You are on page 1of 246

‫بحار النوار‬

‫العلمة المجلسي ج ‪49‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بحار النوار الجامعة لدرر أخبار الئمة الطهخخار تخخأليف العلخخم العلمخخة الحجخخة فخخخر‬
‫المة المولى الشخخيخ محمخخد بخخاقر المجلسخخي )قخخدس الخ سخخره( الجخخزء التاسخخع‬
‫والربعون مؤسسة الوفاء بيخخروت ‪ -‬لبنخخان كافخخة الحقخخوق محفوظخخة ومسخخجلة‬
‫الطبعة الثانية المصححة ‪‍ 1403‬ه‪ 1983 .‬م مؤسسة الوفا بيروت لبنخخان ص‬
‫ب‪ - 1457 .‬هاتف‪386868 .‬‬

‫]‪[1‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل الذي زين سماء الدين بالشمس والقمر محمخخد وعلخخي‬
‫خير البشر‪ ،‬وبالنجوم الباهرة من آلهما أحد عشر‪ ،‬صلوات ال عليهم مخخا لح‬
‫نجم وظهر‪ ،‬ولعنة ال على من تولى عنهم وكفر‪ .‬امخخا بعخخد‪ :‬فهخخذا هخخو المجلخخد‬
‫الثاني عشر من كتاب بحار النوار‪ ،‬مما ألفه الخاطئ الخاسر‪ ،‬المدعو ببخخاقر‬
‫ابن النحرير الماهر‪ ،‬محمد التقي حشرهما ال مع مواليهما في اليوم الخر‪.‬‬

‫]‪[2‬‬

‫* )أبواب( * * )تاريخ المام المرتجى‪ ،‬والسيد المرتضخخى‪ ،‬ثخخامن أئمخخة الهخخدى( * *‬


‫)أبى الحسن علي بن موسخخى الرضخخا صخخلوات الخ عليخخه( * * )وعلخخى آبخخائه‬
‫وأولده أعلم الخخورى( * )‪) * (1‬بخخاب( * * )ولدتخخه وألقخخابه وكنخخاه ونقخخش‬
‫خاتمه وأحوال امه( * * )صلوات ال عليه( * ‪ - 1‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫يونس‪ ،‬عن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قال‪ :‬نقش خاتمي ما شخخاء الخ ل قخخوة إل‬
‫بال‪ .‬سهل‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسين بن خالد عنه عليه السلم مثلخخه‬
‫)‪ - 2 .(1‬كا‪ :‬ولد عليه السلم سنة ثمان وأربعين ومائة‪ ،‬وقبض عليه السلم‬
‫في صفر من سنة ثلث ومائتين‪ ،‬وهو ابن خمس وخمسين سنة‪ ،‬وقد اختلخخف‬
‫في تاريخه إل أن هذا التاريخ هو القصد‪ ،‬إنشاء ال‪ ،‬وامه ام ولد يقال لها ام‬
‫البنين )‪ - 3 .(2‬كشف‪ :‬قال كمال الدين ابن طلحة‪ :‬أمخخا ولدتخخه عليخخه السخخلم‬
‫ففي حادي عشر ذي الحجة سنة ثلث وخمسخخين ومخخائة للهجخخرة‪ ،‬بعخخد وفخخات‬
‫جده أبي عبد ال عليه السلم بخمس‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ (2) .473‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪[*] .486‬‬


‫]‪[3‬‬

‫سنين وامه ام ولخخد تسخخمى الخيخخزران المرسخخية‪ .‬وقيخخل شخخقراء النوبيخخة‪ ،‬واسخخمها أروى‬
‫وشقراء لقب لها‪ ،‬وكنيته‪ :‬أبو الحسن‪ ،‬وألقابه‪ :‬الرضخخا‪ ،‬والصخخابر‪ ،‬والرضخخي‬
‫والوفي‪ ،‬وأشهرها الرضا )‪ .(1‬وأما عمره فانه مات في سنة مخخائتين وثلث‪،‬‬
‫وقيل‪ :‬مائتين وسنتين من الهجخخرة فخخي خلفخخة المخخأمون‪ ،‬فيكخخون عمخخره تسخخعا‬
‫وأربعين سنة‪ ،‬وقبره بطوس من خراسان بالمشهد المعروف به عليه السلم‪.‬‬
‫وكان مدة بقائه مع أبيه موسى عليخخه السخخلم أربعخخا وعشخخرين سخخنة وأشخخهرا‪،‬‬
‫وبقائه بعد أبيه خمسا وعشرين سنة‪ .‬وقال الحافظ عبخخد العزيخخز‪ :‬مولخخده عليخخه‬
‫السلم سنة ثلث وخمسين ومائة وتوفي في خلفة المخخأمون بطخخوس‪ ،‬وقخخبره‬
‫هناك‪ ،‬سنة مائتين وستة‪ ،‬امه سكينة النوبيخخة ويقخخال‪ :‬ولخخد بالمدينخة سخنة ثمخخان‬
‫وأربعين ومائة‪ ،‬وقبض بطوس في سنة ثلث ومائتين وهو يومئذ ابن خمخخس‬
‫وخمسين سنة‪ ،‬وامه ام ولد اسمها ام البنين )‪ - 4 .(2‬عخخم‪ :‬ولخخد عليخخه السخخلم‬
‫بالمدينة سنة ثمان وأربعين ومائة من الهجرة‪ ،‬ويقال‪ :‬إنه ولد لحخخدى عشخخرة‬
‫ليلة خلت من ذي القعدة يوم الجمعة سنة ثلث وخمسين ومائة بعد وفات أبي‬
‫عبد ال عليه السلم بخمس سنين‪ ،‬وقيل‪ :‬يوم الخميس وامه ام ولد يقال لها ام‬
‫البنين واسمها نجمة‪ ،‬ويقال‪ :‬سكن النوبية ويقخخال‪ :‬تكتخخم وقبخخض عليخخه السخخلم‬
‫بطوس من خراسان في قرية يقال لها سناباد في آخر صفر‪ ،‬وقيل‪ :‬إنه تخخوفي‬
‫في شهر رمضان لسبع بقين منه يخخوم الجمعخخة مخخن سخخنة ثلث ومخخائتين‪ ،‬ولخخه‬
‫يومئذ خمس وخمسون سنة‪ ،‬وكانت مدة إمامته وخلفته لبيه عشخخرين سخخنة‪.‬‬
‫وكانت في أيام إمامته بقية ملك الرشيد‪ ،‬وملك محمد المين بعده ثلث سخخنين‬
‫وخمسة وعشرين يوما‪ ،‬ثخخم خلخخع الميخخن واجلخخس عمخخه إبراهيخخم بخخن المهخخدي‬
‫المعروف بابن شكلة أربعة عشر يوما‪ ،‬ثم اخرج محمد ثانية وبويع له‪ ،‬وبقي‬
‫بعد‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .70‬المصدر ج ‪ 3‬ص ‪[*] .90‬‬

‫]‪[4‬‬

‫ذلك سنة وسبعة أشهر‪ ،‬وقتله طاهر بن الحسين‪ ،‬ثم ملك المأمون‪ :‬عبد ال بن هخخارون‬
‫بعده عشرين سنة‪ ،‬واستشهد عليخخه السخخلم فخخي أيخام ملكخخه‪ - 5 .‬ن‪ :‬أبخخي وابخخن‬
‫المتوكخخل ومخخاجيلويه وأحمخخد بخخن علخخي بخخن إبراهيخخم وابخخن ناتانخخة والهمخخداني‬
‫والمكتب والوراق جميعا‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن البزنطي قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي‬
‫جعفر محمد بن علي بن موسى عليهم السلم‪ :‬إن قوما من مخالفيكم يزعمون‬
‫أن أباك إنمخخا سخخماه المخخأمون الرضخخا لمخخا رضخخيه لوليخخة عهخخده ؟ فقخخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬كذبوا وال وفجروا بل ال تبارك وتعالى سماه بالرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫لنه كان رضي ل عزوجل في سمائه ورضي لرسوله والئمة بعده صلوات‬
‫ال عليهم في أرضه‪ ،‬قال‪ :‬فقلت له‪ :‬ألم يكخخن كخخل واحخخد مخخن آبخخائك الماضخخين‬
‫عليهم السلم رضي ل عزوجل ولرسوله والئمة بعده عليهم السخخلم ؟ فقخخال‬
‫بلى‪ ،‬فقلت‪ :‬فلم سمي أبوك عليه السلم من بينهم الرضا ؟ قخخال‪ :‬لنخخه رضخخي‬
‫به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليخخائه‪ ،‬ولخخم يكخخن ذلخخك‬
‫لحد من آبائه عليهم السلم فلذلك سمي من بينهخخم الرضخخا عليخخه السخخلم )‪.(1‬‬
‫ع‪ :‬أحمد بن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده مثله‪ (2) .‬مع‪ :‬مرسل مثلخخه‪.‬‬
‫)‪ ،(3‬خ ‪ - 6‬ن‪ :‬الدقاق‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن عبد العظيم الحسني‪ ،‬عخخن‬
‫سليمان بن حفص قال‪ :‬كان موسى بن جعفر عليهما السلم يسمي ولخخده عليخخا‬
‫عليه السلم الرضا وكان يقول‪ :‬ادعوا لي ولدي الرضا وقلت لولدي الرضا‪،‬‬
‫وقال لي ولدي الرضا وإذا خاطبه قال‪ :‬يا أبخا الحسخن )‪ - 7 .(4‬ن‪ :‬الخبيهقي‪،‬‬
‫عن الصولي‪ ،‬عن عون بن محمد الكندي قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا الحسخخن علخخي بخخن‬
‫ميثم يقول‪ :‬ما رأيت أحدا قط أعرف بأمر الئمة عليهم السلم وأخبارهم‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .13‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .226‬معاني‬
‫الخبار ص ‪ (4) .65‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪.14‬‬

‫]‪[5‬‬

‫ومناكحهم منه‪ ،‬قال‪ :‬اشترت حميدة المصخخفاة وهخخي ام أبخخي الحسخخن موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫وكانت من أشراف العجم‪ ،‬جاريخخة مولخخدة‪ ،‬واسخخمها تكتخخم وكخخانت مخخن أفضخخل‬
‫النساء في عقلها ودينهخخا وإعظامهخخا لمولتهخخا حميخخدة المصخخفاة حخختى أنهخخا مخخا‬
‫جلست بين يديها منذ ملكتها إجلل لها‪ ،‬فقالت لبنها موسى عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا‬
‫بني إن تكتم جارية ما رأيت جارية قط أفضل منها ولست أشك أن ال تعخخالى‬
‫سيطهر نسلها إن كان لها نسخل‪ ،‬وقخخد وهبتهخا لخك فاسختوص بهخخا خيخرا‪ ،‬فلمخخا‬
‫ولدت له الرضا عليه السلم سماها الطاهرة‪ ،‬قال فكان الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫يرتضع كثيرا وكان تام الخلق‪ ،‬فقالت‪ :‬أعينوني بمرضعة‪ ،‬فقيخخل لهخخا‪ :‬أنقخخص‬
‫الخخدر ؟ فقخخالت‪ :‬ل أكخخذب‪ ،‬وال خ مخخا نقخخص‪ ،‬ولكخخن علخخي ورد مخخن صخخلتي‬
‫وتسبيحي وقد نقص منذ ولدت‪ .‬قال الحاكم أبو علخي‪ :‬قخال الصخولي‪ :‬والخدليل‬
‫على أن اسمها تكتم قول الشاعر يمدح الرضا عليه السلم‪ :‬أل إن خير الناس‬
‫نفسا ووالدا * ورهطا وأجدادا علي المعظم أتتنا به للعلم والحلم ثامنا * إماما‬
‫يؤدي حجة الخ تكتخخم وقخخد نسخخب قخخوم هخخذا الشخخعر إلخخى عخخم أبخخي إبراهيخخم بخخن‬
‫العباس‪ ،‬ولم أروه له وما لم يقع لي رواية وسماعا فاني ل احققخخه ول ابطلخخه‪،‬‬
‫بل الذي ل أشك فيه أنه لعم أبي إبراهيم بن العباس‪ :‬كفى بفعال امرئ عالم *‬
‫على أهله عادل شاهدا أرى لهم طارفا مونقا * ول يشبه الطارف التالدا يمخخن‬
‫عليكم بأموالكم * وتعطون من مائة واحخخدا فل يحمخخد الخ مستبصخخر * يكخخون‬
‫لعخخدائكم حامخخدا فضخخلت قسخخيمك فخخي قعخخدد * كمخخا فضخخل الوالخخد الوالخخدا قخخال‬
‫الصولي‪ :‬وجدت هذه البيات بخط أبي على ظهر دفتر له يقول فيه‪ :‬أنشخخدني‬
‫أخي لعمه في علي يعني الرضا عليه السلم تعليق متخوق‪ ،‬فنظخرت فخإذا هخو‬
‫بقسيمه في القعدد المأمون لن عبد المطلخخب هخخو الثخخامن مخخن آبائهمخخا جميعخخا‪،‬‬
‫وتكتم من اسماء نساء العرب قد جاءت في الشعار كثيرا منها في شعر‪:‬‬

‫]‪[6‬‬

‫طاف الخيالن فهاجا سقما * خيال تكنى وخيال تكتما قال الصولي‪ :‬وكخخانت لبراهيخخم‬
‫بن العباس الصولي عم أبي في الرضا عليه السلم مدائح كخثيرة أظهرهخا ثخم‬
‫اضطر إلى أن سترها وتتبعها فأخخخذها مخخن كخخل مكخخان‪ ،‬وقخخد روى قخخوم أن ام‬
‫الرضا عليه السخخلم تسخخمى سخخكن النوبيخخة‪ ،‬وسخخميت نجمخخة‪ ،‬وسخخميت سخخمان‪،‬‬
‫وتكنى ام البنين )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الجزرى‪ :‬في حديث شريح‪ :‬إن رجل اشترى‬
‫جارية وشرطوا أنها مولدة فوجدها تليخدة‪ ،‬المولخدة الخختي ولخخدت بيخخن العخخرب‪،‬‬
‫ونشأت مع أولدهم وتأدبت بآدابهم‪ ،‬والتليدة التي ولدت ببلد العجم‪ ،‬وحملت‬
‫ونشأت ببلد العرب انتهى‪ .‬قوله " وكان تام الخلق " لعل المراد به هنا عظم‬
‫الجثة‪ ،‬وقوله " تكتخخم " فاعخخل " أتتنخخا " والطخخارف المسخختحدث خلف التالخخد‪،‬‬
‫والمراد بالطارف الرضا عليه السلم وبالتالد المأمون‪ .‬قوله " يمخخن عليكخخم "‬
‫علخخى البنخخآء للمجهخخول‪ ،‬والخطخخاب للرضخخا‪ ،‬وكخخذا قخخوله تعطخخون علخخى بنخخاء‬
‫المجهول أي يمن المخالفون عليكخم مخن أمخوالكم الختي فخي أيخديهم‪ ،‬مخن مخائة‬
‫واحدا أي قليل من كثير‪ ،‬وقال الجوهري‪ :‬رجل قعخخدد وقعخخدد إذا كخان قريخخب‬
‫الباء إلى الجد الكبر‪ ،‬وكان يقال لعبد الصمد بن على بن عبد ال بن عبخخاس‬
‫قعدد بني هاشم‪ ،‬وقخخال الفيخخروز آبخخادي‪ :‬قعيخخد النسخخب وقعخخدد وقعخخدد ]وأقعخخد[‬
‫وقعدود‪ :‬قريب الباء من الجد الكبر‪ ،‬والقعدد البعيد الباء منه‪ ،‬ضد )‪ (2‬أي‬
‫فضخخلت المخخأمون الخخذي هخخو قسخخيمك فخخي قخخرب النتسخخاب إلخخى عبخخد المطلخخب‬
‫وشريكك فيه كما فضل والدك والده‪ ،‬أي كل مخن آبخائك آبخاءه‪ .‬قخوله " تعليخق‬
‫متوق " من التوقي أي وجدت في تلك الورقة تعليقا أي حاشخخية علقهخخا عليهخخا‬
‫مغشوشة‪ ،‬لم يوضحها نقية‪ ،‬ففسر فيها قسيمه في القعدد بالمأمون‬

‫)‪ (1‬المصدر ص ‪ (2) .16 - 14‬الصحاح ص ‪ ،523‬القاموس ج ‪ 1‬ص ‪[*] .328‬‬

‫]‪[7‬‬

‫والصوب فقسيمه كما في بعض النسخ وعلى ما في أكثر النسخ الحمخل علخى المجخاز‬
‫وصحح الفيروز آبادي تكنى وتكتم على بناء المجهول‪ ،‬وقال‪ :‬كل منهما اسخخم‬
‫لمرأة )‪ - 8 .(1‬ن‪ :‬تميم القرشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد النصاري‪ ،‬عن علي‬
‫بن ميثم عن أبيه قال‪ :‬لما اشترت حميدة ام موسى بن جعفر عليهما السلم ام‬
‫الرضا عليه السلم نجمة ذكرت حميدة أنها رأت في المنام رسول ال صخخلى‬
‫ال عليه واله يقول لها‪ :‬يا حميدة هي نجمة لبنك موسى فانه سخخيولد لخخه منهخخا‬
‫خير أهل الرض‪ ،‬فوهبتها لخخه‪ ،‬فلمخخا ولخخدت لخخه الرضخخا عليخخه السخخلم سخخماها‬
‫الطاهرة‪ ،‬وكانت لها أسماء منها نجمة‪ ،‬وأروى‪ ،‬وسكن‪ ،‬وسمان وتكتم‪ ،‬وهو‬
‫آخر أساميها‪ .‬قال علي بن ميثم‪ :‬سمعت أبي يقول‪ :‬سخخمعت امخخي تقخخول كخخانت‬
‫نجمة بكرا لما اشترتها حميدة )‪ - 9 .(2‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصخخولي قخخال‪ :‬أبخخو‬
‫الحسن الرضا عليه السلم هو علي ابن موسى بن جعفر بن محمخخد بخخن علخخي‬
‫بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلم وامه ام ولد تسمى تكتم عليخخه‬
‫استقر اسمها حين ملكها أبو الحسن موسى عليه السخخلم )‪ - 10 .(3‬ن‪ :‬نقخخش‬
‫خاتمه عليه السلم " ولي ال "‪ - 11 .‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سخخعد‪ ،‬عخخن ابخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عن ابن محبوب‪ ،‬عن يعقوب بخخن إسخخحاق‪ ،‬عخخن أبخخي زكريخخا الواسخخطي‪ ،‬عخخن‬
‫هشام بن أحمد‪ ،‬وحدثني ماجيلويه‪ ،‬عن عمخخه‪ ،‬عخخن الكخخوفي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫خالد‪ ،‬عن هشام بن أحمد قال‪ :‬قال أبو الحسن الول عليه السلم‪ :‬هل علمخخت‬
‫أحدا من أهل المغرب قدم ؟ قلت‪ :‬ل قال‪ :‬بلى قد قدم رجل‪ ،‬فانطلق بنخخا إليخخه‪،‬‬
‫فركب وركبنا معه حتى انتهينا إلى الرجل فإذا رجل مخخن أهخخل المغخخرب معخخه‬
‫رقيق‪ ،‬فقال له‪ :‬اعرض علينا فعرض علينخخا تسخخع جخخوار كخخل ذلخخك يقخخول أبخخو‬
‫الحسن عليه السلم ل حاجة لي فيها ثم قال له‪ :‬اعرض علينا قال‪ :‬مخخا عنخخدي‬
‫شئ‬

‫)‪ (1‬القخخاموس ج ‪ 4‬ص ‪ 169‬وص ‪ (2) .384‬المصخخدر ص ‪ 16‬و ‪ (3) .17‬عيخخون‬


‫أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪.14‬‬

‫]‪[8‬‬

‫فقال‪ :‬بلى اعرض علينا‪ ،‬قال‪ :‬ل وال ما عندي إل جارية مريضة‪ ،‬فقال له‪ :‬مخخا عليخخك‬
‫أن تعرضها ؟ فأبى عليه ثم انصرف ثم إنه أرسلني من الغد إليه فقال لي‪ :‬قل‬
‫له‪ :‬كم غايتك فيها‪ ،‬فإذا قال‪ :‬كذا وكذا فقل قد أخذتها‪ .‬فأتيته فقال‪ :‬ما اريخخد أن‬
‫أنقصها من كذا وكذا‪ ،‬قلت‪ :‬قخخد أخخخذتها وهخخو لخخك فقخخال‪ :‬هخخي لخخك‪ ،‬ولكخخن مخخن‬
‫الرجل الذي كان معك بالمس ؟ فقلت‪ :‬رجل من بني هاشم فقال‪ :‬من أي بني‬
‫هاشم ؟ )‪ (1‬فقلت‪ :‬ما عندي أكثر من هذا‪ ،‬فقال‪ :‬اخخخبرك عخخن هخخذه الوصخخيفة‬
‫أني اشتريتها من أقصى المغرب‪ ،‬فلقيتني امرأة من أهخخل الكتخخاب فقخخالت‪ :‬مخخا‬
‫هذه الوصيفة معك ؟ فقلت‪ :‬اشتريتها لنفسي‪ ،‬فقالت‪ :‬ما ينبغخخي أن تكخخون هخخذه‬
‫الوصيفة عند مثلك إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عند خير أهل الرض فل‬
‫تلبث عنده إل قليل حتى تلد منه غلما يدين له شرق الرض وغربهخخا‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فأتيته بها فلم تلبث عنده إل قليل حتى ولدت عليا عليه السلم )‪ .(2‬يخخج‪ :‬عخخن‬
‫هشام بن الحمر مثلخخه )‪ .(3‬شخا‪ :‬ابخن قولخويه‪ ،‬عخخن الكلينخخي‪ ،‬عخن محمخخد بخن‬
‫يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن هشام بن أحمخخر مثلخخه )‪.(4‬‬
‫‪ - 12‬كشف‪ :‬قال ابن الخشاب بهذا السناد عن محمخخد بخخن سخخنان تخخوفي عليخخه‬
‫السلم وله تسع وأربعون سنة وأشهر في سنة مائتي سنة‪ ،‬وستة من الهجرة‪،‬‬
‫فكان مولده سنة مائة وثلث وخمسين من الهجخخرة بعخخد مضخخي أبخخي عبخخد الخ‬
‫بخمس سنين‪ ،‬وأقام مع أبيه خمسا وعشخخرين سخخنة إل شخخهرين‪ ،‬وكخخان عمخخره‬
‫تسعا وأربعين سخختة وأشخخهرا‪ ،‬قخخبره بطخخوس بمدينخخة خراسخخان امخخه الخيخخزران‬
‫المرسية ام ولد‪ ،‬ويقخخال شخقراء النوبيخة وتسخمى أروى ام البنيخن‪ .‬يكنخى بخأبي‬
‫الحسن ولقبه الرضا‪ ،‬والصابر‪ ،‬والرضي‪ ،‬والوفي )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬زاد في المصدر‪ :‬فقلت من نقبائهم‪ ،‬فقال‪ :‬أريد أكثر مخخن ذلخخك‪ .‬الخخخ )‪ (2‬المصخخدر‬
‫ص ‪ (3) .17‬الخخخرائج والجخخرائح ص ‪ (4) .235‬الرشخخاد ص ‪ 287‬و‬
‫‪ (5) .288‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.113‬‬

‫]‪[9‬‬

‫‪ - 3‬ن‪ :‬كان يقال له عليه السلم الرضا‪ ،‬والصادق‪ ،‬والصابر‪ ،‬والفاضل‪ ،‬وقخخرة أعيخخن‬
‫المؤمنين‪ ،‬وغيظ الملحدين )‪ .(1‬أقول‪ :‬قاله في آخر خبر هرثمة بن أعين فخخي‬
‫وفاته عليه السلم والظاهر أنه من كلم الصدوق رحمه الخ وقخخد مضخى فخخي‬
‫نقش خاتم أبيه عليهما السخخلم أنخخه كخخان يتختخخم بخخاتم أبيخخه وأنخخه كخخان نقشخخه "‬
‫حسبي ال "‪ - 14 .‬ن‪ :‬تميم القرشي‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن أحمخخد النصخخاري‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن ميثم عن أبيه قال‪ :‬سمعت امي تقول‪ :‬سخخمعت نجمخخة ام الرضخخا عليخخه‬
‫السلم تقول‪ :‬لما حملت بابني علي لم أشخخعر بثقخخل الحمخخل‪ ،‬وكنخخت أسخخمع فخخي‬
‫منامي تسبيحا وتهليل وتمجيدا من بطني فيفزعني ذلك ويهولني‪ ،‬فإذا انتبهت‬
‫لم أسمع شيئا فلما وضعته وقع على الرض واضعا يده علخخى الرض رافعخخا‬
‫رأسه إلى السماء يحرك شفتيه‪ ،‬كأنه يتكلم فدخل إلي أبخخوه موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫عليه السلم فقال لي‪ :‬هنيئا لك يا نجمة كرامة ربخخك‪ ،‬فنخخاولته إيخخاه فخخي خرقخخة‬
‫بيضاء فأذن في اذنه اليمنى‪ ،‬وأقام في اليسرى ودعا بماء الفرات فحنكه بخخه‪،‬‬
‫ثخخم رده إلخخي وقخخال‪ :‬خخخذيه فخخانه بقيخخة ال خ تعخخالى فخخي أرضخخه )‪ - 15 .(2‬ن‬
‫الطالقاني‪ ،‬عن الحسن بن علي بن زكريا‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن خليلن عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن جده‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عتاب بن أسيد قال‪ :‬سمعت جماعة مخخن أهخخل المدينخخة‬
‫يقولون‪ :‬ولد الرضا علخخي بخخن موسخخى عليهمخخا السخخلم بالمدينخخة يخخوم الخميخخس‬
‫لحخخدى عشخخرة ليلخخة خلخخت مخخن ربيخخع الول سخخنة ثلث وخمسخخين ومخخائة مخخن‬
‫الهجرة بعد وفات أبي عبد ‪ -‬ال عليه السلم بخمس سنين الخبر ) ‪- 16 .(3‬‬
‫كف‪ :‬ولد عليه السلم بالمدينة يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة ثمخخان‬
‫وأربعين ومائة‪.‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .250‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪(3) .20‬‬
‫المصدر ج ‪ 1‬ص ‪.18‬‬
‫]‪[10‬‬

‫‪ - 17‬ضه‪ :‬كان مولده يوم الجمعة وفي رواية اخرى يوم الخميس لحخخدى عشخخر ليلخخة‬
‫خلت من ذي القعدة سنة ثمان وأربعين ومخخائة‪ - 18 .‬الخخدروس‪ :‬ولخخد بالمدينخخة‬
‫سنة ثمان وأربعين ومائة‪ ،‬وقيل‪ :‬يوم الخميس حادي عشر ذي القعخخدة‪- 19 .‬‬
‫تاريخ الغفاري‪ :‬ولد عليخخه السخخلم يخخوم الجمعخخة الحخخادي عشخخر مخخن شخخهر ذي‬
‫القعدة‪ - 20 .‬شا‪ :‬كان مولد الرضا عليه السلم بالمدينخخة سخخنة ثمخخان وأربعيخخن‬
‫ومائة )‪ - 21 .(1‬قب‪ :‬علخي بخن موسخى بخن جعفخر بخن محمخد بخن علخي بخن‬
‫الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلم يكنى أبخو الحسخخن والخخخاص أبخخو‬
‫علخخي‪ .‬وألقخخابه‪ :‬سخخراج الخخ‪ ،‬ونخخور الهخخدى‪ ،‬وقخخرة عيخخن المخخؤمنين‪ ،‬ومكيخخدة‬
‫الملحخخخدين كفخخخو الملخخخك‪ ،‬وكخخخافي الخلخخخق‪ ،‬ورب السخخخرير‪ ،‬ورءاب التخخخدبير‪،‬‬
‫والفاضل‪ ،‬والصابر والوفي‪ ،‬والصديق‪ ،‬والرضي‪ .‬قال أحمد البزنطي‪ :‬وإنما‬
‫سمي الرضا لنه كان رضي ل تعالى فخخي سخخمائه ورضخخي لرسخخوله والئمخخة‬
‫عليهم السلم بعخخده فخخي أرضخخه‪ ،‬وقيخخل‪ :‬لنخخه رضخخي بخخه المخخخالف والمؤالخخف‬
‫وقيل‪ :‬لنه رضي به المأمون‪ .‬وامخخه ام ولخخد يقخخال لهخخا‪ :‬سخخكن النوبيخخة ويقخخال‪:‬‬
‫خيزران المرسية ويقخال‪ :‬نجمخة رواه ميثخم‪ ،‬وقخال‪ :‬صخقر‪ ،‬وتسخمى أروى ام‬
‫البنين‪ ،‬ولما ولدت الرضا سماها الطاهرة‪ .‬ولخخد يخخوم الجمعخخة بالمدينخخة وقيخخل‪:‬‬
‫يوم الخميس لحدى عشرة ليلخخة خلخخت مخخن ربيخخع الول سخخنة ثلث وخمسخخين‬
‫ومائة‪ ،‬بعد وفات الصادق عليه السلم بخمس سخنين رواه ابخن بخابويه وقيخل‪:‬‬
‫سنة إحدى وخمسين ومائة‪ .‬فكان في سني إمامته بقية ملخخك الرشخخيد‪ ،‬ثخخم ملخخك‬
‫المين ثلث سنين وثمانية عشر يومخخا وملخخك المخخأمون عشخخرين سخخنة وثلثخخة‬
‫وعشرين يوما وأخذ البيعة في ملكه‬

‫)‪ (1‬ارشاد المفيد ص ‪(*) .285‬‬

‫]‪[11‬‬

‫للرضا عليه السلم بعهد المسلمين من غير رضى في الخامس من شهر رمضان سنة‬
‫إحدى ومائتين وزوجه ابنته ام حبيب في أول سنة اثنين ومائتين وقيخخل‪ :‬سخخنة‬
‫ثلث وهو يومئذ ابن خمس وخمسين سخخنة وذكخخر ابخخن همخخام تسخخعة وأربعيخخن‬
‫سنة وستة أشهر وقيل‪ :‬وأربعة أشهر‪ ،‬وقام بالمر ولخخه تسخخع وعشخخرون سخخنة‬
‫وشهران‪ .‬وعاش مع أبيه تسع وعشرين سنة وأشهرا وبعخخد أبيخخه أيخخام إمخخامته‬
‫عشرين سنة وولده محمد المام فقط ومشهده بطوس وخراسان في القبة التي‬
‫فيها هارون إلى جانبه مما يلي القبلة وهي دار حميد بخخن قحطبخخة الطخخائي فخخي‬
‫قرية يقال لها سناباد من رستاق نوقخخان )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬الخخرءاب كشخخداد المصخخلح‬
‫وسيأتي بعض أخبار ولدته في باب شهادته عليه السخخلم )‪) * (2‬بخخاب( * *‬
‫)النصوص على الخصوص عليخخه صخخلوات الخ عليخخه( * ‪ - 1‬ن‪ :‬أبخخي وابخخن‬
‫الوليد وابخخن المتوكخخل والعطخخار ومخخاجيلويه جميعخخا عخخن محمخخد العطخخار‪ ،‬عخخن‬
‫الشعري‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الشامي‪ ،‬عن الخشاب‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عخخن‬
‫الحسخخين مخخولى أبخخي عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن أبخخي الحكخخم‪ ،‬عخخن عبخخد الخ بخخن إبراهيخخم‬
‫الجعفري‪ ،‬عن يزيد بن سليط الزيدي قال‪ :‬لقيت موسى بن جعفر عليه السلم‬
‫فقلت أخبرني عن المام بعدك بمثل ما أخبر به أبوك قال‪ :‬فقال‪ :‬كان أبي في‬
‫زمن ليس هذا مثله‪ ،‬قال يزيد‪ :‬فقلت من يرض منك بهذا فعليه لعنة ال خ قخخال‪:‬‬
‫فضحك ثم قال‪ :‬اخبرك يابخخا عمخخارة أنخخي خرجخخت مخخن منزلخخي فأوصخخيت فخخي‬
‫الظاهر إلى بني وأشركتهم مع علي ابني وأفردته بوصيتي في الباطن‪.‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪ 366‬و ‪(*) .367‬‬

‫]‪[12‬‬

‫ولقد رأيت رسول ال صلى ال عليه واله في المنام وأمير المؤمنين عليه السخخلم معخخه‬
‫ومعه خاتم وسخخيف وعصخخا وكتخخاب وعمامخخة فقلخخت لخخه‪ :‬مخخا هخخذا ؟ فقخخال‪ :‬أمخخا‬
‫العمامة فسلطان ال عزوجخل وأمخا السخيف فعخزة الخ عزوجخل وأمخا الكتخاب‬
‫فنور ال عزوجخخل وأمخخا العصخا فقخوة الخ عزوجخل وأمخخا الخخاتم فجخامع هخذه‬
‫المور‪ ،‬ثم قال رسول ال صلى ال عليه واله‪ :‬والمر يخرج إلى علي ابنك‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم قال‪ :‬يا يزيد إنها وديعة عندك فل تخبر بها إل عاقل أو عبخخدا امتحخخن‬
‫ال قلبه لليمان أو صادقا ول تكفر نعخخم الخ تعخخالى وإن سخخئلت عخخن الشخخهادة‬
‫فأدها فإن ال تبارك وتعالى يقخخول " إن الخ يخخأمركم أن تخخؤدوا المانخات إلخخى‬
‫أهلها " )‪ (1‬وقال عزوجل " ومن أظلم ممن كتم شهادة عنخخده مخخن الخ " )‪(2‬‬
‫فقلت‪ :‬وال ما كنت لفعل هذا أبدا قال‪ :‬ثم قخال أبخو الحسخن عليخه السخلم‪ :‬ثخم‬
‫وصفه لي رسول ال صلى ال عليه واله فقال‪ :‬علي ابنخخك الخخذي ينظخخر بنخخور‬
‫ال ويسمع بتفهيمه وينطق بحكمتخخه يصخخيب ول يخطخخئ ويعلخخم ول يجهخخل قخخد‬
‫ملئ حلما وعلما وما أقل مقامك معه أنما هو شئ كأن لخخم يكخخن‪ ،‬فخخإذا رجعخخت‬
‫من سفرك فأصلح أمرك وافرغ مما أردت فانخك منتقخل عنخه ومجخاور غيخره‬
‫فاجمع ولدت وأشهد ال عليهم جميعا وكفى بال شهيدا‪ .‬ثم قال‪ :‬يخخا يزيخخد إنخخي‬
‫اوخذ في هذه السنة وعلخخي ابنخخي سخخمي علخخي بخخن أبخخي ‪ -‬طخخالب عليخخه السخخلم‬
‫وسمي علخخي بخخن الحسخخين عليهخخم السخخلم اعطخخي فهخخم الول وعلمخخه وبصخخره‬
‫ورداءه وليس له أن يتكلم إل بعد هارون بأربع سنين فإذا مضت أربع سخخنين‬
‫فسله عما شئت يجبك إنشاء ال تعالى )‪ .(3‬عم‪ :‬الكليني‪ ،‬عن محمد بن علي‪،‬‬
‫عن أبي الحكم مثله )‪.(4‬‬
‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .58 :‬البقرة‪ (3) .140 :‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪(4) .26 - 23‬‬
‫تراه في الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ 316 - 311‬في حديث وصدر السند‪ :‬أحمخخد بخخن‬
‫مهران‪ ،‬عن محمد بن على‪ ،‬عن أبى الحكم الرمني‪.‬‬

‫]‪[13‬‬

‫كتاب المامة والتبصرة لعلي بن بابويه عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن أحمخخد عخخن‬
‫عبد ال بن محمد الشامي مثله‪ .‬بيان‪ :‬سيأتي تمام الخخخبر فخخي بخخاب النصخخوص‬
‫على الجواد عليخخه السخخلم قخخوله‪ :‬فهخخم الول أي أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫ولعل المراد بالرادء الخلق الحسنة لشتمالها على صاحبها كما قال تعالى‪:‬‬
‫الكبرياء ردائي‪ - 2 .‬ن‪ :‬أبي عن الحسن بن عبد ال بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن الخشاب عن محمد بن الصبغ‪ ،‬عن أحمد بن الحسن الميثمي وكان‬
‫واقفيا قال‪ :‬حدثني محمد بن إسماعيل بن الفضل الهاشخمي قخال‪ :‬دخلخت علخى‬
‫أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم وقد اشتكى شكاية شديدة‪ ،‬وقلت لخخه‪:‬‬
‫إن كان ما أسأل الخ أن ل يرينخخاه فخخإلى مخخن ؟ قخخال‪ :‬إلخخى علخخي ابنخخي‪ ،‬وكتخخابه‬
‫كتابي‪ ،‬وهو وصيي وخليفتي من بعدي )‪ - 3 .(1‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‬
‫وسعد معا‪ ،‬عن الشعري عن الحسن بن علي بن يقطين‪ ،‬عن أخيه الحسخخين‪،‬‬
‫عن أبيه علي بن يقطين قال‪ :‬كنت عند أبخخي الحسخخن موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه‬
‫السلم وعنده علي ابنه عليه السلم وقال‪ :‬يا علي هخخذا ابنخخي سخخيد ولخخدي وقخخد‬
‫نحلته كنيتي قال‪ :‬فضرب هشام يعني ابن سالم يده على جبهته‪ ،‬فقال‪ :‬إنا لخخ‪،‬‬
‫نعى وال إليك نفسه )‪ - 4 .(2‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن عبخخد ال خ بخخن‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب و عثمان بن عيسى‪ ،‬عن حسخخين بخخن نعيخخم‬
‫الصحاف‪ ،‬قال‪ :‬كنت أنا وهشام بن الحكم وعلي ابن يقطين ببغداد فقخخال علخخي‬
‫بن يقطين‪ :‬كنت عند العبد الصالح موسى بن جعفر عليه السلم جالسا فخخدخل‬
‫عليه ابنه الرضا عليه السلم فقال‪ :‬يا علي هذا سيد ولخخدي وقخخد نحلتخخه كنيخختي‬
‫فضرب هشام براحته جبهته ثم قال‪ :‬ويحك كيف قلت ؟ فقال علي بن يقطين‪:‬‬
‫سمعت وال منه كما قلت لك‪ ،‬فقال هشام‪ :‬أخبرك وال أن المر فيه من بعخخده‬
‫)‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 1‬ص ‪ (2) 20‬المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .21‬المصدر ص ‪.21‬‬

‫]‪[14‬‬

‫غط‪ :‬الكليني‪ ،‬عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عن الحسين ابن‬
‫نعيم مثله )‪ .(1‬شا‪ :‬ابن قولويه عن الكليني مثله )‪ .(2‬عم‪ :‬عخخن الكلينخخي مثلخخه‪.‬‬
‫‪ - 5‬ن‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن السعد آبادي‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن خلف ابخخن‬
‫حماد‪ ،‬عن داود بن زربي‪ ،‬عن علي بن يقطيخن قخال‪ :‬قخال موسخى بخن جعفخر‬
‫عليه السلم ابتداءا منه‪ :‬هذا أفقه ولدي وأشار بيده إلخخى الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫وقد نحلته كنيتي )‪ - 6 .(3‬ن‪ :‬أبخخي عخخن الحسخن بخن عبخخد الخ بخخن محمخد بخخن‬
‫عيسى‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الخشاب عن محمد بن الصبغ‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن غنام بن‬
‫القاسم قال‪ :‬قال )لي( منصور بن يونس بزرج‪ :‬دخلت على أبي الحسن يعني‬
‫موسى بن جعفر عليهمخخا السخخلم يومخخا فقخخال لخخي‪ :‬يخخا منصخخور أمخخا علمخخت مخخا‬
‫أحدثت في يومي هذا ؟ قلت ل‪ ،‬قال‪ :‬قد صيرت عليا ابنخخي وصخخيي و الخلخخف‬
‫من بعدي فادخل عليه وهنئه بذلك وأعلمه أني أمرتك بهذا‪ .‬قال‪ :‬فدخلت عليه‬
‫فهنأته بذلك وأعلمته أن أباه أمرني بخخذلك‪ ،‬ثخخم جحخخد منصخخور بعخخد ذلخخك فأخخخذ‬
‫الموال التي كانت في يده وكسرها )‪ .(4‬كش‪ :‬حمدويه عخخن الخشخخاب مثلخخه )‬
‫‪ .(5‬بيان‪) :‬كسر الموال( كناية عن التصرف فيها وبذلها من غير مبالة قال‬
‫الفيروز آبادي‪ :‬كسر الرجل قل تعاهده لماله‪ - 7 .‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن محمد بن سنان‪ ،‬عن‬

‫)‪ (1‬غيبة الشيخ الطوسى ص ‪ .27‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ 311‬وفيه محمد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن محبوب‪ (2) .‬الرشاد ص ‪ (3) .285‬عيون أخبار‬
‫الرضا ج ‪ 1‬ص ‪ (4) .22‬المصدر ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .22‬رجخخال الكشخخى ص‬
‫‪ - 398‬طبعة العلمي بكربلء‪.‬‬

‫]‪[15‬‬

‫داود الرقي قال‪ :‬قلت لبي إبراهيم عليه السلم‪ :‬جعلت فداك قد كبر سني فحدثني مخخن‬
‫المام بعدك ؟ قال‪ :‬فأشار إلى أبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم وقخخال‪ :‬هخخذا‬
‫صاحبكم من بعدي )‪ - 8 (1‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عخخن الصخخفار‪ ،‬عخخن ابخخن عيسخخى‪،‬‬
‫عن الحجال والبزنطي معا عن أبي علي الخزاز‪ ،‬عن داود الرقي قخخال‪ :‬قلخخت‬
‫لبي إبراهيم عليه السلم‪ :‬إني قد كبرت وخفت أن يحدث بي حدث ول ألقاك‬
‫فأخبرني من المام من بعدك ؟ فقال‪ :‬ابني علي )‪ - 9 .(2‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عخخن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد البرقى‪ ،‬عن سليمان المخخروزي قخخال‪ :‬دخلخخت علخخى‬
‫أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السخخلم وأنخخا اريخخد أن أسخخأله عخخن الحجخخة‬
‫على الناس بعده فابتدأني وقخال‪ :‬يخا سخليمان إن عليخا ابنخي ووصخيي والحجخخة‬
‫على الناس بعدي وهو أفضخل ولخدي فخان بقيخخت بعخدي فاشخخهد لخه بخخذلك عنخخد‬
‫شيعتي وأهل وليتي و المسخختخبرين عخخن خليفخختي مخخن بعخخدي )‪ - 10 .(3‬ن‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن زكريا ابن آدم عن علي بن‬
‫عبد ال الهاشمي قال‪ :‬كنا عند القبر نحو ستين رجل منا ومن موالينا إذ أقبخخل‬
‫أبو إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلم ويد علي ابنه عليخخه السخخلم فخخي يخخده‬
‫فقال‪ :‬أتدرون من أنا ؟ قلنا‪ :‬أنت سيدنا وكبيرنا قال‪ :‬سموني وانسبوني فقلنخخا‪:‬‬
‫أنت موسى بن جعفر فقخال‪ :‬مخن هخذا معخي ؟ قلنخا‪ :‬هخو علخي بخن موسخى بخن‬
‫جعفر‪ ،‬قال‪ :‬فاشهدوا أنه وكيلي في حياتي ووصيي بعد موتي )‪ - 11 .(4‬ن‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬عخخن عبخخد ال خ بخخن مرحخخوم‬
‫قال‪ :‬خرجت من البصرة اريد المدينة فلما صرت في بعض الطريق لقيت أبا‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضخخا ج ‪ 1‬ص ‪ .23‬ومثلخخه فخخي الرشخخاد ص ‪ ،285‬والكخخافي ج ‪1‬‬
‫ص ‪ (2) .312‬المصخخدر ص ‪ (3) .23‬المصخخدر ص ‪ (4) .26‬المصخخدر‬
‫نفسه‪.‬‬

‫]‪[16‬‬

‫إبراهيم عليه السلم وهو يذهب به إلى البصرة فأرسل إلي فدخلت عليه فدفع إلي كتبخا‬
‫وأمرني أن اوصلها بالمدينة‪ ،‬فقلت‪ :‬إلى من أدفعها جعلخخت فخخداك ؟ قخخال‪ :‬إلخخى‬
‫ابني علي فانه وصيي والقيم بأمري وخيخخر بنخخي )‪ - 12 .(1‬ن‪ :‬ابخخن الوليخخد‪،‬‬
‫عن الصفار‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن محمد بن الفضخيل عخن عبخد الخ بخن‬
‫الحارث وامه من ولد جعفر بن أبي طالب قال‪ :‬بعث إلينخخا أبخخو إبراهيخخم عليخخه‬
‫السلم فجمعنا ثم قال‪ :‬أتدرون لخخم جمعتكخخم ؟ قلنخخا‪ :‬ل‪ ،‬قخخال‪ :‬اشخخهدوا أن عليخخا‬
‫ابني هذا وصيي والقيم بأمري وخليفتي من بعخخدي‪ ،‬مخخن كخخان لخخه عنخخدي ديخخن‬
‫فليأخذه من ابني هذا ومن كانت له عندي عدة‪ ،‬فليستنجزها منه‪ ،‬ومن لم يكن‬
‫له بد من لقائي فل يلقني إل بكتابه )‪ .(2‬شا‪ ،‬عم‪ ،‬غط‪ :‬الكليني‪ ،‬عن أحمد بخخن‬
‫مهران‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل‪ ،‬عخخن المخزومخخي وكخخانت‬
‫امه من ولد جعفر بن أبي طالب مثله )‪ .(3‬بيان‪ :‬الضمير في قوله " بكتابه "‬
‫راجخخع إلخخى علخخي عليخخه السخخلم ويحتمخخل رجخخوعه إلخخى الموصخخول‪ - 13 .‬ن‪:‬‬
‫المظفر العلوي‪ ،‬عن ابن العياشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يوسف بن السخت عن علي‬
‫بن القاسم العريضي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن صفوان بن يحيى‪ ،‬عخخن حيخخدر بخخن أيخخوب‬
‫عن محمد بن زيد الهاشمي أنه قال‪ :‬الن يتخذ الشيعة علي بخخن موسخخى عليخخه‬
‫السلم إماما قلت وكيف ذاك ؟ قال‪ :‬دعاه أبو الحسن موسخى بخن جعفخر عليخه‬
‫السلم فأوصى إليه )‪ - 14 .(4‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي‬
‫بن الحكم‪ ،‬عن حيدر بن أيوب قال‪ :‬كنا بالمدينة في موضع يعرف بالقبخخا )‪(5‬‬
‫فيه محمد بن زيد بن علي فجاء بعخخد الخخوقت الخخذي كخخان يجيئنخخا فيخخه فقلنخخا لخخه‪:‬‬
‫جعلنا فداك ما حبسك ؟ قال‪ :‬دعانا‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .27‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ ،312‬الرشاد ص‬
‫‪ (4) .286‬عيخخون الخبخخار ج ‪ 1‬ص ‪ 27‬و ‪ (5) .28‬لعلخخه يريخخد " قبخخاء "‬
‫فأدخل عليه اللف واللم‪.‬‬
‫]‪[17‬‬

‫أبو إبراهيم عليه السلم اليوم سبعة عشخخر رجل مخخن ولخخد علخخي وفاطمخخة صخخلوات الخ‬
‫عليهما فأشهدنا لعلي ابنه بالوصية والوكالة في حياته وبعد مخخوته‪ ،‬وأن أمخخره‬
‫جائز عليه وله‪ .‬ثم قال محمد بن زيد‪ :‬وال يا حيدر لقد عقد له المامة اليخخوم‪،‬‬
‫وليقولن الشيعة به من بعده‪ ،‬قال حيدر‪ :‬قلت بل يبقيه ال وأي شئ هذا ؟ قال‪:‬‬
‫يا حيدر إذا أوصى إليه فقد عقد له المامة قال علخخي بخخن الحكخخم‪ :‬مخخات حيخخدر‬
‫وهو شاك )‪ - 15 .(1‬ن‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن الكخخوفي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫خلف‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عن أسد بن أبي العل‪ ،‬عن عبد الصخخمد بخخن بشخخير وخلخخف‬
‫بن حماد‪ ،‬عن عبد الرحمن بن الحجاج قال‪ :‬أوصخخى أبخخو الحسخخن موسخخى بخخن‬
‫جعفر عليه السلم إلى ابنه علي عليه السلم وكتب له كتابخخا أشخخهد فيخخه سخختين‬
‫رجل من وجوه أهل المدينة )‪ - 16 .(2‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن ابن مرار وصالح بن السندي عن يونس‪ ،‬عن حسين بن بشخير قخال‪ :‬أقخام‬
‫لنا أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلم ابنخه عليخا عليخه السخلم كمخا أقخام‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله عليا عليه السلم يوم غدير خخم فقخال‪ :‬يخا أهخل‬
‫المدينة أو قال‪ :‬يا أهخخل المسخخجد هخخذا وصخخيي مخخن بعخخدي )‪ - 17 .(3‬ن‪ :‬ابخخن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن محمد العطار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن علخخي الخخخزاز‬
‫قال‪ :‬خرجنا إلى مكة ومعنا علي بن أبي حمزة ومعه مخخال ومتخخاع‪ ،‬فقلنخخا‪ :‬مخخا‬
‫هذا ؟ قال‪ :‬للعبد الصالح عليه السلم أمرنخخي أن أحملخخه إلخخى علخخي ابنخخه عليخخه‬
‫السلم وقد أوصى إليه قال الصدوق رحمه ال إن علي بخخن أبخخي حمخخزة أنكخخر‬
‫ذلك بعد وفاة موسى بن جعفر عليه السخخلم وحبخخس المخخال عخخن الرضخخا عليخخه‬
‫السلم )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬المصدر ص ‪ (2) .28‬المصدر ص ‪ (3) .28‬نفس المصدر ص ‪ 28‬و ‪(4) .29‬‬
‫عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪.29‬‬

‫]‪[18‬‬

‫‪ - 18‬ن‪ :‬الوراق‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن يونس‪ ،‬عخخن صخخفوان بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن‬
‫أبي أيوب الخزاز‪ ،‬عن سلمة بن محرز قال قلت‪ :‬لبي عبد الخ عليخخه السخخلم‬
‫إن رجل من العجلية )‪ (1‬قال لي‪ :‬كم عسى أن يبقى لكم هذا الشيخ ؟ إنما هو‬
‫سنة أو سنتين حتى يهلك‪ ،‬ثم تصيرون ليس لكم أحد تنظخخرون إليخخه فقخخال أبخخو‬
‫عبد ال عليه السلم‪ :‬أل قلت له‪ :‬هخخذا موسخخى بخخن جعفخخر قخخد أدرك مخخا يخخدرك‬
‫الرجال‪ ،‬وقد اشترينا له جارية )تباح له( فكأنك به إنشاء ال وقد ولد لخخه فقيخخه‬
‫خلف )‪ - 19 .(2‬ن‪ :‬المظفر العلوي‪ ،‬عن ابن العياشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يوسف‬
‫بن السخت عن علي بن القاسم‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جعفر بن خلف‪ ،‬عن إسخخماعيل‬
‫بن الخطاب قال‪ :‬كان أبو الحسن عليه السلم يبتخخدئ بالثنخخاء علخخى ابنخخه علخخي‬
‫عليه السلم ويطريه ويذكر من فضله وبره ما ل يذكر من غيخخره كخخأنه يريخخد‬
‫أن يدل عليه )‪ - 20 .(3‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عخخن يخخونس‪ ،‬عخخن‬
‫جعفر بن خلف قال‪ :‬سمعت أبا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم يقخخول‪:‬‬
‫سعد امرء لم يمت حتى يخرى منخه خلفخا وقخد أرانخي الخ مخن ابنخي هخذا خلفخا‬
‫وأشار إليه يعني إلى الرضا عليخه السخلم )‪ .(4‬كخش‪ :‬جعفخر بخن أحمخد‪ ،‬عخن‬
‫يونس مثله )‪ - 21 .(5‬ن‪ :‬ابن الوليخد‪ ،‬عخن الصخفار‪ ،‬عخن ابخن عيسخى‪ ،‬عخن‬
‫الحجال‪ ،‬عن البزنطي ومحمد بن سنان وعلخخي بخخن الحكخخم‪ ،‬عخخن الحسخخين بخخن‬
‫المختار قال‪ :‬خرجت إلينا ألواح‬

‫)‪ (1‬قيل‪ :‬العجلية فرقتان‪ :‬الولى‪ :‬المغيرية أصحاب المغيرة بن سعيد العجلى‪ ،‬قخخالوا‪:‬‬
‫ال عز شأنه على صورة رجل من نور علخخى رأسخخه تخخاج ويقولخخون‪ :‬المخخام‬
‫المنتظر زكريا بن محمد بن على بن الحسين بخن علخى عليهخم السخلم وهخو‬
‫حخى مقيخم فخي جبخل حخاجز‪ ،‬والثانيخة‪ :‬المنصخورية أصخحاب أبخى منصخور‬
‫العجلخخى عخخزى نفسخخه إلخخى البخخاقر عليخخه السخخلم فتخخبرء منخخه وطخخرده فخخادعى‬
‫المامة‪ ،‬وقد زعم أصحابه انه عرج إلى السماء‪ .‬قلت‪ :‬وسيجيئ تحت الرقم‬
‫‪ 43‬انه هارون بن سعيد العجلى كان من الزيديخخة‪ (2) .‬المصخخدر ص ‪ 29‬و‬
‫‪ 3) .30‬و ‪ (4‬عيون أخبار الرضخخا ج ‪ 1‬ص ‪ (5) .30‬رجخخال الكشخخى ص‬
‫‪.404‬‬

‫]‪[19‬‬

‫من أبي إبراهيم موسى عليه السلم وهو في الحبس فإذا فيها مكتوب‪ :‬عهدي إلى أكبر‬
‫ولدي )‪ - 22 .(1‬ن‪ :‬أبخخي‪ ،‬عخخن سخخعد‪ ،‬عخخن اليقطينخخي‪ ،‬عخخن يخخونس بخخن عبخخد‬
‫الرحمن‪ ،‬عن الحسين بن المختار قال‪ :‬لما مخخر بنخخا أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫بالبصرة خرجت إلينا منخخه ألخخواح مكتخخوب فيهخا بخخالعرض‪ :‬عهخخدي إلخخى أكخخبر‬
‫ولدي )‪ - 23 .(2‬ن‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عخخن زيخخاد بخخن مخخروان القنخخدي‬
‫قال‪ :‬دخلت على أبي إبراهيم عليه السلم وعنده علي ابنه فقخال لخي‪ :‬يخا زيخاد‬
‫هذا كتابه كتابي وكلمه كلمي‪ ،‬ورسوله رسولي وما قال فخخالقول قخخوله )‪.(3‬‬
‫شا‪ ،‬عم‪ ،‬غط‪ :‬الكليني عن أحمد بن مهران‪ ،‬عن محمخخد بخخن علخخي‪ ،‬عخخن زيخخاد‬
‫مثله )‪ .(4‬قال الصدوق ‪ -‬رحمه ال ‪ :-‬إن زياد بن مروان روى هذا الحخخديث‬
‫ثم أنكره بعد مضي موسى عليه السلم وقال بالوقف وحبس ما كان عنده من‬
‫مال موسى بن جعفر عليهما السلم )‪.(5‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬عيخخون الخبخخار ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .30‬المصخخدر نفسخخه‪ (4) .‬الكخخافي ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ .321‬ارشاد المفيد ص ‪ (5) .286‬زياد بن مروان أبخخو الفضخخل وقيخخل أبخخو‬
‫عبد ال النباري القندى مخخولى بنخخى هاشخخم‪ ،‬روى عخخن أبخخى عبخخد الخ وأبخخى‬
‫الحسن عليهما السخخلم ووقخخف فخخي الرضخخا‪ ،‬روى الكشخخى ص ‪ 396‬و ‪416‬‬
‫باسناده عن يونس بن عبد الرحمان قال‪ :‬مات ابو الحسن عليه السلم وليس‬
‫عنخخده مخخن قخخوامه أحخخد ال وعنخخده المخخال الكخخثير‪ ،‬وكخخان ذلخخك سخخبب وقفهخخم‬
‫وجحدهم موته‪ ،‬وكان عند زياد القندى سخخبعون ألخخف دينخخار وعنخخد علخخي بخخن‬
‫أبى حمزة ثلثون ألف دينار‪ ،‬قال رأيت ذلك وتبين لى الحخخق وعرفخخت مخخن‬
‫أمر أبى الحسن الرضا عليه السلم ما علمت فكلمخت ودعخوت النخاس إليخه‪.‬‬
‫قال‪ :‬فبعثا إلى وقال لى‪ :‬ل تدع إلى هذا ان كنت تريخخد المخخال فنحخخن نغنيخخك‪،‬‬
‫وضمنا لى عشرة آلف دينار‪ ،‬وقال لى‪ :‬كف‪= = .‬‬

‫]‪[20‬‬

‫‪ - 24‬ن‪ :‬بالسناد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الحجال‪ ،‬عن سعيد بن أبي الجهم‪ ،‬عن نصر بن‬
‫قابوس قال‪ :‬قلت لبي إبراهيم موسى بن جعفر عليه السلم‪ :‬إني سألت أبخخاك‬
‫عليه السلم من الذي يكون بعدك ؟ فأخبرني أنك أنت هو فلما توفي أبو عبخخد‬
‫ال عليه السلم ذهب الناس يمينا وشمال وقلت أنخخا وأصخخحابي بخخك فخخأخبرني‬
‫من الذي يكون بعدك ؟ قال‪ :‬ابني علي عليه السلم )‪ .(1‬كش‪ :‬حمخخدويه‪ ،‬عخخن‬
‫الحسن بن موسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عن سعيد مثله )‪ - 25 .(2‬ن‪ :‬ابخخن الوليخخد‪،‬‬
‫عن الصفار‪ ،‬عن الخشاب‪ ،‬عن نعيم بن قخخابوس قخخال‪ :‬قخخال أبخخو الحسخخن عليخخه‬
‫السلم‪ :‬علي ابني أكبر ولدي وأسمعهم لقولي وأطوعهم لمخخري ينظخخر معخخي‬
‫في كتاب الجفر والجامعة وليس ينظر فيخخه إل نخخبي أو وصخخي نخخبي )‪ .(3‬يخخر‪:‬‬
‫عبد ال بن محمد‪ ،‬عخخن الخشخخاب مثلخخه )‪ - 26 .(4‬ن‪ :‬أبخخي‪ ،‬عخخن سخخعد‪ ،‬عخخن‬
‫البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن عبد الرحمن عخخن المفضخخل بخخن عمخخر قخخال‪:‬‬
‫دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلم وعلي ابنه عليخه السخلم‬
‫في حجره وهو يقبله ويمص لسانه‪ ،‬ويضعه على عاتقه ويضمه إليه ويقخخول‪:‬‬
‫بأبي أنت ما أطيب ريحك وأطهر خلقك وأبين فضلك ؟ قلت‪ :‬جعلت فداك لقد‬
‫وقع في قلبي لهذا الغلم من المودة ما لم يقع لحد إل لك‪ ،‬فقال لي‪:‬‬

‫= = وقال الخطيب‪ :‬واما مسجد النباريين فينسب إليهم لكثرة من سكنه منهخخم‪ ،‬وأقخخدم‬
‫من سكنه منهم زياد القندى وكان يتصرف أيام الرشيد‪ ،‬وكخخان الرشخخيد ولخخى‬
‫أبا وكيع الجراح بن مليح بيت المال فاستخلف زيادا وكان زيخخاد شخخيعيا مخخن‬
‫الغالية‪ ،‬فاختان هو وجماعة من الكتخاب واقتطعخوا مخن بيخت المخال‪ ،‬وصخح‬
‫ذلك عند الرشيد فأمر بقطع يد زياد‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المخخؤمنين ل يجخخب علخخى‬
‫قطع اليد‪ ،‬انما أنا مؤتمن وانما أنا خنت‪ ،‬فكف عن قطخع يخخده‪ (1) .‬المصخخدر‬
‫ص ‪ (2) .31‬رجال الكشى ص ‪ (3) .383‬عيون أخبار الرضخخا ج ‪ 1‬ص‬
‫‪ (4) .31‬بصائر الدرجات الجزء ‪ 3‬ب ‪ 14‬ح ‪.24‬‬
‫]‪[21‬‬

‫يا مفضل هو مني بمنزلتي من أبي عليه السلم ذرية بعضخخها مخخن بعخخض والخ سخخميع‬
‫عليم قال‪ :‬قلت‪ :‬هو صاحب هذا المر من بعدك ؟ قال‪ :‬نعم من أطخخاعه رشخخد‬
‫و من عصاه كفر )‪ - 27 .(1‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن‬
‫سنان قال‪ :‬دخلت على أبي الحسخخن عليخخه السخخلم قبخخل أن يحمخخل إلخخى العخخراق‬
‫بسنة‪ ،‬وعلي ابنه عليه السلم بين يديه‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا محمد ! قلت‪ :‬لبيخخك قخخال‪:‬‬
‫إنه سيكون في هذه السنة حركة فل تجخخزع منهخخا ثخخم أطخخرق ونكخخت بيخخده فخخي‬
‫الرض ورفع رأسه إلي وهو يقول‪ :‬يضل ال الظالمين ويفعل ال مخخا يشخخاء‪،‬‬
‫قلت وما ذاك جعلت فداك ؟ قال‪ :‬من ظلم ابنخخي هخخذا حقخخه وجحخخد إمخخامته مخخن‬
‫بعدي كان كمن ظلم على بن أبيطالب عليه السلم حقه وجحد إمامته من بعخخد‬
‫محمد صلى ال عليه واله فعلمت أنه قد نعى إلي نفسه‪ ،‬ودل على ابنه‪ .‬فقلت‪:‬‬
‫وال لئن مد ال في عمري لسلمن إليه حقه ولقرن لخخه بالمامخخة وأشخخهد أنخخه‬
‫من بعدك حجة ال على خلقه‪ ،‬والداعي إلى دينه‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا محمخخد يمخخد الخ‬
‫في عمرك وتدعو إلى إمامته وإمامة من يقوم مقامه من بعده‪ ،‬قلت‪ :‬مخخن ذاك‬
‫جعلت فداك ؟ قال‪ :‬محمد ابنه‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬فالرضا والتسليم‪ ،‬قخخال‪ :‬نعخخم كخخذلك‬
‫وجدتك في كتاب أمير المؤمنين عليخخه السخلم أمخا إنخخك فخخي شخيعتنا أبيخخن مخخن‬
‫البرق في الليلة الظلماء‪ .‬ثم قال‪ :‬يا محمد إن المفضل كان انسي ومستراحي‪،‬‬
‫وأنت انسهما ومستراحهما حرام على النار أن تمسك أبدا )‪ .(2‬غط‪ :‬الكليني‪،‬‬
‫عن محمد بن الحسن‪ ،‬عن سهل بن زياد‪ ،‬عن محمخد بخخن علخخي بخخن عبخد الخخ‪،‬‬
‫عن ابن سنان مثله إلى قوله والتسليم )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .32‬المصدر ص ‪ 32‬و ‪ (3) .33‬غيبة الشيخ‬
‫ص ‪.27‬‬

‫]‪[22‬‬

‫شا‪ :‬ابن قولويه عن الكليني مثله )‪ .(1‬عخم‪ :‬عخن الكلينخي مثلخه )‪ - 28 .(2‬ن‪ :‬المظفخر‬
‫العلوي‪ ،‬عن ابن العياشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يوسف بخخن السخخخت‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫القاسم العريضي الحسيني‪ ،‬عخخن صخخفوان بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن عبخخد الرحمخخن بخخن‬
‫الحجاج‪ ،‬عن إسحاق وعلي ابني أبي عبد ال جعفر بن محمد عليهمخخا السخخلم‬
‫أنهما دخل على عبد الرحمن بن أسلم بمكة في السنة الخختي اخخخذ فيهخخا موسخخى‬
‫بن جعفر عليخه السخخلم ومعهمخخا كتخخاب أبخي الحسخن عليخخه السخخلم بخطخه فيخخه‬
‫حوائج قد أمر بها فقال‪ :‬إنه قد أمر بهذه الحوائج من هذا الوجه فان كخخان مخخن‬
‫أمره شئ فادفعه إلى ابنه علي عليه السلم فخانه خليفتخه والقيخخم بخأمره‪ ،‬وكخخان‬
‫هذا بعد النفر بيوم بعد ما اخذ أبو الحسن عليه السلم بنحو من خمسخخين يومخخا‬
‫وأشهد إسحاق وعلي ابنا أبي عبد ال عليه السلم الحسين بن أحمخخد المنقخخري‬
‫وإسماعيل بن عمر وحسان بخخن معاويخة والحسخخين بخخن محمخد صخاحب الختخخم‬
‫على شهادتهما أن أبا الحسن علي بن موسى عليخخه السخخلم وصخخي أبيخخه عليخخه‬
‫السلم وخليفته‪ ،‬فشهد اثنان بهذه الشهادة واثنان قخخال خليفتخخه ووكيلخخه‪ ،‬فقبلخخت‬
‫شهادتهم عند حفص بخخن غيخخاث )‪ (3‬القاضخخي )‪ - 29 .(4‬ن‪ :‬الهمخخداني‪ ،‬عخخن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بكر بن صالح قال‪ :‬قلت‬

‫)‪ (1‬الرشخاد ص ‪ (2) .287‬الكخافي ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .319‬هخو أبخو عمخر حفخص بخن‬
‫غياث ابن طلق بن معاوية النخعي قاضى الكوفة‪ ،‬كان عاميخا مخن أصخحاب‬
‫الباقر والصادق عليهما السلم‪ ،‬ولى القضخخاء ببغخخداد الشخخرقية لهخخارون‪ ،‬ثخخم‬
‫وله قضاء الكوفه ومات بها سنة ‪ ،194‬قال النجاشخخي ص ‪ :103‬لخخه كتخخاب‬
‫وهو ‪ 170‬حديث أو نحوها‪ .‬والذى ينص على عاميته أنه قخخال فخخي قخخاموس‬
‫الرجال ص ‪ 364‬ج ‪ :3‬عنونه الخطيخخب وروى أنخخه إذا وامخخروه فخخي يتيمخخة‬
‫قال لقيمها سل عنه فان كان رافضيا لم يزوجه‪ (4) .‬عيون أخبار الرضا ج‬
‫‪ 1‬ص ‪.39‬‬

‫]‪[23‬‬

‫لبراهيم بن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم‪ :‬ما قولك في أبيك ؟ قخخال‪ :‬هخخو‬
‫حي قلت‪ :‬فما قولك في أخيك أبي الحسن ؟ قال‪ :‬ثقة صدوق‪ ،‬قلت فانه يقخخول‪:‬‬
‫إن أباك قد مضى قال‪ :‬هو أعلخخم ومخخا يقخخول فأعخخدت عليخخه فأعخخاد علخخي قلخخت‪:‬‬
‫فأوصى أبوك ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قلت‪ :‬إلى من أوصى ؟ قال‪ :‬إلى خمسة منا وجعخخل‬
‫عليا عليه السلم المقدم علينا )‪ - 30 .(1‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سخخعد‪ ،‬عخخن اليقطينخخي‪،‬‬
‫عن داود بن زربي قخال‪ :‬كخان لبخي الحسخن موسخى بخن جعفخر عليخه السخلم‬
‫عندي مال فبعث فأخذ بعضه وترك عنخخدي بعضخخه وقخخال‪ :‬مخخن جخخاءك بعخخدي‬
‫يطلب ما بقي عندك فانه صاحبك فلما مضخخى عليخخه السخخلم أرسخخل إلخخي علخخي‬
‫ابنه عليه السلم ابعث إلي بالذي عندك وهو كذا وكذا‪ ،‬فبعثت إليه ما كان لخخه‬
‫عندي )‪ - 31 .(2‬ير‪ :‬إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عخخن خالخخد‬
‫بن حماد عن الحسين بن نعيم‪ ،‬عن علي بن يقطين قال‪ :‬قخخال لخخي أبخخو الحسخخن‬
‫عليه السلم‪ :‬يا علي هذا أفقه ولدي وقد نحلتخخه كنيخختي وأشخخار بيخخده إلخخى علخخي‬
‫ابنه‪ - 32 .‬ير‪ :‬محمد بن عيسى‪ ،‬عن أنس بن محخخرز‪ ،‬عخخن علخخي بخخن يقطيخخن‬
‫قال‪ :‬سمعته يقول‪ :‬إن ابني عليا سيد ولدي وقد نحلته كنيتي‪ - 33 .‬ير‪ :‬محمخخد‬
‫بن عيسى‪ ،‬عن ابن محبوب‪ ،‬وعثمان بن عيسى‪ ،‬عن الحسين ابن نعيخم‪ ،‬عخن‬
‫علي بن يقطين قال‪ :‬كنت جالسا عند أبخخي إبراهيخخم عليخخه السخخلم فخخدخل عليخخه‬
‫علي ابنه فقال‪ :‬هذا سيد ولدي وقخخد نحلتخخه كنيخختي‪ - 34 .‬شخخا‪ ،‬عخخم‪ ،‬غخخط )‪:(3‬‬
‫الكليني‪ ،‬عن أحمخخد بخخن مهخخران‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن علخخي عخخن محمخخد بخخن سخخنان‬
‫وإسماعيل بن عباد معا‪ ،‬عن داود الرقي قال‪ :‬قلت لبي إبراهيم عليه السلم‪:‬‬
‫جعلت فداك إني قد كبرت سني فخذ بيدي وأنقذني من النار من‬
‫)‪ (1‬عيخخون الخبخخار ج ‪ 1‬ص ‪ 39‬و ‪ (2) .40‬المصخخدر ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .219‬كتخخاب‬
‫الغيبة ص ‪.27‬‬

‫]‪[24‬‬

‫صاحبنا بعدك ؟ فأشار إلى ابنه أبى الحسن عليه السلم فقال‪ :‬هذا صاحبكم مخخن بعخخدي‬
‫)‪ - 35 (1‬شا‪ ،‬عم‪ ،‬غط )‪ :(2‬الكليني‪ ،‬عن الحسين بن محمخخد‪ ،‬عخخن المعلخخى‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد بن عبيدال‪ ،‬عن الحسخخن بخخن أبخي عميخر‪ ،‬عخن محمخخد بخخن‬
‫إسحاق بن عمار قال‪ :‬قلت لبي الحسن الول عليخخه السخخلم‪ :‬أل تخخدلني علخخى‬
‫من آخذ منه ديني ؟ فقال‪ :‬هذا ابني علي إن أبي أخذ بيخخدي فخخأدخلني إلخخى قخخبر‬
‫رسول ال صلى ال عليه واله وقال‪ :‬يا بني إن الخ قخخال‪ :‬إنخخي جاعلخخك خليفخخة‬
‫في الرض‪ ،‬وإن ال إذا قال قخخول وفخخي بخخه )‪ - 36 .(3‬شخخا‪ ،‬عخخم‪ ،‬غخخط )‪:(4‬‬
‫الكليني‪ ،‬عن عدة من أصحابه‪ ،‬عن ابن عيسخخى عخخن معاويخخة بخخن حكيخخم‪ ،‬عخخن‬
‫نعيم القابوسي‪ ،‬عن أبي الحسخخن موسخخى عليخخه السخخلم قخخال‪ :‬ابنخخي علخخي أكخخبر‬
‫ولدي وأبرهم عندي وأحبهم إلي هو ينظر معي في الجفر ولخخم ينظخخر فيخخه إل‬
‫نبي أو وصي نبي )‪ - 37 .(5‬شخخا‪ ،‬عخخم‪ ،‬غخخط )‪ :(6‬الكلينخخي‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن‬
‫مهران‪ ،‬عن محمد بن علي عن محمد بن سخخنان وعلخخي بخخن الحكخخم معخا‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن المختار قال‪ :‬خرجت إلينخخا ألخخواح مخخن أبخخي الحسخخن موسخخى عليخخه‬
‫السلم وهو في الحبس‪ ،‬عهدي إلى أكبر ولخخدي أن يفعخخل كخخذا‪ ،‬وفلن ل تنلخخه‬
‫شيئا حتى ألقاك أو يقضي ال علخخي المخخوت )‪ - 38 .(7‬شخخا‪ ،‬عخخم‪ ،‬غخخط )‪:(8‬‬
‫بهذا السناد عن محمد بن علي‪ ،‬عن أبي علي الخزاز عن داود بخخن سخخليمان‪،‬‬
‫قال‪ :‬قلت لبي إبراهيم عليه السلم أني أخاف أن يحدث حدث‬

‫)‪ (1‬ارشاد المفيد ص ‪ ،285‬الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .312‬غيبخخة الشخخيخ ص ‪(3) .27‬‬
‫الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ ،312‬ارشخاد المفيخد ص ‪ (4) .285‬الغيبخة ص ‪(5) .28‬‬
‫الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ ،312‬ارشاد المفيد ص ‪ (6) .285‬غيبة الشيخ ص ‪) .28‬‬
‫‪ (7‬الرشاد ص ‪ ،286‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (8) .313‬غيبه الشيخ ص ‪.29‬‬

‫]‪[25‬‬

‫ول ألقاك فأخبرني عن المام بعدك فقال‪ :‬ابني )فلن( يعني أبا الحسن عليخخه السخخلم )‬
‫‪ - 39 .(1‬شا‪ ،‬عم‪ ،‬غط‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن سعيد بن أبي‬
‫الجهم عن نصر بن قابوس قال‪ :‬قلت لبي إبراهيخخم عليخخه السخخلم إنخخي سخخألت‬
‫أباك من الذي يكون بعدك فأخبرني أنك أنت هو‪ ،‬فلما توفي أبو عبد ال ذهب‬
‫الناس يمينا وشمال وقلت بك أنا وأصخخحابي‪ ،‬فخخأخبرني مخخن الخخذي يكخخون مخخن‬
‫بعدك من ولدك ؟ قال‪ :‬ابني فلن )‪ - 40 .(2‬شا‪ ،‬عم‪ ،‬غط‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن‬
‫محمد بن علي‪ ،‬عن الضحاك بن الشعث‪ ،‬عن داود بن زربي قال‪ :‬جئت إلى‬
‫أبي إبراهيم بمال قال‪ :‬فأخذ بعضه وترك بعضه فقلت‪ :‬أصلحك ال لي شخخئ‬
‫تركته عندي ؟ فقال‪ :‬إن صاحب هذا المر يطلبه منك‪ ،‬فلمخا جخاء نعيخخه بعخث‬
‫إلي أبو الحسن الرضا عليه السلم فسألني ذلك المال فدفعته إليخخه )‪ .(3‬كخخش‪:‬‬
‫حمدويه‪ ،‬عن الحسن بن موسى‪ ،‬عن أحمخخد بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن بعخخض أصخخحابه‬
‫عن علي بن عقبة أو غيخخره عخخن الضخخحاك مثلخخه )‪ - 41 .(4‬غخخط‪ :‬روى أبخخو‬
‫الحسين محمد بن جعفر السدي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن جماعخخة مخخن أصخخحابنا منهخخم‬
‫ابن أبي الخطاب والخشاب واليقطيني‪ ،‬عن محمد بن سخخنان عخخن الحسخخن بخخن‬
‫الحسن في حديث له قال‪ :‬قلخخت لبخخي الحسخخن موسخخى عليخخه السخخلم‪ :‬أسخخألك ؟‬
‫فقال‪ :‬سل إمامك‪ ،‬فقلت‪ :‬من تعني فخخاني ل أعخخرف إمامخخا غيخخرك ؟ قخخال‪ :‬هخخو‬
‫علي ابني قد نحلته كنيتي قلت‪ :‬سيدي أنقذني من النار‪ ،‬فان أبا عبد ال خ قخخال‪:‬‬
‫إنك القائم بهذا المر ! قال‪ :‬أو لم أكن قائما )ثم( ؟ قال‪ :‬يا حسن مخخا مخخن إمخخام‬
‫يكون قائما في امة إل وهو قائمهم‪ ،‬فخإذا مضخى عنهخم فالخذي يليخه هخو القخائم‬
‫والحجة حتى يغيب عنهم فكلنا قائم فاصرف جميع ما كنخخت تعخخاملني بخخه إلخخى‬
‫ابني علي وال وال ما أنا‬

‫)‪ (3 - 1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ ،313‬الرشاد ص ‪ 286‬غيبة الشيخ ص ‪ (4) .29‬رجال‬


‫الكشى ص ‪.265‬‬

‫]‪[26‬‬

‫فعلت ذاك به‪ ،‬بل ال فعل به ذاك حبا )‪ - 42 .(1‬غط‪ :‬أحمد بن إدريس‪ ،‬عن علي بن‬
‫محمد بن قتيبة‪ ،‬عن الفضل بن شاذان محمد بن سنان وصخخفوان وعثمخخان بخخن‬
‫عيسى‪ ،‬عن موسى بن بكر قال‪ :‬كنت عند أبي إبراهيم عليه السلم فقال لخخي‪:‬‬
‫إن جعفرا عليه السلم كان يقول‪ :‬سعد امخخرء لخخم يمخخت حخختى يخخرى خلفخخه مخخن‬
‫نفسه‪ ،‬ثم أومأ بيده إلى ابنه علي فقال‪ :‬هذا وقد أراني ال خلفخخي مخخن نفسخخي )‬
‫‪ - 43 .(2‬غط‪ :‬الكليني‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن علي بن الحكخم وعلخخي‬
‫ابن الحسن بن نافع‪ ،‬عن هارون بن خارجة قال‪ :‬قخخال لخخي‪ :‬هخخارون بخخن سخخعد‬
‫العجلي‪ :‬قد مات إسماعيل الذي كنتم تمدون إليه أعنخخاقكم وجعفخخر شخخيخ كخخبير‬
‫يموت غدا أو بعد غد‪ ،‬فتبقون بل إمام‪ ،‬فلم أدر ما أقول‪ ،‬فأخبرت أبا عبد ال خ‬
‫عليه السلم بمقالته فقال‪ :‬هيهات هيهات أبى ال ‪ -‬وال ‪ -‬أن ينقطع هذا المر‬
‫حتى ينقطع الليخل والنهخار فخإذا رأيتخه فقخل لخه‪ :‬هخذا موسخى بخن جعفخر يكخبر‬
‫ونزوجه ويولد له فيكون خلفا إنشاء ال )‪ .(3‬ك‪ :‬أبي‪ ،‬عن سخخعد مثلخخه‪- 44 .‬‬
‫غط‪ :‬في خبر آخر‪ :‬قال أبو عبد الخ عليخخه السخخلم فخخي حخخديث طويخخل‪ :‬يظهخخر‬
‫صاحبنا وهو من صلب هذا وأومأ بيخخده إلخخى موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫فيملها عدل كما ملئت جورا وظلما ويصفو له الدنيا )‪ - 45 .(4‬غط‪ :‬أيوب‬
‫بن نوح‪ ،‬عن ابن فضال قال‪ :‬سمعت علي بن جعفخخر يقخخول‪ :‬كنخخت عنخخد أخخخي‬
‫موسى بن جعفر ‪ -‬فكان وال حجة في الرض بعد أبي عليه السلم ‪ -‬إذ طلع‬
‫ابنه علي فقال لي‪ :‬يا علي هذا صاحبك‪ ،‬وهو مني بمنزلتي من أبي‬

‫)‪ (1‬غيبة الشيخ الطوسى ص ‪ 29‬و ‪ (2) .30‬غيبة الشيخ ص ‪ (3) .30‬كتاب الغيبة‬
‫ص ‪ (4) .30‬المصدر ص ‪.31‬‬

‫]‪[27‬‬

‫فثبتك ال على دينه‪ ،‬فبكيت وقلت في نفسي‪ ،‬نعى وال إلي نفسه‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا علخخي لبخخد‬
‫من أن يمضي مقادير ال في ولي برسول ال اسوة وبأمير المؤمنين وفاطمخخة‬
‫والحسن والحسين‪ ،‬وكان هذا قبل أن يحمله هارون الرشيد فخخي المخخرة الثانيخخة‬
‫بثلثة أيام تمام الخبر )‪ - 45 .(1‬شى‪ :‬عن علي بن أبي حمزة قال‪ :‬قلت لبي‬
‫الحسن عليه السلم‪ :‬إن أباك أخبرنا بالخلف مخخن بعخخده فلخخو خبرتنخخا بخخه‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فأخذ بيدي فهزها ثم قال‪ " :‬ما كان ال ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين له‬
‫ما يتقون " )‪ (2‬قال‪ :‬فخفقت )‪ (3‬فقال لخخي‪ :‬مخخه ل تعخخود عينيخخك كخخثرة النخخوم‪،‬‬
‫فانها أقل شئ في الجسد شكرا )‪ .(4‬بيخان‪ :‬لعلخخه عليخخه السخخلم بيخخن لخخه أن الخ‬
‫سيظهر لكم المام بعدي ويبين ول يدعكم في ضخخللة‪ - 46 .‬كخخش‪ :‬حمخخدويه‪،‬‬
‫عن الحسين بن موسى‪ ،‬عن سخخليمان الصخخيدي‪ ،‬عخخن نصخخر بخخن قخخابوس قخخال‪:‬‬
‫كنت عند أبي الحسن في منزله فأخذ بيدي فوقفني على بيخت مخن الخدار فخدفع‬
‫الباب فإذا علي ابنه عليه السلم وفي يده كتاب ينظر فيخه‪ ،‬فقخال لخخي‪ :‬يانصخر‬
‫تعرف هذا ؟ قلت‪ :‬نعم هذا علي ابنك قال‪ :‬يانصر أتدري ما هذا الكتاب الذي‬
‫في يده ينظر فيه ؟ فقلت‪ :‬ل قال‪ :‬هذا الجفر الذي ل ينظر فيه إل نبي أوصخي‬
‫نبي‪ .‬قال الحسن بن موسى‪ :‬فلعمري ما شك نصر ول ارتاب حتى أتخخاه وفخخاة‬
‫أبي الحسن عليه السلم )‪ - 47 .(5‬كش‪ :‬حمخخدويه‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن موسخخى‬
‫قال‪ :‬كان نشيط وخالد يخدمان‬

‫)‪ (1‬غيبة الشيخ ص ‪ (2) .31‬براءة‪ (3) .115 :‬الخفقة النعسة من النوم‪ ،‬فخخي طبعخخة‬
‫الكمبخخانى " فحققخخت " وهكخخذا " ل تعخخوذ " كلهمخخا مصخخحفان‪ (4) .‬تفسخخير‬
‫العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .115‬رجال الكشى ص ‪.382‬‬

‫]‪[28‬‬

‫أبا الحسن عليه السلم قال‪ :‬فذكر الحسن عن يحيى بن إبراهيم‪ ،‬عن نشيط‪ ،‬عخخن خالخخد‬
‫الجوان )‪ (1‬قال‪ :‬لما اختلف النخخاس فخخي أمخخر أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم قلخخت‬
‫لخالد‪ :‬أما ترى ما قد وقعنا فيه من اختلف الناس ؟ فقخال لخي خالخد‪ :‬قخال لخي‬
‫أبو الحسن عهدي إلى ابني علي أكبر ولدي وخيرهخخم وأفضخخلهم )‪- 48 .(2‬‬
‫ضه‪ :‬أبو المفضل الشيباني‪ ،‬عن على بن الحسين‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪،‬‬
‫عن محمد بن سنان‪ ،‬عن داود بن فرقد قال‪ :‬قلت لبي إبراهيخخم عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫جعلت فداك قد كبر سخني فحخخدثني عخن البخاب فأشخار إلخخى أبخخي الحسخخن عليخخه‬
‫السلم وقال‪ :‬هذا صاحبكم من بعدي‪ .‬أقخول‪ :‬قخد سخخبق بعخض النصخخوص فخخي‬
‫باب النص على الكاظم عليه السلم وبعضها في باب وصيته عليه السلم‪.‬‬

‫)‪ (1‬هو خالد بن نجيح الجخخوان بيخخان الجخون وهخو سخفط مغطخخى بجلخد‪ ،‬ظخرف لطيخخب‬
‫العطار وقد يهمز وربما صحفت الكلمة في نسخ الرجخخال ‪ -‬كمخخا فخخي رجخخال‬
‫الكشى ‪ -‬بالجواز أو بالحوار وهو غلخخط صخخرح بخخذلك ابخخن داود فخخي رجخخاله‬
‫ص ‪ .139‬وكيف كان‪ ،‬الرجل ‪ -‬اعني خالد الجوان ‪ -‬من أهل الرتفاع كما‬
‫صرح بذلك الكشى ص ‪ .276‬روى البصائر باسناده‪ ،‬عخخن خالخخد بخخن نجيخخح‬
‫الجوان قال‪ :‬دخلت على أبى عبد ال عليه السلم فقنعت رأسي وجلست في‬
‫ناحية وقلت في نفسي‪ ،‬ويحكم ما أغفلكم عنه تتكلمون عنخخد رب العخخالمين ؟‬
‫فناداني‪ :‬ويحك‪ :‬يا خالد ! انى وال عبد مخلوق‪ .‬لى رب أعبده‪ ،‬ان لم أعبده‬
‫وال عذبني بالنار‪ ،‬فقلت في نفسي ل وال ل أقول أبدا ال قولك فخخي نفسخخك‪.‬‬
‫راجع البصائر الجزء الخامس ب ‪ 10‬ح ‪ (2) .25‬رجال الكشى ص ‪.384‬‬

‫]‪[29‬‬

‫)‪) * (3‬باب( * * )معجزاته وغرائب شأنه صلوات ال عليه( * ‪ - 1‬ب‪ :‬الريخخان بخخن‬
‫الصلت قال‪ :‬كنت بباب الرضا عليه السلم بخراسان فقلت لمعمر‪ :‬إن رأيخخت‬
‫أن تسأل سيدي أن يكسوني ثوبا من ثيابه ويهب لي من الدراهم التي ضربت‬
‫باسمه‪ ،‬فأخبرني معمر أنه دخل علخى أبخي الحسخن الرضخا عليخه السخلم مخن‬
‫فوره ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فابتدأني أبو الحسن فقال‪ :‬يا معمر ل يريد الريخخان أن نكسخخوه‬
‫من ثيابنا أو نهب له من دراهمنا ؟ قال‪ :‬فقلت له‪ :‬سخبحان الخ هخذا كخان قخوله‬
‫لي الساعة بالباب‪ ،‬قال‪ :‬فضحك ثم قال‪ :‬إن المخخؤمن موفخخق قخخل لخخه فليجئنخخي‪،‬‬
‫فأدخلني عليه فسلمت فرد علي السخخلم ودعخخا لخخي بثخخوبين مخخن ثيخخابه فخخدفعهما‬
‫إلي‪ ،‬فلما قمت وضع في يدي ثلثين درهما )‪ .(1‬كشف‪ :‬من دلئل الحميخخري‬
‫عن معمر بن خلد مثله )‪ .(2‬كش‪ :‬محمد بن مسعود‪ ،‬عن علي بخخن الحسخخن‪،‬‬
‫عن معمر مثله )‪ .(3‬بيان‪ " :‬المؤمن موفق " أي يسر ال لريان بخخأن ألهمنخخي‬
‫حاجته أو وفقني ال لقضاء حاجته بخذلك‪ - 2 .‬ن‪ :‬الهمخداني‪ ،‬عخخن علخي‪ ،‬عخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن عبد ال بن محمد الهاشمي قال‪ :‬دخلت على المأمون يوما فأجلسخخني‬
‫وأخرج من كخخان عنخخده‪ ،‬ثخخم دعخخا بالطعخخام فطعمنخخا ثخخم طيبنخخا ثخخم أمخخر بسخختارة‬
‫فضربت ثم أقبل على بعض من كان في الستارة‪ ،‬فقال‪ :‬بال‬
‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .198‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .132‬رجال الكشى ص‬
‫‪ 457‬تحت الرقم ‪.421‬‬

‫]‪[30‬‬

‫لما رثيت لنا من بطوس فأخذت تقول‪ :‬سقيا لطوس ومن أضحى بها قطنا * من عخخترة‬
‫المصطفى أبقى لنا حزنا قال‪ :‬ثم بكى فقال لي‪ :‬يا عبد ال أيلومني أهخخل بيخختى‬
‫وأهل بيتك أن نصبت أبا الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم علمخخا فخخوال لحخخدثنك‬
‫بحديث تتعجب منه جئته يوما فقلت له‪ :‬جعلت فداك إن آباءك موسى وجعفرا‬
‫ومحمدا وعلي بن الحسين عليهم السلم كان عندهم علم ما كان وما هو كائن‬
‫إلى يوم القيامة وأنت وصى القوم ووارثهخخم‪ ،‬وعنخخدك علمهخخم‪ ،‬وقخخد بخخدت لخخي‬
‫إليك حاجة‪ ،‬قال‪ :‬هاتها فقلت‪ :‬هذه الزاهرية حظيتي ول اقدم عليها أحخخدا مخخن‬
‫جواري وقد حملت غير مرة وأسقطت وهي الن حامل فدلني على ما تتعالج‬
‫به فتسلم‪ ،‬فقال‪ :‬ل تخف من إسقاطها فإنها تسلم وتلد غلما أشبه النخخاس بخخامه‬
‫وتكون له خنصر زائدة في يخخده اليمنخى ليسخخت بالمخدلة وفخي رجلخخه اليسخرى‬
‫خنصر زائدة ليست بالمدلة فقلت في نفسي أشهد أن ال على كل شخخئ قخخدير‪،‬‬
‫فولدت الزاهرية غلما أشبه الناس بامه في يخخده اليمنخخى خنصخخر زائدة ليسخت‬
‫بالمدلة وفي رجله اليسرى خنصر زائدة ليست بالمدلة‪ ،‬على ما كان وصفه‬
‫لي الرضا عليه السلم فمخخن يلخخومني علخخى نصخخبي إيخخاه علمخخا‪ :‬والحخخديث فيخخه‬
‫زيادة حذفناها ول قوة إل بال العلي العظيخخم )‪ (1‬بيخخان‪ " :‬قطنخخا " أي مقيمخخا‪،‬‬
‫وقال الجوهري‪ :‬حظيت المرأة عند زوجهخخا حظخخوة وحظخخوة بالكسخخر والضخخم‬
‫وحظة أيضا‪ ،‬وهي حظيتي وإحدى حظايخخاي‪ - 3 .‬ن‪ :‬الهمخخداني‪ ،‬عخخن علخخي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن عمير بن بريخخد )‪ (2‬قخخال‪ :‬كنخخت * )هخخامش( )‪ (1‬عيخخون أخبخخار‬
‫الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ ،224‬وتراه فخخي منخخاقب آل أبخخى طخخالب ج ‪ 4‬ص ‪ 333‬نقل‬
‫عن الجلء والشفاء عن محمد بن عبد ال بن الحسن‪ .‬والعجب مخخن الصخخدوق‬
‫قدس سره ‪ -‬حيث استغرب علمه عليه السلم بمخخا فخخي بطخخون المهخخات فقخخال‬
‫بعد هذا الحديث‪ :‬انما علم الرضخخا )ع( ذلخخك ممخخا وصخخل إليخخه عخخن آبخخائه عخخن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله وذلك ان جبرئيخخل عليخخه السخخلم قخخد كخخان نخخزل‬
‫عليه بأخبار الخلفاء وأولدهم من بنخخى أميخخة وولخخد العبخخاس وبخخالحوادث الخختى‬
‫تكون في أيامهم وما يجرى علخخى ايخخديهم‪ ،‬ول قخخوة ال بخخال‪ (2) .‬يزيخخد خ ل‪،‬‬
‫زياد‪ ،‬خ ل‪.‬‬

‫]‪[31‬‬

‫عند أبي الحسن الرضخا فخذكر محمخد بخن جعفخر فقخال‪ :‬إنخي جعلخت علخى نفسخي أن ل‬
‫يظلني وإياه سقف بيت‪ ،‬فقلت في نفسي‪ ،‬هذا يأمرنا بالبر والصلة ويقول هخخذا‬
‫لعمه فنظر إلى فقال‪ :‬هذا من البر والصلة إنه متى يأتيني ويدخل علي ويقول‬
‫في فيصدقه الناس وإذا لم يدخل على ولم أدخل عليه لخم يقبخل قخخوله إذا قخال )‬
‫‪ - 4 .(1‬ن‪ :‬أبخخي‪ ،‬عخخن سخخعد‪ ،‬عخخن اليقطينخخي قخخال‪ :‬إن محمخخد بخخن عبخخد ال خ‬
‫الطاهري كتب إلى الرضا عليه السلم يشكو عمه بعمخخل السخخلطان‪ ،‬والتلبخخس‬
‫به‪ ،‬وأمر وصيته في يديه‪ ،‬فكتب عليه السلم أما الوصخخية فقخخد كفيخخت أمرهخخا‬
‫فاغتم الرجل فظن أنها تؤخذ منه فمات بعد ذلك بعشخخرين يومخخا )‪ - 5 .(2‬ن‪:‬‬
‫ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بخخن الحسخخن بخخن زعلن‪،‬‬
‫عن محمد بن عبيد ال القمي قال‪ :‬كنت عند الرضا عليه السلم وفخخي عطخخش‬
‫شديد فكرهت أن أستسقي فدعا بماء وذاقه وناولني فقال‪ :‬يا محمد اشرب فإنه‬
‫بارد فشربت )‪ .(3‬ير‪ :‬ابن عيسى مثلخخه )‪ - 6 .(4‬ن‪ :‬مخخاجيلويه‪ ،‬عخخن محمخخد‬
‫العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن محمد بن حسخان الخخرازي‪ ،‬عخخن محمخخد بخن علخخي‬
‫الكوفي‪ ،‬عن الحسن بن هارون بن الحارث‪ ،‬عن محمد ابخخن داود قخخال‪ :‬كنخخت‬
‫أنا وأخي عند الرضا عليه السلم فأتاه من أخبره أنه قد ربط ذقخخن محمخخد بخخن‬
‫جعفر ! فمضى أبو الحسن عليه السخخلم ومضخخينا معخخه وإذا لحيخخاه قخخد ربطخخا‪،‬‬
‫وإذا إسحاق ابن جعفر وولده وجماعة آل أبخخي طخخالب عليهخخم السخخلم يبكخخون‪،‬‬
‫فجلس أبو الحسن عليه السلم عند رأسه ونظخخر فخخي وجهخخه فتبسخخم‪ ،‬فنقخخم مخخن‬
‫كان في المجلس عليخخه‪ ،‬فقخخال بعضخخهم‪ :‬إنمخخا تبسخخم شخخامتا بعمخخه قخخال‪ :‬وخخخرج‬
‫ليصلي في المسجد فقلنا له‪ :‬جعلنا فداك قد سمعنا فيك من‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .204‬نفس المصخدر‪ ،‬وأخرجخه فخي البصخائر‬
‫الجزء ‪ 5‬ب ‪ 10‬تحت الرقم ‪ (3) .25‬عيون أخبار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪.204‬‬
‫)‪ (4‬بصائر الدرجات الجزء الخامس ب ‪ 10‬ح ‪.16‬‬

‫]‪[32‬‬

‫هؤلء ما نكره حين تبسمت‪ ،‬فقخخال أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم‪ :‬إنمخخا تعجبخخت مخخن بكخخاء‬
‫إسحاق وهو وال يموت قبله ويبكيه محمد‪ .‬قال‪ :‬فبرأ محمد ومخخات إسخخحاق )‬
‫‪ .(1‬نجم‪ :‬بإسنادنا إلى محمد بن جرير الطبري‪ ،‬بإسناده إلى أبخخى الحسخخن بخخن‬
‫موسى عليه السلم مثله‪ .‬بيان‪ " :‬فنقخخم " أي كخخره وعخخاب‪ - 7 .‬ن‪ :‬مخخاجيلويه‪،‬‬
‫عن عمه‪ ،‬عن محمد بن على الكوفى‪ ،‬عن الحسن بن على الحذاء قال‪ :‬حخدثنا‬
‫يحيى بن محمد بن جعفر قخال‪ :‬مخخرض أبخخي مرضخخا شخديدا فأتخخاه أبخخو الحسخخن‬
‫الرضا عليه السلم يعوده وعمي إسحاق جالس يبكي‪ ،‬قد جخخزع عليخخه جزعخخا‬
‫شديدا قال يحيى‪ :‬فالتفت إلى أبو الحسن عليه السلم فقخخال‪ :‬مخخا يبكخخي عمخخك ؟‬
‫قلت‪ :‬يخاف عليه ما ترى قال‪ :‬فالتفت إلي أبو الحسخخن عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬ل‬
‫تغمن فان إسحاق سيموت قبله‪ ،‬قال يحيى‪ :‬فبرأ أبخخي محمخخد ومخخات إسخخحاق )‬
‫‪ .(2‬قب‪ :‬مرسخخل مثلخخه )‪ - 8 .(3‬ن‪ :‬الخخوراق‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي الخطخخاب‪ ،‬عخخن‬
‫إسحاق بن موسى قال‪ :‬لمخا خخرج عمخي محمخخد بخن جعفخخر بمكخخة‪ ،‬ودعخا إلخخى‬
‫نفسه‪ ،‬ودعي بأمير المخؤمنين‪ ،‬وبويخع لخه بالخلفخة دخخل عليخه الرضخا عليخه‬
‫السلم وأنا معه فقال له‪ :‬يا عم ل تكذب أباك‪ ،‬ول أخخخاك‪ ،‬فخخان هخخذا المخخر ل‬
‫يتم‪ ،‬ثم خرج وخرجت معه إلى المدينة‪ ،‬فلم يلبث إل قليل حتى قدم الجلخخودي‬
‫فلقيه فهزمه ثم استأمن إليه فلبس السواد وصعد المنبر فخلخخع نفسخخه وقخخال‪ :‬إن‬
‫هذا المر للمأمون‪ ،‬وليس لي فيه حق‪ ،‬ثم اخرج إلى خراسان فمات بجرجان‬
‫)‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .206‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .206‬المنخخاقب‬
‫ج ‪ 4‬ص ‪ (4) .340‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪.207‬‬

‫]‪[33‬‬

‫كشف‪ :‬من دلئل الحميري مرسل مثله وفيه‪ :‬فمات بمرو )‪ - 9 .(1‬ن‪ :‬ابخخن إدريخخس‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن معمر بن خلد قال‪ :‬قال لخخي الريخخان بخخن‬
‫الصلت بمرو‪ ،‬وقد كان الفضل بن سهل بعثه إلى بعض كخخور خراسخخان فقخخال‬
‫لي‪ :‬احب أن تستأذن لي على أبي الحسن عليه السلم فاسخخلم عليخخه واحخخب أن‬
‫يكسوني من ثيابه‪ ،‬وأن يهب لي من الدراهم التي ضربت باسمه فدخلت على‬
‫الرضا عليه السلم فقال لي مبتدئا‪ :‬إن الريان بن الصلت يريد الخخدخول علينخخا‬
‫والكسوة من ثيابنخخا‪ ،‬والعطيخخة مخخن دراهمنخخا‪ ،‬فخخأذنت لخخه فخخدخل وسخخلم فأعطخخاه‬
‫ثوبين وثلثين درهما من الدراهم المضروبة باسمه )‪ (2‬قب‪ :‬عن معمر مثله‬
‫)‪ - 10 .(3‬كش‪ :‬طاهر بن عيسى‪ ،‬عن جبرئيل بن أحمد‪ ،‬عن على بن محمد‬
‫بن شجاع عن ابن أبي الخطاب مثله )‪ - 11 .(4‬ن‪ :‬علي بن أحمد بن عبد ال‬
‫البرقى‪ ،‬عن أبيه وعلى بن محمد ماجيلويه معا‪ ،‬عن البرقى‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن موسى بن جعفر بخخن محمخخد قخخال‪ :‬كنخخا حخخول أبخخي الحسخخن الرضخخا‬
‫ونحن شبان من بنخي هاشخم إذ مخر علينخا جعفخر بخن عمخر العلخوي وهخو رث‬
‫الهيئة‪ ،‬فنظر بعضخخنا إلخى بعخض وضخخحكنا مخخن هيئة جعفخر بخخن عمخخر‪ ،‬فقخال‬
‫الرضا عليه السلم‪ :‬لترونه عن قريب كثير المال كثير التبع‪ ،‬فمخخا مضخخى إل‬
‫شهر أو نحوه حتى ولي المدينة‪ ،‬وحسنت حاله‪ ،‬فكان يمر بنا ومعه الخصيان‬
‫والحشم‪ ،‬وجعفر هذا هو جعفر بن عمر بخخن الحسخخين بخخن علخخى بخخن عمخخر بخخن‬
‫على بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم السلم )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .134‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .208‬المناقب ج‬
‫‪ 4‬ص ‪ (4) .340‬رجال الكشى ص ‪ (5) .458‬عيون أخبخخار الرضخخا ج ‪2‬‬
‫ص ‪.208‬‬

‫]‪[34‬‬
‫قب‪ :‬عن الحسين مثله )‪ - 12 .(1‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عخخن الحسخخين بخخن‬
‫بشار قال‪ :‬قال الرضا عليه السلم‪ :‬إن عبد ال يقتل محمدا‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬وعبخخد‬
‫الخ بخخن هخخارون يقتخخل محمخخد بخخن هخخارون ؟ ! فقخخال لخخي‪ :‬نعخخم عبخخد الخ الخخذي‬
‫بخراسان‪ ،‬يقتل محمد بن زبيدة الذي هو ببغداد فقتله )‪ .(2‬قب‪ :‬عخخن الحسخخين‬
‫مثله وذكر بعده وكان عليه السلم يتمثل‪ :‬وإن الضغن بعخخد الضخخغن يغشخخو *‬
‫عليك ويخرج الداء الدفينا )‪ - 13 (3‬ن‪ :‬حمزة العلوي‪ ،‬عخخن اليقطينخخي‪ ،‬عخخن‬
‫ابن أبى نجران وصفوان قال‪ :‬حخخدثنا الحسخخين بخخن قيامخخا‪ ،‬وكخخان مخخن رؤسخخاء‬
‫الواقفة‪ ،‬فسألنا أن نستأذن له على الرضا عليه السلم ففعلنخخا فلمخخا صخخار بيخخن‬
‫يديه قال له‪ :‬أنت إمام ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬إني اشهد ال أنخخك لسخخت بإمخخام‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فنكت طويل في الرض منكس الرأس ثم رفع رأسه إليه‪ ،‬فقال له‪ :‬ما علمخخك‬
‫أني لست بامام ؟ قال‪ :‬لنا روينا عن أبي عبخد الخ عليخه السخلم أن المخام ل‬
‫يكون عقيما‪ ،‬وأنت قد بلغت هذا السن وليس لك ولد‪ ،‬قال‪ :‬فنكس رأسه أطول‬
‫من المرة الولى ثم رفع رأسه فقال‪ :‬اشهد ال أنخخه ل تمضخخي اليخخام والليخخالي‬
‫حتى يرزقني ال ولدا مني‪ ،‬قال عبد الرحمن بن أبي نجران‪ :‬فعددنا الشخخهور‬
‫من الوقت الذي قال فوهب ال له أبا جعفخخر عليخخه السخخلم فخخي أقخخل مخخن سخخنة‪،‬‬
‫قال‪ :‬وكان الحسين بن قياما هخخذا واقفخخا فخخي الطخخواف فنظخخر إليخخه أبخخو الحسخخن‬
‫الول عليه السلم فقال له‪ :‬مالك حيرك ال‪ ،‬فوقف عليه بعد الدعوة )‪14 .(4‬‬
‫‪ -‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن محمد بخن أبخي يعقخوب‪ ،‬عخن موسخى‬
‫ابن هارون قال‪ :‬رأيت الرضخا عليخه السخلم وقخد نظخر إلخى هرثمخة بالمدينخة‬
‫فقال‪ :‬كأني به وقد حمل إلى هارون فضربت عنقه فكان كما قال )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبخخى طخخالب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .335‬عيخخون الخبخخار ج ‪ 2‬ص ‪(3) .209‬‬
‫المناقب ج ‪ 4‬ص ‪ 4) .335‬و ‪ (5‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ 209‬و ‪.210‬‬

‫]‪[35‬‬

‫قب‪ :‬عن موسى مثله )‪ .(1‬كشف‪ :‬من دلئل الحميري عن موسى مثله وفيه‪ :‬وقد حمل‬
‫إلى مرو )‪ - 15 (2‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عخن اليقطينخي‪ ،‬عخخن‬
‫أبي حبيب النباجي )‪ (3‬أنه قال‪ :‬رأيت رسول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه فخخي‬
‫المنام‪ ،‬وقد وافا النباج‪ ،‬ونزل بها في المسجد الذي ينزله الحاج في كل سخخنة‪،‬‬
‫وكأني مضيت إليه وسلمت عليه ووقفت بين يخديه‪ ،‬ووجخدت عنخده طبقخا مخن‬
‫خوص نخل المدينة‪ ،‬فيه تمخخر صخخيحاني فكخأنه قبخض قبضخخة مخن ذلخك التمخر‬
‫فناولني فعددته‪ ،‬فكان ثمانية عشر تمرة فتخخأولت أنخخي أعيخخش بعخخدد كخخل تمخخرة‬
‫سنة‪ .‬فلما كان بعد عشرين يوما كنت في أرض بين يدي تعمر للزراعة حتى‬
‫جخخاءني مخخن أخخخبرني بقخخدوم أبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم مخخن المدينخخة‪،‬‬
‫ونزوله ذلك المسجد‪ ،‬ورأيت الناس يسعون إليه فمضيت نحوه فإذا هو جالس‬
‫في الموضع الذي كنت رأيت فيه النبي صلى الخ عليخخه والخخه وتحتخخه حصخخير‬
‫مثل ما كان تحته‪ ،‬وبين يديه طبق خخخوص فيخخه تمخخر صخخيحاني فسخخلمت عليخخه‬
‫فرد السلم علي واستدناني فناولني قبضة من ذلخخك التمخخر فعخخددته فخخإذا عخخدده‬
‫مثل ذلك العدد الذي ناولني رسول ال صلى ال عليخخه والخخه فقلخخت لخخه‪ :‬زدنخخي‬
‫منه يا ابن رسول ال فقال‪ :‬لو زادك رسول ال صلى ال عليه واله لزدناك )‬
‫‪ .(4‬عم‪ :‬مما روت العامة ما رواه أبو عبد ال الحافظ باسناده‪ ،‬عن محمد بخخن‬
‫عيسى عن أبي حبيب النباجي وذكر مثله‪ - 16 .‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عخخن علخخي بخخن‬
‫إبراهيم‪ ،‬عن الريان بن الصلت قال‪ :‬لما أردت الخروج إلى العخخراق عزمخخت‬
‫على توديع الرضا عليه السلم فقلت في نفسي‪ :‬إذا ودعته سخخألته قميصخخا مخخن‬
‫ثياب جسده لكفن به ودراهم من ماله أصوغ بها لبناتي‬

‫)‪ (1‬مناقب ابن شهر آشخخوب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .335‬كشخخف الغمخخة ج ‪ 3‬ص ‪(3) .139‬‬
‫النباج بتقديم النون على البخخاء ككتخخاب قريخخة فخخي الباديخخة‪ (4) .‬عيخخون أخبخخار‬
‫الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.210‬‬

‫]‪[36‬‬

‫خواتيم‪ ،‬فلما ودعته شغلني البكاء والسى على فراقه عن مسخخألته ذلخخك‪ ،‬فلمخخا خرجخخت‬
‫من بين يديه صاح بي ياريان ارجع فرجعت فقال لي‪ :‬أما تحب أن أدفع إليك‬
‫قميصا من ثياب جسدي تكفن فيه إذا فني أجلخخك ؟ أو مخخا تحخخب أن أدفخخع إليخك‬
‫دراهم تصوغ بها لبناتك خواتيم ؟ فقلت‪ :‬يا سيدي قد كان في نفسي أن أسألك‬
‫ذلك‪ ،‬فمنعني الغم بفراقك فرفع عليه السخخلم الوسخخادة وأخخخرج قميصخخا فخخدفعه‬
‫إلي ورفع جانب المصلى فأخرج دراهخم فخدفعها إلخى فعخددتها فكخانت ثلثيخن‬
‫درهما )‪ - 17 .(1‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن الخخبزنطى قخخال‪:‬‬
‫كنت شاكا في أبي الحسن الرضا صلوات ال وسلمه عليه فكتبت إليخخه كتابخخا‬
‫أسأله فيه الذن عليه وقد أضمرت في نفسخخي أن أسخخأله إذا دخلخخت عليخخه عخخن‬
‫ثلث آيات قد عقدت قلبي عليها‪ ،‬قال‪ :‬فأتاني جواب ما كتبت به إليه " عافانا‬
‫ال وإياك أما ما طلبت من الذن علي فان الدخول علخخي صخخعب وهخخؤلء قخخد‬
‫ضيقوا على ذلك‪ ،‬فلست تقدر عليه الن‪ ،‬وسيكون إنشخخاء الخ " وكتخخب عليخخه‬
‫السلم بجواب ما أردت أن أسأله عن اليات الثلث في الكتاب‪ ،‬ول وال مخخا‬
‫ذكرت له منهن شيئا‪ ،‬ولقد بقيت متعجبا لما ذكر ما في الكتخخاب‪ ،‬ولخخم أدر أنخخه‬
‫جوابي إل بعد ذلك‪ ،‬فوقفت على معنى مخخا كتخخب بخخه عليخخه السخخلم )‪ .(2‬قخخب‪:‬‬
‫البزنطي مثله )‪ - 18 .(3‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن ابخن عيسخى‪ ،‬عخن‬
‫البزنطي قال‪ :‬بعث الرضا عليه السلم إلي بحمار فركبته وأتيته وأقمت عنده‬
‫بالليل إلى أن مضى منه ما شخخاء الخخ‪ ،‬فلمخخا أراد أن ينهخخض قخخال‪ :‬ل أراك أن‬
‫تقدر على الرجوع إلى المدينة‪ ،‬قلت أجل جعلت فداك قال‪ :‬فبخت عنخدنا الليلخخة‬
‫واغد على بركخخة الخ عزوجخخل‪ ،‬قلخخت‪ :‬أفعخخل جعلخخت فخخداك‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا جاريخخة‬
‫افرشي له فراشي واطرحي عليه ملحفتي التي‬
‫)‪ (1‬المصدر ص ‪ (2) .211‬نفس المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .212‬مناقب آل أبى طالب‬
‫ج ‪ 4‬ص ‪(*) .336‬‬

‫]‪[37‬‬

‫أنام فيها‪ ،‬وضعي تحت رأسه مخادي‪ ،‬قال‪ :‬قلت في نفسي‪ :‬من أصاب ما أصخخبت فخخي‬
‫ليلتي هذه لقد جعل ال لي من المنزلة عنده وأعطاني من الفخر مخخا لخخم يعطخخه‬
‫أحدا من أصحابنا‪ :‬بعث إلخخى بحمخخاره فركبتخخه‪ ،‬وفخخرش لخخي فراشخخه وبخخت فخخي‬
‫ملحفته ووضعت لي مخاده ما أصخخاب مثخخل هخخذا )أحخخد( مخخن أصخخحابنا‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫وهو قاعد معي وأنا احدث في نفسخي‪ ،‬فقخال عليخه السخلم‪ :‬يخا أحمخد إن أميخر‬
‫المؤمنين أتى زيد بن صوحان في مرضه يعوده فخخافتخر علخخى النخخاس بخخذلك‪،‬‬
‫فل تذهبن نفسك إلى الفخر‪ ،‬وتذلل ل عزوجخخل واعتمخخد علخخى يخخده فقخخام عليخخه‬
‫السلم )‪ - 19 .(1‬ن‪ :‬المكتب‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن يحيى بن بشار قخخال‪:‬‬
‫دخلت على الرضا عليه السلم بعد مضي أبيه عليه السلم فجعلخخت أسخختفهمه‬
‫بعض ما كلمني به‪ ،‬فقال لي‪ :‬نعم يخخا سخماع‪ ،‬فقلخت‪ :‬جعلخت فخداك كنخخت والخ‬
‫القب بهذا في صباي وأنا في الكتاب قخخال‪ :‬فتبسخخم فخخي وجهخخي )‪ - 20 .(2‬ن‪:‬‬
‫جعفر بن نعيم‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن ابن هاشخم‪ ،‬عخخن محمخد بخن حفخص‬
‫قال‪ :‬حدثني مولى العبد الصالح أبي الحسخخن موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬كنت وجماعة مع الرضا عليه السلم فخخي مفخخازة فأصخخابنا عطخخش شخخديد‬
‫ودوابنا حتى خفنا على أنفسنا‪ ،‬فقال لنخخا الرضخخا عليخخه السخخلم‪ ،‬ائتخخوا موضخخعا‬
‫وصفه لنا فانكم تصيبون الماء فيه قال‪ :‬فأتينا الموضخع فأصخبنا المخاء وسخقينا‬
‫دوابنا حتى رويت وروينا ومن معنا من القافلة‪ ،‬ثم رحلنا فأمرنا عليه السخخلم‬
‫بطلب العين فطلبناها فما أصبنا إل بعر البل‪ ،‬ولخخم نجخخد للعيخخن أثخخرا فخخذكرت‬
‫ذلك لرجخخل مخخن ولخخد قنخخبر كخخان يزعخخم أن لخخه مخخائة وعشخخرين سخخنة فخخأخبرني‬
‫القنبري بمثل هذا الحديث سواء قال‪ :‬كنت أنا أيضا معه في خدمته وأخخخبرني‬
‫القنبري أنه كان في ذلك مصعدا إلى خراسان )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ 212‬و ‪ (2) .213‬المصخخدر ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .214‬نفخخس‬
‫المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.217‬‬

‫]‪[38‬‬

‫‪ - 21‬ن‪ :‬محمد بن أحمد السناني وغير واحد من المشايخ‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن سخخعد بخخن‬
‫مالك‪ ،‬عن أبي حمزة‪ ،‬عن ابن أبي كثير قال‪ :‬لما تخخوفي موسخخى عليخخه السخخلم‬
‫وقف الناس في أمره فحججت في تلخخك السخخنة فخخإذا أنخخا بالرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫فأضمرت في قلبي أمرا فقلت‪ " :‬أبشرا منا واحدا نتبعه " )‪ (1‬الية فمر عليه‬
‫السلم كخخالبرق الخخخاطف علخخي فقخخال‪ :‬أنخخا والخ البشخخر الخخذي يجخخب عليخخك أن‬
‫تتبعني‪ ،‬فقلت‪ :‬معذرة إلى ال وإليك فقال‪ :‬مغفور لك )‪ - 22 .(2‬ن‪ :‬الوراق‪،‬‬
‫عن ابن بطة‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن محمد بن عبد الرحمن الهمداني قال‪ :‬حخخدثني‬
‫أبو محمد الغفخاري قخال‪ :‬لزمنخخي ديخخن ثقيخل‪ ،‬فقلخخت‪ :‬مخا للقضخخاء غيخخر سخيدي‬
‫ومولي أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلم فلما أصبحت أتيت‬
‫منزله فاستأذنت فأذن لي فلما دخلت قال لي‪ :‬ابتخخداء يخخا بخخا محمخخد‪ ،‬قخخد عرفنخخا‬
‫حاجتك وعلينا قضاء دينك‪ ،‬فلما أمسينا أتى بطعام للفطار فأكلنا‪ ،‬فقخخال‪ :‬يابخخا‬
‫محمد تبيت أو تنصرف ؟ فقلخخت‪ :‬يخخا سخخيدي إن قضخخيت حخخاجتي فالنصخخراف‬
‫أحخخب إلخخي قخال‪ :‬فتنخخاول عليخخه السخخلم مخخن تحخخت البسخخاط قبضخخة فخخدفعها إلخخي‬
‫فخرجت فدنوت من السراج فإذا هي دنانير حمخخر وصخخفر‪ ،‬فخخأول دينخخار وقخخع‬
‫بيدي ورأيت نقشه كان عليه " يا با محمد الدنانير خمسخخون‪ :‬سخختة وعشخخرون‬
‫منهخا لقضخاء دينخك‪ ،‬وأربعخة وعشخرون لنفقخة عيالخك‪ ،‬فلمخا أصخبحت فتشخت‬
‫الدنانير فلم أجد ذلك الدينار‪ ،‬وإذا هي ل ينقص شيئا )‪ .(3‬يج‪ :‬محمد بن عبخخد‬
‫الرحمخخن مثلخخه )‪ - 23 .(4‬ن‪ :‬الفخخامي‪ ،‬عخخن ابخخن بطخخة‪ ،‬عخخن الصخخفار‪ ،‬عخخن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن الحسن ابن موسى بن عمر بن بزيع قال‪ :‬كان عندي جاريتخخان‬
‫حاملتان فكتبت إلى الرضا‬

‫)‪ (1‬القمر‪ (2) .24 :‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 217‬وبعده‪ :‬وحدثني بهذا الحديث‬
‫غير واحد من المشايخ عن محمد بن أبى عبد ال الكوفى بهذا السخخناد‪(3) .‬‬
‫عيون الخبخخار ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .218‬الخخخرائج والجخخرائح ص ‪ 204‬وفيخخه "‬
‫خمسمائة " بدل " خمسين "‪.‬‬

‫]‪[39‬‬

‫عليه السلم اعلمه ذلك وأساله أن يدعو ال أن يجعل ما في بطونهما ذكرين وأن يهب‬
‫لي ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فوقع عليه السخخلم‪ :‬أفعخخل إنشخخاء الخخ‪ ،‬ثخخم ابتخخدأني عليخخه السخخلم‬
‫بكتاب مفرد نسخته )بسم ال الرحمن الرحيم عافانا ال وإيخخاك بأحسخخن عافيخخة‬
‫في الدنيا والخرة برحمته المور بيد ال عزوجل يمضي فيها مقخخاديره علخخى‬
‫ما يحخخب‪ ،‬يولخخد لخخك غلم وجاريخخة إنشخخاء الخخ‪ ،‬فسخخم الغلم محمخخدا والجاريخخة‬
‫فاطمة على بركة ال عزوجل( قال فولد لي غلم وجارية على ما قخخال عليخخه‬
‫السلم )‪ .(1‬نجم‪ :‬بإسنادنا إلى الحميري وفي كتاب الدلئل الحميري بإسخخناده‬
‫إلى عمر بن بزيع مثله‪ - 24 .‬ن‪ :‬علي بخن الحسخين بخن شخاذويه‪ ،‬عخن محمخد‬
‫الحميري‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد ابن عيسى بن عبيد‪ ،‬عن الحسن بن علخخي بخخن‬
‫فضال‪ ،‬قال‪ :‬قال لنا عبد ال بن المغيرة كنت واقفيا وحججت على ذلك‪ ،‬فلمخخا‬
‫صرت بمكة اختلج في صدري شئ فتعلقت بالملتزم ثم قلت‪ :‬اللهم قخخد علمخخت‬
‫طلبتي وإرادتي فأرشدني إلى خير الديان‪ ،‬فوقخخع فخخي نفسخخي أن آتخخي الرضخخا‬
‫عليه السلم فأتيت المدينة‪ .‬فوقفت ببابه فقلخخت للغلم‪ :‬قخخل لمخخولك رجخخل مخخن‬
‫أهل العراق بالباب‪ ،‬فسمعت نداءه عليه السلم وهو يقول‪ :‬ادخل يخخا عبخخد ال خ‬
‫بن المغيرة‪ ،‬فدخلت فلما نظر إلى قال‪ :‬قد أجخخاب ال خ دعوتخخك وهخخداك لخخدينه‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬أشهد أنك حجة ال وأمين ال على خلقه )‪ .(2‬يج‪ :‬ابن فضال‪ ،‬عن ابخخن‬
‫المغيرة مثله )‪ .(3‬كشف‪ :‬من دلئل الحميخخري‪ ،‬عخخن ابخخن المغيخخرة مثلخخه )‪.(4‬‬
‫ختص‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضخخال مثلخخه )‬
‫‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬عيخخخون الخبخخخار ج ‪ 2‬ص ‪ 218‬و ‪ (2) .219‬المصخخخدر ج ‪ 2‬ص ‪(3) .219‬‬
‫الخخخرائج والجخخرائح ص ‪ (4) .207‬كشخخف الغمخخة ج ‪ 3‬ص ‪(5) .135‬‬
‫الختصاص للمفيد ص ‪.84‬‬

‫]‪[40‬‬

‫‪ - 25‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن الوشاء قال‪ :‬سخخألني العبخخاس بخخن‬
‫جعفر بن محمد بن الشعث أن أسأل الرضا عليه السخخلم أن يخخخرق كتبخخه إذا‬
‫قرأها مخافة أن يقع في يد غيره‪ ،‬قال الوشخخاء‪ :‬فابتخخدأني عليخخه السخخلم بكتخخاب‬
‫قبل أن أسأله أن يخخخرق كتبخخه فيخخه‪) :‬أعلخخم صخخاحبك أنخخي إذا قخخرأت كتبخخه إلخخي‬
‫خرقتها( )‪ .(1‬كشف‪ :‬من دلئل الحميري‪ ،‬عخخن الوشخخاء مثلخخه )‪ - 26 .(2‬ن‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن أبي الخطاب‪ ،‬عن البزنطي قال‪ :‬هويت في نفسي إذا‬
‫دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلم أن أسأله كم أتى عليك مخخن السخخن‬
‫فلما دخلت عليه وجلست بين يديه‪ ،‬جعل ينظر إلخخي ويتفخخرس فخخي وجهخخي ثخخم‬
‫قال‪ :‬كم أتى لك ؟ فقلت‪ :‬جعلت فداك كذا وكخخذا قخخال‪ :‬فأنخخا أكخخبر منخخك قخخد أتخخى‬
‫علي اثنان وأربعون سنة‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فداك‪ ،‬قد وال خ أردت أن أسخخألك عخخن‬
‫هذا فقال‪ :‬قد أخبرتك )‪ - 27 .(3‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عخخن علخخي بخخن إبراهيخخم‪ ،‬عخخن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن فيض بن مالك قال‪ :‬حخخدثني زروان المخخدائني بخخأنه دخخخل علخخى‬
‫أبي الحسن الرضا عليه السلم يريد أن يسأله‪ ،‬عن عبخخد الخ بخخن جعفخخر قخخال‪:‬‬
‫فأخذ بيدي فوضعها على صدره قبل أن أذكر له شيئا مما أردت‪ ،‬ثم قال‪ ،‬لي‪:‬‬
‫يا محمد بن آدم إن عبد ال لم يكن إماما‪ .‬فأخبرني بما أردت أن أسأله قبل أن‬
‫أسخخأله )‪ .(4‬كشخخف‪ :‬مخخن دلئل الحميخخري عخخن زروان مثلخخه )‪ - 28 .(5‬ن‪:‬‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عخن اليقطينخى قخال‪ :‬سخمعت هشخام العباسخي‬
‫يقول‪ :‬دخلت على أبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم وأنخخا اريخخد أن أسخخأله أن‬
‫يعوذني لصداع أصخخابني وأن يهخخب لخخي ثخخوبين مخخن ثيخخابه احخخرم فيهمخخا‪ ،‬فلمخخا‬
‫دخلت سألت عن‬
‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .219‬كشف الغمخخة ج ‪ 3‬ص ‪ 3) .136‬و ‪(4‬‬
‫عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .220‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.136‬‬

‫]‪[41‬‬

‫مسائل فأجابني ونسيت حوائجي فلما قمت لخرج وأردت أن اودعه‪ ،‬قال لخخي‪ :‬اجلخخس‬
‫فجلست بين يديه فوضع يده على رأسي وعخخوذني ثخخم دعخخا بثخخوبين مخخن ثيخخابه‬
‫فدفعهما إلي وقال لي‪ :‬أحرم فيهما‪ .‬قال العباسي وطلبت بمكة ثوبين سعيديين‬
‫اهديهما لبني‪ ،‬فلم اصب بمكة فيها شيئا على ما أردت فمررت بالمدينخخة فخخي‬
‫منصرفي فدخلت على أبى الحسن الرضخخا عليخخه السخخلم فلمخخا ودعتخخه وأردت‬
‫الخخخروج دعخخا بثخخوبين سخخعيديين )‪ (1‬علخخى عمخخل الوشخخي الخخذي كنخخت طلبتخخه‪،‬‬
‫فدفعهما إلي )‪ .(2‬يج‪ :‬اليقطيني مثله )‪ .(3‬كشخخف‪ :‬مخخن دلئل الحميخخري‪ ،‬عخخن‬
‫العباسي قال‪ :‬طلبت بمكة وذكر مثله )‪ - 29 .(4‬ن‪ :‬ابن إدريخخس‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن الحسخخين بخخن موسخخى قخخال‪ :‬خرجنخخا مخخع أبخخي الحسخخن‬
‫الرضا عليه السلم إلى بعض أملكه في يوم ل سحاب فيه فلمخخا برزنخخا قخخال‪:‬‬
‫حملتم معكم المماطر ؟ قلنا‪ :‬ل وما حاجتنخا إلخخى الممطخخر‪ ،‬وليخخس سخحاب ول‬
‫نتخوف المطر فقال‪ :‬لكني حملتخخه وسخختمطرون‪ ،‬قخخال‪ :‬فمخخا مضخخينا إل يسخخيرا‬
‫حتى ارتفعت سحابة ومطرنا حتى أهمتنا أنفسنا )منها( فمخخا بقخي منخخا أحخد إل‬
‫ابتل )‪ .(5‬يج‪ :‬محمد البرقي‪ ،‬عن الحسين يخن موسخى مثلخخه )‪ .(6‬كشخخف‪ :‬مخخن‬
‫دلئل الحميري‪ ،‬عن الحسن بن موسى مثله )‪.(7‬‬

‫)‪ (1‬السعيدية قرية بمصر‪ ،‬وضرب من برود اليمن‪ ،‬قاله الفيروز آبخخادي‪ (2) .‬عيخخون‬
‫الخبخخار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .220‬الخخخرائج والجخخرائح ص ‪ (4) .206‬كشخخف‬
‫الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (5) .138‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (6) .221‬لم نجده في‬
‫الخرائج والجرائح المطبوع‪ (7) .‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.138‬‬

‫]‪[42‬‬

‫‪ - 30‬ن‪ :‬العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن موسى بن مهران أنه كتب إلخخى‬
‫الرضا عليه السلم يسأله أن يدعو ال لبن له فكتب عليه السلم إليه " وهب‬
‫ال لك ذكرا صالحا " فمات ابنه ذلك وولخخد لخخه ابخخن )‪ - 31 .(1‬ن‪ :‬الخخوراق‪،‬‬
‫عن سعد‪ ،‬عن النهدي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل قال‪ :‬نزلت ببطن مر فأصخخابني‬
‫العرق المخخديني فخخي جنخخبي وفخخي رجلخخي‪ ،‬فخخدخلت علخخى الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫بالمدينة فقال‪ :‬مالي أراك متوجعا ؟ فقلخخت إنخخي لمخخا أتيخخت بطخخن مخخر أصخخابني‬
‫العرق المديني في جنبي وفي رجلي فأشار عليه السلم إلى الخخذي فخخي جنخخبي‬
‫تحت البط‪ ،‬فتكلم بكلم وتفل عليه ثم قال عليه السلم ليخخس عليخخك بخخأس مخخن‬
‫هذا‪ ،‬ونظر إلى الذي في رجلي فقال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم من بلي مخخن‬
‫شيعتنا ببلء فصبر كتب ال عزوجل له مثل أجر ألف شهيد فقلت في نفسخخي‪:‬‬
‫ل أبرء وال من رجلي أبدا‪ ،‬قال الهيثم‪ :‬فما زال يعرج منها حخختى مخخات )‪.(2‬‬
‫بيان‪ :‬قال الجوهري‪ :‬عرج إذا أصابه شئ في رجله فخمع )‪ (3‬ومشى مشخخية‬
‫العرجان‪ ،‬وليس بخلقة‪ ،‬فخإذا كخان ذلخخك خلقخة قلخخت‪ :‬عخخرج بالكسخخر‪ - 32 .‬ن‪:‬‬
‫أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن أبخخي الحسخخن بخخن راشخخد قخخال‪ :‬قخخدمت علخخى‬
‫أحمال فأتاني رسول الرضا عليه السلم قبل أن أنظر في الكتب أو اوجه بهخخا‬
‫إليه فقال لي‪ :‬يقول الرضا عليه السخخلم سخخرح إلخي بخدفتر‪ ،‬ولخم يكخن لخخي فخخي‬
‫منزلي دفتر أصل قال‪ :‬فقلت‪ :‬وأطلب مخخا ل أعخخرف بالتصخخديق لخخه‪ ،‬فلخخم أجخخد‬
‫شيئا ولم أقع على شئ فلما ولى الرسول قلت‪ :‬مكانك‪ ،‬فحللت بعض الحمخخال‬
‫فتلقاني دفتر لم أكن علمت به إل أني علمت أنه لم يطلب إل الحق فوجهت به‬
‫إليه )‪.(4‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .221‬راجع الصحاح ص ‪ ،328‬وفي الكمبانى‬
‫فجمخخع‪ ،‬وهخخو تصخخحيف والخمخخوع الغمخخز بالرجخخل عنخخد المشخخى كمخخا يمشخخى‬
‫العرج‪ (4) .‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 221‬و ‪.222‬‬

‫]‪[43‬‬

‫‪ - 33‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن الصفار‪ ،‬عن إبراهيم بن مهزيار‪ ،‬عن أخيه علي عخخن محمخخد‬
‫بن الوليد بن يزيد الكرماني‪ ،‬عن أبي محمد المصخخري قخال‪ :‬قخخدم أبخو الحسخن‬
‫الرضا عليه السلم فكتبخخت إليخخه أسخخأله الذن فخخي الخخخروج إلخخى مصخخر أتجخخر‬
‫إليها‪ ،‬فكتب إلي‪ :‬أقم ما شاء ال‪ ،‬فخخأقمت سخخنتين ثخخم قخخدم الثالثخخة‪ ،‬فكتبخخت إليخخه‬
‫أستأذنه فكتب إلي )اخرج مباركا لك صخخنع الخ لخخك فخخان المخخر يتغيخخر( قخخال‪:‬‬
‫فخرجت فأصبت بها خيرا‪ ،‬ووقع الهرج ببغداد فسلمت عخن تلخك الفتنخخة )‪.(1‬‬
‫‪ - 34‬ن‪ :‬العطار‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن إسحاق الكوفي‪ ،‬عن عمه أحمد بن‬
‫عبد ال بن حارثة الكرخي قال‪ :‬كان ل يعيش لي ولد وتوفي لي بضعة عشر‬
‫من الولد‪ ،‬فحججت ودخلت على أبي الحسن الرضا عليه السخخلم فخخخرج إلخخي‬
‫وهو متخأزر بخازار مخورد فسخلمت عليخه وقبلخت يخده وسخألته عخن مسخائل ثخم‬
‫شكوت إليه بعد ذلك ما ألقى من قلة بقاء الولد‪ ،‬فأطرق طويل ودعخخا مليخخا ثخخم‬
‫قال لي‪ :‬إني لرجو أن تنصرف ولك حمل وأن يولد لك ولد بعد ولخخد‪ ،‬وتمتخخع‬
‫بهما أيام حياتك فان ال تعالى إذا أراد أن يسخختجيب الخخدعاء فعخخل‪ ،‬وهخخو علخخى‬
‫كل شئ قدير‪ .‬قال‪ :‬فانصرفت من الحج إلى منزلي فأصبت أهلي ابنخخة خخخالي‬
‫حامل فولدت لي غلمخخا سخخميته إبراهيخخم ثخخم حملخخت بعخخد ذلخخك فولخخدت غلمخخا‬
‫سميته محمدا وكنيته بأبي الحسن فعاش إبراهيم نيفا وثلثين سنة وعاش أبخخو‬
‫الحسن أربعا وعشرين سنة ثم إنهما اعتل جميعا وخرجت حاجخخا وانصخخرفت‬
‫وهما عليلن فمكثخخا بعخخد قخخدومي شخخهرين ثخخم تخخوفي إبراهيخخم فخخي أول الشخخهر‬
‫وتوفي محمد في آخر الشهر‪ ،‬ثم مات بعدهما بسنة ونصف‪ ،‬ولم يكخخن يعيخخش‬
‫له قبل ذلك ولد إل شهرا )‪ - 35 .(2‬ن‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن‬
‫عيسى‪ ،‬عن سعد بن سعد عن الرضا عليه السلم أنه نظر إلى رجل فقال‪ :‬يخخا‬
‫عبد ال أوص بما تريد واستعد لما لبد منخخه‪ ،‬فكخخان مخخا قخخد قخخال‪ ،‬فمخخات بعخخده‬
‫بثلثة أيام )‪.(3‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المصدر ص ‪ (3) .222‬نفس المصدر ص ‪.223‬‬

‫]‪[44‬‬

‫‪ - 36‬ن‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن الحميري‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عخخن مسخخافر قخخال‪:‬‬
‫كنت مع الرضا عليه السلم بمنى فمر يحيى بن خالد مع قخخوم مخخن آل برمخخك‬
‫فقال‪ :‬مساكين هؤلء ل يخخدرون مخخا يحخخل بهخخم فخخي هخخذه السخخنة‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬هخخاه‬
‫وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين‪ ،‬وضم بأصخخبعيه قخخال مسخافر‪ :‬فخخوال مخخا‬
‫عرفت معنى حديثه حتى دفناه معخخه )‪ .(1‬يخخر‪ :‬ابخخن يزيخخد‪ ،‬عخخن الوشخخاء‪ ،‬عخخن‬
‫مسافر مثله )‪ .(2‬شا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن الحسخخين بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫المعلى‪ ،‬عن مسافر مثله )‪ - 37 .(3‬ن أبي‪ ،‬عن سخخعد‪ ،‬عخخن صخخالح بخخن أبخخي‬
‫حماد‪ ،‬عن الحسن بن علي الوشاء قال‪ :‬كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن‬
‫أقطع على أبي الحسن عليه السلم وجمعتها فخخي كتخخاب ممخخا روي عخخن آبخخائه‬
‫عليهم السلم وغير ذلك‪ ،‬وأحببت أن أتثبت في أمره وأختبره فحملت الكتخخاب‬
‫في كمخخي وصخخرت إلخخى منزلخخه‪ ،‬وأردت أن آخخخذ منخخه خلخخوة فانخخاوله الكتخخاب‪،‬‬
‫فجلسخخت ناحيخخة وأنخخا متفكخخر فخخي طلخخب الذن عليخخه وبالبخخاب جماعخخة جلخخوس‬
‫يتحدثون‪ ،‬فبينا أنا كذلك في الفكرة والحتيال فخخي الخخدخول عليخخه إذا أنخخا بغلم‬
‫قد خرج من الدار في يده كتاب فنادى‪ :‬أيكم الحسن بن علي الوشاء ابخخن ابنخخة‬
‫إلياس البغدادي ؟ فقمت إليه‪ ،‬وقلت‪ :‬أنا الحسن بن علي الوشاء فما حاجتخخك ؟‬
‫قال‪ :‬هذا الكتاب أمرت بدفعه إليك فهاك خخذه فأخخذته وتنحيخخت ناحيخة فقرأتخخه‬
‫فإذا وال فيه جواب مسألة مسألة‪ ،‬فعند ذلك قطعت عليه وتركت الوقف ) ‪.(4‬‬
‫‪ - 38‬ن‪ :‬بهذا السناد‪ ،‬عن الوشاء قال‪ :‬بعخخث إلخخي أبخخو الحسخخن الرضخخا عليخخه‬
‫السلم غلمه ومعه رقعة فيها‪ :‬ابعث إلي بثوب من ثيخخاب موضخخع كخخذا وكخخذا‬
‫من ضرب كذا‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .225‬بصخخائر الخخدرجات الجخخزء ‪ 10‬ب ‪ 9‬ح‬
‫‪ (3) .14‬ارشاد المفيخخد ص ‪ 289‬و ‪ (4) .290‬عيخخون أخبخار الرضخخا ج ‪2‬‬
‫ص ‪.250‬‬
‫]‪[45‬‬

‫فكتبت إليه وقلت للرسول‪ :‬ليس عندي ثوب بهذه الصفة‪ ،‬وما أعرف هذا الضرب مخن‬
‫الثياب‪ ،‬فأعاد الرسول إلخي بخل فخاطلبه‪ ،‬فأعخخدت إليخخه الرسخخول‪ ،‬وقلخخت‪ :‬ليخخس‬
‫عندي من هذا الضرب شئ فأعاد إلي الرسخخول اطلخخب فخان عنخدك منخه‪ ،‬قخال‬
‫الحسن بن علي الوشاء‪ :‬وقد كان أبضع معي رجل ثوبا منها وأمرنخخي بخخبيعه‪،‬‬
‫وكنت قد نسيته فطلبت كل شئ كان معي فوجدته في سفط تحت الثيخخاب كلهخخا‬
‫فحملته إليه )‪ .(1‬كشف‪ :‬من دلئل الحميري‪ ،‬عن الوشاء مثله )‪ - 39 .(2‬ن‪:‬‬
‫الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن صخخفوان بخخن يحيخخى قخخال‪ :‬كنخخت عنخخد أبخخي‬
‫الحسن الرضا عليه السلم فدخل عليه الحسين بن خالخخد الصخخيرفي فقخخال لخخه‪:‬‬
‫جعلت فداك إني اريد الخروج إلى العوض )‪ (3‬فقال‪ :‬حيثما ظفرت بالعافية‬
‫فالزمه فلم يقنعه ذلك فخرج يريد العوض‪ ،‬فقطخخع عليخخه الطريخخق واخخخذ كخخل‬
‫شئ كخخان معخه مخن المخخال )‪ - 40 .(4‬ب‪ :‬محمخخد بخخن عبخد الحميخد‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫فضال‪ ،‬عن ابن الجهم قال‪ :‬كتب الرضا عليه السخخلم إلخخي بعخخد مخخا انصخخرفت‬
‫من مكة في صفر )يحدث إلى أربعة أشهر قبلكم حدث( فكان من أمخخر محمخخد‬
‫بن إبراهيم وأمر أهل بغداد‪ ،‬وقتل أصحاب زهير وهزيمتهخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬وحخخدثني‬
‫إبراهيم بن أبي إسرائيل قال‪ :‬قال لي أبو الحسن‪ :‬أنا رأيت في )المنخخام‪ ،‬فقيخخل‬
‫لي‪ :‬ل يولد لك ولد حتى تجوز الربعين‪ ،‬فإذا جخخزت الربعيخخن ولخخد لخخك مخخن‬
‫حائلة اللون خفيفخخة الثمخخن )‪ .(5‬بيخخان‪) :‬أمخخر محمخخد بخخن إبراهيخخم( إشخخارة إلخخى‬
‫محاربة جنود المأمون والمين وخلع المين وقتلخخه‪ .‬ومحمخخد بخخن إبراهيخخم بخخن‬
‫الغلب الفريقي كان من أصحاب المين‬

‫)‪ (1‬عيخخون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .250‬كشخخف الغمخخة ج ‪ 3‬ص ‪(3) .135‬‬
‫العوض‪ :‬موضع بالمدينة‪ (4) .‬عيون الخبخار ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .230‬قخرب‬
‫السناد ص ‪ 231‬و ‪232‬‬

‫]‪[46‬‬

‫زهير بن المسيب من أصحاب المأمون‪ ،‬وهذا إشارة إلى مخا كخخان فخخي أول المخخر مخخن‬
‫غلبة المين‪ - 41 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمخخد‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي نصخخر قخخال‪ :‬اسخختقبلت‬
‫الرضا عليه السلم إلى القادسية فسلمت عليه فقال لخي‪ :‬اكختر لخي حجخخرة لهخا‬
‫بابان‪ :‬باب إلى خان وباب إلخخى خخخارج‪ ،‬فخخانه أسخختر عليخخك‪ ،‬قخال‪ :‬وبعخخث إلخخي‬
‫بزنفيلجة )فيها دنانير( صالحة‪ ،‬ومصحف وكان يأتيني رسخخوله فخخي حخخوائجه‬
‫فأشتري له وكنت يوما وحدي ففتحت المصحف لقرأ فيه فلما نشرته نظرت‬
‫في )لم يكن( فإذا فيها أكثر مما في أيدينا أضعافه‪ .‬فقخخدمت علخخى قراءتهخخا فلخخم‬
‫أعرف شيئا فأخذت الخخدوات والقرطخخاس فخخأردت أن أكتبهخخا لكخخي أسخخأل عنهخخا‬
‫فأتاني مسخخافر قبخخل أن أكتخخب منهخخا شخخيئا معخخه منخخديل وخيخخط وخخخاتمه‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫مولي يأمرك أن تضع المصحف في منديل وتختمه وتبعث إليه بالخاتم قال‪:‬‬
‫ففعلت‪ - 42 (1) .‬ير‪ :‬معاوية بن حكيم‪ ،‬عن سليمان بن جعفر الجعفري قال‪:‬‬
‫كنت عند أبي الحسن بالحمراء في مشربة مشخخرفة علخخى الخخبر‪ ،‬والمخخائدة بيخخن‬
‫أيدينا إذ رفع رأسه فرأى رجل مسرعا فرفع يده من الطعام‪ ،‬فما لبث أن جاء‬
‫فصعد إليه‪ ،‬فقال‪ :‬البشرى جعلت فداك‪ ،‬مات الزبيخخري فخخأطرق إلخخى الرض‬
‫وتغير لونه واصفر وجهه ثم رفع رأسه فقال‪ :‬إني أصبته قد ارتكب في ليلتخخه‬
‫هذه ذنبا ليس بأكبر ذنوبه قال‪ :‬وال )مما خطيئاتهم اغرقوا فادخلوا نخخارا( ثخخم‬
‫مد يده فأكل فلم يلبخخث أن جخخاء رجخخل مخخولى لخخه فقخخال لخخه‪ :‬جعلخخت فخخداك مخخات‬
‫الزبيري فقال‪ :‬وما كان سبب موته ؟ فقال‪ :‬شرب الخمر البارحخخة فغخخرق فيخخه‬
‫فمات )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الجزري‪ :‬في حديث وحشي أنه مات غرقخخا فخخي الخمخخر‬
‫أي متناهيا في شربها والكثار منه مستعار من الغرق‪.‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات الجزء ‪ 5‬باب ‪ 11‬ح ‪ (2) .8‬المصدر ح ‪ 12‬ومثله في الخرائج‬
‫ص ‪.243‬‬

