعا ورفع البيت الذي بناه آدم عليه السالم رفع من الغ‪++‬رق‪ ،‬وه‪++‬و‬
‫البيت المعمور والحجر األسود على أبي قبيس‪.‬‬
‫فلم‪++‬ا دارت ب‪++‬الحرم ذهبت في األرض تس‪++‬ير بهم ح‪++‬تى انتهت إلى الج‪++‬ودي‪،‬‬
‫وهو جبل بالحض‪++‬ين من أرض الموص‪++‬ل‪ ،‬فاس‪++‬تقرت بع‪++‬د س‪++‬تة أش‪++‬هر لتم‪++‬ام‬
‫السنة‪ ،‬فقيل بعد الستة أشهر‪ :‬بعدا للقوم الظالمين‪ ،‬فلما استوت على الج‪++‬ودي‬
‫قيل‪{ :‬يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي} يقول‪ :‬احبسي ماءك {وغيض‬
‫الماء} نشفته األرض فصار ما نزل من السماء هذه البخور ال‪++‬تي ت‪++‬رون في‬
‫األرض‪ ،‬ف‪+++‬آخر م‪+++‬اء بقي في األرض من الطوف‪+++‬ان م‪+++‬اء يحس‪+++‬ى بقي في‬
‫األرض أربعين سنة بعد الطوفان‪ ،‬ثم ذهب فهبط نوح عليه السالم إلى قري‪++‬ة‬
‫فبنى كل رجل منهم بيتا فسميت سوق الثمانين‪ ،‬فغرق بن‪++‬و قابي‪++‬ل كلهم‪ ،‬وم‪++‬ا‬
‫بين نوح إلى آدم من اآلب‪++‬اء ك‪++‬انوا على اإلس‪++‬الم‪ ،‬ودع‪++‬ا ن‪++‬وح على األس‪++‬د أن‬
‫يلقى عليه الحمى‪[ ،‬و؟؟] للحمامة باإلنس‪ ،‬وللغراب بشقاء المعيشة‪ ،‬وت‪++‬زوج‬
‫نوح امرأة من بني قابيل فولدت ل‪++‬ه غالم‪++‬ا س‪++‬ماه يون‪++‬اطن‪ ،‬فلم‪++‬ا ض‪++‬اقت بهم‬
‫سوق الثمانين تحولوا إلى باب‪+‬ل فبنوه‪++‬ا وهي بين الف‪++‬رات والص‪++‬راة‪ ،‬فمكث‪+‬وا‬
‫بها حتى بلغوا مائة ألف وهم على اإلسالم‪ ،‬ولما خرج نوح من الس‪++‬فينة دفن‬
‫آدم عليه السالم ببيت المقدس‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬بعث ن‪++‬وح‬
‫عليه الس‪++‬الم الحمام‪++‬ة فج‪++‬اءت ب‪++‬ورق الزيت‪++‬ون‪ ،‬ف‪++‬أعطيت الط‪++‬وق ال‪++‬ذي في‬
‫عنقها وخضاب رجليها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد رضي هللا عنه قال خرجت أري‪++‬د أن أش‪++‬رب‬
‫م‪++‬اء الم‪++‬ر ق‪++‬ال‪ :‬ال تش‪++‬رب م‪++‬اء الم‪++‬ر فإن‪++‬ه لم‪++‬ا ك‪++‬ان زمن الطوف‪++‬ان أم‪++‬ر هللا‬
‫األرض أن تبلع ماءها وأمر السماء أن تقلع‪ ،‬فاستعص‪++‬ى علي‪++‬ه بعض البق‪++‬اع‬
‫فلعنه فصار ماؤه مرا‪ ،‬وترابه سبخا ال ينبت شيئا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن إبراهيم التيمي رضي هللا عنه قال‪ :‬لما أمرت األرض‬
‫أن تغيض الم‪+++‬اء غاض‪+++‬ت األرض م‪+++‬ا خال أرض الكوف‪+++‬ة فلعنت‪ ،‬فس‪+++‬ائر‬
‫األرض تكون على نورين وأرض الكوفة على أربع‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن عكرمة {يا أرض ابلعي} قال‪ :‬هو بالحبشة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب بن منب‪++‬ه رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه {وقيل يا أرض ابلعي ماءك} بالحبشية قال‪ :‬ازرديه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن جعف‪++‬ر بن محم‪++‬د عن أبي‪++‬ه في قول‪++‬ه {ي‪++‬ا أرض ابلعي‬
‫ماءك} قال‪ :‬اشربي بلغة الهند‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {ويا سماء أقلعي} قال‪ :‬أمسكي {وغيض الماء} قال‪ :‬ذهب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {وغيض‬
‫الماء} قال‪ :‬نغض {وقضي األمر} قال‪ :‬هالك قوم نوح‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬واستوت على الجودي}‪.‬‬
‫أخرج أحمد وأبو الشيخ وابن مردويه عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫مر النبي صلى هللا عليه وسلم بأناس من اليهود وق‪++‬د ص‪++‬اموا ي‪++‬وم عاش‪++‬وراء‬
‫فقال‪" :‬ما هذا الص‪+‬وم؟ فق‪+‬الوا‪ :‬ه‪+‬ذا الي‪+‬وم ال‪+‬ذي أنجى هللا في‪+‬ه موس‪+‬ى وب‪+‬ني‬
‫إسرائيل من الغرق وأغرق فيه فرعون‪ ،‬وهذا يوم استوت في‪++‬ه الس‪++‬فينة على‬
‫الجودي فصامه نوح وموسى عليهما السالم شكرا هلل‪ .‬فق‪++‬ال ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ :‬أن‪+‬ا أح‪++‬ق بموس‪+‬ى وأح‪++‬ق بص‪++‬وم ه‪++‬ذا الي‪+‬وم‪ ،‬فص‪++‬امه وأم‪+‬ر أص‪++‬حابه‬
‫بالصوم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عبد العزيز بن عبد الغفور عن أبيه قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬في أول يوم من رجب ركب ن‪++‬وح الس‪++‬فينة فص‪++‬ام‬
‫هو وجميع من معه‪ ،‬وجرت بهم السفينة ستة أشهر فانتهى ذلك إلى المحرم‪،‬‬
‫فأرست السفينة على الجودي يوم عاشوراء‪ ،‬فصام نوح وأمر جميع من معه‬
‫من الوحش والدواب فصاموا شكرا هلل تعالى"‪.‬‬
‫وأخرج األصبهاني في الترغيب عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬وم‬
‫عاشوراء اليوم الذي تاب هللا فيه على آدم‪ ،‬والي‪++‬وم ال‪++‬ذي اس‪++‬توت في‪++‬ه س‪++‬فينة‬
‫نوح على الجودي‪ ،‬واليوم الذي فرق هللا في‪++‬ه البح‪++‬ر لب‪++‬ني إس‪++‬رائيل‪ ،‬والي‪++‬وم‬
‫الذي ولد فيه عيسى‪ ،‬صيامه يعدل سنة مبرورة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه قال‪ :‬لم‪++‬ا اس‪++‬تقرت‬
‫السفينة على الجودي لبث ما شاء هللا‪ ،‬ثم إنه أذن له فهبط على الجب‪++‬ل‪ ،‬ف‪++‬دعا‬
‫الغراب فقال‪ :‬ائتني بخ‪++‬بر األرض فانح‪++‬در الغ‪++‬راب وفيه‪++‬ا الغ‪++‬رقى من ق‪++‬وم‬
‫نوح فأبطأ علي‪+‬ه فلعن‪+‬ه‪ ،‬ودع‪+‬ا الحمام‪+‬ة فوق‪++‬ع على ك‪+‬ف ن‪+‬وح فق‪++‬ال‪ :‬اهبطي‬
‫فائتيني بخبر األرض‪ ،‬فانحدر فلم يلبث إال قليال حتى ج‪++‬اء ينفض ريش‪++‬ه في‬
‫منقاره فق‪++‬ال‪ :‬اهب‪++‬ط فق‪++‬د أبينت األرض‪ .‬ق‪++‬ال ن‪++‬وح‪ :‬ب‪++‬ارك هللا في‪++‬ك وفي بيت‬
‫يؤويك وحببك إلى الناس‪ ،‬لوال أن يغلب‪++‬ك الن‪++‬اس على نفس‪++‬ك ل‪++‬دعوت هللا أن‬
‫يجعل رأسك من ذهب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬الجودي جبل بالجزيرة‪ ،‬تشامخت الجبال يومئ‪++‬ذ من الغ‪++‬رق وتط‪++‬اولت‪،‬‬
‫وتواضع هو هلل تعالى فلم يغرق‪ ،‬وأرسلت عليه سفينة نوح‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ في العظم‪+‬ة عن عط‪+‬اء ق‪+‬ال‪ :‬بلغ‪+‬ني أن الجب‪+‬ل تش‪+‬امخ في‬
‫السماء إال الجودي‪ ،‬فعرف أن أمر هللا س‪+‬يدركه فس‪+‬كن‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬وبلغ‪+‬ني أن هللا‬
‫تعالى استخبا أبا قبيس الركن األسود‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬الج‪++‬ودي جب‪++‬ل‬
‫بالموصل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أبقاه‪++‬ا هللا‬
‫بالجودي من أرض الجزيرة عبرة وآية حتى رآها أوئ‪++‬ل ه‪++‬ذه األم‪++‬ة‪ ،‬كم من‬
‫سفينة قد كانت بعدها فهلكت‪.‬‬
‫@ اآلية ‪45‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عنه قال {ونادى نوح‬
‫ربه وقال رب إن ابني من أهلي} وإن‪++‬ك ق‪++‬د وع‪++‬دتني أن تنجي لي أهلي وإن‬
‫ابني من أهلي‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ وابن‬
‫عساكر عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ما بغت امرأة نبي ق‪++‬ط‪ ،‬وقول‪++‬ه‬
‫{إنه ليس من أهلك} يقول‪ :‬إنه ليس من أهلك الذين وعدتك أن أنجيهم معك‪.‬‬
‫@ اآليات ‪47 - 46‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ق‪+‬ال‪ :‬إن‬
‫نساء األنبياء ال يزنين‪ ،‬وكان يقرؤها {إنه عمل غير صالح} يقول‪ :‬مس‪++‬ألتك‬
‫إياي يا نوح عمل غير صالح ال أرضاه لك‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ من طريق سعيد عن قتادة في اآلية ق‪++‬ال‪ :‬إن‪++‬ه لم‪++‬ا نه‪++‬اه أن‬
‫يرجعه في أحد كان العمل غير صالح مراجعة رب‪++‬ه في ق‪++‬راءة عب‪++‬د هللا {فال‬
‫تسألن ما ليس لك به علم} وعن غير قتادة‪ :‬ك‪++‬ان اس‪++‬م ابن ن‪++‬وح ال‪++‬ذي غ‪++‬رق‬
‫كنعان‪ ،‬وقال قتادة‪ :‬خالف نوحا في النية والعمل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي جعفر الرازي قال‪ :‬سألت زيد بن أسلم قلت‪ :‬كيف‬
‫تقرأ هذا الحرف؟ قال‪{ :‬عمل غيرصالح}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن علقم‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬في ق‪++‬راءة عب‪++‬د هللا {إن‪++‬ه عم‪++‬ل غ‪++‬ير‬
‫صالح}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير {إنه عمل غ‪+‬ير ص‪+‬الح} يق‪+‬ال‪ :‬س‪+‬ؤالك عم‪+‬ا ليس ل‪+‬ك ب‪+‬ه‬
‫علم‪.‬‬
‫وأخرج الطيالسي وأحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر وابن مردويه من‬
‫طريق شهر بن حوشب عن أس‪++‬ماء بنت يزي‪++‬د س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم يقرأ {أنه عمل غير صالح}‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي والط‪++‬براني والح‪++‬اكم وابن مردوي‪++‬ه وأب‪++‬و‬
‫نعيم في الحلية من طريق شهر بن حوشب عن أم سلمة رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫"سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قرأها {إنه عمل غ‪++‬ير ص‪++‬الح} ق‪++‬ال‬
‫عبد بن حميد‪ :‬أم سلمة رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا هي أس‪++‬ماء بنت يزي‪++‬د كال الح‪++‬ديثين‬
‫عندي واحد"‪.‬‬
‫وأخرج البخاري في تاريخه وابن مردوي‪++‬ه والخطيب من ط‪++‬رق عن عائش‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنها "أن النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم ك‪++‬ان يق‪++‬رأ {إن‪++‬ه عم‪++‬ل غ‪++‬ير‬
‫صالح} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪+‬ه عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا عن الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "أنه قرأ {إنه عمل غير صالح} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عكرمة رضي هللا عنه قال‪ :‬في بعض الح‪++‬روف"إن‪++‬ه‬
‫عمل عمال غير صالح"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه {إنه عمل غير صالح} قال‪:‬‬
‫كان عمله كفرا باهلل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه ق‪++‬رأ"عم‪++‬ل غ‪++‬ير‬
‫صالح" قال‪ :‬معصية نبي هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فال‬
‫تسألن ما ليس لك به علم} قال‪ :‬بين هللا لنوح عليه السالم أنه ليس بابنه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {إني أعظ‪++‬ك أن‬
‫تكون من الجاهلين} قال‪ :‬أن تبلغ بك الجهالة أني ال أفي بوعد وعدتك ح‪++‬تى‬
‫تسألني‪ .‬قال‪ :‬فإنها خطيئة‪ ،‬رب إني أعوذ بك أن أسالك اآلية‪.‬‬
‫وأخرخ أبو الشيخ عن ابن المب‪++‬ارك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ل‪++‬و أن رجال اتقى‬
‫مائة شيء ولم يتق شيئا واحدا لم يكن من المتقين‪ ،‬ولو تورع من مائة ش‪++‬يء‬
‫ولم يتورع من شيء واحدا لم يكن ورعا‪ ،‬ومن كان فيه خلة من الجهل ك‪++‬ان‬
‫من الجاهلين‪ ،‬أما سمعت إلى ما قال نوح علي‪++‬ه الس‪++‬الم {إن اب‪++‬ني من أهلي}‬
‫قال هللا {إني أعظك أن تكون من الجاهلين}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪+‬يخ عن الفض‪+‬يل بن عي‪+‬اض رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬بلغ‪+‬ني أن‬
‫نوحا عليه السالم لما سأل ربه فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رب إن اب‪++‬ني من أهلي‪ .‬ف‪++‬أوحى هللا‬
‫إليه‪ .‬يا نوح إن سؤالك إياي أن ابني من أهلي عمل غير ص‪++‬الح {فال تس‪++‬ألن‬
‫ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين} قال‪ :‬فبلغ‪++‬ني أن نوح‪++‬ا‬
‫عليه السالم بكى على قول هللا {إني أعظك أن تك‪+‬ون من الج‪+‬اهلين} أربعين‬
‫عاما‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد عن وهيب بن الورد الحضرمي قال‪ :‬لم‪++‬ا ع‪++‬اتب هللا‬
‫نوحا عليه السالم في ابنه‪ ،‬وأنزل عليه {إني أعظك أن تكون من الجاهلين}‬
‫بكى ثالثمائة حتى صارت تحت عينيه مثل الجدول من البكاء‪.‬‬
‫@ اآلية ‪48‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {قي‪++‬ل ي‪++‬ا ن‪++‬وح اهب‪++‬ط‬
‫بسالم منا‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬اهبط‪++‬وا وهللا عنهم راض‪ ،‬واهبط‪++‬وا بس‪++‬الم من هللا‬
‫كانوا أهل رحمته من أهل ذلك‪ ،‬ثم أخرج منهم نسال بعد ذل‪++‬ك أمم‪++‬ا منهم من‬
‫رحم‪ ،‬ومنهم من عذب وقرأ {وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم} قال‪ :‬إنما‬
‫افترقت األمم من تلك العصابة التي خرجت من ذلك الماء وسلمت‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {اهب‪++‬ط بس‪++‬الم من‪++‬ا‬
‫وبرك‪++‬ات علي‪++‬ك وعلى أمم ممن مع‪++‬ك} ق‪++‬ال‪ :‬فم‪++‬ا زال هللا يأخ‪++‬ذ لن‪++‬ا بس‪++‬همنا‬
‫وحظنا‪ ،‬وكذلك ي‪+‬ذكرنا من حيث ال ن‪+‬ذكر أنفس‪+‬نا كلم‪+‬ا هلكت أم‪+‬ة جعلن‪+‬ا في‬
‫أصالب من ينجو بلطفه حتى جعلنا في خير أمة أخرجت للناس‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن الس‪++‬ني في الطب النب‪++‬وي عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬أول شجر غرس نوح عليه الس‪++‬الم حين خ‪++‬رج‬
‫من السفينة اآلس‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن عثم‪++‬ان بن أبي العاتك‪++‬ة‪ .‬أن أول ش‪++‬يء تكلم ب‪++‬ه ن‪++‬وح‬
‫عليه السالم حين استقرت به ق‪++‬دماه على األرض حين خ‪++‬رج من الس‪++‬فينة أن‬
‫قال‪ :‬يا مور أتقن‪ ،‬كلمة بالسريانية‪ :‬يعني يا مالي أصلح‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن وهب بن منبه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا أغ‪++‬رق هللا ق‪++‬وم‬
‫نوح أوحى إلى ن‪+‬وح علي‪+‬ه الس‪+‬الم إني خلقت خلق‪+‬ا بي‪+‬دي وأم‪+‬رتهم بط‪+‬اعتي‬
‫فعص‪++‬وني واس‪++‬تأثروا غض‪++‬بي‪ ،‬فع‪++‬ذبت من لم يعص‪++‬ني من خلفي ب‪++‬ذنب من‬
‫عصاني‪ ،‬فبي حلفت وأي شيء مثلي ال أعذب بالغرق العامة بعد ه‪++‬ذا‪ ،‬وإني‬
‫جعلت قوسي أمانا لعبادي وبالدي من الغرق إلى يوم القيامة‪ ،‬وكانت القوس‬
‫فيها سهم ووتر‪ ،‬فلما فرغ هللا من هذا القول إلى نوح نزع الوتر والس‪++‬هم من‬
‫القوس وجعلها أمانا لعباده وبالده من الغرق‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن خصيف قال‪ :‬لما هبط نوح من السفينة وأش‪++‬رف من‬
‫جبل حسماء رأى تل ح‪++‬ران بين نه‪++‬رين ف‪++‬أتى ح‪++‬ران فخطه‪++‬ا ثم أتى دمش‪++‬ق‬
‫فخطها‪ ،‬فكانت حران أول مدينة خطت بعد الطوفان ثم دمشق‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن كعب األحبار رضي هللا عنه قال‪ :‬أول حائط وض‪++‬ع‬
‫على وجه األرض بعد الطوفان حائط حران ودمشق ثم بابل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن محم‪++‬د بن‬
‫كعب القرظي قال‪ :‬دخل في ذلك الس‪++‬الم والبرك‪++‬ات ك‪++‬ل م‪++‬ؤمن ومؤمن‪++‬ة إلى‬
‫يوم القيامة‪ ،‬ودخل في ذلك المتاع والعذاب األليم كل ك‪++‬افر وك‪++‬افرة إلى ي‪++‬وم‬
‫القيامة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وعلى أمم ممن مع‪++‬ك}‬
‫يعني ممن لم يولد أوجب هللا لهم البركات لما سبق لهم في علم هللا من السعاد‬
‫{وأمم سنمتعهم} يعني متاع الحياة الدنيا‪ ،‬ثم يمسهم منا عذاب أليم لم‪++‬ا س‪++‬بق‬
‫لهم في علم هللا من الشقاوة‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد عن كعب رضي هللا عنه قال‪ :‬لم يزل بعد نوح علي‪++‬ه‬
‫السالم في األرض أربعة عشر يدفع بهم العذاب‪.‬‬
‫@ اآلية ‪49‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن أبي مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {تل‪++‬ك} يع‪++‬ني ه‪++‬ذه {من‬
‫أنباء} يعني أحاديث‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه قال‪ :‬ثم رجع إلى محم‪++‬د ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فقال‪{ :‬تلك من أنباء الغيب نوحيها إلي‪++‬ك م‪++‬ا كنت تعلمه‪++‬ا أنت‬
‫وال قومك} يعني العرب من قبل هذا القرآن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة {ما كنت تعلمها أنت‬
‫وال قومك من قبل هذا} أي من قبل القرآن‪ ،‬وم‪++‬ا علم محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم وقومه بما صنع نوح وقومه‪ ،‬لوال ما بين هللا عز وجل له في كتابه‪.‬‬
‫@ اآليات ‪60 - 50‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا‬
‫عنه {إال على الذي فطرني} أي خلقني‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن الضحاك رضي هللا عنه قال‪ :‬أمسك عن عاد القط‪++‬ر‬
‫ثالث سنين فقال لهم هود {استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم‬
‫مدرارا} فأبوا إال تماديا‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن س‪+++‬عد في الطبق‪+++‬ات وس‪+++‬عيد بن منص‪+++‬ور وابن أبي ش‪+++‬يبة في‬
‫المص‪++‬نف وابن المن‪++‬ذر وأبن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وال‪++‬بيهقي في س‪++‬ننه عن‬
‫الشعبي رضي هللا عنه قال‪ :‬خرج عمر بن الخطاب رضي هللا عنه يستس‪++‬قي‬
‫فلم يزد على االستغفار حتى يرجع‪ .‬فقيل له‪ :‬ما رأيناك استس‪++‬قيت؟ ق‪++‬ال‪ :‬لق‪++‬د‬
‫طلبت المطر بمخاديج السماء ال‪++‬تي يس‪++‬تنزل به‪++‬ا المط‪++‬ر‪ ،‬ثم ق‪++‬رأ {وي‪++‬ا ق‪++‬وم‬
‫اس‪++‬تغفروا ربكم ثم توب‪++‬وا إلي‪++‬ه يرس‪++‬ل الس‪++‬ماء عليكم م‪++‬درارا} و (اس‪++‬تغفروا‬
‫ربكم إنه كان غفارا) (يرسل السماء عليكم مدرارا) (سورة نوح اآلية ‪- 10‬‬
‫‪.)11‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ه‪++‬رون ال‪++‬تيمي في قول‪++‬ه {يرس‪++‬ل الس‪++‬ماء عليكم‬
‫مدرارا} قال‪ :‬يدر ذلك عليهم مطرا ومطرا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د في‬
‫قوله {ويزدكم قوة إلى قوتكم} قال‪ :‬ولد الولد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {أن تق‪++‬ول إال‬
‫اعتراك بعض آلهتنا بسوء} قال‪ :‬أصابتك بالجنون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه {اعتراك بعض آلهتنا بسوء} قال‪ :‬أصابتك األوثان بجنون‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫اآلية قال‪ :‬ما يحملك على ذم آلهتنا إال أنه قد أصابك منها سوء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن سعيد قال‪ :‬ما من أحد يخاف لصا عاديا‪،‬‬
‫أو سبعا ض‪++‬اريا‪ ،‬أو ش‪++‬يطانا م‪++‬اردا‪ ،‬فيتل‪++‬و ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {إني ت‪++‬وكلت على هللا‬
‫ربي وربكم ما من دابة إال هو آخذ بناصيتها إن ربي على ص‪++‬راط مس‪++‬تقيم}‬
‫إال صرفه هللا عنه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {إن ربي على‬
‫صراط مستقيم} قال‪ :‬الحق‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رضي هللا عنه في قوله {ع‪+‬ذاب غلي‪+‬ظ}‬
‫قال‪ :‬شديد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه في قوله {كل جب‪++‬ار عني‪++‬د}‬
‫المشرك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪+‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال {ك‪+‬ل جب‪+‬ار عني‪+‬د}‬
‫الميثاق‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن إبراهيم النخعي عنيد قال‪ :‬تمالت عن الحق‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{واتبعوا في هذه الدنيا لعنة} قال‪ :‬لم يبعث نبي بعد ع‪++‬اد إال لعنت ع‪++‬اد على‬
‫لسانه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد في قول‪++‬ه {واتبع‪++‬وا في ه‪++‬ذه ال‪++‬دنيا لعن‪++‬ة وي‪++‬وم‬
‫القيامة} قال‪ :‬لعنة أخرى‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫تتابعت عليهم لعنتان من هللا لعنة في الدنيا ولعنة في اآلخرة‪.‬‬
‫@ اآليات ‪68 - 61‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه {هو أنش‪++‬أكم من األرض} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫خلقكم من األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫{واستعمركم فيها} قال‪ :‬أعمركم فيها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي هللا عنه {واس‪++‬تعمركم فيه‪++‬ا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫استخلفكم فيها‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د {فم‪++‬ا تزي‪++‬دونني غ‪++‬ير تخس‪++‬ير}‬
‫يقول‪ :‬ما تزدادون أنتم إال خسارا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عطاء الخراساني {فما تزيدونني غ‪++‬ير‬
‫تخسير} قال‪ :‬ما تزيدونني بما تصنعون إال شرا لكم وخسرانا تخسرونه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج في قول‪++‬ه {ثالث‪++‬ة أي‪++‬ام} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان بقي من‬
‫أجل قوم صالح عند عقر الناقة ثالثة أيام فلم يعذبوا حتى أكملوها‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله {نجينا صالحا والذين آمن‪++‬وا‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪.‬‬
‫قال‪ :‬نجاه هللا برحمة منه‪ ،‬ونجاه من خزي يومئذ‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زي‪+‬د رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {فأص‪+‬بحوا في‬
‫ديارهم جاثمين} قال‪ :‬ميتين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{كأن لم يغنوا فيها} قال‪ :‬كأن لم يعيشوا فيها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس {كأن لم يغن‪++‬وا فيه‪++‬ا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كأن لم يعمروا فيها‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في الوقف واالبتداء والطس‪++‬تي عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما‪ :‬أن نافع بن األزرق قال له‪ :‬أخبرني عن قوله عز وج‪++‬ل {ك‪++‬أن لم‬
‫يغنوا فيها} قال‪ :‬كأن لم يكونوا فيها يعني في ال‪+‬دنيا حين ع‪+‬ذبوا ولم يعم‪+‬روا‬
‫فيها‪ .‬قال‪ :‬وهل تعرف العرب ذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أما سمعت لبيد بن ربيعة وهو‬
‫يقول‪:‬‬
‫وغنيت شيئا قبل نحري وأحسن * لو كان للنفس اللجوج خلود‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {ك‪++‬أن لم يغن‪++‬وا فيه‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬أن لم‬
‫ينعموا فيها‪.‬‬
‫@ اآلية ‪69‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن عثمان بن محسن رضي هللا عنه في ضيف إبراهيم‬
‫كانوا أربعة‪ .‬جبريل عليه السالم‪ ،‬وميكائيل‪ ،‬وإسرافيل‪ ،‬ورفائيل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير رضي هللا عنه أنه قرأ قالوا سالما قال‬
‫سالم وكل شيء سلمت عليه المالئكة فقالوا سالما قال سالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{بعجل حنيذ} قال‪ :‬نضيج‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {حنيذ} قال‪:‬‬
‫مشوي‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {بعجل حنيذ} قال‪ :‬سميط‪.‬‬
‫وأخرج الطستي عن ابن عب‪++‬اس‪ :‬أن ن‪++‬افع بن األزرق ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬أخ‪++‬برني عن‬
‫قوله عز وجل {بعجل حنيذ} قال‪ :‬الحنيذ النضيج ما يشوى بالحج‪++‬ارة‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫وهل تعرف العرب ذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أما سمعت قول الشاعر وهو يقول‪:‬‬
‫لهم راح وفار المسك فيهم * وشاوهم إذا شاوا حنيذ‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الض‪+‬حاك رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫في قوله {بعجل حنيذ} قال‪ :‬الحنيذ الذي أنضج بالحجارة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن شمر بن عطية قال‪ :‬الحنيذ الذي شوي وهو يسيل منه‬
‫الماء‪.‬‬
‫@ اآليات ‪73 - 70‬‬
‫أخرج عبد هللا بن أحمد في زوائد الزهد عن كعب رضي هللا عنه قال‪ :‬بلغن‪++‬ا‬
‫أن إبراهيم عليه السالم كان يشرف على سدوم فيق‪++‬ول‪ :‬ويل‪++‬ك ي‪++‬ا س‪++‬دوم ي‪++‬وم‬
‫مالك‪ ،‬ثم قال {ولما جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سالما قال سالم فما‬
‫لبث أن جاء بعجل حنيذ} نضيج وهو يحسبهم أض‪++‬يافا {فلم‪++‬ا رأى أي‪++‬ديهم ال‬
‫تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا ال تخف إنا رسل أرس‪++‬لنا إلى ق‪++‬وم‬
‫لوط وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إس‪++‬حاق يعق‪++‬وب}‬
‫قال‪ :‬ولد الولد {قالت ويلتا أألد وأنا عجوز وه‪++‬ذا بعلي ش‪++‬يخا إن ه‪++‬ذا لش‪++‬يء‬
‫عجيب} فقال له‪++‬ا جبري‪++‬ل {أتعج‪++‬بين من أم‪++‬ر هللا رحم‪++‬ة هللا وبركات‪++‬ه عليكم‬
‫أهل البيت إنه حميد مجيد} وكلمهم إب‪++‬راهيم في أم‪++‬ر ق‪++‬وم ل‪++‬وط إذ ك‪++‬ان فيهم‬
‫إبراهيم قالوا‪( :‬يا إبراهيم أعرض عن هذا) (سورة هود اآلية ‪ )76‬إلى قول‪++‬ه‬
‫(ولم‪+‬ا ج‪+‬اءت رس‪+‬لنا لوط‪+‬ا س‪+‬يء بهم) (س‪+‬ورة ه‪+‬ود اآلي‪+‬ة ‪ )77‬ق‪+‬ال‪ :‬س‪+‬اءه‬
‫مكانهم لما رأى منه من الجمال {وضاق بهم ذرعا وقال هذا ي‪++‬وم عص‪++‬يب}‬
‫قال‪ :‬يوم سوء من قومي‪ ،‬فذهب بهم إلى منزله‪ ،‬فذهبت امرأته لقومه (فجاءه‬
‫قومه يهزعون إليه ومن قبل كانوا يعملون السيئات قال‪ :‬يا قوم هؤالء بن‪++‬اتي‬
‫هن أطهر لكم) (سورة هود اآلية ‪ )78‬تزوج‪++‬وهن (أليس منكم رج‪++‬ل رش‪++‬يد‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإن‪++‬ك لتعلم م‪++‬ا نري‪++‬د) (س‪++‬ورة ه‪++‬ود‬
‫اآلية ‪ )79‬وجعل األضياف في بيته وقعد على باب البيت (قال لو أن لي بكم‬
‫قوة أو آوي إلى ركن شديد) (سورة هود اآلية ‪ )80‬ق‪++‬ال‪ :‬إلى عش‪++‬يرة تمن‪++‬ع‪،‬‬
‫فبلغني أنه لم يبعث بعد لوط عليه السالم رس‪+‬ول إال في ع‪+‬ز من قوم‪+‬ه‪ ،‬فلم‪+‬ا‬
‫رأت الرسل ما قد لقي لوط في سيئتهم {ق‪++‬الوا ي‪++‬ا ل‪++‬وط إن‪++‬ا رس‪++‬ل رب‪++‬ك} إن‪++‬ا‬
‫مالئكة {لن يصلوا إليك فأسر بأهلك بقطع من اللي‪++‬ل وال يلتفت منكم أح‪++‬د إال‬
‫امرأتك} إلى قوله (أليس الصبح بقريب) (سورة هود اآلية ‪.)81‬‬
‫فخرج عليهم جبريل عليه السالم‪ ،‬فضرب وج‪+‬وههم بجناح‪+‬ه ض‪+‬ربة فطمس‬
‫أعينهم والطمس ذهاب األعين‪ ،‬ثم احتمل جبري‪+‬ل وج‪+‬ه أرض‪+‬هم ح‪+‬تى س‪+‬مع‬
‫أهل سماء ال‪++‬دنيا نب‪++‬اح كالبهم وأص‪++‬وات دي‪++‬وكهم ثم قلبه‪++‬ا عليهم {وأمطرن‪++‬ا‬
‫عليهم حج‪+‬ارة من س‪+‬جيل} ق‪+‬ال‪ :‬على أه‪+‬ل ب‪+‬واديهم‪ ،‬وعلى رع‪+‬اثهم‪ ،‬وعلى‬
‫مسافرهم فلم يبق منهم أحد‪.‬وأخرج إسحق بن بشر وابن عس‪++‬اكر من طري‪++‬ق‬
‫جويبر عن الضحاك عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬لم‪++‬ا رأى إب‪++‬راهيم‬
‫أنه ال تصل إلى العجل أيديهم نكرهم وخافهم‪ ،‬وإنما كان خوف إب‪++‬راهيم أنهم‬
‫ك‪++‬انوا في ذل‪++‬ك الزم‪++‬ان إذا هم أح‪++‬دهم ب‪++‬أمر س‪++‬وء لم يأك‪++‬ل عن‪++‬ده يق‪++‬ول‪ :‬إذا‬
‫أك‪++‬رمت بطعام‪++‬ه ح‪++‬رم علي أذاه‪ ،‬فخ‪++‬اف إب‪++‬راهيم أن يري‪++‬دوا ب‪++‬ه س‪++‬وءا‪،‬‬
‫فاضطربت مفاصله‪ ،‬وامرأته س‪++‬ارة قائم‪++‬ة تخ‪++‬دمهم وك‪++‬ان إذا أراد أن يك‪++‬رم‬
‫أضيافه أقام سارة لتخدمهم‪ ،‬فض‪++‬حكت س‪++‬ارة وإنم‪++‬ا ض‪++‬حكت أنه‪++‬ا ق‪++‬الت‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫إبراهيم وما تخاف إنهم ثالثة نفر وأنت وأهلك وغلمان‪++‬ك؟ ق‪++‬ال له‪++‬ا جبري‪++‬ل‪:‬‬
‫أيتها الضاحكة أما أنك ستلدين غالما يقال له إسحاق‪ ،‬ومن ورائه غالم يق‪++‬ال‬
‫ل‪++‬ه يعق‪++‬وب {ف‪++‬أقبلت في ص‪++‬رة فص‪++‬كت وجهه‪++‬ا} ف‪++‬أقبلت واله‪++‬ة تق‪++‬ول‪:‬‬
‫واويلتاه‪ !...‬ووضعت يدها على وجهها استحياء‪ .‬فذلك قوله {فصكت وجهها‬
‫وقالت أألد وأنا عجوز وه‪+‬ذا بعلي ش‪+‬يخا} ق‪+‬ال‪ :‬لم‪+‬ا بش‪+‬ر إب‪+‬راهيم بق‪+‬ول هللا‬
‫{فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى} بإسحاق {يجادلن‪++‬ا في ق‪++‬وم‬
‫لوط} وإنما كان جداله أنه قال‪ :‬يا جبريل أين تريدون‪ ،‬وإلى من بعثتم؟ قال‪:‬‬
‫إلى قوم لوط وقد أمرنا بعذابهم‪ .‬فقال إبراهيم (إن فيها لوط‪++‬ا ق‪++‬الوا نحن أعلم‬
‫بمن فيها لننجينه وأهله إال امرأته) (العنكبوت اآلية ‪ )32‬وكانت فيما زعموا‬
‫تسمى والقة فقال إبراهيم‪ :‬إن كان فيهم مائة م‪++‬ؤمن تع‪++‬ذبونهم؟ ق‪++‬ال جبري‪++‬ل‪:‬‬
‫ال‪ .‬قال‪ :‬فإن كان فيهم تسعون مؤمنون تعذبونهم؟ قال جبريل‪ :‬ال‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬إن‬
‫كان فيهم ثمانون مؤمنون تعذبونهم؟ ق‪++‬ال جبري‪++‬ل‪ :‬ال‪ ،‬ح‪++‬تى انتهى في الع‪++‬دد‬
‫إلى واحد مؤمن؟ ق‪+‬ال جبري‪+‬ل‪ :‬ال‪ ،‬فلم‪+‬ا لم ي‪+‬ذكروا إلب‪+‬راهيم أن فيه‪+‬ا مؤمن‪+‬ا‬
‫واحدا قال‪( :‬إن فيها لوطا قالوا نحن أعلم بمن فيها لننجينه وأهله إال امرأته)‬
‫(العنكبوت اآلية ‪.)32‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن وهب بن منب‪++‬ه رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‬
‫إبراهيم عليه السالم حين أخرجه قومه بعدما ألق‪++‬وه في الن‪++‬ار خ‪++‬رج بامرأت‪++‬ه‬
‫سارة ومعه أخوها لوط وهم‪+‬ا ابن‪+‬ا أخي‪+‬ه‪ ،‬فتوجه‪+‬ا إلى أرض الش‪+‬ام ثم بلغ‪+‬وا‬
‫مصر‪ ،‬وكانت سارة رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا من أجم‪++‬ل الن‪++‬اس‪ ،‬فلم‪++‬ا دخلت مص‪++‬ر‬
‫تحدث الناس بجمالها وعجبوا له حتى بلغ ذلك الملك‪ ،‬فدعا ببعلها وس‪++‬أله م‪++‬ا‬
‫هو منها فخاف إن قال له زوجها أن يقتله‪ ،‬فقال‪ :‬أنا أخوها‪ .‬فقال‪ :‬زوجينه‪++‬ا‪.‬‬
‫فكان على ذلك حتى بات ليلة‪ ،‬فجاءه حلم فخنقه وخوفه‪ ،‬فكان هو وأهل‪++‬ه في‬
‫خوف وهول حتى علم أنه قد أتى من قبله‪++‬ا‪ ،‬ف‪++‬دعا إب‪++‬راهيم فق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا حمل‪++‬ك‬
‫على أن تغرني زعمت أنها أختك؟ فقال‪ :‬إني خفت إن ذك‪++‬رت أنه‪++‬ا زوج‪++‬تي‬
‫أن يصيبني منك م‪+‬ا أك‪+‬ره‪ ،‬ف‪+‬وهب له‪+‬ا ه‪+‬اجر أم إس‪+‬معيل وحملهم وجه‪+‬زهم‬
‫ح‪++‬تى اس‪++‬تقر ق‪++‬رارهم على جب‪++‬ل ايلي‪++‬ا‪ ،‬فك‪++‬انوا به‪++‬ا ح‪++‬تى ك‪++‬ثرت أم‪++‬والهم‬
‫ومعايشهم‪ ،‬فكان بين رعاء إب‪++‬راهيم ورع‪++‬اء ل‪++‬وط ج‪++‬وار وقت‪++‬ال‪ :‬فق‪++‬ال ل‪++‬وط‬
‫إلبراهيم‪ :‬إن هؤالء الرعاء قد فسد م‪++‬ا بينهم وك‪++‬انت تض‪++‬يق فيهم الم‪++‬راعي‪،‬‬
‫ونخ‪++‬اف أن ال تحملن‪++‬ا ه‪++‬ذه األرض ف‪++‬إن أحببت أن أخ‪++‬ف عن‪++‬ك خففت‪ .‬ق‪++‬ال‬
‫إبراهيم‪ :‬ما شئت إن شئت فانتقل منها وإن شئت انتقلت منك‪ .‬قال ل‪+‬وط علي‪+‬ه‬
‫السالم‪ :‬ال بل أنا أحق أن أخ‪++‬ف عن‪++‬ك‪ .‬فف‪++‬ر بأهل‪++‬ه ومال‪++‬ه إلى س‪++‬هل األردن‪،‬‬
‫فكان بها حتى أغار عليه أهل فلسطين فسبوا أهله وماله‪.‬‬
‫فبلغ ذلك إبراهيم عليه السالم فأغار عليهم بما ك‪++‬ان عن‪++‬ده من أهل‪++‬ه ورقيق‪++‬ه‪،‬‬
‫وك‪+‬ان ع‪+‬ددهم زي‪+‬ادة على ثالثمائ‪+‬ة من ك‪+‬ان م‪+‬ع إب‪+‬راهيم‪ ،‬فاس‪+‬تنقذ من أه‪+‬ل‬
‫فلسطين من كان معهم من أه‪++‬ل ل‪++‬وط ح‪++‬تى ردهم إلى ق‪++‬رارهم‪ ،‬ثم انص‪++‬رف‬
‫إبراهيم إلى مكان‪+‬ه وك‪+‬ان أه‪+‬ل س‪+‬دوم ال‪+‬ذين فيهم ل‪+‬وط ق‪+‬وم ق‪+‬د اس‪+‬تغنوا عن‬
‫النساء بالرجال‪ ،‬فلما رأى هللا كان عند ذل‪++‬ك بعث المالئك‪++‬ة ليع‪++‬ذبوهم‪ ،‬ف‪++‬أتوا‬
‫إبراهيم فلما رآهم راعه ه‪++‬يئتهم وجم‪++‬الهم فس‪++‬لموا علي‪++‬ه وجلس‪++‬وا إلي‪++‬ه‪ ،‬فق‪++‬ام‬
‫ليقرب إليهم قرى فقالوا‪ :‬مكانك‪ .‬قال‪ :‬بل دعوني آتيكم بما ينبغي لكم فإن لكم‬
‫حقا لم يأتنا أحد أحق بالكرامة منكم‪ ،‬فأمر بعجل سمين فحنذ له ‪ -‬يعني شوي‬
‫لهم ‪ -‬فق‪++‬رب إليهم الطع‪++‬ام {فلم‪++‬ا رأى أي‪++‬ديهم ال تص‪++‬ل إلي‪++‬ه نك‪++‬رهم وأوجس‬
‫منهم خيفة} وسارة رضي هللا عنه‪++‬ا وراء الب‪++‬اب تس‪++‬مع {ق‪++‬الوا ال تخ‪++‬ف إن‪++‬ا‬
‫نبشرك بغالم حليم} مبارك فبشر به امرأت‪++‬ه س‪++‬ارة فض‪++‬حكت وعجبت كي‪++‬ف‬
‫يكون له مني ولد وأنا عجوز وهذا شيخ كبير‪!...‬‬
‫ق‪++‬الوا أتعج‪++‬بين من أم‪++‬ر هللا} فإن‪++‬ه ق‪++‬ادر على م‪++‬ا يش‪++‬اء‪ ،‬وق‪++‬د وهب‪++‬ه هللا لكم‬
‫فأبشروا به‪ .‬فقاموا وقام معهم إبراهيم عليه السالم فمشوا معا‪ ،‬وس‪++‬ألهم ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أخبروني لم بعثتم وما دخل بكم؟ قالوا‪ :‬إن‪++‬ا أرس‪++‬لنا إلى أه‪++‬ل س‪++‬دوم لن‪++‬دمرها‬
‫فإنهم قوم سوء وقد استغنوا بالرجال عن النساء‪ .‬قال إب‪++‬راهيم‪ :‬إن فيه‪++‬ا قوم‪++‬ا‬
‫صالحين فكيف يصيبهم من العذاب ما يصيب أهل عمل الس‪++‬وء؟ ق‪++‬الوا‪ :‬وكم‬
‫فيها؟ قال‪ :‬أرأيتم إن كان فيها خمسون رجال ص‪++‬الحا‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬إذن ال نع‪++‬ذبهم‪.‬‬
‫قال‪ :‬إن كان فيهم أربعون؟ ق‪++‬الوا‪ :‬إذن ال نع‪++‬ذبهم‪ .‬فلم ي‪++‬زل ينقص ح‪++‬تى بل‪++‬غ‬
‫إلى عشرة‪ ،‬ثم قال‪ :‬فأهل بيت؟ قالوا‪ :‬فإن كان فيها بيت ص‪++‬الح‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فل‪++‬وط‬
‫وأهل بيته؟ قالوا‪ :‬إن امرأته هواها معهم فكيف يصرف عن أهل قرية لم يتم‬
‫فيها أهل بيت صالحين‪.‬‬
‫فلما يئس منهم إبراهيم عليه السالم انصرف وذهبوا إلى أهل سدوم‪ ،‬ف‪++‬دخلوا‬
‫على لوط عليه السالم‪ ،‬فلما رأتهم امرأته أعجبها هيئتهم وجم‪++‬الهم‪ ،‬فأرس‪++‬لت‬
‫إلى أهل القرية أنه قد نزل بنا قوم لم ير قط أحسن منهم وال أجمل‪ .‬فتسامعوا‬
‫بذلك فغشوا دار لوط من ك‪++‬ل ناحي‪++‬ة وتس‪++‬وروا عليهم الج‪++‬دران‪ ،‬فلقيهم ل‪++‬وط‬
‫عليه السالم فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا ق‪++‬وم ال تفض‪++‬حوني في بي‪++‬تي وأن‪++‬ا أزوجكم بن‪++‬اتي فهن‬
‫أطهر لكم‪ .‬قالوا‪ :‬ل‪++‬و كن‪++‬ا نري‪++‬د بنات‪++‬ك لق‪++‬د عرفن‪++‬ا مكان‪++‬ك ولكن ال ب‪++‬د لن‪++‬ا من‬
‫هؤالء القوم الذين نزلوا بك فخل بينن‪++‬ا وبينهم وأس‪++‬لم من‪++‬ا‪ ،‬فض‪++‬اق ب‪++‬ه األم‪++‬ر‬
‫{فقال لو أن لي بكم قوة وآوي إلى ركن شديد} فوج‪++‬د علي‪+‬ه الرس‪+‬ل في ه‪++‬ذه‬
‫الكلمة فقالوا‪ :‬إن ركنك لشديد‪ ،‬وإنهم آتيهم عذاب غير مردود‪ ،‬ومسح أحدهم‬
‫أعينهم بجناحه فطمس أبص‪++‬ارهم فق‪++‬الوا‪ :‬س‪++‬حرنا انص‪++‬رف بن‪++‬ا ح‪++‬تى ترج‪++‬ع‬
‫إليهم تغشاهم الليل‪ ،‬فكان من أمرهم ما قص هللا في القرآن‪ ،‬فأدخ‪++‬ل ميكائي‪++‬ل‬
‫وهو صاحب العذاب جناحه حتى بلغ أس‪++‬فل األرض‪ ،‬ثم حم‪++‬ل ق‪++‬راهم فقلبه‪++‬ا‬
‫عليهم‪ ،‬ونزلت حج‪++‬ارة من الس‪++‬ماء فتتبعت من لم يكن منهم في القري‪++‬ة حيث‬
‫كانوا‪ ،‬فأهلكهم هللا تعالى ونجا لوط وأهله إال امرأته‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن يزيد البصري رضي هللا عنه في قوله {فلم‪++‬ا رأى‬
‫أيديهم ال تصل إليه} قال‪ :‬لم ير لهم أيديا فنكرهم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي‬
‫هللا عنه في قوله {نكرهم} اآلية قال‪ :‬كانوا إذا نزل بهم ض‪++‬يف فلم يأك‪++‬ل من‬
‫طعامهم ظنوا أنه لم يأت بخير وأنه يحدث نفسه بشر‪ ،‬ثم حدثوه عند ذلك بما‬
‫جاءوا فيه فضحكت امرأته‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن عم‪+‬رو بن دين‪+‬ار رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬لم‪+‬ا تض‪+‬يفت‬
‫المالئكة عليهم السالم إبراهيم عليه السالم قدم لهم العجل فقالوا‪ :‬ال نأكل‪++‬ه إال‬
‫بثمن‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فكل‪++‬وا وأدوا ثمن‪++‬ه‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬وم‪++‬ا ثمن‪++‬ه؟ ق‪++‬ال‪ :‬تس‪++‬مون هللا إذا أكلتم‬
‫وتحمدونه إذا فرغتم‪ .‬قال‪ :‬فنظر بعض‪++‬هم إلى بعض فق‪++‬الوا‪ :‬له‪++‬ذا اتخ‪++‬ذك هللا‬
‫خليال‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن السدي قال‪ :‬لما بعث هللا المالئكة عليهم السالم لتهل‪++‬ك‬
‫قوم ل‪++‬وط أقبلت تمش‪++‬ي في ص‪++‬ورة رج‪++‬ال ش‪++‬باب ح‪++‬تى نزل‪++‬وا على إب‪++‬راهيم‬
‫السالم فضيفوه‪ ،‬فلما رآهم أجلهم فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين فذبح‪++‬ه ثم‬
‫شواه في الرضف‪ ،‬فهو الحنيذ وأتاهم فقع‪++‬د معهم‪ ،‬وق‪++‬امت س‪++‬ارة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنها تخدمهم‪ ،‬فذلك حين يقول {وامرأته قائمة} وه‪++‬و ج‪++‬الس في ق‪++‬راءة ابن‬
‫مسعود {فلما قربه إليهم قال أال تأكلون}؟ قالوا‪ :‬يا إبراهيم إنا ال نأكل طعاما‬
‫إال بثمن‪ .‬قال‪ :‬فإن لهذا ثمنا‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬وم‪++‬ا ثمن‪++‬ه؟ ق‪++‬ال‪ :‬ت‪++‬ذكرون اس‪++‬م هللا على‬
‫أوله وتحمدونه على آخ‪++‬ره‪ .‬فنظ‪++‬ر جبري‪++‬ل إلى ميكائي‪++‬ل فق‪++‬ال‪ :‬ح‪++‬ق له‪++‬ذا أن‬
‫يتخذه ربه خليال‪ .‬فلما رأى إب‪++‬راهيم أي‪++‬ديهم ال تص‪++‬ل إلي‪++‬ه يق‪++‬ول‪ :‬ال ي‪++‬أكلون‪،‬‬
‫فزع منهم وأوجس منهم خيفة‪ ،‬فلما نظرت إليه سارة أنه قد أك‪++‬رمهم وق‪++‬امت‬
‫هي تخدمهم ض‪++‬حكت‪ ،‬وق‪++‬الت‪ :‬عجب‪+‬ا ألض‪++‬يافنا ه‪++‬ؤالء إن‪+‬ا نخ‪++‬دمهم بأنفس‪+‬نا‬
‫تكرم‪++‬ة لهم وهم ال ي‪++‬أكلون طعامن‪++‬ا‪ !.‬ق‪++‬ال له‪++‬ا جبري‪++‬ل‪ :‬أبش‪++‬ري بول‪++‬د اس‪++‬مه‬
‫إس‪++‬حاق‪ ،‬ومن وراء إس‪++‬حاق يعق‪++‬وب‪ .‬فض‪++‬ربت وجهه‪++‬ا عجب‪++‬ا ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه‬
‫{فصكت وجهها وق‪++‬الت أأل‪++‬د وأن‪++‬ا عج‪++‬وز وه‪++‬ذا بعلي ش‪++‬يخا إن ه‪++‬ذا لش‪++‬يء‬
‫عجيب‪ ،‬قالوا أتعجبين من أمر هللا رحمة هللا وبركات‪++‬ه عليكم أه‪++‬ل ال‪++‬بيت إن‪++‬ه‬
‫حميد مجيد} قال سارة رضي هللا عنها‪ :‬ما آية ذلك؟ فأخ‪++‬ذ بي‪++‬ده ع‪++‬ودا يابس‪++‬ا‬
‫فلواه بين أصابعه فاهتز أخضر‪ .‬فقال إبراهيم عليه السالم‪ :‬هو هلل إذن ذبيحا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن المغيرة رضي هللا عنه قال‪ :‬في مصحف ابن مسعود‬
‫"وامرأته قائمة وهو جالس"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عنه {وامرأت‪++‬ه قائم‪++‬ة} ق‪++‬ال‪ :‬في‬
‫خدمة أضياف إبراهيم عليه السالم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬لما أوجس إبراهيم خيفة في نفسه حدثوه عن‪++‬د ذل‪++‬ك‬
‫بما جاءوا فيه‪ ،‬فضحكت امرأت‪+‬ه تعجب‪+‬ا مم‪+‬ا في‪+‬ه ق‪+‬وم ل‪+‬وط من الغفلى ومم‪+‬ا‬
‫أتاهم من العذاب‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما {فضحكت} قال‪ :‬فحاضت وهي بنت ثمان وتسعين سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد في قول‪++‬ه {فض‪++‬حكت} ق‪++‬ال‪ :‬حاض‪++‬ت وك‪++‬انت‬
‫ابنة بضع وتسعين سنة‪ ،‬وكان إبراهيم عليه السالم ابن مائة سنة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عكرم‪+‬ة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {فض‪+‬حكت} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫حاضت‪ .‬قال الشاعر‪:‬‬
‫إني ألتي العرس عند طهورها * وأهجرها يوما إذا هي ضاحك‬
‫وأخرج ابن عساكر عن الضحاك رضي هللا عنه قال‪ :‬كان اسم سارة يس‪++‬ارة‬
‫فلما قال لها جبريل علي‪+‬ه الس‪+‬الم‪ :‬ي‪+‬ا س‪+‬ارة‪ .‬ق‪++‬الت‪ :‬إن اس‪+‬مي يس‪+‬ارة فكي‪+‬ف‬
‫تسمينني سارة؟ ق‪++‬ال الض‪++‬حاك‪ :‬يس‪++‬ارة الع‪++‬اقر ال‪++‬تي ال تل‪++‬د‪ ،‬وس‪++‬ارة الط‪++‬الق‬
‫الرحم التي تلد‪ .‬فقال لها جبريل عليه السالم‪ :‬كنت يسارة ال تحملين فص‪++‬رت‬
‫س‪+‬ارة تحملين الول‪+‬د وترض‪+‬عينه‪ .‬فق‪+‬الت س‪+‬ارة رض‪+‬ي هللا عنه‪+‬ا‪ :‬ي‪+‬ا جبري‪+‬ل‬
‫نقصت اسمي قال جبريل‪ :‬إن هللا قد وعدك بأن يجع‪++‬ل ه‪++‬ذا الح‪++‬رف في اس‪++‬م‬
‫ولد من ولدك في آخر الزمان‪ ،‬وذلك إن اسمه عند هللا حي فسماه يحيى‪.‬‬
‫وأخرج ابن عبد الحكم في فتوح مصر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬ك‪+‬ان حس‪+‬ن س‪+‬ارة رض‪++‬ي هللا عنه‪+‬ا حس‪+‬ن‬
‫حواء عليها السالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن عب‪++‬د الحكم في فت‪++‬وح مص‪++‬ر عن علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه أن سارة بنت ملك من الملوك‪ ،‬وكانت قد أوتيت حسنا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬و ول‪++‬د‬
‫الولد‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في كتاب الوق‪++‬ف واالبت‪++‬داء عن حس‪++‬ان بن أبح‪++‬ر ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كنت عند ابن عباس‪ ،‬فج‪++‬اءه رج‪++‬ل من ه‪++‬ذيل فق‪++‬ال ل‪++‬ه ابن عب‪++‬اس‪ :‬م‪++‬ا فع‪++‬ل‬
‫فالن؟ قال‪ :‬مات‪ ،‬وترك أربعة من الولد وثالثة من الوراء‪ .‬فقال ابن عب‪++‬اس‪:‬‬
‫{فبشرناها بإسحق ومن وراء إسحق يعقوب} قال‪ :‬ولد الولد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن األنب‪++‬اري عن الش‪++‬عبي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ومن وراء‬
‫إسحق يعقوب} قال‪ :‬ولد الولد‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن أبي ح‪+‬اتم عن ض‪+‬مرة بن ح‪+‬بيب‪ .‬أن س‪+‬ارة لم‪+‬ا بش‪+‬رها الرس‪+‬ل‬
‫بإسحق قال‪ :‬بينا هي تمشي وتح‪+‬دثهم حين أتت بالحيض‪+‬ة‪ ،‬فحاض‪+‬ت قب‪+‬ل أن‬
‫تحمل بإسحق‪ ،‬فك‪++‬ان من قوله‪++‬ا للرس‪++‬ل حين بش‪++‬روها‪ :‬ق‪++‬د كنت ش‪++‬ابة وك‪++‬ان‬
‫إبراهيم شابا فلم أحبل فحين ك‪+‬برت وك‪+‬بر أأل‪++‬د؟ ق‪++‬الوا‪ :‬أتعج‪++‬بين من ذل‪++‬ك ي‪+‬ا‬
‫سارة‪ ،‬فإن هللا قد صنع بكم م‪++‬ا ه‪++‬و أعظم من ذل‪++‬ك‪ ،‬إن هللا ق‪++‬د جع‪++‬ل رحمت‪++‬ه‬
‫وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه في قوله {أألد وأنا‬
‫عجوز وه‪++‬ذا بعلي ش‪++‬يخا} ق‪++‬ال‪ :‬وهي يومئ‪++‬ذ ابن‪++‬ة س‪++‬بعين‪ ،‬وه‪++‬و يومئ‪++‬ذ ابن‬
‫تسعين سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {بعلي} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫زوجي‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ضرار بن مرة عن شيخ من أهل المس‪++‬جد ق‪++‬ال‪ :‬بش‪++‬ر‬
‫إبراهيم بعد سبع عشرة ومائة سنة‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآليات ‪... ...73 - 70‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن زيد بن علي رضي هللا عنه قال‪ :‬ق‪++‬الت س‪++‬ارة رض‪++‬ي‬
‫هللا عنها لما بشرتها المالئكة عليهم السالم {يا ويلتاه أأل‪+‬د وأن‪+‬ا عج‪+‬وز وه‪+‬ذا‬
‫بعلي شيخا إن هذا لشيء عجيب} فقالت المالئكة ترد على س‪++‬ارة {أتعج‪++‬بين‬
‫من أمر هللا رحمة هللا وبركاته عليكم أهل البيت إنه حمي‪+‬د مجي‪+‬د} ق‪+‬ال‪ :‬فه‪+‬و‬
‫كقوله (وجعلها كلمة باقية في عقبه) (الزخرف اآلي‪++‬ة ‪ )28‬بمحم‪++‬د ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم وآله من عقب إبراهيم‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والح‪+‬اكم وال‪+‬بيهقي في ش‪+‬عب اإليم‪+‬ان عن‬
‫عطاء بن أبي رباح رضي هللا عنه في قوله {رحمة هللا وبركاته عليكم أه‪++‬ل‬
‫البيت إنه حميد مجيد} قال‪ :‬كنت عند ابن عباس إذ جاءه رج‪++‬ل فس‪++‬لم علي‪++‬ه‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬وعليكم السالم ورحمة هللا وبركات‪++‬ه ومغفرت‪++‬ه‪ .‬فق‪++‬ال ابن عب‪++‬اس‪ :‬انت‪++‬ه‬
‫إلى ما انتهيت إليه المالئكة‪ ،‬ثم تال {رحمة هللا وبركاته عليكم أهل البيت}‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي عن ابن عباس أن سائال ق‪++‬ام على الب‪++‬اب وه‪++‬و عن‪++‬د ميمون‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنها فقال‪ :‬السالم عليكم أهل البيت ورحمة هللا وبركاته وصلواته‬
‫ومغفرت‪++‬ه‪ ،‬فق‪++‬ال ابن عب‪++‬اس‪ :‬انته‪++‬وا بالتحي‪++‬ة إلى م‪++‬ا ق‪++‬ال هللا {ورحم‪++‬ة هللا‬
‫وبركاته}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ والبيهقي في الشعب عن عطاء قال‪ :‬كنت عن‪+‬د ابن عب‪+‬اس‬
‫رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪ ،‬فج‪++‬اء س‪++‬ائال فق‪++‬ال‪ :‬الس‪++‬الم عليكم ورحم‪++‬ة هللا وبركات‪++‬ه‬
‫ومغفرته وصلواته‪ .‬فقال ابن عباس‪ :‬ما هذا السالم‪ ،‬وغضب ح‪++‬تى احم‪++‬رت‬
‫وجنتاه‪ ،‬إن هللا حد للسالم حدا ثم انتهى ونهى عما وراء ذلك‪ ،‬ثم قرأ {رحمة‬
‫هللا وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬بيهقي عن ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪ .‬أن رجال ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬س‪++‬الم‬
‫عليكم ورحم‪++‬ة هللا وبركات‪++‬ه ومغفرت‪++‬ه‪ .‬ف‪++‬انتهره ابن عم‪++‬ر وق‪++‬ال‪ :‬حس‪++‬بك إذا‬
‫انتهيت إلى وبركاته إلى ما قال هللا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪74‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فلم‪++‬ا ذهب عن إب‪++‬راهيم ال‪++‬روع وجاءت‪++‬ه البش‪++‬رى} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الغرق {يجادلنا في قوم لوط} قال‪ :‬يخاصمنا‪.‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عنه {فلم‪++‬ا‬
‫ذهب عن إبراهيم الروع} قال‪ :‬الخوف {وجاءته البشرى} بإسحق‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة {وجاءت‪++‬ه البش‪++‬رى} ق‪++‬ال‪ :‬حين‬
‫أخبروه أنهم أرسلوا إلى قوم لوط وأنهم ليسوا إياه يريدون {يجادلن‪++‬ا في ق‪++‬وم‬
‫لوط} قال‪ :‬إنه ق‪++‬ال لهم يومئ‪++‬ذ‪ :‬أرأيتم إن ك‪++‬ان فيهم خمس‪++‬ون من المس‪++‬لمين؟‬
‫قالوا‪ :‬إن كان فيها خمسون لم نعذبهم‪ .‬قال‪ :‬أربعون؟ ق‪++‬الوا‪ :‬وأربع‪++‬ون‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ثالثون؟ قالوا‪ :‬وثالثون حتى بلغ عشرة قالوا‪ :‬وإن كان فيها عشرة؟ قال‪ :‬م‪++‬ا‬
‫قوم ال يكون فيهم عشرة فيهم خير‪ .‬قال قتادة‪ :‬إنه كان في قري‪++‬ة ل‪++‬وط أربع‪++‬ة‬
‫آالف‪ ،‬ألف إنسان أو ما شاء هللا من ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {يجادلن‪++‬ا‬
‫في قوم ل‪+‬وط} ق‪+‬ال‪ :‬لم‪+‬ا ج‪+‬اء جبري‪+‬ل ومن مع‪+‬ه إلى إب‪+‬راهيم علي‪+‬ه الس‪+‬الم‪،‬‬
‫وأخبره أنه مهلك قوم لوط قال‪ :‬أتهلك قري‪++‬ة فيه‪++‬ا أربعمائ‪++‬ة م‪++‬ؤمن؟ ق‪++‬ال‪:‬ال‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثلثمائة مؤمن؟ قال‪:‬ال‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فمائت‪++‬ا م‪++‬ؤمن؟ ق‪++‬ال‪:‬ال‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فمائ‪++‬ة؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ال‪.‬قال‪ :‬فخمسون مؤمنا؟ قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فأربعون مؤمنا؟ قال‪:‬ال‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬فأربع‪+‬ة‬
‫عشر مؤمنا؟ قال‪:‬ال‪ .‬وظن إبراهيم أنهم أربعة عشر بامرأة لوط‪ ،‬وكان فيه‪++‬ا‬
‫ثالثة عشر مؤمنا وقد عرف ذلك جبريل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫جاءت المالئكة إلى إبراهيم قالوا إلبراهيم‪ :‬إن كان فيها خمسة يصلون رف‪++‬ع‬
‫عنهم العذاب‪.‬‬
‫@ اآلية ‪76 - 75‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬الحلم يجم‪++‬ع لص‪++‬احبه‬
‫شرف الدنيا واآلخرة‪ ،‬ألم تسمع هللا وصف نبيه صلى هللا عليه وس‪++‬لم ب‪++‬الحلم‬
‫فقال {إن إبراهيم لحليم أواه منيب}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ضمرة رضي هللا عنه قال‪ :‬الحلم أرفع من العقل‪ ،‬ألن‬
‫هللا عز وجل تسمى به‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن ميمون رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬األواه ال‪++‬رحيم‪،‬‬
‫والحليم الشيخ‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في شعب اإليمان عن الحسن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن‬
‫إبراهيم لحليم أواه منيب} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان إذا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال هللا‪ ،‬وإذا عم‪++‬ل عم‪++‬ل هلل‪،‬‬
‫وإذا نوى نوى هلل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬الم‪++‬نيب المقب‪++‬ل‬
‫إلى طاعة هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬الم‪++‬نيب إلى هللا‬
‫المطيع هلل الذي أن‪++‬اب إلى طاع‪++‬ة هللا وأم‪++‬ره‪ ،‬ورج‪++‬ع إلى األم‪++‬ور ال‪++‬تي ك‪++‬ان‬
‫عليها قبل ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬الم‪++‬نيب المخلص في‬
‫عمله هلل عز وجل‪.‬‬
‫@ اآلية ‪77‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما‬
‫في قوله {ولما جاءت رسلنا لوطا س‪+‬يء بهم وض‪+‬اق بهم ذرع‪+‬ا} ق‪+‬ال‪ :‬س‪+‬اء‬
‫ظنا بقومه وضاق ذرعا بأضيافه‪ ،‬وقال {هذا يوم عصيب} يقول‪ :‬شديد‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في اآلية قال‪ :‬س‪+‬اء ظن‪+‬ا بقوم‪+‬ه‬
‫يتخوفهم على أضيافه وضاق ذرعا بأضيافه مخافة عليهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في الوقف واالبتداء والطستي عن ابن عباس‪ .‬أن ن‪++‬افع‬
‫بن األزرق قال له‪ :‬أخبرني عن قوله ع‪++‬ز وج‪++‬ل {ي‪++‬وم عص‪++‬يب} ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬وم‬
‫شديد‪ .‬قال‪ :‬وهل تعرف الع‪++‬رب ذل‪++‬ك؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬أم‪++‬ا س‪++‬معت الش‪++‬اعر وه‪++‬و‬
‫يقول‪:‬‬
‫هم ضربوا قوانس خيل حجر * بجنب الردء في يوم عصيب‬
‫وقال عدي بن زيد‪:‬‬
‫فكنت لو أني خصمك لم أعود * وقد سلكوك في يوم عصيب‬
‫@ اآليات ‪83 - 78‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {وج‪++‬اءه قوم‪++‬ه‬
‫يهرعون إليه} قال‪ :‬يسرعون {ومن قبل كانوا يعملون السيئات} قال‪ :‬يأتون‬
‫الرجال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {وج‪++‬اءه قوم‪++‬ه‬
‫يهرعون إليه} قال‪ :‬ويسعون إليه‪.‬‬
‫وأخرج الطس‪++‬تي عن ابن عب‪++‬اس أن ن‪++‬افع بن األزرق ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬أخ‪++‬برني عن‬
‫قوله عز وجل {يهرعون إليه} قال‪ :‬يقبلون إليه بالغضب‪ .‬قال‪ :‬وهل تع‪++‬رف‬
‫العرب ذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أما سمعت الشاعر وهو يقول‪:‬‬
‫أتونا يهرعون وهم أسارى * سيوفهم على رغم األنوف‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ومن‬
‫قبل كانوا يعلمون السيئات} قال‪ :‬ينكحون الرجال‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي ال‪++‬ه عنهم‪+‬ا في قول‪++‬ه {ق‪++‬ال ي‪+‬ا ق‪++‬وم‬
‫هؤالء بناتي} قال‪ :‬ما عرض لوط عليه السالم بناته على قومه ال سفاحا وال‬
‫نكاحا إنما قال‪ :‬هؤالء بناتي نساؤكم‪ ،‬ألن النبي إذا كان بين ظهري قوم فه‪++‬و‬
‫أب‪++‬وهم‪ ،‬ق‪++‬ال هللا في الق‪++‬رآن "وأزواج‪++‬ه أمه‪++‬اتهم" (األح‪++‬زاب اآلي‪++‬ة ‪ )6‬وه‪++‬و‬
‫أبوهم في قراءة أبي رضي هللا عنه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د {ه‪++‬ؤالء بن‪++‬اتي}‬
‫قال‪ :‬لم تكن بناته ولكن كن من أمته وكل نبي أبو أمته‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫إنما دعاهم إلى نسائهم‪ ،‬وكل نبي أبو أمته‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا وابن عساكر عن السدي في قوله {هؤالء بناتي} قال‪:‬‬
‫عرض عليهم نساء أمته كل نبي فهو أب‪++‬و أمت‪++‬ه‪ ،‬وفي ق‪++‬راءة عب‪++‬د هللا "الن‪++‬بي‬
‫أولى بالمؤمنين من أنفسهم وهو أب لهم وأزواجه أمهاتهم" (األح‪++‬زاب اآلي‪++‬ة‬
‫‪.)6‬‬
‫وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر ومقاتل عن الضحاك‬
‫عن ابن عباس قال‪ :‬لما سمعت الفسقة بأضياف لوط ج‪++‬اءت إلى ب‪++‬اب ل‪++‬وط‪،‬‬
‫فأغلق لوط عليهم الباب دونهم ثم اطل‪+‬ع عليهم فق‪+‬ال‪ :‬ه‪+‬ؤالء بن‪+‬اتي‪ .‬فع‪+‬رض‬
‫عليهم بناته بالنك‪++‬اح وال‪++‬تزويج ولم يعرض‪++‬ها عليهم للفاحش‪++‬ة‪ ،‬وك‪++‬انوا كف‪++‬ارا‬
‫وبناته مسلمات‪ ،‬فلما رأى البالء وخ‪++‬اف الفض‪++‬يحة ع‪++‬رض عليهم ال‪++‬تزويج‪،‬‬
‫وكان اسم ابنتيه إح‪++‬داهما رغوث‪++‬ا واألخ‪++‬رى وميث‪++‬ا‪ ،‬ويق‪++‬ال‪ :‬ديون‪++‬ا إلى قول‪++‬ه‬
‫{أليس منكم رجل رش‪++‬يد} أي ي‪++‬أمر ب‪++‬المعروف وينهى عن المنك‪++‬ر‪ ،‬فلم‪++‬ا لم‬
‫يتناهوا ولم يردهم قوله ولم يقبلوا شيئا مما عرض عليهم من أم‪+‬ر بنات‪+‬ه ق‪+‬ال‬
‫{لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} يعني عشيرة أو شيعة تنص‪++‬رني‬
‫لحلت بينكم وبين ه‪++‬ذا‪ ،‬فكس‪++‬روا الب‪++‬اب ودخل‪++‬وا علي‪++‬ه‪ ،‬وتح‪++‬ول جبري‪++‬ل في‬
‫صورته التي يكون فيها في السماء‪ ،‬ثم قال‪ :‬ي‪++‬ا ل‪++‬وط ال تخ‪++‬ف نحن المالئك‪++‬ة‬
‫لن يصلوا إليك‪ ،‬وأمرنا بعذابهم‪ .‬فق‪+‬ال ل‪+‬وط‪ :‬ي‪+‬ا جبري‪+‬ل اآلن تع‪+‬ذبهم ‪ -‬وه‪+‬و‬
‫شديد األسف عليهم ‪ -‬قال جبريل‪ :‬موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب‪ .‬ق‪++‬ال‬
‫ابن عباس رضي هللا عنهما‪ :‬إن هللا يع‪++‬بي الع‪++‬ذاب في أول اللي‪++‬ل إذا أراد أن‬
‫يعذب قوما ثم يعذبهم في وجه الصبح‪.‬‬
‫قال‪ :‬فهيئت الحجارة لقوم لوط في أول الليل لترس‪++‬ل عليهم غ‪++‬دوة الحج‪++‬ارة‪،‬‬
‫وكذلك عذبت األمم ع‪+‬اد وثم‪+‬ود بالغ‪+‬داة‪ ،‬فلم‪+‬ا ك‪+‬ان عن‪+‬د وج‪+‬ه الص‪+‬بح عم‪+‬د‬
‫جبريل إلى قرى لوط بما فيها من رجالها ونسائها وثمارها وطيرها فحواه‪++‬ا‬
‫وطواها ثم قلعها من تخوم الثرى‪ ،‬ثم احتملها من تحت جناحه‪ ،‬ثم رفعها إلى‬
‫الس‪++‬ماء ال‪++‬دنيا فس‪++‬مع س‪++‬كان س‪++‬ماء ال‪++‬دنيا أص‪++‬وات الكالب والط‪++‬ير والنس‪++‬اء‬
‫والرجال من تحت جن‪+‬اح جبري‪+‬ل‪ ،‬ثم أرس‪+‬لها منكوس‪+‬ة‪ ،‬ثم أتبعه‪+‬ا بالحج‪++‬ارة‬
‫وكانت الحجارة للرعاة والتجار ومن كان خارجا عن مدائنهم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن حذيف‪++‬ة بن اليم‪++‬ان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ع‪++‬رض‬
‫عليهم بناته تزويجا‪ ،‬وأراد أن يقي أضيافه بتزويج بناته‪.‬‬
‫وأخرج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {ه‪++‬ؤالء‬
‫بناتي هن أطهر لكم} قال‪ :‬أمرهم هود بتزويج النساء‪ ،‬وقال‪ :‬هن أطهر لكم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وال تخ‪++‬زوني في ض‪++‬يفي}‬
‫يقول‪ :‬وال تفضحوني‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن أبي مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {أليس منكم رج‪++‬ل‬
‫رشيد} قال‪ :‬رجل يأمر بمعروف وينهى عن المنكر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {أليس منكم رج‪++‬ل‬
‫رشيد} قال‪ :‬رجل يأمر بمعروف وينهى عن المنكر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في األسماء والصفات عن ابن عباس رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما {أليس منكم رجل رشيد} قال‪ :‬واحد يقول ال إله إال هللا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في قوله {قالوا لقد علمنا ما لنا‬
‫في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد} قال‪ :‬إنما نري‪+‬د الرج‪+‬ال {ق‪+‬ال‪ :‬ل‪+‬و أن‬
‫لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} يقول‪ :‬إلى جند شديد لقاتلتكم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم إلى ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {أو آوي إلى‬
‫ركن شديد} قال‪ :‬عشيرة‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن عساكر عن قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه {أو‬
‫آوي إلى ركن شديد} قال‪ :‬العشيرة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن علي رضي هللا عنه‪ .‬أن‪+‬ه خطب فق‪+‬ال عش‪+‬يرة الرج‪+‬ل‬
‫للرجل خير من الرجل لعش‪++‬يرته‪ .‬إن‪++‬ه إن ك‪++‬ف ي‪++‬دا واح‪++‬دة وكف‪++‬وا عن‪++‬ه أي‪++‬ديا‬
‫كثيرة مع مودتهم وحفاظتهم ونصرتهم‪ ،‬حتى لربم‪++‬ا غض‪++‬ب الرج‪++‬ل للرج‪++‬ل‬
‫وما يعرفه إال بحسبه وسأتلو عليكم بذلك آيات من كتاب هللا تعالى‪ ،‬فتال ه‪++‬ذه‬
‫اآلية {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} قال علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪:‬‬
‫والركن الشديد‪ :‬العشيرة‪ .‬فلم يكن للوط عليه الس‪+‬الم عش‪+‬يرة‪ ،‬فوال‪++‬ذي ال إل‪++‬ه‬
‫غيره ما بعث هللا نبيا بعد لوط إال في ثروة من قومه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن ج‪++‬ريج في قول‪++‬ه {أو آوي إلى ركن ش‪++‬ديد} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بلغني أنه لم يبعث نبي بعد لوط إال في ثروة من قومه ح‪++‬تى الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الحسن رضي هللا عنه‪ .‬أن هذه اآلي‪++‬ة لم‪++‬ا ن‪++‬زلت {ل‪++‬و‬
‫أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"رحم هللا أخي لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد فألي شيء استكان"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة قال "ذكر لنا أن ن‪++‬بي هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫كان إذا قرأ ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬رحم هللا لوط‪++‬ا إن ك‪++‬ان لي‪++‬أوي إلى ركن ش‪++‬ديد‪،‬‬
‫وذكر لنا أن هللا لم يبعث نبيا بعد لوط إال في ث‪+‬روة من قوم‪+‬ه‪ ،‬ح‪++‬تى بعث هللا‬
‫نبيكم صلى هللا عليه وسلم في ثروة من قومه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن وهب بن منبه قال ل‪++‬وط علي‪+‬ه الس‪+‬الم {ل‪++‬و أن لي بكم‬
‫قوة أو آوي إلى ركن شديد} فوجد عليه الرس‪++‬ل‪ ،‬وق‪++‬الوا‪ :‬ي‪++‬ا ل‪++‬وط إن ركن‪++‬ك‬
‫لشديد‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ما بعث هللا نبيا بعد لوط إال في عز من قومه‪.‬‬
‫وأخرج البخاري في األدب والترمذي وحسنه وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫أبي حاتم وأبو الشيخ والحاكم وصححه وابن مردوي‪++‬ه من طري‪++‬ق أبي س‪++‬لمة‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه في قوله {أو آوي إلى ركن شديد} ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "رحم هللا لوطا ك‪+‬ان ي‪+‬أوي إلى ركن ش‪+‬ديد ‪-‬‬
‫يعني هللا تعالى ‪ -‬فما بعث هللا بعده نبيا إال في ثروة من قومه"‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور والبخاري وابن مردوي‪++‬ه من طري‪++‬ق األع‪++‬رج عن‬
‫أبي هريرة رضي هللا عن‪++‬ه "أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬يغف‪++‬ر هللا‬
‫للوط إنه كان ليأوي إلى ركن شديد"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "رحم هللا لوطا إن كان ليأوي إلى ركن شديد"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن بش‪++‬ر األنص‪++‬اري رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫"أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬إن الناس ك‪++‬انوا أن‪++‬ذروا ق‪++‬وم ل‪++‬وط‪،‬‬
‫فجاءتهم المالئك‪+‬ة عش‪+‬ية فم‪+‬روا بن‪+‬اديهم فق‪++‬ال ق‪++‬وم ل‪++‬وط بعض‪++‬هم لبعض‪ :‬ال‬
‫تنفروهم ولم يروا قوما قط أحسن من المالئكة‪ ،‬فلم‪++‬ا دخل‪++‬وا على ل‪++‬وط علي‪++‬ه‬
‫الس‪++‬الم راودوه عن ض‪++‬يفه‪ ،‬فلم ي‪++‬زل بهم ح‪++‬تى ع‪++‬رض عليهم بنات‪++‬ه‪ ،‬ف‪++‬أبوا‬
‫فقالت المالئكة {إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} قال‪ :‬رسل ربي؟ ق‪+‬الوا‪ :‬نعم‪.‬‬
‫قال لوط‪ :‬فاآلن كذا"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن حذيف‪++‬ة بن‬
‫اليمان رضي هللا عنه قال‪ :‬لما أرس‪++‬لت الرس‪++‬ل إلى ق‪++‬وم ل‪++‬وط ليهل‪++‬وكهم قي‪++‬ل‬
‫لهم‪ :‬ال تهلكوا قوم لوط حتى يشهد عليهم لوط ثالث م‪++‬رات‪ ،‬وك‪++‬ان ط‪++‬ريقهم‬
‫على إبراهيم خليل الرحمن {فلما ذهب عن إبراهيم الروع وجاءت‪++‬ه البش‪++‬رى‬
‫يجادلنا في قوم لوط} وكانت مجادلته إياهم قال‪ :‬أرأيتم إن كان فيها خمس‪++‬ون‬
‫من المؤمنين أتهلكونهم؟ قالوا‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فأربعون؟ ق‪++‬الوا‪ :‬ال‪ .‬ح‪++‬تى انتهى إلى‬
‫عشرة أو خمسة ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬أتوا لوط‪++‬ا وه‪++‬و في أرض ل‪++‬ه يعم‪++‬ل فيه‪++‬ا‪ ،‬فحس‪++‬بهم‬
‫ضيفانا‪ ،‬فأقبل حتى أمسى إلى أهله‪ ،‬فمشوا معه فالتفت إليهم فقال‪ :‬ما ت‪++‬رون‬
‫ما يصنع هؤالء؟ قالوا‪ :‬وم‪+‬ا يص‪+‬نعون؟ ق‪+‬ال‪ :‬م‪+‬ا من الن‪+‬اس أح‪+‬د ش‪+‬ر منهم‪.‬‬
‫فمشوا معه حتى قال ذلك ثالث مرات‪ ،‬فانتهى بهم إلى أهله فانطلقت عج‪++‬وز‬
‫السوء امرأته‪ ،‬فأتت قومه فقالت‪ :‬لقد تضيف ل‪++‬وط الليل‪++‬ة قوم‪++‬ا م‪++‬ا رأيت ق‪++‬ط‬
‫أحسن وال أطيب ريحا منهم‪ ،‬فأقبلوا إليه يهرعون فدافعوه بالباب حتى كادوا‬
‫يغلبون عليه‪ .‬فقال ملك بجناحه فسفقه دونهم وعال وعلوا معه‪ ،‬فجع‪++‬ل يق‪++‬ول‬
‫{هؤالء بناتي هن أطهر لكم فاتقوا هللا} إلى قول‪++‬ه {أو آوي إلى ركن ش‪+‬ديد}‬
‫فقالوا {إنا رسل ربك لن يصلوا إليك} ف‪++‬ذلك حين علم أنهم رس‪++‬ل هللا‪ ،‬وق‪++‬ال‬
‫ملك بجناحه فما عشى تلك الليلة أحد بجناحه إال عمي فباتوا بش‪+‬ر ليل‪+‬ة عمي‪+‬ا‬
‫ينتظرون العذاب‪ ،‬فاستأذن جبريل عليه السالم في هالكهم فأذن له‪ ،‬فاحتم‪++‬ل‬
‫األرض التي كانوا عليها وأه‪++‬وى به‪++‬ا ح‪++‬تى س‪++‬مع أه‪++‬ل س‪++‬ماء ال‪++‬دنيا ص‪++‬غاء‬
‫كالبهم‪ ،‬وأوق‪++‬د تحتهم ن‪++‬ارا ثم قلبه‪++‬ا بهم‪ ،‬فس‪++‬معت ام‪++‬رأة ل‪++‬وط الوجب‪++‬ة وهي‬
‫معهم‪ ،‬فالتفت فأصابها العذاب‪ ،‬وتبعت سفارهم الحجارة‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم‬
‫وصححه عن ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ج‪++‬اءت رس‪++‬ل هللا لوط‪++‬ا‬
‫عليه السالم ظن أنهم ضيفان لقومه‪ ،‬فأدناهم حتى أقعدهم قريبا‪ ،‬وجاء ببنات‪++‬ه‬
‫وهن ثالثة فأقعدهن بين ضيفانه وبين قومه‪ ،‬فجاءه قومه يهرعون إليه‪ ،‬فلم‪++‬ا‬
‫رآهم قال {هؤالء بن‪+‬اتي هن أطه‪+‬ر لكم ف‪+‬اتقوا هللا وال تخ‪+‬زوني في ض‪+‬يفي‪،‬‬
‫قالوا ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد‪ ،‬ق‪++‬ال ل‪++‬و أن لي بكم ق‪++‬وة أو‬
‫آوي إلى ركن شديد} فالتفت إليه جبريل عليه السالم فق‪++‬ال {إن‪++‬ا رس‪++‬ل رب‪++‬ك‬
‫لن يصلوا إليك} فلما دنو طمس أعينهم فانطلقوا عميا يركب بعضهم بعضا‪،‬‬
‫حتى إذا خرجوا إلى الذين بالب‪++‬اب ق‪++‬الوا‪ :‬جئن‪++‬اكم من عن‪++‬د أس‪++‬حر الن‪++‬اس‪ ،‬ثم‬
‫رفعت في جوف الليل حتى إنهم يسمعون صوت الط‪++‬ير في ج‪++‬و الس‪++‬ماء‪ ،‬ثم‬
‫قلبت عليهم فمن أصابته االئتفاكة أهلكته‪ ،‬ومن خرج منها اتبعت‪++‬ه حيث ك‪++‬ان‬
‫حج‪++‬را فقتلت‪++‬ه‪ ،‬فارتح‪++‬ل ببنات‪++‬ه ح‪++‬تى بل‪++‬غ مك‪++‬ان ك‪++‬ذا من الش‪++‬ام م‪++‬اتت ابنت‪++‬ه‬
‫الك‪++‬برى‪ ،‬فخ‪++‬رجت عن‪++‬دها عين‪ ،‬ثم انطل‪++‬ق حيث ش‪++‬اء هللا أن يبل‪++‬غ فم‪++‬اتت‬
‫الصغرى‪ ،‬فخرجت عندها عين فما بقي منهن إال الوس‪++‬طى‪.‬وأخ‪++‬رج ابن أبي‬
‫الدنيا في كتاب العقوبات عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬أغل‪++‬ق ل‪++‬وط‬
‫على ض‪++‬يفه الب‪++‬اب فج‪++‬اؤا فكس‪++‬روا الب‪++‬اب ف‪++‬دخلوا‪ ،‬فطمس جبري‪++‬ل أعينهم‬
‫فذهبت أبصارهم قالوا‪ :‬ي‪+‬ا ل‪+‬وط جئتن‪+‬ا بس‪+‬حرة فتوع‪+‬دوه‪ ،‬ف‪+‬أوجس في نفس‪+‬ه‬
‫خيفة إذا قد ذهب هؤالء يؤذونني‪ .‬قال جبريل {ال تخف إن‪++‬ا رس‪++‬ل رب‪++‬ك‪}...‬‬
‫إن موعدهم الصبح‪ ،‬قال لوط‪ :‬الساعة‪ .‬قال جبري‪++‬ل {أليس الص‪++‬بح بق‪++‬ريب}‬
‫قال‪ :‬الس‪+‬اعة‪ .‬ف‪+‬رفعت ح‪+‬تى س‪+‬مع أه‪+‬ل س‪+‬ماء ال‪+‬دنيا ن‪+‬بيح الكالب‪ ،‬ثم أقبلت‬
‫ورموا بالحجارة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فأس‪++‬ر بأهل‪++‬ك}‬
‫يقول‪ :‬سر بهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن عب‪++‬اس في قول‪++‬ه {بقط‪++‬ع‬
‫من الليل} قال‪ :‬جوف الليل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {بقطع} قال سواد من الليل‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق عن قتادة في قول‪++‬ه {بقط‪+‬ع من اللي‪+‬ل} ق‪++‬ال‪ :‬بطائف‪++‬ة من‬
‫الليل‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في الوقف واالبتداء عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪.‬‬
‫أن ن‪+‬افع بن األزرق رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬أخ‪++‬برني عن ق‪++‬ول هللا {فاس‪+‬ر‬
‫بأهلك بقطع من الليل} ما القطع؟ قال‪ :‬آخر الليل سحر‪ .‬قال مالك بن كنانة‪:‬‬
‫ونائحة تقوم بقطع ليل * على رجل أهانته شعوب‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {وال يلتفت‬
‫منكم أحدا} قال‪ :‬ال يتخلف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عنه في‬
‫قوله {وال يلتفت منكم أحدا} قال‪ :‬ال ينظر وراءه أحد {إال امرأتك}‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن جرير عن هرون رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬في ح‪++‬رف ابن‬
‫مسعود رضي هللا عنه "فاسر بأهلك بقطع من الليل إال امرأتك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة قال‪ :‬ذكر لنا أنها ك‪+‬انت م‪+‬ع ل‪++‬وط‬
‫لما خ‪+‬رج من الطري‪+‬ة‪ ،‬فس‪+‬معت الص‪+‬وت ف‪+‬التفت‪ ،‬فأرس‪+‬ل هللا عليه‪+‬ا حج‪+‬را‬
‫فأهلكها‪ .‬فهي معلوم مكانها شاذة عن القوم‪ ،‬وهي في مصحف عبد هللا "ولقد‬
‫وفينا إليه أهل‪+‬ه كلهم إال عج‪+‬وزا في الغ‪+‬بر" ق‪+‬ال‪ :‬ولم‪+‬ا قي‪+‬ل ل‪+‬ه إن موع‪+‬دهم‬
‫الصبح‪ .‬قال‪ :‬إني أريد أعجل من ذلك‪ .‬قال {أليس الصبح بقريب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال ل‪++‬وط‪ :‬أهلك‪++‬وهم‬
‫الساعة‪ .‬قالوا‪ :‬إنا لن نؤمر إال بالصبح {أليس الصبح بقريب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال له ل‪+‬وط‪ :‬أهلك‪+‬وهم الس‪+‬اعة‪ .‬ق‪+‬ال ل‪+‬ه جبري‪+‬ل علي‪+‬ه الس‪+‬الم {إن‬
‫موع‪++‬دهم الص‪++‬بح أليس الص‪++‬بح بق‪++‬ريب} ف‪++‬أنزلت على ل‪++‬وط {أليس الص‪++‬بح‬
‫بقريب} قال‪ :‬فأمره أن يسري بأهله بقط‪+‬ع من اللي‪+‬ل وال يلتفت منكم أح‪+‬د إال‬
‫امرأته‪ ،‬فسار فلما كانت الساعة التي أهلكوا فيها أدخل جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫جناحه‪ ،‬فرفعها حتى سمع أهل السماء ص‪++‬ياح الديك‪++‬ة ونب‪++‬اح الكالب‪ ،‬فجع‪++‬ل‬
‫عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل‪ ،‬وس‪++‬معت ام‪++‬رأة ل‪++‬وط اله‪++‬دة‬
‫فقالت‪ :‬واقوماه‪ !...‬فأدركها حجر فقتلها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن ع‪++‬دي وابن عس‪++‬اكر عن أبي الحل‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬رأيت ام‪++‬رأة ل‪++‬وط ق‪++‬د‬
‫مسخت حجر تحيض عند كل رأس شهر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فلم‪++‬ا ج‪++‬اء أمرن‪++‬ا‬
‫جعلنا عاليها سافلها} قال‪ :‬لما أص‪+‬بحوا ع‪+‬دا جبري‪+‬ل على ق‪+‬ريتهم فنقله‪+‬ا من‬
‫أركانها‪ ،‬ثم أدخل جناحه‪ ،‬ثم حملها على خوافي جناحي‪+‬ه بم‪+‬ا فيه‪+‬ا‪ ،‬ثم ص‪+‬عد‬
‫بها إلى السماء حتى سمع أه‪++‬ل الس‪++‬ماء نب‪++‬اح كالبهم‪ ،‬ثم قلبه‪++‬ا فك‪++‬ان أول م‪++‬ا‬
‫سقط منها سرادقها‪ ،‬فلم يصب قوما ما أصابهم إن هللا طمس على أعينهم‪ ،‬ثم‬
‫قلب قريتهم وأمطر عليهم حجارة من سجيل‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآليات ‪... ...83 - 78‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن السدي رضي هللا عنه قال‪ :‬لما أصبحوا ن‪++‬زل جبري‪++‬ل‬
‫عليه السالم فاقتلع األرض من سبع أرضين‪ ،‬فحملها حتى بلغ السماء ال‪++‬دنيا‪،‬‬
‫ثم أهوى بها جبريل إلى األرض‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن أبي صالح‪ .‬أن جبريل عليه السالم أتى قري‪++‬ة ل‪++‬وط‬
‫فأدخل يده تحت القرية‪ ،‬ثم رفعها حتى سمع أهل الس‪+‬ماء ال‪+‬دنيا نب‪+‬اح الكالب‬
‫وأصوات الدياك‪ ،‬وأمطر هللا عليهم الكبريت والنار‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫اجتث مدينة قوم لوط من األرض‪ ،‬ثم رفعها بجناحه حتى بلغ بها حيث ش‪++‬اء‬
‫هللا‪ ،‬ثم جعل عاليها سافلها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن محم‪+‬د بن كعب الق‪++‬رظي رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬حدثت أن هللا تعالى بعث جبريل عليه السالم إلى المؤتفكة‪ ،‬مؤتفكة‬
‫قوم لوط فاحتملها بجناحه‪ ،‬ثم صعد بها حتى إن أهل السماء ليس‪++‬معون نب‪++‬اح‬
‫كالبهم وأصوات دج‪+‬اجهم‪ ،‬ثم أتبعه‪+‬ا هللا بالحج‪+‬ارة يق‪+‬ول هللا تع‪+‬الى {جعلن‪+‬ا‬
‫عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل} فأهلكها هللا ومن حولها من‬
‫المؤتفكات‪ ،‬فكن خمسا صنعة وصغرة وعصرة ودوما وسدوم‪ ،‬وهي القرية‬
‫العظمى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬ذكر لن‪+‬ا أنه‪+‬ا‬
‫ثالث قرى فيها من العدد ما شاء هللا أن يكون من الكثرة‪ ،‬ذك‪++‬ر لن‪++‬ا أن‪++‬ه ك‪++‬ان‬
‫منها أربعة آالف ألف‪ ،‬وهي سدوم قرية بين المدينة والشام‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{حجارة من سجيل} قال‪ :‬من طين‪ .‬وفي قوله {مسومة} قال‪ :‬السوم بي‪++‬اض‬
‫في حمرة‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن أبي ش‪+‬يبة وعب‪+‬د بن حمي‪+‬د وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما في قوله {حج‪++‬ارة من س‪++‬جيل} ق‪++‬ال‪ :‬هي بالفارس‪++‬ية‬
‫سنك وكل حجر وطين‪ .‬وفي قوله {مسومة} قال‪ :‬معلمة‪.‬‬
‫وأخرج الفري‪++‬ابي وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن‬
‫مجاهد رضي هللا عنه في قوله {حج‪+‬ارة من س‪+‬جيل} ق‪+‬ال‪ :‬بالفارس‪+‬ية أوله‪+‬ا‬
‫حجارة وآخرها طين‪ .‬وفي قوله {مسومة} قال‪ :‬معلمة‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي هللا عنه {حجارة من س‪++‬جيل} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫هي كلمة أعجمية عربت سنك وكل‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي هللا عنهما {حجارة من س‪++‬جيل}‬
‫قال‪ :‬حجارة فيها طين‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة في قوله {حج‪++‬ارة من‬
‫سجيل} قال‪ :‬من طين {منضود} مصفوفة {مسومة} مطوقة بها نص‪++‬ح من‬
‫حمرة {وما هي من الظالمين ببعيد} لم يدرأ منها ظالم بعدهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربيع رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {منضود} قال‪ :‬قد نضد بعضه على بعض‪ .‬وفي قوله {مسومة} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫عليها سيما خطوط صفر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن ابن ج‪++‬ريج رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬حج‪++‬ارة مس‪++‬ومة ال‬
‫تشاكل حجارة األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي هللا عنه في قوله {حجارة من سجيل}‬
‫قال‪ :‬السماء الدنيا‪ ،‬والسماء الدنيا اسمها سجيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن شيبة عن ابن سابط رضي هللا عنه في قوله {حجارة من سجل}‬
‫قال‪ :‬هي بالفارسية‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه س‪++‬أل‬
‫هل بقي من قوم لوط أحد؟ قال‪ :‬ال‪ ،‬إال رجل بقي أربعين يوم‪++‬ا‪ ،‬ك‪++‬ان ت‪++‬اجرا‬
‫بمكة فجاءه حجر ليصيبه في الحرم‪ ،‬فقامت إليه مالئكة الحرم فقالوا للحج‪++‬ر‬
‫ارجع من حيث جئت فإن الرجل في حرم هللا‪ .‬فرجع الحج‪++‬ر فوق‪++‬ف خارج‪++‬ا‬
‫من الحرم أربعين يوم‪+‬ا بين الس‪+‬ماء واألرض ح‪+‬تى قض‪+‬ى الرج‪+‬ل تجارت‪+‬ه‪،‬‬
‫فلما خرج أصابه الحجر خارجا من الحرم‪ .‬يق‪++‬ول هللا {م‪++‬ا هي من الظ‪++‬المين‬
