You are on page 1of 72

‫ٱلرِنَٰمۡح ه‬ ‫ه‬

‫ٱَّلل ِ ه‬
‫حي ِم‬
‫ٱلر ِ‬ ‫ِمۡسِب‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫إ ِنا أعطينك ٱلكوثر ‪ ١‬فص ِل ل ِرب ِك وٱۡنر ‪ ٢‬إ ِن شان ِئك هو ٱۡلبَت ‪٣‬‬
‫ليس القصد من هذا البحث التفسريي تكرار وإعادة ماذكره املفرسون وليس القصد‬
‫منه أن يدرج يف حقل البحوث التفسريية التقليدية ‪ ،‬إنام قصد به إنتاج بعض األفكار‬
‫واإلثارات اجلديدة ‪ ،‬مع عرض بعض الظواهر العددية ضمن مايعرف باإلعجاز العددي‬
‫القرآين‪ ،‬فالقرآن "التفنى عجائبه والتنقيض غرائبه"(‪.)1‬‬

‫تعريف بالسورة‬
‫سورة الكوثر املباركة هي السورة ذات الرتتيب ‪ 801‬يف ترتيب سور القران الكريم‬
‫وهي أقرص سور القرآن ال بعدد اآليات فحسب‪ ،‬بل بعدد الكلامت واحلروف أيضا‪ ،‬وقد‬
‫اختلفت الروايات يف كون السورة مكية أو مدنية‪ ،‬و(الظاهر أنا مكية)( ) باعتبار أن سبب‬
‫النزول هو حادثة تعيري النبي‪ ‬بأنه أبرت قد وقعت يف مكة‪ ،‬وذكر بعضهم أنا نزلت مرتني‬
‫مجعا بني الروايات( )‪ ،‬عدد آياهتا ثالث باإلمجاع‪ ،‬وكلامهتا عرش من غري البسملة‪ ،‬وحروفها‬
‫‪ 24‬حرفا من غري البسملة ‪ ،‬برسم املصحف العثامين‪.‬‬

‫(‪ . )8‬نج البالغة ‪ ،‬اخلطبة ‪.81‬‬


‫(‪ . )4‬انظر تفسري امليزان يف تفسريه سورة الكوثر‪.‬‬
‫( ) ‪ .‬تفسري امليزان ‪ ،‬السيد الطباطبائي ج‪ 40‬ص ‪. 7 – 63‬‬
‫‪1‬‬
‫سبب النزول‬
‫ورد يف سبب نزول السورة املباركة‪ :‬عن ابن عباس‪ ( :‬أنا نزلت يف العاص بن وائل‬
‫السهمي‪ ،‬وذلك أنه رأى النبي خيرج من املسجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم‬
‫وحتدثا‪ ،‬وأناس من صناديد قريش جلوس يف املسجد‪ ،‬فلام دخل العاص قالوا له‪ :‬من [ذا]‬
‫الذي كنت تتحدث معه؟ قال‪ :‬ذلك األبرت ـ يعني النبي ـ وكان قد تويف ابن لرسول اهلل‪‬‬
‫‪" .‬وقد تأمل الرسول‪ ‬حينام سمع هذا التشفي‪ ،‬فأنزل اهلل سورة‬ ‫(‪)1‬‬
‫من خدجية‪(‬‬
‫الكوثر عىل نبيه يف هذه املناسبة"( )‪ .‬والشانئ هو املبغض( ) ‪ ،‬واألبرت من مل يكن له عقب‬
‫خيلفه( ) وهذا الشانئ هو العاص بن وائل السهمي‪ .‬و"قيل‪ :‬عقبة بن أيب معيط وقيل أبو‬
‫جهل وقيل كعب بن األرشف وقيل الوليد بن املغرية وقيل أبو هلب"( )‪.‬‬

‫لطيفة عددية‬
‫احلساب التكراري إلسم الشانئ (العاص بن وائل السهمي) = ‪31‬‬
‫والعجيب أن تكرار حروف هذه االسم يف سورة الكوثر مع البسملة = ‪ 31‬أيضا ‪ ،‬وهذه‬
‫إشارة مؤيدة لكونه هو الشانئ األبرت‪ ،‬علام أن هذا التوافق العددي اليصح مع أي من‬
‫األسامء األخرى‪.‬‬

‫(‪ . )8‬تفسري البغوي يف تفسريه لآلية ‪.‬‬


‫(‪ . )4‬تفسري امليزان للسيد الطباطبائي ‪ ،‬ج ‪ 40‬ص ‪ 7 – 63‬وغريه من التفاسري‪.‬‬
‫( ) ‪ .‬لسان العرب إلبن منظور ‪ ،‬مادة شنأ ‪.‬‬
‫(‪ . )2‬املفردات للراغب االصبهاين ‪ ،‬مادة برت‪.‬‬
‫( ) ‪ .‬الدر املنثور جلالل الدين السيوطي ج ‪ 6‬ص ‪ .202‬البحر املحيط أليب حيان األندليس ج‪88‬‬
‫ص‪ . 3‬تفسري البغوي ج‪ 1‬ص‪. 60‬‬
‫تفسري السورة‬
‫خاطب اهلل سبحانه نبيه‪ ‬عىل وجه اإلمتنان والتسلية لنفسه الرشيفة واإلنتصار له بأن‬
‫مبغضه هو املنقطع النسل‪ .‬وقد أختلف يف معنى الكوثر إىل أقوال كثرية‪ ،‬والتعدو هذه‬
‫األقوال غالبا كونا مصاديق ملعنى الكوثر الواسع وهو‪( :‬الشئ الذي من شأنه الكثرة‪ ،‬وهو‬
‫اخلري الكثري)(‪ )1‬ويمكن حرص األقوال يف اجتاهني رئيسني‪:‬‬

