You are on page 1of 240

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪48‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهخخار تخخأليف العلخخم العلمخخة الحجخخة فخخخر‬
‫المة المولى الشخخيخ محمخخد بخخاقر المجلسخخي )قخخدس الخ سخخره( الجخخزء الثخخامن‬
‫والربعخخون دار احيخخاء الخختراث العربخخي بيخخروت ‪ -‬لبنخخان الطبعخخة الثالثخخة‬
‫المصححة ‪‍ 1403‬ه‪ 1983 .‬م‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم * ))أبواب(( * * " )تاريخ المام العليم أبي إبراهيخخم موسخخى‬
‫بن جعفر( " * * " )الكاظم الحليم صلوات الخ عليخخه وعلخخى آبخخائه( " * * "‬
‫)الكخخرام‪ ،‬واولده الئمخخة العلم( " * * )مخخا تعخخاقب النخخور والظلم( ‪* .1‬‬
‫)باب( * * )ولدته عليخخه السخخلم وتخخاريخه وجمخخل أحخخواله( * ‪ - 1‬عخخم‪ :‬ولخخد‬
‫عليه السلم بالبواء ‪ -‬منزل بين مكة والمدينة ‪ -‬لسبع خلون مخخن صخخفر سخخنة‬
‫ثمان وعشخخرين ومخخائة‪ ،‬وقبخخض عليخخه السخخلم ببغخخداد فخخي حبخخس السخخندي بخخن‬
‫شاهك‪ ،‬لخمس بقين من رجخخب‪ ،‬وقيخخل أيضخخا لخمخخس خلخخون مخخن رجخخب سخخنة‬
‫ثلث وثمانين ومائة‪ ،‬وله يومئذ خمس وخمسون سنة‪ ،‬وامه ام ولد يقال لهخخا‪:‬‬
‫حميدة البربرية‪ ،‬ويقال لها‪ :‬حميدة المصفاة‪ ،‬وكانت مدة إمخخامته عليخخه السخخلم‬
‫خمسا وثلثين سنة‪ ،‬وقام بالمر وله عشرون سخخنة‪ ،‬وكخخانت فخخي أيخخام إمخخامته‬
‫بقية ملك المنصور أبي جعفر‪ ،‬ثم ملك ابنه المهدي عشخخر سخخنين وشخخهرا‪ ،‬ثخخم‬
‫ملك ابنه الهادي موسى بن محمد‪ ،‬سنة وشهرا‪.‬‬

‫]‪[2‬‬

‫ثم ملك هارون بن محمد الملقب بالرشيد‪ ،‬واستشهد بعد مضي خمس عشخخرة سخخنة مخخن‬
‫ملكه مسموما في حبس السندي بن شاهك‪ ،‬ودفن بمدينخخة السخخلم فخخي المقخخبرة‬
‫المعروفة بمقابر قريش‪ - 2 .‬ير‪ :‬أحمد بن الحسخخين‪ ،‬عخخن المختخخار بخخن زيخخاد‪،‬‬
‫عن أبي جعفر محمد بن سليم عن أبيه‪ ،‬عن أبي بصير قال‪ :‬كنت مع أبي عبد‬
‫ال عليه السلم في السنة التي ولد فيها ابنخخه موسخخى عليخخه السخخلم فلمخخا نزلنخخا‬
‫البواء )‪ (1‬وضع لنا أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم الغخخداء ولصخخحابه وأكخخثره‬
‫وأطابه‪ ،‬فبينا نحن نتغدى إذ أتاه رسخخول حميخخدة أن الطلخخق قخخد ضخخربني‪ ،‬وقخخد‬
‫أمرتني أن ل أسبقك بابنك هذا‪ .‬فقام أبو عبد ال فرحا مسرورا‪ ،‬فلخم يلبخث أن‬
‫عاد إلينا‪ ،‬حاسرا عن ذراعيخخه ضخخاحكا سخخنه فقلنخخا‪ :‬أضخخحك الخ سخخنك‪ ،‬وأقخخر‬
‫عينك‪ ،‬ما صنعت حميدة ؟ فقال‪ :‬وهب ال لي غلما‪ ،‬وهو خير من بخخرأ الخخ‪،‬‬
‫ولقد خبرتني عنه بأمر كنت أعلم به منها قلت‪ :‬جعلت فداك وما خبرتك عنخخه‬
‫حميدة ؟ قال‪ :‬ذكرت أنه لما وقع من بطنهخخا وقخخع واضخخعا يخخديه علخخى الرض‬
‫رافعا رأسه إلى السماء‪ ،‬فأخبرتها أن تلك أمارة رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله وأمارة المام من بعده‪ .‬فقلت‪ :‬جعلت فداك وما تلك مخخن علمخخة المخام ؟‬
‫فقال‪ :‬إنه لما كان في الليلة التي علق بجدي فيها‪ ،‬أتى آت جد أبي وهو راقخخد‪،‬‬
‫فأتاه بكأس فيها شربة أرق من الماء‪ ،‬وأبيخخض مخخن اللبخخن‪ ،‬وأليخخن مخخن الزبخخد‪،‬‬
‫وأحلى من الشهد‪ ،‬وأبخخرد مخخن الثلخخج فسخخقاه إيخخاه وأمخخره بالجمخخاع‪ ،‬فقخخام فرحخخا‬
‫مسرورا فجامع فعلق فيها بجدي‪ ،‬ولما كان في الليلة التي علق فيها بأبي أتى‬
‫آت جدي فسقاه كما سقا جد أبي وأمره بالجمخخاع فقخخام فرحخخا مسخخرورا فجخخامع‬
‫فعلق بأبي‪ ،‬ولما كان في الليلة التي علق بي فيها‪ ،‬أتى آت أبخخي فسخخقاه وأمخخره‬
‫كما أمرهم‪ ،‬فقام فرحا مسرورا فجامع فعلق بي‪ ،‬ولما كان‬

‫)‪ (1‬البواء‪ :‬قرية من أعمال الفرع من المدينخخة‪ ،‬وبهخخا قخخبر آمنخخة بنخخت وهخخب أم النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪.‬‬

‫]‪[3‬‬

‫في الليلة التي علق فيها بابني هذا‪ ،‬أتاني آت كما أتى جد أبي وجدي وأبي فسقاني كما‬
‫سقاهم‪ ،‬وأمرني كما أمرهم‪ ،‬فقمت فرحخخا مسخخرورا بعلخخم الخ بمخخا وهخخب لخخي‪،‬‬
‫فجامعت فعلق بابني هذا المولود‪ ،‬فدونكم فهو وال صاحبكم مخخن بعخخدي )‪.(1‬‬
‫أقول‪ :‬تمامه في باب ولدتهم عليهم السلم‪ 3 .‬سن‪ :‬الوشا‪ ،‬عن علي بخخن أبخخي‬
‫حمزة‪ ،‬عن أبي بصير‪ ،‬عن أبي عبد ال عليخه السخلم قخال‪ :‬حججنخخا مخع أبخخي‬
‫عبد ال في السنة التي ولد فيها ابنه موسى عليهما السخخلم فلمخخا نخخزل البخخواء‬
‫وضع لنا الغداء وكان إذا وضع الطعام لصحابه أكخخثره وأطخخابه‪ ،‬قخخال‪ :‬فبينخخا‬
‫نحن نأكل إذ أتاه رسول حميخخدة فقخخال‪ :‬إن حميخخدة تقخخول لخخك‪ :‬إنخخي قخخد أنكخخرت‬
‫نفسي وقد وجدت ما كنت أجد إذا حضرتني ولدتي وقد أمرتني أن ل أسبقك‬
‫بابني هذا‪ .‬قال‪ :‬فقام أبو عبد ال عليه السلم فانطلق مع الرسول فلمخخا انطلخخق‬
‫قال له أصحابه سرك ال وجعلنا فداك ما صنعت حميدة ؟ قال‪ :‬قد سلمها ال‪،‬‬
‫ووهب لي غلما‪ ،‬وهو خير من برأ ال في خلقه‪ ،‬وقد أخبرتني حميدة‪ ،‬ظنت‬
‫أني ل أعرفه‪ ،‬ولقد كنت أعلم به منها‪ ،‬فقلت‪ :‬وما أخبرتك بخخه حميخخدة ؟ قخخال‪:‬‬
‫ذكرت أنه لما سقط من بطنها سقط واضخخعا يخخده علخخى الرض‪ ،‬رافعخخا رأسخخه‬
‫إلى السماء‪ ،‬فأخبرتها أن تلك أمارة رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وأمخخارة‬
‫الوصي من بعخخده‪ .‬فقلخخت‪ :‬ومخخا هخخذا مخخن علمخخة رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله ؟‪ ،‬وعلمة الوصي من بعده ؟ فقال‪ :‬يا أبا محمد إنه لمخخا أن كخخانت الليلخخة‬
‫التي علق فيها بابني هذا المولود أتاني آت فسقاني كما سقاهم‪ ،‬وأمرني بمثخخل‬
‫الذي أمرهم به‪ ،‬فقمت بعلم ال مسرورا بمعرفتي مخخا يهخخب الخ لخخي فجخخامعت‬
‫فعلق بابني هذا المولود‪ ،‬فدونكم فهو وال صاحبكم من بعدي إن نطفة المخخام‬
‫مما أخبرتك‪ ،‬فإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشخخهر وانشخخئ فيخخه الخخروح‪،‬‬
‫بعث ال تبارك وتعالى إليه ملكا يقال له حيوان‪ ،‬فكتب على عضده اليمخخن "‬
‫وتمت كلمة ربك صدقا وعدل ل مبدل لكلماته " )‪ (2‬فإذا وقع مخخن بطخخن امخخه‬
‫وقع‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ج ‪ 9‬باب ‪ 12‬ص ‪ (2) .129‬سورة آل عمران‪ ،‬الية‪.18 :‬‬

‫]‪[4‬‬

‫واضعا يده على الرض رافعا رأسه إلى السخخماء‪ .‬فخخإذا وضخخع يخخده علخخى الرض فخخان‬
‫مناديا يناديه من بطنان العرش من قبل رب العزة من الفخق العلخى‪ ،‬باسخخمه‬
‫واسم أبيه‪ " :‬يخا فلن بخخن فلن اثبخت ثلثخا لعظيخخم خلقتخخك أنخخت صخخفوتي مخخن‬
‫خلقخخي‪ ،‬وموضخع سخخري وعيبخة علمخي‪ ،‬وأمينخي علخخى وحيخخي‪ ،‬وخليفختي فخي‬
‫أرضي‪ ،‬لك ولمن تولك أوجبت رحمتي‪ ،‬ومنحت جناني‪ ،‬وأحللخخت جخخواري‬
‫ثم وعزتي لصلين من عاداك‪ ،‬أشد عذابي‪ ،‬وإن وسعت عليهم في الدنيا سعة‬
‫رزقي "‪ .‬قال‪ :‬فإذا انقضى صوت المنادي أجابه هو‪ ،‬وهو واضخخع يخخده علخخى‬
‫الرض رافعخخا رأسخخه إلخخى السخخماء‪ ،‬ويقخخول‪ " :‬شخخهد ال خ أنخخه ل إلخخه إل هخخو‬
‫والملئكة واولو ‪ -‬العلم قائما بالسقط ل إله إل هو العزيز الحكيم " )‪ (1‬قخخال‪:‬‬
‫فإذا قال‪ :‬ذلك أعطاه ال العلم الول‪ ،‬والعلم الخخخر‪ ،‬واسخختحق زيخخارة الخخروح‬
‫في ليلة القدر‪ ،‬قلت‪ :‬والروح ليس هو جبرئيخل ؟ قخال‪ :‬ل الخروح خلخق أعظخم‬
‫من جبرئيل إن جبرئيل من الملئكخخة‪ ،‬وإن الخخروح خلخخق أعظخخم مخخن الملئكخخة‬
‫أليس يقول ال تبارك وتعالى " تنخخزل الملئكخخة والخخروح " )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬سخخقط‬
‫علوق الجد والب وعلوقه عليهم السلم في هذه الرواية إمخخا مخخن النسخخاخ‪ ،‬أو‬
‫من البرقي اختصارا كما يدل عليه ما في البصخخائر والكخخافي‪ - 4 .‬سخخن‪ :‬علخخي‬
‫بن حديد‪ ،‬عن منصور بن يونس‪ ،‬وداود بن رزين‪ ،‬عن منهال القصاب قخخال‪:‬‬
‫خرجت من مكة وأنا اريد المدينة‪ ،‬فمررت بالبواء وقخخد ولخخد لبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم فسبقته إلى المدينة‪ ،‬ودخل بعدي فأطعم الناس ثلثخخا‪ ،‬فكنخخت آكخخل‬
‫فيمن يأكل‪ ،‬فما آكل شيئا إلى الغد حتى أعود فآكل فمكثخخت بخخذلك ثلثخخا أطعخخم‬
‫حتى أرتفق ثم ل أطعم شيئا إلى الغد )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬سورة القخخدر‪ ،‬اليخخة‪ (2) .4 :‬المحاسخخن للخخبرقي ج ‪ 2‬ص ‪ 314‬طبخخع ايخخران‪(3) .‬‬
‫نفس المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ 418‬طبع ايران‪.‬‬

‫]‪[5‬‬
‫بيان‪ :‬قال الفيروزآبادي‪ :‬ارتفق اتكأ على مرفخخق يخخده‪ ،‬أو علخخى المخخخدة وامتل )‪5 .(1‬‬
‫يج‪ :‬روي عن عيسى بن عبد الرحمان‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخخخل ابخخن عكاشخخة ابخخن‬
‫محصن السدي على أبي جعفر فكان أبو عبد الخ عليخخه السخخلم قائمخخا عنخخده‪،‬‬
‫فقدم إليه عنبا فقال‪ :‬حبة حبة يأكله الشيخ الكبير أو الصخخبي الصخخغير‪ ،‬وثلثخخة‬
‫وأربعة من يظن أنه ل يشبع‪ ،‬فكله حبتين حبخختين‪ ،‬فخخانه يسخختحب‪ ،‬فقخخال لبخخي‬
‫جعفر‪ :‬لي شئ لتزوج أبا عبد ال عليه السخخلم فقخخد أدرك التزويخخج ؟ وبيخخن‬
‫يديه صرة مختومة فقخال‪ :‬سخيجئ نخخاس مخن أهخل بربخخر ينخخزل دار ميمخخون‪،‬‬
‫فنشتري له بهذه الصرة جارية‪ .‬قال‪ :‬فأتى لذلك ما أتى‪ ،‬فدخلنا يوما على أبي‬
‫جعفر عليه السلم فقال‪ :‬أل اخبركم عن النخاس الخخذي ذكرتخخه لكخخم ؟ قخخد قخخدم‬
‫فاذهبوا واشتروا بهذه الصرة منه جارية فأتينا النخاس فقال‪ :‬قد بعت ما كخخان‬
‫عندي إل جاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الخرى قلنا‪ :‬فأخرجهما حتى‬
‫ننظر إليهما‪ ،‬فأخرجهما‪ ،‬فقلنا‪ :‬بكم تبيع هذه الجارية المتماثلة ؟ قال‪ :‬بسخخبعين‬
‫دينارا قلنا‪ :‬أحسن ؟ قال‪ :‬ل أنقص من سبعين دينارا فقلنا‪ :‬نشتريها منك بهخخذه‬
‫الصرة مخا بلغخت ؟ ‪ -‬ومخا نخدري مخا فيهخا‪ .‬فكخان عنخده رجخل أبيخض الخرأس‬
‫واللحية قال‪ :‬فكوا الخاتم وزنوا فقال النخاس‪ :‬ل تفكوا فانهخخا إن نقصخخت حبخخة‬
‫من السبعين لم ابايعكم قال الشيخ‪ :‬زنوا قال‪ :‬ففككنا ووزنا الدنانير‪ ،‬فخخإذا هخخي‬
‫سبعون دينارا ل تزيد ول تنقص‪ ،‬فأخذنا الجارية‪ ،‬فأدخلناها على أبخخي جعفخر‬
‫عليه السلم وجعفر عليه السلم قائم عنده‪ ،‬فأخبرنا أبا جعفر عليه السلم بما‬
‫كان‪ ،‬فحمد ال ثم قال لها‪ :‬ما اسمك ؟ قالت‪ :‬حميخخدة فقخخال‪ :‬حميخخدة فخخي الخخدنيا‪،‬‬
‫محمودة في الخرة أخبريني عنك أبكر‪ ،‬أم ثيب ؟ قالت‪ :‬بكر قخخال‪ :‬كيخخف ول‬
‫يقع في يد النخاسين شخئ إل أفسخخدوه ! ؟ قخالت‪ :‬كخان يجخخئ فيقعخخد منخي مقعخخد‬
‫الرجل مخخن المخخرأة فيسخخلط الخ عليخخه رجل أبيخخض الخخرأس واللحيخخة فل يخخزال‬
‫يلطمه حتى يقوم عني ففعل بي مرارا‬

‫)‪ (1‬القاموس ج ‪ 3‬ص ‪.236‬‬

‫]‪[6‬‬

‫وفعل الشيخ مرارا فقال‪ :‬يا جعفخر خخذها إليخك فولخدت خيخر أهخل الرض موسخى بخن‬
‫جعفر عليهما السلم )‪ - 6 .(1‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن علخخي‬
‫بن السندي‪ ،‬عن عيسى بن عبد الرحمن مثله )‪ .(2‬بيان‪ :‬تماثل العليل‪ :‬قخخارب‬
‫البرء‪ ،‬وأماثل القوم خيارهم‪ ،‬وقوله‪ :‬المتماثلة يحتمخخل أن يكخخون مخخأخوذا مخخن‬
‫كل من المعنيين والول أظهر‪ - 7 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪،‬‬
‫عن عبد ال بن أحمد‪ ،‬عن علي ابن الحسين‪ ،‬عن ابن سخخنان‪ ،‬عخخن سخخابق بخخن‬
‫الوليد‪ ،‬عن المعلى بن خنيس أن أبا عبد ال عليه السلم قخخال‪ :‬حميخخدة مصخخفاة‬
‫مخخن الدنخخاس‪ ،‬كسخخبيكة الخخذهب‪ ،‬مخخازالت الملك تحرسخخها حخختى اديخخت إلخخي‬
‫كرامة من ال لي والحجة من بعدي )‪ - 8 .(3‬شا‪ :‬كخخان مولخخده عليخخه السخخلم‬
‫بالبواء سنة ثمان وعشرين ومائة وامه ام ولخخد يقخخال لهخخا‪ :‬حميخخدة البربريخخة )‬
‫‪ - 9 .(4‬شا‪ :‬امه عليه السلم حميدة المصفاة‪ ،‬ابنة صاعد الخخبربري‪ ،‬ويقخخال‪:‬‬
‫إنها اندلسية‪ ،‬ام ولد تكنى لؤلؤة‪ ،‬ولد عليه السلم بالبواء ‪ -‬موضع بيخخن مكخخة‬
‫والمدينة ‪ -‬يوم الحد لسبع خلون من صفر سنة ثمان وعشخخرين ومخخائة وكخخان‬
‫في سني إمامته بقيخة ملخك المنصخور‪ ،‬ثخم ملخك المهخدي عشخر سخنين وشخهرا‬
‫وأياما ثم ملك الهادي سنة وخمسة عشر يوما‪ ،‬ثم ملك الرشيد ثلث وعشرين‬
‫سنة وشهرين وسبعة عشر يوما‪ ،‬وبعخخد مضخخي خمخخس عشخخرة سخخنة مخخن ملخخك‬
‫الرشيد استشهد مسموما في حبس الرشيد على يخخدي السخخندي بخخن شخخاهك يخخوم‬
‫الجمعة لسخخت بقيخخن مخخن رجخخب‪ ،‬وقيخخل لخمخخس خلخخون مخخن رجخخب سخخنة ثلث‬
‫وثمانين ومائة‪ ،‬وقيل‪ :‬سنة ست وثمانين‪.‬‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح للراونخخدي ص ‪ (2) .197‬الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .476‬نفخخس‬


‫المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .477‬الرشاد ص ‪ 307‬طبع ايران سنة ‪.1308‬‬

‫]‪[7‬‬

‫وكان مقامه مع أبيه عشرين سنة‪ ،‬ويقال تسع عشرة سنة‪ ،‬وبعد أبيه أيام إمامته خمسخخا‬
‫وثلثين سنة‪ ،‬وقام بالمر وله عشرون سنة‪ ،‬ودفخخن ببغخخداد بالجخخانب الغربخخي‬
‫في المقبرة المعروفة بمقابر قريش من بخخاب الخختين‪ ،‬فصخخارت بخخاب الحخخوائج‪،‬‬
‫وعاش أربعا وخمسين سخنة )‪ - 10 .(1‬كشخف‪ :‬قخال كمخال الخدين محمخد بخن‬
‫طلحة )‪ (2‬أما ولدته عليه السلم فبالبواء سخخنة ثمخخان وعشخخرين ومخخائة مخخن‬
‫الهجرة‪ ،‬وقيل‪ :‬تسع وعشرين ومائة‪ ،‬امه ام ولد تسمى حميدة البربرية‪ ،‬وقيل‬
‫غيخخر ذلخخك )‪ .(3‬وأمخخا عمخخره فخخانه مخخات لخمخخس بقيخخن مخخن رجخخب سخخنة ثلث‬
‫وثمانين ومائة للهجرة فيكون عمره على القول الول خمسخخا وخمسخخين سخخنة‪،‬‬
‫وعلى القول الثاني أربعا وخمسين سنة‪ ،‬وقبره بالمشهد المعروف بباب التين‬
‫من بغداد )‪ .(4‬وقال ابن الخشاب وبالسناد الول‪ ،‬عن محمد بخخن سخخنان ولخخد‬
‫موسى بن جعفر عليه السخخلم بخخالبواء سخنة ثمخخان وعشخخرين ومخخائة‪ ،‬وقبخض‬
‫وهو ابن أربع وخمسخخين سخخنة فخخي سخخنة مخخائة وثلث وثمخخانين ويقخخال‪ :‬خمخخس‬
‫وخمسين سنة‪ ،‬وفي رواية اخرى كان مولده‪ :‬سنة مائة وتسخخع وعشخخرين مخخن‬
‫الهجرة‪ ،‬وحدثني بذلك صدقة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابخن محبخخوب‪ .‬وكخخان مقخامه مخخع‬
‫أبيه أربع عشخرة سخنة‪ ،‬وأقخام بعخد أبيخه خمسخا وثلثيخن سخنة‪ ،‬و فخي الروايخة‬
‫الخرى بل أقام موسى مع أبيه جعفر عشرين سنة حخخدثني بخخذلك حخخرب عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الرضا عليه السلم وقبض موسى وهو ابخخن خمخخس وخمسخخين سخخنة‬
‫سنة مائة وثلث وثمانين‪ ،‬امه حميدة البربرية ويقال‪ :‬الندلسية‪ ،‬ام ولد وهخخي‬
‫ام إسحاق وفاطمة )‪.(5‬‬
‫)‪ (1‬المناقب لبن شهر آشوب ج ‪ 3‬ص ‪ 437‬طبع النجف‪ (2) .‬مطخخالب السخخؤول ص‬
‫‪ 83‬طبع ايران ملحقا بتذكرة الخواص‪ (3) .‬كشف الغمخخة ج ‪ 3‬ص ‪(4) .3‬‬
‫نفس المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ (5) .9‬المصدر ج ‪ 3‬ص ‪.40‬‬

‫]‪[8‬‬

‫وقال الحافظ عبد العزيز‪ :‬ذكر الخطيب أنه ولد موسى بن جعفر عليه السخلم بالمدينخخة‬
‫في سنة ثمان وعشرين‪ ،‬وقيل‪ :‬تسع وعشرين ومائة‪ ،‬وأقدمه المهدي بغداد ثم‬
‫رده إلى المدينة‪ ،‬فأقام بها إلى إيام الرشيد‪ ،‬فقدم الرشيد المدينخخة‪ ،‬فحملخخه معخخه‬
‫وحبسه ببغداد إلى أن توفي بها لخمخخس بقيخخن مخخن رجخخب سخخنة ثلث وثمخخانين‬
‫ومائة )‪ .(1‬ومن كتاب دلئل الحميري‪ ،‬عن محمد بن سنان قخخال‪ :‬قبخخض أبخخو‬
‫الحسن عليه السلم وهو ابخخن خمخخس وخمسخخين سخخنة فخخي عخخام ثلث وثمخخانين‬
‫ومائة‪ ،‬عاش بعد أبيه خمسا وثلثين سنة )‪ - 11 .(2‬عم‪ :‬عبد الجبار بن علي‬
‫الرازي عن شيخ الطائفة‪ ،‬عن الحسين بخخن عبخخد الخخ‪ ،‬أحمخخد الخخبزوفري‪ ،‬عخخن‬
‫حميد بن زياد‪ ،‬عن العباس بن عبيد ال بن أحمخخد الخخدهقان‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن‬
‫صخالح النمخاطي‪ ،‬عخن محمخد بخن الفضخيل‪ ،‬وزيخاد بخن النعمخان وسخيف بخن‬
‫عميرة‪ ،‬عن هشام بن أحمر قال‪ :‬أرسل إلي أبو عبد ال عليه السلم فخخي يخخوم‬
‫شديد الحر فقال لي‪ :‬اذهب إلى فلن الفريقخخي فخخاعترض جاريخخة عنخخده‪ ،‬مخخن‬
‫حالها كذا وكذا ومن صفتها كذا وكذا‪ ،‬وأتيت الرجل فاعترضت ما عنخخده فلخخم‬
‫أر ما وصف لي فرجعت إليه فأخبرته فقال‪ :‬عد إليه فانها عنده‪ .‬فرجعت إلى‬
‫الفريقي‪ ،‬فحلف لخخي‪ :‬مخخا عنخخده شخخئ إل وقخخد عرضخخه علخخي‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬عنخخدي‬
‫وصيفة مريضة محلوقة الرأس‪ ،‬ليس مما تعرض فقلخخت لخخه‪ :‬اعرضخخها علخخي‬
‫فجخخاء بهخخا متخخوكئة علخخى جخخاريتين تخخخط برجليهخخا الرض‪ ،‬فأرانيهخخا فعرفخخت‬
‫الصفة فقلت‪ :‬بكم هي ؟ فقال لي‪ :‬اذهب بها إليه فيحكخخم فيهخخا ثخخم قخخال لخخي‪ :‬قخخد‬
‫وال أدرتها منذ ملكتها فما قدرت عليهخخا‪ ،‬ولقخخد أخخخبرني الخخذي اشخختريتها منخخه‬
‫عند ذلك أنه لم يصل إليها‪ ،‬وحلفت الجارية أنها نظخخرت إلخخى القمخخر وقخخع فخخي‬
‫حجرها‪ ،‬فأخبرت أبا عبد ال عليخخه السخخلم بمقخخالته‪ ،‬فأعطخخاني مخخائتي دينخخار‪،‬‬
‫فذهبت بها إليه فقال الرجل‪ :‬هي حرة لوجه ال إن لم يكن بعث إلخخي بشخخرائها‬
‫من المغرب‪ ،‬فأخبرت أبا عبد ال عليه السلم‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .11‬نفس المصدر ج ‪ 3‬ص ‪.51‬‬

‫]‪[9‬‬

‫بمقالته‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا ابن أحمر أما إنها تلد مولودا ليس بينخخه وبيخخن‬
‫ال حجاب‪ .‬فقد روى الشيخ المفيد رحمه ال في كتاب الرشاد )‪ (1‬مثخخل هخخذا‬
‫الخبر مسندا إلى هشام بن أحمر أيضا إل أن فيه أن أبا الحسخخن موسخخى عليخخه‬
‫السلم أمره ببيع هذه الجارية وأنها كانت ام الرضا عليه السلم )‪ 12 .(2‬ما‪:‬‬
‫الحسين بن عبيد ال مثله )‪ - 13 .(3‬كا‪ :‬ولد عليه السلم بالبواء سخنة ثمخان‬
‫وقال بعضهم‪ :‬تسع وعشرين ومائة وامه ام ولد يقال لهخخا حميخخدة )‪- 14 .(4‬‬
‫ضه‪ :‬ولد عليه السلم يوم الحد لسبع خلون من صخخفر سخخنة ثمخخان وعشخخرين‬
‫ومائة )‪ - 15 .(5‬الدروس‪ :‬ولد عليخخه السخخلم بخخالبواء سخخنة ثمخخان وعشخخرين‬
‫ومائة‪ ،‬وقيل‪ :‬سنة تسع وعشرين ومائة‪ ،‬يوم الحد سابع صفر )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ (2) .328‬اعلم الورى ص ‪ (3) .298‬أمالى ابن الشيخ الطوسخخي‬
‫ص ‪ 88‬ملحقخخا بأمخخالى والخخده‪ (4) .‬الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .476‬روضخخة‬
‫الواعظين ج ‪ 1‬ص ‪ (6) .264‬الدروس للشهيد ص ‪ 154‬طبع ايخخران سخخنة‬
‫‪‍ ،1269‬ه‪.‬‬

‫]‪[10‬‬

‫‪) * .2‬باب( * * " )اسمائه‪ ،‬والقابه‪ ،‬وكناه‪ ،‬وحليتخخه( " * " )ونقخخش خخخاتمه صخخلوات‬
‫ال عليه( " ‪ - 1‬ع )‪ (1‬ن‪ :‬الوراق‪ ،‬عن سخخعد‪ ،‬عخخن الخخبرقي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫ربيع بن عبد الرحمان قال‪ :‬كان وال موسى بن جعفخخر مخخن المتوسخخمين يعلخخم‬
‫من يقف عليه بعد موته‪ ،‬ويجحد المام بعده إمامته‪ ،‬فكان يكظم غيظه عليهم‪،‬‬
‫ول يبدي لهم ما يعرفه منهم‪ ،‬فسمي الكاظم لذلك )‪ - 2 .(2‬مع‪ :‬مرسل مثله )‬
‫‪ - 3 .(3‬ن )‪ (4‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن علي الكخخوفي‬
‫عن الحسن بن أبي العقبة‪ ،‬عن الحسين بخخن خالخخد‪ ،‬عخخن الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬كان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم " حسخخبي الخ "‬
‫قال‪ :‬وبسط الرضا عليه السلم كفه وخاتم أبيه في إصبعه حتى أراني النقخخش‬
‫)‪ - 4 .(5‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن الرضا عليه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫كان نقش خاتم أبي الحسن عليه السلم‪ :‬حسبي الخخ‪ ،‬وفيخخه وردة‪ ،‬وهلل فخخي‬
‫أعله )‪.(6‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ص ‪ (2) .235‬عيون أخبار الرضا عليه السلم ج ‪ 1‬ص ‪) .112‬‬
‫‪ (3‬معاني الخبار ص ‪ (4) .65‬عيون أخبار الرضا عليه السلم ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 54‬ذيل حديث طويل‪ (5) .‬أمالي الصدوق ص ‪ 456‬ذيل حخخديث طويخخل‪) .‬‬
‫‪ (6‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪.473‬‬

‫]‪[11‬‬
‫‪ - 5‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن أحمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬كان نقش‬
‫خاتم أبي‪ :‬حسبي ال )‪ - 6 .(1‬شا‪ :‬كان عليه السلم يكنى أبخخا إبراهيخخم‪ ،‬وأبخخا‬
‫الحسن‪ ،‬وأبا علي ويعرف بالعبد الصالح‪ ،‬وينعخخت أيضخخا بالكخخاظم )‪- 7 .(2‬‬
‫قب‪ :‬كنيته عليه السلم أبو الحسن الول‪ ،‬وأبو الحسن الماضي‪ ،‬وأبو إبراهيم‬
‫وأبخخو علخخي‪ ،‬ويعخخرف بالعبخخد الصخخالح‪ ،‬والنفخخس الزكيخخة‪ ،‬وزيخخن المجتهخخدين‪،‬‬
‫والخخوفي والصخخابر‪ ،‬والميخخن‪ ،‬والزاهخخر‪ ،‬وسخخمي بخخذلك لنخخه زهخخر بخخأخلقه‬
‫الشريفة وكرمه المضيئ التام‪ ،‬وسمي الكاظم لما كظمخخه مخخن الغيخخظ‪ ،‬وغخخض‬
‫بصره عما فعله الظالمون به حتى مضى قتيل في حبسخخهم والكخخاظم الممتلخخي‬
‫خوفخخا وحزنخخا‪ ،‬ومنخخه كظخخم قربتخخه إذا شخخد رأسخخها‪ ،‬والكاظمخخة الخخبئر الضخخيقة‪،‬‬
‫والسقاية المملوة‪ ،‬وكان عليه السلم أزهر إل في القيظ لحرارة مزاجه‪ ،‬ربخخع‬
‫تمام خضر‪ ،‬حالك‪ ،‬كث اللحية )‪ .(3‬بيان‪ :‬المراد بالزهر المشرق المتللئ‪،‬‬
‫ل البيخض وقخوله لحخرارة تعليخل لعخدم الزهخرة فخي القيخظ‪ ،‬والربخع متوسخط‬
‫القامة‪ - 8 .‬مطالب السؤول‪ :‬أما اسمه فموسى‪ ،‬وكنيته أبو الحسن‪ ،‬وقيخخل أبخخو‬
‫إسماعيل‪ ،‬وكان له ألقاب متعددة‪ :‬الكاظم وهو أشهرها‪ ،‬والصخخابر‪ ،‬والصخخالح‬
‫والمين )‪ - 9 .(4‬الفصول المهمة‪ :‬صخخفته‪ :‬أسخخمر‪ ،‬نقخخش خخخاتمه‪ :‬الملخخك لخ‬
‫وحده )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 6‬ص ‪ (2) .473‬الرشاد للشيخ المفيد ص ‪ (3) .307‬المناقب‬
‫لبن شهر آشوب ج ‪ 3‬ص ‪ (4) .437‬مطالب السؤول ص ‪ 83‬طبع ايران‬
‫ملحقا بتذكرة الخواص‪ (5) .‬الفصول المهمة ص ‪ 218‬طبع النجف‪(*) .‬‬

‫]‪[12‬‬

‫‪) * .3‬باب( * * " )النصوص عليه صلوات ال عليه( " * ‪ - 1‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬وابن الوليد‪،‬‬
‫وابخخن المتوكخخل‪ ،‬والعطخخار‪ ،‬ومخخاجيلويه‪ ،‬جميعخخا عخخن محمخخد العطخخار‪ ،‬عخخن‬
‫الشعري‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الشامي‪ ،‬عن الخشاب‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عخخن‬
‫الحسخخين مخخولى أبخخي عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن أبخخي الحكيخخم‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن إبراهيخخم‬
‫الجعفري‪ ،‬عن يزيد بن سليط الزيدي قال‪ :‬لقينا أبا عبد ال خ عليخخه السخخلم فخخي‬
‫طريق مكة ونحن جماعة فقلت له‪ :‬بأبي أنت وامخخي أنتخخم الئمخخة المطهخخرون‪،‬‬
‫والموت ل يعرى منه أحد‪ ،‬فأحدث إلي شيئا القيه إلى من يخلفنخخي‪ .‬فقخخال لخخي‪:‬‬
‫نعم هؤلء ولدي وهذا سيدهم‪ ،‬وأشار إلى ابنه موسى عليه السلم‪ ،‬وفيه علخخم‬
‫الحكم‪ ،‬والفهم‪ ،‬والسخاء‪ ،‬والمعرفة بما يحتاج النخخاس إليخخه‪ ،‬فيمخخا اختلفخخوا فيخخه‬
‫من أمر دينهم‪ ،‬وفيه حسن الخلق‪ ،‬وحسن الجوار‪ ،‬وهو بخخاب مخخن أبخخواب الخ‬
‫عزوجل وفيه اخرى هي خير من هذا كله فقال له أبخخي‪ :‬ومخخا هخخي بخخأبي أنخخت‬
‫وامي ؟ قخخال‪ :‬يخخخرج الخ تعخخالى منخخه غخخوث هخخذه المخخة‪ ،‬وغياثهخخا‪ ،‬وعلمهخخا‪،‬‬
‫ونورها وفهمها‪ ،‬وحكمهخا خيخر مولخود وخيخر ناشخخئ‪ ،‬يحقخن الخ بخخه الخخدماء‪،‬‬
‫ويصخخلح بخخه ذات الخخبين‪ ،‬ويلخخم بخخه الشخخعث‪ ،‬ويشخخعب بخخه الصخخدع‪ ،‬ويكسخخو بخخه‬
‫العاري‪ ،‬ويشبع به الجائع ويؤمن به الخخائف‪ ،‬وينخزل بخه القطخر‪ ،‬ويخأتمر لخه‬
‫العباد‪ ،‬خير كهل‪ ،‬وخيرنا شئ يبشر به عشيرته قبل أوان حلمه‪ ،‬قخخوله حكخخم‪،‬‬
‫وصمته علم‪ ،‬يبين للناس ما يختلفخخون فيخخه قخال‪ :‬فقخال أبخخي‪ :‬بخأبي أنخخت وامخخي‬
‫فيكون له ولد بعده ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم قطع الكلم‪.‬‬

‫]‪[13‬‬

‫قال يزيد‪ :‬ثم لقيت أبا الحسن يعني موسى بن جعفر عليه السخخلم بعخخد فقلخخت لخخه‪ :‬بخخأبي‬
‫أنت وامي إني اريد أن تخبرني بمثل ما أخبر به أبوك قخخال‪ :‬فقخخال‪ :‬كخخان أبخخي‬
‫عليه السلم في زمن ليس هذا مثله قال يزيد‪ :‬فقلخخت‪ :‬مخخن يرضخخى منخخك بهخخذا‬
‫فعليه لعنة ال قال‪ :‬فضحك ثم قخال‪ :‬اخخخبرك يخخا أبخخا عمخخارة إنخخي خرجخخت مخخن‬
‫منزلي فأوصيت في الظخخاهر إلخخى بنخخي وأشخخركتهم مخخع علخخي ابنخخي‪ ،‬وأفردتخخه‬
‫بوصيتي في الباطن‪ .‬ولقد رأيت رسول الخ صخخلى الخ عليخه وآلخه وسخلم فخخي‬
‫المنام وأمير المؤمنين صلوات ال عليه معه‪ ،‬ومعه خخخاتم‪ ،‬وسخخيف‪ ،‬وعصخخا‪،‬‬
‫وكتاب‪ ،‬وعمامة‪ ،‬فقلت له‪ :‬ماهذا ؟ فقال‪ :‬أما العمامة‪ :‬فسلطان ال عزوجخخل‪،‬‬
‫وأمخخا السخيف‪ :‬فعخخزة الخ عزوجخخل‪ ،‬وأمخخا الكتخاب‪ :‬فنخخور الخ عزوجخخل‪ ،‬وأمخا‬
‫العصا‪ :‬فقوة ال عز وجل‪ ،‬وأما الخاتم‪ :‬فجامع هخخذه المخخور‪ ،‬ثخخم قخال رسخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ :‬والمر يخرج إلى علي ابنك‪ ،‬قال‪ :‬ثخخم قخخال‪ :‬يخخا يزيخخد‬
‫إنها وديعة عندك‪ ،‬فل تخبر بها إل عاقل أو عبدا امتحن ال قلبه لليمخخان‪ ،‬أو‬
‫صادقا‪ ،‬ول تكفر نعم ال تعالى‪ ،‬وإن سئلت عن الشهادة فأدها‪ ،‬فان ال تبارك‬
‫وتعالى يقخول‪ " :‬إن الخ يخأمركم أن تخؤدوا المانخات إلخخى أهلهخخا " )‪ (1‬وقخال‬
‫عزوجل‪ " :‬ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من ال " ) ‪ (2‬فقلت‪ :‬وال ماكنت‬
‫لفعل هذا أبدا قال‪ :‬ثم قال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬ثم وصفه لخخي رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬علي ابنك الخخذي ينظخخر بنخخور الخخ‪ ،‬ويسخخمع بتفهيمخخه‬
‫وينطق بحكمته‪ ،‬يصيب ول يخطئ‪ ،‬ويعلم ول يجهل‪ ،‬قد ملئ حكمخخا وعلمخخا‪،‬‬
‫وما أقل مقامك معه‪ ،‬إنما هو شئ كأن لم يكن‪ ،‬فإذا رجعت من سفرك فأصلح‬
‫أمرك‪ ،‬وافرغ مما أردت فانخك منتقخل عنخه‪ ،‬ومجخاور غيخره‪ ،‬فخاجمع ولخدك‪،‬‬
‫وأشهد ال عليهم جميعا‪ ،‬وكفى بال شهيدا‪ .‬ثم قال‪ :‬يا يزيد إني اؤخذ في هخخذه‬
‫السنة‪ ،‬وعلي ابني سمي علي بن‬

‫)‪ (1‬سورة النساء‪ ،‬الية‪ (2) .58 :‬سورة البقرة‪ ،‬الية‪.140 :‬‬

‫]‪[14‬‬

‫أبي طالب‪ ،‬وسمي علي بن الحسين عليهما السلم اعطي فهم الول وعلمخخه‪ ،‬ونصخخره‬
‫ورداءه‪ ،‬وليس له أن يتكلم إل بعد هارون بأربع سنين فإذا مضت أربع سنين‬
‫فسله عما شئت يجبك إن شاء ال تعخالى )‪ .(1‬بيخان‪ :‬لخم الخ شخعثه أي أصخلح‬
‫وجمع ما تفرق من اموره قاله الجوهري )‪ (2‬وقال‪ :‬الشعب الصدع في الشئ‬
‫وإصلحه أيضا الشعب )‪ - 2 .(3‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن الخشاب‪،‬‬
‫عن البزنطي‪ ،‬عن زكريا ابن آدم‪ ،‬عن داود بن كثير قال‪ :‬قلت لبي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم‪ :‬جعلت فداك وقخخدمني للمخخوت قبلخخك‪ ،‬إن كخان كخخون‪ ،‬فخخالى مخخن ؟‬
‫قال‪ :‬إلى ابني موسى‪ ،‬فكان ذلخخك الكخخون فخخوال مخخا شخخككت فخخي موسخخى عليخخه‬
‫السلم طرفة عين قط‪ ،‬ثم مكثت نحوا مخخن ثلثيخخن سخخنة ثخخم أتيخخت أبخخا الحسخخن‬
‫موسى عليه السلم فقلت له‪ :‬جعلت فداك إن كان كون فالى مخن ؟ قخال‪ :‬فخالى‬
‫علي ابني قال‪ :‬فكان ذلك الكون فوال ما شككت في علي عليه السخخلم طرفخخة‬
‫عين قط )‪ - 3 .(4‬ير‪ :‬محمد بن عبد الجبخخار‪ ،‬عخخن اللؤلخخؤي‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫الحسن‪ ،‬عن الفيض بن المختار في حديث له طويل في أمر أبي الحسن حتى‬
‫قال له‪ :‬هو صاحبك الذي سألت عنه‪ ،‬فقم فخخأقر لخخه بحقخخه‪ ،‬فقمخخت حخختى قبلخخت‬
‫رأسه ويده‪ ،‬ودعوت ال له قال أبو عبد الخخ‪ :‬أمخخا إنخخه لخخم يخخؤذن لخخه فخخي ذلخخك‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬جعلت فداك فاخبر به أحدا ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬أهلك وولدك ورفقاءك‪ ،‬وكخخان‬
‫معي أهلي وولدي‪ ،‬وكان يونس بن ظبيان من رفقائي‪ ،‬فلمخا أخخبرتهم حمخدوا‬
‫ال على ذلك‪ ،‬وقال يونس‪ :‬ل وال حتى نسمع ذلخخك منخخه‪ ،‬وكخخانت بخخه عجلخخة‪،‬‬
‫فخرج فاتبعته‪ ،‬فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد ال يقول له وقد سخخبقني‪:‬‬
‫يا يونس المر كما قال لك فيض زرقه‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬قد فعلت‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .23‬الصحاح ج ‪ 1‬ص ‪ 285‬طبع دار‬
‫الكتاب العربي‪ (3) .‬نفس المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ 156‬طبع دار الكتاب العربي‪.‬‬
‫)‪ (4‬عيون أخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪.22‬‬

‫]‪[15‬‬

‫والزرقة بالنبطية أي خذه إليك )‪ - 4 .(1‬عم‪ :‬الكليني‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬وأحمد بن‬
‫إدريس‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار مثله )‪ - 5 .(2‬ك‪ :‬الخخدقاق‪ ،‬عخخن السخخدي‪،‬‬
‫عن النخعي‪ ،‬عن النوفلي‪ ،‬عن المفضخخل بخخن عمخخر قخخال‪ :‬دخلخخت علخخى سخخيدي‬
‫جعفر بن محمد عليه السلم فقلت‪ :‬يا سيدي لخو عهخدت إلينخا فخخي الخلخف مخن‬
‫بعدك ؟ فقال لي‪ :‬يا مفضل المام من بعدي ابنخخي موسخخى‪ ،‬والخلخخف المخخأمول‬
‫المنتظر م ح م د بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسخخى )‪- 6 .(3‬‬
‫ك‪ :‬علي بن أحمد بن عبد ال بن أحمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جخخده أحمخخد عخخن محمخخد‬
‫بن خالد‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬وأبي علي الزراد معا‪ ،‬عخخن إبراهيخخم الكرخخخي‬
‫قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليخخه السخخلم فخخاني لجخخالس عنخخده‪ ،‬إذ دخخخل أبخخو‬
‫الحسن موسى ابن جعفر وهو غلم‪ ،‬فقمت إليه فقبلته وجلست فقال أبخخو عبخخد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬يا إبراهيم أما إنه صاحبك من بعدي‪ ،‬أمخخا ليهلكخخن فيخخه قخخوم‪،‬‬
‫ويسعد آخرون‪ ،‬فلعن ال قاتله وضاعف علخخى روحخخه العخخذاب‪ ،‬أمخخا ليخرجخن‬
‫ال خ مخخن صخخلبه خيخخر أهخخل الرض فخخي زمخخانه سخخمي جخخده‪ ،‬ووارث علمخخه‪،‬‬
‫وأحكامه وفضائله‪ ،‬معدن المامة‪ ،‬ورأس الحكمة يقتله جبار بنخخي فلن‪ ،‬بعخخد‬
‫عجائب طريفة‪ ،‬حسدا له‪ ،‬ولكن ال بالغ أمره‪ ،‬ولو كخخره المشخخركون‪ ،‬يخخخرج‬
‫ال من صلبه تمام اثني عشر مهديا‪ ،‬اختصهم ال بكرامته وأحلهم دار قدسه‪،‬‬
‫المقر بالثاني عشر منهم كالشاهر سيفه بين يدي رسول ال خ صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله يذب عنه‪ .‬قال‪ :‬فدخل رجل من مخوالي بنخي اميخة فخانقطع الكلم‪ ،‬فعخدت‬
‫إلى أبي عبد ال عليه السلم أحد عشر مخخرة اريخخد منخخه أن يسخختتم الكلم‪ ،‬فمخخا‬
‫قدرت على ذلك‪ ،‬فلما كان قابل السنة الثانية دخلت عليه وهو جالس فقال‪ :‬يخخا‬
‫إبراهيم هو المفرج للكرب عن‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ج ‪ 7‬باب ‪ 11‬ص ‪ (2) .96‬اعلم الورى ص ‪ (3) .289‬كمال‬
‫الدين وتمام النعمة ج ‪ 2‬ص ‪.3‬‬

‫]‪[16‬‬

‫شيعته‪ ،‬بعد ضنك شديد‪ ،‬وبلء طويل وجزع وخوف‪ ،‬فطوبى لمن أدرك ذلك الزمان‪،‬‬
‫حسبك يا إبراهيم ! فما رجعت بشئ أسر من هذا لقلبي‪ ،‬ول أقخخر لعينخخي )‪.(1‬‬
‫‪ - 7‬ك‪ :‬علي بن أحمد‪ ،‬عن السخخدي‪ ،‬عخخن النخعخخي‪ ،‬عخخن النخخوفلي‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫إبراهيم الكوفي مثله )‪ - 8 .(2‬ك‪ :‬ابخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن الصخخفار‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي‬
‫الخطاب واليقطيني معا‪ ،‬عن ابن أبي نجخخران‪ ،‬عخخن عيسخخى بخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلم عن خاله الصادق جعفخخر بخخن محمخخد‬
‫عليهما السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬إن كخخان كخخون‪ ،‬ول أرانخخي الخ يومخخك فبمخخن أئتخخم‬
‫فأومأ إلى موسى عليه السلم فقلت له‪ :‬فان مضى فالى من ؟ قال‪ :‬فخخالى ولخخده‬
‫قلت‪ :‬فان مضى ولده وترك أخا كبيرا وابنا صغيرا فبمن أئتخخم ؟ قخخال‪ :‬بولخخده‪،‬‬
‫ثم هكذا أبدا فقلت‪ :‬فان أنا لم أعرفه ولخخم أعرفخخه موضخخعه فمخخا أصخخنع ؟ قخخال‪:‬‬
‫تقول‪ :‬اللهم إني أتولى من بقي من حججك من ولد المام الماضي‪ .‬فخخان ذلخخك‬
‫يجزيك )‪ - 9 .(3‬عم‪ :‬الكليني‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بخخن الحسخخين‪،‬‬
‫عن ابن أبي نجران مثله )‪ - 10 .(4‬ك‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬والحميري معا‪ ،‬عن‬
‫ابن أبي الخطاب واليقطيني معا‪ ،‬عن ابن أبخخي نجخخران مثلخخه )‪ - 11 .(5‬شخخا‪:‬‬
‫روى ابن أبي نجران مثله )‪ - 12 .(6‬شا‪ :‬فممن روى صريح النص بالمامة‬
‫من أبي عبد ال الصخخادق عليخخه السخخلم علخخى ابنخخه أبخخي الحسخخن موسخخى عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬من شيوخ أصحاب أبي عبد ال عليه السلم وخاصته‬

‫)‪ (1‬كمال الدين وتمخخام النعمخخة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .3‬نفخخس المصخخدر ج ‪ 1‬ص ‪(3) .360‬‬
‫المصخخدر السخخابق ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .19‬اعلم الخخورى ص ‪ (5) .288‬كمخخال‬
‫الدين وتمام النعمة ج ‪ 2‬ص ‪ (6) .19‬الرشاد ص ‪.309‬‬
‫]‪[17‬‬

‫وبطانته‪ ،‬وثقاته الفقهاء الصالحين رحمة ال عليهم أجمعين‪ :‬المفضل بن عمر الجعفي‬
‫ومعاذ بن كثير‪ ،‬وعبد الرحمان بن الحجاج‪ ،‬والفيض بخخن المختخخار‪ ،‬ويعقخخوب‬
‫السراج وسليمان بن خالد‪ ،‬وصفوان الجمال‪ ،‬وغيرهخخم ممخخن يطخخول بخخذكرهم‬
‫الكتاب‪ ،‬وقد روى ذلك من إخوته إسحاق وعلي ابنا جعفر بخخن محمخخد‪ ،‬وكانخخا‬
‫من الفضل والورع على مال يختلف فيه اثنان )‪ - 13 .(1‬شا‪ :‬روى موسخخى‬
‫بن الصيقل‪ ،‬عن المفضل بن عمر قال‪ :‬كنت عند أبخي عبخد الخ عليخه السخلم‬
‫فدخل أبو إبراهيم موسى عليه السلم وهو غلم‪ ،‬فقال لي أبو عبخخد ال خ عليخخه‬
‫السلم‪ :‬استوص به‪ ،‬وضع أمره عند من تثخق بخه مخن أصخحابك )‪- 14 .(2‬‬
‫عم‪ :‬الكليني‪ ،‬عن أحمد بن مهران‪ ،‬عن محمخخد بخخن علخخي بخخن موسخخى الصخخيقل‬
‫مثله )‪ - 15 .(3‬شا‪ :‬روى ثبيت‪ ،‬عن معاذ بن كثير‪ ،‬عن أبي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬قلت‪ :‬أسأل ال الذي رزق أباك منك هذه المنزلة‪ ،‬أن يرزقك مخخن‬
‫عقبك قبل الممات مثلها فقال‪ :‬قد فعل ال ذلك‪ ،‬قلت‪ :‬مخخن هخخو جعلخخت فخخداك ؟‬
‫فأشار إلى العبد الصالح‪ ،‬وهو راقد‪ ،‬فقال‪ :‬هذا الراقد‪ ،‬وهو يخخومئذ غلم )‪.(4‬‬
‫‪ - 16‬عم‪ :‬الكليني‪ ،‬عن العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكخخم‪ ،‬عخخن‬
‫أبي أيوب‪ ،‬عن ثبيت مثله )‪ - 17 .(5‬شا‪ :‬روى أبو علي الرجاني‪ ،‬عن عبد‬
‫الرحمان بن الحجاج قال‪ :‬دخلت على جعفر بن محمخخد فخخي منزلخخه‪ ،‬وهخخو فخخي‬
‫بيت كذا من داره‪ ،‬في مسجد له‪ ،‬وهو يدعو‪ ،‬وعلى يمينخخه موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫عليه السلم يؤمن على دعائه‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلني ال‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ص ‪ (2) .307‬المصدر السابق ص ‪ (3) .308‬اعلم الورى ص‬


‫‪ (4) .288‬الرشاد ص ‪ (5) .308‬اعلم الورى ص ‪.288‬‬

‫]‪[18‬‬

‫فداك‪ ،‬قد عرفت انقطاعي إليك‪ ،‬وخدمتي لك‪ ،‬فمن ولخخي المخخر بعخخدك ؟ قخخال‪ :‬يخخا عبخخد‬
‫الرحمان إن موسى قد لبس الدرع فاستوت عليه‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬ل أحتخخاج بعخخدها‬
‫إلى شئ )‪ - 18 .(1‬شا‪ :‬روى عبد العلى‪ ،‬عن الفيض بن المختار قال‪ :‬قلت‬
‫لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬خذ بيدي من النار‪ ،‬من لنا بعدك ؟ قال‪ :‬فدخل أبخخو‬
‫إبراهيم‪ ،‬وهو يومئذ غلم‪ ،‬فقال‪ :‬هذا صاحبكم‪ ،‬فتمسخخك بخخه )‪ - 19 .(2‬عخخم‪:‬‬
‫الكليني‪ ،‬عن أحمد بن مهران‪ ،‬عن محمد بن علخخي‪ ،‬عخخن عبخخد العلخخى مثلخخه )‬
‫‪ - 20 .(3‬شا‪ :‬روى ابن أبي نجران‪ ،‬عن ابن حازم قال‪ :‬قلت لبي عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم‪ :‬بأبي أنت وامي إن النفس يغدي عليها ويخخراح‪ ،‬فخخإذا كخخان ذلخخك‬
‫فمن ؟ قال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إذا كخخان ذلخخك‪ ،‬فهخخذا صخخاحبكم‪ ،‬وضخخرب‬
‫بيده على منكب أبي الحسن اليمن‪ ،‬وهو فيما أعلم يومئذ خماسخخي وعبخخد ال خ‬
‫بن جعفر جالس معنا )‪ - 21 .(4‬عم‪ :‬الكليني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫أبي نجران‪ ،‬عن صفوان الجمال قال‪ :‬قال ابن حازم‪ ،‬وذكر مثلخخه )‪ .(5‬بيخخان‪:‬‬
‫قوله‪ :‬خماسي أي كان طخخوله خمسخخة أشخخبار وقيخخل‪ :‬أي كخخان لخخه خمخخس سخخنين‬
‫والول هو الموافق لكلم اللغويين‪ - 22 .‬شا‪ :‬روى الفضخخل‪ ،‬عخخن طخخاهر بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قخال‪ :‬رأيتخخه يلخخوم عبخخد الخ ولخخده ويعظخخه‬
‫ويقول له‪ :‬ما يمنعك أن تكون مثل أخيك‪ ،‬فوال إني لعرف النور في وجهخخه‬
‫فقال عبد ال‪ :‬وكيف أليس أبي وأبوه واحدا ؟ وأصلي وأصله‬

‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ (2) .308‬نفس المصدر ص ‪ (3) .308‬اعلم الورى ص ‪) .288‬‬


‫‪ (4‬الرشاد ص ‪ (5) .308‬اعلم الورى ص ‪.288‬‬

‫]‪[19‬‬

‫واحدا ؟ فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إنه مخخن نفسخخي وأنخخت ابنخخي )‪ - 23 .(1‬عخخم‪:‬‬
‫الكليني‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن‬
‫فضيل الرسان‪ ،‬عخخن طخخاهر مثلخخه )‪ - 24 .(2‬عخخم )‪ (3‬شخخا‪ :‬روى محمخخد بخخن‬
‫سنان‪ ،‬عن يعقوب السراج قال‪ :‬دخلت على أبي عبخخد ال خ عليخخه السخخلم وهخخو‬
‫واقف على رأس أبي الحسن موسخخى‪ ،‬وهخخو فخخي المهخخد فجعخخل يسخخاره طخخويل‬
‫فجلست حتى فرغ فقمت إليه فقال‪ :‬ادن إلى مولك فسلم عليه فدنوت فسخخلمت‬
‫عليه‪ ،‬فرد علي بلسان فصيح ثم قال لي‪ :‬اذهب فغير اسم ابنتخك الخختي سخخميتها‬
‫أمس‪ ،‬فانه اسم يبغضه ال‪ ،‬وكانت ولدت لي بنت‪ ،‬وسميتها بخخالحميراء فقخخال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬انته إلى أمره ترشد‪ ،‬فغيرت اسمها )‪ - 25 .(4‬شا‪:‬‬
‫روى ابن مسكان‪ ،‬عن سليمان بن خالد قال‪ :‬دعا أبو عبد ال عليه السخخلم أبخخا‬
‫الحسن يوما‪ ،‬ونحن عنده فقال لنا‪ :‬عليكم بهذا بعدي فهو وال صاحبكم بعخخدي‬
‫)‪ - 26 (5‬عم‪ :‬الكليني‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن‬
‫صفوان‪ ،‬عن ابن مسكان مثله )‪ - 27 .(6‬شخا‪ :‬روى الوشخخاء‪ ،‬عخن علخي بخن‬
‫الحسين‪ ،‬عن صفوان الجمال قال‪ :‬سألت أبا عبد ال عليه السلم عن صاحب‬
‫هذا المر‪ ،‬قال‪ :‬صاحب هذا المر ل يلهو ول يلعب‪ ،‬وأقبل أبو الحسن وهخخو‬
‫صغير ومعه بهمة عناق مكية ويقول لها‪ :‬اسجدي لربك‪ ،‬فأخذه أبخخو عبخخد ال خ‬
‫عليه السلم وضمه إليه وقال‪ :‬بأبي أنت وامي من ل يلهو ول يلعب )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ (2) .309‬اعلم الورى ص ‪ (3) .289‬نفس المصدر ص ‪) .290‬‬


‫‪ (4‬الرشاد ص ‪ (5) .309‬نفس المصدر ص ‪ (6) .309‬اعلم الورى ص‬
‫‪ (7) .289‬الرشاد ص ‪.309‬‬
‫]‪[20‬‬

‫‪ - 28‬عم‪ :‬الكليني‪ ،‬عن الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عخخن الوشخخاء مثلخخه )‪ .(1‬بيخخان‪:‬‬
‫البهمة الواحد من أولد الضأن‪ ،‬والعناق كسحاب النثى من أولد المعز‪ ،‬مخخا‬
‫لم يتم لها سنة‪ - 29 .‬عخخم )‪ (2‬شخخا‪ :‬روى يعقخخوب بخخن جعفخخر الحميخخري‪ ،‬عخخن‬
‫إسحاق بن جعفر الصادق عليه السلم قال‪ :‬كنت عند أبي يوما فسأله علي بن‬
‫عمر بن علي فقال‪ :‬جعلت فداك إلى من نفخخزع ويفخخزع النخخاس بعخخدك ؟ فقخخال‪:‬‬
‫إلى صاحب هذين الثخخوبين الصخخفرين والغخخديرتين‪ ،‬وهخخو الطخخالع عليخخك مخخن‬
‫الباب‪ ،‬فما لبثنا أن طلع علينا كفان آخذتان بالبابين‪ ،‬حتى انفتحتا ودخل علينخخا‬
‫أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلم‪ ،‬وهو صبي وعليه ثوبخخان أصخخفران‬
‫)‪ - 30 .(3‬عم )‪ (4‬شا‪ :‬روى محمد بن الوليد قال‪ :‬سمعت علي بن جعفر بن‬
‫محمد الصادق عليه السلم يقول‪ :‬سمعت أبي جعفر بن محمد عليهمخخا السخخلم‬
‫يقول لجماعخخة مخخن خاصخخته وأصخخحابه‪ :‬استوصخخوا بموسخخى ابنخخي خيخخرا فخخانه‬
‫أفضل ولدي‪ ،‬ومن اخلف من بعدي وهو القخخائم مقخخامي والحجخخة لخ عزوجخخل‬
‫على كافة خلقه من بعدي‪ ،‬وكان علي بن جعفر شخخديد التمسخخك بخخأخيه موسخخى‬
‫والنقطاع إليه‪ ،‬والتوفر على أخذ معالم الدين منه‪ ،‬وله مسائل مشهورة عنه‪،‬‬
‫وجوابات رواها سماعا منه‪ ،‬والخبار فيما ذكرناه أكثر من أن تحصى علخخى‬
‫ما بيناه ووصفناه )‪ - 31 .(5‬قب‪ :‬يزيد بن أسباط قال‪ :‬دخلت على أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم في مرضته التي مات فيها فقال‪ :‬يا يزيد أترى هخذا الصخبي ؟‬
‫إذا رأيت الناس قد اختلفوا فيه‪ ،‬فاشهد‬

‫)‪ (1‬اعلم الورى ص ‪ (2) .289‬نفخخس المصخخدر ص ‪ (3) .290‬الرشخخاد ص ‪309‬‬


‫وليس فيه كلمة " عناق " وأخرج الحديث ابن أبي زينب النعماني في كتاب‬
‫الغيبة ص ‪ 178‬بتفاوت يسير‪ (4) .‬اعلم الخخورى ص ‪ (5) .291‬الرشخخاد‬
‫ص ‪.310‬‬

‫]‪[21‬‬

‫علي بأني أخبرتك أن يوسف إنما كان ذنبه عند إخوته حتى طرحوه في الجخخب الحسخخد‬
‫له‪ ،‬حين أخبرهم أنه رأى أحد عشر كوكبا والشمس والقمر وهم له سخخاجدون‬
‫وكذلك لبد لهذا الغلم من أن يحسد‪ ،‬ثم دعخخا موسخخى‪ ،‬وعبخخد الخخ‪ ،‬وإسخخحاق‪،‬‬
‫ومحمد والعباس وقال لهم‪ :‬هذا وصي الوصياء وعالم علم العلمخخاء‪ ،‬وشخخهيد‬
‫على الموات والحياء ثم قال‪ :‬يا يزيد " سخختكتب شخخهادتهم ويسخخألون " )‪.(1‬‬
‫‪ - 32‬نى‪ :‬روي عن زرارة بن أعين أنه قال‪ :‬دخلت على أبي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم وعند يمينه سيد ولده موسى عليخخه السخخلم وقخخدامه مرقخخد مغطخخى فقخخال‬
‫لخخي‪ :‬يخخا زرارة جئنخخي بخخداود الرقخخي‪ ،‬وحمخخران‪ ،‬وأبخخي بصخخير‪ ،‬ودخخخل عليخخه‬
‫المفضل بن عمر‪ ،‬فخرجت فأحضرت من أمرني باحضاره‪ ،‬ولم تزل النخخاس‬
‫يدخلون واحدا إثخر واحخد‪ ،‬حختى صخرنا فخي الخبيت ثلثيخن رجل‪ .‬فلمخا حشخد‬
‫المجلس قال‪ :‬يا داود اكشف لي عن وجه إسماعيل‪ ،‬فكشفت عن وجهخخه فقخخال‬
‫أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا داود أحي هو أم ميت ؟ قال داود‪ :‬يخخا مخخولي هخخو‬
‫ميت‪ ،‬فجعل يعرض ذلخخك علخخى رجخخل رجخخل‪ ،‬حختى أتخخى علخخى آخخخر مخن فخي‬
‫المجلس وكل يقول‪ :‬هو ميخخت يخخا مخخولي‪ ،‬فقخخال‪ :‬اللهخخم اشخخهد ثخخم أمخخر بغسخخله‬
‫وحنوطه‪ ،‬و إدراجه في أثوابه‪ .‬فلما فرغ منه قال للمفضل‪ :‬يا مفضخخل احسخخر‬
‫عن وجهه‪ ،‬فحسر عن وجهه فقال‪ :‬أحي هو أم ميت ؟ فقال‪ :‬ميت قخخال‪ :‬اللهخخم‬
‫اشهد عليهم‪ ،‬ثم حمل إلى قبره‪ ،‬فلما وضع في لحخخده قخخال‪ :‬يخخا مفضخخل اكشخخف‬
‫عن وجهه وقال للجماعة‪ :‬أحي أم ميخخت ؟ قلنخخا لخخه‪ :‬ميخخت فقخخال‪ :‬اللهخخم اشخخهد‪،‬‬
‫واشهدوا فانه سيرتاب المبطلون‪ ،‬يريدون إطفاء نخخور الخ بخخأفواههم ثخخم أومخخأ‬
‫إلى موسى‪ ،‬وال متم نوره ولو كره المشخركون‪ ،‬ثخم حثخوا عليخه الختراب‪ ،‬ثخم‬
‫أعاد علينا القول فقال‪ :‬الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد من هخخو ؟‬
‫قلنا‪ :‬إسماعيل قال‪ :‬اللهم اشهد‪ ،‬ثم أخذ بيد موسى عليه السلم وقال‪ :‬هو حق‪،‬‬
‫والحق معه ومنه‪ ،‬إلى أن يرث ال الرض ومن عليها‪.‬‬

‫)‪ (1‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ 435‬والية في سورة الزخرف الية‪.19 :‬‬

‫]‪[22‬‬

‫ووجدت هذا الحديث عنه بعض إخواننا فذكر أنه نسخه من أبي المرجى ابن محمد بن‬
‫المعمر الثعلبي‪ ،‬وذكر أنخخه حخدثه بخخه المعخخروف بخأبي سخخهل يرويخه عخن أبخخي‬
‫الصلح‪ ،‬ورواه بندار القمي‪ ،‬عن بنخخدار بخخن محمخخد بخخن صخخدقة‪ ،‬ومحمخخد بخخن‬
‫عمرو‪ ،‬عن زرارة‪ ،‬وأن أبا المرجى ذكر أنه عرض هذا الحديث على بعض‬
‫إخوانه فقال‪ :‬إنه حدثه به الحسن بن المنذر باسناد لخخه عخخن زرارة‪ ،‬وزاد فيخخه‬
‫أن أبا عبد ال عليه السلم قال‪ :‬وال ليظهرن عليكم صاحبكم وليس في عنخخق‬
‫أحد له بيعة‪ ،‬وقال‪ :‬فل يظهر صاحبكم حتى يشك فيه أهل اليقين " قل هو نبأ‬
‫عظيم أنتم عنه معرضون " )‪ - 33 .(1‬نى‪ :‬ابن عقدة‪ ،‬عن القاسم بن محمخخد‬
‫بن الحسين‪ ،‬عن عبيس بن هشام عن درست‪ ،‬عن الوليد بن صبيح قال‪ :‬كخخان‬
‫بيني وبين رجل يقال له عبد الجليل صداقة في قدم فقال لخخي‪ :‬إن أبخخا عبخخد الخ‬
‫عليه السلم أوصى إلى إسماعيل قال‪ :‬فقلت ذلك لبي عبد ال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫إن عبد الجليل حدثني بأنك أوصيت إلى إسماعيل في حياته قبخل مخخوته بثلث‬
‫سنين فقال‪ :‬يا وليد ل وال‪ ،‬فان كنت فعلت فالى فلن يعني أبا الحسن موسى‬
‫عليه السلم وسماه )‪ - 34 .(2‬نخخى‪ :‬عبخخد الواحخخد‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن‬
‫رباح‪ ،‬عن أحمد بن علي الحميري‪ ،‬عن الحسن بن أيخخوب‪ ،‬عخخن عبخخد الكريخخم‬
‫بن عمر والخثعمي‪ ،‬عن حماد الصائغ قال‪ :‬سمعت المفضخخل بخخن عمخخر يسخخأل‬
‫أبا عبد ال عليه السلم هل يفرض ال طاعة عبد ثم يكنه خبر السماء ؟ فقخخال‬
‫له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬الخ أجخخل وأكخخرم وأرأف بعبخخاده‪ ،‬وأرحخخم مخخن أن‬
‫يفرض طاعة عبد ثم يكنه خخبر السخماء‪ ،‬صخباحا ومسخاءا قخال‪ :‬ثخم طلخع أبخو‬
‫الحسن موسى عليه السلم فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يسخخرك أن تنظخخر‬
‫إلى صاحب كتاب علي ؟ ]فقال له المفضل‪ :‬وأي شئ يسخخرني إذا أعظخخم مخخن‬
‫ذلك ؟ فقال‪ :‬هو هذا‪ ،‬صاحب كتاب علي[ )‪ (3‬الكتاب المكنون الذي قال ال‬

‫)‪ (1‬غيبة النعماني ص ‪ 179‬والية في سورة ص الية‪ (2) .67 :‬نفس المصدر ص‬
‫‪ 178‬وفيه بدل " صداقة " " كلم "‪ (3) .‬مابين العلمتين ساقط من نسخخخة‬
‫الكمباني أضفناه من المصدر‪.‬‬

‫]‪[23‬‬

‫عزوجل " ل يمسه إل المطهرون " )‪ - 35 .(1‬نى‪ :‬محمد بخن همخام‪ ،‬عخن حميخد بخن‬
‫زياد‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن سماعة عخخن الحسخخن بخخن محمخخد الخختيملي‪ ،‬عخخن‬
‫يحيى بن إسحاق‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليخخه السخخلم فسخخألته‬
‫عن صاحب المر من بعده فقخخال لخخي‪ :‬صخخاحب البهمخخة‪ ،‬وكخخان موسخخى عليخخه‬
‫السلم في ناحية الدار صبيا‪ ،‬ومعه عناق مكيخة وهخو يقخول لهخا‪ :‬اسخجدي لخ‬
‫الذي خلقك )‪ - 36 .(2‬نى‪ :‬من مشهور كلم أبي عبد الخ عليخخه السخخلم عنخخد‬
‫وقوفه على قبر إسماعيل‪ :‬غلبني لك الحخخزن عليخخك‪ ،‬اللهخخم وهبخخت لسخخماعيل‬
‫جميع ما قصر عنه‪ ،‬مما افترضت عليه من حقي‪ ،‬فهب لخخي جميخخع مخخا قصخخر‬
‫عنه فيما افترضت عليه مخخن حقخخك )‪ - 37 .(3‬ن‪ :‬الخخوراق‪ ،‬عخخن سخخعد‪ ،‬عخخن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن صفوان بخخن يحيخخى عخخن أبخخي أيخخوب الخخخزاز‪ ،‬عخخن‬
‫سلمة بن محرز قال‪ :‬قلت لبي عبد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬إن رجل مخخن العجليخخة‬
‫قال لي‪ :‬كم عسى أن يبقى لكم هذا الشيخ‪ ،‬إنما هو سنة أو سخخنتين حخختى يهلخخك‬
‫ثم تصيرون ليس لكم أحد تنظرون إليه‪ ،‬فقال أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬أل‬
‫قلت له‪ :‬هذا موسى بن جعفر‪ ،‬قد أدرك مخخا يخخدرك الرجخخال‪ ،‬وقخخد اشخخترينا لخخه‬
‫جارية تباح له‪ ،‬فكأنك به إن شاء ال وقخخد ولخخد لخخه فقيخخه خلخخف )‪ - 38 .(4‬ن‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن سعيد بن أبخخي الجهخخم‪ ،‬عخخن‬
‫نصر بن قابوس قال‪ :‬قلت لبي إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السخخلم إنخخي‬
‫سألت أباك عليه السلم‪ :‬من الذي يكون بعدك ؟ فأخبرني أنخخك أنخخت هخخو فلمخخا‬
‫توفي أبو عبد ال عليه السلم ذهب الناس يمينا وشمال وقلت أنخخا وأصخخحابي‬
‫بك فأخبرني من الذي‬

‫)‪ (1‬غيبة النعماني ص ‪ 178‬بتفاوت يسير والية في سخخورة الواقعخخة‪ (2) .79 :‬نفخخس‬
‫المصخخدر ص ‪ (3) .178‬المصخخدر السخخابق ص ‪ (4) .179‬عيخخون أخبخخار‬
‫الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪ 29‬والعجليخخة‪ :‬هخخم ضخخعفاء الزيديخخة منسخخوبون إلخخى‬
‫هارون بن سعيد العجلى‪.‬‬
‫]‪[24‬‬

‫يكون بعدك ؟ قال‪ :‬ابني علي عليه السلم )‪ - 39 .(1‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصخولي‪ ،‬عخن‬
‫المبرد‪ ،‬عن الرياشي قال‪ :‬حدثنا أبو عاصم ورواه عخخن الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫أن موسى بن جعفر عليه السلم تكلم يوما بين يدي أبيه عليه السخخلم فأحسخخن‬
‫فقال له‪ :‬يا بني الحمد ل الذي جعلك خلفا مخخن البخخاء‪ ،‬وسخخرورا مخخن البنخخاء‪،‬‬
‫وعوضا عن الصدقاء )‪ - 40 .(2‬ب‪ :‬محمد بن الحسخخين‪ ،‬عخخن صخخفوان بخخن‬
‫يحيى‪ ،‬عن عيسى شلقان قال‪ :‬دخلت على أبي عبد ال عليه السلم وأنا اريخخد‬
‫أن أسأله عن أبي الخطاب فقال لي مبتدئا قبل أن أجلس‪ :‬يا عيسخخى مخخا منعخخك‬
‫أن تلقى ابنخي فتسخأله عخن جميخع مخا تريخد ؟ قخال عيسخى‪ :‬فخذهبت إلخى العبخد‬
‫الصالح عليه السلم وهو قاعد في الكتاب )‪ (3‬وعلى شفتيه أثخخر المخخداد فقخخال‬
‫لي مبتدئا‪ :‬يا عيسى إن ال تبارك وتعالى أخذ ميثاق النخخبيين علخخى النبخخوة فلخخم‬
‫يتحولوا عنها أبدا‪ ،‬وأخذ ميثاق الوصيين على الوصية فلم يتحولوا عنهخخا أبخخدا‬
‫وأعار قوما اليمان زمانا ثم يسلبهم إياه‪ ،‬وإن أبا الخطاب ممن اعير اليمخخان‬
‫ثم سلبه ال تعالى‪ ،‬فضممته إلي وقبلت بين عينيه ثخخم قلخخت‪ :‬بخخأبي أنخخت وامخخي‬
‫ذرية بعضها من بعض وال سميع عليم‪ .‬ثم رجعخخت إلخخى أبخخي عبخخد الخ عليخخه‬
‫السخخلم فقخال لخخي‪ :‬مخخا صخخنعت يخا عيسخخى ؟ قلخخت لخخه‪ :‬بخأبي أنخخت وامخخي أتيتخخه‬
‫فأخبرني مبتدئا من غير أن أسأله عن جميع ما أردت أن أسخخأله عنخخه فعلمخخت‬
‫وال عند ذلك أنه صاحب هذا المر فقال‪ :‬يا عيسى إن ابني هذا الخخذي رأيخخت‬
‫لو سألته عما بين دفتي المصحف لجابك فيه بعلم‪ ،‬ثم أخرجه ذلك اليخخوم مخخن‬
‫الكتاب‪ ،‬فعلمت ذلك اليوم أنه صاحب هذا المخخر )‪ - 41 .(4‬يخخر‪ :‬محمخخد بخخن‬
‫عبد الجبار‪ ،‬عن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن فضالة‪ ،‬عن مسمع‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .31‬المصدر السابق ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .127‬الكتخخاب‪:‬‬
‫بالضم موضع التعليم والجمع كتاتيب‪ (4) .‬قرب السناد ص ‪ 193‬وأخرجه‬
‫ابن شهر آشوب في المناقب ج ‪ 3‬ص ‪.411‬‬

‫]‪[25‬‬

‫كردين‪ ،‬عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬دخلت عليه وعنده إسماعيل قخخال‪ :‬ونحخخن إذ‬
‫ذاك نأتم به بعد أبيه‪ ،‬فذكر في حديث طويل أنه سمع رجل أبا عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم خلف ما ظن فيه قال‪ :‬فأتيت رجلين من أهل الكوفة كانخخا يقولخخون بخخه‬
‫فأخبرتهما فقال واحد منهما‪ :‬سمعت وأطعت ورضيت وسلمت‪ ،‬وقال الخر‪،‬‬
‫وأهوى بيده إلى جيبه فشقه ثم قال‪ :‬ل وال ل سمعت ول أطعت ول رضخخيت‬
‫حتى أسمعه منه قال‪ :‬ثم خرج متوجها إلخخى أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫وتبعته‪ ،‬فلما كنا بالباب فاستأذنا فأذن لي فدخلت قبله‪ ،‬ثم أذن لخخه فخخدخل‪ .‬فلمخخا‬
‫دخل قال له أبو عبد الخ عليخه السخلم‪ :‬يخا فلن " أيريخد كخل امخخرئ منكخخم أن‬
‫يؤتى صحفا منشرة " )‪ (1‬إن الذي أخبرك به فلن الحخخق قخال‪ :‬جعلخخت فخداك‬
‫إني أشتهي أن أسمعه منك قال‪ :‬إن فلنا إمامك‪ ،‬وصاحبك مخخن بعخخدي‪ ،‬يعنخخي‬
‫أبا الحسن عليه السلم فل يدعيها فيما بيني وبينه إل كالب مفخختر فخالتفت إلخي‬
‫الكوفي‪ ،‬وكان يحسن كلم النبطيخة‪ ،‬وكخان صخاحب قبخالت فقخال لخي‪ :‬درفخه‬
‫فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إن درفه بالنبطية خخخذها‪ ،‬أجخخل فخخخذها فخرجنخخا‬
‫من عنده )‪ - 42 .(2‬ختص‪ :‬ابن عيسى‪ ،‬وابن عبد الجبار‪ ،‬عن البرقي مثله )‬
‫‪ - 43 .(3‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي‬
‫حمزة عن أبي بصير‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬سخخألته وطلبخخت‬
‫وقضيت إليه أن يجعل هذا المر إلى إسماعيل‪ ،‬فأبى ال خ إل أن يجعلخخه لبخخي‬
‫الحسن موسى عليه السلم )‪ - 44 .(4‬ير‪ :‬الحسين بن محمخخد‪ ،‬عخخن المعلخخى‪،‬‬
‫عن الوشاء‪ ،‬عن عمرو بن أبان عن أبي بصير قال‪ :‬كنت عنخخد أبخخي عبخخد الخ‬
‫فذكروا الوصياء‪ ،‬وذكر إسماعيل فقال‪:‬‬

‫)‪ (1‬مقتبس من قوله تعالى‪ " :‬بخخل يريخخد كخخل امخخرئ منهخخم أن يخخؤتى صخخحفا مطهخخرة "‬
‫المدثر ‪ (2) .52‬بصائر الدرجات ج ‪ 7‬باب ‪ 12‬ص ‪ (3) .97‬الختصاص‬
‫ص ‪ (4) .290‬بصائر الدرجات ج ‪ 10‬باب ‪ 1‬ص ‪.138‬‬

‫]‪[26‬‬

‫ل وال يا أبا محمد ما ذاك إلينا‪ ،‬وما هو إل إلى ال عزوجل ينزل واحخخد بعخخد واحخخد )‬
‫‪ - 45 .(1‬كش‪ :‬جعفر بن أحمد بن أيوب‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الميثمي‪ ،‬عن‬
‫أبي نجيح‪ ،‬عن الفيض بن المختار‪ ،‬وعنه عن علخخي بخخن إسخخماعيل‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫نجيح‪ ،‬عن الفيض قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬جعلت فداك مخخا تقخخول‬
‫في الرض أتقبلها من السلطان ثم أو اجرها آخرين‪ ،‬علخخى أن مخخا أخخخرج الخ‬
‫منها من شئ كان لي من ذلك النصخخف أو الثلخخث أو أقخخل مخخن ذلخخك أو أكخخثر ؟‬
‫قال‪ :‬ل بأس قال له إسماعيل ابنه يا أبة لم تحفظ قخخال‪ :‬فقخخال‪ :‬يخخا بنخخي أو ليخخس‬
‫كذلك اعامل أكرتي ؟ إني كثيرا ما أقول لك الزمني فل تفعل‪ ،‬فقام إسخخماعيل‬
‫فخرج‪ .‬فقلت‪ :‬جعلت فداك وما على إسماعيل أن ل يلزمك إذا كنخخت أفضخخيت‬
‫إليه الشياء من بعدك كما افضيت إليك بعد أبيخخك ؟ قخخال‪ :‬فقخخال‪ :‬يخخا فيخخض إن‬
‫إسماعيل ليس كأنا من أبخخي‪ ،‬قلخت‪ :‬جعلخت فخداك فقخخد كنخا لنشخخك أن الرحخخال‬
‫تنحط إليه من بعدك‪ ،‬وقد قلت فيه ما قلخت ؟ فخان كخان مخا نخخاف وأسخأل الخ‬
‫العافية فالى من ؟ قال‪ :‬فأمسك عني فقبلت ركبتخخه وقلخخت‪ :‬ارحخخم سخخيدي فانمخخا‬
‫هي النار‪ ،‬وإني وال لو طمعت أن أموت قبلك لما باليت‪ ،‬ولكني أخاف البقاء‬
‫بعدك‪ ،‬فقال لي‪ :‬مكانك ثم قام إلى ستر في البيت فرفعه فخخدخل ثخخم مكخخث قليل‬
‫ثم صاح‪ :‬يا فيض ادخل فدخلت فإذا هو في المسجد قخخد صخخلى فيخخه وانحخخرف‬
‫عن القبلة فجلست بين يديه فدخل إليخخه أبخخو الحسخن عليخه السخلم وهخخو يخخومئذ‬
‫خماسي وفي يده درة )‪ (2‬فأقعده على فخذه فقال له‪ :‬بأبي أنت وامخي مخا هخذه‬
‫المخفقة )‪ (3‬بيدك ؟ قال‪ :‬مخخررت بعلخخي أخخخي وهخخي فخخي يخخده يضخخرب بهيمخخة‬
‫فانتزعتها من يده‪ .‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا فيض إن رسول ال صلى‬
‫ال عليه وآله افضيت إليخخه صخخحف إبراهيخخم وموسخخى عليهمخخا السخخلم فخخائتمن‬
‫عليها رسول ال صلى ال عليه وآله عليا عليخخه السخخلم‪ ،‬وائتمخخن عليهخخا علخخي‬
‫عليه السلم‬

‫)‪ (1‬نفخخس المصخخدر ج ‪ 10‬بخخاب ‪ 1‬ص ‪ (2) .138‬الخخدرة‪ :‬بالكسخخر والتشخخديد السخخوط‬
‫يضرب به‪ (3) .‬المخفقة‪ :‬هي الدرة يضرب بها‪ ،‬وقيل‪ :‬سوط من خشب‪.‬‬

‫]‪[27‬‬

‫الحسن عليه السلم وائتمن عليها الحسخخن عليخخه السخخلم الحسخخين عليخخه السخخلم وائتمخخن‬
‫عليها الحسين عليه السلم علي بن الحسين عليه السخخلم وائتمخخن عليهخخا علخخي‬
‫بن الحسين عليهما السلم محمد بن علي عليهما السلم‪ ،‬و ائتمنني عليها أبي‬
‫فكانت عندي‪ ،‬ولقد ائتمنت عليها ابني هذا على حخخداثته‪ ،‬وهخخي عنخخده فعرفخخت‬
‫ما أراد‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك زدني قخخال‪ :‬يخخا فيخخض إن أبخخي كخخان إذا أراد أن‬
‫لترد له دعوة أقعدني على يمينخخه فخخدعا وأمنخخت‪ ،‬فل تخخرد لخخه دعخخوة‪ ،‬وكخخذلك‬
‫أصنع بابني هذا‪ ،‬ولقد ذكرناك أمس بالموقف فخخذكرناك بخيخخر‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬يخخا‬
‫سيدي زدني‪ .‬قال يا فيض‪ :‬إن أبي إذا كان سافر وأنا معخخه فنعخخس وهخخو علخخى‬
‫راحلته أدنيخخت راحلخختي مخخن راحلتخخه فوسخخدته ذراعخخي‪ ،‬الميخخل والميليخخن حخختى‬
‫يقضي وطره من النوم‪ ،‬و كذلك يصنع بي ابني هذا قال‪ :‬قلخخت‪ :‬جعلخخت فخخداك‬
‫زدني قال‪ :‬إني لجد بابني هذا ما كان يجد يعقوب بيوسخخف‪ ،‬قلخخت‪ :‬يخخا سخخيدي‬
‫زدني قال‪ :‬هو صاحبك الذي سخخألت عنخخه‪ ،‬فخخأقر لخخه بحقخخه فقمخخت حخختى قبلخخت‬
‫رأسه‪ ،‬ودعوت ال له فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬أما إنه لخخم يخخؤذن لخخه فخخي‬
‫أمرك منه قلت‪ :‬جعلت فداك اخبر به أحدا ؟ قال‪ :‬نعم أهلك وولدك ورفقاءك‪،‬‬
‫وكان معي أهلي وولدي‪ ،‬ويونس بن ظبيان من رفقائي فلما أخخخبرتهم حمخخدوا‬
‫ال على ذلك كثيرا‪ .‬فقال يونس‪ :‬ل والخ حختى أسخخمع ذلخك منخه‪ ،‬وكخخانت فيخه‬
‫عجلة‪ ،‬فخرج فاتبعته فلما انتهيت إلى الباب سمعت أبا عبد ال عليه السخخلم ‪-‬‬
‫وقد سبقني ‪ -‬فقال‪ :‬المر كما قال لك فيض‪ ،‬قال‪ :‬سمعت وأطعت )‪- 46 .(1‬‬
‫كا‪ :‬محمد بن يحيى والحسين بن محمد‪ ،‬عن جعفر بخن محمخد‪ ،‬عخن علخي بخن‬
‫الحسين بن علي‪ ،‬عن إسماعيل بن مهخخران‪ ،‬عخخن أبخخي جميلخة‪ ،‬عخن معخخاذ بخن‬
‫كثير عن أبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إن الوصخخية نزلخخت مخخن السخخماء علخخى‬
‫محمد صلى ال عليه وآله كتابا لم ينزل على محمد صلى ال عليه وآله كتاب‬
‫مختوم إل الوصية‪ ،‬فقال جبرئيل عليه السلم‪ :‬يا محمد هذه وصيتك في امتك‬
‫عند أهل بيتك‪ ،‬فقال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أي أهل بيتي يا‬
‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪(*) .226‬‬

‫]‪[28‬‬

‫جبرئيل ؟ قال‪ :‬نجيب ال منهم وذريته ليرثك علم النبوة كما ورثه إبراهيم عليه السلم‬
‫وميراثه لعلي وذريتك من صلبه فقال‪ :‬وكان عليهخخا خخخواتيم قخخال‪ :‬ففتخخح علخخي‬
‫عليه السلم الخاتم الول ومضى لما فيها ثم فتح الحسن عليخخه السخخلم الخخخاتم‬
‫الثاني ومضى لما امر به فيها‪ .‬فلما توفي الحسن ومضى فتخخح الحسخخين عليخخه‬
‫السلم الخاتم الثالث فوجد فيها أن قاتل فاقتل وتقتل‪ ،‬واخخخرج بخخأقوام للشخخهادة‬
‫ل شهادة لهم إل معك قال‪ :‬ففعل عليه السلم فلما مضى دفعها إلخخى علخخي بخخن‬
‫الحسين قبل ذلك ففتح الخاتم الرابع فوجد فيها أن اصمت وأطرق لمخخا حجخخب‬
‫العلم‪ ،‬فلما توفي ومضى دفعها إلى محمد بن علي عليخخه السخخلم ففتخخح الخخخاتم‬
‫الخامس فوجد فيها‪ :‬أن فسر كتاب ال‪ ،‬وصدق أباك‪ ،‬وورث ابنخخك واصخخطنع‬
‫المة وقم بحق ال عزوجل‪ ،‬وقل الحق في الخوف والمن ول تخخخش إل الخ‬
‫ففعل ثم دفعها إلى الذي يليه قال‪ :‬قلت له‪ :‬جعلت فداك فأنت هو ؟ قال‪ :‬فقخخال‪:‬‬
‫مابي إل أن تذهب يا معاذ فتروي علي قال‪ :‬فقلت‪ :‬أسأل ال الذي رزقك مخخن‬
‫آبائك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك مثلها قبخخل الممخخات قخخال‪ :‬قخخد فعخخل الخ‬
‫ذلك يا معاذ قال‪ :‬فقلت‪ :‬فمن هو جعلت فداك ؟ قال‪ :‬هخخذا الراقخخد‪ ،‬فأشخخار بيخخده‬
‫إلى العبد الصالح وهو راقد )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.279‬‬

‫]‪[29‬‬

‫‪) * .4‬باب( * * " )معجزاته‪ ،‬واستجابة دعواته‪ ،‬ومعخخالى أمخخوره( " * * )وغخخرائب‬
‫شأنه صلوات ال عليه( * ‪ - 1‬كشف‪ :‬قال الحافظ عبد العزيز‪ :‬حخخدث عيسخخى‬
‫بن محمد بن مغيث القرطخخي وبلخخغ تسخخعين سخخنة قخال‪ :‬زرعخخت بطيخخخا وقثخاءا‬
‫وقرعا في موضع بالجوانية )‪ (1‬على بئر يقال لها ام عظام‪ ،‬فلما قرب الخير‬
‫واستوى الزرع‪ ،‬بيتني الجراد وأتى على الخخزرع كلخخه‪ ،‬وكنخخت غرمخخت علخخى‬
‫الزرع ثمن جملين ومائة وعشرين دينارا فبينا أنا جخخالس إذ طلخخع موسخخى بخخن‬
‫جعفر بن محمخخد عليهخخم السخخلم فسخخلم ثخخم قخال‪ :‬أيخخش حالخخك ؟ قلخخت‪ :‬أصخخبحت‬
‫كالصخخريم‪ ،‬بيتنخخي الجخخراد‪ ،‬فأكخخل زرعخخي قخخال‪ :‬وكخخم غرمخخت ؟ قلخخت‪ :‬مخخائة‬
‫وعشرين دينارا مع ثمن الجملين قال‪ :‬فقخخال‪ :‬يخخا عرفخخة إن لبخخي الغيخخث مخخائة‬
‫وخمسين دينارا فربحك ثلثون دينارا والجملن فقلت‪ :‬يا مبارك ادع لي فيها‬
‫بالبركة‪ ،‬فدخل ودعا‪ ،‬وحدثني عن رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه أنخخه قخخال‪:‬‬
‫تمسكوا ببقاء المصائب ثم علقت عليه الجملين وسقيته فجعل الخ فيخخه البركخخة‬
‫وزكخخت فبعخخت منهخخا بعشخخرة آلف )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬قخخوله صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه‪:‬‬
‫تمسكوا‪ :‬لعل المراد عدم الجزع عند المصائب‪ ،‬والعتناء بشأنها‪ ،‬فانها غالبا‬
‫من علمات السعادة‪ ،‬أو تمسكوا بال عند بقائها‪ - 2 .‬كشف‪ :‬من كتخخاب دلئل‬
‫الحميري عن مولى لبي عبد ال عليه السلم قال‪ :‬كنا مع أبخخي الحسخخن عليخخه‬
‫السلم حين قدم به البصرة‪ ،‬فلما أن كان قرب المدائن‪ ،‬ركبنا‬

‫)‪ (1‬الجوانية‪ :‬بالفتح وتشديد ثانيه وكسر النخخون ويخخاء مشخخددة‪ ،‬موضخخع أو قريخخة قخخرب‬
‫المدينخخة " المراصخخد "‪ (2) .‬كشخخف الغمخخة ج ‪ 3‬ص ‪ 10‬وأخخخرج الحخخديث‬
‫الخطيب في تاريخه ج ‪ 13‬ص ‪.29‬‬

‫]‪[30‬‬

‫في أمواج كثيرة‪ ،‬وخلفنا سفينة فيها امرأة تزف إلى زوجها‪ ،‬وكانت لهم جلبة فقال‪ :‬ما‬
‫هذه الجلبة ؟ قلنا‪ :‬عروس‪ ،‬فما لبثنا أن سمعنا صخخيحة فقخخال‪ :‬ماهخخذا ؟ فقخخالوا‪:‬‬
‫ذهبت العروس لتغخخترف مخخاءا فوقخخع منهخخا سخخوار مخخن ذهخخب فصخخاحت فقخخال‪:‬‬
‫احبسوا وقولوا لملحهم يحبس‪ ،‬فحبسنا وحبس ملحهم‪ ،‬فاتكأ علخخى السخخفينة‪،‬‬
‫و همس قليل وقال‪ :‬قولوا لملحهم يتزر بفوطة )‪ (1‬وينزل فيتناول السخخوار‪،‬‬
‫فنظرنا فإذا السوار علخخى وجخخه الرض‪ ،‬وإذا مخخاء قليخخل‪ ،‬فنخخزل الملح فأخخخذ‬
‫السوار فقال أعطها وقل لها‪ :‬فلتحمد ال ربها‪ .‬ثم سرنا فقال له أخوه إسخخحاق‪:‬‬
‫جعلت فداك الدعاء الذي دعوت به علمنيه قال‪ :‬نعخخم ول تعلمخخه مخخن ليخخس لخخه‬
‫بأهل‪ ،‬ول تعلمه إل من كان من شيعتنا ثم قال‪ :‬اكتب فأمل علي إنشاءا‪ " :‬يخخا‬
‫سابق كل فوت‪ ،‬يا سامعا لكل صوت‪ :‬قوي أو خفخخي‪ ،‬يخخا محيخخي النفخخوس بعخخد‬
‫الموت‪ ،‬ل تغشاك الظلمات الحندسية‪ ،‬ول تشابه عليك اللغخخات المختلفخخة‪ ،‬ول‬
‫يشغلك شئ عن شئ‪ ،‬يامن ل يشغله دعوة داع دعاه من السماء يامن لخخه عنخخد‬
‫كل شئ من خلقه سمع سامع‪ ،‬وبصر نافذ‪ ،‬يامن لتغلطه كخخثرة المسخخائل‪ ،‬ول‬
‫يبرمه إلحاح الملحين‪ ،‬يا حي حين ل حي في ديمومة ملكه وبقائه يامن سخخكن‬
‫العلى واحتجب عخخن خلقخخه بنخخوره‪ ،‬يخخامن أشخخرقت لنخخوره دجخخى الظلخخم أسخخألك‬
‫باسمك الواحد الحد‪ ،‬الفرد الصمد‪ ،‬الذي هو من جميخخع أركانخخك‪ .‬صخخل علخخى‬
‫محمد وأهل بيته "‪ ،‬ثم سل حاجتك )‪ .(2‬وعن الوشاء قال‪ :‬حدثني محمخخد بخخن‬
‫يحيى‪ ،‬عن وصي علي بن السري قال‪ :‬قلت لبي الحسخخن موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫عليهما السلم‪ :‬إن علي بن السري توفي وأوصى إلي فقال‪ :‬رحمه ال فقلخخت‪:‬‬
‫وإن ابنه جعفرا وقع على ام ولد له‪ ،‬وأمرنخخي أن اخرجخخه مخخن الميخخراث فقخخال‬
‫لي‪ :‬أخرجه‪ ،‬وإن كان صادقا فسيصيبه خبل قال‪ :‬فرجعت فقدمني‬

‫)‪ (1‬الفوطة‪ :‬ما يأتزر به الخدم‪ ،‬وعند العامخة هخي قطعخخة تنشخف بهخخا اليخدي وتسخمى‬
‫المنشفة‪ (2) .‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.42‬‬
‫]‪[31‬‬

‫إلى أبي يوسف القاضي قال له‪ :‬أصلحك ال أنا جعفر بن علي بن السري وهذا وصي‬
‫أبي فمره فليدفع إلي ميراثي من أبي فقال‪ :‬ما تقول ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم هخخذا جعفخخر‪،‬‬
‫وأنا وصي أبيه قال‪ :‬فادفع إليه ماله ! فقلت لخخه‪ :‬اريخخد أن اكلمخخك قخخال‪ :‬فخخادنه‪،‬‬
‫فدنوت حيث ل يسمع أحدا كلمي فقلت‪ :‬هذا وقع على ام ولخخد أبيخخه‪ ،‬وأمرنخخي‬
‫أبوه وأوصاني أن اخرجخخه مخخن الميخخراث ول اورثخخه شخخيئا فخخأتيت موسخخى بخخن‬
‫جعفخخر عليهمخخا السخخلم بالمدينخخة فخخأخبرته وسخخألته‪ ،‬فخخأمرني أن اخرجخخه مخخن‬
‫الميراث‪ ،‬ول اورثه شيئا قال‪ :‬فقال‪ :‬الخ إن أبخخا الحسخخن أمخخرك ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫فاستحلفني ثلثا وقال‪ :‬أنفذ بما امرت به‪ ،‬فالقول قوله قخخال الوصخخي‪ :‬فأصخخابه‬
‫الخبل بعد ذلك‪ ،‬قال الحسن بن علي الوشاء‪ :‬رأيته على ذلك )‪ .(1‬وعن خالخخد‬
‫قال‪ :‬خرجت وأنا اريد أبا الحسن عليه السلم فدخلت عليه‪ ،‬وهو في عرصخخة‬
‫داره جالس فسخلمت عليخه وجلسخخت‪ ،‬وقخخد كنخت أتيتخخه لسخخأله عخن رجخخل مخن‬
‫أصحابنا كنت سألته حاجة فلم يفعل‪ ،‬فالتفت إلي وقال‪ :‬ينبغي لحدكم إذا لبس‬
‫الثوب الجديد أن يمر يده عليه ويقول‪ " :‬الحمد ل الذي كسانى مخخا اواري بخخه‬
‫عورتي‪ ،‬وأتجمل به بين الناس " وإذا أعجبه شئ فل يكخخثر ذكخخره‪ ،‬فخخان ذلخخك‬
‫مما يهده‪ ،‬وإذا كانت لحدكم إلى أخيه حاجخخة ووسخخيلة ل يمكنخخه قضخخاؤها فل‬
‫يذكره إل بخير‪ ،‬فإن ال يوقع ذلك في صخخدره فيقضخخي حخخاجته قخخال‪ :‬فرفعخخت‬
‫رأسي وأنا أقول‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬فالتفت إلي فقال‪ :‬يا خالخخد اعمخخل مخخا أمرتخخك )‬
‫‪ .(2‬قال هشام بن الحكم أردت شخخراء جاريخخة بمنخخى فكتبخخت إلخخى أبخخي الحسخخن‬
‫عليه السلم اشاوره فلم يرد علخخي جوابخخا‪ ،‬فلمخخا كخخان فخخي غخخد مخخر بخخي يرمخخي‬
‫الجمار على حمار‪ ،‬فنظر إلخخي وإلخخى الجاريخخة مخخن بيخخن الجخخواري‪ ،‬ثخخم أتخخاني‬
‫كتابه‪ :‬لأرى بشرائها بأسا إن لم يكن في عمرها قلة‪ ،‬قلت‪ :‬ل وال ما قال لي‬
‫هذا الحرف إل وههنا شئ ل وال ل اشتريتها قال‪ :‬فما خرجت من مكة حتى‬
‫دفنت )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .44‬المصخخدر السخخابق ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .46‬المصخخدر‬
‫السابق ج ‪ 3‬ص ‪ 47‬وفيه " فلما كان في الطواف " بدل " في غد "‪.‬‬

‫]‪[32‬‬

‫وعن الوشاء الحسن بن علي قال‪ :‬حججت أنا وخالي إسماعيل بخخن إليخخاس فكتبخخت إلخخى‬
‫أبي الحسن الول وكتب خالي‪ :‬إن لي بنات وليس لي ذكر‪ ،‬وقد قتل رجالنخخا‪،‬‬
‫وقد خلفت امرأتي حامل فادع ال أن يجعله غلما وسمه‪ ،‬فوقع فخخي الكتخخاب‪:‬‬
‫قد قضى ال حاجتك فسمه محمدا‪ ،‬فقدمنا إلخخى الكوفخخة وقخخد ولخخد لخخه غلم قبخخل‬
‫وصولنا الكوفة بستة أيام‪ ،‬دخلنا يوم سابعه فقخخال أبخو محمخخد‪ :‬هخخو والخ اليخخوم‬
‫رجل وله أولد )‪ .(1‬وعن زكريا بخخن آدم قخال‪ :‬سخمعت الرضخا عليخه السخلم‬
‫يقول‪ :‬كان أبي ممن تكلم في المهد )‪ .(2‬وعن الصبغ بن موسخخى قخخال‪ :‬بعخخث‬
‫معي رجل من أصحابنا إلى أبي إبراهيخخم عليخخه السخخلم بمخخائة دينخخار‪ ،‬وكخخانت‬
‫معي بضاعة لنفسي وبضخخاعة لخخه‪ ،‬فلمخخا دخلخخت المدينخخة صخخببت علخخي المخخاء‪،‬‬
‫وغسلت بضاعتي وبضخخاعة الرجخخل‪ ،‬وذررت عليهخخا مسخخكا‪ ،‬ثخخم إنخخي عخخددت‬
‫بضاعة الرجل فوجدتها تسعة وتسعين دينخخارا‪ ،‬فأعخخددت عخخددها وهخخي كخخذلك‬
‫فأخذت دينارا آخر لي فغسلته وذررت عليه المسك‪ ،‬وأعدتها فخخي صخخرة كمخخا‬
‫كانت‪ ،‬و دخلت عليه في الليل‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك إن معي شيئا أتقرب بخخه‬
‫إلى ال تعالى فقال‪ :‬هات‪ ،‬فناولته دنانيري‪ ،‬وقلت له‪ :‬جعلتخخك فخخداك إن فلنخخا‬
‫مولك بعث إليك معي بشئ فقال‪ :‬هات‪ ،‬فناولته الصرة قال‪ :‬صبها فصببتها‪،‬‬
‫فنثرها بيده‪ ،‬وأخرج ديناري منها ثم قال‪ :‬إنما بعث إلينخخا وزنخخا ل عخخددا )‪.(3‬‬
‫وعن علي بن أبي حمزة قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن موسى عليه السلم فخخي‬
‫السنة التي قبض فيها أبو عبد ال عليه السلم فقلخخت لخخه‪ :‬كخخم أتخخى لخخك ؟ قخخال‪:‬‬
‫تسع عشرة سنة قال‪ :‬فقلت‪ :‬إن أباك أسر إلي سرا‪ ،‬وحدثني بحديث فخخأخبرني‬
‫به فقال‪ :‬قال لك‬

‫)‪ (1‬المصدر السابق ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .48‬المصخخدر السخخابق ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .49‬كشخخف‬
‫الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.49‬‬

‫]‪[33‬‬

‫كذا وكذا‪ ،‬حتى نسق على ما أخبرني به أبو عبد ال خ عليخخه السخخلم )‪ .(1‬وروى هشخخام‬
‫بن أحمر أنه ورد تاجر من المغرب ومعه جوار‪ ،‬فعرضهن على أبي الحسن‬
‫عليه السلم فلم يخخختر منهخخن شخخيئا وقخخال‪ :‬أرنخخا ؟ فقخخال‪ :‬عنخخدي اخخخرى وهخخي‬
‫مريضة فقال‪ :‬ما عليك أن تعرضها‪ ،‬فأبى فانصرف ثم إنه أرسلني مخخن الغخخد‬
‫إليه وقال‪ :‬قل له‪ :‬كم غايتك فيها ؟ فقال‪ :‬ما أنقصها مخخن كخخذا وكخخذا فقلخخت‪ :‬قخخد‬
‫أخذتها وهو لك فقال‪ :‬وهي لك ولكن من الرجل ؟ فقلت‪ :‬رجل من بني هاشخخم‬
‫فقال‪ :‬من أي بني هاشم ؟ قلت‪ :‬ما عندي أكثر من هذا‪ .‬فقال‪ :‬اخبرك عن هذه‬
‫الوصيفة إني اشتريتها من أقصخخى المغخخرب فلقيتنخخي امخخرأة مخخن أهخخل الكتخخاب‬
‫فقالت‪ :‬ما هذه الوصيفة معك ؟ فقلخخت اشخختريتها لنفسخخي فقخخالت‪ :‬مخخا ينبغخخي أن‬
‫تكون هذه عند مثلك‪ ،‬إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الرض‪،‬‬
‫ول تلبخخث عنخخده إل قليل حخختى تلخخد منخخه غلمخخا مخخا يولخخد بشخخرق الرض‪ ،‬ول‬
‫غربها مثله‪ ،‬يدين له شرق الرض وغربها‪ ،‬قال‪ :‬فأتيته بها فلم يلبث إل قليل‬
‫حتى ولدت عليا الرضا عليه السلم )‪ - 3 .(2‬كخخش‪ :‬حمخخدويه وإبراهيخخم ابنخخا‬
‫نصير‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الوشا‪ ،‬عن هشام بن الحكم قخخال‪ :‬كنخخت فخخي‬
‫طريق مكة‪ ،‬وأنا اريد شخخراء بعيخخر فمخخر بخخي أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم‪ ،‬فلمخخا‬
‫نظرت إليه تناولت رقعة‪ ،‬فكتبت إليه‪ :‬جعلت فداك إني اريد شراء هذا البعير‬
‫فما ترى ؟ فنظر إليه فقال‪ :‬لأرى في شخخراءه بأسخخا‪ ،‬فخخان خفخخت عليخخه ضخخعفا‬
‫فألقمه‪ ،‬فاشتريته وحملت عليه فلم أر منكرا حتى إذا كنخخت قريبخخا مخخن الكوفخخة‬
‫في بعض المنازل وعليه حمل ثقيل رمى بنفسخخه واضخخطرب للمخخوت‪ ،‬فخخذهب‬
‫الغلمان ينزعون عنه فذكرت الحديث‪ ،‬فخدعوت بلقخخم )‪ (3‬فمخخا ألقخوه إل سخخبعا‬
‫حتى‬

‫)‪ (1‬نفخخس المصخخدر ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .42‬المصخخدر السخخابق ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .49‬اللقخخم‬
‫واللقيم‪ :‬ما يلقم من طعام ونحوه‪.‬‬

‫]‪[34‬‬

‫قام بحمله )‪ - 4 .(1‬كش‪ :‬وجدت بخط جبرئيل بن أحمد حدثني محمد بن عبد الخ بخخن‬
‫مهران عن محمد بن علي الصيرفي‪ ،‬عن ابن البطائني‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬دخلت‬
‫المدينة وأنا مريض شديد المرض‪ ،‬وكخخان أصخخحابنا يخخدخلون ول أعقخخل بهخخم‪،‬‬
‫وذلك لنه أصابني حمى فذهب عقلي‪ ،‬وأخبرني إسخخحاق بخخن عمخخار أنخخه أقخخام‬
‫علي بالمدينة ثلثخة أيخام ل يشخك انخه ل يخخرج منهخا حختى يخدفنني‪ ،‬ويصخلي‬
‫علي‪ ،‬وخرج إسحاق بن عمار‪ ،‬وأفقت بعد ما خرج إسحاق فقلت لصحابي‪:‬‬
‫افتحوا كيسي واخرجوا منه مائة دينار فاقسموها في أصخخحابنا‪ ،‬وأرسخخل إلخخي‬
‫أبو الحسن عليه السلم بقدح فيه ماء فقال الرسول‪ :‬يقول لك أبو الحسن عليه‬
‫السلم‪ :‬اشرب هذا المخخاء فخخان فيخخه شخخفاك إن شخخاء الخ تعخخالى ففعلخخت فأسخخهل‬
‫بطني‪ ،‬فأخرج ال مخخا كنخخت أجخخده مخخن بطنخخي مخخن الذى‪ ،‬ودخلخخت علخخى أبخخي‬
‫الحسن عليه السلم فقال‪ :‬يا علي أما أجلك قد حضر مرة بعد مخخرة‪ .‬فخرجخخت‬
‫إلى مكة فلقيت إسحاق بن عمار فقال‪ :‬وال لقد أقمخخت بالمدينخخة ثلثخخة أيخخام مخخا‬
‫شككت إل أنك ستموت‪ ،‬فأخبرني بقصتك‪ ،‬فأخبرته بما صنعت ومخا قخال لخي‬
‫أبو الحسن عليه السلم مما أنشأ ال في عمخخري مخخرة بعخخد مخخرة مخخن المخخوت‪،‬‬
‫وأصابني مثل ما أصاب فقلت‪ :‬يا إسحاق إنخخه إمخخام ابخخن إمخخام‪ ،‬وبهخخذا يعخخرف‬
‫المام )‪ - 5 .(2‬كش‪ :‬محمد بن مسعود‪ ،‬عن الحسين بن أشكيب‪ ،‬عن بكر بن‬
‫صالح‪ ،‬عن إسماعيل بن عباد القصري‪ ،‬عن إسماعيل بخخن سخخلم‪ ،‬وفلن بخخن‬
‫حميد قال‪ :‬بعث إلينا علي بن يقطين فقال‪ :‬اشتريا راحلتين‪ ،‬وتجنبا الطريق ‪-‬‬
‫ودفع إلينا أموال وكتبا ‪ -‬حتى توصل ما معكما مخخن المخخال والكتخخب إلخخى أبخخي‬
‫الحسن موسى عليه السلم‪ ،‬ول يعلم بكما أحد‪ ،‬قخخال‪ :‬فأتينخخا الكوفخخة واشخخترينا‬
‫راحلتين وتزودنا زادا‪ ،‬وخرجنا‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ (2) .175‬نفس المصدر ص ‪.279‬‬


‫]‪[35‬‬

‫نتجنب الطريق‪ ،‬حتى إذا صرنا ببطن الرمة )‪ (1‬شددنا راحلتنا‪ ،‬ووضعنا لها العلخخف‪،‬‬
‫وقعدنا نأكل فبينا نحن كذلك‪ ،‬إذ راكب قد أقبل ومعه شاكري‪ ،‬فلما قخخرب منخخا‬
‫فإذا هو أبو الحسن موسى عليه السلم‪ ،‬فقمنا إليه وسخخلمنا عليخخه‪ ،‬ودفعنخخا إليخخه‬
‫الكتب وما كان معنا فأخرج من كمخخه كتبخخا فناولنخخا أياهخخا فقخخال‪ :‬هخخذه جوابخخات‬
‫كتبكم‪ .‬قال‪ :‬فقلنا‪ :‬إن زادنا قد فني فلو أذنت لنا فدخلنا المدينة‪ ،‬فزرنخخا رسخخول‬
‫ال وتزودنا زادا فقال‪ :‬هاتا ما معكما من الزاد‪ ،‬فأخرجنا الزاد إليه فقلبه بيخخده‬
‫فقال‪ :‬هذا يبلغكما إلى الكوفة‪ .‬وأما رسول ال صلى ال عليه وآله فقد رأيتما‪،‬‬
‫إني صليت معهم الفجر‪ ،‬وإني اريد أن اصلي معهم الظهر‪ ،‬انصرفا في حفظ‬
‫ال )‪ .(2‬حمدويه عن يحيى بن محمد‪ ،‬عن بكر بن صالح مثله ) ‪ - 6 .(3‬يج‪:‬‬
‫روي أن إسماعيل بن سالم قال‪ :‬بعخخث إلخخي علخخي بخخن يقطيخخن وإسخخماعيل ابخخن‬
‫أحمد فقال لي‪ :‬خذ هذه الدنانير‪ ،‬وائت الكوفة فالق فلنا وأشخصه‪ ،‬و اشخختريا‬
‫راحلتين ‪ -‬وساق الحديث نحو ما مر‪ ،‬وزاد في آخره ‪ -‬فرجعنا وكخان يكفينخا‪.‬‬
‫بيان‪ :‬الشاكري معرب چاكر‪ .‬قوله‪ :‬فقد رأيتما أي قربتم من المدينخخة والقخخرب‬
‫في حكم الزيارة‪ .‬ويحتمل أن يكون المراد أن رؤيتي بمنزلة رؤيخخة الرسخخول‪،‬‬
‫كما في بعض النسخ رأيتمخاه‪ ،‬وعلخى هخذا قخوله إنخي صخليت بيخان لفضخله أو‬
‫إعجازه مؤكدا لكونه بمنزلة الرسول صلى ال عليه وآله فخخي الشخرف‪ ،‬وهخذا‬
‫إنما يستقيم إذا كانت المسافة بينهم وبيخخن المدينخخة بعيخخدة‪ ،‬والول أظهخخر‪- 7 .‬‬
‫كش‪ :‬وجدت بخط جبرئيل بن أحمد‪ ،‬حدثني محمد بخخن عبخخد الخ بخخن مهخخران‪،‬‬
‫عن محمد بن علي‪ ،‬عن ابن البطايني‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن شعيب العقرقوفي قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬بطن الرمخخة‪ :‬منخخزل لهخخل البصخخرة إذا أرادوا المدينخخة‪ ،‬بهخخا يجتمخخع أهخخل البصخخرة‬
‫والكوفخخة‪ ،‬ومنخخه إلخخى العسخخيلة‪ (2) .‬رجخخال الكشخخى ص ‪ 273‬وفخخي أصخخل‬
‫المصدر " بطن الرمة " بدل " الرملة "‪ (3) .‬نفس المصدر ص ‪.274‬‬

‫]‪[36‬‬

‫قال لي أبو الحسن عليه السلم مبتدءا من غير أن أسأله عن شئ‪ :‬يا شعيب غدا يلقخخاك‬
‫رجل من أهل المغرب يسألك عني فقل‪ :‬هو وال المام الذي قال لنا أبو عبخخد‬
‫ال عليه السلم فإذا سألك عن الحلل والحرام فأجبه مني فقلت‪ :‬جعلت فخخداك‬
‫فما علمته ؟ قال‪ :‬رجل طويل جسيم يقال له‪ :‬يعقوب‪ ،‬فإذا أتاك فل عليك أن‬
‫تجيبه عن جميع ما سألك فانه واحد قومه‪ ،‬فان أحخخب أن تخخدخله إلخخي فخخأدخله‪.‬‬
‫قال‪ :‬فوال إني لفي طوافي إذ أقبل إلي رجل طويل مخخن أجسخم مخخا يكخون مخن‬
‫الرجال فقال لي‪ :‬اريد أن أسألك عن صاحبك فقلت‪ :‬عخن أي صخاحب ؟ قخال‪:‬‬
‫عن فلن بن فلن قلت‪ :‬ما اسمك ؟ قال‪ :‬يعقوب قلت‪ :‬ومن أيخخن أنخخت ؟ قخخال‪:‬‬
‫رجل من أهل المغخرب قلخت‪ :‬فمخن أيخن أنخت عرفتنخخي ؟ قخخال‪ :‬أتخاني آت فخخي‬
‫منامي‪ :‬الق شعيبا فسله عن جميع ما تحتاج إليه‪ ،‬فسخخألت عنخخك فخخدللت عليخخك‬
‫فقلت‪ :‬اجلس في هخخذا الموضخخع حخختى أفخخرغ مخخن طخخوافي وآتيخخك إن شخخاء الخ‬
‫تعالى‪ ،‬فطفت ثم أتيته فكلمت رجل عاقل‪ ،‬ثم طلب إلخخي أن ادخلخخه علخخى أبخخي‬
‫الحسن عليه السلم فأخذت بيده فاستأذنت على أبي الحسن عليه السلم فخخأذن‬
‫لي‪ .‬فلما رآه أبو الحسن عليه السلم قال لخخه‪ :‬يخخا يعقخخوب قخخدمت أمخخس‪ ،‬ووقخخع‬
‫بينك و بين أخيك شر في موضع كذا وكذا حتى شخختم بعضخخكم بعضخخا‪ ،‬وليخخس‬
‫هذا ديني ول دين آبائي‪ ،‬ول نأمر بهذا أحخخدا مخخن النخخاس‪ ،‬فخخاتق ال خ وحخخده ل‬
‫شريك له‪ ،‬فانكما ستفترقان بموت‪ ،‬أما إن أخخخاك سخخيموت فخخي سخخفره قبخخل أن‬
‫يصل إلى أهله‪ ،‬وستندم أنت على ماكان منك‪ ،‬وذلك أنكما تقاطعتما فبخختر الخ‬
‫أعماركما‪ .‬فقال له الرجل‪ :‬فأنا جعلت فداك متى أجلخي ؟ فقخال‪ :‬أمخا إن أجلخك‬
‫قد حضر حتى وصلت عمتك بما وصلتها به فخخي منخخزل كخخذا وكخخذا فزيخخد فخخي‬
‫أجلك عشرون قال‪ :‬فأخبرني الرجل ولقيته حاجا أن أخاه لم يصخخل إلخخى أهلخخه‬
‫حتى دفنه في الطريق )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ 276‬وفيه " تدخله على " مكان " تدخله إلى "‪.‬‬

‫]‪[37‬‬

‫‪ - 8‬يج‪ :‬روي عن أبي الصلت الهروي عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قال أبخخي موسخخى‬
‫ابن جعفر عليهما السلم لعلخخي بخن أبخخي حمخخزة مبتخدءا‪ :‬تلقخخى رجل مخخن أهخل‬
‫المغرب وساق الحديث نحو ما مر إل أن فيه مكان شعيب في المواضع علي‬
‫بن أبي حمزة )‪ - 9 .(1‬قب‪ :‬علي بن أبي حمزة قال‪ :‬قال لي أبو الحسن عليه‬
‫السلم مبتدءا وذكر نحوه إلى قوله‪ :‬وليس هذا من ديني ول من ديخخن آبخخائي )‬
‫‪ - 10 .(2‬ختص‪ :‬الحسن بن محبوب‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬مثخخل مخخا فخخي‬
‫الكتابين )‪ - 11 .(3‬كش‪ :‬بهذا السناد عخخن البطخخايني‪ ،‬عخخن أخطخخل الكخخاهلي‪،‬‬
‫عن عبد ال بن يحيى الكاهلي قال‪ :‬حججخت فخخدخلت علخى أبخي الحسخن عليخخه‬
‫السلم فقال لي‪ :‬اعمل خيرا في سنتك هذه فان أجلك قد دنا قال‪ :‬فبكيخخت فقخخال‬
‫لي‪ :‬فما يبكيك ؟ قلت‪ :‬جعلخخت فخخداك نعيخخت إلخخي نفسخخي قخخال‪ :‬ابشخخر فانخخك مخخن‬
‫شيعتنا‪ ،‬وأنت إلى خير‪ .‬قال‪ :‬قال أخطل‪ :‬فما لبث عبد ال بعد ذلخخك إل يسخخيرا‬
‫حتى مات )‪ - 12 .(4‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بخخن الحسخخين أن بعخخض‬
‫أصحابنا كتب إلى أبي الحسن الماضي عليه السلم يسأله عخخن الصخخلة علخخى‬
‫الزجاج قال‪ :‬فلما نفذ كتابي إليه تفكرت وقلت‪ :‬هو ممخخا أنبتخخت الرض‪ ،‬ومخخا‬
‫كان لي أن أسأل عنخه قخال‪ :‬فكتخب إلخي ل تصخل علخى الزجخاج‪ ،‬وإن حخدثتك‬
‫نفسك أنه مما أنبتت الرض‪ ،‬ولكنه من الملح والرمل وهما ممسخخوخان )‪.(5‬‬
‫‪ - 13‬قب‪ :‬محمد بن الحسين مثله )‪.(6‬‬
‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح ص ‪ (2) .200‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .412‬الختصاص ص‬
‫‪ (4) .89‬رجال الكشى ص ‪ (5) .280‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (6) .332‬المناقب‬
‫ج ‪ 3‬ص ‪.421‬‬

‫]‪[38‬‬

‫‪ - 14‬عم )‪ (1‬قب )‪ (2‬شخخا‪ :‬روى محمخخد بخخن إسخخماعيل‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن الفضخخل قخخال‪:‬‬
‫اختلفت الرواية بين أصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء هو من الصابع‬
‫إلى الكعبين ؟ أم هو من الكعبين إلى الصابع ؟ فكتخخب علخخي بخخن يقطيخخن إلخخى‬
‫أبي الحسن موسى عليه السلم إن أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين فخخان‬
‫رأيت أن تكتب إلي بخطك ما يكون عملي عليه فعلت إن شاء ال فكتخخب إليخخه‬
‫أبو الحسن عليه السلم‪ :‬فهمت ما ذكرت من الختلف في الوضوء‪ ،‬والخخذي‬
‫آمرك به في ذلك أن تتمضمض ثلثا وتستنشخخق ثلثخخا‪ ،‬وتغسخخل وجهخخك ثلثخخا‬
‫وتخلل شعر لحيتك وتمسح رأسك كله وتمسح ظاهر اذنيك وباطنهما وتغسخخل‬
‫رجليك إلى الكعبين ثلثا ول تخالف ذلك إلى غيره‪ .‬فلمخخا وصخل الكتخاب إلخى‬
‫علي بن يقطين تعجب بما رسم فيه‪ ،‬مما أجمع العصابة على خلفه‪ ،‬ثم قخخال‪:‬‬
‫مولي أعلم بما قال وأنا ممتثل أمره‪ ،‬وكان يعمل في وضوئه على هذا الحد‪،‬‬
‫ويخالف ما عليه جميع الشيعة‪ ،‬امتثال لمر أبي الحسن عليه السلم‪ ،‬و سعى‬
‫بعلي بن يقطين إلى الرشخيد‪ ،‬وقيخل‪ :‬إنخه رافضخي مخخالف لخك‪ .‬فقخال الرشخيد‬
‫لبعض خاصته‪ :‬قد كثر عنخخدي القخخول فخخي علخخي بخخن يقطيخخن والقخخرف لخخه )‪(3‬‬
‫بخلفنا وميله إلى الرفض ولست أرى في خدمته لخي تقصخيرا‪ ،‬وقخد امتحنتخه‬
‫مرارا فما ظهرت منه على ما يقرف به واحخب أن أسختبرئ أمخره مخن حيخث‬
‫ليشعر بذلك‪ ،‬فيتحرز مني‪ .‬فقيل له‪ :‬إن الرافضة يخخا أميخخر المخخؤمنين تخخخالف‬
‫الجماعخخة فخخي الوضخخوء فتخففخخه ول تخخرى غسخخل الرجليخخن فخخامتحنه يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين من حيث ل يعلم‪ ،‬بالوقوف على وضوئه‪ ،‬فقال‪ :‬أجل إن هذا الخخوجه‬
‫يظهر به أمره‪ ،‬ثم تركه مدة وناطه بشخخئ مخخن الشخخغل فخخي الخخدار‪ ،‬حخختى دخخخل‬
‫وقت الصلة‪ ،‬وكخخان علخخي بخخن يقطيخخن يخلخخو فخخي حجخخرة فخخي الخخدار لوضخخوئه‬
‫وصلته‪ ،‬فلما دخل وقت الصلة وقف الرشيد من وراء حائط‬

‫)‪ (1‬اعلم الخخخورى ص ‪ 293‬بتفخخخاوت‪ (2) .‬المنخخخاقب ج ‪ 3‬ص ‪ 407‬بتفخخخاوت‪(3) .‬‬


‫القخخرف‪ :‬بفتحخختين التهمخخة فيقخخال هخخو يقخخرف بكخخذا أي بخخه يرمخخى ويتهخخم فهخخو‬
‫مقروف‪.‬‬

‫]‪[39‬‬
‫الحجرة بحيث يرى علي بن يقطين‪ ،‬ول يراه هو‪ ،‬فدعا بالمخخاء للوضخخوء‪ ،‬فتمضخخمض‬
‫ثلثا‪ ،‬واستنشق ثلثا‪ ،‬وغسل وجهه ثلثا‪ ،‬وخلخخل شخخعر لحيتخخه‪ ،‬وغسخخل يخخديه‬
‫إلى المرفقين ثلثا‪ ،‬ومسح رأسه واذنيه‪ ،‬وغسل رجليه والرشخخيد ينظخخر إليخخه‪.‬‬
‫فلما رآه وقد فعل ذلك لم يملك نفسه حتى أشرف عليه بحيث يخخراه‪ ،‬ثخخم نخخاداه‪:‬‬
‫كذب يا علي بن يقطين من زعخخم أنخخك مخخن الرافضخخة‪ .‬وصخخلحت حخخاله عنخخده‪،‬‬
‫وورد عليه كتاب أبي الحسن عليه السلم‪ :‬ابتداءا‪ :‬من الن يا علي بن يقطين‬
‫فتوض كما أمر ال‪ ،‬واغسل وجهك مرة فريضة‪ ،‬واخخخرى إسخخباغا‪ ،‬واغسخخل‬
‫يديك من المرفقين كذلك وامسح مقخخدم رأسخخك‪ ،‬وظخخاهر قخخدميك بفضخخل نخخداوة‬
‫وضوئك‪ ،‬فقد زال ما كان يخاف عليك والسلم )‪ - 15 .(1‬شى‪ :‬عن سليمان‬
‫بن عبد ال قال‪ :‬كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلم قاعدا فخخاتي بخخامرأة‬
‫قد صار وجهها قفاها فوضع يده اليمنى في جبينهخخا ويخخده اليسخخرى مخخن خلخخف‬
‫ذلك‪ ،‬ثم عصر وجهها عن اليميخخن ثخخم قخخال‪ " :‬إن الخ ل يغيخخر مخخا بقخخوم حخختى‬
‫يغيروا ما بأنفسهم " )‪ (2‬فرجع وجهها فقخخال‪ :‬احخخذري أن تفعليخخن كمخخا فعلخخت‬
‫قالوا‪ :‬يخا ابخن رسخول الخ ومخا فعلخت ؟ فقخال‪ :‬ذلخك مسختور إل أن تتكلخم بخه‪،‬‬
‫فسألوها فقالت‪ :‬كانت لي ضرة فقمت اصلي فظننت أن زوجي معها‪ ،‬فخخالتفت‬
‫إليها فرأيتها قاعدة وليس هو معها‪ ،‬فرجع وجهها علخخى مخخا كخخان )‪- 16 .(3‬‬
‫قب‪ :‬خالد السمان في خخخبر أنخخه دعخخا الرشخخيد رجل يقخخال لخخه علخخي بخخن صخخالح‬
‫الطالقاني وقال له‪ :‬أنت الذي تقول‪ :‬إن السحاب حملتخك مخخن بلخخد الصخين إلخخى‬
‫طالقان ؟ فقال‪ :‬نعم قال‪ :‬فحدثنا كيف كان ؟ قال‪ :‬كسر مركبي في لجج البحر‬
‫فبقيت ثلثة أيام على لوح تضربني المواج‪ ،‬فألقتني المواج إلى البر‬

‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ (2) .314‬سورة الرعد‪ ،‬الية‪ (3) .11 :‬تفسير العياشخخي ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 205‬وأخرج الحديث الشيخ الحر العاملي فخخي اثبخخات الهخخداة ج ‪ 5‬ص ‪550‬‬
‫والسيد البحراني في البرهان في تفسير الية‪.‬‬

‫]‪[40‬‬

‫فإذا أنا بأنهار وأشجار‪ ،‬فنمت تحت ظل شجرة‪ ،‬فبينا أنا نائم إذ سخخمعت صخخوتا هخخائل‪،‬‬
‫فانتبهت فزعا مذعورا فإذا أنا بدابتين يقتتلن على هيئة الفرس‪ ،‬ل احسن أن‬
‫أصفهما‪ ،‬فلما بصرا بي دخلتخخا فخي البحخخر‪ ،‬فبينمخخا أنخا كخخذلك إذ رأيخخت طخخائرا‬
‫عظيم الخلق‪ ،‬فوقع قريبا مني بقرب كهف في جبل‪ ،‬فقمت مستترا في الشجر‬
‫حتى دنوت منه لتأمله فلما رآني طار وجعلت أقفخخو أثخخره‪ .‬فلمخخا قمخخت بقخخرب‬
‫الكهف سمعت تسبيحا وتهليل وتكخبيرا وتلوة القخرآن‪ ،‬و دنخخوت مخن الكهخف‬
‫فناداني مناد من الكهف‪ :‬ادخخخل يخخا علخخي بخخن صخخالح الطالقخخاني‪ ،‬رحمخخك الخخ‪،‬‬
‫فدخلت وسلمت فإذا رجل فخم ضخم غليظ الكراديس )‪ (1‬عظيم الجثة أنخخزع‬
‫أعين‪ ،‬فرد علي السلم وقال‪ :‬يا علخخي بخخن صخخالح الطالقخخاني أنخخت مخخن معخخدن‬
‫الكنوز لقد أقمت ممتحنا بالجوع والعطش والخوف‪ ،‬لول أن ال خ رحمخخك فخخي‬
‫هذا اليوم فأنجاك وسقاك شرابا طيبا‪ ،‬ولقد علمت السخخاعة الخختي ركبخخت فيهخخا‪،‬‬
‫وكم أقمت في البحر‪ ،‬وحين كسر بك المركب‪ ،‬وكم لبثت تضخخربك المخخواج‪،‬‬
‫وما هممت به من طرح نفسك في البحر لتمخخوت اختيخخارا للمخخوت‪ ،‬لعظيخخم مخخا‬
‫نزل بخخك‪ ،‬والسخخاعة الخختي نجخخوت فيهخخا‪ ،‬ورؤيتخخك لمخخا رأيخخت مخخن الصخخورتين‬
‫الحسنتين‪ ،‬واتباعك للطخخائر الخخذي رأيتخخه واقعخخا‪ ،‬فلمخخا رآك صخخعد طخخائرا إلخخى‬
‫السماء‪ ،‬فهلم فاقعد رحمك ال‪ .‬فلما سمعت كلمه قلت‪ :‬سألتك بال من أعلمك‬
‫بحالي ؟ فقال‪ :‬عخخالم الغيخخب والشخخهادة‪ ،‬والخخذي يخخراك حيخخن تقخخوم وتقلبخخك فخخي‬
‫الساجدين‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنت جائع فتكلم بكلم تململت به شفتاه‪ ،‬فإذا بمخخائدة عليهخخا‬
‫منديل‪ ،‬فكشفه وقال‪ :‬هلم إلخخى مخخا رزقخخك الخ فكخخل‪ ،‬فخخأكلت طعامخخا مخخا رأيخخت‬
‫أطيب منه‪ ،‬ثم سقاني ماءا ما رأيت ألذ منه ول أعذب‪ ،‬ثم صخخلى ركعخختين ثخخم‬
‫قال‪ :‬يخخا علخي أتحخب الرجخخوع إلخخى بلخخدك ؟ فقلخت‪ :‬ومخخن لخخي بخذلك ؟ ! فقخال‪:‬‬
‫وكرامة لوليائنا أن نفعل بهم ذلك‪ ،‬ثم دعا بخخدعوات و رفخخع يخخده إلخخى السخخماء‬
‫وقال‪ :‬الساعة الساعة‪ ،‬فإذا سحاب قد أظلت باب الكهخخف قطعخخا قطعخخا‪ ،‬وكلمخخا‬
‫وافت سحابة قالت‪ :‬سلم عليك ياولي ال وحجته فيقول‪ :‬و‬

‫)‪ (1‬الكراديس‪ :‬جمع كردوس وهو كل عظمين التقيا في مفصل‪.‬‬

‫]‪[41‬‬

‫عليك السلم ورحمة ال وبركاته أيتها السحابة السامعة المطيعخخة‪ ،‬ثخخم يقخخول لهخخا‪ :‬أيخخن‬
‫تريدين ؟ فتقول‪ :‬أرض كذا فيقول‪ :‬الرحمخخة ؟ أو سخخخط ؟ فنقخخول‪ :‬لرحمخخة أو‬
‫سخط وتمضي‪ ،‬حتى جاءت سحابة حسنة مضيئة فقالت‪ :‬السلم عليك يخخاولي‬
‫ال وحجته قال‪ :‬وعليك السلم أيتها السحابة السامعة المطيعة‪ ،‬أين تريخخدين ؟‬
‫فقالت‪ :‬أرض طالقان فقال‪ :‬لرحمة أو سخط ؟ فقالت‪ :‬لرحمة فقال لها‪ :‬احملي‬
‫ما حملت مودعا في ال فقالت‪ :‬سمعا وطاعة قال لها‪ :‬فاستقري باذن ال على‬
‫وجه الرض فاستقرت‪ ،‬فأخذ بعض عضدي فأجلسني عليها‪ .‬فعند ذلخخك قلخخت‬
‫له‪ :‬سألتك بال العظيم وبحق محمد خاتم النبيين وعلي سيد الوصيين والئمخخة‬
‫الطاهرين من أنت ؟ فقد اعطيت وال أمرا عظيما فقخال‪ :‬ويحخك يخا علخي بخن‬
‫صالح إن ال ل يخلي أرضه من حجة طرفة عين‪ ،‬إما باطن وإما ظاهر‪ ،‬أنخخا‬
‫حجة ال الظاهرة‪ ،‬وحجته الباطنة‪ ،‬أنخخا حجخخة الخ يخخوم الخخوقت المعلخخوم‪ ،‬وأنخخا‬
‫المؤدي الناطق عن الرسول أنا فخخي وقخختي هخخذا‪ ،‬موسخخى بخخن جعفخخر‪ ،‬فخخذكرت‬
‫إمامته وإمامة آبائه وأمر السحاب بالطيران‪ ،‬فطارت‪ ،‬فوال مخخا وجخخدت ألمخخا‬
‫ول فزعخخت فمخخا كخخان بأسخخرع مخخن طرفخخة العيخخن حخختى ألقتنخخي بالطالقخخان فخخي‬
‫شارعي الذي فيه أهلي وعقاري سالما في عافية فقتله الرشيد وقخخال ل يسخخمع‬
‫بهذا أحد )‪ - 17 .(1‬ن )‪ (2‬لى‪ :‬ابن الوليد عن الصفار وسعد معا‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫عيسى‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن أخيه‪ ،‬عن أبيه علي بن يقطين قال‪ :‬استدعى الرشيد‬
‫رجل يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السخخلم ويقطعخخه )‪(3‬‬
‫ويخجله في المجلس فانتدب له رجل معزم )‪ ،(4‬فلما احضرت المخخائدة عمخخل‬
‫ناموسا على الخبز‪ ،‬فكان‬

‫)‪ (1‬المنخخاقب ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .418‬عيخخون أخبخخار الرضخخا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪(3) .95‬‬
‫يقطعه بمعنى يسكته عن حجته ويبطلهخخا‪ (4) .‬فخخي الصخخل والمصخخدر نسخخخ‬
‫متفاوتة فبعضها " معزم " بالعين المهملة والزاى المعجمخخة وقخخد فسخخر بخخأنه‬
‫الرجل الذي عنده العزيمة والرقخخى‪ ،‬وبعضخخها " معخخزم " كسخخابقتها ال أنهخخا‬
‫بالفتح وهى بمعنى من قخخرئت عليخخه العزيمخخة والرقخخى‪ .‬وبعضخخها " مغخخرم "‬
‫بالغين المعجمة والراء المهملة ‪< -‬‬

‫]‪[42‬‬

‫كلما رام خادم أبي الحسن عليه السلم تنخخاول رغيخخف مخخن الخخخبز طخخار مخخن بيخخن يخخديه‬
‫واستفز )‪ (1‬هارون الفرح والضحك لذلك‪ ،‬فلم يلبث أبو الحسن عليخخه السخخلم‬
‫أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقخخال لخخه‪ :‬يخخا أسخخد الخ خخخذ‬
‫عدو ال قال‪ :‬فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع‪ ،‬فافترست ذلك‬
‫المعزم فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشخخيا عليهخخم‪ ،‬وطخخارت عقخخولهم‬
‫خوفا من هول ما رأوه‪ ،‬فلمخخا أفخخاقوا مخخن ذلخخك بعخخد حيخخن‪ ،‬قخخال هخخارون لبخخي‬
‫الحسن عليه السلم‪ :‬أسألك بحقي عليخخك لمخخا سخخألت الصخخورة أن تخخرد الرجخخل‬
‫فقال‪ :‬إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القخخوم وعصخخيهم‪ ،‬فخخان‬
‫هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل‪ ،‬فكان ذلك أعمل الشياء في إفاقة‬
‫نفسه )‪ - 18 .(2‬قب‪ :‬علي بن يقطين مثلخخه )‪ - 19 .(3‬ب‪ :‬علخخي بخخن جعفخخر‬
‫قال‪ :‬أخبرتني جارية لبي الحسن موسى عليه السلم وكانت توضئه‪ ،‬وكانت‬
‫خادما صادقا قالت‪ :‬وضأته بقديد )‪ (4‬وهو على منبر وأنا أصب عليه الماء‪،‬‬
‫فجرى الماء على الميزاب فإذا قرطان من ذهب فيهما در‪ ،‬مخخا رأيخخت أحسخخن‬
‫منه فرفع رأسه إلي فقال‪ :‬هل رأيت ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬خمريه )‪ (5‬بخخالتراب‬
‫ول تخبرين به أحدا‪ ،‬قالت‪ :‬ففعلت وما أخبرت به أحدا حتى مخخات صخخلى الخ‬
‫عليه وعلى آبائه والسلم عليهم ورحمة ال وبركاته )‪.(6‬‬

‫‪ < -‬وفسر بمعنى الغرامة‪ .‬والغرام‪ .‬وبعضها " معرم " بخخالمهملتين معخخا وانخخه مخخأخوذ‬
‫من العرامة وهى الشراسة‪ .‬ويمكن لكل نسخخخة منهخخا ان تكخخون هخخي الصخخل‬
‫بملحظخخة هخخذه المعخخاني ولعخخل آخرهخخا أولخخى بالمقخخام فلحخخظ‪ (1) .‬اسخختفزه‬
‫الضحك‪ :‬اسخختخفه وغلخخب عليخخه حخختى جعلخخه يضخخطرب لشخخدة ضخخحكه‪(2) .‬‬
‫أمالى الصدوق ص ‪ (3) .148‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (4) .417‬قديخخد‪ :‬بالضخخم‬
‫تصغير قد اسم موضخخع قخخرب مكخخة‪ (5) .‬خمريخخه‪ :‬أي غطيخخه بخخالتراب‪(6) .‬‬
‫قرب السناد ص ‪.154‬‬
‫]‪[43‬‬

‫‪ - 20‬ب‪ :‬محمد بن الحسن‪ ،‬عن عثمان بن عيسخخى قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي الحسخخن الول إن‬
‫الحسن بن محمد له إخوة من أبيه‪ ،‬وليس يولد له ولخخد إل مخات‪ ،‬فخادع الخ لخه‬
‫فقال‪ :‬قضيت حاجته‪ ،‬فولد له غلمان )‪ - 21 .(1‬ب‪ :‬أحمخد بخخن محمخد‪ ،‬عخخن‬
‫الوشاء قال‪ :‬حججت أيام خالي إسخخماعيل بخخن إليخخاس فكتبنخخا إلخخى أبخخي الحسخخن‬
‫الول عليه السلم فكتب خالي‪ :‬إن لي بنات وليس لي ذكخخر وقخخد قخخل رجالنخخا‪،‬‬
‫وقد خلفت امرأتي وهي حامل فخادع الخ أن يجعلخه غلمخخا وسخمه‪ ،‬فوقخخع فخي‬
‫الكتاب‪ :‬قد قضى ال تبارك وتعالى حاجتك وسمه محمدا‪ ،‬فقدمنا الكوفخخة وقخخد‬
‫ولد لي غلم قبل دخولي الكوفة بستة أيام‪ ،‬ودخلنا يوم سابعه قال أبخخو محمخخد‪:‬‬
‫فهو وال اليوم رجل له أولد )‪ - 22 .(2‬ب‪ :‬محمد بن الحسين‪ ،‬عن علي بن‬
‫جعفر بن ناجية أنه كان اشترى طيلسانا طرازيا أزرق بمخخائة درهخخم‪ ،‬وحملخخه‬
‫معه إلى أبي الحسن الول عليه السلم ولم يعلم به أحد‪ ،‬وكنت أخرج أنا مخخع‬
‫عبد الرحمان بن الحجخخاج‪ ،‬وكخخان هخخو إذ ذاك قيمخخا لبخخي الحسخخن الول عليخخه‬
‫السلم فبعث بما كخخان معخخه فكتخخب‪ :‬اطلبخخوا لخخي سخاجا طرازيخخا أزرق فطلبخخوه‬
‫بالمدينة فلم يوجد عند أحخد فقلخت لخه‪ :‬هخو ذا هخو معخي‪ ،‬ومخا جئت بخه إل لخه‬
‫فبعثوا به إليه‪ ،‬وقالوا له‪ :‬أصخخبناه مخخع علخخي بخخن جعفخخر‪ ،‬ولمخخا كخخان مخخن قابخخل‬
‫اشتريت طيلسانا مثله وحملتخخه معخخي‪ ،‬ولخخم يعلخخم بخخه أحخخد‪ ،‬فلمخخا قخخدمنا المدينخخة‬
‫أرسل إليهم‪ :‬اطلبوا لي طيلسانا مثله مع ذلك الرجل‪ ،‬فسخخألوني فقلخخت‪ :‬هخخو ذا‬
‫هخخو معخخي‪ ،‬فبعثخخوا بخخه إليخخه )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬قخخال الفيروزآبخخادي‪ :‬الطخخراز بالكسخخر‬
‫الموضع الذي ينسج فيه الثياب الجيدة‪ ،‬ومحلة بمرو‪ ،‬وبأصفهان‪ ،‬وبلخخد قخخرب‬
‫أسبيجاب )‪ (4‬وقال‪ :‬الساج‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ص ‪ (2) .170‬المصدر السابق ص ‪ (3) .191‬المصخخدر السخخابق‬