‫ببعيد} يعني من ظالمي هذه األمة ببعيد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه في قوله {وما هي من الظالمين ببعي‪++‬د} ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬رهب به‪++‬ا قريش‪++‬ا أن‬
‫يصيبهم ما أصاب القوم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وم‪++‬ا هي من الظ‪++‬المين‬
‫ببعيد} يقول‪ :‬من ظلمة العرب إن لم يؤمنوا أن يعذبوا بها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الربي‪++‬ع في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ل ظ‪++‬الم فيم‪++‬ا‬
‫سمعنا قد جعل بحذائه حجر ينتظ‪++‬ر م‪++‬تى ي‪++‬ؤمر أن يق‪++‬ع ب‪++‬ه‪ ،‬فخ‪++‬وف الظلم‪++‬ة‬
‫فقال‪ :‬وما هي من الظالمين ببعيد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه {وم‪++‬ا‬
‫هي من الظالمين ببعيد} قال‪ :‬من ظالمي هذه األمة‪ ،‬ثم يقول‪ :‬وهللا م‪++‬ا أج‪++‬ار‬
‫هللا منها ظالما بعد‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ال‪+++‬دنيا في ذم المالهي وابن المن‪+++‬ذر وال‪+++‬بيهقي في ش‪+++‬عب‬
‫اإليمان عن محمد بن المنكدر ويزيد بن حفصة وصفوان بن س‪++‬ليم‪ .‬أن خال‪++‬د‬
‫بن الوليد كتب إلى أبي بكر الصديق رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه أن‪++‬ه ق‪++‬د وج‪++‬د رجال في‬
‫بعض نواحي العرب ينكح كما كانت تنكح المرأة‪ ،‬وقامت عليه ب‪++‬ذلك البين‪++‬ة‪،‬‬
‫فاستشار أبو بكر رضي هللا أصحاب رسول هللا صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم؟ فق‪+‬ال‬
‫علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬إن ه‪++‬ذا ذنب لم يعص هللا ب‪++‬ه أم‪++‬ة من‬
‫األمم إال أمة واحدة‪ ،‬فصنع هللا بها ما قد علمتم‪،‬أرى أن تحرقه بالنار فاجتمع‬
‫أصحاب النبي صلى هللا عليه وسلم على أن يحرق‪++‬وه بالن‪+‬ار‪ ،‬فكتب أب‪+‬و بك‪+‬ر‬
‫رضي هللا عن‪++‬ه إلى خال‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه أن أحرق‪++‬ه بالن‪++‬ار‪ ،‬ثم ح‪++‬رقهم ابن‬
‫الزبير رضي هللا عنه في إمارته‪ ،‬ثم حرقهم هشام بن عبد الملك‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي قال‪ :‬عذب هللا ق‪++‬وم‬
‫لوط فرماهم بحجارة من سجيل‪ ،‬فال ترفع تلك العقوبة عمن عمل عم‪++‬ل ق‪++‬وم‬
‫لوط‪.‬‬
‫@ اآليات ‪88 - 84‬‬
‫أخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قول‪++‬ه {إني‬
‫أراكم بخير} ق‪+‬ال‪ :‬رخص الس‪+‬عر {وإني أخ‪+‬اف عليكم ع‪+‬ذاب ي‪+‬وم محي‪+‬ط}‬
‫قال‪ :‬غالء السعر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله {بقية هللا} قال‪ :‬رزق هللا‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة في‬
‫قوله {بقية هللا خير لكم} يقول‪ :‬حظكم من ربكم خير لكم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي‬
‫هللا عنه في قوله {بقية هللا} يقول‪ :‬طاعة هللا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الربيع رضي هللا عنه في قوله {بقية هللا} قال‪ :‬وصية‬
‫هللا {خير لكم}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عنه في قوله {بقية هللا} ق‪++‬ال‪ :‬رزق‬
‫هللا خير لكم من بخسكم الناس‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن األعمش‬
‫رضي هللا عنه في قوله {أصلواتك تأمرك} قال‪ :‬أقراءتك‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر عن األحنف رضي هللا عنه‪ .‬أن شعيبا كان أكثر األنبي‪++‬اء‬
‫صالة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ي‪++‬ا‬
‫ش‪++‬عيب أص‪++‬لواتك ت‪++‬أمرك‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬نه‪++‬اهم عن قط‪++‬ع ه‪++‬ذه ال‪++‬دنانير‬
‫والدراهم فقالوا‪ :‬إنما هي أموالنا نفعل فيها م‪++‬ا نش‪++‬اء‪ ،‬إن ش‪++‬ئنا قطعناه‪++‬ا وإن‬
‫شئنا أحرقناها‪ ،‬وإن شئنا طرحناها‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن محمد بن كعب الق‪++‬رظي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬عذب قوم شعيب في قطعهم الدراهم‪ ،‬وهو قوله {أو أن نفعل في أموالنا‬
‫ما نشاء}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫{أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء} قال‪ :‬قرض ال‪++‬دراهم‪ ،‬وه‪++‬و من الفس‪++‬اد في‬
‫األرض‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن سعد وابن المنذر وأبو الش‪++‬يخ وعب‪++‬د بن حمي‪++‬د عن‬
‫سعيد بن المسيب رضي هللا عنه قال‪ :‬قطع الدراهم والدنانير المثاقيل التي قد‬
‫جازت بين الناس‪ ،‬وعرفوها من الفساد في األرض‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ربيعة بن أبي هالل‪ .‬أن ابن الزبير ع‪++‬اقب في ق‪++‬رض‬
‫الدرهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {إن‪++‬ك‬
‫ألنت الحليم الرشيد} قال‪ :‬يقولون‪ :‬إنك لست بحليم وال رشيد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه {إنك ألنت الحليم‬
‫الرشيد} استهزاء به‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ورزق‪++‬ني من‪++‬ه‬
‫رزقا حسنا} قال‪ :‬الحالل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وم‪++‬ا أري‪++‬د أن‬
‫أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه} يقول‪ :‬لم أك ألنهاكم عن أمر وأركبه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مسروق رضي هللا عنه‪ .‬أن ام‪++‬رأة ج‪++‬اءت إلى ابن‬
‫مسعود رضي هللا عنه فقالت‪ :‬أتنهى عن المواصلة؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ .‬ق‪++‬الت‪ :‬فلعل‪++‬ه‬
‫في بعض نسائك فق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا حفظت إذا وص‪++‬ية العب‪++‬د الص‪++‬الح {وم‪++‬ا أري‪++‬د أن‬
‫أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه}‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن معاوية القشيري‪ .‬أن أخاه مالكا قال‪ :‬يا معاوي‪++‬ة إن محم‪++‬دا‬
‫أخذ جيراني فانطلق إليه‪ ،‬فانطلقت معه إليه فقال‪ :‬دع لي ج‪+‬يراني فق‪+‬د ك‪+‬انوا‬
‫أسلموا‪ ،‬فأعرض عنه فق‪++‬ال‪ :‬أال وهللا إن الن‪++‬اس يزعم‪++‬ون أن‪++‬ك ت‪++‬أمر ب‪++‬األمر‬
‫وتخالف إلى غيره‪ .‬فقال‪ :‬أو قد فعلوها؟ لئن فعلت ذل‪++‬ك لك‪++‬ان علي وم‪++‬ا ك‪++‬ان‬
‫عليهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مالك بن دينار رضي هللا عنه أنه قرأ هذه اآلية {وم‪++‬ا‬
‫أري‪++‬د أن أخ‪++‬الفكم إلى م‪++‬ا أنه‪++‬اكم عن‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬بلغ‪++‬ني أن‪++‬ه ي‪++‬دعى ي‪++‬وم القيام‪++‬ة‬
‫بالمذكر الص‪++‬ادق‪ ،‬فيوض‪++‬ع على رأس‪++‬ه ت‪++‬اج المل‪++‬ك‪ ،‬ثم ي‪++‬ؤمر ب‪++‬ه إلى الجن‪++‬ة‬
‫فيقول‪ :‬إلهي إن في مقام القيامة أقواما ق‪++‬د ك‪++‬انوا يعين‪++‬وني في ال‪++‬دنيا على م‪++‬ا‬
‫كنت عليه‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فيفع‪++‬ل بهم مث‪++‬ل م‪++‬ا فع‪++‬ل ب‪++‬ه‪ ،‬ثم ينطل‪++‬ق يق‪++‬ودهم إلى الجن‪++‬ة‬
‫لكرامته على هللا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي إس‪+‬حق الف‪++‬زاري رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬م‪+‬ا أردت‬
‫أم‪++‬را ق‪++‬ط فتل‪++‬وت عن‪++‬ده ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة إال ع‪++‬زم لي على الرش‪++‬د {إن أري‪++‬د إال‬
‫اإلصالح ما استطعت وما توفيقي إال باهلل عليه توكلت وإليه أنيب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {وإليه أنيب} قال‪ :‬إليه أرجع‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علي ق‪++‬ال‪ :‬قلت‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا أوص‪++‬ني ق‪++‬ال‬
‫"قل ربي هللا ثم استقم‪ .‬قلت‪ :‬ربي هللا وما توفيقي إال باهلل عليه ت‪++‬وكلت وإلي‪++‬ه‬
‫أنيب‪ .‬قال‪ :‬ليهنك العلم أبا الحس‪++‬ن‪ ،‬لق‪++‬د ش‪++‬ربت العلم ش‪++‬ربا ونهلت‪++‬ه نهال‪ .‬في‬
‫إسناده محمد بن يونس الكريمي"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪97 - 89‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫{اليجرمنكم شقاقي} ال يحملنكم فراقي‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن مجاهد رضي هللا عنه قال {شقاقي} قال‪ :‬عدواني‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن بشر وابن عساكر من طريق جويبر عن الضحاك رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه عن ابن عباس‪ .‬أن شعيبا قال لقومه‪ :‬يا قوم اذكروا ق‪++‬وم ن‪++‬وح وع‪++‬اد‬
‫وثمود {وما قوم لوط منكم ببعيد} وكان قوم لوط أقربهم إلى شعيب‪ ،‬وكانوا‬
‫أقربهم عه‪+‬دا ب‪+‬الهالك {واس‪+‬تغفروا ربكم ثم توب‪+‬وا إلي‪+‬ه إن ربي رحيم} لمن‬
‫تاب إليه من الذنب {ودود} يعني يحبه‪ ،‬ثم يقذف له المحبة في قلوب عباده‪.‬‬
‫فردوا عليه {فقالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وإنا لنراك فينا ضعيفا}‬
‫ك‪++‬ان أعمى {ول‪++‬وال رهط‪++‬ك} يع‪++‬ني عش‪++‬يرتك ال‪++‬تي أنت بينهم {لرجمن‪++‬اك}‬
‫يعني لقتلناك {وما أنت علينا بعزيز} {ق‪++‬ال ي‪++‬ا ق‪++‬وم أرهطي أع‪++‬ز عليكم من‬
‫هللا} ق‪++‬الوا‪ :‬ب‪++‬ل هللا‪ .‬ق‪++‬ال فأتخ‪++‬ذتم هللا وراءكم {ظهري‪++‬ا} يع‪++‬ني ت‪++‬ركتم أم‪++‬ره‬
‫وكذبتم نبيه‪ ،‬غير أن علم ربي أحاط بكم‪{ ،‬إن ربي بما تعملون محيط} ق‪++‬ال‬
‫ابن عب‪++‬اس‪ :‬وك‪++‬ان بع‪++‬د الش‪++‬رك أعظم ذن‪++‬وبهم تطفي‪++‬ف المكي‪++‬ال والم‪++‬يزان‪،‬‬
‫وبخس الناس أشياءهم مع ذنوب كثيرة كانوا يأتونها‪ ،‬فبدا شعيب فدعاهم إلى‬
‫عبادة هللا وكف الظلم وترك ما سوى ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن خلف بن حوشب قال‪ :‬هلك قوم شعيب من ش‪++‬عيرة‬
‫إلى شعيرة‪ ،‬كانوا يأخذون بالرزينة ويعطون بالخفيفة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {وي‪+‬ا‬
‫قوم ال يجرمنكم شقاقي‪ }...‬اآلية‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ال يحملنكم ع‪++‬دواتي على أن تتم‪++‬ادوا‬
‫في الضالل والكفر فيصيبكم من العذاب ما أصابهم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة رضي هللا عنه في قوله {وما قوم‬
‫لوط منكم ببعيد} قال‪ :‬إنما كانوا حديثي عهد قريب بعد نوح وثمود‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن أبي ح‪++‬اتم عن أبي ليلى الكن‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬أشرف عثمان رضي هللا عنه على الناس من داره وقد أحاطوا به فق‪++‬ال‬
‫{يا قوم ال يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو ق‪++‬وم ه‪++‬ود‬
‫أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد} يا قوم ال تقتلوني‪ ،‬إنكم إن قتلتم‪++‬وني‬
‫كنتم هكذا‪ ،‬وشبك بين أصابعه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن عساكر عن سعيد بن جبير رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وإنا لنراك فينا ضعيفا} قال‪ :‬كان أعمى‪ ،‬وإنما عمي من بكائه من حب هللا‬
‫عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج الواحدي وابن عساكر عن شداد بن أوس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "بكى شعيب علي‪++‬ه الس‪++‬الم من حب هللا ح‪++‬تى‬
‫عمي‪ ،‬فرد هللا عليه بصره وأوحى هللا إليه‪ :‬يا شعيب ما هذا البكاء أشوقا إلى‬
‫الجنة أم خوفا من النار؟ فق‪+‬ال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن اعتق‪+‬دت حب‪+‬ك بقل‪+‬بي‪ ،‬ف‪+‬إذا نظ‪+‬رت‬
‫إليك فما أبالي ما الذي تصنع بي‪ ،‬فأوحى هللا إليه‪ :‬يا شعيب إن يكن ذلك حقا‬
‫فهنيأ لك لقائي يا شعيب‪ ،‬لذلك أخدمتك موسى بن عمران كليمي"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه والخطيب وابن عس‪++‬اكر من ط‪++‬رق‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {وإنا لنراك فينا ضعيفا} قال‪ :‬كان‬
‫ضرير البصر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سفيان في قوله {وإنا ل‪+‬نراك فين‪+‬ا ض‪+‬عيفا} ق‪+‬ال‪ :‬ك‪+‬ان‬
‫أعمى‪ ،‬وكان يقال له‪ :‬خطيب األنبياء عليهم السالم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي في قوله {وإنا لنراك فين‪++‬ا ض‪++‬عيفا} ق‪++‬ال‪ :‬إنم‪++‬ا‬
‫أنت واحد‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن ابن زي‪+‬د رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {ول‪+‬وال رهط‪+‬ك‬
‫لرجمناك} قال‪ :‬لوال أن نتقي قومك ورهطك لرجمناك‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور عن زي‪++‬د بن ث‪++‬ابت رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ل‪++‬و ك‪++‬ان‬
‫للوط مثل أصحاب شعيب لجاهد بهم قومه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه خطب فتال‬
‫هذه اآلية في شعيب {وإنا لنراك فينا ضعيفا} قال‪ :‬كان مكفوفا‪ ،‬فنس‪++‬بوه إلى‬
‫الضعف {ولوال رهط‪+‬ك لرجمن‪+‬اك} ق‪+‬ال علي‪ :‬فوهللا ال‪+‬ذي ال إل‪+‬ه غ‪+‬يره م‪+‬ا‬
‫هابوا جالل ربهم‪ ،‬ما هابوا إال العشيرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {واتخذتموه وراءكم ظهريا} قال‪ :‬نبذتم أمره‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{واتخذتموه وراءكم ظهريا} قال‪ :‬قضاء قضى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {واتخذتموه وراءكم ظهريا} يقول‪:‬‬
‫ال تخافونه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الس‪++‬دي {واتخ‪++‬ذتموه وراءكم ظهري‪++‬ا}‬
‫قال‪ :‬جعلتموه خلف ظهوركم‪ ،‬فلم تطيعوه ولم تخافوه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {واتخذتموه وراءكم ظهري‪+‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬ته‪+‬اونتم‬
‫به‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رضي هللا عنه {واتخذتموه وراءكم ظهري‪++‬ا}‬
‫قال‪ :‬الظهري الفضل مثل الجمال يحتاج معه إلى إبل ظهري فضل ال يحمل‬
‫عليها شيئا إال أن يحتاج إليها‪ ،‬فيقول‪ :‬إنما ربكم عندكم هكذا إن احتجتم إليه‪،‬‬
‫فإن لم تحتاجوا فليس بشيء‪.‬‬
‫@ اآلية ‪99 - 98‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫في قوله {يقدم قومه يوم القيامة} يقول‪ :‬أضلهم فأوردهم النار‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {يقدم قومه يوم القيامة} قال‪ :‬فرعون يمضي بين يدي قومه حتى يهجم‬
‫بهم على النار‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس‬
‫في قوله {فأوردهم النار} قال {الورود} الدخول‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس ق‪++‬ال {ال‪++‬ورود} في الق‪++‬رآن‬
‫أربعة‪ .‬في هود {وبئس الورد المورود}‪ ،‬وفي مريم (وإن منكم إال وارده‪++‬ا)‬
‫(مريم اآلية ‪ ،)71‬وفيها أيض‪++‬ا (ونس‪++‬وق المج‪++‬رمين إلى جهنم وردا) (م‪++‬ريم‬
‫اآلية ‪ ،) 86‬وفي األنبياء (حصب جهنم أنتم لها واردون) (األنبياء اآلية ‪)98‬‬
‫قال‪ :‬كل هذا الدخول‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاه‪++‬د {واتبع‪+‬وا في ه‪++‬ذه ال‪++‬دنيا لعن‪+‬ة‬
‫ويوم القيامة} أردفوا وزيدوا بلعنة أخرى فتلك لعنتان {بئس الرفد المرفود}‬
‫اللعنة في أثر اللعنة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {بئس الرفد المرفود} قال‪ :‬لعنة الدنيا واآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي هللا عنه في اآلية ق‪++‬ال‪ :‬لم يبعث ن‪++‬بي‬
‫بعد فرعون إال لعن على لسانه ويوم القيامة‪ ،‬يزيد لعنة أخرى في النار‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في الوقف واالبتداء والطستي عن ابن عباس‪ .‬أن ن‪++‬افع‬
‫بن األزرق قال له‪ :‬أخبرني عن قوله عز وجل {بئس الرفد المرف‪++‬ود} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بئس اللعنة بعد اللعنة‪ .‬قال‪ :‬وهل تعرف العرب ذلك؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬أم‪++‬ا س‪++‬معت‬
‫نابغة بني ذبيان وهو يقول‪:‬‬
‫ال تقدمن بركن ال كفاء له * وإنما تفك األعداء بالرفد‬
‫@ اآلية ‪100‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{منها قائم} يعني بها قرى عامرة {وحصيد} يعني قرى خامدة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة في قوله {ذل‪++‬ك من أنب‪++‬اء الق‪++‬رى نقص‪++‬ه علي‪++‬ك}‬
‫قال‪ :‬ق‪++‬ال هللا ذل‪++‬ك لنبي‪++‬ه محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم {قائم‪++‬ا} ي‪++‬رى مكان‪++‬ه‬
‫{وحصيد} إال يرى له أثر‪ ،‬وقال في آية أخرى (هل تحس منهم من أح‪++‬د أو‬
‫تسمع لهم ركزا) (مريم اآلية ‪.)98‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج {منها قائم} خاو على عروشه {وحصيد}‬
‫ملصق باألرض‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {منها قائم وحصيد} قال‪ :‬الحصيد ال‪++‬ذي ق‪++‬د‬
‫خرب ودمر‪.‬‬
‫@ اآلية ‪101‬‬
‫أخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الفض‪++‬ل بن م‪++‬روان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا‬
‫ظلمناهم} قال‪ :‬نحن أغنى من أن نظلم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي عاصم رضي هللا عن‪++‬ه {فم‪++‬ا أغنت عنهم آلهتهم}‬
‫قال‪ :‬ما نفعت‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الش‪+‬يخ عن ابن عم‪+‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا‬
‫في قوله {وما زادوهم غير تتبيب} يعني غير تخسير‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد {وما زادوهم غير‬
‫تتبيب} قال‪ :‬تخسير‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وم‪++‬ا زادوهم‬
‫غير تتبيب} أي هلكة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن زيد رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه {وم‪+‬ا زادوهم غ‪+‬ير تت‪+‬بيب}‬
‫قال‪ :‬وما زادوهم إال شرا‪ ،‬وق‪++‬رأ (تبت ي‪++‬دا أبي لهب وتب) (المس‪++‬د اآلي‪++‬ة ‪)1‬‬
‫وقال‪ :‬التب الخسران {والتتبيب} ما زادوهم غير خسران‪ ،‬وق‪++‬رأو (ال يزي‪++‬د‬
‫الكافرين كفرهم إال خسارا) (فاطر ‪.)39‬‬
‫وأخرج الطستي عن ابن عب‪++‬اس‪ .‬أن ن‪++‬افع بن األزرق ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬أخ‪++‬برني عن‬
‫قوله {وما زادوهم غير تتبيب} قال‪ :‬غير تخسير‪ .‬قال‪ :‬وهل تعرف الع‪++‬رب‬
‫ذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أما سمعت بشر بن أبي حازم الشاعر وهو يقول‪:‬‬
‫هم جدعوا األنوف فأرعبوها * وهم تركوا بني سعد تبابا‬
‫@ اآلية ‪102‬‬
‫أخرج البخ‪++‬اري ومس‪++‬لم والترم‪++‬ذي والنس‪++‬ائي وابن ماج‪++‬ة وابن جري‪++‬ر وابن‬
‫المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في األس‪++‬ماء‬
‫والص‪+‬فات عن أبي موس‪+‬ى األش‪+‬عري رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "إن هللا سبحانه ليملي للظالم حتى إذا أخذته لم يفلته‪ ،‬ثم‬
‫قرأ {وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد} "‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي عمران الجوني رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ال يغ‪++‬رنكم‬
‫طول النسيئة وال حسن الطلب‪ ،‬فإن أخذه أليم شديد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي داود عن س‪++‬فيان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬في ق‪++‬راءة عب‪++‬د هللا‬
‫"كذلك أخذ ربك" بغير واو‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن مجاهد أنه قرأها "وك‪++‬ذلك أخ‪++‬ذ رب‪++‬ك إذا أخ‪++‬ذ الق‪++‬رى‬
‫بظلم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي هللا عنه قال‪ :‬إن هللا تع‪++‬الى ح‪++‬ذر ه‪++‬ذه‬
‫األمة سطوته بقوله {وكذلك أخذ ربك إذا أخ‪++‬ذ الق‪++‬رى وهي ظالم‪++‬ة إن أخ‪++‬ذه‬
‫أليم شديد}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪104 - 103‬‬
‫أخرج ابن جرير عن ابن زيد في قوله {إن في ذل‪++‬ك آلي‪++‬ة لمن خ‪++‬اف ع‪++‬ذاب‬
‫اآلخرة} يقول‪ :‬إنا سوف نفي لهم بما وعدنا في اآلخ‪++‬رة‪ ،‬كم‪+‬ا وفين‪+‬ا لألنبي‪+‬اء‬
‫أنا ننصرهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأبو الشيخ عن ابن عباس في قوله {ذلك يوم محم‪++‬وع‬
‫له الناس وذلك يوم مشهود} قال‪ :‬يوم القيامة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك في اآلية ق‪++‬ال‪ :‬ذاك ي‪++‬وم القيام‪++‬ة يجتم‪++‬ع في‪++‬ه‬
‫الخلق كلهم‪ ،‬ويشهده أهل السماء وأهل األرض‪.‬‬
‫@ اآلية ‪105‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن ابن جريج في قوله يوم يأت قال ذلك اليوم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن الش‪++‬عبي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬كالم الن‪++‬اس ي‪++‬وم‬
‫القيامة السريانية‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في المصاحف عن عمر بن ذر‪ .‬أنه قرأ {يوم يأتون ال‬
‫تكلم منهم دابة إال بإذنه}‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي وحسنه وأبو يعلى وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه عن عم‪+‬ر بن الخط‪+‬اب رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬لم‪+‬ا‬
‫نزلت {فمنهم شقي وسعيد} قلت‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا فعالم نعم‪++‬ل على ش‪++‬يء ق‪++‬د‬
‫فرغ منه‪ ،‬أو على ش‪++‬يء لم يف‪++‬رغ من‪++‬ه؟ ق‪++‬ال "ب‪++‬ل على ش‪++‬يء ق‪++‬د ف‪++‬رغ من‪++‬ه‬
‫وجرت به األقالم يا عمر‪ ،‬ولكن كل ميسر لما خلق له"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪108 - 106‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬هاتان من المخبآت‪ ،‬قول هللا {فمنهم شقي وسعيد} (وي‪++‬وم يجم‪++‬ع‬
‫هللا الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا ال علم لن‪++‬ا) (المائ‪++‬دة اآلي‪++‬ة ‪ )109‬أم‪++‬ا قول‪++‬ه‬
‫{فمنهم شقي وسعيد} فهم قوم من أهل الكبائر من أهل هذه القبلة‪ ،‬يعذبهم هللا‬
‫بالن‪++‬ار م‪++‬ا ش‪++‬اء ب‪++‬ذنوبهم‪ ،‬ثم ي‪++‬أذن في الش‪++‬فاعة لهم فيش‪++‬فع لهم المؤمن‪++‬ون‬
‫فيخرجهم من النار فيدخلهم الجنة فسماهم أشقياء حين عذبهم في النار {فأم‪++‬ا‬
‫الذين شقوا ففي النار لهم فيها زفير وشهيق خالدين فيه‪++‬ا م‪++‬ا دامت الس‪++‬موات‬
‫واألرض إال ما شاء رب‪++‬ك} حين أذن في الش‪++‬فاعة لهم وأخ‪++‬رجهم من الن‪++‬ار‪،‬‬
‫وأدخلهم الحنة وهم هم {وأما الذين سعدوا} يعني بعد الشقاء الذي كانوا في‪++‬ه‬
‫{ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السموات واألرض إال ما شاء ربك} يعني‬
‫الذين كانوا في النار‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن قت‪++‬ادة‪ .‬أن‪++‬ه تال ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة‬
‫{فأما الذين شقوا} فقال‪ :‬حدثنا أنس رضي هللا عنه‪ .‬أن رسول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال "يخرج قوم من النار وال نقول كما قال أهل حروراء"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن جابر رضي هللا عنه قال‪ :‬قرأ رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم {فأما الذين شقوا} إلى قوله {إال ما ش‪++‬اء رب‪++‬ك} ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "إن شاء هللا أن يخرج أناس‪++‬ا من ال‪++‬ذين ش‪++‬قوا من الن‪++‬ار‬
‫فيدخلهم الجنة فعل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن خالد بن معدان في قول‪++‬ه {إال م‪++‬ا ش‪++‬اء‬
‫ربك} قال‪ :‬إنها في التوحيد من أهل القبلة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك {إال ما شاء رب‪+‬ك} ق‪+‬ال‪ :‬إال م‪+‬ا اس‪+‬تثنى من‬
‫أهل القبلة‪.‬‬
‫وأخرج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن الض‪++‬ريس وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر والط‪++‬براني‬
‫وال‪++‬بيهقي في األس‪++‬ماء والص‪++‬فات عن أبي نض‪++‬رة عن ج‪++‬ابر بن عب‪++‬د هللا‬
‫األنصاري أو عن أبي سعيد الخدري أو رجل من أصحاب رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم في قوله {إال ما شاء ربك إن ربك فعال لما يري‪++‬د} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذه‬
‫اآلية قاضية على القرآن كله يقول‪ :‬حيث كان في الق‪++‬رآن خال‪++‬دين فيه‪++‬ا ت‪++‬أتي‬
‫عليه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والبيهقي عن أبي نضرة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ينتهي القرآن كله إلى هذه اآلية {إن ربك فعال لما يريد}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله {وأما ال‪++‬ذين س‪++‬عدوا} اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫هو في الذين يخرجون من النار فيدخلون الجنة‪ ،‬يقول‪ :‬خالدين في الجنة {ما‬
‫دامت السموات واألرض إال م‪++‬ا ش‪++‬اء رب‪++‬ك} يق‪++‬ول‪ :‬إال م‪++‬ا مكث‪++‬وا في الن‪++‬ار‬
‫حتى أدخلوا الجنة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سنان قال‪ :‬استثنى في أه‪++‬ل التوحي‪++‬د‪ ،‬ثم ق‪++‬ال {عط‪++‬اء‬
‫غير مجذوذ}‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ح‪+++‬اتم عن ابن عب‪+++‬اس في قول‪+++‬ه {م‪+++‬ا دامت الس‪+++‬موات‬
‫واألرض} قال‪ :‬لكل جنة سماء وأرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الس‪++‬دي في قول‪++‬ه {م‪++‬ا دامت الس‪++‬موات‬
‫واألرض} قال‪ :‬سماء الجنة وأرضها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحس‪+‬ن رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {م‪+‬ا‬
‫دامت السموات واألرض} قال‪ :‬تبدل سماء غ‪++‬ير ه‪++‬ذه الس‪++‬ماء وأرض غ‪++‬ير‬
‫هذه األرض‪ ،‬فما دامت تلك السماء وتلك األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن قال‪ :‬إذا كان يوم القيامة أخ‪++‬ذ هللا الس‪++‬موات‬
‫السبع واألرضين الس‪++‬بع فطه‪++‬رهن من ك‪++‬ل ق‪++‬ذر ودنس‪ ،‬وفص‪++‬يرهن أرض‪++‬ا‬
‫بيضاء فضة نورا يتألأل‪ ،‬فصيرهن أرضا للجنة‪ ،‬والسموات واألرض الي‪++‬وم‬
‫في الجنة كالجن‪+‬ة في ال‪+‬دنيا يص‪+‬يرهن هللا على ع‪+‬رض الجن‪+‬ة ويض‪+‬ع الجن‪+‬ة‬
‫عليه‪++‬ا‪ ،‬وهي الي‪++‬وم على أرض زعفراني‪++‬ة عن يمين الع‪++‬رش‪ ،‬فأه‪++‬ل الش‪++‬رك‬
‫خالدين في جهنم ما دامت أرضا للجنة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬بيهقي في البعث والنش‪+‬ور عن ابن عب‪+‬اس في قول‪++‬ه {إال م‪+‬ا ش‪+‬اء‬
‫ربك} ق‪++‬ال‪ :‬فق‪++‬د ش‪++‬اء رب‪++‬ك أن يخل‪++‬د ه‪++‬ؤالء في الن‪++‬ار وأن يخل‪++‬د ه‪++‬ؤالء في‬
‫الجنة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي رضي هللا عنه في قوله {فأما ال‪++‬ذين ش‪++‬قوا‪}...‬‬
‫قال‪ :‬فج‪++‬اء بع‪++‬د ذل‪++‬ك من مش‪++‬يئة هللا فنس‪++‬خها‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا بالمدين‪++‬ة (إن ال‪++‬ذين‬
‫كفروا وظلموا لم يكن هللا ليغفر لهم وال ليهديهم طريقا) (النساء اآلي‪++‬ة ‪)168‬‬
‫إلى آخر اآلية‪ .‬فذهب الرجاء ألهل النار أن يخرجوا منها وأوجب لهم خل‪++‬ود‬
‫األبد‪ .‬وقوله {وأما الذين سعدوا} اآلية‪ .‬قال‪ :‬فجاء بعد ذلك من مشيئة هللا م‪++‬ا‬
‫نسخها‪ ،‬فأنزل بالمدينة (والذين آمنوا وعمل‪++‬وا الص‪++‬الحات س‪++‬ندخلهم جن‪++‬ات)‬
‫(النساء اآلية ‪ )122‬إلى قوله (ظال ظليال) ف‪++‬أوجب لهم خل‪++‬ود األب‪++‬د‪.‬وأخ‪++‬رج‬
‫ابن جرير عن ابن عباس في قوله {إال ما شاء ربك} ق‪++‬ال‪ :‬اس‪++‬تثنى هللا أم‪++‬ر‬
‫النار أن تأكلهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن الحسن عن عمر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ل‪++‬و لبث أه‪++‬ل‬
‫النار في النار كقدر رمل عالج لكان لهم يوم على ذلك يخرجون فيه‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج إس‪+‬حق بن راهوي‪+‬ه عن أبي هري‪+‬رة ق‪+‬ال‪ :‬س‪+‬يأتي على جهنم ي‪+‬وم ال‬
‫يبقى فيها أحد وقرأ {فأما الذين شقوا‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الش‪++‬يخ عن إب‪++‬راهيم ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا في الق‪++‬رآن آي‪++‬ة أرجى‬
‫ألهل النار من هذه اآلية {خالدين فيه‪++‬ا م‪++‬ا دامت الس‪++‬موات واألرض إال م‪++‬ا‬
‫شاء ربك} قال‪ :‬وقال ابن مسعود ليأتين عليها زمانا تخفق أبوابها‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الشعبي قال‪ :‬حهنم أسرع الدارين عمرانا‪ ،‬وأسرعهما‬
‫خرابا‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {إال ما شاء ربك} قال‪ :‬هللا أعلم بمشيئته على ما وقعت‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن زيد قال‪ :‬قد أخبر هللا بالذي شاء ألهل الجنة فق‪++‬ال‬
‫{عطاء غير مجذوذ} ولم يخبرنا بالذي يشاء ألهل النار‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن أبي وائل‪ .‬أنه كان إذا س‪++‬ئل عن الش‪++‬يء من الق‪++‬رآن؟‬
‫قال‪ :‬قد أصاب هللا به الذي أراد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في‬
‫البعث والنشور عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {لهم فيه‪++‬ا زف‪++‬ير‬
‫وشهيق} قال‪ :‬الزفير الصوت الشديد في الحلق‪ ،‬والشهيق الصوت الضعيف‬
‫في الصدر‪ .‬وفي قوله {غير مج‪++‬ذوذ} ق‪++‬ال‪ :‬غ‪++‬ير مقط‪++‬وع‪ .‬وفي لف‪++‬ظ‪ :‬غ‪++‬ير‬
‫منقطع‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في الوقف عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪ .‬أن ن‪++‬افع‬
‫بن األزرق قال له‪ :‬أخبرني عن قوله {لهم فيها زف‪++‬ير وش‪++‬هيق} م‪++‬ا الزف‪++‬ير؟‬
‫قال‪ :‬زفير كزفير الحمار‪ .‬قال فيه أوس بن حجر‪:‬‬
‫وال عذر إن القيت أسماء بعدها * فيغشى علينا إن فعلت وتعذر‬
‫فيخبرها أن رب يوم وقفته * على هضبات السفح تبكي وتزفر‬
‫@ اآليات ‪111 - 109‬‬
‫أخرج ابن مردويه عن أبي بكر الصديق رضي هللا عنه قال‪ :‬قام فينا رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم فقال "سلوا هللا العافية فإن‪++‬ه لم يع‪++‬ط أح‪++‬د أفض‪++‬ل من‬
‫معافاة بعد يقين‪ ،‬وإياكم والريبة فإنه لم يعط أحد أشر من ريبة بعد كفر"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫ابن عباس في قوله {وإنا لموفوهم نصيبهم غير منقوص} قال‪ :‬م‪++‬ا ق‪++‬در لهم‬
‫من خير وشر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي هللا عنه في قوله {وإن‪++‬ا‬
‫لموفوهم نصيبهم} قال‪ :‬موفوهم نصيبهم من العذاب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن أبي العالي‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وإن‪++‬ا‬
‫لموفوهم نصيبهم} قال‪ :‬من الرزق‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"إن هللا تبارك وتع‪++‬الى ي‪++‬وفي ك‪++‬ل عب‪++‬د م‪++‬ا كتب ل‪++‬ه من ال‪++‬رزق ف‪++‬أجملوا في‬
‫المطلب‪ ،‬دعوا ما حرم وخذوا ما حل"‪.‬‬
‫@اآليات ‪113 - 112‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فاس‪++‬تقم‬
‫كما أمرت‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬أمر هللا نبيه صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم أن يس‪++‬تقيم على‬
‫أمره وال يطغى في نعمته‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سفيان رضي هللا عنه في قوله {فاس‪++‬تقم كم‪++‬ا أم‪++‬رت}‬
‫قال‪ :‬استقم على القرآن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عنه قال‪ :‬لم‪++‬ا ن‪++‬زلت‬
‫هذه اآلية {فاستقم كما أمرت ومن تاب معك} قال‪ :‬شمروا شمروا فم‪+‬ا رؤي‬
‫ضاحكا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج {ومن تاب معك} قال‪ :‬آمن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ عن العالء بن عب‪+‬د هللا بن ب‪+‬در رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه في قوله {وال تطغوا إنه بما تعملون بصير} ق‪++‬ال‪ :‬لم ي‪++‬رد ب‪++‬ه أص‪++‬حاب‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬إنما على الذين يجيئون من بعدهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس {وال تطغوا} يقول‪ :‬ال تظلموا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي هللا عنه قال‪ :‬الطغيان خالف أم‪++‬ره‬
‫وركوب معصيته‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {وال تركن‪++‬وا‬
‫إلى الذين ظلموا} قال‪ :‬يعني الركون إلى الشرك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{وال تركنوا} قال‪ :‬ال تميلوا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس {وال تركن‪++‬وا} ق‪++‬ال‪ :‬ال‬
‫تذهبوا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن عكرم‪++‬ة في قول‪++‬ه {وال تركن‪++‬وا إلى ال‪++‬ذين ظلم‪++‬وا‬
‫فتمسكم النار} أن تطيعوهم أو تودوهم أو تصطنعوهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي العالية في قول‪++‬ه {وال تركن‪+‬وا إلى ال‪++‬ذين ظلم‪+‬وا}‬
‫قال‪ :‬ال ترضوا أعمالهم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الحس‪+‬ن ق‪++‬ال‪ :‬خص‪++‬لتان إذا ص‪++‬لحتا للعب‪+‬د ص‪++‬لح م‪+‬ا‬
‫سواهما من أمره‪ ،‬الطغيان في النعمة والرك‪++‬ون إلى الظلم‪ ،‬ثم تال ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة‬
‫{وال تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪115 - 114‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{وأقم الصالة طرفي النهار} قال‪ :‬صالة المغرب والغداة {وزلفا من الليل}‬
‫قال‪ :‬صالة العتمة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن في قول‪++‬ه {وأقم‬
‫الصالة طرفي النهار} ق‪+‬ال‪ :‬الفج‪+‬ر والعص‪+‬ر {وزلف‪+‬ا من اللي‪+‬ل} ق‪+‬ال‪ :‬هم‪+‬ا‬
‫زلفتان صالة المغرب وصالة العشاء‪ .‬قال‪ :‬وقال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "هما زلفتا الليل"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د في‬
‫قوله {وأقم الصالة طرفي النهار} قال‪ :‬صالة الفجر وصالتي العشاء يع‪++‬ني‬
‫الظهر والعصر {وزلفا من الليل} قال‪ :‬المغرب والعشاء‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ عن مجاهد في قوله {وزلف‪++‬ا من اللي‪++‬ل} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ساعة بعد ساعة‪ ،‬يعني صالة العشاء اآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وال‪+‬بيهقي‬
‫في سننه عن ابن عباس‪ .‬أنه كان يستحب تأخير العش‪++‬اء‪ ،‬ويق‪++‬رأ {وزلف‪++‬ا من‬
‫الليل}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير ومحمد بن نصر وابن مردوي‪++‬ه عن ابن مس‪++‬عود في قول‪++‬ه‬
‫{إن الحسنات يذهبن السيئات} قال‪ :‬الصلوات الخمس‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن أبي شيبة ومحمد بن نص‪++‬ر وابن جري‪++‬ر‬
‫وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس في قول‪++‬ه {إن الحس‪++‬نا‬
‫ي‪++‬ذهبن الس‪++‬يئات} ق‪++‬ال‪ :‬الص‪++‬لوات الخمس {والباقي‪++‬ات الص‪++‬الحات} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الصلوات الخمس‪.‬‬
‫وأخرج ابن حبان عن ابن مسعود ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رج‪++‬ل‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا إني لقيت‬
‫امرأة في البستان فضممتها إلي وقبلته‪+‬ا وباش‪+‬رتها وفعلت به‪+‬ا ك‪+‬ل ش‪+‬يء إال‬
‫أني لم أجامعها؟ فسكت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا {وأقم‬
‫الص‪++‬الة ط‪++‬رفي النه‪++‬ار وزلف‪++‬ا من اللي‪++‬ل إن الحس‪++‬نات ي‪++‬ذهبن الس‪++‬يئات ذل‪++‬ك‬
‫ذكرى للذاكرين} فدعاه رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم فقرأه‪+‬ا علي‪+‬ه‪ ،‬فق‪+‬ال‬
‫عمر‪ :‬يا رسول هللا أله خاصة؟ فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬ب‪++‬ل‬
‫للناس كافة"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماج‪++‬ة وابن جري‪++‬ر‬
‫وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن حب‪++‬ان عن ابن مس‪++‬عود "أن‬
‫رجال أصاب من امرأة قبلة‪ ،‬فأتى النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم ف‪++‬ذكر ذل‪++‬ك ل‪++‬ه‬
‫كأنه يسأل عن كفارتها؟ فأنزلت عليه {وأقم الصالة طرفي النهار وزلف‪++‬ا من‬
‫الليل إن الحسنات يذهبن السيئات} فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ألي ه‪++‬ذه؟ ق‪++‬ال‪ :‬هي‬
‫لمن عمل بها من أمتي"‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق وأحم‪++‬د ومس‪++‬لم وأب‪++‬و داود والترم‪++‬ذي والنس‪++‬ائي وهن‪++‬اد‬
‫وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حب‪++‬ان والط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫وابن مردويه والبيهقي في شعب اإليم‪++‬ان عن ابن مس‪++‬عود ق‪++‬ال "ج‪++‬اء رج‪++‬ل‬
‫إلى النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا إني وج‪++‬دت ام‪++‬رأة في‬
‫البستان ففعلت بها كل شيء غ‪++‬ير أني لم أجامعه‪++‬ا قبلته‪++‬ا ولزمته‪++‬ا ولم أفع‪++‬ل‬
‫غير ذلك فافعل بي ما شئت فلم يقل له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ش‪++‬يئا‪،‬‬
‫فذهب الرجل فقال عمر‪ :‬لقد ستر هللا عليه لو ستر على نفسه‪ .‬فأتبعه رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم بص‪++‬ره فق‪++‬ال ردوه علي‪++‬ه‪ .‬ف‪++‬ردوه فق‪++‬رأ علي‪++‬ه {وأقم‬
‫الصالة طرفي النهار‪ }...‬اآلية‪ .‬فقال معاذ بن جبل‪ :‬يا رسول هللا أله وحده أم‬
‫للناس كافة؟ فقال‪ :‬بل للناس كافة"‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي وحسنه وال‪+‬بزار وابن جري‪+‬ر وابن مردوي‪+‬ه عن أبي اليس‪+‬ر‬
‫قال "أتتني امرأة تبت‪++‬اع تم‪++‬را فقلت‪ :‬إن في ال‪++‬بيت تم‪++‬را أطيب من‪++‬ه‪ .‬ف‪++‬دخلت‬
‫معي البيت فأهويت إليها فقبلتها‪ ،‬فأتيت أبا بكر ف‪++‬ذكرت ذل‪++‬ك ل‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬اس‪++‬تر‬
‫على نفسك وتب‪ .‬فأتيت عمر فذكرت ذل‪+‬ك ل‪+‬ه فق‪+‬ال‪ :‬اس‪+‬تر على نفس‪+‬ك وتب‬
‫وال تخبر أحدا‪ .‬فلم أصبر‪ ،‬فأتيت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ف‪++‬ذكرت‬
‫ذلك له فقال‪ :‬أخلفت غازيا في سبيل هللا في أهله بمثل هذا؟ حتى تمنى أنه لم‬
‫يكن أسلم إال تلك الساعة ح‪++‬تى ظن أن‪++‬ه من أه‪++‬ل الن‪++‬ار‪ ،‬وأط‪++‬رق رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم طويال حتى أوحى هللا إليه {وأقم الصالة طرفي النه‪++‬ار‬
‫وزلفا من الليل} إلى قوله {لل‪++‬ذاكرين} ق‪++‬ال أب‪++‬و اليس‪++‬ر‪ :‬فأتيت‪++‬ه فقرأه‪++‬ا علي‬
‫فقال أصحابه‪ :‬يا رسول هللا ألهذا خاصة؟ قال‪ :‬بل للناس كافة"‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج أحم‪+++‬د ومس‪+++‬لم وأب‪+++‬و داود والنس‪+++‬ائي وابن خزيم‪+++‬ة وابن جري‪+++‬ر‬
‫والطبراني وابن مردويه عن أبي أمامة رضي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن رجال أتى الن‪++‬بي‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا أقم في ح‪++‬د هللا م‪++‬رة أو م‪++‬رتين‪.‬‬
‫فأعرض عنه‪ ،‬ثم أقيمت الصالة فلما فرغ قال "أين الرجل؟ قال‪ :‬أنا ذا‪ .‬قال‪:‬‬
‫أتممت الوضوء وصليت معنا آنف‪++‬ا؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فإن‪++‬ك من خطيئت‪++‬ك كم‪++‬ا‬
‫ولدتك أمك فال تعد‪ ،‬وأنزل هللا حينئذ على رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫{وأقم الصالة طرفي النهار} اآلية"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د والترم‪++‬ذي والنس‪++‬ائي وابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وال‪++‬دارقطني‬
‫والحاكم وابن مردويه عن معاذ بن جبل ق‪++‬ال‪:‬؟ ؟ رج‪++‬ل إلى الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم فقال‪ :‬ما ترى في رج‪+‬ل لقي ام‪+‬رأة ال يعرفه‪+‬ا فليس ي‪+‬أتي الرج‪+‬ل‬
‫من امرأته شيئا إال أتى فيها غ‪+‬ير أن‪+‬ه لم يجامعه‪+‬ا‪ ،‬ف‪+‬أنزل هللا {وأقم الص‪+‬الة‬
‫طرفي النهار‪ }...‬اآلية‪ .‬فقال له النبي صلى هللا عليه وس‪+‬لم "توض‪++‬أ وض‪++‬وءا‬
‫حسنا‪ ،‬ثم قم فصل‪ .‬قال مع‪++‬اذ‪ :‬فقلت ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ :‬أل‪++‬ه خاص‪++‬ة أم للمؤم‪++‬نين‬
‫عامة؟ قال‪ :‬للمؤمنين عامة‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن جرير والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس قال "جاء‬
‫رجل إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬إن امراةج‪+‬اءت تب‪+‬ايعني فأدخلته‪+‬ا‬
‫فأصبت منها م‪+‬ا دون الجم‪+‬اع فق‪+‬ال‪ :‬لعله‪+‬ا مغيب‪+‬ة في س‪+‬بيل هللا؟ ق‪+‬ال‪ :‬أظن‪.‬‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬ادخ‪++‬ل‪ .‬ف‪++‬دخل ف‪++‬نزل الق‪++‬رآن {وأقم الص‪++‬الة ط‪++‬رفي النه‪++‬ار وزلف‪++‬ا من‬
‫الليل‪ }...‬اآلية‪ .‬فقال الرجل‪ :‬ألي خاص‪++‬ة أم للمؤم‪+‬نين عام‪+‬ة؟ فض‪++‬رب عم‪+‬ر‬
‫في صدره وقال‪ :‬ال‪ ،‬وال نعمة عين ولكن للمؤمنين عامة‪ .‬فضحك رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وقال‪ :‬صدق عمر هي للمؤمنين عامة"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط وابن مردويه عن ابن عباس ق‪++‬ال‪ :‬ج‪++‬اء رج‪++‬ل‬
‫إلى الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‪ :‬إني نلت من ام‪++‬رأة م‪++‬ا دون نفس‪++‬ها‪،‬‬
‫فأنزل هللا {وأقم الصالة} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج البزار وابن مردويه والبيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان عن ابن عب‪++‬اس أن‬
‫رجال كان يحب امرأة‪ ،‬فاستأذن النبي صلى هللا عليه وسلم في حاج‪++‬ة‪ ،‬ف‪++‬أذن‬
‫له فانطلق في يوم مطير‪ ،‬فإذا هو بالمرأة على غدير ماء تغتسل‪ ،‬فلم‪++‬ا جلس‬
‫منها مجلس الرجل من المرأة ذهب يحرك ذك‪+‬ره ف‪+‬إذا ه‪+‬و كأن‪+‬ه هدب‪+‬ة فن‪+‬دم‪،‬‬
‫فأتى النبي صلى هللا عليه وسلم ف‪++‬ذكر ذل‪++‬ك‪ ،‬فق‪++‬ال ل‪++‬ه الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "صل أربع ركعات‪ ،‬فأنزل هللا {وأقم الصالة طرفي النهار}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن بري‪++‬دة ق‪++‬ال "ج‪++‬اءت ام‪++‬رأة من األنص‪++‬ار إلى رج‪++‬ل‬
‫يبيع التمر بالمدينة وكانت امرأة حسناء جميلة‪ ،‬فلما نظر إليها أعجبته وقال‪:‬‬
‫ما أرى عندي ما أرضى لك ههنا‪ ،‬ولكن في ال‪++‬بيت حاجت‪++‬ك‪ ،‬ف‪++‬انطلقت مع‪++‬ه‬
‫حتى إذا دخلت راودها على نفسها ف‪++‬أبت‪ ،‬وجعلت تناش‪++‬ده فأص‪++‬اب منه‪++‬ا من‬
‫غير أن يكون أفض‪+‬ى إليه‪+‬ا‪ ،‬ف‪+‬انطلق الرج‪+‬ل ون‪+‬دم على م‪+‬ا ص‪+‬نع ح‪+‬تى أتى‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم وأخبره فقال‪ :‬ما حملك على ذلك؟ قال‪ :‬الش‪++‬يطان‪.‬‬
‫فقال له‪ :‬صل معنا‪ ،‬ونزل {وأقم الصالة طرفي النهار} يقول‪ :‬ص‪++‬الة الغ‪++‬داة‬
‫والظهر والعصر {وزلفا من الليل} المغرب والعشاء {إن الحس‪++‬نات ي‪++‬ذهبن‬
‫السيئات} فقال الناس‪ :‬يا رسول هللا لهذا خاصة أم للناس عامة؟ قال‪ :‬بل هي‬
‫للناس عامة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عطاء بن أبي رب‪++‬اح ق‪++‬ال‪ :‬أقبلت ام‪++‬رأة ح‪++‬تى ج‪++‬اءت‬
‫إنسانا يبيع الدقيق لتبتاع منه‪ ،‬فدخل بها البيت فلم‪++‬ا خال به‪++‬ا قبله‪++‬ا فس‪++‬قط في‬
‫يده‪ ،‬فانطلق إلى أبي بكر فذكر ذلك له فقال‪ :‬انظر ال تكون امرأة رجل غاز‪.‬‬
‫فبينم‪++‬ا هم على ذل‪++‬ك ن‪++‬زل في ذل‪++‬ك {وأقم الص‪++‬الة ط‪++‬رفي النه‪++‬ار وزلف‪++‬ا من‬
‫الليل} قيل لعطاء‪ :‬المكتوبة هي؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن إب‪++‬راهيم النخعي ق‪++‬ال "ج‪++‬اء فالن بن مقيب رج‪++‬ل من‬
‫األنصار فقال‪ :‬يا رسول هللا دخلت على امرأة فنلت منها ما ينال الرج‪++‬ل من‬
‫أهله إال أني لم أواقعها‪ ،‬فلم يدر رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم م‪++‬ا يجيب‪++‬ه‬
‫حتى نزلت هذه اآلية {وأقم الصالة طرفي النهار} ف‪++‬دعاه رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم‪ ،‬فقرأها عليه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن سليمان التيمي قال‪ :‬ضرب رجل على كفل ام‪++‬رأة‪ ،‬ثم‬
‫أتى إلى أبي بكر وعمر فسألهما عن كفارة ذلك فقال كل منهما‪ :‬ال أدري‪ ،‬ثم‬
‫أتى النبي صلى هللا عليه وسلم فسأله؟ فقال "ال أدري‪ ،‬ح‪++‬تى أن‪++‬زل هللا {وأقم‬
‫الصالة} اآلية"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن يزيد بن روم‪++‬ان‪ .‬أن رجال من ب‪++‬ني تميم دخلت علي‪++‬ه‬
‫امرأة فقبلها ووضع يده على دبرها‪ ،‬فجاء إلى أبي بكر‪ ،‬ثم إلى عمر‪ ،‬ثم إلى‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فنزلت هذه اآلية {وأقم الصالة} إلى قوله {ذل‪++‬ك‬
‫ذكر للذاكرين} فلم يزل الرجل الذي قبل المرأة ي‪++‬ذكر‪ ،‬ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه {ذك‪++‬رى‬
‫للذاكرين}‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير عن يحيى بن جعدة‪ .‬أن رجال أقبل يري‪++‬د أن‬
‫يبشر النبي صلى هللا عليه وسلم بالمطر‪ ،‬فوجد امرأة جالسة على غدير فدفع‬
‫ص‪++‬درها وجلس بين رجليه‪++‬ا‪ ،‬فص‪++‬ار ذك‪++‬ره مث‪++‬ل الهدب‪++‬ة‪ ،‬فق‪++‬ام ثم أتى الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم فأخبره بم‪+‬ا ص‪+‬نع فق‪+‬ال ل‪+‬ه"اس‪+‬تغفر رب‪+‬ك وص‪+‬ل أرب‪+‬ع‬
‫ركعات‪ ،‬وتال عليه {وأقم الصالة طرفي النهار‪ }...‬اآلية"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الطيالس‪+‬ي وأحم‪+‬د وال‪++‬دارمي وابن جري‪+‬ر والط‪+‬براني والبغ‪+‬وي في‬
‫معجمه وابن مردويه عن سلمان "أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم أخ‪++‬ذ‬
‫غصنا يابسا من شجرة فهزه حتى تحات ورقه ثم ق‪++‬ال‪ :‬إن المس‪++‬لم إذا توض‪++‬أ‬
‫فأحسن الوضوء ثم صلى الصلوات الخمس تحاتت خطاياه كم‪++‬ا يتح‪++‬ات ه‪++‬ذا‬
‫الورق‪ ،‬ثم تال ه‪++‬ذه اآلي‪+‬ة {وأقم الص‪++‬الة ط‪+‬رفي النه‪+‬ار‪ }...‬اآلي‪+‬ة‪ .‬إلى قول‪++‬ه‬
‫{للذاكرين} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والط‪++‬براني وابن مردوي‪++‬ه عن أبي مال‪++‬ك األش‪++‬عري ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم "جعلت الص‪++‬لوات كف‪++‬ارات لم‪++‬ا بينهن‪،‬‬
‫فإن هللا تعالى قال {إن الحسنات يذهبن السيئات} "‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن مردويه عن أبي أيوب األنص‪++‬اري ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم "كل صالة تحط ما بين يديها من خطيئة"‪.‬‬
‫وأخرج أحم‪++‬د وال‪++‬بزار وأب‪++‬و يعلى وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وابن مردويه بسند صحيح عن عثمان قال‪ :‬رأيت رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم يتوضأ‪ ،‬ثم قال "من توضأ وضوئي هذا‪ ،‬ثم قام فص‪++‬لى ص‪++‬الة الظه‪++‬ر‬
‫غفر له ما كان بينه وبين صالة الصبح‪ ،‬ثم ص‪++‬لى العص‪++‬ر غف‪++‬ر ل‪++‬ه م‪+‬ا ك‪+‬ان‬
‫بينه وبين صالة الظهر‪ ،‬ثم صلى المغرب غفر له ما ك‪++‬ان بين‪++‬ه وبين ص‪++‬الة‬
‫العصر‪ ،‬ثم صلى العشاء غفر له ما كان بينه وبين ص‪++‬الة المغ‪++‬رب‪ ،‬ثم لعل‪++‬ه‬
‫يبيت يتمرغ ليلته‪ ،‬ثم إن قام فتوضأ وص‪++‬لى الص‪++‬بح غف‪++‬ر ل‪++‬ه م‪+‬ا بينه‪+‬ا وبين‬
‫ص‪++‬الة العش‪++‬اء‪ ،‬وهن الحس‪++‬نات ي‪++‬ذهبن الس‪++‬يئات ق‪++‬الوا‪ :‬ه‪++‬ذه الحس‪++‬نات فم‪++‬ا‬
‫الباقيات ي‪++‬ا عثم‪++‬ان؟ ق‪++‬ال‪ :‬هي ال إل‪++‬ه إال هللا‪ ،‬وس‪++‬بحان هللا‪ ،‬والحم‪++‬د هلل‪ ،‬وهللا‬
‫أكبر‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم"‪.‬‬
‫وأخرج البخاري ومسلم وابن مردوي‪++‬ه عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه عن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال "أرأيتم لو أن بباب أح‪++‬دكم نه‪++‬را يغتس‪++‬ل‬
‫فيه كل يوم خمس مرات ه‪++‬ل يبقى من درن‪++‬ه ش‪++‬يئا؟ ق‪++‬الوا‪ :‬ال ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪.‬‬
‫قال‪ :‬كذلك الصلوات الخمس يمحو هللا بهن الذنوب والخطايا"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن ابن مسعود قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم"إن هللا ال‬
‫يمحو السيء بالسيء ولكن السيء بالحسن"‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس ق‪++‬ال‪ :‬لم أر‬
‫ش‪++‬يئا أحس‪++‬ن طلب‪++‬ا وال أحس‪++‬ن إدراك‪++‬ا من حس‪++‬نة حديث‪++‬ة لس‪++‬يئة قديم‪++‬ة {إن‬
‫الحسنات يذهبن السيئات} "‪.‬‬
‫وأخرج أحمد عن معاذ "أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال له‪ :‬ي‪++‬ا مع‪++‬اذ‬
‫اتبع السيئة الحسنة تمحها"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن مردويه والبيهقي في األسماء والصفات عن أبي ذر قال‪:‬‬
‫قلت ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا أوص‪++‬ني‪ .‬ق‪++‬ال‪" :‬ات‪++‬ق هللا إذا عملت س‪++‬يئة فأتبعه‪++‬ا حس‪++‬نة‬
‫تمحها‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬يا رسول هللا أمن الحسنات ال إله إال هللا؟ قال‪ :‬هي أفض‪++‬ل‬
‫الحسنات"‪.‬‬
‫وأخرج أبو يعلى عن أنس قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ما ق‪++‬ال‬
‫عبد ال إله إال هللا في ساعة من ليل أو نه‪+‬ار إال طلس‪+‬ت م‪+‬ا في الص‪+‬حيفة من‬
‫السيئات حتى تسكن إلى مثلها من الحسنات"‪.‬‬
‫وأخرج ال‪++‬بزار عن أنس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه "أن رجال ق‪++‬ال ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ :‬م‪++‬ا‬
‫تركت من حاجة وال داجة‪ .‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬تشهد أن ال‬
‫إله إال هللا وأني رسول هللا؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فإن هذا يأتي على ذلك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عقبة بن عامر عن النبي صلى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم ق‪++‬ال‬
‫"مثل الذي يعمل الحسنات على أثر السيئات كمثل رجل عليه درع من حديد‬
‫ضيقة تكاد تخنقه‪ ،‬فكلما عمل سيئة فك حتى يحل عقده كلها"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الط‪++‬براني عن عب‪++‬د هللا بن مس‪++‬عود ق‪++‬ال‪ :‬إن الص‪++‬الة من الحس‪++‬نات‬
‫وكف‪++‬ارة م‪++‬ا بين األولى إلى العص‪++‬ر ص‪++‬الة العص‪++‬ر‪ ،‬وكف‪++‬ارة م‪++‬ا بين ص‪++‬الة‬
‫العصر إلى المغ‪++‬رب ص‪++‬الة المغ‪++‬رب‪ ،‬وكف‪++‬ارة م‪++‬ا بين المغ‪++‬رب إلى العتم‪++‬ة‬
‫صالة العتمة‪ ،‬ثم يأوي المسلم إلى فراش‪++‬ه ال ذنب ل‪++‬ه م‪++‬ا اجتنبت الكب‪++‬ائر‪ ،‬ثم‬
‫قرأ {إن الحسنات يذهبن السيئات}‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط والصغير عن علي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬كن‪++‬ا‬
‫مع رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم الص‪+‬الة ق‪+‬ام الرج‪+‬ل فأع‪+‬اد الق‪+‬ول‪ ،‬فق‪+‬ال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم "أليس قد صليت معنا هذه الصالة‪ ،‬وأحس‪++‬نت له‪++‬ا‬
‫الطهور؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬فإنها كفارة ذلك"‪.‬‬
‫وأخرج مالك وابن حبان عن عثمان بن عفان أنه قال‪ :‬ألح‪++‬دثنكم ح‪++‬ديثا ل‪++‬وال‬
‫آية في كتاب هللا م‪++‬ا ح‪++‬دثتكموه‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم يقول "ما من امرئ يتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلي الصالة إال غفر‬
‫هللا له ما بينه وبين الصالة األخرى حتى يصليها‪ .‬قال مال‪++‬ك‪ :‬أراه يري‪++‬د ه‪++‬ذه‬
‫اآلي‪++‬ة {أقم الص‪++‬الة ط‪++‬رفي النه‪++‬ار وزلف‪++‬ا من اللي‪++‬ل إن الحس‪++‬نات ي‪++‬ذهبن‬
‫السيئات} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن حبان عن واثلة بن األسقع قال‪ :‬جاء رجل إلى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فقال‪ :‬يا رسول هللا إني أصبت حدا فأقمه علي‪ .‬فأعرض عنه‪،‬‬
‫ثم أقيمت الصالة‪ ،‬فلما سلم قال‪ :‬يا رس‪++‬ول هللا إني أص‪++‬بت ح‪++‬دا فأقم‪++‬ه علي‪.‬‬
‫فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ه‪++‬ل توض‪++‬أ ثم أقبلت؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫وصليت معنا؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فاذهب فإن هللا قد غفر لك"‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآليات ‪... ...115 - 114‬‬
‫وأخرج أحمد والبخاري ومسلم عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬كنت عند النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم فجاءه رجل فقال‪ :‬يا رس‪+‬ول هللا إني أص‪+‬بت ح‪+‬دا فأقم‪+‬ه‬
‫علي‪ .‬فلم يسأله عن‪+‬ه‪ ،‬وحض‪+‬رت الص‪+‬الة فص‪+‬لى م‪+‬ع الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬فلما قضى الصالة قام إليه رجل فقال‪ :‬يا رس‪++‬ول هللا إني أص‪++‬بت ح‪++‬دا‬
‫فأقم علي كتاب هللا‪ .‬قال "أليس قد صليت معن‪++‬ا؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬إن هللا ق‪++‬د‬
‫غفر لك ذنبك"‪.‬‬
‫وأخرج البزار وأبو يعلى ومحمد بن نصر وابن مردوي‪++‬ه عن أنس بن مال‪++‬ك‬
‫"أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪ :‬مثل الصلوات الخمس كمثل نه‪++‬ار ج‪++‬ار‬
‫عذب غمر على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات فم‪++‬اذا يبقين من‬
‫درنه؟ قال‪ :‬ودرنه إثمه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن جابر ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫"إن مثل الصلوات الخمس كمثل نهر جار على باب أح‪++‬دكم يغتس‪++‬ل في‪++‬ه ك‪++‬ل‬
‫يوم خمس مرات"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هري‪++‬رة ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "إنما مثل الصلوات الخمس كمثل نه‪+‬ر ج‪+‬ار على ب‪+‬اب أح‪+‬دكم يغتس‪+‬ل‬
‫منه كل يوم خمس مرات فما يبقى من درنه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن عبيد بن عمير قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "مثل الصلوات الخمس نهر جار على باب أحدكم يغتسل منه ك‪++‬ل ي‪++‬وم‬
‫فماذا يبقين من الدرن"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن خزيمة ومحمد بن نصر والطبراني في األوسط والح‪++‬اكم‬
‫وصححه والبيهقي في شعب اإليمان بسند صحيح عن عامر بن سعد بن أبي‬
‫وقاص قال‪ :‬سمعت س‪++‬عدا وناس‪++‬ا من أص‪++‬حاب الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫يقول‪++‬ون‪ :‬ك‪++‬ان رجالن أخ‪++‬وان على عه‪++‬د رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪،‬‬
‫وكان أحدهما أفضل من اآلخر‪ ،‬فتوفي الذي هو أفضلهما وعمر اآلخر بع‪++‬ده‬
‫أربعين ليلة‪ ،‬ثم توفي ف‪++‬ذكر لرس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فض‪++‬ل األول‬
‫على اآلخرة قال "ألم يكن يصلي؟ قالوا‪ :‬بلى يا رس‪++‬ول هللا‪ .‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ما يدريكم ما بلغت به صالته؟ ثم ق‪++‬ال عن‪++‬د ذل‪++‬ك‪ :‬إنم‪++‬ا‬
‫مثل الصلوات كمثل نهر جار بب‪++‬اب أح‪++‬دكم غم‪++‬ر ع‪++‬ذب يقتحم في‪++‬ه ك‪++‬ل ي‪++‬وم‬
‫خمس مرات‪ ،‬فماذا ترون يبقى من درنه؟ "‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن أبي أمامة قال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫"مثل الصلوات الخمس كمثل نهر عذب يجري عند باب أح‪++‬دكم يغتس‪++‬ل في‪++‬ه‬
‫كل يوم خمس مرات‪ ،‬فماذا يبقى عليه من الدرن؟ "‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي برزة "سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫يقول‪ :‬ما صليت صالة إال وأنا أرجو أن تكون كفارة لما أمامها"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والطبراني عن أبي أمامة قال‪ :‬قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم"ما من امرئ تحضر صالة مكتوبة فيق‪++‬وم فيتوض‪++‬أ فيحس‪++‬ن الوض‪++‬وء‪،‬‬
‫ويصلي فيحسن الصالة إال غفر له ما بينه‪++‬ا وبين الص‪++‬الة ال‪++‬تي ك‪++‬انت قبله‪++‬ا‬
‫من ذنوبه"‪.‬‬
‫وأخرج البزار والطبراني عن أبي سعيد الخدري "أنه سمع رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم يقول‪ :‬الص‪++‬لوات الخمس كف‪++‬ارة م‪++‬ا بينه‪++‬ا‪ ،‬ثم ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬أرأيت ل‪++‬و أن رجال ك‪++‬ان يعتم‪++‬ل وك‪++‬ان بين منزل‪++‬ه‬
‫ومعتمله خمسة أنهار‪ ،‬فإذا أتى معتمله عمل فيه ما ش‪++‬اء هللا فأص‪++‬ابه الوس‪++‬خ‬
‫أو العرق‪ ،‬فكلما مر بهر اغتسل ما كان يبقى من درنه؟ فكذلك الص‪++‬الة كلم‪++‬ا‬
‫عمل خطيئة صلى صالة فدعا واستغفر هللا غفر هللا له ما كان قبلها"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬بزار عن أنس عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال "الص‪++‬لوات‬
‫الخمس والجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط والص‪++‬غير عن أنس بن مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "إن هلل تعالى ملك‪++‬ا ين‪++‬ادي عن‪++‬د ك‪++‬ل‬
‫صالة يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها على أنفسكم فأطفئوها"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في الكبير عن عبد هللا بن مسعود عن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم أنه قال "يبعث مناد عن‪++‬د حض‪++‬رة ك‪++‬ل ص‪++‬الة فيق‪++‬ول‪ :‬ي‪++‬ا ب‪++‬ني آدم‬
‫قوموا فأطفئوا عنكم م‪+‬ا أق‪++‬دتم على أنفس‪+‬كم‪ ،‬فيقوم‪+‬ون فيتطه‪+‬رون ويص‪++‬لون‬
‫فيغفر لهم ما بينهما‪ ،‬فإذا حضرت العصر فمثل ذلك‪ ،‬فإذا حضرت المغ‪++‬رب‬
‫فمثل ذلك‪ ،‬فإذا حضرت العتم‪+‬ة فمث‪+‬ل ذل‪+‬ك‪ ،‬فين‪+‬امون فيغف‪+‬ر لهم‪ ،‬فم‪+‬دلج في‬
‫خير ومدلج في شر"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن أبي أمامة الباهلي"سمعت رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم يقول‪ :‬الصالة المكتوبة تكفر ما قبله‪++‬ا إلى الص‪++‬الة األخ‪++‬رى‪ ،‬والجمع‪++‬ة‬
‫تكفر ما قبلها إلى الجمعة األخرى‪ ،‬وشهر رمضان يكف‪++‬ر م‪++‬ا قبل‪++‬ه إلى ش‪++‬هر‬
‫رمضان‪ ،‬والحج يكفر ما قبله إلى الحج"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني عن أبي بكرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم "الصلوات الخمس‪ ،‬والحمعة إلى الجمع‪++‬ة كف‪++‬ارات لم‪++‬ا بينهن م‪++‬ا‬
‫اجتنبت الكبائر"‪.‬‬
‫وأخرج البزار والطبراني عن سلمان الفارسي قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم "المسلم يصلي وخطاياه مرفوعة على رأس‪++‬ه كلم‪++‬ا س‪++‬جد تح‪++‬اتت‬
‫عنه فيفرغ من صالته وقد تحاتت عنه خطاياه"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط عن ابن عمر "أن النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫قال‪ :‬إن العبد إذا قام يصلي جمعت ذنوبه على رقبته‪ ،‬فإذا ركع تفرقت"‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط عن أبي الدرداء"سمعت النبي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه‬
‫وسلم يق‪++‬ول‪ :‬م‪++‬ا من مس‪++‬لم ي‪++‬ذنب ذنب‪++‬ا فيتوض‪++‬أ ثم يص‪++‬لي ركع‪++‬تين أو أربع‪++‬ا‬
‫مفروضة أو غير مفروضة‪ ،‬ثم يستغفر هللا إال غفر هللا له"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن سلمان قال‪ :‬الص‪++‬لوات الخمس كف‪++‬ارات لم‪++‬ا بينهن‬
‫ما اجتنبت الكبائر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن ابن مس‪++‬عود موقوف‪++‬ا وال‪++‬بزار والط‪++‬براني عن‪++‬ه‬
‫مرفوعا قال "الصلوات الحقائق كفارات لما بينهن ما اجتنبت الكبائر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي موسى قال‪ :‬مثل الص‪++‬لوات الخمس مث‪++‬ل نه‪++‬ر‬
‫جار على باب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات‪ ،‬فماذا يبقين بعد علي‪++‬ه‬
‫من درنه؟‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة عن أبي ال‪++‬درداء‪ .‬مث‪++‬ل الص‪++‬لوات الخمس مث‪++‬ل رج‪++‬ل‬
‫على بابه نهر يغتسل منه كل يوم خمس مرات‪ ،‬فماذا يبقيي ذلك من درنه؟‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن أبي هريرة قال‪ :‬تكفير كل لحاء ركعتان‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والطبراني في الكبير عن ابن مس‪++‬عود ق‪++‬ال‪ :‬يح‪++‬ترقون‬
‫ف‪++‬إذا ص‪++‬لوا الظه‪++‬ر غس‪++‬لت‪ ،‬ثم يح‪++‬ترقون ف‪++‬إذا ص‪++‬لوا العص‪++‬ر غس‪++‬لت‪ ،‬ثم‬
‫يحترقون فإذا صلوا المغرب غسلت‪ ،‬حتى ذكر الصلوات كلهن‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوس‪+‬ط والص‪+‬غير عن عب‪+‬د هللا بن مس‪+‬عود ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "تحترقون‪ ،‬فإذا ص‪++‬ليتم الص‪++‬بح غس‪++‬لتها‪ ،‬ثم‬
‫تحترقون تحترقون فإذا صليتم الظهر غس‪++‬لتها‪ ،‬ثم تح‪++‬ترقون تح‪++‬ترقون ف‪++‬إذا‬
‫صليتم العصر غسلتها‪ ،‬ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم المغ‪++‬رب غس‪++‬لتها‪،‬‬
‫ثم تحترقون تحترقون فإذا صليتم العشاء غسلتها‪ ،‬ثم تن‪++‬امون فال يكتب ح‪++‬تى‬
‫تستيقظوا"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد عن أبي عبيدة بن الجراح‪ .‬أنه قال‪ :‬ب‪++‬ادروا الس‪++‬يئات‬
‫القديمات بالحس‪++‬نات الح‪++‬ديثات‪ ،‬فل‪++‬و أن أح‪++‬دكم أخط‪++‬أ م‪++‬ا بين‪++‬ه وبين الس‪++‬ماء‬
‫واألرض ثم عمل حسنة لعلت فوق سيئاته حتى تقهرهن‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الحس‪++‬ن ق‪++‬ال‪ :‬اس‪++‬تعينوا على الس‪++‬يئات الق‪++‬ديمات‬
‫بالحس‪++‬نات الح‪++‬ديثات‪ ،‬وإنكم لن تج‪++‬دوا ش‪++‬يئا أذهب لس‪++‬يئة قديم‪++‬ة من حس‪++‬نة‬
‫حديثة‪ ،‬وتصديق ذلك في كتب هللا تعالى {إن الحسنات يذهبن السيئات}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن في قوله {ذلك ذك‪++‬رى لل‪++‬ذاكرين} ق‪++‬ال‪ :‬هم‬
‫الذين يذكرون هللا في السراء والضراء‪ ،‬والشدة والرخاء‪ ،‬والعافية والبالء‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال‪ :‬لما نزع الذي قبل المرأة تذكر‪ ،‬فذلك‬
‫قوله {ذلك ذكرى للذاكرين}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪116‬‬
‫أخرج ابن مردويه عن أبي بن كعب قال أق‪++‬رأني رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم {فل‪++‬وال ك‪++‬ان من الق‪++‬رون من قبلكم أول‪++‬و بقي‪++‬ة ينه‪++‬ون عن الفس‪++‬اد في‬
‫األرض}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي مالك في قوله {فلوال} قال‪ :‬فهال‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في اآلية قال‪ :‬أي‬
‫لم يكن من قبلكم من ينهى عن الفساد في األرض إال قليال‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن ابن ج‪++‬ريج {إال قليال ممن أنجين‪++‬ا منهم} يس‪++‬تقلهم هللا‬
‫من كل قوم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د‬
‫{واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه} قال‪ :‬في ملكهم وتجبرهم وتركهم الحق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ من طري‪++‬ق ابن‬
‫جريج قال‪ :‬قال ابن عباس {أترفوا فيه} نظروا فيه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة {واتب‪++‬ع ال‪++‬ذين ظلم‪++‬وا م‪++‬ا أترف‪++‬وا‬
‫فيه} من دنياهم‪ ،‬وإن هذه الدنيا قد تعقدت أكثر الناس‪ ،‬وألهتهم عن آخرتهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪117‬‬
‫أخرج الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي عن جرير ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يسأل عن تفسيرها هذه اآلية {وما كان رب‪++‬ك‬
‫ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون} فقال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫"وأهله‪++‬ا ينص‪++‬ف بعض‪++‬هم بعض‪++‬ا"وأخرج‪++‬ه ابن أبي ح‪++‬اتم والخ‪++‬رائطي في‬
‫مساوي األخالق عن جرير موقوفا‪.‬‬
‫@ اآليات ‪119 - 118‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك {ولو شاء ربك لجعل الناس أم‪++‬ة واح‪++‬دة}‬
‫قال‪ :‬أهل دين واحد‪ ،‬أهل ضاللة أو أهل هدى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس {وال يزالون مختلفين} قال‪ :‬أهل الح‪++‬ق‬
‫وأه‪+‬ل الباط‪+‬ل {إال من رحم رب‪+‬ك} ق‪+‬ال‪ :‬أه‪+‬ل الح‪+‬ق {ول‪+‬ذلك خلقهم} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫للرحمة‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق وابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس {وال يزال‪++‬ون مختلفين إال‬
‫من رحم ربك} قال‪ :‬إال أهل رحمته فإنهم ال يختلفون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في اآلية قال {ال يزال‪++‬ون مختلفين} في‬
‫الهوى‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن عط‪++‬اء بن أبي رب‪++‬اح {وال‬
‫يزالون مختلفين} أي اليهود‪ ،‬والنصارى‪ ،‬والمجوس‪ ،‬والحنيفية‪ ،‬وهم ال‪++‬ذين‬
‫رحم ربك الحنيفية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الحس‪+‬ن في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الن‪+‬اس مختلف‪++‬ون على أدي‪+‬ان ش‪+‬تى إال من رحم رب‪+‬ك غ‪+‬ير مختل‪++‬ف {ول‪++‬ذلك‬
‫خلقهم} قال‪ :‬لإلختالف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد {وال يزالون مختلفين} ق‪++‬ال‪ :‬أه‪++‬ل‬
‫الباط‪+++‬ل {إال من رحم رب‪+++‬ك} ق‪+++‬ال‪ :‬أه‪+++‬ل الح‪+++‬ق {ول‪+++‬ذلك خلقهم} ق‪+++‬ال‪:‬‬
‫للرحم‪++‬ة‪.‬وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن عكرم‪++‬ة {وال يزال‪++‬ون‬
‫مختلفين} قال‪ :‬اختالف الملل {إال من رحم ربك} قال‪ :‬أه‪++‬ل القبل‪++‬ة {ول‪++‬ذلك‬
‫خلقهم} قال‪ :‬للرحمة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة في اآلية قال‪ :‬أهل رحمة هللا أهل‬
‫الجماع‪++‬ة وإن تف‪++‬رقت دي‪++‬ارهم وأب‪++‬دانهم‪ ،‬وأه‪++‬ل معص‪++‬يته أه‪++‬ل فرق‪++‬ة وإن‬
‫اجتمعت أبدانهم {ولذلك خلقهم} للرحمة والعبادة ولم يخلقهم لإلختالف‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن ابن؟ ؟ عب‪++‬اس {ول‪++‬ذلك خلقهم}‬
‫قال‪ :‬خلقهم فريقين‪ :‬فريقا يرحم فال يختلف‪ ،‬وفريقا ال يرحم يختلف‪ .‬وك‪++‬ذلك‬
‫قوله {فمنهم شقي وسعيد) (هود اآلية ‪.)105‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن قريش قال‪ :‬كنت عند عمرو بن عبي‪++‬د‪ ،‬فج‪++‬اء رجالن‬
‫فجلسا فقاال‪ :‬يا أبا عثمان ما ك‪++‬ان الحس‪++‬ن يق‪++‬ول في ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {وال يزال‪++‬ون‬
‫مختلفين إال من رحم ربك ولذلك خلقهم}؟ قال‪ :‬كان يق‪++‬ول (فري‪++‬ق في الجن‪++‬ة‬
‫وفريق في السعير) (الشورى اآلية ‪.)7‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ عن الحس‪+‬ن في قول‪+‬ه {ول‪+‬ذلك‬
‫خلقهم} قال‪ :‬خلق هؤالء للجنة وهؤالء للنار‪ ،‬وخلق هؤالء لرحمته وه‪++‬ؤالء‬
‫لعذابه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبي نجيح‪ .‬أن رجلين تخاصما إلى طاوس فاختلفا‬
‫عليه فقال‪ :‬اختلفتما علي فقال أحدهما لذلك خلقنا‪ .‬قال‪ :‬كذبت‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬أليس هللا‬
‫يق‪++‬ول {وال يزال‪++‬ون مختلفين إال من رحم رب‪++‬ك ول‪++‬ذلك خلقهم}؟ ق‪++‬ال‪ :‬إنم‪++‬ا‬
‫خلقهم للرحمة والجماعة‪.‬‬
‫@ اآلية ‪120‬‬
‫أخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن ج‪++‬ريج في قول‪++‬ه {وكال‬
‫نقص عليك من أنب‪++‬اء الرس‪++‬ل م‪++‬ا نثبت ب‪++‬ه ف‪++‬ؤادك} لتعلم ي‪++‬ا محم‪++‬د م‪++‬ا لقيت‬
‫الرسل من قبلك من أممهم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والفريابي وسعيد بن منصور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‬
‫وابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طرق عن ابن عب‪++‬اس {وج‪++‬اءك‬
‫في هذه الحق} قال‪ :‬في هذه السورة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه عن أبي موس‪++‬ى األش‪++‬عري‬
‫{وجاءك في هذه الحق} قال‪ :‬في هذه السورة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن جبير‪ .‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن قت‪+‬ادة {وج‪+‬اءك في ه‪+‬ذه‬
‫الحق} قال‪ :‬في هذه الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سعيد ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان قت‪++‬ادة يق‪++‬ول في ه‪++‬ذه الس‪++‬ورة‪ ،‬وق‪++‬ال‬
‫الحسن‪ :‬في الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ من طريق أبي رجاء عن الحسن {وجاءك في هذه الحق}‬
‫قال‪ :‬في هذه السورة‪.‬‬
‫@ اآليات ‪123 - 121‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {اعملوا على مكانتكم} أي منازلكم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن ج‪++‬ريج في قول‪++‬ه {وانتظ‪++‬روا إن‪++‬ا‬
‫منتظرون} قال‪ :‬يقول‪ :‬انتظروا مواعي‪+‬د الش‪+‬يطان إي‪+‬اكم على م‪+‬ا ي‪+‬زين لكم‪.‬‬
‫وفي قوله {وإليه يرجع األمر كله} قال‪ :‬فيقضي بينهم بحكمه العدل‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحمد في زوائد الزهد وابن الضريس في فضائل الق‪++‬رآن‬
‫وابن جرير وأبو الشيخ عن كعب رضي هللا عنه قال‪ :‬فاتح‪++‬ة الت‪++‬وراة فاتح‪++‬ة‬
‫األنع‪++‬ام‪ ،‬وخاتم‪++‬ة الت‪++‬وراة ه‪++‬ود {وهلل غيب الس‪++‬موات واألرض} إلى قول‪++‬ه‬
‫{بغافل عما تعملون}‪.‬‬
‫*‪ - 12*2‬سورة يوسف مكية وآياتها إحدى عشرة ومائة‬
‫*‪ *3‬مقدمة سورة يوسف‬
‫@ بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫أخرج النحاس وأبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫قال‪ :‬نزلت سورة يوسف بمكة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن الزب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬زلت س‪++‬ورة‬
‫يوسف بمكة‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه‪ ،‬عن رفاعة بن راف‪++‬ع ال‪++‬زرقي أن‪++‬ه خ‪++‬رج ه‪++‬و وابن‬
‫خالته معاذ بن عفراء حتى قدما مكة‪ ،‬وهذا قب‪++‬ل خ‪++‬روج الس‪++‬تة من األنص‪++‬ار‬
‫فأتي‪++‬ا الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪ :‬فقلت أع‪++‬رض علي‪ ،‬فع‪++‬رض علي‪++‬ه‬
‫اإلس‪++‬الم وق‪++‬ال "من خل‪++‬ق الس‪++‬موات واألرض والجب‪++‬ال؟ قلن‪++‬ا هللا‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬فمن‬
‫خلقكم؟ قلنا هللا‪ ،‬قال‪ :‬فمن عمل هذه األصنام ال‪++‬تي تعب‪++‬دون؟ قلن‪++‬ا نحن‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫فالخالق أحق بالعبادة أم المخلوق؟ فأنتم أحق أن يعب‪++‬دوكم! وأنتم عملتموه‪++‬ا‪،‬‬
‫وهللا أحق أن تعب‪++‬دوه من ش‪++‬يء عملتم‪++‬وه‪ ،‬وأن‪++‬ا أدع‪++‬وكم إلى عب‪++‬ادة هللا وإلى‬