‫]‪[47‬‬

‫‪ - 43‬ير‪ :‬الهيثم النهدي‪ ،‬عن محمد بن الفضيل الصيرفي قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن‬
‫الرضا عليه السلم فسألته عن أشياء وأردت أن أسخخأله عخخن السخخلح فخخأغفلته‬
‫فخرجت ودخلت على أبي الحسين بن بشير فإذا غلمخخه ومعخخه رقعتخخه وفيهخخا‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم أنا بمنزلة أبي ووارثه وعندي ما كان عنده )‪ .(1‬يج‪:‬‬
‫محمد بن الفضيل مثله )‪ - 44 .(2‬ير‪ :‬موسى بن عمر‪ ،‬عن أحمخخد بخخن عمخخر‬
‫الحلل قال‪ :‬سمعت الخرس بمكة يذكر الرضا عليه السلم فنال منخخه‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فدخلت مكة فاشتريت سكينا فرأيته فقلت وال لقتلنه إذا خخخرج مخخن المسخخجد‪،‬‬
‫فأقمت على ذلك فما شعرت إل برقعة أبي الحسخخن عليخخه السخخلم )" بسخخم الخ‬
‫الرحمن الرحيخم بحقخي عليخخك لمخخا كففخت عخن الخخخرس فخان الخ ثقختي وهخو‬
‫حسبي( " )‪ - 45 .(3‬ختص )‪ (4‬ير‪ :‬محمد بن عيسى‪ ،‬عن محمد بن حمخخزة‬
‫بن القاسم‪ ،‬عمن أخبره عن إبراهيم بن موسى قال‪ :‬ألححت على أبخي الحسخن‬
‫الرضا عليه السلم في شئ أطلبه منه وكان يعخخدني فخخخرج ذات يخخوم يسخختقبل‬
‫والي المدينة وكنت معه فجاء إلى قرب قصر فلن‪ ،‬فنزل فخخي موضخخع تحخخت‬
‫شجرات‪ ،‬ونزلت معه أنا وليس معنا ثالث‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فخخداك هخخذا العيخخد قخخد‬
‫أظلنا ول وال ما أملك درهما فما سواه‪ ،‬فحك بسوطه الرض حكا شخديدا ثخم‬
‫ضرب بيده فتناول بيده سبيكة ذهب‪ ،‬فقال‪ :‬انتفع بها واكتم ما رأيت )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬بصائر الدرجات الجزء ‪ 5‬ب ‪ 12‬ح ‪ (2) .5‬الخخخرائج والجخخرائح ص ‪(3) 237‬‬
‫بصائر الدرجات الجزء ‪ 5‬ب ‪ 12‬ح ‪ (4) .6‬بصائر الدرجات الجخخزء ‪ 8‬ب‬
‫‪ 2‬ح ‪ .2‬الختصاص‪ (5) .270 :‬ورواه الراوندي فخخي الخخخرائج والجخخرائح‬
‫ص ‪ ،203‬وزاد بعده‪ :‬قال‪ :‬فبورك فيها حتى اشخختريت بخراسخخان مخخا كخخانت‬
‫قيمته سبعين ألف دينار‪ ،‬فصرت أغنى الناس من أمثالى هناك كما سيجيئ‪.‬‬

‫]‪[48‬‬

‫شا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد بخخن الحسخخن‪ ،‬عخخن محمخخد‬
‫بن عيسى مثله )‪ - 46 .(1‬غط‪ :‬جعفخخر بخخن محمخخد بخخن مالخخك‪ ،‬عخخن ابخخن أبخخي‬
‫الخطاب‪ ،‬عن ابن أبي عمير عن أحمد بن محمد بن أبخخي نصخخر وهخخو مخخن آل‬
‫مهران‪ ،‬وكانوا يقولون بالوقف‪ ،‬وكان على رأيهم فكاتب أبخخا الحسخخن الرضخخا‬
‫عليه السلم وتعنت في المسائل فقال‪ :‬كتبت إليه كتابخخا وأضخخمرت فخخي نفسخخي‬
‫أني متى دخلت عليه أسأله عن ثلث مسائل من القرآن وهي قخخوله‪ " :‬أفخخأنت‬
‫تسمع الصم أو تهدي العمي " وقوله‪ " :‬فمن يرد ال أن يهديه يشخخرح صخخدره‬
‫للسلم " وقوله‪ " :‬إنك ل تهدي من أحببت ولكن ال يهدي مخخن يشخخاء " )‪(2‬‬
‫قال أحمد‪ :‬فأجابني عن كتخابي وكتخب فخي آخخخره اليخات الختي أضخمرتها فخي‬
‫نفسي أن أسأله عنها ولم أذكرها في كتابي إليه فلما وصل الجواب نسخخيت مخخا‬
‫كنت أضمرته فقلت‪ :‬أي شئ هذا من جوابي ؟ ثم ذكخخرت أنخخه مخخا أضخخمرته )‬
‫‪ .(3‬يج‪ :‬البزنطي مثله )‪ - 47 .(4‬يج‪ :‬روي عن أبخخي هاشخخم الجعفخخري قخخال‪:‬‬
‫كنخخت فخخي مجلخخس الرضخخا عليخخه السخخلم فعطشخخت عطشخخا شخخديدا وتهيبتخخه أن‬
‫أستسقي في مجلسه‪ ،‬فدعا بماء فشرب منه جرعة ثم قال‪ :‬يا أبا هاشم اشخخرب‬
‫فانه برد طيب فشربت ثم عطشت عطشخخة اخخرى‪ ،‬فنظخخر إلخخى الخخخادم وقخال‪:‬‬
‫شربة من ماء سويق سكر قال له‪ :‬بخخل السخويق وانخثر عليخه السخكر بعخد بلخه‪،‬‬
‫وقخخال‪ :‬اشخخرب يخخا أبخخا هاشخخم فخخانه يقطخخع العطخخش )‪ - 48 .(5‬يخخج‪ :‬روي عخخن‬
‫البزنطي قال‪ :‬إني كنت من الواقفة على موسى بن جعفر وأشخخك فخخي الرضخخا‬
‫عليه السلم فكتبت أسأله عن مسائل ونسيت ما كان أهخخم المسخخائل إلخخي فجخخاء‬
‫الجواب من جميعها ثم قال‪ :‬وقد نسيت ما كان أهم المسائل عندك‪.‬‬

‫)‪ (1‬الرشارد ص ‪ ،289‬ورواه الكلينخي فخي الكخافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .488‬الزخخرف‪:‬‬


‫‪ ،40‬النعام‪ ،125 :‬القصخخص‪ (3) .56 :‬غيبخخة الشخخيخ الطوسخخى ص ‪ 51‬و‬
‫‪ (4) .52‬لم نجده الخرائج والجرائح المطبوع‪ (5) .‬لم نجده المصدر‪.‬‬

‫]‪[49‬‬

‫فاستبصرت ثم قلت له‪ :‬يا ابن رسول ال أشتهي أن تدعوني إلى دارك في أوقات تعلم‬
‫أنه ل مفسدة لنا من الدخول عليكم من أيدي العداء‪ ،‬قال‪ :‬ثم )إنه( بعخخث إلخخى‬
‫مركوبا في آخر يوم فخرجت وصليت معه العشائين‪ ،‬وقعد يملي على العلخخوم‬
‫ابتداء وأسأله فيجيبنخخي إلخخى أن مضخخى كخخثير مخخن الليخخل ثخخم قخخال للغلم‪ :‬هخخات‬
‫الثياب التي أنام فيها لينام أحمد البزنطي فيهخا‪ .‬قخخال‪ :‬فخطخر ببخخالي‪ :‬ليخخس فخي‬
‫الدنيا من هو أحسن حال مني بعث المام مركوبه إلي وجاء وقعد إلي ثم أمر‬
‫لي بهذا الكرام‪ ،‬وكان قد اتكأ على يديه لينهخخض‪ ،‬فجلخخس وقخخال‪ :‬يخخا أحمخخد ل‬
‫تفخر على أصحابك بذلك‪ ،‬فخان صعصخخعة بخخن صخخوحان مخخرض فعخاده أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم وأكرمه ووضع يده على جبهته‪ ،‬وجعخخل يلطفخخه‪ ،‬فلمخخا‬
‫أراد النهوض قال‪ :‬يا صعصعة ل تفخر على إخوانخك بمخا فعلخت‪ ،‬فخاني إنمخا‬
‫فعلت جميع ذلك لنه كان تكليفا لي )‪ - 49 .(1‬يج‪ :‬عن إبراهيخخم بخخن موسخخى‬
‫القزاز وكان يؤم في مسجد الرضا بخراسان قال‪ :‬ألححت على الرضخخا عليخخه‬
‫السلم في شئ طلبته منه فخرج يستقبل بعض الطالبيين وجاء وقخخت الصخخلة‬
‫فمال إلى قصر هناك‪ ،‬فنزل تحت صخرة بقرب القصر وأنا معه وليس معنخخا‬
‫ثخالث‪ ،‬فقخال‪ :‬أذن‪ ،‬فقلخت‪ :‬تنتظخر يلحخق بنخا أصخحابنا فقخال‪ :‬غفخر الخ لخك ل‬
‫تؤخرن صلة عن أول وقتها إلى آخر وقتها من غيخخر علخخة عليخخك ابخخدأ بخخأول‬
‫الوقت‪ ،‬فأذنت وصلينا‪ .‬فقلت يا ابن رسول ال قد طالت المدة فخخي العخدة الختي‬
‫وعدتنيها‪ ،‬وأنا محتاج وأنت كثير الشغل ول أظفر بمسألتك كخخل وقخخت‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فحك بسوطه الرض حكا شديدا‪ ،‬ثم ضرب بيده إلخخى موضخخع الحخخك فخخأخرج‬
‫سبيكة ذهب فقال‪ :‬خذها بارك ال لك فيها‪ ،‬وانتفع بها واكتم مخخا رأيخخت‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فبورك لي فيها حتى اشتريت بخراسان مخخا كخخانت قيمتخخه سخخبعين ألخخف دينخخارا‬
‫فصرت أغنى الناس من أمثالي هناك )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬الخخخرائج والجخخرائح ص ‪ (2) .237‬الخخخرائج والجخخرائح ص ‪ ،230‬وتخخراه فخخي‬


‫الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.488‬‬

‫]‪[50‬‬

‫‪ - 50‬يج‪ :‬روى إسماعيل بن أبي الحسن قال‪ :‬كنت مع الرضا عليخخه السخخلم وقخخد مخخال‬
‫بيده إلى الرض كأنه يكشف شيئا فظهرت سبائك ذهخخب ثخخم مسخخح بيخخده علخخى‬
‫الرض فغابت‪ ،‬فقلت في نفسخخي‪ :‬لخخو أعطخخاني واحخخدة منهخخا قخخال‪ :‬ل‪ ،‬إن هخخذا‬
‫المر لم يأت وقته )‪ .(1‬بيان‪ :‬يعنخخي خخخروج خخخزائن الرض وتصخخرفنا فيهخخا‬
‫إنما هخخو فخخي زمخخن القخخائم عليخخه السخخلم‪ - 51 .‬يخخج‪ :‬روي عخخن أبخخي إسخخماعيل‬
‫السندي قال‪ :‬سمعت بالهند أن ل في العرب حجة فخرجخخت منهخخا فخخي الطلخخب‬
‫فدللت علخى الرضخا عليخه السخلم فقصخخدته فخخدخلت عليخه وأنخا ل احسخخن مخن‬
‫العربية كلمة فسلمت بالسندية فرد علي بلغتي‪ ،‬فجعلخخت اكلمخخه بالسخخندية وهخخو‬
‫يجيبنخخي بالسخخندية‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬إنخخي سخخمعت بالسخخند أن لخ حجخخة فخخي العخخرب‪،‬‬
‫فخرجت في الطلب فقال بلغتي‪ :‬نعم أنا هو‪ ،‬ثم قخخال‪ :‬فسخخل عمخخا تريخخد فسخخألته‬
‫عما أردته‪ ،‬فلما أردت القيام من عنده قلت‪ :‬إني ل احسن العربية فادع ال أن‬
‫يلهمنيها ل تكلم بها مع أهلها‪ ،‬فمسخخح يخخده علخخى شخخفتي فتكلمخخت بالعربيخخة مخخن‬
‫وقتي )‪ - 52 .(2‬يج‪ :‬روى محمد بن عيسى‪ ،‬عن الحسن بن علي بخخن يحيخخى‬
‫قال‪ :‬زودتني جاريخخة لخخي ثخخوبين ملحميخخن وسخخألتني أن احخخرم فيهمخخا‪ ،‬فخخأمرت‬
‫الغلم فوضعهما في العيبة فلما انتهيت إلى الوقت الذي ينبغخخي أن احخخرم فيخخه‬
‫دعوت بالثوبين للبسهما ثم اختلج في صدري فقلت‪ :‬مخخا أظنخخه ينبغخخي لخخي أن‬
‫ألبس ملحما وأنا محرم فتركتها ولبست غيرهما فلما صرت بمكة كتبت كتابا‬
‫إلى أبي الحسن‪ ،‬وبعثت إليه بأشياء كانت عندي ونسيت أن أكتب إليخخه أسخخأله‬
‫عن المحرم هل يجوز له لبس الملحم فلم ألبث أن جاء الجواب بكل ما سخخألته‬
‫عنه‪ ،‬وفي أسفل الكتاب‪ :‬ل بأس )‪ (3‬بالملحم‬

‫)‪ (1‬المصخخدر ص ‪ (2) .204‬المصخخدر ص ‪ 204‬فليراجخخع‪ (3) .‬الملحخخم‪ :‬جنخخس مخخن‬


‫الثياب وهو ما كان سداه أبريسم ولحمته غير أبريسم‪.‬‬

‫]‪[51‬‬

‫أن يلبسه المحرم )‪ - 53 .(1‬يج‪ :‬قال علي بن الحسين بن يحيى‪ :‬كان لنا أخ يرى رأي‬
‫الرجاء يقال له‪ :‬عبد ال‪ ،‬وكان يطعخن علينخا فكتبخت إلخى أبخي الحسخن عليخه‬
‫السلم أشكوه إليه وأسأله الدعاء فكتب إلي سيرجع حاله إلى ما تحب وأنه لن‬
‫يموت إل على دين ال وسيولد من ام ولد له غلم‪ .‬قال علي بخخن الحسخخين بخخن‬
‫يحيى‪ :‬فما مكثنا إل أقل من سنة حتى رجع إلى الحخق‪ ،‬فهخو اليخوم خيخر أهخل‬
‫بيتي‪ ،‬وولد له بعد أبي الحسن من ام ولد تلك غلم )‪ - 54 .(2‬يج‪ :‬روي عن‬
‫أبي محمد المصري‪ ،‬عن أبي محمخخد الرقخي قخال‪ :‬دخلخخت علخى الرضخا عليخخه‬
‫السلم فسلمت عليه فأقبل يحدثني ويسألني إذ قال لي‪ :‬يا أبخخا محمخخد مخخا ابتلخخى‬
‫ال عبدا مؤمنا ببلية فصبر عليها إل كان له مثل أجخخر شخهيد‪ ،‬قخخال‪ :‬ولخم يكخن‬
‫قبل ذلك في شئ من ذكر العلل والمرض والوجخع‪ ،‬فخأنكرت ذلخك مخن قخوله‪،‬‬
‫وقلت‪ :‬ما أخجل هذا ‪ -‬فيما بيني وبين نفسي ‪ -‬رجخخل أنخخا معخخه فخخي حخخديث قخخد‬
‫عنيت به إذ حدثني بالوجع في غيخخر موضخعه‪ .‬فخخودعته وخرجخت مخخن عنخخده‪،‬‬
‫فلحقت بأصحابي وقد رحلوا فاشتكيت رجلي من ليلتي فقلت‪ :‬هذا مما عبخخت‪،‬‬
‫فلما كان من الغد تورمت ثم أصبحت وقخخد اشخختد الخخورم‪ ،‬فخخذكرت قخخوله عليخخه‬
‫السلم‪ :‬فلما وصلت إلى المدينة جرى فيها القيح وصار جرحا عظيما ل أنخخام‬
‫ول أنتم )‪ (3‬فعلمت أنه حدث بهذا الحديث لهذا المعنى‪ ،‬وبقيت بضخخعة عشخخر‬
‫شهرا صاحب فراش‪ ،‬قال الراوي‪ :‬ثم أفاق ثم نكس منهما ومات )‪.(4‬‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬لم نعثر عليه في الخرائج المطبخخوع‪ (3) .‬كخخذا‪ ،‬ولعلخخه " أفتعخخل " مخخن النخخوم‪،‬‬
‫وأصله " أنتوم " حذفت واوه‪ ،‬والظهر أنه " انيم " من باب الفعخخال أي ل‬
‫أنام أنا نفسي ول أجعخخل رفقخختي ينخخامون‪ (4) .‬لخخم نعخخثر‪ .‬عليخخه فخخي الخخخرائج‬
‫المطبوع‪(*) .‬‬
‫]‪[52‬‬

‫‪ - 55‬يج‪ :‬روي عن أحمد بن عمرة قال‪ :‬خرجت إلخخى الرضخخا وامرأتخخي حبلخخى‪ ،‬فقلخخت‬
‫له‪ :‬إني قد خلفت أهلي وهي حامل فادع ال أن يجعلخخه ذكخخرا فقخخال لخخي‪ :‬وهخخو‬
‫ذكر فسمه عمخر فقلخت‪ :‬نخويت أن اسخميه عليخا وأمخرت الهخل بخه قخال عليخه‬
‫السلم‪ :‬سمه عمر‪ ،‬فوردت الكوفة وقد ولد ابن لي وسمي عليا فسميته عمخخر‪،‬‬
‫فقال لي جيراني‪ :‬ل نصدق بعدها بشئ مما كان يحكى عنك‪ ،‬فعلمت أنه كخخان‬
‫أنظر إلي من نفسخي )‪ - 56 .(1‬يخج‪ :‬روي عخن بكخر بخن صخالح قخال‪ :‬أتيخت‬
‫الرضا عليه السلم وقلت‪ :‬امرأتي اخت محمد بن سنان بها حمل فادع ال أن‬
‫يجعله ذكرا قال‪ :‬هما اثنان قلت في نفسي‪ :‬هما محمخخد وعلخخي بعخخد انصخخرافي‬
‫فدعاني وقال‪ :‬سم واحدا عليا والخرى ام عمر‪ ،‬فقدمت الكوفة وقخخد ولخخد لخخي‬
‫غلم وجارية في بطن‪ ،‬فسميت كما أمرنخخي فقلخخت لمخخي‪ :‬مخخا معنخخى ام عمخخر‬
‫فقالت‪ :‬إن امي كانت تدعى ام عمر )‪ - 57 .(2‬يج‪ :‬روي عخخن الوشخاء‪ ،‬عخن‬
‫مسافر قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬رأيت في النوم كأن وجه قفخخص وضخخع‬
‫على الرض فيه أربعون فرخا قال عليه السلم‪ :‬إن كنخخت صخخادقا خخخرج منخخا‬
‫رجل فعاش أربعون يوما‪ ،‬فخرج محمد بخخن إبراهيخخم طباطبخخا فعخخاش أربعيخخن‬
‫يوما )‪ - 58 .(3‬يج‪ :‬روي عخن الوشخاء‪ ،‬عخن الرضخا عليخه السخلم أنخه قخال‬
‫بخراسان‪ :‬إني حيث أرادوا بي الخروج جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا علي‬
‫حتى أسمع ثم فرقت فيهم اثني عشر )ألف( دينار ثم قلخخت‪ :‬أمخخا إنخخي ل أرجخخع‬
‫إلى عيالي أبدا )‪ - 59 .(4‬يج‪ :‬روي عن الوشاء قال‪ :‬لدغتني عقرب فخخأقبلت‬
‫أقول‪ :‬يارسخخول الخ فخأنكر السخخامع وتعجخخب مخخن ذلخخك فقخخال لخخه الرضخخا عليخخه‬
‫السلم‪ :‬فوال لقد رأى رسول ال قال‪ :‬وقد كنت رأيت فخخي النخخوم رسخخول ال خ‬
‫ول وال ما كنخخت أخخبرت بخه أحخخدا )‪ - 60 .(5‬يخخج‪ :‬روي عخن عبخخد الخ بخخن‬
‫شبرمة قال‪ :‬مر بنا الرضخا عليخه السخلم فاختصخخمنا فخي إمخخامته‪ ،‬فلمخا خخخرج‬
‫خرجت أنا وتميم بن يعقوب السراج من أهل برمة ونحن‬

‫)‪ (5 - 1‬لم نعثر عليه في الخرائج المطبوع‪.‬‬

‫]‪[53‬‬

‫مخالفون له‪ ،‬نرى رأي الزيدية‪ ،‬فلما صرنا في الصحراء وإذا نحن بضياء فأومخخأ أبخخو‬
‫الحسن عليه السلم إلى خشف منها فإذا هو قد جاء حتى وقف بين يديه فأخخخذ‬
‫أبو الحسن يمسح رأسه ورفعه إلخخى غلمخخه‪ ،‬فجعخخل الخشخخف يضخخطرب لكخخي‬
‫يرجع إلى مرعاه فكلمه الرضا بكلم ل نفهمه‪ ،‬فسكن‪ .‬ثم قال‪ :‬يا عبخخد ال خ أو‬
‫لم تؤمن ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬يا سيدي أنت حجة ال على خلقه‪ ،‬وأنخا تخائب إلخى الخ‪،‬‬
‫ثم قال للظبي‪ ،‬اذهب فجاء الظبي وعيناه تخخدمعان فتمسخخح بخخأبي الحسخخن عليخخه‬
‫السلم ورعى‪ ،‬فقخخال أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم‪ :‬تخخدري مخخا تقخخول ؟ قلنخخا‪ :‬الخ‬
‫ورسوله وابن رسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬تقول‪ :‬دعوتني فرجوت أن تأكل مخخن لحمخخي‬
‫فأجبتك وأحزنتنى حين أمرتني بالذهاب )‪ - 61 .(1‬يج‪ :‬روى إسخخماعيل بخخن‬
‫مهران قال‪ :‬أتيت الرضا عليخخه السخخلم يومخخا أنخخا وأحمخخد الخخبزنطي بالصخخرياء‬
‫وكنا تشاجرنا في سنه فقال أحمد‪ :‬إذا دخلنخا عليخخه فخاذكرني حختى أسخخأله عخن‬
‫سنه فاني قد أردت ذلك غير مخرة فأنسخى‪ ،‬فلمخا دخلنخا عليخه وسخلمنا وجلسخنا‬
‫أقبل على أحمد فكان أول ما قال‪ :‬يا أحمد كم أتى عليك من السنين ؟ قال تسع‬
‫وثلثون‪ ،‬فقال‪ :‬ولكن أنا قد أتت علخخي ثلث وأربعخخون سخخنة )‪ - 62 .(2‬يخخج‪:‬‬
‫روي عن الحسن بن علي الوشا قال‪ :‬كنا عند رجل بمخخرو وكخخان معنخخا رجخخل‬
‫واقفي فقلخخت لخخه‪ :‬اتخخق الخ قخخد كنخخت مثلخخك ثخخم نخخور الخ قلخخبي فصخخم الربعخخاء‬
‫والخميس والجمعة‪ ،‬واغتسل وصل ركعتين‪ ،‬وسل ال أن يريك في منامك ما‬
‫تستدل على هذا المر‪ ،‬فرجعخخت إلخخى الخخبيت وقخخد سخخبقني كتخخاب أبخخي الحسخخن‬
‫يأمرني فيه أن أدعو إلخخى هخخذا المخخر ذلخخك الرجخخل‪ ،‬فخخانطلقت إليخخه‪ ،‬وأخخخبرته‬
‫وقلت‪ :‬احمد ال واستخر مائة مرة‪ ،‬وقلت له‪ :‬إني وجدت كتخخاب أبخخي الحسخخن‬
‫قد سبقني إلى الدار أن أقول لك ما كنا فيه‪ ،‬وإني لرجخخو أن ينخخور الخ قلبخخك‪،‬‬
‫فافعل ما قلت لك من الصوم والدعاء‪ ،‬فأتاني يوم السبت في السحر فقال لخخي‪:‬‬
‫أشهد أنه المام المفترض‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح ص ‪ (2) .207‬المصدر نفسه ص ‪.207‬‬

‫]‪[54‬‬

‫الطاعة‪ ،‬قلت‪ :‬وكيف ذلك ؟ قال‪ :‬أتاني أبو الحسن البارحة في النوم فقخخال‪ :‬يخخا إبراهيخخم‬
‫وال لترجعن إلى الحق وزعم أنه لم يطلع عليه إل ال )‪ - 63 .(1‬يج‪ :‬روي‬
‫عن الوشاء‪ ،‬عن مسافر قخخال‪ :‬قخخال لخخي أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم يومخخا‪ :‬قسخخم‬
‫فانظر في تلك العين حيتان ؟ فنظرت فإذا فيها‪ ،‬قلخت‪ :‬نعخخم‪ ،‬قخال‪ :‬إنخخي رأيخخت‬
‫ذلك في النوم ورسول ال يقول لي‪ :‬يا علي ما عندنا خير لك فقبض بعد أيخخام‬
‫)‪ - 64 .(2‬يج‪ :‬روى الحسن بن سعيد‪ ،‬عن الفضل بخخن يخخونس قخخال‪ :‬خرجنخخا‬
‫نريد مكة فنزلنا المدينة وبها هارون الرشيد يريد الحج فأتاني الرضا وعندي‬
‫قوم من أصحابنا وقد حضر الغداء فدخل الغلم فقال‪ :‬بالباب رجخل يكنخى أبخا‬
‫الحسن يستأذن عليك‪ ،‬فقلت‪ :‬إن كان الذي أعرف فأنت حر فخرجت فخخإذا أنخخا‬
‫بالرضخا عليخه السخلم فقلخت‪ :‬انخزل فنخزل ودخخل‪ .‬ثخم قخال عليخه السخلم بعخد‬
‫الطعام‪ :‬يا فضل إن أمير المؤمنين كتب للحسين بن زيد بعشخخرة آلف دينخخار‪،‬‬
‫وكتب بها إليك‪ ،‬فادفعها إلى الحسين‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ال مخخا لهخخم عنخخدي قليخخل ول‬
‫كثير فان أخرجتها عندي ذهبت فان كان لخك فخخي ذلخك رأي فعلخخت‪ ،‬فقخال‪ :‬يخخا‬
‫فضل ادفعها إليه فانه سيرجع إليك قبل أن تصخخير إلخخى منزلخخك‪ ،‬فخخدفعتها إليخخه‬
‫قال‪ :‬فرجعت إلي كما قال )‪ - 65 .(3‬يج‪ :‬روي عن أحمخخد بخخن عمخخر الحلل‬
‫قال‪ :‬قلت لبي الحسن الثاني عليه السلم‪ :‬جعلت فداك إني أخخاف عليخك مخن‬
‫هذا صاحب الرقة قال‪ :‬ليس علي منه بأس إن ل بلدا تنبت الذهب قد حماها‬
‫بأضعف خلقه بالذر فلو أرادتها الفيلة ما وصلت إليها قال الوشاء‪ :‬إني سخخألته‬
‫عن هذه البلد وقد سمعت الحديث قبل مسألتي فاخبرت أنه بين بلخ والتبخخت‪،‬‬
‫وأنها تنبت الذهب وفيها نمل كبار أشباه الكلب على حلقها قليس ل يمخخر بهخخا‬
‫الطير فضل عن غيره تكمن بالليل في جحرها‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ‪ (2) .207‬لم نعثر عليه في المصدر‪ (3) .‬المصدر ص ‪.207‬‬

‫]‪[55‬‬

‫وتظهر بالنهار‪ ،‬فربما غزوا الموضع على الدواب التي تقطع ثلثين فرسخخا فخخي ليلخة‬
‫ل يعرف شئ من الدواب يصير صبرها‪ ،‬فيوقرون أحمالهم ويخرجون‪ ،‬فخخإذا‬
‫النمل خرجت في الطلب فل تلحق شيئا إل قطعته تشبه بالريخخح مخخن سخخرعتها‬
‫وربما شغلوهم بخاللحم تتخخذ لهخا إذا لحقتهخم يطخرح لهخا فخي الطريخق وإل إن‬
‫لحقتهم قطعتهم ودوابهم )‪ - 66 .(1‬يج‪ :‬روي عخخن صخخفوان بخخن يحيخخى قخخال‪:‬‬
‫كنت مع الرضا عليخخه السخخلم بالمدينخخة فمخخر مخخع قخخوم بقاعخخد فقخخال‪ :‬هخخذا إمخخام‬
‫الرافضة‪ ،‬فقلت له عليه السلم‪ :‬أما سمعت ما قال هذا القاعد ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬إنخخه‬
‫مخخؤمن مسخختكمل اليمخخان فلمخخا كخخان بالليخخل دعخخا عليخخه فخاحترق دكخخانه ونهخخب‬
‫السراق ما بقي مخخن متخخاعه فرأيخخت مخخن الغخخد بيخخن يخخدي أبخخي الحسخخن خاضخخعا‬
‫مستكينا فأمر له بشئ ثم قال‪ :‬يا صفوان أما إنه مؤمن مسخختكمل اليمخخان ومخخا‬
‫يصلحه غير ما رأيت )‪ - 67 .(2‬يج‪ :‬روي عن محمد بن زيد الرازي قخخال‪:‬‬
‫كنت في خدمة الرضا عليه السلم لما جعله المأمون ولي عهده‪ ،‬فأتخخاه رجخخل‬
‫من الخوارج في كفه مدية مسمومة‪ ،‬وقد قال لصحابه‪ :‬وال لتين هذا الخخذي‬
‫يزعم أنه ابن رسخخول الخ‪ ،‬وقخخد دخخل لهخخذا الطاغيخخة فيمخا دخخخل‪ ،‬فأسخأله عخخن‬
‫حجته‪ ،‬فان كان له حجة وإل أرحت الناس منه‪ .‬فأتاه واستأذن عليه‪ ،‬فأذن لخخه‬
‫فقال له أبو الحسن‪ :‬اجيبك عن مسألتك على شريطة تفي لي بهخخا‪ ،‬فقخخال‪ :‬ومخخا‬
‫هذه الشريطة ؟ قال‪ :‬إن أجبتك بجواب يقنعك وترضاه تكسر الخخذي فخخي كمخخك‬
‫وترمي به‪ ،‬فبقي الخارجي متحيرا وأخرج المدية وكسرها‪ .‬ثم قخخال‪ :‬أخخخبرني‬
‫عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له‪ ،‬وهم عندك كفار ؟ وأنت ابن رسخخول‬
‫ال ما حملك على هذا ؟ فقال أبو الحسن‪ :‬أرأيتك هؤلء أكفر عندك أم عزيخخز‬
‫مصر وأهل مملكته‪ ،‬أليس هؤلء على حال يزعمخون أنهخم موحخدون واولئك‬
‫لم يوحدوا ال ولم يعرفوه ؟ يوسف بن يعقوب نبي ابن نبي قال للعزيز‪:‬‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح ص ‪ (2) .207‬لم نجده في المصدر المطبوع‪.‬‬


‫]‪[56‬‬

‫وهو كافر " اجعلني على خزائن الرض إنخخي حفيخظ عليخخم " وكخان يجخالس الفراعنخخة‬
‫وأنا رجل من ولد رسول ال صلى ال عليخخه والخخه أجخخبرني علخخى هخخذا المخخر‬
‫وأكرهني عليه فما الذي أنكرت ونقمت علي ؟ فقال‪ :‬لعتب عليك إني اشخخهد‬
‫أنك ابن نبي ال وأنك صخخادق )‪ - 68 .(1‬يخخج‪ :‬روي عخخن ريخخان بخخن الصخخلت‬
‫قال‪ :‬دخلت على الرضا عليه السلم بخراسان وقلخخت فخخي نفسخخي‪ :‬أسخخأله عخخن‬
‫هذه الدنانير المضروبة باسمه‪ ،‬فلما دخلت عليخخه قخخال‪ :‬لغلمخخه‪ :‬إن أبخخا محمخخد‬
‫يشتهي من هذه الدنانير التي عليها اسمي فهلم بثلثين منها‪ ،‬فجخخاء بهخخا الغلم‬
‫فأخذتها‪ ،‬ثم قلت في نفسي‪ :‬ليته كساني من بعض ما عليه فالتفت إلى غلمخخه‬
‫وقال‪ :‬قل لهم ل تغسلوا ثيابي وتأتون بها كمخخا هخخي‪ ،‬فخخأتوا بقميخخص وسخخروال‬
‫ونعل فدفعوها إلي )‪ - 69 .(2‬يج‪ :‬روي أنه أنشخخد دعبخخل الخراعخخي قصخخيدته‬
‫فبعخخث إليخخه بخخدراهم رضخخوية فردهخخا فقخخال‪ :‬خخخذها فانخخك تحتخخاج إليهخخا‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فانصرفت إلى البيت وقد سرق جميع مالي فكان الناس يأخذون درهمخخا منهخخا‬
‫ويعطوني دنانير فغنيت بها )‪ - 70 .(3‬شا‪ :‬ابخخن قولخخويه‪ ،‬عخن الكلينخي‪ ،‬عخخن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن بعض أصحابه عن أبي الحسن الرضا عليخخه السخخلم أنخخه‬
‫خرج من المدينة في السنة التي حج فيها هارون يريد الحج فانتهى إلخخى جبخخل‬
‫عن يسار الطريق يقال له فارع‪ ،‬فنظر إليه أبو الحسن عليه السلم ثم قخخال‪" :‬‬
‫باني فارع وهادمه يقطع إربا إربا " فلم ندر ما معنى ذلخخك فلمخخا بلخخغ هخخارون‬
‫ذلك الموضخخع نزلخخه وصخخعد يحيخخى بخخن جعفخخر الجبخخل وأمخخر أن يبنخخى لخخه فيخخه‬
‫مجلسا‪ ،‬فلما رجع من مكة صعد إليه وأمر بهدمه فلما انصخخرف إلخخى العخخراق‬
‫قطع جعفر بن يحيى إربا إربا )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الخرائج والجرائح ص ‪ (2) .245‬المصدر ص ‪ (3) .245‬الخخخرائج والجخخرائح‬


‫ص ‪ (4) .245‬الرشخخخاد ص ‪ .289‬وتخخخراه فخخخي الكخخخافي ج ‪ 1‬ص ‪.448‬‬
‫المناقب ج ‪ 4‬ص ‪.340‬‬

‫]‪[57‬‬

‫بيان‪ :‬الرب بكسر الهمزة وسكون الراء العضو‪ - 71 .‬شا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن الكلينخخي‪،‬‬
‫عن المعلى بن محمد‪ ،‬عن مسافر قال‪ :‬لما أراد هارون بن المسيب أن يواقخخع‬
‫محمد بن جعفر قال أبو الحسن الرضا عليه السلم اذهب إليه وقل‪ :‬ل تخخرج‬
‫غدا فانك إن خرجت غدا هزمت وقتل أصحابك وإن قال لك مخخن أيخخن علمخخت‬
‫هذا فقل رأيت في النوم قال‪ :‬فأتيته فقلت له‪ :‬جعلت فداك ل تخرج غخخدا فانخخك‬
‫إن خرجت هزمت وقتل أصحابك فقال لي‪ :‬من أين علمت هذا ؟ قلت‪ :‬رأيخخت‬
‫في النوم قال‪ :‬نام العبد فلم يغسل استه‪ ،‬ثم خرج فخخانهزم وقتخخل أصخخحابه )‪.(1‬‬
‫‪ - 72‬قب‪ :‬هارون بن موسى في خبر قال‪ :‬كنت مع أبي الحسن عليخخه السخخلم‬
‫في مفازة فحمحم فرسه فخلى عنخخه عنخخانه فمخخر الفخخرس يتخطخخى إلخخى أن بخخال‬
‫وراث ورجع فنظر إلي أبو الحسن وقال‪ :‬إنه لخم يعخخط داود شخيئا إل واعطخخي‬
‫محمد وآل محمد أكثر منه )‪ - 73 .(2‬قب‪ :‬سليمان الجعفري قال‪ :‬كنت عنخخد‬
‫أبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم والخخبيت مملخخوء مخخن النخخاس يسخخألونه وهخخو‬
‫يجيبهم‪ ،‬فقلت في نفسي ينبغي أن يكونخخوا أنبيخخاء فخترك النخخاس ثخخم التفخخت إلخخى‬
‫فقال‪ :‬يا سليمان إن الئمة حلماء علماء يحسبهم الجاهل أنبياء وليسوا أنبياء )‬
‫‪ - 74 .(3‬قب‪ :‬قال محمد بن عبد ال بن الفطس‪ :‬دخلت على المخخأمون فقخخر‬
‫بني وحياني ثم قال‪ :‬رحم ال الرضا ما كان أعلمه لقد أخبرني بعجب‪ :‬سخخألته‬
‫ليلة وقد بايع له الناس‪ ،‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك أرى لك أن تمضي إلى العخخراق‬
‫وأكون خليفتك بخراسان فتبسم‪ ،‬ثم قال‪ :‬ل لعمري ولكنخخه مخخن دون خراسخخان‬
‫قخخد جخخاءت أن لنخخا ههنخخا مسخخكنا‪ ،‬ولسخخت ببخخارح حخختى يخخأتيني المخخوت‪ ،‬ومنهخخا‬
‫المحشر ل محالة‬

‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ ،295‬وتراه في الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ .491‬وأخرجخخه فخخي المنخخاقب ج ‪4‬‬


‫ص ‪ 2) .339‬و ‪ (3‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪.334‬‬

‫]‪[58‬‬

‫فقلت له‪ :‬جعلت فداك وما علمك بذلك‪ ،‬قال‪ :‬علمي بمكاني كعلمي بمكانك‪ ،‬قلت‪ :‬وأيخخن‬
‫مكاني أصلحك الخ ؟ فقخخال‪ :‬لقخخد بعخخدت الشخخقة بينخخي وبينخخك أمخخوت بالمشخخرق‬
‫وتموت بالمغرب‪ ،‬فجهدت الجهد كله وأطمعته في الخلفة فخأبى‪ .‬الحسخن بخخن‬
‫علي الوشاء قال‪ :‬دعاني سيدي الرضخخا عليخخه السخخلم بمخخرو‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا حسخخن‬
‫مات علي بن أبي حمزة البطخخائني فخخي هخخذا اليخخوم وادخخخل فخخي قخخبره السخخاعة‪،‬‬
‫ودخل عليه ملكا القبر فساءله مخخن ربخخك ؟ فقخخال‪ :‬الخخ‪ ،‬ثخخم قخخال‪ :‬مخخن نبيخخك ؟‬
‫فقال‪ :‬محمد فقال‪ :‬من وليك ؟ فقال‪ :‬علي بن أبي طالب‪ ،‬قال‪ :‬ثخخم مخخن ؟ قخخال‪:‬‬
‫الحسن‪ ،‬قال‪ :‬ثم من ؟ قال‪ :‬الحسين‪ ،‬قال‪ :‬ثخخم مخخن ؟ قخخال‪ :‬علخخي بخخن الحسخخين‪،‬‬
‫قال‪ :‬ثم من ؟ قال‪ :‬محمد بن علي‪ ،‬قال‪ :‬ثم من ؟ قال‪ :‬جعفر بن محمخخد‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫ثم من ؟ قال‪ :‬موسى بن جعفر‪ ،‬قال‪ :‬ثم من ؟ فلجلج‪ ،‬فزجراه وقال‪ :‬ثم مخخن ؟‬
‫فسكت‪ ،‬فقال له‪ :‬أفموسى بن جعفر أمرك بهذا‪ ،‬ثخخم ضخخرباه بمقعمخخة مخخن نخخار‬
‫فألهبا عليه قبره إلى يوم القيامة‪ ،‬قال‪ :‬فخرجت من عند سخيدي فخورخت ذلخك‬
‫اليوم فما مضت اليام حتى وردت كتب الكخخوفيين بمخخوت البطخخائني فخخي ذلخخك‬
‫اليوم وأنه ادخل قبره في تلك الساعة‪ .‬وفي الروضة‪ :‬قال عبد ال بن إبراهيخخم‬
‫الغفاري‪ :‬في خبر طويل أنخه ألخح علخي غريخم لخي وآذانخي فلمخا مضخى عنخي‬
‫مررت من وجهي إلى صريا )‪ (1‬ليكلمه أبو الحسن عليه السخخلم فخخي أمخخري‬
‫فدخلت عليه فإذا المائدة بين يديه فقال لي‪ :‬كل فأكلت فلما رفعت المائدة أقبخخل‬
‫يحادثني ثم قال‪ :‬ارفع ما تحت ذاك المصلى فإذا هخي ثلثمخائة دينخار وتزيخد‪،‬‬
‫فإذا فيها دينار مكتوب عليه ثابت فيه‪ :‬ل إله إل ال محمد رسخخول ال خ وعلخخي‬
‫أهل بيته من جانب‪ ،‬وفي الجانب الخر‪ :‬إنا لم ننسك فخذ هذه الدنانير فاقض‬
‫بها دينك‪ ،‬وأنفق ما بقي على عيالك )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬هي قرية أسسها موسى بن جعفر عليه السلم على ثلثة أميال من المدينة‪ .‬راجع‬
‫مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .382‬المصدر ص ‪.338‬‬

‫]‪[59‬‬

‫محمد بن سنان‪ :‬قيل للرضا عليه السلم إنخخك قخخد شخخهرت نفسخخك بهخخذا المخخر وجلسخخت‬
‫مجلس أبيك وسيف هارون يقطر الدم ؟ فقال‪ :‬جوابي هذا ما قخخال رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه واله إن أخذ أبو جهل مخخن رأسخخي شخخعرة فاشخخهدوا أننخخي لسخخت‬
‫بنبي‪ ،‬وأنا أقول لكم‪ :‬إن أخذ هارون مخخن رأسخخي شخخعرة فاشخخهدوا أننخخي لسخخت‬
‫بامام‪ .‬مسافر قال‪ :‬كنت عند الرضا عليه السلم بمنخخى فمخخر يحيخخى بخخن خالخخد‪،‬‬
‫فغطى أنفه من الغبار فقال عليه السلم‪ :‬مساكين ل يدرون مخخا يحخخل بهخخم فخخي‬
‫هذه السنة‪ ،‬ثم قال‪ :‬وأعجب من هذا هارون وأنا كهاتين‪ ،‬وضم بيخخن أصخخبعيه‬
‫)‪ - 75 .(1‬عم‪ ،‬قب‪ :‬ومما روته العامة مما ذكره الحاكم أبو عبد ال الحخخافظ‬
‫باسناده عن سعد بن سعد أنه قال‪ :‬نظر الرضا عليه السلم إلى رجل فقال‪ :‬يا‬
‫عبد ال أوص بما تريد‪ ،‬واستعد لما لبد منه‪ ،‬فمات الرجخخل بعخخد ذلخخك بثلثخخة‬
‫أيام )‪ - 76 .(2‬قب‪ :‬الغفاري قال‪ :‬كان لرجل من آل أبي رافع مولى رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه واله علي حق فألح علي فأتيت الرضا عليه السلم وقلخخت‪:‬‬
‫يا ابن رسول ال إن لمولك فلن علي حقا وقخخد شخخهرني‪ ،‬فخخأمرني بخخالجلوس‬
‫على الوسادة‪ ،‬فلما أكلنا وفرغنا قال‪ :‬ارفع الوسادة وخخخذ مخخا تحتهخخا‪ ،‬فرفعتهخخا‬
‫فإذا دنانير فأخذتها فلما أتيخخت المنخخزل نظخخرت إلخخى الخخدنانير فخخإذا هخخي ثمانيخخة‬
‫وأربعون دينارا‪ ،‬وفيها دينار يلوح منقخخوش عليخخه‪ :‬حخق الرجخل عليخك ثمانيخة‬
‫وعشرون دينارا وما بقي فهو لك‪ ،‬ول وال ما كنت عرفخخت مخخاله علخخي علخخى‬
‫التحديد )‪ .(3‬أتى رجل من ولد النصار بحقة فضخخة مقفخخل عليهخخا‪ ،‬وقخخال‪ :‬لخخم‬
‫يتحفك أحد بمثلها ففتحها وأخرج منها سبع شعرات‪ ،‬وقخخال‪ :‬هخخذا شخخعر النخخبي‬
‫صلى ال عليه واله فميز الرضا عليه السلم أربخخع طاقخخات منهخخا وقخخال‪ :‬هخخذا‬
‫شعره فقبل في ظخخاهره دون بخخاطنه ثخخم إن الرضخخا عليخخه السخخلم أخرجخخه مخخن‬
‫الشبهة بأن وضع الثلثة على النار فاحترقت ثم وضع‬

‫)‪ (1‬المصخخدر ص ‪ ،340‬وتخخرى حخخديث المسخخافر فخخي الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪(2) .491‬‬
‫المصدر ص ‪ (3) .341‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪.345‬‬

‫]‪[60‬‬
‫الربعة فصارت كالذهب )‪ .(1‬ولما نزل الرضا عليه السلم في نيسابور بمحلة فخخوزا‬
‫أمر ببناء حمام وحفر قناة وصنعة حوض فوقه مصلى‪ ،‬فاغتسل من الحوض‬
‫وصلى في المسجد فصار ذلك سنة فيقال " گرما به رضا " و " آب رضخخا "‬
‫و " حوض كاهلن " ومعنى ذلك أن رجل وضع هميانا على طاقه واغتسل‬
‫منه وقصد إلى مكة ناسيا فلما انصرف من الحخج أتخى الحخوض للغسخل فخرآه‬
‫مشدودا‪ .‬فسأل الناس عن ذلك فقخخالوا قخخد أوى فيخخه ثعبخخان‪ ،‬وقخخام علخخى طخخاقه‪،‬‬
‫ففتحه الرجل ودخل في الحوض وأخرج هميانه‪ ،‬وهو يقول‪ :‬هذا مخخن معجخخز‬
‫المام فنظر بعضهم إلى بعض وقال‪ :‬أي كاهلن أن ل يأخذوها فسمي بخخذلك‬
‫حوض كاهلن وسمي المحلة فوز لنه فتخخح أول فصخخحفوها وقخخالوا‪ :‬فخخوزا )‬
‫‪ .(2‬عن الحسين بن منصور‪ ،‬عن أخيه قال‪ :‬دخلت على الرضا عليه السخخلم‬
‫في بيت داخل في جخوف بيخت ليل فرفخع يخده فكخانت كخأن فخي الخبيت عشخرة‬
‫مصابيح فاستأذن عليه رجل فخل يده ثم أذن له )‪ - 77 .(3‬كشف‪ :‬من دلئل‬
‫الحميري عن الحسين بن منصور مثله )‪ - 78 .(4‬كتاب النجوم باسنادنا إلى‬
‫محمد بن جرير الطبري يرفعه باسناده إلى مفيد بن جنيد الشامي قال‪ :‬دخلخخت‬
‫على علي بن موسى الرضا عليهما السلم فقلخخت لخخه‪ :‬قخخد كخخثر الخخخوض فيخخك‬
‫وفي عجائبك فلو شئت أتيت بشئ وحدثته عنك فقال‪ :‬وما تشخخاء ؟ قخخال تحيخخي‬
‫لي أبي وامي فقال‪ :‬انصرف إلى منزلك فقد أحييتهما فانصخخرفت وال خ وهمخخا‬
‫في البيت أحياء فأقاما عندي عشرة أيام ثم قبضهما ال تبارك وتعخخالى‪- 79 .‬‬
‫كشف‪ :‬قال محمد بن طلحة‪ :‬من منخخاقبه عليخه السخلم أنخخه لمخخا جعخل المخخأمون‬
‫الرضا عليه السلم ولي عهده وأقامه خليفة من بعده كان في حاشية المخخأمون‬
‫اناس كرهوا‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المناقب ج ‪ 4‬ص ‪ (3) .348‬المصدر ص ‪ (4) .348‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص‬
‫‪ ،138‬وتراه في الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.487‬‬

‫]‪[61‬‬

‫ذلك وخافوا خروج الخلفة عخخن بنخخي العبخخاس وردهخخا إلخخى بنخخي فاطمخخة علخخى الجميخخع‬
‫السلم فحصل عندهم من الرضا عليه السلم نفور‪ ،‬وكان عادة الرضا عليخخه‬
‫السلم إذا جاء إلى دار المأمون ليدخل عليه يبادر من بالخخدهليز مخخن الحاشخخية‬
‫إلى السلم عليه ورفع الستر بين يديه ليدخل‪ ،‬فلمخخا حصخخلت لهخخم النفخخرة عنخخه‬
‫تواصوا فيما بينهم وقالوا‪ :‬إذا جاء ليخخدخل علخخى الخليفخخة أعرضخخوا عنخخه‪ ،‬ول‬
‫ترفعوا الستر له‪ ،‬فاتفقوا على ذلك‪ .‬فبينا هم قعود إذ جاء الرضا عليه السخخلم‬
‫على عادته فلم يملكوا أنفسهم أن سخخلموا عليخخه ورفعخخوا السخختر علخخى عخخادتهم‪،‬‬
‫فلما دخل أقبل بعضهم على بعض يتلومون كونهم ما وقفوا علخخى مخخا اتفقخخوا‬
‫عليه‪ ،‬وقالوا‪ :‬النوبة التية إذا جاء ل نرفعه له فلما كخان فخي ذلخك اليخوم جخاء‬
‫فقاموا وسلموا عليه ووقفوا ولخخم يبتخخدروا إلخخى رفخخع السخختر فأرسخخل الخ ريحخخا‬
‫شديدة دخلت في الستر فرفعته أكثر مما كانوا يرفعونه ثم دخل فسكنت الريح‬
‫فعاد إلى ما كان‪ ،‬فلما خرج عادت الريح دخلت في الستر رفعته حتى خرج‪،‬‬
‫ثم سكنت فعاد الستر‪ .‬فلما ذهب أقبل بعضهم على بعض وقالوا‪ :‬هل رأيتخخم ؟‬
‫قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬فقال بعضهم لبعض‪ :‬يا قوم هذا رجل له عنخخد ال خ منزلخخة ولخ بخخه‬
‫عناية‪ ،‬ألم تروا أنكم لما لم ترفعوا لخخه السخختر أرسخخل الخ الريخخح وسخخخرها لخخه‬
‫لرفع الستر كما سخرها لسليمان‪ ،‬فارجعوا إلى خدمته فهو خير لكخخم‪ ،‬فعخخادوا‬
‫إلى ما كانوا عليه وزادت عقيدتهم فيه‪ .‬ومنها أنه كان بخراسان امرأة تسخخمى‬
‫زينب فادعت أنها علوية من سللة فاطمخخة عليهخخا السخخلم‪ ،‬وصخخارت تصخخول‬
‫على أهل خراسان بنسبها‪ ،‬فسمع بهخخا علخخي الرضخخا عليخخه السخخلم فلخخم يعخخرف‬
‫نسبها فاحضرت إليه فرد نسبها وقال‪ :‬هذه كذابة‪ ،‬فسفهت عليخخه وقخخالت‪ :‬كمخخا‬
‫قدحت في نسبي فأنا أقدح في نسبك‪ .‬فأخذته الغيرة العلوية فقال عليخخه السخخلم‬
‫لسلطان خراسان وكان لخخذلك السخخلطان بخراسخخان موضخخع واسخخع‪ ،‬فيخخه سخخباع‬
‫مسلسلة للنتقام من المفسدين يسمى ذلك الموضع بركة السباع‪ ،‬فأخذ الرضا‬
‫عليه السلم بيد تلك المرأة وأحضرها عنخخد ذلخخك السخخلطان وقخخال‪ :‬هخخذه كذابخخة‬
‫على علي وفاطمة عليهما السلم‪ ،‬وليست من نسلهما فان من كان حقا‬

‫]‪[62‬‬

‫بضعة من علي وفاطمة فان لحمه حرام علخخى السخخباع فألقوهخخا فخخي بركخخة السخخباع فخخان‬
‫كانت صادقة فان السباع ل تقربها‪ ،‬وإن كانت كاذبخخة فتفترسخخها السخخباع‪ .‬فلمخخا‬
‫سمعت ذلك منه قالت‪ :‬فانزل أنت إلى السباع فان كنت صادقا فانها ل تقربخخك‬
‫ول تفترسك‪ ،‬فلم يكلمها وقام‪ ،‬فقخال لخخه ذلخك السخلطان‪ :‬إلخى أيخن ؟ قخال‪ :‬إلخخى‬
‫بركة السباع‪ ،‬والخ لنزلخخن إليهخخا‪ ،‬فقخخام السخخلطان والنخخاس والحاشخخية‪ ،‬وجخخاؤا‬
‫وفتحوا باب البركة فنخخزل الرضخخا عليخخه السخخلم والنخخاس ينظخخرون مخخن أعلخخى‬
‫البركة‪ ،‬فلمخخا حصخخل بيخخن السخخباع أقعخخت جميعهخخا إلخخى الرض علخخى أذنابهخخا‪،‬‬
‫وصار يأتي إلى واحد واحد‪ ،‬يمسح وجهه ورأسه وظهره‪ ،‬والسبع يبصخخبص‬
‫له هكخخذا إلخخى أن أتخخى علخخى الجميخخع ثخخم طلخخع والنخخاس يبصخخرونه‪ .‬فقخخال لخخذلك‬
‫السلطان‪ :‬أنزل هذه الكذابة على علخخي وفاطمخخة ليتخخبين لخخك فخخامتنعت فألزمهخخا‬
‫ذلك السلطان وأمر أعوانه بالقائها فمذرآها السباع‪ ،‬وثبخخوا إليهخخا وافترسخخوها‪،‬‬
‫فاشتهر اسمها بخراسان بزينب الكذابة‪ ،‬وحخخديثها هنخخاك مشخخهور )‪- 80 (1‬‬
‫كشف‪ :‬من دلئل الحميري‪ ،‬عن سليمان الجعفري قال‪ :‬قال لي الرضخخا عليخخه‬
‫السلم‪ :‬اشتر لي جارية من صفتها كذا وكذا فأصبت له جارية عند رجل من‬
‫أهل المدينة كما وصف فاشتريتها ودفعت الثمن إلى مولهخخا وجئت بهخخا إليخخه‬
‫فأعجبته ووقعت منه‪ ،‬فمكثت أياما ثم لقيني مولها وهو يبكي فقخخال‪ :‬ال خ ال خ‬
‫في لست أتهنأ العيش وليخخس لخخي قخخرار ول نخخوم‪ ،‬فكلخخم أبخخا الحسخخن يخخرد علخخى‬
‫الجارية ويأخذ الثمن فقلخخت‪ :‬أمجنخخون أنخخت ؟ أنخخا أجخخترئ أن أقخخول لخخه يردهخخا‬
‫عليك‪ ،‬فخدخلت علخخى أبخخي الحسخخن عليخه السخلم فقخال لخي‪ :‬مبتخخدئا يخا سخليمان‬
‫صاحب الجارية يريد أن أردهخا عليخه ؟ قلخت‪ :‬إي والخ قخد سخألني أن أسخألك‬
‫قال‪ :‬فردها عليخه وخخذ الثمخن‪ ،‬ففعلخت ومكثنخا أيامخا ثخم لقينخي مولهخا فقخال‪:‬‬
‫جعلت فداك سل أبا الحسن يقبل الجارية فاني ل أنتفع بها ول أقدر أدنو منها‪،‬‬
‫قلت‪ :‬ل أقدر أبتخخدئه بهخخذا قخخال‪ :‬فخخدخلت علخخى أبخخي الحسخخن فقخخال‪ :‬يخخا سخخليمان‬
‫صاحب الجارية يريد أن أقبضها منه‪ ،‬وأرد عليه الثمن ؟ قلت‪ :‬قد سألني‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.74 - 71‬‬

‫]‪[63‬‬

‫ذلك قال‪ :‬فرد علي الجارية وخذ الثمن )‪ .(1‬وعن الحسن بخخن علخخي الوشخخاء قخخال‪ :‬قخخال‬
‫فلن بن محرز‪ :‬بلغنا أن أبا عبد ال عليه السلم كان إذا أراد أن يعخخاود أهلخخه‬
‫للجماع توضأ وضوء الصلة فاحب أن تسأل أبا الحسن الثاني عن ذلخخك قخخال‬
‫الوشاء‪ :‬فدخلت عليه فابتدأني من غير أن أسأله فقخخال‪ :‬كخخان أبخخو عبخخد الخ إذا‬
‫جامع وأراد أن يعاود توضأ للصلة وإذا أراد أيضا توضأ للصخخلة فخرجخخت‬
‫إلى الرجل فقلت‪ :‬قد أجابني عن مسألتك من غير أن أسأله )‪ .(2‬وعن الحسن‬
‫بن علي الوشاء‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قال‪ :‬قال لخخي ابتخخداء‪ :‬إن‬
‫أبي كان عندي البارحة‪ ،‬قلت‪ :‬أبوك ؟ قال‪ :‬أبخخي قلخخت‪ :‬أبخخوك ؟ قخخال أبخخي فخخي‬
‫المنام إن جعفرا كان يجيئ إلى أبي فيقول‪ :‬يا بني افعل كذا‪ ،‬يا بني افعل كذا‪،‬‬
‫يا بني افعل كذا قال‪ :‬فدخلت عليه بعد ذلك فقال‪ :‬يا حسخخن إن منامنخخا ويقظتنخخا‬
‫واحد‪ .‬وعن علي بن محمد القاشاني قال‪ :‬أخبرني بعخخض أصخخحابنا أنخخه حمخخل‬
‫إلى الرضا عليه السلم مال له خطر‪ ،‬فلم أره سر به‪ ،‬فخاغتممت لخذلك وقلخت‬
‫في نفسي‪ :‬قد حملت مثخخل هخخذا المخخال‪ ،‬ومخخا سخخر بخخه‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا غلم الطسخخت‬
‫والماء‪ ،‬وقعد على كرسي وقال للغلم‪ :‬صب علي الماء‪ ،‬فجعل يسيل من بين‬
‫أصابعه في الطست ذهب‪ ،‬ثم التفت إلي وقال‪ :‬من كان هكخخذا ل يبخخالي بالخخذي‬
‫حمل إليه )‪ .(3‬وعن موسى بن عمران قال‪ :‬رأيت علي بن موسى في مسجد‬
‫المدينة وهارون يخطب قال‪ :‬تروني وإياه نخدفن فخي بيخت واحخد )‪- 81 .(4‬‬
‫كش‪ :‬حمدويه‪ ،‬عن الحسن بن موسى‪ ،‬عن علي بن خطاب وكان‬

‫)‪ (1‬كشخخف الغمخة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .134 - 133‬المصخخدر ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .136‬نفخس‬
‫المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ (4) .137‬نفس المصدر ج ‪ 3‬ص ‪.138‬‬

‫]‪[64‬‬

‫واقفيا قال‪ :‬كنت في الموقف يوم عرفة فجاء أبخخو الحسخن الراضخا عليخه السخلم ومعخه‬
‫بعض بني عمه‪ ،‬فوقف أمخخامي وكنخخت محمومخخا شخخديد الحمخخى‪ ،‬وقخخد أصخخابني‬
‫عطش شديد قال‪ :‬فقال الرضخخا عليخخه السخخلم لغلم لخخه شخخيئا لخخم أعرفخخه فنخخزل‬
‫الغلم فجاء بماء في مشربة فنخاوله فشخرب وصخب الفضخلة علخى رأسخه مخن‬
‫الحر ثم قال‪ :‬امل فمل الشربة‪ .‬ثم قال‪ :‬اذهب فاسق ذلك الشيخ‪ ،‬قال‪ :‬فجاءني‬
‫بالماء فقال لي‪ :‬أنت موعوك ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قخخال‪ :‬اشخخرب‪ ،‬قخخال‪ :‬فشخخربت قخخال‪:‬‬
‫فذهبت وال الحمى فقال لي يزيد بن إسحاق‪ :‬ويحك يا علي فما تريد بعد هخخذا‬
‫ما تنتظر ؟ قال‪ :‬يا أخي دعنا‪ .‬قال له يزيد‪ :‬فحدثت بحديث إبراهيم بن شعيب‬
‫وكان واقفيا مثله قال‪ :‬كنت في مسجد رسول ال صلى ال خ عليخخه والخخه وإلخخى‬
‫جنبي إنسان ضخم آدم‪ ،‬فقلت له‪ :‬ممن الرجل ؟ فقال لي‪ :‬مخخولى لبنخخي هاشخخم‪،‬‬
‫قلت‪ :‬فمن أعلم بني هاشم ؟ قال‪ :‬الرضا عليه السلم قلت‪ :‬فمخخا بخخاله ل يجيخخئ‬
‫عنه كما جاء عن آبائه‪ ،‬قال‪ :‬فقال لي‪ :‬ما أدري ما تقول ونهض وتركني فلخخم‬
‫ألبث إل يسيرا حتى جاءني بكتاب فدفعه إلى فقرأته فإذا خط ليس بجيد‪ ،‬فخخإذا‬
‫فيه‪ :‬يا إبراهيم إنك تحكخخي )‪ (1‬مخخن آبخخائك وإن لخخك مخخن الولخخد كخخذا وكخخذا مخخن‬
‫الذكور فلن وفلن‪ ،‬حتى عدهم بأسمائهم‪ ،‬ولك من البنات فلنة وفلنة حتى‬
‫عد جميع البنات بأسمائهن‪ .‬قال‪ :‬فكانت له بنخخت تلقخخب بالجعفريخخة قخخال‪ :‬فخخخط‬
‫على اسمها فلما قرأت الكتاب قال لي‪ :‬هخاته‪ ،‬قلخخت‪ :‬دعخخه قخخال‪ :‬ل‪ ،‬امخخرت أن‬
‫آخذه منك‪ ،‬قال‪ :‬فدفعته إليه قال الحسن‪ :‬فأجدهما ماتا على شكهما )‪ .(2‬بيان‪:‬‬
‫تحكي من آبائك أي تشبههم فخخي الخلقخخة أو عخخدد الولد‪ ،‬أو أنخخك تحكخخي عخخن‬
‫آبائك فل اخبرك بأسمائهم ولكن اخبرك بأسماء أولدك لخفائهخخا ول يبعخخد أن‬
‫يكون تصحيف آبائي أي تحكي عن آبائي أنه كان يظهر منهم المعجزات فهخخا‬
‫أنا أيضا اظهرها‪.‬‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬نجل‪ (2) .‬رجال الكشى ص ‪ 398‬الرقم ‪.341‬‬

‫]‪[65‬‬

‫‪ - 82‬كش‪ :‬نصر بن الصباح قال‪ :‬حدثني إسحاق بن محمد‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بخخن‬
‫مهران‪ ،‬عن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن مطخخر وزكريخخا اللؤلخخوئي قخخال إبراهيخخم بخخن‬
‫شعيب‪ :‬كنت جالسا في مسجد رسول ال صخخلى الخ عليخخه والخخه وإلخخى جخخانبي‬
‫رجل من أهل المدينة فحادثنه مليا وسألني من أين أنت ؟ فأخبرته أنخخي رجخخل‬
‫من أهل العراق‪ ،‬قلت له‪ :‬فمن أنت ؟ قال‪ :‬مخخولى لبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه‬
‫السلم فقلت له‪ :‬لي إليك حاجة قال‪ :‬وما هي ؟ قلت‪ :‬توصل إليه‪ ،‬رقعخخة قخخال‪:‬‬
‫نعم‪ ،‬إذا شئت‪ ،‬فخرجت وأخذت قرطاسا وكتبت فيه )بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫إن من كان قبلك من آبائك كخخان يخبرنخخا بأشخخياء فيهخخا دللت وبراهيخخن‪ ،‬وقخخد‬
‫أحببت أن تخبرني باسمي واسم أبي وولدي‪ ،‬قال‪ :‬ثم ختمخخت الكتخخاب ودفعتخخه‬
‫إليه‪ ،‬فلما كان من الغد أتاني بكتاب مختوم ففضضخته وقرأتخخه فخإذا فخخي أسخفل‬
‫من الكتاب بخط ردي )بسم ال الرحمن الرحيم يا إبراهيم إن من آبائك شعيبا‬
‫وصالحا وإن من أبنائك محمدا وعليا وفلنخخة وفلنخخة غيخخر أنخخه زاد أسخخماء ل‬
‫نعرفها‪ ،‬قال‪ :‬فقال له بعض أهل المجلس‪ :‬اعلم أنه كما صدقك في غيرها فقد‬
‫صدقك فيها فابحث عنها )‪ - 83 .(1‬قب‪ :‬عن إبراهيم مثله وفخخي آخخخره فقخخال‬
‫الناس له‪ :‬اسم حنخخث )‪ .(2‬بيخان‪ :‬لعخل المعنخخى أنهخا اسخخم أولد الزنخخا الخذين ل‬
‫تعرفهخم‪ ،‬فخانه يقخال لولخد الزنخا ولخد الحنخث لنخه حصخل بخالثم‪ - 84 .‬كخش‪:‬‬
‫حمدويه‪ ،‬عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن على بن الحسين بن عبد ال )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬المصدر ص ‪ 399‬و ‪ (2) .400‬منخخاقب ابخخن شهرآشخخوب ج ‪ 4‬ص ‪ ،371‬وفيخخه‪:‬‬


‫اسم حنث أنبأك‪ ،‬وقال المحشى في الذيل‪ ،‬كذا في النسخخخ المتقنخخة الموجخخودة‬
‫عندي‪ ،‬واما النسخخة المطبوعخخة بخالغرى فقخخد أبخدلها بمخا فخخي نسخخة الكشخى‬
‫سواء‪ (3) .‬في المصدر المطبوع جديدا بالنجف وكخخان عليخخه معولنخخا )علخخى‬
‫بن الحسين بن عبد ربه( وقال المحشخى فخخي الخذيل‪ :‬فخخي النسخخة المطبوعخخة‬
‫)عبد ال( بخخدل )عبخخد ربخخه( والتصخخحيح مخخن كتخخاب الرجخخال( أقخخول‪ :‬عنخخونه‬
‫الردبيلى في جامع الرواة مرتين باللفظين وحكم بانهما =‬

‫]‪[66‬‬

‫قال‪ :‬سألته أن ينسئ في أجلي فقال‪ :‬إن تلقى ربك ليغفخخر لخخك‪ ،‬خيخخر لخخك‪ ،‬فحخخدث بخخذلك‬
‫إخوانه بمكة ثم مات بالخزيمية بالمنصرف مخخن سخخنته‪ ،‬وهخخذه فخخي سخخنة تسخخع‬
‫وعشرين ومائتين ‪ -‬رحمه ال ‪ -‬فقال‪ :‬فقد نعى إلخخي نفسخخي )‪ - 85 .(1‬كخخش‪:‬‬
‫محمد بن مسعود‪ ،‬عن محمد بن نصير‪ ،‬عن أحمد بن محمد بخخن عيسخخى قخخال‪:‬‬
‫كتب إليه علي بن الحسين بن عبد الخ يسخخأله الخخدعاء فخخي زيخخادة عمخخره حخختى‬
‫يرى ما يحب فكتب إليه في جوابه‪ :‬تصخخير إلخخى رحمخخة الخ خيخخر لخخك فتخخوفى‬
‫الرجل بالخزيمية )‪ - 86 .(2‬كش‪ :‬وجدت فخخي كتخاب محمخد بخن الحسخخن بخن‬
‫بندار بخطه حدثني الحسن ابن أحمد المالكي عخخن عبخخد الخ بخخن طخاوس قخخال‪:‬‬
‫قلخخت للرضخخا عليخخه السخخلم‪ :‬إن يحيخخى بخخن خالخخد سخخم أبخخاك موسخخى بخخن جعفخخر‬
‫صلوات ال عليهما ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬سمه في ثلثين رطبة‪ ،‬قلت له‪ :‬فما كان يعلخخم‬
‫أنها مسمومة ؟ قال‪ :‬غخاب عنخه المحخدث‪ ،‬قلخت‪ :‬ومخن المحخدث ؟ قخال‪ :‬ملخك‬
‫أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول ال صلى ال عليه واله وهخخو مخخع‬
‫الئمة عليهم السلم وليس كلما طلب وجد ثخم قخال‪ :‬إنخك سختعمر فعخاش مخائة‬
‫سنة )‪ - 87 .(3‬كش‪ :‬حمدويه‪ ،‬عن الحسن بن موسى‪ ،‬عن الحسين بن القاسم‬
‫)‪(4‬‬

‫= شخص واحد‪ .‬وفيه نقل عن رجال الستر آبادي بعد ذكر الخخخبر التخخى عخخن محمخخد‬
‫بن نصير عن محمد بن عيسى‪) :‬وهذا ربما نبه علخخى ان علخخى بخخن الحسخخين‬
‫بن عبد ربه‪ ،‬هو على بن الحسين بن عبد ال وهو غيخخر بعيخخد‪ ،‬وعنخخدي انخخه‬
‫على وجه ليس بغلط في النسخ‪ ،‬بل لنه كان يقال عليخخه السخخمان‪ ،‬ولخخو لقبخخا‬
‫وكناية‪ ،‬وال اعلم( انتهى‪ (1) .‬رجال الكشى ص ‪ (2) .430‬رجال الكشخخى‬
‫ص ‪ ،430‬والخزيمية منزلة من منازل الحخاج بيخن الجفخر والثعلبيخة‪ ،‬قخاله‬
‫الفيروز آبادي‪ (3) .‬رجال الكشى ص ‪ 503‬في حديث‪ (4) .‬كذا فخخي نسخخخة‬
‫الكمبانى‪ .‬وفى المصدر المطبوع وهكذا جامع الخخرواة وغيخخر ذلخخك نقل عخخن‬
‫الكشى )الحسن بن القاسم(‪ ،‬وقال الممقانى‪ :‬ان الشيخ عد الحسخخين بخخن قاسخخم‬
‫فخخي رجخخاله مخخن أصخخحاب الرضخخا عليخخه السخخلم واسخختظهر بعضخخهم كخخونه‬
‫مصحف الحسن ليكون موافقا‬

‫]‪[67‬‬

‫قال‪ :‬حضر بعض ولخخد جعفخخر عليخه السخلم المخوت فأبطخخأ عليخه الرضخا عليخه السخلم‬
‫فغمني ذلك لبطائه عن عمه قخخال‪ :‬ثخخم جخخاء فلخخم يلبخخث أن قخخام‪ ،‬قخخال الحسخخين‪:‬‬
‫فقمت معه فقلت له‪ :‬جعلت فداك عمك في الحال التي هو فيهخخا تقخخوم وتخخدعه‪،‬‬
‫فقال عمي يدفن فلنا يعني الذي هخخو عنخخدهم‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخوال مخخا لبثنخخا أن تماثخخل‬
‫المريض‪ ،‬ودفن أخاه الذي كان عندهم صحيحا‪ ،‬قال الحسن الخشخخاب‪ :‬وكخخان‬
‫الحسين بن القاسم يعرف الحق بعد ذلك ويقخخول بخخه )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬تماثخخل العليخخل‬
‫قارب البرء‪ - 88 .‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد وغيره‪ ،‬عن علي‬
‫بن الحكم‪ ،‬عن الحسين بن عمر بن يزيد قال‪ :‬دخلت على الرضا عليه السلم‬
‫وأنا يومئذ واقف وقد كان أبخخي سخأل أبخخاه عخخن سخخبع مسخخائل فأجخخابه فخخي سخخت‬
‫وأمسك عن السابعة‪ ،‬فقلت‪ :‬وال لسألنه عما سأل أبي أباه‪ ،‬فان أجخخاب بمثخخل‬
‫جواب أبيه فكانت دللخة فسخألته فأجخاب بمثخل جخواب أبيخه أبخي فخي المسخائل‬
‫الست فلم يزد في الجواب واوا ول ياء وأمسك عن السابعة وقد كان أبي قخخال‬
‫لبيه‪ :‬إني أحتج عليك عند ال يوم القيامخخة أنخخك زعمخخت أن عبخخد الخ لخخم يكخخن‬
‫إماما فوضع يده إلى عنقه ثم قال‪ :‬نعم‪ ،‬احتج على بذلك عند ال عزوجل فمخخا‬
‫كان فيه من إثم فهو في رقبتي‪ .‬فلمخخا ودعتخه قخخال‪ :‬إنخه ليخس أحخد مخخن شخخيعتنا‬
‫يبتلي ببلية أو يشتكي فيصبر على ذلك إل كتب ال له أجر ألف شخخهيد‪ ،‬فقلخخت‬
‫في نفسي‪ :‬وال ما كان لهذا ذكر‪.‬‬

‫لهذا الذى في كش‪ ،‬وقال صاحب قاموس الرجال‪ :‬قلت بعد كون نسخخخة الكشخخى كخخثيرة‬
‫التحريف فليستظهر أن الحسن هذا مصحف الحسين ليكون موافقخخا لمخخا فخخي‬
‫رجال الشيخ‪ ،‬مع أن نسخ الكشى في هذا مختلفة بين الحسن والحسين‪ ،‬ولذا‬
‫عنونه القهبانى هنا‪ ،‬وقال‪ :‬سجيئ في الحسين‪ ،‬وعنخخونه فخخي الحسخخين أيضخخا‬
‫ونقل الخبر مع اختلف فيخخه‪ ،‬راجخخع قخخاموس الرجخخال ج ‪ 3‬ص ‪(1) .225‬‬
‫رجال الكشى ص ‪.510‬‬

‫]‪[68‬‬
‫فلما مضيت وكنت في بعض الطريق خرج بي عرق المدني )‪ (1‬فلقيت منه شدة فلمخخا‬
‫كان من قابل حججت فدخلت عليه‪ ،‬وقد بقخخي مخخن وجعخخي بقيخخة فشخخكوت إليخخه‬
‫وقلت له‪ :‬جعلت فداك عوذ رجلي وبسطتها بيخخن يخخديه‪ ،‬فقخال لخخي‪ :‬ليخخس علخخى‬
‫رجلك هذه بأس‪ ،‬ولكن أرني رجلخك الصخحيحه‪ ،‬فبسخطتها بيخن يخديه فعوذهخا‬
‫فلما خرجت لم ألبث إل يسيرا حتي خرج بي العرق وكان وجعه يسيرا ) ‪.(2‬‬
‫‪ - 89‬كا‪ :‬أحمد بن مهران‪ ،‬عن محمد بن علي‪ ،‬عن ابن قياما الواسطي وكان‬
‫من الواقفة قال‪ :‬دخلت على علي بن موسخخى الرضخخا عليخخه السخخلم فقلخخت لخخه‪:‬‬
‫يكون إمامان ؟ قال‪ :‬ل إل وأحدهما صامت‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬هخخوذا أنخخت ليخخس لخخك‬
‫صامت‪ ،‬ولم يكن ولد له أبو جعفر عليه السلم بعد‪ ،‬فقخخال‪ :‬وال خ ليجعلخخن ال خ‬
‫مني ما يثبت به الحق وأهله ويمحق به الباطل وأهله‪ ،‬فولخد لخه بعخد سخنة أبخو‬
‫جعفر عليه السلم فقيل لبن قياما‪ :‬أل تقنعك هذه الية ؟ فقال‪ :‬اما وال خ إنهخخا‬
‫لية عظيمة‪ ،‬ولكن كيف أصنع بما قال أبو عبد ال عليه السلم في ابنه )‪.(3‬‬
‫‪ - 90‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلخخى بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن الوشخخاء قخخال‪ :‬أتيخخت‬
‫خراسان وأنا واقف فحملت معي متاعا وكان معي ثوب وشي )‪ (4‬في بعض‬
‫الرزم ولم أشعر به ولم أعرف مكخخانه‪ ،‬فلمخخا قخخدمت مخخرو ونزلخخت فخخي بعخخض‬
‫منازلها لم أشعر إل ورجل مدني من بعض مولديها فقال لخخي‪ :‬إن أبخخا الحسخخن‬
‫الرضا عليه السلم يقول لك‪:‬‬

‫)‪ (1‬عرق المدينى أو المدنى مركب اضخافي‪ ،‬وهخو خيخخط يخخرج مخخن الرجخخل تخدريجا‬
‫ويشتد وجعه‪ ،‬منه رحمه ال في مرآت العقول‪ (2) .‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.354‬‬
‫)‪ (3‬الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ 321‬و ‪ (4) .354‬يقخال‪ :‬وشخخى الثخخوب يشخخيه وشخخيا‪:‬‬
‫نمنمه ونقشه وحسنه‪ ،‬فهو واش والثوب موشى فالوشي مصدر ‪ -‬يقال على‬
‫نقخخش الثخخوب ويكخخون مخخن كخخل نخخوع مخخن الثيخخاب الموشخخية تسخخمية بالمصخخدر‬
‫والوشاء كشداد مبالغة في الواشى‪ ،‬والذى يبيع ثياب البريسم‪ .‬وأمخخا الخخرزم‬
‫فهو جمع رزمة ما شد في ثوب واحد‪.‬‬

‫]‪[69‬‬

‫ابعث إلي الثوب الوشي الذي عندك‪ ،‬قال‪ :‬فقلت‪ :‬ومن أخخخبر أبخخا الحسخخن بقخخدومي وأنخخا‬
‫قدمت آنفا وما عندي ثوب وشي‪ ،‬فرجع إليه وعاد إلي فقخخال‪ :‬يقخخول لخخك‪ :‬بلخخى‬
‫هو في موضع كذا وكذا ورزمة كذا وكذا فطلبته حيث قال‪ :‬فوجدته في أسفل‬
‫الرزمة فبعثت به إليه‪ - 91 (1) .‬كا‪ :‬علي بن محمد ومحمد بن الحسن‪ ،‬عخخن‬
‫سهل بن زياد‪ ،‬عمن ذكره عن محمد بن جحخرش قخال‪ :‬حخدثتني حكيمخة بنخت‬
‫موسى قالت‪ :‬رأيت الرضا عليه السلم واقفخخا علخخى بخخاب بيخخت الحطخخب وهخخو‬
‫ينخخاجي ولسخخت أرى أحخخدا فقلخخت‪ :‬يخخا سخخيدي لمخخن تنخخاجي ؟ فقخخال‪ :‬هخخذا عخخامر‬
‫الزاهرائي أتاني يسألني ويشكو إلي فقلت‪ :‬يا سخخيدي احخخب أن أسخخمع كلمخخه‪،‬‬
‫فقال لي‪ :‬إنك إن سمعت به حممت سنة فقلت‪ :‬يا سيدي احب أن أسمعه‪ ،‬فقال‬
‫لي‪ :‬اسمعي فاستمعت فسمعت شبه الصفير وركبتني الحمخخى فحممخخت سخخنة )‬
‫‪ - 92 .(2‬قب‪ :‬مرسل مثله )‪ - 93 .(3‬عيون المعجزات‪ :‬روي عن الحسن‬
‫بن علي الوشا قال‪ :‬شخصت إلى خراسان ومعي حلل وشي للتجارة فخخوردت‬
‫مدينة مرو ليل وكنت أقول بخخالوقف علخخى موسخخى بخخن جعفخخر عليهمخخا السخخلم‬
‫فوافق موضع نزولي غلم أسود كأنه مخخن أهخخل المدينخخة فقخخال لخخي‪ :‬يقخخول لخخك‬
‫سيدي‪ :‬وجه إلي بالحبرة التي معك لكفن بها مخخولى لنخخا قخخد تخخوفي فقلخخت لخخه‪:‬‬
‫ومن سيدك ؟ قال‪ :‬علي بن موسى الرضا عليه السلم فقلت‪ :‬مخخا معخخي حخخبرة‬
‫ول حلة إل وقد بعتها في الطريق‪ ،‬فمضى ثم عاد إلي فقال لي‪ :‬بلى قخد بقيخت‬
‫الحبرة قبلك فقلت له‪ :‬إني ما أعلمها معي فمضى وعاد الثالثة فقخال‪ :‬هخخي فخخي‬
‫عرض السفط الفلني فقلت‪ :‬في نفسي إن صح قوله فهي دللة وكانت ابنخختي‬
‫قد دفعت إلي حبرة وقال‪ :‬ابتخخع لخخي بثمنهخخا شخخيئا مخخن الفيخخروزج والسخخبج مخخن‬
‫خراسان ونسيتها‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .335‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .395‬مناقب آل أبى طخخالب ج‬
‫‪ 4‬ص ‪ ،344‬وفيه عامر الدهرائى‪.‬‬

‫]‪[70‬‬

‫فقلت‪ :‬لغلمي هات هذا السفط الذي ذكره‪ ،‬فأخرجه إلي وفتحخخه‪ ،‬فوجخخدت الحخخبرة فخخي‬
‫عرض ثياب فيه‪ ،‬فدفعتها إليه وقلت‪ :‬ل آخذ لها ثمنا فعاد إلي وقال‪ :‬تهدي ما‬
‫ليخخس لخخك ؟ دفعتهخخا إليخخك ابنتخخك فلنخخة‪ ،‬وسخخألتك بيعهخخا وأن تبتخخاع لهخخا بثمنهخخا‬
‫فيروزجا وسبجا )‪ (1‬فابتع لها بهذا ما سخألت‪ ،‬ووجخه مخع الغلم الثمخن الخذي‬
‫يساوي الحبرة بخراسان‪ .‬فعجبت مما ورد علي وقلت‪ :‬وال لكتبن له مسائل‬
‫أنا شخخاك فيهخخا ولمتحننخخه بمسخخائل سخخئل أبخخوه عليخخه السخخلم عنهخخا فخأثبت تلخخك‬
‫المسائل فخخي درج وعخخدت إلخخى بخخابه والمسخخائل فخخي كمخخي ومعخخي صخخديق لخخي‬
‫مخالف‪ ،‬ل يعلم شخخرح هخخذا المخخر‪ .‬فلمخخا وافيخخت بخخابه رأيخخت العخخرب والقخخواد‬
‫والجند يدخلون إليه‪ ،‬فجلست ناحية داره وقلت في نفسي‪ :‬متى أنخا أصخخل إلخخى‬
‫هذا وأنا متفكر‪ ،‬وقد طال قعودي وهممت بالنصراف إذ خرج خخخادم تصخخفح‬
‫الوجوه‪ ،‬ويقول أين ابن ابنة إلياس ؟ فقلت‪ :‬هخا أنخاذا فخأخرج مخن كمخه درجخا‬
‫وقال‪ :‬هذا جواب مسائلك وتفسيرها‪ ،‬ففتحته وإذا فيه المسائل الخختي فخخي كمخخي‬
‫وجوابها وتفسيرها‪ ،‬فقلخخت‪ :‬اشخخهد الخ ورسخخوله علخخى نفسخخي أنخخك حجخخة الخخ‪،‬‬
‫وأستغفر ال وأتوب إليه‪ ،‬وقمت‪ ،‬فقال لي رفيقي‪ :‬إلى أين تسخخرع ؟ فقلخخت قخخد‬
‫قضيت حاجتي في هذا الوقت‪ ،‬وأنا أعود للقائه بعد هذا‪ .‬عم‪ ،‬قب‪ :‬ممخخا روتخخه‬
‫العامة من معجزاته روى الحسخن بخخن محمخد بخخن أحمخخد السخمرقندي المحخدث‬
‫بالسناد عن الحسن بن علي الوشاء مثله )‪.(2‬‬
‫)‪ (1‬الفيروزج‪ :‬حجر كريم معروف وفتح فائه أشهر مخخن كسخخرها‪ ،‬والسخخبج معخخرب "‬
‫شبه " محركة خرز أسود شديد السواد‪ ،‬قال في البرهان‪ :‬هو حجر أسود له‬
‫بريق يشبه الكهرباء في اللطافخخة والخفخخة طخخبيعته بخخارد يخخابس ولخخه خخخواص‬
‫عديدة‪ ،‬يصنع منه الخاتم‪ ،‬وغير ذلك‪ ،‬اه‪ ،‬وأما قخخراءة المصخخنف " السخخيح "‬
‫وهو ضرب من البرود والعباء المخطط‪ ،‬فل يناسب ذكر الفيروزج‪ ،‬مع أن‬
‫البرد أيضا نوع من الحبرة فقد رغبت ابنته عنهخخا لتبتخخاع بثمنهخخا مخخا ترغخخب‬
‫فيه النساء من الحلى والحلل‪ ،‬ل أن تستبدل حبرتهخخا بعبخخاءة‪ (2) .‬منخخاقب آل‬
‫أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪.336‬‬

‫]‪[71‬‬

‫بيان‪ :‬السيح ضرب من البرود وعباءة مخططة )‪ - 94 .(1‬يج‪ :‬روى مسافر قال‪ :‬أمر‬
‫أبو إبراهيم عليه السلم حين اخرج به أبا الحسن عليخخه السخخلم أن ينخخام علخخى‬
‫بابه في كل ليلة أبدا ما دام حيا إلى أن يأتيه خخبره قخال‪ :‬فكنخا نفخخرش فخخي كخل‬
‫ليلة لبي الحسن في الدهليز ثخخم يخخأتي بعخخد العشخخاء الخخخرة فينخخام فخخإذا أصخخبح‬
‫انصرف إلى منزله‪ ،‬وكنا ربما خبأنا الشئ منخخه ممخخا يؤكخخل فيجيخخئ ويخرجخخه‬
‫ويعلمنا أنخخه علخخم بخخه مخخا كخخان ينبغخخي أن يخبخخأ منخخه‪ .‬فلمخخا كخخان ليلخخة أبطخخأ عنخخا‬
‫واستوحش العيال وذعروا‪ ،‬ودخلنا من ذلك مدخل عظيم‪ ،‬فلما كخان مخخن الغخخد‬
‫أتى الدار ودخخخل علخخى العيخخال‪ ،‬وقصخخد إلخخى ام أحمخخد وقخخال لهخخا‪ :‬هخخاتي الخخذي‬
‫أودعك أبي ! فصرخت ولطمت وشقت وقالت‪ :‬مخخات سخخيدي فكفهخخا وقخخال‪ :‬ل‬
‫تتكلمي حتى يجيئ الخبر فخخدفعت إليخخه سخخفطا )‪ .(2‬أقخخول‪ :‬سخخنورد كخخثيرا مخخن‬
‫معجزاته عليخخه السخخلم فخخي البخخواب التيخخة لكونهخخا أنسخخب بهخخا‪ - 95 .‬وروى‬
‫البرسي في مشخخارق النخخوار أن رجل مخخن الواقفخخة جمخخع مسخخائل مشخخكلة فخخي‬
‫طومار وقال في نفسه‪ :‬إن عرف الرضا عليه السلم معنخخاه فهخخو ولخخي المخخر‬
‫فلما أتى الباب‪ ،‬وقف ليخف المجلخخس‪ ،‬فخخخرج إليخخه الخخخادم وبيخخده رقعخخة فيهخخا‬
‫جواب مسخخائله بخخخط المخخام عليخخه السخخلم‪ ،‬فقخخال لخخه الخخخادم‪ :‬أيخخن الطومخخار ؟‬
‫فأخرجه فقال له‪ :‬يقول لك ولي ال‪ :‬هذا جواب مخخا فيخه فأخخخذه ومضخخى‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫وروي أنه عليه السلم قال يوما في مجلسه ل إله إل ال‪ ،‬مات فلن‪ ،‬فصخخبر‬
‫هنيئة وقال‪ :‬ل إله إل الخ غسخخل وكفخخن وحمخخل إلخخى حفرتخخه‪ ،‬ثخخم صخخبر هنيئة‬
‫وقال‪ :‬ل إله إل ال وضع في قبره وسئل عن ربه فأجخخاب ثخخم سخخئل عخخن نخخبيه‬
‫فأقر ثم سئل عن إمامه فعدهم حتى وقف عندي فما باله وقف‪ ،‬وكخخان الرجخخل‬
‫واقفيا‪.‬‬

‫)‪ (1‬الصحاح ص ‪ (2) .377‬لم نجده في الخرائج والجرائح ورواه الكليني في الكافي‬
‫ج ‪ 1‬ص ‪.381‬‬
‫]‪[72‬‬

‫وقال‪ :‬إن الرضا عليه السلم لما قدم من خراسان توجهت إليه الشيعة مخخن الطخخراف‪،‬‬
‫وكان علي بن أسباط قد توجه إليه بهدايا وتحخف‪ ،‬فاخخذت القافلخخة واخخذ مخخاله‬
‫وهداياه وضرب على فيه فانتثرت نواجده‪ ،‬فرجع إلى قرية هناك فنخخام فخخرأى‬
‫الرضا عليه السلم في منامه وهو يقول‪ :‬ل تحزن إن هداياك ومالك وصخخلت‬
‫إلينا وأما همك بثناياك فخذ من السعد المسحوق واحخخش بخخه فخخاك قخخال‪ :‬فخخانتبه‬
‫مسرورا وأخذ من السعد وحشا به فاه فرد ال عليه نواجده‪ ،‬قال‪ :‬فلمخخا وصخخل‬
‫إلى الرضا عليه السلم ودخل عليه‪ ،‬قال‪ :‬قد وجدت مخخا قلنخخاه لخخك فخخي السخخعد‬
‫حقا فادخل هذه الخزانة فانظر‪ ،‬فدخل فإذا ماله وهداياه كلها عل حدته‪- 96 .‬‬
‫دعوات الراوندي‪ :‬عن محمد بن علي عليهما السلم قخخال‪ :‬مخخرض رجخخل مخخن‬
‫أصحاب الرضا عليه السلم فعخخاده فقخخال‪ :‬كيخخف تجخخدك ؟ قخخال‪ :‬لقيخخت المخخوت‬
‫بعدك‪ ،‬يريد ما لقيه من شدة مرضه فقال‪ :‬كيف لقيته قال‪ :‬شديدا أليما قال‪ :‬مخخا‬
‫لقيته إنما لقيت ما يبدؤك به ويعرفك بعض حاله إنما الناس رجلن‪ :‬مستريح‬
‫بالموت ومستراح منه فجدد اليمان بال وبالولية تكن مستريحا ففعل الرجل‬
‫ذلك ثم قال‪ :‬يا ابن رسول ال هذه ملئكخخة ربخخي بالتحيخخات والتحخخف يسخخلمون‬
‫عليك وهم قيام بين يديك فائذن لهخخم فخخي الجلخخوس فقخخال الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫اجلسوا ملئكة ربي ثم قال للمريض‪ :‬سخلهم امخروا بالقيخام بحضخرتي ؟ فقخال‬
‫المريض‪ :‬سألتهم فذكروا أنه لو حضرك كل من خلقه ال من ملئكته لقخخاموا‬
‫لك ولم يجلسوا حتى تأذن لهم هكخخذا أمرهخخم الخ عزوجخخل ثخخم غمخخض الرجخخل‬
‫عينيخه وقخال‪ :‬السخلم عليخك يخا ابخن رسخول الخ هخذا شخصخك ماثخل لخي مخع‬
‫أشخاص محمد صلى ال عليه واله ومن بعده من الئمة وقضى الرجل‪.‬‬

‫]‪[73‬‬

‫)‪) * (4‬باب( * * )وروده عليه السلم البصرة والكوفة وما ظهر منخخه عليخخه السخخلم(‬
‫* )فيهمخخا مخخن الحتجاجخخات والمعجخخزات( * ‪ - 1‬يخخج‪ :‬روي عخخن محمخخد بخخن‬
‫الفضل الهاشمي قال‪ :‬لما توفي موسى بن جعفر عليهما السلم أتيخخت المدينخخة‬
‫فدخلت على الرضا عليه السلم فسلمت عليه بالمر وأوصخخلت إليخخه مخخا كخخان‬
‫معي‪ ،‬وقلت‪ :‬إني سائر إلى البصرة‪ ،‬وعرفخخت كخخثرة خلف النخخاس وقخخد نعخي‬
‫إليهم موسى عليه السلم وما أشك أنهم سيسألوني عخخن براهيخخن المخخام‪ ،‬ولخخو‬
‫أريتني شيئا من ذلك فقال الرضا عليه السلم لم يخف علي هذا فأبلغ أولياءنا‬
‫بالبصرة وغيرها أني قادم عليهم ول قوة إل بال ثم أخرج إلي جميع ما كخخان‬
‫للنبي عند الئمة من بردته وقضيبه وسلحه وغير ذلخخك‪ ،‬فقلخخت‪ :‬ومخختى تقخخدم‬
‫عليهم ؟ قخخال‪ :‬بعخخد ثلثخخة أيخخام مخخن وصخخولك ودخولخخك البصخخرة‪ ،‬فلمخخا قخخدمتها‬
‫سألوني عن الحال فقلت لهم‪ :‬إني أتيت موسى بن جعفر قبل وفاته بيوم واحد‬
‫فقال إني ميت ل محالة فإذا واريتني في لحدي فل تقيمن وتوجه إلخخى المدينخخة‬
‫بودائعي هذه‪ ،‬وأوصخخلها إلخى ابنخي علخى بخن موسخخى فهخخو وصخيي وصخخاحب‬
‫المر بعدي‪ ،‬ففعلت ما أمرني بخخه وأوصخخلت الخخودائع إليخخه وهخخو يخخوافيكم إلخخى‬
‫ثلثة أيام من يومي هذا فسألوه عما شئتم‪ .‬فابتدر الكلم عمرو بن هداب ) ‪(1‬‬
‫عن القخوم وكخان ناصخخبيا ينحخو نحخخو التزيخخد والعخختزال‪ ،‬فقخال‪ :‬يخخا محمخخد إن‬
‫الحسن بن محمد رجل من أفاضل أهل هذا البيت فخخي ورعخخه وزهخخده وعلمخخه‬
‫وسنه‪ ،‬وليس هو كشاب مثل علي بخخن موسخخى ولعلخخه لخخو سخخئل عخخن شخخئ مخخن‬
‫معضلت الحكام لحار في ذلك‪ ،‬فقال الحسن بن محمد وكان حاضرا‬

‫)‪ (1‬قال الفيروز آبادي‪ :‬وهدبة بن خالد ‪ -‬ويعرف بهداب ككتان ‪ -‬محدث‪.‬‬

‫]‪[74‬‬

‫في المجلس‪ :‬ل تقل يا عمرو ذلك فان عليا على ما وصف من الفضل‪ ،‬وهذا محمد بن‬
‫الفضل يقول‪ :‬إنه يقدم إلى ثلثة أيام فكفاك به دليل‪ ،‬وتفرقخخوا‪ .‬فلمخخا كخخان فخخي‬
‫اليوم الثالث من دخولي البصرة إذا الرضا عليه السلم قد وافى فقصد منخخزل‬
‫الحسن بن محمد داخل له داره‪ ،‬وقخام بيخن يخديه‪ ،‬يتصخرف بيخن أمخره ونهيخه‬
‫فقال‪ :‬يا )حسن بن( محمد أحضر جميع القوم الذين حضخخروا عنخخد محمخخد بخخن‬
‫الفضل وغيرهم من شيعتنا وأحضر جاثليق النصارى ورأس الجالوت‪ ،‬ومر‬
‫القوم يسألوا عما بدالهم فجمعهم كلهم والزيدية والمعتزلة‪ ،‬وهم ل يعلمون لما‬
‫يدعوهم الحسن بن محمد فلما تكاملوا ثني للرضا عليه السلم وسخخادة فجلخخس‬
‫عليها ثخخم قخخال‪ :‬السخخلم عليكخخم ورحمخخة الخ وبركخخاته‪ ،‬هخخل تخخدرون لخخم بخخدأتكم‬
‫بالسلم ؟ قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬لتطمئن أنفسكم‪ ،‬قالوا‪ :‬من أنت يرحمك ال قخخال‪ :‬أنخخا‬
‫على بن موسى بن جعفر بن محمد بن علخخى بخخن الحسخخين ابخخن علخخى بخخن أبخخى‬
‫طالب وابن رسول ال صلى ال عليخخه والخخه صخخليت اليخخوم صخخلة الفجخخر فخخي‬
‫مسجد رسول ال صخخلى الخ عليخه والخخه مخخع والخخي المدينخخة‪ ،‬وأقرأنخخي بعخد أن‬
‫صلينا كتاب صاحبه إليه واستشارني في كثير من امخخوره فأشخخرت عليخخه بمخخا‬
‫فيه الحظ له ووعدته أن يصير إلى بالعشى بعد العصر من هذا اليوم‪ ،‬ليكتخخب‬
‫عندي جواب كتاب صاحبه‪ ،‬وأنا واف لخخه بمخخا وعخخدته ول حخخول ول قخخوة إل‬
‫بال‪ .‬فقالت الجماعة‪ :‬يا ابن رسول ال صلى ال عليه واله مخخا نريخخد مخخع هخخذا‬
‫الدليل برهانا وأنت عندنا الصادق القول‪ ،‬وقاموا لينصرفوا فقال لهخخم الرضخخا‬
‫عليه السلم ل تتفرقوا فانى إنما جمعتكم لتسخخألوا عمخخا شخخئتم مخخن آثخخار النبخخوة‬
‫وعلمات المامة التي ل تجدونها إل عندنا أهل البيت فهلموا مسائلكم‪ .‬فابتدأ‬
‫عمرو بن هداب فقال‪ :‬إن محمد بن الفضل الهاشمي ذكر عنك أشياء ل تقبلها‬
‫القلوب‪ ،‬فقال الرضا عليه السلم‪ :‬وما تلك ؟ قخخال‪ :‬أخبرنخخا عنخخك أنخخك تعخخرف‬
‫كل ما أنزله ال وأنك تعرف كل لسان ولغة‪ ،‬فقال الرضا عليه السلم‪ :‬صدق‬
‫محمد بن الفضل فأنا أخبرته بذلك فهلموا فاسألوا قال‪ :‬فانا نختخخبرك قبخخل كخخل‬
‫شئ باللسن واللغات‬
‫]‪[75‬‬

‫وهذا رومي وهذا هندي وفارسي وتركي فأحضرناهم فقال عليه السلم فليتكلمخخوا بمخخا‬
‫أحبوا اجب كل واحد منهم بلسخخانه إنشخخاء الخخ‪ .‬فسخخأل كخخل واحخخد منهخخم مسخخألة‬
‫بلسانه ولغته‪ ،‬فأجابهم عمخخا سخخألوا بألسخخنتهم ولغخخاتهم فتحيخخر النخخاس وتعجبخخوا‬
‫وأقروا جميعا بأنه أفصح منهم بلغاتهم‪ .‬ثم نظر الرضا عليه السخخلم إلخخى ابخخن‬
‫هداب فقال‪ :‬إن أنا أخبرتك أنك ستبتلى في هذه اليام بدم ذي رحخخم لخخك كنخخت‬
‫مصدقا لي ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬فان الغيب ل يعلمه إل ال تعالى‪ ،‬قال عليخخه السخخلم‪ :‬أو‬
‫ليس ال يقول‪ " :‬عالم الغيب فل يظهر على غيبه أحخخدا إل مخخن ارتضخخى مخخن‬
‫رسول " )‪ (1‬فرسول ال عند ال مرتضى ونحن ورثخخة ذلخخك الرسخخول الخخذي‬
‫أطلعه ال على ما شاء من غيبه‪ ،‬فعلمنا ما كخخان ومخخا يكخخون إلخخى يخخوم القيامخخة‬
‫وإن الذي أخبرتك به يا ابن هداب لكائن إلى خمسة أيام فان لم يصح ما قلخخت‬
‫في هذه المخخدة )‪ (2‬فخخاني كخخذاب مفخختر‪ ،‬وإن صخخح فتعلخخم أنخخك الخخراد علخخى الخ‬
‫ورسوله‪ ،‬وذلك دللة اخرى‪ ،‬أما إنك ستصاب ببصخخرك وتصخخير مكفوفخخا فل‬
‫تبصر سهل ول جبل‪ ،‬وهذا كخخائن بعخخد أيخخام‪ ،‬ولخخك عنخخدي دللخخة اخخخرى إنخخك‬
‫ستحلف يمينا كاذبة فتضرب بالبرص‪ .‬قال محمد بخخن الفضخخل‪ :‬تخخال لقخخد نخخزل‬
‫ذلك كله بابن هداب‪ ،‬فقيل له‪ :‬صدق الرضا أم كذب ؟ قخخال‪ :‬والخ لقخخد علمخخت‬
‫في الوقت الذي أخبرني به أنه كائن ولكنني كنت أتجلد‪ .‬ثخم إن الرضخا التفخت‬
‫إلى الجاثليق فقال‪ :‬هل دل النجيل على نبخخوة محمخخد صخخلى الخ عليخخه والخخه ؟‬
‫قال‪ :‬لو دل النجيل على ذلك مخخا جحخخدناه‪ ،‬فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬أخخخبرني عخخن‬
‫السكتة التي لكم في السفر الثالث فقال الجاثليق اسم مخخن أسخخماء ال خ تعخخالى ل‬
‫يجوز لنا أن نظهره قخخال الرضخخا عليخخه السخخلم‪ :‬فخخان قررتخخك أنخخه اسخخم محمخخد‬
‫وذكره وأقر عيسى به‬

‫)‪ (1‬الجن‪ (2) .27 :‬في المصدر وهكذا نسخة الكمبانى زيادة " إل " وهو سهو‪.‬‬

‫]‪[76‬‬

‫وأنه بشر بني إسرائيل بمحمد لتقخخر بخخه ول تنكخخره ؟ قخخال الجخاثليق‪ :‬إن فعلخخت أقخخررت‬
‫فاني ل أرد النجيل ول أجحخخد‪ ،‬قخخال الرضخخا عليخخه السخخلم فخخخذ علخخي السخخفر‬
‫الثالث الذي فيه ذكخخر محمخخد وبشخخارة عيسخخى بمحمخخد‪ ،‬قخخال الجخخاثليق‪ :‬هخخات !‬
‫فأقبل الرضا عليه السلم يتلو ذلك السفر من النجيخخل حخختى بلخخغ ذكخخر محمخخد‬
‫فقال‪ :‬يا جاثليق من هذا الموصوف ؟ قال الجاثليق صفه قال‪ :‬ل أصفه إل بما‬
‫وصفه ال‪ ،‬هو صاحب الناقخة والعصخا والكسخاء النخبي المخي الخذي يجخدونه‬
‫مكتوبا عندهم في التوراة والنجيل يأمرهم بخخالمعروف وينهخخاهم عخخن المنكخخر‬
‫ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهخخم الخبخخائث ويضخخع عنهخخم إصخخرهم والغلل‬
‫التي كانت عليهم يهدي إلى الطريق القصخخد‪ ،‬والمنهخخاج العخخدل‪ ،‬والصخخراط‬
‫القوم‪ .‬سألتك يا جخخاثليق‪ :‬بحخخق عيسخخى روح الخ وكلمتخخه‪ ،‬هخخل تجخخدون هخخذه‬
‫الصفة فخخي النجيخل لهخخذا النخخبي ؟ فخأطرق الجخاثليق مليخخا وعلخم أنخخه إن جحخد‬
‫النجيل كفر فقال‪ :‬نعم هذه الصفة من النجيل‪ ،‬وقد ذكر عيسى فخخي النجيخخل‬
‫هذا النبي ولم يصح عند النصارى أنه صاحبكم فقال الرضا عليه السلم‪ :‬أمخا‬
‫إذا لم تكفر بجحود النجيل وأقررت بما فيه من صفة محمخخد‪ ،‬فخخخذ علخخي فخخي‬
‫السفر الثاني فخخاني اوجخخدك ذكخخره وذكخخر وصخخيه وذكخخر ابنتخخه فاطمخخة‪ ،‬وذكخخر‬
‫الحسن والحسين‪ .‬فلما سمع الجخخاثليق ورأس الجخخالوت ذلخخك علمخخا أن الرضخخا‬
‫عليه السلم عالم بالتوراة والنجيل فقال‪ :‬وال قد أتخخى بمخخا ل يمكننخخا رده ول‬
‫دفعه إل بجحود التوراة والنجيخخل والزبخخور‪ ،‬ولقخخد بشخخر بخخه موسخخى وعيسخخى‬
‫جميعا ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة أنخخه محمخخد هخخذا‪ ،‬فأمخخا اسخخمه فمحمخخد فل‬
‫يجوز لنا أن نقر لكم بنبوته‪ ،‬ونحن شاكون أنه محمدكم أو غيره‪ ،‬فقال الرضا‬
‫عليه السلم‪ :‬احتججتم بالشك فهل بعث ال قبل أو بعد من ولد آدم إلخخى يومنخخا‬
‫هذا نبيا اسمه محمد ؟ أو تجدونه في شخخئ مخخن الكتخخب الخخذي أنزلهخخا الخ علخخى‬
‫جميع النبياء غير محمد ؟ فأحجموا عن جوابه‪ ،‬وقالوا‪ :‬ل يجوز لنخخا أن نقخخر‬
‫لك بأن محمدا هو محمدكم لنا إن أقررنا لك بمحمخخد ووصخخيه وابنتخخه وابنيهخخا‬
‫على ما ذكرتم أدخلتمونا في السلم كرها‪.‬‬

‫]‪[77‬‬

‫فقال الرضا عليه السلم أنت يا جاثليق آمن في ذمة ال وذمة رسوله أنه ل يبدؤك منخخا‬
‫شئ تكره مما تخافه وتحذره‪ ،‬قال‪ :‬أما إذ قد آمنتني فان هذا النبي الذي اسخخمه‬
‫محمد وهذا الوصي الذي اسمه علي وهذه البنت التي اسخخمها فاطمخخة‪ ،‬وهخخذان‬
‫السبطان اللذان اسمهما الحسن والحسين في التوراة والنجيل والزبخخور )قخخال‬
‫الرضا عليه السلم‪ :‬فهذا الذي ذكرته في التوراة والنجيل والزبور( )‪ (1‬من‬
‫اسم هذا النبي وهذا الوصي وهذه البنخخت وهخخذين السخخبطين‪ ،‬صخخدق وعخخدل أم‬
‫كذب وزور ؟ قال‪ :‬بل صدق وعدل‪ ،‬ما قال إل الحق‪ .‬فلما أخذ الرضخخا عليخخه‬
‫السخخلم إقخخرار الجخخاثليق بخخذلك قخخال لخخرأس الجخخالوت‪ :‬فاسخخمع الن يخخا رأس‬
‫الجالوت السفر الفلني من زبور داود‪ ،‬قال‪ :‬هات بارك ال عليك وعلى مخخن‬
‫ولدك‪ ،‬فتل الرضا عليه السلم السفر الول من الزبور حتى انتهى إلى ذكخخر‬
‫محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين فقال‪ :‬سألتك يخخا رأس الجخخالوت بحخخق‬
‫الخ هخخذا فخخي زبخخور داود ؟ ولخخك مخخن المخخان والذمخخة والعهخخد مخخا قخخد أعطيتخخه‬
‫الجاثليق‪ ،‬فقال رأس الجالوت‪ :‬نعم هذا بعينه في الزبور بأسمائهم قال الرضا‬
‫عليه السلم‪ :‬بحق العشر اليات التي أنزلها ال على موسى بخخن عمخخران فخخي‬
‫التوراة هل تجد صفة محمد وعلخخي وفاطمخخة والحسخخن والحسخخين فخخي التخخوراة‬
‫منسوبين إلى العدل والفضل ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬ومخخن جحخخدها كخخافر بربخخه وأنبيخخائه‪.‬‬
‫قال له الرضا عليه السلم‪ :‬فخذ الن في سفر كذا مخخن التخخوراة فأقبخخل الرضخخا‬
‫عليخخه السخخلم يتلخخو التخخوراة ورأس الجخخالوت يتعجخخب مخخن تلوتخخه وبيخخانه‪،‬‬
‫وفصاحته ولسانه حتى إذا بلغ ذكر محمد قال رأس الجالوت‪ :‬نعم‪ ،‬هذا أحماد‬
‫وأليخخا وبنخخت أحمخخاد وشخخبر وشخخبير تفسخخيره بالعربيخخة محمخخد وعلخخي وفاطمخخة‬
‫والحسن والحسين‪ ،‬فتل الرضا عليه السلم إلى تمخخامه‪ .‬فقخخال رأس الجخخالوت‬
‫لما فرغ من تلوته‪ :‬وال يا ابن محمد لول الرئاسة التي‬

‫)‪ (1‬ما بين العلمتين ساقط من نسخة الكمبانى‪ ،‬فراجع‪(*) .‬‬

‫]‪[78‬‬

‫حصلت لي على جميع اليهود لمنت بأحمد واتبعت أمخخرك فخخوال الخخذي أنخخزل التخخوراة‬
‫على موسى والزبور علخخى داود مخخا رأيخخت أقخخرأ للتخخوراة والنجيخخل والزبخخور‬
‫منك‪ ،‬ول رأيت أحسن تفسيرا وفصاحة لهخخذه الكتخخب منخخك‪ .‬فلخخم يخخزل الرضخخا‬
‫عليه السلم معهم فخخي ذلخخك إلخخى وقخخت الخخزوال فقخخال لهخخم حيخخن حضخخر وقخخت‬
‫الزوال‪ :‬أنا اصلي وأصير إلى المدينة للوعد الذي وعدت والي المدينة ليكتب‬
‫جواب كتابه وأعود إليكم بكرة إنشاء ال‪ ،‬قال فأذن عبد ال بن سليمان‪ ،‬وأقام‬
‫وتقدم الرضا عليه السلم فصلى بالنخخاس وخفخخف القخخراءة وركخخع تمخخام السخخنة‬
‫وانصرف فلما كخان مخن الغخد عخاد إلخى مجلسخه ذلخك‪ ،‬فخأتوه بجاريخة روميخة‬
‫فكلمها بالرومية والجاثليق يسمع‪ ،‬وكخخان فهمخخا بالروميخخة‪ ،‬فقخال الرضخخا عليخخه‬
‫السلم بالرومية‪ :‬أيما أحب إليك محمد أم عيسخخى ؟ فقخخالت‪ :‬كخخان فيمخخا مضخخى‬
‫عيسى أحب إلي حين لم أكن عرفت محمدا فأما بعد أن عرفت محمدا فمحمخخد‬
‫الن أحب إلي من عيسى ومن كل نبي فقال لها الجاثليق‪ :‬فإذا كنت دخلت في‬
‫دين محمد فتبغضين عيسى ؟ قالت‪ :‬معاذ ال بل احب عيسى واؤمن به ولكن‬
‫محمدا أحب إلي‪ .‬فقال الرضا عليه السلم للجاثليق‪ :‬فسر للجماعة ما تكلمخخت‬
‫به الآجارية وما قلت أنت لها وما أجابتك به‪ ،‬ففسر لهم الجاثليق ذلك كله‪ ،‬ثم‬
‫قال الجاثليق‪ :‬يا ابن محمد ههنا رجل سندي وهو نصراني صخخاحب احتجخخاج‬
‫وكلم بالسندية‪ ،‬فقال له‪ :‬أحضرنيه‪ ،‬فأحضخخره فتكلخخم معخخه بالسخخندية ثخخم أقبخخل‬
‫يحاجه وينقله من شئ إلى شئ بالسندية في النصرانية فسخخمعنا السخخندي يقخخول‬
‫ثبطى )ثبطى( ثبطلة‪ ،‬فقال الرضا عليه السلم‪ :‬قد وحد ال بالسندية‪ .‬ثم كلمه‬
‫في عيسى ومريم فلم يزل يدرجه مخن حخال إلخى حخال إلخى أن قخال بالسخندية‪:‬‬
‫أشهد أن ل إله إل الخ وأن محمخخدا رسخخول الخخ‪ ،‬ثخخم رفخخع منطقخخة كخخانت عليخخه‬
‫فظهر من تحتها زنار في وسطه فقال‪ :‬اقطعه أنت بيدك يخخا ابخخن رسخخول الخخ‪،‬‬
‫فدعا الرضا عليه السلم بسكين فقطعه‪ ،‬ثم قال لمحمد بخخن الفضخخل الهاشخخمي‪:‬‬
‫خذ السندي إلى الحمام وطهره‪ ،‬واكسه وعياله واحملهم جميعا إلى المدينة‪.‬‬

‫]‪[79‬‬
‫فلما فرغ من مخاطبة القوم‪ ،‬قال‪ :‬قد صح عندكم صدق ما كان محمد بن الفضل يلقخخي‬
‫عليكم عني ؟ قالوا‪ :‬نعم‪ ،‬وال لقد بان لنا منخخك فخخوق ذلخخك أضخخعافا مضخخاعفة‪،‬‬
‫وقد ذكر لنا محمد بن الفضل أنك تحمل إلى خراسان ؟ فقال‪ :‬صدق محمد إل‬
‫)‪ (1‬أني احمل مكرما معظما مبجل‪ .‬قال محمد بن الفضل‪ :‬فشهد له الجماعة‬
‫بالمامة‪ ،‬وبات عندنا تلك الليلة فلما أصبح ودع الجماعة وأوصاني بمخخا أراد‬
‫ومضى‪ ،‬وتبعته حتى إذا صرنا في وسخط القريخة عخدل عخن الطريخق فصخلى‬
‫أربع ركعات ثم قال‪ :‬يا محمد انصرف في حفظ ال غمض طرفخخك فغمضخخته‬
‫ثم قال‪ :‬افتح عينيك ففتحتهمخخا فخخإذا أنخخا علخخى بخخاب منزلخخي بالبصخخرة ولخخم أرى‬
‫الرضا عليه السلم قال‪ :‬وحملت السندي وعياله إلى المدينة في قت الموسخخم‪.‬‬
‫قال محمد بن الفضل‪ :‬كان فيما أوصخخاني بخخه الرضخخا عليخخه السخخلم فخخي وقخخت‬
‫منصخخرفه مخخن البصخخرة أن قخال لخخي‪ :‬صخخر إلخى الكوفخة فخخاجمع الشخخيعة هنخخاك‬
‫وأعلمهم أني قادم عليهم وأمرني أن أنزل في دار حفص بن عمير اليشخخكري‬
‫فصرت إلى الكوفة فأعلمت الشيعة أن الرضا عليخخه السخخلم قخخادم عليكخخم فأنخخا‬
‫يوما عند نصر بن مزاحم إذ مخر بخي سخلم خخادم الرضخا فعلمخت أن الرضخا‬
‫عليه السلم قد قدم‪ ،‬فبخخادرت إلخخى دار حفخخص بخخن عميخخر فخخإذا هخخو فخخي الخخدار‬
‫فسلمت عليه ثم قال لي‪ :‬احتشد من طعام تصلحه للشيعة‪ ،‬فقلت‪ :‬قخخد احتشخخدت‬
‫وفرغت مما يحتاج إليه‪ ،‬فقال‪ :‬الحمد ل على توفيقخخك‪ .‬فجمعنخخا الشخخيعة‪ ،‬فلمخخا‬
‫أكلوا قال‪ :‬يخخا محمخخد انظخخر مخخن بالكوفخخة مخخن المتكلميخخن والعلمخخاء فأحضخخرهم‬
‫فأحضرناهم‪ ،‬فقال لهم الرضا عليه السلم‪ :‬إني اريد أن أجعل لكخخم خظخخا مخخن‬
‫نفسي كما جعلت لهل البصرة‪ ،‬وأن ال قد أعلمني كل كتخاب أنزلخخه ثخخم أقبخخل‬
‫على جاثليق‪ ،‬وكان معروفخخا بالجخخدل والعلخخم والنجيخخل فقخخال‪ :‬يخخا جخخاثليق هخخل‬
‫تعرف لعيسى صحيفة فيها خمسة أسماء يعلقها في عنقخخه‪ ،‬إذا كخخان بخخالمغرب‬
‫فأراد المشرق فتحها فأقسم على ال باسم واحد من خمسة السماء أن تنطوي‬
‫له الرض فيصير من المغرب إلى المشرق‪ ،‬ومن المشرق إلى المغرب فخخي‬
‫لحظة ؟ فقال الجاثليق‪ :‬ل علم‬

‫)‪ (1‬في طبعة الكمبانى )على أنى( وهو سهو‪.‬‬

‫]‪[80‬‬

‫لي بها وأما السماء الخمسة فقد كانت معه يسخخأل الخ بهخخا أو بواحخخد منهخخا يعطيخخه الخ‬
‫جميع ما يسأله قال‪ :‬ال أكخخبر إذا لخخم تنكخخر السخخماء فأمخخا الصخخحيفة فل يضخخر‬
‫أقررت بها أم أنكرتها اشخخهدوا علخخى قخخوله‪ .‬ثخخم قخخال‪ :‬يخخا معاشخخر النخخاس أليخخس‬
‫أنصف الناس من حاج خصمه بملته وبكتابه وبنخخبيه وشخخريعته ؟ قخخالوا‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫قال الرضا عليه السلم‪ :‬فاعلموا أنه ليس بامام بعد محمد إل من قام بمخخا قخخام‬
‫بخه محمخد حيخن يفضخي المخر إليخه‪ ،‬ول يصخلح للمامخة إل مخن حخاج المخم‬
‫بالبراهين للمامة‪ ،‬فقال رأس الجالوت‪ :‬وما هذا الدليل على المام ؟ قال‪ :‬أن‬
‫يكون عالما بالتوراة والنجيل والزبور والقرآن الحكيم‪ ،‬فيحخخاج أهخخل التخخوراة‬
‫بتوراتهم وأهل النجيخل بخانجيلهم‪ ،‬وأهخل القخرآن بقرآنهخم‪ ،‬وأن يكخون عالمخا‬
‫بجميع اللغات حتى ل يخفى عليخخه لسخخان واحخخد‪ ،‬فيحخخاج كخخل قخخوم بلغتهخخم‪ ،‬ثخخم‬
‫يكون مع هذه الخصال تقيا نقيا من كخخل دنخخس طخخاهرا مخخن كخخل عيخخب‪ ،‬عخخادل‬
‫منصفا حكيما رؤفا رحيما غفورا عطوفا صادقا مشفقا بارا أمينا مأمونا راتقا‬
‫فاتقا‪ .‬فقام إليه نصر بن مزاحم فقال‪ :‬يا ابن رسول ال ما تقول في جعفخخر بخخن‬
‫محمد ؟ قال‪ :‬ما أقول في إمام شهدت امة محمخخد قاطبخخة بخخأنه كخخان أعلخخم أهخخل‬
‫زمانه‪ ،‬قال‪ :‬فما تقول في موسى بن جعفر ؟ قال‪ :‬كان مثله‪ ،‬قال‪ :‬فخخان النخخاس‬
‫قد تحيروا في أمره قال‪ :‬إن موسى بن جعفخر عمخر برهخخة مخخن الزمخان فكخان‬
‫يكلم النباط بلسانهم‪ ،‬ويكلم أهل خراسان بالدرية وأهل روم بالرومية‪ ،‬ويكلم‬
‫العجخخم بألسخخنتهم‪ ،‬وكخخان يخخرد عليخخه مخخن الفخخاق علمخخاء اليهخخود والنصخخارى‪،‬‬
‫فيحاجهم بكتبهم وألسنتهم‪ .‬فلما نفخخدت مخخدته‪ ،‬وكخخان وقخخت وفخخاته أتخخاني مخخولى‬
‫برسالته يقول‪ :‬يا بني إن الجل قد نفد‪ ،‬والمدة قد انقضت‪ ،‬وأنت وصي أبيخخك‬
‫فان رسول ال صلى ال عليه واله لمخخا كخخان وقخخت وفخاته دعخخا عليخخا وأوصخخاه‬
‫ودفخخع إليخخه الصخخحيفة الخختي كخخان فيهخخا السخخماء الخختي خخخص الخ بهخخا النبيخخاء‬
‫والوصياء‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا علي ادن مني‪ ،‬فغطى رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‬
‫رأس علي عليه السلم بملءة ثم قال له‪ :‬أخرج لسانك‪ ،‬فأخرجه‬

‫]‪[81‬‬

‫فختمه بخاتمه ثم قال‪ :‬يا علي اجعل لساني في فيك‪ ،‬فمصه وابلغ عني )‪ (1‬كل ما تجد‬
‫في فيك‪ ،‬ففعل علي ذلك فقال له‪ :‬إن الخ قخخد فهمخخك مخخا فهمنخخي‪ ،‬وبصخخرك مخخا‬
‫بصرني‪ ،‬وأعطاك من العلخخم مخخا أعطخخاني‪ ،‬إل النبخخوة‪ ،‬فخخانه ل نخخبي بعخخدي ثخخم‬
‫كذلك إمام بعد إمام‪ ،‬فلما مضى موسى علمت كل لسان وكل كتاب )‪(5) .(2‬‬
‫* )باب( * * )استجابة دعواته عليه السلم( * ‪ - 1‬ن‪ :‬أبي وابن الوليد معخا‪،‬‬
‫عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن ابن هاشم‪ ،‬عخخن‬
‫داود بن محمد النهدي‪ ،‬عن بعض أصحابنا قال‪ :‬دخل ابن أبي سعيد المكاري‬
‫على الرضا عليه السخلم فقخال لخه‪ :‬أبلخغ الخ مخن قخدرك أن تخدعي مخا ادعخى‬
‫أبوك ؟ فقال له‪ :‬مالك أطفأ ال نخورك وأدخخخل الفقخر بيتخك أمخا علمخخت أن الخ‬
‫عزوجل أوحى إلى عمران عليه السلم أني واهب لك ذكرا‪ ،‬فوهب له مريم‪،‬‬
‫ووهب لمريم عيسى عليه السلم فعيسى من مريم ومريم من عيسى وعيسخخى‬
‫ومريم عليهما السلم شئ واحد وأنا من أبي وأبي مني وأنا وأبي شئ واحخخد‪،‬‬
‫فقال له ابن أبي سعيد فأسألك عن مسألة ؟ فقال‪ :‬ل إخالخخك تقبخخل منخخي ولسخخت‬
‫من غنمي‪ ،‬ولكن هلمها‪ .‬فقال‪ :‬رجل قال عند موته‪ :‬كل مملوك لخي قخديم فهخو‬
‫حر لوجه ال عزوجل فقال‪ :‬نعم‪ ،‬إن الخ تبخخارك وتعخخالى يقخخول‪ :‬فخخي كتخخابه "‬
‫حتى عاد كالعرجون القديم " )‪ (3‬فما كان من مماليكه أتى له ستة أشهر فهخخو‬
‫قديم حر‪ .‬قال‪ :‬فخرج الرجل فافتقر حتى مات‪ ،‬ولم يكن عنده مبيت ليلة‪ .‬لعنه‬
‫ال )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬في طبعة الكمبانى " وأبلغ عنى ذلخخك " وهخخو تصخخحيف‪ (2) .‬الخخخرائج والجخخرائح‬
‫ص ‪ (3) .206 - 204‬يس‪ (4) .39 :‬عيون أخبار الرضا عليه السلم ج‬
‫‪ 1‬ص ‪.308‬‬

‫]‪[82‬‬

‫‪ - 2‬ن‪ :‬الوراق والمكتب وحمزة العلوي والهمداني جميعا‪ ،‬عخخن علخخي عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫الهروي وحدثنا جعفر بن نعيم بن شاذان‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن إبراهيخخم‬
‫بن هاشم عن الهروي قال‪ :‬رفع إلى المأمون أن أبا الحسخخن علخخي بخخن موسخخى‬
‫الرضا عليه السلم يعقد مجالس الكلم‪ ،‬والناس يفتتنون بعلمخخه‪ ،‬فخخأمر محمخخد‬
‫بن عمرو الطوسي حاجب المأمون فطرد الناس عن مجلسه وأحضخخره‪ ،‬فلمخخا‬
‫نظر إليه زبره واستخف به فخرج أبو الحسن الرضا عليه السخخلم مخخن عنخخده‬
‫مغضبا وهو يدمدم بشفتيه ويقول‪ :‬وحق المصطفى والمرتضى وسيدة النساء‬
‫لستنزلن من حول ال عزوجل بدعائي عليه ما يكون سببا لطرد كلب أهخخل‬
‫هذه الكخورة إيخاه واسختخفافهم بخه‪ ،‬و بخاصخته وعخامته‪ .‬ثخم إنخه عليخه السخلم‬
‫انصرف إلى مركزه واستحضر الميضأة وتوضأ وصلى ركعختين وقنخت فخي‬
‫الثانية فقال‪ :‬أللهم يا ذا القدرة الجامعة‪ ،‬والرحمة الواسخخعة‪ ،‬والمنخخن المتتابعخخة‬
‫واللء المتوالية‪ ،‬واليخخادي الجميلخخة‪ ،‬والمخخواهب الجزيلخخة‪ ،‬يخخامن ل يوصخخف‬
‫بتمثيل‪ ،‬ول يمثل بنظير‪ ،‬ول يغلب بظهير‪ ،‬يامن خلق فرزق‪ ،‬وألهم فخخأنطق‪،‬‬
‫وابتدع فشخخرع‪ ،‬وعل فخخارتفع‪ ،‬وقخخدر فأحسخخن وصخخور فخخأتقن‪ ،‬واحتخخج فخأبلغ‪،‬‬
‫وأنعم فأسبغ‪ ،‬وأعطى فأجزل يخامن سخما فخي العخز ففخات خخواطر البصخار‪،‬‬
‫ودنا في اللطخخف فجخخاز هخخواجس الفكخخار‪ ،‬يخخامن تفخخرد بالملخخك فل نخخد لخخه فخخي‬
‫ملكوت سلطانه وتوحد بالكبرياء فل ضد له في جبروت شأنه‪ ،‬يخخامن حخخارت‬
‫في كبرياء هيبته دقائق لطائف الوهام‪ ،‬وحسرت دون إدراك عظمته‬

‫]‪[83‬‬

‫خطائف أبصار النام‪ ،‬يا عالم خطخخرات قلخخوب العخخالمين‪ ،‬ويخخا شخخاهد لحظخخات أبصخخار‬
‫الناظرين‪ ،‬يامن عنت الوجخخوه لهيبتخخه‪ ،‬وخضخخعت الرقخخاب لجللتخخه‪ ،‬ووجلخخت‬
‫القلوب من خيفته‪ ،‬وارتعدت الفرائص من فرقه يابدئ يا بديع ياقوي يخا منيخع‬
‫يا علي يا رفيع‪ ،‬صل على من شرفت الصلوة بالصلوة عليه‪ ،‬وانتقم لي ممخخن‬
‫ظلمني‪ ،‬واستخف بي وطرد الشيعة عن بخخابي‪ ،‬وأذقخخه مخخرارة الخخذل والهخخوان‬
‫كما أذاقنيها‪ ،‬واجعله طريد الرجاس‪ ،‬وشريد النجاس‪ .‬قال أبو الصلت عبخخد‬
‫السلم بن صالح الهروي‪ :‬فما استتم مولي عليه السلم دعخخاءه حخختى وقعخخت‬
‫الرجفة في المدينخة‪ ،‬وارتخج البلخد‪ ،‬وارتفعخت الزعقخخة والصخخيحة‪ ،‬واسختفحلت‬
‫النعرة‪ ،‬وثارت الغبرة‪ ،‬وهاجت القاعة‪ ،‬فلم ازايل مكاني إلى أن سخخلم مخخولي‬
‫عليه السلم فقال لي‪ :‬يا أبا الصلت اصعد السطح فانك سترى امرأة بغية عثة‬
‫رثة‪ ،‬مهيجة الشرار‪ ،‬متسخخخة الطمخخار‪ ،‬يسخخميها أهخخل هخخذه الكخخورة سخخمانة‪،‬‬
‫لغباوتها وتهتكها قد أسندت مكان الرمح إلى نحرها قصبا‪ ،‬وقخخد شخخدت وقايخخة‬
‫لها حمراء إلى طرفه مكان اللواء‪ ،‬فهي تقود جيوش القاعة‪ ،‬وتسوق عسخخاكر‬
‫الطغام إلى قصر المأمون ومنازل قواده‪ .‬فصخخعدت السخخطح فلخخم أر إل نفوسخخا‬
‫تنتزع بالعصا‪ ،‬وهامات ترضخ بالحجخخار ولقخخد رأيخخت المخخأمون متخخدرعا قخخد‬
‫برز من قصر الشاهجان متوجها للهرب‪ ،‬فما شعرت إل بشاجرد الحجخخام قخخد‬
‫رمخخى مخخن بعخخض أعخخالي السخخطوح بلبنخخة ثقيلخخة فضخخرب بهخخا رأس المخخأمون‪،‬‬
‫فأسقطت بيضته بعد أن شقت جلدة هامته‪ .‬فقال لقاذف اللبنة بعض من عرف‬
‫المأمون‪ :‬ويلك أمير المؤمنين فسمعت سمانة‬

‫]‪[84‬‬

‫تقول‪ :‬اسكت ل ام لخخك ليخخس هخخذا يخخوم التميخخز والمحابخخاة‪ ،‬ول يخخوم إنخخزال النخخاس علخخى‬
‫طبقاتهم‪ ،‬فلو كان هخخذا أميخخر المخخؤمنين لمخخا سخخلط ذكخخور الفجخخار علخخى فخخروج‬
‫البكار‪ .‬وطرد المأمون وجنوده أسوء طرد بعد إذلل واستخفاف شخخديد )‪.(1‬‬
‫‪ - 2‬قخخب‪ :‬الهخخروي مثلخخه‪ ،‬وزاد فخخي آخخخره ونهبخخوا أمخخواله‪ ،‬فصخخلب المخخأمون‬
‫أربعين غلما وأسل دهقان مرو‪ ،‬وأمر أن يطول جدرانهم‪ ،‬وعلم أن ذلك من‬
‫اسخختخفاف الرضخخا‪ ،‬فانصخخرف ودخخخل عليخخه وحلفخخه أن ل يقخخوم وقبخخل رأسخخه‬
‫وجلس بين يديه‪ ،‬وقال‪ :‬لم تطب نفسي بعد مع هؤلء فما ترى ؟ فقال الرضخخا‬
‫عليه السلم‪ :‬اتق ال في امة محمد‪ ،‬وما ولك من هخخذا المخخر‪ ،‬وخصخخك بخخه‪،‬‬
‫فانك قخد ضخخيعت امخور المسخلمين وفوضخخت ذلخخك إلخخى غيخخرك‪ .‬إلخخى آخخخر مخا‬
‫أوردناه في باب ما جرى بينه عليه السلم وبيخخن المخخأمون )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬الزبخخر‬
‫الزجر والمنع والنتهار‪ .‬ويقخخال‪ " :‬دمخخدم عليخخه " إذا كلمخخه مغضخخبا والزعخخق‬
‫الصياح‪ ،‬واستفحل المر أي تفاقم وعظم‪ ،‬وقاعة الدار ساحتها‪ ،‬ولعل المخخراد‬
‫أهل الميدان من الجامرة‪ ،‬والعثة العجخخوز والمخخرأة البذيخخة والحمقخخاء والرثخخة‬
‫بالكسر المرأة الحمقاء‪ ،‬وفلن رث الهيئة أي سيئ الحال‪ ،‬وفخخي مناسخخبة لفخخظ‬
‫السمانة للغباوة والتهتك خفاء إل أن يقال سمي بخخه لتسخخمنه مخخن الشخخر‪ ،‬ولعلخخه‬
‫كان سمامة من السم والطغام كسحاب أوغاد الناس‪ ،‬وأسخل دهقخان مخرو )‪(3‬‬
‫أي أرضاه وكشف همه‪ - 3 .‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن أحمد بخخن محمخخد‬
‫بن إسحاق الخراساني قال‪ :‬سمعت علي بخخن محمخخد النخخوفلي يقخخول‪ :‬اسخختحلف‬
‫الزبير بن بكخخار رجخخل مخخن الطخخالبيين علخخى شخخئ بيخخن القخخبر والمنخخبر‪ ،‬فحلخخف‬
‫فبرص وأنا رأيته وبساقيه وقدميه برص كثير وكان أبوه بكار قد ظلم الرضا‬
‫عليه السلم في شئ فدعا عليه فسقط في وقت دعائه عليه السلم عليه حجخخر‬
‫من قصر فاندقت عنقه‪.‬‬

‫)‪ (1‬عيخخون أخبخخار الرضخخا عليخخه السخخلم ج ‪ 2‬ص ‪ 173‬و ‪ (2) .174‬منخخاقب آل أبخخى‬
‫طخخالب ج ‪ 4‬ص ‪ 345‬و ‪ (3) .346‬ولعخخل الظهخخر كخخون " اسخخل " أو "‬
‫أسلء " كما في نسخة المناقب علما لدهقان مرو‪.‬‬

‫]‪[85‬‬

‫وأما أبوه عبد ال بن مصعب فانه مزق عهد يحيى بن عبد ال بن الحسخخن وأمخخانه بيخخن‬
‫يدي الرشيد‪ ،‬وقخال‪ :‬اقتلخه يخخا أميخر المخؤمنين‪ ،‬فخانه ل أمخخان لخخه‪ ،‬فقخال يحيخى‬
‫للرشيد إنه خرج مع أخي بالمس‪ ،‬وأنشده أشخخعارا لخخه فأنكرهخخا فحلفخخه يحيخخى‬
‫بالبراءة وتعجيل العقوبة‪ ،‬فحخخم مخخن وقتخخه ومخخات بعخخد ثلثخخة‪ ،‬وانخسخخف قخخبره‬
‫مرات كثيرة وذكر خبرا طويل اختصرت منه )‪ - 4 .(1‬ن‪ :‬أبي وابن الوليد‬
‫معا‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن علي بن الحكم عن محمد بن الفضيل قخخال‪:‬‬
‫لما كان في السنة التي بطش هارون بآل برمك بدأ بجعفر ابن يحيى‪ ،‬وحبخخس‬
‫يحيى بن خالد‪ ،‬ونزل بالبرامكة ما نزل‪ ،‬كان أبو الحسخخن عليخخه السخخلم واقفخخا‬
‫بعرفة يخدعو ثخم طأطخأ رأسخه‪ ،‬فسخئل عخن ذلخك‪ ،‬فقخال‪ :‬إنخي كنخت أدعخو الخ‬
‫عزوجل على البرامكة بما فعلوا بخخأبي عليخه السخلم فاسخختجاب الخ لخي اليخوم‬
‫فيهم فلما انصرف لخخم يلبخث إل يسخخيرا حختى بطخش بجعفخخر ويحيخخى وتغيخرت‬
‫أحوالهم )‪ - 3 .(2‬كشف‪ :‬من دلئل الحميري‪ ،‬عن محمد بن الفضيل مثلخخه )‬
‫‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا عليخخه السخخلم ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .224‬المصخخدر ص ‪(3) .225‬‬
‫كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.137‬‬

‫]‪[86‬‬

‫)‪) * (6‬بخخاب( * * )معرفتخخه صخخلوات ال خ عليخخه بجميخخع اللغخخات وكلم( * * )الطيخخر‬


‫والبهائم وبعض غرائب أحخواله( * ‪ - 1‬ن‪ :‬أبخي‪ ،‬عخن سخعد‪ ،‬عخن محمخد بخن‬
‫جزك )‪ (1‬عن ياسر الخادم قال‪ :‬كان غلمخخان لبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم فخخي‬
‫البيت صقالبة وروم وكان أبو الحسن عليه السلم قريبا منهم فسخخمعهم بالليخخل‬
‫يتراطنون بالصقلبية )‪ (2‬والرومية‪ ،‬ويقولون‪ :‬إنا كنا نفتصد في كل سنة فخخي‬
‫بلدنا ثم ليس نفصد ههنا‪ ،‬فلما كان من الغد وجه أبو الحسن عليه السلم إلى‬
‫بعض الطباء فقال له‪ :‬افصد فلنا عرق كذا وافصد فلنا عرق كخخذا وافصخخد‬
‫فلنا عرق كذا‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا ياسر ل تفتصد أنت‪ ،‬قال‪ :‬فافتصدت فورمت يخخدي‬
‫و احمرت فقال لي‪ :‬يا ياسر مالك ؟ فأخبرته فقال‪ :‬ألم أنهك عن ذلك هلم يدك‬
‫فمسح يده عليها وتفل فيها‪ ،‬ثم أوصاني أن ل أتعشى فكنت بعد ذلخخك مخخا شخخاء‬
‫ال ل أتعشى ثم اغافل فأتعشى فتضرب علي )‪ .(3‬ير‪ :‬محمد بن جخخزك مثلخخه‬
‫)‪ .(4‬قب‪ :‬عن ياسر مثله )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬محمد بن جزك الجمال من أصحاب الهادى عليه السلم وفى المناقب محمخخد ابخخن‬
‫جنخخدل‪ (2) .‬الصخخقالبة جيخخل كخخانت تتخخاخم بلدهخخم بلد الخخخزر بيخخن بلغخخار‬
‫وقسطنطينية والخختراطن والرطانخخة الكلم بالعجميخخة‪ ،‬وفخخى طبخخع الكمبخخانى‬
‫)يتواطئون( وهو تصحيف‪ (3) .‬عيون أخبار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪(4) .227‬‬
‫بصائر الدرجات الجزء ‪ 7‬ب ‪ 12‬ح ‪ (5) .4‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص‬
‫‪.334‬‬

‫]‪[87‬‬

‫‪ - 2‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبي هاشم الجعفري قال‪ :‬كنت أتغدى مع أبخخي‬
‫الحسن عليه السلم فيدعو بعض غلمانه بالصخخقلبية والفارسخخية وربمخخا بعثخخت‬
‫غلمي هذا بشئ من الفارسية فيعلمه‪ ،‬وربما كان ينغلخخق الكلم علخخى غلمخخه‬
‫بالفارسية فيفتح هو على غلمه )‪ - 3 .(1‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيخخه‪،‬‬
‫عن الهروي قال‪ :‬كان الرضا عليه السخخلم يكلخخم النخخاس بلغخخاتهم‪ ،‬وكخخان والخ‬
‫أفصح الناس وأعلمهم بكل لسان ولغة فقلت له يوما‪ :‬يا ابخخن رسخخول ال خ إنخخي‬
‫لعجب من معرفتك بهذه اللغات على اختلفها‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبا الصلت أنا حجخخة‬
‫ال على خلقه‪ ،‬وما كان ال ليتخذ حجة على قوم وهو ل يعرف لغخخاتهم أو مخخا‬
‫بلغك قول أمير المؤمنين عليه السلم " اوتينخخا فصخخل الخطخخاب " فهخخل فصخخل‬
‫الخطاب إل معرفة اللغات )‪ .(2‬قب‪ :‬الهروي مثله )‪ - 4 .(3‬ب‪ :‬معاوية بخخن‬
‫حكيم‪ ،‬عن الوشاء قال‪ :‬قال لي الرضا عليه السلم ابتداء‪ :‬إن أبي كان عنخخدي‬
‫البارحة قلت‪ :‬أبوك ؟ قال‪ :‬أبي‪ ،‬قلت‪ :‬أبوك ؟ قال‪ :‬أبي قلت‪ :‬أبوك ؟ قال‪ :‬في‬
‫المنام إن جعفرا كان يجيئ إلى أبي فيقول يا بني افعل كذا يا بني افعل كذا يخخا‬
‫بني افعل كذا قال‪ :‬فدخلت عليه بعد ذلك فقال لي‪ :‬يا حسن إن منامنخخا ويقظتنخخا‬
‫واحدة )‪ - 5 .(4‬ب‪ :‬معاوية‪ ،‬عن الوشاء قال‪ :‬قال لخخي الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫بخراسان‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال عليه واله ههنا والتزمته )‪ - 6 .(5‬ير‪:‬‬
‫محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبي هاشم قال‪ :‬كنت أتغدى معه فيدعو بعض‬

‫)‪ (1‬عيخخون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .228‬المصخخدر نفسخخه‪ (3) .‬منخخاقب آل أبخخى‬
‫طالب ج ‪ 4‬ص ‪ (4) .333‬قرب السناد ص ‪ (5) .202‬نفس المصدر ص‬
‫‪.203‬‬
‫]‪[88‬‬