‫ص ‪ (4) .191‬القاموس ج ‪ 2‬ص ‪.180‬‬

‫]‪[44‬‬

‫الطيلسان الخضر أو السود )‪ - 23 .(1‬ب‪ :‬محمد بن الحسين‪ ،‬عن علخخي بخخن جعفخخر‬
‫بن ناجية‪ ،‬عن عبد الرحمان ابن الحجاج قال‪ :‬استقرضخخت مخخن غخخالب مخخولى‬
‫الربيع ستة آلف درهم تمت بهخخا بضخخاعتي ودفخخع إلخخي شخخيئا أدفعخخه إلخخى أبخخي‬
‫الحسن الول عليه السلم وقخال‪ :‬إذا قضخيت مخن السخختة آلف درهخم حاجتخك‬
‫فادفعها أيضا إلى أبي الحسن‪ ،‬فلما قدمت المدينخخة بعثخخت إليخخه بمخخا كخخان معخخي‬
‫والخخذي مخخن قبخخل غخخالب‪ ،‬فأرسخخل إلخخي‪ :‬فخخأين السخختة آلف درهخخم ؟ فقلخخت‪:‬‬
‫استقرضتها منه‪ ،‬وأمرني أن أدفعها إليك‪ ،‬فإذا بعت متاعي بعثخخت بهخخا إليخخك‪،‬‬
‫فأرسل إلي عجلها لنا وإنا نحتاج إليها‪ ،‬فبعثت بها إليه )‪ - 24 .(2‬ب‪ :‬محمخخد‬
‫بن الحسين‪ ،‬عن علي بن حسان الواسطي‪ ،‬عن موسى بن بكر قال‪ :‬دفع إلخخي‬
‫أبو الحسن الول عليه السلم رقعخخة فيهخا حخوائج وقخال لخي‪ :‬اعمخخل بمخخا فيهخخا‬
‫فوضعتها تحت المصلى‪ ،‬وتوانيت عنها‪ ،‬فمررت فإذا الرقعة في يده‪ ،‬فسألني‬
‫عن الرقعة فقلت‪ :‬في البيت فقال‪ :‬يخخا موسخخى إذا أمرتخخك بالشخخئ فخخاعمله‪ ،‬وإل‬
‫غضبت عليك‪ ،‬فعلمت أن الذي دفعها إليه بعض صبيان الجخخن )‪ 25 .(3‬ب‪:‬‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن أحمد بن أبي محمود الخراساني‪ ،‬عن عثمان ابن عيسخخى‬
‫قال‪ :‬رأيت أبا الحسن الماضي عليه السلم في حوض من حياض مابين مكة‬
‫والمدينة عليه إزار‪ ،‬وهو في الماء فجعل يأخذ الماء في فيخخه ثخخم يمجخخه‪ ،‬وهخخو‬
‫يصفر فقلت‪ :‬هذا خير من خلق ال في زمانه ويفعل هذا ؟ ! ثخخم دخلخخت عليخخه‬
‫بالمدينة فقال لي‪ :‬أين نزلت ؟ فقلت لخخه‪ :‬نزلخخت أنخخا ورفيخخق لخخي فخخي دار فلن‬
‫فقال‪ :‬بادروا وحولوا ثيخخابكم واخرجخخوا منهخخا السخخاعة قخخال‪ :‬فبخخادرت وأخخخذت‬
‫ثيابنا وخرجنا فلما صرنا خارجا من الدار انهارت الدار )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .195‬قرب السناد ص ‪ (3) .191‬نفخخس المصخخدر‬
‫ص ‪ (4) .192‬المصدر السابق ص ‪.194‬‬

‫]‪[45‬‬

‫‪ 26‬ير‪ :‬سلمة بن الخطاب‪ ،‬عن عبد ال بن محمد‪ ،‬عن عبد ال بن القاسم ابن الحخخارث‬
‫البطل‪ ،‬عن مرازم قال‪ :‬دخلت المدينة فرأيخت جاريخة فخي الخدار الختي نزلتهخا‬
‫فعجبتني )‪ (1‬فأردت أن أتمتع منها فأبت أن تزوجني نفسها‪ ،‬قال‪ :‬فجئت بعخخد‬
‫العتمة فقرعت الباب فكانت هي التي فتحت لي فوضعت يدي على صخخدرها‪،‬‬
‫فبادرتني حتى دخلت‪ ،‬فلما أصخخبحت دخلخخت علخخى أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫فقال‪ :‬يامرازم ليس من شيعتنا من خل ثم لم يرع قلبه )‪ - 27 .(2‬ب‪ :‬موسى‬
‫بن جعفر البغدادي‪ ،‬عخن الوشخا‪ ،‬عخن علخي بخن أبخي حمخزة قخال‪ :‬سخمعت أبخا‬
‫الحسن موسى عليه السلم يقخخول‪ :‬ل والخ ل يخخرى أبخخو جعفخخر بيخخت الخ أبخخدا‬
‫فقدمت الكوفة فأخبرت أصحابنا‪ ،‬فلم نلبث أن خرج فلما بلخخغ الكوفخخة قخخال لخخي‬
‫أصحابنا في ذلك فقلت‪ :‬ل وال ل يرى بيت ال أبدا‪ ،‬فلما صار إلخخى البسخختان‬
‫اجتمعوا أيضا إلي فقالوا‪ :‬بقي بعد هذا شئ ؟ ! قلت‪ :‬ل وال ل يرى بيت الخخ‬
‫أبدا فلما نزل بئر ميمون أتيت أبا الحسن عليه السخلم فوجخدته فخي المحخراب‬
‫قد سجد فأطخال السخجود‪ ،‬ثخم رفخع رأسخه إلخي فقخال‪ :‬اخخرج فخانظر مخا يقخول‬
‫الناس‪ ،‬فخرجت فسمعت الواعية على أبي جعفر فرجعت فخخأخبرته قخخال‪ :‬ال خ‬
‫اكبر ما كان ليرى بيت ال أبدا )‪ - 28 .(3‬كشف‪ :‬من دلئل الحميخخري‪ ،‬عخخن‬
‫ابن أبي حمزة مثله )‪ - 29 .(4‬ب‪ :‬الحسين بن علي بن النعمان‪ ،‬عن عثمخخان‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن إبراهيم ابن عبد الحميد قال‪ :‬كتب إلي أبو الحسن عليه السلم‬
‫قال عثمان بخخن عيسخى وكنخت حاضخخرا بالمدينخخة‪ :‬تحخخول عخخن منزلخك‪ ،‬فخاغتم‬
‫بذلك‪ ،‬وكان منزله منزل وسطا بين المسجد والسوق‪ ،‬فلم يتحخخول‪ ،‬فعخخاد إليخخه‬
‫الرسول‪ :‬تحول عن منزلك‪ ،‬فبقي‬

‫)‪ (1‬كذا‪ (2) .‬بصائر الدرجات ج ‪ 5‬باب ‪ 11‬ص ‪ (3) .67‬قرب السناد ص ‪) .195‬‬
‫‪ (4‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.50‬‬

‫]‪[46‬‬

‫ثم عاد إليه الثالثة‪ :‬تحول عن منزلك‪ ،‬فخذهب وطلخخب منخخزل‪ ،‬وكنخخت فخخي المسخجد ولخخم‬
‫يجئ إلى المسجد إل عتمة فقلت له‪ :‬ما خلفك ؟ فقخخال‪ :‬مخخا تخخدري مخخا أصخخابني‬
‫اليخوم ؟ قلخت‪ :‬ل قخال‪ :‬ذهبخت أسختقي المخاء مخن الخبئر لتوضخأ فخخرج الخدلو‬
‫مملوءا خرؤا وقد عجنا خبزنخخا بخخذلك المخخاء‪ ،‬فطرحنخخا خبزنخخا وغسخخلنا ثيابنخخا‪،‬‬
‫فشغلني عن المجئ ونقلت متاعي إلى البيت الذي اكتريته‪ ،‬فليس بخخالمنزل إل‬
‫الجارية‪ ،‬الساعة أنصرف وآخذ بيدها‪ ،‬فقلت‪ :‬بارك ال لك‪ ،‬ثخخم افترقنخخا‪ ،‬فلمخخا‬
‫كان سحرا خرجنا إلى المسجد فجاء فقال‪ :‬ما ترون ما حدث في هذه الليلخخة ؟‬
‫قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬سقط وال منزلي‪ ،‬السخخفلى والعليخخا )‪ - 30 .(1‬ب‪ :‬الحسخخن بخخن‬
‫علي بن النعمان‪ ،‬عن عثمان بن عيسخخى قخخال‪ :‬قخخال أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫لبراهيم بن عبد الحميد‪ ،‬ولقيه سحرا وإبراهيم ذاهب إلى قبخا‪ ،‬و أبخخو الحسخخن‬
‫عليه السلم داخل إلى المدينة فقال‪ :‬يا إبراهيخخم فقلخخت‪ :‬لبيخخك قخخال‪ :‬إلخخى أيخخن ؟‬
‫قلت‪ :‬إلى قبا فقال‪ :‬في أي شئ ؟ فقلت‪ :‬إنا كنا نشتري في كل سنة هخخذا التمخخر‬
‫فأردت أن آتي رجل من النصار فأشتري منه من الثمخخار‪ ،‬فقخخال‪ :‬وقخخد أمنتخخم‬
‫الجراد ؟ ! ثم دخل ومضيت أنا فخخأخبرت أبخخا العخخز فقخخال‪ :‬ل والخ ل أشخختري‬
‫العام نخلة‪ ،‬فما مرت بنا خامسة‪ ،‬حختى بعخث الخ جخرادا فأكخل عامخة مخا فخي‬
‫النخل )‪ - 31 .(2‬كشف‪ :‬من دلئل الحميري عن عثمان مثله )‪ - 32 .(3‬ب‪:‬‬
‫الحسن بن علي بن النعمان‪ ،‬عن عثمان بن عيسى قخخال‪ :‬وهخخب رجخخل جاريخخة‬
‫لبنه‪ ،‬فولدت أولدا فقالت الجارية بعد ذلخخك‪ :‬قخخد كخخان أبخخوك وطخخأني قبخخل أن‬
‫يهبني لك‪ ،‬فسئل أبو الحسن عليه السلم عنهخخا فقخال‪ :‬لتصخخدق إنمخا تفخخر مخن‬
‫سوء خلقه‪ ،‬فقيل ذلك للجارية فقالت‪ :‬صدق وال ما هربت إل من سوء خلقخخه‬
‫)‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .195‬نفس المصدر ص ‪ (3) .196‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ (4) .51‬قرب السناد ص ‪.196‬‬

‫]‪[47‬‬
‫‪ - 33‬ب‪ :‬محمد بن خالد الطيالسي‪ ،‬عن علي بن أبي حمزة‪ ،‬عن أبي بصير عخخن أبخخي‬
‫الحسن الماضي عليه السلم قال‪ :‬دخلت عليه فقلت له‪ :‬جعلت فداك بم يعرف‬
‫المام ؟ فقال‪ :‬بخصال أما أولهخخن فشخخئ تقخخدم مخخن أبيخخه فيخخه‪ ،‬وعرفخخه النخخاس‪،‬‬
‫ونصبه لهم علما‪ ،‬حتى يكون حجة عليهخخم‪ ،‬لن رسخخول ال خ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله نصب عليا عليه السلم علمخخا وعرفخخه النخاس‪ ،‬وكخخذلك الئمخخة يعرفخونهم‬
‫الناس‪ ،‬وينصبونهم لهم حختى يعرفخوه ويسخأل فيجيخب‪ ،‬ويسخكت عنخه فيبتخدي‬
‫ويخبر الناس بما في غد‪ ،‬ويكلخخم النخخاس بكخخل لسخخان‪ ،‬فقخخال لخخي‪ :‬يخخا أبخخا محمخخد‬
‫الساعة قبل أن تقوم اعطيخك علمخة تطمئن إليهخا‪ .‬فخو الخ مخا لبثخت أن دخخل‬
‫علينا رجل من أهل خراسان فتكلم الخراساني بالعربية فأجابه هو بالفارسية‪،‬‬
‫فقال له الخراساني‪ :‬أصلحك ال ما منعني أن اكلمخخك بكلمخخي إل أنخخي ظننخخت‬
‫أنك ل تحسن‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان ال إذا كنت ل احسن اجيبك فما فضلي عليك‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬يا أبا محمد إن المام ل يخفى عليخخه كلم أحخخد مخخن النخخاس ول طيخخر ول‬
‫بهيمة‪ ،‬ول شئ فيه روح‪ ،‬بهذا يعرف المام‪ ،‬فان لم يكخخن فيخخه هخخذه الخصخخال‬
‫فليس هو بإمام )‪ - 34 .(1‬قب )‪ (2‬يج‪ :‬عن أبي بصير مثلخخه‪ - 35 .‬عخخم )‪(3‬‬
‫شا‪ :‬أحمد بن مهران‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن أبي بصير مثله )‪ - 36 (4‬ب‪:‬‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن حماد بن عيسى قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن موسى بن‬
‫جعفر عليه السلم بالبصرة فقلت له‪ :‬جعلت فداك ادع ال تعخخالى أن يرزقنخخي‬
‫دارا‪ ،‬وزوجة‪ ،‬وولدا‪ ،‬وخادما‪ ،‬والحج في كل سنة‪ ،‬قخخال‪ :‬فرفخخع يخخده ثخخم قخخال‪:‬‬
‫اللهم صل على محمد وآل محمد وارزق حماد بن عيسى دارا وزوجة وولخخدا‬
‫وخادما‬

‫)‪ (1‬قخخرب السخخناد ص ‪ (2) .196‬المنخخاقب ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .416‬اعلم الخخورى ص‬


‫‪ (4) .294‬الرشاد ص ‪.312‬‬

‫]‪[48‬‬

‫والحج خمسين سنة قال حماد‪ :‬فلما اشترط خمسين سنة علمخخت أنخخي لأحخخج أكخخثر مخخن‬
‫خمسين سنة‪ ،‬قال حماد‪ :‬وقد حججت ثمانيخخة وأربعيخخن سخخنة‪ ،‬وهخخذه داري قخخد‬
‫رزقتها‪ ،‬وهذه زوجتي وراء الستر تسمع كلمي‪ ،‬وهذا ابنخخي‪ ،‬وهخخذه خخخادمي‬
‫وقد رزقت كل ذلك‪ ،‬فحج بعد هذا الكلم حجتين تمام الخمسين‪ ،‬ثم خرج بعخخد‬
‫الخمسين حاجا فزامل أبا العباس النوفلي فلما صار في موضع الحرام دخخخل‬
‫يغتسل فجاء الوادي فحمله فغرق‪ ،‬فمات رحمنا ال وإياه قبخخل أن يحخخج زيخخادة‬
‫على الخمسين وقبره بسيالة )‪ - 37 .(1‬كش‪ :‬حمدويه‪ ،‬عخخن العبيخخدي مثلخخه )‬
‫‪ - 38 .(2‬يج‪ :‬أحمد بن هلل‪ ،‬عخخن اميخخة بخخن علخخي القيسخخي قخخال‪ :‬دخلخخت أنخخا‬
‫وحماد ابن عيسى على أبي جعفر عليه السلم بالمدينخخة لنخخودعه فقخخال لنخخا‪ :‬ل‬
‫تخرجا أقيما إلى غد قال‪ :‬فلما خرجنا مخخن عنخخده‪ ،‬قخخال حمخخاد‪ :‬أنخخا أخخخرج فقخخد‬
‫خرج ثقلي قلت‪ :‬أما أنخخا فخخاقيم قخخال‪ :‬فخخخرج حمخخاد فجخخرى الخخوادي تلخخك الليلخخة‬
‫فغرق فيه وقبره بسيالة‪ - 39 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن القاسم‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن‬
‫يعقوب بخخن إبراهيخخم الجعفخخري قخخال‪ :‬سخخمعت إبراهيخخم بخخن وهخخب وهخخو يقخخول‪:‬‬
‫خرجت وأنا اريد أبا الحسن بالعريض )‪ (3‬فانطلقت حتى أشرفت على قصر‬
‫بني سراة )‪ (4‬ثم انحدرت الوادي فسمعت صوتا لأرى شخصه وهو يقخخول‪:‬‬
‫يا أبا جعفر صاحبك خلف القصر عند السدة فاقرأه منخخي السخخلم‪ ،‬فخالتفت فلخخم‬
‫أر أحدا ثم رد على الصخوت بخاللفظ الخذي كخان‪ ،‬ثخخم فعخل ذلخخك ثلثخخا فاقشخخعر‬
‫جلدي ثم انحدرت في الوادي حتى أتيت قصد الطريخخق الخخذي خلخخف القصخخر‪،‬‬
‫ولم أطأ في القصر‪ ،‬ثم أتيت السد نحو السمرات )‪ (5‬ثم انطلقت‬

‫)‪ (1‬قخخرب السخخناد ص ‪ 174‬وسخخيالة‪ :‬موضخخع بالحجخخاز قيخخل هخخو أول مرحلخخة لهخخل‬
‫المدينة إذا أرادوا مكة‪ (2) .‬رجال الكشى ص ‪ (3) .203‬العريض‪ :‬كزبير‬
‫واد بالمدينخخة‪ (4) .‬قصخخر بنخخى سخخراة‪ :‬موضخخع بخخالقرب مخخن العريخخض وفخخي‬
‫طريقه‪ (5) .‬السمرات‪ :‬جمع سمرة وهى شجرة الطلح‪.‬‬

‫]‪[49‬‬

‫قصد الغدير‪ ،‬فوجدت خمسين حيات روافع من عند الغدير‪ .‬ثم استمعت فسمعت كلما‬
‫ومراجعة فطفقت بنعلي ليسمع وطئي‪ ،‬فسمعت أبا الحسن يتنحنح‪ ،‬فتنحنحخخت‬
‫وأجبته‪ ،‬ثم هجمت فإذا حية متعلقة بساق شجرة فقخخال‪ :‬ل تخشخخي ول ضخخائر‪،‬‬
‫فرمت بنفسها‪ ،‬ثم نهضت على منكبه‪ ،‬ثم أدخلت رأسها في اذنه فأكثرت مخخن‬
‫الصفير‪ ،‬فأجاب‪ :‬بلى قد فصلت بينكخخم‪ ،‬ول يبغخخي خلف مخخا أقخخول إل ظخخالم‪،‬‬
‫ومن ظلم في دنياه فله عذاب النار في آخرته‪ ،‬مخخع عقخخاب شخخديد‪ ،‬اعخخاقبه إيخخاه‬
‫وآخذ ماله إن كان له حتى يتوب‪ ،‬فقلت‪ :‬بأبي أنت وامي ألكم عليهخخم طاعخخة ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم والذي أكرم محمدا صلى ال عليه وآلخخه بخخالنبوة‪ ،‬وأعخخز عليخخا عليخخه‬
‫السلم بالوصية والولية إنهم لطوع لنا منكم‪ ،‬يا معشر النس وقليل ماهم )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬روافع بالفاء والعين المهملة أي رافعة رؤوسها أو بالغين المعجمخة‬
‫من الرفغ وهو سعة العيش أي مطمئنخخة غيخخر خائفخخة أو بالقخخاف والمهملخخة أي‬
‫ملونة بألوان مختلفة‪ ،‬و كأنه تصحيف رواتع بالتاء والمهملة أي ترتخخع حخخول‬
‫الغدير‪ ،‬فطفقت بنعلي أي شرعت أضرب به‪ ،‬والظاهر بالصخخاد مخخن الصخخفق‬
‫وهو الضرب يسمع له صوت‪ ،‬ل تخشي ول ضائر أي ل تخافي فان الرجخخل‬
‫ل يضخخرك‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ لعسخخى وكخخأنه تصخخحيف‪ ،‬وقليخخل مخخاهم‪ :‬أي‬
‫المطيعون من النس أو من الجن في جنب غيرهم من المخلوقات‪ - 40 .‬ير‪:‬‬
‫الحسين بن محمد‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عن محمخد بخن علخي‪ ،‬عخن خالخد‬
‫الجوان قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن عليه السلم وهو في عرصة داره‪ ،‬وهو‬
‫يومئذ بالرميلة )‪ (2‬فلما نظرت إليه قلت‪ :‬بأبي أنت وامي يا سيدي ! مظلخخوم‪،‬‬
‫مغصوب مضطهد ‪ -‬في نفسي ‪ -‬ثم دنوت منه‪ ،‬فقبلت مابين عينيخخه‪ ،‬وجلسخخت‬
‫بين يديه‪ ،‬فالتفت إلي فقال‪ :‬يا ابن خالد نحن أعلم بهذا المر‪ ،‬فل تتصور هذا‬
‫في نفسك قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك وال مخخا أردت بهخخذا شخخيئا قخخال‪ :‬فقخخال‪ :‬نحخخن‬
‫أعلم بهذا المر من غيرنا لخخو أردنخخا أزف )‪ (3‬إلينخخا‪ ،‬وإن لهخخؤلء القخخوم مخخدة‬
‫وغاية لبد من النتهاء إليها قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ج ‪ 2‬باب ‪ 18‬ص ‪ (2) .28‬الرميلة‪ :‬منزل في طريخخق البصخخرة‬
‫إلى مكة بعد ضرية )المراصد(‪ (3) .‬أزف‪ :‬الرجل عجل وأزف المر دنا‪.‬‬

‫]‪[50‬‬

‫فقلت‪ :‬لأعود اصير في نفسي شيئا أبخخدا قخخال‪ :‬فقخخال‪ :‬لتعخخد أبخخدا )‪ - 41 .(1‬يخخج‪ :‬عخخن‬
‫المعلى مثله‪ .‬بيان‪ :‬قوله في نفسي متعلق بقوله قلت ]أي قلت[ في نفسي وفخخي‬
‫يج‪ :‬قلت في نفسي مظلوم وفيه‪ :‬لو أردناه لرد إلينا‪ - 42 .‬ص‪ :‬بالسخخناد إلخخى‬
‫الصدوق‪ ،‬عن ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن الكوفي‪ ،‬عن شريف بن سخخابق‪ ،‬عخخن‬
‫أسود بن رزين القاضي قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن الول عليه السلم‪ ،‬ولخخم‬
‫يكن رآني قط‪ ،‬فقال‪ :‬من أهل السد أنت ؟ فقلت‪ :‬من أهل الباب‪ ،‬فقخخال الثانيخخة‪:‬‬
‫من أهل السد ؟ قلت‪ :‬من أهل الباب قال‪ :‬من أهل السد أنت ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ذاك السد الذي عمله ذو القرنين‪ - 43 .‬يخخر‪ :‬أحمخخد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫الحكم‪ ،‬عن بعض أصحابنا قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن الماضي عليه السلم‬
‫وهو محموم‪ ،‬ووجهه إلى الحائط فتناول بعخخض أهخخل بيتخخه يخخذكره‪ ،‬فقلخخت فخخي‬
‫نفسي‪ :‬هذا خير خلق ال في زمانه‪ ،‬يوصينا بالبر ويقول في رجخخل مخخن أهخخل‬
‫بيته هذا القول ؟ ! ! قال‪ :‬فحول وجهه فقال‪ :‬إن الذي سخخمعت مخخن الخخبر‪ ،‬إنخخي‬
‫إذا قلت هذا لم يصدقوا قوله‪ ،‬وإن لم أقل هذا صدقوا قخخوله علخخي )‪- 44 .(2‬‬
‫ير‪ :‬الهيثم النهدي‪ ،‬عن إسماعيل بن سهل‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن هشام بخخن‬
‫سالم قال‪ :‬دخلت على عبد ال بن جعفر‪ ،‬وأبو الحسن في المجلس قدامه مرآة‬
‫وآلتها‪ ،‬مردى بالرداء‪ ،‬موزرا‪ ،‬فأقبلت على عبخخد الخ فلخخم أزل اسخخائله‪ ،‬حخختى‬
‫جرى ذكر الزكاة فسألته فقال‪ :‬تسألني عن الزكاة ! ؟ من كانت عنده أربعون‬
‫درهما ففيها درهم‪ ،‬قال‪ :‬فاستشعرته وتعجبت منه‪ ،‬فقلت له‪ :‬أصخخلحك الخ قخخد‬
‫عرفت مودتي لبيك وانقطاعي إليخخه‪ ،‬وقخد سخخمعت منخخه كتبخا فتحخخب أن آتيخخك‬
‫بها ؟ قال‪ :‬نعم بنو أخ‪ ،‬ائتنا فقمت مسختغيثا برسخول الخ‪ ،‬فخأتيت القخبر فقلخت‪:‬‬
‫يارسول ال إلى‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ج ‪ 3‬باب ‪ 5‬ص ‪ (2) .34‬بصائر الخخدرجات ج ‪ 5‬بخخاب ‪ 10‬ص‬
‫‪.64‬‬

‫]‪[51‬‬
‫من ؟ إلى القدرية‪ ،‬إلى الحرورية إلى المرجئة إلى الزيدية‪ ،‬قال‪ :‬فإني كخخذلك إذا أتخخاني‬
‫غلم صغير دون الخمس فجذب ثخخوبي فقخخال لخخي‪ :‬أجخخب ! قلخخت‪ :‬مخخن ؟ قخخال‪:‬‬
‫سيدي موسى بن جعفر‪ ،‬فدخلت إلى صحن الدار‪ ،‬فإذا هو في بيت وعلية كلة‬
‫)‪ (1‬فقال‪ :‬يا هشام قلخخت‪ :‬لبيخخك فقخخال لخخي‪ :‬ل إلخخى المخخرجئة ول إلخخى القدريخخة‪،‬‬
‫ولكن إلينا ثم دخلت عليه )‪ - 45 .(2‬ير‪ :‬أحمخخد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن الهخخوازي‪،‬‬
‫عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن سالم مولى علي بن يقطين‪ ،‬عن علي بن يقطين قال‪:‬‬
‫أردت أن أكتب إليه أسأله يتنور الرجل وهو جنب ؟ قال‪ :‬فكتب إلخخي ابتخخداءا‪:‬‬
‫النورة تزيد الجنب نظافة‪ ،‬ولكن ل يجامع الرجخل مختضخبا ول تجخامع مخرأة‬
‫مختضبة )‪ - 46 .(3‬يج‪ :‬علخي بخن يقطيخخن مثلخخه‪ - 47 .‬يخخر‪ :‬ابخخن يزيخخد‪ ،‬عخن‬
‫محمد بن الحسن بن زياد‪ ،‬عن الحسن الواسطي‪ ،‬عن هشام بن سالم قال‪ :‬لمخخا‬
‫دخلت إلى عبد ال بن أبي عبد ال فسألته فلم أر عنده شيئا فخخدخلني مخخن ذلخخك‬
‫ما ال به عليم وخفت أن ل يكون أبو عبد ال عليه السخخلم تخخرك خلفخخا فخخأتيت‬
‫قبر النبي صلى ال عليه وآله‪ ،‬فجلست عند رأسه أدعو ال‪ ،‬وأستغيث به‪ ،‬ثخخم‬
‫فكرت فقلت‪ :‬أصير إلى قول الزنادقة‪ ،‬ثخم فكخرت فيمخا يخدخل عليهخم ورأيخت‬
‫قولهم يفسد‪ ،‬ثم قلت‪ :‬ل بل قول الخوارج فأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر‪،‬‬
‫وأضرب بسيفي حتى أموت ثم فكرت في قولهم‪ ،‬وما يخخدخل عليهخخم‪ ،‬فوجخخدته‬
‫يفسد‪ .‬ثم قلت‪ :‬أصير إلى المرجئة ثم فكخخرت فيمخخا يخخدخل عليهخخم‪ ،‬فخخإذا قخخولهم‬
‫يفسد فبينا أنا أفكر في نفسي‪ ،‬وأمشي إذ مر بخخي بعخخض مخخوالي أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم فقال لي‪ :‬أتحب أن أستأذن لك علخخى أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم ؟‬
‫فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فذهبت فلم يلبث أن عاد إلي فقال‪ :‬قم وادخل عليه‪ ،‬فلما نظخر إلخي‬
‫أبو الحسن عليه السلم فقال لي مبتدءا‪:‬‬

‫)‪ (1‬الكلة‪ :‬الستر الرقيق‪ ،‬وغشاء رقيخخق يخخاط كخالبيت يتخوقى بخه مخخن البعخوض‪(2) .‬‬
‫نفس المصدر ج ‪ 5‬باب ‪ 12‬ص ‪ (3) .68‬المصخخدر السخخابق ج ‪ 5‬بخخاب ‪12‬‬
‫ص ‪.68‬‬

‫]‪[52‬‬

‫يا هشام ل إلى الزنادقة‪ ،‬ول إلى الخوارج‪ ،‬ول إلى المخخرجئة‪ ،‬ول إلخخى القدريخخة ولكخخن‬
‫إلينخخا‪ ،‬قلخخت‪ :‬أنخخت صخخاحبي‪ ،‬ثخخم سخخألته فأجخخابني عمخخا أردت )‪ - 48 .(1‬يخخر‪:‬‬
‫إبراهيم بن إسحاق‪ ،‬عن محمد بن فلن الرافعي قال‪ :‬كان لي ابن عم يقال لخخه‬
‫الحسن بن عبد ال‪ ،‬وكان زاهخخدا‪ ،‬وكخخان مخخن أعبخخد أهخخل زمخخانه‪ ،‬وكخخان يلقخخاه‬
‫السلطان‪ ،‬وربما استقبل السلطان بالكلم الصخخعب‪ ،‬يعظخخه ويخخأمر بخخالمعروف‬
‫وكان السلطان يحتمل له ذلك‪ ،‬لصلحه‪ ،‬فلم يزل هذه حاله‪ ،‬حخختى كخخان يومخخا‬
‫دخل أبو الحسن موسى عليه السلم المسجد فرآه فأدنى إليه ثم قال له‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫علي ما أحب إلي ما أنت فيه‪ ،‬وأسرني بك إل أنه ليسخخت لخخك معرفخخة فخخاذهب‬
‫فاطلب المعرفة قال‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬وما المعرفة ؟ قال له‪ :‬اذهب وتفقه واطلب‬
‫الحديث قال‪ :‬عمن ؟ قال‪ :‬عن أنس بن مالخخك‪ ،‬وعخخن فقهخخاء أهخخل المدينخخة‪ ،‬ثخخم‬
‫اعرض الحديث علي‪ .‬قال‪ :‬فذهب فتكلم معهم‪ ،‬ثم جخخاءه فقخخرأه عليخخه فأسخخقطه‬
‫كله ثم قال له‪ :‬اذهب واطلب المعرفخة‪ ،‬وكخان الرجخل معنيخخا بخدينه‪ ،‬فلخم يخخزل‬
‫يترصد أبا الحسن حتى خرج إلى ضيعة له فتبعه ولحقخخه فخخي الطريخخق‪ ،‬فقخخال‬
‫له‪ :‬جعلت فداك إني أحتخخج عليخخك بيخخن يخخدي الخخ‪ ،‬فخخدلني علخخى المعرفخخة قخخال‪:‬‬
‫فأخبره بأمير المؤمنين عليه السلم وقال له‪ :‬كان أمير المؤمنين بعخخد رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وأخبره بأمر أبي بكر وعمر‪ ،‬فقبل منه ثم قال‪ :‬فمخخن‬
‫كان بعد أمير المؤمنين عليه السلم ؟ قال‪ :‬الحسن ثم الحسين عليهمخخا السخخلم‬
‫حتى انتهى إلى نفسخخه عليخخه السخخلم‪ ،‬ثخخم سخخكت‪ .‬قخخال‪ :‬جعلخخت فخخداك فمخخن هخخو‬
‫اليوم ؟ قال‪ :‬إن أخبرتك تقبخخل ؟ قخخال‪ :‬بلخخى جعلخخت فخخداك فقخخال‪ :‬أنخخا هخخو قخخال‪:‬‬
‫جعلت فداك فشئ أستدل به قال‪ :‬اذهب إلى تلك الشجرة وأشار إلخخى ام غيلن‬
‫فقل لها‪ :‬يقول لك موسى بن جعفر أقبلي قال‪ :‬فأتيتها قال‪ :‬فرأيتها والخ تجخخب‬
‫الرض جبوبا حتى وقفت بين يديه‪ ،‬ثم أشار إليها فرجعت قخخال‪ :‬فخخأقر بخخه ثخخم‬
‫لزم السكوت‪ ،‬فكان ل يراه أحد يتكلم بعد ذلك وكان من قبل ذلك يرى الرؤيخخا‬
‫الحسنة‪ ،‬ويرى له ثم ! انقطعت عنه الرؤيا فرأى ليلة أبا عبد ال عليه السلم‬
‫فيما يرى‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ج ‪ 5‬باب ‪ 12‬ص ‪.68‬‬

‫]‪[53‬‬

‫النائم فشكا إليه انقطاع الرؤيا فقال‪ :‬لتغتم فان المؤمن إذا رسخ في اليمان رفخخع عنخخه‬
‫الرؤيا )‪ .(1‬يج‪ :‬عن الرافعي مثله )‪ - 49 .(2‬شا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن الكلينخخي‪،‬‬
‫عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن الرافعخخي مثلخخه )‪ - 50 .(3‬عخخم‪ :‬الكلينخخي‬
‫مثله )‪ .(4‬بيان‪ :‬معنيا بفتخخح الميخخم وسخخكون العيخخن وتشخخديد اليخخاء أي ذا عنايخخة‬
‫واهتمام بدينه قوله‪ :‬تجب الرض جبوبا كذا فخي يخخر وفخي سخخاير الكتخب تخخد‬
‫الرض خدا والجب القطع والخد إحداث الحفرة المسختطيلة فخخي الرض‪51 .‬‬
‫‪ -‬ير‪ :‬محمد بن عيسخخى‪ ،‬عخخن الوشخخاء‪ ،‬عخخن هشخخام قخخال‪ :‬أردت شخخرى جاريخخة‬
‫بثمن‪ ،‬وكتبت إلخخى أبخخي الحسخخن عليخه السخلم أستشخيره فخي ذلخخك فأمسخك فلخخم‬
‫يجبني فاني من الغد عند مولى الجارية إذ مخخر بخخي وهخخي جالسخخة عنخخد جخخوار‬
‫فصرت بتجربة الجارية )‪ (5‬فنظر إليها‪ ،‬قال ثم رجع إلى منزله‪ ،‬فكتب إلي‪:‬‬
‫ل بأس إن لم يكن في عمرها قلة قال‪ :‬فأمسكت عخخن شخخرائها فلخخم أخخخرج مخخن‬
‫مكة حتى ماتت )‪ - 52 .(6‬ير‪ :‬معاوية بن حكيم‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد بخخن‬
‫يونس‪ ،‬عن عبد الرحمان ابن الحجاج قال‪ :‬استقرض أبو الحسن عليه السخخلم‬
‫عن شهاب بن عبد ربه قال‪ :‬وكتب كتابا ووضع على يدي عبد الرحمخخان بخخن‬
‫الحجاج وقال‪ :‬إن حدث بي حدث فخرقه قال عبد الرحمان‪ :‬فخرجت من مكة‬
‫فلقيني أبو الحسن عليه السلم فأرسل إلي بمنخخى فقخخال لخخي‪ :‬يخخا عبخخد الرحمخخان‬
‫خرق الكتاب قال‪ :‬ففعلت‪ ،‬وقدمت الكوفة فسألت عن شهاب‪ ،‬فإذا هو قد مات‬
‫في وقت لم يمكن فيه بعث الكتاب )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬نفخس المصخدر ج ‪ 5‬بخاب ‪ 13‬ص ‪ (2) .69‬الخخرائج والجخرائح ص ‪(3) .235‬‬
‫الرشخخاد ص ‪ (4) .312‬اعلم الخخورى ‪ (5) .292‬كخخذا‪ 6) .‬و ‪ (7‬بصخخائر‬
‫الدرجات ج ‪ 6‬باب ‪ 1‬ص ‪(*) .72‬‬

‫]‪[54‬‬

‫‪ - 53‬ير‪ :‬عبد ال بن محمد‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد‪ ،‬عن علي بن معلى‪ ،‬عن ابخخن أبخخي‬
‫حمزة‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪ :‬سمعت العبد الصالح‬
‫أبا الحسن عليه السلم ينعى إلى رجل نفسه‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬وإنه ليعلم مخختى‬
‫يموت الرجل مخخن شخيعته ؟ فقخخال شخبه المغضخخب‪ :‬يخا إسخخحاق قخد كخان رشخخيد‬
‫الهجري يعلم علم المنايا والبليا فالمام أولى بذلك )‪ - 54 .(1‬ير‪ :‬عثمان بن‬
‫عيسى‪ ،‬عن خالد قال‪ :‬كنت مع أبي الحسن بمكة فقال‪ :‬من ههنا من أصحابكم‬
‫؟ فعددت عليه ثمانية أنفس‪ ،‬فأمر باخراج أربعة وسكت عن أربعخخة فمخخا كخخان‬
‫إل يومه ومن الغد حخختى مخخات الربعخخة‪ ،‬فسخخلموا )‪ - 55 .(2‬يخخر‪ :‬جعفخخر بخخن‬
‫إسحاق بن سعد‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن خالد بن نجيخخح عخخن أبخخي الحسخخن‬
‫عليه السلم قال‪ :‬قال لي‪ :‬افرغ فيما بينك‪ ،‬وبين من كخخان لخخه معخخك عمخخل فخخي‬
‫سنة أربع وسبعين ومائة حتى يجيئك كتابي‪ ،‬وانظر ما عندك فابعث به إلخخي‪،‬‬
‫ول تقبل من أحد شيئا‪ ،‬وخرج إلخخى المدينخخة‪ ،‬وبقخخي خالخخد بمكخخة خمسخخة عشخخر‬
‫يوما ثم مات )‪ - 56 .(3‬ير‪ :‬الحسن بن علي بن معاويخخة‪ ،‬عخخن إسخخحاق قخخال‪:‬‬
‫كنت عند أبي الحسن عليه السلم ودخل عليه رجل فقخخال لخخه أبخخو الحسخخن‪ :‬يخخا‬
‫فلن إنك تموت إلى شهر قال‪ :‬فأضمرت في نفسي كأنه يعلخخم آجخخال شخيعته !‬
‫قال‪ :‬فقال‪ :‬يخخا إسخخحاق ومخخا تنكخخرون مخخن ذلخخك ؟ ! وقخخد كخخان رشخخيد الهجخخري‬
‫مستضعفا وكان يعلم علم المنايا والبليا فالمام أولى بذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا إسحاق‬
‫تموت إلى سنتين ويتشتت أهلك وولدك وعيالك‪ ،‬وأهل بيتك‪ ،‬ويفلسون إفلسا‬
‫شديدا )‪ - 57 .(4‬يج‪ :‬عن إسخخحاق مثلخخه‪ - 58 .‬كخخا‪ :‬أحمخخد بخخن مهخخران‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬نفس المصدر ج ‪ 6‬باب ‪ 1‬ص ‪ 3) .73‬و ‪ (4‬المصخخدر السخخابق ج ‪ 6‬بخخاب ‪1‬‬
‫ص ‪.73‬‬

‫]‪[55‬‬
‫إسحاق مثله )‪ - 59 .(1‬عم‪ :‬الحسن بن علي بن أبي عثمخخان‪ ،‬عخخن إسخخحاق بخخن عمخخار‬
‫مثله )‪ - 60 .(2‬كا‪ :‬أحمد بن مهران‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن علخخي‪ ،‬عخخن سخخيف بخخن‬
‫عميرة‪ ،‬عن إسحاق مثله )‪ - 61 .(3‬ير‪ :‬أحمد بن الحسين‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن‬
‫بره‪ ،‬عن عثمان بن عيسى‪ ،‬عن الحارث بخخن المغيخخرة النضخخري قخخال‪ :‬دخلخخت‬
‫على أبي الحسن سنة الموت بمكة وهي سنة أربع وسخخبعين ومخخائة فقخخال لخخي‪:‬‬
‫من ههنا من أصحابكم مريض ؟ فقلت‪ :‬عثمان بن عيسخخى مخخن أوجخخع النخخاس‪،‬‬
‫فقال‪ :‬قل له‪ :‬يخرج‪ ،‬ثم قخخال‪ :‬مخخن ههنخخا فعخخددت عليخخه ثمانيخخة‪ ،‬فخخأمر بخخاخراج‬
‫أربعة وكف عن أربعة‪ ،‬فما أمسينا من غد حتى دفنا الربعة الخذين كخف عخن‬
‫إخراجهم‪ ،‬فقال عثمان‪ :‬وخرجت أنا فأصبحت معافى )‪ - 62 .(4‬يخخر‪ :‬أحمخخد‬
‫بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن علي بن المغيرة قخخال‪ :‬مخخر العبخخد الصخخالح‬
‫عليه السلم بامرأة بمنى‪ ،‬وهي تبكي‪ ،‬وصخخبيانها حولهخخا يبكخخون‪ ،‬وقخخد مخخاتت‬
‫بقرة لها‪ ،‬فدنا منها ثم قال لها‪ :‬ما يبكيك يا أمة ال ؟ قالت‪ :‬يا عبخخد الخ إن لخخي‬
‫صبيانا أيتاما فكانت لي بقرة‪ ،‬معيشتي ومعيشة صبياني كان منها‪ ،‬فقد مخخاتت‬
‫و بقيت منقطعة بي وبولدي‪ ،‬ول حيلة لنا‪ ،‬فقال لهخخا‪ :‬يخخا أمخخة ال خ هخخل لخخك أن‬
‫احييها لك قال‪ :‬فالهمت أن قالت‪ :‬نعم يا عبخخد الخ قخخال‪ :‬فتنحخخى ناحيخخة فصخخلى‬
‫ركعتين‪ ،‬ثم رفع يديه يمنة وحخخرك شخخفتيه‪ ،‬ثخم قخام فمخر بخخالبقرة فنخسخها )‪(5‬‬
‫نخسا أو ضربها برجله فاستوت على الرض قائمة‪ ،‬فلما نظرت المخخرأة إلخخى‬
‫البقرة قد قامت‪ ،‬صاحت‪ :‬عيسى‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ 484‬بتفاوت‪ ،‬كذا في متن مطبوعة الكمبانى وسيأتى أيضخا عخن‬
‫الكافي بنفس السند والظاهر ان احدهما زائد من سهو النسخخاخ‪ ،‬ويؤكخخد ذلخخك‬
‫خلو مطبوعخخة تخخبريز منخخه‪ (2) .‬اعلم الخخورى ص ‪ (3) .295‬الكخخافي ج ‪1‬‬
‫ص ‪ 484‬بتفاوت‪ (4) .‬بصائر الدرجات ج ‪ 6‬باب ‪ 1‬ص ‪ (5) .73‬نخسها‪:‬‬
‫نخس الدابة غرز جنبها أو مؤخرها بعود ونحوه فهاجت‪.‬‬

‫]‪[56‬‬

‫ابن مريم ورب الكعبة قال‪ :‬فخالط الناس‪ ،‬وصار بينهم‪ ،‬ومضى بينهم‪ ،‬صلى ال عليه‬
‫وعلى آبائه الطاهرين )‪ - 63 .(1‬كا‪ :‬عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪،‬‬
‫عن علي بن الحكم‪ ،‬عن عبد ال ابن المغيرة مثله )‪ - 64 .(2‬يخخر‪ :‬أحمخخد بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن حماد بن عبد ال الفرا‪ ،‬عن معتب أنه أخخخبره‬
‫أن أبا الحسن الول عليخه السخلم لخم يكخن يخرى لخه ولخد‪ ،‬فأتخاه يومخا إسخحاق‬
‫ومحمد أخواه‪ ،‬وأبو الحسن يتكلم بلسان ليس بعربي‪ ،‬فجاء غلم سقلبي )‪(3‬‬
‫فكلمه بلسانه فذهب فجاء بعلي ابنه فقال لخوته‪ :‬هذا علي ابني فضخخموه إليخخه‬
‫واحدا بعد واحد فقبلوه‪ ،‬ثم كلم الغلم بلسانه فحمله فذهب فجاء بابراهيم فقخخال‬
‫ابني ثم كلمه بكلم فحملخخه فخخذهب‪ ،‬فلخخم يخخزل يخخدعو بغلم بعخخد غلم ويكلمهخخم‬
‫حتى جاء خمسة أولد‪ ،‬والغلمان مختلفون في أجناسهم وألسنتهم )‪- 65 .(4‬‬
‫ير‪ :‬عبد ال بن محمد‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم‪ ،‬عن عمر‪ ،‬عن بشير‪ ،‬عن علي‬
‫ابن أبي حمزة قال‪ :‬دخل رجخخل مخخن مخخوالي أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم فقخخال‪:‬‬
‫جعلت فداك احب أن تتغدى عندي فقام أبو الحسن عليه السخخلم حخختى مضخخى‬
‫معه فدخل البيت فإذا في البيت سرير فقعد على السرير وتحت السخخرير زوج‬
‫حمام‪ .‬فهدر الخخذكر علخخى النخخثى وذهخخب الرجخخل ليحمخخل الطعخخام فرجخخع وأبخخو‬
‫الحسن عليه السلم يضحك فقال‪ :‬أضحك الخ سخخنك بخخم ضخخحكت ؟ فقخخال‪ :‬إن‬
‫هذا الحمام هدر على هذه الحمامة فقال لها يا سكنى وعرسخخي وال خ مخخا علخخى‬
‫وجه الرض أحد أحب إلي منك ما خل هذا القاعد على السخخرير قخخال‪ :‬قلخخت‪:‬‬
‫جعلت فداك وتفهم كلم الطير ؟ فقال‪ :‬نعم علمنا منطق الطير واوتينا‬

‫)‪ (1‬بصخخخائر الخخخدرجات ج ‪ 6‬بخخخاب ‪ 4‬ص ‪ (2) .76‬الكخخخافي ج ‪ 1‬ص ‪(3) .484‬‬
‫صقلبي‪ :‬نسبة إلى الصقالبة جيل يتاخم بلد الخزر بين بلغخخار وقسخخطنطنية‬
‫أو إلى لصقلب بالكسر الكول والبيض والحمر والشديد من الرؤوس‪) .‬‬
‫‪ (4‬بصائر الدرجات ج ‪ 7‬باب ‪ 11‬ص ‪.95‬‬

‫]‪[57‬‬

‫من كل شئ )‪ - 66 .(1‬ير‪ :‬الحسين بن محمد القاساني‪ ،‬عخن أبخي العخوص داود بخن‬
‫أسد المصري عن محمد بن الحسن بن جميل‪ ،‬عن أحمد بن هارون بن موفق‬
‫‪ -‬وكان هارون بن موفق مولى أبخخي الحسخخن ‪ -‬قخخال‪ :‬أتيخخت أبخخا الحسخخن لسخخلم‬
‫عليه فقال لي‪ :‬اركب ندور في أموالنا فأتيت فازة لي قد ضربت علخخى جخخدول‬
‫ماء كان عنده خضرة فاستنزه ذلك فضربت له الفازة فجلست حتى أتى علخخى‬
‫فرس له فقبلت فخذه ونزل فأمسكت ركابه وأهويت لخذ العنان فأبى‪ ،‬وأخذه‬
‫هو وأخرجه من رأس الدابخخة‪ ،‬وعلقخخه فخخي طنخخب مخخن أطنخخاب الفخخازة‪ ،‬فجلخخس‬
‫وسألني عن مجيئي وذلك عند المغرب‪ ،‬فأعلمت بمجيئي من القصر‪ ،‬إلخخى أن‬
‫حمحم الفرس فضحك عليه السلم ونطق بالفارسية وأخذ بعرفها فقال‪ :‬اذهب‬
‫قبل‪ ،‬فرفع رأسه فنزع العنان ومر يتخطى الجداول والزرع إلى بخخراح حخختى‬
‫بال ورجع فنظر إلي فقال‪ :‬إنخخه لخخم يعخخط داود وآل داود شخخيئا إل وقخخد اعطخخي‬
‫محمد وآل محمد أكثر منه )‪ .(2‬بيان‪ :‬الفازة مظلة بعمودين قوله‪ :‬فاستنزه أي‬
‫وجخخده عليخخه السخخلم نزهخخا ولعلخخه رآه ومضخخى ثخخم رجخخع‪ ،‬ول يبعخخد أن يكخخون‬
‫تصحيف فاستنزهت‪ ،‬والحمحمة صوت البرذون عند الشعير‪ - 67 .‬قب )‪(3‬‬
‫شا )‪ (4‬يج‪ :‬البطايني قال‪ :‬خخرج موسخى بخن جعفخر عليخه السخلم فخي بعخض‬
‫اليام من المدينة إلى ضيعة له خارجة عنها فصحبته وكان راكبخخا بغلخخة وأنخخا‬
‫على حمار‪ ،‬فلما صخخرنا فخخي بعخض الطريخخق اعترضخخنا أسخد فخأحجمت خوفخا‬
‫وأقدم أبو الحسن غير مكترث به‪ ،‬فرأيت السد يتذلل لبخخي الحسخن ويهمهخخم‪،‬‬
‫فوقف له أبو الحسن كالمصغي إلخخى همهمتخخه‪ ،‬ووضخخع السخخد يخخده علخخى كفخخل‬
‫بغلته‪ ،‬وخفت من ذلك خوفا‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ج ‪ 7‬بخخاب ‪ 14‬ص ‪ (2) .10‬نفخخس المصخخدر ج ‪ 7‬بخخاب ‪ 15‬ص‬
‫‪ (3) .101‬المنخخاقب لبخخن شخخهر آشخخوب ج ‪ 3‬ص ‪ (4) .416‬الرشخخاد ص‬
‫‪.315‬‬

‫]‪[58‬‬

‫عظيما‪ ،‬ثم تنحى السد إلى جانب الطريق وحول أبو الحسن وجهه إلى القبلخخة و جعخخل‬
‫يدعو ثم حرك شفتيه بما لم أفهمه ثم أومأ إلخخى السخخد بيخخده أن امخخض‪ ،‬فهمهخخم‬
‫السد همهمة طويلة وأبو الحسخن يقخخول آميخخن آميخخن‪ ،‬وانصخخرف السخد حخختى‬
‫غاب عن أعيننا‪ ،‬ومضى أبو الحسن لوجهه واتبعته‪ .‬فلما بعدنا عن الموضخخع‬
‫لحقته فقلت‪ :‬جعلت فداك ما شأن هذا السد فلقد خفته وال عليك وعجبت من‬
‫شأنه معك‪ ،‬قال‪ :‬إنه خرج يشكو عسر الولدة علخخى لبخخوته وسخخألني أن أدعخخو‬
‫ال ليفرج عنها ففعلت ذلك والقي في روعي أنها ولدت له ذكرا فخبرته بذلك‬
‫فقال لي‪ :‬امض في حفظ ال فل سلط ال عليك وعلى ذريتك وعلخخى أحخخد مخخن‬
‫شيعتك شيئا من السخخباع فقلخخت‪ :‬آميخخن )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬أحجخخم عنخخه كخخف أو نكخخص‬
‫هيبة‪ ،‬واللبوة انثى السخخد‪ - 68 .‬قخخب‪ :‬روي عخخن عيسخخى شخخلقان قخخال‪ :‬دخلخخت‬
‫على أبي عبد ال عليه السلم وأنا اريد أن أسأله عن أبخخي الخطخخاب فقخخال لخخي‬
‫مبتدءا من قبل أن أجلس‪ :‬ما منعك أن تلقى ابني موسى فتسأله عن جميخخع مخخا‬
‫تريد ؟ قال عيسى‪ :‬فذهبت إلخخى العبخخد الصخخالح عليخخه السخخلم و هخخو قاعخخد فخخي‬
‫الكتاب وعلى شفتيه أثر المداد فقال لي مبتدءا‪ :‬يخخا عيسخخى إن الخ أخخخذ ميثخخاق‬
‫النبيين على النبوة فلم يتحولوا عنها‪ ،‬وأخذ ميثاق الوصيين على الوصخخية فلخخم‬
‫يتحولوا عنها أبخدا‪ ،‬وإن قومخخا إيمخانهم عاريخخة‪ ،‬وإن أبخا الخطخخاب ممخن اعيخر‬
‫اليمان فسلبه ال إياه‪ ،‬فضممته إلي وقبلت مابين عينيه وقلت‪ :‬ذريخخة بعضخخها‬
‫من بعض‪ .‬ثم رجعت إلى الصادق عليه السلم فقال‪ :‬ما صنعت ؟ قلت‪ :‬أتيتخخه‬
‫فأخبرني مبتدءا من غير أن أسأله عن جميع ما أردت‪ ،‬فعلمت عنخخد ذلخخك أنخخه‬
‫صاحب هذا المر‪ ،‬فقال‪ :‬يا عيسى إن ابني هذا الذي رأيت لو سألته عما بين‬
‫دفتي المصحف لجابك فيه بعلم ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح ص ‪ (2) .234‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ 411‬بتفاوت غير يسير‪.‬‬

‫]‪[59‬‬

‫‪ - 69‬قب )‪ (1‬يج‪ :‬روي عن أحمد بن عمر الحلل قال‪ :‬سمعت الخرس يذكر موسى‬
‫بخخن جعفخخر بسخخوء فاشخختريت سخخكينا وقلخخت فخخي نفسخخي والخ لقتلنخخه إذا خخخرج‬
‫للمسجد‪ ،‬فأقمت علخخى ذلخخك وجلسخخت فمخخا شخخعرت إل برقعخخة أبخخي الحسخخن قخخد‬
‫طلعت علي فيها‪ :‬بحقي عليك لمخخا كففخت عخخن الخخخرس فخإن الخ يغنخى وهخو‬
‫حسبي فما بقي أيام إل ومات )‪ - 70 .(2‬يج‪ :‬روى إسماعيل بن موسى‪ ،‬قال‪:‬‬
‫كنا مع أبي الحسن فخخي عمخخرة فنزلنخخا بعخخض قصخخور المخخراء فخخأمر بالرحلخخة‬
‫فشدت المحامل وركب بعض العيال وكان أبو الحسخخن فخخي بيخخت فخخخرج فقخخام‬
‫على بخخابه فقخخال‪ :‬حطخخوا حطخخوا قخخال إسخخماعيل‪ :‬وهخخل تخخرى شخخيئا ؟ قخخال‪ :‬إنخخه‬
‫سيأتيكم ريح سوداء مظلمة تطرح بعض البل فجاءت ريح سوداء فأشهد لقد‬
‫رأيت جملنا عليه كنيسة كنت أركب أنا فيها وأحمخخد أخخخي ولقخخد قخخام ثخخم سخخقط‬
‫على جنبه بالكنيسة‪ - 71 .‬كشف‪ :‬من دلئل الحميخخري عخخن إسخخماعيل مثلخخه )‬
‫‪ - 72 .(3‬يج‪ :‬روى إبراهيم بن الحسن بن راشد‪ ،‬عن ابن يقطين قال‪ :‬كنخخت‬
‫واقفا عند هارون الرشيد إذ جاءته هدايا ملك الروم وكان فيهخخا دراعخخة ديبخخاج‬
‫سوداء منسوجة بالخذهب لخم أر أحسخن منهخا فرآنخي أنظخر إليهخا فوهبهخا لخي‪،‬‬
‫وبعثتهخخا إلخخى أبخخي إبراهيخخم عليخخه السخخلم ومضخخت عليهخخا برهخخة تسخخعة أشخخهر‬
‫وانصرفت يوما من عند هارون بعد أن تغديت بيخخن يخخديه‪ ،‬فلمخخا دخلخخت داري‬
‫قام إلى خادمي الذي يأخذ ثيابي بمنديل على يده وكتاب لطيخخف ختمخخه رطخخب‬
‫فقخخال‪ :‬أتخخاني بهخخذا رجخخل السخخاعة فقخخال‪ :‬أوصخخله إلخخى مخخولك سخخاعة يخخدخل‪،‬‬
‫ففضضت الكتاب وإذا به كتاب مولي أبي إبراهيم عليه السلم وفيه‪ :‬يا علي‬
‫هذا وقت حاجتك إلى الدراعة وقد بعثخخت بهخخا إليخخك‪ ،‬فكشخخفت طخخرف المنخخديل‬
‫عنها ورأيتها وعرفتها‪ ،‬ودخل علي خادم هارون بغير إذن فقال‪ :‬أجخخب أميخخر‬
‫المؤمنين‬

‫)‪ (1‬نفخخس المصخخدر ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .408‬الخخخرائج والجخخرائح ص ‪ (3) .235‬كشخخف‬


‫الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.48‬‬

‫]‪[60‬‬

‫قلت‪ :‬أي شئ حدث ؟ قال‪ :‬لأدري‪ .‬فركبت ودخلت عليه‪ ،‬وعنده عمر بن بزيخخع واقفخخا‬
‫بين يديه فقال‪ :‬ما فعلت الدراعة التي وهبتك‪ ،‬قلت‪ :‬خلع أمير المخخؤمنين علخخي‬
‫كثيرة من دراريع وغيرها فعن أيها يسخخألني ؟ قخخال‪ :‬دراعخخة الخخديباج السخخوداء‬
‫الرومية المذهبة‪ ،‬فقلت‪ :‬ما عسى أن أصنع بها ألبسها في أوقات واصلي فيها‬
‫ركعات‪ ،‬وقد كنت دعوت بها عند منصرفي من دار أميخخر المخخؤمنين السخخاعة‬
‫للبسها‪ ،‬فنظر إلى عمر بن بزيع فقال‪ :‬قخل يحضخخرها فأرسخلت خخادمي جخاء‬
‫بها‪ ،‬فلما رآها قال‪ :‬يا عمر ما ينبغي أن تنقل على علي بعخخد هخخذا شخخيئا‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فأمر لي بخمسين ألف درهخم حملخت مخع الدراعخة إلخى داري‪ ،‬قخال علخي بخن‬
‫يقطين‪ :‬وكان الساعي ابن عم لي فسود ال وجهه وكذبه والحمد ل )‪73 .(1‬‬
‫‪ -‬عيخخون المعجخخزات‪ :‬نقل عخخن البصخخاير‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عبخخد ال خ العطخخار‬
‫مرفوعا إلى علي بن يقطين مثله )‪ - 74 .(2‬يج‪ :‬روي عن عيسخخى المخخدائني‬
‫قال‪ :‬خرجت سنة إلى مكة فأقمت بها ثم قلت‪ :‬اقيم بالمدينة مثل ما أقمت بمكة‬
‫فهو أعظم لثوابي‪ ،‬فقدمت المدينة فنزلت طرف المصلى إلخخى جنخخب دار أبخخي‬
‫ذر‪ ،‬فجعلت أختلف إلى سيدي فأصابنا مطر شديد بالمدينة فخخأتيت أبخخا الحسخخن‬
‫عليه السلم مسلما عليه يوما وإن السماء تهطل فلما دخلت ابتدأني فقخخال لخخي‪:‬‬
‫وعليك السلم يا عيسى ارجع فقد انهدم بيتك إلخخى متاعخخك فانصخخرفت راجعخخا‬
‫فإذا البيت قد انهار‪ ،‬واستعملت عملة فاستخرجوا متاعي كله ول افتقدته غير‬
‫سطل كان لي‪ .‬فلما أتيته بالغد مسلما عليه قخال‪ :‬هخل فقخخدت مخن متاعخك شخخيئا‬
‫فندعو ال لك بالخلف ؟ قلت‪ :‬ما فقدت شيئا ماخل سطل كان لي أتوضخخأ منخخه‬
‫فقدته فأطرق مليا ثم رفع رأسه إلي فقال‪ :‬قد ظننت أنك أنسخخيت السخخطل فسخخل‬
‫جارية رب الدار عنه‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح ص ‪ (2) .203‬عيون المعجزات ص ‪.89‬‬

‫]‪[61‬‬

‫وقل لها‪ :‬أنت رفعت السطل في الخل فرديه فانها سترده عليك‪ ،‬فلمخخا انصخخرفت أتيخخت‬
‫جارية رب الدار‪ ،‬فقلت‪ :‬إني نسيت السطل في الخل فرديخخه علخخى أتوضخخأ بخخه‬
‫فخخردت علخخي سخخطلي‪ - 75 .‬كشخخف‪ :‬مخخن دليخخل الحميخخري‪ ،‬عخخن عيسخخى بخخن‬
‫المدايني مثله )‪ - 76 .(1‬يج‪ :‬روي أن علي بخن أبخي حمخزة قخال‪ :‬كنخت عنخد‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم إذ أتاه رجل من أهل الري يقال له جنخخدب فسخخلم‬
‫عليه وجلس وساءله أبو الحسن عليه السلم وأحسن السؤال به ثم قال لخخه‪ :‬يخخا‬
‫جندب ما فعل أخوك ؟ قال له‪ :‬بخير وهو يقرئك السلم فقال‪ :‬يا جندب أعظم‬
‫الخ لخخك أجخخرك فخخي أخيخخك فقخخال‪ :‬ورد كتخخابه مخخن الكوفخخة لثلثخخة عشخخر يومخخا‬
‫بالسلمة‪ ،‬فقال‪ :‬إنه وال مات بعد كتابه بيومين ودفع إلى امرأته مخخال وقخخال‪:‬‬
‫ليكن هذا المال عندك فإذا قخخدم أخخخي فخخادفعيه إليخخه‪ ،‬وقخخد أودعتخخه الرض فخخي‬
‫البيت الذي كان يكون فيه‪ ،‬فإذا أنخت أتيتهخخا فتلطخخف لهخخا وأطمعهخا فخخي نفسخك‬
‫فانها ستدفعه إليك‪ ،‬قال علي بن أبي حمزة‪ :‬وكخخان جنخخدب رجل كخخبيرا جميل‬
‫قال‪ :‬فلقيت جندبا بعد ما فقد أبو الحسن عليه السلم فسألته عما قال لخخه فقخخال‪:‬‬
‫صدق وال سيدي ما زاد ول نقص ل في الكتاب ول في المال‪ - 77 .‬عيخخون‬
‫المعجزات‪ :‬عن علي مثله )‪ - 78 .(2‬نجم‪ :‬باسنادنا إلى الحميري فخخي كتخخاب‬
‫الدلئل يرفعه إلى علي مثله )‪ - 79 .(3‬كشف‪ :‬من كتاب دلئل الحميري عن‬
‫علي مثله )‪ - 80 .(4‬يج‪ :‬روى ابن أبي حمزة قال‪ :‬كان رجل من موالي أبي‬
‫الحسن لي صديقا قال‪ :‬خرجت من منزلي يوما فإذا أنا بامرأة حسخخناء جميلخخة‬
‫ومعها اخرى فتبعتها فقلت لها‪ :‬تمتعيني نفسك فالتفتت إلي وقالت إن كان لنخخا‬
‫عندك جنس فليس فينا‬
‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .45‬عيخخون المعجخخزات ص ‪ (3) .87‬فخخرج المهمخخوم‬
‫ص ‪ (4) .230‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.46‬‬

‫]‪[62‬‬

‫مطمع‪ ،‬وإن لم يكن لك زوجة فامض بنا‪ ،‬فقلت ليس لخخك عنخخدنا جنخخس فخخانطلقت معخخي‬
‫حتى صرنا إلى باب المنزل فدخلت فلمخخا أن خلعخخت فخخرد خخخف وبقخخي الخخخف‬
‫الخخخر تنزعخخه إذا قخخارع يقخخرع البخخاب فخرجخخت فخخإذا أنخخا بموفخخق فقلخخت لخخه‪:‬‬
‫ماوراك ؟ قال‪ :‬خير يقول أبو الحسن‪ :‬أخرج هذه المرأة التي معك في الخخبيت‬
‫ول تمسها‪ .‬فدخلت فقلت لها‪ :‬البسي خفيخخك يخخا هخخذه واخرجخخي‪ ،‬فلبسخخت خفهخخا‬
‫وخرجت فنظرت إلى موفق بالباب فقال‪ :‬سد الباب فسددته‪ ،‬فخخوال مخخا جخخائت‬
‫له غير بعيد وأنا وراء الباب أستمع وأتطلع حخختى لقيهخخا رجخخل مسخختعر‪ ،‬فقخخال‬
‫لها‪ :‬مالك خرجت سريعا ألست قلت ل تخرجي قالت‪ :‬إن رسول الساحر جاء‬
‫يأمره أن يخرجني فأخرجني قال‪ :‬فسمعته يقخول أولخى لخه وإذا القخوم طمعخوا‬
‫في مال عندي‪ ،‬فلما كان العشاء عدت إلى أبي الحسخخن قخخال‪ :‬لتعخخد فخخان تلخخك‬
‫امرأة من بني امية أهل بيت لعنة إنهخخم كخخانوا بعثخخوا أن يأخخخذوها مخخن منزلخخك‬
‫فاحمد ال الذي صرفها‪ .‬ثم قال لي أبو الحسن‪ :‬تزوج بابنة فلن وهخخو مخخولى‬
‫أبي أيوب البخاري فانها امرأة قد جمعت كل ما تريد من أمر الخخدنيا والخخخرة‬
‫فتزوجت فكان كما قال عليه السلم‪ .‬بيان‪ :‬قوله مستعر مخخن اسخختعر النخخار أي‬
‫التهب وهو كناية عن العزم على الشر والفساد‪ - 81 .‬يج‪ :‬روي أن علخخي بخخن‬
‫أبي حمزة قال‪ :‬بعثني أبخخو الحسخخن فخخي حاجخخة فجئت وإذا معتخخب علخخى البخخاب‬
‫فقلت‪ :‬أعلم مولي بمكاني‪ ،‬فدخل معتب ومرت بي امرأة فقلت لول أن معتبا‬
‫دخل فأعلم مولي بمكخاني لتبعخت هخذه المخرأة فتمتعخت بهخا‪ ،‬فخخرج معتخب‬
‫فقال‪ :‬ادخل‪ ،‬فدخلت عليه وهو على مصلى تحته مرفقة فمد يده وأخخخرج مخخن‬
‫تحت المرفقة صرة فناولنيهخخا وقخخال‪ :‬الحخخق المخخرأة فإنهخخا علخخى دكخخان العلف‬
‫تقول يا عبد ال قد حبستني‪ ،‬قلت أنا ؟ قالت‪ :‬نعم فذهبت بها وتمتعت بها‪82 .‬‬
‫‪ -‬يج‪ :‬روي عن المعلى بن محمد‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن بكار القمي قخخال‪:‬‬
‫حججت أربعين حجة‪ ،‬فلما كان في آخرها اصبت بنفقتي فقدمت مكة فأقمت‬

‫]‪[63‬‬

‫حتى يصدر الناس ثم أصير إلى المدينة فأزور رسول ال صلى ال عليه وآله وأنظخخر‬
‫إلخخى سخخيدي أبخي الحسخن موسخخى عليخخه السخخلم وعسخخى أن أعمخخل عمل بيخدي‬
‫فأجمع شيئا فأستعين به على طريقي إلى الكوفة‪ ،‬فخرجت حخختى صخخرت إلخخى‬
‫المدينة فأتيت رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه فسخخلمت عليخخه ثخخم جئت إلخخى‬
‫المصلى إلى الموضع الذي يقوم فيه العملة‪ ،‬فقمت فيه رجاء أن يسبب ال لي‬
‫عمل أعمله‪ .‬فبينما أنا كذلك إذا أنا برجل قد أقبل فاجتمع حوله الفعلخخة‪ ،‬فجئت‬
‫فوقفت معهم فذهب بجماعة فاتبعته فقلت‪ :‬يا عبد الخ إنخي رجخل غريخب فخان‬
‫رأيت أن تذهب بي معهم فتستعملني قال‪ :‬أنت مخخن أهخخل الكوفخخة ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم‬
‫قال‪ :‬اذهب فانطلقت معه إلى دار كبيرة تبنى جديدة‪ ،‬فعملت فيها أياما وكنا ل‬
‫نعطي من اسبوع إلى اسبوع إل يوما واحدا‪ ،‬وكان العمخخال ل يعملخخون فقلخخت‬
‫للوكيل‪ :‬استعملني عليهم حخختى أسخختعملهم وأعمخخل معهخخم فقخخال‪ :‬قخخد اسخختعملتك‬
‫فكنت أعمل وأستعملهم‪ .‬قال‪ :‬فاني لواقف ذات يوم على السلم إذ نظخخرت إلخخى‬
‫أبي الحسن موسى عليه السلم قد أقبل وأنا في السلم في الدار‪ ،‬ثم رفع رأسخخه‬
‫إلي فقال‪ :‬بكار جئتنا انخخزل فنزلخخت قخخال‪ :‬فتنحخخى ناحيخخة فقخخال لخخي‪ :‬مخخا تصخخنع‬
‫ههنا ؟ فقلت‪ :‬جعلت فداك اصبت بنفقتي بجمع فأقمت إلى‪ :‬صدور النخخاس ثخخم‬
‫إني صرت إلى المدينة فأتيت المصخخلى فقلخخت أطلخخب عمل فبينمخخا أنخخا قخخائم إذ‬
‫جاء وكيلك فذهب برجال فسخخألته أن يسخختعملني كمخخا يسخختعملهم فقخخال لخخي‪ :‬قخخم‬
‫يومك هذا‪ .‬فلما كان من الغد وكان اليخخوم الخخذي يعطخخون فيخخه جخخاء فقعخخد علخخى‬
‫الباب فجعل يدعو الوكيل برجل رجل يعطيه‪ ،‬كلما ذهبت لدنو قال لخخي بيخخده‬
‫كذا حتى إذا كان في آخرهم قال إلي‪ :‬ادن فدنوت فدفع إلى صرة فيهخا خمسخخة‬
‫عشر دينارا قال لي‪ :‬خذ هذه نفقتك إلى الكوفة‪ .‬ثم قال‪ :‬اخرج غدا‪ ،‬قلت‪ :‬نعخم‬
‫جعلت فداك ولم أستطع أن أرده‪ ،‬ثم ذهب وعاد إلي الرسخخول فقخخال‪ :‬قخخال أبخخو‬
‫الحسن‪ :‬ائتني غدا قبل أن تذهب‪.‬‬

‫]‪[64‬‬

‫فلما كان من الغد أتيته فقال‪ :‬اخرج الساعة حتى تصير إلى فيد )‪ (1‬فانك توافخخق قومخخا‬
‫يخرجون إلى الكوفة وهاك هذا الكتاب فادفعه إلى علي بخخن أبخخي حمخخزة قخخال‪:‬‬
‫فانطلقت فل وال ما تلقاني خلخق حختى صخرت إلخى فيخد‪ ،‬فخإذا قخوم قخد تهيخؤا‬
‫للخروج إلى الكوفة من الغد‪ ،‬فاشتريت بعيرا وصحبتهم إلخى الكوفخة فخدخلتها‬
‫ليل فقلت أصير إلى منزلي فأرقد ليلتي هذه ثم أغدو بكتاب مولي إلى علخخي‬
‫بخخن أبخخي حمخزة‪ ،‬فخأتيت منزلخخي فخاخبرت أن اللصخوص دخلخوا حخانوتي قبخخل‬
‫قدومي بأيام‪ .‬فلما أن أصبحت صليت الفجر فبينما أنا جالس متفكر فيما ذهب‬
‫لي من حانوتي إذا أنا بقارع يقرع الباب فخرجخخت فخخإذا علخخي بخخن أبخخي حمخخزة‬
‫فعانقته وسلم علي ثم قال لي‪ :‬يابكار هات كتاب سيدي‪ ،‬قلت‪ :‬نعم كنخخت علخخى‬
‫المجئ إليك الساعة‪ ،‬قال‪ :‬هات قد علمت أنك قدمت ممسيا‪ ،‬فأخرجت الكتاب‬
‫فدفعته إليه فأخذه وقبله ووضعه على عينيه وبكخى‪ ،‬فقلخت‪ :‬مخا يبكيخك ؟ قخال‪:‬‬
‫شخخوقا إلخخى سخخيدي ففكخخه وقخخرأه ثخخم رفخخع رأسخخه وقخخال‪ :‬يخخا بكخخار دخخخل عليخخك‬
‫اللصوص ؟ قلت‪ :‬نعم فأخذوا مخا فخخي حانوتخخك ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم‪ .‬قخخال‪ :‬إن الخ قخخد‬
‫أخلخخف عليخخك قخخد أمرنخخي مخخولك ومخخولي أن أخلخخف عليخخك مخخا ذهخخب منخخك‬
‫وأعطاني أربعين دينارا‪ ،‬قال‪ :‬فقومت ما ذهب فإذا قيمته أربعون دينارا ففتح‬
‫علي الكتاب وقال فيه‪ :‬ادفع إلى بكار قيمة ما ذهب من حانوته أربعين دينخخارا‬
‫)‪ - 83 .(2‬يج‪ :‬روي أن إسحاق بن عمار قال‪ :‬لما حبس هارون أبخخا الحسخخن‬
‫موسى دخل عليه أبخخو يوسخخف ومحمخخد بخخن الحسخخن صخخاحبا أبخخي حنيفخخة فقخخال‬
‫أحدهما للخر‪ :‬نحن على أحد المرين إمخخا أن نسخخاويه أو نشخخكله فجلسخخا بيخخن‬
‫يديه‪ ،‬فجاء رجل كان موكل من قبل السندي بخخن شخخاهك فقخخال‪ :‬إن نوبخختي قخخد‬
‫انقضت وأنا على النصراف فإن كان لك حاجة أمرتني حخختى آتيخخك بهخخا فخخي‬
‫الوقت الذي تخلفني النوبة ؟ فقال‪ :‬ما لي‬

‫)‪ (1‬فيد‪ :‬منزل في نصف طريق مكة إلى الكوفة‪ (2) .‬الخرائج والجرائح ص ‪.201‬‬

‫]‪[65‬‬

‫حاجة‪ ،‬فلما أن خرج قال لبخخي يوسخخف‪ :‬مخخا أعجخخب هخخذا يسخخألني أن اكلفخخه حاجخخة مخخن‬
‫حوائجي ليرجع وهو ميت في هذه الليلة‪ ،‬فقاما فقال أحدهما للخر‪ :‬إنخخا جئنخخا‬
‫لنسأله عن الفرض والسنة وهو الن جاء بشئ آخر كأنه من علخخم الغيخخب‪ .‬ثخخم‬
‫بعثا برجل مع الرجل فقال‪ :‬اذهب حتى تلزمه وتنظر ما يكون مخن أمخره فخي‬
‫هذه الليلة وتأتينا بخبره من الغد‪ ،‬فمضى الرجل فنام في مسجد في بخخاب داره‬
‫فلما أصبح سمع الواعية ورأى الناس يدخلون داره فقخخال‪ :‬ماهخخذا ؟ قخخالوا‪ :‬قخخد‬
‫مات فلن فخخي هخذه الليلخة فجخخأة مخن غيخر علخخة‪ ،‬فانصخرف إلخخى أبخخي يوسخخف‬
‫ومحمد وأخبرهما الخبر فأتيا أبخخا الحسخخن عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬قخخد علمنخخا أنخخك‬
‫أدركت العلم في الحلل والحرام فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكل بك‬
‫أنه يموت في هذه الليلة ؟ قال‪ :‬من الباب الذي أخبر بعلمه رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله علي بن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم فلمخخا رد عليهمخخا هخخذا بقيخخا ل‬
‫يحيران جوابا )‪ .(1‬بيان‪ :‬نشكله أي نشبهه وإن لم نكن مثلخخه‪ - 84 .‬يخخج‪ :‬عخخن‬
‫إسحاق بن عمار أن أبا بصير أقبخخل مخخع أبخخي الحسخخن موسخخى مخخن مكخخة يريخخد‬
‫المدينة‪ ،‬فنزل أبو الحسن في الموضع الذي يقال له زبالة بمرحلخخة )‪ (2‬فخخدعا‬
‫بعلي بن أبي حمزة البطائني وكان تلميذا لبي بصير فجعخل يوصخيه بوصخية‬
‫بحضرة أبخي بصخير ويقخخول‪ :‬يخخا علخي إذا صخخرنا إلخى الكوفخة تقخدم فخي كخخذا‪،‬‬
‫فغضب أبو بصير و خرج من عنده‪ ،‬فقخال‪ :‬ل والخ مخخا أعجخخب مخخا أرى هخخذا‬
‫الرجل أنا أصحبه منذ حين ثم تخطاني بحوائجه إلى بعض غلماني‪ ،‬فلما كان‬
‫من الغد حم أبو بصير بزبالة فدعا بعلي بن أبي حمزة فقال لخخي‪ :‬أسخختغفر ال خ‬
‫مما حل في صدري من مولي ومن سوء ظني به‪ ،‬فقد علم أنخخي ميخخت وأنخخي‬
‫ل ألحق الكوفة‪ ،‬فإذا أنا مت فافعل كذا وتقدم في كخخذا‪ ،‬فمخخات أبخخو بصخخير فخخي‬
‫زبالة‪ - 85 .‬يج‪ :‬روي أن هشام بن الحكم قال‪ :‬لما مضى أبو عبد ال وادعى‬
‫المامة‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ص ‪ (2) .202‬زبالة‪ :‬منخخزل معخخروف بطريخخق مكخخة بيخخن واقصخخة‬
‫والثعلبية بها بركتان‪.‬‬
‫]‪[66‬‬

‫عبد ال بن جعفر وأنه أكبر من ولده‪ ،‬دعاه موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم وقخخال‪ :‬يخخا‬
‫أخي إن كنت صاحب هذا المر فهلم يدك فأدخلها النخخار‪ ،‬وكخخان حفخخر حفيخخرة‬
‫وألقى فيها حطبا وضربها بنفط ونار‪ ،‬فلم يفعل عبد ال‪ ،‬وأدخخخل أبخخو الحسخخن‬
‫يده في تلك الحفيرة‪ ،‬ولخخم يخرجهخا مخخن النخخار إل بعخخد احخختراق الحطخخب وهخخو‬
‫يمسحها‪ - 86 .‬يج‪ :‬روي أن علي بن مؤيد قال‪ :‬خرج إليخخه عخخن أبخخي الحسخخن‬
‫موسى عليه السلم‪ :‬سألتني عن امور كنت منهخا فخي تقيخة ومخن كتمانهخا فخي‬
‫سعة‪ ،‬فلما انقضى سلطان الجبابرة ودنا سلطان ذي السلطان العظيخخم‪ ،‬بفخخراق‬
‫الدنيا المذمومة إلى أهلها‪ ،‬العتاة على خالقهم‪ ،‬رأيت أن افسر لخخك مخخا سخخألتني‬
‫عنه مخافة أن تدخل الحيرة على ضعفاء شيعتنا مخخن قبخخل جهخخالتهم فخخاتق ال خ‬
‫واكتم ذلك إل من أهله‪ ،‬واحذر أن تكون سبب بلية على الوصياء أو حارشخخا‬
‫عليهم في إفشاء ما استودعتك وإظهار ما استكتمتك‪ ،‬ولن تفعل إنشاء ال‪ ،‬إن‬
‫أول ما انهي عليك أن أنعى إليك نفسي في ليالي هخخذه‪ ،‬غيخخر جخخازع ول نخخادم‬
‫ول شاك فيما هو كائن مما قضى ال وقدر وحتم‪ ،‬في كلم كثير‪ ،‬ثم إنه عليه‬
‫السلم مضى في أيامه هخخذه‪ - 87 .‬يخج‪ :‬روي عخخن محمخد بخخن عبخخد الخ‪ ،‬عخخن‬
‫صالح بن واقد الطبري قال‪ :‬دخلت على موسى بن جعفر فقال‪ :‬يا صالح إنخخه‬
‫يدعوك الطاغية يعني هارون فيحبسك في محبسه ويسألك عنخخي فقخخل إنخخي ل‬
‫أعرفه‪ ،‬فإذا صرت إلى محبسه فقل من أردت أن تخرجه فخخأخرجه بخخاذن الخ‬
‫تعالى‪ ،‬قال صالح‪ :‬فدعاني هارون من طبرسخختان فقخخال‪ :‬مخخا فعخخل موسخخى بخخن‬
‫جعفر فقد بلغني أنه كان عندك ؟ فقلت‪ :‬وما يدريني مخخن موسخخى بخخن جعفخخر ؟‬
‫أنت يا أمير المؤمنين أعرف به وبمكانه‪ ،‬فقال اذهبوا به إلخخى الحبخخس‪ ،‬فخخوال‬
‫إني لفي بعض الليالي قاعد وأهل الحبس نيام إذا أنا به يقول‪ :‬يا صالح‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫لبيك قال‪ :‬صرت إلى ههنا ؟ فقلت‪ :‬نعم يا سخخيدي قخخال‪ :‬قخخم فخخاخرج واتبعنخخي‪،‬‬
‫فقمت و خرجت‪ ،‬فلما صخخرنا إلخخى بعخخض الطريخخق قخخال‪ :‬يخخا صخخالح السخخلطان‬
‫سلطاننا كرامة من ال أعطاناها‪ ،‬قلت‪ :‬يا سيدي فأين أحتجز من هذا الطاغية‬
‫؟ قال‪ :‬عليك ببلدك فارجع إليها فإنه لخن يصخل إليخك‪ ،‬قخال صخالح‪ :‬فرجعخت‬
‫إلى طبرستان فوال ما سأل عني و‬

‫]‪[67‬‬

‫لدرى أحبسني أم ل‪ - 88 .‬يج‪ :‬روي عن الصبغ بن موسى قال‪ :‬حملت دنخخانير إلخخى‬
‫موسى بن جعفخخر عليخخه السخخلم بعضخخها لخخي وبعضخخها لخخخواني‪ ،‬فلمخخا دخلخخت‬
‫المدينة أخرجت الذي لصحابي فعددته فكان تسعة وتسعين دينارا فخخأخرجت‬
‫من عندي دينارا فأتممتها مائة دينار فدخلت فصببتها بين يخخديه‪ ،‬فأخخخذ دينخخارا‬
‫من بينها ثم قال‪ :‬هاك دينارك‪ ،‬إنما بعث إلينا وزنا ل عخخددا‪ - 89 .‬يخخج‪ :‬روي‬
‫عن المفضل بن عمر قال‪ :‬لما قضي الصادق عليه السلم كانت وصخخيته فخخي‬
‫المامة إلى موسى الكاظم فادعى أخوه عبد ال )‪ (1‬المامة‪ ،‬وكان أكبر ولخخد‬
‫جعفر في وقته ذلك‪ ،‬وهو المعروف بالفطح فأمر موسى بجمع حطخخب كخخثير‬
‫في وسط داره‬

‫)‪ (1‬عبد ال الفطح‪ :‬كان أكبر اخوته بعد أخيه اسماعيل الذي توفي فيه حياة أبيه ولخخم‬
‫تكن منزلة عبد ال عنخخد أبيخخه الصخخادق " ع " منزلخخة غيخخره مخخن اخخخوته فخخي‬
‫الكرام‪ ،‬وكان متهما في الخلف على أبيخخه فخخي العتقخخاد‪ ،‬ويقخخال‪ :‬انخخه كخخان‬
‫يخالط الحشوية ويميل إلى مذهب المرجئة وعلخخى اسخخاس السخخن ادعخخى بعخخد‬
‫أبيخخه المامخخة محتجخخا بخخأنه أكخخبر اولده البخخاقين بعخخده‪ ،‬فخخاتبعه جماعخخة مخخن‬
‫أصحاب الصادق " ع " ثم رجع أكثرهم عن هذا القول‪ .‬قال ابخخن حخخزم فخخي‬
‫الجمهرة ص ‪ ...:59‬فقدم زرارة المدينة فلقى عبد ال فسأله عن مسائل مخخن‬
‫الفقه فألفاه في غاية الجهل فرجع عن امامته‪ ،‬فلما انصرف إلى الكوفخخة أتخخاه‬
‫أصحابه فسألوه عن امامه وامامهم وكان المصحف بين يديه فأشار لهم إليه‬
‫وقخخال لهخخم‪ :‬هخخذا امخخامى ل امخخام لخخى غيخخره فخخانقطعت الشخخيعة المعروفخخة‬
‫بالفطحية‪ .‬ا‍ه‪ .‬نعخخم بقخخى نفخخر يسخخير‪ ،‬منهخخم عمخخار السخخاباطي ومصخخدق بخخن‬
‫صدقة في آخرين وهم المعروفون بالفطحية‪ ،‬نسبة إلى عبد ال أمامهم حيث‬
‫كان افطح الرأس ‪ -‬عريضه ‪ -‬أو أفطح الرجلين وقيل بل نسبة إلى عبد الخخ‬
‫بن افطح وكان داعيتهم ورئيسهم‪ .‬ولم يذكر النسابون لعبد ال خ عقبخخا‪ ،‬وقيخخل‬
‫كان له ابن اسمه حمزة‪ ،‬ولما مات عبد ال لم يكن لخخه ال بنخخت واحخخدة‪ ،‬وقخخد‬
‫ذكر ابن حزم في الجمهرة ص ‪ 59‬ان بنى عبيد ولة مصر قد ‪< -‬‬

‫]‪[68‬‬

‫فأرسل إلى أخيه عبد ال يسأله أن يصير إليه‪ ،‬فلما صار عنده ومع موسى جماعة من‬
‫وجوه المامية‪ ،‬وجلس إليه أخوه عبد ال‪ ،‬أمر موسى أن يجعل النار في ذلك‬
‫الحطب كله فاحترق كله‪ ،‬ول يعلم الناس السبب فيه‪ ،‬حتى صار الحطب كلخخه‬
‫جمرا ثم قام موسى وجلس بثيابه في وسط النار وأقبل يحخخدث النخخاس سخخاعة‪،‬‬
‫ثم قام فنفض ثوبه ورجع إلى المجلس فقخخال لخيخخه عبخخد الخخ‪ :‬إن كنخخت تزعخخم‬
‫أنك المام بعد أبيك فاجلس في ذلك المجلس‪ ،‬فقالوا‪ :‬فرأينا عبد ال خ قخخد تغيخخر‬
‫لونه فقام يجر رداءه حتى خرج من دار موسى عليه السلم )‪ - 90 .(1‬يخخج‪:‬‬
‫روي عن إسحاق بن منصور‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال‪ :‬سمعت موسى بن جعفخخر عليخخه‬
‫السلم يقول ناعيا إلى رجل من الشخيعة نفسخه‪ ،‬فقلخت فخي نفسخي‪ :‬وإنخه ليعلخم‬
‫متى يموت الرجل من شيعته ! ! فالتفت إلي فقال‪ :‬اصنع ما أنخخت صخخانع فخان‬
‫عمرك قد فني‪ ،‬وقد بقي منه دون سنتين‪ ،‬وكذلك أخخخوك ول يمكخخث بعخخدك إل‬
‫شهرا واحدا حتى يموت‪ ،‬وكخخذلك عامخخة أهخخل بيتخخك ويتشخختت كلهخخم‪ ،‬ويتفخخرق‬
‫جمعهم‪ ،‬ويشمت بهم أعداؤهم‪ ،‬وهم يصيرون رحمة لخوانهم أكان هخخذا فخخي‬
‫صدرك ؟ فقلت‪ :‬أستغفر ال مما فخخي صخخدري‪ ،‬فلخخم يسخختكمل منصخخور سخخنتين‬
‫حتى مات‪ ،‬ومات بعده بشخخهر أخخخوه ومخخات عامخخة أهخخل بيتخخه‪ ،‬وأفلخخس بقيتهخخم‬
‫وتفرقوا حتى احتاج مخخن بقخخي منهخخم إلخخى الصخخدقة )‪ - 91 .(2‬كخخا‪ :‬أحمخخد بخخن‬
‫مهران‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن سيف بن عميرة‪ ،‬عن إسحاق بن عمار قال‪:‬‬
‫سمعت العبد الصالح عليه السلم ينعى إلى رجل نفسه ‪ -‬إلى قوله ‪-‬‬

‫‪ < -‬ادعوا في أول أمرهم إلى عبد ال بن جعفر بن محمد ‪ -‬هذا ‪ -‬فلما صح عندهم ان‬
‫عبد ال هذا لم يعقب ال ابنة واحدة تركوه وانتموا إلى اسخخماعيل بخخن جعفخخر‬
‫ا‍ه‪ .‬توفي عبد ال الفطح بعد أبيه بسبعين يومخخا وكخخان ذلخخك مخخن عنايخخة الخ‬
‫بخلقه المؤمنين حيث لم تطل مخخدته فيكخخثر القخخول بخخأمره والقخخائلون بامخخامته‪.‬‬
‫لحظ عن الفطحية الملل والنحل ج ‪ 2‬ص ‪ 6‬بهامش الفصخخل‪ ،‬والفخخرق بيخخن‬
‫الفخخخرق ص ‪ 39‬وفخخخرق الشخخخيعة ص ‪ 77‬وغيرهمخخخا‪ 1) .‬و ‪ (2‬الخخخخرائج‬
‫والجرائح ص ‪.200‬‬

‫]‪[69‬‬

‫فالتفت إلى شبه المغضب فقال‪ :‬يخخا إسخخحاق قخخد كخخان رشخخيد الهجخخري يعلخخم علخخم المنايخخا‬
‫والبليا والمام أولى بعلم ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬يخخا إسخخحاق اصخخنع ‪ -‬إلخخى قخخوله ‪ -‬فلخخم‬
‫يلبث إسحاق بعد هذا المجلس إل يسيرا حخختى مخخات فمخخا أتخخى عليهخخم إل قليخخل‬
‫حتى قام بنو عمار بأموال الناس فأفلسوا )‪ - 92 .(1‬يخخج‪ :‬روى واضخخح عخخن‬
‫الرضا قال‪ :‬قال أبي موسخخى عليخخه السخخلم للحسخخين بخخن أبخخي العل‪ :‬اشخختر لخخي‬
‫جارية نوبية فقال الحسين‪ :‬أعرف وال جارية نوبية نفيسخخة أحسخخن مخخا رأيخخت‬
‫من النوبة‪ ،‬فلول خصلة لكانت من يأتيك‪ ،‬فقال‪ :‬ومخخا تلخخك الخصخخلة ؟ قخخال‪ :‬ل‬
‫تعرف كلمك وأنت ل تعرف كلمها‪ ،‬فتبسخخم ثخخم قخال‪ :‬اذهخخب حخختى تشخختريها‬
‫]قال‪ [:‬فلما دخلت بها إليه‪ ،‬قال لها بلغتها‪ :‬ما اسمك ؟ قالت‪ :‬مونسة قال‪ :‬أنت‬
‫لعمري مونسة قد كان لك اسم غير هذا‪ ،‬كان اسخخمك قبخخل هخخذا حبيبخخة‪ ،‬قخخالت‪:‬‬
‫صدقت‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا ابخخن أبخخي العل إنهخخا سخختلد لخخي غلمخخا ل يكخخون فخخي ولخخدي‬
‫أسخى منه ول أشجع ول أعبد منه قال‪ :‬فما تسميه حتى أعرفه ؟ قخخال‪ :‬اسخخمه‬
‫إبراهيم‪ .‬فقال علي بن أبي حمزة‪ :‬كنت مع موسى عليه السلم بمنى إذ أتخخاني‬
‫رسوله فقال‪ :‬الحق بي بالثعلبية )‪ (2‬فلحقت به ومعه عيخخاله وعمخخران خخخادمه‬
‫فقال‪ :‬أيمخخا أحخخب إليخخك‪ :‬المقخخام ههنخخا أو تلحخخق بمكخخة ؟ قلخخت‪ :‬أحبهمخخا إلخخي مخخا‬
‫أحببته‪ ،‬قال‪ :‬مكة خير لك ثم بعثني إلى داره بمكة وأتيته وقد صخخلى المغخخرب‬
‫فدخلت فقال‪ :‬اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس‪ ،‬فخلعت نعلخخي وجلسخخت معخخه‪،‬‬
‫فاتيت بخوان فيه خبيص فأكلت أنا وهو‪ ،‬ثم رفخخع الخخخوان وكنخخت احخخدثه‪ ،‬ثخخم‬
‫غشيني النعاس‪ ،‬فقال لي‪ :‬قم فنم حتى أقوم أنا لصلة الليل‪ ،‬فحملني النوم إلى‬
‫أن فرغ من صلة الليل‪ ،‬ثم جاءني فنبهني فقخال‪ :‬قخم فتوضخأ ! وصخل صخلة‬
‫الليل وخفف‪ ،‬فلما فرغت من الصلة صليت الفجر ثم قال لي‪ :‬يخخا علخخي إن ام‬
‫ولدي ضربها الطلق فحملتها إلى الثعلبية‬
‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .484‬الثعلبية‪ :‬من منازل طريق مكة قد كانت قرية فخربت‬
‫وهى مشهورة‪.‬‬

‫]‪[70‬‬

‫مخافة أن يسمع الناس صوتها فولخخدت هنخخاك الغلم الخخذي ذكخخرت لخخك كرمخخه وسخخخاءه‬
‫وشجاعته قال علي‪ :‬فوال لقخخد أدركخخت الغلم فكخخان كمخخا وصخخف )‪ .(1‬بيخخان‪:‬‬
‫قوله عليه السلم‪ :‬ل يكون في ولدي أسخى منه أي ساير أولده سوى الرضا‬
‫عليهما السلم‪ - 93 .‬يج روي عن ابن أبي حمزة قال‪ :‬كنت عند أبخي الحسخن‬
‫موسى عليه السلم إذ دخل عليه ثلثون مملوكا من الحبشة اشتروا له‪ ،‬فتكلخخم‬
‫غلم منهم فكان جميل بكلم فأجابه موسى عليه السلم بلغته‪ ،‬فتعجب الغلم‬
‫وتعجبوا جميعا وظنوا أنه ل يفهم كلمهم‪ ،‬فقال لخخه موسخخى‪ :‬إنخخي لدفخخع إليخخك‬
‫مال فادفع إلى كل منهم ثلثين درهما فخرجخخوا وبعضخخهم يقخخول لبعخخض‪ :‬إنخخه‬
‫أفصح منا بلغاتنا‪ ،‬وهذه نعمة من ال علينخخا‪ .‬قخخال علخخي بخخن أبخخي حمخخزة‪ :‬فلمخخا‬
‫خرجوا قلت‪ :‬يا ابن رسول ال رأيتك تكلم هؤلء الحبشيين بلغخخاتهم ؟ ! قخخال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قال‪ :‬وأمرت ذلخخك الغلم مخخن بينهخخم بشخخئ دونهخخم ؟ قخخال‪ :‬نعخخم أمرتخخه أن‬
‫يستوصي بأصحابه خيرا وأن يعطخي كخل واحخد منهخم فخي كخل شخهر ثلثيخن‬
‫درهما‪ ،‬لنخخه لمخا تكلخخم كخخان أعلمهخم فخأنه مخخن أبنخاء ملخوكهم‪ ،‬فجعلتخخه عليهخخم‬
‫وأوصيته بما يحتاجون إليه‪ ،‬وهو مع هذا غلم صدق‪ ،‬ثم قال‪ :‬لعلخخك عجبخخت‬
‫من كلمي إياهم بالحبشة ؟ قلت‪ :‬إي وال قال‪ :‬ل تعجب فما خفخي عليخك مخن‬
‫أمري أعجب وأعجب‪ ،‬وما الخخذي سخخمعته منخخي إل كطخخائر أخخخذ بمنقخخاره مخخن‬
‫البحر قطرة‪ ،‬أفترى هذا الذي يأخخخذه بمنقخخاره ينقخخص مخخن البحخخر ؟ ! والمخخام‬
‫بمنزلة البحر ل ينفد ما عنده وعجائبه أكثر مخخن عجخخائب البحخخر )‪- 94 .(2‬‬
‫يج‪ :‬قال بخدر مخخولى الرضخخا عليخه السخخلم‪ :‬إن إسخحاق بخخن عمخخار دخخخل علخى‬
‫موسى بن جعفر عليهما السلم فجلس عنده إذا استأذن رجل خراساني فكلمخخه‬
‫بكلم لم يسمع مثله قط كأنه كلم الطير‪ ،‬قخخال إسخخحاق‪ :‬فأجخخابه موسخخى بمثلخخه‬
‫وبلغته إلى أن قضى وطره من مساءلته‪ ،‬فخرج من عنخخده فقلخخت‪ :‬مخخا سخخمعت‬
‫بمثل هذا الكلم قال‪ :‬هذا كلم قوم من أهل الصين مثله‪ ،‬ثم قال‪ :‬أتعجخخب مخخن‬
‫كلمي بلغته ؟ قلت‪ :‬هو موضع‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬الخرائج والجرائح ص ‪.201‬‬

‫]‪[71‬‬
‫التعجب قال عليه السلم‪ :‬اخخخبرك بمخخا هخخو أعجخخب منخخه إن المخخام يعلخخم منطخخق الطيخخر‬
‫ومنطق كل ذي روح خلقه ال وما يخفخخى علخخى المخخام شخخئ )‪ - 95 .(1‬يخخج‪:‬‬
‫روي عن علي بن أبي حمزة قال‪ :‬أخذ بيدي موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫يوما فخرجنا من المدينة إلى الصحراء فإذا نحن برجل مغربي على الطريخخق‬
‫يبكي وبين يديه حمار ميت‪ ،‬ورحله مطروح‪ ،‬فقال له موسى عليه السلم‪ :‬ما‬
‫شأنك ؟ قال‪ :‬كنت مع رفقائي نريد الحج فمات حماري ههنا وبقيخخت ومضخخى‬
‫أصحابي وقد بقيت متحيرا ليس لي شئ أحمخخل عليخخه‪ ،‬فقخال موسخخى‪ :‬لعلخخه لخخم‬
‫يمت قال‪ :‬أما ترحمنخي حختى تلهخو بخي قخال‪ :‬إن عنخدي رقيخة )‪ (2‬جيخدة قخال‬
‫الرجل‪ :‬ليس يكفيني ما أنا فيخخه حخختى تسخختهزء بخخي‪ ،‬فخخدنا موسخخى مخخن الحمخخار‬
‫ونطق بشئ لم أسخخمعه‪ ،‬وأخخذ قضخخيبا كخان مطروحخا فضخخربه وصخخاح عليخخه‪،‬‬
‫فوثب الحمار صحيحا سليما فقال‪ :‬يا مغربي ترى ههنا شيئا من الستهزاء ؟‬
‫الحق بأصحابك‪ ،‬ومضينا وتركناه‪ .‬قال علي بن أبي حمزة‪ :‬فكنت واقفا يومخخا‬
‫على بئر زمزم بمكة فإذا المغربي هناك‪ ،‬فلما رآني عدا إلي وقبل يدي فرحخخا‬
‫مسرورا فقلت له‪ :‬ما حال حمارك ؟ فقال‪ :‬هو وال سخخليم صخخحيح ومخخا أدري‬
‫من أين ذلك الرجل الذي من ال به علي فأحيى لي حماري بعد مخخوته‪ ،‬فقلخخت‬
‫له‪ :‬قد بلغت حاجتك فل تسأل عما ل تبلغ معرفته )‪ - 96 .(3‬يج‪ :‬روي عخخن‬
‫أبي خالد الزبالي قال‪ :‬قدم أبو الحسن موسى عليه السلم زبالة ومعه جماعخخة‬
‫من أصحاب المهدي بعثهم في إشخاصه إليخخه‪ ،‬قخخال‪ :‬وأمرنخخي بشخخراء حخخوائج‬
‫ونظر إلي وأنا مغموم‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا خالخخد مخخالي أراك مغمومخخا ؟ قلخخت‪ :‬هخخو ذا‬
‫تصير إلى هذا الطاغية ول آمنك منه قال‪ :‬ليس علي منخخه بخخأس إذا كخخان يخخوم‬
‫كذا فانتظرني في أول الميل‪.‬‬

‫)‪ (1‬الخخخرائج والجخخرائح ص ‪ (2) .201‬الرقيخخة‪ :‬بالضخخم العخخوذة والجمخخع رقخخى‪(3) .‬‬
‫الخرائج والجرائح ص ‪.201‬‬

‫]‪[72‬‬

‫قال‪ :‬فما كانت لي همة إل إحصاء اليام حتى إذا كان ذلك اليوم وافيت أول الميخخل فلخخم‬
‫أرد أحدا حتى كادت الشمس تجب )‪ (1‬فشككت‪ ،‬ونظرت بعد إلى شخص قخخد‬
‫أقبل فانتظرته فإذا هو أبو الحسن موسى عليه السلم على بغلة قد تقدم فنظر‬
‫إلي فقال‪ :‬لتشكن‪ ،‬فقلت‪ :‬قد كان ذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن لي عودة ول أتخلص منهم‬
‫فكان كما قال‪ - 97 .‬عم‪ :‬محمد بن جمهور‪ ،‬عخخن بعخخض أصخخحابنا‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫خالد مثله )‪ - 98 .(2‬يج‪ :‬قال خالد بن نجيح‪ :‬قلت لموسخخى عليخخه السخخلم‪ :‬إن‬
‫أصحابنا قدموا من الكوفة وذكروا أن المفضل شديد الوجع فادع ال له‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قد استراح‪ ،‬وكان هذا الكلم بعد موته بثلثة أيخخام‪ - 99 .‬قخخب‪ :‬بيخخان بخخن نخخافع‬
‫التفليسي قال‪ :‬خلفت والدي مع الحرم في الموسم وقصدت موسخخى بخخن جعفخر‬
‫عليه السلم فلما أن قربت منه هممت بالسلم عليه فأقبل علي بخخوجهه وقخخال‪:‬‬
‫بر حجك باابن نافع آجرك ال في أبيك فانه قد قبضخخه إليخخه فخخي هخخذه السخخاعة‪،‬‬
‫فارجع فخذ في جهازه فبقيت متحيرا عند قوله‪ ،‬وقد كنت خلفته ومخخا بخخه علخخة‬
‫فقال‪ :‬يا ابن نافع أفل تؤمن ؟ فرجعخخت فخخإذا أنخخا بخخالجواري يلطمخخن خخخدودهن‬
‫فقلت‪ :‬ما وراكن ؟ قلن‪ :‬أبوك فارق الخخدنيا‪ ،‬قخخال ابخخن نخخافع‪ :‬فجئت إليخخه أسخخأله‬
‫عما أخفاه وأراني فقال‪ :‬لي ابد ما أخفاه واراك )‪ (3‬ثخخم قخال‪ :‬يخخا ابخخن نخخافع إن‬
‫كان في امنيتك كذا وكذا أن تسأل عنه فأنا جنخخب الخ وكلمتخخه الباقيخخة وحجتخخه‬
‫البالغة‪ .‬أبو خالد الزبالي وأبو يعقوب الزبالي‪ ،‬قال كل واحد منهمخا‪ :‬اسختقبلت‬
‫أبا الحسن عليه السلم بالجفر )‪ (4‬في المقدمخخة الولخخى علخخى المهخخدي‪ ،‬فلمخخا‬
‫خرج ودعته وبكيت‪ ،‬فقال لي‪ :‬ما يبكيك ؟ قلت‪ :‬حملخخك هخخؤلء ول أدري مخخا‬
‫يحدث ؟ قال‪ :‬فقال‬

‫)‪ (1‬تجب‪ :‬بمعنى تغيب فيقال وجبت الشمس إذا غابت‪ (2) .‬اعلم الخخورى ص ‪.295‬‬
‫)‪ (3‬كخخذا‪ (4) .‬الجفخخر‪ :‬موضخخع بيخخن فيخخد والخزيميخخة بينخخه وبيخخن فيخخد سخختة‬
‫وثلثون فرسخا نحو مكة‪.‬‬

‫]‪[73‬‬

‫لي‪ :‬ل بأس علي منه في وجهي هذا‪ ،‬ول هو بصاحبي وإني لراجع إلى الحجاز ومخار‬
‫عليك في هذا الموضع راجعا فانتظرني في يوم كذا وكذا في وقت كخخذا فانخخك‬
‫تلقاني راجعا‪ ،‬قلت له‪ :‬خير البشرى‪ ،‬لقد خفته عليك قال‪ :‬فل تخف فترصدته‬
‫ذلك الوقت في ذلك الموضع فخخإذا بالسخخواد قخخد أقبخخل ومنخخاد ينخخادي مخخن خلفخخي‬
‫فأتيته فإذا هو أبو الحسن عليه السلم على بغلة له‪ ،‬فقال لخخي‪ :‬إيهخخا أبخخا خالخخد‪،‬‬
‫قلت‪ :‬لبيك يا ابن رسول ال الحمد ل الذي خلصك من أيخخديهم‪ ،‬فقخخال‪ :‬أمخخا إن‬
‫لي عودة إليهم لأتخلص من أيديهم )‪ .(1‬يعقخخوب السخخراج قخخال‪ :‬دخلخخت علخخى‬
‫أبي عبد ال عليه السلم وهو واقف على رأس أبخخي الحسخخن وهخخو فخخي المهخخد‬
‫فجعل يساره طويل‪ ،‬فقال لي‪ :‬ادن إلى مولك‪ ،‬فدنوت فسلمت عليه فرد علي‬
‫السلم بلسان فصيح‪ ،‬ثم قال‪ :‬اذهب فغير اسم ابنتك التي سميتا أمس فانه اسم‬
‫يبغضه ال‪ ،‬وكانت ولدت لي ابنة فسميتها بفلنة‪ ،‬فقال لي أبو عبد الخخ‪ :‬انتخخه‬
‫إلى أمره ترشد فغيرت اسمها )‪ .(2‬بيان‪ :‬في كا فسخخميتها بخخالحميراء‪- 100 .‬‬
‫قب‪ :‬أبو علي بن راشد وغيره في خبر طويل‪ :‬انخه اجتمعخت عصخابة الشخيعة‬
‫بنيسابور واختاروا محمد بن علي النيسابوري فدفعوا إليه ثلثين ألخخف دينخخار‬
‫وخمسين ألف درهم وشقة من الثياب‪ ،‬وأتخخت شخخطيطة بخخدرهم صخخحيح وشخخقة‬
‫خام من غزل يدها تساوي أربعة دراهم فقالت‪ :‬إن ال ل يستحيي من الحخخق‪،‬‬
‫قال‪ :‬فثنيت درهمها وجاؤا بجزء فيه مسائل ملء سبعين ورقة في كخخل ورقخخة‬
‫مسألة وباقي الورق بياض ليكتخخب الجخخواب تحتهخخا وقخخد حزمخخت كخخل ورقخختين‬
‫بثلث جزم وختم عليها بثلث خواتيم على كل حزام خاتم‪ ،‬وقالوا‪ :‬ادفع إلخخى‬
‫المام ليلة وخذ منه في غد‪ ،‬فان وجدت الجزء صحيح الخواتيم فاكسخخر منهخخا‬
‫خمسة وانظر هل أجاب عخخن المسخخائل‪ ،‬فخخان لخخم تنكسخخر الخخخواتيم فهخخو المخخام‬
‫المستحق للمال فادفع إليه‪ ،‬وإل فرد إلينا أموالنا‪.‬‬

‫)‪ (1‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .406‬نفس المصدر ج ‪ 3‬ص ‪.407‬‬

‫]‪[74‬‬

‫فدخل على الفطح عبد ال بن جعفر وجربه وخرج عنه قائل رب اهخخدني إلخخى سخخواء‬
‫الصراط‪ ،‬قال‪ :‬فبينما أنا واقف إذا أنا بغلم يقول‪ :‬أجب مخخن تريخخد‪ ،‬فخخأتى بخخي‬
‫دار موسى بن جعفر فلما رآني قال لي لم تقنط يا أبا جعفر ؟ ولخخم تفخخزع إلخخى‬
‫اليهود والنصارى ؟ إلي فأنا حجة ال ووليه‪ ،‬ألم يعرفك أبو حمزة علخخى بخخاب‬
‫مسجد جدي‪ ،‬وقد أجبتك عما في الجزء من المسائل بجميع ما تحتاج إليه منذ‬
‫أمس‪ ،‬فجئني به وبدرهم شطيطة الذي وزنه درهم ودانقان الخخذي فخخي الكيخخس‬
‫الذي فيه أربعمائة درهم للخخوازوري )‪ ،(1‬والشخخقة الخختي فخخي رزمخخة الخخخوين‬
‫البلخيين‪ .‬قال‪ :‬فطار عقلي من مقاله‪ ،‬وأتيت بما أمرني ووضخخعت ذلخخك قبلخخه‪،‬‬
‫فأخذ درهم شطيطة وإزارها‪ ،‬ثم استقبلني وقال‪ :‬إن ال ل يستحيي من الحخخق‬
‫يا أبا جعفر أبلغ شطيطة سلمي وأعطها هذه الصرة وكخخانت أربعيخخن درهمخخا‬
‫ثم قال‪ :‬وأهديت لها شقة من أكفاني من قطن قريتنا صيدا قرية فاطمخخة عليهخخا‬
‫السلم وغزل اختي حليمة ابنة أبي عبد ال جعفخخر بخخن محمخخد الصخخادق عليخخه‬
‫السلم‪ ،‬ثم قال‪ :‬وقل لها ستعيشين تسعة عشر يومخخا مخخن وصخخول أبخخي جعفخخر‬
‫ووصول الشقة والدراهم‪ ،‬فأنفقي على نفسك منها ستة عشر درهما‪ ،‬واجعلي‬
‫أربعة وعشرين صدقة عنك وما يلزم عنك‪ ،‬وأنا أتخخولى الصخخلة عليخخك‪ ،‬فخخإذا‬
‫رأيتني يا أبا جعفر فاكتم علي‪ ،‬فانه أبقى لنفسك‪ ،‬ثم قال‪ :‬واردد المخخوال إلخخى‬
‫أصحابها‪ ،‬وافكك هذه الخواتيم عن الجزء وانظر هل أجبناك عن المسخخائل أم‬
‫ل من قبل أن تجيئنا بالجزء ؟ فوجدت الخواتيم صحيحة‪ .‬ففتحت منها واحخخدا‬
‫من وسطها فوجدت فيه مكتوبا‪ :‬ما يقول العالم عليخخه السخخلم فخخي رجخخل قخخال‪:‬‬
‫نذرت ل لعتقن كل مملوك كان في رقي قديما وكان له جماعة من العبيخخد ؟‬
‫الجواب بخطه‪ :‬ليعتقن من كان في ملكه مخخن قبخخل سخختة أشخخهر‪ ،‬والخخدليل علخخى‬
‫صحة ذلك قوله تعالى " والقمر قدرناه " )‪ (2‬الية والحديث من ليس له ستة‬
‫أشهر‪.‬‬

‫)‪ (1‬كذا‪ (2) .‬سورة يس‪ ،‬الية‪.39 :‬‬

‫]‪[75‬‬
‫وفككت الختام الثاني فوجدت ما تحته‪ :‬ما يقول العالم فخخي رجخخل قخخال‪ :‬والخ لتصخخدقن‬
‫بمال كثير فما يتصدق ؟ الجواب تحته بخطه‪ :‬إن كان الذي حلف مخخن أربخخاب‬
‫شياه فليتصدق بخخأربع وثمخخانين شخخاة وإن كخخان مخخن أصخخحاب النعخخم فليتصخخدق‬
‫بأربع وثمانين بعيرا‪ ،‬وإن كان من أرباب الخدراهم فليتصخدق بخأربع وثمخانين‬
‫درهما‪ ،‬والدليل عليه قوله تعالى‪ " :‬ولقد نصركم ال في مواطن كثيرة " )‪(1‬‬
‫فعددت مواطن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه قبخخل نخخزول تلخخك اليخخة فكخخانت‬
‫أربعة وثمانين موطنا‪ .‬فكسرت الختم الثالث فوجدت تحتخخه مكتوبخخا‪ :‬مخخا يقخخول‬
‫العالم في رجخل نبخش قخبر ميخت وقطخع رأس الميخت وأخخذ الكفخن ؟ الجخواب‬
‫بخطه‪ :‬يقطع السارق لخذ الكفن من وراء الحرز‪ ،‬ويلخخزم مخخائة دينخخار لقطخخع‬
‫رأس الميت لنا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن امه قبخخل أن ينفخخخ فيخخه الخخروح‬
‫فجعلنا في النطفة عشرين دينارا‪ ،‬المسخخألة إلخخى آخرهخخا‪ .‬فلمخخا وافخخى خراسخخان‬
‫وجد الذين رد عليهخخم أمخخوالهم ارتخخدوا إلخخى الفطحيخخة‪ ،‬و شخخطيطة علخخى الحخخق‬
‫فبلغها سلمه وأعطاها صخخرته وشخخقته‪ ،‬فعاشخخت كمخخا قخخال عليخخه السخخلم فلمخخا‬
‫توفيت شطيطة جاء المام على بعير له‪ ،‬فلما فرغ من تجهيزها ركخب بعيخره‬
‫وانثنى نحو البرية‪ ،‬وقال‪ :‬عرف أصحابك واقرأهم مني السلم وقل لهم‪ :‬إني‬
‫ومن يجري مجراي من الئمة لبد لنا من حضور جنائزكم في أي بلد كنتخخم‪،‬‬
‫فاتقوا ال في أنفسكم )‪ .(2‬علي بن أبي حمزة قال‪ :‬كنا بمكة سخنة مخن السخنين‬
‫فأصاب الناس تلخخك السخخنة صخخاعقة كخخبيرة حخختى مخخات مخخن ذلخخك خلخخق كخخثير‪،‬‬
‫فدخلت على أبي الحسن عليه السلم فقال مبتدئا من غيخخر أن أسخخأله‪ :‬يخخا علخخي‬
‫ينبغي للغريق والمصعوق أن يتربص بخخه ثلثخا إلخخى أن يجخئ منخخه ريخح يخدل‬
‫على موته‪ ،‬قلت له‪ :‬جعلت فخداك كأنخك تخخخبرني إذ دفخخن نخاس كخثير أحيخخاء ؟‬
‫قال‪ :‬نعم يا علي قد دفن ناس كثير أحياء‪ ،‬ما ماتوا إل في‬

‫)‪ (1‬سورة التوبة‪ ،‬الية‪ (2) .25 :‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪.409‬‬

‫]‪[76‬‬

‫قبورهم‪ .‬علي بن أبي حمزة قال‪ :‬أرسلني أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم إلخخى رجخخل قخخدامه‬
‫طبق يبيع بفلس فلس وقال‪ :‬أعطه هذه الثمانية عشر درهما وقل له‪ :‬يقول لك‬
‫أبو الحسن‪ :‬انتفع بهذه الدراهم فانها تكفيك حختى تمخوت‪ ،‬فلمخا أعطيتخه بكخى‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬وما يبكيك ؟ قال‪ :‬ولم ل أبكي وقد نعيت إلي نفسي‪ ،‬فقلت‪ :‬وما عند ال‬
‫خير مما أنت فيه فسكت‪ ،‬وقال‪ :‬من أنخخت يخخا عبخخد الخ ؟ فقلخخت علخخي بخخن أبخخي‬
‫حمزة قال‪ :‬وال لهكذا قال لي سيدي و مولي إني بخاعث إليخك مخع علخي بخن‬
‫أبي حمزة برسالتي‪ ،‬قال علي‪ :‬فلبثت نحوا من عشرين ليلة ثم أتيت إليه وهو‬
‫مريض فقلت‪ :‬أوصني بما أحببت أنفذه من مالي قال‪ :‬إذا أنا مت فزوج ابنتي‬
‫من رجل دين‪ ،‬ثم بع داري وادفع ثمنها إلى أبي الحسن‪ ،‬واشخخهد لخخي بالغسخخل‬
‫والدفن والصلة‪ ،‬قال‪ :‬فلما دفنته زوجت ابنته مخخن رجخخل مخخؤمن وبعخخت داره‬
‫وأتيت بثمنها إلى أبي الحسن عليه السلم فزكاه وترحم عليخخه وقخخال‪ :‬رد هخخذه‬
‫الدراهم فادفعها إلى ابنته )‪ .(1‬علي بن أبي حمزة قخخال‪ :‬أرسخخلني أبخخو الحسخخن‬
‫عليه السلم إلى رجل من بني حنيفة و قخخال‪ :‬إنخخك تجخخده فخخي ميمنخخة المسخخجد‪،‬‬
‫ورفعت إليه كتابه فقرأه ثم قال‪ :‬آتني يوم كذا وكذا حتى اعطيك جوابه فخخأتيته‬
‫في اليوم الذي كان وعدني‪ ،‬فأعطاني جواب الكتخخاب‪ ،‬ثخخم لبثخخت شخخهرا فخخأتيته‬
‫لسلم عليه فقيل‪ :‬إن الرجل قد مات‪ ،‬فلما رجعت من قابل إلى مكة فلقيت أبخخا‬
‫الحسن وأعطيته جواب كتابه فقخال‪ :‬رحمخه الخ‪ ،‬فقخال‪ :‬يخا علخي لخم لخم تشخهد‬
‫جنازته ؟ قلخخت‪ :‬قخخد فخخاتت منخخي )‪ .(2‬شخخعيب العقرقخخوفي قخخال‪ :‬بعثخخت مباركخخا‬
‫مولي إلى أبي الحسن عليه السلم ومعه مائتا دينار وكتبت معه كتابخخا فخخذكر‬
‫لي مبارك أنه سأل عن أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم فقيخخل‪ :‬قخخد خخخرج إلخخى مكخخة‬
‫فقلت‪ :‬لسير بين مكة والمدينة بالليل‪ ،‬إذا هاتف يهتخخف بخخي يخخا مبخخارك مخخولى‬
‫شعيب العقرقوفي‪ ،‬فقلت‪ :‬من أنت يا عبد ال ؟ فقال‪ :‬أنا معتب يقول لك‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .411‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪.412‬‬

‫]‪[77‬‬

‫أبو الحسن‪ :‬هات الكتاب الذي معك وواف بالذي معك إلى منخخى‪ ،‬فنزلخخت مخخن محملخخي‬
‫ودفعت إليه الكتاب‪ ،‬وصرت إلى منى فأدخلت عليخخه وصخخببت الخخدنانير الخختي‬
‫معي قدامه فجر بعضها إليه ودفع بعضها بيده‪ ،‬ثخم قخال لخي‪ :‬يخا مبخارك ادفخع‬
‫هذه الدنانير ؟ إلى شعيب وقل له‪ :‬يقول لك أبو الحسن‪ :‬ردهخخا إلخخى موضخخعها‬
‫الذي أخذتها منه فان صاحبها يحتاج إليها‪ ،‬فخرجت مخخن عنخخده وقخخدمت علخخى‬
‫سيدي وقلت ما قصة هذه الدنانير قال‪ :‬إني طلبت من فاطمخخة خمسخخين دينخخارا‬
‫لتم بها هذه الدنانير فامتنعت علي و قخخالت‪ :‬اريخخد أن أشخختري بهخخا قخخراح )‪(1‬‬
‫فلن بخخن فلن فأخخخذتها منهخخا سخخرا ولخخم ألتفخخت إلخخى كلمهخخا ثخخم دعخخا شخخعيب‬
‫بالميزان فوزنها فإذا هي خمسون دينارا )‪ .(2‬أبو خالد الزبالي قال‪ :‬نزل أبخخو‬
‫الحسن عليه السلم منزلنا في يوم شديد البرد في سنة مجدبة‪ ،‬ونحن ل نقخخدر‬
‫على عود نستوقد به‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا خالد ائتنا بحطب نستوقد به‪ ،‬قلت‪ :‬وال خ مخخا‬
‫أعرف في هذا الموضع عودا واحدا‪ ،‬فقال‪ :‬كل يا أبا خالد ترى هذا الفج )‪(3‬‬
‫خذ فيه فانخخك تلقخخى أعرابيخخا معخخه حملن حطبخخا فاشخخترهما منخخه ول تماكسخخه‪،‬‬
‫فركبت حماري وانطلقت نحو الفج الذي وصف لي فإذا أعرابي معخخه حملن‬
‫حطبا فاشتريتهما منه وأتيته بهما‪ ،‬فاستوقدوا منه يومهم ذلك‪ ،‬وأتيتخخه بطخخرف‬
‫)‪ (4‬ما عندنا فطعم منه‪ ،‬ثم قخال‪ :‬يخا أبخا خالخد انظخر خفخاف الغلمخان ونعخالهم‬
‫فأصلحها حتى نقدم عليك في شهر كذا وكذا‪ .‬قال أبو خالد‪ :‬فكتبت تاريخ ذلك‬
‫اليوم‪ ،‬فركبت حماري اليوم الموعود حتى جئت إلخخى لخخزق ميخخل ونزلخخت فيخخه‬
‫فإذا أنا براكب يقبل نحو القطار فقصدت إليخه فخإذا يهتخف بخي ويقخخول‪ :‬يخا أبخخا‬
‫خالد‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك جعلت فداك قال‪ :‬أتراك وفيناك بما وعدناك‪.‬‬
‫)‪ (1‬القراح‪ :‬الرض ل ماء فيها ول شجر‪ ،‬جمع أقرحة‪ (2) .‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪.412‬‬
‫)‪ (3‬الفج‪ :‬الطريق الواسع الواضح بين جبليخخن‪ ،‬جمخخع فجخخاج‪ (4) .‬الطخخرف‪:‬‬
‫الطائفة من الشئ ويجوز ان يكون المقصخخود الطخخرف بالضخخم جمخخع طرفخخة‪.‬‬
‫)*(‬

‫]‪[78‬‬

‫ثم قال‪ :‬يا أبا خالد ما فعلت بالقبتين اللخختين كنخخا نزلنخخا فيهمخخا ؟ فقلخخت‪ :‬جعلخخت فخخداك قخخد‬
‫هيأتهما لك‪ ،‬وانطلقت معه حتى نزل في القبخختين اللخختين كخخان نخخزل فيهمخخا‪ ،‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬ما حال خفاف الغلمان ونعالهم ؟ قلت‪ :‬قد أصلحناها فأتيته بهما فقال‪ :‬يخخا‬
‫أبا خالد سلني حاجتك فقلت جعلت‪ :‬فداك اخخخبرك بمخخا كنخخت فيخخه كنخخت زيخخدي‬
‫المذهب حتى قخخدمت علخخي وسخخألتني الحطخخب وذكخخرت مجيئك فخخي يخخوم كخخذا‪،‬‬
‫فعلمت أنك المام الخخذي فخخرض الخ طخخاعته‪ ،‬فقخال‪ :‬يخا أبخا خالخد مخن مخخات ل‬
‫يعرف إمامه مات ميتخخة جاهليخخة‪ ،‬وحوسخخب بمخخا عمخخل فخخي السخخلم )‪ .(1‬فخخي‬
‫كتاب أمثال الصالحين قال شقيق البلخي‪ :‬وجخخدت رجل عنخخد فيخخد يمل النخخاء‬
‫مخخن الرمخخل ويشخخربه‪ ،‬فتعجبخت مخن ذلخخك واستسخخقيته فسخقاني فوجخخدته سخويقا‬
‫وسكرا القصة وقد نظموها‪ :‬سل شقيق البلخي عنه بما شاهد * منه وما الخخذي‬
‫كان أبصر قال‪ :‬لمخا حججخت عخاينت شخصخا * ناحخل الجسخم شخاحب اللخون‬
‫أسمر سائرا وحده وليس له زاد * فما زلت دائبخخا أتفكخخر وتخخوهمت أنخخه يسخخأل‬
‫الناس * ولم أدر أنه الحج الكخخبر ثخخم عخخاينته ونحخخن نخخزول * دون فيخخد علخخى‬
‫الكثيب الحمر يضع الرمل في الناء ويشربه * فناديته وعقلي محير اسخخقني‬
‫شربة فلما سقاني * منه عاينته سويقا وسكر فسألت الحجيج من يخخك هخخذا ؟ *‬
‫قيل هذا المام موسى بن جعفر )‪ (2‬علي بن أبي حمزة قال‪ :‬كنت معتكفا فخخي‬
‫مسجد الكوفة إذ جاءني أبو جعفر الحول بكتاب مختوم من أبي الحسن عليه‬
‫السلم فقرأت كتابه‪ ،‬فإذا فيه‪ :‬إذا قرأت‬

‫)‪ (1‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .413‬نفس المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ 419‬وشقيق البلخى هذا من‬
‫الزهاد وقد ترجمه أبو نعيم في الحلية ج ‪ 8‬ص ‪ 71 - 59‬وابن حجخخر فخخي‬
‫لسان الميزان ج ‪ 3‬ص ‪.151‬‬

‫]‪[79‬‬

‫كتابي الصغير الذي في جوف كتابي المختوم فخخاحرزه حخختى أطلبخخه منخخك‪ ،‬فأخخخذ علخخي‬
‫الكتاب فأدخله بيت بزه )‪ (1‬في صندوق مقفخخل فخي جخخوف قمطخر فخي جخخوف‬
‫حق )‪ (2‬مقفل وباب البيت مقفل‪ ،‬ومفاتيح هذه القفال في حجرتخه‪ ،‬فخإذا كخان‬
‫الليل فهي تحت رأسه وليس يدخل بيت البز غيره‪ ،‬فلما حضر الموسم خخخرج‬
‫إلى مكة وافدا بجميع ماكتب إليه من حوائجه‪ .‬فلما دخخخل عليخخه قخخال لخخه العبخخد‬
‫الصالح‪ :‬يا علي ما فعل الكتاب الصغير الذي كتبت إليك فيه أن احتفخخظ بخخه ؟‬
‫فحكيتخه قخال‪ :‬إذا نظخرت إلخى الكتخاب أليخس تعرفخه ؟ قلخت‪ :‬بلخى قخال‪ :‬فرفخع‬
‫مصلى تحته فإذا هو أخرجخه إلخي فقخال‪ :‬احتفخظ بخه فلخو تعلخم مخا فيخه لضخاق‬
‫صدرك قخال‪ :‬فرجعخخت إلخخى الكوفخخة والكتخاب معخخي فخأخرجته فخي دروز )‪(3‬‬
‫جيبي عند إبطي‪ ،‬فكان الكتاب حياة علي في حبيبه‪ ،‬فلما مات علي قال محمد‬
‫وحسن ابناه‪ :‬فلم يكن لنا هم إل الكتاب ففقدناه‪ ،‬فعلمنا أن الكتاب قد صار إليه‬
‫)‪ .(4‬بيان‪ :‬القمطر‪ :‬بكسر القاف وفتح الميخخم وسخخكون الطخخاء‪ :‬مخخا يصخخان فيخخه‬
‫الكتب‪ - 101 .‬قب‪ :‬ومن معجزاته ما نظم قصيدة ابخخن الغخخار البغخخدادي‪ :‬ولخخه‬
‫معجز القليب فسل عنه * رواة الحديث بالنقل تخبر ولدى السجن حيخخن أبخخدى‬
‫إلى السجان * قول في السجن والمر مشهر ثم يوم الفصاد حتى أتى السخخى‬
‫)‪ * (5‬إليه فرده وهو يذعر‬

‫)‪ (1‬البز‪ :‬من الثياب أمتعة التاجر‪ ،‬والمقصود أنه أدخله فخي بيخخت تحخرز فيخه المتعخخة‬
‫وتحفظ‪ (2) .‬الحق‪ :‬بالضم وعاء صغير من خشب‪ ،‬ومنه حق الطيب‪ ،‬جمع‬
‫حقاق‪ .‬و )‪ (3‬دروز‪ :‬جمع درز وهو الرتفاع الذي يحصل في الثخخوب عنخخد‬
‫جمع طرفيه في الخياطة‪ (4) .‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (5) .421‬السى‪ :‬الطبيب‬
‫جمع أساة واساء‪.‬‬

‫]‪[80‬‬

‫ثم نادى آمنت بال ل غير * وأن المام موسخخى بخخن جعفخخر واذكخخر الطخخائر الخخذي جخخاء‬
‫بالصك * إليه من المام وبشر ولقخخد قخخدموا إليخخه طعامخخا * فيخخه مسخختلمح أبخخاه‬
‫وأنكر وتجافى عنه وقال حرام * أكل هذا فكيف يعرف منكر واذكخخر الفتيخخان‬
‫أيضا ففيها * فضله أذهل العقول وأبهر عند ذاك اسخختقال مخخن مخخذهب كخخان *‬
‫يوالي أصحابه وتغير )‪ - 102 (1‬كشف‪ :‬عن محمد بن طلحة )‪ (2‬قال‪ :‬قخخال‬
‫خشنام بن حاتم الصم قال‪ :‬قال لي أبي حاتم‪ :‬قال لي شقيق البلخي‪ :‬خرجخخت‬
‫حاجا في سنة تسع وأربعين ومائة فنزلخخت القادسخخية )‪ (3‬فبينخخا أنخخا أنظخخر إلخخى‬
‫الناس فخي زينتهخم وكخثرتهم‪ ،‬فنظخرت إلخى فختى حسخن الخوجه شخديد السخمرة‬
‫ضعيف‪ ،‬فوق ثيابه ثوب مخخن صخخوف مشخختمل بشخخملة فخخي رجليخخه نعلن وقخخد‬
‫جلس منفردا‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬هذا الفتى من الصوفية يريد أن يكون كل على‬
‫الناس في طريقهم وال لمضين إليه ولوبخنه‪ ،‬فدنوت منه‪ .‬فلما رآنخخي مقبل‬
‫قال‪ :‬يا شقيق " اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم " )‪ (4‬ثم تركنخخي‪،‬‬
‫ومضى‪ ،‬فقلت في نفسي إن هذا المر عظيخم قخد تكلخم بمخا فخي نفسخي ونطخق‬
‫باسمي‪ ،‬وما هذا إل عبد صخخالح للحقنخخه ولسخخألنه أن يحللنخخي فأسخخرعت فخخي‬
‫أثخخره فلخخم ألحقخخه وغخخاب مخخن عينخخي‪ ،‬فلمخخا نزلنخخا واقصخخة )‪ (5‬وإذا بخخه يصخخلي‬
‫وأعضخخاؤه تضخخطرب ودمخخوعه تجخخري‪ ،‬فقلخخت‪ :‬هخخذا صخخاحبي أمضخخي إليخخه‬
‫وأستحله‪.‬‬

‫)‪ (1‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .421‬مطالب السؤول ص ‪ 83‬طبع ايخران ملحقخا بتخخذكرة‬
‫الخواص‪ (3) .‬القادسخخية‪ :‬قريخخة قخخرب الكوفخخة‪ ،‬مخخن جهخخة الخخبر‪ ،‬بينهخخا وبيخخن‬
‫الكوفة خمسة عشر فرسخا‪ ،‬وبينها وبين العذيب أربعة أميال‪ ،‬عندها كخخانت‬
‫الوقعة العظمخى بيخن المسخلمين وفخارس وتعخرف اليخخوم بنفخخس السخخم قخخرب‬
‫قضاء أبي صخير في لواء الديوانية‪ (4) .‬سورة الحجرات اليخخة‪(5) .12 :‬‬
‫واقصة‪ :‬بكسر القاف‪ ،‬والصاد المهملة‪ ،‬موضعان‪ ،‬منخخزل فخخي طريخخق مكخخة‬
‫بعد القرعاء نحو مكة‪ ،‬وناء لبنى كعب‪ ،‬وواقصة ايضا بارض اليمامة‪.‬‬

‫]‪[81‬‬

‫فصبرت حتى جلس‪ ،‬وأقبلت نحوه فلما رآني مقبل قال‪ :‬يخخا شخخقيق اتخخل " وإنخخي لغفخخار‬
‫لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " )‪ (1‬ثخخم تركنخخي ومضخخى فقلخخت‪ :‬إن‬
‫هذا الفتى لمن البدال‪ ،‬لقد تكلم على سري مرتيخخن‪ ،‬فلمخخا نزلنخا زبالخخة )‪ (2‬إذا‬
‫بالفتى قائم على البئر وبيده ركوة )‪ (3‬يريد أن يسخختقي مخخاءا فسخخقطت الركخخوة‬
‫من يده في البئر وأنا أنظر إليه‪ ،‬فرأيته قد رمق السخخماء وسخمعته يقخخول‪ :‬أنخت‬
‫ربخخي إذا ظمئت إلخخى المخخاء * وقخخوتي إذا أردت الطعامخخا اللهخخم سخخيدي مخخالي‬
‫غيرها فل تعدمنيها‪ ،‬قال شقيق‪ :‬فوال لقد رأيت البئر وقخخد ارتفخخع ماؤهخخا فمخخد‬
‫يده وأخذ الركوة وملؤها ماء‪ ،‬فتوضأ وصلى أربع ركعات‪ ،‬ثم مال إلى كثيب‬
‫)‪ (4‬رمل فجعل يقبض بيده ويطرحه في الركخخوة ويحركخخه ويشخخرب‪ ،‬فخخأقبلت‬
‫إليه وسلمت عليه فرد علي عليه السلم فقلت‪ :‬أطعمني من فضل ما أنعم الخخ‬
‫عليك‪ ،‬فقال‪ :‬يا شقيق لم تزل نعمخخة الخ علينخخا ظخخاهرة وباطنخخة فأحسخخن ظنخخك‬
‫بربك‪ ،‬ثم ناولني الركوة فشربت منها فإذا هو سويق وسكر‪ ،‬فوال ما شخخربت‬
‫قط ألذ منه ول أطيب ريحا فشبعت ورويت‪ ،‬وأقمت أياما لأشتهي طعاما ول‬
‫شرابا‪ .‬ثم لم أره حخختى دخلنخا مكخخة‪ ،‬فرأيتخه ليلخة إلخخى جنخخب قبخة الشخخراب فخي‬
‫نصف الليل قائما يصلي بخشوع وأنيخخن وبكخخاء‪ ،‬فلخخم يخخزل كخخذلك حخختى ذهخخب‬
‫الليل‪ ،‬فلما رأى الفجر جلس في مصله يسبح ثخم قخام فصخلى الغخداة‪ ،‬وطخاف‬
‫بالبيت اسبوعا وخرج فتبعته وإذا له غاشية وموال وهو على خلف ما رأيته‬
‫في الطريق‪ ،‬ودار به الناس من حوله يسلمون عليه‪ ،‬فقلت لبعخض مخخن رأيتخه‬
‫يقرب منه‪ :‬من هذا الفتى ؟ فقال‪ :‬هذا موسى بن جعفر بن محمد بن علخخي بخخن‬
‫الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلم‪ ،‬فقلت‪ :‬قد‬

‫)‪ (1‬سورة طه الية‪ (2) .82 :‬زبالة‪ :‬بضم اوله‪ :‬موضع معخخروف بطريخخق مكخخة بيخخن‬
‫واقصة والثعلبيخخة‪ ،‬بهخخا بركتخخان )‪ (3‬الركخخوة‪ :‬مثلثخخة‪ ،‬انخخاء صخخغير مخخن جلخخد‬
‫يشرب فيه الماء جمع ركاء وركوات‪ (4) .‬الكخخثيب‪ :‬التخخل مخخن الرمخخل جمخخع‬
‫كثب وكثبان وأكثبة‪.‬‬

‫]‪[82‬‬

‫عجبت أن يكون هذه العجائب إل لمثل هذا السيد‪ ،‬ولقخخد نظخخم بعخخض المتقخخدمين واقعخخة‬
‫شقيق معه في أبيات طويلخخة اقتصخخرت علخخى ذكخخر بعضخخها فقخخال‪ :‬سخخل شخخقيق‬
‫البلخي عنه وما عا * ين منه وما الذي كان أبصخر قخال لمخخا حججخت عخاينت‬
‫شخصا * شاحب اللون ناحل الجسم أسمر سائرا وحخده وليخخس لخه زاد * فمخخا‬
‫زلت دائما أتفكر وتوهمت أنه يسخخأل النخخاس * ولخخم أدر أنخخه الحخخج الكخخبر ثخخم‬
‫عاينته ونحن نزول * دون فيد على الكثيب الحمر يضخخع الرمخخل فخخي النخخاء‬
‫ويشربه * فناديته وعقلي محير اسقني شخخربة فنخخاولني منخخه * فعخخاينته سخخويقا‬
‫وسكر فسألت الحجيج من يك هذا ؟ * قيل هذا المام موسخخى بخخن جعفخخر )‪(1‬‬
‫بيخخان‪ :‬قخخال الفيروزآبخخادي‪ :‬الغاشخخية السخخؤال يأتونخخك والخخزوار والصخخدقاء‬
‫ينتابونك‪ ،‬وحديدة فوق موخرة الرحل وغشاء القلب والسرج والسيف وغيره‬
‫ما تغشاه )‪ .(2‬وقال‪ :‬شحب لونه كجمع ونصر وكرم وعنى شحوبا وشخخحوبة‬
‫تغير من هخخزال أو جخخوع أو سخخفر )‪ (3‬والنحخخول الهخخزال‪ .‬أقخخول‪ :‬رأيخخت هخخذه‬
‫القصة في أصل كتاب محمد بن طلحخخة مطخخالب السخخؤول )‪ (4‬وفخخي الفصخخول‬
‫المهمة )‪ (5‬وأوردها ابخخن شخخهر آشخخوب أيضخخا مخخع اختصخخار‪ ،‬وقخخال صخخاحب‬
‫كشف الغمة وصاحب الفصول المهمة‪ :‬هذه الحكاية رواها جماعخخة مخخن أهخخل‬
‫التأليف رواها ابخخن الجخخوزي فخخي كتخابيه " إثخخارة العخخزم السخخاكن إلخخى أشخخرف‬
‫الماكن " و " كتاب صفة‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .4‬القاموس ج ‪ 4‬ص ‪ (3) .370‬نفس المصخخدر ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (4) .85‬مطالب السؤول ص ‪ (5) .83‬الفصول المهمة ص ‪.219‬‬

‫]‪[83‬‬

‫الصفوة " )‪ (1‬والحافظ عبد العزيخخز بخخن الخضخخر الجنابخخذي فخخي كتخخاب معخخالم العخخترة‬
‫النبوية‪ ،‬ورواها الرامهرمزي في كتاب كرامات الوليخخاء )‪ .(2‬أقخخول‪ :‬وذكخخر‬
‫محمد بن طلحة في مطالب السؤول )‪ - 103 .(3‬وروى في كشف الغمة عنه‬
‫أيضا أنه قال‪ :‬ولقد قخرع سخمعي ذكخر واقعخة عظيمخة ذكرهخا بعخض صخدور‬
‫العراق أثبتت لموسى عليه السلم أشرف منقبة‪ ،‬وشهدت له بعلو مقخخامه عنخخد‬
‫ال تعالى وزلفى منزلته لديه‪ ،‬وظهرت بهخخا كرامتخخه بعخخد وفخخاته‪ ،‬ول شخخك أن‬
‫ظهور الكرامة بعد الموت أكبر منها دللة حال الحياة‪ :‬وهي أن مخخن عظمخخاء‬
‫الخلفاء مجدهم ال تعالى من كان له نائب كبير الشأن في الخخدنيا مخخن ممخخاليكه‬
‫العيان في ولية عامة طالت فيها مدقه‪ ،‬وكان ذا سطوة وجبروت فلما انتقل‬
‫إلى الخ تعخالى‪ :‬اقتضخخت رعايخخة الخليفخخة أن تقخخدم بخخدفنه فخخي ضخخريح مجخاور‬
‫لضخخريح المخخام موسخخى بخخن جعفخخر عليهمخخا السخخلم بالمشخخهد المطهخخر‪ ،‬وكخخان‬
‫بالمشهد المطهر نقيب معروف مشهود له بالصلح‪ ،‬كثير الخختردد والملزمخخة‬
‫للضريح والخدمخخة لخخه‪ ،‬قخخائم بوظائفهخخا‪ .‬فخخذكر هخخذا النقيخخب أنخخه بعخخد دفخخن هخخذا‬
‫المتوفى في ذلك القبر بخات بالمشخهد الشخريف فخرأى فخي منخامه أن القخبر قخد‬
‫انفتح والنار تشتعل فيه‪ ،‬وقد انتشر منه دخان ورائحة قتار ذلك المخخدفون فيخخه‬
‫إلى أن ملت المشهد‪ ،‬وأن المخخام موسخخى عليخخه السخخلم واقخخف‪ ،‬فصخخاح لهخخذا‬
‫النقيب باسمه وقال له‪ :‬تقول للخليفة يا فلن وسماه باسمه لقد آذيتني بمجاورة‬
‫هذا الظالم وقال كلما خشنا‪.‬‬