‫ش‪++‬هادة أن ال إل‪++‬ه إال هللا وأني رس‪++‬ول هللا‪ ،‬وص‪++‬لة ال‪++‬رحم‪ ،‬وت‪++‬رك الع‪++‬دوان‪،‬‬
‫وبغض الناس"‪ .‬قلنا‪ :‬لو كان الذي تدعونا إليه باطال لكان من معالي األم‪++‬ور‬
‫ومحاسن األخالق‪ .‬أمسك راحلتين‪++‬ا ح‪++‬تى ن‪++‬أتي ال‪++‬بيت فجلس عن‪++‬ده مع‪++‬اذ بن‬
‫عفراء‪ ،‬قال‪ :‬فطفت وأخرجت سبعة أقداح‪ ،‬فجعلت له منها ق‪++‬دحا‪ ،‬فاس‪++‬تقبلت‬
‫البيت فضربت بها وقلت‪ :‬اللهم إن ك‪++‬ان م‪++‬ا ي‪++‬دعو إلي‪++‬ه محم‪++‬د حق‪++‬ا فأخرج‪++‬ه‬
‫قدحه سبع مرات‪ ،‬قال‪ :‬فضربت فخرج سبع مرات‪ ،‬فصحت أشهد أن ال إل‪++‬ه‬
‫إال هللا وأن محم‪+‬دا رس‪+‬ول هللا‪ ،‬ف‪++‬اجتمع الن‪+‬اس علي وق‪++‬الوا‪ :‬مجن‪+‬ون‪ ،‬رج‪++‬ل‬
‫صبأ‪ .‬قلت‪ :‬بل رجل مؤمن‪ ،‬ثم جئت إلى أعلى مكة فلما رآني معاذ قال‪ :‬لق‪++‬د‬
‫جاء رافع بوجه ما ذهب بمثله‪ .‬فجئت وآمنت‪ ،‬وعلمن‪++‬ا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وس‪++‬لم س‪++‬ورة يوس‪++‬ف و (اق‪++‬رأ باس‪++‬م رب‪++‬ك) (س‪++‬ورة العل‪++‬ق اآلي‪++‬ة ‪ )1‬ثم‬
‫رجعنا إلى المدينة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن س‪++‬عد عن عكرم‪++‬ة أن مص‪++‬عب بن عم‪++‬ير لم‪++‬ا ق‪++‬دم المدين‪++‬ة يعلم‬
‫الناس القرآن‪ ،‬بعث إليهم عمرو بن الجموح‪ :‬ما هذا الذي جئتمونا به؟ فقالوا‪:‬‬
‫إن شئت جئناك فأسمعناك القرآن‪ ،‬قال‪ :‬نعم‪ .‬فواعدهم يوما‪ ،‬فجاء فق‪++‬رأ علي‪++‬ه‬
‫القرآن {آلر تلك آيات الكتاب المبين إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون}‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عب‪++‬اس‬
‫رضي هللا عنهما‪ ،‬أن حبرا من اليهود دخل على رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬فوافقه وهو يقرأ سورة يوس‪++‬ف‪ ،‬فق‪++‬ال ي‪++‬ا محم‪++‬د‪ ،‬من علمكه‪++‬ا؟! ق‪++‬ال‪:‬‬
‫"هللا علمنيها "فعجب الحبر لما سمع منه‪ ،‬فرجع إلى اليه‪++‬ود‪ ،‬فق‪++‬ال لهم‪ :‬وهللا‬
‫إن محمدا ليقرأ القرآن كما أنزل في التوراة‪ ،‬فانطلق بنف‪++‬ر منهم ح‪++‬تى دخل‪++‬وا‬
‫عليه‪ .‬فعرفوه بالصفة‪ ،‬ونظروا إلى خاتم النبوة بين كتفيه‪ ،‬فجعلوا يس‪++‬تمعون‬
‫إلى قراءته بسورة يوسف فتعجبوا منه وأسلموا عند ذلك‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن أبي ش‪+‬يبة في المص‪+‬نف عن عب‪+‬د هللا بن ع‪+‬امر بن ربيع‪+‬ة ق‪+‬ال‪:‬‬
‫سمعت عمر رضي هللا عنه يقرأ في الفجر بسورة يوسف‪.‬‬
‫*‪*3‬التفسير‬
‫@ اآلية ‪1‬‬
‫أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن قتادة رضي‬
‫هللا عنه في قوله {آلر تلك آي‪+‬ات الكت‪+‬اب الم‪+‬بين} ق‪+‬ال‪ :‬أي وهللا ي‪+‬بين بركت‪+‬ه‬
‫وهداه ورشده‪ .‬وفي لفظ‪ ،‬يبين هللا رشده وهداه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {آلر تلك آيات الكتاب‬
‫المبين} قال‪ :‬يبين حالله وحرامه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن خالد بن معدان عن معاذ رضي هللا عن‪++‬ه أن‪++‬ه ق‪++‬ال في‬
‫قول هللا {آلر تلك آيات الكتاب المبين} قال‪ :‬يبين هللا الحروف ال‪++‬تي س‪++‬قطت‬
‫عن ألسن األعاجم‪ ،‬وهي ستة أحرف‪.‬‬
‫@ اآلية ‪2‬‬
‫أخ‪++‬رج الط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب‬
‫اإليمان عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم "أحب العرب لثالث‪ :‬ألني عربي‪ ،‬والقرآن عربي‪ ،‬وكالم أه‪++‬ل الجن‪++‬ة‬
‫عربي"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪" :‬أن‪++‬ا ع‪++‬ربي‪ ،‬والق‪++‬رآن ع‪++‬ربي‪ ،‬وكالم أه‪++‬ل‬
‫الجنة عربي"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم عن جابر رضي هللا عنه أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫تال {قرآنا عربيا} ثم قال رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬ألهم إس‪++‬ماعيل‬
‫هذا اللسان العربي إلهاما"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاه‪+‬د رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ن‪+‬زل الق‪+‬رآن بلس‪+‬ان‬
‫قريش‪ ،‬وهو كالمهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪3‬‬
‫أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬ق‪++‬الوا ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪،‬‬
‫لو قصصت علينا‪ ،‬فنزلت {نحن نقص عليك أحسن القصص}‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن راهويه والبزار وأبو يعلى وابن المنذر وابن جري‪++‬ر وابن‬
‫أبي حاتم وابن حبان وأبو الشيخ والحاكم وصححه‪ ،‬وابن مردوي‪++‬ه عن س‪++‬عد‬
‫بن أبي وقاص رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪ :‬أن‪+‬زل على الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‬
‫القرآن‪ ،‬فتال عليهم زمانا فقالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬لو قصصت علينا‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫{آلر تلك آيات الكتاب المبين} هذه الس‪++‬ورة‪ ،‬ثم تال عليهم زمان‪++‬ا‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫(ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر هللا) (الحديد اآلية ‪.)16‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق عون بن عبد هللا‪ ،‬عن ابن مسعود رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قالوا يا رسول هللا‪ ،‬لو قصصت علين‪++‬ا‪ ،‬ف‪++‬نزلت {نحن نقص علي‪++‬ك‬
‫أحسن القصص}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن عون بن عبد هللا رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ل أص‪++‬حاب‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ملة‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬ح‪++‬دثنا‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫تعالى (هللا نزل أحسن الحديث) (الزمر آية ‪ )23‬ثم ملوا ملة أخرى فقالوا‪ :‬يا‬
‫رسول هللا‪ ،‬حدثنا فوق الحديث ودون القرآن ‪ -‬يعنون القص‪++‬ص ‪ -‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫{آلر تلك آيات الكتاب الم‪++‬بين} ه‪++‬ذه الس‪++‬ورة‪ ،‬ف‪++‬أرادوا الح‪++‬ديث‪ ،‬ف‪++‬دلهم على‬
‫أحسن الحديث‪ .‬وأرادوا القصص فدلهم على أحسن القصص‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و يعلى وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم ونص‪++‬ر المقدس‪++‬ي في الحج‪++‬ة‬
‫والضياء في المختارة‪ ،‬عن خالد بن عرفطة ق‪++‬ال‪ :‬كنت جالس‪++‬ا عن‪++‬د عم‪++‬ر إذ‬
‫أتاه رجل من عبد القيس فقال له عمر‪ :‬أنت فالن العب‪+‬دي؟ ق‪+‬ال نعم‪ .‬فض‪+‬ربه‬
‫بقناة معه‪ ،‬فقال الرجل‪ :‬ما لي يا أمير المؤم‪++‬نين؟! ق‪++‬ال اجلس‪ ،‬فجلس‪ ،‬فق‪++‬رأ‬
‫عليه بسم هللا الرحمن الرحيم {آلر تلك آيات الكتاب الم‪+‬بين} إلى قول‪++‬ه {لمن‬
‫الغافلين} فقرأها عليه ثالثا وضربه ثالثا‪ ،‬فق‪++‬ال ل‪++‬ه الرج‪++‬ل‪ :‬م‪++‬ا لي ي‪++‬ا أم‪++‬ير‬
‫المؤمنين؟! فقال‪ :‬أنت الذي نسخت كتاب دانيال‪ .‬قال‪ :‬م‪++‬رني ب‪++‬أمرك أتبع‪++‬ه‪،‬‬
‫قال‪ :‬انطلق فامحه بالحميم والصوف‪ ،‬ثم ال تقرأه وال تقرئه أحدا من الن‪++‬اس‪،‬‬
‫فلئن بلغني عنك أنك قرأته أو أقرأته أحدا من الناس ألنهكنك عقوبة‪ ،‬ثم قال‪:‬‬
‫اجلس‪ .‬فجلس بين يديه‪ .‬فقال‪ :‬انطلقت أنا فانتسخت كتابا من أهل الكت‪++‬اب‪ ،‬ثم‬
‫جئت به في أديم‪ ،‬فقال لي رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ما ه‪++‬ذا في ي‪++‬دك‬
‫ي‪++‬ا عم‪++‬ر؟ "فقلت ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬كت‪++‬اب نس‪++‬خته ل‪++‬نزداد ب‪++‬ه علم‪++‬ا إلى علمن‪++‬ا‪،‬‬
‫فغضب رسول هللا حتى احمرت وجنت‪++‬اه‪ ،‬ثم ن‪++‬ودي بالص‪++‬الة جامع‪++‬ة‪ .‬فق‪++‬الت‬
‫األنصار‪ :‬أغضب نبيكم السالح‪ .‬فجاؤوا حتى أحدقوا بمنبر رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم فقال‪" :‬يا أيها الن‪+‬اس‪ ،‬إني ق‪++‬د أوتيت جوام‪+‬ع الكلم وخواتيم‪+‬ه‪،‬‬
‫واختصر لي اختصارا‪ ،‬ولقد أتيتكم بها بيضاء نقية‪ ،‬فال تتهوكوا وال يغ‪++‬رنكم‬
‫المتهوك‪++‬ون "ق‪++‬ال عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬فقمت فقلت‪ :‬رض‪++‬يت باهلل رب‪++‬ا‪،‬‬
‫وباإلسالم دينا‪ ،‬وبك رسوال‪ ،‬ثم نزل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق في المص‪++‬نف وابن الض‪++‬ريس عن إب‪++‬راهيم النخعي‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬كان بالكوف‪++‬ة رج‪++‬ل يطلب كتب داني‪++‬ال وذل‪++‬ك الض‪++‬رب‪،‬‬
‫فجاء فيه كتاب من عمر بن الخطاب أن يدفع إليه‪ ،‬فلما قدم على عمر رضي‬
‫هللا عنه عاله بالدرة‪ ،‬ثم جعل يقرأ عليه {آلر تلك آيات الكتاب المبين} ح‪++‬تى‬
‫بلغ {الغافلين} قال‪ :‬فعرفت ما يريد‪ ،‬فقلت يا أمير المؤمنين‪ ،‬دعني‪ .‬فوهللا ال‬
‫أدع عندي شيئا من تلك الكتب إال حرقته‪ .‬قال فتركه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قت‪+‬ادة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه {نحن نقص علي‪+‬ك‬
‫أحسن القصص} قال‪ :‬من الكتب الماضية وأمور هللا الس‪+‬الفة في األمم {وإن‬
‫كنت من قبله} أي من قبل هذا القرآن {لمن الغافلين}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {نحن نقص علي‪++‬ك أحس‪++‬ن‬
‫القصص} قال القرآن‪.‬‬
‫@ اآلية ‪4‬‬
‫أخرج أحمد والبخاري عن ابن عمر رضي هللا عنه‪ .‬أن رسول هللا صلى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪" :‬الك‪++‬ريم ابن الك‪++‬ريم ابن الك‪++‬ريم ابن الك‪++‬ريم‪ :‬يوس‪++‬ف بن‬
‫يعقوب بن إسحق بن إبراهيم عليهم الصالة والسالم"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ والح‪++‬اكم وابن‬
‫مردوي‪+‬ه عن ابن عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪++‬ه {إني رأيت أح‪++‬د عش‪+‬ر‬
‫كوكبا} قال رؤيا األنبياء وحي‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور والبزار وأبو يعلى وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫أبي حاتم والعقيلي وابن حبان في الضعفاء‪ ،‬وأبو الشيخ والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه‪،‬‬
‫وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معا في دالئل النبوة‪ ،‬عن جابر بن عب‪++‬د هللا‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬جاء بستاني يهودي إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪:‬‬
‫"يا محمد‪ ،‬أخبرني عن الكواكب التي رآها يوسف عليه السالم ساجدة له‪ ،‬ما‬
‫أسماؤها؟ فسكت النبي صلى هللا عليه وس‪+‬لم فلم يجب‪+‬ه بش‪+‬يء‪ .‬ف‪+‬نزل جبري‪+‬ل‬
‫عليه الس‪++‬الم ف‪++‬أخبره بأس‪++‬مائها‪ ،‬فبعث رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم إلى‬
‫البستاني اليهودي فقال‪ :‬هل أنت مؤمن إن أخبرتك بأسمائها؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫حرث‪++‬ان والط‪++‬ارق وال‪++‬ذيال وذو الكفت‪++‬ان وق‪++‬ابس ودث‪++‬ان وه‪++‬ودان والفيل‪++‬ق‬
‫والمصبح والضروح والفريخ والضياء والنور‪ ،‬رآها في أفق السماء س‪++‬اجدة‬
‫له‪ ،‬فلما قص يوسف على يعقوب قال‪ :‬هذا أم‪++‬ر مش‪++‬تت يجمع‪++‬ه هللا من بع‪++‬د‪،‬‬
‫فقال اليهودي‪ :‬أي وهللا‪ ،‬إنها ألسماؤها‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {أح‪++‬د عش‪++‬ر‬
‫كوكبا} قال‪ :‬إخوته‪ .‬والشمس‪ :‬قال أمه‪ ،‬والقمر‪ :‬قال أبوه‪ ،‬وألمه راحيل ثلث‬
‫الحسن‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {أحد عشر كوكبا والشمس والقم‪++‬ر} ق‪++‬ال‪ :‬الك‪++‬واكب أخوت‪++‬ه‪ ،‬والش‪++‬مس‬
‫والقمر أبواه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن السدي رضي هللا عنهفي قوله {إني رأيت أحد عش‪++‬ر‬
‫كوكبا} اآلية‪ .‬قال‪ :‬رأى أباه وإخوته سجودا له‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي هللا عنه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال إخوت‪++‬ه ‪-‬‬
‫وكانوا أنبياء ‪ -‬ما رضي أن يسجد له إخوته حتى سجد له أبواه حين بلغهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن منبه عن أبيه قال‪ :‬كانت رؤيا يوسف عليه السالم‬
‫ليلة القدر‪.‬‬
‫@ اآليات ‪6 - 5‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {وك‪++‬ذلك‬
‫يجتبيك ربك} قال يصطفيك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {ويعلمك من تأويل األحاديث} قال‪ :‬عبارة الرؤيا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{ويعلمك من تأويل األحاديث} قال‪ :‬تأوي‪++‬ل العلم والحلم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬وك‪++‬ان يومئ‪++‬ذ‬
‫أعبر الناس‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {كم‪++‬ا أتمه‪++‬ا على‬
‫أبويك من قبل إبراهيم وإسحق} ق‪++‬ال‪ :‬فنعمت‪++‬ه على إب‪++‬راهيم نج‪++‬اه من الن‪++‬ار‪،‬‬
‫وعلى إسحق أن نجاه من الذبح‪.‬‬
‫@ اآلية ‪7‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي هللا عنه في قوله {لقد كان في يوسف‬
‫وإخوته آيات} قال عبرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {لقد كان في يوس‪++‬ف وإخوت‪++‬ه آي‪++‬ات‬
‫للسائلين} يقول‪ :‬من سأل عن ذلك‪ ،‬فهو كذا ما قص هللا عليكم وأنبأكم به‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه في قوله {لقد كان في يوسف‬
‫وإخوته آيات للسائلين} قال‪ :‬من كان سائال عن يوسف وإخوته‪ ،‬فهذا نبؤهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر عن ابن إس‪+‬حق رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬إنم‪+‬ا قص هللا على‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم خبر يوس‪++‬ف وبغي إخوت‪++‬ه علي‪++‬ه‪ ،‬وحس‪++‬دهم إي‪++‬اه‪،‬‬
‫حين ذكر رؤي‪++‬اه‪ .‬لم‪++‬ا رأى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم من بغي قوم‪++‬ه‬
‫عليه وحسدهم إياه‪ ،‬حين أكرمه هللا بنبوته ليتأسى به‪.‬‬
‫@ اآليات ‪9 - 8‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان‬
‫يعق‪++‬وب علي‪++‬ه الس‪++‬الم ن‪++‬ازال بالش‪++‬ام‪ ،‬وك‪++‬ان ليس ل‪++‬ه هم إال يوس‪++‬ف وأخ‪++‬وه‬
‫بنيامين‪ ،‬فحسده إخوته مما رأوا من حب أبيه له‪ .‬ورأى يوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫في النوم رؤيا أن أحد عشر كوكبا والشمس والقمر ساجدين ل‪++‬ه‪ ،‬فح‪++‬دث أب‪++‬اه‬
‫بها فقال له يعقوب علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪{ :‬ي‪++‬ابني‪ ،‬ال تقص‪++‬ص رؤي‪++‬اك على إخوت‪++‬ك‬
‫فيكيدوا لك كيدا} فبلغ إخوة يوسف الرؤيا فحسدوه‪ ،‬فقالوا {ليوسف وأخوه}‬
‫بنيامين {أحب إلى أبينا من‪++‬ا ونحن عص‪++‬بة} ‪ -‬ك‪++‬انوا عش‪++‬رة ‪{ -‬إن أبان‪++‬ا لفي‬
‫ضالل مبين} قالوا‪ :‬في ضالل من أمرنا‪{ .‬اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرض‪++‬ا‬
‫يخل لكم وجه أبيكم وتكون‪+‬وا من بع‪+‬ده قوم‪+‬ا ص‪++‬الحين} يق‪++‬ول‪ :‬تتوب‪+‬ون مم‪+‬ا‬
‫صنعتم ب‪++‬ه‪{ .‬ق‪++‬ال قائ‪++‬ل منهم‪ }...‬وه‪++‬و يه‪++‬وذا {ال تقتل‪++‬وا يوس‪++‬ف وألق‪++‬وه في‬
‫غيابة الجب يلتقطه بعض السيارة إن كنتم فاعلين}‪.‬‬
‫فلما أجمعوا أمرهم على ذلك أتوا أباهم فقالوا له {يا أبانا ما لك ال تأمن‪++‬ا على‬
‫يوسف} قال‪ :‬لن أرسله معكم إني {أخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غ‪++‬افلون‬
‫قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون} فأرسله معهم فأخرجوه‬
‫وبه عليه كرامة‪.‬‬
‫فلما برزوا إلى البرية أظه‪+‬روا ل‪+‬ه الع‪+‬داوة فجع‪+‬ل يض‪+‬ربه أح‪+‬دهم فيس‪+‬تغيث‬
‫باآلخر فيضربه‪ ،‬فجعل ال يرى منهم رحيما‪ ،‬فضربوه ح‪++‬تى ك‪++‬ادوا يقتلون‪++‬ه‪،‬‬
‫فجعل يصيح ويقول‪ :‬يا أبتاه‪ ،‬يا يعقوب‪ ،‬لو تعلم ما صنع بابن‪++‬ك بن‪++‬و اإلم‪++‬اء‪.‬‬
‫فلما كادوا يقتلون‪++‬ه ق‪++‬ال يه‪++‬وذا‪ :‬أليس ق‪++‬د أعطيتم‪++‬وني موثق‪++‬ا أن ال تقتل‪++‬وه؟‪...‬‬
‫فانطلقوا به إلى الجب ليطرحوه فيه‪ ،‬فجعلوا يدلونه في البئر‪ ،‬فيتعل‪++‬ق بش‪++‬فير‬
‫البئر‪ ،‬فربطوا يديه ونزع‪+‬وا قميص‪+‬ه‪ ،‬فق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا إخوت‪+‬اه‪ ،‬ردوا علي قميص‪+‬ي‬
‫أتوارى ب‪+‬ه في الجب‪ .‬فق‪++‬الوا ل‪++‬ه‪ :‬أدع األح‪++‬د عش‪+‬ر كوكب‪+‬ا والش‪+‬مس والقم‪+‬ر‬
‫يؤنسوك‪ .‬قال‪ :‬فإني لم أر شيئا‪.‬‬
‫فدلوه في البئر حتى إذا بلغ نصفها ألقوه إرادة أن يموت‪ ،‬فكان في البئر ماء‪،‬‬
‫فسقط فيه فلم يضره‪ ،‬ثم أوى إلى صخرة في الب‪+‬ئر فق‪+‬ام عليه‪+‬ا‪ ،‬فجع‪+‬ل يبكي‬
‫فن‪++‬اداه إخوت‪++‬ه‪ ،‬فظن أنه‪++‬ا رق‪++‬ة أدركتهم فأج‪++‬ابهم‪ ،‬ف‪++‬أرادوا أن يرض‪++‬خوه‬
‫بصخرة‪ ،‬فقام يهوذا فمنعهم وقال‪ :‬قد أعطيتم‪+‬وني موثق‪+‬ا أن ال تقتل‪+‬وه‪ ،‬فك‪+‬ان‬
‫يهوذا يأتيه بالطعام‪.‬‬
‫ثم إنهم رجعوا إلى أبيهم فأخذوا ج‪++‬ديا من الغنم ف‪++‬ذبحوه ونض‪++‬حوا دم‪++‬ه على‬
‫القميص‪ ،‬ثم أقبلوا إلى أبيهم عشاء يبكون‪ ،‬فلما سمع أصواتهم فزع وقال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫ب‪++‬ني‪ ،‬م‪++‬ا لكم؟ ه‪++‬ل أص‪++‬ابكم في غنمكم ش‪++‬يء؟! ‪...‬ق‪++‬الوا‪ :‬ال‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فم‪++‬ا فع‪++‬ل‬
‫يوسف‪{ :‬قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب‬
‫وما أنت بمؤمن لن‪++‬ا} يع‪++‬ني بمص‪++‬دق لن‪++‬ا {ول‪++‬و كن‪++‬ا ص‪++‬ادقين} فبكى الش‪++‬يخ‬
‫وص‪++‬اح ب‪++‬أعلى ص‪++‬وته ثم ق‪++‬ال‪ :‬أين القميص؟ ثم ج‪++‬اؤوا بقميص‪++‬ه وعلي‪++‬ه دم‬
‫كذب‪ ،‬فأخذ القميص وطرحه على وجهه‪ ،‬ثم بكى حتى خضب وجهه من دم‬
‫القميص‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن هذا الذئب يا بني لرحيم‪ ،‬فكي‪++‬ف أك‪++‬ل لحم‪++‬ه ولم يخ‪++‬رق‬
‫قميصه؟!‪...‬‬
‫وج‪++‬اءت س‪++‬يارة فأرس‪++‬لوا واردهم ف‪++‬أدلى دل‪++‬وه فتعل‪++‬ق يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫بالحبل‪ ،‬فخ‪++‬رج‪ ،‬فلم‪++‬ا رآه ص‪++‬احب ال‪++‬دلو‪ ،‬دع‪++‬ا رجال من أص‪++‬حابه يق‪++‬ال ل‪++‬ه‬
‫بشراي فق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا بش‪+‬راي‪ ،‬ه‪+‬ذا غالم‪ .‬فس‪+‬مع ب‪+‬ه إخ‪+‬وة يوس‪+‬ف علي‪+‬ه الس‪+‬الم‬
‫فجاؤوا فقالوا‪ :‬هذا عبد لنا آبق‪ ،‬ورطنوا له بلس‪+‬انهم فق‪+‬الوا‪ :‬لئن أنك‪+‬رت أن‪+‬ك‬
‫عبد لنا لنقتلنك‪ ،‬أترانا نرجع بك إلى يعق‪++‬وب علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬وق‪++‬د أخبرن‪++‬اه أن‬
‫الذئب قد أكلك؟‪ ...‬قال‪ :‬يا إخوتاه‪ ،‬ارجعوا بي إلى أبي يعق‪++‬وب‪ ،‬فأن‪++‬ا أض‪++‬من‬
‫لكم رضاه وال أذكر لكم هذا أبدا‪ .‬فأبوا‪ ،‬فقال الغالم‪ :‬أنا عبد لهم‪ .‬فلما اشتراه‬
‫الرجالن فرقا من الرفقة أن يقوال اشتريناه‪ ،‬فيس‪+‬ألونهما الش‪+‬ركة في‪+‬ه‪ ،‬فق‪++‬اال‪:‬‬
‫نقول إن سألونا ما هذا؟ نقول هذه بضاعة استبضعناها من البئر‪ .‬ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه‬
‫{وأسروه بضاعة} {وشروه بثمن بخس دراهم معدودة} ‪ -‬وك‪++‬انت عش‪++‬رين‬
‫درهما ‪ -‬وكانوا في يوسف من الزاهدين‪.‬‬
‫فانطلقوا به إلى مصر فاشتراه العزي‪++‬ز ‪ -‬مل‪++‬ك مص‪++‬ر ‪ -‬ف‪++‬انطلق ب‪++‬ه إلى بيت‪++‬ه‬
‫فقال المرأته {أكرمي مثواه عسى أن ينفعنا أو نتخ‪++‬ذه ول‪++‬دا} فأحبت‪++‬ه امرأت‪++‬ه‬
‫فقالت له‪ :‬يا يوسف‪ ،‬ما أحسن شعرك؟‪..‬قال‪ :‬هو أول ما يتن‪++‬اثر من جس‪++‬دي‪.‬‬
‫قال‪ :‬يا يوسف‪ ،‬ما أحسن عينيك؟ قال‪ :‬هما أول م‪++‬ا يس‪++‬يالن إلى األرض من‬
‫جسدي‪ .‬قالت‪ :‬يا يوسف‪ ،‬ما أحسن وجهك؟ قال‪ :‬ه‪++‬و لل‪++‬تراب يأكل‪++‬ه {ق‪++‬الت‪:‬‬
‫هيت ل‪++‬ك} ق‪++‬ال هلم ل‪++‬ك؟ ‪ -‬وهي بالقبطي‪++‬ة ‪ -‬ق‪++‬ال مع‪++‬اذ هللا‪ ،‬إن‪++‬ه ربي‪ ،‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫سيدي أحسن مثواي فال أخونه في أهله‪.‬‬
‫فلم ت‪++‬زل ب‪++‬ه ح‪++‬تى أطمعه‪++‬ا‪ ،‬فهمت ب‪++‬ه وهم به‪++‬ا‪ ،‬ف‪++‬دخال ال‪++‬بيت {وغلقت‬
‫األبواب} فذهب ليحل سراويله فإذا هو بصورة يعقوب عليه السالم قائما في‬
‫البيت قد عض على أصبعه يقول‪ :‬ي‪++‬ا يوس‪++‬ف‪ ،‬ال تواقعه‪++‬ا‪ ،‬فإنم‪++‬ا مثل‪++‬ك مث‪++‬ل‬
‫الطير في جو السماء ال يطاق‪ ،‬ومثلك إذا وقعت عليه‪++‬ا مثل‪++‬ه إذا م‪++‬ات فوق‪++‬ع‬
‫على األرض ال يستطيع أن يدفع عن نفسه‪ ،‬ومثلك مثل الثور الصعب ال‪++‬ذي‬
‫لم يعمل عليه‪ ،‬ومثلك إذا واقعتها مثله إذا مات فدخل الماء في أصل قرنيه ال‬
‫يستطيع أن يدفع عن نفسه‪.‬‬
‫فربط س‪++‬راويله وذهب ليخ‪++‬رج‪ ،‬فأدركت‪++‬ه فأخ‪++‬ذت بم‪++‬ؤخر قميص‪++‬ه من خلف‪++‬ه‬
‫فخرقته حتى أخرجته منه وسقط وطرحه يوسف‪ ،‬واشتد نح‪++‬و الب‪++‬اب‪ ،‬وألفي‪++‬ا‬
‫سيدها جالسا عند الباب ه‪++‬و وابن عم الم‪++‬رأة‪ ،‬فلم‪++‬ا رأت‪++‬ه الم‪++‬رأة {ق‪++‬الت‪ :‬م‪++‬ا‬
‫جزاء من أراد بأهلك سوءا؟ إال أن يس‪+‬جن‪ ،‬أو ع‪+‬ذاب أليم} إن‪+‬ه راودني عن‬
‫نفسي فدفعته ع‪++‬ني فش‪++‬ققت قميص‪++‬ه‪ .‬فق‪++‬ال يوس‪++‬ف‪ :‬ال ب‪++‬ل هي راودت‪++‬ني عن‬
‫نفسي‪ ،‬فأبيت وفررت منها فأدركتني فأخذت بقميصي فشقته علي‪.‬‬
‫فقال ابن عمها‪ :‬في القميص تبيان األمر‪ ،‬انظروا إن كان القميص قد من قبل‬
‫فصدقت وهو من الكاذبين‪ ،‬وإن كان قد من دبر فكذبت وهو من الص‪++‬ادقين‪،‬‬
‫فلما أتي بالقميص وجده ق‪++‬د ق‪++‬د من دب‪++‬ر‪ ،‬فق‪++‬ال {إن‪++‬ه من كي‪++‬دكن‪ ،‬إن كي‪++‬دكن‬
‫عظيم‪ .‬يوسف‪ ،‬أعرض عن هذا‪ ،‬واستغفري لذنبك} يقول‪ :‬ال تعودي لذنبك‪.‬‬
‫{وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه‪ ،‬قد شغفها حب‪++‬ا}‬
‫والشغاف جلدة على القلب يقال لها لسان القلب‪ ،‬يقول دخل الحب الجلد حتى‬
‫أصاب القلب ‪ -‬فلما سمعت بمكرهن ‪ -‬يقول بقولهن ‪ -‬أرسلت إليهن واعتدت‬
‫لهن متك‪+‬أ يتكئن علي‪+‬ه‪ ،‬وآتت ك‪+‬ل واح‪+‬دة منهن س‪+‬كينا وأترج‪+‬ا تأكل‪+‬ه وق‪+‬الت‬
‫ليوسف‪ :‬اخ‪++‬رج عليهن‪ .‬فلم‪++‬ا خ‪++‬رج ورأى النس‪++‬وة يوس‪++‬ف‪ ،‬أعظمن‪++‬ه وجعلن‬
‫يحززن أيديهن وهم يحسبن أنهن يقطعن األترج‪ ،‬ويقلن {حاش‪++‬ا هلل! م‪++‬ا ه‪++‬ذا‬
‫بشرا‪،‬إن هذا إال ملك كريم} قالت‪{ :‬فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن‬
‫نفسه فاستعصم} بعدما كان حل سراويله ثم ال أدري ما بدا له‪.‬‬
‫ق‪++‬ال يوس‪++‬ف {رب الس‪++‬جن أحب إلي مم‪++‬ا ي‪++‬دعونني إلي‪++‬ه} من الزن‪++‬ا‪ .‬ثم إن‬
‫المرأة قالت لزوجها‪ :‬إن العبد الع‪++‬براني ق‪++‬د فض‪++‬حني في الن‪++‬اس‪ ،‬إن‪++‬ه يعت‪++‬ذر‬
‫إليهم ويخبرهم أني راودته عن نفسه‪ ،‬ولست أطيق أن أعت‪++‬ذر بع‪++‬ذري‪ ،‬فإم‪++‬ا‬
‫أن تأذن لي فأخرج فاعتذر كما يعتذر‪ ،‬وإما أن تحبس‪++‬ه كم‪++‬ا حبس‪++‬تني‪ ،‬ف‪++‬ذلك‬
‫قوله {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا اآليات‪ }...‬وهو شق القميص وقطع األيدي‬
‫{ليسجننه حتى حين ودخل معه السجن فتيان‪ }...‬غضب الملك على خب‪++‬ازه‪،‬‬
‫أنه يريد أن يسمه‪ ،‬فحبسه وحبس الساقي وظن أنه ماأله على السم‪.‬‬
‫فلم‪++‬ا دخ‪++‬ل يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم الس‪++‬جن ق‪++‬ال‪ :‬إني أع‪++‬بر األحالم‪ .‬ق‪++‬ال أح‪++‬د‬
‫الفتيين‪ :‬هلم فلنجرب ه‪++‬ذا العب‪++‬د الع‪++‬براني‪ ،‬فتراءي‪++‬ا من غ‪++‬ير أن يكون‪++‬ا رأي‪++‬ا‬
‫شيئا‪ ،‬ولكنهما خرص‪++‬ا فع‪++‬بر لهم‪++‬ا يوس‪++‬ف خرص‪++‬هما فق‪++‬ال الس‪++‬اقي‪ :‬رأيت‪++‬ني‬
‫أعصر خمرا‪ .‬وقال الخباز‪ :‬رأيتني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه‪.‬‬
‫قال يوسف عليه السالم‪ :‬ال يأتيكما طعام ترزقانه في النوم إال نبأتكما بتأويله‬
‫في اليقظة‪ ،‬ثم قال‪{ :‬يا ص‪++‬احبي الس‪++‬جن‪ ،‬أم‪++‬ا أح‪++‬دكما فيس‪++‬قي رب‪++‬ه خم‪++‬را}‬
‫فيعاد على مكانه {وأما اآلخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه} ففزعا وقاال‪:‬‬
‫وهللا م‪++‬ا رأين‪++‬ا ش‪++‬يئا‪ .‬ق‪++‬ال يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪{ :‬قض‪++‬ي األم‪++‬ر ال‪++‬ذي في‪++‬ه‬
‫تس‪++‬تفتيان} إن ه‪++‬ذا ك‪++‬ائن ال ب‪++‬د من‪++‬ه‪ ،‬وق‪++‬ال يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم للس‪++‬اقي‪:‬‬
‫{اذكرني عند ربك}‪ .‬ثم إن هللا أرى الملك رؤيا في منامه هالته‪ ،‬فرأى س‪++‬بع‬
‫بق‪++‬رات س‪++‬مان ي‪++‬أكلهن س‪++‬بع عج‪++‬اف‪ ،‬وس‪++‬بع س‪++‬نبالت خض‪++‬ر ي‪++‬أكلهن س‪++‬بع‬
‫يابسات‪ ،‬فجمع السحرة والكهنة والعافة ‪ -‬وهم القافة ‪ -‬والحاذة‪ - ،‬وهم ال‪++‬ذين‬
‫يزج‪++‬رون الط‪++‬ير ‪ -‬فقص‪++‬ها عليهم فق‪++‬الوا‪ :‬أض‪++‬عاث أحالم‪ ،‬وم‪++‬ا نحن بتأوي‪++‬ل‬
‫األحالم بعالمين‪{ .‬وقال الذي نجا منهما ‪ -‬وادكر بعد أمة ‪ -‬أنا أنبئكم بتأويل‪++‬ه‬
‫فأرسلون}‪.‬‬
‫قال ابن عباس رضي هللا عنهما‪ :‬لم يكن السجن في المدينة‪ ،‬ف‪++‬انطلق الس‪++‬اقي‬
‫إلى يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم فق‪++‬ال {أفتن‪++‬ا في س‪++‬بع بق‪++‬رات‪ }...‬إلى قول‪++‬ه {لعلي‬
‫أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون} تأويلها {قال تزرعون س‪+‬بع س‪+‬نين دأب‪+‬ا فم‪+‬ا‬
‫حصدتم فذروه في سنبله} قال هو أبقى له {إال قليال مما تأكلون ثم ي‪++‬أتي من‬
‫بعد ذلك سبع شداد يأكلن م‪++‬ا ق‪++‬دمتم لهن إال قليال مم‪++‬ا تحص‪++‬نون} ق‪++‬ال‪ :‬مم‪++‬ا‬
‫ترفعون {ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الن‪++‬اس وفي‪++‬ه يعص‪++‬رون} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫العنب فلما أتى الملك الرسول وأخبره قال‪{ :‬ائتوني به‪ ،‬فلما جاءه الرسول}‬
‫فأمره أن يخرج إلى الملك‪ ،‬أبى يوسف وق‪++‬ال‪{ :‬ارج‪++‬ع إلى رب‪++‬ك فاس‪++‬أله م‪++‬ا‬
‫بال النسوة الالتي قطعن أيديهن}‪.‬‬
‫قال السدي‪ :‬قال ابن عباس رضي هللا عنهما‪ :‬لو خرج يوسف يومئ‪+‬ذ قب‪+‬ل أن‬
‫يعلم الملك بشأنه‪ ،‬ما زالت في نفس العزيز منه حاجة‪ ،‬يقول هذا ال‪++‬ذي راود‬
‫امرأته‪.‬‬
‫قال الملك ائتوني بهن‪{ ،‬قال‪ :‬م‪++‬ا خطبكن إذ راودتن يوس‪++‬ف عن نفس‪++‬ه؟ قلن‬
‫حاشا هلل‪ ،‬ما علمنا عليه من سوء}‪ ،‬ولكن امرأة العزيز أخبرتنا أنه‪+‬ا راودت‪+‬ه‬
‫عن نفسه ودخل معها البيت وحل سراويله ثم شده بعد ذلك‪ ،‬وال تدري ما بدا‬
‫له‪ .‬فقالت امرأة العزيز {اآلن حصحص الحق} قال تبين‪{ .‬أن‪++‬ا راودت‪++‬ه عن‬
‫نفسه}‪ ،‬قال يوسف ‪ -‬وقد جيء به ‪ -‬ذلك ليعلم العزيز {أني لم أخنه بالغيب}‬
‫في أهله‪{ ،‬وأن هللا ال يهدي كيد الخائنين}‪.‬‬
‫فقالت امرأة العزيز‪ :‬يا يوسف‪ ،‬وال حين حللت السراويل؟ قال يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم‪{ :‬وما أب‪++‬رئ نفس‪++‬ي}‪ .‬فلم‪++‬ا وج‪++‬د المل‪++‬ك ل‪++‬ه ع‪++‬ذرا ق‪++‬ال‪{ :‬ائت‪++‬وني ب‪++‬ه‬
‫استخلصه لنفسي} فأستعمله على مصر‪ ،‬فكان صاحب أمرها ه‪++‬و ال‪++‬ذي يلي‬
‫البيع واألمر‪ ،‬فأصاب األرض الجوع وأصاب بالد يعقوب ال‪++‬تي ك‪++‬ان فيه‪++‬ا‪،‬‬
‫فبعث بنيه إلى مصر وأمسك بينامين أخ‪++‬ا يوس‪++‬ف‪ ،‬فلم‪++‬ا دخل‪++‬وا على يوس‪++‬ف‬
‫{ع‪++‬رفهم وهم ل‪++‬ه منك‪++‬رون}‪ ،‬فلم‪++‬ا نظ‪++‬ر إليهم أخ‪++‬ذهم وأدخلهم ال‪++‬دار ‪ -‬دار‬
‫الملك ‪ -‬وقال لهم‪ :‬أخبروني‪ ،‬ما أم‪++‬ركم؟ ف‪++‬إني أنك‪++‬ر ش‪++‬أنكم‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬نحن من‬
‫أرض الشام‪ .‬قال‪ :‬فما جاء بكم؟ قالوا‪ :‬نمتار طعاما‪ .‬قال‪ :‬كذبتم‪ ،‬أنتم عي‪++‬ون‪،‬‬
‫كم أنتم؟ قالوا نحن عشرة‪ .‬قال أنتم عشرة آالف‪ ،‬كل رجل منكم أم‪++‬ير أل‪++‬ف‪،‬‬
‫فأخبروني خبركم‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬إنا أخوة بنو رجل صديق‪ ،‬وإنا كنا اثني عشر فكان يحب أخا لن‪+‬ا وإن‪+‬ه‬
‫ذهب معنا إلى البرية فهلك منا وك‪+‬ان أحبن‪+‬ا إلى أبين‪+‬ا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬إلى من يس‪+‬كن‬
‫أبوكم بعده؟‪ ...‬ق‪+‬الوا إلى أخ ل‪+‬ه أص‪+‬غر من‪+‬ه‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬كي‪+‬ف تح‪+‬دثوني أن أب‪+‬اكم‬
‫صديق وهو يحب الصغير منكم دون الكبير‪ ،‬ائتوني بأخيكم هذا ح‪++‬تى أنظ‪++‬ر‬
‫إليه {فإن لم تأتوني به فال كيل لكم عندي وال تقربون‪ .‬قالوا سنراود عنه أباه‬
‫وإنا لفاعلون} قال‪ :‬ف‪+‬إني أخش‪+‬ى أن ال ت‪+‬أتوني ب‪+‬ه‪ ،‬فض‪+‬عوا بعض‪+‬كم رهين‪+‬ة‬
‫حتى ترجعوا‪ .‬ف‪++‬ارتهن ش‪++‬معون عن‪++‬ده‪ ،‬فق‪++‬ال لفتيت‪++‬ه وه‪++‬و يكي‪++‬ل لهم‪ :‬اجعل‪++‬وا‬
‫بضاعتهم في رح‪+‬الهم لعلهم يعرفونه‪+‬ا إذا انقلب‪+‬وا إلى أهلهم‪ ،‬لعلهم يرجع‪+‬ون‬
‫إلي‪.‬‬
‫فلما رجع القوم إلى أبيهم كلموه فقالوا‪ :‬يا أبانا‪ ،‬إن ملك مصر أكرمنا كرام‪++‬ة‬
‫لو كان رجال منا من بني يعق‪++‬وب م‪++‬ا أكرمن‪++‬ا كرامت‪++‬ه‪ ،‬وإن‪++‬ه ارتهن ش‪++‬معون‬
‫وقال‪ :‬ائتوني بأخيكم هذا الذي عطف عليه أبوكم بعد أخيكم الذي هل‪++‬ك ح‪++‬تى‬
‫أنظر إليه‪ ،‬فإن لم تأتوني ب‪++‬ه فال تقرب‪++‬وا بالدي أب‪++‬دا‪ .‬فق‪++‬ال لهم يعق‪++‬وب علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ :‬إذا أتيتم ملك مص‪++‬ر ف‪++‬أقرؤوه م‪++‬ني الس‪++‬الم وقول‪++‬وا‪ :‬إن أبان‪++‬ا يص‪++‬لي‬
‫عليك ويدعو ل‪++‬ك بم‪++‬ا أوليتن‪++‬ا‪ ،‬ولم‪++‬ا فتح‪++‬وا رح‪++‬الهم وج‪++‬دوا بض‪++‬اعتهم ردت‬
‫إليهم‪ ،‬أتوا أباهم {قالوا‪ :‬يا أبانا ما نبغي هذه بضاعتنا ردت إلينا}‪ .‬فقال أب‪++‬وه‬
‫حين رأى ذلك‪{ :‬لن أرسله معكم حتى تؤتون موثقا من هللا لتأتنني ب‪++‬ه إال أن‬
‫يحاط بكم}‪ .‬فحلفوا له‪{ ،‬فلما آتوه موثقهم} قال يعق‪++‬وب‪{ :‬هللا على م‪++‬ا نق‪++‬ول‬
‫وكيل}‪.‬‬
‫ورهب عليهم أن يصيبهم العين إن دخلوا مصر فيقال ه‪++‬ؤالء لرج‪++‬ل واح‪++‬د‪،‬‬
‫قال‪{ :‬يا ب‪++‬ني‪ ،‬ال ت‪++‬دخلوا من ب‪++‬اب واح‪++‬د} ‪ -‬يق‪++‬ول من طري‪++‬ق واح‪++‬د ‪ -‬فلم‪++‬ا‬
‫دخل‪++‬وا على يوس‪++‬ف ع‪++‬رف أخ‪++‬اه ف‪++‬أنزلهم م‪++‬نزال وأج‪++‬رى عليهم الطع‪++‬ام‬
‫والشراب‪ ،‬فلما كان الليل أتاهم بمثل‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬لينم ك‪++‬ل أخ‪++‬وين منكم على مث‪++‬ال‬
‫حتى بقي الغالم وحده‪ ،‬فقال يوسف عليه السالم‪ :‬هذا ينام معي على فراشي‪،‬‬
‫فبات مع يوسف‪ ،‬فجعل يشم ريحه ويض‪++‬مه إلي‪++‬ه ح‪++‬تى أص‪++‬بح وجع‪++‬ل يق‪++‬ول‬
‫روبيل‪ :‬ما رأينا رجال مثل هذا! إن نحن نجونا منه‪.‬‬
‫{فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه}‪ ،‬واألخ ال يش‪++‬عر‪ ،‬فلم‪++‬ا‬
‫ارتحلوا {أذن مؤذن} قبل أن يرتحل الع‪++‬ير‪{ :‬أيته‪++‬ا الع‪++‬ير‪ ،‬إنكم لس‪++‬ارقون}‬
‫فانقطعت ظهورهم {وأقبلوا عليهم} يقولون‪{ :‬ماذا تفقدون} إلى قول‪++‬ه {فم‪++‬ا‬
‫جزاؤه} {قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو ج‪++‬زاؤه} يق‪++‬ول تأخذون‪++‬ه فه‪++‬و‬
‫لكم‪{ ،‬فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه} فلما بقي رحل أخيه الغالم قال‪ :‬ما كان‬
‫هذا الغالم ليأخذها‪ .‬قالوا وهللا ال يترك حتى تنظ‪++‬روا في رحل‪++‬ه ون‪++‬ذهب وق‪++‬د‬
‫طابت نفوسكم‪ ،‬فأدخل يده في رحل‪++‬ه فاس‪++‬تخرجها من رح‪++‬ل أخي‪++‬ه‪ .‬يق‪++‬ول هللا‬
‫{كذلك كدنا ليوس‪++‬ف} يق‪++‬ول ص‪++‬نعنا ليوس‪++‬ف {م‪++‬ا ك‪++‬ان ليأخ‪++‬ذ أخ‪++‬اه في دين‬
‫الملك} يق‪++‬ول في حكم المل‪++‬ك {إال أن يش‪++‬اء هللا} ولكن ص‪++‬نعنا لش‪++‬أنهم ق‪++‬الوا‬
‫فهذا جزاؤه‪ .‬قال‪ :‬فلما استخرجها من رحل الغالم انقطعت ظهورهم وهلك‪++‬وا‬
‫وقالوا‪ :‬ما يزال لنا منكم بالء يا بني راحيل‪ ،‬حتى أخذت ه‪++‬ذا الص‪++‬واع‪ .‬ق‪++‬ال‬
‫بنيامين‪ :‬بنو راحيل‪ ،‬ال يزل لنا منكم بالء‪ ،‬ذهبتم بأخي فأهلكتموه في البري‪++‬ة‬
‫وما وضع هذا الصواع في رحلي إال الذي وضع الدراهم في رحالكم‪ ،‬ق‪++‬الوا‬
‫ال تذكر الدراهم فتؤخذ بها‪ ،‬فوقعوا فيه وشتموه‪ ،‬فلم‪+‬ا أدخل‪+‬وهم على يوس‪+‬ف‬
‫دعا بالصواع‪ ،‬ثم نقر فيه‪ ،‬ثم أدناه من أذنه ثم قال‪ :‬إن صواعي هذا يخبرني‬
‫أنكم كنتم اثني عشر أخا‪ ،‬وإنكم انطلقتم بأخ لكم فبعتموه‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآليات ‪... ...9 - 8‬‬
‫فلما سمعها بنيامين قام فسجد ليوسف وقال‪ :‬أيها الملك‪ ،‬س‪++‬ل ص‪++‬واعك ه‪++‬ذا‪،‬‬
‫أحي أخي ذاك أم ال؟ فنقرها يوسف ثم قال‪ :‬نعم هو حي‪ ،‬وسوف تراه‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫اصنع بي ما شئت‪ ،‬فإنه أعلم بي‪ .‬فدخل يوسف عليه السالم فبكى ثم توض‪++‬أ‪،‬‬
‫ثم خرج‪ .‬فقال بنيامين‪ :‬أيها الملك‪ ،‬إني أراك تضرب بصواعك الحق‪ ،‬فس‪++‬له‬
‫من صاحبه؟ فنقر فيه ثم قال‪ :‬إن صواعي هذا غضبان‪ ،‬يقول‪ :‬كيف تس‪++‬ألني‬
‫من ص‪++‬احبي وق‪++‬د رأيت م‪++‬ع من كنت‪ ،‬وك‪++‬ان بن‪++‬و يعق‪++‬وب إذا غض‪++‬بوا لم‬
‫يط‪+‬اقوا‪ ،‬فغض‪+‬ب روبي‪+‬ل فق‪+‬ام فق‪+‬ال‪ :‬أيه‪+‬ا المل‪+‬ك‪ ،‬وهللا لتتركن‪+‬ا أو ألص‪+‬يحن‬
‫صيحة ال تبقى امرأة حام‪+‬ل بمص‪+‬ر إال ط‪+‬رحت م‪+‬ا في بطنه‪+‬ا‪ ،‬وق‪+‬امت ك‪+‬ل‬
‫شعرة من جسد روبيل‪ ،‬فخرجت من ثيابه‪ ،‬فقال يوسف البن‪++‬ه م‪++‬رة‪ :‬م‪++‬ر إلى‬
‫جنب روبيل فمسه فمسه فذهب غضبه‪ ،‬فقال روبيل‪ :‬من هذا؟!‪...‬إن في ه‪++‬ذه‬
‫البالد لبزرا من بزر يعقوب‪ .‬قال يوسف عليه السالم‪ :‬ومن يعقوب؟ فغضب‬
‫روبيل فقال‪ :‬أيها الملك‪ ،‬ال تذكرن يعق‪++‬وب‪ ،‬فإن‪++‬ه بش‪++‬رى هلل ابن ذبيح هللا ابن‬
‫خليل هللا‪ ،‬فقال يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ :‬أنت إذا كنت ص‪++‬ادقا‪ ،‬ف‪++‬إذا أتيتم أب‪++‬اكم‬
‫فاقرؤوا عليه مني السالم وقولوا له‪ :‬إن مل‪++‬ك مص‪++‬ر ي‪++‬دعو ل‪++‬ك أن ال تم‪++‬وت‬
‫حتى ترى ابنك يوسف‪ ،‬حتى يعلم أبوكم أن في األرض صديقين مثله‪.‬‬
‫فلم‪++‬ا أيس‪++‬وا من‪++‬ه وأخ‪++‬رج لهم ش‪++‬معون وك‪++‬ان ق‪++‬د ارتهن‪++‬ه‪ ،‬خل‪++‬وا بينهم نجي‪++‬ا‬
‫يتناجون بينهم‪ ،‬قال كبيرهم ‪ -‬وهو روبي‪++‬ل ولم يكن ب‪++‬أكبرهم س‪++‬نا ولكن ك‪++‬ان‬
‫كبيرهم في العلم ‪{ : -‬ألم تعلم‪+‬وا أن أب‪+‬اكم ق‪+‬د أخ‪+‬ذ عليكم موثق‪+‬ا من هللا ومن‬
‫قبل ما فرطتم في يوسف؟ فلن أبرح األرض ح‪++‬تى ي‪++‬أذن لي أبي أو يحكم هللا‬
‫لي وهو خير الح‪++‬اكمين}‪ .‬فأق‪++‬ام روبي‪++‬ل بمص‪++‬ر‪ ،‬وأقب‪++‬ل التس‪++‬عة إلى يعق‪++‬وب‬
‫عليه السالم ف‪++‬أخبروه الخ‪++‬بر فبكى وق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا ب‪++‬ني‪ ،‬م‪++‬ا ت‪++‬ذهبون من م‪++‬رو إال‬
‫نقصتم واحدا‪ .‬ذهبتم فنقص‪++‬تم يوس‪++‬ف‪ ،‬ثم ذهبتم الثاني‪++‬ة فنقص‪++‬تم ش‪++‬معون‪ ،‬ثم‬
‫ذهبتم الثالثة فنقصتم بنيامين وروبيل‪{ ،‬فصبر جميل عسى هللا أن يأتيني بهم‬
‫جميع‪++‬ا إن‪++‬ه ه‪++‬و العليم الحكيم وت‪++‬ولى عنهم وق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا أس‪++‬فا على يوس‪++‬ف‪.‬‬
‫وابيض‪++‬ت عين‪+‬اه من الح‪++‬زن فه‪+‬و كظيم} من الغي‪+‬ظ‪{ .‬ق‪++‬الوا تاهلل تفت‪+‬ؤ ت‪+‬ذكر‬
‫يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين} الميتين‪{ .‬ق‪++‬ال إنم‪++‬ا أش‪++‬كو‬
‫بثي وحزني إلى هللا وأعلم من هللا ما ال تعلمون}‪.‬‬
‫قال‪ :‬أتى يوسف جبريل عليه السالم وهو في الس‪++‬جن فس‪++‬لم علي‪++‬ه وج‪++‬اءه في‬
‫صورة رجل حسن الوجه طيب الريح نقي الثياب فقال له يوسف‪ :‬أيها الملك‬
‫الحسن الوجه الك‪+‬ريم على رب‪+‬ه‪ ،‬الطيب ريح‪+‬ه‪ ،‬ح‪+‬دثني كي‪+‬ف يعق‪+‬وب؟ ق‪+‬ال‬
‫حزن عليك حزنا شديدا‪ .‬قال فما بلغ من حزنه‪ ،‬قال حزن سبعين مثكلة‪ .‬ق‪++‬ال‬
‫فما بلغ من أجره قال أجر سبعين شهيدا‪ .‬قال يوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ :‬ف‪++‬إلى من‬
‫أوى بعدي؟ قال إلى أخيك بينامين‪ .‬قال فتراني ألقاه؟ ق‪++‬ال نعم‪ .‬فبكى يوس‪++‬ف‬
‫عليه السالم لما لقي أبوه بعده ثم قال‪ :‬ما أبالي بما لقيت إن هللا أرانيه‪.‬‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬فلم‪++‬ا أخ‪++‬بروه ب‪++‬دعاء المل‪++‬ك أحس‪++‬ت نفس يعق‪++‬وب وق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا يك‪++‬ون في‬
‫األرض صديق إال ابني فطمع وق‪++‬ال‪ :‬لعل‪++‬ه يوس‪++‬ف‪ .‬ق‪++‬ال‪{ :‬ي‪++‬ا ب‪++‬ني‪ ،‬اذهب‪++‬وا‬
‫فتحسسوا من يوسف وأخي‪++‬ه} بمص‪++‬ر {وال تيأس‪++‬وا من روح هللا}‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬من‬
‫فرج هللا أن يرد يوسف‪ ،‬فلما رجعوا إليه {قالوا‪ :‬يا أيها العزيز‪ ،‬مسنا وأهلن‪++‬ا‬
‫الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فأوف لنا الكيل} بها كما كنت تعطينا بال‪++‬دراهم‬
‫الجيدة‪{ ،‬وتصدق علينا} تفضل ما بين الجياد والرديئة‪.‬‬
‫ق‪++‬ال لهم يوس‪++‬ف ‪ -‬ورحمهم عن‪++‬د ذل‪++‬ك ‪{ : -‬م‪++‬ا فعلتم بيوس‪++‬ف وأخي‪++‬ه إذ أنتم‬
‫جاهلون؟ قالوا‪ :‬أئنك ألنت يوسف‪ .‬قال‪ :‬أن‪++‬ا يوس‪++‬ف وه‪++‬ذا أخي}‪ .‬فاعت‪++‬ذروا‬
‫إليه‪{ ،‬قالوا تاهلل لقد آثرك هللا علينا وإن كنا لخ‪++‬اطئين‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ال ت‪+‬ثريب عليكم‬
‫اليوم} ال أذكر لكم ذنبكم {يغفر هللا لكم}‪.‬‬
‫ثم قال ما فعل أبي بعدي؟ قالوا عمي من الحزن‪{ .‬فقال اذهبوا بقميصي ه‪++‬ذا‬
‫فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا‪ ،‬وأتوني بأهلكم أجمعين}‪ .‬فق‪++‬ال يه‪++‬وذا أن‪++‬ا‬
‫ذهبت ب‪++‬القميص إلى يعق‪++‬وب علي‪++‬ه الس‪++‬الم وه‪++‬و متلطخ بال‪++‬دماء وقلت‪ :‬إن‬
‫يوسف قد أكله الذئب‪ ،‬وأنا أذهب بالقميص وأخ‪++‬بره أن يوس‪+‬ف علي‪+‬ه الس‪+‬الم‬
‫حي فأفرحه كما أحزنته‪ .‬فهو كان البشير‪.‬‬
‫فلما {فصلت العير} من مصر منطلقة إلى الشام وج‪++‬د يعق‪++‬وب علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫ريح يوسف عليه الس‪++‬الم فق‪++‬ال لب‪++‬ني بني‪++‬ه‪{ :‬إني ألج‪++‬د ريح يوس‪++‬ف ل‪++‬وال أن‬
‫تفندون}‪ .‬قال له بنو بنيه {تاهلل إن‪++‬ك لفي ض‪++‬اللك الق‪++‬ديم} من ش‪++‬أن يوس‪++‬ف‪،‬‬
‫{فلم‪++‬ا أن ج‪++‬اء البش‪++‬ير} وه‪++‬و يه‪++‬وذا‪ ،‬ألقى القميص على وجه‪++‬ه {فارت‪++‬د‬
‫بصيرا}‪ .‬قال لبنيه {ألم أقل لكم إني أعلم من هللا ما ال تعلمون؟!‪}...‬‬
‫ثم حملوا أهلهم وعيالهم فلما بلغوا مصر كلم يوسف عليه السالم الملك ال‪++‬ذي‬
‫فوقه‪ ،‬فخرج هو والملك يتلقونهم فلما لقيهم قال‪{ :‬ادخلوا مص‪++‬ر إن ش‪++‬اء هللا‬
‫آمنين}‪ .‬فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه أب‪++‬اه وخالت‪++‬ه ورفعهم‪++‬ا {على‬
‫العرش}‪ .‬قال‪ :‬السرير‪ ،‬فلما حض‪++‬ر يعق‪++‬وب الم‪++‬وت أوص‪++‬ى إلى يوس‪++‬ف أن‬
‫يدفنه عند إبراهيم‪ .‬فمات فنفح فيه المر‪ ،‬ثم حمله إلى الشام وقال يوسف عليه‬
‫الس‪++‬الم {رب ق‪++‬د آتيت‪++‬ني من المل‪++‬ك} إلى قول‪++‬ه {توف‪++‬ني مس‪++‬لما وألحق‪++‬ني‬
‫بالصالحين}‪.‬‬
‫قال ابن عباس رضي هللا عنهما هذا أول نبي س‪++‬أل هللا الم‪++‬وت وأخرج‪++‬ه ابن‬
‫جرير وابن أبي حاتم مفرقا في السورة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير ثن‪++‬ا وكي‪++‬ع ثن‪++‬ا عم‪++‬رو بن محم‪++‬د العبق‪++‬ري عن أس‪++‬باط عن‬
‫السدي وقال ابن أبي حاتم حدثنا عبد هللا بن سليمان بن األشعث ثن‪++‬ا الحس‪++‬ين‬
‫بن علي ثنا عامر بن الفرات عن أسباط عن السدي به‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا في قول‪++‬ه {إذ ق‪++‬الوا‬
‫ليوسف وأخ‪++‬وه} يع‪++‬ني بين‪++‬امين‪ ،‬وه‪++‬و أخ‪++‬و يوس‪++‬ف ألبي‪++‬ه وأم‪++‬ه‪ .‬وفي قول‪++‬ه‬
‫{ونحن عصبة} قال العصبة ما بين العشرة إلى األربعين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن ابن زيد رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ونحن‬
‫عصبة} قال‪ :‬العصبة الجماعة‪ .‬وفي قوله {إن أبانا لفي ضالل م‪++‬بين} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لفي خطأ من رأيه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪10‬‬
‫أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن‬
‫قتادة رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ق‪++‬ال قائ‪++‬ل منهم ال تقتل‪++‬وا يوس‪++‬ف} ق‪++‬ال‪ :‬كن‪++‬ا‬
‫نحدث أنه روبيل وهو أكبر إخوته‪ ،‬وهو ابن خالة يوسف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {قال قائل منهم ال تقتلوا يوسف} قال‪ :‬هو شمعون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ان عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫في قوله {قال قائل منهم ال تقتلوا يوسف وألقوه في غياب‪+‬ة الجب} ق‪++‬ال‪ :‬قال‪++‬ه‬
‫كبيرهم الذي تخلف‪ .‬قال‪ :‬والجب‪ ،‬بئر بالشام {يلتقطه بعض الس‪++‬يارة} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫التقطه ناس من األعراب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{وألقوه في غيابة الجب} يعني الركية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬الجب البئر‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه في قوله {وألقوه في غيابة الجب} قال‪ :‬هي بئر ببيت المقدس‪ .‬يقول‬
‫في بعض نواحيها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي هللا عنه قال‪ :‬الجب الذي جعل في‪++‬ه‬
‫يوسف عليه السالم بحذاء طبرية‪ ،‬بينه وبينها أميال‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن رضي هللا عنه أن‪++‬ه ق‪++‬رأ "تلتقط‪++‬ه‬
‫بعض السيارة" بالتاء‪.‬‬
‫@ اآليات ‪12 - 11‬‬
‫أخرج ابن المنذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن أبي قاس‪+‬م رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬رأ أب‪+‬و‬
‫رزين"ما لك ال تتمنا على يوسف" قال له عبيد بن نضلة لحنت قال‪ :‬ما لحن‬
‫من قرأ بلغة قومه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫"أرسله معنا غدا نرتع ونلعب" قال‪ :‬نسعى وننشط ونلهو‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر عن ه‪+‬رون رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬ك‪+‬ان أب‪+‬و‬
‫عمرو يقرأ {نرتع ونلعب} ب‪+‬النون فقلت ألبي عم‪+‬رو‪ :‬كي‪+‬ف يقول‪++‬ون‪ :‬نرت‪+‬ع‬
‫ونلعب وهم أنبياء؟!‪ ..‬قال‪ :‬لم يكونوا يومئذ أنبياء‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن الس‪++‬دي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {أرس‪++‬له معن‪++‬ا غ‪++‬دا يرت‪++‬ع‬
‫ويلعب} هو‪ ،‬يعني بالياء‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي هللا عنه أنه قرأ {يرتع} بالياء وكس‪++‬ر‬
‫العين‪ .‬قال يرعى غنمه ينظر ويعقل‪ ،‬ويعرف ما يعرف الرجل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د‬
‫رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه أن‪+‬ه ق‪+‬رأ {نرت‪+‬ع} ب‪+‬النون وكس‪+‬ر العين‪ .‬ق‪+‬ال يحف‪+‬ظ بعض‪+‬نا‬
‫بعضا‪ ،‬نتكاأل‪ ،‬نتحارس‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحكم بن عمر الرعيني قال‪ :‬بعثني خالد القس‪+‬ري إلى‬
‫قتادة أس‪+‬أله عن قول‪+‬ه "نرت‪+‬ع ونلعب" فق‪+‬ال قت‪+‬ادة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ال "نرت‪+‬ع‬
‫ونلعب" بكسر العين‪ .‬ثم قال‪ :‬الناس ال يرتعون إنما ترتع الغنم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مقات‪++‬ل بن حي‪++‬ان رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه ك‪++‬ان يقرؤوه‪++‬ا‬
‫"أرسله معنا غدا نلهو ونلعب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في المصاحف عن األع‪++‬رج رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه ق‪++‬رأ‬
‫"نرتعي" بالنون والياء {ويلعب} بالياء‪.‬‬
‫@ اآليات ‪14 - 13‬‬
‫أخرج أبو الشيخ وابن مردويه والسلفي في الطيوريات عن ابن عمر رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ال تلقنوا الناس فيك‪+‬ذبوا‪،‬‬
‫فإن بني يعق‪++‬وب لم يعلم‪++‬وا أن ال‪++‬ذئب يأك‪++‬ل الن‪++‬اس‪ ،‬فلم‪++‬ا لقنهم أب‪++‬وهم ك‪++‬ذبوا‬
‫فقالوا أكله الذئب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مجلز رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ال ينبغي ألح‪++‬د أن‬
‫يلقن ابنه الشر‪ ،‬فإن بني يعقوب لم يدروا أن الذئب يأكل الناس حتى ق‪++‬ال لهم‬
‫أبوهم إني (أخاف أن يأكله الذئب)‪.‬‬
‫@ اآلية ‪15‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه في قوله {وأوحينا إليه‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬أوحى إلى يوسف عليه السالم‬
‫وهو في الجب‪ ،‬لتنبئن إخوتك بما صنعوا وهم ال يشعرون بذلك الوحي‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫قتادة رضي هللا عنه في قوله {وأوحينا إليه} اآلية‪ .‬قال‪ :‬أوحى هللا إليه وحي‪++‬ا‬
‫وهو في الجب‪ ،‬أن ستنبئهم بما صنعوا وهم ‪ -‬أي إخوته ‪ -‬ال يشعرون ب‪++‬ذلك‬
‫الوحي‪ ،‬فهون ذلك الوحي عليه ما صنع به‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{وهم ال يشعرون} قال‪ :‬ال يشعرون أنه أوحي إليه‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن جري‪+++‬ر عن ابن ج‪+++‬ريج رض‪+++‬ي هللا عن‪+++‬ه في قول‪+++‬ه {وهم ال‬
‫يشعرون} يقول‪ :‬ال يشعرون أنه يوسف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫دخل إخ‪++‬وة يوس‪+‬ف على يوس‪+‬ف فع‪+‬رفهم وهم ل‪++‬ه منك‪+‬رون‪ .‬جيء بالص‪++‬واع‬
‫فوضعه على يده‪ ،‬ثم نقره فطن فقال‪ :‬إنه ليخبرني هذا الجام أنه ك‪++‬ان لكم أخ‬
‫من أبيكم يقال له يوسف‪ ،‬ي‪++‬دين دينكم‪ ،‬وأنكم انطلقتم ب‪++‬ه ف‪++‬ألقيتموه في غياب‪++‬ة‬
‫الجب‪ ،‬فأتيتم أباكم فقلتم أن الذئب أكل‪+‬ه وجئتم على قميص‪+‬ه ب‪+‬دم ك‪+‬ذب‪ .‬فق‪+‬ال‬
‫بعض‪++‬هم لبعض إن ه‪++‬ذا الج‪++‬ام ليخ‪++‬بره خ‪++‬بركم‪ .‬ق‪++‬ال ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما‪ :‬فال نرى هذه اآلي‪++‬ة ن‪++‬زلت إال في ذل‪++‬ك {لتن‪++‬بئهم ب‪++‬أمرهم ه‪++‬ذا وهم ال‬
‫يشعرون}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه عن ابن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬لم‪+‬ا ألقي يوس‪+‬ف في الجب أت‪+‬اه جبري‪+‬ل علي‪+‬ه الس‪+‬الم‬
‫فقال ل‪+‬ه‪ :‬ي‪+‬ا غالم‪ ،‬من ألق‪+‬اك في ه‪+‬ذا الجب؟ ق‪+‬ال‪ :‬إخ‪+‬وتي‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬ولم؟ ق‪+‬ال‪:‬‬
‫لمودة أبي إياي حسدوني‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬تري‪++‬د الخ‪++‬روج من ههن‪++‬ا؟ ق‪++‬ال‪ :‬ذاك إلى إل‪++‬ه‬
‫يعق‪++‬وب‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ل اللهم إني أس‪++‬ألك باس‪++‬مك المخ‪++‬زون والمكن‪++‬ون‪ ،‬ي‪++‬ا ب‪++‬ديع‬
‫السموات واألرض‪ ،‬يا ذا الجالل واإلكرام أن تغفر لي ذنبي وترحمني‪ ،‬وأن‬
‫تجع‪+‬ل لي من أم‪+‬ري فرج‪++‬ا ومخرج‪++‬ا‪ ،‬وأن ترزق‪++‬ني من حيث أحتس‪+‬ب ومن‬
‫حيث ال أحتسب‪ .‬فقالها‪ ،‬فجعل هللا له من أمره فرج‪++‬ا ومخرج‪++‬ا ورزق‪++‬ه مل‪++‬ك‬
‫مصر من حيث ال يحتسب‪ ،‬فقال النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪ :‬ألظ‪++‬وا به‪++‬ؤالء‬
‫الكلمات‪ ،‬فإنهن دعاء المصطفين األخيار"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي بك‪++‬ر بن عي‪++‬اش رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬كان يوسف عليه السالم في الجب ثالثة أيام‪.‬‬
‫@اآليات ‪17 - 16‬‬
‫أخرج ابن المنذر عن الشعبي رضي هللا عنه قال‪ :‬ج‪++‬اءت ام‪++‬رأة إلى ش‪++‬ريح‬
‫رضي هللا عنه تخاصم في شيء‪ ،‬فجعلت تبكي‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا أبا أمية‪ ،‬أما تراها‬
‫تبكي؟ فقال‪ :‬قد جاء إخوة يوسف أباهم عشاء يبكون‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه {وم‪+‬ا أنت بم‪+‬ؤمن لن‪+‬ا} ق‪++‬ال‬
‫بمصدق لنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي هللا عنه في قوله {وما أنت بم‪++‬ؤمن‬
‫لن‪++‬ا ول‪++‬و كن‪++‬ا ص‪++‬ادقين} ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت على كالم الع‪++‬رب‪ .‬كقول‪++‬ك‪ :‬ال تص‪++‬دق‬
‫بالصدق ولو كنت صادقا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪18‬‬
‫أخ‪+‬رج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق وابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪+‬اتم عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {وجاؤوا على قميصه بدم كذب} قال‪ :‬كان دم سخلة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {بدم كذب} قال‪ :‬كان‬
‫ذلك الدم كذبا لم يكن دم يوسف‪ ،‬كان دم سخلة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أخذوا ظبيا ف‪+‬ذبحوه فلطخ‪+‬وا ب‪+‬ه القميص‪ ،‬فجع‪+‬ل يعق‪+‬وب علي‪+‬ه الس‪+‬الم يقلب‬
‫القميص فيقول‪ :‬ما أرى أثر أثر ناب وال ظفر‪ ،‬إن هذا الس‪++‬بع رحيم‪ .‬فع‪++‬رف‬
‫أنهم كذبوه‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن‬
‫عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {وج‪++‬اؤوا على قميص‪++‬ه ب‪++‬دم ك‪++‬ذب} ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا أتي‬
‫يعقوب بقميص يوسف عليه السالم فلم ير فيه خرقا‪ ،‬قال كذبتم‪ ،‬لو كان كم‪++‬ا‬
‫تقولون أكله الذئب لخرق القميص‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لما جيء بقميص يوسف عليه السالم إلى يعق‪++‬وب علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬جع‪++‬ل يقلب‪++‬ه‬
‫فيرى أثر الدم وال يرى فيه شقا وال خرقا‪ ،‬فقال‪ :‬يا بني‪ ،‬وهللا م‪++‬ا كنت أعه‪++‬د‬
‫الذئب حليما إذ أكل ابني وأبقى قميصه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الشعبي رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ذبح‪++‬وا ج‪++‬ديا ولطخ‪++‬وه‬
‫بدمه‪ ،‬فلما نظر يعقوب إلى القميص ص‪++‬حيحا‪ ،‬ع‪++‬رف أن الق‪++‬وم ك‪++‬ذبوه فق‪++‬ال‬
‫لهم‪ :‬إن كان هذا الذئب لحليما حيث رحم القميص ولم يرحم ابني‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬لم‪+‬ا أت‪+‬وا ن‪+‬بي هللا يعق‪+‬وب‬
‫بقميصه قال‪ :‬ما أرى أثر سبع وال طعن وال خرق‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و عب‪++‬د هللا محم‪++‬د بن إب‪++‬راهيم الجرج‪++‬اني في أمالي‪++‬ه‪ ،‬عن ربيع‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬لما أتى يعقوب عليه السالم فقيل‪ :‬إن يوسف عليه السالم‬
‫أكله الذئب‪ .‬دعا الذئب فقال‪ :‬أكلت قرة عيني وثم‪++‬رة ف‪++‬ؤادي‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬لم أفع‪++‬ل‪.‬‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬فمن أين جئت‪ ،‬ومن أين تري‪++‬د؟ ق‪++‬ال‪ :‬جئت من أرض مص‪++‬ر‪ ،‬وأري‪++‬د‬
‫أرض جرجان‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فم‪++‬ا يعني‪++‬ك به‪++‬ا؟ ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت األنبي‪++‬اء عليهم الص‪++‬الة‬
‫والسالم قبلك يقولون‪ :‬من زار حميما أو قريبا‪ ،‬كتب هللا له بكل خط‪++‬وة أل‪++‬ف‬
‫حسنة وحط عنه ألف سيئة يرفع له ألف درجة‪ .‬فدعا بني‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬اكتب‪++‬وا ه‪++‬ذا‬
‫الحديث‪ ،‬فأبى أن يحدثهم‪ .‬فقال‪ :‬ما لك ال تحدثهم؟ فقال‪ :‬إنهم عصاة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مبارك قال‪ :‬سئل ابن سيرين عن رجل رأى في المنام‬
‫أنه يستاك‪ ،‬كلما أخرج السواك رأى عليه دما‪ .‬قال‪ :‬اتق هللا وال تكذب‪ .‬وق‪++‬رأ‬
‫{وجاؤوا على قميصه بدم كذب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{بل سولت لكم أنفسكم أمرا} قال‪ :‬أمرتكم أنفسكم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ب‪++‬ل‬
‫سولت لكم أنفسكم أمرا} يق‪++‬ول‪ :‬ب‪++‬ل زينت لكم أنفس‪++‬كم أم‪++‬را {فص‪++‬بر جمي‪++‬ل‬
‫وهللا المستعان على ما تصفون} أي على ما تكذبون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الص‪++‬بر‪ ،‬وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي‬
‫حاتم عن حيان بن أبي حيلة رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ئل رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم عن قوله {فصبر جميل} قال‪ :‬ال شكوى فيه من بث ولم يصبر‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬وأبو‬
‫الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فص‪++‬بر جمي‪++‬ل} ق‪++‬ال‪ :‬ليس في‪++‬ه‬
‫جزع‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي هللا عنه قال‪ :‬الصبر الجمي‪++‬ل‪ ،‬ال‪++‬ذي‬
‫ليس فيه شكوى إال إلى هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن الث‪++‬وري‪ ،‬عن بعض‬
‫الص‪++‬حابة ق‪++‬ال‪ :‬يق‪++‬ال ثالث‪++‬ة من الص‪++‬بر‪ :‬أن ال تح‪++‬دث بم‪++‬ا يوجع‪++‬ك‪ ،‬وال‬
‫بمصيبتك‪ ،‬وال تزكي نفسك‪.‬‬
‫@ اآلية ‪19‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن الضحاك في اآلية قال‪ :‬جاءت‬
‫س‪++‬يارة ف‪++‬نزلت على الجب فأرس‪++‬لوا واردهم فاس‪++‬تقى من الم‪++‬اء فاس‪++‬تخرج‬
‫يوسف‪ ،‬فاستبشروا بأنهم أصابوا غالم‪++‬ا‪ ،‬ال يعلم‪++‬ون علم‪++‬ه وال منزلت‪++‬ه عن‪++‬د‬
‫ربه‪ ،‬فزهدوا فيه فباعوه‪ ،‬وكان بيعه حراما وباعوه بدراهم معدودة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن قت‪++‬ادة‬
‫رضي هللا عنه في قوله {فأرسلوا واردهم} يق‪++‬ول‪ :‬فأرس‪++‬لوا رس‪++‬ولهم ف‪++‬أدلى‬
‫دلوه‪ ،‬فتشبث الغالم بالدلو‪ ،‬فلما خرج قال‪ :‬يا بشراي‪ ،‬هذا غالم تباش‪++‬روا ب‪++‬ه‬
‫حين استخرجوه‪ :‬وهي بئر ببيت المقدس معلوم مكانها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي روق في قوله[يا بشراي] قال‪ :‬يا بشارة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر من طري‪++‬ق أبي عبي‪++‬د ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت الكس‪++‬ائي يح‪++‬دث عن‬
‫حمزة عن األعمش وأبي بكر‪ ،‬عن عاصم أنهم‪++‬ا ق‪++‬رآ {ي‪++‬ا بش‪++‬رى} بإرس‪++‬ال‬
‫الياء غير مضاف إليه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي في‬
‫قوله {يا بشرى} قال‪ :‬كان اسم صاحبه بشرى‪ .‬قال‪ :‬يا بشرى‪ ،‬كما تقول ي‪++‬ا‬
‫زيد‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الشعبي في قوله {يا بشرى} قال كان اسمه بشرى‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {وأس‪++‬روه‬
‫بضاعة} يعني إخ‪+‬وة يوس‪+‬ف‪ ،‬أس‪+‬روا ش‪+‬أنه وكتم‪+‬وا أن يك‪+‬ون أخ‪+‬اهم‪ ،‬وكتم‬
‫يوسف مخافة أن يقتله إخوته‪ ،‬واختار البيع‪ ،‬فباعه إخوته بثمن بخس‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫{وأسروه بضاعة} قال‪ :‬أسروا بيعه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وأس‪++‬روه‬
‫بضاعة} قال‪ :‬أسره التجار بعضهم من بعض‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {وأسروه بضاعة} ق‪++‬ال‪ :‬ص‪++‬احب ال‪++‬دلو‬
‫ومن معه‪ ،‬فقالوا ألص‪++‬حابهم‪ :‬إن‪++‬ا استبض‪++‬عناه خفي‪++‬ة أن يستش‪++‬ركوكم في‪++‬ه إن‬
‫عملوا به وأتبعهم إخوته‪ ،‬يقولون للمدلي وأصحابه‪ :‬اس‪++‬توثقوا من‪++‬ه ال ي‪++‬أبقن‪،‬‬
‫حتى وثقوه بمصر فقال‪ :‬من يبتاعني ويستسر؟ فابتاعه الملك والملك مسلم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪20‬‬
‫أخ‪+++‬رج ابن جري‪+++‬ر وابن المن‪+++‬ذر‪ ،‬عن مجاه‪+++‬د رض‪+++‬ي هللا عن‪+++‬ه في قول‪+++‬ه‬
‫{وشروه} قال‪ :‬إخوة يوسف باعوه حين أخرج المدلي دلوه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما‬
‫في قوله {وشروه} قال‪ :‬بيع بينهما بثمن بخس‪ .‬قال‪ :‬حرام‪ ،‬لم يحل لهم بيعه‬
‫وال أكل ثمنه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة {وشروه بثمن بخس} قال‪ :‬هم السيارة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن الضحاك رضي هللا عن‪++‬ه {وش‪++‬روه بثمن‬
‫بخس} قال‪ :‬باعوه بثمن حرام‪ ،‬كان بيعه حراما وشراؤه حراما‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وش‪++‬روه‬
‫بثمن بخس} قال‪ :‬البخس‪ ،‬هو الظلم‪ .‬وكان بي‪++‬ع يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم وثمن‪++‬ه‬
‫حراما عليهم‪ ،‬وبيع بعشرين درهما‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن علي بن أبي ط‪++‬الب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه قض‪++‬ى في‬
‫اللقيط أنه حر {وشروه بثمن بخس}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن إب‪++‬راهيم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬أن‪++‬ه ك‪++‬ره الش‪++‬راء وال‪++‬بيع‬
‫للبدوي وتال هذه اآلية {وشروه بثمن بخس}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {بثمن بخس} ق‪++‬ال‬
‫البخس القليل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪+‬ذر‪ ،‬عن الش‪+‬عبي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬البخس‪،‬‬
‫القليل‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ش‪+++‬يبة وابن جري‪+++‬ر وابن المن‪+++‬ذر والط‪+++‬براني والح‪+++‬اكم‬
‫وصححه‪ ،‬عن ابن مسعود رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬إنم‪+‬ا اش‪+‬تري يوس‪+‬ف علي‪+‬ه‬
‫السالم بعشرين درهما‪ ،‬وكان أهله حين أرسل إليهم بمصر ثلثمائ‪++‬ة وتس‪++‬عين‬
‫إنسانا‪ ،‬رجالهم أنبياء‪ ،‬ونساؤهم صديقات‪ ،‬وهللا ما خرجوا م‪++‬ع موس‪++‬ى علي‪++‬ه‬
‫السالم حتى بلغوا ستمائة ألف وسبعين ألفا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {دراهم معدودة} قال‪ :‬عشرون درهما‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {دراهم معدودة} قال‪ :‬اثنان وعشرون درهما ألخوة‬
‫يوسف‪ ،‬أحد عشر رجال‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن نوف الشامي البكالي مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن عطية رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {دراهم معدودة} قال‪ :‬عشرون درهما‪ ،‬كانوا عش‪++‬رة اقتس‪++‬موا درهمين‬
‫درهمين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن نعيم بن أبي هن‪++‬د {دراهم مع‪++‬دودة} ق‪++‬ال‪ :‬ثالث‪++‬ون‬
‫درهما‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة في قول‪++‬ه {بثمن‬
‫بخس} قال‪ :‬البخس‪ ،‬القليل‪{ .‬دراهم معدودة} قال‪ :‬أربعون درهما‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن الض‪+‬حاك‬
‫رضي هللا عنه في قوله {وكانوا فيه من الزاهدين} قال‪ :‬إخوته‪ ،‬زه‪++‬دوا في‪++‬ه‬
‫لم يعلموا بنبوته وال بمنزلته من هللا ومكانه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪21‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن محمد بن إسحق رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الذي اشتراه ظيفر بن روحب‪ ،‬وكان اسم امرأته راعيل بنت رعائيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما‬
‫قال‪ :‬لما باع يوسف صاحبه الذي باعه من العزيز ‪ -‬واسمه مالك بن ذع‪++‬ر ‪-‬‬
‫قال حين باعه‪ :‬من أنت؟ ‪ -‬وكان مالك من مدين ‪ -‬ف‪++‬ذكر ل‪++‬ه يوس‪++‬ف من ه‪++‬و‬
‫وابن من ه‪++‬و‪ ،‬فعرف‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬ل‪++‬و كنت أخبرت‪++‬ني لم أبع‪++‬ك‪ .‬ادع لي‪ ،‬ف‪++‬دعا ل‪++‬ه‬
‫يوسف فقال‪ :‬بارك هللا لك في أهلك‪ .‬قال‪ :‬فحملت امرأت‪++‬ه اث‪++‬ني عش‪++‬ر بطن‪++‬ا‪،‬‬
‫في كل بطن غالمان‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{أكرمي مثواه} قال‪ :‬منزلته‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة مثله‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر‬
‫وابن أبي حاتم والطبراني وأب‪+‬و الش‪+‬يخ والح‪+‬اكم وص‪+‬ححه‪ ،‬عن ابن مس‪+‬عود‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬أفرس الناس ثالثة‪ :‬العزيز حين تفرس في يوس‪+‬ف فق‪++‬ال‬
‫المرأته‪ :‬أك‪++‬رمي مث‪++‬واه عس‪++‬ى أن ينفعن‪++‬ا أو نتخ‪++‬ذه ول‪++‬دا‪ ،‬والم‪++‬رأة ال‪++‬تي أتت‬
‫موسى فقالت ألبيها‪ :‬يا أبت‪ ،‬استأجره‪ ،‬وأبو بكر حين استخلف عمر‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬بلغن‪++‬ا أن‬
‫العزيز كان يلي عمال من أعمال الملك‪ .‬وقال الكلبي‪ :‬ك‪++‬ان خب‪++‬ازه وص‪++‬احب‬
‫شرابه وصاحب دوائه وصاحب السجن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ولنعلم‪++‬ه من تأوي‪++‬ل األح‪++‬اديث} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫عبارة الرؤيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن سعيد بن جب‪++‬ير في قول‪++‬ه {وهللا غ‪++‬الب‬
‫على أمره} قال‪ :‬فعال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد {وهللا غالب على أمره} قال‪ :‬لغة عربية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وهللا غ‪++‬الب على أم‪++‬ره}‬
‫قال‪ :‬لما يريد أن يبلغ يوسف‪.‬‬
‫@ اآلية ‪22‬‬
‫أخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي حاتم وابن األنباري في كت‪+‬اب‬
‫األضداد‪ ،‬والطبراني في األوسط‪ ،‬وابن مردويه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {ولما بلغ أشده} قال‪ :‬ثالثا وثالثين سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي هللا عنه في قوله {بلغ أش‪++‬ده} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫خمسا وعشرين سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن السدي رضي هللا عنه في قوله {بلغ أش‪++‬ده} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ثالثين سنة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {ولم‪++‬ا بل‪++‬غ أش‪++‬ده} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫عشرين سنة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {بل‪++‬غ‬
‫أشده} قال‪ :‬عشر سنين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ربيعة في قوله {بلغ أشده} قال‪ :‬الحلم‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم عن الشعبي رضي هللا عنه‬
‫قال‪ :‬ألشد الحلم‪ ،‬إذا كتبت له الحسنات وكتبت عليه السيئات‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عنه في قوله {آتيناه‬
‫حكما وعلما} قال‪ :‬هو الفقه والعلم والعقل قبل النبوة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {وك‪++‬ذلك نج‪++‬زي‬
‫المحسنين} يقول‪ :‬المهتدين‪.‬‬
‫@ اآلية ‪23‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {وراودت‪++‬ه ال‪++‬تي ه‪++‬و في‬
‫بيتها} قال‪ :‬هي امرأة العزيز‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وراودت‪++‬ه ال‪++‬تي‬
‫هو في بيتها عن نفسه} قال‪ :‬حين بلغ مبلغ الرجال‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق والبخ‪++‬اري وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫والطبراني وأبو الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن أبي وائ‪++‬ل رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قرأها عب‪++‬د هللا {هيت ل‪++‬ك} بفتح اله‪++‬اء والت‪++‬اء‪ ،‬فقلن‪++‬ا ل‪++‬ه‪ :‬إن ناس‪++‬ا يقرؤونه‪++‬ا‬
‫{هيت لك} فقال‪ :‬دعوني‪ ،‬فإني أقرأ كما أقرئت أحب إلي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والحاكم وص‪++‬ححه عن ابن مس‪++‬عود رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬أن‪++‬ه‬
‫قرأ {هيت لك} بنصب الهاء والتاء وال يهمز‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬أقرأني رس‪+‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم {هيت لك} يعني "هلم لك"‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم من ط‪++‬رق عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما‪ ،‬أنه كان يقرأ كما يق‪++‬رأ عب‪++‬د هللا {هيت ل‪++‬ك} وق‪++‬ال‪:‬‬
‫هلم لك‪ ،‬تدعوه إلى نفسها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {هيت لك} قال‪ :‬هلم لك‪ ،‬وهي بالحورانية‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن جري‪+‬ر عن الس‪+‬دي رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه {هيت ل‪+‬ك} ق‪+‬ال‪ :‬هلم ل‪+‬ك‪،‬‬
‫وهي بالقبطية هنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {هيت ل‪++‬ك} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫تعال‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {هيت‬
‫لك} قال‪ :‬ألقت نفسها واستلقت له‪ ،‬ودعته إلى نفسها‪ ،‬وهي لغة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {هيت لك} قال‪ :‬ألقت بنفسها واستلقت له‪ ،‬لغ‪++‬ة عربي‪++‬ة ت‪++‬دعوه به‪++‬ا إلى‬
‫نفسها‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن يح‪++‬يى بن وث‪++‬اب أن‪++‬ه قرأه‪++‬ا‬
‫{هيت لك} يعني بكسر الهاء وضم التاء يعني تهيأت لك‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما‬
‫أنه قرأ {هئت لك} مكسورة الهاء مضمومة التاء مهموزة‪ .‬قال‪ :‬تهيأت لك‪.‬‬
‫وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي هللا عنه‪ ،‬أن نافع بن األزرق قال ل‪++‬ه‪:‬‬
‫أخبرني عن قوله عز وجل {هيت لك} قال‪ :‬تهيأت ل‪++‬ك‪ .‬قم ف‪++‬اقض حاجت‪++‬ك‪.‬‬
‫قال‪ :‬وهل تعرف العرب ذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬أما سمعت أحيحة األنص‪++‬اري وه‪++‬و‬
‫يقول‪:‬‬
‫به أحمي المصاب إذا دعال * إذا ما قيل لألبطال هيتا‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن أبي وائل رضي هللا عنه‪ ،‬أن‪++‬ه ك‪++‬ان يق‪++‬رأ‬
‫{هئت لك} رفع‪ ،‬أي تهيأت لك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عكرمة عن زر بن حبيش رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‪ ،‬أن‪+‬ه ك‪+‬ان‬
‫يقرأ {هيت ل‪+‬ك} نص‪+‬با‪ ،‬أي هلم ل‪+‬ك‪ .‬وق‪+‬ال أب‪+‬و عبي‪+‬د ك‪+‬ذلك‪ .‬ك‪+‬ان الكس‪+‬ائي‬
‫يحكيها قال‪ :‬هي لغة ألهل نجد‪ ،‬وقعت إلى الحجاز معناها‪ :‬تعال‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر عن عب‪++‬د هللا بن ع‪++‬امر اليحص‪++‬بي رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه‪ ،‬أنه قرأ {هيت لك} بكسر الهاء وفتح التاء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن مجاهد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن‪++‬ه ربي} ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬يدي‪ ،‬يع‪++‬ني زوج‬
‫المرأة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪++‬ذر عن أبي بك‪++‬ر بن عي‪++‬اش رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن‪++‬ه‬
‫ربي} قال‪ :‬يعني زوجها‪.‬‬
‫@ اآلية ‪24‬‬
‫أخرج عبد الرزاق والفريابي وس‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‬
‫وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما قال‪ :‬لما همت ب‪++‬ه‪ ،‬ت‪++‬زينت ثم اس‪++‬تلقت على فراش‪++‬ها‪ ،‬وهم به‪++‬ا وجلس‬
‫بين رجليها يحل تبانه‪ ،‬نودي من السماء‪ :‬يا بن يعقوب‪ ،‬ال تكن كطائر ينتف‬
‫ريشه‪ ،‬فبقي ال ريش له‪ ،‬فلم يتع‪+‬ظ على الن‪+‬داء ش‪+‬يئا ح‪++‬تى رأى بره‪++‬ان رب‪+‬ه‬
‫جبريل عليه السالم في صورة يعقوب عاضا على أصبعيه‪ ،‬فف‪++‬زع فخ‪++‬رجت‬
‫شهوته من أنامله‪ ،‬فوثب إلى الباب فوجده مغلقا‪ ،‬فرفع يوسف رجله فضرب‬
‫بها الباب األدنى فانفرج ل‪++‬ه‪ ،‬واتبعت‪++‬ه فأدركت‪++‬ه‪ ،‬فوض‪++‬عت ي‪++‬ديها في قميص‪++‬ه‬
‫فشقته حتى بلغت عضلة ساقه‪ ،‬فألفيا سيدها لدى الباب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن ابن عباس رضي هللا‬
‫عنهما‪ ،‬أنه سئل عن هم يوسف علي‪+‬ه الس‪+‬الم‪ ،‬م‪+‬ا بل‪+‬غ؟ ق‪+‬ال‪ :‬ح‪+‬ل الهمي‪+‬ان ‪-‬‬
‫يعني السراويل ‪ -‬وجلس منها مجلس الخاتن‪ ،‬فص‪++‬يح ب‪++‬ه ي‪++‬ا يوس‪++‬ف‪ ،‬ال تكن‬
‫كالطير له ريش‪ ،‬فإذا زنى قعد ليس له ريش‪.‬‬
‫وأخرج أبو نعيم في الحلية عن علي بن أبي طالب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{ولقد همت به وهم بها} قال‪ :‬طمعت فيه وطمع فيه‪++‬ا‪ ،‬وك‪++‬ان من الطم‪++‬ع أن‬
‫هم بح‪++‬ل التك‪++‬ة‪ ،‬فق‪++‬امت إلى ص‪++‬نم مكل‪++‬ل بال‪++‬در والي‪++‬اقوت في ناحي‪++‬ة ال‪++‬بيت‪،‬‬
‫فسترته بثوب أبيض بينها وبينه‪ ،‬فقال‪ :‬أي شيء تصنعين؟! فق‪++‬الت‪ :‬أس‪++‬تحي‬
‫من إلهي أن يراني على هذه الصورة‪ .‬فقال يوسف عليه السالم‪ :‬تستحين من‬
‫صنم ال يأكل وال يشرب‪ ،‬وال أس‪+‬تحي أن‪+‬ا من إلهي ال‪++‬ذي ه‪++‬و ق‪++‬ائم على ك‪+‬ل‬
‫نفس بما كسبت؟!‪...‬ثم قال‪ :‬ال تنالينها مني أبدا‪ .‬وهو البرهان الذي رأى‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن‬
‫مجاهد رضي هللا عنه في قوله {وهم بها} قال‪ :‬حل سراويله حتى بلغ ثنت‪++‬ه‪،‬‬
‫وجلس منها مجلس الرجل من امرأته‪ ،‬فمثل له يعقوب عليه السالم‪ ،‬فضرب‬
‫بيده على صدره فخرجت شهوته من أنامله‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ والح‪+‬اكم وص‪+‬ححه عن ابن‬
‫عب‪+‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪++‬ه {ل‪++‬وال أن رأى بره‪++‬ان رب‪+‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬رأى‬
‫صورة أبيه يعقوب في وسط البيت عاضا على إبهام‪++‬ه‪ ،‬ف‪++‬أدبر هارب‪++‬ا وق‪++‬ال‪:‬‬
‫وحقك يا أبت ال أعود أبدا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ عن عكرم‪+‬ة وس‪+‬عيد بن جب‪+‬ير‬
‫في قوله {لوال أن رأى برهان ربه} قال‪ :‬حل السراويل وجلس منه‪++‬ا مجلس‬
‫الخاتن‪ ،‬فرأى صورة فيها وجه يعق‪++‬وب عاض‪++‬ا على أص‪++‬ابعه‪ ،‬ف‪++‬دفع ص‪++‬دره‬
‫فخرجت الشهوة من أنامله‪ ،‬فكل ولد يعقوب ق‪+‬د ول‪+‬د ل‪+‬ه اثن‪+‬ا عش‪+‬ر ول‪+‬دا‪ ،‬إال‬
‫يوسف عليه السالم فإنه نقص بتلك الشهوة ولدا‪ ،‬ولم يولد له غير أحد عش‪++‬ر‬
‫ولدا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {ل‪++‬وال‬
‫أن رأى برهان ربه} قال‪ :‬تمثل له يعق‪++‬وب علي‪++‬ه الس‪++‬الم فض‪++‬رب في ص‪++‬در‬
‫يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬فط‪++‬ارت ش‪++‬هوته من أط‪++‬راف أنامل‪++‬ه‪ ،‬فول‪++‬د لك‪++‬ل ول‪++‬د‬
‫يعقوب اثنا عشر ذكرا‪ ،‬غير يوسف لم يولد له إال غالمان‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {ل‪++‬وال أن رأى بره‪++‬ان رب‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬رأى يعق‪++‬وب عاض‪++‬ا على أص‪++‬ابعه‬
‫يقول‪ :‬يوسف يوسف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫اآلية قال‪ :‬رأى آية من آيات ربه‪ ،‬حجزه هللا بها عن معص‪++‬يته‪ .‬ذك‪++‬ر لن‪++‬ا أن‪++‬ه‬
‫مثل له يعقوب عاض‪+‬ا على أص‪+‬بعيه وه‪+‬و يق‪+‬ول ل‪+‬ه‪ :‬ي‪+‬ا يوس‪+‬ف‪ ،‬أتهم بعم‪+‬ل‬
‫الس‪++‬فهاء وأنت مكت‪++‬وب في األنبي‪++‬اء؟ ف‪++‬ذلك البره‪++‬ان‪ ،‬ف‪++‬انتزع هللا ك‪++‬ل ش‪++‬هوة‬
‫كانت في مفاصله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ عن محم‪+‬د بن س‪+‬يرين رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه في قول‪++‬ه {ل‪++‬وال أن رأى بره‪++‬ان رب‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬مث‪++‬ل ل‪++‬ه يعق‪++‬وب علي‪++‬ه‬