‫غلمانه بالصقلبية والفارسية‪ ،‬وربما يقول غلمي هذا يكتب شيئا من الفارسية فكنخخت‬
‫أقول له‪ :‬اكتب فكان يكتب فيفتح هو على غلمه )‪ - 7 .(1‬يخر‪ :‬عبخد الخ بخن‬
‫جعفر‪ ،‬عن أبي هاشم الجعفري قخال‪ :‬دخلخخت علخخى أبخخي الحسخخن عليخه السخلم‬
‫فقال‪ :‬يابا هاشم كلم هذا الخادم بالفارسية‪ ،‬فانه يزعم أنه يحسنها فقلت للخادم‪:‬‬
‫" زانويت چيست " فلم يجبني فقال عليه السلم‪ :‬يقخخول‪ :‬ركبتخخك‪ ،‬ثخخم قلخخت‪" :‬‬
‫نافت چيست " فلم يجبني فقال عليه السلم‪ :‬سخخرتك )‪ - 8 .(2‬يخخر‪ :‬أحمخخد بخخن‬
‫موسى‪ ،‬عن محمد بن أحمد المعروف بغزال‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن الحسخخين‪ ،‬عخخن‬
‫سليمان من ولد جعفر بن أبي طالب قال‪ :‬كنت مع أبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه‬
‫السلم فخي حخائط لخه إذ جخاء عصخفور فوقخع بيخن يخديه وأخخذ يصخيح ويكخثر‬
‫الصياح ويضطرب‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا فلن أتدري ما تقول هذا العصخخفور ؟ قلخخت‪:‬‬
‫ال ورسوله وابن رسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬إنها تقول إن حية تريد أكخخل فراخخي فخخي‬
‫البيت‪ .‬فقم فخذتيك النبعة وادخل البيت واقتل الحية‪ ،‬قال‪ :‬فأخذت النبعة وهي‬
‫العصا‪ ،‬ودخلت البيت وإذا حية تجول في البيت فقتلتهخخا )‪ .(3‬قخخب‪ ،‬يخخج‪ :‬عخخن‬
‫سليمان الجعفري مثله )‪ .(4‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ " :‬النبخخع " شخخجر تتخخخذ منخخه‬
‫القسي الواحدة نبعة‪ ،‬وتتخذ من أغصانها السخخهام‪ - 9 .‬يخخر‪ :‬أحمخخد بخخن محمخخد‪،‬‬
‫عن الوشاء قال‪ :‬رأيت أبا الحسن الرضا وهو ينظر إلى السماء ويتكلخخم بكلم‬
‫كأنه كلم الخطاطيف‪ ،‬ما فهمت منه شيئا ساعة بعد ساعة ثم سكت )‪.(5‬‬

‫)‪ (1‬بصخخائر الخخدرجات الجخخزء السخخابع ب ‪ 11‬ح ‪ (2) .13‬بصخخائر الخخدرجات الجخخزء‬
‫السابع ب ‪ 12‬ح ‪ (3) .2‬بصائر الدرجات الجزء السابع ب ‪ 14‬ح ‪(4) .19‬‬
‫مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪ 334‬وتراه في الخرائج والجرائج ص ‪206‬‬
‫و ‪ (5) .207‬بصائر الدرجات الجزء العاشر ب ‪ 17‬ح ‪.22‬‬

‫]‪[89‬‬

‫‪ - 10‬قب‪ :‬في حديث طويل عن علي بن مهران أن أبا الحسخخن عليخخه السخخلم أمخخره أن‬
‫يعمل له مقدار الساعات فحملناه إليه فلما وصلنا إليخخه نالنخخا مخخن العطخخش أمخخر‬
‫عظيم فما قعدنا حتى خرج إلينخخا بعخض الخخخدم ومعخه قلل مخن مخخاء أبخرد مخا‬
‫يكون فشربنا فجلس عليه السلم على كرسي فسقطت حصخخاة فقخخال مسخخرور‪:‬‬
‫" هشت " أي ثمانية ثم قال‪ :‬لمسرور " درببند " أي أغلخخق البخخاب‪(7) (1) .‬‬
‫* )بخخاب( * * )عبخخادته عليخخه السخخلم ومكخخارم أخلقخخه ومعخخالى امخخوره( *‬
‫)واقرار أهل زمانه بفضله( ‪ - 1‬ن‪ :‬الخخبيهقي‪ ،‬عخخن الصخخولي‪ ،‬عخخن عخخون بخخن‬
‫محمد‪ ،‬عن أبي عباد قال‪ :‬كان جلوس الرضا عليه السلم فخخي الصخخيف علخخى‬
‫حصير وفي الشتا على مسح ولبسه الغليظ مخخن الثيخخاب حخختى إذا بخخرز للنخخاس‬
‫تزين لهم )‪ - 2 .(2‬ن‪ :‬الخخبيهقي‪ ،‬عخخن الصخخولي قخخال‪ :‬حخخدثتني جخخدتي ام أبخخي‬
‫واسمها عذر قالت‪ :‬اشتريت مع عدة جوار من الكوفخخة‪ ،‬وكنخخت مخخن مولخخداتها‬
‫قالت‪ :‬فحملنا إلى المأمون فكنا في داره في جنة من الكل والشخخرب والطيخخب‬
‫وكثرة الدنانير فوهبني المخخأمون للرضخخا عليخخه السخخلم فلمخخا صخخرت فخخي داره‬
‫فقدت جميع ما كنت فيه من النعيم وكانت علينا قيمة تنبهنا من الليل‪ ،‬وتأخذنا‬
‫بالصلة‪ ،‬وكان ذلك من أشد ما علينا فكنت أتمنى الخخخروج مخخن داره إلخخى أن‬
‫وهبني لجدك عبد ال بخن العبخاس فلمخا صخخرت إلخخى منزلخخه كخخأني قخد ادخلخخت‬
‫الجنة‪.‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .334‬عيون أخبار الرضا عليخخه السخخلم ج ‪2‬‬
‫ص ‪ ،178‬والمسح ‪ -‬بالكسر ‪ -‬البلس يقعد عليه ‪ -‬والكساء من شعر كثوب‬
‫الرهبان‪.‬‬

‫]‪[90‬‬

‫قال الصولي‪ :‬وما رأيت امرأة قط أتم من جدتي هذه عقل ول أسخى كفا وتخخوفيت فخخي‬
‫سنة سبعين ومائتين ولها نحو مائة سنة‪ ،‬فكانت تسأل عخن أمخر الرضخا عليخه‬
‫السلم كثيرا فتقول‪ :‬ما أذكر منه شيئا إل أني كنت أراه يتبخر بالعود الهنخخدي‬
‫)النيئ( )‪ (1‬ويستعمل بعده مخخاء ورد ومسخخكا‪ ،‬وكخخان عليخخه السخخلم إذا صخخلى‬
‫الغداة وكان يصليها في أول وقخخت ثخخم يسخخجد فل يرفخخع رأسخخه إلخخى أن ترتفخخع‬
‫الشمس‪ ،‬ثم يقوم فيجلس للناس أو يركب‪ .‬ولم يكن أحد يقدر أن يرفخخع صخخوته‬
‫في داره كائنا من كان إنما كان يتكلم الناس قليل‪ ،‬وكان جدي عبد ال يتخخبرك‬
‫بجدتي هذه‪ ،‬فخخدبرها يخخوم وهبخخت لخخه فخخدخل عليخخه خخخاله العبخخاس بخخن الخنخخف‬
‫الحنفي الشاعر فأعجبته فقال لجدي‪ :‬هب لي هذه الجارية‪ ،‬فقال‪ :‬هي مخخدبرة‪،‬‬
‫فقال العباس بن الخنف‪ :‬يا عذر زين باسمك العذر * وأسخخاء لخخم يحسخخن بخخك‬
‫الدهر )‪ - 3 (2‬لى‪ ،‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن أبي ذكوان قخخال‪ :‬سخخمعت‬
‫إبراهيم ابن العباس يقول‪ :‬ما رأيت الرضا عليه السلم سئل عن شخخئ قخخط إل‬
‫علمه‪ ،‬ول رأيت أعلم منه بمخخا كخخان فخخي الزمخخان إلخخى وقتخخه وعصخخره‪ ،‬وكخخان‬
‫المأمون يمتحنه بالسؤال عن كل شئ فيجيب فيه‪ ،‬وكخخان كلمخخه كلخخه وجخخوابه‬
‫وتمثله انتزاعات من القرآن وكان يختمه في كل ثلث‪ ،‬ويقول‪ :‬لخخو أردت أن‬
‫أختمه في أقرب من ثلثة لختمت ولكني ما مررت بآيخخة قخخط إل فكخخرت فيهخخا‬
‫وفي أي شئ انزلت‪ ،‬وفي أي وقت فلذلك صرت أختم في كل ثلثة أيام )‪.(3‬‬
‫‪ - 4‬ن‪ :‬جعفر بن نعيم بن شخخاذان‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن إدريخخس‪ ،‬عخخن إبراهيخخم بخخن‬
‫هاشم‪ ،‬عن إبراهيم بن العباس قال‪ :‬ما رأيت أبا الحسخن الرضخا عليخه السخلم‬
‫جفا أحدا بكلمه قط‪ ،‬وما رأيت قطع على أحد كلمخخه حخختى يفخخرغ منخخه‪ ،‬ومخخا‬
‫رد أحدا عن حاجة‬
‫)‪ (1‬الزيادة من هامش المصدر‪ ،‬والنيئ الذى لم ينضج بعد‪ (2) .‬عيون أخبار الرضخخا‬
‫ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .179‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.180‬‬

‫]‪[91‬‬

‫يقدر عليها‪ ،‬ول مد رجليه بين يدي جليس له قط‪ ،‬ول اتكأ بين يدي جليس له قخخط‪ ،‬ول‬
‫رأيته شتم أحدا من مواليه ومماليكه قط‪ ،‬ول رأيته تفل قخخط‪ ،‬ول رأيتخخه يقهقخخه‬
‫في ضحكه قط‪ ،‬بل كان ضحكه التبسم‪ .‬وكان إذا خل ونصبت مخخائدته أجلخخس‬
‫معه على مائدته مماليكه حتى البواب والسائس‪ ،‬وكان عليه السلم قليل النوم‬
‫بالليل‪ ،‬كثير السهر‪ ،‬يحيخخي أكخخثر ليخخاليه مخن أولهخا إلخخى الصخخبح‪ ،‬وكخان كخثير‬
‫الصيام فل يفوته صيام ثلثخة أيخخام فخي الشخخهر‪ ،‬و يقخول‪ :‬ذلخك صخوم الخدهر‪،‬‬
‫وكان عليه السلم كثير المعروف والصدقة في السر‪ ،‬وأكثر ذلك يكخخون منخخه‬
‫في الليالي المظلمة‪ ،‬فمن زعم أنه رأى مثله في فضله فل تصدقوه )‪- 5 (1‬‬
‫ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الهروي قال‪ :‬جئت إلى باب الدار التي‬
‫حبس فيها الرضا عليه السلم بسرخس وقد قيد فاستأذنت عليه السجان فقال‪:‬‬
‫ل سبيل لكم إليه‪ ،‬فقلت‪ :‬ولم ؟ قخال‪ :‬لنخه ربمخا صخلى فخي يخومه وليلتخه ألخف‬
‫ركعة وإنما ينفتل من صلته ساعة في صخخدر النهخخار‪ ،‬وقبخخل الخخزوال‪ ،‬وعنخخد‬
‫اصفرار الشمس فهو في هذه الوقخخات قاعخخد فخخي مصخخله ينخخاجي ربخخه‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فقلت له‪ :‬فاطلب لي في هذه الوقخخات إذنخخا عليخخه‪ ،‬فاسخختأذن لخخي عليخخه فخخدخلت‬
‫عليه وهو قاعد في مصله متفكر الخخخبر )‪ .(2‬التهخخذيب‪ :‬الحسخخين بخخن سخخعيد‪،‬‬
‫عن سليمان الجعفري قال‪ :‬رأيت أبا الحسن الرضا عليخخه السخخلم يصخخلي فخخي‬
‫جبخخة خخخز‪ - 7) .‬ن‪ :‬تميخخم بخخن عبخخد الخخ‪ ،‬عخخن أبيخخه( )‪ (3‬عخخن أحمخخد بخخن علخخي‬
‫النصاري قال‪ :‬سمعت رجاء بخن أبخي الضخحاك يقخخول‪ :‬بعثنخي المخأمون فخي‬
‫إشخاص علي بن موسى الرضا عليه السلم من المدينة وأمرنخخي أن آخخخذ بخخه‬
‫على طريق البصرة والهواز وفارس‪ ،‬ول آخذ به‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .184‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (3) 184‬هخخذا‬
‫هخخو الصخخحيح بقرينخخة سخخائر السخخانيد‪ ،‬ومطخخابقته للمصخخدر‪ ،‬وفخخى نسخخخة‬
‫الكمبانى‪ " :‬الهمداني‪ ،‬عن أحمد بن على النصاري " وهو سهو وتخليط‪.‬‬

‫]‪[92‬‬

‫على طريق قم‪ ،‬وأمرني أن أحفظه بنفسي بالليل والنهار حتى أقدم به عليه فكنت معخخه‬
‫من المدينة إلى مرو‪ ،‬فوال ما رأيت رجل كان أتقى ل منه ول أكثر ذكرا له‬
‫في جميع أوقاته منه‪ ،‬ول أشد خوفا ل عزوجل‪ .‬كان إذا أصبح صلى الغخخداة‪،‬‬
‫فإذا سلم جلس في مصخله يسخبح الخ ويحمخده ويكخبره ويهللخه ويصخلي علخخى‬
‫النبي وآله صلى ال عليه واله حتى تطلع الشمس‪ ،‬ثم يسجد سجدة يبقخخى فيهخخا‬
‫حتى يتعالى النهار ثم أقبل على الناس يحدثهم ويعظهم إلى قخخرب الخخزوال ثخخم‬
‫جدد وضوءه وعاد إلى مصله‪ ،‬فإذا زالت الشمس قام وصخخلى سخخت ركعخخات‬
‫يقرأ في الركعة الولى الحمد وقل يا أيها الكافرون‪ ،‬وفي الثانيخخة الحمخخد وقخخل‬
‫هو ال أحد‪ ،‬ويقرأ في الربع في كل ركعة الحمدل وقل هو ال أحخخد‪ ،‬ويسخخلم‬
‫في كل ركعتين ويقنت فيهما في الثانية قبل الركوع وبعد القراءة ثم يخخؤذن ثخخم‬
‫يصلي ركعتين‪ ،‬ثم يقيم ويصخخلي الظهخخر‪ .‬فخخإذا سخخلم سخخبح الخ وحمخخده وكخخبره‬
‫وهلله ما شاء ال‪ ،‬ثم سجد سجدة الشكر يقول فيهخخا مخخائة مخخرة‪ " :‬شخخكرا لخ "‬
‫فإذا رفع رأسه قام فصلى ست ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد لخ وقخخل هخخو‬
‫ال أحد‪ ،‬ويسلم في كل ركعتين‪ ،‬ويقنت فخخي ثانيخخة كخخل ركعخختين قبخخل الركخخوع‬
‫وبعد القراءة‪ ،‬ثم يؤذن ثخخم يصخخلي ركعخختين ويقنخخت فخخي الثانيخخة فخإذا سخخلم أقخخام‬
‫وصلى العصر‪ ،‬فإذا سلم جلس في مصله يسبح ال ويحمخخده ويكخخبره ويهللخخه‬
‫ما شاء ال‪ ،‬ثم سجد سخخجدة يقخخول فيهخخا مخخائة مخخرة " حمخخدا لخ "‪ .‬فخخإذا غخخابت‬
‫الشمس توضأ وصخخلى المغخخرب ثلثخخا بخخأذان وإقامخخة‪ ،‬وقنخخت فخخي الثانيخخة قبخخل‬
‫الركوع وبعد القراءة‪ ،‬فإذا سلم جلس في مصخخله يسخخبح الخ ويحمخخده ويكخخبره‬
‫ويهلله ما شاء ال ثم يسجد سجدة الشكر ثم رفع رأسخخه ولخخم يتكلخخم حخختى يقخخوم‬
‫ويصخخلي أربخخع ركعخخات بتسخخليمتين‪ ،‬يقنخخت فخخي كخخل ركعخختين فخخي الثانيخخة قبخخل‬
‫الركوع وبعد القراءة‪ ،‬وكان يقرأ في الولى مخخن هخخذه الربخخع الحمخخد وقخخل يخخا‬
‫أيها الكافرون‪ ،‬وفي الثانية الحمد وقل هو ال أحد ثم يجلخخس بعخخد التسخخليم فخخي‬
‫التعقيب ما شاء ال حتى يمسي ثم يفطر‪.‬‬

‫]‪[93‬‬

‫ثم يلبث حتى يمضي من الليل قريب من الثلث ثم يقخخوم فيصخخلي العشخخاء الخخخرة أربخخع‬
‫ركعات‪ ،‬ويقنت فخخي الثانيخخة قبخخل الركخخوع وبعخخد القخخراءة فخخإذا سخخلم جلخخس فخخي‬
‫مصله يذكر ال عزوجل ويسبحه ويحمده ويكبره ويهلله ما شاء ال‪ ،‬ويسجد‬
‫بعد التعقيب سجدة الشكر‪ ،‬ثم يأوي إلى فراشه‪ .‬فخخإذا كخخان الثلخخث الخيخخر مخخن‬
‫الليل قام من فراشه بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل والسخختغفار فاسخختاك‬
‫ثم توضأ ثم قام إلى صلة الليل‪ ،‬فصلى ثماني ركعات ويسلم في كل ركعتين‬
‫يقرء في الوليين منها في كل ركعة الحمد مرة‪ ،‬وقل هو ال أحد ثلثين مخخرة‬
‫ويصلي صلة جعفر بن أبي طالب عليه السلم أربخخع ركعخخات يسخخلم فخخي كخخل‬
‫ركعتين ويقنت في كل ركعتين في الثانية قبل الركوع وبعد التسبيح ويحتسب‬
‫بها من صلة الليل‪ ،‬ثخخم يصخخلي الركعخختين البخخاقيتين يقخخرء فخخي الولخخى الحمخخد‬
‫وسورة الملك‪ ،‬وفي الثانية الحمد وهل أتخخى علخخى النسخخان‪ .‬ثخخم يقخخوم فيصخخلي‬
‫ركعتي الشفع يقرء في كل ركعة منها الحمد مرة‪ ،‬وقل هو ال ثلث مخخرات‪،‬‬
‫ويقنت في الثانية ثم يقوم فيصلي الوتر ركعة يقرء فيهخخا الحمخخد وقخخل هخخو الخ‬
‫أحد ثلث مرات وقل أعوذ برب الفلق مرة واحخخدة‪ ،‬وقخل أعخخوذ بخخرب النخخاس‬
‫مرة واحدة‪ ،‬ويقنت فيها قبل الركوع وبعد القخخراءة‪ ،‬ويقخخول فخخي قنخخوته‪ :‬اللهخخم‬
‫صل على محمد وآل محمخخد اللهخخم اهخخدنا فيمخخن هخخديت‪ ،‬وعافنخخا فيمخخن عخخافيت‬
‫وتولنا فيمن تخخوليت‪ ،‬وبخخارك لنخخا فيمخخا أعطيخخت‪ ،‬وقنخخا شخخر مخخا قضخخيت‪ ،‬فانخخك‬
‫تقضي ول يقضى عليك‪ ،‬إنه ل يذل من واليت‪ ،‬ول يعز من عاديت‪ ،‬تباركت‬
‫ربنا وتعاليت‪ .‬ثم يقول‪ :‬أستغفر ال وأسأله التوبة سبعين مرة‪ ،‬فإذا سلم جلخخس‬
‫في التعقيب ما شاء ال‪ .‬وإذا قرب الفجر قام فصلى ركعتي الفجر‪ ،‬يقخخرء فخخي‬
‫الولى الحمد وقل يا أيها الكافرون‪ ،‬وفي الثانية الحمد وقل ال أحد‪ ،‬فإذا طلع‬
‫الفجر أذن وأقام وصلى الغداة ركعختين‪ ،‬فخإذا سخلم جلخس فخي التعقيخب‪ ،‬حختى‬
‫تطلع الشمس ثم سجد سجدتي الشكر حتى يتعالى النهار‪.‬‬

‫]‪[94‬‬

‫وكانت قراءته في جميع المفروضات في الولى الحمد وإنا أنزلناه‪ ،‬وفي الثانية الحمد‬
‫وقل هو ال أحد إل في صلة الغداة والظهر والعصر يوم الجمعخخة فخخانه كخخان‬
‫يقرء فيها بالحمد وسورة الجمعة والمنافقين‪ ،‬وكخخان يقخخرء فخخي صخخلة العشخخاء‬
‫الخرة ليلة الجمعة فخخي الولخخى الحمخخد وسخخورة الجمعخخة‪ ،‬وفخخي الثانيخخة الحمخخد‬
‫وسبح‪ ،‬وكان يقرء في صلة الغداة يوم الثنين والخميخخس فخخي الولخخى الحمخخد‬
‫وهل أتى على النسان وفي الثانية الحمخد وهخل أتخاك حخديث الغاشخية‪ .‬وكخان‬
‫يجهر بالقراءة في المغخخرب والعشخخاء وصخخلة الليخخل والشخخفع والخخوتر والغخخداة‬
‫ويخفي القراءة في الظهر والعصر‪ ،‬وكان يسبح في الخراوين يقول‪ :‬سبحان‬
‫ال والحمد ل ول اله إل ال وال أكخخبر ثلث مخخرات وكخخان قنخخوته فخخي جميخخع‬
‫صلواته " رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العز الجخل الكخخرم‬
‫"‪ .‬وكخخان إذا أقخخام فخخي بلخخدة عشخخرة أيخخام صخخائمال يفطخخر‪ ،‬فخخإذا جخخن الليخخل بخخدأ‬
‫بالصلة قبل الفطار‪ ،‬وكان في الطريق يصلي فرائضه ركعتين ركعخختين إل‬
‫المغرب فانه كان يصليها ثلثا‪ ،‬ول يدع نافلتها‪ ،‬ول يدع صلة الليل والشخخفع‬
‫والوتر وركعتي الفجر في سفر ول حضر‪ .‬وكان ل يصلي من نوافخل النهخار‬
‫في السفر شيئا وكان يقول بعد كل صلة يقصخرها " سخبحان الخ والحمخد لخ‬
‫ول إله إل ال وال أكبر " ثلثين مرة‪ ،‬ويقول‪ :‬هذا لتمام الصخخلة ومخخا رأيتخخه‬
‫صلى صلة الضحى في سفر ول حضخخر‪ ،‬وكخخان ل يصخخوم فخخي السخخفر شخخيئا‬
‫وكان عليه السلم يبدء في دعائه بالصلة على محمد وآلخه‪ ،‬ويكخثر مخن ذلخك‬
‫في الصلة وغيرها‪ .‬وكان يكثر بالليل في فراشه من تلوة القخخرآن‪ ،‬فخخإذا مخخر‬
‫بآية فيها ذكر جنة أو نار بكى‪ ،‬وسأل ال الجنخخة وتعخوذ بخه مخن النخخار‪ ،‬وكخخان‬
‫عليخخه السخخلم يجهخخر ببسخخم ال خ الرحمخخان الرحيخخم فخخي جميخخع صخخلواته بالليخخل‬
‫والنهار‪ ،‬وكان إذا قرأ قل هو ال أحد قال سخخرا " الخ أحخخد " فخخإذا فخخرغ منهخخا‬
‫قال‪ " :‬كذلك ال ربنا " ثلثا‪ ،‬وكان إذا قرأ سورة الجحد قال‪ :‬في نفسخخه سخخرا‬
‫" يا أيها الكافرون " فإذا فرغ منها قال‪ " :‬ربي ال‬
‫]‪[95‬‬

‫وديني السلم " ثلثا وكان إذا قرء والتين والزيتون‪ ،‬قخخال‪ :‬عنخخد الفخخراغ منهخخا " بلخخى‬
‫وأنا على ذلك من الشاهدين " وكخخان إذا قخخرأ ل اقسخخم بيخخوم القيامخخة قخخال عنخخد‬
‫الفراغ منها‪ " :‬سبحانك اللهم بلى " وكان يقرء فخخي سخخورة الجمعخخة " قخخل مخخا‬
‫عند ال خير من اللهو ومن التجارة للذين اتقوا وال خيخر الرازقيخن "‪ .‬وكخخان‬
‫إذا فرغ من الفاتحة قال‪ " :‬الحمد ل رب العالمين " وإذا قرأ سبح اسخخم ربخخك‬
‫العلى‪ ،‬قال‪ :‬سرا " سبحان ربي العلى " وإذا قرأ يا أيها الذين آمنخخوا قخخال‪:‬‬
‫)لبيك اللهم( لبيك سرا‪ .‬وكان ل ينزل بلدا إل قصده الناس يستفتونه في معالم‬
‫دينهم فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عن علي عليخخه السخخلم عخخن‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله فلما وردت به على المأمون سألني عخخن حخخاله‬
‫في طريقه فأخبرته بما شاهدت منه في ليلخخة ونهخخاره وظعنخخه وإقخخامته‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫بلى يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الرض‪ ،‬وأعلمهم وأعبدهم‪ ،‬فل تخخخبر‬
‫أحدا بما شهدت منه لئل يظهر فضله إل على لساني وبخخال أسخختعين علخخى مخخا‬
‫أقوى من الرفع منه والساءة به )‪ - 8 .(1‬ن‪ :‬الخخبيهقي‪ ،‬عخخن الصخخولي‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن موسى بن نصر الرازي قال‪ :‬سمعت أبي يقول‪ :‬قخخال رجخخل للرضخخا‬
‫عليخخه السخخلم‪ :‬وال خ مخخا علخخى وجخخه الرض أشخخرف منخخك أبخخا فقخخال‪ :‬التقخخوى‬
‫شرفتهم‪ ،‬وطاعة ال أحظتهم‪ ،‬فقال له آخر‪ :‬أنت وال خير الناس فقخال لخخه‪ :‬ل‬
‫تحلف يا هذا‪ :‬خير مني من كان أتقى ل عزوجل وأطوع له‪ ،‬وال ما نسخخخت‬
‫هذه الية " وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكخم عنخخد الخ أتقيكخخم " )‬
‫‪ - 9 .(2‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن ابن ذكوان قال‪ :‬سمعت إبراهيخخم بخخن‬
‫العباس يقول‪ :‬سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلم يقول‪ :‬حلفت بالعتق‬
‫ول أحلف‬

‫)‪ (1‬على ما أنوى به من الرفع منه والشادة به خ ل‪ ،‬راجع عيون أخبار الرضا ج ‪2‬‬
‫ص ‪ (2) .183 - 180‬عيون الخبار ج ‪ 2‬ص ‪.236‬‬

‫]‪[96‬‬

‫بالعتق إل أعتقت رقبة‪ ،‬وأعتقت بعدها جميع ما أملك‪ ،‬إن كان يرى أنه خير من هخخذا‪،‬‬
‫وأومأ إلى عبد أسود من غلمانه‪ ،‬بقرابتي من رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‬
‫إل أن يكون لي عمل صالح فأكون أفضل به منه )‪ .(1‬بيان‪ :‬في بعض النسخ‬
‫" ول أحلف بالعتق " فالجملة حالية معترضة بين الحلخخف والمحلخخوف عليخخه‪،‬‬
‫وهو قوله " إن كان يرى " أي إن كنت أرى‪ ،‬وهكذا قاله عليه السلم‪ :‬فغيره‬
‫الراوي فرواه على الغيبة لئل يتوهم تعلق حكم الحلف بنفسخخه‪ ،‬كمخخا فخخي قخخوله‬
‫تعالى‪ " :‬أن لعنة ال عليه إن كان من الكاذبين "‪ .‬وحاصل المعنخخى أنخخه عليخخه‬
‫السلم حلف بالعتق أن كان يعتقد أن فضله على عبده السود بمحخخض قرابخخة‬
‫الرسول صلى ال عليخخه وآلخخه بخخدون انضخخمام العتقخخادات الحسخخنة والعمخخال‬
‫الصالحة وذلك ل ينافي كونها مع تلك المور سببا لعلى درجخخات الشخخرف‪،‬‬
‫ومعنخخى المعترضخخة والحخخال أن دأبخخي وشخخأني أنخخي إذا حلفخخت بخخالعتق‪ ،‬ووقخخع‬
‫الحنث أعتقت رقبة ثم أعتقت جميع الرقاب التي في ملكخخي تبرعخخا أو للحلخخف‬
‫بالعتق ومرجوحيته‪ ،‬أو المعنى أني هكخخذا أنخخوي الحلخخف بخخالعتق‪ .‬ويحتمخخل أن‬
‫يكون غرضه عليه السلم كراهخخة الحلخخف بخخالعتق ويكخخون المعنخخى أنخخي كلمخخا‬
‫حلفت بالعتق صادقا أيضا أعتق جميع مماليكي كفخارة لخخذلك‪ .‬وعلخخى التقخخادير‬
‫الغرض بيان غلظة هذا اليمين إظهارا لغاية العتناء باثبات المحلخخوف عليخخه‬
‫ول يبعد أن يكون غرضه أني كلمخا أحلخف بخالعتق تقيخة ل أنخوي الحلخف بخل‬
‫أنوي تنجيز العتق فلذا أعتق رقبة‪ .‬ويحتمل أن يكون وأعتقخخت معطوفخخا علخخى‬
‫قوله حلفت‪ ،‬فيكون قسما ثانيا أو عتقا معلقا بالشرط المذكور‪ ،‬فيكون مخخا قبلخخه‬
‫فقخط معترضخا‪ .‬وفخي بعخض النسخخ " أل أحلخف " فيتضخاعف انغلق الخخبر‬
‫وإشكاله‪ ،‬ويمكن أن يتكلف بأن المعنى أني حلفت سخخابقا أو أحلخخف الن أن ل‬
‫أحلف بالعتق لمر من المور إل حلفا واحدا‪ ،‬وهو قوله أعتقت رقبة‪ ،‬فيكون‬
‫الكلم متضمنا لحلفين‬

‫)‪ (1‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.237‬‬

‫]‪[97‬‬

‫الول ترك الحلف بالعتق مطلقا والثاني الحلف بأنه إن كان يرى أنخخه أفضخخل بالقرابخخة‬
‫يعتق رقبة ويعتق بعدها جميع مخخا يملخخك‪ ،‬فيكخخون الغخخرض إبخخداء عخخذر لخخترك‬
‫الحلف بالعتق بعد ذلك‪ ،‬وبيخخان العتنخخاء بشخخأن هخخذا الحلخخف‪ ،‬وابتخخداء الحلخخف‬
‫الثاني قخوله إل أعتقخت رقبخة‪ ،‬وعلخخى التقخخادير فخخي الخخبر تقيخة لخخذكر الحلخخف‬
‫بالعتق الذي هو موافق للعامة فيه‪ ،‬هذا غاية ما يمكن أن يتكلف فخي حخخل هخذا‬
‫الخبر‪ ،‬وال يعلم وحججه عليهم السلم معاني كلمهم‪ - 10 .‬غط‪ :‬الحميري‪،‬‬
‫عن اليقطيني قال‪ :‬لما اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضخا عليخه السخلم‬
‫جمعت من مسائله مما سئل عنه وأجاب عنه خمس عشخخرة ألخخف مسخخألة )‪.(1‬‬
‫‪ - 11‬سن‪ :‬أبي‪ ،‬عن معمر بن خلد قال‪ :‬كان أبو الحسن الرضا عليه السخخلم‬
‫إذا أكل أتى بصحفة فتوضع قرب مائدته‪ ،‬فيعمد إلى أطيب الطعام مما يخخؤتى‬
‫به فيأخذ من كل شئ شيئا‪ ،‬فيوضع في تلك الصحفة‪ ،‬ثم يأمر بهخخا للمسخخاكين‪،‬‬
‫ثم يتلو هذه الية " فل اقتحم العقبة " ثم يقول علم الخ عزوجخل أن ليخس كخل‬
‫إنسان يقدر على عتق رقبة‪ ،‬فجعل لهم السبيل إلى الجنخخة )باطعخخام الطعخخام( )‬
‫‪ .(2‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن معمر مثله )‪ - 12 .(3‬شا‪:‬‬
‫ابن قولويه‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عن علي بن محمد‪ ،‬عن ابن جمهور‪ ،‬عخخن إبراهيخخم‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن أحمد بن عبيد ال‪ ،‬عن الغفاري قال‪ :‬كان لرجل من آل أبخخي‬
‫رافع مولى رسول ال صلى ال عليه وآله يقال له فلن على حخخق فتقاضخخاني‬
‫وألح علي فلما رأيت ذلك صليت الصبح في مسجد رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله ثم توجهت نحو الرضا عليه السلم وهو يخخومئذ بخخالعريض‪ ،‬فلمخخا قربخخت‬
‫من بابه فإذا هو قد طلع على حمار‪ ،‬وعليخخه قميخخص ورداء فلمخخا نظخخرت إليخخه‬
‫استحييت منه فلما لحقني وقف فنظر إلي فسلمت عليه وكان‬

‫)‪ (1‬كتاب الغيبة للشيخ الطوسى ص ‪ (2) .52‬كتاب المحاسن ‪ (3) .392‬الكافي ج ‪4‬‬
‫ص ‪.52‬‬

‫]‪[98‬‬

‫شهر رمضان فقلت له‪ :‬جعلت فداك لمولك فلن علي حق وقخخد وال خ شخخهرني ‪ -‬وأنخخا‬
‫أظن في نفسي أنه يأمره بالكف عني‪ ،‬وال ما قلت له‪ :‬كم له علي ول سخخميت‬
‫له شيئا فأمرني بالجلوس إلى رجخخوعه‪ .‬فلخخم أزل حخختى صخخليت المغخخرب وأنخخا‬
‫صائم فضخخاق صخخدري وأردت أن أنصخخرف فخخإذا هخخو قخخد طلخخع علخخي وحخخوله‬
‫الناس‪ ،‬وقد قعد له السؤال‪ ،‬وهو يتصدق عليهم فمضى فخخدخل بيتخخه ثخخم خخخرج‬
‫فدعاني فقمت إليه فدخلت معه فجلس وجلست معخخه فجعلخخت احخخدثه عخخن ابخخن‬
‫المسيب وكان أمير المدينة‪ ،‬وكان كثيرا ما احدثه عنخخه فلمخخا فرغخخت قخخال‪ :‬مخخا‬
‫أظنك أفطرت بعد قلت‪ :‬ل فدعا لي بطعام فوضع بيخن يخخدي‪ ،‬وأمخخر الغلم أن‬
‫يأكل معي فأصبت والغلم من الطعام‪ .‬فلما فرغنا قال‪ :‬ارفع الوسادة وخذ ما‬
‫تحتها فرفعتها فإذا دنانير فأخذتها ووضعتها في كمي وأمر أربعة مخخن عبيخخده‬
‫أن يكونوا معي حتى يبلغوا بخخي منزلخخي‪ ،‬فقلخخت‪ :‬جعلخخت فخداك إن طخائف ابخن‬
‫المسيب يدور‪ ،‬وأكره أن يلقاني ومعي عبيدك‪ ،‬قخال‪ :‬أصخبت أصخاب الخ بخك‬
‫الرشاد‪ ،‬وأمرهخخم أن ينصخخرفوا إذا رددتهخخم‪ .‬فلمخخا دنخخوت مخخن منزلخخي وآنسخخت‬
‫رددتهم وصرت إلى منزلي‪ ،‬ودعوت السراج ونظرت إلى الدنانير فخخإذا هخخي‬
‫ثمانية وأربعون دينارا‪ ،‬وكان حق الرجل علي ثمانية وعشرين دينخخارا وكخخان‬
‫فيها دينار يلوح فأعجبني حسنه فأخذته وقربته من السخخراج‪ ،‬فخخإذا عليخخه نقخخش‬
‫واضح " حق الرجل عليك ثمانية وعشرون دينخخارا ومخخا بقخخي فهخخو لخخك " ول‬
‫وال ما كنت عرفت ماله علي على التحديد )‪ - 13 .(1‬قب‪ :‬موسى بن سيار‬
‫قال‪ :‬كنت مع الرضا عليه السلم وقد أشرف علخخى حيطخخان طخخوس وسخخمعت‬
‫واعية فأتبعتها فإذا نحن بجنازة‪ ،‬فلما بصرت بها رأيت سيدي وقد ثنى رجله‬
‫عن فرسه‪ ،‬ثم أقبل نحو الجنازة فرفعها‪ ،‬ثم أقبل يلوذ بهما كمخخا تلخخوذ السخخخلة‬
‫بامها‪ ،‬ثم أقبل علخي وقخال‪ :‬يخا موسخى بخن سخيار‪ ،‬مخن شخيع جنخازة ولخي مخن‬
‫أوليائنا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ل ذنب عليه‪ ،‬حتى إذا وضخخع الرجخخل‬
‫على‬

‫)‪ (1‬كتاب الرشاد ص ‪.288‬‬


‫]‪[99‬‬

‫شفير قبره رأيت سيدي قد أقبل فأخرج الناس عن الجنازة حتى بخخدا لخخه الميخخت فوضخخع‬
‫يده على صدره‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا فلن بن فلن أبشر بالجنخخة فل خخخوف عليخخك بعخخد‬
‫هذه الساعة‪ .‬فقلت‪ :‬جعلت فداك هل تعرف الرجل ؟ فوال إنها بقعة لم تطأهخخا‬
‫قبل يومك هذا فقال لخخي‪ :‬يخخا موسخخى بخخن يسخار أمخخا علمخخت أنخخا معاشخخر الئمخخة‬
‫تعخخرض علينخا أعمخال شخخيعتنا صخباحا ومسخاء ؟ فمخخا كخان مخخن التقصخير فخخي‬
‫أعمالهم سألنا ال تعالى الصفح لصاحبه‪ ،‬وما كان من العلو سألنا ال خ الشخخكر‬
‫لصاحبه )‪ - 14 .(1‬قب‪ :‬الجلء والشفاء قال محمد بن عيسى اليقطيني‪ :‬لمخخا‬
‫اختلف الناس في أمر أبي الحسن الرضا عليه السلم جمعت من مسخائله ممخا‬
‫سئل عنه وأجاب فيخخه ثمانيخة عشخر ألخخف مسخخألة وقخد روى عنخه جماعخة مخن‬
‫المصنفين منهم أبو بكر الخطيب في تاريخه والثعلبي في تفسيره والسخخمعاني‬
‫في رسالته وابن المعتز في كتابه وغيرهم )‪ - 15 .(2‬قب‪ :‬سئل الرضا عليه‬
‫السلم عن طعم الخبز والماء فقال‪ :‬طعم الماء طعم الحياة وطعم الخبز طعخخم‬
‫العيش )‪ .(3‬ياسر الخادم قال قلت للرضا عليه السلم‪ :‬رأيخخت فخخي النخخوم كخخأن‬
‫قفصا فية سبعة عشر قارورة‪ ،‬إذ وقع القفص‪ ،‬فتكسرت القخخوارير‪ ،‬فقخخال‪ :‬إن‬
‫صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سخخبعة عشخخر يومخخا ثخخم يمخخوت‬
‫فخرج محمد بن إبراهيم بالكوفة مع أبي السرايا‪ ،‬فمكث سبعة عشر يومخخا ثخخم‬
‫مات )‪ - 16 .(4‬قب‪ :‬دخل الرضا عليه السلم الحمام فقال له بعض النخخاس‪:‬‬
‫دلكني فجعل يخدلكه فعرفخوه‪ ،‬فجعخل الرجخل يسختعذر منخه‪ ،‬وهخو يطيخب قلبخه‬
‫ويدلكه‪.‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .341‬المناقب ج ‪ 4‬ص ‪ (3) .350‬المصدر‬
‫ج ‪ 4‬ص ‪ (4) .353‬نفخخس المصخخدر ج ‪ 4‬ص ‪ .352‬ورواه الكلينخخي فخخي‬
‫الروضة ص ‪.257‬‬

‫]‪[100‬‬

‫وفي المحاضرات‪ :‬أنه ليس في الرض سبعة أشراف عند الخاص والعام كتخخب عنهخخم‬
‫الحديث إل علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسخخين بخخن علخخي‬
‫بن أبي طالب عليهم السلم )‪ .(1‬يعقوب بن إسحاق النوبختي قال‪ :‬مخر رجخخل‬
‫بأبي الحسن الرضا عليه السلم فقال له‪ :‬أعطيني على قخخدر مروتخخك‪ ،‬قخخال ل‬
‫يسعني ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬على قدر مروتي قال‪ :‬أما إذا فنعم‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا غلم أعطخخه‬
‫مائتي دينار‪ .‬وفرق عليه السلم بخرسان ماله كلخخه فخخي يخخوم عرفخخة‪ ،‬فقخخال لخخه‬
‫الفضل بن سهل‪ :‬إن هخخذا لمغخخرم‪ ،‬فقخخال بخخل هخخو المغنخخم‪ ،‬ل تعخخدن مغرمخخا مخخا‬
‫ابتعت به أجخخرا وكرمخخا )‪ - 17 .(2‬عخخم‪ :‬روى الحخخاكم أبخخو عبخخد الخ الحخخافظ‬
‫باسخخناده عخخن الفضخخل بخخن العبخخاس عخخن أبخخي الصخخلت عبخخد السخخلم بخخن صخخالح‬
‫الهروي قال‪ :‬ما رأيت أعلم من علي بن موسى الرضخخا عليخخه السخخلم ول رآه‬
‫عالم إل شهد له بمثل شهادتي ولقد جمع المأمون فخخي مجخخالس لخخه ذوات عخخدد‬
‫علماء الديان‪ ،‬وفقهاء الشريعة والمتكلمين‪ ،‬فغلبهم عن آخرهم‪ ،‬حتى ما بقخخي‬
‫أحد منهم إل أقر له بالفضل‪ ،‬وأقر على نفسه بالقصور‪ .‬ولقد سمعت علي بن‬
‫موسى الرضا عليه السلم يقول‪ :‬كنت أجلس في الروضة والعلمخخاء بالمدينخخة‬
‫متوافرون‪ ،‬فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشاروا إلي بأجمعهم وبعثوا إلخخي‬
‫بالمسائل فاجيب عنها‪ .‬قال أبو الصخلت‪ :‬ولقخد حخدثني محمخخد بخن إسخخحاق بخن‬
‫موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيخخه أن موسخخى بخخن جعفخخر عليهمخخا السخخلم كخخان يقخخول‬
‫لبنيخخه‪ :‬هخخذا أخخخوكم علخخي بخخن موسخخى عخخالم آل محمخخد فاسخخألوه عخخن أديخخانكم‪،‬‬
‫واحفظوا ما يقول لكم‪ ،‬فاني سمعت أبي جعفر بن محمد عليهمخا السخلم غيخر‬
‫مرة يقول لي‪ :‬إن عالم آل محمد لفي صلبك‪ ،‬وليتني أدركته‪ ،‬فانه سمي أميخخر‬
‫المؤمنين علي‪.‬‬

‫)‪ (1‬منخخاقب آل أبخخى طخخالب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .362‬كتخخاب المنخخاقب ج ‪ 4‬ص ‪ 360‬وص‬
‫‪.361‬‬

‫]‪[101‬‬

‫‪ - 18‬كا‪ :‬عدة من اصحابنا‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن عبد ال بخخن الصخخلت عخخن رجخخل‬
‫من أهل بلخ قال‪ :‬كنت مع الرضا عليه السلم في سخخفره إلخخى خراسخخان فخخدعا‬
‫يوما بمائدة له فجمع عليها مواليه من السودان وغيرهم‪ ،‬فقلخت‪ :‬جعلخت فخداك‬
‫لو عزلت لهؤلء مائدة فقال‪ :‬مه إن الرب تبارك وتعخخالى واحخخد والم واحخخدة‬
‫والب واحد والجزاء بالعمال‪ - 19 .‬كا‪ :‬محمخخد بخخن يحيخخى‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫صندل‪ ،‬عن ياسر‪ ،‬عن اليسع بن حمزة قال‪ :‬كنت أنا في مجلس أبخخي الحسخخن‬
‫الرضا عليه السلم أحدثه وقخخد اجتمخخع إليخخه خلخخق كخخثير يسخخألونه عخخن الحلل‬
‫والحرام‪ ،‬إذ دخل عليه رجل طوال آدم فقال له‪ :‬السلم عليخخك يخخا ابخخن رسخخول‬
‫ال رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك عليهم السلم مصدري من الحج‬
‫وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ بخخه مرحلخخة‪ ،‬فخان رأيخت أن تنهضخخني إلخى‬
‫بلدي ول علي نعمة‪ ،‬فإذا بلغخخت بلخخدي تصخخدقت بالخخذي تخخوليني عنخخك‪ ،‬فلسخخت‬
‫موضع صدقة‪ ،‬فقال له‪ :‬اجلس رحمك ال‪ ،‬وأقبخل علخى النخاس يحخخدثهم حخختى‬
‫تفرقوا‪ ،‬وبقي هو وسخخليمان الجعفخخري وخيثمخخة وأنخخا‪ ،‬فقخخال‪ :‬أتخخأذنون لخخي فخخي‬
‫الدخول ؟ فقال له‪ :‬يا سليمان قدم ال أمرك‪ ،‬فقام فدخل الحجخخرة وبقخخي سخخاعة‬
‫ثم خرج ورد الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال‪ :‬أين الخراساني ؟ فقال‪:‬‬
‫ها أنا ذا فقال‪ :‬خذ هذه المأتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرك بها‬
‫ول تصدق بها عني‪ ،‬واخخخرج فل أراك ول ترانخخي‪ .‬ثخخم خخخرج فقخخال سخخليمان‪:‬‬
‫جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت‪ ،‬فلماذا سترت وجهك عنه ؟ فقال‪ :‬مخافة أن‬
‫أرى ذل السؤال فخخي وجهخه لقضخخائي حخاجته أمخخا سخمعت حخخديث رسخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله‪ " :‬المستتر بالحسنة‪ ،‬تعدل سبعين حجة‪ ،‬والمذيع بالسخخيئة‬
‫مخذول والمسختتر بهخا مغفخور لخه " أمخا سخمعت قخول الول‪ :‬مختى آتخه يومخا‬
‫لطلب حاجة * رجعت إلى أهلى ووجهي بمائه )‪(1‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 4‬ص ‪ 23‬و ‪،24‬‬

‫]‪[102‬‬

‫قب عن اليسع مثله )‪ - 20 .(1‬كا‪ :‬الحسين بن محمد عن السياري‪ ،‬عن عبيد بن أبخخي‬
‫عبد ال البغدادي عمن أخخخبره قخخال‪ :‬نخخزل بخخأبي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫ضيف وكان جالسا عنده يحدثه في بعض الليل فتغير السراج‪ ،‬فمد الرجل يده‬
‫ليصلحه‪ ،‬فزبره أبو الحسن عليه السلم ثم بادره بنفسه فأصلحه ثخخم قخخال‪ :‬إنخخا‬
‫قوم ل نستخدم أضيافنا )‪ - 21 .(2‬كا‪ :‬علي بن محمد بن بندار‪ ،‬عن أحمد بن‬
‫أبي عبد ال‪ ،‬عن نوح بن شعيب عخخن ياسخخر الخخخادم قخخال‪ :‬أكخخل الغلمخخان يومخخا‬
‫فاكهة فلم يستقصخوا أكلهخا ورمخوا بهخا‪ ،‬فقخال لهخم أبخو الحسخن عليخه السخلم‪:‬‬
‫سبحان ال إن كنتم استغنيتم فان اناسا لم يستغنوا أطعمخخوه مخخن يحتخخاج إليخخه )‬
‫‪ - 22 .(3‬كا‪ :‬عنه‪ ،‬عن نوح بن شعيب‪ ،‬عن ياسر الخادم ونادر جميعا قخخال‪:‬‬
‫قال لنا أبو الحسن صلوات ال عليه‪ :‬إن قمت علخخى رؤوسخخكم وأنتخخم تخخأكلون‪،‬‬
‫فل تقومخخوا حخختى تفرغخوا‪ ،‬ولربمخخا دعخا بعضخخنا فيقخخال‪ :‬هخم يخأكلون‪ ،‬فيقخخول‪:‬‬
‫دعوهم حتى يفرغخخوا وروى عخخن نخخادر الخخخادم قخخال‪ :‬كخخان أبخخو الحسخخن عليخخه‬
‫السلم إذا أكل أحدنا ل يستخدمه حتى يفرغ من طعامه‪ .‬وروى نخخادر الخخخادم‬
‫قال‪ :‬كان أبو الحسن عليه السلم يضع جوزينجة علخخى الخخخرى وينخاولني‪) .‬‬
‫‪ - 23 (4‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن محمد بن إسماعيل الرازي‪ ،‬عن سخخليمان‬
‫بن جعفر الجعفري قال‪ :‬دخلخت إلخى أبخي الحسخن الرضخا صخلوات الخ عليخه‬
‫وبين يديه تمر برني وهو مجد فخخي أكلخخه يخخأكله بشخخهوة فقخال‪ :‬يخخا سخخليمان ادن‬
‫فكل‪ ،‬قال‪ :‬فدنوت فأكلت معه‬

‫)‪ (1‬مناقب ابن شهر آشوب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .361‬الكافي ج ‪ 6‬ص ‪ (3) .283‬الكخخافي‬
‫ج ‪ 6‬ص ‪ (4) .297‬المصدر ج ‪ 6‬ص ‪ .298‬وجوزينجه معرب جخخوزينه‪،‬‬
‫وهى ما يعمل من السكر والجوز‪ ،‬منه رحمه ال في المرآت‪.‬‬

‫]‪[103‬‬

‫وأنا أقول له‪ :‬جعلت فداك إني أراك تأكل هذا التمر بشهوة‪ ،‬فقال‪ :‬نعم إني لحبه‪ .‬قال‪:‬‬
‫قلت‪ :‬ولم ذاك ؟ قال‪ :‬لن رسول ال صلى ال عليه والخخه كخخان تمريخخا‪ ،‬وكخخان‬
‫أمير المؤمنين عليه السلم تمريا‪ ،‬وكان الحسن عليه السلم تمريا‪ ،‬وكان أبو‬
‫عبد ال الحسين عليه السلم تمريا‪ ،‬وكان سيد العابخخدين عليخخه السخخلم تمريخخا‪،‬‬
‫وكان أبو جعفر عليه السلم تمريا‪ ،‬وكان أبخخو عبخخد ال خ عليخخه السخخلم تمريخخا‪،‬‬
‫وكان أبي تمريا‪ ،‬وأنا تمري وشيعتنا يحبون التمخخر لنهخخم خلقخوا مخن طينتنخخا‪،‬‬
‫وأعداؤنا يا سليمان يحبون المسكر‪ ،‬لنهم خلقوا من مارج من نخخار )‪24 .(1‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن ابن فضخخال‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن‬
‫الجهم قال‪ :‬دخلت على أبي الحسن عليه السخخلم وقخخد اختضخخب بالسخخواد )‪.(2‬‬
‫‪ - 25‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن سهل‪ ،‬عن أبي القاسم الكوفي‪ ،‬عمخخن حخخدثه‪ ،‬عخخن محمخخد‬
‫بن الوليد الكرماني قال‪ :‬قلت لبي جعفر الثخخاني عليخخه السخخلم‪ :‬مخخا تقخخول فخخي‬
‫المسك ؟ فقال‪ :‬إن أبي أمر فعمل له مسك فخخي بخان بسخخبع مخائة درهخخم‪ ،‬فكتخب‬
‫إليه الفضل بن سهل يخبره أن الناس يعيبون ذلخخك‪ ،‬فكتخخب إليخخه يخخا فضخخل أمخخا‬
‫علمت أن يوسف صلى ال عليه وهو نبي كان يلبس الديباج مزردا بالخخذهب‪،‬‬
‫ويجلس على كراسي الذهب‪ ،‬فلم ينقص ذلك من حكمته شيئا ؟ قخخال‪ :‬ثخخم أمخخر‬
‫فعملت له غالية بأربعخة آلف درهخم )‪ - 26 .(3‬كخا‪ :‬محمخد بخخن يحيخى‪ ،‬عخن‬
‫أحمد بن محمد بن عيسى‪ ،‬عن معمر بن خلد قال‪ :‬أمرني أبو الحسن الرضا‬
‫عليه السلم فعملت له دهنا فيه مسك وعنبر فأمرني أن أكتب في قرطاس آية‬
‫الكرسي وام الكتاب والمعوذتين‪ ،‬وقوارع مخخن القخخرآن‪ ،‬وأجعلخخه بيخخن الغلف‬
‫والقارورة‪ ،‬ففعلت‪ ،‬ثم أتيته فتغلف به وأنا أنظر إليه )‪.(4‬‬

‫الكخخافي ج ‪ 6‬ص ‪ 345‬و ‪ (2) .346‬الكخخافي ج ‪ 6‬ص ‪ 480‬وهخخو صخخدر حخديث‪(3) .‬‬
‫المصدر ج ‪ 6‬ص ‪ 516‬و ‪ (4) .517‬نفس المصدر ج ‪ 6‬ص ‪.516‬‬

‫]‪[104‬‬

‫بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي " قوارع القرآن " اليات التي مخخن قرأهخخا أمخخن مخخن شخخياطين‬
‫النس والجن كأنها تقرع الشيطان‪ - 27 .‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن موسخخى‬
‫بن القاسم‪ ،‬عن ابن أسباط‪ ،‬عن الحسن بن الجهم قال‪ :‬خرج إلخخي أبخخو الحسخخن‬
‫عليه السلم فوجدت منه رائحة التجمير )‪ - 28 .(1‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عخخن الخخبرقي‪،‬‬
‫عن أبيه وابن فضخال‪ ،‬عخن الحسخن بخن الجهخم قخال‪ :‬رأيخت أبخا الحسخن عليخه‬
‫السلم يدهن بالخيري )‪ - 29 .(2‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬عخخن‬
‫الرضا عليه السلم أنه كان يترب الكتخخاب )‪ .(3‬بيخخان‪ :‬أي يخخذر علخخى مكتخخوبه‬
‫بعد تمامه التراب‪ ،‬وقيل‪ :‬كناية عن التواضع فيخخه وقيخخل‪ :‬المعنخخى جعلخخه علخخى‬
‫الرض عند تسليمه إلى الحامل ول يخفى بعدهما‪ - 30 .‬كا‪ :‬علي بخخن محمخخد‬
‫بن عبد ال‪ ،‬عن إبراهيم بن إسحاق الحمر‪ ،‬عن الوشخخاء‪ ،‬قخخال‪ :‬دخلخخت علخخى‬
‫الرضخخا عليخخه السخخلم وبيخخن يخخديه إبريخق يريخخد أن يتهيخخأ منخه للصخخلة فخدنوت‬
‫لصب عليه فأبى ذلك‪ ،‬وقال‪ :‬معه يخخا حسخخن فقلخخت لخخه‪ :‬لخخم تنهخخاني أن أصخخب‬
‫على يدك‪ ،‬تكره أن اوجخر ؟ قخال‪ :‬تخؤجر أنخت واوزر أنخا‪ ،‬فقلخت لخه‪ :‬وكيخف‬
‫ذلك ؟ فقال‪ :‬أما سمعت ال عزوجل يقول " فمن كان يرجو لقاء ربخه فليعمخخل‬
‫عمل صالحا ول يشرك بعبادة ربه أحدا " وهخخا أنخخا ذا أتوضخخأ للصخخلة وهخخي‬
‫العبادة‪ ،‬فأكره أن يشركني فيها أحد )‪ - 31 .(4‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عخخن الخخبرقي‪ ،‬عخخن‬
‫البزنطي قال‪ :‬جاء رجل إلى أبي الحسن الرضا من وراء نهر بلخ قخخال‪ :‬إنخخي‬
‫أسالك عن مسألة فان أجبتني فيها بما عندي قلت بامامتك‬

‫)‪ (1‬الكخخافي كتخخاب الخخزى والتجمخخل بخخاب البخخخور ح ‪ ،3‬راجخخع ج ‪ 6‬ص ‪(2) .518‬‬
‫المصدر ج ‪ 6‬ص ‪ ،522‬وهو صدر حخخديث‪ (3) .‬المصخخدر ج ‪ 2‬ص ‪.673‬‬
‫)‪ (4‬الكافي ج ‪ 3‬ص ‪.69‬‬

‫]‪[105‬‬

‫فقال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬سل عما شئت‪ ،‬فقال‪ :‬أخبرني عن ربك متى كان وكيخخف‬
‫كان وعلى أي شئ كان اعتماده ؟ فقال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬إن ال تبارك‬
‫وتعالى أين الين بل أين‪ ،‬وكيف الكيف بل كيف‪ ،‬وكان اعتماده على قدرته‪،‬‬
‫فقام إليه الرجل فقبل رأسه‪ ،‬وقال‪ :‬أشهد أن ل إله إل الخ وأن محمخخدا رسخخول‬
‫ال‪ ،‬وأن عليا وصي رسول ال‪ ،‬والقيم بعده بما أقام به رسول ال صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله وأنكم الئمة الصخخادقون وأنخخك الخلخخف مخخن بعخخدهم )‪ - 32 .(1‬كخا‪:‬‬
‫العدة‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي قال‪ :‬ذكخخرت للرضخخا عليخخه السخخلم شخخيئا‬
‫فقال‪ :‬اصبر فاني أرجو أن يصنع ال لك إنشاء ال ثم قال‪ :‬فخخو ال خ مخخا ادخخخر‬
‫ال عن المؤمنين من هذه الدنيا خير لخخه ممخخا عجخخل لخخه فيهخخا ثخخم صخخغر الخخدنيا‬
‫وقال‪ :‬أي شئ هي ؟ ثم قال‪ :‬إن صاحب النعمة علخى خطخر‪ ،‬إنخه يجخب عليخه‬
‫حقوق ال فيها وال إنه ليكون علخخي النعخخم مخخن الخ عزوجخخل‪ ،‬فمخخا أزال منهخخا‬
‫على وجل‪ ،‬وحرك يده‪ ،‬حتى أخرج مخخن الحقخخوق الخختي تجخخب لخ علخخي فيهخا‪،‬‬
‫قلت‪ :‬جعلت فداك أنت في قدرك تخاف هذا ؟ قال‪ :‬نعم فأحمخخد ربخخي علخخى مخخا‬
‫من به علي )‪ - 33 .(2‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن علي بن إبراهيم الجعفخخري‪،‬‬
‫عن محمد بن الفضل عن الرضا عليه السخخلم قخخال‪ :‬قخخال لبعخخض مخخواليه يخخوم‬
‫الفطر وهو يدعو له‪ :‬يا فلن تقبل الخ منخك ومنخا ثخم أقخام حختى إذا كخان يخوم‬
‫الضحى‪ ،‬فقال له‪ :‬يا فلن تقبل ال منا ومنك قال‪ :‬فقلت له‪ :‬يا ابن رسول ال‬
‫قلت في الفطر شيئا وتقول في الضحى غيره ؟ قال‪ :‬فقال‪ :‬نعم إنخخي قلخخت لخخه‬
‫في الفطر تقبل ال منك ومنا‪ ،‬لنه فعل مثل فعلي وناسبت أنا وهو في الفعل‪،‬‬
‫وقلت له في الضحى تقبل ال منا ومنك لنا يمكننا أن نضحي ول يمكنخخه أن‬
‫يضحي فقد فعلنا نحن غير فعله )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .88‬المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .502‬الكافي ج ‪ 4‬ص ‪.181‬‬
‫]‪[106‬‬

‫‪ - 34‬كا‪ :‬محمد بن يحيى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن سليمان بن جعفخخر الجعفخخري قخخال‪:‬‬
‫كنت مخع الرضخا عليخه السخلم فخي بعخض الحاجخة فخأردت أن أنصخرف إلخى‬
‫منزلي فقال لي‪ :‬انصرف معي‪ ،‬فبت عندي الليلة‪ ،‬فخخانطلقت معخخه فخخدخل إلخخى‬
‫داره مع المغيب فنظر إلى غلمانه يعملون بالطين أواري الدواب أو غير ذلك‬
‫وإذا معهخخم أسخخود ليخخس منهخخم‪ ،‬فقخخال‪ :‬مخخا هخخذا الرجخخل معكخخم ؟ قخخالوا‪ :‬يعاوننخخا‬
‫ونعطيه شيئا‪ ،‬قال‪ :‬قاطعتموه علخخى اجرتخخه ؟ فقخخالوا‪ :‬ل هخخو يرضخخى منخخا بمخخا‬
‫نعطيه فأقبخخل عليهخخم يضخخربهم بالسخخوط وغضخخب لخخذلك غضخخبا شخخديدا فقلخخت‪:‬‬
‫جعلت فداك لم تدخل على نفسك ؟ فقال‪ :‬إني قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرة‬
‫أن يعمل معهم أحد حتى يقاطعوه اجرته‪ ،‬واعلم أنه ما من أحد يعمل لك شيئا‬
‫بغير مقاطعة‪ ،‬ثم زدته لذا الشئ ثلثة أضعاف علخخى اجرتخخه إل ظخخن أنخخك قخخد‬
‫نقصته اجرته‪ ،‬وإذا قاطعته ثم أعطيته اجرته حمخخدك علخخى الوفخخاء فخخان زدتخخه‬
‫حبة عرف ذلك لك‪ ،‬ورأى أنك قد زدته )‪ .(1‬توضيح‪ :‬قال الجخخوهري‪ :‬وممخخا‬
‫يضعه الناس في غير موضعه قولهم للمعلف " أرى " وإنما الءرى محبخخس‬
‫الدابة‪ ،‬وقد تسمى الخية أيضا أريا وهخخو حبخخل تشخخد بخخه الدابخخة فخخي محبسخخها‪،‬‬
‫والجمع الواري يخفف ويشدد‪) .‬كتاب المامخة والتبصخرة لعلخي بخن بخابويه‪،‬‬
‫عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن أحمد ابن محمد‪ ،‬عن العباس بن النجاشي السخخدي‬
‫قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬أنت صاحب هذا المخخر ؟ قخخال‪ :‬إي والخ علخخى‬
‫النس والجن(‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 5‬ص ‪.288‬‬

‫]‪[107‬‬

‫)‪) * (8‬باب( * * )ما أنشد عليه السلم من الشعر في الحكم( * ‪ - 1‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن‬
‫الصولي‪ ،‬عن محمد بن يحيى بن أبي عبخاد‪ ،‬عخخن عمخخه قخال‪ :‬سخخمعت الرضخخا‬
‫عليه السلم يوما ينشد شعرا وقليل ما كخان ينشخخد شخعرا‪ :‬كلنخخا نأمخل مخخدا فخي‬
‫الجل * والمنايا هن آفخخات المخخل ل تغرنخخك أباطيخخل المنخخى * والخخزم القصخخد‬
‫ودع عنك العلل إنما الدنيا كظل زائل * حل فيه راكب ثخخم رحخخل فقلخخت‪ :‬لمخخن‬
‫هذا أعز ال المير ؟ فقال‪ :‬لعراقي لكم‪ ،‬قلخخت‪ :‬أنشخخدنيه أبخخو العتاهيخخة لنفسخخه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬هات اسمه ودع عنك هذا‪ ،‬إن ال سبحانه وتعالى يقخخول‪ " :‬ول تنخخابزوا‬
‫باللقاب " )‪ (1‬ولعل الرجل يكره هذا )‪ - 2 .(2‬ن‪ :‬ابن المتوكل وابن عصام‬
‫والحسن بن أحمد المؤدب والوراق والدقاق جميعا‪ ،‬عخخن الكلينخخي‪ ،‬عخخن علخخي‬
‫بن إبراهيم العلوي الجواني‪ ،‬عن موسى ابن محمد المحاربي‪ ،‬عن رجل ذكر‬
‫اسمه‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم أن المأمون قخخال‪ :‬هخخل رويخخت مخخن‬
‫الشعر شيئا ؟ فقال‪ :‬قد رويت منه الكثير‪ ،‬فقال‪ :‬أنشدني أحسن مخخا رويتخخه فخخي‬
‫الحلم فقال عليه السخلم‪ :‬إذا كخخان دونخي مخن بليخخت بجهلخخه * أبيخخت لنفسخخي أن‬
‫تقابل بالجهل ‪ -‬وإن كان مثلي في محلي من النهى * أخذت بحلمي كخخي اجخخل‬
‫عن المثل‬

‫)‪ (1‬الحجرات‪ ،11 :‬ومراده عليه السلم أن سم الرجخخل ول تكنخخه بخخأبى العتاهيخخة فخخان‬
‫العتاهية‪ :‬ضلل الناس من التجنن والخخدهش‪ ،‬ويقخخال أيضخخا للرجخخل الحمخخق‬
‫فتكنيته بذلك من تنابز اللقاب‪ ،‬وقد نهى ال عنه‪ .‬قال الفيروز آبخخادي‪ :‬وأبخخو‬
‫العتاهية ككراهية لقب أبى اسخخحاق اسخخماعيل بخخن )أبخخى( القاسخخم بخخن سخخويد‪،‬‬
‫لكنيته‪ (2) .‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.177 178‬‬

‫]‪[108‬‬

‫وإن كنت أدنى منخه فخخي الفضخل والحجخى * عرفخت لخخه حخق التقخخدم والفضخخل قخال لخه‬
‫المأمون‪ :‬ما أحسن هذا ؟ هذا مخخن قخخاله ؟ فقخخال‪ :‬بعخخض فتياننخخا قخخال‪ :‬فأنشخخدني‬
‫أحسن ما رويته في السكوت عن الجاهل‪ ،‬وترك عتاب الصخديق‪ ،‬فقخال عليخه‬
‫السخخلم‪ :‬إنخخي ليهجرنخخي الصخخديق تجنبخخا * فخخاريه أن لهجخخره أسخخبابا وأراه إن‬
‫عاتبته أغريته * فأرى له ترك العتاب عتابا وإذا بليت بجاهل متحكخخم * يجخخد‬
‫المحال من المور صوابا أوليته مني السخخكوت وربمخخا * كخخان السخخكوت عخخن‬
‫الجواب جوابا فقال له المأمون‪ :‬ما أحسخخن هخخذا ؟ هخخذا مخخن قخخاله ؟ فقخخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬بعض فتياننا قال‪ :‬فأنشدني أحسن ما رويته في استجلب العدو حخختى‬
‫يكون صديقا فقال عليه السلم‪ :‬وذي غلة سالمته فقهرته * فأوقرته مني لعفو‬
‫التجمل ومن ل يدافع سيئات عدوه * باحسانه لم يأخذ الطول من عل ولخخم أر‬
‫في الشياء أسرع مهلكا * لغمر قديم من وداد معجخخل فقخخال لخخه المخخأمون‪ :‬مخخا‬
‫أحسن هذا ؟ هذا من قخخاله ؟ فقخخال‪ :‬بعخخض فتياننخخا‪ ،‬فقخخال‪ :‬فأنشخخدني أحسخخن مخخا‬
‫رويته في كتمان السر فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬وإنخخي لنسخخى السخخر كيل أذيعخخه *‬
‫فيامن رأى سرا يصان بأن ينسى مخافة أن يجري ببالي ذكره * فينبخخذه قلخخبي‬
‫إلى ملتوى حشا فيوشك من لم يفش سرا وجال في * خواطره أن ل يطيق له‬
‫حبسا فقال له المأمون‪ :‬إذا أمرت أن تخخترب الكتخخاب كيخخف تقخخول ؟ قخخال تخخرب‬
‫قال‪ :‬فمن السحا قال‪ :‬سح‪ ،‬قال فمن الطين‪ ،‬قال‪ :‬طين فقال‪ :‬يا غلم ترب هذا‬
‫اآلكتاب وسحه وطينه وامض به إلخخى الفضخخل بخخن سخخهل‪ ،‬وخخخذ لبخخي الحسخخن‬
‫ثلثمائة ألف درهم )‪ .(1‬بيان‪ " :‬الغل " بالكسر الحقد والضغن‪ ،‬ويقخخال أتيتخخه‬
‫من عل أي من موضع عال‪ ،‬والغمر بالكسر الحقد والغل قوله عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫" فيامن رأى " كلم على التعجب‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 174‬و ‪.175‬‬


‫]‪[109‬‬

‫أي من رأى سرا يكون صخخيانته بنسخخيانه‪ ،‬والحخخال أن النسخخيان ظخخاهرا ينخخافي الصخخيانة‬
‫وقوله " مخافة " متعلق بالمصرع الولى‪ ،‬قوله " إلى ملتوى حشا " أي مخخن‬
‫يكون لوى وزحير في أحشائه وفي بعض النسخ " حسا " بكر الحاء المهملخخة‬
‫وتشديد السين المهملة وهو وجع يأخذ النفساء بعد الخخولدة‪ ،‬وعلخخى التقخخديرين‬
‫كناية عن عدم الصبر على ضبط السخخر ومنازعخخة النفخخس إلخخى إفشخخائه‪ .‬وقخخال‬
‫الجوهري‪ :‬سحاة كل شئ قشره‪ ،‬وسخخيحاء الكتخخاب مكسخخور ممخخدود وسخخحوت‬
‫القرطاس وسخخحيته أسخخحاه إذا قشخخرته‪ ،‬وسخخحوت الكتخخاب وسخخحيته إذا شخخددته‬
‫بالسحاء‪ .‬وقال الصدوق رحمه ال بعد إيراد هذا الخبر‪ :‬كخخان سخخبيل مخخا يقبلخخه‬
‫الرضا عليه السلم عن المأمون سبيل ما كان يقبله النبي صلى ال عليه وآله‬
‫من الملوك‪ ،‬وسبيل ما كان يقبله الحسن بخخن علخي عليخه السخلم مخن معاويخخة‪،‬‬
‫وسبيل ما كان يقبله الئمة عليهخخم السخخلم مخخن آبخخائه مخخن الخلفخخاء ومخخن كخخانت‬
‫الدنيا كله له‪ ،‬فغلخخب عليهخخا ثخخم اعطخخي بعضخخها‪ ،‬فجخخائز لخخه أن يأخخخذه‪ - 3 .‬ن‪:‬‬
‫الدقاق‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن سخهل‪ ،‬عخن عبخد العظيخم الحسخني‪ ،‬عخن معمخر بخن‬
‫خلد وجماعة قالوا‪ :‬دخلنا على الرضا عليه السلم فقال لخخه بعضخخنا‪ :‬جعلنخخي‬
‫ال فداك مالي أراك متغير الوجه ؟ فقال عليه السلم‪ :‬إني بقيت ليلتي سخخاهرا‬
‫مفكرا في قول مروان بن أبي حفصة )‪:(1‬‬

‫)‪ (1‬روى الغانى عن محمد بن يحيى بن أبى مرة التغلخخبي قخخال‪ :‬مخخررت بجعفخخر بخخن‬
‫عثمان الطائى يوما وهو على باب منزله‪ ،‬فسلمت عليه فقال لى‪ :‬مرحبخخا يخخا‬
‫أخا تغلب اجلس فجلست فقال لى‪ :‬أما تعجب من ابن أبى حفصة ‪ -‬لعنه الخخ‬
‫‪ -‬حيث يقول‪ :‬أنى يكخخون وليخخس ذاك بكخخائن * لبنخخى البنخخات وراثخخة العمخخام‬
‫فقلت‪ :‬بلى وال انى ل تعجب منه وأكثر اللعن عليه‪ ،‬فهل قلت في ذلك شخخيئا‬
‫؟ فقال‪ :‬نعم قلت‪ :‬لم ل يكون وان ذاك لكائن * لبنى البنخخات وراثخخة العمخخام‬
‫للبنت نصف كامل من ماله * والعم متروك بغير سهام ما للطليق والخختراث‬
‫وانما * صلى الطليق مخافة الصمصام فراجع‪.‬‬

‫]‪[110‬‬

‫أنى يكون وليس ذاك بكائن * لبني البنات وراثة العمام ثم نمت فإذا أنا بقائل قد أخخخذ‬
‫بعضادتي الباب وهو يقول‪ :‬أنى يكون وليس ذاك بكخخائن * للمشخخركين دعخخائم‬
‫السلم لبني البنات نصيبهم من جدهم * والعم متروك بغير سهام ما للطليخخق‬
‫وللتراث وإنما * سجد الطليق مخافة الصمصام قد كان أخبرك القران بفضله‬
‫* فمضى القضاء به من الحكام إن ابن فاطمة المنوه باسخخمه * حخخاز الوراثخخة‬
‫عن بني العمام وبقى ابن نثلة واقفا مترددا * يرثي ويسخخعده ذوو الرحخخام )‬
‫‪ (1‬بيخخان‪ :‬المخخراد بخخالطليق العبخخاس حيخخث اسخخر يخخوم بخخدر‪ ،‬فخخأطلق بالفخخداء‪،‬‬
‫والصمصام السيف الصخخارم الخخذي ل ينثنخخي والضخخمير فخخي قخخوله " بفضخخله "‬
‫راجع إلى أمير المؤمنين عليه السلم بمعونة المقام وقرينة ما سيذكر بعده إذ‬
‫هو المراد بابن فاطمة‪ ،‬والمراد بابن نثلة العباس فان اسم أمه كانت نثلة‪ ،‬وقد‬
‫مر بيان حالها في باب أحوال العباس‪ ،‬والمراد بقضخخاء الحكخخام مخخا قضخخى بخخه‬
‫أبو بكخخر بينهمخخا كمخخا هخخو المشخخهور‪ ،‬وقخخد مضخخى منازعخخة أخخخرى أيضخخا بيخخن‬
‫الصادق عليه السلم وبين داود بن علي العباسي وأنه قضخخى هشخخام للصخخادق‬
‫عليه السلم‪ - 4 .‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن هشخخام‪ ،‬عخخن ابخخن المغيخخرة قخخال‪:‬‬
‫سمعت أبا الحسن الرضا عليه السلم يقول‪ :‬إنك في دار لها مدة * يقبخل فيهخخا‬
‫عمل العامل أل ترى الموت محيطا بها * يكذب فيها أمل المل تعجل الخخذنب‬
‫لما تشتهي * وتأمل التوبة في قابل والموت يخخأتي أهلخخه بغتخخة * مخخا ذاك فعخخل‬
‫الحازم العاقل )‪ - 5 (2‬ن‪ :‬الحسن بن عبد ال بن سعيد العسكري‪ ،‬عن أحمخخد‬
‫بن محمد بن الفضل‪ ،‬عن إبراهيم بن أحمخخد الكخخاتب‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن الحسخخين‬
‫كاتب أبي الفياض‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 175‬و ‪ (2) .176‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.176‬‬

‫]‪[111‬‬

‫عن أبيه قال‪ :‬حضرنا مجلس علي بن موسى الرضا عليخخه السخخلم فشخخكى رجخخل أخخخاه‬
‫فأنشأ يقول‪ :‬اعذر أخاك على ذنوبه * واستر وغط على عيوبه واصبر علخخى‬
‫بهت السفيه * وللزمان على خطوبه ودع الجواب تفضل * وكل الظلوم إلخخى‬
‫حسيبه )‪ - 6 (1‬كشف‪ :‬عبد العزيخخز بخخن الخضخخر‪ ،‬عخخن أبخخي الحسخخن كخخاتب‬
‫الفرائض عن أبيه مثله )‪ - 7 .(2‬ن‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن الحسن بن علي العدوي‪،‬‬
‫عن الهيثم بن عبد الرماني عن الرضا‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قال‪ :‬كان أمير‬
‫المؤمنين عليه السلم يقول‪ :‬خلقت الخلئق في قخخدرة * فمنهخخم سخخخي ومنهخخم‬
‫بخيل فأما السخي ففي راحخخة * وأمخخا البخيخخل فشخخوم طويخخل )‪ - 8 (3‬ن‪ :‬ابخخن‬
‫المتوكل‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الريخخان بخخن الصخخلت قخخال‪ :‬أنشخخدني الرضخخا‬
‫عليه السلم لعبد المطلب‪ :‬يعيب الناس كلهم زمانا * وما لزماننا عيب سخخوانا‬
‫نعيب زماننا والعيب فينا * ولو نطق الزمان بنا هجانا وإن الذئب يخخترك لحخخم‬
‫ذئب * ويأكل بعضنا بعضا عيانا لبسنا للخداع مسوك طيب * فويل للغريخخب‬
‫إذا أتانا )‪ - 9 (4‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن ابن ذكوان‪ ،‬عن إبراهيم بخخن‬
‫العباس قال‪ :‬كان الرضا عليه السلم ينشد كثيرا‪ :‬إذا كنت في خير فل تغترر‬
‫به * ولكن قل اللهم سلم وتمم )‪(5‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبخار الرضخا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .176‬كشخف الغمخة ج ‪ 3‬ص ‪ 3) .93‬و ‪(4‬‬
‫عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (5) .177‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.178‬‬
‫]‪[112‬‬

‫‪ - 10‬قب‪ :‬له عليه السلم‪ :‬لبست بالعفة ثوب الغنى * وصخخرت أمشخخي شخخامخ الخخرأس‬
‫لست إلى النسناس مستأنسا * لكنني آنس بالناس إذا رأيت التيه من ذي الغنى‬
‫* تهت على التائه باليخخأس مخا إن تفخخاخرت علخخى معخخدم * ول تضعضخخعت ل‬
‫فلس )‪ (1‬بيخخان‪ " :‬الخختيه " بالكسخخر الكخخبر‪ ،‬قخخوله باليخخاس أي عمخخا فخخي أيخخدي‬
‫الناس‪ ،‬والتوكل على ال )‪ - 11 .(2‬ختص‪ :‬كتب المأمون إلى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم فقال عظني‪ :‬فكتب عليه السلم‪ :‬إنك في دنيا لها مدة * يقبل فيها عمل‬
‫العامل أما ترى الموت محيطا بها * يسلب منها أمل المل تعجل الخخذنب بمخخا‬
‫تشتهي * وتأمخخل التوبخخة مخخن قابخخل والمخخوت يخخأتي أهلخخه بغتخخة * مخخا ذاك فعخخل‬
‫الحازم العاقل )‪(3‬‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبي طالب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .361‬قخخال أميخخر المخخؤمنين عليخخه السخخلم‪ :‬مخخا‬
‫أحسن تواضع الغنياء للفقراء وأحسن منه تيه الفقراء على الغنياء اتكخخال‬
‫على ال‪ (3) .‬الختصاص ص ‪.98‬‬

‫]‪[113‬‬

‫)‪) * (9‬باب( * * )ما كان بينخه عليخخه السخخلم وبيخخن هخارون لعنخه الخ( * * )وولتخخه‬
‫واتباعه( * ‪ - 1‬ن‪ :‬ابن عبدوس‪ ،‬عن ابن قتيبة‪ ،‬عن الفضل‪ ،‬عن صفوان بن‬
‫يحيى‪ ،‬عن محمد بن أبي يعقوب البلخي‪ ،‬عن موسى بن مهران قال‪ :‬سخخمعت‬
‫جعفر بن يحيى يقول‪ :‬سمعت عيسى بن جعفر يقول لهارون توجه من الرقخخة‬
‫إلى مكة‪ :‬اذكر يمينك التي حلفت بها في آل أبي طالب‪ ،‬فانك حلفت إن ادعخخى‬
‫أحد بعد موسى المامخخة ضخخربت عنقخخه صخخبرا‪ ،‬وهخخذا علخخي ابنخخه يخخدعي هخخذا‬
‫المر‪ ،‬ويقال فيه ما يقال في أبيه فنظر إليه مغضبا فقال‪ :‬وما ترى ؟ تريد أن‬
‫أقتلهم كلهم ؟ قال موسى‪ :‬فلما سمعت ذلخخك صخخرت إليخخه فخخأخبرته فقخخال عليخخه‬
‫السلم‪ :‬مالي ولهم‪ ،‬وال ل يقدرون )إلي( على شئ )‪ - 2 .(1‬ن‪ :‬الهمخخداني‪،‬‬
‫عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن اليقطيني‪ ،‬عن صفوان بن يحيخخى قخخال‪ :‬لمخخا مضخخى‬
‫أبو الحسن موسى بن جعفر عليه السلم وتكلم الرضا عليه السلم خفنا عليخخه‬
‫من ذلك‪ ،‬فقلخخت لخخه‪ :‬إنخخك قخخد أظهخخرت أمخخرا عظيمخخا وإنمخخا نخخخاف عليخخك هخخذا‬
‫الطاغي فقال‪ :‬ليجهد جهده فل سبيل له علي‪ .‬قال صخخفوان‪ :‬فأخبرنخخا الثقخخة أن‬
‫يحيى بن خالد قال للطاغي‪ :‬هذا علي ابنه قد قعد وادعى المر لنفسخخه‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫ما يكفينا مخخا صخخنعنا بخخأبيه ؟ تريخخد أن نقتلنهخخم جميعخخا ؟ ولقخخد كخخانت البرامكخخة‬
‫مبغضين لهل بيت رسول ال صلى ال عليه وآله مظهرين العداوة لهم )‪.(2‬‬
‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .226‬المصدر نفسه‪.‬‬

‫]‪[114‬‬

‫‪ - 3‬شا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن الكليني‪ ،‬عخن محمخخد بخن يحيخى‪ ،‬عخخن أحمخخد بخن محمخخد‪ ،‬عخن‬
‫صفوان إلى قوله فل سبيل لخه علخى )‪ - 4 .(1‬ن‪ :‬ابخن المتوكخل‪ ،‬عخن محمخد‬
‫العطار‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن عمخخران بخخن موسخخى‪ ،‬عخخن أبخخي الحسخخن داود بخخن‬
‫محمد النهدي‪ ،‬عن علي بخخن جعفخخر‪ ،‬عخخن أبخخي الحسخخن الطخخبيب قخخال‪ :‬سخخمعته‬
‫يقول‪ :‬لما توفي أبو الحسن موسى بن جعفر عليهما السلم دخخخل أبخخو الحسخخن‬
‫علي بن موسى الرضا عليه السلم السخوق فاشخترى كلبخا وكبشخا وديكخا فلمخا‬
‫كتب صاحب الخبر إلى هارون بذلك قال‪ :‬قد أمنا جانبه‪ .‬وكتخخب الزبيخخري أن‬
‫علي بن موسى عليه السخخلم قخخد فتخخح بخخابه‪ ،‬ودعخخا إلخخى نفسخخه‪ ،‬فقخخال هخخارون‪:‬‬
‫واعجبا من هخخذا يكتخخب أن علخخي بخخن موسخخى قخخد اشخخترى كلبخخا وديكخخا وكبشخخا‪،‬‬
‫ويكتب فيه ما يكتب )‪ - 5 .(2‬ن‪ :‬الدقاق‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن جرير بن حازم‪،‬‬
‫عن أبي مسروق قال‪ :‬دخل على الرضا عليه السلم جماعة من الواقفة فيهخخم‬
‫علي بخخن أبخخي حمخخزة البطخخائني ومحمخخد بخخن إسخحاق بخخن عمخخار والحسخخين بخخن‬
‫عمران والحسين بن أبي سعيد المكاري‪ ،‬فقال له علي بن أبي حمخخزة‪ :‬جعلخخت‬
‫فداك أخبرنا عن أبيك عليه السلم ما حاله ؟ فقخخال‪ :‬قخخد مضخخى عليخخه السخخلم‪،‬‬
‫فقال له‪ :‬فالى من عهد ؟ فقال‪ :‬إلي فقال له‪ :‬إنك لتقول قول مخخا قخخاله أحخخد مخخن‬
‫آبائك علي بن أبي طالب فمن دونه‪ ،‬قال‪ :‬لكن قد قخخاله خيخخر آبخخائي وأفضخخلهم‪:‬‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله فقال له‪ :‬أما تخاف هؤلء على نفسخخك ؟ فقخخال‪:‬‬
‫لو خفت عليها كنت عليها معينا إن رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه أتخخاه أبخخو‬
‫لهب فتهدده فقال له رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‪ :‬إن خدشخخت مخخن قبلخخك‬
‫خدشة فأنا كذاب‪ ،‬فكانت أول آية نزع بهخا رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫وهي أول آية أنزع بها لكم‪ ،‬إن خدشت خدشا من قبل هارون فأنا كذاب‪ .‬فقال‬
‫له الحسين بن مهران‪ :‬قد أتانا ما نطلب إن أظهخخرت هخخذا القخخول‪ ،‬قخخال‪ :‬فتريخخد‬
‫ماذا ؟ أتريد أن أذهب إلى هارون فأقول له إني إمام وأنت لست في شئ ؟‬

‫)‪ (1‬الرشخخاد ص ‪ 288‬الكخخافي ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .487‬عيخخون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص‬


‫‪.205‬‬

‫]‪[115‬‬

‫ليس هكذا صنع رسول ال صلى الخ عليخخه وآلخخه فخخي أول أمخخره إنمخخا قخخال ذلخخك لهلخخه‬
‫ومواليه ومن يثق به فقد خصهم به دون الناس‪ ،‬وأنتم تعتقخخدون المامخخة لمخخن‬
‫كان قبلي من آبائي وتقولون إنه إنما يمنع علخخي بخخن موسخخى أن يخخخبر أن أبخخاه‬
‫حي تقية فإني ل أتقيكم في أن أقول إني إمام‪ ،‬فكيف أتقيكم فخخي أن أدعخخي أنخخه‬
‫حي لو كان حيا )‪ .(1‬بيان‪ " :‬نزع بهخخا " أي نخخزع الشخخك بهخخا‪ ،‬ولعلخخه كخخان "‬
‫برع " أي فاق‪ ،‬قوله قد أتانا ما نطلب أي من الدللة والمعجزة‪ ،‬ولمخخا علقخخوا‬
‫ذلك على الظهار‪ ،‬قال عليه السلم قد أظهرت ذلك الن وليس الظهار بخخأن‬
‫أذهب إلى هارون وأقول له ذلك‪ ،‬ويحتمل أن يكون المعنى قد أتانا مخا نطلخخب‬
‫من القدح في إمامتك لترك التقية بالجواب أني لم أترك ما يلزم من التقية فخخي‬
‫ذلك‪ ،‬والول أظهر‪ - 6 .‬قب‪ :‬صفوان بن يحيى قال‪ :‬لمخخا مضخخى أبخخو الحسخخن‬
‫موسى عليخخه السخخلم وتكلخخم الرضخخا خفنخخا عليخخه مخخن ذلخخك‪ ،‬وقلنخخا لخخه‪ :‬إنخخك قخخد‬
‫أظهرت أمرا عظيما وإنا نخاف عليك من هذا الطخخاغي‪ ،‬فقخخال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫يجهد جهده فل سبيل له علي‪ .‬حمزة بن جعفر الرجاني قخخال‪ :‬خخخرج هخخارون‬
‫من المسجد الحرام مرتان وخرج الرضا عليخخه السخخلم مرتخخان‪ ،‬فقخخال الرضخخا‬
‫عليه السلم‪ :‬ما أبعد الدار وأقرب اللقاء يا طوس ستجمعني وإيخخاه )‪- 7 .(2‬‬
‫كا‪ :‬الحسين بن أحمد بن هلل‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان قال‪ :‬قلخخت لبخخي‬
‫الحسن الرضا عليه السلم في أيام هارون‪ :‬إنك قد شهرت نفسك بهذا المر‪،‬‬
‫وجلست مجلس أبيك وسيف هارون يقطر الدم ؟ قخخال‪ :‬جرأنخخي علخخى هخخذا مخخا‬
‫قال رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه إن أخخخذ أبخخو جهخخل مخخن رأسخخي شخخعره‬
‫فاشهدوا أني لست بنخخبي وأنخخا أقخخول لكخخم‪ :‬إن أخخخذ هخارون مخخن رأسخخي شخخعرة‬
‫فاشهدوا أني لست بامام )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .213‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪) .340‬‬
‫‪ (3‬روضة الكافي ص ‪(*) .257‬‬

‫]‪[116‬‬

‫مهج الدعوات‪ :‬عن أبي الصلت الهروي قال‪ :‬كان الرضا عليه السلم ذات يوم جالسا‬
‫في منزله إذ دخل عليه رسول هارون الرشيد فقال‪ :‬أجب أمير المؤمنين فقخخام‬
‫عليه السلم فقال لي‪ :‬يا أبا الصلت إنه ل يدعوني في هذا الخخوقت إل لداهيخخة‪،‬‬
‫فو ال ل يمكنه أن يعمل بي شيئا أكرهه‪ ،‬لكلمات وقعت إلي من جدي رسول‬
‫ال صلى ال عليه وآله قال‪ :‬فخرجت معه حختى دخلنخا علخى هخارون الرشخيد‬
‫فلما نظر إليه الرضا عليه السلم قرأ هذا الحخخرز إلخخى آخخخره فلمخخا وقخخف بيخخن‬
‫يديه نظر إليه هارون الرشيد وقال‪ :‬يخخا أبخخا الحسخخن قخخد أمرنخخا لخخك بمخخائة ألخخف‬
‫درهم واكتب حخخوائج أهلخخك فلمخا ولخخى عنخخه علخخي بخخن موسخى عليهمخا السخلم‬
‫وهارون ينظر إليه في قفاه قال‪ :‬أردت وأراد ال وما أراد ال خيخخر‪ - 8 .‬كخخا‪:‬‬
‫علي بن إبراهيم‪ ،‬عن محمد بن عيسخخى‪ ،‬عخخن يخخونس‪ ،‬عمخخن ذكخخره قخخال‪ :‬قيخخل‬
‫للرضا عليه السلم‪ :‬إنك متكلم بهذا الكلم والسيف يقطخخر الخخدم‪ ،‬فقخخال‪ :‬إن لخ‬
‫واديا من ذهب حماه بأضعف خلقه النمل فلو رامته البخاتي لخخم تصخخل إليخخه‪) .‬‬
‫‪) * (10‬باب( * * )طلب المأمون الرضا صلوات ال عليخخه مخخن المدينخخة( *‬
‫)وما كان عند خروجه منها وفى الطريق إلى نيسابور( ‪ - 1‬ن‪ :‬الوراق‪ ،‬عخخن‬
‫سعد‪ ،‬عن ابن يزيد‪ ،‬عن محمد بن حسان وأبي محمد النيلي عن الحسخخين بخخن‬
‫عبد ال‪ ،‬عن محمد بن علي بن شاهويه بن عبد ال‪ ،‬عن أبي الحسن الصخخائغ‬
‫عن عمه قال‪ :‬خرجت مع الرضا عليه السلم إلى خراسخخان اوامخخره فخخي قتخخل‬
‫رجاء بن أبي الضحاك الذي حمله إلى خراسان‪ ،‬فنهاني عن ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬تريد‬
‫أن تقتل نفسا مؤمنة بنفس كخخافرة‪ ،‬قخخال‪ :‬فلمخخا صخخار إلخخى الهخخواز قخخال لهخخل‬
‫الهواز‪ :‬اطلبوا لخخي قصخخب سخخكر فقخخال بعخخض أهخخل الهخخواز ممخخن ل يعقخخل‪:‬‬
‫أعرابي ل يعلم أن القصب ل يوجد في الصيف‬

‫]‪[117‬‬

‫فقالوا‪ :‬يا سيدنا القصب ل يكون في هذا الوقت إنما يكون في الشتاء فقال‪ :‬بلى اطلبخخوه‬
‫فانكم ستجدونه‪ ،‬فقال إسخخحاق بخخن محمخخد‪ :‬والخ مخخا طلخخب سخخيدي إل موجخخودا‬
‫فأرسلوا إلى جميع النخخواحي فجخخاء أكخخرة إسخخحاق فقخخالوا عنخخدنا شخخئ ادخرنخخاه‬
‫للبذرة نزرعه وكانت هذه إحدى براهينه‪ .‬فلما صار إلخخى قريخخة سخخمعته يقخخول‬
‫في سجوده " لك الحمد إن أطعتك‪ ،‬ول حجة لي إن عصخخيتك‪ ،‬ول صخخنع لخخي‬
‫ول لغيري في إحسانك‪ ،‬ول عذر لي إن أسأت‪ ،‬ما أصابني من حسخخنة فمنخخك‬
‫يا كريم اغفر لمن في مشارق الرض ومغاربهخخا مخخن المخخؤمنين والمؤمنخخات‪.‬‬
‫قال‪ :‬صلينا خلفه أشهرا فما زاد فخخي الفخخرائض علخخى الحمخخد وإنخخا أنزلنخخاه فخخي‬
‫الولى والحمد وقل هو ال أحد في الثانية )‪ - 2 .(1‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علخخي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن مخول السجستاني قال‪ :‬لما ورد البريد بإشخاص الرضخخا عليخخه‬
‫السلم إلى خراسان كنت أنا بالمدينة فدخل المسجد ليودع رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله فودعه مرارا كل ذلك يرجخخع إلخخى القخخبر ويعلخخو صخخوته بالبكخخاء‬
‫والنحيب فتقدمت إليه وسخلمت عليخه فخرد السخلم وهنخأته فقخال‪ :‬زرنخي فخاني‬
‫أخرج من جوار جدي صلى ال عليه وآله فأموت في غربة وادفن فخخي جنخخب‬
‫هارون‪ ،‬قال‪ :‬فخرجخخت متبعخخا لطريقخخه حخختى مخخات بطخخوس ودفخخن إلخخى جنخخب‬
‫هارون )‪ - 2 .(2‬ن‪ :‬جعفر بن نعيم الشخخاذاني‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن إدريخخس‪ ،‬عخخن‬
‫اليقطيني‪ ،‬عن الوشاء قخخال‪ :‬قخخال لخخي الرضخخا عليخخه السخخلم إنخخي حيخخث أرادوا‬
‫الخروج بي من المدينة جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا علي حتى أسخخمع‪ ،‬ثخخم‬
‫فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار ثم قلت أما إني ل أرجخخع إلخخى عيخخالي أبخخدا )‬
‫‪ - 4 .(3‬يج‪ :‬روي عن أبي هاشم الجعفري قال‪ :‬لما بعث المأمون رجاء )‪(4‬‬
‫بن‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 205‬و ‪ (2) .206‬المصخخدر ج ‪ 2‬ص ‪(3) .217‬‬
‫نفس المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .218‬فخخي الطبعخخة الكمبخخانى " جخخابر بخخن أبخخى‬
‫الضحاك " وهو سهو‪.‬‬
‫]‪[118‬‬

‫أبي الضحاك لحمل أبي الحسين علي بن موسى الرضا على طريق الهواز‪ ،‬لخخم يمخخر‬
‫على طريق الكوفة‪ ،‬فبقي به أهلهخخا وكنخخت بالشخخرقي مخخن آبيخخدج موضخخع فلمخخا‬
‫سخخمعت بخخه سخخرت إليخخه بخخالهواز وانتسخخبت لخخه وكخخان أول لقخخائي لخخه‪ ،‬وكخخان‬
‫مريضا‪ ،‬وكان زمن القيظ فقال‪ :‬أبغني طبيبا‪ .‬فأتيته بطبيب فنعت له بقلة فقال‬
‫الطبيب‪ :‬ل أعرف أحدا على وجه الرض يعخخرف اسخخمها غيخخرك‪ ،‬فمخخن أيخخن‬
‫عرفتها إل أنها ليست في هذا الوان‪ ،‬ول هذا الزمان قال له‪ :‬فابغ لي قصخخب‬
‫السكر فقال الطبيب وهذه أدهى من الولى ما هذا بزمان قصب السكر‪ ،‬فقخخال‬
‫الرضا عليه السلم‪ :‬هما في أرضكم هذه وزمانكم هخخذا‪ ،‬وهخخذا معخخك فامضخخيا‬
‫إلخخى شخخاذروان المخخاء واعخخبراه فيرفخخع لكخخم جوخخخان أي بيخخدر )‪ (1‬فاقصخخداه‬
‫فستجدان رجل هناك أسود في جوخانه فقخخول لخخه أيخخن منبخخت القصخخب السخخكر‬
‫وأين منابت الحشيشة الفلنية ‪ -‬ذهخخب علخخى أبخخي هاشخخم اسخخمها ‪ -‬فقخخال يخخا أبخخا‬
‫هاشم دونك القوم فقمت وإذا الجوخان والرجل السود قال‪ :‬فسألناه فأومأ إلى‬
‫ظهره فإذا قصب السكر فأخخذنا منخه حاجتنخا ورجعنخا إلخى الجوخخان فلخم نخر‬
‫صاحبه فيه‪ ،‬فرجعنا إلى الرضا عليه السلم فحمخخد الخخ‪ .‬فقخخال لخخي المتطبخخب‪:‬‬
‫ابن من هذا ؟ قلت ابن سيد النبياء قال‪ :‬فعنخخده مخخن أقاليخخد النبخخوة شخخئ ؟ قلخخت‬
‫نعم‪ ،‬وقد شهدت بعضها وليس بنبي قال وصي نبي ؟ قلت أما هذا فنعخخم فبلخخغ‬
‫ذلك رجاء بخخن أبخخي الضخخحاك فقخخال لصخخحابه لن أقخخام بعخخد هخخذا ليمخخدن إليخخه‬
‫الرقاب فارتحل به )‪ - 5 .(2‬قب‪ :‬روى الحاكم أبو عبخخد الخ الحخخافظ باسخخناده‬
‫عن محمد بن عيسى‪ ،‬عن أبي حبيب النباجي قال‪ :‬رأيت رسول ال صلى ال‬
‫عليه وآله في المنام ‪ -‬وحدثني محمخخد بخخن منصخخور السرخسخخي بالسخخناد عخخن‬
‫محمد بن كعب القرظي قال‪ :‬كنت في جحفة نائما فرأيت رسول‬

‫)‪ (1‬البيدر‪ :‬الموضع الذى يداس فيخخه الطعخام‪ ،‬ولعخخل " جوخخخان " مركخخب أي موضخخع‬
‫الشعير‪ (2) .‬الخرائج والجرائح ص ‪.236‬‬

‫]‪[119‬‬

‫ال صلى ال عليه وآلخه فخي المنخخام فخأتيته فقخخال لخي‪ :‬يخا فلن سخخررت بمخخا تصخنع مخع‬
‫أولدي في الدنيا ؟ فقلت‪ :‬لو تركتهم فبمن أصنع ؟ فقال صلى ال عليه وآلخخه‪:‬‬
‫فل جرم تجزى مني في العقبى‪ ،‬فكان بين يديه طبق فيخخه تمخخر صخخيحاني )‪(1‬‬
‫فسألته عن ذلك فأعطاني قبضخخة فيهخخا ثمخاني عشخخرة تمخخرة فتخأولت ذلخك أنخي‬
‫أعيش ثماني عشرة سنة‪ ،‬فنسيت ذلك فرأيت يوما ازدحام الناس فسألتهم عخخن‬
‫ذلك فقالوا‪ :‬أتى علي بن موسى الرضا عليخخه السخخلم فرأيتخخه جالسخخا فخخي ذلخخك‬
‫الموضع وبين يديه طبق فيه تمر صيحاني فسخخألته عخخن ذلخخك فنخخاولني قبضخخة‬
‫فيها ثماني عشرة تمرة‪ ،‬فقلت له‪ :‬زدني منه‪ ،‬فقال‪ :‬لو زادك جدي رسول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله لزدناك‪ .‬ذكره عمر المل الموصخخلي فخخي الوسخخيلة إل أنخخه‬
‫روى أن ابن علوان قال رأيت في منامي كأن قائل يقول قد جخخاء رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله إلى البصرة‪ ،‬قلت‪ :‬وأين نزل ؟ فقيل في حائط بني فلن‪،‬‬
‫قال‪ :‬فجئت الحائط فوجخخدت رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه جالسخخا ومعخخه‬
‫أصحابه وبين يديه أطباق فيها رطب برني )‪ (2‬فقبخخض بيخخده كفخخا مخخن رطخخب‬
‫وأعطاني فعددتها فإذا هي ثماني عشرة رطبة‪ ،‬ثم انتبهت فتوضأت وصخخليت‬
‫وجئت إلى الحائط فعرفت المكان الذي فيه رأيت رسول ال صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله‪ .‬فبعد ذلك سمعت الناس يقولون‪ :‬قد جاء علخخي بخخن موسخخى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم فقلت أين نزل فقيل في حائط بني فلن فمضيت فوجدته فخخي الموضخخع‬
‫الذي رأيت النبي صخلى الخ عليخه وآلخه فيخه وبيخن يخديه أطبخاق فيهخا رطخب‪،‬‬
‫وناولني ثمانية عشرة رطبة‪ ،‬فقلت‪ :‬يا ابن رسول الخ زدنخخي فقخخال‪ :‬لخخو زادك‬
‫جدي لزدتك‪ ،‬ثم بعث إلي بعد أيخخام يطلخخب منخخي رداء وذكخخر طخخوله وعرضخخه‬
‫فقلت‪ :‬ليس هذا عندي فقخخال‪ :‬بلخخى هخخو فخخي السخخفط الفلنخخي بعثخخت بخخه امرأتخخك‬
‫معك‪ ،‬قال‪ :‬فذكرت فأتيت السفط فوجدت الرداء فيه كما قال )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬قال الفيروز آبادي‪ :‬الصيحانى‪ :‬من تمر المدينة‪ ،‬نسخخب الخخى صخخيحان لكبخخش كخخان‬
‫يربط إليها‪ ،‬أو اسم الكبش الصياح‪ ،‬وهو من تغييرات النسخخب كصخخنعاني‪) .‬‬
‫‪ (2‬قال الفيروز آبادي‪ :‬البرنى تمخخر معخخروف اصخخله " برنيخخك " أي الحمخخل‬
‫الجيد‪ (3) .‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪.342‬‬

‫]‪[120‬‬

‫‪ - 6‬كشف‪ :‬من دلئل الحميري‪ ،‬عن امية بخخن علخخي قخخال كنخخت مخخع أبخخي الحسخخن عليخخه‬
‫السلم بمكة في السنة التي حج فيها ثم صار إلخى خراسخان ومعخه أبخو جعفخر‬
‫عليه السلم وأبو الحسن عليه السلم يودع الخخبيت‪ ،‬فلمخخا قضخخى طخخوافه عخخدل‬
‫إلى المقام فصلى عنده‪ ،‬فصار أبو جعفر على عنق موفق يطوف بخخه‪ ،‬فصخخار‬
‫أبو جعفر عليه السلم إلى الحجر فجلس فيه فأطال‪ ،‬فقال له موفق‪ :‬قم جعلت‬
‫فداك‪ ،‬فقال‪ :‬ما اريد أن أبرح من مكخاني هخخذا إل أن يشخاء الخ‪ ،‬واسخختبان فخي‬
‫وجهه الغم‪ ،‬فأتى موفق أبا الحسن عليه السلم فقال‪ :‬جعلت فداك قد جلس أبو‬
‫جعفر عليه السلم في الحجر وهخو يخأبى أن يقخوم فقخام أبخو الحسخن فخأتى أبخا‬
‫جعفر عليهما السلم فقال له قم يا حبيبي‪ ،‬فقال ما اريخخد أن أبخخرح مخخن مكخخاني‬
‫هذا قال‪ :‬بلى يا حبيبي ثم قال كيف أقوم‪ ،‬وقد ودعخخت الخخبيت وداعخخا ل ترجخخع‬
‫إليه ؟ فقال قم يخخا حبيخخبي فقخخام معخخه )‪) * (11) .(1‬بخخاب( * * )وروده عليخخه‬
‫السلم بنيسابور وما ظهر فيه مخخن المعجخخزات( * ‪ - 1‬مخخا‪ :‬جماعخخة عخخن أبخخي‬
‫المفضل عن الليث بن محمد العنبري‪ ،‬عن أحمد بن عبخخد الصخخمد بخخن مزاحخخم‬
‫عن خاله أبي الصلت الهروي قال‪ :‬كنت مخخع الرضخخا عليخخه السخخلم لمخخا دخخخل‬
‫نيسابور وهو راكب بغلة شهباء وقد خرج علماء نيسخخابور فخخي اسخختقباله فلمخخا‬
‫صار إلى المربعة تعلقوا بلجام بغلته وقالوا‪ :‬يخخا ابخخن رسخخول الخ حخخدثنا بحخخق‬
‫آبائك الطاهرين حديثا عن آبائك صلوات ال عليهم أجمعين فأخرج رأسه من‬
‫الهودج وعليه مطرف خز فقال‪ :‬حدثني أبي موسى بن جعفر‪ ،‬عن أبيه جعفر‬
‫بن محمد عخن أبيخه محمخد بخن علخي‪ ،‬عخن أبيخه علخي بخن الحسخين‪ ،‬عخن أبيخه‬
‫الحسين سيد شباب‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ .215‬باب أحوال أبى جعفر الثاني عليه السلم‪.‬‬

‫]‪[121‬‬

‫أهل الجنة‪ ،‬عن أمير المؤمنين عليه السلم عن رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه وسخخلم‬
‫قال أخبرني جبرئيل الروح المين عن ال تقدست أسماؤه وجل وجهخخه‪ :‬إنخخي‬
‫أنا ال ل إله إل أنا وحدي‪ ،‬عبادي فاعبدوني وليعلم مخخن لقينخخي منكخخم بشخخهادة‬
‫أن ل إله إل ال مخلصا بها أنه قد دخل حصني‪ ،‬ومن دخل حصني أمخخن مخخن‬
‫عذابي‪ ،‬قالوا يا ابن رسول ال خ ومخخا إخلص الشخخهادة لخ قخخال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫طاعة ال وطاعة رسول ال وولية أهل بيته عليهم السلم‪ - 2 .‬ن‪ :‬أبو واسع‬
‫محمد بن أحمد بن محمد بن إسحاق النيسابوري قخال‪ :‬سخمعت جخخدتي خديجخة‬
‫بنت حمدان بن پسندة قالت‪ :‬لما دخل الرضا عليه السلم نيسابور نزل محلخخة‬
‫الغربي ناحية تعرف " بلش آباد " في دار جدتي پسخخنده وإنمخخا سخخمي پسخخنده‬
‫لن الرضا عليه السلم ارتضاه من بيخخن النخخاس‪ ،‬وپسخخنده هخخي كلمخخة فارسخخية‬
‫معناها مرضي فلما نزل عليه السلم دارنا زرع لوزة في جانب من جخخوانب‬
‫الدار‪ ،‬فنبتت وصارت شخخجرة وأثمخخرت فخخي سخخنة‪ ،‬فعلخخم النخخاس بخخذلك فكخخانوا‬
‫يستشفون بلوز تلك الشجرة‪ ،‬فمن أصابته علة تبرك بالتناول من ذلخخك اللخخوز‪،‬‬
‫مستشفيا به فعوفي‪ ،‬ومن أصابه رمخخد جعخخل ذلخخك اللخخوز علخخى عينخخه فعخخوفي‪،‬‬
‫وكانت الحامل إذا عسر عليها ولدتها تناولت مخخن ذلخخك اللخخوز فتخخخف عليهخخا‬
‫الولدة‪ ،‬وتضع من ساعتها‪ .‬وكان إذا أخذ دابة من الخخدواب القولنخخج أخخخذ مخخن‬
‫قضبان تلك الشجرة فامر على بطنهخخا‪ ،‬فتعخخافى‪ ،‬ويخخذهب عنهخخا ريخخح القولنخخج‬
‫ببركة الرضا عليه السلم فمضت اليام على تلك الشجرة ويبست فجاء جدي‬
‫حمدان وقطع أغصانها فعمي‪ ،‬وجاء ابن لحمدان يقال له‪ :‬أبخخو عمخخرو‪ ،‬فقطخخع‬
‫تلك الشجرة مخخن وجخه الرض فخخذهب مخاله كلخخه ببخاب فخارس‪ ،‬وكخخان مبلغخه‬
‫سبعين ألف درهم إلى ثمانين ألف درهم‪ ،‬ولم يبق له شئ‪ .‬وكان لبخخي عمخخرو‬
‫هذا ابنان كاتبان وكانا يكتبان لبي الحسن محمخخد بخخن إبراهيخخم سخخمجور يقخخال‬
‫لحدهما أبو القاسم وللخر أبو صادق‪ ،‬فأرادا عمارة تلك الدار وأنفقخخا عليهخخا‬
‫عشرين ألف درهم‪ ،‬وقلعا الباقي من أصل تلك الشجرة‪ ،‬وهمخخا ل يعلمخخان مخخا‬
‫يتولد‬
‫]‪[122‬‬

‫عليهما من ذلك‪ ،‬فولى أحدهما ضياعا لمير خراسان‪ ،‬فرد إلى نيسابور في محمل قخخد‬
‫اسودت رجله اليمنى فشرحت رجله‪ ،‬فمخخات مخن تلخك العلخخة بعخد شخخهر‪ .‬وأمخا‬
‫الخر وهو الكبر فانه كان في ديوان السلطان بنيسخابور يكتخب كتابخا وعلخى‬
‫رأسه قوم من الكتاب وقوف‪ ،‬فقال واحد منهم‪ :‬دفع ال عين السوء عن كاتب‬
‫هذا الخط فارتعشت يده من ساعته‪ ،‬وسقط القلم من يده‪ ،‬وخرجخخت بيخخده بخخثرة‬
‫ورجع إلى منزله‪ ،‬فدخل إليه أبو العباس الكخخاتب مخخع جماعخخة فقخخالوا لخخه‪ :‬هخخذا‬
‫الذي أصابك من الحرارة‪ ،‬فيجب أن تفتصد فافتصد ذلخخك اليخخوم‪ ،‬فعخخادوا إليخخه‬
‫من الغد وقالوا له‪ :‬يجب أن تفتصد اليوم أيضا ففعل فاسخخودت يخخده فشخخرحت‪،‬‬
‫ومات من ذلك وكان موتهما جميعا في أقل من سنة )‪ .(1‬بيان‪ :‬قخخال الفيخخروز‬
‫آبادي‪ :‬شرح كمنع كشف وقطع‪ ،‬والشرحة القطعة مخخن اللحخخم‪ - 3 .‬ن‪ :‬محمخخد‬
‫بن الفضل بن محمد بن إسحاق المذكر‪ ،‬عن الحسن بن علي الخزرجي‪ ،‬عخخن‬
‫الهروي قال‪ :‬كنت مع علي بن موسى الرضخخا عليخخه السخخلم حيخخن رحخخل مخخن‬
‫نيسابور وهو راكب بغلة شخهباء‪ ،‬فخإذا محمخخد بخن رافخع وأحمخخد بخن الحخارث‬
‫ويحيى بن يحيى وإسحاق بن راهويه وعخدة مخن أهخل العلخم قخد تعلقخوا بلجخام‬
‫بغلته بالمربعة فقالوا‪ :‬بحق آبائك الطاهرين حدثنا بحخخديث سخخمعته مخخن أبيخخك‪،‬‬
‫فأخرج رأسه من العمارية‪ ،‬وعليه مطرف خز ذو وجهين‪ ،‬وقال‪ :‬حدثني أبي‬
‫العبد الصالح موسى ابن جعفر قخخال‪ :‬حخخدثني أبخخي الصخخادق جعفخخر بخخن محمخخد‬
‫قال‪ :‬حدثني أبي أبو جعفر محمد ابن علي باقر علم النبياء‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبخخي‬
‫علي بن الحسين سيد العابدين قال‪ :‬حدثني أبي سيد شباب الجنة الحسين قخخال‪:‬‬
‫حدثني علي بن أبي طالب عليه السلم قال‪ :‬سمعت النبي صلى ال عليه وآله‬
‫يقول‪ :‬سمعت جبرئيل عليه السلم يقول‪ :‬قال ال جل جلله‪ :‬إني أنا ال ل إله‬
‫إل أنا فاعبدوني من جاء منكم بشهادة أن ل إله إل الخ بخخالخلص دخخخل فخخي‬
‫حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 132‬و ‪ (2) .133‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.134‬‬

‫]‪[123‬‬

‫‪ - 4‬ما‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عن علخي‪ ،‬عخن أبيخه‪ ،‬عخن يوسخف بخن عقيخل‪ ،‬عخن إسخحاق بخن‬
‫راهويه قال‪ :‬لمخخا وافخخى أبخخو الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم نيسخخابور وأراد أن‬
‫يرحل منها إلى المأمون‪ ،‬اجتمع إليه أصحاب الحديث فقالوا له‪ :‬يا ابن رسول‬
‫ال ترحل عنا ول تحدثنا بحديث فنستفيده منك ؟ وقد كان قعخخد فخي العماريخخة‪،‬‬
‫فأطلع رأسه وقال‪ :‬سمعت أبي موسى بن جعفر يقول‪ :‬سمعت أبي جعفخخر بخخن‬
‫محمد يقول‪ :‬سمعت أبي محمد بن علي يقول‪ :‬سمعت أبخخي علخخي بخخن الحسخخين‬
‫يقول‪ :‬سمعت أبي الحسين بن علي يقول‪ :‬سمعت أبي أمير المؤمنين علي بخخن‬
‫أبي طالب عليهم السلم يقول‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآلخخه يقخخول‪:‬‬
‫سمعت جبرئيل عليه السلم يقول‪ :‬سمعت الخ عزوجخل يقخول‪ :‬ل إلخه إل الخ‬
‫حصني‪ ،‬فمن دخل حصخخني أمخخن )مخخن( عخخذابي‪ ،‬فلمخخا مخخرت الراحلخخة نادانخخا‪:‬‬
‫بشروطها وأنا من شروطها‪ .‬ن‪ :‬ابن المتوكل‪ ،‬عخخن السخخدي‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫الحسين الصوفي‪ ،‬عن يوسف ابن عقيل مثله )‪ - 5 .(1‬ن‪ :‬يقخخال‪ :‬إن الرضخخا‬
‫عليه السلم لما دخل نيسخخابور نخخزل فخخي محلخخة يقخخال لخخه‪ :‬الفروينخخي )‪ (2‬فيهخخا‬
‫حمام وهو الحمام المعروف اليوم بحمام الرضا‪ ،‬وكخخانت هنخخاك عيخخن قخخد قخخل‬
‫ماؤها‪ ،‬فأقام عليها من أخرج ماءها حتى توفر وكخخثر‪ ،‬واتخخخذ خخخارج الخخدرب‬
‫حوضا ينزل إليه بالمراقي إلى هذه العين فدخله الرضا عليه السلم واغتسخخل‬
‫فيه ثم خخخرج منخخه فصخخلى علخخى ظهخخره والنخخاس ينتخخابون )‪ (3‬ذلخخك الحخخوض‪،‬‬
‫ويغتسلون فيه ويشربون منه التماسا للبركة‪ ،‬ويصلون على ظهره‪ ،‬ويخخدعون‬
‫ال عزوجل في حوائجهم‪ ،‬فتقضى لهم‪ ،‬وهخخي العيخخن المعروفخخة بعيخخن كهلن‬
‫يقصدها الناس إلى يومنا هذا )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬نفخخس المصخخدر ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .135‬الغربخخي فليتحخخرر خ ل‪ (3) .‬فخخي النسخخخ‬
‫يتناوبون‪ ،‬وهو تصخخحيف‪ .‬والنتيخخاب‪ :‬التيخخان مخخرة بعخخد اخخخرى والتنخخاوب‪:‬‬
‫اتيان هذا ثخخم اتيخخان ذاك علخخى التقاسخخم‪ (4) .‬عيخخون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 135‬و ‪.136‬‬

‫]‪[124‬‬

‫‪ - 6‬ن‪ :‬أحمد بن علي بن الحسين الثعالبي‪ ،‬عن عبد ال بخخن عبخخد الرحمخخان المعخخروف‬
‫بالصفواني قال‪ :‬خرجخخت قافلخخة مخخن خراسخخان إلخخى كرمخخان فقطخخع اللصخخوص‬
‫عليهم الطريق وأخذوا منهم رجل اتهموه بكثرة المال‪ ،‬فبقخخي فخخي أيخخديهم مخخدة‬
‫يعذبونه ليفتدي منهخخم نفسخخه‪ ،‬وأقخخاموه فخخي الثلخخج فشخخدوه وملوا فخخاه مخخن ذلخخك‬
‫الثلج‪ ،‬فرحمته امرأة من نسائهم فأطلقته وهرب فانفسد فمه ولسانه‪ ،‬حخختى لخخم‬
‫يقدر على الكلم‪ .‬ثم انصخخرف إلخخى خراسخخان وسخخمع بخخخبر علخخي بخخن موسخخى‬
‫الرضا عليه السلم وأنه بنيسابور فرأى فيما رأى النائم كأن قخخائل يقخخول لخخه‪:‬‬
‫إن ابن رسول ال صلى ال عليه وآله قد ورد خراسان فسله عن علتك فربمخخا‬
‫يعلمك دواء ما تنتفع به‪ ،‬قال‪ :‬فرأيت كأني قد قصخخدته عليخخه السخخلم وشخخكوت‬
‫إليه ما كنت دفعت إليه وأخخخبرته بعلخختي فقخخال‪ :‬خخخذ الكمخخون والسخخعتر والملخخح‬
‫ودقه وخذ منه في فمك مرتين أو ثلثا فانك تعافي‪ ،‬فانتبه الرجخخل مخخن منخخامه‬
‫ولم يفكر فيما كان رأى في منامه‪ ،‬ول اعتد به حتى ورد باب نيسابور فقيخخل‪:‬‬
‫إن علي بن موسى الرضا عليه السلم قخد ارتحخل مخن نيسخابور وهخو بربخاط‬
‫سعد‪ .‬فوقع في نفس الرجل أن يقصده ويصف له أمره ليصف له ما ينتفع بخخه‬
‫من الدواء فقصده إلى رباط سعد‪ ،‬فدخل إليه فقال‪ :‬يا ابن رسول ال كان مخخن‬
‫أمري كيت وكيت‪ ،‬وقد انفسد علي فمي ولساني حتى ل أقدر علخخى الكلم إل‬
‫بجهد فعلمني دواء أنتفع به‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬ألم اعلمخخك ؟ اذهخخب فاسخختعمل‬
‫ما وصفته لك في منامك‪ ،‬فقخخال لخخه الرجخخل‪ :‬يخخا ابخخن رسخخول الخ إن رأيخخت أن‬
‫تعيده علي فقال عليه السلم لي‪ :‬خذ من الكمون والسخخعتر والملخخح فخخدقه وخخخذ‬
‫منه في فمك مرتين أو ثلثا فانك ستعافى قال الرجل فاستعملت ما وصفه لي‬
‫فعوفيت‪ .‬قال أبو حامد أحمد بن علي بن الحسين الثعخخالبي‪ :‬سخخمعت أبخخا أحمخخد‬
‫عبد ال بخن عبخد الرحمخان المعخروف بالصخفواني يقخول‪ :‬رأيخت هخذا الرجخل‬
‫وسمعت منه هذه الحكايات )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.211‬‬

‫]‪[125‬‬

‫بيان‪ :‬قال الفيروز آبادي‪ :‬الكمون كتنور حب معروف مدر مجش هاضم طارد للرياح‬
‫وابتلع ممضوغه بالملح يقطع اللعاب‪ ،‬والكمون الحلخخو النيسخخون والحبشخخي‬
‫شخخبيه بالشخخونيز والرمنخخي الكراويخخا والخخبرى السخخود‪) * (12) .‬بخخاب( * *‬
‫)خروجه عليه السلم من نيسابور إلى طوس( * * )ومنها إلى مرو( * ‪- 1‬‬
‫ن‪ :‬تميم القرشي‪ ،‬عن أبيه عن أحمد النصاري‪ ،‬عن الهروي قال‪ :‬لما خخخرج‬
‫الرضا علي بن موسخى عليخه السخخلم مخخن نيسخابور إلخى المخأمون فبلخغ قخرب‬
‫القرية الحمراء قيل له يا ابن رسول ال قخخد زالخخت الشخخمس أفل تصخخلي فنخخزل‬
‫عليه السلم فقال‪ :‬ائتوني بمخخاء فقيخخل مخخا معنخخا مخاء فبحخخث عليخخه السخخلم بيخخده‬
‫الرض فنبع من الماء ما توضأ به هو ومن معه وأثره بخخاق إلخخى اليخخوم‪ ،‬فلمخخا‬
‫دخل سناباد أسند إلى الجبل الذي ينحت منه القدور فقال‪ :‬اللهم انفع به وبارك‬
‫فيما يجعل فيما ينحت منه ثم أمر عليخخه السخخلم فنحخخت لخخه قخخدور مخخن الجبخخل‪،‬‬
‫وقال‪ :‬ل يطبخ ما آكله إل فيها‪ ،‬وكان عليه السلم خفيف الكل‪ ،‬قليل الطعخخم‪،‬‬
‫فاهتدى الناس إليه من ذلك اليوم وظهرت بركة دعخخائه عليخخه السخخلم فيخخه‪ .‬ثخخم‬
‫دخل دار حميد بن قحطبة الطائي ودخل القبة التي فيها قبر هارون الرشيد ثم‬
‫خط بيده إلى جانبه ثم قال‪ :‬هذه تربتي‪ ،‬وفيها ادفن‪ ،‬وسيجعل ال هخخذا المكخخان‬
‫مختلف شيعتي وأهل محبتي‪ ،‬وال ما يزورني منهم زائر ول يسلم علي منهم‬
‫مسلم‪ ،‬إل وجب له غفران ال ورحمته بشفاعتنا أهل البيت‪ .‬ثم اسخختقبل القبلخخة‬
‫وصلى ركعات ودعا بدعوات فلما فرغ سجد سجدة طال مكثه فأحصخخيت لخخه‬
‫فيها خمسمائة تسبيحة ثم انصرف )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪(*) .136‬‬

‫]‪[126‬‬
‫‪ - 2‬ن‪ :‬أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد بن عبيد الضخخبي‪ ،‬عخخن أبيخخه قخخال‪ :‬سخخمعت‬
‫جدتي يقول‪ :‬سمعت أبي يقول‪ :‬لما قدم علي بن موسى الرضا بنيسخخابور أيخخام‬
‫المأمون قمت في حوائجه والتصرف فخخي أمخخره مخخا دام بهخخا‪ ،‬فلمخخا خخخرج إلخخى‬
‫مرو شيعته إلى سرخس‪ ،‬فلما خرج من سرخس أردت أن اشخيعه إلخى مخرو‪،‬‬
‫فلما سار مرحلة أخرج رأسه من العمارية وقال لي‪ :‬يا بخا عبخخد الخ انصخخرف‬
‫راشدا فقد قمت بخخالواجب وليخخس للتشخخييع غايخخة‪ .‬قخخال قلخخت‪ :‬بحخخق المصخخطفى‬
‫والمرتصى والزهخخراء لمخخا حخخدثتني بحخخديث تشخخفيني بخخه حخختى أرجخخع‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫تسألني الحديث‪ ،‬وقد اخرجت من جوار رسول ال خ صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه ل‬
‫أدري إلى ما يصير أمري‪ ،‬قال قلت‪ :‬بحق المصطفى والمرتضى والزهخخراء‬
‫لما حدثتني بحديث تشفيني به حتى أرجع‪ ،‬فقال‪ :‬حخخدثني أبخخي عخخن جخخدي أنخخه‬
‫سمع أباه يذكر أنه سمع أبخخاه يقخخول‪ :‬سخخمعت أبخخي علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه‬
‫السلم يذكر أنه سمع النبي صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬قال ال عزوجل‪ :‬ل إله‬
‫إل ال اسمي‪ ،‬من قاله مخلصا من قلبه دخل حصني ومن دخل حصخخني أمخخن‬
‫عذابي‪ .‬قال الصدوق رحمه ال‪ :‬الخلص أن يحجزه هخخذا القخخول عمخخا حخخرم‬
‫ال عزوجل )‪ - 3 .(1‬كشف‪ :‬نقلت مخخن كتخخاب لخخم يحضخخرني الن اسخخمه مخخا‬
‫صورته‪ :‬حدث المولى السعيد إمام الدنيا عماد الدين محمد بن أبخخي سخخعيد بخخن‬
‫عبخخد الكريخخم الخخوزان فخخي محخخرم سخخنة سخخت وتسخخعين وخمسخخمائة قخخال‪ :‬أورد‬
‫صاحب كتاب تاريخخخ نيسخخابور فخخي كتخخابه أن علخخي بخخن موسخخى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم لما دخل إلى نيسابور في السفرة التي فاض )‪ (2‬فيها بفضيلة الشخخهادة‬
‫كان في مهد على بغلة شهباء عليها مركب من فضة خالصة‪ ،‬فعرض له فخخي‬
‫السوق المامان الحافظخخان للحخخاديث النبويخخة أبخخو زرعخخة ومحمخخد ابخخن أسخخلم‬
‫الطوسي رحمهما ال فقال‪ :‬أيها السيد ابن السادة‪ ،‬أيها المام وابن الئمة‬

‫عيون )‪ (1‬أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .137‬في الكمبانى )خص( وهو تصحيف‪.‬‬

‫]‪[127‬‬

‫أيهخخا السخخللة الطخخاهرة الرضخخية‪ ،‬أيهخخا الخلصخخة الخخز النبويخخة بحخخق آبخخائك الطهريخخن‬
‫وأسلفك الكرمين إل أريتنا وجهك المبارك الميمون‪ ،‬ورويت لنا حديثا عخخن‬
‫آبائك عن جدك‪ ،‬نخذكرك بخه‪ .‬فاسختوقف البغلخة‪ ،‬ورفخع المظلخخة‪ ،‬وأقخر عيخخون‬
‫المسلمين بطلعته المباركة الميمونة‪ ،‬فكانت ذؤابتاه كذوابتي رسول ال صلى‬
‫ال عليخخه وآلخخه والنخخاس علخخى طبقخخاتهم قيخخام كلهخخم وكخخانوا بيخخن صخخارخ وبخخاك‬
‫وممزق ثوبه‪ ،‬ومتمرغ في الختراب‪ ،‬ومقبخخل حخزام بغلتخه ومطخول عنقخه إلخخى‬
‫مظلخخة المهخخد‪ ،‬إلخخى أن انتصخخف النهخخار‪ ،‬وجخخرت الخخدموع كالنهخخار وسخخكنت‬
‫الصوات‪ ،‬وصاحت الئمة والقضاة‪ :‬معاشر الناس اسمعوا وعوا‪ ،‬ول تؤذوا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله في عترته‪ ،‬وأنصتوا فأملى صلوات ال خ عليخخه‬
‫هذا الحديث وعد من المحابر أربع وعشرون ألفا سخخوى الخخدوي‪ ،‬والمسخختملي‬
‫أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي رحمهما ال فقخخال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫حخدثني أبخي موسخى بخن جعفخر الكخاظم‪ ،‬قخال‪ :‬حخدثني أبخي جعفخر بخن محمخد‬
‫الصادق قال‪ :‬حدثني أبي محمد بن علخخي البخخاقر‪ ،‬قخخال‪ :‬حخخدثني أبخخي علخخي بخخن‬
‫الحسين زين العابدين‪ ،‬قال‪ :‬حدثني أبي الحسين بن علخخي شخخهيد أرض كخخربل‬
‫قال‪ :‬حدثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب شهيد أرض الكوفة‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫حدثني أخي وابن عمي محمد رسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه قخخال‪ :‬حخخدثني‬
‫جبرئيل عليه السلم قال‪ :‬سمعت رب العزة سخخبحانه وتعخخالى يقخخول‪ :‬كلمخخة ل‬
‫إله إل ال حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي‪.‬‬
‫صدق ال سبحانه‪ ،‬وصدق جبرئيل عليه السلم وصخدق رسخول الخ والئمخة‬
‫عليهم السلم‪ .‬قال الستاذ أبو القاسم القشيري إن هذا الحديث بهذا السخخند بلخخغ‬
‫بعض أمراء السامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يدفن معه فلما مات رئي في‬
‫المنخخام فقيخل‪ :‬مخا فعخخل الخ بخك ؟ فقخال‪ :‬غفخخر الخ لخخي بتلفظخخي بل إلخخه إل الخ‬
‫وتصديقي محمدا رسول ال مخلصا وأني كتبت هذا الحديث بالذهب تعظيمخخا‬
‫واحتراما )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ 144‬و ‪.145‬‬

‫]‪[128‬‬

‫بيان‪) :‬الدواة( بالفتح ما يكتب منه‪ ،‬والجمع دوى مثخخل نخخواة ونخخوى ودوي أيضخخا علخخى‬
‫فعول جمع الجمع مثل صفاة وصفا وصفي‪) * (13) .‬باب( * )وليخخة العهخخد‬
‫والعلة في قبوله عليه السلم لها( * * )وعدم رضاه عليه السلم بهخخا وسخخائر‬
‫ما يتعلق بذلك( * ‪ - 1‬كشخخف‪ :‬فخخي أول شخخهر رمضخخان سخخنة إحخخدى ومخخائتين‬
‫كانت البيعة للرضا صلوات ال عليه )‪ - 3 .(1‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ :‬عن محمد بخخن‬
‫زياد القلزمي‪ ،‬عن محمد بن أبي زياد الجدي‪ ،‬عن أحمد بن عبد ال العلخخوي‪،‬‬
‫عن القاسم بن أيوب العلخخوي أن المخخأمون لمخخا أراد أن يسخختعمل الرضخخا عليخخه‬
‫السلم جمع بني هاشم فقال‪ :‬إني اريد أن أستعمل الرضخخا عليخخه السخخلم علخخى‬
‫هذا المر من بعدي فحسخده بنخو هاشخم وقخالوا‪ :‬أتخولي رجل جخاهل ليخس لخه‬
‫بصر بتدبير الخلفة فابعث إليه يأتنخخا فخخترى مخخن جهلخخه مخخا نسخختدل بخخه عليخخه‪.‬‬
‫فبعث إليه فأتاه‪ ،‬فقال له بنو هاشم‪ :‬يا أبخخا الحسخخن اصخخعد المنخخبر وانصخخب لنخخا‬
‫علما نعبد ال عليه‪ ،‬فصعد عليه السلم المنبر فقعخخد مليخخا ل يتكلخخم مطرقخخا ثخخم‬
‫انتفض انتفاضة واستوى قائما وحمد ال وأثنى عليه وصلى على نخخبيه وأهخخل‬
‫بيته‪ ،‬ثم قال‪ :‬أول عبادة ال معرفته إلى آخر ما أوردته فخخي كتخخاب التوحيخخد )‬
‫‪ - 3 .(2‬ع‪ ،‬ن‪ ،‬لى‪ :‬الحسين بن إبراهيم بن تاتانه‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن‬
‫أبيه‪ ،‬عن أبي الصلت الهروي قال‪ :‬إن المأمون قال للرضا علخخي بخخن موسخخى‬
‫عليه السلم‬
‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .171‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪.153 - 149‬‬

‫]‪[129‬‬

‫يا ابن رسول ال قد عرفت فضخخلك وعلمخخك وزهخخدك وورعخخك وعبادتخخك وأراك أحخخق‬
‫بالخلفة مني‪ ،‬فقال الرضا عليه السلم بالعبودية ل عزوجل أفتحز وبالزهخخد‬
‫في الدنيا أرجو النجاة مخخن شخخر الخخدنيا‪ ،‬وبخخالورع عخخن المحخخارم أرجخخو الفخخوز‬
‫بالمغخخانم‪ ،‬وبالتواضخخع فخخي الخخدنيا أرجخخو الرفعخخة عنخخد الخ عزوجخخل‪ .‬فقخخال لخخه‬
‫المأمون‪ :‬فاني قد رأيت أن أعزل نفسي عن الخلفة‪ ،‬وأجعلهخخا لخخك وأبايعخخك‪،‬‬
‫فقال له الرضا عليه السلم‪ :‬إن كخخانت هخخذه الخلفخخة لخخك وجعلهخخا الخ لخخك فل‬
‫يجوز أن تخلع لباسا ألبسكه ال وتجعله لغيرك‪ ،‬وإن كانت الخلفة ليست لخخك‬
‫فل يجوز لك أن تجعل لي ما ليس لك فقال له المأمون‪ :‬يا ابن رسول ال لبد‬
‫لك من قبول هذا المر‪ ،‬فقال‪ :‬لست أفعل ذلك طائعخخا أبخخدا فمخخا زال يجهخخد بخخه‬
‫أياما حتى يئس من قبوله‪ ،‬فقال له‪ :‬فان لم تقبل الخلفة ولم تحب مبايعتي لخخك‬
‫فكن ولي عهدي لتكون لك الخلفة بعدي‪ .‬فقال الرضا عليه السلم‪ :‬والخ لقخخد‬
‫حدثني أبي عن آبائه عن أمير المؤمنين عن رسول ال صلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫أني أخرج من الدنيا قبلك مقتخخول بالسخخم مظلومخخا تبكخخي علخخي ملئكخخة السخخماء‬
‫وملئكة الرض وادفخخن فخخي أرض غربخخة إلخخى جنخخب هخخارون الرشخخيد فبكخخى‬
‫المأمون ثم قال له‪ :‬يا ابن رسول ال ومن الذي يقتلخخك أو يقخخدر علخخى السخخاءة‬
‫إليك وأنا حي ؟ فقال الرضا عليه السلم أما إني لو أشخاء أن أقخول مخن الخذي‬
‫يقتلني لقلت فقال المأمون‪ :‬يا ابن رسول الخ إنمخخا تريخخد بقولخخك هخخذا التخفيخخف‬
‫عن نفسك‪ ،‬ودفع هذا المر عنخخك‪ ،‬ليقخخول النخخاس إنخخك زاهخخد فخخي الخخدنيا‪ .‬فقخال‬
‫الرضا عليه السلم‪ :‬وال ما كذبت منذ خلقني ربي عزوجل ومخخا زهخخدت فخخي‬
‫الدنيا للدنيا وإني لعلم ما تريد‪ ،‬فقال المأمون‪ :‬وما أريد ؟ قال‪ :‬المخخان علخخى‬
‫الصدق ؟ قال‪ :‬لك المان قال تريد بذلك أن يقول الناس‪ :‬إن علي بخخن موسخخى‬
‫لم يزهد في الدنيا بل زهدت الدنيا فيه أل ترون كيف قبل وليخخة العهخخد طمعخخا‬
‫في الخلفة‪ ،‬فغضب المأمون ثم قال‪ :‬إنك تتلقاني أبدا بما أكرهخخه‪ .‬وقخخد آمنخخت‬
‫سطوتي‪ ،‬فبال اقسم لئن قبلت ولية العهد وإل أجبرتك على ذلخخك فخخان فعلخخت‬
‫وإل ضربت عنقك‪.‬‬

‫]‪[130‬‬

‫فقال الرضا عليه السلم‪ :‬قد نهاني ال عزوجل أن القي بيخخدي إلخخى التهلكخخة‪ ،‬فخخان كخخان‬
‫المر على هذا‪ ،‬فافعل ما بدالك‪ ،‬وأنا أقبل ذلخخك علخخى أنخخي ل اولخخي أحخخدا ول‬
‫أعزل أحدا ول أنقض رسما ول سخخنة‪ ،‬وأكخخون فخخي المخخر مخخن بعيخخد مشخخيرا‪،‬‬
‫فرضي منه بذلك‪ ،‬وجعله ولي عهده كراهة منه عليه السلم لذلك )‪- 4 .(1‬‬
‫ن‪ ،‬لى‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الريان قال‪ :‬دخلت على علخخي بخخن‬
‫موسى الرضا عليه السلم فقلت له‪ :‬يا ابن رسول ال إن النخخاس يقولخخون إنخخك‬
‫قبلت ولية العهد مع إظهارك الزهد في الدنيا ؟ فقال عليه السلم‪ :‬قد علم ال‬
‫كراهتي لذلك فلما خيرت بيخخن قبخخول ذلخخك وبيخخن القتخخل اخخخترت القبخخول علخخى‬
‫القتل‪ ،‬ويحهم أما علموا أن يوسف عليه السلم كخخان نبيخخا رسخخول فلمخخا دفعتخخه‬
‫الضرورة إلى تولي خزائن العزيز قخخال لخخه " اجعلنخخي علخخى خخخزائن الرض‬
‫إني حفيظ عليم " ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على إكخخراه وإجبخخار بعخخد‬
‫الشراف على الهلك‪ ،‬على أني ما دخلت فخخي هخخذا المخخر إل دخخخول خخخارج‬
‫منه‪ ،‬فالى ال المشتكى‪ ،‬وهو المستعان )‪ - 5 .(2‬لى‪ :‬علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫ياسر قال لما ولي الرضا عليه السلم العهد سمعته وقد رفع يديه إلى السخخماء‬
‫وقال‪ :‬اللهم إنك تعلم أني مكره مضخطر‪ ،‬فل تؤاخخذني كمخا لخم تؤاخخذ عبخدك‬
‫ونبيك يوسف حيخخن وقخخع إلخخى وليخخة مصخخر‪ - 6 .‬ن‪ :‬لخخى‪ :‬الحسخخين بخخن أحمخخد‬
‫البيهقي‪ ،‬عن محمد بن يحيى الصولي‪ ،‬عن الحسن ابن الجهم‪ ،‬عن أبيخخه قخخال‪:‬‬
‫صعد المأمون المنبر ليبايع علي بن موسخخى الرضخا عليخخه السخلم فقخال‪ :‬أيهخخا‬
‫الناس جاءتكم بيعة علي بن موسى بن جعفر بن محمد بخخن علخخي بخخن الحسخخين‬
‫بن علي بن أبي طالب عليهم السلم وال لو قرأت هخخذه السخخماء علخخى الصخخم‬
‫والبكم‪ ،‬لبرؤا باذن ال عزوجل )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬علل الشرايع ج ‪ 1‬ص ‪ ،226‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 139‬امالي الصدوق‬
‫ص ‪ (2) .68‬عيخخون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪ ،139‬أمخخالى الصخخدوق ص‬
‫‪ ،72‬وهكذا أخرجه فخخي علخخل الشخخرائع ج ‪ 2‬ص ‪ 227‬و ‪ (3) .228‬عيخخون‬
‫أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.147‬‬

‫]‪[131‬‬

‫‪ - 7‬ن‪ :‬الطالقاني عن الحسن بن علي بن زكريا‪ ،‬عن محمخخد بخخن خليلن قخخال‪ :‬حخخدثني‬
‫أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن عتاب بن أسخخيد قخخال‪ :‬سخخمعت جماعخخة مخخن أهخخل‬
‫المدينة يقولون ولد الرضا علي بن موسى عليه السلم بالمدينة يخخوم الخميخخس‬
‫لحدى عشرة ليلة من ربيع الول سخخنة ثلث وخمسخخين ومخخائة مخخن الهجخخرة‪،‬‬
‫بعد وفاة أبي عبد ال عليه السلم بخمس سنين‪ ،‬وتوفي بطوس في قرية يقخخال‬
‫لها سناباد من رستاق نوقان‪ ،‬ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبخخة‬
‫التي فيها هارون الرشيد إلى جانبه مما يلي القبلة‪ ،‬وذلخخك فخخي شخخهر رمضخخان‬
‫لتسع بقين منه يوم الجمعة سنة ثلث ومائتين‪ ،‬وقد تم عمخخره تسخخعا وأربعيخخن‬
‫سنة وستة أشهر‪ :‬منها مع أبيه موسى بن جعفر عليه السخخلم تسخخعا وعشخخرين‬
‫سنة وشهرين‪ ،‬وبعد أبيه أيام إمامته عشرين سنة وأربعخخة أشخخهر‪ ،‬وقخخام عليخخه‬
‫السلم بالمر وله تسع وعشرون سنة و شهران‪ ،‬وكان في أيام إمخخامته عليخخه‬
‫السلم بقية ملك الرشيد‪ ،‬ثم ملك بعد الرشيد محمد المعخخروف بخخالمين‪ ،‬وهخخو‬
‫ابن زبيدة ثلث سنين وخمسة وعشرين يوما‪ ،‬ثم خلخخع الميخخن واجلخخس عمخخه‬
‫إبراهيم بن شكلة أربعة عشر يوما‪ ،‬ثخخم أخخخرج محمخخد بخخن زبيخخدة مخخن الحبخخس‬
‫وبويع له ثانية‪ ،‬وجلس في الملك سنة وستة أشخخهر وثلث وعشخخرين ثخخم ملخخك‬
‫عبد ال المأمون عشرين سنة‪ ،‬وثلثة وعشرين يومخخا فأخخخذ البيعخخة فخخي ملكخخه‬
‫لعلي بن موسى الرضا عليه السلم بعهد المسخخلمين مخخن غيخخر رضخخاه‪ ،‬وذلخخك‬
‫بعد أن تهدده بالقتل وألخخح عليخخه مخخرة بعخخد اخخخرى فخخي كلهخخا يخخأبى عليخخه حخختى‬
‫أشرف من تأبيه على الهلك‪ ،‬فقال عليه السلم " اللهخخم إنخخك قخخد نهيتنخخي عخخن‬
‫اللقاء بيدي إلى التهلكة‪ ،‬وقد أشرفت من قبخخل عبخخد الخ المخخأمون علخخى القتخخل‬
‫مخختى ل اقبخخل وليخخة عهخخده وقخخد اكرهخخت واضخخطررت كمخخا اضخخطر يوسخخف‬
‫ودانيال عليهما السلم إذ قبل كل واحد منهما الولية من طاغية زمخخانه اللهخخم‬
‫ل عهد إل عهدك‪ ،‬ول ولية إل من قبلك‪ ،‬فوفقني لقامة دينك‪ ،‬وإحيخخاء سخخنة‬
‫نبيك‪ ،‬فانك أنت المولى والنصير‪ ،‬ونعم المولى أنت ونعم النصير "‪ .‬ثخخم قبخخل‬
‫عليه السلم ولية العهد من المأمون‪ ،‬وهو باك حزين على أن ل يخخولي أحخخدا‬
‫ول يعزل أحدا ول يغير رسما ول سنة وأن يكون في المر مشيرا من بعيد‪،‬‬
‫فأخذ‬