‫)‪ (1‬صخخفة الصخخفوة ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .104‬جخخامع كرامخخات الوليخخاء ج ‪ 2‬ص ‪،229‬‬
‫وأخرج قصة شقيق البلخى مع المام موسى " ع " غير من ذكر في المتخخن‬
‫جمخخع كخخثير مخخن الفريقيخخن منهخخم الفرغخخولى فخخي جخخوهرة الكلم ص ‪140‬‬
‫والسحاقي في أخبار الدول والبدخشى في مفتاح النجا في مناقب آل العبا "‬
‫مخطوط " والشبلنجى في نور البصخخار ص ‪ 135‬كمخخا وردت فخخي مختخخار‬
‫صفة الصفوة ص ‪ 153‬وهؤلء من اعلم العامة‪ ،‬وأما الخاصة فهخخم كخخثير‪.‬‬
‫)‪ (3‬مطالب السؤول ‪.84‬‬

‫]‪[84‬‬

‫فاستيقظ ذلك النقيب وهو يرعد فرقا وخوفا ولخخم يلبخخث أن كتخخب ورقخخة وسخخيرها منهيخخا‬
‫فيها صورة الواقعة بتفصيلها‪ ،‬فلما جن الليل جاء الخليفة إلى المشهد المطهر‬
‫بنفسه واستدعى النقيب ودخلوا الضريح وأمر بكشخف ذلخك القخخبر ونقخل ذلخخك‬
‫المدفون إلى موضع آخر خارج المشهد‪ ،‬فلما كشفوه وجدوا فيه رماد الحريق‬
‫ولم يجدوا للميت أثرا )‪ .(1‬توضيح‪ :‬القتار بالضم ريح القدر والشواء والعظم‬
‫المحرق‪ - 104 .‬عيون المعجزات‪ :‬عن محمخخد بخخن الفضخخل عخخن داود الرقخخي‬
‫قال‪ :‬قلت لبي عبد ال عليه السلم‪ :‬حدثني عن أعداء أميخخر المخخؤمنين وأهخخل‬
‫بيت النبوة‪ ،‬فقال‪ :‬الحديث أحب إليك أم المعاينة ؟ قلت‪ :‬المعاينخخة‪ ،‬فقخخال لبخخي‬
‫إبراهيم موسى عليه السلم‪ :‬ائتني بالقضيب فمضى وأحضره إياه‪ ،‬فقخخال لخخه‪:‬‬
‫يخخا موسخخى اضخخرب بخخه الرض وأرهخخم أعخخداء أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫وأعداءنا‪ ،‬فضرب به الرض ضخخربة فانشخخقت الرض عخخن بحخخر أسخخود‪ ،‬ثخخم‬
‫ضرب البحر بالقضيب فانفلق عن صخرة سوداء‪ ،‬فضخخرب الصخخخرة فانفتخخح‬
‫منها باب‪ ،‬فإذا بالقوم جميعا ل يحصون لكثرتهم ووجخخوههم مسخخودة وأعينهخخم‬
‫زرق‪ ،‬كل واحد منهم مصفد مشدود في جانب من الصخرة‪ ،‬وهخخم ينخخادون يخخا‬
‫محمد ! والزبانية تضرب وجوههم ويقولون لهم‪ :‬كذبتم ليخخس محمخخد لكخخم ول‬
‫أنتم له‪ .‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك من هؤلء ؟ فقال‪ :‬الجبت والطاغوت والرجخخس‬
‫واللعين ابن اللعين‪ ،‬ولم يزل يعددهم كلهم مخخن أولهخخم إلخخى آخرهخخم حخختى أتخخى‬
‫على أصحاب السقيفة‪ ،‬وأصحاب الفتنة‪ ،‬وبني الزرق والوزاع وبنخخي اميخخة‬
‫جدد ال عليهم العذاب بكرة وأصيل‪ .‬ثم قال عليخخه السخخلم للصخخخرة‪ :‬انطبقخخي‬
‫عليهم إلى الوقت المعلوم )‪ .(2‬بيان‪ :‬يمكخخن أن يكخخون أصخخحاب الفتنخخة إشخخارة‬
‫إلى طلحة والزبير وأصحابهما‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .7‬عيون المعجزات ص ‪.86‬‬

‫]‪[85‬‬

‫وبنو الزرق الروم ول يبعد أن يكون إشارة إلى معاوية وأصخخحابه وبنخخو زريخخق حخخي‬
‫من النصار والوزاع الجماعات المختلفة‪ 105 .‬ومن الكتاب المذكور‪ :‬عخخن‬
‫محمد بن علي الصوفي قال‪ :‬استأذن إبراهيم الجمال رضي ال عنه على أبي‬
‫الحسن علي بن يقطين الوزير فحجبه‪ ،‬فحج علي بخخن يقطيخخن فخخي تلخخك السخخنة‬
‫فاستأذن بالمدينة على مولنا موسى بن جعفر فحجبه‪ ،‬فرآه ثخخاني يخخومه فقخخال‬
‫علي بن يقطين‪ :‬يا سيدي ما ذنبي ؟ فقال‪ :‬حجبتك لنك حجبت أخاك إبراهيخخم‬
‫الجمال وقد أبخخى الخ أن يشخخكر سخخعيك أو يغفخخر لخخك إبراهيخخم الجمخخال‪ ،‬فقلخخت‪:‬‬
‫سيدي ومولي من لي بخخابراهيم الجمخخال فخي هخخذا الخوقت وأنخا بالمدينخخة وهخخو‬
‫بالكوفة ؟ فقال‪ :‬إذا كان الليل فامض إلى البقيع وحدك مخخن غيخخر أن يعلخخم بخخك‬
‫أحد من أصحابك و غلمانك واركب نجيبا هنخخاك مسخخرجا قخخال‪ :‬فخخوافي البقيخخع‬
‫وركب النجيب ولم يلبث أن أناخه على بخخاب إبراهيخخم الجمخخال بالكوفخخة فقخخرع‬
‫الباب وقال‪ :‬أنا علي بن يقطين‪ .‬فقال إبراهيخم الجمخال مخخن داخخل الخخدار‪ :‬ومخا‬
‫يعمل علي بن يقطين الوزير ببابي ؟ ! فقال علي بن يقطين‪ :‬يا هذا إن أمخخري‬
‫عظيم وآلى عليه أن يخخأذن لخخه‪ ،‬فلمخخا دخخخل قخخال‪ :‬يخخا إبراهيخخم إن المخخولى عليخخه‬
‫السلم أبى أن يقبلني أو تغفر لي‪ ،‬فقال‪ :‬يغفر الخ لخخك فخخآلى علخخي بخخن يقطيخخن‬
‫على إبراهيم الجمال أن يطأ خخخده فخخامتنع إبراهيخخم مخخن ذلخخك فخخآلى عليخخه ثانيخخا‬
‫ففعل‪ ،‬فلم يزل إبراهيخخم يطخخأ خخخده وعلخخي بخخن يقطيخخن يقخخول‪ :‬اللهخخم اشخخهد‪ ،‬ثخخم‬
‫انصرف وركب النجيب وأناخه من ليلته بباب المولى موسى بن جعفر عليخخه‬
‫السلم بالمدينة فأذن له ودخل عليه فقبله )‪ - 106 .(1‬كا‪ :‬أحمد بخخن مهخخران‪،‬‬
‫وعلي بن إبراهيم جميعا‪ ،‬عخن محمخد بخن علخي عخن الحسخن بخن راشخد‪ ،‬عخن‬
‫يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال‪ :‬كنت عند أبي الحسن موسى عليه السلم إذ‬
‫أتاه رجل نصراني ونحن معه بالعريض‪ ،‬فقال له النصراني‪ :‬إني أتيتخخك مخخن‬
‫بلد بعيخخد وسخخفر شخخاق وسخخألت ربخخي منخخذ ثلثيخخن سخخنة أن يرشخخدني إلخخى خيخخر‬
‫الديان وإلى خير العباد وأعلمهخخم‪ ،‬وأتخخاني آت فخخي النخخوم فوصخخف لخخي رجل‬
‫بعليا دمشق‬
‫)‪ (1‬نفس المصدر ص ‪.90‬‬

‫]‪[86‬‬

‫فانطلقت حتى أتيته فكلمته فقال‪ :‬أنا أعلم أهل ديني وغيري أعلم مني‪ .‬فقلت‪ :‬أرشخخدني‬
‫إلى من هو أعلم منك فاني لأستعظم السفر ول تبعد علي الشقة‪ ،‬ولقخخد قخخرأت‬
‫النجيل كلها ومزامير داود‪ ،‬وقرأت أربعة أسفار من التوراة وقخخرأت ظخخاهر‬
‫القرآن حتى استوعبته كله‪ ،‬فقال لي العالم‪ :‬إن كنت تريد علم النصخخرانية فأنخخا‬
‫أعلم العرب والعجخخم بهخخا‪ ،‬وإن كنخخت تريخخد علخخم اليهخخود فبخخاطي بخخن شخخراحيل‬
‫السامري أعلم الناس بها اليخخوم‪ ،‬وإن كنخخت تريخخد علخخم السخخلم وعلخخم التخخوراة‬
‫وعلم النجيل والزبور وكتاب هود وكلمخخا انخخزل علخخى نخخبي مخخن النبيخخاء فخخي‬
‫دهرك ودهر غيرك‪ ،‬وما نزل من السماء من خير فعلمه أحخخد أو لخخم يعلخخم بخخه‬
‫أحد فيه تبيان كل شئ وشفاء للعخالمين‪ ،‬وروح لمخن اسختروح إليخه‪ ،‬وبصخيرة‬
‫لمن أراد ال به خيرا وأنس إلى الحق فأرشخخدك إليخخه‪ ،‬فخخائته ولخخو ماشخخيا علخخى‬
‫رجليك‪ ،‬فان لم تقدر فحبوا على ركبتيك‪ ،‬فان لم تقدر فزحفا على استك‪ ،‬فخخان‬
‫لم تقدر فعلى وجهك‪ .‬فقلت‪ :‬ل بل أنا أقخخدر علخخى المسخخير فخخي البخخدن والمخخال‪،‬‬
‫قال‪ :‬فانطلق مخخن فخخورك حختى تخخأتي يخثرب‪ ،‬فقلخت‪ :‬ل أعخخرف يخخثرب‪ ،‬فقخال‪:‬‬
‫فانطلق حتى تأتي مدينة النخخبي الخخذي بعخخث فخخي العخخرب‪ ،‬وهخخو النخخبي العربخخي‬
‫الهاشمي فإذا دخلتها فسل عن بني غنم بن مالك بخخن النجخخار‪ ،‬وهخخو عنخخد بخخاب‬
‫مسجدها وأظهر بزة النصرانية وحليتها‪ ،‬فخخان واليهخخا يتشخخدد عليهخخم والخليفخخة‬
‫أشد‪ ،‬ثم تسأل عن بني عمرو بخخن مبخخذول‪ ،‬وهخخو ببقيخخع الزبيخخر ثخخم تسخخأل عخخن‬
‫موسى بن جعفر وأين منزله وأين هخخو مسخخافر أم حاضخخر‪ ،‬فخخان كخخان مسخخافرا‬
‫فالحقه فان سفره أقرب مما ضربت إليه‪ ،‬ثم أعلمه أن مطران عليخخا الغوطخخة‪.‬‬
‫غوطة دمشق هو الذي أرشدني إليك‪ ،‬وهو يقرئك السخخلم كخخثيرا ويقخخول لخخك‪:‬‬
‫إني لكثر مناجات ربي أن يجعل إسلمي على يديك‪ .‬فقص هذه القصة وهخخو‬
‫قائم معتمد على عصاه‪ ،‬ثم قال‪ :‬إن أذنت لخخي يخخا سخخيدي كفخخرت لخخك وجلسخخت‬
‫فقال‪ :‬آذن لك أن تجلس ول آذن لك أن تكفر‪ ،‬فجلس ثم‬

‫]‪[87‬‬

‫ألقى عنه برنسه‪ ،‬ثم قال‪ :‬جعلت فداك تأذن لي فخخي الكلم ؟ قخخال‪ :‬نعخخم مخخاجئت إل لخخه‪.‬‬
‫فقال له النصراني‪ :‬اردد على صاحبي السلم أو مخخا تخخرد السخخلم ؟ فقخخال أبخخو‬
‫الحسن عليه السلم‪ :‬على صاحبك أن هداه ال‪ ،‬فأمخخا التسخخليم فخخذاك إذا صخخار‬
‫في ديننا‪ .‬فقال النصراني‪ :‬إني أسألك أصلحك ال ؟ قال‪ :‬سخخل‪ ،‬قخخال‪ :‬أخخخبرني‬
‫عن كتاب ال الذي انزل على محمد ونطق به ثم وصفه بما وصفه به فقال "‬
‫حم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين‪ ،‬فيها يفخخرق كخخل‬
‫أمر حكيم " )‪ (1‬ما تفسيرها في الباطن ؟ فقال‪ :‬أما حم فهو محمد صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه وهو منقوص الحخخروف‪ ،‬وأمخخا‬
‫الكتخخاب المخخبين فهخخو أميخخر المخخؤمنين علخخي عليخخه السخخلم وأمخخا الليلخخة ففاطمخخة‬
‫صلوات ال عليها وأما قوله‪ :‬فيها يفرق كل أمر حكيم يقول‪ :‬يخرج منها خير‬
‫كثير فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيخخم‪ .‬فقخال الرجخخل‪ :‬صخخف لخخي الول‬
‫والخر من هؤلء الرجال‪ ،‬قال‪ :‬إن الصفات تشتبه‪ ،‬ولكخخن الثخخالث مخخن القخخوم‬
‫أصف لك ما يخرج من نسله‪ ،‬وإنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم إن لخخم‬
‫تغيروا وتحرفوا وتكفروا‪ ،‬وقديما ما فعلتم‪ .‬فقال لخخه النصخخراني‪ :‬إنخخي لأسخختر‬
‫عنك ما علمت ول أكذبك وأنت تعلم ما أقول وكذبه وال لقد أعطاك ال خ مخخن‬
‫فضله‪ ،‬وقسم عليك من نعمه مال يخطره الخاطرون‪ ،‬ول يسخختره السخخاترون‪،‬‬
‫ول يكذب فيه مخخن كخخذب‪ ،‬فقخخولي لخخك فخخي ذلخخك الحخخق كلمخخا ذكخخرت فهخخو كمخخا‬
‫ذكرت‪ .‬فقال له أبو إبراهيم عليه السلم أعجلك أيضا خبرا ل يعرفه إل قليخخل‬
‫ممن قرأ الكتب أخبرني ما اسم ام مريم‪ ،‬وأي يوم نفخت فيه مريم ؟ ولكم من‬
‫ساعة من النهار ؟ وأي يوم وضعت مريم فيه عيسى عليه السلم ؟ ولكم مخخن‬
‫ساعة من النهار ؟ فقال النصراني‪ :‬ل أدري‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة الدخان الية‪.1 :‬‬

‫]‪[88‬‬

‫فقال أبو إبراهيم عليه السلم‪ :‬أما ام مريم فاسخخمها مرثخخا وهخخي وهيبخخة بالعربيخخة‪ ،‬وأمخخا‬
‫اليوم الذي حملت فيه مريم فهو يوم الجمعة للزوال‪ ،‬وهو اليوم الذي هبط فيه‬
‫الروح المين وليس للمسلمين عيد كان أولى منه عظمه الخ تبخخارك وتعخخالى‪،‬‬
‫وعظمه محمد صلى ال عليه وآله فأمر أن يجعله عيدا فهو يوم الجمعة‪ ،‬وأما‬
‫اليوم الذي ولدت فيه مريم فهو يوم الثلثا لربع ساعات ونصف من النهخخار‪،‬‬
‫والنهر الذي ولدت عليه مريم عيسى عليه السلم هل تعرفه ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫هو الفرات‪ ،‬وعليه شجر النخل والكرم وليخس يسخاوي بخالفرات شخئ للكخخروم‬
‫والنخيل‪ .‬فأما اليوم الخذي حجبخت فيخه لسخانها ونخادى قيخدوس ولخده وأشخياعه‬
‫فأعانوه و أخرجوا آل عمران لينظروا إلى مريم فقالوا لها ما قص ال عليخخك‬
‫في كتابه وعلينا في كتابه فهل فهمته ؟ فقال‪ :‬نعم وقرأته اليخخوم ال حخخدث قخخال‬
‫إذا ل تقوم من مجلسخخك حختى يهخخديك الخ‪ .‬قخخال النصخراني‪ :‬ماكخان اسخخم امخي‬
‫بالسريانية وبالعربية ؟ فقال‪ :‬كان اسم امك بالسريانية عنقالية‪ ،‬وعنقورة كخخان‬
‫اسم جدتك لبيك‪ ،‬وأما اسم امك بالعربية فهومية‪ ،‬وأما اسم أبيك فعبد المسيح‬
‫وهو عبد ال بالعربية‪ ،‬وليس للمسيح عبد قال‪ :‬صدقت وبررت فما كان اسخخم‬
‫جدي ؟ قال‪ :‬كان اسم جدك جبرئيل‪ ،‬وهو عبخخد الرحمخخن سخخميته فخخي مجلسخخي‬
‫هذا‪ ،‬قال‪ :‬أما إنه كان مسلما‪ .‬قال أبو إبراهيم‪ :‬نعم وقتخخل شخخهيدا دخلخخت عليخخه‬
‫أجناد فقتلوه في منزله غيلة و الجناد من أهل الشام‪ .‬قال‪ :‬فما كان اسمي قبل‬
‫كنيتي ؟ قال‪ :‬كان اسمك عبد الصليب‪ ،‬قال‪ :‬فما تسميني ؟ قخخال‪ :‬اسخخميك عبخخد‬
‫ال‪ ،‬قال‪ :‬فاني آمنت بال العظيم وشهدت أن ل إله إل ال وحده ل شخخريك لخخه‬
‫فردا صمدا‪ ،‬ليس كما يصفه النصارى‪ ،‬وليخخس كمخخا يصخفه اليهخود ول جنخس‬
‫من أجناس الشرك‪ ،‬وأشهد أن محمدا عبده ورسخخوله أرسخخله بخخالحق فأبخخان بخخه‬
‫لهله وعمي المبطلون‪ ،‬وأنه كان رسول ال صلى ال عليه وآلخخه إلخخى النخخاس‬
‫كافة إلى الحمر والسود كل فيه مشترك فأبصخخر مخخن أبصخخر‪ ،‬واهتخخدى مخخن‬
‫اهتدى‪ ،‬وعمي‬

‫]‪[89‬‬

‫المبطلون وضل عنهم ما كانوا يدعون‪ ،‬وأشهد أن وليه نطق بحكمته وأن من كان قبله‬
‫من النبيخخاء نطقخخوا بالحكمخخة البالغخخة‪ ،‬وتخخوازروا علخخى الطاعخخة لخخ‪ ،‬وفخخارقوا‬
‫الباطخخل وأهلخخه‪ ،‬والرجخخس وأهلخخه‪ ،‬وهجخخروا سخخبيل الضخخللة‪ ،‬ونصخخرهم الخ‬
‫بالطاعة له وعصمهم من المعصية‪ ،‬فهم ل أوليخخاء‪ ،‬وللخخدين أنصخخار‪ ،‬يحثخخون‬
‫على الخير‪ ،‬ويأمرون به آمنت بالصخخغير منهخخم والكخخبير‪ ،‬ومخخن ذكخخرت منهخخم‬
‫ومن لم أذكر‪ ،‬وآمنت بال تبارك وتعالى رب العالمين‪ .‬ثم قطع زنخاره وقطخع‬
‫صليبا كان في عنقخه مخن ذهخخب‪ ،‬ثخم قخال‪ :‬مرنخخي حختى أضخع صخدقتي حيخث‬
‫تأمرني فقال عليه السلم‪ :‬ههنا أخ لك كان على مثل دينخخك‪ ،‬وهخخو رجخخل مخخن‬
‫قومك من قيس بن ثعلبة‪ ،‬وهو في نعمخخة كنعمتخخك فتواسخخيا وتجخخاورا‪ ،‬ولسخخت‬
‫أدع أن اورد عليكما حقكما في السلم‪ ،‬فقخخال‪ :‬والخ أصخخلحك الخ إنخخي لغنخخي‬
‫ولقد تركت ثلثمائة طروق بين فرس وفرسة‪ ،‬وتركت ألف بعير فحقك فيهخخا‬
‫أوفر من حقي فقال له‪ :‬أنت مخخولى الخ ورسخخوله وأنخخت فخخي حخخد نسخخبك علخخى‬
‫حالك‪ ،‬فحسخخن إسخخلمه وتخخزوج امخخرأة مخخن بنخخي فهخخر وأصخخدقها أبخخو إبراهيخخم‬
‫خمسين دينارا من صدقة علي بن أبي طالب عليه السلم وأخدمه وبوأه وأقام‬
‫حتى اخرج أبو إبراهيم عليه السلم فمات بعد مخرجه بثمان و عشخخرين ليلخخة‬
‫)‪ .(1‬بيان‪ :‬العريض‪ :‬كزبير واد بالمدينة‪ ،‬وعليا دمشق بالضم والمد‪ :‬أعلهخخا‬
‫والشخخقة‪ :‬السخخفر الطويخخل‪ ،‬والسخخامرة‪ :‬قخخوم مخخن اليهخخود يخخخالفونهم فخخي بعخخض‬
‫أحكامهم فعلمه أحد أي غير المام‪ ،‬أو لم يعلم به أحد غيره‪ ،‬ويحتمل التعميخخم‬
‫بناءا على ما يلقى إلى المخخام مخخن العلخخوم الدائبخخة‪ .‬قخخوله‪ :‬فيخخه تبيخخان كخخل شخخئ‬
‫الضمير راجع إلى المخخام ويحتمخخل رجخخوعه إلخخى مخخا نخخزل‪ ،‬والخخروح‪ :‬بالفتخخح‬
‫الرحمة‪ ،‬والسخخترواح طلخخب الخخروح‪ ،‬وتعخخديته بخخالى بتضخخمين معنخخى التخخوجه‬
‫والصغاء‪ ،‬والحبو‪ :‬المشخخي باليخخدين والرجليخخن‪ ،‬والزحخخف‪ :‬النسخخحاب علخخى‬
‫الست‪ ،‬فعلى وجهك أي بأن تجر نفسك على الرض مكبوبا على وجهك‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.478‬‬

‫]‪[90‬‬
‫" هو " كأن الضمير راجع إلى مصدر تسأل‪ ،‬والبزة‪ :‬بالكسر الهيئة‪ ،‬والحلية بالكسخخر‬
‫الصفة‪ ،‬وضمير عليهم راجع إلى من يبعثه لطلبه وشخخيعته‪ ،‬ممخخا ضخخربت أي‬
‫سافرت من بلدك إليخخه‪ .‬ومطخخران النصخخارى‪ :‬بالفتخخح وقخخد تكسخخر لقخخب للكخخبير‬
‫والهيم منهم‪ ،‬والغوطة‪ :‬بالضم مدينة دمشق أو كورتها‪ ،‬والتكفير‪ :‬أن يخضخخع‬
‫النسان لغيره‪ ،‬كما يكفر العلج للدهاقين يضع يده على صخخدره ويتطأطخخأ لخخه‪،‬‬
‫وكان إلقاء الخخبرنس للتعظيخخم كمخخا هخخو دأبهخخم اليخخوم‪ ،‬أو مخخا تخخرد‪ :‬الترديخخد مخخن‬
‫الراوي‪ ،‬والهمزة للستفهام النكاري‪ ،‬والخخواو للعطخخف‪ ،‬وكخخأنه أظهخخر‪ ،‬علخخى‬
‫صاحبك أن هداه ال‪ ،‬الظاهر كون أن بالفتح أي نرد أو ندعو علخخى صخخاحبك‬
‫أن يهخخديه الخ إلخخى السخخلم‪ ،‬ويمكخخن أن يقخخرأ بالكسخخر أي نسخخلم عليخخه بشخخرط‬
‫الهداية ل مطلقا أو بعدها ل في الحال‪ ،‬ثم وصفه أي الرب تعالى الكتاب بمخخا‬
‫وصفه به من كونه مبينا‪ ،‬وكونه منزل في ليلة مباركة‪ ،‬وهو في كتخخاب هخخود‬
‫أي اسمه فيه كذلك‪ ،‬وهو منقوص الحروف أي نقص منه حرفان الميم الول‬
‫والخخدال وأمخخا التعخخبير عخخن فاطمخخة عليهخخا السخخلم بالليلخخة فباعتبخخار عفافهخخا‬
‫ومستوريتها عن الخلئق صورة ورتبة‪ .‬يخرج منها‪ :‬بل واسطة وبهخخا خيخخر‪:‬‬
‫بالتخفيف أو بالتشديد‪ .‬أقول‪ :‬هذا بطن الية لدللة الظهخخر عليخخه بخخاللتزام‪ ،‬إذ‬
‫نزول القرآن في ليلة القدر إنما هو لهداية الخلق وإرشادهم إلى شرايع الخخدين‬
‫وإقامتهم على الحق إلى انقضاء الدنيا‪ ،‬ول يتأتى ذلك إل بوجود إمام في كخخل‬
‫عصر يعلم جميع ما يحتاج إليه الخلق‪ ،‬وتحقخخق ذلخخك بنصخخب أميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم وجعله مخزنا لعلم القرآن لفظا و معنى‪ ،‬وظهرا وبطنخخا‪ ،‬ليصخخير‬
‫مصداقا للكتخخاب المخخبين‪ ،‬ومزاوجتخخه مخخع سخخيدة النسخخاء ليخخخرج منهمخخا الئمخخة‬
‫الهادون إلى يوم الدين‪ ،‬فظهر أن الظهر والبطن متطابقان ومتلزمان‪ .‬صف‬
‫لي‪ :‬كأن مراده التوصيف بالشمائل‪ ،‬فخخان الصخخفات تشخختبه‪ :‬أي تتشخخابه لتكخخاد‬
‫تنتهي إلى شئ تسكن إليخخه النفخخس‪ ،‬مخخايخرج مخخن نسخخله أي القخخائم أو الجميخخع‪،‬‬
‫واستعمل ما في موضع من‪ ،‬وقديما ظرف لفعلتم‪ ،،‬وما للبهام في صدق‬

‫]‪[91‬‬

‫ما أقول‪ :‬أي من جهة صدق ما أقول وكذبه‪ ،‬أو في جملة صادقة وكاذبة‪ .‬مال يخطخخره‬
‫الخاطرون بتقديم المعجمة على المهملة‪ :‬أي مال يخطخخر ببخخال أحخخد لكخخن فخخي‬
‫السناد توسع‪ ،‬لن الخاطر هو الذي يخطر بالبال‪ ،‬ولذا قرأ بعضهم بخخالعكس‬
‫أي ل يمنعه المانعون‪ ،‬ول يستره الساترون‪ :‬أي ل يقدرون على سخختره لشخخدة‬
‫وضخخوحه‪ .‬ول يكخخذب فيخخه مخخن كخخذب بخخالتخفيف فيهمخخا أو بالتشخخديد فيهمخخا‪ ،‬أو‬
‫بالتشديد في الول والتخفيف في الثاني‪ ،‬أو بخخالعكس والول أظهخخر‪ ،‬فيحتمخخل‬
‫وجهين‪ :‬الول‪ :‬أن المعنى من أراد أن يكذب فيما أنعخخم الخ عليخخك وينكخخره ل‬
‫يقدر عليه لوضوح المر‪ ،‬و من أنكر فباللسان دون الجنان نظير قوله تعخخالى‬
‫" لريب فيه " أي ليس محل للريب والثخخاني‪ :‬أن يكخخون المخخراد أنخخه كخخل مخخن‬
‫يزعم أنه يفرط في مدحك فليس بكخخاذب بخخل مقصخخر عمخخا تسخختحقه مخخن ذلخخك‪،‬‬
‫نفخت على المجهول أي نفخ فيها‪ ،‬فيه قال الجخوهري نفخخ فيخه ونفخخه أيضخا‬
‫لغة‪ .‬قوله فاسمه مرثا‪ ،‬وفي بعض الروايات أن اسمها حنة كما فخخي القخخاموس‬
‫فيمكن أن يكون أحدهما اسما والخر لقبا‪ ،‬أو يكون أحدهما موافقخخا للمشخخهور‬
‫بين أهل الكتاب‪ ،‬وهو اليوم الذي هبط‪ ،‬أي إلى مريم للنفخخخ‪ ،‬أو إلخخى الرسخخول‬
‫صلى ال عليه وآله للبعثة أو أول إلى الرض‪ ،‬حجبت فيه لسانها‪ :‬أي منعت‬
‫عن الكلم لصوم الصمت‪ ،‬اليوم ال حدث‪ :‬أي هخذا اليخوم فخان اليخام السخالفة‬
‫بالنسبة إليه قديمة‪ ،‬وبررت أي فخخي تسخخميتك أيخخاه بعبخخد الخخ‪ ،‬أو صخخدقت فيمخخا‬
‫سألت وبررت في إفادة ما لم أسأل‪ ،‬لنه عليه السلم تخخبرع بخخذكر اسخخم جخخدته‬
‫وأبيه‪ ،‬سميته على صيغة المتكلم‪ ،‬أي كان اسمه جبرئيل وسميته أنخخا فخخي هخخذا‬
‫المجلخخس عبخخد الرحمخخن‪ ،‬بنخخاءا علخخى مرجوحيخخة التسخخمية باسخخم الملئكخخة أو‬
‫بالخطاب بأن يكون اسم جده جبرئيل وسماه في نفسه فخخي هخخذا المجلخخس عبخخد‬
‫الرحمخخن طلبخخا للمعجخخزة والول أظهخخر‪ .‬غيلخخة بالكسخخر أي فجخخأة وبغتخخة‪ ،‬قبخخل‬
‫كنيتي كأنه كان له اسم قبل الكنية ثم‬

‫]‪[92‬‬

‫كنى واشتهر بها‪ ،‬فسأل عن السخخم المخختروك لمزيخخد اليقيخخن‪ ،‬فأبخخان بخخه ضخخمير " بخخه "‬
‫للحق و الباء لتقوية التعديخخة‪ ،‬والحمخخر والسخخود العجخخم والعخخرب‪ ،‬أو النخخس‬
‫والجن‪ ،‬و المراد بوليه أبو الحسن عليه السلم أو أمير المؤمنين عليه السخخلم‬
‫أو كل أوصيائه‪ ،‬صدقتي كأن المراد بها الصليب الذي كان في عنقخخه أراد أن‬
‫يتصدق بذهبه ويحتمل العم‪ ،‬وهو فخخي نعمخخة‪ :‬أي الهدايخخة إلخخى السخخلم بعخخد‬
‫الكفر‪ ،‬حقكما أي من الصدقات‪ ،‬والمخخراد بخخالطروق هنخخا مخخا بلخخغ حخخد الطخخرق‬
‫ذكخخرا كخخان أو انخخثى‪ ،‬فحقخخك فيهخخا أي الخمخخس أو بنخخاءا علخخى أن المخخام أولخخى‬
‫بالمؤمنين من أنفسهم‪ ،‬أنت مولى ال ]ورسوله[ أي معتقهما لنه بهمخخا اعتخخق‬
‫من النار ويحتمل أن يكون بمعنى الوارد على قبيلة لم يكن منهم أو الناصخخر‪،‬‬
‫وأنت في حد نسبك أي ل يضر ذلك في نسبك ومنزلتك‪ .‬كا‪ :‬علي بن إبراهيم‬
‫وأحمد بن مهران جميعا عن محمخخد بخن علخي‪ ،‬عخن الحسخخن ابخخن راشخخد‪ ،‬عخن‬
‫يعقوب بن جعفر قال‪ :‬كنت عند أبي إبراهيم عليه السلم وأتاه رجل من أهخخل‬
‫نجران اليمن من الرهبان ومعه راهبة فاستأذن لهما الفضخخل بخخن سخخوار فقخخال‬
‫له‪ :‬إذا كان غدا فأت بهما عند بئر ام خير‪ ،‬قال‪ :‬فوافينا من الغد فوجدنا القخخوم‬
‫قد وافوا فأمر بخصفة بخخواري ثخخم جلخخس وجلسخخوا‪ ،‬فبخخدأت الراهبخخة بالمسخخائل‬
‫فسألت عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبها‪ ،‬وسألها أبو إبراهيم عليه السلم عن‬
‫أشياء لم يكن عندها فيه شئ‪ ،‬ثم أسلمت‪ ،‬ثم أقبل الراهخخب يسخخأله فكخخان يجيبخخه‬
‫في كل ما يسأله‪ .‬فقال الراهب‪ :‬قد كنت قويا على ديني ومخخا خلفخخت أحخخدا مخخن‬
‫النصارى في الرض يبلغ مبلغي في العلم‪ ،‬ولقد سمعت برجخخل فخخي الهنخخد إذا‬
‫شاء حج إلى بيت المقدس في يوم وليلة ثم يرجخخع إلخخى منزلخخه بخخأرض الهنخخد‪،‬‬
‫فسألت عنه بأي أرض هو فقيل لي إنه بسخندان وسخألت الخذي أخخبرني فقخال‪:‬‬
‫هو علم السم الذي ظفر به آصف صاحب سليمان لما أتى بعرش سبأ‪ ،‬وهخخو‬
‫الذي ذكره ال لكم فخخي كتخخابكم‪ ،‬ولنخخا معشخخر الديخخان فخخي كتبنخخا‪ .‬فقخخال لخخه أبخخو‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ :‬فكم ل من اسم ل يرد ؟ فقال الراهخب‪ :‬السخماء كخثيرة‪،‬‬
‫فأما المحتوم منها الذي ل يرد سائله فسبعة‪ ،‬فقال له أبو الحسن عليه السلم‬

‫]‪[93‬‬

‫فأخبرني عما تحفظ منهخخا ؟ فقخخال الراهخخب‪ :‬ل والخ الخخذي أنخخزل التخخوراة علخخى موسخخى‬
‫وجعل عيسى عبرة للعالمين وفتنة لشكر اولي اللباب‪ ،‬وجعخخل محمخخدا بركخخة‬
‫ورحمة وجعل عليا عليه السلم عبرة وبصيرة‪ ،‬وجعل الوصخخياء مخخن نسخخله‬
‫ونسل محمد صلى ال عليه وآله ما أدري‪ ،‬ولخخو دريخخت مخخا احتجخخت فيخخه إلخخى‬
‫كلمك ول جئتك ول سألتك‪ .‬فقال له أبو إبراهيم عليه السلم‪ :‬عد إلى حخخديث‬
‫الهندي‪ ،‬فقخخال لخخه الراهخخب‪ :‬سخخمعت بهخخذه السخخماء ول أدري مخخا بطائنهخخا ول‬
‫شرائحها‪ ،‬ول أدري ماهي‪ ،‬ول كيف هي‪ ،‬ول بدعائها فانطلقت حتى قخخدمت‬
‫سندان الهند‪ ،‬فسألت عن الرجل فقيل لخي‪ :‬إنخه بنخى ديخرا فخي جبخل فصخار ل‬
‫يخرج ول يرى إل في كل سنة مرتين‪ ،‬وزعمت الهند أن ال تعخخالى فجخخر لخخه‬
‫عينا في ديره‪ ،‬وزعمت الهند أنه يزرع له من غير زرع يلقيخخه‪ ،‬ويحخخرث لخخه‬
‫من غيخر حخخرث يعملخخه‪ ،‬فخانتهيت إلخى بخابه‪ ،‬فخأقمت ثلثخخا ل أدق البخاب‪ ،‬ول‬
‫اعالج الباب‪ .‬فلما كان اليوم الرابع فتح ال باب‪ ،‬وجخاءت بقخرة عليهخا حطخب‬
‫تجر ضرعها يكاد يخرج مخخا فخخي ضخخرعها مخخن اللبخخن‪ ،‬فخخدفعت البخخاب فانفتخخح‬
‫فتبعتها ودخلت‪ ،‬فوجدت الرجل قائما ينظر إلى السخخماء فيبكخخي‪ ،‬وينظخخر إلخخى‬
‫الرض فيبكي‪ ،‬وينظر إلى الجبال فيبكي‪ ،‬فقلت‪ :‬سبحان ال مخخا أقخخل ضخخربك‬
‫في دهرنا هذا فقال لي‪ :‬وال ما أنا إل حسنة مخخن حسخخنات رجخخل خلفتخخه وراء‬
‫ظهرك‪ .‬فقلت له‪ :‬اخبرت أن عندك اسما من أسماء ال تعالى تبلغ به فخخي كخخل‬
‫يوم و ليلة بيت المقدس وترجع إلى بيتك‪ ،‬فقال لي‪ :‬فهل تعرف البيت المقدس‬
‫؟ فقلت‪ :‬ل أعرف إل بيخت المقخدس الخذي بالشخام‪ ،‬فقخال‪ :‬ليخس بيخت المقخدس‬
‫ولكنه البيت المقدس وهو بيت آل محمد فقلت له‪ :‬أما ما سمعت به إلى يخخومي‬
‫هذا فهو بيت المقدس فقال لي‪ :‬تلخخك محخخاريب النبيخخاء‪ ،‬وإنمخخا كخخان يقخخال لهخخا‬
‫حظيرة المحاريب حتى جاءت الفترة التي كانت بين محمد وعيسى صلى ال‬
‫عليهما‪ ،‬وقرب البلء من أهخخل الشخخرك وحلخخت النقمخخات فخخي دور الشخخياطين‪،‬‬
‫فحولوا وبدلوا ونقلوا تلك السماء‬

‫]‪[94‬‬

‫وهو قول الخ تبخخارك وتعخخالى‪ :‬البطخخن لل محمخخد والظهخخر مثخخل‪ " :‬إن هخخي إل أسخخماء‬
‫سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل ال بها من سلطان " )‪ .(1‬فقلخخت لخخه‪ :‬إنخخي قخخد‬
‫ضربت إليك من بلد بعيد تعرضخخت إليخخك بحخخارا وغمومخخا و همومخخا وخوفخخا‪،‬‬
‫وأصبحت وأمسيت مؤيسا أل أكون ظفرت بحاجتي فقخخال لخخي‪ :‬مخخا أرى امخخك‬
‫حملت بك إل وقد حضرها ملك كريخخم‪ ،‬ول أعلخخم أن أبخخاك حيخخن أراد الوقخخوع‬
‫بامك إل وقد اغتسل وجاءها على طهر‪ ،‬ول أزعم إل أنخخه كخخان درس السخخفر‬
‫الرابع من سحره ذلك فختم له بخيخخر‪ ،‬ارجخخع مخخن حيخخث جئت‪ ،‬فخخانطلق حخختى‬
‫تنزل مدينة محمد صلى ال عليه وآله التي يقال لها طيبة‪ ،‬وقد كان اسمها في‬
‫الجاهلية يثرب‪ ،‬ثم اعمد إلى موضع منها يقال له البقيع‪ ،‬ثم سل عن دار يقال‬
‫لها دار مروان فانزلها‪ ،‬وأقم ثلثا‪ ،‬ثم سخخل الشخخيخ السخخود الخخذي يكخخون علخخى‬
‫بابها يعمل البواري‪ ،‬وهي في بلدهم اسمها الخصف فتلطف بالشيخ وقل له‪:‬‬
‫بعثني إليك نزيلك الذي كان ينزل في الزاوية في البيت الخخذي فيخخه الخشخخيبات‬
‫الربع‪ ،‬ثم سله عن فلن بن فلن الفلني‪ ،‬وسله أين نخخاديه‪ ،‬وسخخله أي سخخاعة‬
‫يمر فيها فليريكاه‪ ،‬أو يصفه لخخك فتعرفخخه بالصخخفة‪ ،‬وسأصخخفه لخخك‪ ،‬قلخخت‪ :‬فخخإذا‬
‫لقيته فأصنع ماذا ؟ فقال‪ :‬سله عما كان وعما هو كائن‪ ،‬وسله عن معخخالم ديخخن‬
‫من مضى ومن بقي‪ .‬فقال له أبو إبراهيم عليخخه السخخلم‪ :‬قخخد نصخخحك صخخاحبك‬
‫الذي لقيت‪ ،‬فقال الراهب‪ :‬ما اسمه جعلت فداك ؟ قال‪ :‬هو متمخخم بخخن فيخخروز‪،‬‬
‫وهخخو مخخن أبنخخاء الفخخرس‪ ،‬وهخخو ممخخن آمخخن بخخال وحخخده ل شخخريك لخخه‪ ،‬وعبخخده‬
‫بالخلص واليقان‪ ،‬وفر من قومه لما خالفهم فوهب لخخه ربخخه حكمخخا‪ ،‬وهخخداه‬
‫لسبيل الرشاد‪ ،‬وجعله من المتقين وعرف بينه وبين عبخخاده المخلصخخين‪ ،‬ومخخا‬
‫من سنة إل وهو يزور فيهخا مكخخة حاجخخا‪ ،‬ويعتمخخر فخخي رأس كخخل شخخهر مخخرة‪،‬‬
‫ويجئ من موضعه من الهند إلى مكة فضل مخخن الخ وعونخخا‪ ،‬وكخخذلك نجخخزي‬
‫الشاكرين‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النجم الية‪.23 :‬‬

‫]‪[95‬‬

‫ثم سأله الراهب عن مسائل كثيرة كل ذلك يجيبه فيها وسأل الراهب عن أشياء لم يكخخن‬
‫عند الراهب فيها شئ فأخبره بها‪ ،‬ثخخم إن الراهخخب قخخال‪ :‬أخخخبرني عخخن ثمانيخخة‬
‫أحرف نزلت فتبين في الرض منها أربعة‪ ،‬وبقي في الهواء منها أربعة على‬
‫من منزلت تلخك الربعخة الختي فخي الهخواء ومخن يفسخرها ؟ قخال‪ :‬ذلخك قائمنخا‬
‫فينزله ال عليه فيفسخره وينزلخه عليخه مخا لخم ينخزل علخى الصخديقين والرسخل‬
‫والمهتدين‪ .‬ثم قال الراهب‪ :‬فأخبرني عن الثنين مخخن تلخخك الربعخخة الحخخرف‬
‫التي في الرض ماهي ؟ قال‪ :‬اخبرك بالربعة كلها‪ ،‬أما أولين فل إله إل ال‬
‫وحده ل شريك له باقيا‪ ،‬والثانية محمد رسول ال مخلصا‪ ،‬والثالثة نحن أهخخل‬
‫البيت‪ ،‬والرابعخخة شخخيعتنا منخخا‪ ،‬ونحخخن مخخن رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫ورسول ال من ال بسبب‪ .‬فقال له الراهب‪ :‬أشهد أن ل إله إل ال وأن محمدا‬
‫رسول ال‪ ،‬وأن ما جاء به من عند ال حق‪ ،‬وأنكم صفوة ال مخخن خلقخخه‪ ،‬وأن‬
‫شيعتكم المطهرون المستبدلون ولهم عاقبة ال والحمد ل رب العالمين‪ ،‬فدعا‬
‫أبو إبراهيم عليه السلم بجبة خز وقميص قخخوهي وطيلسخخان وخخخف وقلنسخخوة‬
‫فأعطاها إياه‪ ،‬وصلى الظهر وقال له اختتن فقال‪ :‬قد اختتنت في سابعي ) ‪.(1‬‬
‫توضيح‪ :‬فخخي القخخاموس الخصخخفة الجلخخة تعمخخل مخخن الخخخوص للتمخخر‪ ،‬والثخخوب‬
‫الغليظ جدا )‪ (2‬انتهى وكأن الضخخافة إلخخى البخخواري لبيخخان أن المخخراد بهخخا مخخا‬
‫يعمل من الخوص للفرش مكخخان الباريخخة ل مخخا يعمخخل للتمخخر‪ ،‬وكخخأن هخخذا هخخو‬
‫المراد بالبواري فيما سيأتي‪ ،‬و سندان الن غير معخخروف‪ ،‬ل يخخرد أي سخخائله‬
‫كما سيأتي أو المسئول به‪ ،‬عبرة بالكسر وهي مخخا يعتخخبر بخخه أي ليسخختدلوا بخخه‬
‫على كمال قدرة ال حيث خلقه من غير أب‪ ،‬وفتنة أي امتحانا ليشكروه علخخى‬
‫نعمة إيجاد عيسى لهم كذلك فيثابوا‪ ،‬ويمكن أن يقرأ العبرة بالفتخخح السخخم مخخن‬
‫التعبير عما في الضمير‪ ،‬كما يقال لعيسى كلمة ال وللئمة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .481‬القاموس ج ‪ 3‬ص ‪.134‬‬

‫]‪[96‬‬

‫عليهم السخخلم كلمخخات الخخ‪ ،‬فخخانهم يعخخبرون عخخن الخخ‪ .‬قخخوله‪ :‬مخخا أدري‪ :‬جخخواب القسخخم‪،‬‬
‫والبطائن كأنه جمع البطانة بالكسر أي سرائرها‪ ،‬وشرائحها أي مخخا يشخخرحها‬
‫ويبينها وكأنه كناية عخخن ظواهرهخخا‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ شخخرايعها أي طخخرق‬
‫تعلمها أو ظواهرها‪ ،‬ول بدعائها‪ ،‬الدراية تتعدى بنفسها و بالباء يقخخال دريتخخه‬
‫ودريت به‪ ،‬ما أقل ضربك أي مثلخخك‪ ،‬رجخخل خلفتخخه أي موسخخى عليخخه السخخلم‪.‬‬
‫قوله‪ :‬ليس بيت المقدس اسم ليس ضمير مستتر للخخذي بالشخخام‪ ،‬وضخخمير لكنخخه‬
‫لبيت المقخدس‪ ،‬والحاصخل أنخه ليخس الخذي بالشخام اسخمه بيخت المقخدس ولكخن‬
‫المسمى ببيت المقدس هو البيت المقدس المطهخخر وهخخو بيخخت آل محمخخد الخخذين‬
‫أنزل ال فيهم آية التطهير فهو بيت المقدس‪ ،‬ضمير هو للذي بالشام‪ ،‬والجملة‬
‫جواب أما وخبر مخخا‪ ،‬والحاصخخل أي مخخا سخخمعت إلخخى الن غيخخر الخخذي بالشخخام‬
‫مسمى ببيت المقدس وتخخأنيث تلخخك باعتبخخار الخخخبر أو بتأويخخل البقعخخة ونحوهخخا‬
‫والحظيرة‪ :‬في الصل هي التي تعمل لللبل من شجر ثم استعمل في كخخل مخخا‬
‫يحيط بالشئ خشبا أو قصبا أو غيرهمخخا‪ ،‬وقخخرب البلء أي البتلء والفتتخخان‬
‫والخذلن‪ ،‬وهو المراد بحلول النقمات في دور شياطين النس أو العم منهم‬
‫ومن الجن‪ ،‬بسلب مخخا يخخوجب هخخدايتهم عنهخخم‪ ،‬وهخخو قخخول الخخ‪ :‬كخخان الضخخمير‬
‫لمصدر نقلوا‪ ،‬وقوله‪ :‬البطن إلى قوله مثل معترضة‪ .‬وقوله إن هي الخخخ بيخخان‬
‫لقول ال‪ ،‬وحاصل الكلم أن آيخخات الشخخرك ظاهرهخخا فخخي الصخخنام الظخخاهرة‪،‬‬
‫وباطنها في خلفاء الجخور الخذين أشخركوا مخخع أئمخة الحخق و نصخخبوا مكخانهم‪،‬‬
‫فقوله سبحانه " أفرأيتم اللت والعزى ومنواة الثالثة الخرى " )‪ (1‬اريد فخخي‬
‫بطنها باللت الول وبالعزى الثاني‪ ،‬وبالمنواة الثخخالث‪ ،‬حيخخث سخخموهم بخخأمير‬
‫المؤمنين وبخليفة رسول ال صلى ال عليه وآله وبالصخخديق والفخخاروق وذي‬
‫النورين وأمثال ذلك‪ .‬وتوضيحه‪ :‬أن ال تعالى لم ينخخزل القخخرآن لهخخل عصخخر‬
‫الرسول صلى ال عليه وآله‪ ،‬و الحاضرين في وقت الخطاب فقط‪ ،‬بل يشخخمل‬
‫سائر الخلق إلى انقضاء الدهر‪ ،‬فإذا‬

‫)‪ (1‬سورة النجم الية‪.19 :‬‬

‫]‪[97‬‬

‫نزلت آية في قصة أو واقعة فهخخي جاريخخة فخخي أمثالهخخا وأشخخباهها‪ .‬فمخخا ورد فخخي عبخخادة‬
‫الصنام والطواغيت في زمان كان الغالب فيه عبخخادة الصخخنام لعخخدولهم عخخن‬
‫الدلة العقلية والنقلية الدالة على بطلنها‪ ،‬وعلى وجوب طاعة النخخبي النخخاهي‬
‫عن عبادتها‪ ،‬فهو يجرى فخي أقخخوام تركخخوا طاعخخة أئمخة الحخق‪ ،‬واتبعخخوا أئمخة‬
‫الجور‪ ،‬لعدولهم عن الدلة العقلية والنقلية‪ ،‬واتباعهم الهواء‪ ،‬وعخخدولهم عخخن‬
‫النصخخوص الجليخخة‪ ،‬فهخخم لكخخثرتهم‪ ،‬وامتخخداد أزمنتهخخم‪ ،‬كخخأنهم الصخخل‪ ،‬وكخخأن‬
‫ظخخواهر اليخخات مثخخل فيهخم‪ ،‬فظخخواهر اليخخات أكثرهخا أمثخال‪ ،‬وبواطنهخخا هخخي‬
‫المقصودة بالنزال‪ ،‬كما قخال سخخبحانه " ويضخخرب الخ المثخخال للنخخاس لعلهخخم‬
‫يتذكرون " )‪ .(1‬وعلى ما حققنا ل يلزم جريان ساير اليات الواقعة في ذلخخك‬
‫السياق في هذا البطن كقوله سبحانه " ألكم الذكر وله النثى " )‪ (2‬وإن أمكن‬
‫أن يكون في بطن الية إطلق النثى عليهم‪ ،‬للنوثية السارية في أكثرهم‪ ،‬ل‬
‫سيما الثاني كما مر في تأويل قوله تعالى " إن يدعون من دونخخه إل إناثخخا " )‬
‫‪ (3‬أن كل من تسمى بأمير المؤمنين ورضي بهذا اللقخخب غيخخره عليخخه السخخلم‬
‫فهو مبتلى بالعلة الملعونة‪ ،‬أو لضعف الناث بالنسبة إلى الذكور علخخى سخخبيل‬
‫الستعارة‪ ،‬فان فرارهم في أكثر الحروب وعجزهم عن أكخثر امخور الخلفخة‬
‫وشرائطها‪ ،‬يلحقهم بالناث كما قخخال عمخخر‪ ،‬كخخل النخخاس أفقخخه مخخن عمخخر حخختى‬
‫المخدرات في الحجال‪ .‬ثم اعلم أنه قخخرأ بعضخخهم مثخخل بمضخخمتين أي أصخخنام‪،‬‬
‫وهو بعيد‪ ،‬وقرأ بعضهم مثل بالكسر وقال‪ :‬المراد أن الظهخخر والبطخخن جميعخخا‬
‫لل محمد في جميع القرآن مثل هذه الية‪ ،‬وهو أيضا بعيخخد‪ ،‬تعرضخخت إليخخك‪:‬‬
‫أي متوجها إليك مؤيسا أل أكون‪ :‬الظاهر أنخخه بالفتخخح مركبخخا مخخن أن ول‪ ،‬ول‬
‫زائدة كما في قوله تعالى " ما منعك أل تسجد " )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬سورة ابراهيم الية‪ (2) .25 :‬سورة النجم الية‪ (3) .21 :‬سورة النسخخاء اليخخة‪:‬‬
‫‪ (4) .117‬سورة العراف الية‪.12 :‬‬

‫]‪[98‬‬

‫أو يضمن مؤيسا معنى الخوف أي خائفا أن ل أكون‪ ،‬وقيل إل بالكسر من قبيل سألتك‬
‫إل فعلت كذا‪ :‬أي كنت في جميع الحخخوال مؤيسخخا إل وقخخت الظفخخر بحخخاجتي‪،‬‬
‫والول أظهر‪ .‬ول أعلم أن أباك‪ ،‬لعل كلمة أن زيدت من النسخخاخ‪ ،‬وإن أمكخخن‬
‫توجيهه وكخخان التخصخخيص بالسخخفر الرابخخع لكخخونه أفضخخل أسخخفار التخخوراة‪ ،‬أو‬
‫لشتماله على أحوال خاتم النبيين وأوصيائه صلوات ال عليهخخم‪ ،‬وأقخخم ثلثخخا‪:‬‬
‫كأنه أمره بذلك لئل يعلم النخاس بالتعجيخل مطلبخه وفخي القخاموس )‪ (1‬النزيخل‬
‫الضيف‪ .‬عن فلن بن فلن الفلني‪ :‬أي عن موسى بخخن جعفخخر العلخخوي مثل‪،‬‬
‫والنخخادي المجلخخس‪ ،‬وأي سخخاعة يمخخر أي يتخخوجه إلخخى النخخادي‪ ،‬وضخخمير فيهخخا‬
‫للساعة‪ ،‬فليريكاه بفتح اللم واللف للشباع‪ .‬وسأصخفه‪ :‬الظخاهر أنخه وصخف‬
‫المام عليه السلم بحليته له‪ ،‬ولخخم يخخذكر فخخي الخخخبر ومخخن بقخخي أي امخخة خخخاتم‬
‫النبياء‪ ،‬فان دينه باق إلى يوم القيامة‪ ،‬ويجئ من موضعه أي بطي الرض‪،‬‬
‫باعجازه عليه السلم‪ .‬فتبين في الرض‪ ،‬أي ظهرت وعمل بمضمونها وكأن‬
‫البقاء في الهواء كناية عن عدم تبينهخخا فخخي الرض وعخخدم العمخخل بمضخخمونها‬
‫لنها متعلقة بأحوال من يأتي في آخر الزمان‪ ،‬أو أنها نزلخخت مخخن اللخخوح إلخخى‬
‫بيت المعمور‪ ،‬أو إلى السماء الدنيا أو إلى بعض الصحف‪ ،‬لكن لم تنخخزل بعخخد‬
‫إلى الرض‪ ،‬وتنزل عليه عليه السلم‪ ،‬ويؤيده قوله وينزل عليه‪ ،‬باقيخخا‪ :‬كخخأنه‬
‫حال عن يقول المقدر في قخوله فل إلخه إل الخ أي فقخولي ل إلخه إل الخ حخال‬
‫كون ذلك القول باقيا أبد الدهر‪ ،‬وكذا قوله مخلصا أو إلها باقيا‪ ،‬وأرسل حخخال‬
‫كونه مخلصا بفتح اللم أو كسرها‪ ،‬نحن أهل البيت بالرفع علخخى الخبريخخة أي‬
‫نحخخن المعنيخخون بآيخخة التطهيخخر أو بالبدليخخة‪ ،‬أو بالنصخخب علخخى الختصخخاص‬
‫فالمعنى أن الكلمخخة الثانيخخة نحخخن فخخانهم كلمخخات الخ الحسخخنى كمخخا مخخر‪ .‬وقخخوله‬
‫بسبب‪ :‬متعلق بالجمل الثلث أي شيعتنا متعلقون منا بسبب‪ ،‬وهكذا‬

‫)‪ (1‬القاموس ج ‪ 4‬ص ‪.57‬‬

‫]‪[99‬‬

‫والسبب في الصل هو الحبل‪ ،‬ثم استعير لكل ما يتوصل بخخه إلخخى الشخخئ قخخال تعخخالى "‬
‫وتقطعت بهم السباب " )‪ (1‬أي الوصخخل والمخخودات‪ ،‬والمخخراد هنخخا الخخدين أو‬
‫الولية والمحبة‪ ،‬والروابخط المعنويخة‪ ،‬والمسختذلون بفتخح المعجمخة أي الخذين‬
‫صيرهم الناس أذلء‪ ،‬وفي بعض النسخ المستبدلون إشارة إلى قخخوله تعخخالى "‬
‫يستبدل قوما غيركم " )‪ (2‬ولهم عاقبة ال‪ :‬أي تمكينهم في الرض فخخي آخخخر‬
‫الزمان كما قال تعالى‪ " :‬والعاقبة للمتقين " )‪ .(3‬وفي القاموس القوهي ثياب‬
‫بيض وقوهستان بالضم كورة بين نيسابور وهخخراة وموضخخع‪ ،‬وبلخخد بكرمخخان‪،‬‬
‫ومنه ثوب قوهي‪ ،‬لما ينسج بها‪ ،‬أو كل ثوب أشخبهه يقخال لخه قخوهي )‪ (4‬فخي‬
‫سابعي أي سابع ولدتي بأن كان أبوه مؤمنا‪ ،‬أو سبعة أيخام قبخخل ذلخك‪ .‬وروى‬
‫البرسي في مشارق النوار )‪ (5‬عن صفوان بن مهران قخخال‪ :‬أمرنخخي سخخيدي‬
‫أبو عبد ال عليه السلم يوما أن اقدم ناقته إلى باب الدار‪ ،‬فجئت بها‪ ،‬فخخخرج‬
‫أبو الحسن عليه السلم مسخرعا وهخخو ابخخن سخخت سخنين‪ ،‬فاسختوى علخى ظهخر‬
‫الناقة وأثارها وغاب عن بصري قال‪ :‬فقلت‪ :‬إنا ل وإنخخا إليخخه راجعخخون‪ ،‬ومخخا‬
‫أقول لمولي إذا خرج يريد الناقة قال‪ :‬فلما مضى من النهار ساعة إذا الناقخخة‬
‫قد انقضت كأنها شهاب وهي ترفض عرقا‪ ،‬فنزل عنها‪ ،‬ودخل الدار‪ ،‬فخخخرج‬
‫الخادم وقال‪ :‬أعد الناقة مكانها وأجب مولك قال‪ :‬ففعلت ما أمرنخخي‪ ،‬فخخدخلت‬
‫عليه فقال‪ :‬يا صفوان إنما أمرتك باحضار الناقة ليركبها مولك أبو الحسخخن‪،‬‬
‫فقلت في نفسك كذا وكذا‪ ،‬فهل‬

‫)‪ (1‬سورة البقرة اليخخة‪ (2) .166 :‬سخخورة محمخخد اليخخة‪ (3) .38 :‬سخخورة العخخراف‬
‫الية‪ (4) .128 :‬القاموس ج ‪ 4‬ص ‪ (5) .291‬مشارق النوار ص ‪.115‬‬

‫]‪[100‬‬

‫علمت يا صفوان أين بلغ عليها في هذه الساعة ؟ إنه بلغ ما بلغه ذو القرنيخخن وجخخاوزه‬
‫أضعافا مضاعفة‪ ،‬وأبلغ كل مخخؤمن ومؤمنخخة سخخلمي‪ .‬أقخخول‪ :‬سخخيأتي الخبخخار‬
‫المتعلقة بهذا الباب في ساير البواب التية‪ ،‬وباب النص علخخى الرضخخا عليخخه‬
‫السخخلم‪) * .5 .‬بخخاب( * * " )عبخخادته‪ ،‬وسخخيره‪ ،‬ومكخخارم أخلقخخه( " * *‬
‫)ووفور علمه صلوات ال عليه( * ‪ - 1‬ب‪ :‬محمد بخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن إبراهيخخم‬
‫بن عبد الحميد قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن الول عليه السلم في بيتخخه الخخذي‬
‫كخان يصخلي فيخه‪ ،‬فخإذا ليخس فخي الخبيت شخئ إل خصخفة )‪ (1‬وسخيف معلخق‪،‬‬
‫ومصحف )‪ - 2 .(2‬ب‪ :‬علي بن جعفخخر قخخال‪ :‬خرجنخخا مخخع أخخخي موسخخى بخخن‬
‫جعفر عليه السلم في أربع عمر يمشي فيها إلخخى مكخخة بعيخخاله وأهلخخه‪ ،‬واحخخدة‬
‫منهن مشى فيها ستة وعشرين يوما‪ ،‬واخرى خمسة وعشرين يوما‪ ،‬واخخخرى‬
‫أربعة وعشرين يوما واخرى أحدا وعشخخرين يومخخا )‪ - 3 .(3‬ب‪ :‬محمخخد بخخن‬
‫عيسى‪ ،‬عن ابن فضال‪ ،‬عن علي بن فضال‪ ،‬عن علخخي بخخن أبخخي حمخخزة قخخال‪:‬‬
‫كنت عند أبي الحسن عليه السلم إذ دخل عليه ثلثون مملوكا من الحبش‬

‫)‪ (1‬الخصفة‪ :‬محركة‪ :‬الجلة تعمخخل مخخن الخخخوص للتمخخر‪ ،‬والثخخوب الغليخخظ جخخدا‪ :‬جمخخع‬
‫خصخخف وخصخخاف‪ (2) .‬قخخرب السخخناد ص ‪ (3) .174‬قخخرب السخخناد ص‬
‫‪.165‬‬

‫]‪[101‬‬

‫وقد اشتروهم له‪ ،‬فكلم غلما منهم‪ ،‬وكان من الحبش جميل‪ ،‬فكلمخخه بكلم سخخاعة حخختى‬
‫أتى على جميع ما يريد‪ ،‬وأعطاه درهما فقال‪ :‬أعط أصحابك هؤلء كل غلم‬
‫منهم كل هلل ثلثين درهما‪ ،‬ثم خرجوا فقلت‪ :‬جعلت فداك لقخخد رأيتخخك تكلخخم‬
‫هذا الغلم بالحبشية‪ ،‬فماذا أمرته ؟ قال‪ :‬أمرته أن يستوصي بأصخخحابه خيخخرا‬
‫ويعطيهم في كل هلل ثلثين درهما‪ ،‬وذلك أني لمخا نظخخرت إليخخه علمخت أنخخه‬
‫غلم عاقل من أبناء ملكهم فأوصيته بجميخخع مخخا أحتخخاج إليخخه‪ ،‬فقبخخل وصخخيتي‪،‬‬
‫ومع هذا غلم صدق‪ .‬ثم قخخال‪ :‬لعلخخك عجبخخت مخخن كلمخخي إيخخاه بالحبشخخية ؟ ل‬
‫تعجب فما خفي عليك من أمر المام أعجب وأكثر‪ ،‬وما هخخذا مخخن المخخام فخخي‬
‫علمه إل كطير أخذ بمنقاره من البحر قطرة من ماء أفترى الذي أخذ بمنقاره‬
‫نقخخص مخخن البحخخر شخخيئا ؟ قخخال‪ :‬فخخإن المخخام بمنزلخخة البحخخر ل ينفخخد مخخا عنخخده‪،‬‬
‫وعجائبه أكثر من ذلك‪ ،‬والطير حين أخذ من البحر قطرة بمنقخخاره لخخم ينقخخص‬
‫من البحر شيئا‪ ،‬كذلك العالم ل ينقصه علمه شيئا‪ ،‬ول تنفد عجائبه )‪- 4 .(1‬‬
‫يج‪ :‬ابن أبي حمزة مثله )‪ - 5 .(2‬عم )‪ (3‬شا‪ :‬كان أبو الحسخخن موسخخى عليخخه‬
‫السلم أعبد أهل زمانه‪ ،‬وأفقههم وأسخخخاهم كفخا‪ ،‬وأكرمهخخم نفسخخا‪ ،‬وروي أنخخه‬
‫كخخان يصخخلي نوافخخل الليخخل‪ ،‬ويصخخلها بصخخلة الصخخبح‪ ،‬ثخخم يعقخخب حخختى تطلخخع‬
‫الشمس‪ ،‬ويخر ل ساجدا فل يرفع رأسه مخخن السخخجود والتحميخخد حخختى يقخخرب‬
‫زوال الشمس‪ ،‬وكان يدعو كثيرا فيقول‪ :‬اللهم إني أسألك الراحة عند الموت‪،‬‬
‫والعفو عند الحساب‪ ،‬ويكرر ذلك‪ ،‬وكان من دعائه عليه السلم‪ :‬عظم الخخذنب‬
‫من عبدك فليحسن العفو من عندك‪ ،‬وكان يبكي من خشخخية الخ حخختى تخضخخل‬
‫لحيته بالدموع‪ ،‬وكان أوصل الناس لهله ورحمه‪ ،‬وكان يفتقد فقراء المدينة‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ص ‪ (2) .194‬الخخرائج والجخرائح ص ‪ (3) .201‬اعلم الخورى‬


‫ص ‪.296‬‬

‫]‪[102‬‬

‫في الليل‪ ،‬فيحمل إليهم الزبيل فيه العين والورق والدقة والتمور‪ ،‬فيوصل إليهم ذلخخك‪،‬‬
‫ول يعلمون من أي جهة هو )‪ - 6 .(1‬شا‪ :‬الحسن بن محمد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫جده يحيى بن الحسن بن جعفر عن إسماعيل بن يعقوب‪ ،‬عن محمخد بخن عبخد‬
‫ال البكري قال‪ :‬قدمت المدينة أطلب بها دينا فأعياني فقلت لو ذهبت إلى أبي‬
‫الحسن عليه السلم فشكوت إليه‪ ،‬فأتيته بنقمي في ضيعته‪ ،‬فخرج إلخخي ومعخخه‬
‫غلم ومعه منسف فيه قديد مجزع‪ ،‬ليس معخخه غيخخره‪ ،‬فأكخخل فخخأكلت معخخه‪ ،‬ثخخم‬
‫سألني عن حاجتي فذكرت له قصتي فدخل ولم يقم إل يسيرا حتى خخخرج إلخخي‬
‫فقال لغلمه‪ :‬اذهب ثم مد يده إلي فناولني صخخرة فيهخخا ثلثمخخائة دينخخار ثخخم قخخام‬
‫فولى فقمت فركبت دابتي وانصرفت )‪ .(2‬بيان‪ :‬المنسف كمنبر ما ينفض بخخه‬
‫الحب‪ ،‬شئ طويل متصوب ؟ ؟ الصدر أعله مرتفع‪ ،‬والمجزع المقطع‪- 7 .‬‬
‫عخخم )‪ (3‬شخخا‪ :‬الحسخخن بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن جخخده‪ ،‬عخخن غيخخر واحخخد مخخن أصخخحابه‬
‫ومشايخه أن رجل من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينخخة يخخؤذي أبخخا الحسخخن‬
‫موسى عليه السلم ويسبه إذا رآه‪ ،‬ويشتم عليا فقال لخخه بعخخض حاشخخيته يومخخا‪:‬‬
‫دعنا نقتل هذا الفاجر‪ ،‬فنهخاهم عخخن ذلخخك أشخخد النهخخي‪ ،‬وزجرهخخم‪ ،‬وسخخأل عخخن‬
‫العمري فذكر أنه يزرع بناحية من نواحي المدينخخة‪ ،‬فركخخب إليخه‪ ،‬فوجخده فخخي‬
‫مزرعة له‪ ،‬فدخل المزرعة بحمخخاره فصخخاح بخه العمخخري‪ :‬ل تخوطئ زرعنخا‪،‬‬
‫فتوطأه عليه السلم بالحمار‪ ،‬حتى وصل إليه‪ ،‬ونزل وجلس عنخخده‪ ،‬وباسخخطه‬
‫وضاحكه‪ ،‬وقال له‪ :‬كم غرمت على زرعك هذا ؟ قال‪ :‬مائة دينار‪ ،‬قال‪ :‬فكخخم‬
‫ترجو أن تصيب ؟ قال‪ :‬لسخت أعلخم الغيخب قخال لخه‪ :‬إنمخا قلخت كخم ترجخو أن‬
‫يجيئك فيه ؟ قال‪ :‬أرجو أن يجئ مائتا دينار‪.‬‬

‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ 316‬والزبيل والزنبيل‪ :‬القفة‪ ،‬الوعاء‪ ،‬الجراب‪ (2) .‬نفس المصخخدر‬
‫ص ‪ 317‬ونقمى بالتحريك والقصر‪ :‬موضع من أعراض المدينخخة كخخان لل‬
‫أبي طالب‪ (3) .‬اعلم الورى ص ‪(*) .296‬‬

‫]‪[103‬‬

‫قال‪ :‬فأخرج له أبو الحسن عليه السلم صرة فيها ثلثمخخائة دينخخار‪ ،‬وقخخال هخخذا زرعخخك‬
‫على حاله‪ ،‬وال يرزقك فيه ما ترجو قال‪ :‬فقام العمري فقبل رأسه وسخخأله أن‬
‫يصفح عن فارطه فتبسم إليه أبو الحسن وانصرف‪ ،‬قال‪ :‬وراح إلخخى المسخخجد‬
‫فوجد العمري جالسا فلما نظر إليه قال‪ :‬ال أعلم حيخخث يجعخخل رسخخالته قخخال‪:‬‬
‫فوثب أصحابه إليه فقالوا له‪ :‬ما قضيتك ؟ قد كنت تقول غير هخخذا قخخال‪ :‬فقخخال‬
‫لهم‪ :‬قد سمعتم ما قلت الن‪ ،‬وجعل يدعو لبي الحسن عليه السلم فخاصموه‬
‫وخاصمهم‪ ،‬فلما رجع أبو الحسن إلى داره قال لجلسائه الذين سألوه فخخي قتخخل‬
‫العمري‪ :‬أيما كان خيرا ما أردتم ؟ أم ما أردت ؟ إنني أصلحت أمره بالمقدار‬
‫الذي عرفتم‪ ،‬وكفيت به شره‪ ،‬و ذكخخر جماعخخة مخخن أهخخل العلخخم أن أبخخا الحسخخن‬
‫عليه السلم كان يصل بالمأتي دينار إلى الثلثمائة وكان صرار موسخخى مثل‬
‫)‪ .(1‬وذكر ابن عمارة وغيره مخخن الخخرواة أنخخه لمخخا خخخرج الرشخخيد إلخخى الحخخج‬
‫وقرب من المدينة استقبله الوجوه من أهلهخخا يقخخدمهم موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه‬
‫السلم على بغلخخة‪ ،‬فقخخال لخخه الربيخخع‪ :‬مخخا هخخذه الدابخخة الخختي تلقيخخت عليهخخا أميخخر‬
‫المؤمنين ؟ وأنت إن تطلب عليها لم تلحق وإن طلبت عليها لم تفت فقال‪ :‬إنها‬
‫تطأطأت عن خيلء الخيل‪ ،‬وارتفعت عن ذلة العير‪ ،‬وخير المور أوساطها‪.‬‬
‫قالوا‪ :‬ولما دخل هارون الرشيد المدينة تخخوجه لزيخارة النخبي صخلى الخ عليخخه‬
‫وآله ومعه الناس فتقدم الرشيد إلى قبر رسول ال صلى ال عليه وآلخخه وقخخال‪:‬‬
‫السلم عليك يارسول ال السلم عليك يا ابن عخخم‪ ،‬مفتخخخرا بخخذلك علخخى غيخخره‬
‫فتقدم أبو الحسن عليه السلم فقال‪ :‬السلم عليك يا رسول الخخ‪ ،‬السخخلم عليخخك‬
‫يا أبتاه‪ ،‬فتغير وجه الرشيد‪ ،‬وتبين الغيظ فيه )‪ .(2‬وقد روى النخخاس عخخن أبخخي‬
‫الحسخخن عليخخه السخخلم فخخأكثروا‪ ،‬وكخخان أفقخخه أهخخل زمخخانه حسخخب مخخا قخخدمناه‪،‬‬
‫وأحفظهم لكتاب ال‪ ،‬وأحسنهم صوتا بالقرآن‪ ،‬وكان إذا قرأه يحزن‬
‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ 317‬والفارط هنا هو ما بدر منه من كلم على غير روية وكان فيه‬
‫سوء أدب‪ (2) .‬اعلم الورى ص ‪ 296‬والرشاد ص ‪ 318‬بتفاوت يسير‪.‬‬

‫]‪[104‬‬

‫ويبكي السخخامعون بتلوتخخه‪ ،‬وكخخان النخخاس بالمدينخخة يسخخمونه زيخخن المجتهخخدين‪ ،‬وسخخمي‬
‫بالكاظم لما كظمه من الغيظ‪ ،‬وصبر عليخخه مخخن فعخل الظخخالمين‪ ،‬حخختى مضخى‬
‫قتيل في حبسهم ووثخخاقهم صخخلى الخ عليخخه )‪ .(1‬اقخخول‪ :‬روى أبخخو الفخخرج فخخي‬
‫مقاتل الطالبيين )‪ (2‬عن أحمد بن محمد بن سعيد عن يحيى بن الحسن‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫كان موسى بن جعفر عليه السخخلم إذا بلغخخه عخخن الرجخخل مخخا يكخخره بعخخث إليخخه‬
‫بصرة دنانير‪ ،‬وكانت صخخراره مخخابين الثلثمخخائة إلخخى المخخائتين دينخخار فكخخانت‬
‫صرار موسى مثل‪ .‬اقول‪ :‬ثم روى عن أحمد )‪ (3‬عن يحيخخى قصخخة العمخخري‬
‫نحوا مما مر وروى باسناد آخر ما أجاب به الرشيد كما مر في رواية المفيخخد‬
‫)‪ - 8 .(4‬قب‪ :‬هشام بن الحكم قال موسى بن جعفر لبرهة النصراني‪ :‬كيف‬
‫علمك بكتابك ؟ قال‪ :‬أنا عالم به وبتأويله قال‪ :‬فابتدأ موسى عليه السخخلم يقخخرأ‬
‫النجيخخل فقخخال أبرهخخة‪ :‬والمسخخيح لقخخد كخخان يقرأهخخا هكخخذا‪ ،‬ومخخا قخخرأ هكخخذا إل‬
‫المسيح‪ ،‬وأنا كنت أطلبه منذ خمسين سنة‪ ،‬فأسلم على يديه‪ .‬حج المهدي فلمخخا‬
‫صار في فتق العبادي )‪ (5‬ضج الناس من العطش فخخأمر أن تحفخخر بئر‪ ،‬فلمخخا‬
‫بلغوا قريبا من القرار هبت عليهم ريح من البئر‪ ،‬فوقعت الدلء‬

‫)‪ (1‬الرشخخاد ص ‪ 318‬واعلم الخخورى ص ‪ (2) .296‬مقاتخخل الطخخالبيين ص ‪499‬‬


‫وأخرج ذلك الخطيب البغدادي في تاريخخخ بغخخداد ج ‪ 13‬ص ‪ (3) .27‬نفخخس‬
‫المصدر ص ‪ 499‬وأخرج الحديث مع العمري الخطيب في تخخاريخه ج ‪13‬‬
‫ص ‪ (4) .28‬الرشاد للمفيد ص ‪ 318‬ومقاتل الطالبيين ص ‪ 500‬وأخرج‬
‫القصة الحصرى في زهر الداب ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .132‬فتق العبادي سخخيأتي‬
‫بعد هذا نقل عن الخرائج ص ‪ 235‬انه قبر العبادي فلحظ‪.‬‬

‫]‪[105‬‬

‫ومنعت من العمل‪ ،‬فخرجت الفعلة خوفا على أنفسهم فأعطي علي بن يقطيخخن لرجليخخن‬
‫عطاء كثيرا ليحفخرا فنخزل فأبطخآ‪ ،‬ثخم خرجخا مرعخوبين قخد ذهبخت ألوانهمخا‪،‬‬
‫فسألهما عن الخبر فقال‪ :‬إنا رأينخخا آثخخارا وأثاثخخا‪ ،‬ورأينخخا رجخخال ونسخخاء فكلمخخا‬
‫أومأنا إلى شئ منهم صار هباءا‪ ،‬فصار المهدي يسأل عن ذلك ول يعلمخخون‪،‬‬
‫فقال موسى بن جعفر عليهما السلم‪ :‬هؤلء أصحاب الحقخخاف‪ ،‬غضخخب ال خ‬
‫عليهم فساخت بهم ديارهم و أموالهم )‪ .(1‬دخل موسى بن جعفر عليه السلم‬
‫بعض قرى الشام متنكرا هاربا فوقع في غار وفيه راهب يعخخظ فخخي كخخل سخخنة‬
‫يوما فلما رآه الراهب دخله منه هيبة فقال‪ :‬يا هذا أنت غريب ؟ قال‪ :‬نعم قال‪:‬‬
‫منا ؟ أو علينا ؟ قال‪ :‬لست منكم قال‪ :‬أنت مخخن المخخة المرحومخخة ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‬
‫قال‪ :‬أفمن علمائهم أنت أم من جهالهم ؟ قال‪ :‬لسخخت مخخن جهخخالهم فقخخال‪ :‬كيخخف‬
‫طوبى أصلها في دار عيسى وعندكم في دار محمد وأغصانها في كل دار ؟‪.‬‬
‫فقال عليه السلم‪ :‬الشمس قد وصخخل ضخخوؤها إلخخى كخخل مكخخان وكخخل موضخخع‪،‬‬
‫وهي في السماء قال‪ :‬وفي الجنخة ل ينفخد طعامهخخا وإن أكلخخوا منخخه ول ينقخص‬
‫منه شئ ؟ قال‪ :‬السراج في الدنيا يقتبس منه ول ينقص منه شخخئ‪ ،‬قخخال‪ :‬وفخخي‬
‫الجنة ظل ممدود ؟ فقال‪ :‬الوقت الذي قبخخل طلخخوع الشخخمس كلهخخا ظخخل ممخخدود‬
‫قوله " ألم تر إلى ربك كيف مد الظل " ) ‪ (2‬قال‪ :‬ما يؤكل ويشرب في الجنة‬
‫ل يكون بول ول غائطا ؟ قال‪ :‬الجنين في بطن امه قال‪ :‬أهل الجنة لهخخم خخدم‬
‫يخخأتونهم بمخخا أرادوا بل أمخخر ؟ فقخخال‪ :‬إذا احتخخاج النسخخان إلخخى شخخئ عرفخخت‬
‫أعضاؤه ذلك‪ ،‬ويفعلون بمراده من غير أمر قال‪ :‬مفاتيح الجنة من ذهب ؟ أو‬
‫فضخخة ؟ قخال‪ :‬مفتخاح الجنخخة لسخخان العبخخد ل إلخخه إل الخ قخخال‪ :‬صخخدقت‪ ،‬وأسخخلم‬
‫والجماعة معه )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .426‬سورة الفرقان‪ ،‬اليخخة‪ (3) .45 :‬المنخخاقب ج ‪ 3‬ص‬
‫‪.427‬‬

‫]‪[106‬‬

‫وقال أبو حنيفة‪ :‬رأيت موسى بن جعفر وهو صغير السن فخي دهليخز أبيخه فقلخت‪ :‬أيخن‬
‫يحدث الغريب منكم إذا أراد ذلك ؟ فنظر إلي ثم قخخال‪ :‬يتخخوارى خلخخف الجخخدار‬
‫ويتوقى أعين الجار‪ ،‬ويتجنب شطوط النهار‪ ،‬ومساقط الثمار‪ ،‬وأفنية الدور‪،‬‬
‫و الطرق النافذة‪ ،‬والمساجد‪ ،‬ول يستقبل القبلة‪ ،‬ول يستدبرها‪ ،‬ويرفع ويضخخع‬
‫بعد ذلك حيث شآء‪ .‬قال‪ :‬فلما سمعت هذا القول منه‪ ،‬نبخخل فخخي عينخخي‪ ،‬وعظخخم‬
‫في قلبي‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك ممن المعصخخية ؟ فنظخخر إلخخي ثخخم قخخال‪ :‬اجلخخس‬
‫حتى اخبرك فجلست فقال‪ :‬إن المعصية ل بد أن تكون من العبخخد أو مخخن ربخخه‬
‫أو منهما جميعا‪ ،‬فان كانت من ال تعخخالى فهخخو أعخخدل وأنصخخف مخخن أن يظلخخم‬
‫عبخخده ويأخخخذه بمخخا لخخم يفعلخخه‪ ،‬وإن كخخانت منهمخخا فهخخو شخخريكه‪ ،‬والقخخوي أولخخى‬
‫بإنصاف عبده الضعيف‪ ،‬وإن كانت من العبد وحده فعليخه وقخع المخر‪ ،‬وإليخه‬
‫توجه النهي‪ ،‬وله حق الثواب والعقاب‪ ،‬ووجبت الجنة والنخخار فقلخخت‪ " :‬ذريخخة‬
‫بعضها من بعض " اليخخة )‪ .(1‬وروى عنخخه الخطيخخب فخخي تاريخخخ بغخخداد )‪(2‬‬
‫والسمعاني في الرسالة القوامية وأبو صالح أحمد المؤذن في الربعين‪ ،‬وأبخخو‬
‫عبد ال بن بطة في البانة‪ ،‬والثعلخخبي فخخي الكشخخف والبيخخان‪ ،‬وكخخان أحمخخد بخخن‬
‫حنبل مع انحرافه عن أهل البيت عليهخخم السخخلم لمخخا روى عنخخه قخخال‪ :‬حخخدثني‬
‫موسى بن جعفر قال‪ :‬حدثني أبي جعفر بن محمد وهكذا إلى‬
‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ 429‬واخرج الحديث السيد الشريف المرتضى في أماليه‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ 151‬وقد ذكر في آخره انه قد نظم المعنخخى شخخعرا فقيخخل‪ :‬لخخم تخخخل‬
‫أفعالنخخا اللتخخى نخخذم لهخخا * احخخدى ثلث خلل حيخخن نأتيهخخا امخخا تفخخرد بارينخخا‬
‫بصنعتها * فيسقط اللوم عنا حين ننشيها أو كان يشخخركنا فيهخخا فيلحقخخه * مخخا‬
‫سوف بلحقنا من لئم فيها أو لم يكن ل لهى في جنايتهخخا * ذنخخب فمخخا الخخذنب‬
‫ال ذنب جانيها سخخيعلمون إذا الميخخزان شخخال بهخخم * أهخخم جنوهخخا أم الرحمخخن‬
‫جانيها )‪ (2‬تاريخ بغداد ج ‪ 13‬ص ‪.32 - 27‬‬

‫]‪[107‬‬

‫النبي صلى ال عليه وآله ثم قال أحمد‪ :‬وهذا إسناد لو قرئ على المجنون أفاق‪ .‬ولقيخخه‬
‫أبو نواس فقال‪ :‬إذا أبصخرتك العيخخن مخن غيخخر ريبخخة * وعخخارض فيخخك الشخخك‬
‫أثبتك القلب ولو أن ركبا أممخخوك لقخخادهم * نسخخيمك حخختى يسخختدل بخخك الركخخب‬
‫جعلتك حسبي في اموري كلها * وما خاب من أضحى وأنت لخخه حسخخب ‪- 9‬‬
‫قب‪ :‬صفوان الجمال سألت أبا عبد ال عليه السخخلم عخخن صخخاحب هخخذا المخخر‬
‫فقال‪ :‬صاحب هخذا المخر ل يلهخو ول يلعخب‪ ،‬فأقبخل موسخى بخن جعفخر وهخو‬
‫صغير ومعه عناق )‪ (1‬مكية وهو يقول لها‪ :‬اسجدي لربخخك‪ ،‬فأخخخذه أبخخو عبخخد‬
‫ال عليه السلم فضمه إليه وقال‪ :‬بأبي وامي من ل يلهو ول يلعخخب‪ .‬اليونخخاني‬
‫كانت لموسى بن جعفر ‪ -‬بضع عشرة سنة ‪ -‬كخخل يخخوم سخخجدة بعخخد ابيضخخاض‬
‫الشمس إلى وقت الزوال‪ ،‬وكخخان عليخخه السخخلم أحسخخن النخخاس صخخوتا بخخالقرآن‬
‫فكان إذا قرأ يحزن‪ ،‬وبكى السامعون لتلوته‪ ،‬وكان يبكي من خشية ال حتى‬
‫تخضل لحيته بالدموع‪ .‬أحمد بن عبد ال‪ ،‬عن أبيه قخال‪ :‬دخلخخت علخخى الفضخخل‬
‫بن الربيع وهو جالس على سطح فقال لي‪ :‬أشرف على هذا البيت وانظخخر مخخا‬
‫ترى ؟ فقلت‪ :‬ثوبا مطروحا فقال‪ :‬انظخخر حسخخنا فتخخأملت فقلخخت‪ :‬رجخخل سخخاجد‪،‬‬
‫فقال لي تعرفه ؟ هو موسى بن جعفر‪ ،‬أتفقده الليل والنهار فلم أجده في وقخخت‬
‫مخخن الوقخخات إل علخخى هخخذه الحالخخة إنخخه يصخخلي الفجخخر فيعقخخب إلخخى أن تطلخخع‬
‫الشمس‪ ،‬ثم يسجد سجدة‪ ،‬فل يزال ساجدا حتى تزول الشخخمس وقخخد وكخخل مخخن‬
‫يترصد أوقات الصلة‪ ،‬فإذا أخبره وثب يصلي من غير تجديد وضوء‪ ،‬وهخخو‬
‫دأبه‪ ،‬فإذا صلى العتمة أفطر‪ ،‬ثم يجدد الوضوء ثم يسجد فل يزال يصلي فخخي‬
‫جوف الليل حتى يطلع الفجر‪ ،‬وقال بعض عيونه‪ :‬كنخخت أسخخمعه كخخثيرا يقخخول‬
‫في دعائه " اللهم إنك تعلم أنني كنت أسألك أن تفرغني‬

‫)‪ (1‬العناق‪ :‬كسحاب‪ ،‬النثى من أولد المعز‪ ،‬جمع أعنق وعنوق‪.‬‬

‫]‪[108‬‬
‫لعبادتك‪ ،‬اللهم وقد فعلت فلك الحمخخد "‪ .‬وكخخان عليخخه السخخلم يقخخول فخخي سخخجوده " قبخخح‬
‫الذنب من عبخدك فليحسخن العفخو والتجخاوز مخن عنخدك "‪ .‬ومخن دعخائه عليخه‬
‫السلم " اللهم إني أسألك الراحة عند الموت والعفخخو عنخخد الحسخخاب "‪ .‬وكخخان‬
‫عليه السلم يتفقد فقراء أهل المدينخخة فيحمخخل إليهخخم فخخي الليخخل العيخخن والخخورق‬
‫وغير ذلك‪ ،‬فيوصله إليهم وهم ل يعلمون من أي جهة هو‪ ،‬وكان عليه السلم‬
‫يصل بالمائة دينار إلى الثلثمائة دينخخار‪ ،‬فكخخانت صخخرار موسخخى مثل‪ ،‬وشخخكا‬
‫محمد البكري إليه فمد يده إليه فرجع إلى صرة فيهخخا ثلثمخخائة دينخخار‪ .‬وحكخخي‬
‫أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر عليه السلم بالجلوس للتهنية فخخي يخخوم‬
‫النيروز وقبض ما يحمل إليه فقال عليه السلم‪ :‬إنخخي قخخد فتشخخت الخبخخار عخخن‬
‫جدي رسول ال صلى ال عليه وآله فلم أجد لهذا العيد خبرا وإنه سنة للفرس‬
‫ومحاها السلم‪ ،‬ومعاذ ال أن نحيي مامحخاه السخلم‪ .‬فقخال المنصخور‪ :‬إنمخا‬
‫نفعل هذا سياسة للجند‪ ،‬فسألتك بال العظيخخم إل جلسخخت فجلخخس ودخلخخت عليخخه‬
‫الملوك والمراء والجناد يهنؤونه‪ ،‬ويحملون إليخخه الهخخدايا و التحخخف‪ ،‬وعلخخى‬
‫رأسه خادم المنصور يحصي ما يحمخخل‪ ،‬فخخدخل فخخي آخخخر النخخاس رجخخل شخخيخ‬
‫كبير السن فقال له‪ :‬يا ابن بنت رسخخول الخ إننخخي رجخخل صخخعلوك ل مخخال لخخي‬
‫أتحفك ولكن أتحفك بثلثة أبيات قالها جدي في جدك الحسين بخخن علخخي عليخخه‬
‫السلم‪ :‬عجبت لمصقول علك فرنده * يوم الهياج وقد علك غبخخار ولسخخهم‬
‫نفذتك دون حرائر * يخخدعون جخخدك والخخدموع غخخزار أل تغضغضخخت السخخهام‬
‫وعاقها * عن جسمك الجلل والكبار قال‪ :‬قبلت هخديتك‪ ،‬اجلخس بخارك الخ‬
‫فيك‪ ،‬ورفع رأسه إلى الخادم وقال‪ :‬امخخض إلخخى أميخخر المخخؤمنين وعرفخخه بهخخذا‬
‫المال‪ ،‬وما يصنع به‪ ،‬فمضى الخادم وعاد وهو يقول‪ :‬كلها هبة مني له‪ ،‬يفعل‬
‫به ما أراد فقال موسى للشيخ‪ :‬اقبض جميع هذا‬

‫]‪[109‬‬

‫المال فهو هبة مني لك )‪ .(1‬بيان‪ :‬فرند السخيف بكسخر الفخخاء والخراء جخخوهره ووشخخيه‪،‬‬
‫والتغضغض النتقخخاص‪ - 10 .‬قخخب‪ :‬موسخخى بخخن جعفخخر عليهمخخا السخخلم قخال‪:‬‬
‫دخلت ذات يوم من المكتب ومعي لوحي قال‪ :‬فأجلسني أبي بيخخن يخخديه وقخخال‪:‬‬
‫يا بني اكتب‪ :‬تنح عن القبيح ول ترده ثم قال‪ :‬أجزه‪ ،‬فقلت‪ :‬ومن أوليته حسخخنا‬
‫فزده‪ .‬ثم قال‪ :‬ستلقى من عدوك كل كيد‪ .‬فقلخت‪ :‬إذا كخخاد العخدو فل تكخده قخال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬ذرية بعضها من بعض )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الجوهري )‪ (3‬الجخخازة أن تتخخم‬
‫مصراع غيرك‪ - 11 .‬كش‪ :‬وجدت بخط محمخخد بخخن الحسخخن بخخن بنخخدار‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن سالم قال‪ :‬لما حمل سخخيدى موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫عليه السلم إلى هارون جخاء إليخخه هشخام‪ .‬بخخن إبراهيخخم العباسخخي فقخال لخخه‪ :‬يخخا‬
‫سيدي قد كتب لي صك إلى الفضخل بخن يخونس تسخأله أن يخروح أمخري قخال‪:‬‬
‫فركب إليه أبو الحسن عليه السخلم فخدخل عليخه حخاجبه فقخال‪ :‬يخخا سخيدي أبخخو‬
‫الحسن موسى بالباب فقال‪ :‬فان كنت صادقا فأنت حر ولك كخخذا وكخخذا فخخخرج‬
‫الفضل بن يونس حافيا يعدو حتى خرج إليه‪ .‬فوقع على قدميه يقبلهما ثم سأله‬
‫أن يدخل فدخل فقال له‪ :‬اقض حاجة هشام بن إبراهيخخم‪ ،‬فقضخخاها ثخخم قخخال‪ :‬يخخا‬
‫سيدي قد حضر الغداء فتكرمني أن تتغدى عندي فقال‪ :‬هات فجاء بالمخخائدة و‬
‫عليها البوارد‪ ،‬فأجال عليه السلم يده في البارد ثم قال‪ :‬البارد تجال اليد فيخخه‪،‬‬
‫فلما رفع البارد وجاء بالحار فقال أبو الحسن عليه السخخلم الحخخار حمخخى )‪.(4‬‬
‫بيان‪ :‬الحار حمى أي تمنع حرارته عن إجالة اليد فيه‪ ،‬أو كناية عن استحباب‬
‫ترك إدخال اليد فيه قبل أن يبرد‪.‬‬

‫)‪ (1‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .432‬نفس المصخخدر ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .434‬الصخخحاح ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 867‬طبع دار الكتاب العربي‪ (4) .‬رجال الكشي ص ‪.311‬‬

‫]‪[110‬‬

‫‪ - 12‬كا‪ :‬محمد بن يحيخخى‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الحكخخم‪ ،‬عخخن بعخخض‬
‫أصحابنا قال‪ :‬أولم أبو الحسن موسى عليخخه السخخلم علخخى بعخخض ولخخده فخخأطعم‬
‫أهل المدينة ثلثة أيام الفالوذجخخات فخخي الجفخخان فخخي المسخخاجد والزقخخة‪ ،‬فعخابه‬
‫بذلك بعض أهل المدينة فبلغه ذلك‪ ،‬فقال عليه السلم ما آتى ال عزوجل نبيخخا‬
‫من أنبيائه شيئا إل وقد آتخخى محمخخدا صخخلى الخ عليخخه وآلخخه مثلخخه وزاده مخخا لخخم‬
‫يؤتهم‪ ،‬قال لسليمان عليه السلم‪ " :‬هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حسخخاب‬
‫" )‪ (1‬وقال لمحمد صلى ال عليه وآله " وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم‬
‫عنه فانتهوا " )‪ - 13 .(2‬كا‪ :‬عخخدة‪ ،‬عخخن سخخهل‪ ،‬عخخن علخخي بخخن حسخان‪ ،‬عخخن‬
‫موسى بن بكر قال‪ :‬كان أبو الحسن الول عليه السلم كثيرا ما يأكخخل السخخكر‬
‫عند النوم )‪ - 14 .(3‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابخخن محبخوب‪ ،‬عخن‬
‫يونس بن يعقوب قال‪ :‬حدثني من أثق به أنه رأى علخى جخواري أبخي الحسخن‬
‫موسى عليه السلم الوشي )‪ - 15 .(4‬كا‪ :‬علي بن محمد بن بنخخدار‪ ،‬ومحمخخد‬
‫بن الحسن جميعا‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق الحمخخر‪ ،‬عخخن الحسخين بخن موسخخى‬
‫قال‪ :‬كان أبي موسى بن جعفخخر عليخخه السخخلم إذا أراد دخخخول الحمخخام أمخخر أن‬
‫يوقد عليه ثلثا‪ ،‬فكان ل يمكنه دخوله حتى يدخله السودان‪ ،‬فيلقون له اللبود‪،‬‬
‫فإذا دخله فمرة قاعد ومرة قائم‪ ،‬فخرج يوما من الحمام فاستقبله رجل مخخن آل‬
‫الزبير يقال له كنيد وبيده أثر حناء فقال‪ :‬ماهذا الثر بيدك ؟ فقال‪ :‬أثخخر حنخخاء‬
‫فقال‪ :‬ويلك ياكنيد حدثني أبي ‪ -‬وكان أعلم أهل زمانه ‪ -‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن جخخده‬
‫قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬من دخل الحمام فاطلى ثم أتبعه‬

‫)‪ (1‬سورة ص الية‪ (2) .39 :‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ 281‬والية في سورة الحشر برقخخم‪:‬‬
‫‪ (3) .7‬نفس المصدر ج ‪ 6‬ص ‪ (4) .332‬المصدر السابق ج ‪ 6‬ص ‪453‬‬
‫والوشى‪ :‬هخخو نقخخش الثخخوب‪ ،‬ويكخخون مخخن كخخل لخخون والمخخراد بخخه هنخخا الثيخخاب‬
‫الموشاة‪.‬‬

‫]‪[111‬‬

‫بالحنا من قرنه إلى قدمه كان أمانا له من الجنخخون‪ ،‬والجخخذام‪ ،‬والخخبرص‪ ،‬والكلخخة إلخخى‬
‫مثله من النورة )‪ - 16 .(1‬كا‪ :‬علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي عميخخر‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن الحسن بن عاصم عن أبيخه قخال‪ :‬دخلخت علخى أبخي إبراهيخم عليخه‬
‫السلم وفي يده مشط عاج يتمشط به فقلت له‪ :‬جعلت فداك إن عندنا بخخالعراق‬
‫من يزعم أنه ل يحل التمشط بالعاج قال‪ :‬ولم ؟ فقد كخخان لبخخي منهخخا مشخخط أو‬
‫مشطان ؟ فقال‪ :‬تمشطوا بالعاج فان العاج يذهب بالوبآء ) ‪ - 17 .(2‬كا‪ :‬علي‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬عن صالح بن السندي‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن موسى بن بكخخر‬
‫قال‪ :‬رأيت أبا الحسن عليه السلم يتمشط بمشط عاج واشتريته لخخه )‪18 .(3‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن القاسم بن محمد‪ ،‬عن المنقري‪ ،‬عن حفص قال‪ :‬مخا‬
‫رأيت أحدا أشد خوفا على نفسه من موسى بن جعفر عليه السخخلم ول أرجخخى‬
‫للناس منه وكانت قراءته حزنا فإذا قرأ فكأنه يخاطب إنسخانا )‪ - 19 .(4‬كخا‪:‬‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن مرازم قال‪ :‬دخلخخت مخخع أبخخي الحسخخن‬
‫عليه السلم الحمام‪ ،‬فلما خرج إلى المسلخ )‪ (5‬دعا بمجمخخرة فتجمخخر بخخه‪ ،‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬جمروا مرازما قال‪ :‬قلت‪ :‬من أراد يأخذ نصخخيبه يأخخخذ ؟ قخخال‪ :‬نعخخم )‪.(6‬‬
‫‪ - 20‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بخخن أحمخخد‪ ،‬عخخن علخخي بخخن الريخخان‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد ابن أبي خلف مولى أبي الحسن عليه السلم وكخخان اشخختراه وأبخخاه وامخخه‬
‫وأخاه فأعتقهم‪ ،‬واستكتب أحمد‪ ،‬وجعله قهرمانه‪ ،‬قخخال أحمخخد‪ :‬كخخن نسخخاء أبخخي‬
‫الحسن عليه السلم إذا تبخرن‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ 509‬والكلة فيه هي الحكة‪ (2) .‬نفس المصخخدر ج ‪ 6‬ص ‪.488‬‬
‫)‪ (3‬المصدر السابق ج ‪ 6‬ص ‪ (4) .489‬المصخخدر السخخابق ج ‪ 2‬ص ‪606‬‬
‫ذيل حديث‪ (5) .‬المسلخ‪ :‬في الحمام محل يعد لنزع الثيخخاب فيخخه مخخأخوذ مخخن‬
‫سلخ بمعنى نزع‪ (6) .‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪.518‬‬

‫]‪[112‬‬

‫أخذن نواة من نوى الصيحاني‪ ،‬ممسوحة مخخن التمخخر‪ ،‬منقخخاة التمخخر والقشخخارة‪ ،‬فألقينهخخا‬
‫على النار قبل البخور‪ ،‬فإذا دخنت النواة أدنى دخخخان‪ ،‬رميخخن النخخواة وتبخخخرن‬
‫من بعد وكن يقلن هو أعبق وأطيب للبخور‪ ،‬وكن يأمرن بذلك )‪ 21 .(1‬كخخا‪:‬‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي بخخن عطيخخة أنخخه رأى كتبخخا لبخخي‬
‫الحسن عليه السلم متربة )‪ 22 .(2‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬والعدة‪ ،‬عخخن الخخبرقي‬
‫جميعا‪ ،‬عن محمد بن خالد‪ ،‬عن خلف بن حماد‪ ،‬ورواه أحمد أيضا عن محمد‬
‫بن أسلم‪ ،‬عن خلخخف بخخن حمخخاد الكخخوفي قخخال‪ :‬تخخزوج بعخخض أصخخحابنا جاريخخة‬
‫معصرا لم تطمث فلما افتضخخها سخخال الخخدم فمكخخث سخخائل ل ينقطخخع نحخخوا مخخن‬
‫عشرة أيام قخخال‪ :‬فأروهخخا القوابخخل‪ ،‬ومخخن ظنخخوا أنخخه يبصخخر ذلخخك مخخن النسخخاء‪،‬‬
‫فاختلفن فقال بعض‪ :‬هذا من دم الحيض وقال بعض‪ :‬هو من دم العخخذرة )‪.(3‬‬
‫فسألوا عن ذلك فقهاءهم مثل أبي حنيفة وغيره من فقهائهم فقالوا‪ :‬هذا شئ قد‬
‫أشكل والصلة فريضخخة واجبخخة‪ ،‬فلتتوضخخأ ولتصخخل‪ ،‬وليمسخخك عنهخخا زوجهخخا‪،‬‬
‫حتى ترى البياض‪ ،‬فخخان كخخان دم الحيخخض لخخم تضخخرها الصخخلة‪ ،‬وإن كخخان دم‬
‫العذرة كانت قد أدت الفريضة‪ ،‬ففعلت الجارية ذلك‪ .‬وحججت في تلك السنة‪،‬‬
‫فلما صرنا بمنى بعثت إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم فقلخخت‪:‬‬
‫جعلت فداك إن لنا مسألة قد ضقنا بهخخا ذرعخخا فخخان رأيخخت أن تخخأذن لخخي فأتيخخك‬
‫فأسألك عنها فبعث إلي‪ :‬إذا هدأت الرجل‪ ،‬وانقطع الطريق‪ ،‬فأقبل إن شاء ال‬
‫قال خلف‪ :‬فرعيت الليل حتى إذا رأيت الناس قد قل اختلفهم بمنخخى تخخوجهت‬
‫إلى مضربه )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 6‬ص ‪ (2) .518‬المصدر السابق ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .673‬العذرة‪:‬‬
‫بالضخخم‪ ،‬البكخخارة‪ (4) .‬المضخخرب‪ :‬بكسخخر الميخخم‪ ،‬الخيمخخة العظيمخخة‪ ،‬جمخخع‬
‫مضارب‪.‬‬

‫]‪[113‬‬

‫فلما كنت قريبا إذا أنا بأسود قاعد على الطريق فقال‪ :‬مخخن الرجخخل ؟ فقلخخت‪ :‬رجخخل مخخن‬
‫الحاج فقال‪ :‬ما اسمك ؟ قلت‪ :‬خلف بن حماد فقال‪ :‬إدخل بغير إذن فقد أمرني‬
‫أن أقعد ههنا‪ ،‬فإذا أتيت أذنخخت لخخك‪ ،‬فخخدخلت فسخخلمت فخخرد علخخي السخخلم وهخخو‬
‫جالس على فراشه وحده‪ ،‬ما في الفسطاط غيره‪ ،‬فلما صرت بين يديه سخخألني‬
‫و سألته عن حاله‪ .‬فقلت له‪ :‬إن رجل من مواليخخك تخخزوج جاريخخة معصخخرا لخخم‬
‫تطمث‪ ،‬فلما افتضها فافترعها سخخال الخخدم‪ ،‬فمكخخث سخخائل ل ينقطخخع نحخخوا مخخن‬
‫عشرة أيام‪ ،‬وإن القوابخخل اختلفخخن فخخي ذلخخك فقخخال بعضخخهن‪ :‬دم الحيخخض وقخخال‬
‫بعضهن‪ :‬دم العذرة‪ ،‬فما ينبغي لها أن تصنع ؟ قال‪ :‬فلتتق ال‪ ،‬فخخان كخخان مخخن‬
‫دم الحيض فلتمسك عن الصلة حتى ترى الطهر‪ ،‬وليمسك عنهخا بعلهخا‪ ،‬وإن‬
‫كان من العذرة فلتتق ال ولتتوض ولتصل ويأتيها بعلها إن أحب ذلخك‪ ،‬فقلخت‬
‫له‪ :‬وكيف لهم أن يعلموا مما هي ؟ حتى يفعلوا ما ينبغي ؟ قال‪ :‬فخخالتفت يمينخخا‬
‫وشمال في الفسطاط مخافة أن يسمع كلمه أحخخد قخخال‪ :‬ثخخم نهخخد إلخخي فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫خلف سر ال‪ ،‬فل تذيعوه‪ ،‬ول تعلموا هذا الخلق أصول دين ال‪ ،‬بخخل ارضخخوا‬
‫لهم ما رضي ال لهم من ضلل قال‪ :‬ثم عقخخد بيخخده اليسخخرى تسخخعين ثخخم قخخال‪:‬‬
‫تستدخل القطنة ثم تدعها مليا ثم تخرجها إخراجا رفيقا فان كخخان الخخدم مطوقخخا‬
‫في القطنة فهو من العذرة‪ ،‬وإن كان مستنقعا في القطنة فهو من الحيض‪ .‬قال‬
‫خلف‪ :‬فاستخفني الفخخرح‪ ،‬فبكيخخت فلمخخا سخخكن بكخخائي فقخخال‪ :‬مخخا أبكخخاك ؟ قلخخت‪:‬‬
‫جعلت فداك من كان يحسن هذا غيرك قال‪ :‬فرفع يده إلى السماء وقخال‪ :‬والخ‬
‫إني ما اخبرك إل عن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه عخخن جبرئيخخل عخخن ال خ‬
‫عزوجل )‪ .(1‬بيان‪ :‬المعصر الجارية أول ما أدركت وحاضت‪ ،‬أو هي الخختي‬
‫قاربت الحيض قوله عليه السلم وهدأت الرجل أي بعد ما يسكن النخخاس عخخن‬
‫المشي والختلف‪ ،‬قوله‪ :‬ثم نهد إلي أي نهض‪ ،‬قوله‪ :‬ثخخم عقخخد بيخخده اليسخخرى‬
‫تسعين أي وضع رأس ظفر‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.92‬‬

‫]‪[114‬‬

‫مسبحة يسراه على المفصل السفل من إبهامها أي هكذا تدخل إبهامها لدخال القطنخخة‬
‫ولعل المراد أنه عليه السلم عقخخد عقخخدا لخخو كخخان بخخاليمنى لكخخان تسخخعين‪ ،‬وإل‬
‫فكلما في اليمنى موضوع للعشرات‪ ،‬ففي اليسرى موضوع للمخخآت‪ ،‬ويحتمخخل‬
‫أن يكون الراوي وهم في التعبير‪ ،‬أو يكون إشارة إلى اصخخطلح آخخخر سخخوى‬
‫ما هو المشهور‪ 23 .‬كا‪ :‬علي بن إبراهيم رفعه قال‪ :‬خرج أبو حنيفة من عنخخد‬
‫أبي عبد ال وأبو الحسن موسى عليهما السلم قائم وهخخو غلم‪ ،‬فقخخال لخخه أبخخو‬
‫حنيفخخة‪ :‬يخخا غلم أيخخن يضخخع الغريخخب ببلخخدكم ؟ فقخخال‪ :‬اجتنخخب أفنيخخة المسخخاجد‪،‬‬
‫وشطوط النهار‪ ،‬ومساقط الثمار ومنازل النزال‪ ،‬ول تسخختقبل القبلخخة بغخخائط‪،‬‬
‫ول بول‪ ،‬وارفع ثوبك‪ ،‬وضع حيث شئت )‪ 24 .(1‬كخخا‪ :‬الحسخخين بخخن محمخخد‪،‬‬
‫عن المعلى‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن عدة من أصحابنا أن أبا الحسن الول عليخخه‬
‫السلم كان إذا اهتم ترك النافلة )‪ 25 .(2‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الحسن بخخن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن هشام ابن الحكم في حديث بريخخه أنخخه لمخخا جخخاء معخخه‬
‫إلى أبي عبد ال فلقي أبا الحسن موسى بخخن جعفخخر عليهمخخا السخخلم فحكخخى لخخه‬
‫هشام الحكاية فلما فرغ قال أبو الحسن لبريه‪ :‬يا بريخخه كيخخف علمخخك بكتابخخك ؟‬
‫قال‪ :‬أنابه عالم ثم قال‪ :‬كيف ثقتك بتأويله ؟ قال‪ :‬ما أوثقني بعلمي فيخخه ! قخخال‪:‬‬
‫فابتدأ أبو الحسن يقرأ النجيل‪ ،‬فقال بريه‪ :‬إياك كنت أطلب منذ خمسخخين سخخنة‬
‫أو مثلك قال‪ :‬فقال‪ :‬فآمن بريه وحسن إيمانه‪ ،‬وآمنت المرأة التي كخخانت معخخه‪.‬‬
‫فدخل هشام وبريه والمرأة على أبي عبخخد الخ عليخخه السخخلم فحكخخى لخخه هشخخام‬
‫الكلم الذي جرى بين أبي الحسن موسى عليخخه السخخلم وبيخخن بريخخه فقخخال أبخخو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ " :‬ذرية بعضها من بعض وال سميع عليم " )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .16‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .454‬سخخورة آل عمخخران اليخخة‪:‬‬
‫‪.34‬‬
‫]‪[115‬‬

‫فقال بريه‪ :‬أنى لكخخم التخخوراة والنجيخخل وكتخخب النبيخخاء ؟ قخخال‪ :‬هخخي عنخخدنا وراثخخة مخخن‬
‫عندهم‪ ،‬نقرأها كمخا قرؤوهخخا ونقولهخا كمخا قخالوا‪ ،‬إن الخ ل يجعخخل حجخخة فخي‬
‫أرضه يسأل عن شئ فيقول لأدري )‪ 26 .(1‬كخا‪ :‬العخدة‪ ،‬عخن الخبرقي‪ ،‬عخن‬
‫سعدان‪ ،‬عن معتب قال‪ :‬كان أبو الحسخخن موسخخى عليخخه السخخلم فخخي حخخائط لخخه‬
‫يصخخرم )‪ (2‬فنظخرت إلخى غلم لخخه قخد أخخخذ كخارة مخخن تمخخر فرمخى بهخا وراء‬
‫الحائط‪ ،‬فأتيته فأخذته وذهبت به إليه فقلت له‪ :‬جعلت فخخداك إنخخي وجخخدت هخخذا‬
‫وهذه الكارة فقال للغلم‪ :‬فلن ! قال‪ :‬لبيك قخخال‪ :‬أتجخخوع ؟ قخخال‪ :‬ل يخخا سخخيدي‬
‫قال‪ :‬فتعرى ؟ قال‪ :‬ل يا سيدي قخخال‪ :‬فلي شخخئ أخخخذت هخخذه ؟ قخخال‪ :‬اشخختهيت‬
‫ذلك قال‪ :‬اذهب فهي لك وقال‪ :‬خلوا عنه )‪ 27 .(3‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن‬
‫الجاموراني‪ ،‬عن الحسن بن علي بخخن أبخخي حمخخزة‪ ،‬عخخن أبيخخه قخال‪ :‬رأيخخت أبخخا‬
‫الحسن عليه السلم يعمل في أرض له قد اسخختنقعت قخخدماه فخخي العخخرق فقلخخت‪:‬‬
‫جعلت فداك أين الرجال ؟ فقال‪ :‬يا علي قد عمل باليد من هخخو خيخخر منخخي فخخي‬
‫أرضه ومن أبي فقلت‪ :‬ومن هخو ؟ فقخخال‪ :‬رسخخول الخ صخخلى الخ عليخه وآلخخه‪،‬‬
‫وأمير المؤمنين عليه السلم‪ ،‬وآبائي كلهم كانوا قد عملوا بأيخخديهم‪ ،‬وهخخو مخخن‬
‫عمل النبيين والمرسخخلين والوصخخيآء والصخخالحين )‪ 28 .(4‬كخخا‪ :‬العخخدة‪ ،‬عخخن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحكم رفعه إلى أبي بصير قخال‪ :‬دخلخخت علخخى‬
‫أبي الحسن موسى عليه السلم في السنة التي قبض فيهخخا أبخخو عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم فقلت‪ :‬جعلت فداك مالك ذبحت كبشا ونحخخر فلن بدنخخة ؟ فقخخال‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫محمد إن نوحا عليه السلم كان في السفينة‪ ،‬وكان فيها مخخا شخخاء الخخ‪ ،‬وكخخانت‬
‫السفينة مأمورة فطاف بالبيت وهو طواف النسخاء‪ ،‬وخلخى سخبيلها نخوح عليخه‬
‫السلم فأوحى ال عزوجل‬

‫)‪ (1‬الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ 227‬وفخخي هخخامش المصخخدر بريهخخه‪ (2) .‬الصخخرم‪ :‬هخخو القطخخع‬
‫البائن‪ ،‬وصرم فلن النخل والشجر جزه‪ (3) .‬الكخخافي ج ‪ 2‬ص ‪(4) .108‬‬
‫نفس المصدر ج ‪ 5‬ص ‪.75‬‬

‫]‪[116‬‬

‫إلى الجبال إني واضع سفينة نوح عبدي على جبل منكن‪ ،‬فتطاولت وشمخت وتواضع‬
‫الجودي وهو جبل عندكم‪ ،‬فضربت السفينة بجؤجؤها )‪ (1‬الجبخخل قخخال‪ :‬فقخخال‬
‫نوح عند ذلك‪ :‬يا ماوي اتقن‪ ،‬وهو بالسريانية رب أصلح‪ ،‬قال‪ :‬فظننت أن أبا‬
‫الحسن عليه السلم عرض بنفسه )‪ - 29 .(2‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫أبي عمير‪ ،‬عن علي بن عطية‪ ،‬عن هشام ابن أحمر قال‪ :‬كنت أسير مع أبخخي‬
‫الحسن عليه السلم في بعض أطراف المدينة إذ ثنخخى رجلخخه عخخن دابتخخه فخخخر‬
‫ساجدا فأطال وأطال‪ ،‬ثم رفع رأسه وركب دابته فقلت‪ :‬جعلت فداك قد أطلت‬
‫السجود ؟ ! فقال‪ :‬إنني ذكرت نعمة أنعم ال بها علي فأحببت أن أشخخكر ربخخي‬
‫)‪ - 30 .(3‬كا‪ ،‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن حفص بخخن البخخختري‬
‫وغيره عن عيسى شلقان قال‪ :‬كنت قاعدا فمر أبو الحسن موسى عليه السلم‬
‫ومعه بهيمة قال‪ :‬فقلت‪ :‬يا غلم ما تخخرى مايصخخنع أبخخوك ؟ يأمرنخخا بالشخخئ ثخخم‬
‫ينهانا عنه‪ :‬أمرنا أن نتولى أبا الخطاب ثم أمرنا أن نلعنه ونتخخبرأ منخخه ؟ فقخخال‬
‫أبو الحسن عليه السلم وهخخو غلم‪ :‬إن الخ خلخخق خلقخخا لليمخخان ل زوال لخخه‪،‬‬
‫وخلخق خلقخا للكفخر ل زوال لخه‪ ،‬وخلخق خلقخا بيخن ذلخك أعخارهم الخ اليمخان‬
‫يسمون المعارين إذا شاء سلبهم‪ ،‬وكان أبو الخطاب ممن اعير اليمان‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فدخلت على أبي عبد ال عليخخه السخخلم فخخأخبرته مخخا قلخخت لبخخي الحسخخن عليخخه‬
‫السلم وما قال لي‪ ،‬فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬إنه نبعة نبخخوة )‪- 31 .(4‬‬
‫كا‪ :‬علي بن محمد‪ ،‬عن إسحاق بن محمد النخعي‪ ،‬عن محمد بن جمهور عخخن‬
‫فضالة‪ ،‬عن موسى بن بكر قخخال‪ :‬مخخا أحصخخى مخخا سخخمعت أبخخا الحسخخن موسخخى‬
‫صلوات ال عليه ينشد‪:‬‬

‫)‪ (1‬الجؤجؤ‪ :‬من الطائر والسفينة‪ ،‬الصدر‪ ،‬جمع جآجئ‪ (2) .‬الكخخافي ج ‪ 2‬ص ‪.124‬‬
‫)‪ (3‬نفس المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .98‬المصدر السابق ج ‪ 2‬ص ‪.418‬‬

‫]‪[117‬‬

‫فان يك يا أميم علي دين * فعمران بن موسى يستدين )‪ - 32 (1‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪،‬‬
‫وأحمد بن محمد جميعا‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن يخخونس بخخن يعقخخوب‪ ،‬عخخن عبخخد‬
‫الحميد بن سعيد قال‪ :‬بعث أبو الحسن عليخه السخلم غلمخا يشخختري لخخه بيضخا‬
‫فأخذ الغلم بيضة أو بيضتين فقامر بها فلما أتى به أكله فقال له مولى له‪ :‬إن‬
‫فيه من القمار قال‪ :‬فدعا بطشت فتقيا فقاءه )‪ - 33 .(2‬كا‪ :‬علي بن محمد بن‬
‫بندار‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال‪ ،‬عن محسن بن أحمد عن يونس بن يعقوب‪،‬‬
‫عن معتب قال‪ :‬كان أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم يأمرنخخا إذا أدركخخت الثمخخرة أن‬
‫نخرجها فنبيعها‪ ،‬ونشتري مع المسلمين يوما بيوم )‪ - 34 .(3‬نى‪ :‬أحمخخد بخخن‬
‫سليمان بن هوذة‪ ،‬عن النهاوندي‪ ،‬عن عبد ال بن حماد عن معاوية بن وهخخب‬
‫قال‪ :‬دخلت على أبي عبد الخ عليخخه السخخلم فرأيخخت أبخخا الحسخخن موسخخى عليخخه‬
‫السلم وله يومئذ ثلث سنين ومعه عناق من هذه المكية وهخو آخخذ بخطامهخا‬
‫وهو يقول لها‪ :‬اسجدي فل تفعل ذلك ثلث مخخرات فقخخال غلم لخخه صخخغير‪ :‬يخخا‬
‫سيدي قل لها‪ :‬تموت فقال موسى عليه السلم‪ :‬ويحك أنا احيي واميت ؟ ! ال‬
‫يحيي ويميت )‪ - 35 .(4‬مكخخا‪ :‬عخخن كتخخاب البصخخائر‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن جعفخخر‬
‫العاصمي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده قال‪ :‬حججت ومعي جماعة من أصحابنا فأتيت‬
‫المدينة‪ ،‬فقصدنا مكانا ننزله فاستقبلنا أبخخو الحسخخن موسخخى عليخخه السخخلم علخخى‬
‫حمار أخضر يتبعخه طعخام‪ ،‬ونزلنخا بيخن النخخل وجخاء ونخزل واتخي بالطسخت‬
‫والماء والشنان‪ ،‬فبدأ بغسل يديه‪ ،‬وادير الطست عن يمينه حتى بلخخغ آخرنخخا‪،‬‬
‫ثم اعيد إلى من على يساره حتى أتى إلى آخرنا‪ ،‬ثم قدم الطعام‪ ،‬فبخخدأ بالملخخح‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬كلوا بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬ثخخم ثنخخى بالخخخل ثخخم اتخخي بكتخخف مشخخوي‬
‫فقال‪ :‬كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعام كان‬

‫)‪ (1‬المصدر السابق ج ‪ 5‬ص ‪ (2) .94‬الكافي ج ‪ 5‬ص ‪ (3) .123‬نفس المصدر ج‬
‫‪ 5‬ص ‪ (4) .166‬غيبة النعماني ص ‪.179‬‬

‫]‪[118‬‬

‫يعجب رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‪ .‬ثخخم اتخخي بالخخخل والزيخخت فقخخال‪ :‬كلخخوا بسخخم الخ‬
‫الرحمن الرحيخم فخان هخذا طعخام كخان يعجخب فاطمخة عليهخا السخلم‪ ،‬ثخم اتخي‬
‫بسكباج )‪ (1‬فقال‪ :‬كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فهذا طعام كخخان يعجخخب أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم‪ .‬ثم اتخخي بلحخخم مقلخخو فيخخه باذنجخخان فقخال‪ :‬كلخخوا بسخخم الخ‬
‫الرحمن الرحيم فان هذا الطعام كان يعجب الحسن بن علي عليخخه السخخلم‪ .‬ثخخم‬
‫اتي بلبن حامض قد ثرد فيه فقال‪ :‬كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعام‬
‫كان يعجب الحسين بن علي عليه السلم ثم اتي بجبن مخخبزر )‪ (2‬فقخخال‪ :‬كلخخوا‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم فان هذا طعخخام كخخان يعجخخب محمخخد بخخن علخخي عليهمخخا‬
‫السلم ثم أتي بتور )‪ (3‬فيه بيض كالعجة )‪ (4‬فقخخال‪ :‬كلخخوا بسخخم الخ الرحمخخن‬
‫الرحيم فان هذا طعام كان يعجب أبي جعفرا عليه السلم ثم اتي بحلواء فقال‪:‬‬
‫كلوا بسم ال الرحمن الرحيم فخان هخذا طعخام كخان يعجبنخخي‪ ،‬ورفعخخت المخخائدة‬
‫فذهب أحدنا ليلقط ماكان تحتها فقال عليه السلم‪ :‬إنما ذلك في المنازل تحخخت‬
‫السقوف‪ ،‬فأمخخا فخخي مثخخل هخخذا الموضخخع فهخخو لعافيخخة الطيخخر والبهخخائم‪ .‬ثخخم اتخخي‬
‫بخخالخلل )‪ (5‬فقخخال‪ :‬مخخن حخخق الخلل أن تخخدير لسخخانك فخخي فمخخك‪ ،‬فمخا أجابخخك‬
‫ابتلعته وما امتنع ثم بالخلل تخرجه فتلفظخخه‪ ،‬واتخخي بالطسخخت والمخخاء فابتخخدئ‬
‫بأول من على يساره حتى انتهى إليه فغسل ثم غسل من على يمينه حتى أتخخى‬
‫على آخرهم ثم قال‪ :‬يا عاصم كيف أنتم فخخي التواصخخل والتبخخار ؟ فقخخال‪ :‬علخخى‬
‫أفضل ماكان عليه أحد فقال‪ :‬أيأتي أحدكم عند الضيقة منزل أخيخخه فل يجخخده‪،‬‬
‫فيأمر بإخراج كيسه فيخرج‬

‫)‪ (1‬السكباج‪ :‬بكسر السين‪ ،‬طعام معروف‪ ،‬يصنع من خل وزعفران ولحم‪ (2 ) .‬جبن‬
‫مخخبزر‪ :‬أي مطيخخب بالبخخازير‪ ،‬وهخخى التوابخخل الخختي تجعخخل فخخي الطعخخام‪(3) .‬‬
‫التور‪ :‬بفتح التاء‪ ،‬اناء صخغير‪ (4) .‬العجخة‪ :‬بضخم العيخن‪ ،‬طعخام مخن بيخض‬
‫ودقيق وسمن أو زيت‪ (5) .‬الخلل‪ :‬والخللخخة‪ ،‬بكسخخر الخخخاء‪ ،‬مخخا تخلخخل بخخه‬
‫السنان‪.‬‬
‫]‪[119‬‬

‫فيفض ختمه فيأخذ من ذلك حخاجته‪ ،‬فل ينكخر عليخه ؟ ! قخال‪ :‬ل‪ ،‬قخال‪ :‬لسختم علخى مخا‬
‫احب من التواصل والضيقة والفقخخر )‪ - 36 .(1‬يخخن‪ :‬إبراهيخخم بخخن أبخخي البلد‬
‫قال‪ :‬قال لي أبو الحسن عليه السلم‪ :‬إني أستغفر ال في كل يوم خمسة آلف‬
‫مرة )‪ - 37 .(2‬ب‪ :‬محمد بن الحسين‪ ،‬عن أحمد بخخن الحسخخن الميثمخخي‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن أبي العرندس قال‪ :‬رأيت أبا الحسن عليه السلم بمنى وعليه نقبخخة‬
‫ورداء وهو متكئ على جواليق )‪ (3‬سود متكئ على يمينه‪ ،‬فأتخخاه غلم أسخخود‬
‫بصحفة )‪ (4‬فيها رطب فجعل يتناول بيساره فيأكل وهو متكخخئ علخخى يمينخخه‪،‬‬
‫فحدثت بهخخذا الحخخديث رجل مخخن أصخخحابنا قخخال‪ :‬فقخخال لخخي‪ :‬أنخخت رأيتخخه يأكخخل‬
‫بيساره ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم قال‪ :‬أما وال لحدثني سليمان بخن خالخد أنخه سخخمع أبخا‬
‫عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬صاحب هذا المر كلتا يديه يمين )‪ .(5‬بيان‪ :‬النقبة‬
‫بالضخخم ثخخوب كخخالزار تجعخخل لخخه حجخخزة مطيفخخة مخخن غيخخر نيفخخق كخخذا ذكخخره‬
‫الفيروزآبخخادي )‪ (6‬والحجخخزة هخخي الخختي تجعخخل فيهخخا التكخخة ونيفخخق السخخراويل‬
‫الموضع المتسع منها‪ - 38 .‬ب‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسين بن موسخخى بخخن‬
‫جعفر‪ ،‬عن امه قالت‪ :‬كنخخت أغمخخز قخخدم أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم وهخخو نخخائم‬
‫مستقبل في السطح فقام مبادرا يجر إزاره‬

‫)‪ (1‬مكارم الخلق ص ‪ 165‬بتفاوت‪ (2) .‬كتاب الزهد للحسين بن سخخعيد الهخخوازي‬
‫باب التوبة والستغفار " مخطوط بمكتبتى الخاصة "‪ (3) .‬الجواليق‪ :‬جمخخع‬
‫جوالق وجوالخخق‪ ،‬وهخخو العخخدل مخخن صخخوف أو شخخعر‪ ،‬والكلمخخة معربخخة‪(4) .‬‬
‫الصحفة‪ :‬بفتح الصاد‪ ،‬قصعة كبيرة منبسطة تشبع الخمسة‪ ،‬جمخخع صخخحاف‪.‬‬
‫)‪ (5‬قرب السناد ص ‪ (6) .173‬القاموس ج ‪ 1‬ص ‪.133‬‬

‫]‪[120‬‬

‫مسرعا‪ ،‬فتبعته فإذا غلمان له يكلمان جاريتين لخخه‪ ،‬وبينهمخخا حخخائط ل يصخخلن إليهمخخا‬
‫فتسمع عليهما ثم التفت إلي فقخال‪ :‬مختى جئت ههنخا ؟ فقلخت‪ :‬حيخث قمخت مخن‬
‫نومك مسرعا فزعت فتبعتك قال‪ :‬لم تسمعي الكلم ؟ قلخخت‪ :‬بلخخى فلمخخا أصخخبح‬
‫بعث الغلمين إلى بلد‪ ،‬وبعث بالجاريتين إلى بلخخد آخخخر‪ ،‬فبخخاعهم )‪- 39 .(1‬‬
‫يج‪ :‬روي أن المهدي أمر بحفر بئر بقرب قبر العبادي‪ ،‬لعطش الحخخاج هنخخاك‬
‫فحفرا أكثر من مائة قامة فبينما هم يحفرون إذ خرقوا خرقا فخخإذا تحتخخه هخخواء‬
‫ل يدرى قعره‪ ،‬وهو مظلخخم‪ ،‬وللريخخح فيخخه دوي‪ ،‬فخخأدخلوا رجليخخن فلمخخا خرجخخا‬
‫تغيرت ألوانهمخا فقخال‪ :‬رأينخا هخخواءا ورأينخخا بيوتخخا قائمخخة‪ ،‬ورجخال‪ ،‬ونسخخاءا‪،‬‬
‫وإبل‪ ،‬وبقرأ وغنما‪ ،‬كلما مسسنا شيئا منها رأيناه هبخخاءا‪ ،‬فسخخألنا الفقهخخاء عخخن‬
‫ذلك فلم يدر أحد ما هو‪ ،‬فقخخدم أبخخو الحسخخن موسخخى علخخى المهخخدي فسخخأله عنخخه‬
‫فقال‪ :‬اولئك أصحاب الحقاف هم بقيخخة مخخن قخخوم عخخاد‪ ،‬سخخاخت بهخخم منخخازلهم‬
‫وذكر على مثل قول الرجلين )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .190‬الخرائج والجرائح ص ‪.253‬‬

‫]‪[121‬‬

‫‪) * .6‬باب( * * " )مناظراته عليه السلم مع خلفاء الجور‪ ،‬وما جرى( " * * )بينخخه‬
‫وبينهم‪ ،‬وفيه بعض أحوال علي بن يقطيخخن( * ‪ - 1‬ختخخص‪ :‬ابخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن محمد ابن إسخخماعيل العلخخوي قخال‪:‬‬
‫حدثني محمد بن الزبرقان الدامغاني قال‪ :‬قال أبخخو الحسخخن موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫عليهما السلم‪ :‬لما أمر هارون الرشيد بحملي‪ ،‬دخلت عليخخه فسخخلمت فلخخم يخخرد‬
‫السلم ورأيته مغضبا‪ ،‬فرمى إلي بطومار فقال‪ :‬اقرأه فإذا فيه كلم‪ ،‬قخخد علخخم‬
‫ال عزوجل براءتي منه‪ ،‬وفيه إن موسى بن جعفر يجبى إليخخه خخخراج الفخخاق‬
‫من غلة الشيعة ممن يقول بامامته‪ ،‬يدينون ال بذلك‪ ،‬ويزعمخخون أنخخه فخخرض‬
‫عليهم إلى أن يرث ال الرض ومن عليها‪ ،‬ويزعمون أنه من لم يخخذهب إليخخه‬
‫بالعشر ولم يصل بامامتهم‪ ،‬ولم يحج باذنهم‪ ،‬ويجاهد بأمرهم‪ ،‬ويحمل الغنيمة‬
‫إليهم‪ ،‬ويفضل الئمة على جميخخع الخلخق‪ ،‬ويفخرض طخخاعتهم مثخل طاعخخة الخ‬
‫وطاعة رسوله‪ ،‬فهو كافر حلل ماله‪ ،‬ودمه‪ .‬وفيه كلم شخخناعة‪ ،‬مثخخل المتعخخة‬
‫بل شخخهود‪ ،‬واسخختحلل الفخخروج بخخأمره‪ ،‬ولخخو بخخدرهم‪ ،‬والخخبراءة مخخن السخخلف‪،‬‬
‫ويلعنون عليهم في صلتهم‪ ،‬ويزعمون أن من لم يتبرأ منهم فقد بانت امرأتخخه‬
‫منخخه‪ ،‬ومخخن أخخخر الخخوقت فل صخخلة لخخه لقخخول الخ تبخخارك وتعخخالى " أضخخاعوا‬
‫الصلة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا " )‪ (1‬يزعمون أنه واد في جهنخخم‬
‫والكتاب طويل وأنا قائم أقخخرأ وهخخو سخخاكت‪ ،‬فرفخخع رأسخخه وقخخال‪ :‬اكتفيخخت بمخخا‬
‫قرأت فكلم بحجتك بما قرأته‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة مريم الية‪.59 :‬‬

‫]‪[122‬‬

‫قلت‪ :‬يا أمير المؤمنين والذي بعث محمدا صلى ال عليه وآله بالنبوة ما حمل إلي أحد‬
‫درهما ول دينارا من طريق الخراج لكنا معاشر آل أبخخي طخخالب نقبخخل الهديخخة‬
‫التي أحلها ال عزوجل لنبيه صلى ال عليه وآله في قوله‪ :‬لو اهدي لي كراع‬
‫لقبلت‪ ،‬ولو دعيت إلى ذراع لجبت‪ ،‬وقد علم أمير المؤمنين ضخخيق مخخا نحخخن‬
‫فيه‪ ،‬وكثرة عدونا‪ ،‬وما منعنا السلف من الخمس الخخذي نطخخق لنخخا بخخه الكتخخاب‪،‬‬
‫فضاق بنا المر‪ ،‬وحرمت علينا الصدقة وعوضنا ال عزوجل عنها الخمخخس‬
‫واضطررنا إلى قبخول الهديخخة وكخخل ذلخخك ممخا علمخخه أميخخر المخخؤمنين فلمخا تخخم‬
‫كلمي سكت‪ .‬ثم قلت‪ :‬إن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لبن عمخخه فخخي حخخديث‬
‫عن آبائه‪ ،‬عن النبي صلى ال عليه وآلخخه فكخخأنه اغتنمهخخا‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخأذون لخخك‪،‬‬
‫هاته ! فقلت‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن جدي يرفعه إلى النبي صلى ال عليه وآلخخه‪ :‬أن‬
‫الرحخخم إذا مسخخت رحمخخا تحركخخت واضخخطربت فخخان رأيخخت أن تنخخاولني يخخدك‪،‬‬
‫فأشار بيده إلي‪ .‬ثم قال‪ :‬ادن‪ ،‬فخدنوت فصخافحني وجخخذبني إلخى نفسخه مليخخا ثخم‬
‫فارقني وقد دمعت عيناه فقال لي‪ :‬اجلس يا موسى‪ ،‬فليس عليك بأس‪ ،‬صدقت‬
‫وصدق جدك وصدق النبي صلى ال عليه وآله لقد تحرك دمي‪ ،‬واضخخطربت‬
‫عروقي وأعلم أنك لحمي ودمي وأن الذي حدثتني به صحيح‪ ،‬وإني اريخخد أن‬
‫أسألك عن مسألة فان أجبتني‪ ،‬أعلم أنك صدقتني خليت عنك‪ ،‬ووصلتك‪ ،‬ولخخم‬
‫اصدق ما قيل فيك‪ ،‬فقلت‪ :‬ما كان علمه عندي أجبتك فيه‪ .‬فقال‪ :‬لخخم ل تنهخخون‬
‫شيعتكم عن قولهم لكم يا ابن رسخخول الخ وأنتخخم ولخخد علخخي وفاطمخخة إنمخخا هخخي‬
‫وعاء‪ ،‬والولد ينسب إلى الب ل إلى الم ؟ فقلت‪ :‬إن رأى أمير المخخؤمنين أن‬
‫يعفيني من هذه المسألة فعل ؟ فقال‪ :‬لست أفعل أو أجبت فقلت‪ :‬فأنا في أمانك‬
‫أن ل يصيبني من آفة السلطان شئ ؟ فقال‪ :‬لك المخخان قلخخت‪ :‬أعخخوذ بخخال مخخن‬
‫الشيطان الرجيم بسم ال الرحمن الرحيخخم " ووهبنخخا لخخه إسخخحاق ويعقخخوب كل‬
‫هخخدينا ونوحخخا هخخدينا مخخن قبخخل ومخخن ذريتخخه داود وسخخليمان وأيخخوب ويوسخخف‬
‫وموسى وهرون‬

‫]‪[123‬‬

‫وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى‪ ،‬وعيسى " )‪ (1‬فمن أبو عيسى ؟ فقال‪ :‬ليخخس‬
‫له أب إنما خلق من كلم ال عزوجل وروح القدس فقلت‪ :‬إنما الحخخق عيسخخى‬
‫بذراري النبياء من قبل مريم‪ ،‬والحقنا بذراري النبياء من قبل فاطمة ل من‬
‫قبل علي عليه السلم فقال‪ :‬أحسنت أحسنت يا موسى زدني من مثلخخه‪ .‬فقلخخت‪:‬‬
‫اجتمعت المة برها وفاجرها أن حديث النجراني حين دعاه النبي صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله إلى المباهلة لم يكن في الكسخخاء إل النخخبي وعلخخي وفاطمخخة والحسخخن‬
‫والحسين عليهم السلم فقال ال تبارك وتعالى " فمن حاجك فيخخه مخن بعخد مخخا‬
‫جاءك من العلم فقل تعخالوا نخدع أبناءنخا وأبنخاءكم ونسخاءنا ونسخاءكم وأنفسخنا‬
‫وأنفسكم " )‪ (2‬فكان تأويل أبناءنا الحسن والحسين‪ ،‬ونساءنا فاطمة‪ ،‬وأنفسخخنا‬
‫علي بن أبي طالب فقال‪ :‬أحسنت‪ .‬ثم قال‪ :‬أخبرني عن قولكم‪ :‬ليخخس للعخخم مخخع‬
‫ولد الصلب ميراث‪ ،‬فقلت‪ :‬أسألك يا أمير المؤمنين بحخخق ال خ وبحخخق رسخخوله‬
‫صلى ال عليه وآله أن تعفيني من تأويل هذه الية وكشفها‪ ،‬وهي عند العلماء‬
‫مستورة فقال‪ :‬إنك قد ضمنت لي أن تجيب فيما أسخخألك ولسخخت أعفيخخك فقلخخت‪:‬‬
‫فجدد لي المان فقال‪ :‬قد أمنتك فقلت‪ :‬إن النبي صلى ال عليه وآله لم يخخورث‬
‫من قدر على الهجرة فلخم يهخخاجر‪ ،‬وإن عمخي العبخاس قخدر علخى الهجخرة فلخم‬
‫يهاجر‪ ،‬وإنما كان في عدد السارى عند النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه‪ ،‬وجحخخد‬
‫أن يكون له الفداء فأنزل ال تبارك وتعالى على النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫يخبره بخخدفين لخخه مخخن ذهخخب‪ ،‬فبعخخث عليخخا عليخخه السخخلم فخخأخرجه مخخن عنخخد ام‬
‫الفضل‪ ،‬وأخبر العباس بما أخبره جبرئيل عن ال تبارك وتعخخالى فخخأذن لعلخخي‬
‫وأعطاه علمة الذي دفن فيه‪ ،‬فقال العباس عند ذلخك‪ :‬يخا ابخن أخخي مخا فخاتني‬
‫منك أكثر‪ ،‬وأشهد أنك رسول رب العالمين‪ .‬فلمخخا أحضخخر علخخي الخخذهب فقخخال‬
‫العباس‪ :‬أفقرتني يا ابن أخي فأنزل ال تبارك‬

‫)‪ (1‬سورة النعام الية‪ (2) .85 - 84 :‬سورة آل عمران الية‪(*) .61 :‬‬

‫]‪[124‬‬

‫وتعالى‪ " :‬إن يعلم ال في قلوبكم خيرا يؤتكم خيخخرا ممخخا اخخخذ منكخخم ويغفخخر لكخخم " )‪(1‬‬
‫وقوله‪ " :‬والذين آمنوا ولم يهاجروا مالكم من وليتهم من شئ حتى يهخخاجروا‬
‫" )‪ (2‬ثم قال‪ " :‬وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصخخر " )‪ (3‬فرأيتخخه قخخد‬
‫اغتم‪ .‬ثم قال‪ :‬أخبرني من أين قلتم إن النسان يخخدخله الفسخخاد مخخن قبخخل النسخخاء‬
‫لحال الخمس الذي لم يدفع إلى أهله‪ ،‬فقلت‪ :‬اخبرك يا أميخخر المخخؤمنين بشخخرط‬
‫أن ل تكشف هذا الباب لحد مادمت حيا‪ ،‬وعن قريب يفرق ال بينا وبين من‬
‫ظلمنا‪ ،‬وهذه مسألة لم يسألها أحدا من السلطين غير أمير المؤمنين قال‪ :‬ول‬
‫تيم ول عدي ول بنو امية ول أحد من آبائنا ؟ قلخخت‪ :‬مخخا سخخئلت ول سخخئل أبخخو‬
‫عبد ال جعفر ابن محمد عنها قال‪ :‬فإن بلغني عنك أو عن أحد من أهل بيتخخك‬
‫كشف ما أخبرتني به رجعت عما آمنتك فقلت‪ :‬لك على ذلك‪ .‬فقال‪ :‬أحببت أن‬
‫تكتب لي كلما موجزا له اصول وفروع‪ ،‬يفهم تفسيره و يكون ذلك سخخماعك‬
‫من أبي عبد ال عليه السلم فقلت‪ :‬نعم وعلى عينخخي يخخا أميخخر المخخؤمنين قخخال‪:‬‬
‫فإذا فرغت فارفع حوائجك‪ ،‬وقام‪ ،‬ووكل بي من يحفظني‪ ،‬وبعث إلي في كخخل‬
‫يوم بمائة سرية فكتبت‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم امخخور الخخدنيا أمخخران‪ :‬أمخخر ل‬
‫اختلف فيخخه‪ ،‬وهخخو إجمخخاع المخخة علخخى الضخخرورة الخختي يضخخطرون إليهخخا‬
‫والخبار المجتمع عليها المعروض عليها شبهة‪ ،‬والمستنبط منها كل حادثخخة‪،‬‬
‫وأمر يحتمل الشك والنكار‪ ،‬وسبيل استنصاح أهلخخه الحجخخة عليخخه‪ ،‬فمخخا ثبخخت‬
‫لمنتحليه من كتاب مستجمع على تأويله‪ ،‬أو سخنة عخن النخبي صخلى الخ عليخه‬
‫وآله ل اختلف فيها‪ ،‬أو قياس تعرف العقول عدله‪ ،‬ضاق على من استوضح‬
‫تلك الحجة ردها‪ ،‬ووجب عليه قبولها‪ ،‬والقرار والديانخخة بهخخا‪ ،‬ومخخا لخخم يثبخخت‬
‫لمنتحليه به حجة من كتاب مستجمع على تأويله‪ ،‬أو سنة عن النبي صلى ال خ‬
‫عليه وآله ل اختلف‬