‫السالم عاضا على أصبعيه يقول‪ :‬يوس‪++‬ف بن يعق‪++‬وب بن إس‪++‬حق بن إب‪++‬راهيم‬
‫خليل الرحمن‪ ،‬اسمك في األنبياء وتعمل عمل السفهاء؟!‪...‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬رأى صورة يعقوب عليه السالم في الجدار‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬زعموا أن سقف البيت انفرج‪ ،‬فرأى يعقوب عاضا على‬
‫أصبعيه‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحمد في زوائ‪++‬د الزه‪++‬د‪ ،‬عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {ولقد همت به وهم بها لوال أن رأى برهان ربه} قال‪ :‬لما هم قي‪++‬ل ل‪++‬ه‪:‬‬
‫يوسف‪ ،‬ارفع رأسك‪ .‬فرفع رأسه فإذا هو بصورة في سقف ال‪++‬بيت تق‪++‬ول‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫يوسف‪ ،‬أنت مكتوب في األنبياء‪ ،‬فعصمه هللا عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبي‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن أبي ص‪++‬الح رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬رأى صورة يعقوب في سقف البيت تقول‪ :‬يوسف‪ ،‬يوسف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير من طريق الزهري‪ ،‬أن حميد بن عبد ال‪++‬رحمن أخ‪++‬بره أن‬
‫البرهان الذي رأى يوسف عليه السالم‪ ،‬هو يعقوب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر عن القاس‪++‬م بن أبي ب‪++‬زة ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬ودي‪ :‬ي‪++‬ا ابن يعق‪++‬وب‪ ،‬ال‬
‫تكونن ك‪++‬الطير ل‪++‬ه ريش‪ ،‬ف‪++‬إذا زنى قع‪++‬د ليس ل‪++‬ه ريش‪ .‬فلم يع‪++‬رض للن‪++‬داء‪،‬‬
‫وقع‪+‬د فرف‪+‬ع رأس‪+‬ه ف‪+‬رأى وج‪+‬ه يعق‪+‬وب عاض‪+‬ا على أص‪+‬بعه‪ ،‬فق‪+‬ام مرعوب‪+‬ا‬
‫استحياء من أبيه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن علي بن بديم‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان يول‪++‬د لك‪++‬ل رج‪++‬ل منهم اثن‪++‬ا‬
‫عشر‪ ،‬اثنا عشر‪ ،‬إال يوسف عليه السالم ولد له أحد عشر‪ ،‬من أجل ما خرج‬
‫من شهوته‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن شمر بن عطية قال‪ :‬نظر يوسف إلى ص‪++‬ورة يعق‪++‬وب‬
‫عاضا على أصبعه يقول‪ :‬يا يوسف‪ ،‬فذاك حيث كف وقام‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬يزعم‪++‬ون أن‪++‬ه مث‪++‬ل ل‪++‬ه‬
‫يعقوب عليه السالم‪ ،‬فاستحيا منه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن األوزاعي قال‪ :‬كان ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫يق‪++‬ول‪ :‬في قول‪++‬ه {ل‪++‬وال أن رأى بره‪++‬ان رب‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬رأى آي‪++‬ة من كت‪++‬اب هللا‬
‫فنهته‪ ،‬مثلت له في جدار الحائط‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن محم‪+‬د بن كعب الق‪++‬رظي رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬البرهان الذي رأى يوسف عليه الس‪++‬الم‪ ،‬ثالث آي‪++‬ات من كت‪++‬اب هللا‬
‫(وإن عليكم لحافظون كراما كاتبين يعلمون م‪++‬ا تفعل‪++‬ون) (االنفط‪++‬ار‪ ،‬اآلي‪++‬ات‬
‫‪ )12 - 11 - 10‬وقول هللا (وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن وال‬
‫تعلمون من عمل إال كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه‪( )...‬ي‪++‬ونس‪ ،‬اآلي‪++‬ة ‪61‬‬
‫‪ )62 -‬وقول هللا (أفمن هو قائم على كل نفس بما كس‪+‬بت‪( )...‬الرع‪+‬د‪ ،‬اآلي‪++‬ة‬
‫‪.)33‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن محم‪++‬د بن‬
‫كعب قال‪ :‬رأى في البيت في ناحية الحائط مكتوبا (وال تقربوا الزنا إنه ك‪++‬ان‬
‫فاحشة وساء سبيال) (اإلسراء‪ ،‬اآلية ‪ .)32‬وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن وهب بن منب‪++‬ه رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا خال يوس‪++‬ف وام‪++‬رأة العزي‪++‬ز‪،‬‬
‫خرجت كف بال جسد بينهما‪ ،‬مكتوب عليه بالعبرانية (أفمن هو قائم على كل‬
‫نفس ما كسبت‪( )...‬الرعد‪ ،‬اآلية ‪ )33‬ثم انصرفت الكف وقام‪++‬ا مقامهم‪++‬ا‪ ،‬ثم‬
‫رجعت الكف بينهم‪+‬ا‪ ،‬مكت‪+‬وب عليه‪+‬ا بالعبراني‪+‬ة (إن عليكم لح‪++‬افظين كرام‪+‬ا‬
‫كاتبين يعلمون ما تفعلون) (االنفطار‪ ،‬اآليات ‪ )12 - 11 - 10‬ثم انصرفت‬
‫الكف وقاما مقامهما‪ ،‬فعادت الكف الثالثة‪ ،‬مكت‪++‬وب عليه‪++‬ا (وال تقرب‪++‬وا الزن‪++‬ا‬
‫إنه كان فاحشة وساء سبيال) (اإلسراء‪ ،‬اآلي‪++‬ة ‪ )32‬وانص‪++‬رفت الك‪++‬ف وقام‪++‬ا‬
‫مقامهم‪++‬ا‪ ،‬فع‪++‬ادت الك‪++‬ف الرابع‪++‬ة‪ ،‬مكت‪++‬وب عليه‪++‬ا بالعبراني‪++‬ة (واتق‪++‬وا يوم‪++‬ا‬
‫ترجعون فيه إلى هللا ثم توفي كل نفس م‪+‬ا كس‪+‬بت وهم ال يظلم‪+‬ون) (البق‪+‬رة‪،‬‬
‫اآلية ‪ )281‬فولى يوسف عليه السالم هاربا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪++‬ه {ل‪++‬وال أن رأى‬
‫برهان ربه} قال‪ :‬آيات ربه‪ ،‬رأى تمثال الملك‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم في الحلية عن جعفر بن محم‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬لما دخل يوسف عليه الس‪++‬الم معه‪++‬ا ال‪++‬بيت‪ ،‬وفي ال‪++‬بيت ص‪++‬نم من ذهب‬
‫قالت‪ :‬كما أنت‪ ،‬حتى أغطي الصنم‪ ،‬ف‪++‬إني أس‪++‬تحي من‪++‬ه‪ .‬فق‪++‬ال يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫الس‪++‬الم‪ :‬ه‪++‬ذه تس‪++‬تحي من الص‪++‬نم‪ ،‬أن‪++‬ا أح‪++‬ق أن أس‪++‬تحي من هللا‪ .‬فك‪++‬ف عنه‪++‬ا‬
‫وتركها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر رضي‬
‫هللا عنه في قوله {كذلك نصرف عنه السوء والفحش‪++‬اء} ق‪++‬ال‪ :‬الزن‪++‬ا والثن‪++‬اء‬
‫القبيح‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك رضي هللا عنه {إنه من عبادنا المخلص‪++‬ين}‬
‫قال‪ :‬الذين ال يعبدون مع هللا شيئا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪25‬‬
‫أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن‬
‫قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {واس‪++‬تبقا الب‪++‬اب} ق‪++‬ال‪ :‬اس‪++‬تبق ه‪++‬و والم‪++‬رأة‬
‫الباب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪:‬‬
‫في قراءة عبد هللا[ووجدا سيدها]‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن زيد بن ثابت رضي هللا عنه قال‪ :‬السيد‪ ،‬الزوج‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {وألفيا سيدها} قال‪ :‬زوجها‪{ .‬لدى الباب} قال‪ :‬عند الباب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن نوف الش‪++‬امي رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬ما كان يوسف عليه السالم يريد أن يذكره‪ ،‬حتى {قالت‪ :‬م‪++‬ا ج‪++‬زاء‬
‫من أراد بأهلك سوءا‪ }...‬فغضب يوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم وق‪++‬ال {هي راودت‪++‬ني‬
‫عن نفسي‪.}...‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {إال أن يس‪++‬جن‬
‫أو عذاب أليم} قال‪ :‬القيد‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬ع‪++‬ثر يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم ثالث عثرات‪ :‬حين هم به‪+‬ا فس‪+‬جن‪ ،‬وحين ق‪+‬ال‪ :‬اذك‪+‬رني عن‪+‬د رب‪+‬ك‪،‬‬
‫فلبث في الس‪++‬جن بض‪++‬ع س‪++‬نين فأنس‪++‬اه الش‪++‬يطان ذك‪++‬ر رب‪++‬ه‪ ،‬وحين ق‪++‬ال‪ :‬إنكم‬
‫لسارقون‪ .‬قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل‪.‬‬
‫@ اآليات ‪28 - 26‬‬
‫أخرج ابن جرير عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {وش‪++‬هد ش‪++‬اهد‪ }...‬ق‪++‬ال‪ :‬حكم‬
‫حاكم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال‪ :‬صبي في المهد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه {وش‪+‬هد ش‪+‬اهد‬
‫من أهلها} قال‪ :‬صبي‪ ،‬أنطقه هللا كان في الدار‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن جري‪++‬ر وال‪++‬بيهقي في ال‪++‬دالئل‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما‪ ،‬عن النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪" :‬تكلم أربع‪++‬ة وهم ص‪++‬غار‪ :‬ابن‬
‫ماشطة فرعون‪ ،‬وشاهد يوسف‪ ،‬وصاحب جريج‪ ،‬وعيسى بن مريم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن أبي هريرة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال "عيس‪++‬ى‪ ،‬وص‪++‬احب‬
‫يوسف‪ ،‬وصاحب جريج‪ ،‬تكلموا في المهد"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪+‬يبة وابن ج‪+‬ريج وابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن س‪+‬عيد بن‬
‫جبير رضي هللا عنه في قوله {وشهد شاهد من أهله‪+‬ا} ق‪+‬ال‪ :‬ك‪+‬ان ص‪+‬بيا في‬
‫المهد‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ وابن مردويه‪ ،‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قوله {وشهد شاهد‬
‫من أهلها} قال‪ :‬كان رجال ذا لحية‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي وابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫في قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال‪ :‬كان من خاصة الملك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وشهد شاهد من أهلها} قال‪ :‬رجل له عقل وفهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن زيد بن أسلم رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وشهد شاهد من أهلها} قال‪ :‬ابن عم لها كان حكيما‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال‪ :‬ذكر لنا أن‪++‬ه رج‪++‬ل حكيم من أهله‪++‬ا‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫القميص يقضي بينهما‪ ،‬إن كان قميصه قد إلى آخره‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن عكرمة رضي هللا عنه مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {وشهد شاهد من أهلها} قال‪ :‬ليس بإنسي وال جان‪ ،‬هو خل‪++‬ق من خل‪++‬ق‬
‫هللا‪ .‬وفي لفظ قال‪ :‬قميصه مشقوق من دبر‪ ،‬فتلك الشهادة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن الش‪++‬عبي‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬كان في قميص يوسف عليه السالم ثالث آيات‪ :‬حين ق‪++‬د‬
‫قميصه من دبر‪ ،‬وحين ألقي على وجه أبيه فارتد بصيرا‪ ،‬وحين جاؤوا على‬
‫قميصه بدم كذب‪ ،‬عرف أن الذئب لو أكله خرق قميصه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪29‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {يوس‪++‬ف‬
‫أعرض عن هذا} قال‪ :‬عن هذا األمر والح‪++‬ديث {واس‪++‬تغفري ل‪++‬ذنبك} أيته‪++‬ا‬
‫المرأة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{يوسف أعرض عن هذا} قال‪ :‬ال تذكره‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{واستغفري لذنبك إنك كنت من الخاطئين} قال‪ :‬حلما‪.‬‬
‫@ اآلية ‪30‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{قد شغفها حبا} قال غلبها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{قد شغفها} قال‪ :‬قتلها حب يوس‪++‬ف‪ .‬الش‪++‬غف‪ ،‬الحب القات‪++‬ل‪ ،‬والش‪++‬غف‪ ،‬حب‬
‫دون ذلك‪ .‬والشغاف‪ ،‬حجاب القلب‪.‬‬
‫وأخرج الطستي عن ابن عب‪++‬اس‪ ،‬أن ن‪++‬افع بن األزرق ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬أخ‪++‬برني عن‬
‫قوله {قد شغفها حبا} قال‪ :‬الش‪+‬غاف في القلب في الني‪+‬اط‪ ،‬ق‪++‬د امتأل قلبه‪+‬ا من‬
‫حب يوسف‪ .‬قال وهل تعرف العرب ذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬أما س‪++‬معت نابغ‪++‬ة ب‪++‬ني‬
‫ذبيان وهو يقول‪:‬‬
‫وفي الصدر حب دون ذلك داخل * وحول الشغاف غيبته األضالع‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{قد شغفها حبا} قال‪ :‬قد علقها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫عن الحسن رضي هللا عنه أنه كان يقرأها {قد شغفها حبا} قال‪ :‬بطنه‪++‬ا حب‪++‬ا‪.‬‬
‫قال‪ :‬وأهل المدينة يقولون بطنها حبا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الش‪++‬عبي‬
‫رض‪+++‬ي هللا عن‪+++‬ه في قول‪+++‬ه {ق‪+++‬د ش‪+++‬غفها حب‪+++‬ا} ق‪+++‬ال‪ :‬الش‪+++‬غوف‪ ،‬المحب‪،‬‬
‫والمشغوف‪ ،‬المحبوب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ عن إبراهيم النخعي رضي هللا‬
‫عن‪++‬ه أن‪++‬ه ك‪++‬ان يقرؤه‪++‬ا {ق‪++‬د ش‪++‬غفها حب‪++‬ا} ويق‪++‬ول‪ :‬الش‪++‬غف‪ ،‬ش‪++‬غف الحب‪.‬‬
‫والشغف‪ ،‬شغف الدابة حين تذعر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن أبي العالية رضي هللا عنه أنه ق‪++‬رأ {ق‪++‬د ش‪++‬عفها حب‪++‬ا}‬
‫بالعين المهملة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن الض‪++‬حاك‬
‫رضي هللا عنه في قوله {قد شغفها حبا} قال‪ :‬هو الحب الالزق بالقلب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي هللا عنه قال‪ :‬الش‪++‬غاف‪ ،‬جل‪++‬دة رقيق‪++‬ة‬
‫تكون على القلب بيضاء‪ ،‬حبه خرق ذلك الجلد حتى وصل إلى القلب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن ابن زي‪++‬د ق‪++‬ال‪ :‬إن الش‪++‬عف‬
‫والشغف يختلفان‪ ،‬فالشعف في البغض‪ ،‬والشغف في الحب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن محم‪++‬د العب‪++‬اداني ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رج‪++‬ل ليوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ :‬إني أحبك‪ .‬فقال له يوسف‪ :‬ال أريد أن يحبني أحد غ‪++‬ير هللا‪ ،‬من حب‬
‫أبي ألقيت في الجب‪ ،‬ومن حب امرأة العزيز ألقيت في السجن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد رضي هللا عن‪+‬ه {ق‪+‬د ش‪+‬غفها حب‪+‬ا}‬
‫قال‪ :‬دخل حبه في شغافها‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ق‪++‬د‬
‫شغفها حبا} قال‪ :‬دخل حبه تحت الشغاف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك {قد شغفها حبا} يقول‪ :‬هلكت عليه حبا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن األعرج رضي هللا عن‪++‬ه أن‪++‬ه ق‪++‬رأ {ق‪++‬د ش‪++‬عفها حب‪++‬ا}‬
‫بالعين المهملة‪ ،‬وقال {شغفها حبا} يعني بالغين معجمة‪ ،‬إذا كان هو يحبها‪.‬‬
‫@ اآلية ‪31‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله {فلما س‪++‬معت بمك‪++‬رهن}‬
‫قال‪ :‬بحديثهن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سفيان رضي هللا عنه في قوله {سمعت بمكرهن}‬
‫قال‪ :‬يعملهن‪ .‬وقال‪ :‬كل مكر في القرآن فهو عمل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ رضي هللا عنه في‬
‫قوله {وأعتدت لهن متكأ} قال‪ :‬هيأت لهن مجلسا‪ ،‬وكان س‪++‬نتهم إذا وض‪++‬عوا‬
‫المائدة‪ ،‬أعطوا كل إنسان سكينا يأكل بها‪ .‬فلما رأينه قال‪ :‬فلم‪++‬ا خ‪++‬رج عليهن‬
‫يوسف عليه السالم {أكبرن‪+‬ه} ق‪+‬ال‪ :‬أعظمن‪+‬ه ونظ‪+‬رن إلي‪+‬ه‪ ،‬وأقبلن يح‪+‬ززن‬
‫أيديهن بالسكاكين وهن يحسبن أنهن يقطعن الطعام‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما {وأعت‪++‬دت‬
‫لهن متكأ} قال‪ :‬أعطتهن أترنجا‪ ،‬وأعطت كل واحدة منهن سكينا‪ ،‬فلما رأين‬
‫يوسف أكبرنه وجعلن يقطعن أيديهن وهن يحسبن أنهن يقطع األترنج‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج مس‪++‬دد وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن‬
‫مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬المتك‪++‬أ‪ ،‬األت‪++‬رنج‪ ،‬وك‪++‬ان‬
‫يقرؤها خفيفة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر من وج‪++‬ه آخ‪++‬ر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {متكأ} قال‪ :‬هو األترنج‪.‬‬
‫وأخرج أبوعبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ من وجه‬
‫ثالث‪ ،‬عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬من قرأ {متك‪++‬أ} ش‪++‬دها‪ ،‬فه‪++‬و الطع‪++‬ام‪.‬‬
‫ومن قرأ "متكا" خففها فهو األترنج‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪+‬يخ‪ ،‬عن س‪+‬لمة بن تم‪+‬ام أبي عب‪+‬د هللا القس‪+‬ري‬
‫رضي هللا عنه قال‪{ :‬متكا} بكالم الحبش‪ ،‬يسمون األترنج متكا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن أب‪++‬ان بن تغلب رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬أن‪++‬ه ك‪++‬ان يقرؤه‪++‬ا‬
‫{وأعتدت لهن متكا} مخففة‪ .‬قال‪ :‬األترنج‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن سعيد بن جبير رضي هللا عن‪+‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وأعتدت لهن متكأ} قال‪ :‬طعام وشراب وتكاء‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن الضحاك رضي هللا عنه مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عكرمة رضي هللا عنه في قوله {متكأ} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ل‬
‫شيء يقطع بالسكين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪+‬يخ‪ ،‬عن ابن زي‪+‬د رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬أعطتهن‬
‫ترنجا وعسال‪ ،‬فكن يحززن الترنج بالسكين‪ ،‬وي‪++‬أكلن بالعس‪++‬ل‪ ،‬فلم‪++‬ا قي‪++‬ل ل‪++‬ه‬
‫اخرج عليهن‪ ،‬خ‪++‬رج‪ .‬فلم‪++‬ا رأين‪++‬ه أعظمن‪++‬ه وتهيمن ب‪++‬ه ح‪++‬تى جعلن يح‪++‬ززن‬
‫أي‪+++‬ديهن بالس‪+++‬كين وفيه‪+++‬ا ال‪+++‬ترنج وال يعقلن‪ ،‬ال يحس‪+++‬بن إال أنهن يح‪+++‬ززن‬
‫األترنج‪ ،‬قد ذهبت عقولهن مما رأين وقلن {حاشا هلل‪ ،‬ما هذا بشرا} ما هكذا‬
‫يكون البشر‪ ،‬ما هذا إال ملك كريم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم من طريق دري‪+‬د بن مجاش‪+‬ع‪ ،‬عن بعض أش‪+‬ياخه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قالت للقيم‪ :‬أدخله عليهن وألبسه ثيابا بيضا‪ ،‬فإن الجميل أحسن م‪++‬ا يك‪++‬ون في‬
‫البي‪++‬اض‪ .‬فأدخل‪++‬ه عليهن وهن يح‪++‬ززن م‪++‬ا في أي‪++‬ديهن‪ ،‬فلم‪++‬ا رأين‪++‬ه ح‪++‬ززن‬
‫أيديهن وهن ال يشعرن من النظر إليه‪ ،‬فنظرن إليه مقبال‪ ،‬ثم أوم‪++‬أت إلي‪++‬ه أن‬
‫ارجع‪ .‬فنظرن إليه مدبرا وهن يحززن أيديهن بالسكاكين ال يشعرن ب‪++‬الوجع‬
‫من نظرهن إليه‪ ،‬فلما خرج نظرن إلى أيديهن وجاء الوجع‪ ،‬فجعلن يول‪++‬ولن‪.‬‬
‫وقالت لهن‪ :‬أنتن من ساعة واحدة هكذا صنعتن‪ ،‬فكيف أصنع أنا؟!‪{ ...‬قلن‪:‬‬
‫حاشا هلل‪ ،‬ما هذا بشرا‪ ،‬إن هذا إال ملك كريم}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ من طريق عبد العزي‪++‬ز بن ال‪++‬وزير بن الكميت بن زي‪++‬د بن‬
‫الكميت الشاعرقال‪ :‬حدثني أبي عن جدي ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت ج‪++‬دي الكميت يق‪++‬ول‬
‫في قوله {فلما رأينه أكبرنه} قال‪ :‬أمنين‪ .‬وأنشد في ذلك‪:‬‬
‫لما رأته الخيل من رأس شاهق * صهلن وأكبرن المني المدفقا‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم من طري‪++‬ق عب‪++‬د الص‪++‬مد بن‬
‫علي بن عبد هللا بن عباس‪ ،‬عن أبيه عن ج‪++‬ده ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫في قول‪++‬ه {فلم‪++‬ا رأين‪++‬ه أكبرن‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا خ‪++‬رج عليهن يوس‪++‬ف حض‪++‬ن من‬
‫الفرح‪ ،‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫نأتي النساء لدى إطهارهن وال * نأتي النساء إذا أكبرن إكبارا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فلم‪++‬ا رأين‪++‬ه أكبرن‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬أعظمن‪++‬ه‬
‫{وقطعن أيديهن} قال‪ :‬حزا بالسكين حتى ألقينها {وقلن حاشا هلل} قال‪ :‬معاذ‬
‫هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي داود في المصاحف والخطيب في تالي التلخيص‪ ،‬عن أس‪++‬يد‬
‫بن يزيد أن في مصحف عثمان {وقلن حاش هلل} ليس فيها ألف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن أبي الحويرث الحنفي أنه قرأها {ما ه‪++‬ذا بش‪++‬را} أي‬
‫ما هذا بمشترى‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن قتادة رضي هللا عنه في قوله {إن هذا إال ملك كريم} قال‪ :‬قلن مل‪++‬ك من‬
‫المالئكة من حسنه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن يزيد بن أساس رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ق‪++‬ررن‬
‫وط‪++‬ابت أنفس‪++‬هن‪ ،‬ق‪++‬الت لقيمه‪++‬ا‪ :‬آتهن ترنج‪++‬ا وس‪++‬كينا‪ .‬فأت‪++‬اهن بهن‪ ،‬فجعلن‬
‫يقطعن ويأكلن‪ ،‬فقالت‪ :‬هل لكن في النظر إلى يوسف؟ قلن‪ :‬ما شئت ف‪++‬أمرت‬
‫قيمها فأدخله عليهن‪ ،‬فلما رأينه جعلن يقطعن أصابعهن م‪+‬ع األت‪+‬رنج وهن ال‬
‫يشعرن‪ ،‬فال يجدن ألما مما رأين من حسنه‪ ،‬فلما ولى عنهن قالت‪ :‬هذا ال‪++‬ذي‬
‫لمتنني فيه‪ ،‬فلقد رأيتكن تقطعن أيديكن وما تشعرن‪ .‬قال‪ :‬فنظرن إلى أي‪++‬ديهن‬
‫فجعلن يصحن ويبكين‪ .‬قالت‪ :‬فكيف أصنع؟ فقلن‪{ :‬حاشا هلل ما هذا بشرا إن‬
‫هذا إال ملك كريم} وما نرى عليك من لوم بعد الذي رأينا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن منب‪++‬ه عن أبي‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ات من النس‪++‬وة الالتي قطعن‬
‫أيديهن‪ ،‬تسع عشرة امرأة كمدا‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه والح‪++‬اكم‪ ،‬عن أنس‬
‫رضي هللا عنه‪ ،‬عن النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال "أعطي يوس‪++‬ف وأم‪++‬ه‬
‫شطر الحسن"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ والطبراني‪ ،‬عن ابن‬
‫مسعود رضي هللا عنه قال "أعطي يوسف وأمه ثلث الحسن"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الحكيم الترم‪++‬ذي في ن‪++‬وادر األص‪++‬ول‪ ،‬وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الشيخ والطبراني‪ ،‬عن ابن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬كان وجه ي‪++‬وف‬
‫مثل البرق‪ ،‬وكانت المرأة إذا أتت لحاجة ستر وجهه مخافة أن تفتن به‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم والط‪++‬براني‪ ،‬عن ابن مس‪++‬عود رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬أوتي يوسف عليه السالم وأمه ثلث حسن خلق اإلنسان‪ :‬في الوج‪++‬ه‬
‫والبياض وغير ذلك‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن إسحق بن عب‪++‬د هللا ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الص‪++‬الة‬
‫والسالم إذا سار في أزقة مصر‪ ،‬تألأل وجهه على الجدران كم‪++‬ا يتألأل الم‪++‬اء‬
‫والشمس على الجدران‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن رضي هللا عنه‪ ،‬أن النبي صلى هللا عليه وس‪++‬لم‬
‫قال‪" :‬أعطي يوسف وأمه ثلث حسن أهل الدنيا‪ ،‬وأعطي الناس الثلثين"‪.‬‬
‫وأخرج ابن عساكر‪ ،‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما ق‪++‬ال‪ :‬قس‪++‬م هللا الحس‪++‬ن‬
‫عشرة أجزاء‪ ،‬فجعل منها ثالثة أجزاء في ح‪+‬واء‪ ،‬وثالث‪+‬ة أج‪+‬زاء في س‪+‬ارة‪،‬‬
‫وثالثة أجزاء في يوسف‪ ،‬وجزأ في س‪++‬ائر الخل‪++‬ق‪ ،‬وك‪++‬انت س‪++‬ارة من أحس‪++‬ن‬
‫نساء األرض‪ ،‬وكانت من أشد النساء غيرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ربيع‪++‬ة الجرش‪++‬ي رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه قال‪" :‬قسم هللا الحسن نصفين‪ ،‬فجعل ليوسف وسارة النصف‪ ،‬وقس‪++‬م‬
‫النصف اآلخر بين سائر الناس"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن الحس‪++‬ن رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬قس‪++‬م الحس‪++‬ن ثالث‪++‬ة أقس‪++‬ام‪ ،‬ف‪++‬أعطي يوس‪++‬ف الثلث‪ ،‬وقس‪++‬م الثلث‪++‬ان بين‬
‫الناس‪ ،‬وكان أحسن الناس‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬كان فضل حسن يوسف على الناس‪ ،‬كفضل القمر ليلة البدر على نجوم‬
‫السماء‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم عن كعب رضي هللا عنه قال‪ :‬قس‪++‬م هللا ليوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫من الجمال الثلثين‪ ،‬وقسم بين عباده الثلث‪ ،‬وكان يشبه آدم علي‪++‬ه الس‪++‬الم ي‪++‬وم‬
‫خلقه هللا تعالى‪ ،‬فلما عصى آدم عليه السالم نزع منه النور والبهاء والحسن‪،‬‬
‫ووهب له ثلث من الجمال مع التوبة‪ ،‬فأعطى هللا ليوس‪+‬ف علي‪+‬ه الس‪+‬الم ذل‪++‬ك‬
‫الثلثين‪ ،‬وأعطاه تأويل الرؤيا‪ .‬وإذا تبسم رأيت النور من ضواحكه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪32‬‬
‫أخرج ابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {فاستعصم} قال‪ :‬امتنع‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن جري‪+++‬ر وأب‪+++‬و الش‪+++‬يخ عن قت‪+++‬ادة رض‪+++‬ي هللا عن‪+++‬ه في قول‪+++‬ه‬
‫{فاستعصم} قال‪ :‬فاستعصى‪.‬‬
‫@ اآلية ‪33‬‬
‫أخرج سنيد في تفسيره وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عيين‪+‬ة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪:‬‬
‫إنما يوفق من الدعاء للمقدر‪ ،‬أما ترى يوسف عليه السالم قال {رب الس‪++‬جن‬
‫أحب إلي}؟‪ ..‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪+‬ا ق‪++‬ال اذك‪+‬رني عن‪+‬د رب‪+‬ك‪ ،‬أت‪+‬اه جبري‪+‬ل علي‪+‬ه الس‪+‬الم‬
‫فكشف له عن الصخرة فقال‪" :‬ما ترى؟ ق‪++‬ال‪ :‬أرى نمل‪++‬ة تقض‪++‬م‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬يق‪++‬ول‬
‫ربك أنا لم أنس هذه‪ ،‬أنساك؟ أنا حبستك‪ .‬أنت قلت {رب السجن أحب إلي}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وإال تصرف ع‪+‬ني كي‪+‬دهن} ق‪+‬ال‪ :‬إن ال يكن من‪+‬ك أنت الق‪+‬وي والمنع‪+‬ة‪ ،‬ال‬
‫تكن مني وال عندي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {أصب إليهن} يقول‪ :‬اتبعهن‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا {أص‪++‬ب إليهن} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أطاوعهن‪.‬‬
‫وأخرج أب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن عم‪+‬رو بن م‪+‬رة رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ق‪+‬ال‪ :‬من أتى ذنب‪+‬ا‬
‫عمدا أو خطأ‪ ،‬فهو جاهل حين يأتيه‪ .‬أال ترى إلى قول يوسف علي‪++‬ه الص‪++‬الة‬
‫والسالم {أصب إليهن وأكن من الجاهلين}؟ قال‪ :‬فقد عرف يوسف أن الزن‪+‬ا‬
‫حرام‪ ،‬وإن أتاه كان جاهال‪.‬‬
‫@ اآلية ‪34‬‬
‫أخرج ابن المن‪++‬ذر عن بك‪++‬ر بن عبي‪++‬د هللا رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬دخلت ام‪++‬رأة‬
‫العزيز على يوسف عليه السالم‪ ،‬فلم‪+‬ا رأت‪+‬ه عرفت‪+‬ه وق‪++‬الت‪ :‬الحم‪+‬د هلل ال‪++‬ذي‬
‫صير العبيد بطاعته ملوكا‪ ،‬وجعل الملوك بمعصيته عبيدا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪35‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن عكرمة رضي هللا عنه قال‪ :‬س‪++‬ألت ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما عن قوله {ثم بدا لهم من بعد ما رأوا اآليات}‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ما سألني عنها أحد قبلك‪ .‬من اآليات‪ :‬ق‪+‬د القميص‪ ،‬وأثره‪+‬ا في جس‪+‬ده‪ ،‬وأث‪+‬ر‬
‫السكين‪ ،‬وقالت امرأة العزيز‪ :‬إن أنت لم تسجنه ليصدقنه الناس‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬من اآليات‪ :‬شق في القميص‪ ،‬وخمش في الوجه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪+‬ه {ثم ب‪+‬دا‬
‫لهم من بعد ما رأوا اآليات‪ }...‬قال‪ :‬قد القميص من دبر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {من بع‪++‬د م‪++‬ا رأوا‬
‫اآليات} قال‪ :‬من اآليات كالم الصبي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬اآليات‪ ،‬جزهن أيديهن‪ ،‬وقد‬
‫القميص‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي هللا عنه ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال رج‪+‬ل ذو رأي منهم‬
‫للعزيز إنك متى ت‪+‬ركت ه‪++‬ذا العب‪+‬د‪ ،‬يعت‪+‬ذر إلى الن‪+‬اس‪ ،‬ويقص عليهم أم‪+‬ره‪،‬‬
‫وامرأة في بيتها ال تخرج إلى الناس عذروه وفضحوا أهلك‪ .‬فأمر به فسجن‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم‬
‫وصححه‪ ،‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬عوقب يوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫ثالث مرات‪ ،‬أما أول مرة فبالحبس‪ ،‬لما ك‪++‬ان من هم‪++‬ه به‪++‬ا‪ ،‬والثاني‪++‬ة لقول‪++‬ه‪:‬‬
‫اذك‪++‬رني عن‪++‬د رب‪++‬ك‪ ،‬فلبث في الس‪++‬جن بض‪++‬ع س‪++‬نين‪ ،‬ع‪++‬وقب بط‪++‬ول الحبس‪.‬‬
‫والثالثة حيث قال {أيتها العير إنكم لسارقون} فاستقبل في وجهه {إن يسرق‬
‫فقد سرق أخ له من قبل}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن عكرمة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {ليسجننه حتى حين} قال‪ :‬سبع سنين‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنباري في كتاب الوقف واالبت‪++‬داء والخطيب في تاريخ‪++‬ه‪ ،‬عن‬
‫عبد الرحمن بن كعب بن مال‪++‬ك رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه‪ ،‬عن أبي‪+‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪+‬مع عم‪+‬ر‬
‫رضي هللا عنه رجال يقرأ هذا الحرف {ليسجننه ح‪++‬تى حين} فق‪++‬ال ل‪++‬ه عم‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬من أقرأك هذا الح‪++‬رف؟ ق‪++‬ال‪ :‬ابن مس‪++‬عود رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪.‬‬
‫فق‪++‬ال عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {ليس‪++‬جننه ح‪++‬تى حين} ثم كتب إلى ابن مس‪++‬عود‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬سالم عليك‪ ،‬أما بعد‪.‬‬
‫فإن هللا أنزل القرآن فجعل‪++‬ه قرآن‪++‬ا عربي‪++‬ا مبين‪++‬ا‪ ،‬وأنزل‪++‬ه بلغ‪++‬ة ه‪++‬ذا الحي من‬
‫قريش‪ ،‬فإذا أت‪++‬اك كت‪++‬ابي ه‪++‬ذا ف‪++‬أقرئ الن‪++‬اس بلغ‪++‬ة ق‪++‬ريش‪ ،‬وال تق‪++‬رئهم بلغ‪++‬ة‬
‫هذيل‪.‬‬
‫@ اآلية ‪36‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قول‪++‬ه {ودخ‪++‬ل مع‪++‬ه‬
‫السجن فتيان} قال‪ :‬أحدهما خازن المل‪++‬ك على طعام‪++‬ه‪ ،‬واآلخ‪++‬ر س‪++‬اقيه على‬
‫شرابه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي هللا عنه مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن محمد بن إسحق رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫في قوله {ودخل معه السجن فتيان} قال‪ :‬غالمان كانا للمل‪++‬ك األك‪++‬بر الري‪++‬ان‬
‫بن الولي‪++‬د‪ ،‬ك‪++‬ان أح‪++‬دهما على ش‪++‬رابه واآلخ‪++‬ر على بعض أم‪++‬ره في س‪++‬خطة‬
‫سخطها عليهما‪ ،‬اسم أحدهما مجلب‪ ،‬واآلخر نبوا ال‪++‬ذي ك‪++‬ان على الش‪++‬راب‪.‬‬
‫فلم‪++‬ا رأي‪++‬اه ق‪++‬اال‪ :‬ي‪++‬ا ف‪++‬تى‪ ،‬وهللا لق‪++‬د أحببن‪++‬اك حين رأين‪++‬اك‪ ،‬ق‪++‬ال ابن إس‪++‬حق‪:‬‬
‫فحدثني عبد هللا بن أبي نجيح عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ ،‬أن يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫الصالة والسالم قال لهما حين قاال له ذلك‪ :‬أنشدكما باهلل أن ال تحباني‪ ،‬فوهللا‬
‫ما أحبني أحد قط إال دخل علي من حبه بالء‪ .‬قد أحبت‪++‬ني عم‪++‬تي ف‪++‬دخل علي‬
‫من حبه‪++‬ا بالء‪ ،‬ثم أحب‪++‬ني أبي ف‪++‬دخل علي بحب‪++‬ه بالء‪ ،‬ثم أحبت‪++‬ني زوج‪++‬ة‬
‫صاحبي فدخل علي بمحبتها إياي بالء‪ .‬فال تحباني بارك هللا فيكم‪++‬ا‪ ،‬فأبي‪++‬ا إال‬
‫حبه وألفه حيث كان‪ ،‬وجعل يعجبهما م‪+‬ا يري‪+‬ان من فهم‪+‬ه وعقل‪++‬ه‪ .‬وق‪++‬د كان‪+‬ا‬
‫رأيا حين أدخال السجن رؤيا‪ ،‬فرأى مجلب أنه رأى ف‪++‬وق رأس‪++‬ه خ‪++‬بزا تأك‪++‬ل‬
‫الطير منه‪ ،‬ورأى نبوا أن يعصر خمرا‪ ،‬فاستفتياه فيها وقاال له {نبئنا بتأويله‬
‫إنا ن‪++‬راك من المحس‪++‬نين} إن فعلت فق‪++‬ال لهم‪++‬ا {ال يأتيكم‪++‬ا طع‪++‬ام ترزقان‪++‬ه}‬
‫يقول في نومكما {إال نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما} ثم دعاهما إلى هللا وإلى‬
‫اإلس‪++‬الم فق‪++‬ال {ي‪++‬ا ص‪++‬احبي الس‪++‬جن أأرب‪++‬اب متفرق‪++‬ون خ‪++‬ير أم هللا الواح‪++‬د‬
‫القه‪++‬ار} أي خ‪++‬ير أن تعب‪++‬دوا‪ ،‬إله‪++‬ا واح‪++‬دا أم آله‪++‬ة متفرق‪++‬ة ال تغ‪++‬ني عنكم‬
‫شيئا؟‪...‬ثم قال لمجلب‪ :‬أما أنت فتصلب فتأكل الطير من رأس‪+‬ك‪ .‬وق‪+‬ال لنب‪+‬وا‬
‫أما أنت فترد على عملك ويرضى عنك ص‪++‬احبك‪{ ،‬قض‪++‬ي األم‪++‬ر ال‪++‬ذي في‪++‬ه‬
‫تستفتيان}‪.‬‬
‫وأخرج وكيع في الغرر‪ ،‬عن عمرو بن دينار قال‪ :‬قال يوسف عليه الس‪++‬الم‪:‬‬
‫ما لقي أحد في الحب ما لقيت‪ ،‬أحبني أبي فألقيت في الجب‪ ،‬وأحبت‪++‬ني ام‪++‬رأة‬
‫العزيز‪ ،‬فألقيت في السجن‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {إني أراني‬
‫أعصر خمرا} قال‪ :‬عنبا‪.‬‬
‫وأخرج البخاري في تاريخ‪++‬ه وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن‬
‫األنباري وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه‪ ،‬من ط‪+‬رق عن ابن مس‪+‬عود رض‪+‬ي هللا‬
‫عنه‪ ،‬أنه قرأ [إني أراني أعصر عنبا] وقال‪ :‬وهللا لقد أخ‪++‬ذتها من رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم هكذا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن الضحاك رضي هللا عنه‬
‫في قوله {إني أراني أعص‪+‬ر خم‪+‬را} يق‪+‬ول‪ :‬أعص‪+‬ر عنب‪+‬ا‪ ،‬وه‪+‬و بلغ‪+‬ة أه‪+‬ل‬
‫عمان‪ ،‬يسمون العنب خمرا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه {نبئن‪++‬ا بتأويل‪++‬ه}‬
‫قال‪ :‬عبارته‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إني‬
‫أراني أعص‪++‬ر خم‪++‬را} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬و بلغ‪++‬ة عم‪++‬ان‪ .‬وفي قول‪++‬ه {إن‪++‬ا ن‪++‬راك من‬
‫المحسنين} قال‪ :‬كان إحسانه فيما ذكر لنا أن‪++‬ه ك‪++‬ان يع‪++‬زي ح‪++‬زينهم وي‪++‬داوي‬
‫مريضهم‪ ،‬ورأوا منه عبادة واجتهادا فأحبوه به‪ ،‬وقال لما انتهى يوسف عليه‬
‫السالم إلى السجن‪ ،‬وجد فيه قوما قد انقطع رجاؤهم‪ ،‬واش‪++‬تد بالؤهم‪ ،‬وط‪++‬ال‬
‫حزنهم‪ ،‬فجع‪++‬ل يق‪++‬ول‪ :‬أبش‪++‬روا‪ ،‬اص‪++‬بروا ت‪++‬ؤجروا‪ ،‬إن له‪++‬ذا أج‪++‬را‪ ،‬إن له‪++‬ذا‬
‫ثواب‪+‬ا‪ .‬فق‪++‬الوا‪ :‬ي‪+‬ا ف‪++‬تى‪ ،‬ب‪+‬ارك هللا في‪+‬ك‪ .‬م‪+‬ا أحس‪+‬ن وجه‪+‬ك‪ ،‬وأحس‪+‬ن خلق‪++‬ك‪،‬‬
‫وأحسن خلقك!‪ ...‬لقد بورك لنا في جوارك‪ ،‬إنا كنا في غير ه‪++‬ذا من‪++‬ذ حبس‪++‬نا‬
‫لم‪++‬ا تخبرن‪++‬ا من األج‪++‬ر والكف‪++‬ارة والطه‪++‬ارة‪ ،‬فمن أنت ي‪++‬ا ف‪++‬تى؟!‪ ..‬ق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬ا‬
‫يوسف ابن صفي هللا يعقوب ابن ذبيح هللا إسحق بن خليل هللا إبراهيم‪ ،‬عليهم‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬وكانت عليه محبة‪ .‬وقال له عامل السجن‪ :‬يا ف‪++‬تى‪ ،‬وهللا ل‪++‬و‬
‫استطعت لخليت سبيلك‪ ،‬ولكن سأحسن جوارك‪ ،‬وأحسن آثارك‪ ،‬فكن في أي‬
‫بيوت السجن شئت‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس رضي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬دع‪++‬ا يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم أله‪++‬ل الس‪++‬جن فق‪++‬ال‪" :‬اللهم ال تعم عليهم األخب‪++‬ار‪ ،‬وه‪++‬ون عليهم م‪++‬ر‬
‫األيام"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ والبيهقي في شعب اإليمان‪ ،‬عن الض‪++‬حاك رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه س‪++‬ئل‬
‫عن قوله {إنا نراك من المحسنين} ما كان إحسان يوسف عليه السالم؟ قال‪:‬‬
‫كان إذا مرض إنسان في السجن قام عليه‪ ،‬وإذا ضاق عليه المكان أوسع ل‪++‬ه‪.‬‬
‫وإذا احتاج جمع له‪.‬‬
‫@ اآلية ‪37‬‬
‫أخ‪++‬رج أب‪++‬و عبي‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن ابن ج‪++‬ريج‬
‫رضي هللا عنه في قوله {ال يأتيكما طعام ترزقانه} قال‪ :‬ك‪++‬ره العب‪++‬ارة كله‪++‬ا‪،‬‬
‫فأجابهما بغ‪++‬ير جوابهم‪++‬ا ليريهم‪++‬ا أن عن‪++‬ده علم‪++‬ا‪ ،‬وك‪++‬ان المل‪++‬ك إذا أراد قت‪++‬ل‬
‫إنسان‪ ،‬صنع له طعاما معلوما فأرسل به إليه‪ .‬فقال يوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم {ال‬
‫يأتيكما طعام ترزقانه} إلى قوله {تشكرون} فلم يدعه صاحب الرؤي‪++‬ا ح‪++‬تى‬
‫يعبر لهم‪+‬ا فك‪+‬رة العب‪+‬ارة‪ ،‬فق‪+‬ال {ي‪+‬ا ص‪+‬احبي الس‪+‬جن أأرب‪+‬اب‪ }...‬إلى قول‪+‬ه‬
‫{ولكن أكثر الناس ال يعلمون} قال‪ :‬فلم يدعاه فعبر لهما‪.‬‬
‫@ اآلية ‪38‬‬
‫أخ‪++‬رج الترم‪++‬ذي وحس‪++‬نه والح‪++‬اكم وابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن أبي‬
‫هريرة رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن الك‪++‬ريم‬
‫ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم‪ ،‬يوسف بن يعق‪++‬وب بن إس‪++‬حق بن إب‪++‬راهيم‬
‫عليهم السالم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والحاكم‪ ،‬عن أبي األحوص رضي هللا عنه قال‪ :‬ف‪++‬اخر‬
‫أسماء بن خارجة الفزاري رجال فقال‪ :‬أنا من األشياخ الكرام‪ ،‬فق‪++‬ال عب‪++‬د هللا‬
‫بن مسعود رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ :‬ذاك يوس‪++‬ف بن يعق‪++‬وب بن إس‪++‬حق ذبيح هللا ابن‬
‫إبراهيم خليل هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الح‪++‬اكم عن عم‪++‬ر رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‪ .‬أن‪++‬ه اس‪++‬تأذن علي‪++‬ه رج‪++‬ل فق‪++‬ال‪:‬‬
‫استأذنوا البن األخيار‪ ،‬فقال عمر‪ :‬ائذوا له‪ ،‬فلم‪++‬ا دخ‪++‬ل ق‪++‬ال‪ :‬من أنت؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫فالن بن فالن بن فالن‪ ،‬فع‪++‬د رج‪++‬اال من أش‪++‬راف الجاهلي‪++‬ة‪ ،‬فق‪++‬ال ل‪++‬ه عم‪++‬ر‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬أنت يوسف بن يعقوب بن إسحق بن إبراهيم؟! قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪:‬‬
‫ذاك من األخيار‪ ،‬وأنت في األشرار‪ ،‬إنما تعد لي جبال أهل النار‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‪ ،‬أن‪++‬ه‬
‫كان يجعل الجد أبا ويقول‪ :‬من شاء العناه عند الحج‪++‬ر م‪++‬ا ذك‪++‬ر هللا ج‪++‬دا وال‬
‫جدة‪ ،‬قال هللا إخب‪+‬ارا عن يوس‪+‬ف علي‪+‬ه الس‪+‬الم {واتبعت مل‪+‬ة آب‪+‬ائي إب‪+‬راهيم‬
‫وإسحق ويعقوب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس‬
‫رضي هللا عنهما في قوله {ذلك من فض‪++‬ل هللا علين‪+‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬أن جعلن‪+‬ا أنبي‪+‬اء‬
‫{وعلى الناس} قال‪ :‬أن جعلنا رسال إليهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة رضي هللا عنه {ذلك من فض‪++‬ل هللا‬
‫علينا وعلى الناس} قال‪ :‬إن المؤمن ليشكر ما ب‪++‬ه من نعم‪++‬ة هللا‪ ،‬ويش‪++‬كر م‪++‬ا‬
‫في الناس من نعمة هللا‪ ،‬ذكر لنا أن أبا الدرداء رضي هللا عنه كان يق‪++‬ول‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫رب شاكر نعمة غير منعم عليه ال يدري‪ ،‬ويا رب حامل فقه غير فقيه‪.‬‬
‫@ اآليات ‪40 - 39‬‬
‫أخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال لم‪++‬ا‬
‫عرف نبي هللا يوسف عليه الس‪+‬الم أن أح‪++‬دهما مقت‪+‬ول‪ ،‬دعاهم‪+‬ا إلى حظهم‪+‬ا‬
‫من ربهما وإلى نصيبهما من آخرتهما‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي هللا عنه {يا ص‪++‬احبي الس‪+‬جن} يوس‪+‬ف‬
‫يقوله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن أبي العالية رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إن‬
‫الحكم إال هلل أمر أن ال تعبدوا إال إياه} ق‪++‬ال‪ :‬أس‪++‬س ال‪++‬دين على اإلخالص هلل‬
‫وحده ال شريك له‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن جريج رضي هللا عنه في قوله {ذلك ال‪++‬دين القيم}‬
‫قال‪ :‬العدل‪.‬‬
‫@ اآلية ‪41‬‬
‫أخرج ابن جرير عن عكرمة رضي هللا عنه قال‪ :‬أتاه فقال‪ :‬رأيت فيما ي‪++‬رى‬
‫النائم أني غرس‪++‬ت حب‪++‬ة من عنب‪ ،‬فنبتت فخ‪++‬رج في‪++‬ه عناقي‪++‬د فعص‪++‬رتهن‪ ،‬ثم‬
‫سقيتهن الملك‪ .‬فقال‪ :‬تمكث في السجن ثالثة أيام‪ ،‬ثم تخرج فتسقيه خمرا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن زيد رضي هللا عنه في قوله {فيسقي ربه خمرا}‬
‫قال‪ :‬سيده‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن ابن مسعود رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا رأى ص‪++‬احبا س‪++‬جن يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم شيئا‪ ،‬إنما تحاكما إليه ليجربا علمه‪ ،‬فلما أول رؤياهما ق‪++‬اال‪ :‬إنم‪++‬ا كن‪++‬ا‬
‫نلعب ولم نر شيئا‪ ،‬فق‪++‬ال {قض‪++‬ي األم‪++‬ر ال‪++‬ذي في‪++‬ه تس‪++‬تفتيان} يق‪++‬ول‪ :‬وقعت‬
‫العبارة‪ ،‬فصار األمر على ما عبر يوسف عليه السالم‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن أبي مجل‪++‬ز رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬كان أحد اللذين قصا على يوسف الرؤيا كاذبا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن مجاهد رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {قض‪++‬ي‬
‫األمر الذي فيه تستفتيان} قال عند قولهم‪++‬ا‪ :‬م‪++‬ا رأين‪++‬ا رؤي‪++‬ا‪ ،‬إنم‪++‬ا كن‪++‬ا نلعب‪.‬‬
‫قال‪ :‬قد وقعت الرؤيا على ما أولت‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫للخباز‪ :‬إنك تصلب‪ ،‬فتأكل الطير من رأس‪++‬ك‪ .‬وق‪++‬ال لس‪++‬اقيه‪ :‬أم‪++‬ا أنت‪ ،‬ف‪++‬ترد‬
‫على عملك‪ ،‬فذكر لنا أنهما قاال حين ع‪++‬بر‪ :‬لم ن‪++‬ر ش‪++‬يئا‪ .‬ق‪++‬ال {قض‪++‬ي األم‪++‬ر‬
‫الذي فيه تستفتيان}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة رضي هللا عنه‪ ،‬أنه قرأ {أم‪++‬ا أح‪++‬دكما فيس‪++‬قي‬
‫ربه خمرا}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪42‬‬
‫أخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن سابط رضي هللا عنه {وقال للذي ظن‬
‫أنه ناج منهما اذكرني عند ربك} قال‪ :‬عند ملك األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي هللا عنه في قول‪++‬ه {اذك‪++‬رني عن‪++‬د رب‪++‬ك}‬
‫يعني بذلك الملك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن إبراهيم التيمي رضي هللا عنه قال لم‪++‬ا انتهى ب‪++‬ه إلى‬
‫باب السجن‪ ،‬قال له‪ :‬أوصني بحاجتك‪ .‬قال‪ :‬ح‪++‬اجتي أن ت‪++‬ذكرني عن‪++‬د رب‪++‬ك‪.‬‬
‫ينوي الرب الذي ملك يوسف عليه السالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {وق‪++‬ال‬
‫للذي ظن أنه ناج} قال إنما عبارة الرؤيا بالظن‪ ،‬فيحق هللا م‪++‬ا يش‪++‬اء ويبط‪++‬ل‬
‫ما يشاء‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ال‪++‬دنيا في كتب العقوب‪++‬ات‪ ،‬وابن جري‪++‬ر والط‪++‬براني وابن‬
‫مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم " لو لم يقل يوسف عليه السالم الكلمة ال‪++‬تي قاله‪++‬ا‪ :‬م‪++‬ا لبث في الس‪++‬جن‬
‫طول ما لبث‪ .‬حيث يبتغي الفرج من عند غير هللا تعالى"‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "لوال أنه يعني يوس‪++‬ف ق‪++‬ال الكلم‪++‬ة‬
‫التي قال‪ ،‬ما لبث في السجن طول ما لبث"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه‪ ،‬عن أبي هري‪++‬رة رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ " :‬رحم هللا يوسف‪ ،‬ل‪++‬و لم يق‪++‬ل‪:‬‬
‫اذكرني عند ربك‪ ،‬ما لبث في السجن طول ما لبث"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن الحسن رضي هللا عنه قال‪ :‬ذكر لنا أن نبي هللا صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬
‫"رحم هللا يوسف لوال كلمته ما لبث في السجن طول م‪++‬ا لبث‪ ،‬قول‪++‬ه اذك‪++‬رني‬
‫عند ربك" ثم بكى الحسن رضي هللا عنه وقال‪ :‬نحن إذا نزل بنا أم‪++‬ر فزعن‪++‬ا‬
‫إلى الناس‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ذك‪++‬ر لن‪++‬ا أن‬
‫النبي اله صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬ل‪+‬وال أن يوس‪+‬ف استش‪+‬فع على رب‪+‬ه‪ ،‬م‪+‬ا‬
‫لبث في السجن طول ما لبث‪ .‬ولكن‪ ،‬إنما عوقب باستشفاعه على ربه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وعبد هللا بن أحمد في زوائد الزهد‪ ،‬وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬أوحي إلى يوس‪++‬ف‪" :‬من‬
‫استنقذك من القتل حين هم إخوتك أن يقتل‪++‬وك؟ ق‪++‬ال‪ :‬أنت ي‪++‬ا رب‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فمن‬
‫استنقذك من الجب إذ ألقوك في‪++‬ه؟ ق‪++‬ال‪ :‬أنت ي‪++‬ا رب‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فمن اس‪++‬تنقذك من‬
‫المرأة إذ هممت بها قال‪ :‬أنت يا رب‪ .‬قال‪ :‬فم‪+‬ا ل‪++‬ك نس‪+‬يتني وذك‪+‬رت آدمي‪+‬ا؟‬
‫قال‪ :‬جزعا‪ ،‬وكلمة تكلم بها لساني‪ .‬قال‪ :‬فوعزتي‪ ،‬ألخلدنك في السجن بضع‬
‫سنين‪ .‬فلبث في السجن بضع سنين"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن الحس‪+‬ن رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬لما قال يوسف علي‪+‬ه الس‪+‬الم للس‪+‬اقي‪ :‬اذك‪+‬رني عن‪+‬د رب‪+‬ك‪ ،‬قي‪+‬ل ل‪+‬ه "ي‪+‬ا‬
‫يوسف اتخذت من دوني وكيال؟ ألطيلن حبس‪++‬ك‪ :‬فبكى يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫وقال‪ :‬يا رب‪ ،‬تشاغل قلبي من كثرة البلوى فقلت كلمة"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن مجاه‪++‬د‬
‫رضي هللا عنه في قوله {وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذك‪++‬رني عن‪++‬د رب‪++‬ك}‬
‫قال يوسف للذي نجا من صاحبي الس‪++‬جن‪ :‬اذك‪++‬رني للمل‪++‬ك‪ ،‬فلم ي‪++‬ذكره ح‪++‬تى‬
‫رأى الملك الرؤيا‪ ،‬وذلك أن يوسف أنس‪+‬اه الش‪++‬يطان ذك‪++‬ر رب‪++‬ه وأم‪++‬ره ب‪++‬ذكر‬
‫الملك وابتغاء الف‪+‬رج من عن‪+‬ده‪ ،‬فلبث في الس‪+‬جن بض‪+‬ع س‪+‬نين عقوب‪+‬ة لقول‪+‬ه‬
‫{اذكرني عند ربك}‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {فلبث في الس‪++‬جن بض‪++‬ع س‪++‬نين} ق‪++‬ال‪ :‬بلغن‪++‬ا أن‪++‬ه لبث في‬
‫السجن سبع سنين‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وأحمد في الزهد‪ ،‬وابن جرير وابن المنذر وأبو الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن وهب بن منبه رضي هللا عنه قال‪ :‬أصاب أيوب عليه السالم البالء س‪++‬بع‬
‫سنين‪ ،‬وترك يوسف عليه السالم في السجن سبع سنين‪ ،‬وع‪++‬ذب بخت نص‪++‬ر‬
‫خون في السباع سبع سنين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {فلبث في‬
‫السجن بضع سنين} اثنتي عشرة سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طري‪++‬ق أبي بك‪++‬ر بن عي‪++‬اش‪ ،‬عن الكل‪++‬بي رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه قال‪ :‬قال يوسف عليه السالم كلمة واحدة‪ ،‬حبس بها سبع سنين ق‪++‬ال أب‪++‬و‬
‫بكر‪ :‬وحبس قبل ذلك خمس سنين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ط‪++‬اوس والض‪++‬حاك في قول‪++‬ه {فلبث في الس‪++‬جن‬
‫بضع سنين} قاال‪ :‬أربع عشرة سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬البض‪++‬ع‪ ،‬م‪++‬ا بين الثالث‬
‫إلى التسع‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة رضي هللا عنه قال‪ :‬البض‪++‬ع‪ ،‬م‪+‬ا بين الثالث إلى‬
‫التسع‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪ :‬البض‪++‬ع دون‬
‫العشرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬عثر يوسف علي‪++‬ه‬
‫السالم ثالث عثرات‪ :‬قوله اذكرني عند ربك‪ ،‬وقوله إلخوته إنكم لس‪++‬ارقون‪،‬‬
‫وقوله ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب‪ .‬فقال له جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم"وال حين‬
‫هممت؟ فقال‪ :‬وما أبرئ نفسي‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة رضي هللا عنه ق‪++‬ال‪ :‬ذهب يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫وهو ابن سبع عشرة ولبث في الجب سبعا‪ ،‬وفي السجن سبعا‪ ،‬وجمع الطعام‬
‫في سبعا‪ ،‬فيرون أنه التقى هو وأبوه عند ذلك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أحم‪++‬د في الزه‪++‬د عن أبي المليح رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان دع‪++‬اء‬
‫يوسف عليه السالم في السجن اللهم إن كان خلق وجهي عندك‪ ،‬فإني أتق‪++‬رب‬
‫إليك بوجه يعقوب أن تجعل لي فرجا ومخرج‪++‬ا ويس‪++‬را‪ ،‬وترزق‪++‬ني من حيث‬
‫ال أحتسب"‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحمد في زوائد الزهد‪ ،‬عن عبد هللا م‪++‬ؤذن الط‪++‬ائف ق‪++‬ال‪:‬‬
‫جاء جبريل عليه السالم إلى يوسف عليه السالم فقال‪ :‬يا يوسف‪ ،‬اشتد عليك‬
‫الحبس؟ قال نعم‪ .‬قال‪ :‬قل اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني من أم‪++‬ر‬
‫دنياي وأمر آخرتي فرجا ومخرجا‪ ،‬وارزق‪++‬ني من حيث ال أحتس‪++‬ب‪ ،‬واغف‪++‬ر‬
‫لي ذنبي وثبت رجائي‪ ،‬واقطعه من سواك حتى ال أرجو أحدا غيرك‪.‬‬
‫@ اآليات ‪46 - 43‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن إس‪++‬حق وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫يوسف عليه الصالة والسالم للساقي {اذكرني عند ربك} أي الملك األعظم‪،‬‬
‫ومظلمتي وحبسي في غير شيء‪ .‬قال‪ :‬أفعل‪ .‬فلما خرج الساقي‪ ،‬رد على م‪++‬ا‬
‫كان عليه ورض‪++‬ي عن‪++‬ه ص‪++‬احبه‪ ،‬وأنس‪++‬اه الش‪++‬يطان ذك‪++‬ر المل‪++‬ك ال‪++‬ذي أم‪++‬ره‬
‫يوسف عليه الس‪++‬الم أن ي‪++‬ذكره ل‪++‬ه‪ ،‬فلبث يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم بع‪++‬د ذل‪++‬ك في‬
‫السجن بضع سنين‪ ،‬ثم إن الملك ريان بن الوليد‪ ،‬رأى رؤياه ال‪++‬تي أرى فيه‪++‬ا‬
‫فهالته وعرف أنها رؤيا واقعة‪ ،‬ولم يدر ما تأويلها فقال للمأل حول‪++‬ه من أه‪++‬ل‬
‫مملكته {إني أرى سبع بق‪++‬رات س‪++‬مان ي‪++‬أكلهن س‪++‬بع عج‪++‬اف وس‪++‬بع س‪++‬نبالت‬
‫خضر وأخر يابسات} فلما سمع نب‪+‬وا من المل‪+‬ك م‪+‬ا س‪+‬مع من‪+‬ه ومس‪+‬ألته عن‬
‫تأويلها‪ ،‬ذكر يوسف عليه السالم وما كان عبر ل‪++‬ه ولص‪++‬احبه‪ ،‬وم‪++‬ا ج‪++‬اء من‬
‫ذلك على ما قال من قوله‪ ،‬فقال {أنا أنبئكم بتأويله}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {أض‪++‬غاث‬
‫أحالم} قال‪ :‬من األحالم الكاذبة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي هللا عنه مثله‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {أضغاث أحالم} قال‪ :‬أخالط أحالم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ من ط‪++‬رق‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه {وادك‪++‬ر بع‪++‬د‬
‫أمة} قال‪ :‬بعد حين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وعكرمة وعبد هللا بن كث‪++‬ير والس‪++‬دي‬
‫‪ -‬رضي هللا تعالى عنهم ‪ -‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {وادكر بعد‬
‫أمة} يقول‪ :‬بعد سنين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وادكر بعد أمة} يقول‪ :‬بعد سنين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬أن‪+‬ه ق‪++‬رأ {وادك‪+‬ر بع‪+‬د‬
‫أمة} قال‪ :‬بعد أمة من الناس‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬أنه قرأ {وادكر بعد أمة} ‪ -‬بالفتح والتخفيف‪ ،‬يقول بعد نسيان‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وعكرمة والحسن وقتادة ومجاهد والضحاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهم ‪ -‬أنهم قرأوا {بعد أمة} أي بعد نسيان‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن حميد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬ق‪+‬رأ مجاه‪+‬د رض‪+‬ي هللا‬
‫عنه {وادكر بعد أمة} مجزومة مخففة‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن هرون ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال في ق‪++‬راءة‬
‫أبي بن كعب {أنا آتيكم بتأويله}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه كان يق‪+‬رأ {أن‪+‬ا آتيكم‬
‫بتأويله} فقيل له‪ :‬أنا أنبئكم‪ .‬قال‪ :‬أهو كان ينبئهم؟‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {أفتنا في سبع بق‪++‬رات‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أما السمان‪ ،‬فسنون فيها خصب‪ .‬وأما السبع العجاف‪ ،‬فسنون مجدب‪++‬ة‪ .‬وس‪++‬بع‬
‫سنبالت خض‪++‬ر‪ ،‬هي الس‪++‬نون المخاص‪++‬يب‪ ،‬تخ‪++‬رج األرض نباته‪++‬ا وزرعه‪++‬ا‬
‫وثمارها‪ .‬وأخر يابسات‪ ،‬المحول الجدوب ال تنبت شيئا‪.‬‬
‫@ اآليات ‪49 - 47‬‬
‫أخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" ..‬لق‪++‬د عجبت من‬
‫يوسف وص‪++‬بره وكرم‪+‬ه ‪ -‬وهللا يغف‪++‬ر ل‪++‬ه ‪ -‬حين س‪+‬ئل عن البق‪++‬رات العج‪++‬اف‬
‫والس‪++‬مان‪ .‬ول‪++‬و كنت مكان‪++‬ه ‪ -‬وهللا يغف‪++‬ر ل‪++‬ه ‪ -‬حين أت‪++‬اه الرس‪++‬ول‪ ،‬لب‪++‬ادرتهم‬
‫الباب‪ .‬ولكنه أراد أن يكون له العذر"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لم ي‪++‬رض يوس‪++‬ف‬
‫عليه السالم أن أفتاهم بالتأويل حتى أمرهم ب‪++‬الرفق‪ ،‬فق‪++‬ال‪{ :‬تزرع‪++‬ون س‪++‬بع‬
‫س‪+‬نين دأب‪+‬ا فم‪+‬ا حص‪+‬دتم ف‪+‬ذروه في س‪+‬نبله} ألن الحب إذا ك‪+‬ان في س‪+‬نبله ال‬
‫يؤكل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {فذروه في سنبله} قال‪ :‬أراد يوسف عليه السالم البقاء‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ف‪++‬ذروه في‬
‫سنبله} قال‪ :‬في بعض القراءة األولى‪ :‬هو أبقى له ال يؤكل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن زيد بن أسلم ‪ -‬رضي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬أن يوس‪+‬ف علي‪+‬ه‬
‫السالم في زمانه كان يصنع لرج‪++‬ل طع‪++‬ام اث‪++‬نين‪ ،‬فيقرب‪++‬ه إلى الرج‪++‬ل فيأك‪++‬ل‬
‫نصفه ويدع نصفه‪ ،‬حتى إذا كان يوما قربه ل‪++‬ه فأكل‪++‬ه فق‪++‬ال ل‪++‬ه يوس‪+‬ف علي‪+‬ه‬
‫السالم‪ :‬هذا أول يوم من السبع الشداد‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد} قال‪:‬‬
‫هن السنون المحول الجدوب‪ .‬وفي قوله {يأكلن م‪+‬ا ق‪+‬دتم لهن} يق‪+‬ول‪ :‬ي‪+‬أكلن‬
‫ما كنتم اتخذتم فيهن من القوت {إال قليال مما تحصنون} أي مما تدخرون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {مم‪++‬ا تحص‪++‬نون} يق‪++‬ول‪ :‬تخزن‪++‬ون‪ .‬وفي قول‪++‬ه {وفي‪++‬ه‬
‫يعصرون} يقول‪ :‬األعناب والدهن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما في قول‪++‬ه‬
‫{عام فيه يغاث الناس} يقول‪ :‬يصيبهم في‪++‬ه غيث {وفي‪++‬ه يعص‪++‬رون} يق‪++‬ول‪:‬‬
‫يعصرون فيه العنب‪ ،‬ويعصرون فيه الزيت‪ ،‬ويعصرون من كل الثمرات‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ من وجه آخر‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {وفي‪++‬ه‬
‫يعصرون} يحتلبون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫‪ -‬في قوله {وفيه يعصرون} يحتلبون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {ثم يأتي من بع‪+‬د ذل‪++‬ك ع‪+‬ام في‪+‬ه يغ‪+‬اث الن‪+‬اس} ق‪++‬ال‪ :‬يغ‪+‬اث الن‪+‬اس‬
‫بالمطر‪{ ،‬وفيه يعصرون} الثمار واألعن‪+‬اب والزيت‪+‬ون من الخص‪+‬ب‪ .‬وه‪+‬ذا‬
‫علم آتاه هللا علمه لم يكن فيما سئل عنه‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {ثم يأتي من بعد ذلك عام‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬زادهم يوسف عليه السالم‬
‫علم سنة لم يسألوه عنه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {ثم يأتي من بعد ذلك عام} قال‪ :‬أخبرهم بشيء لم يسألوه عنه وكان هللا‬
‫تعالى قد علمه إياه {فيه يغاث الن‪++‬اس} ب‪++‬المطر {وفي‪++‬ه يعص‪++‬رون} السمس‪++‬م‬
‫دهنا‪ ،‬والعنب خمرا‪ ،‬والزيتون زيتا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه {في‪+‬ه يغ‪+‬اث الن‪+‬اس} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بالمطر {وفيه يعصرون} قال‪ :‬يعصرون أعنابهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬في‪++‬ه يغ‪++‬اث‬
‫الناس} قال‪ :‬يغاث الناس بالمطر {وفيه يعصرون} قال‪ :‬الزيت‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر‪ ،‬عن علي بن طلح‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان ابن‬
‫عباس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬يقرأ {وفيه تعصرون} بالتاء‪ ،‬يعني تحتلبون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طري‪++‬ق عب‪++‬دان الم‪++‬روزي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬عن عيسى بن عبي‪++‬د عن عيس‪++‬ى بن عم‪++‬ير الثقفي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬سمعته يقرأ {فيه يغاث الن‪++‬اس وفي‪++‬ه تعص‪++‬رون} بالت‪++‬اء‪ ،‬يع‪++‬ني الغي‪++‬اث‬
‫المطر‪ ،‬ثم قرأ {وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪53 - 50‬‬
‫أخرج أحمد وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم‬
‫وصححه وابن مردويه‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬تال رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم هذه اآلية {فلما جاءه الرس‪++‬ول ق‪++‬ال ارج‪++‬ع إلى رب‪++‬ك‬
‫فاسأله ما ب‪+‬ال النس‪+‬وة الالتي قطعن أي‪+‬ديهن} فق‪+‬ال‪" :‬ل‪+‬و كنت أن‪+‬ا ألس‪+‬رعت‬
‫اإلجابة وما ابتغيت العذر"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن أبي هري‪++‬رة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‬
‫رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪" :‬ي‪++‬رحم هللا يوس‪++‬ف إن ك‪++‬ان ل‪++‬ذا أن‪++‬اة‬
‫حليما‪ ،‬لو كنت أنا المحبوس‪ ،‬ثم أرسل إلي لخرجت سريعا"‪.‬‬
‫وأخرج الفري‪++‬ابي وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم والط‪++‬براني وابن مردوي‪++‬ه من‬
‫طرق‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬عجبت لص‪++‬بر أخي يوس‪++‬ف وكرم‪++‬ه ‪ -‬وهللا يغف‪++‬ر ل‪++‬ه ‪ -‬حيث‬
‫أرسل إليه ليستفتى في الرؤيا‪ ،‬وإن كنت أن‪++‬ا لم أفع‪++‬ل ح‪++‬تى أخ‪++‬رج‪ ،‬وعجبت‬
‫من ص‪++‬بره وكرم‪++‬ه ‪ -‬وهللا يغف‪++‬ر ل‪++‬ه ‪ -‬أتي ليخ‪++‬رج فلم يخ‪++‬رج ح‪++‬تى أخ‪++‬برهم‬
‫بعذره‪ ،‬ولو كنت أنا لبادرت الباب‪ ،‬ولكنه أحب أن يكون له العذر"‪.‬‬
‫وأخرج أحم‪++‬د في الزه‪++‬د وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬عن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬رحم هللا أخي يوسف‪ ،‬لو أنا أتاني الرس‪++‬ول‬
‫بعد طول الحبس ألسرعت اإلجابة‪ ،‬حين قال {ارجع إلى ربك فاسأله ما بال‬
‫النسوة} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {م‪++‬ا ب‪++‬ال‬
‫النسوة الالتي قطعن أيديهن} قال‪ :‬أراد يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم الع‪++‬ذر قب‪++‬ل أن‬
‫يخرج من السجن‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الفري‪++‬ابي وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫والبيهقي في شعب اإليمان‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫جمع الملك النسوة قال لهن‪ :‬أنتن راودتن يوسف عن نفس‪++‬ه؟ {قلن‪ :‬ح‪++‬اش هلل‬
‫ما علمنا عليه من سوء قالت امرأة العزيز اآلن حصحص الحق أن‪++‬ا راودت‪++‬ه‬
‫عن نفسه وإنه لمن الصادقين} قال يوسف‪{ :‬ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب}‬
‫فغمزه جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم فق‪++‬ال‪ :‬وال حين هممت به‪++‬ا؟ فق‪++‬ال {وم‪++‬ا أب‪++‬رئ‬
‫نفسي إن النفس ألمارة بالسوء}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما في قوله {اآلن حصحص الحق} قال‪ :‬تبين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن مجاهد وقتادة والضحاك وابن زيد والسدي مثله‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم في تاريخه وابن مردويه والديلمي‪ ،‬عن أنس رضي هللا عنه‪.‬‬
‫أن رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم ق‪++‬رأ ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {ذل‪++‬ك ليعلم أني لم أخن‪++‬ه‬
‫بالغيب} قال "لما قالها يوسف عليه السالم‪ ،‬قال له جبري‪+‬ل علي‪+‬ه الس‪+‬الم‪ :‬ي‪+‬ا‬
‫يوسف‪ ،‬اذكر همك‪ .‬قال {وما أبرئ نفسي}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر عن عب‪++‬د هللا بن أبي اله‪++‬ذيل ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ق‪++‬ال يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال له جبريل عليه السالم‪ :‬وال ي‪++‬وم‬
‫هممت بما هممت به؟ فقال {وما أبرئ نفسي إن النفس ألمارة بالسوء}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال‪ :‬لما قال يوسف عليه الس‪++‬الم {ذل‪++‬ك ليعلم‬
‫أني لم أخن‪++‬ه ب‪++‬الغيب} ق‪++‬ال المل‪++‬ك ‪ -‬وطعن في جنب‪++‬ه ‪ -‬ي‪++‬ا يوس‪++‬ف‪ ،‬وال حين‬
‫هممت قال {وما أبرئ نفسي}‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي حاتم‪ ،‬عن حكيم بن جابر في قوله {ذل‪++‬ك‬
‫ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال‪ :‬ق‪++‬ال ل‪++‬ه جبري‪++‬ل‪ :‬وال حين حللت الس‪++‬راويل؟‬
‫فقال عند ذلك {وما أبرئ نفسي إن النفس ألمارة بالسوء}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس في قول‪++‬ه {ذل‪++‬ك ليعلم أني‬
‫لم أخنه بالغيب} قال‪ :‬هو قول يوسف لمليكه حين أراه هللا عذره‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن ابن جريج ق‪++‬ال‪ :‬أراد يوس‪++‬ف‬
‫عليه السالم العذر قبل أن يخرج من السجن‪ ،‬فقال {ارج‪++‬ع إلى رب‪++‬ك فاس‪++‬أله‬
‫ما بال النسوة الالتي قطعن أيديهن إن ربي بكيدهن عليم‪{ }...‬ذلك ليعلم أني‬
‫لم أخنه بالغيب} قال ابن جريج‪ :‬وبين هذا وبين ذلك ما بينه‪ ،‬قال‪ :‬وه‪++‬ذا من‬
‫تقديم القرآن وتأخيره‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د في قول‪++‬ه {ذل‪++‬ك ليعلم‬
‫أني لم أخنه بالغيب} قال يوسف ‪ -‬يقول ‪ -‬لم أخن سيدي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن أبي ص‪++‬الح رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قوله {ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال هذا قول يوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪،‬‬
‫لم يخن العزيز في امرأته‪ .‬قال‪ :‬فقال له جبريل عليه الس‪++‬الم‪ :‬وال حين حللت‬
‫السراويل؟ فقال يوسف عليه السالم {وما أبرئ نفسي‪ }...‬إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن الحسن رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه في قول‪+‬ه {ذل‪+‬ك‬
‫ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال‪ :‬قال له جبريل عليه السالم‪ :‬اذكر هم‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال‬
‫{وما أبرئ نفسي إن النفس ألمارة بالسوء}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬ذلك‬
‫ليعلم أني لم أخنه بالغيب} فق‪++‬ال ل‪++‬ه المل‪++‬ك أو جبري‪++‬ل‪ :‬وال حين هممت به‪++‬ا؟‬
‫فقال يوسف عليه السالم {وما أبرئ نفسي إن النفس ألمارة بالسوء}‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} فق‪++‬ال ل‪++‬ه المل‪++‬ك أو جبري‪++‬ل وال حين ههمت‬
‫بها؟ فقال يوسف عليه السالم {وما أبرئ نفسي إن النفس ألمارة بالسوء}‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال فقال ل‪++‬ه المل‪++‬ك‪ :‬وال حين ههمت؟ فق‪++‬ال‬
‫{وما أبرئ نفسي}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬ذكر لنا‬
‫أن الملك الذي كان مع يوس‪+‬ف علي‪+‬ه الس‪+‬الم ق‪+‬ال‪ :‬اذك‪+‬ر م‪+‬ا هممت ب‪+‬ه‪ .‬ق‪+‬ال‬
‫{وما أبرئ نفسي}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن الحسن رضي هللا عنه في قوله {ذل‪++‬ك‬
‫ليعلم أني لم أخنه بالغيب} قال‪ :‬خشي نبي هللا صلى هللا عليه وسلم أن يك‪++‬ون‬
‫زكى نفسه فقال {وما أبرئ نفسي‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر‪ ،‬عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وما أبرئ نفسي} قال‪ :‬يعني همته التي هم بها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن عبد العزي‪++‬ز بن عم‪++‬ير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫النفس أم‪++‬ارة بالس‪++‬وء‪ ،‬ف‪++‬إذا ج‪++‬اء الع‪++‬زم من هللا‪ ،‬ك‪++‬انت هي ال‪++‬تي ت‪++‬دعو إلى‬
‫الخير‪.‬‬
‫@ اآلية ‪54‬‬
‫أخرج ابن عبد الحكم في فت‪++‬وح مص‪++‬ر من طري‪++‬ق الكل‪++‬بي‪ ،‬عن أبي ص‪++‬الح‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬فأتاه الرس‪++‬ول فق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬أل‪++‬ق عن‪++‬ك‬
‫ثياب السجن‪ ،‬وألبس ثيابا جددا وقم إلى الملك‪ ،‬فدعا له أه‪++‬ل الس‪++‬جن ‪ -‬وه‪++‬و‬
‫يومئذ ابن ثالثين سنة ‪ -‬فلما أتاه‪ ،‬رأى غالما حدثا‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬أيعلم ه‪++‬ذا رؤي‪++‬اي‬
‫وال يعلمها السحرة والكهنة؟!‪...‬وأقعده قدامه وقال له‪ :‬ال تخف‪ ،‬وألبسه طوقا‬
‫من ذهب وثياب حرير وأعطاه دابة مس‪+‬رجة مزين‪+‬ة كداب‪+‬ة المل‪+‬ك‪ ،‬وض‪+‬رب‬
‫الطبل بمصر أن يوسف عليه السالم خليفة الملك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {أستخلصه لنفسي} قال‪ :‬أتخذه لنفسي‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن زي‪++‬د العمى ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لما رأى يوسف عليه السالم عزيز مصر ق‪++‬ال‪ :‬اللهم إني أس‪++‬ألك بخ‪++‬يرك من‬
‫خيره‪ ،‬وأعوذ بعزتك من شره‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن أبي ميسرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫رأى العزيز لبق يوسف وكيسه وظرفه‪ ،‬دع‪++‬اه‪ ،‬فك‪++‬ان يتغ‪++‬دى مع‪++‬ه ويتعش‪++‬ى‬
‫دون غلمانه‪ ،‬فلما كان بينه وبين المرأة ما كان‪ ،‬ق‪++‬الت‪ :‬لم ت‪++‬دني ه‪++‬ذا من بين‬
‫غلمانك؟‪...‬مره فليتغد مع الغلمان‪ .‬قال له‪ :‬اذهب فتغد م‪++‬ع الغلم‪++‬ان‪ .‬فق‪++‬ال ل‪++‬ه‬
‫يوس‪++‬ف‪ :‬أت‪++‬رغب أن تأك‪++‬ل معي؟‪...‬أن‪++‬ا وهللا يوس‪++‬ف بن يعق‪++‬وب‪ ،‬ن‪++‬بي هللا بن‬
‫إسحق ذبيح هللا بن إبراهيم خليل هللا‪.‬‬
‫وأخؤج سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس رضي هللا عنهما قال‪ :‬قال المل‪++‬ك ليوس‪++‬ف‪ :‬إني أحب أن تخ‪++‬الطني في‬
‫كل شيء‪ ،‬إال في أهلي‪ ،‬وأنا آنف أن تأكل معي‪ .‬فغضب يوسف عليه السالم‬
‫فقال‪ :‬أنا أحق أن آنف‪ ،‬أنا ابن إبراهيم خلي‪++‬ل هللا‪ ،‬وأن‪++‬ا ابن إس‪++‬حاق ذبيح هللا‪،‬‬
‫وأنا ابن يعقوب نبي هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد رضي هللا عنه قال‪ :‬أسلم الملك الذي كان معه‬
‫يوسف عليه السالم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪55‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم والح‪++‬اكم‪ ،‬عن أبي هري‪++‬رة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫استعملني عمر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬على البحرين‪ ،‬ثم نزعني وغرم‪++‬ني اث‪++‬ني‬
‫عشر ألفا‪ ،‬ثم دعاني بعد إلى العمل فأبيت‪ ،‬فقال‪ :‬ولم؟ وقد سأل يوسف علي‪++‬ه‬
‫السالم العمل‪ ،‬وكان خيرا منك‪ .‬فقلت‪ :‬إن يوسف عليه الس‪++‬الم ن‪++‬بي ابن ن‪++‬بي‬
‫ابن نبي ابن نبي‪ ،‬وأنا ابن أميمة‪ ،‬وأنا أخ‪++‬اف أن أق‪++‬ول بغ‪++‬ير حلم‪ ،‬وأن أف‪++‬تي‬
‫بغير علم‪ ،‬وأن يضرب ظهري ويشتم عرضي ويؤخذ مالي‪.‬‬
‫وأخرج الخطيب في رواة مالك‪ ،‬عن جابر رضي هللا عنه قال‪ :‬ك‪++‬ان يوس‪++‬ف‬
‫عليه السالم ال يشبع‪ ،‬فقيل له‪ :‬ما لك ال تشبع وبيدك خزائن األرض؟!‪...‬قال‪:‬‬
‫إني إذا شبعت‪ ،‬نسيت الجائع‪.‬‬
‫وأخرج وكيع في الغرر وأبو الشيخ والبيهقي في شعب اإليمان‪ ،‬عن الحس‪++‬ن‬
‫‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قيل ليوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ :‬تج‪++‬وع وخ‪++‬زائن األرض‬
‫بيدك؟ قال‪ :‬إني أخاف أن أشبع فأنسى الجيعان‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن شيبة بن نعام‪++‬ة الض‪++‬بي ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {اجعلني على خزائن األرض} يقول‪ :‬على جمي‪++‬ع‬
‫الطعام‪ ،‬إني حفيظ لما استودعتني عليهم بسنين المجاعة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{اجعل‪++‬ني على خ‪++‬زائن األرض} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان لفرع‪++‬ون خ‪++‬زائن كث‪++‬يرة غ‪++‬ير‬
‫الطعام‪ ،‬فأسلم سلطانه كله له‪ ،‬وجعل القضاء إليه أمره‪ ،‬وقضاؤه نافذ‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن قتادة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {إني‬
‫حفيظ} قال‪ :‬لما وليت‪{ ،‬عليم} بأمره‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن سفيان رضي هللا عنه في قوله {إني حفيظ عليم}‬
‫قال‪ :‬حفيظ للحساب‪ ،‬عليم باأللسن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن األشجعي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬مثله‪.‬‬
‫@ اآلية ‪56‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه‬
‫{وك‪++‬ذلك مكن‪++‬ا ليوس‪++‬ف في األرض} ق‪++‬ال‪ :‬ملكن‪++‬اه فيم‪++‬ا يك‪++‬ون فيه‪++‬ا {حيث‬
‫يشاء} من تلك الدنيا‪ ،‬يصنع ‪ -‬فيها ما يشاء‪ ،‬فوضت إلي‪++‬ه‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ل‪++‬و ش‪++‬اء أن‬
‫يجعل فرعون من تحت يده‪ ،‬ويجعله من فوق لفعل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن الفض‪++‬يل بن عي‪++‬اض ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫وقفت امرأة العزيز على ظهر الطريق حتى مر يوسف عليه الس‪++‬الم فق‪++‬الت‪:‬‬
‫الحمد هلل الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته‪ ،‬وجعل الملوك عبيدا بمعصيته‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن إسحق ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ذكروا أن أطيفر هلك في تلك الليالي‪ ،‬وأن الملك الري‪++‬ان زوج يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم امرأته راعيل‪ ،‬فقال لها حين أدخلت عليه‪ :‬أليس ه‪++‬ذا خ‪++‬يرا مم‪+‬ا كنت‬
‫تريدين؟ فقال‪ :‬أيها الصديق‪ ،‬ال تلم‪++‬ني‪ .‬ف‪++‬إني كنت ام‪++‬رأة كم‪++‬ا ت‪++‬رى حس‪++‬ناء‬
‫جمالء‪ ،‬ناعمة في مل‪++‬ك ودني‪++‬ا‪ ،‬وك‪++‬ان ص‪++‬احبي ال ي‪++‬أتي النس‪++‬اء‪ ،‬وكنت كم‪++‬ا‬
‫جعلك هللا في حسنك وهيئتك‪ ،‬فغلبت‪+‬ني نفس‪+‬ي على م‪+‬ا رأيت‪ ،‬ف‪+‬يزعمون أن‪+‬ه‬
‫وجدها عذراء‪ ،‬فأصابها فولدت له رجلين‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عبد العزيز بن منبه‪ ،‬عن أبي‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬تعرض‪++‬ت ام‪++‬رأة‬
‫العزيز ليوسف عليه السالم في الطريق حتى مر بها‪ ،‬فقالت‪ :‬الحمد هلل ال‪++‬ذي‬
‫جعل الملوك بمعصيته عبيدا‪ ،‬وجعل العبيد بطاعته ملوكا‪ ،‬فعرفه‪+‬ا فتزوجه‪+‬ا‬
‫فوجدها بكرا‪ ،‬وكان صاحبها من قبل ال يأتي النساء‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي‪ ،‬عن وهب بن منبه ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬أصابت‬
‫ام‪++‬رأة العزي‪++‬ز حاج‪++‬ة له‪++‬ا فقي‪++‬ل له‪++‬ا‪ .‬ل‪++‬و أتيت يوس‪++‬ف بن يعق‪++‬وب فس‪++‬ألته‪،‬‬
‫فاستشارت الناس في ذلك فقالوا‪ :‬ال تفعلي‪ ،‬فإنا نخاف عليك‪ .‬قالت‪ :‬كال‪ ،‬إني‬
‫ال أخاف ممن يخاف هللا‪ .‬فدخلت عليه فرأته في ملكه‪ ،‬فقالت‪ :‬الحمد هلل الذي‬
‫جعل العبيد ملوكا بطاعته‪ ،‬ثم نظرت إلى نفسها فقالت‪ :‬الحمد هلل ال‪++‬ذي جع‪++‬ل‬
‫الملوك عبيدا بمعصيته‪ ،‬فقضى لها جميع حوائجها‪ ،‬ثم تزوجها فوجدها بك‪++‬ر‬
‫فقال له‪++‬ا‪ :‬أليس ه‪++‬ذا أجم‪++‬ل مم‪++‬ا أردت؟ ق‪++‬الت‪ :‬ي‪++‬ا ن‪++‬بي هللا‪ ،‬إني ابتليت في‪++‬ك‬
‫بأربع‪ :‬كنت أجمل الن‪+‬اس كلهم‪ ،‬وكنت أن‪+‬ا أجم‪+‬ل أه‪+‬ل زم‪+‬اني‪ ،‬وكنت بك‪+‬ر‪،‬‬
‫وكان زوجي عنينا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن زي‪++‬د بن أس‪++‬لم ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ ،‬تزوج امرأة العزيز فوجدها بكر‪ ،‬وكان زوجها عنينا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الحكيم الترم‪++‬ذي وابن أبي ال‪++‬دنيا في الف‪++‬رج‪ ،‬وال‪++‬بيهقي في األس‪++‬ماء‬
‫والصفات‪ ،‬عن أنس بن مال‪+‬ك ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬عن رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم أنه قال‪" :‬اطلبوا الخ‪++‬ير ده‪++‬ركم كل‪++‬ه‪ ،‬وتعرض‪++‬وا لنفح‪++‬ات رحم‪++‬ة‬
‫هللا‪ ،‬فإن هلل عز وج‪++‬ل نفح‪++‬ات من رحمت‪++‬ه يص‪++‬يب به‪++‬ا من يش‪++‬اء من عب‪++‬اده‪،‬‬
‫وأسألوا هللا أن يستر عوراتكم ويؤمن روعاتكم"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪57‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن مالك بن دينار ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫سألت الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬فقلت‪ :‬يا أب‪++‬ا س‪++‬عيد‪ ،‬قول‪++‬ه {وألج‪++‬ر اآلخ‪++‬رة‬
‫خ‪+‬ير لل‪+‬ذين آمن‪+‬وا وك‪+‬انوا يتق‪+‬ون} م‪+‬ا هي؟ ق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا مال‪+‬ك‪ ،‬اتق‪+‬وا المح‪+‬ارم‪،‬‬
‫خمصت بطونهم‪ .‬تركوا المحارم وهم يشتهونها‪.‬‬
‫@ اآلية ‪58‬‬
‫أخرج ابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬قال‪ :‬إن إخوة يوسف لما دخلوا عليه فعرفهم وهم له منك‪+‬رون‪ ،‬ج‪+‬اء‬
‫بصواع الملك الذي كان يشرب فيه فوض‪++‬عه على ي‪++‬ده‪ ،‬فجع‪++‬ل ينق‪++‬ره ويطن‪،‬‬
‫وينقره ويطن‪ ،‬فقال‪ :‬إن هذا الجام ليخبرني عنكم خبرا‪ .‬ه‪++‬ل ك‪++‬ان لكم أخ من‬
‫أبيكم يقال له يوسف‪ ،‬وكان أبوه يحبه دونكم‪ ،‬وإنكم انطلقتم ب‪++‬ه ف‪++‬ألقيتموه في‬
‫الجب‪ ،‬وأخبرتم أب‪++‬اكم أن ال‪++‬ذئب أكل‪++‬ه‪ ،‬وجئتم على قميص‪++‬ه ب‪++‬دم ك‪++‬ذب؟؟؟‪...‬‬
‫قال‪ :‬فجعل بعضهم ينظر إلى بعض‪ ،‬ويعجبون إنه هذا الجام ليخبر خ‪++‬برهم‪،‬‬
‫فمن أين يعلم هذا؟!‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن أبي الجل‪+‬د ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال يوس‪+‬ف‬
‫علي‪++‬ه الس‪++‬الم إلخوت‪++‬ه‪ :‬إن أم‪++‬ركم ليريب‪++‬ني‪ ،‬ك‪++‬أنكم جواس‪++‬يس ق‪++‬الوا‪ :‬ي‪++‬ا أيه‪++‬ا‬
‫العزي‪++‬ز‪ ،‬إن أبان‪++‬ا ش‪++‬يخ ص‪++‬ديق‪ ،‬وإن‪++‬ا ق‪++‬وم ص‪++‬ديقون‪ ،‬وإن هللا ليح‪++‬يي بكالم‬
‫األنبياء القلوب‪ ،‬كما يحيي وابل السماء األرض‪ ،‬ويقول لهم ‪ -‬وفي يده اإلناء‬
‫وهو يقرعه القرعة ‪ -‬كأن هذا يخبر عنكم بأنكم جواسيس‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عون ق‪++‬ال‪ :‬قلت للحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه ‪ -‬ترى يوسف عرف إخوته؟ ق‪++‬ال‪ :‬ال وهللا م‪++‬ا ع‪++‬رفهم ح‪++‬تى تعرف‪++‬وا‬
‫إليه‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم‪ ،‬عن قت‪+‬ادة ‪-‬‬
‫رض‪++++‬ي هللا عن‪++++‬ه ‪ -‬في قول‪++++‬ه {فع‪++++‬رفهم وهم ل‪++++‬ه منك‪++++‬رون} ق‪++++‬ال‪ :‬ال‬
‫يعرفونه‪.‬وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن وهب ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا جع‪++‬ل‬
‫يوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم ينق‪++‬ر الص‪++‬اع ويخ‪++‬برهم‪ ،‬ق‪++‬ام إلي‪++‬ه بعض إخوت‪++‬ه فق‪++‬ال‪:‬‬
‫أنشدك هللا أن ال تكشف لنا عورة‪.‬‬
‫@ اآليات ‪66 - 59‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{ائتوني بأخ لكم من أبيكم} قال‪ :‬يعني بنيامين‪ ،‬وهو أخو يوسف ألبيه وأمه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {وأنا خير المنزلين} قال‪ :‬خير من يضيف بمصر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن ابن جريج‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وأنا خير المنزلين} قال‪ :‬خير المضيفين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬وأنا خير المنزلين} قال‬
‫يوسف عليه السالم‪ :‬أنا خير من يضيف بمصر‪.‬‬
‫وأخرج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور‪ ،‬عن إب‪++‬راهيم أن‪++‬ه ك‪++‬ان يق‪++‬رأ {وق‪++‬ال لفتيت‪++‬ه} أي‬
‫لغلمانه {اجعلوا بضاعتهم} أي أوراقهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن إسحق قال‪ :‬كان منزل يعقوب وبنيه فيما ذكر‬
‫لي‪ ،‬بعض أهل العلم بالعربات‪ ،‬من أرض فلسطين بغور الشام‪ .‬وبعض كان‬
‫يقول باألدالج‪ ،‬من ناحية شعب أسفل من جسمي‪ ،‬وما كان صاحب بادية ل‪++‬ه‬
‫بها شاء وإبل‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن المغ‪++‬يرة‪ ،‬عن أص‪++‬حاب عب‪++‬د هللا‬
‫{فأرسل معنا أخانا نكتل}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن ابن جريج ‪ -‬رضي هللا عن‪+‬ه ‪{ -‬فأرس‪+‬ل‬
‫معنا أخانا} يكتل له بعيرا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن مغ‪++‬يرة‪ ،‬عن أص‪++‬حاب عب‪++‬د هللا ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪{ -‬فاهلل خير حافظا}‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وأبو عبيد وابن المنذر‪ ،‬عن علقم‪++‬ة أن‪++‬ه ك‪++‬ان يق‪++‬رأ‬
‫{ردت إلينا} بكسر الراء‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {ما نبغي ه‪++‬ذه بض‪++‬اعتنا ردت إلين‪++‬ا} يق‪++‬ول‪ :‬م‪++‬ا نبغي ه‪++‬ذه أوراقن‪++‬ا‬
‫ردت إلينا‪ ،‬وقد أوفى لنا الكيل {ونزداد كيل بعير} أي حمل بعير‪.‬‬
‫واخرج أبو عبيد وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في‬
‫قوله {ونزداد كيل بعير} قال‪ :‬حمل حم‪++‬ار‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬وهي لغ‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال أب‪++‬و عبي‪++‬د‬
‫يعني مجاهد أن الحمار‪ ،‬يقال له في بعض اللغات‪ ،‬بعير‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {إال أن يح‪++‬اط بكم} ق‪++‬ال‪ :‬إال أن‬
‫تغلبوا حتى ال تطيقوا ذلك‪.‬‬
‫@ اآليات ‪68 - 67‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا في قول‪++‬ه‬
‫{وقال يا بني ال تدخلوا من باب واحد‪ }...‬قال‪ :‬رهب يعقوب عليهم العين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن محمد بن كعب ‪ -‬رضي‬
‫هللا عنه ‪ -‬في قوله {ال تدخلوا من باب واحد} قال‪ :‬خشي عليهم العين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {ال تدخلوا من‬
‫باب واحد} قال‪ :‬خشي يعقوب على ولده العين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاهد رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ال ت‪++‬دخلوا من‬
‫باب واحد} قال‪ :‬خاف عليهم العين‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن قتادة رضي هللا عنه في قوله {ال تدخلوا من باب واحد} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انوا ق‪++‬د‬
‫أوتوا صورا وجماال‪ ،‬فخشي عليهم أنفس الناس‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منص‪+‬ور وابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن إب‪+‬راهيم النخعي ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {وادخلوا من أب‪++‬واب متفرق‪++‬ة} ق‪++‬ال‪ :‬أحب يعق‪++‬وب‬
‫أن يلقى يوسف أخاه في خلوة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد في قوله {إال حاجة في نفس يعق‪++‬وب قض‪++‬اها} ق‪++‬ال‪ :‬خيف‪++‬ة العين‬
‫على بنيه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {وإنه لذو علم لما علمناه} قال‪ :‬إنه لعامل بما علم‪ ،‬ومن ال يعمل ال‬
‫يكون عالما‪.‬‬
‫@ اآليات ‪76 - 69‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قول‪++‬ه {آوى إلي‪++‬ه أخ‪++‬اه} ق‪++‬ال‪ :‬ض‪++‬مه إلي‪++‬ه وأنزل‪++‬ه مع‪++‬ه‪ .‬وفي قول‪++‬ه {فال‬
‫تبتئس} قال‪ :‬ال تحزن وال تيأس‪ .‬وفي قوله {فلم‪++‬ا جه‪++‬زهم بجه‪++‬ازهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لما قضى حاجتهم وكال لهم طع‪+‬امهم‪ .‬وفي قول‪+‬ه {جع‪+‬ل الس‪+‬قاية} ق‪+‬ال‪ :‬ه‪+‬و‬
‫إناء الملك الذي يشرب منه {في رحل أخيه} قال‪ :‬في متاع أخيه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وابن األنباري في المصاحف‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي‬
‫هللا عنهما ‪ -‬في قوله {جعل السقاية} قال‪ :‬هو الصواع‪ ،‬وك‪++‬ل ش‪++‬يء يش‪++‬رب‬
‫منه فهو صواع‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن األنباري‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬السقاية والصواع شيء واحد‪ ،‬يشرب منه يوسف‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬الس‪++‬قاية‪ ،‬ه‪++‬و‬
‫الصواع‪ ،‬وكان كأسا من ذهب على ما يذكرون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {أيتها العير} قال‪ :‬كانت العير حميرا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وابن األنب‪+‬اري وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‬
‫وابن من‪++‬ده في غ‪++‬رائب ش‪++‬عبة‪ ،‬وابن مردوي‪++‬ه والض‪++‬ياء‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {صواع المل‪++‬ك} ق‪++‬ال‪ :‬ش‪++‬يء يش‪++‬به المك‪++‬وك من‬
‫فضة‪ ،‬كانوا يشربون فيه‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن األنب‪++‬اري في الوق‪++‬ف واالبت‪++‬داء والطس‪++‬تي‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬أن نافع بن األزرق قال ل‪++‬ه‪ :‬أخ‪++‬برني عن قول‪++‬ه {ص‪++‬واع‬
‫الملك} قال‪ :‬الصواع‪ ،‬الكأس ال‪+‬ذي يش‪+‬رب في‪+‬ه‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬وه‪+‬ل تع‪+‬رف الع‪+‬رب‬
‫ذلك؟ قال نعم‪ .‬أما سمعت األعشى وهو يقول‪:‬‬
‫له درمك في رأسه ومشارب * وقدر وطباخ وصاع وديسق‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن س‪++‬عيد بن‬
‫جبير رضي هللا عنه في قوله {صواع الملك} قال‪ :‬هو المك‪++‬وك ال‪++‬ذي يلتقي‬
‫طرفاه‪ ،‬كانت تشرب فيه األعاجم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن عكرمة رضي هللا عنه في قوله {صواع‬
‫الملك} قال‪ :‬كان من فضة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا في قول‪+‬ه‬
‫{صواع الملك} قال‪ :‬كان من نحاس‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬أنه كان يقرأ {نفقد صواع الملك} بضم الصاد مع األلف‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن األنباري‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫أنه كان يقرأ "صاع الملك"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن يح‪++‬يى بن يعم‪++‬ر أن‪++‬ه ك‪++‬ان يقرؤه‪++‬ا‬
‫"صوغ الملك" بالغين المعجمة‪ .‬قال‪ :‬كان ص‪++‬يغ من ذهب أو فض‪++‬ة‪ ،‬س‪++‬قايته‬
‫التي كان يشرب فيها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن األنب‪++‬اري‪ ،‬عن أبي رج‪++‬اء ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‪++‬ه ق‪++‬رأ {نفق‪++‬د‬
‫صواع الملك} بعين غير معجمة‪ ،‬وصاد مفتوحة‪.‬‬
‫وأخرج عن عبد هللا بن عون ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه كان يقرأ"صوع الملك"‬
‫بصاد مضمومة‪.‬‬
‫وأخرج عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه كان يقرأ"صياع الملك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ولمن ج‪++‬اء ب‪+‬ه حم‪+‬ل بع‪+‬ير} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫حمل حمار طعام‪ ،‬وهي لغة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{حمل بعير} وقر بعير‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {وأنا به زعيم} قال كفيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن سعيد بن جبير ومجاهد وقتادة والضحاك مثله‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {وأنا به زعيم} ق‪++‬ال‪ :‬ال‪++‬زعيم‪ ،‬ه‪++‬و الم‪++‬ؤذن ال‪++‬ذي‬
‫قال {أيتها العير}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن األنب‪++‬اري في الوق‪++‬ف واالبت‪++‬داء‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬أن نافع بن األزرق قال له‪ :‬أخبرني عن قول‪++‬ه {وأن‪++‬ا ب‪++‬ه زعيم} م‪++‬ا‬
‫الزعيم؟‪...‬قال‪ :‬الكفيل‪ .‬قال فيه فروة بن مسيك‪:‬‬
‫أكون زعيمكم في كل عام * بجيش جحفل لجب لهام‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن الربي‪++‬ع بن أنس ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه ‪ -‬في قوله {ما جئنا لنفسد في األرض} يقول‪ :‬م‪++‬ا جئن‪++‬ا لنعص‪++‬ي في‬
‫األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{قالوا فما جزاؤه} قال‪ :‬عرفوا الحكم في حكمهم فقالوا {جزاؤه من وجد في‬
‫رحله فهو جزاؤه} وكان الحكم عند األنبياء! يعقوب وبنيه عليهم السالم‪ ،‬أن‬
‫يؤخذ السارق بسرقته عبدا يسترق‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن الكلبي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬أخبروه بما يحكم في بالدهم‪ ،‬أنه من س‪+‬رق أخ‪+‬ذ عب‪+‬دا‪ .‬فق‪+‬الوا {ج‪+‬زاؤه‬
‫من وجد في رحله}‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {فبدأ بأوعيتهم} اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ذك‪++‬ر لن‪++‬ا‬
‫أنه كان كلما فتح متاع رجل‪ ،‬استغفر تأثما مما صنع‪ ،‬حتى بقي متاع الغالم‪،‬‬
‫قال‪ :‬ما أظن أن هذا أخذ شيئا‪ .‬قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬فاستبره‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن الض‪++‬حاك‬
‫‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {كذلك كدنا ليوسف} قال‪ :‬كذلك صنعنا ليوس‪++‬ف‬
‫{ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} يقول‪ :‬في س‪++‬لطان المل‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان في‬
‫دين ملكهم أنه من سرق أخذت منه الس‪++‬رقة ومثله‪++‬ا معه‪++‬ا من مال‪++‬ه‪ ،‬فيعطي‪++‬ه‬
‫المسروق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬في قول‪++‬ه {م‪++‬ا ك‪++‬ان ليأخ‪++‬ذ أخ‪++‬اه في دين المل‪++‬ك} يق‪++‬ول‪ :‬في س‪++‬لطان‬
‫الملك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر‪ ،‬عن محم‪++‬د بن كعب الق‪++‬رظي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في‬
‫اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬دين المل‪++‬ك ال يؤخ‪++‬ذ ب‪++‬ه من س‪++‬رق أص‪++‬ال‪ ،‬ولكن هللا تع‪++‬الى ك‪++‬اد‬
‫ألخيه‪ ،‬حتى تكلموا بما تكلموا به فآخذهم بقولهم‪ ،‬وليس في قضاء الملك‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن قتادة رضي هللا عنه في قوله {ما كان ليأخذ أخ‪++‬اه في دين المل‪++‬ك} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لم يكن ذلك في دين الملك أن يأخذ من سرق عبدا‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن الكلبي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬كان حكم الملك‪ ،‬أن من سرق ضاعف عليه الغرم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {إال أن يشاء هللا} قال‪ :‬إال بعلة‪ ،‬كادها هللا ليوسف‬
‫عليه السالم‪ ،‬فاعتل بها‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ من طري‪+‬ق مال‪++‬ك بن أنس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬سمعت زيد بن أسلم ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬يق‪++‬ول في ه‪++‬ذه‬
‫اآلية {نرفع درجات من نشاء} قال‪ :‬بالعلم‪ .‬يرفع هللا به من يشاء في الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن ج‪++‬ريج رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫في قوله {نرفع درجات من نشاء} قال‪ :‬يوسف وإخوته‪ ،‬أوتوا علما‪ .‬فرفعن‪++‬ا‬
‫يوسف فوقهم في العلم درجة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الفري‪++‬ابي وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫والبيهقي في األس‪++‬ماء والص‪++‬فات‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {وفوق كل ذي علم عليم} قال‪ :‬يكون هذا أعلم من هذا‪ ،‬وه‪++‬ذا أعلم من‬
‫هذا‪ ،‬وهللا فوق كل عالم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي‬
‫ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وال‪++‬بيهقي في األس‪++‬ماء والص‪++‬فات‪ ،‬عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬كن‪++‬ا عن‪++‬د ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬فح‪++‬دث‬
‫بح‪++‬ديث‪ ،‬فق‪++‬ال رج‪++‬ل عن‪++‬ده {وف‪++‬وق ك‪++‬ل ذي علم عليم} فق‪++‬ال ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬بئس ما قلت‪ ،‬هللا العليم الخبير هو فوق كل عالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن محمد بن كعب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬أل رج‪++‬ل‬
‫عليا ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن مسألة‪ ،‬فقال فيها‪ .‬فقال الرجل‪ :‬ليس هكذا‪ ،‬ولكن‬
‫كذا وكذا‪ ،‬قال علي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ : -‬أحسنت وأخط‪++‬أت {وف‪++‬وق ك‪++‬ل ذي‬
‫علم عليم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وال‪++‬بيهقي في‬
‫األسماء والصفات‪ ،‬عن عكرمة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {وفوق ك‪++‬ل ذي‬
‫علم عليم} قال‪ :‬علم هللا فوق كل عالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وف‪++‬وق ك‪++‬ل ذي‬
‫علم عليم} قال‪ :‬هللا أعلم من كل أحد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن الحسن في اآلية قال‪ :‬ليس عالم إال فوق‪++‬ه‬
‫ع‪++‬الم ح‪++‬تى ينتهي العلم إلى هللا‪ .‬من‪++‬ه ب‪++‬دأ وإلي‪++‬ه يع‪++‬ود‪ .‬وفي ق‪++‬راءة عب‪++‬د هللا‬
‫"وفوق كل عالم عليم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر‪ ،‬عن مجاهد وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن جريج في قوله {وفوق‬
‫كل ذي علم عليم} قاال‪ :‬هو ذلك أيضا‪ ،‬يوسف وإخوته هو فوقهم في العلم‪.‬‬
‫@ اآليات ‪79 - 77‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل} قال‪ :‬يعنون يوسف‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬قال‪ :‬كان أول ما دخل على يوسف عليه الس‪++‬الم من البالء فيم‪++‬ا بلغ‪++‬ني‪ ،‬أن‬
‫عمته‪ ،‬وكانت أكبر ول‪++‬د إس‪+‬حق علي‪+‬ه الس‪+‬الم‪ ،‬وك‪+‬انت إليه‪+‬ا منطق‪++‬ة إس‪+‬حق‪.‬‬
‫فكانوا يتوارثونها بالكبر‪ ،‬وكان يعقوب حين ولد له يوسف عليه الس‪++‬الم‪ ،‬ق‪++‬د‬
‫حضنته عمته‪ ،‬فكان معها وإليها‪ .‬فلم يحب أحد شيئا من األشياء كحبها إي‪++‬اه‪،‬‬
‫حتى ترعرع وقعت نفس يعقوب عليه السالم علي‪++‬ه‪ ،‬فأتاه‪++‬ا فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا أخي‪++‬ة‪،‬‬
‫سلمي إلي يوسف‪ ،‬فوهللا ما أقدر على أن يغيب عني س‪+‬اعة‪ .‬ق‪+‬الت‪ :‬فوهللا م‪+‬ا‬
‫أنا بتاركته‪ ،‬فدعه عندي أياما أنظر إليه‪ ،‬لعل ذلك يس‪++‬ليني عن‪++‬ه‪ .‬فلم‪++‬ا خ‪++‬رج‬
‫يعق‪+‬وب من عن‪+‬دها‪ ،‬عم‪+‬دت إلى منطق‪+‬ة إس‪+‬حق علي‪+‬ه الس‪+‬الم فحزمته‪+‬ا على‬
‫يوسف عليه السالم من تحت ثيابه‪ ،‬ثم قالت‪ :‬فقدت منطق‪++‬ة إس‪++‬حق‪ ،‬ف‪++‬انظروا‬
‫من أخذها ومن أص‪+‬ابها‪ ،‬فالتمس‪+‬ت ثم ق‪+‬الت‪ :‬اكش‪+‬فوا أه‪+‬ل ال‪+‬بيت‪ .‬فكش‪+‬فوهم‬
‫فوجدوها مع يوسف عليه الس‪++‬الم‪ ،‬فق‪++‬الت‪ :‬وهللا إن‪++‬ه لس‪++‬لم لي أص‪++‬نع في‪++‬ه م‪++‬ا‬
‫شئت‪ ،‬فأتاها يعقوب علي‪++‬ه الس‪++‬الم فأخبرت‪++‬ه الخ‪++‬بر‪ ،‬فق‪++‬ال له‪++‬ا‪ :‬أنت وذاك إن‬
‫كان فعل ذلك‪ ،‬فهو سلم لك‪ ،‬ما أستطيع غ‪++‬ير ذل‪++‬ك‪ ،‬فأمس‪++‬كته فم‪++‬ا ق‪++‬در علي‪++‬ه‬
‫حتى ماتت عليها السالم‪ .‬فهو ال‪+‬ذي يق‪+‬ول إخ‪+‬وة يوس‪+‬ف عليهم الس‪+‬الم‪ ،‬حين‬
‫صنع بأخيه ما صنع‪{ :‬إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬س‪++‬رق مكحل‪++‬ة‬
‫لخالته‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن عطية ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬سرق في صباه ميلين‬
‫من ذهب‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬عن النبي صلى هللا‬
‫علي‪++‬ه وس‪++‬لم في قول‪++‬ه {إن يس‪++‬رق فق‪++‬د س‪++‬رق أخ ل‪++‬ه من قب‪++‬ل} ق‪++‬ال‪" :‬س‪++‬رق‬
‫يوسف عليه السالم صنما لجده أبي أمه من ذهب وفض‪++‬ة‪ ،‬فكس‪++‬ره وألق‪++‬اه في‬
‫الطريق‪ ،‬فعيره بذلك إخوته"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلي‪++‬ة‪،‬‬
‫قال‪ :‬كانت أم يوسف عليه السالم أمرت يوسف عليه السالم أن يسرق صنما‬
‫لخاله كان يعبده‪ ،‬وكانت مسلمة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬سرقته التي عابوه بها‪:‬‬
‫أخذ صنما كان ألبي أمه‪ ،‬وإنما أراد بذلك الخير‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن زيد بن أسلم ‪ -‬رضي‬
‫هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬كان يوسف عليه السالم غالما صغيرا مع أمه عند خ‪++‬ال ل‪++‬ه‪،‬‬
‫وهو يلعب مع الغلمان‪ ،‬فدخل كنيسة لهم فوجد تمث‪+‬اال لهم ص‪+‬غيرا من ذهب‪،‬‬
‫فأخذه‪ .‬قال‪ :‬وهو الذي عيره إخوته به {إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن عطية ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كان يوسف عليه السالم معهم على الخوان‪ ،‬فأخ‪++‬ذ ش‪++‬يئا من الطع‪++‬ام فتص‪++‬دق‬
‫به‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حمي‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن وهب بن‬
‫منبه ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه سئل‪ :‬كيف أخاف يوسف أخاه بأخذ الصواع وقد‬
‫كان أخبره أنه أخوه‪ ،‬وأنتم تزعمون أنه لم يزل متنكرا لهم؟!‪...‬مكايدهم حتى‬
‫رجعوا فقال‪ :‬إنه لم يعترف له بالنسب‪ ،‬ولكن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬ا أخ‪++‬وك مك‪++‬ان أخي‪++‬ك‬
‫الهالك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {فأسرها يوس‪++‬ف في نفس‪++‬ه ولم يب‪++‬دها لهم} ق‪++‬ال‪ :‬أس‪++‬ر في نفس‪++‬ه‪ .‬قول‪++‬ه‬
‫{أنتم شر مكانا وهللا أعلم بما تصفون}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {شر مكانا} قال يوسف‪ :‬يقول {وهللا‬
‫أعلم بما تصفون} قال‪ :‬تقولون‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق في المصنف‪ ،‬عن شيبة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لما لقي‬
‫يوسف أخاه قال‪ :‬هل تزوجت بعدي؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬وما شغلك الحزن علي؟‬
‫قال‪ :‬إن أباك يعقوب عليه السالم قال لي‪ :‬تزوج لعل هللا أن يذرأ من‪++‬ك ذري‪++‬ة‬
‫يثقلون‪ ،‬أو قال يسكنون األرض بتسبيحة‪.‬‬
‫@ اآلية ‪80‬‬
‫أخرج ابن جرير‪ ،‬عن ابن إسحق ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬فلم‪++‬ا استيأس‪++‬وا من‪++‬ه}‬
‫قال‪ :‬أيسوا ورأوا شدته في األمر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{خلصوا نجيا} قال‪ :‬وحدهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {ق‪++‬ال كب‪++‬يرهم} ق‪++‬ال‪ :‬ش‪++‬معون ال‪++‬ذي‬
‫تخلف أكبرهم عقال‪ ،‬وأكبر منه في الميالد‪ ،‬روبيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {قال كبيرهم} هو روبيل‪ ،‬وهو ال‪++‬ذي ك‪++‬ان نه‪++‬اهم عن قتل‪++‬ه‪ ،‬وك‪++‬ان‬
‫أكبر القوم‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {أو يحكم هللا‬
‫لي} قال‪ :‬أقاتل بالسيف حتى أقتل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن وهب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬إن ش‪++‬معون ك‪++‬ان أش‪++‬د‬
‫بني يعقوب بأسا‪ ،‬وإنه كان إذا غضب‪ ،‬قام ش‪++‬عره وانتفخ‪ ،‬فال يطفئ غض‪++‬به‬
‫شيء إال أن يمسه أحد من آل يعقوب‪ ،‬وأنه كان قد أغار مرة على أهل قرية‬
‫فدمرهم‪ .‬وإنه غضب ي‪++‬وم أخ‪++‬ذ بن‪++‬و يعق‪++‬وب بالص‪++‬واع غض‪++‬با ش‪++‬ديدا‪ .‬ح‪++‬تى‬
‫انتفخ‪ ،‬فأمر يوسف عليه السالم ابنه أن يمسه‪ ،‬فسكن غضبه وبرد‪ ،‬وقال‪ :‬قد‬
‫مسني يد من آل يعقوب‪.‬‬
‫@ اآليات ‪83 - 81‬‬
‫أخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬أن‪++‬ه ق‪++‬رأ {إن ابن‪++‬ك‬
‫سرق}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال يعق‪++‬وب علي‪++‬ه‬
‫السالم لبنيه‪ :‬ما يدري هذا الرجل أن السارق يؤخذ بسرقته إال بقولكم‪ .‬قالوا‪:‬‬
‫ما شهدنا إال بم‪+‬ا علمن‪+‬ا‪ ،‬لم نش‪+‬هد أن الس‪+‬ارق يؤخ‪+‬ذ بس‪+‬رقته إال وذاك ال‪+‬ذي‬
‫علمنا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن إب‪++‬راهيم ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‪++‬ه ك‪++‬ره أن يكتب‬
‫الرجل شهادته‪ ،‬فإذا استشهد شهد‪ ،‬ويقرأ {وما شهدنا إال بما علمنا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {وما كنا للغيب حافظين} قال‪ :‬لم نعلم أنه سيسرق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن عكرمة ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {وما كنا للغيب حافظين} قال‪ :‬ما كنا نعلم أن ابنك يسرق‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {وما كنا للغيب حافظين} قال‪ :‬يقولون‬
‫ما كنا نظن أن ابنك يسرق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {واسأل القرية} قال‪ :‬مص‪++‬ر‪ .‬وفي قول‪++‬ه {عس‪++‬ى هللا أن ي‪++‬أتيني بهم‬
‫جميعا} قال‪ :‬بيوسف وأخيه وروبيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {عسى هللا أن‬
‫يأتيني بهم جميعا} قال‪ :‬بيوسف وأخيه وكبيرهم الذي تخلف‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن أبي روق ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا حبس‬
‫يوسف عليه السالم أخاه بسبب السرقة‪ ،‬كتب إلي‪+‬ه يعق‪+‬وب علي‪+‬ه الس‪+‬الم‪ :‬من‬
‫يعقوب ابن إسحق بن إبراهيم خليل هللا إلى يوسف عزي‪+‬ز فرع‪+‬ون‪ ،‬أم‪+‬ا بع‪+‬د‬
‫فإنا أهل بيت موكل بنا البالء‪ ،‬إن أبي إبراهيم عليه السالم ألقي في الن‪++‬ار في‬
‫هللا فصبر‪ ،‬فجعلها هللا عليه بردا وسالما‪ ،‬وإن أبي إسحق عليه السالم ق‪++‬رب‬
‫للذبح في هللا فصبر‪ ،‬فف‪++‬داه هللا ب‪++‬ذبح عظيم‪ .‬وإن هللا ك‪++‬ان وهب لي ق‪++‬رة عين‬
‫فس‪++‬لبنيه‪ ،‬ف‪++‬أذهب حزن‪++‬ه بص‪++‬ري‪ ،‬وأيبس لحمي على عظمي‪ ،‬فال ليلي لي‪++‬ل‪،‬‬
‫وال نهاري نهار‪ ،‬واألسير الذي في يديك بم‪++‬ا ادعي علي‪++‬ه من الس‪++‬رق أخ‪++‬وه‬
‫ألمه‪ ،‬فكنت إذا ذكرت أسفي عليه قربت‪++‬ه م‪++‬ني‪ ،‬فيس‪++‬لي ع‪++‬ني بعض م‪++‬ا كنت‬
‫أجد‪ .‬وقد بلغني أنك حبس‪+‬ته بس‪+‬بب س‪+‬رقة‪ ،‬فخ‪++‬ل س‪+‬بيله‪ ،‬ف‪++‬إني لم أل‪++‬د س‪+‬ارقا‬
‫وليس بسارق‪ ،‬والسالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن أبي الجلد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬ق‪++‬ال ل‪++‬ه أخ‪++‬وه‪:‬‬
‫يا أيها العزيز‪ ،‬لقد ذهب لي أخ ما رأيت أحدا أشبه ب‪+‬ه من‪+‬ك‪ ،‬لكأن‪+‬ه الش‪+‬مس‪.‬‬
‫فقال له يوسف عليه السالم‪ :‬اسأل إله يعقوب أن يرحم صباك‪ ،‬وأن يرد إليك‬
‫أخاك‪.‬‬
‫@ اآلية ‪84‬‬
‫أخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم من ط‪++‬رق‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {يا أسفا على يوسف} قال‪ :‬يا حزنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {يا أسفا على يوسف} قال‪ :‬يا حزنا على يوسف‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ي‪++‬ا أس‪++‬فا على يوس‪++‬ف} ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫جزعا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و عبي‪++‬د وابن س‪++‬عيد وابن أبي ش‪++‬يبة وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن ي‪++‬ونس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لما م‪+‬ات س‪+‬عيد بن الحس‪+‬ن ح‪++‬زن علي‪+‬ه الحس‪+‬ن حزن‪+‬ا‬
‫شديدا‪ ،‬فكلم الحس‪+‬ن في ذل‪+‬ك فق‪+‬ال‪ :‬م‪+‬ا س‪+‬معت هللا ع‪+‬اب على يعق‪+‬وب علي‪+‬ه‬
‫السالم الحزن‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د هللا بن أحم‪++‬د في زوائ‪++‬د الزه‪++‬د وابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن‬
‫الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬كان منذ خرج يوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم من عن‪++‬د‬
‫يعق‪++‬وب علي‪++‬ه الس‪++‬الم إلى ي‪++‬وم رج‪++‬ع‪ ،‬ثم‪++‬انون س‪++‬نة لم يف‪++‬ارق الح‪++‬زن قلب‪++‬ه‪،‬‬
‫ودموعه تجري على خديه‪ .‬ولم يزل يبكي ح‪++‬تى ذهب بص‪++‬ره‪ .‬وهللا م‪++‬ا على‬
‫وجه األرض يومئذ خليقة أكبر على هللا من يعقوب‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن س‪++‬عيد بن‬
‫جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لم يعط أحد االسترجاع غ‪+‬ير ه‪+‬ذه األم‪+‬ة‪ ،‬ول‪+‬و‬
‫أعطيها أحد ألعطيها يعقوب عليه السالم‪ .‬أال تس‪++‬تمعون إلى قول‪++‬ه {ي‪++‬ا أس‪++‬فا‬
‫على يوسف}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن األحن‪++‬ف بن قيس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إن داود قال‪ :‬يا رب‪ ،‬إن ب‪++‬ني إس‪++‬رائيل يس‪++‬ألونك‬
‫بإبراهيم وإسحق ويعقوب‪ ،‬ف‪+‬اجعلني لهم رابع‪+‬ا‪ .‬ف‪+‬أوحى هللا إلي‪+‬ه أن إب‪+‬راهيم‬
‫ألقي في النار بسببي فصبر‪ ،‬وتلك بلية لم تنلك‪ .‬وإن إسحق ب‪++‬ذل مهج‪++‬ة دم‪++‬ه‬
‫في سببي فصبر‪ ،‬وتل‪+‬ك بلي‪+‬ة لم تنل‪+‬ك‪ ،‬وإن يعق‪+‬وب أخ‪+‬ذت من‪+‬ه حبيب‪+‬ه ح‪+‬تى‬
‫ابيضت عيناه من الحزن فصبر‪ ،‬وتلك بلية لم تنلك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {فه‪++‬و‬
‫كظيم} قال‪ :‬حزين‪.‬‬
‫وأخرج ابن األنب‪++‬اري في الوق‪++‬ف‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬أن‬
‫نافع بن األزرق قال ل‪++‬ه‪ :‬أخ‪++‬برني عن قول‪++‬ه {فه‪++‬و كظيم} م‪++‬ا الكظيم؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫المغموم‪ .‬قال فيه قيس بن زهير‪:‬‬
‫فإن أك كاظما لمصاب شاس * فإني اليوم منطلق لساني‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {فهو كظيم} قال‪ :‬كظم الحزن‪.‬‬
‫وأخرج ابن المبارك وعبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {فه‪++‬و كظيم} ق‪++‬ال‪ :‬كظم‬
‫على الحزن‪ ،‬فلم يقل إال خيرا‪ ،‬أو في لف‪++‬ظ‪ :‬ي‪++‬ردد حزن‪++‬ه في جوف‪++‬ه ولم يتكلم‬
‫بسوء‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن عط‪++‬اء الخراس‪++‬اني ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {فهو كظيم} قال‪ :‬فهو مكروب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {كظيم}‬
‫قال‪ :‬مكروب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن الض‪+‬حاك‬
‫رضي هللا عنه قال‪ :‬الكظيم الكمد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬فهو كظيم} قال‪ :‬مكمود‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن زي‪++‬د رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬الكظيم‬
‫الذي ال يتكلم‪ ،‬بلغ به الحزن حتى كان ال يكلمهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ليث بن أبي سليم ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫أن جبريل عليه السالم‪ ،‬دخل على يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم في الس‪++‬جن فعرف‪++‬ه‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬أيها الملك الكريم على ربه‪ ،‬هل لك علم بيعقوب؟ قال نعم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا‬
‫فعل؟ قال‪ :‬ابيضت عيناه من الحزن عليك‪ .‬قال‪ :‬فم‪++‬اذا بل‪++‬غ من حزن‪++‬ه؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫حزن سبعين مثكلة‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬ه‪+‬ل ل‪+‬ه على ذل‪+‬ك من أج‪+‬ر؟ ق‪+‬ال‪ :‬نعم‪ .‬أج‪+‬ر مائ‪+‬ة‬
‫شهيد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير من طريق ليث‪ ،‬عن ثابت البناني ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬مثله‬
‫سواء‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير من طريق ليث بن أبي سليم‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه‬
‫‪ -‬قال‪ :‬حدثت أن جبريل عليه السالم‪ ،‬دخ‪++‬ل على يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم وه‪++‬و‬
‫بمصر في صورة رجل‪ ،‬فلما رآه يوسف عليه السالم عرفه‪ ،‬فقام إليه فق‪++‬ال‪:‬‬
‫أيها الملك الطيب ريحه‪ ،‬الطاهر ثيابه‪ ،‬الكريم على ربه‪ ،‬هل لك بيعقوب من‬
‫علم؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فكيف هو؟‪...‬فقال‪ :‬ذهب بصره‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬وم‪++‬ا ال‪++‬ذي أذهب‬
‫بصره؟ قال‪ :‬الح‪+‬زن علي‪+‬ك‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬فم‪+‬ا أعطي على ذل‪+‬ك؟ ق‪+‬ال‪ :‬أج‪+‬ر س‪+‬بعين‬
‫شهيدا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن عبد هللا بن أبي جعفر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬دخ‪++‬ل‬
‫جبريل عليه السالم على يوسف عليه السالم في السجن فقال ل‪++‬ه يوس‪++‬ف‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫جبريل‪ ،‬ما بلغ من حزن أبي؟ قال‪ :‬حزن س‪+‬بعين ثكلى‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬فم‪+‬ا بل‪+‬غ أج‪+‬ره‬
‫من هللا؟ قال‪ :‬أجر مائة شهيد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة عن خلف بن حوشب مثله‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن وهب بن منب‪++‬ه ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا أتى جبري‪++‬ل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫يوسف عليه السالم بالبشرى وهو في السجن قال‪ :‬هل تعرفني أيها الصديق؟‬
‫قال‪ :‬أرى صورة طاهرة‪ ،‬وريحا طيبة ال تشبه أرواح الخاطئين‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬إني‬
‫رسول رب العالمين‪ ،‬وأنا الروح األمين‪ .‬قال‪ :‬فم‪++‬ا ال‪++‬ذي أدخل‪++‬ك إلى م‪++‬دخل‬
‫المذنبين‪ ،‬وأنت أطيب الطيبين‪ ،‬ورأس المقربين‪ ،‬وأمين رب الع‪++‬المين؟؟؟‪...‬‬
‫قال‪ :‬ألم تعلم يا يوسف‪ ،‬أن هللا يطه‪++‬ر ال‪++‬بيوت بمطه‪++‬ر النب‪++‬يين؟ وأن األرض‬
‫التي تدخلونها هي أطيب األرضين؟ وأن هللا قد طهر بك الس‪++‬جن وم‪++‬ا حول‪++‬ه‬
‫بأطهر الطاهرين وابن المطهرين؟ إنما يتطهر بفضل طه‪++‬رك وطه‪++‬ر آبائ‪++‬ك‬
‫الصالحين المخلص‪++‬ين‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬كي‪++‬ف تس‪++‬ميني بأس‪++‬ماء الص‪++‬ديقين وتع‪++‬دني من‬
‫المخلصين‪ ،‬وقد دخلت مدخل المذنبين‪ ،‬وسميت بالضالين المفسدين؟‪...‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫لم يفتن قلبك الحزن‪ ،‬ولم يدنس حريتك الرق‪ ،‬ولم تط‪++‬ع س‪++‬يدتك في معص‪++‬ية‬
‫ربك‪ ،‬فلذلك سماك هللا بأس‪+‬ماء الص‪++‬ديقين‪ ،‬وع‪+‬دك م‪+‬ع المخلص‪++‬ين‪ ،‬وألحق‪++‬ك‬
‫بآبائك الصالحين‪ .‬قال‪ :‬هل لك علم بيعقوب؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬وهب هللا ل‪++‬ه الص‪++‬بر‬
‫الجميل‪ ،‬وابتاله بالحزن عليك فه‪++‬و كظيم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬فم‪++‬ا ق‪++‬در حزن‪++‬ه؟ ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬در‬
‫سبعين ثكلى‪ .‬قال‪ :‬فماذا له من األجر؟ قال‪ :‬قدر مائة شهيد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن عكرمة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬أتى جبري‪++‬ل علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ ،‬يوسف عليه السالم وهو في الس‪+‬جن‪ ،‬فس‪+‬لم علي‪+‬ه‪ ،‬فق‪+‬ال ل‪+‬ه يوس‪+‬ف‪:‬‬
‫أيه‪++‬ا المل‪++‬ك الك‪++‬ريم على رب‪++‬ه‪ ،‬الطيب ريح‪++‬ه‪ ،‬الط‪++‬اهر ثياب‪++‬ه‪ ،‬ه‪++‬ل ل‪++‬ك علم‬
‫بيعقوب؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ما أشد حزنه!‪..‬قال‪ :‬ماذا له من األجر؟ قال‪ :‬أجر سبعين‬
‫ثكلى‪ .‬قال‪ :‬أفتراني القيه؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬فطابت نفس يوسف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن النبي صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬أنه سئل "ما بلغ وجد يعقوب على ابنه؟ قال‪ :‬وج‪+‬د س‪+‬بعين ثكلى‪ .‬قي‪+‬ل‬
‫فما كان له من األجر؟ قال‪ :‬أجر مائة شهيد‪ ،‬وما ساء ظنه باهلل ساعة من ليل‬
‫أو نهار"‪.‬‬
‫وأخرج أحم‪+‬د في الزه‪+‬د‪ ،‬عن عم‪+‬رو بن دين‪+‬ار أن‪+‬ه ألقي على يعق‪+‬وب علي‪+‬ه‬
‫السالم حزن سبعين مثكل‪ ،‬ومكث في ذلك الحزن ثمانين عاما‪.‬‬
‫@ اآليات ‪86 - 85‬‬
‫أخرج ابن أبي ش‪+‬يبة وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {تاهلل تفتأ ت‪+‬ذكر يوس‪+‬ف} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫ال تزال تذكر يوسف {حتى تكون حرضا} قال‪ :‬دنف‪++‬ا من الم‪++‬رض {وتك‪++‬ون‬
‫من الهالكين} قال الميتين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {قالوا تاهلل تفتأ تذكر يوسف} ق‪++‬ال‪ :‬ال ت‪++‬زال ت‪++‬ذكر‬
‫يوسف‪ ،‬ال تفتر عن حبه {ح‪+‬تى تك‪+‬ون حرض‪+‬ا} ق‪+‬ال‪ :‬هرم‪+‬ا {أو تك‪+‬ون من‬
‫الهالكين} قال‪ :‬أو تموت‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن الض‪++‬حاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬ح‪++‬تى تك‪++‬ون حرض‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬الح‪++‬رض‪،‬‬
‫الشيء البالي {أو تكون من الهالكين} قال الميتين‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن األنب‪++‬اري والطس‪++‬تي‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬أن‬
‫نافع بن األزرق قال له‪ :‬أخبرني عن قوله {تفتأ تذكر يوسف} قال‪ :‬ال ت‪++‬زال‬
‫تذكر يوسف‪ .‬قال‪ :‬وهل تعرف العرب ذلك؟ ق‪++‬ال‪ :‬نعم‪ ،‬أم‪++‬ا س‪++‬معت الش‪++‬اعر‬
‫وهو يقول‪:‬‬
‫لعمرك ال تفتأ تذكر خالدا * وقد غاله ما غال تبع من قبل‬
‫قال‪ :‬أخبرني عن قوله {حتى تكون حرضا} قال‪ :‬الحرض‪ ،‬الم‪++‬دنف الهال‪++‬ك‬
‫من شدة الوجع‪ .‬قال‪ :‬وهل تعرف العرب ذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬أما سمعت الش‪++‬اعر‬
‫وهو يقول‪:‬‬
‫أمن ذكر ليلى إن نأت قرية بها * كأنك حم لألطباء محرض‬
‫وأخرج ابن جرير عن طلح‪++‬ة بن مص‪++‬رف األي‪++‬امي ق‪++‬ال‪ :‬ثالث‪++‬ة ال ت‪++‬ذكرهن‬
‫واجتنب ذكرهن‪ :‬ال تشك مرضك‪ ،‬وال تشك مصيبتك‪ ،‬وال تزك نفسك‪ .‬قال‪:‬‬
‫وأنبئت أن يعقوب عليه السالم دخل عليه ج‪++‬ار ل‪++‬ه فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا يعق‪++‬وب‪ ،‬م‪++‬ا لي‬
‫أراك ق‪++‬د انهش‪++‬مت وف‪++‬نيت ولم تبل‪++‬غ من الس‪++‬ن م‪++‬ا بل‪++‬غ أب‪++‬وك؟ ق‪++‬ال‪ :‬هش‪++‬مني‬
‫وأفناني ما ابتالني هللا به من هم يوسف‪ ،‬وذكره‪ .‬فأوحى هللا إليه "يا يعقوب‪،‬‬
‫أتشكوني إلى خلقي؟ فقال‪ :‬يا رب‪ ،‬خطيئة أخطأتها فاغفره‪++‬ا لي‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬إني‬
‫قد غفرت لك"‪ .‬فكان بع‪+‬د ذل‪+‬ك إذا س‪+‬ئل ق‪+‬ال {إنم‪+‬ا أش‪+‬كو ب‪+‬ثي وح‪+‬زني إلى‬
‫هللا}‪.‬وأخرج عبد الرزاق وابن جرير‪ ،‬عن مسلم بن يسار ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫يرفعه إلى النبي صلى هللا عليه وسلم ق‪+‬ال "من بث لم يص‪+‬بر" ثم ق‪+‬رأ {إنم‪+‬ا‬
‫أشكو بثي وحزني إلى هللا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن ع‪++‬دي وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان‪ ،‬عن ابن عم‪++‬ر ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "من بث لم يصبر" ثم ق‪++‬رأ‬
‫{إنما أشكو بثي وحزني إلى هللا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن ع‪++‬دي وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب اإليم‪++‬ان‪ ،‬عن ابن عم‪++‬ر ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬من كن‪++‬وز ال‪++‬بر‪ ،‬اخف‪++‬اء‬
‫الصدقة‪ ،‬وكتمان المصائب واألمراض‪ ،‬ومن بث لم يصبر"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ال‪++‬بيهقي من وج‪++‬ه آخ‪++‬ر‪ ،‬عن العالء بن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن يعق‪++‬وب ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬بلغني أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ق‪++‬ال‪" :‬ثالث‬
‫من كنوز البر‪ :‬كتمان الصدقة‪ ،‬وكتمان المصيبة‪ ،‬وكتمان المرض"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الشعب وضعفه‪ ،‬عن أنس ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬من أص‪++‬بح حزين‪++‬ا على ال‪++‬دنيا‪ ،‬أص‪++‬بح‬
‫ساخطا على ربه‪ .‬ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به‪ ،‬فإنما يش‪++‬كو هللا‪ ،‬ومن‬
‫تضعضع لغ‪++‬ني لين‪++‬ال من دني‪++‬اه‪ ،‬أحب‪++‬ط هللا ثل‪++‬ثي عمل‪++‬ه‪ .‬ومن أعطي الق‪++‬رآن‬
‫فدخل النار‪ ،‬فأبعده هللا"‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي وضعفه‪ ،‬عن ابن مسعود ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬مرفوعا مثله‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد والبيهقي‪ ،‬عن أبي الدرداء ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ثالث من مالك أمرك‪ :‬أن ال تشكو مصيبتك‪ ،‬وأن ال تحدث بوجع‪++‬ك‪ ،‬وأن ال‬
‫تزكي نفسك‪ ،‬بلسانك‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج أحم‪+‬د في الزه‪+‬د وال‪+‬بيهقي‪ ،‬عن وهب بن منب‪+‬ه ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬وجدت في التوراة أربعة أسطر متوالية‪ :‬من شكا مص‪++‬يبته فإنم‪++‬ا يش‪++‬كو‬
‫ربه‪ ،‬ومن تضعضع لغني ذهب ثلثا دين‪+‬ه‪ ،‬ومن ح‪+‬زن على م‪+‬ا في ي‪+‬د غ‪+‬يره‬
‫فق‪++‬د س‪++‬خط قض‪++‬اء رب‪++‬ه‪ ،‬ومن ق‪++‬رأ كت‪++‬اب هللا فظن أن ال يغف‪++‬ر ل‪++‬ه‪ ،‬فه‪++‬و من‬
‫المستهزئين بآيات هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ال‪++‬دنيا وال‪++‬بيهقي‪ ،‬عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬من‬
‫ابتلي ببالء فكتمه ثالثا‪ ،‬ال يشكو إلى أحد‪ ،‬أتاه هللا برحمته‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د في الزه‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن حبيب بن أبي ثابت‪ :‬أن يعقوب علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ ،‬كان قد سقط حاجباه على عيني‪++‬ه من الك‪++‬بر‪ ،‬فك‪++‬ان يرفعهم‪++‬ا بخرق‪++‬ة‪.‬‬
‫فقيل له‪ :‬ما بلغ بك هذا؟ قال طول الزمان‪ ،‬وكثرة األحزان‪ .‬ف‪++‬أوحى هللا إلي‪++‬ه‬
‫"يا يعقوب‪ ،‬أتشكوني؟ قال‪ :‬يا رب‪ ،‬خطيئة أخطأتها‪ ،‬فاغفر لي"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن نص‪++‬ر بن ع‪++‬ربي ق‪++‬ال‪ :‬بلغ‪++‬ني أن يعق‪++‬وب علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ ،‬لما طال حزنه على يوسف‪ ،‬ذهبت عيناه من الح‪++‬زن‪ .‬فجع‪++‬ل الع‪++‬واد‬
‫يدخلون عليه فيقولون‪ :‬السالم عليك يا ن‪++‬بي هللا‪ ،‬كي‪++‬ف تج‪++‬دك؟ فيق‪++‬ول‪ :‬ش‪++‬يخ‬
‫كبير قد ذهب بصري‪ .‬ف‪++‬أوحى هللا إلي‪++‬ه "ي‪++‬ا يعق‪++‬وب‪ ،‬ش‪++‬كوتني إلى ع‪++‬وادك؟‬
‫قال‪ :‬أي رب‪ ،‬هذا ذنب عملته ال أعود إليه" فلم يزل بعد يق‪++‬ول {إنم‪++‬ا أش‪++‬كو‬
‫بثي وحزني إلى هللا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عباس رضي هللا عنهما‬
‫في قوله {إنما أشكو بثي} قال‪ :‬همي‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر ابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن الحس‪++‬ن ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {أشكو بثي} قال‪ :‬حاجتي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {وأعلم من هللا ما ال تعلمون} يقول‪ :‬أعلم أن رؤيا يوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‬
‫صادقة‪ ،‬وأني سأسجد له‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن سعد وابن أبي ش‪++‬يبة وال‪++‬بيهقي‬
‫في شعب اإليمان‪ ،‬عن عبد هللا بن شداد رضي هللا عن‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬معت نش‪++‬يج‬
‫عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬وإني لفي آخ‪++‬ر الص‪++‬فوف في ص‪++‬الة‬
‫الصبح‪ ،‬وهو يقرأ {إنما أشكو بثي وحزني إلى هللا}‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والبيهقي‪ ،‬عن علقمة بن أبي وقاص ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬صليت خلف عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬العشاء‪ ،‬فق‪++‬رأ س‪++‬ورة‬
‫يوسف عليه الس‪++‬الم‪ ،‬فلم‪++‬ا أتى على ذك‪++‬ر يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬نش‪++‬ج ح‪++‬تى‬
‫سمعت نشيجه وأنا في مؤخر الصفوف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬ذكر لنا أن يعقوب عليه السالم‪ ،‬ولم تنزل به شدة بالء قط إال أتاه حسن‬
‫ظنه باهلل من وراء بالئه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن عبد الرزاق ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬بلغنا أن يعق‪++‬وب‬
‫علي‪++‬ه الس‪++‬الم ق‪++‬ال‪" :‬ي‪++‬ا رب‪ ،‬أذهبت ول‪++‬دي‪ ،‬وأذهبت بص‪++‬ري!‪...‬ق‪++‬ال‪ :‬بلى‪،‬‬
‫وع‪++‬زتي وجاللي وإني ألرحم‪++‬ك‪ ،‬وألردن علي‪++‬ك بص‪++‬رك وول‪++‬دك‪ .‬وإنم‪++‬ا‬
‫ابتليتك بهذه البلية‪ ،‬ألنك ذبحت جمال فشويته‪ ،‬فوجد جارك ريحه فلم تنله"‪.‬‬
‫وأخرج إسحق بن راهويه في تفسيره‪ ،‬وابن أبي الدنيا في كت‪++‬اب الف‪++‬رج بع‪++‬د‬
‫الشدة‪ ،‬وابن أبي ح‪++‬اتم والط‪++‬براني في األوس‪++‬ط‪ ،‬وأب‪++‬و الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم وابن‬
‫مردويه والبيهقي في شعب اإليمان‪ ،‬عن أنس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬كان ليعقوب عليه الس‪++‬الم أخ م‪++‬ؤاخ‪ ،‬فق‪++‬ال‬
‫له ذات يوم‪ :‬يا يعقوب‪ ،‬ما ال‪++‬ذي أذهب بص‪++‬رك؟ وم‪++‬ا ال‪++‬ذي ق‪++‬وس ظه‪++‬رك؟‬
‫قال‪ :‬أما الذي أذهب بصري‪ ،‬فالبكاء على يوسف‪ .‬وأما الذي ق‪++‬وس ظه‪+‬ري‪،‬‬
‫فالحزن على بنيامين‪ .‬فأتاه جبريل عليه السالم فقال‪ :‬ي‪++‬ا يعق‪++‬وب‪ ،‬إن هللا ع‪++‬ز‬
‫وجل يقرئك السالم ويقول لك‪ :‬ما تستحي تشكوني إلى غ‪++‬يري؟ ق‪++‬ال يعق‪++‬وب‬
‫عليه السالم {إنما أشكو بثي وحزني إلى هللا} فقال جبريل علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ .‬هللا‬
‫أعلم بما تشكو يا يعقوب‪ .‬ثم ق‪++‬ال يعق‪++‬وب‪ :‬أم‪++‬ا ت‪++‬رحم الش‪++‬يخ الكب‪++‬ير؟ أذهبت‬
‫بصري وقوست ظهري‪ ،‬ف‪++‬أردد علي ريح‪++‬انتي أش‪++‬مه ش‪++‬مة قب‪++‬ل الم‪++‬وت‪ ،‬ثم‬
‫اصنع بي ما أردت‪ .‬فأتاه جبريل عليه السالم فقال‪ :‬يا يعقوب‪ ،‬إن هللا يقرئ‪++‬ك‬
‫السالم ويقول لك‪ :‬أبشر وليفرح قلبك‪ ،‬فوعزتي لو كانا ميتين لنش‪++‬رتهما ل‪++‬ك‪.‬‬
‫فاصنع طعاما للمساكين‪ ،‬فإن أحب عبادي إلي‪ :‬األنبياء والمس‪++‬اكين‪ .‬وت‪++‬دري‬
‫لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك‪ ،‬وصنع إخوة يوسف به م‪++‬ا ص‪++‬نعوا؟ إنكم‬
‫ذبحتم شاة فأتاكم مسكين وهو ص‪++‬ائم فلم تطعم‪++‬وه منه‪++‬ا ش‪++‬يئا‪ .‬فك‪++‬ان يعق‪++‬وب‬
‫علي‪++‬ه الس‪++‬الم إذا أراد الغ‪++‬داء أم‪++‬ر منادي‪++‬ا ين‪++‬ادي‪ ،‬أال من أراد الغ‪++‬داء من‬
‫المساكين فليتغد مع يعقوب‪ ،‬وإذا كان صائما‪ ،‬أمر مناديا أال من كان ص‪++‬ائما‬
‫من المساكين فليفطر مع يعقوب‪.‬‬
‫@ اآلية ‪87‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم عن النصر بن عربي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬بلغ‪++‬ني أن‬
‫يعقوب عليه السالم مكث أربعة وعشرين عاما ال ي‪++‬دري أحي يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم أم ميت‪ ،‬حتى تخلل له ملك الموت فق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬من أنت؟ ق‪++‬ال‪ :‬أن‪++‬ا مل‪++‬ك‬
‫الموت‪ .‬قال‪ :‬فأنشدك بإله يعق‪++‬وب‪ ،‬ه‪++‬ل قبض‪++‬ت روح يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم؟‬
‫قال‪ :‬ال‪ .‬فعن‪+‬د ذل‪++‬ك ق‪++‬ال {ي‪+‬ا ب‪+‬ني‪ ،‬اذهب‪+‬وا فتحسس‪+‬وا من يوس‪+‬ف وأخي‪+‬ه وال‬
‫تيأسوا من روح هللا} فخرجوا إلى مص‪++‬ر‪ ،‬فلم دخل‪++‬وا علي‪++‬ه لم يج‪++‬دوا كالم‪++‬ا‬
‫أرق من كالم استقبلوه به‪{ .‬قالوا يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر}‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {وال تيأس‪++‬وا من روح هللا} ق‪++‬ال‪ :‬من‬
‫رحمة هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن ابن زي‪+‬د ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪+‬ه‬
‫{وال تيأسوا من روح هللا} قال‪ :‬من فرج هللا‪ ،‬يفرج عنكم الغم الذي أنتم فيه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪88‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ي‪++‬ا‬
‫أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر} أي الضر في المعيشة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {وجئنا ببضاعة} قال‪ :‬دراهم {مزجاة} قال‪ :‬كاسدة غير طائلة‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق وس‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {ببضاعة مزجاة} قال‪:‬‬
‫رثة المتاع‪ ،‬خلق الحبل والغرارة والشيء‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و عبي‪++‬د وابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪{ -‬ببض‪+‬اعة مزج‪+‬اة} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫الورق الردية الزيوف‪ ،‬التي ال تنفق حتى يوضع فيها‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن عكرمة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬في قوله {ببضاعة مزجاة} قال‪ :‬قليلة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن عكرم‪+‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ببض‪++‬اعة‬
‫مزجاة} قال‪ :‬دراهم زيوف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن سعيد بن جب‪++‬ير وعكرم‪++‬ة‬
‫‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {ببضاعة مزجاة} قال أحدهما‪ :‬ناقصة‪ .‬وق‪++‬ال‬
‫اآلخر‪ :‬فلوس رديئة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن عب‪++‬د هللا بن‬
‫الح‪++‬ارث ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ببض‪++‬اعة مزج‪++‬اة} ق‪++‬ال‪ :‬مت‪++‬اع‬
‫األعراب‪ ،‬الصوف والسمن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن أبي ص‪++‬الح ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬في قوله {ببضاعة مزجاة} قال‪ :‬حبة الخضراء‪ ،‬وصنوبر وقطن‪.‬‬
‫وأخرج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{ببضاعة مزجاة} قال‪ :‬ببعيرات وبقرات عجاف‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن الض‪++‬حاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬في قوله {مزجاة} قال‪ :‬كاسدة‪.‬‬
‫وأخرج ابن النجار‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {ببض‪++‬اعة‬
‫مزجاة} قال‪ :‬سويق المقل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن مالك بن أنس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أن‪++‬ه س‪++‬ئل عن‬
‫أجر الكيالين‪ :‬أيؤخذ من المشتري؟ قال‪ :‬الصواب ‪ -‬والذي يقع في قلبي ‪ -‬أن‬
‫يكون على البائع‪ .‬وق‪++‬د ق‪++‬ال إخ‪++‬وة يوس‪++‬ف عليهم الس‪++‬الم‪{ :‬ف‪++‬أوف لن‪++‬ا الكي‪++‬ل‬
‫وتصدق علينا}‪ .‬وكان يوسف عليه السالم هو الذي يكيل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن إبراهيم ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬في مص‪++‬حف عب‪++‬د‬
‫هللا ( (فأوف لنا الكيل وأوقر ركابنا) )‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن سفيان بن عيينة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‪++‬ه س‪++‬ئل‪ :‬ه‪++‬ل‬
‫حرمت الصدقة على أحد األنبياء قبل النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم؟ فق‪++‬ال‪ :‬أم‬
‫تسمع قوله {فأوف لنا الكيل وتصدق علينا إن هللا يجزي المتصدقين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي ح‪+‬اتم‪ ،‬عن س‪+‬عيد بن جب‪+‬ير ق‪+‬ال‪ :‬األنبي‪+‬اء عليهم‬
‫السالم ال ي‪++‬أكلون الص‪++‬دقة‪ ،‬إنم‪++‬ا ك‪++‬انت دراهم نفاي‪++‬ة ال تج‪++‬وز بينهم‪ ،‬فق‪++‬الوا‪:‬‬
‫تجوز عنا وال تنقصنا من السعر ألجل رديء دراهمنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {وتصدق علينا} قال‪ :‬اردد علينا أخانا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن عمر بن عبد العزيز ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن رجال‬
‫ق‪++‬ال ل‪++‬ه‪ :‬تص‪++‬دق علي‪ ،‬تص‪++‬دق هللا علي‪++‬ك بالجن‪++‬ة‪ ،‬فق‪++‬ال‪ :‬ويح‪++‬ك‪ ،‬إن هللا ال‬
‫يتصدق‪ ،‬ولكن هللا يجزي المتصدقين‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و عبي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‪++‬ه س‪++‬ئل‪:‬‬
‫أيكره أن يقول الرجل في دعائه‪ :‬اللهم تصدق علي؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬إنما الص‪++‬دقة‬
‫لمن يبتغي الثواب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن ثابت البناني ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬قي‪++‬ل لب‪++‬ني‬
‫يعقوب‪ :‬إن بمصر رجال يطعم المسكين ويمأل حجر الي‪++‬تيم‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬ينبغي أن‬
‫يكون هذا منا أهل البيت‪ ،‬فنظروا فإذا هو يوسف بن يعقوب‪.‬‬
‫@ اآليات ‪90 - 89‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن األعمش ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قرأ يحيى بن وث‪++‬اب ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪" -‬أنك ألنت يوسف" بهمزة واحدة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬في حرف عب‪++‬د هللا‬
‫{قال‪ :‬أنا يوسف وهذا أخي} بيني وبينه قربى {قد من هللا علينا}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ في قوله {إنه من يتق} الزنا {ويصبر} على العزوبة فإن‬
‫هللا {ال يضيع أجر المحسنين}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن الربي‪++‬ع بن أنس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬مكتوب في الكت‪++‬اب األول‪ ،‬أن الحاس‪++‬د ال يض‪++‬ر بحس‪++‬ده إال نفس‪++‬ه‪ ،‬ليس‬
‫ضارا من حسد‪ .‬وأن الحاسد ينقصه حسده‪ ،‬وأن المحسود إذا صبر‪ ،‬نجاه هللا‬
‫بص‪+++‬بره‪ ،‬ألن هللا يق‪+++‬ول {إن‪++‬ه من يت‪++‬ق ويص‪+++‬بر ف‪+++‬إن هللا ال يض‪+++‬يع أج‪+++‬ر‬
‫المحسنين}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪91‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {قالوا تاهلل لقد آثرك هللا علينا} وذلك بعدما عرفهم نفسه‪ ،‬لقوا رجال‬
‫حليما لم يبث ولم يثرب عليهم أعمالهم‪.‬‬
‫@ اآليات ‪93 - 92‬‬
‫أخرج عبد بن حميد وابن المنذر‪ ،‬عن عكرمة رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه في قول‪++‬ه {ال‬
‫تثريب} قال‪ :‬ال تعيير‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ال ت‪++‬ثريب}‬
‫قال ال إباء‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن عمرو بن شعيب عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬لما اس‪++‬تفتح‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم مكة‪ ،‬التفت إلى الناس فق‪++‬ال‪" :‬م‪++‬اذا تقول‪++‬ون‪،‬‬
‫وماذا تظنون؟‪...‬قالوا‪ :‬ابن عم كريم‪ .‬فق‪++‬ال {ال ت‪+‬ثريب عليكم الي‪+‬وم يغف‪++‬ر هللا‬
‫لكم} "‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬أن رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم لم‪+‬ا فتح مك‪+‬ة‪ ،‬ص‪++‬عد المن‪+‬بر فحم‪+‬د هللا وأث‪+‬نى علي‪+‬ه‪ ،‬ثم‬
‫قال‪" :‬يا أهل مكة‪ ،‬ماذا تظنون‪ ،‬ماذا تقولون؟ قالوا‪ :‬نظن خيرا ونقول خيرا‪:‬‬
‫ابن عم كريم قد قدرت‪ ،‬قال‪ :‬ف‪++‬إني أق‪++‬ول كم‪++‬ا ق‪++‬ال أخي يوس‪++‬ف {ال ت‪++‬ثريب‬
‫عليكم اليوم يغفر هللا لكم وهو أرحم الراحمين} "‪.‬‬
‫وأخرج البيهقي في الدالئل‪ ،‬عن أبي هري‪++‬رة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم لما فتح مكة‪ ،‬طاف بالبيت وص‪++‬لى ركع‪++‬تين‪ ،‬ثم أتى‬
‫الكعبة فأخذ بعض‪+‬ادتي الب‪+‬اب‪ ،‬فق‪+‬ال‪" :‬م‪+‬اذا تقول‪+‬ون‪ ،‬وم‪+‬اذا تظن‪+‬ون؟ ق‪+‬الوا‪:‬‬
‫نقول ابن أخ وابن عم حليم رحيم‪ ،‬فقال‪ :‬أق‪++‬ول كم‪++‬ا ق‪++‬ال يوس‪++‬ف {ال ت‪++‬ثريب‬
‫عليكم اليوم يغفر هللا لكم وه‪++‬و أرحم ال‪++‬راحمين} فخرج‪++‬وا كأنم‪++‬ا نش‪++‬روا من‬
‫القبور فدخلوا في اإلسالم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن عطاء الخراساني ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬طلب الحوائج إلى الش‪++‬باب‪ ،‬أس‪++‬هل منه‪++‬ا إلى الش‪++‬يوخ‪ .‬ألم ت‪++‬ر إلى ق‪++‬ول‬
‫يوسف {ال تثريب عليكم اليوم} وقال يعقوب علي‪++‬ه الس‪++‬الم {س‪++‬وف أس‪++‬تغفر‬
‫لكم ربي}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي عمران الجوني ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬ا‬
‫وهللا‪ ،‬ما سمعنا بعفو قط مثل عفو يوسف‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي وابو الشيخ‪ ،‬عن وهب بن منبه ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬لما كان من أمر إخوة يوسف ما كان‪ ،‬كتب يعق‪++‬وب إلى يوس‪++‬ف ‪ -‬وه‪++‬و‬
‫ال يعلم أن‪++‬ه يوس‪++‬ف ‪ -‬بس‪++‬م هللا ال‪++‬رحمن ال‪++‬رحيم‪ .‬من يعق‪++‬وب بن إس‪++‬حق بن‬
‫إبراهيم إلى عزيز آل فرعون‪ ،‬سالم عليك‪ .‬فإني أحمد إلي‪++‬ك هللا ال‪++‬ذي ال إل‪++‬ه‬
‫إال هو‪ ،‬أما بعد‪ :‬فإنا أهل بيت‪ ،‬مولع بنا أس‪++‬باب البالء‪ .‬ك‪++‬ان ج‪++‬دي إب‪++‬راهيم‪،‬‬
‫خليل هللا عليه السالم ألقي في الن‪++‬ار في طاع‪++‬ة رب‪++‬ه‪ ،‬فجعله‪++‬ا علي‪++‬ه هللا ب‪++‬ردا‬
‫وسالما‪ .‬وأمر هللا جدي أن يذبح له أبي‪ ،‬ففاده هللا بم‪+‬ا ف‪++‬داه هللا ب‪+‬ه‪ .‬وك‪+‬ان لي‬
‫ابن وك‪++‬ان من أحب الن‪++‬اس إلي ففقدت‪++‬ه‪ .‬ف‪++‬أذهب ح‪++‬زني علي‪++‬ه ن‪++‬ور بص‪++‬ري‪،‬‬
‫وكان له أخ من أمه‪ ،‬كنت إذا ذكرته ضممته إلى صدري‪ .‬فأذهب عني وه‪++‬و‬
‫المحبوس عندك في السرقة‪ ،‬وإني أخبرك أني لم أسرق ولم ألد س‪++‬ارقا‪ .‬فلم‪++‬ا‬
‫قرأ يوسف عليه السالم الكت‪++‬اب‪ ،‬بكى وص‪++‬اح وق‪++‬ال {اذهب‪++‬وا بقميص‪++‬ي ه‪++‬ذا‬
‫فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن الحسن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قال في قوله {اذهبوا بقميصي هذا} "إن نمرود لما ألقى إب‪++‬راهيم‬
‫في النار‪ ،‬نزل إلي‪++‬ه جبري‪++‬ل بقميص من الجن‪++‬ة‪ ،‬وطنفس‪++‬ة من الجن‪++‬ة‪ ،‬فألبس‪++‬ه‬
‫القميص وأقعده على الطنفسة وقعد معه يتحدث‪ ،‬فأوحى هللا إلى النار (كوني‬
‫ب‪++‬ردا وس‪++‬الما على إب‪++‬راهيم) (س‪++‬ورة األنبي‪++‬اء اآلي‪++‬ة ‪ )69‬ول‪++‬وال أن‪++‬ه ق‪++‬ال‪:‬‬
‫وسالما‪ ،‬آلذاه البرد ولقتله البرد"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رج‪++‬ل للن‪+‬بي‬
‫ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪" :‬ي‪+‬ا خ‪+‬ير البش‪+‬ر‪ ،‬فق‪+‬ال‪ :‬ذاك يوس‪+‬ف ص‪+‬ديق هللا ابن‬
‫يعقوب إسرائيل هللا ابن إس‪++‬حاق ذبيح هللا ابن إب‪++‬راهيم خلي‪++‬ل هللا‪ .‬إن هللا كس‪++‬ا‬
‫إبراهيم ثوبا من الجنة‪ ،‬فكساه إبراهيم إسحاق‪ ،‬فكساه إسحاق يعقوب‪ ،‬فأخ‪++‬ذه‬
‫يعقوب فجعله في قصبة حديد‪ ،‬وعلق‪++‬ه في عن‪++‬ق يوس‪++‬ف‪ ،‬ول‪++‬و علم إخوت‪++‬ه إذ‬
‫ألقوه في الجب ألخذوه‪ ،‬فلما أراد هللا أن يرد يوسف على يعق‪++‬وب وك‪++‬ان بين‬
‫رؤياه وتعبيرها أربعين سنة‪ ،‬أمر البشير أن يبشره من ثمان مراح‪++‬ل‪ ،‬فوج‪++‬د‬
‫يعقوب ريحه فقال {إني ألجد ريح يوسف ل‪++‬وال أن تفن‪++‬دون} فلم‪++‬ا ألق‪++‬اه على‬
‫وجهه ارتد بصيرا‪ ،‬وليس يقع شيء من الجنة على عاهة من عاه‪++‬ات ال‪++‬دنيا‬
‫إال أبرأها بإذن هللا تعالى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن المطلب بن عبد هللا بن حنطب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬لما ألقي إب‪++‬راهيم في الن‪++‬ار‪ ،‬كس‪++‬اه هللا تع‪++‬الى قميص‪++‬ا من الجن‪++‬ة‪ ،‬فكس‪++‬اه‬
‫إب‪++‬راهيم إس‪++‬حاق‪ ،‬وكس‪++‬اه إس‪++‬حاق يعق‪++‬وب‪ ،‬وكس‪++‬اه يعق‪++‬وب يوس‪++‬ف‪ ،‬فط‪++‬واه‬
‫وجعله في قصبة فضة‪ ،‬فجعله في عنقه وكان في عنق‪++‬ه حين ألقي في الجب‪:‬‬
‫وحين س‪+‬جن‪ ،‬وحين دخ‪+‬ل علي‪+‬ه إخوت‪+‬ه‪ .‬وأخ‪+‬رج القميص من القص‪+‬بة فق‪+‬ال‬
‫{اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا} فش‪++‬م يعق‪++‬وب علي‪++‬ه‬
‫السالم ريح الجنة وهو ب‪++‬أرض كنع‪++‬ان‪ ،‬ب‪++‬أرض فلس‪++‬طين‪ ،‬فق‪++‬ال {إني ألج‪++‬د‬
‫ريح يوسف}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن مسعود ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كان أهله حين أرسل إليهم‪ ،‬فأتوا مصر ثالثة وتسعين إنسانا‪ ،‬رجالهم أنبياء‪،‬‬
‫ونساؤهم صديقات‪ ،‬وهللا م‪+‬ا خرج‪++‬وا م‪+‬ع موس‪+‬ى علي‪+‬ه الس‪+‬الم‪ ،‬ح‪++‬تى بلغ‪+‬وا‬
‫ستمائة ألف وسبعين ألفا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الربي‪++‬ع بن أنس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬خ‪++‬رج‬
‫يعقوب عليه السالم إلى يوسف عليه الس‪++‬الم بمص‪++‬ر‪ ،‬في اث‪++‬نين وس‪++‬بعين من‬
‫ولده وولد ولده‪ ،‬فخرجوا منها مع موسى عليه السالم وهم ستمائة ألف‪.‬‬
‫@ اآليات ‪95 - 94‬‬
‫أخرج عبد الرزاق والفريابي وأحمد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن‬
‫أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {ولما فصلت العير} قال‪ :‬خرجت العير‪ ،‬ه‪++‬اجت ريح فج‪++‬اءت يعق‪++‬وب‬
‫بريح قميص يوسف‪ ،‬قال {إني ألجد يوسف لوال أن تفندون} تسفهون‪ .‬ق‪+‬ال‪:‬‬
‫فوجد ريحه من مسيرة ثمانية أيام‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {إني ألجد ريح يوسف} قال‪ :‬وجد ريحه من مسيرة عشرة أيام‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أنه‬
‫سئل من كم وجد يعقوب عليه السالم ريح القميص؟ ق‪++‬ال‪ :‬وج‪++‬ده من مس‪++‬يرة‬
‫ثمانين فرسخا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬وجد ريح يوسف من‬
‫مسيرة شهر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬وجد يعقوب‬
‫عليه السالم ريح يوسف‪ ،‬من مسيرة ستة أيام‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن محمد بن كعب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬وج‪++‬د ريح‪++‬ه‬
‫من مسيرة سبعة أيام‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله‬
‫{لوال أن تفندون} يقول‪ :‬تجهلون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في قول‪+‬ه {ل‪+‬وال‬
‫أن تفندون} قال‪ :‬تكذبون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {لوال أن تفندون} قال‪ :‬تهرمون‪ ،‬تقولون قد ذهب عقلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلي‪++‬ة‬
‫قال‪ :‬المفند‪ ،‬الذي ليس له عقل‪ .‬يقولون‪ :‬ال يعقل‪ .‬قال‪ :‬وقال الشاعر‪:‬‬
‫مهال فإن من العقول مفندا‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر‪ ،‬عن الربيع ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{لوال أن تفندون} قال‪ :‬لوال أن تحمقون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا‬
‫بعث يوسف عليه السالم القميص إلى يعقوب علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬أخ‪++‬ذه فش‪++‬مه‪ ،‬ثم‬
‫وضعه على بصره فرد هللا عليه بصره‪ ،‬ثم حملوه إليه‪ ،‬فلما دخلوا ويعق‪++‬وب‬
‫متكئ على ابن له يق‪+‬ال ل‪+‬ه يه‪+‬ودا‪ ،‬اس‪+‬تقبله يوس‪+‬ف علي‪+‬ه الس‪+‬الم في الجن‪+‬ود‬
‫والناس‪ ،‬فقال يعقوب‪ :‬يا يهودا‪ ،‬ه‪+‬ذا فرع‪+‬ون مص‪+‬ر‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬ال ي‪+‬ا أبت‪ ،‬ولكن‬
‫هذا ابنك يوسف قيل له إنك قادم فتلقاك في أهل مملكت‪++‬ه‪ ،‬والن‪++‬اس‪ ،‬فلم‪++‬ا لقي‪++‬ه‬
‫ذهب يوسف عليه السالم ليبدأه بالسالم‪ ،‬فمنع من ذلك ليعلم أن يعقوب أك‪++‬رم‬
‫على هللا منه‪ ،‬فاعتنقه وقبله وقال‪ :‬السالم عليك أيها الذاهب باألحزان عني‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬إن يعقوب عليه السالم‬
‫لقي ملك الموت عليه السالم فق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ل قبض‪++‬ت نفس يوس‪++‬ف فيمن قبض‪++‬ت؟‬
‫قال‪ :‬ال‪ .‬فعند ذلك {قال ألم أقل لكم إني أعلم من هللا ما ال تعلمون}‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحمد في زوائد الزهد وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن عم‪++‬ر بن ي‪++‬ونس‬
‫اليمامي قال‪ :‬بلغني أن يعقوب عليه السالم كان أحب أه‪++‬ل األرض إلى مل‪++‬ك‬
‫الموت‪ ،‬وأن ملك الموت استأذن ربه في أن يأتي يعقوب عليه الس‪++‬الم‪ ،‬ف‪++‬أذن‬
‫له‪ ،‬فجاءه‪ ،‬فقال له يعقوب عليه السالم‪ :‬يا ملك الموت‪ ،‬أسألك بال‪++‬ذي خلق‪++‬ك‪:‬‬
‫ه‪+‬ل قبض‪+‬ت نفس يوس‪+‬ف فيمن قبض‪+‬ت من النف‪+‬وس؟ ق‪+‬ال‪ :‬ال‪ .‬ق‪+‬ال ل‪+‬ه مل‪+‬ك‬
‫الموت‪ :‬يا يعقوب‪ ،‬أال أعلم‪++‬ك كلم‪++‬ات‪ ،‬ال تس‪++‬أل هللا ش‪++‬يئا إال أعط‪++‬اك؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بلى‪ .‬قال‪ :‬قل‪ :‬يا ذا المعروف الذي ال ينقطع أبدا‪ ،‬وال يحصيه غ‪++‬يرك‪ .‬ف‪++‬دعا‬
‫بها يعقوب عليه السالم في تلك الليلة‪ ،‬فلم يطل‪+‬ع الفج‪+‬ر ح‪+‬تى ط‪+‬رح القميص‬
‫على وجهه فارتد بصيرا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد هللا بن حسن‪ ،‬أنه حدث‬
‫أن ملكا من ملوك العمالق‪ ،‬خطب إلى يعقوب ابنته رقية‪ ،‬فأرسل إليه يعقوب‬
‫أن المرأة المسلمة المع‪++‬زوزة ال تح‪++‬ل للك‪++‬افر األغ‪++‬رل‪ ،‬فغض‪++‬ب ذل‪++‬ك المل‪++‬ك‬
‫وق‪++‬ال‪ :‬ألقتلن‪++‬ه وألقتلن ول‪++‬ده‪ ،‬فبعث إليهم جيش‪++‬ا‪ ،‬فغ‪++‬زا يعق‪++‬وب ومع‪++‬ه بن‪++‬وه‪،‬‬
‫فجلس لهم على تل مرتفع‪ ،‬ثم قال‪ :‬أي ب‪++‬ني‪ ،‬أي ذل‪++‬ك أحب إليكم أن تقتل‪++‬وهم‬
‫بأيديكم قتال‪ ،‬أو يكفيكموهم هللا؟ فإني قد سألت هللا ذلك فأعطانيه‪ .‬قالوا نقتلهم‬
‫بأيدينا هو أشفى ألنفسنا‪ .‬قال‪ :‬أي ب‪++‬ني‪ ،‬أو تقبل‪++‬ون كفاي‪++‬ة هللا؟ ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬دعا هللا‬
‫عليهم يعقوب عليه السالم‪ ،‬فخسف بهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬في قوله {إنك لفي ضاللك القديم} يقول‪ :‬خطئك القديم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {لفي‬
‫ضاللك القديم} يقول‪ :‬جنونك القديم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {لفي ض‪++‬اللك‬
‫القديم} قال‪ :‬حبك القديم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪96‬‬
‫أخرج ابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪+‬اتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {فلما أن جاء البشير ألقاه على وجهه} قال‪ :‬البريد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪+‬ه {فلم‪+‬ا أن ج‪+‬اء البش‪+‬ير} ق‪+‬ال‪ :‬البش‪+‬ير‪ ،‬يه‪+‬ودا بن‬
‫يعقوب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن س‪++‬فيان ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫البشير‪ ،‬هو يهودا‪ .‬قال‪ :‬وكان ابن مس‪++‬عود ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬يق‪++‬رأ‪[:‬وج‪++‬اء‬
‫البشير من بين يدي العير]‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لم‪+‬ا ج‪++‬اء البش‪+‬ير إلى‬
‫يعقوب عليه السالم‪ ،‬قال‪ :‬ما وجدت عندنا شيئا‪ ،‬وما اختبزنا منذ سبعة أي‪++‬ام‪.‬‬
‫ولكن هون هللا عليك سكرة الموت‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحم‪++‬د في زوائ‪++‬د الزه‪++‬د‪ ،‬عن لقم‪++‬ان الحنفي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬بلغنا أن يعقوب عليه السالم‪ ،‬لما أتاه البشير قال له‪ :‬ما أدري م‪++‬ا‬
‫أثيبك اليوم‪ ،‬ولكن هون هللا عليك سكرات الموت‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا أن ج‪++‬اء‬
‫البش‪++‬ير إلى يعق‪++‬وب علي‪++‬ه الس‪++‬الم ف‪++‬ألقى علي‪++‬ه القميص‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬على أي دين‬
‫خلفت عليه يوسف عليه السالم؟ قال‪ :‬على اإلسالم‪ .‬قال‪ :‬اآلن تمت النعمة‪.‬‬
‫@ اآليات ‪98 - 97‬‬
‫أخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫والطبراني‪ ،‬عن عبد هللا بن مسعود ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه (سأس‪++‬تغفر‬
‫لكم ربي) قال‪ :‬إن يعقوب عليه السالم أخر بنيه إلى السحر‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن مردوي‪+‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {سأستغفر لكم ربي} قال‪ :‬أخرهم إلى السحر‪ ،‬وكان يصلي بالسحر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬أن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم سئل‪ :‬لم أخر يعقوب بنيه في االس‪++‬تغفار؟!‪...‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫"أخرهم إلى السحر‪ ،‬ألن دعاء السحر مستجاب"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬في قص‪++‬ة ق‪++‬ول أخي يعق‪++‬وب لبني‪++‬ه {س‪++‬وف‬
‫أستغفر لكم ربي} يقول‪ :‬حتى تأتي ليلة الجمعة"‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬ق‪+‬ال ج‪+‬اء علي بن أبي ط‪+‬الب ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬إلى‬
‫الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم فق‪++‬ال "ب‪++‬أبي أنت وأمي‪ ،‬تفلت ه‪++‬ذا الق‪++‬رآن من‬