‫]‪[132‬‬

‫المأمون له البيعة على الناس الخاص منهم والعام‪ ،‬فكان مخختى مخخا ظهخخر للمخخأمون مخخن‬
‫الرضا عليه السلم فضل وعلم وحسن تدبير حسده على ذلك‪ ،‬وحقخخده عليخخه‪،‬‬
‫حخختى ضخخاق صخخدره منخخه‪ ،‬فغخخدر بخخه فقتلخخه بالسخخم ومضخخى إلخخى رضخخوان الخ‬
‫وكرامته )‪ - 8 .(1‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن عبيد ال بخخن عبخخد الخ بخخن‬
‫طاهر قال‪ :‬أشار الفضل بن سهل على المأمون أن يتقخرب إلخى الخ عزوجخل‬
‫وإلى رسوله صلى ال عليه وآله بصلة رحمه بالبيعة لعلخخي بخخن موسخخى عليخخه‬
‫السلم ليمحو بذلك ما كان من أمر الرشيد فيهم‪ ،‬وما كخخان يقخخدر علخخى خلفخخه‬
‫في شئ‪ ،‬فوجه من خراسان برجاء بن أبي الضحاك وياسر الخخخادم ليشخصخخا‬
‫إليه محمد بن جعفر بن محمد‪ ،‬وعلخخي بخخن موسخخى بخخن جعفخخر عليهمخخا السخخلم‬
‫وذلك في سنة مائتين‪ .‬فلما وصل علي بن موسى عليخخه السخخلم إلخخى المخخأمون‬
‫وهو بمرو‪ ،‬وله العهد من بعده وأمر للجند بخخرزق سخخنة‪ ،‬وكتخخب إلخخى الفخخاق‬
‫بذلك‪ ،‬وسماه الرضا عليه السلم وضرب الدراهم باسمه‪ ،‬وأمر الناس بلبخخس‬
‫الخضرة‪ ،‬وترك السواد‪ ،‬وزوجه ابنته ام حبيبة‪ ،‬وزوج ابنه محمخخد بخخن علخخي‬
‫عليه السلم ابنته ام الفضل بنت المأمون‪ ،‬وتزوج هو بتوران بنت الحسن بن‬
‫سهل زوجه بها عمه الفضل‪ ،‬وكل هذا في يوم واحد‪ ،‬وما كخخان يحخخب أن يتخخم‬
‫العهد للرضا عليه السلم بعده‪ .‬قال الصولي وقد صخخح عنخخدي مخخا حخخدثني بخخه‬
‫عبيد ال من جهات‪ :‬منها أن عون بن محمد حدثني عن الفضل بن أبي سخخهل‬
‫النوبختي أو عن أخ له قال‪ :‬لما عزم المأمون على العقد للرضا عليخخه السخخلم‬
‫بالعهد قلت وال لعتبرن ما في نفس المأمون من هذا المر أيحخخب تمخخامه أو‬
‫هو يتصنع به ؟ فكتبت إليه على يد خادم له كان يكاتبني بأسراره على يده‪" :‬‬
‫قد عزم ذو الرياستين على عقد العهد‪ ،‬والطالع السخخرطان‪ ،‬وفيخخه المشخختري و‬
‫السرطان‪ ،‬وإن كان شرف المشتري فهو برج منقلخخب ل يتخخم أمخخر يعقخخد فيخخه‪،‬‬
‫ومع هذا‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪.20 - 8‬‬

‫]‪[133‬‬

‫فان المريخ في الميزان )‪ (1‬في بيت العاقبة وهذا يدل على نكبة المعقود لخخه‪ ،‬وعرفخخت‬
‫أمير المؤمنين ذلك لئل يعتب علي إذا وقخف علخى هخذا مخن غيخري "‪ .‬فكتخب‬
‫إلي " إذا قرأت جوابي إليك فاردده إلي مع الخادم ونفسك أن يقف أحخخد علخخى‬
‫ما عرفتنيه وأن يرجخخع ذو الرياسخختين عخخن عزمخخه لنخخه إن فعخخل ذلخخك ألحقخخت‬
‫الذنب بك‪ ،‬وعلمت أنك سببه "‪ .‬قال‪ :‬فضاقت علي الدنيا وتمنيت أني ما كنت‬
‫كتبت إليه‪ ،‬ثم بلغني أن الفضخخل بخخن سخخهل ذا الرياسختين قخد تنبخخه علخخى المخخر‬
‫ورجع عن عزمه‪ ،‬وكان حسن العلم بالنجوم فخفت وال على نفسخخي وركبخخت‬
‫إليه فقلت له أتعلم في السماء نجما أسعد من المشتري ؟ قال ل‪ ،‬قلخخت‪ :‬أفتعلخخم‬
‫أن في الكواكب نجما يكون في حال أسعد منها في شخخرفها ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬فقلخخت‪:‬‬
‫فخخامض العخخزم علخخى رأيخخك إذ كنخخت تعقخخده‪ ،‬وسخخعد الفلخخك فخخي أسخخعد حخخالته‪،‬‬
‫فأمضى المر على ذلك فما علمت أني من أهل الدنيا حتى وقخخع العقخخد فزعخخا‬
‫من المخأمون )‪ .(2‬بيخان‪ :‬قخخوله " علخخى خلفخه " أي خلف الفضخل‪ ،‬قخخوله‪" :‬‬
‫ونفسخخك " أي احخخذر نفسخخك واحفظهخخا‪ - 9 .‬ن‪ :‬الهمخخداني والمكتخخب والخخوراق‬
‫جميعا عن علي بن إبراهيم قال‪ :‬حدثني ياسر الخادم لمخا رجخخع مخن خراسخخان‬
‫بعد وفاة أبي الحسن الرضا عليه السلم بطوس بأخبخخاره كلهخخا قخخال علخخي بخخن‬
‫إبراهيخخم‪ :‬وحخخدثني الريخخان بخخن الصخخلت وكخخان مخخن رجخخال الحسخخن بخخن سخخهل‬
‫وحدثني أبي عن محمد بخخن عرفخخة وصخخالح بخخن سخخعيد الراشخخديين كخخل هخخؤلء‬
‫حدثوا بأخبار أبي الحسخخن عليخخه السخخلم وقخخالوا‪ :‬لمخخا انقضخخى أمخخر المخلخخوع‪،‬‬
‫واستوى أمر المأمون‪ ،‬كتب إلى الرضا عليه السخخلم يسخختقدمه إلخخى خراسخخان‬
‫فاعتل عليه الرضا عليه السلم بعلل كثيرة فمخخا زال المخخأمون يكخخاتبه ويسخخأله‬
‫حتى علم الرضا عليه السلم أنه ل يكف عنه‬

‫)‪ (1‬زاد في بعض نسخ المصدر )الذى هو الرابع‪ ،‬ووتد الرض(‪ (2) .‬عيخخون أخبخخار‬
‫الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 147‬و ‪.148‬‬

‫]‪[134‬‬
‫فخرج وأبو جعفر عليه السلم له سبع سنين فكتب إليه المأمون‪ :‬ل تأخذ علخخى طريخخق‬
‫الكوفة وقم‪ ،‬فحمل على طريق البصرة‪ ،‬والهواز‪ ،‬وفارس حتى وافى مخخرو‪.‬‬
‫فلما وافى مرو عرض عليه المأمون أن يتقلد المرة والخلفة‪ ،‬فخخأبى الرضخخا‬
‫عليه السلم في ذلك‪ ،‬وجرت في هذا مخاطبات كثيرة‪ ،‬وبقوا فخخي ذلخخك نحخخوا‬
‫من شهرين كل ذلك يأبى عليه أبو الحسخخن علخخي بخخن موسخخى عليخخه السخخلم أن‬
‫يقبل ما يعرض عليه‪ .‬فلما أكثر الكلم والخطاب في هذا قال المأمون‪ :‬فولية‬
‫العهد ؟ فأجابه إلى ذلك وقال له‪ :‬على شروط أسألكها‪ ،‬فقال المأمون‪ :‬سل مخخا‬
‫شئت‪ ،‬قالوا‪ :‬فكتب الرضا عليه السلم‪ :‬إني أدخل في ولية العهد علخخى أن ل‬
‫آمر ول أنهى ول أقضي ول اغير شيئا مما هو قائم‪ ،‬وتعفيني عن ذلخخك كلخخه‪.‬‬
‫فأجابه المأمون إلى ذلك‪ ،‬وقبلها على كل هذه الشروط‪ ،‬ودعا المأمون القخخواد‬
‫والقضاة والشاكرية )‪ (1‬وولخخد العبخخاس إلخخى ذلخخك‪ ،‬فاضخخطربوا عليخخه فخخأخرج‬
‫أموال كثيرة وأعطخخى القخخواد وأرضخخاهم إل ثلثخخة نفخخر مخخن قخخواده أبخخوا ذلخخك‪:‬‬
‫أحدهم الجلودي‪ ،‬وعلي بن عمران‪ ،‬وابخخن مخويس )‪ (2‬فخانهم أبخوا أن يخخدخلوا‬
‫في بيعة الرضا عليه السلم فحبسهم وبويع للرضا عليه السخخلم وكتخخب بخخذلك‬
‫إلى البلخدان‪ ،‬وضخربت الخدنانير والخدراهم باسخمه‪ ،‬وخطخب لخه علخى المنخابر‬
‫وأنفق المأمون على ذلك أموال كثيرة‪ .‬فلما حضخخر العيخخد بعخخث المخخأمون إلخخى‬
‫الرضا عليه السلم يسأله أن يركخخب ويحضخخر العيخخد ويخطخخب لتطمئن قلخخوب‬
‫الناس‪ ،‬ويعرفوا فضله‪ ،‬وتقر قلوبهم علخى هخذه الدولخخة المباركخة‪ ،‬فبعخث إليخخه‬
‫الرضا عليه السلم وقال‪ :‬قد علمخخت مخخا كخخان بينخخي وبينخخك مخخن الشخخروط فخخي‬
‫دخولي في هذا المخر‪ ،‬فقخخال المخأمون‪ :‬إنمخخا اريخد بهخذا أن يرسخخ فخي قلخخوب‬
‫العامة والجند والشاكرية هذا المخخر فتطمئن قلخخوبهم ويقخخروا بمخخا فضخخلك الخ‬
‫تعالى به فلم يزل يراده الكلم في ذلك‪.‬‬

‫)‪ (1‬الشاكرية جمع الشاكرى معرب " چاكر " بالفارسية‪ ،‬وهو الجير والمسخختخدم‪) .‬‬
‫‪ (2‬ابو يونس خ‪ ،‬أبو مونس خ‪.‬‬

‫]‪[135‬‬

‫فلما ألح عليه قال‪ :‬يا أمير المؤمنين إن أعفيتني من ذلك فهو أحب إلخخي وإن لخخم تعفنخخي‬
‫خرجت كما كان يخخخرج رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه والخخه كمخخا خخخرج أميخخر‬
‫المؤمنين علي بن أبي طالب عليخخه السخخلم قخخال المخخأمون‪ :‬اخخخرج كمخخا تحخخب‪.‬‬
‫وأمر المأمون القواد والناس أن يبكروا إلى باب أبي الحسن عليه السلم فقعد‬
‫الناس لبي الحسن عليه السلم في الطرقات والسطوح من الرجخخال والنسخخاء‬
‫والصبيان واجتمع القواد على باب الرضا عليه السلم‪ .‬فلمخخا طلعخخت الشخخمس‬
‫قام الرضا عليه السلم فاغتسل وتعمم بعمامة بيضاء من قطخخن وألقخخى طرفخخا‬
‫منها على صدره‪ ،‬وطرفا بين كتفيه وتشمر ثم قال لجميع مواليه‪ :‬افعلوا مثخخل‬
‫ما فعلت ثم أخذ بيده عكخخازة وخخخرج ونحخخن بيخخن يخخديه‪ ،‬وهخخو حخخاف قخخد شخخمر‬
‫سراويله إلى نصف الساق وعليه ثياب مشمرة‪ .‬فلما قام ومشينا بين يديه رفع‬
‫رأسخخه إلخخى السخخماء وكخخبر أربخخع تكخخبيرات فخيخخل إلينخخا أن الهخخواء والحيطخخان‬
‫تجاوبه‪ ،‬والقواد والناس على الباب قد تزينوا ولبسوا السلح وتهيخخؤا بأحسخخن‬
‫هيئة‪ ،‬فلما طلعنا عليهم بهذه الصخخورة حفخخاة قخخد تشخخمرنا وطلخخع الرضخخا وقخخف‬
‫وقفة على الباب وقال‪ " :‬ال أكبر ال أكبر ال أكبر علخخى مخخا هخخدانا الخ أكخخبر‬
‫علي ما رزقنا من بهيمة النعام والحمد ل على ما أبلنا " ورفع بذلك صوته‬
‫ورفعنا أصواتنا‪ .‬فتزعزعت مرو من البكاء والصخخياح‪ ،‬فقالهخخا‪ :‬ثلث مخخرات‬
‫فسقط القواد عن دوابهم‪ ،‬ورموا بخفافهم‪ ،‬لما نظخخروا إلخخى أبخخي الحسخخن عليخخه‬
‫السلم وصارت مرو ضجة واحدة ولم يتمالخخك النخخاس مخخن البكخخاء والضخخجة‪.‬‬
‫فكان أبو الحسن عليه السلم يمشي ويقف في كل عشرة خطوات وقفخخة يكخخبر‬
‫ال أربع مرات فيتخيخخل إلينخخا أن السخخماء والرض والحيطخخان تجخخاوبه‪ ،‬وبلخخغ‬
‫المأمون ذلك‪ ،‬فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين‪ :‬يا أمير المؤمنين إن بلغ‬
‫الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن به الناس فخالرأي أن تسخأله أن يرجخع‪،‬‬
‫فبعث إليه المأمون فسأله الرجوع فدعا أبو الحسن عليخخه السخخلم بخفخخه فلبسخخه‬
‫ورجع )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.151 - 149‬‬

‫]‪[136‬‬

‫شا‪ :‬علي بن إبراهيم‪ ،‬عن ياسر والريان قال‪ :‬لما حضر العيد وساق الحديث إلى آخره‬
‫)‪ .(1‬بيان‪) :‬العكازة( بضم العين وتشخخديد الكخخاف عصخخا فخخي أسخخفلها حديخخدة "‬
‫والتزعزع " التحرك الشديد‪ - 10 .‬ن‪ :‬المظفخخر العلخخوي‪ ،‬عخخن ابخخن العياشخخي‪،‬‬
‫عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن نصير عن الحسخن بخخن موسخى قخال‪ :‬روى أصخحابنا‪،‬‬
‫عن الرضا عليه السلم أنه قال له رجل‪ :‬أصلحك ال خ كيخخف صخخرت إلخخى مخخا‬
‫صرت إليه من المأمون ؟ وكأنه أنكر ذلك عليه‪ ،‬فقال له أبخخو الحسخخن الرضخخا‬
‫عليه السلم‪ :‬يا هذا أيهما أفضل النبي أو الوصخي ؟ قخال‪ :‬ل‪ ،‬بخل النخبي قخال‪:‬‬
‫فأيهما أفضل مسلم أو مشرك ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬بل مسخخلم‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخان العزيخخز عزيخخز‬
‫مصخخر كخخان مشخخركا وكخخان يوسخخف نبيخخا وإن المخخأمون مسخخلم‪ ،‬وأنخخا وصخخي‪،‬‬
‫ويوسف سأل العزيز أن يوليه حين قال‪ " :‬اجعلني على خخخزائن الرض إنخخي‬
‫حفيظ عليم " وأنا اجبرت على ذلك )‪ .(2‬شى‪ :‬عن الحسن بن موسخخى مثلخخه )‬
‫‪ - 11 .(3‬شا‪ ،‬ن‪ :‬الحسن بن محمد بخن يحيخى العلخوي‪ ،‬عخن جخده يحيخى بخن‬
‫الحسن عن موسى بن سلمة قال‪ :‬كنت بخراسان مع محمد بن جعفر فسخخمعت‬
‫أن ذا الرئاستين الفضل بن سهل خرج ذات يوم وهو يقول‪ :‬واعجبا لقد رأيت‬
‫عجبا سخخلوني مخخا رأيخخت فقخخالوا‪ :‬مخخا رأيخخت أصخخلحك الخ ؟ قخخال‪ :‬رأيخخت أميخخر‬
‫المخخؤمنين يقخخول لعلخخي بخخن موسخخى عليخخه السخخلم‪ :‬قخخد رأيخخت أن اقلخخدك أمخخر‬
‫المسلمين‪ ،‬وأفسخ ما في رقبتي‪ ،‬وأجعله في رقبتك‪ ،‬ورأيت علي بخخن موسخخى‬
‫عليه السلم يقول له‪ :‬ال ال ل طاقة لي بذلك ول قوة‪ ،‬فما رأيخخت خلفخخة قخخط‬
‫كانت أضيع منهخخا‪ ،‬أميخخر المخخؤمنين يتفصخخي منهخخا ويعرضخخها علخخى علخخي بخخن‬
‫موسى‪ ،‬وعلي ابن موسى يرفضها ويأبى )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬ارشاد المفيد ص ‪ 293‬و ‪ (2) .294‬عيخخون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪(3) .138‬‬
‫تفسير العياشي ج ‪ 2‬ص ‪ ،180‬والية في سورة يوسف‪ (4) .55 :‬الرشاد‬
‫ص ‪ ،290‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.141‬‬

‫]‪[137‬‬

‫‪ - 12‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن الريان بن الصلت قال‪ :‬أكثر النخخاس فخخي‬
‫بيعة الرضا عليه السلم من القواد والعامة‪ ،‬ومخخن ل يحخخب ذلخخك‪ ،‬وقخخالوا‪ :‬إن‬
‫هذا من تدبير الفضل بن سهل ذي الرئاستين‪ ،‬فبلغ المخخأمون ذلخخك فبعخخث إلخخي‬
‫في جوف الليل فصرت إليه فقال‪ :‬يا ريان بلغني أن النخخاس يقولخخون‪ :‬إن بيعخخة‬
‫الرضخخا عليخخه السخخلم كخخانت مخخن تخخدبير الفضخخل بخخن سخخهل ؟ فقلخخت‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين يقولون هذا قال‪ :‬ويحك ياريان أيجسر أحد أن يجيئ إلخخى خليفخخة قخخد‬
‫استقامت له الرعية والقواد‪ ،‬واستوت له الخلفة فيقول لخخه ادفخخع الخلفخخة مخخن‬
‫يدك إلى غيرك أيجوز هذا في العقل ؟ قلت له‪ :‬ل وال يخخا أميخر المخؤمنين مخا‬
‫يجسر على هذا أحد‪ ،‬قال‪ :‬ل وال ما كان كما يقولون ولكن سخخأخبرك بسخخبب‬
‫ذلك‪ .‬إنه لما كتب إلي محمد أخي يأمرني بالقدوم عليه‪ ،‬فأبيت عليه عقد لعلي‬
‫ابن عيسى بن ماهان وأمره أن يقيدني بقيد ويجعل الجامعة فخخي عنقخخي فخخورد‬
‫علي بذلك الخبر‪ ،‬وبعث هرثمة بن أعين إلى سجستان وكرمان ومخا والهمخا‬
‫فأفسد علي أمري‪ ،‬وانهزم هرثمة وخرج صاحب السرير‪ ،‬وغلب على كخخور‬
‫خراسان‪ ،‬من ناحيته‪ ،‬فورد علي هذا كله في اسبوع‪ .‬فلما ورد ذلخخك علخخي لخخم‬
‫يكن لي قوة بذلك ول كان لي مخخال أتقخخوى بخخه‪ ،‬ورأيخخت مخخن قخخوادي ورجخخالي‬
‫الفشل والجبن‪ ،‬أردت أن ألحق بملك كابل‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬ملخك كابخل رجخل‬
‫كافر ويبذل محمد له الموال فيدفعني إلى يده‪ ،‬فلم أجخد وجهخخا أفضخل مخن أن‬
‫أتوب إلى ال عزوجل من ذنوبي وأستعين به على هذه المور وأستجير بال‬
‫عزوجل فأمرت بهذا الخبيت وأشخخار إلخى بيخت تكنخس‪ ،‬وصخببت علخخي المخخاء‪،‬‬
‫ولبسخخت ثخخوبين أبيضخخين وصخليت أربخخع ركعخخات قخخرأت فيهخا مخخن القخرآن مخخا‬
‫حضرني ودعخوت الخ عزوجخخل واسخختجرت بخه‪ ،‬وعاهخدته عهخخدا وثيقخخا بنيخة‬
‫صادقة إن أفضى ال بهذا المر إلي وكفاني عاديته‪ ،‬وهخذه المخخور الغليظخخة‪،‬‬
‫أن أصنع هذا المر في موضعه الذي وضعه ال عزوجل فيه‪.‬‬

‫]‪[138‬‬
‫ثم قوي فيه قلبي فبعثت طاهرا إلى علي بن عيسى بن هامان فكان من أمخره مخا كخخان‪،‬‬
‫ورددت هرثمة إلى رافع )بن أعيخخن( فظفخر بخخه وقتلخه‪ ،‬وبعثخت إلخى صخاحب‬
‫السرير فهادنته وبذلت له شيئا حتى رجع فلم يزل أمري يقوى حتى كان مخخن‬
‫أمر محمد ما كان‪ ،‬وأفضى ال إلي بهذا المر‪ ،‬واستوى لخخي‪ .‬فلمخخا وافخخى الخ‬
‫عزوجل لي بما عاهدته عليه‪ ،‬أحببت أن أفي لخ تعخخالى بمخخا عاهخخدته‪ ،‬فلخخم أر‬
‫أحدا أحق بهذا المر من أبي الحسن الرضا عليه السخلم‪ ،‬فوضخعتها فيخه فلخم‬
‫يقبلها إل على ما قد علمت‪ ،‬فهذا كان سببها‪ .‬فقلت‪ :‬وفخخق الخ أميخخر المخخؤمنين‬
‫فقال‪ :‬يا ريان إذا كان غدا وحضخخر النخخاس فاقعخخد بيخخن هخخؤلء القخخواد وحخخدثهم‬
‫بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم فقلت‪ :‬يا أمير المؤمنين‬
‫ما أحسن من الحديث شيئا إل ما سمعته منك‪ ،‬فقال‪ :‬سبحان ال مخخا أجخخد أحخخدا‬
‫يعينني على هذا المر‪ ،‬لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري‪ .‬فقلت يا‬
‫أمير المؤمنين‪ :‬أنا احدث عنك بما سمعته منك من الخبار ؟ فقال‪ :‬نعم حخخدث‬
‫عني بما سمعته مني من الفضائل فلما كان مخخن الغخخد‪ ،‬قعخخدت بيخخن القخخواد فخخي‬
‫الدار فقلت‪ :‬حدثني أمير المؤمنين‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبخخائه أن رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله قال‪ :‬من كنت موله فعلي موله‪ ،‬حخخدثني أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن آبائه قال‪ :‬قال رسول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه علخي منخي بمنزلخة‬
‫هخخارون مخخن موسخخى‪ ،‬وكنخخت أخلخخط الحخخديث بعضخخه ببعخخض ل أحفظخخه علخخى‬
‫وجهه‪ .‬وحدثت بحديث خيبر‪ ،‬وبهذه الحاديث المشهورة‪ ،‬فقخخال لخخي عبخخد الخ‬
‫بن مالك الخزاعي‪ :‬رحم ال عليا كان رجل صالحا‪ .‬وكان المخخأمون قخخد بعخخث‬
‫غلما إلى المجلس يسمع الكلم فيؤديه إليه قال الريخخان‪ :‬فبعخخث إلخخي المخخأمون‬
‫فدخلت إليه فلما رآني قال‪ :‬يا ريخان مخا أرواك للحخاديث وأحفظخك لهخا ؟ ثخم‬
‫قال‪ :‬قد بلغني ما قال اليهودي عبد ال بن مالك في قوله " رحم ال عليا كخخان‬
‫رجل صالحا " وال لقتلنه إن شاء ال‪.‬‬

‫]‪[139‬‬

‫وكان هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني من أخص الناس عنخخد الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫من قبل أن يحمل وكان عالما أديبخخا لبيبخخا وكخخانت امخخور الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫تجري من عنده وعلى يده‪ ،‬ويصير الموال من النواحي كلها إليه قبخخل حمخخل‬
‫أبي الحسن عليه السلم فلما حمل أبو الحسن عليخخه السخخلم اتصخخل هشخخام بخخن‬
‫إبراهيم بذي الرئاستين فقربه ذو الرئاستين وأدناه‪ ،‬فكان ينقخخل أخبخخار الرضخخا‬
‫عليه السلم إلى ذي الرئاستين والمأمون فحظي بذلك عندهما وكان ل يخفخخي‬
‫عليهما من أخباره شيئا‪ .‬فوله المأمون حجابة الرضخخا عليخخه السخخلم وكخخان ل‬
‫يصل إلى الرضا عليه السلم إل من أحب‪ ،‬وضيق على الرضا عليه السخخلم‬
‫فكان من يقصده من مواليه ل يصل إليه‪ ،‬وكان ل يتكلم الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫في داره بشئ إل أورده هشام على المأمون وذي الرئاسختين وجعخل المخأمون‬
‫العباس ابنه في حجر هشام‪ ،‬وقال‪ :‬أدبه‪ ،‬فسخخمي هشخخام العباسخخي لخخذلك‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫وأظهر ذو الرياستين عداوة شديدة لبي الحسن عليه السلم وحسده علخخى مخخا‬
‫كان المأمون يفضله به فأول ما ظهر لذي الرئاسخختين مخخن أبخخي الحسخخن عليخخه‬
‫السخخلم أن ابنخخة عخخم المخخأمون كخخانت تحبخخه‪ ،‬وكخخان يحبهخخا‪ ،‬وكخخان مفتخخح بخخاب‬
‫حجرتها إلى مجلس المأمون وكانت تميل إلى أبي الحسن عليه السلم وتحبخخه‬
‫وتذكر ذا الرئاستين وتقع فيخخه‪ ،‬فقخخال ذو الرياسخختين حيخخن بلغخخه ذكرهخخا لخخه‪ :‬ل‬
‫ينبغي أن يكون باب دار النسخخاء مشخخرعا إلخخى مجلسخخك فخخأمر المخخأمون بسخخده‪.‬‬
‫وكان المأمون يخخأتي الرضخخا عليخخه السخخلم يومخخا والرضخخا عليخخه السخخلم يخخأتي‬
‫المأمون يوما وكان منزل أبي الحسن عليه السلم بجنب منزل المأمون‪ ،‬فلما‬
‫دخل أبو الحسن عليه السلم إلى المأمون ونظخخر إلخخى البخخاب مسخخدودا قخخال يخخا‬
‫أمير المؤمنين‪ :‬ما هذا الباب الذي سددته ؟ فقال‪ :‬رأى الفضخخل ذلخخك وكرهخخه‪،‬‬
‫فقال الرضا عليه السلم‪ :‬إنا ل وإنا إليه راجعخخون مخخا للفضخخل والخخدخول بيخخن‬
‫أمير المؤمنين وحرمه ؟ قال‪ :‬فما ترى قال‪ :‬فتحه والدخول على ابنخخة عمخخك‪،‬‬
‫ول تقبل قول الفضل فيما ل يحل و )ل( يسع فأمر‬

‫]‪[140‬‬

‫المأمون بهدمه‪ ،‬ودخل على ابنة عمه فبلغ الفضل ذلك فغمه )‪ - 13 .(1‬ن‪ :‬الهمداني‪،‬‬
‫عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن ياسر الخادم قال‪ :‬كان الرضا عليه السلم إذا رجع‬
‫يوم الجمعة من الجامع‪ ،‬وقد أصابه العرق والغبار رفع يديه‪ ،‬وقال‪ :‬اللهخخم إن‬
‫كان فرجي مما أنا فيه بالموت‪ ،‬فعجل لي الساعة ولخخم يخخزل مغمومخخا مكروبخخا‬
‫إلى أن قبض صلوات ال عليه‪ - 14 .‬ن‪ :‬الدقاق‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن البرمكي‪،‬‬
‫عن محمد بن عرفة قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم‪ :‬يا ابن رسول ال ما حملك‬
‫على الدخول في وليخخة العهخخد ؟ فقخال‪ :‬مخخا حمخخل جخخدي أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم على الدخول في الشورى )‪ .(2‬بيان‪ :‬أي لئل ييأس الناس من خلفتنا‪،‬‬
‫ويعلموا بخخاقرار المخخخالف أن لنخخا فخخي هخخذا المخخر نصخخيبا‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون‬
‫التشبيه فخخي أصخخل الشخختمال علخخى المصخخالح الخفيخخة‪ - 15 .‬ن‪ :‬الخخوراق‪ ،‬عخخن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الهروي قال‪ :‬وال ما دخل الرضا عليخخه السخخلم فخخي هخخذا‬
‫المر طائعا‪ ،‬وقخخد حمخخل إلخخى الكوفخخة مكرهخخا ثخخم اشخخخص منهخخا علخخى طريخخق‬
‫البصرة وفارس إلى مرو )‪ - 16 .(3‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصخولي‪ ،‬عخن محمخد‬
‫بن يزيد النحوي‪ ،‬عن ابن أبي عبدون‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬لما بايع المأمون الرضا‬
‫عليه السلم بالعهد أجلسه إلى جانبه‪ ،‬فقام العباس الخطيخخب فتكلخخم فأحسخخن ثخخم‬
‫ختم ذلك بأن أنشد‪ :‬لبد للناس من شمس ومن قمر * فأنت شخمس وهخذا ذلخك‬
‫القمر )‪(4‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .154 - 151‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪(3) .140‬‬
‫نفس المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .141‬نفس المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.146‬‬
‫]‪[141‬‬

‫‪ - 17‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بخخن إسخخحاق‪ ،‬عخخن أبيخخه قخخال‪ :‬لمخخا‬
‫بويع الرضا عليه السلم بالعهد اجتمع الناس إليه يهنؤنه فأومأ إليهم فأنصتوا‬
‫ثم قال بعد أن استمع كلمهم‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمد ل الفعخخال لمخخا‬
‫يشخخاء‪ ،‬ل معقخخب لحكمخخه‪ ،‬ول راد لقضخخائه يعلخخم خائنخخة العيخخن ومخخا تخفخخي‬
‫الصدور وصلى ال على محمخخد فخخي الوليخخن والخريخخن وعلخخى آلخخه الطيخخبين‬
‫أقول‪ :‬وأنا علي بن موسى بن جعفر إن أمير المخخؤمنين عضخخده ال خ بالسخخداد‪،‬‬
‫ووفقه للرشاد‪ ،‬عرف من حقنا ما جهله غيره‪ ،‬فوصل أرحاما قطعت‪ ،‬و آمخخن‬
‫أنفسا فزعت‪ ،‬بل أحياها وقد تلفت‪ ،‬وأغناهخا إذا افتقخخرت‪ ،‬مبتغيخخا رضخخى رب‬
‫العالمين‪ ،‬ل يريد جزاء من غيره‪ ،‬وسيجزي ال خ الشخخاكرين ول يضخخيع أجخخر‬
‫المحسنين‪ .‬وإنه جعل إلي عهده‪ ،‬والمخخرة الكخخبرى إن بقيخخت بعخخده‪ ،‬فمخخن حخخل‬
‫عقدة أمر ال تعالى بشدها‪ ،‬وفصم عروة أحب ال إيثاقها‪ ،‬فقخخد أبخخاح حريمخخه‪،‬‬
‫وأحل حرمه‪ ،‬إذ كان بذلك زاريا على المام‪ ،‬منهتكخخا حرمخخة السخخلم‪ ،‬بخخذلك‬
‫جرى السالف فصبر منه على الفلتات‪ ،‬ولم يتعخخرض بعخخدها علخخى العزمخخات‪،‬‬
‫خوفا من شتات الدين‪ ،‬و اضطراب حمخخل المسخخلمين‪ ،‬ولقخخرب أمخخر الجاهليخخة‬
‫ورصد المنافقين‪ ،‬فرصة تنتهز‪ ،‬وبائقخخة تبتخخدر‪ ،‬ومخخا أدري مخخا يفعخخل بخخي ول‬
‫بكم‪ ،‬إن الحكم إل ل يقص الحق وهو خير الفاصلين " )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله عليخخه‬
‫السلم " زاريا " أي عاتبخخا سخخاخطا غيخخر راض و " السخخالف " أبخخو بكخخر أي‬
‫جرى بنقض العهد ويحتمل أمير المؤمنين عليه السخخلم أي وقخخع عليخخه نقخخض‬
‫بيعته وإنكار حقه " فصبر " أي أمير المؤمنين عليه السلم ويمكخخن أن يقخخرء‬
‫على المجهول وقال الجزري ومنه حديث عمر إن بيعة أبي بكخخر فلتخخة‪ ،‬وقخخى‬
‫ال شرها‪ ،‬أراد بالفلتة الفجأة‪ ،‬و الفلتة كل شئ فعل من غير روية وإنما بودر‬
‫بها خوف انتشار المر انتهى‪ .‬والضمير في " بعدها " راجع إلى الفلتخخات‪ .‬و‬
‫" العزمات " الحقوق الواجبة اللزمة له عليه السلم أو ما عزموا عليه بعخخد‬
‫تلك الفلتة‪.‬‬

‫)‪ (1‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.147 - 146‬‬

‫]‪[142‬‬

‫‪ - 18‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي قال‪ :‬حخخدثني محمخخد بخخن أبخخي المخخوج )‪ (1‬أبخخو الحسخخين‬
‫الرازي قال‪ :‬سمعت أبي يقول حخخدثني مخخن سخخمع الرضخخا عليخخه السخخلم يقخخول‬
‫الحمد ل الذي حفظ منا ما ضيع الناس‪ ،‬ورفع منا مخخا وضخخعوه حخختى قخخد لعنخخا‬
‫على منابر الكفر ثمانين عامخخا وكتمخخت فضخخائلنا وبخخذلت المخخوال فخخي الكخخذب‬
‫علينا وال عزوجل يأبى لنا إل أن يعلي ذكرنا‪ ،‬ويبين فضلنا‪ ،‬وال ما هذا بنخخا‬
‫وإنما هو برسول ال صلى ال عليه وآله وقرابتنا منه‪ ،‬حتى صار أمرنا ومخخا‬
‫نروي عنه أنه سيكون بعدنا من أعظم آياته ودللت نبخخوته )‪ .(2‬بيخخان‪ :‬قخخوله‬
‫عليه السلم " ما هذا بنا " أي استخفافهم أو رفعه تعخخالى أو همخخا معخخا‪- 19 .‬‬
‫ن‪ :‬قد ذكر قوم أن الفضل بن سهل أشار على المخخأمون بخخأن يجعخخل علخخي بخخن‬
‫موسخخى الرضخخا عليخخه السخخلم ولخخي عهخخده منهخخم أبخو علخي الحسخين بخن أحمخخد‬
‫السلمي فانه ذكر ذلك في كتابه الذي صنفه في أخبار خراسخخان‪ ،‬قخخال‪ :‬فكخخان‬
‫الفضل بن سهل ذو الرئاستين وزير المأمون ومخدبر امخوره‪ ،‬وكخان مجوسخيا‬
‫فأسلم على يدي يحيى بن خالد البرمكي وصحبه‪ ،‬وقيخخل بخخل أسخخلم سخخهل والخخد‬
‫الفضل على يدي المهدي وأن الفضل اختاره يحيى بن خالد الخخبرمكي لخدمخخة‬
‫المخخأمون‪ ،‬وضخخمه إليخخه فتغلخخب عليخخه واسخختبد بخخالمر دونخخه‪ .‬وإنمخخا لقخخب بخخذي‬
‫الرئاسخختين لنخخه تقلخخد الخخوزارة ورئاسخخة الجنخخد‪ ،‬فقخخال الفضخخل حيخخن اسخختخلف‬
‫المأمون يوما لبعض من كان يعاشره‪ :‬أين يقع فعلي فيما أتيتخخه مخخن فعخخل أبخخي‬
‫مسلم فيما أتاه‪ ،‬فقال‪ :‬إن أبا مسلم حولها من قبيلة إلى قبيلة‪ ،‬وأنت حولتها من‬
‫أخ إلى أخ‪ ،‬وبين الحالتين ما تعلمه‪ .‬قال الفضل‪ :‬فاني احولهخخا مخخن قبيلخخة إلخخى‬
‫قبيلة ثم أشار على المأمون بأن يجعل علخي بخن موسخى الرضخا عليخه السخلم‬
‫ولي عهده فبايعه وأسقط بيعة المؤتمن أخيه‪ .‬وكخخان علخخى بخخن موسخخى الرضخخا‬
‫عليخخه السخخلم ورد علخخى المخخأمون وهخخو بخراسخخان سخخنة مخخائتين علخخى طريخخق‬
‫البصرة وفخخارس مخخع رجخخاء بخخن أبخخي الضخخحاك‪ ،‬وكخخان الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫متزوجا‬

‫)‪ (1‬أبى الملوح‪ ،‬خ ل‪ (2) .‬نفس المصدر ج ‪ 164‬و ‪.165‬‬

‫]‪[143‬‬

‫بابنة المأمون فلما بلغ خبره العباسيين ببغداد ساءهم ذلك فأخرجوا إبراهيم بن المهدي‬
‫وبايعوه بالخلفة ففيه يقول دعبل الخزاعخخي‪ :‬يخخا معشخخر الجنخخاد ل تقنطخخوا *‬
‫خذوا عطاياكم ول تسخطوا فسوف يعطيكم حنينية * يلذها المخخرد والشخخمط‬
‫والمعبديات لقوادكم * ل تخخدخل الكيخخس ول تربخخط وهكخخذا يخخرزق أصخخحابه *‬
‫خليفة مصحفه البربط وذلك أن إبراهيم المهخخدي كخخان مولعخخا بضخخرب العخخود‪،‬‬
‫منهمكا بالشراب‪ ،‬فلما بلغ المخخأمون خخخبر إبراهيخخم علخخم أن الفضخخل بخخن سخخهل‬
‫أخطأ عليه وأشخخار بغيخخر الصخخواب فخخخرج مخخن مخخرو منصخخرفا إلخخى العخخراق‪،‬‬
‫واحتال علخخى الفضخخل بخخه سخخهل حخختى قتلخخه غخخالب خخخال المخخأمون فخخي الحمخخام‬
‫بسرخس مغافصخخة فخخي شخخعبان سخخنة ثلث ومخخائتين‪ ،‬واحتخخال علخخى علخخي بخخن‬
‫موسى الرضا عليه السلم حتى سم في علة كانت أصابته‪ ،‬فمات وأمر بخخدفنه‬
‫بسناباد من طوس بجنب قخخبر الرشخخيد‪ ،‬وذلخخك فخخي صخخفر سخخنة ثلث ومخخائتين‬
‫وكان ابن اثنتين وخمسين سنة‪ ،‬وقيل ابن خمس وخمسين سنة‪ .‬هذا مخخا حكخخاه‬
‫أبو علي الحسين بن أحمد السلمي فخخي كتخخابه والصخخحيح عنخخدي أن المخخأمون‬
‫إنما وله العهد وبايع له للنذر الذي قد تقدم ذكره وأن الفضل بن سهل لم يزل‬
‫معاديا ومبغضا له وكارها لمره لنه كان من صنايع آل برمك‪ ،‬ومبلخخغ سخخن‬
‫الرضا عليه السلم تسع وأربعون سنة وسخختة أشخخهر وكخخانت وفخخاته فخخي سخخنة‬
‫ثلث ومائتين كما قد أسندته في هذا الكتاب )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬قخخوله " حنينيخخة " أي‬
‫نغمة حنينية من الحنين بمعنى الشوق والطرب وفي بعض النسخ " حبيبية "‬
‫بالباءين الموحدتين‪ ،‬وعلى التقديرين إشارة إلى نغمة من النغمخخات والظهخخر‬
‫أنه حسينية كما في بعخخض النسخخ وهخي نغمخة معروفخخة و " الشخمط " بيخاض‬
‫الرأس يخالطه سواد‪ .‬والمعبديات نغمة معروفة‪ ،‬وغافصه‪ :‬فاجأه وأخذه على‬
‫غرة‪.‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 165‬و ‪.166‬‬

‫]‪[144‬‬

‫‪ - 20‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن أحمد بن إدريس‪ ،‬عن الشعري‪ ،‬عن معاوية بن حكيخخم عخخن معمخخر‬
‫بن خلد قال‪ :‬قال لي أبو الحسن الرضا عليه السلم‪ :‬قال لي المأمون‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫الحسن انظر بعض من تثق به توليه هذه البلدان التي قد فسخخدت علينخخا‪ ،‬فقلخخت‬
‫له‪ :‬تفي لي وأفي لك فخخاني إنمخخا دخلخخت فيمخخا دخلخخت علخخى أن ل آمخخر فيخخه ول‬
‫أنهى‪ ،‬ول أعزل ول اولي ول اسير حتى يقدمني ال قبلك‪ ،‬فوال إن الخلفخخة‬
‫لشئ ما حدثت به نفسي‪ ،‬ولقد كنت بالمدينة أتردد في طرقها على دابخختي وإن‬
‫أهلها وغيرهم يسألوني الحوائج فأقضيها لهم‪ ،‬فيصخخيرون كالعمخخام لخخي وإن‬
‫كتبي لنافذة في المصار‪ ،‬وما زدتني في نعمة هي علي من ربخخي فقخخال‪ :‬أفخخي‬
‫لخخك )‪ - 21 .(1‬ع‪ ،‬ن‪ :‬الحسخخين بخخن أحمخخد الخخرازي‪ ،‬عخخن علخخي بخخن محمخخد‬
‫ماجيلويه‪ ،‬عن البرقي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬أخبرني الريان بن شبيب خال المعتصم‬
‫أخخخو مخخاردة أن المخخأمون لمخخا أراد أن يأخخخذ البيعخخة لنفسخخه بخخامرة المخخؤمنين‪،‬‬
‫وللرضا عليه السلم بولية العهد‪ ،‬وللفضل ابن سخخهل بخالوزارة‪ ،‬أمخر بثلثخة‬
‫كراسي فنصبت لهخخم‪ ،‬فلمخخا قعخخدوا عليهخخا أذن للنخخاس فخخدخلوا يبخخايعون فكخخانوا‬
‫يصخخفقون بأيمخخانهم علخخى أيمخخان الثلثخخة مخخن أعلخخى البهخخام إلخخى الخنصخخر‬
‫ويخرجون‪ ،‬حتى بايع في آخر النخاس فختى مخخن النصخار فصخخفق بيمينخه مخن‬
‫الخنصر إلى أعلى البهام‪ ،‬فتبسم أبو الحسن الرضا عليه السلم ثم قخخال‪ :‬كخخل‬
‫من بايعنا بايع بفسخ البيعة غير هذا الفتى فانه بايعنا بعقخخدها‪ .‬فقخخال المخخأمون‪:‬‬
‫وما فسخ البيعة من عقدها ؟ قال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬عقد البيعة هخخو مخخن‬
‫أعلى الخنصر إلى أعلى البهام وفسخها من أعلى البهام إلى أعلى الخنصر‬
‫قال‪ :‬فماح الناس فز ذلك وأمخخر المخخأمون باعخخادة النخخاس إلخخى البيعخخة علخخى مخخا‬
‫وصفه أبو الحسخن عليخه السخلم وقخال النخاس‪ :‬كيخف يسختحق المامخة مخن ل‬
‫يعرف عقد البيعة إن من علم لولى بها ممن ل يعلم‪ ،‬قال‪ :‬فحملخخه ذلخخك علخخى‬
‫ما فعله من سمه )‪.(2‬‬
‫)‪ (1‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ 166‬و ‪ (2) .167‬علل الشرائع ج ‪ 1‬ص ‪ ،228‬عيون أخبار‬
‫الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.238‬‬

‫]‪[145‬‬

‫‪ - 22‬غط‪ :‬روى محمد بن عبد ال الفطس قال‪ :‬دخلت على المأمون فقربني وحيخخاني‬
‫ثم قال‪ :‬رحم ال الرضا عليه السلم ما كان أعلمه لقد أخبرني بعجب‪ :‬سخخألته‬
‫ليلة وقد بايع له الناس‪ ،‬فقلت‪ :‬جعلت فخخداك أرى لخخك أن تمضخخي إلخخى العخخراق‬
‫وأكون خليفتك بخراسان‪ ،‬فتبسم ثم قال‪ :‬ل لعمري ولكنخخه مخخن دون خراسخخان‬
‫تدرجات إن لنا هنا مكثا ولست ببارح حتى يأتيني الموت‪ ،‬ومنهخخا المحشخخر ل‬
‫محالة‪ .‬فقلت له‪ :‬جعلت فداك وما علمك بخخذلك ؟ فقخخال علمخخي بمكخخاني كعلمخخي‬
‫بمكانك قلت‪ :‬وأين مكاني أصلحك ال ؟ فقال‪ :‬لقد بعدت الشخخقة بينخخي وبينخخك‪،‬‬
‫أموت في المشرق وتموت في المغرب‪ ،‬فقلت‪ :‬صدقت‪ ،‬وال خ ورسخخوله أعلخخم‬
‫وآل محمد‪ ،‬فجهدت الجهد كله وأطمعته في الخلفة وما سواها فمخخا أطمعنخخي‬
‫في نفسه )‪ .(1‬بيان‪ :‬لعخخل التخخدرجات مخخن قخخولهم " أدرجخخه فخخي أكفخخانه " وقخخد‬
‫مضى في باب المعجزات )‪ - 23 .(2‬شا‪ :‬ذكر جماعة من أصحاب الخبخخار‬
‫ورواة السخير مخن أيخام الخلفخاء أن المخأمون لمخا أراد العقخد للرضخا علخي بخن‬
‫موسى عليه السلم وحدث نفسه بذلك‪ ،‬أحضر الفضل بن سهل وأعلمه بما قد‬
‫عزم عليه من ذلك‪ ،‬وأمره بالجتماع مع أخيه الحسخخن بخخن سخخهل علخخى ذلخخك‪،‬‬
‫ففعل واجتمعا بحضرته‪ ،‬فجعل الحسن يعظم ذلك عليه ويعرفه ما في إخراج‬
‫المر من أهلخه عليخه‪ ،‬فقخال لخه المخأمون‪ :‬إنخي عاهخدت الخ أننخي إن ظفخرت‬
‫بالمخلوع أخرجت الخلفة إلى أفضل آل أبي طالب‪ ،‬ومخخا أعلخخم أحخخدا أفضخخل‬
‫من هذا الرجل على وجه الرض‪ .‬فلما رأى الفضخخل والحسخخن عزيمتخخه علخخى‬
‫ذلك أمسكا عن معارضته‪ ،‬فأرسلهما إلى الرضا عليخخه السخخلم فعرضخخا عليخخه‬
‫ذلك‪ ،‬فامتنع منه‪ ،‬فلم يزال به حتى أجاب فرجعا إلى المأمون فعرفاه إجخخابته‪،‬‬
‫فسر بذلك‪ ،‬وجلس للخاصة في يوم خميس‪ ،‬وخرج الفضخخل بخخن سخخهل وأعلخخم‬
‫الناس‪ ،‬برأي المأمون في علي بن موسى‪ ،‬وأنه قد وله‬

‫)‪ (1‬غيبة الشيخ ص ‪ 52‬و ‪ (2) .53‬راجع ص ‪ 57‬تحت الرقم ‪.74‬‬

‫]‪[146‬‬

‫عهده‪ ،‬وسماه الرضا‪ ،‬وأمرهخخم بلبخخس الخضخخرة والعخخود لخخبيعته فخخي الخميخخس علخخى أن‬
‫يأخذوا رزق سنة‪ .‬فلما كان ذلك اليوم ركب الناس علخخى طبقخخاتهم مخخن القخخواد‬
‫والحجاب والقضاة وغيرهم في الحضخخرة‪ ،‬وجلخخس المخخأمون ووضخخع للرضخخا‬
‫عليه السلم وسادتين عظيمتين حتى لحق بمجلسخخه وفرشخخه‪ ،‬وأجلخخس الرضخخا‬
‫عليه السلم عليهما في الخضرة وعليه عمامة وسيف ثم أمر ابنه العباس بخخن‬
‫المأمون أن يبايع له أول الناس فرفع الرضخخا يخخده فتلقخى بظهرهخا وجخخه نفسخه‬
‫وببطنها وجوههم‪ ،‬فقال له المأمون‪ :‬ابسط يدك للبيعة وقخخال لخخه الرضخخا عليخخه‬
‫السلم‪ :‬إن رسول ال صلى ال عليه وآله هكذا كان يبايع فبايعه النخخاس ويخخده‬
‫فوق أيديهم ووضخعت البخخدر‪ ،‬وقخخامت الخطبخاء والشخخعراء‪ ،‬فجعلخخوا يخخذكرون‬
‫فضل الرضا عليه السلم وما كان مع المأمون فخخي أمخخره‪ .‬ثخخم دعخخا أبخخو عبخخاد‬
‫بالعباس بن المأمون فوثب فدنا من أبيه فقبل يده‪ ،‬وأمره بخخالجلوس ثخخم نخخودي‬
‫محمد بن جعفر بن محمد فقال له الفضل بن سهل‪ :‬قم فقام ومشى حتى قخخرب‬
‫من المأمون ووقف ولم يقبل يده‪ ،‬فقيل له‪ :‬امض فخذ جائزتك وناداه المأمون‬
‫ارجخخع يخا أبخخا جعفخر إلخخى مجلسخخك‪ ،‬فرجخع ثخخم جعخل أبخخو عبخاد يخخدعو بعلخخوي‬
‫وعباسي فيقبضان جوائزهما حتى نفخخدت المخخوال‪ .‬ثخخم قخخال المخخأمون للرضخخا‬
‫عليه السلم‪ :‬اخطب الناس وتكلم فيهخخم‪ ،‬فحمخخد الخ وأثنخخى عليخخه وقخخال‪ " :‬لنخخا‬
‫عليكم حق برسول ال صلى ال عليه وآله ولكم علينا حق به‪ ،‬فإذا أنتخخم أديتخخم‬
‫إلينا ذلك‪ ،‬وجب علينا الحق لكم " ول يذكر عنه غير هذا فخخي ذلخك المجلخس‪،‬‬
‫وأمر المأمون فضربت الدراهم فطبع عليها اسم الرضخخا‪ ،‬وزوج إسخخحاق بخخن‬
‫موسى بن جعفر بنت عمه إسحاق بن جعفخخر بخخن محمخخد وأمخخره فحخخج بالنخخاس‬
‫وخطب للرضا عليه السلم في بلده بولية العهد‪ .‬وروى أحمد بن محمخخد بخخن‬
‫سعيد‪ ،‬عن يحيى بن الحسن العلوي قخخال‪ :‬حخخدثني مخخن سخخمع عبخخد الحميخخد بخخن‬
‫سعيد يخطب في تلك السنة على منبر رسول ال صلى ال عليه وآله بالمدينة‬

‫]‪[147‬‬

‫فقال له في الدعاء له‪ :‬ولي عهد المسلمين علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علخخي‬
‫ابن الحسين بن علي بخخن أبخخي طخخالب عليهخخم السخخلم‪ .‬سخختة آبخخاؤهم مخخن هخخم *‬
‫أفضل من يشرب صوب الغمام وذكر المدائني‪ ،‬عخخن رجخخاله قخال‪ :‬لمخخا جلخخس‬
‫الرضا عليه السلم في الخلع بولية العهد‪ ،‬فأقام بين يديه الخطباء والشخخعراء‬
‫وخفقت اللوية على رأسه‪ ،‬فذكر عن بعخخض مخخن حضخخر ممخخن كخخان يختخخص‬
‫بالرضا عليه السلم أنه قال‪ :‬كنت بيخخن يخخديه فخخي ذلخخك اليخخوم فنظخخر إلخخي وأنخخا‬
‫مستبشر بما جرى‪ ،‬فأومخخأ إلخخي أن ادن‪ ،‬فخخدنوت منخخه‪ ،‬فقخخال لخخي مخخن حيخخث ل‬
‫يسمعه غيري‪ :‬ل تشغل قلبك بهذا المر‪ ،‬ول تستبشخخر لخخه‪ ،‬فخخانه شخخئ ل يتخخم‪.‬‬
‫وكان فيمن ورد عليه من الشعراء دعبل بن علي الخزاعخخي فلمخخا دخخخل عليخخه‬
‫قال‪ :‬إني قد قلت قصيدة فجعلخخت علخخى نفسخخي أن ل أنشخخدها علخخى أحخخد قبلخخك‪،‬‬
‫فأمره بالجلوس حتى خف مجلسه ثم قال له‪ :‬هاتها‪ ،‬قال‪ :‬فأنشده قصيدته التي‬
‫أولها‪ :‬مدارس آيات خلت من تلوة * ومنخخزل وحخخي مقفخخر العرصخخات حخختى‬
‫أتى على آخرها‪ ،‬فلما فرغ من إنشادها قخخام الرضخخا عليخخه السخخلم فخخدخل إلخخى‬
‫حجرته‪ ،‬وبعث إليه خادما بخرقة خز فيها ستمائة دينخخار‪ ،‬وقخخال لخخخادمه‪ :‬قخخل‬
‫له‪ :‬استعن بهذه في سفرك‪ ،‬وأعذرنا‪ ،‬فقال له دعبل‪ :‬ل وال ما هذا أردت ول‬
‫له خرجت ولكن قل له‪ :‬اكسني ثوبا من أثوابك‪ ،‬وردها عليه‪ ،‬فردهخخا الرضخخا‬
‫عليه السلم فقال له‪ :‬خذها وبعث إليه بجبة من ثيابه‪ ،‬فخرج دعبل حخختى ورد‬
‫قم فلما رأوا الجبة معه أعطوه فيها ألف دينار فأبى عليهخخم فقخخال‪ :‬ل والخ ول‬
‫خرقة منها بألف دينار‪ .‬ثم خرج من قم فاتبعوه فقطعوا عليه الطريق وأخخخذوا‬
‫الجبة ورجع إلى قم فكلمهم فيها فقالوا‪ :‬ليس إليها سبيل‪ ،‬ولكن إن شخخئت فهخخذه‬
‫ألف دينار‪ ،‬وقال لهم‪ :‬وخرقخخة منهخخا فخخأعطوه ألخخف دينخخار وخرقخخة منهخخا )‪.(1‬‬
‫بيان‪ " :‬الخلع " بكسر الخاء وفتح اللم جمع الخلعة‪ ،‬وخفق اللويخخة تحركهخخا‬
‫واضطرابها‪.‬‬

‫)‪ (1‬ارشاد المفيد ص ‪.293 - 291‬‬

‫]‪[148‬‬

‫‪ - 24‬قب‪ :‬ذكر أخبار البيعة نحوا مما مر وذكر صورة خط الرضا عليه السلم علخخى‬
‫كتاب العهد نحوا مما سيأتي ثم قال‪ :‬وقال ابن المعتز‪ :‬وأعطاكم المأمون حق‬
‫خلفة * لنا حقها لكنه جاد بالخخدنيا ‪ -‬فمخخات الرضخخا مخخن بعخخد مخخا قخخد علمتخخم *‬
‫ولذت بنخا مخن بعخده مخرة اخخرى وكخان دخخل عليخه الشخعراء فأنشخد دعبخل‪:‬‬
‫مدارس آيات خلت من تلوة * ومنزل وحي مقفر العرصات وأنشد إبراهيخخم‬
‫بن العبخخاس‪ :‬أزالخخت عخخزاء القلخخب بعخخد التجلخخد * مصخخارع أولد النخخبي محمخخد‬
‫وأنشد أبو نواس‪ :‬مطهرون نقيات جيوبهم * تتلى الصلة عليهم أينما ذكخخروا‬
‫‪ -‬من لم يكن علويا حين تنسبه * فما له في قديم الدهر مفتخر ‪ -‬وال لمخخا بخخرا‬
‫خلقا فأتقنه * صفاكم واصطفاكم أيها البشخخر ‪ -‬فخخأنتم المل العلخخى وعنخخدكم *‬
‫علم الكتاب وما جاءت به السور فقال الرضا عليه السلم‪ :‬قد جئتنا بأبيات ما‬
‫سبقك أحد إليها يا غلم هل معك من نفقتنا شئ ؟ فقال‪ :‬ثلثمائة دينار‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫أعطها إياه‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا غلم سق إليه البغلة )‪ - 25 .(1‬كشف‪ :‬قال الفقير إلى‬
‫ال تعالى علي بن عيسى أثابه الخخ‪ :‬وفخخي سخخنة سخخبعين وسخختمائة‪ ،‬وصخخل مخخن‬
‫مشهده الشريف أحد قوامه ومعه العهد الذي كتبه له المأمون بخخخط يخخده وبيخخن‬
‫سطوره وفي ظهره بخط المام عليخخه السخخلم مخخا هخو مسخخطور فقبلخخت مواقخع‬
‫أقلمه‪ ،‬وسرحت طرفي في رياض كلمه‪ ،‬وعددت الوقخخوف عليخخه مخخن منخخن‬
‫ال وإنعامه ونقلته حرفا فحرفا وهو بخط المأمون‪ :‬بسم الخ الرحمخخن الرحيخخم‬
‫هذا كتاب كتبه عبد ال بن هارون الرشيد أمير المؤمنين لعلي بن موسخخى بخخن‬
‫جعفر ولي عهده أما بعد فان ال عزوجل اصطفى السلم‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪.366 - 362‬‬


‫]‪[149‬‬

‫دينا‪ ،‬واصطفى له من عباده رسل دالين وهادين إليه‪ ،‬يبشخخر أولهخخم بخخآخرهم ويصخخدق‬
‫تاليهم ماضيهم‪ ،‬حتى انتهت نبوة ال إلى محمد صلى ال عليه وآله على فترة‬
‫من الرسل ودروس من العلم‪ ،‬وانقطاع مخخن الخخوحي‪ ،‬واقخختراب مخخن السخخاعة‪،‬‬
‫فختم ال به النبيين وجعله شاهدا لهم ومهيمنا عليهم وأنزل عليه كتابه العزيز‬
‫الذي ل يأتيه الباطل من بين يديه ول من خلفخه تنزيخل مخن حكيخم حميخد‪ ،‬بمخا‬
‫أحل وحرم‪ ،‬ووعد وأوعد‪ ،‬وحخخذر وأنخخذر‪ ،‬وأمخخر بخخه ونهخخى عنخخه‪ ،‬ليكخخون لخخه‬
‫الحجة البالغة على خلقه‪ ،‬ليهلك من هلك عن بينة‪ ،‬ويحيى من حي عن بينخخة‪،‬‬
‫وإن ال لسميع عليم‪ .‬فبلغ عن ال رسالته‪ ،‬ودعا إلى سبيله بمخخا أمخخره بخخه مخخن‬
‫الحكمة والموعظة الحسنة‪ ،‬والمجادلة بالتي هي أحسن‪ ،‬ثم بالجهخخاد والغلظخخة‬
‫حتى قبضه ال إليه واختار له ما عنده‪ ،‬فلما انقضت النبوة وختخخم ال خ بمحمخخد‬
‫صلى ال عليه وآله الوحي والرسالة جعل قوام الخخدين ونظخخام أمخخر المسخخلمين‬
‫بالخلفة وإتمامها وعزها والقيام بحق ال تعالى فيها بالطاعة‪ ،‬التي بهخخا يقخخام‬
‫فرائض ال وحدوده‪ ،‬وشرائع السلم وسننه ويجاهد لها عدوه‪ .‬فعلخخى خلفخخاء‬
‫ال طاعته فيما اسخختحفظهم واسخخترعاهم مخخن دينخخه وعبخخاده‪ ،‬وعلخخى المسخخلمين‬
‫طاعة خلفائهم ومعخاونتهم علخى إقامخة حخق الخ وعخدله وأمخن السخبيل وحقخن‬
‫الدماء وصلح ذات البين‪ ،‬وجمع اللفخخة‪ ،‬وفخخي خلف ذلخخك اضخخطراب حبخخل‬
‫المسلمين واختللهم‪ ،‬واختلف ملتهم وقهر دينهم واستعلء عخخدوهم‪ ،‬وتفخخرق‬
‫الكلمة‪ ،‬وخسران الدنيا والخخخرة‪ .‬فحخخق علخخى مخخن اسخختخلفه الخ فخخي أرضخخه‪،‬‬
‫وائتمنه على خلقه‪ ،‬أن يجهد ل نفسه ويؤثر ما فيه رضى ال وطاعته‪ ،‬ويعتد‬
‫لما ال موافقه عليه ومسائله عنه‪ ،‬ويحكم بالحق‪ ،‬ويعمل بالعدل فيما حمله ال‬
‫وقلده‪ ،‬فان ال عز وجل يقول‪ :‬لنبيه داود عليه السخخلم " يخخا داود إنخخا جعلنخخاك‬
‫خليفة في الرض فاحكم بين الناس بالحق ول تتبع الهوى فيضلك عن سخخبيل‬
‫ال إن الذين يضلون عن سبيل ال لهم عذاب شديد بما نسوا‬

‫]‪[150‬‬

‫يوم الحساب( )‪ (1‬وقال ال عزوجل‪ " :‬فوربك لنسئلنهم أجمعين عما كانوا يعملخخون "‬
‫)‪ .(2‬وبلغنا أن عمر بخخن الخطخخاب قخخال‪ :‬لخخو ضخخاعت سخخخلة بشخخاطئ الفخخرات‬
‫لتخوفت أن يسألني ال عنها‪ ،‬وأيم ال إن المسؤل عن خاصة نفسه الموقخخوف‬
‫على عمله فيما بين ال وبينه‪ ،‬ليعرض علخخى أمخخر كخخبير وعلخخى خطخخر عظيخخم‬
‫فكيف بالمسؤول عن رعاية المة وبخخال الثقخخة‪ ،‬وإليخخه المفخخزع والرغبخخة‪ ،‬فخخي‬
‫التوفيق والعصمة‪ ،‬والتسديد والهداية إلى ما فيه ثبوت الحجة‪ ،‬والفوز من ال‬
‫بالرضوان والرحمة‪ .‬وأنظر المة لنفسه وأنصحهم ل فخخي دينخخه وعبخخاده مخخن‬
‫خلئقه في أرضه‪ ،‬من عمل بطاعة ال وكتابه وسنة نبيه صلى ال عليه وآله‬
‫في مدة أيامه وبعدها وأجهد رأيه ونظره فيمن يوليه عهخخده‪ ،‬ويختخخاره لمامخخة‬
‫المسلمين ورعايتهم بعده‪ ،‬وينصبه علما لهخخم ومفزعخخا فخخي جمخخع الفتهخخم‪ ،‬ولخخم‬
‫شخخعثهم‪ ،‬وحقخخن دمخخائهم‪ ،‬والمخخن بخخاذن ال خ مخخن فرقتهخخم‪ ،‬وفسخخاد ذات بينهخخم‬
‫واختلفهم‪ ،‬ورفع نزع الشيطان وكيده عنهم‪ ،‬فخخان الخ عزوجخخل جعخخل العهخخد‬
‫بعد الخلفة من تمام أمر السلم وكماله‪ ،‬وعزه وصلح أهله‪ ،‬وألهم خلفخخاءه‬
‫من توكيده لمن يختارونه له من بعخدهم مخا عظمخت بخه النعمخة‪ ،‬وشخملت فيخه‬
‫العافية‪ ،‬ونقض الخ بخخذلك مكخخر أهخخل الشخخقاق والعخخداوة والسخخعي فخخي الفرقخخة‪،‬‬
‫والتربص للفتنة‪ .‬ولم يزل أمير المخخؤمنين منخخذ أفضخخت إليخخه الخلفخخة‪ ،‬فخاختبر‬
‫بشاعة مذاقها‪ ،‬وثقل محملها‪ ،‬وشدة مؤنتها‪ ،‬ومخا يجخخب علخى مخن تقلخدها مخخن‬
‫ارتباط طاعة ال‪ ،‬ومراقبتخخه فيمخخا حملخخه منهخخا فأنصخخب بخخدنه‪ ،‬وأسخخهر عينخخه‪،‬‬
‫وأطال فكره‪ ،‬فيما فيه عز الخخدين‪ ،‬وقمخخع المشخخركين‪ ،‬وصخخلح المخخة‪ ،‬ونشخخر‬
‫العخخدل‪ ،‬وإقامخخة الكتخخاب والسخخنة‪ ،‬ومنعخخه ذلخخك مخخن الخفخخض والدعخخة‪ ،‬ومهنخخؤ‬
‫العيش‪ ،‬علما بما ال سائله عنخخه‪ ،‬ومحبخخة أن يلقخخى الخ مناصخخحا لخخه فخخي دينخخه‬
‫وعباده‪ ،‬ومختارا لولية عهده‪ ،‬ورعاية المة من بعده أفضل من‬

‫)‪ (1‬ص‪ (2) .26 :‬الحجر‪.92 :‬‬

‫]‪[151‬‬

‫يقدر عليه فخي دينخخه وورعخخه وعلمخخه وأرجخخاهم للقيخام فخي أمخخر الخ وحقخخه مناجيخخا الخ‬
‫بالستخارة في ذلخخك ومسخخألته الهامخخة مخخا فيخخه رضخخاه وطخخاعته فخخي آنخخاء ليلخخة‬
‫ونهاره معمل في طلبه والتماسه في أهل بيته مخخن ولخخد عبخخد ال خ بخخن العبخخاس‬
‫وعلي بن أبي طالب فيكره ونظره‪ ،‬مقتصخخرا ممخخن علخخم حخخاله ومخخذهبه منهخخم‬
‫على علمه‪ ،‬وبالغا في المسخخألة عمخخن خفخخي عليخخه أمخخره جهخخده وطخخاقته‪ .‬حخختى‬
‫استقصى امورهم معرفة‪ ،‬وابتلى أخبارهم مشاهدة‪ ،‬واستبرأ أحوالهم معاينة‪،‬‬
‫وكشف ما عندهم مسألة‪ ،‬فكانت خيرته بعد استخارته لخ وإجهخخاده نفسخخه فخخي‬
‫قضاء حقه في عباده وبلده في البيتين جميعا علي بن موسخخى بخخن جعفخخر بخخن‬
‫محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب لما رأى من فضله البخخارع‪،‬‬
‫وعلمه النافع‪ ،‬وورعه الظاهر‪ ،‬وزهده الخالص‪ ،‬وتخليه مخخن الخخدنيا‪ ،‬وتسخخلمه‬
‫من الناس‪ .‬وقد استبان له ما لم تزل الخبخخار عليخخه متخخواطئة‪ ،‬واللسخخن عليخخه‬
‫متفقة والكلمة فيه جامعة‪ ،‬ولما لم يزل يعرفخخه بخخه مخخن الفضخخل يافعخخا وناشخخئا‪،‬‬
‫وحدثا ومكتهل فعقد له بالعقد والخلفة من بعده‪ ،‬واثقا بخيرة ال فخخي ذلخخك إذ‬
‫علم ال أنه فعله إيثارا له وللدين‪ ،‬ونظرا للسلم والمسلمين‪ ،‬وطلبا للسخخلمة‬
‫وثبات الحجة‪ ،‬والنجاة في اليوم الذي يقوم النخخاس فيخخه لخخرب العخخالمين‪ .‬ودعخخا‬
‫أمير المؤمنين ولده وأهل بيتخخه وخاصخخته وقخخواده وخخخدمه فبخخايعوا مسخخارعين‬
‫مسرورين عالمين بايثار أميخخر المخخؤمنين طاعخة الخ علخى الهخوى فخي ولخخده‪،‬‬
‫وغيرهم ممن هخخو أشخخبك منخخه رحمخخا وأقخخرب قرابخخة‪ ،‬وسخخماه الرضخخا إذ كخخان‬
‫رضى عند أميخخر المخخؤمنين فبخايعوا معشخخر أهخخل بيخت أميخر المخؤمنين‪ ،‬ومخخن‬
‫بالمدينخخة المحروسخخة مخخن قخخواده وجنخخده وعامخخة المسخخلمين لميخخر المخخؤمنين‪،‬‬
‫وللرضا من بعده علي بن موسى‪ ،‬على اسم ال وبركته‪ ،‬وحسن قضائه لدينه‬
‫وعباده‪ ،‬بيعة مبسوطة إليها أيديكم‪ ،‬منشرحة لها صدوركم‪ ،‬عخالمين بمخا أراد‬
‫أمير المؤمنين بها‪ ،‬وآثر طاعة الخخ‪ ،‬والنظخر لنفسخه‪ ،‬ولكخم فيهخخا شخاكرين لخ‬
‫على ما ألهم أميخخر المخخؤمنين مخخن قضخخاء حقخخه فخخي رعخخايتكم‪ ،‬وحرصخخه علخخى‬
‫رشدكم وصلحكم‪ ،‬راجين عائدة ذلك في جمع الفتكم‪ ،‬وحقن دمائكم‪ ،‬ولم‬

‫]‪[152‬‬

‫شعثكم‪ ،‬وسد ثغوركم‪ ،‬وقوة دينكم‪ ،‬ووقم عخخدوكم‪ ،‬واسخختقامة امخخوركم‪ ،‬وسخخارعوا إلخخى‬
‫طاعة ال وطاعة أمير المخخؤمنين فخخانه المخخن إن سخخارعتم إليخخه‪ ،‬وحمخخدتم الخ‬
‫عليه وعرفتم الحظ فيه إنشاء ال‪ .‬وكتب بيده في يوم الثنين لسبع خلخخون مخخن‬
‫شهر رمضان سنة إحدى ومخخائتين‪ .‬صخورة مخخا كخان علخخى ظهخخر العهخخد بخخط‬
‫المام علي بن موسى الرضا عليه السلم‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيم الحمخد لخ‬
‫الفعال لما يشاء ل معقب لحكمخخه‪ ،‬ول راد لقضخائه‪ ،‬يعلخم خائنخة العيخن ومخا‬
‫تخفخخي الصخخدور‪ ،‬وصخخلى الخ علخخى نخخبيه محمخخد خخخاتم النخخبيين وآلخخه الطيخخبين‬
‫الطاهرين‪ .‬أقول وأنا علي بن موسى بن جعفر إن أمير المؤمنين عضخخده ال خ‬
‫بالسخخداد ووفقخخه للرشخخاد‪ ،‬عخخرف مخخن حقنخخا مخخا جهلخخه غيخخره‪ ،‬فوصخخل أرحامخخا‬
‫قطعت‪ ،‬وآمن نفوسا فزعت‪ ،‬بل أحياها وقد تلفت‪ ،‬وأغناها إذ افتقرت‪ ،‬مبتغيا‬
‫رضى رب العالمين ل يريد جزاء مخخن غيخخره‪ ،‬وسخخيجزي ال خ الشخخاكرين ول‬
‫يضيع أجر المحسنين‪ .‬وإنه جعل إلي عهده‪ ،‬والمرة الكبرى إن بقيخخت بعخخده‪،‬‬
‫فمن حل عقدة أمر ال بشدها وقصم عروة أحب ال إيثاقها فقد أبخخاح حريمخخه‪،‬‬
‫وأحل محرمه‪ ،‬إذ كان بذلك زاريا على المام‪ ،‬منتهكا حرمة السخخلم‪ ،‬بخخذلك‬
‫جرى السالف‪ ،‬فصبر منه على الفلتات‪ ،‬ولم يعخخترض بعخخدها علخخى العزمخخات‬
‫خوفا على شتات الدين‪ ،‬واضطراب حبل المسخخلمين‪ ،‬ولقخخرب أمخخر الجاهليخخة‪،‬‬
‫ورصد فرصة تنتهز‪ ،‬وبائقة تبتدر‪ .‬وقد جعلت ل علخخى نفسخخي إن اسخخترعاني‬
‫أمر المسلمين‪ ،‬وقلدني خلفته‪ ،‬العمل فيهم عامة وفخخي بنخخي العبخخاس بخخن عبخخد‬
‫المطلب خاصة بطاعته وطاعة رسوله صلى ال عليه وآله وأن ل أسفك دمخخا‬
‫حراما ول ابيح فرجا ول مخال إل مخا سخخفكته حخدوده‪ ،‬وأبخاحته فرائضخخه وأن‬
‫أتخير الكفاة جهدي وطاقتي‪ ،‬وجعلت بذلك على نفسخخي عهخخدا مؤكخخدا يسخخئلني‬
‫ال عنه عزوجل يقول‪ " :‬وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤول " )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬السراء‪.34 :‬‬

‫]‪[153‬‬
‫وإن أحدثت أو غيرت أو بدلت كنت للغير مستحقا‪ ،‬وللنكال متعرضا وأعوذ بخخال مخخن‬
‫سخطه‪ ،‬وإليه أرغب في التوفيق لطاعته‪ ،‬والحخخول بينخخي وبيخن معصخيته فخخي‬
‫عافية لي وللمسلمين‪ .‬والجامعة والجفر يدلن على ضد ذلخخك‪ ،‬ومخخا أدري مخخا‬
‫يفعل بي‪ ،‬ول بكم إن الحكم إل ل يقضي بالحق وهخخو خيخخر الفاصخخلين‪ .‬لكنخخي‬
‫امتثلت أمر أمير المؤمنين‪ ،‬وآثرت رضاه‪ ،‬وال يعصخخمني وإيخخاه‪ ،‬و أشخخهدت‬
‫ال على نفسي بذلك‪ ،‬وكفى بال شهيدا‪ .‬وكتب بخطي بحضرة أمير المؤمنين‬
‫أطال ال بقاءه‪ ،‬والفضل بن سهل وسهل بن الفضل‪ ،‬ويحيى بخخن أكثخخم‪ ،‬وعبخخد‬
‫ال بن طاهر‪ ،‬وثمامة بن أشرس‪ ،‬وبشر بن المعتمر‪ ،‬وحماد بن النعمخخان فخخي‬
‫شهر رمضان سنة أحدى ومائتين‪ .‬الشهود على الجانب اليمخخن‪ :‬شخخهد يحيخخى‬
‫بن أكثم على مضمون هذا المكتوب ظهره وبطنه‪ ،‬وهو يسأل ال خ أن يعخخرف‬
‫أمير المؤمنين وكافة المسلمين بركة هذا العهخخد والميثخخاق‪ ،‬وكتخخب بخطخخه فخخي‬
‫التاريخ المبين فيه‪ .‬عبد ال بن طاهر بن الحسين أثبت شخخهادته فيخخه بتخخاريخه‪.‬‬
‫شهد حماد بن النعمان بمضمونه ظهره وبطنه وكتب بيده في تاريخه بشر بن‬
‫المعتمر يشهد بمثل ذلك‪ .‬الشهود على الجانب اليسخخر‪ :‬رسخخم أميخخر المخخؤمنين‬
‫أطال ال بقاءه قراءة هذه الصحيفة التي هي صحيفة الميثاق نرجو أن نجخخوز‬
‫بها الصراط ‪ -‬ظهرها وبطنها بحرم سيدنا رسخول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه‬
‫بين الروضة والمنبر على رؤس الشهاد بمرأى ومسمع من وجوه بني هاشم‬
‫وسائر الولياء والحفاد‪ ،‬بعد استيفاء شخخروط البيعخخة عليخخه بمخخا أوجخخب أميخخر‬
‫المخخؤمنين الحجخخة بخخه علخخى جميخخع المسخخلمين‪ ،‬ولتبطخخل الشخخبهة الخختي كخخانت‬
‫اعترضت آراء الجاهلين‪ ،‬ومخخا كخخان الخ ليخخذر المخخؤمنين علخخى مخخا أنتخخم عليخخه‬
‫وكتب الفضل بن سهل بأمر أمير المؤمنين بالتاريخ فيه )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.179 - 172‬‬

‫]‪[154‬‬

‫بيان‪ :‬أقول‪ :‬أخذنا أخبار كشف الغمة من نسخة قديمة مصححة كخخانت عليهخخا إجخخازات‬
‫العلماء الكرام‪ ،‬وكان مكتوبخخا عليهخخا فخخي هخخذا الموضخخع علخخى الهخخامش أشخخياء‬
‫نذكرها وهي هذه‪ :‬وكتخخب بقلمخخه الشخخريف تحخخت قخخوله والخلفخخة مخخن بعخخده "‬
‫جعلت فداك " وكتب تحت ذكر اسمه عليه السخخلم " وصخخلتك رحخخم وجزيخخت‬
‫خيرا " وكتب عند تسميته بالرضا " رضي ال عنك وأرضخخاك وأحسخخن فخخي‬
‫الدارين جزاك " وكتب بقلمه الشخخريف تحخخت الثنخخاء عليخخه " أثنخخى الخ عليخخك‬
‫فأجمل وأجزل لديك الثواب فأكمل " ثم كان علخخى الهخخامش بعخخد ذلخخك " العبخخد‬
‫الفقير إلى ال تعالى الفضل بن يحيى عفخخى الخ عنخخه‪ ،‬قخخابلت المكتخخوب الخخذي‬
‫كتبه المام على بن موسى الرضخا صخلوات الخ عليخه وعلخى آلخه الطخاهرين‬
‫مقابلة بالذي كتبه المام المذكور عليه السلم حرفا فحرفخخا وألحقخخت مخخا فخخات‬
‫منه وذكرت أنه من خطه عليه السلم وذلك في يخخوم الثلثخخاء مسخختهل المحخخرم‬
‫من سنة تسع وتسعين وست مائة الهللية بواسط‪ ،‬والحمد لخ علخخى ذلخخك ولخخه‬
‫المنة " انتهى‪ .‬قوله عليه السلم " أن أتخير الكفخاة " أي أختخار لكفايخخة امخخور‬
‫الخلق وإمارتهم من يصلح لذلك‪ ،‬قوله " للغير " هو بكسر الغين وفتخخح اليخخاء‬
‫اسم للتغيير‪ ،‬قوله " رسم " أي كتب وأمخر أن يقخخرأ هخخذه الصخحيفة فخي حخخرم‬
‫الرسول صلى ال عليه وآله‪ - 26 .‬كشف‪ :‬رأيت خطه عليه السلم في واسط‬
‫سنة سبع وسبعين وستمائة جوابا عمخخا كتبخخه إليخخه المخخأمون وهخخو‪ " :‬بسخخم الخ‬
‫الرحمن الرحيم وصل كتاب أمير المؤمنين أطال ال بقاءه يذكر ما ثبخخت مخخن‬
‫الروايات ورسم أن أكتب له ما صخخح عنخخدي مخخن حخخال هخخذه الشخخعرة الواحخخدة‬
‫والخشبة التي لرحا اليد )‪ (1‬لفاطمة بنت رسول ال صخخلى ال خ عليهخخا وعلخخى‬
‫أبيها وزوجها وبنيها‪ ،‬فهذه الشعرة الواحدة شعرة من شعر رسول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله ل شبهة ول شك وهذه الخشبة المذكورة لفاطمخخة عليهخخا السخخلم‬
‫ل ريب ول شبهة‪ ،‬وأنا قد تفحصخت وتحخديت وكتبخت إليخك فاقبخل قخولي فقخد‬
‫أعظم ال لك في هذا الفحص أجرا عظيما‪ ،‬وبال التوفيق‪ ،‬وكتب‬

‫)‪ (1‬وهى الطاحونة التى تدحرج باليد‪ ،‬وقد صحفت الكلمة في النسخة الكمبانى " المد‬
‫" وفى نسخة المصدر المطبوع ج ‪ 3‬ص ‪ " 179‬المسد "‪.‬‬

‫]‪[155‬‬

‫علي بن موسى بن جعفر وعلي سنة إحدى ومائتين من هجرة صخخاحب التنزيخخل جخخدي‬
‫صلى ال عليه وآله )‪ - 27 .(1‬كا‪ :‬عدة من أصخخحابنا‪ ،‬عخخن سخخهل بخخن زيخخاد‪،‬‬
‫عن معمر بن خلد قال‪ :‬قال لخخي أبخخو الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم‪ :‬قخخال لخخي‬
‫المأمون‪ :‬يا أبا الحسن لو كتبت إلى بعض من يطيعك في هخخذه النخواحي الختي‬
‫قد فسدت علينا قال قلت له‪ :‬يا أميخخر المخخؤمنين إن وفيخخت لخخي وفيخخت لخخك إنمخخا‬
‫دخلت في هذا المر الذي دخلت فيه على أن ل آمخخر ول أنهخخى ول اولخخي ول‬
‫أعزل‪ ،‬وما زادني هذا المر الذي دخلت فيه في النعمة عندي شيئا ولقد كنت‬
‫بالمدينة وكتابي ينفذ في المشرق والمغرب‪ ،‬ولقد كنت أركخخب حمخاري وأمخخر‬
‫في سكك المدينة وما بها أعز مني‪ ،‬وما كان بها أحخخد يسخخألني حاجخخة يمكننخخي‬
‫قضاؤها له إل قضيتها له‪ ،‬فقال لي‪ :‬أفي بخخذلك )‪ - 28 .(2‬ن‪ :‬الخخبيهقي‪ ،‬عخخن‬
‫الصولي‪ ،‬عن المغيرة بن محمد‪ ،‬عن هارون القزويني قال‪ :‬لما جاءتنخخا بيعخخة‬
‫المأمون للرضا عليه السلم بالعهد إلى المدينة خطب بها النخخاس عبخخد الجبخخار‬
‫بن سعيد بن سليمان المساحقي فقال في آخر خطبته‪ :‬أتدرون من ولي عهدكم‬
‫هذا ؟ علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علخخي بخخن الحسخخين بخخن علخخي بخخن‬
‫أبي طالب عليهم السلم‪ .‬سبعة آبخخاؤهم مخخن هخخم * أخيخخر مخخن يشخخرب صخخوب‬
‫الغمخام )‪ (3‬تخذييل‪ :‬قخال السخيد المرتضخى رضخي الخ عنخه فخي كتخاب تنزيخه‬
‫النبياء‪ :‬فخان قيخل‪ :‬كيخف تخولى عليخه السخلم العهخد للمخأمون‪ ،‬وتلخك جهخة ل‬
‫يستحق المامة منها أو ليس هذا إيهاما فيما يتعلق بالخخدين ؟‪ .‬قلنخخا‪ :‬قخخد مضخخى‬
‫من الكلم في سبب دخول أمير المؤمنين صلوات ال عليخخه فخخي الشخخورى مخخا‬
‫هو أصل لهذا الباب وجملته أن ذا الحق له أن يتوصل إليه من كل‬

‫)‪ (1‬كشخخف الغمخخة ج ‪ 3‬ص ‪ 179‬و ‪ (2) .180‬الكخخافي ج ‪ 8‬ص ‪ (3) .151‬عيخخون‬
‫أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪145‬‬

‫]‪[156‬‬

‫جهة وسبب لسيما إذا كان يتعلق بذلك الحخخق تكليخخف عليخخه‪ ،‬فخخانه يصخخير واجبخخا عليخخه‬
‫التوصل والتمحل بالتصرف فالمامة يستحقه الرضا عليه السلم بالنص مخخن‬
‫آبائه عليهم السلم عليه‪ ،‬فخخإذا دفخخع عخخن ذلخخك وجعخخل إليخخه مخخن وجخخه آخخخر أن‬
‫يتصرف وجب عليه أن يجيب إلى ذلك الوجه‪ ،‬ليصل منخخه إلخخى حقخخه‪ .‬وليخخس‬
‫في هذا إيهاما لن الدلة الدالة على استحقاقه عليه السلم للمامة بنفسه يمنع‬
‫من دخول الشبهة بذلك‪ ،‬وإن كان فيخخه بعخخض اليهخخام يحسخخنه دفخخع الضخخرورة‬
‫إليه كما حملته وآباءه عليهخخم السخخلم علخخى إظهخخار مبايعخة الظخخالمين‪ ،‬والقخول‬
‫بامامتهم‪ ،‬ولعله عليه السلم أجاب إلى ولية العهد للتقيخخة والخخخوف‪ ،‬لنخخه لخخم‬
‫يؤثر المتناع على من ألزمه ذلك وحمله عليه‪ ،‬فيفضي المر إلى المجخخاهرة‬
‫والمباينة‪ ،‬والحال ل يقتضيها وهذا بين‪.‬‬

‫]‪[157‬‬

‫)‪) * (14‬باب( * * " )سائر ما جرى بينه عليه السلم وبيخخن المخخأمون وامخخرائه( " *‬
‫‪ - 1‬ن‪ :‬وجدت في بعض الكتب نسخة كتاب الحباء والشرط من الرضا علخخي‬
‫بن موسى عليه السلم إلى العمال في شأن الفضل بن سهل وأخيخخه‪ ،‬ولخخم أرو‬
‫ذلك عن أحد‪ .‬أما بعد فالحمد ل البخخدئ البخخديع‪ ،‬القخخادر القخخاهر‪ ،‬الرقيخخب علخخى‬
‫عباده‪ ،‬المقيت على خلقه‪ ،‬الذي خضع كل شئ لملكه‪ ،‬وذل كخخل شخخئ لعزتخخه‪،‬‬
‫واستسلم كل شئ لقدرته‪ ،‬وتواضع كل شئ لسخخلطانه وعظمتخخه‪ ،‬وأحخخاط بكخخل‬
‫شئ علمه‪ ،‬وأحصاه عدده‪ ،‬فل يؤوده كبير‪ ،‬ول يعزب عنه صخخغير‪ ،‬الخخذي ل‬
‫تدركه أبصار الناظرين‪ ،‬ول تحيط به صخخفة الواصخخفين‪ ،‬لخخه الخلخخق والمخخر‪،‬‬
‫والمثل العلى في السماوات والرض وهو العزيز الحكيم‪ .‬والحمد ل خ الخخذي‬
‫شرع السلم دينا‪ ،‬ففضله وعظمه وشرفه وكرمه‪ ،‬و جعله الدين القيخخم الخخذي‬
‫ل يقبل غيره‪ ،‬والصراط المسخختقيم الخخذي ل يضخخل مخخن لزمخخه ول يهتخخدي مخخن‬
‫صخخدف عنخخه‪ .‬وجعخخل فيخخه النخخور والبرهخخان‪ ،‬والشخخفا والبيخخان‪ ،‬وبعخخث بخخه مخخن‬
‫اصطفى من ملئكته إلى من اجتبى من رسخخله‪ ،‬فخي المخخم الخاليخة‪ ،‬والقخرون‬
‫الماضية‪ ،‬حتى انتهت رسالته إلى محمد صلى ال عليه وآله فختم به النخخبيين‪،‬‬
‫وقفخخى بخخه علخخى آثخخار المرسخخلين‪ ،‬وبعثخخه رحمخخة للعخخالمين وبشخخيرا للمخخؤمنين‬
‫المصدقين‪ ،‬ونذيرا للكافرين المكذبين‪ ،‬لتكون لخخه الحجخخة البالغخخة وليهلخخك مخخن‬
‫هلك عن بينة‪ ،‬ويحيى من حي عن بينة وإن ال لسميع عليم‪ .‬والحمد ل الخخذي‬
‫أورث أهل بيته مواريث النبوة‪ ،‬واستودعهم العلم والحكمة‬

‫]‪[158‬‬

‫وجعلهم معدن المامة والخلفخخة‪ ،‬وأوجخخب وليتهخخم‪ ،‬وشخخرف منزلتهخخم‪ ،‬فخخأمر رسخخوله‬
‫بمسألة امته مودتهم إذ يقول‪ " :‬قل ل أسئلكم عليه أجرا إل المودة في القربخخى‬
‫" )‪ (1‬وما وصفهم به من إذهاب الرجس عنهم‪ ،‬وتطهيخخره إيخخاهم فخخي قخخوله "‬
‫إنما يريد ال ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " )‪ .(2‬ثم إن‬
‫المأمون بر رسول ال صلى ال عليه وآله فخخي عخخترته‪ ،‬ووصخخل أرحخخام أهخخل‬
‫بيته‪ ،‬فرد الفتهم‪ ،‬وجمع فرقتهم‪ ،‬ورأب صدعهم‪ ،‬ورتق فتقهم‪ ،‬وأذهب ال به‬
‫الضخخغائن و الحخخن بينهخخم‪ ،‬وأسخخكن التناصخخر والتواصخخل والمحبخخة والمخخودة‬
‫قلوبهم‪ ،‬فأصبحت بيمنه وحفظه وبركته وبره وصلته أيديهم واحدة‪ ،‬وكلمتهخخم‬
‫جامعخخة‪ ،‬وأهخخواؤهم متفقخخة ورعخخى الحقخخوق لهلهخخا‪ ،‬ووضخخع المخخواريث‬
‫مواضعها‪ ،‬وكافأ إحسان المحسنين‪ ،‬و حفظ بلء المبلين‪ ،‬وقرب وباعد علخخى‬
‫الدين‪ ،‬ثم اختص بالتفضيل والتقديم والتشريف من قدمته مساعيه‪ ،‬فكان ذلخخك‬
‫ذا الرئاسخختين الفضخخل بخخن سخخهل إذ رآه لخخه مخخؤازرا‪ ،‬و بحقخخه قائمخخا‪ ،‬وبحجتخخه‬
‫ناطقا‪ ،‬ولنقبائه نقيبا ولخيوله قائدا‪ ،‬ولحروبه مدبرا‪ ،‬و لرعيتخه سائسخا‪ ،‬وإليخه‬
‫داعيا‪ ،‬ولمن أجاب إلى طاعته مكافئا‪ ،‬ولمن عند )‪ (3‬عنهخخا مبائنخخا وبنصخخرته‬
‫منفردا‪ ،‬ولمرض القلوب والنيات مداويا‪ .‬لم ينهه عن ذلك قلة مال‪ ،‬ول عخخوز‬
‫رجال‪ ،‬ولم يمل به طمع‪ ،‬ولم يلفته عن نيته وبصيرته وجل‪ ،‬بل عندما يهوله‬
‫المهولخخون‪ ،‬ويرعخخد ويخخبرق بخخه المخخبرقون المرعخخدون وكخخثرة المخخخالفين‬
‫والمعاندين من المجاهدين والمخاتلين‪ ،‬أثبت ما يكخخون عزيمخخة وأجخخرأ جنانخخا‪،‬‬
‫وأنفذ مكيدة‪ ،‬وأحسن تدبيرا‪ ،‬وأقوى تثبتا في حق المأمون والدعاء إليه‪ ،‬حتى‬
‫قصم أنياب الضللة‪ ،‬وفل حدهم‪ ،‬وقلم أظفارهم‪ ،‬وحصد شوكتهم وصخخرعهم‬
‫مصارع الملحدين في دينخخه‪ ،‬النخاكثين لعهخخده‪ ،‬الخخوانين فخي أمخخره‪ ،‬المسخختخفين‬
‫بحقخخه‪ ،‬المنيخخن لمخخا حخخذر مخخن سخخطوته وبأسخخه‪ ،‬مخخع آثخخار ذي الرئاسخختين فخخي‬
‫صنوف المم‬

‫)‪ (1‬الشورى‪ (2) ،23 :‬الحزاب‪ (3) .33 :‬في المصدر‪ :‬ولمن عدل‪.‬‬

‫]‪[159‬‬

‫من المشركين‪ ،‬وما زاد ال به في حدود دار المسخخلمين‪ ،‬ممخخا قخخد وردت أنبخخاؤه عليكخخم‬
‫وقرئت به الكتخخب علخخى منخخابركم‪ ،‬وحملخخت أهخخل الفخخاق عنكخخم‪ ،‬إلخخى غيركخخم‪.‬‬
‫فانتهى شكر ذي الرئاستين بلء أمير المؤمنين عنخخده‪ ،‬وقيخخامه بحقخخه وابتخخذاله‬
‫مهجته‪ ،‬ومهجة أخيه أبي محمد الحسخخن بخخن سخخهل الميمخخون النقيبخخة المحمخخود‬
‫السياسة‪ ،‬إلى غاية تجاوز فيها الماضين‪ ،‬وفاق بها الفائزين‪ ،‬وانتهخخت مكافخخأة‬
‫أمير المؤمنين إياه إلى ما جعل له من الموال والقطائع والجواهر‪ ،‬وإن كخخان‬
‫ذلك ل يفي بيوم من أيامه‪ ،‬ول مقام من مقاماته‪ ،‬فتركه زهخدا فيخه‪ ،‬وارتفاعخا‬
‫من همته عنه‪ ،‬وتوفيرا له على المسلمين‪ ،‬وإطراحا للدنيا‪ ،‬واستصخخغارا لهخخا‪،‬‬
‫وإيثارا الخرة‪ ،‬و منافسة فيها‪ .‬وسأل أمير المخخؤمنين مخخا لخخم يخخزل لخخه سخخائل‪،‬‬
‫وإليه راغبا‪ ،‬من التخلي والتزهد فعظم ذلك عنده وعندنا‪ ،‬لمعرفتنا بمخخا جعخخل‬
‫ال عزوجل في مكانه الذي هو به مخخن العخخز للخخدين‪ ،‬والسخخلطان والقخخوة علخخى‬
‫صلح المسلمين‪ ،‬وجهاد المشركين‪ ،‬وما أرى ال به من تصديق نيته‪ ،‬ويمن‬
‫نقيبتخخه‪ ،‬وصخخحة تخخدبيره‪ ،‬وقخخوة رأيخخه‪ ،‬ونجخخح طلبتخخه ومعخخاونته علخخى الحخخق‬
‫والهدى‪ ،‬والبر والتقوى‪ .‬فلما وثق أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬وثقنخخا منخخه بخخالنظر للخخدين‬
‫وإيثار ما فيه صلحه وأعطيناه سؤله الذي يشبه قدره‪ ،‬وكتبنا له كتاب حبخخاء‬
‫وشرط قد نسخ في أسفل كتابي هذا وأشهدنا ال عليه ومن حضخخرنا مخخن أهخخل‬
‫بيتنا والقخخواد والصخخحابة والقضخخاة والفقهخخاء والخاصخخة والعامخخة‪ ،‬ورأى أميخخر‬
‫المؤمنين الكتاب به إلى الفاق ليذيع ويشيع في أهلها‪ ،‬ويقخخرأ علخخى منابرهخخا‪،‬‬
‫ويثبت عند ولتها وقضاتها‪ ،‬فسخخألني أن أكتخخب بخخذلك وأشخخرح معخخانيه‪ ،‬وهخخي‬
‫على ثلثة أبواب‪ :‬ففي الباب الول البيان عن كل آثاره الخختي أوجخخب الخ بهخخا‬
‫حقه علينا وعلى المسلمين‪ .‬والباب الثاني البيان عن مرتبته فخخي إزاحخخة علتخخه‬
‫في كل ما دبر ودخل فيه ول سبيل عليه فيما ترك وكره‪ ،‬وذلك ما ليس لخلق‬
‫ممن في عنقه بيعة إل له وحده‬

‫]‪[160‬‬

‫ولخيه ومن إزاحة العلخخة تحكيمهمخخا فخخي كخخل مخخن بغخخى عليهمخخا‪ ،‬وسخخعى بفسخخاد علينخخا‬
‫وعليهما وعلخخى أوليائنخخا‪ ،‬لئل يطمخخع طخخامع فخخي خلف عليهمخخا‪ ،‬ول معصخخية‬
‫لهما‪ ،‬ول احتيال في مدخل بيننا وبينهما‪ .‬والبخخاب الثخخالث البيخخان فخخي إعطائنخخا‬
‫إياه ما أحب من ملك التخلي وحلية الزهد وحجة التحقيق‪ ،‬لما سخخعى فيخخه مخخن‬
‫ثواب الخرة‪ ،‬بما يتقرر في قلب من كان في ذلخخك منخخه‪ ،‬ومخخا يلزمنخخا لخخه مخخن‬
‫الكرامة والعز والحباء الذي بذلناه له ولخيه‪ ،‬من منعهما ما نمنع منه أنفسنا‪،‬‬
‫وذلك محيخط بكخل مخا يحتخاط فيخه محتخاط فخي أمخر ديخن ودنيخا‪ .‬وهخذه نسخخة‬
‫الكتاب‪ " :‬بسم ال الرحمن الرحيم هذا كتخخاب وشخخرط مخخن عبخخد ال خ المخخأمون‬
‫أمير المؤمنين وولي عهده علي بن موسى لذي الرئاسخختين الفضخخل بخخن سخخهل‬
‫في يوم الثنين لسبع خلون من شهر رمضان‪ ،‬من سنة إحدى ومائتين‪ ،‬وهخخو‬
‫اليوم الذي تمم ال فيه دولة أمير المؤمنين وعقد لخخولي عهخخده‪ ،‬وألبخخس النخخاس‬
‫اللباس الخضر‪ ،‬وبلغ أمله في صلح وليه‪ ،‬والظفر بعدوه‪ .‬إنا دعونخخاك إلخخى‬
‫ما فيه بعض مكافأتك على مخا قمخخت بخخه مخن حخخق الخ تبخارك و تعخالى وحخق‬
‫رسوله وحق أمير المؤمنين وولي عهده علي بن موسى وحق هاشم التي بهخخا‬
‫يرجى صلح الدين‪ ،‬وسلمة ذات البين بين المسلمين‪ ،‬إلخخى أن ثبتخخت النعمخخة‬
‫علينا وعلى العامة بذلك‪ ،‬وبما عاونت عليه أميخخر المخخؤمنين مخخن إقامخخة الخخدين‬
‫والسخخنة وإظهخخار الخخدعوة الثانيخخة‪ ،‬وإيثخخار الولخخى مخخع قمخخع الشخخرك‪ ،‬وكسخخر‬
‫الصنام‪ ،‬وقتل العتاة‪ ،‬و سائر آثخخارك الممثلخخة للمصخخار فخخي المخلخخوع‪ .‬وفخخي‬
‫المتسمي بالصفر المكنى بخخأبي السخخرايا وفخخي المتسخخمي بالمهخخدي محمخخد بخخن‬
‫جعفر الطالبي والترك الخزلجية‪ ،‬وفي طبرستان وملوكها إلخخى بنخخدار هرمخخز‬
‫بن شروين وفي الديلم وملكها وفي كابل وملكها المهوزين ثم ملكها الصخخفهد‬
‫وفخخي ابخخن المخخبرم وجبخخال بخخدار بنخخده وغرشسخختان والغخخور وأصخخنافها وفخخي‬
‫خراسخخان خاقخان وملخخون صخخاحب جبخخل التبخخت وفخخي كيمخخان والتغرغخخر وفخخي‬
‫أرمينية والحجاز وصاحب السرير وصاحب‬

‫]‪[161‬‬

‫الخزر وفي المغرب وحروبه‪ .‬وتفسير ذلك في ديوان السخخيرة وكخخان مخخا دعونخخاك إليخخه‬
‫وهو معونة لك مائة ألف ألف درهخخم وغلخخة عشخخرة ألخخف ألخخف درهخخم جخخوهرا‬
‫سوى ما أقطعك أمير المؤمنين قبل ذلك وقيمة مائة ألف ألخخف درهخخم جخخوهرا‬
‫يسير عندما أنت له مسختحق فقخد تركخت مثخل ذلخك حيخن بخذله لخك المخلخوع‪،‬‬
‫وآثرت ال ودينه‪ ،‬وإنك شكرت أمير المؤمنين وولخخي عهخخده‪ ،‬وآثخخرت تخخوفير‬
‫ذلك كله على المسلمين‪ ،‬وجدت لهم بخه‪ .‬وسخألتنا أن تبلغخك الخصخلة الختي لخم‬
‫تزل إليها تائقا من الزهد والتخلي ليصح عند من شك في سعيك للخخخرة دون‬
‫الدنيا‪ ،‬تركك الدنيا‪ ،‬وما عن مثلك يستغنى في حال‪ ،‬ول مثلك رد عن طلبته‪،‬‬
‫ولو أخرجتنا طلبتك عن شطر النعم علينخخا‪ ،‬فكيخخف بخأمر رفعخخت فيخخه المؤنخخة‪،‬‬
‫وأوجبت به الحجة‪ ،‬على من كان يزعم أن دعاءك إلينا للدنيا ل للخرة‪ .‬وقخخد‬
‫أجبناك إلى ما سألت‪ ،‬وجعلنا ذلك لك مؤكدا بعهد ال وميثخخاقه الخخذي ل تبخخديل‬
‫له ول تغيير‪ ،‬وفوضنا المر في وقت ذلك إليك‪ ،‬فما أقمت فعزيز مزاح العلة‬
‫مدفوع عنك الدخول فيما تكره من العمال كائنا مخخا كخخان‪ ،‬نمنعخخك ممخخا نمنخخع‬
‫منه أنفسنا في الحالت كلهخخا وأنخخا أردت التخلخخي فمكخخرم مخخزاح البخخدن‪ ،‬وحخخق‬
‫لبدنك الراحة والكرامة‪ .‬ثم نعطيك ما تتناوله مما بذلناه لخخك فخخي هخخذا الكتخخاب‪،‬‬
‫فتركته اليوم‪ ،‬وجعلنا للحسن بن سهل مثل ما جعلناه لخخك‪ ،‬ونصخخف مخخا بخخذلناه‬
‫من العطية وأهل ذلك هخخو لخخك وبمخخا بخخذل مخخن نفسخخه فخخي جهخخاد العتخخاة‪ ،‬وفتخخح‬
‫العراق مرتين‪ ،‬وتفريق جموع الشخخيطان بيخخديه‪ ،‬حخختى قخخوي الخخدين‪ ،‬وخخخاض‬
‫نيران الحروب وفاء وشخخكرا )‪ (1‬بنفسخخه وأهخخل بيتخخه ومخخن سخاس مخخن أوليخخاء‬
‫الحق‪ .‬وأشهدنا ال وملئكته وخيار خلقه وكل من أعطانا بيعته وصفقة يمينه‬
‫في هذا اليوم وبعده على ما في هذا الكتخخاب وجعلنخخا الخ علينخخا كفيل وأوجبنخخا‬
‫على أنفسنا‬
‫في المصدر‪ :‬ووقانا عذاب السموم بنفسه‪.‬‬

‫]‪[162‬‬

‫الوفاء بما شرطنا من غير استثناء بشخخئ ينقضخخه فخخي سخخر وعلنيخخة‪ ،‬والمؤمنخخون عنخخد‬
‫شروطهم‪ ،‬والعهد فرض مسؤول‪ ،‬وأولى الناس بالوفاء من طلب مخخن النخخاس‬
‫الوفاء‪ ،‬وكان موضعا للقدرة فان ال تبارك وتعالى يقول )وأوفوا بعهد ال إذا‬
‫عاهدتم ول تنقضوا اليمان بعد توكيدها وقخخد جعلتخخم الخ عليكخخم كفيل إن الخ‬
‫يعلم ما تفعلون( )‪ .(1‬وكتب الحسن بخن سخهل توقيخع المخأمون فيخه )بسخم الخ‬
‫الرحمن الرحيم قد أوجب أمير المؤمنين على نفسه جميع ما في هخخذا الكتخخاب‬
‫وأشهد ال تبارك وتعالى وجعله عليه داعيخخا وكفيل وكتخخب بخطخخه فخخي صخخفر‬
‫سنة اثنتين ومخخائتين تشخخريفا للحبخخاء وتوكيخخدا للشخخريطة‪ .‬توقيخخع الرضخخا عليخخه‬
‫السلم )بسم ال الرحمن الرحيم قد ألزم علي بن موسخخى نفسخخه جميخخع مخخا فخخي‬
‫الكتاب على ما وكد فيه من يومه وغده‪ ،‬ما دام حيا‪ ،‬وجعخخل ال خ عليخخه راعيخخا‬
‫وكفيل‪ ،‬وكفى بال شهيدا‪ ،‬وكتب بخطه في هذا الشهر من هذه السنة والحمخخد‬
‫ل رب العالمين‪ ،‬وصلى ال على محمد وآله وسلم وحسبنا ال ونعم الوكيل )‬
‫‪ .(2‬ايضاح )رأبت الناء( أصلحته‪ ،‬ومنه قولهم اللهم ارأب بينهخخم أي أصخخلح‬
‫و )الحن( بكسر الهمزة وفتح الحاء جمخع الحنخة بالكسخر وهخي الحقخد قخوله‬
‫)وحفظ بلء المبلين( البلء النعمة‪ ،‬ومنخخه قخخول سخخيد السخخاجدين عليخخه السخخلم‬
‫وأبلؤا البلء الحسن في نصره‪) ،‬والعوز( القلة والفقر ويقال )لفته عن رأيخخه(‬
‫أي صرفه‪ ،‬ويقال أرعخخد الرجخخل وأبخخرق‪ :‬إذا تهخخدد وأوعخخد‪ ،‬والقصخخم بالقخخاف‬
‫والفاء الكسر‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬قال أبو عبيد‪ :‬النقيبة النفس يقال فلن ميمخخون‬
‫النقيبة إذا كان مبارك النفس‪ ،‬قال ابن السكيت إذا كان ميمون المشخخورة قخخوله‬
‫)في إزاحة علته( أي في إزالة موانعه في كل ما دبر‪ ،‬والغرض تمكينه التام‪،‬‬
‫قوله )وذلك ما ليس( أي هذا التمكين التام مختخخص بخخه مخخن بيخخن كخخل مخخن فخخي‬
‫عنقه بيعة ل يشركه فيه أحد وفي بعض النسخ )لما( أي ذلك التمكين لسوابق‬
‫لم تحصل إل له ولخيه‪.‬‬

‫)‪ (1‬النحل‪ (2) .91 :‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.159 - 154‬‬

‫]‪[163‬‬

‫قوله )من ملك التخلي( أي له أن يختار التخلي ويزهد فيما فيه من المارة وذلك حجخخة‬
‫يتحقق بها في قلوب الناس‪ ،‬أنه إنما سعى في تمكين الخليفة للخرة ل للخخدنيا‪،‬‬
‫ويزول شك من كان في ذلك شاكا‪ ،‬وقخوله )مخا يلزمنخا( معطخوف علخى قخوله‬
‫)وذلك محيط( أي منعهما ما نمنع به أنفسنا يشخختمل علخخى كخخل مخخا يحتخخاط فيخخه‬
‫محتاط في دين أو دنيا فيدل على أنا نراعي فيهما كل مخخا نراعخخي فخخي أنفسخخنا‬
‫من الحفظ من شرور الخخدنيا والخخخرة‪ .‬قخخوله )وإظهخخار الخخدعوة الثانيخخة( لعلهخخا‬
‫إشارة إلى البيعة الثانية مع ولية العهد قوله )تائقا( من تاقت نفسه إلى الشخخئ‬
‫أي اشتاقت‪ - 2 .‬ن‪ :‬الحسين بن أحمد البيهقي‪ ،‬عن محمد بن يحيى الصخخولي‪،‬‬
‫عن محمد بن يزيد المبرد‪ ،‬قال‪ :‬حدثني الحافظ‪ ،‬عن ثمامخخة بخخن أشخخرس قخخال‪:‬‬
‫عرض المأمون يوما للرضا عليه السلم بالمتنان عليه بأن وله العهد‪ ،‬فقال‬
‫لخخه‪ :‬إن مخخن أخخخذ برسخخول الخ لخليخخق أن يعطخخى بخخه‪ - 3 .‬ن‪ :‬روي أنخخه قصخخد‬
‫الفضل بن سهل مع هشام بخخن عمخخرو الرضخخا عليخخه السخخلم فقخخال لخخه‪ :‬يخخا ابخخن‬
‫رسول ال جئتك في سخر فاخخل لخي المجلخس‪ ،‬فخأخرج الفضخل يمينخا مكتوبخة‬
‫بخالعتق والطلق‪ ،‬ومخا ل كفخارة لخه‪ ،‬وقخال لخه‪ :‬إنخا جئنخاك لنقخول كلمخة حخق‬
‫وصدق وقد علمنا أن المرة إمرتكم‪ ،‬والحق حقكم يا ابن رسول الخخ‪ ،‬والخخذي‬
‫نقول بألسنتنا عليخخه ضخخمائرنا‪ ،‬وإل نعتخخق مخخا نملخخك والنسخخاء طوالخخق‪ ،‬وعلخخي‬
‫ثلثون حجة راجل أنا‪ ،‬علخخى أن نقتخخل المخخأمون‪ ،‬ونخلخخص لخخك المخخر‪ ،‬حخختى‬
‫يرجع الحق إليخخك‪ .‬فلخخم يسخخمع منهمخخا وشخختمهما ولعنهمخخا وقخخال لهمخخا‪ ،‬كفرتمخخا‬
‫النعمة‪ ،‬فل تكون لكما سلمة ول لي إن رضيت بما قلتما‪ .‬فلما سخخمع الفضخخل‬
‫ذلك منه مع هشام علما أنهما أخطئا فقصدا المأمون بعد أن قال للرضخخا عليخخه‬
‫السلم‪ :‬أردنا بما فعلنا أن نجر بك‪ ،‬فقال لهما الرضا عليه السلم‪ :‬كذبتما فان‬
‫قلوبكما على ما أخبرتماني إل أنكما لم تجداني نحو ما أردتما‪.‬‬

‫]‪[164‬‬

‫فلما دخل على المأمون قال‪ :‬يا أمير المؤمنين إنا قصخخدنا الرضخخا وجربنخخاه وأردنخخا أن‬
‫نقف على ما يضمره لك‪ ،‬فقلنا وقال‪ ،‬فقال المخخأمون‪ :‬وفقتمخخا فلمخخا خرجخخا مخخن‬
‫عند المأمون قصده الرضخا عليخه السخلم‪ :‬وأخليخا المجلخس وأعلمخه مخا قخال‪،‬‬
‫وأمره أن يحفظ نفسه منهما‪ ،‬فلما سمع ذلك من الرضخخا عليخخه السخخلم علخخم أن‬
‫الرضا عليه السلم هو الصادق )‪ - 4 .(1‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن محمد الحسني قخال‪ :‬بعخخث المخخأمون إلخخى أبخخي الحسخخن الرضخخا‬
‫عليه السلم جارية فلما ادخلت إليه اشخخمأزت مخخن الشخيب فلمخا رأى كراهتهخا‬
‫ردها إلى المأمون وكتب إليه بهذه البيات‪ :‬نعى نفسي إلى نفسخخي المشخخيب *‬
‫وعند الشيب يتعظ اللبيب فقد ولى الشباب إلخخى مخخداه * فلسخخت أرى مواضخخعه‬
‫تؤوب سأبكيه وأندبه طويل * وأدعوه إلخخي عسخخى يجيخخب وهيهخخات الخخذي قخخد‬
‫فات منه * تمنيني به النفس الكذوب وداع الغانيات بياض رأسي * ومخخن مخخد‬
‫البقاء له يشيب أرى البيض الحسان يحدن عني * وفي هجرانهن لنخخا نصخخيب‬
‫فان يكن الشباب مضى حبيبا * فان الشيب أيضا لي حبيب سأصخخحبه بتقخخوى‬
‫ال حتى * يفرق بيننا الجل القريب )‪ (2‬بيخخان‪ :‬قخخال الجخخوهري‪ " :‬الغانيخخة "‬
‫الجارية التي غنيت بزوجها وقد تكون التي غنيت بحسخخنها وجمالهخخا‪ - 5 .‬ن‪:‬‬
‫حمزة العلوي‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن ياسر الخادم‪ ،‬قال‪ :‬كان الرضا عليه‬
‫السلم إذا خل جمع حشمه كلهم عنده الصغير والكبير‪ ،‬فيحدثهم ويخخأنس بهخخم‬
‫ويؤنسهم وكان عليه السلم إذا جلس على المخخائدة ل يخخدع صخخغيرا ول كخخبيرا‬
‫حتى السائس والحجام إل أقعده معه على مائدته‪.‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .167‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.178‬‬

‫]‪[165‬‬

‫قال ياسر‪ :‬فبينا نحن عنده يوما إذ سمعنا وقع القفل الذي كان علخى بخاب المخأمون إلخى‬
‫دار أبي الحسن عليه السلم فقال لنا الرضا أبو الحسخخن عليخخه السخخلم‪ :‬قومخخوا‬
‫تفرقوا فقمنا عنه فجاء المأمون ومعه كتاب طويل فأراد الرضا عليخخه السخخلم‬
‫أن يقوم فأقسم عليه المأمون بحق رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه أن ل يقخخوم‬
‫إليه‪ .‬ثم جاء حتى انكب على أبي الحسن عليه السلم وقبل وجهه‪ ،‬وقعخخد بيخخن‬
‫يديه على وسادة‪ ،‬فقرأ ذلك الكتاب عليه فإذا هو فتح لبعض قخخرى كابخخل فيخخه‪:‬‬
‫إنا فتحنا قرية كذا وكذا‪ ،‬فلما فرغ قال له الرضخخا عليخخه السخخلم‪ :‬وسخخرك فتخخح‬
‫قرية من قرى الشرك ؟ فقال له المأمون‪ :‬أو ليس في ذلك سخخرور ؟ فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫أمير المؤمنين اتق ال في امة محمد صلى ال عليه وآلخخه ومخخا ولك ال خ مخخن‬
‫هذا المر وخصك به فانك قخخد ضخخيعت امخخور المسخخلمين وفوضخخت ذلخخك إلخخى‬
‫غيرك‪ ،‬يحكم فيهم بغير حكم ال عزوجخخل‪ ،‬وقعخدت فخي هخخذه البلد‪ ،‬وتركخخت‬
‫بيت الهجرة‪ ،‬ومهبط الوحي‪ ،‬وإن المهاجرين والنصار يظلمون دونخخك‪ ،‬ول‬
‫يرقبون في مؤمن إل ول ذمخة‪ ،‬ويخخأتي علخى المظلخوم دهخخر يتعخخب فيخه نفسخخه‬
‫ويعجز عن نفقته‪ ،‬فل يجد من يشكو إليه حاله‪ ،‬ول يصل إليخخك‪ .‬فخخاتق ال خ يخخا‬
‫أمير المؤمنين في امور المسلمين وارجع إلى بيت النبوة‪ ،‬ومعدن المهاجرين‬
‫والنصار‪ ،‬أما علمت يا أمير المؤمنين أن والخخي المسخخلمين مثخخل العمخخود فخخي‬
‫وسط الفسطاط‪ ،‬من أراده أخذه‪ .‬قال المأمون‪ :‬يا سيدي فما ترى ؟ قخخال‪ :‬أرى‬
‫أن تخرج من هذه البلد‪ ،‬وتتحول إلى موضخخع آبخخائك وأجخخدادك‪ ،‬وتنظخخر فخخي‬
‫امور المسلمين‪ ،‬ول تكلهم إلى غيرك فان ال عزوجل سائلك عما ولك‪ .‬فقام‬
‫المأمون فقال‪ :‬نعم ما قلخخت يخخا سخخيدي هخخذا هخخو الخخرأي وخخخرج وأمخخر أن تقخخدم‬
‫النوائب‪ ،‬وبلغ ذلك ذا الرئاستين فغمه غما شديدا وقد كان غلب علخخى المخخر‪،‬‬
‫ولم يكن للمأمون عنخخده رأي‪ ،‬فلخخم يجسخخر أن يكاشخخفه‪ ،‬ثخخم قخخوي الرضخخا عليخخه‬
‫السلم جدا فجاء ذو الرئاستين إلى المأمون فقال‪ ،‬يخخا أميخخر المخخؤمنين مخخا هخخذا‬
‫الرأي الذي أمرت به ؟ فقال‪ :‬أمرني سيدي أبو الحسن بذلك‪ ،‬وهو الصواب‪.‬‬

‫]‪[166‬‬
‫فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين ما هذا بصواب‪ ،‬قتلخخت بخخالمس أخخخاك‪ ،‬وأزلخخت الخلفخخة عنخخه‪،‬‬
‫وبنو أبيك معادون لك‪ ،‬وجميع أهل العراق وأهل بيتك والعخخرب‪ ،‬ثخخم أحخخدثت‬
‫هذا الحدث الثاني‪ :‬إنك جعلت ولية العهد لبخي الحسخن وأخرجتهخخا مخن بنخخي‬
‫أبيك والعامة والعلماء والفقهاء وآل عباس ل يرضون بذلك‪ ،‬وقلوبهم متنافرة‬
‫عنك‪ ،‬و الرأي أن تقيم بخراسان حتى تسكن قلوب الناس على هذا‪ ،‬ويتناسخخوا‬
‫ما كان من أمر محمخخد أخيخخك‪ ،‬وهيهنخخا يخخا أميخخر المخخؤمنين مشخخايخ قخخد خخخدموا‬
‫الرشيد‪ ،‬وعرفوا المر فاستشخرهم فخي ذلخك‪ ،‬فخان أشخاروا بخه فأمضخه‪ .‬فقخال‬
‫المأمون‪ :‬مثل من ؟ قال‪ :‬مثل علي بن أبي عمران‪ ،‬وابن مخخونس‪ ،‬والجلخخودي‬
‫وهؤلء هم الذين نقموا بيعة أبي الحسن عليه السلم ولم يرضوا به‪ ،‬فحبسهم‬
‫المأمون بهذا السبب فقال المأمون‪ :‬نعم‪ ،‬فلما كان مخخن الغخخد جخخاء أبخخو الحسخخن‬
‫عليه السلم فدخل على المأمون فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين مخخا صخخنعت ؟ فحكخخى‬
‫له ما قال ذو الرئاستين‪ .‬ودعا المخخأمون بهخخؤلء النفخخر فخخأخرجهم مخخن الحبخخس‬
‫فأول من دخل عليه علي بن أبي عمران فنظر إلى الرضا عليه السلم بجنب‬
‫المأمون فقال‪ :‬اعيذك بال يا أمير المؤمنين أن تخرج هذا المخخر الخخذي جعلخخه‬
‫ال لكم وخصكم به‪ ،‬وتجعله فخخي أيخخدي أعخخدائكم ومخخن كخخان آبخخاؤك يقتلخخونهم‪،‬‬
‫ويشردونهم في البلد‪ ،‬قال المأمون له‪ :‬يا ابن الزانية وأنخخت بعخخد علخخى هخخذا ؟‬
‫قدمه يا حرسي واضرب عنقه‪ ،‬فضربت عنقه‪ ،‬وادخل ابن مونس فلمخخا نظخخر‬
‫إلى الرضا عليه السخخلم بجنخخب المخخأمون قخخال‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين هخخذا الخخذي‬
‫بجنبك وال صنم يعبد دون ال قال له المأمون‪ :‬يا ابن الزانية وأنت بعد علخخى‬
‫هذا يا حرسي قدمه واضرب عنقه‪ ،‬فضرب عنقه‪ ،‬ثم ادخل الجلخخودي‪ .‬وكخخان‬
‫الجلودي في خلفة الرشيد لما خرج محمد بن جعفر بن محمد بالمدينخخة بعثخخه‬
‫الرشخيد وأمخره إن ظفخر بخه أن يضخرب عنقخه‪ ،‬وأن يغيخر علخى دور آل أبخي‬
‫طالب وأن يسلب نساءهم ول يدع علخخى واحخخدة منهخخن إل ثوبخخا واحخخدا‪ ،‬ففعخخل‬
‫الجلودي ذلك‪ ،‬وقد كان مضى أبو الحسن موسى عليه السلم فصار الجلودي‬
‫إلى باب أبي الحسن الرضا عليخخه السخخلم فخخانهجم علخخى داره مخخع خيلخخه‪ ،‬فلمخخا‬
‫نظر إليه الرضا عليه السلم جعل النساء كلهن‬

‫]‪[167‬‬

‫في بيت‪ ،‬ووقف على باب البيت‪ ،‬فقال الجلودي لبي الحسن عليخخه السخخلم‪ :‬ل بخخد مخخن‬
‫أن أدخل البيت فأسلبهن كما أمرني أمير المؤمنين‪ ،‬فقال الرضا عليخخه السخخلم‬
‫أنا أسلبهن لك وأحلف أني ل أدع عليهن شيئا إل أخذته‪ ،‬فلم يزل يطلخخب إليخخه‬
‫ويحلف له حتى سكن فدخل أبو الحسن عليه السلم فلم يدع عليهن شيئا حتى‬
‫أقراطهن وخلخيلهن وإزارهن إل أخذه منهن وجميع ما كخخان فخخي الخخدار مخخن‬
‫قليل وكثير‪ .‬فلما كان في هذا اليوم وادخل الجلودي على المأمون قال الرضا‬
‫عليه السلم‪ :‬يا أمير المؤمنين هب لي هذا الشيخ فقال المأمون‪ :‬يا سيدي هخذا‬
‫الذي فعل ببنات رسول ال صلى ال عليه وآلخخه مخخا فعخخل مخخن سخخلبهن‪ ،‬فنظخخر‬
‫الجلودي إلى الرضا عليه السلم وهو يكلم المأمون ويسأله عن أن يعفو عنخخه‬
‫ويهبه له‪ ،‬فظن أنه يعين عليه لما كان الجلودي فعله‪ ،‬فقال‪ :‬يا أمير المخخؤمنين‬
‫أسألك بال وبخدمتي للرشيد أن ل تقبل قول هخخذا فخخي‪ ،‬فقخخال المخخأمون‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫الحسن قد استعفى ونحن نبر قسمه ثم قال‪ :‬ل وال ل أقبخخل فيخخك قخخوله ألحقخخوه‬
‫بصاحبيه‪ ،‬فقدم وضرب عنقه‪ .‬ورجع ذو الرياستين إلى أبيه سهل‪ ،‬وقخخد كخخان‬
‫المأمون أمر أن تقدم النوائب فردها ذو الرئاستين‪ ،‬فلما قتخخل المخخأمون هخخؤلء‬
‫علم ذو الرئاستين أنه قد عزم على الخخخروج‪ ،‬فقخخال الرضخخا عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا‬
‫أمير المؤمنين ما صنعت بتقديم النوائب ؟ قال المأمون‪ :‬يا سيدي مرهخخم أنخخت‬
‫بذلك‪ ،‬فخرج أبو الحسن عليه السخلم وصخخاح بالنخخاس‪ :‬قخدموا النخخوائب‪ ،‬قخال‪:‬‬
‫فكأنما وقعت فيهم النيران وأقبلت النوائب يتقدم و يخرج‪ .‬وقعد ذو الرئاستين‬
‫منزله فبعث إليه المأمون فأتاه فقال له‪ :‬مالك قعدت في بيتخخك ؟ فقخخال يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين إن ذنبي عظيم عند أهل بيتك وعند العامة‪ ،‬والناس يلومخخونني بقتخخل‬
‫أخيك المخلوع وبيعخخة الرضخخا عليخخه السخخلم ول آمخخن السخخعاة والحسخخاد وأهخخل‬
‫البغي أن يسعوا بي‪ ،‬فدعني أخلفك بخراسان‪ ،‬فقخخال لخخه المخخأمون‪ :‬ل نسخختغني‬
‫عنك فأما ما قلت إنه يسعى بك ويبغى لك الغوائل‪ ،‬فليس أنت عنخخدنا إل الثقخخة‬
‫المأمون‪ ،‬الناصح‬

‫]‪[168‬‬

‫المشفق فاكتب لنفسك مخخا تثخخق بخخه مخخن الضخخمان والمخخان‪ ،‬وأكخخد لنفسخخك مخخا تكخخون بخخه‬
‫مطمئنا‪ .‬فذهب وكتب لنفسه كتابا وجمع عليه العلماء وأتى به المخخأمون فقخخرأه‬
‫و أعطاه المأمون كلما أحب‪ ،‬وكتب له بخطه كتخخاب الحبخوة‪ :‬إنخخي قخد حبوتخخك‬
‫بكذا وكذا من الموال والضياع والسلطان‪ ،‬وبسط له من الدنيا أمله‪ ،‬فقخخال ذو‬
‫الرئاستين‪ :‬يا أمير المؤمنين يجب أن يكون خط أبي الحسخخن فخخي هخخذا المخخان‬
‫يعطينا ما أعطيت‪ ،‬فانه ولي عهدك‪ .‬فقال المأمون‪ :‬قخخد علمخخت أن أبخخا الحسخخن‬
‫عليه السلم قد شرط علينخخا أن ل يعمخخل مخن ذلخك شخيئا ول يحخدث حخدثا‪ .‬فل‬
‫نسأله ما يكرهه‪ ،‬فاسأله أنت فانه ل يأبى عليك في هذا‪ .‬فجاء واسخختأذن علخخى‬
‫أبي الحسن عليه السلم قال ياسر‪ :‬فقال لنا الرضا عليه السلم‪ :‬قوموا فتنحوا‬
‫فتنحينا‪ ،‬فدخل فوقف بين يديه ساعة‪ ،‬فرفع أبو الحسن عليه السلم رأسه إليه‬
‫فقال له‪ :‬ما حاجتك يا فضل ؟ قال‪ :‬يا سيدي هذا ما كتبخخه لخخي أميخخر المخخؤمنين‬
‫وأنخخت أولخخى أن تعطينخخا مثخخل مخخا أعطخخى أميخخر المخخؤمنين إذ كنخخت ولخخي عهخخد‬
‫المسلمين‪ .‬فقال له الرضا عليه السلم اقرأه‪ ،‬وكان كتابخخا فخخي أكخخبر جلخخد‪ ،‬فلخخم‬
‫يزل قائما حتى قرأه فلما فرغ قال له أبو الحسخخن عليخخه السخلم‪ :‬يخخا فضخل لخخك‬
‫علينا هذا ما اتقيت ال عخخز وجخخل‪ ،‬قخخال ياسخخر‪ :‬فنقخخض عليخخه أمخخره فخخي كلمخخة‬
‫واحدة فخرج من عنده وخرج المأمون وخرجنا مع الرضا عليه السلم‪ .‬فلمخخا‬
‫كان بعد ذلك بأيام ونحن في بعض المنازل‪ ،‬ورد علخخى ذي الرئاسخختين كتخخاب‬
‫من أخيه الحسن بن سهل أني نظرت في تحويل هذه السنة في حساب النجوم‬
‫ووجدت فيه أنك تذوق في شهر كخخذا يخخوم الربعخخاء حخخر الحديخخد وحخخر النخخار‪،‬‬
‫وأرى أن تدخل أنت والرضا وأمير المؤمنين الحمام في هخخذا اليخخوم‪ ،‬فتحتجخخم‬
‫فيه‪ ،‬وتصب الدم على بدنك ليزول نحسه عنك‪ ،‬فبعخخث الفضخخل إلخخى المخخأمون‬
‫وكتب إليه بذلك وسأله أن يدخل الحمام معه ويسأل أبخخا الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫أيضا ذلك‪ ،‬فكتب المأمون إلخى الرضخا عليخه السخلم رقعخة فخي ذلخك وسخأله‪،‬‬
‫فكتب إليه أبو الحسن عليه السلم‪ :‬لست بداخل‬

‫]‪[169‬‬

‫غدا الحمام ول أرى لك يا أميخر المخؤمنين أن تخدخل الحمخام غخدا ول أرى للفضخل أن‬
‫يدخل الحمخخام غخدا‪ .‬فأعخاد إليخخه الرقعخخة مرتيخخن فكتخخب إليخخه أبخو الحسخن عليخه‬
‫السلم‪ :‬لست بداخل غدا الحمام فاني رأيت رسول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه‬
‫في النوم في هذه الليلة يقول لي‪ :‬يا علي ل تدخل الحمام غدا‪ .‬فل أرى لك يخخا‬
‫أمير المؤمنين ول للفضل أن تدخل الحمام غدا‪ ،‬فكتب إليه المخخأمون صخخدقت‬
‫يا سيدي وصدق رسول ال‪ ،‬لست بداخل غدا الحمام والفضل فهو أعلخخم ومخخا‬
‫يفعله‪ .‬قال ياسر‪ :‬فلما أمسينا وغابت الشخخمس فقخخال لنخخا الرضخخا عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫قولوا نعوذ بال من شر ما ينزل في هذه الليلة‪ ،‬فأقبلنا نقول كذلك فلمخخا صخخلى‬
‫الرضا عليه السلم الصبح قال لنا‪ :‬قولوا نعوذ بال من شر ما ينزل فخخي هخخذا‬
‫اليوم‪ ،‬فما زلنا نقول ذلك‪ .‬فلما كان قريبا من طلوع الشمس قال الرضخخا عليخخه‬
‫السلم اصعد السطح‪ ،‬فاستمع هل تسمع شيئا‪ ،‬فلمخخا صخخعدت سخخمعت الضخخجة‬
‫والنحيب وكثر ذلك‪ ،‬فإذا المأمون قد دخل من الباب الذي كخخان إلخخى داره مخخن‬
‫دار أبي الحسن عليه السخلم يقخول‪ :‬يخا سخيدي يخا أبخا الحسخن آجخرك الخ فخي‬
‫الفضل‪ ،‬وكان دخل الحمام فدخل عليه قوم‪ ،‬بالسيوف فقتلوه واخخخذ مخخن دخخخل‬
‫عليه في الحمام وكانوا ثلثة نفر أحدهم ابن خالة الفضل ذو القلمين )‪ (1‬قال‪:‬‬
‫واجتمع القواد والجند‪ ،‬ومن كان من رجال ذي الرئاستين على باب المخخأمون‬
‫فقالوا‪ :‬اغتاله وقتله فلنطلبن بدمه‪ .‬فقال المأمون للرضا عليه السلم‪ :‬يا سيدي‬
‫ترى أن تخرج إليهم وتفرقهم‪ ،‬قال ياسر‪ :‬فركب الرضا عليه السلم وقال لي‬
‫اركب فلما خرجنا من البخخاب نظخخر الرضخخا عليخخه السخخلم إليهخخم وقخخد اجتمعخوا‬
‫وجخخاؤا بخخالنيران ليحرقخخوا البخخاب‪ ،‬فصخخاح بهخخم وأومخخأ إليهخخم بيخخده‪ :‬تفرقخخوا !‬
‫فتفرقوا‪ .‬قال ياسر‪ :‬فأقبل الناس وال يقع بعضهم على بعض‪ ،‬وما أشخخار إلخخى‬
‫أحد إل ركض ومر ولم يقف له أحد )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬ذى العلمين خ ل‪ (2) .‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.164 - 159‬‬

‫]‪[170‬‬
‫‪ - 6‬شا‪ :‬ابن قولويه‪ ،‬عن الكلني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن ياسر الخادم قال‪ :‬لما عزم‬
‫المأمون الخروج من خراسان إلى بغداد خرج‪ ،‬وخرج معه الفضل ابن سخخهل‬
‫ذو الرئاستين‪ ،‬وخرجنا مع أبي الحسن الرضا عليه السلم فورد على الفضل‬
‫بن سهل كتاب مخخن أخيخخه الحسخخن بخخن سخخهل‪ ،‬ونحخخن فخخي بعخخض المنخخازل فخخي‬
‫الطريق إني نظرت في تحويل السنة‪ ،‬وذكر مثل ما أوردنا إلى آخر الخخخبر )‬
‫‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم " يظلمون " على البناء للمجهخخول " دونخخك " أي‬
‫قبل أن يصلوا إليك‪ ،‬والل بالكسر‪ :‬العهد والقرابة‪ ،‬قوله " مثل العمخخود " أي‬
‫في ظهوره للناس وعدم مانع عن الوصول إليه‪ ،‬وكخخونه فخخي وسخخط الممالخخك‪،‬‬
‫ويمكن أن يكون المراد بخخالنوائب العسخخاكر المعخخدة للنخخوائب أو أسخخباب السخخفر‬
‫المعدة لها أو العساكر الذين ينتابون في الخدمة أو الطبول المسماة في عرف‬
‫العجم بالنوبة السلطانية‪ - 7 .‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن الهخخروي‬
‫قال جئت إلى باب الدار التي حبس فيه الرضا عليه السلم بسرخس وقخخد قيخخد‬
‫فاستأذنت عليه السجان‪ ،‬فقال‪ :‬ل سبيل لكم إليه فقلت‪ :‬ولخخم ؟ قخخال‪ :‬لنخخه ربمخخا‬
‫صلى في يومه وليلته ألف ركعة‪ ،‬وإنما ينفتخل مخن صخلته سخاعة فخي صخدر‬
‫النهار‪ ،‬وقبل الزوال‪ ،‬وعند اصفرار الشمس‪ ،‬فهو في هذه الوقات قاعخخد فخخي‬
‫مصله يناجي ربه‪ .‬قال‪ :‬فقلخت لخه‪ :‬فخاطلب لخي فخي هخذه الوقخات إذنخا عليخه‬
‫فاستأذن لي عليه فدخلت عليه وهو قاعد في مصله متفكر‪ ،‬قال أبو الصخخلت‪:‬‬
‫فقلت يا بن رسول ال مخا شخئ يحكيخخه عنكخم النخاس ؟ قخال‪ :‬ومخخا هخو ؟ قلخت‪:‬‬
‫يقولخخون إنكخخم تخخدعون أن النخخاس لكخخم عبيخخد ؟ فقخخال‪ :‬اللهخخم فخخاطر السخخموات‬
‫والرض عالم الغيب والشهادة أنت شاهد بخأني لخم أقخل ذلخك قخط ول سخمعت‬
‫أحدا من آبائي عليهم السلم قاله قط‪ ،‬وأنت العالم بما لنا من المظالم عند هذه‬
‫المة وأن هذه منها‪ .‬ثم أقبل علي فقال‪ :‬يخخا عبخخد السخخلم إذا كخخان النخخاس كلهخخم‬
‫عبيدنا على ما حكوه عنا‪ ،‬فممن نبيعهم ؟ فقلت‪ :‬يا ابن رسول ال صدقت‪.‬‬

‫)‪ (1‬ارشاد المفيد ص ‪ 294‬و ‪ .295‬وأخرجه في الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ 490‬و ‪.491‬‬

‫]‪[171‬‬

‫ثم قال‪ :‬يا عبد السلم أمنكر أنت لما أوجخب الخ عزوجخل لنخا مخخن الوليخة كمخا ينكخخره‬
‫غيخخرك ؟ قلخخت‪ :‬معخخاذ الخ بخخل أنخا مقخخر بخوليتكم )‪ - 8 .(1‬ن‪ :‬الخخبيهقي‪ ،‬عخخن‬
‫الصولي‪ ،‬عن عون بن محمد‪ ،‬عن محمد بن أبي عبادة قال‪ :‬لما كان من أمخخر‬
‫الفضل بن سهل ما كان وقتل‪ ،‬دخل المأمون إلى الرضخخا عليخخه السخخلم يبكخخي‬
‫وقال له‪ :‬هذا وقت حاجتي إليك يا أبا الحسن‪ ،‬فتنظر في المر وتعيننخي‪ ،‬قخال‬
‫له‪ :‬عليك التدبير يا أمير المخخؤمنين وعلينخخا الخخدعاء فلمخخا خخخرج المخخأمون قلخخت‬
‫للرضا عليه السلم لم أخرت أعزك ال ما قخخال لخخك أميخخر المخخؤمنين وأبيتخخه ؟‬
‫فقال‪ :‬ويحك يا با حسن لست من هذا المر في شئ قال‪ :‬فرآني قخد اغتممخت‪،‬‬
‫فقال‪ :‬وما لك في هذا لو آل المر إلى ما تقول وأنت مني كما أنخخت مخخا كخخانت‬
‫نفقتك إل في كمك وكنت كواحد من الناس )‪ .(2‬بيان‪ :‬قوله عليه السلم‪ " :‬ما‬
‫كانت نفقتك إل في كمك " كناية عخن قلتهخا بحيخث يقخدر أن يحملهخا معخه فخي‬
‫كمه‪ ،‬أو عن كونها حاضرة لخخه ل يتعخخب فخخي تحصخخيلها‪ ،‬والول أظهخخر‪- 9 .‬‬
‫كشخخف‪ :‬وممخخا تلقتخخه السخخماع ونقلتخخه اللسخخن فخخي بقخخاع الصخخقاع أن الخليفخخة‬
‫المأمون وجد في يوم عيد انحراف مزاج أحدث عنده ثقل عخخن الخخخروج إلخخى‬
‫الصلة بالناس‪ ،‬فقال لبي الحسن علي الرضا عليه السلم‪ :‬يا أبا الحسن ! قم‬
‫وصخخل بالنخخاس‪ ،‬فخخرج الرضخخا عليخه السخلم وعليخخه قميخخص قصخير أبيخض‪،‬‬
‫وعمامة بيضاء نظيفة‪ ،‬وهما من قطن‪ ،‬وفخخي يخخده قضخخيب‪ ،‬فأقبخخل ماشخخيا يخخؤم‬
‫المصلى وهو يقول‪ :‬السلم على أبوي آدم ونوح السخلم علخى أبخوي إبراهيخم‬
‫وإسماعيل السلم على أبوي محمد وعلي السخخلم علخخى عبخخاد الخ الصخخالحين‬
‫فلما رآه الناس أهرعوا إليه وانثالوا عليه لتقبيل يديه‪ .‬فأسرع بعخخض الحاشخخية‬
‫إلى الخليفة المأمون فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين تدارك‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 183‬و ‪ (2) .184‬عيون اخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.164‬‬

‫]‪[172‬‬

‫الناس واخرج صل بهم‪ ،‬وإل خرجت الخلفة منك الن‪ ،‬فحمله على أن خخخرج بنفسخخه‬
‫وجاء مسرعا والرضا عليه السلم بعد من كثرة الزحام عليه لم يخلخخص إلخخى‬
‫المصلى فتقدم المأمون وصلى بالناس )‪ .(1‬وقال البي في نثر الدر‪ :‬علي بن‬
‫موسى الرضا عليه السلم سأله الفضل بن سهل في مجلس المأمون فقال‪ :‬يخخا‬
‫أبا الحسن الخلق مجبرون ؟ فقال‪ :‬ال أعخخدل مخخن أن يجخخبر ثخخم يعخخذب ؟ قخخال‪:‬‬
‫فمطلقون ؟ قال‪ :‬ال أحكم من أن يهمل عبده ويكلخخه إلخخى نفسخخه‪ .‬اتخخي المخخأمون‬
‫بنصراني قد فجر بهاشمية فلما رآه أسلم فغخخاظه ذلخخك‪ ،‬وسخخأل الفقهخخاء فقخخالوا‪:‬‬
‫هدر السلم ما قبله فسأل الرضا عليه السلم ؟ فقخخال‪ :‬اقتلخخه لنخخه أسخخلم حيخخن‬
‫رأى البأس‪ ،‬قال ال عزوجل‪ " :‬فلما رأوا بأسنا قالوا آمنخخا بخخال وحخخده " إلخخى‬
‫آخر السخخورة )‪ .(2‬قخال عمخخرو بخخن مسخعدة‪ :‬بعثنخخي المخخأمون إلخخى علخخي عليخخه‬
‫السلم لعلمه بما أمرني به من كتاب في تقريظه‪ ،‬فأعلمته ذلك‪ ،‬فأطرق مليا‬
‫وقال‪ :‬يا عمرو إن من أخخخذ برسخخول ال خ لحقيخخق أن يعطخخى بخخه )‪ .(3‬بيخخان‪" :‬‬
‫التقريظ " مدح النسان وهو حي وحاصل الجخخواب أنخخه أخخخذ الخلفخخة بسخخبب‬
‫النتساب برسول ال صلى ال عليه وآله فهو حقيق بأن يكرم أهل بيته عليهم‬
‫السلم‪ - 10 .‬كشف‪ :‬قال البي‪ :‬ادخل رجل إلى المأمون‪ ،‬أراد ضرب رقبتخه‬
‫والرضا عليه السلم حاضر‪ ،‬فقال المأمون‪ :‬ما تقخخول يخخا أبخخا الحسخخن ؟ فقخخال‪:‬‬
‫أقول‪ :‬إن ال ل يزيدك بحسن العفو إل عزا فعفا عنه )‪ .(4‬وقال المخخأمون‪ :‬يخخا‬
‫أبا الحسن أخبرني عن جدك علي بن أبي طالب بأي وجه‬
‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .87‬غافر‪ (3) .84 :‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪(4) .142‬‬
‫المصدر ج ‪ 3‬ص ‪.143‬‬