‫)‪ (1‬سورة النفال الية‪ (2) .70 :‬سورة النفال الية‪ (3) .72 :‬سورة النفال الية‪:‬‬
‫‪.72‬‬
‫]‪[125‬‬

‫فيها‪ ،‬أو قياس تعرف العقول عدله‪ ،‬وسع خاص المة وعامها الشك فيه‪ ،‬والنكار له‪،‬‬
‫كذلك‪ ،‬هذان المران من أمر التوحيد فما دونه‪ ،‬إلى أرش الخخخدش فمخخا دونخخه‬
‫فهذا المعروض الذي يعرض عليه أمر الدين فما ثبت لك برهخخانه اصخخطفيته‪،‬‬
‫وما غمض عنك ضوؤه نفيته‪ ،‬ول قخخوة إل بخخال وحسخخبنا الخخ‪ ،‬ونعخخم الوكيخخل‪.‬‬
‫فأخبرت الموكل بي أني قد فرغخخت مخخن حخخاجته‪ ،‬فخخأخبره فخخخرج‪ ،‬وعرضخخت‬
‫عليه فقال‪ :‬أحسنت هو كلم موجز جامع‪ ،‬فارفع حوائجك يا موسى فقلت‪ :‬يخخا‬
‫أمير المؤمنين أول حاجتي إليك أن تأذن لي في النصراف إلى أهلخخي‪ ،‬فخخاني‬
‫تركتهم باكين آيسين من أن يروني أبدا فقال‪ :‬مأذون لك‪ ،‬ازدد ؟ فقلخخت‪ :‬يبقخخي‬
‫ال أمير المؤمنين لنا معاشر بني عمه فقال‪ :‬ازدد ؟ فقلت‪ :‬علي عيخخال كخخثير‪،‬‬
‫وأعيننا بعد ال ممدودة إلى فضل أمير المؤمنين وعادته‪ ،‬فأمر لي بمائة ألخخف‬
‫درهم‪ ،‬وكسوة‪ ،‬وحملني وردني إلى أهلي مكرما )‪ .(1‬بيان‪ :‬قخخد أثبتنخخا شخخرح‬
‫أجزاء الخبر في المحال المناسبة لها‪ ،‬وقد مر بتغيير فخخي كتخخاب الحتجخخاج )‬
‫‪ (2‬ورواه فخخي كتخخاب السخختدراك أيضخخا عخخن هخخارون بخخن موسخخى التلعكخخبري‬
‫باسناده إلى علي بن أبي حمزة عنه عليه السلم باختصار وأدنى تغيير‪ ،‬وأما‬
‫عدم ذكر الجواب عن الفسخاد مخخن قبخل النسخخاء للعهخد الخذي جخرى بينخخه عليخخه‬
‫السلم وبين الرشيد وسيأتي ما يظهر منه الجواب فخخي كتخخاب الخمخخس إنشخخاء‬
‫ال تعالى في الستدراك أنه أجاب عليه السلم أنه من جهخة الخمخس‪ - 2 .‬ن‪:‬‬
‫أبو أحمد هاني بن محمد بن محمود العبدي رضي ال عنه عخخن أبيخخه باسخخناده‬
‫رفعه إلى موسى بن جعفر عليهما السلم قال‪ :‬لما ادخلت على الرشيد سلمت‬
‫عليه فرد علخي السخلم ثخم قخال‪ :‬يخا موسخخى بخن جعفخر خليفخختين يجخبى إليهمخا‬
‫الخراج ؟ ! فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين اعيذك بال أن تبوء باثمي وإثمك‪ ،‬وتقبخخل‬
‫الباطل من أعدائنا علينا‪ ،‬فقد‬

‫)‪ (1‬الختصاص ص ‪ 54‬وقد روى الحديث الحسن بن شعبة في كتخخابه تحخخف العقخخول‬
‫ص ‪ 426‬بتفاوت‪ (2) .‬الحتجاج ص ‪ 211‬بتفاوت‪.‬‬

‫]‪[126‬‬

‫علمت أنه قد كذب علينا منذ قبض رسول ال صلى ال عليه وآله بما علم ذلك عنخخدك‪،‬‬
‫فان رأيت بقرابتك من رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه أن تخخأذن لخخي احخخدثك‬
‫بحديث أخبرني به أبي عن آبائه عن جدي رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه ؟‬
‫فقال‪ :‬قد أذنت لك‪ .‬فقلت‪ :‬أخبرني أبي عن آبائه عن جخخدي رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬إن الرحم إذا مست الرحم تحركخخت واضخخطربت‪ ،‬فنخخاولني‬
‫يدك جعلني ال فداك فقال‪ :‬ادن فدنوت منه‪ ،‬فأخذ بيدي‪ ،‬ثم جذبني إلخخى نفسخخه‬
‫وعانقني طويل‪ ،‬ثم تركني وقال‪ :‬اجلس يا موسى فليس عليك بأس‪ ،‬فنظخخرت‬
‫إليه فإذا أنه قد دمعت عيناه‪ ،‬فرجعت إلى نفسي فقال‪ :‬صخخدقت وصخخدق جخخدك‬
‫صلى ال عليه وآله لقد تحرك دمي‪ ،‬واضطربت عروقخخي حخختى غلبخخت علخخي‬
‫الرقة وفاضت عيناي‪ ،‬وأنا اريد أن أسألك عن أشياء تتلجلج في صدري منخخذ‬
‫حين‪ ،‬لم أسأل عنها أحدا فان أنت أجبتني عنهخخا خليخت عنخخك‪ ،‬ولخخم أقبخخل قخول‬
‫أحد فيك‪ ،‬وقد بلغني أنك لم تكخخذب قخخط فاصخخدقني عمخخا أسخخألك ممخخا فخخي قلخخبي‬
‫فقلت‪ :‬ماكان علمه عندي فإني مخبرك به إن أنت آمنتنخخي ؟ قخخال‪ :‬لخخك المخخان‬
‫إن صدقتني وتركت التقية التي تعرفون بها معشر بني فاطمخخة‪ ،‬فقلخخت ليسخخأل‬
‫أمير المؤمنين عما شاء ؟‪ .‬قخخال‪ :‬أخخخبرني لخخم فضخخلتم علينخخا ونحخخن وأنتخخم مخخن‬
‫شجرة واحدة وبنو عبد المطلب ونحن وأنتم واحد‪ ،‬إنا بنو العبخخاس وأنتخخم ولخخد‬
‫أبي طالب‪ ،‬وهما عما رسول ال صلى ال عليه وآله وقرابتهما منه سخخواء ؟‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬نحن أقرب قال‪ :‬وكيف ذلك ؟ قلت‪ :‬لن عبد ال وأبخخا طخخالب لب وام‪،‬‬
‫وأبوكم العباس ليس هو من ام عبد ال‪ ،‬ول من ام أبي طالب قال‪ :‬فلم ادعيتخخم‬
‫أنكم ورثتم النبي صلى ال عليه وآله ؟ والعم يحجب ابن العم‪ ،‬وقبض رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وقد توفي أبو طالب قبله‪ ،‬والعباس عمه حي ؟‪ .‬فقلخخت‬
‫له‪ :‬إن رأى أمير المؤمنين أن يعفيني من هذه المسألة ويسألني عخن كخل بخاب‬
‫سواه يريده فقال‪ :‬ل أو تجيب فقلت‪ :‬فآمني ؟ قال‪ :‬قد آمنتك قبل الكلم فقلخخت‪:‬‬
‫إن في قول علي بن أبي طالب عليه السلم إذ ليس مع ولد الصلب ذكرا كخان‬
‫أو انخخثى لحخخد سخخهم إل للبخخوين والخخزوج والزجخخة‪ ،‬ولخخم يثبخخت للعخخم مخخع ولخخد‬
‫الصلب‬

‫]‪[127‬‬

‫ميراث‪ ،‬ولم ينطق به الكتاب‪ ،‬إل أن تيما وعديا وبني امية قالوا‪ :‬العم والخخد رأيخخا منهخخم‬
‫بل حقيقة‪ ،‬ول أثر عن النبي صلى ال عليه وآله‪ .‬ومن قال بقخخول علخخي عليخخه‬
‫السلم من العلماء قضاياهم خلف قضايا هؤلء‪ ،‬هخذا نخوح بخن دراج يقخول‪:‬‬
‫في هذه المسألة بقول علي عليه السلم وقد حكم به‪ ،‬وقد وله أمير المخخؤمنين‬
‫المصرين الكوفة والبصرة‪ ،‬وقد قضخخى بخخه فخانهي إلخخى أميخخر المخخؤمنين فخأمر‬
‫باحضاره وإحضار من يقخخول بخلف قخخوله منهخخم سخخفيان الثخخوري‪ ،‬وإبراهيخخم‬
‫المدني والفضيل بخخن عيخخاض فشخخهدوا أنخخه قخخول علخخي عليخخه السخخلم فخخي هخخذه‬
‫المسألة فقال لهم ‪ -‬فيما أبلغني بعض العلماء من أهل الحجاز‪ :‬فلم ل تفتون به‬
‫وقد قضى بخخه نخخوح بخخن دراج ؟ فقخخالوا جسخخر نخخوح وجبنخخا وقخخد أمضخخى أميخخر‬
‫المؤمنين قضيته بقول قدماء العامة عن النبي صلى الخ عليخه وآلخه أنخه قخال‪:‬‬
‫علي أقضاكم‪ ،‬وكذلك قال عمر بن الخطخخاب علخخي أقضخخانا‪ ،‬وهخخو اسخخم جخخامع‬
‫لن جميخخع مخخا مخخدح بخخه النخخبي صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه أصخخحابه مخخن القخخراءة‬
‫والفرائض والعلم داخل في القضاء‪ .‬قال‪ :‬زدنخخي يخخا موسخخى‪ ،‬قلخخت‪ :‬المجخخالس‬
‫بالمانات وخاصة مجلسك ؟ فقال‪ :‬ل بأس عليك فقلخخت‪ :‬إن النخخبي صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله لم يورث من لم يهاجر‪ ،‬ول أثبت له وليخخة حخختى يهخخاجر فقخخال‪ :‬مخخا‬
‫حجتك فيه ؟ قلت‪ :‬قول ال تبارك وتعالى‪ " :‬والذين آمنوا ولم يهاجروا مخخالكم‬
‫من وليتهم من شئ حتى يهاجروا " )‪ (1‬وإن عمي العباس لم يهخخاجر‪ ،‬فقخخال‬
‫لي‪ :‬أسألك يا موسى هل أفتيت بذلك أحدا من أعخخدائنا ؟ أم أخخخبرت أحخخدا مخخن‬
‫الفقهاء في هخخذه المسخخألة بشخخئ ؟ فقلخخت‪ :‬اللهخخم ل‪ ،‬ومخخا سخخألني عنهخخا إل أميخخر‬
‫المؤمنين‪ .‬ثم قال‪ :‬لم جخخوزتم للعامخخة والخاصخخة أن ينسخخبوكم إلخخى رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله و يقولون لكم‪ :‬يا بني رسول الخخ‪ ،‬وأنتخخم بنخخو علخخي وإنمخخا‬
‫ينسب المرء إلى أبيه وفاطمة إنما هخي وعخاء‪ ،‬والنخبي صخلى الخ عليخه وآلخه‬
‫جدكم من قبل امكم ؟ فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين لو أن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه ؟ فقال‪ :‬سبحان ال‬

‫)‪ (1‬سورة النفال الية‪.72 :‬‬

‫]‪[128‬‬

‫ولم لاجيبه ؟ ! بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك‪ ،‬فقلت‪ :‬لكنه عليخخه السخخلم‬
‫ل يخطب إلي ول ازوجخخه فقخال‪ :‬ولخخم ؟ فقلخخت‪ :‬لنخخه ولخدني ولخم يلخدك فقخال‪:‬‬
‫أحسنت يا موسى‪ .‬ثم قال‪ :‬كيف قلتم إنا ذرية النخخبي‪ ،‬والنخخبي عليخخه السخخلم لخخم‬
‫يعقب ؟ وإنما العقب للذكر ل للنثى‪ ،‬وأنتم ولد البنة‪ ،‬ول يكون لهخخا عقخخب ؟‬
‫فقلت‪ :‬أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيخخه إل مخخا أعفيتنخخي عخخن هخخذه المسخخألة‬
‫فقال‪ :‬ل أو تخبرني بحجتكم فيه يا ولد علي‪ ،‬وأنت يا موسى يعسوبهم‪ ،‬وإمام‬
‫زمانهم‪ ،‬كذا انهي إلي‪ ،‬ولست أعفيك في كل ما أسألك عنه‪ ،‬حتى تخخأتيني فيخخه‬
‫بحجة من كتاب ال‪ ،‬فأنتم تدعون معشر ولد علي أنه ل يسقط عنكم منه شخخئ‬
‫ألف ول واو‪ ،‬إل وتأويله عندكم‪ ،‬واحتججتم بقوله عزوجل‪ " ،‬ما فرطنخخا فخخي‬
‫الكتاب من شئ " )‪ (1‬وقد استغنيتم عن رأي العلماء وقياسهم فقلت‪ :‬تأذن لي‬
‫في الجخخواب ؟ قخال‪ :‬هخخات فقلخخت‪ :‬أعخخوذ بخخال مخخن الشخخيطان الرجيخخم بسخخم الخ‬
‫الرحمخخن الرحيخخم " ومخخن ذريتخخه داود وسخخليمان وأيخخوب ويوسخخف و موسخخى‬
‫وهارون وكذلك نجزي المحسخخنين وزكريخخا ويحيخخى وعيسخخى " )‪ (2‬مخخن أبخخو‬
‫عيسى يا أمير المؤمنين ؟ فقال‪ :‬ليس لعيسى أب فقلت‪ :‬إنمخخا ألحقنخخاه بخخذراري‬
‫النبياء عليهم السلم من طريق مريم عليها السخخلم‪ ،‬وكخخذلك الحقنخخا بخخذراري‬
‫النبي صلى ال عليه وآله من قبل امنا فاطمة عليهخخا السخخلم‪ .‬أزيخخدك يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين ؟ قال‪ :‬هات‪ ،‬قلت‪ :‬قول ال عزوجل " فمن حاجك فيخخه مخخن بعخخد مخخا‬
‫جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنخخا وأبنخخاءكم ونسخخاءنا و نسخخاءكم وأنفسخخنا‬
‫وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة ال على الكاذبين " )‪ (3‬ولم يدع أحد أنه أدخخخل‬
‫النبي صلى ال عليه وآله تحت الكساء عند مباهلة النصارى إل علي بن أبخخي‬
‫طالب وفاطمة‪ ،‬والحسن‪ ،‬والحسين عليهم السلم فكان تأويخخل قخخوله عزوجخخل‬
‫أبناءنا الحسن والحسين‬
‫)‪ (1‬سورة النعام الية‪ (2) .38 :‬سورة النعخخام اليخخة‪ (3) .84 :‬سخخورة آل عمخخران‬
‫الية‪.61 :‬‬

‫]‪[129‬‬

‫ونساءنا فاطمة‪ ،‬وأنفسنا علي بن أبي طالب‪ ،‬إن العلماء قخخد أجمعخخوا علخخى أن جبرئيخخل‬
‫قال يوم احد‪ :‬يا محمد إن هذه لهي المواساة من علي قال‪ :‬لنه مني وأنخخا منخخه‬
‫فقال جبرئيل‪ :‬وأنا منكما يارسول ال ثم قال‪ :‬ل سخخيف إل ذو الفقخخار ول فخختى‬
‫إل علي‪ ،‬فكان كما مدح ال عزوجل به خليلخخه عليخخه السخخلم إذ يقخخول‪ " :‬فخختى‬
‫يذكرهم يقال له إبراهيم " )‪ (1‬إنا معشر بني عمك نفتخر بقخخول جبرئيخخل إنخخه‬
‫منا‪ .‬فقال‪ :‬أحسنت يا موسى‪ ،‬ارفع إلينا حوائجك فقلت له‪ :‬أول حاجة أن تأذن‬
‫لبن عمك أن يرجع إلى حرم جده عليه السخخلم وإلخخى عيخخاله فقخخال‪ :‬ننظخخر إن‬
‫شاء ال‪ .‬فروي أنه أنزله عند السندي بن شاهك فزعخخم أنخخه تخخوفي عنخخده والخ‬
‫أعلم )‪ - 3 .(2‬ج‪ :‬مرسخخل مثلخخه إلخخى قخخوله ننظخخر إن شخخاء الخ )‪ - 4 .(3‬ن‪:‬‬
‫الوراق والمكتخب‪ ،‬والهمخداني‪ ،‬وابخن تاتانخة‪ ،‬وأحمخد بخن علخي ابخن إبراهيخم‪،‬‬
‫وماجيلويه‪ ،‬وابن المتوكل رضي ال عنهم جميعا‪ ،‬عن علي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫عثمان بن عيسى‪ ،‬عن سفيان بن نزار قخخال‪ :‬كنخخت يومخخا علخخى رأس المخخأمون‬
‫فقال‪ :‬أتدرون من علمني التشيع ؟ فقال القخخوم جميعخخا‪ :‬ل وال خ مخخا نعلخخم قخخال‪:‬‬
‫علمنيه الرشيد قيل له‪ :‬وكيف ذلك ؟ والرشيد كان يقتل أهل هذا البيت ؟ قخخال‪:‬‬
‫كان يقتلهم على الملك‪ ،‬لن الملك عقيم‪ ،‬ولقد حججت معخخه سخخنة‪ ،‬فلمخخا صخخار‬
‫إلى المدينة تقدم إلى حجابه وقال‪ :‬ل يدخلن علي رجل من أهل المدينة ومكخخة‬
‫من أبناء المهاجرين والنصخار وبنخي هاشخم وسخائر بطخون قريخش إل نسخب‬
‫نفسه‪ ،‬فكان الرجل إذا دخل عليه قال‪ :‬أنا فلن بن فلن حتى ينتهي إلخخى جخخده‬
‫من هاشمي أو قرشي أو مهخخاجري أو أنصخخاري‪ ،‬فيصخخله مخخن المخخائة بخمسخخة‬
‫آلف درهم وما دونها إلى مائتي دينار‪ ،‬على قدر شرفه‪ ،‬وهجرة آبائه‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة النبياء الية‪ (2) .60 :‬عيون أخبار الرضا عليه السخخلم ج ‪ 1‬ص ‪) .81‬‬
‫‪ (3‬الحتجاج ص ‪.211‬‬

‫]‪[130‬‬

‫فأنا ذات يوم واقف إذ دخل الفضل بن الربيع فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين على الباب رجخخل‬
‫زعم أنه موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبيطخخالب‬
‫عليهم السلم فأقبل علينا ونحن قيام على رأسخخه‪ ،‬والميخخن والمخخؤتمن وسخخائر‬
‫القواد فقال‪ :‬احفظوا على أنفسكم‪ ،‬ثم قخخال لذنخخه ائذن لخخه‪ ،‬ول ينخخزل إل علخخى‬
‫بساطي‪ .‬فأنا كذلك إذ دخل شيخ مسخد قد أنهكته العبخخادة‪ ،‬كخخأنه شخخن بخخال‪ ،‬قخخد‬
‫كلم )‪ (1‬السجود وجهه وأنفه‪ ،‬فلما رأى الرشيد رمى بنفسخخه عخخن حمخخار كخخان‬
‫راكبه فصاح الرشيد‪ :‬ل وال إل علخخى بسخخاطي فمنعخخه الحجخخاب مخخن الترجخخل‬
‫ونظرنا إليه بأجمعنا بالجلل والعظام‪ ،‬فمخخا زال يسخخير علخخى حمخخاره حخختى‬
‫سار إلى البسخخاط‪ ،‬و الحجخخاب والقخخواد محخخدقون بخخه‪ ،‬فنخخزل فقخام إليخخه الرشخخيد‬
‫واستقبله إلى آخر البساط وقبل وجهه‪ ،‬وعينيه‪ ،‬وأخخخذ بيخخده حخختى صخخيره فخخي‬
‫صدر المجلس‪ ،‬وأجلسه معه فيه‪ ،‬و جعل يحدثه ويقبل بوجهه عليخخه‪ ،‬ويسخخأله‬
‫عن أحواله‪ .‬ثم قال‪ :‬يا أبا الحسن ما عليك مخخن العيخخال ؟ فقخخال‪ :‬يزيخخدون علخخى‬
‫الخمسمائة قال‪ :‬أولد كلهم ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬أكثرهم موالي وحشخم‪ ،‬فأمخا الولخد فلخي‬
‫نيف وثلثخخون الخخذكران منهخخم كخخذا‪ ،‬والنسخخوان منهخخم كخخذا‪ ،‬قخخال‪ :‬فلخخم لتخخزوج‬
‫النسوان من بني عمومتهن وأكفائهن ؟ قخال‪ :‬اليخد تقصخر عخن ذلخك قخال‪ :‬فمخا‬
‫حال الضيعة ؟ قال‪ :‬تعطي في وقت وتمنع في آخر‪ ،‬قخال‪ :‬فهخخل عليخك ديخن ؟‬
‫قال‪ :‬نعم قال‪ :‬كم ؟ قال‪ :‬نحو من عشرة آلف دينار‪ .‬فقال الرشيد‪ :‬يا ابخخن عخخم‬
‫أنا اعطيك من المال ما تزوج به الذكران والنسوان وتعمر الضياع فقخخال لخخه‪:‬‬
‫وصلتك رحم يا ابن عخم‪ ،‬وشخخكر الخ لخخك هخخذه النيخة الجميلخة والرحخم ماسخة‪،‬‬
‫والقرابة واشجة‪ ،‬والنسب واحد‪ ،‬والعباس عم النبي صخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ ،‬و‬
‫صنو أبيه‪ ،‬وعم علي بن أبي طالب عليه السلم وصنو أبيه‪ ،‬ومخخا أبعخخدك الخ‬
‫من أن تفعل ذلك وقد بسط يدك‪ ،‬وأكرم عنصرك‪ ،‬وأعلى محتدك فقال‪ :‬أفعخخل‬
‫ذلك يا أبا الحسن وكرامة‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكلم‪ :‬مصدر الجرح‪ ،‬جمع كلوم وكلم‪.‬‬

‫]‪[131‬‬

‫فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين إن ال عزوجل قد فخخرض علخخى ولة عهخخده‪ ،‬أن ينعشخخوا فقخخراء‬
‫المة‪ ،‬ويقضوا عن الغارمين‪ ،‬ويؤدوا عن المثقل‪ ،‬ويكسوا العاري ويحسخخنوا‬
‫إلى العاني‪ ،‬وأنت أولى من يفعل ذلك فقال‪ :‬أفعل يا أبا الحسخن‪ ،‬ثخم قخام‪ ،‬فقخام‬
‫الرشيد لقيامه‪ ،‬وقبل عينيه ووجهه‪ ،‬ثخم أقبخل علخي وعلخى الميخن و المخؤتمن‬
‫فقال‪ :‬يا عبد ال ويا محمد ويا إبراهيم بين يدي عمكم وسيدكم‪ ،‬خذوا بركابه‪،‬‬
‫وسووا عليه ثيابه‪ ،‬وشيعوه إلى منزله‪ ،‬فأقبخخل أبخخو الحسخخن موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫عليهما السلم سرا بينخخي وبينخخه فبشخخرني بالخلفخخة وقخخال لخخي‪ :‬إذا ملكخخت هخخذا‬
‫المر فأحسن إلى ولدي‪ ،‬ثم انصرفنا‪ ،‬وكنت أجخخرأ ولخخد أبخخي عليخخه‪ .‬فلمخخا خل‬
‫المجلس قلت‪ :‬يا أمير المخخؤمنين مخخن هخخذا الرجخخل الخخذي قخخد عظمتخخه وأجللتخخه‪،‬‬
‫وقمت من مجلسك إليه فاستقبلته‪ ،‬وأقعدته في صدر المجلس‪ ،‬وجلسخخت دونخخه‬
‫ثم أمرتنا بأخذ الركاب لخخه ؟ قخخال‪ :‬هخخذا إمخخام النخخاس‪ ،‬وحجخخة الخ علخخى خلقخخه‪،‬‬
‫وخليفته على عباده فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين أو ليست هخخذه الصخخفات كلهخخا لخخك‬
‫وفيك ؟ ! فقال‪ :‬أنا إمخخام الجماعخخة فخخي الظخخاهر بالغلبخخة والقهخخر‪ ،‬وموسخخى بخخن‬
‫جعفر إمام حق‪ ،‬وال يا بني إنه لحق بمقام رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫مني‪ ،‬ومن الخلق جميعا‪ ،‬ووالخ لخخو نخخازعتني هخخذا المخخر لخخخذت الخخذي فيخخه‬
‫عيناك‪ ،‬فان الملك عقيم‪ .‬فلما أراد الرحيل مخخن المدينخة إلخى مكخة أمخر بصخخرة‬
‫سوداء‪ ،‬فيها مائتا دينار ثم أقبل على الفضل بن الربيع فقخخال لخخه‪ :‬اذهخخب بهخخذه‬
‫إلى موسى بخخن جعفخخر وقخخل لخخه‪ :‬يقخخول لخخك أميخخر المخخؤمنين‪ :‬نحخخن فخخي ضخخيقة‬
‫وسيأتيك برنا بعد هذا الوقت‪ .‬فقمت في صدره فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين تعطي‬
‫أبناء المهاجرين والنصار و سائر قريش‪ ،‬وبني هاشم‪ ،‬ومن ليعرف حسخخبه‬
‫ونسبه خمسة آلف دينار إلى ما دونها وتعطي موسى بن جعفر وقد أعظمتخخه‬
‫وأجللته مائتي دينار ؟ ! أخس عطية أعطيتها أحدا من الناس ؟ فقخخال‪ :‬اسخخكت‬
‫ل ام لك‪ ،‬فإني لو أعطيت هذا ما ضمنته له‪ ،‬ماكنت آمنه وكتب المخوت علخى‬
‫جميع خلقه‪ ،‬وجعلهم اسوة فيه‪ ،‬عدل منه عليهم عزيزا‪ ،‬وقدرة منه عليهم‪ ،‬ل‬
‫مدفع لحد منهم‪ ،‬ول محيص له عنه‪ ،‬حتى يجمع ال تبارك و‬

‫]‪[132‬‬

‫تعالى بذلك إلى دار البقاء خلقه‪ ،‬ويرث به أرضه ومن عليهخخا‪ ،‬وإليخخه يرجعخخون‪ .‬بلغنخخا‬
‫أطال ال بقاك ماكان من قضاء ال الغخخالب فخخي وفخخاة أميخخر المخخؤمنين موسخخى‬
‫صلوات ال عليه‪ ،‬ورحمته‪ ،‬ومغفرته‪ ،‬ورضوانه‪ ،‬وإنا ل وإنا إليه راجعخخون‬
‫إعظاما لمصيبته‪ ،‬وإجلل لرزئه وفقده‪ .‬ثم إنا ل وإنا إليخخه راجعخخون‪ ،‬صخخبرا‬
‫لمخخر الخ عزوجخخل‪ ،‬وتسخخليما لقضخخائه‪ ،‬ثخخم إنخخا لخ وإنخخا إليخخه راجعخخون لشخخدة‬
‫مصيبتك علينا خاصة‪ ،‬وبلوغها من حر قلوبنا‪ ،‬ونشوز أنفسنا‪ ،‬نسخخأل ال خ أن‬
‫يصلي على أمير المؤمنين وأن يرحمه‪ ،‬ويلحقه بنخبيه صخلى الخ عليخه وآلخه‪،‬‬
‫ويصالح سلفه‪ ،‬وأن يجعل ما نقله إليه خيرا مما أخرجخخه منخخه‪ .‬ونسخخأل الخ أن‬
‫يعظم أجرك أمتع الخ بخخك‪ ،‬وأن يحسخخن عقبخخاك‪ ،‬وأن يعوضخخك مخخن المصخخيبة‬
‫بأمير المؤمنين أفضل ما وعخخد الصخخابرين‪ ،‬مخخن صخخلواته ورحمتخخه وهخخداه‪ ،‬و‬
‫نسأل ال أن يربط على قلبك‪ ،‬ويحسن عزاك وسخخلوتك‪ ،‬والخلخخف عليخخك‪ ،‬ول‬
‫يريك بعده مكروها في نفسك‪ ،‬ول في شئ من نعمتخخه‪ .‬وأسخخأل ال خ أن يهنيخخك‬
‫خلفة أمير المؤمنين أمتع ال به‪ ،‬وأطخخال بقخخاه‪ ،‬ومخخد فخخي عمخخره‪ ،‬وأنسخخأ فخخي‬
‫أجله‪ ،‬وأن يسوغكما بأتم النعمخخة‪ ،‬وأفضخخل الكرامخخة‪ ،‬وأطخخول العمخخر وأحسخخن‬
‫الكفاية‪ ،‬وأن يمتعك وإيانا خاصة‪ ،‬والمسلمين عامة بأمير المؤمنين حتى نبلغ‬
‫به أفضل المل فيه لنفسه ومنك أطال الخ بقخاه ومنخخا لخه‪ .‬أن يضخرب وجهخخي‬
‫غدا بمائة ألف سيف من شيعته ومواليه‪ ،‬وفقر هذا وأهل بيته أسلم لخخي ولكخخم‪،‬‬
‫من بسط أيديهم وأعينهم )‪ .(1‬فلما نظر إلخخى ذلخخك مخخخارق المغنخخي دخلخخه فخخي‬
‫ذلك غيظ‪ ،‬فقام إلى الرشيد فقال‪ :‬يا أمير المخخؤمنين قخخد دخلخخت المدينخخة وأكخخثر‬
‫أهلها يطلبون مني شيئا‪ ،‬وإن خرجت ولم أقسم فيهم شيئا لم يتبين لهم تفضخخل‬
‫أمير المؤمنين علي‪ ،‬ومنزلتي عنده‪ ،‬فأمر له بعشرة آلف دينار فقخخال لخخه‪ :‬يخخا‬
‫أمير المؤمنين هذا لهل المدينة‪ ،‬وعلي دين أحتاج أن‬
‫)‪ (1‬الظاهر ان الصحيح " وغناهم " بدل و " اعينهخخم " كمخخا يخخدل الخخخبر الخخخر قبخخل‬
‫البيان ال ان الموجود في النسخ الموجودة " واعينهم " عن هامش مطبوعة‬
‫الكمباني‪.‬‬

‫]‪[133‬‬

‫أقضيه فأمر له بعشرة آلف دينار اخرى‪ .‬فقال لخخه‪ :‬يخخا أميخر المخؤمنين بنخخاتي اريخد أن‬
‫أزوجهن وأنا محتاج إلى جهازهن فأمر له بعشرة آلف دينار اخرى فقال له‪:‬‬
‫يا أميخخر المخخؤمنين لبخخد مخخن غلخخة تعطينيهخخا تخخرد علخخي وعلخخى عيخخالي وبنخخاتي‬
‫وأزواجهن القوت‪ ،‬فأمر له بأقطاع ما يبلغ غلته في السنة عشرة آلف دينار‪،‬‬
‫وأمر أن يعجل ذلك له من ساعته‪ .‬ثم قام مخارق من فوره وقصد موسى بخخن‬
‫جعفر عليه السلم وقال له‪ :‬قد وقفت على مخا عاملخخك بخخه هخذا الملعخخون‪ ،‬ومخا‬
‫أمر لك به‪ ،‬وقد احتلت عليخخه لخخك‪ ،‬وأخخخذت منخه صخلت ثلثيخن ألخف دينخار‪،‬‬
‫وأقطاعا تغل في السنة عشرة آلف دينار‪ ،‬ول وال يا سخخيدي مخخا أحتخخاج إلخخى‬
‫شئ من ذلك‪ ،‬وما أخذته إل لخك‪ ،‬وأنخا أشخهد لخك بهخذه القطخاع‪ ،‬وقخد حملخت‬
‫المال إليك‪ .‬فقال‪ :‬بارك ال لك في مالخخك‪ ،‬وأحسخخن جخخزاك مخخاكنت لخخخذ منخخه‬
‫درهما واحدا ول من هذه القطاع شيئا‪ ،‬وقد قبلت صخخلتك وبخخرك‪ ،‬فانصخخرف‬
‫راشدا‪ ،‬ول تراجعني فخخي ذلخخك‪ ،‬فقبخخل يخخده وانصخخرف )‪ - 5 .(1‬ج‪ :‬روي أن‬
‫المأمون قال لقومه‪ :‬أتدرون من علمني التشيع إلخخى قخخوله أسخخلم لخي ولكخم مخن‬
‫بسط أيديهم وإغنائهم )‪ .(2‬بيان‪ :‬قخال الفيخروز آبخخادي )‪ (3‬الملخخك عقيخخم أي ل‬
‫ينفع فيه نسب لنه يقتل في طلبه الب والخ والعم والولد وقال الجخخوهري )‬
‫‪ (4‬أصخخبح فلن مسخخخدا إذا أصخخبح مصخخفرا ثقيل مورمخخا قخخوله عليخخه السخخلم‬
‫وصلتك رحم أي صخخارت الرحخخم سخخببا لصخخلتك لنخخا‪ ،‬أو دعخاء لخخه بخأن تصخخله‬
‫الرحم وتعينه وتجزيه بما رعخخى لهخخا والخيخخر أظهخخر‪ ،‬والواشخخجة المشخختبكة‪،‬‬
‫والمحتد الصل‪ ،‬ونعشه أي رفعه‪ ،‬والعاني السير‪.‬‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .88‬الحتجاج ص ‪ (3) .213‬القاموس‬
‫ج ‪ 4‬ص ‪ (4) .152‬الصحاح ج ‪ 1‬ص ‪.482‬‬

‫]‪[134‬‬

‫‪ 6‬لى )‪ (1‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الريخخان بخخن شخخبيب قخال‪ :‬سخخمعت المخخأمون‬
‫يقول‪ :‬مازلت احب أهل البيت عليهم السلم واظهر للرشيد بغضهم تقربا إليه‬
‫فلما حج الرشيد وكنت أنا ومحمد )‪ (2‬والقاسم )‪ (3‬معخخه‪ ،‬فلمخخا كخخان بالمدينخخة‬
‫استأذن عليه الناس فكان آخر من أذن له موسى بن جعفر عليه السلم فخخدخل‬
‫فلما نظر إليه الرشيد تحرك‪ ،‬ومد بصره وعنقه إليه حخختى دخخخل الخخبيت الخخذي‬
‫كان فيه‪ .‬فلما قرب منه جثا )‪ (4‬الرشيد على ركبخختيه وعخخانقه‪ ،‬ثخخم أقبخخل عليخخه‬
‫فقال له‪ :‬كيف أنت يا أبا الحسن ؟ كيف عيالك وعيال أبيك ؟ كيخخف أنتخخم ؟ مخخا‬
‫حالكم ؟ فما زال يسأله عن هذا‪ ،‬وأبو الحسن عليه السلم يقخخول‪ :‬خيخخر خيخخر‪،‬‬
‫فلما قام أراد الرشيد أن ينهخض فأقسخم عليخه أبخو الحسخن عليخه السخلم فقعخد‪،‬‬
‫وعانقه‪ ،‬وسلم عليه وودعه‪ ،‬قال المأمون‪ :‬وكنت أجخخرأ ولخخد أبخخي عليخخه‪ .‬فلمخخا‬
‫خرج أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلم قلت لبخخي‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين‬
‫لقد رأيتك عملت بهذا الرجل شيئا ما رأيتك فعلته بأحد من أبناء المهاجرين و‬
‫النصار‪ ،‬ول ببني هاشم‪ ،‬فمن هخخذا الرجخل ؟ فقخال‪ :‬يخخا بنخي هخخذا وارث علخم‬
‫النبيين هذا موسى بن جعفر بخن محمخخد‪ ،‬إن أردت العلخم الصخخحيح فعنخخد هخذا‪،‬‬
‫قال المأمون‪ :‬فحينئذ انغرس في قلبي حبهم )‪ - 7 .(5‬ب‪ :‬محمد بخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عن بعض من ذكره أنه كتب أبو الحسن موسى عليه السلم إلى الخيزران ام‬
‫أمير المؤمنين يعزيها بموسى ابنه‪ ،‬ويهنيها بهارون ابنها‪ :‬بسخخم ال خ الرحمخخن‬
‫الرحيم للخيزران ام أمير المؤمنين من موسى بن جعفر بخخن محمخخد بخخن علخخي‬
‫بن الحسين أما بعد أصلحك ال‪ ،‬وأمتع بك‪ ،‬وأكرمك‪ ،‬وحفظخخك‪ ،‬وأتخخم النعمخخة‬
‫والعافية في الدنيا والخرة لك برحمته‪.‬‬

‫)‪ (1‬امخخالي الصخخدوق ص ‪ (2) .375‬هخخو المعخخروف بخخالمين وامخخه زبيخخدة‪ (3) .‬هخخو‬
‫المعروف بالمؤتمن ثالث اولد الرشيد‪ (4) .‬جثا‪ :‬جلس على ركبخختيه‪ ،‬وأقخخام‬
‫على أطراف أصابعه فهو جاث‪ (5) .‬عيون أخبخخار الرضخخا " ع " ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 93‬وفيه " محبتهم " مكان " حبهم "‪.‬‬

‫]‪[135‬‬

‫ثم إن المور أطال ال بقاءك كلها بيد الخ عزوجخخل يمضخخيها‪ ،‬ويقخخدرها بقخخدرته فيهخخا‪،‬‬
‫والسلطان عليها توكل بحفظ ماضيها‪ ،‬وتمام باقيها‪ ،‬فل مقدم لمخخا أخخخر منهخخا‪،‬‬
‫ول مؤخر لما قدم‪ ،‬استأثر بالبقاء‪ ،‬وخلخخق خلقخخه للفنخخاء‪ ،‬أسخخكنهم دنيخخا سخخريعا‬
‫زوالها‪ ،‬قليل بقاؤها‪ ،‬وجعل لهم مرجعا إلى دار ل زوال لها ول فناء لم يكخخن‬
‫أطال ال بقاك أحد من أهلي‪ ،‬وقومك وخاصتك وحرمتك كان أشد لمصخخيبتك‬
‫إعظاما‪ ،‬وبها حزنا ولك بالجر عليها دعاءا وبالنعمة التي أحدث ال خ لميخخر‬
‫المؤمنين أطال ال بقاه دعاءا بتمامها‪ ،‬ودوامها‪ ،‬وبقائها‪ ،‬ودفع المكخخروه فيهخخا‬
‫مني‪ ،‬والحمخخد لخ لمخخا جعلنخخي الخ عليخخه بمعرفخختي بفضخخلك‪ ،‬والنعمخخة عليخخك‪،‬‬
‫وبشكري بلءك‪ ،‬وعظيم رجائي لك أمتع ال بك‪ ،‬وأحسن جخخزاك‪ ،‬إن رأيخخت‬
‫أطال ال بقاك أن تكتبي إلخي بخخبرك فخي خاصخة نفسخك‪ ،‬وحخال جزيخخل هخذه‬
‫المصيبة‪ ،‬وسلوتك عنها فعلت‪ ،‬فإني بذلك مهتم وإلى مخخا جخخاءني مخخن خخخبرك‬
‫وحالك فيه متطلع‪ ،‬أتم ال لك أفضل ما عخودك مخن نعمتخه‪ ،‬واصخطنع عنخدك‬
‫من كرامته‪ ،‬والسلم عليك ورحمة ال وبركخخاته‪ ،‬وكتخخب يخخوم الخميخخس لسخخبع‬
‫ليال خلون من شهر ربيع الخر سنة سبعين ومخخائة )‪ .(1‬توضخخيح‪ :‬المحيخخص‬
‫المهرب‪ ،‬والرزء المصيبة‪ ،‬وقوله ونشوز أنفسا معطخخوف علخخى بلوغهخخا مخخن‬
‫حر قلوبنا‪ ،‬يقال‪ :‬نشزت المرأة نشوزا أي استصعبت علخخى بعلهخخا و أنغصخخته‬
‫قوله عليه السلم‪ :‬أن يسوغكما بأتم النعمة الباء للتعدية‪ ،‬يقخخال سخخاغ الشخخراب‬
‫يسوغ سوغا أي سهل مدخله في الحلق وسغته أنا أسوغه وأسيغه يتعخخدى ول‬
‫يتعدى‪ .‬أقول‪ :‬انظر إلى شدة التقية في زمانه عليه السلم حخختى أحخخوجته إلخخى‬
‫أن يكتب مثل هذا الكتاب لموت كافر ل يؤمن بيوم الحسخخاب‪ ،‬فهخخذا يفتخخح لخخك‬
‫من التقية كل باب‪ - 8 .‬ج‪ :‬قيل‪ :‬لما دخل هارون الرشيد المدينة توجه لزيارة‬
‫النبي صلى ال عليه وآله ومعه الناس فتقدم إلخخى قخخبر النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله فقال‪ :‬السلم عليك يا ابن عم‪ ،‬مفتخرا بذلك على غيره فتقدم أبخخو الحسخخن‬
‫موسى بن جعفر الكاظم عليه السلم إلى القبر فقال‪ :‬السلم عليك‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪.171‬‬

‫]‪[136‬‬

‫يارسول ال‪ ،‬السلم عليك يا أبة‪ ،‬فتغير وجه الرشيد‪ ،‬وتبين الغيظ فيه )‪ - 9 .(1‬مخخل‪:‬‬
‫الكليني العخخدة مخخن أصخخحابه‪ ،‬عخخن سخخهل‪ ،‬عخخن علخخي بخخن حسخخان‪ ،‬عخخن بعخخض‬
‫أصخخحابنا‪ ،‬قخخال‪ :‬حضخخرت أبخخا الحسخخن الول وهخخارون الخليفخخة‪ ،‬وعيسخخى بخخن‬
‫جعفر‪ ،‬وجعفر بن يحيى‪ ،‬بالمدينة‪ ،‬وقد جاؤا إلى قخخبر النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله فقال هارون لبي الحسن عليه السخلم‪ :‬تقخدم فخأبى‪ ،‬فتقخدم هخارون فسخلم‬
‫وقام ناحية‪ ،‬فقال عيسى ابن جعفر لبي الحسن عليه السلم‪ :‬تقدم فأبى‪ ،‬فتقدم‬
‫عيسى فسلم ووقف مع هارون فقال جعفخخر لبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم‪ :‬تقخخدم‬
‫فأبى‪ ،‬فتقدم جعفر فسلم ووقخخف مخخع هخخارون وتقخخدم أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫فقال‪ :‬السلم عليك يا أبه أسأل ال الذي اصطفاك واجتباك و هداك وهدى بك‬
‫أن يصلي عليك‪ ،‬فقال هارون لعيسى‪ :‬سمعت ما قال ؟ قال‪ :‬نعم قال هارون‪:‬‬
‫أشهد أنه أبوه حقا )‪ - 10 .(2‬من كتاب حقوق المؤمنين‪ :‬لبي علي بن طاهر‬
‫قال‪ :‬استأذن علخخي ابخخن يقطيخخن مخخولي الكخخاظم عليخخه السخخلم فخخي تخخرك عمخخل‬
‫السلطان فلم يأذن له وقال‪ :‬ل تفعخل فخإن لنخا بخك انسخا‪ ،‬ولخوانخك بخك عخزا‪،‬‬
‫وعسى أن يجبر ال بك كسرا‪ ،‬ويكسر بخخك نخخائرة المخخخالفين عخخن أوليخخائه‪ ،‬يخخا‬
‫علي كفارة أعمالكم الحسخخان إلخخى إخخخوانكم اضخخمن لخخي واحخخدة وأضخخمن لخخك‬
‫ثلثا‪ ،‬اضمن لخخي أن لتلقخخى أحخخدا مخن أوليائنخا إل قضخخيت حخاجته وأكرمتخخه‪،‬‬
‫وأضمن لك أن ل يظلك سقف سجن أبدا ول ينالك حد سخيف أبخدا‪ ،‬ول يخدخل‬
‫الفقر بيتك أبدا‪ ،‬يا علي من سر مؤمنا فبال بدأ وبالنبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫ثنى وبنا ثلث‪ - 11 .‬يج‪ :‬روي أن علي بن يقطين كتب إلى موسى بخخن جعفخخر‬
‫عليه السلم اختلف في المسح على الرجلين‪ ،‬فخإن رأيخت أن تكتخب مخا يكخون‬
‫عملي عليه فعلت‪ ،‬فكتب أبخو الحسخن‪ :‬الخذي آمخرك بخه أن تتمضخمض ثلثخا‪،‬‬
‫وتستنشق ثلثا‪ ،‬وتغسل وجهك ثلثا وتخلل شعر لحيتك ثلثخخا‪ .‬وتغسخخل يخخديك‬
‫ثلثا‪ ،‬وتمسح ظاهر اذنيك وباطنهما‬

‫)‪ (1‬الحتجاج ص ‪ (2) .214‬كامل الزيارات باب ‪ 3‬ص ‪.18‬‬

‫]‪[137‬‬

‫وتغسل رجليك ثلثخخا‪ ،‬ول تخخخالف ذلخخك إلخخى غيخخره‪ .‬فامتثخخل أمخخره وعمخخل عليخخه‪ .‬فقخخال‬
‫الرشيد‪ :‬احب أن أستبرئ أمخخر علخخي بخخن يقطيخخن فخخانهم يقولخخون إنخخه رافضخخي‬
‫والرافضة يخففون في الوضوء‪ ،‬فناطه بشئ من الشغل في الخخدار حخختى دخخل‬
‫وقت الصخخلة‪ ،‬ووقخخف الرشخخيد وراء حخخائط الحجخخرة‪ ،‬بحيخخث يخخرى علخخي بخخن‬
‫يقطين ول يراه هو‪ ،‬وقد بعث إليه بالمآء للوضوء فتوضأ كمخا أمخخره موسخخى‪،‬‬
‫فقام الرشيد وقال‪ :‬كذب من زعم أنك رافضي‪ ،‬فخخورد علخخى علخخي بخخن يقطيخخن‬
‫كتاب موسى بن جعفخخر‪ :‬توضخخأ مخخن الن كمخخا أمخخر الخخ‪ ،‬اغسخخل وجهخخك مخخرة‬
‫فريضة‪ ،‬والخرى إسباغا واغسخخل يخخديك مخخن المرفقيخخن كخخذلك وامسخخح مقخخدم‬
‫رأسك‪ ،‬وظاهر قدميك‪ ،‬من فضل نداوة وضوئك فقد زال مخخا يخخخاف عليخخك )‬
‫‪ - 12 .(1‬عم )‪ (2‬شا‪ :‬روى عبد ال بن إدريس‪ ،‬عن ابخخن سخخنان قخخال‪ :‬حمخخل‬
‫الرشيد في بعض اليام إلى علي بن يقطين ثيابا أكرمه بها وكان فخخي جملتهخخا‬
‫دراعة خز سوداء من لباس الملوك‪ ،‬مثقلة بالذهب‪ ،‬فأنفذ علي بن يقطين جخخل‬
‫تلك الثياب إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم وأنفذ في جملتها تلك‬
‫الدراعة‪ ،‬وأضاف إليها مال كان أعده له على رسم لخخه فيمخخا يحملخخه إليخخه مخخن‬
‫خمس ماله‪ ،‬فلما وصل ذلك إلى أبي الحسن قبل المال والثياب‪ ،‬ورد الدراعة‬
‫على يد الرسول إلى علي بن يقطين وكتب إليه أن احتفخخظ بهخخا‪ ،‬ول تخرجهخخا‬
‫عن يدك‪ ،‬فسيكون لك بها شأن‪ ،‬تحتاج إليهخخا معخخه‪ ،‬فارتخخاب علخخي بخخن يقطيخخن‬
‫بردها عليه‪ ،‬ولم يدر ما سبب ذلك‪ ،‬فاحتفظ بالدراعة‪ .‬فلما كان بعد أيام تغيخخر‬
‫علي بن يقطين على غلم كان يختص به فصرفه عخخن خخخدمته‪ ،‬وكخخان الغلم‬
‫يعرف ميل علي بن يقطين إلى أبي الحسن عليه السلم ويقف على ما يحملخخه‬
‫إليه في كل وقت من مال وثياب وألطاف وغير ذلك‪ ،‬فسخخعى بخخه إلخخى الرشخخيد‬
‫فقال‪ :‬إنه يقول بامامة موسى بن جعفر‪ ،‬ويحمل إليه خمس ماله في كل سنة‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح ص ‪ 203‬بتفاوت يسير‪ (2) .‬اعلم الورى ص ‪.293‬‬

‫]‪[138‬‬

‫وقد حمل إليه الدراعة التي أكرمه بها أميخر المخؤمنين فخي وقخت كخذا وكخذا‪ .‬فاستشخاط‬
‫الرشيد لذلك‪ ،‬وغضب غضبا‪ ،‬وقال لكشفن عن هذه الحخال فخان كخان المخر‬
‫كما يقول أزهقت نفسه‪ ،‬وأنفذ في الوقت باحضار علي بخخن يقطيخخن فلمخخا مثخخل‬
‫بين يديه‪ ،‬قال له‪ :‬ما فعلت بالدراعخخة الخختي كسخخوتك بهخخا ؟ قخخال‪ :‬هخخي يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين عندي في سفط مختوم‪ ،‬فيه طيب‪ ،‬وقد احتفظت بها‪ ،‬وقلما أصبحت‬
‫إل وفتحت السفط‪ ،‬فنظرت إليها تبركا بها‪ ،‬وقبلتها‪ ،‬ورددتها إلخخى موضخخعها‪،‬‬
‫و كلما أمسيت صنعت مثل ذلك‪ .‬فقال‪ :‬أحضرها الساعة ! قال‪ :‬نعخخم يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬واستدعى بعخض خخخدمه وقخال لخه‪ :‬امخض إلخخى الخخبيت الفلنخي مخن‬
‫الدار‪ ،‬فخذ مفتاحه مخخن خخخازنتي‪ ،‬فخخافتحه وافتخخح الصخخندوق الفلنخخي‪ ،‬وجئنخخي‬
‫بالسفط الذي فيه بختمه‪ ،‬فلم يلبث الغلم أن جاءه بالسفط مختوما فوضع بيخخن‬
‫يدى الرشيد‪ ،‬فأمر بكسر ختمه وفتحه‪ .‬فلما فتح نظر إلى الدراعة فيه بحالها‪،‬‬
‫مطوية مدفونه في الطيب‪ ،‬فسكن الرشيد من غضبه ثم قال لعلي بخخن يقطيخخن‪:‬‬
‫ارددها إلى مكانها‪ ،‬وانصرف راشدا فلن اصدق عليخخك بعخخدها سخخاعيا‪ ،‬وامخخر‬
‫أن يتبع بجائزة سنية‪ ،‬وتقدم بضرب الساعي ألف سخخوط‪ ،‬فضخخرب نحخخوا مخخن‬
‫خمسمائة سوط فمات في ذلك )‪ - 13 .(1‬شى‪ :‬عن محمد بن سابق بن طلحة‬
‫النصاري قال‪ :‬كان مما قال هارون لبي الحسن موسخخى عليخخه السخخلم حيخخن‬
‫ادخل عليه‪ :‬ما هذه الدار ؟ قال‪ :‬هذه دار الفاسقين قال‪ :‬وقرأ " سأصرف عن‬
‫آياتي الذين يتكبرون في الرض بغير الحق وإن يروا كل آيخخة ل يؤمنخخوا بهخخا‬
‫وإن يروا سبيل الرشد ل يتخذوه سبيل وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سخخبيل "‬
‫)‪ (2‬فقال له هارون‪ :‬فدار من هي ؟ قخال‪ :‬هخي لشخخيعتنا فخترة‪ ،‬ولغيرهخم فتنخة‬
‫قال‪ :‬فما بال صاحب الدار ل يأخذها ؟ قال‪ :‬اخذت منه عامرة‪ ،‬ول يأخذها‬

‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ (2) .313‬سورة العراف الية‪.146 :‬‬

‫]‪[139‬‬

‫إل معمورة )‪ .(1‬بيان‪ :‬لعل المعنى أنه ل يأخذها إل في وقخخت يمكنخخه عمارتهخخا‪ ،‬وهخخذا‬
‫ليس أوانه‪ - 14 .‬قب‪ :‬ابن عبد ربه في العقد )‪ (2‬أن المهدي رأى فخخي منخخامه‬
‫شريكا القاضي مصروفا وجهه عنه‪ ،‬فلما انتبه قص رؤياه على الربيع فقخخال‪:‬‬
‫إن شريكا مخالف لك‪ ،‬فانه فاطمي محض‪ ،‬قال المهدي‪ :‬علي بشخخريك‪ ،‬فخخاتي‬
‫به‪ ،‬فلما دخل عليه قال‪ :‬بلغني أنك فخخاطمي قخخال‪ :‬اعيخخذك بخخال أن تكخخون غيخخر‬
‫فاطمي إل أن تعني فاطمة بنت كسرى قال‪ :‬ل ولكن أعني فاطمة بنت محمخخد‬
‫قال‪ :‬فتلعنها ؟ قال‪ :‬ل معاذ ال قال‪ :‬فما تقول فيمن يلعنها قال‪ :‬عليه لعنخخة الخ‬
‫قال‪ :‬فالعن هذا ‪ -‬يعني الربيع ‪ -‬قال‪ :‬ل وال ما ألعنها يا أمير المخخؤمنين‪ .‬قخخال‬
‫له شريك‪ :‬يا ماجن فما ذكرك لسيدة نساء العالمين‪ ،‬وابنة سخخيد المرسخخلين فخخي‬
‫مجالس الرجال‪ ،‬قال المهدي‪ :‬فما وجه المنام ؟ قال‪ :‬إن رؤياك ليسخخت برؤيخخا‬
‫يوسف عليه السخخلم وإن الخخدماء ل تسخختحل بخخالحلم )‪ .(3‬واتخخي برجخخل شختم‬
‫فاطمة إلى الفضل بن الربيع فقال لبن غانم‪ :‬انظر في أمره ما تقخخول ؟ قخخال‪:‬‬
‫يجب عليه الحد قال له الفضل‪ :‬هي ذا امك إن حددته فأمر بأن يضخخرب ألخخف‬
‫سوط‪ ،‬ويصلب في الطريق )‪ - 15 .(4‬قخخب‪ :‬لمخخا بويخخع محمخخد المهخخدي دعخخا‬
‫حميد بن قحطبة نصف الليل وقال‪ :‬إن إخلص أبيك وأخيخخك فينخخا أظهخخر مخخن‬
‫الشمس‪ ،‬وحالك عندي موقوف فقال‪ :‬أفديك بالمال والنفس فقخخال‪ :‬هخخذا لسخخائر‬
‫الناس قال‪ :‬أفديك بخخالروح والمخخال والهخخل والولخخد‪ ،‬فلخخم يجبخخه المهخخدي فقخخال‪:‬‬
‫أفديك بالمال والنفس والهل والولد والدين فقال‪ :‬ل درك‪ ،‬فعاهده على ذلخخك‪،‬‬
‫وأمره أن يقتل الكاظم عليه السلم في السحرة بغتة‬

‫)‪ (1‬تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .29‬العقد الفريد ج ‪ 2‬ص ‪ 178‬طبع لجنة التخخأليف‬
‫والترجمخخة والنشخخر سخخنة ‪ (3) .1359‬المنخخاقب ج ‪ 3‬ص ‪ (4) .114‬نفخخس‬
‫المصدر ج ‪ 3‬ص ‪.115‬‬

‫]‪[140‬‬

‫فنام فرأى في منامه عليا عليخخه السخخلم يشخخير إليخخه ويقخخرأ " فهخخل عسخخيتم إن تخخوليتم أن‬
‫تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحخخامكم " )‪ (1‬فخخانتبه مخخذعورا‪ ،‬ونهخخى حميخخدا‬
‫عما أمره‪ ،‬وأكرم الكاظم ووصله )‪ .(2‬بيان‪ :‬السخخحرة بالضخخم السخخحر‪- 16 .‬‬
‫قب‪ :‬علي بن أبي حمزة قال‪ :‬كان يتقدم الرشيد إلى خدمه إذا خرج موسى بن‬
‫جعفر من عنده أن يقتلوه‪ ،‬فكانوا يهمون به فيتداخلهم من الهيبة والزمخخع فلمخخا‬
‫طال ذلك أمر بتمثال من خشب وجعل له وجها مثل وجخخه موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫وكانوا إذا سكروا أمرهم أن يذبحوها بالسخخكاكين‪ ،‬وكخخانوا يفعلخخون ذلخخك أبخخدا‪،‬‬
‫فلما كان في بعض اليام جمعهم في الموضع‪ ،‬وهم سكارى‪ ،‬وأخخخرج سخخيدي‬
‫إليهم فلما بصروا به هموا به على رسم الصورة‪ .‬فلما علم منهخخم مخخا يريخخدون‬
‫كلمهم بالخزرية والتركية‪ ،‬فرموا مخخن أيخخديهم السخخكاكين‪ ،‬ووثبخخوا إلخخى قخخدميه‬
‫فقبلوهما‪ ،‬وتضرعوا إليه‪ ،‬وتبعوه إلى أن شيعوه إلى المنزل الذي كخخان ينخخزل‬
‫فيه فسألهم الترجمان عن حالهم فقخخالوا‪ :‬إن هخخذا الرجخخل يصخخير إلينخخا فخخي كخخل‬
‫عام‪ ،‬فيقضي أحكامنخا‪ ،‬ويرضخخي بعضخخا مخخن بعخخض‪ ،‬ونستسخخقي بخخه إذا قحخخط‬
‫بلدنا‪ ،‬وإذا نزلت بنا نازلة فزعنا إليه‪ ،‬فعاهدهم أنه ل يأمرهم بذلك فرجعوا )‬
‫‪ .(3‬بيان‪ :‬الزمع بالتحريك الدهش‪ - 17 .‬قب‪ :‬حكي أنه مغص بعض الخلفخخاء‬
‫فعجز بختيشوع النصراني عن دوائه وأخذ جليدا فأذابه بخدواء‪ ،‬ثخم أخخذ مخاءا‬
‫وعقده بدواء وقال‪ :‬هذا الطب إل أن يكون مستجاب دعاء ذا منزلخخة عنخخد الخ‬
‫يدعو لك فقال الخليفة‪ :‬علي بموسى بخخن جعفخخر فخخاتي بخخه فسخخمع فخخي الطريخخق‬
‫أنينه‪ ،‬فدعا ال سبحانه‪ ،‬وزال مغص الخليفة فقال له‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة محمد الية‪ (2) .22 :‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .417‬نفس المصدر ج ‪ 3‬ص‬
‫‪.418‬‬
‫]‪[141‬‬

‫بحق جدك المصطفى أن تقول بم دعوت لي ؟ فقال عليه السلم قلت‪ :‬اللهم كمخخا رأيتخخه‬
‫ذل معصيته‪ ،‬فأره عز طاعتي‪ ،‬فشفاه ال من ساعته )‪ .(1‬توضخخيح‪ :‬المغخخص‬
‫تقطيع في المعا‪ ،‬ووجع‪ ،‬والجليد ما يسقط على الرض من الندى فيجمد‪18 .‬‬
‫‪ -‬قخخب‪ :‬الفضخخل بخخن الربيخخع ورجخخل آخخخر قخخال‪ :‬حخخج هخخارون الرشخخيد وابتخخدأ‬
‫بالطواف‪ ،‬ومنعت العامة من ذلك‪ ،‬لينفرد وحده‪ ،‬فبينما هو في ذلخخك إذ ابتخخدر‬
‫أعرابي البيت‪ ،‬وجعخخل يطخخوف معخخه‪ .‬فقخخال الحخخاجب‪ :‬تنخخح يخا هخخذا عخخن وجخخه‬
‫الخليفة‪ ،‬فانتهرهم العرابي وقال‪ :‬إن ال ساوى بين الناس في هخخذا الموضخخع‬
‫فقال " سواءا العخخاكف فيخخه والبخخاد " )‪ (2‬فخخأمر الحخخاجب بخخالكف عنخخه‪ ،‬فكلمخخا‬
‫طاف الرشيد طاف العرابي أمامه‪ ،‬فنهض إلى الحجر السود ليقبلخخه فسخخبقه‬
‫العرابخخي إليخخه والتثمخخه‪ ،‬ثخخم صخخار الرشخخيد إلخخى المقخخام ليصخخلي فيخخه فصخخلى‬
‫العرابي أمخخامه‪ .‬فلمخخا فخخرغ هخخارون مخخن صخخلته‪ ،‬اسخختدعى العرابخخي فقخخال‬
‫الحجاب‪ :‬أجب أمير المؤمنين فقال‪ :‬مالي إليه حاجة فخأقوم إليخه بخل إن كخانت‬
‫الحاجة له فهو بالقيام إلي أولى قال‪ :‬صدق فمشى إليه وسخخلم عليخخه فخخرد عليخخه‬
‫السلم فقال هارون‪ :‬أجلس يا أعرابي ؟ فقال‪ :‬ما الموضع لي فتسخختأذنني فيخخه‬
‫بالجلوس‪ ،‬إنما هو بيت ال نصبه لعباده‪ ،‬فان أحببت أن تجلخخس فخخاجلس‪ ،‬وإن‬
‫أحببت أن تنصرف فانصرف‪ .‬فجلس هارون وقال‪ :‬ويحك يخخا أعرابخخي مثلخخك‬
‫من يزاحم الملوك ؟ قخال‪ :‬نعخم وفخي مسختمع قخال‪ :‬فخاني سخائلك فخان عجخزت‬
‫آذيتك قال‪ :‬سؤالك هذا سؤال متعلم أو سؤال متعنت ؟ قخخال‪ :‬بخخل سخخؤال متعلخخم‬
‫قال‪ :‬اجلس مكان السائل من المسؤول وسل وأنت مسؤول‪.‬‬

‫)‪ (1‬المصدر السابق ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .422‬سورة الحج الية‪.25 :‬‬

‫]‪[142‬‬

‫فقال هارون‪ :‬أخبرني ما فرضك ؟ قال‪ :‬إن الفرض رحمك ال واحخخد وخمسخخة وسخخبعة‬
‫عشر‪ ،‬وأربع وثلثون‪ ،‬وأربع وتسعون‪ ،‬ومائة وثلثة وخمسون‪ ،‬على سخخبعة‬
‫عشر‪ ،‬ومن اثني عشر واحد‪ ،‬ومن أربعين واحد‪ ،‬ومخخن مخخأتين خمخخس‪ ،‬ومخخن‬
‫الدهر كله واحد‪ ،‬وواحد بواحد‪ .‬قال‪ :‬فضحك الرشيد وقال‪ :‬ويحك أسألك عن‬
‫فرضك‪ ،‬وأنت تعد علي الحساب ! ؟ قال‪ :‬أما علمخخت أن الخخدين كلخخه حسخخاب‪،‬‬
‫ولو لم يكن الدين حسابا لما اتخذ ال للخلئق حسابا‪ ،‬ثم قرأ " وإن كان مثقال‬
‫حبة من خردل أتينا بها و كفى بنا حاسبين " ) ‪ (1‬قال‪ :‬فبين لي ما قلت ؟ وإل‬
‫أمرت بقتلك بين الصفا والمروة‪ .‬فقال الحخخاجب‪ :‬تهبخخه لخ ولهخخذا المقخخام قخخال‪:‬‬
‫فضحك العرابي من قوله‪ ،‬فقخال الرشخخيد‪ :‬ممخخا ضخخحكت يخا أعرابخخي ؟ قخخال‪:‬‬
‫تعجبا منكما‪ ،‬إذ ل أدري من الجهل منكما‪ ،‬الذي يسخختوهب أجل قخخد حضخخر‪،‬‬
‫أو الذي استعجل أجل لم يحضر‪ .‬فقال الرشيد‪ :‬فسر ما قلت ؟ قال‪ :‬أمخخا قخخولي‬
‫الفرض واحد‪ :‬فدين السلم كله واحخخد‪ ،‬وعليخخه خمخخس صخخلوات‪ ،‬وهخخي سخخبع‬
‫عشر ركعة وأربخخع وثلثخخون سخخجدة وأربخخع وتسخخعون تكخخبيرة‪ ،‬ومخخائة وثلث‬
‫وخمسون تسبيحة‪ ،‬وأما قولي من اثني عشر واحد‪ :‬فصيام شهر رمضان من‬
‫اثني عشر شهرا‪ ،‬وأما قولي‪ :‬مخخن الربعيخخن واحخخد فمخخن ملخخك أربعيخخن دينخخار‬
‫أوجب ال عليه دينارا‪ ،‬وأما قولي‪ :‬من مائتين خمسة فمن ملخخك مخخائتي درهخخم‬
‫أوجخخب الخ عليخخه خمسخخة دراهخخم‪ .‬وأمخخا قخخولي فمخخن الخخدهر كلخخه واحخخد فحجخخة‬
‫السلم‪ ،‬وأما قولي واحخخد مخخن واحخخد فمخخن أهخخرق دمخخا مخخن غيخخر حخخق وجخخب‬
‫إهراق دمه قال الخ تعخخالى‪ " :‬النفخخس بخخالنفس " )‪ (2‬فقخخال الرشخخيد‪ :‬لخ درك‪،‬‬
‫وأعطاه بدرة فقال‪ :‬فبخم اسختوجبت منخك هخذه البخدرة يخا هخارون بخالكلم ؟ أو‬
‫بالمسألة ؟ قال‪ :‬بالكلم قال‪ :‬فإني سائلك عن مسألة فان أتيت بها‬

‫)‪ (1‬سورة النبياء الية‪ (2) .47 :‬سورة المائدة الية‪.45 :‬‬

‫]‪[143‬‬

‫كانت البدرة لك تصدق بها في هذا الموضع الشريف‪ ،‬وإن لم تجبني عنها أضفت إلخخى‬
‫البدرة بدرة اخرى لتصدق بها علخخى فقخخراء الحخخي مخخن قخخومي‪ ،‬فخخأمر بخخإيراد‬
‫اخرى وقال‪ :‬سل عما بدا لك‪ .‬فقال‪ :‬أخبرني عن الخنفسخاء تخخزق ؟ أم ترضخخع‬
‫ولدها ؟ فحرد )‪ (1‬هارون و قال‪ :‬ويحك يا أعرابي مثلي من يسأل عخخن هخخذه‬
‫المسألة ؟ ! فقال‪ :‬سمعت ممن سمع من رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪:‬‬
‫من ولي أقواما وهب له من العقل كعقولهم‪ ،‬وأنت إمام هذه المة يجخخب أن ل‬
‫تسأل عن شئ من أمر دينك‪ ،‬ومن الفرايض‪ ،‬إل أجبت عنها‪ ،‬فهل عنخخدك لخخه‬
‫الجواب ؟‪ .‬قال هارون‪ :‬رحمك ال ل فبين لي ما قلتخخه‪ ،‬وخخخذ البخخدرتين فقخخال‪:‬‬
‫إن ال تعالى لما خلق الرض خلق دبابات الرض الذي من غير فخخرث‪ ،‬ول‬
‫دم‪ ،‬خلقها من التراب‪ ،‬وجعل رزقها وعيشها منه‪ ،‬فإذا فارق الجنيخخن امخخه لخخم‬
‫تزقه ولم ترضعه وكان عيشها من التراب‪ .‬فقال هارون‪ :‬وال مخخا ابتلخخى أحخخد‬
‫بمثل هذه المسألة‪ ،‬وأخخخذ العرابخخي البخخدرتين وخخخرج‪ ،‬فتبعخخه بعخخض النخخاس‪،‬‬
‫وسأله عن اسمه فإذا هو موسى بخخن جعفخخر بخخن محمخخد عليهمخخا السخخلم فخخاخبر‬
‫هارون بذلك فقال‪ :‬وال لقد كان ينبغي أن تكون هذه الورقة من تلخخك الشخخجرة‬
‫)‪ .(2‬قوله عليخه السخلم‪ :‬وفخي مسختمع أي علخم يجخب أن يسختمع إليخه‪- 19 .‬‬
‫الشريف المرتضى في الغرر )‪ (3‬والديلمي في أعلم الدين عن أبي عبد الخخ‬
‫باسخناده عخن أيخوب الهاشخمي أنخه حضخر بخاب الرشخيد رجخل يقخال لخه‪ :‬نفيخع‬
‫النصخاري وحضخر موسخى بخن جعفخر عليخه السخلم علخى حمخار لخه‪ ،‬فتلقخاه‬
‫الحاجب بالكرام‪ ،‬وعجل له‬
‫)‪ (1‬فحرد هارون‪ :‬أي فغضخخب‪ (2) .‬المنخخاقب ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .427‬الغخخرر والخخدرر ‪-‬‬
‫أمالى المرتضى ج ‪ 1‬ص ‪ 275‬وأخرجه ابن شهر آشوب في المنخخاقب ج ‪3‬‬
‫ص ‪ ،431‬والطبرسي في اعلم الورى ص ‪.297‬‬

‫]‪[144‬‬

‫بالذن فسأل نفيع عبد العزيز بن عمر من هذا الشيخ ؟ قال‪ :‬شيخ آل أبخخي طخخالب شخخيخ‬
‫آل محمد‪ ،‬هذا موسى بن جعفر قال‪ :‬ما رأيت أعجز من هؤلء القوم يفعلخخون‬
‫هذا برجل يقدر أن يزيلهم عن السرير أما إن خخخرج لسخخوءنه‪ .‬فقخخال لخخه عبخخد‬
‫العزيز‪ :‬ل تفعل‪ ،‬فإن هؤلء أهل بيت قل ما تعرض لهم أحد في الخطخخاب إل‬
‫وسموه في الجواب سمة يبقي عارها عليه مخخدى الخخدهر قخال‪ :‬وخخخرج موسخخى‬
‫وأخذ نفيع بلجام حماره وقال‪ :‬من أنت يا هخخذا ؟‪ .‬قخخال‪ :‬يخخا هخخذا إن كنخخت تريخخد‬
‫النسب أنا ابن محمد حبيب ال ابن إسماعيل ذبيح ال ابن إبراهيخخم خليخخل الخخ‪،‬‬
‫وإن كنت تريد البلد فهو الذي فخخرض الخ علخخى المسخخلمين‪ ،‬و عليخخك إن كنخخت‬
‫منهم الحج إليه‪ ،‬وإن كنت تريخخد المفخخاخرة فخخوال مخخا رضخخوا مشخخركوا قخخومي‬
‫مسلمي قومك أكفاءا لهم حتى قالوا‪ :‬يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قريش‪ ،‬و‬
‫إن كنت تريد الصيت والسم فنحن الذين أمر ال بالصلة علينا في الصلوات‬
‫المفروضة تقول‪ :‬اللهم صل على محمد وآل محمد‪ ،‬فنحن آل محمد‪ ،‬خل عن‬
‫الحمار فخلى عنه ويده ترعد‪ ،‬وانصرف مخزيا فقال له عبد العزيز‪ :‬ألم أقخخل‬
‫لك ؟ ! )‪ - 20 .(1‬قب‪ :‬في كتاب أخبار الخلفاء أن هارون الرشيد كان يقول‬
‫لموسى بن جعفر‪ :‬خذ فدكا حتى أردها إليك‪ ،‬فيأبى حتى ألح عليه فقخخال عليخخه‬
‫السلم ل آخذها إل بحدودها قال‪ :‬وما حخخدودها ؟ قخخال‪ :‬إن حخخددتها لخخم تردهخخا‬
‫قال‪ :‬بحق جدك إل فعلت ؟ قال‪ :‬أمخخا الحخخد الول فعخخدن‪ ،‬فتغيخخر وجخخه الرشخخيد‬
‫وقال‪ :‬ايهخخا‪ ،‬قخخال‪ :‬والحخخد الثخخاني سخخمرقند‪ ،‬فاربخخد وجهخخه قخخال‪ :‬والحخخد الثخخالث‬
‫افريقية فاسود وجهه وقال‪ :‬هيه قال‪ :‬والرابخخع سخخيف البحخخر ممخخا يلخخي الجخخزر‬
‫وارمينية قال الرشيد‪ :‬فلم يبق لنا شئ‪ ،‬فتحول إلى مجلسخخي‪ ،‬قخخال موسخخى‪ :‬قخخد‬
‫أعلمتك أنني إن حددتها لم تردها فعند ذلك عزم على قتلخخه‪ .‬وفخخي روايخخة ابخخن‬
‫أسخخباط أنخخه قخخال‪ :‬أمخخا الحخخد الول‪ :‬فعريخخش مصخخر‪ ،‬والثخخاني دومخخة الجنخخدل‪،‬‬
‫والثالث‪ :‬احد والرابع‪ :‬سيف البحر‪ ،‬فقال هذا كله‪ ،‬هذه الدنيا‬

‫)‪ (1‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪.431‬‬

‫]‪[145‬‬

‫فقال عليه السلم هذا كان في أيدي اليهود بعد موت أبي هالة فأفاءه ال علخخى رسخخوله‪،‬‬
‫بل خيل ول ركاب‪ ،‬فأمره ال أن يدفعه إلى فاطمة عليهخخا السخخلم )‪ .(1‬بيخخان‪:‬‬
‫قال الفيروزآبادي )‪ (2‬إيه بكسر الهمزة والهخخاء وفتحهخخا‪ ،‬وتنخخون المكسخخورة‪،‬‬
‫كلمة استزادة واستنطاق‪ ،‬وقال‪ (3) :‬هيخخه بالكسخخر كلمخخة اسخختزادة وقخخال‪(4) :‬‬
‫الربدة بالضم لون إلى الغبرة وقد اربد واربخخاد‪ - 21 .‬نجخخم‪ :‬مخخن كتخخاب نزهخخة‬
‫الكرام وبستان العخخوام تخأليف محمخخد بخن الحسخين ابخخن الحسخخن الخرازي وهخخذا‬
‫الكتاب خطه بالعجمية تكلفنا من نقلخخه إلخخى العربيخخة فخخذكر فخخي أواخخخر المجلخخد‬
‫الثاني منه ماهذا لفظ من أعربه‪ .‬وروي أن هارون الرشخخيد أنفخخذ إلخخى موسخخى‬
‫بن جعفر عليه السلم فأحضره‪ ،‬فلما حضر عنده قال‪ :‬إن الناس ينسبونكم يخخا‬
‫بني فاطمة إلى علم النجوم‪ ،‬وإن معرفتكم بهخخا معرفخخة جيخخدة‪ ،‬وفقهخخاء العامخخة‬
‫يقولخخون‪ :‬إن رسخخول ال خ صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه قخخال‪ :‬إذا ذكرنخخي أصخخحابي‬
‫فاسخخكتوا‪ ،‬وإذا ذكخخروا القخخدر فاسخخكتوا‪ ،‬وإذا ذكخخروا النجخخوم فاسخخكتوا وأميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم كان أعلخخم الخلئق بعلخم النجخخوم وأولده وذريتخخه الخخذين‬
‫يقول الشيعة بامامتهم كانوا عارفين بها‪ .‬فقال لخه الكخاظم صخخلوات الخ عليخخه‪:‬‬
‫هذا حديث ضعيف‪ ،‬وأسناده مطعون فيه وال تبارك وتعالى قد مدح النجخخوم‪،‬‬
‫ولول أن النجوم صحيحة ما مدحها ال عزوجل والنبياء عليهم السلم كانوا‬
‫عالمين بها‪ ،‬وقد قال ال تعالى في حق إبراهيخخم خليخخل الرحمخخن صخخلوات الخ‬
‫عليه " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السموات والرض وليكون من الموقنين‬
‫)‪." (5‬‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .435‬القاموس ج ‪ 4‬ص ‪ (3) .280‬نفس المصخخدر‬
‫ج ‪ 4‬ص ‪ (4) .296‬المصدر السخخابق ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .293‬سخخورة النعخخام‬
‫الية‪.75 :‬‬

‫]‪[146‬‬

‫وقال في موضع آخر " فنظر نظرة في النجوم فقال إني سقيم " ) ‪ (1‬فلو لم يكن عالما‬
‫بعلم النجوم ما نظر فيها‪ ،‬وما قال إني سقيم‪ ،‬وإدريس عليه السلم كخخان أعلخخم‬
‫أهل زمخخانه بخالنجوم‪ ،‬والخ تعخالى قخخد أقسخخم بمواقخخع النجخخوم " وإنخخه لقسخخم لخخو‬
‫تعلمون عظيخخم " )‪ (2‬وقخخال فخخي موضخخع " والنازغخخات غرقخخا " إلخخى قخخوله "‬
‫فالمدبرات أمرا " )‪ (3‬يعني بذلك اثني عشر برجا‪ ،‬وسبعة سخخيارات‪ ،‬والخخذي‬
‫يظهر بالليل والنهار بأمر ال عزوجل‪ ،‬و بعد علخخم القخخرآن مخخا يكخخون أشخخرف‬
‫من علم النجوم‪ ،‬وهو علم النبياء والوصياء‪ ،‬و ورثة النبياء الذين قال الخخ‬
‫عزوجل " وعلمات وبالنجم هم يهتدون " )‪ (4‬ونحن نعرف هخخذا العلخخم ومخخا‬
‫نذكره‪ .‬فقال له هارون‪ :‬بال عليك يا موسى هذا العلم ل تظهره عنخخد الجهخخال‬
‫وعوام الناس‪ ،‬حتى ل يشنعوا عليك وانفس عن العوام به‪ ،‬وغخخط هخخذا العلخخم‪،‬‬
‫وارجع إلى حرم جدك‪ .‬ثم قال له هارون وقد بقخخي مسخخألة اخخخرى بخخال عليخخك‬
‫أخبرني بها قال له‪ :‬سل فقال‪ :‬بحق القبر والمنبر‪ ،‬وبحق قرابتخك مخن رسخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله أخبرني أنت تموت قبلي ؟ أو أنا أموت قبلخخك ؟ لنخخك‬
‫تعرف هذا من علم النجوم فقال له موسى عليخخه السخخلم‪ :‬آمنخخي حخختى اخخخبرك‬
‫فقال‪ :‬لك المان فقال‪ :‬أنا أموت قبلك‪ ،‬وما كذبت ول أكذب‪ ،‬ووفخخاتي قريخخب‪،‬‬
‫فقال له هارون‪ :‬قد بقي مسألة تخبرني بهخخا ول تضخخجر فقخخال لخخه‪ :‬سخخل فقخخال‪:‬‬
‫خبروني أنكم تقولون إن جميع المسلمين عبيخخدنا‪ ،‬و جوارينخخا‪ ،‬وأنكخخم تقولخخون‬
‫من يكون لنا عليه حق ول يوصله إلينا فليس بمسخخلم ؟ فقخخال لخخه موسخخى عليخخه‬
‫السلم ؟ كذب الذين زعموا أننخخا نقخخول ذلخخك‪ ،‬وإذا كخخان المخخر كخخذلك‪ ،‬فكيخخف‬
‫يصح البيع والشراء عليهم‪ ،‬ونحن نشتري عبيدا وجواري ونعتقهم‬

‫)‪ (1‬سورة الصافات الية‪ (2) .89 :‬سورة الواقعة الية‪ (3) .76 :‬سورة النازعخخات‬
‫الية‪ (4) .5 - 1 :‬سورة النحل الية‪.16 :‬‬

‫]‪[147‬‬

‫ونقعد معهم‪ ،‬ونأكل معهم‪ ،‬ونشتري المملوك‪ ،‬ونقول لخخه‪ :‬يخخا بنخخي وللجاريخخة يخخا بنخختي‪،‬‬
‫ونقعدهم يأكلون معنا تقربا إلى ال سبحانه فلو أنهم عبيدنا وجوارينا‪ ،‬ما صح‬
‫البيع والشراء وقد قال النبي صلى ال عليه وآله لما حضرته الوفخخاة‪ :‬الخ الخ‬
‫في الصلة وما ملكت أيمانكم‪ ،‬يعني‪ :‬صلوا وأكرموا ممخخاليككم‪ ،‬وجخخواريكم‪،‬‬
‫ونحن نعتقهم وهذا الذي سمعته غلط من قخخائله‪ ،‬ودعخخوى باطلخخة‪ ،‬ولكخخن نحخخن‬
‫ندعي أن ولء جميع الخلئق لنا‪ ،‬يعني ولء الدين‪ ،‬وهؤلء الجهخخال يظنخخونه‬
‫ولء الملك‪ ،‬حملوا دعواهم على ذلك‪ ،‬ونحن ندعي ذلك لقول النبي صلى ال‬
‫عليه وآله يوم غدير خم‪ :‬من كنت موله فعلي موله‪ ،‬ومخخا كخخان يطلخخب بخخذلك‬
‫إل ولء الدين‪ ،‬والذي يوصلونه إلينا من الزكاة والصخخدقة‪ ،‬فهخخو حخخرام علينخخا‬
‫مثل الميتة والدم ولحم الخنزير‪ .‬وأما الغنائم والخمس مخخن بعخخد مخخوت رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله فقد منعونا ذلك ونحن محتاجون إلخخى مخخا فخخي يخخد بنخخي‬
‫آدم‪ ،‬الذين لنا ولؤهم بولء الدين ليس بولء الملك فإن نفذ إلينا أحد هدية ول‬
‫يقول إنها صدقة نقبلها لقول النبي صلى ال عليه وآلخه لخو دعيخت إلخى كخراع‬
‫لجبت‪ ،‬ولو اهدي لي كراع لقبلت ‪ -‬والكراع اسم القرية‪ ،‬والكراع يد الشاة ‪-‬‬
‫وذلك سنة إلى يوم القيامة‪ ،‬ولو حملوا إلينا زكاة وعلمنا أنهخخا زكخخاة رددناهخخا‪،‬‬
‫وإن كانت هدية قبلناهخخا‪ ،‬ثخخم إن هخخارون أذن لخخه فخخي النصخخراف فتخخوجه إلخخى‬
‫الرقة ثم تقولوا عليه أشياء فاستعاده هارون وأطعمخه السخم فتخوفي صخلى الخ‬
‫عليه )‪ .(1‬بيان‪ :‬إذا ذكرني أصحابي فاسكنوا بالنون أي فاسخخكنوا إلخخى قخخولهم‬
‫وفي الخرين فاسكتوا بالتخخاء إمخخا علخخى بنخخاء المجخخرد أو علخخى بنخخاء الفعخخال‪،‬‬
‫قوله‪ :‬وانفس العوام به أي ل تعلمهم‪ ،‬من قولهم نفست عليه الشئ نفاسة إذا لم‬
‫تره له أهل‪ ،‬قوله فكيف يصح البيع والشراء عليهم أي كيف يصح بيع الناس‬
‫العبيد لنا‪ ،‬وشراؤنا منهم‪.‬‬
‫)‪ (1‬فرج المهموم ص ‪.107‬‬

‫]‪[148‬‬

‫‪ - 22‬كشف‪ :‬قال محمد بن طلحة‪ (1) :‬نقل عن الفضل بن الربيع أنخخه أخخخبر عخخن أبيخخه‬
‫أن المهدي لما حبس موسى بن جعفخخر ففخخي بعخخض الليخخالي رأى المهخخدي فخخي‬
‫منامه علي بن أبي طالب عليه السلم وهو يقول له‪ :‬يا محمخخد " فهخخل عسخخيتم‬
‫إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحامكم " )‪ (2‬قال الربيع‪ :‬فأرسل‬
‫إلي ليل فراعني وخفت من ذلك وجئت إليه‪ ،‬وإذا هخخو يقخخرأ هخخذه اليخة وكخخان‬
‫أحسن الناس صوتا فقخخال‪ :‬علخخي الن بموسخخى بخخن جعفخخر ! فجئتخخه بخخه فعخخانقه‬
‫وأجلسه إلى جانبه وقال‪ :‬يا أبخخا الحسخخن رأيخخت أميخخر المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم في النوم فقرأ علي كذا فتخخؤمنني أن تخخخرج علخخي أو علخخى‬
‫أحد من ولدي‪ ،‬فقال‪ :‬وال ل فعلت ذلك ول هو مخخن شخخأني‪ ،‬قخخال‪ :‬صخخدقت يخخا‬
‫ربيخخع أعطخخه ثلثخخة آلف دينخخار وزوده إلخخى أهلخخه إلخخى المدينخخة‪ .‬قخخال الربيخخع‪:‬‬
‫فأحكمت أمره ليل فما أصخخبح إل وهخخو فخخي الطريخخق خخخوف العوايخخق‪ ،‬ورواه‬
‫الجنابذي وذكر أنه وصخخله بعشخخرة آلف دينخخار‪ .‬وقخخال الحخخافظ عبخخد العزيخخز‪:‬‬
‫حدث أحمد بخخن إسخخماعيل قخال‪ :‬بعخخث موسخخى بخخن جعفخخر عليهمخخا السخخلم إلخخى‬
‫الرشيد من الحبخخس برسخخالة كخخانت‪ :‬إنخخه لخخن ينقضخخي عنخخي يخخوم مخخن البلء إل‬
‫انقضى عنك معخه يخوم مخن الرخخاء‪ ،‬حختى نقضخي جميعخا إلخى يخوم ليخس لخه‬
‫انقضاء يخسر فيه المبطلون )‪ - 23 .(3‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن محمد بن يحيى عن حماد بن عثمان قال‪ :‬بينا موسى‬
‫بن عيسى في داره التي في المسعى تشرف على المسعى إذ رأى أبخخا الحسخخن‬
‫موسى عليه السلم مقبل من المروة على بغلة‪ ،‬فأمر ابخخن هيخخاج ‪ -‬رجل مخخن‬
‫همدان منقطعا إليخخه ‪ -‬أن يتعلخخق بلجخخامه ويخخدعي البغلخخة‪ ،‬فأتخخاه فتعلخخق باللجخخام‬
‫وادعى البغلة‪ ،‬فثنى أبو الحسن عليه السلم رجله فنزل عنهخخا وقخخال لغلمخخانه‪:‬‬
‫خذوا‬

‫)‪ (1‬مطالب السؤول ص ‪ 83‬طبع ايران ملحقا بتذكرة الخواص وأخرج الحديث سبط‬
‫ابن الجوزى في تذكرته ص ‪ (2) .197‬سورة محمد الية‪ (3) .22 :‬كشف‬
‫الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.3‬‬

‫]‪[149‬‬

‫سرجها وادفعوها إليه‪ ،‬فقال‪ :‬والسرج أيضخخا لخخي‪ ،‬فقخخال لخخه أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫كذبت عندنا البينة بأنه سرج محمد بن علخخي‪ ،‬وأمخخا البغلخخة فأنخخا اشخختريتها منخخذ‬
‫قريب وأنت أعلم وما قلت )‪ - 24 .(1‬كا‪ :‬أبخخو علخخي الشخخعري‪ ،‬عخخن بعخخض‬
‫أصحابنا وعلي‪ ،‬عن أبيه جميعا‪ ،‬عن ابن البطائني‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫يقطين قال‪ :‬سأل المهدي أبا الحسن عليه السلم عن الخمر هخخل هخخي محرمخخة‬
‫في كتاب ال عزوجل ؟ فخخان النخخاس إنمخخا يعرفخخون النهخخي عنهخخا ول يعرفخخون‬
‫التحريم لها‪ ،‬فقال له أبو الحسن عليه السلم‪ :‬بل هخخي محرمخخة فخخي كتخخاب الخ‬
‫عزوجل يا أمير المؤمنين‪ ،‬فقال له‪ :‬في أي موضع هي محرمة في كتاب الخخ‬
‫عزوجل يا أبا الحسن ؟ فقال‪ :‬قول ال عزوجل " إنما حرم ربي الفواحش مخخا‬
‫ظهر منها وما بطن والثم والبغي بغير الحق " )‪ .(2‬فأما قوله ما ظهر منهخخا‬
‫يعني الزنا المعلن‪ ،‬ونصب الرايات التي كانت ترفعها الفواجر للفخواحش فخي‬
‫الجاهلية‪ ،‬وأما قوله عزوجل " وما بطخخن " يعنخخي مخخا نكخخح البخخاء لن النخخاس‬
‫كانوا قبل أن يبعث النبي صلى ال عليه وآلخخه إذا كخخان للرجخخل زوجخخة ومخخات‬
‫عنها تزوجها ابنه من بعده إذا لم تكن امه‪ ،‬فحرم ال عزوجل ذلك‪ .‬وأما الثم‬
‫فانها الخمرة بعينها‪ ،‬وقد قال ال تبارك وتعالى فخخي موضخع آخخخر " يسخألونك‬
‫عن الخمر والميسر قل فيهما إثخخم كخخبير ومنخخافع للنخخاس " )‪ (3‬فأمخخا الثخخم فخخي‬
‫كتاب ال فهي الخمر والميسر وإثمهما كبير كما قال ال عزوجخخل قخخال‪ :‬فقخخال‬
‫المهدي يا علي بن يقطين هذه وال فتوى هاشمية قال‪ :‬فقلت له‪ :‬صدقت وال خ‬
‫يا أمير المؤمنين الحمد ل الذي لم يخرج هخخذا العلخخم منكخخم أهخخل الخخبيت‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فوال ما صبر المهدي أن قال لي‪ :‬صدقت يا رافضي )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 8‬ص ‪ (2) .86‬سورة العخراف اليخة ‪ (3) .33‬سخورة البقخرة اليخة‪:‬‬
‫‪ (4) .219‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪.406‬‬

‫]‪[150‬‬

‫‪ - 25‬مهج‪ :‬أبو علي الحسن بن محمد بن على الطوسي‪ ،‬وعبد الجبار بن عبد ال ابخخن‬
‫علي الرازي‪ ،‬وأبو الفضل منتهى بن أبي زيد الحسيني‪ ،‬ومحمد بن أحمد بخخن‬
‫شهريار الخازن جميعا‪ ،‬عن محمد بن الحسن الطوسي‪ ،‬عن ابخخن الغضخخايري‬
‫وأحمد بن عبدون وأبي طالب بن العزور وأبي الحسن الصفار‪ ،‬والحسن بخخن‬
‫إسماعيل بن أشناس جميعا عن أبي المفضل الشيباني‪ ،‬عن محمد بن يزيد بن‬
‫أبي الزهر‪ ،‬عن أبي الوضاح محمد ابخن عبخد الخ النهشخلي‪ ،‬عخن أبيخه قخخال‪:‬‬
‫سمعت المام أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم يقخول‪ :‬التحخدث بنعخم‬
‫ال شخخكر‪ ،‬وتخخرك ذلخخك كفخخر‪ ،‬فخخارتبطوا نعخخم ربكخخم تعخخالى بالشخخكر وحصخخنوا‬
‫أموالكم بالزكاة‪ ،‬وادفعوا البلء بالدعاء‪ ،‬فخخإن الخخدعاء جنخخة منجيخخة تخخرد البلء‬
‫وقد ابرم إبراما‪ .‬قال أبو الوضاح‪ :‬وأخبرني أبخخي قخخال‪ :‬لمخخا قتخخل الحسخخين بخخن‬
‫علي صاحب فخ وهو الحسين بن علي بن الحسخخن بخخن الحسخخن ]بخخن الحسخخن[‬
‫بفخ وتفرق الناس عنه حمخل رأسخه والسخرى مخن أصخحابه إلخى موسخى بخن‬
‫المهدي فلما بصر بهم أنشأ يقول متمثل‪ :‬بني عمنا ل تنطقوا الشعر بعد ما *‬
‫دفنتم بصحراء الغميم القوافيا فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله * فنقبل ضخخيما أو‬
‫نحكم قاضيا ولكن حكم السيف فينخخا مسخخلط * فنرضخخى إذا مخخا أصخخبح السخخيف‬
‫راضيا وقد ساءني ما جرت الحرب بيننا * بني عمنا لو كان أمرا مدانيا فخخان‬
‫قلتم إنا ظلمنا فلم نكن * ظلمنا ولكن قد أسأنا التقاضيا )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬نسب أبو تمام فخي حماسخته هخذا الشخعر إلخى الشخميذر الحخارثى‪ ،‬وذكخر الخطيخب‬
‫التخخبريزي فخخي شخخرح الحماسخخة ج ‪ 1‬ص ‪ 119‬عخخن الخخبرقى أنخخه لسخخويد بخخن‬
‫صميع المرثدى من بنى الحرث‪ ،‬وكخخان قتخخل أخخخوه غيلخخة‪ ،‬فقتخخل قاتخخل أخيخخه‬
‫نهارا في بعض السواق من الحضر وذكر الجاحظ في البيان والتبيين ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 186‬البيات وتردد في نسبتها إلخخى سخخويد المراثخخد الحخخارثى أو غيخخره‪،‬‬
‫كما ان ابن قتيبة ذكرها واكتفى بنسبتها إلى بعخخض الشخخعراء وفخخي كخخل هخخذه‬
‫المصادر تفاوت في ألفاظ الشعر وعدد البيات فليلحظ‪.‬‬

‫]‪[151‬‬

‫ثم أمر برجل من السرى فوبخه ثم قتلخخه ثخخم صخخنع مثخخل ذلخخك بجماعخخة مخخن ولخخد أميخخر‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات ال عليه‪ ،‬وأخذ مخخن الطخخالبيين‪ ،‬وجعخخل‬
‫ينال منهم إلى أن ذكر موسى بن جعفر صلوات ال عليه فنال منه قخخال‪ :‬والخ‬
‫ما خرج حسين إل عن أمره ول اتبع إل محبته لنه صاحب الوصية في أهل‬
‫هذا البيت قتلني ال إن أبقيت عليه‪ .‬فقال لخخه أبخخو يوسخخف يعقخخوب بخخن إبراهيخخم‬
‫القاضي وكان جريئا عليه‪ :‬يا أمير المؤمنين أقول أم أسكت ؟ فقال‪ :‬قتلني ال‬
‫إن عفوت عن موسى بن جعفر‪ ،‬ولول ما سمعت من المهخخدي فيمخخا أخخخبر بخخه‬
‫المنصور بما كان به جعفخر مخن الفضخل المخبرز عخن أهلخه فخي دينخه وعلمخه‬
‫وفضخخله‪ ،‬ومخخا بلغنخخي عخخن السخخفاح فيخخه مخخن تقريظخخه وتفضخخيله لنبشخخت قخخبره‬
‫وأحرقته بالنار إحراقا‪ ،‬فقال أبو يوسف‪ :‬نساؤه طوالق‪ ،‬وعتق جميع ما يملك‬
‫من الرقيق‪ ،‬وتصدق بجميع ما يملك من المال‪ ،‬وحبس دوابه‪ ،‬وعليخخه المشخخي‬
‫إلى بيت ال الحرام إن كان مذهب موسى بخخن جعفخخر الخخخروج ل يخخذهب إليخخه‬
‫ول مذهب أحد من ولده‪ ،‬ول ينبغي أن يكون هذا منهم‪ ،‬ثم ذكخخر الزيديخخة ومخخا‬
‫ينتحلون‪ .‬فقال‪ :‬وما كان بقخخي مخخن الزيديخخة إل هخخذه العصخخابة الخخذين كخخانوا قخخد‬
‫خرجوا مع حسين وقد ظفر أمير المؤمنين بهم‪ ،‬ولم يزل يرفق به حتى سخخكن‬
‫غضبه‪ .‬قال‪ :‬وكتب علي بن يقطين إلى أبي الحسخخن موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه‬
‫السلم بصورة المر فورد الكتخخاب‪ ،‬فلمخخا أصخخبح أحضخخر أهخخل بيتخخه وشخخيعته‬
‫فأطلعهم أبو الحسن عليه السلم على ما ورد عليه مخن الخخبر وقخال لهخم‪ :‬مخا‬
‫تشيرون في هذا ؟ فقخخالوا‪ :‬نشخخير عليخخك أصخخلحك الخ وعلينخخا معخخك أن تباعخخد‬
‫شخصك عن هذا الجبار‪ ،‬وتغيب شخصك دونه فخخإنه ل يخخؤمن شخخره وعخخاديته‬
‫وغشمه‪ ،‬سيما وقد توعدك وإيانا معك‪ ،‬فتبسخخم موسخخى عليخخه السخخلم ثخخم تمثخخل‬
‫ببيت كعب بن مالك أخي بني سلمة وهو‪ :‬زعمت سخخينة أن سختغلب ربهخا *‬
‫فليغلبن مغالب الغلب )‪(1‬‬
‫)‪ (1‬البيت من قصيدة لكعب بن مالك النصاري قالها في جواب عبد ال بن الزبعخخرى‬
‫السهمى حين قال قصيدته في يوم الخندق والتى أولها‪< - :‬‬

‫]‪[152‬‬

‫ثم أقبل على من حضره من مخخواليه وأهخخل بيتخخه فقخخال‪ :‬ليفخخرخ روعكخخم إنخخه ليخخرد أول‬
‫كتخخاب مخخن العخخراق إل بمخخوت موسخخى بخخن المهخخدي وهلكخخه فقخخال‪ :‬ومخخا ذلخخك‬
‫أصلحك ال ؟ قال‪ :‬قد ‪ -‬وحرمة هذا القبر ‪ -‬مات فخخي يخخومه هخخذا‪ ،‬والخ " إنخخه‬
‫لحق مثل ما أنكم تنطقون " )‪ (1‬سأخبركم بذلك‪ .‬بينما أنا جالس في مصخخلي‬
‫بعد فراغي من وردي وقد تنومت عيناي إذا سنح جدي رسول ال صلى الخخ‬
‫عليه وآله في منامي فشكوت إليه موسى بن المهدي‪ ،‬وذكرت مخخا جخخرى منخخه‬
‫في أهل بيته وأنا مشفق من غوائله‪ ،‬فقال لخخي‪ :‬لتطخخب نفسخخك يخخا موسخخى‪ ،‬فمخخا‬
‫جعل ال لموسى عليك سبيل‪ ،‬فبينما هو يحدثني إذ أخخخذ بيخخدي وقخخال لخخي‪ :‬قخخد‬
‫أهلك ال آنفا عدوك فليحسن لخ شخخكرك‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم اسخختقبل أبخخو الحسخخن عليخخه‬
‫السلم القبلة ورفع يديه إلى السماء يدعو‪ ،‬فقال‬

‫‪ < -‬حى الخخديار محخخا معخخارف رسخخمها * طخخول البل وتخخراوح الحقخخاب فأجخخابه كعخخب‬
‫بقصيدة أولها‪ :‬أبقى لنا حدث الحروب بقية * مخخن خيخخر نحلخخة ربنخخا الوهخخاب‬
‫وآخرها البيت الشاهد‪ ،‬وقد ورد برواية ابن هشام في سيرته‪ :‬جاءت سخينة‬
‫كى تغالب ربها * فليغلبن مغالب الغلب وروى ان النبي " ص " قخخال لخخه‪:‬‬
‫لقد شكرك ال يا كعب على قولخخك هخخذا‪ ،‬والقصخخيدة تبلخخغ ‪ 22‬بيتخخا مثبتخخة فخخي‬
‫سيرة ابن هشام ج ‪ 2‬ص ‪ 205 - 204‬بهامش الروض النف‪ ،‬وسخينة نبز‬
‫كانت قريش تعير به‪ ،‬وهى حساء من دقيق كانوا يتخذونه عند غلء السعر‬
‫وعجف المال وقد أطنب السهيلي في الروض ج ‪ 2‬ص ‪ 205‬حيث ذكر ان‬
‫قريشا لم تكن تكره هذا اللقب وأورد البيت كما في الصل البكري في سمط‬
‫اللئالى ص ‪ 864‬والبغدادي في الخزانة ج ‪ 3‬ص ‪ 143‬وغيرهما‪ ،‬وقد وهم‬
‫ابن السيد في القتضاب ص ‪ 46‬حيث نسخخب الخخبيت إلخخى حسخخان بخخن ثخخابت‪،‬‬
‫وأكبر الظن أنه راجع السيرة لبن هشام فرأى قصخخيدة لحسخخان قالهخخا بنفخخس‬
‫الموضوع وعلى الروى والقافية‪ ،‬واثبتها ابخخن هشخخام قبخخل قصخخيدة كعخخب بل‬
‫فصل‪ ،‬فظن ابن السيد ان البيت من تابع شعر حسان‪ ،‬وهو وهم ظاهر‪(1) .‬‬
‫سورة الذاريات الية‪.23 :‬‬

‫]‪[153‬‬
‫أبو الوضاح‪ :‬فحدثني أبي قال‪ :‬كان جماعة من خاصة أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم مخخن‬
‫أهل بيته وشيعته يحضرون مجلسخه ومعهخخم فخخي أكمخامهم ألخواح آبنخوس )‪(1‬‬
‫لطاف وأميال فإذا نطق أبو الحسن عليه السلم بكلمة وأفتى فخخي نازلخخة أثبخخت‬
‫القوم ما سمعوا منه في ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فسخمعناه وهخو يقخول فخي دعخائه شخكرا لخ‬
‫جلت عظمته‪ ،‬ثم ذكر الدعاء‪ .‬وقال‪ :‬ثم أقبخخل علينخخا مولنخخا أبخخو الحسخخن عليخخه‬
‫السلم ثم قال‪ :‬سمعت من أبخخي جعفخخر ابخخن محمخخد يحخخدث عخخن أبيخخه علخخي بخخن‬
‫الحسين‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده أمير المؤمنين عليه السخخلم أنخخه قخخد سخخمع رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬اعترفوا بنعمة ال ربكخم عزوجخل وتوبخوا إليخه‬
‫من جميع ذنخخوبكم‪ ،‬فخخإن الخ يحخخب الشخخاكرين مخخن عبخخاده‪ ،‬قخخال‪ :‬ثخخم قمنخخا إلخخى‬
‫الصله وتفرق القوم فما اجتمعوا إل لقراءة الكتاب الوارد بموت موسخخى بخخن‬
‫المهخخدي والبيعخخة لهخخارون الرشخخيد )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬ل تنطقخخوا الشخخعر فيخخه حخخذف‬
‫وإيصال إي بالشعر‪ ،‬ودفن القوافي كناية عن الموت أي متم وتركتم القوافي‪،‬‬
‫وصحراء الغميم لعل المراد بخخه كخخراع الغميخخم وهخخو واد علخخى مرحلخختين مخخن‬
‫مكة‪ ،‬وفي المناقب بصحراء الغوير‪ ،‬والغوير كزبير مخخاء لبنخخي كلب‪ ،‬قخخوله‬
‫كمخخن كنتخخم تصخخيبون نيلخخه أي عطخخاءه‪ ،‬وفخخي المنخخاقب سخخلمه‪ ،‬أي مسخخالمته‬
‫ومصالحته‪ ،‬والضيم الظلم‪ ،‬وفي المناقب فيقبخخل قيل‪ ،‬ورضخخى السخخيف كنايخخة‬
‫عن المبالغة في القتل‪ .‬وقوله‪ :‬لو كخان أمخرا مخدانيا لخو للتمنخي أي ليخت محخل‬
‫النزاع بيننا وبينكم كان أمخخرا قريبخخا فل نرضخخى بقتلكخخم‪ ،‬ولكخخن بيخخن مطلوبنخخا‬
‫ومطلوبكم بون بعيد‪ ،‬قوله‪ :‬ولكن قخخد أسخخأنا التقاضخخيا أي لخخم نظلمكخخم أول بخخل‬
‫بدأتم بالظلم وطلبنا منكم الثأر بأقبح وجه‪ ،‬والتقريظ مدح النسان وهخخو حخخي‪،‬‬
‫والغشم الظلم‪ ،‬وأفرخ الروع ذهب‪ ،‬وهوم الرجل إذا هز رأسخخه مخخن النعخخاس‪،‬‬
‫أقول‪ :‬رواه في الكتاب العتيق‪ ،‬عن أبي المفضل‬

‫)‪ (1‬البنوس‪ :‬شجر عظيم صلب العود أسوده‪ (2) .‬مهج الدعوات ص ‪.217‬‬

‫]‪[154‬‬

‫الشيباني إلى آخر السند‪ - 26 .‬كا‪ :‬علي بخخن إبراهيخخم أو غيخخره رفعخخه قخخال‪ :‬خخخرج عبخخد‬
‫الصمد بن علي و معه جماعة فبصر بخخأبي الحسخخن عليخخه السخخلم مقبل راكبخخا‬
‫بغل فقال لمن معه‪ :‬مكانكم حتى أضحككم من موسى بن جعفر‪ ،‬فلما دنا منخخه‬
‫قال له‪ :‬ما هذه الدابة التي ل تدرك عليها الثأر‪ ،‬ول تصلح عند النزال ؟ فقخخال‬
‫له أبو الحسن عليه السلم‪ :‬تطأطأت عن سمو الخيل وتجاوزت قموء العيخخر‪،‬‬
‫وخير المور أوسطها‪ ،‬فافحم عبد الصمد فما أحخخار جوابخخا )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬القمخخء‬
‫الذل والصغار‪ ،‬والعير الحمار‪ ،‬وكان عبد الصمد هو ابن علي ابخخن عبخخد ال خ‬
‫بن العباس‪ ،‬وقخخد عخد مخخن أصخخحاب الصخادق عليخه السخلم‪ - 27 .‬مهخج‪ :‬قخال‬
‫الفضل بن الربيع‪ :‬لما اصطبح الرشيد يوما اسخختدعا حخخاجبه فقخخال لخخه‪ :‬امخخض‬
‫إلى علي بن موسى العلوي وأخرجه من الحبس‪ ،‬وألقه في بركة السباع‪ ،‬فمخخا‬
‫زلت ألطخف بخه وأرفخخق‪ ،‬ول يخزداد إل غضخبا وقخال‪ :‬والخ لئن لخخم تلقخه إلخى‬
‫السباع للقينك عوضه‪ .‬قال‪ :‬فمضيت إلى علي بن موسى الرضا‪ ،‬فقلخخت لخخه‪:‬‬
‫إن أمير المؤمنين أمرني بكذا وبكذا‪ ،‬قال‪ :‬افعل مخخا امخخرت بخخه فخخإني مسخختعين‬
‫بال تعالى عليه‪ ،‬وأقبل بهخخذه العخخوذة وهخخو يمشخخي معخخي إلخخى أن انتهيخخت إلخخى‬
‫البركة ففتحت بابهخخا وأدخلتخخه فيهخخا‪ ،‬و فيهخخا أربعخخون سخخبعا وعنخخدي مخخن الغخخم‬
‫والقلق أن يكون قتل مثله على يدي‪ ،‬وعدت إلى موضعي‪ .‬فلما انتصف الليخل‬
‫أتاني خخادم فقخال لخي‪ :‬إن اميخر المخؤمنين يخدعوك فصخرت إليخه فقخال‪ :‬لعلخي‬
‫أخطأت البارحة بخطيئة أو أتيت منكخخرا فخخاني رأيخخت البارحخخة منامخخا هخخالني‪،‬‬
‫وذلك أني رأيت جماعة من الرجال دخلوا علي وبأيديهم سخخاير السخخلح وفخخي‬
‫وسطهم رجل كأنه القمر ودخخخل إلخخى قلخخبي هيبتخخه فقخخال لخخي قخخائل‪ :‬هخخذا أميخخر‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب ‪ -‬صلوات الخ عليخخه وعلخخى أبنخخائه فتقخدمت إليخه‬
‫لقبل قدميه‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪.540‬‬

‫]‪[155‬‬

‫فصرفني عنه‪ ،‬فقال‪ " :‬هل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الرض وتقطعوا أرحخخامكم‬
‫" )‪ (1‬ثم حول وجهخه فخدخل بابخا‪ .‬فخانتبهت مخذعورا لخذلك ! فقلخت‪ :‬يخا أميخر‬
‫المؤمنين أمرتني أن القي علي بن موسى للسباع فقال‪ :‬ويلخخك ألقيتخخه ؟ فقلخخت‪:‬‬
‫إي وال‪ ،‬فقال‪ :‬امض وانظر ما حاله فأخذت الشخخمع بيخخن يخخدي وطخخالعته فخخإذا‬
‫هو قائم يصلي‪ ،‬والسباع حوله‪ ،‬فعخخدت إليخخه فخخأخبرته فلخخم يصخخدقني‪ ،‬ونهخخض‬
‫واطلع إليه فشاهده في تلك الحال‪ :‬فقال‪ :‬السلم عليخخك يخا ابخخن عخخم‪ ،‬فلخخم يجبخخه‬
‫حتى فرغ من صلته‪ ،‬ثم قال‪ :‬وعليك السلم يخخا ابخخن عخخم قخخد كنخخت أرجخخو أن‬
‫لتسلم علي في مثل هذا الموضع فقال‪ :‬أقلني فاني معتخذر إليخك فقخخال لخه‪ :‬قخد‬
‫نجانا ال تعالى بلطفه فله الحمد‪ ،‬ثم أمر باخراجه فخخاخرج فقخخال‪ :‬فل والخ مخخا‬
‫تبعه سبع‪ .‬فلما حضر بين يدي الرشيد عخانقه‪ ،‬ثخخم حملخه إلخخى مجلسخخه ورفعخه‬
‫فوق سريره وقال‪ :‬يا ابن عم إن أردت المقام عندنا ففي الرحب والسعة‪ ،‬وقد‬
‫أمرنا لك ولهلك بمال وثياب‪ ،‬فقال له‪ :‬ل حاجخخة لخخي فخخي المخخال ول الثيخخاب‪،‬‬
‫ولكن في قريش نفر يفرق ذلك عليهم‪ ،‬وذكر له قوما فأمر له بصخخلة وكسخخوة‪.‬‬
‫ثم سأله أن ركبه على بغال البريد إلى الموضع الذي يحب فأجخخابه إلخخى ذلخخك‪،‬‬
‫وقال لي‪ :‬شيعه فشيعته إلى بعض الطريق‪ ،‬وقلت لخخه يخخا سخخيدي إن رأيخخت أن‬
‫تطول علي بالعوذة فقال‪ :‬منعنا أن ندفع عوذنا وتسبيحنا إلى كخخل أحخد‪ ،‬ولكخخن‬
‫لك علي حق الصحبة والخدمخخة فخخاحتفظ بهخخا فكتبتهخخا فخخي دفخختر وشخخددتها فخخي‬
‫منخخديل فخخي كمخخي فمخخا دخلخخت إلخخى أميخخر المخخؤمنين إل ضخخحك إلخخي وقضخخى‬
‫حوائجي‪ ،‬ول سافرت إل كانت حرزا وأمانا من كل مخوف‪ ،‬ول وقعخخت فخخي‬
‫الشدة إل دعوت بها‪ ،‬ففرج عني ثم ذكرها )‪.(2‬‬
‫)‪ (1‬سورة محمد الية‪ (2) .22 :‬مهج الدعوات ص ‪.248‬‬

‫]‪[156‬‬

‫أقول‪ :‬قال السيد ره‪ :‬لربما كان هذا الحديث عن الكاظم موسى بن جعفر عليخخه السخخلم‬
‫لنه كان محبوسا عند الرشيد لكنني ذكخخرت هخخذا كمخخا وجخخدته‪ - 28 .‬ختخخص‪:‬‬
‫عبد ال بن محمد السائي‪ ،‬عن الحسخخن بخخن موسخخى‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن محمخخد‬
‫النهيكي‪ ،‬عن محمد بن سابق بن طلحة النصاري قال‪ :‬كان مما قال هخخارون‬
‫لبي الحسن عليه السلم حيخخن ادخخخل عليخخه‪ :‬مخخا هخخذه الخخدار ؟ فقخخال‪ :‬هخخذه دار‬
‫الفاسقين قال ال تعالى " سأصخخرف عخخن آيخخاتي الخخذين يتكخخبرون فخخي الرض‬
‫بغير الحق وإن يروا كل آية ل يؤمنوا بها وإن يروا سخخبيل الرشخخد ل يتخخخذوه‬
‫سبيل وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيل " الية )‪ .(1‬فقال له هخخارون‪ :‬فخخدار‬
‫من هي ؟ قال‪ :‬هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة‪ ،‬قال فما بال صخخاحب الخخدار ل‬
‫يأخذها ؟ فقال‪ :‬اخذت منه عامرة ول يأخذها إل معمخخورة قخخال‪ :‬فخخأين شخخيعتك‬
‫فقخخرأ أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم " لخخم يكخخن الخخذين كفخخروا مخخن أهخخل الكتخخاب‬
‫والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة " )‪ (2‬قال‪ :‬فقال له فنحخخن كفخخار ؟ قخخال‪:‬‬
‫ل ولكن كما قال ال " الذين بدلوا نعمة ال كفرا وأحلوا قخخومهم دار البخخوار "‬
‫)‪ (3‬فغضب عند ذلك وغلظ عليه‪ ،‬فقد لقيه أبو الحسن عليه السلم بمثل هخخذه‬
‫المقالة وما رهبه وهذا خلف قول من زعم أنه هرب منخخه مخخن الخخخوف )‪.(4‬‬
‫‪ - 29‬كا‪ :‬علي بن محمد بن عبد ال‪ ،‬عن بعض أصحابنا ‪ -‬أظنخخه السخخياري ‪-‬‬
‫عن علي بن أسباط قال‪ :‬لما ورد أبو الحسن موسى عليه السلم على المهدي‬
‫رآه يرد المظالم فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين ما بال مظلمتنا لترد ؟ فقال لخخه‪ :‬ومخخا‬
‫ذاك يا أبا الحسن ؟ قال‪ :‬إن ال تبارك وتعالى لمخخا فتخخح علخخى نخخبيه صخخلى الخ‬
‫عليه وآله فدك وما والها لم يوجف عليه‬

‫)‪ (1‬سورة العراف الية‪ (2) .146 :‬سورة البينة الية‪ (3) .1 :‬سورة ابراهيم الية‪:‬‬
‫‪ (4) .28‬الختصاص ص ‪.262‬‬

‫]‪[157‬‬

‫بخيل ول ركاب فأنزل ال على نبيه صلى ال عليه وآله " وآت ذا القربى حقخخه " )‪(1‬‬
‫فلم يدر رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه مخخن هخخم‪ ،‬فراجخخع فخخي ذلخخك جبرئيخخل‪،‬‬
‫وراجع جبرئيل عليه السلم ربه‪ ،‬فأوحى الخ إليخه أن ادفخع فخخدك إلخى فاطمخة‬
‫عليها السلم‪ .‬فدعاها رسول ال صلى ال عليه وآله فقخخال لهخخا‪ :‬يخخا فاطمخخة إن‬
‫ال أمرني أن أدفع إليك فدك فقالت‪ :‬قد قبلت يارسول ال من ال خ ومنخخك‪ ،‬فلخخم‬
‫يزل وكلؤها فيها حياة رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه فلمخخا ولخخى أبخخو بكخخر‬
‫أخرج عنها وكلءها فأتته فسألته أن يردها عليها فقال لهخخا‪ :‬ايخختيني بأسخخود أو‬
‫أحمر يشهد لك بذلك‪ ،‬فجاءت بأمير المخخؤمنين عليخخه السخخلم وام أيمخخن فشخخهدا‬
‫لها‪ ،‬فكتب لها بترك التعرض‪ ،‬فخرجخخت والكتخخاب معهخخا‪ .‬فلقيهخخا عمخخر فقخخال‪:‬‬
‫ماهذا معك يا بنت محمد ؟ قالت‪ :‬كتاب كتب لي ابن أبخخي قحافخخة قخخال‪ :‬أرينيخخه‬
‫فأبت‪ ،‬فانتزعه من يدها ونظر فيه‪ ،‬ثم تفل فيه ومحاه وخرقه فقال لها‪ :‬هذا لم‬
‫يوجخخف عليخخه أبخخوك بخيخخل ول ركخخاب فضخخعي الجبخخال فخخي رقابنخخا‪ .‬فقخخال لخخه‬
‫المهدي‪ :‬يا أبا الحسن حدها إلي فقال‪ :‬حد منها جبخخل احخخد وحخخد منهخخا عريخخش‬
‫مصر‪ ،‬وحد منها سيف البحر‪ ،‬وحد منها دومة الجندل‪ ،‬فقخخال لخخه‪ :‬كخخل هخخذا ؟‬
‫قال‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين هذا كله إن هذا كله مما لم يوجف أهله على رسول‬
‫ال بخيل ول ركاب فقال‪ :‬كثير وأنظر فيه )‪ .(2‬بيخان‪ :‬قخوله‪ :‬فضخعي الجبخال‬
‫في بعض النسخ بالحاء المهملة ويحتمل أن يكون حينئذ كناية عن الترافع إلى‬
‫الحكام بأن يكون لعنه ال قال ذلك تعجيزا لها وتحقيرا لشأنها أو المعنى أنخخك‬
‫إذا اعطيت ذلك وضخخعت الحبخخال علخخى رقابنخخا بالعبوديخخة‪ ،‬أو أنخخك إذا حكمخخت‬
‫على ما لم يوجف عليها بخيل بأنها ملكك فاحكمي على رقابنا أيضخخا بالملكيخخة‬
‫وفي بعض النسخ بالجيم أي إن قدرت على وضع الجبال على رقابنخخا جخخزاءا‬
‫بمخخا صخخنعنا فخخافعلي‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون علخخى هخخذا كنايخخة عخخن ثقخخل الثخخام‬
‫والوزار‪.‬‬

‫)‪ (1‬سورة السراء الية‪ (2) .26 :‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.543‬‬

‫]‪[158‬‬

‫‪ - 30‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي عمير‪ ،‬عن علي بخخن يقطيخخن‪ ،‬عخخن أبخخي الحسخخن‬
‫موسى عليه السلم قال‪ :‬قلت له‪ :‬إني قد أشفقت من دعوة أبي عبخخد ال خ عليخخه‬
‫السلم على ابن يقطين وما ولد فقخال‪ :‬يخا أبخا الحسخن ليخس حيخث تخذهب إنمخا‬
‫المؤمن في صلب الكافر بمنزلة الحصاة في اللبنة‪ ،‬يجئ المطر فيغسل اللبنخخة‬
‫فل يضر الحصاة شيئا )‪ - 31 .(1‬كا‪ :‬محمد بن يحيى عمن ذكره‪ ،‬عن علخخي‬
‫بن أسباط‪ ،‬عن إبراهيم بن أبي محمود‪ ،‬عن علي بن يقطيخن قخال‪ :‬قلخت لبخي‬
‫الحسن عليه السلم ما تقول في أعمال هؤلء ؟ قال‪ :‬إن كنت لبد فاعل فاتق‬
‫أموال الشيعة‪ ،‬قال‪ :‬فأخبرني علي أنه كان يجبيها من الشيعة علنية ويردهخخا‬
‫عليهم في السر )‪ - 32 .(2‬ب‪ :‬محمد بن عيسى‪ ،‬عن علي بن يقطين‪ ،‬أو عن‬
‫زيد‪ ،‬عن علي بن يقطين أنه كتب إلى أبخخي الحسخخن موسخخى عليخخه السخخلم‪ :‬إن‬
‫قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان وكان وزيخخرا لهخخارون فخخإن أذنخخت‬
‫لي جعلني ال فداك هربت منخخه ؟ فرجخخع الجخخواب‪ :‬ل آذن لخخك بخخالخروج مخخن‬
‫عملهم واتق ال أو كمخخا قخخال )‪ - 33 .(3‬كتخخاب السخختدراك‪ :‬عخخن التلعكخخبري‬
‫باسناده عن الكاظم عليه السخخلم قخال‪ :‬قخال لخي هخخارون‪ :‬أتقولخون أن الخمخخس‬
‫لكم ؟ قلت‪ :‬نعم قال‪ :‬إنه لكثير‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬إن الذي أعطاناه علم أنخخه لنخخا غيخخر‬
‫كثير‪.‬‬

‫)‪ (1‬نفخخس المصخخدر ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .13‬المصخخدر السخخابق ج ‪ 5‬ص ‪ (3) .110‬قخخرب‬
‫السناد ص ‪.170‬‬

‫]‪[159‬‬

‫‪) * .7‬باب( * " )احوال عشائره واصحابه واهل زمانه وما جرى بينه( " " )وبينهخخم‬
‫وما جرى من الظلم على عشخخائره صخخلوات الخ عليخخه( " ‪ - 1‬ب‪ :‬محمخخد بخخن‬
‫الحسين‪ ،‬عن جعفر بن بشير‪ ،‬عن إبراهيم بن المفضل بن قيس‪ ،‬قال‪ :‬سخمعت‬
‫أبا الحسن الول عليه السلم وهو يحلف أن ل يكلم محمد بن عبد ال الرقط‬
‫)‪ (1‬أبدا‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬هذا يأمر بالبر والصلة ويحلف أن ل يكلم ابن عمه‬
‫أبدا‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬هذا من بري به‪ ،‬هو ل يصبر أن يذكرني ويعينني فخخإذا علخخم‬
‫الناس أل اكلمه لم يقبلوا منه وأمسك عن ذكري فكان خيرا له )‪ - 2 .(1‬شى‪:‬‬
‫عن صفوان قال‪ :‬سألني أبو الحسن عليه السلم ومحمد بن خلف جالس فقخخال‬
‫لي‪ :‬مات يحيى بن القاسم الحذاء ؟ فقلت لخه‪ :‬نعخم‪ ،‬ومخات زرعخة فقخال‪ :‬كخان‬
‫جعفر عليه السلم يقول‪ :‬فمستقر ومستودع‪ ،‬فالمسخختقر قخخوم يعطخخون اليمخخان‬
‫ومستقر في قلوبهم والمستودع قخخوم يعطخخون اليمخخان ثخخم يسخخلبونه )‪- 3 .(2‬‬
‫شى‪ :‬عن أحمد بن محمد قال‪ :‬وقف علي أبو الحسن الثخخاني عليخخه السخخلم فخخي‬
‫بني زريق فقال لي وهو رافع صوته‪ :‬يا أحمد‪ ،‬قلت‪ :‬لبيك قال‪ :‬إنه لما قبخخض‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله جهد الناس على إطفاء نور ال فأبى ال إل أن‬
‫يتم نوره بأمير المؤمنين عليه السلم فلما مات أبو الحسن عليخخه السخخلم جهخخد‬
‫ابن أبي حمزة وأصحابه على إطفاء نور ال فأبى ال‬

‫)‪ (1‬محمد بن عبد ال الرقط‪ :‬سبقت ترجمته في ج ‪ 46‬ص ‪ 156‬فراجخخع‪ (2) .‬قخخرب‬
‫السناد ص ‪ 168‬والموجخود فيخه إلخخى قخخوله " واتخخق الخ " والظخاهر زيخادة‬
‫جملة " أو كما قال " فلحظ‪ (3) .‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.372‬‬

‫]‪[160‬‬

‫إل أن يتم نوره‪ ،‬الخبر )‪ - 4 .(1‬ب‪ :‬الحسن بن ظريف‪ ،‬عن أبيه ظريخخف بخخن ناصخخح‬
‫قال‪ :‬كنت مع الحسين ابن زيد )‪ (2‬ومعه ابنه علي )‪ (3‬إذ مر بنا أبو الحسخخن‬
‫موسى بن جعفر صلى الخ عليخه فسخلم عليخخه‪ ،‬ثخخم جخاز‪ ،‬فقلخت‪ :‬جعلخت فخداك‬
‫يعرف موسى قائم آل محمد ؟ قال‪ :‬فقال لي‪ :‬إن يكن أحد يعرفه فهو ثخخم قخخال‪:‬‬
‫وكيف ل يعرفه وعنده خط علي بن أبيطالب عليه السلم وإملء رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآله‪ .‬فقال علي ابنه‪ :‬يا أبه كيف لم يكن ذاك عند أبي زيخخد بخخن‬
‫علي ؟ فقال‪ :‬يا بني إن علي بن الحسين ومحمد بن علي سيد النخخاس وإمخخامهم‬
‫فلزم يا بني أبوك زيد أخاه فتأدب بأدبه وتفقه بفقهه‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬فانه يا أبة إن‬
‫حدث بموسى حدث يوصي إلى أحد من إخوته ؟ قال‪ :‬ل وال مخخا يوصخخي إل‬
‫إلى ابنه‪ ،‬أما ترى أي بني هؤلء الخلفاء ل يجعلون الخلفة إل في أولدهم !‬
‫؟ )‪ - 5 .(4‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن عمر بن يزيد قخخال‪:‬‬
‫كنت عند أبي الحسن عليه السلم فذكر محمخخد فقخخال‪ :‬إنخخي جعلخخت علخخى أن ل‬
‫يظلني وإياه سقف بيت‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬هذا يأمر بالبر والصخخلة ويقخخول هخخذا‬
‫لعمه قال‪ :‬فنظر إلي فقال‪ :‬هذا من البر والصلة إنه متى يأتيني ويدخل علخخي‪،‬‬
‫فيقول ويصدقه الناس وإذا لم يدخل على‪ ،‬لم يقبل قوله إذا قال )‪ - 6 .(5‬كخخا‪:‬‬
‫بعض أصحابنا‪ ،‬عن محمد بن حسان‪ ،‬عن محمد بن رنجخخويه‪ ،‬عخخن عبخخد الخ‬
‫ابن الحكم الرمني‪ ،‬عن عبد ال بن جعفر بن إبراهيم الجعفري‪ ،‬عن عبد ال‬
‫بن المفضل مولى عبخد الخ بخن جعفخر بخن أبخي طخالب قخال‪ :‬قخال‪ :‬لمخا خخرج‬
‫الحسين بن علي‬

‫)‪ (1‬نفخخس المصخخدر ج ‪ 1‬ص ‪ 372‬وفيخخه تمخخام الخخخبر‪ (2) .‬الحسخخين بخخن زيخخد سخخبقت‬
‫ترجمته في ج ‪ 46‬ص ‪ (3) .157‬سبقت ترجمته في ج ‪ 46‬ص ‪(4) .159‬‬
‫قرب السناد ص ‪ (5) .178‬بصائر الدرجات ج ‪ 5‬باب ‪ 10‬ص ‪.64‬‬

‫]‪[161‬‬

‫المقتول بفخ‪ ،‬واحتوى على المدينة دعا موسخخى بخخن جعفخخر عليهمخخا السخخلم إلخخى البيعخخة‬
‫فأتاه فقال له‪ :‬يا ابن عم ل تكلفني ما كلف ابن عمك عمخخك أبخخا عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم فيخرج مني مال اريد كما خرج من أبي عبد ال خ عليخخه السخخلم مخخا لخخم‬
‫يكن يريد‪ ،‬فقال له الحسين‪ :‬إنما عرضت عليك أمرا فخخان أردتخخه دخلخخت فيخخه‪،‬‬
‫وإن كرهته لم أحملك عليه والخ المسخختعان‪ ،‬ثخخم ودعخخه‪ .‬فقخخال لخخه أبخخو الحسخخن‬
‫موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم حيخخن ودعخخه‪ :‬يخخا ابخخن عخخم إنخخك مقتخخول فأجخخد‬
‫الضراب‪ ،‬فإن القوم فساق‪ ،‬يظهرون إيمانا‪ ،‬ويسرون شركا‪ ،‬وإنا ل وإنا إليه‬
‫راجعون أحتسبكم عند ال مخن عصخبة‪ ،‬ثخم خخرج الحسخخين‪ ،‬وكخان مخخن أمخخره‬
‫ماكان‪ ،‬قتلوا كلهم كما قال عليه السخخلم )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬الفخخخ بفتخخح الفخخآء وتشخخديد‬
‫الخاء بئر بينه وبين مكة فرسخ تقريبا‪ ،‬و الحسين هخخو الحسخخين بخخن علخخي بخخن‬
‫الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي عليهمخا السخلم وامخه زينخب بنخت بنخت‬
‫عبد ال بن الحسن‪ ،‬وخرج في أيام موسى الهادي بن محمد المهدي ابخخن أبخخي‬
‫جعفر المنصور‪ ،‬وخخخرج معخخه جماعخخة كخخثيرة مخخن العلخخويين‪ .‬وكخخان خروجخخه‬
‫بالمدينة في ذي القعخخدة سخخنة تسخخع وسخختين ومخخائة‪ ،‬بعخخد مخخوت المهخخدي بمكخخة‪،‬‬
‫وخلفة الهادي ابنه‪ .‬وروى أبو الفرج الصبهاني )‪ (2‬بأسانيده عن عبخخد ال خ‬
‫بن إبراهيم الجعفري وغيره أنهم قالوا‪ :‬كان سبب خروج الحسين أن الهخخادي‬
‫ولى المدينة إسحاق بن عيسى بن علي فاستخلف عليهخخا رجل مخخن ولخخد عمخخر‬
‫بن الخطاب يعرف بعبد العزيز فحمل على الطالبيين‪ ،‬وأساء إليهم‪ ،‬وطخخالبهم‬
‫بالعرض كل يوم في المقصورة‪ ،‬ووافى أوائل الحاج‪ ،‬وقدم من الشخخيعة نحخخو‬
‫من سبعين رجل ولقوا حسينا وغيره فبلغ ذلك العمري‪ ،‬وأغلظ أمر العرض‪،‬‬
‫وألجأهم إلى الخروج‪ ،‬فجمع الحسين يحيى )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .366‬مقاتخخل الطخخالبيين ص ‪ 443‬بتفخخاوت‪ (3) .‬يحيخخى‬


‫صاحب الديلم سيأتي بعض أخبخاره فخي الصخل وقخد اسختوفى ترجمتخه أبخو‬
‫الفرج في مقاتله من ص ‪ 463‬إلى ص ‪ 486‬وفيها خبر مقتله‪.‬‬

‫]‪[162‬‬

‫وسليمان )‪ (1‬وإدريس )‪ (2‬بني عبد ال بن الحسن‪ ،‬وعبد ال بن الحسن الفطس )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬امه عاتكة بنت عبد الملك بن الحرث الشاعر بن خالد بخخن العخخاص بخخن هشخخام بخخن‬
‫المغيرة المخزومي وهى التى كلمت أبا جعفر المنصور لما حخخج وقخخالت يخخا‬
‫أمير المؤمنين أيتامك بنو عبد ال بن الحسن فقراء ل شى لهم فرد عليهم ما‬
‫قبض من أموالهم فأمر بردها عليهم وكان سليمان فيمن خخخرج مخخع الحسخخين‬
‫بن على صاحب فخ فأسر وضربت عنقخه بمكخة صخخبرا‪ .‬لحخخظ أخبخاره فخي‬
‫تاريخخخخ الطخخخبري ج ‪ 10‬ص ‪ 28‬ومخخخروج الخخخذهب ج ‪ 2‬ص ‪ 183‬ومقاتخخل‬
‫الطالبيين ص ‪ 396‬وص ‪ (2) .433‬ادريس بن عبد الخ‪ :‬امخه عاتكخة بنخت‬
‫عبد الملك بن الحرث الشاعر المخزومى حضر وقعة فخ وأفلت منها ومعه‬
‫مولى له يقال له راشد فخرج به في جملة حاج افريقية ومصر حخختى أقخخدمه‬
‫مصر‪ ،‬ومنها خرج إلى فاس وطنجة وموله راشد معه فاسخختدعاهم ادريخخس‬
‫إلى الدين فملكوه عليهم‪ ،‬فبلغ الرشيد ذلك فغمه حتى امتنع من النخخوم‪ ،‬فخخدعا‬
‫سليمان بن جرير الرقخخى متكلخخم الزيديخخة وأعطخخاه سخخما فخخورد سخخليمان علخخى‬
‫ادريس متوسما بالمذهب فسر به‪ ،‬ثم جعل سليمان يطلب غرتخخه حخختى وجخخد‬
‫خلوة من موله راشد فسقاه السم وهرب‪ ،‬وكانت بيعة ادريخخس فخخي ‪ 4‬شخخهر‬
‫رمضان سنة ‪ 172‬واستمر بالمر خمس سنين وسخختة أشخخهر ثخخم مخخات سخخنة‬
‫‪ 177‬مستهل ربيع الثخخاني لحخخظ تفصخخيل أخبخخاره فخخي مقاتخخل الطخخالبيين ص‬
‫‪ 487‬وما بعدها وتاريخ الطخخبري ج ‪ 10‬ص ‪ 29‬وتاريخخخ ابخخن خلخخدون ج ‪4‬‬
‫ص ‪ 14 - 12‬وجذوة القتباس لبن القاضى ص ‪ 7‬والبدء والتاريخخخ ج ‪6‬‬
‫ص ‪ 100‬وتاريخ أبي الفداء ج ‪ 2‬ص ‪ 12‬وعمدة الطالب ص ‪158 - 157‬‬
‫ومعجم أعلم المنتقلة " مخطوط " وقد كتب في مناقبه وأخباره كتخخب منهخخا‬
‫الدر النفيس في مناقب ادريس‪ (3) .‬عبد ال بخخن الحسخخن الفطخخس‪ :‬هخخو أبخخو‬
‫محمد امه ام سعيد بنت سعيد بن محمخخد بخن جخبير بخخن مطعخم بخن عخدى بخخن‬
‫نوفل بن عبد مناف‪ ،‬خرج مع الحسين بن علخخي صخخاحب فخخخ متقلخخدا سخخيفين‬
‫يقاتل بهما‪ ،‬ووصفه بعض من شهده بقوله‪ :‬ما كان بفخ أشد عناءا مخخن عبخخد‬
‫ال ابن الحسن بن علي بن على‪ ،‬واليه أوصى الحسين صاحب فخخخ‪ ،‬وأخخخذه‬
‫الرشيد بعد ذلك فحبسه في بغداد مدة فضاق صدره فكتب إلى الرشيد رقعخخة‬
‫فيها كل كلم قبيح‪ ،‬وشتم شنيع فلما قرأها قال‪ :‬ضاق صدر هخذا الفختى فهخو‬
‫يتعرض المقتل‪ ،‬ثم دفعخه إلخخى جعفخخر بخن يحيخى الخخبرمكى وأمخره بالتوسخعة‬
‫عليه‪ ،‬فلما كان يوم غد وهو يوم نيروز قدمه جعفخخر فضخخرب عنقخخه وغسخخل‬
‫رأسه وجعله في منديل وأهداه إلى الرشيد مع هدايا‪ ،‬فلما قدمت إليخخه ونظخخر‬
‫إلى الرأس أفظعه ‪< -‬‬

‫]‪[163‬‬

‫وإبراهيم بن إسماعيل طباطبا )‪ (1‬وعمر بن الحسن بخخن علخخي بخخن الحسخخن المثلخخث‪ ،‬و‬
‫عبد الخ بخن إسخحاق بخن إبراهيخم بخن الحسخن المثنخى‪ ،‬و عبخد الخ بخن جعفخر‬
‫الصادق عليه السلم ووجهوا إلى فتيان من فتيانهم ومواليهم‪ ،‬فخخاجتمعوا سخختة‬
‫وعشرين رجل من ولد علي عليه السلم وعشخرة مخن الحخاج‪ ،‬وجماعخة مخن‬
‫الموالي‪ .‬فلما أذن المؤذن الصبح دخلخخوا المسخخجد ونخخادوا‪ :‬أجخخد أجخخد‪ ،‬وصخخعد‬
‫الفطس المنارة‪ ،‬وجبر المؤذن على قول حي على خيخخر العمخخل‪ ،‬فلمخخا سخخمعه‬
‫العمري أحس بالشر ودهش‪ ،‬ومضخخى هاربخخا علخخى وجهخخه يسخخعى ويضخخرط‪،‬‬
‫حتى نجا‪ ،‬وصلى الحسين بالناس الصبح‪ ،‬ولم يتخلف عنه أحد من الطالبيين‪،‬‬
‫إل الحسن بن جعفر بن الحسن ابن الحسن وموسى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‪.‬‬
‫فخطب بعد الصلة وقال بعد الحمد والثناء‪ :‬أنخا ابخن رسخول الخ‪ ،‬علخى منخبر‬
‫رسول ال‪ ،‬وفي حرم رسول ال‪ ،‬أدعوكم إلى سنة رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله أيها الناس أتطلبون‬

‫‪ < -‬وقال لجعفر‪ :‬ويحك لم فعلت هذا ؟ فقال‪ :‬ما علمخخت أبلخخغ فخخي سخخرورك مخخن حمخخل‬
‫رأس عدوك الخ قال‪ :‬ويحك فقتلك اياه بغير أمرى أعظم من فعلخخه‪ ،‬ثخخم أمخخر‬
‫بغسله ودفنه‪ ،‬ولما كان أمر البرامكة قخخال الرشخخيد لمسخخرور‪ :‬إذا أردت قتلخخه‬
‫يعنى جعفرا فقل هذا بعبد ال بن الحسن ابن عمى الذى قتلتخخه بغيخخر أمخخرى‪،‬‬
‫قال العمرى‪ :‬وقبره ببغخخداد بسخخوق الطعخخام عليخخه مشخخهد‪ .‬لحخخظ أخبخخاره فخخي‬
‫مقاتل الطالبيين ص ‪ 492‬ومخخروج الخخذهب ج ‪ 2‬ص ‪ 234‬وعمخخدة الطخخالب‪.‬‬
‫ص ‪ 348‬وسر السلسلة ص ‪ 79‬ومشجر العميخخدي ص ‪ 143‬ومعجخخم أعلم‬
‫منتقلة الطالبية للمعلق‪ (1) .‬لقب ابراهيم بطباطبا لن أباه أراد أن يقطخخع لخخه‬
‫ثوبا وهو طفل فخيره بين قميص وقباء فقال‪ :‬طباطبا يعنى قباقبا‪ ،‬وقيل‪ :‬بل‬
‫السواد لقبوه بذلك وهو بلغة النبطية سيد السادات كما عن ناصر الحق‪ ،‬امه‬
‫ام ولد‪ ،‬حمله المنصور مع الذين حملهم من ولد الحسن إلخخى بغخخداد‪ ،‬وخخخرج‬
‫مع الحسين بن على صاحب فخ وشهد الواقعة ولم يستشهد‪ ،‬وقد وهم بعض‬
‫أحفاده في كتابه " هدية آل عبا " ص ‪ 23‬حيث نقل عن أبي الفرج أنه ممن‬
‫استشهد في فخ والموجود في المقاتخخل أنخخه ممخخن شخخهد فخخا ل ممخخن استشخخهد‬
‫فيها‪ ،‬وكم لهذا المؤلف من أوهام في كتابه ذلخخك‪ .‬لحخخظ أخبخخار ابراهيخخم فخخي‬
‫عمدة الطخخالب ص ‪ 172‬وسخخر السلسخخلة ص ‪ 16‬واصخخول الكخخافي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ 361‬طبع ايران سنة ‪‍ 1375‬ه ومقاتل الطالبيين ومعجم أعلم المنتقلة‪.‬‬