‫االجتاه األول‪ :‬الذرية الطاهرة‬


‫‪ .8‬جاء يف تفسري امليزان‪( :‬إن كثرة ذريته‪ ‬هي املرادة وحدها بالكوثر الذي أعطيه‬
‫النبي‪ ‬أو املراد هبا اخلري الكثري وكثرة الذرية مرادة يف ضمن اخلري الكثري ولوال ذلك‬
‫ه‬
‫لكان حتقيق الكالم بقوله‪ :‬إ ِن شان ِئك هو ٱۡلبَت‪ ‬خاليا عن الفائدة ‪ .‬وقد استفاضت‬
‫الروايات أن السورة إنام نزلت فيمن عابه‪ ‬بالبرت بعد ما مات ابناه القاسم وعبد اهلل ‪،‬‬
‫وبذلك يندفع ما قيل‪ :‬إن مراد الشانئ بقوله‪( :‬أبرت) املنقطع عن قومه أو املنقطع عن‬
‫اخلري فرد اهلل عليه بأنه هو املنقطع من كل خري)( )‪.‬‬
‫‪ .4‬جاء يف تفسري الفخر الرازي‪" :‬الكوثر أوالده ‪، ‬قالوا ألن هذه السورة إنام نزلت ردا‬
‫عىل من عابه ‪‬بعدم األوالد‪ ،‬فاملعنى أنه يعطيه نسال يبقون عىل مر الزمان"( ) وقد‬
‫ظهر ذلك يف ذريته من فاطمة وعيل‪ ، ‬وهذا يطابق ما ورد يف سبب نزول السورة‪.‬‬
‫‪( .‬ومن استعامل ظاهر اللسان العريب تفسري " الكوثر" بأنه الذرية الكثرية يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫ه‬
‫‪‬إ ِنا أعطينك ٱلكوثر‪ ‬فهي صيغة مبالغة من الكثرة ( فوعل ) يؤيد ذلك اآلية التي‬
‫ه‬
‫جتئ فيام بعد ‪‬إ ِن شان ِئك هو ٱۡلبَت‪ ‬واألبرت من ال عقب له‪ .‬وهبذا ساغ تفسري الشيعة‬

‫(‪ . )8‬تفسري جممع البيان للشيخ الطربيس ج‪ 80‬ص‪.2 1‬معاجم اللغة العربية ‪ ،‬مادة (كوثر)‪.‬‬
‫(‪ . )4‬تفسري امليزان للسيد الطباطبائي ج‪ 40‬ص‪. 7 – 63‬‬
‫( ) ‪ .‬التفسري الكبري للفخر الرازي ج‪ 4‬ص‪.842‬‬
‫بأن الكوثر هو الذرية‪ .‬وقد رزق اهلل النبي الذرية الكثرية من فاطمة‪ .‬فهي الكوثر‬
‫املقصود‪ .‬واآلخرون يقولون إن الكوثر نر يف اجلنة‪ .‬وغريهم يؤولونه بأنه النبوة)(‪.)1‬‬

‫فاطمة الزهراء‪‬‬
‫قد عرفنا أن سبب نزول هذه السورة املباركة أن العاص بن وائل قد عري النبي‪ ‬بأنه‬
‫أبرت بعد موت إبنه القاسم حيث بينت السورة أن اهلل قد أعطاه الكوثر وأن شانئه هو األبرت‪،‬‬
‫لذا كانت الزهراء‪ ‬من أوضح مصاديق الكوثر ألنا وعيل‪ ‬مها سبب الذرية املباركة‬
‫التي لن تفرتق عن كتاب اهلل حتى ورود احلوض بدليل حديث الثقلني الرشيف‪( :‬إين تارك‬
‫فيكم ما إن متسكتم به لن تضلوا بعدي‪ ،‬أحدمها أعظم من االخر‪ :‬كتاب اهلل حبل ممدود من‬
‫السامء إىل االرض وعرتيت أهل بيتي‪ ،‬ولن يتفرقا حتى يردا عيل احلوض‪ ،‬فانظروا كيف‬
‫ختلفوين فيهام)( )‪ ،‬ألنم حينئذ سيكونون بني ذائد للمنافقني وساق للمؤمنني فهم كوثر‬
‫مستمر من احلياة الدنيا وحتى ورود احلوض ‪ ،‬مل ولن ينقطع بخالف عدوه ومبغضه الذي‬
‫جعله اهلل تعاىل أبرتا يف الدنيا واآلخرة‪ .‬ومن هنا جاء تأكيد الروايات الرشيفة أن اإلمام‬
‫املهدي‪ ،‬اإلمام الثاين عرش هو من ولد فاطمة‪ ، ‬فهو من الكوثر املستمر الذي‬
‫اليفرتق عن كتاب اهلل تعاىل فقد ورد عن سعيد بن املسيب ‪ ،‬قال‪ :‬كنا عند أم سلمة فتذاكرنا‬
‫املهدي‪ ،‬فقالت‪ :‬سمعت رسول اهلل‪ ‬يقول‪( :‬املهدي من ولد فاطمة)( )‪.‬‬
‫ونتيجة لبغض األمويني والعباسيني وحسدهم للرسول وآله‪ ،‬كانوا يشيعون أن احلسن‬
‫واحلسني‪ ‬ليسا من أبناء النبي‪ ، ‬ألنام أوالد ابنته‪ ،‬لينفوا ما أثبته القرآن والسنة بأنام‬
‫إبناه‪ .‬فأما ماجاء يف القرآن‪:‬‬

‫(‪ . )8‬اإلمام جعفر الصادق‪ ، ‬عبد احلليم اجلندي ص ‪.461‬‬


‫(‪ . )4‬صحيح الرتمذي ج ص ‪ 66‬ح‪. 711‬‬
‫( ) ‪ .‬سنن ابن ماجة ج‪4‬ص‪ ،42‬احلديث ‪.2016‬‬
‫‪ .8‬قوله تعاىل‪  :‬فمن حا هجك فِيهِ مِن بع ِد ما جاءك مِن ٱلعِل ِم فقل تعالوا ندع أبناءنا‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫وأبناءكم ون ِساءنا ون ِساءكم وأنفسنا وأنفسكم ث هم نبت ِهل فنجعل لعنت ٱَّلل ِ لَع‬
‫أن رسول اهلل ‪ ‬دعا معه احلسن‬ ‫( )‬
‫وقد روى أرباب الصحاح‬ ‫(‪)1‬‬
‫ٱلك ِذب ِني ‪٦١‬‬
‫واحلسني وفاطمة وعليا ‪ ‬عندما خرج ملباهلة نصارى نجران‪.‬‬
‫‪ .4‬ذكر القرآن أن النبي عيسى‪ ‬من ذرية النبي إبراهيم‪ ‬مع أن نسبته إليه عن طريق‬
‫األم (مريم‪ ،)‬وذلك يف قوله تعاىل‪  :‬وت ِلك ح هجتنا ءاتينها إ ِبرهِيم لَع قومِهِۦ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫كيم عل ِيم ‪ ٨٣‬ووهبنا َلۥ إ ِسحق ويعقوب ّلُك‬ ‫نرفع درجت همن نشاء إ ِن ر هبك ح ِ‬
‫هدينا ونوحا هدينا مِن قبل ومِن ذرِ هيت ِهِۦ داوۥد وسليمن وأيوب ويوسف وموَس‬
‫عيس ِإَولاس ك ِمن‬ ‫سن ِني ‪ ٨٤‬وزكرِ هيا ويحَي و ِ‬‫وهرون وكذل ِك َنزِي ٱلمح ِ‬
‫ه‬
‫حني‪.) (٨٥‬‬
‫ٱلصل ِ ِ‬