‫صدري‪ .‬فما أجدني أقدر عليه؟‪...‬فقال له رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫أب‪+‬ا الحس‪+‬ن‪ ،‬أفال أعلم‪+‬ك كلم‪+‬ات ينفع‪+‬ك هللا بهن‪ ،‬وينف‪++‬ع هللا بهن من علمت‪+‬ه‪،‬‬
‫ويثبت ما تعلمت في صدرك؟‪...‬قال‪ :‬أجل يا رسول هللا‪ ،‬فعلمني‪.‬‬
‫قال‪ :‬إذا كانت ليلة الجمعة‪ ،‬ف‪++‬إن اس‪++‬تطعت أن تق‪++‬وم ثلث اللي‪++‬ل األخ‪++‬ير‪ ،‬فإن‪++‬ه‬
‫ساعة مشهودة‪ ،‬والدعاء فيها مستجاب‪ .‬وقد ق‪++‬ال أخي يعق‪++‬وب لبني‪++‬ه {س‪++‬وف‬
‫أس‪+‬تغفر لكم ربي} يق‪+‬ول‪ :‬ح‪+‬تى ت‪+‬أتي ليل‪+‬ة الجمع‪+‬ة‪ ،‬ف‪+‬إن لم تس‪+‬تطع‪ ،‬فقم في‬
‫وسطها‪ ،‬فإن لم تستطع‪ ،‬فقم في أولها‪ ،‬فصل أربع ركعات‪ ،‬تق‪++‬رأ في الركع‪++‬ة‬
‫األولى بفاتحة الكتاب وسورة يس‪ ،‬وفي الركع‪++‬ة الثاني‪++‬ة بفاتح‪++‬ة الكت‪++‬اب وحم‬
‫الدخان‪ ،‬وفي الركعة الثالثة بفاتحة الكتاب وآلم تنزيل الس‪++‬جدة‪ ،‬وفي الركع‪++‬ة‬
‫الرابعة بفاتحة الكتاب وتبارك المفصل‪ ،‬ف‪+‬إذا ف‪+‬رغت من التش‪+‬هد‪ ،‬فاحم‪+‬د هللا‬
‫وأحسن الثناء على هللا‪ ،‬وصل علي وعلى سائر النبيين‪ ،‬واس‪++‬تغفر للمؤم‪++‬نين‬
‫والمؤمنات وإلخوانك الذين سبقوك باإليمان‪ ،‬ثم قل في آخر ذلك‪:‬‬
‫اللهم ارحمني بترك المعاص‪+‬ي أب‪+‬دا م‪+‬ا أبقيت‪+‬ني‪ ،‬وارحم‪+‬ني أن أتكل‪+‬ف م‪+‬ا ال‬
‫يعني‪+‬ني‪ ،‬وارزق‪++‬ني حس‪+‬ن النظ‪+‬ر فيم‪+‬ا يرض‪++‬يك ع‪+‬ني‪ ،‬اللهم ب‪+‬ديع الس‪+‬موات‬
‫واألرض‪ ،‬ذا الجالل واإلكرام والعزة التي ال ترام‪ ،‬أسألك يا هللا‪ ،‬ي‪++‬ا رحمن‪،‬‬
‫بجاللك ونور وجهك أن تلزم قلبي حف‪++‬ظ كتاب‪++‬ك كم‪++‬ا علمت‪++‬ني‪ ،‬وارزق‪++‬ني أن‬
‫أتل‪++‬وه على النح‪++‬و ال‪++‬ذي يرض‪++‬يك ع‪++‬ني‪ .‬اللهم ب‪++‬ديع الس‪++‬موات واألرض‪ ،‬ذا‬
‫الجالل واإلكرام والعزة التي ال ترام‪ ،‬أسألك يا هللا‪ ،‬يا رحمن‪ ،‬بجاللك ونور‬
‫وجهك أن تنور بكتاب‪++‬ك بص‪++‬ري‪ ،‬وأن تطل‪++‬ق ب‪++‬ه لس‪++‬اني‪ ،‬وأن تف‪++‬رج ب‪++‬ه عن‬
‫قلبي‪ ،‬وأن تشرح به صدري‪ ،‬وأن تغسل به بدني‪ ،‬فإنه ال يعينني على الح‪++‬ق‬
‫غيرك‪ ،‬وال يؤتيه إال أنت‪ ،‬وال حول وال قوة إال باهلل العلي العظيم‪.‬‬
‫يا أبا الحس‪++‬ن‪ ،‬تفع‪++‬ل ذل‪++‬ك ثالث جم‪++‬ع‪ ،‬أو خمس‪++‬ا أو س‪++‬بعا‪ ،‬ب‪++‬إذن هللا تع‪++‬الى‪،‬‬
‫والذي بعثني بالحق ما أخطأ مؤمنا قط"‪ .‬قال ابن عباس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا‬
‫‪ -‬فوهللا م‪++‬ا مكث علي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬إال خمس‪++‬ا أو س‪++‬بعا‪ ،‬ح‪++‬تى ج‪++‬اء‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم في مث‪+‬ل ذل‪++‬ك المجلس‪ ،‬ق‪++‬ال "ي‪+‬ا رس‪+‬ول هللا‬
‫كنت فيما خال ال آخذ األربع آيات ونحوهن‪ ،‬ف‪++‬إذا ق‪++‬رأتهن على نفس‪++‬ي تفلتن‪،‬‬
‫وأنا أتعلم اليوم أربعين آية ونحوها‪ ،‬فإذا قرأتها على نفسي فكأنم‪++‬ا كت‪++‬اب هللا‬
‫بين عي‪++‬ني‪ ،‬ولق‪++‬د كنت أس‪++‬مع الح‪++‬ديث‪ ،‬ف‪++‬إذا رددت‪++‬ه تفلت‪ .‬وأن‪++‬ا الي‪++‬وم أس‪++‬مع‬
‫األحاديث‪ ،‬فإذا تحدثت بها لم أخرم منها حرفا‪ .‬فقال له رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم عند ذلك‪ :‬مؤمن ورب الكعبة أبا الحسن‪."...‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن عم‪++‬رو بن قيس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في‬
‫قوله {سأستغفر لكم ربي} قال‪ :‬في صالة الليل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن أنس بن مالك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬إن هللا لما جمع‬
‫ليعقوب عليه السالم شمله ببني‪+‬ه وأق‪+‬ر عين‪+‬ه‪ ،‬خال ول‪+‬ده نجي‪+‬ا‪ .‬فق‪+‬ال بعض‪+‬هم‬
‫لبعض‪ :‬ألستم قد علمتم م‪++‬ا ص‪++‬نعتم وم‪++‬ا لقي منكم الش‪++‬يخ؟ فجلس‪++‬وا بين يدي‪++‬ه‬
‫ويوسف إلى جنب أبيه قاعد‪ ،‬قالوا‪ :‬يا أبانا‪ ،‬أتيناك في أم‪++‬ر لم نأت‪++‬ك في مثل‪++‬ه‬
‫قط‪ ،‬ونزل بنا أمر لم ينزل بنا مثله‪ ،‬حتى حرك‪++‬وه ‪ -‬واألنبي‪++‬اء عليهم الص‪++‬الة‬
‫والسالم‪ ،‬أرحم البرية ‪ -‬فقال‪ :‬ما لكم يا بني؟؟؟‪...‬ق‪++‬الوا‪ :‬ألس‪++‬ت ق‪++‬د علمت م‪++‬ا‬
‫كان منا إليك‪ ،‬وما كان منا إلى أخين‪++‬ا يوس‪++‬ف؟ ق‪++‬اال‪ :‬بلى‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬أفلس‪++‬تما ق‪++‬د‬
‫عفوتما؟ قاال‪ :‬بلى‪ .‬قالوا‪ :‬فإن عفوكما ال يغ‪++‬ني عن‪++‬ا ش‪++‬يئا إن ك‪++‬ان هللا لم يغن‬
‫عنا‪ .‬قال‪ :‬فما تريدون يا بني؟ قالوا‪ :‬نريد أن تدعو هللا‪ ،‬ف‪++‬إذا ج‪++‬اءك من عن‪++‬د‬
‫هللا بأنه قد عفا‪ ،‬قرت أعيننا واطمأنت قلوبنا‪ .‬وإال‪ ،‬فال قرة عين في الدنيا لنا‬
‫أبدا‪ .‬قال‪ :‬فقام الشيخ فاستقبل القبلة‪ ،‬وقام يوسف خلف أبي‪++‬ه‪ ،‬وق‪++‬اموا خلفهم‪++‬ا‬
‫أذلة خاشعين‪ ,‬فدعا وأمن يوسف‪ ،‬فلم يجب فيهم عشرين سنة‪ ،‬ح‪+‬تى إذا ك‪+‬ان‬
‫رأس العشرين‪ ،‬نزل جبريل عليه السالم على يعقوب عليه الس‪++‬الم فق‪++‬ال‪ :‬إن‬
‫هللا بعثني أبشرك بأنه قد أجاب دعوتك في ولدك‪ ،‬وأنه قد عفا عم‪++‬ا ص‪++‬نعوا‪،‬‬
‫وأنه قد اعتقد مواثيقهم من بعدك على النبوة‪.‬وأخرج أبو الشيخ عن الحس‪++‬ن ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لما جمع هللا ليعقوب عليه الس‪++‬الم بني‪++‬ه‪ ،‬ق‪++‬ال ليوس‪++‬ف‪:‬‬
‫حدثني‪ ،‬ما صنع بك إخوتك؟ قال‪ :‬فابتدأ يحدثه‪ ،‬فغشي عليه جزعا‪ .‬فقال‪ :‬ي‪++‬ا‬
‫أبت‪ ،‬إن هذا من أهون ما صنعوا بي‪ ،‬فقال لهم يعقوب عليه السالم‪ :‬يا ب‪++‬ني‪،‬‬
‫أما لكم موقف بين يدي هللا تخافون أن يسألكم عما صنعتم؟ قالوا يا أبان‪++‬ا‪ ،‬ق‪++‬د‬
‫كان ذاك فاستغفر لنا‪ ،‬وقال‪ :‬وقد كان هللا تب‪+‬ارك وتع‪+‬الى ع‪+‬ود يعق‪+‬وب علي‪+‬ه‬
‫السالم‪ ،‬إذا ساله حاجة أن يعطيها إياه في أول يوم أو في الثاني أو الث‪++‬الث ال‬
‫محالة ‪ -‬فقال‪ :‬إذا ك‪+‬ان الس‪+‬حر‪ ،‬فأفيض‪+‬وا عليكم من الم‪+‬اء‪ ،‬ثم البس‪+‬وا ثي‪+‬ابكم‬
‫التي تصونوها‪ ،‬ثم هلموا إلي‪ :‬ففعلوا فجاؤوا‪ ،‬فق‪++‬ام يعق‪++‬وب أم‪+‬امهم ويوس‪+‬ف‬
‫عليه السالم خلفه‪ ،‬وهم خل‪++‬ف يوس‪++‬ف إلى أن طلعت الش‪++‬مس لم ت‪++‬نزل عليهم‬
‫التوبة‪ ،‬ثم اليوم الث‪+‬اني‪ ،‬ثم الي‪+‬وم الث‪+‬الث‪ ،‬فلم‪+‬ا ك‪+‬انت الليل‪+‬ة الرابع‪+‬ة‪ ،‬ن‪+‬اموا‪،‬‬
‫فج‪++‬اءهم يعق‪++‬وب علي‪++‬ه الس‪++‬الم فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا ب‪++‬ني‪ ،‬تن‪++‬امون وهللا عليكم س‪++‬اخط؟!‬
‫فقوموا‪ .‬فقام وق‪+‬اموا عش‪+‬رين س‪+‬نة يطلب‪+‬ون إلى هللا الحاج‪+‬ة‪ ،‬ف‪+‬أوحى هللا إلى‬
‫يعقوب عليه السالم‪ :‬إني ق‪+‬د تبت عليهم وقبلت ت‪+‬وبتهم‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬ي‪+‬ا رب‪ ،‬النب‪+‬وة‬
‫قال‪ :‬قد أخذت ميثاقهم في النبيين‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عائش‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا تيب على ول‪++‬د يعق‪++‬وب إال بع‪++‬د‬
‫عشرين سنة‪ ،‬وكان أبوهم بين أيديهم فما تيب عليهم‪ ،‬حتى نزل جبريل عليه‬
‫السالم فعلمه هذا الدعاء‪" :‬يا رج‪++‬اء المؤم‪++‬نين‪ ،‬ال تقط‪++‬ع رجاءن‪++‬ا‪ ،‬ي‪++‬ا غي‪++‬اث‬
‫المؤمنين‪ ،‬أغثنا‪ .‬يا م‪+‬انع المؤم‪+‬نين‪ ،‬امنعن‪+‬ا‪ .‬ي‪+‬ا مجيب الت‪+‬ائبين‪ ،‬تب علين‪+‬ا"‪.‬‬
‫قال‪ :‬فأخره إلى السحر فدعا به‪ ،‬فتيب عليهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الليث بن سعد‪ ،‬أن يعقوب وإخ‪++‬وة يوس‪++‬ف‪ ،‬أق‪++‬اموا‬
‫عشرين سنة يطلبون فيما فعل إخوة يوسف بيوسف‪ ،‬ال يقبل ذلك منهم‪ ،‬حتى‬
‫لقي جبريل يعقوب فعلمه هذا الدعاء‪ :‬يا رجاء المؤم‪++‬نين‪ ،‬ال تخيب رج‪++‬ائي‪،‬‬
‫ويا غوث المؤمنين‪ ،‬أغثني‪ .‬ويا عون المؤمنين‪ ،‬أع‪++‬ني‪ .‬ي‪++‬ا ح‪++‬بيب الت‪++‬وابين‪،‬‬
‫تب علي‪ .‬فاستجيب لهم‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن ابن ج‪++‬ريج في قول‪++‬ه {س‪++‬وف‬
‫أستغفر لكم ربي‪ }...‬إلى قوله {إن شاء هللا آمنين} قال يوس‪++‬ف‪ :‬أس‪++‬تغفر لكم‬
‫ربي إن شاء هللا‪ .‬وبين ه‪++‬ذا وبين ذاك م‪++‬ا بين‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬وه‪++‬ذا من تق‪++‬ديم الق‪++‬رآن‬
‫وتأخيره‪ .‬قال أبو عبيد‪ :‬ذهب ابن جريج إلى أن االستثناء في قول‪+‬ه {إن ش‪+‬اء‬
‫هللا} من كالم يعقوب عليه السالم‪ ،‬حين قال‪ :‬ادخلوا مصر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن أبي عمران الجوني ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬م‪++‬ا قص‬
‫هللا علينا نب‪++‬أهم يع‪++‬يرهم ب‪++‬ذلك إنهم أنبي‪++‬اء من أه‪++‬ل الجن‪++‬ة‪ ،‬ولكن قص علين‪++‬ا‬
‫نبأهم لئال يقنط عبده‪.‬‬
‫@ اآليات ‪100 - 99‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن أبي هريرة قال‪ :‬دخ‪++‬ل يعق‪++‬وب علي‪++‬ه الس‪++‬الم مص‪++‬ر في‬
‫ملك يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬وه‪++‬و ابن مائ‪++‬ة وثم‪++‬انين س‪++‬نة‪ ،‬وع‪++‬اش في ملك‪++‬ه‬
‫ثالثين سنة‪ .‬ومات يوسف عليه السالم وهو ابن مائة وعشرين سنة‪ .‬قال أب‪++‬و‬
‫هري‪+‬رة ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬وبلغ‪+‬ني أن‪+‬ه ك‪+‬ان عم‪+‬ر إب‪+‬راهيم خلي‪+‬ل هللا مائ‪+‬ة‬
‫وخمسة وتسعين سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{آوى إليه أبويه} قال‪ :‬أبوه وأمه ضمهما‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن وهب بن منبه ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في‬
‫قوله {ورفع أبويه على العرش} قال‪ :‬أبوه وخالته‪ ،‬وكانت توفيت أم يوس‪++‬ف‬
‫في نفاس أخيه بنيامين‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سفيان بن عينية {ورفع أبويه} قال‪ :‬كانت الخالة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬في قوله {ورفع أبويه على العرش} قال‪ :‬السرير‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{ورفع أبويه على العرش} قال‪ :‬السرير‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عنه‬
‫‪ -‬في قوله {ورفع أبويه على العرش} قال‪ :‬مجلسه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن عدي بن حاتم ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في‬
‫قوله {وخروا له سجدا} قال‪ :‬كان تحي‪++‬ة من ك‪++‬ان قبلكم الس‪++‬جود‪ ،‬به‪++‬ا يح‪++‬يي‬
‫بعضهم بعضا‪ ،‬وأعطى هللا هذه األمة السالم تحية أهل الجنة‪ ،‬كرام‪+‬ة من هللا‬
‫عجلها لهم ونعمة منه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عنه‬
‫‪ -‬في قول‪++‬ه {وخ‪++‬روا ل‪++‬ه س‪++‬جدا} ق‪++‬ال‪ :‬ذل‪++‬ك الس‪++‬جود تش‪++‬رفة‪ ،‬كم‪++‬ا س‪++‬جدت‬
‫المالئكة عليهم السالم تشرفة آلدم عليه السالم‪ ،‬وليس بسجود عبادة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ عن ابن جريج رضي هللا عنه في‬
‫قوله {وخروا له سجدا} قال‪ :‬بلغنا أن أبوي‪++‬ه وإخوت‪++‬ه س‪++‬جدوا ليوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم إيماء برؤوسهم‪ ،‬كهيئة األعاجم‪ ،‬وكانت تلك تحيتهم كم‪++‬ا يص‪++‬نع ذل‪++‬ك‬
‫ناس اليوم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك وس‪++‬فيان ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬اال‪ :‬ك‪++‬انت‬
‫تلك تحيتهم‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي وابن أبي ش‪++‬يبة وابن أبي ال‪++‬دنيا في كت‪++‬اب العقوب‪++‬ات‪ ،‬وابن‬
‫جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ والح‪+‬اكم وال‪+‬بيهقي في ش‪+‬عب‬
‫اإليمان‪ ،‬عن سلمان الفارسي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬كان بين رؤي‪++‬ا يوس‪++‬ف‬
‫عليه السالم وبين تأويلها‪ ،‬أربعون سنة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وال‪++‬بيهقي‪ ،‬عن عب‪++‬د هللا بن‬
‫شداد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬ك‪++‬ان بين رؤي‪++‬ا يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم وتأويله‪++‬ا‬
‫أربعون سنة‪ .‬وإليه ينتهي أقصى الرؤيا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬بينهم‪++‬ا خمس‪++‬ة‬
‫وثالثون عاما‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحمد في زوائ‪+‬د الزه‪+‬د‪ ،‬عن الحس‪+‬ن ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬كان بين الرؤيا والتأويل ثمانون سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والحاكم وابن مردويه‪ ،‬عن الفضيل بن عي‪++‬اض ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬كان بين فراق يوسف بن يعقوب إلى أن التقيا‪ ،‬ثمانون سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان بينهم‪++‬ا س‪++‬بع‬
‫وسبعون سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د في الزه‪++‬د وابن عب‪++‬د الحكم في فت‪++‬وح مص‪++‬ر‪،‬‬
‫وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ والح‪++‬اكم وابن مردوي‪++‬ه‪،‬‬
‫عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم ألقي في الجب وه‪++‬و‬
‫ابن س‪+‬بع عش‪+‬رة س‪+‬نة‪ ،‬ولقي أب‪+‬اه بع‪+‬د ثم‪+‬انين س‪+‬نة‪ ،‬وع‪+‬اش بع‪+‬د ذل‪+‬ك ثالث‪+‬ا‬
‫وعشرين سنة‪ ،‬ومات وهو ابن مائة وعشرين سنة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن زي‪++‬اد يرفع‪++‬ه ق‪++‬ال‪ :‬لبث يوس‪++‬ف علي‪++‬ه الس‪++‬الم في‬
‫العبودية‪ ،‬بضعة وعشرين سنة‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحم‪+‬د في زوائ‪+‬د الزه‪++‬د‪ ،‬عن حذيف‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬كان بين فراق يوسف يعقوب عليهما السالم إلى أن لقيه‪ ،‬سبعون سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن علي بن أبي طلحة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {وجاء بكم من البدو} قال‪ :‬كان يعقوب وبنوه بأرض كنعان‪ ،‬أهل‬
‫مواش وبرية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وجاء بكم من البدو} قال‪ :‬كانوا أهل بادية وماش‪++‬ية‪ ،‬وبلغن‪++‬ا أن بينهم يومئ‪++‬ذ‬
‫ثمانين فرسخا‪ ،‬وقد كان فارقه قبل ذلك ببضع وسبعين سنة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {إن ربي لطيف لم‪++‬ا‬
‫يشاء} قال‪ :‬لطف بيوسف وصنع له حين أخرج‪++‬ه من الس‪++‬جن‪ ،‬وج‪++‬اء بأهل‪++‬ه‬
‫من البدو‪ ،‬ونزع من قلبه نزغ الشيطان‪ ،‬وتحريشه على إخوته‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ثابت البناني ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لم‪++‬ا ق‪++‬دم يعق‪++‬وب‬
‫على يوسف عليه السالم‪ ،‬تلقاه يوسف عليه السالم على العج‪++‬ل‪ ،‬ولبس حلي‪++‬ة‬
‫الملوك‪ ،‬وتلقاه فرعون إكراما ليوس‪++‬ف‪ ،‬فق‪++‬ال يوس‪++‬ف ألبي‪++‬ه‪ :‬إن فرع‪++‬ون ق‪++‬د‬
‫أكرمنا‪ ،‬فقل له‪ .‬فقال له يعقوب‪ :‬لقد بوركت يا فرعون‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن س‪++‬فيان الث‪++‬وري ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا التقى‬
‫يوسف ويعقوب‪ ،‬عانق كل واحد منهما صاحبه وبكى‪ .‬فقال يوسف‪ :‬ي‪++‬ا أبت‪،‬‬
‫بكيت علي حتى ذهب بصرك‪ ،‬ألم تعلم أن القيامة تجمعنا؟ قال‪ :‬بلى يا ب‪++‬ني‪،‬‬
‫ولكن خشيت أن يسلب دينك فيحال بيني وبينك‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ث‪++‬ابت البن‪++‬اني ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا حض‪++‬ر‬
‫يعقوب عليه السالم الموت قال‪ :‬ليوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ .‬إني أس‪++‬ألك خص‪++‬لتين‬
‫وأعطيك خصلتين‪ ،‬أسألك أن تعفو عن إخوتك وال تعاقبهم بم‪++‬ا ص‪++‬نعوا ب‪++‬ك‪،‬‬
‫وأسألك إذا أنا مت أن تحملني فتدفنني مع آبائي إبراهيم وإسحق وأعطيك أن‬
‫تغمضني عند الموت‪ ،‬وأن ادخل ابنين ل‪++‬ك في األس‪+‬باط‪ ،‬فم‪+‬ا وض‪++‬ع يوس‪+‬ف‬
‫عليه السالم يده على وجه أبيه ليغمضه‪ ،‬فتح عينيه ثم قال‪ :‬ي‪++‬ا ب‪++‬ني‪ ،‬إن ه‪++‬ذا‬
‫من األبناء لآلباء عند هللا عظيم‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر بن عياش ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬لما مات‬
‫يعقوب النبي عليه السالم‪ ،‬أقيم عليه النوائح أربعة أشهر‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد عن مال‪++‬ك بن دين‪++‬ار ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن يعق‪++‬وب‬
‫عليه السالم‪ ،‬قال لما ثقل البنه يوسف عليه السالم‪ :‬أدخل يدك تحت ص‪++‬لبي‪،‬‬
‫فاحلف لي برب يعق‪++‬وب لت‪++‬دفنني م‪++‬ع آب‪++‬ائي‪ ،‬ف‪++‬إني ق‪++‬د أش‪++‬ركتهم في العم‪++‬ل‪،‬‬
‫فأشركني معهم في قبورهم‪ .‬فلما توفي يعقوب عليه السالم‪ ،‬فعل ذلك يوسف‬
‫حتى أتى به أرض كنعان فدفنه معهم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪101‬‬
‫أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن األعمش ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬قال‪ :‬لما قال يوسف عليه السالم {رب ق‪++‬د آتيت‪++‬ني من المل‪++‬ك‪ }...‬إلى قول‪++‬ه‬
‫{توف‪++‬ني مس‪+‬لما وألحق‪++‬ني بالص‪++‬الحين} ش‪+‬كر هللا ل‪++‬ه ذل‪++‬ك‪ ،‬ف‪++‬زاده في عم‪+‬ره‬
‫ثمانين عاما‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ من طري‪++‬ق ابن‬
‫جريج‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬اش‪++‬تاق إلى لق‪++‬اء‬
‫هللا‪ ،‬وأحب أن يلحق به وبآبائه‪ ،‬فدعا هللا أن يتوف‪++‬اه وأن يلحق‪++‬ه بهم‪ .‬ق‪++‬ال ابن‬
‫عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ولم يس‪++‬أل ن‪++‬بي ق‪++‬ط الم‪++‬وت غ‪++‬ير يوس‪++‬ف علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ ،‬فقال {رب قد آتيتني من الملك‪ }...‬اآلية‪ .‬قال ابن جريج ‪ -‬رضي هللا‬
‫عنه ‪ -‬وأنا أقول‪ :‬في بعض القرآن من األنبياء من قال توفني‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬ما س‪++‬أل ن‪++‬بي‬
‫الوفاة غير يوسف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن الض‪+‬حاك ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪+‬ه‬
‫{توفني مسلما وألحقني بالصالحين} يقول‪ :‬توفني على طاعت‪++‬ك‪ ،‬واغف‪++‬ر لي‬
‫إذا توفيتني‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الض‪++‬حاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {وألحق‪++‬ني‬
‫بالصالحين} قال‪ :‬يعني إبراهيم وإسماعيل وإسحق ويعقوب‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬في قوله {توفني مسلما وألحقني بالصالحين} قال‪ :‬يعني أهل الجنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا أوتي‬
‫يوسف عليه السالم من الملك ما أوتي‪ ،‬تاقت نفس‪+‬ه إلى آبائ‪+‬ه‪ ،‬ق‪++‬ال {رب ق‪++‬د‬
‫أتيتني من الملك‪ }...‬إلى قول‪+‬ه {وألحق‪+‬ني بالص‪+‬الحين} ق‪+‬ال‪ :‬بآبائ‪+‬ه إب‪+‬راهيم‬
‫وإسحق ويعقوب‪.‬‬
‫وأخرج أحمد في الزهد وابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن قت‪+‬ادة ق‪+‬ال‪ :‬لم‪+‬ا ق‪+‬دم‬
‫على يوسف أبوه وإخوته وجمع هللا شمله وأقر عينيه ‪ -‬وهو يومئ‪++‬ذ مغم‪++‬وس‬
‫في نعيم من الدنيا ‪ -‬اشتاق إلى آبائه الص‪++‬الحين‪ :‬إب‪++‬راهيم وإس‪++‬حق ويعق‪++‬وب‪،‬‬
‫فسأل هللا القبض‪ ،‬ولم يتمن الموت أحد قط‪ ،‬نبي وال غيره إال يوسف‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن س‪++‬عيد بن عب‪++‬د العزي‪++‬ز ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‬
‫يوسف عليه السالم‪ ،‬لما حضرته الوفاة ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا إخوت‪++‬اه‪ ،‬إني لم أنتص‪++‬ر من‬
‫أحد ظلمني في الدنيا‪ ،‬وإني كنت أحب أن أظهر الحسنة وأخفي السيئة‪ ،‬فذلك‬
‫زادي من الدنيا‪ .‬يا إخوتاه‪ ،‬إني أشركت آبائي في أعمالهم‪ ،‬فأش‪++‬ركوني معهم‬
‫في قب‪++‬ورهم‪ ،‬وأخ‪++‬ذ عليهم الميث‪++‬اق‪ ،‬فلم يفعل‪++‬وا ح‪++‬تى بعث هللا موس‪++‬ى علي‪++‬ه‬
‫السالم‪ ،‬فسأل عن قبره‪ ،‬فلم يجد أحدا يخبره إال ام‪++‬رأة يق‪++‬ال له‪++‬ا ش‪++‬ارخ بنت‬
‫شيرا بن يعقوب‪ ،‬فق‪++‬الت‪ :‬أدل‪++‬ك علي‪++‬ه على أن أش‪++‬ترط علي‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال ذاك ل‪++‬ك‪،‬‬
‫قالت‪ :‬أصير شابة كلما كبرت‪ .‬قال‪ :‬ذلك لك‪ .‬قال‪ :‬وأك‪++‬ون مع‪++‬ك في درجت‪++‬ك‬
‫يوم القيامة‪ .‬فكأنه امتنع‪ ،‬فأمر أن يمضي لها ذلك ففعل‪ ،‬فدلته عليه فأخرجه‪،‬‬
‫فكانت كلما كانت بنت خمسين سنة‪ ،‬صارت مثل ابن‪++‬ة ثالثين‪ .‬ح‪++‬تى عم‪++‬رت‬
‫عمر نسرين ألف وستمائة سنة‪ ،‬أو ألف وأربعمائة‪ ،‬حتى أدركها س‪++‬ليمان بن‬
‫داود عليه السالم فتزوجها‪.‬‬
‫وأخرج ابن إسحق وابن أبي حاتم‪ ،‬عن عروة بن الزبير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬إن هللا حين أمر موس‪++‬ى علي‪++‬ه الس‪++‬الم بالس‪++‬ير بب‪++‬ني إس‪++‬رائيل‪ ،‬أم‪++‬ره أن‬
‫يحتمل معه عظام يوسف علي‪++‬ه الس‪++‬الم‪ ،‬وأن ال يخلفه‪++‬ا ب‪++‬أرض مص‪++‬ر‪ ،‬وأن‬
‫يسير بها حتى يضعها ب‪++‬األرض المقدس‪++‬ة‪ ،‬فس‪++‬أل موس‪++‬ى علي‪++‬ه الس‪++‬الم عمن‬
‫يعرف موضع قبره‪ ،‬فما وجد إال عجوزا من ب‪+‬ني إس‪+‬رائيل‪ ،‬فق‪+‬الت‪ :‬ي‪+‬ا ن‪+‬بي‬
‫هللا‪ ،‬إني أعرف مكانه‪ ،‬إن أنت أخرجتني مع‪++‬ك ولم تخلف‪++‬ني ب‪++‬أرض مص‪++‬ر‪،‬‬
‫دللتك عليه‪ .‬قال‪ :‬أفعل‪ .‬وقد كان موسى وعد ب‪++‬ني إس‪++‬رائيل أن يس‪++‬ير بهم إذا‬
‫طلع الفجر‪ ،‬فدعا ربه أن يؤخر طلوعه حتى يف‪++‬رغ من أم‪++‬ر يوس‪++‬ف‪ ،‬ففع‪++‬ل‪.‬‬
‫فخرجت به العجوز حتى أرته إياه في ناحية من النيل في الماء‪ ،‬فاس‪++‬تخرجه‬
‫موسى عليه السالم صندوقا من مرمر فاحتمله‪.‬‬
‫@ اآليات ‪106 - 102‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا كنت ل‪++‬ديهم إذ أجمع‪++‬وا أم‪++‬رهم وهم‬
‫يمكرون} قال‪ :‬هم بنو يعقوب‪ ،‬إذ يمكرون بيوسف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن قت‪+‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪-‬‬
‫{وما كنت لديهم} يعني محمدا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬يقول {ما كنت ل‪++‬ديهم}‬
‫وهم يلقونه في غيابة الجب {وهم يمكرون} بيوسف‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬وكأين من آية} ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كم من آي‪++‬ة في الس‪++‬ماء‪ ،‬يع‪++‬ني شمس‪++‬ها وقمره‪++‬ا ونجومه‪++‬ا وس‪++‬حابها‪ .‬وفي‬
‫األرض‪ ،‬ما فيها من الخلق واألنهار والجبال والمدائن والقصور‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ق‪++‬ال في مص‪++‬حف‬
‫عب‪++‬د هللا[وك‪++‬أين من آي‪++‬ة في الس‪++‬موات واألرض يمش‪++‬ون عليه‪++‬ا] والس‪++‬ماء‬
‫واألرض آيتان عظيمتان‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬في قوله {وما يؤمن أكثرهم باهلل إال وهم مشركون} قال‪ :‬س‪++‬لهم من‬
‫خلقهم‪ ،‬ومن خلق السموات واألرض؟؟‪ ...‬فيقول‪++‬ون‪ :‬هللا‪ .‬ف‪++‬ذلك إيم‪++‬انهم وهم‬
‫يعبدون غيره‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن عط‪++‬اء ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {وما يؤمن أك‪+‬ثرهم باهلل إال وهم مش‪+‬ركون} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ك‪++‬انوا يعلم‪++‬ون أن هللا ربهم وه‪++‬و خ‪++‬القهم وه‪++‬و رازقهم‪ ،‬وك‪++‬انوا م‪++‬ع ذل‪++‬ك‬
‫يشركون‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {وما يؤمن أكثرهم باهلل إال وهم مشركون} قال‪ :‬إيم‪++‬انهم‪ ،‬ق‪++‬ولهم‪:‬‬
‫هللا خلقنا وهو يرزقنا ويميتنا‪ ،‬فهذا إيمان مع شرك عبادتهم غيره‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن الض‪++‬حاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وم‪++‬ا ي‪++‬ؤمن أك‪++‬ثرهم باهلل إال وهم مش‪++‬ركون} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬انوا يش‪++‬ركون ب‪++‬ه في‬
‫تلبيتهم‪ ،‬يقولون‪ :‬لبيك اللهم لبيك‪ ،‬لبيك ال شريك لك إال شريكا هو لك‪ ،‬تملكه‬
‫وما ملك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا ي‪++‬ؤمن‬
‫أكثرهم باهلل إال وهم مشركون} قال‪ :‬ذاك المنافق‪ ،‬يعمل بالرياء وهو مشرك‬
‫بعمله‪.‬‬
‫@ اآلية ‪107‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {غاشية من عذاب هللا} قال‪ :‬تغشاهم‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم‪ ،‬عن قت‪+‬ادة ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {غاشية من عذاب هللا} قال‪ :‬واقعة تغشاهم‪.‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {غاشية} قال‪ :‬عقوبة من عذاب هللا‪.‬‬
‫@ اآلية ‪108‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {قل ه‪++‬ذه‬
‫سبيلي} قال‪ :‬دعوتي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن الربيع بن أنس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬مثله‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪{ -‬ق‪++‬ل ه‪++‬ذه س‪++‬بيلي}‬
‫قال‪ :‬صالتي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{قل هذه سبيلي} قال‪ :‬أمري وسنتي ومنهاجي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{على بصيرة} أي على هدى {أنا ومن اتبعني}‪.‬‬
‫@ اآلية ‪109‬‬
‫أخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا‬
‫أرسلنا من قبلك إال رجاال نوحي إليهم من أه‪++‬ل الق‪++‬رى} أي ليس‪++‬وا من أه‪++‬ل‬
‫السماء كما قلتم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وما أرسلنا من قبلك إال رجاال نوحي إليهم} ق‪++‬ال‪ :‬إنهم ق‪++‬الوا (م‪++‬ا أن‪++‬زل هللا‬
‫على بش‪++‬ر من ش‪++‬يء) (األنع‪++‬ام اآلي‪++‬ة ‪ )91‬وقول‪++‬ه (وم‪++‬ا أك‪++‬ثر الن‪++‬اس ول‪++‬و‬
‫حرصت بمؤمنين) (وما تس‪+‬ألهم علي‪+‬ه من أج‪++‬ر) وقول‪++‬ه (وك‪+‬أين من آي‪+‬ة في‬
‫السموات واألرض يمرون عليها) وقوله (أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب‬
‫هللا) وقول‪++‬ه {أفلم يس‪+‬يروا في األرض فينظ‪+‬روا كي‪+‬ف ك‪+‬ان عاقب‪+‬ة ال‪++‬ذين من‬
‫قبلهم} قال‪ :‬كل ذلك قال لقريش أفلم يسيروا في األرض فينظروا في آثارهم‬
‫فيعتبروا ويتفكروا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {وما أرسلنا من قبلك إال رجاال نوحي إليهم من أهل الق‪++‬رى} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ما نعلم أن هللا أرسل رسوال قط إال من أهل الق‪++‬رى‪ ،‬ألنهم ك‪++‬انوا أعلم وأحكم‬
‫من أهل العمود‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪+‬ه {أفلم يس‪+‬يروا‬
‫في األرض فينظروا كيف كان عاقبة ال‪++‬ذين من قبلهم} ق‪++‬ال‪ :‬فينظ‪++‬روا كي‪++‬ف‬
‫عذب هللا قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح واألمم التي عذب‪.‬‬
‫@ اآلية ‪110‬‬
‫أخرج أبو عبيد والبخاري والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الشيخ وابن مردويه من طريق عروة‪ ،‬أنه سأل عائشة رضي هللا عنه‪++‬ا‬
‫عن قوله {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} قال‪ :‬قلت‪ :‬أك‪++‬ذبوا‪،‬‬
‫أم كذبوا؟ قالت عائشة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬بل (كذبوا) يع‪++‬ني بالتش‪++‬ديد‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫وهللا لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم‪ ،‬فما هو بالظن‪ .‬قالت‪ :‬أجل‪ ،‬لعم‪++‬ري لق‪++‬د‬
‫استيقنوا بذلك‪ .‬فقلت لعلها {وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة‪ .‬قالت‪ :‬معاذ هللا‪ ،‬لم‬
‫تكن الرسل لتظن ذلك بربها‪ .‬قلت‪ :‬فم‪++‬ا ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة؟ ق‪++‬الت‪ :‬هم أتب‪++‬اع الرس‪++‬ل‬
‫الذين آمنوا ب‪+‬ربهم وص‪++‬دقوهم‪ ،‬وط‪+‬ال عليهم البالء واس‪+‬تأخر عنهم النص‪++‬ر‪،‬‬
‫حتى إذا استيأس الرسل ممن كذبهم من قومهم‪ ،‬وظنت الرسل أن أتباعهم ق‪++‬د‬
‫كذبوهم‪ ،‬جاءهم نصر هللا عند ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المن‪+‬ذر والط‪+‬براني وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن مردوي‪+‬ه‪ ،‬عن‬
‫عبد هللا بن أبي مليكة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪-‬‬
‫قرأها عليه {وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة‪ .‬يقولوا أخلفوا‪ ،‬وقال ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬وكانوا بشرا‪ ،‬وتال (حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه‬
‫متى نصر هللا) (البقرة اآلية ‪ )214‬ق‪+‬ال ابن أبي مليك‪+‬ة‪ :‬ف‪+‬ذهب ابن عب‪+‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬إلى أنهم يئسوا وضعفوا‪ ،‬فظنوا أنهم قد أخلف‪++‬وا‪ ،‬ق‪++‬ال ابن‬
‫أبي مليكة‪ :‬وأخبرني عروة عن عائشة أنها خالفت ذلك وأبته وقالت‪ :‬ما وعد‬
‫هللا رسوله من شيء إال علم أنه سيكون قبل أن يموت‪ ،‬ولكن‪++‬ه لم ي‪++‬زل البالء‬
‫بالرسل حتى ظن‪+‬وا أن من معهم من المؤم‪+‬نين ق‪++‬د ك‪+‬ذبوهم‪ ،‬وك‪+‬انت تقرؤه‪++‬ا‬
‫{وظنوا أنهم قد كذبوا} مثقلة للتكذيب‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق عروة‪ ،‬عن عائشة أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم قرأ {وظنوا أنهم قد كذبوا} بالتشديد‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طري‪++‬ق عم‪++‬رة‪ ،‬عن عائش‪++‬ة‪ ،‬عن الن‪++‬بي ‪ -‬ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ -‬قرأ {وظنوا أنهم قد كذبوا} مخففة‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور والنسائي وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن‬
‫أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه من طري‪++‬ق‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهم‪+‬ا ‪ -‬أن‪+‬ه ك‪+‬ان يق‪++‬رأ {ح‪++‬تى إذا اس‪+‬تيأس الرس‪+‬ل وظن‪+‬وا أنهم ق‪++‬د ك‪+‬ذبوا}‬
‫مخففة‪ .‬قال‪ :‬يئس الرسل من قومهم أن يستجيبوا لهم‪ ،‬وظن قومهم أن الرسل‬
‫قد كذبوهم فيما جاؤوهم به {جاءهم نصرنا} قال‪ :‬جاء الرسل نصرنا‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر والط‪++‬براني‬
‫وأبو الشيخ‪ ،‬عن تميم بن ح‪+‬رام ق‪+‬الت‪ :‬ق‪+‬رأت على ابن مس‪+‬عود ‪ -‬رض‪+‬ي هللا‬
‫عن‪++‬ه ‪ -‬الق‪++‬رآن فلم يأخ‪++‬ذ علي إال ح‪++‬رفين (ك‪++‬ل أت‪++‬وه داخ‪++‬رين) فق‪++‬ال‪ :‬أت‪++‬وه‪،‬‬
‫مخففة‪ .‬وقرأت علي‪+‬ه {وظن‪+‬وا أن‪+‬ه ق‪+‬د ك‪+‬ذبوا} فق‪+‬ال‪{ :‬ك‪+‬ذبوا} مخفف‪+‬ة ق‪+‬ال‪:‬‬
‫{استيأس الرسل} من إيمان ق‪++‬ومهم أن يؤمن‪++‬وا لهم‪ ،‬وظن ق‪++‬ومهم حين أبط‪++‬أ‬
‫األمر {أنهم قد كذبوا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق أبي األح‪++‬وص عن ابن مس‪++‬عود ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬حفظت عن رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم في س‪+‬ورة يوس‪+‬ف‬
‫{وظنوا أنهم قد كذبوا} خفيفة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ربيع‪++‬ة بن كلث‪++‬وم ق‪++‬ال‪ :‬ح‪++‬دثني أبي أن‬
‫مسلم بن يسار ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬س‪++‬أل س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫فقال‪ :‬يا أبا عبد هللا‪ ،‬آية قد بلغت م‪++‬ني ك‪++‬ل مبل‪++‬غ {ح‪++‬تى إذا اس‪++‬تيأس الرس‪++‬ل‬
‫وظنوا أنهم قد كذبوا} فهذا الموت أن نظن الرسل أنهم قد كذبوا أو نظن أنهم‬
‫قد كذبوا مخففة‪ .‬فقال سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬ح‪++‬تى إذا اس‪++‬تيأس‬
‫الرسل} من قومهم أن يستجيبوا لهم‪ ،‬وظن قومهم أن الرسل كذبتهم {جاءهم‬
‫نصرنا} فقام مسلم إلى سعيد فاعتنقه وقال‪ :‬فرج هللا عنك كما فرجت عني‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن إبراهيم‪ ،‬عن أبي حمزة الج‪++‬زري ق‪++‬ال‪:‬‬
‫صنعت طعاما فدعوت ناسا من أصحابنا‪ ،‬منهم سعيد بن جبير والضحاك بن‬
‫مزاحم‪ ،‬فسأل فتى من قريش سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا أب‪++‬ا‬
‫عبد هللا‪ ،‬كيف تقرأ هذا الحرف؟ فإني إذا أتيت عليه تم‪+‬نيت أني ال أق‪++‬رأ ه‪++‬ذه‬
‫السورة {حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا} ق‪++‬ال‪ :‬نعم {ح‪++‬تى إذا‬
‫استيأس الرس‪++‬ل} من ق‪++‬ومهم أن يص‪++‬دقوهم‪ ،‬وظن المرس‪++‬ل إليهم أن الرس‪++‬ل‬
‫{قد كذبوا} فقال الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ل‪++‬و رحلت في ه‪++‬ذه إلى اليمن‪،‬‬
‫لكان قليال‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن‪++‬ه قرأه‪++‬ا {ك‪++‬ذبوا} بفتح‬
‫الكاف والتخفيف‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬اس‪++‬تيأس الرس‪++‬ل أن يع‪++‬ذب ق‪++‬ومهم‪ ،‬وظن ق‪++‬ومهم أن‬
‫الرسل قد كذبوا {جاءهم نصرنا} قال‪ :‬جاء الرسل نصرنا‪ .‬قال مجاهد‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫في المؤمن (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) (غ‪++‬افر‬
‫آية ‪ )83‬قال قولهم‪ :‬نحن أعلم منهم ولن نعذب‪ ،‬وقوله (وح‪++‬اق بهم م‪++‬ا ك‪++‬انوا‬
‫به يستهزئون) (الزمر آية ‪ )48‬قال‪ :‬حاق بهم ما جاءت به رسلهم من الحق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪{ -‬فننجي من نش‪++‬اء}‬
‫قال‪ :‬فننجي الرسل ومن نشاء {وال يرد بأس‪++‬نا عن الق‪++‬وم المج‪++‬رمين} وذل‪++‬ك‬
‫أن هللا تعالى بعث الرسل يدعون قومهم‪ ،‬ف‪++‬أخبروهم أن‪++‬ه من أط‪++‬اع هللا نج‪++‬ا‪،‬‬
‫ومن عصاه عذب وغوى‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪{ -‬ج‪++‬اءهم نص‪++‬رنا}‬
‫قال‪ :‬العذاب‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاصم ‪ -‬أنه قرأ[فنجا من نشاء]‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أبي بكر ‪ -‬أنه قرأ {فننجي من نشاء}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي ‪{ -‬وال يرد بأسنا} قال‪ :‬عذابه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪111‬‬
‫أخرج ابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪+‬اتم‪ ،‬عن مجاه‪+‬د ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪+‬ه‬
‫{لقد كان في قصصهم عبرة} قال‪ :‬يوسف وإخوته‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {لق‪++‬د ك‪++‬ان في قصص‪++‬هم ع‪++‬برة} ق‪++‬ال‪ :‬معرف‪++‬ة {ألولي‬
‫األلباب} قال‪ :‬لذوي العقول‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪،‬عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬م‪++‬ا ك‪++‬ان ح‪++‬ديثا‬
‫يف‪++‬ترى} والفري‪++‬ة‪ ،‬الك‪++‬ذب {ولكن تص‪++‬ديق ال‪++‬ذي بين يدي‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬الق‪++‬رآن‪،‬‬
‫يص‪++‬دق الكتب ال‪++‬تي ك‪++‬انت قبل‪++‬ه من كتب هللا ال‪++‬تي أنزله‪++‬ا قبل‪++‬ه على أنبيائ‪++‬ه‪،‬‬
‫فالتوراة واإلنجيل والزبور‪ ،‬يصدق ذلك كله ويشهد عليه أن جميعه ح‪++‬ق من‬
‫عند هللا {وتفصيل ك‪++‬ل ش‪++‬يء} فص‪++‬ل هللا ب‪++‬ه بين حرام‪++‬ه وحالل‪++‬ه‪ ،‬وطاعت‪++‬ه‬
‫ومعصيته‪.‬‬
‫وأخرج ابن السني والديلمي‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬إذا عس‪++‬ر على الم‪++‬رأة والدته‪++‬ا أخ‪++‬ذ إن‪++‬اء‬
‫نظيف وكتب عليه (كأنهم يوم يرون ما يوع‪++‬دون‪( )...‬األحق‪++‬اف‪ ،‬اآلي‪++‬ة ‪)35‬‬
‫إلى آخر اآلية (وكأنهم يوم يرونها‪( )...‬النازعات‪ ،‬اآلية ‪ )46‬إلى آخ‪++‬ر اآلي‪++‬ة‬
‫{ولقد كان في قصصهم عبرة ألولي األلب‪++‬اب‪ }...‬إلى آخ‪++‬ر اآلي‪++‬ة‪ ،‬ثم تغس‪++‬ل‬
‫وتسقى المرأة منه وينضح على بطنها وفرجها‪.‬‬
‫*‪ - 13*2‬سورة الرعد مدنية وآياتها ثالث وأربعون‬
‫*‪ *3‬مقدمة سورة الرعد‬
‫@ بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫أخرج النحاس في ناسخه‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ورة‬
‫الرعد نزلت بمكة‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬قال‪ :‬سورة الرعد مكية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نزلت سورة الرعد بالمدينة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه‪ ،‬عن ابن الزبير ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ن‪++‬زلت الرع‪++‬د‬
‫بالمدينة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ورة‬
‫الرع‪+‬د مدني‪+‬ة‪ ،‬إال آي‪+‬ة مكي‪+‬ة {وال ي‪+‬زال ال‪+‬ذين كف‪+‬روا تص‪+‬يبهم بم‪+‬ا ص‪+‬نعوا‬
‫قارعة}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة والمروزي في الجنائز‪ ،‬عن جابر بن زيد ‪ -‬رضي هللا‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬كان يستحب إذا حضر الميت‪ ،‬أن يقرأ عنده س‪++‬ورة الرع‪++‬د‪ ،‬ف‪++‬إن‬
‫ذلك يخفف عن الميت‪ ،‬فإنه أهون لقبضه‪ ،‬وأيسر لشأنه‪.‬‬
‫*‪*3‬التفسير‬
‫@ اآلية ‪1‬‬
‫أخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{آلمر} قال‪ :‬أنا هللا أرى‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {تل‪++‬ك آي‪++‬ات‬
‫الكتاب} قال‪ :‬التوراة واإلنجي‪+‬ل {وال‪+‬ذي أن‪+‬زل إلي‪+‬ك من رب‪+‬ك الح‪+‬ق} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫القرآن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {تل‪++‬ك‬
‫آيات الكتاب} قال‪ :‬الكتب التي كانت قبل القرآن {والذي أنزل إليك من ربك‬
‫الحق} أي هذا القرآن‪.‬‬
‫@ اآليات ‪3 - 2‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قلت البن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬إن فالن يق‪++‬ول‪:‬‬
‫إنه‪++‬ا على عم‪++‬د‪ ،‬يع‪++‬ني الس‪++‬ماء‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬اقرأه‪++‬ا {بغ‪++‬ير عم‪++‬د ترونه‪++‬ا} أي ال‬
‫ترونها‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {رفع الس‪+‬موات بغ‪+‬ير عم‪+‬د ترونه‪+‬ا} ق‪+‬ال‪ :‬وم‪+‬ا ي‪+‬دريك لعله‪+‬ا بعم‪+‬د ال‬
‫ترونها‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬في قوله {بغ‪++‬ير عم‪++‬د ترونه‪++‬ا} يق‪++‬ول‪ :‬له‪++‬ا عم‪++‬د‪ ،‬ولكن ال ترونه‪++‬ا‪.‬‬
‫يعني األعماد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن اياس بن معاوية ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {رف‪++‬ع‬
‫السموات بغير عمد ترونها} قال‪ :‬السماء مقبية على األرض مثل القبة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬السماء على‬
‫أربعة أمالك‪ ،‬كل زاوية موكل بها ملك‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{بغير عمد ترونها} قال‪ :‬هي بعد ال ترونها‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن الحسن وقتادة ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أنهما كانا يقوالن‪ :‬خلقها بغ‪++‬ير عم‪++‬د‪.‬‬
‫قال لها‪ :‬قومي‪ ،‬فقامت‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن مع‪++‬اذ ق‪++‬ال‪ :‬في مص‪++‬حف أبي[بغ‪++‬ير‬
‫عمد ترونه]‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {وس‪++‬خر‬
‫الشمس والقمر كل يجري ألجل مسمى} ق‪++‬ال‪ :‬أج‪++‬ل معل‪++‬وم‪ ،‬وح‪++‬د ال يقص‪++‬ر‬
‫دونه وال يتعدى‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ك‪++‬ل‬
‫يجري ألجل مسمى} قال‪ :‬الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {يدبر األمر} قال‪ :‬يقضيه وحده‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة في قول‪++‬ه {لعلكم بلق‪++‬اء ربكم توقن‪++‬ون} ق‪++‬ال‪ :‬إن‬
‫هللا إنما أنزل كتابه وبعث رسله‪ ،‬ليؤمن بوعده ويستيقن بلقائه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن عمر بن عبد هللا‪ ،‬مولى غفرة‪ .‬أن كعبا قال لعم‪++‬ر‬
‫بن الخطاب‪ :‬إن هللا جعل مسيرة ما بين المشرق والمغرب‪ ،‬خمس‪++‬مائة س‪++‬نة‪.‬‬
‫فمائة س‪+‬نة في المش‪+‬رق‪ ،‬ال يس‪+‬كنها ش‪+‬يء من الحي‪+‬وان‪ ،‬ال جن وال إنس وال‬
‫دابة وال ش‪++‬جرة‪ .‬ومائ‪++‬ة س‪++‬نة في المغ‪++‬رب بتل‪++‬ك المنزل‪++‬ة‪ ،‬وثلثمائ‪++‬ة فيم‪++‬ا بين‬
‫المشرق والمغرب يسكنها الحيوان‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن عبد هللا بن عم‪++‬ر‪ :‬وال‪++‬دنيا مس‪++‬يرة خمس‪++‬مائة ع‪++‬ام‪،‬‬
‫أربعمائة عام خراب ومائة عمار‪ ،‬في أيدي المسلمين من ذلك مسيرة سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو نعيم في الحلي‪++‬ة‪ ،‬عن وهب بن منب‪++‬ه ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬ما العمارة في الدنيا في الخراب إال كفسطاط في البحر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن أبي الجلد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬األرض أربع‪++‬ة‬
‫وعشرون ألف فرسخ‪ ،‬فالس‪+‬ودان اثن‪+‬ا عش‪+‬ر ألف‪++‬ا‪ ،‬وال‪++‬روم ثماني‪+‬ة‪ ،‬ولف‪++‬ارس‬
‫ثالثة‪ ،‬وللعرب ألف‪.‬وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن خال‪++‬د بن مض‪++‬رب ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬األرض مس‪++‬يرة خمس‪++‬مائة س‪++‬نة‪ ،‬ثلثمائ‪++‬ة عم‪++‬ار‪ ،‬ومائت‪++‬ان‬
‫خراب‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن حسان بن عطية ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬سعة األرض مسيرة خمس‪+‬مائة س‪+‬نة‪ ،‬والبح‪+‬ار ثلثمائ‪+‬ة‪ ،‬ومائ‪+‬ة خ‪+‬راب‪،‬‬
‫ومائة عمران‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن أبي ح‪+‬اتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬ق‪+‬ال‪ :‬األرض‬
‫سبعة أجزاء‪ :‬ستة أجزاء فيها يأجوج ومأجوج‪ ،‬وجزء فيه سائر الخلق‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ذك‪++‬ر لي أن األرض‬
‫أربع‪++‬ة وعش‪++‬رون أل‪++‬ف فرس‪++‬خ‪ ،‬اثن‪++‬ا عش‪++‬ر ألف‪++‬ا من‪++‬ه أرض الهن‪++‬د‪ ،‬وثماني‪++‬ة‬
‫الصين‪ ،‬وثالثة آالف المغرب‪ ،‬وألف العرب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪++‬ذر عن مغيث بن س‪++‬مي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬األرض‬
‫ثالثة أثالث‪ ،‬ثلث فيه الناس والشجر‪ ،‬وثلث فيه البحار‪ ،‬وثلث هواء‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬وجعل فيها رواسي}‪.‬‬
‫أخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬إن هللا تب‪++‬ارك‬
‫وتعالى حين أراد أن يخلق الخلق‪ ،‬خل‪++‬ق ال‪++‬ريح فنش‪++‬جت ال‪++‬ريح‪ ،‬فأب‪++‬دت عن‬
‫حشفة‪ ،‬فهي تحت األرض‪ .‬ومنها دحيت األرض حيث ما ش‪++‬اء في الع‪++‬رض‬
‫والطول‪ ،‬فكانت تميد فجعل الجبال الرواسي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن علي بن أبي طالب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لم‪++‬ا خل‪++‬ق‬
‫هللا األرض‪ ،‬قمص‪++‬ت وق‪++‬الت‪ :‬أي رب‪ ،‬تجع‪++‬ل علي ب‪++‬ني آدم يعمل‪++‬ون علي‬
‫الخطايا ويجعلون علي الخبث؟ فأرسل هللا فيها من الجبال م‪++‬ا ت‪++‬رون وم‪++‬ا ال‬
‫ترون‪ ،‬فكان إقرارها كاللحم ترجرج‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن عط‪++‬اء ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أول جبل وضع في األرض‪ ،‬أبو قبيس‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {جع‪++‬ل فيه‪++‬ا‬
‫زوجين اثنين} قال‪ :‬ذكرا وأنثى من كل صنف‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{يغشي الليل النهار} أي يلبس الليل النهار‪.‬‬
‫@ اآلية ‪4‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {وفي األرض قط‪++‬ع متج‪++‬اورات} ق‪++‬ال‪ :‬يري‪++‬د‬
‫األرض الطيبة العذبة التي تخرج نباتها بإذن ربها‪ ،‬تجاورها السبخة القبيحة‬
‫المالح‪++‬ة ال‪++‬تي ال تخ‪++‬رج‪ ،‬وهم‪++‬ا أرض واح‪++‬دة وماؤهم‪++‬ا ش‪++‬يء ملح وع‪++‬ذب‪.‬‬
‫ففضلت إحداهما على األخرى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ليس في‬
‫األرض ماء‪ ،‬إال ما نزل من السماء‪ ،‬ولكن ع‪++‬روق في األرض تغ‪++‬يره‪ ،‬فمن‬
‫أراد أن يعود الملح عذبا فليصعد الماء من األرض‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وفي األرض قطع متجاورات} قال‪ :‬السبخة والعذبة والمالح والطيب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وفي األرض‬
‫قطع متجاورات} قال‪ :‬قرى متجاورات‪ .‬قريب بعضها من بعض‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وفي األرض قط‪++‬ع‬
‫متجاورات} قال‪ :‬فارس واألهواز والكوفة والبصرة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {وفي‬
‫األرض قطع متجاورات} قال‪ :‬األرض تنبت حلوا‪ ،‬واألرض تنبت حامضا‪.‬‬
‫وهي متجاورات تسقى بماء واحد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيج عن سعيد بن جبير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وفي‬
‫األرض قط‪++‬ع متج‪++‬اورات} ق‪++‬ال‪ :‬األرض الواح‪++‬دة‪ ،‬يك‪++‬ون فيه‪++‬ا الخ‪++‬وخ‬
‫والكمثرى والعنب األبيض واألسود‪ ،‬وبعضه أكبر حمال من بعض‪ ،‬وبعضه‬
‫حلو وبعضه حامض‪ ،‬وبعضه أفضل من بعض‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الشيخ وابن مردويه‪ ،‬عن البراء بن عازب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{صنوان وغير صنوان} قال‪ :‬الصنوان‪ ،‬ما كان أصله واحدا وهو متف‪++‬رق‪،‬‬
‫وغير صنوان‪ ،‬ال‪++‬تي تنبت وح‪++‬دها‪ .‬وفي لف‪++‬ظ {ص‪++‬نوان} النخل‪++‬ة في النخل‪++‬ة‬
‫ملتصقة‪{ ،‬وغير صنوان} النخل المتفرق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪{ -‬صنوان} قال‪ :‬مجتمع النخي‪++‬ل في أص‪++‬ل واح‪++‬د {وغ‪++‬ير ص‪++‬نوان}‬
‫قال‪ :‬النخل المتفرق‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاه‪+‬د ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪+‬ه {وفي األرض قط‪+‬ع متج‪+‬اورات}‬
‫قال‪ :‬طينها عذبها‪ .‬وخبيثه‪+‬ا الس‪+‬باخ‪ .‬وفي قول‪+‬ه {وجن‪+‬ات من أعن‪+‬اب} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫جنات وما معها‪ .‬وفي قوله {صنوان} قال‪ :‬النخلتان وأك‪++‬ثر في أص‪++‬ل واح‪++‬د‬
‫{وغير صنوان} وحدها تسقى {بماء واحد} قال‪ :‬ماء السماء‪ ،‬كمثل ص‪++‬الح‬
‫ب‪++‬ني آدم وخ‪++‬بيثهم‪ ،‬أب‪++‬وهم واح‪++‬د‪ .‬وك‪++‬ذلك النخل‪++‬ة‪ ،‬أص‪++‬لها واح‪++‬د وطعامه‪++‬ا‬
‫مختلف‪ .‬وهو يشرب بماء واحد‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ص‪++‬نوان وغ‪++‬ير ص‪++‬نوان} ق‪++‬ال‪ :‬مجتم‪++‬ع وغ‪++‬ير مجتم‪++‬ع‬
‫{يس‪++‬قى بم‪++‬اء واح‪++‬د ونفض‪++‬ل بعض‪++‬ها على بعض في األك‪++‬ل} ق‪++‬ال‪ :‬العنب‬
‫األبيض واألس‪++‬ود واألحم‪++‬ر‪ ،‬وال‪++‬تين األبيض واألس‪++‬ود‪ ،‬والنخ‪++‬ل األحم‪++‬ر‬
‫واألصفر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬ص‪++‬نوان}‬
‫قال‪ :‬ثالث نخالت في أصل واحد‪ ،‬كمث‪++‬ل ثالث‪++‬ة من ب‪++‬ني أب وأم يتفاض‪++‬لون‬
‫في العمل‪ ،‬كما يتفاضل ثمر هذه النخالت الثالث في أصل واحد‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلية قال‪ :‬مث‪++‬ل ض‪++‬ربه‬
‫هللا عز وجل لقلوب بني آدم‪ ،‬كما كانت األرض في يد الرحمن طينة واحدة‪،‬‬
‫فسطحها وبطحها‪ ،‬فصارت األرض قطعا متجاورة‪ ،‬فينزل عليه‪++‬ا الم‪++‬اء من‬
‫الس‪++‬ماء‪ ،‬فتخ‪++‬رج ه‪++‬ذه زهرته‪++‬ا وثمره‪++‬ا وش‪++‬جرها‪ ،‬وتخ‪++‬رج نباته‪++‬ا وتح‪++‬يي‬
‫موتاها‪ ،‬وتخرج هذه سبخها وملحها وخبثها‪ ،‬وكلتاهما {يس‪++‬قى بم‪++‬اء واح‪++‬د}‬
‫فلو كان الماء مالحا‪ ،‬قيل إنما استبخت هذه من قبل الماء‪ ،‬كذلك الناس خلقوا‬
‫من آدم‪ ،‬فينزل عليهم من السماء تذكرة فترق قلوب فتخشع وتخضع‪ ،‬وتقسو‬
‫قلوب فتلهو وتسهو وتجفو‪ ،‬قال الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬وهللا م‪++‬ا ج‪++‬الس‬
‫القرآن أحد‪ ،‬إال قام من عنده بزي‪++‬ادة أو نقص‪++‬ان‪ .‬ق‪++‬ال هللا تع‪++‬الى (ون‪++‬نزل من‬
‫الق‪++‬رآن م‪++‬ا ه‪++‬و ش‪++‬فاء ورحم‪++‬ة للمؤم‪++‬نين وال يزي‪++‬د الظ‪++‬المين إال خس‪++‬ارا)‬
‫(اإلسراء‪ ،‬آية ‪.)82‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬ص‪++‬نوان}‬
‫قال‪ :‬الصنوان‪ ،‬النخلة التي يكون فيها نخلتان أو ثالث‪ ،‬أصلهن واح‪++‬د‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫وح‪++‬دثني رج‪++‬ل أن‪++‬ه ك‪++‬ان بين عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬وبين‬
‫العباس قول‪ ،‬فأسرع إليه العباس فجاء عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫فقال‪ :‬يا نبي هللا‪ ،‬ألم ت‪+‬ر عباس‪+‬ا؟ فع‪+‬ل بي وفع‪+‬ل‪ ،‬ف‪++‬أردت أن أجيب‪+‬ه ف‪++‬ذكرت‬
‫مكانك منه فكففت عنه‪ .‬فقال‪ :‬يرحمك هللا‪ ،‬إن عم الرجل صنو أبيه‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪+‬ر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬أن الن‪+‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬ال تؤذوني في العباس‪ ،‬فإن‪+‬ه بقي‪+‬ة آب‪+‬ائي‪ ،‬وإن عم‬
‫الرجل صنو أبيه"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عطاء ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬وابن أبي مليك‪++‬ة أن رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم قال لعمر‪" :‬يا عمر‪ ،‬أما علمت أن عم الرجل ص‪++‬نو‬
‫أبيه؟ "‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه وضعفه الذهبي وابن مردويه‪ ،‬عن ج‪++‬ابر ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه ‪ -‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول "ي‪++‬ا علي‪ ،‬الن‪++‬اس من‬
‫شجر شتى‪ ،‬وأنا وأنت يا علي‪ ،‬من شجرة واحدة" ثم قرأ النبي {وجن‪++‬ات من‬
‫أعناب وزرع ونخيل صنوان وغير صنوان}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الح‪++‬اكم وص‪++‬ححه‪ ،‬عن أبي هري‪++‬رة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬عن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أنه قرأ {ونفضل بعضها على بعض} بالنون‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي وحسنه والبزار وابن جرير وابن المنذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن‬
‫مردويه‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‬
‫في قول‪++‬ه {ونفض‪++‬ل بعض‪++‬ها على بعض في األك‪++‬ل} ق‪++‬ال‪ :‬ال‪++‬دقل والفارس‪++‬ي‬
‫والحلو والحامض‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {ونفضل بعضها على بعض في األكل} قال‪ :‬ه‪++‬ذا ح‪++‬امض وه‪++‬ذا حل‪++‬و‬
‫وهذا دقل وهذا فارسي‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د {ونفض‪++‬ل بعض‪++‬ها على بعض في األك‪++‬ل}‬
‫قال‪ :‬هذا حلو وهذا م‪++‬ر وه‪++‬ذا ح‪++‬امض‪ ،‬ك‪++‬ذلك بن‪++‬و آدم أب‪++‬وهم واح‪++‬د‪ ،‬ومنهم‬
‫المؤمن والكافر‪.‬‬
‫@ اآلية ‪5‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وإن تعجب فعجب ق‪++‬ولهم} ق‪++‬ال‪ :‬إن تعجب ي‪++‬ا محم‪++‬د من تك‪++‬ذيبهم إي‪++‬اك‪،‬‬
‫{فعجب قولهم}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عنه‬
‫‪ -‬في اآلية ق‪++‬ال‪ :‬إن تعجب من تك‪++‬ذيبهم وهم رأوا من ق‪++‬درة هللا وأم‪++‬ره‪ ،‬وم‪++‬ا‬
‫ض‪++‬رب لهم من األمث‪++‬ال وأراهم حي‪++‬اة الم‪++‬وتى واألرض الميت‪++‬ة‪ ،‬فتعجب من‬
‫قولهم {ائذا كنا ترابنا أئنا لفي خلق جدي‪++‬د} أو ال ي‪++‬رون أن‪++‬ه خلقهم من نطف‪++‬ة‬
‫أشد من الخلق من تراب وعظام؟؟‪..‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قول‪+++‬ه {وإن تعجب فعجب ق‪+++‬ولهم} ق‪+++‬ال‪ :‬عجب ال‪+++‬رحمن من تك‪+++‬ذيبهم‬
‫بالبعث‪.‬‬
‫وأما قوله تعالى‪{ :‬وأولئك األغالل في أعناقهم}‪.‬‬
‫أخرج ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم والخطيب‪ ،‬عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬إن األغالل لم تجع‪++‬ل في أعن‪++‬اق أه‪++‬ل الن‪++‬ار ألنهم أعج‪++‬زوا ال‪++‬رب‪،‬‬
‫ولكنها جعلت في أعناقهم‪ ،‬لكي إذا طغا بهم اللهب أرسبتهم في النار‪.‬‬
‫@ اآلية ‪6‬‬
‫أخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة} قال‪ :‬بالعقوب‪++‬ة‬
‫قبل العافية {وقد خلت من قبلهم المثالت} قال‪ :‬وقائع هللا في األمم فيمن خال‬
‫قبلهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال {المثالت}‬
‫ما أصاب القرون الماضية من العذاب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {وقد خلت من قبلهم المثالت} قال‪ :‬األمثال‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الشعبي ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪+‬ه {وق‪+‬د خلت من‬
‫قبلهم المثالت} قال‪ :‬القردة والخنازير‪ ،‬هي المثالت‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪{ -‬وإن رب‪++‬ك ل‪++‬ذو‬
‫مغفرة للناس على ظلمهم وإن ربك لشديد العقاب} قال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪" :‬ل‪++‬وال عف‪++‬و هللا وتج‪++‬اوزه‪ ،‬م‪++‬ا هن‪++‬أ ألح‪++‬د العيش‪ ،‬ول‪++‬وال وعي‪++‬ده‪.‬‬
‫وعقابه‪ ،‬التكل كل أحد"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪7‬‬
‫أخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {ويق‪++‬ول‬
‫الذين كفروا لوال أنزل عليه آي‪++‬ة من رب‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا ق‪++‬ول مش‪++‬ركي الع‪++‬رب‬
‫{إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} لكل قوم داع يدعوهم إلى هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪{ -‬ولكل قوم هاد} قال‪ :‬داع‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قال‪:‬‬
‫المنذر‪ ،‬محمد صلى هللا عليه وسلم {ولكل قوم هاد} نبي يدعوهم إلى هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {إنم‪++‬ا أنت من‪++‬ذر ولك‪++‬ل ق‪++‬وم ه‪++‬اد} ق‪++‬ال‪ :‬محم‪++‬د المن‪++‬ذر‪،‬‬
‫والهادي هللا عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {إنما أنت منذر ولكل ق‪++‬وم ه‪++‬اد} ق‪++‬ال‪ :‬المن‪++‬ذر‪ ،‬محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬وهللا عز وجل‪ ،‬هادي كل قوم‪ .‬وفي لف‪++‬ظ‪ .‬رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم هو المنذر وهو الهادي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عكرم‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬وأبي الض‪++‬حى في قول‪++‬ه‬
‫{إنما أنت منذر ولكل قوم هاد} قاال‪ :‬محمد صلى هللا عليه وسلم ه‪++‬و المن‪++‬ذر‬
‫وهو الهادي‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن مردوي‪++‬ه وأب‪++‬و نعيم في المعرف‪++‬ة‪ ،‬وال‪++‬ديلمي وابن‬
‫عساكر وابن النجار قال‪ :‬لما نزلت {إنما أنت منذر ولكل ق‪++‬وم ه‪++‬اد} وض‪++‬ع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يده على صدره فقال "أنا المنذر‪ ،‬وأومأ بي‪++‬ده‬
‫إلى منكب علي ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬فق‪++‬ال‪ :‬أنت اله‪++‬ادي ي‪++‬ا علي‪ ،‬ب‪++‬ك يهت‪++‬دي‬
‫المهتدون من بعدي"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه عن أبي ب‪++‬رزة األس‪++‬لمي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪: -‬س‪++‬معت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يق‪++‬ول" {إنم‪++‬ا أنت من‪++‬ذر} ووض‪++‬ع ي‪++‬ده على‬
‫صدر نفسه‪ ،‬ثم وضعها على صدر علي ويقول‪" :‬لكل قوم هاد"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه والض‪++‬ياء في المخت‪++‬ارة‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬في اآلية‪ .‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "المن‪++‬ذر أن‪++‬ا واله‪++‬ادي‬
‫علي بن أبي طالب رضي هللا عنه"‪.‬‬
‫وأخرج عبد هللا بن أحم‪+‬د في زوائ‪+‬د المس‪+‬ند‪ ،‬وابن أبي ح‪+‬اتم والط‪+‬براني في‬
‫األوس‪++‬ط‪ ،‬والح‪++‬اكم وص‪++‬ححه وابن مردوي‪++‬ه وابن عس‪++‬اكر‪ ،‬عن علي بن أبي‬
‫طالب رضي هللا عنه في قوله {إنما أنت منذ ولكل قوم هاد} قال‪ :‬رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم المنذر‪ ،‬وأنا الهادي‪ .‬وفي لفظ‪ ،‬اله‪++‬ادي‪ :‬رج‪++‬ل من ب‪++‬ني‬
‫هاشم‪ .‬يعني نفسه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪8‬‬
‫أخرج ابن جرير عن الضحاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬هللا يعلم م‪++‬ا تحم‪++‬ل ك‪++‬ل‬
‫أنثى} قال‪ :‬يعلم ذكر ه‪++‬و أو أن‪++‬ثى {وم‪++‬ا تغيض األرح‪++‬ام} ق‪++‬ال‪ :‬هي الم‪++‬رأة‬
‫ترى الدم في حملها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ش‪+‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪+‬ه {وم‪+‬ا تغيض األرح‪+‬ام} ق‪+‬ال‪ :‬خ‪+‬روج ال‪+‬دم {وم‪+‬ا‬
‫تزداد} قال‪ :‬استمساكه‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {وما تغيض األرحام} قال‪ :‬أن ترى الدم في حملها {وما ت‪++‬زداد} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫في التسعة أشهر‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم من طريق الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن ابن عباس‬
‫‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قول‪++‬ه {وم‪++‬ا تغيض األرح‪++‬ام وم‪++‬ا ت‪++‬زداد} ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا‬
‫تزداد على التسعة‪ ،‬وما تنقص من التسعة‪ .‬قال الضحاك ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪-‬‬
‫وضعتني أمي وقد حملتني في بطنها سنتين‪ ،‬وولدتني قد خرجت ثنيتي‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {وم‪++‬ا تغيض األرح‪++‬ام} ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا دون تس‪++‬عة أش‪++‬هر‪ ،‬وم‪++‬ا ت‪++‬زداد ف‪++‬وق‬
‫التسعة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {هللا يعلم ما تحمل كل أنثى وم‪++‬ا تغيض األرح‪++‬ام} يع‪++‬ني الس‪++‬قط {وم‪++‬ا‬
‫تزداد} يقول‪ :‬ما زادت في الحمل على ما غاضت حتى ولدته تمام‪++‬ا‪ ،‬وذل‪++‬ك‬
‫أن من النساء من تحمل عشرة أشهر‪ ،‬ومنهن من تحمل تسعة أشهر‪ ،‬ومنهن‬
‫من تزيد في الحمل‪ ،‬ومنهن من تنقص‪ .‬فذلك الغيض والزيادة ال‪++‬تي ذك‪++‬ر هللا‬
‫تعالى‪ ،‬وكل ذلك بعلمه تعالى‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن الض‪+‬حاك ‪ -‬رض‪+‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬ما دون التسعة أشهر فهو غيض‪ ،‬وما فوقها فهو زيادة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عائش‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬الت‪ :‬ال يك‪++‬ون الحم‪++‬ل‬
‫أكثر من سنتين‪ ،‬قدر ما يتحول فلكة مغزل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن عكرمة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬م‪+‬ا غاض‪+‬ت ال‪+‬رحم بال‪+‬دم يوم‪+‬ا‪ ،‬إال زاد‬
‫في الحمل يوما حتى تستكمل تسعة أشهر طاهرا‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن الحسن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وما تغيض األرحام} قال‪ :‬السقط‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلي‪+‬ة ق‪+‬ال‪ :‬إذا رأت ال‪+‬دم‪ ،‬هش الول‪+‬د‪ .‬وإذا لم ت‪+‬ر ال‪+‬دم‪،‬‬
‫عظم الولد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن مكحول ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬الج‪++‬نين في بطن‬
‫أم‪++‬ه ال يطلب وال يح‪++‬زن وال يغتم‪ ،‬وإنم‪++‬ا يأتي‪++‬ه رزق‪++‬ه في بطن أم‪++‬ه من دم‬
‫حيضتها‪ ،‬فمن ثم ال تحيض الحامل‪ ،‬فإذا وقع إلى األرض استهل‪ .‬واستهالله‬
‫استنكار لمكانه‪ ،‬ف‪++‬إذا قطعت س‪++‬رته ح‪++‬ول هللا رزق‪++‬ه إلى ث‪++‬دي أم‪++‬ه‪ ،‬ح‪++‬تى ال‬
‫يطلب وال يغتم وال يحزن‪ ،‬ثم يصير طفال يتناول الش‪++‬يء بكف‪++‬ه فيأكل‪++‬ه‪ ،‬ف‪++‬إذا‬
‫بلغ قال‪ :‬أنى لي بالرزق‪ ،‬يا ويح‪++‬ك‪ ،‬غ‪++‬ذاك وأنت في بطن أم‪++‬ك وأنت طف‪++‬ل‬
‫صغير‪ ،‬حتى إذا اشتددت وعقلت قلت‪ :‬أنى لي ب‪++‬الرزق؟! ثم ق‪++‬رأ مكح‪++‬ول ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪{ -‬يعلم ما تحمل كل أنثى‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة في قول‪++‬ه {وك‪++‬ل‬
‫شيء عنده بمقدار} أي بأجل‪ ،‬حفظ أرزاق خلقه وآجالهم‪ ،‬وجعل ل‪++‬ذلك أجال‬
‫معلوما‪.‬‬
‫@ اآليات ‪10 - 9‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {ع‪++‬الم‬
‫الغيب والشهادة} قال‪ :‬السر والعالنية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {س‪++‬واء منكم من أس‪++‬ر الق‪++‬ول ومن‬
‫جهر به} ق‪++‬ال‪ :‬من أس‪++‬ره وأعلن‪++‬ه عن‪++‬ده س‪++‬واء {ومن ه‪++‬و مس‪++‬تخف باللي‪++‬ل}‬
‫راكب رأس‪+++‬ه في المعاص‪+++‬ي {وس‪+++‬ارب بالنه‪+++‬ار} ق‪+++‬ال‪ :‬ظ‪+++‬اهر بالنه‪+++‬ار‬
‫بالمعاصي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫{سواء منكم من أسر القول ومن جهر به} قال‪ :‬كل ذلك عن‪++‬ده س‪++‬واء‪ ،‬الس‪++‬ر‬
‫عنده عالنية والظلمة عنده ضوء‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬يعلم من‬
‫السر م‪++‬ا يعلم من العالني‪++‬ة‪ ،‬ويعلم من العالني‪++‬ة م‪++‬ا يعلم من الس‪++‬ر‪ ،‬ويعلم من‬
‫الليل ما يعلم من النهار‪ ،‬ويعلم من النهار ما يعلم من الليل‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و عبي‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {وسارب بالنهار} قال‪ :‬الظاهر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {ومن هو مس‪+‬تخف باللي‪+‬ل وس‪+‬ارب بالنه‪+‬ار} ق‪+‬ال‪ :‬ه‪+‬و ص‪+‬احب ريب‪+‬ة‬
‫{مستخف بالليل} وإذا خرج بالنهار‪ ،‬أرى الناس أنه بريء من اإلثم‪.‬‬
‫@ اآلية ‪11‬‬
‫أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني في الكب‪++‬ير‪ ،‬وابن مردوي‪++‬ه وأب‪++‬و‬
‫نعيم في ال‪++‬دالئل‪ ،‬من طري‪++‬ق عط‪++‬اء بن يس‪++‬ار ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬عن ابن‬
‫عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أن أربد بن قيس وعامر بن الطفيل‪ ،‬قدما المدينة‬
‫على رسول هللا صلى هللا عليه وس‪+‬لم‪ ،‬فانتهي‪+‬ا إلي‪+‬ه وه‪++‬و ج‪++‬الس‪ ،‬فجلس‪+‬ا بين‬
‫يديه فقال عامر‪" :‬ما تجعل لي إن أسلمت؟ قال النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪:‬‬
‫ل‪++‬ك م‪++‬ا للمس‪++‬لمين وعلي‪++‬ك م‪++‬ا عليهم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬أتجع‪++‬ل لي إن أس‪++‬لمت األم‪++‬ر من‬
‫بعدك؟ قال‪ :‬ليس لك وال لقومك‪ ،‬ولكن لك أعنة الخيل‪ .‬قال‪ :‬فجعل لي ال‪++‬وبر‬
‫ولك المدر‪ .‬فق‪++‬ال الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬ال‪ .‬فلم‪++‬ا قفى من عن‪++‬ده ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ألمألنها عليك خيال ورجاال‪ .‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬يمنعك هللا‪ .‬فلما‬
‫خرج أربد وعامر‪ ،‬قال عامر‪ :‬يا أربد‪ ،‬إني س‪++‬ألهي محم‪++‬دا عن‪++‬ك بالح‪++‬ديث‪،‬‬
‫فاض‪++‬ربه بالس‪++‬يف‪ ،‬ف‪++‬إن الن‪++‬اس إذا قتلت محم‪++‬دا لم يزي‪++‬دوا على أن يرض‪++‬وا‬
‫بالدية ويكرهوا الحرب‪ ،‬فسنعطيهم الدية‪ .‬فق‪++‬ال أرب‪++‬د‪ :‬أفع‪++‬ل‪ .‬ف‪++‬أقبال راجعين‬
‫فقال عامر‪ :‬يا محمد‪ ،‬قم معي أكلمك‪ .‬فقام معه فخليا إلى الجدار‪ ،‬ووقف معه‬
‫عامر يكلمه وسل أربد السيف‪ ،‬فلما وض‪++‬ع ي‪++‬ده على س‪++‬يفه يبس‪++‬ت على ق‪++‬ائم‬
‫السيف‪ ،‬فال يستطيع سل س‪++‬يفه‪ ،‬وأبط‪++‬أ أرب‪++‬د على ع‪++‬امر بالض‪++‬رب‪ ،‬ف‪++‬التفت‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم ف‪++‬رأى أرب‪++‬د وم‪++‬ا يص‪++‬نع فانص‪++‬رف عنهم‪++‬ا‪.‬‬
‫وقال عامر ألربد ما لك حشمت؟ قال وضعت يدي على قائم السيف فيبست‪،‬‬
‫فلما خرج عامر وأربد من عن‪+‬د رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪ ،‬ح‪+‬تى إذا‬
‫كانا بحرة واقم‪ ،‬نزال‪ .‬فخرج إليهما س‪++‬عد بن مع‪++‬اذ وأس‪++‬يد بن حض‪++‬ير فق‪++‬ال‪:‬‬
‫اشخصا يا عدوي هللا‪ ،‬لعنكما هللا‪ ،‬ووقع بهما‪ .‬فقال عامر‪ :‬من ه‪++‬ذا ي‪++‬ا س‪++‬عد؟‬
‫فقال سعد‪ :‬هذا أسيد بن حضير الكتائب‪ ،‬قال‪ :‬أما وهللا إن كان حضير صديقا‬
‫لي‪ ،‬حتى إذا كانا بالرقم أرسل هللا على أربد ص‪++‬اعقة فقتلت‪++‬ه‪ ،‬وخ‪++‬رج ع‪++‬امر‬
‫حتى إذا كان بالخريب أرسل هللا عليه قرحة فأدركه الموت فيه‪++‬ا‪ :‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫{هللا يعلم ما تحمل كل أنثى‪ }...‬إلى قوله {‪...‬له معقبات من بين يدي‪+‬ه} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫المعقبات من أمر هللا‪ ،‬يحفظون محمدا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ .‬ثم ذك‪++‬ر أرب‪++‬د‬
‫وما قتله‪ ،‬فقال {هو الذي يريكم البرق‪ }...‬إلى قوله {‪...‬وهو شديد المحال}‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم وألطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {له معقبات من بين يديه ومن خلفه‬
‫يحفظونه} قال‪ :‬هذه للنبي صلى هللا عليه وسلم خاصة‪.‬‬
‫وأخ‪+++‬رج ابن أبي ح‪+++‬اتم‪ ،‬عن ابن عب‪+++‬اس ‪ -‬رض‪+++‬ي هللا عنهم‪+++‬ا ‪ -‬في قول‪+++‬ه‬
‫{يحفظونه من أمر هللا} قال‪ :‬عن أمر هللا‪ ،‬يحفظونه من بين يديه ومن خلفه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {يحفظون‪++‬ه‬
‫من أمر هللا} قال‪ :‬ذلك الحفظ من أمر هللا بأمر هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬في قوله {له معقبات} قال‪ :‬المالئكة {يحفظونه من أم‪++‬ر هللا} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫بإذن هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ل‪++‬ه معقب‪++‬ات}‬
‫قال‪ :‬المالئكة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ل‪++‬ه معقب‪++‬ات‪}...‬‬
‫اآلية قال‪ :‬المالئكة من أمر هللا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ل‪++‬ه‬
‫معقبات} قال‪ :‬المالئكة {يحفظونه من أمر هللا} قال‪ :‬حفظهم إياه بأمر هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {يحفظونه من أم‪++‬ر‬
‫هللا} قال‪ :‬بأمر هللا‪ .‬قال‪ :‬وفي بعض القراءة[يحفظونه بأمر هللا]‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {ل‪++‬ه‬
‫معقبات} اآلية‪ .‬يعني ولي السلطان‪ ،‬يكون علي‪++‬ه الح‪++‬راس يحفظون‪++‬ه من بين‬
‫يديه ومن خلفه‪ ،‬يقول هللا يحفظونه من أمري؟!‪...‬فإني إذا أردت بق‪++‬وم س‪++‬وء‬
‫فال مرد له"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {ل‪++‬ه معقب‪++‬ات} اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬المل‪++‬وك يتخ‪++‬ذون‬
‫الحرس يحفظونه من أمامه ومن خلف‪++‬ه‪ ،‬وعن يمين‪++‬ه وعن ش‪++‬ماله‪ ،‬يحفظون‪++‬ه‬
‫من القتل‪ .‬ألم تس‪++‬مع أن هللا تع‪++‬الى يق‪++‬ول {وإذا أراد هللا بق‪++‬وم س‪++‬وءا} لم يغن‬
‫الحرس عنه شيئا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عكرمة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ل‪++‬ه معقب‪++‬ات}‬
‫قال‪ :‬هؤالء األمراء‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {له معقبات} قال‪ :‬هم المالئكة‪ ،‬تعقب بالليل والنه‪++‬ار وتكتب على ب‪++‬ني‬
‫آدم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {ل‪++‬ه‬
‫معقبات} قال‪ :‬الحفظة‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر من وجه آخر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{له معقبات} قال‪ :‬المالئكة تعقب الليل والنهار‪ ،‬تكتب على ابن آدم‪ .‬وبلغني‬
‫أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬ال‪" :‬يجتمع‪++‬ون فيكم عن‪++‬د ص‪++‬الة الص‪++‬بح‬
‫وصالة العصر من بين يديه" مثله قول‪++‬ه (عن اليمين وعن الش‪++‬مال) (س‪++‬ورة‬
‫ق‪ ،‬آية ‪ )17‬الحس‪++‬نات من بين يدي‪++‬ه‪ ،‬والس‪++‬يئات من خلف‪++‬ه‪ .‬ال‪++‬ذي على يمين‪++‬ه‬
‫يكتب الحسنات‪ ،‬والذي على يساره ال يكتب إال بشهادة الذي على يمينه‪ ،‬فإذا‬
‫مشى كان أحدهما أمام‪+‬ه واآلخ‪++‬ر وراءه‪ ،‬وإن قع‪+‬د ك‪+‬ان أح‪+‬دهما على يمين‪+‬ه‬
‫واآلخر على يساره وإن رقد ك‪++‬ان أح‪++‬دهما عن‪++‬د رأس‪++‬ه واآلخ‪++‬ر عن‪++‬د رجلي‪++‬ه‬
‫{يحفظونه من أمر هللا} قال‪ :‬يحفظون عليه‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن عط‪++‬اء ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬ل‪++‬ه معقب‪++‬ات} ق‪++‬ال‪ :‬هم‬
‫الكرام الكاتبون‪ ،‬حفظة من هللا على ابن آدم أمروا به‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن إبراهيم ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {يحفظونه من أمر هللا} قال‪ :‬من الجن‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن‬
‫ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {ل‪++‬ه معقب‪++‬ات} ق‪++‬ال‪ :‬مالئك‪++‬ة‬
‫يحفظونه من بين يديه ومن خلفه‪ ،‬فإذا جاء قدره خلوا عنه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬ما من عبد إال به ملك‬
‫موكل يحفظه في نوم‪++‬ه ويقظت‪++‬ه من الجن واإلنس واله‪++‬وام‪ .‬فم‪++‬ا منه‪++‬ا ش‪++‬يء‬
‫يأتيه يريده‪ ،‬إال قال وراءك‪ .‬إال شيئا يأذن هللا فيه فيصيبه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن كعب األحبار ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ل‪++‬و تجلى البن‬
‫آدم كل سهل وح‪++‬زن‪ ،‬ل‪++‬رأى على ك‪++‬ل ش‪++‬يء من ذل‪++‬ك ش‪++‬ياطين‪ ،‬ل‪++‬وال أن هللا‬
‫وك‪+++‬ل بكم مالئك‪+++‬ة ي‪+++‬ذبون عنكم في مطعمكم ومش‪+++‬ربكم وع‪+++‬وراتكم‪ ،‬إذا‬
‫لتخطفتكم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن أبي مجلز ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ج‪++‬اء رج‪++‬ل من‬
‫مراد إلى علي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬وهو يصلي فقال‪ :‬اح‪++‬ترس‪ ،‬ف‪++‬إن ناس‪++‬ا من‬
‫مراد يريدون قتلك‪ .‬فقال‪ :‬إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يق‪++‬در‪ ،‬ف‪++‬إذا‬
‫جاء القدر‪ ،‬خليا بينه وبينه‪ ،‬وإن األجل جنة حصينة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن أبي أمام‪+‬ة ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬ق‪+‬ال‪ :‬م‪+‬ا من آدمي إال‬
‫ومعه ملك يذود عنه‪ ،‬حتى يسلمه للذي قدر له‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلية قال‪ :‬ليس من عبد‬
‫إال له معقبات من المالئكة‪ ،‬ملكان يكون‪++‬ان مع‪++‬ه في النه‪++‬ار‪ ،‬ف‪++‬إذا ج‪++‬اء اللي‪++‬ل‬
‫صعدا وأعقبهما ملكان‪ ،‬فكانا معه ليل‪++‬ه ح‪++‬تى يص‪++‬بح يحفظون‪++‬ه من بين يدي‪++‬ه‬
‫ومن خلفه‪ ،‬وال يصيبه شيء لم يكتب عليه‪ ،‬إذا غش‪++‬ي من ذل‪++‬ك ش‪++‬يء دفع‪++‬اه‬
‫عنه‪ .‬ألم تره يمر بالحائط فإذا جاز سقط؟ فإذا جاء الكتاب خلوا بينه وبين م‪++‬ا‬
‫كتب له‪ .‬وهم {من أمر هللا} أمرهم أن يحفظوه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬في ق‪++‬راءة أبي بن كعب‬