‫]‪[164‬‬

‫آثار رسول ال في لحجر والعخخود تمسخحون بخخذلك‪ ،‬وتضخخيعون بضخعة منخه ! ! قخالوا‪:‬‬
‫فأقبخخل حمخخاد الخخبربري وكخخان مسخخلحة للسخخلطان بالمدينخخة فخخي السخخلح‪ ،‬ومعخخه‬
‫أصحابه حتى وافوا باب المسجد‪ ،‬فقصده يحيى بن عبد ال وفي يخخده السخخيف‪،‬‬
‫فأراد حماد أن ينزل فبدره يحيى فضربه على جبينه وعليه البيضخخة والمغفخخر‬
‫والقلنسوة فقطع ذلك كله وأطار قحف رأسه‪ ،‬وسقط عن دابتخخه‪ ،‬وحمخخل علخخى‬
‫أصحابه فتفرقوا وانهزموا‪ .‬وحج في تلك السنة مبارك التركي فبدأ بالمدينخخة‪،‬‬
‫فبلغه خبر الحسين فبعث إليه من الليل إنخخي والخ مخخا احخخب أن تبتلخخى بخخي ول‬
‫ابتلى بك‪ ،‬فابعث الليلة إلي نفرا مخخن أصخخحابك ولخخو عشخخرة يخخبيتون عسخخكري‬
‫حتى أنهزم‪ ،‬وأعتل بالبيات ففعخخل ذلخخك الحسخخين ووجخخه عشخخرة مخخن أصخخحابه‬
‫فجعجعوا بمبارك وصبحوا في نخخواحي عسخخكره‪ ،‬فهخخرب‪ ،‬وذهخخب إلخخى مكخخة‪.‬‬
‫وحج في تلك السنة العباس بن محمد‪ ،‬وسليمان بن أبخخي جعفخخر‪ ،‬وموسخخى بخخن‬
‫عيسى فصار مبارك معهم واعتل عليهم بالبيات‪ ،‬وخرج الحسين قاصدا إلخخى‬
‫مكخخة ومعخخه مخخن تبعخخه مخخن أهلخخه ومخخواليه وأصخخحابه‪ ،‬وهخخم زهخخاء ثلثمخخائة‪،‬‬
‫واستخلف رجل علخخى المدينخخة‪ ،‬فلمخخا صخخاروا بفخخخ تلقتهخخم الجيخخوش‪ ،‬فعخخرض‬
‫العباس على الحسين المان والعفو والصلة‪ ،‬فخخأبى ذلخخك أشخخد البخخآء‪ ،‬وكخخانت‬
‫قخخادة الجيخخوش العبخخاس‪ ،‬وموسخخى وجعفخخر‪ ،‬ومحمخخد ابنخخا سخخليمان‪ ،‬ومبخخارك‬
‫التركي‪ ،‬والحسن الحاجب‪ ،‬وحسين بن يقطين فالتقوا يوم التروية وقت صلة‬
‫الصبح‪ .‬فكان أول من بدأهم موسى فحملخخوا عليخخه‪ ،‬فاسخختطرد لهخخم شخخيئا حخختى‬
‫أنحدروا في الخخوادي‪ ،‬وحمخخل عليهخخم محمخخد بخخن سخخليمان مخخن خلفهخخم فطحنهخخم‬
‫طحنة واحدة‪ ،‬حخختى قتخخل أكخخثر أصخخحاب الحسخخين‪ ،‬وجعلخخت المسخخودة تصخخيح‬
‫بالحسين‪ :‬يا حسين لك المان فيقول‪ :‬ل أمان اريد‪ ،‬ويحمل عليهم حخختى قتخخل‪،‬‬
‫وقتل معه سليمان بن عبد ال ابن الحسن‪ ،‬وعبد ال بن إسحاق بن إبراهيم بن‬
‫الحسن‪ ،‬وأصابت الحسن بن محمد نشابة في عينه فتركها وجعخخل يقاتخخل أشخخد‬
‫القتال حتى أمنوه ثم قتلوه‪ ،‬وجاء‬

‫]‪[165‬‬

‫الجند بالرؤوس إلى موسى والعباس‪ ،‬وعندهما جماعة من ولخخد الحسخخن والحسخخين فلخخم‬
‫يسأل أحدا منهم إل موسى بن جعفر عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬هخخذا رأس حسخخين ؟‬
‫قال‪ :‬نعم إنا ل وإنا إليخخه راجعخخون مضخخى والخ مسخلما صخخالحا صخواما آمخرا‬
‫بالمعروف‪ ،‬ناهيا عن المنكر‪ ،‬ماكان في أهخخل بيتخخه مثلخخه‪ ،‬فلخخم يجيبخخوه بشخخئ‪،‬‬
‫وحملت السرى إلى الهادي‪ ،‬فأمر بقتلهم‪ ،‬ومات في ذلك اليخخوم‪ .‬وروي عخخن‬
‫جماعة أن محمد بن سليمان لما حضرته الوفاة جعلخخوا يلقنخخونه الشخخهادة وهخخو‬
‫يقول‪ :‬أل ليت امي لم تلدني ولم أكن * لقيت حسينا يوم فخ ول الحسن فجعخخل‬
‫يرددها حتى مات‪ ،‬وروي في عمدة الطالب )‪ (1‬ومعجم البلدان )‪ (2‬عن أبي‬
‫نصر البخاري )‪ (3‬عن أبي جعفر الجواد عليه السلم أنه قال‪ :‬لم يكن لنا بعد‬
‫الطف مصرع أعظم من فخ‪ .‬قخوله‪ :‬واحتخوى علخى المدينخة أي غلخب عليهخا‪،‬‬
‫وأحاط بها‪ ،‬ما كلف ابن عمك أي محمد بن عبد ال وسمي أبا عبخخد ال خ عمخخه‬
‫مجازا فأجد الضراب من الجادة أي أحسن‪ ،‬ويمكن أن يقرأ بتشديد الدال أي‬
‫اجتهد‪ ،‬والضخخراب القتخخال‪ ،‬فخخان القخخوم أي بنخخي العبخخاس وأتبخخاعهم فسخخاق‪ :‬أي‬
‫خارجون من الدين‪ ،‬ويسرون شركا لنهخخم لخخو كخانوا موحخدين لمخا عارضخوا‬
‫إماما نصبه ال ورسوله‪ ،‬أحتسبكم عند ال أي أطلب أجر مصيبتكم مخخن الخخ‪،‬‬
‫وأصبر عليها طلبا للجر‪ ،‬أو أظنكم عند ال في الدرجات العاليخخة‪ ،‬والعصخخبة‬
‫بالتحريك قرابة الب‪ ،‬ويمكن أن يقرأ بضخخم العيخخن وسخخكون الصخخاد كمخخا فخخي‬
‫قوله تعالى " ونحن عصبة " )‪ (4‬وهي الجماعة يتعصب بعضخها لبعخض‪7 .‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬بالسناد المتقدم‪ ،‬عن عبد ال بن إبراهيم الجعفري قال‪ :‬كتب‬

‫)‪ (1‬عمدة الطالب ص ‪ 172‬طبعة النجف الولخخى‪ (2) .‬معجخخم البلخخدان ج ‪ 6‬ص ‪341‬‬
‫ولم ينسب الكلمة إلخخى أحخخد بعينخخه‪ (3) .‬سخخر السلسخخلة العلويخخة ص ‪ 14‬طبخخع‬
‫النجف الشرف‪ (4) .‬سورة يوسف الية‪.8 :‬‬

‫]‪[166‬‬

‫يحيى بن عبد ال بن الحسن إلى موسى بن جعفر عليخخه السخخلم أمخخا بعخخد فخخاني اوصخخي‬
‫نفسي بتقوى ال‪ ،‬وبها اوصيك‪ ،‬فانها وصية الخ فخخي الوليخخن‪ ،‬ووصخخيته فخخي‬
‫الخرين خبرني من ورد علي من أعوان ال علخخى دينخخه ونشخخر طخخاعته‪ ،‬بمخخا‬
‫كان من تحننك مع خخذلنك وقخد شخاورت فخي الخدعوة للرضخا مخن آل محمخد‬
‫صلى ال عليه وآله‪ ،‬وقد احتجبتها واحتجبها أبوك مخن قبلخك‪ ،‬وقخديما ادعيتخم‬
‫ما ليس لكم‪ ،‬وبسطتم آمالكم إلى ما لخخم يعطكخخم ال خ فاسخختهويتم وأظللتخخم‪ ،‬وأنخخا‬
‫محذرك ما حذرك ال مخخن نفسخخه‪ .‬فكتخخب إليخخه أبخخو الحسخخن موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫عليهما السلم " من موسى بن أبي عبد ال جعفر وعلي مشتركين في التخخذلل‬
‫ل وطاعته إلى يحيى بن عبد ال بن الحسن أما بعد فاني احذرك ال ونفسي‪،‬‬
‫واعلمك أليم عذابه‪ ،‬وشديد عقابه‪ ،‬وتكامل نقمخخاته‪ ،‬واوصخخيك ونفسخخي بتقخخوى‬
‫ال‪ ،‬فانها زين الكلم‪ ،‬وتثبيت النعم‪ ،‬أتاني كتابك‪ ،‬تذكر فيخخه أنخخي مخخدع وأبخخي‬
‫من قبل‪ ،‬وما سمعت ذلك مني‪ ،‬وستكتب شهادتهم ويسألون‪ ،‬ولم يدع حخخرص‬
‫الدنيا ومطالبها لهلها مطلبا لخرتهم‪ ،‬حتى يفسد عليهخم مطلخب آخرتهخم فخي‬
‫دنياهم‪ .‬وذكرت أني ثبطت الناس عنك لرغبتي فيما في يديك‪ ،‬وما منعني من‬
‫مدخلك الذي أنت فيه لو كنت راغبا ضعف عن سنة‪ ،‬ول قلة بصيرة بحجخخة‪،‬‬
‫ولكن ال تبارك وتعالى خلق الناس أمشخخاجا‪ ،‬وغخخرائب‪ ،‬وغخخرائز‪ ،‬فخخأخبرني‬
‫عن حرفين أسألك عنهما ما العترف في بدنك ؟ وما الصخخهلج فخخي النسخخان ؟‬
‫ثم اكتب إلي بخبر ذلك‪ .‬وأنا متقدم إليك احذرك معصية الخليفة‪ ،‬وأحثك على‬
‫بره وطاعته‪ ،‬وأن تطلب لنفسك أمانا قبل أن تأخذك الطفار‪ ،‬ويلزمك الخناق‬
‫من كل مكان تتروح إلى النفس من كل مكان ول تجده‪ ،‬حتى يمخخن الخ عليخخك‬
‫بمنه وفضله‪ ،‬ورقة الخليفة أبقاه ال‪ ،‬فيؤمنك ويرحمخخك‪ ،‬ويحفخخظ فيخخك أرحخخام‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله والسلم على من اتبع الهخخدى " إنخخا قخخد اوحخخي‬
‫إلينا أن العذاب على من كذب وتولى " )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬سورة طه الية‪.48 :‬‬

‫]‪[167‬‬

‫قال الجعفري‪ :‬فبلغني أن كتاب موسى بن جعفر وقع في يدي هارون فلمخخا قخخرأه قخخال‪:‬‬
‫الناس يحملوني على موسى بن جعفر وهو برئ مما يرمى به )‪ .(1‬ايضخخاح‪:‬‬
‫وصية النفس بالتقوى‪ ،‬توطين النفس عليها قبل أمر الغير بهخخا‪ ،‬فانهخخا وصخخية‬
‫ال إشارة إلى قوله تعالى‪ " :‬ولقد وصينا الذين اوتوا الكتاب من قبلكم وإيخخاكم‬
‫أن اتقوا ال " )‪ (2‬من تحننك أي بلغني إظهار محبتك لي‪ ،‬وترحمك علي مع‬
‫عدم نصرتك لي‪ ،‬وقيل أي محبتك للمامخخة مخخع أنخخك مخخخذول‪ ،‬ول يخفخخى مخخا‬
‫فيه‪ ،‬للرضا أي لمن هو مرضي من آل محمد يجتمعون عليه ويرتضخخونه‪ ،‬ل‬
‫لنفسي‪ ،‬ويحتمل أن يريد نفسه‪ ،‬أو المعنى للعمل بما يرضى به آل محمد‪ .‬وقد‬
‫احتجبتها لعل فيه حذفا وايصال أي احتجبت بهخخا‪ ،‬والضخخمير للمشخخورة كنايخخة‬
‫عما هو مقتضاها من الجابة إلى البيعة‪ ،‬أو للبيعة بقرينخخة المقخخام‪ ،‬أو للخخدعوة‬
‫أي إجابتها‪ ،‬أو المعنى شاورت الناس في الدعوى فاحتجبت عخخن مشخخاورتي‪،‬‬
‫ولم تحضرها فتفرق الناس لذلك عني‪ ،‬واحتجبها أبوك أي عنخخد دعخخوة محمخخد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬وقديما ظرف لقوله ادعيتخخم‪ .‬قخخوله‪ :‬فاسخختهويتم أي ذهبتخخم بخخأهواء‬
‫الناس وعقولهم‪ ،‬ما حذرك ال إشارة إلى قوله تعالى " ويحذركم ال خ نفسخخه "‬
‫)‪ .(3‬قوله من موسى بن عبد ال‪ :‬في بعض النسخخخ عبخخدي الخ وهخخو الظهخخر‬
‫بأن يكون عليه السلم ذكر في الكتاب انتسابه إلى الولد الكبر أيضا علي بن‬
‫أبي طالب عليه السخخلم فقخخوله‪ :‬مشخختركين‪ :‬علخخى صخخيغة الجمخخع وفخخي بعخخض‬
‫النسخ أبي عبد ال والمراد ما ذكرنا أيضا‪ ،‬وكذا علخى نسخخة عبخخد الخ أيضخخا‬
‫بأن يكون الوصف بالعبودية مخصوصا بجعفر عليه السلم‪.‬‬
‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ 366‬وفيه من موسى بن عبد ال بن جعفر وهو الخخذى يخخأتي فخخي‬
‫اليضاح وما أثبتناه هو الموجود في مطبوعة الكمپانى وعليه فل حاجة إلى‬
‫التمحل في التأويل كما في اليضاح فلحظ‪ (2) .‬سورة النساء الية‪.131 :‬‬
‫)‪ (3‬سورة آل عمران الية‪.28 :‬‬

‫]‪[168‬‬

‫وقيل‪ :‬كأنه أشرك أخاه علي بن جعفر معه في المكاتبة ليصرف بذلك عنه ما يصخخرف‬
‫عن نفسه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬أشخخرك ابنخخه الرضخخا عليخخه السخخلم وقخخوله‪ :‬مشخختركين علخخى‬
‫صخخيغة التثنيخخة وتثخبيت النعخم أي سخخبب لخه أنخخي مخخدع‪ :‬ظخخاهره إنكخار دعخوى‬
‫المامة تقية وباطنه إنكار ادعاء ما ليس بحق كما زعمه مع أنه عليه السخخلم‬
‫لم يصرح بالنفي بل قال‪ :‬ما سمعت ذلك مني ويسألونك أي شهادتهم الخخزور‪،‬‬
‫ومطالبتهخخا‪ :‬بخخالرفع عطفخخا علخخى الحخخرص أو بخخالجر عطفخخا علخخى الخخدنيا‪ ،‬فخخي‬
‫دنياهم‪ :‬في للظرفية أو بمعنى مع‪ ،‬والحاصل أن حرص الدنيا صار سببا لئل‬
‫يخلخخص لهخخم شخخئ للخخخرة‪ ،‬فخخإذا أرادوا عمل مخخن أعمخخال الخخخرة خلطخخوه‬
‫بالغراض الدنيوية والعمال الباطلة كالمر بالمعروف الذي أردته‪ ،‬خلطتخه‬
‫بانكار حق أهل الحق‪ ،‬ومعارضتهم‪ ،‬والفتراء عليهم‪ ،‬فيحتمل أن تكخخون فخخي‬
‫سببية ايضا‪ ،‬وقيل يعني أن حرصك على الدنيا ومطالبهخخا صخخار سخخببا لفسخخاد‬
‫آخرتخخك فخخي دنيخاك‪ ،‬والتثخخبيط التعويخق‪ ،‬فيمخا فخخي يخديك‪ :‬أي ادعخخاء المامخة‪،‬‬
‫ضعف عن سنة‪ :‬أي عجز عن معرفتها بخخل صخخار علمخخي سخخببا لعخخدم إظهخخار‬
‫الحق قبل أوانه‪ .‬قوله‪ :‬ولكن ال تبارك وتعالى خلق الناس‪ ،‬أي جعل للنسان‬
‫أجزاء وأعضاء مختلفة‪ ،‬فخخأخبرني عخخن هخخذين العضخخوين‪ ،‬أو المعنخخى أن الخ‬
‫خلقهم ذوي غرائب وشئون متفاوتة‪ ،‬وأي غريبة أغرب من دعخخواك المامخخة‬
‫مع جهلك‪ ،‬وسكوتي مع علمي ويقال تقدم إليه فخخي كخخذا إذا أمخخره وأوصخخاه بخخه‬
‫والمراد بالخليفة خليفة الجور ظخاهرا تقيخخة‪ ،‬وخليفخة الحخق يعنخخي نفسخخه عليخه‬
‫السلم واقعا‪ ،‬مع أنه يجب طاعة خلفاء الجور عند التقيخخة‪ ،‬وإنمخخا كتخخب عليخخه‬
‫السلم ذلك لعلمه بأنه سيقع في يد الملعون‪ ،‬دفعا لضرره عن نفسه وعشيرته‬
‫وشيعته‪ ،‬قبل أن تأخذك الظفخار‪ :‬كنايخة عخن السخر تشخبيها بطخائر اصخطاده‬
‫بعض الجوارح‪ .‬ويلزمخخك الخنخخاق بالفتخخح مصخخدر خنقخخه إذا عصخخر حلقخخه‪ ،‬أو‬
‫بالكسر وهو الحبل الذي يخنق به‪ ،‬أو بالضم وهو الداء الذي يمنع نفوذ النفس‬
‫إلى الرية والقلب فتروح‪ :‬مخخن بخخاب التفعخخل بحخخذف إحخخدى التخخائين أي تطلخخب‬
‫الروح ‪ -‬بالفتح وهو النسيم ‪ -‬إلى النفخس أي للتنفخس‪ ،‬مخن كخل مكخان‪ ،‬متعلخق‬
‫بتروح‪ ،‬فل تجده أي‬

‫]‪[169‬‬
‫الروح أو النفس ورقة الخليفة عطف على منه‪ ،‬يحملوني أي يغروننخخي‪ .‬أقخخول‪ :‬وروى‬
‫أبو الفرج الصفهاني في كتاب مقاتل الطالبيين بأسانيده عن عنيزة القصباني‬
‫قال‪ :‬رأيت موسى بن جعفر عليخخه السخخلم بعخخد عتمخخة وقخخد جخاء إلخخى الحسخخين‬
‫صاحب فخ‪ ،‬فانكب عليه شبه الركوع وقال‪ :‬احب أن تجعلني في سخخعة وحخخل‬
‫من تخلفي عنك‪ ،‬فأطرق الحسين طويل ل يجيبخخه ثخخم رفخخع رأسخخه إليخخه فقخخال‪:‬‬
‫أنت في سخعة‪ .‬وبأسخانيد اخخخرى قخال‪ :‬قخال الحسخين لموسخى بخن جعفخخر عليخه‬
‫السلم في الخروج فقال له‪ :‬إنك مقتخول‪ ،‬فأجخد الضخراب‪ ،‬فخان القخوم فسخاق‪،‬‬
‫يظهرون إيمانا‪ ،‬و يضمرون نفاقا وشكا‪ ،‬فإنا ل وإنا إليه راجعون وعنخخد ال خ‬
‫عزوجل أحتسبكم من عصبة )‪ .(1‬وباسناده عن سليمان بن عباد قال‪ :‬لمخخا أن‬
‫لقي الحسين المسودة أقعد رجل علخى جمخل معخه سخيف يلخوح بخه‪ ،‬والحسخين‬
‫يملي عليه حرفا حرفا يقول‪ :‬ناد ! فنادى‪ :‬يا معشر الناس‪ ،‬يا معشر المسودة‪،‬‬
‫هذا الحسين ابن رسول ال‪ ،‬وابن عمه‪ ،‬يدعوكم إلى كتاب الخ وسخخنة رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله )‪ .(2‬وباسناده إلى أرطاة قال‪ :‬لما كانت بيعة الحسخين‬
‫بن علي صاحب فخ قال‪ :‬ابايعكم على كتاب ال وسنة رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله وعلى أن يطاع ال ول يعصى وأدعوكم إلى الرضا من آل محمخخد‪،‬‬
‫وعلى أن يعمل فيكم بكتاب ال وسنة نبيه صخخلى الخ عليخخه وآلخخه والعخخدل فخخي‬
‫الرعية‪ ،‬والقسم بالسوية‪ ،‬وعلى أن تقيموا معنا‪ ،‬وتجاهدوا عخخدونا‪ ،‬فخخان نحخخن‬
‫وفينا لكم وفيتم لنا‪ ،‬وإن نحن لم نف لكم فل بيعة لنا عليكم )‪ .(1‬وباسناده عن‬
‫أبي صالح الفزاري قخخال‪ :‬سخخمع علخخى ميخخاه غطفخخان كلهخخا‪ ،‬ليلخخة قتخخل الحسخخين‬
‫صاحب فخ هاتفا يهتف يقول‪:‬‬

‫)‪ (1‬مقاتل الطالبيين ص ‪ (2) .447‬نفس المصخخدر ص ‪ (3) .449‬المصخخدر السخخابق‬


‫ص ‪ 449‬أيضا‪.‬‬

‫]‪[170‬‬

‫أل يا لقوم للسواد المصبح * ومقتل أولد النبي ببلدح لبيك حسينا كخخل كهخخل وأمخخرد *‬
‫من الجن إن لخخم يبخك مخن النخخس نخوح وإنخخي لجنخخي وإن معرسخي * لبالبرقخة‬
‫السوداء من دون زحزح فسمعها الناس ل يدرون ما الخخخبر حخختى أتخخاهم قتخخل‬
‫الحسين )‪ .(1‬وباسناده عن محمد بن إسحاق‪ ،‬عن أبي جعفر محمخخد بخخن علخخي‬
‫عليه السلم قال‪ :‬مر النبي صلى ال عليه وآله بفخ‪ ،‬فنزل فصلى ركعة‪ ،‬فلمخخا‬
‫صلى الثانية بكى وهو في الصلة‪ ،‬فلما رأى الناس النبي صلى ال عليه وآله‬
‫يبكي بكوا‪ ،‬فلمخخا انصخرف قخال‪ :‬مخا يبكيكخم ؟ قخالوا‪ :‬لمخا رأينخخاك تبكخخي بكينخخا‬
‫يارسول ال‪ ،‬قال‪ :‬نزل علي جبرئيل لما صليت الركعة الولخخى فقخخال لخخي‪ :‬يخخا‬
‫محمخخد إن رجل مخخن ولخخدك يقتخخل فخخي هخخذا المكخخان‪ ،‬وأجخخر الشخخهيد معخخه أجخخر‬
‫شهيدين )‪ .(2‬وباسناده عن النضر بن قرواش قال‪ :‬أكريت جعفخخر بخخن محمخخد‬
‫عليه السلم من المدينة فلمخخا رحلنخخا مخخن بطخخن مخخر )‪ (3‬قخخال لخخي‪ :‬يانصخخر إذا‬
‫انتهيت إلى فخ فأعلمني‪ ،‬قلت‪ :‬أو لست تعرفه ! قخخال‪ :‬بلخخى‪ ،‬ولكخخن أخشخخى أن‬
‫تغلبني عيني‪ ،‬فلما انتهينا إلى فخ دنوت من المحمخخل فخخإذا هخخو نخخائم فتنحنحخخت‬
‫فلم ينتبه‪ ،‬فحركت المحمل فجلس فقلت‪ :‬قد بلغت فقال‪ :‬حخخل محملخخي ثخخم قخخال‪:‬‬
‫صل القطار فوصلته‪ ،‬ثم تنحيت به عخخن الجخخادة فخخأنخت بعيخخره فقخخال‪ :‬نخخاولني‬
‫الداوة والركوة‪ ،‬فتوضأ وصلى‪ ،‬ثم ركب فقلت لخخه‪ :‬جعلخخت فخخداك رأيتخخك قخخد‬
‫صنعت شيئا أفهو من مناسك الحج ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬ولكن يقتل ههنا رجل من أهخخل‬
‫بيتي في عصابة تسبق أرواحهم أجسادهم إلى الجنة )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬المصدر السابق ص ‪ (2) .459‬المصدر السابق ص ‪ (3) .436‬بطن مر‪ :‬بفتخخح‬
‫الميم وتشديد الراء‪ :‬من نواحى مكة‪ ،‬عنده يجتمع وادى النخلخختين فيصخخيران‬
‫واديا واحدا والبطن‪ :‬الموضع الغخخامض مخخن الخخوادي‪ (4) .‬مقاتخخل الطخخالبيين‬
‫ص ‪.437‬‬

‫]‪[171‬‬

‫‪ - 8‬كا‪ :‬علي بن إبراهيم رفعه عن محمد بن مسلم قال‪ :‬دخل أبو حنيفة على أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم فقال له‪ :‬رأيت ابنك موسى يصلي والناس يمرون بيخخن يخخديه‪،‬‬
‫فل ينهاهم‪ ،‬وفيه ما فيه‪ ،‬فقال أبو عبد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬ادعخخوا لخخي موسخخى‪،‬‬
‫فدعي فقال له‪ :‬يا بني إن أبا حنيفة يذكر أنك كنت تصلي والناس يمرون بيخخن‬
‫يديك فلم تنههم فقال‪ :‬نعم يا أبخخت‪ ،‬إن الخخذي كنخخت اصخخلي لخه كخخان أقخرب إلخي‬
‫منهم‪ ،‬يقول ال عز وجل " ونحخخن أقخخرب إليخخه مخخن حبخخل الوريخخد " )‪ (1‬قخخال‪:‬‬
‫فضمه أبو عبد ال عليه السلم إلى نفسه ثم قخال‪ :‬بخأبي أنخت وامخي يخا مخودع‬
‫السرار )‪ - 9 .(2‬كا‪ :‬عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن جعفر بخخن‬
‫المثنى الخطيب عن محمخخد بخخن الفضخخيل وبشخخير بخخن إسخخماعيل قخخال‪ :‬قخخال لخخي‬
‫محمد‪ :‬أل أسرك يا ابن المثنى ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬بلى‪ ،‬وقمت إليخخه قخخال‪ :‬دخخخل هخخذا‬
‫الفاسق آنفا فجلس قبالة أبخخي الحسخخن الكخخاظم‪ ،‬ثخخم أقبخخل عليخخه فقخخال لخخه‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫الحسن ما تقول في المحرم أيستظل على المحمل ؟ فقال له‪ :‬ل قال‪ :‬فيسخختظل‬
‫في الخباء ؟ فقال له‪ :‬نعم‪ ،‬فأعاد عليه القول شبه المستهزئ يضحك فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫أبا الحسن فما فرق بين هذا وهذا فقال‪ :‬يخخا أبخخا يوسخخف إن الخخدين ليخخس بقيخخاس‬
‫كقياسك‪ ،‬أنتم تلعبون بالدين‪ ،‬إنا صنعنا كما صنع رسول ال صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ ،‬وقلنا كما قال رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‪ ،‬كخخان رسخخول الخ يركخخب‬
‫راحلته فل يستظل عليها وتؤذيه الشمس‪ ،‬فيستر جسده بعضه ببعض‪ ،‬وربما‬
‫ستروجهه بيده وإذا نزل استظل بالخباء‪ ،‬وفي البيت وفي الجدار )‪- 10 .(3‬‬
‫كا‪ :‬علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬رأيت عبد ال بن جندب بخخالموقف فلخخم أر‬
‫موقفا كان أحسن من موقفه‪ .‬ما زال مادا يديه إلى السماء ودموعه تسيل على‬
‫خده حتى تبلغ الرض‪ ،‬فلما انصرف الناس قلت له‪ :‬يا أبا محمد ما رأيت‬
‫)‪ (1‬سورة ق الية‪ (2) .16 :‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .297‬الكافي ج ‪ 4‬ص ‪.350‬‬

‫]‪[172‬‬

‫موقفا قط أحسن من موقفك قال‪ :‬والخ مخخا دعخخوت إل لخخخواني‪ ،‬وذلخخك أن أبخخا الحسخخن‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم أخبرني أنه من دعا لخيه بظهخخر الغيخخب نخخودي‬
‫من العرش‪ :‬ها ! ولخخك مخخائة ألخخف ضخخعف مثلخخه‪ ،‬فكرهخخت أن أدع مخخائة ألخخف‬
‫ضعف مضمونة لواحد لأدري يستجاب أم ل )‪ - 11 .(1‬كا‪ :‬أحمد بن محمد‬
‫العاصمي‪ ،‬عن علي بن الحسين السلمي‪ ،‬عن علي ابن أسخخباط‪ ،‬عخخن إبراهيخخم‬
‫بن أبي البلد‪ ،‬أو عبد ال بن جندب قال‪ :‬كنت في الموقف فلما أفضخخت لقيخخت‬
‫إبراهيم بخن شخعيب فسخلمت عليخه‪ ،‬وكخان مصخابا بإحخدى عينيخه‪ ،‬و إذا عينخه‬
‫الصحيحة حمراء كأنها علقة دم فقلت له‪ :‬قد اصبت بإحدى عينيك‪ ،‬وأنا وال خ‬
‫مشفق على الخرى‪ ،‬فلو قصرت من البكاء قليل فقال‪ :‬ل والخ يخخا أبخخا محمخخد‬
‫ما دعوت لنفسي اليوم بدعوة‪ ،‬فقلخخت‪ :‬لمخخن دعخخوت ؟ قخخال‪ :‬دعخخوت لخخخواني‬
‫لني سمعت أبا عبد ال عليه السلم يقول‪ :‬من دعا لخيه بظهر الغيب‪ ،‬وكل‬
‫ال به ملكا يقول‪ :‬ولك مثله‪ ،‬فأردت أن أكون إنمخخا أدعخخو لخخخواني‪ ،‬ويكخخون‬
‫الملك يدعو لي‪ ،‬لني في شك من دعائي لنفسي‪ ،‬ولسخخت فخخي شخخك مخخن دعخخاء‬
‫الملك )‪ - 12 .(2‬ختص‪ :‬أبو العباس أحمد بن محمد بن القاسم الكوفي‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن محمد ابن يعقوب الكوفي‪ ،‬عن علي بن فضال‪ ،‬عن ابن أسخخباط مثلخخه‬
‫)‪ - 13 .(3‬كا‪ :‬الحسين بن الحسن الهاشمي‪ ،‬عن صالح بن أبخخي حمخخاد‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن خالد‪ ،‬عن زياد بن أبي سلمة قال‪ :‬دخلت علخخى أبخخي الحسخخن موسخخى‬
‫عليه السلم فقال لي‪ :‬يا زياد إنك لتعمل عمل السلطان ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬أجل‪ ،‬قال‬
‫لي‪ :‬ولم ؟ قلت‪ :‬أنا رجل لي مروة‪ ،‬وعلخخي عيخخال‪ ،‬وليخخس وراء ظهخخري شخخئ‬
‫فقال لي‪ :‬يا زياد لن أسقط من حالق )‪ (4‬فانقطع قطعة قطعة‪ ،‬أحب إلي مخخن‬
‫أن أتولى لحد منهم عمل‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 2‬ص ‪ 508‬بأدنى تفاوت وفى ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .465‬المصخخدر ج ‪ 4‬ص‬
‫‪ (3) .465‬الختصاص ص ‪ (4) .84‬الحالق‪ :‬من الجبال‪ :‬المنيف المرتفع‬
‫ل نبات فيه كأنه حلق والمراد به هنا هو المكان المشرف العالي‪.‬‬

‫]‪[173‬‬

‫أو أطأ بساط رجل منهم‪ ،‬إل‪ ،‬لماذا ؟ قلت‪ :‬لأدري جعلت فداك قال‪ :‬إل لتفريخخج كربخخة‬
‫عن مؤمن‪ ،‬أو فك أسره‪ ،‬أو قضاء دينه‪ ،‬يا زياد إن أهون ما يصنع ال خ بمخخن‬
‫تولى لهم عمل أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ ال من حسخخاب‬
‫الخلئق‪ .‬يا زياد فان وليت شيئا مخخن أعمخخالهم فأحسخخن إلخخى إخوانخخك‪ ،‬فواحخخدة‬
‫بواحدة وال من وراء ذلك‪ ،‬يا زياد أيما رجل منكم تولى لحد منهخخم عمل ثخخم‬
‫ساوى بينكم وبينهم فقولوا له‪ :‬أنت منتحل كذاب‪ ،‬يا زياد إذا ذكخخرت مقخخدرتك‬
‫على الناس فاذكر مقدرة ال عليك غدا‪ ،‬ونفاد ما أتيت إليهم عنهخخم‪ ،‬وبقخخاء مخخا‬
‫أتيخخت إليهخخم عليخخك )‪ .(1‬بيخان‪ :‬والخ مخخن وراء ذلخخك‪ ،‬أي عفخخوه وغفرانخخه‪ ،‬أو‬
‫حسابه وحقه تعالى لما خالفت أمره‪ - 14 .‬كا‪ :‬العدة عن سهل‪ ،‬عن يحيى بخخن‬
‫المبارك‪ ،‬عن إبراهيم بن صالح‪ ،‬عن رجل من الجعفريين قال‪ :‬كان بالمدينخخة‬
‫عندنا رجل يكنى أبا القمقام وكان محارفا فأتى أبا الحسن عليه السلم فشخخكى‬
‫إليه حرفته‪ ،‬وأخبره أنه ل يتوجه في حاجة له فتقضى له‪ ،‬فقال له أبو الحسن‬
‫عليخخه السخخلم‪ :‬قخخل فخخي آخخخر دعخخائك مخخن صخخلة الفجخخر‪ :‬سخخبحان الخ العظيخخم‬
‫وبحمده‪ ،‬أستغفر ال وأتوب إليه‪ ،‬وأسأله من فضخخله‪ ،‬عشخخر مخخرات قخخال‪ :‬أبخخو‬
‫القمقام‪ :‬فلزمت ذلك فوال ما لبثت إل قليل حخختى ورد علخخي قخخوم مخخن الباديخخة‬
‫فأخبروني أن رجل من قومي مات‪ ،‬ولم يعخرف لخه وارث غيخري‪ ،‬فخانطلقت‬
‫فقبضخخت ميراثخخه‪ ،‬وأنخخا مسخختغن )‪ - 15 .(2‬الفصخول المهمخة‪ :‬شخخاعره السخخيد‬
‫الحميري‪ ،‬بوابه محمد بن الفضل )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 5‬ص ‪ 109‬وفيه " جالق " مكان حالق وفسر بالجبل المرتفع والظاهر‬
‫زيادة النقطة فيه فليلحظ‪ (2) .‬الكافي ج ‪ 5‬ص ‪ (3) .315‬الفصول المهمة‬
‫ص ‪.218‬‬

‫]‪[174‬‬

‫‪ - 16‬من كتاب قضاء حقوق المؤمنين لبخي علخي بخن طخخاهر الصخوري باسخخناده عخن‬
‫رجل من أهل الري قال‪ :‬ولي علينا بعض كتاب يحيى بن خالد‪ ،‬و كخان علخي‬
‫بقايا يطالبني بها‪ ،‬وخفت من إلزامي إياها خروجا عن نعمتي‪ ،‬وقيل لي‪ :‬إنخخه‬
‫ينتحل هذا المذهب‪ ،‬فخفت أن أمضي إليه فل يكون كذلك فأقع فيما ل احخخب‪،‬‬
‫فاجتمع رأي على أني هربت إلى ال تعالى وحججت ولقيت مخخولي الصخخابر‬
‫‪ -‬يعني موسى بن جعفر عليه السلم ‪ -‬فشكوت حالي إليخخه فأصخخحبني مكتوبخخا‬
‫نسخته‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم اعلم أن ال خ تحخخت عرشخخه ظل ل يسخخكنه إل‬
‫من أسدى إلى أخيه معروفا أو نفس عنه كربة‪ ،‬أو أدخل علخخى قلبخخه سخخرورا‪،‬‬
‫وهذا أخوك والسلم‪ .‬قال‪ :‬فعدت من الحج إلخى بلخدي‪ ،‬ومضخيت إلخى الرجخل‬
‫ليل‪ ،‬واستأذنت عليه وقلت‪ :‬رسول الصخخابر عليخخه السخخلم فخخخرج إلخخي حافيخخا‬
‫ماشيا‪ ،‬ففتح لي بابه‪ ،‬وقبلني وضمني إليه‪ ،‬وجعخخل يقبخخل بيخخن عينخخي‪ ،‬ويكخخرر‬
‫ذلك كلما سألني عن رؤيتخخه عليخخه السخخلم وكلمخخا أخخخبرته بسخخلمته‪ ،‬وصخخلح‬
‫أحواله‪ ،‬استبشر‪ ،‬وشكر ال‪ ،‬ثم أدخلنخخي داره وصخخدرني فخخي مجلسخخه وجلخخس‬
‫بين يدي‪ ،‬فأخرجت إليه كتابه عليه السلم فقبله قائما وقرأه ثم استدعى بمخخاله‬
‫وثيابه‪ ،‬فقاسمني دينارا دينارا‪ ،‬ودرهما درهما‪ ،‬وثوبا ثوبخخا‪ ،‬و أعطخاني قيمخة‬
‫ما لم يمكن قسمته‪ ،‬وفي كل شئ من ذلك يقول‪ :‬يا أخي هل سررتك ؟ فأقول‪:‬‬
‫إي والخخ‪ ،‬وزدت علخخى السخخرور‪ ،‬ثخخم اسخختدعى العمخخل فأسخخقط ماكخخان باسخخمي‬
‫وأعطاني براءة مما يتوجه علخخي منخخه‪ ،‬وودعتخخه‪ ،‬وانصخخرفت عنخخه‪ .‬فقلخخت‪ :‬ل‬
‫أقدر على مكافاة هذا الرجل إل بأن أحج في قابل وأدعخو لخخه و ألقخى الصخابر‬
‫عليه السلم واعرفه فعله‪ ،‬ففعلت ولقيت مولي الصابر عليه السلم وجعلخخت‬
‫احدثه ووجهه يتهلل فرحا‪ ،‬فقلت‪ :‬يا مولي هل سرك ذلخخك ؟ فقخخال‪ :‬إي وال خ‬
‫لقد سرني وسر أمير المؤمنين‪ ،‬وال لقد سر جدي رسول ال صلى ال عليخخه‬
‫وآله‪ ،‬ولقد سر ال تعالى‪ - 17 .‬ختص‪ :‬ابن الوليد قال‪ :‬حمخخل إلخخى محمخخد بخخن‬
‫موسى ابن المتوكل رقعة من أبي الحسن السدي قال‪ :‬حدثني سهل بخخن زيخخاد‬
‫الدمي لما أن صنف عبد ال بن‬

‫]‪[175‬‬

‫المغيرة كتابه وعد أصحابه أن يقرأ عليهم في زاوية من زوايا مسجد الكوفة‪ ،‬وكان له‬
‫أخ مخالف‪ ،‬فلما أن حضروا لستماع الكتاب جاء الخ وقعد‪ ،‬قال‪ :‬فقال لهم‪:‬‬
‫انصرفوا اليوم فقال الخ‪ :‬أين ينصخخرفون فخخاني أيضخخا جئت لمخخا جخخاؤا ؟ قخخال‬
‫فقال له‪ :‬لما جاؤا ؟ قال‪ :‬يا أخي اريت فيما يرى النائم أن الملئكة تنخخزل مخخن‬
‫السماء فقلت‪ :‬لماذا ينزلخخون هخخؤلء ؟ فقخخال قخخائل‪ :‬ينزلخخون يسخختمعون الكتخخاب‬
‫الذي يخرجه عبد ال بن المغيرة فأنا أيضخخا جئت لهخخذا‪ ،‬وأنخخا تخخائب إلخخى الخخ‪،‬‬
‫قال‪ :‬فسر عبد ال بن المغيخخرة بخخذلك )‪ - 18 .(1‬اعلم الخخدين للخخديلمي‪ :‬روي‬
‫عن أبي حنيفة أنه قال‪ :‬أتيت الصادق عليه السخخلم لسخخأله عخخن مسخخائل فقيخخل‬
‫لي‪ :‬إنه نائم‪ ،‬فجلسخخت أنتظخخر انتبخخاهه فرأيخخت غلمخخا خماسخخيا أو سداسخخيا )‪(2‬‬
‫جميل المنظر ذا هيبة وحسن سمت فسألت عنه فقالوا‪ :‬هذا موسى بخخن جعفخخر‬
‫فسلمت عليه وقلت له‪ :‬يا ابن رسول ال ما تقول في أفعال العباد ممخخن هخخي ؟‬
‫فجلس ثم تربع وجعل كمخه اليمخن علخى اليسخر وقخال‪ :‬يخا نعمخان قخد سخألت‬
‫فاسمع‪ ،‬وإذا سمعت فعه‪ ،‬وإذا وعيخخت فاعمخخل‪ ،‬إن أفعخخال العبخخاد ل تعخخدو مخخن‬
‫ثلث خصال‪ :‬إما من ال على انفراده‪ ،‬أو من ال والعبد شركة‪ ،‬أو من العبخخد‬
‫بانفراده فان كانت من ال على انفراده فما باله سبحانه يعذب عبده على ما لم‬
‫يفعله مع عدله ورحمته وحكمته‪ ،‬وإن كانت مخخن الخ والعبخخد شخخركة فمخخا بخخال‬
‫الشريك القوي يعذب شريكه على ما قد شركه فيه وأعانه عليه‪ ،‬قال‪ :‬استحال‬
‫الوجهان يا نعمان ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال له‪ :‬فلم يبق إل أن يكون مخخن العبخخد علخخى‬
‫انفراده ثم أنشأ يقول‪ :‬لم تخل أفعالنا التي نذم بها * إحدى ثلث خصال حيخخن‬
‫نبديها إما تفرد بارينا بصنعتها * فيسقط اللوم عنا حين نأتيها‬

‫)‪ (1‬الختصاص ص ‪ (2) .85‬الخماسي‪ :‬ذو الخمسة يقال‪ :‬جاريخخة خماسخخية أي بنخخت‬
‫خمسة سنوات‪ ،‬والسداسى هنا من كان له ست سنوات‪.‬‬
‫]‪[176‬‬

‫أو كان يشركنا فيها فيلحقه * ماكان يلحقنا من لئم فيها أو لم يكن للهي في جنايتها *‬
‫ذنخخب فمخخا الخخذنب إل ذنخخب جانيهخخا )‪ - 19 .(1‬الخخدرة البخخاهرة مخخن الصخخداف‬
‫الطاهرة‪ :‬قال‪ :‬قال نفيع النصاري لموسى بن جعفر عليخخه السخخلم وكخخان مخع‬
‫عبد العزيز بن عمر بن عبخخد العزيخخز فمنعخخه مخخن كلمخخه فخخأبى ‪ :-‬مخخن أنخخت ؟‬
‫فقال‪ :‬إن كنت تريد النسب فأنا ابن محمد حبيب ال‪ ،‬ابن إسماعيل ذبيخخح الخخ‪،‬‬
‫ابخخن إبراهيخخم خليخخل الخخ‪ ،‬وإن كنخخت تريخخد البلخخد فهخخو الخخذي فخخرض ال خ علخخى‬
‫المسلمين وعليك إن كنت منهم الحج إليه‪ ،‬وإن كنت تريد المناظرة في الرتبة‬
‫فما رضي مشركوا قومي مسلمي قومك أكفاءا لهم حين قالوا‪ :‬يا محمد أخرج‬
‫إلينا أكفاءنا من قريش‪ ،‬فانصرف مخزيا‪ .‬وقال‪ :‬لقي عليه السلم الرشيد حين‬
‫قدومه إلى المدينة على بغلته فاعترض عليه فخخي ذلخخك‪ ،‬فقخخال‪ :‬تطأطخخأت عخخن‬
‫خيلء الخيل‪ ،‬وارتفعخخت عخخن ذلخخة العيخخر‪ ،‬وخيخخر المخخور أوسخخطها‪ - 20 .‬ن‪:‬‬
‫أحمد بن محمد بن الحسين البزاز‪ ،‬عن أبي طخخاهر الشخخاماتي‪ ،‬عخخن بشخخر ابخخن‬
‫محمخخد بخخن بشخخر‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن سخخهل بخخن ماهخخان‪ ،‬عخخن عبيخخد ال خ الخخبزاز‬
‫النيسابوري ‪ -‬و كان مسنا ‪ -‬قال‪ :‬كان بينخخي وبيخخن حميخخد بخخن قحطبخخة الطخخائي‬
‫الطوسخخي معاملخخة‪ ،‬فرحلخخت إليخخه فخخي بعخخض اليخخام‪ ،‬فبلغخخه خخخبر قخخدومي‬
‫فاستحضرني للوقت وعلي ثياب السفر لم اغيرها‪ ،‬وذلك فخخي شخخهر رمضخخان‬
‫وقت صلة الظهر‪ .‬فلما دخلت إليه رأيته في بيخخت يجخخري فيخخه المخخاء فسخخلمت‬
‫عليخخه وجلسخخت فخاتي بطسخخت وإبريخق فغسخخل يخديه‪ ،‬ثخخم أمرنخي فغسخلت يخدي‬
‫واحضرت المائدة وذهب عني أني صائم وأني في شهر رمضان‪ ،‬ثم ذكخخرت‬
‫فأمسكت يدي‪ ،‬فقال لي حميد‪ :‬مالك ل تأكخخل ؟ فقلخخت‪ :‬أيهخخا الميخخر هخخذا شخخهر‬
‫رمضان‪ ،‬ولست بمريض ول بي علة توجب‬

‫)‪ (1‬سبق ان أشرنا إلخخى البيخخات نقل عخخن أمخخالي الشخخريف المرتضخخى ج ‪ 1‬ص ‪151‬‬
‫وذلك في هخامش الحخديث ‪ 8‬مخن البخاب الخخخامس مخخن أبخواب تاريخخخ المخام‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم ص ‪.104‬‬

‫]‪[177‬‬

‫الفطار‪ ،‬ولعل المير له عذر فخخي ذلخخك أو علخخة تخخوجب الفطخخار‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخا بخخي علخخة‬
‫توجب الفطار وإني لصحيح البدن‪ ،‬ثم دمعت عيناه وبكى‪ .‬فقلخخت لخخه بعخخد مخخا‬
‫فرغ من طعامه‪ :‬ما يبكيك أيها المير ؟ فقال‪ :‬أنفذ إلي هخخارون الرشخخيد وقخخت‬
‫كونه بطوس في بعض الليل أن أجب‪ ،‬فلما دخلت عليه رأيت بين يديه شخمعة‬
‫تتقد وسيفا أخضر مسلول وبين يديه خخخادم واقخخف فلمخخا قمخخت بيخخن يخخديه رفخخع‬
‫رأسخخه إلخخي فقخخال‪ :‬كيخخف طاعتخخك لميخخر المخخؤمنين ؟ فقلخخت‪ :‬بخخالنفس والمخخال‪،‬‬
‫فأطرق ثم أذن لي في النصراف‪ .‬فلم ألبث في منزلي حتى عاد الرسول إلي‬
‫وقال‪ :‬أجب أمير المؤمنين‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬إنا ل أخخخاف أن يكخخون قخخد عخخزم‬
‫على قتلي وإنه لما رآني استحيا مني فعخخدت إلخخى بيخخن يخخديه فرفخخع رأسخخه إلخخي‬
‫فقال‪ :‬كيف طاعتك لمير المؤمنين ؟ فقلت‪ :‬بخخالنفس والمخخال والهخخل والولخخد‪،‬‬
‫فتبسم ضاحكا‪ ،‬ثم أذن لي في النصراف‪ .‬فلما دخلت منزلي لم ألبث أن عخخاد‬
‫الرسول إلي فقال‪ :‬أجب أمير المؤمنين فحضرت بين يديه وهخخو علخخى حخخاله‪،‬‬
‫فرفع رأسه إلي فقال‪ :‬كيخخف طاعتخخك لميخخر المخخؤمنين فقلخخت‪ :‬بخخالنفس والمخخال‬
‫والهل والولد والدين فضحك‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬خذ هذا السيف وامتثخخل مخخا يخخأمرك‬
‫به هذا الخادم‪ .‬قال‪ :‬فتناول الخادم السيف ونخخاولنيه وجخخاء بخخي إلخخى بيخخت بخخابه‬
‫مغلق ففتحه فإذا فيه بئر في وسطه‪ ،‬وثلثخخة بيخخوت أبوابهخخا مغلقخخة ففتخخح بخخاب‬
‫بيت منها فخإذا فيخه عشخخرون نفسخخا عليهخم الشخعور والخذوائب شخخيوخ وكهخخول‬
‫وشبان مقيدون‪ ،‬فقال لي‪ :‬إن أمير المؤمنين يأمرك بقتل هؤلء‪ ،‬وكانوا كلهخخم‬
‫علوية من ولد علي وفاطمة عليهما السلم فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحخخد‬
‫فأضرب عنقه حتى أتيت على آخرهم‪ ،‬ثم رمى بأجسادهم ورؤوسهم في تلخخك‬
‫البئر‪ .‬ثم فتح باب بيت آخر فإذا فيه أيضا عشرون نفسا من العلويخخة مخخن ولخخد‬
‫علي و فاطمة عليهما السلم مقيدون فقال لي‪ :‬إن أمير المؤمنين يأمرك بقتخخل‬
‫هؤلء‪ ،‬فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحد فأضرب عنقه ويرمي بخخه فخخي تلخخك‬
‫البئر‪ ،‬حتى أتيت على آخرهم‬

‫]‪[178‬‬

‫ثم فتح باب البيت الثالث فإذا فيه مثلهم عشرون نفسخا مخن ولخد علخي وفاطمخة مقيخدون‬
‫عليهم الشعور والذوائب فقال لي‪ :‬إن أمير المخخؤمنين يخخأمرك أن تقتخخل هخخؤلء‬
‫أيضا فجعل يخرج إلي واحدا بعد واحخخد فأضخخرب عنقخخه فيرمخخي بخخه فخخي تلخخك‬
‫البئر‪ ،‬حتى أتيت على تسعة عشر نفسا منهخخم‪ ،‬وبقخخي شخخيخ منهخخم عليخخه شخخعر‬
‫فقال لي‪ :‬تبا لك يامشوم أي عذر لك يوم القيامة إذا قدمت علخخى جخخدنا رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وقخخد قتلخخت مخخن أولده سخختين نفسخخا‪ ،‬قخخد ولخخدهم علخخي‬
‫وفاطمة عليهما السلم‪ ،‬فارتعشت يدي وارتعدت فرائصي فنظر إلخخي الخخخادم‬
‫مغضبا وزبرني‪ ،‬فأتيت على ذلك الشيخ أيضا فقتلته ورمى به في تلك البئر‪،‬‬
‫فإذا كان فعلي هذا وقد قتلت ستين نفسا من ولخخد رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله فما ينفعني صومي وصلتي وأنا ل أشك أني مخلد في النار )‪- 21 .(1‬‬
‫ختص‪ :‬من أصحابه عليه السلم علي بن يقطين )‪ (2‬علي بن سويد السائي )‬
‫‪(3‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا عليه السلم ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .108‬علي بن يقطين بخخن موسخخى‬
‫البغدادي مسكنا والكوفي أصل مولى بنى أسد يكنى أبخخا الحسخخن مخخن وجخخوه‬
‫هذه الطائفة جليل القدر‪ ،‬وقد ضمن له المام الكاظم عليه السلم الجنخخة وأن‬
‫ل تمسه النار‪ ،‬وفي الكشى أحاديث دلت على عظم شأنه وجللة قدره‪ ،‬وأنه‬
‫كان يحمل إلى المام الكاظم عليه السلم أموال طائلة فربما حمل مائة ألف‬
‫إلى ثلثمائة ألف‪ ،‬وكان علي يبعث في كل سنة من يحج عنه حتى أحصخخى‬
‫له في بعض السنين مائة وخمسين أو ثلثمائة ملخخبى وكخخان يعطخخى بعضخخهم‬
‫عشرة آلف وبعضهم عشرين ألف مثل الكاهلي وعبد الرحمان بن الحجاج‬
‫وغيرهما ويعطى أدناهم ألف درهم‪ .‬له كتب رواها عنه ابنه الحسين وأحمد‬
‫بن هلل مات سخخنة ‪ 182‬فخخي أيخخام حيخاة أبخخي الحسخخن الكخخاظم ببغخخداد‪ ،‬وأبخخو‬
‫الحسن في سجن هارون وقد بقى فيه أربخخع سخخنين‪ " .‬باقتضخخاب عخخن شخخرح‬
‫مشيخة الفقيه ص ‪ 47‬لسماحة سيدى الوالد دام ظله "‪ (3) .‬علخخي بخخن سخخويد‬
‫السخخائى‪ :‬روى عخخن المخخام الكخخاظم والمخخام الرضخخا عليهمخخا السخخلم‪ ،‬ولخخه‬
‫مكاتبات إلى أبي الحسن الول يوم كان محبوسا‪ ،‬ويظهر من جواب المخخام‬
‫عليه السلم إليه علو مقامه‪ ،‬وعظم شأنه‪ ،‬وجللة قدره‪ ،‬له كتاب رواه عنخخه‬
‫أحمد بن زيد الخزاعي " عن شرح مشيخة الفقيه ص ‪(*) ." 89‬‬

‫]‪[179‬‬

‫‪ -‬وسايه قرية من سواد المدينة ‪ -‬محمد بن سنان ) ‪ (1‬محمد بن أبي عمير )‪ (2‬الزدي‬
‫)‪ - 22 .(3‬ختخخص‪ :‬قخخال أبخخو حنيفخخة يومخخا لموسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫أخبرني أي شئ كان أحب إلى أبيك العخخود أم الطنبخخور ؟ قخخال‪ :‬ل بخخل العخخود‪،‬‬
‫فسئل عن ذلك فقال‪ :‬يحب عود البخور ويبغض الطنبور )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬محمد بن سنان‪ :‬هو محمد بخخن الحسخخن بخخن سخخنان نسخخب إلخخى جخخده سخخنان لن أبخخاه‬
‫الحسن توفى وهو صغير فكفله جده فنسب إليه‪ ،‬يكنى بأبى جعفر‪ ،‬ويعخخرف‬
‫بخخالزاهرى ‪ -‬نسخخبة إلخخى زاهخخر مخخولى عمخخرو بخخن الحمخخق الخزاعخخي ‪ -‬مخخن‬
‫أصحاب أبى الحسن الكاظم وأبخخي الحسخخن الرضخخا عليهمخخا السخخلم لخخه كتخخب‬
‫رواها عنخه الحسخخن بخن شخمون‪ ،‬ومحمخد بخخن الحسخين‪ ،‬وأحمخد ابخخن محمخخد‪،‬‬
‫ومحمد بخخن علخخي الصخخيرفي وغيرهخخم‪ ،‬وروى عنخخه جمخخع مخخن الجلخخة مثخخل‬
‫صفوان والعباس بن معروف وعبد الرحمان بن الحجاج وأضرابهم‪ " .‬عن‬
‫شرح مشيخه الفقيخخه ص ‪ 15‬لسخخيدي الوالخخد دام ظلخخه " )‪ (2‬محمخخد بخخن أبخخي‬
‫عمير الزدي‪ ،‬واسم أبي عمير زياد بن عيسى‪ ،‬يكنى محمد بأبى أحمد كان‬
‫بغداديا أصل ومقاما‪ ،‬وكان من أوثق الناس عند الخاصة والعامة‪ ،‬وأنسكهم‬
‫نسكا‪ ،‬وأورعهم وأعبدهم‪ ،‬وحكخخى عخخن الجخخاحظ انخخه قخخال‪ :‬كخخان أوحخخد أهخخل‬
‫زمانه في الشياء كلها‪ ،‬وقال أيضا‪ :‬وكان وجها من وجوه الرافضة‪ ،‬حبخخس‬
‫أيام الرشيد ليلى القضاء‪ ،‬وقيل بل ليدل على الشخيعة وأصخحاب موسخى بخن‬
‫جعفر عليه السلم‪ ،‬وضرب على ذلك‪ ،‬وكاد يقر لعظيم اللم‪ ،‬فسخخمع محمخخد‬
‫بن يونس بن عبد الرحمان يقول له‪ :‬اتق ال يا محمد بن ابخخى عميخخر فصخخبر‬
‫ففرج ال عنه‪ ،‬وروى الكشى انه ضرب مائة وعشرين خشبة ايام هخخارون‪،‬‬
‫وتولى ضربه السندي بن شاهك‪ ،‬وكان ذلك على التشيع‪ ،‬وحبس فلخخم يفخخرج‬
‫عنه‪ ،‬حتى ادى من ماله واحخخدا وعشخخرين الخخف درهخخم‪ ،‬وروى ان المخخأمون‬
‫حبسه حتى وله قضاء بعض البلد‪ ،‬وروى الشيخ المفيخخد فخخي الختصخخاص‬
‫أنه حبس سبع عشرة سنة‪ ،‬وفي مدة حبسه دفنت اخته كتبه فبقيت مدة أربخخع‬
‫سنين‪ ،‬فهلكت الكتب‪ ،‬وقيل انه تركها في غرفة فسخخال عليهخخا المطخخر‪ ،‬لخخذلك‬
‫حدث من حفظه‪ ،‬ومما كان سخخلف لخخه فخخي أيخخدى النخخاس‪ ،‬أدرك أيخخام الكخخاظم‬
‫عليه السلم ولم يحدث عنه‪ ،‬وأيخام الرضخا والجخواد " ع " وحخدث عنهمخا‪،‬‬
‫ومات سنة ‪ " .217‬باقتضاب عن شرح مشيخة الفقيه ص ‪(3) " 57 - 56‬‬
‫الختصاص ص ‪ 8‬مقتصرا علخخى ذكخخر علخخي بخخن يقطيخخن وعلخخي بخخن سخخويد‬
‫السائي والظاهر سقوط اسم محمد بن سنان ومحمخخد بخخن أبخي عميخر الزدي‬
‫من المطبوعة فليلحظ‪ (4) .‬نفس المصدر ص ‪.90‬‬

‫]‪[180‬‬

‫‪ - 23‬ختص‪ :‬حماد بن عيسى الجهني البصري‪ ،‬كان أصخخله كوفيخخا ومسخخكنه البصخخرة‪،‬‬
‫وعاش نيفا وتسعين سنة‪ ،‬روى عن أبي عبد ال عليخخه السخخلم ومخخات بخخوادي‬
‫قبخخا بالمدينخخة‪ ،‬وهخخو واد يسخخيل مخخن الشخخجرة إلخخى المدينخخة‪ ،‬ومخخات سخخنة تسخخع‬
‫ومائتين‪ ،‬حدثنا جعفر بن الحسين المؤمن‪ ،‬عن ابن الوليد‪ ،‬عن الصخخفار‪ ،‬عخخن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن حماد ابخخن عيسخخى قخال‪ :‬دخلخخت علخخى أبخخي الحسخخن الول عليخخه‬
‫السلم فقلخخت لخخه‪ :‬جعلخخت فخداك ادع الخ لخخي أن يرزقنخخي دارا وزوجخخة وولخخدا‬
‫وخادما والحج في كل سنة فقال‪ :‬اللهم صل علخخى محمخخد وآل محمخخد وارزقخخه‬
‫دارا وزوجة وولخخدا وخادمخخا والحخخج خمسخخين سخخنة‪ .‬قخخال حمخخاد‪ :‬فلمخخا اشخخترط‬
‫خمسين سنة علمت أني ل أحج أكثر من خمسخين سخنة قخال حمخاد‪ :‬وحججخخت‬
‫ثمان وأربعين حجة وهذه داري قد رزقتها‪ ،‬وهذه زوجتي وراء الستر تسخخمع‬
‫كلمي‪ ،‬وهذا ابني‪ ،‬وهذه خادمتي قد رزقت كخخل ذلخخك‪ ،‬فحخخج بعخخد هخخذا الكلم‬
‫حجتين تمام الخمسين‪ ،‬ثم خرج بعد الخمسين حاجا فزامل أبا العباس النوفلي‬
‫القصير‪ ،‬فلما صار في موضع الحرام دخل يغتسل في الوادي فحمله فغرقخخه‬
‫الماء رحمه ال وأباه قبل أن يحج زيادة على خمسين‪ ،‬عاش إلى وقت الرضا‬
‫عليه السلم وتوفي سنة تسخع ومخخائتين‪ ،‬وكخان مخن جهينخخة )‪ - 24 .(1‬عمخدة‬
‫الطالب‪ :‬يحيى صاحب الديلم ابن عبد ال المحض بن الحسن بخخن الحسخخن بخخن‬
‫علي بن أبخخي طخالب عليهمخا السخخلم قخخد هخرب إلخى بلد الخديلم وظهخر هنخاك‬
‫واجتمع عليه الناس وبايعه أهل تلك العمال وعظم أمره وخاف الرشيد لذلك‬
‫وأهمه و انزعج منه غاية النزعاج‪ ،‬فكتب إلى الفضخخل بخخن يحيخخى الخخبرمكي‪:‬‬
‫أن يحيى بن عبد ال قذاة في عيني فأعطه ما شاء واكفنخخي أمخخره‪ ،‬فسخخار إليخخه‬
‫الفضل في جيش كثيف وأرسل إليه بخخالرفق والتحخخذير والخخترغيب والخخترهيب‬
‫فرغب يحيى في المان فكتب له الفضل أمانا مؤكدا وأخذ يحيى وجاء به إلى‬
‫الرشيد‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه صار إلى الديلم مستجيرا فباعه صاحب الديلم من الفضل‬
‫بن يحيى بمائة ألف درهم‪ ،‬ومضى‬
‫)‪ (1‬المصدر السابق ص ‪.205‬‬

‫]‪[181‬‬

‫يحيى إلى المدينة فأقام بها إلى أن سعى به عبد ال بن الزبير إلى الرشخخيد )‪- 25 .(1‬‬
‫كتاب المقتضب لبن عياش‪ ،‬عن صالح بن الحسين النوفلي‪ ،‬عخخن ذي النخخون‬
‫المصري قال‪ :‬خرجت في بعض سياحتي حتى كنت ببطخخن السخخماوة فأفضخخى‬
‫لي المسير إلى تدمر )‪ (2‬فرأيت بقربها أبنية عادية قديمة‪ ،‬فساورتها فإذا هي‬
‫من حجخارة منقخورة فيهخا بيخوت وغخرف مخن حجخارة وأبوابهخا كخذلك‪ ،‬بغيخر‬
‫ملط‪ ،‬وأرضخخها كخخذلك حجخخارة صخخلدة‪ ،‬فبينخخا أجخخول فيهخخا إذ بصخخرت بكتابخخة‬
‫غريبة على حائط منها فقرأته فإذا هو‪ :‬أنخخا ابخخن منخخى والمشخخعرين وزمخخزم *‬
‫ومكة والبيت العتيق المعظم وجخخدي النخخبي المصخخطفى وأبخخي الخخذي * وليتخخه‬
‫فرض على كل مسلم وامي البتول المستضاء بنورهخا * إذا مخا عخخددنا عديلخة‬
‫مريم وسبطا رسول ال عمي ووالخخدي * وأولده الطهخخار تسخخعة أنجخخم مخختى‬
‫تعتلق منهم بحبل ولية * تفز يوم يجزى الفائزون وتنعم أئمة هذا الخلق بعخخد‬
‫نبيهم * فان كنت لم تعلم بذلك فاعلم أنا العلخوي الفخخاطمي الخخذي ارتمخخى * بخخه‬
‫الخوف واليام بالمرء ترتمخخي فضخخاقت بخخي الرض الفضخخاء برحبهخخا * ولخخم‬
‫أستطع نيل السماء بسلم فألممت بالدار التي أنا كاتب * عليهخخا بشخخعري فخخأقرأ‬
‫إن شئت والمم وسلم لمر ال في كل حالة * فليس أخو السلم مخخن لخخم يسخلم‬
‫قال ذو النون‪ :‬فعلمت أنه علوي قد هرب‪ ،‬وذلك في خلفة هارون ووقع إلخخى‬
‫ما هناك فسألت من ثم من سكان هذه الدار وكانوا من بقايخخا القبخخط الول هخخل‬
‫تعرفون من كتب هذا الكتاب ؟ قالوا‪ :‬ل وال ما عرفناه إل يومخخا واحخخدا فخخانه‬
‫نزل بنا فأنزلناه‪ ،‬فلما كخخان صخبيحة ليلتخه غخدا‪ ،‬فكتخخب هخخذا الكتخاب ومضخى‪،‬‬
‫قلت‪ :‬أي رجل كان ؟ قالوا‪ :‬رجل عليه أطمار رثة تعلوه هيبخخة وجللخخة وبيخخن‬
‫عينيه نور شديد‬

‫)‪ (1‬عمخخدة الطخخالب ص ‪ 139‬طبعخخة النجخخف الولخخى‪ (2) .‬تخخدمر‪ :‬مدينخخة فخخي الشخخمال‬
‫الشرقي من دمشق‪ ،‬بواحة في بادية الشام‪.‬‬

‫]‪[182‬‬

‫لم يزل ليلته قائما وراكعا وساجدا إلى أن انبلج له الفجر فكتب وانصخخرف )‪ .(1‬اقخخول‪:‬‬
‫ل يبعد كونه الكاظم عليخه السخلم ذهخب وكتخب لتمخام الحجخة عليهخم‪- 26 .‬‬
‫مقاتل الطالبيين )‪ (2‬بأسانيده‪ ،‬عن جماعة أنهم قالوا‪ :‬إن يحيى بن عبد ال بن‬
‫الحسن لما قتل أصخخحاب فخخخ كخان فخخي قبلهخم فاسختتر مخدة يجخخول فخي البلخخدان‬
‫ويطلب موضعا يلجأ إليه‪ ،‬وعلم الفضل بن يحيى بمكانه فخخي بعخخض النخخواحي‬
‫فأمره بالنتقال عنخخه‪ ،‬وقصخخد الخخديلم وكتخخب لخخه منشخخورا ل يعخخرض لخخه أحخخد‪،‬‬
‫فمضى متنكرا حتى ورد الديلم‪ ،‬وبلغ الرشيد خبره وهخو فخخي بعخض الطريخخق‬
‫فولى الفضل بن يحيى نواحي المشرق وأمره بالخروج إلى يحيى‪ ،‬فلمخخا علخخم‬
‫الفضل بمكان يحيى كتخخب إليخخه‪ :‬إنخخي اريخخد أن احخدث بخخك عهخدا‪ ،‬وأخشخى أن‬
‫تبتلي بي وابتلى بك‪ ،‬فكاتب صاحب الديلم فاني قد كاتبته لك لتدخل إلى بلده‬
‫فتمتنع به‪ .‬ففعل ذلك يحيخى‪ ،‬وكخخان صخخحبه جماعخخة مخخن أهخل الكوفخخة‪ ،‬وفيهخخم‬
‫الحسن بن صالح بن حي‪ ،‬كان يذهب مذهب الزيدية البترية في تفضخخيل أبخخي‬
‫بكر‪ ،‬وعمر وعثمان في ست سخخنين مخخن إمخخارته‪ ،‬وتكفيخخره فخخي بخخاقي عمخخره‪،‬‬
‫ويشرب النبيذ‪ ،‬ويمسح على الخفين‪ ،‬فكخخان يخخخالف يحيخخى فخخي أمخخره‪ ،‬ويفسخخد‬
‫أصخخحابه‪ ،‬فحصخخل بينهمخخا بخخذلك تنخخافر‪ ،‬وولخخى الرشخخيد الفضخخل جميخخع كخخور‬
‫المشرق وخراسان‪ ،‬وأمره بقصد يحيى والجد به‪ ،‬وبذل المان والصلة له إن‬
‫قبل ذلك‪ .‬فمضى الفضل فيمن ندب معه‪ ،‬وراسل يحيى فأجابه إلى قبوله‪ ،‬لما‬
‫رأى من تفرق أصخحابه وسخوء رأيهخم فيخه‪ ،‬وكخثرة خلفهخم عليخه إل أنخه لخم‬
‫يرض الشرائط التي شرطت له‪ ،‬ول الشهود الذين شهدوا له‪ ،‬وبعخخث الكتخخاب‬
‫إلى الفضل فبعث به إلى الرشيد‪ ،‬فكتب له على ما أراد وشهد له من التمس‪.‬‬

‫)‪ (1‬مقتضب الثر ص ‪ 55‬طبع المطبعة العلوية في النجف الشرف سنة ‪‍ 1346‬ه )‬
‫‪ (2‬مقاتخخل الطخخالبيين‪ ،‬والحخخديث منثخخور فخخي عخخدة صخخفحات يتخللخخه أحخخاديث‬
‫متفرقة لحظ ص ‪ 465‬إلى ص ‪.485‬‬

‫]‪[183‬‬

‫فلما ورد كتاب الرشيد على الفضل وقخخد كتخخب المخخان علخخى مخخا رسخخم يحيخخى‪ ،‬و أشخخهد‬
‫الشخخهود الخخذين التمسخخهم‪ ،‬وجعخخل المخخان علخخى نسخخختين إحخخداهما مخخع يحيخخى‬
‫والخرى معه‪ ،‬شخص يحيى مع الفضل حتى وافى بغداد‪ ،‬ودخلهخخا معخخاد لخخه‬
‫في عمارية على بغل‪ ،‬فلما قدم يحيى أجخخازه الرشخخيد بجخخوائز سخخنية‪ ،‬يقخخال إن‬
‫مبلغها مائتا ألف دينار‪ ،‬وغير ذلك من الخلع والحملن‪ ،‬فأقام على ذلخخك مخخدة‬
‫وفي نفسه الحيلة على يحيى‪ ،‬والتتبع له‪ ،‬وطلب العلل عليه وعلخخى أصخخحابه‪.‬‬
‫ثم إن نفرا من أهل الحجاز تحالفوا على السعاية بيحيخخى‪ ،‬وهخخم‪ :‬عبخخد ال خ بخخن‬
‫مصعب الزبيري‪ ،‬وأبو البختري وهب بخخن وهخخب‪ ،‬ورجخخل مخخن بنخخي زهخخرة‪،‬‬
‫ورجل من بني مخزوم‪ ،‬فوافوا الرشيد لذلك‪ ،‬واحتخالوا إلخخى ان أمكنهخم ذكخره‬
‫له‪ ،‬وأشخصه الرشيد إليه وحبسه عند مسرور الكبير في سرداب‪ ،‬فكخخان فخخي‬
‫أكثر اليام يدعوه ويناظره إلى أن مات في حبسه‪ ،‬واختلف كيف كانت وفاته‬
‫؟ فقيل ؟ إنه دعاه يوما وجمع بينه وبين ابن مصعب لينخخاظره فيمخخا رفخخع إليخخه‬
‫فجبهه ابن مصعب بحضرة الرشخخيد وقخخال‪ :‬إن هخخذا دعخخاني إلخخى بيعتخخه‪ .‬فقخخال‬
‫يحيى‪ :‬يا أمير المؤمنين أتصدق هذا علي وتستنصحه ؟ وهو ابن عبد ال ابن‬
‫الزبير الذي أدخل أباك وولده الشعب‪ ،‬وأضرم عليهم النار حتى تخلصهم أبو‬
‫عبد ال الجدلي صاحب علي عليه السخخلم‪ ،‬وهخخو الخخذي بقخخي أربعيخخن يومخخا ل‬
‫يصلي على النبي صلى ال عليخه وآلخه فخي خطبتخه حختى التخاث عليخه النخاس‬
‫فقال‪ :‬إن له أهل بيت سوء إذا ذكرته اشخخرأبت نفوسخخهم إليخخه‪ ،‬وفرحخوا بخذلك‪،‬‬
‫فل احب أن اقر أعينهم بذلك وهو الذي فعل بعبد ال بن العبخخاس مخخا ل خفخخاء‬
‫به عليك‪ ،‬وطال الكلم بينهما حتى قال يحيى‪ :‬ومع ذلك هو الخارج مع أخخخي‬
‫على أبيك وقخخال فخي ذلخخك أبياتخا منهخخا‪ :‬قومخخوا بخخبيعتكم ننهخخض بطاعتنخا * إن‬
‫الخلفة فيكم يا بني حسن )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬والبيات المشار إليها هي‪ :‬ان الحمامة يوم الشعب من دثن * هاجت فخخؤاد محخخب‬
‫دائم الحزن انا لنأمل أن ترتد الفتنا * بعد التدابر والبغضاء والحن ‪< -‬‬

‫]‪[184‬‬

‫قال‪ :‬فتغير وجه الرشيد عند سماع البيات‪ ،‬فابتدأ ابن مصعب يحلف بال الخخذي ل إلخخه‬
‫إل هو‪ ،‬وبأيمان البيعخخة أن هخخذا الشخخعر ليخخس لخخه‪ .‬فقخخال يحيخخى‪ :‬والخ يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين ما قاله غيره‪ ،‬وما حلفت بال كاذبا ول صادقا قبل هخخذا وإن ال خ إذا‬
‫مجده العبد في يمينه استحيا أن يعاقبه‪ ،‬فدعني احلفه بيمين ما حلخف بهخخا أحخد‬
‫قخخط كاذبخخا إل عوجخخل قخخال‪ :‬حلفخخه قخخال‪ :‬قخخل‪ :‬بخخرئت مخخن حخخول ال خ وقخخوته‪،‬‬
‫واعتصمت بحولي وقوتي‪ ،‬وتقلدت الحول والقوة من دون ال استكبارا علخخى‬
‫ال واستغناءا عنه‪ ،‬واستعلءا عليه إن كنت قلت هذا الشعر‪ .‬فامتنع عبخخد ال خ‬
‫منه فغضب الرشيد وقال للفضل بن الربيع‪ :‬هنا شخخئ مخخاله ل يحلخخف إن كخخان‬
‫صادقا ؟ فرفس الفضل عبد ال برجله وصاح به احلف ويحك‪ ،‬وكان لخخه فيخخه‬
‫هوى فحلف باليمين ووجهه متغير وهو يرعد‪ ،‬فضرب يحيخخى بيخخن كتفيخخه ثخخم‬
‫قال‪ :‬يا ابن مصعب قطعت وال عمرك‪ ،‬والخ ل تفلخخح بعخخدها‪ ،‬فمخا بخرح مخن‬
‫موضعه حتى أصابه الجذام فتقطع ومات فخخي اليخخوم الثخخالث‪ ،‬فحضخخر الفضخخل‬
‫جنازته ومشى معها ومشى الناس معه‪ ،‬فلما وضعوه في لحده‪ ،‬وجعلوا اللبخخن‬
‫فوقه‪ ،‬انخسف القبر به و خرجت منه غبرة عظيمة‪.‬‬

‫‪ < -‬حتى يثاب على الحسان محسننا * ويأمن الخائف المأخوذ بالدمن وتنقضي دولة‬
‫أحكخخام قادتهخخا * فينخخا كأحكخخام قخخوم عابخخدي الخخوثن فطالمخخا قخخد بخخروا بخخالجور‬
‫أعظمنا * برى الصناع قداح النبع بالسفن قوموا ببيعتكم ننهض بطاعتنخخا *‬
‫ان الخلفة فيكم يا بنى الحسن ل عز ركنا نزار عند سطوتها * ان أسخخلمتك‬
‫ول ركنا ذوى يمن ألست أكرمهم عودا إذا انتسبوا * يومخخا وأطهرهخخم ثوبخخا‬
‫من الدرن وأعظم الناس عند الناس منزلة * وأبعخخد النخخاس مخخن عيخخب ومخخن‬
‫وهن وقد أخرج البيات ابن عبخد ربخه فخي العقخد الفريخد ج ‪ 5‬ص ‪ 87‬طبخع‬
‫لجنخخة التخخأليف والترجمخخة والنشخخر ونسخخبها إلخخى سخخديف مخخولى بنخخى هاشخخم‪،‬‬
‫وذكرها ابن أبي الحديخخد فخخي شخخرح النهخخج ج ‪ 4‬ص ‪ 352‬طبخخع مصخخر سخخنة‬
‫‪ 1329‬نقل عن الصبهاني‪.‬‬

‫]‪[185‬‬

‫فصخخاح الفضخخل‪ :‬الخختراب الخختراب‪ ،‬فجعخخل يطخخرح وهخخو يهخخوي‪ ،‬فخخدعا بأحمخخال شخخوك‬
‫وطرحهخخا فهخخوت‪ ،‬فخأمر حينئذ بخخالقبر‪ ،‬فسخخقف بخشخخب وأصخخلحه‪ ،‬وانصخخرف‬
‫منكسرا‪ .‬فكان الرشيد بعخخد ذلخخك يقخخول للفضخخل‪ :‬رأيخخت يخخا عباسخخي مخخا أسخخرع‬
‫مااديل يحيى من ابن مصعب‪ .‬ثم جمخخع لخخه الرشخخيد الفقهخخاء وفيهخخم محمخخد بخخن‬
‫الحسخخن )‪ (1‬صخخاحب أبخخي يوسخخف‪ ،‬و الحسخخن بخخن زيخخاد اللؤلخخؤي )‪ (2‬وأبخخو‬
‫البختري )‪ (3‬فجمعوا في مجلس فخخخرج إليهخخم مسخخرور الكخخبير بالمخخان فبخخدأ‬
‫بمحمد بن الحسن فنظر فيه فقال‪ :‬هذا أمان مؤكخخد ل حيلخة فيخخه‪ ،‬فصخاح عليخخه‬
‫مسرور‪ :‬هاته‪ ،‬فدفعه إلى الحسن بن زياد فقال بصخخوت ضخخعيف‪ :‬هخخو أمخخان‪،‬‬
‫فاستلبه أبوالبختري وقال‪ :‬هذا باطل منتقض‪ ،‬قد شخخق العصخخا‪ ،‬و سخخفك الخخدم‪،‬‬
‫فاقتله ودمه في عنقي‪ .‬فدخل مسرور إلى الرشيد وأخخخبره فقخخال‪ :‬اذهخخب وقخخل‬
‫له‪ :‬خرفه إن كان باطل بيخخدك‪ ،‬فجخخاء مسخخرور فقخخال لخخه ذلخخك فقخخال‪ :‬شخخقه أبخخا‬
‫هاشم‪ ،‬قال له مسرور‪ :‬بل شقه أنت إن كان منتقضا فأخذ سكينا وجعخخل يشخخقه‬
‫ويده ترتعد حتى صيره سيورا فأدخله مسرور على الرشيد فوثب فأخخخذه مخخن‬
‫يده وهو فرح‪ ،‬ووهب لبي البختري ألف ألخخف وسخختمائة ألخخف‪ ،‬ووله قضخخاء‬
‫القضاة‪ ،‬وصرف الخرين‪ ،‬ومنع محمد بن الحسن‬

‫)‪ (1‬محمد بن الحسن كان الرشيد وله القضاء‪ ،‬وخرج معخخه فخخي سخخفره إلخخى خراسخخان‬
‫فمات بالرى سنة ‪‍ 189‬ه لحظ ترجمته في تاريخخخ بغخخداد ج ‪ 2‬ص ‪- 172‬‬
‫‪ 182‬ووفيات العيان ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .454 - 453‬ولى القضاء فخخي سخخنة‬
‫‪ 194‬بعد وفاة القاضى حفص بن غياث‪ ،‬وتوفى سنة ‪ 204‬ترجمه الخطيب‬
‫البغخخدادي فخخي تخخاريخه ج ‪ 7‬ص ‪ (3) .317 - 314‬هخخو وهخخب بخخن وهخخب‬
‫القرشى المدنى روى عن الصادق عليه السلم وكان كذابا وله أحخاديث مخع‬
‫الرشيد في الكذب قال سعد‪ :‬تزوج أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم بخخأمه‪ ،‬وكخخان‬
‫قاضيا عاميا ال أن له أحاديث عن جعفر بن محمد " ع " كلها ل يوثق بها‪.‬‬
‫وعن الفضل بن شاذان‪ :‬كان أبوالبخترى من أكذب البرية‪ ،‬ترجمه النجاشي‬
‫والشخخيخ والعلمخخة مخخن أصخخحابنا فخخي كتبهخخم فلحخخظ‪ ،‬وله الرشخخيد القضخخاء‬
‫بعسكر المهدى ثم عزله فوله مدينة الرسول صلى ال عليه وآله بعخخد بكخخار‬
‫بن عبد ال مات سنة ‪ 200‬ببغداد ترجمخخه الخطيخخب فخخي تخخاريخه ج ‪ 13‬ص‬
‫‪.487 - 481‬‬
‫]‪[186‬‬

‫من الفتيا مدة طويلة‪ ،‬وأجمع على إنفاذ ما أراد في يحيى‪ .‬فخخروي عخخن رجخخل كخخان مخخع‬
‫يحيى في المطبق قال‪ :‬كنت منه قريبا فكان في أضيق البيوت وأظلمها‪ ،‬فبينخخا‬
‫نحن ذات ليلة كذلك إذ سمعنا صوت القفال‪ ،‬وقخخد مضخخى مخخن الليخخل هجعخخة‪،‬‬
‫فإذا هارون قد أقبل على برذون لخخه فوقخخف ثخخم قخخال‪ :‬أيخخن هخخذا ؟ يعنخخي يحيخخى‬
‫قالوا‪ :‬في هذا البيت قال‪ :‬علي به فخخادني إليخخه فجعخخل هخخارون يكلمخخه بشخخئ لخخم‬
‫أفهمه فقال‪ :‬خخخذوه‪ ،‬فاخخخذ فضخخربه مخخائة عصخخا‪ ،‬ويحيخخى يناشخخده الخ والرحخخم‬
‫والقرابة من رسول ال صلى ال عليه وآله ويقول‪ :‬بقرابتي منخخك فيقخخول‪ :‬مخخا‬
‫بيني وبينك قرابة‪ .‬ثم حمل فرد إلى موضعه فقال‪ :‬كخخم أجريتخخم عليخخه ؟ قخخالوا‪:‬‬
‫أربعة أرغفة وثمانية أرطال ماء قال‪ :‬اجعلوه على النصف‪ ،‬ثم خرج ومكخخث‬
‫ليالي ثم سمعنا وقعا فإذا نحن بخخه حخختى دخخخل‪ ،‬فوقخخف مخخوقفه فقخخال‪ :‬علخخي بخخه‬
‫فاخرج ففعل به مثل فعله ذلك‪ ،‬وضربه مخخائة عصخخا اخخخرى‪ ،‬ويحيخخى يناشخخده‬
‫فقال‪ :‬كم أجريتم عليه ؟ قالوا‪ :‬رغيفين وأربعة أرطال ماء قال‪ :‬اجعلخخوه علخخى‬
‫النصف‪ ،‬ثم خرج وعاود الثالثة‪ ،‬وقد مرض يحيى وثقل‪ .‬فلما دخل قال‪ :‬علي‬
‫به قالوا‪ :‬هو عليل مدنف لمابه‪ ،‬قال‪ :‬كم أجريتم عليه ؟ قالوا‪ :‬رغيفا ورطليخخن‬
‫ماء قال‪ :‬اجعلوه على النصف ثم خرج‪ ،‬فلم يلبث يحيى أن مات فخخاخرج إلخخى‬
‫الناس فدفن‪ .‬وعن إبراهيم بن رياح أنه بنى عليه اسطوانة بالرافقة )‪ (1‬وهخخو‬
‫حي‪ .‬وعن علي بن محمد بن سليمان أنه دس إليخخه فخخي الليخخل مخخن خنقخخه حخختى‬
‫تلف قال‪ :‬وبلغني أنه سقاه سما‪.‬‬

‫)‪ (1‬الرافقة‪ :‬بلد متصل البناء بالرقة وهما على ضفة الفراب وبينهمخخا مقخخدار ثلثمخخائة‬
‫ذراع‪ ..‬قال يخخاقوت هكخخذا كخخانت أول‪ ،‬فأمخخا الن فخخان الرقخخة خربخخت وغلخخب‬
‫اسمها على الرافقة وصار اسم المدينة الرقة وهي من اعمال الجزيرة‪ ..‬قال‬
‫أحمد بن يحيى‪ :‬لم يكن للرافقة أثر قديم انما بناها المنصخخور فخخي سخخنة ‪155‬‬
‫على بناء مدينة بغداد‪ ،‬ورتب بها حندأ من أهل خراسان الخ‪.‬‬

‫]‪[187‬‬

‫وعن محمد بن أبي الحسناء أنه أجاع السباع ثم ألقاه إليهخخا فخخأكلته‪ .‬وعخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫عمر العمري قال‪ :‬دعينا لمناظرة يحيى بن عبخخد الخ بحضخخرة الرشخخيد فجعخخل‬
‫يقول له‪ :‬يا يحيى اتق ال وعرفني أصخخحابك السخخبعين لئل ينتقخخض أمانخخك ؟‪،‬‬
‫وأقبل علينا فقال‪ :‬إن هذا لم يسم أصحابه‪ ،‬فكلما أردت أخذ إنسان يبلغني عنه‬
‫شئ أكرهه‪ ،‬ذكر أنه ممن أمنت‪ .‬فقال يحيى‪ :‬يا أمير المؤمنين أنخخا رجخخل مخخن‬
‫السبعين فما الذي نفعني من المان أفتريد أن أدفع إليخك قومخا تقتلهخم معخي ل‬
‫يحل لي هذا قال‪ :‬ثم خرجنا ذلك اليوم ودعانا له يوما آخر فرأيته أصفر اللوم‬
‫متغيرا فجعخخل الرشخخيد يكلمخخه فل يجيبخخه فقخخال‪ :‬أل تخخرون إليخخه ل يجيبنخخي ! ؟‬
‫فأخرج إلينا لسانه قد صار أسخخود مثخخل الحممخخة )‪ (1‬يرينخخا أنخخه ل يقخخدر علخخى‬
‫الكلم فاستشاط الرشيد وقال‪ :‬إنه يريكم أني سقيته السم ووال لو رأيت عليخخه‬
‫القتل لضربت عنقه صبرا‪ ،‬ثم خرجنا من عنده‪ ،‬فمخا صخرنا فخي وسخط الخدار‬
‫حتى سقط على وجهه لخر ما به‪ .‬وعخخن إدريخخس بخخن محمخخد بخخن يحيخخى كخخان‬
‫يقول‪ :‬قتل جدي بالجوع والعطش في الحبس‪ .‬وعن الزبير بن بكار عن عمخخه‬
‫أن يحيى لما أخذ من الرشيد المخخأتي اللخخف الخخدينار قضخخى بهخخا ديخخن الحسخخين‬
‫صاحب فخ‪ ،‬وكان الحسين خلف مأتي ألف دينار دينا وقال‪ :‬خرج مخخع يحيخخى‬
‫عامر بن كثير السراج )‪ (2‬وسهل بن عامر البجلي‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬الحممة‪ :‬الفحم والرماد وكل مخخا احخخترق بالنخخار جمخخع حمخخم‪ (2) .‬عخخامر بخخن كخخثير‬
‫السراج ذكره البرقى في رجخاله ص ‪ 8‬مخن أصخحاب الحسخين السخبط عليخه‬
‫السلم وكان من دعاته وقد تبعه غيره فخي ذلخك وذكخره النجاشخي والعلمخة‬
‫وانه زيدي كوفى وتوقف العلمة في روايته‪ ،‬أقول لقد وهم البرقى في عده‬
‫من أصخحاب الحسخين السخبط " ع " والصخواب انخه مخن أصخحاب الحسخين‬
‫صاحب فخ وربما يؤيد ذلك قوله‪ :‬وكان من دعخخاته‪ ،‬وقخخد صخخرح بصخخحابته‬
‫للحسين صاحب فخ أبو الفرج في مقاتله ص ‪ 484‬فلحظ‪.‬‬

‫]‪[188‬‬

‫يحيى ]بن عبد ال بن يحيى[ )‪ (1‬بن مساور‪ ،‬وكان من أصخخحابه علخخي بخخن هاشخخم بخخن‬
‫البريد‪ ،‬وعبد ال بخخن علقمخخة‪ ،‬ومخخخول بخخن إبراهيخخم النهخخدي‪ ،‬فحبسخخهم جميعخخا‬
‫هارون في المطبق فمكثوا فيه اثنتي عشرة سنة‪ .‬اقول‪ :‬أوردت أحخخوال كخخثير‬
‫مخخن عشخخائره وأصخخحابه فخخي بخخاب معجزاتخخه‪ ،‬وبخخاب مكخخارم أخلقخخه‪ ،‬وبخخاب‬
‫مناظراته‪ ،‬وما جرى بينخخه وبيخخن خلفخخاء زمخخانه‪ ،‬وبخخاب شخخهادته عليخخه السخخلم‬
‫وباب إبطال مذهب الواقفة‪.‬‬

‫)‪ (1‬مابين القوسين زيادة من المصدر‪.‬‬

‫]‪[189‬‬

‫‪) * .8‬باب( * * " )احتجاجات هشام بن الحكم في المامة( " * * )وبخخدو أمخخره ومخخا‬
‫آل إليه امره إلى وفاته( * * )صلوات ال عليه( * ‪ - 1‬كش‪ :‬أحمد بن محمخخد‬
‫الخالدي‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن إسحاق بن أحمد عخخن أبخخي حفخخص الحخخداد‪،‬‬
‫وغيره‪ ،‬عن يونس بن عبد الرحمان قخال‪ :‬كخخان يحيخى بخخن خالخد الخخبرمكي قخد‬
‫وجد على هشام بن الحكم شيئا من طعنه على الفلسفة‪ ،‬وأحب أن يغخخري بخخه‬
‫هارون ونصرته على القتل‪ ،‬قال‪ :‬وكان هارون لما بلغه عن هشام مال إليخخه‪.‬‬
‫وذلك أن هشاما تكلم يوما بكلم عند يحيى بن خالد في إرث النبي صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله فنقل إلى هارون فأعجبه وقد كان قبل ذلك يحيى يسترق أمره عنخخد‬
‫هارون‪ ،‬ويرده عن أشياء كان يعخخزم عليهخخا مخخن أذاه فكخان ميخل هخخارون إلخخى‬
‫هشام أحد مخا غيخخر قلخخب يحيخى علخخى هشخخام فشخخيعه عنخخده وقخال لخخه‪ :‬يخخا أميخر‬
‫المؤمنين إني قد استبطنت أمر هشام فإذا هو يزعم أن ال خ فخخي أرضخخه إمامخخا‬
‫غيرك مفروض الطاعة قال‪ :‬سبحان ال ! ! قال‪ :‬نعخخم‪ ،‬ويزعخخم أنخخه لخخو أمخخره‬
‫بالخروج لخرج‪ ،‬وإنما كنا نرى أنه ممن يرى اللباد بالرض‪ .‬فقخال هخخارون‬
‫ليحيى‪ :‬فاجمع عندك المتكلمين‪ ،‬وأكون أنا من وراء الستر بيني وبينهخخم‪ ،‬لئل‬
‫يفطنوا بي‪ ،‬ول يمتنع كل واحد منهم أن يأتي بأصله لهيبتي‬

‫]‪[190‬‬

‫قال‪ :‬فوجه يحيى فأشحن المجلس من المتكلميخخن‪ ،‬وكخخان فيهخخم ضخخرار بخخن عمخخرو )‪(1‬‬
‫وسليمان بن جرير )‪ (2‬وعبخخد الخ بخخن يزيخخد الباضخخي )‪ (3‬ومؤبخخد بخخن مؤبخخد‬
‫ورأس الجالوت قال‪ :‬فتساءلوا فتكخخافؤا‪ ،‬وتنخخاظروا‪ ،‬وتقخخاطعوا‪ ،‬وتنخخاهوا إلخخى‬
‫شاذ من مشاذ الكلم كل يقول لصاحبه‪ :‬لم تجخخب‪ ،‬ويقخخول‪ :‬قخخد أجبخخت‪ ،‬وكخخان‬
‫ذلك عن يحيى حيلة على هشام‪ ،‬إذ لم يعلم بذلك المجلخخس‪ ،‬واغتنخخم ذلخخك لعلخخة‬
‫كان أصابها هشام بن الحكم‪.‬‬

‫)‪ (1‬ضرار بن عمرو‪ :‬كان في بدو أمره تلميذا لواصل بن عطاء المعخختزلي ثخخم خخخالفه‬
‫في خلق العمال وانكار عذاب القبر‪ ،‬ثخخم زعخخم أن المامخخة بغيخخر القرشخخيين‬
‫اولى منها بالقرشى له نحو ثلثين مؤلفخخا‪ ،‬وكخخان غطفانيخخا قخخال الملطخخى فخخي‬
‫كتابه التنبيه والرد ص ‪ :43‬ان المجلس كان لخخه بالبصخخرة قبخخل ابخخى الهخخديل‬
‫حتى اظهر الخلف الخ‪ ،‬وله اتباع يسمون الضرارية نسبة إليه‪ ،‬لحظ حاله‬
‫وحخخالهم ومقخخاله ومقخخالهم فخخي كتخخب الفخخرق والخخديانات كخخالفرق بيخخن الفخخرق‬
‫للبغخخخدادي ص ‪ 129‬ومختصخخخره للرسخخخعنى ص ‪ 131‬واعتقخخخادات فخخخرق‬
‫المسلمين للمام فخر الخخدين الخخرازي ص ‪ 69‬والملخخل والنحخخل ج ‪ 1‬ص ‪94‬‬
‫بهخخامش الفصخخل وغيرهخخا‪ (2) .‬سخخليمان بخخن جريخخر الزيخخدى رئيخخس الفرقخخة‬
‫السليمانية وقد تسمى جريرية ومن مقخخالته ان المامخخة شخخورى وانهخخا تنعقخخد‬
‫برجلين من خيار المة‪ ،‬وأجاز امامة المفضول‪ ،‬وكفره أهل السنة لنه كفر‬
‫عثمان وتبرؤا منخه كمخا أن محخارب علخى عنخدهم كخافر‪ ،‬ولخه أقخوال أخخر‪،‬‬
‫لحخخظ ذلخخك فخخي الفخخرق بيخخن الفخخرق للبغخخدادي ص ‪ 24‬ومختصخخره ص ‪32‬‬
‫وفرق الشيعة للنوبختى ص ‪ 61 - 9‬واعتقادات فرق المسلمين للرازي ص‬
‫‪ 52‬والملل والنحل وغير ذلك‪ (3) .‬عبخخد الخ بخخن يزيخخد الباضخخي نسخخه إلخخى‬
‫فرقة الباضية وهم من فرق الخوارج‪ ،‬منسوبون إلى عبخخد الخ بخخن اباضخخى‬
‫الخارجي الذى خرج في عهد مخخروان الحمخخار آخخخر ملخخوك بنخخي أميخخة وقخخال‬
‫الملطى في التنبيه والرد انهم أصحاب اباض بن عمخخرو خرجخخوا مخخن سخخواد‬
‫الكوفة فقتلوا الناس وسبوا الذرية وقتلوا الطفال وكفروا المخخة الخخخ ومنهخخم‬
‫فرقة تدعى الحارثية اتباع حارث ابن يزيد الباضخخي وهخخم الخخذين قخخالوا فخخي‬
‫باب القدر بمثل قول المعتزلة وزعموا أيضا ان الستطاعة قبخخل الفعخخل الخخخ‬
‫وزعمت الحارثية انه لم يكن لهم امام بعد المحكمة الولى ال عبخخد الخ ابخخن‬
‫ابخخاض وبعخخده الحخخارث بخخن يزيخخد الباضخخي‪ .‬والظخخاهر انخخه أخخخو عبخخد ال خ‬
‫المذكور‪ .‬وكان من متكلميهم‪.‬‬

‫]‪[191‬‬

‫فلما تناهوا إلى هذا الموضخخع قخخال لهخخم يحيخخى بخخن خالخخد‪ :‬أترضخخون فيمخخا بينكخخم هشخخاما‬
‫حكما ؟ قالوا‪ :‬قد رضينا أيها الوزير‪ ،‬فأنى لنا به وهو عليل‪ ،‬فقال يحيخخى فأنخخا‬
‫اوجه إليه‪ ،‬فأرسله أن يتجشم المشي فوجه إليه فأخبره بحضخورهم وأنخه إنمخا‬
‫منعه أن يحضروه أول المجلس إبقاءا عليه من العلة وإن القوم قد اختلفوا في‬
‫المسائل والجوبة‪ ،‬وتراضوا بك حكما بينهم فان رأيخخت أن تتفضخخل‪ ،‬وتحمخخل‬
‫على نفسك فافعل‪ .‬فلما صار الرسول إلى هشام قال لي‪ :‬يا يونس قلخخبي ينكخخر‬
‫هذا القول ولست آمن أن يكخخون ههنخخا أمخخرا ل أقخخف عليخخه‪ ،‬لن هخخذا الملعخخون‬
‫يحيى بن خالد قد تغير علي لمور شتى‪ ،‬وقد كنت عزمخخت إن مخخن الخ علخخي‬
‫بالخروج من هذه العلخخة أن أشخخخص إلخخى الكوفخخة‪ ،‬واحخخرم الكلم بتخخة‪ ،‬وألخخزم‬
‫المسجد ليقطع عني مشاهدة هذا الملعون ‪ -‬يعني يحيى بن خالد ‪ -‬قخخال‪ :‬قلخخت‪:‬‬
‫جعلت فداك ل يكون إل خيرا‪ ،‬فتحرز مخا أمكنخك فقخال لخي‪ :‬يخا يخونس أتخرى‬
‫التحرز عن أمر يريد ال إظهاره على لساني‪ ،‬أنى يكون ذلخخك‪ ،‬ولكخخن قخخم بنخخا‬
‫على حول ال وقوته‪ .‬فركب هشام بغل كان مع رسخخوله‪ ،‬وربكخت أنخخا حمخخارا‬
‫كان لهشام قال‪ :‬فدخلنا المجلخخس فخخإذا هخخو مشخخحون بخخالمتكلمين قخخال‪ :‬فمضخخى‬
‫هشام نحو يحيى فسلم عليه وسلم على القوم‪ ،‬وجلس قريبا منخخه‪ ،‬وجلسخخت أنخخا‬
‫حيث انتهى بي المجلس‪ .‬قال‪ :‬فأقبخل يحيخى علخى هشخام بعخد سخاعة فقخال‪ :‬إن‬
‫القوم حضروا وكنا مع حضخخورهم نحخخب أن تحضخخر‪ ،‬ل لن تنخخاظر بخخل لن‬
‫نأنس بحضخخورك‪ ،‬إن كخخانت العلخخة تقطعخخك عخخن المنخخاظرة‪ ،‬وأنخخت بحمخخد الخ‬
‫صالح‪ ،‬وليست علتك بقاطعة من المناظرة‪ ،‬و هخخؤلء القخخوم قخخد تراضخخوا بخخك‬
‫حكما بينهم‪ .‬قال‪ :‬فقال هشام‪ :‬ما الموضع الذي تناهت به المنخخاظرة ؟ فخخأخبره‬
‫كل فريق منهم بموضع مقطعه‪ ،‬فكان من ذلك أن حكخخم لبعخخض علخخى بعخخض‪،‬‬
‫فكان من المحكومين عليه سليمان بن جرير‪ ،‬فحقدها على هشام‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم إن‬
‫يحيى بن خالد قال لهشام‪ :‬إنا قد أعرضنا عن المناظرة و‬

‫]‪[192‬‬

‫المجادلة منذ اليوم ولكن إن رأيت أن تبين عن فساد اختيار الناس المخخام وأن المامخخة‬
‫في آل بيت الرسول دون غيرهم ؟ قال هشام‪ :‬أيها الوزير العلة تقطعنخخي عخخن‬
‫ذلخخك‪ ،‬ولعخخل معترضخخا يعخخترض‪ ،‬فيكتسخخب المنخخاظرة والخصخخومة قخخال‪ :‬إن‬
‫اعترض معترض قبل أن تبلغ مرادك وغرضك‪ ،‬فليس ذلخك لخه بخل عليخه أن‬
‫يحفخخظ المواضخخع الخختي لخخه فيهخخا مطعخخن فيقفهخخا إلخخى فراغخخك ول يقطخخع عليخخك‬
‫كلمك‪ .‬فبدأ هشام وساق الذكر لذلك وأطال‪ ،‬واختصرنا منه موضع الحاجة‪،‬‬
‫فلما فرغ مما قد ابتدأ فيه من الكلم في فساد اختيار الناس المام‪ ،‬قخال يحيخخى‬
‫لسليمان ابن جرير‪ :‬سخل أبخخا محمخخد عخن شخئ مخخن هخخذا البخاب ؟ قخال سخليمان‬
‫لهشام‪ :‬أخبرني عن علي بن أبي طالب عليه السلم مفروض الطاعة ؟ فقخخال‬
‫هشام‪ :‬نعم‪ .‬قال‪ :‬فان أمرك الذي بعده بالخروج بالسيف معه تفعخخل وتطيعخه ؟‬
‫فقال هشام‪ :‬ل يأمرني قال‪ :‬ولم إذا كانت طاعته مفروضة عليخخك‪ ،‬وعليخخك أن‬
‫تطيعه ؟ فقال هشام‪ :‬عد عن هذا‪ ،‬فقخخد تخخبين فيخخه الجخخواب‪ ،‬قخخال سخخليمان‪ :‬فلخخم‬
‫يأمرك في حال تطيعه وفي حال ل تطيعه ؟ فقال هشام‪ :‬ويحك لم أقل لك إني‬
‫لاطيعه فتقول‪ :‬إن طاعته مفروضة إنما قلت لخخك‪ :‬ل يخخأمرني‪ .‬قخخال سخخليمان‪:‬‬
‫ليس أسألك إل على سبيل سلطان الجدل‪ ،‬ليخخس علخخى الخخواجب انخخه ل يخخأمرك‬
‫فقال هشام‪ :‬كم تحول حول الحمى‪ ،‬هل هو إل أن أقول لك إن أمرني فعلخخت‪،‬‬
‫فتنقطع أقبح النقطاع‪ ،‬ول يكون عندك زيادة‪ ،‬وأنا أعلم بما يجب قولي‪ ،‬ومخخا‬
‫إليه يؤل جوابي‪ .‬قال‪ :‬فتغير وجخه هخارون‪ ،‬وقخال هخارون‪ :‬قخد أفصخح‪ ،‬وقخام‬
‫الناس واغتنمها هشام‪ ،‬فخرج على وجهه إلى المدائن‪ .‬قال‪ :‬فبلغنا أن هخخارون‬
‫قال ليحيى‪ :‬شد يخدك بهخذا وأصخحابه‪ ،‬وبعخث إلخى أبخي الحسخن موسخى عليخه‬
‫السلم فحبسه فكان هذا سبب حبسه مع غيره من السخخباب وإنمخخا أراد يحيخخى‬
‫أن يهرب هشام فيموت مخفيا مادام لهارون سلطان قال‪ :‬ثم صار هشخخام إلخخى‬
‫الكوفة وهو يعقب عليه‪ ،‬ومات في دار ابن شرف بالكوفة رحمه ال‪.‬‬

‫]‪[193‬‬

‫قال‪ :‬فبلغ هذا المجلس محمد بن سليمان النخوفلي وابخن ميثخم وهمخا فخخي حبخس هخارون‬
‫فقخال النخخوفلي‪ :‬أرى هشخخاما مخخا اسختطاع أن يعتخل فقخال ابخخن ميثخخم‪ :‬بخأي شخخئ‬
‫يستطيع أن يعتل ؟ وقد أوجب أن طاعته مفروضخخة مخخن الخ قخخال‪ :‬يعتخخل بخخأن‬
‫يقول‪ :‬الشرط علي في إمامته أن ليدعوا أحدا إلى الخروج‪ ،‬حتى ينادي مناد‬
‫من السماء فمن دعاني ممن يدعي المامة قبل ذلخخك الخخوقت علمخخت أنخخه ليخخس‬
‫بامام‪ ،‬وطلبت من أهل هذا البيت من ل يقول إنه يخرج ول يأمر بخخذلك حخختى‬
‫ينادي مناد مخخن السخخماء فخخأعلم أنخخه صخخادق‪ .‬فقخخال ابخخن ميثخخم‪ :‬هخخذا مخخن أخبخخث‬
‫الخرافة‪ ،‬ومتى كان هذا في عقد المامة إنما يروى هذا في صفة القخائم عليخخه‬
‫السلم وهشام أجدل من أن يحتج بهذا‪ ،‬على أنه لم يفصح بهذا الفصاح الذي‬
‫قد شرطته أنت‪ ،‬إنما قال‪ :‬إن أمرني المفروض الطاعة بعد علي عليه السلم‬
‫فعلت‪ ،‬ولم يسم فلن دون فلن كما تقول‪ :‬إن قال لي طلبخخت غيخخره‪ ،‬فلخخو قخخال‬
‫هارون له‪ - :‬وكان المناظر له ‪ -‬من المفروض الطاعة ؟ فقخخال لخخه‪ :‬أنخخت‪ .‬لخخم‬
‫يكن أن يقول له فان أمرتك بالخروج بالسخخيف تقاتخخل أعخخدائي تطلخخب غيخخري‪،‬‬
‫وتنتظر المنادي من السماء‪ ،‬هذا ل يتكلخم بخه مثخخل هخخذا‪ ،‬لعلخك لخو كنخت أنخخت‬
‫تكلمت به‪ .‬قال‪ :‬ثم قال علي بن اسماعيل الميثمي‪ :‬إنا ل وإنخخا إليخخه راجعخخون‪،‬‬
‫على ما يمضي من العلم إن قتل‪ ،‬ولقد كان عضدنا وشخخيخنا‪ ،‬والمنظخخور إليخخه‬
‫فينا )‪ .(1‬بيخان‪ :‬قخوله فشخيعه عنخده أي نسخب يحيخى هشخاما إلخى التشخيع عنخد‬
‫هارون‪ ،‬و اللباد بخخالرض اللصخخاق بهخخا كنايخخة عخخن تخخرك الخخخروج‪ ،‬وعخخدم‬
‫الرضخخا بخخه‪ ،‬قخخوله‪ :‬إذ لخخم يعلمخخه بخخذلك أي يعلمخخه أول واغتنخخم تلخخك المنخخاظرة‬
‫وحيرتهم‪ ،‬لتكون وسيلة إلى إحضار هشام بحيث ليشعر بالحيلة‪ ،‬قوله‪ :‬على‬
‫ما يمضي من العلم إن قتخخل أي إن قتخخل يمضخخي مخخع علخخوم كخخثيرة‪ - 2 .‬كخخش‪:‬‬
‫روي عن عمر بن يزيد قال‪ :‬كان ابخخن أخخخي هشخخام يخخذهب فخخي الخخدين مخخذهب‬
‫الجهمية خبيثا فيهم فسألني أن ادخله على أبي عبد الخ عليخخه السخخلم لينخخاظره‬
‫فأعلمته‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ 167‬بتفاوت‪.‬‬

‫]‪[194‬‬

‫أني لأفعل ما لم أستأذنه‪ .‬فدخلت على أبي عبد ال فاستأذنته فخخي إدخخخال هشخخام عليخخه‪،‬‬
‫فأذن لي فيه‪ ،‬فقمت مخخن عنخخده وخطخخوت خطخخوات‪ ،‬فخخذكرت رداءتخخه وخبثخخه‪،‬‬
‫فانصرفت إلى أبي عبد ال عليه السلم فحدثته رداءتخخه وخبثخخه فقخخال لخخي أبخخو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬يا عمر تتخوف علي ؟ فخجلت من قولي‪ ،‬وعلمخخت أنخخي‬
‫قد عثرت‪ ،‬فخرجت مستحييا إلى هشام فسألته تأخير دخوله و أعلمته أنخخه قخخد‬
‫أذن له بالدخول‪ .‬فبادر هشام فاسختأذن ودخخل‪ ،‬فخدخلت معخه‪ ،‬فلمخا تمكخن فخي‬
‫مجلسه‪ ،‬سأله أبو عبد ال عليخه السخلم عخن مسخألة فحخار فيهخا هشخام وبقخي‪،‬‬
‫فسأله هشام أن يؤجله فيها‪ ،‬فخخأجله أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم فخخذهب هشخخام‪،‬‬
‫فاضطرب في طلب الجواب أياما‪ ،‬فلم يقف عليه فرجع إلى أبي عبد ال عليه‬
‫السلم فأخبره أبو عبد ال عليه السلم بهخخا‪ ،‬وسخخأله عخخن مسخخائل اخخخرى فيهخخا‬
‫فساد أصله‪ ،‬وعقد مذهبه‪ ،‬فخرج هشام من عنده مغتمخخا متحيخخرا قخخال‪ :‬فبقيخخت‬
‫أياما لافيق من حيرتي‪ .‬قال عمر بن يزيد‪ :‬فسألني هشام أن أستأذن لخخه علخخى‬
‫أبي عبد ال عليه السلم ثالثا فدخلت على أبي عبد ال فاستأذنت له فقخخال أبخخو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬لينتظرني في موضع سخخماه بخخالحيرة‪ ،‬ل لتقخخي معخخه فيخخه‬
‫غدا إنشاء ال إذا راح إليها‪ ،‬فقال عمر‪ :‬فخرجت إلى هشخخام فخخأخبرته بمقخخالته‬
‫وأمره‪ ،‬فسر بذلك هشام واستبشر وسبقه إلى الموضع الذي سخخماه‪ .‬ثخخم رأيخخت‬
‫هشاما بعد ذلك فسألته عما كان بينهما فأخبرني أنخخه سخخبق أبخخا عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم إلى الموضع الذي كان سماه له‪ ،‬فبينا هو إذا بأبي عبد ال عليه السلم‬
‫قد أقبل على بغلة له‪ ،‬فلما بصرت به وقخخرب منخخي هخخالني منظخخره‪ ،‬وأرعبنخخي‬
‫حتى بقيت ل أجد شيئا أتفخخوه بخخه‪ ،‬ول انطلخخق لسخخاني لمخخا أردت مخخن منخخاطقته‬
‫ووقف علي أبو عبد ال مليا ينتظر ما اكلمه وكان وقوفه علخخي ل يزيخخدني إل‬
‫تهيبا وتحيرا‪ ،‬فلما رأى ذلك مني ضرب بغلته وسار حتى دخل بعض السكك‬
‫في الحيرة‪ ،‬وتيقنت أن ما أصابني من هيبته لم يكن إل من قبل ال خ عزوجخخل‬
‫من عظم موقعه‪ ،‬ومكانه من‬

‫]‪[195‬‬

‫الرب الجليل‪ .‬قال عمر‪ :‬فانصرف هشام إلى أبي عبد ال عليه السخخلم وتخخرك مخخذهبه‪،‬‬
‫ودان بدين الحق‪ ،‬وفاق أصحاب أبي عبد ال عليه السلم كلهخخم والحمخخد لخ )‬
‫‪ .(1‬قال‪ :‬واعتل هشام بن الحكم علته التي قبض فيها‪ ،‬فخخامتنع مخخن السخختعانة‬
‫بالطباء‪ ،‬فسخخألوه أن يفعخخل ذلخخك فجخخاؤوا بهخخم إليخخه فأدخخخل عليخخه جماعخخة مخخن‬
‫الطباء فكان إذا دخل الطبيب عليه وأمره بشئ سأله فقال‪ :‬يا هذا هخخل وقفخخت‬
‫على علتي ؟ فمن بين قائل يقول‪ :‬ل ومخخن قخخائل يقخخول‪ :‬نعخخم‪ ،‬فخخان استوصخخف‬
‫ممن يقول نعم وصفها فإذا أخبره كذبه ويقول‪ :‬علتى غيخخر هخخذه‪ ،‬فيسخخأل عخخن‬
‫علته فيقول‪ :‬علتي فزع القلب مما أصابني من الخوف‪ ،‬وقد كان قدم ليضرب‬
‫عنقه‪ ،‬ففزع قلبه لذلك حتى مات رحمه ال )‪ - 3 .(2‬كش‪ :‬محمد بن مسعود‪،‬‬
‫عن جبرئيل بن أحمد‪ ،‬عن محمد بخخن عيسخخى العبيخدي عخخن يخونس قخال‪ :‬قلخت‬
‫لهشام‪ :‬إنهم يزعمون أن أبا الحسن عليه السلم بعث إليخخك عبخخد الرحمخخن بخخن‬
‫الحجاج يأمرك أن تسكت ول تتكلم فخخأبيت أن تقبخخل رسخخالته‪ ،‬فخخأخبرني كيخخف‬
‫كان سبب هذا‪ ،‬وهل أرسل إليك ينهاك عخخن الكلم‪ ،‬أول ؟ وهخخل تكلمخخت بعخخد‬
‫نهيه إياك ؟ فقال هشام‪ :‬إنه لما كان أيام المهدي شدد على أصحاب الهخخواء‪،‬‬
‫و كتب له ابخن المفضخل صخنوف الفخرق صخنفا صخنفا‪ ،‬ثخم قخرأ الكتخاب علخى‬
‫الناس‪ .‬فقال يونس‪ :‬قخخد سخخمعت الكتخخاب يقخخرأ علخخى النخخاس علخخى بخخاب الخخذهب‬
‫بالمدينة ومرة اخرى بمدينة الوضاح )‪ (3‬فقال‪ :‬إن ابن المفضخخل صخخنف لهخخم‬
‫صنوف الفرق فرقة فرقة حتى قال فخخي كتخخابه‪ :‬وفرقخخة يقخخال لهخخم‪ :‬الزراريخخة‪،‬‬
‫وفرقخخة يقخخال لهخخم‪ :‬العماريخخة‪ ،‬أصخخحاب عمخخار السخخاباطي‪ ،‬وفرقخخة يقخخال لهخخم‪:‬‬
‫اليعفورية‪ ،‬ومنهم فرقة‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ص ‪ (2) .166‬نفس المصدر ص ‪ (3) .167‬مدينة الوضاح‪ :‬لعلها‬
‫الوضخخاحية وهخخى قريخخة منسخوبة إلخى بنخى وضخخاح مخخولى لبنخخى أميخخة وكخخان‬
‫بربريا‪.‬‬

‫]‪[196‬‬

‫أصحاب سليمان القطع‪ ،‬وفرقة يقال لهم الجواليقية‪ ،‬قال يونس‪ :‬ولم يذكر يومئذ هشام‬
‫بن الحكم‪ ،‬ول أصحابه‪ .‬فزعم هشام ليونس أن أبا الحسن عليخخه السخخلم بعخخث‬
‫إليه فقال له‪ :‬كف هذه اليام عن الكلم‪ ،‬فان المر شديد‪ ،‬قخخال هشخخام‪ :‬فكففخخت‬
‫عن الكلم حتى مات المهدي وسكن المر‪ ،‬فهذا المخخر الخخذي كخخان مخخن أمخخره‬
‫وانتهائي إلى قوله‪ .‬وبهذا السناد عن يونس قال‪ :‬كنت مع هشام بن الحكم في‬
‫مسجده بالعشاء حيث أتاه مسلم صاحب بيت الحكم فقال له‪ :‬إن يحيى بن خالد‬
‫يقول‪ :‬قد أفسدت على الرفضخخة دينهخخم‪ ،‬لنهخخم يزعمخخون أن الخخدين ل يقخخوم إل‬
‫بامام حي‪ ،‬وهم ل يدرون إمامهم اليوم حي أو ميخخت‪ ،‬فقخخال هشخخام عنخخد ذلخخك‪:‬‬
‫إنما علينا أن ندين بحياة المام أنه حي حاضرا عنخدنا أو متواريخا عنخا حختى‪.‬‬
‫يأتينا موته‪ ،‬فما لم يأتنا موته فنحن مقيمخخون علخخى حيخخاته‪ ،‬ومثخخل مثخخال فقخخال‪:‬‬
‫الرجل إذا جامع أهله وسافر إلى مكة أو توارى عنه ببعض الحيطان‪ ،‬فعلينخخا‬
‫أن نقيم على حياته حتى يأتينا خلف ذلك‪ .‬فانصرف سالم ابن عم يونس بهذا‬
‫الكلم‪ ،‬فقصه على يحيى بن خالد فقال‪ :‬يحيى‪ :‬ما تخخرى ؟ مخخا صخخنعنا شخخيئا ؟‬
‫فدخل يحيى على هارون فأخبره فأرسل من الغد فطلبه‪ ،‬فطلب في منزله فلخخم‬
‫يوجد‪ ،‬وبلغه الخبر‪ ،‬فلم يلبث إل شهرين أو أكثر حتى مات في منخخزل محمخخد‬
‫وحسين الحناطين فهذا تفسير أمر هشام‪ ،‬وزعم يونس أن دخول هشخخام علخخى‬
‫يحيى بن خالد‪ ،‬وكلمه مع سليمان بن جريخخر بعخخد أن اخخخذ أبخخو الحسخخن عليخخه‬
‫السلم بدهر إذ كان في زمن المهدي ودخوله إلى يحيخخى بخخن خالخخد فخخي زمخخن‬
‫الرشيد )‪ - 4 .(1‬ب‪ :‬ابخن أبخي الخطخاب‪ ،‬عخن الخبزنطي‪ ،‬عخن الرضخا عليخه‬
‫السلم قال‪ :‬أما كان لكم في أبي الحسن صخخلوات الخ عليخخه عظخخة ؟ مخخا تخخرى‬
‫حال هشام ؟ هو الذي صنع بأبي الحسن‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪.172‬‬

‫]‪[197‬‬

‫عليه السلم ما صنع‪ ،‬وقال لهم وأخبرهم‪ ،‬أترى ال يغفر له مخخا ركخخب منخخا )‪- 5 .(1‬‬
‫ما‪ :‬الحسين بن أحمد‪ ،‬عن حيدر بن محمد بن نعيم‪ ،‬عن محمد بخخن عمخخر عخخن‬
‫محمد بن مسعود‪ ،‬عن جعفر بن معروف‪ ،‬عن العمركي‪ ،‬عن الحسن بن أبي‬
‫لبابة عن أبي هاشم الجعفري قال‪ :‬قلخخت لبخخي جعفخخر محمخخد بخخن علخخي الثخخاني‬
‫عليهما السلم‪ :‬ما تقول جعلت فداك في هشام بن الحكم ؟ فقال‪ :‬رحمه ال مخخا‬
‫كان أذبه عن هذه الناحية )‪ - 6 .(2‬ن )‪ (3‬يد‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن علخخي‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الصقر بن دلف قال‪ :‬سألت الرضا عليه السلم‪ ،‬عن التوحيد وقلخخت‬
‫له‪ :‬إني أقول بقول هشام بن الحكم فغضب عليه السلم ثم قال‪ :‬مخخالكم ولقخخول‬
‫هشام‪ ،‬إنه ليس منا من زعم أن ال عزوجل جسم‪ ،‬ونحن منه براء فخخي الخخدنيا‬
‫والخرة )‪ - 7 .(4‬ك‪ :‬الهمداني وابن ناتانة معا‪ ،‬عن علي عن أبيه‪ ،‬عن ابن‬
‫أبي عمير عن علي السخخواري قخال‪ :‬كخان ليحيخخى بخن خالخخد مجلخس فخي داره‬
‫يحضره المتكلمون من كل فرقة وملة‪ ،‬يوم الحخخد‪ ،‬فيتنخخاظرون فخخي أديخخانهم‪،‬‬
‫ويحتج بعضهم على بعض فبلغ ذلك الرشيد فقال ليحيى بن خالخخد‪ :‬يخخا عباسخخي‬
‫ماهذا المجلس الذي بلغني فخخي منزلخخك يحضخخره المتكلمخخون ؟ فقخخال‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين ماشئ ممخا رفعنخي بخه أميخر المخؤمنين وبلخغ مخن الكرامخة والرفعخة‬
‫أحسن موقعا عنخخدي مخخن هخخذا المجلخخس‪ ،‬فخخانه يحضخخره كخخل قخخوم مخخع اختلف‬
‫مذاهبهم‪ ،‬فيحتج بعضهم على بعض‪ ،‬ويعرف المحق منهم‪ ،‬ويتخخبين لنخخا فسخخاد‬
‫كل مذهب من مذاهبهم‪.‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .225‬أمالى الشيخ الطوسخخي ص ‪ (3) .29‬عيخخون أخبخخار‬
‫الرضا " ع " في ج ‪ 1‬ص ‪ 114‬حديثا بنفس السند إلى الصقر بن دلف عن‬
‫ياسر الخادم قال‪ :‬سمعت ابا الحسخن علخي بخن موسخى الرضخا عليخه السخلم‬
‫يقول‪ :‬من شبه ال تعالى بخلقه فهو مشرك‪ ،‬ومن نسب إليه ما نهى عنه فهو‬
‫كافر‪ ،‬ومعنى المتن قريب ولكن أين ذكر هشام ؟ ولخخم نجخخد حخخديثا آخخخر فخخي‬
‫هذا المعنى في المصدر‪ (4) .‬توحيد الصدوق ص ‪ 92‬بزيادة في آخره‪.‬‬

‫]‪[198‬‬

‫قال له الرشيد‪ :‬فأنا احب أن أحضر هذا المجلس‪ ،‬وأسمع كلمهم مخخن غيخخر أن يعلمخخوا‬
‫بحضوري‪ ،‬فيحتشمون ول يظهرون مذاهبهم قال‪ :‬ذلخخك إلخخى أميخخر المخخؤمنين‬
‫متى شآء قال‪ :‬فضع يدك علخخى رأسخخي ول تعلمهخخم بحضخخوري‪ ،‬ففعخخل‪ ،‬وبلخخغ‬
‫الخبر المعتزلة فتشخخاوروا فيمخخا بينهخم‪ ،‬وعزمخخوا أن ل يكلمخخوا هشخخاما إل فخي‬
‫المامخخة‪ ،‬لعلمهخخم بمخخذهب الرشخخيد وإنكخخاره علخخى مخخن قخخال بالمامخخة‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫فحضروا وحضر هشام‪ ،‬وحضخخر عبخخد الخ بخخن يزيخخد الباضخخي ‪ -‬وكخخان مخخن‬
‫أصدق الناس لهشام بن الحكم‪ ،‬وكان يشاركه في التجخخارة ‪ -‬فلمخخا دخخخل هشخخام‬
‫سلم على عبد ال ابن يزيد من بينهم‪ ،‬فقال يحيى بن خالد لعبد ال بن يزيد‪ :‬يا‬
‫عبد ال كلم هشاما فيما اختلفتم فيه من المامة فقال هشام‪ :‬أيهخخا الخخوزير ليخخس‬
‫لهم علينا جواب ول مسألة هؤلء قوم كانوا مجتمعين معنا على إمامخخة رجخخل‬
‫ثم فارقونا بل علم ول معرفة‪ ،‬فل حين كخخانوا معنخخا عرفخخوا الحخخق‪ ،‬ول حيخخن‬
‫فارقونا علموا على ما فارقونا ؟ فليس لهم علينا مسألة ول جواب‪ .‬فقال بيخخان‬
‫وكان من الحرورية‪ :‬أنا أسخخألك يخخا هشخخام‪ ،‬أخخخبرني عخخن أصخخحاب علخخي يخخوم‬
‫حكمخخوا الحكميخخن أكخخانوا مخخؤمنين ؟ أم كخخافرين ؟ قخخال هشخخام‪ :‬كخخانوا ثلثخخة‬
‫أصخخناف‪ ،‬صخخنف مؤمنخخون‪ ،‬وصخخنف مشخخركون‪ ،‬وصخخنف ضخخلل‪ .‬فأمخخا‬
‫المؤمنون‪ :‬فمن قال مثل قولي‪ ،‬الذين قالوا‪ :‬إن عليا إمام من عند ال ومعاوية‬
‫ل يصلح لها فآمنوا بما قال ال عزوجل في علي وأقروا به‪ .‬وأما المشركون‪:‬‬
‫فقوم قالوا‪ :‬علي إمام‪ ،‬ومعاوية يصخخلح لهخخا‪ ،‬فأشخخركوا إذ أدخلخخوا معاويخخة مخخع‬
‫علي‪ .‬وأما الضلل‪ :‬فقوم خرجوا على الحمية والعصبية للقبائل والعشائر‪ ،‬لم‬
‫يعرفوا شيئا من هذا‪ ،‬وهم جهخخال‪ .‬قخخال‪ :‬وأصخخحاب معاويخخة مخخا كخخانوا ؟ قخخال‪:‬‬
‫كانوا ثلثة أصناف‪ :‬صنف كافرون‬
‫]‪[199‬‬

‫وصنف مشركون‪ ،‬وصخنف ضخلل‪ .‬فأمخا الكخافرون‪ :‬فالخذين قخالوا‪ :‬إن معاويخة إمخام‪،‬‬
‫وعلي ل يصلح لها‪ ،‬فكفروا من جهخختين أن جحخخدوا إمامخخا مخخن الخخ‪ ،‬ونصخخبوا‬
‫إماما ليس من ال‪ .‬وأما المشركون فقخخوم قخخالوا‪ :‬معاويخخة إمخخام‪ ،‬وعلخخي يصخخلح‬
‫لها‪ ،‬فأشركوا معاوية مع علي عليه السلم‪ .‬وأما الضخخلل فعلخخى سخخبيل اولئك‬
‫خرجوا للحميخخة والعصخخبية للقبخخائل والعشخخائر‪ .‬فخخانقطع بيخخان عنخخد ذلخخك‪ .‬فقخخال‬
‫ضرار‪ :‬فأنا أسألك يا هشام في هذا ؟ فقال هشخخام‪ :‬أخطخخأت قخخال‪ :‬ولخخم ؟ قخخال‪:‬‬
‫لنكم مجتمعون على دفع إمامة صاحبي‪ ،‬وقد سألني هخخذا عخخن مسخخألة وليخخس‬
‫لكم أن تثنوا بالمسألة علي حتى أسألك يا ضرار عخخن مخخذهب فخخي هخخذا البخخاب‬
‫قال ضرار‪ :‬فسخل قخخال‪ :‬أتقخول إن الخ عخخدل ليجخور ؟ قخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬هخخو عخدل‬
‫ليجخخور‪ ،‬تبخخارك وتعخخالى قخخال‪ :‬فلخخو كلخخف الخ المقعخخد المشخخي إلخخى المسخخاجد‪،‬‬
‫والجهاد في سبيل ال‪ ،‬وكلف العمى قراءة المصخخاحف والكتخخب‪ ،‬أتخخراه كخخان‬
‫عادل أم جائرا ؟ قال ضرار‪ :‬ماكان ال ليفعل ذلك قال هشام‪ :‬قد علمنا أن ال‬
‫ل يفعل ذلك‪ ،‬ولكن على سبيل الجدل والخصومة‪ ،‬أن لو فعل ذلك أليس كخخان‬
‫في فعله جائرا ؟ وكلفه تكليفا ل يكون له السبيل إلخخى إقخخامته وأدائه‪ .‬قخخال‪ :‬لخخو‬
‫فعل ذلك لكان جائرا قال‪ :‬فأخبرني عن ال عزوجل كلخخف العبخخاد دينخخا واحخخدا‬
‫لاختلف فيه ل يقبل منهم إل أن يأتوا به كما كلفهم ؟ قال‪ :‬بلخخى قخخال‪ :‬فجعخخل‬
‫لهم دليل على وجود ذلك الدين ؟ أو كلفهم مخخال دليخخل علخخى وجخخوده ؟ فيكخخون‬
‫بمنزلخخة مخخن كلخخف العمخخى قخخراءة الكتخخب‪ ،‬والمقعخخد المشخخي إلخخى المسخخاجد‬
‫والجهاد ؟‪ .‬قال‪ :‬فسكت ضرار ساعة ثم قال‪ :‬لبد من دليل‪ ،‬وليس بصاحبك‪،‬‬
‫قال‪ :‬فضحك هشام وقخال‪ :‬تشخيع شخطرك وصخرت إلخى الحخق ضخرورة‪ ،‬ول‬
‫خلف بيني وبينك إل في التسخخمية قخخال‪ :‬ضخخرار‪ :‬فخخإني أرجخخع إليخخك فخخي هخخذا‬
‫القول قال‪ :‬هات‪ ،‬قال ضرار‪:‬‬

‫]‪[200‬‬

‫كيف تعقد المامة ؟ قال هشام‪ :‬كما عقد ال النبوة قال‪ :‬فخخإذا هخخو نخخبي ؟ قخخال هشخخام‪ :‬ل‬
‫لن النبوة يعقدها أهخخل السخخماء‪ ،‬والمامخخة يعقخخدها أهخخل الرض‪ ،‬فعقخخد النبخخوة‬
‫بالملئكة‪ ،‬وعقد المامة بالنبي‪ ،‬والعقدان جميعا بإذن ال عزوجل‪ .‬قخخال‪ :‬فمخخا‬
‫الدليل على ذلك ؟ قال هشام‪ :‬الضطرار في هذا قال ضخخرار‪ :‬وكيخخف ذلخخك ؟‬
‫قال هشام‪ :‬ل يخلو الكلم فخخي هخخذا مخخن أحخخد ثلثخخة وجخخوه‪ :‬إمخخا أن يكخخون الخ‬
‫عزوجل رفع التكليف عن الخلق بعد الرسول صلى ال عليه وآله فلخخم يكلفهخخم‬
‫ولم يأمرهم ولم ينههم‪ ،‬وصاروا بمنزلة السباع والبهائم التي ل تكليف عليها‪،‬‬
‫أفتقول هذا يا ضرار أن التكليف عن الناس مرفوع بعد رسول ال صخخلى الخ‬
‫عليه وآله ؟ قخخال‪ :‬ل أقخخول هخخذا‪ .‬قخخال هشخخام‪ :‬فخخالوجه الثخخاني ينبغخخي أن يكخخون‬
‫الناس المكلفون قد استحالوا بعد الرسول علمخخاء‪ ،‬فخخي مثخخل حخخد الرسخخول فخخي‬
‫العلم‪ ،‬حتى ل يحتاج أحد إلى أحد فيكونوا كلهم قد استغنوا بأنفسهم‪ ،‬وأصابوا‬
‫الحق الذي ل اختلف فيخخه أفتقخخول هخخذا أن النخخاس قخخد اسخختحالوا علمخخاء حخختى‬
‫صاروا في مثل حد الرسول في العلم حتى ل يحتاج أحد إلى أحخخد‪ ،‬مسخختغنين‬
‫بأنفسهم عن غيرهم في إصابة الحق ؟ قال‪ :‬ل أقخخول هخخذا‪ ،‬ولكنهخخم يحتخخاجون‬
‫إلى غيرهم‪ .‬قال‪ :‬فبقي الوجه الثالث لنه لبد لهم من علم يقيمه الرسخخول لهخخم‬
‫ل يسخخهو ول يغلخخط‪ ،‬ول يحيخخف‪ ،‬معصخخوم مخخن الخخذنوب‪ ،‬مخخبرأ مخخن الخطايخخا‪،‬‬
‫يحتاج إليه ول يحتخخاج إلخخى أحخخد‪ .‬قخخال‪ :‬فمخخا الخخدليل عليخخه ؟ قخخال هشخخام‪ :‬ثمخخان‬
‫دللت أربع في نعت نسبه‪ ،‬وأربع في نعت نفسه‪ .‬فأما الربع التي في نعخخت‬
‫نسبه‪ :‬بأن يكون معروف الجنس‪ ،‬معروف القبيلة معروف البيت‪ ،‬وأن يكخخون‬
‫من صاحب الملة والدعوة إليه إشارة‪ ،‬فلم ير جنس من هذا الخلق أشخخهر مخخن‬
‫جنس العرب‪ ،‬الذين منهم صاحب الملة والدعوة‪ ،‬الذي ينادى باسخمه فخي كخل‬
‫يوم خمس مرات على الصوامع‪ ،‬أشهد أن ل إله إل ال‪ ،‬وأن محمدا‬

‫]‪[201‬‬

‫رسول ال‪ ،‬فتصل دعوته إلى كل بر وفاجر‪ ،‬وعالم وجاهل‪ ،‬ومقر ومنكر‪ ،‬فخي شخرق‬
‫الرض وغربها‪ ،‬ولو جاز أن يكون الحجة من ال على هذا الخلخخق فخخي غيخر‬
‫هذا الجنس لتى على الطالب المرتاد دهر من عصره ل يجده‪ ،‬ولو جخخاز أن‬
‫يطلبه في أجناس هذا الخلق من العجم وغيرهخخم لكخخان مخخن حيخخث أراد الخ أن‬
‫يكون صلحا يكون فسادا‪ ،‬ول يجوز هذا في حكم ال تبارك وتعالى وعخخدله‪،‬‬
‫أن يفرض على الناس فريضة ل توجد‪ .‬فلما لم يجز ذلك لم يجز إل أن يكون‬
‫إل في هذا الجنس لتصاله بصاحب الملة والدعوة‪ ،‬ولخخم يجخخز أن يكخخون مخخن‬
‫هذا الجنس إل في هذه القبيلة لقرب نسخبها مخن صخاحب الملخخة وهخخي قريخخش‪،‬‬
‫ولما لم يجز أن يكون من هذا الجنس إل في هذه القبيلة لم يجز أن يكخخون مخخن‬
‫هذه القبيلة إل في هذا البيت لقرب نسبه من صاحب الملة والدعوة‪ ،‬ولما كثر‬
‫أهل هذا الخخبيت‪ ،‬وتشخخاجروا فخخي المامخخة لعلوهخخا وشخخرفها ادعاهخخا كخخل واحخخد‬
‫منهم‪ ،‬فلخم يجخز إل أن يكخون مخن صخاحب الملخة والخدعوة إليخه إشخارة بعينخه‬
‫واسمه ونسبه لئل يطمع فيهخخا غيخخره‪ .‬وأمخخا الربخخع الخختي فخخي نعخخت نفسخخه‪ :‬أن‬
‫يكون أعلم الناس كلهم بفرائض الخ وسخخننه‪ ،‬وأحكخخامه‪ ،‬حخختى ل يخفخخى عليخخه‬
‫منها دقيق ول جليل‪ ،‬وأن يكون معصوما من الذنوب كلها‪ ،‬وأن يكون أشخخجع‬
‫الناس‪ ،‬وأن يكون أسخى الناس‪ ،‬قال‪ :‬من أين قلخخت‪ :‬إنخخه أعلخخم النخخاس ؟ قخخال‪:‬‬
‫لنه إن لم يكن عالما بجميع حدود ال وأحكخخامه وشخخرائعه وسخخننه‪ ،‬لخخم يخخؤمن‬
‫عليه أن يقلب الحدود‪ ،‬فمن وجب عليه القطع حخده‪ ،‬و مخخن وجخخب عليخخه الحخخد‬
‫قطعه‪ ،‬فل يقيم ل حدا على ما أمر به‪ ،‬فيكون من حيث أراد ال صخخلحا يقخخع‬
‫فسادا‪ .‬قال‪ :‬فمن أين قلت‪ :‬إنه معصخخوم مخن الخخذنوب ؟ قخال‪ :‬لنخخه إن لخخم يكخن‬
‫معصوما من الذنوب‪ ،‬دخل في الخطاء فل يؤمن أن يكتم علخخى نفسخخه‪ ،‬ويكتخخم‬
‫على حميمه وقريبه‪ ،‬ول يحتج ال عزوجل بمثل هذا علخخى خلقخخه‪ .‬قخخال‪ :‬فمخخن‬
‫أين قلت‪ :‬إنه أشجع الناس ؟ قال‪ :‬لنه فئة للمسلمين الذين‬

‫]‪[202‬‬

‫يرجعون إليه في الحروب وقال الخ عزوجخخل " ومخخن يخخولهم يخخومئذ دبخخره إل متحرفخخا‬
‫لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد بآء بغضب من ال " )‪ (1‬فان لم يكن شجاعا فخخر‬
‫فيبوء بغضب من ال‪ ،‬فل يجوز أن يكون من يبوء بغضب من ال خ حجخخة ل خ‬
‫على خلقه‪ .‬قال‪ :‬فمن أين قلت‪ :‬إنه أسخى الناس ؟ قال‪ :‬لنه خازن المسلمين‪،‬‬
‫فان لم يكن سخيا تاقت نفسه إلى أموالهم فأخذها‪ ،‬فكخخان خائنخخا‪ ،‬ول يجخخوز أن‬
‫يحتج ال على خلقه بخائن‪ ،‬فقال عند ذلك ضرار‪ :‬فمن هخذا بهخذه الصخفة فخي‬
‫هذا الوقت ؟ فقال‪ :‬صاحب العصر أمير المؤمنين ‪ -‬وكان هارون الرشيد‪ :‬قد‬
‫سمع الكلم كله ‪ -‬فقال عند ذلك‪ :‬أعطانا وال مخخن جخخراب النخخورة‪ ،‬ويحخخك يخخا‬
‫جعفر ‪ -‬وكان جعفر بن يحيى جالسا معه في الستر ‪ -‬من يعني بهذا ؟ قال‪ :‬يا‬
‫أمير المؤمنين يعني موسى بن جعفر قال‪ :‬ماعنى بها غيخخر أهلهخخا‪ ،‬ثخخم عخخض‬
‫على شفته‪ ،‬وقال‪ :‬مثل هذا حي ويبقى لي ملكي ساعة واحدة ؟ ! فوال للسخخان‬
‫هذا أبلغ في قلوب الناس من مائة ألف سيف‪ .‬وعلم يحيخخى أن هشخخاما قخخد اتخخي‬
‫فدخل الستر فقال‪ :‬ويحك يا عباسي من هذا الرجل ؟ فقال‪ :‬يا أميخخر المخخؤمنين‬
‫تكفى تكفى‪ ،‬ثم خرج إلى هشام فغمزه‪ ،‬فعلم هشام أنه قد اتى فقخخام يريهخخم أنخخه‬
‫يبول أو يقضي حاجة‪ ،‬فلبخخس نعليخخه وانسخخل‪ ،‬ومخخر ببنيخخه وأمرهخخم بخخالتواري‪،‬‬
‫وهرب‪ ،‬ومر من فوره نحو الكوفة‪ ،‬ونزل على بشير النبال وكان مخخن حملخخة‬
‫الحديث من أصحاب أبي عبد ال عليه السلم فخخأخبره الخخخبر‪ ،‬ثخخم اعتخخل علخخة‬
‫شديدة فقال له بشير‪ :‬آتيك بطبيب ؟ قال ل‪ :‬أنا ميت‪ .‬فلما حضره الموت قخخال‬
‫لبشير‪ :‬إذا فرغت من جهازي فاحملني فخخي جخخوف الليخخل وضخخعني بالكناسخخة‪،‬‬
‫واكتب رقعة وقل هذا هشام بن الحكم الذي طلبه أميخخر المخخؤمنين مخخات حتخخف‬
‫أنفه‪ ،‬وكان هارون قد بعث إلى إخوانه وأصحابه‪ ،‬فأخذ الخلق به فلما أصخخبح‬
‫أهل الكوفة رأوه‪ ،‬وحضر القاضي‪ ،‬وصاحب المعونخخة‪ ،‬والعامخخل والمعخخدلون‬
‫بالكوفة‪ ،‬وكتب إلى الرشيد بذلك فقال‪ :‬الحمد ل الذي كفانا أمره‬

‫)‪ (1‬سورة النفال الية‪.16 :‬‬

‫]‪[203‬‬

‫فخلى عمن كان اخذ به )‪ .(1‬بيان‪ :‬قد اتي على المجهول أي هلك من قولهم‪ :‬أتى عليه‬
‫أي أهلكه‪ ،‬وقوله تكفى على المجهول أي تكفى شره ونقتله‪ - 7 .‬عم )‪ (2‬شخا‪:‬‬
‫ابن قولويه‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن جماعخخة مخخن رجخخاله‪ ،‬عخخن‬
‫يونس بن يعقوب قال‪ :‬كنت عند أبي عبد ال عليخخه السخخلم فخخورد عليخخه رجخخل‬
‫من أهل الشام فقال له‪ :‬إنخخي رجخخل صخخاحب كلم وفقخخه وفخخرائض‪ ،‬وقخخد جئت‬
‫لمناظرة أصحابك فقال له أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬كلمخخك هخخذا مخخن كلم‬
‫رسول ال ؟ أو من عندك ؟ فقال‪ :‬من كلم رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫بعضه‪ ،‬ومن عندي بعضه‪ ،‬فقال له أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬فأنت إذا شخخريك‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله ! ؟ قال‪ :‬ل قال‪ :‬فسمعت الوحي عن ال تعالى‬
‫؟ قال‪ :‬ل قال‪ :‬فتجب طاعتك كمخخا تجخخب طاعخخة رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله ؟ قال‪ :‬ل‪ .‬قال‪ :‬فالتفت أبو عبد ال عليه السلم إلي وقخخال لخخي‪ :‬يخخا يخخونس‬
‫بن يعقوب هذا قد خصم نفسه قبل أن يتكلم‪ ،‬قخخال‪ :‬يخخا يخخونس لخخو كنخخت تحسخخن‬
‫الكلم لكلمته‪ ،‬قال يونس‪ :‬فيالها من حسرة فقلت‪ :‬جعلت فخخداك سخخمعتك تنهخخى‬
‫عن الكلم‪ ،‬وتقول ويل لصحاب الكلم‪ ،‬يقولخون هخذا ينقخخاد‪ ،‬وهخذا ل ينقخاد‪،‬‬
‫وهذا ينساق‪ ،‬وهذا ل ينساق وهذا نعقلخخه‪ ،‬وهخخذا ل نعقلخخه‪ ،‬فقخخال أبخخو عبخخد الخ‬
‫عليه السلم‪ :‬إنما قلت ويل لقوم تركوا قولي‪ ،‬وذهبوا إلى ما يريدون‪ .‬ثم قال‪:‬‬
‫اخرج إلخخى البخخاب فخخانظر مخخن تخخرى مخخن المتكلميخخن فخخأدخله ! قخخال‪ :‬فخرجخخت‬
‫فوجدت حمران بن أعين ‪ -‬وكان يحسن الكلم ‪ -‬ومحمد بن النعمخخان الحخخول‬
‫‪ -‬وكان متكلما ‪ -‬وهشام بن سالم وقيس الماصر ‪ -‬وكانا متكلميخخن ‪ -‬فخخأدخلتهم‬
‫عليه‪ .‬فلما استقر بنا المجلس‪ ،‬وكنا في خيمه لبي عبد ال عليه السخخلم علخخى‬
‫طرف جبل في طرف الحرم‪ ،‬وذلك قبل الحج بأيام أخرج أبو عبخخد ال خ عليخخه‬
‫السلم رأسه من الخيمة‬