‫وأما ماجاء يف السنة ‪:‬‬


‫‪ .8‬روي عن الرسول‪ ‬أنه قال ‪( :‬كل بني أنثى فإن عصبتهم ألبيهم‪ ،‬ما خال ولد فاطمة‪،‬‬
‫فإين أنا عصبتهم‪ ،‬وأنا أبوهم) ( )‪.‬‬
‫‪ .4‬روي عن الرسول‪ ‬أنه قال ‪( :‬ابناي هذان احلسن واحلسني سيدا شباب أهل اجلنة‬
‫وأبومها خري منهام) ( )‪.‬‬

‫(‪ . )8‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.68‬‬


‫(‪ . )4‬صحيح مسلم ج‪ 7‬ص‪ ، 840‬مسند أمحد ج‪ 8‬ص ‪ ،81‬صحيح الرتمذي ج ص‪. 36‬‬
‫( ) ‪ .‬سورة األنعام ‪ ،‬اآليات ‪. 1 – 1‬‬
‫(‪ . )2‬اجلامع الصغريج‪ 4‬ص‪ 471‬ح‪ . 6432‬كنز العامل ج‪ 84‬ص‪ 886‬ح ‪. 2467‬‬
‫( ) ‪ .‬كنز العامل للمتقي اهلندي ج‪ 84‬ص‪ 88 ، 884‬و ‪. 844‬‬
‫‪ .‬وجاء يف نج البالغة‪ :‬أرسل عمرو بن العاص إىل عيل‪ ‬يعيبه بأشياء‪ ،‬منها إنه يسمي‬
‫حسنا وحسينا‪ ‬ولدى رسول اهلل‪ ‬فقال عيل‪ ‬لرسوله‪" :‬قل للشانئ ابن‬
‫الشانئ‪ ،‬لو مل يكونا ولديه لكان أبرت‪ ،‬كام زعمه أبوك! ) (‪.)1‬‬

‫إشارات عددية‬
‫‪ .8‬رقم كلمة (الكوثر) من آخر القران هو ‪ 8 2‬وهذا يمثل تسلسل الرقم األويل ‪7 7‬‬
‫الذي يمثل قيمة حساب اجلمل لكلمة (الكوثر)‪ .‬ويمثل أيضا قيمة حساب اجلمل‬
‫لالسم الرشيف (فـــطمة) باأللف اخلنجرية‪.‬‬
‫‪ .4‬تكرار حروف االسم الرشيف (فاطمة) يف سورة الكوثر من غري البسملة = ‪!! 84‬‬
‫سبحان اهلل ‪ ،‬فهذه إشارة إىل األئمة االثني عرش‪.‬‬
‫‪ .‬ورود (فطمة الزهرا) يف الكوثر مع البسملة = ‪ 27‬وهذا العدد يمثل جمموع حروف‬
‫األئمة االثني عرش‪ ‬وفاطمة‪.‬‬
‫‪ .2‬هناك ‪ 846‬كلمة بعد سورة الكوثر إىل خامتة القرآن الكريم والعدد ‪24 × = 846‬‬
‫عدد آيات السورة و ‪ 24‬عدد حروف السورة والذي هو نفسه عدد حروف‬ ‫حيث‬
‫األئمة االثني عرش‪.‬‬
‫‪ .‬ورود االسم الرشيف (فاطمة الزهراء) يف سورة الفاحتة = ‪ ،84‬وهو يساوي جمموع‬
‫(رقم ترتيب سورة الكوثر ‪ + 801‬رقم تنزيلها ‪.)8‬‬
‫‪ .6‬مجل (فــطمه الزهرا ) = ‪ 3 × 24 = 71‬حيث ‪ 24‬عدد حروف السورة‪ ،‬وهو أيضا‬
‫عدد حروف األسامء األئمة اإلثني عرش‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫(‪ . )8‬رشح نج البالغة إلبن أيب احلديد ج‪ 40‬ص‪2‬‬


‫‪6‬‬
‫‪" .7‬هناك ‪ 60‬سورة بني سوريت (حممد) و (الكوثر) والعدد ‪ 60‬يمثل حساب اجلمل للقب‬
‫السيدة فاطمة الزهراء (أم أبيها)" (‪ ، )1‬وهو أيضا عدد مركب رقمه ‪ 24‬وهذا الرقم‬
‫يمثل عدد حروف السورة وعدد حروف األئمة االثني عرش‪.‬‬

‫إثارة جديدة يف معنى أعطيناك‬


‫ذكر أصحاب التفاسري الكثري من التفاصيل يف معنى (أعطيناك) ‪ ،‬ونحن هنا نذكر‬
‫لطيفة جديدة مل تطرح سابقا ‪ ،‬وهلا األمهية يف أطروحتنا كام سيمر عليك إن شاء اهلل تعاىل ‪:‬‬
‫من املعلوم أن (آتى) تستعمل ملا هو أوسع من (أعطى) التي تستعمل يف األمور املادية غالبا‪،‬‬
‫ه‬
‫كام يف قوله تعاىل‪ :‬وأعطى قل ِيٗل وأكدى‪ ‬وقوله تعاىل‪ :‬فأ هما من أعطى وٱتق‪، ‬‬
‫بخالف (آتى) التي تستعمل يف األمورد املادية واملعنوية وأكثر استعامهلا لألمور الواسعة‬
‫والعظيمة كامللك والرشد واحلكمة‪ .‬وعىل هذا فإن كلمة (آتى) أوسع استعامال من كلمة‬
‫(أعطى ) إضافة إىل كونا متقاربة صوتيا مع كلمة (أعطى)‪ ،‬فلامذا إذن مل تستعمل (آتيناك)‬
‫بدل (أعطيناك)؟‬
‫وقد أجيب عن ذلك بأن العطاء متليك وأما اإليتاء فهو عطاء قد يشمله النزع بمعنى‬
‫ه‬
‫ك تؤ ِت ٱلملك من‬ ‫أنه ليس متليكا بالرضورة ‪ ،‬كام يف قوله تعاىل‪ :‬ق ِل ٱلله هم مل ِك ٱلمل ِ‬
‫ه‬
‫تشاء وتزنِع ٱلملك مِ همن تشاء‪ ، ‬وقوله تعاىل‪ :‬إ ِن قرون َكن مِن قو ِم موَس فبَغ‬
‫ه‬
‫اِتهۥ َلنوأ ب ِٱلعصبةِ أو ِِل ٱلق هوة ِ ‪ ،‬ثم سلبت منه‬
‫علي ِهم وءاتينه مِن ٱلكنوزِ ما إ ِن مف ِ‬
‫ه‬
‫هذه النعم‪ :‬فخسفنا ب ِهِۦ وب ِدارِه ِ ٱۡلۡرض فما َكن َلۥ مِن ف ِئة ينُصونهۥ مِن د ِ‬
‫ون ٱَّلل ِ‬
‫ب‬ ‫وما َكن مِن ٱلمنت ِ ِ‬
‫ُصين‪ ،‬والحظ حق الترصف لسليامن‪ ‬يف عطاء اهلل له ‪  :‬قال ر ِ‬