‫رضي هللا عنه[له معقبات من بين يديه ورقيب من خلف‪++‬ه يحفظون‪++‬ه من أم‪++‬ر‬
‫هللا]‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أنه كان يقرأ[له معقبات من بين يديه ورقباء من‬
‫خلفه من أمر هللا يحفظونه]‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن الج‪++‬ارود بن أبي‬
‫سبرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬سمعني ابن عباس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬أق‪++‬رأ‬
‫{له معقبات من بين يديه ومن خلفه} فقال‪ :‬ليس‪++‬ت هن‪++‬اك‪ ،‬ولكن[ل‪++‬ه معقب‪++‬ات‬
‫من بين يديه ورقيب من خلفه]‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن علي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬له معقبات من‬
‫بين يدي‪++‬ه ومن خلف‪++‬ه يحفظون‪++‬ه من أم‪++‬ر هللا} ق‪++‬ال‪ :‬ليس من عب‪++‬د إال ومع‪++‬ه‬
‫مالئكة يحفظونه من أن يقع عليه حائط‪ ،‬أو يتردى في بئر‪ ،‬أو يأكله سبع‪ ،‬أو‬
‫غرق أو حرق‪ ،‬فإذا جاء القدر‪ ،‬خلوا بينه وبين القدر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ال‪++‬دنيا في مكاي‪++‬د الش‪++‬يطان‪ ،‬والط‪++‬براني والص‪++‬ابوني في‬
‫المائتين‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ -‬رضي هللا عنها ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم "وكل بالمؤمن ثلثمائة وستون ملكا‪ ،‬يدفعون عنه ما لم يقدر عليه‬
‫من ذلك‪ .‬لبصر س‪++‬بعة أمالك ي‪++‬ذبون عن‪++‬ه كم‪++‬ا ي‪++‬ذب عن قص‪++‬عة العس‪++‬ل من‬
‫الذباب في اليوم الصائف‪ ،‬وما ل‪++‬و ب‪++‬دا لكم لرأيتم‪++‬وه على ك‪++‬ل س‪++‬هل وجب‪++‬ل‪،‬‬
‫كلهم باسط يديه ف‪++‬اغر ف‪++‬اه‪ ،‬وم‪++‬ا ل‪++‬و وك‪++‬ل العب‪++‬د في‪++‬ه إلى نفس‪++‬ه طرف‪++‬ة عين‪،‬‬
‫الختطفته الشياطين‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود في الق‪++‬در‪ ،‬وابن أبي ال‪++‬دنيا وابن عس‪++‬اكر‪ ،‬عن علي بن أبي‬
‫طالب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لكل عبد حفظة يحفظونه‪ ،‬ال يخر عليه حائ‪++‬ط‬
‫أو يتردى في بئر أو تصيبه دابة‪ ،‬حتى إذا جاء القدر الذي قدر له‪ ،‬خلت عنه‬
‫الحفظة فأصابه ما شاء هللا أن يصيبه‪ .‬وفي لفظ ألبي داود‪ :‬وليس من الن‪++‬اس‬
‫أحد إال وقد وكل به ملك‪ ،‬فال تريده دابة وال شيء إال قال اتقه اتقه‪ ،‬فإذا جاء‬
‫القدر خلى عنه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن كنانة العدوي ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬دخ‪++‬ل عثم‪++‬ان‬
‫بن عفان ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬على رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم فق‪++‬ال‪" :‬ي‪++‬ا‬
‫رسول هللا‪ ،‬أخبرني عن العبد‪ ،‬كم معه من ملك؟ فقال‪ :‬مل‪++‬ك عن يمين‪++‬ك على‬
‫حسناتك‪ ،‬وهو أمين على الذي على الشمال‪ ،‬إذا عملت حس‪++‬نة كتبت عش‪++‬را‪،‬‬
‫فإذا عملت سيئة‪ ،‬قال الذي على الش‪++‬مال لل‪++‬ذي على اليمين‪ :‬أكتب؟ ق‪++‬ال‪ :‬ال‪،‬‬
‫لعله يستغفر هللا ويتوب‪ ،‬فإذا قال ثالثا قال‪ :‬نعم اكتبه‪ ،‬أراحنا هللا من‪++‬ه ف‪++‬بئس‬
‫القرين‪ ،‬ما أقل مراقبته هلل وأقل استحياؤه منه؟! يقول هللا (وما يلفظ من ق‪++‬ول‬
‫إال لديه رقيب عتيد) (سورة ق‪ ،‬آية ‪ )18‬وملكان من بين ي‪++‬ديك ومن خلف‪++‬ك‪،‬‬
‫يقول هللا {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظون‪++‬ه من أم‪++‬ر هللا} ومل‪++‬ك‬
‫ق‪+++‬ابض على ناص‪+++‬يتك‪ ،‬ف‪+++‬إذا تواض‪+++‬عت هلل رفع‪+++‬ك‪ ،‬وإذا تج‪+++‬برت على هللا‬
‫قص‪++‬مك‪ ،‬وملك‪++‬ان على ش‪++‬فتيك ليس يحفظ‪++‬ان علي‪++‬ك إال الص‪++‬الة على الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وملك قائم على فيك ال ي‪++‬دع أن ت‪++‬دخل الحي‪++‬ة في في‪++‬ك‪،‬‬
‫وملكان على عينيك‪ ،‬فهؤالء عشرة أمالك على ك‪++‬ل ب‪++‬ني آدم‪ ،‬ي‪++‬نزل مالئك‪++‬ة‬
‫الليل على مالئكة النه‪++‬ار‪ ،‬ألن مالئك‪++‬ة اللي‪++‬ل س‪++‬وى مالئك‪++‬ة النه‪++‬ار‪ ،‬فه‪++‬ؤالء‬
‫عشرون ملكا على كل آدمي‪ ،‬وإبليس بالنهار وولده بالليل‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪{ -‬إن هللا ال يغ‪++‬ير م‪++‬ا‬
‫بق‪++‬وم ح‪++‬تى يغ‪++‬يروا م‪++‬ا بأنفس‪++‬هم} ال يغ‪++‬ير م‪++‬ا بهم من النعم‪++‬ة ح‪++‬تى يعمل‪++‬وا‬
‫بالمعاصي‪ ،‬فيرفع هللا عنهم النعم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة في كتاب العرش‪ ،‬وأبو الشيخ وابن مردويه‪ ،‬عن علي‬
‫‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول هللا "وع‪++‬زتي‬
‫وجاللي وارتفاعي فوق عرشي‪ ،‬م‪+‬ا من أه‪+‬ل قري‪+‬ة وال أه‪+‬ل بيت وال رج‪+‬ل‬
‫ببادية‪ ،‬كانوا على ما كرهت‪++‬ه من معص‪++‬يتي‪ ،‬ثم تحول‪++‬وا عنه‪++‬ا إلى م‪++‬ا أحببت‬
‫من ط‪++‬اعتي‪ ،‬إال تح‪++‬ولت لهم عم‪++‬ا يكره‪++‬ون من ع‪++‬ذابي إلى م‪++‬ا يحب‪++‬ون من‬
‫رحمتي‪ ،‬وما من أهل بيت وال قرية وال رج‪++‬ل ببادي‪++‬ة ك‪++‬انوا على م‪++‬ا أحببت‬
‫من طاعتي‪ ،‬ثم تحول‪++‬وا إلى م‪++‬ا ك‪++‬رهت من معص‪++‬يتي‪ ،‬إال تح‪++‬ولت لهم عم‪++‬ا‬
‫يحبون من رحمتي إلى ما يكرهون من غضبي"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن زي‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬أتى‬
‫عامر بن الطفيل وأربد بن ربيعة إلى رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪ ،‬فق‪++‬ال‬
‫له عامر‪" :‬ما تجعل لي إن اتبعتك؟ قال‪ :‬أنت ف‪++‬ارس‪ ،‬أعطي‪++‬ك أعن‪++‬ة الخي‪++‬ل‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقط؟ قال‪ :‬فم‪++‬ا تبغي؟ ق‪++‬ال‪ :‬لي الش‪++‬رق ول‪++‬ك الغ‪++‬رب‪ ،‬ولي ال‪++‬وبر ول‪++‬ك‬
‫المدر‪ .‬قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬ألمألنها إذا عليك خيال ورج‪++‬اال‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬يمنع‪++‬ك هللا ذل‪++‬ك‪.‬‬
‫وأتي‪+‬ا قبيل‪+‬ة ت‪+‬دعى األوس والخ‪+‬زرج‪ ،‬فخرج‪+‬ا‪ ،‬فق‪+‬ال ع‪+‬امر ألرب‪+‬د‪ :‬إن ك‪+‬ان‬
‫الرجل لنا يمكنا لو قتلناه ما انتطحت في‪++‬ه ع‪++‬نزان‪ ،‬ولرض‪++‬وا ب‪++‬أن نعقل‪++‬ه لهم‪،‬‬
‫وأحبوا السلم وكرهوا الحرب إذا رأوا أمر قد وق‪++‬ع‪ ،‬فق‪++‬ال اآلخ‪++‬ر‪ :‬إن ش‪++‬ئت‪.‬‬
‫فتش‪++‬اورا وق‪++‬ال‪ :‬أرج‪++‬ع‪ ،‬أن‪++‬ا أش‪++‬غله عن‪++‬ك بالمجادل‪++‬ة‪ ،‬وكن وراءه فاض‪++‬ربه‬
‫بالسيف ضربة واحدة‪ ،‬فكانا كذلك‪ ،‬واحد وراء النبي ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪،‬‬
‫واآلخر قال‪ :‬اقص‪+‬ص علي قصص‪+‬ك‪ .‬ق‪+‬ال‪ :‬م‪+‬ا تق‪+‬ول؟ ق‪+‬ال‪ :‬قرأت‪+‬ك‪ ،‬فجع‪+‬ل‬
‫يجادله ويستبطئه‪ ،‬حتى قال له ما لك‪ ،‬أحشمت؟ قال‪ :‬وضعت يدي على ق‪++‬ائم‬
‫الس‪++‬يف فيبس‪++‬ت‪ ،‬فم‪++‬ا ق‪++‬درت على أن أحلى وال أم‪++‬ري‪ ،‬فجع‪++‬ل يحركه‪++‬ا وال‬
‫تتحرك‪.‬‬
‫فخرجا‪ ،‬فلما كانا بالحرة سمع بذلك سعد بن معاذ وأسيد بن حضير‪ ،‬فخرج‪++‬ا‬
‫إليه على كل واحد منهما ألمته ورمحه بي‪++‬ده‪ ،‬وه‪++‬و متقل‪++‬د س‪++‬يفه‪ ،‬فق‪++‬ال أس‪++‬يد‬
‫لعامر بن الطفيل‪ :‬يا أعور الخبيث‪ ،‬أنت الذي تشترط على رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم؟!‪...‬لوال أنك في أمان من رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬م‪++‬ا‬
‫رمت المنزل حتى ضربت عنقك‪ .‬فق‪++‬ال‪ :‬من ه‪++‬ذا؟ ق‪++‬الوا‪ :‬أس‪++‬يد بن حض‪++‬ير‪.‬‬
‫قال‪ :‬لو كان أبوه حيا لم يفع‪+‬ل بي ه‪+‬ذا‪ .‬ثم ق‪+‬ال ع‪+‬امر ألرب‪+‬د‪ :‬اخ‪+‬رج أنت ي‪+‬ا‬
‫أربد إلى ناحية عذب‪++‬ة‪ ،‬وأخ‪++‬رج أن‪++‬ا إلى محم‪++‬د ف‪++‬أجمع الرج‪++‬ال فنلتقي علي‪++‬ه‪،‬‬
‫فخرج أربد حتى إذا كان بالرقم‪ ،‬بعث هللا س‪++‬حابة من الص‪++‬يف فيه‪++‬ا ص‪++‬اعقة‬
‫فأحرقت‪++‬ه‪ ،‬وخ‪++‬رج ع‪++‬امر ح‪++‬تى إذا ك‪++‬ان ب‪++‬وادي الحري‪++‬د‪ ،‬أرس‪++‬ل هللا علي‪++‬ه‬
‫الطاعون‪ ،‬فجعل يصيح‪ :‬يا آل عامر‪ ،‬اغدة كغدة البعير تقتلني‪ ،‬وموت أيضا‬
‫في بيت س‪++‬لولية‪ ،‬وهي ام‪++‬رأة من قيس‪ ،‬ف‪++‬ذلك قول‪++‬ه {س‪++‬واء منكم من أس‪++‬ر‬
‫الق‪++‬ول ومن جه‪++‬ر ب‪++‬ه‪ }...‬إلى قول‪++‬ه {ل‪++‬ه معقب‪++‬ات من بين يدي‪++‬ه ومن خلف‪++‬ه‬
‫يحفظونه من أمر هللا} هذا مقدم ومؤخر لرس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪،‬‬
‫تل‪++‬ك المعقب‪++‬ات من أم‪++‬ر هللا {إن هللا ال يغ‪++‬ير م‪++‬ا بق‪++‬وم ح‪++‬تى يغ‪++‬يروا م‪++‬ا‬
‫بأنفسهم‪ }...‬حتى بلغ {وما دعاء الكافرين إال في ضالل}‬
‫وقال لبيد في أخيه أربد وهو يبكيه‪:‬‬
‫أخشى على أربد الحتوف وال * أرهب نوء السماء واألسد‬
‫فجعتني الرعد والصواعق بالفا * رس [بالفارس] يوم الكريهة النجد‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪+‬ه {إن هللا ال يغ‪+‬ير م‪+‬ا‬
‫بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم} قال‪ :‬إنما يجيء التغيير من الن‪++‬اس‪ ،‬والتيس‪++‬ير‬
‫من هللا‪ ،‬فال تغيروا ما بكم من نعم هللا‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآلية ‪... ...11‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن إب‪+‬راهيم ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬أوحى هللا إلى‬
‫نبي من أنبياء بني إسرائيل‪ ،‬أن قل لقوم‪+‬ك أن‪+‬ه ليس من أه‪+‬ل قري‪+‬ة وال أه‪+‬ل‬
‫بيت يكونون على طاع‪++‬ة هللا فيتحول‪++‬ون إلى معص‪++‬ية هللا‪ ،‬إال تح‪++‬ول هللا مم‪++‬ا‬
‫يحبون إلى ما يكرهون‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن تصديق ذلك في كتاب هللا تع‪++‬الى {إن هللا‬
‫ال يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن سعيد بن أبي هالل ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬بلغ‪++‬ني أن‬
‫نبي‪++‬ا من األنبي‪++‬اء عليهم الس‪++‬الم‪ ،‬لم‪++‬ا أس‪++‬رع قوم‪++‬ه في المعاص‪++‬ي ق‪++‬ال لهم‪:‬‬
‫اجتمعوا إلي ألبلغكم رسالة ربي‪ ،‬فاجتمعوا إليه وفي يده فخارة فق‪++‬ال‪ :‬إن هللا‬
‫تب‪++‬ارك وتع‪++‬الى يق‪++‬ول لكم إنكم ق‪++‬د عملتم ذنوب‪++‬ا ق‪++‬د بلغت الس‪++‬ماء‪ ،‬وإنكم ال‬
‫تتوبون منها وتنزعون عنها إال إن كسرتكم كما تكسر هذه‪ .‬فألقاها فانكسرت‬
‫فتفرقت‪ ،‬ثم قال‪ :‬وأف‪++‬رقكم ح‪++‬تى ال ينتف‪++‬ع بكم‪ ،‬ثم أبعث عليكم من ال ح‪++‬ظ ل‪++‬ه‬
‫فينتقم لي منكم‪ ،‬ثم أكون الذي أنتقم لنفسي بعد‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬إن الحج‪++‬اج عقوب‪++‬ة‪،‬‬
‫فال تستقبلوا عقوبة هللا بالسيف‪ ،‬ولكن استقبلوها بتوبة وتضرع واستكانة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن مالك بن دينار ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬كلم‪++‬ا أح‪++‬دثتم‬
‫ذنبا‪ ،‬أحدث هللا لكم من سلطانكم عقوبة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن مال‪++‬ك بن دين‪+‬ار ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬رأت في‬
‫بعض الكتب‪" :‬إني أن‪+‬ا هللا مال‪+‬ك المل‪+‬وك‪ ،‬قل‪+‬وب المل‪+‬وك بي‪+‬دي‪ ،‬فال تش‪+‬غلوا‬
‫قلوبكم بسب الملوك‪ ،‬وادعوني أعطفهم عليكم"‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وم‪++‬ا الهم من دون‪++‬ه من‬
‫وال} قال‪ :‬هو الذي توالهم فينصرهم ويلجئهم إليه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪12‬‬
‫أخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن‬
‫قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {هو الذي يريكم البرق خوفا وطمعا} قال‪:‬‬
‫خوف‪++‬ا للمس‪++‬افر‪ ،‬يخ‪++‬اف أذاه ومش‪++‬قته {وطمع‪++‬ا} للمقيم‪ ،‬يطم‪++‬ع في رزق هللا‬
‫ويرجو بركة المطر ومنفعته‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ي‪++‬ريكم ال‪++‬برق‬
‫خوفا وطمعا} قال {خوفا} ألهل البحر {وطمعا} ألهل البر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ي‪++‬ريكم ال‪++‬برق‬
‫خوفا وطمعا} قال‪ :‬الخوف‪ :‬ما يخاف من الصواعق‪ ،‬والطمع‪ :‬الغيث‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر‪ ،‬عن أبي جهض‪++‬م موس‪++‬ى بن س‪++‬الم م‪++‬ولى ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬كتب ابن عب‪++‬اس إلى أبي الجل‪++‬د يس‪++‬أله عن ال‪++‬برق‬
‫فقال‪ :‬البرق‪ :‬الماء‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن ج‪++‬ريج ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ي‪++‬ريكم‬
‫البرق} قال شعيب الجياني في كتاب هللا‪ :‬المالئكة‪ ،‬حمل‪++‬ة الع‪++‬رش أس‪++‬ماؤهم‬
‫في كت‪++‬اب هللا الحي‪++‬ات‪ ،‬لك‪++‬ل مل‪++‬ك وج‪++‬ه إنس‪++‬ان وأس‪++‬د ونس‪++‬ر‪ ،‬ف‪++‬إذا حرك‪++‬وا‬
‫أجنحتهم فهو البرق‪ .‬قال أمية بن أبي الصلت‪:‬‬
‫رجل وثور تحت رجل يمينه * والنسر لألخرى وليث مرصد‬
‫وأخرج ابن المنذر‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {يريكم ال‪++‬برق}‬
‫قال‪ :‬مالئكة تمصع بأجنحتها‪ ،‬فذلك البرق‪ .‬زعموا أنها تدعى الحيات‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن محمد بن مسلم ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬بلغن‪++‬ا أن‬
‫البرق له أربعة وجوه‪ :‬وجه إنسان‪ ،‬ووجه ث‪++‬ور‪ ،‬ووج‪++‬ه نس‪++‬ر‪ ،‬ووج‪++‬ه أس‪++‬د‪،‬‬
‫فإذا مصع بذنبه فذلك البرق‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬قال‪ :‬البرق مصع ملك‪ ،‬يسوق السحاب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المطر‪ ،‬وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي‬
‫هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬البرق ملك يترايا‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫والخرائطي في مكارم األخالق‪ ،‬والبيهقي في س‪++‬ننه من ط‪++‬رق‪ ،‬عن علي بن‬
‫أبي طالب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ال‪++‬برق مخ‪++‬اريق من ن‪++‬ار بأي‪++‬دي مالئك‪++‬ة‬
‫السحاب‪ ،‬يزجرون به السحاب‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬البرق مخاريق يس‪++‬وق‬
‫به الرعد السحاب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن أبي هري‪++‬رة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ال‪++‬برق‬
‫اصطفاق البرد‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في كت‪++‬اب العظم‪++‬ة‪ ،‬عن كعب ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬البرق تصفيق الملك البرد‪ ،‬ولو ظهر ألهل األرض لصعقوا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج الش‪++‬افعي عن ع‪++‬روة بن الزب‪++‬ير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬إذا رأى‬
‫أحدكم البرق أو الودق‪ ،‬فال يشر إليه وليصف ولينعت‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {وينشئ السحاب الثقال} قال‪ :‬الذي فيه الماء‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج أحم‪+‬د وابن أبي ال‪+‬دنيا في كت‪+‬اب المط‪+‬ر‪ ،‬وأب‪+‬و الش‪+‬يخ في العظم‪+‬ة‪،‬‬
‫والبيهقي في األسماء والصفات‪ ،‬عن أبي ذر الغف‪++‬اري ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪: -‬‬
‫سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يقول‪" :‬إن هللا ينشئ السحاب فينط‪++‬ق‬
‫أحسن النط‪++‬ق‪ ،‬ويض‪++‬حك أحس‪++‬ن الض‪++‬حك"‪ .‬ق‪++‬ال إب‪++‬راهيم بن س‪++‬عد‪ :‬النط‪++‬ق‪،‬‬
‫الرعد‪ .‬والضحك‪ ،‬البرق‪.‬‬
‫وأخرج العقيلي وضعفه وابن مردوي‪+‬ه‪ ،‬عن أبي هري‪+‬رة ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم "ينش‪++‬ئ هللا الس‪++‬حاب‪ ،‬ثم ي‪++‬نزل في‪++‬ه‬
‫الماء‪ .‬فال شيء أحس‪++‬ن من ض‪++‬حكه‪ ،‬وال ش‪++‬يء أحس‪++‬ن من منطق‪++‬ه‪ ،‬ومنطق‪++‬ه‬
‫الرعد‪ ،‬وضحكه البرق"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن عمرو بن بجاد األشعري ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬اس‪++‬م الس‪++‬حاب عن‪++‬د هللا‪ ،‬العن‪++‬ان‪،‬‬
‫والرعد‪ ،‬ملك يزجر السحاب‪ .‬والبرق‪ ،‬طرف ملك يقال له روقيل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن جابر بن عبد هللا ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن خزيم‪++‬ة بن‬
‫ثابت ‪ -‬وليس باألنصاري ‪ -‬رضي هللا عنه‪ ،‬سأل رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪ ،‬عن منشأ السحاب فقال‪" :‬إن ملكا موكل بالسحاب يلم القاص‪++‬ية ويلحم‬
‫الدانية‪ ،‬في يده مخراق‪ ،‬ف‪++‬إذا رف‪++‬ع ب‪++‬رقت‪ ،‬وإذا زج‪++‬ر رع‪++‬دت‪ ،‬وإذا ض‪++‬رب‬
‫صعقت"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪13‬‬
‫أخرج أحمد والترمذي وصححه‪ ،‬والنسائي وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و‬
‫الش‪+++‬يخ في العظم‪+++‬ة‪ ،‬وابن مردوي‪+++‬ه وأب‪+++‬و نعيم في ال‪+++‬دالئل‪ ،‬والض‪+++‬ياء في‬
‫المختارة‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬أقبلت يه‪++‬ود إلى رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم فقالوا‪" :‬يا أبا القاسم‪ ،‬إن‪++‬ا نس‪++‬ألك عن خمس‪++‬ة أش‪++‬ياء‪،‬‬
‫فإن أنبئتانا بهن عرفنا أنك نبي واتبعناك‪ .‬فأخذ عليهم م‪++‬ا أخ‪++‬ذ إس‪++‬رائيل على‬
‫بنيه‪ ،‬إذ قال (وهللا على ما نقول وكيل) (سورة القصص آية ‪ )28‬قال‪ :‬هاتوا‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬أخبرنا عن عالمة النبي‪ .‬قال‪ :‬تنام عيناه وال ينام قلب‪++‬ه‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬أخبرن‪++‬ا‪،‬‬
‫كيف تؤنث المرأة‪ ،‬وكيف تذكر؟ قال‪ :‬يلتقي الم‪++‬اءان‪ ،‬ف‪++‬إذا عال م‪++‬اء الرج‪++‬ل‬
‫ماء المرأة‪ ،‬أذكرت‪ .‬وإذا عال ماء الم‪++‬رأة م‪++‬اء الرج‪++‬ل‪ ،‬أنثت‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬أخبرن‪++‬ا‬
‫عما حرم إسرائيل على نفسه‪ ،‬فقال‪ :‬كان يشتكي ع‪++‬رق النس‪++‬ا‪ ،‬فلم يج‪++‬د ش‪++‬يئا‬
‫يالئمه إال ألبان كذا وكذا ‪ -‬يعني اإلبل ‪ -‬فحرم لحومها‪ .‬قالوا‪ :‬صدقت‪ ،‬قالوا‪:‬‬
‫أخبرنا‪ ،‬م‪+‬ا ه‪+‬ذا الرع‪+‬د؟ ق‪+‬ال‪ :‬مل‪+‬ك من مالئك‪+‬ة هللا موك‪+‬ل بالس‪+‬حاب‪ ،‬بيدي‪+‬ه‬
‫مخ‪++‬راق من ن‪++‬ار‪ ،‬يزج‪++‬ر ب‪++‬ه الس‪++‬حاب يس‪++‬وقه حيث أم‪++‬ره هللا‪ ،‬ق‪++‬الوا‪ :‬فم‪++‬اذا‬
‫الصوت الذي نسمع؟ ق‪++‬ال‪ :‬ص‪++‬وته‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬ص‪++‬دقت إنم‪++‬ا بقيت واح‪++‬دة‪ ،‬وهي‬
‫التي نتابعك إن أخبرتنا أنه ليس من نبي إال له ملك يأتيه بالخبر‪ ،‬فأخبرنا من‬
‫صاحبك؟ قال‪ :‬جبريل‪ .‬قالوا‪ :‬جبريل!‪...‬ذلك ينزل بالحرب والقتال والع‪++‬ذاب‬
‫عدونا‪ ،‬لو قلت ميكائيل‪ ،‬الذي ينزل بالرحمة والنبات والمط‪++‬ر لك‪++‬ان‪ .‬ف‪++‬أنزل‬
‫هللا (قل من كان عدوا لجبريل‪( )...‬سورة البقرة‪ ،‬آية ‪ )97‬إلى آخر اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المط‪++‬ر‪ ،‬وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وال‪++‬بيهقي‬
‫في سننه‪ ،‬والخرائطي في مكارم األخالق‪ ،‬عن علي بن أبي طالب ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬الرعد‪ ،‬ملك‪ .‬والبرق‪ ،‬ضربه السحاب بمخراق من حديد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن المن‪+‬ذر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ والخ‪++‬رائطي‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬قال‪ :‬الرعد‪ ،‬ملك يسوق السحاب بالتسبيح‪ ،‬كما يسوق الحادي اإلبل‬
‫بحدائه‪.‬‬
‫وأخرج البخاري في األدب المفرد‪ ،‬وابن أبي الدنيا في المطر‪ ،‬وابن جري‪++‬ر‪،‬‬
‫عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أن‪++‬ه ك‪++‬ان إذا س‪++‬مع ص‪++‬وت الرع‪++‬د ق‪++‬ال‪:‬‬
‫سبحان الذي سبحت له‪ ،‬وقال‪ :‬إن الرعد ملك ينعق بالغيث كما ينعق الراعي‬
‫بغنمه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الرعد ملك من المالئكة‪ ،‬اسمه الرعد‪ ،‬وهو الذي تس‪++‬معون ص‪++‬وته‪ ،‬وال‪++‬برق‬
‫سوط من نور يزجر به الملك السحاب‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن مردويه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الرعد مل‪+‬ك اس‪+‬مه الرع‪+‬د‪ ،‬وص‪+‬وته ه‪+‬ذا تس‪+‬بيحه‪ ،‬ف‪+‬إذا اش‪+‬تد زج‪+‬ره‪ ،‬احت‪+‬ك‬
‫السحاب واصطدم من خوفه فتخرج الصواعق من بينه‪.‬‬
‫وأخرج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬الرع‪+‬د مل‪++‬ك‬
‫يزجر السحاب بالتسبيح والتكبير‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا خل‪++‬ق هللا‬
‫شيئا أشد سوقا من السحاب‪ ،‬ملك يسوقه‪ .‬والرعد‪ ،‬صوت المل‪++‬ك يزج‪++‬ر ب‪++‬ه‪،‬‬
‫والمخاريق يسوقه بها‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عبد هللا بن عم‪++‬رو‪ ،‬أن‪++‬ه س‪++‬ئل عن الرع‪++‬د فق‪++‬ال‪ :‬مل‪++‬ك‬
‫وكله هللا بسياق السحاب‪ ،‬فإذا أراد هللا أن يسوقه إلى بل‪++‬د‪ ،‬أم‪++‬ره فس‪++‬اقه‪ ،‬ف‪++‬إذا‬
‫تفرق عليه زجره بصوته حتى يجتمع‪ ،‬كم‪++‬ا ي‪++‬رد أح‪++‬دكم ركان‪++‬ه‪ ،‬ثم تال ه‪++‬ذه‬
‫اآلية {ويسبح الرعد بحمده}‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬قال‪ :‬الرعد‪ ،‬ملك ينشئ السحاب‪ ،‬ودويه صوته‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الش‪+‬يخ‪ ،‬عن الض‪+‬حاك ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪+‬ه‬
‫{ويسبح الرعد بحمده} قال‪ :‬هو ملك يسمى الرعد‪ ،‬وذلك الصوت تسبيحه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير والخرائطي وأبو الشيخ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ -‬رضي هللا عنه‬
‫‪{ -‬ويسبح الرعد بحمده} قال‪ :‬ملك من المالئكة‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر والبيهقي في سننه‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬إن الرع‪++‬د مل‪++‬ك من المالئك‪++‬ة‪ ،‬وك‪++‬ل بالس‪++‬حاب يس‪++‬وقها كم‪++‬ا‬
‫يسوق الراعي اإلبل‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج عب‪+‬د بن حمي‪+‬د وابن جري‪+‬ر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ في العظم‪+‬ة‪ ،‬عن ش‪+‬هر بن‬
‫حوشب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬إن الرع‪++‬د مل‪++‬ك يزج‪++‬ر الس‪++‬حاب كم‪++‬ا يحث‬
‫الراعي اإلبل‪ ،‬فإذا شذت سحابة ضمها‪ ،‬فإذا اشتد غضبه طار من فيه النار‪،‬‬
‫فهي الصواعق‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد‪ ،‬أن رجال سأله عن الرعد فقال‪ :‬ملك يسبح‬
‫بحمده‪.‬‬
‫وأخرج الخرائطي في مكارم األخالق‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪-‬‬
‫قال‪ :‬الرعد الملك‪ ،‬والبرق الماء‪.‬‬
‫وأخرج الخرائطي عن عكرمة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬الرع‪++‬د‪ ،‬مل‪++‬ك يزج‪++‬ر‬
‫السحاب بصوته‪.‬‬
‫وأخرج الخرائطي عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬مثله‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ في العظم‪++‬ة‪ ،‬عن عم‪++‬رو بن أبي عم‪++‬رو‪ ،‬عن الثق‪++‬ة‪ :‬أن‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬هذا سحاب ينش‪++‬ئ هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل في‪++‬نزل هللا‬
‫من‪++‬ه الم‪++‬اء‪ ،‬فم‪++‬ا من منط‪++‬ق أحس‪++‬ن من منطق‪++‬ه‪ ،‬وال من ض‪++‬حك أحس‪++‬ن من‬
‫ض‪+‬حكه" وق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم "منطق‪+‬ه الرع‪+‬د وض‪+‬حكه‬
‫البرق"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد والحاكم عن أبي هريرة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬عن الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم قال‪" :‬إن ربكم يقول‪ :‬لو أن عبادي أطاعوني ألسقيتهم المط‪++‬ر‬
‫بالليل‪ ،‬وأطلعت عليه الشمس بالنهار‪ ،‬ولم أسمعهم صوت الرعد"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والبخاري في األدب‪ ،‬والترمذي والنسائي وابن‬
‫المنذر وأبو الشيخ في العظمة‪ ،‬والحاكم وابن مردويه والخرائطي في مكارم‬
‫األخالق‪ ،‬عن ابن عمر ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم إذا سمع صوت الرعد والصواعق قال‪" :‬اللهم ال تقتلن‪++‬ا بغض‪++‬بك‪،‬‬
‫وال تهلكنا بعذابك‪ ،‬وعافنا قبل ذلك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه‪ ،‬عن أبي هري‪+‬رة ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬يرف‪+‬ع‬
‫الحديث‪ ،‬أنه كان إذا سمع الرعد قال‪ :‬سبحان من يسبح الرعد بحمده‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن مردوي‪++‬ه وابن جري‪++‬ر عن أبي هري‪++‬رة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم كان إذا هبت ال‪++‬ريح أو س‪++‬مع ص‪++‬وت الرع‪++‬د‬
‫تغير لونه‪ ،‬حتى عرف ذلك في وجهه‪ ،‬ثم يقول للرعد‪" :‬س‪+‬بحان من س‪+‬بحت‬
‫له" ويقول للريح‪" :‬اللهم اجعلها رحمة وال تجعلها عذابا"‪.‬‬
‫وأخرج الشافعي عن المطلب بن حنطب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن الن‪++‬بي ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم كان إذا برقت السماء أو رعدت‪ ،‬عرف ذل‪++‬ك في وجه‪++‬ه‪ ،‬ف‪++‬إذا‬
‫أمطرت سري عنه‪.‬‬
‫وأخرج الط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬إذا س‪++‬معتم الرع‪++‬د‬
‫فاذكروا هللا‪ ،‬فإنه ال يصيب ذاكرا"‪.‬‬
‫وأخرج أبو داود في مراسيله‪ ،‬عن عبيد هللا بن أبي جعفر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫أن قوما سمعوا الرعد فكبروا‪ ،‬فق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬إذا‬
‫سمعتم الرعد فسبحوا وال تكبروا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أنه كان إذا س‪++‬مع‬
‫الرعد قال‪ :‬سبحان هللا وبحمده‪ ،‬سبحان هللا العظيم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن علي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬أن‪+‬ه ك‪+‬ان إذا س‪+‬مع ص‪++‬وت‬
‫الرعد قال‪ :‬سبحان من سبحت له‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج مال‪++‬ك وابن س‪++‬عد وابن أبي ش‪++‬يبة وأحم‪++‬د في الزه‪++‬د‪ ،‬والبخ‪++‬اري في‬
‫األدب‪ ،‬وابن المنذر والخرائطي‪ ،‬وأب‪++‬و الش‪++‬يخ في العظم‪++‬ة‪ ،‬عن عب‪++‬د هللا بن‬
‫الزبير‪ :‬إنه كان إذا سمع الرعد ترك الحديث وقال‪ :‬سبحان الذي يسبح الرعد‬
‫بحمده‪ ،‬والمالئكة من خيفته‪ ،‬ثم يقول‪ :‬إن هذا الوعيد ألهل األرض شديد‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن أبي ح‪+‬اتم‪ ،‬عن علي بن الحس‪+‬ين ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ال‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إنم‪++‬ا الرع‪++‬د وعي‪++‬د من هللا‪ ،‬ف‪++‬إذا س‪++‬معتموه‬
‫فأمسكوا عن الحديث"‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪-‬‬
‫قال‪ :‬من سمع صوت الرعد فقال‪ :‬سبحان من يسبح الرعد بحمده‪ ،‬والمالئكة‬
‫من خيفته‪ ،‬وهو على كل شيء قدير‪ ،‬فإن أصابته صاعقة فعلي ديته‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن عب‪++‬د هللا بن أبي زكري‪++‬ا ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪+‬ال‪ :‬بلغ‪+‬ني أن من س‪+‬مع ص‪+‬وت الرع‪+‬د فق‪+‬ال‪ :‬س‪+‬بحان هللا‬
‫وبحمده‪ ،‬لم تصبه صاعقة‪.‬‬
‫وأخرج الخرائطي في مكارم األخالق‪ ،‬عن أحمد بن داود ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬قال‪ :‬بينما سليمان بن داود علي‪++‬ه الس‪++‬الم يمش‪++‬ي م‪++‬ع أبوي‪++‬ه وه‪++‬و غالم‪ ،‬إذا‬
‫سمع ص‪++‬وت الرع‪++‬د‪ ،‬فخ‪++‬ر فلص‪++‬ق بفخ‪++‬ذ أبي‪++‬ه‪ ،‬فق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬ا ب‪++‬ني‪ ،‬ه‪++‬ذا ص‪++‬وت‬
‫مقدمات رحمته‪ ،‬فكيف لو سمعت صوت مقدمات عضبه؟‬
‫وأخرج أبو الشيخ في العظم‪++‬ة‪ ،‬عن كعب ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬من ق‪++‬ال‬
‫حين يسمع الرعد‪ :‬سبحان من يسبح الرعد بحمده والمالئكة من خيفته ثالث‪++‬ا‪،‬‬
‫عوفي مما يكون في ذلك الرعد‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬كنا جلوس‪++‬ا م‪++‬ع‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فسمع الرعد فقال‪" :‬أتدرون ما يق‪++‬ول؟ فقلن‪++‬ا‪:‬‬
‫هللا ورسوله أعلم‪ .‬قال‪ :‬فإنه يقول‪ :‬موعدك لمدينة كذا"‪.‬‬
‫وأخرج مسلم عن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬ق‪+‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى‬
‫هللا عليه وسلم‪" :‬بينما رجل في فالة من األرض‪ ،‬فس‪++‬مع ص‪++‬وتا في س‪++‬حابة‪:‬‬
‫اسق حديقة فالن‪ ،‬فتنحى ذلك السحاب‪ ،‬فأفرغ ماءه في حرة فإذا ش‪++‬رجة من‬
‫تلك الشراج قد استوعبت ذلك الماء كله‪ ،‬فتتبع الماء‪ ،‬فإذا هو رج‪++‬ل ق‪++‬ائم في‬
‫حديقة يحول الماء بمسحاته‪ ،‬فقال له‪ :‬ي‪++‬ا عب‪++‬د هللا‪ ،‬م‪++‬ا اس‪++‬مك؟ فق‪++‬ال‪ :‬فالن ‪-‬‬
‫لالسم الذي سمع في السحابة ‪ -‬فقال له‪ :‬لم سألتني عن اسمي؟! قال‪ :‬س‪++‬معت‬
‫في السحاب الذي هذا ماؤه‪ ،‬اسق حديقة فالن السمك بم‪++‬ا تص‪++‬نع فيه‪++‬ا‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أما إذ قلت هذا‪ ،‬ف‪++‬إني أنظ‪++‬ر إلى م‪++‬ا يخ‪++‬رج منه‪++‬ا فأتص‪++‬دق بثلث‪++‬ه‪ ،‬وآك‪++‬ل أن‪++‬ا‬
‫وعيالي ثلثا‪ ،‬وأرد فيه ثلثه‪.‬‬
‫وأخرج النسائي والبزار وأبو يعلى وابن جرير وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الشيخ والطبراني في األوسط‪ ،‬وابن مردويه والبيهقي في ال‪++‬دالئل‪ ،‬عن‬
‫أنس بن مالك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪" :‬بعث‬
‫رجال من أص‪++‬حابه إلى رأس من رؤس‪++‬اء المش‪++‬ركين ي‪++‬دعوه إلى هللا‪ ،‬فق‪++‬ال‬
‫المشرك‪ :‬هذا اإلل‪++‬ه ال‪++‬ذي ت‪++‬دعوني إلي‪++‬ه‪ ،‬أمن ذهب ه‪++‬و أم من فض‪++‬ة‪ ،‬أم من‬
‫نحاس؟ فتعاظم مقالته‪ ،‬فرجع إلى النبي صلى هللا عليه وسلم ف‪++‬أخبره‪ ،‬فق‪++‬ال‪:‬‬
‫ارجع إليه‪ ،‬فرجع إليه‪ ،‬فأعاد عليه القول األول‪ ،‬فرجع فأعاده الثالثة‪ ،‬فبينم‪++‬ا‬
‫هم‪++‬ا يتراحع‪++‬ان الكالم بينهم‪++‬ا‪ ،‬إذ بعث هللا س‪++‬حابة حي‪++‬ال رأس‪++‬ه فرع‪++‬دت‬
‫وأب‪++‬رقت‪ ،‬ووقعت منه‪++‬ا ص‪++‬اعقة ف‪++‬ذهبت بقح‪++‬ف رأس‪++‬ه‪ ،‬ف‪++‬أنزل هللا تع‪++‬الى‬
‫{ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر والخ‪++‬رائطي في مك‪++‬ارم األخالق‪ ،‬عن عب‪++‬د ال‪++‬رحمن بن‬
‫صحار العبدي‪ ،‬أن‪++‬ه بلغ‪++‬ه أن ن‪++‬بي هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم بعث إلى جب‪++‬ار‬
‫يدعوه فقال‪ :‬أرأيتم ربكم‪ ،‬أذهب هو‪ ،‬أم فضة هو‪ ،‬أم لؤل‪++‬ؤ ه‪++‬و‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬فبينم‪+‬ا‬
‫ه‪++‬و يج‪++‬ادلهم إذ بعث هللا س‪++‬حابة فرع‪++‬دت فأرس‪++‬ل هللا علي‪++‬ه ص‪++‬اعقة ف‪++‬ذهبت‬
‫بقحف رأسه‪ .‬فأنزل هللا هذه اآلية {ويرسل الصواعق فيصيب به‪++‬ا من يش‪++‬اء‬
‫وهم يجادلون في هللا وهو شديد المحال}‪.‬‬
‫وأخرج الحكيم الترمذي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاهد‬
‫‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ج‪++‬اء رج‪++‬ل إلى الن‪+‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم فق‪++‬ال‪:‬‬
‫أخبرني عن ربك‪ ،‬من ذهب هو‪ ،‬أم من لؤل‪++‬ؤ‪ ،‬أم ي‪++‬اقوت؟ فجاءت‪++‬ه الص‪++‬اعقة‬
‫فأخذته‪ ،‬فأنزل هللا {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن علي ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ج‪++‬اء رج‪++‬ل إلى الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم فقال‪ :‬يا محمد‪ ،‬حدثني عن إلهك ه‪+‬ذا ال‪+‬ذي ت‪+‬دعو إلي‪+‬ه‪،‬‬
‫أياقوت هو؟ أذهب هو؟ أم ما ه‪+‬و؟‪...‬ف‪+‬نزلت على الس‪+‬ائل ص‪+‬اعقة فأحرقت‪+‬ه‪.‬‬
‫فأنزل هللا تعالى {ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء‪.}...‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن أبي كعب المكي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال‬
‫خبيث من خبثاء قريش‪ :‬أخبرون‪++‬ا عن ربكم‪ ،‬من ذهب ه‪++‬و‪ ،‬أم من فض‪++‬ة‪ ،‬أم‬
‫من نحاس؟ فقعقعت السماء قعقعة‪ ،‬فإذا قحف رأسه س‪++‬اقط بين يدي‪++‬ه‪ ،‬ف‪++‬أنزل‬
‫هللا تعالى {ويرسل الصواعق‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر والخ‪+‬رائطي‪ ،‬عن قت‪+‬ادة ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬ذك‪+‬ر لن‪+‬ا أن‬
‫رجال أنك‪++‬ر الق‪++‬رآن‪ ،‬وك‪++‬ذب الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬فأرس‪++‬ل هللا علي‪++‬ه‬
‫صاعقة فأهلكته‪ ،‬فأنزل هللا تعالى فيه {وهم يجادلون في هللا‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{ويرسل الصواعق} قال‪ :‬ن‪++‬زلت في ع‪++‬امر بن الطفي‪++‬ل وفي أرب‪++‬د بن قيس‪،‬‬
‫أقبل عامر فقال‪ :‬إن لي حاجة‪ ،‬فقال له النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬اق‪++‬ترب‪،‬‬
‫فاقترب حتى جثا على النبي صلى هللا عليه وس‪+‬لم‪ ،‬وس‪+‬ل أرب‪+‬د بعض س‪+‬يفه‪،‬‬
‫فلما رأى النبي صلى هللا عليه وسلم بريقه‪ ،‬تعوذ بآية من القرآن ك‪++‬ان يتع‪++‬وذ‬
‫بها‪ ،‬فأيبس هللا يد أربد على السيف‪ ،‬وأرسل علي‪++‬ه ص‪++‬اعقة ف‪++‬احترق"‪ .‬ف‪++‬ذلك‬
‫قول أخيه‪:‬‬
‫أخشى على أربد الحتوف وال * أرهب نوء السماك واألسد‬
‫فجعني البرق والصواعق بالفا * رس [بالفارس] يوم الكريهة النجد‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم والخرائطي وأبو الش‪++‬يخ في العظم‪++‬ة‪ ،‬عن أبي عم‪++‬ران‬
‫الجوني قال‪ :‬إن بحورا من النار دون العرش يكون فيها الصواعق‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي قال‪ :‬الصواعق نار‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن سفيان ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬الصواعق من نار‬
‫السموم‪ ،‬وهذا صوت الحجب التي بحرها ما بيننا وبينه من الحجاب‪ ،‬يس‪++‬وق‬
‫السحاب‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عمرو بن دينار ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لم أسمع أحدا‬
‫ذهب البرق ببصره‪ ،‬لقول هللا تعالى (يكاد البرق يخطف أبص‪++‬ارهم) (س‪++‬ورة‬
‫البق‪++‬رة‪ ،‬آي‪++‬ة ‪ )20‬والص‪++‬واعق تح‪++‬رق لق‪++‬ول هللا تع‪++‬الى {ويرس‪++‬ل الص‪++‬واعق‬
‫فيصيب بها من يشاء}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن أبي نجيح ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬رأيت ص‪++‬اعقة‬
‫أصابت نخلتين بعرفة‪ ،‬فأحرقتهما‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن أبي جعفر ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الصاعقة تصيب المؤمن والكافر‪ ،‬وال تصيب ذاكر هللا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن نصر بن عاص‪++‬م الثقفي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬من‬
‫قال‪ :‬سبحان هللا شديد المحال‪ ،‬لم تصبه عقوبة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {وهو شديد المحال} قال‪ :‬شديد القوة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {وهو شديد المحال} قال‪ :‬شديد المكر‪ ،‬شديد القوة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جريرعن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪{ -‬وهو شديد المح‪++‬ال}‬
‫قال‪ :‬شديد الحول‪.‬‬
‫وأخرج ابن جريرعن علي ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وه‪++‬و ش‪++‬ديد المح‪++‬ال} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫شديد األخذ‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬وهو ش‪++‬ديد المح‪++‬ال}‬
‫قال‪ :‬شديد االنتقام‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن عكرمة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬وهو شديد المحال} قال‪:‬‬
‫شديد الحقد‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن قت‪+‬ادة ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪{ -‬وهو شديد المحال} قال‪ :‬شديد القوة والحيلة‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬وهو شديد المح‪+‬ال} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫شديد الحول والقوة‪.‬‬
‫@ اآلية ‪14‬‬
‫أخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن علي بن أبي طالب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في‬
‫قوله {له دعوة الحق} قال‪ :‬التوحيد‪ ،‬ال إله إال هللا‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ والبيهقي في األسماء‪ ،‬من طرق عن ابن عباس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪-‬‬
‫في قوله {له دعوة الحق} قال‪ :‬شهادة أن ال إله إال هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {له‬
‫دعوة الحق} قال‪ :‬ال إله إال هللا‪ ،‬ليست تنبغي ألحد غ‪++‬يره‪ ،‬ال ينبغي أن يق‪++‬ال‬
‫فالن إله بني فالن‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن علي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {إال كباس‪++‬ط كفي‪++‬ه‬
‫إلى الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه} قال‪ :‬كالرجل العطشان يمد ي‪++‬ده إلى الب‪++‬ئر‬
‫ليرتفع الماء إليه‪ ،‬وما هو ببالغه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {كباسط كفيه إلى الم‪++‬اء} ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬دعو الم‪++‬اء بلس‪++‬انه‪ ،‬ويش‪++‬ير إلي‪++‬ه‬
‫بيده‪ ،‬فال يأتيه أبدا‪ ،‬كذلك ال يستجيب من هو دونه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬والذين ي‪++‬دعون‬
‫من دونه ال يستجيبون لهم بشيء إال كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه وم‪++‬ا ه‪++‬و‬
‫ببالغه} وليس ببالغه حتى يتمزع عنقه ويهل‪+‬ك عطش‪+‬ا‪ .‬ق‪+‬ال هللا تع‪+‬الى {وم‪+‬ا‬
‫دعاء الكافرين إال في ضالل} فهذا مثل ض‪++‬ربه هللا تب‪++‬ارك وتع‪++‬الى‪ ،‬إن ه‪++‬ذا‬
‫الذي يدعون من دون هللا‪ ،‬هذا الوثن وهذا الحجر ال يس‪++‬تجيب ل‪++‬ه بش‪++‬يء في‬
‫الدنيا‪ ،‬وال يسوق إليه خيرا‪ ،‬وال يدفع عنه س‪++‬وءا ح‪++‬تى يأتي‪++‬ه الم‪++‬وت‪ ،‬كمث‪++‬ل‬
‫هذا الذي يبسط ذراعيه إلى الماء ليبلغ فاه‪ ،‬وال يبلغ ف‪+‬اه وال يص‪+‬ل ذل‪+‬ك إلي‪+‬ه‬
‫حتى يموت عطشا‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و عبي‪++‬د وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن عط‪++‬اء ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {والذين يدعون من دونه} اآلية‪ .‬قال‪ :‬الرجل يقعد‬
‫على شفة البئر فيبسط كفيه إلى قعر البئر ليتناول بهم‪++‬ا‪ ،‬في‪++‬ده ال تبل‪++‬غ الم‪++‬اء‪،‬‬
‫والماء ال ينزو إلى يده‪ ،‬فكذلك ال ينفعهم ما كانوا يدعون من دون هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن بكير بن معروف ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬لما قتل‬
‫قابيل أخاه‪ ،‬جعل‪++‬ه هللا بناص‪++‬يته في البح‪++‬ر‪ ،‬ليس بين‪++‬ه وبين الم‪++‬اء إال أص‪++‬بع‪،‬‬
‫وهو يجد برد الماء من تحت قدميه وال يناله‪ .‬وذلك قول هللا {إال كباسط كفيه‬
‫إلى الماء ليبلغ فاه وم‪+‬ا ه‪++‬و ببالغ‪+‬ه} ف‪++‬إذا ك‪+‬ان الص‪++‬يف‪ ،‬ض‪++‬رب علي‪+‬ه س‪+‬بع‬
‫حيطان من سموم‪ ،‬وإذا كان الشتاء‪ ،‬ضرب عليه سبع حيطان من ثلج‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {كباسط كفيه إلى الماء ليبلغ فاه} قال‪ :‬هذا مث‪++‬ل‬
‫المشرك الذي عبد مع هللا غيره‪ ،‬فمثله كمثل الرجل العطشان الذي ينظر إلى‬
‫خياله في الماء من بعيد‪ ،‬هو يريد أن يتناوله وال يقدر عليه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪15‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وهلل يس‪++‬جد‬
‫من في السموات واألرض طوعا وكره‪++‬ا وظاللهم بالغ‪++‬دو واآلص‪++‬ال} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ظل المؤمن يسجد {طوعا} وهو طائع هلل‪ ،‬وظل الكافر يسجد {كرها} وهو‬
‫كاره‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫{وهلل يسجد من في الس‪++‬موات واألرض طوع‪++‬ا وكره‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬ا الم‪++‬ؤمن‪،‬‬
‫فيسجد طائعا‪ .‬وأما الكافر‪ ،‬فيسجد كارها‪ ،‬يسجد ظله‪.‬‬
‫وأخرج أب‪+‬و الش‪+‬يخ عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في اآلي‪+‬ة ق‪++‬ال‪ :‬الط‪+‬ائع‪،‬‬
‫المؤمن‪ .‬والكاره‪ ،‬ظل الكافر‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلية قال‪ :‬يسجد من في‬
‫السموات طوعا‪ ،‬ومن في األرض‪ ،‬طوعا وكرها‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬من دخ‪++‬ل‬
‫طائعا‪ ،‬هذا طوعا‪ .‬وكرها‪ :‬من لم يدخل إال بالسيف‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن منذر قال‪ :‬ك‪++‬ان ربي‪++‬ع بن‬
‫خيثم إذا سجد في سجدة الرعد قال‪ :‬بل طوعا يا ربنا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {وظاللهم بالغدو واآلصال} يعني حين يفيء ظل أح‪++‬دهم عن يمين‪++‬ه أو‬
‫شماله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وظاللهم بالغدو واآلصال} قال‪ :‬ذكر لنا أن ظالل األشياء كله‪++‬ا تس‪++‬جد هلل‪،‬‬
‫وقرأ (س‪++‬جدا هلل وهم داخ‪++‬رون) (س‪++‬ورة النح‪++‬ل‪ ،‬آي‪++‬ة ‪ )48‬ق‪++‬ال‪ :‬تل‪++‬ك الظالل‬
‫تسجد هلل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{وظاللهم بالغدو واآلصال} قال‪ :‬ظل الكافر يصلي وهو ال يصلي‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلية ق‪++‬ال‪ :‬إذا طلعت‬
‫الشمس‪ ،‬يسجد ظل كل شيء نحو المغرب‪ .‬فإذا زالت الشمس‪ ،‬سجد ظل كل‬
‫شيء نحو المشرق حتى تغيب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‪++‬ه س‪++‬ئل عن قول‪++‬ه‬
‫{وظاللهم} قال‪ :‬أال ت‪++‬رى إلى الك‪++‬افر؟ ف‪++‬إن ظالل‪++‬ه جس‪++‬ده كل‪++‬ه أعض‪++‬اؤه هلل‬
‫مطيعة غير قلبه‪.‬‬
‫@ اآلية ‪16‬‬
‫أخرج ابن مردويه عن أنس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قالوا يا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬إن‪++‬ا‬
‫نكون عندك على حال‪ ،‬فإذا فارقناك كنا على غ‪++‬يره‪ ،‬فنخ‪++‬اف أن يك‪++‬ون ذل‪++‬ك‬
‫النفاق‪ .‬قال‪ :‬كيف أنتم وربكم؟ قالوا‪ :‬هللا ربنا في السر والعالنية‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬كي‪++‬ف‬
‫أنتم ونبيكم؟ قالوا‪ :‬أنت نبينا في السر والعالنية‪ .‬قال‪ :‬ليس ذاكم بالنفاق‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {هل يستوي‬
‫األعمى والبصير} قال‪ :‬المؤمن والكافر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬ق‪++‬ل ه‪++‬ل يس‪++‬توي األعمى‬
‫والبص‪++‬ير أم ه‪++‬ل تس‪++‬توي الظلم‪++‬ات والن‪++‬ور} ق‪++‬ال‪ :‬أم‪++‬ا األعمى والبص‪++‬ير‪،‬‬
‫فالكافر والمؤمن‪ .‬وأما الظلمات والنور‪ ،‬فالهدى والضالل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {أم جعل‪++‬وا هلل ش‪++‬ركاء خلق‪++‬وا كخلق‪++‬ه‬
‫فتشابه الخلق عليهم} ق‪++‬ال‪{ :‬خلق‪++‬وا كخلق‪++‬ه} فحملهم ذل‪++‬ك على أن ش‪++‬كوا في‬
‫األوثان‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {أم جعل‪++‬وا هلل‬
‫شركاء خلقوا كخلقه} قال‪ :‬ضربت مثال‪.‬‬
‫وأخرج ابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن ابن ج‪++‬ريج ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في‬
‫قوله تعالى {أم جعلوا هلل شركاء خلق‪++‬وا كخلق‪++‬ه} ق‪++‬ال‪ :‬ف‪++‬أخبرني ليث بن أبي‬
‫سليم‪ ،‬عن ابن محمد‪ ،‬عن حذيف‪++‬ة بن اليم‪++‬ان‪ ،‬عن أبي بك‪++‬ر إم‪++‬ا حض‪++‬ر ذل‪++‬ك‬
‫حذيفة من النبي صلى هللا عليه وسلم مع أبي بكر‪ ،‬وإما حدثه إي‪++‬اه أب‪++‬و بك‪++‬ر‪،‬‬
‫عن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬الشرك فيكم أخفى من دبيب النمل‪ .‬قال‬
‫أبو بكر‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬وهل الشرك إال ما عبد من دون هللا‪ ،‬أو م‪++‬ا دعي م‪++‬ع‬
‫هللا؟!‪...‬ق‪++‬ال‪ :‬ثكلت‪++‬ك أم‪++‬ك‪...‬الش‪++‬رك فيكم أخفى من دبيب النم‪++‬ل‪ ،‬أال أخ‪++‬برك‬
‫بقول يذهب صغاره وكباره؟ أو قال‪ :‬لصغيره وكبيره؟ قال‪ :‬بلى‪ .‬قال‪ :‬تق‪++‬ول‬
‫كل يوم ثالث مرات‪.‬‬
‫اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم‪ ،‬وأستغفرك لما ال أعلم‪.‬‬
‫والشرك‪ ،‬أن تقول أعطاني هللا وفالن‪ ،‬والند‪ ،‬أن يق‪++‬ول اإلنس‪++‬ان‪ :‬ل‪++‬وال فالن‪،‬‬
‫قتلني فالن"‪.‬‬
‫وأخرج البخاري في األدب المفرد‪ ،‬عن معقل بن يس‪++‬ار ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬انطلقت مع أبي بكر الصديق ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬إلى رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم فقال‪" :‬يا أبا بكر‪ ،‬للشرك فيكم أخفى من دبيب النمل‪ ،‬فقال أبو‬
‫بكر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬وه‪++‬ل الش‪++‬رك إال من جع‪++‬ل م‪++‬ع هللا إله‪++‬ا آخ‪++‬ر؟ فق‪++‬ال‬
‫النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬والذي نفس‪++‬ي بي‪++‬ده‪ ،‬للش‪++‬رك فيكم أخفى من دبيب‬
‫النمل‪ ،‬أال أدلك على شيء إذا قلته ذهب قليله وكثيره؟ قل اللهم إني أعوذ بك‬
‫أن أشرك بك وأنا أعلم‪ ،‬وأستغفرك لما ال أعلم"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪18 - 17‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {أنزل من السماء ماء‪ }...‬اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا مث‪++‬ل‬
‫ضربه هللا تعالى احتملت منه القلوب على قدر يقينها وشكها‪ ،‬فأما الشك‪ ،‬فما‬
‫ينفع معه العمل‪ .‬وأما اليقين‪ ،‬فينفع هللا به أهله‪ .‬وهو قوله {فأما الزبد فيذهب‬
‫جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في األرض} وهو اليقين‪ ،‬كما يجع‪++‬ل الحلي‬
‫في النار فيؤخذ خالص‪++‬ه ب‪++‬ه وي‪++‬ترك خبيث‪++‬ه في الن‪++‬ار‪ ،‬ك‪++‬ذلك يقب‪++‬ل هللا تع‪++‬إلى‬
‫اليقين ويترك الشك"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {فس‪+‬الت أودي‪+‬ة بق‪++‬درها} ق‪++‬ال‪ :‬الص‪++‬غير‪ ،‬ق‪++‬در‬
‫صغيره‪ .‬والكبير‪ ،‬قدر كبيره‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عنهم‪+‬ا ‪ -‬في‬
‫اآلية قال‪ :‬هذا مثل ضربه هللا تعالى بين الحق والباطل‪ ،‬يقول‪ :‬احتمل الس‪++‬يل‬
‫ما في ال‪++‬وادي من ع‪+‬ود ودمن‪+‬ة‪ ،‬ومم‪+‬ا توق‪++‬دون علي‪+‬ه في الن‪+‬ار فه‪+‬و ال‪++‬ذهب‬
‫والفضة والحلية والمتاع النحاس والحدي‪++‬د‪ ،‬وللنح‪++‬اس والحدي‪++‬د خبث‪ ،‬فجع‪++‬ل‬
‫هللا تعالى مثل خبثه كمثل زبد الماء‪ ،‬فأما ما ينف‪++‬ع الن‪++‬اس‪ ،‬فال‪++‬ذهب والفض‪++‬ة‪.‬‬
‫وأما ما ينفع األرض‪ ،‬فما شربت من الماء ف‪++‬أنبتت‪ .‬فجع‪++‬ل ذل‪++‬ك مث‪++‬ل العم‪++‬ل‬
‫الصالح الذي يبقى ألهله‪ .‬والعمل السيء يضمحل من محله‪ ،‬فما ي‪++‬ذهب ه‪++‬ذا‬
‫الزبد‪ ،‬فذلك الهدى والحق جاء من عند هللا تعالى‪ ،‬فمن عمل بالحق ك‪++‬ان ل‪++‬ه‪.‬‬
‫وما بقي كما يبقى‪ ،‬ما ينفع الناس في األرض‪ .‬وكذلك الحديد‪ ،‬ال يس‪++‬تطيع أن‬
‫يعمل منه سكين وال سيف حتى يدخل النار‪ ،‬فتأكل خبثه فيخرج جيده فينتف‪++‬ع‬
‫به‪ ،‬ك‪++‬ذلك يض‪++‬محل الباط‪++‬ل‪ ،‬وإذا ك‪++‬ان ي‪++‬وم القيام‪++‬ة وأقيم الن‪++‬اس وعرض‪++‬ت‬
‫األعمال‪ ،‬فيرفع الباطل ويهلك‪ ،‬وينتفع أهل الحق بالحق‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ من طريق السدي‪ ،‬عن أبي مالك وعن أبي‬
‫صالح من طريق مرة‪ ،‬عن ابن مسعود ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {فس‪++‬الت‬
‫أوديه بقدرها‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬فمر السيل على رأسه من التراب والغثاء ح‪++‬تى‬
‫استقر في القرار وعليه الزبد‪ ،‬فضربته الريح فذهب الزبد جف‪+‬اء إلى جوانب‪+‬ه‬
‫فيبس فلم ينفع أحدا‪ ،‬وبقي الماء الذي ينتف‪++‬ع ب‪++‬ه الن‪++‬اس‪ ،‬فش‪++‬ربوا من‪++‬ه وس‪++‬قوا‬
‫أنعامهم‪ .‬فكما ذهب الزبد فلم ينفع‪ ،‬فك‪++‬ذلك الباط‪++‬ل يض‪++‬محل ي‪++‬وم القيام‪++‬ة فال‬
‫ينفع أهله‪ ،‬وكما نفع الماء فكذلك ينفع الحق أهله‪ .‬هذا مثل ضربه هللا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ عن عط‪+‬اء ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في قول‪+‬ه‬
‫{أنزل من السماء م‪++‬اء} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا مث‪++‬ل ض‪++‬ربه هللا تع‪++‬الى للم‪++‬ؤمن والك‪++‬افر‬
‫{فسالت أودية بقدرها} حتى جرى الوادي وامتأل بق‪+‬در م‪+‬ا يحم‪+‬ل {فاحتم‪+‬ل‬
‫السيل زبدا رابيا} قال‪ :‬زبد الماء‪{ .‬ومما يوقدون عليه في النار} ق‪++‬ال‪ :‬زب‪++‬د‬
‫ما توقدون عليه من ذلك حلي‪+‬ة‪ ،‬وم‪+‬ا س‪+‬قط فه‪+‬و مث‪+‬ل زب‪+‬د الم‪+‬اء‪ ،‬وه‪+‬و مث‪+‬ل‬
‫ضرب للحق والباطل‪ .‬فأما خبث الحديد وال‪++‬ذهب وزب‪++‬د الم‪++‬اء فه‪++‬و الباط‪++‬ل‪،‬‬
‫وما تصنعوا من الحلية والماء والحديد فمثل الحق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن عطاء ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ض‪++‬رب‬
‫هللا تعالى مثل الح‪++‬ق والباط‪++‬ل‪ .‬فض‪++‬رب مث‪++‬ل الح‪++‬ق‪ ،‬الس‪++‬يل ال‪++‬ذي يمكث في‬
‫األرض فينتفع الناس به‪ .‬ومثل الباطل‪ ،‬مثل الزبد الذي ال ينفع الناس‪ .‬ومث‪++‬ل‬
‫الحق‪ ،‬مثل الحلي الذي يجعل في النار‪ ،‬فما خلص من‪++‬ه انتف‪++‬ع ب‪++‬ه أهل‪++‬ه‪ .‬وم‪++‬ا‬
‫خبث منه‪ ،‬فهو مثل الباطل علم أن ال ينفع الزبد‪ ،‬وخبث الحلي أهله‪ ،‬فك‪++‬ذلك‬
‫الباطل ال ينفع أهله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها} قال‪ :‬الصغير بصغره‪،‬‬
‫والكبير بكبره‪{ ،‬فاحتمل السيل زبدا رابيا} ق‪++‬ال‪ :‬عالي‪++‬ا {ومم‪++‬ا يوق‪++‬دون‪}...‬‬
‫إلى قوله {فيذهب جفاء} والجفاء‪ ،‬ما يتعلق بالش‪++‬جر {وأم‪++‬ا م‪++‬ا ينف‪++‬ع الن‪++‬اس‬
‫فيمكث في األرض} هذه ثالثة أمثال ضربها هللا تعالى في مثل واحد‪ ،‬يقول‪:‬‬
‫كما اضمحل هذا الزب‪++‬د فص‪++‬ار جف‪++‬اء ال ينتف‪++‬ع ب‪++‬ه وال ي‪++‬رجى بركت‪++‬ه‪ ،‬ك‪++‬ذلك‬
‫يضمحل الباطل عن أهله‪ .‬وكما مكث هذا الماء في األرض فأمرعت وربت‬
‫بركته وأخرجت نباتها‪ ،‬كذلك يبقى الحق ألهله‪ .‬وقوله {ومما يوق‪++‬دون علي‪++‬ه‬
‫في النار ابتغاء حلية} كما يبقى خالص هذا الذهب والفضة حين أدخل النار‪،‬‬
‫كذلك فيذهب خبثه‪ ،‬كذلك يبقى الحق ألهله‪ .‬وكما اضمحل خبث ه‪++‬ذا ال‪++‬ذهب‬
‫والفضة حين أدخل في النار‪ ،‬ك‪++‬ذلك يض‪++‬محل الباط‪++‬ل عن أهل‪++‬ه‪ .‬وقول‪++‬ه {أو‬
‫متاع زب‪+‬د مثل‪+‬ه} يق‪+‬ول‪ :‬ه‪+‬ذا الحدي‪+‬د وه‪+‬ذا الص‪+‬فر حين دخ‪+‬ل الن‪+‬ار وذهبت‬
‫بخبثه‪ ،‬كذلك يبقى الحق ألهله كما بقي خالصهما‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم‪ ،‬عن قت‪+‬ادة ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {فس‪++‬الت أودي‪++‬ة بق‪++‬درها} ق‪++‬ال‪ :‬الكب‪++‬ير بق‪++‬دره‬
‫والصغير بقدره {زبدا رابيا} قال‪ :‬ربا فوق الماء الزبد {ومما توقدون علي‪++‬ه‬
‫في النار} قال‪ :‬هو الذهب‪ ،‬إذا أدخل النار بقي صفوه وذهب ما كان في‪++‬ه من‬
‫كدر‪ .‬وهذا مثل ضربه هللا للحق والباطل {فأما الزب‪++‬د في‪++‬ذهب جف‪++‬اء} يتعل‪++‬ق‬
‫بالشجر وال يكون شيئا‪ ،‬هذا مث‪++‬ل الباط‪++‬ل {وأم‪++‬ا م‪++‬ا ينف‪++‬ع الن‪++‬اس فيمكث في‬
‫األرض} هذا يخرج النبات‪ ،‬وهذا مثل الح‪++‬ق {أو مت‪+‬اع زب‪+‬د مثل‪++‬ه‪ }...‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫المتاع الصفر والحديد‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و عبي‪++‬د وابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫وأبو الشيخ‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {أن‪++‬زل من الس‪++‬ماء م‪++‬اء‬
‫فسالت أودية بقدرها} قال‪ :‬بملئها م‪++‬ا أط‪++‬اقت {فاحتم‪++‬ل الس‪++‬يل زب‪++‬دا رابي‪++‬ا}‬
‫قال‪ :‬انقضى الكالم‪ ،‬ثم اس‪+‬تقبل فق‪+‬ال {ومم‪+‬ا توق‪+‬دون علي‪+‬ه في الن‪+‬ار ابتغ‪+‬اء‬
‫حلية أو متاع زبد مثله} قال‪ :‬المتاع الحديد والنح‪++‬اس والرص‪++‬اص وأش‪++‬باهه‬
‫{زبد مثله} قال‪ :‬خبث ذلك الحديد‪ ،‬والحلية مثل زبد الس‪++‬يل {وأم‪++‬ا م‪++‬ا ينف‪++‬ع‬
‫الناس} من الم‪++‬اء {فيمكث في األرض} وأم‪++‬ا الزب‪++‬د {في‪++‬ذهب جف‪++‬اء} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫جمودا في األرض‪ ،‬قال فكذلك مثل الحق والباطل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن الحس‪++‬ن ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {أنزل من السماء م‪++‬اء} اآلي‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ابتغ‪++‬اء حلي‪++‬ة‬
‫الذهب والفضة‪ ،‬أو متاع الصفر والحديد‪ .‬قال‪ :‬كما أوقد على الذهب والفضة‬
‫والصفر والحديد فخلص خالصه‪ ،‬كذلك بقي الحق ألهله فانتفعوا به‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن عيين‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {أن‪++‬زل من‬
‫السماء ماء فسالت أودية بقدرها} قال‪ :‬أنزل من السماء قرآنا فاحتمله عق‪++‬ول‬
‫الرجال‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {لل‪++‬ذين‬
‫استجابوا لربهم الحسنى} قال‪ :‬الحياة والرزق‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {للذين‬
‫استجابوا لربهم الحسنى} قال‪ :‬هي الجنة‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن فرقد‬
‫السبخي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال لي شهر بن حوشب ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫{سوء الحساب} أن ال يتجاوز له عن شيء‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج س‪++‬عيد بن منص‪++‬ور وابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن فرق‪++‬د الس‪++‬بخي ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال لي إبراهيم النخعي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ : -‬ي‪++‬ا فرق‪++‬د‪،‬‬
‫أتدري ما سوء الحساب؟ قلت‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬هو أن يحاسب الرج‪++‬ل بذنب‪++‬ه كل‪++‬ه ال‬
‫يغفر له منه شيء‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪{ :‬س‪++‬وء‬
‫الحساب} أن يؤخذ العبد بذنوبه كلها وال يغفر له منها ذنب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن أبي الجوزاء ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلية قال {سوء الحساب} المناقش‪++‬ة‬
‫في األعمال‪.‬‬
‫@ اآلية ‪19‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق} قال‪ :‬هؤالء ق‪++‬وم انتفع‪++‬وا‬
‫بما سمعوا من كتاب هللا وعقلوه ووعوه‪{ .‬كمن هو أعمى} قال‪ :‬عن الح‪++‬ق‪،‬‬
‫فال يبصروه وال يعقله {إنما يتذكر أولي األلباب} فبين من هم فقال‪{ :‬ال‪++‬ذين‬
‫يوفون بعهد هللا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {أولو‬
‫األلباب} يعني‪ ،‬من كان له لب أو عقل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬إنم‪++‬ا ع‪++‬اتب هللا‬
‫تعالى أولي األلباب‪ ،‬ألنه يحبهم‪ .‬ووج‪++‬دت ذل‪++‬ك في آي‪++‬ة من كت‪++‬اب هللا تع‪++‬الى‬
‫{إنما يتذكر أولو األلباب}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪21 - 20‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {الذين يوفون بعهد هللا وال ينقضون الميثاق} فعليكم بالوفاء بالعه‪++‬د‬
‫وال تنقضوا الميثاق‪ ،‬فإن هللا قد نهى عنه وقدم في‪++‬ه أش‪++‬د التقدم‪++‬ة‪ ،‬وذك‪++‬ره في‬
‫بض‪++‬ع وعش‪++‬رين آي‪++‬ة‪ .‬نص‪++‬يحة لكم وتقدم‪++‬ة إليكم وحج‪++‬ة عليكم‪ ،‬وإنم‪++‬ا تعظم‬
‫األمور بما عظمها هللا عند أهل الفهم وأهل العقل وأهل العلم باهلل‪ ،‬وذك‪+‬ر لن‪+‬ا‬
‫أن النبي صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬كان يقول في خطبت‪+‬ه "ال إيم‪+‬ان لمن ال أمان‪+‬ة‬
‫له‪ ،‬وال دين لمن ال عهد له"‪.‬‬
‫وأخرج الخطيب وابن عس‪++‬اكر‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إن البر والصبر‪ ،‬ليخففان سوء العذاب‬
‫يوم القيامة" ثم تال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم {والذين يصلون م‪++‬ا أم‪++‬ر‬
‫هللا به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في‬
‫قوله {والذين يصلون ما أمر هللا ب‪++‬ه أن يوص‪++‬ل} يع‪++‬ني‪ ،‬من إيم‪++‬ان ب‪++‬النبيين‬
‫وبالكتب كلها {ويخشون ربهم} يعني‪ ،‬يخافون في قطعية م‪++‬ا أم‪++‬ر هللا ب‪++‬ه أن‬
‫يوصل {ويخافون سوء الحساب} يعني شدة الحساب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{والذين يصلون ما أمر هللا به أن يوصل} قال‪ :‬ذكر لنا أن نبي هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬كان يقول‪" :‬اتقوا هللا وص‪++‬لوا األرح‪++‬ام‪ ،‬فإن‪++‬ه أبقى لكم في ال‪++‬دنيا‬
‫وخ‪++‬ير لكم في اآلخ‪++‬رة" وذك‪++‬ر لن‪++‬ا أن رجال من خثعم‪ ،‬أتى الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم وهو بمكة فقال‪" :‬أنت الذي تزعم أنك رسول هللا؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬
‫ف‪++‬أي األعم‪++‬ال أحب إلى هللا؟ ق‪++‬ال‪ :‬اإليم‪++‬ان باهلل‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ثم م‪++‬اذا؟ ق‪++‬ال‪ :‬ص‪++‬لة‬
‫الرحم" وكان عبد هللا بن عمرو يق‪++‬ول‪ :‬إن الحليم ليس من ظلم ثم حلم‪ ،‬ح‪++‬تى‬
‫إذا هيجه ق‪++‬وم اهت‪++‬اج‪ ،‬ولكن الحليم من ق‪++‬در ثم عف‪++‬ا‪ ،‬وإن الوص‪++‬ول ليس من‬
‫وصل ثم وصل‪ ،‬فتلك مجازاة‪ ،‬ولكن الوص‪++‬ول من قط‪++‬ع ثم وص‪++‬ل وعط‪++‬ف‬
‫على من ال يصله‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن ج‪++‬ريج في قول‪++‬ه‬
‫(ويقطعون ما أمر هللا به أن يوصل) قال‪ :‬بلغنا أن النبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫قال‪" :‬إذا لم تمش إلى ذي رحمك برجلك‪ ،‬ولم تعطه من مالك‪ ،‬فقد قطعته"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪24 - 22‬‬
‫أخرج ابن جري‪+‬ر وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن س‪+‬عيد بن جب‪+‬ير ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬في‬
‫قوله {والذين صبروا} يعني على أمر هللا {إبتغاء وجه ربهم} يع‪++‬ني إبتغ‪++‬اء‬
‫رضا ربهم {وأقاموا الصالة} يعني وأتموها {وأنفقوا مم‪++‬ا رزقن‪++‬اهم} يع‪++‬ني‬
‫من األموال {سرا وعالنية} يعني في حق هللا وطاعت‪++‬ه {وي‪++‬درؤون} يع‪++‬ني‬
‫ي‪++‬دفعون {بالحس‪++‬نة الس‪++‬يئة} يع‪++‬ني ي‪++‬ردون معروف‪++‬ا على من يس‪++‬يء إليهم‬
‫{أولئك لهم عقبى الدار} يعني دار الجنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن الض‪++‬حاك‬
‫‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وي‪++‬درؤون بالحس‪++‬نة الس‪++‬يئة} ق‪++‬ال‪ :‬ي‪++‬دفعون بالحس‪++‬نة‬
‫السيئة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن زي‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {وي‪++‬درؤون‬
‫بالحسنة السيئة} قال‪ :‬يدفعون الشر ب‪+‬الخير‪ ،‬ال يك‪+‬افئون الش‪+‬ر بالش‪+‬ر‪ ،‬ولكن‬
‫يدفعونه بالخير‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬جنات عدن}‪.‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن عبد هللا بن عمر ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪" :‬إن في الجن‪++‬ة قص‪++‬را‬
‫يقال له عدن‪ ،‬حوله البروج والم‪+‬روج ل‪+‬ه خمس‪+‬ة آالف ب‪+‬اب‪ ،‬عن‪+‬د ك‪+‬ل ب‪+‬اب‬
‫خمسة آالف حيرة‪ ،‬ال يدخله أو ال يسكنه إال نبي أو صديق أو ش‪++‬هيد أو إم‪++‬ام‬
‫عادل"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬رأ عم‪++‬ر ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬على المن‪++‬بر {جن‪++‬ات‬
‫عدن} فقال‪ :‬يا أيها الناس‪ ،‬هل تدرون ما جن‪++‬ات ع‪++‬دن؟ قص‪++‬ر في الجن‪++‬ة ل‪++‬ه‬
‫عشرة آالف باب‪ ،‬على كل باب خمس‪++‬ة وعش‪++‬رون ألف‪++‬ا من الح‪++‬ور العين‪ ،‬ال‬
‫يدخله إال نبي أو صديق أو شهيد‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق والفري‪++‬ابي وابن أبي ش‪++‬يبة وهن‪++‬اد وعب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن‬
‫المنذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن مس‪++‬عود ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {جن‪++‬ات‬
‫عدن} قال‪ :‬بطنان الجنة‪ ،‬يعني وسطها‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر‪ ،‬عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫{جنات عدن} وما يدريك ما جنات عدن؟‪..‬ق‪++‬ال‪ :‬قص‪++‬ر من ذهب‪ ،‬ال يدخل‪++‬ه‬
‫إال نبي أو صديق أو شهيد أو حكم عدل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن الض‪++‬حاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{جنات عدن} قال‪ :‬مدينة وسط الجنة‪ ،‬فيها الرسل األنبياء والش‪++‬هداء وأئم‪++‬ة‬
‫الهدى‪ ،‬والناس حولهم بعد‪ ،‬والجنات حولها‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن عمر قال لكعب‪ :‬م‪++‬ا‬
‫عدن؟ قال‪ :‬هو قصر في الجنة‪ ،‬ال يدخله إال نبي أو صديق أو ش‪++‬هيد أو حكم‬
‫عدل‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه‪ ،‬عن علي ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪+‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪+‬ه وس‪+‬لم‪:‬‬
‫"جنة عدن قضيب غرسه هللا بيده‪ ،‬ثم قال‪ :‬كن فكان"‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬يدخلونها ومن صلح من آبائهم} اآلية‪.‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪:‬‬
‫يدخل الرجل الجنة فيق‪++‬ول‪ :‬أين أمي‪ ،‬أين ول‪++‬دي‪ ،‬أين زوج‪++‬تي؟؟‪...‬فيق‪++‬ال‪ :‬لم‬
‫يعمل‪++‬وا مث‪++‬ل عمل‪++‬ك‪ .‬فيق‪++‬ول‪ :‬كنت أعم‪++‬ل لي ولهم‪ ،‬ثم ق‪++‬رأ {جن‪++‬ات ع‪++‬دن‬
‫ي‪++‬دخلونها ومن ص‪++‬لح} يع‪++‬ني من آمن بالتوحي‪++‬د بع‪++‬د ه‪++‬ؤالء {من آب‪++‬ائهم‬
‫وأزواجهم وذرياتهم} يدخلون معهم {والمالئكة يدخلون عليهم من كل باب}‬
‫قال‪ :‬يدخلون عليهم على مق‪+‬دار ك‪+‬ل ي‪+‬وم من أي‪+‬ام ال‪+‬دنيا ثالث م‪+‬رات‪ ،‬معهم‬
‫التحف من هللا ما ليس لهم في جن‪++‬ات ع‪++‬دن‪ ،‬يقول‪++‬ون لهم‪{ :‬س‪++‬الم عليكم بم‪++‬ا‬
‫صبرتم} يعني على أمر هللا تعالى {فنعم عقبى الدار} يعني دار الجنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬ومن ص‪++‬لح من آب‪++‬ائهم} ق‪++‬ال‪ :‬من آمن في‬
‫الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن أبي مجلز ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬علم‬
‫هللا تع‪++‬الى أن الم‪++‬ؤمن يحب أن يجم‪++‬ع هللا تع‪++‬الى ل‪++‬ه أهل‪++‬ه وش‪++‬مله في ال‪++‬دنيا‪،‬‬
‫فأحب أن يجمعهم له في اآلخرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن أنس بن مالك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه قرأ {جن‪++‬ات‬
‫عدن يدخلونها ومن ص‪++‬لح‪ }...‬ح‪++‬تى ختم اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬إن‪++‬ه لفي خيم‪++‬ة من درة‬
‫مجوفة‪ ،‬ليس فيها صدع وال وصل‪ ،‬طوله‪++‬ا في اله‪++‬واء س‪++‬تون ميال‪ ،‬في ك‪++‬ل‬
‫زاوية منها أهل وم‪+‬ال‪ .‬له‪+‬ا أربع‪+‬ة آالف مص‪+‬راع من ذهب‪ ،‬يق‪+‬وم على ك‪+‬ل‬
‫باب منها سبعون ألفا من المالئكة‪ ،‬مع كل مل‪++‬ك هدي‪++‬ة من ال‪++‬رحمن ليس م‪++‬ع‬
‫صاحبه مثلها‪ ،‬ال يصلون إليه إال بإذن بينه وبينهم حجاب‪.‬‬
‫وأخرج أب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬أخس أه‪++‬ل‬
‫الجنة منزال يوم القيامة ل‪++‬ه قص‪++‬ر من درة جوف‪++‬اء‪ ،‬فيه‪+‬ا س‪+‬بعة آالف غرف‪++‬ة‪،‬‬
‫لك‪++‬ل غرف‪++‬ة س‪++‬بعون أل‪++‬ف ب‪++‬اب‪ ،‬ي‪++‬دخل علي‪++‬ه من ك‪++‬ل ب‪++‬اب س‪++‬بعون ألف‪++‬ا من‬
‫المالئكة بالتحية والسالم‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن أبي عمران‬
‫الجوني ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {س‪++‬الم عليكم بم‪++‬ا ص‪++‬برتم} ق‪++‬ال‪ :‬على‬
‫دينكم {فنعم عقبى الدار} قال‪ :‬فنعم ما أعقبكم هللا تعالى من الدنيا الجنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{سالم عليكم بما صبرتم} قال‪ :‬صبروا على فضول الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ‪ ،‬عن محمد بن نصر الحارثي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬س‪++‬الم‬
‫عليكم بما صبرتم} قال‪ :‬على الفقر في الدنيا‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وال‪++‬بزار وابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم وابن حب‪++‬ان وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‬
‫والحاكم وصححه‪ ،‬وابن مردويه وأب‪++‬و نعيم في الحلي‪++‬ة‪ ،‬وال‪++‬بيهقي في ش‪++‬عب‬
‫اإليمان‪ ،‬عن عبد هللا بن عمرو قال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪:‬‬
‫"أول من يدخل الجنة من خلق هللا تعالى‪ ،‬فق‪++‬راء المه‪++‬اجرين ال‪++‬ذين تس‪++‬د بهم‬
‫الثغور وتتقى بهم المكاره‪ ،‬ويموت أحدهم وحاجته في صدره ال يستطيع لها‬
‫قض‪++‬اء‪ ،‬فيق‪++‬ول هللا تع‪++‬الى لمن يش‪++‬اء من المالئك‪++‬ة‪ :‬ائت‪++‬وهم فحي‪++‬وهم‪ .‬فتق‪++‬ول‬
‫المالئك‪++‬ة‪ :‬ربن‪++‬ا نحن س‪++‬كان س‪++‬مائك وخيرت‪++‬ك من خلق‪++‬ك‪ ،‬أفتأمرن‪++‬ا أن ن‪++‬أتي‬
‫هؤالء فنسلم عليهم؟!‪...‬قال هللا تعالى‪ :‬إن هؤالء عبادي ك‪++‬انوا يعب‪++‬دونني في‬
‫الدنيا وال يشركون بي شيئا‪ ،‬وتس‪++‬د بهم الثغ‪++‬ور وتتقى بهم المك‪++‬اره‪ ،‬ويم‪++‬وت‬
‫أحدهم وحاجته في صدره ال يستطيع لها قضاء‪ ،‬فت‪++‬أتيهم المالئك‪++‬ة عن‪++‬د ذل‪++‬ك‬
‫فيدخلون عليهم من كل باب {سالم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن أبي أمامة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬إن‬
‫المؤمن ليكون متكئا على أريكته إذا دخل الجنة‪ ،‬وعن‪++‬ده س‪++‬ماطان من خ‪++‬دم‪،‬‬
‫وعند طرف الس‪++‬ماطين ب‪++‬اب مب‪++‬وب‪ ،‬فيقب‪++‬ل المل‪++‬ك فيس‪++‬تأذن‪ ،‬فيق‪++‬ول أقص‪++‬ى‬
‫الخدم للذي يليه‪ :‬ملك يستأذن‪ ،‬ويقول الذي يليه للذي يليه‪ :‬ملك يستأذن‪ ،‬حتى‬
‫يبلغ المؤمن فيقول‪ :‬ائذنوا له‪ .‬فيقول أقربهم إلى المؤمن‪ :‬ائذنوا‪ .‬ويقول ال‪++‬ذي‬
‫يليه للذي يليه‪ :‬ائذنوا‪ ،‬حتى تبلغ أقصاهم الذي عن‪++‬د الب‪++‬اب فيفتح ل‪++‬ه‪ ،‬في‪++‬دخل‬
‫فيسلم عليه ثم ينصرف‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن مردويه‪ ،‬عن أنس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪" : -‬أن رس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم كان يأتي أحدا كل عام‪ ،‬فإذا تفوه الشعب‪ ،‬س‪++‬لم على‬
‫قبور الشهداء‪ ،‬فقال {سالم عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن محمد بن إبراهيم ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪" :‬كان النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم يأتي قبور الشهداء على رأس ك‪++‬ل ح‪++‬ول فيق‪++‬ول {س‪++‬الم‬
‫عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} وأبو بكر وعمر وعثمان"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪26 - 25‬‬
‫أخرج أبو الشيخ عن ميمون بن مهران ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال لي عمر‬
‫بن عبد العزيز ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ : -‬ال تؤاخين قاطع رحم‪ ،‬ف‪++‬إني س‪++‬معت هللا‬
‫لعنهم في سورتين‪ :‬في سورة الرعد وسورة محمد صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {ولهم‬
‫سوء الدار} قال‪ :‬سوء العاقبة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن عبد ال‪++‬رحمن بن س‪++‬ابط ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {وما الحياة الدنيا في اآلخرة إال متاع} ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان‬
‫الرجل يخرج في الزم‪++‬ان األول في إبل‪++‬ه أو غنم‪++‬ه‪ ،‬فيق‪++‬ول ألهل‪++‬ه‪ :‬متع‪++‬وني‪.‬‬
‫فيمتعونه‪ ،‬فلقلة الخبز أو التمر‪ .‬فهذا مثل ضربه هللا للدنيا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {إال متاع} قال‪ :‬قليل ذاهب‪.‬‬
‫وأخرج الترمذي والحاكم‪ ،‬عن عب‪+‬د هللا بن مس‪+‬عود ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‬
‫"نام رسول هللا صلى هللا عليه وسلم على حص‪++‬ير‪ ،‬فق‪++‬ام وق‪++‬د أث‪++‬ر في جنب‪++‬ه‪،‬‬
‫فقلنا يا رسول هللا‪ ،‬لو اتخذنا لك‪ .‬فقال‪ :‬ما لي ولل‪++‬دنيا!‪ ..‬م‪++‬ا أن‪++‬ا في ال‪++‬دنيا إال‬
‫كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها"‪.‬‬
‫@ اآليات ‪29 - 27‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {ويهدي إليه من أن‪++‬اب} أي من ت‪++‬اب‪ .‬وفي قول‪++‬ه {وتطمئن قل‪++‬وبهم‬
‫بذكر هللا} قال‪ :‬هشت إليه واستأنست به‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج أب‪++‬و الش‪++‬يخ عن الس‪++‬دي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬ال‪++‬ذين آمن‪++‬وا وتطمئن‬
‫قل‪++‬وبهم ب‪++‬ذكر هللا} يق‪++‬ول‪ :‬إذا حل‪++‬ف لهم باهلل ص‪++‬دقوا {أال ب‪++‬ذكر هللا تطمئن‬
‫القلوب} قال‪ :‬تسكن القلوب‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {أال ب‪+‬ذكر هللا تطمئن القل‪++‬وب} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫محمد صلى هللا عليه وسلم وأصحابه‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن أنس ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم ألصحابه‪ ،‬حين نزلت هذه اآلي‪++‬ة {أال ب‪++‬ذكر هللا تطمئن القل‪++‬وب}‪:‬‬
‫"ه‪++‬ل ت‪++‬درون م‪++‬ا مع‪++‬نى ذل‪++‬ك؟ ق‪++‬الوا‪ :‬هللا ورس‪++‬وله أعلم‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬من أحب هللا‬
‫ورسوله‪ ،‬أحب أصحابي"‪.‬‬
‫وأخ‪+‬رج ابن مردوي‪+‬ه عن علي ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬أن رس‪+‬ول هللا ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬لما نزلت ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة {أال ب‪++‬ذكر هللا تطمئن القل‪++‬وب} ق‪++‬ال‪" :‬ذاك‬
‫من أحب هللا ورسوله‪ ،‬وأحب أهل بيتي صادقا غير كاذب‪ ،‬وأحب المؤم‪++‬نين‬
‫شاهدا وغائبا‪ ،‬أال بذكر هللا يتحابون"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {طوبى لهم} قال‪ :‬فرح وقرة عين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وهن‪++‬اد وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و‬
‫الشيخ‪ ،‬عن عكرمة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ط‪++‬وبى لهم} ق‪++‬ال‪ :‬نعم م‪++‬ا‬
‫لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن الض‪++‬حاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{طوبى لهم} قال‪ :‬غبطة لهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رضي اللله عنه ‪-‬‬