‫)‪ (1‬كمخخال الخخدين وتمخخام النعمخخة ج ‪ 2‬ص ‪ 31‬بتفخخاوت‪ (2) .‬اعلم الخخورى ص ‪273‬‬
‫بتفاوت‪.‬‬

‫]‪[204‬‬

‫فإذا هو ببعير يخب فقال‪ :‬هشام ورب الكعبة‪ ،‬فظننا أن هشاما رجل من ولد عقيل كان‬
‫شديد المحبة لبي عبد ال عليه السلم فإذا هشام بن الحكم قخخد ورد وهخخو أول‬
‫ما اختطت لحيته‪ ،‬وليس فينا إل من هو أكبر منه سخخنا‪ .‬قخخال‪ :‬فوسخخع إليخخه أبخخو‬
‫عبد ال عليه السلم وقال‪ :‬ناصرنا بقلبه ولسانه ويده‪ ،‬ثخخم قخخال لحمخخران‪ :‬كلخخم‬
‫الرجل ‪ -‬يعني الشامي ‪ -‬فتكلم حمران‪ ،‬فظهر عليخخه ثخخم قخخال‪ :‬يخخا طخخاقي كلمخخه‬
‫فكلمه فظهر عليه محمد بن النعمان‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا هشام بن سالم كلمه فتعارفا ثم‬
‫قال لقيس الماصر‪ :‬كلمه فكلمه وأقبخخل أبخخو عبخخد الخ عليخخه السخخلم فتبسخخم مخخن‬
‫كلمهما وقد استخذل الشامي في يده ثخخم قخخال للشخخامي‪ :‬كلخخم هخخذا الغلم يعنخخي‬
‫هشام بن الحكم فقال‪ :‬نعم‪ .‬ثم قال الشامي لهشام‪ :‬يا غلم سلني في إمامة هخخذا‬
‫يعني أبا عبد ال عليه السلم فغضب هشام حختى ارتعخد ثخم قخال‪ :‬أخخبرني يخا‬
‫هذا أربك أنظر لخلقه ؟ أم هم لنفسهم ؟ فقال الشامي‪ :‬بخخل ربخخي أنظخخر لخلقخخه‬
‫قال‪ :‬ففعل بنظره لهم في دينهم ماذا ؟ قال‪ :‬كلفهم وأقام لهم حجخخة ودليل علخخى‬
‫ما كلفهم‪ ،‬وأزاح في ذلك عللهم‪ ،‬فقال له هشام‪ :‬فما هذا الدليل الذي نصبه لهم‬
‫؟ قال الشامي‪ :‬هو رسول ال صلى ال عليه وآله قال هشام‪ :‬فبعد رسول الخخ‬
‫صلى ال عليه وآله من ؟ قال‪ :‬الكتاب والسخخنة‪ .‬قخخال هشخخام‪ :‬فهخخل نفعنخخا اليخخوم‬
‫الكتخخاب والسخخنة فيمخخا اختلفنخخا فيخخه‪ ،‬حخختى رفخخع عنخخا الختلف‪ ،‬ومكننخخا مخخن‬
‫التفاق ؟ قال الشامي‪ :‬نعم فقال له هشام‪ :‬فلم اختلفنخخا نحخخن وأنخخت‪ ،‬وجئت لنخخا‬
‫من الشام تخالفنا‪ ،‬وتزعم أن الخخرأي طريخخق الخخدين وأنخخت مقخخر بخخأن الخخرأي ل‬
‫يجمع على القول الواحد المختلفين ؟ فسكت الشامي كالمفكر‪ .‬فقال له أبو عبد‬
‫ال عليه السلم‪ :‬مالك ل تتكلم ؟ قخخال‪ :‬إن قلخخت‪ :‬إنخخا مخخا اختلفنخخا كخخابرت‪ ،‬وإن‬
‫قلخخت‪ :‬إن الكتخخاب والسخخنة يرفعخخان عنخخا الختلف‪ ،‬أبطلخخت‪ ،‬لنهمخخا يحتملن‬
‫الوجوه‪ ،‬لكن لي عليه مثل ذلك فقال له أبو عبد الخ عليخخه السخخلم‪ :‬سخخله تجخخده‬
‫مليا‪ .‬فقال الشامي لهشام‪ :‬من أنظر للخلق ربهم أم أنفسخخهم ؟ فقخخال هشخخام‪ :‬بخخل‬
‫ربهم‬

‫]‪[205‬‬

‫أنظر لهم فقال الشامي‪ :‬فهل أقام لهم من يجمع كلمتهخخم‪ ،‬ويرفخخع اختلفهخخم‪ ،‬ويخخبين لهخخم‬
‫حقهم من باطلهم ؟ قال هشام‪ :‬نعم قال الشامي‪ :‬من هو ؟ قال هشخخام‪ :‬أمخخا فخخي‬
‫ابتداء الشريعة فرسول ال‪ ،‬وأما بعد النبي فغيره فقال الشامي‪ :‬ومن هو غير‬
‫النخخبي القخخائم مقخخامه فخي حجتخه ؟ قخال هشخام‪ :‬فخي وقتنخخا هخذا ؟ أم قبلخه ؟ قخال‬
‫الشامي‪ :‬بل في وقتنا هذا قال هشام‪ :‬هخخذا الجخخالس ‪ -‬يعنخخي أبخخا عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم ‪ -‬الذي تشد إليه الرحال ويخبرنا بأخبار السخخماء‪ ،‬وراثخخة عخخن أب عخخن‬
‫جد فقال الشامي‪ :‬وكيف لخخي بعلخخم ذلخخك ؟ قخال هشخخام‪ :‬سخخله عمخخا بخخدا لخخك قخخال‬
‫الشامي‪ :‬قطعت عذري فعلي السؤال‪ .‬فقال له أبو عبخخد ال خ عليخخه السخخلم‪ :‬أنخخا‬
‫أكفيك المسألة يا شامي‪ ،‬اخبرك عن مسيرك و سفرك‪ ،‬خرجت فخخي يخخوم كخخذا‬
‫وكذا‪ ،‬وكان طريقك من كذا‪ ،‬ومررت على كذا‪ ،‬و مر بك كذا‪ ،‬فأقبل الشامي‬
‫كلما وصف له شيئا من أمره يقول‪ :‬صدقت وال‪ .‬ثم قال له الشخخامي‪ :‬أسخخلمت‬
‫ل الساعة‪ ،‬فقخال لخه أبخو عبخد الخ عليخه السخلم‪ :‬بخل آمنخت بخال السخاعة‪ ،‬إن‬
‫السلم قبل اليمان‪ ،‬وعليه يتوارثون‪ ،‬ويتنخخاكحون‪ ،‬واليمخخان عليخخه يثخخابون‪،‬‬
‫قال الشامي‪ :‬صدقت فأنا الساعة أشهد أن ل إلخخه إل الخخ‪ ،‬وأن محمخخدا رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬وأنك وصي النبياء‪ .‬قال‪ :‬فأقبخخل أبخخو عبخخد الخ عليخخه‬
‫السلم علخخى حمخخران بخخن أعيخخن فقخخال‪ :‬يخخا حمخخران تجخخري الكلم علخخى الثخخر‬
‫فتصيب‪ ،‬والتفت إلى هشام بن سالم فقال‪ :‬تريد الثر ول تعرف ثم التفت إلخخى‬
‫الحوال فقال‪ :‬قياس رواغ‪ ،‬تكسر باطل بباطل‪ ،‬لكن باطلك أظهر‪ ،‬ثم التفخخت‬
‫إلى قيس الماصر فقال‪ :‬يتكلم وأقرب ما يكون من الخبر عن الرسخخول صخخلى‬
‫ال عليه وآله أبعد ما يكون منه‪ ،‬يمزج الحق بالباطل‪ ،‬وقليل الحق يكفي عخخن‬
‫كثير الباطل‪ ،‬أنت والحول قفازان‪ ،‬حاذقان‪ ،‬قال يونس بن يعقخخوب‪ :‬وظننخخت‬
‫وال أنه يقول لهشام قريبا ممخخا قخخال لهمخخا فقخخال‪ :‬يخخا هشخخام لتكخخاد تقخخع‪ ،‬تلخخوي‬
‫رجليك إذا هممت بالرض طرت‪ ،‬مثلك فليكلم الناس‪ ،‬اتق الزلخخة‪ ،‬والشخخفاعة‬
‫مخن ورائك )‪ .(1‬أقخول‪ :‬إنمخا أوردنخا أحخوال هشخام فخي أبخواب أحخواله عليخه‬
‫السخخلم لشخختمالها علخخى بعخخض أحخخواله عليخخه السخخلم‪ ،‬وقخخد مضخخى كخخثير مخخن‬
‫احتجاجات هشام في كتاب الحتجاجات‪.‬‬

‫)‪ (1‬الرشاد للشيخ المفيد ص ‪.296‬‬

‫]‪[206‬‬

‫‪) * .9‬باب( * * " )احواله عليه السلم فخي الحبخس إلخى شخهادته( " * * " )وتاريخخ‬
‫وفاته‪ ،‬ومدفنه صلوات ال عليه( " * * )ولعنة ال علخخى مخخن ظلمخخه( * ‪- 1‬‬
‫مصبا‪ :‬في الخامس والعشرين من رجب كانت وفخاة أبخي الحسخن موسخى بخن‬
‫جعفر عليهما السلم )‪ - 2 .(1‬كا‪ :‬قبض عليه السلم لست خلون مخخن رجخخب‬
‫مخخن سخخنة ثلث وثمخخانين ومخخائة‪ ،‬و هخخو ابخخن أربخخع أو خمخخس وخمسخخين سخخنة‪،‬‬
‫وقبض عليه السلم ببغداد في حبس السندي بن شاهك‪ ،‬وكخخان هخخارون حملخخه‬
‫من المدينة لعشر ليال بقيخخن مخخن شخخوال سخخنة تسخخع وسخخبعين ومخخائة‪ ،‬وقخخد قخخدم‬
‫هارون المدينة منصرفه من عمرة شخخهر رمضخخان‪ ،‬ثخخم شخخخص هخخارون إلخخى‬
‫الحج وحمله معه ثم انصرف على طريخق البصخرة‪ ،‬فحبسخه عنخد عيسخى بخن‬
‫جعفر ثم أشخصه إلخخى بغخخداد فحبسخخه عنخخد السخخندي بخخن شخخاهك‪ ،‬فتخخوفي عليخخه‬
‫السلم في حبسه‪ ،‬ودفن ببغداد في مقبرة قريش )‪ - 3 .(2‬كا‪ :‬سعد والحميري‬
‫معا‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزيار‪ ،‬عن أخيه علخخي‪ ،‬عخخن الحسخخين بخخن سخخعيد‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن سنان‪ ،‬عن ابن مسخخكان‪ ،‬عخخن أبخخي بصخخير قخخال‪ :‬قبخخض موسخخى ابخخن‬
‫جعفر عليه السلم وهو ابن أربع وخمسين سنة في عام ثلث وثمانين ومائة‪،‬‬
‫وعاش بعد جعفر عليه السلم خمسا وثلثين سنة )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬مصخخباح المتهجخخد ص ‪ (2) .566‬الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ 476‬بزيخخادة فخخي آخخخره‪(3) .‬‬
‫نفس المصدر ج ‪ 1‬ص ‪.486‬‬

‫]‪[207‬‬

‫‪ - 4‬ضه‪ :‬وفاته عليه السلم كانت ببغخخداد يخخوم الجمعخخة لسخخت بقيخخن مخخن رجخخب‪ ،‬وقيخخل‬
‫لخمس خلون منه سنة ثلث وثمخخانين ومخخائة )‪ - 5 .(1‬قخخل‪ :‬محمخخد بخخن علخخي‬
‫الطرازي باسناده إلى أبي علي بن إسماعيل بن يسار قال‪ :‬لمخخا حمخخل موسخخى‬
‫عليه السلم إلى بغداد‪ ،‬وكان ذلك في رجب سخخنة تسخخع وسخخبعين و مخخائة دعخخا‬
‫بهذا الدعاء‪ ،‬كخخان ذلخخك يخخوم السخخابع والعشخخرين منخخه يخخوم المبعخخث )‪- 6 .(2‬‬
‫الدروس‪ :‬قبض عليه السلم مسموما ببغداد في حبس السندي بن شاهك لست‬
‫بقين من رجب‪ ،‬سنة ثلث وثمانين ومائة‪ ،‬وقيل‪ :‬يوم الجمعخخة لخمخخس خلخخون‬
‫من رجب سنة إحدى وثمانين ومائة )‪ - 7 .(3‬ن‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫يحيى الصولي‪ ،‬عن أبي العباس أحمد بخن عبخد الخ عخن علخي بخن محمخد بخن‬
‫سليمان النوفلي‪ ،‬عن صالح بن علي بن عطيخخة قخخال‪ :‬كخخان السخخبب فخخي وقخخوع‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم إلى بغداد أن هارون الرشيد أراد أن يعقد المر‬
‫لبنه محمد بن زبيدة‪ ،‬وكان له من البنين أربعة عشر ابنا فاختار منهم ثلثخخة‪:‬‬
‫محمد بن زبيدة‪ ،‬وجعله ولي عهده‪ ،‬وعبد ال المأمون‪ ،‬وجعل المخخر لخخه بعخخد‬
‫ابن زبيدة‪ ،‬و القاسم المؤتمن‪ ،‬وجعل المر له بعخخد المخخأمون‪ ،‬فخخأراد أن يحكخخم‬
‫المر في ذلك‪ ،‬و يشهره شهرة يقف عليها الخاص والعام‪ .‬فحج في سنة تسع‬
‫وسخخبعين ومخخائة وكتخخب إلخخى جميخخع الفخخاق يخخأمر الفقهخخاء والعلمخخاء والقخخراء‬
‫والمراء أن يحضروا مكة أيام الموسم‪ ،‬فأخذ هو طريق المدينة قال علي ابن‬
‫محمد النوفلي‪ :‬فحدثني أبي أنه كان سبب سعاية يحيخى بخن خالخد بموسخى بخن‬
‫جعفر عليه السلم وضع الرشيد ابنخه محمخد بخن زبيخدة فخي حجخر جعفخر بخن‬
‫محمد بن الشعث‪ ،‬فساء ذلك يحيى‪ ،‬وقخال‪ :‬إذا مخخات الرشخخيد وأفضخخى المخخر‬
‫إلى محمد انقضت دولتي ودولة‬

‫)‪ (1‬روضة الواعظين ص ‪ 264‬بأدنى تفاوت‪ (2) .‬القبخخال ص ‪ (3) .169‬الخخدروس‬


‫للشهيد ص ‪ 155‬طبع ايران سنة ‪.1269‬‬

‫]‪[208‬‬

‫ولدي وتحول المر إلى جعفر بن محمد بن الشعث وولخخده‪ ،‬وكخخان قخخد عخخرف مخخذهب‬
‫جعفر في التشيع‪ ،‬فخأظهر لخه أنخه علخى مخذهبه فسخر بخه جعفخر وأفضخى إليخه‬
‫بجميع اموره وذكر له ما هو عليه في موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‪ .‬فلمخخا‬
‫وقف على مذهبه سعى به إلى الرشخخيد‪ ،‬فكخخان الرشخخيد يرعخخى لخخه موضخخعه و‬
‫موضع أبيه من نصرة الخلفة فكان يقدم في أمره ويؤخر‪ ،‬ويحيى ل يألو أن‬
‫يخطب عليه‪ ،‬إلى أن دخل يوما إلى الرشيد فأظهر له إكراما‪ ،‬وجخخرى بينهمخخا‬
‫كلم مت به جعفخخر بحرمتخخه وحرمخخة أبيخخه‪ ،‬فخخأمر لخخه الرشخخيد فخخي ذلخخك اليخخوم‬
‫بعشرين ألف دينار‪ ،‬فأمسك يحيى عن أن يقول فيه شيئا حتى أمسى‪ ،‬ثخخم قخخال‬
‫للرشيد‪ :‬يا أمير المؤمنين قد كنت اخخخبرك عخخن جعفخخر ومخخذهبه فتكخخذب عنخخه‪،‬‬
‫وههنا أمر فيه الفيصل قال‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬إنه ل يصل إليه مال من جهة من‬
‫الجهات إل أخرج خمسه فوجه به إلى موسى بن جعفر‪ ،‬ولست أشخخك أنخخه قخخد‬
‫فعل ذلك في العشرين اللف الدينار التي أمرت بها له فقخخال هخخارون‪ :‬إن فخخي‬
‫هذا لفيصل‪ .‬فأرسل إلى جعفر ليل‪ ،‬وقد كان عرف سعاية يحيخخى بخخه‪ ،‬فتباينخخا‬
‫وأظهر كل واحد فيهما لصاحبه العخخداوة‪ ،‬فلمخخا طخخرق جعفخخرا رسخخول الرشخخيد‬
‫بالليل خشي أن يكون قد سمع فيه قول يحيى‪ ،‬وأنه إنما دعخخاه ليقتلخخه‪ ،‬فأفخخاض‬
‫عليه ماءا ودعا بمسك وكافور فتحنط بهما‪ ،‬ولبس بردة فوق ثيابه‪ ،‬وأقبل إلى‬
‫الرشيد‪ ،‬فلما وقعت عليه عينه وشم رائحة الكافور‪ ،‬ورأى البردة عليه‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫يا جعفر ماهذا ! ؟‪ .‬فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين قد علمت أنه قد سعي بخخي عنخخدك‪،‬‬
‫فلما جاءني رسولك في هذه الساعة لم آمن أن يكون قد قدح في قلبك ما يقخخال‬
‫علي فأرسلت إلي لتقتلني‪ .‬فقال‪ :‬كل‪ ،‬ولكن قد خبرت أنك تبعخخث إلخخى موسخخى‬
‫بن جعفر من كل ما يصير إليك بخمسه‪ :‬وأنخخك قخخد فعلخخت ذلخخك فخخي العشخخرين‬
‫اللف الدينار‪ ،‬فأحببت أن أعلم ذلك‪ ،‬فقال جعفر‪ :‬ال أكبر يخخا أميخخر المخخؤمنين‬
‫تأمر بعض خدمك يذهب فيأتيك بها بخواتيمها‪.‬‬

‫]‪[209‬‬

‫فقال الرشيد لخادم له‪ :‬خذ خاتم جعفر وانطلق بخخه حخختى تخخأتيني بهخخذا المخخال وسخخمى لخخه‬
‫جعفر جاريته التي عندها المال فدفعت إليه البدر بخواتيمها فأتى بهخخا الرشخخيد‬
‫فقال له جعفر‪ :‬هذا أول ما تعرف به كذب من سعى بي إليك قال‪ :‬صخخدقت يخخا‬
‫جعفر انصرف آمنا فإني ل أقبل فيك قول أحد‪ ،‬قال‪ :‬وجعل يحيى يحتخخال فخخي‬
‫إسقاط جعفر‪ .‬قال النوفلي‪ :‬فحدثني علي بن الحسن بن علي بن عمر بن علي‬
‫عن بعض مشايخه‪ ،‬وذلك في حجة الرشيد قبل هذه الحجة‪ ،‬قال‪ :‬لقينخخي علخخي‬
‫بن إسماعيل بن جعفر بن محمد فقال لي‪ :‬مالك قد أخملت نفسك مالك لتخخدبر‬
‫أمر الوزير ؟ فقد أرسل إلي فعادلته وطلبت الحوائج إليه‪ .‬وكان سبب ذلك أن‬
‫يحيى بن خالد قال ليحيى بخخن أبخخي مريخخم‪ :‬أل تخخدلني علخخى رجخخل مخخن آل أبخخي‬
‫طالب له رغبة في الدنيا‪ ،‬فأوسع له منها ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬أدلخخك علخخى رجخخل بهخخذه‬
‫الصفة وهو علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد‪ ،‬فأرسخخل إليخخه يحيخخى فقخخال‪:‬‬
‫أخبرني عن عمك‪ ،‬وعن شخخيعته‪ ،‬والمخخال الخخذي يحمخخل إليخخه فقخخال لخخه‪ :‬عنخخدي‬
‫الخبر فسعى بعمه‪ ،‬فكان فخي سخخعايته أن قخال‪ :‬إن مخن كخثرة المخال عنخخده أنخخه‬
‫اشترى ضيعة تسمى البشخخرية بثلثيخخن ألخخف دينخخار‪ ،‬فلمخخا أحضخخر المخخال قخخال‬
‫البايع‪ :‬ل اريد هذا النقد اريد نقد كذا وكذا‪ ،‬فأمر بهخخا فصخخبت فخخي بيخخت مخخاله‪،‬‬
‫وأخرج منه ثلثين ألف دينار من ذلخخك النقخخد ووزنخخه فخخي ثمخخن الضخخيعة‪ .‬قخخال‬
‫النوفلي‪ :‬قخخال أبخخي‪ :‬وكخخان موسخخى بخخن جعفخخر عليهمخخا السخخلم يخخأمر لعلخخي بخخن‬
‫إسماعيل بالمال ويثق به حتى ربما خرج الكتاب منه إلى بعض شخخيعته بخخخط‬
‫علي بن إسماعيل ثم استوحش منه‪ ،‬فلما أراد الرشيد الرحلة إلى العخخراق بلخخغ‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم أن عليا ابن أخيه يريد الخروج مع السلطان إلى‬
‫العراق‪ ،‬فأرسل إليه‪ :‬مالك والخروج مع السلطان ؟ قال‪ :‬لن علي دينا فقخخال‪:‬‬
‫دينك علي قال‪ :‬وتدبير عيالي قال‪ :‬أنا أكفيهخخم فخأبى إل الخخخروج فأرسخخل إليخخه‬
‫مع أخيه محمد بن جعفر بثلثمائة‬

‫]‪[210‬‬
‫دينار‪ ،‬وأربعة آلف درهم فقال‪ :‬اجعل هذا في جهازك‪ ،‬ول توتم ولدي ) ‪ .(1‬توضيح‪:‬‬
‫قوله أن يخطب عليه في أكثر النسخ بالخاء المعجمة أي ينشئ الخطب مغريا‬
‫عليخخه أي يحسخخن الكلم ويحخخبره فخخي ذمخخه‪ ،‬وفخخي بعضخخها بالمهملخخة قخخال‬
‫الفيروزآبخخادي )‪ (2‬حطخخب بخخه سخخعى وقخخال الجخخزري )‪ :(3‬المخخت التوسخخل‬
‫والتوصل بحرمة أو قرابة أو غير ذلك‪ ،‬قوله قخخد قخخدح فخخي قلبخخك أي أثخخر مخخن‬
‫قولهم قدحت النار‪ ،‬قوله فعادلته أي ركبت معه في المحمل‪ .‬أقول‪ :‬قخد مضخى‬
‫سبب تشيع جعفر بن محمخخد بخخن الشخخعث فخخي بخخاب معجخخزات الصخخادق عليخخه‬
‫السلم‪ - 8 .‬ن‪ :‬المكتب عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عخخن موسخخى بخخن‬
‫القاسم البجلي‪ ،‬عن علي بن جعفر قال‪ :‬جائني محمد بن إسخخماعيل بخخن جعفخخر‬
‫بن محمد و ذكر لي أن محمد بن جعفر دخل على هارون الرشيد فسخخلم عليخخه‬
‫بالخلفة ثم قال له‪ :‬ما ظننت أن في الرض خليفتين حتى رأيت أخي موسخخى‬
‫بن جعفر يسلم عليه بالخلفة‪ ،‬وكان ممن سعى بموسى بن جعفر عليه السلم‬
‫يعقوب بن داود وكان يرى رأي الزيدية )‪ - 9 .(4‬ن )‪ (5‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن علي‬
‫بن إبراهيم‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عخن أحمخد بخن عبخد الخ القخروي‪ ،‬عخن أبيخه قخال‪:‬‬
‫دخلت على الفضل بن الربيخخع وهخخو جخخالس علخخى سخخطح فقخخال لخخي‪ :‬ادن منخخي‬
‫فدنوت حتى حاذيته ثم قال لي‪ :‬أشرف إلى البيت في الدار‪ ،‬فأشرفت فقال‪ :‬ما‬
‫ترى في الخخبيت ؟ قلخخت‪ :‬ثوبخخا مطروحخخا فقخخال‪ :‬انظخخر حسخخنا فتخخأملت ونظخخرت‬
‫فتيقنت فقلت‪ :‬رجل ساجد فقال لي‪ :‬تعرفه ؟ قلت‪ :‬ل قال‪ :‬هذا مولك قلت‪:‬‬

‫)‪ (1‬عيخخون أخبخخار الرضخخا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .69‬القخخاموس ج ‪ 1‬ص ‪(3) .560‬‬
‫النهاية ج ‪ 4‬ص ‪ (4) .75‬عيون أخبخخار الرضخخا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪(5) .72‬‬
‫نفس المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ 106‬بتفاوت‪.‬‬

‫]‪[211‬‬

‫ومن مولي ! ؟ فقال‪ :‬تتجاهل علي ! ؟ فقلت‪ :‬ما أتجاهل ولكني ل أعرف لخخي مخخولى‪.‬‬
‫فقال‪ :‬هذا أبو الحسن موسى بن جعفر إني أتفقده الليل والنهار‪ ،‬فلخم أجخخده فخي‬
‫وقت من الوقات إل على الحال التي اخخخبرك بهخخا إنخخه يصخخلي الفجخخر فيعقخخب‬
‫ساعة في دبخخر صخخلته‪ ،‬إلخخى أن تطلخخع الشخخمس‪ ،‬ثخخم يسخخجد سخخجدة‪ ،‬فل يخخزال‬
‫ساجدا حتى تزول الشمس‪ ،‬وقد وكخخل مخخن يترصخخد لخخه الخخزوال‪ ،‬فلسخخت أدري‬
‫متى يقول الغلم قد زالت الشمس إذ يثب فيبتدئ بالصلة‪ ،‬من غير أن يجخخدد‬
‫وضوءا فأعلم أنه لم ينم في سجوده ول أغفى‪ .‬فل يزال كخخذلك إلخخى أن يفخخرغ‬
‫من صلة العصر‪ ،‬فإذا صلى العصخخر سخخجد سخخجدة فل يخخزال سخخاجدا إلخخى أن‬
‫تغيب الشمس‪ ،‬فإذا غابت الشمس وثب من سجدته فصلى المغخخرب مخخن غيخخر‬
‫أن يحدث حدثا‪ ،‬ول يزال في صلته وتعقيبه إلى أن يصلي العتمة فإذا صلى‬
‫العتمة أفطر على شوي يؤتى به‪ ،‬ثم يجدد الوضوء‪ ،‬ثم يسجد ثم يرفع رأسه‪،‬‬
‫فينام نومة خفيفة‪ ،‬ثم يقوم فيجدد الوضوء‪ ،‬ثم يقوم فل يزال يصلي في جوف‬
‫الليل‪ ،‬حتى يطلع الفجر‪ ،‬فلست أدري متى يقخول الغلم إن الفجخر قخد طلخع إذ‬
‫قد وثب هو لصلة الفجر‪ ،‬فهذا دأبه منذ حول إلي‪ .‬فقلت‪ :‬اتق ال‪ ،‬ول تحدثن‬
‫في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة‪ ،‬فقد تعلم أنه لخخم يفعخخل أحخخد بأحخخد منهخخم‬
‫سوء إل كانت نعمته زائلة‪ ،‬فقخخال‪ :‬قخد أرسخخلوا إلخي فخي غيخخر مخخرة يخأمرونني‬
‫بقتله‪ ،‬فلم اجبهم إلى ذلك‪ ،‬وأعلمتهم أني لأفعل ذلخخك ولخخو قتلخخوني مخخا أجبتهخخم‬
‫إلى ما سألوني‪ .‬فلما كخخان بعخخد ذلخخك حخخول إلخخى الفضخخل بخخن يحيخخى الخخبرمكي‪،‬‬
‫فحبس عنده أياما فكان الفضل بن الربيع يبعث إليه في كل ليلخخة مخخائدة‪ ،‬ومنخخع‬
‫أن يدخل إليه من عند غيره‪ ،‬فكخخان ل يأكخخل ول يفطخخر إل علخخى المخخائدة الخختي‬
‫يؤتى بها‪ ،‬حتى مضى على تلك الحال ثلثة أيخخام ولياليهخخا‪ ،‬فلمخخا كخخانت الليلخخة‬
‫الرابعة‪ ،‬قدمت إليه مائدة للفضل‬

‫]‪[212‬‬

‫ابن يحيى قال‪ :‬ورفع عليه السلم يده إلى السماء فقال‪ :‬يا رب إنك تعلم أنخخي لخخو أكلخخت‬
‫قبل اليوم كنت قد أعنت على نفسي قال‪ :‬فأكل فمرض‪ ،‬فلما كان من غد بعث‬
‫إليه بالطبيب ليسأله عن العلة فقال له الطبيب‪ :‬ما حالخخك ؟ فتغافخخل عنخخه‪ ،‬فلمخخا‬
‫أكثر عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب ثم قال‪ :‬هذه علتي وكانت خضرة‬
‫وسط راحته تدل علخى أنخه سخخم‪ ،‬فخاجتمع فخي ذلخخك الموضخخع قخال‪ :‬فانصخرف‬
‫الطبيب إليهم وقال‪ :‬وال لهو أعلم بما فعلتم به منكم‪ ،‬ثم توفي عليخخه السخخلم )‬
‫‪ - 10 .(1‬ن )‪ (2‬لى‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن‬
‫بشار قال‪ :‬حدثني شيخ من أهل قطيعة الربيع من العامة ممن كان يقبخخل قخخوله‬
‫قال‪ :‬قال لي‪ :‬قد رأيت بعض من يقرون بفضله من أهل هذا البيت فما رأيخخت‬
‫مثله قط في نسكه وفضله قال‪ :‬قلت‪ :‬مخن ؟ وكيخف رأيتخه ؟ قخال‪ :‬جمعنخا أيخخام‬
‫السندي بن شاهك ثمانين رجل من الوجوه ممخخن ينسخخب إلخخى الخيخخر‪ ،‬فأدخلنخخا‬
‫على موسى بن جعفر فقال لنا السندي‪ :‬يا هؤلء انظروا إلى هذا الرجخخل هخخل‬
‫حدث به حدث ؟ فإن الناس يزعمون أنه قخخد فعخخل مكخخروه بخخه‪ ،‬ويكخخثرون فخخي‬
‫ذلك‪ ،‬وهذا منزله وفرشه موسع عليه غير مضيق ولم يرد به أميخخر المخخؤمنين‬
‫سوءا‪ ،‬وإنما ينتظخخره أن يقخخدم فينخخاظره أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬وهخخا هخخوذا صخخحيح‪،‬‬
‫موسع عليه في جميع أمره فاسألوه‪ .‬قال‪ :‬ونحخخن ليخخس لنخخا هخخم إل النظخخر إلخخى‬
‫الرجل‪ ،‬وإلى فضله وسمته فقال‪ :‬أما ما ذكر من التوسعة وما أشبه ذلخخك فهخخو‬
‫على ما ذكر غير أني اخبركم أيها النفر أني قد سقيت السم فخخي تسخخع تمخخرات‬
‫وإني أخضر غدا وبعد غد أموت‪ .‬قال‪ :‬فنظرت إلى السندي بن شاهك يرتعخخد‬
‫ويضطرب مثل السعفة‪ ،‬قال الحسن‪ :‬وكان هذا الشيخ من خيخخار العامخخة شخخيخ‬
‫صديق‪ ،‬مقبول القول‪ ،‬ثقة ثقة جدا عند الناس )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ (2) .146‬عيخخون أخبخخار الرضخخا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪(3) .96‬‬
‫أمالى الصدوق ص ‪.149‬‬
‫]‪[213‬‬

‫‪ - 11‬ب‪ :‬اليقطيني‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن بشار مثله )‪ - 12 .(1‬غط‪ :‬الكليني‪ ،‬عن‬
‫علي بن إبراهيم‪ ،‬عن اليقطيني مثله )‪ - 13 .(2‬ن‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن محمد بخخن‬
‫يحيى الصولي‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال عن علخخي بخخن محمخخد بخخن سخخليمان‪ ،‬عخخن‬
‫إبراهيم بن أبي البلد قال‪ :‬كان يعقوب بن داود يخبرني أنه قد قال بالمامخخة‪،‬‬
‫فدخلت إليه بالمدينة في الليلة التي اخذ فيها موسى بن جعفر عليه السلم فخخي‬
‫صبيحتها فقال لي‪ :‬كنت عند الوزير الساعة ‪ -‬يعني يحيى بن خالد ‪ -‬فحخخدثني‬
‫أنه سمع الرشيد يقول عند رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه كالمخخخاطب لخخه‪" :‬‬
‫بأبي أنت وامي يارسول ال إني أعتخخذر إليخخك مخخن أمخخر عزمخخت عليخخه‪ ،‬وإنخخي‬
‫اريد أن آخذ موسى بن جعفر فأحبسخخه‪ ،‬لنخخي قخخد خشخخيت أن يلقخخي بيخخن امتخخك‬
‫حربا تسفك فيها دماؤهم " وأنا أحسخخب أنخخه سخيأخذه غخدا فلمخا كخان مخن الغخخد‬
‫أرسل إليه الفضل بن الربيع وهو قائم يصلي في مقام رسخخول ال خ صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله فأمر بالقبض عليه وحبسه )‪ - 14 .(3‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن عبيد الخ بخخن صخخالح قخال‪ :‬حخخدثني حخاجب الفضخخل بخخن الربيخخع عخخن‬
‫الفضل بن الربيع قال‪ :‬كنت ذات ليلة في فراشي مع بعض جواري فلما كخخان‬
‫في نصف الليل سمعت حركة باب المقصورة فراعني ذلخخك فقخخالت الجاريخخة‪:‬‬
‫لعل هذا من الريح‪ ،‬فلم يمض إل يسير حتى رأيت باب البيت الذي كنخخت فيخخه‬
‫قد فتح وإذا مسرور الكبير قد دخل علخي فقخخال لخي‪ :‬أجخب الميخخر‪ ،‬ولخخم يسخخلم‬
‫علي‪ .‬فيئست من نفسي وقلت‪ :‬هذا مسرور ودخل إلي بل إذن ولخخم يسخخلم‪ ،‬مخخا‬
‫هو إل القتل‪ ،‬وكنت جنبا فلم أجسر أن أسأله إنظاري حتى أغتسل فقخخالت لخخي‬
‫الجارية‪ :‬لمخخا رأت تحيخخري وتبلخخدي‪ :‬ثخخق بخخال عزوجخخل وانهخخض‪ ،‬فنهضخخت‪،‬‬
‫ولبست ثيابي‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .192‬غيبة الشيخ الطوسخخي ص ‪ 26‬بتفخخاوت‪ (3) .‬عيخخون‬
‫أخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪.73‬‬

‫]‪[214‬‬

‫خرجت معه حتى أتيت الدار فسلمت على أمير المخخؤمنين وهخخو فخخي مرقخخده فخخرد علخخي‬
‫السلم فسقطت فقال‪ :‬تداخلك رعب ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم يخخا أميخخر المخخؤمنين فخختركني‬
‫ساعة حتى سكنت ثم قال لي‪ :‬صر إلى حبسنا فخخأخرج موسخخى بخخن جعفخخر بخخن‬
‫محمد وادفع إليه ثلثين ألف درهم‪ ،‬واخلع عليخخه خمخخس خلخخع‪ ،‬واحملخخه علخخى‬
‫ثلثة مراكب‪ ،‬وخيره بين المقام معنا أو الرحيل عنا إلى أي بلد أراد وأحخخب‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين تأمر باطلق موسى بخخن جعفخخر ؟ قخخال‪ :‬نعخخم فكخخررت‬
‫ذلك عليه ثلث مرات فقال لي‪ :‬نعم ويلك أتريخخد أن أنكخخث العهخخد ؟ فقلخخت‪ :‬يخخا‬
‫أمير المؤمنين وما العهد ؟ قال‪ :‬بينا أنا في مرقدي هذا إذ سخخاورني أسخخود مخخا‬
‫رأيت من السودان أعظم منه‪ ،‬فقعد على صخخدري وقبخخض علخخى حلقخخي وقخخال‬
‫لي‪ :‬حبست موسى ابن جعفر ظالما له ؟ فقلت‪ :‬فأنا اطلقخخه وأهخخب لخخه‪ ،‬وأخلخخع‬
‫عليه‪ ،‬فأخذ علي عهد ال عزوجل وميثخخاقه‪ ،‬وقخخام عخخن صخخدري‪ ،‬وقخخد كخخادت‬
‫نفسي تخرج‪ .‬فخرجت من عنده ووافيت موسى بن جعفر عليخخه السخخلم وهخخو‬
‫في حبسه فرأيته قائما يصلي فجلست حتى سلم ثم أبلغته سلم أمير المخخؤمنين‬
‫وأعلمته بالذي أمرني به في أمره‪ ،‬وأني قد أحضرت ما وصله به‪ ،‬فقخخال‪ :‬إن‬
‫كنت امرت بشئ غير هذا فافعله ؟ فقلت‪ :‬ل وحق جدك رسول ال ما امخخرت‬
‫إل بهذا فقال‪ :‬ل حاجة لي فخخي الخلخخع والحملن والمخخال إذ كخخانت فيخخه حقخخوق‬
‫المخخة فقلخخت‪ :‬ناشخخدتك بخخال أن ل تخخرده فيغتخخاظ فقخخال‪ :‬اعمخخل بخخه مخخا أحببخخت‪،‬‬
‫وأخذت بيده عليه السلم وأخرجته من السجن‪ .‬ثم قلت له‪ :‬يا ابن رسخخول ال خ‬
‫أخبرني بالسبب الذي نلت به هذه الكرامة من هخخذا الرجخخل‪ ،‬فقخخد وجخخب حقخخي‬
‫عليك لبشارتي إياك‪ ،‬ولما أجراه ال عزوجل على يدي مخخن هخخذا المخخر فقخخال‬
‫عليه السلم‪ :‬رأيت النبي صلى ال عليه وآله ليلة الربعاء في النوم فقال لي‪:‬‬
‫يا موسى أنت محبوس مظلخخوم ؟ فقلخخت‪ :‬نعخخم يارسخخول الخ محبخخوس مظلخخوم‪،‬‬
‫فكرر علي ذلك ثلثا ثم قال‪ " :‬وإن أدري لعله فتنة لكم ومتاع إلخخى حيخخن " )‬
‫‪ (1‬أصخخبح غخخدا صخخائما وأتبعخخه بصخخيام الخميخخس والجمعخخة‪ ،‬فخخإذا كخخان وقخخت‬
‫الفطار فصل اثنتي عشرة‬

‫)‪ (1‬سورة النبياء الية‪.111 :‬‬

‫]‪[215‬‬

‫ركعة تقرأ في كل ركعة الحمد واثنتي عشرة مرة قل هو الخ أحخخد‪ ،‬فخخإذا صخخليت منهخخا‬
‫أربع ركعات فاسجد ثم قل‪ :‬يا سخخابق الفخخوت يخخا سخخامع كخخل صخخوت يخخا محيخخي‬
‫العظام وهي رميم بعد الموت أسألك باسمك العظيم العظخخم أن تصخخلي علخخى‬
‫محمد عبدك ورسخخولك وعلخخى أهخخل بيتخخه الطيخخبين الطخخاهرين وأن تعجخخل لخخي‬
‫الفرج مما أنا فيه‪ ،‬ففعلت فكان الذي رأيخخت )‪ .(1‬بيخان‪ :‬سخخاوره واثبخخه‪- 15 .‬‬
‫ختص‪ :‬حمدان بن الحسين النهاوندي‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عخخن‬
‫أحمد بن إسماعيل‪ ،‬عن عبيد ال بن صالح مثلخه‪ ،‬وفيخه فسخرت إليخه مرعوبخا‬
‫فقال لي‪ :‬يا فضل أطلق موسى بن جعفر الساعة وهب له ثمانين ألف درهخخم‪،‬‬
‫واخلخخع عليخخه خمخخس خلخخع‪ ،‬واحملخخه علخخى خمسخخة مخخن الظهخخر )‪ - 16 .(2‬ن‪:‬‬
‫الهمداني عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن الحسين المدني‪ ،‬عن عبد ال بن‬
‫الفضل‪ ،‬عن أبيه الفضل قال‪ :‬كنت أحجب للرشيد فأقبخخل علخخي يومخخا غضخخبانا‬
‫وبيده سيف يقلبه فقال لي‪ :‬يا فضل بقرابتي من رسول ال لئن لم تخخأتني بخخابن‬
‫عمي لخذن الذي فيه عيناك‪ ،‬فقلت‪ :‬بمن أجيئك ؟ فقال‪ :‬بهذا الحجازي قلخخت‪:‬‬
‫وأي الحجازيين ؟ قال موسى بن جعفر بخن محمخد بخخن علخي بخن الحسخين بخخن‬
‫علي ابن أبي طالب‪ .‬قال الفضل‪ :‬فخفت من ال عزوجل إن جئت بخخه إليخخه ثخخم‬
‫فكخخرت فخخي النقمخخة فقلخخت لخخه‪ :‬أفعخخل فقخخال‪ :‬ائتنخخي بسخخواطين وهبنخخازين )‪(3‬‬
‫وجلدين قال‪ :‬فأتيته بذلك ومضيت إلى منزل أبي إبراهيم موسى بخخن جعفخخر‪.‬‬
‫فأتيت إلى خربة فيها كوخ من جخخرائد النخخخل فخخإذا أنخخا بغلم أسخخود فقلخخت لخخه‪:‬‬
‫استأذن لي على مولك يرحمك ال فقال لي‪ :‬لج ليخخس لخخه حخخاجب ول بخخواب‪،‬‬
‫فولجت‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .73‬الختصاص ص ‪ (3) .59‬نسخة‬
‫في هامش مطبوعة الكمپانى " هسارين " هصارين "‪.‬‬

‫]‪[216‬‬

‫إليه‪ ،‬فإذا أنا بغلم أسود بيخخده مقخخص يأخخخذ اللحخخم مخخن جخخبينه وعرنيخخن أنفخخه مخخن كخخثرة‬
‫سجوده فقلت له‪ :‬السلم عليك يا ابن رسول ال أجب الرشيد فقال‪ :‬ما للرشخخيد‬
‫و مالي ؟ أما تشغله نعمته عني ؟ ثم قام مسرعا‪ ،‬وهو يقول‪ :‬لول أني سمعت‬
‫في خبر عن جدي رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬أن طاعخخة السخخلطان للتقيخخة‬
‫واجبة إذا ماجئت‪ .‬فقلت له‪ :‬استعد للعقوبة يا أبا إبراهيم رحمك ال فقال عليه‬
‫السلم‪ :‬أليس معي من يملك الدنيا والخرة‪ ،‬ولن يقخخدر اليخخوم علخخى سخخوء بخخي‬
‫إنشاء ال قال الفضل بن الربيع‪ :‬فرأيته وقد أدار يده يلخخوح علخخى رأسخخه ثلث‬
‫مرات فدخلت إلى الرشيد فإذا هو كأنه امرأة ثكلى قائم حيران فلما رآني قخخال‬
‫لي‪ :‬يا فضل فقلت‪ :‬لبيك فقال‪ :‬جئتني بابن عمخخي ؟ قلخخت‪ :‬نعخخم قخخال‪ :‬ل تكخخون‬
‫أزعجته ؟ فقلت‪ :‬ل قال‪ :‬ل تكون أعلمته أني عليه غضبان ؟ فاني قد هيجخخت‬
‫على نفسي ما لم ارده ائذن له بالخدخول فخأذنت لخه‪ .‬فلمخا رآه وثخب إليخه قائمخا‬
‫وعانقه وقال له‪ :‬مرحبا بابن عمي وأخخخي‪ ،‬ووارث نعمخختي‪ ،‬ثخخم أجلسخخه علخخى‬
‫فخذه وقال له‪ :‬ما الذي قطعك عن زيارتنا ؟ فقخخال‪ :‬سخخعة ملكخخك وحبخخك للخخدنيا‬
‫فقال‪ :‬ايتوني بحقة الغالية‪ ،‬فاتي بها فغلفه بيده ثم أمره أن يحمل بين يديه خلع‬
‫وبدرتان دنانير فقال موسى بن جعفر عليه السلم‪ :‬وال لخخو ل أنخخي أرى مخخن‬
‫ازوجه بها من عزاب بني أبي طالب لئل ينقطع نسله أبدا ما قبلتهخخا ثخخم تخخولى‬
‫عليخخه السخخلم وهخخو يقخخول‪ :‬الحمخخد ل خ رب العخخالمين‪ .‬فقخخال الفضخخل‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين أردت أن تعاقبه فخلعت عليه وأكرمته ؟ فقال لي‪ :‬يا فضل إنخخك لمخخا‬
‫مضيت لتجيئني به رأيت أقواما قد أحدقوا بداري بأيديهم حراب قد غرسخخوها‬
‫في أصل الدار يقولخون‪ :‬إن آذى ابخن رسخول الخ خسخخفنا بخه وإن أحسخن إليخخه‬
‫انصرفنا عنه وتركناه‪ .‬فتبعته عليه السلم فقلت له‪ :‬ما الذي قلت حخختى كفيخخت‬
‫أمر الرشيد ؟ فقال‪ :‬دعاء جدي علي بن أبي طالب عليه السخخلم كخخان إذا دعخخا‬
‫به ما برز إلى عسكر إل هزمه‪ ،‬ول إلى فارس إل قهخخره‪ ،‬وهخخو دعخخاء كفايخخة‬
‫البلء قلت‪ :‬وما هو ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬اللهم بك‬
‫]‪[217‬‬

‫اساور‪ ،‬وبك احاول‪ ،‬وبك احاور‪ ،‬وبك أصول‪ ،‬وبك أنتصر‪ ،‬وبك أمخخوت‪ ،‬وبخخك أحيخخا‬
‫أسلمت نفسي إليخخك وفوضخخت أمخخري إليخخك ول حخخول ول قخخوة إل بخخال العلخخي‬
‫العظيم اللهم إنك خلقتني ورزقتني وسترتني‪ ،‬وعن العباد بلطخخف مخخا خخخولتني‬
‫أغنيتني‪ ،‬وإذا هويت رددتنخخي‪ ،‬وإذا عخخثرت قخخومتني‪ ،‬وإذا مرضخخت شخخفيتني‪،‬‬
‫وإذا دعوت أجبتني يا سخخيدي ارض عنخخي فقخخد أرضخخيتني )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬الكخخوخ‬
‫بالضم بيت من قصب بل كوة‪ ،‬ولوح الرجل بثوبه وبسخيفه لمخع بخه وحركخه‪.‬‬
‫‪ - 17‬ن‪ :‬يحيى بن المكتب عن الوراق‪ ،‬عن علي بن هارون الحميخخري‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن محمد بن سليمان النوفلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن يقطيخخن قخخال‪ :‬انهخخي‬
‫الخبر إلى أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم وعنده جماعة من أهخخل‬
‫بيتخخه‪ ،‬بمخخا عخخزم عليخخه موسخخى ابخخن المهخخدي فخخي أمخخره فقخخال لهخخل بيتخخه‪ :‬مخخا‬
‫تشيرون ؟ قالوا‪ :‬نرى أن تتباعد عنه‪ ،‬وأن تغيب شخصك منه‪ ،‬فانه ل يخخؤمن‬
‫شره‪ ،‬فتبسم أبو الحسن عليه السلم ثم قال‪ :‬زعمت سخينة أن ستغلب ربها *‬
‫وليغلبن مغلب الغلب ثم رفع عليه السلم يده إلى السماء فقال‪ :‬اللهم كخخم مخخن‬
‫عدو شحذ لي ظبة مديته‪ ،‬وأرهف لي شبا حده وداف لي قواتل سخخمومه‪ ،‬ولخخم‬
‫تنم عني عين حراسته فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح‪ ،‬وعجخخزي عخخن‬
‫ملمات الجوايح صرفت عني ذلك بحولك وقوتك‪ ،‬ل بحخخولي وقخخوتي‪ ،‬فخخألقيته‬
‫في الحفير الذي احتفره لي خائبا مما أملخخه فخخي دنيخخاه متباعخخدا ممخخا رجخخاه فخخي‬
‫آخرته فلك الحمد على ذلك قدر اسخختحقاقك سخخيدي اللهخخم فخخخذه بعزتخخك وافلخخل‬
‫حده عني بقدرتك‪ ،‬واجعخخل لخخه شخخغل فيمخخا يليخخه وعجخخزا عمخخن ينخخاويه‪ ،‬اللهخخم‬
‫وأعدني عليه عدوى حاضرة تكون من غيظي شفاءا ومن حقخخي عليخخه وفخخاءا‬
‫وصل اللهم دعائي بالجابة‪ ،‬وانظم شكايتي بخخالتغيير‪ ،‬وعرفخخه عمخخا قليخخل مخخا‬
‫وعدت الظالمين‪ ،‬وعرفني ما وعدت في إجابة المضطرين‪ ،‬إنك ذو الفضل‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪(*) .76‬‬

‫]‪[218‬‬

‫العظيم‪ ،‬والمن الكريم " )‪ .(1‬قال‪ :‬ثم تفرق القوم فما اجتمعوا إل لقراءة الكتاب الوارد‬
‫عليه بموت موسى بن المهدي‪ ،‬ففي ذلك يقول بعض من حضر موسى عليخخه‬
‫السلم من أهل بيته‪ :‬وسارية لم تسخخر فخخي الرض تبتغخخي * محل ولخخم يقطخخع‬
‫بها البعد قاطع سرت حيث لم تحد الركاب ولخم تنخخ * لخورد ولخم يقصخر لهخا‬
‫البعد مانع تمر وراء الليل والليل ضارب * بجثمانه فيه سخخمير وهخخاجع تفتخخح‬
‫أبواب السماء ودونها * إذا قرع البواب منهن قارع إذا وردت لخخم يخخردد الخ‬
‫وفدها * على أهلها والخ راء وسخخامع وإنخخي لرجخخو الخ حخختى كأنمخخا * أرى‬
‫بجميل الظن ما ال صانع )‪ - 18 .(2‬ما‪ :‬الغضائري‪ ،‬عن الصدوق‪ ،‬عن ابن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه عن الحسين بن علي بن يقطين قال‪ :‬وقع الخخخبر‬
‫إلى موسى بن جعفر عليه السلم وعنده جماعة من أهل بيتخخه إلخخى قخخوله‪ :‬فمخخا‬
‫اجتمعوا إل لقراءة الكتب الواردة بموت موسى بن المهخخدي )‪ - 19 .(3‬لخخى‪:‬‬
‫ابن المتوكل‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه مثلخخه )‪ .(4‬بيخخان‪ :‬وسخخارية أي ورب سخخارية‬
‫من السخخرى‪ ،‬وهخخو السخخير بالليخخل أي رب دعخخوة لخخم تجخخر فخخي الرض تطلخخب‬
‫محل‪ ،‬بل صعدت إلى السماء‪ ،‬ولم يقطعها قاطع لبعد المسافة جرت حيث لخخم‬
‫تحد الركاب‪ ،‬من حدى البل‪ ،‬ولم تنخ من إناخة البخخل لخخورد أي ورود علخخى‬
‫الماء‪ ،‬قوله‪ :‬تمر وراء الليل أي تمر هخخذه الخخدعوة وراء سخختر الليخخل بحيخخث ل‬
‫يطلع عليها أحد‪ .‬قوله‪ :‬والليل ضخخارب بجثمخخانه أي ضخخرب بجسخخده الرض‪،‬‬
‫وسكن واستقر‬

‫)‪ (1‬هو الدعاء المعخروف بالجوشخن الصخغير‪ (2) .‬عيخون أخبخار الرضخا " ع " ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (3) .79‬أمالي الطوسي ص ‪ (4) .268‬أمالي الصدوق ص ‪.376‬‬

‫]‪[219‬‬

‫فيها وقال الجوهري )‪ (1‬الضخخارب‪ :‬الليخخل الخخذي ذهبخخت ظلمتخخه يمينخخا وشخخمال وملت‬
‫الدنيا قوله‪ :‬لم يردد ال وفدها أي لم يرددها وافدة‪ - 20 .‬ن‪ :‬ما جيلخخويه‪ ،‬عخخن‬
‫علي‪ ،‬عخخن أبيخخه قخخال‪ :‬سخخمعت رجل مخخن أصخخحابنا يقخخول‪ :‬لمخخا حبخخس الرشخخيد‬
‫موسى بن جعفر عليه السلم جن عليه الليل فخخخاف ناحيخخة هخخارون أن يقتلخخه‪،‬‬
‫فجدد موسى عليه السلم طهوره واستقبل بوجهه القبلخخة وصخخلى لخ عزوجخل‬
‫أربع ركعات ثم دعا بهذه الدعوات فقال‪ :‬يا سيدي نجني مخخن حبخخس هخخارون‪،‬‬
‫وخلصني من يده‪ ،‬يا مخلص الشجر من بين رمل وطين وماء‪ ،‬ويخخا مخلخخص‬
‫اللبن من بين فرث ودم‪ ،‬ويا مخلص الولد من بين مشيمة ورحم‪ ،‬ويا مخلص‬
‫النار من بين الحديد والحجر‪ ،‬ويا مخلص الروح من بين الحشاء والمعخخاء‪،‬‬
‫خلصني من يدي هارون‪ .‬قال‪ :‬فلما دعا موسى عليخخه السخخلم بهخخذه الخخدعوات‬
‫أتى هارون رجل أسود فخخي منخخامه وبيخخده سخخيف قخخد سخخله‪ ،‬فوقخخف علخخى رأس‬
‫هارون وهخخو يقخخول‪ :‬يخخا هخخارون أطلخخق عخخن موسخخى بخخن جعفخخر وإل ضخخربت‬
‫علوتك بسيفي هذا‪ ،‬فخاف هارون من هيبته ثم دعا الحاجب فجخخاء الحخخاجب‬
‫فقال له‪ :‬اذهب إلى السجن فأطلق عن موسى بن جعفر قال‪ :‬فخخخرج الحخخاجب‬
‫فقرع باب السجن فأجابه صاحب السجن فقال‪ :‬من ذا ؟ قال‪ :‬إن الخليفة يدعو‬
‫موسى بن جعفر فأخرجه من سجنك‪ ،‬وأطلق عنه‪ ،‬فصاح السجان يا موسخخى‪:‬‬
‫إن الخليفة يدعوك‪ .‬فقام موسخخى عليخخه السخخلم مخخذعورا فزعخخا وهخخو يقخخول‪ :‬ل‬
‫يدعوني في جوف هذا الليل إل لشر يريد بي‪ ،‬فقام باكيا حزينا مغمومخخا آيسخخا‬
‫من حياته فجاء إلى هارون وهو ترتعد فرائصه فقال‪ :‬سلم على هارون فرد‬
‫عليه السلم ثم قال له هارون‪ :‬ناشدتك بال هل دعوت فخي جخوف هخذه الليلخة‬
‫بدعوات ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬وماهن ؟ قال‪ :‬جددت طهورا وصليت ل عزوجل‬
‫أربع ركعات‪ ،‬ورفعت طرفي إلى السماء و قلت‪ :‬يخخا سخخيدي خلصخخني مخخن يخخد‬
‫هارون وذكره وشره‪ ،‬وذكر له ما كان من دعائه فقال‬

‫)‪ (1‬الصحاح ج ‪ 1‬ص ‪.169‬‬

‫]‪[220‬‬

‫هارون قد استجاب ال دعوتك يا حاجب أطلق عن هذا‪ ،‬ثم دعا بخلع فخلع عليه ثلثخخا‬
‫وحمله على فرسه وأكرمه وصيره نديما لنفسه‪ ،‬ثم قال‪ :‬هات الكلمات فعلمخخه‬
‫فأطلق عنه وسلمه إلى الحاجب ليسلمه إلى الدار ويكون معه‪ ،‬فصخخار موسخخى‬
‫بن جعفر عليه السلم كريما شريفا عند هارون‪ ،‬وكخخان يخخدخل عليخخه فخخي كخخل‬
‫خميس إلى أن حبسه الثانية فلم يطلق عنه حتى سلمه إلى السخخندي بخخن شخخاهك‬
‫وقتله بالسم )‪ - 21 .(1‬لى‪ :‬مثله إلى قوله في كل يوم خميس ) ‪ - 22 .(2‬ما‪:‬‬
‫الغضائري عن الصدوق مثله )‪ - 23 .(3‬قب‪ :‬مرسل مثله مخخع اختصخخار ثخخم‬
‫قال‪ :‬وفي رواية الفضل بن الربيع أنه قال‪ :‬صر إلخخى حبسخخنا وأخخخرج موسخخى‬
‫بن جعفر وادفع إليه ثلثين ألف درهم و اخلع عليه خمس خلع‪ ،‬واحمله علخخى‬
‫ثلث مراكب‪ ،‬وخيره إما المقام معنا‪ ،‬أو الرحيخخل إلخخى أي البلد أحخخب‪ ،‬فلمخخا‬
‫عرض الخلع عليه أبى أن يقبلها )‪ .(4‬بيان‪ :‬العلوة بالكسر أعل الرأس‪24 .‬‬
‫‪ -‬ن‪ :‬محمد بن علي بن محمد بن حاتم‪ ،‬عن عبد ال بخخن بحخخر الشخخيباني قخخال‪:‬‬
‫حدثني الخرزي أبو العباس بالكوفة قخال‪ :‬حخدثني الثوبخاني قخال‪ :‬كخانت لبخي‬
‫الحسن موسى بن جعفر عليه السلم ‪ -‬بضع عشرة سنة ‪ -‬كل يوم سجدة بعخخد‬
‫ابيضاض الشمس إلى وقت الخخزوال قخخال‪ :‬فكخخان هخخارون ربمخخا صخخعد سخخطحا‬
‫يشرف منه على الحبس الذي حبس فيه أبا الحسن عليه السلم فكان يرى أبخخا‬
‫الحسن عليه السلم ساجدا فقال للربيع‪ :‬ما ذاك الثوب الذي أراه كخل يخخوم فخي‬
‫ذلك الموضع ؟ قال‪ :‬يا أمير المخؤمنين مخخا ذاك بثخخوب و إنمخخا هخو موسخى بخخن‬
‫جعفر‪ ،‬له كل يوم سجدة بعد طلوع الشمس إلى وقت الزوال قال الربيع‪ :‬فقال‬
‫لي هارون‪ :‬أما إن هذا من رهبان بني هاشم‪ ،‬قلت‪ :‬فما لك فقد‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضخخا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .93‬أمخخالى الصخخدوق ص ‪(3) .377‬‬
‫أمالى الطوسي ص ‪ (4) .269‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪.422‬‬

‫]‪[221‬‬

‫ضيقت عليه في الحبس ! ؟ قال‪ :‬هيهات لبد من ذلك )‪ - 25 .(1‬ن‪ :‬الطالقخخاني‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن يحيى الصولي‪ ،‬عن أحمخخد بخخن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن علخخي بخخن محمخخد بخخن‬
‫سليمان النوفلي قال‪ :‬سمعت أبي يقول‪ :‬لمخخا قبخخض الرشخخيد علخخى موسخخى ابخخن‬
‫جعفر عليه السلم وهو عند رأس النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه قائمخخا يصخخلي‬
‫فقطع عليه صلته وحمل وهو يبكي ويقول‪ :‬إليك أشكو يارسول ال مخخا القخخى‬
‫وأقبل الناس من كل جانب يبكون ويضجون فلما حمل إلى بيخخن يخخدي الرشخخيد‬
‫شتمه وجفاه‪ ،‬فلما جن عليه الليل أمر ببيتين فهيئا له فحمل موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫عليه السلم إلى أحدهما في خفاء ودفعه إلى حسان السروي وأمره أن يصير‬
‫به في قبة إلى البصرة فيسخلمه إلخى عيسخى بخخن جعفخر بخن أبخخي جعفخخر‪ ،‬وهخو‬
‫أميرها‪ ،‬ووجه قبة اخرى علنية نهارا إلى الكوفة معها جماعة ليعمخخي علخخى‬
‫الناس أمر موسى بن جعفر عليه السخخلم‪ .‬فقخخدم حسخخان البصخخرة قبخخل الترويخخة‬
‫بيوم‪ ،‬فدفعه إلى عيسى بن جعفر بخخن أبخخي جعفخخر نهخخارا علنيخخة حخختى عخخرف‬
‫ذلك‪ ،‬وشاع أمره‪ ،‬فحبسه عيسى في بيت من بيوت المحبس الذي كان يحبس‬
‫فيه‪ ،‬وأقفل عليه وشغله عنه العيد فكان ل يفتح عنه الباب إل في حالتين حخال‬
‫يخرج فيها إلى الطهور‪ ،‬وحال يدخل إليخخه فيهخخا الطعخخام‪ .‬قخخال أبخخي‪ :‬فقخخال لخخي‬
‫الفيض بن أبي صالح‪ - :‬وكان نصرانيا ثم أظهر السلم وكان زنديقا‪ ،‬وكان‬
‫يكتب لعيسى بن جعفر‪ ،‬وكان بي خاصا ‪ -‬فقال‪ :‬يا أبا عبد ال لقخخد سخخمع هخخذا‬
‫الرجل الصخخالح فخخي أيخخامه هخخذه فخخي هخخذه الخخدار الخختي هخخو فيهخخا مخخن ضخخروب‬
‫الفواحش والمناكير ما أعلم ول أشك أنه لم يخطر بباله قال أبخخي‪ :‬وسخخعي بخخي‬
‫في تلك اليام إلى عيسى بن جعفر بن أبي جعفر علي بن يعقوب بن عون بن‬
‫العباس ابن ربيعة في رقعة دفعهخا إليخه أحمخد بخن أسخيد حخاجب عيسخى قخال‪:‬‬
‫وكان علي بن يعقوب من مشايخ بني هاشخخم‪ ،‬وكخخان أكخخبرهم سخخنا‪ ،‬وكخخان مخخع‬
‫سنه يشخخرب الشخخراب ويخخدعو أحمخخد بخخن أسخخيد إلخخى منزلخخه فيحتفخخل لخخه ويخخأتيه‬
‫بالمغنين والمغنيات‪ ،‬ويطمع في أن يذكره لعيسى فكان في رقعته التي دفعهخخا‬
‫إليه إنك تقدم علينا محمد بن سخخليمان فخخي إذنخخك وإكرامخخك وتخصخخه بالمسخخك‪،‬‬
‫وفينا من هو اسن منه‪ ،‬وهو‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪.95‬‬

‫]‪[222‬‬

‫يدين بطاعة موسى بن جعفر المحبوس عندك‪ .‬قال أبي‪ :‬فإني لقائل )‪ (1‬في يخخوم قخخائظ‬
‫إذ حركت حلقة الباب علي فقلت‪ :‬ماهخذا ؟ فقخال لخي الغلم‪ :‬قعنخب بخن يحيخى‬
‫على الباب يقول‪ :‬لبد من لقائك الساعة فقلخخت‪ :‬مخخا جخخاء إل لمخخر ائذنخخوا لخخه‪،‬‬
‫فدخل فخبرني عن الفيض بن أبي صالح بهذه القصة والرقعة‪ ،‬وقد كخخان قخخال‬
‫لي الفيض بعد ما أخبرني‪ :‬ل تخبر أبا عبد ال فتخوفه فإن الرافع عند المير‬
‫لم يجد فيه مساغا وقد قلت للمير‪ :‬أفي نفسك من هذا شئ حتى أخبر أبا عبخخد‬
‫ال فيأتيك فيحلف على كذبه ؟ فقال‪ :‬ل تخبره فتغمه فإن ابن عمه إنمخخا حملخخه‬
‫على هذا لحسد له فقلت له‪ :‬أيها المير أنت تعلم إنك ل تخلو بأحد خلوتك به‪،‬‬
‫فهل حملك على أحد قط ؟ قال‪ :‬معاذ ال قلت‪ :‬فلو كان له مخخذهب يخخخالف فيخخه‬
‫الناس لحب أن يحملك عليه قال‪ :‬أجل ومعرفتي به أكثر‪ .‬قال أبخخي‪ :‬فخخدعوت‬
‫بدابتي وركبت إلى الفيض من ساعتي فصرت إليه ومعي قعنب في الظهيخخرة‬
‫فاستأذنت عليه‪ ،‬فأرسل إلي‪ :‬جعلت فداك قد جلست مجلسا أرفع قخخدرك عنخخه‪،‬‬
‫وإذا هو جالس على شرابه فأرسلت إليه لبد من لقائك فخرج إلي في قميخص‬
‫دقيق وإزار مورد فأخبرته بما بلغني فقال لقعنخخب‪ :‬لجزيخخت خيخخرا ألخخم أتقخخدم‬
‫إليك أن ل تخبر أبا عبد ال فتغمه ثم قال‪ :‬ل بأس فليس فخخي قلخب الميخخر مخخن‬
‫ذلك شئ قال‪ :‬فما مضت بعد ذلك إل أيام يسيرة حتى حمل موسى بخخن جعفخخر‬
‫عليه السلم سرا إلى بغداد وحبس ثم اطلق‪ ،‬ثم حبس وسخخلم إلخخى السخخندي بخخن‬
‫شاهك‪ ،‬فحبسه وضيق عليه ثم بعخث إليخه الرشخيد بسخم فخي رطخب وأمخره أن‬
‫يقدمه إليه ويحتم عليه في تنخخاوله منخخه ففعخخل‪ ،‬فمخخات صخخلوات الخ عليخخه )‪.(2‬‬
‫ايضاح‪ :‬احتفل القوم اجتمعوا وما احتفل به‪ :‬ما بالى‪ - 26 .‬ن‪ :‬تميم القرشخخي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن علي النصاري‪ ،‬عن سليمان‬

‫)‪ (1‬القيلولة‪ :‬هي النوم في الظهيرة‪ ،‬أو هي الستراحة في الظهيرة وان لم يكخخن معهخخا‬
‫نوم‪ (2) .‬عيون اخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪.85‬‬

‫]‪[223‬‬

‫ابن جعفر البصري‪ ،‬عن عمر بن واقد قال‪ :‬إن هارون الرشيد لما ضخخاق صخخدره ممخخا‬
‫كان يظهر له من فضل موسى بن جعفر عليهما السلم‪ ،‬وما كخان يبلغخه عنخه‬
‫من قول الشيعة بإمامته‪ ،‬واختلفهم في السر إليه بالليل والنهخخار خشخخية علخخى‬
‫نفسه وملكه‪ ،‬ففكر في قتله بالسم فدعا برطب فأكل منه ثم أخذ صينية فوضع‬
‫فيها عشرين رطبة‪ ،‬وأخذ سخلكا فعركخه فخي السخم‪ ،‬وأدخلخه فخي سخم الخيخاط‪،‬‬
‫وأخذ رطبة من ذلك الرطب فأقبل يردد إليهخخا ذلخخك السخخم بخخذلك الخيخخط‪ ،‬حخختى‬
‫علم أنه قد حصل السم فيها فاستكثر منه ثم ردها في ذلك الرطب وقال لخادم‬
‫له‪ :‬احمل هذه الصينية إلى موسى بن جعفر وقل له‪ :‬إن أميخخر المخخؤمنين أكخخل‬
‫من هذا الرطب وتنغص لك به‪ ،‬وهو يقسم عليخخك بحقخخه لمخا أكلتهخخا عخخن آخخر‬
‫رطبة فإني اخترتها لك بيدي‪ ،‬ول تتركه يبقي منها شيئا ول يطعم منها أحدا‪.‬‬
‫فأتاه بهخا الخخادم وأبلغخه الرسخالة فقخال لخه‪ :‬ائتنخي بخلل فنخاوله خلل‪ ،‬وقخام‬
‫بازائه وهو يأكل من الرطب وكانت للرشخخيد كلبخخة تعخخز عليخخه فجخخذبت نفسخخها‬
‫وخرجت تجر سلسلها من ذهب وجوهر حتى حاذت موسى بن جعفر عليخخه‬
‫السلم فبادر بالخلل إلى الرطبة المسمومة ورمى بها إلى الكلبة فأكلتهخخا فلخخم‬
‫تلبث أن ضربت بنفسها الرض وعوت وتهرت قطعة قطعة واستوفى عليخخه‬
‫السلم باقي الرطب‪ ،‬وحمل الغلم الصينية حتى صار بها إلى الرشخخيد‪ .‬فقخخال‬
‫له‪ :‬قد أكل الرطب عن آخره ؟ قال‪ :‬نعم يا أمير المؤمنين قال‪ :‬فكيف رأيتخخه ؟‬
‫قال‪ :‬ما أنكرت منه شيئا يا أمير المؤمنين قال‪ :‬ثم ورد عليه خبر الكلبة وأنها‬
‫قد تهرت وماتت‪ ،‬فقلق الرشخخيد لخخذلك قلقخخا شخخديدا‪ ،‬واسخختعظمه‪ ،‬ووقخخف علخخى‬
‫الكلبة فوجدها متهرئة بالسم فأحضر الخادم ودعا له بسيف ونطخخع وقخخال لخخه‪:‬‬
‫لتصدقني عن خبر الرطب أو لقتلنخخك فقخخال‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين إنخخي حملخخت‬
‫الرطب إلى موسى بن جعفر وأبلغته سلمك‪ ،‬وقمت بازائه فطلب مني خلل‬
‫فدفعته إليه فأقبل يغرز فخي الرطبخخة بعخخد الرطبخة ويأكلهخخا حختى مخخرت الكلبخخة‬
‫فغرز الخلل في رطبة من ذلك الرطب فرمى بهخخا فأكلتهخخا الكلبخخة وأكخخل هخخو‬
‫باقي الرطب‪ ،‬فكان ما ترى يا أمير المؤمنين‪.‬‬

‫]‪[224‬‬

‫فقال الرشيد‪ :‬ما ربحنا من موسى إل أنا أطعمناه جيد الرطخخب‪ ،‬وضخخيعنا سخخمنا‪ ،‬وقتخخل‬
‫كلبتنا ما في موسى حيلة‪ .‬ثم إن سيدنا موسى عليه السلم دعا بالمسيب وذلك‬
‫قبل وفاته بثلثة أيام وكان موكل به فقال له‪ :‬يا مسيب فقال‪ :‬لبيخخك يخخا مخولي‬
‫قال‪ :‬إني ظاعن في هذه الليلة إلى المدينة‪ ،‬مدينة جدي رسول ال خ صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله لعهد إلى علي ابني ما عهده إلي أبخخي وأجعلخخه وصخخيي وخليفخختي‪،‬‬
‫وآمخخره بخخأمري قخخال المسخخيب‪ :‬فقلخخت‪ :‬يخخا مخخولي كيخخف تخخأمرني أن أفتخخح لخخك‬
‫البواب وأقفالها‪ ،‬والحخخرس معخخي علخخى البخخواب ؟ فقخخال‪ :‬يخخا مسخخيب ضخخعف‬
‫يقينك في ال عزوجل وفينا ؟ فقلت‪ :‬ل يا سيدي قخخال‪ :‬فمخخه ؟ قلخخت‪ :‬يخخا سخخيدي‬
‫ادع ال أن يثبتني فقال‪ :‬اللهم ثبتخخه‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬إنخخي أدعخخو الخ عزوجخخل باسخخمه‬
‫العظيم الذي دعا به آصف حتى جاء بسرير بلقيس فوضعه بين يدي سخخليمان‬
‫قبل ارتداد طرفه إليه حتى يجمع بيني وبين ابني علي بالمدينة‪ ،‬قال المسيب‪:‬‬
‫فسمعته عليه السلم يدعو ففقدته عن مصله‪ ،‬فلم أزل قائما على قدمي حخختى‬
‫رأيته قد عاد إلى مكانه وأحاد الحديد إلى رجليه فخررت ل خ سخخاجدا لخخوجهي‬
‫شكرا على ما أنعم به علي من معرفته‪ .‬فقال لي‪ :‬ارفع رأسك يا مسيب واعلم‬
‫أني راحل إلى ال عزوجل في ثالث هذا اليوم قال‪ :‬فبكيت فقال لي‪ :‬ل تبك يا‬
‫مسيب فان عليا ابني هو إمامك‪ ،‬و مولك بعدي فاستمسخخك بخخوليته‪ ،‬فإنخخك ل‬
‫تضل ما لزمته فقلت‪ :‬الحمد ل‪ .‬قال‪ :‬ثم إن سيدي عليه السلم دعاني في ليلة‬
‫اليوم الثالث فقال لي‪ :‬إني على ما عرفتك من الرحيل إلخخى الخ عزوجخخل فخخإذا‬
‫دعوت بشربة من ماء فشربتها‪ ،‬ورأيتني قد انتفخت وارتفخخع بطنخخي‪ ،‬واصخخفر‬
‫لوني‪ ،‬واحمر واخضر‪ ،‬وتلون ألوانا فخبر الطاغية بوفخخاتي‪ ،‬فخخإذا رأيخخت بخخي‬
‫هذا الحدث فاياك أن تظهر عليه أحدا‪ ،‬ول على من عندي إل بعد وفاتي‪ .‬قال‬
‫المسيب بخخن زهيخخر‪ :‬فلخخم أزل أرقخخب وعخخده حخختى دعخخا عليخخه السخخلم بالشخخربة‬
‫فشربها ثم دعخخاني فقخخال لخخي‪ :‬يخخا مسخخيب إن هخخذا الرجخخس السخخندي بخخن شخخاهك‬
‫سيزعم أنه‬

‫]‪[225‬‬
‫يتولى غسلي‪ ،‬ودفني‪ ،‬وهيهخخات هيهخخات أن يكخخون ذلخخك أبخخدا فخإذا حملخخت إلخخى المقخخبرة‬
‫المعروفة بمقابر قريش فألحدوني بهخخا ول ترفعخخوا قخخبري فخخوق أربخخع أصخخابع‬
‫مفرجات ول تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به‪ ،‬فان كل تربة لنا محرمة إل‬
‫تربة جدي الحسين بن علي عليه السلم فان ال عزوجل جعلها شفاء لشخيعتنا‬
‫وأوليائنا‪ .‬قال‪ :‬ثم رأيت شخصا أشبه الشخاص بخه عليخخه السخخلم جالسخا إلخى‬
‫جانبه‪ ،‬وكان عهدي بسخخيدي الرضخخا عليخخه السخخلم وهخخو غلم فخخأردت سخخؤاله‬
‫فصاح بي سيدي موسى عليه السلم وقال لي‪ :‬أليس قد نهيتك يا مسيب ؟ فلخخم‬
‫أزل صابرا حتى مضى‪ ،‬وغاب الشخص ثم أنهيت الخبر إلى الرشخخيد فخخوافى‬
‫السندي بن شاهك فوال لقد رأيتهم بعيني وهم يظنون أنهم يغسلونه فل تصخخل‬
‫أيديهم إليه‪ ،‬ويظنون أنهم يحنطونه ويكفنونه و أراهخخم ل يصخخنعون بخخه شخخيئا‪،‬‬
‫ورأيت ذلك الشخص يتخخولى غسخخله وتحنيطخخه وتكفينخخه وهخخو يظهخخر المعاونخخة‬
‫لهم‪ ،‬وهم ل يعرفونه‪ .‬فلما فرغ من أمخره قخال لخي ذلخك الشخخص‪ :‬يخا مسخيب‬
‫مهما شككت فيه فل تشكن في فاني إمامك ومولك‪ ،‬وحجة ال عليك بعد أبي‬
‫يا مسيب مثلي مثل يوسخف الصخديق عليخه السخلم ومثلهخم مثخل إخخوته حيخن‬
‫دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكخخرون‪ ،‬ثخخم حمخخل عليخخه السخخلم حخختى دفخخن فخخي‬
‫مقابر قريش‪ ،‬ولم يرفع قبره أكثر مما أمر به ثم رفعوا قخخبره بعخخد ذلخخك وبنخخوا‬
‫عليه )‪ .(1‬بيان‪ :‬العرك الدلك‪ ،‬وتنغصت عيشخخه أي تكخخدرت‪ ،‬وهخخرأت اللحخخم‬
‫وهرأته تهرئة إذا أجدت إنضاجه فتهرأ حتى سخقط عخن العظخم‪ - 27 .‬ك )‪(2‬‬
‫ن‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن عامر‪ ،‬عن الحسن بخخن محمخخد القطعخخي‪،‬‬
‫عن الحسن بن علي النخاس العدل‪ ،‬عن الحسن بن عبخخد الواحخخد الخخخزاز عخخن‬
‫علي بن جعفر بن عمر‪ ،‬عن عمر بن واقد قال‪ :‬أرسل إلى السندي بن شخخاهك‬
‫في بعض الليل وأنا ببغداد يستحضرني فخشيت أن يكخخون ذلخخك لسخخوء يريخخده‬
‫بي فأوصيت‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .100‬كمخخال الخخدين وتمخخام النعمخخة ج ‪1‬‬
‫ص ‪.117‬‬

‫]‪[226‬‬

‫عيالي بما احتجت إليه وقلت‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعون‪ ،‬ثم ركبت إليه‪ .‬فلما رآنخي مقبل‬
‫قال‪ :‬يا أبا حفص لعلنا أرعبناك وأفزعناك ؟ قلت‪ :‬نعم قال‪ :‬فليس هنا إل خير‬
‫قلت‪ :‬فرسول تبعثه إلى منزلي يخبرهم خبري فقال‪ :‬نعم ثم قال‪ :‬يا أبا حفخخص‬
‫أتدري لم أرسلت إليك ؟ فقلت‪ :‬ل فقال‪ :‬أتعرف موسى بن جعفر ؟ فقلخخت‪ :‬إي‬
‫وال إني لعرفه‪ ،‬وبيني وبينه صداقة منذ دهر فقال‪ :‬من ههنا ببغخخداد يعرفخخه‬
‫ممن يقبل قوله ؟ فسميت له أقواما‪ ،‬ووقع في نفسي أنه عليه السخخلم قخخد مخخات‬
‫قال‪ :‬فبعث وجاء بهم كما جاء بي فقال‪ :‬هل تعرفون قوما يعرفون موسى بخخن‬
‫جعفر ؟ فسموا له قوما فجاء بهم فأصخخبحنا ونحخخن فخخي الخخدار نيخخف وخمسخخون‬
‫رجل ممن يعرف موسى بن جعفخخر عليخخه السخخلم وقخخد صخخحبه‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم قخخام‬
‫فدخل وصلينا‪ ،‬فخرج كاتبه ومعه طومار فكتخخب أسخخماءنا ومنازلنخخا وأعمالنخخا‬
‫وحلنا ثم دخل إلى السندي قال‪ :‬فخرج السندي فضرب يده إلي فقال لخخي‪ :‬قخخم‬
‫يا أبا حفص فنهضت ونهض أصحابنا‪ ،‬ودخلنا فقال لي‪ :‬يا أبا حفخخص اكشخخف‬
‫الثوب عن وجه موسى بن جعفر‪ ،‬فكشفته فرأيته ميتا فبكيت واسخخترجعت ثخخم‬
‫قال للقوم‪ :‬انظروا إليه فدنا واحد بعد واحد فنظروا إليه ثم قال‪ :‬تشهدون كلكم‬
‫أن هذا موسى بن جعفر بن محمد ؟ فقلنا‪ :‬نعم نشهد أنه موسى بخخن جعفخخر بخخن‬
‫محمد عليهم السلم ثم قال‪ :‬يا غلم اطرح على عورته منخخديل واكشخخفه قخخال‪:‬‬
‫ففعل فقال‪ :‬أترون به أثرا تنكرونه ؟ فقلنخا‪ :‬ل مخا نخرى بخه شخيئا ول نخراه إل‬
‫ميتا قال‪ :‬فل تبرحوا حتى تغسلوه واكفنه وأدفنه قخال‪ :‬فلخخم نخخبرح حختى غسخخل‬
‫وكفن وحمل فصلى عليه السندي بن شخخاهك ودفنخخاه ورجعنخخا فكخخان عمخخر بخخن‬
‫واقد يقول‪ :‬ما أحد هو أعلم بموسى بن جعفر عليه السلم مني كيخخف يقولخخون‬
‫إنه حي وأنا دفنته )‪ - 28 .(1‬ن‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن الحسن بن علي بن زكريخخا‪،‬‬
‫عن محمد بن خليلن قال‪ :‬حدثني أبي‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن جخخده‪ ،‬عخخن عتخخاب بخخن‬
‫أسيد‪ ،‬عن جماعة‪ ،‬عن مشايخ أهل المدينة قالوا‪ :‬لما مضى خمس عشرة سنة‬
‫من ملك الرشيد استشهد ولي ال موسى‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪.97‬‬

‫]‪[227‬‬

‫ابن جعفر عليخخه السخخلم مسخخموما سخخمه السخخندي بخخن شخخاهك بخخأمر الرشخخيد فخخي الحبخخس‬
‫المعروف بدار المسيب بباب الكوفة‪ ،‬وفيه السدرة‪ ،‬ومضى عليه السخخلم إلخخى‬
‫رضوان ال وكرامته يوم الجمعة لخمس خلون من رجب سنة ثلث وثمانين‬
‫ومائة من الهجرة‪ ،‬وقد تم عمره أربعا وخمسين سنة‪ ،‬وتربتخخه بمدينخخة السخخلم‬
‫في الجانب الغربي بباب التين في المقبرة المعروفة بمقابر قريش )‪- 29 .(1‬‬
‫ك )‪ (2‬ن‪ :‬ابن عبدوس‪ ،‬عن ابن قتيبة‪ ،‬عن حمدان بن سخخليمان‪ ،‬عخخن الحسخخن‬
‫بن عبد ال الصيرفي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬توفي موسى بن جعفر عليخخه السخخلم فخخي‬
‫يدي السندي ابن شاهك‪ ،‬فحمل على نعخخش ونخخودي عليخخه هخخذا إمخخام الرافضخخة‬
‫فاعرفوه‪ .‬فلما اتي به مجلس الشرطة أقخام أربعخة نفخر فنخادوا أل مخخن أراد أن‬
‫يرى الخبيث ابن الخبيث موسى بن جعفر فليخرج‪ ،‬وخخخرج سخخليمان بخخن أبخخي‬
‫جعفر من قصره إلى الشط‪ ،‬فسمع الصياح والضوضاء فقال لولخخده وغلمخخانه‪:‬‬
‫ماهذا ؟ قالوا‪ :‬السندي بن شاهك ينادي على موسى بن جعفر على نعش فقخال‬
‫لولده وغلمانه‪ :‬يوشخخك أن يفعخخل هخخذا بخخه فخخي الجخخانب الغربخخي‪ ،‬فخخإذا عخخبر بخخه‬
‫فانزلوا مع غلمانكم فخذوه من أيخديهم فخإن مخانعوكم فاضخربوهم وخرقخوا مخا‬
‫عليهم من السواد‪ .‬فلما عبروا به نزلوا إليهم فأخذوه مخخن أيخخديهم وضخخربوهم‪،‬‬
‫وخرقوا عليهم سخخوادهم‪ ،‬ووضخعوه فخي مفخخرق أربعخة طخرق وأقخام المنخخادين‬
‫ينادون أل من أراد الطيب ابن الطيخخب موسخخى بخخن جعفخخر فليخخخرج‪ ،‬وحضخخر‬
‫الخلق وغسل وحنط بحنوط فاخر‪ ،‬و كفنه بكفن فيه حبرة استعملت له بخخألفين‬
‫وخمسمائة دينخخار‪ ،‬عليهخخا القخخرآن كلخخه‪ ،‬و احتفخخى ومشخخى فخخي جنخخازته متسخخلبا‬
‫مشقوق الجيب إلى مقابر قريش‪ ،‬فدفنه عليه السلم هناك وكتخخب بخخخبره إلخخى‬
‫الرشيد فكتب إلى سليمان بن أبي جعفر‪ :‬وصلتك رحخخم يخخا عخخم‪ ،‬و أحسخخن الخ‬
‫جزاءك‪ ،‬وال ما فعل السندي بن شاهك لعنه ال ما فعله عن أمرنا )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .99‬كمال الدين ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .118‬عيخخون أخبخار‬
‫الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪.99‬‬

‫]‪[228‬‬

‫بيان‪ :‬شرط السلطان نخبة أصحابه الذين يقدمهم على غيرهخخم مخخن جنخخده والضوضخخاء‬
‫أصوات الناس وغلبتهم‪ ،‬والسلب خلع لبخخاس الزينخخة ولبخخس أثخخواب المصخخيبة‪.‬‬
‫‪ - 30‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عخخن علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن سخخليمان بخخن حفخخص قخخال‪ :‬إن‬
‫هارون الرشيد قبض على موسى بن جعفر عليخه السخلم سخنة تسخخع وسخبعين‬
‫ومخخائة‪ ،‬وتخخوفي فخخي حبسخخه ببغخخداد لخمخخس ليخخال بقيخخن مخخن رجخخب سخخنة ثلث‬
‫وثمانين ومائة‪ ،‬وهو ابن سبع و أربعين سنة‪ ،‬ودفن في مقابر قريش‪ ،‬وكخخانت‬
‫إمامته خمسا وثلثين سنة وأشخخهرا‪ ،‬و امخخه ام ولخخد يقخخال لهخخا حميخخدة وهخخي ام‬
‫أخويه إسحاق ومحمد ابني جعفر‪ ،‬ونص على ابنخخه علخخي بخخن موسخخى الرضخخا‬
‫عليه السلم بالمامة بعده )‪ .(1‬بيان‪ :‬لعل في لفظ الربعيخخن تصخخحيفا‪- 31 .‬‬
‫ك )‪ (2‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه محمد بن صخخدقة العنخخبري قخخال‪ :‬لمخخا‬
‫توفي أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلم جمخخع هخخارون الرشخخيد شخخيوخ‬
‫الطالبيخخة وبنخخي العبخخاس وسخخائر أهخخل المملكخة والحكخام وأحضخر أبخا إبراهيخخم‬
‫موسى بن جعفر فقال‪ :‬هذا موسى بن جعفر قد مات حتف أنفه وما كان بينخخي‬
‫وبينه ما أستغفر ال منه في أمخخره يعنخخي فخخي قتلخخه فخخانظروا إليخخه فخخدخل عليخخه‬
‫سبعون رجل من شيعته فنظروا إلى موسى بن جعفر وليس بخخه أثخخر جراحخخة‬
‫ول خنق‪ ،‬وكان في رجله أثخخر الحنخخاء فأخخخذه سخخليمان بخخن أبخخي جعفخخر فتخخولى‬
‫غسله وتكفينه وتحفى وتحسر في جنخخازته )‪ - 32 .(3‬ب‪ :‬أحمخخد بخخن محمخخد‪،‬‬
‫عن أبي قتادة‪ ،‬عن أبي خالد الزبالي قال‪ :‬قدم أبو الحسن موسى عليه السخخلم‬
‫زبالة ومعه جماعة من أصحاب المهدي بعثهخخم المهخخدي فخخي إشخاصخخه إليخخه‪،‬‬
‫وأمرني بشراء حوائج له‪ ،‬ونظر إلي وأنا مغموم فقال‪ :‬يا أبا خالد مالي أراك‬
‫مغموما ؟ قلت‪ :‬جعلت فداك هو ذا تصير إلى هذا الطاغية ول آمنه عليك‬

‫)‪ (1‬عيخخون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .104‬كمخخال الخخدين وتمخخام النعمخخة ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (3) .119‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪.105‬‬
‫]‪[229‬‬

‫فقال‪ :‬يا أبا خالد ليس علي منه بأس‪ ،‬إذا كانت سنة كذا وكذا وشهر كذا وكذا ويوم كذا‬
‫وكذا فانتظرني في أول الميل )‪ (1‬فاني اوافيك إن شاء ال‪ .‬قال‪ :‬فما كنت لي‬
‫همخخة إل إحصخخاء الشخخهور واليخخام‪ ،‬فغخخدوت إلخخى أول الميخخل فخخي اليخخوم الخخذي‬
‫وعدني‪ ،‬فلم أزل أنتظره إلى أن كادت الشمس أن تغيب فلم أر أحخخدا فشخخككت‬
‫فوقع فخي قلخبي أمخر عظيخم‪ ،‬فنظخرت قخرب الليخل‪ ،‬فخإذا سخواد قخد رفخع قخال‪:‬‬
‫فانتظرته فوافاني أبو الحسن عليه السلم أمام القطار )‪ (2‬على بغلة له فقخخال‪:‬‬
‫أيهن يا أبا خالد قلت‪ :‬لبيك جعلت فداك قال‪ :‬لتشكن‪ ،‬ود وال خ الشخخيطان أنخخك‬
‫شككت قلت‪ :‬قد كان وال ذلك جعلت فداك‪ .‬قخخال‪ :‬فسخخررت بتخليصخخه وقلخخت‪:‬‬
‫الحمد ل الخخذي خلصخخك مخخن الطاغيخخة فقخخال‪ :‬يخا أبخخا خالخخد إن لخخي إليهخخم عخخودة‬
‫لأتخلص منهم )‪ - 33 .(3‬كشف‪ :‬من دلئل الحميري عخخن أحمخخد بخخن محمخخد‬
‫مثله )‪ - 34 .(4‬ب‪ :‬اليقطيني‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن علي بخخن سخخويد السخائي قخال‪:‬‬
‫كتب إلي أبو الحسن الول عليه السلم في كتاب إن أول ما أنعى إليك نفسخخي‬
‫في ليالي هذه‪ ،‬غير جازع‪ ،‬ول نادم‪ ،‬ول شاك فيما هو كائن‪ ،‬مما قضخخى ال خ‬
‫وحتم‪ ،‬فاستمسك بعروة الدين آل محمد والعروة الوثقى الوصي بعد الوصي‪،‬‬
‫والمسالمة والرضا بما قالوا )‪ - 35 .(5‬غط‪ :‬يخونس بخن عبخد الرحمخخن قخخال‪:‬‬
‫حضر الحسين بن علي الرواسي جنازة أبي إبراهيم عليه السلم فلمخخا وضخخع‬
‫على شفير القبر إذا رسول من السندي بن شاهك قد أتى أبخخا المضخخا خليفتخخه ‪-‬‬
‫وكان مع الجنازة ‪ -‬أن اكشف وجهه للناس قبل أن تدفنه حتى يخخروه صخخحيحا‬
‫لم يحدث به حدث‪ ،‬قال‪ :‬فكشف عن وجه مولي‬

‫)‪ (1‬الميل‪ :‬منار يبنخخى للمسخخافر فخخي انشخخاز الرض يهتخخدى بخخه ويخخدرك المسخخافة‪(2) .‬‬
‫القطار‪ :‬من البل‪ ،‬قطعخخة منهخخا يلخخى بعضخخها بعضخخا علخخى نسخخق واحخخد‪(3) .‬‬
‫قرب السناد ص ‪ (4) .190‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (5) .41‬قرب السناد‬
‫ص ‪.192‬‬

‫]‪[230‬‬

‫حتى رأيته وعرفته ثم غطخخى وجهخخه وادخخخل قخخبره صخخلى الخ عليخخه )‪ - 36 .(1‬غخخط‪:‬‬
‫اليقطيني قال‪ :‬أخبرتني رحيم ام ولد الحسخخين بخخن علخخي بخخن يقطيخخن ‪ -‬وكخخانت‬
‫امرأة حرة فاضلة قد حجخخت نيفخخا وعشخخرين حجخخة ‪ -‬عخخن سخخعيد مخخوله وكخخان‬
‫يخدمه في الحبس ويختلف فخخي حخخوائجه‪ :‬أنخخه حضخخر حيخخن مخخات كمخخا يمخخوت‬
‫الناس من قوة إلى ضخخعف إلخخى أن قضخخى عليخخه السخخلم )‪ - 37 .(2‬قخخب )‪(3‬‬
‫غط‪ :‬محمد البرقي‪ ،‬عخن محمخد بخن غيخاث المهلخبي قخال‪ :‬لمخا حبخس هخارون‬
‫الرشيد أبا إبراهيم موسى عليه السلم وأظهر الدلئل والمعجخخزات وهخخو فخخي‬
‫الحبس تحير الرشيد‪ ،‬فدعا يحيى بن خالد البرمكي فقال لخخه‪ :‬يخخا أبخخا علخخى أمخخا‬
‫ترى ما نحن فيه من هذه العجائب أل تدبر في أمر هذا الرجل تدبيرا تريحنخخا‬
‫من غمه‪ .‬فقال له يحيى بن خالخخد‪ :‬الخخذي أراه لخخك يخخا أميخخر المخخؤمنين أن تمتخخن‬
‫عليه‪ ،‬و تصل رحمه فقد وال أفسد علينا قلوب شيعتنا‪ ،‬وكخخان يحيخخى يتخخوله‪،‬‬
‫وهارون ل يعلم ذلك‪ ،‬فقال هارون‪ :‬انطلخخق إليخخه وأطلخخق عنخخه الحديخخد وأبلغخخه‬
‫عني السلم وقل له‪ :‬يقول لك ابن عمك إنه قخخد سخخبق منخخي فيخخك يميخخن أنخخي ل‬
‫اخليك حتى تقر لي بالساءة وتسألني العفو عما سلف منك‪ ،‬وليس عليخخك فخخي‬
‫إقرارك عار ول في مسألتك إيخخاى منقصخة‪ .‬وهخخذا يحيخى بخخن خالخد هخخو ثقخختي‬
‫ووزيري وصاحب أمري فسله بقدر ما أخرج من يمينخخي وانصخخرف راشخخدا‪.‬‬
‫قال محمد بن غياث‪ :‬فأخبرني موسى بن يحيى بن خالخخد أن أبخخا إبراهيخخم قخخال‬
‫ليحيى‪ :‬يا أبا علي أنا ميت‪ ،‬وإنما بقي من أجلي اسخخبوع‪ ،‬اكتخخم مخخوتي وائتنخخي‬
‫يوم الجمعة عند الزوال‪ ،‬وصل علي أنخخت وأوليخخائي فخخرادى وانظخخر إذا سخخار‬
‫هذا الطاغية إلى الرقة )‪ (4‬وعاد إلى العراق ل يراك ول تراه لنفسخخك‪ ،‬فخخاني‬
‫رأيت في نجمك و‬

‫)‪ (1‬غيبة الطوسي ص ‪ (2) .20‬نفس المصدر ص ‪ (3) .21‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪408‬‬
‫بدون الذيل‪ (4) .‬الرقة‪ :‬مدينة من نواحى قوهستان‪.‬‬

‫]‪[231‬‬

‫نجم ولدك ونجمه أنه يأتي عليكم فاحذروه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا أبخخا علخخي أبلغخخه عنخخي يقخخول لخخك‬
‫موسى بن جعفر‪ :‬رسولي يأتيك يوم الجمعة فيخبرك بما تخخرى‪ ،‬وسخختعلم غخخدا‬
‫إذا جاثيتك )‪ (1‬بين يخخدي الخ مخخن الظخخالم والمعتخخدي علخخى صخخاحبه والسخخلم‪.‬‬
‫فخرج يحيى من عنده واحمرت عينخخاه مخخن البكخخاء حخختى دخخخل علخخى هخخارون‬
‫فأخبره بقصته وما ورد عليه فقخخال هخخارون‪ :‬إن لخخم يخخدع النبخخوة بعخخد أيخخام فمخخا‬
‫أحسن حالنا فلما كان يوم الجمعة توفي أبو إبراهيخخم عليخخه السخخلم وقخخد خخخرج‬
‫هارون إلى المدائن قبل ذلك فاخرج إلى الناس حتى نظروا إليه‪ ،‬ثم دفن عليه‬
‫السلم ورجع الناس‪ ،‬فافترقوا فرقتين فرقة تقول‪ :‬مات‪ ،‬وفرقة تقول‪ :‬لم يمت‬
‫)‪ - 38 .(2‬غط‪ :‬أخبرنا أحمد بن عبدون سماعا وقراءة عليه قال‪ :‬أخبرنا أبو‬
‫الفرج علي بن الحسين الصبهاني قال‪ :‬حدثني أحمد بن عبيخد الخ بخخن عمخار‬
‫قال‪ :‬حدثنا علي بن محمد النوفلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬قال الصبهاني‪ :‬وحخخدثني أحمخخد‬
‫بن سعيد قخخال‪ :‬حخخدثني محمخخد بخخن الحسخخن العلخخوي وحخخدثني غيرهمخخا ببعخخض‬
‫قصته‪ ،‬وجمعت ذلك بعضه إلى بعض قالوا‪ :‬كان السبب في أخخخذ موسخخى بخخن‬
‫جعفر عليهما السخخلم أن الرشخخيد جعخخل ابنخخه فخخي حجخخر جعفخخر بخخن محمخخد بخخن‬
‫الشعث فحسده يحيى بن خالد البرمكي وقال‪ :‬إن أفضت الخلفخخة إليخخه زالخخت‬
‫دولتي‪ ،‬ودولة ولدي‪ .‬فاحتال على جعفر بن محمخخد ‪ -‬وكخخان يقخخول بالمامخخة ‪-‬‬
‫حتى داخله وآنخخس إليخخه وكخخان يكخخثر غشخخيانه فخخي منزلخخه‪ ،‬فيقخخف علخخى أمخخره‪،‬‬
‫فيرفعه إلى الرشيد‪ ،‬ويزيد عليه بما يقدح في قلبه ثم قخال يومخا لبعخخض ثقخاته‪:‬‬
‫أتعرفون لي رجل من آل أبي طالب ليس بواسع الحال يعرفني ما أحتاج إليه‬
‫فدل على علي بن إسماعيل بن جعفر بن محمد فحمل إليه يحيى بن خالد مال‬
‫وكان موسى يخأنس إليخه ويصخله‪ ،‬وربمخا أفضخى إليخه بأسخراره كلهخا‪ ،‬فكتخب‬
‫ليشخص به فأحس موسى بذلك فدعاه فقال‪ :‬إلى أين‬

‫)‪ (1‬جاثاه‪ :‬جلس ازاءه‪ ،‬بحيث تصير ركبتا احخخدهما ملصخخقتين لركبخختي الخخخر‪(2) .‬‬
‫غيبة الطوسي ص ‪ 21‬وفيها في نسخة " البشيرة " مكان اليسيرة‪ ،‬كمخا فيخخه‬
‫" الهشيم " بدل " الهيثم " واظنه تصحيفا‪.‬‬

‫]‪[232‬‬

‫يابن أخي ؟ قال‪ :‬إلى بغداد قخال‪ :‬ومخا تصخنع ؟ قخال‪ :‬علخي ديخن وأنخا مملخق قخال‪ :‬فأنخا‬
‫أقضي دينك‪ ،‬وأفعل بك وأصنع‪ ،‬فلم يلتفت إلى ذلك فقال له‪ :‬انظر يابن أخخخي‬
‫لتؤتم أولدي‪ ،‬وأمر له بثلثمائة دينار‪ ،‬وأربعة آلف درهم‪ .‬فلما قام من بين‬
‫يديه قال أبو الحسن موسى عليه السلم لمن حضره‪ :‬وال ليسعين فخخي دمخخي‪،‬‬
‫ويؤتمن أولدي فقالوا له‪ :‬جعلنا ال فداك فأنت تعلخخم هخخذا مخخن حخخاله و تعطيخخه‬
‫وتصله ؟ ! فقال لهم‪ :‬نعم حدثني أبي عن آبائه عن رسول ال صلى ال عليخخه‬
‫وآله أن الرحم إذا قطعت فوصلت قطعها ال‪ .‬فخرج علي بن إسخخماعيل حخختى‬
‫أتى إلى يحيى بخخن خالخخد فتعخخرف منخخه خخخبر موسخخى ابخخن جعفخخر‪ ،‬ورفعخخه إلخخى‬
‫الرشيد‪ ،‬وزاد عليه وقال له‪ :‬إن الموال تحمل إليخه مخن المشخرق والمغخرب‪،‬‬
‫وإن له بيوت أموال وإنه اشترى ضيعة بثلثين ألف دينخخار فسخخماها اليسخخيرة‪،‬‬
‫وقال له صاحبها وقد أحضر المخخال‪ :‬ل آخخخذ هخخذا النقخخد‪ ،‬ول آخخخذ إل نقخخد كخخذا‬
‫فأمر بذلك المال فرد وأعطاه ثلثين ألف دينخخار مخخن النقخخد الخخذي سخخأل بعينخخه‪،‬‬
‫فرفع ذلك كله إلى الرشيد‪ ،‬فأمر له بمائتي ألف درهم يسخخبب لخخه علخخى بعخخض‬
‫النواحي فاختار كور المشرق‪ ،‬ومضت رسله ليقبخخض المخخال ودخخخل هخخو فخخي‬
‫بعض اليام إلخخى الخلء فزحخخر زحخخرة )‪ (1‬خرجخخت منهخخا حشخخوته )‪ (2‬كلهخخا‬
‫فسقط‪ ،‬وجهدوا في ردها فلم يقدروا‪ ،‬فوقع لما بخه‪ ،‬وجخاءه المخال وهخو ينخزع‬
‫فقال‪ :‬ما أصنع به وأنا في الموت‪ .‬وحج الرشيد في تلك السنة فبدأ بقبر النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله فقخخال‪ :‬يارسخخول الخ إنخخي أعتخخذر إليخخك مخخن شخخئ اريخخد أن‬
‫أفعله‪ ،‬اريد أن أحبس موسى بن جعفر فخخإنه يريخخد التشخختت بيخخن امتخخك وسخخفك‬
‫دمائها‪ ،‬ثم أمر به فاخذ من المسجد فادخل إليه فقيده‪ ،‬وأخرج مخخن داره بغلن‬
‫عليهما قبتان مغطاتان هو في إحداهما‪ ،‬ووجه مع كل واحدة‬

‫)‪ (1‬زحر‪ :‬اخرج الصخخوت أو النفخخس بخخأنين عنخخد عمخخل أو شخخدة‪ (2) .‬الحشخخوة‪ :‬بكسخخر‬
‫الحاء وضمها‪ :‬من البطن المعاء‪(*) .‬‬
‫]‪[233‬‬

‫منهما خيل فأخذ بواحدة على طريق البصرة‪ ،‬والخخخرى علخخى طريخخق الكوفخخة ليعمخخي‬
‫على الناس أمخخره‪ ،‬وكخخان فخخي الخختي مضخخت إلخخى البصخخرة‪ ،‬وأمخخر الرسخخول أن‬
‫يسلمه إلى عيسى بن جعفر بن المنصور‪ ،‬وكان علخخى البصخخرة حينئذ فمضخى‬
‫به فحبسه عنده سنة‪ .‬ثم كتب إلى الرشيد أن خذه مني‪ ،‬وسلمه إلى من شخخئت‪،‬‬
‫وإل خليت سبيله‪ ،‬فقد اجتهدت بأن أجد عليه حجة‪ ،‬فما أقدر على ذلك‪ ،‬حخختى‬
‫أني ل تسمع عليخخه إذا دعخخا لعلخخه يخخدعو علخخي أو عليخخك فمخخا أسخخمعه يخخدعو إل‬
‫لنفسه‪ ،‬يسأل الرحمة و المغفرة فوجه من تسلمه منه‪ ،‬وحبسه عند الفضل بخخن‬
‫الربيع ببغداد‪ ،‬فبقي عنده مدة طويلة‪ ،‬وأراده الرشيد على شئ من أمره فخخأبى‬
‫فكتب بتسليمه إلى الفضل بن يحيخخى فتسخخلمه منخخه وأراد ذلخخك منخخه فلخخم يفعخخل‪،‬‬
‫وبلغه أنه عنده في رفاهية وسعة‪ ،‬وهخخو حينئذ بالرقخخة‪ .‬فأنفخخذ مسخخرور الخخخادم‬
‫إلى بغخخداد علخخى البريخخد‪ ،‬وأمخخره أن يخخدخل مخخن فخخوره إلخخى موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫فيعرف خبره‪ ،‬فان كان المر على ما بلغه أوصل كتابا منه إلخخى العبخخاس بخخن‬
‫محمد وأمره بامتثاله‪ ،‬وأوصل منه كتابا آخر إلخخى السخخندي بخخن شخخاهك يخخأمره‬
‫بطاعة العباس‪ .‬فقدم مسرور فنخخزل دار الفضخخل بخخن يحيخخى ل يخخدري أحخخد مخخا‬
‫يريد ثم دخل على موسى ابن جعفر عليه السلم فوجده على ما بلخخغ الرشخخيد‪،‬‬
‫فمضى من فوره إلى العباس بن محمد والسندي فأوصل الكتابين إليهمخخا‪ ،‬فلخخم‬
‫يلبث الناس أن خخخرج الرسخخول يركخخض إلخخى الفضخخل بخخن يحيخخى فركخخب معخخه‬
‫وخرج مشدوها دهشا حتى دخل علخخى العبخخاس فخخدعا بسخخياط وعقخخابين فخخوجه‬
‫ذلك إلى السندي وأمره بالفضل فجرد ثم ضخربه مخائة سخوط‪ ،‬وخخرج متغيخر‬
‫اللون خلف مادخل فأذهبت نخوته فجعل يسلم علخخى النخخاس يمينخخا وشخخمال و‬
‫كتب مسرور بالخبر إلى الرشيد فأمر بتسليم موسى إلخخى السخخندي بخخن شخخاهك‬
‫وجلس مجلسا حخخافل وقخخال‪ :‬أيهخخا النخخاس إن الفضخخل بخخن يحيخخى قخخد عصخخاني‪،‬‬
‫وخالف طاعتي ورأيت أن ألعنه فالعنوه فلعنه الناس من كل ناحية حتى ارتج‬
‫البيت والدار بلعنه‪.‬‬

‫]‪[234‬‬

‫وبلغ يحيى بن خالد فركب إلى الرشيد ودخل من غيخر البخاب الخذي يخدخل النخاس منخه‬
‫حتى جاءه من خلفه وهو ليشعر ثم قال‪ :‬التفت إلي يا أمير المؤمنين فأصغى‬
‫إليه فزعا فقال له‪ :‬إن الفضل حدث وأنا أكفيك ما تريد‪ ،‬فانطلق وجهخخه وسخخر‬
‫وأقبل على الناس فقال‪ :‬إن الفضخخل كخخان عصخخاني فخخي شخخئ فلعنتخخه وقخخد تخخاب‬
‫وأناب إلى طاعتي فتولخخوه‪ ،‬فقخخالوا لخخه‪ :‬نحخخن أوليخخاء مخخن واليخخت وأعخخداء مخخن‬
‫عاديت وقد توليناه‪ .‬ثم خرج يحيى بن خالد بنفسه على البريد حتى أتى بغخخداد‬
‫فماج الناس و أرجفوا بكل شئ‪ ،‬فأظهر أنه ورد لتعديل السخخواد‪ ،‬والنظخخر فخخي‬
‫أمر العمال وتشاغل ببعض ذلك‪ ،‬ودعخخا السخخندي فخخأمره فيخخه بخخأمره‪ ،‬فخخامتثله‪،‬‬
‫وسأل موسى عليه السلم السندي عند وفاته أن يحضره مولى لخخه ينخزل عنخد‬
‫دار العباس بن محمد في أصحاب القصب ليغسله ففعل ذلك قخخال‪ :‬وسخخألته أن‬
‫يأذن لي أن اكفنه فأبى وقال‪ :‬إنخخا أهخخل بيخخت مهخخور نسخخائنا وحخخج صخخرورتنا‪،‬‬
‫وأكفان موتانا من طهرة )‪ (1‬أموالنا‪ ،‬وعنخخدي كفنخخي‪ .‬فلمخخا مخخات أدخخخل عليخخه‬
‫الفقهاء ووجوه أهل بغداد وفيهم الهيثم بن عخخدي وغيخخره فنظخخروا إليخخه ل أثخخر‬
‫به‪ ،‬وشخهدوا علخى ذلخك واخخرج فوضخع علخى الجسخر ببغخداد‪ ،‬ونخودي‪ :‬هخذا‬
‫موسى بن جعفر قد مات فانظروا إليه‪ ،‬فجعل الناس يتفرسون في وجهه وهو‬
‫عليه السلم ميت‪ .‬قال‪ :‬وحدثني رجل من بعض الطخخالبيين أنخخه نخخودي عليخخه‪:‬‬
‫هذا موسخخى بخخن جعفخخر الخخذي تزعخخم الرافضخخة أنخخه ل يمخخوت‪ ،‬فخخانظروا إليخخه‪،‬‬
‫فنظروا إليه‪ .‬قالوا‪ :‬وحمل فدفن في مقابر قريش‪ ،‬فوقع قبره إلى جانب رجخخل‬
‫من النوفليين يقال له عيسى بن عبد ال )‪ - 39 .(2‬شا‪ :‬أحمد بن عبيد ال بن‬
‫عمار‪ ،‬عن علي بن محمد النوفلي‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬الطهرة‪ ،‬بالضم النقاء‪ .‬والمراد به في المقام المال النقى من كخخل شخخبهة وشخخائبة‪) .‬‬
‫‪ (2‬غيبة الطوسي ص ‪.22‬‬

‫]‪[235‬‬

‫أبيه‪ ،‬وأبو محمد الحسن بن محمد بن يحيخخى‪ ،‬عخخن مشخخايخهم مثلخخه مخخع تغييخخر مخخا )‪.(1‬‬
‫بيان‪ :‬الملق الفتقار قوله يسبب له أي يكتب له فان الكتاب سخخبب لتحصخخيل‬
‫المال‪ ،‬وشده الرجل شدها فهو مشدوه أي دهش قخخوله‪ :‬حخخافل أي ممتلئا قخخوله‬
‫فماج الناس أي اضطربوا‪ - 40 .‬ير‪ :‬عباد بن سخخليمان‪ ،‬عخخن سخخعد بخخن سخخعد‪،‬‬
‫عن أحمد بن عمر قال‪ :‬سمعته يقول يعنخي أبخا الحسخن الرضخا عليخه السخلم‪:‬‬
‫إني طلقت ام فروة بنت إسحاق في رجب بعد موت أبي بيوم قلت له‪ :‬جعلخخت‬
‫فداك طلقتها وقد علمت موت أبي الحسن ؟ قال‪ :‬نعم )‪ .(2‬بيان‪ :‬قيل‪ :‬الطلق‬
‫بعد الموت مبني على أن العلخم الخذي هخو منخاط الحكخام الشخرعية هخو العلخم‬
‫الظاهر على الوجه المتعارف‪ .‬أقخخول‪ :‬يمكخخن أن يكخخون هخخذا مخخن خصائصخخهم‬
‫عليهم السلم لزالة الشرف الذي حصل لهن بسبب الزواج‪ ،‬كما طلخخق أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم عائشة يوم الجمخخل‪ ،‬أو أراد تطليقهخخا لتخخخرج مخخن عخخداد‬
‫امهات المؤمنين ولعله عليه السلم إنما طلقها لعلمه بأنها ستريد التزويخخج ول‬
‫يمكنه عليه السخخلم منعهخخا عخخن ذلخخك تقيخخة فطلقهخخا ليجخخوز لهخخا ذلخخك‪ ،‬ويحتمخخل‬
‫وجهين آخرين‪ :‬الول أن يكون التطليخخق بخخالمعنى اللغخخوي أي جعلخخت أمرهخخا‬
‫إليهخا تخذهب حيخث شخاءت الثخاني أن يكخون عليخه السخلم علخم صخلحها فخي‬
‫تزويجها قريبا فأخبرها بالموت لتعتد عدة الوفاة‪ ،‬وطلقها ظاهرا لعخخدم تشخخنيع‬
‫العامة في ذلك‪ - 41 .‬ير‪ :‬عباد بن سليمان‪ ،‬عن سعد بن سخخعد‪ ،‬عخخن صخخفوان‬
‫قال‪ ::‬قلت لبي الحسن الرضا عليه السلم‪ :‬رووا عنك في موت أبي الحسخخن‬
‫أن رجل قال لك‪ :‬علمت ذلك بقول سعيد ؟ فقخخال‪ :‬جخخائني سخخعيد بمخخا قخخد كنخخت‬
‫علمته قبل مجيئه )‪ - 42 .(3‬خص )‪ (4‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن إبراهيم بخخن‬
‫أبي محمود عن بعض‬

‫)‪ (1‬الرشخخاد ص ‪ 2) .319‬و ‪ (3‬بصخخائر الخخدرجات ج ‪ 9‬بخخاب ‪ 11‬ص ‪(3) .137‬‬


‫مختصر بصائر الدرجات ص ‪ 6‬طبع النجف الشرف بالمطبعة الحيدرية‪.‬‬

‫]‪[236‬‬

‫أصحابنا قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬المام يعلم إذا مات ؟ قال‪ :‬نعخخم‪ ،‬يعلخخم بخخالتعليم‬
‫حتى يتقدم في المر قلت‪ :‬علم أبخو الحسخن عليخه السخلم بخالرطب والريحخان‬
‫المسمومين اللذين بعث إليه يحيى بن خالد ؟ قال‪ :‬نعم قلت‪ :‬فأكله وهو يعلخخم ؟‬
‫قال‪ :‬أنساه لينفذ فيه الحكم )‪ - 43 .(1‬خص )‪ (2‬يخخر‪ :‬أحمخخد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫إبراهيم بن أبي محمود قال‪ :‬قلت‪ :‬المام يعلم متى يمخخوت ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬قلخخت‪:‬‬
‫حيث ما بعث إليه يحيى بن خالد برطب وريحخخان مسخخمومين علخخم بخخه ؟ قخخال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬قلت‪ :‬فأكله وهو يعلم فيكون معينا على نفسه ؟ فقال‪ :‬ل يعلخخم قبخخل ذلخخك‪،‬‬
‫ليتقدم فيما يحتاج إليه‪ ،‬فإذا جاء الوقت ألقى ال على قلبه النسيان ليقضي فيخخه‬
‫الحكم )‪ .(3‬بيان‪ :‬ما ذكر في هذين الخبرين أحد الوجوه في الجمع بين مخخادل‬
‫على علمهم بما يؤل إليه أمرهم‪ ،‬وبالسباب التي يترتب عليهخخا هلكهخخم‪ ،‬مخخع‬
‫تعرضهم لها وبين عدم جواز إلقاء النفس إلخخى التهلكخخة‪ ،‬ويمكخخن أن يقخخال مخخع‬
‫قطع النظر عن الخبر‪ :‬أن التحرز عن أمثال تلك المور إنما يكخخون فيمخخن لخخم‬
‫يعلم جميع أسباب التقخادير الحتميخة وإل فيلخزم أن ل يجخرى عليهخم شخئ مخن‬
‫التقديرات المكروهة‪ ،‬وهذا ممخخا ل يكخخون‪ .‬والحاصخخل أن أحكخخامهم الشخخرعية‬
‫منوطة بالعلوم الظاهرة ل بالعلوم اللهامية وكمخخا أن أحخخوالهم فخخي كخخثير مخخن‬
‫المور مبائنة لحوالنا فكذا تكاليفهم مغايرة لتكاليفنا‪ ،‬على أنه يمكخخن أن يقخخال‬
‫لعلهم علموا أنهم لو لم يفعلوا ذلك لهلكوهم بوجه أشخخنع مخن ذلخك‪ ،‬فاختخاروا‬
‫أيسر المرين‪ ،‬والعلم بعصمتهم وجللتهم وكون جميع أفعخخالهم جاريخخة علخخى‬
‫قانون الحق والصواب كاف لعدم التعخخرض لبيخخان الحكمخخة فخخي خصوصخخيات‬
‫أحوالهم لولي اللباب‪ ،‬وقد مر بعض الكلم في ذلخخك فخخي بخخاب شخخهادة أميخخر‬
‫المؤمنين‪ ،‬وباب شخخهادة الحسخخن‪ ،‬وبخخاب شخخهادة الحسخخين صخخلوات الخ عليهخخم‬
‫أجمعين‪.‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ج ‪ 10‬باب ‪ 9‬ص ‪ (2) .141‬مختصر بصائر الدرجات ص ‪.7‬‬
‫)‪ (3‬بصائر الدرجات ج ‪ 10‬باب ‪ 9‬ص ‪.141‬‬

‫]‪[237‬‬
‫‪ - 44‬غط‪ :‬علي بن أحمد الموسوي‪ ،‬عن إبراهيم بن محمد بن حمران‪ ،‬عن يحيخخى بخخن‬
‫القاسم الحذاء وغيره‪ ،‬عن جميل بن صالح‪ ،‬عخخن داود بخخن زربخخي قخخال‪ :‬بعخخث‬
‫إلي العبد الصالح عليه السلم وهو في الحبس فقال‪ :‬ائت هذا الرجخخل ‪ -‬يعنخخي‬
‫يحيى ابن خالد ‪ -‬فقل له‪ :‬يقخخول لخخك أبخخو فلن‪ :‬مخا حملخخك علخخى مخخا صخخنعت ؟‬
‫أخرجتني من بلدي وفرقت بيني وبين عيالي ؟ فأتيته فخخأخبرته فقخخال‪ :‬زبيخخدة‬
‫طالق‪ ،‬وعليه أغلظ اليمان لوددت أنه غرم الساعة ألفي ألف‪ ،‬وأنت خرجت‬
‫فرجعت إليه فأبلغته فقال‪ :‬ارجع إليه فقل لخخه‪ :‬يقخخول لخخك‪ :‬وال خ لتخرجننخخي أو‬
‫لخرجن )‪ - 45 .(1‬شا‪ :‬قبض الكاظم صخلوات الخ عليخخه ببغخخداد فخخي حبخس‬
‫السندي بن شاهك لست خلون بن رجب سنة ثلث وثمانين ومائة‪ ،‬وله يومئذ‬
‫خمس وخمسون سنة وكانت مدة خلفته ومقامه فخخي المامخخة بعخخد أبيخخه عليخخه‬
‫السلم خمسخخا وثلثيخخن سخخنة )‪ - 46 .(2‬قخخب‪ :‬أبخخو الزهخخر ناصخخح بخخن عليخخة‬
‫البرجمي في حديث طويل أنه جمعنخخي مسخجد بخخازاء دار السخخندي بخخن شخاهك‬
‫وابن السكيت‪ ،‬فتفاوضنا في العربية ومعنا رجل ل نعرفخخه‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا هخخؤلء‬
‫أنتم إلى إقامة دينكم أحخخوج منكخخم إلخخى إقامخخة ألسخخنتكم وسخخاق الكلم إلخخى إمخخام‬
‫الوقت وقال‪ :‬ليس بينكخخم وبينخخه غيخخر هخخذا الجخخدار قلنخخا‪ :‬تعنخخي هخخذا المحبخخوس‬
‫موسى ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلنا‪ :‬سترنا عليك فقم من عندنا خيفة أن يراك أحد جليسخخنا‬
‫فنؤخذ بك‪ .‬قال‪ :‬وال ل يفعلون ذلك أبخخدا والخ مخخا قلخخت لكخخم إل بخخأمره‪ ،‬وإنخخه‬
‫ليرانا ويسمع كلمنا‪ ،‬ولو شآء أن يكون ثالثنا لكان‪ ،‬قلنا‪ :‬فقد شئنا فادعه إلينخخا‬
‫فإذا قد أقبخخل رجخخل مخخن بخخاب المسخخجد داخل كخخادت لرؤيتخخه العقخخول أن تخخذهل‬
‫فعلمنا أنه موسى ابن جعفر عليخخه السخخلم ثخخم قخخال‪ :‬أنخخا هخخذا الرجخخل‪ ،‬وتركنخخا‪،‬‬
‫وخرجنا )‪ (3‬من المسجد مبادرا‬

‫)‪ (1‬غيبخخة الشخخيخ الطوسخخي ص ‪ (2) .37‬الرشخخاد ص ‪ (3) .307‬كخخذا فخخي الصخخل‬
‫والمناقب ولعل الصواب " وخرج " بقرينة قوله‪ :‬مبادرا‪.‬‬

‫]‪[238‬‬

‫فسمعنا وجيبا شديدا وإذا السندي بن شاهك يعدو داخل إلى المسجد معه جماعة فقلنخخا‪:‬‬
‫كان معنا رجل فدعانا إلى كذا وكذا‪ ،‬ودخل هذا الرجل المصخخلي وخخخرج ذاك‬
‫الرجل ولم نره‪ ،‬فأمر بنا فأمسكنا‪ ،‬ثم تقدم إلى موسى وهو قائم في المحخخراب‬
‫فأتاه من قبل وجهخخه ونحخخن نسخخمع فقخخال‪ :‬يخخا ويحخخك كخخم تخخخرج بسخخحرك هخخذا‬
‫وحيلتك من وراء البواب والغلق والقفال وأردك‪ ،‬فلو كنخخت هربخخت كخخان‬
‫أحب إلي من وقوفك ههنخا أتريخد يخا موسخى أن يقتلنخي الخليفخة ؟‪ .‬قخال‪ :‬فقخال‬
‫موسى ونحن وال نسمع كلمه‪ :‬كيف أهرب ول في أيديكم موقت لي يسخخوق‬
‫إليها أقداره‪ ،‬وكرامتي على أيديكم ‪ -‬فخخي كلم لخخه ‪ -‬قخخال‪ :‬فأخخخذ السخخندي بيخخده‬
‫ومشى ثم قال للقوم‪ :‬دعوا هذين واخرجوا إلى الطريق فامنعوا أحدا يمر مخخن‬
‫الناس حتى أتم أنخخا وهخخذا إلخخى الخخدار‪ .‬وفخخي كتخخاب النخخوار قخخال العخخامري‪ :‬إن‬
‫هارون الرشيد أنفذ إلى موسى بن جعفر جارية خصيفة‪ ،‬لها جمال ووضخخاءة‬
‫لتخدمه في السجن فقال قل له " بل أنتم بهديتكم تفرحون " )‪ (1‬ل حاجخخة لخخي‬
‫في هذه ول في أمثالها‪ ،‬قال‪ :‬فاستطار هارون غضبا وقال‪ :‬ارجخخع إليخخه وقخخل‬
‫لخخه‪ :‬ليخخس برضخخاك حبسخخناك‪ ،‬ول برضخخاك أخخخذناك‪ ،‬و اتخخرك الجاريخخة عنخخده‬
‫وانصرف‪ ،‬قال‪ :‬فمضى ورجع ثم قام هارون عن مجلسخخه وأنفخخذ الخخخادم إليخخه‬
‫ليستفحص عن حالها فرآها ساجدة لربها لترفع رأسها تقول‪ :‬قدوس سبحانك‬
‫سبحانك‪ .‬فقال هارون‪ :‬سحرها وال موسى بن جعفر بسحره‪ ،‬علي بها‪ ،‬فاتي‬
‫بها وهي ترعد شاخصة نحو السماء بصرها فقال‪ :‬مخخا شخخأنك ؟ قخخالت‪ :‬شخخأني‬
‫الشأن البديع إني كنت عنده واقفة وهو قائم يصلي ليله ونهاره‪ ،‬فلما انصرف‬
‫عن صلته بوجهه وهخخو يسخخبح الخ ويقدسخخه قلخخت‪ :‬يخخا سخخيدي هخخل لخخك حاجخخة‬
‫اعطيكها ؟ قال‪ :‬وما حاجتي إليك ؟ قلت‪ :‬إنخخي ادخلخخت عليخخك لحوائجخخك قخخال‪:‬‬
‫فما بال هؤلء ؟ قالت‪ :‬فالتفت فإذا روضة‬

‫)‪ (1‬سورة النمل الية‪.36 :‬‬

‫]‪[239‬‬

‫مزهرة لأبلغ آخرها من أولها بنظري‪ ،‬ول أولها من آخرهخخا‪ ،‬فيهخخا مجخخالس مفروشخخة‬
‫بالوشي والديباج‪ ،‬وعليها وصفاء ووصايف لم أر مثخخل وجخخوههم حسخخنا‪ ،‬ول‬
‫مثل لباسهم لباسا‪ ،‬عليهم الحرير الخضر‪ ،‬والكاليل والدر واليخخاقوت‪ ،‬وفخخي‬
‫أيديهم الباريق والمناديل ومن كل الطعام‪ ،‬فخررت ساجدة حتى أقخخامني هخخذا‬
‫الخادم فرأيت نفسي حيث كنت‪ .‬قال‪ :‬فقخخال هخخارون‪ :‬يخخا خبيثخخة لعلخخك سخخجدت‬
‫فنمت فرأيت هذا في منامك ؟ قالت‪ :‬ل وال يا سيدي إل قبل سخخجودي رأيخخت‬
‫فسجدت من أجل ذلك فقال الرشيد‪ :‬اقبض هذه الخبيثخخة إليخخك‪ ،‬فل يسخخمع هخخذا‬
‫منها أحد‪ ،‬فأقبلت في الصلة‪ ،‬فإذا قيل لها في ذلخخك قخخالت‪ :‬هكخخذا رأيخخت العبخخد‬
‫الصالح عليه السلم فسئلت عن قولها قالت‪ :‬إني لما عاينت من المر نخخادتني‬
‫الجواري يا فلنة ابعدي عن العبد الصالح‪ ،‬حتى ندخل عليه فنحن له دونخخك‪،‬‬
‫فما زالت كذلك حتى ماتت‪ ،‬وذلك قبل موت موسى بأيام يسخخيرة )‪- 47 .(1‬‬
‫قب‪ :‬كان وفاته في مسخجد هخارون الرشخيد وهخو المعخروف بمسخجد المسخيب‬
‫وهو فخخي الجخخانب الغربخخي بخخاب الكوفخخة لنخخه نقخخل إليخخه مخخن دار تعخخرف بخخدار‬
‫عمرويه‪ ،‬و كان بين وفاة موسى عليه السلم إلى وقخخت حخخرق مقخخابر قريخخش‬
‫مائتان وستون سنة )‪ - 48 .(2‬كش‪ :‬محمخخد بخخن قولخخويه القمخخي قخخال‪ :‬حخخدثني‬
‫بعض المشايخ ولم يذكر اسمه‪ ،‬عن علي بخخن جعفخخر بخخن محمخخد قخخال‪ :‬جخخاءني‬
‫محمد بن إسماعيل بن جعفر يسألني أن أسأل أبا الحسن موسخخى عليخخه السخخلم‬
‫أن يأذن له في الخروج إلى العراق‪ ،‬وأن يرضى عنه ويوصخخيه بوصخخية قخخال‬
‫فتجنب حتى دخل المتوضخا‪ ،‬وخخرج وهخو وقخت كخان يتهيخأ لخي أن أخلخو بخه‬
‫واكلمه قال‪ :‬فلما خرج قلت له‪ :‬إن ابن أخيخخك محمخخد بخخن إسخخماعيل يسخخألك أن‬
‫تأذن له في الخروج إلى العراق وأن توصيه‪ ،‬فأذن له عليه السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .414‬نفس المصدر ج ‪ 3‬ص ‪.438‬‬

‫]‪[240‬‬

‫فلما رجع إلى مجلسه قام محمد بن إسخخماعيل وقخخال‪ :‬يخخا عخخم احخخب أن توصخخيني فقخخال‪:‬‬
‫اوصيك أن تتقي ال في دمي فقال‪ :‬لعن ال من يسعى فخخي دمخخك‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬يخخا‬
‫عم أوصني فقال‪ :‬اوصيك أن تتقي ال في دمخخي‪ ،‬قخخال‪ :‬ثخخم نخخاوله أبخخو الحسخخن‬
‫عليه السلم صرة فيها مائة وخمسون دينارا فقبضها محمد‪ ،‬ثم نخخاوله اخخخرى‬
‫فيهخخا مخخائة وخمسخخون دينخخارا فقبضخخها‪ ،‬ثخخم أعطخخاه صخخرة اخخخرى فيهخخا مخخائة‬
‫وخمسون دينارا فقبضها‪ ،‬ثم أمر له بألف وخمسمائة درهم كانت عنده‪ ،‬فقلت‬
‫له في ذلك ولستكثرته فقال‪ :‬هذا ليكون أوكخخد لحجخختي إذا قطعنخخي ووصخخلته‪.‬‬
‫قال‪ :‬فخرج إلخى العخراق فلمخا ورد حضخرة هخارون أتخى بخاب هخرون بثيخاب‬
‫طريقه قبل أن ينزل واستأذن على هارون وقال للحاجب‪ :‬قل لمير المؤمنين‬
‫إن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمخخد بالبخخاب فقخخال الحخخاجب‪ :‬انخخزل أول‬
‫وغير ثياب طريقك وعد لدخلك إليه بغير إذن فقد نام أمير المؤمنين في هذا‬
‫الوقت فقال‪ :‬اعلم أمير المؤمنين أني حضرت ولخخم تخخأذن لخخي فخخدخل الحخخاجب‬
‫وأعلم هارون قخخول محمخخد بخخن إسخخماعيل فخخأمر بخخدخوله فخخدخل قخخال‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين خليفتان في الرض موسخخى بخخن جعفخخر بالمدينخخة يجخخبى لخخه الخخخراج‬
‫وأنت بالعراق يجبى لك الخراج فقخخال‪ :‬والخ ! ؟ فقخخال‪ :‬والخخ‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخأمر لخخه‬
‫بمائة ألف درهم‪ ،‬فلما قبضها وحمل إلى منزله أخذته الريحة في جوف ليلتخخه‬
‫فمات وحول من الغد المال الذي حمل إليه )‪ .(1‬بيخان‪ :‬روى فخي الكخافي )‪(2‬‬
‫قريبا من ذلك عن علي بن إبراهيخم‪ ،‬عخخن محمخد بخخن عيسخخى عخن موسخى بخن‬
‫القاسم‪ ،‬عن علخي بخن جعفخخر وفيخه‪ :‬فرمخاه الخ بالذبحخة وهخخي كهمخزة وعنبخة‬
‫وكسرة وصبرة وجع في الحلق أو دم يخنق فيقتل‪ ،‬ثم إن في بعض الروايات‬
‫محمد بن إسماعيل وفي بعضها علي بن إسماعيل‪ ،‬ويمكن أن يكون فعل كخخل‬
‫منهما ما نسب إليه وسيأتي ذمهما في باب أحوال عشائره عليه السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ (2) .170‬الكافي ج ‪ 8‬ص ‪.124‬‬

‫]‪[241‬‬

‫‪ - 49‬كش‪ :‬محمد بن الحسين بن أحمد الفارسي‪ ،‬عن أبي القاسم الحليسي‪ ،‬عن عيسخخى‬
‫بن هوذا‪ ،‬عن الحسن بن ظريف بن ناصح فقال‪ :‬قد جئتك بحخديث مخن يأتيخك‬
‫حدثني فلن ‪ -‬ونسي الحليسي اسخخمه ‪ -‬عخخن بشخخار مخخولي السخخندي بخخن شخخاهك‬
‫قال‪ :‬كنت من أشد الناس بغضا لل أبي طخخالب‪ ،‬فخخدعاني السخخندي بخخن شخخاهك‬
‫يوما فقال لي‪ :‬يا بشار إني اريخخد أن أئتمنخخك علخخى مخخا ائتمننخخي عليخخه هخخارون‪،‬‬
‫قلت‪ :‬إذن ل ابقي فيه غاية فقال‪ :‬هذا موسى بن جعفر قد دفعه إلي وقد وكلتك‬
‫بحفظه‪ ،‬فجعله في دار دون حرمه ووكلني عليه‪ ،‬فكنت أقفل عليه عدة أقفال‪،‬‬
‫فإذا مضيت فخخي حاجخخة وكلخخت امرأتخخي بالبخخاب فل تفخخارقه حخختى أرجخخع‪ .‬قخخال‬
‫بشار‪ :‬فحول ال ماكان في قلبي من البغض حبخخا قخخال‪ :‬فخخدعاني عليخخه السخخلم‬
‫يوما فقال‪ :‬يا بشار امض إلى سجن القنطرة فادع لي هند بن الحجاج وقل له‪:‬‬
‫أبو الحسن يأمرك بالمصير إليه‪ ،‬فانه سينهرك ويصيح عليك فإذا فعخخل ذلخخك‪،‬‬
‫فقل له‪ :‬أنا قد قلت لك وأبلغت رسالته فإن شئت فافعل ما أمرنخخي‪ ،‬وإن شخخئت‬
‫فل تفعل‪ ،‬و اتركه وانصرف قال‪ :‬ففعلت ما أمرني وأقفلت البواب كما كنت‬
‫أقفل وأقعدت امرأتي على الباب وقلت لها‪ :‬ل تخخبرحي حخختى آتيخخك‪ .‬وقصخخدت‬
‫إلى سجن القنطرة فخخدخلت إلخخى هنخخد بخخن الحجخخاج فقلخخت‪ :‬أبخخو الحسخخن يخخأمرك‬
‫بالمصير إليه قال‪ :‬فصاح علي وانتهرني فقلت له‪ :‬أنا قد أبلغتك وقلت لك فان‬
‫شئت فافعل‪ ،‬وإن شئت فل تفعل‪ ،‬وانصرف وتركته وجئت إلخى أبخي الحسخن‬
‫عليه السلم فوجدت امرأتي قاعدة على الباب والبواب مغلقة فلخخم أزل أفتخخح‬
‫واحدا واحدا منها حخختى انتهيخخت إليخخه فوجخخدته وأعلمتخخه الخخخبر فقخخال‪ :‬نعخخم قخخد‬
‫جاءني وانصرف فخرجت إلى امرأتي فقلت لها‪ :‬جاء أحد بعخخدي فخخدخل هخخذا‬
‫الباب ؟ فقالت‪ :‬ل وال ما فارقت الباب ول فتحخخت القفخخال حخختى جئت‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫وروى لي علي بن محمد بن الحسن النبخخاري أخخخو صخخندل قخخال‪ :‬بلغنخخي مخخن‬
‫جهة اخرى أنه لما صار إليخخه هنخخد بخخن الحجخخاج قخخال لخخه العبخخد الصخخالح عليخخه‬
‫السلم عند انصرافه إن شئت رجعخخت إلخخى موضخخعك ولخخك الجنخخة وإن شخخئت‬
‫انصرفت إلى منزلك‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫]‪[242‬‬

‫أرجع إلى موضعي إلى السجن ‪ -‬رحمه ال ‪ .-‬قال‪ :‬وحدثني علي بن محمد بن صخخالح‬
‫الصيمري أن هند بن الحجاج رضخي الخ عنخخه كخان مخن أهخخل الصخيمرة وأن‬
‫قصره لبين )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله بحديث من يأتيخك أي بحخديث تخخخبر بخخه كخل مخخن‬
‫يأتيك أو بحديث من يأتي ذكره وهو الكاظم عليه السلم‪ - 50 .‬كش‪ :‬وجخخدت‬
‫في كتاب محمد بن الحسن بن بندار بخطه‪ :‬حدثني الحسن ابن أحمد المالكي‪،‬‬
‫عن عبد ال بن طاووس قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬إن يحيى بن خالد سخخم‬
‫أباك موسى بن جعفر صلوات ال عليهما ؟ قال‪ :‬نعم سمه في ثلثيخخن رطبخخة‪.‬‬
‫قلت له‪ :‬فلما كان يعلم أنها مسمومة ؟ قال‪ :‬غخخاب عنخخه المحخخدث‪ ،‬قلخخت‪ :‬ومخخن‬
‫المحدث قال‪ :‬ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الخ صخلى الخ‬
‫عليه وآله وهو مع الئمة عليهم السلم وليس كلما طلب وجخخد‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬إنخخك‬
‫ستعمر‪ ،‬فعاش مائة سنة )‪ - 51 .(2‬كخا‪ :‬عخخدة مخخن أصخخحابنا‪ ،‬عخخن سخخهل بخخن‬
‫زياد‪ ،‬عن إسماعيل بن مهران‪ ،‬عن محمد بن منصور‪ ،‬عخخن علخخي بخخن سخخويد‬
‫قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن موسى عليه السلم وهخخو فخخي الحبخخس كتابخخا أسخخأله‬
‫عن حاله وعن مسائل كثيرة فاحتبس الجواب علي‪ ،‬ثخخم أجخخابني بجخخواب هخخذه‬
‫نسخته‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم‪ ،‬الحمد ل العلي العظيم الذي بعظمته ونخخوره‬
‫أبصر قلوب المؤمنين‪ ،‬وبعظمته ونخخوره عخخاداه الجخخاهلون‪ ،‬وبعظمتخخه ونخخوره‬
‫ابتغى من في السخخماوات ومخخن فخخي الرض إليخخه الوسخخيلة بالعمخخال المختلفخخة‬
‫والديان المتضادة فمصيب ومخطئ‪ ،‬وضال ومهتد‪ ،‬وسميع وأصم‪ ،‬وبصير‬
‫وأعمى حيران فالحمد ل الذي عرف ووصف دينخخه محمخخدا صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ .‬أما بعد فإنك امرؤ أنزلك ال من آل محمد بمنزلة خاصة‪ ،‬وحفخخظ مخخودة‬
‫ما استرعاك من دينه‪ ،‬وما ألهمك من رشخخدك‪ ،‬وبصخخرك مخخن أمخخر دينخخك ]و[‬
‫بتفضيلك إياهم وبردك المور إليهم كتبت تسألني عخخن امخخور كنخخت منهخخا فخخي‬
‫تقية ومن كتمانها في‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ (2) .274‬نفس المصدر ص ‪ 371‬ذيل ذيل حديث‪.‬‬

‫]‪[243‬‬

‫سعة‪ ،‬فلما انقضى سلطان الجبابرة‪ ،‬وجاء سلطان ذي السلطان العظيخخم‪ ،‬بفخخراق الخخدنيا‬
‫المذمومة إلى أهلها‪ ،‬العتاة على خالقهم‪ ،‬رأيت أن افسخر لخك مخا سخألتني عنخه‬
‫مخافة أن يدخل الحيرة على ضعفاء شيعتنا مخخن قبخخل جهخخالتهم فخخاتق الخ جخخل‬
‫ذكره وخص بذلك المخخر أهلخخه‪ ،‬واحخخذر أن تكخخون سخخبب بليخخة الوصخخياء‪ ،‬أو‬
‫حارشا )‪ (1‬عليهم بافشاء ما استودعتك واظهار ما استكتمتك‪ ،‬ولخخن تفعخخل إن‬
‫شاء ال‪ .‬إن أول ما انهي إليخخك أنخخي أنعخخى إليخخك نفسخخي فخخي ليخخالي هخخذه‪ ،‬غيخخر‬
‫جازع ول نادم‪ ،‬ول شاك فيما هو كائن‪ ،‬مما قخخد قضخخى ال خ عزوجخخل وحتخخم‪،‬‬
‫فاستمسخخك بعخخروة الخخدين آل محمخخد‪ ،‬والعخخروة الخخوثقى الوصخخي بعخخد الوصخخي‬
‫والمسالمة لهم والرضا بما قالوا ول تلتمخخس ديخخن مخخن ليخخس مخخن شخخيعتك‪ ،‬ول‬
‫تحبن دينهم فانهم الخائنون الذين خانوا ال ورسوله وخانوا أماناتهم‪ ،‬وتخخدري‬
‫ما خانوا أماناتهم ؟ ائتمنوا على كتاب ال فحرفخخوه وبخخدلوه‪ ،‬ودلخخوا علخخى ولة‬
‫المر منهم فانصرفوا عنهخخم‪ ،‬فخأذاقهم الخ لبخاس الجخوع والخخوف بمخا كخانوا‬
‫يصنعون‪ .‬وسألت عخن رجليخن اغتصخبا رجل مخال كخان ينفقخه علخى الفقخراء‬
‫والمساكين و أبناء السبيل وفي سبيل ال‪ ،‬فلما اغتصباه ذلك لم يرضخخيا حيخخث‬
‫غصباه حتى حمله إياه كرها فخوق رقبتخه إلخى منزلهمخا‪ ،‬فلمخا أحخرزاه توليخا‬
‫إنفاقه أيبلغان بذلك كفرا ؟ فلعمري لقد نافقا قبل ذلك وردا على ال خ عزوجخخل‬
‫كلمه وهزءا برسوله صلى ال عليه وآلخخه وهمخخا الكخخافران عليهمخخا لعنخخة الخ‬
‫والملئكة والناس أجمعين‪ ،‬وال ما دخل قلب أحد منهما شئ من اليمان منخخذ‬
‫خروجهما من حالتيهما‪ ،‬ومخخا ازدادا إل شخخكا كانخخا خخخداعين مرتخخابين منخخافقين‬
‫حتى توفتهما ملئكة العذاب إلى محخل الخخخزي فخخي دار المقخام وسخألت عمخخن‬
‫حضر ذلك الرجل وهخو يغصخب مخاله ويوضخع علخى رقبتخه منهخم عخارف و‬
‫منكر‪ ،‬فاولئك أهل الردة الولى ومن هذه المة فعليهم لعنخخة الخ والملئكخخة و‬
‫الناس أجمعين‪.‬‬