‫]‪[173‬‬

‫هو قسيم الجنة والنار ؟ فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين ألم ترو عن أبيك‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عخخن عبخخد‬
‫ال بن عباس أنه قال‪ :‬سمعت رسول ال صلى ال عليه وآله يقول‪ :‬حب علي‬
‫إيمان وبغضه كفر ؟ فقال‪ :‬بلى‪ ،‬قال الرضا عليه السلم‪ :‬فقسم الجنة والنخخار‪،‬‬
‫فقال المأمون‪ :‬ل أبقاني ال بعدك يا أبا الحسن‪ ،‬أشهد أنك وارث علخخم رسخخول‬
‫ال‪ .‬قال أبو الصلت الهروي‪ :‬فلما رجع الرضا إلى منزله أتيته فقلت‪ :‬يخخا ابخخن‬
‫رسول ال ما أحسن ما أجبت بخخه أميخخر المخخؤمنين ؟ فقخال‪ :‬يخخا أبخخا الصخخلت أنخخا‬
‫كلمته من حيث هو‪ ،‬ولقد سمعت أبي يحدث عن آبائه‪ ،‬عن علي عليه السخخلم‬
‫قال‪ :‬قال لي رسول ال‪ :‬يا علي أنخت قسخيم الجنخة والنخار يخوم القيامخة‪ ،‬تقخول‬
‫للنار‪ :‬هذا لي وهذا لك )‪ - 11 .(1‬ن‪ :‬علي بن الحسين بن شاذويه وجعفر بن‬
‫محمد بن مسرور‪ ،‬عخخن الحميخخري عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن الريخخان بخخن الصخخلت قخخال‪:‬‬
‫حضر الرضا عليه السخلم مجلخخس المخأمون بمخرو‪ ،‬وقخد اجتمخخع فخي مجلسخخه‬
‫جماعة من علماء أهل العراق وخراسان‪ ،‬فقال المأمون‪ :‬أخبروني عن معنى‬
‫هذه الية " ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا " )‪ (2‬فقالت العلمخخاء‪:‬‬
‫أراد ال عزوجل بذلك المة كلها‪ ،‬فقخخال المخخأمون‪ :‬مخخا تقخخول يخخا أبخخا الحسخخن ؟‬
‫فقال الرضا عليه السلم‪ :‬ل أقول كما قخالوا ولكنخخي أقخخول‪ :‬أراد الخ عزوجخخل‬
‫بذلك العترة الطاهرة ‪ -‬ثم استدل عليه السلم باليات والروايات إلخخى أن قخخال‬
‫المأمون والعلماء ‪ :-‬جزاكخخم الخ أهخخل بيخت نخبيكم عخن المخخة خيخرا فمخا نجخد‬
‫الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إل عندكم )‪ - 12 .(3‬ن‪ :‬جعفر بن علخخي بخخن‬
‫أحمد الفقيه القمي‪ ،‬عن الحسن بن محمد بن علي بخن صخدقة‪ ،‬عخن محمخد بخن‬
‫عمر بن عبد العزيخخز النصخخاري قخخال‪ :‬حخخدثني مخخن سخخمع الحسخخن بخخن محمخخد‬
‫النوفلي ثم الهاشمي يقول‪ :‬لما قدم علي بن موسى الرضخخا عليخخه السخخلم علخخى‬
‫المأمون أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالت‪ :‬مثخخل الجخخاثليق‪،‬‬
‫ورأس الجالوت‪ ،‬ورؤساء الصابئين‪ ،‬والهربذ الكبر‪ ،‬وأصحاب زردهشخخت‪،‬‬
‫ونسطاس‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .147‬فاطر‪ (3) .32 :‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 228‬وتمام الخبر إلى ص ‪.240‬‬

‫]‪[174‬‬
‫الرومخخي‪ ،‬والمتكلميخخن ليسخخمع كلمخخه وكلمهخخم‪ ،‬فجمعهخخم الفضخخل بخخن سخخهل‪ ،‬ثخخم أعلخخم‬
‫المأمون باجتماعهم‪ ،‬فقال‪ :‬أدخلهم على ففعل فرحب بهم المأمون ثم قال لهم‪:‬‬
‫إني إنما جمعتكم لخير وأحببت أن تناظروا ابن عمي هذا المدني القخخادم علخخي‬
‫فإذا كان بكرة فاغدوا علي ول يتخلف منكم أحخخد فقخخالوا‪ :‬السخخمع والطاعخخة يخخا‬
‫أمير المؤمنين نحن مبكرون إنشاء ال تعالى‪ .‬قال الحسن بن محمخخد النخخوفلي‪:‬‬
‫فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم إذ دخخخل علينخخا‬
‫ياسر‪ ،‬وكان يتولى أمخخر أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم فقخخال‪ :‬يخخا سخخيدي إن أميخخر‬
‫المخخؤمنين يقخخرئك السخخلم ويقخخول‪ :‬فخخداك أخخخوك إنخخه اجتمخخع إلخخى أصخخحاب‬
‫المقالت‪ ،‬وأهل الديان والمتكلمون من جميع الملل‪ ،‬فرأيك في البكور علينخخا‬
‫إن أحببت كلمهم‪ ،‬وإن كرهت ذلخخك فل تتجشخخم وإن أحببخخت أن نصخخير إليخخك‬
‫خف ذلك علينا‪ ،‬فقال أبو الحسن عليه السلم‪ :‬أبلغه السلم وقل له‪ :‬قد علمخخت‬
‫ما أردت‪ ،‬وأنا صخخائر إليخخك بكخخرة إنشخخاء الخ تعخخالى‪ .‬قخخال الحسخخن بخخن محمخخد‬
‫النوفلي‪ :‬فلما مضى ياسر التفت إلينا ثم قال لي‪ :‬يا نوفلي أنخخت عراقخخي ورقخخة‬
‫العراقي غيخخر غليظخة‪ ،‬فمخا عنخخدك فخخي جمخخع ابخن عمخك علينخا أهخخل الشخخرك‪،‬‬
‫وأصحاب المقالت ؟ فقلت‪ :‬جعلت فداك يريد المتحان ويحب أن يعخخرف مخخا‬
‫عندك ولقد بنى على أساس غير وثيق البنيان وبئس وال مخا بنخخى‪ ،‬فقخال لخخي‪:‬‬
‫وما بناؤه في هذا البخخاب ؟ قلخخت‪ :‬إن أصخخحاب الكلم والبخخدع خلف العلمخخاء‪،‬‬
‫وذلك أن العالم ل ينكر غير المنكر‪ ،‬وأصخخحاب المقخخالت والمتكلمخخون وأهخخل‬
‫الشرك أصحاب إنكخخار ومباهتخخة‪ ،‬إن احتججخخت عليهخخم بخخأن الخ تعخخالى واحخخد‬
‫قالوا‪ :‬صحح وحدانيته وإن قلت‪ :‬إن محمدا رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫قالوا‪ :‬ثبت رسالته‪ ،‬ثم يباهتون الرجل وهو يبطل عليهخخم بحجتخخه‪ ،‬ويغخخالطونه‬
‫حتى يترك قوله‪ ،‬فاحذرهم جعلت فداك‪ .‬قال فتبسم عليخخه السخخلم‪ :‬ثخخم قخخال‪ :‬يخخا‬
‫نوفلي أفتخاف أن يقطعوني على حجتي ؟ قلت‪ :‬ل وال‪ ،‬ما خفت عليخخك قخخط‪،‬‬
‫وإني لرجو أن يظفرك ال بهم إنشاء ال تعالى فقال لي‪ :‬يا نخخوفلي أتحخخب أن‬
‫تعلم متى يندم المأمون ؟ قلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬إذا سمع‬

‫]‪[175‬‬

‫احتجخاجي علخى أهخل التخوراة بتخوراتهم‪ ،‬وعلخى أهخل النجيخل بخانجيلهم‪ ،‬وعلخى أهخل‬
‫الزبخخور بزبخخورهم‪ ،‬وعلخخى الصخخابئين بعخخبرانيتهم‪ ،‬وعلخخى أهخخل الهرابخخذة‬
‫بفارسيتهم‪ ،‬وعلى أهل الروم بروميتهخخم‪ ،‬وعلخخى أصخحاب المقخخالت بلغخخاتهم‪،‬‬
‫فإذا قطعت كل صنف ودحضت حجته‪ ،‬وترك مقالته ورجع إلى قخخولي‪ ،‬علخخم‬
‫المأمون أن الموضع الخخذي هخخو بسخخبيله ليخخس بمسخختحق لخخه‪ ،‬فعنخخد ذلخخك تكخخون‬
‫الندامة منه‪ ،‬ول حول ول قوة إل بال العلي العظيم‪ .‬فلما أصبحنا أتانا الفضل‬
‫بن سهل فقال له‪ :‬جعلت فداك ابن عمك ينتظرك وقد اجتمع القخخوم فمخخا رأيخخك‬
‫في إتيانه ؟ فقال له الرضا عليخخه السخخلم‪ :‬تقخخدمني وإنخخي صخخائر إلخخى نخخاحيتكم‬
‫إنشاء ال‪ .‬ثخخم توضخخأ عليخخه السخخلم وصخخوءه للصخخلة‪ ،‬وشخخرب شخخربة سخخويق‬
‫وسقانا منه‪ ،‬ثم خرج وخرجنا معه حتى دخلنخخا علخخى المخخأمون‪ ،‬فخخإذا المجلخخس‬
‫غاص بأهله ومحمخد بخخن جعفخخر فخي جماعخة الطخخالبيين والهاشخميين‪ ،‬والقخواد‬
‫حضور‪ .‬فلما دخل الرضا عليخخه السخلم قخام المخخأمون وقخام محمخخد بخن جعفخخر‬
‫وجميع بني هاشم فما زالوا وقوفا والرضا عليخخه السخخلم جخخالس مخخع المخخأمون‬
‫حتى أمرهم بالجلوس فجلسوا فلم يزل المخخأمون مقبل عليخخه يحخخدثه سخخاعة ثخخم‬
‫التفت إلى الجاثليق فقال‪ :‬يا جاثليق هذا ابن عمي علي بن موسى بخخن جعفخخر‪،‬‬
‫وهو من ولد فاطمة بنت نبينا وابن علي ابن أبي طالب عليه السلم فاحب أن‬
‫تكلمه وتحاجه وتنصفه‪ ،‬فقال الجاثليق‪ :‬يخخا أميخر المخؤمنين كيخخف احخاج رجل‬
‫يحتج علي بكتاب أنا منكره‪ ،‬ونبي ل اومن به فقخال الرضخا عليخه السخلم‪ :‬يخا‬
‫نصراني فان احتججت عليك بانجيلك أتقر به ؟ قال الجاثليق‪ :‬وهل أقدر على‬
‫دفع ما نطق به النجيل‪ ،‬نعم وال اقر به على رغم أنفي‪ .‬ثم قرأ الرضا عليخخه‬
‫السلم عليه النجيل‪ ،‬وأثبت عليه أن نبينا صلى ال عليه وآله مذكور فيخخه ثخخم‬
‫أخبره بعدد حواري عيس عليه السلم وأحخخوالهم‪ ،‬واحتخخج بحجخخج كخخثيرة أقخخر‬
‫بها ثم قرأ عليه كتاب شعيا وغيره إلخى أن قخال الجخاثليق‪ :‬ليسخألك غيخري فل‬
‫وحق المسيح ما ظننت أن في علماء المسلمين مثلك‪.‬‬

‫]‪[176‬‬

‫فالتفت الرضا عليه السلم إلى رأس الجالوت واحتج عليخخه بخخالتوراة والزبخخور وكتخخاب‬
‫شعيا وحيقوق حتى أقحم ولم يحر جوابا‪ .‬ثم دعا عليه السلم بالهربخخذ الكخخبر‬
‫واحتج عليه حتى انقطع هربذ مكانه‪ .‬فقال الرضا عليه السلم‪ :‬يا قوم إن كان‬
‫فيكم أحد يخالف السلم وأراد أن يسأل فليسأل غير محتشم فقام إليه عمخخران‬
‫الصابي وكان واحدا في المتكلمين فقال‪ :‬يا عالم الناس لول أنخخك دعخخوت إلخخى‬
‫مسخخألتك لخخم اقخخدم عليخخك بالمسخخائل‪ ،‬فلقخخد دخلخخت الكوفخخة والبصخخرة‪ ،‬والشخخام‬
‫والجزيرة‪ ،‬ولقيت المتكلمين فلم أقع على أحد يثبت لي واحدا ليس غيره قائما‬
‫بوحدانيته أفتأذن أن أسألك ؟ قال الرضا عليه السخخلم‪ :‬إن كخخان فخخي الجماعخخة‬
‫عمران الصابي فأنت هو‪ ،‬قال‪ :‬أنا هو‪ ،‬قال‪ :‬سل يا عمران‪ ،‬وعليك بالنصخخفة‬
‫وإياك والخطل والجور‪ ،‬فقال‪ :‬وال يا سخخيدي مخخا اريخخد إل أن تثبخخت لخخي شخخيئا‬
‫أتعلق به‪ ،‬فل أجوزه‪ ،‬قال‪ :‬سل عما بدالك‪ .‬فازدحم الناس وانضم بعضهم إلى‬
‫بعض‪ ،‬فاحتخخج الرضخخا عليخخه السخخلم عليخخه وطخخال الكلم بينهمخخا إلخخى الخخزوال‬
‫فالتفت الرضا عليه السخخلم إلخخى المخخأمون‪ ،‬فقخخال‪ :‬الصخخلة قخخد حضخخرت فقخخال‬
‫عمران‪ :‬يا سيدي ل تقطع علي مسألتي فقد رق قلبي قال الرضا عليه السلم‪:‬‬
‫نصلي ونعود‪ ،‬فنهض ونهخخض المخخأمون‪ ،‬فصخخلى الرضخخا عليخخه السخخلم داخل‬
‫وصلى الناس خارجا خلف محمخخد بخخن جعفخخر‪ ،‬ثخخم خرجخخا فعخخاد الرضخخا عليخخه‬
‫السلم إلى مجلسه ودعا بعمران‪ ،‬فقال‪ :‬سل يخخا عمخخران‪ ،‬فسخخأله عخخن الصخخانع‬
‫تعالى وصفاته واجيب إلى أن قال‪ :‬أفهمت يا عمران ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬يا سيدي قد‬
‫فهمت‪ ،‬وأشهد أن ال على ما وصفت‪ ،‬ووحدت‪ ،‬و أن محمدا عبخده المبعخوث‬
‫بالهدى ودين الحق‪ ،‬ثم خخخر سخخاجدا نحخخو القبلخخة وأسخخلم )‪ .(1‬قخخال الحسخخن بخخن‬
‫محمد النوفلي‪ ،‬فلما نظر المتكلمون إلى كلم عمران الصابي وكان جخخدل لخخم‬
‫يقطعه عن حجته أحد قط لخخم يخخدن مخخن الرضخخا عليخخه السخخلم أحخخد منهخخم‪ ،‬ولخخم‬
‫يسألوه عخن شخخئ‪ ،‬وأمسخينا‪ ،‬فنهخض المخأمون والرضخا عليخخه السخخلم فخدخل‪،‬‬
‫وانصرف الناس وكنت مع جماعة من أصحابنا إذ بعث إلي محمد بن جعفخخر‬
‫فأتيته فقال لي‪ :‬يا نوفلي‬

‫)‪ (1‬ان شئت تفصيل هذه المباحث فراجع المصدر ج ‪ 1‬ص ‪.177 - 156‬‬

‫]‪[177‬‬

‫أما رأيت ما جاء به صديقك ل وال ما ظننت أن علي بن موسى خاض فخخي شخخئ مخخن‬
‫هذا قط ول عرفناه به‪ ،‬إنه كان يتكلم بالمدينة أو يجتمع إليه أصحاب الكلم ؟‬
‫قلت‪ :‬قد كان الحاج يأتونه فيسألونه عن أشياء من حللهم وحرامهم فيجيبهخخم‪،‬‬
‫وربما كلم من يأتيه يحاجه‪ .‬فقال محمد بن جعفر‪ :‬يا با محمد إني أخاف عليخخه‬
‫أن يحسده هذا الرجل فيسمه أو يفعل به بلية‪ ،‬فأشر عليه بالمسخخاك عخخن هخخذه‬
‫الشياء قلت‪ :‬إذا ل يقبل مني‪ ،‬ومخخا أراد الرجخخل إل امتحخخانه ليعلخخم هخخل عنخخده‬
‫شئ من علوم آبائه عليهم السلم فقال لي‪ :‬قل له‪ :‬إن عمك قد كره هذا الباب‪،‬‬
‫وأحب أن تمسك عن هذه الشياء لخصال شتى‪ .‬فلما انقلبت إلى منزل الرضا‬
‫عليه السلم أخبرته بما كان من عمه محمد بن جعفر فتبسخخم عليخخه السخخلم ثخخم‬
‫قال‪ :‬حفظ ال عمي ما أعرفني به لخخم كخخره ذلخخك‪ ،‬يخخا غلم صخخر إلخخى عمخخران‬
‫الصابي فائتني به فقلت‪ :‬جعلت فخداك أنخا أعخخرف موضخخعه وهخخو عنخخد بعخض‬
‫إخواننا من الشيعة‪ ،‬قال‪ :‬فل بأس قربوا إليه دابة فصرت إلى عمخخران فخخأتيته‬
‫به فرحب به ودعا بكسخخوة فخلعهخخا عليخخه وحملخخه ودعخخا بعشخخرة آلف درهخخم‪،‬‬
‫فوصله بها‪ .‬فقلت‪ :‬جعلت فداك حكيت فعل جدك أمير المؤمنين عليخخه السخخلم‬
‫قال‪ :‬هكذا يجب ثم دعخخا عليخخه السخخلم بالعشخخاء فأجلسخخني عخخن يمينخخه وأجلخخس‬
‫عمران عن يساره‪ ،‬حخختى إذا فرغنخخا قخال لعمخخران‪ :‬انصخخرف مصخخاحبا وبكخخر‬
‫علينا نطعمك طعام المدينة‪ ،‬فكان عمران بعد ذلك يجتمع إليه المتكلمخخون مخخن‬
‫أصحاب المقالت‪ ،‬فيبطل أمرهم حتى اجتنبوه ووصله المأمون بعشرة آلف‬
‫درهم‪ ،‬وأعطاه الفضل مال وحمله ووله الرضخخا عليخخه السخخلم صخخدقات بلخخخ‬
‫فأصخخاب الرغخخائب )‪ - 13 .(1‬ن‪ :‬بالسخخناد المتقخخدم عخخن الحسخخن بخخن محمخخد‬
‫النوفلي قال‪ :‬قخدم سخخليمان المخخروزي متكلخم خراسخان علخخى المخخأمون فخأكرمه‬
‫ووصله‪ ،‬ثم قال له‪ :‬إن ابن عمي علي بن موسى عليه السخخلم قخخدم علخخي مخخن‬
‫الحجاز‪ ،‬وهو يحب الكلم وأصحابه فل عليخخك أن تصخخير إلينخخا يخخوم الترويخخة‬
‫لمناظرته‪ ،‬فقال سليمان يا أمير المؤمنين إني أكره أن‬
‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪.178 - 154‬‬

‫]‪[178‬‬

‫أسئل مثله في مجلسك في جماعخخة مخخن بنخي هاشخخم فينتقخص عنخخد القخوم إذا كلمنخخي ول‬
‫يجوز الستقصاء عليه قال المأمون إنما وجهت إليك لمعرفتي بقوتخخك وليخخس‬
‫مرادي إل أن تقطعه عن حجخخة واحخخدة فقخخط‪ ،‬فقخخال سخخليمان‪ :‬حسخخبك يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين اجمع بينه وبيني وخلني والذم )‪ .(1‬فوجه المأمون إلى الرضا عليه‬
‫السلم فقال‪ :‬إنه قد قدم علينا رجل مخخن أهخخل مخخرو وهخخو واحخخد خراسخخان مخخن‬
‫أصحاب الكلم‪ ،‬فان خف عليك أن تتجشم المصير إلينا فعلت‪ ،‬فنهخخض عليخخه‬
‫السلم للوضوء وقخخال لنخخا‪ :‬تقخخدموني‪ ،‬وعمخخران الصخخابي معنخخا‪ ،‬فصخخرنا إلخخى‬
‫الباب فأخذ ياسر وخالد بيدي فأدخلني على المخخأمون فلمخخا سخخلمت قخخال‪ :‬أيخخن‬
‫أخي أبو الحسن أبقاه ال ؟ قلت‪ :‬خلفته يلبس ثيابه وأمرنا أن نتقدم‪ .‬ثم قلت يخخا‬
‫أمير المؤمنين‪ :‬إن عمران مولك معي وهو بالباب فقال‪ :‬من عمران ؟ قلت‪:‬‬
‫الصابي الذي أسلم على يديك‪ ،‬قال‪ :‬فليدخل‪ ،‬فخخدخل فرحخخب بخخه المخخأمون‪ ،‬ثخخم‬
‫قال له‪ :‬يا عمران لم تمت حتى صرت مخن بنخي هاشخم قخال‪ :‬الحمخد لخ الخذي‬
‫شرفني بكخخم يخخا أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬فقخخال لخخه المخخأمون‪ :‬يخخا عمخخران هخخذا سخخليمان‬
‫المروزي متكلم خراسان قال عمران‪ :‬يا أمير المؤمنين إنخخه يزعخخم أنخخه واحخخد‬
‫خراسان في النظر وينكر البداء‪ ،‬قال‪ :‬فلم ل تناظره ؟ قال عمران‪ :‬ذاك إليخخه‪.‬‬
‫فدخل الرضا عليه السلم فقال في أي شئ كنتم ؟ قال عمران‪ :‬يا بخخن رسخخول‬
‫ال هذا سليمان المروزي فقال سليمان‪ :‬أترضخخى بخخأبي الحسخخن وبقخخوله فيخخه ؟‬
‫فقال عمران‪ :‬قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجة‬
‫أحتج بها على نظرائي من أهل النظر‪ .‬فاحتخخج عليخخه السخخلم عليخخه فخخي البخخداء‬
‫والرادة وغيرهما من مسائل التوحيد حتى انقطع سليمان‪ ،‬ولخخم يحخخر جوابخخا‪،‬‬
‫فقال المأمون عند ذلك‪ :‬يا سليمان هذا أعلم هاشمي ثم تفرق القوم‪.‬‬

‫يقال‪ :‬افعل كذا وخلك ذم‪ ،‬أي زال عنك الذم‪.‬‬

‫]‪[179‬‬

‫قال الصدوق رحمه ال‪ :‬كان المأمون يجلخخب علخخى الرضخخا عليخخه السخخلم مخخن متكلمخخي‬
‫الفرق وأهل الهواء المضلة كل من سخخمع بخخه حرصخخا علخخى انقطخخاع الرضخخا‬
‫عليه السلم عن الحجة مع واحخخد منهخخم‪ ،‬وذلخخك حسخخدا منخخه لخخه ولمنزلتخخه مخخن‬
‫العلم‪ ،‬فكان ل يكلمه أحد إل أقر له بالفضخل والختزم الحجخة لخه عليخه لن الخ‬
‫تعالى ذكره يأبى إل أن يعلي كلمته‪ ،‬ويتم نوره‪ ،‬وينصر حجته‪ ،‬وهكخخذا وعخخد‬
‫تبارك وتعالى في كتابه فقال " إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا‬
‫" )‪ (1‬يعنخخي بالخخذين آمنخخوا الئمخخة الهخخداة عليهخخم السخخلم وأتبخخاعهم العخخارفين‪،‬‬
‫والخذين عنهم‪ ،‬ينصرهم بالحجة على مخالفيهم ما داموا فخخي الخخدنيا‪ ،‬وكخخذلك‬
‫يفعخخل بهخخم فخخي الخخخرة‪ ،‬وإن ال خ عزوجخخل ل يخلخخف وعخخده )‪ - 14 .(2‬ن‪:‬‬
‫الهمداني والمكتب والوراق جميعا عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن القاسم بن محمد‬
‫البرمكي‪ ،‬عن الهروي قال‪ :‬لما جمع المأمون لعلي بخخن موسخخى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم أهل المقالت مخخن أهخخل السخخلم والخخديانات مخخن اليهخخود والنصخخارى و‬
‫المجوس والصابئين وسائر أهل المقالت فلم يقخخم أحخخد إل وقخخد ألزمخخه حجتخخه‬
‫كأنه القم حجرا‪ ،‬قام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له‪ :‬يا ابخخن رسخخول ال خ‬
‫أتقول بعصمة النبياء ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قخخال‪ :‬فمخخا تعمخخل فخخي قخخول الخ عزوجخخل "‬
‫وعصى آدم ربه فغوى( )‪ (3‬إلى آخر ما قال‪ .‬فأجابه عليه السلم عخخن جميخخع‬
‫ذلك حتى بكى علي بن محمد ابن الجهم وقال يا ابن رسول ال أنا تخخائب إلخخى‬
‫ال عزوجل من أن أنطق في أنبياء ال عليهم السخخلم بعخخد يخخومي هخخذا إل بمخخا‬
‫ذكرته )‪ - 15 .(4‬ن‪ :‬تميم القرشي‪ .‬عن أبيه‪ ،‬عن حمخخدان بخخن سخخليمان‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن محمد ابن الجهم قال‪ :‬حضرت مجلس المأمون وعنخخده الرضخخا علخخي‬
‫بن موسى عليه السلم فسخخأله المخخأمون عخخن الخبخخار الموهمخخة لعخخدم عصخخمة‬
‫النبياء عليهم السلم فأجاب عليه السلم عن كل‬

‫غافر‪ (2) .51 :‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪ ،191 - 179‬والحديث مختصر‪(3) .‬‬
‫طه‪ (4) .121 :‬عيون أخبار الرضا عليه السخخلم ج ‪ 1‬ص ‪،195 - 191‬‬
‫والحديث مختصر‪.‬‬

‫]‪[180‬‬

‫منها فكان المأمون يقول‪ :‬أشهد أنك ابن رسول ال صلى ال عليه وآله حقا‪ ،‬وقخخد كخخان‬
‫يقول‪ :‬ل درك يا ابن رسول ال‪ ،‬وقد كان يقول‪ :‬بارك ال فيك يا أبا الحسخخن‪،‬‬
‫وقد كان يقول‪ :‬جزاك ال عن أنبيائه خيخخرا يخخا أبخخا الحسخخن‪ .‬فلمخخا أجخخاب عليخخه‬
‫السلم عن كل مخخا أراد أن يسخخأله قخخال المخخأمون‪ :‬لقخخد شخخفيت صخخدري يخخا ابخخن‬
‫رسول ال وأوضحت لي ما كان ملتبسا علخخي فجخخزاك الخ عخخن أنبيخخائه وعخخن‬
‫السلم خيرا‪ .‬قال علي بن محمد الجهم فقام المأمون إلخخى الصخخلة وأخخخذ بيخخد‬
‫محمد بن جعفر وكخخان حاضخخر المجلخخس وتبعتهمخخا‪ ،‬فقخخال لخخه المخخأمون‪ :‬كيخخف‬
‫رأيت ابن أخيك ؟ فقال‪ :‬عالم ولم نره يختلف إلى أحخخد مخخن أهخخل العلخخم‪ ،‬فقخخال‬
‫المأمون‪ :‬إن ابن أخيك من أهل بيت النخخبي الخخذين قخخال فيهخخم النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله " أل إن أبرار عترتي وأطائب ارومتي أحلم الناس صغارا‪ ،‬وأعلم‬
‫الناس كبارا‪ ،‬ل تعلموهم فإنهم أعلم منكم‪ ،‬ل يخرجونكم مخخن بخخاب هخخدى‪ ،‬ول‬
‫يدخلونكم في باب ضلل " وانصرف الرضا عليخخه السخخلم إلخخى منزلخخه‪ .‬فلمخخا‬
‫كان من الغد غدوت عليه وأعلمته ما كان مخخن قخخول المخخأمون‪ ،‬وجخخواب عمخخه‬
‫محمد بن جعفر له‪ ،‬فضحك عليه السلم ثم قال‪ :‬يخخا ابخخن الجهخخم ل يغرنخخك مخخا‬
‫سمعته منه فانه سيغتالني‪ ،‬وال ينتقم لي منه‪ .‬قخال الصخدوق رحمخه الخ‪ :‬هخذا‬
‫الحديث غريخخب مخخن طريخخق علخخي بخخن محمخخد بخخن الجهخخم مخخع نصخخبه وبغضخخه‬
‫وعخخداوته لهخخل الخخبيت عليهخخم السخخلم )‪ .(1‬أقخخول‪ :‬قخخد أوردت تلخخك الخبخخار‬
‫بتمامها فخخي كتخاب الحتجاجخات وكتخاب النبخوة وإنمخخا أوردت منهخخا ههنخا مخخا‬
‫يناسب المقام‪ - 16 .‬ن‪ :‬المفسر باسناده إلى أبي محمد العسخخكري‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن جده عليهخخم السخخلم أن الرضخخا علخخي بخخن موسخخى عليخخه السخخلم لمخخا جعلخخه‬
‫المأمون ولي عهده‪ ،‬احتبس المطر فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصبين‬
‫على الرضا عليه السلم يقولون‪ :‬انظروا لما جاءنا علي ابخخن موسخخى وصخخار‬
‫ولي عهدنا فحبس ال تعالى عنا المطر‪ ،‬واتصل ذلك بالمأمون فاشتد‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا عليه السلم ج ‪ 1‬ص ‪(*) .204 - 195‬‬

‫]‪[181‬‬

‫عليه‪ ،‬فقال للرضا عليه السلم‪ :‬قد احتبس المطر فلخخو دعخخوت الخ عزوجخخل أن يمطخخر‬
‫الناس قال الرضا عليه السلم‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فمتى تفعخخل ذلخخك ؟ وكخخان ذلخخك يخخوم‬
‫الجمعة‪ ،‬قال‪ :‬يوم الثنين فان رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه أتخخاني البارحخخة‬
‫في منامي ومعه أمير المؤمنين عليه السلم وقال‪ :‬يا بني انتظر يوم الثنيخخن‪،‬‬
‫فابرز إلى الصحراء واستسق فان ال عزوجل سيسقيهم وأخبرهم بمخخا يريخخك‬
‫ال مما ل يعلمون حاله‪ ،‬ليزداد علمهم بفضخخلك ومكانخخك مخخن ربخخك عزوجخخل‪.‬‬
‫فلما كان يخخوم الثنيخخن غخخدا إلخخى الصخخحراء وخخخرج الخلئق ينظخخرون فصخخعد‬
‫المنبر فحمد ال وأثنى عليه ثم قال‪ :‬اللهم يا رب أنت عظمت حقنا أهل الخخبيت‬
‫فتوسلوا بنا كما أمرت‪ ،‬وأملوا فضلك ورحمتخخك‪ ،‬وتوقعخخوا إحسخخانك ونعمتخخك‬
‫فاسقهم سقيا نافعا عامخا غيخر رائث‪ ،‬ول ضخائر‪ ،‬وليكخن ابتخداء مطرهخم بعخد‬
‫انصرافهم من مشهدهم هذا إلى منخازلهم ومقخارهم‪ .‬قخال‪ :‬فخو الخ الخذي بعخث‬
‫محمدا بالحق نبيا‪ ،‬لقد نسجت الرياح فخخي الهخخواء الغيخخوم وأرعخخدت وأبرقخخت‪،‬‬
‫وتحرك الناس كأنهم يرون التنحي عن المطر فقال الرضا عليه السخخلم علخخى‬
‫رسلكم أيها الناس فليس هذا الغيم لكم‪ ،‬إنما هو لهل بلد كذا‪ ،‬فمضت السحابة‬
‫وعبرت‪ ،‬ثم جاءت سحابة اخرى تشخختمل علخخى رعخخد وبخخرق فتحركخخوا فقخخال‪:‬‬
‫على رسلكم فما هذه لكم إنما هي لهل بلد كذا‪ ،‬فمخخا زال حخختى جخخاءت عشخخر‬
‫سحابات وعبرت ويقول علي بن موسى الرضا عليه السلم فخخي كخخل واحخخدة‪:‬‬
‫على رسلكم ليست هذه لكم إنما هي لهخخل بلخخد كخخذا‪ .‬ثخخم أقبلخخت سخخحابة حاديخخة‬
‫عشر‪ ،‬فقال‪ :‬أيها الناس هذه بعثها ال عزوجل لكم فاشخخكروا الخ تعخخالى علخخى‬
‫تفضله عليكم‪ ،‬وقوموا إلى منخخازلكم ومقخخاركم فانهخخا مسخخامتة لكخخم ولرؤوسخخكم‬
‫ممسكة عنكم إلى أن تدخلوا مقاركم ثم يخخأتيكم مخخن الخيخخر مخخا يليخخق بكخخرم الخ‬
‫تعالى وجلله‪ ،‬ونزل من المنبر فانصرف الناس فما زالخخت السخخحابة ممسخخكة‬
‫إلى أن قربوا من منازلهم ثم جاءت بوابخخل المطخخر فملت الوديخخة والحيخخاض‬
‫والغدران والفلوات‪ ،‬فجعل الناس يقولخخون‪ :‬هنيئا لولخخد رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله كرامات ال عزوجل‪.‬‬

‫]‪[182‬‬

‫ثم برز إليهم الرضا عليه السلم وحضرت الجماعة الكثيرة منهخخم‪ ،‬فقخخال‪ :‬أيهخخا النخخاس‬
‫اتقوا ال فخخي نعخخم الخ عليكخخم‪ ،‬فل تنفروهخخا عنكخخم بمعاصخخيه‪ ،‬بخخل اسخختديموها‬
‫بطاعته و شكره على نعمه وأياديه‪ ،‬واعلموا أنكم ل تشكرون ال خ عخخز وجخخل‬
‫بشئ بعد اليمان بال‪ ،‬وبعد العتزاف بحقوق أولياء ال من آل محمد رسول‬
‫ال خ أحخخب إليكخخم مخخن معخخاونتكم لخخخوانكم المخخؤمنين علخخى دنيخخاهم الخختي هخخي‬
‫معبرتهم إلخى جنخان ربهخم‪ ،‬فخان مخن فعخل ذلخك كخان مخن خاصخة الخ تبخارك‬
‫وتعالى‪ .‬وقد قال رسول ال صلى ال عليه وآله في ذلك قول ما ينبغخخي لقخخائل‬
‫أن يزهد في فضل ال تعالى عليه إن تأمله وعمخل عليخه قيخل‪ :‬يخا رسخول الخ‬
‫هلك فلن يعمل من الذنوب كيت وكيت فقال رسول ال صلى ال عليه والخخه‪:‬‬
‫بل قد نجا ول يختم ال تعالى عمله إل بالحسنى و سيمحو ال عنخخه السخخيئات‪،‬‬
‫ويبدلها له حسنات‪ ،‬إنه كان مرة يمر في طريق عرض له مؤمن قد انكشخخفت‬
‫عورته‪ ،‬وهو ل يشعر فسترها عليه ولخم يخخبره بهخا مخافخة أن يخجخل ثخم إن‬
‫ذلك المؤمن عرفه في مهواه فقال له‪ :‬أجزل ال لك الثواب‪ ،‬وأكرم لك المخخآب‬
‫ول ناقشك الحساب‪ ،‬فاستجاب الخ لخخه فيخخه‪ ،‬فهخخذا العبخخد ل يختخخم لخخه إل بخيخخر‬
‫بدعاء ذلك المؤمن‪ .‬فاتصل قول رسول ال صلى ال عليه وآلخخه بهخخذا الرجخخل‬
‫فتاب وأناب وأقبل على طاعة الخ عزوجخخل فلخخم يخأت عليخخه سخخبعة أيخام حخختى‬
‫اغير على سرح المدينة‪ ،‬فوجه رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه فخخي أثرهخخم‬
‫جماعة ذلك الرجل أحدهم فاستشهد فيهم‪ .‬قال المام محمد بن علي بن موسى‬
‫عليه السلم‪ :‬وأعظم ال تبارك وتعالى البركة في البلد بخخدعاء الرضخخا عليخخه‬
‫السلم وقد كان للمأمون من يريد أن يكون هخخو ولخخي عهخخده مخخن دون الرضخخا‬
‫عليه السلم وحساد كانوا بحضرة المأمون للرضا عليه السلم فقال المخخأمون‬
‫بعخخض اولئك‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين اعيخخذك بخخال أن تكخخون تاريخخخ الخلفخخاء فخخي‬
‫إخراجك هذا الشرف العميم‪ ،‬والفخر العظيم‪ ،‬من بيت ولد العبخخاس إلخخى بيخخت‬
‫ولد علي‪ ،‬ولقد أعنت على نفسك وأهلك‪ ،‬جئت بهذا الساحر ولد السحرة‪ ،‬وقد‬
‫كان خامل فأظهرته‪ ،‬و متضعا فرفعته‪ ،‬ومنسيا فذكرت به‪ ،‬ومستخفا فنوهت‬
‫به‪ ،‬قد مل الدنيا مخرقة وتشوقا بهذا المطر الوارد عند دعائه‪ ،‬ما أخوفني أن‬
‫يخرج هذا الرجل‬

‫]‪[183‬‬

‫هذا المر عن ولد العباس إلى ولد علي‪ ،‬بل ما أخوفني أن يتوصل بسحره إلخخى إزالخخة‬
‫نعمتخخك‪ ،‬والتخخوثب علخخى مملكتخخك‪ ،‬هخخل جنخخى أحخخد علخخى نفسخخه وملكخخه مثخخل‬
‫جنايتك ؟‪ .‬فقال المأمون‪ :‬قخد كخان هخذا الرجخل مسختترا عنخا يخدعو إلخى نفسخه‬
‫فأردنا أن نجعله ولي عهدنا ليكون دعاؤه لنا‪ ،‬وليعخخرف بالملخخك والخلفخخة لنخخا‬
‫وليعتقد فيه المفتونون به أنخخه ليخخس ممخخا ادعخخى فخخي قليخخل ول كخخثير‪ ،‬وأن هخخذا‬
‫المر لنا من دونه وقد خشينا إن تركناه على تلك الحخخال أن ينفتخخق علينخخا منخخه‬
‫ما ل نسده ويأتي علينخخا منخخه مخخا ل نطيقخخه‪ .‬والن فخخإذ قخخد فعلنخخا بخخه مخخا فعلنخخا‪،‬‬
‫وأخطأنا في أمره بما أخطأنا وأشرفنا من الهلك بالتنويه به على ما أشخخرفنا‪،‬‬
‫فليس يجوز التهاون فخخي أمخخره‪ ،‬ولكنخخا نحتخخاج أن نضخخع منخخه قليل قليل حخختى‬
‫نصوره عند الرعية بصورة من ل يستحق لهذا المر ثم ندبر فيه بمخخا يحسخخم‬
‫عنا مواد بلئه‪ .‬قال الرجل‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين فخخولني مجخخادلته فخخاني أفحمخخه‬
‫وأصحابه‪ ،‬وأضع من قدره‪ ،‬فلول هيبتك في صدري لنزلته منزلته‪ ،‬وبينخخت‬
‫للناس قصوره عما رشحته له‪ .‬قال المأمون‪ :‬ما شئ أحب إلي مخخن هخخذا‪ ،‬قخخال‬
‫فاجمع وجخخوه أهخخل مملكتخخك والقخخواد والقضخخاة‪ ،‬وخيخخار الفقهخخاء لبيخخن نقصخخه‬
‫بحضخخرتهم‪ ،‬فيكخخون أخخخذا لخخه عخخن محلخخه الخخذي أحللتخخه فيخخه‪ ،‬علخخى علخخم منهخخم‬
‫بصواب فعلك‪ .‬قال‪ :‬فجمع الخلق الفاضلين من رعيته في مجلخخس واسخخع قعخخد‬
‫فيه لهم‪ ،‬وأقعد الرضا عليه السلم بين يديه في مرتبته التي جعلها لخخه‪ ،‬فابتخخدأ‬
‫هذا الحاجب المتضمن للوضع من الرضا عليه السلم وقال له‪ :‬إن الناس قخخد‬
‫أكثروا عنك الحكايات‪ ،‬وأسخخرفوا فخخي وصخخفك بمخخا أرى أنخخك إن وقفخخت عليخخه‬
‫برئت إليهم منه‪ ،‬فأول ذلك أنك دعخخوت الخ فخخي المطخخر المعتخخاد مجيئه فجخخاء‬
‫فجعلوه آية لك معجزة أوجبوا لك بهخا أن ل نظيخر لخك فخي الخدنيا وهخذا أميخر‬
‫المؤمنين أدام ال ملكه وبقاءه ل يوازن بأحد إل رجح به‪ ،‬وقخخد أحلخخك المحخخل‬
‫الذي عرفت‪ ،‬فليس من حقه عليك أن تسوغ الكاذبين لك وعليه ما يتكذبونه‪.‬‬

‫]‪[184‬‬

‫فقال الرضا عليه السلم‪ :‬ما أدفع عبخاد الخ عخخن التحخخدث بنعخخم الخ علخخي وإن كنخت ل‬
‫أبغي أشرا ول بطرا‪ ،‬وأما ذكرك صاحبك الذي أجلني فما أحلنخخي إل المحخخل‬
‫الذي أحله ملك مصخخر يوسخخف الصخخديق عليخخه السخخلم وكخخانت حالهمخخا مخخا قخخد‬
‫علمت‪ .‬فغضب الحاجب عند ذلخك فقخال‪ :‬يخا ابخن موسخى لقخد عخدوت طخورك‬
‫وتجاوزت قدرك أن بعخخث الخ تعخخالى بمطخخر مقخخدر وقتخخه ل يتقخخدم ول يتخخاخر‬
‫جعلته آية تستطيل بهخخا‪ ،‬وصخخولة تصخخول بهخخا‪ ،‬كأنخخك جئت بمثخخل آيخخة الخليخخل‬
‫إبراهيم عليه السلم لمخخا أخخخذ رؤس الطيخخر بيخخده ودعخخا أعضخخاءها الخختي كخخان‬
‫فرقها على الجبال فأتينه سعيا وتركبخخن علخخى الخخرؤس‪ ،‬وخفقخخن وطخخرن بخخاذن‬
‫ال ؟ فان كنت صادقا فيما توهم فأحي هذين وسلطهما علخخي فخخان ذلخخك يكخخون‬
‫حينئذ آيخة معجخزة‪ ،‬فأمخا المطخر المعتخاد مجيئه فلسخت أحخق بخأن يكخون جخاء‬
‫بدعائك من غيرك ‪ -‬الذي دعا كما دعوت وكان الحاجب قد أشار إلى أسخخدين‬
‫مصورين على مسند المأمون الخخذي كخخان مسخختندا إليخخه‪ ،‬وكانخخا متقخخابلين علخخى‬
‫المسند‪ .‬فغضب علي بخخن موسخخى الرضخخا عليخخه السخخلم وصخخاح بالصخخورتين‪:‬‬
‫دونكما الفاجر ! فافترساه ول تبقيا له عينخخا ول أثخخرا فخخوثبت الصخخورتان وقخخد‬
‫عادتا أسدين فتناول الحاجب وعضاه ورضخخاه وهشخخماه وأكله ولحسخخا دمخخه‪،‬‬
‫والقوم ينظرون متحيرين مما يبصخخرون‪ ،‬فلمخخا فرغخخا منخخه أقبل علخخى الرضخخا‬
‫عليه السلم وقال‪ :‬يا ولي ال في أرضه ! مخخاذا تأمرنخخا نفعخخل بهخخذا أنفعخخل بخخه‬
‫فعلنا بهذا ؟ يشيران إلى المأمون ‪ -‬فغشي على المأمون مما سمع منهما‪ ،‬فقال‬
‫الرضا عليه السلم‪ :‬قفا فوقفا‪ .‬ثم قال الرضا عليخخه السخخلم‪ :‬صخخبوا عليخخه مخخاء‬
‫ورد وطيبخخوه‪ ،‬ففعخخل ذلخخك بخخه‪ ،‬وعخخاد السخخدان يقخخولن‪ :‬أتخخأذن لنخخا أن نلحقخخه‬
‫بصاحبه الذي أفنيناه ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬فخان لخ عخخز وجخخل فيخخه تخدبيرا هخخو ممضخيه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ماذا تأمرنخخا ؟ فقخال‪ :‬عخخود إلخخى مقركمخخا كمخا كنتمخخا فعخادا إلخخى المسخخند‪،‬‬
‫وصارا صورتين كما كانتا‪ .‬فقال المأمون‪ :‬الحمد ل الذي كفاني شر حميد بن‬
‫مهران يعني الرجل المفترس ثم قال للرضا عليه السلم‪ :‬يخخا ابخخن رسخخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله هذا المر لجدكم رسول ال صلى ال عليه وآلخه ثخم لكخم‪،‬‬
‫فلو شئت لنزلت عنه لك‪ ،‬فقال الرضا عليه السلم‪ :‬لو شئت لما ناظرتك‬

‫]‪[185‬‬

‫ولم أسألك فان ال عزوجل قد أعطاني مخن طاعخة سخائر مخا رأيخت مخن طاعخة هخاتين‬
‫الصورتين إل جهال بني آدم فانهم وإن خسروا حظوظهم فلله عزوجخخل فيهخخم‬
‫تدبير‪ ،‬وقد أمرني بترك العتراض عليك‪ ،‬وإظهار ما أظهرته من العمل من‬
‫تحت يدك‪ ،‬كما امر يوسف عليه السلم بالعمل من تحت يخخد فرعخخون مصخخر‪.‬‬
‫قال‪ :‬فما زال المأمون ضئيل إلى أن قضى في علي بن موسخخى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم ما قضى )‪ .(1‬بيان‪ :‬قخخوله " غيخخر رائث " قخخال الجخخزري‪ :‬فخخي حخخديث‬
‫الستسقاء عجل غير رائث أي غير بطيئ متأخر انتهى‪ .‬قوله " ول ضائر "‬
‫أي ضار‪ ،‬و " الرسل " بالكسر التأني و " الوابل " المطخخر الشخخديد قخخوله فخي‬
‫مهخخواه أي مسخخيره مخخن قخخولهم هخخوى يهخخوي إذا أسخخرع فخخي السخخير‪ ،‬والمهخخواة‬
‫المطمئن من الرض‪ ،‬قوله " أن تكون تاريخ الخلفاء " كناية عخن عظخم تلخك‬
‫الواقعة‪ ،‬وفظاعتها بزعمه‪ ،‬فان الناس يورخون المور بالوقائع والدواهي‪ .‬و‬
‫" المخرقة " بالقاف الشعبدة والسحر‪ ،‬كمخخا يظهخخر مخخن اسخختعمالتهم‪ ،‬وإن لخخم‬
‫نجد في اللغة ولعلها من الخرق بمعنى السفه والكذب‪ ،‬أو من المخخخراق الخخذي‬
‫يضخخرب بخخه‪ ،‬وفخخي بعخخض النسخخخ بالفخخاء مخخن المخرافخخات‪ ،‬والتشخخوق الخختزين‬
‫والتطلع‪ ،‬وفي بعض النسخ التسوق بالسين المهملة والقاف‪ ،‬ولعله مأخوذ من‬
‫السوق أي أعمال أهل السوق من الداني‪ ،‬وفي القخخاموس سخخاوقه فخخاخره فخخي‬
‫السوق ويقال فلن يرشح للوزارة أي يربى ويؤهل لها‪ ،‬ولحس القصعة أكخخل‬
‫بقية ما فيه باللسان‪ ،‬والضئيل كأمير الصغير الدقيق الحقير والنحيخخف‪- 17 .‬‬
‫ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي قال‪ :‬حدثنا الغلبي‪ ،‬عن أحمد بن عيسخخى ابخخن زيخخد‬
‫أن المأمون أمرني بقتل رجل فقال‪ :‬استبقني فان لي شكرا‪ ،‬فقخخال‪ :‬ومخخن أنخخت‬
‫وما شكرك ؟ فقال علي بن موسى عليه السلم‪ :‬يا أمير المؤمنين أنشخخدك ال خ‬
‫أن تترفع عن شكر أحد‪ ،‬وإن قل‪ ،‬فان ال عزوجل أمر عباده بشكره فشكروه‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.172 - 167‬‬

‫]‪[186‬‬

‫فعفى عنهم )‪ - 18 .(1‬ن‪ :‬السناني‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن محمد بن خلف‪ ،‬عن هرثمة بن‬
‫أعين قال‪ :‬دخلت علخخى سخخيدي ومخخولي يعنخخي الرضخخا عليخخه السخخلم فخخي دار‬
‫المأمون وكان قد ظهر في دار المأمون أن الرضا عليه السلم قد توفي‪ ،‬ولخخم‬
‫يصح هذا القول‪ ،‬فدخلت اريد الذن عليه‪ .‬قال‪ :‬وكخان فخخي بعخض ثقخخات خخدم‬
‫المأمون غلم يقال له‪ :‬صبيح الديلمي وكان يتخخولى سخخيدي حخخق وليتخخه‪ ،‬وإذا‬
‫صبيح قد خرج فلما رآني قال لي‪ :‬يا هرثمة ألست تعلم أني ثقة المأمون على‬
‫سره وعلنيته ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬اعلم يا هرثمة أن المخخأمون دعخخاني وثلثيخخن‬
‫غلما من ثقاته على سره وعلنيته‪ ،‬في الثلث الول من الليخخل فخخدخلت عليخخه‬
‫وقد صار ليله نهارا من كثرة الشموع‪ ،‬وبيخن يخديه سخيوف مسخلولة مشخحوذة‬
‫مسمومة‪ .‬فدعا بنا غلما غلمخخا وأخخخذ علينخخا العهخخد والميثخخاق بلسخخانه‪ ،‬وليخخس‬
‫بحضرتنا أحد من خلق ال غيرنا‪ ،‬فقال لنا‪ :‬هذا العهد لزم لكخخم إنكخخم تفعلخخون‬
‫ما أمرتكم به ول تخالفوا منه شيئا‪ ،‬قال‪ :‬فحلفنا له فقال‪ :‬يأخذ كل واحخخد منكخخم‬
‫سيفا بيده و امضوا حتى تدخلوا على علي بن موسى الرضا في حجرته‪ ،‬فان‬
‫وجدتموه قائما أو قاعدا أو نائما فل تكلموه‪ ،‬وضعوا أسخخيافكم عليخخه وأخلطخخوا‬
‫لحمه ودمه وشعره وعظمه ومخه ثم اقلبخخوا عليخخه بسخخاطه وامسخخحوا أسخخيافكم‬
‫به‪ ،‬وصيروا إلي‪ ،‬وقد جعلت لكل واحد منكم على هذا الفعل وكتمانه‪ ،‬عشخخر‬
‫بدر دراهم‪ ،‬وعشر ضياع منتجبة والحظوظ عنخخدي مخخا حييخخت وبقيخخت‪ .‬قخخال‪:‬‬
‫فأخذنا السياف بأيدينا ودخلنخا عليخه فخي حجرتخه‪ ،‬فوجخدناه مضخطجعا يقلخب‬
‫طخخرف يخخديه ويتكلخخم بكلم ل نعرفخخه‪ ،‬قخخال‪ :‬فبخخادر الغلمخخان إليخخه بالسخخيوف‬
‫ووضعت )سيفي( وأنا قائم أنظر إليه وكأنه قد كان علم بمصخخيرنا إليخخه فلبخخس‬
‫على بدنه ما ل تعمل فيه السيوف فطووا عليه بساطه‪ ،‬وخرجوا حخختى دخلخخوا‬
‫على المأمون‪.‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.165‬‬

‫]‪[187‬‬

‫فقال‪ :‬ما صنعتم ؟ قالوا‪ :‬فعلنا ما أمرتنا به يا أمير المؤمنين‪ ،‬قال‪ :‬ل تعيخدوا شخيئا ممخا‬
‫كان‪ ،‬فلما كان عند تبلج الفجر‪ ،‬خرج المأمون فجلس مجلسه مكشوف الرأس‬
‫محلل الزرار‪ ،‬وأظهر وفاته وقعد للتعزية‪ ،‬ثم قخام حافيخا فمشخخى لينظخخر إليخخه‬
‫وأنا بين يديه فلما دخل عليه حجرته سمع همهمة فارعد ثم قخخال‪ :‬مخخن عنخخده ؟‬
‫قلخت‪ :‬ل علخم لنخا يخا أميخر المخؤمنين فقخال‪ :‬أسخرعوا وانظخروا‪ ،‬قخال صخبيح‪:‬‬
‫فأسرعنا إلى البيت فإذا سيدي عليه السلم جالس في محرابه يصلي ويسخخبح‪.‬‬
‫فقلت‪ :‬يخا أميخخر المخخؤمنين هخو ذا نخرى شخصخخا فخي محرابخخه يصخلي ويسخخبح‪،‬‬
‫فانتقض المأمون وارتعد‪ ،‬ثم قال‪ :‬غررتموني لعنكم الخخ‪ ،‬ثخخم التفخخت إلخخي مخخن‬
‫بين الجماعة فقال لي‪ :‬يا صبيح أنت تعرفه‪ ،‬فانظر من المصخخلي عنخخده ؟ قخخال‬
‫صبيح‪ :‬فدخلت وتولى المأمون راجعا فلما صرت عند عتبة الباب قال لي‪ :‬يا‬
‫صبيح قلت لبيك‪ :‬يا مولي وقد سقطت لوجهي فقال‪ :‬قم يرحمك ال يريخخدون‬
‫أن يطفؤا نور ال بأفواههم وال متم نوره ولو كره الكخخافرون‪ .‬قخخال‪ :‬فرجعخخت‬
‫إلخى المخأمون فوجخدت وجهخه كقطخع الليخل المظلخم‪ ،‬فقخال لخي‪ :‬يخا صخبيح مخا‬
‫وراك ؟ قلت له‪ :‬يا أمير المؤمنين هو والخ جخالس فخخي حجرتخخه‪ ،‬وقخد نخخاداني‬
‫وقال لي كيت وكيت‪ ،‬قال‪ :‬فشد أزراره وأمر برد أثخخوابه‪ ،‬وقخخال‪ :‬قولخخوا‪ :‬إنخخه‬
‫كان غشي عليه وأنه قد أفاق‪ .‬قال هرثمة فأكثرت ل عزوجل شخخكرا وحمخخدا‪،‬‬
‫ثم دخلت على سيدي الرضا عليه السلم فلما رآني قال‪ :‬يخخا هرثهخخة ل تحخخدث‬
‫بما حدثك به صبيح أحدا إل من امتحخخن الخ قلبخخه لليمخخان بمحبتنخخا ووليتنخخا‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬نعم يا سيدي ثم قال لي عليه السلم‪ :‬يا هرثمخخة والخ ل يضخخرنا كيخخدهم‬
‫شيئا حتى يبلخخغ الكتخخاب أجلخخه )‪ - 19 .(1‬اقخخول‪ :‬روى السخخيد المرتضخخى فخخي‬
‫كتاب العيون والمحاسن عن الشيخ المفيد رضي ال عنهما قال‪ :‬روي أنه لما‬
‫سار المأمون إلى خراسان وكان معه الرضا علي‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪(*) .216 - 214‬‬

‫]‪[188‬‬

‫ابن موسى عليه السلم فبيناهما يسيران إذ قال له المأمون‪ :‬يا أبخخا الحسخخن إنخخي فكخخرت‬
‫في شخخئ فنتخج لخي الفكخخر الصخخواب فيخخه‪ :‬فكخرت فخي أمرنخخا وأمركخخم‪ ،‬ونسخخبنا‬
‫ونسبكم فوجدت الفضيلة فيه واحدة‪ ،‬ورأيت اختلف شيعتنا في ذلك محمخخول‬
‫على الهوى والعصخخبية‪ .‬فقخخال لخخه أبخخو الحسخخن الرضخخا عليخخه السخخلم‪ :‬إن لهخخذا‬
‫الكلم جوابا إن شئت ذكرته لك‪ ،‬وإن شئت أمسكت‪ ،‬فقال له المأمون‪ :‬إني لم‬
‫أقله إل لعلم ما عندك فيه قال له الرضخا عليخخه السخخلم‪ :‬أنشخخدك الخ يخخا أميخر‬
‫المؤمنين لو أن ال تعالى بعث نبيه محمدا صلى ال عليخه وآلخه فخخرج علينخا‬
‫من وراء أكمة من هذه الكام يخطب إليك ابنتك كنت مزوجه إياها ؟ فقال‪ :‬يا‬
‫سبحان ال وهل أحد يرغب عخخن رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه فقخخال لخخه‬
‫الرضا عليه السلم‪ :‬أفتراه كان يحل له أن يخطب إلي ؟ قال‪ :‬فسكت المأمون‬
‫هنيئة ثم قال‪ :‬أنتم وال أمس برسول ال صخخلى الخ عليخخه وآلخخه رحمخخا‪- 20 .‬‬
‫وعن الكتاب المذكور قال‪ :‬قال المأمون يومخا للرضخا عليخه السخلم‪ :‬أخخبرني‬
‫بأكبر فضيلة لمير المؤمنين يدل عليها القخخرآن‪ ،‬قخخال‪ :‬فقخخال لخخه الرضخخا عليخخه‬
‫السلم‪ :‬فضيلة في المباهلة‪ ،‬قال ال جل جلله " فمن حاجك فيه " الية فدعا‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله الحسن والحسخخين عليهمخخا السخخلم فكانخخا ابنيخخه‪،‬‬
‫ودعخخا فاطمخخة عليهخخا السخخلم فكخخانت فخخي هخخذا الموضخخع نسخخاءه‪ ،‬ودعخخا أميخخر‬
‫المؤمنين عليه السلم فكان نفسه بحكم ال عزوجل فثبخخت أنخخه ليخخس أحخخد مخخن‬
‫خلق ال تعالى أجل من رسول ال صلى ال عليه وآلخخه وأفضخخل‪ ،‬فخخواجب أن‬
‫ل يكون أحخخد أفضخخل مخخن نفخخس رسخخول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه بحكخخم الخ‬
‫عزوجل‪ .‬قال‪ :‬فقال له المأمون‪ :‬أليس قد ذكر ال تعالى البنخخاء بلفخخظ الجمخخع‪،‬‬
‫وإنما دعا رسول ال صلى ال عليه وآلخخه ابنيخخه خاصخخة‪ ،‬وذكخخر النسخخاء بلفخخظ‬
‫الجمع‪ ،‬وإنما دعا رسول ال صلى ال عليه وآلخخه ابنتخخه وحخخدها فخخأل جخخاز أن‬
‫يذكر الدعاء لمن هو نفسه‪ ،‬ويكون المراد نفسخخه فخخي الحقيقخخة دون غيخخره‪ ،‬فل‬
‫يكون لمير المؤمنين عليه السلم ما ذكرت من الفضل‪.‬‬

‫]‪[189‬‬

‫قال‪ :‬فقال له الرضا عليه السلم‪ :‬ليس يصح مخخا ذكخخرت يخخا أميخخر المخخؤمنين‪ ،‬وذلخخك أن‬
‫الداعي إنما يكون داعيا لغيره‪ ،‬كما أن المر آمر لغيره‪ ،‬ول يصخخح أن يكخخون‬
‫داعيا لنفسه في الحقيقة كما ل يكون آمرا لها في الحقيقة‪ ،‬وإذا لم يدع رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله رجل في المباهلة إل أمير المؤمنين عليه السخخلم فقخخد‬
‫ثبت أنه نفسه التي عناها ال سبحانه في كتابه‪ ،‬وجعخخل )لخخه( حكمخخه ذلخخك فخخي‬
‫تنزيله‪ ،‬قال‪ :‬فقال المأمون إذا ورد الجواب سخخقط السخخؤال‪) * (15) .‬بخخاب( *‬
‫* )ما كان يتقرب به المأمون إلى الرضا عليه السلم( * )في الحتجاج على‬
‫المخالفين( ‪ - 1‬ن‪ :‬تميم القرشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن علخخي النصخخاري‪،‬‬
‫عن إسحاق ابن حماد قال‪ :‬كان المأمون يعقد مجالس النظر ويجمع المخالفين‬
‫لهل البيت عليهم السلم ويكلمهخخم فخخي إمامخخة أميخخر المخخؤمنين علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم وتفضيله على جميع الصحابة تقربا إلى أبي الحسخخن علخخي‬
‫بن موسى الرضا عليه السلم وكان الرضا عليه السلم يقول لصحابه الذين‬
‫يثق بهم‪ :‬ل تغتروا بقوله‪ ،‬فما يقتلني وال غيره‪ ،‬ولكنه ل بد لخخي مخخن الصخخبر‬
‫حتى يبلغ الكتخاب أجلخخه )‪ - 2 .(1‬ن‪ :‬أبخي وابخن الوليخد‪ ،‬عخن محمخد العطخخار‬
‫وأحمد بن أدريس معا عن الشعري عن صالح بن أبخخي حمخاد الخخرازي‪ ،‬عخن‬
‫إسحاق بن حاتم‪ ،‬عن إسحاق بن حماد بن زيد قال‪ :‬سمعنا )‪ (2‬يحيى بن أكثخخم‬
‫القاضي قال‪ :‬أمرني المأمون باحضار جماعة من‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 184‬و ‪ (2) .185‬جمعنا‪ ،‬خ ل‪.‬‬

‫]‪[190‬‬
‫أهل الحديث‪ ،‬وجماعة من أهل الكلم والنظر فجمعت له من الصخخنفين زهخخاء أربعيخخن‬
‫رجل ثم مضيت بهم فأمرتهم بالكينونة في مجلس الحاجب لعلمخخه بمكخخانهم‪،‬‬
‫ففعلخخوا فخخأعلمته فخخأمرني بادخخخالهم ففعلخخت فخخدخلوا وسخخلموا فحخخدثهم سخخاعة‪،‬‬
‫وآنسهم‪ .‬ثم قال إني اريد أن أجعلكم بيني وبين ال تبخخارك وتعخخالى فخخي يخخومي‬
‫هذا حجة فمن كان حاقنا أوله حاجة فليقم إلى قضاء حاجته‪ ،‬وانبسطوا وسلوا‬
‫أخفخخافكم وضخخعوا أرديتكخخم‪ ،‬ففعلخخوا مخخا إمخخروا بخخه‪ ،‬فقخخال‪ :‬يخخا أيهخخا القخخوم إنمخخا‬
‫استحضخخرتكم لحتخخج بكخخم عنخخد ال خ عزوجخخل فخخاتقوا ال خ وانظخخروا لنفسخخكم‬
‫وإمامكم ول تمنعكم جللتي ومكاني من قول الحخق حيخث كخان‪ ،‬ورد الباطخل‬
‫على من أتى به‪ ،‬وأشخخفقوا علخخى أنفسخخكم مخخن النخخار‪ ،‬وتقربخخوا إلخخى الخ تعخخالى‬
‫برضوانه‪ ،‬وإيثار طاعته‪ ،‬فما أحخخد تقخخرب إلخخى مخلخخوق بمعصخخية الخخخالق إل‬
‫سلطه ال عليه فناظروني بجميع عقولكم‪ .‬إني رجل أزعم أن عليا خير البشر‬
‫بعد النبي صلى ال عليخه وآلخه فخان كنخت مصخيبا فصخوبوا قخولي‪ ،‬وإن كنخت‬
‫مخطئا فردوا علي‪ ،‬وهلموا‪ ،‬فان شئتم سألتكم‪ ،‬وإن شئتم سألتموني‪ ،‬فقخخال لخخه‬
‫الذين يقولون بالحديث‪ :‬بل نسألك فقال‪ :‬هاتوا وقلدوا كلمكم رجل منكم‪ ،‬فإذا‬
‫تكلم فان كان عنخخد أحخخدكم زيخادة فليخخزد‪ ،‬وإن أتخى بخلخخل فسخددوه‪ .‬فقخال قخائل‬
‫منهم‪ :‬أما نحن فنزعم أن خير الناس بعد النبي صلى ال عليخخه وآلخخه أبخخو بكخخر‬
‫من قبل أن الرواية المجمع عليها جاءت عخخن الرسخخول صخخلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫قال‪ :‬اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر‪ ،‬فلما أمر نخخبي الرحمخخة بالقتخخداء‬
‫بهما‪ ،‬علمنا أنه لم يأمر بالقتداء إل بخيخخر النخخاس‪ .‬فقخخال المخخأمون‪ :‬الروايخخات‬
‫كثيرة ول بد من أن يكون كلها حقا أو كلهخخا بخخاطل أو بعضخخها حقخخا وبعضخخها‬
‫باطل‪ ،‬فلو كانت كلها حقا كانت كلها باطل‪ ،‬من قبل أن بعضها ينقض بعضا‬
‫ولو كانت كلها باطل في بطلنها بطلن الدين‪ ،‬ودروس الشريعة‪ ،‬فلما بطخخل‬
‫الوجهان‪ ،‬ثبت الثالث بالضطرار‪ ،‬وهو أن بعضها حق وبعضها‬

‫]‪[191‬‬

‫باطل‪ ،‬فإذا كان كذلك فل بد من دليل على ما يحق منها‪ ،‬ليعتقد‪ ،‬وينفى خلفه فإذا كان‬
‫دليل الخبر في نفسه حقا كان أولخى مخا أعتقخده وآخخذ بخه‪ .‬وروايتخك هخذه مخن‬
‫الخبار التي أدلتها باطلة في نفسها‪ ،‬وذلك أن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه‬
‫أحكم الحكماء وأولى الخلق بالصدق‪ ،‬وأبعد الناس من المر بالمحال‪ ،‬وحمل‬
‫الناس على التدين بالخلف‪ ،‬وذلك أن هخخذين الرجليخخن ل يخلخخو مخخن أن يكونخخا‬
‫متفقين من كل جهة أو مختلفين‪ ،‬فان كانا متفقين من كل جهة كانا واحخخدا فخخي‬
‫العدد والصفة والصورة والجسم‪ ،‬وهذا معدوم أن يكخخون اثنخخان بمعنخخى واحخخد‬
‫من كل جهة‪ ،‬وإن كانا مختلفين فكيف يجوز القتداء بهما‪ ،‬وهذا تكليخخف مخخال‬
‫يطاق لنك إن اقتديت بواحد خخالفت الخخر‪ .‬والخخدليل علخى اختلفهمخخا أن أبخخا‬
‫بكر سبى أهل الردة وردهم عمر أحرارا وأشار عمخخر علخخى أبخخي بكخخر بعخخزل‬
‫خالد وبقتله بمالك بن نويرة فأبى أبو بكر عليه وحرم عمر المتعخخة ولخخم يفعخخل‬
‫ذلك أبو بكر ووضع عمر ديوان العطية ولم يفعلخخه أبخخو بكخخر و اسخختخلف أبخخو‬
‫بكر ولم يفعل ذلك عمر ولهذا نظائر كثيرة‪ .‬قال الصدوق رضي ال عنه‪ :‬في‬
‫هذا فصل لم يذكره المأمون لخصمه وهو أنهم لم يرووا أن النخخبي صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله قال‪ :‬اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر‪ ،‬وإنما رووا " أبو بكر‬
‫وعمر " ومنهم من روى " أبا بكر وعمر " فلو كانت الرواية صحيحة لكخخان‬
‫معنى قوله بالنصب‪ :‬اقتدوا بالذين من بعخخدي كتخخاب الخ والعخخترة يخخا أبخخا بكخخر‬
‫وعمر‪ ،‬ومعنى قوله بالرفع‪ :‬اقتدوا أيها النخخاس وأبخخو بكخخر وعمخخر بالخخذين مخخن‬
‫بعدي كتاب ال والعترة رجعنا إلى حديث المأمون‪ .‬فقخخال آخخخر مخخن أصخخحاب‬
‫الحديث‪ :‬فان النبي صلى ال عليه وآله قال " لخخو كنخخت متخخخذا خليل لتخخخذت‬
‫أبا بكر خليل "‪ .‬فقال المأمون‪ :‬هذا مستحيل من قبخخل أن روايخخاتكم أنخخه صخخلى‬
‫ال عليه وآله آخى بين أصحابه وأخر عليا فقال عليه السلم له في ذلك فقال‪:‬‬
‫ما أخرتك إل لنفسي فأي الروايتين ثبتت بطلت الخرى‪.‬‬

‫]‪[192‬‬

‫قال آخر‪ :‬إن عليا عليه السلم قال علخخى المنخخبر‪ :‬خيخخر هخخذه المخخة بعخخد نبيهخخا أبخخو بكخخر‬
‫وعمر‪ .‬قال المأمون هذا مستحيل من قبل أن النبي صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه لخخو‬
‫علم أنهما أفضل ما ولى عليهما مرة عمرو بن العاص‪ ،‬ومرة اسامة بن زيد‪،‬‬
‫ومما يكذب هذه الرواية قول علي عليه السلم قبخخض النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله وأنا أولى بمجلسه مني بقميصي‪ ،‬ولكني أشفقت أن يرجع النخخاس كفخارا‪،‬‬
‫وقوله عليه السلم‪ :‬أنى يكونان خيخخرا منخخي وقخخد عبخخدت الخ عزوجخخل قبلهمخخا‬
‫وعبدته بعدهما‪ .‬قال آخر‪ :‬فان أبخخا بكخخر أغلخخق بخخابه‪ ،‬وقخخال‪ :‬هخخل مخخن مسخختقيل‬
‫فأقيله‪ ،‬فقال علخخي عليخخه السخخلم‪ :‬قخخدمك رسخخول الخ فمخخن ذا يخخؤخرك ؟‪ .‬فقخخال‬
‫المأمون‪ :‬هذا باطل مخخن قبخخل أن عليخخا عليخخه السخخلم قعخخد عخخن بيعخخة أبخخي بكخخر‬
‫ورويتم أنه قعد عنها حتى قبضت فاطمة عليها السلم وأنها أوصت أن تخخدفن‬
‫ليل لئل يشهدا جنازتها‪ .‬ووجه آخر‪ :‬وهو أنه إن كان النخخبي صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله استخلفه‪ ،‬فكيف كان له أن يستقبل وهو يقول للنصاري‪ :‬قد رضيت لكم‬
‫أحد هذين الرجلين أبا عبيدة وعمر‪ .‬قال آخر‪ :‬إن عمرو بن العخخاص قخخال‪ :‬يخخا‬
‫نبي ال من أحب الناس إليك من النساء ؟ فقال‪ :‬عائشخخة فقخخال‪ :‬مخخن الرجخخال ؟‬
‫فقال‪ :‬أبوها فقال المأمون‪ :‬هذا باطل من قبل أنكم رويتخم أن النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله وضع بين يديه طائر مشوي فقال‪ :‬اللهخخم ائتنخخي بخخأحب خلقخخك إليخخك‬
‫فكان علي عليه السلم فأي روايتكم تقبل‪ .‬فقال آخخر‪ :‬فخان عليخا عليخه السخلم‬
‫قال‪ :‬من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري‪ .‬قال المأمون‪ :‬كيخخف‬
‫يجوز أن يقول علي عليه السلم‪ :‬أجلد الحخخد مخخن ل يجخخب الحخخد عليخخه فيكخخون‬
‫متعديا لحدود الخ عزوجخخل عخخامل بخلف أمخخره‪ ،‬وليخخس تفضخخيل مخخن فضخخله‬
‫عليهما فرية‪ ،‬وقد رويتم عن إمامكم أنه قال وليتكم ولست بخيركم فأي‬
‫]‪[193‬‬

‫الرجلين أصدق عندكم ؟ أبو بكر على نفسه أو علي عليه السلم على أبخخي بكخخر ؟ مخخع‬
‫تناقض الحديث في نفسه‪ ،‬ول بد له في قوله من أن يكون صادقا أو كاذبا فان‬
‫كان صادقا فأنى عخخرف ذلخخك ؟ أبخخوحي فخخالوحي منقطخخع‪ ،‬أو بخخالنظر فخخالنظر‬
‫متحير )‪ (1‬وإن كان غير صادق فمن المحال أن يلي أمخخر المسخخلمين‪ ،‬ويقخخوم‬
‫بأحكامهم‪ ،‬ويقيم حدودهم )وهو( كذاب‪ .‬قال آخر‪ :‬فقد جاء أن النبي صلى ال‬
‫عليه وآله قال‪ :‬أبو بكخر وعمخر سخيدا كهخول أهخل الجنخة‪ .‬قخال المخأمون‪ :‬هخذا‬
‫الحديث محال لنه ل يكون في الجنخخة كهخخل ويخخروى أن أشخخجعية كخخانت عنخخد‬
‫النبي صلى ال عليه وآلخخه فقخخال‪ :‬ل يخخدخل الجنخخة عجخخوز‪ ،‬فبكخخت فقخخال النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله‪ :‬إن ال عزوجل يقول‪ " :‬إنخخا أنشخخاناهن إنشخخاء فجعلنخخاهن‬
‫أبكارا عربا أترابا " )‪ (2‬فان زعمتم أن أبا بكر ينشأ شابا إذا دخل الجنخخة فقخخد‬
‫رويتم أن النبي صلى ال عليه وآله قال للحسن والحسين‪ :‬إنهمخخا سخخيدا شخخباب‬
‫أهل الجنة من الولين والخرين‪ ،‬وأبوهما خير منهما‪ .‬قال آخر‪ :‬قخخد جخخاء أن‬
‫النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬لو لم ابعث فيكم لبعث عمر‪ .‬قال المأمون‪ :‬هذا‬
‫محال لن ال عزوجل يقول‪ " :‬إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نخخوح والنخخبيين‬
‫من بعده " )‪ (3‬وقال عزوجل‪ " :‬وإذ أخذنا مخخن النخخبيين ميثخخاقهم ومنخخك ومخخن‬
‫نوح وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم " )‪ (4‬فهل يجخخوز أن يكخخون مخخن لخخم‬
‫يؤخذ ميثاقه على النبوة مبعوثا ومن اخذ ميثاقه على النبخخوة مخخؤخرا ؟ !‪ .‬قخخال‬
‫آخر‪ :‬إن النبي صلى ال عليه وآله نظر إلى عمر يوم عرفة فتبسخخم وقخخال‪ :‬إن‬
‫ال تعالى باهى بعباده عامة‪ ،‬وبعمر خاصة‪.‬‬

‫)‪ (1‬فخخي المصخخدر‪ :‬أو بخخالتظنى فخخالمتظنى متحيخخر‪ .‬أو بخخالنظر فخخالنظر مبحخخث‪(2) .‬‬
‫الواقعة‪ (3) .37 :‬النساء‪ (4) .163 :‬الحزاب‪.33 :‬‬

‫]‪[194‬‬

‫فقال المأمون‪ :‬فهذا مستحيل من قبل أن الخ تعخخالى لخخم يكخخن ليبخخاهي بعمخخر ويخخدع نخخبيه‬
‫صلى ال عليه وآله فيكون عمر في الخاصة والنبي في العامة‪ ،‬وليسخخت هخخذه‬
‫الرواية بأعجب من روايتكم أن النبي صلى ال عليه وآله قخخال‪ :‬دخلخخت الجنخخة‬
‫فسمعت خفق نعلين‪ ،‬فإذا بلل مولى أبخخي بكخخر قخخد سخخبقني إلخخى الجنخخة‪ ،‬وإنمخخا‬
‫قالت الشيعة‪ :‬علي خير من أبي بكر فقلتم‪ :‬عبد أبي بكر خير من رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآله لن السابق أفضل من المسبوق‪ ،‬وكما رويتم أن الشيطان‬
‫يفر من حس عمر وألقى على لسان النبي صلى ال عليه وآله أنهن الغرانيخخق‬
‫العلى )‪ (1‬ففر من عمر‪ ،‬وألقى على لسان النبي صلى ال عليه وآله بزعمكم‬
‫الكفر‪ .‬قال آخر‪ :‬قد قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬لو نزل العذاب مخخا نجخخا إل‬
‫عمر بن الخطاب‪.‬‬
‫)‪ (1‬الغرانيق جمع الغرنوق وهو الحسخخن الجميخخل يقخخال‪ :‬شخخاب غرنخخوق وغرانخخق‪ ،‬إذا‬
‫كان ممتلئا ريا‪ .‬روى عن ابن عباس وغيره ان النبي صخلى الخ عليخه وآلخه‬
‫لما تل سورة والنجم وبلغ إلى قوله‪ " :‬أفرايتم اللت والعزى‪ ،‬ومنخخاة الثالثخة‬
‫الخرى " القى الشيطان في تلوته‪ " :‬تلك الغرانيق العلخخى‪ ،‬وان شخخفاعتهن‬
‫لترجى "‪ .‬فسر بذلك المشخخركون فلمخخا انتهخخى إلخخى السخخجدة سخخجد المسخخلمون‬
‫وسجد ايضا المشركون لما سمعوا من ذكر آلهتهم بما اعجبهم‪ .‬فهخخذا الخخخبر‬
‫ان صح محمول على انه كان يتلو القرآن‪ ،‬فلما بلغ إلى هذا الموضع وذكخخر‬
‫اسماء آلهتهم قال بعض الحاضرين من الكافرين " تلك الغرانيق العلى‪" ...‬‬
‫القى ذلك في تلوته‪ ،‬توهم ان ذلخخك مخخن القخخرآن‪ ،‬فأضخخافه الخ سخخبحانه إلخخى‬
‫الشيطان لنه انما حصل باغوائه ووسوسخخته‪ .‬وهخخذا أورده المرتضخى قخدس‬
‫ال روحه في كتاب التنزيه‪ ،‬وهو قول الناصر للحق من ائمة الزيدية‪ ،‬وهخخو‬
‫وجه حسن في تأويله‪ ،‬راجع مجمع البيان ج ‪ 7‬ص ‪ .91‬تنزيه النبيخخاء ص‬
‫‪ .109 - 107‬أقول قد ذكر العلمة المؤلف هذه القصخخة فخخي بخخاب عصخخمة‬
‫النبي صلى ال عليه وآله )ج ‪ 17‬ص ‪ (69 - 56‬فراجع‪.‬‬

‫]‪[195‬‬

‫قال المأمون‪ :‬هذا خلف الكتاب نصا لن ال عزوجل يقول‪ " :‬ومخخا كخخان الخ ليعخخذبهم‬
‫وأنت فيهم " )‪ (1‬فجعلتم عمر مثل الرسول‪ .‬قال آخر‪ :‬فقد شخخهد النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله لعمر بالجنة في عشرة مخن الصخحابة‪ .‬فقخال‪ :‬لخو كخان هخذا كمخا‬
‫زعمت كان عمر ل يقول لحذيفة نشدتك بال أمن المنافقين أنا ؟ فان كخخان قخخد‬
‫قال له النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬أنت من أهل الجنة ولم يصخخدقه حخختى زكخخاه‬
‫حذيفة وصدق حذيفة ولم يصدق النبي صلى الخ عليخه وآلخه فهخذا علخى غيخر‬
‫السلم‪ ،‬وإن كان قخد صخدق النخبي صخلى الخ عليخه وآلخه فلخم سخأل حذيفخة ؟‬
‫وهذان الخبران متناقضان في أنفسهما‪ .‬فقال آخر‪ :‬فقخخد قخخال النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ :‬وضعت امتي في كفة الميخخزان‪ ،‬ووضخخعت فخخي اخخخرى‪ ،‬فرجحخخت‬
‫بهم‪ ،‬ثم وضع مكاني أبو بكر فرجع بهم‪ ،‬ثخخم عمخخر فرجخخح ثخخم رفخخع الميخخزان‪.‬‬
‫فقال المأمون‪ :‬هذا محال من قبل أنه ل يخلو من أن يكخخون مخخن أجسخخامهما أو‬
‫أعمالهمخخا فخان كخخانت الجسخام فل يخفخى علخخى ذي روح أنخه محخال‪ ،‬لنخه ل‬
‫يرجح أجسامهما بأجسام المة‪ ،‬وإن كانت أفعالهما فلم يكن بعد فكيف يرجخخح‬
‫بما ليس وخبروني بما يتفاضخخل النخخاس ؟ فقخخال بعضخخهم‪ :‬بالعمخخال الصخخالحة‬
‫قال‪ :‬فأخبروني فمن فضل صاحبه على عهد النبي صلى ال عليه وآله ثخخم إن‬
‫المفضول عمل بعد وفاة النبي صلى ال عليه وآلخخه بخخأكثر مخن عمخل الفاضخخل‬
‫على عهد النبي صلى ال عليه وآله أيلحخخق بخخه ؟ فخخان قلتخخم نعخخم أوجخخدتكم فخخي‬
‫عصرنا هذا من هو اكثر جهادا وحجا وصوما وصلة وصخخدقة مخخن أحخخدهم‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬صدقت ل يلحق فاضل دهرنا فاضل عصر النبي صلى ال عليه وآلخخه‪.‬‬
‫قال المأمون‪ :‬فانظروا فيما روت أئمتكم الذين أخذتم عنهم أديانكم في فضائل‬
‫علي عليه السلم وقايسوا إليها ما رووا في فضائل تمام العشرة الذين شهدوا‬
‫لهم بالجنة‪ ،‬فان كانت جزءا من أجخخزاء كخخثيرة فخخالقول قخخولكم‪ ،‬وإن كخخانوا قخخد‬
‫رووا في فضائل علي عليه السلم أكثر فخذوا عن أئمتكم ما رووا ول تعدوه‬
‫قال‪ :‬فأطرق القوم جميعا‪.‬‬

‫)‪ (1‬النفال‪.33 :‬‬

‫]‪[196‬‬

‫فقال المأمون مالكم سكتم ؟ قالوا‪ :‬قد استقصينا‪ .‬قال المأمون‪ :‬فاني أسألكم خبروني أي‬
‫العمال كان أفضل يوم بعث ال نبيه صلى ال عليه وآله ؟ قالوا‪ :‬السبق إلخخى‬
‫السلم لن ال تبارك وتعالى يقول‪ " :‬السابقون السابقون اولئك المقربخخون "‬
‫)‪ (1‬قال‪ :‬فهل علمتم أحدا أسبق من علي عليه السلم إلى السلم ؟ قالوا‪ :‬إنه‬
‫سبق حدثا لم يجر عليه حكم‪ ،‬وأبو بكر أسلم كهل قد جرى عليه الحكم‪ ،‬وبين‬
‫هاتين الحالتين فرق‪ .‬قال المأمون‪ :‬فخخخبروني عخخن إسخخلم علخخي عليخخه السخخلم‬
‫أبالهام من قبل ال عزوجل أم بدعاء النبي صلى ال عليه وآله فان قلتم بإلهام‬
‫فقد فضلتموه على النبي صلى ال عليه وآله لن النبي لم يلهم بل أتاه جبرئيل‬
‫عليه السلم عن ال عزوجل داعيا ومعرفا وإن قلتم بخخدعاء النخخبي صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله فهل دعاه من قبل نفسه أم بأمر ال عزوجل‪ .‬فان قلتم من قبل نفسه‬
‫فهذا خلف ما وصف ال عزوجل نبيه عليه السلم في قوله تعالى " وما أنخخا‬
‫من المتكلفين " )‪ .(2‬وفي قوله عزوجل " وما ينطق عخخن الهخخوى " )‪ (3‬وإن‬
‫كان من قبل ال عزوجل فقد أمر ال سبحانه وتعالى نبيه صلى ال عليه وآله‬
‫بدعاء علي من بين صبيان الناس وإيثاره عليهم فدعاه ثقة به وعلما بتأييد ال‬
‫تعالى إياه‪ .‬وخلة اخرى خبروني عن الحكيم هل يجوز أن يكلخخف خلقخخه مخخا ل‬
‫يطيقون ؟ فان قلتم نعم كفرتم‪ ،‬وإن قلتم ل فكيف يجخخوز إن يخخأمر نخخبيه صخخلى‬
‫ال عليه وآله بدعاء من لخخم يمكنخخه قبخخول مخخا يخخؤمر بخخه لصخخغره وحداثخخة سخخنه‬
‫وضعفه عن القبول‪ .‬وخلة اخرى هل رأيتم النخبي صخلى الخ عليخخه وآلخخه دعخخا‬
‫أحدا من صبيان أهله وغيرهم فيكون اسوة علي عليخخه السخخلم ؟ فخخان زعمتخخم‬
‫أنه لم يدع غيره فهذه فضيلة لعلي عليه السلم على جميع صبيان النخخاس‪ .‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬أي العمال أفضل بعد السبق إلى اليمان ؟ قالوا‪ :‬الجهاد في سبيل الخخ‪،‬‬
‫قال فهل تحدثون لحد من العشرة في الجهاد ما لعلي عليه السلم فخخي جميخخع‬
‫مواقف النبي صلى ال عليه وآله من الثر ؟ هذه بدر قتل من المشركين فيها‬
‫نيف وستون رجل‬

‫)‪ (1‬الواقعة‪ (2) .10 :‬ص‪ (3) .8 :‬النجم‪.3 :‬‬


‫]‪[197‬‬

‫قتل علي عليه السلم منهم نيفا وعشرين وأربعون لسائر الناس‪ ،‬فقال قخخائل‪ :‬كخخان أبخخو‬
‫بكر مع النبي صلى ال عليخه وآلخه فخي عريشخخه يخخدبرها‪ ،‬فقخال المخأمون‪ :‬لقخخد‬
‫جئت بها عجيبة أكان يدبر دون النبي صلى ال عليه وآلخخه أو معخخه فيشخخركه‪،‬‬
‫أو لحاجة النبي صلى ال عليه وآله إلى رأي أبي بكر ؟ أي الثلث أحب إليك‬
‫؟ فقال‪ :‬أعوذ بال من أن أزعم أنه يدبر دون النخخبي صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه أو‬
‫يشركه أو بافتقار من النبي صلى ال عليه وآلخه إليخه‪ .‬قخال‪ :‬فمخا الفضخيلة فخي‬
‫العريش ؟ فان كانت فضيلة أبي بكر بتخلفه عن الحرب فيجب أن يكخخون كخخل‬
‫متخلخخف فاضخخل أفضخخل مخخن المجاهخخدين وال خ عزوجخخل يقخخول‪ " :‬ل يسخختوي‬
‫القاعدون من المؤمنين غير اولي الضرر والمجاهدون في سبيل ال بأموالهم‬
‫وأنفسهم فضل ال المجاهدين بخخأموالهم وأنفسخخهم علخخى القاعخخدين درجخخة وكل‬
‫وعد ال الحسنى وفضل ال المجاهدين علخخى القاعخخدين أجخخرا عظيمخخا " )‪.(1‬‬
‫قال إسحاق بن حماد بن زيد‪ :‬ثم قال لي‪ " :‬اقرأ هل أتخخى علخخى النسخخان حيخخن‬
‫من الدهر " فقرأت حتى بلغت " ويطعمون الطعام على حبخخه مسخخكينا ويتيمخخا‬
‫وأسيرا " إلى قوله " وكخخان سخخعيكم مشخخكورا " )‪ (2‬فقخخال‪ :‬فيمخخن نزلخخت هخخذه‬
‫اليات ؟ قلت‪ :‬في علي عليه السلم قال‪ :‬فهل بلغك أن عليا عليه السلم قخخال‪:‬‬
‫حين أطعم المسكين واليتيم والسير " إنما نطعمكخخم لخخوجه الخ ل نريخخد منكخخم‬
‫جزاء ول شكورا " على ما وصف ال عزوجل في كتخخابه ؟ فقلخخت‪ :‬ل‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فان ال عزوجل عرف سريرة علي عليه السلم ونيته فأظهر ذلك فخخي كتخخابه‬
‫تعريفا لخلقه أمره‪ ،‬فهل علمت أن ال عزوجل وصف فخخي شخخئ ممخخا وصخخف‬
‫في الجنة ما في هذه السورة " قوارير من فضة " قلت‪ :‬ل قال‪ :‬فهخخذه فضخخيلة‬
‫اخرى‪ ،‬فكيف يكون القوارير من فضة ؟ قلت‪ :‬ل أدري قال‪ :‬يريد كأنهخخا مخخن‬
‫صفائها من فضة يرى داخلها كما يرى خارجها‪ .‬وهذا مثخخل قخخوله صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله " يا أنجشة رويدا سوقك بالقوارير " )‪ (3‬وعنى به النساء‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .95 .‬الدهر‪ (3) .9 :‬قال في الصابة‪ :‬انجشة السود الحادى ‪ -‬كخخان‬
‫حسن الصوت بالحداء‪ ،‬وقال البلذرى كان حبشخخيا يكنخخى أبخخا ماريخخة‪ ،‬روى‬
‫أبو داود الطيالسي في مسنده عن حماد بن سلمة‬

‫]‪[198‬‬

‫كأنهن القوارير رقة‪ ،‬وقوله عليه السلم ركبت فرس أبي طلحة فوجدته بحرا أي كأنه‬
‫بحر من كثرة جريه وعدوه‪ ،‬وكقول الخ عزوجخخل " ويخخأتيه المخخوت مخخن كخخل‬
‫مكان وما هو بميت ومن ورائه عذاب غليظ " )‪ (1‬أي كأنه مخخا يخخأتيه المخخوت‬
‫ولو أتاه من مكان واحد لمات‪ .‬ثم قال‪ :‬يا إسحاق ألست ممن يشهد أن العشخخرة‬
‫في الجنة ؟ فقلت‪ :‬بلى قال‪ :‬أرأيت لو أن رجل‪ ،‬قخال‪ :‬مخا أدري أصخحيح هخذا‬
‫الحديث أم ل ؟ أكان عندك كافرا ؟ قلت‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬أفرأيخخت لخخو قخخال‪ :‬مخخا أدري‬
‫أهذه السورة قرآن أم ل ؟ أكخخان عنخخدك كخخافرا ؟ قلخخت‪ :‬بلخخى قخخال‪ :‬أرى فضخخل‬
‫الرجل يتأكد‪ .‬خبرني يا إسحاق عن حديث الطائر المشوي أصخخحيح عنخخدك ؟‬
‫قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬بان وال عنخخادك ل يخلخخو هخخذا مخخن أن يكخخون كمخخا دعخخا النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله أو يكون مردودا أو عرف الخ الفاضخخل مخخن خلقخخه وكخخان‬
‫المفضول أحب إليه‪ ،‬أو تزعم أن ال لم يعخخرف الفاضخخل مخخن المفضخخول فخخأي‬
‫الثلث أحب إليك أن تقول به ؟‪ .‬قال إسحاق‪ :‬فأطرقت ساعة ثم قلت‪ :‬يا أميخخر‬
‫المؤمنين إن ال عزوجل يقول في أبي بكر " ثاني اثنين إذ همخا فخي الغخار إذ‬
‫يقول لصاحبه ل تحزن إن ال معنا " )‪ (2‬فنسبه ال عزوجل إلى صحبة نبيه‬
‫صلى ال عليه وآله‪ ،‬فقال‪ :‬سخخبحان الخ مخخا أقخخل علمكخخم باللغخخة والكتخخاب‪ ،‬أمخخا‬
‫يكون الكافر صاحبا للمؤمن‪ ،‬فأي فضيلة في هذه ؟ أما سخخمعت ال خ عزوجخخل‬
‫يقول‪ " :‬قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب‬

‫عن ثابت عن انس قال‪ :‬كان انجشة يحدو بالنساء وكان البراء بن مالك يحدو بالرجال‬
‫فإذا اعتقب البل قال النبي صلى ال عليه وآله‪ :‬يا انجشة ! رويخخدك سخخوقك‬
‫بالقوارير‪ .‬ورواه الشيخان مختصخخرا ورواه مسخخلم مخخن طريخخق سخخليمان بخخن‬
‫طرخان التيمى عن أنس قال‪ :‬كان للنبى صلى ال عليخخه وآلخخه حخخاد يقخخال لخخه‬
‫انجشة فقال له النبي " ص "‪ :‬رويدا سوقك بالقوارير‪ ،‬راجع الصخخابة ج ‪1‬‬
‫ص ‪ .80‬وأما في نسخة الكمبانى وهكذا المصدر بخخدل " انجشخخة " اسخخحاق‪،‬‬
‫فهو تصحيف‪ (1) .‬ابراهيم‪ (2) .17 :‬التوبة‪.40 :‬‬

‫]‪[199‬‬

‫ثم من نطفة ثم سويك رجل " )‪ (1‬فقخخد جعلخخه لخخه صخخاحبا وقخخال الهخخذلي‪ :‬ولقخخد غخخدوت‬
‫وصخخاحبي وحشخخية * تحخخت الخخرداء بصخخيرة بالمشخخرق وقخخال الزدي‪ :‬ولقخخد‬
‫دعوت الوحش فيه وصاحبي * محض القوائم من هجان هيكل فصير فرسخخه‬
‫صاحبه‪ ،‬وأما قوله " إن ال معنا " فانه تبارك وتعالى مخع الخبر والفخاجر أمخا‬
‫سمعت قوله عزوجل " ما يكون من نجوى ثلثخة إل هخو رابعهخم ول خمسخة‬
‫إل هو سادسهم ول أدنى من ذلك ول أكثر إل هخخو معهخخم أينمخخا كخخانوا " )‪.(2‬‬
‫وأما قوله " ل تحزن " فخبرني عن حزن أبي بكر أكان طاعة أو معصخخية ؟‬
‫فان زعمت أنه كان طاعة فقد جعلت النبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه ينهخخى عخخن‬
‫الطاعة‪ ،‬وهخخذا خلف صخخفة الحكيخخم‪ ،‬وإن زعمخخت أنخخه معصخخية فخخأي فضخخيلة‬
‫للعاصي‪ .‬وخبرني عن قوله عزوجل " فأنزل ال سكينته عليه " علخخى مخخن ؟‬
‫قال إسحاق‪ :‬فقلت‪ :‬على أبي بكر لن النبي صلى ال عليه وآله كان مسخختغنيا‬
‫عن السكينة قال‪ :‬فخبرني عن قوله عزوجل " ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم‬
‫فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الرض بمخخا رحبخخت ثخخم وليتخخم مخخدبرين ثخخم‬
‫أنزل ال سكينته على رسوله وعلخخى المخخؤمنين " )‪ (3‬أتخخدري مخخن المؤمنخخون‬
‫الخخذين أراد الخ عزوجخخل فخخي هخخذا الموضخخع ؟ قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬ل قخخال‪ :‬إن النخخاس‬
‫انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي صلى ال عليه وآلخه وسخلم إل سخبعة مخخن‬
‫بني هاشم علي عليه السلم يضرب بسيفه‪ ،‬والعبخخاس أخخخذ بلجخخام بغلخخة النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله والخمسة محدقون بالنبي صلى ال عليخخه وآلخخه خوفخخا مخخن‬
‫أن يناله سلح الكفار حخختى أعطخخى الخ تبخخارك وتعخخالى رسخخوله عليخخه السخخلم‬
‫الظفر عنى بالمؤمنين في هذا الموضع عليا عليه السلم ومن حضر من بني‬
‫هاشم فمن كان أفضل أمن كان مع النبي صلى ال عليه وآله ونزلت السخخكينة‬
‫على النبي صلى ال عليه واله وعليه‪ ،‬أم من كان في الغار مخخع النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله ولم يكن أهل لنزولها عليه ؟‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكهف‪ (2) .37 :‬المجادلة‪ (3) .7 :‬التوبة‪ 25 :‬و ‪.26‬‬

‫]‪[200‬‬

‫يا إسحاق من أفضل ؟ من كان مع النبي صلى ال عليه وآله في الغار أم من نام علخخى‬
‫مهاده ووقاه بنفسه‪ ،‬حتى تم للنخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه مخخا عخخزم عليخخه مخخن‬
‫الهجرة إن ال تبارك وتعالى أمر نبيه صلى ال عليه وآله أن يأمر عليا عليخخه‬
‫السلم بالنوم على فراشه ووقايته بنفسه فأمره بذلك‪ ،‬فقال علي عليه السخخلم‪:‬‬
‫أتسلم يا نبي ال ؟ قال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬سخخمعا وطاعخخة‪ ،‬ثخخم أتخخى مضخخجعه وتسخخجى‬
‫بثوبه‪ ،‬وأحدق المشركون به‪ ،‬ل يشكون في أنه النبي صلى ال عليه وآله وقد‬
‫أجمعخخوا أن يضخخربه مخخن كخخل بطخخن مخخن قريخخش رجخخل ضخخربة لئل يطخخالب‬
‫الهاشميون بدمه وعلي عليه السلم يسمع ما القوم فيخخه مخخن التخخدبير فخخي تلخخف‬
‫نفسه فلم يدعه ذلك إلى الجزع كما جزع أبو بكر في الغخخار‪ ،‬وهخخو مخخع النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله وعلي عليه السلم وحده‪ ،‬فلم يزل صابرا محتسخخبا فبعخخث‬
‫ال تعالى ملئكة تمنعه من مشركي قريش‪ .‬فلما أصبح قخخام فنظخخر القخخوم إليخخه‬
‫فقالوا‪ :‬أين محمد ؟ قال‪ :‬وما علمي به ؟ قالوا‪ :‬فأنت غررتنخخا ثخخم لحخخق بخخالنبي‬
‫صلى ال عليه وآله فلم يزل علي أفضل لما بدا منه )إل ما( يزيد خيخخرا حخختى‬
‫قبضه ال تعالى إليه وهخخو محمخخود مغفخخور لخخه يخخا إسخخحاق أمخخا تخخروي حخخديث‬
‫الولية ؟ فقلت‪ :‬نعم قال‪ :‬اروه‪ ،‬فرويته فقال‪ :‬أما ترى أنه أوجخخب لعلخخي علخخى‬
‫أبي بكر وعمر من الحق ما لم يوجب لهما عليه ؟ قلت‪ :‬إن الناس يقولخخون إن‬
‫هذا قاله بسبب زيد بن حارثة قال‪ :‬وأين قال النبي صلى ال عليه وآلخه هخذا ؟‬
‫قلخت‪ :‬بغخدير خخم بعخد منصخرفه مخن حجخة الخوداع قخال‪ :‬فمختى قتخل زيخد بخن‬
‫حارثة ؟ قلت‪ :‬بمؤته‪ ،‬قال‪ :‬أفليس قد كان قتل زيد بن حارثة قبل غخخدير خخخم ؟‬
‫قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فخبرني لو رأيت ابنا لك أتت عليه خمخس عشخرة سخنة يقخول‬
‫مولي مول ابن عمي أيها الناس فاقبلوا أكنت تكره ذلخخك ؟ فقلخخت‪ :‬بلخخى قخخال‪:‬‬
‫أفتنزه ابنك عما ل تنزه النبي صلى ال عليه وآلخخه ؟ ويحكخخم أجعلتخخم فقهخخاءكم‬
‫أربابكم ؟ إن ال عزوجل يقول‪ " :‬اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابخخا مخخن دون‬
‫ال " )‪ (1‬وال ما صاموا لهم ول صلوا لهم‪ ،‬ولكنهم أمروا لهخم فخاطيعوا‪ .‬ثخخم‬
‫قال‪ :‬أتروي قول النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه لعلخخي عليخخه السخخلم أنخخت منخخي‬
‫بمنزلة هارون من موسى ؟ قلت‪ :‬نعم قال‪ :‬أما تعلخخم أن هخخارون أخخخو موسخخى‬
‫لبيه وامه ؟ قلت‪ :‬بلى‬

‫)‪ (1‬براءة‪.310 :‬‬

‫]‪[201‬‬

‫قال‪ :‬فعلي عليه السلم كذلك ؟ قلخخت‪ :‬ل‪ ،‬قخخال‪ :‬فهخخارون نخخبي وليخخس علخخي كخخذلك‪ ،‬فمخخا‬
‫المنزلة الثالثة إل الخلفة‪ ،‬وهذا كما قال المنافقون إنخه اسختخلفه اسخختثقال لخه‪،‬‬
‫فأراد أن يطيب نفسه‪ ،‬وهذا كما حكى الخ عزوجخخل عخخن موسخخى حيخخث يقخخول‬
‫لهارون‪ " :‬اخلفني في قومي وأصلح ول تتبع سبيل المفسخخدين " )‪ .(1‬فقلخخت‪:‬‬
‫إن موسى خلف هارون في قومه وهو حي ثم مضى إلى ميقات ربه عزوجل‬
‫وإن النبي صلى ال عليه وآله خلف عليا عليه السلم حين خرج إلى غزاتخخه‪.‬‬
‫فقال‪ :‬أخبرني عن موسخى حيخن خلخف هخارون أكخان معخه حيخث مضخى إلخى‬
‫ميقات ربه عزوجل أحد من أصحابه ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬أو ليس قخخد اسخختخلفه‬
‫على جميعهم ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬فكذلك علي عليه السلم خلفه النبي صلى الخ‬
‫عليه وآله حين خرج في غزاته في الضعفاء والنساء والصبيان إذ كخخان أكخخثر‬
‫قومه معه‪ ،‬وإن كان قد جعله خليفتخخه علخخى جميعهخخم والخخدليل علخخى أنخخه جعلخخه‬
‫خليفة عليهم في حياته إذا غاب وبعد موته قوله عليخخه السخخلم " علخخي بمنزلخخة‬
‫هارون من موسى إل أنه ل نبي بعدي "‪ .‬وهو وزير النخخبي صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله أيضا بهذا القول لن موسى عليه السلم قد دعا ال عز وجل فقخخال فيمخخا‬
‫دعا‪ " :‬واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشخخركه فخخي‬
‫أمري "( )‪ (2‬وإذا كان علي عليه السخخلم منخخه صخخلى الخ عليخه وآلخخه بمنزلخخة‬
‫هارون من موسى فهو وزيره كما كان هخارون وزيخر موسخى عليخه السخلم‪،‬‬
‫وهو خليفته كما كان هارون خليفة موسى عليه السلم‪ .‬ثم أقبل على أصحاب‬
‫النظر والكلم فقال‪ :‬أسألكم أو تسألوني ؟ قالوا‪ :‬بل نسألك‪ ،‬فقال‪ :‬قولوا‪ .‬فقخخال‬
‫قائل منهم‪ :‬أليست إمامة علي عليه السلم من قبل ال عزوجل نقل ذلخخك عخخن‬
‫رسول ال من نقل الفرض مثل الظهر أربع ركعات وفي مائتين درهم خمسة‬
‫دراهم والحج إلى مكة‪ ،‬فقال‪ :‬بلى قال‪ :‬فما بالهم لم يختلفوا في جميع الفخخرض‬
‫واختلفوا في خلفة علي عليه السلم وحدها ؟‪.‬‬

‫)‪ (1‬العراف‪ (2) .142 :‬طه‪.32 - 29 :‬‬


‫]‪[202‬‬

‫قال المأمون‪ :‬لن جميع الفرض ل يقع فيه من التنافس والرغبة مخخا يقخخع فخخي الخلفخخة‪.‬‬
‫فقال آخر‪ :‬ما أنكرت أن يكون النبي صلى ال عليه وآله أمرهم باختيار رجل‬
‫يقوم مقامه رأفة ورقة عليهم أن يستخلف هو بنفسخخه فيعصخخى خليفتخخه‪ ،‬فينخخزل‬
‫العذاب فقال‪ :‬أنكرت ذلخخك مخخن قبخخل أن الخ عزوجخخل أرأف بخلقخخه مخخن النخخبي‬
‫صلى ال عليه وآله وقد بعث نخخبيه صخخلى الخ عليخخه وآلخخه وهخخو يعلخخم أن فيهخخم‬
‫العاصي والمطيع‪ ،‬فلم يمنعه ذلك من إرساله‪ .‬وعلة اخرى لو أمرهم باختيخخار‬
‫رجل منهم كان ل يخلو من أن يأمرهم كلهم أو بعضخخهم‪ ،‬فلخخو أمخخر الكخخل مخخن‬
‫كان المختار ؟ ولو أمر بعضنا دون بعض كخخان ل يخلخخو مخخن أن يكخخون علخخى‬
‫هذا البعض علمة‪ ،‬فان قلت الفقهاء فلبد من تحديد الفقيه وسمته‪ .‬قال آخخخر‪:‬‬
‫فقد روي أن النبي صلى ال عليه وآله قال‪ :‬ما رآه المسلمون حسنا فهخخو عنخخد‬
‫ال عزوجل حسن‪ ،‬وما رأوه قبيحا فهو عند ال تبخخارك وتعخخالى قبيخخح‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫هذا القول ل بد مخخن أن يريخخد كخخل المخخؤمنين أو البعخخض‪ ،‬فخان أراد الكخخل فهخخو‬
‫مفقخخود لن الكخخل ل يمكخخن اجتمخخاعهم‪ ،‬وإن كخخان البعخخض فقخخد روى كخخل فخخي‬
‫صاحبه حسنا مثل رواية الشيعة في علي عليه السخخلم وروايخخة الحشخخوية فخخي‬
‫غيره‪ ،‬فمتى يثبت مخخا يريخخدون مخخن المامخخة‪ .‬قخخال آخخخر‪ :‬فيجخخوز أن يزعخخم أن‬
‫أصحاب محمد صلى ال عليه وآله أخطأوا ؟ قخال‪ :‬كيخف نزعخم أنهخم أخطخؤا‬
‫واجتمعخخوا علخخى ضخخللة وهخخم ل يعلمخخون فرضخخا ول سخخنة‪ ،‬لنخخك تزعخخم أن‬
‫المامة ل فرض من ال عزوجل ول سنة من الرسول صلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫فكيف يكون فيما ليس عندك بفرض ول سنة خطأ‪ .‬قال آخر‪ :‬إن كنخخت تخخدعي‬
‫لعلي عليه السلم من المامة )دون غيره( فهات بينتك على مخخا تخخدعي فقخخال‪:‬‬
‫ما أنا بمدع ولكني مقر ول بينة على مقر‪ ،‬والمدعي من يزعم أن إليه التولية‬
‫والعزل‪ .‬وأن إليه الختيار‪ ،‬والبينة ل تعرى مخخن أن يكخخون مخخن شخخركائه فهخخم‬
‫خصماء أو يكون من غيرهم والغير معدوم‪ ،‬فكيف يؤتى بالبينة على هذا‪.‬‬

‫]‪[203‬‬

‫قال آخر‪ :‬فما كان الواجب على علي عليه السلم بعد مضي رسول ال صلى ال عليه‬
‫وآله ؟ قال‪ :‬مخخا فعلخخه‪ ،‬قخال‪ :‬أفمخخا وجخخب أن يعلخخم النخخاس أنخخه إمخخام ؟ فقخخال‪ :‬إن‬
‫المامة ل تكون بفعل منه في نفسه‪ ،‬ول بفعل مخن النخخاس فيخخه مخن اختيخخار أو‬
‫تفضيل أو غير ذلك‪ ،‬إنما يكون بفعل من ال عزوجل فيه‪ ،‬كما قخخال لبراهيخخم‬
‫عليه السلم‪ " :‬إني جاعلك للناس إماما " )‪ (1‬وكما قال عزوجل لداود عليخخه‬
‫السلم‪ " :‬يا داود إنا جعلنخخاك خليفخخة فخخي الرض " )‪ (2‬وكمخخا قخخال عزوجخخل‬
‫للملئكة في آدم عليه السلم " إني جاعل فخخي الرض خليفخخة " )‪ .(3‬فالمخخام‬
‫إنما يكون إماما من قبل ال باختياره إيخخاه فخخي بخخدئ الصخخنيعة والتشخخريف فخخي‬
‫النسب‪ ،‬والطهارة في المنشأ‪ ،‬والعصمة في المستقبل‪ ،‬ولخخو كخخانت بفعخخل منخخه‬
‫في نفسه كان من فعل ذلك الفعل مستحقا للمامخخة وإذا عمخخل خلفهخخا اعخختزل‬
‫فيكون خليفة قبل أفعاله‪ .‬وقال آخر‪ :‬فلم أوجبت المامة لعلي عليه السلم بعد‬
‫الرسول صلى الخ عليخخه وآلخخه ؟ فقخخال‪ :‬لخروجخخه مخخن الطفوليخخة إلخخى اليمخخان‬
‫كخروج النبي صلى ال عليه وآلخخه مخخن الطفوليخخة إلخخى اليمخخان والخخبراءة مخخن‬
‫ضللة قومه عن الحجة واجتنابه الشرك‪ ،‬كبراءة النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه‬
‫من الضللة واجتنابه الشرك لن الشرك ظلم عظيم‪ .‬ول يكون الظالم إمامخخا‪،‬‬
‫ول من عبد وثنا باجماع ومن أشرك فقد حل مخن الخ عزوجخل محخل أعخدائه‬
‫فالحكم فيه الشهادة عليه بمخخا اجتمعخخت عليخخه المخخة حخختى يجيخخئ إجمخخاع آخخخر‬
‫مثلخه‪ ،‬ولن مخن حكخم عليخه مخرة فل يجخوز أن يكخون حاكمخا فيكخون الحخاكم‬
‫محكوما عليه فل يكون حينئذ فرق بين الحاكم والمحكوم عليه‪ .‬قال آخر‪ :‬فلخخم‬
‫لم يقاتل علي عليه السلم أبخخا بكخخر وعمخخر وعثمخخان كمخخا قاتخخل معاويخخة فقخخال‪:‬‬
‫المسألة محال لن " لم " اقتضاء ول يفعل نفي‪ ،‬والنفي ل يكون له علة إنمخخا‬
‫العلة للثبات‪ ،‬وإنما يجب أن ينظر في أمر علي عليه السلم أمن قبخخل ال خ أم‬
‫من قبل غيره فان صح أنه من قبل ال عزوجل فالشك في تخخدبيره كفخخر لقخخوله‬
‫عزوجل " فل‬

‫)‪ (1‬البقرة‪ (2) .124 :‬ص‪ (3) .26 :‬البقرة‪.30 :‬‬

‫]‪[204‬‬

‫وربك ل يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثخم ل يجخخدوا فخخي أنفسخهم حرجخخا ممخا‬
‫قضيت ويسلموا تسليما " )‪ .(1‬فأفعال الفاعل تبع لصله‪ ،‬فان كان قيامه عخخن‬
‫ال عزوجل فأفعاله عنه وعلى الناس الرضا والتسليم‪ ،‬وقد تخخرك رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآله القتال يوم الحديبية يوم صد المشركون هديه عن الخخبيت‪،‬‬
‫فلما وجخخد العخخوان وقخخوي حخخارب‪ ،‬كمخخا قخخال عزوجخخل فخخي الول " فاصخخفح‬
‫الصفح الجميل " )‪ (2‬ثم قال عزوجل‪ " :‬اقتلخوا المشخركين حيخث وجخدتموهم‬
‫وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصخخد " )‪ .(3‬قخخال آخخخر‪ :‬إذا زعمخخت‬
‫أن إمامة علي عليه السلم من قبل ال عزوجل وأنه مفترض الطاعة‪ ،‬فلم لخخم‬
‫يجز إل التبليغ والدعاء كما للنبياء عليهخخم السخخلم وجخاز لعلخخي أن يخخترك مخخا‬
‫امر به من دعوة الناس إلى طاعته‪ .‬فقال‪ :‬من قبخل أنخا لخم نخدع أن عليخا عليخه‬
‫السلم امر بالتبليغ فيكون رسخخول ولكنخخه عليخخه السخخلم وضخخع علمخخا بيخخن الخ‬
‫تعالى وبين خلقه‪ ،‬فمن تبعه كان مطيعا‪ ،‬ومن خالفه كخخان عاصخخيا‪ ،‬فخخان وجخخد‬
‫أعوانا يتقوى بهم جاهد وإن لم يجد أعوانا فاللوم عليهم ل عليه‪ ،‬لنهم امخخروا‬
‫بطاعته على كل حال‪ ،‬ولم يؤمر هو بمجاهدتهم إل بقوة وهو بمنزلخخة الخخبيت‪،‬‬
‫على الناس الحج إليه فإذا حجوا أدوا ما عليهم‪ ،‬وإذا لخخم يفعلخخوا كخخانت للئمخخة‬
‫عليهخخم‪ ،‬ل علخخى الخخبيت‪ .‬وقخخال آخخخر‪ :‬إذا وجخخب أنخخه ل بخخد مخخن إمخخام مفخخترض‬
‫الطاعة بالضطرار‪ ،‬فكيف يجخخب بالضخخطرار أنخخه علخخي عليخخه السخخلم دون‬
‫غيخخره‪ ،‬فقخخال مخخن قبخخل أن الخخ عخخز وجخخل ل يفخخرض مجهخخول‪ ،‬ول يكخخون‬
‫المفروض ممتنعا إذ المجهول ممتنع ول بد من دللة الرسول على الفخخرض‪،‬‬
‫ليقطع العذر بين ال عزوجل وبين عباده‪ ،‬أرأيت لو فرض ال عزوجل على‬
‫الناس صوم شهر ولم يعلم النخاس أي شخهر هخو ولخم يسخم‪ ،‬كخان علخى النخاس‬
‫استخراج ذلخك بعقخخولهم‪ ،‬حختى يصخخيبوا مخا أراد الخ تبخارك وتعخخالى‪ ،‬فيكخخون‬
‫الناس حينئذ مستغنين عخخن الرسخخول والمخخبين لهخخم‪ ،‬وعخخن المخخام الناقخخل خخخبر‬
‫الرسول إليهم‪.‬‬

‫)‪ (1‬النساء‪ (2) .65 :‬الحجر‪ (3) .85 :‬التوبة‪.5 :‬‬

‫]‪[205‬‬

‫وقال آخر‪ :‬من أين أوجبت أن عليا عليه السلم كان بالغا حين دعخخاه النخخبي صخخلى ال خ‬
‫عليه وآله فان الناس يزعمون أنه كان صبيا حيخخن دعخخا ولخخم يكخخن جخخاز عليخخه‬
‫الحكم‪ ،‬ول بلغ مبلغ الرجال‪ ،‬فقال‪ :‬من قبل أنه ل يعرى في ذلخخك الخخوقت مخخن‬
‫أن يكون ممن ارسل إليه النبي صلى ال عليه وآله ليخخدعوه‪ ،‬فخخان كخخان كخخذلك‬
‫فهو محتمل للتكليف‪ ،‬قوي على أداء الفرائض‪ ،‬وإن كان ممن لخخم يرسخخل إليخخه‬
‫فقد لزم النبي صلى ال عليه وآله قول ال عزوجل " ولو تقخخول علينخخا بعخخض‬
‫القاويل لخذنا منه باليمين ثم لقطعنخا منخه الخوتين " )‪ (1‬وكخان مخع ذلخك قخد‬
‫كلف النبي صلى ال عليه وآله عباد ال ما ل يطيقون عن ال تبارك وتعالى‪،‬‬
‫وهخخذا مخخن المحخخال الخخذي يمتنخخع كخخونه‪ ،‬ول يخخأمر بخخه حكيخخم‪ ،‬ول يخخدل عليخخه‬
‫الرسول‪ ،‬تعالى ال عن أن يأمر بالمحال‪ ،‬وجل الرسول عن أن يأمر بخلف‬
‫ما يمكن كونه في حكمة الحكيم‪ ،‬فسكت القوم عند ذلك جميعا‪ .‬فقال المخخأمون‪:‬‬
‫قد سألتموني ونقضخختم علخخي أفأسخخألكم ؟ قخخالوا‪ :‬نعخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬أليخخس روت المخخة‬
‫باجماع منها أن النبي صلى ال عليخخه وآلخخه قخخال‪) " :‬مخخن كخخذب علخخي متعمخخدا‬
‫فليتبوأ مقعده من النار( )‪ .(2‬قالوا‪ :‬بلى‪) ،‬قال‪ (:‬ورووا عنه عليه السخخلم أنخخه‬
‫قال‪ :‬من عصى ال بمعصية صغرت أو كبرت ثم اتخذها دينا ومضى مصرا‬
‫عليها فهو مخلد بين أطباق الجحيخخم ؟ قخخالوا‪ :‬بلخخى قخخال‪ :‬فخخخبروني عخخن رجخخل‬
‫يختاره العامة فتنصبه خليفة‪ ،‬هل يجوز أن يقال له خليفخخة رسخخول ال خ صخخلى‬
‫ال عليه وآله ومن قبل الخ عزوجخخل ولخخم يسخختخلفه الرسخخول ؟ فخخان قلتخخم نعخخم‬
‫كابرتم وإن قلتم ل‪ ،‬وجب أن أبا بكر لم يكن خليفة رسول ال صلى ال عليخخه‬
‫وآله ول من قبل ال عزوجل وأنكم تكذبون على نبي ال صلى ال عليه وآلخخه‬
‫وأنكم متعرضون لن تكونوا ممن وسمه النبي صلى الخ عليخخه وآلخخه بخخدخول‬
‫النار‪ .‬وخبروني في أي قوليكم صدقتم أفي قولكم‪ :‬مضى صلى ال عليه وآله‬
‫ولم يستخلف أو في قولكم لبي بكر‪ :‬يا خليفة رسخخول الخخ‪ ،‬فخخان كنتخخم صخخدقتم‬
‫في القولين فهذا‬
‫)‪ (1‬الحاقة‪ (2) .46 :‬هذا الحديث من المتواترات عن النبي صلى ال عليه وآله عنخخد‬
‫الخاصة والعامة تراه في كنز العمال ج ‪ 3‬ص ‪ ،355‬صحيح البخاري ج ‪1‬‬
‫ص ‪.31‬‬

‫]‪[206‬‬

‫ما ل يمكن كونه‪ ،‬إذ كان متناقضا وإن كنتم صدقتم في أحدهما بطل الخر‪ .‬فاتقوا الخخ‬
‫وانظروا لنفسكم ودعوا التقليد وتجنبوا الشبهات فوال ما يقبخخل الخ عزوجخخل‬
‫إل من عبد ل يأتي إل بما يعقل‪ ،‬ول يدخل إل فيما يعلم أنه حق والريب شخخك‬
‫وإدمان الشك كفر بال عزوجخخل وصخخاحبه فخخي النخخار‪ .‬وخخخبروني هخخل يجخخوز‬
‫ابتياع أحدكم عبدا فإذا ابتاعه صار موله‪ ،‬وصار المشتري عبده‪ ،‬قخخالوا‪ :‬ل‪،‬‬
‫قال‪ :‬كيف جاز أن يكون من اجتمعتم عليه لهواكم واسخختخلفتموه صخخار خليفخخة‬
‫عليكم وأنتم وليتموه أل كنتم أنتم الخلفاء عليه بل تولخخون خليفخخة وتقولخخون إنخخه‬
‫خليفة رسول ال صلى ال عليه وآله ثخخم إذا سخخخطتم عليخخه قتلتمخخوه كمخخا فعخخل‬
‫بعثمان بن عفان‪ .‬قال قائل منهم‪ :‬لن المام وكيل المسخخلمين إذا رضخخوا عنخخه‬
‫ولوه‪ ،‬وإذا سخطوا عليه عزلوه‪ ،‬قال‪ :‬فلمن المسلمون والعباد والبلد ؟ قخخالوا‬
‫ال عزوجل‪ ،‬قال‪ :‬فال أولى أن يوكل على عباده وبلده مخن غيخره‪ ،‬لن مخن‬
‫إجماع المة أنه من أحدث فخي ملخخك غيخخره حخخدثا فهخخو ضخخامن‪ ،‬وليخس لخخه أن‬
‫يحدث‪ ،‬فان فعل فآثم غارم‪ .‬ثم قال‪ :‬خبروني عن النبي صلى ال خ عليخخه وآلخخه‬
‫هل استخلف حين مضى أم ل ؟ فقالوا‪ :‬لم يستخلف قال‪ :‬فتركه ذلخخك هخخدى أم‬
‫ضلل ؟ قالوا‪ :‬هدى‪ ،‬قال‪ :‬فعلى الناس أن يتبعوا الهدى‪ ،‬ويتنكبخخوا الضخخللة‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬قد فعلوا ذلك‪ ،‬قال‪ :‬فلم استخلف الناس بعده وقد تركخخه هخخو فخخترك فعلخخه‬
‫ضلل‪ ،‬ومحال أن يكون خلف الهدى هدى وإذا كان ترك الستخلف هدى‬
‫فلم استخلف أبو بكر ولم يفعلخه النخبي صخلى الخ عليخه وآلخه ولخم جعخل عمخر‬
‫المر بعده شورى بين المسلمين خلفا على صاحبه‪ .‬زعمتم أن النخخبي صخخلى‬
‫ال عليه وآله لم يستخلف وأن أبا بكر استخلف‪ ،‬وعمر لم يخخترك السخختخلف‬
‫كما تركه النبي صلى ال عليه وآله بزعمكم‪ ،‬ولم يستخلف كما فعل أبخخو بكخخر‬
‫وجاء بمعنى ثالث‪ ،‬فخبروني أي ذلك ترونخخه صخخوابا‪ ،‬فخان رأيتخم فعخل النخخبي‬
‫صخخلى الخ عليخخه وآلخخه صخخوابا فقخخد خطخخأتم أبخخا بكخخر‪ ،‬وكخخذلك القخخول فخخي بقيخخة‬
‫القاويل‪.‬‬

‫]‪[207‬‬

‫وخخخبروني أيهمخخا أفضخخل مخخا فعلخخه النخخبي صخخلى ال خ عليخخه وآلخخه بزعمكخخم مخخن تخخرك‬
‫الستخلف أو ما صنعت طائفة من الستخلف ؟‪ .‬وخبروني هخخل يجخخوز أن‬
‫يكون تركه من الرسول صلى ال عليه وآله هخخدى‪ ،‬وفعلخخه مخخن غيخخره هخخدى‪،‬‬
‫فيكون هدى ضد هدى‪ ،‬فأين الضلل حينئذ ؟‪ .‬وخبروني هخخل ولخخي أحخخد بعخخد‬
‫النبي صلى ال عليه وآله باختيار الصحابة منذ قبض النخخبي صخخلى ال خ عليخخه‬
‫وآله إلى اليوم‪ ،‬فان قلتخم ل‪ ،‬فقخخد أوجبتخم أن النخاس كلهخم عملخوا ضخخللة بعخخد‬
‫النبي صلى ال عليه وآله وإن قلتم نعخخم‪ ،‬كخخذبتم المخخة وأبطخخل قخخولكم الوجخخود‬
‫الذي ل يدفع‪ .‬وخبروني عن قول الخ عزوجخخل " قخخل لمخخن مخخا فخخي السخخموات‬
‫والرض قل ل " )‪ (1‬أصدق هذا أم كخخذب ؟ قخخالوا‪ :‬صخخدق‪ :‬قخخال‪ :‬أفليخخس مخخا‬
‫سوى ال ل إذ كخان محخدثه ومخالكه ؟ قخالوا‪ :‬نعخم‪ ،‬قخال‪ :‬ففخي هخذا بطلن مخا‬
‫أوجبتم من اختياركم خليفة تفترضون طاعته )إذا اخترتموه( وتسمونه خليفخخة‬
‫رسول الخ صخلى الخ عليخخه وآلخخه وأنتخخم اسخختخلفتموه وهخخو معخخزول عنكخخم إذا‬
‫غضبتم عليه‪ ،‬وعمل بخلف محبتكم‪ ،‬وهو مقتول إذا أبخخى العخختزال‪ ،‬ويلكخخم‬
‫ل تفتروا على ال كذبا‪ ،‬فتلقوا وبال ذلك غدا إذا قمتم بيخخن يخخدي الخ عزوجخخل‬
‫وإذا وردتم على رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه وقخخد كخخذبتم عليخخه متعمخخدين‪،‬‬
‫وقد قال من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار‪ .‬ثم استقبل القبلخخة ورفخخع‬
‫يديه وقال‪ :‬اللهم إنخي قخد نصخحت لهخم اللهخم إنخي قخد أرشخدتهم اللهخم إنخي قخد‬
‫أخرجت ما وجب علي إخراجه من عنقي اللهم إني لخخم أدعهخخم فخخي ريخخب ول‬
‫في شك اللهم إني أدين بالتقرب إليك بتقديم علي عليه السلم على الخلق بعخخد‬
‫نبيك صلى ال عليه وآله كما أمرنا به رسولك صلواتك وسلمك عليخخه وآلخخه‪.‬‬
‫قال‪ :‬ثم أفترقنا فلم نجتمع بعد ذلك حتى قبض المأمون‪ .‬قخخال محمخخد بخخن أحمخخد‬
‫بن يحيى بن عمران الشعري‪ :‬وفي حديث آخر قال‪ :‬فسكت القوم فقخخال لهخخم‪:‬‬
‫لم سكتم ؟ قالوا‪ :‬ل ندري ما نقول‪ ،‬قخخال‪ :‬يكفينخخي هخخذه الحجخخة عليكخخم ثخخم أمخخر‬
‫باخراجهم‪.‬‬

‫)‪ (1‬النعام‪:12 :‬‬

‫]‪[208‬‬

‫قال‪ :‬فخرجنا متحيرين خجلين ثم نظر المأمون إلى الفضل بن سهل فقال‪ :‬هخخذا أقصخخى‬
‫ما عند القوم فل يظن ظان أن جللتي منعتهخخم مخخن النقخخض علخخي )‪ .(1‬بيخخان‪:‬‬
‫قخخال الجخخوهري‪ :‬قخخولهم " هخخم زهخخاء مخخائة " أي قخخدر مخخائة قخخوله " مخخن كخخان‬
‫المختخخار " هخخذا مبنخخي علخخى أن المخخأمور بالختيخخار يجخخب أن يكخخون مغخخائرا‬
‫للمختار للزوم المغخخايرة بيخخن الفاعخخل والمحخخل‪ ،‬وفيخخه نظخخر قخخوله " والبينخخة ل‬
‫تعرى " حاصله أنكم لما ادعيتم أن لكم الختيار والعزل‪ ،‬فالبينخخة عليكخخم‪ ،‬ول‬
‫يمكنكم إقامة البينة إذ البينة إن كان ممن يخخوافقكم فهخخو مخخدع‪ ،‬ول يقبخخل قخخوله‪،‬‬
‫وإن كان من غيركم فالغير مفقود لخخدعواكم الجمخخاع‪ ،‬أو لن الغيخخر ل يشخخهد‬
‫لكم قوله " ول مخخن عبخخد وثنخخا " باجمخخاع حاصخخلة أن الظخخالم وعابخخد الخخوثن ل‬
‫يستحق المامة في تلك الحالة اتفاقا والصل استصحاب هذا الحكم بعد زوال‬
‫تلك الحالة أيضا‪ - 3 .‬يف‪ :‬من الطرائف المشهورة ما بلخخغ إليخخه المخخأمون فخخي‬
‫مدح أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السخخلم ومخخدح أهخخل بيتخخه عليهخخم‬
‫السلم ذكره ابن مسكويه صاحب التاريخ )المسمى( ظ بحوادث السخخلم فخخي‬
‫كتاب سماه نديم الفريد يقخخول فيخخه حيخخث ذكخخر كتابخخا كتبخخه بنخخو هاشخخم يسخخألون‬
‫جوابهم ما هذا لفظه‪ :‬فقال المأمون‪ :‬بسم ال الرحمن الرحيخم والحمخد لخ رب‬
‫العالمين ; وصلى ال على محمد وآل محمد علخخى رغخخم أنخخف الراغميخخن‪ .‬امخخا‬
‫بعد عرف المأمون كتابكم‪ ،‬وتدبير أمركم‪ ،‬ومخخخض زبخخدتكم‪ ،‬وأشخخرف علخخى‬
‫قلوب صغيركم وكبيركم‪ ،‬وعرفكم مقبلين ومدبرين‪ ،‬وما آل إليه كتخخابكم قبخخل‬
‫كتابكم في مراوضة الباطخخل‪ ،‬وصخخرف وجخخوه الحخخق عخخن مواضخخعها ونبخخذكم‬
‫كتاب ال تعالى والثار‪ ،‬وكلما جاءكم به الصادق محمد صلى ال عليخخه وآلخخه‬
‫حتى كأنكم من المم السالفة التي هلكت بالخسفة والغخخرق والريخخح والصخخيحة‬
‫والصواعق والرجم‪ .‬أفل يتدبرون القرآن أم علخخى قلخخوب أقفالهخا‪ ،‬والخخذي هخخو‬
‫أقرب إلى المأمون‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.200 - 185‬‬

‫]‪[209‬‬

‫من حبل الوريد‪ ،‬لول أن يقول قائل‪ :‬إن المأمون ترك الجواب عجخخزا لمخخا أجبتكخخم مخخن‬
‫سوء أخلقكم‪ ،‬وقلة أخطاركم‪ ،‬وركاكة عقولكم‪ ،‬ومن سخافة مخخا تخخأوون إليخخه‬
‫من آرائكم‪ ،‬فليستمع مستمع فليبلغ شاهد غائبا‪ .‬اما بعد‪ :‬فخخان ال خ تعخخالى بعخخث‬
‫محمدا صلى ال عليه وآله على فترة من الرسل‪ ،‬وقريش في أنفسها وأموالها‬
‫ل يرون أحدا يساميهم ول يباريهم‪ ،‬فكان نبينا صلى ال عليه وآلخخه أمينخخا مخخن‬
‫أوسطهم بيتا وأقلهم مال‪ ،‬وكان أول من آمنت به خديجة بنخت خويلخد فواسخته‬
‫بمالها ثم آمن به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب سبع سنين لم يشخخرك بخخال‬
‫شيئا طرفخة عيخن‪ ،‬ولخم يعبخد وثنخا ولخم يأكخل ربخا‪ ،‬ولخم يشخاكل الجاهليخة فخي‬
‫جهالتهم‪ ،‬وكانت عمومة رسول ال صلى ال عليه وآله إمخخا مسخخلم مهيخخن أو‬
‫كافر معاند إل حمخخزة فخخانه لخخم يمتنخخع مخخن السخخلم‪ ،‬ول يمتنخخع السخخلم منخخه‪،‬‬
‫فمضى لسبيله على بينة من ربه‪ .‬وأما أبو طالب فانه كفلخخه وربخخاه‪ ،‬ولخخم يخخزل‬
‫مدافعا عنه ومانعا منه‪ ،‬فلما قبخض الخ أبخا طخخالب فهخم القخخوم وأجمعخخوا عليخه‬
‫ليقتلوه فهاجر إلى القوم الذين تبخخوؤا الخخدار واليمخخان مخخن قبلهخخم‪ ،‬يحبخخون مخخن‬
‫هاجر إليهم ول يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على أنفسخخهم‬
‫ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون‪ .‬فلم يقخخم مخخع‬
‫رسول ال صلى ال عليه وآله أحد من المهاجرين كقيام علي بخن أبخي طخخالب‬
‫عليه السلم فانه آزره ووقاه بنفسه‪ ،‬ونام في مضجعه‪ ،‬ثم لم يزل بعد متمسكا‬
‫بأطراف الثغور وينازل البطال‪ ،‬ول ينكل عن قرن‪ ،‬ول يخخولي عخخن جيخخش‪،‬‬
‫منيع القلب‪ ،‬يؤمر على الجميع ول يؤمر عليه أحخخد‪ ،‬أشخخد النخخاس وطخخأة علخخى‬
‫المشركين‪ ،‬وأعظمهم جهادا في ال‪ ،‬وأفقههخخم فخخي ديخخن الخخ‪ ،‬وأقرأهخخم لكتخخاب‬
‫ال‪ ،‬وأعرفهم بالحلل والحرام‪ ،‬وهو صاحب الولية في حخخديث غخخدير خخخم‪،‬‬
‫وصاحب قوله أنت منخخي بمنزلخخة هخخارون مخخن موسخخى إل أنخخه ل نخخبي بعخخدي‪،‬‬
‫وصاحب يوم الطائف )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬أي حين ناجاه من دون الناس‪ ،‬ولما قالوا في ذلك قال صلى ال عليه وآله‪ :‬ما أنخخا‬
‫ناجيته بل ال ناجاه‪.‬‬

‫]‪[210‬‬

‫وكان أحب الخلق إلى ال تعالى وإلى رسول ال صلى ال عليه وآله وصخخاحب البخخاب‬
‫فتح له وسد أبواب المسجد‪ ،‬وهو صاحب الراية يوم خيبر‪ ،‬وصخخاحب عمخخرو‬
‫بن عبدود في المبارزة‪ ،‬وأخو رسول ال صلى ال عليه وآله حين آخخخى بيخخن‬
‫المسلمين‪ .‬وهو منيع جزيل‪ ،‬وهو صاحب آية " ويطعمون الطعام علخخى حبخخه‬
‫مسكينا ويتيما وأسيرا " )‪ (1‬وهخخو زوج فاطمخخة سخخيدة نسخخاء العخخالمين وسخخيدة‬
‫نساء أهل الجنة وهو ختن خديجة عليها السلم وهو ابن عم رسول ال صلى‬
‫ال عليخخه وآلخخه ربخخاه وكفلخخه وهخخو ابخخن أبخخي طخخالب عليخخه السخخلم فخخي نصخخرته‬
‫وجهاده‪ ،‬وهو نفس رسول ال صلى الخ عليخه وآلخه فخي يخوم المباهلخة‪ ،‬وهخو‬
‫الذي لم يكن أبو بكر وعمر ينفذان حكما حتى يسخخألنه عنخخه‪ ،‬فمخخا رأى إنفخخاذه‬
‫أنفذاه‪ ،‬وما لم يره رداه‪ ،‬وهو دخل من بني هاشم فخخي الشخخورى‪ .‬ولعمخخري لخخو‬
‫قدر أصحابه على دفعه عنه عليه السلم كما دفع العباس رضخخوان ال خ عليخخه‬
‫ووجدوا إلى ذلك سبيل لدفعوه‪ .‬فأمخخا تقخخديمكم العبخخاس عليخخه‪ ،‬فخخان الخ تعخخالى‬
‫يقول‪ " :‬أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحخخرام كمخخن آمخخن بخخال واليخخوم‬
‫الخر وجاهد في سبيل ال ل يستوون عنخخد الخ " )‪ (2‬والخ لخخو كخخان مخخا فخخي‬
‫أمير المؤمنين من المناقب والفضائل والي المفسرة في القخخرآن خلخخة واحخخدة‬
‫في رجل واحد من رجالكم أو غيره‪ ،‬لكخخان مسخختأهل متخخأهل للخلفخخة‪ ،‬مقخخدما‬
‫على أصحاب رسول ال بتلك الخلة‪ ،‬ثم لخخم يخخزل المخخور تخختراقى بخخه إلخخى أن‬
‫ولي امور المسلمين‪ ،‬فلم يعخخن بأحخخد مخخن بنخخي هاشخخم إل بعبخخد الخ بخخن عبخخاس‬
‫تعظيما لحقه‪ ،‬وصلة لرحمه وثقة به‪ ،‬فكان من أمخخره الخخذي يغفخخر الخ لخخه‪ ،‬ثخخم‬
‫نحن وهم يد واحدة‪ ،‬كما زعمتم‪ ،‬حتى قضى ال تعالى بالمر إلينخخا فأخفنخخاهم‬
‫وضيقنا عليهم وقتلناهم أكثر من قتل بني امية إياهم‪ .‬ويحكم إن بني امية إنمخخا‬
‫قتلوا منهم من سل سيفا وإنا معشر بني العبخاس قتلنخاهم جمل فلتسخألن أعظخم‬
‫الهاشمية بأي ذنب قتلت‪ ،‬ولتسألن نفوس القيت‬

‫)‪ (1‬الدهر‪ (2) .3 :‬التوبة‪(*) .19 :‬‬

‫]‪[211‬‬
‫في دجلة والفرات‪ ،‬ونفوس دفنت ببغداد والكوفة أحياء‪ ،‬وهيهات إنه مخخن يعمخخل مثقخخال‬
‫ذرة خيرا يره‪ ،‬ومن يعمخخل مثقخخال ذرة شخخرا يخخره‪ .‬وأمخخا مخخا وصخخفتم فخخي أمخخر‬
‫المخلوع‪ ،‬وما كان فيه من لبس‪ ،‬فلعمري ما لبس عليه أحد غيركخخم إذ هخخويتم‬
‫عليه النكث‪ ،‬وزينتم له الغدر‪ ،‬وقلتم لخه مخا عسخى أن يكخون مخن أمخر أخيخك‪،‬‬
‫وهو رجل مغخخرب‪ ،‬ومعخخك المخخوال والرجخخال نبعخخث إليخخه فيخخؤتي بخخه فكخخذبتم‬
‫ودبرتم ونسيتم قول ال تعالى " ومن بغي عليه لينصرنه ال " )‪ .(1‬وأمخا مخا‬
‫ذكرتم من استبصار المأمون في البيعة لبي الحسن الرضا عليه السخخلم فمخخا‬
‫بايع له المأمون إل مستبصرا في أمره عالما بأنه لخخم يبخخق أحخخد علخخى ظهرهخخا‬
‫أبين فضل ول أظهر عفة‪ ،‬ول أورع ورعا ول أزهخخد فخخي الخخدنيا‪ ،‬ول أطلخخق‬
‫نفسا ول أرضى في الخاصة والعامة‪ ،‬ول أشد في ذات الخ منخخه‪ ،‬وإن البيعخخة‬
‫له لموافقة رضى الرب عزوجل‪ ،‬ولقد جهخخدت ومخخا أجخخد فخخي الخ لومخخة لئم‪،‬‬
‫ولعمري أن لو كانت بيعتي بيعخخة محابخخاة‪ ،‬لكخخان العبخخاس ابنخخي وسخخائر ولخخدي‬
‫أحب إلى قلبي‪ ،‬وأجلى في عيني‪ ،‬ولكن أردت أمرا وأراد ال أمرا‪ ،‬فلم يسبق‬
‫أمري أمر ال‪ .‬وأما ما ذكرتم مما مسكم من الجفاء في وليخختي‪ ،‬فلعمخخري مخخا‬
‫كان ذلك إل منكم بمظافرتكم عليه‪ ،‬ومما يلتكم إياه‪ ،‬فلما قتلته وتفرقتم عباديد‬
‫فطورا أتباعا لبن أبي خالد‪ ،‬وطخورا أتباعخا لعرابخي‪ ،‬وطخورا أتباعخا لبخن‬
‫شكلة‪ ،‬ثم لكل من سل سيفا علي‪ ،‬ولول أن شيمتي العفو‪ ،‬وطبيعتي التجخخاوز‪،‬‬
‫ما تركت على وجهها منكم أحدا‪ ،‬فكلكم حلل الدم محل بنفسه‪ .‬وأما ما سألتم‬
‫من البيعة للعباس ابني‪ ،‬أتستبدلون الذي هو أدنى بالخخذي هخخو خيخخر‪ ،‬ويلكخخم إن‬
‫العباس غلم حخخدث السخخن‪ ،‬ولخخم يخخونس رشخخده ولخخم يمهخخل وحخخده ولخخم تحكمخخه‬
‫التجارب‪ ،‬تدبره النساء وتكفله الماء‪ ،‬ثم لم يتفقه في الدين‪ ،‬ولم يعرف‬

‫)‪ (1‬اشارة إلى قوله تعالى في الحج‪ " 60 :‬ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه‬
‫لينصرنه ال "‪.‬‬

‫]‪[212‬‬

‫حلل من حرام‪ ،‬إل معرفة ل تأتي به رعية‪ ،‬ول تقوم به حجة‪ ،‬ولو كان مسخختأهل قخخد‬
‫أحكمته التجارب‪ ،‬وتفقه في الدين‪ ،‬وبلغ مبلغ أمير العدل في الزهد في الخخدنيا‬
‫وصرف النفس عنها ما كان له عندي في الخلفة إل ما كان لرجل مخخن عخخك‬
‫وحمير )‪ (1‬فل تكثروا في هذا المقال‪ ،‬فان لساني لم يزل مخزونا عن امخخور‬
‫وأنباء‪ ،‬كراهية أن تخنث النفوس عندما تنكشخخف‪ ،‬علمخخا بخخأن الخ بخخالغ أمخخره‪،‬‬
‫ومظهر قضاه يومخخا‪ .‬فخخإذا أبيتخخم إل كشخخف الغطخخاء‪ ،‬وقشخخر العظخخاء‪ ،‬فالرشخخيد‬
‫أخبرني عن آبائه وعما وجد فخخي كتخخاب الدولخخة وغيرهخخا أن السخخابع مخخن ولخخد‬
‫العباس ل تقوم لبني العباس بعده قائمة ول تزال النعمة متعلقة عليهم بحياته‪،‬‬
‫فإذا أودعت فودعها‪ ،‬فإذا أودع فودعاها‪ ،‬وإذا فقدتم شخصي فاطلبوا لنفسكم‬
‫معقل وهيهات‪ ،‬ما لكخخم إل السخخيف يخأتيكم الحسخخني الثخخائر البخخائر‪ ،‬فيحصخخدكم‬
‫حصدا‪ ،‬أو السفياني المرغم والقائم المهدي يحقن دمائكم إل بحقها‪.‬‬

‫)‪ (1‬عك وحمير قبيلتان معروفتان من القحطانية من ساكنى اليمن أبعدهم مخن الفضخل‬
‫والتقدم والمكارم‪ ،‬فعك‪ :‬بطن اختلخخف فخخي نسخخبه فقخخال بعضخخهم‪ :‬بنوعخخك بخخن‬
‫عدثان بن عبد ال ابن الزد‪ ،‬من كهلن من القحطانية‪ ،‬وذهب آخرون إلخخى‬
‫أنهم من العدنانيخخة وعخخك أصخخغر مخخن معخخد بخخن عخخدنان أبخخو العدنانيخخة‪ :‬وقخخال‬
‫آخرون‪ :‬انه عك بن الديث بن عدنان بخخن أدد أخخخو معخخد بخخن عخخدنان‪ .‬وكيخخف‬
‫كان فقد ارتدوا بعد النبي صلى ال عليه وآله بخخالعلب فخخخرج إليهخخم بخخأمر‬
‫أبى بكر الطاهر بن أبى هالة فواقعهم بالعلب فقتلهم شخخر قتلخخة‪ ،‬وحخخاربوا‬
‫سنة ‪‍ 37‬ه مع معاوية بن أبى سخخفيان أميخخر المخخؤمنين علخخى بخخن أبخخى طخخالب‬
‫عليه السلم‪ .‬وأما حمير ‪ -‬وزان منبر ‪ -‬ينتسب إلى حمير بن سبأ بن يشجب‬
‫بن يعرب بن قحطان واسم الحمير العرنج‪ ،‬وهم أيضا حخخاربوا مخخع معاويخخة‬
‫بخخن أبخخى سخخفيان أميخخر المخخؤمنين بصخخفين مخخع قخخائدهم ذى الكلع الحميخخرى‪.‬‬
‫والمراد أن العباس بن المأمون ولو بلغ من العلم والفقخخه والزهخخد مخخا بلخخغ لخخم‬
‫يستحق ولم يستأهل للخلفة ووزانه وزان رجل من عك أو حميخخر حيخخث ل‬
‫نصيب لهم في المامة لن المامة في قريش غرسخخوا فخخي هخخذا البطخخن مخخن‬
‫هاشم وهم آل أبى طالب على وبنوه عليهم الصلة والسلم‪.‬‬