‫(‪ . )8‬ذكر هذه اإلشارة الباحث السوري منصور قهوجي عىل موقع شفرة القرآن بتاريخ ‪/ 80 /86‬‬
‫‪.4083‬‬
‫‪7‬‬
‫ه‬
‫ۡي‬‫غ‬‫ب‬
‫ِ ِ ِ‬ ‫ك‬ ‫س‬ ‫م‬‫أ‬ ‫و‬ ‫أ‬ ‫ُن‬ ‫ٱم‬ ‫ف‬ ‫ا‬‫ن‬ ‫ؤ‬‫ا‬‫ط‬‫ع‬ ‫ا‬‫ذ‬‫ه‬ ‫‪...‬‬ ‫ي‬ ‫د‬
‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫د‬‫ح‬‫ۡل‬
‫ِ‬ ‫َغ‬
‫ِ‬ ‫ۢنب‬ ‫ي‬ ‫َّل‬ ‫ٱغفِر ِِل وهب ِِل ملٗك‬

‫حساب‪ . ‬وقد يكون اإليتاء آية كام يف قوله تعاىل‪ :‬ولقد ءاتينك سبعا مِن ٱلمث ِ‬
‫اِن‬ ‫ِ‬
‫(‪)1‬‬

‫وٱلقرءان ٱلع ِظيم‪ ،) (‬فليس للنبي‪ ‬حق الترصف هبا بل عليه تبليغها‪ ،‬ورب العاملني‬
‫ملك رسوله‪ ‬الكوثر وأعطاه إياه يترصف فيه كيفام شاء( )‪.‬‬
‫وأضيف إىل ماسبق أن الصيغة (أعطيناك ) مقارنة بالصيغة (آتيناك) هلا ميزة أخرى هي‬
‫إحتواؤها عىل حريف الـ (ع) والـ (ط) حيث أن حرف الـ (ع) هو رمز االسم الرشيف‬
‫(عيل) وحرف الـ (ط) يمكن أن يكون رمزا لالسم الرشيف ( فاطمة)‪ ،‬ويمكن مالحظة‬
‫ماييل‪:‬‬

‫‪ .8‬جاء ترتيب احلرفني العني الذي يشري إىل اإلمام عيل‪ ، ‬ثم الطاء الذي يشري إىل السيدة‬
‫فاطمة الزهراء‪ ،‬متتابعني من غري فاصل‪.‬‬
‫‪ .4‬ورد كل من هذين احلرفني يف السورة مرة واحدة فقط‪.‬‬
‫‪ .‬قيمة احلساب التكراري إلسمي احلرفني (عني طاء) = ‪ 27‬وهذا الرقم نفسه عدد حروف‬
‫األئمة اإلثني عرش‪ ‬والسيدة فاطمة الزهراء‪ ‬ليكون هذا العطاء هو السبب يف‬
‫ذرية الرسول‪.‬‬
‫‪ .2‬جمموع تكرار هذين احلرفني يف السور التي تيل سورة الكوثر إىل ناية القرآن ‪8‬‬
‫والعجيب أن احلرف (ع) تكرر ‪ 84‬مرة ‪ ،‬والعجيب أن قيمة احلساب التكراري حلرف الـ‬

‫و‪. 3‬‬ ‫(‪ . )8‬سورة ص ‪ ،‬اآليتان‬


‫(‪ . )4‬سورة احلجر ‪ ،‬اآلية ‪. 17‬‬
‫( ) ‪ .‬عىل طريق التفسري البياين للدكتور فاضل صالح السامرائي ج‪ 8‬ص‪ 77‬ـ ‪ 71‬بترصف‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫(ع) = ‪84‬يف إشارة إىل األئمة اإلثني عرش‪ ، ‬وحرف الـ (ط) تكرر مرة واحدة يف‬
‫إشارة إىل السيدة فاطمة الزهراء‪.‬‬

‫ولسوف يعطيك ربك فرتىض‬


‫سورة الكوثر كأنا إنجاز ما وعد اهلل به رسوله يف سورة الضحى‪ :‬ولسوف يع ِطيك‬
‫ربك فَتض‪ )1(‬ففي سورة الضحى وعد من اهلل باإلعطاء ويف سورة الكوثر حتقق‬
‫ه‬
‫العطاء‪ .‬وقد جاء التوكيد بـ ( إن) يف قوله تعاىل يف سورة الكوثر‪ :‬إ ِنا أعطينك ٱلكوثر ‪‬‬
‫يف مقابل التوكيد بالالم يف قوله تعاىل يف سورة الضحى‪ :‬ولسوف يع ِطيك ربك فَتض‬
‫‪ .) (‬وجاء قوله تعاىل يف سورة الكوثر‪ :‬فص ِل ل ِرب ِك وٱۡنر ‪ ‬نتيجة إلنجاز الوعد له أي‬
‫فصل لربك الذي وعدك بأن يعطيك وأنجز الوعد ( )‪ ،‬حيث أعطاك فاطمة الزهراء‪‬‬
‫التي كانت سبب الذرية املباركة فهم الكوثر املستمر من الدنيا وحتى ورود احلوض‪،‬‬
‫وباملقابل قدم الرسول وآله أنفسهم الرشيفة قرابني يف سبيل اهلل كمصداق لشكر اهلل تعاىل ‪.‬‬

‫إشارات عددية‬
‫‪ .8‬تكرار حروف اآلية الرشيفة‪ :‬ولسوف يع ِطيك ربك فَتض‪ ‬يف سورة الفاحتة = ‪882‬‬
‫الذي يمثل عدد سور القرآن ‪ ،‬ويف هذا إشارة إىل عطاء الثقل األكرب وهو من اخلري الكثري‪.‬‬
‫ه‬
‫‪ .4‬تكرار حروف اآلية الرشيفة‪ :‬إ ِنا أعطينك ٱلكوثر‪ ‬من غري تكرار يف اآلية الرشيفة‪:‬‬
‫‪‬ولسوف يع ِطيك ربك فَتض‪ 84 = ‬والذي يمثل عدد األئمة اخللفاء بعد النبي ‪‬‬
‫وفيه إشارة إىل عطاء الثقل األصغر الذي متثله عرتة الرسول‪.‬‬