‫في قوله {طوبى لهم} قال‪ :‬حسنى لهم‪ .‬وهي كلمة من كالم العرب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {ط‪++‬وبى لهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫هذه كلمة عربية‪ ،‬يقول الرجل طوبى لك‪ ،‬أي أحببت خيرا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن إب‪++‬راهيم ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{طوبى لهم} قال‪ :‬الخير والكرامة الذي أعطاهم هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {طوبى لهم} قال‪ :‬الجنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عكرم‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ط‪++‬وبى لهم}‬
‫قال‪ :‬الجنة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن عب‪++‬اس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‬
‫طوبى اسم الجنة بالحبشية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا خل‪++‬ق هللا‬
‫الجنة وفرغ منها قال {ال‪++‬ذين آمن‪++‬وا وعمل‪++‬وا الص‪++‬الحات ط‪++‬وبى لهم وحس‪++‬ن‬
‫مآب} وذلك حين أعجبته‪.‬‬
‫وأخرج جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن س‪++‬عيد بن مس‪++‬جوح ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‬
‫{طوبى} اسم الجنة بالهندية‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال {طوبى} اس‪++‬م‬
‫الجنة بالهندية‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬قال‪{ :‬طوبى} اسم شجرة في الجنة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن أبي ال‪++‬دنيا في ص‪++‬فة الجن‪++‬ة‪ ،‬وابن جري‪++‬ر وابن‬
‫المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن أبي هري‪++‬رة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪{ :‬ط‪++‬وبى}‬
‫شجرة في الجنة‪ ،‬يقول هللا تعالى لها‪ :‬تفتقي لعبدي عما ش‪++‬اء‪ .‬فتنفت‪++‬ق ل‪++‬ه عن‬
‫الخي‪++‬ل بس‪++‬روجها ولجمه‪++‬ا‪ ،‬وعن اإلب‪++‬ل برحاله‪++‬ا وأزمته‪++‬ا‪ ،‬وعم‪++‬ا ش‪++‬اء من‬
‫الكسوة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير من طري‪+‬ق معاوي‪+‬ة بن ق‪+‬رة ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬عن أبي‪+‬ه‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬طوبى‪ ،‬شجرة غرس‪+‬ها هللا تع‪+‬الى‬
‫بيده‪ ،‬ونفخ فيها من روحه‪ ،‬تنبت ب‪++‬الحلى والحل‪++‬ل‪ ،‬وإن أغص‪++‬انها ل‪++‬ترى من‬
‫وراء سور الجنة‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وابن جرير وابن أبي حاتم والطبراني وابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬بيهقي‬
‫في البعث والنشور‪ ،‬عن عتبة بن عبد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬ج‪++‬اء أع‪++‬رابي‬
‫إلى النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪" :‬يا رسول هللا‪ ،‬في الجن‪++‬ة فاكه‪++‬ة؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬فيها ش‪++‬جرة ت‪++‬دعى ط‪++‬وبى‪ ،‬هي نط‪++‬اق الف‪++‬ردوس‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال أي ش‪++‬جر‬
‫أرضنا تشبه؟ ق‪++‬ال‪ :‬ليس تش‪++‬به ش‪++‬يئا من ش‪++‬جر أرض‪++‬ك‪ .‬ولكن‪ ،‬أتيت الش‪++‬ام؟‬
‫قال‪ :‬ال‪ .‬قال‪ :‬فإنها تشبه شجرة بالشام تدعى الجوزة‪ ،‬تنبت على س‪++‬اق واح‪++‬د‬
‫ثم ينشر أعالها‪ .‬قال‪ :‬ما عظم أصلها؟ قال‪ :‬لو ارتحلت جذعة من إب‪++‬ل أهل‪++‬ك‬
‫ما أحطت بأصلها حتى تنكسر ترقوتاه‪++‬ا هرم‪++‬ا‪ .‬ق‪++‬ال فه‪++‬ل فيه‪++‬ا عنب؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نعم‪ .‬قال‪ :‬ما عظم العنقود منه؟ قال‪ :‬مسيرة شهر للغراب األبقع"‪.‬‬
‫وأخرج أحمد وأبو يعلى وابن جرير وابن أبي حاتم وابن حبان وابن مردويه‬
‫والخطيب في تاريخه‪ ،‬عن أبي سعيد الخدري ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن رسول‬
‫هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬أن رجال ق‪++‬ال‪" :‬ي‪++‬ا رس‪++‬ول هللا‪ ،‬ط‪++‬وبى لمن رآك‬
‫وآمن بك؟ ق‪++‬ال‪{ :‬ط‪++‬وبى} لمن رآني وآمن‪ ،‬وط‪++‬وبى ثم ط‪++‬وبى لمن آمن بي‬
‫ولم يرني‪ .‬قال رجل‪ :‬وما طوبى؟!‪...‬قال‪ :‬شجرة في الجنة مسيرة مائة ع‪++‬ام‪،‬‬
‫تخرج من أكمامها"‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة في ص‪++‬فة الجن‪++‬ة‪ ،‬وابن أبي ح‪++‬اتم عن أبي أمام‪++‬ة ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬ما منكم من أحد‬
‫يدخل الجنة‪ ،‬إال انطلق به إلى طوبى‪ ،‬فتنفتح له أكمامها فيأخذ له من أي ذلك‬
‫شاء‪ .‬إن شاء أبيض وإن شاء أحمر وإن ش‪++‬اء أخض‪++‬ر وإن ش‪++‬اء أص‪++‬فر وإن‬
‫شاء أسود‪ .‬مثل شقائق النعمان وأرق وأحسن"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن ابن س‪++‬يرين ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ش‪++‬جرة في‬
‫الجنة أصلها في حج‪++‬رة علي‪ ،‬وليس في الجن‪++‬ة حج‪++‬رة إال وفيه‪++‬ا غص‪++‬ن من‬
‫أغصانها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن أبي جعفر‪ ،‬رجل من أهل الشام ق‪++‬ال‪:‬‬
‫إن ربك أخذ لؤلؤة فوضعها‪ ،‬ثم دملجها ثم فرشها وسط الجنة فقال لها امتدي‬
‫حتى تبلغي مرضاتي‪ .‬ففعلت‪ ،‬ثم أخذ شجرة فغرس‪+‬ها وس‪+‬ط اللؤل‪++‬ؤة‪ ،‬ثم ق‪++‬ال‬
‫له‪++‬ا‪ :‬امت‪++‬دي ففعلت‪ ،‬فلم‪++‬ا اس‪++‬توت تفج‪++‬رت من أص‪++‬ولها أنه‪++‬ار الجن‪++‬ة‪ ،‬وهي‬
‫طوبى‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن فرقد الس‪++‬بخي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬أوحى هللا‬
‫إلى عيسى ابن مريم عليه السالم في اإلنجيل‪ :‬يا عيس‪++‬ى‪ ،‬ج‪++‬د في أم‪++‬ري وال‬
‫تهزل‪ ،‬واسمع قولي وأطع أمري‪ .‬يا ابن البكر البت‪++‬ول‪ ،‬إني خلقت‪++‬ك من غ‪++‬ير‬
‫فحل‪ ،‬وجعلتك وأمك آية للعالمين‪ ،‬فإياي فاعبد‪ ،‬وعلي فتوكل‪ ،‬وخ‪++‬ذ الكت‪++‬اب‬
‫بقوة‪ .‬قال عيسى عليه السالم‪ :‬أي رب‪ ،‬أي كتاب آخذ بقوة؟‪...‬قال‪ :‬خذ كت‪++‬اب‬
‫اإلنجيل بقوة‪ ،‬ففسره ألهل السريانية‪ ،‬وأخبرهم أني أنا هللا ال إله إال أنا الحي‬
‫القيوم البديع الدائم‪ ،‬الذي ال زوال له‪ ،‬فآمنوا باهلل ورسوله الن‪+‬بي األمي ال‪+‬ذي‬
‫يكون في آخر الزمان‪ ،‬فصدقوه واتبعوه صاحب الجمل والمدرعة واله‪++‬راوة‬
‫والتاج‪ ،‬األنجل العين‪ ،‬المقرون الحاجبين‪ ،‬صاحب الكس‪++‬اء ال‪++‬ذي إنم‪++‬ا نس‪++‬له‬
‫من المباركة ‪ -‬يعني خديجة ‪ -‬يا عيسى‪ ،‬لها بيت من لؤلؤ من قصب موصل‬
‫بالذهب‪ ،‬ال يسمع فيه أذى وال نصب‪ ،‬له‪++‬ا ابن‪++‬ة ‪ -‬يع‪++‬ني فاطم‪++‬ة‪ ،‬وله‪++‬ا ابن‪++‬ان‬
‫فيستشهدان ‪ -‬يعني الحسن والحسين ‪ -‬طوبى لمن سمع كالمه وأدرك زمان‪++‬ه‬
‫وشهد أيامه‪ .‬قال عيسى عليه السالم‪ :‬ي‪+‬ا رب‪ ،‬وم‪+‬ا ط‪+‬وبى؟ ق‪+‬ال‪ :‬ش‪+‬جرة في‬
‫الجنة‪ ،‬أنا غرستها بيدي وأس‪++‬كنتها مالئك‪++‬تي‪ ،‬أص‪++‬لها من رض‪++‬وان‪ ،‬وماؤه‪++‬ا‬
‫من تسنيم"‪.‬وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪-‬‬
‫قال {طوبى} في الجنة‪ ،‬حملها مثال ثدي النساء‪ ،‬فيه حلل أهل الجنة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ال‪++‬دنيا في الع‪++‬زاء‪ ،‬وابن أبي ح‪++‬اتم عن خال‪++‬د بن مع‪++‬دان ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬إن في الجن‪+‬ة ش‪+‬جرة يق‪++‬ال ل‪++‬ه ط‪+‬وبى‪ ،‬ض‪++‬روع كله‪+‬ا‪،‬‬
‫ترضع صبيان أهل الجنة‪ ،‬فمن مات من الص‪++‬بيان ال‪++‬ذين يرض‪++‬عون‪ ،‬رض‪++‬ع‬
‫من طوبى‪ ،‬وإن سقط المرأة يكون في نهر من أنه‪+‬ار الجن‪+‬ة يتقلب في‪+‬ه ح‪++‬تى‬
‫تقوم القيامة‪ ،‬فيبعث ابن أربعين سنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن شهر بن حوش‪++‬ب ق‪++‬ال {ط‪++‬وبى} ش‪++‬جرة‬
‫في الجنة‪ ،‬كل شجرة في الجنة منها أغصانها من وراء سور الجنة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن وهب بن منبه ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫إن في الجنة شجرة يقال لها ط‪++‬وبى‪ ،‬يس‪++‬ير ال‪++‬راكب في ظله‪++‬ا مائ‪++‬ة ع‪++‬ام م‪++‬ا‬
‫يقطعها‪ ،‬زهرها رياط‪ ،‬وورقها برود‪ ،‬وقضبانها عنبر‪ ،‬وبطحاؤه‪++‬ا ي‪++‬اقوت‪،‬‬
‫وترابه‪++‬ا ك‪++‬افور‪ ،‬ووحله‪++‬ا مس‪++‬ك‪ ،‬يخ‪++‬رج من أص‪++‬لها أنه‪++‬ار الخم‪++‬ر واللبن‬
‫والعسل‪ ،‬وهي مجلس من مجالس أهل الجنة‪ ،‬ومتحدث بينهم‪.‬‬
‫فبينم‪++‬ا هم في مجلس‪++‬هم‪ ،‬إذ أتتهم مالئك‪++‬ة من ربهم يق‪++‬ودون خيم‪++‬ا مزموم‪++‬ة‬
‫بسالسل من ذهب‪ ،‬وجوهها كالمصابيح من حسنها‪ ،‬ووبرها كخد المرع‪++‬زي‬
‫من لينه‪ ،‬عليه‪+‬ا رح‪+‬ال ألواحه‪+‬ا من ي‪+‬اقوت‪ ،‬ودفوفه‪+‬ا من ذهب‪ ،‬وثيابه‪+‬ا من‬
‫سندس واستبرق‪ ،‬فينيخونها ويقولون‪ :‬ربنا أرسلنا إليكم ل‪++‬تزوره‪ .‬فيركبوه‪++‬ا‪،‬‬
‫فهي أس‪++‬رع من الط‪++‬ائر وأوط‪++‬أ من الف‪++‬راش‪ ،‬نجب‪++‬اء من غ‪++‬ير مهن‪++‬ة‪ ،‬يس‪++‬ير‬
‫الرجل إلى جنب أخيه وهو يكلمه ويناجي‪++‬ه‪ ،‬ال يص‪++‬يب أذن راحل‪++‬ة منه‪++‬ا أذن‬
‫ص‪++‬احبتها‪ ،‬وال ت‪++‬زل راحل‪++‬ة بزل‪++‬ل ص‪++‬احبتها‪ ،‬ح‪++‬تى أن الش‪++‬جرة لتنحى عن‬
‫طرقهم لئال يفرق بين الرجل وأخيه‪.‬‬
‫فيأتون إلى الرحمن الرحيم‪ ،‬فيسفر لهم عن وجهه الكريم حتى ينظروا إلي‪++‬ه‪،‬‬
‫فإذا رأوه قالوا‪ :‬اللهم أنت السالم ومنك الس‪++‬الم وح‪++‬ق ل‪++‬ك الجالل واإلك‪++‬رام‪.‬‬
‫ويقول عز وجل عند ذل‪++‬ك‪ :‬أن‪++‬ا الس‪++‬الم وم‪++‬ني الس‪++‬الم وعليكم حقت رحم‪++‬تي‬
‫ومحبتي‪ ،‬مرحبا بعبادي الذين خش‪++‬وني ب‪++‬الغيب وأط‪++‬اعوا أم‪++‬ري‪ .‬فيقول‪++‬ون‪:‬‬
‫ربنا إنا لم نعبدك حق عبادتك ولم نقدرك ح‪++‬ق ق‪++‬درك‪ ،‬ف‪++‬أذن لن‪++‬ا في الس‪++‬جود‬
‫قدامك‪ .‬فيقول هللا عز وجل‪ :‬إنها ليست ب‪++‬دار نص‪++‬ب وال عب‪++‬ادة‪ ،‬ولكنه‪++‬ا دار‬
‫ملك ونعيم‪ ،‬وإني قد رفعت عنكم نصب العبادة فس‪+‬لوني م‪+‬ا ش‪+‬ئتم‪ ،‬ف‪+‬إن لك‪+‬ل‬
‫رجل منكم أمنيته‪ .‬فيسألونه حتى إن أقصرهم أمنية ليقول‪ :‬رب‪ ،‬تنافس أه‪++‬ل‬
‫الدنيا في دنياهم فتض‪+‬ايقوا فيه‪+‬ا‪ .‬رب‪ ،‬ف‪+‬ائتني ك‪+‬ل ش‪+‬يء ك‪+‬انوا في‪+‬ه من ي‪+‬وم‬
‫خلقتها إلى أن انتهت الدنيا‪ ،‬فيقول هللا ع‪++‬ز وج‪++‬ل‪ :‬لق‪++‬د قص‪++‬رت ب‪++‬ك أمنيت‪++‬ك‪،‬‬
‫ولقد س‪+‬ألت دون منزلت‪+‬ك‪ ،‬ه‪++‬ذا ل‪++‬ك م‪+‬ني وس‪+‬أتحفك بمنزل‪++‬تي‪ ،‬ألن‪+‬ه ليس في‬
‫عطائي نكد وال تصريد‪ ،‬ثم يقول‪ :‬اعرضوا على عبادي م‪++‬ا لم تبل‪++‬غ أم‪++‬انيهم‬
‫ولم يخطر على بال‪.‬‬
‫فيعرض‪++‬ون عليهم ح‪++‬تى تقص‪++‬ر بهم أم‪++‬انيهم ال‪++‬تي في أنفس‪++‬هم‪ ،‬فيك‪++‬ون فيم‪++‬ا‬
‫يعرض‪++‬ون عليهم‪ :‬ب‪++‬راذين مقرن‪++‬ة‪ ،‬على ك‪++‬ل أربع‪++‬ة منهم س‪++‬رير من ياقوت‪++‬ة‬
‫واحدة‪ ،‬على كل منها قبة من ذهب مفرغة‪ ،‬في كل قبة منها فرش من ف‪++‬رش‬
‫الجنة مظاهرة‪ ،‬في كل قبة منها جاريتان من الحور العين‪ ،‬على ك‪++‬ل جاري‪++‬ة‬
‫منهن ثوبان من ثياب الجنة‪ ،‬وليس في الجنة ألوان إال وه‪++‬و فيهم‪++‬ا‪ ،‬وال ريح‬
‫طيب‪++‬ة إال وق‪++‬د عبقت‪++‬ا ب‪++‬ه‪ ،‬ينف‪++‬ذ ض‪++‬وء وجوههم‪++‬ا غل‪++‬ظ القب‪++‬ة‪ ،‬ح‪++‬تى يظن من‬
‫يراهما أنهما من دون القبة‪ ،‬يرى مخهما من فوق أس‪++‬رتهما كالس‪++‬لك األبيض‬
‫من ياقوتة حمراء‪ ،‬يريان له من الفضل على ص‪++‬احبته كفض‪++‬ل الش‪++‬مس على‬
‫الحجارة‪ ،‬أو أفض‪++‬ل‪ .‬وي‪++‬رى ه‪++‬و لهم‪++‬ا مث‪++‬ل ذل‪++‬ك‪ ،‬ثم ي‪++‬دخل إليهم‪++‬ا فيجيئآن‪++‬ه‬
‫ويقبالنه ويعانقانه‪ ،‬ويقوالن له‪ :‬وهللا ما ظننا أن هللا يخلق مثل ذل‪++‬ك‪ .‬ثم ي‪+‬أمر‬
‫هللا تعإلى المالئكة فيسيرون بهم صفا في الجنة‪ ،‬حتى ينتهي ك‪++‬ل رج‪++‬ل منهم‬
‫إلى منزله الذي أعد له"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم من وجه آخر‪ ،‬عن وهب بن منب‪++‬ه ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫عن محمد بن علي بن الحسين بن فاطمة قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪" :‬إن في الجنة شجرة يقال لها ط‪++‬وبى‪ ،‬ل‪++‬و يس‪++‬ير ال‪++‬راكب الج‪++‬واب في‬
‫ظلها‪ ،‬لسار فيه مائة ع‪+‬ام قب‪+‬ل أن يقطع‪+‬ه‪ ،‬وورقه‪+‬ا ب‪+‬رود خض‪++‬ر‪ ،‬وزهره‪++‬ا‬
‫رياط ص‪++‬فر‪ ،‬وأقتاده‪++‬ا س‪++‬ندس واس‪++‬تبرق‪ ،‬وثمره‪++‬ا حل‪++‬ل خض‪++‬ر‪ ،‬وص‪++‬مغها‬
‫زنجبيل وعسل‪ ،‬وبطحاؤه‪++‬ا ي‪++‬اقوت أحم‪++‬ر وزم‪++‬رد أخض‪++‬ر‪ ،‬وترابه‪++‬ا مس‪++‬ك‬
‫وعنبر‪ ،‬وكافور أصفر‪ ،‬وحشيشها زعفران منبع‪ ،‬واألجوج ناججان في غير‬
‫وق‪++‬ود‪ ،‬ينفج‪++‬ر من أص‪++‬لها‪ .‬أنهاره‪++‬ا السلس‪++‬بيل والمعين في الرحي‪++‬ق‪ ،‬وظله‪++‬ا‬
‫مجلس من مجالس أهل الجنة يألفونه‪ ،‬ومتحدث يجمعهم‪.‬‬
‫فبينما هم يوما في ظلها يتحدثون‪ ،‬إذ جاءتهم مالئكة يق‪+‬ودون نجب‪+‬ا جبلت من‬
‫الي‪++‬اقوت ثم نفخ فيه‪++‬ا ال‪++‬روح‪ ،‬مزموم‪++‬ة بسالس‪++‬ل من ذهب ك‪++‬أن وجوهه‪++‬ا‬
‫المصابيح نض‪++‬ارة‪ ،‬وبره‪++‬ا خ‪++‬ز أحم‪++‬ر ومرع‪++‬ز أحم‪++‬ر يخترط‪++‬ان‪ .‬لم ينظ‪++‬ر‬
‫الناظرون إلى مثله حسنا وبهاء‪ ،‬وال من غير مهان‪++‬ة‪ ،‬عليه‪++‬ا رح‪++‬ال ألواحه‪++‬ا‬
‫من الدر والياقوت‪ ،‬مفضضة باللؤلؤ والمرجان فأن‪+‬اخوا إليهم تل‪+‬ك النج‪+‬ائب‪،‬‬
‫ثم ق‪++‬الوا لهم‪ :‬ربكم يق‪++‬رئكم الس‪++‬الم ويس‪++‬تزيركم لتنظ‪++‬روا إلي‪++‬ه وينظ‪++‬ر إليكم‪،‬‬
‫وتحيون‪++‬ه ويح‪++‬ييكم‪ ،‬وتكلمون‪++‬ه ويكلمكم ويزي‪++‬دكم من فض‪++‬له وس‪++‬عته إن‪++‬ه ذو‬
‫رحمة واسعة وفضل عظيم‪.‬‬
‫فتحول ك‪++‬ل رج‪++‬ل منهم على راحلت‪++‬ه ح‪++‬تى انطلق‪++‬وا ص‪++‬فا واح‪++‬دا معت‪++‬دال‪ ،‬ال‬
‫يفوت من‪++‬ه ش‪++‬يء وال يف‪++‬وت أذن ناق‪++‬ة أذن ص‪++‬احبتها‪ ،‬وال برك‪++‬ة ناق‪++‬ة برك‪++‬ة‬
‫صاحبها‪ ،‬وال يمرون بشجرة من أش‪++‬جار الجن‪++‬ة إال أتحفتهم بثمره‪++‬ا ورجلت‬
‫لهم عن طريقها كراهية أن تثلم صفهم‪ ،‬أو تفرق بين رجل ورفيقه‪.‬‬
‫فلم‪++‬ا دفع‪++‬وا إلى الجب‪++‬ار تع‪++‬الى‪ ،‬س‪++‬فر لهم عن وجه‪++‬ه الك‪++‬ريم وتجلى لهم في‬
‫عظمته العظيم يحييهم بالسالم‪ .‬فقالوا‪ :‬ربنا أنت الس‪++‬الم‪ ،‬ومن‪++‬ك الس‪++‬الم‪ ،‬ل‪++‬ك‬
‫ح‪++‬ق الجالل واإلك‪++‬رام‪ .‬ق‪++‬ال لهم ربهم‪ :‬أن‪++‬ا الس‪++‬الم وم‪++‬ني الس‪++‬الم ولي ح‪++‬ق‬
‫الجالل واإلك‪++‬رام‪ ،‬فمرحب‪++‬ا بعب‪++‬ادي ال‪++‬ذين حفظ‪++‬وا وص‪++‬يتي ورع‪++‬وا عه‪++‬دي‬
‫وخافوني بالغيب‪ ،‬وكانوا م‪++‬ني على ك‪++‬ل ح‪++‬ال مش‪++‬فقين‪ .‬ق‪++‬الوا‪ :‬أم‪++‬ا وعزت‪++‬ك‬
‫وعظمتك وجاللك وعلو مكانك‪ ،‬ما قدرناك ح‪++‬ق ق‪++‬درك‪ ،‬وال أدين‪+‬ا إلي‪+‬ك ك‪+‬ل‬
‫حق‪++‬ك‪ ،‬ف‪++‬أذن لن‪++‬ا بالس‪++‬جود ل‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال لهم ربهم‪ :‬إني ق‪++‬د وض‪++‬عت عنكم مؤن‪++‬ة‬
‫العب‪++‬ادة وأرحت لكم أب‪++‬دانكم طالم‪++‬ا نص‪++‬بتم لي األب‪++‬دان وأعنتم لي الوج‪++‬وه‪،‬‬
‫فاآلن أفضتم إلى روحي ورحمتي وكرام‪+‬تي وط‪+‬ولي وجاللي وعل‪+‬و مك‪+‬اني‬
‫وعظمة شأني‪.‬‬
‫فما يزالون في األماني والعطايا والمواهب حتى أن المقصر منهم في أمنيت‪++‬ه‬
‫ليتمنى مثل جميع الدنيا منذ يوم خلقها هللا تعالى إلى يوم يفنيها‪.‬‬
‫ق‪++‬ال لهم ربهم‪ :‬لق‪++‬د قص‪++‬رتم في أم‪++‬انيكم ورض‪++‬يتم ب‪++‬دون م‪++‬ا يح‪++‬ق لكم‪ ،‬فق‪++‬د‬
‫أوجبت لكم ما سألتم وتمنيتم‪ ،‬وألحقت بكم وزدتكم ما قصرت عنه أمانيكم‪...‬‬
‫ف‪++‬انظروا إلى م‪++‬واهب ربكم ال‪++‬تي وهبكم‪...‬ف‪++‬إذا بقب‪++‬اب في الرفي‪++‬ق األعلى‬
‫وغ‪++‬رف مبني‪++‬ة من ال‪++‬در والمرج‪++‬ان‪ ،‬أبوابه‪++‬ا من ذهب وس‪++‬ررها من ي‪++‬اقوت‬
‫وفرش‪+++‬ها من س‪+++‬ندس واس‪+++‬تبرق‪ ،‬ومنابره‪+++‬ا من ن‪+++‬ور يف‪+++‬ور من أبوابه‪+++‬ا‪،‬‬
‫وأعراصها نور مث‪+‬ل ش‪+‬عاع الش‪+‬مس عن‪+‬ده مث‪+‬ل الك‪+‬وكب ال‪+‬دري في النه‪+‬ار‬
‫المضيء‪ ،‬وإذا بقصور شامخة في أعلى عل‪++‬يين من الي‪++‬اقوت يزه‪++‬ر نوره‪++‬ا‪.‬‬
‫فلوال أنه مسخر إذن اللتمع األبصار‪ ،‬فما كان من تلك القصور من الي‪++‬اقوت‬
‫األبيض‪ ،‬فهو مفروش بالحرير األبيض‪ .‬وما كان منها من الياقوت األحم‪++‬ر‪،‬‬
‫فهو مفروش بالعبقري‪ .‬وما كان منها من الي‪++‬اقوت األخض‪++‬ر‪ ،‬فه‪++‬و مف‪++‬روش‬
‫بالس‪++‬ندس األخض‪++‬ر‪ .‬وم‪++‬ا ك‪++‬ان منه‪++‬ا من الي‪++‬اقوت األص‪++‬فر‪ ،‬فه‪++‬و مف‪++‬روش‬
‫ب‪++‬األرجوان األص‪++‬فر مبوب‪++‬ة ب‪++‬الزمرد األخض‪++‬ر وال‪++‬ذهب األحم‪++‬ر والفض‪++‬ة‬
‫البيضاء‪ .‬قواعدها وأركانها من الجوهر‪ ،‬وشرفها قباب من لؤل‪++‬ؤ‪ ،‬وبروجه‪++‬ا‬
‫غرف من المرجان‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآليات ‪... ...29 - 27‬‬
‫فلم‪+‬ا انص‪+‬رفوا إلى م‪+‬ا أعط‪+‬اهم ربهم‪ ،‬ق‪+‬ربت لهم ب‪+‬راذين من ي‪+‬اقوت أبيض‬
‫منف‪+‬وخ فيه‪+‬ا ال‪+‬روح‪ ،‬بجنبه‪+‬ا الول‪+‬دان المخل‪+‬دون‪ ،‬بي‪+‬د ك‪+‬ل ولي‪+‬د منهم حكم‪+‬ة‬
‫برذون من تلك البراذين‪ ،‬ولجمها وأعنتها من فض‪++‬ة بيض‪++‬اء منظوم‪++‬ة بال‪++‬در‬
‫والياقوت‪ ،‬سروجها سرر موضونة مفروشة بالسندس واالستبرق‪ ،‬ف‪++‬انطلقت‬
‫بهم تلك البراذين تزف بهم وتطأ رياض الجنة‪.‬‬
‫فلم‪+++‬ا انته‪+++‬وا إلى من‪+++‬ازلهم وج‪+++‬دوا المالئك‪+++‬ة قع‪+++‬ودا على من‪+++‬ابر من ن‪+++‬ور‬
‫ينتظ‪++‬رونهم ل‪++‬يزوروهم ويص‪++‬افحوهم ويهن‪++‬وهم كرام‪++‬ة ربهم‪ .‬فلم‪++‬ا دخل‪++‬وا‬
‫قصورهم وجدوا فيها جميع ما تطاول به عليهم ربهم مما سألوا وتمنوا‪ ،‬وإذا‬
‫على باب كل قصر من تلك القصور أربعة جن‪++‬ان {جنت‪++‬ان} {ذوات‪++‬ا أفن‪++‬ان}‬
‫وجنتان {مدهامتان} و (فيهما عينان نض‪++‬اختان) (س‪++‬ورة ال‪++‬رحمن آي‪++‬ة ‪)66‬‬
‫وفيهم‪++‬ا من ك‪++‬ل فاكه‪++‬ة زوج‪++‬ان و (ح‪++‬ور مقص‪++‬ورات في الخي‪++‬ام) (س‪++‬ورة‬
‫الرحمن آية ‪)72‬‬
‫فلما تبوأوا منازلهم واستقروا ق‪++‬رارهم‪ ،‬ق‪++‬ال لهم ربهم‪ :‬ه‪++‬ل وج‪++‬دتم م‪++‬ا وع‪++‬د‬
‫ربكم حق‪++‬ا؟ ق‪++‬الوا‪ :‬نعم وربن‪++‬ا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ل رض‪++‬يتم بث‪++‬واب ربكم؟ ق‪++‬الوا‪ :‬ربن‪++‬ا‬
‫رض‪++‬ينا ف‪++‬ارض عن‪++‬ا‪ .‬ق‪++‬ال‪ :‬برض‪++‬اي عنكم حللتم داري ونظ‪++‬رتم إلى وجهي‬
‫وصافحتم مالئكتي‪ ،‬فهنيئا هنيئا لكم عطاء غير مجذوذ ليس في‪++‬ه تنغيص وال‬
‫تصريد‪ ،‬فعند ذلك قالوا‪ :‬الحمد هلل الذي أذهب عنا الحزن وأحلنا دار المقام‪++‬ة‬
‫من فض‪++‬له‪ ،‬ال يمس‪++‬نا فيه‪++‬ا نص‪++‬ب وال يمس‪++‬نا فيه‪++‬ا لغ‪++‬وب‪ ،‬إن ربن‪++‬ا لغف‪++‬ور‬
‫شكور"‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد‪ ،‬عن زيد مولى بني مخزوم قال‪ :‬سمعت أب‪++‬ا هري‪++‬رة ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬يقول‪ :‬إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة ع‪++‬ام‬
‫ال يقطعها‪ ،‬واقرؤوا إن شئتم (وظل ممدود) فبلغ ذلك كعبا ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬فقال‪ :‬صدق والذي أنزل التوراة على موسى‪ ،‬والفرقان على محم‪++‬د ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم‪ .‬لو أن رجال ركب حقة أو جذعة ثم دار بأص‪++‬ل تل‪++‬ك الش‪++‬جرة‬
‫م‪+‬ا بلغه‪+‬ا ح‪+‬تى يس‪+‬قط هرم‪+‬ا‪ .‬إن هللا ع‪+‬ز وج‪+‬ل غرس‪+‬ها بي‪+‬ده ونفخ فيه‪+‬ا من‬
‫روحه‪ ،‬وإن أفنانها من وراء سور الجنة‪ ،‬وما في الجن‪++‬ة نه‪++‬ر إال يخ‪++‬رج من‬
‫أصل تلك الشجرة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مغيث بن س‪++‬مي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪{ :‬ط‪++‬وبى}‬
‫شجرة في الجنة‪ ،‬لو أن رجال ركب قلوصا ج‪++‬ذعا أو جذع‪++‬ة‪ ،‬ثم دار به‪++‬ا‪ ،‬لم‬
‫يبلغ المكان الذي ارتحل منه حتى يموت هرما‪ .‬وما من أهل الجنة م‪++‬نزل إال‬
‫غصن من تلك الشجرة متدل عليهم‪ ،‬ف‪++‬إذا أرادوا أن ي‪++‬أكلوا من الثم‪++‬رة ت‪++‬دلى‬
‫إليهم فيأكلون ما شاؤوا‪ .‬ويجيء الطير فيأكلون منه قديدا وشويا ما شاؤوا ثم‬
‫يطير‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة عن أبي ص‪++‬الح ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪{ :‬ط‪++‬وبى}‬
‫شجرة في الجنة‪ ،‬لو أن راكبا ركب حقة أو جذعة فأطاف به‪++‬ا‪ ،‬م‪++‬ا بل‪++‬غ ذل‪++‬ك‬
‫الموضع الذي ركب فيه حتى يقتله الهرم‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عمر ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬ذكر عند الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا عليه وسلم {طوبى} فقال النبي صلى هللا عليه وسلم‪" :‬يا أبا بك‪++‬ر‪،‬‬
‫هل بلغك طوبى؟ قال‪ :‬هللا تع‪++‬الى ورس‪++‬وله أعلم‪ .‬ق‪++‬ال‪{ :‬ط‪++‬وبى} ش‪++‬جرة في‬
‫الجنة ال يعلم طولها إال هللا تعالى‪ ،‬يسير ال‪++‬راكب تحت غص‪++‬ن من أغص‪++‬انها‬
‫سبعين خريفا‪ .‬ورقها الحلل‪ ،‬يقع عليها الطير كأمثال البخت‪ .‬قال أب‪++‬و بك‪++‬ر ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ : -‬إن ذلك الطير ناعم‪ ،‬قال‪ :‬أنعم من‪++‬ه من يأكل‪++‬ه‪ ،‬وأنت منهم‬
‫يا أبا بكر إن شاء هللا"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪" :‬طوبى‪ ،‬شجرة في الجن‪++‬ة غرس‪++‬ها هللا بي‪++‬ده ونفخ فيه‪++‬ا‬
‫من روحه‪ ،‬وإن أغصانها لترى من وراء سور الجنة‪ ،‬تنبت الحلي‪ ،‬والثم‪++‬ار‬
‫منهدلة على أفواهها"‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وهناد بن الس‪++‬ري في الزه‪++‬د‪ ،‬وابن‬
‫جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن مغيث بن سمي ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪{ :‬ط‪++‬وبى} ش‪++‬جرة في الجن‪++‬ة ليس في الجن‪++‬ة دار إال يظله‪++‬ا‬
‫غصن من أغصانها‪ ،‬فيه من ألوان الثم‪++‬ر‪ .‬ويق‪++‬ع عليه‪++‬ا ط‪++‬ير أمث‪++‬ال البخت‪،‬‬
‫فإذا اشتهى الرج‪+‬ل ط‪+‬يرا دع‪+‬اه فيق‪+‬ع على خوان‪+‬ه‪ ،‬فيأك‪+‬ل من إح‪+‬دى جانبي‪+‬ه‬
‫شواء‪ ،‬واآلخر قديدا‪ ،‬ثم يصير طائرا فيطير فيذهب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ال‪++‬دنيا في الع‪++‬زاء‪ ،‬وابن أبي ح‪++‬اتم عن خال‪++‬د بن مع‪++‬دان ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬إن في الجنة ش‪+‬جرة يق‪+‬ال له‪+‬ا ط‪+‬وبى‪ ،‬كله‪+‬ا ض‪+‬روع‪،‬‬
‫فمن مات من الصبيان الذين يرضعون رضع من طوبى‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن س‪++‬عيد بن جب‪++‬ير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{طوبى لهم} قال‪ :‬غبطة {وحسن مآب} قال‪ :‬حسن مرجع‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن السدي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬وحسن مآب} قال‪ :‬حس‪++‬ن‬
‫منقلب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬مثله‪.‬‬
‫@ اآلية ‪30‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في قوله {وهم يكفرون بالرحمن} قال‪ :‬ذكر لنا أن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وس‪++‬لم ‪ -‬زمن الحديبي‪++‬ة ‪ -‬حين ص‪++‬الح ق‪++‬ريش‪ ،‬كتب في الكت‪++‬اب‪" :‬بس‪++‬م هللا‬
‫الرحمن الرحيم‪ .‬فقالت قريش‪ :‬أما الرحمن فال نعرف‪+‬ه‪ ،‬وك‪+‬ان أه‪+‬ل الجاهلي‪+‬ة‬
‫يكتبون‪ :‬باسمك اللهم‪ .‬فقال أصحابه‪ :‬دعنا نقاتلهم‪ .‬قال‪ :‬ال‪ ،‬ولكن اكتب‪+‬وا كم‪+‬ا‬
‫يريدون"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر‪ ،‬عن ابن جريج في اآلية قال‪ :‬هذا لم‪++‬ا ك‪++‬اتب‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قريشا في الحديبي‪++‬ة‪ ،‬كتب "بس‪++‬م هللا ال‪++‬رحمن‬
‫ال‪+‬رحيم‪ .‬فق‪+‬الوا‪ :‬ال نكتب ال‪+‬رحمن وم‪+‬ا ن‪+‬دري م‪+‬ا ال‪+‬رحمن!‪...‬وم‪+‬ا نكتب إال‬
‫باسمك اللهم" فأنزل هللا تعالى {وهم يكفرون بالرحمن} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وإلي‪++‬ه مت‪++‬اب} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫توبتي‪.‬‬
‫@ اآليات ‪34 - 31‬‬
‫أخ‪++‬رج الط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قالوا للن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬إن ك‪++‬ان كم‪++‬ا تق‪++‬ول‪ ،‬فأرن‪++‬ا‬
‫أشياخنا الذين من الموتى نكلمهم‪ ،‬وأفسح لنا هذه الجبال ‪ -‬جبال مك‪++‬ة ‪ -‬ال‪++‬تي‬
‫قد ضمتنا‪ .‬فنزلت {ولو أن قرآنا سيرت ب‪++‬ه الجب‪++‬ال أو قطعت ب‪++‬ه األرض أو‬
‫كلم به الموتى}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن مردويه‪ ،‬عن عطية العوفي ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قالوا لمحمد صلى هللا عليه وسلم "ل‪++‬و س‪++‬يرت لن‪++‬ا جب‪++‬ال مك‪++‬ة‬
‫حتى تتسع فنحرث فيها‪ ،‬أو قطعت لنا األرض كما كان سليمان عليه الس‪++‬الم‬
‫يقطع لقومه بالريح‪ ،‬أو أحييت لنا الموتى كما كان عيسى عليه السالم يح‪++‬يي‬
‫الموتى لقومه‪ .‬فأنزل هللا تعالى {ولو أن قرآنا س‪++‬يرت ب‪++‬ه الجب‪++‬ال‪ }...‬اآلي‪++‬ة‪،‬‬
‫إلى قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال‪ :‬أفلم يت‪++‬بين ال‪++‬ذين آمن‪++‬وا؟ "ق‪++‬الوا‪ :‬ه‪++‬ل‬
‫تروي هذا الحديث عن أحد من أصحاب النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم؟ ق‪++‬ال‪:‬‬
‫عن أبي سعيد الخدري ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي‬
‫هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قال المشركون من قريش لرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫لو وسعت لنا أودية مكة وسيرت جبالها فاحترثناه‪++‬ا‪ ،‬وأح‪++‬ييت من م‪++‬ات من‪++‬ا‬
‫واقطع به األرض‪ ،‬أو كلم به الموتى‪...‬فأنزل هللا {ولو أن قرآنا}‪.‬‬
‫وأخرج أبو يعلى وأبو نعيم في الدالئل‪ ،‬وابن مردويه عن الزبير بن العوام ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬لم‪++‬ا ن‪++‬زلت (وأن‪++‬ذر عش‪++‬يرتك األق‪++‬ربين) (س‪++‬ورة‬
‫الشعراء‪ ،‬آية ‪ )214‬صاح رسول هللا صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم على أبي ق‪++‬بيس‪:‬‬
‫"يا آل عبد مناف‪ ،‬إني نذير فجاءته قريش‪ ،‬فحذرهم وأنذرهم‪ .‬فق‪++‬الوا‪ :‬ت‪++‬زعم‬
‫أنك نبي يوحى إليك‪ ،‬وإن سليمان عليه الس‪++‬الم س‪++‬خرت ل‪++‬ه ال‪++‬ريح والجب‪++‬ال‪،‬‬
‫وإن موسى عليه السالم سخر له البحر‪ ،‬وإن عيسى عليه السالم ك‪++‬ان يح‪++‬يي‬
‫الم‪++‬وتى‪ ،‬ف‪++‬ادع هللا أن يس‪++‬ير عن‪++‬ا ه‪++‬ذه الجب‪++‬ال‪ ،‬ويفج‪++‬ر لن‪++‬ا األرض أنه‪++‬ارا‬
‫فنتخذها محارث‪ ،‬فنزرع ونأكل وإال‪ ،‬فادع هللا أن يحيي لن‪++‬ا الم‪++‬وتى فنكلمهم‬
‫ويكلمونا وإال‪ ،‬فادع هللا أن يجعل هذه الصخرة التي تحتك ذهبا فننحت منه‪++‬ا‬
‫وتغنين‪++‬ا عن رحل‪++‬ة الش‪++‬تاء والص‪++‬يف‪ ،‬فإن‪++‬ك ت‪++‬زعم أن‪++‬ك كه‪++‬يئتهم‪ .‬فبين‪++‬ا نحن‬
‫حوله‪ ،‬إذ نزل عليه الوحي‪ ،‬فلما سري عنه الوحي قال‪ :‬والذي نفسي بيده لقد‬
‫أعطاني هللا ما سألتم‪ ،‬ول‪++‬و ش‪++‬ئت لك‪++‬ان‪ ،‬ولكن‪++‬ه خ‪++‬يرني بين أن ت‪++‬دخلوا ب‪++‬اب‬
‫الرحمة فيؤمن مؤمنكم‪ ،‬وبين أن يكلكم إلى ما اخ‪++‬ترتم ألنفس‪++‬كم فتض‪++‬لوا عن‬
‫ب‪+‬اب الرحم‪+‬ة وال ي‪+‬ؤمن م‪+‬ؤمنكم‪ ،‬ف‪+‬اخترت ب‪+‬اب الرحم‪+‬ة وي‪+‬ؤمن م‪+‬ؤمنكم‪،‬‬
‫وأخ‪++‬برني إن أعط‪++‬اكم ذل‪++‬ك ثم كف‪++‬رتم يع‪++‬ذبكم ع‪++‬ذابا ال يعذب‪++‬ه أح‪++‬دا من‬
‫العالمين"‪ .‬فنزلت (وما منعنا أن نرس‪++‬ل باآلي‪++‬ات إال إن ك‪++‬ذب به‪++‬ا األول‪++‬ون)‬
‫(س‪++‬ورة اإلس‪++‬راء‪ ،‬آي‪++‬ة ‪ )59‬ح‪++‬تى ق‪++‬رأ ثالث آي‪++‬ات‪ .‬ون‪++‬زلت {ول‪++‬و أن قرآن‪++‬ا‬
‫سيرت به الجبال‪ }...‬اآلية‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة أن هذه اآلية {ولو أن قرآنا سيرت به الجب‪++‬ال أو‬
‫قطعت به األرض أو كلم به الموتى} مكية‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاهد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ول‪++‬و أن قرآن‪++‬ا‬
‫سيرت به الجبال} اآلية قال‪ :‬قول كفار قريش لمحمد صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪:‬‬
‫سير جبالنا تتسع لنا أرضنا فإنها ضيقة‪ ،‬أو قرب لنا الشام فإنا نتجر إليها‪ ،‬أو‬
‫أخرج لنا آباءنا من القبور نكلمهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫قالوا‪ :‬سير بالقرآن الجبال‪ ،‬قطع بالقرآن األرض‪ ،‬أخرج به موتانا‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر عن الض‪++‬حاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال كف‪++‬ار مك‪++‬ة‬
‫لمحمد صلى هللا عليه وسلم‪ :‬سير لنا الجبال كم‪++‬ا س‪++‬خرت ل‪++‬داود‪ ،‬وقط‪++‬ع لن‪++‬ا‬
‫األرض كما قطعت لسليمان عليه السالم فاغد بها شهرا ورح بها ش‪++‬هرا‪ ،‬أو‬
‫كلم لنا الموتى كما كان عيسى عليه السالم يكلمهم‪ .‬يقول‪ :‬لم أنزل بهذا كتابا‪،‬‬
‫ولكن‪ ،‬كان شيئا أعطيته أنبيائي ورسلي"‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن الش‪++‬عبي‬
‫‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قالت ق‪++‬ريش لرس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬إن‬
‫كنت نبيا كما تزعم‪ ،‬فباعد عن مك‪++‬ة أخش‪++‬بيها ه‪++‬ذين مس‪++‬يرة أربع‪++‬ة أي‪++‬ام‪ ،‬أو‬
‫خمسة أيام‪ ،‬فإنه‪++‬ا ض‪++‬يقة ح‪++‬تى ن‪++‬زرع فيه‪++‬ا أو ن‪++‬رعى‪ ،‬وابعث لن‪++‬ا آبائن‪++‬ا من‬
‫الموتى حتى يكلمونا ويخبرونا أنك نبي‪ ،‬أو احملنا إلى الشام أو إلى اليمن أو‬
‫إلى الحيرة‪ ،‬حتى نذهب ونجيء في ليل‪++‬ة كم‪++‬ا زعمت أن‪++‬ك فعلت‪++‬ه‪ .‬ف‪++‬أنزل هللا‬
‫تعالى {ولو أن قرآنا سيرت به الجبال} اآلية‪.‬‬
‫وأخرج إسحق وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{بل هلل األمر جميعا} ال يصنع من ذلك إال ما يشاء‪ ،‬ولم يكن ليفعل‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وسعيد بن منصور وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما ‪ -‬أنه كان يقرأ {أفلم ييأس الذين آمنوا}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن األنب‪++‬اري في المص‪++‬احف‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي‬
‫هللا عنهما ‪ -‬أنه قرأ [أفلم يتبين الذين آمنوا] فقيل له‪ :‬إنها في المصحف {أفلم‬
‫ييأس} فقال‪ :‬أظن الكاتب كتبها وهو ناعس‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن علي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه كان يقرأ[أفلم يتبين الذين‬
‫آمنوا]‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪{ -‬أفلم ييأس} يقول‪ :‬يعلم‪.‬‬
‫وأخرج الطس‪++‬تي عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬أن ن‪++‬افع بن األزرق‬
‫سأله عن قوله {أفلم ييأس الذين آمنوا} قال‪ :‬أفلم يعلم‪ ،‬بلغة بني مال‪++‬ك‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫وهل تعرف العرب ذلك؟ قال‪ :‬نعم‪ .‬أما سمعت مالك بن عوف يقول‪:‬‬
‫لقد يئس األقوام أني أنا ابنه * وإن كنت عن أرض العشيرة نائيا‬
‫وأخرج ابن األنباري‪ ،‬عن أبي صالح ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬في قوله {أفلم‬
‫ييأس الذين آمنوا} قال‪ :‬أفلم يعلم‪ ،‬بلغة هوازن‪ .‬وأنشد ق‪++‬ول مال‪++‬ك بن ع‪++‬وف‬
‫النضري‪:‬‬
‫أقول لهم بالشعب إذا ييئسونني * ألم تعلم أني ابن فارس زهدم؟!‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪{ -‬أفلم‬
‫ييأس الذين آمنوا} قال‪ :‬أفلم يعلم الذين آمنوا؟‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬أفلم ييأس الذين آمنوا} قال‪:‬‬
‫ألم يعرف الذين آمنوا‪.‬‬
‫وأخرج أبو الش‪+‬يخ عن ابن زي‪+‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪+‬ه ‪{ -‬أفلم يي‪+‬أس} ق‪++‬ال‪ :‬أفلم‬
‫يعلم‪ .‬ومن الن‪++‬اس من يقرؤه‪++‬ا ( (أفلم يت‪++‬بين) ) وإنم‪++‬ا ه‪++‬و كاالس‪++‬تنقاء‪ ،‬أفلم‬
‫يعقلوا ليعلموا أن هللا يفعل ذلك؟ لم ييأسوا من ذلك وهم يعلمون أن هللا تعالى‬
‫لو شاء فعل ذلك‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن أبي العالي‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬أفلم‬
‫ييأس الذين آمنوا} قال‪ :‬قد يئس الذين آمنوا أن يهدوا‪ ،‬ول‪++‬و ش‪++‬اء هللا {له‪++‬دى‬
‫الناس جميعا}‪.‬‬
‫وأخرج الفريابي وابن جرير وابن مردويه من طري‪++‬ق عكرم‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {تص‪++‬يبهم بم‪++‬ا ص‪++‬نعوا‬
‫قارعة} قال‪ :‬السرايا‪.‬‬
‫وأخرج الطيالسي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ وابن‬
‫مردويه والبيهقي في الدالئل‪ ،‬من طريق سعيد بن جبير ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {وال ي‪++‬زال ال‪++‬ذين كف‪++‬روا‬
‫تصيبهم بما صنعوا قارع‪++‬ة} ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬رية {أو تح‪++‬ل قريب‪++‬ا من دارهم} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أنت يا محمد {حتى يأتي وعد هللا} قال فتح مكة‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن أبي سعيد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {تصيبهم بما‬
‫صنعوا قارعة} قال‪ :‬سرية من سرايا رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم {أو‬
‫تحل} يا محمد {قريبا من دارهم}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وال‪++‬بيهقي في‬
‫الدالئل‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪{ :‬القارع‪++‬ة} الس‪++‬رايا {أو تح‪++‬ل‬
‫قريبا من دارهم} قال‪ :‬الحديبية {حتى يأتي وعد هللا} قال‪ :‬فتح مكة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عكرمة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {وال يزال ال‪++‬ذين‬
‫كفروا‪ }...‬اآلية‪ .‬قال‪ :‬نزلت بالمدينة في سرايا الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪.‬‬
‫{أو تحل} أنت يا محمد {قريبا من دارهم}‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم من طري‪++‬ق عكرم‪++‬ة‪ ،‬عن‬
‫ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارعة} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫نكبة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق العوفي‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي‬
‫هللا عنهما ‪ -‬في قوله {تصيبهم بما صنعوا قارع‪++‬ة} ق‪++‬ال‪ :‬ع‪++‬ذاب من الس‪++‬ماء‬
‫{أو تحل قريبا من دارهم} يعني‪ ،‬نزول رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم بهم‬
‫وقتاله إياهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الحسن ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {أو تح‪++‬ل قريب‪++‬ا‬
‫من دارهم} قال‪ :‬أو تح‪++‬ل القارع‪++‬ة قريب‪++‬ا من دارهم {ح‪++‬تى ي‪++‬أتي وع‪++‬د هللا}‬
‫قال‪ :‬يوم القيامة‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬ولقد استهزئ برسل من قبلك}‬
‫وأخرج أبو الشيخ وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عم‪++‬ر ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫كان رجل خلف النبي صلى هللا عليه وسلم يحاكيه ويلمطه‪ ،‬فرآه النبي صلى‬
‫هللا عليه وسلم فقال‪" :‬كذلك فكن"‪ .‬فرجع إلى أهله فلبط به مغش‪++‬يا ش‪++‬هرا‪ ،‬ثم‬
‫أفاق حين أفاق وهو كما حاكى رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} قال‪ :‬يعني بذلك نفسه‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن عط‪++‬اء ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{أفمن ه‪++‬و ق‪++‬ائم على ك‪++‬ل نفس بم‪++‬ا كس‪++‬بت} ق‪++‬ال‪ :‬هللا تع‪++‬الى‪ ،‬ق‪++‬ائم بالقس‪++‬ط‬
‫والعدل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬أفمن هو قائم على كل نفس‬
‫بم‪++‬ا كس‪++‬بت} ق‪++‬ال‪ :‬ذلكم ربكم تب‪++‬ارك وتع‪++‬الى‪ ،‬ق‪++‬ائم على ب‪++‬ني آدم ب‪++‬أرزاقهم‬
‫وآجالهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪+‬ر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪ ،‬عن الض‪+‬حاك ‪ -‬رض‪+‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬في قوله {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت} قال‪ :‬هللا عز وج‪++‬ل‪،‬‬
‫القائم على كل نفس {بما كسبت} على رزقها وعلى عمله‪++‬ا‪ .‬وفي لف‪++‬ظ‪ :‬ق‪++‬ائم‬
‫على كل بر وفاجر‪ ،‬يرزقهم ويكلؤهم ثم يشرك به منهم من أشرك {وجعل‪++‬وا‬
‫هلل شركاء} يقول‪ :‬آلهة معه {قل سموهم} ولو سموا آله‪++‬ة لك‪++‬ذبوا وق‪++‬الوا في‬
‫ذلك غير الحق‪ ،‬ألن هللا تعالى واحد ال شريك له {أم تنبئون‪++‬ه بم‪++‬ا ال يعلم في‬
‫األرض} يق‪++‬ول‪ :‬ال يعلم هللا تع‪++‬الى في األرض إله‪++‬ا غ‪++‬يره {أم بظ‪++‬اهر من‬
‫القول} يقول‪ :‬أم بباطل من القول وكذب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ‪ ،‬عن ابن جريج ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬أفمن هو‬
‫قائم على كل نفس بما كسبت} يعني بذلك نفسه‪ ،‬يقول {قائم على ك‪++‬ل نفس}‬
‫على كل بر وفاجر {بم‪++‬ا كس‪++‬بت} وعلى رزقهم‪ ،‬وعلى طع‪++‬امهم‪ ،‬فأن‪++‬ا على‬
‫ذلك وهم عبيدي‪ ،‬ثم جعلوا لي شركاء {قل سموهم} ول‪+‬و س‪+‬موهم ك‪+‬ذبوا في‬
‫ذلك ال يعلم هللا تعالى من إله غير هللا‪ ،‬فذلك قوله {أم تنبئون‪++‬ه بم‪++‬ا ال يعلم في‬
‫األرض}‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن ربيعة الجرشي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن‪+‬ه ق‪++‬ام في الن‪+‬اس‬
‫يوما‪ ،‬فقال‪ :‬اتقوا هللا في السرائر وما ترخى علي‪++‬ه الس‪++‬تور‪...‬م‪++‬ا ب‪++‬ال أح‪++‬دكم‬
‫ينزع عن الخطيئة للنبطي يمر به‪ ،‬واألمة من إمائه‪ ،‬وهللا تعالى يقول {أفمن‬
‫هو قائم على كل نفس بما كسبت} ويحكم فأجلوا مقام هللا سبحانه وتعالى‪ :‬ما‬
‫يؤمن أحدكم أن يمسخه قردا أو خ‪+‬نزيرا بمعص‪+‬يته إي‪+‬اه‪ ،‬ف‪+‬إذا ه‪+‬و خ‪+‬زي في‬
‫الدنيا وعقوبة في اآلخ‪++‬رة‪ .‬فق‪++‬ال رج‪++‬ل من الق‪++‬وم‪ :‬وهللا ال‪++‬ذي ال إل‪++‬ه إال ه‪++‬و‪،‬‬
‫ليكونن ذاك يا ربيعة‪ ،‬فنظر القوم من الحالف فإذا هو عبد الرحمن بن غنم‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم وأب‪+‬و الش‪+‬يخ‪،‬‬
‫عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {أم بظ‪++‬اهر من الق‪++‬ول} ق‪++‬ال‪ :‬بظن‬
‫{بل زين للذين كفروا مكرهم} قال‪ :‬قولهم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {أم‬
‫بظاهر من القول} قال‪ :‬الظاهر من القول‪ ،‬هو الباطل‪.‬‬
‫@ اآلية ‪35‬‬
‫أخرج ابن أبي حاتم وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{مثل الجنة} قال‪ :‬نعت الجنة‪ ،‬ليس للجنة مثل‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن إبراهيم التيمي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في‬
‫قوله {أكلها دائم} قال‪ :‬لذتها دائمة في أفواههم‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن خارجة بن مصعب ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬كفرت الجهمية بآيات من القرآن‪ ،‬قالوا‪ :‬إن الجن‪++‬ة تنف‪++‬د‪ ،‬ومن ق‪++‬ال تنف‪++‬د‬
‫فقد كفر بالقرآن‪ .‬قال هللا تعالى (إن هذا لرزقنا ما ل‪++‬ه من نف‪++‬اد) (س‪++‬ورة ص‪،‬‬
‫آية ‪ )54‬وقال‪( :‬ال مقطوعة وال ممنوعة) (سورة الواقعة‪ ،‬آية ‪ )33‬فمن ق‪++‬ال‬
‫أنها تنقطع فقد كفر‪ .‬وقال‪ :‬عطاء غير مجذوذ‪ ،‬فمن قال أنها تنقطع فقد كف‪++‬ر‪.‬‬
‫وقال {أكلها دائم وظلها} فمن قال أنها ال تدوم‪ ،‬فقد كفر‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ‪ ،‬عن مالك بن أنس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ما من شيء من ثمار الدنيا أشبه بثمار الجنة من الم‪++‬وز‪ ،‬ألن‪++‬ك ال تطلب‪++‬ه في‬
‫صيف وال شتاء إال وجدته‪ .‬قال هللا تعالى {أكلها دائم}‪.‬‬
‫@ اآليات ‪40 - 36‬‬
‫أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وأبو الشيخ‪ ،‬عن قتادة ‪ -‬رض‪+‬ي‬
‫هللا عنه ‪ -‬في قوله {والذين آتيناهم الكت‪++‬اب يفرح‪++‬ون بم‪++‬ا أن‪++‬زل إلي‪++‬ك} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫أولئك أص‪++‬حاب محم‪++‬د ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬فرح‪++‬وا بكت‪++‬اب هللا وبرس‪++‬وله‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وصدقوا به {ومن األح‪++‬زاب من ينك‪++‬ر بعض‪++‬ه} يع‪++‬ني‬
‫اليهود والنصارى والمجوس‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وأب‪++‬و الش‪++‬يخ عن ابن زي‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إلي‪++‬ك} ق‪++‬ال‪ :‬ه‪++‬ذا من آمن برس‪++‬ول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم من أهل الكت‪++‬اب‪ ،‬يفرح‪++‬ون ب‪++‬ذلك‪ .‬وق‪++‬رأ (ومنهم من‬
‫يؤمن به ومنهم من ال يؤمن به) (سورة يونس‪ ،‬آية ‪{ )40‬ومن األحزاب من‬
‫ينكر بعضه} قال‪ :‬األحزاب‪ ،‬األمم اليهود والنص‪++‬ارى والمج‪++‬وس‪ ،‬منهم من‬
‫آمن به‪ ،‬ومنهم من أنكره‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪ -‬في قوله {ومن األحزاب} قال‪ :‬من أهل الكت‪+‬اب {من ينك‪+‬ر بعض‪+‬ه} ق‪+‬ال‪:‬‬
‫بعض القرآن‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم وأب‪++‬و الش‪++‬يخ‪،‬‬
‫عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {وإلي‪++‬ه م‪++‬آب} ق‪++‬ال‪ :‬إلي‪++‬ه مص‪++‬ير ك‪++‬ل‬
‫عبد‪.‬‬
‫وأخرج أبو الشيخ عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {م‪++‬ا ل‪++‬ك من هللا‬
‫من ولي وال واق} قال‪ :‬من أحد يمنعك من عذاب هللا تعالى‪.‬‬
‫وأخرج ابن ماجة وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم والط‪++‬براني وأب‪++‬و الش‪++‬يخ وابن‬
‫مردويه من طريق قتادة‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن سمرة قال‪ :‬نهى رسول هللا ص‪++‬لى‬
‫هللا عليه وسلم عن التبتل‪ ،‬وقرأ قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬ولقد أرسلنا رس‪++‬ال‬
‫من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية}‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ح‪++‬اتم وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن س‪++‬عد بن هش‪++‬ام ق‪++‬ال‪ :‬دخلت على‬
‫عائشة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنه‪++‬ا ‪ -‬فقلت‪ :‬إني أري‪++‬د أن أتبت‪++‬ل‪ .‬ق‪++‬الت‪ :‬ال تفع‪++‬ل‪ ،‬أم‪++‬ا‬
‫سمعت هللا يقول {ولقد أرسلنا رسال من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي‪ ،‬عن أبي أي‪++‬وب ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أربع من سنن المرسلين‪ :‬التعط‪++‬ر‬
‫والنكاح والسواك والختان"‪.‬‬
‫وأخرجه عبد الرزاق في المصنف بلفظ "الختان والسواك والتعطر والنك‪++‬اح‬
‫من سنتي"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وأبو الش‪++‬يخ‪ ،‬عن الض‪++‬حاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{لكل أجل كتاب} يقول‪ :‬لكل كتاب ينزل من السماء أجل فيمحو هللا من ذلك‬
‫ما يشاء {ويثبت وعنده أم الكتاب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قالت قريش حين أنزل {وما كان لرسول أن يأتي بآية‬
‫إال بإذن هللا} ما نراك يا محمد تملك من شيء ولقد فرغ من األم‪++‬ر‪ .‬ف‪++‬أنزلت‬
‫هذه اآلية تخويفا لهم ووعي‪++‬دا لهم {يمح‪++‬و هللا م‪++‬ا يش‪++‬اء ويثبت} إن‪++‬ا إن ش‪++‬ئنا‬
‫أحدثنا له من أمرنا ما شئنا‪ ،‬ويحدث هللا تعالى في كل رمضان فيمحو هللا م‪++‬ا‬
‫يش‪+++‬اء {ويثبت} من أرزاق الن‪+++‬اس ومص‪+++‬ائبهم‪ ،‬وم‪+++‬ا يعطيهم وم‪+++‬ا يقس‪+++‬م‬
‫لهم‪.‬وأخرج عبد الرزاق والفريابي وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم‬
‫والبيهقي في الشعب‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {يمح‪++‬و‬
‫هللا ما يشاء ويثبت} قال‪ :‬ينزل هللا تع‪++‬الى في ك‪++‬ل ش‪++‬هر رمض‪++‬ان إلى س‪++‬ماء‬
‫الدنيا‪ ،‬يدبر أمر السنة إلى السنة في ليلة الق‪++‬در‪ ،‬فيمح‪++‬و م‪++‬ا يش‪++‬اء ويثبت‪ ،‬إال‬
‫الشقوة والسعادة‪ ،‬والحياة والممات‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪-‬‬
‫{يمحو هللا ما يشاء} هو الرجل‪ ،‬يعمل الزمان بطاعة هللا‪ ،‬ثم يع‪+‬ود لمعص‪++‬ية‬
‫هللا تعالى فيموت على ضالله‪ ،‬فهو ال‪++‬ذي يمح‪++‬و وال‪++‬ذي يثبت‪ ،‬الرج‪++‬ل ال‪++‬ذي‬
‫يعمل بمعصية هللا تعالى وقد سبق ل‪+‬ه خ‪+‬ير ح‪+‬تى يم‪+‬وت وه‪+‬و في طاع‪+‬ة هللا‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪+‬ر ومحم‪+‬د بن نص‪++‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪++‬اتم والح‪++‬اكم‬
‫وصححه‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪{ -‬يمحو هللا م‪++‬ا يش‪++‬اء ويثبت}‬
‫ق‪++‬ال‪ :‬من أح‪++‬د الكت‪++‬ابين هم‪++‬ا كتاب‪++‬ان يمح‪++‬و هللا م‪++‬ا يش‪++‬اء من أح‪++‬دهما ويثبت‬
‫{وعنده أم الكتاب} أي جملة الكتاب‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬إن هلل لوح‪++‬ا‬
‫محفوظا مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء‪ ،‬له دفتان من ياقوت‪ ،‬والدفتان‬
‫لوحان هلل ك‪++‬ل ي‪++‬وم ثالث وس‪++‬تون لحظ‪++‬ة يمح‪++‬و م‪++‬ا يش‪++‬اء {ويثبت وعن‪++‬ده أم‬
‫الكتاب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه والطبراني‪ ،‬عن أبي الدرداء‬
‫‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم‪" :‬إن هللا تع‪++‬الى‬
‫ينزل في ثالث ساعات يبقين من الليل فينسخ الذكر في الساعة األولى منها‪،‬‬
‫ينظر في الذكر الذي ال ينظر فيه أحد غيره‪ ،‬فيمحو ما يشاء ويثبت‪ .‬ثم ينزل‬
‫في الساعة الثانية إلى جن‪++‬ة ع‪++‬دن‪ ،‬وهي داره ال‪++‬تي لم تره‪++‬ا عين ولم تخط‪++‬ر‬
‫على قلب بش‪++‬ر‪ ،‬ال يس‪++‬كنها من ب‪++‬ني آدم غ‪++‬ير ثالث‪++‬ة‪ :‬النب‪++‬يين والص‪++‬ديقين‬
‫والشهداء‪ ،‬ثم يقول‪ :‬طوبى لمن نزلك‪ .‬ثم ينزل في الساعة الثالثة إلى الس‪++‬ماء‬
‫الدنيا بروحه ومالئكته‪ ،‬فتنتفض‪ ،‬فيقول‪ :‬قومي بع‪++‬زتي‪ ،‬ثم يطل‪++‬ع إلى عب‪++‬اده‬
‫فيقول‪ :‬هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داع فأجيبه؟ ح‪++‬تى يص‪++‬لى الفج‪++‬ر‪،‬‬
‫وذلك قوله (إن قرآن الفجر كان مشهودا) (سورة اإلس‪++‬راء‪ ،‬آي‪++‬ة ‪ )78‬يق‪++‬ول‪:‬‬
‫يشهده هللا ومالئكة الليل والنهار‪.‬‬
‫وأخرج الطبراني في األوسط وابن مردويه بس‪++‬ند ض‪++‬عيف‪ ،‬عن ابن عم‪++‬ر ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬سمعت رسول هللا صلى هللا عليه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪{ " :‬يمح‪++‬و‬
‫هللا ما يشاء ويثبت} إال الشقوة والسعادة‪ ،‬والحياة والموت"‪.‬‬
‫وأخرج ابن سعد وابن جرير وابن مردويه‪ ،‬عن الكل‪++‬بي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪-‬‬
‫في اآلية قال‪" :‬يمحو من الرزق ويزيد فيه‪ ،‬ويمحو من األج‪++‬ل ويزي‪++‬د في‪++‬ه"‪.‬‬
‫فقيل له‪ :‬من حدثك به‪++‬ذا؟ ق‪++‬ال‪ :‬أب‪++‬و ص‪++‬الح عن ج‪++‬ابر بن عب‪++‬د هللا بن رب‪++‬اب‬
‫األنصاري‪ ،‬عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أن الن‪+‬بي ص‪+‬لى هللا‬
‫عليه وسلم سئل عن قوله {يمحو هللا م‪+‬ا يش‪+‬اء ويثبت} ق‪++‬ال‪" :‬ذل‪++‬ك ك‪+‬ل ليل‪++‬ة‬
‫القدر‪ ،‬يرفع ويخفض ويرزق‪ ،‬غير الحياة والموت والشقاوة والس‪++‬عادة‪ ،‬ف‪++‬إن‬
‫ذلك ال يزول"‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه وابن عس‪++‬اكر‪ ،‬عن علي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‪++‬ه س‪++‬أل‬
‫رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم عن ه‪++‬ذه اآلي‪++‬ة فق‪++‬ال ل‪++‬ه "ألق‪++‬رن عيني‪++‬ك‬
‫بتفسيرها‪ ،‬وألقرن عين أمتي بع‪++‬دي بتفس‪++‬يرها‪ ،‬الص‪++‬دقة على وجهه‪++‬ا‪ ،‬وب‪++‬ر‬
‫الوالدين‪ ،‬واصطناع المعروف‪ ،‬يحول الشقاء س‪++‬عادة ويزي‪++‬د في العم‪++‬ر ويقي‬
‫مصارع السوء"‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم وصححه عن ابن عباس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ال ينف‪++‬ع‬
‫الحذر من القدر‪ ،‬ولكن هللا يمحو بالدعاء ما يشاء من القدر‪.‬‬
‫وأخرج ابن جري‪++‬ر عن قيس بن عب‪++‬اد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬العاش‪++‬ر من‬
‫رجب‪ ،‬هو يوم يمحو هللا فيه ما يشاء‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الشعب‪ ،‬عن قيس بن عب‪++‬اد ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬هلل أمر في كل ليلة العاشر من أشهر الحرم‪ ،‬أما العشر‬
‫من األضحى‪ ،‬فيوم النحر‪ .‬وأم‪+‬ا العش‪+‬ر من المح‪++‬رم‪ ،‬في‪+‬وم عاش‪+‬وراء‪ .‬وأم‪+‬ا‬
‫العشر من رجب‪ ،‬ففيه {يمحو هللا ما يشاء ويثبت} قال‪ :‬ونس‪++‬يت م‪++‬ا ق‪++‬ال في‬
‫ذي القعدة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د بن حمي‪++‬د وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن عم‪++‬ر بن الخط‪++‬اب ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‪++‬ه ق‪++‬ال وه‪++‬و يط‪++‬وف ب‪++‬البيت‪ :‬اللهم إن كنت كتبت علي‬
‫شقاوة أو ذنبا فامحه‪ ،‬فإنك تمحو ما تشاء وتثبت‪ ،‬وعن‪++‬دك أم الكت‪++‬اب فاجعل‪++‬ه‬
‫سعادة ومغفرة‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن أبي ش‪++‬يبة في المص‪++‬نف وابن أبي ال‪++‬دنيا في ال‪++‬دعاء‪ ،‬عن ابن‬
‫مسعود ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬ما دعا عبد قط بهذه ال‪++‬دعوات‪ ،‬إال وس‪++‬ع هللا‬
‫ل‪++‬ه في معيش‪++‬ته‪ ،‬ي‪++‬ا ذا المن وال يمن علي‪++‬ه‪ ،‬ي‪++‬ا ذا الجالل واإلك‪++‬رام‪ ،‬ي‪++‬ا ذا‬
‫الطول‪ ،‬ال إله إال أنت ظهر الالجين وجار المستجيرين ومأمن الخ‪++‬ائفين‪ ،‬إن‬
‫كنت كتبتني في أم الكتاب شقيا فامح عني اسم الشقاء‪ ،‬وأثبتني عندك سعيدا‪،‬‬
‫وإن كنت كتبت‪++‬ني عن‪++‬دك في أم الكت‪++‬اب محروم‪++‬ا مق‪++‬ترا علي رزقي‪ ،‬ف‪++‬امح‬
‫حرماني ويس‪+‬ر رزقي وأثبت‪+‬ني عن‪+‬دك س‪+‬عيدا موفق‪+‬ا للخ‪+‬ير‪ ،‬فإن‪+‬ك تق‪+‬ول في‬
‫كتابك الذي أنزلت {يمحو هللا ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه والبيهقي في شعب اإليمان‪ ،‬عن الس‪++‬ائب بن ملج‪++‬ان من‬
‫أهل الشام ‪ -‬وكان قد أدرك الصحابة رضي هللا عنهم ‪ -‬قال‪ :‬لما دخل عمر ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬الشام‪ ،‬حمد هللا وأثنى عليه ووعظ وذكر وأم‪++‬ر ب‪++‬المعروف‬
‫ونهى عن المنكر‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قام فينا خطيب‪++‬ا‬
‫كقي‪++‬امي فيكم‪ ،‬ف‪++‬أمر بتق‪++‬وى هللا وص‪++‬لة ال‪++‬رحم وص‪++‬الح ذات ال‪++‬بين‪ ،‬وق‪++‬ال‪:‬‬
‫"عليكم بالجماعة فإن يد هللا على الجماعة وإن الشيطان مع الواحد‪ ،‬وهو من‬
‫اإلثنين أبعد‪ .‬ال يخلون رجل بامرأة‪ ،‬فإن الشيطان ثالثهما‪ ،‬ومن ساءته سيئته‬
‫وسرته حسنته‪ ،‬فهو أمارة المسلم الم‪++‬ؤمن‪ ،‬وأم‪++‬ارة المن‪++‬افق ال‪++‬ذي ال تس‪++‬وءه‬
‫سيئته وال تسره حسنته‪ ،‬إن عم‪++‬ل خ‪++‬يرا لم ي‪++‬رج من هللا في ذل‪++‬ك ثواب‪++‬ا‪ ،‬وإن‬
‫عمل شرا لم يخف من هللا في ذلك الشر عقوبة‪ ،‬وأجملوا في طلب الدنيا ف‪++‬إن‬
‫هللا قد تكفل بأرزاقكم‪ ،‬وكل سيتم له عمله الذي كان عامال‪ ،‬استعينوا هللا على‬
‫أعمالكم‪ ،‬فإنه يمحو ما يشاء ويثبت وعن‪+‬ده أم الكت‪+‬اب " ص‪+‬لى هللا على نبين‪+‬ا‬
‫محمد وآله وعليه السالم ورحمة هللا‪ ،‬السالم عليكم‪ .‬قال البيهقي ‪ -‬رضي هللا‬
‫عنه ‪ : -‬هذه خطبة عم‪+‬ر بن الخط‪+‬اب ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪ -‬على أه‪+‬ل الش‪+‬ام‪،‬‬
‫أثرها عن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردوي‪++‬ه وال‪++‬ديلمي‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ك‪++‬ان أب‪++‬و رومي من ش‪++‬ر أه‪++‬ل زمان‪++‬ه‪ ،‬وك‪++‬ان ال ي‪++‬دع ش‪++‬يئا من المح‪++‬ارم إال‬
‫ارتكبه‪ ،‬وكان النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم يق‪++‬ول‪" :‬لئن رأيت أب‪++‬ا رومي في‬
‫بعض أزقة المدين‪++‬ة‪ ،‬ألض‪++‬ربن عنق‪++‬ه‪ ،‬وإن بعض أص‪++‬حاب الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم‪ ،‬أتاه ضيف له فقال المرأته‪ :‬اذهبي إلى أبي رومي فخذي لنا منه‬
‫بدرهم طعاما حتى ييسره هللا تعالى‪ .‬فقالت له‪ " :‬إنك تبعث‪++‬ني إلى أبي رومي‬
‫وهو من أفسق أهل المدينة؟!‪..‬فقال‪ :‬اذهبي‪ ،‬فليس عليك منه بأس إن شاء هللا‬
‫تعالى‪ ،‬فانطلقت إليه فضربت عليه الباب‪ ،‬فقال‪ :‬من هذا؟ قالت‪ :‬فالن‪++‬ة‪ .‬ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ما كنت لنا بزوارة‪ ،‬ففتح لها الباب فأخذها بكالم رفث ومد يده إليها‪ ،‬فأخ‪+‬ذها‬
‫رعدة شديدة‪ .‬فقال لها‪ :‬ما شأنك؟ قالت‪ :‬إن هذا عمل ما عملته ق‪++‬ط‪ .‬ق‪++‬ال أب‪++‬و‬
‫رومي‪ :‬ثكلت أبا رومي أمه‪ ،‬هذا عمل عمله منذ هو ص‪++‬غير ال تأخ‪++‬ذه رع‪+‬دة‬
‫وال يبالي‪ ،‬على أبي رومي عهد هللا‪ ،‬إن عاد لشيء من هذا أبدا‪ ،‬فلما أص‪++‬بح‬
‫غدا على النبي صلى هللا عليه وسلم فقال‪" :‬مرحبا بأبي رومي‪ ،‬وأخذ يوس‪++‬ع‬
‫له بالمكان‪ ،‬وقال له ي‪++‬ا اب‪++‬ا رومي‪ ،‬م‪++‬ا عملت البارح‪++‬ة؟ فق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬ا عس‪++‬ى أن‬
‫أعمل يا نبي هللا؟ أنا شر أهل األرض‪ .‬فقال النبي ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ :‬إن‬
‫هللا قد حول مكتبك إلى الجنة‪ .‬فقال {يمحو هللا ما يشاء ويثبت} "‪.‬‬
‫وأخرج يعقوب بن سفيان وأبو نعيم‪ ،‬عن ابن عباس رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ق‪++‬ال‪:‬‬
‫ك‪++‬ان أب‪++‬و رومي من ش‪++‬ر أه‪++‬ل زمان‪++‬ه‪ ،‬وك‪++‬ان ال ي‪++‬دع ش‪++‬يئا من المح‪++‬ارم إال‬
‫ارتكبه‪ ،‬فلما غد على النبي صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪ ،‬فلم‪++‬ا رآه الن‪++‬بي ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم من بعيد قال‪" :‬مرحبا بأبي رومي‪ ،‬وأخذ يوسع له المكان‪ ،‬فق‪++‬ال‪:‬‬
‫يا أبا رومي‪ ،‬ما عملت البارحة؟ قال‪ :‬ما عسى أن أعمل يا نبي هللا؟ أن‪++‬ا ش‪++‬ر‬
‫أهل األرض‪ ،‬فقال له النبي صلى هللا عليه وسلم‪ :‬إن هللا قد حول مكتب‪++‬ك إلى‬
‫الجنة‪ ،‬فقال {يمحو هللا ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب} "‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {يمح‪++‬و هللا م‪++‬ا‬
‫يشاء ويثبت} قال‪ :‬إن هللا ي‪++‬نزل ك‪++‬ل ش‪++‬يء يك‪++‬ون في الس‪++‬نة في ليل‪++‬ة الق‪++‬در‪،‬‬
‫فيمحو ما يشاء من اآلجال واألرزاق والمقادير‪ ،‬إال الشقاء والسعادة‪ ،‬فإنهم‪++‬ا‬
‫ثابتان‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن منص‪++‬ور ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬س‪++‬ألت مجاه‪++‬دا ‪-‬‬
‫رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬فقلت‪ :‬أرأيت دع‪++‬اء أح‪++‬دنا يق‪++‬ول‪ :‬اللهم إن ك‪++‬ان اس‪++‬مي في‬
‫الس‪+++‬عداء فأثبت‪+++‬ه فيهم‪ ،‬وإن ك‪+++‬ان في األش‪+++‬قياء فامح‪+++‬ه منهم‪ ،‬واجعل‪+++‬ه في‬
‫السعداء؟‪...‬فقال‪ :‬حسن‪ .‬ثم لقيته بعد ذلك بحول أو أكثر من ذلك‪ ،‬فس‪++‬ألته عن‬
‫ذلك فقال (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يف‪++‬رق ك‪++‬ل أم حكيم)‬
‫(سورة الدخان‪ ،‬آية ‪ 3‬و ‪ )4‬قال‪ :‬يعني في ليلة القدر‪ ،‬ما يكون في الس‪++‬نة من‬
‫رزق أو مص‪++‬يبة‪ ،‬ثم يق‪++‬دم م‪++‬ا يش‪++‬اء وي‪++‬ؤخر م‪++‬ا يش‪++‬اء‪ .‬فأم‪++‬ا كت‪++‬اب الش‪++‬قاء‬
‫والسعادة‪ ،‬فهو ثابت ال يغير‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{يمحو هللا ما يش‪++‬اء ويثبت} ق‪++‬ال‪ :‬إال الحي‪++‬اة والم‪++‬وت‪ ،‬والش‪++‬قاء و الس‪++‬عادة‪،‬‬
‫فإنهما ال يتغيران‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير‪ ،‬عن ش‪++‬قيق بن أبي وائ‪++‬ل ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان مم‪++‬ا يك‪++‬ثر أن ي‪++‬دعو‬
‫بهؤالء الدعوات‪ :‬اللهم إن كنت كتبتن‪++‬ا أش‪++‬قياء‪ ،‬فامحن‪++‬ا واكتبن‪++‬ا س‪++‬عداء‪ ،‬وإن‬
‫كنت كتبتنا سعداء فأثبتنا‪ ،‬فإنك تمحو ما تشاء وتثبت‪ ،‬وعندك أم الكتاب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر والط‪++‬براني‪ ،‬عن ابن مس‪++‬عود ‪ -‬رض‪++‬ي هللا ‪-‬‬
‫أنه كان يقول‪ :‬اللهم إن كنت كتبتني في الس‪++‬عداء‪ ،‬ف‪++‬أثبتني في الس‪++‬عداء‪ ،‬وإن‬
‫كنت كتبتني في األشقياء‪ ،‬فامحني من األش‪++‬قياء وأثبت‪++‬ني في الس‪++‬عداء‪ ،‬فإن‪++‬ك‬
‫تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن كعب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن‪++‬ه ق‪++‬ال لعم‪++‬ر ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬يا أمير المؤمنين‪ ،‬لوال آية في كتاب هللا‪ ،‬ألنبأتك بما هو كائن إلى ي‪++‬وم‬
‫القيامة‪ .‬قال‪ :‬وم‪+‬ا هي؟ ق‪+‬ال‪ :‬ق‪+‬ول هللا {يمح‪+‬و هللا م‪+‬ا يش‪+‬اء ويثبت وعن‪+‬ده أم‬
‫الكتاب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن الضحاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في اآلي‪++‬ة‪ ،‬ق‪++‬ال‪ :‬يق‪++‬ول‪:‬‬
‫أنسخ ما شئت وأصنع في اآلجال ما شئت‪ ،‬وإن ش‪++‬ئت زدت فيه‪++‬ا وإن ش‪++‬ئت‬
‫نقصت {وعنده أم الكتاب} قال‪ :‬جملة الكتاب وعلمه‪ ،‬يع‪+‬ني ب‪+‬ذلك م‪+‬ا ينس‪+‬خ‬
‫منه وما يثبت‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في المدخل‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {يمحو هللا ما يشاء ويثبت} ق‪++‬ال‪ :‬يب‪++‬دل‬
‫هللا ما يشاء من القرآن فينسخه‪ ،‬ويثبت ما يشاء فال يبدله {وعنده أم الكتاب}‬
‫يقول‪ :‬وجملة ذلك عنده في أم الكتاب الناسخ والمنسوخ‪ ،‬وما يبدل وما يثبت‪،‬‬
‫كل ذلك في كتاب هللا تعالى‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن قتادة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {يمحو هللا ما يش‪++‬اء‬
‫ويثبت} قال‪ :‬هي مثل قوله (ما ننس‪++‬خ من آي‪++‬ة أو ننس‪++‬ها ن‪++‬أت بخ‪++‬ير منه‪++‬ا أو‬
‫مثلها) (سورة البقرة‪ ،‬آية ‪ )106‬وقوله {وعنده أم الكتاب} أي جملة الكت‪++‬اب‬
‫وأصله‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن زيد في اآلية ق‪++‬ال {يمح‪++‬و هللا م‪++‬ا‬
‫يشاء}‪ :‬مما ينزل على األنبي‪++‬اء {ويثبت} م‪++‬ا يش‪++‬اء مم‪++‬ا ي‪++‬نزل على األنبي‪++‬اء‬
‫{وعنده أم الكتاب} ال يغير وال يبدل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن جريج ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬يمح‪++‬و هللا م‪++‬ا يش‪++‬اء}‬
‫قال‪ :‬ينسخ {وعنده أم الكتاب} قال‪ :‬الذكر‪.‬‬
‫(يتبع‪)...‬‬
‫@(تابع‪ :)1 ...‬اآليات ‪... ...40 - 36‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن عكرم‪++‬ة ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {يمح‪++‬و هللا م‪++‬ا يش‪++‬اء ويثبت} ق‪++‬ال‪ :‬يمح‪++‬و هللا اآلي‪++‬ة باآلي‪++‬ة‬
‫{وعنده أم الكتاب} قال‪ :‬أصل الكتاب‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم‪ ،‬عن الحسن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{لكل أجل كتاب} قال‪ :‬أجل بني آدم في كتاب {يمحو هللا ما يشاء} قال‪ :‬من‬
‫جاء أجله {ويثبت} قال‪ :‬من لم يجيء أجله بعد‪ ،‬فهو يجري إلى أجله‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن الحس‪++‬ن ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عن‪++‬ه ‪ -‬في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪{ :‬يمح‪++‬و هللا} رزق ه‪++‬ذا الميت {ويثبت} رزق ه‪++‬ذا‬
‫المخلوق الحي‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قوله {يمحو هللا‬
‫ما يشاء ويثبت} قال‪ :‬يثبت في البطن الشقاء والسعادة‪ ،‬وكل شيء هو كائن‪،‬‬
‫فيقدم منه ما يشاء ويؤخر ما يشاء‪.‬‬
‫وأخرج الحاكم عن أبي الدرداء ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا‬
‫عليه وسلم قرأ {يمحو هللا ما يشاء ويثبت} مخففة‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قول‪++‬ه {وعن‪++‬ده أم‬
‫الكتاب} قال‪ :‬الذكر‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬وعنده أم الكت‪++‬اب} ق‪++‬ال‪:‬‬
‫الذكر‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج عب‪++‬د ال‪++‬رزاق وابن جري‪++‬ر‪ ،‬عن س‪++‬يار عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬أنه سأل كعبا رضي هللا عن‪++‬ه عن أم الكت‪++‬اب‪ ،‬فق‪++‬ال‪ :‬علم هللا م‪++‬ا ه‪++‬و‬
‫خالق وما خلقه عاملون‪ .‬فقال لعلمه‪ :‬كن كتابا‪ .‬فكان كتابا‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي ح‪++‬اتم عن الس‪++‬دي ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وعن‪++‬ده أم الكت‪++‬اب}‬
‫يقول‪ :‬عنده الذي ال يبدل‪.‬‬
‫@ اآليات ‪42 - 41‬‬
‫أخرج ابن مردويه عن أبي هريرة ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ق‪++‬ال رس‪++‬ول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم في قوله {ننقصها من أطرافها} قال‪ :‬ذهاب العلماء‪.‬‬
‫وأخرج عبد ال‪++‬رزاق وابن أبي ش‪++‬يبة ونعيم بن حم‪++‬اد في الفتن‪ ،‬وابن جري‪++‬ر‬
‫وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وص‪++‬ححه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهم‪++‬ا ‪ -‬في قول‪++‬ه {ننقص‪++‬ها من أطرافه‪++‬ا} ق‪++‬ال‪ :‬م‪++‬وت علمائه‪++‬ا وفقهائه‪++‬ا‬
‫وذهاب خيار أهلها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{ننقصها من أطرافها} قال‪ :‬موت العلماء‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي ح‪++‬اتم‪ ،‬عن قت‪++‬ادة ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {أو لم ي‪++‬روا أن‪++‬ا ن‪++‬أتي األرض ننقص‪++‬ها من‬
‫أطرافها} قال‪ :‬كان عكرمة يقول‪ :‬هو قبض الناس‪ .‬وكان الحسن يق‪++‬ول‪ :‬ه‪++‬و‬
‫ظهور المسلمين على المشركين‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬في قوله {أو لم يروا‬
‫أنا نأتي األرض ننقصها من أطرافها} قال‪ :‬أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى‬
‫هللا عليه وسلم األرض بعد األرض‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردوي‪++‬ه‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في‬
‫قوله {أو لم يروا أنا نأتي األرض ننقصها من أطرافها} يع‪++‬ني ب‪++‬ذلك م‪++‬ا فتح‬
‫هللا على محمد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬فذلك نقصانها‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي‬
‫ح‪++‬اتم‪ ،‬عن الض‪++‬حاك ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {أو لم ي‪++‬روا أن‪++‬ا ن‪++‬أتي‬
‫األرض ننقصها من أطرافها} قال‪ :‬يعني أن نبي هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم‪،‬‬
‫كان ينتقص له ما حوله من األرضين فينظرون إلى ذلك فال يعتبرون‪ .‬وق‪++‬ال‬
‫هللا في س‪++‬ورة األنبي‪++‬اء عليهم الس‪++‬الم (ننقص‪++‬ها من أطرافه‪++‬ا أفهم الغ‪++‬البون)‬
‫(سورة األنبياء‪ ،‬آية ‪ )44‬قال‪ :‬بل نبي هللا صلى هللا عليه وسلم وأص‪++‬حابه هم‬
‫الغالبون‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر‪ ،‬عن عطية ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في اآلي‪++‬ة‬
‫قال‪ :‬نقصها هللا من المشركين للمسلمين‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ننقص‪++‬ها من‬
‫أطرافها} قال‪ :‬نفتحها لك من أطرافها‪.‬‬
‫وأخرج عبد بن حميد‪ ،‬عن الضحاك ‪ -‬رضي هللا عنه ‪{ -‬أو لم يروا أنا نأتي‬
‫األرض ننقصها من أطرافها} قال‪ :‬أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى هللا عليه‬
‫وسلم أرضا بعد أرض؟‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنه ‪ -‬في قوله {ننقصها من أطرافها} يقول‪ :‬نقصان أهلها وبركتها‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬إنم‪++‬ا‬
‫تنقص األنفس والثمرات‪ ،‬وأما األرض فال تنقص‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي شيبة وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن الشعبي ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في اآلي‪++‬ة ق‪++‬ال‪ :‬ل‪++‬و ك‪++‬انت األرض تنقص‪ ،‬لض‪++‬اق علي‪++‬ك‬
‫حشك‪ ،‬ولكن‪ ،‬تنقص األنفس والثمرات‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير عن عكرمة ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلية قال‪ :‬هو الم‪++‬وت‪.‬‬
‫لو كانت األرض تنقص‪ ،‬لم تجد مكانا تجلس فيه‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن عب‪++‬اس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا‬
‫عنهما ‪ -‬في قوله {أو لم يروا أنا نأتي األرض ننقصها من أطرافها} قال‪ :‬أو‬
‫لم يروا إلى القرية تخرب حتى يكون العمران في ناحية منها؟‬
‫وأخ‪++‬رج ابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر عن مجاه‪++‬د ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬في قول‪++‬ه‬
‫{ننقصها من أطرافها} قال‪ :‬خرابها‪.‬‬
‫وأخرج س‪+‬عيد بن منص‪+‬ور وابن المن‪+‬ذر‪ ،‬عن أبي مال‪+‬ك ‪ -‬رض‪+‬ي هللا عن‪+‬ه ‪-‬‬
‫{ننقصها من أطرافها} قال‪ :‬القرية التي تخرب ناحية منها‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم‪ ،‬عن ابن زيد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪{ -‬وهللا يحكم ال معقب‬
‫لحكمه} ليس أحد يتعقب حكمه ف‪++‬يرده‪ ،‬كم‪++‬ا يتعقب أه‪++‬ل ال‪++‬دنيا بعض‪++‬هم حكم‬
‫بعض فيرده‪.‬‬
‫أما قوله تعالى‪{ :‬فلله المكر جميعا}‬
‫وأخرج ابن مردويه‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان الن‪++‬بي‬
‫ص‪+++‬لى هللا علي‪+++‬ه وس‪+++‬لم ي‪+++‬دعو به‪+++‬ذا ال‪+++‬دعاء‪" :‬رب أع‪+++‬ني وال تعن علي‪،‬‬
‫وانصرني وال تنصر علي‪ ،‬وامكر لي وال تمكر علي‪ ،‬واهدني ويسر اله‪++‬دى‬
‫لي‪ ،‬وانصرني على من بغى علي"‪.‬‬
‫@ اآلية ‪43‬‬
‫أخرج ابن مردويه عن ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬قال‪ :‬قدم على رسول‬
‫هللا صلى هللا عليه وسلم أسقف من اليمن‪ ،‬فقال له رسول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وسلم‪" :‬هل تج‪++‬دني في اإلنجي‪+‬ل رس‪+‬وال؟ ق‪++‬ال‪ :‬ال‪ .‬ف‪++‬أنزل هللا {ق‪++‬ل كفى باهلل‬
‫شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب} يقول‪ :‬عبد هللا بن سالم"‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن مردويه من طريق عبد المل‪++‬ك بن عم‪++‬ير‪ ،‬أن محم‪++‬د‬
‫بن يوسف بن عبد هللا بن سالم قال‪ :‬قال عب‪++‬د هللا بن س‪++‬الم‪ :‬ق‪++‬د أن‪++‬زل هللا في‬
‫القرآن {قل كفى باهلل شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب}‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الملك بن عمير‪ ،‬عن جندب ‪ -‬رضي هللا‬
‫عنه ‪ -‬قال‪ :‬جاء عبد هللا بن س‪++‬الم ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬ح‪++‬تى أخ‪++‬ذ بعض‪++‬ادتي‬
‫باب المسجد‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنشدكم باهلل‪ ،‬أتعلمون أني أن‪++‬ا ال‪++‬ذي أن‪++‬زلت في‪++‬ه {ومن‬
‫عنده علم الكتاب}؟ قالوا‪ :‬اللهم نعم‪.‬‬
‫وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الرحمن بن زي‪++‬د بن أس‪++‬لم‪ ،‬عن أبي‪++‬ه عن‬
‫عب‪++‬د هللا بن س‪++‬الم ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬أن‪++‬ه لقي ال‪++‬ذين أرادوا قت‪++‬ل عثم‪++‬ان ‪-‬‬
‫رض‪++‬ي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬فناش‪++‬دهم فيمن تعلم‪++‬ون ن‪++‬زل {ق‪++‬ل كفى باهلل ش‪++‬هيدا بي‪++‬ني‬
‫وبينكم ومن عنده علم الكتاب} قالوا‪ :‬فيك‪.‬‬
‫وأخ‪++‬رج ابن س‪++‬عد وابن أبي ش‪++‬يبة وابن جري‪++‬ر وابن المن‪++‬ذر‪ ،‬عن مجاه‪++‬د ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬أنه كان يقرأ {ومن عنده علم الكتاب} قال‪ :‬هو عب‪++‬د هللا بن‬
‫سالم‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير من طريق العوفي‪ ،‬عن ابن عباس ‪ -‬رض‪++‬ي هللا عنهم‪++‬ا ‪-‬‬
‫{ومن عنده علم الكتاب} قال‪ :‬هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى‪.‬‬
‫وأخرج عب‪+‬د ال‪+‬رزاق وابن جري‪+‬ر وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم‪ ،‬عن قت‪+‬ادة ‪-‬‬
‫رضي هللا عنه ‪ -‬في اآلية ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان من أه‪++‬ل الكت‪++‬اب ق‪++‬وم يش‪++‬هدون ب‪++‬الحق‬
‫ويعرفونه‪ ،‬منهم عبد هللا بن سالم والجارود وتميم الداري وسلمان الفارسي‪.‬‬
‫وأخرج أبو يعلى وابن جرير وابن مردوي‪++‬ه وابن ع‪++‬دي بس‪++‬ند ض‪++‬عيف‪ ،‬عن‬
‫ابن عمر ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أن النبي صلى هللا عليه وسلم قرأ {ومن عنده‬
‫علم الكتاب} قال‪ :‬من عند هللا علم الكتاب‪.‬‬
‫وأخرج تمام في فوائده وابن مردويه‪ ،‬عن عمر ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أن الن‪++‬بي‬
‫صلى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم ق‪++‬رأ {ومن عن‪++‬ده علم الكت‪++‬اب} ق‪++‬ال‪ :‬من عن‪++‬د هللا علم‬
‫الكتاب‪.‬‬
‫وأخرج أبو عبيد وابن جرير وابن المن‪+‬ذر وابن أبي ح‪+‬اتم‪ ،‬عن ابن عب‪+‬اس ‪-‬‬
‫رضي هللا عنهما ‪ -‬أنه كان يقرأ {ومن عن‪+‬ده علم الكت‪+‬اب} يق‪+‬ول‪ :‬ومن عن‪+‬د‬
‫هللا علم الكتاب‪.‬‬
‫وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي ح‪++‬اتم والنح‪++‬اس‬
‫في ناسخه‪ ،‬عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬أنه س‪++‬ئل عن قول‪++‬ه {ومن‬
‫عنده علم الكتاب} أهو عبد هللا بن سالم ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه ‪ -‬؟ ق‪++‬ال‪ :‬وكي‪++‬ف‪،‬‬
‫وهذه السورة مكية؟!‪.‬‬
‫وأخرج ابن المنذر عن الشعبي ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬قال‪ :‬ما ن‪++‬زل في عب‪++‬د هللا‬
‫بن سالم ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬شيء من القرآن‪.‬‬
‫وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬في قول‪++‬ه {ومن‬
‫عنده علم الكتاب} قال‪ :‬جبريل‪.‬‬
‫وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم‪ ،‬عن مجاهد ‪ -‬رضي هللا عن‪++‬ه‬
‫‪{ -‬ومن عنده علم الكتاب} قال‪ :‬هو هللا عز وجل‪.‬‬
‫وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر عن الزهري ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ق‪++‬ال‪ :‬ك‪++‬ان‬
‫عمر بن الخطاب ‪ -‬رضي هللا عنه ‪ -‬ش‪++‬ديدا على رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه‬
‫وس‪++‬لم‪ ،‬ف‪++‬انطلق يوم‪++‬ا ح‪++‬تى دن‪++‬ا من رس‪++‬ول هللا ص‪++‬لى هللا علي‪++‬ه وس‪++‬لم وه‪++‬و‬
‫يصلي‪ ،‬فسمعه وهو يقرأ (وما كنت تتلو من قبله من كتاب وال تخطه بيمينك‬
‫إذا لرتاب المبطلون‪ )...‬حتى بلغ (الظالمون‪( )...‬سورة العنكبوت‪ ،‬آية ‪- 48‬‬
‫‪ ) 49‬وسمعه وهو يقرأ {ويقول الذين كفروا لست مرسال‪ }...‬إلى قوله {علم‬
‫الكتاب} فانتظره حتى سلم‪ ،‬فأسرع في أثره فأسلم‪.‬‬

You might also like