‫]‪[213‬‬

‫وأما ما كنت أردته من البيعة لعلي بن موسى بعد استحقاق منه لها في نفسخخه واختيخخار‬
‫منخخي لخخه‪ ،‬فمخخا كخخان ذلخخك منخخي إل أن أكخخون الحخخاقن لخخدمائكم‪ ،‬والخخذائد عنكخخم‬
‫باستدامة المودة بيننا وبينهم‪ ،‬وهي الطريق أسلكها في إكخرام آل أبخي طخالب‪،‬‬
‫و مواساتهم فخخي الفيخخئ بيسخخير مخخا يصخخيبهم منخخه‪ .‬وإن تزعمخخوا أنخخي أردت أن‬
‫يؤول إليهم عاقبة ومنفعة فاني في تدبيركم والنظر لكم ولعقبكخخم وأبنخخائكم مخخن‬
‫بعدكم‪ ،‬وأنتم ساهون لهون تائهون‪ ،‬في غمرة تعمهخخون ل تعلمخخون مخخا يخخراد‬
‫بكم‪ ،‬ومخا أظللتخخم عليخخه مخخن النقمخة‪ ،‬وابختزاز النعمخخة‪ ،‬همخة أحخخدكم أن يمسخخي‬
‫مركوبا ويصبح مخمورا تباهون بالمعاصي‪ ،‬وتبتهجون بها وآلهتكخخم الخخبرابط‬
‫مخنثون مؤنثون‪ ،‬ل يتفكر متفكر منكم في إصلح معيشة ول اسخختدامة نعمخخة‬
‫ول اصطناع مكرمة‪ ،‬ول كسب حسخخنة يمخخد بهخخا عنقخخه يخخوم ل ينفخخع مخخال ول‬
‫بنون‪ ،‬إل من أتى ال بقلب سليم‪ .‬أضعتم الصلة‪ ،‬واتبعتم الشخخهوات‪ ،‬وأكببتخخم‬
‫على اللذات عن النغمات‪ ،‬فسوف تلقون غيا‪ .‬وأيم ال لربما افكر في أمركخخم‪،‬‬
‫فل أجد امة من المم استحقوا العخخذاب حخختى نخزل بهخم لخلخخة مخخن الخلل‪ ،‬إل‬
‫اصيب تلك الخلة بعينها فيكم‪ ،‬مع خلل كثيرة‪ ،‬لم أكن أظن أن إبليس اهتخخدى‬
‫إليها‪ ،‬ول أمر بالعمل عليها‪ ،‬وقد أخبر ال تعالى في كتخخابه العزيخخز عخخن قخخوم‬
‫صالح إنه كان فيهم تسعة رهط يفسدون في الرض ول يصلحون فأيكم ليس‬
‫معه تسعة وتسعون من المفسدين في الرض قد اتخخخذتموهم شخخعارا ودثخخارا‪،‬‬
‫استخفافا بالمعاد‪ ،‬وقلة يقين بالحسخخاب‪ ،‬وأيكخخم لخخه رأي يتبخخع‪ ،‬أو رويخخة تنفخخع‪،‬‬
‫فشاهت الوجوه وعفرت الخدود‪ .‬وأما مخخا ذكرتخخم مخخن العخخثرة كخخانت فخخي أبخخي‬
‫الحسن عليه السلم نور ال وجهه‪ ،‬فلعمري إنها عنخخدي للنهضخخة والسخختقلل‬
‫الذي أرجو به قطع الصراط‪ ،‬والمن والنجاة‪ ،‬من الخوف يوم الفزع الكبر‪،‬‬
‫ول أظن عملت عمل هو عندي أفضل من ذلك إل أن أعود بمثلهخخا إلخخى مثلخخه‬
‫وأين لي بذلك وأنى لكم بتلك السعادة‪.‬‬

‫]‪[214‬‬

‫وأما قولكم إني سفهت آراء آبائكم‪ ،‬وأحلم أسلفكم‪ ،‬فكذلك قخال مشخركو قريخش " إنخخا‬
‫وجدنا آباءنا علخخى امخخة وإنخخا علخخى آثخخارهم مقتخخدون " )‪ (1‬ويلكخخم إن الخخدين ل‬
‫يؤخذ إل من النبياء‪ ،‬فافقهوا‪ ،‬وما أراكم تعقلون‪ .‬وأما تعييركم إياي بسياسخخة‬
‫المجوس إياكم فما أذهبكم النفة من ذلك ولخخو ساسخختكم القخخردة والخنخخازير مخخا‬
‫أردتم إل أمير المؤمنين‪ ،‬ولعمري لقد كانوا مجوسا فأسخخلموا كآبائنخخا وامهاتنخخا‬
‫في القديم‪ ،‬فهم المجوس الذين أسلموا وأنتم المسلمون الذين ارتدوا‪ ،‬فمجوسي‬
‫أسلم خير من مسلم ارتد‪ ،‬فهم يتنخاهون عخخن المنكخخر‪ ،‬و يخأمرون بخالمعروف‪،‬‬
‫ويتقربون مخخن الخيخخر ويتباعخخدون مخخن الشخخر‪ ،‬ويخخذبون عخخن حخخرم المسخخلمين‪،‬‬
‫يتباهجون بما نال الشرك وأهله من النكر‪ ،‬ويتباشرون بما نال السلم وأهله‬
‫من الخير‪ ،‬منهم من قضى نحبه ومنهم مخخن ينتظخخر ومخخا بخخدلوا تبخخديل‪ .‬وليخخس‬
‫منكم إل لعب بنفسه‪ ،‬مأفون في عقله وتدبيره‪ ،‬إمخخا مغخن أو ضخارب دف أو‬
‫زامر‪ ،‬وال لو أن بني امية الذين قتلتموهم بالمس نشروا فقيل لهخخم ل تخخأنفوا‬
‫في معائب تنالونهم بهخخا‪ ،‬لمخخا زادوا علخخى مخخا صخخيرتموه لكخخم شخخعارا ودثخخارا‪،‬‬
‫وصناعة وأخلقا‪ .‬ليس فيكم إل مخخن إذا مسخخه الشخخر جخخزع‪ ،‬وإذا مسخخه الخيخخر‬
‫منع‪ ،‬ول تأنفون ول ترجعخخون إل خشخخية‪ ،‬وكيخخف يخخأنف مخخن يخخبيت مركوبخخا‪،‬‬
‫ويصبح بإثمه معجبا كأنه قد اكتسب حمدا غخخايته بطنخخه وفرجخخه‪ ،‬ل يبخخالي أن‬
‫ينال شهوته بقتل ألف نبي مرسل‪ ،‬أو ملك مقرب‪ ،‬أحب الناس إليخخه مخخن زيخخن‬
‫له معصية‪ ،‬أو أعانه في فاحشة تنظفه المخمخخورة وتربخخده المطمخخورة‪ ،‬فشخختت‬
‫الحوال فان ارتدعتم مما أنتم فيه من السخيئات والفضخخائح‪ ،‬ومخا تهخخذرون بخخه‬
‫من عذاب ألسنتكم‪ ،‬وإل فدونكم تعلوا بالحديد ول قوة إل بخخال وعليخخه تخخوكلي‬
‫وهو حسبي‪ .‬بيان‪ " :‬المخض " تحريك السقاء حتى يخرج منخخه الزبخخد‪ ،‬وهخخو‬
‫كناية عن مكرهم وسعيهم في استعلم ما فخخي بطخخن المخخأمون‪ ،‬ويقخخال‪ " :‬فلن‬
‫يراوض فلنا على‬

‫)‪ (1‬الزخرف‪.43 :‬‬


‫]‪[215‬‬

‫أمر كذا( أي يداريه ليداخله فيه‪ ،‬و " ساماه " فاخره وباراه‪ ،‬و " المبخخاراة " المجخخاراة‬
‫والمسابقة‪ ،‬وفلن يباري فلنا أي يعارضه ويفعل مثل فعله‪ ،‬قوله " فلتسخخئلن‬
‫" إشارة إلى قوله تعالى " وإذا الموؤدة سئلت " وأعظخخم الهاشخخمية أي عظخخام‬
‫الفرقة الهاشمية بعدما نشرت‪ ،‬والمغرب بتشديد الخخراء المفتوحخخة والمكسخخورة‬
‫البعيد‪ ،‬والضمير في قتلته راجع إلى المخلوع‪ ،‬والعباديخخد‪ :‬الفخخرق مخخن النخخاس‬
‫الذاهبون في كل وجه قوله " محل بنفسه " أي يحل للناس قتل نفسه‪ ،‬أحكمت‬
‫العقدة قويتها وشددتها قوله من " عل " هو بالفتح القراد المهزول‪ ،‬وفي أكثر‬
‫النسخ بالكاف و " العكة " الناء الخذي يجعخل فيخه السخمن و " الحميخر " فخي‬
‫بعض النسخ بالخاء المعجمة وهو الخبز البخخائت والخخذي يجعخخل فخخي العجيخخن )‬
‫‪ .(1‬قوله " إن تخنث " خنث كفرح تكسر وتثنى‪ ،‬أي كراهية انكسخخار بعخخض‬
‫النفوس وحزنها‪ ،‬وفي بعض النسخ بالحاء المهملة من الحنخث بالكسخر‪ ،‬وهخو‬
‫الثم والخلف في اليميخخن والميخخل مخن حخخق إلخى باطخل أي كراهيخخة أن ينقخض‬
‫بعضهم عهدنا وبيعتنا و " العظاء " بالكسر والمد جمع العظاية‪ ،‬وهي دويبخخة‬
‫كسام‪ .‬أبرص‪ ،‬قوله " فإذا اودعت " علخخى بنخخاء المجهخخول‪ ،‬والضخخمير راجخخع‬
‫إلى الحياة أي إذا أودع السابع الحياة وفارقهخخا فخخودع النعمخخة‪ ،‬والخطخخاب عخخام‬
‫لكل منهم‪ ،‬وقوله " فإذا اودع " أول كلم المخأمون أي فأنخخا‪ .‬السخابع وأمضخخي‬
‫عن قريب فودعوا العافية‪ .‬والثائر‪ :‬من ل يبقى على شئ حتى يخخدرك ثخخأره و‬
‫" البخخائر " الهالخخك لنخخه يقتخخل ويحتمخخل البخخاتر أي السخخيف القخخاطع‪ ،‬والفخخن‬
‫بالتحريك ضعف الرأي‪ ،‬وقخخد أفخخن الرجخخل بالكسخخر وافخخن فهخخو مخخأفون وأفيخخن‬
‫ذكره الجوهري وقال‪ :‬ربد بالمكان أقام به‪ ،‬قال ابن العرابي‪ :‬ربده حبسخخه )‬
‫‪ (2‬والمطمورة حفرة يطمر فيها الطعام أي يخبأ‪ .‬اقول‪ :‬كخخان هخخذا الخخخبر فخخي‬
‫بعض نسخ الطرائف ولم يكن في أكثرها وكانت النسخ سقيمة‪.‬‬

‫)‪ (1‬قد عرفت أن المراد بعك وحمير القبيلتخخان مخخن القحطانيخخة‪ (2) .‬راجخخع الصخخحاح‪،‬‬
‫ص ‪ 2071‬و ‪.469‬‬

‫]‪[216‬‬

‫)‪) * (16‬باب( * * )احوال ازواجه واولده واخخخوانه عليخخه السخخلم( * * )وعشخخائره‬


‫وما جرى بينه وبينهم صلوات ال عليخخه( * ‪ - 1‬ن‪ :‬الخخبيهقي‪ ،‬عخخن الصخخولي‪،‬‬
‫عن محمد بن يزيد النحوي‪ ،‬عن ابن أبي عبخدون‪ ،‬عخن أبيخه‪ ،‬قخخال‪ :‬لمخا جيخخئ‬
‫بزيد بن موسى أخي الرضا عليه السلم إلى المأمون وقد خرج إلى البصخخرة‬
‫وأحرق دور العباسيين‪ ،‬وذلك في سنة تسع وتسعين ومائة فسمي زيخخد النخخار‪،‬‬
‫قال له المأمون‪ :‬يا زيد خرجت بالبصرة‪ ،‬وتركت أن تبخخدأ بخخدور أعخخدائنا مخخن‬
‫امية‪ ،‬وثقيف وغني وباهلة وآل زياد‪ ،‬وقصدت دور بني عمك فقخخال ‪ -‬وكخخان‬
‫مزاحا ‪ -‬أخطأت يا أميخخر المخخؤمنين مخخن كخخل جهخخة وإن عخخدت بخخدأت بأعخخدائنا‬
‫فضحك المأمون وبعث به إلى أخيه الرضا عليه السلم وقخخال لخخه‪ :‬قخخد وهبخخت‬
‫جرمه لك فلما جاؤا به عنفه وخلى سبيله وحلف أن ل يكلمخخه أبخخدا مخخا عخخاش‪.‬‬
‫وحدثني أبو الخير علي بن أحمخخد النسخخابة‪ ،‬عخخن مشخخايخه أن زيخخد بخخن موسخخى‬
‫عليه السلم كان ينادم المنتصر‪ ،‬وكان في لسخخانه فضخخل وكخخان زيخخديا‪ ،‬وكخخان‬
‫زيد هذا ينزل بغداد على نهر كرخايا )‪ (1‬وهو الخخذي كخخان بالكوفخخة أيخخام أبخخي‬
‫السرايا فوله فلما قتل أبو السرايا تفرق الطخخالبيون فتخخوارى بعضخخهم ببغخخداد‪،‬‬
‫وبعضهم بالكوفة‪ ،‬وصار بعضهم إلى المدينة‪.‬‬

‫)‪ (1‬كرخايخا‪ :‬شخرب يفيخض المخاء مخن عمخود نهخر عيسخى‪ ،‬قخاله الفيخروز آبخادي فخي‬
‫القاموس ج ‪ 1‬ص ‪.268‬‬

‫]‪[217‬‬

‫وكان ممن توارى زيد بن موسى هذا‪ ،‬فطلبه الحسن بن سهل حتى دل عليخخه فخخاتي بخخه‬
‫فحبسه ثم أحضره على أن يضرب عنقه‪ ،‬وجرد السياف السيف‪ ،‬فلما دنا منه‬
‫ليضرب عنقه‪ ،‬وكان حضر هناك الحجاج بن خيثمخخة‪ ،‬فقخخال‪ :‬أيهخخا الميخخر إن‬
‫رأيت أن ل تعجل وتدعوني‪ ،‬فان عندي نصيحة‪ ،‬ففعل وأمسك السخخياف فلمخخا‬
‫دنا منه قال‪ :‬أيها المير أتاك بما تريد أن تفعله أمر من أمير المؤمنين ؟ قال‪:‬‬
‫ل‪ ،‬قال‪ :‬فعلم تقتل ابن عم أمير المؤمنين مخخن غيخخر إذنخخه وأمخخره واسخختطلع‬
‫رأيه فيه ؟ ثم حدثه بحديث أبي عبد ال بن الفطخخس وأن الرشخخيد حبسخخه عنخخد‬
‫جعفر بن يحيى فأقدم عليه جعفر فقتله من غير أمره‪ ،‬وبعث برأسخخه إليخخه فخخي‬
‫طبق مع هدايا النيروز وإن الرشيد لما أمخخر مسخخرور الكخخبير بقتخخل جعفخخر بخخن‬
‫يحيى قال له‪ :‬إذا سألك جعفر عن ذنبه الذي تقتله به فقل له‪ :‬إنمخخا أقتلخخك بخخابن‬
‫عمي ابن الفطس الذي قتلتخخه مخخن غيخخر أمخخري‪ .‬ثخخم قخخال الحجخخاج بخخن خيثمخخة‬
‫للحسن بن سهل‪ :‬أفتأمن أيها المير حادثة تحدث بينك وبين أميخخر المخخؤمنين‪،‬‬
‫وقد قتلت هذا الرجل فيحتج عليك بمثل ما احتخخج بخخه الرشخخيد علخخى جعفخخر بخخن‬
‫يحيى ؟ فقال الحسن للحجاج‪ :‬جزاك ال خيرا‪ ،‬ثخم أمخر برفخع زيخد‪ ،‬وأن يخرد‬
‫إلى محبسه‪ ،‬فلم يزل محبوسا إلى أن أظهر أمر إبراهيخخم بخخن المهخخدي فجسخخر‬
‫أهل بغداد بالحسن بن سهل فأخرجوه عنها‪ ،‬فلم يزل محبوسا حتى حمخخل إلخى‬
‫المأمون فبعث به إلى أخيه الرضا عليه السلم فأطلقه‪ ،‬وعاش زيد بن موسى‬
‫أبي الحسن عليه السلم إلى آخر خلفة المتوكل ومات بسر من رأى )‪2 .(1‬‬
‫‪ -‬ن‪ :‬ماجيلويه وابن المتوكخل والهمخخداني جميعخخا‪ ،‬عخن علخي‪ ،‬عخن أبيخه قخال‪:‬‬
‫حدثني ياسر أنه خرج زيد بن موسى أخو أبي الحسن عليه السخخلم بالمدينخخة‪،‬‬
‫وأحرق وقتل وكان يسمى زيد النخخار فبعخخث إليخخه المخخأمون فاسخخر وحمخخل إلخخى‬
‫المأمون‪ ،‬فقال المأمون‪ :‬اذهبوا به إلى أبي الحسن‪ .‬قال ياسر‪ :‬فلما ادخل إليخخه‬
‫قال له أبو الحسن عليه السلم‪ :‬يا زيد أغرك قول‬
‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 232‬و ‪.233‬‬

‫]‪[218‬‬

‫سفلة أهل الكوفة‪ :‬إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم ال ذريتها على النار ؟ ذاك للحسن‬
‫والحسين عليهما السلم خاصة إن كنت ترى أنك تعصي الخ وتخدخل الجنخخة‪،‬‬
‫وموسى ابن جعفر عليهما السلم أطاع ال ودخل الجنة فخأنت إذا أكخخرم علخخى‬
‫ال عزوجل من موسى ابن جعفر عليهما السلم وال ما ينال أحد ما عند الخخ‬
‫عزوجل إل بطاعته‪ ،‬وزعمت أنك تناله بمعصيته فبئس ما زعمخخت‪ .‬فقخخال لخخه‬
‫زيد‪ :‬أنا أخوك وابن أبيك‪ ،‬فقال لخخه أبخخو الحسخخن عليخخه السخخلم‪ :‬أنخخت أخخخي مخخا‬
‫أطعت ال عزوجل إن نوحا عليه السلم قال‪ " :‬رب إن ابنخخي مخخن أهلخخي وإن‬
‫وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين " فقال ال عزوجل‪ " :‬يا نوح إنه ليس من‬
‫أهلك إنه عمل غير صالح " )‪ (1‬فأخرجه ال عزوجل من أن يكون من أهلخخه‬
‫بمعصيته )‪ - 3 .(2‬ن‪ :‬السناني‪ ،‬عخخن السخخدي‪ ،‬عخخن صخخالح بخخن أحمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫سهل‪ ،‬عن صالح ابن أبي حماد‪ ،‬عن الحسن بن موسى الوشاء البغدادي قال‪:‬‬
‫كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا عليه السلم فخخي مجلسخخه وزيخخد بخخن‬
‫موسى حاضر‪ ،‬قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهخخم ويقخخول‪ :‬نحخخن‬
‫ونحن وأبو الحسن عليخه السخلم مقبخل علخى قخوم يحخدثهم‪ ،‬فسخمع مقالخة زيخد‬
‫فالتفت إليه فقال‪ :‬يا زيخد أغخخرك قخخول نخاقلي الكوفخخة إن فاطمخخة عليهخا السخلم‬
‫أحصنت فرجها فحخرم الخ ذريتهخا علخى النخار ؟ فخو الخ مخا ذلخك إل للحسخن‬
‫والحسين وولد بطنها خاصة وأمخخا أن يكخخون موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‬
‫يطيع ال ويصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت ثم تجيئان يوم القيامخة سخواء‬
‫لنت أعز على ال عزوجل منه‪ ،‬إن علخي بخن الحسخين كخان يقخول‪ :‬لمحسخننا‬
‫كفلن من الجر ولمسيئنا ضعفان من العذاب‪ .‬قال الحسن الوشاء‪ :‬ثخخم التفخخت‬
‫إلي فقال لي‪ :‬يا حسن كيف تقرؤن هذه الية‪ " :‬قال يا نوح إنه ليس من أهلك‬
‫إنه عمل غير صالح " ؟ فقلت من الناس من‬

‫)‪ (1‬هود‪ 45 :‬و ‪ (2) .46‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.234‬‬

‫]‪[219‬‬

‫يقرأ‪ ") :‬إنه عمل غير صالح "‪ ،‬ومنهم من يقرأ( )‪ " (1‬إنه عمل غيخخر صخخالح " فمخخن‬
‫قرأ " إنه عمل غير صالح " نفاه عن أبيه‪ ،‬فقخخال عليخخه السخخلم‪ :‬كل لقخخد كخخان‬
‫ابنه ولكن لما عصى ال عزوجل نفاه عن أبيه‪ ،‬كذا من كان منا لخخم يطخخع ال خ‬
‫عزوجل فليس منا وأنت إذا أطعت ال عزوجل فأنت منا أهل الخخبيت )‪4 .(2‬‬
‫‪ -‬ن‪ :‬الدقاق‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن صالح بن أبي حمخخاد‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن الجهخخم‬
‫قال‪ :‬كنت عند الرضا عليه السلم وعنده زيد بن موسى أخوه وهو يقخخول‪ :‬يخخا‬
‫زيد اتق ال فانا بلغنا ما بلغنا بالتقوى‪ ،‬فمن لم يتق ولم يراقبه فليس منا ولسنا‬
‫منه يا زيد إياك أن تهين من به تصول من شيعتنا فيذهب نخخورك‪ ،‬يخخا زيخخد إن‬
‫شيعتنا إنما أبغضهم الناس وعادوهم واستحلوا دماءهم وأموالهم لمحبتهخخم لنخخا‬
‫واعتقادهم لوليتنا فان أنت أسأت إليهخخم ظلمخخت نفسخخك‪ ،‬وأبطلخخت حقخخك‪ .‬قخخال‬
‫الحسن بن الجهم‪ :‬ثم التفت عليه السلم إلي فقال لي‪ :‬يا ابن الجهم مخخن خخخالف‬
‫دين ال فابرأ منه كائنا من كان من أي قبيلة كان‪ ،‬ومخخن عخخادى الخ فل تخخواله‬
‫كائنا من كان‪ ،‬من أي قبيلة كان‪ ،‬فقلت له‪ :‬يخخا ابخخن رسخخول الخ ومخخن ذا الخخذي‬
‫يعادي ال ؟ قال‪ :‬من يعصيه )‪ - 5 .(3‬ب‪ :‬ابخخن عيسخخى عخخن الخخبزنطي قخخال‪:‬‬
‫كنت عند الرضا عليه السلم وكان كثيرا ما يقول استخرج منخخه الكلم يعنخخي‬
‫أبا جعفر فقلت له يوما‪ :‬أي عمومتك أبر بك ؟ قال‪ :‬الحسخخين فقخخال أبخخوه عليخخه‬
‫السلم‪ :‬صدق وال هو وال أبرهم به وأخيرهم له صلى ال خ عليهخخم جميعخخا )‬
‫‪ - 6 .(4‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن عمير بن بريد قال‪ :‬كنت عند‬
‫أبي الحسن الرضا عليه السلم فذكر محمد بخخن جعفخخر بخخن محمخخد فقخخال‪ :‬إنخخي‬
‫جعلت على نفسي أن‬

‫)‪ (1‬هود‪ 45 :‬و ‪ ،46‬وما جعلناه بين العلمتين ساقط عن نسخة الكمبانى‪ (2) .‬عيخخون‬
‫أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ ،232‬وقد أخرج الصدوق فخخي معخخاني الخبخخار ص‬
‫‪ 107‬و ‪ 108‬بسند آخر مثله‪ (3) .‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪(4) .235‬‬
‫قرب السناد ص ‪.223‬‬

‫]‪[220‬‬

‫ل يظلني وإياه سقف بيت‪ ،‬فقلخت فخي نفسخي‪ :‬هخذا يأمرنخا بخالبر والصخلة‪ ،‬ويقخول هخذا‬
‫لعمه ! ؟ فنظر إلي فقال‪ :‬هذا من البر والصلة‪ ،‬إنه متى يخخأتيني ويخخدخل علخخي‬
‫فيقول في فيصدقه الناس‪ ،‬وإذا لم يدخل علي ولم أدخل عليه لم يقبل قخخوله إذا‬
‫قال )‪ - 7 .(1‬ن‪ :‬العطار‪ ،‬عن أبيه وسعد معا‪ ،‬عن ابخخن أبخخي الخطخخاب‪ ،‬عخخن‬
‫البزنطي عن عبد الصخمد بخن عبيخد الخ‪ ،‬عخن محمخد بخن الثخرم وكخان علخى‬
‫شرطة محمد بن سليمان العلوي بالمدينة أيام أبي السخخرايا‪ ،‬قخخال‪ :‬اجتمخخع إليخخه‬
‫أهل بيته وغيرهم من قريش فبايعوه‪ ،‬وقالوا لخخه‪ :‬لخخو بعثخخت إلخخى أبخخي الحسخخن‬
‫الرضا عليه السلم كان معنا وكان أمرنا واحدا قال‪ :‬فقال محمد بن سخخليمان‪:‬‬
‫اذهب إليه فاقرأه السخخلم وقخخل لخخه‪ :‬إن أهخخل بيتخخك اجتمعخخوا وأحبخخوا أن تكخخون‬
‫معهم‪ ،‬فان رأيت أن تأتينا فافعل‪ .‬قال فأتيته وهو بالحمراء فأديت ما أرسخخلني‬
‫به إليه‪ ،‬فقال‪ :‬اقرأه مني السلم وقل له‪ :‬إذا مضى عشرون يوما أتيتك‪ ،‬قخخال‪:‬‬
‫فجئت فأبلغته ما أرسلني به إليه فمكثنا أياما‪ ،‬فلما كان يوم ثمانية عشر جاءنا‬
‫ورقاء قائد الجلودي فقاتلنا فهزمنا فخرجت هاربا نحو الصورين فخخإذا هخخاتف‬
‫يهتف بي‪ :‬يا أثرم فالتفت إليه فإذا أبو الحسن الرضا عليه السلم وهو يقخخول‪:‬‬
‫مضخت العشخرون أم ل ؟‪ .‬وهخو محمخد بخن سخليمان بخن داود بخن الحسخن بخن‬
‫الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السخلم )‪ - 8 .(2‬ن‪ :‬علخي بخن أحمخد بخن‬
‫عبد ال بن أحمد بن أبي عبد ال البرقي رحمه ال قخخال‪ :‬حخخدثني أبخخي ومحمخخد‬
‫بن علي بن ماجيلويه جميعا‪ ،‬عن أحمد بن أبي عبد ال البرقي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن‬
‫الحسين بن موسى بن جعفر بن محمد قال‪ :‬كنا حول أبي الحسن الرضا عليه‬
‫السلم ونحن شبان من بني هاشم إذ مر علينا جعفخخر بخخن عمخخر العلخخوي وهخخو‬
‫رث الهئية‪ ،‬فنظر بعضنا إلى بعض وضحكنا من هيئة جعفر بن عمخخر‪ ،‬فقخخال‬
‫الرضا عليه السلم‪:‬‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .204‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.208‬‬

‫]‪[221‬‬

‫لترونه عن قريب كخخثير المخخال كخخثير التبخخع‪ ،‬فمخخا مضخخى إل شخخهر أو نحخخوه حخختى ولخخي‬
‫المدينة وحسنت حاله وكان يمر بنا ومعه الخصيان والحشم‪ .‬وجعفر هذا هخخو‬
‫جعفر بن محمد بن عمر بن الحسن بن عمر بن علي بن الحسين ابن علي بن‬
‫أبخخي طخخالب عليهخخم السخخلم )‪ - 9 .(1‬ن‪ :‬الخخبيهقي‪ ،‬عخخن الصخخولي‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫ذكوان‪ ،‬عن إبراهيم بن العباس قال‪ :‬كانت البيعة للرضا عليه السخخلم لخمخخس‬
‫خلون من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين وزوجه ابنتخخه ام حخخبيب فخخي أول‬
‫سنة اثنين ومائتين الخبر )‪ .(2‬اقول‪ :‬قد مر في باب شهادته عليه السخخلم فخخي‬
‫خبر هرثمة أنه قال‪ :‬كان للرضا عليخخه السخخلم مخخن الولخخد محمخخد المخخام عليخخه‬
‫السلم )‪ - 10 .(3‬قب‪ :‬دخل زيخخد بخخن موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم علخخى‬
‫المأمون فأكرمه وعنده الرضا عليه السلم فسلم زيد عليه فلم يجبه‪ ،‬فقال‪ :‬أنا‬
‫ابن أبيك ول ترد علي سلمي ؟ فقال عليه السلم‪ :‬أنت أخي مخخا أطعخخت الخخ‪،‬‬
‫فإذا عصيت ال ل إخاء بيني وبينك )‪ - 11 .(4‬كشف‪ :‬قال محمد بن طلحة‪:‬‬
‫وأمخا أولده فكخانوا سختة خمسخة ذكخور وبنخت واحخدة‪ ،‬وأسخماء أولده محمخد‬
‫القانع‪ ،‬الحسن‪ ،‬جعفر‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬الحسين وعائشة )‪ .(5‬وقال عبخخد العزيخخز بخخن‬
‫الخضر له من الولد خمسة رجال وابنة واحدة هم محمد المام‪ ،‬وأبخخو محمخخد‬
‫الحسن‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وإبراهيخخم والحسخخين‪ ،‬وعائشخخة )‪ .(6‬ومخخن دلئل الحميخخري‪،‬‬
‫عن حنان بن سدير قال‪ :‬قلت لبي الحسن الرضا عليخخه السخخلم‪ :‬أيكخخون إمخخام‬
‫ليس له عقب ؟ فقال أبو الحسن‪ :‬أما إنه ل يولد لي إل واحد‪ ،‬ولكن‬

‫)‪ (1‬نفس المصدر ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .209‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .245‬بخخل‬
‫سيجئ في باب شهادته‪ ،‬تحت الرقم ‪ (4) .8‬مناقب آل أبى طخخالب ج ‪ 4‬ص‬
‫‪ (5) .361‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (6) .89‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.90‬‬
‫]‪[222‬‬

‫ال ينشئ ذرية كثيرة‪ ،‬قال أبوخداش‪ :‬سمعت هذا الحديث منذ ثلثيخخن سخخنة )‪ .(1‬وقخخال‬
‫ابن الخشاب‪ :‬ولد له خمس بنين وابنة واحخدة‪ ،‬أسخخماء بنيخه محمخخد المخخام أبخو‬
‫جعفر الثاني‪ ،‬أبو محمد الحسن‪ ،‬وجعفر‪ ،‬وإبراهيم‪ ،‬والحسن‪ ،‬وعائشة فقخخط )‬
‫‪ - 12 .(2‬عم‪ ،‬قب‪ :‬كان للرضا عليه السلم من الولد ابنه أبخخو جعفخخر محمخخد‬
‫بن علي الجواد ل غيخخر )‪ - 13 .(3‬د‪ :‬كخخان لخخه عليخخه السخخلم ولخخدان أحخخدهما‬
‫محمد والخر موسى‪ ،‬لم يترك غيرهما‪ .‬في كتاب الدر‪ :‬مضى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم ولم يترك ولدا إل أبا جعفر محمد بن علي عليهمخخا السخخلم وكخخان سخخنه‬
‫يوم وفخخات أبيخخه سخخبع سخخنين وأشخخهر‪ - 14 .‬كخخش‪ :‬حمخخدويه‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن‬
‫موسى‪ ،‬عن أحمد بن محمد‪ ،‬عن محمد ابن أحمد بن أسيد قال‪ :‬لمخخا كخخان مخخن‬
‫أمر أبي الحسن )‪ (4‬ما كان قال إبراهيم وإسماعيل ابنا أبي سمال فنأتي أحمد‬
‫ابنه فاختلفا إليه زمانا فلما خرج أبو السرايا خرج أحمد بن أبي الحسخخن عليخخه‬
‫السلم معه فأتينا إبراهيم وإسماعيل وقلنا لهما‪ :‬إن هذا الرجخخل قخخد خخخرج مخخع‬
‫أبي السرايا فما تقولن ؟ قال‪ :‬فأنكرا ذلك من فعلخخه ورجعخخا عنخخه‪ ،‬وقخخال‪ :‬أبخخا‬
‫الحسن‪ :‬حي نثبت على الوقف‪ ،‬وأحسب هذا يعني إسماعيل مات على شكه )‬
‫‪ - 15 .(5‬كش‪ :‬قرأت في كتاب محمد بخخن الحسخخن بخخن بنخخدار بخطخخه حخخدثني‬
‫محمد بن يحيى العطار‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن سليمان بن جعفر قخخال‪ :‬قخخال‬
‫لي علي بن عبيدال بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بخخن أبخخي طخخالب‪:‬‬
‫أشتهى أن أدخل على‬

‫)‪ (1‬المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .136‬المصدر ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .113‬مناقب آل أبى طالب‬
‫ج ‪ 4‬ص ‪ (4) .367‬يريد أبا الحسن موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم‪(5) .‬‬
‫رجال الكشى ص ‪ 400‬تحت الرقم ‪ 343‬و ‪344‬‬

‫]‪[223‬‬

‫أبي الحسن الرضا عليه السلم اسلم عليه‪ ،‬قلت‪ :‬فما يمنعخخك مخخن ذلخخك ؟ قخخال‪ :‬الجلل‬
‫والهيبة له وأتقي عليه‪ .‬قال‪ :‬فاعتل أبو الحسن عليخخه السخخلم علخخة خفيفخخة وقخخد‬
‫عاده الناس فلقيت علي بن عبيد ال فقلت‪ :‬قد جخخاءك مخخا تريخخد‪ ،‬قخخد اعتخخل أبخخو‬
‫الحسن عليه السلم علخخة خفيفخخة‪ ،‬وقخخد عخخاده النخخاس فخخان أردت الخخدخول عليخخه‬
‫فاليوم‪ ،‬قال‪ :‬فجاء إلى أبي الحسن عليه السلم عخخائدا فلقيخخه أبخخو الحسخخن عليخخه‬
‫السلم بكل ما يحب من المنزلة‪ ،‬والتعظيخخم‪ ،‬ففخخرح بخخذلك علخخي بخخن عبيخخد الخ‬
‫فرحا شديدا ثم مرض علي بن عبيد ال فعخاده أبخخو الحسخخن عليخه السخلم وأنخا‬
‫معه فجلس حتى خرج من كان في البيت فلما خرجنا أخخخبرتني مخخولة لنخخا أن‬
‫ام سلمة امرأة علي بن عبيدال كانت من وراء السخختر تنظخخر إليخخه فلمخخا خخخرج‬
‫خرجت وانكبت على الموضع الذي كان أبو الحسن فيه جالسا‪ ،‬تقبله وتتمسح‬
‫به‪ .‬قال سليمان‪ :‬ثم دخلت على علي بن عبيد ال فأخبرني بما فعلخت ام سخلمة‬
‫فخبرت به أبو الحسخخن عليخخه السخخلم قخال‪ :‬يخخا سخخليمان إن علخخي بخخن عبيخخد الخ‬
‫وامرأته وولده من أهل الجنة يا سليمان إن ولد علي وفاطمخخة عليهمخخا السخخلم‬
‫إذا عرفهم ال هذا المر لم يكونوا كالناس )‪ .(1‬ختص‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن ابن عيسى مثله )‪ - 16 .(2‬كا‪ :‬الحسين )بن أحمخخد( عخخن أحمخخد بخخن‬
‫هلل‪ ،‬عن ياسر الخادم قال‪ :‬قلت لبي الحسن الرضا عليه السلم‪ :‬رأيت في‬
‫النوم كأن قفصا فيه سبعة عشر قارورة‪ ،‬إذ وقع القفص وتكسرت القوارير ؟‬
‫فقال‪ :‬إن صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوما ثخخم‬
‫يموت‪ ،‬فخرج محمد بن إبراهيم )‪ (3‬بالكوفة مع أبي السرايا‬

‫)‪ (1‬رجال الكشى ص ‪ 495‬تحخت الرقخم ‪ (2) .485‬الختصخاص ص ‪ (3) .89‬هخو‬


‫محمد بن ابراهيم بن اسماعيل ‪ -‬طباطبا ‪ -‬بن ابراهيم بن الحسن بن الحسخخن‬
‫ابن على بن أبى طالب عليهم السلم‪ ،‬وأبو السرايا هو السرى بخخن منصخخور‬
‫كان من أمراء المأمون فخالفه وغخخاب فخخي نخخواحى السخخواد فلقيخخه محمخخد بخخن‬
‫ابراهيخخم وواعخخده علخخى الخخخروج‪ ،‬راجخخع القصخخة فخخي مقاتخخل الطخخالبيين ‪ -‬ط‬
‫النجف ‪ -‬ص ‪.353 - 338‬‬

‫]‪[224‬‬

‫فمكث سبعة عشر يوما ثم مات )‪ - 17 .(1‬كا‪ :‬أحمد بن مهران‪ ،‬عن محمد بن علخخي‪،‬‬
‫عن أبي الحكم‪ ،‬عن عبد ال بخن إبراهيخخم الجعفخري وعبخد الخ بخن محمخخد بخن‬
‫عمارة‪ ،‬عن يزيد بن سليط‪ ،‬قال‪ :‬لما أوصى أبخو إبراهيخم عليخه السخلم أشخهد‬
‫إبراهيم بن محمد الجعفري وإسحاق بن محمد الجعفري وإسحاق ابخخن جعفخخر‬
‫بن محمد وجعفر بن صالح ومعاوية الجعفري ويحيى بن الحسين بن زيد بخخن‬
‫علي وسعد بن عمران النصاري ومحمد بن الحارث النصخخاري ويزيخخد بخخن‬
‫سليط النصخخاري ومحمخخد بخخن جعخخد بخخن سخخعد السخخلمي وهخخو كخخاتب الوصخخية‬
‫الولى‪ .‬أشهدهم أنه يشهد أن ل إلخخه إل الخ وحخخده ل شخخريك لخخه‪ ،‬وأن محمخخدا‬
‫عبده ورسوله وأن الساعة آتية ل ريب فيها‪ ،‬وأن ال يبعخخث مخخن فخخي القبخخور‪،‬‬
‫وأن البعث بعد الموت حخخق‪ ،‬وأن الوعخخد حخخق‪ ،‬وأن الحسخخاب حخخق‪ ،‬والقضخخاء‬
‫حق‪ ،‬وأن الوقوف بين يدي ال حق‪ ،‬وأن ما جخاء بخخه محمخخد صخخلى الخ عليخخه‬
‫وآله حق‪ ،‬وأن ما نزل به الروح المين حق على ذلخخك أحيخخى وعليخخه أمخخوت‪،‬‬
‫وعليه ابعث إنشاء ال‪ .‬وأشهدهم أن هذه وصيتي بخطي وقخخد نسخخخت وصخخية‬
‫جدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلم ووصية محمد بخخن علخخي‬
‫)قبل( ذلك نسختها حرفا بحرف‪ ،‬ووصية جعفخخر بخن محمخخد علخى مثخل ذلخك‪،‬‬
‫وأني قد أوصيت إلى علي وبني بعد معه إن شاء وآنس منهم رشدا وأحب أن‬
‫يقرهم فذلك له‪ ،‬وإن كرههم وأحب أن يخرجهم فخخذاك لخخه ول أمخر لهخم معخه‪،‬‬
‫وأوصيت إليه بصدقاتي وأموالي وموالي وصبياني الذين خلفت وولخخدي إلخخى‬
‫إبراهيم والعباس وقاسم وإسماعيل وأحمد وام أحمد‪ ،‬وإلى علخخي أمخخر نسخخائي‬
‫دونهم‪ ،‬وثلث صدقة أبي وثلثي يضعه حيث يرى‪ ،‬ويجعخخل فيخخه مخخا يجعخخل ذو‬
‫المال في ماله‪ .‬فان أحب أن يبيع أو يهب أو ينحخخل أو يتصخخدق بهخخا علخخى مخخن‬
‫سميت له وعلى غير من سميت فذاك له وهو أنا في وصيتي فخخي مخخالي وفخخي‬
‫أهلي وولدي‪ ،‬وإن رأى أن يقر إخوته الذين سميتهم في كتابي هذا أقرهم وإن‬
‫كره فله أن يخرجهم غير مثرب‬

‫)‪ (1‬روضة الكافي ‪ -‬ج ‪ - 8‬ص ‪.257‬‬

‫]‪[225‬‬

‫عليه ول مردود‪ ،‬فان آنس منهم غير الذي فارقتهم عليخخه فخخأحب أن يردهخخم فخخي وليخخة‬
‫فذلك له‪ ،‬وإن أراد رجل منهم أن يزوج اخته فليخخس لخخه أن يزوجهخخا إل بخخاذنه‬
‫وأمره‪ :‬فانه أعرف بمناكح قومه‪ .‬وأى سلطان أو أحد من الناس كفه عن شئ‬
‫أو حال بينه وبين شئ مما ذكرت في كتابي هذا أو أحد ممن ذكرت فهخخو مخخن‬
‫ال ورسوله برئ‪ ،‬وال ورسوله منه براء‪ ،‬وعليخخه لعنخخة ال خ وغضخخبه ولعنخخة‬
‫اللعنين‪ ،‬والملئكة المقربين والنبيين والمرسلين وجماعة المخخؤمنين‪ ،‬وليخخس‬
‫لحد من السلطين أن يكفه عن شئ وليس لخخي )عنخخده( تبعخخة ول تباعخخة‪ ،‬ول‬
‫لحد من ولدي له قبلي مال‪ ،‬وهو مصدق فيما ذكر‪ ،‬فان أقخخل فهخخو أعلخخم وإن‬
‫أكثر فهو الصادق كذلك وإنمخخا أردت بادخخخال الخخذين أدخلخخت معخخه مخخن ولخخدي‬
‫التنخخويه بأسخخمائهم‪ ،‬والتشخخريف لهخخم‪ .‬وامهخخات أولدي مخخن أقخخامت منهخخن فخخي‬
‫منزلها وحجابها فلها مخخا كخخان يجخخري عليهخخا فخخي حيخخاتي إن رأى ذلخخك‪ ،‬ومخخن‬
‫خرجت منهن إلى زوج فليس لهخا أن ترجخع محخواي إل أن يخرى علخي غيخر‬
‫ذلك‪ ،‬وبناتي بمثل ذلك‪ ،‬ول يزوج بناتي أحخخد مخخن إخخخوتهن مخخن امهخخاتهن ول‬
‫سخخلطان ول عخخم إل برأيخه ومشخورته‪ ،‬فخان فعلخخوا غيخخر ذلخخك فقخد خخالفوا الخ‬
‫ورسوله وجاهدوه في ملكه‪ ،‬وهو أعرف بمناكخخح قخخومه‪ ،‬فخخان أراد أن يخخزوج‬
‫زوج وأن أراد أن يترك ترك‪ ،‬وقد أوصيتهن بمثل ما ذكرت فخخي كتخخابي هخخذا‬
‫وجعلت ال عزوجل عليهن شهيدا وهو وام أحمد )شاهدان(‪ .‬وليخخس لحخخد أن‬
‫يكشف وصيتي ول ينشرها‪ ،‬وهو منها على غير مخخا ذكخخرت و سخخميت‪ ،‬فمخخن‬
‫أساء فعليه ومن أحسن فلنفسه وما ربك بظلم للعبيد‪ ،‬وصلى ال على محمخخد‬
‫وآله‪ ،‬وليس لحد من سلطان ول غيره أن يفض كتابي هذا الذي ختمت عليه‬
‫السفل‪ ،‬فمن فعل ذلك فعليخخه لعنخخة الخ وغضخخبه ولعنخخة اللعنيخخن‪ ،‬والملئكخخة‬
‫المقربين وجماعة المرسلين والمسلمين‪ ،‬وعلى مخخن فخخض كتخخابي هخخذا وكتخخب‬
‫وختم أبو إبراهيم والشهود وصلى ال على محمد وعلى آله‪.‬‬
‫]‪[226‬‬

‫قال أبو الحكم‪ :‬فحدثني عبد ال بن آدم )‪ (1‬الجعفخخري عخخن يزيخخد بخخن سخخليط قخخال‪ :‬كخخان‬
‫أبوعمران الطلحي قاضي المدينة فلما مضى موسى قدمه إخوته إلى الطلحي‬
‫القاضي فقال العباس بن موسخى‪ :‬أصخلحك الخ وأمتخع بخك إن فخي أسخفل هخذا‬
‫الكتاب كنزا وجوهرا ويريد أن يحتجبه ويأخذه دوننا‪ :‬ولخخم يخخدع أبونخخا رحمخخه‬
‫ال شيئا إل ألجأه إليه وتركنا عالة‪ ،‬ولخخو ل أنخخي أكخخف نفسخخي لخبرتخخك بشخخئ‬
‫على رؤس المل‪ .‬فوثب إليه إبراهيخخم بخخن محمخخد فقخخال‪ :‬إذا والخ تخخخبر بمخخا ل‬
‫نقبله منك‪ ،‬ول نصدقك عليه‪ ،‬ثم تكون عندنا ملوما مخخدحورا نعرفخخك بالكخخذب‬
‫صغيرا وكبيرا‪ ،‬وكان أبوك أعرف بك‪ ،‬لو كخخان فيخخك خيخخر‪ ،‬وإن كخخان أبخخوك‬
‫لعارفا بك في الظاهر والباطن‪ ،‬وما كان ليأمنك على تمرتيخخن‪ .‬ثخخم وثخخب إليخخه‬
‫إسحاق بن جعفر عمه فأخذ بتلبيبه فقال له‪ :‬إنك لسخخفيه ضخخعيف أحمخخق أجمخخع‬
‫هذا مع ما كان بالمس منك وأعانه القوم أجمعخون فقخال أبخوعمران القاضخي‬
‫لعلي‪ :‬قم يا أبا الحسن حسبي ما لعنني أبوك اليخخوم وقخخد وسخخع لخخك أبخخوك‪ ،‬ول‬
‫وال ما أحد أعرف بالولد من والده‪ ،‬ول وال ما كخخان أبخخوك عنخخدنا بمسخختخف‬
‫في عقله ول ضعيف في رأيه‪ .‬فقال العباس للقاضي‪ :‬أصلحك ال فض الخاتم‬
‫واقرأ ما تحته فقال أبوعمران ل أفضه حسبي ما لعنني أبوك منذ اليوم‪ ،‬فقال‬
‫العباس‪ :‬فأنا أفضه فقال‪ :‬ذاك إليك ففخخض العبخخاس الخخخاتم فخخإذا فيخخه إخراجهخخم‬
‫وإقرار علي بها وحده‪ ،‬وإدخاله إياهم فخخي وليخخة علخخي إن أحبخخوا أو كرهخخوا‪،‬‬
‫وإخراجهم من حد الصدقة وغيرها‪ ،‬وكان فتحه عليهم بلء وفضخخيحة وذلخخة‪،‬‬
‫ولعلي عليه السلم خيرة‪ ،‬وكان في الوصية التي فخخض العبخخاس تحخخت الخخخاتم‬
‫هؤلء الشهود إبراهيم بن محمد وإسحاق بن جعفر وجعفر بن صالح‪ ،‬وسعيد‬
‫بن عمران‪ .‬وأبرزوا وجه ام أحمد فخخي مجلخخس القاضخخي وادعخخوا أنهخخا ليسخخت‬
‫إياها حتى كشفوا عنها وعرفوها‪ ،‬فقالت عند ذلك‪ :‬قخد والخ قخخال سخخيدي هخخذا‪:‬‬
‫إنك ستؤخذين‬

‫)‪ (1‬قد مر في صدر السند أنه عبد ال بن ابراهيم الجعفري‪.‬‬

‫]‪[227‬‬

‫جبرا وتخرجين إلى المجالس‪ ،‬فزجرها إسحاق بن جعفر وقال اسكتي فان النساء إلخخى‬
‫الضعف ما أظنه قال من هذا شيئا‪ .‬ثم إن عليا عليه السلم التفت إلى العبخخاس‬
‫فقال‪ :‬يا أخي أنا أعلم إنه إنما حملكم على هخخذا الغخخرائم والخخديون الخختي عليكخخم‬
‫فانطلق يا سعيد فتعين لي ما عليهم ثم اقخخض عنهخخم‪ ،‬واقبخخض زكخخاة حقخخوقهم‪،‬‬
‫وخذ لهم البراءة ول والخ ل أدع مواسخخاتكم وبركخخم مخا مشخخيت علخخى الرض‬
‫فقولوا ما شئتم‪ .‬فقال العباس‪ :‬ما تعطينا إل من فضول أموالنا ومخخا لنخخا عنخخدك‬
‫أكثر فقال عليه السلم‪ :‬قولوا ما شئتم فالعرض عرضخخكم فخخان تحسخخنوا فخخذاك‬
‫لكم عند ال‪ ،‬وإن تسيئوا فان ال غفور رحيخخم والخ إنكخخم لتعرفخخون أنخخه مخخالي‬
‫يومي هذا ولد ول وارث غيركم‪ ،‬ولئن حبست شخخيئا ممخخا تظنخخون أو ادخرتخخه‬
‫فانما هو لكم ومرجعه إليكم ; وال ما ملكت منذ مضى أبوك رضي ال خ عنخخه‬
‫شيئا إل وقد سيبته حيث رأيتم‪ .‬فوثب العباس فقخخال‪ :‬وال خ مخخا هخخو كخخذلك ومخخا‬
‫جعل ال لخخك مخخن رأي علينخخا‪ ،‬ولكخخن حسخخد أبينخخا لنخخا وإرادتخخه مخخا أراد ممخخا ل‬
‫يسوغه ال إياه ول إياك‪ ،‬وإنك لتعرف أني أعخخرف صخخفوان بخخن يحيخخى بيخخاع‬
‫السابري بالكوفة ولن سلمت لغصصنه بريقه و أنت معه‪ .‬فقال علخخي عليخخه‬
‫السلم‪ :‬ل حول ول قوة إل بال العلخي العظيخخم أمخخا إنخي يخا إخخخوتي فحريخص‬
‫على مسرتكم‪ ،‬ال يعلم‪ " .‬اللهم إن كنت تعلم أنخخي احخخب صخلحهم وأنخي بخار‬
‫بهم واصل لهم‪ ،‬رفيق عليهم‪ ،‬أعني بامورهم ليل ونهارا فخخاجزني بخخه خيخخرا‪،‬‬
‫وإن كنت على غير ذلك فأنت علم الغيوب فاجزني به مخخا أنخخا أهلخخه إن كخخان‬
‫شرا فشرا‪ ،‬وإن كان خيخرا فخيخرا اللهخم أصخلحهم وأصخلح لهخم‪ ،‬واخسخأ عنخا‬
‫وعنهم شر الشيطان‪ ،‬وأعنهم على طاعتك ووفقهم لرشدك "‪ .‬أما أنا يخخا أخخخي‬
‫فحريص على مسرتكم‪ ،‬جاهد على صلحكم‪ ،‬وال على ما نقول وكيل‪ ،‬فقال‬
‫العباس‪ :‬ما أعرفني بلسانك وليس لمسحاتك عندي طين‬

‫]‪[228‬‬

‫فافترق القوم على هذا وصخخلى الخ علخخى محمخخد وآلخخه )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬قخخوله " وهخخو كخخاتب‬
‫الوصية الولى " أي وصية آبائه عليهم السلم كمخخا سيشخخير إليخخه قخخوله عليخخه‬
‫السلم " وقد نسخت " أي قبل ذلك في صدر الكتاب أو تحخخت الختخخم‪ ،‬وقيخخل‪:‬‬
‫المراد أن هذه الوصية موافقخخة لوصخخاياهم فخخالمعنى نسخخخت بعيخخن كتابخخة هخخذه‬
‫الوصية الوصايا التي وصيا به و " الوعد " الخبار بالثواب للمطيع‪ ،‬وكونه‬
‫حقا أنخخه يجخخب الوفخخاء بخخه أو ل يجخخوز تركخخه و " القضخخاء " الحكخخم بمقتضخخى‬
‫الحساب من ثواب المطيخخع وعقخخاب العاصخخي بشخخروطهما و " بنخخي " عطخخف‬
‫على علي " بعد " أي بعد علي في المنزلخة " معخه " أي مشخاركين معخه فخي‬
‫الوصية " أن يقرهم " أي في الوصية " أن يخرجهم " أي منها " وأموالي "‬
‫أي ضخخبط حصخخص الصخخغار والغيخخب منهخخا أو بنخخاء علخخى أن المخخام أولخخى‬
‫بالمؤمنين من أنفسخخهم و " مخخوالي " أي عبيخخدي وإمخخائي أو عتقخخائي لحفظهخخم‬
‫ورعايتهم أو أخذ ميراثهم‪ .‬قوله " وولدي إلى إبراهيم " أي مع ولدي أو إلخخى‬
‫ولدي فيكون إلى إبراهيم بدل من ولدي بتقدير إلى ولعل الظهر " تقخخدم إلخخى‬
‫علي ولدي " وأنه اشتبه على النساخ وقيل " وولدي " أي وسخخائر ولخخدي و "‬
‫إلى " بمعنى حتى " وام أحمد " عطف على صدقاتي انتهى‪ " .‬وإلى علخخي "‬
‫أي مفوض إليه وهو خبر " أمر نسائي " أي اختيارهن وهو مبتدأ " دونهم "‬
‫أي دون سائر ولدي " وثلث صدقة أبي " مبتخخدأ وضخخمير يضخخعه راجخخع إلخخى‬
‫كل من الثلثين‪ ،‬والمراد التصرف في حاصلهما بناء على أنهمخخا حخخق التوليخخة‬
‫والمراد بيع أصلهما بناء على أنهما كانا من المخخوال الخختي للمخخام التصخخرف‬
‫فيها كيف شاء‪ ،‬ولم يمكنها إظهار ذلخخك تقيخخة فسخخماهما صخخدقة‪ ،‬أو بنخخاء علخخى‬
‫جواز بيع الوقف في بعض الصور ويحتمل أن يكون ثلث صخخدقة أبخخي عطفخخا‬
‫على أمر نسائي ويكون " ثلثي " مبتدأ و " يضعه " خبره فالمراد ثلخخث غيخخر‬
‫الوقاف‪.‬‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ .319 - 316‬وترى مثله في عيون اخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪33‬‬
‫‪.37 -‬‬

‫]‪[229‬‬

‫" يجعل " أي يصنع " والنحلة " العطية بغير عوض والمهر‪ ،‬وضمير " بها " راجع‬
‫إلى الصدقة أو الثلث بتأويل‪ " .‬وهو أنا " أي هو بعد وفاتي مثلي فخخي حيخخاتي‬
‫" وإن رأى أن تقخخر " تأكيخخد لمخخا مخخر وربمخخا يحمخخل الول علخخى القخخرار فخخي‬
‫الدار‪ ،‬وهذا على القرار في الصدقة‪ .‬والتثريب التعييخخر " فخخان آنخخس منهخخم "‬
‫الضمير للمخرجين وفيه إيماء إلى أنهخخم فخخي تلخخك الحخخال الخختي فخخارقهم عليهخخا‬
‫مستحقون للخراج " في ولية " أي تولية وتصرف في الوقاف وغيرهخخا "‬
‫اخته " أي من امه والمراد بالمناكح محال النكاح‪ ،‬وما يناسب ويليق من ذلك‬
‫" كفه عن شئ " أي منعه قهرا وكأنه ناظر إلى السلطان وقخخوله " أو حخخال "‬
‫ناظر إلى قوله " أحد من الناس " ويحتمل إرجخخاع كخخل إلخخى كخخل " أو أحخخد "‬
‫عطخخف علخخى شخخئ " ممخخن ذكخخرت " أي مخخن النسخخاء والولد والمخخوالي‪ ،‬أو‬
‫عطف على أحد من الناس‪ ،‬فالمراد بالناس الجانب وبمخخن ذكخخرت الخخخوة "‬
‫وليس لحد " تكرار للتأكيد‪ ،‬وفي القاموس " التبعخخة " كفرحخخة وكتابخخة الشخخئ‬
‫الذي لك فيه تبعة‪ ،‬شبه ظلمة ونحوها انتهى‪ ،‬والتباعخخة بالفتخخح مصخخدر تبعخخه‬
‫إذا مشى خلفه وهو أيضا مناسب " فان أقل " أي أظهر المال قليل أو أعطى‬
‫حقهخخم قليل‪ ،‬وكخخذا " أكخخثر " بخخالمعنيين " كخخذلك " أي كمخخا كخخان صخخادقا عنخخد‬
‫القلل أو المخخر كخخذلك‪ ،‬وفخخي الصخخحاح نخخوهت باسخخمه رفعخخت ذكخخره‪ ،‬وفخخي‬
‫القاموس والحواء ككتاب والمحوى كالمعلى جماعة الخخبيوت المتدانيخخة‪ " .‬ول‬
‫يزوج بناتي " لعل ظاهر هذا الكلم على التقيخخة لئل يخخزوج أحخخد مخخن الخخخوة‬
‫أخواتها بغير رضاها بالولية المشهورة بين المخالفين وأما هو عليخخه السخخلم‬
‫فلم يكخخن يزوجهخخن إل برضخخاهن أو مبنخخي علخخى مخخا مخخر مخخن أن المخخام أولخخى‬
‫بالمر من كل أحد‪ ،‬وحمله علخخى تزويخخج الصخخغار بالوليخخة بعيخخد " وهخخو وأم‬
‫أحمد " أي شهيدان أيضا أي شريكان في الولية‪ ،‬أو الواو فيخخه كخخالواو فخخي "‬
‫كل رجل وضيعته " فالمقصود وصيته بمراعاتها " أن يكشف وصيتي " أي‬
‫يظهرها " وهو منها " الواو للحال‪ ،‬ومن للنسبة كخخأنت منخخي بمنزلخخة هخخارون‬
‫من موسى‪ ،‬والضمير للوصية " ما ذكرت " أي‬
‫]‪[230‬‬

‫أنه وصي وإليه الختيخخار " أو سخخميت باسخخمه " أي أعليخخت ذكخخره " ومخخا ربخخك بظلم‬
‫للعبيد " لن من أعطى الجزاء خيخخرا أو شخخرا مخخن ل يسخختحقه فهخخو ظلم فخخي‬
‫غاية الظلم " السفل " صخخفة كتخخابي ; وأنهمخخا كانتخخا وصخخيتين طخخوي السخخفلى‬
‫وختمهما ثم طوي فوقهخخا العليخخاء‪ " .‬وعلخخى مخخن فخخض " يمكخخن أن يقخخرأ علخخي‬
‫بالتشديد اسما أي هو الذي يجوز أن يفخض‪ ،‬أو يكخخون حرفخخا والمعنخخى وعلخخى‬
‫من فض لعنة ال‪ ،‬ويكون هذا إشارة إلى الوصية الفوقانيخخة‪ ،‬ويمكخخن أن يقخخرأ‬
‫الول يفض على بناء الفعال للتعريض أي يمكن من الفخخض فاللعنخخة الولخخى‬
‫على الممكن‪ ،‬والثانية على الفاعل والفض كسر الخاتم " وكتب وختخخم " هخخذا‬
‫كلمه عليه الصلة والسلم على سبيل اللتفخخات أو كلم يزيخخد‪ ،‬والمخخراد أنخخه‬
‫عليه السلم كتب شهادته على هامش الوصية الثانية وهذا الختخخم غيخخر الختخخم‬
‫المذكور سابقا ويحتمل أن يكون الختم على رأس الوصية الثانية كخخالولى‪" .‬‬
‫وأمتع بك " أي جعل الناس متمتعين منتفعين بك " فخخي أسخخفل هخخذا الكتخخاب "‬
‫أي الوصية الولى المختوم عليها " كنزا وجوهرا " أي ذكر كنز أو جوهر‪،‬‬
‫وإن كان ل يبعد من حمقه إرادة نفسهما " إل ألجأه " أي فوضه إليه‪ ،‬والعالة‬
‫جمع العائل وهو الفقير أو الكثير العيال " لخبرتك بشئ " أي ادعاء المامة‬
‫والخلفخخة‪ ،‬وغرضخخه التخويخخف وإغخخراء العخخداء بخخه " إذا " أي حيخخن تخخخبر‬
‫بالشئ و " المدحور " المطرود " نعرفك " استيناف البيان السخخابق " ولخخو "‬
‫للتمنخخي أو الجخخزاء محخخذوف " وإن " مخففخخة مخخن المثقلخخة " ليأمنخخك " اللم‬
‫المكسورة زائدة لتأكيد النفي " والتلخخبيب " مجمخخع مخخا فخخي موضخخع اللخخب مخخن‬
‫ثياب الرجخخل " أجمخخع " بصخخيغة المخخر للتهديخخد‪ ،‬ويخخدل علخخى أنخخه صخدر منخخه‬
‫بالمس أمر شنيع آخر و " المستخف " على بناء المفعخخول مخخن يعخخد خفيفخخا "‬
‫منذ اليوم " إشارة إلى أنه لزم اللعن القاضخخي إمخخا لحضخخاره والتفخختيش عنخخه‪،‬‬
‫ولم يكن له ذلك‪ ،‬أو بناء على أنه لعخخن عليخخه السخخلم مخخن فخخض الكتخخاب الول‬
‫أيضا كما مر احتمال " فإذا فيه " الضمير لما تحته وضمير " لها " للوصية‬
‫" في ولية علي " أي في كونه‬

‫]‪[231‬‬

‫وليخخا وواليخخا عليهخخم أو فخخي كخخونهم تخخابعين لخخه‪ " .‬عخخن حخخد الصخخدقة " أي عخخن حكمهخخا‬
‫ووليتها‪ ،‬وكأن إبراز وجه ام أحمد لدعاء الخخخوة عنخخدها شخخيئا ثخخم إنكخخارهم‬
‫أنها هي أو ادعائهم أنخخه عليخخه السخخلم ظلخخم ام أحمخخد أيضخخا وأحضخخروها فلمخخا‬
‫أنكرت قالوا إنهخخا ليسخخت هخخي‪ " .‬قخخال سخخيدي " أي الكخخاظم عليخخه السخخلم هخخذا‬
‫إشارة إلى الكلم الذي بعده‪ ،‬وإنما جرها لن في هذا الخبار إشعارا بدعوى‬
‫المامة وادعاء علم الغيب وهو ينافي التقية " إلى الضعف " أي مائلت إلى‬
‫الضعف‪ ،‬وضمير أظنه لموسى‪ ،‬والغرائم‪ :‬الخخديون " فتعيخخن لخخي مخخا عليهخخم "‬
‫أي حول ما عليهم على ذمتي وسيأتي تحقيق العينة وهي من حيل الربا‪ ،‬وقخخد‬
‫تطلق على مطلق النسيئة والسلف‪ " .‬زكاة حقوقهم " أي الصكوك التي تنمخخو‬
‫أرباحها يوما فيوما " والبراءة " القبض الذي يخخدل علخى برائتهخم مخخن حقخوق‬
‫الغرماء‪ .‬والمؤاسخخاة بخخالهمز المشخخاركة والمسخخاهمة فخخي المعخخاش " فخخالعرض‬
‫عرضكم " أي هتك عرضي يوجب هتك عرضك وفي بعخخض النسخخخ بخخالغين‬
‫المعجمة أي غرضي ما هو غرضكم وهو رضخخاكم عنخخي‪ " .‬إل مخخن فضخخول‬
‫أموالنا " أي أرباحها ونمائها‪ ،‬ولعل الحبس في مخخا يتعلخخق بنصخخيبهم بزعمهخخم‬
‫والدخار فيما يتعلق بنصيبه فاعترافهم " فانما هو لكم " أي إذا بقيت بل ولد‬
‫كما تزعمون‪ ،‬وهذا كلم على سخخبيل التوريخخة والمصخخلحة " فقخخد سخخيبته " أي‬
‫أطلقته وصرفته وأبحته والسائبة التي ل ولء لحد عليها وفي بعخخض النسخخخ‬
‫شتته أي فرقته‪ " .‬ما هخخو كخخذلك " أي ليخخس المخخر كمخخا قلخخت إن المخخوال لخخك‬
‫وأنت تبذلها لنا ولغيرنا " من رأي " أي اختيار وولية " وحسد " خبر مبتدأ‬
‫محذوف أي الواقع حسد والدنا‪ ،‬ومخخن فخخي " ممخخا " للبيخخان أو حسخخده مبتخخدأ "‬
‫ومما ل يسوغه " خبره و " من " للتبعيض‪ ،‬والتسخخويغ التجخخويز‪ ،‬والسخخابري‬
‫بضم الباء ثخوب رقيخق يعمخل بسخابور موضخع بفخارس والغصخاص بريقخه‪:‬‬
‫جعله بحيث ل يتمكن من إساغة ريقه كناية عن‬

‫]‪[232‬‬

‫تشديد المر عليه وأخذ الموال منه‪ " ،‬ل حول اه " تفويض للمخخر إلخخى ال خ وتعجخخب‬
‫من حال المخاطب‪ " ،‬وال يعلم " بمنزلة القسم " أعني " على بناء المجهول‬
‫أو المعلوم أي أعتني وأهتم بامورهم " وأصخخلح " أي امخخورهم لهخخم وخسخخأت‬
‫الكلب كمنعت طردته وأبعخدته " جاهخد " أي جخاد " وكيخل " أي شخاهد " مخا‬
‫أعرفنخخي " صخخيغة التعجخخب " بلسخخانك " أي أنخخك قخخادر علخخى تحسخخين الكلم‬
‫وتزويقه لكن ليس موافقا لقلبك‪ " .‬وليخخس لمسخخحاتك عنخخدي طيخخن " هخخذا مثخخل‬
‫سائر يضرب لمن ل تؤثر حيلته فخخي غيخخره قخخال الميخخداني‪ :‬لخخم يجخخد لمسخخحاته‬
‫طينا مثل يضرب لمن حيل بينه وبين مراده‪ .‬اقول‪ :‬وفي كخثير مخن العبخخارات‬
‫اختلف بين روايتي الكافي والعيخون‪ ،‬ولخم تتعخرض لهخا لسخبق تلخك الروايخة‬
‫فليرجع إليها )‪ - 17 .(1‬كا‪ :‬العدة‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عخخن‬
‫سليمان بن جعفر قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول‪ :‬إن علي بن عبخخد الخ‬
‫بن الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن أبي طالب عليه السخخلم وامرأتخخه‬
‫وبنيه من أهل الجنة‪ - 18 .‬كا‪ :‬الحسين بن محمد‪ ،‬عن معلى بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن‬
‫علي بن أسباط قال‪ :‬قلت للرضا عليه السخخلم‪ :‬إن رجل عنخخى أخخخاك إبراهيخخم‬
‫فذكر له أن أباك في الحياة وأنك تعلم من ذلك مخا ل يعلخم‪ ،‬فقخال‪ :‬سخبحان الخ‬
‫يموت رسول ال صلى ال عليه وآله ول يموت موسى ؟ قد وال مضى كمخخا‬
‫مضى رسول ال صلى ال عليه وآله ولكن الخ تبخخارك وتعخخالى لخخم يخخزل منخخذ‬
‫قبض نبيه صلى ال عليه وآله هلم جرا يمن بهذا الخدين علخى أولد العخاجم‪،‬‬
‫ويصرفه عن قرابة نبيه صلى ال عليه وآله هلم جخخرا فيعطخخي هخخؤلء ويمنخخع‬
‫هؤلء‪ ،‬ولقد قضيت عنه في هلل ذي الحجة ألف دينار بعخخد أن أشخخفى علخخى‬
‫طلق نسائه وعتق ممالكيه‪ ،‬ولكن قد سمعت ما لقي يوسف من إخوته‪- 19 .‬‬
‫ع‪ :‬أبي عن الحميرى‪ ،‬عن الريان بن الصلت قخخال‪ :‬جخخاء قخخوم بخراسخخان إلخخى‬
‫الرضا عليه السلم فقالوا‪ :‬إن قوما من أهل بيتك يتعاطون امورا قبيحخة‪ ،‬فلخو‬
‫نهيتهم عنها فقال‪ :‬ل أفعل فقيل‪ :‬ولم ؟ فقال‪ :‬لني سمعت أبي يقول‪ :‬النصيحة‬
‫خشنة‪.‬‬

‫)‪ (1‬يعنى أبواب تاريخ المام موسى بن جعفر عليهما السلم‪.‬‬

‫]‪[233‬‬

‫‪ - 20‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن سعد‪ ،‬عن ابن عيسى‪ ،‬عن الوشخخاء‪ ،‬عخخن الرضخخا عليخخه السخخلم أنخخه‬
‫قال‪ :‬إذا أهل هلل ذي الحجة ونحن بالمدينة لم يكخخن لنخخا أن نحخخرم إل بالحخخج‬
‫لنا نحرم من الشجرة وهو الذي وقت رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه وأنتخخم‬
‫إذا قدمتم من العراق وأهل الهلل فلكم أن تعتمروا لن بين أيديكم ذات عرق‬
‫وغيرها مما وقت لكم رسول ال صلى ال عليه وآلخخه فقخخال لخخه الفضخخل‪ :‬فلخخي‬
‫الن أن أتمتع وقد طفت بالبيت ؟ فقال له‪ :‬نعم فذهب بها محمد بن جعفر إلخخى‬
‫سفيان بن عيينة وأصحاب سفيان فقال لهم‪ :‬إن فلنا قال كذا وكذا فشنع علخخى‬
‫أبي الحسن عليه السلم‪ .‬قال الصدوق رحمه ال تعالى‪ :‬سفيان بن عيينة لقخخي‬
‫الصادق عليه السلم وروى عنه و بقي إلى أيام الرضا عليخخه السخخلم‪ .‬اقخخول‪:‬‬
‫قخخد أوردت بعخخض الخبخخار المناسخخبة للبخخاب فخخي بخخاب معجزاتخخه وفخخي أبخخواب‬
‫مناظراته عليخه السخلم ‪ - 21‬د‪ :‬مخخن نسخخل العبخاس بخن أميخر المخؤمنين عليخخه‬
‫السلم العباس بن الحسن بن عبيد ال ابخخن العبخخاس بخخن أميخخر المخخؤمنين عليخخه‬
‫السلم ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال‪ :‬قدم إليها في أيام الرشيد وصحبه‬
‫وكان يكرمه ثم صحب المأمون بعده‪ ،‬وكان فاضل شخخاعرا فصخخيحا‪ ،‬وتزعخخم‬
‫العلويه أنه أشعر ولد أبي طالب‪ .‬قال‪ :‬ودخل يوما على المأمون فتكلم فأحسن‬
‫فقال له المأمون‪ :‬وال إنك لتقول وتحسخخن‪ ،‬وتشخخهد فخختزين‪ ،‬وتغيخخب فتخخؤتمن‪،‬‬
‫قال‪ :‬وجاء يوما إلى باب المأمون فنظر إليه الحاجب ثم أطرق‪ ،‬فقال العباس‪:‬‬
‫لو أذن لنا لدخلنا‪ ،‬ولو اعتذر إلينا لقبلنا‪ ،‬ولو صخخرفنا لنصخخرفنا‪ ،‬فأمخخا النظخخر‬
‫الشخخزر‪ ،‬والطخخراق والفخختر‪ ،‬ول أدري فل أدري مخخا هخخو ؟ فخجخخل الحخخاجب‬
‫فأنشد‪ :‬وما من رضى كان الحمار مطيتي * ولكن مخخن يمشخخي سيرضخخى بمخخا‬
‫ركب وكان للعباس هذا إخوة علماء فضلء محمد وعبيد ال والفضل وحمزة‬
‫وكلهم بنو الحسن بن عبيد ال بن العباس‪.‬‬

‫]‪[234‬‬
‫)‪) * (17‬باب( * * " )مداحيه وما قالوا فيه صلوات ال عليه( " * ‪ - 1‬ن‪ :‬الخخبيهقي‪،‬‬
‫عن الصولي‪ ،‬عن أحمد بن إسماعيل بن الخضيب قال‪ :‬لما ولي الرضا عليخخه‬
‫السلم العهد خرج إليه إبراهيم بن العباس ودعبل بن علي وكانا ل يفترقخخان‪،‬‬
‫ورزين بن علي أخو دعبل فقطع عليهم الطريق فالتجأوا إلخخى أن ركبخخوا إلخخى‬
‫بعض المنازل حميرا كانت تحمل الشوك‪ ،‬فقخخال إبراهيخخم‪ :‬اعيخخدت بعخخد حمخخل‬
‫الشوك أحمال من الخزف * نشاوى ل من الخمرة بل مخخن شخخدة الضخخعف ثخخم‬
‫قال لرزين بن علي أجزها فقال‪ :‬فلو كنتم على ذاك تصيرون إلى القصخخف *‬
‫تساوت حالكم فيه ول تبقوا على الخسف ثم قال لذعبل أجز يا أبا علخي فقخال‪:‬‬
‫إذا فات الذي فات فكونوا من ذوي الظرف * وخفوا نقصف اليوم فخاني بخخائع‬
‫خفي )‪ (1‬بيان‪ :‬الجازة فخخي الشخخعر أن تتخخم مصخخراع غيخخرك أو تضخخيف إلخخى‬
‫شعره شعرا و " القصف " اللهو واللعب‪ " ،‬والخسف " النقصان وبات فلن‬
‫الخسف أي جائعا ويقال سامه الخسف وسامه خسفا أي أوله ذل وخف القوم‬
‫ارتحلوا مسرعين‪ - 2 .‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عخخن هخخارون بخخن عبخخد الخ‬
‫المهلبي قال‪ :‬لما وصل إبراهيم بن العباس ودعبل بن علي إلى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم وقد بويع له بالعهد‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.141‬‬

‫]‪[235‬‬

‫أنشده دعبل‪ :‬مدارس آيات خلت مخن تلوة * ومنخزل وحخي مقفخر العرصخات وأنشخده‬
‫إبراهيم بخخن العبخخاس‪ :‬أزال عخخزاء القلخخب بعخخد التجلخخد * مصخخارع أولد النخخبي‬
‫محمد فوهب لهما عشخخرين ألخخف درهخخم مخخن الخخدراهم الخختي عليهخخا اسخخمه كخخان‬
‫المأمون أمر بضربها في ذلك الوقت‪ ،‬قال‪ :‬فأما دعبخخل فصخخار بالعشخخرة آلف‬
‫التي حصته إلى قم فباع كخخل درهخم بعشخرة دراهخخم‪ ،‬فتخلصخخت لخخه مخائة ألخخف‬
‫درهم‪ ،‬وأما إبراهيم فلم تزل عنده بعد أن أهدى بعضها وفخخرق بعضخخها علخخى‬
‫أهله إلى أن توفي رحمه ال فكان كفنه وجهازه منها )‪ - 3 .(1‬ن‪ :‬أحمخخد بخخن‬
‫يحيى المكتب‪ ،‬عن أحمد بن محمد الوراق‪ ،‬عن علي بخخن هخخارون الحميخخري‪،‬‬
‫عن علي بن محمد بن سليمان النوفلي قخخال‪ :‬إن المخخأمون لمخخا جعخخل علخخي بخخن‬
‫موسخخى الرضخخا عليخخه السخخلم ولخخي عهخخده‪ ،‬وإن الشخخعراء قصخخدوا المخخأمون‪،‬‬
‫ووصلهم بأموال جمة حين مدحوا الرضا عليه السلم وصوبوا رأي المأمون‬
‫في الشعار دون أبي نواس فانه لم يقصده ولم يمخخدحه‪ ،‬ودخخخل إلخخى المخخأمون‬
‫فقال له‪ :‬يا أبا نواس قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني‪ ،‬وما أكرمته‬
‫به‪ ،‬فلماذا أخرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك ؟ فأنشا يقول‪ :‬قيخخل‬
‫لي أنت أوحد الناس طرا * في فنخخون مخخن كلم النخخبيه لخخك مخخن جخخوهر الكلم‬
‫بخخديع * يثمخخر الخخدر فخخي يخخدي مجتنيخخه فعلخخى مخخا تركخخت مخخدح ابخخن موسخخى *‬
‫والخصال التي تجمعن فيه ؟ قلت‪ :‬ل أهتدي لمدح إمام * كان جبريخخل خادمخخا‬
‫لبيه فقال له المأمون‪ :‬أحسنت‪ ،‬ووصله من المال بمثل الذي وصل بخخه كافخخة‬
‫الشعراء وفضله عليهم )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .142‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.142‬‬

‫]‪[236‬‬

‫عم‪ :‬مرسل مثله‪ .‬بيان‪) :‬في منهاج الكرامة هكذا‪ :‬قيل لخي أنخت أفضخل النخخاس طخرا *‬
‫في المعاني وفي الكلم البديه فلماذا تركت مدح ابن موسى * والخصال التي‬
‫تجمعن فيه قلت ل أستطيع مدح إمام اه ; و( القريخخع السخخيد‪ ،‬يقخخال فلن قريخخع‬
‫دهره ذكره الجوهري‪ - 4 .‬ن‪ :‬محمد بن الحسن بن إبراهيخخم‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن‬
‫صقر الغساني‪ ،‬عن الصولي قال‪ :‬سمعت أبا العباس محمخخد بخخن يزيخخد المخخبرد‬
‫يقول‪ :‬خرج أبو نواس ذات يوم من داره فبصر براكب قخد حخاذاه فسخأل عنخخه‬
‫ولم ير وجهه فقيل إنه علي بن موسى الرضخخا عليخخه السخخلم فأنشخخأ يقخخول‪ :‬إذا‬
‫أبصرتك العين من بعد غاية * وعارض فيه الشك أثبتك القلب ولخخو أن قومخخا‬
‫أمموك لقادهم * نسيمك حتى يستدل بخخك الركخخب )‪ - 5 (1‬ن‪ :‬المكتخخب‪ ،‬عخخن‬
‫علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن يحيى الفارسي قال‪ :‬نظخخر أبخخو نخخواس إلخخى أبخخي‬
‫الحسن علي بخن موسخى الرضخا عليخه السخلم ذات يخوم وقخد خخرج مخن عنخد‬
‫المأمون على بغلة له‪ ،‬فدنا منه أبو نواس فسلم عليه‪ ،‬وقال يا ابن رسخخول ال خ‬
‫قد قلت فيك أبياتا فاحب أن تسمعها مني‪ ،‬قال‪ :‬هخخات فأنشخخأ يقخخول‪ :‬مطهخخرون‬
‫نقيات ثيابهم * تجري الصخلة عليهخم أينمخا ذكخروا مخن لخم يكخن علويخا حيخن‬
‫تنسبه * فما لخه مخن قخديم الخدهر مفتخخر فخال لمخا بخدا خلقخا فخأتقنه * صخفاكم‬
‫واصطفاكم أيها البشر وأنتم المل العلى وعندكم * علم الكتخخاب ومخخا جخخاءت‬
‫به السور فقال الرضا عليه السلم قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحد ثم قخخال‪:‬‬
‫يا غلم هل معك من نفقتنا شئ ؟ فقال‪ :‬ثلث مائة دينار‪ ،‬فقال‪ :‬أعطها إياه ثم‬
‫قال عليه السلم‪ :‬لعله استقلها‪ ،‬يا غلم سق إليه البغلة‪.‬‬

‫)‪ (1‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.144‬‬

‫]‪[237‬‬

‫ولما كانت سنة إحدى ومائتين حج بالناس إسخحاق بخخن موسخخى بخن عيسخى بخخن موسخخى‬
‫ودعا للمأمون ولعلي بن موسى عليه السخلم مخن بعخخده بوليخخة العهخخد‪ ،‬فخخوثب‬
‫إليه حمدويه ابن علي بخخن عيسخخى بخخن )موسخخى بخخن عيسخخى بخخن( ماهخخان فخخدعا‬
‫إسحاق بسواد ليلبسه فلم يجده‪ ،‬فأخذ علما أسود فالتحف به‪ ،‬وقال‪ :‬أيها الناس‬
‫إني قد بلغتكم ما امرت به ولست أعرف إل أمير المؤمنين المأمون والفضخخل‬
‫بن سهل ثم نزل‪ .‬ودخل عبد ال بن مطخخرف بخخن ماهخخان علخخى المخخأمون يومخخا‬
‫وعنده علي بن موسى الرضا عليه السلم فقال له المأمون‪ :‬ما تقول في أهخخل‬
‫البيت ؟ فقال عبد ال‪ :‬ما قولي في طينة عجنت بماء الرسالة‪ ،‬وغرست بمخخاء‬
‫الوحي‪ ،‬هل ينفح منها إل مسك الهخخدى‪ ،‬وعنخخبر التقخى ؟ قخال‪ :‬فخدعا المخخأمون‬
‫بحقة فيها لؤلؤ فحشا فاه )‪ .(1‬كشف‪ :‬عن الفارسي مثلخخه إلخخى قخخوله سخخق إليخخه‬
‫البغلة )‪ - 6 .(2‬ن‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الهروي قال‪ :‬سخخمعت‬
‫دعبل ابن علي الخزاعي يقول‪ :‬أنشدت مولي علي بن موسخخى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم قصيدتي التي أولها‪ :‬مخخدارس آيخخات خلخخت مخخن تلوة * ومنخخزل وحخخي‬
‫مقفر العرصات فلما انتهيت إلى قولي‪ :‬خروج إمام ل محالخخة خخخارج * يقخخوم‬
‫على اسم ال والبركات يميز فينخخا كخخل حخخق وباطخخل * ويجخخزي علخخى النعمخخاء‬
‫والنقمات بكى الرضا عليه السلم بكاء شديدا ثم رفع رأسه إلي فقخخال لخخي‪ :‬يخخا‬
‫خزاعي نطق روح القدس على لسخخانك بهخخذين البيخختين‪ ،‬فهخخل تخخدري مخخن هخخذا‬
‫المام ؟ ومتى يقوم ؟ فقلت‪ :‬ل يا مولي‪ ،‬إل أني سمعت بخخخروج إمخخام منكخخم‬
‫يطهر الرض من الفساد ويملها عدل‪ ،‬فقال‪ :‬يخخا دعبخخل المخخام بعخخدي محمخخد‬
‫ابني‪ ،‬وبعد محمد ابنه علي وبعد علي ابنه الحسن‪ ،‬وبعد الحسخخن ابنخخه الحجخخة‬
‫القائم المنتظر في غيبته‪ ،‬المطاع في‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 143‬و ‪ (2) .144‬كشخخف الغمخخة ج ‪ 3‬ص ‪ 157‬و‬
‫‪.158‬‬

‫]‪[238‬‬

‫ظهوره‪ ،‬ولو لم يبق من الدنيا إل يوم واحد لطول ال ذلك اليخخوم حخختى يخخخرج فيملهخخا‬
‫عدل كما ملئت جورا‪ ،‬وأما متى ؟ فإخبار عن الوقت‪ ،‬ولقد حخخدثني أبخخي عخخن‬
‫أبيه‪ ،‬عن آبائه‪ ،‬عن علي عليهم الصلة والسلم أن النبي صلى ال عليه وآله‬
‫قيل له يارسول ال متى يخرج القائم من ذريتك ؟ فقال‪ :‬مثلخخه مثخخل السخخاعة ل‬
‫يجليها لوقتها إل هخخو ثقلخخت فخخي السخخماوات والرض ل تخخأتيكم إل بغتخخة )‪.(1‬‬
‫كشف‪ :‬عن الهروي مثلخخه )‪ - 7 .(2‬مخا‪ :‬الحفخخار‪ ،‬عخخن أبخخي القاسخخم إسخخماعيل‬
‫الدعبلي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن علي ابن أخخخي دعبخخل الخزاعخخي قخخال‪ :‬حخخدثنا‬
‫سيدي أبو الحسن علخخي بخخن موسخخى الرضخخا عليخخه السخخلم بطخخوس سخخنة ثمخخان‬
‫وتسخخعين ومخخائة‪ ،‬وفيهخخا رحلنخخا إليخخه علخخى طريخخق البصخخرة‪ ،‬وصخخادفنا عبخخد‬
‫الرحمان بن مهدي عليل فأقمنا عليخخه أيامخخا ومخخات عبخخد الرحمخخان بخخن مهخخدي‬
‫وحضرنا جنازته صلى عليه إسماعيل بن جعفر ورحلنا إلى سيدي أنا وأخخخي‬
‫دعبل فأقمنا عنده إلى آخر سنة مائتين‪ ،‬وخرجنا إلخخى قخخم بعخخد أن خلخخع سخخيدي‬
‫أبو الحسن الرضا عليه السلم على أخي دعبل قميخخص خخخز أخضخخر وخاتمخخا‬
‫فصه عقيق‪ ،‬ودفع إليه دراهم رضوية وقال له‪ :‬يا دعبخخل صخخر إلخخى قخخم فانخخك‬
‫تفيد بها‪ ،‬وقال له‪ :‬احتفظ بهذا القميص فقد صليت فيه ألخف ليلخة ألخف ركعخة‪،‬‬
‫وختمخخت فيخخه القخخرآن ألخخف ختمخخة‪ - 8 .‬مخخا‪ :‬الحفخخار‪ ،‬عخخن إسخخماعيل بخخن علخخي‬
‫الدعبلي‪ ،‬عن محمد بن إبراهيم بن كثير قال‪ :‬دخلنا علخخى أبخخي نخخواس الحسخخن‬
‫بن هانئ نعوده في مرضه الذي مات فيه فقال له عيسى بن موسى الهاشمي‪:‬‬
‫يا أبا علي أنت في آخر يوم من أيام الدنيا و أول يوم من أيام الخخخرة‪ ،‬وبينخخك‬
‫وبين ال هناة‪ ،‬فتب إلى ال عزوجخخل قخخال أبخخو نخخواس‪ :‬سخخندوني فلمخخا اسخختوى‬
‫جالسا قال‪ :‬إياي تخوفني بال‪ ،‬وقد حدثني حماد بن سلمة‪ ،‬عن ثابت البنخخاني‪،‬‬
‫عن أنس بن مالك قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪ " :‬لكل نبي شفاعة‬
‫وأنا خبأت شفاعتي لهل الكبائر من امتي يوم القيامة " أفترى‬

‫)‪ (1‬عيخخون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪ 265‬و ‪ 266‬واليخخة فخخي العخخراف‪(2) .187 :‬‬
‫كشف الغمة ج ‪ 2‬ص ‪ .164‬وهكخخذا تخخراه فخخي اكمخخال الخخدين ج ‪ 2‬ص ‪ 43‬و‬
‫‪.44‬‬

‫]‪[239‬‬

‫ل أكون منهم ؟‪ .‬بيان‪ :‬قال الجوهري‪ " :‬في فلن هنخخات " أي خصخخلت شخخر‪ - 9 .‬ن‪:‬‬
‫المكتب والوراق معا‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الهروي قال‪ :‬دخل دعبخخل بخخن‬
‫علي الخزاعي رحمه ال على أبخي الحسخن علخي بخن موسخى الرضخا عليهمخا‬
‫السلم بمرو فقال له‪ :‬يا ابن رسول ال إني قد قلت فيخخك قصخخيدة وآليخخت علخخى‬
‫نفسي أن ل أنشدها أحدا قبلك‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬هاتها فأنشده‪ :‬مدارس آيخخات‬
‫خلت عن تلوة * ومنزل وحي مقفخخر العرصخخات )فلمخخا بلخخغ إلخخى قخخوله( أرى‬
‫فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات فلما بلغ إلى قوله هخخذا‪،‬‬
‫بكى أبو الحسن الرضا عليه السلم وقال له‪ :‬صدقت يا خزاعي فلما بلغ إلخخى‬
‫قوله‪ :‬إذا وتروا مدوا إلى واتريهم * أكفخخا عخخن الوتخخار منقبضخخات جعخخل أبخخو‬
‫الحسن عليه السلم يقلب كفيخه ويقخول‪ :‬أجخل والخ منقبضخات‪ ،‬فلمخا بلخغ إلخى‬
‫قوله‪ :‬لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإني لرجخخو المخخن بعخخد وفخخاتي قخخال‬
‫الرضا عليه السلم‪ :‬أمنك ال يوم الفزع الكبر‪ ،‬فلما انتهى إلخخى قخخوله‪ :‬وقخخبر‬
‫بغداد لنفخخس زكيخخة * تضخخمنها الرحمخخان فخخي الغرفخخات قخخال لخخه الرضخخا عليخخه‬
‫السلم‪ :‬أفل الحق لك بهذا الموضع بيتين‪ ،‬بهما تمام قصيدتك ؟ فقال‪ :‬بلخخى يخخا‬
‫ابن رسول ال‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬وقخخبر بطخخوس يخخا لهخخا مخخن مصخخيبة * توقخخد‬
‫بالحشاء في الحرقات ‪ -‬إلى الحشر حتى يبعث الخ قائمخخا * يفخخرج عنخخا الهخخم‬
‫والكربات فقال دعبل‪ :‬يا ابن رسول ال هذا القبر الذي بطوس قبر مخن هخو ؟‬
‫فقال الرضا عليه السخخلم‪ :‬قخخبري ! ول تنقضخخي اليخخام والليخخالي حخختى يصخخير‬
‫طوس مختلف شخخيعتي وزواري‪ ،‬أل فمخخن زارنخخي فخخي غربخختي بطخخوس كخخان‬
‫معي في درجتي يوم القيامة‬
‫]‪[240‬‬

‫مغفورا له‪ .‬ثم نهض الرضا عليه السلم بعد فراغ دعبل من إنشاد القصخخيدة وأمخره أن‬
‫ل يبرح من موضعه‪ ،‬ودخل الدار‪ ،‬فلمخخا كخخان بعخخد سخخاعة خخخرج الخخخادم إليخخه‬
‫بمائة دينار رضوية فقال له‪ :‬يقول لك مولي اجعلها في نفقتك‪ ،‬فقخخال دعبخخل‪:‬‬
‫وال ما لهذا جئت‪ ،‬ول قلخخت هخخذه القصخخيدة طمعخخا فخخي شخخئ يصخخل إلخخي‪ ،‬ورد‬
‫الصرة‪ ،‬وسأل ثوبا من ثياب الرضا عليه السخخلم ليتخخبرك بخخه‪ ،‬ويتشخخرف بخخه‪،‬‬
‫فأنفذ إليه الرضا عليه السلم جبة خز مع الصخرة‪ ،‬وقخخال للخخادم‪ :‬قخخل لخه خخخذ‬
‫هذه الصرة فانك ستحتاج إليها ول تراجعني فيها‪ .‬فأخذ دعبل الصرة والجبة‪،‬‬
‫وانصخخرف وصخخار مخخن مخخرو فخخي قافلخخة‪ ،‬فلمخخا بلخخغ ميخخان قوهخخان وقخخع عليهخخم‬
‫اللصوص فأخذوا القافلة بأسرها وكتفوا أهلها وكان دعبل فيمن كتف‪ ،‬وملخخك‬
‫اللصوص القافلة‪ ،‬وجعلوا يقسمونها بينهم‪ ،‬فقال رجل من القخخوم متمثل بقخخول‬
‫دعبخخل فخخي قصخخيدته‪ :‬أرى فيئهخخم فخخي غيرهخخم متقسخخما * وأيخخديهم مخخن فيئهخخم‬
‫صفرات فسمعه دعبل فقخخال لهخخم دعبخخل‪ :‬لمخخن هخخذا الخخبيت ؟ فقخخال لرجخخل مخخن‬
‫خزاعة‪ ،‬يقال له دعبل بن علي‪ ،‬قال دعبل‪ :‬فأنا دعبل قائل هذه القصيدة الخختي‬
‫منها هذا البيت فوثب الرجل إلى رئيسهم وكان يصلي على رأس تخخل‪ ،‬وكخخان‬
‫من الشيعة‪ ،‬وأخبره فجاء بنفسه حتى وقف على دعبل وقال له‪ ،‬أنت دعبخخل ؟‬
‫فقال‪ :‬نعم‪ ،‬فقال له‪ :‬أنشد القصخخيدة فأنشخخدها فحخخل كتخخافه‪ ،‬وكتخخاف جميخخع أهخخل‬
‫القافلة‪ ،‬ورد إليهم جميع مخخا أخخخذوا منهخخم لكرامخخة دعبخخل‪ ،‬وسخخار دعبخخل حخختى‬
‫وصل إلى قم‪ ،‬فسخأله أهخخل قخخم أن ينشخدهم القصخيدة فخأمرهم أن يجتمعخوا فخي‬
‫المسجد الجامع‪ .‬فلما اجتمعوا صعد المنخبر فأنشخدهم القصخيدة فوصخله النخاس‬
‫من المال والخلع بشئ كثير‪ ،‬واتصل بهم خبر الجبخخة فسخألوه أن يبيعهخخا منهخخم‬
‫بألف دينار‪ ،‬فامتنع من ذلك‪ ،‬فقخالوا لخه‪ :‬فبعنخا شخيئا منهخخا بخألف دينخخار‪ ،‬فخأبى‬
‫عليهم‪ ،‬وسار عن قم‪ .‬فلما خرج من رسخختاق البلخخد لحخخق بخخه قخخوم مخخن أحخخداث‬
‫العرب‪ ،‬وأخذوا الجبة‬

‫]‪[241‬‬

‫منه‪ ،‬فرجع دعبل إلى قم وسألهم رد الجبة عليخخه‪ ،‬فخخامتنع الحخخداث مخخن ذلخخك وعصخخوا‬
‫المشايخ في أمرها فقالوا لدعبل‪ :‬ل سبيل لك إلى الجبة فخذ ثمنها ألخخف دينخخار‬
‫فأبى عليهم فلما يئس من ردهم الجبة عليه‪ ،‬سألهم أن يدفعوا إليه شخخيئا منهخخا‪،‬‬
‫فأجخابوه إلخخى ذلخخك‪ ،‬وأعطخخوه بعضخها‪ ،‬ودفعخخوا إليخخه ثمخخن باقيهخا ألخخف دينخخار‪.‬‬
‫وانصرف دعبل إلى وطنه‪ ،‬فوجخخد اللصخخوص قخخد أخخخذوا جميخخع مخخا كخخان فخخي‬
‫منزله فباع المائة دينار التي كان الرضا عليه السلم وصله بها مخخن الشخخيعة‪،‬‬
‫كل دينار بمائة درهم فحصل في يده عشرة الف درهخخم‪ ،‬فخخذكر قخخول الرضخخا‬
‫عليه السلم " إنك ستحتاج إلى الدنانير "‪ .‬وكانت له جارية لها من قلبه محل‬
‫فرمدت رمدا عظيما‪ ،‬فأدخل أهل الطب عليها‪ ،‬فنظروا إليها فقالوا‪ :‬أما العين‬
‫اليمنى فليس لنا فيها حيلة وقد ذهبخت‪ ،‬وأمخا اليسخرى فنحخن نعالجهخا ونجتهخد‬
‫ونرجو أن تسلم‪ ،‬فاغتم لذلك دعبل غما شديدا وجزع عليها جزعا عظيمخخا ثخخم‬
‫ذكر ما كان معه من فضخخلة الجبخخة‪ ،‬فمسخخحها علخخى عينخخي الجاريخخة وعصخخبها‬
‫بعصابة منها من أول الليل فأصبحت وعيناها أصح مما كانتا قبل ببركة أبخخي‬
‫الحسن الرضا عليه السلم )‪ .(1‬ك‪ :‬الهمداني‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه مثلخخه )‪.(2‬‬
‫‪ - 10‬ن‪ :‬أبو علي أحمد بن محمد الهرمخزي‪ ،‬عخن أبخي الحسخن داود البكخري‬
‫قال‪ :‬سمعت علي بن دعبل بن علخخي الخزاعخخي يقخخول لمخخا حضخخر أبخخي الوفخخاة‬
‫تغير لونه وانعقد لسانه‪ ،‬واسود وجهه‪ ،‬فكدت ؟ الرجوع عخن مخذهبه‪ ،‬فرأيتخه‬
‫بعد ثلث في ما يرى النائم وعليه ثياب بيض‪ ،‬وقلنسوة بيضاء‪ ،‬فقلت لخخه‪ :‬يخخا‬
‫أبه ما فعل ال بك ؟ فقال‪ :‬يا بني إن الذي رأيتخخه مخخن اسخوداد وجهخي وانعقخاد‬
‫لساني كان من شربي الخمر في دار الدنيا ولم أزل كذلك حختى لقيخت رسخخول‬
‫ال صلى ال عليه وآله وعليه ثياب بيخخض‪ ،‬وقلنسخخوة بيضخخاء فقخخال لخخي‪ :‬أنخخت‬
‫دعبل ؟ قلت‪ :‬نعم يا رسول ال‪ ،‬قال‪ :‬فأنشدني قولك في‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضخا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .265 - 263‬اكمخخال الخدين ج ‪ 2‬ص ‪- 44‬‬
‫‪.48‬‬

‫]‪[242‬‬

‫أولدي فأنشخخدته قخخولي‪ :‬ل أضخخحك الخ سخخن الخخدهر إن ضخخحكت * )يومخخا( وآل أحمخخد‬
‫مظلومون قد قهروا مشردون نفوا عن عقر دارهم * كأنهم قد جنخوا مخا ليخس‬
‫يغتفر قال‪ :‬فقال لي‪ :‬أحسنت‪ ،‬شفع في وأعطاني ثيخخابه وهخخا هخخي وأشخخار إلخخى‬
‫ثياب بدنه )‪ - 11 .(1‬ن سمعت أبا نصر محمد بن الحسخخن الكرخخخي الكخخاتب‬
‫يقول‪ :‬رأيت على قبر دعبل بن علي الخزاعي مكتوبخخا‪ :‬أعخخد ل خ يخخوم يلقخخاه *‬
‫دعبل أن ل إله إل هو يقول مخلصا عساه بها * يرحمخخه فخخي القيامخخة الخ الخ‬
‫موله والرسول ومن * بعدهما فالوصي موله )‪ - 12 (2‬كشف‪ :‬قال محمخخد‬
‫بن طلحة‪ :‬من مناقبه عليه السلم قصة دعبل بن علي الخزاعي الشاعر‪ ،‬قال‬
‫دعبل‪ :‬لما قلت " مخدارس آيخات " قصخدت بهخا أبخا الحسخن علخي بخن موسخى‬
‫الرضا عليهما السلم وهو بخراسان ولي عهد المأمون في الخلفة‪ ،‬فوصلت‬
‫المدينة‪ ،‬وحضرت عنده‪ ،‬وأنشدته إياها فاستحسنها وقال لي‪ :‬ل تنشدها أحخخدا‬
‫حتى آمرك واتصل خبري بالخليفة المأمون‪ ،‬فأحضرني وسألني عن خبري‪،‬‬
‫ثم قال‪ :‬يا دعبل أنشدني " مدارس آيات خلت من تلوة " فقلت‪ :‬ما أعرفها يا‬
‫أمير المؤمنين‪ ،‬فقال‪ :‬يا غلم أحضر أبا الحسن علي بن موسى الرضخا قخال‪:‬‬
‫فلم يكن ساعة حتى حضر‪ .‬فقال له‪ :‬يا أبا الحسن سألت دعبل عن " مخخدارس‬
‫آيات " فذكر أنه ل يعرفها فقال لي أبو الحسن‪ :‬يا دعبل أنشد أمير المؤمنين‪،‬‬
‫فأخذت فيها فأنشدتها فاستحسنها وأمر لي بخمسين ألف درهم وأمخخر لخخي أبخخو‬
‫الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلم بقريب‬
‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .266‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.267‬‬

‫]‪[243‬‬

‫من ذلك‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سيدي إن رأيت أن تهبني شيئا من ثيابك ليكون كفني‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬ثم‬
‫رفع إلي قميصا قد ابتذله ومنشفة لطيفة‪ ،‬وقال لي‪ :‬احفظ هذا تحخخرس بخخه‪ .‬ثخخم‬
‫دفع إلخي ذو الرئاسختين أبخو العبخاس الفضخل بخن سخهل وزيخر المخأمون صخلة‬
‫وحملني على برذون أصفر خراساني‪ ،‬وكنت اسايره في يوم مطيخخر‪ ،‬وعليخخه‬
‫ممطر خز وبرنس منه فخخأمر لخخي بخخه ودعخخا بغيخخره جديخخد فلبسخخه‪ ،‬وقخخال‪ :‬إنمخخا‬
‫آثرتك باللبيس لنه خير الممطرين قال‪ :‬فاعطيت به ثمانين دينارا فلخخم تطخخب‬
‫نفسي ببيعه‪ .‬ثم كررت راجعا إلخخى العخخراق فلمخا صخخرت فخخي بعخض الطريخخق‬
‫خرج علينا الكراد فأخذونا‪ ،‬وكان ذلك اليوم يوما مطيرا‪ ،‬فبقيت فخخي قميخص‬
‫خلق وضر جديد وأنا متأسف من جميع ما كان معي على القميص والمنشخخفة‬
‫ومفكر فخخي قخخول سخخيدي الرضخخا عليخخه السخخلم إذ مخخر بخخي واحخخد مخخن الكخخراد‬
‫الحراميخخة تحتخخه الفخخرس الصخخفر الخخذي حملنخخي عليخخه ذو الرئاسخختين‪ ،‬وعليخخه‬
‫الممطر‪ ،‬ووقف بالقرب مني ليجتمع عليه أصحابه وهو ينشد " مدارس آيات‬
‫خلت من تلوة " ويبكي‪ .‬فلما رأيت ذلك منخه عجبخخت مخخن لخص مخخن الكخراد‬
‫يتشيع‪ ،‬ثم طمعت في القميص والمنشفة‪ ،‬فقلت‪ :‬يا سيدي لمن هخذه القصخخيدة ؟‬
‫فقال‪ :‬ما أنت وذاك ويلك ؟ فقلت‪ :‬لي فيه سبب اخبرك بخخه‪ ،‬فقخخال‪ :‬هخخي أشخخهر‬
‫بصاحبها أن تجهل‪ ،‬فقلت‪ :‬من هخخو ؟ قخخال‪ :‬دعبخخل بخخن علخخي شخخاعر آل محمخخد‬
‫جزاه ال خيرا‪ ،‬فقلت له‪ :‬وال يا سيدي أنا دعبل‪ ،‬وهذه قصيدتي فقخال‪ :‬ويلخك‬
‫ما تقول ؟ قلت‪ :‬المر أشهر من ذلك فأرسل إلى أهل القافلة فاستحضر منهخخم‬
‫جماعة‪ ،‬وسألهم عني فقالوا بأسرهم‪ :‬هذا دعبل بن علخخي الخزاعخخي فقخخال‪ :‬قخخد‬
‫أطلقت كل ما اخذ من القافلة خللة فما فوقها كرامة لك ثم نادى في أصخخحابه‬
‫من أخذ شيئا فليرده فرجع على الناس جميع ما اخذ منهم ورجع إلي جميع ما‬
‫كان معي‪ ،‬ثم بذرقنا )‪ (1‬إلخخى المخخأمن فحرسخخت أنخخا والقافلخخة ببركخخة القميخخص‬
‫والمنشفة‪.‬‬

‫)‪ (1‬البذرقة‪ :‬الخفارة معرب )بدرقه( بالفارسية والفعل بذرق وبدرق ‪ -‬وزان دحرج ‪-‬‬
‫يقال ‪ -‬بعث السلطان بذرقة مع القافلة‪ :‬أي خفراء وحراسا‪.‬‬

‫]‪[244‬‬

‫فانظر إلى هذه المنقبة ما أشرفها وما أعلها‪ ،‬وقد يقف على هذه القصة بعخخض النخخاس‬
‫ممن يطالع هذا الكتاب ويقرأه فتدعوه نفسه إلى معرفة هذه البيات المعروفة‬
‫بمدارس آيات‪ ،‬ويشتهي الوقوف عليها‪ ،‬وينسبني فخخي إعراضخخي عخخن ذكرهخخا‬
‫إما إلخخى أننخخي لخخم أعرفهخخا‪ ،‬أو أننخخي جهلخخت ميخخل النفخخوس حينئذ إلخخى الوقخخوف‬
‫عليهخخا‪ ،‬فخأحببت أن ادخخخل راحخة علخى بعخض النفخوس‪ ،‬وأن أدفخع عنخخي هخخذا‬
‫النقص المتطرق إلي ببعض الظنون‪ ،‬فخخأوردت منهخخا مخخا يناسخخب ذلخخك وهخخي‪:‬‬
‫ذكرت محل الربع من عرفات * فأسخخبلت دمخخع العيخخن بخخالعبرات وقخخل عخخرى‬
‫صبرى وهاجت صبابتي * رسوم ديار أقفرت وعرات مخخدارس آيخخات خلخخت‬
‫من تلوة * ومنزل وحي مقفر العرصات لل رسول ال بالخيف من منى *‬
‫وبخخالبيت والتعريخخف والجمخخرات ديخخار علخخي والحسخخين وجعفخخر * وحمخخزة‬
‫والسجاد ذي الثفنات ديار عفاها جور كل معاند * ولم تعف باليام والسنوات‬
‫ديار لعبد ال والفضل صنوه * سليل رسول الخ ذي الخخدعوات منخخازل كخخانت‬
‫للصلة وللتقى * وللصوم والتطهير والحسنات منازل جبرئيل الميخن يحلهخخا‬
‫* من ال بالتسليم والزكخوات منخخازل وحخي الخ معخدن علمخه * سخبيل رشخاد‬
‫واضخخح الطرقخخات منخخازل وحخخي ال خ ينخخزل حولهخخا * علخخى أحمخخد الروحخخات‬
‫والغدوات فأين الولى شطت بهم غربة النوى * أفانين في القطار مختلفات‬
‫هم آل ميراث النبي إذا انتموا * وهم خير سخخادات وخيخخر حمخخاة مطخخاعيم فخخي‬
‫العسار في كل مشهد * فقد شرفوا بالفضخخل والبركخخات إذا لخخم ننخخاج الخ فخخي‬
‫صلواتنا * بذكرهم لم يقبل الصلوات أئمة عدل يهتدى بفعالهم * ونؤمن منهم‬
‫زلة العثرات فيا رب زد قلبي هدى وبصيرة * وزد حبهم يا رب في حسناتي‬
‫ديار رسول ال أصبحن بلقعا * ودار زياد أصبحت عمرات‬

‫]‪[245‬‬

‫وآل رسول ال هلب رقابهم * وآل زياد غلظ القصرات وآل رسول ال تدمى نحورهم‬
‫* وآل زياد زينوا الحجلت وآل رسول ال يسبى حريمهم * وآل زياد آمنخخوا‬
‫السربات وآل زياد في القصور مصخخونة * وآل رسخخول الخ فخخي الفلخخوات فيخخا‬
‫وارثي علم النبي وآله * عليكم سلمي دائم النفحات لقد أمنت نفسي بكخخم فخخي‬
‫حياتها * وإنخي لرجخو المخن عنخد ممخاتي )‪ (1‬بيخان‪ :‬كخأن المخراد بالمنشخفة‬
‫المنديل يتسمح به‪ ،‬في القاموس نشف الثخخوب العخخرق شخخربه‪ ،‬والنشخخفة خرقخخة‬
‫ينشف بها ماء المطر ويعصر فخخي الوعيخخة والنشخخافة منخخديل يتمسخخح بخخه )‪(2‬‬
‫وفي النهاية فيه كان لرسول ال صلى ال عليه وآله نشافة ينشف بهخخا غسخخالة‬
‫وجهه‪ ،‬يعني منخخديل يمسخخح بهخخا وضخخوءه " والربخخع " بالفتخخح الخخدار والمحلخخة‬
‫والمنزل و " السليل " الولد واسخختعمل هنخخا مجخخازا‪ ،‬والسخخليل أيضخخا الخخخالص‬
‫الصافي من القذى والكدر‪ .‬و " الهلب " بالضم الشعر كلخخه أو مخخا غلخخظ منخخه‪،‬‬
‫وبالتحريك كثرة الشعر‪ ،‬وهو أهلب والهلب الذنب المنقطع‪ ،‬والذي ل شخخعر‬
‫عليه‪ ،‬والكثير الشعر ضد‪ ،‬كذا في القخخاموس )‪ (3‬وكخخأنه هنخخا كنايخخة عخخن دقخخة‬
‫أعناقهم كالشعر أو عن فقرهم ورثاثتهم و أنهخخم ل يقخدرون علخخى الحلخخق‪ .‬و "‬
‫القصرة " العنق وأصل الرقبة‪ " ،‬مصونة " خبر أو حال‪ ،‬ونفح الطيب كمنع‬
‫فاح‪ ،‬والنفحة من الريح الدفعة‪ ،‬وسيأتي شرح باقي البيات إنشاء الخ تعخخالى‪.‬‬
‫‪ - 13‬كشف‪ :‬عن أبي الصلت الهروي قال‪ :‬دخخخل دعبخخل بخخن علخخي الخزاعخخي‬
‫على الرضا عليه السلم بمرو فقال له‪ :‬يا ابن رسول ال خ إنخخي قخخد قلخخت فيكخخم‬
‫قصيدة وآليت على نفسي أن ل أنشدها أحدا قبلخخك فقخخال الرضخخا عليخخه السخخلم‬
‫هاتها فانشد‪ :‬تجاوبن بالرنان والزفرات * نوائح عجم اللفظ والنطقات‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .78 - 74‬القاموس ج ‪ 3‬ص ‪ (3) .199‬القاموس ج‬
‫‪ 1‬ص ‪.140‬‬

‫]‪[246‬‬

‫يخبرن بالنفاس عن سر أنفس * اسارى هخخوى مخخاض وآخخخر آت فأسخخعدن أو أسخخعفن‬


‫حتى تقوضت * صفوف الدجى بالفجر منهزمات علخخى العرصخخات الخاليخخات‬
‫من المها * سلم شج صب على العرصات فعهدي بها خضر المعاهخخد مألفخخا‬
‫* من العطرات البيض والخفرات ليالي يعدين الوصال على القلى * ويعخخدي‬
‫تدانينا على العزبات وإذ هن يلحظن العيون سوافرا * ويسترن باليدي علخخى‬
‫الوجنات وإذ كل يوم لي بلحظي نشخخوة * يخخبيت بهخخا قلخخبي علخخى نشخخوات فكخخم‬
‫حسرات هاجها بمحسر * وقوفي يوم الجمع من عرفات ألم تر لليام ما جخخر‬
‫جورها * على الناس من نقض وطخخول شخختات ومخخن دول المسخختهزئين ومخخن‬
‫غدا * بهم طالبا للنور في الظلمات فكيف ومن أنى بطخخالب زلفخخة * إلخخى ال خ‬
‫بعد الصوم والصلوات سوى حب أبناء النبي ورهطه * وبغض بني الزرقاء‬
‫والعبلت وهند وما أدت سمية وابنها * اولو الكفر في السلم والفجرات هم‬
‫نقضوا عهد الكتاب وفرضه * ومحكمه بالزور والشبهات ولخخم تخخك إل محنخخة‬
‫كشفتهم * بدعوى ضلل من هن وهنات تراث بل قربخخى وملخخك بل هخخدى *‬
‫وحكم بل شورى بغير هداة رزايا أرتنا خضرة الفق حمرة * وردت اجاجخخا‬
‫طعم كل فرات وما سهلت تلك المذاهب فيهم * على النخخاس إل بيعخخة الفلتخخات‬
‫وما قيل أصحاب السقيفة جهرة * بدعوى تراث في الضلل نتات ولو قلخخدوا‬
‫الموصى إليخخه امورهخخا * لزمخخت بمخخأمون علخخى العخخثرات أخخخي خخاتم الرسخخل‬
‫المصفى من القذى * ومفترس البطال في الغمرات فان جحدوا كخان الغخدير‬
‫شهيده * وبدر واحد شامخ الهضبات وآي من القرآن تتلى بفضخخله * وإيثخخاره‬
‫بالقوت في اللزبات وعز خلل أدركته بسبقها * مناقب كانت فيه مؤتنفات‬

‫]‪[247‬‬

‫مناقب لم تدرك بخير ولم تنل * بشئ سخخوى حخخد القنخخا الخخذربات نجخخي لجبريخخل الميخخن‬
‫وأنتم * عكوف على العزى معا ومنات * * * بكيت لرسم الدار من عرفات‬
‫* وأذريت دمع العين بالعبرات )‪ (1‬وبان عرى صبري وهاجت صخخبابتي *‬
‫رسوم ديار قد عفت وعرات مدارس آيات خلخخت مخخن تلوة * ومنخخزل وحخخي‬
‫مقفخخر العرصخخات لل رسخخول ال خ بخخالخيف مخخن منخخى * وبخخالبيت والتعريخخف‬
‫والجمرات ديار لعبد ال بالخيف مخخن منخى * وللسخيد الخداعي إلخخى الصخخلوات‬
‫ديار علي والحسين وجعفخخر * وحمخخزة والسخخجاد ذي الثفنخخات ديخخار لعبخخد الخ‬
‫والفضل صنوه * نجي رسول ال فخخي الخلخخوات وسخخبطي رسخخول الخ وابنخخي‬
‫وصيه * ووارث علم الخ والحسخخنات منخخازل وحخي الخ ينخزل بينهخخا * علخى‬
‫أحمد المذكور في الصلوات )‪ (2‬منخازل قخوم يهتخخدى بهخخداهم * فيخؤمن منهخم‬
‫زلة العثرات منازل كانت للصخخلة وللتقخخى * وللصخخوم والتطهيخخر والحسخخنات‬
‫منازل ل تيم يحل بربعها * ول ابن صهاك فاتك الحرمخخات )‪ (3‬ديخخار عفاهخخا‬
‫جور كل منابذ * ولم تعف لليام والسنوات قفا نسأل الدار التي خف أهلها *‬
‫متى عهدها بالصوم والصلوات وأين الولى شطت بهم غربة النوى * أفانين‬
‫في القطار مفترقات هم أهل ميراث النخخبي إذا اعخختزوا * وهخخم خيخخر سخخادات‬
‫وخير حماة إذا لم نناج ال في صلواتنا * بأسمائهم لم يقبل الصلوات مطاعيم‬
‫للعسار في كل مشهد * لقد شرفوا بالفضل والبركات‬

‫)‪ (1‬قخخال الجخخوهرى‪ :‬أذرت العيخخن دمعهخخا‪ :‬صخخبته‪ (2) .‬السخخورات ‪ -‬خ ل‪ (3) .‬هاتخخك‬
‫الحرمات ظ‪.‬‬

‫]‪[248‬‬

‫وما الناس إل غاصب ومكخذب * ومضخطغن ذو إحنخخة وتخرات إذا ذكخخروا قتلخخى ببخخدر‬
‫وخيبر * ويوم حنين أسخخبلوا العخخبرات فكيخخف يحبخخون النخخبي ورهطخخه * وهخخم‬
‫تركوا أحشاءهم وغرات لقد لينوه في المقال وأضمروا * قلوبا على الحقاد‬
‫منطويات فان لم يكن إل بقربي محمد * فهاشم أولى من هن وهنات سقى ال‬
‫قبرا بالمدينة غيثه * فقد حخخل فيخخه المخخن بالبركخخات نخخبي الهخخدى صخخلى عليخخه‬
‫مليكه * وبلغ عنا روحه التحفات وصلى عليخخه الخ مخخا ذر شخخارق * ولحخخت‬
‫نجوم الليل مبتدرات أفاطم لو خلت الحسين مجدل * وقد مات عطشانا بشخخط‬
‫فرات إذا للطمت الخد فاطم عنده * وأجريت دمع العين فخخي الوجنخخات أفخخاطم‬
‫قومي يا ابنخخة الخيخخر وانخخدبي * نجخخوم سخخماوات بخخأرض فلت قبخخور بكوفخخان‬
‫واخرى بطيبخخة * واخخخرى بفخخخ نالهخخا صخخلواتي واخخخرى بخخأرض الجوزجخخان‬
‫محلها * وقبر ببا خمرى لدى الغربات وقخبر ببغخداد لنفخس زكيخة * تضخمنها‬
‫الرحمن في الغرفات وقبر بطوس يا لها من مصيبة * ألحخخت علخخى الحشخخاء‬
‫بالزفرات إلى الحشر حتى يبعث ال قائما * يفرج عنخخا الغخخم والكربخخات علخخي‬
‫بن موسى أرشد ال أمره * وصخخلى عليخخه أفضخخل الصخخلوات فأمخخا الممضخخات‬
‫التي لست بالغا * مبالغها منى بكنه صفات قبور ببطن النهر من جنب كربل‬
‫* معرسهم منها بشط فرات توفوا عطاشا بالفرات فليتني * توفيت فيهخخم قبخخل‬
‫حين وفاتي إلى ال أشكو لوعة عند ذكرهم * سقتني بكأس الثكخخل والفظعخخات‬
‫أخاف بأن ازدارهم فتشوقني * مصارعهم بالجزع فخخالنخلت تغشخخاهم ريخخب‬
‫المنون فما ترى * لهم عقرة مغشية الحجرات خل أن منهخخم بالمدينخخة عصخخبة‬
‫* مدينين أنضاء من اللزبات‬

‫]‪[249‬‬

‫قليلخخة زوار سخخوى أن زورا * مخخن الضخخبع والعقبخخان والرخمخخات لهخخم كخخل يخخوم تربخخة‬
‫بمضاجع * ثوت في نواحي الرض مفترقات تنكبت لواء السخخنين جخخوارهم‬
‫* ول تصطليهم جمرة الجمرات وقد كان منهم بالحجاز وأرضخخها * مغخخاوير‬
‫نجارون في الزمات حمى لم تزره المذنبات وأوجخخه * تضخخئ لخخدى السخختار‬
‫والظلمات إذا وردوا خيل بسمر من القنا * مساعير حرب أقحمخخوا الغمخخرات‬
‫فان فخروا يوما أتوا بمحمد * وجبريل والفرقان والسخخورات وعخخدوا عليخخا ذا‬
‫المناقب والعلى * وفاطمخخة الزهخخراء خيخخر بنخخات وحمخخزة والعبخخاس ذا الهخخدي‬
‫والتقى * وجعفرا الطيار في الحجبات اولئك ل ملقوح هند وحزبهخخا * سخخمية‬
‫مخخن نخخوكى ومخخن قخخذرات ستسخخأل تيخخم عنهخخم وعخخديها * وبيعتهخخم مخخن أفجخخر‬
‫الفجرات هم منعوا الباء عن أخذ حقهخخم * وهخخم تركخخوا البنخخاء رهخخن شخختات‬
‫وهم عدلوها عن وصي محمد * فخبيعتهم جخاءت عخن الغخدرات وليهخخم صخخنو‬
‫النبي محمد * أبو الحسن الفراج للغمرات ملمك في آل النبي فانهم * أحباي‬
‫ما دامخوا وأهخل ثقخاتي تخيرتهخم رشخدا لنفسخي إنهخم * علخى كخل حخال خيخرة‬
‫الخيرات نبذت إليهم بالمودة صادقا * وسلمت نفسخخي طائعخخا لخخولتي فيخخا رب‬
‫زدني في هواي بصيرة * وزد حبهم يا رب في حسناتي سأبكيهم ما حخخج ل خ‬
‫راكب * وما ناح قمري على الشجرات وإني لمولهم وقال عخخدوهم * وإنخخي‬
‫لمحزون بطول حياتي بنفسي أنتم من كهول وفتية * لفك عتاة أو لحمل ديات‬
‫وللخيل لما قيد الموت خطوها * فأطلقتم منهن بالذربات احخخب قصخخي الرحخخم‬
‫من أجل حبكم * وأهجر فيكم زوجتي وبناتي‬

‫]‪[250‬‬

‫وأكتم حبيكم مخافة كاشح * عنيد لهل الحق غير موات فيا عين بكيهم وجودي بعبرة‬
‫* فقد آن للتسكاب والهملت لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها * وإنخخي لرجخخو‬
‫المن بعد وفاتي إلم تر أني مذ ثلثون حجخخة * أروح وأغخخدو دائم الحسخخرات‬
‫أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيديهم من فيئهم صفرات وكيف اداوي مخخن‬
‫جوى بي والجوى * امية أهل الكفر واللعنات وآل زياد في الحريخخر مصخخونة‬
‫* وآل رسول ال منهتكات سأبكيهم مخا ذر فخي الفخخق شخارق * ونخخادى منخاد‬
‫الخيخخر بالصخخلوات ومخخا طلعخخت شخخمس وحخخان غروبهخخا * وبالليخخل أبكيهخخم‬
‫وبالغدوات ديار رسول ال أصبحن بلقعخخا * وآل زيخخاد تسخخكن الحجخخرات وآل‬
‫رسول ال تدمى نحورهم * وآل زيخخاد ربخة الحجلت وآل رسخول الخ يسخبى‬
‫حريمهم * وآل زياد آمنوا السربات إذا وتروا مدوا إلى واتريهخخم * أكفخخا عخخن‬
‫الوتار منقبضات فلول الذي أرجوه في اليخخوم أو غخخد * تقطخخع نفسخخي إثرهخخم‬
‫حسرات خروج إمام ل محالة خارج * يقوم علخخى اسخخم ال خ والبركخخات يميخخز‬
‫فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمخخات فيخخا نفخخس طيخخبي ثخخم يخخا‬
‫نفس فابشري * فغير بعيد كل ما هو آت ول تجزعي من مدة الجور إننخخي *‬
‫أرى قوتي قد آذنت بثبات )فيا رب عجل ما اؤمل فيهخخم * لشخخفي نفسخخي مخخن‬
‫أسى المحنات( )‪ (1‬فان قرب الرحمان من تلخخك مخخدتي * وأخخخر مخخن عمخخري‬
‫ووقت وفاتي شفيت ولم أترك لنفسي غصة * ورويت منهم منصخخلي وقنخخاتي‬
‫فاني من الرحمن أرجو بحبهم * حياة لدى الفردوس غير تباتي عسى ال خ أن‬
‫يرتاح للخلق إنه * إلى كل قوم دائم اللحظات‬

‫)‪ (1‬زيادة في هامش نسخة الكمبانى‪ ،‬والمصدر خال عنها‪.‬‬

‫]‪[251‬‬

‫فان قلت عرفا أنكروه بمنكر * وغطوا على التحقيخخق بالشخخبهات تقاصخخر نفسخخي دائمخخا‬
‫عن جدالهم * كفاني ما ألقى من العبرات احاول نقل الصخخم عخخن مسخختقرها *‬
‫وإسخخماع أحجخخار مخخن الصخخلدات فحسخخبي منهخخم أن أبخخوء بغصخخة * تخخردد فخخي‬
‫صخخدري وفخخي لهخخواتي فمخخن عخخارف لخخم ينتفخخع ومعانخخد * تميخخل بخخه الهخخواء‬
‫للشهوات كأنك بالضلع قد ضاق ذرعها * لما حملت من شدة الزفرات لما‬
‫وصل إلى قوله‪ " :‬وقبر ببغخخداد " قخخال عليخخه السخخلم لخخه‪ :‬أفل الحخخق لخخك بهخخذا‬
‫الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك ؟ قال‪ :‬بلى يا ابن رسول ال فقال‪ " :‬وقخخبر‬
‫بطوس " والذي يليه )‪ .(1‬قال دعبل‪ :‬يا ابن رسول ال لمن هذا القبر بطخخوس‬
‫؟ فقال عليه السلم‪ :‬قبري ول ينقضخخي اليخخام والسخخنون حخختى تصخخير طخخوس‬
‫مختلف شيعتي‪ ،‬فمن زارني في غربتي كخخان معخخي فخخي درجخختي يخخوم القيامخخة‬
‫مغفور له‪ .‬ونهض الرضا عليه السلم وقال‪ :‬ل تبرح‪ ،‬وأنفذ إلخخي صخخرة فيهخخا‬
‫مائة دينار )‪ (2‬إلى آخر ما رواه الصدوق رحمة ال عليه مخن القصخة‪ .‬بيخان‪:‬‬
‫قوله‪ " :‬عجخخم اللفخخظ " أي ل يفهخخم معنخخاه والعجخخم الخخذي ل يفصخخح ول يخخبين‬
‫كلمه‪ ،‬والمراد أصوات الطيور ونغماتها قوله‪ " :‬أسارى هخخوى مخخاض " أي‬
‫يخبرن عن العشاق الماضين والتين‪ ،‬قوله " فأسعدن " أي العشاق والسعاد‬
‫العانة‪ ،‬والسعاف اليصال إلى البغية‪ ،‬والصوب فأصخخعدن أو أسخخففن مخخن‬
‫أسف الطائر إذا دنا من الرض في طيرانه فالضمير للنوائح أي كخخن يطخخرن‬
‫تارة صخخعودا وتخخارة هبوطخخا و " تقوضخخت " الصخخفوف انتقضخخت وتفرقخخت "‬
‫والمهخخا " بالفتخخح جمخخع مهخخاة وهخخي البقخخرة الوحشخخية ورجخخل شخخج أي حزيخخن‪،‬‬
‫ورجل صب‪ :‬عاشق مشتاق‪ .‬وقوله " على العرصات " ثانيا تأكيد للولى أو‬
‫متعلق بشج وصب‪ ،‬قوله " خضر )هامش( )‪ (1‬ما بين العلمتين سخخاقط مخخن‬
‫نسخة الكمبخخانى أضخخفناها مخخن المصخخدر‪ (2) .‬كشخخف الغمخخة ج ‪ 3‬ص ‪- 157‬‬
‫‪(*) .164‬‬

‫]‪[252‬‬

‫المعاهد " أي كنت أعهدها خضرة أماكنها المعهودة‪ ،‬والظاهر أنخخه مخخن قبيخخل ضخخربي‬
‫زيدا قائما أو عهدي مبتدأ وبها خبره‪ ،‬باعتبخخار المتعلخخق‪ ،‬وخضخخرا حخخال عخخن‬
‫المجرور بها " ومألفا " أيضا حال منه أو من المعاهد‪ ،‬ومخخن للتعليخخل متعلخخق‬
‫بمألفا و " الخفر " بالتحريك شدة الحياء تقول منه رجل خفر بالكسر وجارية‬
‫خفرة ومتخفخخره " ليخخالي " متعلقخخة بعهخخدي يغخخدين أي الليخخالي والعطخخرات أي‬
‫يغدين فيها وأعداه عليه أعانه عليه و " القلى " بالكسخخر البغخخض أي ينصخخرن‬
‫الوصخال علخى الهجخران‪ ،‬ويعخدي تخدانينا أي يعخدينا تخدانينا وقربنخا أو تعخدي‬
‫الليالي قربنا " على العزبات " أي المفارقات البعيدة مخخن قخخولهم عخخزب عنخخي‬
‫فلن أي بعد وفي بعض النسخ باعجام الول وإهمال الثاني من الغربخخة وهخخو‬
‫أظهر " وإذهن " عطف على ليالي " يلحظخخن " أي ينظخخرن أي العطخخرات "‬
‫العيون " أي بالعيون‪ ،‬والمراد عيون الناظرين " وسوافرا " حال والصخخرف‬
‫للضخخرورة و " الوجنخخة " مخخا ارتفخخع مخخن الخخخدين‪ ،‬و " كخخل يخخوم " منصخخوب‬
‫ومتعلق بعامل الظرف بعده‪ ،‬و " النشوة " بالفتح السخكر‪ .‬قخوله‪ " :‬بمحسخر "‬
‫أي بوادي محسر بكسر السين المشددة وهو حد منى إلخخى جهخخة عرفخخة‪ ،‬وفخخي‬
‫القاموس يوم جمع يوم عرفة قوله‪ " :‬ماجر " مخخن الجريخخرة وهخخي الجنايخخة أو‬
‫الجر " من نقص " من للبيخخان ويحتمخخل التعليخخل‪ ،‬والمخخراد نقخخض العهخخود فخخي‬
‫المامخة‪ ،‬والشختات التفخرق‪ " ،‬ومخن دول المسختهزئين " أي بالشخرع والخدين‬
‫وبأئمة المسلمين‪ ،‬وفي بعض النسخ المستهترين من استهتر أي اتبع هواه فل‬
‫يبالي بما يفعل‪ .‬قوله‪ " :‬ومن غدا بهم " عطف على المستهزئين أو الدول أي‬
‫من صار بهم في الظلمات طالبا للنور‪ ،‬أي يطلبون الهداية منهم‪ ،‬وهذا محال‬
‫ويحتمخخل علخخى الثخخاني أن يكخخون المخخراد بهخخم الئمخخة وأتبخخاعهم‪ .‬قخخوله‪ " :‬بنخخي‬
‫الزرقاء " قال الطيبي‪ :‬الزرقة أبغض اللوان إلى العرب لنخخه لخخون أعخخدائهم‬
‫الروم‪ ،‬والمراد بهم بنو مروان‪ ،‬فان امه كخخانت زرقخخاء زانيخخة كمخخا روى ابخخن‬
‫الجوزي أن الحسين عليه السلم قال لمخخروان‪ :‬يخخا ابخخن الزرقخخاء الداعيخخة إلخخى‬
‫نفسها بسوق‬

‫]‪[253‬‬

‫عكخخاظ )‪ (1‬وقخال الجخوهري‪ :‬عبلخخة اسخخم اميخة الصخغرى وهخخم مخن قريخش يقخال لهخخم‪:‬‬
‫العبلت بالتحريك‪ ،‬وسمية ام زياد و " ما أدت " أي حصل منهخخا ومخخن أبيهخخا‬
‫من الولد والفعال " واولو " خبر مبتخخدأ محخخذوف أي هخخم و " الفجخخرات "‬
‫عطف على الكفر‪ .‬وفرضه عطف على أحد قخخوله‪ :‬ولخخم تخخك إل محنخخة أي لخخم‬
‫يكن إل امتحان أصابهم بعد النبي صلى ال عليه وآله فظهر كفرهخخم ونفخخاقهم‬
‫بدعوى ضلل‪ .‬قوله‪ " :‬من هن وهنات " كناية عن الشئ القبيح أي من شخخئ‬
‫وأشخياء مخن القبخائح وبسخبب الكفخر والغخراض الباطلخة‪ ،‬والحقخاد القديمخة‪،‬‬
‫والعقائد الفاسخخدة " تخخراث " بخخالرفع خخخبر مبتخخدأ محخخذوف أو بخخالجر بخخدل مخخن‬
‫ضلل‪ ،‬وكذا ملك وحكم يحتملهما و " التراث " الرث والتاء بدل من الواو‪،‬‬
‫والملك السخلطنة والخلفخة أي ورثخوا النخبي صخلى الخ عليخه وآلخه بل قرابخة‬
‫وملكوا الخلفة بل هداية وعلم‪ ،‬وحكموا في النفوس والموال والفروج بغير‬
‫مشخخورة مخخن الهخخداة و " رزايخخا " أي تلخخك المخخور مصخخائب صخخارت بسخخببها‬
‫خضرة افق السماء حمرة‪ ،‬و " ردت " أي صيرت تلخخك الرزايخخا " طعخخم كخخل‬
‫فرات " أي عذب " اجاجا " أي مالحخا و " بيعخة الفلتخات " إشخارة إلخى قخول‬
‫عمر كانت بيعة أبي بكر‬

‫)‪ (1‬قال سبط ابن الجوزى في التخذكرة ص ‪ :119‬ذكخر هشخام بخن محمخد الكلخبي عخن‬
‫محمد بن إسخخحاق قخخال‪ :‬بعخخث مخخروان بخخن الحكخخم وكخخان واليخخا علخخى المدينخخة‬
‫رسول إلى الحسن عليه السلم فقال له‪ :‬يقول لك مروان‪ :‬أبخخوك الخخذى فخخرق‬
‫الجماعخخة‪ ،‬وقتخخل أميخخر المخخؤمنين عثمخخان وأبخخاد العلمخخاء والزهخخاد ‪ -‬يعنخخى‬
‫الخوارج ‪ -‬وأنت تفخر بغيرك‪ ،‬فإذا قيل لك من أبوك تقول خالي الفرس‪....‬‬
‫فلما سمعها الحسين عليه السلم قال للرسول‪ :‬قل له يقخخول لخخك الحسخخين بخخن‬
‫علخى ابخن فاطمخة‪ :‬يخا ابخن الزرقخاء الداعيخة إلخى نفسخها بسخوق ذى المجخاز‬
‫صاحبة الرأية بسوق عكاظ ويا ابن طريد رسخخول الخ ولعينخخه‪ ،‬اعخخرف مخخن‬
‫أنت ومن أمك ومن أبوك ؟ إلى ان قال‪ :‬قال الصمعي‪ :‬أما قول الحسين يخخا‬
‫ابن الداعية إلى نفسها فذكر ابن اسحاق أن أم مروان اسمها أمية وكانت من‬
‫البغايا في الجاهلية وكان لهخخا رأيخخة مثخخل رأيخخة البيطخخار تعخخرف بهخخا وكخخانت‬
‫تسمى ام حبتل الزرقاء‪...‬‬

‫]‪[254‬‬

‫فلتة وقى ال المسلمين شرها كما مر )‪ (1‬وفي القاموس كان المر فلتة أي فجاءة مخخن‬
‫غير تدبر وتردد‪ ،‬وهما على الستعارة‪ ،‬أو أشار بهما إلى ما مر مخخن أن بعخخد‬
‫السقيفة انقطع ماء السماء وصار ماء اجاجا وأن اشتداد حمخخرة الفخخق حصخخل‬
‫بعد شهادة الحسين عليه السلم‪ .‬قوله‪ " :‬وما قيل " مصدر بمعنى القخخول اسخخم‬
‫ما وخبره قخخوله‪ :‬نتخخات مخخن نتخخا أي ارتفخخع‪ ،‬وجهخخرة حخخال عخخن " قيخخل " وفخخي‬
‫الضخخلل صخخفة أو متعلخخق بنتخخات وتقليخخد الخخولة العمخخال‪ :‬تفويضخخها إليهخخم‪،‬‬
‫وضمير " امورها " للخلفة أو المة قوله‪ " :‬لزمت " أي المور من الزمام‬
‫كناية عن انتظامها و " أخي " بدل من مأمون وقخخوله‪ " :‬شخخامخ الهضخخبات "‬
‫صفة لحد والشامخ المرتفع‪ ،‬والهضبة الجبخخل المنبسخخط علخخى وجخخه الرض‪،‬‬
‫واللزبات‬
‫)‪ (1‬يعنى في المجلد الثامن كتاب الفتن والمحن‪ ،‬هذا الحديث ممخخا رواه البخخخاري فخخي‬
‫صحيحه ج ‪ 4‬ص ‪ 779‬باب رجم الحبلى من الزنخخا إذا أحصخخنت‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫عباس قال‪ :‬كنت أقرئ رجال من المهاجرين منهم عبد الرحمان بن عوف‪،‬‬
‫فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخخر حجخة حجهخا‪،‬‬
‫إذ رجع إلى عبد الرحمن فقال‪ :‬لخخو رأيخخت رجل أتخخى أميخخر المخخؤمنين اليخخوم‬
‫فقال‪ :‬يا أمير المؤمنين هل لك في فلن يقول‪ " :‬لو قد مات عمر لقد بخخايعت‬
‫فلنا فوال ما كانت بيعة أبى بكر ال فلتة فتمخخت " فغضخخب عمخخر‪ ،‬ثخخم قخخال‪:‬‬
‫انى انشاء ال لقائم العشخخية فخخي النخخاس فمحخخذرهم هخخؤلء الخخذين يريخخدون أن‬
‫يغصخخبوهم امخخورهم ‪ -‬إلخخى أن قخخال‪ :‬فجلخخس عمخخر علخخى المنخخبر فلمخخا سخخكت‬
‫المؤذنون قام فأثنى على ال بما هو أهله ثم قال‪ :‬اما بعد فانى قائل لكم مقالة‬
‫قد قدر لى أن أقولها‪ ،‬ل أدرى لعلها بيخخن يخخدى أجلخخى‪ ،‬فمخخن عقلهخخا ووعاهخخا‬
‫فليحدث بها حيث انتهت به راحلته‪ ،‬ومن خشى أن ل يعقلها فل أحخخل لحخخد‬
‫أن يكذب على ‪ -‬إلى أن قال‪ :‬ثم انه بلغني أن قائل منكم يقول‪ :‬وال لو مخخات‬
‫عمر بايعت فلنا‪ ،‬فل يغترن امرؤ أن يقول‪ :‬انما كانت بيعة أبخخى بكخخر فلتخخة‬
‫وتمت‪ ،‬أل وانها قد كانت كذلك ولكن وقى ال شرها وليس منكم ومن تقطع‬
‫العناق إليه مثل أبى بكر‪ ،‬من بايع رجل عخن غيخر مشخورة مخن المسخلمين‬
‫فل يتابع هو ول الذى بايعه‪ ،‬تغرة ان يقتل‪.‬‬

‫]‪[255‬‬

‫بالسكون جمع اللزبة بالتحريك وهي الشدة والقحط " أدركته " ضخخمير المفعخخول للعخخز‬
‫وفخاعله منخاقب‪ ،‬وضخمير بسخبقها للمنخاقب‪ ،‬قخوله‪ " :‬مؤتنفخات " أي طريخات‬
‫مبتدعات لم يسبقه إليها أحد من قولهم روضة انخخف كعنخخق ومحسخخن لخخم تخخرع‬
‫وكذلك كاس انف لم يشرب وأمر انخخف مسخختأنف قخخوله‪ :‬بخيخخر أي بمخخال وفخخي‬
‫بعض النسخ بكيد ولعله أصوب‪ .‬نجي‪ :‬أي كان يناجيه ويسخخاره جبرئيخخل لنخخه‬
‫كان يسمع الوحي " وأنتم عكوف " أي والحال أنتخخم‪ ،‬ملزمخخون ومحبوسخخون‬
‫على عبادة الصخخنام والخطخخاب لغاصخخبي الخلفخخة " معاومنخخات " فيخخه تقخخديم‬
‫وتأخير أي و " منات معا "‪ " .‬بكيخخت " هخخذا مطلخخع ثخخان‪ ،‬والمخخراد رسخخم دار‬
‫أهل البيت عليهم السلم و " الذرابة " الحدة و " الذرب " الحاد من كل شخخئ‬
‫وسيف ذرب‪ ،‬وقال الجوهري أذريت الشئ إذا ألقيتخخه كالقخخائك الحخخب للخخزرع‬
‫والذرى اسم الدمع المصبوب )‪ " (1‬وبان " أي افترق وبعد قخخوله " وهخخاجت‬
‫" يقال هاج الشئ وهاجه غيره فعلى الول فقوله‪ :‬صبابتي فخخاعله‪ ،‬وقخخوله‪" :‬‬
‫رسوم " منصوب بنزع الخافض أي لرسوم وعلى الثاني فقوله رسوم فاعله‪.‬‬
‫قوله‪ " :‬عفت " أي انمحت واندرست‪ ،‬والوعر ضخخد السخخهل‪ ،‬و " الصخخبابة "‬
‫رقة الشوق وحرارته‪ " ،‬مدارس " بالرفع مبتدأ و " لل " خبره أو مجخخرور‬
‫بخخدل ديخخار‪ ،‬ولل حينئذ يحتمخخل الوصخخفية للمخخدارس والمنخخزل‪ ،‬وكخخونه خخخبرا‬
‫لمحذوف‪ ،‬ويحتمل أن يكخخون الظخخرف خخخبرا لخخديار المخذكور بوضخخع الظخخاهر‬
‫موضع المضمر‪ ،‬والقفر مفازة ل نبات فيها ول ماء‪ ،‬وأقفرت الدار خلخخت‪ ،‬و‬
‫" الخيخخف " مسخخجد منخخى و " التعريخخف " وقخخوف عرفخخة والمخخراد هنخخا محلخخه‬
‫والصنوان نخلتان نبتتا من أصل واحد وفي الحديث عم الرجل صنو أبيخخه‪ ،‬و‬
‫" وارث " عطف على وصيه و " الربع " الدار والمحلخخة‪ ،‬والفاتخخك الجريخخئ‬
‫الشجاع‪ ،‬وفتك به‪ :‬انتهز منه فرصة فقتله‪ ،‬وفخخي المخخر لخخج‪ ،‬والظهخخر هاتخخك‬
‫كما في بعض النسخ‪ ،‬ونابذه الحرب كاشفه‪.‬‬

‫)‪ (1‬يريد قدس سره ان قوله " وأذريت دمع العين بالعبرات " يحتمخل أن يقخرء باليخاء‬
‫من الذرى‪ ،‬وأن يقرء بالباء الموحدة من الذرب بمعنى الحدة والحرارة‪.‬‬