‫(‪ . )8‬سورة الضحى ‪ ،‬اآلية ‪.‬‬


‫(‪ . )4‬سورة الضحى ‪ ،‬اآلية ‪.‬‬
‫( ) ‪ .‬عىل طريق التفسري البياين للدكتور فاضل صالح السامرائي ج‪ 8‬ص‪ 76‬بترصف ‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .‬تكرار حروف أسامء األئمة االثني عرش‪ ‬يف اآلية الرشيفة ‪ :‬ولسوف يع ِطيك ربك‬
‫فَتض‪ 7 = ‬وهو عدد أويل تسلسله ‪ 84‬يف األعداد األولية ‪ ،‬وهو يمثل أيضا قيمة‬
‫ت‪ ،‬كام إنه يمثل ترتيب سورة‬
‫احلساب التكراري للتعبري الرشيف‪ :‬أهل ٱۡلي ِ‬
‫الصافات(‪!)1‬‬
‫‪ .2‬عند طرح املكرر من حروف أسامء األئمة اإلثني عرشيتبقى ‪ 84‬حرفا مجعتها يف مجلة (‬
‫سن جمد حروف عيل ) وجمموع تكرار حروف هذه اجلملة يف اآلية الرشيفة‪ :‬ولسوف‬
‫يع ِطيك ربك فَتض‪ 84 = ‬وهذه إشارة إىل عطاء الثقل األصغر وهم األئمة االثني‬
‫عرش‪. ‬‬
‫‪ .‬حساب اجلمل لآلية من سورة الضحى‪ :‬ولسوف يع ِطيك ربك فَتض‪408 = ‬‬
‫من سورة األحزاب‬ ‫يشري إىل آية التطهري ذات الرقم‬ ‫× ‪ 68‬حيث أن الرقم‬ ‫=‬
‫‪ .‬بينام الرقم ‪ 68‬يشري إىل سنة وقوع معركة الطف اخلالدة ‪ ،‬حيث قدم‬ ‫ذات الرتتيب‬
‫احلسني‪ ‬القربان تلو القربان حتى ختم بنفسه الرشيفة ولسان املقال واحلال يلهج ‪:‬‬
‫(فخذ يارب حتى ترىض) ‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫من سورة الضحى‪ :‬ولسوف يع ِطيك ربك فَتض‪‬‬ ‫‪ .6‬احلساب التكراري لآلية‬
‫=‪ ، 27×4×4 = 811‬حيث يشري الرقم ‪ 27‬إىل عدد حروف األئمة االثني‪ ‬عرش مع‬
‫سيدة نساء العاملني‪ ، ‬الذين ورد ذكرهم يف آية التطهري الرشيفة‪.‬‬

‫االجتاه الثاين‪ :‬حوض أو نر يف اجلنة‬


‫‪ .8‬نر يف اجلنة أعطاه اهلل الرسول‪ ‬عوضا عن ابنه إبراهيم( )‪.‬‬

‫(‪ . )8‬سورة الصافات ذات الرتتيب ‪ ، 7‬والتي وردت فيها آية الذبح العظيم ‪.‬‬
‫(‪ . )4‬تفسري القمي ‪ ،‬عيل بن ابراهيم القمي ج‪ 4‬ص ‪.22‬‬
‫‪11‬‬
‫وقال أنس‪( :‬بينا رسول اهلل‪ ‬ذات يوم بني أظهرنا إذ أغفى اغفاءة ثم رفع رأسه متبسام‬
‫فقلنا‪ :‬ما أضحكك يا رسول اهلل؟ قال‪ :‬أنزلت عيل آنفا سورة‪ ،‬فقرأ (سورة الكوثر)‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا‪ :‬اهلل ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪ :‬فإنه نر وعدنيه ريب عز وجل‬
‫عليه خري كثري‪.)1()...‬‬
‫‪ .4‬حوض النبي‪ ‬الذي يكثر الناس عليه يوم القيامة( )‪.‬‬

‫نـــر الكـوثر‬
‫بينت األحاديث الرشيفة( ) جمموعة من صفات هذا النهر‪:‬‬
‫‪ .8‬نر يف السامء جمراه من حتت العرش‪ ،‬خمرجه من ساق العرش‪ ،‬نر يف اجلنة‪.‬‬
‫‪ .4‬حصباؤه (حصاه) الدر والزبرجد واملرجان ترابه املسك األذفر‪.‬‬
‫‪ .‬عرضه وطوله ما بني املرشق واملغرب‪.‬‬
‫‪ .2‬ال يرشب أحد منه فيظمأ وال يتوضأ أحد منه فيشعث‪.‬‬
‫‪ .‬ال يرشبه إنسان أخفر ذمة الرسول‪ ‬وقتل أهل بيته‪.‬‬
‫‪ .6‬يذود عيل عنه يوم القيامة من ليس من شيعته‪.‬‬
‫‪ .7‬حافتاه قباب اللؤلؤ املجوف‪ ،‬حافتاه من ذهب‪.‬‬

‫(‪ . )8‬صحيح مسلم ج‪ 4‬ص‪.84‬‬


‫(‪ . )4‬تفسري التبيان للشيخ الطويس ج‪ 80‬ص‪.287‬‬
‫( ) ‪ .‬مناقب آل أيب طالب ‪ ،‬ابن شهر آشوب ج‪ 4‬ص‪ .82 – 84‬تفسري الرازي ج‪ 8‬ص‪ .842‬تفسري‬
‫نور الثقلني ‪ ،‬احلويزي ج ص‪ .614 – 610‬سبل اهلدى والرشاد ‪ ،‬الصاحلي الشامي ج‪84‬‬
‫ص ‪ . 26‬مسند أمحد بن حنبل ج‪ 4‬ص‪ 7‬و ج ص‪ .31‬كنز العامل ‪ ،‬املتقي اهلندي ج‪82‬‬
‫ص ‪ .24‬معاين األخبار ‪ ،‬الشيخ الصدوق‪ ‬ص‪ .814‬بحار األنوار ‪ ،‬العالمة املجليس ج‪86‬‬
‫ص‪.733‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ .1‬جمراه الدر والياقوت وتربته أطيب من املسك ‪ ،‬حشيشه الزعفران‪.‬‬
‫‪ .3‬لونه أشد بياضا من اللبن‪ ،‬أبيض من الثلج‪.‬‬
‫‪ .80‬ماؤه أحىل من العسل‪.‬‬
‫‪ .88‬ملمسه ألني من الزبد‪.‬‬
‫‪ .84‬فيه طيور خرض هلا أعناق كأعناق البخت(‪.)1‬‬
‫( )‬
‫‪.8‬عليه ألف ألف قرص‪ ،‬لبنة من ذهب ولبنة من فضة‪ ،‬حشيشها الزعفران وررضاضها‬
‫الدر والياقوت وأرضها املسك األبيض‪.‬‬