‫)‪ (1‬حرش بين القوم‪ :‬إذا أغرى بعضهم ببعض‪.‬‬

‫]‪[244‬‬

‫وسألت عن مبلغ علمنا وهو على ثلثة وجوه‪ :‬مخاض وغخابر وحخادث‪ ،‬فأمخا الماضخي‬
‫فمفسخخر وأمخخا الغخخابر فمكتخخوب‪ ،‬وأمخخا الحخخادث فقخخذف فخخي القلخخوب ونقخخر فخخي‬
‫السماع وهو أفضخخل علمنخخا ول نخخبي بعخخد نبينخخا محمخخد صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫وسألت عن امهات أولدهم فهخخن عخخواهر إلخخى يخخوم القيامخخة نكخخاح بغيخخر ولخخي‬
‫وطلق لغير عدة‪ ،‬وأما من دخل في دعوتنخخا فقخخد هخخدم إيمخخانه ضخخلله ويقينخخه‬
‫شكه‪ ،‬وسألت عن الزكاة فيهم فما كخان مخن الزكخوات فخأنتم أحخق بخه لنخا قخد‬
‫أحللنا ذلك لكم من كان منكم وأين كان‪ ،‬وسألت عن الضعفاء فالضخخعيف مخخن‬
‫لخخم ترفخخع إليخخه حجخخة‪ ،‬ولخخم يعخخرف الختلف‪ ،‬فخخإذا عخخرف الختلف فليخخس‬
‫بضعيف‪ .‬وسألت عن الشهادات لهم فأقم الشهادة ل عزوجل ولو على نفسخخك‬
‫أو الوالدين والقربين فيما بينك وبينهم‪ ،‬فان خفت على أخيك ضيما فل وادع‬
‫إلى شرائط ال عز ذكره بمعرفتنا من رجوت إجابته‪ ،‬ول تحضر حصن زنا‬
‫)‪ (1‬ووال آل محمد ول تقل لما بلغك عنا ونسب إلينخخا هخخذا باطخخل‪ ،‬وإن كنخخت‬
‫تعرف منا خلفه فإنك ل تدري لما قلنخاه‪ ،‬وعلخى أي وجخه وصخفناه آمخن بمخا‬
‫أخبرك ول تفش ما اسخختكتمناك مخخن خخخبرك إن مخخن واجخخب حخخق أخيخخك أن ل‬
‫تكتمه شيئا تنفعه به لمر دنيخخاه وآخرتخخه‪ ،‬ول تحقخخد عليخخه وإن أسخخاء‪ ،‬وأجخخب‬
‫دعوته إذا دعاك‪ ،‬ول تخل بينه وبين عخخدوه مخخن النخخاس وإن كخخان أقخخرب إليخخه‬
‫منك‪ ،‬وعده فخخي مرضخخه‪ ،‬ليخخس مخخن أخلق المخخؤمنين الغخخش‪ ،‬ول الذى‪ ،‬ول‬
‫الخيانة‪ ،‬ول الكبر‪ ،‬ول الخنا‪ ،‬ول الفحش ول المخخر بخه‪ ،‬فخإذا رأيخت المشخوه‬
‫العرابخخي فخخي جحفخخل )‪ (2‬جخخرار فخخانتظر فرجخخك ولشخخيعتك المخخؤمنين‪ ،‬فخخإذا‬
‫انكسخخفت الشخخمس فخخارفع بصخرك إلخى السخماء وانظخخر مخا فعخل الخ عزوجخل‬
‫بالمجرمين فقد فسرت لك جمل جمل وصلى ال على محمد وآلخخه الخيخخار )‬
‫‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬في الكافي‪ :‬ول تحصن بحصن رياء‪ (2) .‬الجحفل كجعفر‪ :‬الجيش الكثير الكخخبير‪.‬‬
‫)‪ (3‬الكافي ج ‪ 8‬ص ‪ 124‬بتفاوت‪.‬‬

‫]‪[245‬‬
‫بيان‪ :‬الخبر مفسر في كتاب الروضة من هذا الكتاب وفي شرح روضة الكافي‪- 52 .‬‬
‫مهج‪ :‬باسناد صحيح عن عبخخد الخ بخخن مالخك الخزاعخي قخال‪ :‬دعخاني هخارون‬
‫الرشيد فقال‪ :‬يا أبا عبد ال كيف أنت وموضخخع السخخر منخخك ؟ فقلخخت‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين ما أنا إل عبد من عبيدك فقال‪ :‬امض إلى تلك الحجرة وخذ من فيها‬
‫واحتفظ به إلى أن أسألك عنه‪ ،‬قال‪ :‬فدخلت فوجخدت موسخى بخن جعفخر عليخه‬
‫السلم فلما رآني سلمت عليه وحملته على دابخختي إلخخى منزلخخي فخخأدخلته داري‬
‫وجعلته مع حرمي وقفلت عليه والمفتاح معي وكنت أتولى خخخدمته‪ ،‬ومضخخت‬
‫اليام فلخخم أشخخعر إل برسخخول الرشخخيد يقخخول‪ :‬أجخخب أميخخر المخخؤمنين‪ .‬فنهضخخت‬
‫ودخلت عليه وهو جالس وعن يمينه فراش وعن يساره فراش‪ ،‬فسلمت عليخخه‬
‫فلم يرد غير أنه قال ما فعلت بالوديعة ؟ فكأني لم أفهم ما قال فقخخال‪ :‬مخخا فعخخل‬
‫صخخاحبك ؟ فقلخخت‪ :‬صخخالح‪ ،‬فقخخال‪ :‬امخخض إليخخه وادفخخع إليخخه ثلثخخة آلف درهخخم‬
‫واصرفه إلى منزله وأهله‪ ،‬فقمت وهممت بالنصراف فقخخال لخخي‪ :‬أتخخدري مخخا‬
‫السبب في ذلك وما هو ؟ قلت‪ :‬ل يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬نمخت علخى الفخراش‬
‫الذي عن يميني فرأيت في منامي قائل يقول لي‪ :‬يا هارون أطلق موسخخى بخخن‬
‫جعفر فانتبهت فقلت‪ :‬لعلها لما في نفسي منه فقمخخت إلخخى هخخذا الفخخراش الخخخر‬
‫فرأيت ذلك الشخص بعينه وهو يقول‪ :‬يا هارون أمرتك أن تطلق موسخخى بخخن‬
‫جعفر فلم تفعل‪ ،‬فانتبهت وتعوذت مخخن الشخخيطان‪ ،‬ثخم قمخخت إلخخى هخخذا الفخراش‬
‫الذي أنا عليخخه وإذا بخخذلك الشخخخص بعينخخه وبيخخده حربخخة كخخأن أولهخخا بالمشخخرق‬
‫وآخرها بالمغرب وقد أومخأ إلخخي وهخخو يقخخول‪ :‬والخ يخا هخارون لئن لخخم تطلخخق‬
‫موسى بن جعفخخر لضخخعن هخخذه الحربخخة فخخي صخخدرك وأطلعهخخا مخخن ظهخخرك‪،‬‬
‫فأرسلت إليك فامض فيما أمرتك به ول تظهره إلى أحد فأقتلك فانظر لنفسك‪.‬‬
‫قال‪ :‬فرجعت إلى منزلي وفتحت الحجرة ودخلت على موسى بن جعفر عليه‬
‫السلم فوجدته قد نام في سجوده فجلست حتى استيقظ ورفع رأسخخه وقخخال‪ :‬يخخا‬
‫أبا عبد ال افعل ما امرت به‪ ،‬فقلت لخه‪ :‬يخا مخولي سخألتك بخال وبحخق جخدك‬
‫رسول ال هل دعوت ال‬

‫]‪[246‬‬

‫عزوجل في يومك هذا بالفرج ؟ فقال‪ :‬أجل إني صليت المفروضة وسجدت و غفخخوت‬
‫في سجودي فرأيت رسول ال صلى ال عليه وآله فقال‪ :‬يا موسخخى أتحخخب أن‬
‫تطلق ؟ فقلت‪ :‬نعم يارسول ال صلى ال عليه وآله فقخال‪ :‬ادع بهخخذه الخخدعاء )‬
‫‪ (1‬ثم ذكر الدعاء فلقد دعوت به ورسول ال يلقنيه حتى سخخمعتك‪ ،‬فقلخخت‪ :‬قخخد‬
‫استجاب ال فيك‪ ،‬ثم قلت له ما أمرني به الرشيد وأعطيتخخه ذلخخك )‪- 53 .(2‬‬
‫كا‪ :‬علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن مسافر قال‪ :‬أمر أبخخو إبراهيخخم‬
‫عليه السلم حين اخرج به أبا الحسن أن ينام على بابه في كل ليلة أبدا ماكان‬
‫حيا إلى أن يأتيه خبره‪ .‬قال‪ :‬فكنا في كل ليلة نفرش لبي الحسن فخخي الخخدهيلز‬
‫ثم يأتي بعد العشاء فينام‪ ،‬فإذا أصبح انصرف إلى منزلخخه‪ ،‬قخخال‪ :‬فمكخخث علخخى‬
‫هذه الحال أربع سنين‪ ،‬فلما كان ليلة من الليالي أبطأ عنا وفرش لخخه فلخخم يخخأت‬
‫كما كان يأتي فاستوحش العيال وذعروا ودخلنا أمر عظيخخم مخخن إبطخخائه‪ .‬فلمخخا‬
‫كان من الغد أتى الدار ودخل إلى العيال وقصد إلى ام أحمد فقخخال لهخخا‪ :‬هخخاتي‬
‫الذي أودعك أبي فصرخت ولطمت وجهها وشقت جيبها وقخخالت‪ :‬مخخات وال خ‬
‫سيدي فكفها وقخخال لهخخا‪ :‬ل تكلمخخي بشخخئ ول تظهريخخه حخختى يجخخئ الخخخبر إلخخى‬
‫الوالي‪ ،‬فأخرجت إليه سفطا وألفي دينخخار أو أربعخخة آلف دينخخار فخخدفعت ذلخخك‬
‫أجمع إليه دون غيره‪ .‬وقالت‪ :‬إنه قال لي فيما بيني وبينه ‪ -‬وكانت أثيرة عنده‬
‫‪ -‬احتفظي بهذه الوديعة عندك ل تطلعي عليها أحدا حتى أموت‪ ،‬فإذا مضخخيت‬
‫فمن أتاك من ولدي‬

‫)‪ (1‬الدعاء المذكور هو " يا سابغ النعم‪ ،‬يا دافع النقم يابارى النسم‪ ،‬يا مجلى الهمم‪ ،‬يا‬
‫مغشى الظلم‪ ،‬يا كاشف الضر واللم‪ ،‬يخخا ذا الجخخود والكخخرم‪ ،‬ويخخا سخخامع كخخل‬
‫صوت ويا مدرك كل فخخوت‪ ،‬ويخخا محيخخى العظخخام وهخخى رميخخم ومنشخخئها بعخخد‬
‫الموت‪ ،‬صل على محمد وآل محمد واجعل لى من أمرى فرجا ومخرجا يخخا‬
‫ذا الجلل والكرام "‪ .‬كما في مهج الدعوات ص ‪ (2) .247‬مهج الدعوات‬
‫ص ‪.245‬‬

‫]‪[247‬‬

‫فطلبها منك فادفعيها إليه واعلمي أني قد مت‪ ،‬وقد جائتني وال علمة سخخيدي‪ .‬فقبخخض‬
‫ذلك منها وأمرهم بالمساك جميعا إلى أن ورد الخبر وانصرف فلم يعد بشئ‬
‫من المبيت كما كان يفعل‪ ،‬فما لبثنا إل أياما يسيرة حتى جائت الخريطة بنعيه‬
‫فعددنا اليام وتفقدنا الوقت‪ ،‬فإذا هو قد مات في الوقت الذي فعل أبخخو الحسخخن‬
‫عليه السلم ما فعل من تخلفه عن المبيت وقبضه لمخخا قبخخض )‪ - 54 .(1‬كخخا‪:‬‬
‫الحسين بن محمد‪ ،‬عخخن المعلخخى‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن جمهخخور‪ ،‬عخخن يخخونس‪ ،‬عخخن‬
‫طلحة قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬إن المام ل يغسله إل المام ؟ فقال‪ :‬أما‬
‫تدرون من حضر يغسله‪ ،‬قد حضره خيخخر ممخخن غخخاب عنخخه‪ ،‬الخخذين حضخخروا‬
‫يوسف في الجب حين غاب عنه أبواه وأهل بيته )‪ .(2‬بيان‪ :‬ظاهرة تقيخخة إمخخا‬
‫من المخالفين بقرينة الراوي‪ ،‬أو من نواقص العقول من الشيعة وباطنه حق‪،‬‬
‫إذ كان عليه السلم حاضرا وهو خير مخخن غخخاب وحضخخرت الملئكخخة أيضخخا‪.‬‬
‫‪ - 55‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمخخد بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن صخخفوان قخخال‪ :‬قلخخت‬
‫للرضا عليه السلم‪ :‬أخبرني عن المام متى يعلخخم أنخخه إمخخام ؟ حيخخن يبلغخخه أن‬
‫صاحبه قد مضى أو حين يمضي ؟ مثل أبي الحسن عليه السلم قبض ببغداد‬
‫وأنت ههنا ؟ قال‪ :‬يعلم ذلك حين يمضي صاحبه‪ ،‬قلت‪ :‬بأي شئ ؟ قال‪ :‬يلهمه‬
‫ال )‪ - 56 .(3‬عيون المعجزات‪ :‬في كتاب الوصايا لبخخي الحسخخن علخخي بخخن‬
‫محمد بن زياد الصيمري وروي من جهات صخخحيحة أن السخخندي بخخن شخخاهك‬
‫حضر بعد ما كان بين يديه السم في الرطب وأنه عليه السلم أكل منها عشر‬
‫رطبات‪ ،‬فقال له السندي‪ :‬تزداد ؟ فقال عليه السلم لخخه‪ :‬حسخخبك قخخد بلغخخت مخخا‬
‫يحتاج إليه فيما امرت به‪ ،‬ثم إنه أحضر القضاة‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .381‬نفس المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .385‬المصدر السخخابق‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪.381‬‬

‫]‪[248‬‬

‫والعدول قبل وفاته بأيام وأخرجه إليهم وقال‪ :‬إن الناس يقولون‪ :‬إن أبا الحسخخن موسخخى‬
‫في ضنك وضر‪ ،‬وها هخخو ذا ل علخخة بخخه ول مخخرض ول ضخخر‪ .‬فخخالتفت عليخخه‬
‫السلم فقال لهم‪ :‬اشهدوا على أني مقتول بالسم‪ ،‬منخخذ ثلثخخة أيخخام اشخخهدوا أنخخي‬
‫صحيح الظخاهر لكنخي مسخموم‪ ،‬وسخأحمر فخي آخخر هخذا اليخوم حمخرة شخديدة‬
‫منكرة‪ ،‬وأصفر غدا صفرة شديدة‪ ،‬وأبيض بعد غد وأمضخخي إلخخى رحمخخة ال خ‬
‫ورضوانه فمضى عليه السلم كما قال في آخر اليخخوم الثخخالث فخخي سخخنة ثلث‬
‫وثمانين ومائة من الهجرة وكان سنه عليه السلم أربعا وخمسخخين سخخنة‪ ،‬أقخخام‬
‫منها مع أبي عبد الخ عليخخه السخخلم عشخخرين سخخنة‪ ،‬و منفخخردا بالمامخخة أربعخخا‬
‫وثلثين سنة )‪ - 57 .(1‬عمدة الطالب‪ :‬كان موسى الكاظم عليه السلم أسود‬
‫اللخخون‪ ،‬عظيخخم الفضخخل رابخخط الجخخأش‪ ،‬واسخخع العطخخاء‪ ،‬وكخخان يضخخرب المثخخل‬
‫بصرار موسى‪ ،‬وكان أهله يقولون عجبا لمن جاءته صرة موسى فشكا القلة‪،‬‬
‫قبض عليه موسى الهادي وحبسه فرأى أمير المؤمنين علخخي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫عليه السلم في نومه يقول يا موسى " هخخل عسخيتم إن تخوليتم أن تفسخخدوا فخخي‬
‫الرض وتقطعوا أرحامكم " )‪ (2‬فانتبه مخخن نخخومه‪ ،‬وقخخد عخخرف أنخخه المخخراد‪،‬‬
‫فأمر باطلقه‪ ،‬ثم تنكر له مخن بعخخد‪ ،‬فهلخخك قبخل أن يوصخل إلخى الكخاظم عليخه‬
‫السلم أذى‪ .‬ولما ولي هارون الرشيد الخلفة أكرمه وعظمه ثخخم قبخخض عليخخه‬
‫وحبسه عند الفضل بن يحيى‪ ،‬ثم أخرجخخه مخخن عنخخده فسخخلمه إلخخى السخخندي بخخن‬
‫شاهك‪ ،‬ومضى الرشيد إلى الشام فأمر يحيى بن خالد السندي بقتله‪ ،‬فقيل‪ :‬إنه‬
‫سم‪ ،‬وقيل‪ :‬بخخل لخخف فخخي بسخخاط وغمخخز حختى مخات‪ ،‬ثخخم اخخخرج للنخخاس وعمخخل‬
‫محضرا بأنه مات حتف أنفه و تركه ثلثة أيام على الطريخخق يخخأتي مخخن يخخأتي‬
‫فينظر إليه ثم يكتب في المحضر )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬عيون المعجزات ص ‪ (2) .95‬سورة محمد الية‪ (3) .22 :‬عمخخدة الطخخالب ص‬
‫‪ 185‬بتفاوت يسير‪ .‬طبعة النجف الولى‪.‬‬

‫]‪[249‬‬
‫اقول‪ :‬رأيت في بعض مؤلفات أصحابنا‪ :‬روي أن الرشخيد لعنخه الخ لمخا أراد أن يقتخخل‬
‫المام موسى بن جعفر عليه السلم عرض قتله على سائر جنده وفرسانه فلم‬
‫يقبله أحد منهم‪ ،‬فأرسل إلى عماله فخخي بلد الفرنخخج يقخخول لهخخم‪ :‬التمسخخوا لخخي‬
‫قوما ل يعرفون ال ورسوله فإني اريد أن أسخختعين بهخخم علخخى أمخخر‪ ،‬فأرسخخلوا‬
‫إليه قوما ل يعرفون من السلم ول مخن لغخة العخرب شخيئا‪ ،‬وكخانوا خمسخين‬
‫رجل‪ ،‬فلما دخلوا إليه أكرمهخخم وسخخألهم مخخن ربكخخم ؟ ومخخن نخخبيكم ؟ فقخخالوا‪ :‬ل‬
‫نعرف لنا ربا ول نبيا أبدا فأدخلهم البيت الذي فيه المام عليه السلم ليقتلوه‪،‬‬
‫والرشيد ينظر إليهم من روزنة الخخبيت‪ ،‬فلمخخا رأوه رمخخوا أسخخلحتهم وارتعخخدت‬
‫فرائصهم وخروا سجدا يبكون رحمة له‪ ،‬فجعل المام يمر يده على رؤوسهم‬
‫ويخاطبهم بلغتهم وهم يبكون‪ ،‬فلما رأى الرشيد خشي الفتنخخة وصخخاح بخخوزيره‬
‫أخرجهخخم وهخخم يمشخخون القهقخخرى إجلل لخخه‪ ،‬وركبخخوا خيخخولهم ومضخخوا نحخخو‬
‫بلدهم من غير استيذان‪ - 58 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن‬
‫البزنطي‪ ،‬عن الرضا عليخخه السخخلم قخخال ‪ -‬فخخي حخخديث طويخخل ‪ -‬فلخخول أن الخ‬
‫يدافع عن أوليائه وينتقم لوليائه من أعدائه أما رأيت ما صنع ال بخخآل برمخخك‬
‫وما انتقم ال لبي الحسن عليخخه السخخلم‪ ،‬وقخخد كخخان بنخخو الشخخعث علخخى خطخخر‬
‫عظيم فدفع ال عنهم بخخوليتهم لبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬جخخزاء‬
‫الشرط في قوله " فلول أن ال " محذوف أي لستؤصلوا ونحوه‪.‬‬

‫)‪ (1‬لقد فحصنا عن الحديث في مظانه فلم نعثر عليه في الكخافي‪ ،‬ولعخخل القخخارئ يعخخثر‬
‫عليه‪.‬‬

‫]‪[250‬‬

‫‪) * .10‬باب( * * " )رد مذهب الواقفية والسخبب الخذى لجلخه( " * * )قيخل بخالوقف‬
‫على موسى عليه السلم( * ‪ - 1‬غط‪ :‬أما الذي يدل على فساد مذهب الواقفخخة‬
‫الذين وقفوا في إمامخخة أبخخي الحسخخن موسخخى عليخخه السخخلم وقخخالوا إنخخه المهخخدي‬
‫فقولهم باطل بما ظهر من موته عليه السلم و اشتهر واسخختفاض كمخخا اشخختهر‬
‫موت أبيه وجده ومن تقدمه من آبائه عليهم السلم ولو شككنا لم ننفصخخل مخخن‬
‫الناووسية والكيسانية والغلة والمفوضة الذين خالفوا في موت مخخن تقخخدم مخخن‬
‫آبائه عليهم السلم على أن موته اشخختهر مخخا لخخم يشخختهر مخخوت أحخخد مخخن آبخخائه‬
‫عليهم السلم لنه اظهر‪ ،‬وأحضخخروا القضخخاة والشخخهود ونخخودي عليخخه ببغخخداد‬
‫على الجسر وقيل‪ :‬هذا الذي تزعخخم الرافضخخة أنخخه حخخي ل يمخخوت مخخات حتخخف‬
‫أنفه‪ ،‬وما جرى هذا المجرى ل يمكن الخلف فيه ) ‪ .(1‬اقول‪ :‬ثم نقل الخبار‬
‫الدالة على وفاته عليه السلم على ما نقلنا عنه في باب شهادته عليخخه السخخلم‪.‬‬
‫ثم قال‪ (2) :‬فموته عليه السلم أشهر من أن يحتاج إلى ذكر الروايخخة بخخه لن‬
‫المخالف في ذلك يدفع الضخرورات‪ ،‬والشخك فخي ذلخخك يخخؤدي إلخخى الشخخك فخخي‬
‫موت كل واحد من آبائه وغيرهم‪ ،‬فل يوثخق بمخوت أحخد‪ ،‬علخى أن المشخهور‬
‫عنه عليه السلم أنه وصى إلى ابنه علي بن موسى عليه السلم‪ ،‬وأسخخند إليخخه‬
‫أمره بعد موته‪ ،‬والخبار بذلك أكثر‬

‫)‪ (1‬غيبة الشيخ الطوسي ص ‪ (2) .20‬نفس المصدر ص ‪.26‬‬

‫]‪[251‬‬

‫من أن تحصى‪ ،‬نذكر منها طرفا ولو كان حيا باقيا لما احتاج إليخه‪ .‬أقخول‪ :‬ثخم ذكخر مخا‬
‫سنورده من النصوص على الرضا عليه السلم ثخخم قخخال‪ (1) :‬و الخبخخار فخخي‬
‫هذا المعنى أكثر من أن تحصخخى‪ ،‬هخخي موجخخودة فخخي كتخخب الماميخخة معروفخخة‬
‫مشهورة‪ ،‬من أرادها وقف عليها من هناك‪ ،‬وفي هذا القدر ههنا كفايخخة إنشخخاء‬
‫ال تعالى‪ .‬فان قيل‪ :‬كيف تعولون على هذه الخبار‪ ،‬وتدعون العلم بمخخوته‪ ،‬و‬
‫الواقفة تروي أخبارا كثيرة يتضمن أنه لم يمت‪ ،‬وأنه القائم المشار إليه ]هي[‬
‫موجودة في كتبهم وكتب أصحابكم‪ ،‬فكيخخف تجمعخخون بينهخخا ؟ وكيخخف تخخدعون‬
‫العلم بموته مع ذلك ؟ قلنا‪ :‬لم نذكر هخخذه الخبخخار إل علخخى جهخخة السخختظهار‪،‬‬
‫والتبرع‪ ،‬ل لنا احتجنا إليها في العلم بموته‪ ،‬لن العلم بموته حاصل ل يشك‬
‫فيه‪ ،‬كالعلم بموت آبائه‪ ،‬والمشكك في موته كالمشكك في موتهم‪ ،‬ومخخوت كخخل‬
‫من علمنا بموته‪ ،‬وإنما استظهرنا بايراد هخخذه الخبخخار تأكيخخدا لهخخذا العلخخم كمخخا‬
‫نروي أخبارا كخخثيرة فيمخخا نعلخخم بالعقخخل والشخخرع‪ ،‬وظخخاهر القخخرآن والجمخخاع‬
‫وغير ذلك‪ ،‬فنذكر في ذلك أخبارا على وجه التأكيخخد‪ .‬فأمخخا مخخا ترويخخه الواقفخخة‬
‫فكلها أخبار آحاد ل يعضدها حجة‪ ،‬ول يمكن ادعاء العلم بصحتها‪ ،‬ومع هخخذا‬
‫فالرواة لها مطعون عليهم‪ ،‬ل يوثق بقولهم وروايخخاتهم‪ ،‬و بعخخد هخخذا كلخخه فهخخي‬
‫متأولة‪ .‬ثم ذكخخر رحمخخه الخ بعخخض أخبخخارهم الموضخخوعة وأولهخخا‪ ،‬ومخخن أراد‬
‫الطلع عليها فليراجع إلى كتابه )‪ .(2‬ثم قخخال‪ (3) :‬وقخخد روي السخخبب الخخذي‬
‫دعا قوما إلى القول بالوقف‪ ،‬فروى الثقخخات أن أول مخخن أظهخخر هخخذا العتقخخاد‬
‫علي بن أبي حمزة البطائني‪ ،‬وزياد بن مروان القندي‬

‫)‪ (1‬المصخخدر السخخابق ص ‪ (2) .31‬المصخخدر السخخابق مخخن ص ‪ 32‬إلخخى ‪(3) .46‬‬
‫المصدر السابق ص ‪.46‬‬

‫]‪[252‬‬

‫وعثمان بن عيسى الرواسي‪ ،‬طمعوا في الدنيا‪ ،‬ومالوا إلى حطامهخخا‪ ،‬واسخختمالوا قومخخا‬
‫فبذلوا لهم شيئا مما اختانوه من الموال‪ ،‬نحو حمزة بن بزيع وابخخن المكخخاري‬
‫وكرام الخثعمي وأمثخخالهم‪ .‬فخخروى محمخخد بخخن يعقخخوب‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن يحيخخى‬
‫العطار‪ ،‬عن محمد بن أحمد عن محمد بن جمهخخور‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن الفضخخل‪،‬‬
‫عن يونس بن عبد الرحمن قخال‪ :‬مخات أبخخو إبراهيخخم عليخه السخخلم وليخخس مخن‬
‫قوامه أحد إل وعنده المال الكثير‪ ،‬و كان ذلك سخخبب وقفهخخم وجحخخدهم مخخوته‪،‬‬
‫طمعا في الموال‪ ،‬كان عند زياد بن مروان القندي سبعون ألف دينار‪ ،‬وعند‬
‫علي بن أبي حمزة ثلثون ألف دينار‪ ،‬فلما رأيت ذلك وتبينت الحق وعرفخخت‬
‫من أمر أبي الحسن الرضا ما علمت‪ ،‬تكلمت ودعوت النخخاس إليخخه فبعثخخا إلخخي‬
‫وقال‪ :‬ما يدعوك إلخخى هخخذا ؟ إن كنخخت تريخخد المخخال فنحخخن نغنيخخك وضخخمنا لخخي‬
‫عشخخرة آلف دينخخار‪ ،‬وقخخال لخخي‪ :‬كخخف‪ ،‬فخخأبيت وقلخخت لهمخخا‪ :‬إنخخا روينخخا عخخن‬
‫الصادقين عليهم السلم أنهم قخخالوا‪ :‬إذا ظهخخرت البخخدع فعلخخى العخخالم أن يظهخخر‬
‫علمه‪ ،‬فإن لم يفعل سلب نور اليمان‪ ،‬وما كنت لدع الجهاد في أمر ال على‬
‫كل حال‪ ،‬فناصخخباني وأضخخمرا لخخي العخخداوة‪ - 2 .‬ع )‪ (1‬ن‪ :‬ابخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن‬
‫محمد العطار‪ ،‬عن أحمد بن الحسين بن سعيد عن محمخد بخن جمهخخور مثلخخه )‬
‫‪ - 3 .(2‬كش‪ :‬محمد بن مسعود‪ ،‬عن علي بن محمد‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن أحمخخد‪،‬‬
‫عن أحمد بن الحسين مثله )‪ - 4 .(3‬غط‪ :‬ابخخن الوليخخد‪ ،‬عخخن الصخخفار وسخخعد‪،‬‬
‫معا‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن بعض أصحابه قال‪ :‬مضى أبخخو إبراهيخخم وعنخخد زيخخاد‬
‫القندي سبعون ألف دينار‪ ،‬وعند عثمخخان ابخخن عيسخخى الرواسخخي ثلثخخون ألخخف‬
‫دينار وخمس جوار‪ ،‬ومسكنه بمصر‪ ،‬فبعث إليهم‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ص ‪ 236‬طبع النجف‪ (2) .‬عيون أخبار الرضخخا عليخخه السخخلم ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (3) .112‬رجال الكشى ‪.307‬‬

‫]‪[253‬‬

‫أبو الحسن الرضا عليه السلم أن احملوا مخخا قبلكخخم مخخن المخخال ومخا كخخان اجتمخع لبخخي‬
‫عندكم من أثاث وجوار‪ ،‬فإني وارثه‪ ،‬وقائم مقخخامه‪ ،‬وقخخد اقتسخخمنا ميراثخخه ول‬
‫عذر لكم في حبس ما قد اجتمع لي ولخخوراثه قبلكخخم‪ ،‬أو كلم يشخخبه هخخذا‪ ،‬فأمخخا‬
‫ابن أبي حمزة فإنه أنكره ولم يعترف بمخخا عنخخده‪ ،‬وكخخذلك زيخخاد القنخخدي‪ ،‬وأمخخا‬
‫عثمان بن عيسى فإنه كتب إليه‪ :‬إن أباك صلوات ال عليه لم يمت وهخخو حخخي‬
‫قائم‪ ،‬ومن ذكر أنه مات فهو مبطل‪ ،‬واعمل على أنه قد مضى كما تقول‪ ،‬فلخخم‬
‫يأمرني بدفع شئ إليك‪ ،‬و أما الجواري فقد أعتقتهن وتزوجت بهن ) ‪- 5 .(1‬‬
‫ع )‪ (2‬ن‪ :‬أبي وابن الوليد معا عن محمد العطار‪ ،‬عن أحمد بن الحسخخين ابخخن‬
‫سعيد‪ ،‬عن محمد بن جمهور‪ ،‬عن أحمد بن حماد قال‪ :‬كان أحد القوام عثمخخان‬
‫ابن عيسى‪ ،‬وكان يكون بمصر‪ ،‬وكان عنده مخخال كخخثير وسخخت جخخواري قخخال‪:‬‬
‫فبعث إليه أبو الحسن الرضا عليه السلم فيهن وفي المال قال‪ :‬فكتب إليه‪ :‬إن‬
‫أباك لم يمت قال‪ :‬فكتب إليه‪ :‬إن أبي قد مات وقد اقتسمنا ميراثه وقخد صخحت‬
‫الخبار بموته واحتج عليه فيه قال‪ :‬فكتب إليه إن لم يكن أبوك مات فليس لك‬
‫من ذلك شئ وإن كان قد مات على ما تحكي فلم يأمرني بدفع شخخئ إليخخك وقخخد‬
‫أعتقت الجواري وتزوجتهن )‪ - 6 .(3‬كش‪ :‬علي بن محمد‪ ،‬عن الشخخعري‪،‬‬
‫عن أحمد بن الحسخخين مثلخخه )‪ .(4‬قخخال الصخخدوق ‪ -‬ره ‪ :-‬لخخم يكخخن موسخخى بخخن‬
‫جعفر عليهما السلم ممن يجمع المال ولكنه قد حصل في وقت الرشيد وكخخثر‬
‫أعداؤه‪ ،‬ولم يقدر على تفريق ماكان يجتمع إل على القليل ممن يثخخق بهخخم فخخي‬
‫كتمان السر فاجتمعت هذه الموال لجل ذلخخك وأراد أن ل يحقخخق علخخى نفسخخه‬
‫قول من كان يسعى به إلى الرشيد ويقول‪ :‬إنه تحمل إليه‬

‫)‪ (1‬غيبة الطوسى ص ‪ (2) .47‬علل الشخخرائع ص ‪ (3) .236‬عيخخون الخبخخار ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (4) .113‬رجال الكشى ص ‪.368‬‬

‫]‪[254‬‬

‫الموال وتعتقد له المامة‪ ،‬ويحمل على الخروج عليه‪ ،‬ولول ذلك لفرق ما اجتمع مخخن‬
‫هذه الموال‪ ،‬على أنها لم تكن أموال الفقخخراء وإنمخخا كخخانت أمخخواله يصخخل بهخخا‬
‫مواليه لتكون له إكراما منهم له وبرا منهم بخخه عليخخه السخخلم )‪ .(1‬اقخخول‪ :‬قخخال‬
‫الصدوق ‪ -‬ره ‪ -‬في كتاب عيون أخبار الرضا ‪ -‬بعد ذكر الخبار الدالة علخخى‬
‫وفاته عليه السلم ما نقلنا عنه في باب شخخهادته ‪ :-‬إنمخخا أوردت هخخذه الخبخخار‬
‫في هذا الكتاب ردا على الواقفخة علخى موسخى بخن جعفخر عليخه السخلم فخإنهم‬
‫يزعمون أنه حي وينكرون إمامة الرضا وإمامة من بعخخده مخخن الئمخخة عليهخخم‬
‫السلم وفي صحة وفاة موسى عليخخه السخخلم إبطخخال مخخذهبهم‪ ،‬ولهخخم فخخي هخخذه‬
‫الخبار كلم يقولون‪ :‬إن الصادق عليه السلم قال‪ :‬المام ل يغسله إل إمخخام‪،‬‬
‫فلو كان الرضا عليه السلم إماما لما ذكرتم في هذه الخبار أن موسخخى عليخخه‬
‫السلم غسله غيره‪ ،‬ول حجة لهم علينا في ذلك لن الصادق عليه السلم إنما‬
‫نهى أن يغسل المام إل من يكون إماما‪ ،‬فإن دخل من يغسل المام فخخي نهيخخه‬
‫فغسله لم تبطل بذلك إمامة المخخام بعخخده‪ ،‬ولخخم يقخخل عليخخه السخخلم إن المخخام ل‬
‫يكون إل الذي يغسل من قبلخه مخن الئمخة عليهخم السخلم فبطخل تعلقهخم علينخا‬
‫بذلك‪ .‬على أنا قد روينا في بعض هذه الخبار أن الرضا عليخخه السخخلم غسخخل‬
‫أباه موسى بن جعفر عليه السلم من حيث خفي على الحاضرين لغسله غيخخر‬
‫من اطلع عليه‪ ،‬ول تنكر الواقفة أن المام يجوز أن يطوي ال له البعخخد حخختى‬
‫يقطع المسافة البعيدة في المدة اليسيرة )‪ - 7 .(2‬ك )‪ (3‬ن‪ :‬ابن مسرور‪ ،‬عن‬
‫ابن عامر‪ ،‬عن المعلى‪ ،‬عن علي بن رباط قال‪ :‬قلت لعلي بن موسخخى الرضخخا‬
‫عليه السلم إن عندنا رجل يذكر أن أباك عليخخه السخخلم حخخي وأنخخت تعلخخم مخخن‬
‫ذلك ما يعلم‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬سبحان ال مات رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله ولم يمت‬

‫)‪ (1‬عيخخون الخبخخار ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .114‬نفخخس المصخخدر ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .105‬كمخخال‬
‫الدين ج ‪ 1‬ص ‪(*) .120‬‬
‫]‪[255‬‬

‫موسى بخن جعفخخر عليخه السخلم‪ ،‬بلخى والخ‪ ،‬والخ لقخخد مخات وقسخمت أمخخواله ونكحخت‬
‫جواريه )‪ - 8 .(1‬ن‪ :‬الوراق‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ربيع بن‬
‫عبد الرحمن قال‪ :‬كان وال موسى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم مخخن المتوسخخمين‪،‬‬
‫يعلم من يقف عليه بعد موته ويجحد المام بعده إمامته ) ‪ (2‬فكان يكظم غيطه‬
‫عليهم‪ ،‬ول يبدي لهم ما يعرفه منهم‪ ،‬فسمي الكاظم لذلك ) ‪ - 9 .(3‬غط‪ :‬علي‬
‫بن حبشي بن قوني‪ ،‬عن الحسين بن أحمخخد بخخن الحسخخن بخخن علخخي ابخخن فضخخال‬
‫قال‪ :‬كنت أرى عند عمي علي بن الحسخخن بخخن فضخخال شخخيخا مخخن أهخخل بغخخداد‬
‫وكان يهازل عمي‪ ،‬فقال له يوما‪ :‬ليس في الدنيا شر منكم يا معشخخر الشخخيعة ‪-‬‬
‫أو قال الرافضة ‪ -‬فقال له عمي‪ :‬ولم لعنك ال ؟ قال‪ :‬أنا زوج بنت أحمخخد بخخن‬
‫أبي بشر السراج قال لي لمخخا حضخخرته الوفخخاة‪ :‬إنخخه كخخان عنخخدي عشخخرة آلف‬
‫دينار وديعة لموسى بن جعفر فدفعت ابنه عنهخخا بعخخد مخخوته‪ ،‬وشخخهدت أنخخه لخخم‬
‫يمت فال ال خلصوني من النار وسلموها إلى الرضا عليه السلم‪ ،‬فخخوال مخخا‬
‫أخرجنا حبة ولقد تركناه يصلى في نار جهنم‪ .‬قال الشيخ رحمه ال‪ :‬وإذا كان‬
‫أصل هذا المذهب أمثال هؤلء كيف يوثق برواياتهم أو يعول عليها‪ ،‬وأما ما‬
‫روي من الطعن على رواة الواقفة فأكثر مخخن أن يحصخخى‪ ،‬وهخخو موجخخود فخخي‬
‫كتب أصحابنا‪ ،‬نحن نذكر طرفا منه )‪ :(4‬روى الشخخعري عخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عن الخشاب‪ ،‬عن أبي داود قال‪ :‬كنت أنخخا وعيينخخة بيخخاع القصخخب عنخخد‬
‫علي بن أبي حمزة البطائني ‪ -‬وكان رئيس الواقفة ‪ -‬فسمعته يقخخول‪ :‬قخخال أبخخو‬
‫إبراهيم عليه السلم‪ :‬إنما أنخخت وأصخخحابك يخخا علخخي أشخخباه الحميخخر‪ ،‬فقخخال لخخي‬
‫عيينة‪ :‬أسمعت ؟ قلت‪ :‬إي وال لقد سمعت فقال‪ :‬ل وال ل أنقل إليه قدمي ما‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .106‬كذا في المصدر وكخخان فخخي المتخخن " ويجحخخد‬
‫المامة بعده امامته "‪ (3) .‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .112‬غيبة الشيخ‬
‫الطوسي ص ‪.48‬‬

‫]‪[256‬‬

‫حييت )‪ .(1‬وروى ابن عقدة‪ ،‬عن علي بن الحسن بن فضال‪ ،‬عن محمد بخن عمخر بخن‬
‫يزيد وعلي بن أسباط جميعا قال‪ :‬قال لنا عثمان بن عيسى الرواسي‪ :‬حخخدثني‬
‫زياد القندي وابن مسكان قال‪ :‬كنا عند أبي إبراهيم عليه السلم إذ قال‪ :‬يدخل‬
‫عليكم الساعة خير أهل الرض‪ ،‬فدخل أبو الحسن الرضا عليه السخخلم وهخخو‬
‫صبي‪ ،‬فقلنا‪ :‬خير أهل الرض ثم دنا فضمه إليه فقبله وقال‪ :‬يا بني تدري مخخا‬
‫قال ذان ؟ قال‪ :‬نعم يا سيدي هذان يشكان في‪ .‬قخال علخي بخن أسخباط‪ :‬فحخدثت‬
‫بهذا الحديث الحسن بن محبوب فقال‪ :‬بتر الحديث‪ ،‬ل ولكن حدثني علخخي بخخن‬
‫رئاب أن أبا إبراهيم قال لهما‪ :‬إن حجدتماه حقخه أو خنتمخاه فعليكمخا لعنخة الخ‬
‫والملئكة والناس أجمعين‪ ،‬يا زياد ول تنجب أنت وأصحابك أبدا‪ .‬قخخال علخخي‬
‫بن رئاب‪ :‬فلقيت زياد النقخخدي فقلخخت لخخه‪ :‬بلغنخخي أن أبخخا إبراهيخخم قخخال لخخك كخخذا‬
‫وكذا ؟ فقال‪ :‬أحسبك قد خولطت‪ ،‬فمر وتركني فلم اكلمه ول مررت بخخه قخخال‬
‫الحسن بن محبوب‪ :‬فلم نزل نتوقع لزياد دعوة أبي إبراهيم عليه السلم حخختى‬
‫ظهر منه أيام الرضخخا عليخخه السخخلم مخخا ظهخخر ومخخات زنخخديقا )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬بخختر‬
‫الحديث‪ :‬أي جعله أبتر وترك آخخخره ثخخم ذكخخر مخخا حخخذفه الخخراوي‪ - 10 .‬غخخط‪:‬‬
‫العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن صفوان بن يحيى عخخن إبراهيخخم‬
‫بن يحيى بن أبي البلد قال‪ :‬قال الرضا عليه السخخلم‪ ،‬مخخا فعخخل الشخخقي حمخخزة‬
‫ابن بزيع ؟ قلت‪ :‬هو ذا هو قد قدم‪ ،‬فقال‪ :‬يزعم أن أبي حي‪ ،‬هم اليخخوم شخخكاك‬
‫و ل يموتون غدا إل على الزندقة‪ ،‬قال صفوان‪ :‬فقلت فيما بينخخي وبيخخن نفسخخي‬
‫شكاك قد عرفتهم‪ ،‬فكيخخف يموتخخون علخخى الزندقخخة ؟ ! فمخخا لبثنخا إل قليل حختى‬
‫بلغنا عن رجل‬

‫)‪ (1‬غيبة الشيخ الطوسي ص ‪ (2) .49‬نفس المصدر ص ‪.49‬‬

‫]‪[257‬‬

‫منهم أنه قال عند موته وهو كافر برب أماته‪ ،‬قال صفوان‪ :‬فقلت‪ :‬هذا تصديق الحديث‬
‫)‪ .(1‬بيان‪ :‬الضمير في قوله‪ :‬أمخخاته راجخخع إلخخى الكخخاظم عليخخه السخخلم‪- 11 .‬‬
‫غط‪ :‬وروى أبو علي محمد بن همام‪ ،‬عن علي بن رباح قال‪ :‬قلت للقاسم ابن‬
‫إسماعيل القرشي وكان ممطورا أي شئ سمعت من محمد بخخن أبخخي حمخخزة ؟‬
‫قال‪ :‬ما سمعت منه إل حديثا واحدا قال ابن رباح‪ :‬ثم أخخخرج بعخخد ذلخخك حخخديثا‬
‫كثيرا فرواه عن محمد بن أبي حمزة‪ ،‬قال ابن رباح‪ :‬وسألت القاسم هخخذا‪ :‬كخخم‬
‫سمعت من حنان فقال‪ :‬أربعخة أحخخاديث أو خمسخخة‪ ،‬قخال‪ :‬ثخخم أخخرج بعخخد ذلخخك‬
‫حديثا كثيرا فرواه عنه‪ .‬وروى أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن سعد بن سخخعد‪،‬‬
‫عن أحمد بن عمر قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول في ابن أبخخي حمخخزة‪:‬‬
‫أليس هو الذي يروي أن رأس المهدي يهخخدى إلخخى عيسخخى بخخن موسخخى‪ ،‬وهخخو‬
‫صاحب السفياني وقال‪ :‬إن أبا إبراهيم يعود إلى ثمانية أشهر‪ ،‬فما استبان لهخخم‬
‫كذبه ؟ وروى محمد بن أحمد بن يحيى‪ ،‬عن بعض أصحابنا‪ ،‬عن محمخخد بخخن‬
‫عيسى بن عبيد‪ ،‬عن محمخخد بخخن سخخنان قخخال‪ :‬ذكخخر علخخي بخخن أبخخي حمخخزة عنخخد‬
‫الرضا عليه السلم فلعنه ثم قال‪ :‬إن علي بن أبي حمخخزة أراد أن ل يعبخخد ال خ‬
‫في سمائه وأرضه فأبى ال إل أن يتم نوره ولخخو كخخره المشخخركون‪ ،‬ولخخو كخخره‬
‫اللعين المشرك‪ ،‬قلت‪ :‬المشرك ؟ قال‪ :‬نعم وال رغم أنفه كذلك هو في كتخخاب‬
‫ال " يريدون أن يطفؤا نور ال بأفواههم " )‪ (2‬وقد جرت فيخخه وفخخي أمثخخاله‪،‬‬
‫إنه أراد أن يطفئ نخخور الخ )‪ .(3‬والطعخخون علخخى هخخذه الطائفخخة أكخخثر مخخن أن‬
‫تحصى ل نطول بذكرها الكتخخاب فكيخخف يوثخخق بروايخخات هخخؤلء القخخوم وهخخذه‬
‫أحوالهم وأقوال السلف الصالح فيهم‪ ،‬ولخخول معانخخدة مخخن تعلخخق بهخخذه الخبخخار‬
‫التي ذكروها لما كان ينبغي أن يصغى إلى من يذكرها‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ص ‪ (2) .49‬سورة التوبة الية‪ (3) .32 :‬غيبخة الشخخيخ الطوسخخي‬
‫ص ‪.50‬‬

‫]‪[258‬‬

‫لنا قد بينا من النصوص على الرضا عليه السلم ما فيه كفاية ويبطل قولهم‪ ،‬ويبطخخل‬
‫ذلك أيضا ما ظهر من المعجزات على يد الرضخخا الدالخخة علخخى صخخحة إمخخامته‬
‫وهي مذكورة في الكتب‪ ،‬ولجلها رجع جماعة من القخخول بخخالوقف مثخخل عبخخد‬
‫الرحمن بن الحجاج )‪ (1‬ورفاعة بن موسى )‪ (2‬ويونس يعقوب )‪ (3‬وجميخخل‬
‫بن دراج )‪ (4‬وحماد بن‬

‫)‪ (1‬عبد الرحمان بن الحجاج البجلى مولهم كخخوفى بيخخاع السخخابرى‪ ،‬اسخختاذ صخخفوان‪،‬‬
‫سكن بغداد ورمى بالكيسانية وكان ثقة ثقة وجها ثبتا روى عن أبي عبد ال خ‬
‫وأبي الحسن عليهما السلم وبقى بعد أبي الحسن ولقى الرضا عليه السلم‪،‬‬
‫وكان وكيل لبي عبد ال عليه السلم ومات في عصر الرضا " ع " وكان‬
‫أبو عبد ال " ع " يقول له‪ :‬كلم أهل المدينة فانى أحب أن يخخرى فخخي رجخخال‬
‫الشيعة مثلك‪ ،‬وكانت وفاته بين الحرمين أو في المدينة‪ ،‬شهد لخخه الصخادق "‬
‫ع " انه من المنين وشهد لخه الكخاظم " ع " بالجنخة " باقتضخاب وتصخرف‬
‫عخخن شخخرح مشخخيخة الفقيخخه ص ‪ 41‬لسخخماحة سخخيدى الوالخخد دام ظلخخه "‪(2) .‬‬
‫رفاعخخة بخخن موسخخى النخخخاس السخخدي روى عخخن الصخخادق والكخخاظم عليهمخخا‬
‫السلم كان ثقة فخخي حخخديثه مسخخكونا إلخخى روايتخخه حسخخن الطريقخخة‪ .‬لخخه كتخخاب‬
‫مبوب في الفرائض‪ ،‬رواه عنه صالح بن خالد المحاملى وابن فضخخال وابخخن‬
‫أبي عمير وصفوان‪ (3) .‬يونس بن يعقوب أبو على الجلب البجلى الدهنى‬
‫الكوفي‪ ،‬أمه منية بنت عمار اخت معاوية بن عمخخار الخخدهنى‪ ،‬اختخخص بخخأبى‬
‫عبد ال وأبى الحسن الكاظم عليهما السلم‪ ،‬وكان يتوكل لبخخي الحسخخن " ع‬
‫" ومات في المدينخخة فخخي أيخخام الرضخخا " ع " وتخخولى أمخخره وبعخخث بحنخخوطه‬
‫وكفنه وجميع ما يحتاج إليه‪ ،‬وأمر مواليه وموالى أبيخخه وجخخده أن يحضخخروا‬
‫جنازته وقال لهم‪ :‬هذا مولى لبي عبد ال عليه السلم كخخان يسخكن العخراق‪،‬‬
‫وقال لهم‪ :‬احفروا له في البقيع فان قخخال لكخخم أهخخل المدينخخة‪ :‬انخخه عراقخخى ول‬
‫ندفنه بالبقيع فقولوا لهم‪ :‬هذا مولى لبي عبد ال " ع " كان يسكن العخخراق‪،‬‬
‫فان منعتمونا أن ندفنه بالبقيع منعناكم أن تدفنوا مواليكم في البقيع‪ ،‬فدفن في‬
‫البقيع‪ ،‬ووجه أبو الحسن على بن موسى " ع " إلى زميله محمد بن الحباب‬
‫‪ -‬وكان رجل من أهل الكوفة ‪ -‬صل عليه أنت‪ ،‬ثم أمر عليه السلم صاحب‬
‫المقبرة أن يتعاهد قبره‪ ،‬ويرش عليه الماء أربعيخخن شخخهرا‪ ،‬أو أربعيخخن يومخخا‬
‫فخخي كخخل يخخوم‪ ،‬والشخخك مخخن علخخي بخخن الحسخخن بخخن فضخخال راوي الحخخديث "‬
‫باقتضاب عخخن شخخرح مشخخيخة الفقيخخه ص ‪ (4) ." 46‬جميخخل بخخن دراج بخخن‬
‫الصبيح بن عبد ال أبو على النخعي‪ ،‬قال ابن فضال‪ :‬أبو محمد ‪< -‬‬

‫]‪[259‬‬

‫عيسى )‪ (1‬وغيرهم‪ ،‬وهؤلء من أصحاب أبيه الذين شكوا فيه ثم رجعوا‪ ،‬وكذلك مخخن‬
‫كان في عصره مثل أحمد بخخن محمخخد بخخن أبخخي نصخخر )‪ (2‬والحسخخن بخخن علخخي‬
‫الوشاء )‪ (3‬وغيرهم ممن قال‪ :‬فخي الوقخف فخالتزموا الحجخة وقخالوا‪ :‬بامخامته‬
‫وإمامة من بعده‬

‫‪ < -‬شيخنا ووجه الطائفة ثقة‪ ،‬روى عن أبي عبد ال وأبي الحسن عليهما السلم‪ ،‬أخذ‬
‫عن زرارة وكان أكبر من أخيه نوح بخن دراج القاضخى ‪ -‬وكخان أيضخا مخن‬
‫أصحابنا وكان يخفى أمره ‪ -‬وعمى جميل في آخر عمخخره‪ ،‬ومخخات فخخي أيخخام‬
‫الرضا " ع "‪ ،‬له كتاب اشترك فيه هو ومحمد بخن حمخخران‪ ،‬وآخخخر اشخترك‬
‫فيه هو ومرازم بن حكيم‪ ،‬وهخخو ممخخن اجمعخخت العصخخابة علخخى تصخخحيح مخخا‬
‫يصح عنه وقد وردت في مدحه روايات تدل على سخمو مقخامه " باقتضخاب‬
‫وتصرف عن شرح مشيخة الفقيه ص ‪ (1) ." 17‬حماد بن عيسى الجهنى‬
‫البصري أبو محمد من أصحاب الصادق عليه السلم أصله كوفى‪ ،‬بقى إلى‬
‫زمن الجواد " ع " كان ثقة في حديثه صدوقا قال‪ :‬سمعت من أبي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم سبعين حديثا فلخخم أزل أدخخخل الشخخك فخخي نفسخخي حخختى اقتصخخرت‬
‫على هذه العشرين مات غرقا بوادي قناة في طريق مكة سخخنة ‪ 209‬أو سخخنة‬
‫‪ 208‬وله نيف وتسعون سنة في حيخاة أبخي جعفخر الثخاني " ع " وهخو ممخن‬
‫أجمعت العصابة على تصخخحيح مخخا يصخخح عنخخه‪ ،‬لخخه كتخخاب الصخخلة وكتخخاب‬
‫الزكخخاة‪ ،‬وكتخخاب النخخوادر " باقتضخخاب عخخن شخخرح مشخخيخة الفقيخخة ص ‪10‬‬
‫لسماحة سيدنا الوالد دام ظله "‪ (2) .‬أحمد بن محمد بن أبي نصر الخخبزنطى‬
‫كوفى لقى الرضا والجواد عليهما السلم وروى عنهما‪ ،‬كان عظيم المنزلخخة‬
‫عنخخدهما ولخخه اختصخخاص بهمخخا‪ ،‬جليخخل القخخدر ثقخخة‪ ،‬أجمخخع الصخخحاب علخخى‬
‫تصحيح ما يصح عنه وأقروا له بالفقه‪ ،‬مات سنة ‪ 221‬بعد وفاة الحسن بخخن‬
‫على بن فضال بثمانية أشهر‪ ،‬روى عنه جمع من الصحاب منهم أحمد بخخن‬
‫محمخخد بخخن عيسخخى ويحيخخى بخخن سخخعيد الهخخوازي‪ ،‬ومحمخخد بخخن عبخخد الحميخخد‬
‫العطار‪ ،‬ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب وغيرهم‪ " .‬عن شرح مشخخيخة‬
‫الفقيه ص ‪ 18‬لسيدنا الوالد دام ظله "‪ (3) .‬الحسن بن علخخي الوشخخا الخخخزاز‬
‫ويعرف بابن بنت الياس الصيرفي ويكنخخى أبخخا محمخخد كخخان مخخن وجخخوه هخخذه‬
‫الطائفة‪ ،‬وعينا من عيونهم‪ ،‬كخخثير الروايخخة مخخن أصخخحاب الرضخخا " ع " لخخه‬
‫كتب‪ ،‬وهو الذي سأله أحمد بن محمد بن عيسى أن يخرج له كتابي العل بن‬
‫رزين وأبان ابن عثمان فأخرجهما له فقال له أحمد‪ :‬أحب ان تجيزهما لخخى‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬يرحمك ال ‪< -‬‬

‫]‪[260‬‬

‫من ولده )‪ - 12 .(1‬ن‪ :‬الوراق‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن الحسخخن بخخن عيسخخى الخخخراط‪ ،‬عخخن‬
‫جعفر ابن محمد النوفلي قال‪ :‬أتيت الرضا عليه السلم وهو بقنطرة ابريخخق )‬
‫‪ (2‬فسلمت عليه ثم جلست وقلخخت‪ :‬جعلخخت فخخداك إن اناسخخا يزعمخخون أن أبخخاك‬
‫عليه السلم حي فقال‪ :‬كذبوا لعنهم ال لو كان حيخخا مخخا قسخخم ميراثخخه ول نكخخح‬
‫نساؤه‪ ،‬ولكنه وال ذاق الموت كما ذاقه علي بن أبي طالب عليه السلم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫فقلت له‪ :‬ما تأمرني ؟ قال‪ :‬عليك بابني محمد من بعدي‪ ،‬وأما أنا فاني ذاهخخب‬
‫في وجه ل أرجع‪ ،‬بورك قبر بطوس وقبران ببغداد قخخال قلخخت‪ :‬جعلخخت فخخداك‬
‫عرفنا واحدا فما الثاني ؟ قال‪ :‬ستعرفونه‪ ،‬ثم قخخال عليخخه السخخلم‪ :‬قخخبري وقخخبر‬
‫هارون هكذا وضم إصبعيه )‪ - 13 .(3‬كش‪ :‬خلف بن حماد‪ ،‬عن أبي سعيد‪،‬‬
‫عن الحسن بن محمد بن أبي طلحة عن داود الرقخخي قخال‪ :‬قلخت لبخخي الحسخخن‬
‫الرضا عليه السلم‪ :‬جعلت فداك إنه وال ما يلج في صدري مخخن أمخخرك شخخئ‬
‫إل حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر عليه السلم قال لي‪ :‬وما هو‬
‫؟ قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬سابعنا قائمنا إن شآء ال قخخال‪ :‬صخخدقت‪ ،‬وصخخدق ذريخخح‪،‬‬
‫وصدق أبو جعفر عليه السلم‪ ،‬فازددت وال شكا‪ ،‬ثم قال لي‪ :‬يا داود بن أبي‬
‫كلدة‬

‫‪ < -‬وما عجلتك ؟ اذهب فاكتبهما واسمع من بعد‪ ،‬فقال أحمد‪ :‬ل آمن الحدثان فقال‪ :‬لو‬
‫علمت أن هذا الحديث يكون له هذا الطلب ل سخختكثرت منخخه‪ ،‬فخخانى أدركخخت‬
‫في هذا المسجد تسع مخخائة شخخيخ كخخل يقخخول‪ :‬حخخدثنى جعفخخر بخخن محمخخد عليخخه‬
‫السلم " باقتضاب عن شرح مشيخة الفقيخخه ص ‪ 82‬لسخخماحة سخخيدي الوالخخد‬
‫دام ظله "‪ (1) .‬غيبة الطوسى ص ‪ (2) .51‬قنطرة اربق‪ :‬وأربق بفتخخح ثخخم‬
‫السكون وباء موحدة مفتوحة وقد تضخخم وقخخاف ويقخخال بالكخخاف‪ :‬مخخن نخخواحى‬
‫رامهرمز من خوزستان وهو بلد وناحية مخخن الهخخواز ذات قخخرى ومخخزارع‬
‫وعنده قنطرة مشهورة‪ (3) .‬عيون أخبار الرضا " ع " ج ‪ 2‬ص ‪.216‬‬

‫]‪[261‬‬

‫أما وال لول أن موسى قال للعالم‪ " :‬ستجدني إن شاء ال صابرا " )‪ (1‬مخخا سخخأله عخخن‬
‫شئ‪ ،‬وكذلك أبو جعفر عليه السلم لول أن قخال إن شخآء الخ لكخان كمخا قخال‪:‬‬
‫فقطعت عليه )‪ - 14 .(2‬كش‪ :‬علي بن محمد‪ ،‬عن محمد بن أحمد‪ ،‬عن أبخخي‬
‫عبد ال الرازي‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عن أبي الحسن عليخخه‬
‫السلم قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك إني خلفت ابن أبي حمزة‪ ،‬وابن مهخخران‪ ،‬وابخخن‬
‫أبي سعيد أشد أهل الدنيا عداوة ل تعالى قال‪ :‬فقال لي‪ :‬مخخا ضخخرك مخخن ضخخل‬
‫إذا اهتديت‪ ،‬إنهم كذبوا رسول ال صلى ال عليه وآلخخه و كخخذبوا فلنخخا وفلنخخا‬
‫وكذبوا جعفرا وموسى عليهم السلم‪ ،‬ولي بآبائي اسوة‪ ،‬فقلخخت‪ :‬جعلخخت فخخداك‬
‫إنا نروي أنك قلت لبن مهران‪ :‬أذهخخب الخ نخخور قلبخخك وأدخخخل الفقخخر بيتخخك ؟‬
‫فقال‪ :‬كيف حاله وحال بره ؟ فقلت‪ :‬يا سيدي أشد حال‪ ،‬هم مكروبخخون ببغخخداد‬
‫لم يقدر الحسين أن يخرج إلى العمرة‪ ،‬فسخخكت‪ .‬وسخخمعته يقخخول فخخي ابخخن أبخخي‬
‫حمزة‪ :‬أما استبان لكم كذبه‪ ،‬أليس هو الذي روى أن رأس المهدي يهدى إلخخى‬
‫عيسى بن موسى ؟ وهو صاحب السفياني ؟ وقال‪ :‬إن أبا الحسن عليه السلم‬
‫يعود إلى ثمانية أشهر ؟ )‪ - 15 .(3‬كش‪ :‬حمدويه‪ ،‬عن الحسخخن بخخن موسخخى‪،‬‬
‫عن داود بن محمد‪ ،‬عن أحمد ابن محمد‪ ،‬قال‪ :‬وقف علي أبو الحسن في بنخخي‬
‫زريق فقال لي‪ :‬وهو رافع صوته‪ :‬يا أحمد ! قلت‪ :‬لبيخخك قخخال‪ :‬إنخخه لمخخا قبخخض‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله جهد الناس في إطفاء نور ال فخخأبى ال خ إل أن‬
‫يتم نوره بأمير المؤمنين عليه السلم فلما توفي أبو الحسن عليه السخخلم جهخخد‬
‫علي بن أبي حمزة وأصحابه في إطفاء نخخور الخ فخخأبى الخ إل أن يتخخم نخخوره‪،‬‬
‫وإن أهل الحق إذا دخل عليهم داخخخل سخخروا بخخه‪ ،‬وإذا خخخرج عنهخخم خخخارج لخخم‬
‫يجزعوا عليه‪ ،‬و‬

‫)‪ (1‬سورة الكهف الية ‪ (2) .69‬رجخخال الكشخخى ص ‪ (3) .238‬نفخخس المصخخدر ص‬
‫‪ 255‬بأدنى تفاوت‪.‬‬

‫]‪[262‬‬

‫ذلك أنهم على يقين من أمرهم‪ ،‬وإن أهل الباطخخل إذا دخخخل فيهخخم داخخخل سخخروا بخخه وإذا‬
‫خرج عنهم خارج جزعوا عليه‪ ،‬وذلك أنهم على شك من أمرهم‪ ،‬إن ال جخخل‬
‫جلله يقول‪ " :‬فمستقر ومستودع " )‪ (1‬قال‪ :‬ثم قال أبو عبد ال عليه السلم‪:‬‬
‫المستقر الثابت‪ ،‬والمستودع المعار )‪ - 16 .(2‬كش‪ :‬جعفخخر بخخن أحمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫يونس بن عبد الرحمن‪ ،‬عن الحسين بن عمر قال‪ :‬قلخت لخه‪ :‬إن أبخي أخخبرني‬
‫أنه دخل على أبيك فقال له‪ :‬إني أحتج عليك عنخخد الجبخخار أنخخك أمرتنخخي بخخترك‬
‫عبد ال وأنك قلت‪ :‬أنا إمام ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فمخخا كخخان مخخن إثخخم ففخخي عنقخخي فقخخال‪:‬‬
‫وإني أحتج عليك بمثل حجة أبي على أبيك فإنك أخبرتني أن أبخاك قخد مضخى‬
‫وأنك صاحب هذا المر من بعده ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬إنخخي لخخم أخخخرج مخخن‬
‫مكة حتى كاد يتبين لي المخخر وذلخخك أن فلنخخا أقرأنخخي كتابخخك يخخذكر أن تركخخة‬
‫صاحبنا عندك فقال‪ :‬صدقت وصدق‪ ،‬أما وال ما فعلت ذلك حتى لم أجد بخخدا‪،‬‬
‫ولقد قلته على مثخخل جخخدع أنفخخي‪ ،‬ولكنخخي خفخخت الضخخلل والفرقخخة )‪ .(3‬بيخخان‪:‬‬
‫تركة صاحبنا أي ما تركه علي عليه السلم من علمخخات المامخخة‪ ،‬كالسخخلح‬
‫والجفر وغير ذلك‪ ،‬ويحتمل القائم عليه السلم علخخى الضخخافة إلخخى المفعخخول‪،‬‬
‫قوله عليه السلم‪ :‬على مثل جدع أنفي‪ :‬الجدع قطع النف أي كان يشق ذكخخر‬
‫ذلك علي كجدع النف للتقية‪ ،‬ولكن قلتخخه لئل يضخخلوا‪ - 17 .‬كخخش‪ :‬خلخخف بخخن‬
‫حماد‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن الحسين بن بشار قال‪ :‬لما مات موسى بخخن جعفخخر عليخخه‬
‫السلم خرجت إلى علي بن موسى عليه السلم غير مؤمن بموت موسى ول‬
‫مقرا بامامة علي عليه السلم إل أن في نفسي أن أسأله وأصدقه‪ ،‬فلما صرت‬
‫إلى المدينة انتهيت إليه وهو بالصوار )‪ (4‬فاسخختأذنت عليخخه ودخلخخت فأدنخخاني‬
‫وألطفني وأردت أن‬

‫)‪ (1‬سورة النعام اليخة ‪ (2) .98‬رجخال الكشخى ص ‪ (3) .278‬نفخس المصخدر ص‬
‫‪ (4) .267‬الصؤار‪ :‬موضع بالمدينة " المراصد‪ ،‬العجم "‪.‬‬

‫]‪[263‬‬

‫أسأله‪ ،‬عن أبيه عليه السلم فبادرني فقال لي‪ :‬يخخا حسخخين إن أردت أن ينظخخر الخ إليخخك‬
‫من غير حجاب وتنظر إلى ال من غيخخر حجخخاب فخخوال آل محمخخد ووال ولخخي‬
‫المر منهم قال‪ :‬قلت أنظخخر إلخخى الخ عزوجخخل ؟ قخخال‪ :‬إي والخ قخخال حسخخين‪:‬‬
‫فجزمت على موت أبيه وإمامته ثم قال لي‪ :‬ما أردت أن آذن لك لشخخدة المخخر‬
‫وضيقه ولكني علمت المر الذي أنت عليه‪ ،‬ثخخم سخخكت قليل ثخخم قخخال‪ :‬خخخبرت‬
‫بأمرك ؟ قال‪ :‬قلت له‪ :‬أجل )‪ .(1‬بيان‪ :‬قد مر تأويل النظر إلى ال تعخخالى فخخي‬
‫كتاب التوحيد‪ - 18 .‬كش‪ :‬محمد بن مسعود ومحمد بن الحسن الخخبراثي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن إبراهيم عن محمد بن فخارس‪ ،‬عخن أحمخد بخن عبخدوس الخلنجخي أو‬
‫غيره‪ ،‬عن علي بن عبد ال الزبيري قال‪ :‬كتبت إلى أبي الحسن عليه السخخلم‬
‫أسأله عن الواقفة فكتب‪ :‬الواقف حائد عن الحق ومقيخخم علخخى سخخيئة‪ ،‬إن مخخات‬
‫بها كانت جهنم مأواه وبئس المصير )‪ .(2‬جعفر بن معخخروف عخخن سخخهل بخخن‬
‫بحر‪ ،‬عن الفضل بن شاذان رفعه عخخن الرضخخا عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬سخخئل عخخن‬
‫الواقفة فقال‪ :‬يعيشون حيارى ويموتون زنادقة )‪ - 19 .(3‬كش‪ :‬وجدت بخط‬
‫جبرئيل بن أحمد في كتابه حدثني سهل بن زياد الدمي‪ ،‬عن محمد بن أحمخخد‬
‫بن الربيع القرع‪ ،‬عن جعفر بن بكر‪ ،‬عن يوسف ابن يعقوب قال‪ :‬قلت لبي‬
‫الحسن الرضا عليه السلم اعطي هخخؤلء الخخذين يزعمخخون أن أبخخاك حخخي مخخن‬
‫الزكاة شيئا ؟ قال‪ :‬ل تعطهم فانهم كفار مشخخركون زنادقخخة )‪ - 20 .(4‬كخخش‪:‬‬
‫عدة من أصحابنا‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬سخخمعناه يقخخول‪:‬‬
‫يعيشون شكاكا ويموتون زنادقة‪ ،‬قال‪ :‬فقخخال بعضخخنا‪ :‬أمخخا الشخخكاك فقخخد علمنخخا‬
‫فكيف يموتون زنادقة ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬حضخخرت رجل منهخخم وقخخد احتضخخر قخخال‪:‬‬
‫فسمعته‬
‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ 281‬وفيه " بالصوا " في الصل مكان " بالصخخؤار " كمخخا أن‬
‫في هامشه " بالصواء "‪ (2) .‬نفخخس المصخخدر ص ‪ 284‬وفيخخه " الزهخخري "‬
‫مكان الزبيري‪ (3) .‬المصدر السابق ص ‪ (4) .284‬المصخخدر السخخابق ص‬
‫‪.284‬‬

‫]‪[264‬‬

‫يقول‪ :‬هو كافر إن مات موسى بن جعفر عليه السلم قال‪ :‬فقلت‪ :‬هو هخخذا )‪- 21 .(1‬‬
‫كش‪ :‬أبو صالح خلف بن حماد الكشي‪ ،‬عن الحسن بن طلحخخة‪ ،‬عخخن بكخخر بخخن‬
‫صالح قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول‪ :‬ما تقول الناس في هخخذه اليخخة ؟‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك فأي آية ؟ قال‪ :‬قول ال خ عزوجخخل " وقخخالت اليهخخود يخخد الخ‬
‫مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفخخق كيخخف يشخخاء " )‬
‫‪ (2‬قلت‪ :‬اختلفوا فيها قال أبو الحسن عليخه السخخلم‪ :‬ولكنخي أقخول‪ :‬نزلخخت فخخي‬
‫الواقفة إنهم قالوا‪ :‬ل إمام بعد موسى‪ ،‬فخخرد الخ عليهخخم‪ :‬بخخل يخخداه مبسخخوطتان‪،‬‬
‫واليد هو المام في باطن الكتاب وإنما عنخخى بقخخولهم ل إمخخام بعخخد موسخخى بخخن‬
‫جعفر )‪ - 22 .(3‬كش‪ :‬خلف‪ ،‬عن الحسن بن طلحة المروزي‪ ،‬عن محمد بن‬
‫عاصم قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول‪ :‬يا محمد بن عاصم بلغنخخي أنخخك‬
‫تجالس الواقفة ؟ قلت‪ :‬نعخخم جعلخخت فخخداك اجالسخخهم وأنخخا مخخخالف لهخخم قخخال‪ :‬ل‬
‫تجالسهم فان ال عزوجل يقول " وقد نخخزل عليكخخم فخخي الكتخخاب أن إذا سخخمعتم‬
‫آيات ال يكفر بها ويستهزئ بها فل تقعدوا معهم حخختى يخوضخخوا فخخي حخخديث‬
‫غيره إنكم إذا مثلهم " )‪ (4‬يعني باليات الوصياء الذين كفروا بها الواقفخخة )‬
‫‪ - 23 .(5‬كش‪ :‬خلف‪ ،‬قال حدثني الحسن بن علي‪ ،‬عن سليمان بن الجعفري‬
‫قال‪ :‬كنت عند أبي الحسن عليه السلم بالمدينة إذ دخل عليخه رجخل مخن أهخل‬
‫المدينة فسأله عن الواقفة فقال أبو الحسن عليه السلم‪ " :‬ملعونين أينما ثقفخخوا‬
‫اخذوا وقتلوا تقتيل * سنة ال في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة ال تبديل‬
‫" )‪ (6‬وال إن ال ل يبدلها‬

‫)‪ (1‬المصدر السابق ص ‪ 284‬وفيه في الخر تقديم وتأخير‪ (2) .‬سورة المائدة اليخخة‪:‬‬
‫‪ (3) .64‬رجخخال الكشخخى ص ‪ (4) .284‬سخخورة النسخخاء اليخخة‪(5) .140 :‬‬
‫رجال الكشى ص ‪ (6) .285‬سورة الحزاب الية‪.61 :‬‬

‫]‪[265‬‬

‫حتى يقتلوا عن آخرهم )‪ .(1‬بيان‪ :‬لعل المراد قتلهم في الرجعة‪ - 24 .‬كش‪ :‬محمد بخخن‬
‫الحسن البراثي‪ ،‬عن أبي علي الفارسي‪ ،‬عن عبدوس الكوفي‪ ،‬عخخن حمخخدويه‪،‬‬
‫عمن حدثه‪ ،‬عن الحكم بن مسكين‪ ،‬قال‪ :‬وحدثني بذلك إسماعيل بن محمد بخخن‬
‫موسى بن سلم‪ ،‬عن الحكم بن عيص قال‪ :‬دخلت مع خالي سليمان بخخن خالخخد‬
‫على أبي عبد ال عليه السلم فقخخال‪ :‬يخخا سخخليمان مخخن هخخذا الغلم ؟ فقخخال‪ :‬ابخخن‬
‫اختي فقال‪ :‬هل يعرف هذا المر ؟ فقال‪ :‬نعم فقال‪ :‬الحمد لخ الخخذي لخخم يخلقخخه‬
‫شيطانا‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا سليمان عوذ بخخال ولخخدك مخخن فتنخخة شخخيعتنا‪ ،‬فقلخخت‪ :‬جعلخخت‬
‫فداك وما تلك الفتنة ؟ قال‪ :‬إنكارهم الئمة عليهم السلم ووقخخوفهم علخخى ابنخخي‬
‫موسى‪ ،‬قال‪ :‬ينكرون موته ويزعمون أن ل إمام بعده اولئك شر الخلخخق )‪.(2‬‬
‫‪ - 25‬كش‪ :‬محمد بن الحسن البراثي‪ ،‬عن أبي علي‪ ،‬عن يعقوب بن يزيد عن‬
‫محمد بن أبي عمير‪ ،‬عن رجل من أصحابنا قال‪ :‬قلخت للرضخا عليخه السخلم‪:‬‬
‫جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك يزعمون أنخخه لخخم يمخخت قخخال‪ :‬كخخذبوا وهخخم‬
‫كفار بما أنزل ال عزوجل على محمد صلى ال عليه وآله‪ ،‬ولو كان ال يمخخد‬
‫في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه لمد ال في أجل رسول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله )‪ .(3‬بيان‪ :‬لعلهم كانوا يستدلون علخخى عخخدم مخخوته عليخخه السخخلم‬
‫بحاجة الخلق إليه فأجابهم بالنقض برسول ال صلى ال عليه وآله‪ ،‬فل ينخخافي‬
‫المد في أجخخل القخخائم عليخخه السخخلم لمصخخالح اخخخر‪ ،‬أو يكخخون المخخراد المخخد بعخخد‬
‫حضور الجل المقدر‪ - 26 .‬كش‪ :‬محمد بن الحسن الخخبراثي‪ ،‬عخخن أبخخي علخخي‬
‫الفارسي‪ ،‬عن ميمون النحاس عن محمد بن الفضيل قخال‪ :‬قلخت للرضخخا عليخه‬
‫السلم‪ :‬ما حال قوم وقفوا على أبيك موسى عليه السلم ؟ قال‪ :‬لعنهم ال خ مخخا‬
‫أشد كذبهم أما إنهم يزعمون أني عقيم‪ ،‬وينكرون من يلي هذا‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ (2) .285‬رجخال الكشخى ص ‪ (3) .285‬نفخس المصخدر ص‬


‫‪.285‬‬

‫]‪[266‬‬

‫المر من ولخدى )‪ - 27 .(1‬كخش‪ :‬محمخد بخخن الحسخخن الخبراثي‪ ،‬عخخن أبخخي علخخي‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن جده عمخخر بخخن يزيخخد قخال‪:‬‬
‫دخلت على أبي عبد ال عليه السلم فحدثني مليا في فضائل الشخخيعة ثخخم قخال‪:‬‬
‫إن مخخن الشخخيعة بعخخدنا مخخن هخخم شخخر مخخن النصخخاب‪ ،‬قلخخت‪ :‬جعلخخت فخخداك أليخخس‬
‫ينتحلون حبكم ويتولونكم ويتبرؤن من عدوكم ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قلخخت‪ :‬جعلخخت‬
‫فداك بين لنا نعرفهم فلسنا منهم ؟ قال‪ :‬كل يا عمر ما أنت منهم‪ ،‬إنما هم قخخوم‬
‫يفتنخخون بزيخخد ويفتنخخون بموسخخى‪ .‬الخخبراثي‪ ،‬عخخن أبخخي علخخي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫إسماعيل‪ ،‬عن موسى بن القاسم البجلي عن علي بخخن جعفخخر قخخال‪ :‬رجخخل أتخخى‬
‫أخي عليه السلم فقال له‪ :‬جعلت فداك من صاحب هذا المر ؟ فقال‪ :‬أما إنهم‬
‫يفتنون بعد موتي فيقولون‪ :‬هو القائم وما القائم إل بعدي بسنين‪ .‬البراثي‪ ،‬عن‬
‫أبي علي‪ ،‬عن الحسين بن محمد بن عمر بن يزيد‪ ،‬عن عمخخه قخخال‪ :‬كخخان بخخدء‬
‫الواقفة أنه كان اجتمع ثلثون ألف دينار عند الشاعثة زكاة أموالهم وما كان‬
‫يجب عليهم فيها فحملوا إلخخى وكيليخخن لموسخخى عليخخه السخخلم بالكوفخخة أحخخدهما‬
‫حيان السراج )‪ (2‬والخر كان معه‪ ،‬وكان موسخخى عليخخه السخخلم فخخي الحبخخس‬
‫فاتخذوا بذلك دورا‪ ،‬وعقدوا العقود‪ ،‬واشتروا الغلت‪ ،‬فلما مات موسى عليخخه‬
‫السلم فانتهى الخبر إليهما أنكرا موته وأذاعا في الشخخيعة أنخخه ل يمخخوت لنخخه‬
‫هو القائم‪ ،‬فاعتمدت عليه طائفة من الشيعة وانتشر‬

‫)‪ (1‬المصدر السابق ص ‪ (2) .286‬حيان السراج كان كيسانيا وقد روى الكشخخى فخخي‬
‫رجاله ص ‪ 203 - 202‬روايات تدل على تعصبه في كيسانيته منهخخا قخخول‬
‫حيان للصادق عليه السلم‪ :‬انما مثل محمد بن الحنفيخة فخي هخذه المخة مثخل‬
‫عيسى بخخن مريخخم‪ ،‬فقخخال الصخخادق عليخخه السخخلم ويحخخك يخخا حيخخان شخخبه علخخى‬
‫أعدائه ؟ فقال‪ :‬بلى شبه على أعدائه‪ ،‬فقال‪ :‬تزعم أن أبخخا جعفخخر عخخدو محمخخد‬
‫بن علي ! ! ل ولكنك تصدف يا حيخخان وقخخد قخخال الخ عزوجخخل فخخي كتخخابه "‬
‫سنجزي الذين يصدفون عن آياتنا سوء العذاب بما كانوا يصدفون "‪.‬‬

‫]‪[267‬‬

‫قولهما في الناس‪ ،‬حتى كان عند موتهما أوصخخيا بخخدفع المخخال إلخخى ورثخخة موسخخى عليخخه‬
‫السلم واستبان للشيعة أنهما قال ذلك حرصا على المال‪ .‬الخخبراثى‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫علي‪ ،‬عن محمد بن رجا الحناط‪ ،‬عن محمد بن علي الرضا عليه السخخلم أنخخه‬
‫قال‪ :‬الواقفة هم حمير الشيعة ثم تل هخخذه اليخخة " إن هخخم إل كالنعخخام بخخل هخخم‬
‫أضل سبيل )‪ .(1‬البراثي‪ ،‬عن أبي علي قال‪ :‬حكخخى منصخخور‪ ،‬عخخن الصخخادق‬
‫محمد بن علي الرضا عليهما السخخلم‪ :‬أن الزيديخخة والواقفيخخة والنصخخاب عنخخده‬
‫بمنزلة واحدة‪ .‬البراثي‪ ،‬عن أبي علي‪ ،‬عن ابخخن يزيخخد‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي عميخخر‪،‬‬
‫عمن حدثه قال‪ :‬سألت محمد بن علي الرضخا عليخه السخلم عخن هخذه اليخة "‬
‫وجوه يومئذ خاشعة عاملة ناصبة " )‪ (2‬قال‪ :‬نزلت فخخي النصخخاب والزيديخخة‪،‬‬
‫والواقفة من النصاب‪ .‬البراثي‪ ،‬عن أبخخي علخخي‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن عقبخخة قخخال‪:‬‬
‫كتبت إلى العسكري عليه السلم جعلخخت فخخداك قخخد عرفخخت هخخؤلء الممطخخورة‬
‫فأقنت عليهم في صلواتي ؟ قال‪ :‬نعم اقنت عليهم في صلواتك‪ .‬حمدويه‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن عقبخخة مثلخخه )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬كخخانوا يسخخمونهم‬
‫وأضرابهم من فرق الشيعة سخخوى الفرقخخة المحقخخة الكلب الممطخخورة لسخخراية‬
‫خبثهم إلى من يقرب منهم‪ - 28 .‬كش‪ :‬البراثي‪ ،‬عن أبي علي‪ ،‬عن محمد بخخن‬
‫الحسن الكوفي‪ ،‬عن محمد بن عبد الجبار‪ ،‬عن عمرو بن فخخرات قخخال‪ :‬سخخألت‬
‫أبا الحسن الرضا عليه السلم عخخن الواقفخخة قخخال‪ :‬يعيشخخون حيخخارى ويموتخخون‬
‫زنادقة‪ .‬وبهذا السناد‪ ،‬عن أحمد بن محمد البرقي‪ ،‬عن جعفخر بخخن محمخخد بخن‬
‫يونس‬
‫)‪ (1‬سورة الفرقان الية‪ (2) .44 :‬سورة الغاشية اليخخة‪ 2 :‬و ‪ (3) .3‬رجخخال الكشخخى‬
‫ص ‪ 286‬و ‪ 287‬وفى الول مخخن هخخذه الحخخاديث " فلعلنخخا منهخخم " مكخخان "‬
‫فلسنا منهم "‪.‬‬

‫]‪[268‬‬

‫قال‪ :‬جاءني جماعة من أصحابنا معهم رقاع فيها جوابات المسائل إل رقعة الواقف قد‬
‫رجعت على حالها لم يوقع فيها شئ‪ .‬إبراهيخم بخن محمخخد بخخن عبخاس الختلخي‪،‬‬
‫عن أحمد بن إدريس القمي‪ ،‬عن محمد ابن أحمد بن يحيخخى‪ ،‬عخخن العبخخاس بخخن‬
‫معروف‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن إبراهيم بخخن أبخخي البلد عخخن أبخخي الحسخخن الرضخخا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ذكرت الممطورة وشكهم فقال‪ :‬يعيشون ما عاشوا على شك‬
‫ثم يموتون زنادقة‪ .‬خلف بخخن حمخاد الكشخي قخال‪ :‬أخخخبرني الحسخخن بخخن طلحخة‬
‫المروزي‪ ،‬عن يحيى ابن المبارك قال‪ :‬كتبت إلى الرضا عليه السلم بمسائل‬
‫فأجابني‪ ،‬وذكرت في آخر الكتاب قول ال خ عزوجخخل " مذبخخذبين بيخخن ذلخخك ل‬
‫إلى هؤلء ول إلى هؤلء " )‪ (1‬فقال‪ :‬نزلت فخخي الواقفخخة‪ ،‬ووجخخدت الجخخواب‬
‫كله بخطه‪ :‬ليس هم من المؤمنين ول من المسلمين‪ ،‬هم ممن كذب بآيات ال‪،‬‬
‫ونحن أشهر معلومات فل جدال فينا‪ ،‬ول رفث ول فسوق فينا‪ .‬انصب لهم يخخا‬
‫يحيى من العداوة ما استطعت )‪ .(2‬محمد بخخن الحسخخن‪ ،‬عخخن أبخخي علخخي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن صباح‪ ،‬عن إسماعيل بن عامر‪ ،‬عخخن أبخخان‪ ،‬عخخن حخخبيب الخثعمخخي‪،‬‬
‫عن ابن أبي يعفور قال‪ :‬كنت عند الصادق عليه السلم إذ دخل موسخخى عليخخه‬
‫السلم فجلس فقال أبو عبد ال عليه السلم‪ :‬يا ابن أبي يعفور هذا خير ولخخدي‬
‫وأحبهم إلي‪ ،‬غير أن ال عزوجل يضل قوما من شخخيعتنا‪ ،‬فخخاعلم أنهخخم قخخوم ل‬
‫خلق لهم في الخرة‪ ،‬ول يكلمهم ال يخخوم القيامخخة‪ ،‬ول يزكيهخخم ولهخخم عخخذاب‬
‫أليم قلت‪ :‬جعلت فداك قخد أزغخت قلخبي عخن هخؤلء قخال‪ :‬يضخل بخه قخوم مخن‬
‫شيعتنا بعد موته جزعا عليه فيقولون لم يمت‪ ،‬وينكرون الئمة عليهم السخخلم‬
‫من بعده‪ ،‬ويدعون الشيعة إلى ضللتهم‪ ،‬وفي ذلك إبطال حقوقنخخا وهخخدم ديخخن‬
‫ال‪ ،‬يا ابن أبخخي يعفخخور فخخال ورسخخوله منهخخم بخخرئ ونحخخن منهخخم بخخراء‪ .‬وبهخخذا‬
‫السناد عن أيوب بن نوح‪ ،‬عن سعيد العطار‪ ،‬عن حمزة الزيات قال‪:‬‬

‫)‪ (1‬سورة النساء الية‪ (2) .143 :‬رجال الكشى ص ‪(*) .287‬‬

‫]‪[269‬‬

‫سمعت حمران بن أعين يقول‪ :‬قلت لبي جعفر عليه السلم أمن شيعتكم أنا ؟ قال‪ :‬إي‬
‫وال في الدنيا والخرة‪ ،‬وما أحخخد مخخن شخخيعتنا إل وهخخو مكتخخوب عنخخدنا اسخخمه‬
‫واسم أبيه إل من يتولى منهم عنا‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬جعلت فداك أو من شخخيعتكم مخخن‬
‫يتولى عنكم بعد المعرفة ؟ قال‪ :‬يا حمران نعم‪ ،‬وأنت ل تدركهم‪ ،‬قال حمخخزة‪:‬‬
‫فتناظرنا في هذا الحديث قال‪ :‬فكتبنا به إلى الرضا عليخخه السخخلم نسخأله عمخخن‬
‫استثنى به أبو جعفر فكتب‪ :‬هم الواقفة على موسى بن جعفر عليهما السلم )‬
‫‪ - 29 .(1‬كش‪ :‬محمد بخخن مسخخعود‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن أحمخخد‪ ،‬عخخن حمخخدان بخخن‬
‫سليمان‪ ،‬عن منصور بن العباس‪ ،‬عن إسماعيل بن سخخهل قخخال‪ :‬حخخدثنا بعخخض‬
‫أصحابنا وسألني أن أكتم اسمه قال‪ :‬كنت عند الرضا عليه السلم فدخل عليه‬
‫علي بن أبي حمزة )‪ (2‬وابن السخراج )‪ (3‬وابخن المكخاري )‪ (4‬فقخخال لخه ابخخن‬
‫أبي حمزة‪ :‬ما فعل أبوك ؟ قال‪ :‬مضى قال‪ :‬مضى موتا قال فقال‪ :‬نعخخم‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فقال‪ :‬إلى من عهد ؟ قال‪ :‬إلي قال‪ :‬فأنت إمام مفترض الطاعة من ال ؟ قخخال‪:‬‬
‫نعم‪ .‬قال ابن السراج وابخخن المكخخاري‪ :‬قخد والخ أمكنخخك مخن نفسخخه‪ ،‬قخال عليخه‬
‫السلم‪ :‬ويلخخك وبمخخا أمكنخخت أتريخخد أن آتخخي بغخخداد وأقخخول لهخخارون‪ :‬إنخخي إمخخام‬
‫مفترض طاعتي‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ (2) .288‬علي بن ابي حمزة سالم البطائني يكنى أبخخا الحسخخن‬
‫مولى النصار كوفي‪ ،‬وكان قائد أبخي بصخخير يحيخى بخخن القاسخخم‪ ،‬روى عخخن‬
‫الصادق والكاظم عليهما السلم ثم وقف‪ ،‬وهو أحد عمد الواقفة‪ ،‬صنف عدة‬
‫كتب روى عنه ابن أبي عمير وصفوان بن يحيى وأحمد بن الحسن الميثمى‬
‫وغيرهخخم باقتضخخاب عخخن شخخرح مشخخيخة الفقيخخه ص ‪ (3) .88 - 87‬ابخخن‬
‫السراج‪ :‬هو أحمد بن أبى بشر السراج كوفي مولى يكنى أبا جعفر ثقخخة فخخي‬
‫الحديث واقفى‪ ،‬لحظ ما ذكره الكشى في ذمه وذم علي بن أبي حمخخزة كمخخا‬
‫في المتن‪ (4) .‬ابخخن أبخخي سخخعيد المكخخارى هخخو الحسخخين بخخن هاشخخم بخخن حيخخان‬
‫المكارى أبو عبد ال‪ ،‬كان هو وأبوه وجهيخخن فخخي الواقفخخة وقخخد ذكخخر الكشخخى‬
‫ذموما فيه كما في المتن فراجع رجال الكشى ص ‪.290‬‬

‫]‪[270‬‬

‫وال ما ذاك علي‪ ،‬وإنما قلت ذلك لكم عندما بلغني من اختلف كلمتكم وشخختت أمركخخم‬
‫لئل يصير سركم في يد عدوكم‪ .‬قال له ابن أبي حمزة‪ :‬لقد أظهخخرت شخخيئا مخخا‬
‫كان يظهره أحد من آبائك ول يتكلم به‪ ،‬قال‪ :‬بلى وال لقد تكلم به خيخخر آبخخائي‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله لما أمره ال أن ينذر عشخخيرته القربيخخن جمخخع‬
‫من أهل بيته أربعين رجل وقال لهم‪ :‬إني رسول ال إليكم فكان أشدهم تكخخذيبا‬
‫وتأليبا عليه عمه أبو لهب‪ ،‬فقال لهم النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه إن خدشخخني‬
‫خدش فلست بنبي‪ ،‬فهذا أول ما ابدع لكم من آية النبوة‪ ،‬وأنا أقول‪ :‬إن خدشني‬
‫هارون خدشا فلست بامام‪ ،‬فهذا أول مخخا ابخخدع لكخخم مخخن آيخخة المامخخة‪ .‬قخخال لخخه‬
‫علي‪ :‬إنا روينا عن آبائك عليهم السلم أن المخخام ل يلخخي أمخخره إل إمخخام مثلخخه‬
‫فقال له أبو الحسن‪ :‬فأخبرني عن الحسين بن علي عليه السلم كخخان إمامخخا أو‬
‫كان غير إمام ؟ قال‪ :‬كان إماما‪ ،‬قال‪ :‬فمن ولي أمره ؟ قال علي بن الحسخخين‪،‬‬
‫قال‪ :‬وأين كان علي ابن الحسين ؟ كان محبوسا فخي يخد عبيخد الخ بخن زيخاد !‬
‫قال‪ :‬خرج وهم كانوا ل يعلمون حتى ولي أمر أبيه ثم انصرف‪ .‬فقال لخخه أبخخو‬
‫الحسن عليه السخلم‪ :‬إن هخذا أمكخن علخي بخن الحسخين عليخه السخلم أن يخأتي‬
‫كربل فيلي أمر أبيه فهو يمكن صاحب المر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه ثخخم‬
‫ينصرف وليس في حبس ول في أسار قال لخخه علخخي‪ :‬إنخخا روينخخا أن المخخام ل‬
‫يمضي حتى يرى عقبه قال‪ :‬فقال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬أما رويتم فخي هخذا‬
‫غير هذا الحديث ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬بلى والخ لقخد رويتخم فيخه إل القخائم وأنتخم ل‬
‫تدرون ما معناه ولم قيل‪ ،‬قال فقال له علي‪ :‬بلخخى والخ إن هخخذا لفخخي الحخخديث‪،‬‬
‫قال له أبو الحسن عليه السلم ويلك كيف اجترأت على شخخئ تخخدع بعضخخه ثخخم‬
‫قال‪ :‬يا شيخ اتق ال ول تكن من الذين يصدون عن دين ال تعالى ) ‪ .(1‬بيان‪:‬‬
‫التأليب التحريض والفساد‪.‬‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ 289‬بأدنى تفاوت‪.‬‬

‫]‪[271‬‬

‫‪ - 30‬كش‪ :‬حمدويه‪ ،‬عن الحسن بن موسى‪ ،‬عن علي بن عمر الزيات‪ ،‬عخن ابخخن أبخخي‬
‫سعيد المكاري قال‪ :‬دخل على الرضا عليه السلم فقال له‪ :‬فتحت بابك للناس‬
‫؟ وقعدت تفتيهم ؟ ولم يكن أبوك يفعل هذا‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬ليس علي من هخخارون‬
‫بأس فقال له‪ :‬أطفأ ال نور قلبك وأدخل الفقخخر بيتخخك ويلخخك أمخخا علمخت أن الخ‬
‫تعالى أوحى إلى مريخم أن فخي بطنخك نبيخا فولخدت مريخم عيسخى‪ ،‬فمريخم مخن‬
‫عيسى وعيسى من مريم وأنا من أبخخي وأبخخي منخخي قخال فقخال لخخه‪ :‬أسخخألك عخن‬
‫مسألة فقال له‪ :‬ما إخالك تسمع مني ولست مخخن غنمخخي‪ ،‬سخخل فقخخال لخخه‪ :‬رجخخل‬
‫حضرته الوفاة فقال‪ :‬ما ملكته قديما فهو حر وما لخخم يملكخخه بقخخديم فليخخس بحخخر‬
‫قال‪ :‬ويلك أما تقرأ هذه الية " والقمخر قخدرناه منخازل حختى عخاد كخالعرجون‬
‫القديم " )‪ (1‬فما ملك قبل الستة الشهر فهو قديم‪ ،‬وما ملك بعد الستة الشهر‬
‫فليس بقديم‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬فخرج من عنده قال فنزل به من الفقر والبلء مخخا الخ‬
‫بن عليم )‪ .(2‬بيان‪ :‬ما إخالك أي ما أظنك مخخن قخخولهم خلتخخه كخخذا‪ .‬ولسخخت مخخن‬
‫غنمخخي أي ممخخن يقخخول بامخخامتي فخخان المخخام كخخالراعي لشخخيعته‪ - 31 .‬كخخش‪:‬‬
‫إبراهيم بن محمد بن العباس‪ ،‬عن أحمخخد بخخن إدريخخس القمخخي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫أحمد‪ ،‬عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن داود بن محمد النهدي‪ ،‬عن بعض أصحابنا‬
‫قال‪ :‬دخل ابن المكاري على الرضا عليه السلم فقال له‪ :‬بلغ ال خ مخخن قخخدرك‬
‫أن تدعي ما ادعى أبوك ؟ فقال له‪ :‬مالخخك أطفخخأ الخ نخخورك وأدخخخل بيتخخك مخخن‬
‫الفقر‪ ،‬أما علمت أن الخ جخل وعل أوحخى إلخخى عمخخران أنخي أهخب لخخك ذكخخرا‬
‫فوهب له مريم‪ ،‬فوهب لمريم عيسى‪ ،‬وعيسى من مريم ثخخم ذكخخر مثلخخه وذكخخر‬
‫فيه أنا وأبي شئ واحد )‪ .(3‬بيان‪ :‬لعلهم لما تمسكوا في نفي إمامته بمخخا رووا‬
‫عن الصادق عليه السلم إن من ولدي القخخائم أو أن موسخخى عليخخه السخخلم هخخو‬
‫القائم فبين عليه السلم بأن المعنى أنه يكون منه القائم‬

‫)‪ (1‬سورة يس الية‪ (2) .39 :‬رجال الكشى ص ‪ (3) .290‬نفس المصدر ص ‪.290‬‬

‫]‪[272‬‬

‫ل أنه هو القائم‪ - 32 .‬كش‪ :‬محمد بن الحسن‪ ،‬عن أبي علي الفارسي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫عيسى‪ ،‬و محمد بن مهران‪ ،‬عن محمد بخخن إسخخماعيل بخخن أبخخي سخخعيد الزيخخات‬
‫قال‪ :‬كنت مع زياد القندي حاجخخا ولخخم نكخخن نفخخترق ليل ول نهخخارا فخخي طريخخق‬
‫مكة‪ ،‬وبمكة‪ ،‬وفي الطواف‪ ،‬ثم قصدته ذات ليلخخة فلخخم أره حخختى طلخخع الفجخخر‪،‬‬
‫فقلت له‪ :‬غمني إبطاؤك فأي شئ كانت الحال ؟ قال‪ :‬مازلت بالبطح مع أبي‬
‫الحسن عليه السلم يعني ‪ -‬أبا إبراهيم ‪ -‬وعلي ابنه عليخخه السخخلم علخخى يمينخخه‬
‫فقال‪ :‬يا أبا الفضل أو يا زياد هخخذا ابنخخي علخخي قخخوله قخخولي وفعلخخه فعلخخي‪ ،‬فخخان‬
‫كانت لك حاجة فأنزلها به واقبل قوله‪ ،‬فانه ل يقول علخخى ال خ إل الحخخق‪ .‬قخخال‬
‫ابن أبي سعيد‪ :‬فمكثنا ما شاء الخخ‪ ،‬حخختى حخخدث مخخن أمخخر البرامكخخة مخخا حخخدث‬
‫فكتب زياد إلى أبي الحسن علي بن موسخخى الرضخخا عليخخه السخخلم يسخخأله عخخن‬
‫ظهور هذا الحديث والستتار‪ ،‬فكتب إليه أبو الحسخخن‪ :‬أظهخخر فل بخخأس عليخخك‬
‫منهم‪ ،‬فظهر زياد‪ :‬فلما حدث الحديث قلت لخخه‪ :‬يخخا أبخخا الفضخخل أي شخخئ يعخخدل‬
‫بهذا المر ؟ فقخخال لخخي‪ :‬ليخخس هخخذا أوان الكلم فيخخه‪ ،‬قخخال‪ :‬فلمخخا ألححخخت عليخخه‬
‫بالكلم بالكوفة وبغداد وكل ذلك يقول لي مثل ذلك إلى أن قخخال لخخي فخخي آخخخر‬
‫كلمه‪ :‬ويحك فتبطل هذه الحخخاديث الخختي رويناهخخا )‪ .(1‬توضخخيح‪ :‬قخخوله عخخن‬
‫ظهخخور هخخذا الحخخديث أي إظهخخار النخخص عليخخه‪ ،‬ولعخخل الظهخخر ظهخخوره لهخخذا‬
‫الحديث بأن يكون السؤال لظهوره بنفسه أو اسخختتاره خوفخخا مخخن الفتنخخة قخخوله‪:‬‬
‫فلما حدث الحديث أي المر الحادث وهو مذهب الواقفة قوله‪ :‬أي شخخئ تعخخدل‬
‫بهذا المر أي ل يعدل باظهار أمر المام وترويجه وإظهار النص عليه شخخئ‬
‫في الفضل فلم ل تتكلم فيه فاعتذر أول بالتقية ثخخم تمسخخك بمفتريخخات الواقفيخخة‪.‬‬
‫‪ - 33‬كش‪ :‬وجدت بخط أبي عبد ال محمد بن شاذان‪ ،‬قال العبيدي محمد بخخن‬
‫عيسى‪:‬‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪.290‬‬

‫]‪[273‬‬

‫حدثني الحسن بخخن علخخي بخخن فضخخال قخخال‪ :‬قخخال عبخخد الخ بخخن المغيخخرة )‪ (1‬كنخخت واقفخخا‬
‫فحججت على تلك الحالة فلما صرت في مكة خلج في صخخدري شخخئ فتعلقخخت‬
‫بالملتزم ثم قلت‪ :‬اللهم قد علمت طلبتي وإرادتي فأرشخخدني إلخخى خيخخر الديخخان‬
‫فوقع في نفسي أن آتي الرضا عليه السلم فأتيت المدينة فخخوقفت ببخخابه وقلخخت‬
‫للغلم‪ :‬قل لمولك رجل من أهل العراق بالباب فسمعت نداءه‪ :‬ادخل يخخا عبخخد‬
‫ال بن المغيرة‪ ،‬فخخدخلت فلمخا نظخر إلخي قخال‪ :‬قخخد أجخاب الخ دعوتخخك وهخخداك‬
‫لدينك‪ ،‬فقلت‪ :‬أشهد أنك حجة ال وأمينه على خلقه )‪ - 34 .(2‬كش‪ :‬حمدويه‪،‬‬
‫عن الحسن بن موسى‪ ،‬عن يزيد بن إسحاق شعر )‪ (3‬وكان مخخن أدفخخع النخخاس‬
‫لهذا المر قال‪ :‬خاصمني مرة أخي محمد وكخخان مسخختويا قخخال‪ :‬فقلخخت لخخه لمخخا‬
‫طال الكلم بيني وبينه‪ :‬إن كان صاحبك بالمنزلة التي تقول فاسخخأله أن يخخدعو‬
‫ال لي حتى أرجع إلى قولكم قال‪ :‬قال لي محمد‪ :‬فخخدخلت علخخى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم فقلت له‪ :‬جعلت فداك إن لي أخا وهو أسن مني وهو يقول بحياة أبيك‪،‬‬
‫وأنا كثيرا ما اناظره فقال لي يوما من اليام‪ :‬سل صخخاحبك إن كخخان بالمنزلخخة‬
‫التي ذكرت أن يدعو ال لي حتى أصير إلى قولكم‪ ،‬فأنا احب أن تدعو ال لخخه‬
‫قال‪ :‬فالتفت أبو الحسن عليه السلم نحو القبلة فذكر ما شخاء الخ أن يخذكر ثخم‬
‫قال‪ :‬اللهم خذ بسمعه وبصره ومجامع قلبه حخختى تخخرده إلخخى الحخخق‪ ،‬قخال كخخان‬
‫يقول هذا وهو رافع يده‬

‫)‪ (1‬عبد ال بن المغيرة أبو محمد البجلى مولى جندب بن عبد ال بخخن سخخفيان العلقخخى‪،‬‬
‫شيخ جليل ثقة من أصحاب الكاظم عليه السلم ل يعدل به أحخخد فخخي جللتخخه‬
‫ودينه وورعخخه‪ ،‬صخخنف ثلثيخخن كتابخخا‪ ،‬وهخخو ممخخن اجتمعخخت العصخخابة علخخى‬
‫تصحيح ما يصح عنه‪ ،‬روى عنه حفيده الحسن بخخن علخخي ابخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫المغيرة‪ ،‬وأيوب بن نوح والحسن بن علي بن فضال وغيرهخم‪ " .‬باقتضخخاب‬
‫عخخن شخخرح مشخخيخة الفقيخخه ص ‪ 56‬لسخخماحة سخخيدى الوالخخد دام ظلخخه "‪(2) .‬‬
‫رجال الكشى ص ‪ (3) .365‬يزيد بن اسحاق شخخعر الغنخخوى مخخن أصخخحاب‬
‫الصادق عليه السلم والكاظم عليه السلم له كتاب رواه الحميري عن أبيخخه‬
‫عنه ذكره النجاشي والكشي والعلمة في كتبهم‪.‬‬

‫]‪[274‬‬

‫اليمنى‪ ،‬قال‪ :‬فلما قدم أخبرني بما كان فوال ما لبثت إل يسيرا حتى قلخخت بخخالحق )‪.(1‬‬
‫‪ - 35‬كخخش‪ :‬حمخخدويه وإبراهيخخم‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن عثمخخان‪ ،‬عخخن أبخخي خالخخد‬
‫السجستاني )‪ (2‬أنه لما مضى أبو الحسن عليه السلم وقف عليه‪ ،‬ثم نظر في‬
‫نجومه زعم أنه قد مات فقطع على موته وخالف أصخخحابه )‪ - 36 .(3‬كخخش‪:‬‬
‫نصر بن الصباح‪ ،‬عن إسحاق بن محمد البصري‪ ،‬عن القاسم بن يحيخخى عخخن‬
‫حسين بن عمر بن يزيد )‪ (4‬قال‪ :‬دخلت على الرضا عليه السخخلم وأنخخا شخخاك‬
‫في إمامته وكان زميلي في طريقي رجل يقال له‪ :‬مقاتل بخخن مقاتخخل وكخخان قخخد‬
‫مضى على إمامته بالكوفة فقلخخت لخخه‪ :‬عجلخخت فقخخال‪ :‬عنخخدي فخخي ذلخخك برهخخان‬
‫وعلم‪ ،‬قال الحسين‪ :‬فقلت للرضا عليه السلم‪ :‬مضخخى أبخخوك ؟ قخخال‪ :‬إي والخ‬
‫وإني لفي الدرجة التي فيها رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه وأميخخر المخخؤمنين‬
‫عليه السلم ومن كان أسعد ببقاء أبخخي منخخي‪ ،‬ثخخم قخال‪ :‬إن الخ تبخخارك وتعخخالى‬
‫يقول " والسخخابقون السخخابقون اولئك المقربخخون " )‪ (5‬العخخارف للمامخخة حيخخن‬
‫يظهر المام‪ .‬ثم قال‪ :‬ما فعل صاحبك ؟ فقلت من ! ؟ قخخال‪ :‬مقاتخخل بخخن مقاتخخل‬
‫المسنون الوجه الطويل اللحية القنى النف وقال‪ :‬أما إني ما رأيتخخه ولدخخخل‬
‫علي ولكنه آمن وصدق فاستوص به قال‪ :‬فانصرفت من عنده إلى رحلي فإذا‬
‫مقاتل راقد فحركته ثم قلت‪ :‬لك بشارة عندي ل اخخخبرك بهخخا حخختى تحمخخد الخ‬
‫مائة مرة‪ ،‬ففعل‬

‫)‪ (1‬رجال الكشي ص ‪ (2) .372‬أبخخو خالخخد السجسخختاني مخخن أصخخحاب الرضخخا عليخخه‬
‫السلم لحظ ترجمته في الخلصة وجامع الرواة ومنهج المقال‪ (3) .‬رجال‬
‫الكشي ص ‪ (4) .376‬حسين بن عمرو بن يزيد ذكره الشيخ في رجاله ص‬
‫‪ 183‬طبع النجف في أصحاب الصخخادق " ع " ونقخخل الردبيلخخي فخخي جخخامع‬
‫الرواة ج ‪ 1‬ص ‪ 250‬انه وجد في نسخة قديمة صخخحيحة مخخن رجخخال الشخخيخ‬
‫انه ابن عمخخر بل واو لثقخخة‪ ،‬وقخخد عنخخونه بخخالواو وزاد انخخه ثقخخة‪ (5) .‬سخخورة‬
‫الواقعة الية‪.10 :‬‬

‫]‪[275‬‬

‫ثم أخبرته بما كان )‪ .(1‬بيان‪ :‬أقول قد ثبت بطلن مذهبهم زائدا على ما مر في سخخاير‬
‫مجلدات الحجة وما سنثبت فيما سيأتي منها بانقراض أهل هذا المذهب‪ ،‬ولخخو‬
‫كان ذلك حقا لما جاز انقراضهم بالبراهين المحققة في مظانهخخا وإنمخخا أوردنخخا‬
‫هذا الباب متصل بباب شخخهادته عليخخه السخخلم لشخخدة ارتباطهمخخا واحتيخخاج كخخل‬
‫منهما إلى الخر‪.‬‬

‫)‪ (1‬رجال الكشي ص ‪.377‬‬

‫]‪[276‬‬

‫‪) * .11‬باب( * * " )وصاياه وصدقاته صلوات ال عليه( " * ‪ - 1‬ن‪ :‬ابخخن إدريخخس‪،‬‬
‫عن محمد بن أبي الصهبان‪ ،‬عن عبد ال بخخن محمخخد الحجخخال إن إبراهيخخم بخخن‬
‫عبد ال الجعفري حدثه عن عدة من أهل بيته أن أبا إبراهيم موسى ابن جعفر‬
‫عليه السلم أشهد على وصيته إسحاق بن جعفر بن محمد )‪ (1‬وإبراهيخخم بخخن‬
‫محمد الجعفري )‪ (2‬وجعفر بن صالح )‪ (3‬ومعاوية )‪ (4‬الجعفريين‪ ،‬ويحيخخى‬
‫بن الحسين بن‬
‫)‪ (1‬اسحاق بن جعفر كان من أهل الفضل والصخخلح والخخورع والجتهخخاد‪ ،‬روى عنخخه‬
‫الناس الحديث والثار‪ ،‬وكان ابن كاسب إذ احدث عنه يقخخول‪ :‬حخخدثنى الثقخخة‬
‫الرضى اسحاق ابن جعفر‪ ،‬وكان اسحاق يقول بامامخخة أخيخخه موسخخى " ع "‬
‫وروى عخخن أبيخخه النخخص بالمامخخة علخخى أخيخخه موسخخى‪ ،‬وهخخو المعخخروف‬
‫بالمؤتمن‪ (2) .‬ابراهيم بن محمد بن علخخي بخخن عبخخد الخ بخخن جعفخخر بخخن أبخخي‬
‫طالب‪ :‬ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الصادق " ع " وقال‪ :‬أسند عنخخه‬
‫وهو والد عبد ال الثقة الصدوق وجد سليمان بن جعفر الجعفري المشهور‪،‬‬
‫وقد روى عن الصادق " ع " والكاظم " ع " وهو أحد شهود الوصخخية كمخخا‬
‫في المتن وذكره بعضهم انه أبى الكرام كما في التقريب وعليخخه فيكخخون هخخو‬
‫الذى ذكره النجاشي في رجاله وأنه روى عخخن الرضخخا عليخخه السخخلم وليخخس‬
‫ببعيد ذلك‪ ،‬وعليه فيكون نسبه ابراهيم بن محمد بن عبد ال أبخى الكخرام بخن‬
‫محمد بن علي الزينبي بن عبد ال بن جعفر ابن أبي طالب‪ (3) .‬جعفخخر بخخن‬
‫صالح الجعفري‪ :‬هو جعفر بن صالح بن معاوية بن عبد ال بخخن جعفخخر ابخخن‬
‫أبي طالب عليه السلم‪ (4) .‬معاوية الجعفري يحتمل ان يكخون هخو معاويخة‬
‫بن علي بن معاوية بن عبد ال بن جعفخخر‪ ،‬أو هخخو معاويخخة بخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫معاوية المذكور آنفا‪.‬‬

‫]‪[277‬‬

‫زيد )‪ (1‬وسعد بن عمران النصاري )‪ (2‬ومحمد بن الحارث النصاري )‪ (3‬ويزيخخد‬


‫بن سليط النصاري )‪ (4‬ومحمد بن جعفر السلمي )‪ (5‬بعد أن أشخخهدهم أنخخه‬
‫يشهد أن ل إلخه إل الخ وحخده ل شخريك لخه‪ ،‬وأن محمخدا عبخده ورسخوله وأن‬
‫الساعة آتية ل ريخخب فيهخخا‪ ،‬وأن الخ يبعخخث مخخن فخخي القبخخور‪ ،‬وأن البعخخث بعخخد‬
‫الموت حق‪ ،‬وأن الحساب والقصاص حق وأن الوقوف بين يدي ال عزوجل‬
‫حق‪ ،‬وأن ما جاء به محمد صلى ال عليه وآله حق حق حق وأن ما نخخزل بخخه‬
‫الروح المين حق‪ ،‬على ذلخك أحيخا وعليخه أمخخوت‪ ،‬وعليخخه ابعخخث إنشخخاء الخخ‪.‬‬
‫اشهدهم أن هذه وصيتي بخطي وقد نسخت وصية جدي أمير المؤمنين عليخخه‬
‫السلم ووصايا الحسن والحسين وعلي بن الحسين ووصخخية محمخخد بخخن علخخي‬
‫ووصية جعفر بن محمد عليهم السلم قبل ذلك حرفا بحخخرف‪ ،‬وأوصخخيت بهخخا‬
‫إلى علي ابني وبني بعده إن شاء وآنس منهم رشدا وأحب إقرارهم فخخذلك لخخه‪،‬‬
‫وإن كرههم وأحب أن يخرجهم فذلك له‪ ،‬ول أمخخر لهخخم معخخه‪ ،‬وأوصخخيت إليخخه‬
‫بصدقاتي وأموالي وصبياني الذين خلفت‬

‫)‪ (1‬يحيى بن الحسين بن زيد‪ :‬قد سخخبق أن ترجمنخخاه فخخي هخخامش ص ‪ 159‬ج ‪ 46‬مخخن‬
‫بحار النوار فراجع‪ (2) .‬سخخعد بخخن عمخخران النصخخاري‪ :‬ذكخخره الشخخيخ فخخي‬
‫رجاله مخخن أصخخحاب الكخخاظم " ع " وأنخخه واقفخخى‪ ،‬وفخخي الخلصخخة انخخه ابخخى‬
‫عمران نقل عن رجال الشيخ كما فخي ص ‪ 352‬مخن مطبخوعه وفخي رجخال‬
‫ابن داود ص ‪ 457‬نقل عن رجال الشخخيخ أنخخه ابخخن عمخخران‪ (3) .‬محمخخد بخخن‬
‫الحارث النصاري ذكره الميرزا محمد في رجخخاله منهخخج المقخخال وأنخخه مخخن‬
‫أصحاب الكاظم عليه السلم وزاد الردبيلخخي علخخى نقلخخه ذلخخك عنخخه انخخه مخخن‬
‫شهود الوصية كما في المتن‪ (4) .‬يزيد بن سليط النصاري عده المفيخخد فخخي‬
‫الرشاد ص ‪ 325‬من خاصة أبي الحسن موسخى وثقخخاته ومخن أهخل الخورع‬
‫والعلم والفقه من شيعته وذكره الكشخخي فخخي رجخخاله ص ‪ 282‬وقخخال‪ :‬حخخديثه‬
‫طويل‪ (5) .‬محمد بن جعفر السلمي ذكره الردبيلي في جامع الخخرواة ج ‪2‬‬
‫ص ‪ 85‬وزاد في نسبه بن سعد وقال هو كخاتب وصخية أبخي إبراهيخم " ع "‬
‫وأشار إلى ما في المتن‪.‬‬

‫]‪[278‬‬

‫وولدي‪ ،‬وإلى إبراهيم )‪ (1‬والعباس )‪ (2‬وإسماعيل )‪ (3‬وأحمد )‪...(4‬‬

‫)‪ (1‬ابراهيم بن موسى بن جعفخخر فخخي أولد المخخام موسخخى اختلف بيخخن النسخخابين فخخي‬
‫عددهم كما انهم اختلفوا في خصوص ابراهيخخم فبعضخخهم علخخى التعخخدد أكخخبر‬
‫وأصغر وبعضهم على عدمه وانه المرتضى‪ ،‬وكذا اختلف القائلون بالتعخخدد‬
‫في ان ايهما هو المرتضى والذي لشك فيخخه عنخخدهم هخخو ان المرتضخخى هخخو‬
‫الذي تقلد امرة اليمن أيام أبي السرايا ومهما يكخخن فخخابراهيم المرتضخخى تقلخخد‬
‫امرة اليمن من قبل محمد بن محمد بن زيد ايام أبخخي السخخرايا ومضخخى إليهخخا‬
‫ففتحها وأقام بها مدة إلى أن انقلب أمر ابخخي السخخرايا فأخخخذ لبراهيخخم المخخان‬
‫من المأمون‪ ،‬وبقى ببغداد حتى مخخات مسخخموما فخخي أوائل سخخنة ‪ 210‬وأنشخخد‬
‫حين لحده ابخخن السخخمان الفقيخخه‪ :‬مخخات المخخام المرتضخخى مسخخموما * وطخخوى‬
‫الزمان فضائل وعلوما قد مات فخي الخزوراء مظلومخا كمخا * أضخحى أبخوه‬
‫بكربل مظلوما فالشمس تندب موته مصفرة * والبدر يلطخم وجهخه مغمومخا‬
‫" باقتضاب عن معجم أعلم المنتقلة " )‪ (2‬العباس بن موسى بن جعفر امه‬
‫ام ولد‪ ،‬لم يذكر بخير عند مخخن ترجمخخه لمنخخازعته مخخع المخخام الرضخخا " ع "‬
‫ومع ذلك لمانع من كونه مشمول لعموم قول الشيخ المفيد فخخي الرشخخاد ان‬
‫لكل واحد من أولد الكاظم عليه السلم فضل ومنقبة‪ ،‬فقوله هخخذا ل يسخختلزم‬
‫ان يكونوا كلهم في غاية الورع والتقوى‪ ،‬فما أكثر الفضائل والمنخخاقب‪ .‬وقخخد‬
‫ذكره شيخ الشرف العبيدلي في تهذيب النساب وأبو نصر البخاري في سر‬
‫السلسلة وابن عنبة في العمدة والعميدي في مشجره وغيرهم‪ (3 ) .‬اسماعيل‬
‫بن موسى امه ام ولد‪ ،‬كان من أجلء العلماء والرواة سكن مصر وولده بها‬
‫وهو صاحب كتب حسنة يجمعها كتاب الجعفريات أو الشعثيات نسخخبة إلخخى‬
‫راويها محمد بن محمد بخخن الشخخعث الكخخوفي وهخخو يرويخخه عخخن موسخخى بخخن‬
‫اسماعيل بن موسى بن جعفر عن أبيه اسماعيل‪ ،‬عن أبيه موسى بخن جعفخر‬
‫عليهما السلم‪ ،‬ومما يدل على حسن اسماعيل انه الذي أمره المخخام الجخخواد‬
‫عليه السلم بالصلة على صفوان بن يحيى البجلى المتوفى سخخنة ‪ 210‬كمخخا‬
‫في شرح مشيخة تهذيب الحكام ص ‪ 70‬لسيدي الوالد دام ظله‪ ،‬واسخخماعيل‬
‫هخذا مخن أعلم المنتقلخة وقخد ذكخره الشخريف العبيخدلي فخي تهخذيب النسخان‬
‫والبخاري في سر السلسخخلة وابخخن عنبخخة فخخي العمخخدة والعميخخدي فخخي مشخخجره‬
‫وغيرهم‪ (4) .‬أحمد بن موسى بن جعفر أمه ام ولد وهى التي كانت موضع‬
‫ثقة المام موسى ‪< -‬‬

‫]‪[279‬‬

‫وام أحمد )‪ (1‬وإلى علي أمر نسائي دونهم‪ ،‬وثلث صدقة أبي وأهل بيتي يضعه حيخخث‬
‫يرى‪ ،‬ويجعل منه ما يجعل ذو المال في ماله إن أحب أن يجيز ما ذكرت في‬
‫عيالي فذاك إليه‪ ،‬وإن كره فذاك إليه‪ ،‬وإن أحب أن يبيع أو يهخخب أو ينحخخل أو‬
‫يتصدق على غير ما وصيته فذاك إليه وهو أنا فخخي وصخخيتي فخخي مخخالي وفخخي‬
‫أهلي وولدي‪ .‬وإن رأى أن يقر إخخخوته الخخذين سخخميتهم فخخي صخخدر كتخخابي هخخذا‬
‫أقرهم وإن كره فله أن يخرجهم غير مخخردود عليخخه‪ ،‬وإن أراد رجخخل منهخخم أن‬
‫يزوج اخته فليس له أن يزوجها إل بإذنه وأمره‪ ،‬وأي سلطان كشفه عن شخخئ‬
‫أو حال بينه وبين شئ مما ذكرت فخي كتخابي فقخد بخرئ مخن الخ تعخالى ومخن‬
‫رسوله‪ ،‬وال ورسوله منه بريئان وعليه لعنة ال ولعنة اللعنيخخن‪ ،‬والملئكخخة‬
‫المقربين‪ ،‬والنبيين والمرسلين أجمعين وجماعخخة المخخؤمنين‪ .‬وليخس لحخد مخخن‬
‫السلطين أن يكشفه عن شئ لي عنده من بضاعة ول لحد مخخن ولخخدي‪ .‬ولخخي‬
‫عنده مال‪ ،‬وهو مصدق فيما ذكر من مبلغه إن أقل وأكثر فهو الصادق وإنمخخا‬
‫أردت بادخخخال الخخذين أدخلخخت معخخه مخخن ولخخدي التنخخويه بأسخخمائهم‪ ،‬و أولدي‬
‫الصاغر وامهات أولدي من أقام منهن في منزلها وفي حجابها فلها ما كان‬

‫‪ < -‬فأودعها ودائع المامة كما سيأتي في ترجمتها‪ ،‬كان كريما جليل مقدما عند أبيه‪،‬‬
‫وأحد أوصخخيائه فخخي الوصخخية الظخخاهرة‪ ،‬وكخخان قخخد وهبخخه ضخخيعته المعروفخخة‬
‫باليسيرة " باليسيرية " وقيل انه أعتق الف مملوك‪ ،‬وقد ذكره منتجب الدين‬
‫في فهرسته وقال ثقة ورع فاضل محدث‪ ،‬وقد حكى عن كتاب لب النساب‬
‫ان احمخخد هخخذا كتخخب بيخخده المباركخخة الخخف مصخخحف‪ ،‬واعتخخق الخخف مملخخوك‪،‬‬
‫ولفضله وورعخخه قخخال فريخخق بامخخامته‪ ،‬وقخخد ذكخخر الشخخيخ منتجخخب الخخدين فخخي‬
‫فهرسته له كتابا ‪ - 1‬كتاب انساب آل الرسول واولد البتول ‪ - 2‬كتخخاب فخخي‬
‫الحلل والحرام ‪ - 3‬كتاب الديان والملل‪ ،‬وهو من اعلم منتقلة الطالبيين‪،‬‬
‫وممن ذكرتخخه كتخخب النسخخاب‪ (1) .‬أم أحمخخد كخخانت مخخن النسخخاء المحترمخخات‬
‫وكان المام موسى شخخديد التلطخخف بهخخا ولمخخا تخخوجه مخخن المدينخخة إلخخى بغخخداد‬
‫أودعها ودائع المامة وقال لها‪ :‬كل من جاءك وطلب منك هخخذه المانخة فخخي‬
‫أي وقت من الوقات فاعلمي بأنى قد استشهدت وأنه هو الخليفة مخخن بعخخدي‬
‫والمام المفترض طاعته عليك وعلى سائر الناس‪ .‬وقد روت الحخخديث عنخخه‬
‫عليه السلم لحظ ترجمتها في تحفة العالم ج ‪ 2‬ص ‪.27‬‬

‫]‪[280‬‬

‫يجري عليها في حياتي إن أراد ذلك‪ ،‬ومن خرج منهن إلى زوج فليخخس لهخخا أن ترجخخع‬
‫حزانخختي إل أن يخخرى علخخي ذلخخك‪ ،‬ول يخخزوج بنخخاتي أحخخد مخخن إخخخوتهن ومخخن‬
‫امهاتهن ول سلطان ول عمل لهن إل برأيه ومشخخورته‪ ،‬فخخان فعلخخوا ذلخخك فقخخد‬
‫خالفوا ال تعالى ورسوله صلى ال عليه وآله وحادوه في ملكه‪ ،‬وهو أعخخرف‬
‫بمناكح قومه إن أراد أن يزوج زوج‪ ،‬وإن أراد أن يترك ترك‪ ،‬قد أوصخخيتهن‬
‫بمثل ما ذكرت في صدر كتابي‪ ،‬واشهد الخ عليهخخن‪ .‬وليخخس لحخخد أن يكشخخف‬
‫وصيتي ول ينشرها وهخخي علخخى مخخا ذكخخرت وسخخميت فمخخن أسخخاء فعليخخه ومخخن‬
‫أحسن فلنفسه‪ ،‬وما ربك بظلم للعبيد‪ ،‬وليس لحد مخخن سخخلطان ول غيخخره أن‬
‫يفض كتابي الذي ختمت عليه أسفل‪ ،‬فمن فعل ذلك فعليه لعنخخة ال خ و غضخخبه‬
‫والملئكة بعد ذلك ظهيخر وجماعخة المسخلمين والمخؤمنين‪ ،‬وختخم موسخى بخن‬
‫جعفر والشهود‪ .‬قال عبد ال بن محمد الجعفري‪ :‬قال العباس بن موسى عليخخه‬
‫السلم لبن عمران القاضي الطلحي‪ :‬إن أسخخفل هخخذا الكتخخاب كنزلنخخا وجخخوهر‬
‫يريد أن يحتجزه دوننا‪ ،‬ولم يدع أبونا شيئا إل جعله له‪ ،‬وتركنا عالخخة‪ ،‬فخخوثب‬
‫عليه إبراهيم بن محمد الجعفري فأسمعه ووثب إليه إسحاق بخخن جعفخخر ففعخخل‬
‫به مثل ذلك‪ .‬فقال العباس للقاضي‪ :‬أصلحك ال فخخض الخخخاتم واقخخرأ مخخا تحتخخه‬
‫فقال‪ :‬لأفضه ل يلعنني أبوك‪ ،‬فقال العباس‪ :‬أنا أفضه قال‪ :‬ذلك إليخخك‪ ،‬ففخخض‬
‫العباس الخاتم فإذا فيه إخراجهم من الوصية وإقرار علي وحده وإدخاله إياهم‬
‫في ولية علي إن أحبوا أو كرهوا أو صاروا كاليتام في حجخخره‪ ،‬وأخرجهخخم‬
‫من حد الصدقة وذكرها‪ ،‬ثم التفت علي بن موسى عليخخه السخخلم إلخخى العبخخاس‬
‫فقال‪ :‬يا أخي إني لعلم أنه إنما حملكم على هذا الغرام والديون الختي عليكخخم‪،‬‬
‫فانطلق يا سعد فتعين لي ما عليهم واقضه عنهم واقبض ذكر حقوقهم وخذلهم‬
‫الخبراءة‪ ،‬فل والخ لأدع مواسخاتكم وبركخم مخا أصخبحت وأمشخي علخى ظهخر‬
‫الرض‪ ،‬فقولوا مخخا شخخئتم‪ .‬فقخخال العبخخاس‪ :‬مخخا تعطينخخا إل مخخن فضخخول أموالنخخا‬
‫ومالنا عندك أكثر‪ ،‬فقال‪:‬‬

‫]‪[281‬‬

‫قولوا ما شخخئتم فخالعرض عرضخخكم‪ ،‬اللهخخم أصخخلحهم وأصخخلح بهخخم واخسخخأ عنخخا وعنهخخم‬
‫الشيطان وأعنهم على طاعتك‪ ،‬وال علخى مخا نقخول وكيخل‪ ،‬قخال العبخاس‪ :‬مخا‬
‫أعرفني بلسانك وليس لمسحاتك عندي طين‪ ،‬ثم إن القخخوم افخخترقوا )‪- 2 .(1‬‬
‫ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن محمد بن أبي الصهبان‪ ،‬عن صخخفوان بخخن‬
‫يحيى‪ ،‬عن عبد الرحمان بن الحجاج قال‪ :‬بعث إلي أبو الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫بوصية أمير المؤمنين عليه السلم وبعث إلي بصدقة أبيه مخخع أبخخي إسخخماعيل‬
‫مصادف‪ ،‬وذكر صدقة جعفر بن محمد عليه السلم وصدقة نفسه " بسخخم ال خ‬
‫الرحمان الرحيم‪ ،‬هذا ما تصدق به موسى ابن جعفر‪ ،‬تصخخدق بأرضخخه مكخخان‬
‫كذا وكذا‪ ،‬وحدود الرض كذا وكذا‪ ،‬كلها ونخلها وأرضها ومائهخخا وأرجائهخخا‬
‫وحقوقها وشربها من الماء وكل حق هو لها في مرفع أو مظهر‪ ،‬أو عنصخخر‪،‬‬
‫أو مرفق‪ ،‬أو ساحة‪ ،‬أو مسيل‪ ،‬أو عامر‪ ،‬أو غامر‪ ،‬تصخخدق بجميخخع حقخخه مخخن‬
‫ذلك على ولده من صلبه الرجال والنساء يقسم‪ ،‬وإليها ما أخرج ال عزوجخخل‬
‫من غلتها بعد الذي يكفيها في عمارتها ومرافقها‪ ،‬وبعد ثلثين عذقا يقسم فخخي‬
‫مساكين أهل القرية بين ولد موسى بن جعفر للخخذكر مثخخل حخخظ النخخثيين‪ .‬فخخان‬
‫تزوجت امرأة من ولد موسى بن جعفر فل حخخق لهخخا فخخي هخخذه الصخخدقة حخختى‬
‫ترجع إليها بغير زوج‪ ،‬فان رجعت كانت لها مثخخل حخخظ الخختي لخخم تخختزوج مخخن‬
‫بنات موسى ومن توفي من ولد موسى وله ولد‪ ،‬فولده على سهم أبيهخم للخذكر‬
‫مثل حظ النثيين على مثل ما شرط موسى بين ولده من صخخلبه‪ ،‬ومخخن تخخوفي‬
‫من ولد موسى ولم يترك ولدا رد حقه على أهل الصخخدقة‪ .‬وليخخس لولخخد بنخخاتي‬
‫في صدقتي هذه حق إل أن يكون آباؤهم من ولدي وليخخس لحخخد فخخي صخخدقتي‬
‫حق مع ولدي وولد ولدي وأعقابهم ما بقي منهم أحد‪ ،‬فان انقرضوا ولخخم يبخخق‬
‫منهم أحد فصدقتي على ولد أبي من امي ما بقي منهخخم أحخخد مخخا شخخرطت بيخخن‬
‫ولدى وعقبي‪ ،‬فان انقرض ولد أبي من امي وأولدهم فصدقتي على ولد أبي‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪.33‬‬

‫]‪[282‬‬

‫وأعقابهم ما بقي منهم أحد‪ ،‬فان لم يبق منهم أحد فصدقتي على الولخخى فخخالولى حخختى‬
‫يرث ال الذي ورثها وهو خير الوارثين‪ .‬تصدق موسخخى بخخن جعفخخر بصخخدقته‬
‫هذه وهو صحيح صدقة حبيسا بتا بتل ل مثنوية فيها ولرد أبدا‪ ،‬ابتغاء وجخخه‬
‫ال تعالى والدار الخرة‪ ،‬ول يحل لمؤمن يؤمن بال واليوم الخخخر أن يبيعهخخا‬
‫أو يبتاعها أو يهبها أو ينحلها أو يغير شيئا مما وضعتها عليه حتى يخخرث ال خ‬
‫الرض ومن عليهخخا‪ .‬وجعخخل صخخدقته هخخذه إلخخى علخخي وإبراهيخخم فخخان انقخخرض‬
‫أحدهما دخل القاسم مع الباقي مكانه‪ ،‬فان انقرض أحدهما دخل إسماعيل مخخع‬
‫البخخاقي منهمخخا‪ ،‬فخخان انقخخرض أحخخدهما دخخخل العبخخاس مخخع البخخاقي منهمخخا‪ ،‬فخخان‬
‫انقرض أحدهما فالكبر من ولدي يقوم مقامه‪ ،‬فان لم يبق من ولدي إل واحد‬
‫فهو الذي يقوم به‪ ،‬قال‪ :‬وقال أبو الحسن عليه السخخلم‪ :‬إن أبخخاه قخخدم إسخخماعيل‬
‫في صخخدقته علخخى العبخخاس وهخخو أصخخغر منخخه )‪ .(1‬بيخان‪ :‬المرفخخع إمخخا المكخخان‬
‫المرتفخخع أو مخخن قخخولهم رفعخخوا الخخزرع أي حملخخوه بعخخد الحصخخاد إلخخى البيخخدر‪،‬‬
‫والمظهر المصعد‪ ،‬والعنصر الصل وفي بعض النسخ مكانه أو غيض وهخخو‬
‫بالكسر الشجر الكثير الملتف واصول الشجر‪ ،‬ومرافخخق الخخدار مصخخاب المخخاء‬
‫ونحوهخخا‪ ،‬والغخخامر الخخخراب قخخوله‪ :‬ل مثنويخخة فيهخخا‪ ،‬أي ل اسخختثناء‪ - 3 .‬ن‪:‬‬
‫الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبراهيم بن أبي‬
‫الحسن موسى بن جعفر عليه السلم‪ :‬ما قولك في أبيخخك قخخال‪ :‬هخخو حخخي قلخخت‪:‬‬
‫فما قولك في أخيك أبي الحسن عليه السخخلم ؟ قخال‪ :‬ثقخة صخخدوق‪ ،‬قلخت‪ :‬فخانه‬
‫يقول‪ :‬إن أباك قد مضى قال‪ :‬هو أعلم بمخخا يقخخول فأعخخدت عليخخه فأعخخاد علخخي‪،‬‬
‫قلت‪ :‬فأوصى أبوك ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬إلى من أوصى ؟ قال‪ :‬إلخخى خمسخخة منخخا‬
‫وجعل عليا عليه السلم المقدم علينا )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا " ع " ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .37‬نفس المصخخدر ج ‪ 1‬ص ‪ 39‬وفيخخه‬
‫نسخة " هو أعلم وما يقول "‪.‬‬

‫]‪[283‬‬

‫‪) * .12‬باب( * * " )احوال اولده وازواجه صخخلوات الخ عليخخه( " * ‪ - 1‬شخخا‪ :‬كخخان‬
‫لبي الحسن عليخه السخلم سخبعة وثلثخون ولخدا ذكخرا وانخثى منهخم علخي بخن‬
‫موسخخى الرضخخا وإبراهيخخم والعبخخاس والقاسخخم )‪ (1‬لمهخخات أولد وإسخخماعيل‬
‫وجعفر )‪(2‬‬

‫)‪ (1‬القاسم بن موسى بن جعفر‪ :‬كان يحبه أبخوه حبخا شخديدا وأدخلخه فخي وصخاياه وقخد‬
‫نص السيد الجليل النقيب الطاهر رضى الدين علي بن موسى بخخن طخخاووس‬
‫في كتابه مصباح الزائر على استحباب زيارته وقرنه بأبى الفضخخل العبخخاس‬
‫بن أمير المؤمنين وعلخخي بخخن الحسخين الكخبر المقتخول بخالطف‪ ،‬وذكخر لهخم‬
‫ولمن يجرى مجراهم زيارة ذكرها في كتابه " مصباح الخخزائر " مخطخخوط‪،‬‬
‫وقبر القاسم قريب من الحلة السيفية عند الهاشمية‪ ،‬وهو مخخزار متخخبرك بخخه‪،‬‬
‫يقصده الناس للزيارة وطلب البركة وقد ذكر قبره ياقوت في معجخخم البلخخدان‬
‫والبغدادي في مراصد الطلع ان شوشة قرية بأرض بابل أسخخفل مخخن حلخخة‬
‫بنى مزيد بها قبر القاسم بن موسخى جعفخر الخخ‪ (2) .‬جعفخر بخن موسخى بخن‬
‫جعفر‪ :‬يقال له الخوارى ويقال لولخخده الخواريخخون والشخخجريون لن أكخخثرهم‬
‫بادية حول المدينة يرعون الشجر كذا فخخي العمخخدة ص ‪ 208 - 207‬طبعخخة‬
‫النجف الولى‪ ،‬وفي مشجر العميدي‪ :‬وكان موصوفا بالشجاعة والفروسية‪،‬‬
‫وهو من الخلص من الموسوية قال أبو نصر البخاري في سر السلسخخلة ص‬
‫‪ :37‬والخلص من الموسوية الذين لم أجد أحدا شك فيهخخم مخخن النسخخاب وعخخد‬
‫منهم جعفرا‪ ،‬وقال العمرى في المجدي عند ذكره‪ :‬يقال لخخه الخخخوارى وهخخو‬
‫لم ولد‪.‬‬
‫]‪[284‬‬

‫وهارون )‪ (1‬والحسن )‪ (2‬لم ولد وأحمد ومحمد )‪ (3‬وحمزة )‪ (4‬لم ولد‬

‫)‪ (1‬هارون بن موسى بن جعفر أمه أم ولد قال أبو نصخخر البخخخاري فخخي سخخر السلسخخلة‬
‫ص ‪ 38‬وهارون بن الكاظم عليه السلم ممن طعن في نسب المنسبين إليخخه‬
‫وقالوا ما أعقخخب هخخارون بخخن موسخخى " ع " أو مخخا بقخخى لخخه عقخخب‪ ،‬وبخخالرى‬
‫وهمدان خلق ينتسبون إليه‪ ،‬وقال الشيخ ابو الحسن العمرى والشيخ أبو عبد‬
‫ال بن طباطبا وغيرهما‪ :‬أعقب هارون بن الكاظم عليه السلم‪ ،‬راجخخع عخخن‬
‫صحة عقبه ما ذكره العميدي في مشخخجره ص ‪ 29‬ومخخا ذكخخره الزبيخخدي فخخي‬
‫تعقيبه على مقالة العميدي في نفس المصدر‪ .‬وتوجد بقعتخخان منسخخوبتان إليخخه‬
‫احداهما بالقرب من ساوة كما في " هدية اسماعيل " وثانيهما في قرية تكية‬
‫طالقان كما في ناسخ التواريخ ج ‪ 3‬ص ‪ 54‬أحوال المام موسى بن جعفخخر‬
‫عليه السلم )‪ (2‬الحسن بن موسى بن جعفر أمه أم ولد وقد وقع في طريخخق‬
‫الصدوق في باب غسل يوم الجمعخخة مخخن كتخخابه مخخن ل يحضخخره الفقيخخه ج ‪1‬‬
‫ص ‪ 61‬وذكخخر فخخي التهخخذيب ج ‪ 1‬ص ‪ 365‬والكخخافي ج ‪ 3‬ص ‪ 42‬مكخخان‬
‫الحسن أخاه الحسين‪ ،‬وقد ذكر في الرشاد أن لكل واحد من أولد الكاظم "‬
‫ع " فضل ومنقبة‪ (3) .‬محمد بن موسى بن جعفر هو الملقخخب بالعابخخد كخخان‬
‫من أهل الفضل والصلح كما وصفه المفيد في الرشاد وذكر عن هاشخخمية‬
‫مولة رقية بنت موسى " ع " قالت كان محمد بن موسخخى صخخاحب وضخخوء‬
‫وصلة‪ ،‬وكان ليله كله يتوضآ ويصلى فيسمع سكب الماء‪ ،‬ثخخم يصخخلى ليل‪،‬‬
‫ثم يهدأ ساعة فيرقد ويقوم‪ ،‬فيسمع سكب الماء والوضوء‪ ،‬ثم يصلى ليل فل‬
‫يزال كذلك حتى يصبح‪ .‬وما رايته قخخط ال ذكخخرت قخخول الخ تعخخالى " كخخانوا‬
‫قليل من الليل ما يهجعون " توفى بشيراز ودفخخن حيخخث مرقخخده اليخخوم مخخزار‬
‫متبرك به‪ .‬وقد قيل في سبب دخوله شيراز أنه دخلهخخا مخخن جخخور العباسخخيين‬
‫اختفى بمكان فكان يكتب القرآن وقد اعتق ألف نسمة من أجرة كتابته‪ ،‬وهو‬
‫من المعقبين المكخخثرين‪ ،‬واليخخه ينتهخخى نسخخب كخخثير مخخن البيوتخخات الموسخخوية‬
‫الشهيرة‪ ،‬ومنها بيت سيادة الناشر وبيت محرر هذه السطور المعروفين بآل‬
‫الخرسان‪ ،‬ولى أرجوزة في مائة بيت في سلسلة النسخخب الزاكخخى أسخخميتها "‬
‫نشوة المانى "‪ (4) .‬حمخخزة بخخن موسخخى بخخن جعفخخر أمخخه أم ولخخد كخخان عالمخخا‬
‫فاضل كامل دينا جليل رفيع المنزلة عالى الرتبة عظيم الحظ والجاه والعز‬
‫والبتهال‪ ،‬محبوبا عند الخاص والعام‪ ،‬سافر ‪< -‬‬