‫]‪[256‬‬

‫قوله‪ " :‬قفا " قد شاع في الشعار هذا النوع من الخطاب فقيل‪ :‬إن العرب قخخد يخخخاطب‬
‫الواحد مخاطبة الثنين وقيل هو للتأكيخخد مخخن قبيخخل لبيخخك أي قخخف قخخف‪ ،‬وقيخخل‬
‫خطاب إلى أقل ما يكون معه من جمل وعبد‪ ،‬وقيخخل إنمخخا فعلخخت العخخرب ذلخخك‬
‫لن الرجل يكون أدنى أعوانه اثنين راعي إبله وغنمه‪ ،‬وكخخذلك الرفقخخة أدنخخى‬
‫ما يكون ثلثة فجرى خطاب الثنين على الواحد لمرون ألسنتهم عليه‪ ،‬وقيخخل‬
‫أراد قفن على جهة التأكيد فقلبت النون ألفا في حال الوصل‪ ،‬لن هخخذه النخخون‬
‫تقلب ألفا فخي حخال الوقخف فحمخل الوصخل علخى الوقخف و " نسخأل " جخواب‬
‫المخخر‪ .‬قخخوله " مخختى عهخخدها " الضخمير للخخدار‪ ،‬أي بعخد عهخدها عخخن الصخوم‬
‫والصلوات لجور المخالفين على أهلها وإخراجهم عنها‪ .‬قوله‪ " :‬وأين الولى‬
‫" اولى هنا اسم موصول قال الجوهري‪ :‬وأما اولى بخخوزن العلخخى فهخخو أيضخخا‬
‫جمع ل واحد لخخه مخخن لفظخخه واحخخده الخخذي )‪ " (1‬شخخطت " بتشخخديد الطخخاي أي‬
‫بعدت‪ ،‬والنوى الوجه الذي ينويه المسافر‪ ،‬والفانين الغصخخان جمخخع أفنخخان‪،‬‬
‫وهو جمع فنن‪ ،‬وهنا كناية عن التفخخرق " واعخختزى " أي انتسخخب والمطخخاعيم‬
‫جمع المطعام أي كثير الطعام والقرى‪ .‬وتضاغن القوم واضطغنوا‪ :‬انطخخووا‬
‫على الحقاد و " الحنخة " بالكسخر الحقخد والموتخور الخذي قتخل لخه قتيخل فلخم‬
‫يدرك بدمه‪ ،‬تقول منه‪ :‬وتره يتره وتخخرا وتخخرة‪ .‬إذا ذكخخروا أي منخخافقي قريخخش‬
‫وأهل الكتاب معا‪ ،‬ولو خص بالول‪ ،‬فذكر خيبر لنهم انهزمخخوا فيخخه وجخخرى‬
‫الفتح على يد علي عليه السلم فبكائهم للحسد‪ ،‬ولو كان مكان خيبر احد كخخان‬
‫أنسب و " الوغرة " شدة توقخد الحخخر ومنخه قيخل " فخخي صخدره علخخى وغخخر "‬
‫بالتسكين أي ضخغن وعخخداوة وتوقخخد مخخن الغيخظ‪ .‬قخوله‪ " :‬إل بقربخى محمخخد "‬
‫إشارة إلى ما احتج به المهاجرون على النصخخار فخخي السخقيفة بكخخونهم أقخرب‬
‫من الرسول صلى ال عليه وآله ول يبعخخد أن يكخخون هخخن وهنخخات إشخخارة إلخخى‬
‫قدح في أنسابهم أيضا و " غيثه " مفعول ثان لسقى " ونبي الهدى " بدل من‬
‫المن‬
‫)‪ (1‬الصحاح ج ‪ 6‬ص ‪.2544‬‬

‫]‪[257‬‬

‫" مليكخخه " أي ربخخه ومخخالكه‪ ،‬و " التحفخخات " مفعخخول ثخخان لبلخخغ‪ .‬وذر الشخخمس )طلخخع(‬
‫والشرق الشمس ويتحخرك وشخرقت الشخخمس طلعخت والشخارق الشخمس حيخن‬
‫تشخخرق و " لحخخت " أي ظهخخرت وتللت " مبتخخدرات " أي يبتخخدرن طلخخوع‬
‫الشمس أو كناية عن سرعتهن في الحركة " وجد له " صرعه علخخى الجدالخخة‬
‫وهي التراب‪ .‬قوله‪ " :‬واخرى بفخ " إشارة إلى القتلى بفخ فخخي زمخخن الهخخادي‬
‫وهم الحسين ابن علي بن الحسن بن الحسن بخخن علخخي بخخن أبخخي طخخالب عليهخخم‬
‫السلم وسليمان بن عبد ال بن الحسن وأتباعهمخخا‪ .‬قخخوله‪ :‬و " اخخخرى بخخأرض‬
‫الجوزجان " إشارة إلى قتل يحيى بن زيد بن علي بن الحسين عليهخخم السخخلم‬
‫فانه قتل بجوزجان وصلب بها في زمن الوليد وكان مصلوبا حتى ظهخخر أبخخو‬
‫مسلم وأنزله ودفنه‪ ،‬و " محلهخخا " مبتخخدأ و " بخخأرض " خخخبره و " بخخاخمرا "‬
‫اسم موضع على ستة عشر فرسخا من الكوفة قتل فيها إبراهيخخم بخخن عبخخد الخ‬
‫بن الحسن‪ .‬قوله‪ " :‬تضخمنها " أي قبخل ضخمانها أو اشختمل عليخه مجخازا و "‬
‫الممضات " من قولهم أمضه الجرح أي أوجعه والمضخخض وجخخع المصخخيبة‪،‬‬
‫قوله‪ " :‬لست بالغا " أي ل أبلغ بكنه صخخفاتي أن أصخخف أنهخخا بلغخخت منخخي أي‬
‫مبلخخغ مخخن الحخخزن‪ ،‬ويحتمخخل أن يكخخون صخخفات بخخالتنوين أي صخخفات المبخخالغ‬
‫فالتنوين بدل من المضاف إليه‪ ،‬وقوله‪ " :‬قبور " خبر للممضات حذفت الفاء‬
‫منه للضرورة " ببطن النهر " أي بقربه‪ ،‬والنهر هو الشعبة التي اجريت من‬
‫الفرات إلى كربلء وهو الذي منع الحسين عليه السلم منه والمراد بخخالفرات‬
‫هنا أصل النهر العظيم‪ ،‬والتعريس النزول آخر الليل وموضخخع معخخرس وهنخخا‬
‫يحتمل المصدر والحاصل أن قبورهم قريبة من الفرات‪ ،‬بحيخخث إذا لخخم ينخخزل‬
‫المسافر بقربها يذهب اليوم إلى الفرات فهو نصف منخخزل‪ ،‬والغخخرض تعظيخخم‬
‫جورهم وشناعته‪ ،‬بأنهم ماتوا عطشا مع كونهم بجنب النهر الصغير‪ ،‬وبقرب‬
‫النهر الكبير و " لوعة الحب " حرقته و " أزدار " أفتعل من الزيخخارة ويقخخال‬
‫" شاقني حبها " أي هاجني وشاق الطنب إلى الوتد شده وأوثقه " والجخخزع "‬
‫بالكسر منعطف الوادي ووسطه أو‬

‫]‪[258‬‬

‫منقطعه أو منحناه أول يسمى جزعا حتى تكون لخخه سخخعة تنبخخت الشخخجر‪ ،‬أو هخخو مكخخان‬
‫بالوادي ل شجر فيه‪ ،‬وربما كان رمل ومحلة القوم )‪ (1‬كذا في القخخاموس أي‬
‫أخاف من زيارتهم أن يهيج حزني عند رؤية مصارعهم الواقعة بين الخخوادي‬
‫وأشجار النخل وفخي بعخض النسخخ " النحلت " بالحخاء المهملخة أي فتشخدني‬
‫رؤية مصارعهم إلى الجزع والنحول وهو بعيد تغشاهم أي أحاط ونخخزل بهخخم‬
‫وفي بعض النسخ القديمخة تقسخمهم أي فرقهخم والريخب مخا يقلخق النفخوس مخن‬
‫الحوادث‪ ،‬والمنون الدهر والموت‪ ،‬والعقر بالضم والفتح محلة القوم‪ ،‬ووسخخط‬
‫الدار وأصلها‪ ،‬أي ليس لهم دار‪ ،‬وحجر القوم بالفتح ناحيخخة دارهخخم‪ ،‬وجمعهخخا‬
‫حجرات بالتحريك‪ ،‬وساحة يأتي الناس حجراتها‪ .‬قوله‪ " :‬مخخدينين " أي أذلء‬
‫" أقضخاء " أي مهزوليخن أو مجرديخخن وفخخي القخخاموس اللزبخخة الشخدة والجمخخع‬
‫اللزبخخات بالتسخخكين " إن زورا " أي أن لهخخم زائريخخن و " العقبخخان " جمخخع‬
‫العقاب والرخمات جمع الرخمة أي ل يزور قبخخورهم سخخوى هخخذه الطيخخور‪" ،‬‬
‫ثخخوت " أي أقخخامت والتنكيخخب العخخدول و " اللواء " الشخخدة‪ ،‬أي ل يجخخاورهم‬
‫لواء السنين لفراقهم الدنيا‪ ،‬والمراد بالجمرات جمرات الجحيم )‪ (2‬ورجل "‬
‫مغوار "‪ :‬كثير الغارات‪ ،‬و " غارهم ال بخير "‪ :‬أصخخابهم بخصخخب ومطخخر‪،‬‬
‫والحمى كالى ما حمي من شئ قوله " لخخم تخخزره المخخذنبات " أي لخخم تقربخخه إل‬
‫المطهرات من الذنوب‪ ،‬والسمرة بين البياض والسواد " والقنا " جمع القنات‬
‫وهي الرمح " والمسعر " بكسر الميم الخشب الذي تسعر به النار ومنخخه قيخخل‬
‫للرجل إنه مسعر حرب أي تحمى به الحخخرب وهخخو بالنصخخب حخخال‪ ،‬ويحتمخخل‬
‫الرفع " أقحموا "‪ :‬أي أدخلوا أنفسهم بل روية والغمرة الشدة وغمخخرة البحخخر‬
‫معظمه " ملقوح هند " أي لم يحصلوا من لقاحها ووطئهخخا و " قخخوم نخخوكى "‬
‫أي حمقى ويمكن * )هامش( )‪ (1‬راجع ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .13‬يعنى في قوله‪" :‬‬
‫ول تصطليهم جمرة الجمرات "‪.‬‬

‫]‪[259‬‬

‫أن يكون من النيك وهو الجماع‪ ،‬لكن ل يساعده اللغة‪ ،‬قخخوله " ملمخخك " بالنصخخب أي‬
‫كف عني ملمك و " قوم عناة " أي اسارى أي كخخانوا معخخدين مرجخخون لفخخك‬
‫السخخارى وحمخخل الخخديات عخخن القخخوم‪ ،‬ولنجخخاة قخخوم مخخن الركبخخان وقعخخوا فخخي‬
‫مخمصة فأشرفوا على الموت والقيد كأنه قيد خيولهم فخخأطلقتم وحللتخخم القيخخود‬
‫عن الخيول بالقنا والسيوف الذربة الحديدة‪ .‬قوله " قصخخي الرحخخم " أي احخخب‬
‫من كان بعيدا من جهة الرحم إذا كان محبا لكخم‪ ،‬وأهجخر زوجختي وبنخاتي إذا‬
‫كخخن مخالفخخات لكخخم‪ ،‬قخخوله " حخخبيكم " أي حخخبي إيخخاكم و " المؤاتخخاة " )‪(1‬‬
‫المطاوعخخة والموافقخخة‪ ،‬وقخخد نقلخخت الهمخخزة واوا و " التسخخكاب " النصخخباب‪،‬‬
‫وهملت عينه‪ :‬فاضخخت‪ .‬و " الحجخخة " بالكسخخر السخخنة‪ ،‬و " الجخخوى " الحرقخخة‬
‫وشدة الوجد من عشق أو حزن‪ ،‬و " البلقع " الرض القفر التي ل شئ بها و‬
‫" ربة الحجلت " أي المربوبة فيها أو صاحبتها‪ ،‬والحجلة بالتحريك موضع‬
‫يزين بالثياب والستور للعروس‪ ،‬و " فلن آمن فخخي سخخربه " بالكسخخر أي فخخي‬
‫نفسه‪ ،‬وفلن واسع السرب أي رخي البال " إذا وتروا " أي قتل منهم أحد لم‬
‫يقدروا على القصاص وأخذ الدية‪ ،‬بل احتاجوا إلى السؤال منهم‪ ،‬ولم يقخخدروا‬
‫على إظهخار الجنايخخة‪ ،‬وقيخخل أي مخدوا أيخديهم لخخذ الديخخة‪ ،‬ولخم يقخدروا علخى‬
‫الخذ‪ ،‬والول أبلغ وأظهخخر‪ .‬و " المنصخخل " بضخخمتين السخخيف‪ ،‬قخخوله " غيخخر‬
‫بتخخات " أي غيخخر منقطخخع‪ ،‬ويقخخال ارتخخاح ال خ لفلن أي رحمخخه‪ .‬ويقخخال " بخخاء‬
‫بغضخخب " أي رجخخع بخخه واللهخخوات اللحمخخات فخخي أقصخخى الفخخم‪ - 14 .‬د‪ :‬قخخال‬
‫صاحب الغخخاني‪ :‬قصخخد دعبخخل بخخن علخخي الخزاعخخي بقصخخيدته هخخذه علخخي بخخن‬
‫موسى الرضا عليه السلم بخراسان فأعطاه عشرة آلف درهم مخخن الخخدراهم‬
‫المضروبة باسمه‪ ،‬وخلع عليه خلعة من ثيابه‪ ،‬فأعطاه بها أهل قم ثلثين ألف‬
‫درهم‪ ،‬فلم يبعها * )هامش( )‪ (1‬يعنى قوله " عنيد لهل الحق غير مؤاتى "‬
‫وفى نسخة الكمبانى " المواطاة " وهو سهو‪(*) .‬‬

‫]‪[260‬‬

‫فقطعوا عليه الطريق فأخذوها‪ ،‬فقال لهم‪ :‬إنها تراد لخ عزوجخل وهخي محرمخخة عليكخخم‬
‫فحلف أن ل يبيعها أو يعطونه بعضها‪ ،‬فيكون في كفنه فأعطوه فرد كخخم كخخان‬
‫في أكفانه‪ .‬وكتب قصيدته " مدارس آيات " فيما يقال على ثوب وأحرم فيخخه‪،‬‬
‫وأمر بأن يكون في كفنه‪ ،‬ولم يزل دعبل مرهوب اللسان ويخاف مخخن هجخخائه‬
‫الخلفاء‪ .‬قال ابن المدبر‪ :‬لقيت دعبل فقلت له‪ :‬أنت أجسر النخخاس حيخخث تقخخول‬
‫في المأمون‪ :‬إني من القوم الذين سيوفهم * قتلت أخاك وشرفتك بمقعد رفعوا‬
‫محلك بعد طول خموله * واستنقذوك من الحضيض الوهد فقال لخخي‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫إسحاق إني أحمل خشبتي مذ أربعين سنة ول أجخخد مخخن يصخخلبني عليهخخا )‪.(1‬‬
‫‪ - 15‬كش‪ :‬قال أبو عمرو‪ :‬قد بلغني أن دعبل بخخن علخخي الخزاعخخي وفخخد علخخى‬
‫أبي الحسن الرضا عليه السلم بخراسان فلمخخا دخخخل عليخخه قخخال إنخخي قخخد قلخخت‬
‫قصيدة وجعلت فخي نفسخي أن ل أنشخدها أحخدا أولخى منخك فقخال هاتهخا فأنشخد‬
‫قصيدته التي يقول فيها‪ :‬ألخخم تخخر أنخخي مخخذ ثلثخخون حجخخة * أروح وأغخخدو دائم‬
‫الحسرات أرى فيئهم في غيرهم متقسما * وأيخخديهم مخخن فيئهخخم صخخفرات فلمخخا‬
‫فرغ من إنشاده قام أبو الحسن عليه السلم ودخل منزلخخه وبعخخث بخرقخخة فيهخخا‬
‫ست مائة دينار‪ ،‬وقال للجارية‪ :‬قولي له يقول لخخك مخخولي اسخختعن بهخخذه علخخى‬
‫سفرك وأعذرنا‪ ،‬فقال لها دعبل‪ :‬ل وال ما هذا أردت ول له خرجخخت‪ ،‬ولكخخن‬
‫قولي له‪ :‬هب لي ثوبا من ثيابك‪ ،‬فردها أبو الحسن عليه السلم وقال له خذها‬
‫وبعث إليه بجبة مخخن ثيخخابه‪ ،‬فخخخرج دعبخخل حخختى ورد قخخم فنظخخروا إلخخى الجبخخة‬
‫فأعطوه فيها ألف دينار فأبى عليهم وقال‪ :‬ل وال ول خرقة منها بألف دينخخار‬
‫ثم خرج من قم فاتبعوه وقد جمعوا عليه وأخذوا الجبة‪ ،‬فرجع إلى قم وكلمهخخم‬
‫فيها فقالوا‪ :‬ليس إليها سبيل ولكن إن شئت فهذه ألف دينار‪ ،‬فقال‪ :‬نعم وخرقة‬
‫منها فأعطوه ألف دينار وخرقة منها )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬الغانى ج ‪ 20‬ص ‪ 69‬و ‪ (2) .81‬رجال الكشى ص ‪.426‬‬


‫]‪[261‬‬

‫)‪) * (18‬باب( * * " )احخخوال اصخخحابه واهخخل زمخخانه ومنخخاظراتهم( " * * )ونخخوادر‬
‫اخباره ومناظراته عليه السخخلم( * ‪ - 1‬ع‪ :‬أبخخو سخخعيد محمخد بخخن الفضخخل بخخن‬
‫محمد المذكر‪ ،‬عن عبد الرحمن بن محمد ابن محمخخود قخخال‪ :‬سخخمعت إبراهيخخم‬
‫بن محمد بن سفيان يقول‪ :‬إنما كانت عداوة أحمد بن حنبل مخخع علخخي بخخن أبخخي‬
‫طالب عليه السلم أن جده ذا الثدية الذي قتله علي بن أبي طالب عليه السلم‬
‫يوم النهروان كان رئيس الخوارج وحدثنا أبو سعيد أنه سمع هذه الحكاية من‬
‫إبراهيم بخخن محمخخد بخخن سخخفيان بعينهخخا‪ - 2 .‬ع‪ :‬محمخخد بخخن الفضخخل‪ ،‬عخخن عبخخد‬
‫الرحمن بن محمد قال‪ :‬سمعت محمد بن أحمد ابن يعقوب الجرجخخاني قاضخخي‬
‫هرات يقول‪ :‬سمعت محمد بن عورك الهروي يقول‪ :‬سمعت علي بخخن حخخثرم‬
‫يقول‪ :‬كنت في مجلس أحمد بن حنبل فجرى ذكر علي بخخن أبخخي طخخالب عليخخه‬
‫السلم فقال‪ :‬ل يكون الرجل سنيا حتى يبغض عليا قليل‪ .‬قال علي بن حثرم‪:‬‬
‫فقلت‪ :‬ل يكون الرجل سنيا حتى يحب عليا عليه السلم كثيرا‪ .‬وفي غير هخذه‬
‫الحكاية قال علي بن حثرم‪ :‬فضربوني وطردوني من المجلس‪ - 3 .‬سر‪ :‬فخخي‬
‫جامع البزنطي عن علي بن سليمان‪ ،‬عن محمد بخخن عبخخد الخ بخخن زرارة عخن‬
‫محمد بن الفضيل البصري قال‪ :‬نزل بنخا أبخخو الحسخن عليخه السخلم بالبصخخرة‬
‫ذات ليلة فصلى المغرب فوق سطح فسمعته يقول في سجوده بعد المغخخرب "‬
‫اللهم العن الفاسق بن الفاسق( فلما فرغ من صلته قلت له‪ :‬أصلحك ال خ مخخن‬
‫هذا الذي لعنته في سجودك ؟ فقال‪ :‬هذا يونس مولى ابن يقطين‪ ،‬فقلت له‪ :‬إنه‬
‫قد أضل خلقا كثيرا من مواليك‪ ،‬إنه كان يفتيهم عن آبائك عليهم السلم أنخخه ل‬
‫بأس بالصلة بعد طلوع الفجر إلى طلوع الشمس وبعد‬

‫]‪[262‬‬

‫العصر إلى أن تغيب الشمس فقال‪ :‬كذب لعنه الخ علخخى أبخخي أو قخخال علخخى آبخخائي ومخخا‬
‫عسى أن يكون قيمة عبد من أهل السواد ‪ - 4‬قب‪ :‬كان بابه محمد بخخن راشخخد‪،‬‬
‫ومن ثقاته أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي ومحمد بخخن الفضخخل الكخخوفي‬
‫الزدي وعبد ال بن جندب البجلي‪ ،‬وإسماعيل بن سعد الحوص الشخخعري‪،‬‬
‫وأحمد بن محمد الشعري‪ ،‬ومن أصحابه الحسن بخخن علخخي الخخخزاز ويعخخرف‬
‫بالوشاء‪ ،‬ومحمد بن سليمان الديلمي‪ ،‬وعلي بخخن الحكخخم النبخخاري‪ ،‬وعبخخد الخ‬
‫ابن المبارك النهاوندي‪ ،‬وحماد بن عثمان الناب‪ ،‬وسعد بن سعد‪ ،‬والحسن بن‬
‫سعيد الهوازي‪ ،‬ومحمد بن الفضل الرخجي‪ ،‬وخلف البصخخري‪ :‬ومحمخخد بخخن‬
‫سنان‪ ،‬وبكر بن محمخخد الزدي‪ ،‬وإبراهيخخم بخخن محمخخد الهمخخداني‪ ،‬ومحمخخد بخخن‬
‫أحمد بن قيخخس بخخن غيلن‪ ،‬وإسخحاق بخن معاويخة الخضخخيبي )‪ .(1‬وذكخخر ابخن‬
‫الشهرزوري في مناقب البرار أن معروف الكرخي كان من موالي علي بن‬
‫موسى الرضا عليه السلم وكان أبواه نصرانيين‪ ،‬فسلما معروفخخا إلخخى المعلخخم‬
‫وهو صبي فكان المعلم يقول له‪ :‬قل ثالث ثلثة‪ ،‬وهو يقخخول بخخل هخخو الواحخخد‪،‬‬
‫فضربه المعلم ضربا مبرحا فهرب‪ ،‬ومضى إلى الرضا عليخخه السخخلم وأسخخلم‬
‫على يده‪ .‬ثم إنه أتى داره فدق الباب‪ ،‬فقال أبوه‪ :‬من بالباب ؟ فقال‪ :‬معخخروف‪،‬‬
‫فقال‪ :‬على أي دين ؟ قال على دين الحنيفي فأسلم أبوه ببركخخات الرضخخا عليخخه‬
‫السلم قال معخخروف‪ :‬فعشخخت زمانخخا‪ ،‬ثخخم تركخخت كخخل مخخا كنخخت فيخخه إل خدمخخة‬
‫مولي علي بن موسى الرضا عليه السلم )‪ - 5 .(2‬ب‪ :‬معاويخخة بخن حكيخخم‪،‬‬
‫عن البزنطي قال‪ :‬وعدنا أبو الحسن الرضا عليه السلم ليلخة إلخى مسخجد دار‬
‫معاوية فجاء فسلم عليه السلم فقال‪ :‬إن الناس قد جهدوا على إطفاء نخخور الخ‬
‫حين قبض ال تبارك وتعالى رسوله صلى ال عليه وآله وأبى الخ إل أن يتخخم‬
‫نوره وقد جهد‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .368‬مناقب آل أبى طخخالب ج ‪ 4‬ص ‪ 361‬و‬
‫‪.362‬‬

‫]‪[263‬‬

‫علي بن أبي حمزة على إطفاء نور ال‪ ،‬حين مضى أبو الحسن عليه السخخلم فخخأبى الخ‬
‫إل أن يتم نوره وقد هداكم ال لمخر جهلخخه النخاس فاحمخخدوا الخ علخى مخا مخن‬
‫عليكخخم بخخه‪ .‬إن جعفخخرا عليخخه السخخلم كخخان يقخخول " فمسخختقر ومسخختودع " )‪(1‬‬
‫فالمستقر ما ثبت من اليمان والمستودع المعار‪ ،‬وقد هخخداكم الخ لمخخر جهلخخه‬
‫الناس فاحمدوا ال على ما مخخن عليكخخم بخخه )‪ - 6 .(2‬ب‪ :‬الريخخان بخخن الصخخلت‬
‫قال‪ :‬قلت للرضخخا عليخخه السخخلم إن العباسخخي )‪ (3‬أخخخبرني أنخخك رخصخخت فخخي‬
‫سماع الغناء ؟ فقال‪ :‬كذب الزنديق‪ ،‬ما هكذا كان إنما سألني عن سماع الغناء‬
‫فأعلمته أن رجل أتا أبا جعفر محمد بن علي بن الحسين عليهم السلم فسخخأله‬
‫عن سماع الغناء فقخخال لخخه‪ :‬أخخخبرني إذا جمخخع الخ تبخخارك وتعخخالى بيخخن الحخخق‬
‫والباطل مع أيهما يكون الغناء ؟ فقال الرجل‪ :‬مع الباطل فقال لخخه أبخخو جعفخخر‪:‬‬
‫حسبك فقد حكمت على نفسك‪ ،‬فهكذا كخخان قخخولي لخخه )‪ .(4‬ن‪ :‬الهمخخداني‪ ،‬عخخن‬
‫علي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن الريخخان مثلخخه )‪ - 7 .(5‬ب‪ :‬الريخخان قخخال‪ :‬دخلخخت علخخى‬
‫العباسي يوما فطلب دواة وقرطاسا بالعجلة فقلت‪ :‬مالك ؟ فقخخال‪ :‬سخخمعت مخخن‬
‫الرضا عليه السلم أشياء أحتاج أن أكتبها ل أنساها فكتبها فما كخخان بيخخن هخخذا‬
‫وبين أن جاءني بعد جمعة في وقت الحر وذلك بمرو‪ ،‬فقلت‪ :‬من أيخخن جئت ؟‬
‫فقال‪ :‬من عند هذا‪ ،‬قلت‪ :‬من عند المأمون ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قلخخت‪ :‬مخخن عنخخد الفضخخل‬
‫بن سهل ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬من عند هذا‪ ،‬فقلت‪ :‬مخخن تعنخخي ؟ قخخال مخخن عنخخد علخخي بخخن‬
‫موسى‪.‬‬
‫)‪ (1‬النعام‪ (2) .98 :‬قخخرب السخخناد ص ‪ (3) .202‬فخخي العيخخون ابراهيخخم بخخن هشخخام‬
‫العباسي‪ .‬والصحيح هشام بن ابراهيم العباسي راجع الكشى ص ‪(4) .421‬‬
‫قرب السناد ص ‪ (5) .198‬عيخخون اخبخخار الرضخخا عليخخه السخخلم ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.14‬‬

‫]‪[264‬‬

‫فقلت‪ :‬وبلك خذلت أيش قصتك ؟ فقال دعني من هخخذا مخختى كخخان آبخخاؤه يجلسخخون علخخى‬
‫الكراسي حتى يبايع لهم بولية العهد كما فعل هذا‪ ،‬فقلت‪ :‬ويلك استغفر ربخخك‬
‫فقال‪ :‬جاريتي فلنة أعلم منه‪ ،‬ثخخم قخخال لخخو قلخخت برأسخخي هكخخذا لقخخالت الشخخيعة‬
‫برأسها فقلت‪ :‬أنت رجل ملبوس عليك إن من عقيدة الشيعة أن لخو رأوه عليخه‬
‫السلم وعليه إزار مصبوغ وفي عنقه كبر يضرب في هذا العسكر لقالوا‪ :‬ما‬
‫كان في وقت من الوقات أطوع ل عزوجل من هذا الوقت‪ ،‬وما وسعه غيخخر‬
‫ذلك‪ ،‬فسكت‪ .‬ثم كان يذكره عندي وقتا بعد وقت‪ ،‬فدخلت علخخى الرضخخا عليخخه‬
‫السلم فقلت له‪ :‬إن العباسي يسمعني فيك‪ ،‬ويذكرك وهو كثيرا ما ينام عنخخدي‬
‫ويقيل‪ ،‬فترى أني آخذ بحلقه وأعصره حتى يموت ثم أقول مات ميتة فجاءة ؟‬
‫فقال ونفض يديه ثلث مرات فقال‪ :‬ل ياريان ل ياريان ل ياريخخان فقلخخت لخخه‪:‬‬
‫إن الفضل بن سهل هوذا يوجهني إلى العراق في امور لخخه والعباسخخي خخخارج‬
‫بعخخدي بأيخخام إلخخى العخخراق فخخترى أن أقخخول لمواليخخك القمييخخن أن يخخخرج منهخخم‬
‫عشرون أو ثلثون رجل كأنهم قخخاطعو طريخخق أو صخخعاليك فخخإذا اجتخخاز بهخخم‬
‫قتلوه‪ ،‬فيقال قتله الصعاليك ؟ فسكت فلم يقل لي نعم ول‪ ،‬ل‪ .‬فلما صرت إلخخى‬
‫الحوان بعثت فارسا إلى زكريا بن آدم وكتبت إليه أن هيهنا امورا ل يحتملها‬
‫الكتاب فان رأيت أن تصير إلى مشكوة في يوم كذا وكذا لوافيك بها إن شخخاء‬
‫ال‪ ،‬فوافيت وقد سبقني إلى مشخخكوة فخأعلمته الخخبر وقصصخخت عليخه القصخه‬
‫وأنخخه يخخوافي هخخذا الموضخخع يخخوم كخخذا وكخخذا‪ .‬فقخخال‪ :‬دعنخخي والرجخخل فخخودعته‬
‫وخرجت‪ ،‬ورجع الرجل إلى قم وقد وافاها معمر فاستشاره فيما قلت له فقخخال‬
‫معمر‪ :‬ل نخخدري سخخكوته أمخخر أو نهخخي ولخخم يخخأمرك بشخخئ فليخخس الصخخواب أن‬
‫تتعرض له فأمسك عن التوجه إليه زكريا واجتاز العباسي بالجادة وسلم منخخه‬
‫)‪ .(1‬بيان‪ :‬الكبر بالتحريك الطبل‪.‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ 199‬و ‪.200‬‬

‫]‪[265‬‬

‫‪ - 8‬ب‪ :‬ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي‪ ،‬قال‪ :‬كتبت إلى الرضا عليه السلم أنخخي رجخخل مخخن‬
‫أهل الكوفة وأنا وأهل بيتي ندين ال عزوجخخل بطخخاعتكم‪ ،‬وقخخد أحببخخت لقخخاءك‬
‫لسألك عن ديني وأشياء جاء بها قوم عنك بحجخخج يحتجخخون بهخخا علخخي فيخخك‪،‬‬
‫وهم الذين يزعمون أن أباك صلى ال عليه حي في الدنيا لم يمت ميتتها ومما‬
‫يحتجون به أنهم يقولون إنا سألناه عن أشياء فأجاب بخلف ما جاء عن آبخخائه‬
‫وأقربائه كذا وقد نفى التقية عن نفسه فعليخخه أن يخشخخى‪ .‬ثخخم إن صخخفوان لقيخخك‬
‫فحكى لك بعض أقاويلهم الذي سألوك عنها فأقررت بذلك ولم تنفه عن نفسك‬
‫ثم أجبته بخلف ما أجبتهم وهو قول آبائك عليهم السخخلم وقخخد أحببخخت لقخخاءك‬
‫لتخبرني لي شئ أجبت صفوان بما أجبته وأجبخخت اولئك بخلفخخه ؟ فخخان فخخي‬
‫ذلك حياة لي وللناس‪ ،‬وال تبارك وتعالى يقخخول‪ " :‬ومخخن أحياهخخا فكأنمخخا أحيخخا‬
‫الناس جميعا " )‪ (1‬فكتخخب بسخخم الخ الرحمخخن الرحيخخم قخخد اوصخخل كتابخخك إلخخي‬
‫وفهمت ما ذكرت فيه من حبك لقائي‪ ،‬وما ترجو فيه‪ ،‬يجب عليك أن اشخخافهك‬
‫في أشياء جاء بها قوم عني وزعمت أنهم يحتجون بحجج عليكخخم‪ ،‬ويزعمخخون‬
‫أني أجبتهم بخلف ما جخخاء عخخن آبخخائي ولعمخخري مخخا يسخخمع الصخخم ول يهخخدي‬
‫العمي إل ال " من يرد الخ أن يهخخديه يشخخرح صخخدره للسخخلم ومخخن يخخرد أن‬
‫يضله يجعل صدره ضيقا حرجخا كأنمخا يصخعد فخي السخماء كخذلك يجعخل الخ‬
‫الرجس على الذين ل يؤمنون " )‪ " (2‬إنخخك ل تهخخدي مخخن أحببخخت ولكخخن الخ‬
‫يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين )‪ .(3‬قد قال أبو جعفر‪ :‬لو استطاع الناس‬
‫لكانوا شيعتنا أجمعين‪ ،‬ولكن ال تبارك وتعالى وأخذ ميثخاق شخيعتنا يخوم أخخذ‬
‫ميثاق النبيين وقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬إنما شيعتنا من تابعنخخا ولخخم يخالفنخخا‬
‫ومن إذا خفنا خاف‪ ،‬وإذا أمنا أمن‪ ،‬فاولئك شيعتنا‪ ،‬وقال‬

‫)‪ (1‬المائدة‪ (2) .32 :‬النعام‪ (3) .125 :‬القصص‪.56 :‬‬

‫]‪[266‬‬

‫ال تبارك وتعالى‪ " :‬فاسألوا أهل الذكر إن كنتخم ل تعلمخون " )‪ (1‬وقخال الخ تعخالى "‬
‫وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلول نفر من كل فرقخخة منهخخم طائفخخة ليتفقهخخوا‬
‫في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " )‪ (2‬فقد فرضخخت‬
‫عليكم المسألة والرد إلينا‪ ،‬ولم يفرض علينا الجواب‪ ،‬قال ال عزوجل‪ " :‬فان‬
‫لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما يتبعون أهواءهم ومن أضل ممن اتبع هواه بغير‬
‫هدى من ال " )‪ (3‬يعنخي مخن اتخخذ دينخه رأيخه بغيخر إمخام مخن أئمخة الهخدى‪.‬‬
‫فكتبت إليه‪ :‬إنه يعرض في قلبي مما يروي هؤلء في أبيك‪ ،‬فكتخخب‪ :‬قخخال أبخخو‬
‫جعفر‪ :‬ما أحد أكذب على ال وعلى رسوله صلى ال عليخخه وآلخخه ممخخن كخخذبنا‬
‫أهل البيت أو كذب علينا لنه إذا كذبنا أو كذب علينا فقخخد كخخذب الخ ورسخخوله‬
‫لنا إنما نحدث عن ال تبارك وتعالى وعن رسوله صلى ال عليه وآله وقخخال‬
‫أبو جعفر عليه السلم‪ :‬وأتاه رجل فقال‪ :‬إنكم أهل بيت الرحمة اختصخخكم ال خ‬
‫بها ؟ فقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬نحن كذلك‪ ،‬والحمد ل لخخم نخخدخل أحخخدا فخخي‬
‫ضللة ولم نخرجه عن هدى وإن الخخدنيا ل تخخذهب حخختى يبعخخث الخ منخخا أهخخل‬
‫البيت رجل يعمل بكتاب ال عزوجل ل يرى منكخخرا إل أنكخخره‪ .‬فكتبخخت إليخخه‪:‬‬
‫جعلت فداك إنه لم يمنعني من التعزية لك بأبيك إل أنه كان يعرض فخخي قلخخبي‬
‫مما يروي هؤلء فأما الن فقد علمت أن أباك قد مضى عليه السخخلم فخخآجرك‬
‫ال في أعظم الرزية‪ ،‬وهناك أفضل العطية‪ ،‬فاني أشهد أن ل إله إل الخخ وأن‬
‫محمدا عبده ورسوله‪ ،‬ثم وصفت له )‪ (4‬حتى انتهيخخت إليخخه‪ .‬فكتخخب‪ :‬قخخال أبخخو‬
‫جعفر عليه السلم‪ :‬ل يستكمل عبد اليمان حتى يعخخرف أنخخه يجخخري لخرهخخم‬
‫ما يجري لولهم في الحجة والطاعة‪ ،‬والحلل والحرام سواء‪ ،‬ولمحمد‬

‫)‪ (1‬النحل‪ 43 :‬والنبياء‪ (2) .7 :‬براءة‪ (3) .122 :‬القصص‪ (4) .50 :‬يعنى اماما‬
‫بعد امام‪.‬‬

‫]‪[267‬‬

‫صلى ال عليه وآله وأمير المؤمنين فضلهما‪ ،‬وقد قال رسول ال صلى ال عليه وآله‪:‬‬
‫من مات وليس عليه إمام حي يعرفه مات ميتة جاهلية‪ ،‬وقخخال أبخخو جعفخخر‪ :‬إن‬
‫الحجة ل تقوم ل عزوجل على خلقه إل بامام حتى يعرفونه‪ .‬وقال أبو جعفخخر‬
‫عليه السلم‪ :‬من سره أن ل يكون بينه وبين ال حجاب حخختى ينظخخر إلخخى ال خ‬
‫وينظر ال إليه فليتول آل محمد صلى ال عليه وآله ويبرء من عخخدوهم ويخخأتم‬
‫بالمام منهم‪ ،‬فانه إذا كان كذلك‪ ،‬نظر ال إليه ونظر إلى الخخ‪ ،‬ولخخول مخخا قخخال‬
‫أبو جعفر عليه السلم حين يقول‪ :‬ل تعجلوا علخى شخيعتنا إن تخخزل قخخدم تثبخت‬
‫اخرى‪ ،‬وقال‪ :‬من لك بأخيك كله‪ ،‬لكان منخخي مخخن القخخول فخخي ابخخن أبخخي حمخخزة‬
‫وابن السراج وأصخخحاب ابخخن أبخخي حمخخزة‪ .‬أمخخا ابخخن السخخراج فانمخخا دعخخاه إلخخى‬
‫مخالفتنا والخروج من أمرنخا أنخه عخدا علخى مخال لبخي الحسخن عليخه السخلم‬
‫عظيم‪ ،‬فاقتطعه في حياة أبي الحسن وكابرني عليه وأبخخى أن يخخدفعه‪ ،‬والنخخاس‬
‫كلهم مسلمون مجتمعون على تسليمهم الشياء كلها إلي فلما حخخدث مخخا حخخدث‬
‫من هلك أبي الحسن عليه السلم اغتنم فراق علي بن أبي حمخخزة وأصخخحابه‬
‫إياي وتعلل‪ ،‬ولعمري ما به من علة إل اقتطاعه المال وذهخابه بخخه‪ .‬وأمخخا ابخخن‬
‫أبي حمزة فانه رجل تأول تأويل لم يحسنه ولم يؤت علمه‪ ،‬فألقاه إلخخي النخخاس‬
‫فلج فيه‪ ،‬وكخخره إكخخذاب نفسخخه فخخي إبطخخال قخخوله بأحخخاديث تأولهخخا‪ ،‬ولخخم يحسخخن‬
‫تأويلها ولم يؤت علمها‪ ،‬ورأى أنه إذا لم يصدق آبائي بخخذلك لخخم يخخدر لعخخل مخخا‬
‫خبر عنه مثل السفياني وغيره أنه كخان ل يكخون منخه شخخئ‪ ،‬وقخال لهخخم‪ :‬ليخخس‬
‫يسقط قول آبائه بشئ ولعمري ما يسقط قول آبائي شئ ولكن قصر علمه عن‬
‫غايات ذلك وحقائقه‪ ،‬فصار فتنة له وشخخبهة عليخخه‪ ،‬وفخخر مخخن أمخخر فوقخخع فيخخه‪.‬‬
‫وقال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬من زعم أنه قد فرغ من المر فقد كخخذب لن لخ‬
‫عزوجل المشية في خلقه‪ ،‬يحدث ما يشخخاء‪ ،‬ويفعخخل مخخا يريخخد‪ ،‬وقخخال‪ " :‬ذريخخة‬
‫بعضها من بعض " فآخرها من أولها وأولها من آخرها‪ ،‬فإذا خبر عنها بشئ‬
‫منها بعينه‬
‫]‪[268‬‬

‫أنه كائن فكان في غيره منه‪ ،‬فقد وقع الخبر على ما أخبروا‪ ،‬أليخخس فخخي أيخخديهم أن أبخخا‬
‫عبد ال عليه السلم قال‪ :‬إذا قيل في المرء شئ فلم يكن فيه ثم كخان فخخي ولخخده‬
‫من بعده فقد كان فيه )‪ .(1‬بيان‪ :‬قوله‪ " :‬ورأى أنخه إذا لخم يصخدق " أي قخال‪:‬‬
‫إنه إن لم اصدق الئمة فيما أخبروا به من كون موسى عليه السلم هو القخخائم‬
‫فيرتفع العتماد عن أخبارهم فلعل ما أخبروا به من السخخفياني وغيخخره ل يقخخع‬
‫شئ منها‪ ،‬وحاصل جخخوابه عليخخه السخخلم يرجخخع تخخارة إلخخى أنخخه ممخخا وقخخع فيخخه‬
‫البداء‪ ،‬وتارة إلى أنه مأول بأنه يكون ذلك في نسله وقخخد مخخر تأويخخل آخخخر لهخخا‬
‫حيث قال عليه السلم‪ :‬كلنا قائمون بأمر ال‪ .‬وقوله عليه السخخلم‪ " :‬وفخخر مخخن‬
‫أمر فوقع فيه " إشارة إلى أنه بعد هذا القول لزمخخه طخخرح كخخثير مخخن الخبخخار‬
‫المنافية لكون موسى عليه السلم هو القخخائم‪ - 9 .‬ب‪ :‬محمخد بخن عيسخخى قخال‪:‬‬
‫أتيت أنا ويونس بن عبد الرحمان باب الرضا عليخخه السخخلم وبالبخخاب قخخوم قخخد‬
‫استأذنوا عليه قبلنخخا‪ ،‬واسخختأذنا بعخخدهم‪ ،‬وخخخرج الذن فقخخال‪ :‬ادخلخخوا ويتخلخخف‬
‫يونس ومن معه من آل يقطين‪ ،‬فدخل القوم وتخلفنا فما لبثوا أن خرجوا وأذن‬
‫لنا فدخلنا فسلمنا عليه فرد السلم ثم أمرنا بالجلوس فسأله يونس عخخن مسخخائل‬
‫اجيب فيها‪ .‬فقال له يونس‪ :‬يا سيدي إن عمك زيدا قخخد خخخرج بالبصخخرة‪ ،‬وهخخو‬
‫يطلبني ول آمنه على نفسي فما ترى لي ؟ أخرج إلى البصرة أو أخخخرج إلخخى‬
‫الكوفة ؟ قال بل اخرج إلى الكوفة‪ ،‬فإذا‪ ...‬فصر إلى البصخخرة‪ ،‬قخخال‪ :‬فخرجنخخا‬
‫من عنخخده ولخخم نعلخخم معنخخى " فخخإذا " حخختى وافينخخا القادسخخية حخختى جخخاء النخخاس‬
‫منهزمين يطلبخخون يخخدخلون البخخدو وهخخزم أبخخو السخخرايا ودخخخل هرثمخخة الكوفخخة‬
‫واستقبلنا جماعة مخخن الطخخالبيين بالقادسخخية متخخوجهين نحخخو الحجخخاز فقخخال لخخي‬
‫يونس‪ " :‬فإذا‪ " ...‬هذا معناه‪ ،‬فصار مخخن الكوفخخة إلخخى البصخخرة ولخخم يبخخده )‪(2‬‬
‫بسوء )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬قرب السناد ص ‪ (2) .206 - 203‬يقال‪ :‬بدهه أمر وبادهه‪ :‬بغته و ‪ -‬بخخأمر ‪:-‬‬
‫استقبله به‪ (3) .‬قرب السناد ص ‪.201‬‬

‫]‪[269‬‬

‫‪ - 10‬ب‪ :‬ابن عيسى‪ ،‬عن البزنطي قال‪ :‬بعث إلي الرضا عليه السلم بحمار له فجئت‬
‫إلى صريا فمكثت عامة الليل معه ثم اتيت بعشاء ثم قال‪ :‬افرشوا له ثخخم اتيخخت‬
‫بوسادة طبرية ومخخرادع وكسخخاء قياصخخري وملحفخخة مخخروي فلمخخا أصخخبت مخخن‬
‫العشاء قال لي‪ :‬ما تريد أن تنام ؟ قلت‪ :‬بلى جعلت فداك فطرح علخخي الملحفخخة‬
‫أو الكساء ثم قال‪ :‬بيتك ال في عافية وكنا على سخخطح‪ .‬فلمخخا نخخزل مخخن عنخخدي‬
‫قلت في نفسي‪ :‬قد نلت من هذا الرجخخل كرامخخة مخخا نالهخخا أحخخد قخخط فخخإذا هخاتف‬
‫يهتف بي يا أحمد‪ ،‬ولم أعخخرف الصخخوت حختى جخائني مخولى لخه فقخخال‪ :‬أجخب‬
‫مولي‪ ،‬فنزلت فإذا هو مقبل إلي فقال‪ :‬كفك ! فناولته كفي فعصرها ثخخم قخخال‪:‬‬
‫إن أمير المؤمنين صلى ال عليه أتى صعصخخعة بخن صخوحان عخخائدا لخخه فلمخا‬
‫أراد أن يقوم من عنده قال‪ :‬يا صعصعة بن صوحان ل تفتخخر بعيخادتي إيخاك‬
‫وانظر لنفسك فكأن المر قد وصخخل إليخخك‪ ،‬ول يلهينخخك المخخل أسخختودعك الخ‬
‫وأقرأ عليك السلم كثيرا )‪ - 11 .(1‬ن‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عخخن الصخخفار‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫عيسى مثله )‪ .(2‬بيان‪ :‬قال الفيخخروز آبخخادي‪ :‬ثخخوب مخخردوع‪ :‬مزعفخخر‪ ،‬ورادع‬
‫ومردع كمعظم فيه أثر طيب )‪ - 12 .(3‬ب‪ :‬الحسين بخخن بشخخار قخخال‪ :‬قخخرأت‬
‫كتاب الرضا عليه السلم إلى داود بن كثير الرقي وهو محبخخوس وكتخخب إليخخه‬
‫يسأله الدعاء فكتب " بسم ال الرحمن الرحيم عافانا ال وإياك بأحسخخن عافيخخة‬
‫في الدنيا والخرة برحمته‪ ،‬كتبت إليك وما بنا من نعمة فمن ال‪ ،‬له الحمخخد ل‬
‫شريك له وصل إلى كتابك يا أبا سليمان ولعمري لقد قمت من حاجتك مخخا لخخو‬
‫كنت حاضرا لقصرت‪ ،‬فثق بال العلي العظيم الذي بخخه يوثخخق‪ ،‬ول حخخول ول‬
‫قوة إل بال )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬المصدر ص ‪ (2) .222‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .213‬القاموس ج ‪3‬‬
‫ص ‪ (4) .29‬قرب السناد ص ‪[*] .232‬‬

‫]‪[270‬‬

‫‪ - 13‬ن‪ :‬أبي‪ ،‬عن محمد بن معقل القرميسيني‪ ،‬عن محمد بن عبد ال بن طخخاهر قخخال‪:‬‬
‫كنت واقفا على أبي وعنده أبو الصلت الهروي واسحاق بخخن راهخخويه وأحمخخد‬
‫ابن محمد بخن حنبخخل فقخال أبخي‪ :‬ليحخخدثني كخخل رجخل منكخخم بحخديث فقخخال أبخو‬
‫الصلت الهروي حدثني علي بن موسى الرضا عليه السلم وكان وال رضخخا‬
‫كما سمي‪ ،‬عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد‬
‫بن علي‪ ،‬عن أبيه علي بن الحسين‪ ،‬عن أبيه الحسين‪ ،‬عخخن أبيخخه علخخي عليهخخم‬
‫السلم قال‪ :‬قال رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‪ :‬اليمخخان قخخول وعمخخل‪ ،‬فلمخخا‬
‫خرجنا قال أحمد بن محمد بخخن حنبخخل‪ :‬مخخا هخخذا السخخناد ؟ فقخخال لخخه أبخخي‪ :‬هخخذا‬
‫سعوط المجانين إذا سعط به المجنون أفخخاق )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬قخال الفيخخروز آبخخادي‪:‬‬
‫قرميسين بالكسر بلد قرب الدينور معخخرب كرمانشخخاهان )‪ - 14 .(2‬مخخع‪ ،‬ن‪:‬‬
‫أبي وابن الوليد معا‪ ،‬عن محمد العطار وأحمد بن إدريس معا عن الشعري‪،‬‬
‫عن إبراهيم بن هاشم‪ ،‬عن داود بن محمد النهدي‪ ،‬عن بعخخض أصخخحابنا قخخال‪:‬‬
‫دخل ابن أبي سعيد المكاري )‪ (3‬على الرضا عليه السلم فقال لخخه‪ :‬أبلخخغ ال خ‬
‫من قدرك أن تدعي ما ادعى أبوك ؟ فقال له‪ :‬مالك أطفخأ الخ نخورك‪ ،‬وأدخخل‬
‫الفقر بيتك‪ ،‬أما علمت أن ال عزوجل أوحخخى إلخخى عمخخران عليخخه السخخلم أنخخي‬
‫واهب لك ذكرا فخخوهب لخخه مريخخم‪ ،‬ووهخخب لمريخخم عيسخخى‪ ،‬فعيسخخى مخخن مريخخم‬
‫ومريم من عيسى‪ ،‬و عيسى ومريم عليهما السلم شخخئ واحخخد‪ ،‬وأنخخا مخخن أبخخي‬
‫وأبي مني وأنا وأبي شئ واحد فقال له ابن أبي سخخعيد‪ :‬فأسخخألك عخخن مسخخألة ؟‬
‫فقال‪ :‬ل إخا لك تقبل مني‪ ،‬ولسخت مخن غنمخخي هلمهخخا‪ .‬فقخال‪ :‬رجخخل قخال عنخخد‬
‫موته‪ :‬كل مملوك لي قديم‪ ،‬فهو حر لوجه ال عز‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪ (2) .228‬القاموس ج ‪ 2‬ص ‪ (3) .240‬هخخو أبخخو‬
‫عبد ال الحسين بن هاشم أبى سعيد بن حيان كان من وجوه الواقفة لكنه ثقة‬
‫في حديثه‪.‬‬

‫]‪[271‬‬

‫وجل‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ ،‬إن ال تبارك وتعالى يقول في كتابه " حتى عاد كالعرجون القخخديم "‬
‫)‪ (1‬فما كان من مماليكه أتى له ستة أشهر فهو قديم حر‪ .‬قال‪ :‬فخرج الرجخخل‬
‫فافتقر حتى مات ولم يكن عنده مبيت ليلخخة لعنخخه الخ )‪ - 15 .(2‬ن‪ :‬الخخبيهقي‪،‬‬
‫عن الصولي‪ ،‬عن عون بخخن محمخخد‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن أبخخي عبخخاد قخخال‪ :‬سخخمعت‬
‫الرضا عليه السلم يقول يوما‪ :‬يخا غلم آتنخخا الغخخداء فكخخأن أنكخخرت ذلخخك فخخبين‬
‫النكار في فقرأ " قال لفتاه آتنا غداءنا " فقلت‪ :‬المير أعلم الناس وأفضخخلهم‪.‬‬
‫‪ - 16‬ختص‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬وأحمخخد بخخن إدريخخس‪ ،‬عخخن الشخخعري‬
‫عن ابخخن عيسخخى‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن علخخي‪ ،‬عخخن المرزبخخان بخخن عمخخران القمخخي‬
‫الشعري قال‪ :‬قلت لبي الحسن الرضا عليه السلم‪ :‬أسألك عن أهم الشخخياء‬
‫والمور إلي أمن شيعتكم أنا ؟ فقال‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬قلت لبي الحسن الرضا عليه‬
‫السخخلم‪ :‬اسخخمي مكتخخوب عنخخدك ؟ قخخال‪ :‬نعخخم )‪ - 17 .(3‬ن‪ :‬الخخبيهقي‪ ،‬عخخن‬
‫الصولي‪ ،‬عن أحمد بن محمد بن الفرات والحسين بخخن علخخى الباقطخخاني قخخال‪:‬‬
‫كان إبراهيخخم بخخن العبخخاس صخخديقا لسخخحاق بخخن إبراهيخخم أخخخي زيخخدان الكخخاتب‬
‫المعروف بالزمن فنسخ له شعره في الرضا عليه السلم وقخت منصخخرفه مخخن‬
‫خراسان وفيخخه شخئ بخطخخه‪ ،‬وكخانت النسخخة عنخخده إلخخى أن ولخخي إبراهيخخم بخن‬
‫العباس ديوان الضياع للمتوكل‪ ،‬وكان قخخد تباعخخد مخخا بينخخه وبيخخن أخخخي زيخخدان‬
‫الكاتب‪ ،‬فعزله عن ضياع كخخانت فخخي يخخده‪ ،‬وطخخالبه بمخخال وشخخدد عليخخه‪ ،‬فخخدعا‬
‫إسحاق بعض من يثق به وقال له‪ :‬امض إلى إبراهيم بخخن العبخخاس فخخأعلمه أن‬
‫شخخعره فخخي الرضخا بخطخه عنخخدي وغيخخر خطخه ولئن لخخم يخزل المطالبخة عنخي‬
‫لوصلته إلى المتوكل‪ ،‬فصار الرجل إلى إبراهيم برسالته فضخخاقت بخخه الخخدنيا‬
‫حتى أسقط عنه المطالبة‪ ،‬وأخذ جميع ما عنده من شعره بعد أن‬

‫)‪ (1‬يس‪ (2) .39 :‬معاني الخبار ص ‪ .218‬عيون أخبار الرضخخا ج ‪ 1‬ص ‪) .308‬‬
‫‪ (3‬الختصاص‪ :‬ص ‪ 88‬وتراه في الكشى ص ‪.426‬‬
‫]‪[272‬‬

‫حلف كل واحد منها لصاحبه‪ .‬قال الصولي‪ :‬فحدثني يحيى بن علي المنجخم‪ ،‬قخال‪ :‬قخال‬
‫لي‪ :‬أنا كنت السفير بينهما حخختى أخخخذت الشخخعر فخخأحرقه إبراهيخخم بخخن العبخخاس‬
‫بحضرتي قال الصولي‪ :‬وحخخدثني أحمخخد بخخن ملحخخان قخخال‪ :‬كخخان لبراهيخخم بخخن‬
‫العباس ابنان اسمهما الحسن والحسين يكنيان بأبي محمد وأبي عبخخد ال خ فلمخخا‬
‫ولي المتوكل سمى الكبر إسحاق وكناه بأبي محمد‪ ،‬وسخمى الصخغر عباسخا‬
‫وكنخخاه بخخأبي الفضخخل فزعخخا‪ .‬قخخال الصخخولي‪ :‬حخخدثني أحمخخد بخخن إسخخماعيل بخخن‬
‫الخصيب قال‪ :‬ما شرب إبراهيم ابن العباس ول موسى بن عبخخد الملخخك النبيخخذ‬
‫قخخط حخختى ولخخي المتوكخخل‪ ،‬فشخخرباه‪ ،‬وكانخخا يتعمخخدان أن يجمعخخا الكراعخخات‬
‫والمخنثين‪ ،‬ويشربا بين أيديهم في كل يوم ثلثا لتشخخيع الخخخبر بشخخربهما‪ ،‬ولخخه‬
‫أخبار كثيرة في توقيه ليس هذا موضع ذكرها )‪ - 18 .(1‬ن‪ :‬حمزة العلوي‪،‬‬
‫عن اليقطيني‪ ،‬عن ابن أبي نجخخران وصخخفوان قخخال‪ :‬حخخدثنا الحسخخين بخخن قيامخخا‬
‫وكان من رؤساء الواقفة فسألنا أن نستأذن له على الرضا عليه السلم ففعلنا‪،‬‬
‫فلما صار بين يديه قال له‪ :‬أنت إمام ؟ قخخال‪ :‬نعخخم‪ ،‬قخخال‪ :‬فخخاني اشخخهد الخ أنخخك‬
‫لست بامام‪ .‬قال‪ :‬فنكت في الرض طويل منكس الرأس‪ ،‬ثم رفع عليه السلم‬
‫رأسه إليه فقال له‪ :‬ما علمك أني لست بامام ؟ قال له‪ :‬إنا روينا عن أبخخي عبخخد‬
‫ال عليه السلم أن المام ل يكون عقيما وأنت قد بلغت هذا السن‪ ،‬وليس لخخك‬
‫ولد ؟ قال فنكس رأسه أطول من المرة الولى ثم رفع رأسه‪ ،‬فقال إني اشخخهد‬
‫الخ أنخخه ل يمضخخي اليخخام والليخخالي حخختى يرزقنخخي الخ ولخخدا منخخي‪ ،‬قخخال عبخخد‬
‫الرحمان بن أبي نجران‪ :‬فعددنا الشهور من الوقت الذي قال‪ ،‬فخخوهب ال خ لخخه‬
‫أبا جعفر عليه السلم في أقل من سخخنة‪ .‬وقخخال‪ :‬وكخخان الحسخخين بخخن قيامخخا هخخذا‬
‫واقفا في الطواف فنظر إليه أبخخو الحسخخن الول عليخخه السخخلم فقخخال لخخه‪ :‬مالخخك‬
‫حيرك ال تعالى فوقف عليه بعد الدعوة )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 148‬و ‪ (2) .149‬عيون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.209‬‬

‫]‪[273‬‬

‫‪ - 19‬ع‪ :‬ابن الوليد‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬كان ابن أبي عمير رجل بزازا وكان لخخه‬
‫على رجل عشرة آلف درهم‪ ،‬فذهب ماله‪ ،‬وافتقر فجاء الرجل فبخاع دارا لخخه‬
‫بعشرة آلف درهم وحملها إليه فدق عليه الباب‪ ،‬فخخخرج إليخخه محمخخد بخخن أبخخي‬
‫عمير رحمه ال فقال له الرجل‪ :‬هذا مالك الذي لك علي فخذه‪ ،‬فقال ابخخن أبخخي‬
‫عمير‪ :‬فمن أين لك هذا المال ؟ ورثتخخه ؟ قخخال‪ :‬ل‪ ،‬قخخال‪ :‬وهخخب لخخك ؟ قخخال‪ :‬ل‬
‫ولكني بعت داري الفلني لقضخخي دينخخي‪ ،‬فقخخال ابخخن أبخخي عميخخر رحمخخه الخخ‪:‬‬
‫حدثني ذريح المحخاربي عخن أبخي عبخد الخ عليخه السخلم أنخه قخال‪ :‬ل يخخرج‬
‫الرجل عن مسقط رأسه بالدين‪ .‬ارفعها فل حاجة لي فيها وال إني محتاج في‬
‫وقتي هذا إلى درهم‪ ،‬وما يدخل ملكخخي منهخخا درهخخم )‪ - 20 .(1‬ختخخص‪ :‬ذكخخر‬
‫محمد بن جعفر المؤدب أن صفوان بن يحيى يكنى بأبي محمخخد مخخولى بجيلخخة‬
‫بياع السابري أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث وأعبدهم كان يصلي في‬
‫كل يوم خمسين ومائة ركعة‪ ،‬ويصوم فخخي السخنة ثلثخخة أشخخهر ويخخرج زكخاة‬
‫ماله كل سنة ثلث مرات‪ ،‬وذلك أنه اشترك هو وعبد ال خ بخخن جنخخدب وعلخخي‬
‫بن النعمان في بيت ال الحرام تعاقدوا جميعا إن مات واحد منهخخم صخخلى مخخن‬
‫بقي منهم صلته‪ ،‬ويصوم عنه ويحج عنخخه ويزكخخي عنخخه مخخا دام حيخخا‪ ،‬فمخخات‬
‫صاحباه وبقي صفوان بعدهما فكخخان يفخخي لهمخخا بخخذلك يصخخلي عنهمخخا ويزكخخي‬
‫عنهما‪ ،‬ويحج عنهما‪ ،‬وكل شئ من البر والصلح يفعله لنفسخخه كخخذلك يفعلخخه‬
‫لصاحبيه‪ ،‬وقال بعض جيرانه من أهل الكوفة بمكة‪ :‬يخخا أبخخا محمخخد تحمخخل لخخي‬
‫إلى المنزل دينارين‪ ،‬فقال له‪ :‬إن جمالي يكري حتى أستأمر فيه جمخخالي )‪.(2‬‬
‫‪ - 21‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبيه محمد بن علي القمي قخخال‪ :‬بعخخث إلخخي أبخخو‬
‫جعفر ومعه كتابه فأمرني أن أصير إليه‪ ،‬فأتيته وهو بالمدينة نازل في دار‬

‫)‪ (1‬علل الشرائع ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .216‬الختصاص ص ‪.88‬‬

‫]‪[274‬‬

‫)خان( )‪ (1‬بزيع فدخلت عليه وسلمت‪ ،‬وذكخخر صخخفوان وابخخن سخخنان وغيرهمخخا مخخا قخخد‬
‫سمعه غير واحد‪ .‬فقلت في نفسي‪ :‬أستعطفه على زكريا بن آدم لعله يسلم مما‬
‫قال في هؤلء ثم رجعت إلخخى نفسخخي فقلخخت‪ :‬مخخن أنخخا حخختى أتعخخرض فخخي هخخذا‬
‫وشبهه لمولى هو أعلم بما يصنع فقال لي‪ :‬يا أبا علي )ليخخس علخخى( )‪ (2‬مثخخل‬
‫أبي يحيى يعجل‪ ،‬وقد كان لبي من خدمته صخخلى ال خ عليخخه‪ - 22 (3) .‬يخخر‪:‬‬
‫موسى بن عمران‪ ،‬عن أحمد بخن عمخر الحلل قخال‪ :‬سخخمعت الخخرس بمكخخة‬
‫يذكر الرضا عليه السلم فنال منه قال‪ :‬دخلخخت مكخخة فاشخختريت سخخكينا فرأيتخخه‬
‫فقلت‪ :‬وال لقتلنه إذا خرج مخخن المسخخجد‪ ،‬فخأقمت علخخى ذلخخك فمخخا شخخعرت إل‬
‫برقعة أبي الحسن عليه السلم " بسخم الخ الرحمخن الرحيخم بحقخي عليخك لمخا‬
‫كففت عخن الخخخرس‪ ،‬فخان الخ ثقختي وهخو حسخخبي " )‪ - 23 .(4‬غخط‪ :‬ومخن‬
‫المحمودين عبد ال بن جندب البجلي وكان وكيل لبي إبراهيم وأبخخي الحسخخن‬
‫الرضا عليهما السلم وكان عابخدا رفيخع المنزلخة لخديهما‪ ،‬علخى مخا روي فخي‬
‫الخبار‪ .‬ومنهم على ما رواه أبو طالب القمي قخخال‪ :‬دخلخخت علخخى أبخخي جعفخخر‬
‫الثاني في آخر عمره فسمعته يقول‪ :‬جزى ال صفوان بخن يحيخخى ومحمخخد بخن‬
‫سنان وزكريا بن آدم وسعد ابن سعد عني خيرا‪ ،‬فقد وفوا لخخي‪ ،‬وكخخان زكريخخا‬
‫بن آدم ممن تولهم‪ .‬وخرج عن أبي جعفر عليخخه السخخلم " ذكخخرت مخخا جخخرى‬
‫من قضاء ال في الرجل المتوفى رحمه ال يوم ولد ويوم يموت ويخخوم يبعخخث‬
‫حيا‪ ،‬فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق قائل به صابرا محتسبا للحق قائما بما‬
‫يجب ل ولرسوله عليه ومضى رحمه ال غير‬

‫)‪ (1‬كذا في الختصاص كما سيأتي تحت الرقم ‪ (2) .34‬ما بين العلمتين ساقط عن‬
‫نسخة البصاير‪ ،‬أضفناها من كتاب الختصاص‪ (3) .‬بصائر الدرجات ص‬
‫‪ 237‬وسخخيجئ تحخخت الرقخخم ‪ 34‬عخخن الختصخخاص ولخخه تتمخخة‪ (4) .‬بصخخائر‬
‫الدرجات ص ‪.252‬‬

‫]‪[275‬‬

‫ناكث ول مبدل‪ ،‬فجزاه ال أجر نيته وأعطاه جزاء سعيه‪ .‬وأمخخا محمخخد بخخن سخخنان فخخانه‬
‫روى عن علي بن الحسين بن داود قال‪ :‬سمعت أبا جعفر الثاني يخخذكر محمخخد‬
‫بن سنان بخير ويقول‪ :‬رضي ال عنه برضائي عنه فمخخا خخالفني ومخخا خخالف‬
‫أبي قط )‪ - 24 .(1‬شا‪ :‬ممن روى النص على الرضا عليه السخخلم مخخن أبيخخه‬
‫عليه السلم من خاصته وثقاته وأهل العلم والورع والفقه من شيعته‪ :‬داود بن‬
‫كثير الرقي‪ ،‬ومحمد بن إسحاق بن عمار‪ ،‬وعلي بن يقطين‪ ،‬ونعيم القابوسي‪،‬‬
‫والحسخين بخن المختخار‪ ،‬وزيخاد بخن مخروان المخزومخي‪ ،‬وداود بخن سخليمان‪،‬‬
‫ونصر بن قابوس‪ ،‬وداود بن زربي‪ ،‬ويزيد بن سليط ومحمخد بخن سخخنان )‪.(2‬‬
‫‪ - 25‬شى‪ :‬عخخن صخخفوان قخخال‪ :‬اسخختأذنت لمحمخخد بخخن خالخخد علخخى الرضخخا أبخخي‬
‫الحسن عليه السلم وأخبرته أنه ليس يقول بهذا القول وأنه قال‪ :‬وال ل اريخخد‬
‫بلقائه إل لنتهي إلى قوله‪ ،‬فقال‪ :‬أدخله‪ ،‬فدخل فقال له‪ :‬جعلت فداك إنخخه كخخان‬
‫فرط مني شئ وأسرفت على نفسي ‪ -‬وكخخان فيمخا يزعمخخون أنخخه كخان يعيبخه ‪-‬‬
‫فقال‪ :‬وأنا أستغفر ال مما كان مني فأحب أن تقبل عذري وتغفر لخخي مخخا كخخان‬
‫مني‪ ،‬فقال‪ :‬نعم‪ .‬أقبل إن لم أقبل كان إبطال ما يقول هخخذا وأصخخحابه ‪ -‬وأشخخار‬
‫إلي بيده ‪ -‬ومصداق ما يقول الخرون يعني المخالفين‪ ،‬قخال الخ لنخبيه صخلى‬
‫ال عليه وآلخخه " فبمخا رحمخة مخن الخ لنخت لهخخم ولخخو كنخخت فظخا غليخخظ القلخخب‬
‫لنفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم فخخي المخخر " )‪ (3‬ثخخم‬
‫سأله عن أبيه فأخبره أنه قد مضى واستغفر له )‪ - 26 .(4‬كشف‪ :‬قال البخخي‬
‫في كتاب نثر الدر‪ :‬دخل على الرضا بخراسان قوم مخخن الصخخوفية فقخخالوا لخخه‪:‬‬
‫إن أمير المؤمنين المأمون نظر فيما وله ال تعالى من‬

‫)‪ (1‬غيبة الشيخ الطوسخخى ص ‪ (2) .225‬ارشخخاد المفيخخد ص ‪ (3) .285‬آل عمخخران‪:‬‬
‫‪ (4) .159‬تفسير العياشي ج ‪ 1‬ص ‪.203‬‬

‫]‪[276‬‬
‫المر فرأكم أهل البيت أولى الناس بأن تؤموا النخخاس‪ ،‬ونظخخر فيكخخم أهخخل الخخبيت فخخرآك‬
‫أولى الناس بالناس‪ ،‬فرأى أن يرد هذا المر إليك والمة تحتاج إلى من يأكخل‬
‫الجشب ويلبس الخشن‪ ،‬ويركب الحمار‪ ،‬ويعود المريض‪ ،‬قال‪ :‬وكان الرضخخا‬
‫عليه السلم متكئا فاستوى جالسا ثم قال‪ :‬كان يوسف عليه السخخلم نبيخخا يلبخخس‬
‫أقبية الديباج المزورة بالذهب ويجلس على متكئات آل فرعخخون ويحكخخم‪ ،‬إنمخخا‬
‫يراد من المام قسطه وعدله‪ :‬إذا قال صدق‪ ،‬إذا حكم عدل‪ ،‬وإذا وعد أنجخخز‪،‬‬
‫إن ال لم يحرم لبوسا ول مطعما‪ ،‬وتل " قل من حرم زينخخة الخ الخختي أخخخرج‬
‫لعباده والطيبات من الرزق " )‪ - 27 .(1‬كش‪ :‬محمد بن مسخخعود‪ ،‬عخخن أبخخي‬
‫علي المحمودي‪ ،‬عن واصل قخخال‪ :‬طليخخت أبخخا الحسخخن عليخخه السخخلم بخخالنورة‪،‬‬
‫فسددت مخرج الماء من الحمام إلى البئر‪ ،‬ثم جمعت ذلك الماء وتلخخك النخخورة‬
‫وذلك الشعر فشربته كله )‪ - 28 .(2‬تم‪ :‬سمعت من يذكر طعنخخا علخخى محمخخد‬
‫بن سنان ولعله لم يقف إل على الطعن عليخخه ولخخم يقخخف علخخى تزكيتخخه والثنخخاء‬
‫عليه وكذلك يحتمل أكثر الطعون‪ ،‬فقال شيخنا المعظم المخخأمون المفيخخد محمخخد‬
‫بن محمد بن النعمان في كتاب كمال شهر رمضان لما ذكر محمخخد بخخن سخخنان‬
‫ما هذا لفظه‪ :‬على أن المشهور عن السادة عليهخخم السخخلم مخخن الوصخخف لهخخذا‬
‫الرجل خلف ما به شخينا أتاه ووصخخفه‪ ،‬والظخخاهر مخخن القخخول ضخخد مخخاله بخخه‬
‫ذكر‪ ،‬كقول أبي جعفر عليه السلم فيما رواه عبد ال بن الصلت القمخخي قخخال‪:‬‬
‫دخلت على أبي جعفر عليه السلم في آخر عمره فسخخمعته يقخخول‪ :‬جخخزى ال خ‬
‫محمد بن سنان عني خيرا فقد وفالي‪ .‬وكقوله عليه السلم فيما رواه علي بخخن‬
‫الحسين بن داود قال‪ :‬سمعنا أبا جعفر عليه السلم يذكر محمد بن سنان بخير‬
‫ويقول‪ :‬رضي ال عنه برضاي عنه‪ ،‬فما خالفني ول خالف أبي قط‪ .‬هذا مخخع‬
‫جللته في الشيعة‪ ،‬وعلخخو شخخأنه‪ ،‬ورئاسخخته‪ ،‬وعظخخم قخخدره ولقخخائه مخخن الئمخخة‬
‫عليهم السلم ثلثة‪ ،‬وروايته عنهم‪ ،‬وكونه بالمحل الرفيع منهم‪ :‬أبو إبراهيم‬

‫)‪ (1‬العراف‪ .32 :‬راجع كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪ (2) .147‬رجخخال الكشخخى ص ‪511‬‬
‫تحت الرقم ‪.514‬‬

‫]‪[277‬‬

‫موسى بن جعفر وأبو الحسن علي بن موسى وأبو جعفر محمد بن علي عليهخخم أفضخخل‬
‫السلم ومع معجز أبي جعفر عليه السخخلم الخخذى أظهخخره الخ فيخخه وآيتخخه الخختي‬
‫أكرمه بها فيما رواه محمد بن الحسين بن أبخخي الخطخخاب أن محمخخد بخخن سخخنان‬
‫كان ضرير البصر‪ ،‬فتمسح بأبي جعفر الثاني فعاد إليه بصخخره‪ ،‬بعخخد مخخا كخخان‬
‫افتقده‪ .‬اقول‪ :‬فمن جملة أخطار الطعون على الخبار‪ ،‬أن يقف النسان علخخى‬
‫طعن ولم يستوف النظر في أخبار المطعون عليه كما ذكرناه عخخن محمخخد بخخن‬
‫سنان رحمة ال عليه فل يعجل طاعن في شخخئ ممخا أشخخرنا إليخه أو يقخخف مخن‬
‫كتبنا عليه‪ ،‬فلعل لنا عذرا ما اطلع الطاعن عليه‪ .‬اقول‪ :‬ورويت باسنادي إلى‬
‫هارون بن موسى التلعكبري رحمه ال باسناده الذي ذكره في أواخخخر الجخخزء‬
‫السادس من كتاب عبخخد الخ بخخن حمخخاد النصخخاري مخخا هخخذا لفظخخه‪ :‬أبخخو محمخخد‬
‫هارون بن موسى‪ ،‬عن محمد بن همام‪ ،‬عن الحسين بخخن أحمخد المخخالكي قخخال‪:‬‬
‫قلت لحمد بن مليك الكرخي‪ :‬أحبرني عما يقال في محمد بن سنان مخخن أمخخر‬
‫الغلو‪ ،‬فقال‪ :‬معاذ ال هو وال علمني الطهور‪ ،‬وحبخخس العيخخال وكخخان متقشخخفا‬
‫متعبدا‪ - 28 .‬كا‪ :‬علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن علي بن الحكم‪ ،‬عن الحسن بن الحسين‬
‫النباري‪ ،‬عن أبي الحسن الرضا عليه السلم قخخال‪ :‬كتبخخت إليخخه أربخخع عشخخرة‬
‫سنة أستأذنه في عمل السلطان فلما كان في آخر كتاب كتبتخخه إليخخه أذكخخر أنخخي‬
‫أخاف على خيط عنقي )‪ (1‬وإن السلطان يقول‪ :‬إنك رافضي ولسنا نشك فخخي‬
‫أنك تركت العمل للسلطان للرفض‪ .‬فكتب إلخخي أبخخو الحسخخن عليخه السخلم‪ :‬قخد‬
‫فهمت كتابك وما ذكرت من الخوف على نفسك‪ ،‬فان كنت تعلم أنك إذا وليخت‬
‫عملت في عملك بما أمر به رسول ال صلى ال عليه وآله ثم يصير أعوانخخك‬
‫وكتابك أهل ملتك‪ ،‬فإذا صار إليك شئ واسيت به فقراء‬

‫)‪ (1‬في بعض نسخ المصدر " خبط عنقي " والخبط‪ :‬الضرب الشديد‪.‬‬

‫]‪[278‬‬

‫المؤمنين‪ ،‬حتى تكون واحدا منهم كان ذا بذا‪ ،‬وإل فل )‪ - 29 .(1‬ختخخص‪ :‬أبخخو غخخالب‬
‫الزراري‪ ،‬عن محمد بن المحسن السجاد‪ ،‬عن علخخي بخخن إبراهيخخم‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫قال‪ :‬كان ابن أبي عمير حبس سبع عشر )سخخنة( فخذهب مخاله وكخخان لخه علخخى‬
‫رجل عشرة آلف درهم قال‪ :‬فباع داره وحمل إليه حقخخه‪ ،‬فقخخال لخخه‪ :‬ابخخن أبخخي‬
‫عمير من أين لك هذا المال ؟ وجدت كنزا أو ورثت عن إنسان ؟ لبد مخخن أن‬
‫تخبرني‪ ،‬قال‪ :‬بعت داري‪ ،‬فقال‪ :‬حدثني ذريح المحاربي‪ ،‬عخخن أبخخي عبخخد الخ‬
‫عليه السلم قال‪ :‬ل يخرج الرجل عن مسخقط رأسخه بالخدين‪ ،‬أنخا محتخاج إلخى‬
‫درهم وليس ملكي )‪ - 30 .(2‬ختص‪ :‬أبو أحمد محمد بخخن أبخخي عميخخر واسخخم‬
‫أبي عمير زياد من مولى الزد أوثق النخاس عنخد الشخيعة والعامخة‪ ،‬وأنسخكهم‬
‫نسكا وأورعهم وأعبدهم‪ ،‬وكان واحدا في زمانه في الشخخياء‪ ،‬كلهخخا أدرك أبخخا‬
‫إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السلم ولم يرو عنه وروى عن أبخخي الحسخخن‬
‫الرضا عليه السلم )‪ - 31 .(3‬ختص‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن أبيه وسعد‪ ،‬عخخن‬
‫ابن عيسى‪ ،‬عن محمد بن حمرة بن اليسع‪ ،‬عن زكريخخا بخخن آدم‪ ،‬قخخال‪ :‬دخلخخت‬
‫على الرضا عليه السلم من أول الليل في حدثان ما مخخات أبخخو جخخوير رحمخخه‬
‫ال فسألني عنه وترحم عليه ولم يزل يحدثني وأحدثه حتى طلع الفجر‪ ،‬ثم قام‬
‫صلى ال عليه وسلم وصلى صلة الفجر )‪ - 32 .(4‬ختص‪ :‬بالسناد المتقدم‬
‫عن زكريا بن آدم قال‪ :‬قلت للرضا عليه السلم إني اريد الخخخروج عخخن أهخخل‬
‫بيتي فقد كثر السفهاء‪ ،‬فقال‪ :‬ل تفعل‪ ،‬فان أهل قم يدفع عنهم بك كما يدفع عن‬
‫أهل بغداد بأبي الحسن عليه السخخلم )‪ - 33 .(5‬ختخخص‪ :‬بالسخخناد‪ ،‬عخخن ابخخن‬
‫عيسى‪ ،‬عن أحمد بن الوليد‪ ،‬عن علخخي بخخن المسخخيب قخخال‪ :‬قلخخت للرضخخا عليخخه‬
‫السلم‪ :‬شقتي بعيدة‪ ،‬ولست أصل إليك في كل وقت‬

‫)‪ (1‬الكافي ج ‪ 5‬ص ‪ (4 - 2) .111‬الختصاص‪ (5) .86 :‬المصدر ص ‪.78‬‬

‫]‪[279‬‬

‫فعمن آخذ معالم ديني ؟ فقال‪ :‬عن زكريا بخن آدم القمخي المخأمون علخى الخدين والخدنيا‪،‬‬
‫قال ابن المسيب‪ :‬فلما انصرفت قدمت على زكريا بن آدم فسألته عما احتجت‬
‫إليه )‪ - 34 .(1‬ختص‪ :‬وبالسناد عن ابن عيسى قال‪ :‬بعخخث إلخخي أبخخو جعفخخر‬
‫عليه السلم غلمه معه كتابه فأمرني أن إصير إليه فأتيته وهو بالمدينة نازل‬
‫فخخي دار خخخان بزيخخع‪ ،‬فخخدخلت فسخخلمت فخخذكر فخخي صخخفوان ومحمخخد بخخن سخخنان‬
‫وغيرهما ما قد سمعه غير واحد‪ ،‬فقلت في نفسي‪ :‬أستعطفه علخخى زكريخخا بخخن‬
‫آدم لعله أن يسلم مما قال في هؤلء القوم‪ ،‬ثم رجعت إلى نفسي فقلت‪ :‬من أنخخا‬
‫أن أتعرض في هذا وشبهه لمخخولي وهخخو أعلخخم بمخخا صخخنع‪ .‬فقخخال لخخي‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫علي ! ليس على مثل أبي يحيى يعجل‪ ،‬وقد كان من خخخدمته لبخخي صخخلى الخ‬
‫عليه ومنزلته عنده وعندي من بعخخده غيخخر أنخخي قخخد احتجخخت إلخخى المخخال الخخذي‬
‫عنده‪ ،‬فقلخخت‪ :‬جعلخخت فخخداك هخخو بخخاعث إليخخك بالمخخال‪ ،‬وقخخال‪ :‬إن وصخخلت إليخخه‬
‫فأعلمه أن الذي منعني من بعث المال اختلف ميمون ومسخخافر‪ ،‬قخخال‪ :‬احمخخل‬
‫كتابي إليه ومره أن يبعث إلي بالمال‪ ،‬فحملت كتابه إلى زكريا بخخن آدم فخخوجه‬
‫إليه بالمال )‪ - 35 .(2‬ج‪ :‬حكي عن أبي الهذيل العلف أنه قال‪ :‬دخلت الرقة‬
‫فذكر لي أن بدير زكخخى )رجل( مجنونخخا حسخخن الكلم‪ ،‬فخخأتيته فخخإذا أنخخا بشخخيخ‬
‫حسخخن الهيئة جالسخخا علخخى وسخخادة يسخخرح رأسخخه ولحيتخخه‪ ،‬فسخخلمت عليخخه فخخرد‬
‫السلم‪ ،‬وقال‪ :‬ممن يكون الرجل ؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬من أهل العراق قال‪ :‬نعم‪ ،‬أهخخل‬
‫الظرف والداب‪ ،‬قال‪ :‬من أيهخخا أنخخت ؟ قلخخت‪ :‬مخخن أهخخل البصخخرة‪ ،‬قخخال‪ :‬أهخخل‬
‫التجخخارب والعلخخم‪ ،‬قخخال‪) :‬فمخخن( أيهخخم أنخخت ؟ قلخخت‪ :‬أبخخو الهخخذيل العلف قخخال‪:‬‬
‫المتكلم ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬فخخوثب عخخن وسخخادته وأجلسخخني عليهخخا‪ .‬ثخخم قخخال بعخخد كلم‬
‫جرى بيننا‪ :‬ما تقول في المامة ؟ قلت‪ :‬أي المامة تريد ؟ قخخال‪ :‬مخخن تقخخدمون‬
‫بعد النبي صلى ال عليه وآله ؟ قلت‪ :‬من قدم رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه‬
‫قال‪ :‬ومن‬

‫)‪ 1‬و ‪ (2‬المصدر ص ‪.87‬‬

‫]‪[280‬‬
‫هو ؟ قلت‪ :‬أبو بكر‪ ،‬قال لي‪ :‬يا أبا الهذيل ولخخم قخخدمتموه ؟ قلخخت‪ :‬لن النخخبي صخخلى الخ‬
‫عليه وآله قال‪ :‬قدموا خيركخخم‪ ،‬وولخخوا أفضخخلكم‪ ،‬وتراضخي النخخاس بخخه جميعخا‪.‬‬
‫قال‪ ،‬يا أبا الهذيل ههنا وقعت‪ ،‬أما قولك إن النبي صخلى الخ عليخخه وآلخخه قخال‪:‬‬
‫قدموا خيركم‪ ،‬وولوا أفضلكم‪ ،‬فاني اوجدك أن أبخخا بكخخر صخخعد المنخخبر‪ ،‬وقخخال‬
‫وليتكم ولست بخيركم‪ ،‬فان كانوا كذبوا عليه‪ ،‬فقد خالفوا أمر النبي صلى الخخ‬
‫عليه وآله وإن كان هو الكاذب على نفسه فمنبر النبي صلى ال عليخخه وآلخخه ل‬
‫يصعده الكاذبون‪ ،‬وأما قولك إن الناس تراضوا به فان أكخخثر النصخخار قخخالوا‪:‬‬
‫منا أمير ومنكم أمير وأما المهاجرون فان زبير العوام قال‪ :‬ل أبخخايع إل عليخخا‬
‫فأمر به فكسر سيفه‪ ،‬وجاء أبو سفيان بن حرب فقال‪ :‬يا أبخخا الحسخخن إن شخخئت‬
‫لملنها خيل ورجال يعني المدينة وخخخرج سخخلمان فقخخال‪ " :‬كردنخخد ونكردنخخد‬
‫وندانند كه چه كردند " والمقداد وأبو ذر فهؤلء المهاجرون‪ .‬أخخخبرني يخخا أبخا‬
‫الهذيل عن قيام أبي بكخخر علخخى المنخخبر‪ ،‬وقخخوله إن لخخي شخخيطانا يعخختريني فخخإذا‬
‫رأيتموني مغضبا فاحخخذروني ل أقخخع فخخي أشخخعاركم وأبشخخاركم‪ ،‬فهخخو يخخخبركم‬
‫على المنبر أني مجنون‪ ،‬وكيف يحل لكم أن تولخخوا مجنونخخا‪ .‬وأخخخبرني يخخا أبخخا‬
‫الهذيل عن قيام عمر على المنبر وقوله وددت أني شعرة في صدر أبخخي بكخخر‬
‫ثم قام بعدها بجمعة‪ ،‬فقال‪ :‬أن بيعة أبى بكر كانت فلتخخة وقخخى الخ شخرها فمخخن‬
‫عاد إلى مثلها فاقتلوه‪ ،‬فبينا هو يود أن يكون شعرة في صدر أبخخي بكخخر يخخأمر‬
‫بقتل من بايع مثله‪ .‬فأخبرني يا أبا الهذيل بالذي زعم أن النبي صلى ال عليخخه‬
‫وآله لم يستخلف وأن أبا بكر استخلف عمخخر‪ ،‬وأن عمخخر لخخم يسخختخلف‪ ،‬فخخأرى‬
‫أمركم بينكم متناقضا‪ .‬وأخبرني يا أبا الهذيل عن عمر حين صخخيرها شخخورى‬
‫في ستة وزعم أنهخخم مخخن أهخخل الجنخخة‪ ،‬فقخال‪ :‬إن خخخالف اثنخخان لربعخخة فخاقتلوا‬
‫الثنين‪ ،‬وإن خالف ثلثة لثلثة فاقتلوا الثلثخخة الخخذين فيهخخم عبخخد الرحمخخن بخخن‬
‫عوف‪ ،‬فهذه ديانة أن يأمر بقتل أهل الجنة‪.‬‬

‫]‪[281‬‬

‫وأخبرني يا أبا الهذيل عن عمر لما طعن دخل عليه عبد ال بخخن العبخخاس قخخال‪ :‬فرأيتخخه‬
‫جزعا فقلت يا أمير المؤمنين ما هذا الجزع ؟ فقال‪ :‬يا ابن عباس مخخا جزعخخي‬
‫لجلي ولكن جزعي لهذا المر من يليخخه بعخخدي‪ ،‬قخخال‪ :‬قلخخت‪ :‬ولهخخا طلحخخة بخخن‬
‫عبيدال قال‪ :‬رجل له حدة كان النبي صلى ال خ عليخخه وآلخخه يعرفخخه‪ ،‬فل أولخخي‬
‫امور المسلمين حديدا‪ .‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ولها الزبيخخر بخن العخوام‪ ،‬قخال‪ :‬رجخخل بخيخل‬
‫رأيته يماكس امرأته في كبة من غزل‪ ،‬فل اولي امور المسلمين بخيل‪ ،‬قخخال‪،‬‬
‫قلت‪ :‬ولها سعد بن أبي وقاص قال‪ :‬رجل صاحب فخرس وقخوس‪ ،‬وليخس مخن‬
‫أحلس الخلفة‪ ،‬قلت‪ :‬ولها عبد الرحمن ابن عوف‪ ،‬قال رجخخل‪ :‬ليخخس يحسخخن‬
‫أن يكفي عياله‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ولها عبد ال بن عمر فاستوى جالسا وقال‪ :‬يا ابخخن‬
‫عباس ما وال أردت بهذا‪ ،‬أولي رجل لم يحسن أن يطلق امرأته‪ .‬قلت‪ :‬ولهخخا‬
‫عثمان بخخن عفخخان فقخخال‪ :‬والخ لئن وليتخخه ليحملخخن آل أبخخي معيخخط علخخى رقخخاب‬
‫المسلمين‪ ،‬وأوشك إن فعلنا أن يقتلوه ‪ -‬قالها ثلثا‪ .‬قال‪ :‬ثم سخخكت لمخخا أعخخرف‬
‫من معاندته لمير المؤمنين علي بن أبيطالب فقال لخخي‪ :‬يخخا ابخخن عبخخاس اذكخخر‬
‫صاحبك‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬ولها عليا قال‪ :‬وال ما جزعي إل لمخخا أخخخذت الحخخق مخخن‬
‫أربابه‪ ،‬وال لئن وليته ليحملنهم على المحجخخة العظمخخى وإن يطيعخخوه يخخدخلهم‬
‫الجنة‪ .‬فهو يقول هذا ثم صيرها شورى بين الستة‪ ،‬فويل له من ربه‪ .‬قال أبخخو‬
‫الهذيل بينا هو يكلمني إذا اختلط وذهب عقله فأخبرت المأمون بقصخخته وكخخان‬
‫من قصته أن ذهب بماله وضياعه حيلة وغدرا‪ ،‬فبعث إليه المأمون فجخخاء بخخه‬
‫وعالجه وكان قد ذهب عقله بما صنع به‪ ،‬فرد عليخخه مخخاله وضخخياعه وصخخيره‬
‫نديما‪ ،‬فكان المأمون يتشيع لذلك والحمد ل على كل حال )‪.(1‬‬

‫)‪ (1‬الحتجاج ص ‪ ،196‬وقال سبط ابن الجوزى في تذكرة الخخخواص ص ‪ :35‬وفخخى‬


‫الباب حكاية ذكرها صاحب " بيت مال العلوم " وذكرهخخا أيضخخا صخخاحب "‬
‫عقلء المجانين " عن أبى الهخخذيل العلف قخخال‪ :‬سخخافرت مخخع المخخأمون إلخخى‬
‫الرقة‪ ،‬ثم ذكر مثله‪.‬‬

‫]‪[282‬‬

‫بيان‪ :‬قوله " من أحلس الخلفة " أي ممن يلزمهخخا ويمخخارس لوازمهخخا‪ ،‬مخخن الحلخخس‬
‫بالكسر‪ ،‬وهو كساء على ظهر البعير تحت البرذعة‪ ،‬ويبسط في الخخبيت تحخخت‬
‫حر الثياب‪ ،‬ويقال هو حلس بيته إذا لخخم يخخبرح مكخخانه‪ - 36 .‬كخخش‪ :‬محمخخد بخخن‬
‫مسعود‪ ،‬عن أبي علي المحمودي‪ ،‬عن أبيه قخخال‪ :‬قلخخت لبخخي الهخخذيل العلف‪:‬‬
‫إني أتيتك سائل فقال أبو الهذيل‪ :‬سل وأسأل ال العصمة والتوفيق فقال أبخخي‪:‬‬
‫أليس من دينك أن العصمة والتوفيق ل يكونان من ال لخخك إل بعمخخل تسخختحقه‬
‫به ؟ قال أبو الهذيل‪ :‬نعم‪ ،‬قال‪ :‬فما معنى دعائك اعمل وخخخذ )‪ (1‬قخخال لخخه أبخخو‬
‫الهذيل‪ :‬هات سؤلك فقال له شيخي‪ :‬خخخبرني عخخن قخخول الخ عزوجخخل " اليخخوم‬
‫أكملت لكم دينكم " )‪ (2‬قخال أبخو الهخذيل‪ :‬قخد أكمخخل لنخخا الخدين‪ ،‬فقخال شخيخي‪:‬‬
‫فخبرني إن أسألك عن مسألة ل تجدها في كتاب ال‪ ،‬ول في سنة رسخول الخ‬
‫صلى ال عليه وآله ول في قخخول الصخخحابة‪ ،‬ول فخخي حيلخخة فقهخخائهم‪ ،‬مخخا أنخخت‬
‫صانع ؟ فقال‪ :‬هات فقال شيخي‪ :‬خبرني عخخن عشخخرة كلهخخم عنيخخن وقعخخوا فخخي‬
‫طهر واحد بامرأة‪ ،‬وهم مختلف المر‪ ،‬فمنهم من وصل إلى نصخخف حخخاجته‪،‬‬
‫ومنهم من قارب حسب المكان منه‪ ،‬هل في خلق ال اليوم من يعرف حد ال‬
‫في كل رجل منهم مقدار ما ارتكب من الخطيئة ؟ فيقيم عليه الحخخد فخخي الخخدنيا‬
‫ويطهره منه في الخرة ؟ ولنعلم ما تقخخول فخخي أن الخخدين قخخد أكمخخل لخخك فقخخال‪:‬‬
‫هيهات خرج آخرها في المامخخة )‪ .(3‬اقخخول‪ :‬قخخد أوردت الخبخخار المتضخخمنة‬
‫لحوال أصحابه عليه السخخلم فخخي بخخاب رد الواقفيخخة وأبخخواب منخخاظرته عليخخه‬
‫السخخلم‪ ،‬وبخخاب وليخخة العهخخد‪ ،‬وبخخاب معجزاتخخه‪ ،‬وبخخاب مخخا جخخرى بينخخه وبيخخن‬
‫المأمون‪.‬‬
‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬أعمخخل وآخخخذ‪ (2) .‬المخخائدة‪ (3) .3 :‬رجخخال الكشخخى ص ‪ 470‬تحخخت‬
‫الرقم ‪.440‬‬

‫]‪[283‬‬

‫)‪) * (19‬بخخاب( * * )اخبخخاره واخبخخار آبخخائه عليهخخم السخخلم بشخخهادته( * ‪ - 1‬لخخى‪:‬‬


‫الطالقاني‪ ،‬عن أحمد الهمداني‪ :،‬عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه‪ ،‬عخخن‬
‫أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليخه السخلم أنخخه قخال لخخه رجخل مخخن أهخخل‬
‫خراسان‪ :‬يا ابن رسول ال رأيت رسول ال صلى الخ عليخه وآلخه فخي المنخام‬
‫كأنه يقول لي‪ :‬كيف أنتم إذا دفن في أرضخخكم بضخخعتي‪ ،‬واسخختحفظتم وديعخختي‬
‫وغيب فخخي ثراكخخم نجمخخي ؟ فقخخال لخخه الرضخخا عليخخه السخخلم‪ :‬أنخخا المخخدفون فخخي‬
‫أرضكم وأنا بضعة مخن نخبيكم‪ ،‬وأنخا الوديعخخة والنجخخم‪ ،‬أل فمخخن زارنخخي وهخخو‬
‫يعرف ما أوجب ال تبارك وتعالى من حقخخي وطخخاعتي‪ ،‬فأنخخا وآبخخائي شخخفعاؤه‬
‫يوم القيامة‪ ،‬ومن كنخخا شخخفعاءه يخخوم القيامخخة نجخخى‪ ،‬ولخخو كخخان عليخخه مثخخل وزر‬
‫الثقلين الجن والنس‪ ،‬ولقد حدثني أبي عن جدي‪ ،‬عن أبيخخه عليهخخم السخخلم أن‬
‫رسول الخ صخلى الخ عليخه وآلخه قخال‪ :‬مخن رآنخي فخي منخامه فقخد رآنخي لن‬
‫الشيطان ل يتمثل في صورتي ول في صورة واحخخد مخن أوصخخيائي‪ ،‬ول فخي‬
‫صورة أحد من شخخيعتهم‪ ،‬وإن الرؤيخخا الصخخادقة جخخزء مخخن سخخبعين جخزءا مخخن‬
‫النبوة )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الجزري في الحديث " فاطمخخة بضخخعة منخخي " البضخخعة‬
‫بالفتح القطعة من اللحم‪ ،‬وقد تكسخخر أي إنهخخا جخخزء منخخي كمخخا أن القطعخخة مخخن‬
‫اللحم )جزء من اللحخخم(‪ - 2 .‬لخخى‪ :‬ابخخن المتوكخخل‪ ،‬عخخن علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن‬
‫الهروي قال‪ :‬سمعت الرضا عليه السلم يقول‪ :‬وال خ مخخا منخخا إل مقتخخول )أو(‬
‫شهيد فقيل له‪ :‬فمن يقتلك يا ابن رسول ال ؟ قخال‪ :‬شخخر خلخخق الخ فخخي زمخخاني‬
‫يقتلني بالسخم ثخم يخدفنني فخي دار مضخيعة وبلد غربخة‪ ،‬أل فمخن زارنخي فخي‬
‫غربتي كتب ال عزوجل له أجر مائة ألف شهيد‪ ،‬ومائة‬

‫)‪ (1‬أمالى الصدوق ص ‪ .64‬وتراه في عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.257‬‬

‫]‪[284‬‬

‫ألف صديق ومائة ألف حاج ومعتمر‪ ،‬ومائة ألف مجاهد‪ ،‬وحشر فخخي زمرتنخا‪ ،‬وجعخل‬
‫في الدرجات العلى من الجنة رفيقنا )‪ .(1‬بيان‪ :‬قال الجزري في حديث كعب‬
‫بن مالك " ولم يجعلك ال بدار هوان ول مضيعة " بكسر الضخخاد مفعلخخة مخخن‬
‫الضياع أي الطراح والهوان‪ ،‬كأنه فيه ضائع‪ .‬وقال الجوهري‪ :‬ضاع الشخخئ‬
‫أي هلك‪ ،‬ومنه قولهم فلن بدار مضيعة مثال معيشة‪ - 3 .‬ن‪ ،‬لى‪ :‬الطالقاني‪،‬‬
‫عن الجلودي‪ ،‬عن الجوهري‪ ،‬عن ابن عمارة‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن الصادق جعفخخر‬
‫بن محمد‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن آبائه عليهم السلم قخخال‪ :‬قخخال رسخخول الخ صخخلى الخ‬
‫عليه وآله‪ :‬ستدفن بضعة مني بأرض خراسان ؟ ل يزورها مؤمن إل أوجخخب‬
‫ال عزوجل له الجنة وحرم جسده على النار )‪ .(2‬اقول‪ :‬سخخيأتي أكخخثر أخبخخار‬
‫هذا الباب في باب المخزار‪ ،‬وأثبتنخخا بعضخخها فخخي أبخواب مخا صخخدر عنخخه عليخه‬
‫السلم في طريقه إلى خراسان‪ ،‬وبعضها في بخخاب كيفيخخة قبخخوله عليخخه السخخلم‬
‫ولية العهد وبعضها في أحوال خروجه مخن المدينخخة‪ - 4 .‬ن‪ :‬تميخم القرشخخي‪،‬‬
‫عن أبيه عن أحمد النصاري‪ ،‬عن الحسن بخن الجهخم قخال‪ :‬حضخرت مجلخس‬
‫المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا عليه السخخلم وقخخد اجتمخخع الفقهخخاء‬
‫وأهل الكلم ‪ -‬وذكر أسؤلة القوم والمأمون عنه عليه السخخلم وجوابخخاته عليخخه‬
‫السخخلم وسخخاق الحخخديث إلخخى أن قخخال‪ :‬فلمخخا قخخام الرضخخا عليخخه السخخلم تبعتخخه‬
‫فانصرف إلى منزله‪ ،‬فدخلت عليه وقلت له‪ :‬يا ابن رسول ال الحمد ل الخخذي‬
‫وهب لك من جميل رأي أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لخخك‬
‫وقبوله لقولك‪ ،‬فقال عليه السلم‪ :‬يا ابن الجهم ل يغرنخخك مخخا ألفيتخخه عليخخه مخخن‬
‫إكرامي والستماع مني‪ ،‬فخانه سخيقتلني بالسخم‪ ،‬وهخو ظخالم لخي أعخرف بعهخد‬
‫معهود إلي من آبائي عن رسول ال صلى ال عليه وآلخخه فخخاكتم هخخذا علخخي مخخا‬
‫دمت حيا‪ .‬قخال الحسخخن بخن الجهخم‪ :‬فمخا حخدثت بهخخذا الحخخديث إلخخى أن مضخخى‬
‫الرضا عليه السلم بطخخوس مقتخخول بالسخخم‪ ،‬ودفخخن فخخي دار حميخخد بخخن قحطبخخة‬
‫الطائي في القبة التي قبر هارون‬

‫)‪ (1‬أمخخالى الصخخدوق ص ‪ .63‬وتخخراه فخخي عيخخون أخبخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪(2) .256‬‬
‫عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ .255‬أمالى الصدوق ص ‪.62‬‬

‫]‪[285‬‬

‫إلى جانبه )‪ - 5 .(1‬ن‪ :‬بهذا السناد عخخن أحمخخد‪ ،‬عخخن الهخخروي فخخي خخخبر طويخخل عخخن‬
‫الرضا عليه السلم في نفي قخخول مخن قخال إن الحسخين عليخخه السخخلم لخخم يقتخخل‬
‫ولكن شبه لهم‪ ،‬قال عليه السلم‪ :‬وال لقد قتل الحسين عليه السلم وقتخخل مخخن‬
‫كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين‪ ،‬والحسن بن علي‪ ،‬وما منخخا إل مقتخخول‪،‬‬
‫وإني وال لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني‪ ،‬أعخخرف ذلخخك بعهخخد معهخخود إلخخي‬
‫من رسول الخ صخخلى الخ عليخخه وآلخخه أخخخبره بخخه جبرئيخخل عخخن رب العخخالمين‬
‫عزوجل )‪ .(2‬توضيح‪ :‬قال الجوهرى " الغيلة " بالكسر الغتيال‪ ،‬يقال قتلخخه‬
‫غيلة‪ :‬وهو أن يخدعه فيذهب به إلى موضع فإذا صار إليه قتله )‪ - 6 .(3‬ن‪:‬‬
‫الوراق‪ ،‬عن السدي‪ ،‬عن الحسن بن عيسى الخراط‪ ،‬عخخن جعفخخر بخخن محمخخد‬
‫النوفلي قال‪ :‬أتيت الرضا عليه السلم وهو بقنطرة إبريخق )‪ (4‬فسخخلمت عليخخه‬
‫ثم جلست وقلت جعلت فداك إن اناسا يزعمخخون أن أبخخاك حخخي ! فقخخال‪ :‬كخخذبوا‬
‫لعنهم ال لو كان حيا ما قسم ميراثه ول نكح نساؤه‪ ،‬ولكنخخه والخ ذاق المخخوت‬
‫كما ذاقه علي ابن أبي طالب عليه السلم‪ .‬قال‪ :‬فقلت لخخه‪ :‬مخخا تخخأمرني ؟ قخخال‪:‬‬
‫عليك بابني محمد من بعدي‪ ،‬وأما أنا فاني ذاهب فخخي وجخخه ل أرجخخع‪ ،‬بخخورك‬
‫قبر بطوس‪ ،‬وقبران ببغداد‪ ،‬قال‪ :‬قلت جعلت فداك عرفنا واحدا فمخخا الثخخاني ؟‬
‫قال‪ :‬ستعرفونه‪ ،‬ثم قال عليه السلم‪ :‬قبري وقبر هارون هكذا وضم باصبعيه‬
‫)‪ - 7 .(5‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن عون بن محمد‪ ،‬عن محمد بن أبخخي‬
‫عباد قال‪ :‬قال المأمون يوما للرضا عليه السلم‪ :‬ندخل بغداد إنشاء الخ نفعخخل‬
‫كذا وكذا‪ ،‬فقال له‪ :‬تدخل‬

‫)‪ (1‬عيون أخبخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .202 - 200‬المصخدر ج ‪ 2‬ص ‪ 203‬فخي‬
‫حديث‪ (3) .‬الصحاح ص ‪ (4) .1787‬في المصدر‪ .‬أربق‪ :‬وهو بضم الباء‪:‬‬
‫بلدة برامهرمز قاله الفيروز آبادي‪ (5) .‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.216‬‬

‫]‪[286‬‬

‫أنت بغداد يا أمير المؤمنين‪ ،‬فلما خلوت به قلت له‪ :‬إني سخخمعت شخخيئا غمنخخي وذكرتخخه‬
‫له‪ ،‬فقال‪ :‬يا أبخخا حسخخين ‪ -‬وكخخذا كخخان يكنينخخي بطخخرح اللخخف واللم ‪ -‬ومخخا أنخخا‬
‫وبغداد و ل أرى بغداد ول تراني )‪ - 8 .(1‬ن‪ :‬الهمداني عن علي‪ ،‬عن أبيه‪،‬‬
‫عن موسى بن مهران قال‪ :‬رأيت علي ابن موسخخى الرضخخا عليخخه السخخلم فخخي‬
‫مسجد المدينة وهارون ‪ -‬وهو يخطب‪ ،‬فقخال‪ :‬أتروننخخي وإيخخاه نخخدفن فخخي بيخخت‬
‫واحد ؟ )‪ - 9 .(2‬ن‪ :‬ماجيلويه‪ ،‬عن عمه‪ ،‬عن الكوفي عن محمد بن الفضيل‬
‫قال‪ :‬أخبرني من سمع الرضا عليه السلم وهخخو ينظخخر إلخخى هخارون بمنخى أو‬
‫بعرفات‪ ،‬فقال‪ :‬أنا وهارون هكخخذا ‪ -‬وضخخم بيخخن أصخخبعيه ‪ -‬فكنخخا ل نخخدري مخخا‬
‫يعني بذالك حتى كان من أمره بطوس مخخا كخخان فخخأمر المخخأمون بخخدفن الرضخخا‬
‫عليه السلم إلى جنب قبر هارون )‪ .(3‬أقول‪ :‬قد مر بعض الخبار فخخي بخخاب‬
‫معجزاته عليه السخخلم‪ - 10 .‬ن‪ :‬مخخاجيلويه‪ ،‬عخخن علخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن عبخخد‬
‫الرحمن بن حماد‪ ،‬عن عبد ال ابن إبراهيم‪ ،‬عن أبيخه‪ ،‬عخن الحسخين بخن زيخد‬
‫قال‪ :‬سمعت أبا عبد ال جعفر بن محمد الصادق عليهما السلم يقول‪ :‬يخخخرج‬
‫ولد من ابني موسخخى اسخخمه اسخخم أميخخر المخخؤمنين عليخخه الصخخلة والسخخلم إلخخى‬
‫أرض طوس‪ ،‬وهي بخراسان‪ ،‬يقتل فيها بالسم‪ ،‬فيخخدفن فيهخخا غريبخخا مخخن زاره‬
‫عارفا بحقه أعطاه ال تعالى أجر من أنفق من قبل الفتخخح وقاتخخل )‪- 11 .(4‬‬
‫ن‪ :‬الخخوراق عخخن سخخعد‪ ،‬عخخن عمخخران بخخن موسخخى‪ ،‬عخخن الحسخخن بخخن علخخي بخخن‬
‫النعمان‪ ،‬عخخن محمخخد بخخن الفضخخيل‪ ،‬عخخن غخخزوان الضخخبي قخخال‪ :‬أخخخبرني عبخخد‬
‫الرحمن بن إسحاق‪ ،‬عن النعمان بن سعد قال‪ :‬قخخال أميخخر المخخؤمنين علخخي بخخن‬
‫أبي طالب عليه الصلة والسخخلم‪ :‬سخيقتل رجخخل مخن ولخدي بخخأرض خراسخان‬
‫بالسم ظلما‪ ،‬اسمه اسمي واسم أبيه‬
‫)‪ (1‬المصخخدر ج ‪ 2‬ص ‪ 2) .225‬و ‪ (3‬عيخخون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪(4) .226‬‬
‫المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.255‬‬

‫]‪[287‬‬

‫اسم ابن عمران موسى عليه السلم أل فمن زاره في غربته غفر ال له ذنوبه ما تقخخدم‬
‫منها وما تأخر‪ ،‬ولو كانت مثل عدد النجوم‪ ،‬وقطر المطار‪ ،‬وورق الشجار‬
‫)‪ .(1‬اقول‪ :‬قد أوردنا كثيرا من أخبار هذا الباب في باب ثواب زيارته‪ ،‬وفخخي‬
‫باب معجزاته‪ ،‬وفخخي بخخاب أحخخواله متوجهخخا إلخخى خراسخخان‪ ،‬وفخخي بخخاب وليخخة‬
‫العهد‪ :‬وباب احتجاج المأمون على المخالفين‪) * .‬هامش( )‪ (1‬عيخخون أخبخخار‬
‫الرضا عليه السلم ج ‪ 2‬ص ‪ 258‬و ‪.259‬‬

‫]‪[288‬‬

‫)‪) * (20‬بخخاب( * * )اسخخباب شخخهادته صخخلوات الخخ عليخخه( * ‪ - 1‬ع‪ ،‬ن‪ :‬المكتخخب‬
‫والوراق والهمداني جميعا عن علي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن محمد بن سنان قال‪ :‬كنت‬
‫عند مولي الرضا عليه السلم بخراسان وكان المأمون يقعده على يمينه‪ ،‬إذا‬
‫قعخخد للنخخاس‪ ،‬يخخوم الثنيخخن ويخخوم الخميخخس‪ ،‬فرفخخع إلخخى المخخأمون أن رجل مخخن‬
‫الصوفية سرق فأمر باحضاره‪ ،‬فلما نظر إليه وجخخده متقشخخفا بيخخن عينيخخه أثخخر‬
‫السجود فقال‪ :‬سوءة لهخخذه الثخخار الجميلخخة‪ ،‬ولهخخذا الفعخخل القبيخخح‪ ،‬أتنسخخب إلخخى‬
‫السرقة مع ما أرى من جميل آثارك وظاهرك ؟ قال‪ :‬فعلت ذلك اضطرارا ل‬
‫اختيارا حين منعتني حقي من الخمس والفئ‪ .‬فقال المأمون‪ :‬وأي حق لك فخخي‬
‫الخمخخس والفخخئ ؟ قخخال‪ :‬إن ال خ عزوجخخل قسخخم الخمخخس سخخته أقسخخام وقخخال‪" :‬‬
‫واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن ل خمسه وللرسول ولخخذي القربخخى واليتخخامى‬
‫والمساكين وابن السبيل إن كنتم آمنتم بال وما أنزلنا على عبدنا يخخوم الفرقخخان‬
‫يوم التقى الجمعان " )‪ (1‬وقسم الفئ على ستة أقسام فقال عزوجل‪ " :‬ما أفاء‬
‫الخ علخخى رسخخوله مخخن أهخخل القخخرى‪ .‬فللخخه وللرسخخول ولخخذي القربخخى واليتخخامى‬
‫والمساكين وابن السبيل كي ل يكون دولة بين الغنياء منكم " )‪ (2‬قخخال‪ :‬بمخخا‬
‫منعتني )‪ (3‬وأنا ابن‬

‫)‪ (1‬النفال‪ (2) .41 :‬الحشر‪ (3) .7 :‬في نسخة الصل وهكذا نسخة الكمبانى " فما‬
‫منعتني " فمنعتني حقى خ ل‪(*) .‬‬

‫]‪[289‬‬
‫السبيل منقطع بي ومسكين ل أرجع إلى شئ ومن حملة القرآن )‪ .(1‬فقال له المأمون‪:‬‬
‫أعطل حدا من حدود ال وحكما من أحكامه في السارق من أساطيرك هخخذه ؟‬
‫فقال الصوفي‪ :‬ابدأ بنفسك فطهرها ثم طهر غيرك وأقم حد ال عليها ثم علخخى‬
‫غيرك‪ ،‬فالتفت المأمون إلى أبي الحسن عليه السلم فقخخال‪ :‬مخخا تقخخول ؟ فقخخال‪:‬‬
‫إنه يقول سرقت فسرق‪ ،‬فغضب المأمون غضبا شديدا ثم قال للصوفي‪ :‬وال خ‬
‫لقطعنك فقال الصوفي‪ :‬أتقطعني وأنت عبد لي ؟ فقال المخأمون‪ :‬ويلخخك ومخخن‬
‫أين صرت عبدا لك ؟ قال‪ :‬لن امك اشتريت من مخخال المسخخلمين‪ ،‬فخخأنت عبخخد‬
‫لمن في المشرق والمغرب حتى يعتقوك وأنا لم اعتقك ثم بلعخخت الخمخخس بعخخد‬
‫ذلك فل أعطيت آل الرسول حقا‪ ،‬ول أعطيتني ونظرائي حقنا‪ .‬والخخخرى أن‬
‫الخبيث ل يطهر خبيثا مثله‪ ،‬إنما يطهره طاهر‪ ،‬ومن فخخي جنبخخه الحخخد ل يقيخخم‬
‫الحدود على غيره حتى يبدأ بنفسه أما سمعت ال عزوجل يقخخول‪ " :‬أتخخأمرون‬
‫الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلخخون الكتخخاب أفل تعقلخخون " )‪ .(2‬فخخالتفت‬
‫المأمون إلى الرضا عليه السلم فقال‪ :‬ما ترى في أمره ؟ فقال عليخخه السخخلم‪:‬‬
‫إن ال جل جلله قال لمحمد صلى ال عليه وآله " فلله الحجخخة البالغخخة " )‪(3‬‬
‫وهخخي الخختي تبلخخغ الجاهخخل فيعلمهخخا بجهلخخه كمخخا يعلمهخخا العخخالم بعلمخخه‪ ،‬والخخدنيا‬
‫والخرة قائمتان بالحجة‪ ،‬وقد احتج الرجل‪ ،‬فأمر المأمون عنخخد ذلخخك بخخاطلق‬
‫الصوفي واحتجب عن الناس‪ ،‬واشتغل‬

‫)‪ (1‬المراد باليتامى والمساكين وابن السبيل في آية الخمس والفيئ يتخخامى آل الرسخخول‬
‫ومساكينهم وابنخخاء سخخبيلهم بقرينخخة اللخخف واللم حيخخث انهخخا فخخي أمثخخال هخخذه‬
‫المواضع عوض من المضاف إليه فكخخأنه قخال " لخ ولرسخخوله ولخخذي قربخخاه‬
‫ويتامخخاهم ومسخخاكينهم وابخخن سخخبيلهم " فل حخخق فخخي الخمخخس والفيخخى لعامخخة‬
‫المسلمين‪ .‬وأما هذا الذى ذكره الصوفى فعلخخى مخخذاهب فقهخخاء العامخخة حيخخث‬
‫يقولون‪ :‬انها لفقراء المسلمين وأيتامهم وأبناء سخبيلهم دون مخن كخان مخن آل‬
‫الرسخخول صخخلى الخ عليخخه وآلخخه خصوصخخا‪ (2) .‬البقخخرة‪ (3) .44 :‬النعخخام‪:‬‬
‫‪.149‬‬

‫]‪[290‬‬

‫بالرضا عليه السلم حتى سمه فقتلخخه‪ ،‬وقخخد كخخان قتخخل الفضخخل بخخن سخخهل وجماعخخة مخخن‬
‫الشيعة‪ .‬قال الصدوق رضي ال عنه روي هذا الحديث كما حكيت‪ ،‬وأنا برئ‬
‫من عهدة صحته )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬قخخال الجخخوهري‪ :‬المتقشخخف الخخذي يتبلخخغ بخخالقوت‬
‫والمرقع )‪ - 2 .(2‬ن‪ :‬تميم القرشي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن أحمد بن علي النصخخاري‬
‫قال‪ :‬سألت أبا الصلت الهروي فقلت‪ :‬كيف طابت نفس المأمون بقتخخل الرضخخا‬
‫عليه السلم مع إكرامه ومحبته له‪ ،‬وما جعل له من ولية العهد بعخخده‪ ،‬فقخخال‪:‬‬
‫إن المأمون إنما كان يكرمه و يحبه لمعرفته بفضله‪ ،‬وجعخخل لخخه وليخخة العهخخد‬
‫من بعده ليري الناس أنه راغب في الدنيا فيسقط محله مخخن نفوسخخهم‪ ،‬فلمخخا لخخم‬
‫يظهر منه في ذلك للناس إل مخخا ازداد بخخه فضخخل عنخخدهم ومحل فخخي نفوسخخهم‬
‫جلب عليه المتكلمين من البلدان طمعا من أن يقطعه واحد منهم فيسقط محلخخه‬
‫عند العلماء‪ ،‬وبسببهم يشتهر نقصخخه عنخخد العامخخة‪ .‬فكخخان ل يكلمخخه خصخخم مخخن‬
‫اليهود والنصارى والمجوس والصابئين والبراهمة و الملحدين والدهرية ول‬
‫خصم من فرق المسلمين المخالفين له إل قطعه والزمه الحجخخة وكخخان النخخاس‬
‫يقولون‪ :‬وال إنه أولى بالخلفة من المأمون فكان أصحاب الخبخخار يرفعخخون‬
‫ذلك إليه فيغتاظ من ذلك ويشتد حسده‪ ،‬وكخخان الرضخخا عليخخه السخخلم ل يحخخابي‬
‫المأمون من حق وكان يجيبه بما يكره في أكثر أحواله فيغيظه ذلخخك‪ ،‬ويحقخخده‬
‫عليه‪ ،‬ول يظهره له‪ ،‬فلما أعيته الحيلة في أمره اغتاله فقتله بالسم )‪- 3 .(3‬‬
‫ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن القاسم بن إسماعيل قال‪ :‬سخخمعت إبراهيخخم ابخخن‬
‫العباس يقول‪ :‬لما عقد المأمون البيعة لعلي بن موسى الرضا عليه السلم قال‬
‫له الرضا عليه السلم )‪ (4‬يا أمير المؤمنين إن النصح واجب لك‪ ،‬والغش ل‬
‫ينبغي لمؤمن‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪ 237‬و ‪ .238‬علخخل الشخخرائع ج ‪ 1‬ص ‪(2) .228‬‬
‫يعنخخى المرقخخع مخخن الثيخخاب‪ ،‬راجخخع الصخخحاح ج ‪ 4‬ص ‪ (3) .1416‬عيخخون‬
‫اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (4) .239‬قال سبط ابن الجخوزى فخي التخخذكرة ص‬
‫‪ :200‬قال علماء السير‪ :‬فلما فعل‬

‫]‪[291‬‬

‫إن العامة لتكرم ما فعلت بي والخاصة تكره ما فعلت بالفضل بخخن سخخهل‪ ،‬والخخرأي لخخك‬
‫أن تبعدنا عنك حتى يصخخلح لخخك أمخخرك‪ ،‬قخخال إبراهيخخم‪ :‬فكخخان والخ قخخوله هخخذا‬
‫السبب في الذي آل المر إليه )‪ .(1‬أقول‪ :‬قد مخخرت العلخخل فخخي ذلخخك فخخي بخخاب‬
‫ولية العهد‪ ،‬وباب ما جرى بينه وبين المأمون‪.‬‬

‫المأمون ذلك ‪ -‬يعنى عقد ولية العهد للرضا )ع( ‪ -‬شغبت بنخخو العبخخاس ببغخخداد عليخخه‪،‬‬
‫وخلعوه من الخلفة‪ ،‬وولوا ابراهيم بن المهدى‪ ،‬والمأمون بمخخرو‪ ،‬وتفرقخخت‬
‫قلوب شيعة بنخخى العبخخاس عنخخه فقخخال لخخه علخخى بخخن موسخخى الرضخخا‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين‪ :‬النصح لخخك واجخخب والغخخش ل يحخخل لمخخؤمن‪ :‬ان العامخخة تكخخره مخخا‬
‫فعلت معى‪ ،‬والخاصة تكره الفضل بن سخخهل فخالرأى أن تنحينخخا عنخخك حختى‬
‫يستقيم لك الخاصة والعامة فيستقيم أمرك‪ (1) .‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.145‬‬

‫]‪[292‬‬
‫)‪) * (21‬باب( * * )شخخهادته وتغسخخيله ودفنخخه ومبلخخغ سخخنه( * * )صخخلوات الخ عليخخه‬
‫ولعنة ال على من ظلمه( * ‪ - 1‬شا‪ :‬قبض الرضا عليخخه السخخلم بطخخوس مخخن‬
‫أرض خراسان في صخخفر سخخنة ثلث و مخخائتين ولخخه يخومئذ خمخس وخمسخخون‬
‫سنة‪ ،‬وامه ام ولد يقال لها‪ :‬ام البنين‪ ،‬وكانت مدة خلفته وإمامته وقيخخامه بعخخد‬
‫أبيه في خلفته عشرين سنة )‪ - 2 .(1‬كا‪ :‬قبض عليه السلم فخخي صخخفر مخخن‬
‫سنة ثلث ومائتين وهو ابن خمس وخمسين سنة وتوفي عليه السلم بطخخوس‬
‫في قرية يقال لها سناباد من نوقان على دعوة‪ ،‬ودفن عليه السخخلم بهخخا وكخخان‬
‫المأمون أشخصه من المدينة إلخى مخرو علخى طريخق البصخرة وفخخارس‪ ،‬فلمخخا‬
‫خرج المأمون وشخص إلى بغداد أشخصه معه فتوفي في هذه القرية )‪3 .(2‬‬
‫‪ -‬كا‪ :‬سعد والحميري معا‪ ،‬عن إبراهيخخم بخخن مهزيخخار‪ ،‬عخخن أخيخخه علخخي‪ ،‬عخخن‬
‫الحسين بن سعيد‪ ،‬عن محمد بن سنان )‪ (3‬قال‪ :‬قبض علي بخخن موسخخى عليخخه‬
‫السلم وهو ابن تسع وأربعين سنة وأشهر‪ ،‬فخخي عخخام اثنخختين ومخخائتين‪ :‬عخخاش‬
‫بعد موسى بن جعفر عليهما السلم عشرين سنة إل شهرين أو ثلثة )‪.(4‬‬

‫)‪ (1‬الرشاد ص ‪ (2) .285‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪ (3) .486‬في السند حذف‪ ،‬والصحيح‪:‬‬
‫عن محمد بن سنان‪ ،‬عن ابن مسكان‪ ،‬عخخن أبخخى بصخخير‪ ،‬عخخن أبخخى عبخخد الخ‬
‫عليه السلم بقرينة سائر الروايات‪ ،‬وقد روى الكلينخخي رحمخخه الخ فخخي بخخاب‬
‫مواليد الئمة عليهخخم السخخلم فخخي كخخل بخخاب حخخديثا بهخخذا السخخند‪ ،‬والظخخاهر أن‬
‫الكليني رحمه ال أخرج تلك الحاديث عن أصل محمد بن سنان فتارة ذكر‬
‫تمام السناد بينه وبين المام عليه السخخلم‪ ،‬وتخخارة ذكخخر السخخناد بينخخه وبيخخن‬
‫محمد بن سنان اعتمادا على ما سبق‪ (4) .‬الكافي ج ‪ 1‬ص ‪.493‬‬

‫]‪[293‬‬

‫‪ - 4‬كف‪ :‬توفي الرضا عليه السلم في سابع عشر شهر صفر يوم الثلثاء سنة ثلث و‬
‫مائتين سمه المأمون في عنب وكان له أحخخد وخمسخخون سخخنة‪ - 5 .‬ضخخه‪ :‬كخخان‬
‫وفاته عليه السلم يوم الجمعخخة فخخي شخخهر رمضخخان سخخنة ثلث ومخخائتين وهخخو‬
‫يخخومئذ ابخخن خمخخس وخمسخخين سخخنة‪ ،‬وكخخانت مخخدة خلقتخخه عشخخرين سخخنة‪- 6 .‬‬
‫الدروس‪ :‬قبض عليه السلم بطوس في صفر سنة ثلث ومائتين‪ - 7 .‬د‪ :‬فخخي‬
‫الثالث والعشرين من ذي القعدة كانت وفاة مولنخخا أبخخي الحسخخن الرضخخا عليخخه‬
‫السلم‪ .‬وفي كتاب مواليد الئمة في عام اثنيخن ومخخائتين وفخي كتخاب المنخخاقب‬
‫يوم الجمعة لسبع بقين من رمضان سنة اثنخختين ومخخائتين‪ ،‬وقيخخل‪ :‬سخخنة ثلث‪،‬‬
‫وفي الدر‪ :‬يوم الجمعة غرة شهر رمضان سنة اثنتين ومائتين وكذا في كتاب‬
‫الذخيرة‪ .‬وقال الطبرسي‪ :‬في آخر صفر سنة ثلث ومائتين وقيل يوم الثنيخخن‬
‫رابع عشر سنة اثنتين ومائتين بالسخخم فخخي العنخخب فخخي زمخخن المخخأمون بطخخوس‬
‫وقيل دفن في دار حميد بن قحطبة في قرية يقال لها سناباد بأرض طوس من‬
‫رستاق نوقان‪ ،‬وفيها قبر الرشيد وعمره يومئذ خمس وخمسخخون سخخنة‪ ،‬وقيخخل‬
‫تسع وأربعون سنة وستة أشهر‪ ،‬وقيل و أربعة أشهر‪ ،‬وقيخل تسخخعة وأربعخخون‬
‫سنة أل ثمانية أيام‪ :‬أقام مع أبيه تسعة وعشرين سنة وأشهرا وبعد أبيخخه اثنيخخن‬
‫وعشرين سنة إل شهرا وقيل عشرين سنة‪ - 8 .‬ن‪ :‬تميم القرشخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪،‬‬
‫عن محمد بن يحيى‪ ،‬عن محمد بن خلف الطاطري عن هرثمة بن أعين قال‪:‬‬
‫كنت ليلة بين يدي المأمون حتى مضى من اليل أربع ساعات ثم أذن لخخي فخخي‬
‫النصراف‪ ،‬فانصرف‪ ،‬فلما مضى من الليل نصفه قرع قخخارع البخخاب فأجخخابه‬
‫بعض غلماني‪ ،‬فقال له‪ :‬قل لهرثمة‪ :‬أجب سيدك‪ ،‬قال‪ :‬فقمت مسرعا وأخذت‬
‫علي أثوابي وأسرعت إلى سيدي الرضا عليه السلم فخخدخل الغلم بيخخن يخخدي‬
‫ودخلت وراءه فإذا أنا بسيدي عليه السلم فخخي صخخحن داره جخخالس‪ .‬فقخخال‪ :‬يخخا‬
‫هرثمة فقلت لبيك يا مولي فقال لي‪ :‬اجلس فجلسخخت فقخخال لخخي‪ :‬اسخخمع وع يخخا‬
‫هرثمة‪ ،‬هذا أوان رحيلي إلى ال تعالى ولحوقي بجدي وآبائي عليهخخم السخخلم‬
‫وقد‬

‫]‪[294‬‬

‫بلغ الكتاب أجله‪ ،‬وقد عزم هذا الطاغي علخخى سخخمي فخخي عنخخب ورمخخان مفخخروك‪ ،‬فأمخخا‬
‫العنب فانه يغمس السلك في السم ويجذبه بالخيط في العنب وأما الرمان فخخانه‬
‫يطرح السم في كف بعض غلمانه ويفرك الرمان بيخخده ليلطخخخ حبخخه فخخي ذلخخك‬
‫السم‪ .‬وإنه سيدعوني فخخي ذلخخك اليخخوم المقبخخل‪ ،‬ويقخخرب إلخخى الرمخخان والعنخخب‪،‬‬
‫ويسألني أكلهما فآكلهما‪ ،‬ثم ينفذ الحكم ويحضر القضاء فإذا أنخخا مخخت فسخخيقول‬
‫أنا اغسله بيدي فإذا قال ذلك‪ ،‬فقل له عني بينك وبينه‪ ،‬إنه قال لي ل تتعرض‬
‫لغسلي وول لتكفيني ول لدفني‪ ،‬فانك إن فعلخخت ذلخخك عاجلخخك مخخن العخخذاب مخخا‬
‫اخر عنك‪ ،‬وحل بك أليم ما تحذر‪ ،‬فانه سخخينتهي‪ .‬قخخال‪ :‬فقلخخت‪ :‬نعخخم يخخا سخخيدي‬
‫قال‪ :‬فإذا خلى بينك وبين غسلي فسيجلس فخخي علخخو مخخن أبنيتخخه‪ ،‬مشخخرفا علخخى‬
‫موضع غسخلي لينظخر‪ ،‬فل تعخرض يخخا هرثمخة لشخئ مخخن غسخخلي حختى تخخرى‬
‫فسطاطا أبيض قد ضخربت فخي جخانب الخدار‪ ،‬فخإذا رأيخخت ذلخخك فخاحملني فخخي‬
‫أثوابي التي أنا فيها فضعني من وراء الفسطاط وقف من ورائه‪ ،‬ويكخخون مخخن‬
‫معك دونك ول تكشف عن الفسطاط حتى تراني فتهلك‪ ،‬فانه سيشخخرف عليخخك‬
‫ويقول لك‪ :‬يا هرثمة أليس زعمتم أن المام ل يغسله إل إمام مثله فمن يغسل‬
‫أبخخا الحسخن علخخي بخخن موسخخى وابنخخه محمخد بالمدينخخة مخخن بلد الحجخاز ونحخخن‬
‫بطوس ؟‪ .‬فإذا قال ذلك فأجبه وقل له‪ :‬إنا نقخول إن المخام ل يحخب أن يغسخله‬
‫إل إمام فان تعدى متعد وغسل المام لم تبطخخل إمامخخة المخخام لتعخخدي غاسخخله‪،‬‬
‫ول بطلت إمامة المام الذي بعده بأن غلب علخخى غسخخل أبيخخه‪ ،‬ولخخو تخخرك أبخخو‬
‫الحسن علي بن موسى بالمدينة لغسله ابنه محمد ظخخاهرا مكشخخوفا ول يغسخخله‬
‫الن أيضا إل هو من حيث يخفى‪ .‬فإذا ارتفع الفسطاط فسوف ترانخخي مخخدرجا‬
‫فخخي أكفخخاني‪ ،‬فضخخعني علخخى نعخخش واحملنخخي‪ .‬فخإذا أراد أن يحفخخر قخخبري فخانه‬
‫سيجعل قبر أبيه هارون الرشيد قبلة لقبري ول يكون ذلخخك أبخخدا فخخإذا ضخخربت‬
‫المعاول نبت عن الرض ولم ينحفر منها شئ‪ ،‬ول‬

‫]‪[295‬‬

‫مثل قلمة ظفر‪ ،‬فإذا اجتهدوا في ذلك وصخخعب عليهخخم فقخخل لخخه عنخخي‪ :‬إنخخي أمرتخخك أن‬
‫تضرب معول واحدا في قبلة قبر أبيه هخخارون الرشخخيد فخخإذا ضخخربت نفخخذ فخخي‬
‫الرض إلى قبر محفور وضريح قائم‪ .‬فإذا انفرج ذلك القخخبر فل تنزلنخخي إليخخه‬
‫حتى يفور من ضريحه الماء البيخخض فيمتلخخئ منخخه ذلخخك القخخبر‪ ،‬حخختى يصخخير‬
‫الماء مع وجه الرض‪ ،‬ثخخم يضخخطرب فيخخه حخخوت بطخخوله فخخإذا اضخخطرب فل‬
‫تنزلني إلى القبر إل إذا غاب الحخخوت وغخخار المخخاء‪ ،‬فخخأنزلني فخخي ذلخخك القخخبر‬
‫وألحدني في ذلك الضريح‪ ،‬ول تتركهم يخأتوا بختراب يلقخونه علخي فخان القخخبر‬
‫ينطبق بنفسه ويمتلئ‪ ،‬قال‪ :‬قلت نعم يا سيدي ثم قال لي‪ :‬احفظ ما عهدت إليك‬
‫واعمل به‪ ،‬ول تخالف‪ ،‬قلت‪ :‬أعوذ بال أن اخالفك أمرا يا سيدي قال هرثمة‪:‬‬
‫ثم خرجت باكيا حزينا فلم أزل كالحبه على المقلة )‪ (1‬ل يعلم ما فخخي نفسخخي‬
‫إل ال تعالى‪ .‬ثم دعاني المأمون فدخلت إليه فلم أزل قائما إلى ضحى النهخخار‬
‫ثم قال المأمون‪ :‬امض يا هرثمة إلى أبي الحسن فاقرأه منخخي السخخلم وقخخل لخخه‬
‫تصير إلينا أو نصير إليك ؟ فان قال لك بل نصير إليخخه فتسخخأله عنخخي أن يقخخدم‬
‫ذلك قال‪ :‬فجئته فإذا اطلعخخت عليخخه قخال لخخي‪ :‬يخا هرثمخة أليخس قخد حفظخخت مخا‬
‫أوصيتك به ؟ قلت‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪ :‬قخخدموا نعلخخي فقخخد علمخت مخا أرسخلك بخخه‪ ،‬قخال‪:‬‬
‫فقدمت نعله ومشى إليه‪ ،‬فلما دخخل المجلخس قخام إليخه المخأمون قائمخا فعخانقه‪،‬‬
‫وقبل بين عينيه‪ ،‬وأجلسه إلى جانبه على سريره‪ ،‬و أقبل عليخه يحخادثه سخاعة‬
‫من النهار طويلة‪ ،‬ثم قال لبعض غلمانه‪ :‬يخخؤتى بعنخخب ورمخخان‪ .‬قخخال هرثمخخة‪:‬‬
‫فلما سمعت ذلك لم أستطع الصبر‪ ،‬ورأيت النفضة )‪ (2‬قد عرضت في بخخدني‬
‫فكرهت أن يتبين ذلك في فتراجعت القهقرى حتى خرجت‬

‫)‪ (1‬المقلة‪ :‬وعاء من نحاس أو خزف يقلى فيه الطعخخام‪ ،‬يقخخال‪ :‬هخخو علخخى المقلة مخخن‬
‫الجزع‪ (2) .‬النفضة ‪ -‬كحمرة وهمزة ‪ -‬رعدة النافض من الحمى أو غيره‪.‬‬

‫]‪[296‬‬

‫فرميت نفسي في موضع من الدار‪ .‬فلما قرب زوال الشمس أحسست بسيدي قد خخخرج‬
‫من عنده ورجع إلى داره ثم رأيت المر قد خرج من عند المخخأمون باحضخخار‬
‫الطباء والمترفقين‪ ،‬قلت ما هذا ؟ فقيل لي‪ :‬علة عرضت لبي الحسخخن علخخي‬
‫بن موسى الرضا عليهما السلم فكان الناس في شخك وكنخت علخى يقيخن‪ ،‬لمخا‬
‫أعرف منه‪ .‬قال‪ :‬فلما كان من الثلث الثاني من الليخخل عل الصخخياح‪ ،‬وسخخمعت‬
‫الوجبة من الدار فأسرعت فيمن أسرع‪ ،‬فإذا نحن بالمخخأمون مكشخخوف الخخرأس‬
‫محل الزرار قائما على قدميه ينتحب ويبكي‪ ،‬قال‪ :‬فوقفت فيمخخن وقفخخوا وأنخخا‬
‫أتنفس الصعداء ثم أصبحنا فجلس المأمون للتعزية ثم قام فمشى إلى الموضع‬
‫الذي فيه سيدنا عليه السلم فقال‪ :‬أصلحوا لنا موضخخعا فخخاني اريخخد أن اغسخخله‬
‫فدنوت منه فقلت له ما قاله سيدي بسخب الغسخخل والتكفيخخن والخدفن‪ ،‬فقخخال لخي‪:‬‬
‫لست أعرض لذلك‪ ،‬ثم قال‪ :‬شأنك يا هرثمة‪ .‬قال‪ :‬فلم أزل قائمخخا حخختى رأيخخت‬
‫الفسطاط قد ضرب‪ ،‬فوقفت من ظاهره وكل من في الدار دوني‪ ،‬وأنخخا أسخخمع‬
‫التكبير والتهليل والتسبيح‪ ،‬وتردد الواني وصب الماء وتضوع الطيب الخخذي‬
‫لم أشم أطيب منه قال‪ :‬فإذا أنا بالمأمون قخخد أشخخرف علخخي مخخن بعخخض عللخخي‬
‫داره‪ ،‬فصاح بي‪ :‬يا هرثمة أليس زعمتم أن المخخام ل يغسخخله إل إمخخام مثلخخه ؟‬
‫فأين محمد بن علي ابنه عنه ؟ وهو بمدينة الرسول وهذا بطوس بخراسخخان ؟‬
‫قال‪ :‬قلت له‪ :‬يا أمير المؤمنين إنا نقول إن المام ل يجخخب أن يغسخخله إل إمخخام‬
‫مثله‪ ،‬فان تعدى متعد فغسل المام لم تبطخخل إمامخخة المخخام لتعخخدي غاسخخله ول‬
‫بطلت إمامة المام الخخذي بعخخده‪ ،‬بخخأن غلخخب علخخى غسخخل أبيخخه‪ ،‬ولخخو تخخرك أبخخو‬
‫الحسن علي ابخخن موسخخى الرضخخا عليهمخخا السخخلم بالمدينخخة لغسخخله ابنخخه محمخخد‬
‫ظاهرا ول يغسله الن أيضا إل هو مخن حيخث يخفخخى‪ .‬قخال‪ :‬فسخكت عنخي ثخم‬
‫ارتفع الفسطاط فإذا أنا بسيدي عليه السلم مدرج في أكفانه‬

‫]‪[297‬‬

‫فوضعته على نعشه‪ ،‬ثم حملناه فصلى عليه المأمون وجميع مخخن حضخخر ثخخم جئنخخا إلخخى‬
‫موضع القبر‪ ،‬فوجدتهم يضخخربون بالمعخخاول دون قخخبر هخخارون ليجعلخخوه قبلخخة‬
‫لقبره والمعاول تنبو عنه ل تحفر ذرة من تراب الرض‪ .‬فقال لي‪ :‬ويحخخك يخخا‬
‫هرثمخخة أمخخا تخخرى الرض كيخخف تمتنخخع مخخن حفخخر قخخبر لخخه ؟ فقلخخت‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين إنه قد أمرني أن أضرب معول واحدا في قبلخة قخخبر أميخخر المخخؤمنين‬
‫أبيك الرشيد ل أضرب غيره‪ ،‬قال‪ :‬فإذا ضربت يا هرثمة يكون ماذا ؟ قلخخت‪:‬‬
‫إنه أخبر أنه ل يجوز أن يكخون قخبر أبيخك قبلخة لقخبره‪ ،‬فخان أنخا ضخربت هخذا‬
‫المعول الواحد نفذ إلى قبر محفور من غير يد تحفره وبان ضريح في وسطه‬
‫فقخال المخأمون‪ :‬سخبحان الخ مخا أعجخب هخذا الكلم ول عجخب مخن أمخر أبخي‬
‫الحسن‪ ،‬فاضرب يا هرثمة حخختى نخخرى‪ .‬قخخال هرثمخخة‪ :‬فأخخخذت المعخخول بيخخدي‬
‫فضربت في قبلة قبر هارون الرشيد فنفذ إلى قبر محفور‪ ،‬وبخخان ضخخريح فخخي‬
‫وسطه‪ ،‬والناس ينظخخرون إليخخه‪ ،‬فقخخال‪ :‬أنزلخخه إليخخه يخخا هرثمخخة فقلخخت‪ :‬يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين إن سيدي أمرني أن ل أنزل إليه حتى ينفجخخر مخخن أرض هخخذا القخخبر‬
‫ماء أبيض فيمتلئ منه القبر‪ ،‬حتى يكون الماء مع وجه الرض ثم يضخخطرب‬
‫فيه حوت بطول القبر‪ ،‬فإذا غاب الحوت وغخخار المخخاء‪ ،‬وضخخعته علخخى جخخانب‬
‫قبره‪ ،‬وخليت بينه وبين ملحده‪ ،‬قال فافعل يا هرثمة ما أمرت به‪ .‬قال هرثمة‪:‬‬
‫فانتظرت ظهور الماء والحوت‪ ،‬فظهر ثم غاب وغار الماء والناس ينظخخرون‬
‫إليه ثم جعلت النعش إلى جانب قبره‪ ،‬فغطي قبره بثوب أبيض لخخم أبسخخطه ثخخم‬
‫أنزل به إلى قبره بغير يخخدي ول يخخد أحخخد ممخخن حضخخر‪ ،‬فأشخخار المخخأمون إلخخى‬
‫الناس أن هالوا )‪ (1‬التراب بأيخخديكم فخخاطرحوه فيخخه‪ ،‬فقلخخت‪ :‬ل تفعخخل يخخا أميخخر‬
‫المؤمنين قال‪ :‬فقال‪ :‬ويحك فمن يملؤه ؟ فقلت‪ :‬قخخد أمرنخخي أن ل يطخخرح عليخخه‬
‫التراب وأخبرني أن القبر يمتلئ من ذات نفسه ثم ينطبق ويخختربع علخخى وجخخه‬
‫الرض‪ ،‬فأشار المأمون إلى الناس أن كفوا‪.‬‬

‫)‪ (1‬في النسخ‪ :‬هاتوا‪ ،‬وهو تصحيف‪ ،‬يقال‪ :‬هال عليه التراب‪ :‬صبه‪.‬‬

‫]‪[298‬‬

‫قال‪ :‬فرموا ما في أيديهم من التراب‪ ،‬ثم امتل القبر وانطبق وتربع على وجخخه الرض‬
‫فانصرف المأمون وانصرف ودعاني المأمون وخل بي ثم قخال‪ :‬أسخألك بخال‬
‫يا هرثمة لما أصدقتني عخخن أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم قخخدس الخ روحخخه بمخخا‬
‫سمعته منك‪ ،‬فقلت قد أخبرت أمير المؤمنين بما قال لي‪ ،‬فقال‪ :‬بال إل مخخا قخخد‬
‫صدقتني عما أخبرك به غير الذي قلت لي‪ .‬قلخخت‪ :‬يخخا أميخخر المخخؤمنين ! فعمخخا‬
‫تسألني ؟ فقال‪ :‬يا هرثمة‪ ،‬هل أسر إليك شيئا غير هذا ؟ قلخت‪ :‬نعخم‪ ،‬قخال‪ :‬مخخا‬
‫هو ؟ قلت‪ :‬خبر العنب والرمان‪ ،‬قال‪ :‬فأقبل المأمون يتلون ألوانا يصفر مخخرة‬
‫ويحمر اخرى ويسود اخرى ثم تمدد مغشيا عليخخه‪ ،‬فسخخمعته فخي غشخخيته وهخخو‬
‫يهجر‪ ،‬ويقول‪ :‬ويل للمأمون من ال‪ ،‬ويل له من رسوله‪ ،‬ويخخل لخخه مخخن علخخي‪،‬‬
‫ويل للمأمون من فاطمة‪ ،‬ويل للمأمون من الحسخخن والحسخخين‪ ،‬ويخخل للمخخأمون‬
‫من علي بن الحسن‪ ،‬ويل له من محمد بن علي‪ ،‬ويل للمأمون مخخن جعفخخر بخخن‬
‫محمد‪ ،‬ويل له من موسى بن جعفر‪ ،‬ويل له من علي بن موسخخى الرضخخا هخخذا‬
‫وال هو الخسران المبين‪ ،‬يقول هذا القول ويكرره‪ .‬فلما رأيته قخخد أطخخال ذلخخك‬
‫وليت عنه‪ ،‬وجلست في بعض نواحي الدار‪ ،‬قال‪ :‬فجلس ودعاني فدخلت إليه‬
‫وهو جالس كالسكران فقال‪ :‬وال ما أنت أعخخز علخخي منخخه ول جميخخع مخخن فخخي‬
‫الرض والسماء‪ ،‬لئن بلغني أنك أعدت بعد ما سخخمعت ورأيخخت شخخيئا ليكخخونن‬
‫هلكك فيه‪ .‬قال‪ :‬فقلت يا أمير المؤمنين إن ظهرت على شخخئ مخخن ذلخخك منخخي‬
‫فأنت في حل من دمي قال‪ :‬ل وال أو تعطيني عهدا وميثاقا على كتمخخان هخخذا‬
‫وترك إعادته‪ ،‬فأخذ علي العهد والميثخخاق وأكخخده علخخي قخخال‪ :‬فلمخخا وليخخت عنخخه‬
‫صفق بيده وقال‪ :‬يستخفون من الناس ول يسخختخفون مخخن الخخ‪ ،‬وهخخو معهخخم إذ‬
‫يبيتون ما ل يرضى مخن القخخول‪ ،‬وكخخان الخ بمخخا تعملخون محيطخا )‪ .(1‬وكخخان‬
‫للرضا عليه السلم من الولد محمد المام وكان يقال له‪ :‬الرضا‪ ،‬والصادق‬