‫حوض الكوثر‬
‫هو حوض أعطاه اهلل سبحانه وتعاىل للرسول األكرم‪ ‬ووجوده من األمور املتواترة‬
‫والخالف فيها‪ .‬قال الشيخ الصدوق‪( :‬إعتقادنا يف احلوض أنه حق‪ ،‬وأن عرضه ما بني‬
‫أيلة وصنعاء وهو حوض النبي‪ ، ‬وأن فيه من األباريق عدد نجوم السامء‪ ،‬وأن الوايل‬
‫عليه يوم القيامة أمري املؤمنني عيل بن أيب طالب‪ ‬يسقي منه أولياءه‪ ،‬ويذود عنه أعداءه‪،‬‬
‫من رشب منه رشبة مل يظمأ بعدها أبدا)( )‪ ،‬وقد ذكر يف الكثري من األحاديث الرشيفة أمهها‬
‫حديث الثقلني( ) وحديث اإلرتداد أو اإلنقالب( )‪.‬‬
‫واحلوض لغة‪ :‬جمتمع املاء‪ ،‬ومجعه أحواض وحياض وحيضان(‪.)6‬‬

‫(‪ . )8‬البخت ‪ :‬اإلبل اخلراسانية ‪.‬‬


‫(‪ . )4‬احلىص الصغري املكرس‪.‬‬
‫( ) ‪ .‬اإلعتقادات يف دين اإلمامية ‪ ،‬الشيخ الصدوق‪ ‬ص ‪.6‬‬
‫(‪ . )2‬انظر مثال مسند أمحد بن حنبل ج ص‪ ،7‬سنن الرتمذي ج ص‪. 47‬‬
‫( ) ‪ .‬انظر صحيح البخاري ج‪ 4‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ . )6‬املنجد يف اللغة ‪ ،‬لويس معلوف مادة حوض‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وقد بينت األحاديث الرشيفة جمموعة من صفات هذا احلوض(‪:)1‬‬
‫‪ .8‬قواعده حتت عرش اهلل‪ ،‬جيري من حتت العرش‪ ،‬وينصب فيه شعبتان من اجلنة‪ :‬إحدامها‬
‫من تسنيم‪ ،‬واألخرى من معني‪.‬‬
‫‪ .4‬عرضه كطوله فشهر عرضا وشهر طوال‪ ،‬عرضه ما بني صنعاء إىل برصى أو مابني أيلة‬
‫وصنعاء‪ ،‬عرضه وطوله ما بني املرشق واملغرب‪.‬‬
‫‪ .‬ماؤه أبيض من اللبن‪ ،‬ماؤه أبيض من الورق‪ ،‬أشد بياضا من الثلج‪.‬‬
‫‪ .2‬رحيه أطيب من املسك ‪ ،‬ويوجد من مسرية الف عام‪.‬‬
‫‪ .‬ماؤه أحىل من العسل‪ ،‬وألني من الزبد‪ ،‬وأزكى من العنرب‪ ،‬وأصفى من الدمع‪.‬‬
‫‪ .6‬كيزانه كنجوم السامء‪ ، ،‬فيه أكثر من عدد نجوم السامء قدحان الذهب والفضة وألوان‬
‫اجلوهر‪.‬‬
‫‪ .7‬حصاه الدر والزبرجد واملرجان‪ ،‬ترابه املسك األذفر‪ ،‬حشيشه الزعفران‪.‬‬
‫‪ .1‬ال يرشب منه أحد فيظمأ‪ ،‬وال يتوضأ منه أحد فيشعث‪.‬‬
‫‪ .3‬عمقه سبعون ألف فرسخ‪ ،‬شاطئاه الدر و الياقوت والزبرجد‪.‬‬

‫نر أم حوض؟‬
‫الروايات الواردة يف هذا املجال تشري تارة إىل النهر وأخرى إىل احلوض فهل املقصود‬
‫بالكوثر يف هذه الروايات النهر أم احلوض الذي أعطيه النبي األكرم‪‬؟‬
‫عند تتبع الروايات الرشيفة يتضح منها أن النهر واحلوض واحد باعتبار أن النهر يمثل‬

‫‪ .‬اخلصال‪،‬‬ ‫(‪ . )8‬مسند أمحد بن حنبل ج‪ 2‬ص‪ . 283‬شجرة الطوبى ‪ ،‬حممد مهدي احلائري ج‪ 8‬ص‬
‫الشيخ الصدوق‪ ‬ص‪ . 680‬كامل الزيارات ‪ ،‬بن قولويه القمي ص ‪ .40‬بحار األنوار ‪،‬‬
‫املجليس ج ‪ 1‬ص ‪ . 81‬تفسري روح املعاين ‪ ،‬اآللويس ج ‪ 0‬ص‪ ، 422‬رشح صحيح مسلم ‪،‬‬
‫‪.‬‬ ‫النووي ج ‪ 8‬ص‬
‫‪1‬‬
‫املجرى املتصل باملنبع من حتت العرش‪ ،‬ثم يصب يف احلوض من خالل مثعبني(‪ )1‬يصبان فيه‬
‫صبا أحدمها من تسنيم واآلخر من معني‪ ،‬فيكون احلوض قبل دخول اجلنة يف ساحات‬
‫احلساب وعرصات القيامة‪ ،‬والنهر يكون يف داخل اجلنة‪ ،‬ولذلك جتد أن صفاهتام متشاهبة إىل‬
‫حد بعيد فاحلوض عادة يأخذ الكثري من صفات املصب و املنبع‪ .‬ونجد هذا واضحا يف بيان‬
‫الرسول األكرم‪ ‬للكوثر كام يف هذه الرواية الرشيفة‪( :‬عن أنس قال بينا رسول اهلل‪‬‬
‫ذات يوم بني أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ثم رفع رأسه متبسام فقلنا ما أضحكك يا رسول اهلل‬
‫ه‬ ‫ٱلرِنَٰمۡح ه‬ ‫ه‬
‫ٱَّلل ِ ه‬
‫يم إ ِنا أعطينك ٱلكوثر ‪ ١‬فص ِل‬ ‫ح ِ‬
‫ٱلر ِ‬ ‫قال أنزلت عيل آنفا سورة فقرأ‪ِ :‬مۡسِب‬
‫ه‬
‫ل ِرب ِك وٱۡنر ‪ ٢‬إ ِن شان ِئك هو ٱۡلبَت ‪ ٣‬ثم قال أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا اهلل ورسوله‬
‫أعلم‪ ،‬قال فإنه نر وعدنيه ريب عز وجل عليه خري كثري‪ ،‬هو حوض ترد عليه أمتي يوم‬
‫القيامة)( )‪ .‬حيث ذكر ‪ ‬أنه نر ثم عقب بأنه حوض ‪ ،‬وعىل هذا فال تناقض يف الروايات‬
‫الرشيفة فالرسول األكرم‪ ‬قد أعطي احلوض مع منبعه كامال ‪.‬‬