‫]‪[285‬‬

‫وعبد ال )‪ (1‬وإسحاق )‪ (2‬وعبيد ال )‪ (3‬وزيد )‪...(4‬‬


‫)‪ (1‬مع أخيه الرضا " ع " إلى خراسان‪ ،‬كذا وصفه السيد ضامن بن شدقم فخخي كتخخابه‬
‫في النساب كما في أعيخان الشخيعة ج ‪ 28‬ص ‪ 189‬وفخي العمخدة يكنخى أبخا‬
‫القاسم‪ ،‬وكان كوفيا ا‍ه‪ ،‬واختلف في مخخدفنه قخخال العمخخرى فخخي المجخخدي‪ :‬فخخي‬
‫اصطخر شيراز قبره معروف ومزار‪ ،‬بينما جعل صاحب العمدة ذلك القبر‬
‫لولده على‪ ،‬وحكى عن لب النساب أن قبره بالسيرجان مخخن كرمخخان‪ ،‬ومخخن‬
‫عقبه السلطين الصفوية في ايران " باقتضاب عن معجم أعلم المنتقلخخة "‪.‬‬
‫)‪ (1‬عبد ال بن موسى بن جعفخخر أمخخه أم ولخخد ذكخخره الشخخيخ فخخي رجخاله مخخن‬
‫أصحاب الرضا عليه السلم ا‍ه وكان شيخا كبيرا نبيل‪ ،‬عليه ثيخخاب خشخخنة‪،‬‬
‫وبيخخن عينيخخه سخخجادة‪ ،‬ويظهخخر مخخن حخخديث ابراهيخخم بخخن هاشخخم المخخروى فخخي‬
‫الختصخخاص ص ‪ 102‬وحخخديث غيخخره كمخخا فخخي المنخخاقب ج ‪ 3‬ص ‪489‬‬
‫وعيخخون المعجخخزات ص ‪ 109‬علخخو مقخخامه ورفيخخع منزلتخخه‪ ،‬وهخخو صخخاحب‬
‫الكتاب إلى ابن أبي داود حين كتب إليه في خلق القرآن وقد ذكخخره الخطيخخب‬
‫في تاريخه ج ‪ 4‬ص ‪ 151‬وهو من المعقبين وعقبه بمصر وغيرها‪ ،‬ويقخخال‬
‫لعقبه العوكلنيين‪ (2) .‬اسحاق بن موسى بن جعفر أمه أم ولد ذكخخره الشخخيخ‬
‫في رجاله في أصحاب الرضا عليه السلم وكخخان يلقخخب بخخالمين وقخخد روى‬
‫فخخي الكخخافي عنخخه حخخديث المجخخالس الخختى يمقتهخخا الخ وتخخوفى سخخنة ‪ 240‬فخخي‬
‫المدينة‪ ،‬ومن عقبه الشيخ الزاهد الورع الجراد ‪ -‬وكان يعمل الجريخخد ‪ -‬أبخخو‬
‫طالب محمد المهلوس ويقال لعقبه بنى المهلوس‪ ،‬ومن عقب اسخخحاق أيضخخا‬
‫أبو جعفر محمد الصورانى الذى قتل بشيراز وبها قبره‪ ،‬ومخخن عقبخخه أيضخخا‬
‫السيد الجل العالم نقيب النقباء ذو المجدين أبو القاسم علخخى بخخن موسخخى بخخن‬
‫اسحاق بن الحسن بن الحسين بن اسحاق المذكور‪ ،‬صخخاحب الفضخخل والعلخخم‬
‫والنعم الكثيرة‪ ،‬وكان السلطان ملك شاه عزم على مبايعته بالخلفخخة‪ ،‬لحخخظ‬
‫تفصيل ترجمته في الدرجات الرفيعة ص ‪ 488‬واللباب في تهذيب النساب‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪ 246‬وغيرهما ‪ (3) /‬عبيد ال بخخن موسخخى بخخن جعفخخر امخخه ام ولخخد‬
‫وهو مشمول لعموم قول المفيد في الرشاد ان لكخخل واحخخد مخخن اولد المخخام‬
‫الكاظم عليه السلم فضل ومنقبة‪ ،‬وهخخو مخخن المعقخخبين وقخخد ذكخخر عقبخخه فخخي‬
‫المنتقلة وتهذيب النساب والعمدة وسر السلسلة وقال أبو نصر‪ :‬فيخخه العخخدد‪.‬‬
‫)‪ (4‬زيد بن موسى بن جعفر أمه أم ولد‪ ،‬عقد له محمد بن محمد بن زيد بن‬
‫علي ابخن الحسخين بخن علخي بخن أبخي طخالب " ع " أيخام أبخي السخرايا علخى‬
‫الهواز ذكر أبو الفرج في مقاتله ‪< -‬‬

‫]‪[286‬‬

‫‪ ...‬والحسخخين )‪ (1‬والفضخخل )‪ (2‬وسخخليمان )‪ (3‬لمهخخات أولد وفاطمخخة الكخخبرى )‪(4‬‬


‫وفاطمة الصغرى‪ ،‬ورقية‪ ،‬وحكيمة‪ ،‬وام أبيها‪ ،‬ورقية الصغرى‪ ،‬وكلثم‬
‫‪ < -‬ص ‪ 533‬ان أبا السرايا ولى زيد بن موسى بن جعفر علخخى الهخخواز‪ ،‬وذكخخر فخخي‬
‫ص ‪ 534‬ان زيدا حرق دور بنى العباس بالبصرة فلقب بخخذلك وسخخمى زيخخد‬
‫النار‪ ،‬وذكر نحوه الطبري في تاريخه ج ‪ 10‬ص ‪ 231‬وقال ابن عنبخخة فخخي‬
‫العمدة ص ‪ :221‬وحاربه الحسن بن سهل فظفر به وأرسخخله إلخخى المخخأمون‪،‬‬
‫فأدخل عليه بمرو مقيدا‪ .‬وروى الصدوق في عيون أخبار الرضخخا " ع " ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ 233‬انه قال له المأمون‪ :‬يا زيد خرجخخت بالبصخخرة وتركخخت ان تبخخدأ‬
‫بدور أعدائنا من بنى أمية وثقيخخف وعخخدى وباهلخخة وآل زيخخاد وقصخخدت دور‬
‫بنى عمك قال‪ :‬وكان ‪ -‬زيخد ‪ -‬مزاحخا‪ ،‬أخطخأت يخا أميخر المخؤمنين مخن كخل‬
‫جهة‪ ،‬وان عدت بدأت باعدائنا فضحك المأمون‪ ،‬وبعث به إلى أخيه الرضخخا‬
‫" ع " وقال‪ :‬قد وهبت جرمه لك‪ ،‬فلما جاؤا به عنفه وخلى سبيله وحلف ان‬
‫ل يكلمه أبدا ما عاش ا‍ه ثم ان المأمون سقاه السم فمات‪ ،‬ذكر ذلك ابن عنبة‬
‫والبخاري وقال الثاني‪ :‬وقبره بمرو‪ " .‬عن معجم أعلم منتقلة الطالبية "‪) .‬‬
‫‪ (1‬الحسين بن موسى بن جعفر امه أم ولد كاخوته في شمول تعريف المفيد‬
‫لهم بالفضل والمناقب‪ ،‬وقد ذكره أبو نصر في سر السلسخخلة وشخخيخ الشخخرف‬
‫العبيدلى في تهذيب النساب وقخال‪ :‬لبقيخخة لخخه‪ (2) .‬الفضخخل بخخن موسخخى بخن‬
‫جعفر أمه أم ولد‪ ،‬ولم يذكره شيخ الشرف في تهذيب النساب ول البخخخاري‬
‫في سر السلسلة وذكره العميدي وابن عنبة ولم يذكرا لخخه عقبخخا وذكخخروا أنخخه‬
‫كان ميناثا‪ (3) .‬سليمان بن موسى بن جعفر أمه أم ولد‪ ،‬ولم يذكر في كتخخب‬
‫النساب سوى العمدة ومشجر العميدي‪ ،‬ولم نقف على شئ من ترجمته وقد‬
‫ذكخر انخه كخان ميناثخا‪ (4) .‬فاطمخة بنخت المخام موسخى " ع " هخي الكخبرى‬
‫المدفونة بقم والتى ورد في فضل زيارتها الحديث كما في عيون الخبار ج‬
‫‪ 2‬ص ‪ 267‬وثواب العمال ص ‪ 89‬وكامل الزيارات ص ‪ 324‬وغيرهخخا‪،‬‬
‫ويوجد في رشت مزار ينسب إلى فاطمة الطاهرة أخت الرضا عليه السخخلم‬
‫الظاهر هو لحدى الفواطم الباقية من بنات المام عليه السلم فقخخد ذكخخر لخخه‬
‫سبط ابن الجوزى في تذكرة الخواص ص ‪ 198‬وغيره عخدة فخواطم كخبرى‬
‫وصغرى ووسطى وأخرى في بنات المام موسى " ع "‪.‬‬

‫]‪[287‬‬

‫وام جعفر‪ ،‬ولبانة‪ ،‬وزينب‪ ،‬وخديجة‪ ،‬وعلية‪ ،‬وآمنخخة‪ ،‬وحسخخنة‪ ،‬وبريهخخة‪ ،‬وعائشخخة وام‬
‫سلمة‪ ،‬وميمونة‪ ،‬وام كلثوم‪ ،‬وكان أفضل ولد أبي الحسن موسى عليه السخخلم‬
‫وأنبههم وأعظمهم قدرا وأجمعهم فضل أبو الحسن علخخي بخخن موسخخى الرضخخا‬
‫عليه السلم‪ ،‬و كان أحمد بخن موسخى كريمخا جليل ورعخا وكخان أبخو الحسخن‬
‫موسى يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفخخة باليسخخيرة‪ ،‬ويقخخال‪ :‬إن أحمخخد‬
‫بن موسى رضي ال عنه أعتق ألف مملوك )‪ - 2 .(1‬شا‪ :‬محمد بخخن يحيخخى‪،‬‬
‫عن جده قال‪ :‬سمعت إسماعيل بن موسى يقول‪ :‬خرج أبي بولخخده إلخخى بعخخض‬
‫أمواله بالمدينة وسمى ذلك المال إل أن أبخا الحسخين يحيخى نسخي السخم قخال‪:‬‬
‫فكنا في ذلك المكان‪ ،‬فكان مع أحمد بن موسى عشرون من خدم أبي وحشخخمه‬
‫إن قام أحمد قاموا معه‪ ،‬وإن جلس جلسوا معه‪ ،‬وأبي بعد ذلك يرعاه ببصخخره‬
‫ل يغفل عنه فما انقلبنا حتى انشج أحمخخد بخخن موسخخى بيننخخا‪ ،‬وكخخان محمخخد ابخخن‬
‫موسى من أهل الفضل والصلح )‪ - 3 .(2‬شا‪ :‬أبو محمد الحسخن بخن محمخد‬
‫بن يحيى‪ ،‬عن جده قال‪ :‬حدثتني هاشمية مولة رقية بنت موسخخى قخخالت‪ :‬كخخان‬
‫محمد بن موسى صاحب وضخخوء وصخخلة‪ ،‬وكخخان ليلخخه كلخخه يتوضخخأ ويصخخلي‬
‫ويسمع سكب الماء‪ ،‬ثم يصلي ليل ثم يهدأ ساعة فيرقد‪ ،‬فيقخخوم ويسخخمع سخخكب‬
‫الماء والوضوء‪ ،‬ثم يصلي ليل‪ ،‬ثم يرقد سويعة ثم يقخخوم فيسخخمع سخخكب المخخاء‬
‫والوضوء ثم يصلي‪ ،‬ول يزال ليله كذلك حتى يصبح‪ ،‬ومخخا رأيتخخه إل ذكخخرت‬
‫قول ال عزوجل " كانوا قليل من الليل ما يهجعون " )‪ .(3‬وكان إبراهيم بخخن‬
‫موسى سخيا كريما‪ ،‬وتقلد المرة على اليمن في أيام المأمون من قبخخل محمخخد‬
‫بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب‪ ،‬الذي بايعه‬

‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ (2) .323‬نفس المصدر ص ‪ (3) .324‬سورة الذاريات الية‪.17 :‬‬

‫]‪[288‬‬

‫أبو السرايا بالكوفة ومضى إليها ففتحها وأقام بها مدة إلى أن كان من أمر أبي السرايا‬
‫ماكان‪ ،‬فأخذ له المان من المأمون‪ ،‬ولكل واحد من ولد أبخخي الحسخخن موسخخى‬
‫عليه السلم فضل ومنقبة مشهورة‪ ،‬وكان الرضا عليخخه السخخلم المقخخدم عليهخخم‬
‫في الفضل على حسب ما ذكرناه )‪ - 4 .(1‬قب‪ :‬أولده ثلثون فقخخط‪ ،‬ويقخخال‪:‬‬
‫سبعة وثلثون فأبناؤه ثمانية عشر علي المام‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬والعباس‪ ،‬والقاسم‪،‬‬
‫وعبد ال‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وعبيد ال‪ ،‬وزيد والحسخخن‪ ،‬والفضخخل مخخن امهخخات أولد‪،‬‬
‫وإسماعيل‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وهارون‪ ،‬والحسن من ام ولخخد‪ ،‬وأحمخخد ومحمخخد وحمخخزة‬
‫من ام ولد‪ ،‬ويحيى‪ ،‬وعقيل‪ ،‬وعبد الرحمان المعقبون منهم ثلثة عشخخر علخخي‬
‫الرضا عليخخه السخخلم‪ ،‬وإبراهيخخم‪ ،‬والعبخخاس‪ ،‬وإسخخماعيل ومحمخخد‪ ،‬وعبخخد الخخ‪،‬‬
‫والحسن‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وإسحاق‪ ،‬وحمزة‪ .‬وبناته تسع عشرة‪ :‬خديجخة‪ ،‬وام فخخروة‪،‬‬
‫وام أبيها‪ ،‬وعلية‪ ،‬وفاطمة الكخبرى وفاطمخة الصخغرى‪ ،‬ونزيهخة‪ ،‬وكلثخم‪ ،‬وام‬
‫كلثوم زينب‪ ،‬وام القاسم‪ ،‬وحكيمة‪ ،‬و رقية الصغرى‪ ،‬وام وحيخخة‪ ،‬وام سخخلمة‪،‬‬
‫وام جعفر‪ ،‬ولبابخخة‪ ،‬وأسخخماء‪ ،‬وأمامخخة وميمونخخة مخخن امهخخات أولد )‪- 5 .(2‬‬
‫كشف‪ :‬قال ابن الخشاب‪ :‬ولد له عشرون ابنا وثمانية عشر بنتخخا أسخخماء بنيخخه‪:‬‬
‫علي الرضا المام‪ ،‬وزيد‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬وعقيل‪ ،‬وهارون‪ ،‬والحسخخن‪ ،‬والحسخخين‬
‫وعبد ال‪ ،‬وإسماعيل‪ ،‬وعبيد ال‪ ،‬وعمر‪ ،‬وأحمد‪ ،‬وجعفر‪ ،‬ويحيى‪ ،‬وإسخخحاق‬
‫والعباس‪ ،‬وحمزة‪ ،‬وعبد الرحمن‪ ،‬والقاسم‪ ،‬وجعفر الصغر‪ ،‬ويقخخال موضخخع‬
‫عمر‪ :‬محمد‪ .‬وأسماء البنات خديجخة‪ ،‬وام فخروة‪ ،‬وأسخماء‪ ،‬وعليخة‪ ،‬وفاطمخة‪،‬‬
‫وفاطمخخة وام كلثخخوم‪ ،‬وام كلثخخوم‪ ،‬وآمنخخة‪ ،‬وزينخخب‪ ،‬وام عبخخد الخخ‪ ،‬وزينخخب‬
‫الصخخغرى‪ ،‬وام القاسخخم وحكيمخخة‪ ،‬وأسخخماء الصخخغرى‪ ،‬ومحمخخودة‪ ،‬وأمامخخة‪،‬‬
‫وميمونة )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ (2) .324‬المناقب ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .438‬كشف الغمه ج ‪ 3‬ص ‪.41‬‬

‫]‪[289‬‬

‫‪ - 6‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن موسى بن الحسن‪ ،‬عن سليمان الجوهري قال‪ :‬رأيت أبخخا‬
‫الحسن عليه السلم يقخخول‪ :‬لبنخخه القاسخخم‪ :‬قخخم يخخا بنخخي فخخاقرأ عنخخد رأس أخيخخك‬
‫والصافات صفا حتى تستتمها‪ ،‬فقرأ فلما بلغ " أهم أشد خلقا أم مخخن خلقنخخا " )‬
‫‪ (1‬قضى الفتى فلما سجي وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر فقال لخخه‪ :‬كنخخا‬
‫نعهد الميت إذا نزل به الموت يقخرأ عنخده " يخس والقخرآن الحكيخخم " فصخخرت‬
‫تأمرنا بالصافات فقال‪ :‬يا بني لم تقرأ عند مكروب من موت قط إل عجل ال‬
‫راحته )‪ - 7 .(2‬كا‪ :‬العخخدة‪ ،‬عخخن سخخهل‪ ،‬عخخن ابخخن محبخخوب‪ ،‬عخخن يخخونس بخخن‬
‫يعقوب قال‪ :‬لما رجع أبو الحسن موسى عليه السلم مخخن بغخخداد ومضخخى إلخخى‬
‫المدينة مخخاتت لخخه ابنخخة بفيخخد فخخدفنها وأمخخر بعخخض مخخواليه أن يجصخخص قبرهخخا‬
‫ويكتب على لوح اسمها ويجعله في القبر )‪ - 8 .(3‬عمدة الطالب‪ :‬ولخخد عليخخه‬
‫السلم ستين ولدا سبعا وثلثين بنتا وثلث وعشرين ابنا درج منهم خمسة لم‬
‫يعقبوا بغير خلف وهم عبد الرحمن وعقيخخل والقاسخخم ويحيخخى وداود‪ ،‬ومنهخخم‬
‫ثلثة لهم إناث وليخخس لحخخد منهخخم ولخخد ذكخخر‪ ،‬وهخخم سخخليمان والفضخخل وأحمخخد‬
‫ومنهم خمسة في أعقابهم خلف وهم الحسين وإبراهيم الكبر وهارون وزيد‬
‫والحسن ومنهخخم عشخخرة أعقبخخوا بغيخخر خلف وهخخم علخخي وإبراهيخخم الصخخغر‪،‬‬
‫والعبخخاس‪ ،‬وإسخخماعيل ومحمخخد‪ ،‬وإسخخحاق‪ ،‬وحمخخزة‪ ،‬وعبخخد الخخ‪ ،‬وعبيخخد الخخ‪،‬‬
‫وجعفر هكذا قال شيخنا أبو نصر البخاري‪ .‬وقخخال النقيخخب تخخاج الخخدين‪ :‬أعقخخب‬
‫موسى الكاظم من ثلثة عشر رجل أربعة منهم مكثرون‪ :‬وهم علي الرضخخا‪،‬‬
‫وإبراهيم المرتضى‪ ،‬ومحمد العابد‪ ،‬وجعفر‪ ،‬و أربعة متوسخخطون‪ :‬وهخخم زيخخد‬
‫النار‪ ،‬وعبد ال‪ ،‬وعبيد ال‪ ،‬وحمزة‪ ،‬وخمسخة مقلخون وهخم العبخاس وهخارون‬
‫وإسحاق‪ ،‬وإسماعيل والحسن‪ ،‬وقد كان الحسين بخخن الكخخاظم أعقخخب فخخي قخخول‬
‫شيخنا أبي الحسن العمري ثم انقرض )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬سورة الصافات اليات‪ (2) .11 :‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .136‬نفس المصدر ج ‪3‬‬
‫ص ‪ (4) .202‬عمدة الطالب ص ‪.187 - 185‬‬

‫]‪[290‬‬
‫‪ - 9‬تاريخ قم‪ :‬للحسن بن محمد القمي‪ ،‬قال أخبرني مشايخ قم عن آبائهم أنه لما أخرج‬
‫المأمون الرضا عليه السلم من المدينة إلى مرو لولية العهد في سنة مائتين‬
‫من الهجرة خرجت فاطمة اخته تقصده في سنة إحدى ومخخائتين فلمخخا وصخخلت‬
‫إلى ساوة )‪ (1‬مرضخخت فسخخألت كخخم بينهخخا وبيخخن قخخم ؟ قخالوا‪ :‬عشخخرة فراسخخخ‪،‬‬
‫فقالت‪ :‬احملوني إليها فحملوها إلى قم وأنزلوها في بيخخت موسخخى بخخن خخخزرج‬
‫بن سعد الشعري‪ ،‬قال‪ :‬وفي أصح الروايات أنه لمخخا وصخخل خبرهخخا إلخخى قخخم‬
‫استقبلها أشراف قم وتقدمهم موسى بن الخزرج‪ ،‬فلما وصل إليها أخخخذ بزمخخام‬
‫ناقتها وجرها إلى منزله‪ ،‬وكانت في داره سبعة عشر يوما ثم تخخوفيت رضخخي‬
‫ال عنها‪ ،‬فخخأمر موسخخى بتغسخخيلها وتكفينهخخا وصخخلى عليهخخا ودفنهخخا فخخي أرض‬
‫كانت له وهي الن روضتها‪ ،‬وبنى عليها سقيفة مخخن البخخواري‪ ،‬إلخخى أن بنخخت‬
‫زينب بنت محمد بخخن علخخي الجخخواد عليخخه السخخلم عليهخخا قبخخة‪ .‬قخخال‪ :‬وأخخخبرني‬
‫الحسين بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه‪ ،‬عن محمخد بخن الحسخن بخن‬
‫أحمد بن الوليد أنه لما توفيت فاطمة رضي ال عنها وغسلت وكفنت حملوها‬
‫إلى مقبرة بابلن ووضعوها على سرداب حفر لها‪ ،‬فاختلف آل سعد فخخي مخخن‬
‫ينزلها إلى السرداب‪ ،‬ثم اتفقوا على خادم لهم صالح كبير السن يقال له‪ :‬قخادر‬
‫فلما بعثوا إليه رأوا راكبين مقبلين من جخخانب الرملخخة )‪ (2‬وعليهخخا لثخخام‪ ،‬فلمخخا‬
‫قربا من الجنازة نزل وصليا عليها ثم نزل السرداب وأنزل الجنخخازة ودفناهخخا‬
‫فيه‪ ،‬ثم خرجا ولم يكلمخا أحخدا وركبخا وذهبخا ولخم يخدر أحخد مخن همخا‪ ،‬وقخال‪:‬‬
‫المحراب الذي كانت فاطمة رضي ال عنها تصلي فيه موجود إلخخى الن فخخي‬
‫دار موسى ويزوره الناس )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬ساوة‪ :‬مدينة حسنة بين الرى وهمذان‪ ،‬وبقربها مدينة يقخال لهخخا‪ :‬آوة‪ ،‬بينهمخخا نحخخو‬
‫فرسخخخين‪ (2) .‬الرملخخة‪ :‬مدينخخة بفلسخخطين‪ ،‬كخخانت قصخخبتها‪ ،‬وكخخانت رباطخخا‬
‫للمسلمين‪ ،‬وبينها وبين بيت المقدس اثنا عشر ميل‪ ،‬وهى كخخورة منهخخا‪(3) .‬‬
‫ترجمة تاريخ قم ص ‪ 213‬طبع مطبعة مجلس ايران سنة ‪‍ 1353‬ه‪.‬‬

‫]‪[291‬‬

‫اقول‪ :‬أوردنا بعض أحوالهم في باب وصية موسى عليه السلم وبخخاب أحخخوال عشخائر‬
‫الرضا عليه السلم وسيأتي بعض أحوال عبد ال بن موسى في بخخاب مكخخارم‬
‫أخلق أبي جعفر الجواد عليه السلم‪ .‬تم المجلد الحادي عشر من كتاب بحار‬
‫النوار على يد مؤلفه أدام ال ظله العالي في شهر شوال المكخخرم مخخن شخخهور‬
‫سخنة سخبع وسخبعين بعخد اللخف مخن الهجخرة النبويخة والحمخد لخ أول وآخخرا‬
‫وصلى ال على محمد وأهل بيته الطاهرين‪.‬‬
‫تم ‪ -‬ول الحمد والمنة ‪ -‬توشيح الجزء الحادى عشر من بحخخار النخخوار حسخخب تجخخزئة‬
‫المصنف وهو الجزء الثامن والربعون حسب تجزئة سيادة الناشر المحترم‬
‫بما تيسر لنخخا مخن مراجعخة فخخي تصخحيحه علخى مصخادره‪ ،‬وتعييخن موضخع‬
‫النص وغير ذلك مما اقتضاه المقخخام وذلخخك مخخن نعخخم الخ تعخخالى علخخى العبخخد‬
‫الفقير إلى ربخخه المعخخترف بالعصخخيان محمخخد مهخخدى السخخيد حسخخن الموسخخوي‬
‫الخرسان في ‪ 25‬شهر شعبان المعظم سنة ‪ 1385‬هجرية‪.‬‬

‫]‪[293‬‬

‫شذرات فيما يتعلق بأحوال اخوانه وأولده عليخخه السخخلم اقتبسخخناها مخخن كتخخاب " تحفخخة‬
‫العالم في شرح خطبة المعالم " تخأليف العلمخخة السخخيد جعفخخر آل بحخر العلخخوم‬
‫الطباطبائى‪.‬‬

‫]‪[295‬‬

‫" فيما يتعلق بأحوال اخوانه وأخواته " " عليه الصلة والسلم " كان له عليه السخخلم‬
‫ستة إخوة وثلثة أخوات وهم‪ :‬إسماعيل‪ ،‬وعبد ال الفطح‪ ،‬وام فروة‪ :‬اسمها‬
‫عالية امهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسخخين عليخخه السخخلم ونقخخل عخخن‬
‫ابن إدريس رحمه ال أنه قخال ام إسخماعيل فاطمخة بنخت الحسخين الثخرم ابخن‬
‫الحسين بن أبي طالب عليه السلم‪ .‬وإسحاق لم ولد والعباس وعلخخي ومحمخخد‬
‫وأسماء وفاطمة لمهات أولد شتى‪ .‬وكان إسماعيل أكبر أولد الصادق عليه‬
‫السلم وهو جد الخلفاء الفاطميين في المغخخرب ومصخر‪ ،‬ومصخخر الجديخخد مخخن‬
‫بنائهم‪ .‬وفي بغداد قبران مخخذمومان أحخخدهما علخخي بخخن إسخخماعيل بخخن الصخخادق‬
‫عليه السلم ويعرف عند البغداديين بالسيد سلطان علي‪ ،‬والخر أخوه محمخخد‬
‫بن إسماعيل جد الفاطميين ويعرف عندهم بالفضل‪ ،‬والمحلة التي فيهخخا محلخخة‬
‫الفضل‪ .‬وكان المام الصادق عليه السلم شديد المحبخخة لسخخماعيل والخخبر بخخه‬
‫والشفاق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه‪ ،‬والخليفخخة لخخه‪،‬‬
‫لما ذكرنا من كبر سخخنه‪ ،‬وميخخل أبيخخه إليخخه وإكرامخخه لخخه‪ ،‬ولمخخا كخخان عليخخه مخخن‬
‫الجمال والكمال الصوري والمعنوي توفي في حياة أبيه‪ ،‬وحين ما حمخخل إلخخى‬
‫البقيع للخخدفن كخخان أبخخوه الصخخادق عليخخه السخخلم يضخخع جنخخازته علخخى الرض‪،‬‬
‫ويرفع عن وجهه الكفن بحيث يراه الناس‪ ،‬فعل ذلك فخي أثنخخاء الطريخخق ثلث‬
‫مرات ليري الناس موته‪ ،‬وأنه لم يغب كمخخا كخخان يظخخن بخخه ذلخخك‪ ،‬ولمخخا تحقخخق‬
‫موته رجع الكثرون عن القول بامامته‪ ،‬وفرض طاعته‪.‬‬

‫]‪[296‬‬
‫وقال قوم‪ :‬إنه لم يمت‪ ،‬وإنما لبس على الناس في أمره‪ ،‬وقالت فرقة‪ :‬إنه مخخات‪ ،‬ولكخخن‬
‫نص علخخى ابنخخه محمخخد‪ ،‬وهخخو المخخام بعخخد جعفخخر‪ ،‬وهخخم المسخخمون بالقرامطخخة‬
‫والمباركخخة‪ ،‬وذهخخب جماعخخة إلخخى أنخخه نخخص علخخى محمخخد جخخده الصخخادق دون‬
‫إسماعيل‪ ،‬ثم يسحبون المامة في ولده إلى آخخخر الزمخخان‪ .‬قخخال جخخدي المجخخد‬
‫السيد محمد جد جدنا بحر العلوم‪ :‬وسخافة مخخذهبهم‪ ،‬و بطلنخخه أظهخخر مخخن أن‬
‫يبين‪ ،‬مع أنه مبين بما ل مزيد عليه في محله‪ .‬وقبر إسماعيل ليس فخخي البقيخخع‬
‫نفسه‪ ،‬بل هو في الطرف الغربي مخخن قبخخة العبخخاس فخخي خخخارج البقيخخع‪ ،‬وتلخخك‬
‫البقعة ركن سور المدينة من جهة القبلة والمشرق وبخخابه مخخن داخخخل المدينخخة‪،‬‬
‫وبناء تلك البقعة قبل بناء السور‪ ،‬فاتصخخل السخخور بخخه‪ ،‬وهخخو مخخن بنخخاء بعخخض‬
‫الفاطميين من ملوك مصر‪ .‬وقبر المقداد بن أسود الكندي في البقيع أيضا فانه‬
‫مات بالجرف يبعد عن المدينة بفرسخ وحمخخل إلخخى المدينخخة‪ ،‬فمخخا عليخخه سخخواد‬
‫أهل شهروان من أن فيه قبر مقداد بن أسود هذا اشختباه‪ ،‬ومخخن المحتمخخل قويخا‬
‫كما في الروضات أن المشهد الذي في شخخهروان هخخو للشخخيخ الجليخخل الفاضخخل‬
‫المقداد )‪ (1‬صاحب المصنفات من أجل علماء الشيعة‪.‬‬

‫)‪ (1‬قال في الروضات‪ :‬ومن جملة ما يحتمل عندي قويا هو أن يكخخون البقعخخة الواقعخخة‬
‫في برية شهروان بغخداد والمعروفخة عنخد أهخل تلخك الناحيخة بمقخبرة مقخداد‪،‬‬
‫مدفن هذا الرجل الجليل الشأن يعنى الشيخ جمال الدين المقداد بخخن عبخخد الخ‬
‫السيورى المعروف بالفاضل المقداد بناء على وقوع وفخخاته رحمخخه ال خ فخخي‬
‫ذلك المكان أو ايصائه بأن يدفن هناك لكونه على طريق القافلة الراحلة إلى‬
‫العتبات العاليات‪ .‬قال‪ :‬وال فالمقداد بن أسود الكندى رحمه ال الذي هو من‬
‫كبار أصحاب النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه مرقخخده المنيخخف فخخي أرض بقيخخع‬
‫الغرقد الشريف لما ذكره المؤرخخخون المعتخخبرون مخخن أنخخه رضخخى الخ عنخخه‬
‫توفى في أرضه بالجرف‪ ،‬وهو على ثلثة أميال مخخن المدينخخة‪ ،‬فحمخخل علخخى‬
‫الرقاب حتى دفن بالبقيع‪ ،‬انتهى‪< - .‬‬

‫]‪[297‬‬

‫وذكر علماء السير والتواريخ فيمخا يتعلخق بتاريخخ المدينخة المنخورة أن أكخثر أصخحاب‬
‫النبي دفنوا في البقيع وذكر القاضي عيخخاض فخخي المخخدارك أن المخخدفونين مخخن‬
‫أصخخحاب النخخبي هنخخاك عشخخرة آلف ولكخخن الغخخالب منهخخم مخفخخي الثخخار عينخخا‬
‫وجهة‪ ،‬و سبب ذلك أن السابقين لم يعلموا القبور بالكتابة والبناء مضخخافا إلخخى‬
‫أن تمادي اليام يوجب زوال الثار‪ .‬نعم إن من يعرف مرقده من بنخخي هاشخخم‬
‫عينا وجهة قبر إبراهيم ابن النبي صخلى الخ عليخه وآلخه فخي بقعخة قريبخة مخن‬
‫البقيع وفيها قبر عثمان بن مظعون من أكخخابر الصخخحابة‪ ،‬وهخخو أول مخخن دفخخن‬
‫في البقيع‪ .‬وفيه أيضا قخخبر أسخخعد بخخن زرارة وابخخن مسخخعود ورقيخخة وام كلثخخوم‬
‫بنات رسول ال صلى ال عليه وآله وفي الروايات من العامة والخاصخخة أنخخه‬
‫لما توفت رقية ودفنها صلى ال عليه وآله قال‪ :‬الحقي بسلفنا الصخخالح عثمخخان‬
‫بن مظعون‪ .‬قال السمهودي‪ :‬إن الظاهر أن بنات النبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫كلهن مدفونات عند عثمان بن مظعون لنه صلى ال خ عليخخه وآلخخه لمخخا وضخخع‬
‫حجرا على قبر عثمان قال‪ :‬بهذا اميز قبر أخي وأدفن معه كل مخن مخات مخن‬
‫ولدي‪ .‬وروى الخخدولبي المتخخوفى سخخنة ‪ 310‬فخخي كتخخاب الكنخخى أنخخه لمخخا مخخات‬
‫عثمان بن مظعون قالت امرأته‪ :‬هنيئا لك يا أبا السائب الجنخخة‪ ،‬وإنخخه أول مخخن‬
‫تبعه إبراهيم‬

‫‪ < -‬قلت‪ :‬لكنه من عجيب الحتمال حيث ان المسمين بالمقداد كثيرون‪ ،‬وليخخس لنخخا أن‬
‫نقول بأن المقبرة المشخخهورة عنخدهم لمخا لخخم يكخن للمقخداد بخن أسخود الكنخخدى‬
‫فليكن للمقداد بن عبد ال الفاضل السبورى‪ ،‬مخخع أن الفاضخخل المقخخداد رحمخخه‬
‫الخ كخخان قاطنخخا فخخي النجخخف الشخخرف وليخخس شخخهروان فخخي طريخخق النجخخف‬
‫الشرف إلى كربلء ول إلى الكاظمية ول سامراء‪ .‬بخخل الفاضخخل السخخيورى‬
‫قد توفى بالمشهد الغروى النجف الشرف على ساكنه آلف الثناء والتحخخف‬
‫ضحى نهخخار الحخخد السخخادس والعشخخرين مخخن جمخخادى الخخخرة سخخنة ‪ 826‬ه‍‬
‫ودفن بمقابر المشهد المذكور كما صرح به تلميخخذه الشخخيخ حسخخن بخخن راشخخد‬
‫الحلى‪ .‬راجع الذريعة ج ‪ 1‬ص ‪ 429‬و ‪.465‬‬

‫]‪[298‬‬

‫ولد رسول ال صلى ال عليه وآله‪ .‬وبالجملة فمخخا يقخخال مخخن أن قخخبر عثمخخان بخخن عفخخان‬
‫هناك غلط‪ ،‬فان قبره خارج البقيع قال ابن الثير في النهاية فخخي " حشخخش "‪:‬‬
‫ومنه حديث عثمان أنه دفخخن فخخي حخخش كخخوكب‪ ،‬وهخخو بسخختان بظخخاهر المدينخخة‬
‫خارج البقيع انتهى‪ .‬وقبر عقيل بن أبي طالب‪ ،‬ومعه في القبر ابن أخيخخه عبخخد‬
‫ال الجواد ابن جعفر الطيار وقريب من قبة عقيخخل بقعخخة فيهخخا زوجخخات النخخبي‬
‫وقبر صفية بنت عبد المطلب عمخخة النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه علخخى يسخخار‬
‫الخارج من البقيع‪ ،‬وفي طرف القبلة مخخن البقعخخة قخخبر متصخخل بجخخدار البقعخخة‪،‬‬
‫عليه ضريح‪ ،‬والعامة يعتقدون أنه قبر الزهراء عليها السلم وأن قبر فاطمخخة‬
‫بنت أسد هو الواقع في زاوية المقبرة العموميخخة للبقيخخع فخخي الطخخرف الشخخمالي‬
‫من قبة عثمان‪ ،‬وهو اشتباه‪ :‬فان من المحقخخق أن قخخبر فاطمخخة الزهخخراء عليهخخا‬
‫السخخلم إمخخا فخخي بيتهخخا‪ ،‬أو فخخي الروضخخة النبويخخة علخخى مشخخرفها آلف الثنخخاء‬
‫والتحية‪ ،‬وأن القبر الواقع في الطرف القبلي من البقعة هخخو قخخبر فاطمخخة بنخخت‬
‫أسد ام أمير المؤمنين عليه السلم كمخخا فخخي بعخخض الخبخخار أن الئمخخة عليهخخم‬
‫السلم الربعة نزلوا إلى جوار جخدتهم فاطمخخة بنخخت أسخخد بخخن هاشخخم بخخن عبخخد‬
‫منخخاف‪ ،‬وأن القخخبر الواقخخع فخخي المقخخبرة العموميخخة هخخو مشخخهد سخخعد بخخن معخخاذ‬
‫الشهلي أحد أصحاب النبي صلى ال عليه وآله كما ذكره في تلخيص معخخالم‬
‫الهجخخرة‪ .‬وممخخن عيخخن قخخبر فاطمخخة بنخخت أسخخد حيخخث مخخا ذكرنخخا السخخيد علخخي‬
‫السمهودي )‪ (1‬في وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى‪ .‬ولنختم الكلم في أمخخر‬
‫البقيع بما روي عن سلمان الفارسي أنه رجفت قبور البقيع في عهد عمر بخخن‬
‫الخطاب فضج أهل المدينة في ذلك فخرج عمر وأصحاب رسول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله يدعون بسكون الرجفة‪ ،‬فما زالت تزيد إلى أن تعخخدى ذلخخك إلخخى‬
‫حيطان المدينة‪ ،‬وعزم أهلها إلى الخروج عنها‪ ،‬فعند ذلك قال عمر‪:‬‬

‫)‪ (1‬سمهود قرية كبيرة غربي نيل مصر‪ ،‬والسمهودى هو السيد نور الخخدين علخخي بخخن‬
‫عبد ال بن أحمد الحسنى الشافعي نزيل المدينخخة محخخدث المدينخخة ومؤرخهخخا‬
‫توفي سنة ‪.911‬‬

‫]‪[299‬‬

‫علي بأبي الحسن علي بن أبي طالب‪ ،‬فحضر‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الحسن أل تخخرى إلخخى قبخخور‬
‫البقيع ورجيفها حتى تعدى ذلك إلى حيطان المدينة وقدهم أهلها بالرحلة منها‬
‫؟‪ .‬فقال علي عليه السلم‪ :‬علي بمائة رجل من أصحاب رسول ال صلى ال خ‬
‫عليه وآله مخخن البخخدريين‪ ،‬فاختخخار مخخن المخخائة عشخخرة‪ ،‬فجعلهخخم خلفخخه‪ ،‬وجعخخل‬
‫التسعين من ورائهم ولم يبق بالمدينة ثيب ول عاتق إل خرجت‪ ،‬ثم دعا بخخأبي‬
‫ذر وسلمان والمقداد وعمار فقال لهم‪ :‬كونخخوا بيخخن يخخدي حخختى توسخخط البقيخخع‪،‬‬
‫والناس محدقون به‪ ،‬فضخخرب الرض برجلخخه ثخخم قخخال‪ :‬مالخخك ثلثخخا فسخخكنت‪،‬‬
‫فقال‪ :‬صدق ال وصدق رسوله صلى ال عليه وآلخه فقخخد أنبخأني بهخذا الخخبر‪،‬‬
‫وهذا اليوم‪ ،‬وهذه الساعة‪ ،‬وباجتماع الناس له‪ ،‬إن ال تعالى يقول فخخي كتخخابه‪:‬‬
‫" إذا زلزلت الرض زلزالها * وأخرجخخت الرض أثقالهخخا * وقخخال النسخخان‬
‫مالها " وأخرجت لي أثقالها ثم انصرف الناس معه‪ ،‬وقد سكنت الرجفة هخخذا‪.‬‬
‫وكان عبد ال أكبر إخوته بعد أخيه إسماعيل‪ ،‬ولم تكن منزلته عند أبيخخه عليخخه‬
‫السلم منزلة غيره من إخوته في الكرام‪ ،‬وكان متهما في الخلف على أبيخخه‬
‫في العتقاد ويقال إنخخه كخخان يخخخالط الحشخخوية‪ ،‬ويميخخل إلخخى مخخذهب المخخرجئة‪،‬‬
‫وادعى بعد أبيه المامة محتجا بأنه أكبر أولده الباقين بعخخده‪ ،‬فخخاتبعه جماعخخة‬
‫من أصحاب الصادق ثم رجع أكثرهم عن هذا القول‪ ،‬ولخخم يبخق عليخه إل نفخر‬
‫يسير منهم‪ ،‬وهم الطائفة الملقبة بالفطحية لن عبد ال خ كخخان أفطخخح الرجليخخن‪،‬‬
‫ويقال إنهم لقبوا بذلك لن رئيسهم وداعيهم إلى هذا المذاهب يقال له عبد الخخ‬
‫بن أفطح‪ .‬وأما إسحاق فقد قال فخخي الرشخخاد‪ :‬وكخخان إسخخحاق بخخن جعفخخر عليخخه‬
‫السلم من أهل الفضل‪ ،‬والصلح‪ ،‬والورع‪ ،‬والجتهخخاد‪ ،‬وروى عنخخه النخخاس‬
‫الحديث والثار‪.‬‬

‫]‪[300‬‬
‫وكان ابن كاسب إذا حدث عنه يقول‪ :‬حخخدثني الثقخخة الرضخخي إسخخحاق بخخن جعفخخر عليخخه‬
‫السلم وكان يقول بامامة أخيه موسى بن جعفر‪ ،‬وروى عن أبيه النص علخخى‬
‫إمامته‪ .‬وقال في العمدة‪ :‬ويكنى أبا محمد‪ ،‬ويلقب المؤتمن‪ ،‬وولخخد بخخالعريض‪،‬‬
‫وكان من أشبه الناس برسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه وامخخه ام أخيخخه موسخخى‬
‫الكخخاظم عليخخه السخخلم وكخخان محخخدثا جليل‪ ،‬وادعخخت طائفخخة مخخن الشخخيعة فيخخه‬
‫المامة‪ ،‬وكان سفيان بخخن عيينخخة إذا روى عنخخه يقخخول‪ :‬حخخدثني الثقخخة الرضخخي‬
‫إسحاق بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين عليهخخم السخخلم‪ .‬وكخخان محمخخد‬
‫بن جعفر عليه السلم سخيا شجاعا وكخخان يصخخوم يومخخا‪ ،‬ويفطخخر يومخخا وكخخان‬
‫يصرف في مطبخخخه كخخل يخخوم شخخاتا‪ ،‬وكخخان يخخرى رأى الزيديخخة فخخي الخخخروج‬
‫بالسيف‪ ،‬وخرج على المأمون في سنة ‪ 199‬بمكخخة‪ ،‬وتبعخخه الجاروديخخة فخخوجه‬
‫عليه المأمون جندا بقيادة عيسى الجلودي فكسره وقبض عليه‪ ،‬وأتخى بخه إلخى‬
‫المأمون فأكرمه المأمون ولم يقتله‪ ،‬وأصخخحبه معخخه إلخخى خراسخخان وقخخبره فخخي‬
‫بسطام‪ ،‬وهو الذي ذكرنا سابقا أن قبره في جرجان فان جرجان اسم لمجموع‬
‫الناحية المعينة المشتملة على المدينة المدعوة بالستراباد وغيرها مثل مصر‬
‫والقاهرة والعراق والكوفة‪ .‬قال في مجالس المؤمنين في ضمن أحوال بايزيد‬
‫البسطامي‪ :‬إن السلطان اولجا يتوخان أمر ببناء قبة على تربته وقد ذهب إلى‬
‫إمامته بعد أبيه قوم من الشيعة يقال لهم السمطية‪ :‬لنسبتهم إلى رئيس لهم يقال‬
‫له يحيى بن أبي السمط‪ .‬وكان علي بخخن جعفخخر كخخثير الفضخخل‪ ،‬شخخديد الخخورع‪،‬‬
‫سديد الطريق‪ ،‬راوية للحديث من أخيه موسى عليخخه السخخلم وهخخو المعخخروف‬
‫بعلي بن جعفر العريضي نشأ في تربية أخيه موسى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫ومن أهل التضييف بأيدي الشيعة إلى هذا‬

‫]‪[301‬‬

‫اليوم‪ ،‬وأدرك من الئمة أربعة أو خمسة‪ ،‬وقخخال السخخيد فخخي النخخوار‪ :‬كخخان مخخن الخخورع‬
‫بمكان ل يداني فيه‪ ،‬وكذلك من الفضل‪ ،‬ولخخزم أخخخاه موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه‬
‫السلم وقال بامخامته وإمامخة الرضخا والجخواد عليهخم السخلم‪ .‬وكخان إذا رأى‬
‫الجواد عليه السلم مع الصبيان يقوم إليه من المسجد من بين جماعة الشيعة‪،‬‬
‫وينكب على أقدامه ويمسح شيبته على تراب رجليه ويقول‪ :‬قخد رأى الخ هخذا‬
‫الصبي أهل للمامة فجعله إماما ولم ير شيبتي هذه أهل للمامة لن جماعخخة‬
‫من الشيعة كانوا يقولون له‪ :‬أنت إمام فادع المامة وكان رضخخوان ال خ عليخخه‬
‫ل يقبل منهم قول‪ .‬وروي أن الجواد عليه السلم إذا أراد أن يفصخخد أخخخذ الخدم‬
‫يقول علي بن جعفر للفصاد افصخخدني حخختى أذق حخخرارة الحديخخد قبخخل الجخخواد‬
‫انتهى‪ .‬وله مشاهد ثلثة‪ ،‬الول في قم‪ ،‬وهو المعروف‪ ،‬وهو في خارج البلد‪،‬‬
‫وله صحن وسيع‪ ،‬وقبخخة عاليخخة‪ ،‬وآثخخار قديمخخة‪ ،‬منهخخا اللخخوح الموضخخوع علخخى‬
‫المرقد المكتوب فيه اسمه واسم والده‪ ،‬وتاريخ الكتابة سنة ‪ .74‬قال المجلسي‬
‫رحمه ال في البحار‪ :‬من جملة من هخو معخروف بالجللخة والنبالخة علخي بخن‬
‫جعفر عليه السلم مدفون في قم وجللته أشهر من أن يذكر‪ .‬وأما كون مدفنه‬
‫في قم فلم يذكر في الكتب المعتبرة‪ ،‬لكن أثخخر القخخبر الشخخريف الموجخخود قخخديم‪،‬‬
‫وعليه مكتوب اسمه انتهى‪ .‬وفي تحفة الزائر‪ :‬يوجد مزار في قخخم‪ ،‬وفيخخه قخخبر‬
‫كبير‪ ،‬وعلى القبر مكتوب قبر علي بن جعفر الصخخادق عليخخه السخخلم ومحمخخد‬
‫بن موسى‪ ،‬ومن تاريخ بناء ذلك القبر إلى هخخذا الزمخخان قريخخب مخخن أربعمخخائة‬
‫سنة انتهى‪ .‬وقال الفقيه المجلسي الول في شرح الفقيه فخخي ترجمخخة علخخي بخخن‬
‫جعفر عليه السلم بعد ذكر نبخذة مخن فضخائله‪ :‬وقخبره فخي قخم مشخهور‪ ،‬قخال‪:‬‬
‫سمعت أن أهل الكوفخخة اسخختدعوا منخخه أن يخخأتيهم مخخن المدينخخة‪ ،‬ويقيخخم عنخخدهم‪،‬‬
‫فأجابهم إلى ذلك ومكث في الكوفة مدة وحفظ أهخخل الكوفخخة منخخه أحخخاديث‪ ،‬ثخخم‬
‫استدعى منه أهل‬

‫]‪[302‬‬

‫قم النزول إليهم فأجابهم إلى ذلك وبقي هناك إلى أن توفي وله ذرية منتشرة في العخخالم‬
‫وفي إصفهان قبر بعضهم منهم قبر السيد كمال الدين في قرية سخين برخخوار‬
‫وهو مزار معروف انتهى‪ .‬وظني القوي أن محمد بن موسخخى المخدفون معخه‪،‬‬
‫هو من ذرية المام موسى ابن جعفر عليه السلم وهو محمد بخخن موسخخى بخخن‬
‫إسحاق بن إبراهيم العسكري بن موسى بن إبراهيم بن موسى بن جعفر عليه‬
‫السلم قال صاحب تاريخخ قخم‪ :‬ولخد مخن أبخي محمخد موسخى بخن إسخحاق ولخد‬
‫وبنت‪ ،‬ولكن لم يذكر اسم الولد‪ ،‬وذكر صاحب العمدة أنخخه أعقخخب موسخخى بخخن‬
‫إسحاق بن إبراهيم العسكري أبا جعفر محمد الفقيه بقم وأبخا عبخد الخ إسخحاق‬
‫الخ‪ .‬الثاني في خارج قلعخخة سخخمنان فخخي وسخخط بسخختان نضخخرة مخخع قبخخة وبقعخخة‬
‫وعمارة نزهة‪ ،‬ولكن المنقول عن المجلسي أنه قال‪ :‬لم يعلم أن ذلك قبره‪ ،‬بل‬
‫المظنون خلفه‪ .‬الثالث في العريض بالتصغير على بعد فرسخ مخخن المدينخخة‪،‬‬
‫اسخخم قريخخة كخخانت ملكخخه ومحخخل سخخكناه وسخخكنى ذريتخخه ولهخخذا كخخان يعخخرف‬
‫بالعريضي وله فيها قبر وقبة وهو الذي اختاره المحخخدث النخخوري فخخي خاتمخخة‬
‫المستدركات‪ ،‬مع بسخط تخام وهخو الظخاهر ولعخل الموجخود فخي قخم هخخو لحخد‬
‫أحفاده‪ * * * .‬وأما العباس بن جعفر فقد قال في الرشاد‪ :‬كان فاضل نخخبيل‪.‬‬
‫تتميم‪ :‬ل يخفى أنه يوجد على ضفة نهر كربلء المشرفة المعروفة بالحسينية‬
‫مقام يعرف بمقام جعفخخر الصخخادق عليخخه السخخلم علخخى لسخخان سخخواد أهخخل تلخخك‬
‫البلدة‪ ،‬ولعله هو الذي عبر عنه الصادق عليه السلم في حديث صفوان الذي‬
‫نقله المجلسي في تحفة الزائر عن مصباح الشيخ الطوسي رحمه ال خ الخخوارد‬
‫لتعليمه إياه آداب زيارة جده الحسين عليه السلم وفيه‪ :‬فإذا وصلت إلخخى نهخخر‬
‫الفخخرات يعنخخي شخخريعة ]سخخماها[ الصخخادق بخخالعلقمي فقخخل كخخذا‪ ،‬والتفسخخير مخخن‬
‫الشيخين وظاهره أن المقام المقدس كان منسوبا إلى الصادق عليه السلم فخخي‬
‫عصرهما‪.‬‬
‫]‪[303‬‬

‫* )فيما يتعلق بأحوال اولده( * )عليه الصلة والسلم( ولد له سبع وثلثخخون‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫تسع وثلثون ولدا ذكرا وانثى‪ :‬علي بن موسى الرضا عليه السلم وإبراهيم‪،‬‬
‫والعباس‪ ،‬والقاسم‪ ،‬لمهات أولد‪ ،‬وإسماعيل وله مزار في تويسخخر كخخان مخخن‬
‫بلد إيران‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وهارن‪ ،‬والحسن‪ ،‬لم ولد وأحمد ومحمخخد‪ ،‬وحمخخزة‪ ،‬لم‬
‫ولد‪ ،‬وعبد الخ وإسخخحاق وعبيخخد الخخ‪ ،‬وزيخخد‪ ،‬والحسخخن‪ ،‬والفضخخل وقخخبره فخخي‬
‫بهبهان معروف يزار‪ ،‬ويعخرف بشخاه فضخل‪ ،‬والحسخين‪ ،‬وسخليمان‪ ،‬لمهخات‬
‫أولد‪ ،‬وفاطمخخة الكخخبرى‪ ،‬وفاطمخخة الصخخغرى‪ ،‬ورقيخخة‪ ،‬وحكيمخخة‪ ،‬وام أبيهخخا‪،‬‬
‫ورقية الصخخغرى‪ ،‬وكلثخخوم‪ ،‬وام جعفخخر‪ ،‬ولبابخخة‪ ،‬وزينخخب‪ ،‬وخديجخخة‪ ،‬وعليخخة‪،‬‬
‫وآمنة‪ ،‬و حسنة‪ ،‬وبريهة‪ ،‬وعائشة‪ ،‬وام سلمة‪ ،‬وميمونخة‪ ،‬لمهخخات شختى‪ .‬أمخخا‬
‫إبراهيم فقد قال المفيد رحمه ال في الرشخخاد والطبرسخخي فخخي إعلم الخخورى‪:‬‬
‫كخان إبراهيخم بخن موسخى شخجاعا كريمخا وتقلخد المخرة علخى اليمخن فخي أيخام‬
‫المأمون من قبل محمد بن زيد بن علي بن الحسين بخخن علخخي بخخن أبخخي طخخالب‬
‫عليه السلم الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة‪ ،‬ومضى إليها ففتحهخخا‪ ،‬وأقخخام بهخخا‬
‫مدة إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان‪ ،‬وأخذه له المخخان مخخن المخخأمون‪،‬‬
‫وصرحا بأن لكخخل مخخن ولخخد أبخخي الحسخخن موسخخى عليخخه السخخلم فضخخل ومنقبخخة‬
‫مشهورة‪ .‬وفي وجيزة المجلسي‪ :‬إبراهيم بن موسى بن جعفخخر ممخخدوح‪ ،‬وفخخي‬
‫الكافي في باب أن المام متى يعلم أن المر قد صار إليه بسنده عن علي بخخن‬
‫أسباط قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬إن رجل عني أخخخاك إبراهيخخم فخخذكر لخخه‬
‫أن أباك في الحياة وأنت‬

‫]‪[304‬‬

‫تعلم من ذلك ما ]ل[ يعلم ؟ فقال‪ :‬سبحان ال يموت رسول ال صلى ال عليه وآله ول‬
‫يموت موسى ؟ قد وال مضى كما مضى رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه‪،‬‬
‫ولكن ال تبارك وتعالى لم يزل منذ قبض نبيه صلى ال عليه وآلخخه هلخخم جخخرا‬
‫يمن بهذا الدين علخخى أولد العخخاجم‪ ،‬ويصخخرفه عخخن قرابخخة نخخبيه‪ ،‬هلخخم جخخرا‪،‬‬
‫فيعطي هؤلء ويمنع هؤلء‪ .‬لقد قضيت عنه في هلل ذي الحجة ألخخف دينخخار‬
‫بعد أن أشفى علخخى طلق نسخخائه وعتخخق ممخخاليكه‪ ،‬ولكخخن قخخد سخخمعت مخخا لقخخي‬
‫يوسف من إخوته‪ .‬قال جدي الصالح في شرح اصول الكافي‪ :‬قوله " عنخخى "‬
‫بمعنى قصد وأراد و في بعض النسخ عزا أخخاك‪ ،‬قيخخل ذلخخك الرجخخل أخوهمخخا‬
‫العباس‪ ،‬قوله " فذكر له " فاعخخل ذكخخر راجخخع إلخخى الرجخخل‪ ،‬وضخخمير لخخه إلخخى‬
‫إبراهيم‪ ،‬قوله " وأنت تعلم " أي ذكر أيضا أنك تعلخخم مخا ل يعلخخم مخخن مكخخانه‪،‬‬
‫ولفظة ل غير موجودة في بعض النسخ‪ ،‬و معناه واضح‪ .‬قخخوله " علخخى أولد‬
‫العاجم " كسلمان وغيره‪ ،‬وفيه مدح عظيم للعجم‪ ،‬و تفضيلهم على العخخرب‪،‬‬
‫وكتب أبو عامر بخخن حرشخخنة كتابخخا فخخي تفضخخيل العجخخم علخخى العخخرب وكخخذلك‬
‫إسحاق ابن سلمة وكيف ينكر فضخخلهم وفخخي الخبخخار مخخا يخخدل علخخى أنهخخم مخخن‬
‫أعوان القائم عجل ال تعالى فرجه الشريف وأنهم أهل تأييد الدين‪ .‬قال النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬أسعد النخخاس بهخخذا الخخدين فخخارس رواه الشخخيخ أبخخو محمخخد‬
‫جعفر ابن أحمد بن علي القمي نزيل الخخري فخخي كتخخاب جخخامع الحخخاديث‪ ،‬مخخع‬
‫أنهم في تأييد الدين وقبول العلم‪ ،‬أحسخخن وأكخثر مخن العخرب‪ ،‬يخدل علخخى ذلخخك‬
‫قوله تعالى‪ " :‬ولو نزلنخاه علخى بعخض العجميخن فقخرأه عليهخم مخا كخانوا بخه‬
‫مؤمنين " )‪ (1‬قخال علخي بخن إبراهيخم‪ :‬قخال الصخادق عليخه السخلم‪ :‬لخو نخزل‬
‫القرآن على العجم ما آمنخت بخه العخخرب‪ .‬وقخد نخخزل علخى العخرب‪ ،‬فخآمنت بخخه‬
‫العجم‪ ،‬فهي فضيلة للعجم‪ .‬وقال عند تفسخخير قخخوله تعخخالى " وجعلنخخاكم شخخعوبا‬
‫وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم‬

‫)‪ (1‬الشعراء‪.198 :‬‬

‫]‪[305‬‬

‫عند ال أتقيكم " )‪ (1‬الشعوب مخخن العجخخم‪ ،‬والقبخخائل مخخن العخخرب‪ ،‬والسخخباط مخخن بنخخي‬
‫إسرائيل‪ ،‬قال‪ :‬وروي ذلك عن الصادق عليه السلم‪ .‬وقال رسول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله يوم فتح مكة‪ :‬يا أيها الناس إن ال قد أذهب عنكم بالسلم نخوة‬
‫الجاهلية وتفاخرها بآبائها إن العربية ليست بأب والد‪ ،‬وإنما هو لسخخان نخخاطق‬
‫فمن تكلم به فهو عربي أل إنكم من آدم‪ ،‬وآدم من الختراب‪ .‬وهخذا صخريح فخي‬
‫أن التكلم بلغة العرب وحده ل فخر فيه بل المناط هو التقوى‪ .‬وفي الفتوحخخات‬
‫المكية في الباب السادس والستين وثلثمائة أن وزراء المهخخدي عليخخه السخخلم‬
‫من العاجم‪ ،‬ما فيهم عربي لكن ل يتكلمون إل بالعربية لهم حافظ‪ ،‬ليس مخخن‬
‫جنسهم انتهى‪ .‬بل المستفاد من خطبة أمير المؤمنين فيما يتعلخخق بإخبخاره عخن‬
‫القائم عليه السلم حيث يقول فيها‪ " :‬وكخخأني أسخخمع صخخهيل خيلهخخم وطمطمخخة‬
‫رجالهم " أنهم يتكلمون بالفارسية قال في البحخخار‪ :‬الطمطمخخة اللغخخة العجميخخة‪،‬‬
‫ورجل طمطمي في لسانه عجمة أشار عليه السلم بذلك إلى أن عسكرهم من‬
‫العجم انتهى ول ينخخافي مخا ذكخخره صخاحب الفتوحخات إذ لعخخل التكلخخم بخخالعربي‬
‫لوزرائه خاصة دون بقية الجيش‪ .‬وفي حياة الحيوان عن ابن عمر قخخال‪ :‬قخخال‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬رأيت غنما سودا دخلت فيها غنم كثير بيض‪،‬‬
‫قالوا فما أولته يارسول ال ؟ قال قال‪ :‬العجم يشركونكم في دينكخخم وأنسخخابكم‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬العجم يارسول ال ؟ قال‪ :‬لو كان اليمان متعلقا بالثريا لناله رجال مخخن‬
‫العجم وسبب المن والعطاء والصرف والمنع في رواية الكافي هو استعمال‬
‫الستعداد الفطري وقبوله‪ ،‬وإبطاله والعراض عنه‪ ،‬فل يلزم الجبر‪ .‬قخخوله "‬
‫لقد قضيت عنه " قال الفاضل المين السترابادي‪ :‬أي قضيت عن الذي عزا‬
‫إبراهيم ‪ -‬وكأنه عباس أخوهما ‪ -‬ألف دينار بعد أن أشرف وعزم على طلق‬
‫نسائه وعتق مماليكه‪ ،‬وعلى أن يشرد من الغرماء‪ ،‬وكان قصخخده مخخن الطلق‬
‫والعتق أن‬

‫)‪ (1‬الحجرات‪(*) .13 :‬‬

‫]‪[306‬‬

‫ل يأخذ الغرماء مماليكه ويختموا بيوت نسائه وقيل‪ :‬عزمه علخخى ذلخخك لفقخخره وعجخخزه‬
‫من النفقة‪ ،‬قوله‪ " :‬قد سمعت ما لقي يوسف " يعني أنهم يقولون ذلخخك افخختراء‬
‫و ينكرون حقي حسدا انتهى‪ .‬وفخخي بصخخائر الخخدرجات أنخخه )‪ (1‬ألخخح إلخخى أبخخي‬
‫الحسن عليه السلم فخي السخؤال فحخك بسخوطه الرض فتنخاول سخبيكة ذهخب‬
‫فقال‪ :‬استغن بها واكتم ما رأيت‪ ،‬وبالجملة قال جدي بحر العلوم رحمه ال ما‬
‫ذكره المفيد رحمه ال وغيخخره مخخن الحكخخم بحسخخن حخخال أولد الكخخاظم عمومخخا‬
‫محل نظر‪ ،‬وكخخذا فخخي خصخوص إبراهيخخم كمخا هخخو ظخاهر الروايخخة المتقدمخة‪.‬‬
‫وكيف كان فابراهيم هذا هو جد السيد المرتضخخى والرضخخي ‪ -‬رحمهمخخا الخ ‪-‬‬
‫فانهما ابنا أبي أحمد النقيب‪ ،‬وهو الحسين بن موسى بن محمد بن موسخخى بخخن‬
‫إبراهيخخم ابخخن موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‪ .‬وظخخاهر المفيخخد فخخي الرشخخاد‬
‫والطبرسي في إعلم الورى‪ ،‬وابن شهر آشوب فخخي المنخخاقب‪ ،‬والربلخخي فخخي‬
‫كشف الغمة أن المسمى بخابراهيم مخن أولد أبخي الحسخن عليخخه السخخلم رجخخل‬
‫واحد ولكن عبارة صاحب العمدة تعطي أن إبراهيم من ولخخده اثنخخان‪ :‬إبراهيخخم‬
‫الكبر وإبراهيم الصغر‪ ،‬وأنه يلقب بالمرتضى‪ ،‬والعقب منخخه‪ ،‬وامخخه ام ولخخد‬
‫نوبية اسمها نجية‪ ،‬والظاهر التعدد‪ ،‬فان علماء النسب أعلم مخخن غيرهخخم بهخخذا‬
‫الشأن والظاهر أن المسؤل عن أبيه والمخبر بحياته هو إبراهيم الكخخبر‪ ،‬وأن‬
‫الذي هو جد المرتضخخى والرضخخي هخخو الصخخغر كمخخا صخخرح بخخه جخخدي بحخخر‬
‫العلوم‪ ،‬وقد ذكرنا أنه مدفون في الحائر الحسيني خلخخف ظهخخر الحسخخين عليخخه‬
‫السلم‪ .‬وكيف كان ففي شيراز بقعة تنسب إلى إبراهيم بن موسى واقعخخة فخخي‬
‫محلة لب آب بناها محمد زكي خان النوري مخخن وزراء شخخيراز سخخنة ‪1240‬‬
‫ولكن لم أعثر على مستند قوي يدل على صحة النسبة‪ ،‬بل يبعدها مخخا سخخمعت‬
‫من إرشاد المفيد من‬

‫)‪ (1‬يعنى ابراهيم بن موسى عليخخه السخخلم رواه الصخخفار فخخي البصخخائر ص ‪ 374‬مخخن‬
‫الطبعة الحديثة‪.‬‬

‫]‪[307‬‬
‫أنه كان واليا باليمن‪ ،‬بل ذكر صاحب أنساب الطالبيين أن إبراهيخخم الكخخبر ابخخن المخخام‬
‫موسى عليه السلم خرج باليمن‪ ،‬ودعخا النخخاس إلخخى بيعخخة محمخخد بخن إبراهيخخم‬
‫طباطبا‪ ،‬ثم دعى الناس إلى بيعة نفسه‪ ،‬وحخخج فخخي سخخنة ‪ 202‬وكخخان المخخأمون‬
‫يومئذ في خراسان‪ ،‬فوجه إليخخه حمخخدويه بخخن علخخي وحخخاربه فخخانهزم إبراهيخخم‪،‬‬
‫وتوجه إلى العراق‪ ،‬وآمنه المأمون‪ ،‬وتوفي في بغداد‪ .‬وعلى فرض صحة ما‬
‫ذكرناه فالمتيقن أنه أحد المدفونين فخخي صخخحن الكخخاظم عليخخه السخخلم لن هخخذا‬
‫الموضع كان فيه مقابر قريش من قديم الزمان‪ ،‬فدفن إلى جنخخب أبيخخه‪* * * .‬‬
‫وأما أحمد بن موسى ففي الرشاد‪ :‬كان كريما جليل ورعا وكان أبخخو الحسخخن‬
‫موسى يحبه ويقدمه ووهب له ضيعته المعروفة باليسيرة‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه رضخخي‬
‫ال عنه أعتق ألف مملوك قال‪ :‬أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيخخى‬
‫قال‪ :‬حدثنا جدي سمعت إسماعيل بن موسى عليخخه السخخلم يقخخول‪ :‬خخخرج أبخخي‬
‫بولده إلى بعض أمواله بالمدينة فكنا في ذلك المكان فكان مع أحمد بن موسى‬
‫عشرون من خدام أبي وحشمه‪ ،‬إن قام أحمد قاموا‪ ،‬وإن جلخخس جلسخخوا معخخه‪،‬‬
‫وأبي بعد ذلك يرعاه ويبصره ما يغفل عنه‪ ،‬فما انقلبنا حخختى تشخخيخ أحمخخد بخخن‬
‫موسى بيننا انتهى‪ .‬وكانت امه من الخخخواتين المحترمخخات‪ ،‬تخخدعى بخخام أحمخخد‪،‬‬
‫وكان المام موسى شديد التلطخخف بهخخا‪ ،‬ولمخخا تخخوجه مخخن المدينخخة إلخخى بغخخداد‪،‬‬
‫أودعها ودايع المامة وقال لها‪ :‬كل من جاءك وطالب منخخك هخخذه المانخخة فخخي‬
‫أي وقت من الوقات فاعلمي بأني قد استشهدت وأنه هخخو الخليفخخة مخخن بعخخدي‬
‫والمام المفترض الطاعة عليك وعلى سائر الناس‪ ،‬وأمر ابنخخه الرضخخا عليخخه‬
‫السلم بحفظ الدار‪ .‬ولما سمه المأمون في بغداد جاء إليها الرضا عليه السلم‬
‫وطالبها بالمانة‪ ،‬فقالت له ام أحمد‪ :‬لقد استشخخهد والخخدك ؟ فقخخال‪ :‬بلخخى‪ ،‬والن‬
‫فرغت من دفنه‪ ،‬فأعطني المانخة الختي سخلمها إليخك أبخي حيخن خروجخه إلخى‬
‫بغداد‪ ،‬وأنا خليفته والمام بالحق‬

‫]‪[308‬‬

‫على تمام الجن والنس‪ ،‬فشقت ام أحمد جيبها‪ ،‬وردت عليه المانة وبخخايعته بالمامخخة‪.‬‬
‫فلما شاع خبر وفاة المام موسى بن جعفخخر عليخخه السخخلم فخخي المدينخخة اجتمخخع‬
‫أهلها على باب ام أحمد‪ ،‬وسار أحمد معهم إلى المسخخجد ولمخخا كخخان عليخخه مخخن‬
‫الجللخخة‪ ،‬ووفخخور العبخخادة ونشخخر الشخخرايع‪ ،‬وظهخخور الكرامخخات ظنخخوا بخخه أنخخه‬
‫الخليفة والمام بعد أبيه فبايعوه بالمامة‪ ،‬فأخذ منهخخم البيعخخة ثخخم صخخعد المنخخبر‬
‫وأنشأ خطبة في نهاية البلغة‪ ،‬و كمال الفصاحة‪ ،‬ثم قال‪ :‬أيها الناس كما أنكم‬
‫جميعا في بيعتي فاني فخي بيعخة أخخي علخي بخن موسخى الرضخا واعلمخوا أنخه‬
‫المام والخليفة من بعد أبي‪ ،‬وهو ولي الخ و الفخخرض علخخي وعليكخخم مخخن الخ‬
‫ورسخخوله طخخاعته‪ ،‬بكخخل مخخا يأمرنخخا‪ .‬فكخخل مخخن كخخان حاضخخرا خضخخع لكلمخخه‪،‬‬
‫وخرجوا من المسجد‪ ،‬يقدمهم أحمد ابن موسى عليخخه السخخلم وحضخخروا بخخاب‬
‫دار الرضا عليه السلم فجخخددوا معخخه البيعخخة‪ ،‬فخخدعا لخخه الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫وكان في خدمة أخيه مدة من الزمان إلى أن أرسل المأمون إلى الرضا عليخخه‬
‫السلم وأشخصه إلى خراسان وعقد له خلفة العهخد‪ .‬وهخو المخدفون بشخيراز‬
‫المعروف بسيد السادات‪ ،‬ويعرف عند أهل شخخيراز بشخخاه جخخراغ‪ ،‬وفخخي عهخخد‬
‫المأمون قصد شيراز مع جماعة وكان من قصده الوصول إلى أخيخخه الرضخخا‬
‫عليه السلم فلما سمع به قتلغ خخخان عامخخل المخخأمون علخخى شخخيراز تخخوجه إليخخه‬
‫خارج البلد في مكان يقال له‪ :‬خخخان زينخخان‪ ،‬علخخى مسخخافة ثمانيخخة فراسخخخ مخخن‬
‫شيراز‪ ،‬فتلقى الفريقان ووقع الحرب بينهما‪ ،‬فنادى رجل من أصخخحاب قتلخخغ‬
‫إن كان تريدون ثمة الوصول إلى الرضا فقد مات‪ ،‬فحيخخن مخخا سخخمع أصخخحاب‬
‫أحمد بن موسى ذلك تفرقوا عنه ولم يبخخق معخخه إل بعخخض عشخخيرته وإخخخوته‪،‬‬
‫فلما لم يتيسر له الرجوع توجه نحخخو شخيراز فخاتبعه المخخخالفون وقتلخخوه حيخث‬
‫مرقده هناك‪ .‬وكتب بعض في ترجمته أنه لما دخل شيراز اختفى في زاويخخة‪،‬‬
‫واشتغل بعبادة ربه‪ ،‬حتى توفي لجله‪ ،‬ولم يطلع على مرقده أحخخد إلخخى زمخخان‬
‫المير مقرب الدين مسعود بن بدر الخخدين الخخذي كخخان مخخن الخخوزراء المقربيخخن‬
‫لتابك أبي ‪-‬‬

‫]‪[309‬‬

‫بكر بن سعد بن زنكي فانه لما عزم على تعمير في محل قبره حيث هو الن‪ ،‬ظهر له‬
‫قبر وجسد صحيح غير متغيخر وفخي أصخبعه خخاتم منقخوش فيخه " العخزة لخ‪.‬‬
‫أحمد بن موسى " فشرحوا الحال إلى أبي بكر فبنى عليه قبة‪ ،‬وبعد مخخدة مخخن‬
‫السنين آذنت بالنهدام‪ ،‬فجخخددت تعميرهخا الملكخة تاشخخى خواتخخون ام السخخلطان‬
‫الشيخ أبي إسحاق ابن السلطان محمود‪ ،‬وبنت عليخخه قبخخة عاليخخة‪ ،‬وإلخخى جنخخب‬
‫ذلخخك مدرسخخة‪ ،‬وجعلخخت قبرهخخا فخخي جخخواره‪ ،‬وتخخاريخه يقخخرب مخخن سخخنة ‪750‬‬
‫هجرية‪ .‬وفي سنة ‪ 1243‬جعل السلطان فتح علي شاه القاجاري عليخخه مشخخبكا‬
‫من الفضة الخالصة‪ ،‬ويوجد علخخى قخخبره نصخخف قخخرآن بقطخخع البيخخاض بخخالخط‬
‫الكوفي الجيد على ورق من رق الغزال‪ ،‬ونصفه الخر بذلك الخط في مكتبة‬
‫الرضا عليه السخلم وفخي آخخره‪ :‬كتبخه علخي بخن أبخو طخالب )‪ (1‬فلخذلك كخان‬
‫العتقاد بأنه خطه عليه السلم‪ .‬وأورد بعض أن مخترع علم النحخخو ل يكتخخب‬
‫المجرور مرفوعا والذي ببالي أن غير واحد من النحاة وأهل العربية صخخرح‬
‫بأن الب والبن إذا صارا علمين يعامل معهما معاملة العلم الشخصية في‬
‫أحكامهخخا‪ ،‬وصخخرح بخخذلك صخخاحب التصخخريح وقخخال أبوالبقخخا فخخي آخخخر كتخخابه‬
‫الكليات‪ :‬ومما جرى مجرى المثل الذي ل يغير علي ابن أبيطالب حتى تخخرك‬
‫في حالي النصب والجخخر علخخى لفظخخه فخخي حالخخة الرفخخع لنخخه اشخختهر فخخي ذلخخك‬
‫وكذلك معاوية بن أبي سفيان وأبو امية انتهى‪ .‬وظني القوي أن القخخرآن بخخخط‬
‫علي عليه السلم ل يوجد إل عنخخد الحجخخة عليخخه السخخلم وأن ]كخخاتب[ القخخرآن‬
‫المدعى كونه بخطخخه عليخخه السخخلم هخخو علخخي بخخن أبيطخخالب المغربخخي‪ ،‬و كخخان‬
‫معروفا بحسن الخط الكوفي‪ ،‬ونظيرها هذا القرآن بذلك الرقم بعينه يوجد في‬
‫مصر مقام رأس الحسين عليه السلم كما ذكرنا أنه كان يوجخخد نظيخخره أيضخخا‬
‫في المرقد العلوي المرتضوي‪ ،‬وأنه احترق فيما احترق هذا وربما ينقل عخخن‬
‫بعض أن مشهد السيد أحمد المذكور في بلخ‪ ،‬وال العالم‪* * * .‬‬

‫)‪ (1‬ولعله من سوء القراءة فان الواو إذا كان آخرا يشبه في الخط الكوفي بالنون‪.‬‬

‫]‪[310‬‬

‫وفي بيرم من أعمال شيراز‪ ،‬مشهد ينسب إلى أخ السيد أحمد يعرف عندهم بشاه علخخي‬
‫أكبر‪ ،‬ولعله هو الذي عده صاحب العمخدة مخن أولد موسخى بخن جعفخر عليخه‬
‫السلم وسماه عليا‪ * * * .‬وأما القاسم بن موسى عليه السلم كان يحبه أبخخوه‬
‫حبا شديدا‪ ،‬وأدخله في وصاياه وفي باب الشخخارة والنخخص علخخى الرضخخا مخخن‬
‫الكافي في حديث أبي عمارة يزيد بن سليط الطويل قال أبو إبراهيخخم‪ :‬اخخخبرك‬
‫يا أبا عمارة إنخخي خرجخخت مخخن منزلخخي فأوصخخيت إلخخى إبنخخي فلن يعنخخي عليخخا‬
‫الرضا عليه السلم وأشركت معخخه بنخخي فخخي الظخخاهر‪ ،‬وأوصخخيته فخخي البخخاطن‬
‫فأفردته وحده‪ ،‬ولو كان المر إلي لجعلته في القاسم ابني لحبي إياه و رأفخختي‬
‫عليه‪ ،‬ولكن ذلك إلخخى الخ عزوجخخل يجعلخخه حيخخث يشخخاء‪ .‬ولقخخد جخخائني بخخخبره‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وجدي علي عليه السخخلم‪ .‬ثخخم أرانيخخه‪ ،‬وأرانخخي‬
‫من يكون معه‪ ،‬وكذلك ل يوصى إلى أحد منا حخختى يخخأتي بخخخبره رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله وجدي علي عليه السلم‪ .‬ورأيت مع رسخخول ال خ خاتمخخا‪،‬‬
‫وسيفا‪ ،‬وعصا‪ ،‬وكتابا‪ ،‬وعمامة‪ ،‬فقلت‪ :‬ما هذا يارسول ال خ ؟ فقخخال لخخي‪ :‬أمخخا‬
‫العمامة فسلطان الخ عزوجخل‪ ،‬وأمخا السخخيف فعخخز الخ تبخارك وتعخالى‪ ،‬وأمخا‬
‫الكتاب فنور ال تبارك وتعالى‪ ،‬وأما العصخخا فقخخوة الخ عزوجخخل وأمخخا الخخخاتم‬
‫فجامع هذه المور‪ ،‬ثخخم قخخال لخخي‪ :‬والمخخر قخخد خخخرج منخخك إلخخى غيخخرك فقلخخت‪:‬‬
‫يارسول ال أرنيه أيهم هو ؟ فقال رسول ال‪ :‬ما رأيت من الئمة أحدا أجزع‬
‫على فراق هذا المر منك‪ ،‬ولو كانت المامة بالمحبخخة لكخخان إسخخماعيل أحخخب‬
‫إلى أبيك منك‪ ،‬ولكن من ال‪ .‬وفي الكافي أيضا بسنده إلخخى سخخليمان الجعفخري‬
‫قال‪ :‬رأيت أبا الحسن عليه السلم يقول لبنخخه القاسخخم‪ :‬قخخم يخخا بنخخي فخخاقرأ عنخخد‬
‫رأس أخيك والصافات صفا حتى تستتمها فقرأ فلما بلغ " أهم أشد خلقا أم من‬
‫خلقنا " قضى الفتى فلما سجي وخرجوا أقبل عليه يعقوب بن جعفر فقال لخخه‪:‬‬
‫كنا نعهد الميت إذا نزل به الموت يقرأ عنده‬

‫]‪[311‬‬

‫يس والقرآن الحكيم فصرت تأمرنا بالصافات ؟ فقال يا بني لم تقرأ عنخخد مكخخروب مخخن‬
‫موت قط إل عجل الخ راحتخه‪ ،‬ونخص السخخيد الجليخل علخي بخن طخخاوس علخخى‬
‫استحباب زيارة القاسم وقرنه بالعباس ابن أمير المؤمنين وعلخخي بخخن الحسخخين‬
‫عليه السلم المقتول بالطف وذكر لهم ولمن يجري مجراهخخم زيخخارة يخخزارون‬
‫بها‪ ،‬من أرادها وقف عليها في كتخخابه مصخخباح الزائريخخن‪ .‬وقخخال فخخي البحخخار‪:‬‬
‫والقاسم بن الكاظم الذي ذكره السيد رحمة ال عليخخه قخخبره قريخخب مخخن الغخخري‬
‫وما هو معروف في اللسنة من أن الرضا قال فيه‪ :‬من لم يقدر على زيارتي‬
‫فليزر أخي القاسم‪ ،‬كذب ل أصل في أصل من الصول‪ ،‬وشأنه أجخخل مخخن أن‬
‫يرغب الناس في زيارته بمثل هذه الكاذيب‪ * * * .‬وأمخخا محمخخد بخخن موسخخى‬
‫عليه السلم ففي الرشاد أنه من أهل الفضل والصلح‪ ،‬ثم ذكر ما يدل علخخى‬
‫مدحه وحسن عبادته‪ ،‬وفي رجال الشيخ أبي علي نقل عن حمد ال المستوفي‬
‫في نزهة القلوب أنه مدفون كأخيه شاه چراغ في شيراز‪ ،‬وصرح بذلك أيضا‬
‫السيد الجزائري في النوار‪ ،‬قال‪ :‬وهما مدفونان في شخخيراز والشخخيعة تتخخبرك‬
‫بقبورهما وتكثر زيارتهمخا‪ ،‬وقخد زرناهمخا كخثيرا انتهخى‪ .‬يقخال‪ :‬إنخه فخي أيخام‬
‫الخلفاء العباسية دخل شيراز‪ ،‬واختفى بمكان‪ ،‬ومن اجرة كتابة القخخرآن أعتخخق‬
‫ألف نسمة‪ ،‬واختلف المؤرخون في أنه الكبر أو السخخيد أحمخخد ؟ وكيخخف كخخان‬
‫فمرقده في شيراز معروف بعد أن كان مخفيا إلى زمان أتابخخك ابخخن سخخعد بخخن‬
‫زنكي‪ ،‬فبنى له قبة في محلة باغ قتلغ‪ .‬وقد جدد بناؤه مرات عديدة‪ ،‬منهخخا فخخي‬
‫زمان السلطان نادر خان وفي سخخنة ‪ 1296‬رمتخخه النخخواب اويخخس ميخخرزا ابخخن‬
‫النواب العظم العالم الفاضل الشاهزاده فرهاد ميرزا القاجاري‪* * * .‬‬

‫]‪[312‬‬

‫وأما الحسين بن موسى ويلقب بالسخخيد علء الخخدين فقخخبره أيضخخا فخخي شخخيراز معخخروف‬
‫ذكره شيخ السلم شهاب الدين أبو الخير حمزة بخخن حسخخن بخخن مخخودود حفيخخد‬
‫الخخخواجه عخخز الخخدين مخخودود بخخن محمخخد بخخن معيخخن الخخدين محمخخود المشخخهور‬
‫بزركوش الشيرازي المنسوب من طرف الم إلى أبي المعخخالي مظفخخر الخخدين‬
‫محمد بن روزبهان وتوفي في حدود سنة ‪ 800‬ذكخخره المخخؤرخ الفارسخخي فخخي‬
‫تاريخه المعروف بشيرازنامه‪ .‬وملخص ما ذكره أن قتلغ خان كان واليا على‬
‫شيراز‪ ،‬وكان له حديقة في مكان حيث هو مرقد السيد المذكور‪ ،‬وكان بخخواب‬
‫تلك الحديقة رجل من أهل الدين والمروة‪ ،‬وكان يرى في ليالي الجمعة نخخورا‬
‫يسطع من مرتفع في تلك الحديقة‪ ،‬فأبدى حقيقة الحال إلى المير قتلخخغ‪ ،‬وبعخخد‬
‫مشاهدته لما كان يشاهده البواب وزيخخادة تجسسخخه وكشخخفه عخخن ذلخخك المكخخان‪،‬‬
‫ظهخخر لخخه قخخبر‪ ،‬وفيخخه جسخخد عظيخخم فخخي كمخخال العظمخخة والجلل‪ ،‬والطخخراوة‬
‫والجمخخال‪ ،‬بيخخده مصخخحف‪ ،‬وبخخالخرى سخخيف مصخخلت فبالعخخاملت والقخخرائن‬
‫علموا أنه قبر حسين بن موسى فبنى له قبة ورواقا‪ .‬الظاهر أن قتلغ خان هذا‬
‫غير الذي حارب أخاه السيد أحمد‪ ،‬ويمكن أن تكون الحديقة باسخخمه‪ ،‬والخخوالي‬
‫الذي أمر ببناء مشهده غيره‪ ،‬فان قتلغ خان لقب جماعة كخخأبي بكخخر بخخن سخخعد‬
‫الزنكي واحد أتابكية آذربيجخخان بخخل هخخم مخخن الخخدول السخخلمية كرسخخي ملكهخخا‬
‫كرمان‪ ،‬عدد ملوكها ثمانيخخة‪ ،‬نشخخأت سخخنة ‪ ،619‬وانقضخخت سخخنة ‪ 703‬إذ مخخن‬
‫المعلوم أن ظهور مرقده كان بعد وفاته بسنين‪ .‬وكتب بعضهم أن السيد علء‬
‫الدين حسين كان ذاهبا إلى تلك الحديقة فعرفوه أنه من بني هاشم‪ ،‬فقتلخخوه فخخي‬
‫تلك الحديقة‪ ،‬وبعد مضي مدة وزوال آثار الحديقة بحيث لم يبق منها إل ربوة‬
‫مرتفعة عرفوا قبره بالعلمات المذكورة وكان ذلك في دور الدولة الصفوية‪،‬‬
‫وجاء رجل من المدينة يقال له ميرزا علي وسكن شيراز‪ ،‬وكان مثريخخا فبنخخى‬
‫عليه قبة عالية‪ ،‬وأوقف عليه أملكا وبساتين‪ .‬ولما توفي دفخخن بجنخخب البقعخخة‪،‬‬
‫وتولية الوقاف كانت بيد ولده ميخخرزا نظخخام الملخخك أحخخد وزراء تلخخك الدولخخة‪،‬‬
‫ومن بعده إلى أحفاده‪ ،‬والسلطان خليل الذي كان‬

‫]‪[313‬‬

‫حاكما في شيراز من قبل الشاه إسماعيل بخخن حيخخدر الصخخفوي رمخخت البقعخخة المخخذكورة‬
‫وزاد على عمارتها السابقة في سنة ‪ * * * .810‬وأما حمزة بن موسى‪ ،‬فهو‬
‫المخخدفون فخخي الخخري فخخي القريخخة المعروفخخة بشخخاه زاده عبخخد العظيخخم‪ ،‬ولخخه قبخخة‬
‫وصحن وخدام‪ ،‬وكان الشاهزادة عبد العظيم على جللة شخخأنه وعظخخم قخخدره‪،‬‬
‫يزوره أيام إقامته في الري وكان يخفى ذلك على عامة الناس‪ ،‬وقد أسخخر إلخخى‬
‫بعض خواصه أنه قبر رجل من أبناء موسى بن جعفخخر عليخخه السخخلم‪ .‬وممخخن‬
‫فاز بقرب جواره بعد الممات هو الشيخ الجليل السعيد قدوة المفسخخرين جمخخال‬
‫الدين أبو الفتوح حسين بن علي الخزاعي الرازي صاحب التفسير المعروف‬
‫بروض الجنان في عشرين مجلدا فارسي إل أنه عجيب‪ ،‬ومكتوب على قخخبره‬
‫اسمه ونسبه بخط قديم‪ ،‬فما في مجالس المخخؤمنين مخخن أن قخخبره فخخي إصخخفهان‬
‫بعيد جدا‪ .‬وفي تبريز مزار عظيم ينسب إلى حمزة‪ ،‬وكذلك في قم فخخي وسخخط‬
‫البلدة‪ ،‬وله ضريح‪ ،‬وذكر صاحب تاريخ قم أنه قبر حمزة بخخن المخخام موسخخى‬
‫عليه السلم والصحيح ما ذكرنا‪ ،‬ولعل المزار المذكور لبعض أحفخخاد موسخخى‬
‫بن جعفر عليه السلم‪ * * * .‬وأمخخا المرقخخدان فخخي صخخحن الكخخاظمين عليهمخخا‬
‫السلم فيقال إنهما من أولد الكاظم عليه السخلم ول يعلخم حالهمخخا فخي المخخدح‬
‫والقدح‪ ،‬ولم أر من تعرض لهذين المرقدين‪ ،‬نعم ذكخخر العلمخخة السخخيد مهخخدي‬
‫القزويني في مزار كتابه فلك النجاة‪ ،‬أن لولد الئمة قخخبرين مشخخهورين فخخي‬
‫مشهد المام موسى عليه السلم مخخن أولده‪ ،‬لكخخن لخخم يكونخخا مخخن المعروفيخخن‪،‬‬
‫وقال‪ :‬إن أحدهم اسمه العباس بن المام موسخخى عليخخه السخخلم الخخذي ورد فخخي‬
‫حقخخه القخخدح انتهخخى‪ .‬قلخخت‪ :‬والمكتخخوب فخخي لخخوح زيخخارة المرقخخدين أن أحخخدهما‬
‫إبراهيم وقد تقدم أنه أحد المدفونين في الصخخحن الكخخاظمي والخخخر إسخخماعيل‬
‫ولعل الذي يعرف باسماعيل هو العباس بن موسى وقد عرفت ذمه من أخيخخه‬
‫الرضا عليه السلم بما ل مزيد عليه‪ ،‬و‬

‫]‪[314‬‬
‫يؤيده ما هو شايع على اللسنة مخخن أن جخخدي بحخخر العلخخوم طخخاب ثخخراه لمخخا خخخرج مخخن‬
‫الحرم الكاظمي أعرض عن زيارة المشهد المزبور‪ ،‬فقيخخل لخخه فخخي ذلخخك‪ ،‬فلخخم‬
‫يلتفت‪ * * * .‬وأما إسماعيل بن موسى الذي هو صخخاحب الجعفريخخات فقخخبره‬
‫في مصر‪ ،‬وكان ساكنا به‪ ،‬وولده هناك‪ ،‬وله كتب يرويها عن أبيه‪ ،‬عن آبخخائه‬
‫منها‪ ،‬كتاب الطهارة كتاب الصلة‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬كتاب الصوم‪ ،‬كتخخاب الحخخج‬
‫كتاب الجنخخائز‪ ،‬كتخخاب الطلق‪ ،‬كتخخاب الحخخدود‪ ،‬كتخخاب الخخدعاء‪ ،‬كتخخاب السخخنن‬
‫والداب‪ ،‬كتاب الرؤيا‪ .‬كذا في رجال النجاشي وفي تعليقات الرجال أن كثرة‬
‫تصانيفه‪ ،‬وملحظة عنواناتها‪ ،‬وترتيباتها ونظمها تشير إلخخى المخخدح‪ ،‬مضخخافا‬
‫إلى ما في صفوان بن يحيى أن أبا جعفر أعني الجواد عليه السلم بعخخث إليخه‬
‫بحنوط وأمر إسماعيل بن موسى بالصلة عليه قال‪ :‬والظاهر أنخخه هخخذا وفيخخه‬
‫إشعار بنباهته انتهى‪ .‬وفي مجمع الرجخخال لمولنخخا عنايخخة الخ أنخخه هخخو جزمخخا‬
‫وقال‪ :‬يدل على زيادة جللته جدا‪ .‬وفي رجال ابن شهر آشوب إسخخماعيل بخخن‬
‫موسى بن جعفر الصادق عليه السخخلم سخخكن مصخخر وولخخده بهخخا ثخخم عخخد كتبخخه‬
‫المذكورة‪ ،‬ول يخفى ظهخخور كخخون الرجخخل مخخن الفقهخخاء عنخخدهم‪ ،‬وفخخي القريخخة‬
‫المعروفة بفيروز كخخوه مخخزار ينسخخب إلخخى إسخخماعيل بخخن المخخام موسخخى عليخخه‬
‫السلم أيضا‪ * * * .‬وأما إسحاق فمن نسله الشريف أبو عبخخد ال خ المعخخروف‬
‫بنعمة‪ ،‬وهو محمد بن الحسن ابن إسحاق بن الحسن بخخن الحسخخين بخخن إسخحاق‬
‫بن موسى بخن جعفخر عليخه السخلم الخذي كتخب الصخدوق لخه مخن ل يحضخره‬
‫الفقيه‪ ،‬كما صرح به في أول الكتاب المزبور‪* * * .‬‬

‫]‪[315‬‬

‫ويوجد في أطراف الحلة مزار عظيم وله بقعة وسيعة‪ ،‬وقبة رفيعة‪ ،‬تنسب إلى حمخخزة‬
‫ابن المام موسى عليه السلم تزوره الناس وتنقخخل لخخه الكرامخخات‪ ،‬ول أصخخل‬
‫لهذه الشهرة‪ ،‬بل هو قبر حمزة بن قاسم بن علي بن حمزة بن حسن بن عبيخخد‬
‫ال ابن العباس بن أمير المؤمنين المكنخي بخأبي يعلخى ثقخة جليخل القخدر ذكخره‬
‫النجاشي في الفهرست وقال‪ :‬إنه من أصخخحابنا كخخثير الحخخديث‪ ،‬لخخه كتخخاب مخخن‬
‫روى عن جعفر بن محمد عليه السلم من الرجال‪ ،‬وهو كتاب حسن‪ ،‬وكتاب‬
‫التوحيخخد‪ ،‬وكتخخاب الزيخخارات والمناسخخك‪ ،‬كتخخاب الخخرد علخخى محمخخد بخخن جعفخخر‬
‫السدي‪ * * * .‬وأما زيد فقد خرج بالبصرة فدعا إلى نفسخخه‪ ،‬وأحخخرق دورا‪،‬‬
‫وأعبث ثم ظفر به وحمل إلى المأمون‪ ،‬قخخال زيخخد‪ :‬لمخخا دخلخخت علخخى المخخأمون‬
‫نظر إلي ثم قال‪ :‬اذهبوا به إلى أخيه أبي الحسن علي بن موسى فتركني بيخخن‬
‫يديه ساعة واقفا ثم قال‪ :‬يا زيد سوءا لخخك ! سخخفكت الخخدماء‪ ،‬وأخفخخت السخخبيل‪،‬‬
‫وأخذت المال من غير حله‪ ،‬غرك حديث حمقى أهل الكوفخخة أن النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬إن فاطمة أحصنت فرجها فحرمها وذريتهخخا علخخى النخخار ؟‬
‫إن هذا لمن خرج من بطنها الحسن والحسين عليهم السلم فقط‪ ،‬وال ما نالوا‬
‫ذلك إل بطاعة ال ولن أردت أن تنال بمعصية ل ما نخخالوا بطخخاعته إنخخك إذا‬
‫لكرم عند ال منهم‪ .‬وفي العيون أنه عاش زيد بن موسخخى عليخخه السخخلم إلخخى‬
‫آخخخر خلفخخة المتوكخخل‪ ،‬ومخخات بسخخر مخخن رأى‪ ،‬وكيخخف كخخان فهخخذا زيخخد هخخو‬
‫المعروف بزيد النار‪ ،‬وقد ضعفه أهل الرجال ومنهم المجلسخخي فخخي وجيزتخخه‪،‬‬
‫وفي العمدة أنه حاربه الحسن بن سهل فظفر به وأرسله إلى المخخأمون فادخخخل‬
‫عليه بمرو مقيدا فأرسله المأمون إلى أخيه علي الرضا عليخخه السخخلم ووهخخب‬
‫له جرمه‪ ،‬فحلف علي الرضا أن ل يكلمه أبدا وأمر بخخاطلقه ثخخم إن المخخأمون‬
‫سقاه السم فمات هذا‪* * * .‬‬

‫]‪[316‬‬

‫وقال ابن شهر آشوب في المعخخالم‪ :‬حكيمخخة بنخخت أبخخي الحسخخن موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه‬
‫السلم قالت‪ :‬لما حضرت ولدة الخيزران ام أبي جعفر عليه السخخلم دعخخاني‬
‫الرضا عليه السلم فقال‪ :‬يا حكيمة احضري ولدتها وادخلي وإياهخخا والقابلخخة‬
‫بيتخخا‪ ،‬ووضخخع لنخخا مصخخباحا وأغلخخق البخخاب علينخخا‪ .‬فلمخخا أخخخذها الطلخخق طفخخئ‬
‫المصباح‪ ،‬وبين يديها طشت‪ ،‬فاغتممت بطفي المصباح‪ ،‬فبينخا نحخخن كخذلك إذ‬
‫بدر أبو جعفر عليه السلم فخخي الطشخخت وإذا عليخخه شخخئ رقيخخق كهيئة الثخخوب‪،‬‬
‫يسطع نخخوره‪ ،‬حخختى أضخخاء الخخبيت‪ ،‬فأبصخخرناه فأخخخذته فوضخخعته فخخي حجخخري‬
‫ونزعت عنه ذلك الغشاء فجاء الرضا عليه السخخلم ففتخخح البخخاب‪ ،‬وقخخد فرغنخخا‬
‫من أمره‪ ،‬فأخذه فوضعه في المهد‪ ،‬وقال‪ :‬يا حكيمة الزمي مهده‪ .‬قخخالت‪ :‬فلمخخا‬
‫كان في اليوم الثالث رفع بصره إلى السماء ثخخم قخخال‪ :‬أشخخهد أن ل إلخخه إل ال خ‬
‫وأشهد أن محمدا رسول ال‪ ،‬فقمت ذعرة فأتيت أبا الحسن عليه السلم فقلخخت‬
‫له‪ :‬قد سمعت عجبا من هذا الصبي فقال‪ :‬ما ذاك ؟ فخخأخبرته الخخخبر فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر انتهى وحكيمة بالكاف كما صرح بخه جخدي‬
‫بحر العلوم قال رحمه ال‪ :‬وأما حليمة باللم فمن تصحيف العوام‪ .‬قلت‪ :‬وفي‬
‫جبال طريق بهبهان مزار ينسب إليها يزوره المخخترددون مخخن الشخخيعة * * *‬
‫وأما فاطمة فقد روى الصدوق في ثواب العمال والعيون أيضا باسنده قخخال‪:‬‬
‫سألت أبا الحسن الرضا عليه السلم عن فاطمة بنت موسخى بخن جعفخر عليخه‬
‫السلم فقال‪ :‬من زارها فله الجنة‪ ،‬وفي كامل الزيارة مثله وفيه أيضا باسناده‬
‫عن ابن الرضا أعني الجواد عليه السلم قال‪ :‬من زار عمتي بقم فلخخه الجنخخة‪،‬‬
‫وفي مزار البحار‪ :‬رأيت في بعض كتب الزيارات حخخدث علخخي بخخن إبراهيخخم‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن علي ابن موسى الرضخخا عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال‪ :‬يخخا‬
‫سعد عندكم لنا قبر ؟ قلت‪ :‬جعلت‬

‫]‪[317‬‬

‫فداك قبر فاطمة بنت موسى ؟ قال‪ :‬نعخخم‪ ،‬مخخن زارهخخا عارفخخا بحقهخخا فلخخه الجنخخة‪ .‬وعخخن‬
‫تاريخ قم للحسن بن محمد القمي عن الصادق عليه السلم إن ل حرمخخا وهخخو‬
‫مكة‪ ،‬ولرسوله حرما وهو المدينة‪ ،‬ولمير المؤمنين حرما وهو الكوفخخة ولنخخا‬
‫حرما وهو قم‪ ،‬وستدفن فيه امرأة من ولدي تسمى فاطمة مخخن زارهخخا وجبخخت‬
‫له الجنة‪ .‬قال عليه السلم ذلك ولم تحمخخل بموسخخى عليخخه السخخلم امخخه‪ .‬وبسخخند‬
‫آخر أن زيارتها تعدل الجنخخة‪ ،‬قلخخت‪ :‬وهخخي المعروفخخة اليخخوم بمعصخخومة ولهخخا‬
‫مزار عظيم‪ ،‬ويذكر في بعض كتب التاريخ أن القبة الحالية التي على قبرهخخا‬
‫من بناء سنة ‪ 529‬بأمر المرحومة شاه بيگم بنت عماد بيك وأما تذهيب القبخة‬
‫مع بعض الجواهر الموضوعة على القبر‪ ،‬فهي من آثار السخخلطان فتخخح علخخي‬
‫شاه القاجاري‪ * * * .‬وأمخخا فاطمخخة الصخخغرى وقبرهخخا فخخي بخخاد كخخوبه خخخارج‬
‫البلد‪ ،‬يبعد عنه بفرسخ‪ ،‬من جهة جنوب البلخخد‪ ،‬واقخخع فخخي وسخخط مسخخجد بنخخاؤه‬
‫قديم‪ ،‬هكذا ذكره صاحب مرآت البلدان‪ ،‬وفي رشت مزار ينسب إلخخى فاطمخخة‬
‫الطاهرة اخت الرضا عليه السلم ولعلها غير من ذكرنا فقخخد ذكخخر سخخبط ابخخن‬
‫الجوزي في تذكرة خواص المة في ضمن تعداد بنات موسى بن جعفر عليه‬
‫السلم أربع فواطم كبرى‪ ،‬ووسطى‪ ،‬وصغرى‪ ،‬واخرى وال أعلم‪.‬‬

‫]‪[318‬‬

‫* " )نبذة فيمخخا يتعلخخق ببقعتخخه( " * )عليخخه السخخلم( كخخان الشخخافعي يقخخول‪ :‬قخخبر موسخخى‬
‫الكاظم الترياق المجرب‪ ،‬وفي جامع التواريخ تأليف رشخخيد الخخدين فضخخل ال خ‬
‫الوزير بن عماد الدولة أبخخي الخيخخر أن فخخي يخوم الثنيخن سخابع عشخر مخن ذي‬
‫الحجة سنة ‪ 672‬وفات الخواجه نصير الدين الطوسي في بغداد عند غخخروب‬
‫الشمس وأوصى أن يدفن عنخد قخخبر موسخى والجخواد عليهمخا السخلم فوجخخدوا‬
‫هناك ضريحا مبنيا بالكاشي واللت‪ ،‬فلما تفحصوا تبين أن الخليفخخة الناصخخر‬
‫لدين ال قد حفره لنفسه مضجعا‪ ،‬ولما مات دفنخخه ابنخخه الظخخاهر فخخي الرصخخافة‬
‫مدفن آبائه وأجداده‪ .‬ومخخن عجخخائب التفخخاق أن تاريخخخ الفخخراغ مخخن إتمخخام هخخذا‬
‫السخخرداب‪ ،‬يوافخق يخخومه مخخع يخوم ولدة الخخواجه‪ ،‬يخوم السخخبت حخادي عشخر‬
‫جمادى الولى سنة ‪ 597‬تمام عمره خمسة وسبعون سنة وسبعة أيام‪ .‬وممخخن‬
‫فاز بحسن الجوار هخو أبخو طخالب يحيخى بخن سخعيد بخن هبخة الخدين علخي بخن‬
‫قزغلي بن زيادة من امراء بني العباس يقال له الشخخيباني وأصخخله مخخن واسخخط‬
‫ولد في بغداد سنة ‪ 522‬وتوفي سنة ‪ 594‬ودفن بجنب روضة المخخام موسخخى‬
‫عليخخه السخخلم ذكخخره ابخخن خلكخخان فخخي تخخاريخه وكخخان شخخيعي المخخذهب‪ ،‬حسخخن‬
‫الخلق‪ ،‬محمود السيرة‪ .‬وممن فاز بحسن الجوار بعد الممات المير تخخوزن‬
‫الديلمي من امراء رجال الديالمة في عصر المتقخخي العباسخخي‪ ،‬وعصخخى عليخخه‬
‫وخالفه حتى فر الخليفة منه إلى الموصل ثم استماله وأرجعه إلى بغداد توفي‬
‫المير المزبور سنة ‪ 568‬ودفن في داره ثم نقل إلى مقابر قريش‪* * * .‬‬

‫]‪[319‬‬
‫ومن جملة المدفونين بجنب المامين الهمامين الكاظمين عليهمخخا السخخلم القاضخخي أبخخو‬
‫يوسف يعقوب بن إبراهيم أحد صخخاحبي أبخي حنيفخخة‪ ،‬والخخخر هخو محمخخد بخن‬
‫الحسن الشيباني كانت ولدة القاضي المذكور سنة ‪ ،113‬وتوفي وقت الظهر‬
‫خامس ربيع الول سنة ‪ 166‬وقبره بجنب مشخخهدهما عليهمخخا السخخلم معلخخوم‪.‬‬
‫وممن فاز أيضا بقرب الجوار بعد الموت النواب فرهاد ميرزا معتمد الدولخخة‬
‫خلف المرحوم عباس ميرزا بن فتحعلي شاه القاجاري‪ ،‬وولي عهده السخخابق‪،‬‬
‫وكان النواب المذكور من فحول فضلء الخخدورة القاجاريخخة‪ ،‬معروفخخا بوسخخعة‬
‫التتبخخع‪ ،‬و الستحضخخار‪ ،‬خصوصخخا فخخي فنخخي التاريخخخ والجعفرافيخخا‪ ،‬واللغخخة‬
‫النكليسية‪ .‬وله مآثر مأثورة‪ ،‬منها كتابه الموسوم بجام جم في تاريخ الملخخوك‬
‫والعالم وكتاب القمقام الذخار والصمصام البتار في المقتخخل‪ ،‬وكتخخاب الزنبيخخل‬
‫يجري مجرى الكشكول‪ ،‬وشرح خلصة الحساب بالفارسية‪ ،‬وهدايخة السخبيل‬
‫وكفاية الدليل رحلة زيارته بيت ال الحرام‪ .‬ومن أعظم آثخخاره تعميخخر صخخحن‬
‫المام موسى بن جعفر عليه السلم وتذهيب رؤوس منخخائره الربخخع كمخخا هخخو‬
‫المشاهد الن‪ ،‬ومدة التعمير ست سنين‪ ،‬وفرغ من تعميره سنة ‪ 1299‬وتوفي‬
‫سنة ‪ 1305‬في طهران‪ ،‬وحمل نعشخخه إلخخى الكخخاظميين عليهمخخا السخخلم ودفخخن‬
‫بباب الصحن الشريف الكاظمي حيث ل يخفى‪.‬‬

‫]‪[320‬‬

‫" نبذة فيما يتعلق " )بالمام على بن موسى عليه السلم( قيل لم يعرف لخخه ولخخد سخخوى‬
‫ابنه المام محمد بن علي عليه السلم كمخخا هخو فخخي الرشخاد والصخخح أن لخخه‬
‫أولدا وقد ذكر غير واحد من العامة له خمسة بنين‪ ،‬وابنة واحدة وهم‪ :‬محمد‬
‫القانع‪ ،‬والحسن‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬والحسخخين‪ ،‬وعائشخخة‪ ،‬وفخخي بعخخض كتخخب‬
‫النساب مذكور العقب من بعضهم فلحظ‪ .‬وفي قوجان مشهد عظيخخم يعخخرف‬
‫بسلطان إبراهيم بن علي بن موسى الرضا عليه السلم ومن عجيب ما يوجد‬
‫في ذلك المشهد من الثار بعض الوراق من كلم ال المجيد هي بخخخط بخخاي‬
‫سنقر بن شاه رخ بن أميخخر تيمخخور الگوركخخاني يقخخال‪ :‬إن السخخلطان نخخادر شخخاه‬
‫الفشاري جاء بها من سمرقند إلى هذا المشهد‪ ،‬وطول الصفحة فخي ذراعيخخن‬
‫ونصخخف‪ ،‬وعرضخخها فخخي ذراع وعشخخرة عقخخود‪ ،‬وطخخول السخخطر فخخي ذراع‬
‫وعرضه خمسة عقود‪ ،‬والفاصل مابين السطرين ربع ذراع‪ ،‬بقلخخم غليخخظ فخخي‬
‫عرض ثلث أصابع‪ .‬والسلطان ناصر الخخدين شخخاه القاجخخاري لمخخا سخخافر إلخخى‬
‫خراسان لزيارة الرضا عليه السلم جاء بورقتين منها إلى طهخخران‪ ،‬جعلهمخخا‬
‫في متحفه الملوكي‪.‬‬

‫]‪[321‬‬
‫* )خاتمة شريفة( * )في فضيلة بقعة الرضا صخخلوات الخ عليخخه( اعلخخم أن مخخن جملخخة‬
‫الخبار الدالة على فضيلة تلك الرض المقدسة‪ ،‬والبقعخخة المباركخخة‪ :‬مخخا رواه‬
‫الشيخ رحمه ال في باب الزيارات من التهذيب أن الرضا عليه السخخلم قخخال‪:‬‬
‫إن في أرض خراسخخان بقعخخة مخخن الرض‪ ،‬يخخأتي عليهخخا زمخخان تكخخون مهبطخخا‬
‫للملئكة‪ ،‬ففي كل وقت ينزل إليها فوج إلى يوم نفخخ الصخور‪ ،‬فقيخل لخه عليخه‬
‫السخلم وأي بقعخة هخذه ؟ فقخال‪ :‬هخي أرض طخوس‪ ،‬وهخي والخ روضخة مخن‬
‫رياض الجنة الخخخ‪ .‬روي أيضخخا عخخن الصخخادق عليخخه السخخلم أربعخخة بقخخاع مخخن‬
‫الرض ضجت إلى ال تعالى في أيام طوفان نوح من اسخختيلء المخخاء عليهخخا‪،‬‬
‫فرحمها ال تعالى وأنجاها من الغرق وهي الخخبيت المعمخخور فرفعهخخا الخ إلخخى‬
‫السماء‪ ،‬والغري وكربل وطوس‪ .‬قال في الوافي‪ :‬ولمخخا ضخخجت تلخخك البقخخاع‪،‬‬
‫كان ضجيجها إلى ال من جهة عدم وجود من يعبد ال على وجههخخا‪ ،‬فجعلهخخا‬
‫ال مدفن أوليائه‪ ،‬فخأول مخخدفن بنيخخت فخخي تلخخك الرض المقدسخخة سخخناباد بناهخخا‬
‫اسكندر ذو القرنين صاحب السد وكانت دائرة إلى زمان بناء طوس‪ .‬قال فخي‬
‫معجخخم البلخخدان‪ :‬طخخوس مدينخخة بخراسخخان‪ ،‬بينهخخا وبيخخن نيسخخابور نحخخو عشخخرة‬
‫فراسخ‪ ،‬وتشخختمل علخخى مخخدينتين‪ :‬يقخخال لحخخدهما الطخخابران‪ ،‬وللخخخر نوقخخان‪.‬‬
‫ولهما أكثر من ألف قرية فتحت في أيام عثمخخان‪ ،‬وبهخخا قخخبر علخخي بخخن موسخخى‬
‫الرضا و بها أيضا قبر هارون الرشيد‪ .‬وقال المسخخعر بخخن المهلهخخل‪ :‬وطخخوس‬
‫أربع مدن منها اثنتان كبيرتان‪ ،‬واثنتان صغيرتان‪ ،‬وبهما آثار أبنيخخة إسخخلمية‬
‫جليلة‪ ،‬وبها دار حميد بن قحطبة‪ ،‬ومساحتها‬

‫]‪[322‬‬

‫ميل في مثله‪ ،‬وفي بعخض بسخاتينها قخبر علخي بخن موسخى الرضخا عليخه السخلم وقخبر‬
‫الرشيد انتهى‪ .‬وكان حميد بن قحطبة واليا على طوس من قبل هارون‪ ،‬فبنخخى‬
‫في سناباد بنيانا ومحل لنفسه‪ ،‬متى خرج إلى الصيد نزل فيه‪ ،‬وحميد هذا هو‬
‫الذي قتل في ليلة واحدة ستين سيدا من ذريخخة الرسخخول بخخأمر هخخارون الرشخخيد‬
‫كما هو في العيون‪ .‬قال ابن عساكر في تاريخه‪ :‬حميد بن قحطبة واسمه زياد‬
‫بن شبيب بن خالد بن معخخدان الطخخائي أحخخد قخخواد بنخخي العبخخاس‪ ،‬شخخهد حصخخار‬
‫دمشخخق‪ ،‬وكخخان نخخازل علخخى بخخاب تومخخا‪ ،‬ويقخخال علخخى بخخاب الفراديخخس‪ ،‬وولخخي‬
‫الجزيرة للمنصور‪ ،‬ثم ولي خراسخخان فخخي خلفخخة المنصخخور‪ ،‬وأمخخره المهخخدي‬
‫عليها حتى مات‪ ،‬واستخلف ابنه عبد ال وولخخي مصخخر فخخي خلفخخة المنصخخور‬
‫في شهر رمضان سخنة ثلث وأربعيخن ومخائة سخنة كاملخة‪ ،‬ثخم صخرف عنهخا‬
‫وكانت وفات المترجم سنة تسع وخمسين ومائة انتهى‪ .‬وأما أصل بنخخاء القبخخة‬
‫المنورة فالظاهر أنه كان في حياته عليه السلم مشخخهورة بالبقعخخة الهارونيخخة‪،‬‬
‫كما هو مروي في العيون من أنه دخل دار حميد بخخن قحطبخخة الطخخائي ودخخخل‬
‫القبة التي فيها قبر هارون الرشيد‪ .‬وأيضا عن الحسن بن جهم قال‪ :‬حضخخرت‬
‫مجلس المأمون يوما‪ ،‬عنده علي بن موسى الرضا وقد اجتمخخع الفقهخخاء وأهخخل‬
‫الكلم وذكر أسؤلة القوم وسؤال المأمون عنه عليه السخخلم وجوابخخاته وسخخاق‬
‫الكلم إلى أن قال‪ :‬فلما قام الرضا عليه السخخلم تبعتخخه فانصخخرفت إلخخى منزلخخه‬
‫فدخلت عليه‪ ،‬وقلت له‪ :‬يا ابن رسول ال الحمد ل الذي وهب لخخك مخخن جميخل‬
‫رأي أمير المؤمنين ما حمله على مخا أرى مخن إكرامخه لخك‪ ،‬و قبخوله لقولخك‪.‬‬
‫فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا ابخخن الجهخخم ل يغرنخخك مخخا ألفيتخخه عليخخه مخخن إكرامخخي‪،‬‬
‫والستماع مني فانه سيقتلني بالسم وهو ظالم لخي‪ ،‬أعخرف بعهخد معهخود إلخي‬
‫من آبائي عن رسول ال صلى ال عليه وآله فاكتم علي هذا مادمت حيا‪ .‬قخخال‬
‫الحسن بن الجهم‪ :‬فما حدثت بهذا الحديث إلى أن مضى الرضا عليخخه السخخلم‬
‫بطوس مقتول بالسم‪.‬‬

‫]‪[323‬‬

‫وبالجملة فالظاهر أن سناباد كانت بلدة صغيرة بطوس‪ ،‬وكانت لحميد بن قحطبة فيهخخا‬
‫دارا وبستانا‪ ،‬ولما مات هارون الرشيد في طوس دفن في بيت حميد ثخخم بنخخى‬
‫المأمون قبة على تربة أبيه‪ ،‬ولما توفي المام عليه السلم دفن بجنب هارون‬
‫في تلك القبة التي بناها المأمون‪ ،‬فل وجه لما هو الشائع على اللسنة أن قبته‬
‫المباركة من بناء ذي القرنين‪ .‬ولعل وجه الشبهة أن مرو شاهجان الخخذي هخخو‬
‫من أعظم بلد خراسان هو من بناء ذي القرنيخخن كمخخا ذكخخره يخخاقوت الحمخخوي‬
‫في معجم البلدان‪ ،‬وكان فيها سرير سلطنته‪ ،‬ومخخن حسخخن هخخوائه كخخان يسخخميه‬
‫بروح الملك‪ ،‬بكسر اللم‪ ،‬وباعتبار تقخخديم المضخخاف إليخخه اشخختهر بشخخاه جخخان‪.‬‬
‫وفيه أيضا وقد روي عن بريدة بن الحصيب أحخخد أصخخحاب النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله أنه قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ :‬يخخا بريخخدة إنخخه سخخيبعث‬
‫بعوث فإذا بعثت فكن في بعث المشرق‪ ،‬ثم كن في بعث خراسان‪ ،‬ثم كن فخخي‬
‫بعث أرض يقال لها مخخرو إذا أتيتهخا فخخانزل مخدينتها‪ ،‬فخخانه بناهخا ذو القرنيخن‪،‬‬
‫وصلى فيها عزير‪ ،‬أنهارها تجري البركة‪ ،‬علخى كخل نقخب منهخا ملخك شخاهر‬
‫سيفه يدفع عن أهلها السخخوء إلخخى يخخوم القيامخخة‪ .‬وقخخال بعخخض‪ :‬هخخي خيخخر بقخخاع‬
‫الرض من بعد الجنات الربع التي هي سخخغد سخخمرقند‪ ،‬ونهخخر أبلخخة‪ ،‬وشخخعب‬
‫بخخوان‪ ،‬وغوطخخة دمشخخق‪ ،‬مخخن حيخخث طيخخب الفخخواكه‪ ،‬والغلخخة وجمخخال النسخخاء‬
‫والرجال‪ ،‬والخيل الجياد‪ ،‬التي توجد فيها وسائر الحيوانات‪ .‬وكانت مرو دار‬
‫المارة للملوك من آل طاهر‪ ،‬ومن المحتمل أن اسخخكندر مخخن حيخخث كخخان مخخن‬
‫المقربين عند ال الهم من عالم الغيب أنخخه يخخدفن فخخي هخخذه البقعخخة مخخن الرض‬
‫أحد الئمة صلوات ال عليهم أجمعين فبنى هخخذه البلخخدة‪ ،‬وسخخماها سخخناباد كمخخا‬
‫رواه الصدوق رحمه ال في إكمال الدين‪ ،‬وفيه يقتله عفريخخت متكخخبر‪ ،‬ويخخدفن‬
‫في المدينة التي بناها العبد الصالح ذو القرنين ويدفن إلى جنب شر خلخخق الخ‬
‫ولنعم ما قاله دعبل الخزاعي رضي ال عنه‪:‬‬

‫]‪[324‬‬
‫أربع بطوس على قبر الزكي إذا * ماكنت ترفع من دين على فطر قخخبران فخخي طخخوس‬
‫خير الناس كلهم * وقبر شرهم هذا من العبر ما ينفع الرجس من قبر الزكخخي‬
‫وما * على الزكي بقخخرب الرجخخس مخخن ضخخرر هيهخخات كخخل امخخرء رهخخن بمخخا‬
‫كسبت * به يداه فخذ ما شئت أو فذر وعليه فان اسكندر لم يبن القبة بخخل إنمخخا‬
‫هو الممصر لتلك البلدة‪ .‬وفي الخرائج روى عن الحسن بن عباد وكان كخخاتب‬
‫الرضا عليه السلم قال‪ :‬دخلت عليه‪ ،‬وقد عزم المأمون بالمسير إلخخى بغخخداد‪،‬‬
‫فقال‪ :‬يا ابن عباس ما ندخل العراق ول نراه‪ ،‬فبكيت وقلت‪ :‬فآيسخختني أن آتخخي‬
‫أهلي وولدي قال عليه السلم‪ :‬أما أنت فستدخلها‪ ،‬وإنما عنيت نفسخخي‪ ،‬فاعتخخل‬
‫وتوفي في قرية من قرى طوس وقد كان تقدم في وصيته أن يحفر قخخبره ممخخا‬
‫يلي الحائط بينه وبين قبر هارون ثلثة أذرع‪ .‬وقد كانوا حفروا ذلك الموضع‬
‫لهارون فكسرت المعاول والمساحي فتركوه وحفروا حيث أمكن الحفر فقال‪:‬‬
‫احفروا ذلك المكان فانه سيلين عليكخخم‪ ،‬وتجخخدون صخخورة سخخمكة مخخن نحخخاس‪،‬‬
‫وعليها كتابة بالعبرانية‪ ،‬فإذا خوتم لحدي فعمقخخوه وردوهخخا ممخخا يلخخي رجلخخي‪.‬‬
‫فحفرنا ذلك المكان‪ ،‬وكخخان المحخخافر تقخخع فخخي الرمخخل الليخخن‪ ،‬ووجخخدنا السخخمكة‬
‫مكتوبا عليها بالعبرانية " هذه روضة علي بن موسخخى‪ ،‬وتلخخك حفخخرة هخخارون‬
‫الجبار " فرددناها ودفناها في لحده عند موضع قخاله‪ .‬ومخخن المعلخخوم أن حفخر‬
‫الرض‪ ،‬وعمل سمكة من نحاس وكتابخخة‪ ،‬ل يكخخون إل مخخن إنسخخان وبالجملخخة‬
‫فالظاهر أن الحفر المزبور من آثار اسكندر ذي القرنين دون القبخخة المنخخورة‪.‬‬
‫قال في مجالس المؤمنين عند ترجمة الشيخ كمال الخخدين حسخخين الخخخوارزمي‬
‫أنه مسطور في التواريخ وفي اللسنة والفواه خصوصا عنخخد أهخخل خراسخخان‬
‫أنه مدة أربعمائة سنة لم تكن عمارة لئقة على قبر المخخام علخخي بخخن موسخخى‪،‬‬
‫وبعض الثار‬

‫]‪[325‬‬

‫التي كانت توجد عليه هي من أساس حميد بخخن قحطبخخة الطخخائي الخخذي كخخان فخخي زمخخان‬
‫هارون الرشيد حاكما في طوس من قبله ولما توفي دفنه في داره‪ ،‬ومن بعخخده‬
‫دفنوا المام عليه السلم في تلخخك البقعخخة بجنخخب هخخارون‪ .‬ويظهخخر مخخن الخخخبر‬
‫المروي عن الرضا عليه السلم أني ادفن في دار موحشة‪ ،‬وبلد غريبة‪ ،‬أنه‬
‫في مدة أربعمائة سنة المذكورة لم تكخخن فخخي حخخوالي مرقخخده الشخخريف دار ول‬
‫سكنة‪ ،‬وكانت نوقان في كمال العمران مع أنه مابين نوقان وسناباد من البعخخد‬
‫إل حد مد الصوت‪ .‬وقال في كشف الغمخخة‪ :‬إن امخخرأة كخخانت تخخأتي إلخخى مشخخهد‬
‫المام عليخخه السخخلم فخخي النهخخار وتخخخدم الخخزوار‪ ،‬فخإذا جخخاء الليخخل سخدت بخاب‬
‫الروضة وذهبت إلى سناباد‪ .‬وربما يقال‪ :‬إن بعض التزيينات كانت توجد في‬
‫بناء المأمون من بعض الديالمة إلى أن خربه المير سبكتكين‪ ،‬وذلك لتعصبه‬
‫وشدته على الشيعة وكان خرابا إلى زمان يمين الدولة محمود بخخن سخخبكتكين‪.‬‬
‫قال ابن الثير في الكامل في ضمن حوادث سنة ‪ :431‬وجدد عمارة المشخخهد‬
‫بطوس الذي فيه قبر علي بن موسى الرضا عليخخه السخخلم والرشخخيد‪ ،‬وأحسخخن‬
‫عمارته وكان أبوه سبكتكين أخربه‪ ،‬وكخخان أهخخل طخخوس يخخؤذون مخخن يخخزوره‪،‬‬
‫فمنعهم عن ذلك‪ ،‬و كخان سخبب فعلخه أنخه رأى أميخر المخؤمنين علخي بخن أبخي‬
‫طالب عليه السلم في المنام وهو يقول له‪ :‬إلى متى هذا ؟ فعلم أنه يريخخد أمخخر‬
‫المشهد فأمر بعمارته‪ .‬ثم إن هذه العمارة قخد هخخدمت عنخخد تطخرق قبخائل غخخز‪،‬‬
‫وجددت في عهد السلطان سنجر السلجوقي قخخال فخخي مجخخالس المخخؤمنين‪ :‬وإن‬
‫القبة العالية والبناء المعظم الموجود الن من آثخخار شخخرف الخخدين أبخخي طخخاهر‬
‫القمي الذي كخخان وزيخرا للسخخلطان سخنجر قخال‪ :‬وكخان بنخاء الخوزير المزبخخور‬
‫باشارة غيبية‪ ،‬وأن تعيين المحراب الواقع في المسجد فوق الخخرأس إنمخخا كخخان‬
‫باشارة من المام عليه السلم وتعيين علماء الشخخيعة انتهخخى‪ .‬وفخخي سخخنة ‪500‬‬
‫أمر السلطان سنجر السلجوقي بصناعة الكاشي الذي يفوق فخخي الجخخودة حلخخي‬
‫الصيني‪ ،‬وأن يكتب عليه الحاديث النبوية والمرتضوية وتمام القرآن‬

‫]‪[326‬‬

‫وكان الكاتب لهما عبد العزيز بن أبي نصر القمي‪ .‬ومن عجيب أمخخر ذلخخك أنخخه حملخخت‬
‫تلك اللت على النوق‪ ،‬وأرسلت من قخخم فجخخاءت بطخخي الرض إلخخى حخخوالي‬
‫خراسان‪ ،‬ونزلت في منخفض من الرض بقرب البلدة المقدسة فمخخر جماعخخة‬
‫من المارة على تلك الناحية فاطلعوا علخخى صخخورة الحخخال فحملوهخخا إلخخى سخخيد‬
‫النقباء السيد محمد الموسخخوي فبنخخى بهخخا الهخخزارة الرضخخوية‪ .‬وكخخان السخخلطان‬
‫سنجر ابن الملك شاه السلجوقي مع سعة ملكه قد اختار هذا المكان على سائر‬
‫بلده‪ ،‬وما زال مقيما به إلى أن مات‪ ،‬وقبره به فخخي قبخخة عظيمخخة‪ ،‬لهخخا شخخباك‬
‫إلى الجامع‪ ،‬وقبته زرقاء تظهر من مسخخيرة يخخوم بناهخخا لخخه بعخخض خخخدمه بعخخد‬
‫موته ووقف عليها وقفا لمن يقرأ القرآن‪ ،‬ويكسو الموضع‪ .‬قخخال فخخي المعجخخم‪:‬‬
‫وتركتها أنا في سنة ‪ 612‬علخخى أحسخخن مخخا يكخخون‪ .‬واسخختمر بنخخاء سخخنجر إلخخى‬
‫زمان جنكيز خان‪ ،‬فهدمه تولي خان ابن چنگيخخز خخخان وذلخخك فخخي سخخنة ‪617‬‬
‫قال ابن الثير في الكامل في ما يتعلق بأحوال التتار الذين هم جند چنگيز أنه‬
‫لما فرغوا من نيسابور سيروا طائفة منهم إلى طوس‪ ،‬ففعلوا بها كذلك أيضا‪،‬‬
‫وخربوها وخربوا المشهد الذي فيه علخخي بخخن موسخخى الرضخخا عليخخه السخخلم و‬
‫الرشيد‪ ،‬حتى جعلوا الجميع خرابا‪ ،‬ومثله في شرح نهج البلغة‪ .‬وفي الكتيبة‬
‫الذهبيخخة الواقعخخة فخخي منطقخخة القبخخة المنخخورة مخخا صخخورته " بسخخم الخ الرحمخخن‬
‫الرحيم‪ ،‬من عظائم توفيق ال سبحانه أن وفق السلطان العظم‪ ،‬مولى ملخخوك‬
‫العرب والعجم‪ ،‬صخخاحب النسخخب الطخخاهر النبخخوي‪ ،‬والحسخخب البخخاهر العلخخوي‬
‫تخخراب أقخخدام خخخدام هخخذه الروضخخة المنخخورة الملكوتيخخة‪ ،‬مخخروج آثخخار أجخخداده‬
‫المعصومين السلطان بن السلطان‪ ،‬أبو المظفر شاه عباس الحسيني الموسوي‬
‫الصفوي بهادر خان فاستدعى بخخالمجئ ماشخخيا علخخى قخخدميه مخخن دار السخخلطنة‬
‫إصفهان إلى زيارة هذا الحرم الشرف‪ .‬وقخخد تشخخرف بزينخخة هخخذه العتبخخة مخخن‬
‫خلص ماله في سنة ألف وعشر‪ ،‬وتم في سنة ألف وستة عشرة‪.‬‬

‫]‪[327‬‬

‫وفي موضع آخر من القبة مكتوب وهو من إملء المحقق الخوانسخخاري " مخخن ميخخامن‬
‫منن ال سبحانه الذي زين السماء بزينة الكواكب‪ .‬ورصع هذه القبخخاب العلخخى‬
‫بخخدرر الخخدراري الثخخواقب‪ ،‬أن استسخخعد السخخلطان العخخدل العظخخم‪ ،‬والخاقخخان‬
‫الفخخخم الكخخرم أشخخرف ملخخوك الرض حسخخبا ونسخخبا‪ ،‬وأكرمهخخم خلقخخا وأدبخخا‪،‬‬
‫مخخروج مخخذهب أجخخداده الئمخخة المعصخخومين‪ ،‬ومحيخخي مراسخخم آبخخائه الطيخخبين‬
‫الطاهرين السلطان بخخن السخخلطان بخن السخلطان‪ ،‬سخليمان الحسخخيني الموسخخوي‬
‫الصفوي بهادر خان بتذهيب هذه القبة العرشية الملكوتية وتزيينها‪ ،‬وتشخخرف‬
‫بتجديدها وتحسينها‪ ،‬إذ تطرق عليها النكسار‪ ،‬وسقطت لبناتها الذهبيخخة الخختي‬
‫كانت تشرق كالشمس في رابعة النهار‪ ،‬بسبب حخخدوث الزلزلخخة العظيمخخة فخخي‬
‫هذه البلدة الطيبة الكريمة في سنة أربع وثمانين وألف وكان هذا التجديد سخخنة‬
‫ست وثمانين وألف كتبه محمد رضا المامي "‪ .‬ومكتوب علخخى جبهخخة البخخاب‬
‫الواقع في قبلة المرقد الشريف‪ :‬لقد تشرف بتذهيب الروضخخة الرضخخوية الخختي‬
‫يتمنى العخرش لهخخا أمخر النيابخة وأرواح القخخدس تخخدم جنخابه‪ ،‬السخخلطان نخخادر‬
‫الفشخخاري رحمخخه ال خ الملخخك الغفخخار سخخنة ‪ 1155‬وكتخخب بعخخده‪ :‬ثخخم بمخخرور‬
‫العوام‪ ،‬ظهر عليهخا النخدراس‪ ،‬فخأمر السخلطان بخن السخلطان والخاقخان بخن‬
‫الخاقان ناصر الدين شخاه قاجخار خلخد الخ ملكخه بخخالتزيين بالزجاجخة والبلخخور‬
‫لتصير نورا على نور‪ .‬وأرسل السلطان قطب شاه الدكني طاب ثخخراه ألماسخخة‬
‫كبيرة بقدر بيضة الدجاجة هدية إلخخى الضخخريح الرضخخوي ولمخخا اسخختولى عبخخد‬
‫المؤمن خان رئيس طائفة الزبكية على خراسان نهبها من الخزانة في جملة‬
‫مانهب‪ .‬ولما زار السخخلطان شخخاه عبخخاس الصخخفوي خراسخخان فخخي الدفعخخة الخختي‬
‫مشى فيها على قدمه وكان مدة خروجه من إصفهان ودخوله خراسان ثمانيخخة‬
‫عشر يوما أهدى إليه بعض الخخخوانين الزبكيخخة تلخخك اللماسخخة ولمخخا بلغخخه أن‬
‫اللماسة من العيان الراجعة إلى الخزانة الرضوية أمر ببيعها في اسخختانبول‬
‫واشترى بقيمتها أملكا وأنهارا تصرف منافعها على تلك البقعة‪ ،‬وكخخان ذلخخك‬
‫باجازة بعض العلماء‪.‬‬

‫]‪[328‬‬

‫وفخخي فخردوس التواريخخخ نقل عخن بعخض التواريخخخ أنخه كخخان للسخلطان سخنجر أو أحخد‬
‫وزرائه ولد اصيب بالخخدق فحكخخم الطبخخاء عليخخه بخخالتفرج والشخختغال بالصخخيد‬
‫فكان من أمره أن خرج يوما مخخع بعخخض غلمخخانه وحاشخخيته فخخي طلخخب الصخخيد‬
‫فبينما هو كذلك فإذا هو بغزال مارق من بين يخخديه فأرسخخل فرسخخه فخخي طلبخخه‪،‬‬
‫وجد في العدو فالتجأ الغزال إلخخى قخخبر المخخام علخخي بخخن موسخخى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم فوصل ابن الملك إلى ذلخخك المقخخام المنيخخع‪ ،‬والمخخأمن الرفيخخع الخخذي مخخن‬
‫دخله كان آمنخا‪ ،‬وحخاول صخيد الغخزال فلخم تجسخر خيلخه علخى القخدام عليخه‪،‬‬
‫فتحيروا من ذلك‪ ،‬فأمر ابن الملخخك غلمخخانه و حاشخخيته بخخالنزول مخخن خيخخولهم‪،‬‬
‫ونزل هو معهم ومشى حافيا مع كمخخال الدب نحخخو المرقخخد الشخخريف‪ ،‬وألقخخى‬
‫نفسه على المرقد وأخخخذ فخخي البتهخخال إلخخى حضخخرة ذي الجلل ويسخخأل شخخفاء‬
‫علته من صاحب المرقد‪ ،‬فعوفي فأخذوا جميعا في الفرح والسخخرور وبشخخروا‬
‫الملك بما لقاه ولده من الصحة ببركة صاحب المرقخخد‪ ،‬وقخخالوا لخخه‪ :‬إنخخه مقيخخم‬
‫عليه ول يتحول منه حتى يصخخل البنخخاؤون إليخخه فيبنخخي عليخخه قبخخة‪ ،‬ويسخختحدث‬
‫هناك بلدا ويشيده ليبقى بعده تذكارا‪ ،‬ولما بلغ السلطان ذلخخك‪ ،‬سخخجد لخ شخخكرا‬
‫ومن حينه وجه نحوه المعمارين‪ ،‬وبنوا على مشهده بقعة وقبة وسخخورا يخخدور‬
‫على البلد‪.‬‬

‫]‪[329‬‬

‫المقدمة‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم وبه نستعين الحمد ل رب العالمين‪ ،‬وصلى ال علخخى‬
‫محمد وآله الطيبين الطخخاهرين‪ ،‬واللعنخخة علخخى اعخخدائهم أجمعيخخن‪ .‬إن صخخح ان‬
‫السماء تنزل من السماء أو لم يصح‪ ،‬فبحار النوار كتاب يحكخخي اسخخمه عخخن‬
‫واقعه‪ ،‬ففي بحار الماء ما فيهخخا مخخن عجخخائب مخلوقخخات الخ تعخخالى وأصخخناف‬
‫خلقه مما يرى وما ل يرى‪ ،‬فكذلك فخخي هخخذه الموسخخوعة السخخلمية الكخخبرى‪،‬‬
‫التي ضمت بين اجزائها الستة والعشرين ما تهفوا إليه نفس القارئ متعطشا‪،‬‬
‫وما ل يستسيغه ما لم يعرف معناه ولم يخخدرك فحخخواه‪ .‬وإذا كخان التوفيخخق منخخة‬
‫يمنها ال على أقوام فيسعدون ويخلدون فالثار كالشخاص ‪ -‬ومنها الكتخخب ‪-‬‬
‫فمنها ما يدخل التاريخ من أوسع ابوابه‪ ،‬ويحتل مركزه اللئق به في صفوف‬
‫أمثاله فيخلد موفقا‪ ،‬ومنها ما يضيع في زوايا الخمخول والنسخيان‪ ،‬ويخذكر فخي‬
‫خبر كان‪ .‬وموسوعتنا هذه علخخى العمخخوم مخخن الثخخار الخالخخدة الموفقخخة‪ ،‬ولكخخن‬
‫اجزاءهخخا تختلخخف فخخي درجخخة التوفيخخق والرغبخخة ومقيخخاس الخلخخود‪ ،‬فنخخرى أن‬
‫الجخخزاء الخختي بحخخث فيهخخا المؤلخخف تاريخخخ النخخبي والئمخخة عليهخخم السخخلم‬
‫واستعرض فيها أصل النبوة وأصل المامة أكخخثر امتيخخازا وأوفخخر قخخراءا مخخن‬
‫سائر الجزاء‪ ،‬وانما امتازت هذه الجزاء لما يجده القارئ فيها مخخن طخخرائف‬
‫الحكم‪ ،‬وبدائع الشعار‪ ،‬ونوادر الثار‪ ،‬وصخخحاح الخبخخار‪ ،‬وغيخخر ذلخخك ممخخا‬
‫يغترف من بحارها كل عالم فيصدر عنها راويا ريانا‪.‬‬

‫]‪[330‬‬

‫وهذه الجزاء هي التي قام سخخيادة الناشخخر المحخخترم بتقخخديمها إلخخى القخخراء بحلخخة قشخخيبة‬
‫تتناسب والذوق السليم‪ ،‬فجزاه ال خيرا‪ .‬وها نحن على أبواب جزء مخخن تلخخك‬
‫الجزاء‪ ،‬فهو باقة من إضمامة عطخخرة‪ ،‬عبخخق نشخرها‪ ،‬وخلخخد ذكرهخا‪ ،‬إذ هخو‬
‫يضم حياة سابع ائمة المسلمين وخلفخخاء الخ فخخي العخخالمين المخخام أبخخي الحسخخن‬
‫موسى الكاظم عليه السلم‪ .‬وقخخد وفقنخخي الخ تعخخالى إلخخى مراجعتخخه وتصخخحيح‬
‫حسب المقدور حيث لم يكن لدي ال مطبوعة الكمپاني‪ ،‬وكم وقفت فيها علخخى‬
‫تحريخخف مخخن النسخخاخ ممخخا شخخوهها مضخخافا إلخخى الغلط الملئيخخة واللغويخخة‬
‫فأعملت الجهد في التصحيح والمراجعة‪ ،‬وعينت موضع النص من المصادر‬
‫المذكورة في المتن مع توشيح بعض الصحائف بما اقتضاه المقام كشرح لغة‬
‫أو تعريف موضخخع‪ ،‬أو ترجمخخة بعخخض العلم وختامخخا فل يفخخوتني ان أشخخكر‬
‫سماحة سيدى الوالد دام ظله‪ ،‬حيث أعترف معتزا بتوجيهاته وتسخخديداته كمخخا‬
‫اشكر الخ السيد محمد رضا الخرسان حيث كان عونا فخخي سخخرعة النجخخاز‪.‬‬
‫وارجو من ال تعالى لي ولمن ساعدني وللقائمين العون والتوفيخق انخه سخميع‬
‫مجيب‪ 25 .‬شهر شعبان ‪ 1385‬النجف الشخخرف محمخخد مهخخدى السخخيد حسخخن‬
‫الموسوي الخرسان‬

‫]‪[331‬‬

‫المذكورة في المتن مخخع توشخخيح بعخخض الصخخحائف بمخخا اقتضخخاه المقخخام كشخخرح لغخخة أو‬
‫تعريخخف موضخخع‪ ،‬أو ترجمخخة بعخخض العلم وختامخخا فل يفخخوتني ان أشخخكر‬
‫سماحة سيدى الوالد دام ظله‪ ،‬حيث أعترف معتزا بتوجيهاته وتسخخديداته كمخخا‬
‫اشكر الخ السيد محمد رضا الخرسان حيث كان عونا فخخي سخخرعة النجخخاز‪.‬‬
‫وارجو من ال تعالى لي ولمن ساعدني وللقائمين العون والتوفيخق انخه سخميع‬
‫مجيب‪ 25 .‬شهر شعبان ‪ 1385‬النجف الشخخرف محمخخد مهخخدى السخخيد حسخخن‬
‫الموسوي الخرسان‬

‫]‪[331‬‬

‫بسمه تعالى شأنه من اللزم أن نقدم إلى القراء الكرام أنه لما كان كتاب سفينة البحخخار‬
‫الذي ألفه المتتبع الكخخبير الشخخيخ عبخخاس القمخخي ‪ -‬قخخدس سخخره ‪ -‬بمنزلخخة معجخخم‬
‫المطالب لهذه الموسوعة الكبيرة الشخخريفة‪ ،‬وفيخخه جعخخل أرقخخام أبخخواب الكتخخاب‬
‫لمجلداتها الصلية‪ ،‬راعينا جانب ذلخك ورقمنخخا أبخواب المجلخخد الحخادي عشخخر‬
‫الذي تجزء في طبعتنا هذه إلى ثلثة أجزاء ‪ 48 - 46‬طبقا لتجزئة المؤلخخف‬
‫قدس سره‪ ،‬فارتقى رقم الجزاء الثلثة إلى ست وأربعين بابخخا‪ :‬للجخخزء الول‬
‫)‪ (46‬اثنان وعشرون بابا وللجزء الثاني )‪ (47‬اثنا عشر بابا‪ ،‬وللجزء الثالث‬
‫)‪ (48‬اثنا عشر بابا أيضا‪ .‬نحمد ال ونشكره على فضله وتوفيقه لخخذلك‪ ،‬وهخخو‬
‫الموفق والمعين‪ .‬محمد الباقر البهبودى ‪ -‬السيد ابراهيم الميانجى‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like