‫)‪ (1‬النساء‪.108 :‬‬


‫]‪[299‬‬

‫والصابر‪ ،‬والفاضخخل‪ ،‬وقخخرة أعيخخن المخخؤمنين‪ ،‬وغيخظ الملحخدين )‪ .(1‬بيخان‪ :‬نبخت عخخن‬
‫الرض أي ارتفعت‪ ،‬ولخخم تخخؤثر فيهخخا مخخن قخخولهم نبخخا الشخخئ عنخخي أي تجخخافى‬
‫وتباعخخد‪ ،‬ونبخخا السخخيف إذا لخخم يعمخخل فخخي الضخخريبة‪ ،‬قخخوله " والمخخترفقين " أي‬
‫الطباء المعالجين برفق‪ ،‬قال الجزري‪ :‬في الحديث أنت رفيق وال خ الطخخبيب‬
‫أي أنت ترفخخق بخخالمريض وتتلطفخخه وهخخو الخخذي يخخبرءه ويعخخافيه " والوجبخخة "‬
‫صخخوت السخقطة‪ ،‬و " العللخي " جمخخع العليخة بالكسخر وهخي الغرقخة‪ - 9 .‬ن‪:‬‬
‫الهمداني‪ ،‬عن علي بن إبراهيم‪ ،‬عن ياسر الخخخادم قخخال‪ :‬لمخخا كخخان بيننخخا وبيخخن‬
‫طوس سبعة منازل اعتل أبو الحسن عليه السلم فدخلنا طوس وقد اشتدت به‬
‫العلة‪ ،‬فبقينا بطوس أياما فكان المأمون يأتيه في كل يوم مرتين فلما كخخان فخخي‬
‫آخر يومه الذي قبض فيه كان ضعيفا في ذلك اليخخوم فقخخال لخخي بعخخد مخخا صخخلى‬
‫الظهر‪ :‬يا ياسر أكل الناس شيئا ؟ قلت‪ :‬يا سيدي من يأكل ههنخخا مخخع مخخا أنخخت‬
‫فيه‪ .‬فانتصب عليه السلم ثم قال‪ :‬هاتوا المائدة ولم يخخدع مخخن حشخخمه أحخخدا إل‬
‫أقعده معه على المائدة يتفقد واحدا واحدا‪ ،‬فلما أكلوا قخخال‪ :‬ابعثخخوا إلخخى النسخخاء‬
‫بالطعام فحمل الطعام إلى النساء فلما فرغوا من الكل اغمي عليه وضخخعف‪،‬‬
‫فوقعت الصيحة وجاءت جواري المأمون ونساؤه حافيات حاسرات‪ ،‬ووقعت‬
‫الوجبة بطوس وجاء المأمون حافيا وحاسخخرا يضخخرب علخخى رأسخخه‪ ،‬ويقبخخض‬
‫على لحيته‪ ،‬ويتأسف ويبكي و تسيل الدموع على خخخديه فوقخخف علخخى الرضخخا‬
‫عليه السلم وقد أفاق فقال‪ :‬يا سيدي وال ما أدري أي المصيبتين أعظم علي‬
‫فقدي لك وفراقي إياك أو تهمخخة النخخاس لخخي أنخخي اغتلتخخك وقتلتخخك‪ ،‬قخخال‪ :‬فرفخخع‬
‫طرفه إليه ثم قال‪ :‬أحسن يا أمير المؤمنين معاشرة أبخخي جعفخخر‪ ،‬فخخان عمخخرك‬
‫وعمره هكذا وجمع بين سبابتيه‪ .‬قال‪ :‬فلما كان من تلك الليلة قضى عليه بعخخد‬
‫ما ذهب من الليل بعضه‪ ،‬فلما أصبح اجتمع الخلق وقالوا‪ :‬هخخذا قتلخخه واغتخخاله‬
‫يعني المأمون وقالوا‪ :‬قتل ابن رسول‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.250 - 245‬‬

‫]‪[300‬‬

‫ال وأكثروا القول والجلبة‪ ،‬وكان محمد بن جعفر بن محمد عليهما السلم استأمن إلخخى‬
‫المأمون وجاء إلى خراسان وكان عم أبخخي الحسخخن فقخخال لخخه المخخأمون‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫جعفر اخخخرج إلخخى النخخاس وأعلمهخخم أن أبخخا الحسخخن ل يخخخرج اليخخوم وكخخره أن‬
‫يخرجه فتقع الفتنة فخرج محمد بن جعفر إلى الناس فقال‪ :‬أيها النخخاس تفرقخخوا‬
‫فان أبا الحسن ل يخرج اليوم‪ ،‬فتفخرق النخاس وغسخل أبخو الحسخن فخي الليخل‪،‬‬
‫ودفن‪ .‬قال علي بن إبراهيم‪ :‬وحدثني ياسر بما لم احب ذكره في الكتاب )‪.(1‬‬
‫‪ - 10‬لى‪ ،‬ن‪ :‬ماجيلويه وابن المتوكل والهمداني وأحمد بن علي بخخن إبراهيخخم‬
‫وابن تاتانة والمكتب والوراق جميعا‪ ،‬عن علي‪ ،‬عن أبيخخه‪ ،‬عخخن أبخخي الصخخلت‬
‫الهروي قال‪ :‬بينا أنا واقف بين يدي أبي الحسن عليه السلم إذ قال لي‪ :‬يا أبخخا‬
‫الصلت ادخخخل هخخذه القبخخة الخختي فيهخخا قخخبر هخخارون وائتنخخي بخختراب مخخن أربعخخة‬
‫جوانبها‪ ،‬قال‪ :‬فمضيت فأتيت به فلما مثلت بيخخن يخخديه‪ ،‬قخخال لخخي‪ :‬نخخاولني هخخذا‬
‫التراب‪ ،‬وهو من عند الباب فناولته فأخذه وشمه ثم رمى به ثخخم قخخال‪ :‬سخخيحفر‬
‫لي ههنا‪ ،‬فتظهر صخرة لو جمع عليها كل معول بخراسان لم يتهيأ قلعهخخا ثخخم‬
‫قال في الذي عند الرجل‪ ،‬والذي عند الرأس مثخخل ذلخخك ثخخم قخخال‪ :‬نخخاولني هخخذا‬
‫التراب فهو من تربختي‪ .‬ثخم قخال‪ :‬سخيحفر لخي فخي هخذا الموضخع فتخأمرهم أن‬
‫يحفروا إلى سبع مراقي إلى أسخخفل وأن تشخخق لخخي ضخخريحة‪ ،‬فخخان أبخخوا إل أن‬
‫يلحدوا فتأمرهم أن يجعلوا اللحد ذراعين وشبرا فان ال خ تعخخالى سيوسخخعه مخخا‬
‫يشاء‪ ،‬وإذا فعلوا ذلك فانك ترى عند رأسي نداوة‪ ،‬فتكلم بالكلم الخخذي أعلمخخك‬
‫فانه ينبع الماء حتى يمتلئ اللحد وترى فيخخه حيتانخخا صخخغارا ففتخخت لهخخا الخخخبز‬
‫الذي أعطيك فانها تلتقطه‪ ،‬فإذا لخخم يبخخق منخخه شخخئ خرجخخت منخخه حوتخخة كخخبيرة‬
‫فالتقطت الحيتان الصغار حتى ل يبقى منها شئ ثخخم تغيخخب فخخإذا غخخابت فضخخع‬
‫يدك على الماء ثم تكلم بالكلم الذي اعلمك فانه ينضخخب المخخاء ول يبقخخى منخخه‬
‫شئ ول تفعل ذلك إل بحضرة المأمون‪.‬‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.242 - 241‬‬

‫]‪[301‬‬

‫ثم قال عليه السلم‪ :‬يا أبا الصلت غدا أدخل على هذا الفاجر‪ ،‬فان أنا خرجت مكشوف‬
‫الرأس فتكلم أكلمخخك‪ ،‬وإن خرجخخت وأنخخا مغطخخى الخخرأس فل تكلمنخخي قخخال أبخخو‬
‫الصلت‪ :‬فلما أصبحنا من الغد لبس ثيابه‪ ،‬وجلس فجعل فخخي محرابخخه ينتظخخر‪،‬‬
‫فبينا هو كذلك إذ دخل عليه غلم المخخأمون‪ ،‬فقخخال لخخه‪ :‬أجخخب أميخخر المخخؤمنين‪،‬‬
‫فلبس نعله ورداءه‪ ،‬وقام ومشى وأنا أتبعخخه حختى دخخخل علخى المخأمون‪ ،‬وبيخن‬
‫يديه طبق عليه عنب وأطباق فاكهة‪ ،‬وبيده عنقود عنب قد أكل بعضه‪ ،‬وبقخخي‬
‫بعضه‪ .‬فلما أبصر الرضا عليه السلم وثب إليه فعخخانقه وقبخخل مخخا بيخخن عينيخخه‬
‫وأجلسه معه ثم ناوله العنقود‪ ،‬وقال‪ :‬يا ابن رسول ال ما رأيخخت عنبخخا أحسخخن‬
‫من هذا‪ ،‬فقال له الرضا عليه السلم‪ :‬ربما كان عنبخخا حسخخنا يكخخون مخخن الجنخخة‬
‫فقال له‪ :‬كل منه‪ ،‬فقال له الرضا عليه السخخلم‪ :‬تعفينخخي عنخخه‪ ،‬فقخخال‪ :‬لبخخد مخخن‬
‫ذلك وما يمنعك منه لعلك تتهمنا بشئ فتناول العنقود فأكل منه‪ ،‬ثم ناوله فأكل‬
‫منه الرضا عليه السلم ثلث حبات ثم رمى به وقام فقال المأمون‪ :‬إلى أين ؟‬
‫فقال‪ :‬إلى حيث وجهتني‪ ،‬وخرج مغطى الخرأس فلخم اكلمخه حختى دخخل الخدار‬
‫فأمر أن يغلق الباب فغلق ثم نام على فراشه ومكثخت واقفخا فخي صخحن الخدار‬
‫مهموما محزونا‪ .‬فبينا أنا كذلك إذ دخل علي شاب حسن الوجه‪ ،‬قطط الشعر‪،‬‬
‫أشبه الناس بالرضا عليه السلم فبادرت إليه وقلت له‪ :‬من أين دخلت والباب‬
‫مغلق ؟ فقال‪ :‬الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلنخخي الخخدار‬
‫والباب مغلق‪ ،‬فقلت لخخه‪ :‬ومخخن أنخخت ؟ فقخال لخخي‪ :‬أنخا حجخة الخ عليخخك‪ ،‬يخخا أبخا‬
‫الصلت أنا محمد بن علي‪ .‬ثم مضخخى نحخخو أبيخه عليخه السخلم فخدخل وأمرنخي‬
‫بالدخول معه‪ ،‬فلما نظر إليه الرضا عليه السلم وثب إليه فعانقه وضمه إلخخى‬
‫صدره‪ ،‬وقبل ما بين عينيه‪ ،‬ثم سحبه سحبا في فراشه وأكب عليخخه محمخخد بخخن‬
‫علي عليها السلم يقبله ويساره بشئ لم أفهمه‪ .‬ورأيت في شفتي الرضا عليخخه‬
‫السلم زبدا أشد بياضا من الثلج‪ ،‬ورأيت أبا جعفر عليه السلم يلحسه بلسانه‬
‫ثم أدخل يده بين ثوبيه وصدره‪ ،‬فاستخرج منه شيئا شبيها بالعصفور فخخابتلعه‬
‫أبو جعفر ومضى الرضا عليه السخخلم فقخخال أبخخو جعفخخر عليخخه السخخلم‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫الصلت قم ائتني‬

‫]‪[302‬‬

‫بالمغتسل والماء من الخزانة‪ ،‬فقلت‪ :‬ما في الخزانة مغتسل ول ماء‪ ،‬فقال لي‪ :‬انته إلى‬
‫ما آمرك به‪ ،‬فدخلت الخزانة فإذا فيها مغتسل وماء فأخرجته وشخخمرت ثيخخابي‬
‫لغسله معه فقال لي‪ :‬تنح يا أبا الصلت فان لي من يعينني غيرك‪ ،‬فغسله‪ .‬ثخخم‬
‫قال لي‪ :‬ادخل الخرانة‪ ،‬فأخرج لي السفط الذي فيه كفنه وحنوطه فدخلت فإذا‬
‫أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قط فحملته إليخخه فكفنخخه وصخخلى عليخخه ثخخم قخخال‬
‫لي‪ :‬ائتني بالتابوت‪ ،‬فقلت‪ :‬أمضي إلى النجار حتى يصخخلح التخخابوت قخخال‪ :‬قخخم‬
‫فان في الخرانة تابوتا فدخلت الخزانة فوجدت تابوتا لم أره قط فأتيته به فأخذ‬
‫الرضا عليه السلم بعد ما صخخلى عليخخه فوضخخعه فخخي التخخابوت وصخخف قخخدميه‬
‫وصلى ركعتين لم يفرغ منهما حتى عل التابوت فانشق السقف‪ ،‬فخرج منهخخا‬
‫التابوت ومضى‪ .‬فقلت يخا ابخن رسخول الخ السخاعة يجيئنخا المخأمون ويطالبنخا‬
‫بالرضا عليه السلم فما نصنع ؟ فقال لي‪ :‬اسكت فانه سيعود يا أبا الصلت ما‬
‫من نبي يموت بالمشرق‪ ،‬ويموت وصخخيه بخخالمغرب إل جمخخع الخ تعخخالى بيخخن‬
‫أرواحهما وأجسادهما‪ ،‬فما أتم الحديث حتى انشق السقف ونزل التابوت فقخخام‬
‫عليه السلم فاستخرج الرضا عليه السلم من التابوت ووضعه علخخى فراشخخه‬
‫كأنه لم يغسل ولم يكفن‪ .‬ثم قال لي‪ :‬يخخا أبخخا الصخخلت قخخم فافتخخح البخخاب للمخخأمون‬
‫ففتحت الباب‪ ،‬فإذا المأمون والغلمان بالباب‪ ،‬فدخل باكيا حزينا قد شق جيبه‪،‬‬
‫ولطم رأسه‪ ،‬وهو يقول‪ :‬يا سيداه فجعت بك يا سخخيدي‪ ،‬ثخخم دخخخل وجلخخس عنخخد‬
‫رأسه وقال خذوا في تجهيزه فأمر بحفر القبر‪ ،‬فحفخخرت الموضخخع فظهخخر كخخل‬
‫شئ على ما وصفه الرضا عليه السلم فقال له بعخض جلسخائه‪ :‬ألسخت تزعخم‬
‫أنه إمام ؟ قال‪ :‬بلى‪ ،‬قال ل يكون إل مقدم الناس فأمر أن يحفر لخخه فخخي القبلخخه‬
‫فقلت‪ :‬أمرني أن أحفر له سبع مراقي وأن أشق له ضريحه فقال‪ :‬انتهخخوا إلخخى‬
‫ما يأمر به أبو الصلت سوى الضريح‪ ،‬ولكن يحفخخر لخخه ويلحخخد‪ .‬فلمخخا رأى مخخا‬
‫ظهر من النداوة والحيتخخان وغيخخر ذلخخك قخخال المخخأمون‪ :‬لخخم يخخزل الرضخخا عليخخه‬
‫السلم يرينا عجائبه في حياته حتى أراناها بعخخد وفخخاته أيضخخا فقخخال لخخه وزيخخر‬
‫كان معه‪ :‬أتدري ما أخبرك به الرضا عليه السلم ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬إنه أخبرك‬
‫أن ملككم يا بني‬

‫]‪[303‬‬

‫العباس مع كثرتكم وطول مدتكم مثخخل هخخذه الحيتخخان حخختى إذا فنيخخت آجخخالكم وانقطعخخت‬
‫آثاركم‪ ،‬وذهبت دولتكم‪ ،‬سلط ال تعالى عليكم رجل منخخا فأفنخخاكم عخخن آخركخخم‬
‫قال له‪ :‬صدقت‪ .‬ثم قال لي‪ :‬يا أبا الصلت علمني الكلم الذي تكلمت به‪ ،‬قلت‪:‬‬
‫وال لقد نسبت الكلم مخن سخاعتي‪ ،‬وقخد كنخت صخدقت‪ ،‬فخأمر بحبسخي ودفخن‬
‫الرضا عليه السلم فحبست سنة فضاق علي الحبس‪ ،‬وسهرت الليلة ودعوت‬
‫ال تعالى بدعاء ذكرت فيه محمدا وآله صلوات ال عليهم وسألت ال خ تعخخالى‬
‫بحقهم أن يفرج عني‪ .‬فلم أستتم الدعاء حتى دخل علي أبخخو جعفخخر محمخخد بخخن‬
‫علي عليهما السلم فقال‪ :‬يا أبا الصلت ضاق صدرك‪ ،‬فقلخخت‪ :‬إي والخخ‪ ،‬قخخال‬
‫قم فاخرجني ثم ضرب يده إلى القيود التي كانت ففكها وأخذ بيدي وأخرجنخخي‬
‫من الدار والحرسة والغلمة يرونني‪ ،‬فلم يستطيعوا أن يكلموني وخرجت مخخن‬
‫باب الدار ثم قال لي‪ :‬امض في ودائع ال فانك لن تصل إليخه ول يصخل إليخك‬
‫أبدا فقال أبو الصلت‪ :‬فلم ألتق مع المأمون إلخخى هخخذا الخخوقت )‪ .(1‬بيخخان‪ :‬قخخوله‬
‫عليه السلم " ربما كان عنبا " أي كثيرا ما يكخخون العنخخب عنبخخا حسخخنا يكخخون‬
‫من الجنة‪ ،‬والحاصل أن العنب الحسن إنما يكون في الجنة التي أنت محخخروم‬
‫منها‪ ،‬والسحب‪ :‬الجر‪ - 11 .‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن أبخخي ذكخخوان قخال‬
‫سمعت إبراهيم بن العباس قال‪ :‬كانت البيعة للرضا عليه السلم لخمس خلون‬
‫من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين و زوجه ابنتخخه ام حخخبيب فخخي أول سخخنة‬
‫اثنتين ومخخائتين‪ ،‬وتخخوفي سخخنة ثلث ومخخائتين بطخخوس والمخخأمون متخخوجه إلخخى‬
‫العراق في رجب‪ ،‬وروى لي غيره أن الرضا عليخخه السخخلم تخخوفي ولخخه تسخخع‬
‫وأربعون سنة وستة أشهر‪ .‬والصحيح أنه توفي في شهر رمضان لتسع بقيخخن‬
‫منه يوم الجمعة سنة ثلث و مائتين من هجرة النخخبي صخخلى الخ عليخخه وآلخخه )‬
‫‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .245 - 242‬عيون اخبار الرضخخا ج ‪ 2‬ص‬
‫‪.245‬‬

‫]‪[304‬‬

‫‪ - 12‬ن‪ :‬الطالقاني‪ ،‬عن الحسن بن علي بن زكريا‪ ،‬عن محمد بن خليلن قال حخخدثني‬
‫أبي‪ ،‬عن أبيه‪ ،‬عن جده‪ ،‬عن عتاب بن أسخخيد قخخال‪ :‬سخخمعت جماعخخة مخخن أهخخل‬
‫المدينة يقولخخون‪ :‬ولخخد الرضخخا علخخي بخخن موسخخى عليهمخخا السخخلم بالمدينخخة يخخوم‬
‫الخميس لحدى عشرة ليلة خلت من ربيع الول سخخنة ثلث وخمسخخين ومخخائة‬
‫عن الهجرة‪ ،‬بعد وفاة أبي عبد ال بخمس سنين وتوفي بطوس في قرية يقخخال‬
‫لها سناباد من رستاق نوقان‪ ،‬و دفن في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبة‬
‫التي فيها هارون الرشيد إلى جانبه مما يلي القبلة‪ ،‬وذلخخك قخخي شخخهر رمضخخان‬
‫لتسع بقين منه سنة ثلث ومائتين‪ ،‬وقد تم عمخخره تسخخعا وأربعيخخن سخخنة وسخختة‬
‫أشهر‪ ،‬منهخخا مخخع أبيخخه موسخخى بخخن جعفخخر عليخخه السخخلم تسخخعا وعشخخرين سخخنة‬
‫وشهرين‪ ،‬وبعد أبيه أيام إمامته عشرين سنة وأربعة أشهر‪ ،‬وقام عليه السلم‬
‫بخخالمر ولخخه تسخخع وعشخخرون سخخنة وشخخهران )‪ - 13 .(1‬ن‪ :‬ذكخخر أبخخو علخخي‬
‫الحسين بخخن أحمخخد السخخلمي فخخي كتخخابه الخخذي صخخنفه فخخي أخبخخار خراسخخان أن‬
‫المأمون لما ندم من ولية عهد الرضا باشخخارة الفضخخل بخخن سخخهل‪ ،‬خخخرج مخخن‬
‫مرو منصرفا إلى العراق )‪ (2‬واحتال على الفضل بن سهل حتى قتله غخخالب‬
‫خال المأمون في حمخخام سخخرخس بمغافصخخة‪ ،‬فخخي شخخعبان سخخنة ثلث ومخخائتين‬
‫واحتال على علي ابن موسى الرضا عليخخه السخخلم حخختى سخخم فخخي علخخة كخخانت‬
‫أصابته فمات‪ ،‬وأمر بدفنه بسناباد من طوس بجنخخب قخخبر الرشخخيد‪ ،‬وذلخخك فخخي‬
‫صفر سنة ثلث ومائتين وكان ابن اثنخختين وخمسخخين سخخنة‪ ،‬وقيخخل ابخخن خمخخس‬
‫وخمسين سنة‪ .‬هذا ما حكاه أبو علي الحسخخين بخن أحمخد السخخلمي فخخي كتخابه‪،‬‬
‫والصحيح عندي أن المأمون إنمخا وله العهخد وبخايع لخه للنخذر الخذي قخد تقخدم‬
‫ذكره وأن الفضل بن سهل لم يزل معاديا ومبغضخخا لخخه‪ ،‬وكارهخخا لمخخره لنخخه‬
‫كان من صنايع آل برمك ومبلخخغ سخخنين الرضخخا عليخخه السخخلم سخخبع وأربعخخون‬
‫سنة‪ ،‬وستة أشهر‪ ،‬وكانت وفاته في سنة ثلث و‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 1‬ص ‪ 18‬و ‪ (2) .19‬قد مر هذا الحديث بتمامه في بخخاب‬
‫ولية العهد والعلة في قبوله لها تحت الرقم ‪ ،19‬فراجع‪.‬‬

‫]‪[305‬‬

‫مائتين كما قد أسندته في هذا الباب )‪ - 14 .(1‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن عبيدال‬
‫بن عبد ال ومحمد بن موسى بن نصر الرازي‪ ،‬عن أبيه والحسين بخخن عمخخر‬
‫الخباري‪ ،‬عن علي بن الحسين كاتب بقاء الكبير في آخرين أن الرضا عليخخه‬
‫السلم حم فعزم على الفصد فركب المأمون‪ ،‬وقد كان قال لغلم له‪ :‬فخخت هخخذا‬
‫بيدك لشئ أخرجه من برنية ففته في صينية ثم قال كن معخخي ول تغسخخل يخخدك‬
‫وركب إلى الرضا عليه السلم وجلس حتى فصد بين يديه‪ ،‬وقال عبيدال بخخل‬
‫أخر فصده‪ ،‬وقال المأمون لذلك الغلم‪ :‬هات من ذلخخك الرمخخان وكخخان الرمخخان‬
‫في شجرة في بستان في دار الرضا عليه السلم فقطخف منخه ثخم قخال‪ :‬اجلخس‬
‫ففته ففت منه في جام فأمر بغسله ثم قال للرضا عليه السلم‪ :‬مص منخخه شخخيئا‬
‫فقال‪ :‬حتى يخرج أمير المؤمنين فقال‪ :‬ل وال إل بحضرتي ولول خخخوفي أن‬
‫يرطب معدتي )‪ (2‬لمصصته معك‪ ،‬فمص منه ملعق وخرج المخخأمون‪ ،‬فمخخا‬
‫صخخليت العصخخر حخختى قخخام الرضخخا عليخخه السخخلم خمسخخين مجلسخخا فخخوجه إليخخه‬
‫المأمون قد علمت أن هذه إفاقة وفتار للفضخخل )‪ (3‬الخخذي فخخي بخخدنك )‪ (4‬وزاد‬
‫المر في الليل فأصبح عليه السلم ميتا فكان آخر ما تكلخخم بخخه " قخخل لخخو كنتخخم‬
‫في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضخخاجعهم وكخخان أمخخر الخ قخخدرا‬
‫مقدورا " )‪ (5‬وبكر المأمون‪ :‬من الغخخد فخخأمر بغسخخله وتكفينخخه‪ ،‬ومشخخى خلخخف‬
‫جنازته حافيا حاسرا يقخخول‪ :‬يخخا أخخخي لقخخد ثلخخم السخخلم بموتخخك‪ ،‬وغلخخب القخخدر‬
‫تقديري فيك‪ ،‬وشق لحد الرشيد فدفنه معه‪ ،‬وقال‪ :‬أرجو أن ينفعخخه ال خ تبخخارك‬
‫تعالى بقربه )‪ .(6‬بيان‪ " :‬البرنية " بفتح الباء‪ ،‬وكسر النون وتشديد الياء إناء‬
‫من خزف‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .166‬الرمان‪ :‬حلوه ملين للطبيعخخة والسخخعال‪،‬‬
‫وحامضه بالعكس‪ ،‬القاموس ج ‪ 4‬ص ‪ (3) .229‬للفصد خ ل‪ (4) .‬يديك خ‬
‫ل‪ (5) .‬الحزاب‪ (6) .38 :‬المصدر ج ‪ 2‬ص ‪.240‬‬

‫]‪[306‬‬

‫قوله‪ " :‬إفاقة وفتار " يقال‪ :‬فتر فتارا أي سكن بعد حدة أي هذا موجب للفاقة وسكون‬
‫الحدة والحرارة التي حصلت بسبب فضول الخلط فخي البخدن‪ ،‬وفخي بعخض‬
‫النسخ " آفة وفتار للفصد الذي في يديك " أي هذه آفخخة حصخخلت بسخخبب فتخخور‬
‫وضعف نشأ من الفصد‪ - 15 .‬ير‪ :‬أحمد بن محمد‪ ،‬عن الوشاء‪ ،‬عخخن الرضخخا‬
‫عليه السلم قال‪ :‬لمسافر‪ :‬يا مسافر هذه القناة فيها حيتخان ؟ قخال‪ :‬نعخم جعلخت‬
‫فداك قال‪ :‬أما إني رأيت رسول ال صلى ال عليه وآله البارحة‪ ،‬وهخخو يقخخول‬
‫يا علي ما عندنا خير لك )‪ .(4‬بيان‪ :‬لعل ذكر الحيتان إشارة إلى ما ظهر فخخي‬
‫قبره منها‪ ،‬أو المعنى أن علمي بموتي كعلمي بها‪ - 16 .‬غط‪ :‬محمد بخخن عبخخد‬
‫ال بن الحسن الفطس قال‪ :‬كنت عند المأمون يوما ونحن على شخخراب حخختى‬
‫إذا أخذ منه الشخخراب مأخخخذه صخخرف نخخدماءه واحتبسخخني ثخخم أخخخرج جخخواريه‪،‬‬
‫وضربن وتغنين‪ ،‬فقال لبعضهن‪ :‬بال لمخخا رثيخخت مخخن بطخخوس قاطنخخا فأنشخخأت‬
‫تقول‪ :‬سقيا لطوس ومن أضحى بهخخا قطنخا * مخخن عخترة المصخطفى أبقخى لنخخا‬
‫حزنا أعني أبا حسن المأمول إن له * حقا على كل من أضحى بها شجنا قخخال‬
‫محمد بن عبد ال‪ :‬فجعل يبكي حتى أبكاني ثم قخخال‪ :‬ويلخخك يخخا محمخخد أيلخخومني‬
‫أهل بيتي وأهل بيتك أن أنصب أبا الحسن علما وال أن لو بقي لخرجخخت مخخن‬
‫هذا المر ول جلسته مجلسي غير أنه عوجل فلعن ال عبيخدال وحمخخزة ابنخخي‬
‫الحسن‪ ،‬فانهما قتله‪ .‬ثم قال لي‪ :‬يا محمد بن عبد ال خ وال خ لحخخدثنك بحخخديث‬
‫عجيب فاكتمه‪ ،‬قلت‪ :‬ما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال‪ :‬لما حملت زاهرية ببدر‬
‫أتيته فقلت له‪ :‬جعلت فداك بلغني أن أبا الحسن موسى بن جعفر‪ ،‬وجعفخخر بخخن‬
‫محمد‪ ،‬ومحمد بن علي‪ ،‬وعلي بن الحسين والحسين كانوا يزجخخرون الطيخخر‪،‬‬
‫ول يخطؤن‪ ،‬وأنت وصي القوم‪ ،‬وعندك علم ما كان‬
‫)‪ (1‬بصائر الدرجات ص ‪.483‬‬

‫]‪[307‬‬

‫عندهم‪ ،‬وزاهرية حظيتي ومن ل اقدم عليها أحدا من جواري‪ ،‬وقد حملت غيخخر مخخرة‪،‬‬
‫كل ذلك تسقط‪ ،‬فهل عندك في ذلك شئ ننتفع به ؟ فقال ل تخخخش مخخن سخخقطها‬
‫فستسلم وتلد غلما صحيحا مسلما أشبه النخخاس بخخامه‪ ،‬قخخد زاده ال خ فخخي خلقخخه‬
‫مزيدتين في يده اليمنى خنصر وفي رجله اليمنى خنصخخر‪ .‬فقلخخت فخخي نفسخخي‪:‬‬
‫هذه وال فرصة إن لم يكن المر على ما ذكر خلعته‪ ،‬فلخخم أزل أتوقخخع أمرهخخا‬
‫حتي أدركها المخاض‪ ،‬فقلت للقيمة‪ :‬أذا وضعت فجيئني بولدها ذكرا كخخان أم‬
‫انثى‪ ،‬فما شعرت إل بالقيمة وقد أتتني بالغلم كما وصفه زائد اليخخد والرجخخل‪،‬‬
‫كأنه كوكب دري فأردت أن أخرج من المر يومئذ وأسلم مخا فخي يخدي إليخه‪،‬‬
‫فلم تطاوعني نفسي‪ ،‬لكن رفعت إليه الخاتم‪ ،‬فقلت دبر المر فليس عليك مني‬
‫خلف‪ .‬وأنت المقدم‪ ،‬وبال أن لو فعل لفعلت )‪ .(1‬قب‪ :‬الجلء والشخخفاء عخخن‬
‫محمد بن عبد ال مثله )‪ - 17 .(2‬يج‪ :‬روي عن الحسن بن عباد وكان كاتب‬
‫الرضا عليه السلم قال‪ :‬دخلت عليه عليه السلم وقد عزم المخخأمون بالمسخخير‬
‫إلى بغداد فقال‪ :‬يا ابن عباد ما ندخل العراق ول نراه‪ ،‬فبكيت وقلخخت فآيسخختني‬
‫أن آتي أهلي وولدي‪ ،‬قال عليه السلم‪ :‬أما أنت فستدخلها وإنما عنيخخت نفسخخي‬
‫فاعتل وتوفي بقرية من قرى طوس‪ ،‬وقد كان تقدم في وصيته أن يحفر قخخبره‬
‫مما يلي الحائط بينه وبين قبر هخخارون‪ ،‬ثلث أذرع‪ ،‬وقخخد كخخانوا حفخخروا ذلخخك‬
‫الموضع لهارون فكسرت المعاول والمساحي‪ ،‬فتركوه وحفخخروا حيخخث أمكخخن‬
‫الحفر‪ .‬فقال‪ :‬احفروا ذلك المكان فانه سيلين عليكخخم‪ ،‬وتجخخدون صخخورة سخخمكة‬
‫من نحاس وعليها كتابة بالعبرانية‪ ،‬فخإذا حفرتخم لحخدي فعمقخوه وردوهخا ممخا‬
‫يلي رجلي فحفرنا ذلك المكان وكان المحخخافر تقخخع فخخي الرمخخل الليخخن ووجخخدنا‬
‫السمكة مكتوبا عليها بالعبرانية‪ " :‬هذه روضة علي بن موسخخى‪ ،‬وتلخخك حفخخرة‬
‫هارون الجبار " فرددناها‬

‫)‪ (1‬غيبة الشيخ ص ‪ 53‬و ‪ 54‬وقد مر في باب المعجزات ص ‪ 30‬عخخن العيخخون‪(2) .‬‬
‫مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪.333‬‬

‫]‪[308‬‬

‫ودفناها في لحده عند موضع قاله‪ - 18 .‬شا‪ :‬كان الرضا علي بن موسى عليخخه السخخلم‬
‫يكثر وعظ المأمون إذا خل به ويخوفه بال‪ ،‬ويقبح له مخا يركبخخه مخخن خلفخه‪،‬‬
‫وكان المأمون يظهر قبول ذلك منه ويبطن كراهيته واستثقاله‪ ،‬ودخل الرضا‬
‫عليه السلم يوما عليه فرآه يتوضأ للصلة والغلم يصخخب المخخاء علخخى يخخديه‪،‬‬
‫فقال‪ :‬ل تشرك يا أمير المؤمنين بعبخخادة ربخخك أحخخدا فصخخرف المخخأمون الغلم‬
‫وتولى تمام وضوء نفسه وزاد ذلخخك فخخي غيظخخه ووجخخده‪ .‬وكخخان عليخخه السخخلم‬
‫يزري على الفضل والحسن ابني سهل عند المأمون‪ ،‬إذا ذكرهما ويصف لخخه‬
‫مساويهما وينهاه عن الصغاء إلى قولهما‪ ،‬وعرفا ذلخخك منخخه‪ ،‬فجعل يخطئان‬
‫عليه عند المأمون‪ ،‬ويذكران له عنده ما يبعده منه‪ ،‬ويخوفانه من حمل النخخاس‬
‫عليه فلم يزال كذلك حتى قلبا رأيه فيه‪ ،‬وعمل على قتله عليخخه السخخلم‪ .‬فخاتفق‬
‫أنه أكل هو والمأمون يوما طعامخخا فاعتخخل منخخه الرضخخا عليخخه السخخلم وأظهخخر‬
‫المأمون تمارضا فذكر محمد بن علي بن حمزه‪ ،‬عن منصور بن بشخخر‪ ،‬عخخن‬
‫أخيه عبد ال ابن بشر قال‪ :‬أمرني المأمون أن اطخخول أظفخخاري علخخى العخخادة‪،‬‬
‫ول اظهر ذلك لحد ففعلت‪ ،‬ثم استدعاني فأخرج إلي شيئا يشبه التمر الهندي‬
‫فقال لي‪ :‬اعجن هذا بيديك جميعا ففعلت ثم قام وتركنخخي ودخخخل علخخى الرضخخا‬
‫عليه السلم وقال له‪ :‬ما خبرك ؟ قخخال‪ :‬أرجخخو أن أكخخون صخخالحا قخخال لخخه‪ :‬أنخخا‬
‫اليوم بحمد ال أيضا صالح‪ ،‬فهل جاءك أحد مخخن المخخترفقين فخخي هخخذا اليخخوم ؟‬
‫قخال‪ :‬ل‪ ،‬فغضخب المخأمون وصخاح علخى غلمخانه ثخم قخال‪ :‬فخخذ مخاء الرمخان‬
‫الساعة فانه مما ل يستغنى عنه‪ ،‬ثم دعاني فقال‪ :‬ائتنا برمان فخخأتيته بخه‪ ،‬فقخال‬
‫لي‪ :‬اعصر بيديك‪ ،‬ففعلت وسقاه المأمون الرضا عليه السلم بيده وكان ذلخخك‬
‫سبب وفاته‪ ،‬فلخخم يلبخخث إل يخخومين حختى مخات عليخخه السخخلم‪ .‬وذكخخر عخخن أبخخي‬
‫الصلت الهروي أنه قال‪ :‬دخلت على الرضا عليه السلم وقد خخخرج المخخأمون‬
‫من عنده‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا أبا الصلت قد فعلوها‪ ،‬وجعل يوحد ال ويمجده‪ .‬وروي‬
‫عن محمد بن الجهم أنه قال‪ :‬كان الرضا عليه السلم يعجبه العنب فأخذ له‬

‫]‪[309‬‬

‫منه شيئا فجعل في موضع أقماعه )‪ (1‬البر أياما ثم نخخزع وجيخخئ بخخه إليخخه‪ ،‬فأكخخل منخخه‬
‫وهو في علته التي ذكرنا فقتله وذكر أن ذلك من لطيف السخخموم‪ .‬ولمخخا تخخوفي‬
‫الرضا عليه السلم كتم المخأمون مخوته يومخا وليلخة‪ ،‬ثخم أنفخذ إلخى محمخد ابخن‬
‫جعفر الصادق عليه السخخلم وجماعخة آل أبخي طخالب الخخذين كخخانوا عنخخده فلمخا‬
‫حضروه نعاه إليهم وبكى‪ ،‬وأظهر حزنا شخخديدا وتوجخخع وأراهخخم إيخخاه صخخحيح‬
‫الجسد‪ ،‬وقال‪ :‬يعز علي يا أخي أن أراك فخخي هخذه الحخخال‪ ،‬قخد كنخخت اؤمخل أن‬
‫أقدم قبلك‪ ،‬فأبى ال إل ما أراد‪ .‬ثم أمر بغسله وتكفينه وتحنيطخخه‪ ،‬وخخخرج مخخع‬
‫جنخخازته فحملهخخا حخختى أتخخى إلخخى الموضخخع الخخذي هخخو مخخدفون فيخخه الن فخخدفنه‬
‫والموضع دار حميد بن قحطبة في قرية يقال لها سناباد على دعوة من نوقان‬
‫من أرض طوس‪ ،‬وفيها قبر هارون الرشيد وقخخبر أبخخي الحسخخن عليخخه السخخلم‬
‫بين يديه في قبلته‪ ،‬ومضى الرضا عليه السلم ولم يترك ولخدا نعلمخه إل ابنخه‬
‫المام بعده أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلم وكان سخخنه يخخوم وفخخاة أبيخخه‬
‫سبع سنين وأشهر )‪ .(2‬بيان‪ :‬في قب )‪ (3‬البر المسمومة‪ ،‬ولعله المراد هنا‪،‬‬
‫ويحتمل أن يكون هذا خاصية ترك البر فخخي العنخخب أيامخخا ‪ - 19‬أقخخول‪ :‬ذكخخر‬
‫أبو الفرج في المقاتل ما ذكره المفيد رحمه ال من أوله إلى آخره بأسانيد‪ ،‬ثخخم‬
‫روى باسناده عن أبي الصلت الهروي أنخخه قخخال‪ :‬دخخخل المخخأمون إلخخى الرضخخا‬
‫يعوده فوجده يجود بنفسه‪ ،‬فبكى وقال‪ :‬أعزز )‪ (4‬علي يا‬

‫)‪ (1‬القماع ‪ -‬جمع القمع بالفتح والكسر ‪ :-‬ما التزق بأسفل التمرة والبسرة ونحوهما‪،‬‬
‫ويطلق على آلة توضع على فم الناء فيصب فيه الدهن وغيره‪ ،‬وكأنه على‬
‫التشبيه‪ (2) .‬ارشاد المفيد ص ‪ 696‬و ‪ (3) .297‬مناقب آل أبى طالب ج ‪4‬‬
‫ص ‪ (4) .374‬يقال‪ :‬أعزز على بما اصبت به‪ ،‬وقد اعززت بمخخا أصخخابك‪:‬‬
‫أي عظم على‪.‬‬

‫]‪[310‬‬

‫أخي بأن أعيش ليومك‪ ،‬فقد كان في بقائك أمل‪ ،‬وأغلظ علي من ذلخخك وأشخخد أن النخخاس‬
‫يقولون أني سقيتك سما وأنا إلى ال من ذلك برئ ثم خرج المأمون من عنخخده‬
‫ومات الرضا عليه السلم فحضره المأمون قبل أن يحفر قبره وأمر أن يحفر‬
‫له إلى جانب أبيه ثم أقبل علينا فقال‪ :‬حدثني صاحب هذا النعش أنه يحفخخر لخخه‬
‫قبر فيظهر فيه ماء وسمك‪ ،‬احفروا فخفروا‪ ،‬فلما انتهخخوا إلخخى اللحخخد نبخخع مخخاء‬
‫وظهر فيه سمك ثم غاص فدفن فيه الرضا عليه السلم ) ‪ - 4 .(1‬كشف‪ :‬من‬
‫دلئل الحميري‪ ،‬عن معمر بن خلد‪ ،‬عن أبي جعفر ‪ -‬أو عن رجل‪ ،‬عن أبي‬
‫جعفر الشك من أبي علي ‪ -‬قال‪ :‬قال أبو جعفر عليه السلم‪ :‬يا معمخخر اركخخب‬
‫قلت‪ :‬إلى أين ؟ قال‪ :‬اركب كما يقال لك قخخال‪ :‬فركبخخت فخخانتهيت إلخخى واد ‪ -‬أو‬
‫إلى وهدة الشك من أبي علي ‪ -‬فقال لي‪ :‬قخخف ههنخخا فخخوقفت فأتخخاني فقلخخت لخخه‪:‬‬
‫جعلت فداك أين كنت ؟ قخخال دفنخخت أبخخي السخخاعة‪ ،‬وكخخان بخراسخخان )‪ .(2‬يخخج‪:‬‬
‫أحمد بن محمد‪ ،‬عن معمر مثلخخه )‪ - 21 .(3‬عخم‪ :‬روى محمخد بخن أحمخخد بخن‬
‫يحيى في كتاب نوادر الحكمة‪ ،‬عن موسى ابن جعفر‪ ،‬عن امية بن علي قخال‪:‬‬
‫كنت بالمدينة وكنت أختلف إلى أبخخي جعفخخر عليخخه السخخلم وأبخخو الحسخخن عليخخه‬
‫السلم بخراسان‪ ،‬وكان أهل بيته وعمومة أبيه يأتونه ويسخخلمون عليخخه‪ ،‬فخخدعا‬
‫يوما الجارية فقال‪ :‬قولي لهم يتهيأون للمأتم‪ ،‬فلما تفرقوا قالوا‪ :‬لسخخألناه مخخأتم‬
‫من ؟ فلما كان من الغد‪ ،‬فعل مثل ذلك فقالوا‪ :‬مأتم من ؟ قخخال‪ :‬مخخأتم خيخخر مخخن‬
‫على ظهرها‪ ،‬فأتانا خبر أبي الحسن بعد ذلك بأيام فإذا هو قخخد مخخات فخخي ذلخخك‬
‫اليوم‪.‬‬

‫)‪ (1‬مقاتخخل الصخخالبيين ص ‪ (2) .374 - 371‬كشخخف الغمخخة ج ‪ 3‬ص ‪(3) .216‬‬
‫الخرائج والجرائح ص ‪.237‬‬
‫]‪[311‬‬

‫* )تذييل( * اعلم أن أصحابنا والمخالفين اختلفخخوا أن الرضخخا عليخخه السخخلم هخخل مخخات‬
‫حتف أنفه أو مضى شهيدا بالسم‪ ،‬وعلى الخير هل سمه المأمون لعنه ال أو‬
‫غيره )‪ (1‬والشهر بيننا أنه عليه السلم مضى شهيدا بسم المأمون‪ ،‬وينسخخب‬
‫إلى السيد علي بخن طخخاوس أنخخه أنكخخر ذلخخك‪ ،‬وكخذا أنكخره الربلخي فخخي كشخف‬
‫الغمة‪ ،‬ورد ما ذكره المفيد بوجوه سخيفة حيث قال‪ :‬بعد إيراد كلم المفيد‪:‬‬

‫)‪ (1‬قال سبط ابن الجوزى في التذكرة‪ :‬ذكر أبو بكر الصخخولى فخخي كتخخاب الوراق أن‬
‫هارون كان يجرى على موسى بن جعفر وهو في حبسه كخخل سخخنة ثلثمخخائة‬
‫ألف درهم ولنزله عشرين ألفا‪ ،‬فقال المأمون لعلى بن موسى لزيدنك على‬
‫مرتبة أبيك وجدك‪ ،‬فأجرى له ذلك ووصله بخخألف ألخخف درهخخم‪ .‬ولمخخا فصخخل‬
‫المأمون عن مرو طالبا بغداد‪ ،‬ووصل إلى سرخس‪ ،‬وثب قوم على الفضخخل‬
‫ابن سهل في الحمام فقتلوه‪ ،‬ومرض على بن موسخى‪ ،‬فلمخا وصخل المخأمون‬
‫إلى طوس‪ ،‬توفى على بن موسى بطوس في سنة ثلث ومائتين‪ .‬وقيخخل انخخه‬
‫دخل الحمام‪ ،‬ثم خرج فقدم إليه طبق فيه عنب مسموم قد ادخلخخت فيخخه البخخر‬
‫المسمومة من غير أن يظهر أثرها‪ ،‬فأكله فمات‪ ،‬وله خمس وخمسون سنة‪،‬‬
‫وقيخخل تسخخع و أربعخخون ودفخخن إلخخى جخخانب هخخارون الرشخخيد‪ .‬وزعخخم قخخوم أن‬
‫المأمون سمه‪ ،‬وليس بصخحيح فخانه لمخا مخات علخى عليخه السخلم توجخع لخه‬
‫المأمون‪ ،‬وأظهر الحزن عليه‪ ،‬وبقى أياما ل يأكل طعاما ول يشرب شخخرابا‬
‫وهجخخر اللخخذات‪ .‬أقخخول‪ :‬ان الخخذى يزعخخم أن المخخأمون سخخمه‪ ،‬ل ينكخخر تخخوجعه‬
‫واظهار الحزن عليه بل يزعم أنه فعخخل ذلخخك مصخخانغة‪ .‬قخخال‪ :‬ثخخم اتخخى بغخخداد‬
‫فدخلها في صفر سنة اربع ومائتين ولباسه ولباس اصحابه جميعا الخضخخرة‬
‫وكذا اعلمهم‪ ،‬وكان قد بعث المأمون الحسن بن سهل إلخخى بغخخداد‪ ،‬فهزمهخخم‬
‫واختفى ابراهيم ابن المهدى ونزل المأمون بقصر الرصافة‪ .‬قال الصخخولى‪:‬‬
‫فاجتمع بنو العباس إلى زينب بنت سليمان بن على بن عبد ال خ بخخن العبخخاس‬
‫وكانت في القعدد والسؤدد مثل المنصور‪ ،‬فسألوها ان تدخل علخخى المخخأمون‬
‫وتسأله الرجوع=‬

‫]‪[312‬‬

‫بلغني ممن أثق به أن السيد رضي الدين علي بن طاوس رحمه ال كان ل يوافق على‬
‫أن المخخأمون سخخقى عليخخا عليخخه السخخلم السخخم‪ ،‬ول يعتقخخده‪ ،‬وكخخان ‪ -‬ره ‪ -‬كخخثير‬
‫المطالعة والتنقيب والتفتيش على مثل ذلك‪ ،‬والذي كخخان يظهخخر مخخن المخخأمون‬
‫مخخن حنخخوه عليخخه وميلخخه إليخخه واختيخخاره لخخه دون أهلخخه وأولده ممخخا يؤيخخد ذلخخك‬
‫ويقرره‪ ،‬وقد ذكر المفيد رحمه ال شيئا ما يقبله عقلي ولعلي واهخخم‪ ،‬وهخخو أن‬
‫المام عليه السلم كان يعيب ابني سهل ويقبخخح ذكرهمخخا إلخخى غيخخر ذلخخك ومخخا‬
‫كان أشغله بأمور دينه وآخرته‪ ،‬واشتغاله بال عن مثل ذلك‪.‬‬

‫= إلى لبس السواد وترك الخضرة‪ ،‬والضخخراب مثخخل مخخا كخخان عليخخه‪ ،‬لنخخه عخخزم بعخخد‬
‫موت على بن موسى ان يعهد إلى محمد بن على بن موسى الرضخخا‪ ،‬وانمخخا‬
‫منعه من ذلك شغب بنى العباس عليه‪ ،‬لنه كخخان قخخد اصخخر علخخى ذلخخك حخختى‬
‫دخلت عليه زينب‪ .‬فلما دخلت عليه‪ ،‬قام لها ورحب بها واكرمها‪ ،‬فقالت له‪:‬‬
‫يا امير المؤمنين انك على بر اهلك من ولد ابخى طخالب والمخخر بيخدك اقخخدر‬
‫منك على برهم والمر في يد غيخرك أو فخي ايخديهم‪ ،‬فخدع لبخاس الخضخرة‪،‬‬
‫وعد إلى لبخخاس اهلخخك‪ ،‬ول تطمعخخن احخخدا فيمخخا كخخان منخخك‪ .‬فعجخخب المخخأمون‬
‫بكلمها‪ ،‬وقال لها‪ :‬وال يا عمة ما كلمني احخخد بكلم اوقخخع مخخن كلمخخك فخخي‬
‫قلبى‪ ،‬ول اقصخد لمخا اردت‪ ،‬وانخا احخاكمهم إلخى عقلخك‪ .‬فقخالت‪ :‬ومخا ذاك ؟‬
‫فقال‪ :‬الست تعلمين ان ابا بكر رضى ال عنه ولى الخلفة بعخخد رسخخول ال خ‬
‫صلى ال عليه وآله فلم يول احدا من بنى هاشم شيئا ؟ قالت‪ :‬بلخخى‪ ،‬قخخال‪ :‬ثخخم‬
‫ولى عمر فكان كذلك‪ ،‬ثم ولى عثمان فأقبل على اهله مخخن بنخخى عبخخد شخخمس‬
‫فولهم المصار ولم يول أحدا من بنى هاشخخم‪ ،‬ثخخم ولخخى علخخى عليخخه السخخلم‬
‫فأقبل على بنى هاشم فولى عبد ال بن العباس البصرة وعبيد ال بن العباس‬
‫اليمن‪ ،‬وولى معبدا مكة‪ ،‬وولى قثم بن العباس البحرين وما ترك أحدا ممخخن‬
‫ينتمى إلى العبخخاس ال وله‪ ،‬فكخخانت هخخذه فخخي أعناقنخا فكافخخأته فخخي ولخخده بمخخا‬
‫فعلت‪ .‬فقالت‪ :‬ل درك يا بنى ولكن المصلحة لبنى عمك من ولد أبى طخخالب‬
‫ما قلت لك‪ ،‬فقال‪ :‬ما يكون ال ما تحبون إلى آخر ما قال‪.‬‬

‫]‪[313‬‬

‫وعلى رأي المفيد رحمه ال أن الدولة المذكورة من أصلها فاسدة‪ ،‬وعلخخى غيخخر قاعخخدة‬
‫مرضية‪ ،‬فاهتمامه عليخخه السخخلم بالوقيعخخة فيهمخخا حخختى أغراهمخخا بتغييخخر رأي‬
‫الخليفة عليه فيه ما فيه‪ ،‬ثم إن نصيحته للمأمون وإشارته عليه بما ينفعخخه فخخي‬
‫دينه ل توجب أن يكون سببا لقتله‪ ،‬وموجبا لركوب هخخذا المخخر العظيخخم منخخه‪،‬‬
‫وقد كان يكفي في هذا المر أن يمنعه عن الدخول عليه أو يكفه عن وعظخخه‪،‬‬
‫ثم إنا ل نعخخرف أن البخخر إذا غرسخخت فخخي العنخخب صخخار العنخخب مسخخموما ول‬
‫يشهده القياس الطبي وال تعالى أعلم بحال الجميع وإليه المصخخير‪ ،‬وعنخخد الخ‬
‫يجتمع الخصوم انتهى كلمه )‪ .(1‬ول يخفى وهنه إذ الوقيعة فخي ابنخي سخهل‬
‫لم يكن للدنيا حتى يمنعه عنخخه الشخختغال بعبخخادة الخ تعخخالى بخخل كخخان ذلخخك لمخخا‬
‫وجخخب عليخخه مخخن المخخر بخخالمعروف والنهخخي عخخن المنكخخر ورفخخع الظلخخم عخخن‬
‫المسلمين مهما أمكن‪ ،‬وكون خلفة المأمون فاسدة أيضا ل يمنخخع منخخه كمخخا ل‬
‫يمنع بطلن خلفة الغاصبين إرشاد أمير المؤمنين إيخخاهم لمصخخالح المسخخلمين‬
‫في الغزوات وغيرها‪ .‬ثم إنه ظاهر أن نصخخيحة الشخخقياء ووعظهخخم بمحضخخر‬
‫الناس لسيما المدعين للفضل والخلفة‪ ،‬مما يثير حقدهم وحسدهم وغيظهخخم‪،‬‬
‫مع أنه لعنه ال كان أول أمره مبنيا على الحيلة والخديعة لطفاء نخخائرة الفتخخن‬
‫الحادثة من خروج الشراف والسادة من العلويين فخخي الطخخرف فلمخخا اسخختقر‬
‫أمره أظهر كيخخده‪ ،‬فخخالحق مخخا اختخخاره الصخخدوق والمفيخخد وغيرهمخخا مخخن أجلخخة‬
‫أصحابنا أنه عليه السخخلم مضخخى شخخهيدا بسخخم المخخأمون اللعيخخن‪ ،‬عليخخه اللعنخخة‪،‬‬
‫وعلى سائر الغاصبين والظالمين أبد البدين‪.‬‬

‫)‪ (1‬كشف الغمة ج ‪ 3‬ص ‪.112‬‬

‫]‪[314‬‬

‫)‪) * (23‬باب( * * )ما أنشد من المراثى فيه عليخخه السخخلم( * ‪ - 1‬قخخب‪ :‬أبخخو فخخراس‪:‬‬
‫باؤا بقتل الرضا من بعد بيعته * وأبصروا بغضه من رشدهم وعموا عصابة‬
‫شقيت من بعد ما سعدت * ومعشر هلكوا من بعد ما سخخلموا ل بيعخخة ردعتهخخم‬
‫عن دمائهم * ول يمين ول قربى ول رحم وأكثر دعبل مراثيخخه عليخخه السخخلم‬
‫منها‪ :‬يا حسرة تتردد وعبرة ليس تنفد * على علي بن موسخى بخن جعفخخر بخن‬
‫محمد ومنها‪ :‬يا نكبة جاءت من الشرق * لم تتركن مني ولم تبق موت علي‪،‬‬
‫ابن موسى الرضا * من سخط ال على الخلخخق وأصخخبح السخخلم مسخختعبرا *‬
‫لثلمة بائنة الرتق سقى الغريب المبتني قبره )‪ * (1‬بأرض طوس سيل الودق‬
‫)‪ (2‬أصبح عيني مانعا للكرى * وأولع الحشاء بالخفق‬

‫)‪ (1‬كذا في المصدر وفي نسخة الصل " سقى ال الغريب المبتنى قبره " ول يستقيم‬
‫وزن الشعر‪ (2) .‬كذا في نسخة الصل بخط يد المؤلخخف قخخدس سخخره‪ ،‬وفخخى‬
‫المصدر المطبوع ج ‪ 4‬ص ‪ " 376‬سبل الودق " والظاهر " مسل الودق "‬
‫ومسل بضمتين جمع " مسيل " على غير قياس‪.‬‬

‫]‪[315‬‬

‫ومنها‪ :‬أل ما لعين بالدموع استهلت * ولخخو نقخخرت مخاء الشخخئون لقلخت علخى مخن بكتخخه‬
‫الرض واسترجعت له * رؤس الجبال الشامخات وذلت وقخخد أعخخولت تبكخخي‬
‫السماء لفقده * وأنجمها ناحت عليه وكلت فنحخخن عليخخه اليخخوم أجخخدر بالبكخخا *‬
‫لمرزئة عزت علينا وجلت رزئنا رضي ال سخخبط نبينخخا * فخخأخلفت الخخدنيا لخخه‬
‫وتولت وما خير دنيا بعد آل محمد صلى ال عليه وآله * أل ل تباليهخخا إذا مخخا‬
‫اضمحلت تجلت مصخخيبات الزمخخان ول أرى * مصخخيبتنا بالمصخخطفين تجلخخت‬
‫ومنها‪ :‬أل أيهخخا القخخبر الغريخخب محلخخه * بطخخوس عليخخك السخخاريات هتخخون )‪(1‬‬
‫شككت فما أدري أمسقي شخخربة * فأبكيخخك أم ريخخب الخخردى فيهخخون أيخخا عجبخخا‬
‫منهم يسمونك الرضا * ويلقاك منهم كلحة وغضون‬

‫)‪ (1‬تمامه على ما في مقاتل الطالبيين ص ‪ 372‬و ‪) 373‬ط النجخخف( هكخخذا‪ :‬قخخال أبخخو‬
‫الفرج‪ :‬وأنشدني على بن سليمان الخفش لدعبل بخخن علخخى الخزاعخخى يخخذكر‬
‫الرضا عليه السلم والسم الذى سقيه‪ ،‬ويرثى ابنا له وينعى على الخلفاء من‬
‫بنى العباس‪ :‬على الكره ما فارقت أحمد وانطوى * عليه بناء جنخخدل ودفيخخن‬
‫وأسكنته بيتا خسيسا متاعه * وأنخخى علخخى رغمخخى بخخه لحنيخخن ولخخول التأسخخي‬
‫بالنبي وأهله * ل سبل من عينى عليه شخخؤن هخخو النفخخس ال أن آل محمخخد *‬
‫لهم دون نفسي في الفؤاد كمين أضر بهم ارث النبي فأصبحوا * يساهم فيخخه‬
‫خيفة ومنون رعتهم ذئاب من امية وانتحخخت * عليهخخم دراكخخا أزمخخة وسخخنون‬
‫وعاثت بنو العباس في الدين عيشة * تحكم فيه ظالم وظنين وسخخموا رشخخيدا‬
‫ليس فيهخخم لرشخخدة * وهخخا ذاك مخخأمون وذاك أميخخن فمخخا قبلخخت بالرشخخد منهخخم‬
‫رعاية * ول لولى بالمانة دين =‬

‫]‪[316‬‬

‫ومنها‪ :‬وقد كنا نؤمل أن يحيا * إمام هدى له رأي طريف يرى سكناته فيقول عنهخخم *‬
‫وتحت سكونه رأي ثقيف له سمحاء تغدو كخخل يخخوم * بنخخائله وسخخارية تطخخوف‬
‫فأهدى ريحه قدر المنايا * وقد كانت لخخه ريخخح عصخخوف أقخخام بطخخوس ملقحخخة‬
‫المنايا * مزار دونه نأي قذوف )‪ (1‬بيان‪ " :‬الخفخخق " الضخخطراب أي جعخخل‬
‫الحشاء حريصة في الضطراب ويقال‪ :‬تهللت دموعه أي سخخالت واسخختهلت‬
‫السماء في أول مطرها‪ .‬وقخال الجخخوهري‪ :‬التنقيخخر عخن المخر‪ :‬البحخث عنخه‪،‬‬
‫وقال‪ :‬الشأن واحد الشؤن وهي مواصل قبائل الخرأس وملتقاهخا‪ ،‬ومنهخا تجخئ‬
‫الدموع أي لو بحثت وأنزلت جميخع مخاء الشخؤن لكخان قليل فخي ذلخك قخوله "‬
‫فأخلفت " أي فسدت وتغيرت وقل خيرها قوله‪ " :‬ل تباليها " أي ل تبال بهخخا‬
‫و " السارية " السحاب يسخخري ليل والسخخطوانة وهتنخخت السخخماء تهتخخن هتنخخا‬
‫وهتونا انصبت وسحاب هاتن وهتون‪ ،‬والردى الهلك‪ ،‬وريب الخخردى كنايخخة‬
‫عن الموت بغير سبب من الخلق‪ ،‬وكلح تكشر في عبوس ودهر كالخخح شخخديد‪،‬‬
‫وغضنت الرجل غضنا حبسته‪ ،‬وغضون الجهة ما يحخخدث فيهخخا عنخخد العبخخس‬
‫من الطي قوله‪ " :‬فيقول عنهخخم " أي تخخخبر سخخكناته عخخن فضخخائل أهخخل الخخبيت‬
‫ورفعة محلهم‬

‫= رئيسهم غاو وطفله بعده * لهذا دنا باد وذاك مجون أل أيها القبر الغريب محلخخه *‬
‫بطوس عليك الساريات هتون شككت فما أدرى أمسخخقى شخخربة * فأبكيخخك أم‬
‫ريب الردى فيهخون وايهمخا مخا قلخت ان قلخت شخربة * وان قلخت مخوت انخه‬
‫لقمين ايا عجبا منهم يسمونك الرضا * ويلقاك منهم كلحة وغضون اتعجخب‬
‫للخلق أن يتخيفوا * معالم دين ال وهو مبين لقد سبقت فيهخخم بفضخلك آيخخة‬
‫* لخخدى ولكخخن مخخا هنخخاك يقيخخن )‪ (1‬منخخاقب آل أبخخى طخخالب ج ‪ 4‬ص ‪ 376‬و‬
‫‪.377‬‬

‫]‪[317‬‬

‫قخخوله‪ " :‬سخخمحاء " أي يخخد سخخمحاء أو طبيعخخة‪ ،‬قخخوله‪ " :‬فأهخخدى " أي أسخخكن مهمخخوز‬
‫والقخخذوف البعيخخد‪ - 2 .‬ن‪ :‬تميخخم القرشخخي‪ ،‬عخخن أبيخخه‪ ،‬عخخن أحمخخد بخخن علخخي‬
‫النصاري قال‪ :‬قال ابن المشيع المرقخخي )‪ (1‬رضخخي الخ عنخه يرثخخي الرضخخا‬
‫صلوات ال وسلمه عليه‪ :‬يا بقعة مات بها سيدي * ما مثلخخه فخخي النخخاس مخخن‬
‫سيد مات الهدى من بعده والندى * وشمر الموت به يقتدي ل زال غيخخث ال خ‬
‫يا قبره * عليك منه رائحا مغتدي كان لنا غيثا به نرتوي * وكان كخخالنجم بخخه‬
‫نهتدي إن عليا ابن موسى الرضا * قد حل والسؤدد في ملحد يا عيخخن فخخابكي‬
‫بدم بعده * على انقراض المجد والسخخؤدد ولعلخخي بخخن أبخخي عبخخد الخ الخخخوافي‬
‫يرثي الرضا عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيخخات‪ :‬يخخا أرض طخخوس سخخقاك‬
‫ال رحمته * ماذا حخخويت مخخن الخيخخرات يخخا طخخوس طخخابت بقاعخخك فخخي الخخدنيا‬
‫وطيبهخخا * شخخخص ثخخوى بسخخناباد مرمخخوس شخخخص عزيخخز علخخى السخخلم‬
‫مصرعه * في رحمة ال مغمور ومغموس يخخا قخخبره أنخخت قخخبر قخخد تضخخمنه *‬
‫حلم وعلم وتطهير وتقديس فخرا فانخخك مغبخخوط بجثتخخه * وبالملئكخخة البخخرار‬
‫محروس )‪ (2‬بيان‪ :‬و " شخخمر المخخوت " لعخخل المعنخخى أن المخخوت شخخمر ذيلخخه‬
‫وتهيخخأ لماتخخة سخخائر أخلق الحسخخنة أو الخلئق‪ ،‬و " المرمخخوس " المخخدفون‪،‬‬
‫قوله " عزيز " أي شديد عظيم يقال أعزز علي بما اصبت به‪ ،‬وقد اعخخززت‬
‫بما أصابك أي عظم علي )‪.(3‬‬

‫)‪ (1‬المخخدنى خ ل‪ (2) .‬عيخخون اخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪ 251‬و ‪ (3) .252‬راجخخع‬
‫الصحاح ج ‪ 2‬ص ‪.882‬‬

‫]‪[318‬‬

‫أقول‪ :‬وروى البيات الخيخخرة ابخخن عيخخاش فخخي كتخخاب مقتضخخب الثخخر عخخن علخخي ابخخن‬
‫هارون المنجم عن الخوافي وزاد في آخره‪ :‬في كل عصر لنا منكم إمام هدى‬
‫* فربعة آهل منكم ومأنوس أمست نجوم السماء آفلة * وظل أسخخد الخخثرى قخخد‬
‫ضمها الخيس )‪ (1‬غابت ثمانيخخة منكخخم وأربعخخة * يرجخخى مطالعهخخا مخخا حنخخت‬
‫العيس حتى متى يظهر الحق المنير بكم * فالحق في غيركخخم داج ومطمخخوس‬
‫‪ 3‬لى‪ ،‬ن‪ :‬البيهقي‪ ،‬عن الصولي‪ ،‬عن هارون بن عبد ال المهلبي عخخن دعبخخل‬
‫بن علي قال‪ :‬جاءني خبر موت الرضا عليه السلم وأنخخا بقخخم فقلخخت قصخخيدتي‬
‫الرائية‪ :‬أرى أمية معذورين أن قتلوا * ول أرى لبني العباس من عخخذر أولد‬
‫حرب ومخروان وأسخرتهم * بنخو معيخط ولة الحقخد والخوغر قخوم قتلتخم علخى‬
‫السلم أولهم * حتى إذا استمسكوا جازوا على الكفر )‪ (2‬أربع بطوس على‬
‫قبر الزكي به * إن كنت تربع مخخن ديخن علخى وطخر قخبران فخي طخخوس خيخخر‬
‫الناس كلهم * وقبر شرهم هذا من العبر ما ينفع الرجس من قرب الزكي وما‬
‫* على الزكي بقرب النجس من ضرر هيهات كل امرئ رهن بمخخا كسخخبت *‬
‫له يداه فخذ ما شئت أو فخذر )‪ - 4 (3‬ن‪ :‬قخال الصخولي‪ :‬وأنشخدني عخون بخن‬
‫محمد قال‪ :‬أنشدني منصور بن طلحة قال‪ :‬قال أبو محمد اليزيدي رضي الخخ‬
‫عنه لما مات الرضا عليه السلم رثيته فقلت‪ :‬ما لطوس ل قدس ال طوسا *‬
‫كل يوم تحوز علقا نفيسا بدأت بالرشيد فاقتنصته * وثنخخت بالرضخخا علخخي بخخن‬
‫موسى بإمام ل كالئمة فضل * فسعود الزمان عخخادت نحوسخخا * )هخخامش( )‬
‫‪ (1‬الخيس ‪ -‬بالكسر ‪ -‬الشجر الملتف‪ ،‬وقيل‪ :‬مخا كخان حلفخاء وقصخبا‪ ،‬وغابخة‬
‫السد‪ (2) .‬في بعخخض النسخخخ‪ :‬حخختى إذا اسخختمكنوا‪ (3) .‬أمخخالى الصخخدوق ص‬
‫‪ 660‬و ‪ ،661‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.251‬‬

‫]‪[319‬‬

‫ووجدت في كتاب لمحمد بن حبيب الضبي‪ :‬قبر بطوس به أقام إمام * حتم إليه زيخخارة‬
‫ولمام قبر أقام به السلم وإذ غدا * تهدي إليخه تحيخة وسخلم قخبر سخنا أنخواره‬
‫تجلو العمى * وبتربه قد تدفع السخخقام قخخبر يمثخخل للعيخخون محمخخدا * ووصخخيه‬
‫والمؤمنون قيام خشع العيون لذا وذاك مهابة * في كنهها لتحيخخر الفهخخام قخخبر‬
‫إذا حل الوفود بربعخه * رحلخوا وحطخت عنهخخم الثخخام وتخزودوا أمخخن العقخخاب‬
‫وأومنوا * من أن يحل عليهم العدام ال عنه بخخه لهخخم متقبخخل * وبخخذاك عنهخخم‬
‫جفت القلم إن يغن عن سقي الغمام فانه * لخخوله لخخم تسخخق البلد غمخخام قخخبر‬
‫علي ابن موسى حله * بثراه يزهو الحل والحرام فرض إليه السعي كخخالبيت‬
‫الذي * من دونه حق له العظام من زاره في ال عارف حقه * فخخالمس منخخه‬
‫على الجحيم حرام ومقامه ل شك يحمد في غد * وله بجنات الخلود مقام وله‬
‫بذاك ال أوفى ضامن * قسخخما إليخخه تنتهخخي القسخام صخخلى ال لخخه علخخى النخخبي‬
‫محمد * وعلت عليا نضرة وسلم وكذا على الزهخخراء صخخلى سخخرمدا * رب‬
‫بواجب حقهخا علم وعليهمخا صخلى ثخم بالحسخن ابتخدا )‪ * (1‬وعلخى الحسخين‬
‫لوجهه الكرام وعلى علي ذي التقى ومحمد * صلى وكل سيد وهمام وعلخخى‬
‫المهخخذب والمطهخخر جعفخخر * أزكخخى الصخخلة وإن أبخخى القخخوام )‪ (2‬الصخخادق‬
‫المأثور عنه علم ما * فيكم به يتمسك القوام‬

‫)‪ (1‬في المصدر‪ :‬وعليخخه صخخلى‪ (2) .‬فخخي المصخخدر‪ :‬القخخزام‪ ،‬القخخوام خ ل‪ .‬والقخخزام‬
‫جمع القزم ‪ -‬بالتحريك اللئيم‪.‬‬
‫]‪[320‬‬

‫وكخخذا علخخى موسخخى أبيخخك وبعخخده * صخخلى عليخخك وللصخخلة دوام وعلخخى محمخخد الزكخخي‬
‫فضوعفت * وعلى علي ما اسخختمر كلم وعلخخى الرضخخا ابخخن الرضخخا الحسخخن‬
‫الذي عم البلد لفقده الظلم وعلى خليفته الذي لكم به * تم النظام فكخخان فيخخه‬
‫تمام فهخخو المؤمخخل أن يعخخود بخخه الهخخدى * غضخخا وأن تستوسخخق الحكخخام لخخول‬
‫الئمة واحد عن واحد * درس الهدى واستسلم السلم كل يقوم مقام صاحبه‬
‫إلى * أن ينبري بالقائم العلم يا ابن النبي وحجخخة الخ الخختي * هخخي للصخخلة‬
‫وللصيام قيام ما من أمام غاب عنكم لم يقم * خلف لخخه تشخخفى بخخه الوغخخام إن‬
‫الئمة يستوي في فضخلها * والعلخم كهخخل منكخم وغلم أنتخخم إلخى الخ الوسخخيلة‬
‫والولى * علموا الهدى فهم له أعلم )‪ (1‬أنتم ولة الدين والخخدنيا ومخخن * لخ‬
‫فيه حرمة وذمام ما الناس إل من أقر بفضلكم * والجاحدون بهائم وسوام بخخل‬
‫هم أضل عن السبيل بكفرهم * والمقتدى منهم بهم أزلم يرعخخون فخخي دنيخخاكم‬
‫وكأنهم * في جحدهم إنعامكم أنعام يا نعمة ال التي يحبو بها * من يصخخطفي‬
‫من خلقه المنعام إن غاب منخخك الجسخخم عنخا إنخخه * للخروح منخخك إقامخة ونظخخام‬
‫أرواحكم موجودة أعيانها * إن عن عيون غيبت أجسخام الفخخرق بينخخك والنخخبي‬
‫نبوة * إذ بعد ذلك تستوي القدام قبران في طوس الهدى في واحخخد * والغخخي‬
‫في لحد يخخراه ضخخرام قخخبران مقترنخخان هخخذا ترعخخة * حبوبخخة فيهخخا نخخزول إمخخام‬
‫وكذاك ذلك من جهنم حفرة * فيها تجدد للغوي هيام قرب الغوي مخخن الزكخخي‬
‫مضاعف * لعذابه ولنفه الرغام‬

‫)‪ (1‬في نسخة الكمبانى " علم الهدى "‪(*) .‬‬

‫]‪[321‬‬

‫إن يدن منه فانه لمباعد * وعليه من خلع العذاب ركام وكخخذاك ليخخس يضخخرك الرجخخس‬
‫الذي تدنيه منك جنادل ورخام ل بل يريك عليه أعظم حسرة * إذ أنخخت تكخخرم‬
‫واللعين يسام سوء العذاب مضاعف تجري به * السخاعات واليخام والعخوام‬
‫ياليت شعري هل بقائمكم غخخدا * يغخخدو بكفخخي للقخخراع حسخخام تطفخخي يخخداي بخخه‬
‫غليل فيكم * بين الحشا لم ترق منه اوام ولقخد يهيجنخي قبخوركم إذا * هخاجت‬
‫سواي معالم وخيام من كخان يغخرم بامتخداح ذوي الغنخى فبمخدحكم لخي صخبوة‬
‫وغرام وإلى أبي الحسن الرضا أهديتها * مرضية تلتذها الفهخخام خخخذها عخخن‬
‫الضبي عبدكم الذي * هانت عليه فيكم اللوام ان أقض حق ال فيخخك وإن لخخي‬
‫* حق القرى للضيف إذ يعتخخام فخخاجعله منخخك قبخخول قصخخدي إنخخه * غنخخم عليخخه‬
‫حخخداني اسخختغنام مخخن كخخان بخخالتعليم أدرك حبكخخم * فمحبخختي إيخخاكم إلهخخام )‪(1‬‬
‫توضيح‪ " :‬العلق " بالكسر النفيس من كل شئ‪ ،‬قوله " أقام به السلم " لعلخخه‬
‫بكسر السين بمعنى الحجخخارة‪ ،‬قخخوله " لخخذا وذاك " أي لتمثخخل محمخخد ووصخخيه‬
‫صلى ال عليهما أو لكونه عليه السلم فيه وللتمثل المخخذكور قخخوله " خشخخع "‬
‫فعخخل أو جمخخع‪ ،‬و " مهابخخة " مفعخخول لجلخخه أو تميخخز‪ ،‬وقخخوله " فخخي كنههخخا "‬
‫استيناف وقوله " لتحير " مضارع بحذف إحدى التائين‪ ،‬ولعلخخه كخخان تتحيخخر‪.‬‬
‫قوله " الخ عنخخه " أي الخ متقبخل وضخخامن " لهخم " أي للزائريخخن " بخخه " أي‬
‫بالمن " عنه " أي عن المام عليه السلم‪ .‬قخخوله " إن يغخخن " أي مخخع غنخخائه‬
‫عن المطر تستقي البلد ببركته‪ ،‬قوله " يزهو " أي يفخر قوله " قسخخما " أي‬
‫ال ضامن أوفى لقسم أقسم به ينتهي إلى ذلك القسم جميع‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.254 - 251‬‬

‫]‪[322‬‬

‫القسخام وهخو الحلخف بخذاته تعخالى " والهمخام " بالضخم الملخك العظيخم الهمخة‪ .‬قخوله "‬
‫واستسلم السلم " أي انقاد كناية عن مغلوبيته‪ ،‬قخخوله " ينخخبري " أي يصخخلح‬
‫من قخخولهم بخخرى السخخهم فخخانبرى‪ ،‬أو مخخن قخخولهم انخخبرى لخخه أي اعخخترض‪ ،‬أي‬
‫تعترض اليام له طالبة صلحها والوغام الترات والحقاد‪ ،‬وقوله " كهل "‬
‫فاعل يستوي والعلم معطوف على قوله فضلها‪ ،‬وقوله " والولى " معطوف‬
‫على قوله " إلى ال الوسيلة " وقوله " ومخخن لخ " معطخخوف علخخى قخخوله ولة‬
‫الدين أو الدين‪ ،‬والول أظهر‪ ،‬و " الذمام " بالكسر الحخخق والحرمخخة‪ .‬قخخوله "‬
‫والمقتدى " أي الذين يقتدى بهم من هؤلء بمنزلخخة الزلم فخخي البطلن وفخخي‬
‫حرمة متابعتهم‪ .‬قوله " المنعام " أي الرب الكثير النعام‪ ،‬وهو فاعل " يحبو‬
‫" أي يعطي محبتكم من يصطفيه من الخلق‪ ،‬قوله " ترعة " أي روضخخة مخخن‬
‫رياض الجنة‪ ،‬ومنه الحديث إن منبري على ترعخخة مخخن تخخرع الجنخخة‪ ،‬قخخوله "‬
‫حبوبة " لعله مبالغة في الحب أي محبوبخة أو حبويخة باليخخاء المثنخاة التحتانيخة‬
‫من الحبوة‪ ،‬و " الهيام " بالضم العطش والجنون‪ .‬قوله " ركام " أي مخختراكم‬
‫بعضخخها فخخوق بعخخض‪ .‬قخخوله " بخخه غليل " أي بالحسخخام و " الغليخخل " الضخخغن‬
‫والحقد‪ ،‬قوله " لم ترق " أي لم تسخكن وأصخله مهمخوز‪ ،‬و " الوام " بالضخم‬
‫حر العطش " والغرام " الولوع وقد اغرم بالشئ على بناء المفعول أي اولخخع‬
‫بخخه‪ " ،‬والصخخبوة " جهلخخة الفتخخوة والشخخوق والعشخخق‪ ،‬قخخوله " أهخخديتها " أي‬
‫القصخخيدة أو المرثيخخة‪ .‬و " العيمخخة " شخخهوة البخخن و " العيمخخة " بالكسخخر خيخخار‬
‫المال‪ ،‬واعتام الرجل إذا أخذ العيمة‪ ،‬قوله " إنه غنم " أي قبول القصد عنخخي‪.‬‬
‫‪ - 5‬جخخا‪ ،‬مخخا‪ :‬المفيخخد والحسخخن بخخن إسخخماعيل معخخا عخخن محمخخد بخخن عمخخران‬
‫المرزباني عن عبد ال بن يحيى العسكري‪ ،‬عن أحمد بن زيد بن أحمد‪ ،‬عخخن‬
‫محمد بن يحيى‬
‫]‪[323‬‬

‫ابن أكثم‪ ،‬عن أبيه قال‪ :‬أقدم المأمون دعبل بن علخخي الخزاعخخي رحمخخه الخ )‪ (1‬وآمنخخه‬
‫على نفسه فلما مثل بين يديه وكنت جالسا بين يخخدي المخخأمون‪ ،‬فقخخال‪ :‬أنشخخدني‬
‫قصيدتك الكبيرة فجحدها دعبل وأنكر معرفتها فقال له‪ :‬لك المان عليها كمخخا‬
‫أمنتك على نفسك فأنشده‪ :‬تأسفت جارتي لما رأت زوري * وعدت الحلم ذنبا‬
‫غير مغتفر ترجو الصبى بعد ما شابت ذوائبها * وقد جخخرت طلقخخا فخخي حلبخخة‬
‫الكبر أجارتي إن شيب الرأس يعلمني * ذكر المعاد وإرضائي عن القخخدر لخخو‬
‫كنت أركن للدنيا وزينتها * إذا بكيت على الماضخخين مخخن نفخخر أخنخخى الزمخخان‬
‫على أهلي فصدعهم * تصدع الشعب لقى صدمة الحجر بعض أقام وبعخخض‬
‫قخخد أصخخات بهخخم * داعخخي المنيخخة والبخخاقي علخخى الثخخر أمخخا المقيخخم فأخشخخى أن‬
‫يفارقني * ولست أوبة من ولى بمنتظر أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولخخدي‬
‫* كحالم قص رؤيا بعد مدكر لول تشاغل عينخخي بخخالولى سخخلفوا * مخخن أهخخل‬
‫بيت رسول ال لم أقر‬

‫)‪ (1‬روى أبو الفرج في الغانى باسناده عن عبد ال بن طاهر فخخي حخخديث‪ :‬قخخال عبخخد‬
‫ال ابن طاهر‪ :‬وكتب المأمون إلخى أبخى أن يكخاتبه ‪ -‬يعنخى دعبل ‪ -‬بالمخان‬
‫ويحمل إليه مال وان شاء أن يقيم عنده أو يصير إلى حيث شخخاء فكتخخب إليخخه‬
‫أبى بذلك وكان واثقا بخخه‪ ،‬فصخخار إليخه فحملخخه وخلخع عليخه وأجخخازه وأعطخخاه‬
‫المال وأشار عليه بقصد المأمون ففعخخل‪ ،‬فلمخخا دخخخل وسخخلم عليخخه‪ ،‬تبسخخم فخخي‬
‫وجهه‪ ،‬ثم قال‪ :‬أنشدني‪ :‬مدارس آيات خلت من تلوة * ومنزل وحى مقفخخر‬
‫العرصات فجزع فقال له‪ :‬لك المان فل تخخخف‪ ،‬وقخخد رويتهخخا ولكنخخي أحخخب‬
‫سماعها من فيك فأنشده اياها إلخخى آخرهخخا‪ ،‬والمخخأمون يبكخخى حخختى اخضخخلت‬
‫لحيته بدمعه‪ .‬فوال ما شعرنا ال وقد شاعت له أبيات يهجو بها المأمون بعد‬
‫احسانه إليه‪ ،‬وانسه به‪ ،‬حتى كان أول داخل عليه وآخر خارج من عنده‪.‬‬

‫]‪[324‬‬

‫وفي مواليك للتحزين مشغلة * من أن يبيت بمفقود على أثر كم من ذراع لهخخم بخخالطف‬
‫بائنة * وعارض بصعيد الخخترب منعفخخر أمسخخى الحسخخين ومسخخراهم بمقتلخخه *‬
‫وهم يقولون هذا سيد البشر يا أمة السوء ما جازيت أحمد فخخي * حسخخن البلء‬
‫على التنزيل والسور خلفتموه على البناء حيخخن مضخخى * خلفخخة الخخذئب فخخي‬
‫إنقاذ ذي بقر قال يحيى بن أكثم وأنفذني المأمون في حاجة فعدت وقخخد انتهخخى‬
‫إلى قوله‪ :‬لم يبق حي من الحياء نعلمه * مخخن ذي يمخخان ول بكخخر ول مضخخر‬
‫إل وهخخم شخخركاء فخخي دمخخائهم * كمخخا تشخخارك أيسخخار علخخى جخخزر قتل وأسخخرا‬
‫وتخويفا ومنهبة * فعل الغزاة بأهل الخخروم والخخخزر أرى أميخخة معخخذورين إن‬
‫قتلوا * ول أرى لبني الفتاح من عذر قوم قتلتم علخخى السخخلم أولهخخم * حخختى‬
‫إذا استمكنوا جازوا على الكفر أبناء حخخرب ومخخروان وأسخخرتهم * بنخخو معيخخط‬
‫الة الحقد والوغر أربع بطوس على قبر الزكي بها * إن كنت تربع من ديخخن‬
‫على وطر هيهات كل امرئ رهن بما كسبت * له يداه فخذ مخخا شخخئت أو فخخذر‬
‫قخخال‪ :‬فضخخرب المخخأمون بعمخخامته الرض‪ ،‬وقخخال‪ :‬صخخدقت وال خ يخخا دعبخخل‪.‬‬
‫ايضاح‪ :‬قوله " زوري " أي ازواري وبعدي عخخن النسخخاء " والحلخخم " النخخاة‬
‫والعقل‪ ،‬قوله " ترجو الصبى " أي ترجو منخي أن أتصخابى لهخا " والحلبخة "‬
‫بالتسكين خيل تجمخع للسخباق مخن كخل أوب ل تخخرج مخن اصخطبل واحخد‪" ،‬‬
‫وأخنى عليه الدهر " أي أتى عليه وأهلكه‪ ،‬و " الشخخعب " الصخخدع فخي الشخخئ‬
‫وإصلحه أيضا قوله " أصات بهم " أي صوت بهم ودعاهم‪ .‬قوله " لخخم أقخخر‬
‫" من وقر يقر بمعنى جلس‪ ،‬قوله " للتحزين " أي لمواليك بسبب مظلوميتكم‬
‫وحزنه لها شغل من أن يبيت لنه يتذكر مفقودا على أثخخر مفقخخود منكخخم‪ ،‬وفخخي‬
‫بعض النسخ للخدين ويؤل حاصل المعنى إلى ما ذكرناه‪ ،‬وعلى التقخخديرين ل‬
‫يخلو من تكلف‪ ،‬وأثر التصحيف والتحريف فيه ظاهر‪.‬‬

‫]‪[325‬‬

‫قوله‪ " :‬ومسراهم بمقتله " أي ساروا ورجعوا بالليخخل مخخخبرين بقتلخخه‪ ،‬أو مخخع صخخدور‬
‫هذا الفعل عنهم‪ ،‬وذو بقر اسم واد )‪ (1‬وهذا إشارة إلى مثل‪ ،‬واليسار‪ :‬القوم‬
‫المجتمعون على الميسر‪ ،‬وهو جمع الياسر أيضا وهو الذي يلي قسمة جزور‬
‫الميسر‪ .‬قوله‪ " :‬إن كنت تربع " أي تقف وتقيم " مخخن ديخخن علخخى وطخخر " أي‬
‫حاجة أي إن كانت لك حاجة في الدين‪ - 6 .‬قب‪ :‬عزى أبوالعينخخا ابخخن الرضخخا‬
‫عليه السلم عن أبيه قال له‪ :‬أنت تجل عن وصخخفنا ونحخخن نقخخل عخخن عظتخخك‪،‬‬
‫وفي علم ال ما كفاك وفي ثواب ال ما عزاك ) ‪ - 7 .(2‬كتاب المقتضب لبن‬
‫عياش‪ ،‬عن عبد ال بن محمد المسخخعودي‪ ،‬عخخن المغيخخرة ابخخن محمخخد المهلخخبي‬
‫قال‪ :‬أنشدني عبد الخ بخخن أيخخوب الخريخختي الشخخاعر وكخخان انقطخخاعه إلخخى أبخخي‬
‫الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلم يخاطب ابنه أبا جعفر محمد بخن‬
‫علي بعد وفاة أبيه الرضا عليهما السلم‪ :‬يا ابن الذبيح ويا ابن أعراق الخخثرى‬
‫* طابت ارومته وطاب عروقا يابن الوصي وصخخي أفضخخل مرسخخل * أعنخخي‬
‫النبي الصادق المصدوقا مالف في خرق القوابل مثله * أسد يلف مع الخريق‬
‫خريقا يا أيها الحبل المتين متى أغد * يوما بعقوته أجده وثيقا أنا عائذ بك في‬
‫القيامة‪ .‬لئذ * أبغي لديك من النجاة طريقا ل يسبقني في شفاعتكم غدا * أحد‬
‫فلست بحبكم مسبوقا يا ابن الثمانية الئمة غربوا * وأبا الثلثة شرقوا تشريقا‬
‫إن المشارق والمغارب أنتم * جاء الكتاب بذلكم تصديقا بيخخان‪ " ،‬الرومخخة "‬
‫بالفتح الصل‪ ،‬و " العقوة " الساحة ومخخا حخول الخخدار و " تغريخخب الثمانيخخة "‬
‫لعله كناية عن وفاتهم كما أن تشخخريق الثلثخخة كنايخخة عخخن كخخونهم ظخخاهرين أو‬
‫بمعرض الظهور‪ ،‬والتغريخب كنايخة عخن سخكناهم غالبخا أو ولدتهخم فخي بلد‬
‫الحجاز ويثرب‪ ،‬وهي غربية بالنسبة إلى العراق فالتشريق ظاهر‪.‬‬
‫)‪ (1‬قال الفيروز آبادي‪ :‬ذوبقر‪ :‬واد بين أخيلة حمى الربذة‪ (2) .‬مناقب آل أبى طخخالب‬
‫ج ‪ 4‬ص ‪.362‬‬

‫]‪[326‬‬

‫)‪) * (23‬باب( * * )مخخا ظهخخر مخخن بركخخات الروضخخة الرضخخوية علخخى مشخخرفها( * *‬
‫)الف تحيخخة‪ ،‬ومعجزاتخخه عليخخه السخخلم( * * )عنخخدها علخخى النخخاس( * ‪ - 1‬ن‪:‬‬
‫حدثنا أبو طالب الحسين بن عبد ال بن بنان الطخائي قخال‪ :‬سخمعت محمخد بخن‬
‫عمر النوقاني يقول‪ :‬بينا أنا نائم بنوقان في علية لنا في ليلة ظلماء إذا انتبهت‬
‫فنظرت إلى الناحية التي فيها مشهد علي بخخن موسخخى الرضخخا عليهمخخا السخخلم‬
‫بسناباد فرأيت نورا قد عل حتى امتل منه المشهد‪ ،‬وصار مضيئا كأنه نهار‪،‬‬
‫فكنت شاكا في أمر الرضا عليه السلم ولم أكن علمخخت أنخخه حخخق‪ ،‬فقخخالت لخخي‬
‫امي وكانت مخالفة‪ :‬مالك ؟ فقلت لها‪ :‬رأيت نورا ساطعا قد امتل منه المشهد‬
‫بسناباد‪ ،‬فقالت امي‪ :‬ليس ذلك بشئ وإنما هذا من عمل الشيطان‪ .‬قال‪ :‬فرأيت‬
‫ليلة اخرى مظلمة أشد ظلمخخة مخخن الليلخخة الولخخى‪ ،‬ومثخخل مخخا كنخخت رأيخخت مخخن‬
‫النور‪ ،‬والمشهد قد امتل به فأعلمت امخخي ذلخخك وجئت بهخخا إلخخى المكخخان الخخذي‬
‫كنت فيه حتي رأت ما رأيت من النور وامتل المشخخهد منخخه فاسخختعظمت ذلخخك‬
‫وأخذت في الحمد لخ عزوجخخل إل أنهخخا لخخم تخخؤمن بخخه كايمخخاني فقصخخدت إلخخى‬
‫المشهد فوجدت الباب مغلقا فقلت‪ ،‬اللهم إن كان أمر الرضا عليه السخخلم حقخخا‬
‫فافتح لي هذا الباب ثم دفعته بيدي فانفتح فقلت‪ :‬في نفسي لعله لخخم يكخخن مغلقخخا‬
‫على ما وجب‪ ،‬فغلقته حتى علمت أنه لم يمكن فتحه إل بمفتاح‪ ،‬ثم قلت‪ :‬اللهم‬
‫إن كان أمر الرضا حقا فافتح لي هخخذا البخخاب ثخخم دفعتخخه بيخخدي فانفتخخح فخخدخلت‬
‫وزرت وصليت واستبصرت في‬

‫]‪[327‬‬

‫أمر الرضا عليه السلم فكنت أقصده بعد ذلخخك كخل جمعخخة زائرا مخن نوقخخان‪ ،‬واصخلي‬
‫عنده إلى وقتي هذا )‪ - 2 .(1‬ن‪ :‬حدثنا أبو طالب الحسين بن عبد ال بن بنان‬
‫الطائي قال‪ :‬سمعت أبا منصور بن عبد الرزاق يقول لحاكم طوس المعروف‬
‫بالبيوردي‪ ،‬هل لك ولد ؟ فقال‪ :‬ل‪ ،‬فقال له أبو منصخخور‪ :‬لخخم ل تقصخخد مشخخهد‬
‫الرضا عليه السلم وتدعو ال عنده حتى يرزقك ولدا ؟ فاني سألت ال تعالى‬
‫هناك في حخخوائج فقضخخيت لخخي ؟ قخخال الحخخاكم‪ :‬فقصخخدت المشخخهد علخخى سخاكنه‬
‫السلم ودعوت ال تعالى عند الرضا عليه السلم أن يرزقنخخي ولخخدا فرزقنخخي‬
‫ال عزوجل ولدا ذكخخرا فجئت إلخخى أبخخي منصخخور بخخن عبخخد الخخرزاق وأخخخبرته‬
‫باستجابة ال تعالى لي في المشهد فوهب لي وأعطاني وأكرمنخخي علخخى ذلخخك‪.‬‬
‫قال الصدوق رحمه ال‪ :‬لما استاذنت المير السخخعيد ركخخن الدولخخة فخخي زيخخارة‬
‫مشهد الرضا عليه السلم أذن لي في ذلك في رجب من سنة اثنتين وخمسخخين‬
‫وثلث مائة فلما انقلبخت عنخه ردنخي فقخال لخي‪ :‬هخذا مشخهد مبخارك قخد زرتخه‬
‫وسألت ال تعالى حوائج كانت في نفسي فقضاها لي فل تقصر في الدعاء لي‬
‫هناك والزيارة عني‪ ،‬فان الدعاء فيه مستجاب فضمنت ذلخخك لخخه ووفيخخت بخخه‪،‬‬
‫فلما عدت من المشهد على ساكنه التحية والسلم ودخلت إليه‪ ،‬قخخال لخخي‪ :‬هخخل‬
‫دعوت لنا وزرت عنا ؟ فقلت‪ :‬نعم‪ ،‬فقال‪ :‬قد أحسنت فقد صح لخخي أن الخخدعاء‬
‫في ذلك المشهد مسخختجاب )‪ - 3 .(2‬ن‪ :‬حخدثنا أبخخو نصخخر أحمخخد بخخن الحسخخين‬
‫الضبي وما لقيت أنضب منه وبلغ من نصبه أنه كان يقخخول اللهخخم صخخل علخخى‬
‫محمد فردا وامتنع من الصلة على آله ‪ -‬قال سمعت أبا بكر الحمامي الفراء‪،‬‬
‫في سكة حرب بنيسابور وكان من أصخخحاب الحخخديث يقخخول‪ :‬أودعنخخي بعخخض‬
‫الناس وديعخخة فخخدفنتها‪ ،‬ونسخخيت موضخخعها‪ ،‬فلمخخا أتخخى علخخى ذلخخك مخخدة جخخاءني‬
‫صخخاحب الوديعخخة يطخخالبني بهخخا فلخخم أعخخرف موضخخعها‪ ،‬وتحيخخرت واتهمنخخي‬
‫صاحب الوديعة‪ ،‬فخرجت من بيتي مغموما متحيرا ورأيت جماعة من الناس‬
‫يتوجهون‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .278‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.279‬‬

‫]‪[328‬‬

‫إلى مشهد الرضا عليه السلم فخرجت معهم إلى المشهد‪ ،‬وزرت ودعوت ال أن يبين‬
‫لي موضع الوديعة‪ .‬فرأيت هناك فيما يخخرى النخائم‪ :‬كخخأن آت أتخخاني فقخال لخي‪:‬‬
‫دفنت الوديعة في موضع كذا وكذا‪ ،‬فرجعت إلى صخخاحب الوديعخخة‪ ،‬فأرشخخدته‬
‫إلى ذلك الموضع الذي رأيته في المنام‪ ،‬وأنا غير مصدق بمخخا رأيخخت‪ ،‬فقصخخد‬
‫صاحب الوديعة ذلك المكان فحفره واسخختخرج منخخه الوديعخخة بختخخم صخخاحبها‪،‬‬
‫فكان الرجل بعد ذلك يحدث النخخاس بهخخذا الحخخديث‪ ،‬ويحثهخخم علخخى زيخخارة هخخذا‬
‫المشهد على ساكنه التحية والسلم )‪ - 4 .(1‬ن‪ :‬حدثنا أبخخو جعفخخر محمخخد بخخن‬
‫أبي القاسم بن محمد بن الفضل التميمي الهروي رحمه ال خ قخخال‪ :‬سخخمعت أبخخا‬
‫الحسن علي بن الحسن القهستاني قال‪ ،‬كنت بمرو الرود فلقيت بها رجل مخخن‬
‫أهل مصر مجتازا اسمه حمزة‪ ،‬فذكر أنه خرج مخخن مصخخر زائرا إلخخى مشخخهد‬
‫الرضا عليه السلم بطوس وأنه لما دخل المشهد‪ ،‬كان قرب غخروت الشخمس‬
‫فزار وصلى ولم يكن ذلك اليخخوم زائرا غيخخره‪ ،‬فلمخا صخخلى العتمخخة أراد خخخادم‬
‫القبر أن يخرجه ويغلق الباب فسأله أن يغلق عليه البخخاب ويخخدعه فخخي المشخخهد‬
‫ليصخخلي فيخخه‪ ،‬فخخانه جخخاء مخخن بلخخد شاسخخع ول يخرجخخه‪ ،‬وأنخخه ل حاجخخة لخخه فخخي‬
‫الخروج‪ ،‬فتركه وغلق عليه الباب وأنه كان يصلي وحده إلى أن أعيى فجلس‬
‫ووضع رأسه على ركبتيه يستريح سخخاعة فلمخخا رفخخع رأسخخه رأى فخخي الجخخدار‬
‫مواجهة وجهه رقعة عليها هذان البيتخخان‪ :‬مخخن سخخره أن يخخرى قخخبرا برؤيتخخه *‬
‫يفرج ال عمن زاره كربه فليأت ذا القبر إن ال أسكنه * سللة مخخن نخخبي ال خ‬
‫منتجبه قال‪ :‬فقمت وأخذت في الصلة إلى وقت السحر‪ ،‬ثم جلسخخت كجلسخختي‬
‫الولى ووضعت رأسي على ركبتي‪ ،‬فلما رفعت رأسي لم أر ما على الجدار‬
‫شيئا‪ ،‬وكان الذي أراه مكتوبا رطبا كأنه كتب فخخي تلخخك السخخاعة‪ ،‬قخال‪ :‬فخانفلق‬
‫الصبح وفتح الباب وخرجت من هناك )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 279‬و ‪ (2) .280‬عيون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 280‬و ‪.281‬‬

‫]‪[329‬‬

‫بيان‪ " ،‬الشاسع " البعيد‪ - 5 .‬ن‪ :‬حدثنا أبو علي محمد بن أحمخخد بخخن محمخخد بخخن يحيخخى‬
‫المعاذي النيسابوري قال‪ :‬حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن علخخي النصخخري‬
‫المعدل‪ ،‬قال‪ :‬رأي رجل من الصالحين فيمخا يخخرى النخخائم الرسخول صخخلى الخ‬
‫عليه وآله فقال له‪ :‬يارسول ال صلى ال عليخه وآلخه مخن أزور مخن أولدك ؟‬
‫فقال‪ :‬إن من أولدي من أتخخاني مسخخموما وإن مخخن أولدي مخخن أتخخاني مقتخخول‪.‬‬
‫قال‪ :‬فقلخخت لخخه‪ :‬فمخخن أزور منهخخم يارسخخول الخ مخخع تشخختت أمخخاكنهم ؟ أو قخخال‬
‫مشاهدهم ؟ قال‪ :‬من هو أقخخرب منخخك يعنخخي بالمجخخاورة وهخخو مخخدفون بخخأرض‬
‫الغربة قال‪ :‬فقلت يارسول ال تعني الرضا عليخخه السخلم ؟ فقخال عليخه صخلى‬
‫ال عليه وآله‪ :‬قل‪ :‬صلى ال عليخخه )وآلخخه( قخخل‪ :‬صخخلى الخ عليخخه )وآلخخه( قخخل‪:‬‬
‫صلى ال عليه )وآله( ثلثا )‪ - 6 .(1‬ن‪ :‬حدثنا أبو علي محمد بخخن أحمخخد بخخن‬
‫محمد بن يحيى المعاذي قال‪ :‬حدثنا أبخخو عمخخرو محمخخد بخخن عبخخد الخ الحكمخخي‬
‫الحاكم بنوقان قال‪ :‬خرج علينا رجلن من الري برسالة بعض السلطين بها‬
‫إلى المير نصر بن أحمد ببخارى‪ ،‬وكان أحدهما من أهخخل ري والخخخر مخخن‬
‫أهل قم‪ ،‬وكان القمي على المخخذهب الخخذي كخخان قخخديما بقخخم فخخي النصخخب وكخخان‬
‫الرازي متشيعا فلما بلغا نيسابور قال الرازي للقمي‪ :‬أل نبخخدأ بزيخخارة الرضخخا‬
‫ثم نتوجه إلى بخارا ؟ فقخخال القمخخي‪ :‬قخد بعثنخخا سخخلطاننا برسخخالة إلخخى الحضخخرة‬
‫)بخراسان( ببخارا فل يحوز لنا أن نشتغل بغيرها حختى نفخخرغ منهخخا‪ .‬فقصخخدا‬
‫بخارا وأديا الرسالة ورجعا حخختى إذا حاذيخخا طخخوس فقخخال الخخرازي للقمخخي‪ :‬أل‬
‫نزور الرضا عليه السلم ؟ قخخال‪ :‬خرجخخت مخخن الخخري مخخرجئا ل أرجخخع إليهخخا‬
‫رافضيا‪ .‬قال‪ :‬فسلم الرازي أمتعته ودوابه إليه‪ ،‬وركب حمخخارا وقصخخد مشخخهد‬
‫الرضا عليه السلم وقال لخدام المشهد‪ :‬خلوا المشهد لخخي هخخذه الليلخة وادفعخوا‬
‫إلي مفاتحه ففعلوا ذلخخك قخخال‪ :‬فخخدخلت المشخخهد وغلقخخت البخخاب وزرت الرضخخا‬
‫عليه السلم ثم قمت عند رأسه وصليت ما شاء ال تعالى وابتدأت فخخي قخخراءة‬
‫القرآن من أوله‪.‬‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪(*) .281‬‬


‫]‪[330‬‬

‫قخخال‪ :‬فكنخخت أسخخمع صخخوتا بخخالقرآن كمخخا أقخخرء فقطعخخت صخخلتي وزرت المشخخهد كلخخه‪،‬‬
‫وطلبت نواحيه‪ ،‬فلم أر أحدا فعدت إلى مكخخاني وأخخخذت فخخي القخخراءة مخخن أول‬
‫القرآن فكنت أسمع الصوت كما أقرأ ل ينقطع‪ ،‬فسكت هنيئة وأصغيت بخخاذني‬
‫فإذا الصوت من القبر فكنت أسمع مثل ما أقرأ حتى بلغت آخخخر سخخورة مريخخم‬
‫عليهخخا السخخلم فقخخرأت " يخخوم نحشخخر المتقيخخن إلخخى الرحمخخن وفخخدا * ونسخخوق‬
‫المجرمين إلى جهنخم وردا " )‪ (1‬فسخمعت الصخوت مخن القخبر " يخوم يحشخر‬
‫المتقون إلى الرحمن وفدا ويساق المجرمون إلى جهنخخم وردا " حخختى ختمخخت‬
‫القرآن وختم‪ .‬فلما أصبحت رجعت إلى نوقان فسخخألت مخخن بهخخا مخخن المقرئيخخن‬
‫عن هذه القراءة فقالوا‪ :‬هذا في اللفظ والمعنى مستقيم لكن ل نعرف في قراءة‬
‫أحد‪ ،‬قال‪ :‬فرجعت إلى نيسابور فسألت من بها من المقرئين عن هذه القراءة‪،‬‬
‫فقلت‪ :‬من قرء " يوم يحشر المتقون إلى الرحمن وفدا ويساق المجرمون إلى‬
‫جهنم وردا " ؟ فقال لي‪ :‬مخخن أيخخن جئت بهخخذا ؟ فقلخخت‪ :‬وقخخع لخخي احتيخخاج إلخخى‬
‫معرفتها في أمر حدث‪ ،‬فقال‪ :‬هذه قراءة رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه مخخن‬
‫رواية أهل البيت عليهم السلم ثم استحكاني السبب الذي من أجله سألت عخخن‬
‫هذه القراءة‪ ،‬فقصصت عليه القصة‪ ،‬وصحت لي القراءة )‪ - 7 .(2‬ن‪ :‬حدثنا‬
‫أبو علي محمد بن أحمد المعاذي قال‪ :‬حدثنا أبو الحسن محمد بن أبي عبد ال‬
‫الهروي قال‪ :‬حضر المشهد رجل من أهخخل بلخخخ ومعخخه مملخخوك لخخه فخخزار هخخو‬
‫ومملوكه الرضا عليه السلم وقام الرجخخل عنخخد رأسخخه يصخخلي ومملخخوكه عنخخد‬
‫رجليه فلما فرغا من صلتهما سجدا فأطال سجودهما فرفع الرجل رأسه من‬
‫السجود قبل المملوك‪ ،‬ودعا بالمملوك‪ ،‬فرفع رأسه من السجود وقال‪ :‬لبيك يا‬
‫مولي فقال له‪ :‬تريد الحرية ؟ فقال‪ :‬نعخخم‪ ،‬فقخخال‪ :‬أنخخت حخخر لخخوجه الخ تعخخالى‬
‫ومملوكخختي فلنخخة ببلخخخ حخخرة لخخوجه الخخ‪ ،‬وقخخد زوجتهخخا منخخك بكخخذا وكخخذا مخخن‬
‫الصخخداق‪ ،‬وضخخمنت لهخخا ذلخخك عنخخك وضخخيعتي الفلنيخخة وقخخف عليكمخخا وعلخخى‬
‫أولدكما وأولد أولد أولدكما ما تناسلوا‬

‫)‪ (1‬مريم ‪ 85‬و ‪ (2) .86‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.282‬‬

‫]‪[331‬‬

‫بشهادة هذا المام عليه السلم‪ .‬فبكى الغلم وحلف بال عزوجل وبالمام أنخخه مخخا كخخان‬
‫يسأل في سجوده إل هذه الحاجة بعينها‪ ،‬وقد تعرفت الجابة من ال عزوجخخل‬
‫بهذه السرعة )‪ - 8 .(1‬ن‪ :‬حدثنا أبو علي محمد بن أحمد المعاذي قال‪ :‬حدثنا‬
‫أبو النصر المؤذن النيسابوري قال‪ :‬أصابتني علة شديدة ثقل منها لساني‪ ،‬فلم‬
‫أقدر على الكلم فخطر ببالي أن أزور الرضا عليه السلم وأدعخخو ال خ عنخخده‬
‫وأجعله شفيعي إليه‪ ،‬حتى يعافيني من علختي ويطلخق لسخاني‪ ،‬فركبخخت حمخارا‬
‫وقصخخدت المشخخهد وزرت الرضخخا عليخخه السخخلم وقمخخت عنخخد رأسخخه وصخخليت‬
‫ركعتين‪ ،‬وسجدت وكنت في الدعاء والتضرع مستشفعا بصخخاحب هخخذا القخخبر‬
‫إلى ال عزوجل أن يعافيني من علتي ويحل عقدة لساني‪ .‬فذهب بي النوم فخي‬
‫سجودي فرأيت في المنام كأن القبر قخخد انفخخرج‪ ،‬وخخخرج منخخه رجخخل كهخخل آدم‬
‫شديد الدمة‪ ،‬فدنا مني وقال لي‪ :‬يا أبا النصر قل ل إله إل الخ قخخال‪ :‬فأومخخأت‬
‫إليه كيف أقول ذلك ولساني منغلق فصاح علي صيحة‪ ،‬فقال‪ :‬تنكر ل قدرة ؟‬
‫قل ل إله إل الخ قخخال‪ :‬فخخانطلق لسخخاني‪ ،‬فقلخخت‪ :‬ل إلخخه إل الخخ‪ ،‬ورجعخخت إلخخى‬
‫منزلي راجل وكنت أقول‪ :‬ل إله إل ال‪ ،‬وانطلق لساني ولم ينغلق بعد ذلك )‬
‫‪ - 10 .(2‬ن‪ :‬حدثنا أبو علي محمد بن أحمد المعاذي قال‪ :‬سمعت أبا النصخخر‬
‫المؤذن يقول‪ :‬امتل السيل يوما سناباد وكان الوادي أعلى مخخن المشخخهد فأقبخخل‬
‫السيل حتى إذا قخخرب مخخن المشخخهد خفنخخا علخخى المشخخهد منخخه فخخارتفع بخخاذن الخ‬
‫وقدرته عزوجل ووقع في قناة أعلى من الوادي‪ ،‬ولم يقع في المشهد منه شئ‬
‫)‪ - 11 .(3‬ن‪ :‬حخخدثنا أبخخو الفضخخل محمخخد بخخن أحمخخد بخخن إسخخماعيل السخخليطي‬
‫النيسابوري قال‪ :‬حدثني محمد بن أحمد السناني النيسخخابوري قخخال‪ :‬كنخخت فخخي‬
‫خدمة المير أبي‬

‫)‪ (1‬عيون اخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ (2) .282‬عيون أخبار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪) .283‬‬
‫‪ (3‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.383‬‬

‫]‪[332‬‬

‫نصر بخن أبخي علخي الصخغاني )‪ (1‬صخاحب الجيخش وكخان محسخنا إلخي صخحبته إلخى‬
‫صغانيان وكان أصحابه يحسدونني على ميله إلي وإكرامه لي‪ .‬فسلم إلي فخخي‬
‫بعض الوقات كيسخخا فيخخه ثلثخخة آلف درهخخم وختمخخه وأمرنخخي أن أسخخلمه فخخي‬
‫خزانته فخرجخخت مخخن عنخخده فجلسخخت فخخي المكخخان الخخذي يجلخخس فيخخه الحجخخاب‬
‫ووضعت الكيخخس عنخخدي‪ ،‬وجعلخخت احخخدث النخخاس فخخي شخخغل لخخي فسخخرق ذلخخك‬
‫الكيس ولم أشعر به‪ ،‬وكان للميخخر أبخخي النصخخر غلم يقخخال لخخه خطلخخخ تخخاش‪،‬‬
‫وكان حاضرا فلما نظرت لم أر الكيس فخأنكر جميعهخخم أن يعرفخخوا لخخه خخبرا‪،‬‬
‫وقالوا لي‪ :‬ما وضعت ههنخخا شخخيئا فلمخخا وضخخعت هخخذا الفتعخخال ؟ )‪ (2‬وكنخخت‬
‫عارفا بحسدهم لي‪ .‬فكرهت )‪ (3‬تعريف المير أبخخي النصخخر الصخخغاني لخخذلك‬
‫خشية أن يتهمني‪ ،‬و بقيت متحيرا متفكرا ل أدري من أخذ الكيس‪ ،‬وكان أبي‬
‫إذا وقع له أمر يحزنه فزع إلى مشهد الرضخخا عليخخه السخخلم فخخزاره ودعخخا الخ‬
‫عزوجل عنده وكان يكفي ذلخك عنخده ويفخرج عنخه‪ .‬فخدخلت إلخى الميخر أبخي‬
‫النصر من الغد‪ ،‬فقلت‪ :‬أيها المير تأذن لي في الخروج إلى طخخوس فلخخي بهخخا‬
‫شغل ؟ فقال لي‪ :‬وما هخخو ؟ قلخخت‪ :‬لخخي غلم طوسخخي فهخخرب منخخي وقخخد فقخخدت‬
‫الكيس وأنا أتهمه به‪ ،‬فقال لي‪ :‬انظر‪ .‬أن ل تفسد حالخخك عنخخدنا بخيانخخة فقلخخت‪:‬‬
‫أعوذ بال من ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬ومن يضمن لي الكيس إن تأخرت ؟ فقلت له‪ :‬إن لم‬
‫أعخخد بعخخد أربعيخخن يومخخا فمنزلخخي وملكخخي بيخخن يخخديك اكتخخب إلخخى أبخخي الحسخخن‬
‫الخزاعي بالقبض على جميع أسبابي بطخوس‪ ،‬فخأذن لخي‪ .‬وكنخت أكختري مخن‬
‫منزل إلى منزل حتى وافيت المشهد على ساكنه السلم فخخزرت ودعخخوت ال خ‬
‫عزوجل عند رأس القبر أن يطلعني على موضع الكيس‪ ،‬فذهب‬

‫)‪ (1‬قال الفيروز آبادي‪ :‬صغانيان‪ :‬كخورة عظيمخة بمخا وراء النهخر‪ ،‬والنسخبة صخغانى‬
‫وصاغاني معرب جغانيان‪ (2) .‬وما هذا ال افتعال خ ل‪ ،‬فما وضخخعت هخخذا‬
‫ال افتعال‪ ،‬خ ل‪ (3) .‬في المصدر ونسخة الكمبانى‪ :‬فكرهت علخخى تعريخخف‬
‫المير‪.‬‬

‫]‪[333‬‬

‫بي النوم هناك فرأيت رسول ال صلى ال عليه وآله في المنام يقول لي قم فقخخد قضخخى‬
‫ال عزوجل حاجتك‪ ،‬فقمت وجددت الوضوء وصليت ما شخخاء الخخ‪ ،‬ودعخخوت‬
‫ما شاء ال‪ ،‬فذهب بي النوم فرأيت رسول ال صلى ال عليه وآله فخخي المنخخام‬
‫فقال‪ :‬الكيس سرقه خطلخ تاش‪ ،‬ودفنه تحت الكانون )‪ (1‬في بيته وهو هنخخاك‬
‫بختم أبي النصر الصغاني‪ .‬قال فانصرفت إلخخى الميخخر أبخخي نصخخر الصخخغاني‬
‫قبل الميعاد بثلثة أيام فلما دخلت عليه قلت‪ :‬قد قضيت حاجتي فقال الحمد ل‬
‫فخرجت وغيرت ثيابي وعدت إليه‪ ،‬فقال أين الكيس ؟ فقلخخت لخخه‪ :‬الكيخخس مخخع‬
‫خطلخ تاش فقال‪ :‬من أين علمت ؟ فقلت أخبرني به رسول ال في منامي عند‬
‫قبر الرضا عليه السلم فاقشعر بدنه لذلك‪ ،‬وأمر باحضار خطلخ تخاش‪ ،‬فقخخال‬
‫له‪ :‬أين الكيس الذي أخذته من بين يديه‪ ،‬فأنكر وكان من أعخخز غلمخخانه‪ .‬فخخأمر‬
‫أن يهدد بالضرب فقلت‪ :‬أيها المير ل تأمر بضربه‪ ،‬فخخان رسخخول الخ صخخلى‬
‫ال عليه وآله قد أخبرني بالموضع الذي وضعه فيخخه‪ ،‬قخخال‪ :‬وأيخخن هخخو ؟ قلخخت‬
‫هو في بيته مدفون تحت الكانون بختم المير فبعث إلى منزله بثقة له وأمخخره‬
‫أن يحفر موضع الكخخانون فتخخوجه إلخى منزلخه وحفخر فخأخرج الكيخخس مختومخا‬
‫فوضعه بين يديه‪ .‬فلما نظر المير إلى الكيس وختمه عليخخه‪ ،‬قخخال لخخي‪ :‬يخخا أبخخا‬
‫نصر لم أكن عرفخخت فضخخلك قبخخل هخخذا الخخوقت‪ ،‬وسخخأزيد فخخي بخخرك وإكرامخخك‬
‫وتقديمك‪ ،‬ولو عرفتني أنك تريد قصد المشهد لحملتك على دابخخة مخخن داوبخخي‪.‬‬
‫قال أبو نصر‪ :‬فخشيت اولئك ال ترك أن يحقدوا علي ما جرى فيوقعوني في‬
‫بلية‪ ،‬فاستأذنت المير وجئت إلى نيسابور‪ ،‬وجلست في الحخانوت أبيخع الختين‬
‫إلى وقتي هذا ول قخخوة إل بخخال )‪ - 12 .(2‬ن‪ :‬حخدثنا أبخو الفضخل محمخد بخخن‬
‫أحمد بن إسماعيل السليطي رحمه ال قال‪ :‬سخخمعت الحخخاكم الخخرازي صخخاحب‬
‫أبي جعفر العتبي يقول‪ :‬بعثني رسول إلى‬
‫)‪ (1‬الكانون‪ :‬المصطلى وهو محل النار‪ (2) .‬عيخخون أخبخخار الرضخخا ج ‪ 2‬ص ‪ 284‬و‬
‫‪.285‬‬

‫]‪[334‬‬

‫أبي منصور بن عبد الرزاق فلما كان يوم الخميس اسخختأذنته فخخي زيخخارة الرضخخا عليخخه‬
‫السلم فقال‪ :‬اسمع مني مخا احخدثك بخه فخي أمخر هخذا المشخهد‪ :‬كنخت فخي أيخام‬
‫شبابي أتعصب على أهل هذا المشهد وأتعرض الزوار فخخي الطريخخق وأسخخلب‬
‫ثيابهم ونفقاتهم ومرقعاتهم‪ .‬فخرجت متصيدا ذات يخخوم‪ ،‬وأرسخخلت فهخخدا علخخى‬
‫غزال‪ ،‬فما زال يتبعه حتى ألجأه إلخى حخائط المسخجد‪ ،‬فوقخف الغخزال ووقخف‬
‫الفهد مقابله ل يدنو منه‪ ،‬فجهدنا كخخل الجهخخد بالفهخخد أن يخخدنو منخخه‪ ،‬فلخخم ينبعخخث‬
‫وكان متى فارق الغزال موضعه يتبعخخه الفهخخد فخإذا التجخخأ إلخخى الحخخائط وقخخف‪،‬‬
‫فدخل الغزال حجرا فخخي حخائط المشخخهد‪ ،‬فخدخلت الربخخاط فقلخخت لبخخي النصخر‬
‫المقرئ‪ :‬أين الغزال الذي دخخخل ههنخخا الن ؟ فقخخال‪ :‬لخخم أره ؟ فخخدخلت المكخخان‬
‫الذي دخله فرأيت بعر الغزال وأثر البول‪ ،‬ولم أر الغزال وفقدته‪ .‬فنخخذرت ل خ‬
‫تعالى أن ل اوذي الزوار بعد ذلك‪ ،‬ول أتعرض لهم إل بسبيل الخير‪ ،‬وكنخخت‬
‫متى ما دهمني أمر فزعت إلى هخخذا المشخخهد‪ ،‬فزرتخخه وسخخألت الخ تعخخالى فخخي‬
‫حاجتي فيقضيها لي وقد سألت ال تعالى أن يرزقني ولدا ذكرا فرزقني حخختى‬
‫إذا بلغ وقتل عدت إلى مكاني من المشهد‪ ،‬وسألت ال أن يرزقني ولخخدا ذكخخرا‬
‫فرزقني ابنا آخر ولم أسأل ال عزوجل هناك حاجة إل قضخخاها لخي‪ ،‬فهخخذا مخا‬
‫ظهر لي من بركة هذا المشهد على ساكنها السلم )‪ - 13 .(1‬ن‪ :‬حخخدثنا أبخخو‬
‫الفضل محمد بن أحمد بن إسماعيل السليطي قال‪ :‬حدثنا أبو الطيب محمد بخخن‬
‫أبي الفضل السليطي قخخال‪ :‬خخخرج حمخخويه صخخاحب جيخخش خراسخخان ذات يخخوم‬
‫بنيسابور على ميدان الحسين بن زيد لينظر إلى مكان من كان معه من القواد‬
‫بباب عقيل‪ ،‬وكان قد أمر أن يبنى ويجعل بيمارستان فمر به رجل فقال لغلم‬
‫له‪ :‬اتبع هذا الرجل ورده إلى الدار حتى أعود‪ .‬فلما عخخاد الميخخر حمخخويه إلخخى‬
‫الدار أجلس من كان معه من القواد على الطعام فلما جلسوا على المائدة فقخال‬
‫للغلم‪ :‬أين الرجل ؟ قال‪ :‬هخخو علخخى البخخاب فقخخال‪ :‬أدخلخخه‪ ،‬فلمخخا دخخخل أمخخر أن‬
‫يصب على يده الماء‪ ،‬وأن يجلس على المائدة‪ ،‬فلما فرغ‬

‫)‪ (1‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪ 285‬و ‪.286‬‬

‫]‪[335‬‬

‫قال له‪ :‬معك حمار ؟ قال‪ :‬ل‪ ،‬فأمر له بحمار ثم قال له‪ :‬معك دراهم النفقة ؟ فقخخال‪ :‬ل‪،‬‬
‫فأمر له بخخألف درهخم وبخزوج جوالخق خوزيخة وبسخخفرة وبخخآلت ذكرهخخا فخأتي‬
‫بجميع ذلك‪ .‬ثم التفت المير حمويه إلى القواد‪ ،‬فقال لهم‪ :‬أتخخدرون مخخن هخخذا ؟‬
‫قالوا‪ :‬ل‪ ،‬قال‪ :‬اعلموا أني كنت في شبابي زرت الرضا عليخخه السخخلم وعلخخي‬
‫أطمار رثة‪ ،‬ورأيت هذا الرجل هناك وكنت أدعو ال عزوجل عنخخد القخخبر أن‬
‫يرزفني ولية خراسان‪ ،‬وسمعت هذا الرجل يدعو الخ تعخخالى ويسخخأله مخخا قخخد‬
‫أمرت له به فرأيت حسن إجابة ال لي فيما دعوته فيه‪ ،‬ببركخخة ذلخخك المشخخهد‪،‬‬
‫فأحببت أن أرى حسن إجابة ال تعخالى لهخذا الرجخل علخخى يخخدي‪ ،‬ولكخخن بينخخي‬
‫وبينه قصاص )‪ (1‬في شئ قخخالوا‪ :‬مخخا هخخو ؟ قخخال‪ :‬إن هخخذا الرجخخل لمخخا رآنخخي‬
‫وعلي تلك الطمار الرثة‪ ،‬وسمع طلبي بشئ عظيم فصخخغر عنخخده محلخخي فخخي‬
‫الوقت‪ ،‬وركلني برجله وقال لي‪ :‬مثلك بهذا الحال يطمع فخخي وليخخة خراسخخان‬
‫وقود الجيش ؟ فقال له القواد‪ :‬أيها المير اعخخف عنخخه واجعلخخه فخخي حخخل حخختى‬
‫تكون قد أكملت الصنيعة إليه‪ ،‬فقال‪ :‬قد فعلت‪ .‬وكان حمخخويه بعخخد ذلخخك يخخزور‬
‫هذا المشهد وزوج ابنتخه مخن زيخد بخن محمخد بخن زيخد العلخوي بعخد قتخل أبيخه‬
‫رضوان ال عليه بجرجان وحوله إلى قصره‪ ،‬وسلم إليه ما سلم مخخن النعمخخة‪،‬‬
‫وكل ذلك لما كان يعرفه من بركة هذا المشهد‪ .‬ولما خرج أبو الحسين محمخخد‬
‫بن زياد العلوي رحمه ال وبايع له عشرون ألف رجل بنيسابور أخذه الخليفة‬
‫بها وأنفذه إلى بخارا فدخل حمويه ورفع قيخده وقخال لميخر خراسخان‪ :‬هخؤلء‬
‫أولد رسول ال صلى ال عليخخه وآلخخه وهخخم جيخخاع فيجخخب أن تكفيهخخم حخختى ل‬
‫يحوجوا إلى طلب معاش فأخرج له رسما في كل شخخهر‪ ،‬وأطلخخق عنخخه‪ ،‬ورده‬
‫إلى نيسابور‪ ،‬فصار ذلك سببا لما جعل لهل الشرف ببخارا من الرسم وذلك‬
‫ببركة هذا المشهد على ساكنه السلم )‪.(2‬‬

‫)‪ (1‬تصافح خ ل‪ (2) .‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص ‪.286‬‬

‫]‪[336‬‬

‫‪ - 14‬ن‪ :‬حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين الحاكم قال‪ :‬سمعت أبا‬
‫علي عامر بن عبد ال البيرودي الحاكم بمرورود وكان من أصحاب الحديث‬
‫يقول‪ :‬حضرت مشهد الرضا عليخخه السخخلم بطخخوس‪ ،‬فرأيخخت رجل تركيخخا قخخد‬
‫دخل القبة‪ ،‬ووقف عند الرأس‪ ،‬وجعل يبكي ويخخدعو بالتركيخخة ويقخخول يخخا رب‬
‫إن كان ابني حيا فاجمع بيني وبينه‪ ،‬وإن كان ميتخخا فخخاجعلني مخخن خخخبره علخخى‬
‫علم ومعرفة‪ ،‬قال‪ :‬وكنت أعرف اللغة التركية فقلت له‪ :‬أيهخخا الرجخخل مالخخك ؟‬
‫فقال‪ :‬كان لخي ابخن وكخان معخي فخي حخرب إسخحاق آبخاد‪ ،‬ففقخدته ول أعخرف‬
‫خبره‪ ،‬وله أم تديم البكاء عليه فأنا أدعو ال تعالى هيهنا في ذلك لني سمعت‬
‫أن الدعاء في هخذا المشخهد مسختجاب‪ .‬قخال‪ :‬فرحمتخه وأخخذته بيخده وأخرجتخه‬
‫لضيفه ذلك اليوم‪ ،‬فلما خرجنخخا مخخن المسخخجد لقينخخا رجل طخخويل مختطخخا )‪(1‬‬
‫عليه مرقعة فلما بصر بخخذلك الخختركي وثخخب إليخخه فعخخانقه وبكخخى‪ ،‬وعخخرف كخخل‬
‫واحد منهما صاحبه‪ ،‬فأذا ابنه الذي كان يدعو ال تعالى أن يجمخع بينخه وبينخه‬
‫ويجعله من خبره على علم عند قبر الرضا عليخخه السخخلم‪ .‬قخخال‪ :‬فسخخألته كيخخف‬
‫وقعت إلى هذا الموضع ؟ قال‪ :‬قال‪ :‬وقعت إلى طبرستان بعد حخخرب إسخخحاق‬
‫آباد‪ ،‬ورباني ديلمي هناك فالن لما كبرت خرجت في طلب أبخخي وأمخخي‪ ،‬فقخخد‬
‫كان خفي علي خبرهما‪ ،‬وكنت مع قوم أخذوا الطريق إلى ههنخخا فجئت معهخخم‬
‫فقال التركي‪ :‬قد ظهر لي من أمر هذا المشهد ما صح لي به يقيني وقخخد آليخخت‬
‫على نفسي أن ل أفارق هذا المشهد ما بقيت‪ .‬والحمد ل أول وآخخخرا وظخخاهرا‬
‫وباطنا والصلة والسلم على نخخبيه وحخخبيبه محمخخد المصخخطفى وآلخخه وعخخترته‬
‫مصابيح الدجى وسلم تسخخليما )‪ - 15 .(2‬قخخب‪ :‬الصخخل فخخي مسخخجد زرد فخخي‬
‫كورة مرو أنه صلى فيه الرضا عليه السلم‬

‫)‪ (1‬يقال‪ :‬اختط وجه الرجل‪ :‬إذا صار فيه خطوط‪ (2 ) .‬عيون أخبار الرضا ج ‪ 2‬ص‬
‫‪ 287‬و ‪ .288‬ول يخفى أن الحمد والصخخلة مخخن كلم الصخخدوق رحمخخه الخ‬
‫فان هذا الحديث هو آخر كتاب العيون‪.‬‬

‫]‪[337‬‬

‫فبنى مسجدا ثم دفن فيه ولد الرضا عليه السلم ويروى فيه من الكرامات )‪- 16 .(1‬‬
‫كشف‪ :‬قال الحافظ عبد العزيز الجنابذي فخخي كتخابه‪ :‬قخال عبخد الخ بخن محمخخد‬
‫الجمال الرازي‪ :‬قال‪ :‬كنت وعلي بن موسى بن بابويه القمي وفد أهل الخخري‪،‬‬
‫فلما بلغنا نيسابور قلت لعلي بن موسى القمي‪ :‬هل لك في زيارة قخخبر الرضخخا‬
‫عليه السلم بطوس ؟ فقال‪ :‬خرجنا إلى هذا الملك ونخاف أن يتصل بخخه عخخدو‬
‫لنا إلى زيارة القخخبر‪ ،‬ولكنخخا إذا انصخخرفنا‪ .‬فلمخخا رجعنخخا قلخخت لخخه‪ :‬هخخل لخخك فخخي‬
‫الزيارة ؟ فقال ل يتحدث أهل الري أني خرجخخت مخخن عنخدهم مخرجئا وأرجخخع‬
‫إليهم رافضيا قلت‪ :‬فتنتظرني في مكانك ؟ قال‪ :‬أفعل‪ ،‬وخرجت فخخأتيت القخخبر‬
‫عند غروب الشمس وأزمعت المبيت على القبر‪ ،‬فسألت امرأة حضخخرت مخخن‬
‫بعض سدنة القبر هل مخخن حخخذر بالليخخل ؟ قخخالت‪ :‬ل‪ ،‬فاسخختدعيت منهخخا سخخراجا‬
‫وأمرتها باغلق البخاب‪ ،‬ونخويت أن أختخخم القخرآن علخخى القخخبر‪ .‬فلمخخا كخان فخخي‬
‫بعض الليل سمعت قراءة فقدرت أنها قد أذنت لغيخخري فخخأتيت البخخاب فوجخخدته‬
‫مغلقا وانطفأ السراج فبقيت أسمع الصوت فوجدته من القبر وهو يقرء سورة‬
‫مريم " يوم يحشر المتقون إلى الرحمان وفدا ويسخخاق المجرمخخون إلخخى جهنخخم‬
‫وردا " )‪ (2‬وما كنت سخخمعت هخخذه القخخراءة‪ ،‬فلمخخا قخخدمت الخخري‪ ،‬بخخدأت بخخأبي‬
‫القاسم العباس بن الفضل بن شاذان فسألته هل قخخرء أحخخد بخخذلك ؟ فقخخال‪ :‬نعخخم‪،‬‬
‫النبي وأخرج إلي فرائته صلى ال عليه وآلخخه فخخإذا هخخي كخخذلك )‪ - 17 .(3‬د‪:‬‬
‫قال الحاكم بخراسان صاحب كتاب المقتفي‪ :‬رأيت في منامي وأنا فخخي مشخخهد‬
‫المام الرضا عليه السلم وكأن ملكا نزل مخخن السخخماء‪ ،‬وعليخخه ثيخخاب خضخخر‬
‫وكتب على شاذروان القخخبر بيخختين حفظتهمخخا وهمخخا‪ :‬مخخن سخخره أن يخخرى قخخبرا‬
‫بروئيته * يفرج ال عمن زاره كربه فليخخأت ذا القخخبر إن الخ أسخكنه * سخللة‬
‫من رسول ال منتجبه‬

‫)‪ (1‬مناقب آل أبى طالب ج ‪ 4‬ص ‪ (2) .362‬مريم‪ 85 :‬و ‪ (3) .86‬كشف الغمخخة ج‬
‫‪ 3‬ص ‪ 90‬و ‪.91‬‬

‫]‪[338‬‬

‫صورة فتوغرافية من الصفحة الولى لمجلد السابع من نسخة ال صل التي هي بخخخط‬


‫يد المؤ لف العلمة المجلسي رضوان ال عليه‬

‫]‪[339‬‬

‫صورة فتو غرافية اخرى من الجلد السابع وهي بخط يد المؤ لخخف العل مخخة المجلسخخي‬
‫رضوان ال عليه‬

‫]‪[340‬‬

‫صورة فتو غرافية من نسخة ال صل بخط يد المخخؤ لخخف‪ ،‬العلمخخة المجلسخخي رضخخوان‬
‫ال عليه‪ ،‬تراها في الصحيفة ‪ 283‬من هذا الجزء‬

‫]‪[341‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم نحمد ال حق حمده حيث أتعم علينا بولء أهخخل بيخخت الرسخخول‬
‫صلى ال عليهم وجعلنا من المهتدين بخخأنوارهم‪ ،‬والمتمسخخكين بحبخخل ولئهخخم‪،‬‬
‫ونشكره حيث اختار نا للقيام بنشر آثارهم الخالدة‪ ،‬ونفائس أخبارهم الشريفة‪،‬‬
‫ودرر كلماتهم لطريفة في شتى علوم الدين فهذا كتاب بحار النوار الجامعخخة‬
‫لدرر أخبار لئمة ال طهار‪ :‬أجمع الكتب المؤ لفة لشتات الحخخاديث وأشخخملها‬
‫لنخخوادر الخبخخار‪ ،‬تلخخك الموسخخوعة الكخخبرى الخختي تضخخمن فخخي ارجائهخخا دائرة‬
‫المعارف السلمية من الفخروع والصخول بحيخث ل يسختغني عنخه أحخد مخن‬
‫علماء الدين‪ :‬سواء كان فقيها‪ ،‬أو متكلما‪ ،‬أومحد ثا أو مفسرا‪ ،‬أو حكيما إلهيخخا‬
‫فانه بحرمو اج في تياره قدأحكم موارد المذهب ومصخخادره‪ .‬وسخخهلها لطخخالبي‬
‫الرتواء من عذب صافيه‪ .‬فقد شرعنا في طبعه ومشره بهذه الصورة البهيخخة‬
‫الرائقة‪ ،‬تكميل لطبعته الخيرة التي ضاق بها المجال‪ ،‬فبخخدأنا بطبخخع مجلخخداته‬
‫التي تختص بتاريخ أئمتنا الطهار تيمنخخا وتخخبر كخخا‪ ،‬مسخختمد يخخن مخخن أنخخوارهم‬
‫وإفاضاتهم عليهخخم السخخلم فأخرجنخخا ‪ -‬والمنخخة لخ ‪ -‬أربخخع مجلخخدات منخخه )مخخن‬
‫المجلد العرشر ‪ -‬إلى ‪ -‬المجلد الثالث عشر( في أحد عشر جزءا‪ ،‬فكمل بذلك‬
‫تاريخخخ الئمخخة ال طيخخبين مخخن هخذه الطبعخخة النفيسخة الرائقخخة‪ .‬فلمخا كخان كمخال‬
‫اليمان وتمام المذهب بمعرفة الئمة مخخن آل الرسخخول صخخلى ال خ عيلخخه وآلخخه‬
‫لقوله‪) :‬من مات ولم يعرف إمامه مات ميتة جاهليخخة( كخخان معرفخخة شخخؤونهم‪،‬‬
‫وإثبات وليتهم و وصا يتهم بالنص‪ ،‬والبحث عخخن جهخخات علخخومهم واحتيخخاج‬
‫المسلمين إلى أنوار هدايتهم‪ ،‬ألزم وأقدم من معرفخخة تخخاريخهم وأخبخخارهم فخخي‬
‫مدة‬

‫]‪[342‬‬

‫حياتهم‪ ،‬فلذ لك عزمنا بحول ال وقوته أن نطبع المجلد السابع من بحار النوار حيخخث‬
‫تصدى فيه مؤلفه الفذ للبحث عن المامة شؤونها وسخخائر مخخا يتعلخخق بهخخا إلخخى‬
‫خمسين ومائة باب‪ .‬ومن عظيم مخخامن الخ علينخخا فخخي تيسخخير عزمتنخخا هخخذه أن‬
‫أظفرنا على النسخة الصيلة الوحيدة التي هخخي بخخخط يخخد المؤلخخف ‪ -‬رضخخوان‬
‫عليه ‪ -‬كما ترى صورتها الفتوغرافية من بعض صخخفحاتها فيمخخا يلخخي‪ ،‬وهخخذه‬
‫النسخة الشريفة لخزانة كتخخب الفاضخخل المنعخخام الخخوجيه المكخخرم المخخرزا فخخخر‬
‫الدين النصخخيري المينخخي وفقخخه الخ لحفخخظ كتخخب سخخلفنا الطخخالحين مخخن التلخخف‬
‫والضياع‪ ،‬فقد تفضل سماحته بهذه النسخة الشريفة وأودعها عند نخخا للعخخرض‬
‫والمقابلخخة‪ ،‬شخخوقا منخخه إلخخى تحقيخخق الحخخق‪ ،‬وخدمخخة للعلخخم و الخخدين جخخزاه ال خ‬
‫عناوعن المسلمين خير جزاء المحسنين‪ .‬فعرضخخنا نسخخختنا الخختي شخخرعنا فخخي‬
‫طبعها على هذه النسخة الثمينة الصيلة‪ ،‬بعد عرضها على نسخة الكمباني و‬
‫النسخة المطبوعة بتبريز مع ما عليها من شرح غوامضخخها وتحقيخخق ألفاظهخخا‬
‫وتصحيح أسانيدها وتخريج مصادر الكتاب وتعيين محل الض من المصخخادر‬
‫المطبوعخخة‪ ،‬مصخخافا إلخخى مخخا علخخق عليهخخا العخخالم لفاضخخل‪ ،‬حخخاوي المعقخخول‬
‫والمنقول‪ ،‬مولنا الحجة الشيخ أبو الحسن الشعراني دامت إفاداته‪ ،‬مخخن نكتخخة‬
‫بديعة واحتجخاج غريخب أو تفسخير كلمخة أو توضخيح عبخارة وغيخر ذلخك ممخا‬
‫سيمر عليك من الطرائف‪ .‬فنرجو من فضل ال العزيز عينا أن يوفقنا لتمخخام‬
‫ذلك في مدة يسيرة إنه ولي التوفيق‪ .‬الكتبة السلمية‬

‫]‪[343‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد‪ .‬والصلة على رسول الخخ‪ .‬وعلخخى آلخخه الطيخخبين امنخخاء‬
‫ال‪ .‬وبعد‪ :‬فهذا هخخو الجخخزء الول مخخن المجخخد الثخخاني عشخخر مخخن كتخخاب بحخخار‬
‫النخخوار حسخخب تجخخزئة المصخخنف رضخخوان الخخ عليخخه‪ ،‬والجخخزء التاسخخع و‬
‫الربعون حسب تجزئتنا يحتوي على أبواب تاريخ المام المرتجخخى‪ ،‬والسخخيد‬
‫المرتض‪ ،‬ثامن أئمة الهدى‪ ،‬أبي احسن علي بن موسى الرضخخا صخخلوات ال خ‬
‫عليخخه وعلخخى آبخخائه وأولده أعلم الخخورى‪ .‬وقخخد اعتمخخدنا فخخي التصخخحيح علخخى‬
‫النسخة المطبوعة المشهورة بطبع الكمباني وراجعنا معذلك مصخخادر الكتخخاب‬
‫وعينا مواضع النص مخخن المصخخدر‪ ،‬وأمخخا مخخن أول البخخاب ‪) 19‬بخخاب إخبخخاره‬
‫وإخبار آبائه عليهم السلم بشهادته( فقد قابلناها على نسخة الصخخل بخخخط يخخد‬
‫المؤلخخف قخخدس سخخره وهخخي لخزانخخة كتخخب الفاضخخل البحخخاث الخخوجيه الموفخخق‪،‬‬
‫الميرزا فخر الدين النصيري الميني أبقاه ال لحفظ كتب السلف عن الضياع‬
‫والتلف‪ .‬عليك من الطخخرائف‪ .‬فنرجخخو مخخن فضخل الخ العزيخز عينخخا أن يوفقنخا‬
‫لتمام ذلك في مدة يسيرة إنه ولي التوفيق‪ .‬الكتبة السلمية‬

‫]‪[343‬‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم الحمد‪ .‬والصلة على رسول الخخ‪ .‬وعلخخى آلخخه الطيخخبين امنخخاء‬
‫ال‪ .‬وبعد‪ :‬فهذا هخخو الجخخزء الول مخخن المجخخد الثخخاني عشخخر مخخن كتخخاب بحخخار‬
‫النخخوار حسخخب تجخخزئة المصخخنف رضخخوان الخخ عليخخه‪ ،‬والجخخزء التاسخخع و‬
‫الربعون حسب تجزئتنا يحتوي على أبواب تاريخ المام المرتجخخى‪ ،‬والسخخيد‬
‫المرتض‪ ،‬ثامن أئمة الهدى‪ ،‬أبي احسن علي بن موسى الرضخخا صخخلوات ال خ‬
‫عليخخه وعلخخى آبخخائه وأولده أعلم الخخورى‪ .‬وقخخد اعتمخخدنا فخخي التصخخحيح علخخى‬
‫النسخة المطبوعة المشهورة بطبع الكمباني وراجعنا معذلك مصخخادر الكتخخاب‬
‫وعينا مواضع النص مخخن المصخخدر‪ ،‬وأمخخا مخخن أول البخخاب ‪) 19‬بخخاب إخبخخاره‬
‫وإخبار آبائه عليهم السلم بشهادته( فقد قابلناها على نسخة الصخخل بخخخط يخخد‬
‫المؤلخخف قخخدس سخخره وهخخي لخزانخخة كتخخب الفاضخخل البحخخاث الخخوجيه الموفخخق‪،‬‬
‫الميرزا فخر الدين النصيري الميني أبقاه ال لحفظ كتب السلف عن الضياع‬
‫والتلف‪ .‬فقد تفضل بها سماحته خدمخخة للخخدين وأهلخخه جخخزاه الخ عخخن ال سخخلم‬
‫والمسخخلمين خيخخر جخخزاء المحسخخنين‪ .‬محمخخد البخخاقر البهبخخودى جمخخادى الثانيخخة‬
‫‪1385‬‬

‫مكتبة يعسوب الدين عليه السلم اللكترونية‬

You might also like