‫الرسول‪ ‬وذريته ‪ ‬عىل احلوض‬


‫تشري الروايات الرشيفة إىل أن منازل الرسول‪ ‬وأهل البيت‪ ‬عىل احلوض‪ ،‬وكل‬
‫له عمل معني هناك‪ ،‬فاحلوض أشبه بساحة إستقبال‪ ،‬فيها فريق عمل متكامل‪ ،‬تؤهل‬
‫املؤمنني لدخول اجلنة‪:‬‬
‫‪ .8‬عن اإلمام عيل‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‪ :‬أراين جربئيل منازيل ومنازل أهل بيتي عىل‬
‫الكوثر( )‪.‬‬

‫(‪ . )8‬املثعب ‪ :‬مسيل املاء‪.‬‬


‫(‪ . )4‬صحيح مسلم ج‪ 4‬ص‪ .84‬مصنف ابن أيب شيبة الكويف ج‪ 7‬ص‪.284‬‬
‫( ) ‪ .‬شواهد التنزيل للحاكم احلسكاين ج‪ 4‬ص‪ .216‬فضائل أمري املؤمنني ‪ ‬ابن عقدة الكويف ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ .4‬قال رسول اهلل‪( :‬أنا واردكم عىل احلوض وأنت يا عيل الساقي واحلسن الذايد‬
‫واحلسني اآلمر وعيل بن احلسني الفارض وحممد بن عيل النارش وجعفر بن حممد السايق‬
‫وموسى بن جعفر حميص املحبني واملبغضني وقامع املنافقني وعيل بن موسى معني املؤمنني‬
‫وحممد بن عيل منزل أهل اجلنة يف جناهتم وعيل بن حممد خطيب شيعته ومزوجهم احلور‬
‫العني واحلسن ابن عيل رساج أهل اجلنة يستضيئون به واهلادي شفيعهم يوم القيامة حيث‬
‫ال يأذن إال ملن يشاء ويرىض)(‪.)1‬‬
‫‪.‬عن أمري املؤمنني‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‪( :‬يا عيل أنت أخي ووزيري‪ ،‬وصاحب‬
‫لوائي يف الدنيا واآلخرة‪ ،‬وأنت صاحب حويض‪ ،‬من أحبك أحبني ومن أبغضك‬
‫أبغضني)( )‪.‬‬
‫‪ .2‬عن اإلمام عيل‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‪ ...( :‬يا عيل هذا النهر يل ولك وملحبيك من‬
‫بعدي)( )‪.‬‬
‫‪ .‬عن اإلمام عيل‪ ‬قال‪( :‬أنا مع رسول اهلل‪ ‬ومعي عرتيت وسبطاي عىل‬
‫احلوض‪.) ()...‬‬

‫الذادة عن احلوض‬
‫صحت الكثري من األحاديث بأن الذادة عن حوض النبي‪ ‬هم أهل البيت‪:‬‬
‫‪.8‬عن عيل‪ ‬قال‪( :‬أنا مع رسول اهلل‪ ‬ومعي عرتيت وسبطاي عىل احلوض‪ ،‬فمن أرادنا‬
‫فليأخذ بقولنا وليعمل عملنا‪ ،‬فإن لكل أهل بيت نجيب‪ .‬ولنا شفاعة وألهل مودتنا‬

‫(‪ . )8‬مائة منقبة ‪ ،‬ابن شاذان القمي ص ‪. 4‬‬


‫(‪ . )4‬أمايل الصدوق‪ ‬ص‪.68‬‬
‫( ) ‪ .‬أمايل الصدوق‪ ‬ص‪.61 - 614‬‬
‫(‪ . )2‬اخلصال للصدوق‪ ‬ص‪.642‬‬
‫‪1‬‬
‫شفاعة‪ ،‬فتنافسوا يف لقائنا عىل احلوض‪ ،‬فإنا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحباءنا‬
‫وأولياءنا‪.)1( )...‬‬
‫‪ .4‬عن أيب سعيد اخلدري قال‪ :‬قال النبي‪ :‬يا عيل معك يوم القيامة عصا من عيص اجلنة‪،‬‬
‫تذود هبا املنافقني عن احلوض)( )‪.‬‬
‫‪ .‬عن عيل بن أيب طلحة قال‪( :‬حججنا فمررنا عىل احلسن بن عيل‪ ‬باملدينة‪ ،‬ومعنا‬
‫معاوية بن حديج‪ ،‬فقيل للحسن‪ :‬إن هذا معاوية بن حديج الساب لعيل‪ ،‬فقال‬
‫عيل به‪ ،‬فأيت به فقال‪ :‬أنت الساب لعيل‪ ‬؟! فقال‪ :‬ما فعلت! فقال‪ :‬واهلل إن لقيته‪ ،‬وما‬
‫أحسبك تلقاه يوم القيامة‪ ،‬لتجده قائام عىل حوض رسول اهلل‪ ‬يذود عنه رايات‬
‫املنافقني‪ ،‬بيده عصا من عوسج! حدثنيها الصادق املصدوق‪ ،‬وقد خاب من افرتى)( )‪.‬‬
‫ويف رواية أيب يعىل‪( :‬لتجدنه مشمر اإلزار عىل ساق يذود عنه رايات املنافقني ذود غريبة‬
‫اإلبل)( )‪ .‬ويف رواية أخرى‪( :‬قال‪ :‬يا معاوية بن حديج إياك وبغضنا فإن رسول اهلل‪‬‬
‫قال‪ :‬اليبغضنا والحيسدنا أحد إال ذيد عن احلوض يوم القيامة بسياط من نار)( )‪.‬‬
‫‪ .2‬قال أمري املؤمنني‪( :‬والذي فلق احلبة وبرأ النسمة ألقمعن بيدي هاتني من احلوض‬
‫أعدائنا إذا وردته أحباؤنا)(‪ .)6‬وروى عن النبي‪ ‬أيضا قوله لعيل‪ ...( :‬ترد عىل‬

‫(‪ . )8‬اخلصال للصدوق‪ ‬ص‪.642‬‬


‫‪.8‬بحار األنوار ج‪ 2‬ص‪.73‬‬ ‫(‪ . )4‬الطرباين الصغري ج‪ 4‬ص‪ ، 13‬جممع الزوائد ج‪ 3‬ص‬
‫( ) ‪ .‬مستدرك احلاكم ج ص‪ ، 8 1‬وقال عنه هذا حديث صحيح اإلسناد ‪ ،‬ومل خيرجاه‪ .‬مناقب‬
‫االمام أمري املؤمنني عيل بن أيب طالب‪ ، ‬حممد بن سليامن الكويف ص‪. 34‬‬
‫(‪ . )2‬مسند أيب يعىل ج‪ 6‬ص‪.872‬‬
‫( ) ‪ .‬أبو يعىل يف مسنده ج‪ 84‬ص‪ ،8 3‬والطرباين يف املعجم الكبري ص ‪ ، 38‬ويف جممع الزوائد ج‪3‬‬
‫ص‪ 8 0‬و ‪ ، 474‬ويف رشح نج البالغة‪ 1 :‬جزء ‪ ، 81 /8‬عن املدائني‪.‬‬
‫(‪ . )6‬مناقب آل أيب طالب ‪ ،‬ابن شهر آشوب ج‪ 4‬ص‪.82 – 84‬‬
‫‪16‬‬
‫احلوض وشيعتك رواء مرويني ويرد عليك أعداؤك ظمأ مقحمني وتذود عنه من ليس‬
‫من شيعتك)(‪.)1‬‬

‫ساقي الكوثر‬
‫وردت الكثري من األحاديث التي تشري إىل أن السقاة عىل حوض الكوثر هم أهل‬
‫البيت‪:‬‬
‫‪ .8‬عن أيب سعيد اخلدري قال‪ :‬قال رسول اهلل‪ :‬أعطيت يف عيل مخسا هن أحب إيل من‬
‫الدنيا وما فيها‪ ... :‬وأما الثالثة‪ :‬فواقف عىل عقر حويض يسقي من عرف من أمتي)( )‪.‬‬
‫‪ .4‬عن أمري املؤمنني ‪ ‬قال‪( :‬أنا مع رسول اهلل ‪ ‬ومع عرتيت عىل احلوض‪ ،‬فمن أرادنا‬
‫فليأخذ بقولنا وليعمل بعملنا ‪ ،‬فإن لنا الشفاعة ‪ ،‬وألهل مودتنا الشفاعة ‪ ،‬فشافعوا ‪ ،‬ومن‬
‫لقي بنا لقينا عىل احلوض‪ ،‬فأنا أذود عنه عدونا ‪ ،‬وأنا أسقي منه أولياءنا ‪ ،‬من رشب منه‬
‫رشبة مل يظمأ بعدها أبدا‪.) ()...‬‬
‫‪ .‬جاء يف زيارة أمري املؤمنني‪( :‬السالم عىل ميزان األعامل ومقلب األحوال وسيف ذي‬
‫اجلالل‪ ،‬وساقي سلسبيل الزالل ‪ .‬وأيضا يف زيارته األخرى‪...( :‬الشديد البأس‪ ،‬العظيم‬
‫املراس‪ ،‬املكني األساس‪ ،‬ساقي املؤمنني بالكاس‪ ،‬من حوض الرسول املكني األمني)( )‪.‬‬
‫واألخبار يف ذلك قد بلغت حد التواتر من رواة الشيعة والسنة‪.‬‬

‫(‪ . )8‬املصدر السابق ‪.‬‬


‫(‪ . )4‬فضائل الصحابة ‪ ،‬إبن حنبل ص‪.668‬‬
‫( )‪ .‬معارج اليقني ‪ ،‬الشيخ حممد السبزواري ص ‪.23‬‬
‫‪.‬‬ ‫–‬ ‫(‪ . )2‬شجرة طوبى ‪ ،‬الشيخ حممد مهدي احلائري ج‪ 8‬ص‬
‫‪17‬‬
‫حديث احلوض أو اإلنقالب واإلرتداد‬
‫ه‬ ‫ه ه‬
‫قال اهلل سبحانه وتعاىل‪ :‬وما ُممد إ َِّل رسول قد خلت مِن قبل ِهِ ٱلرسل أفإ ِين مات‬
‫ه‬ ‫ه ه‬
‫ُض ٱَّلل شيا وسيجزِي ٱَّلل‬ ‫أو قت ِل ٱنقلبتم لَع أعقب ِكم ومن ينقل ِب لَع عقِبيهِ فلن ي‬
‫ه‬
‫كرِين‪ .)1(١٤٤‬خترب اآلية الكريمة عن إنقالب وردة حتدث بعد رحيل الرسول‬ ‫ٱلش ِ‬
‫األكرم‪ ،‬وقد جاءت الكثري من األحاديث الرشيفة لتبني هذه املسألة عىل القطع واليقني‪،‬‬
‫يف أن الكثري من أصحاب وأمة الرسول األكرم‪ ‬ستنقلب عىل األعقاب ومنها حديث‬
‫اإلنقالب أو احلوض بصيغه املتعددة‪:‬‬
‫‪ .8‬عن أسامء عن النبي‪ :‬قال‪( :‬أنا عىل حويض أنتظر من يرد عيل‪ ،‬فيؤخذ بناس من دوين‬
‫فأقول أمتي! فيقول‪ :‬ال تدري مشوا عىل القهقرى)( )‪.‬‬
‫‪ .4‬عن ابن املسيب أن النبي‪ ‬قال‪( :‬يرد عىل احلوض رجال من أصحايب فيحلؤون عنه!‬
‫فأقول‪ :‬يا رب أصحايب؟! فيقول‪ :‬فإنه ال علم لك بام أحدثوا بعدك‪ ،‬إنم ارتدوا عىل‬
‫أعقاهبم القهقرى)( )‪.‬‬
‫‪ .‬عن أنس بن مالك عن النبي‪ ‬قال‪...( :‬أتدرون مالكوثر؟ قلنا‪ :‬اهلل ورسوله أعلم‪:‬‬
‫قال‪ :‬فإنه نر وعدنيه ربى عز وجل عليه خري كثري‪ ،‬هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة‪،‬‬
‫آنيته عدد النجوم‪ ،‬فيختلج العبد منهم فأقول‪ :‬رب إنه من أمتي‪ ،‬فيقول‪ :‬ماتدري ما‬
‫أحدثت بعدك)( )‪.‬‬

‫(‪ . )8‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.822‬‬


‫(‪ . )4‬صحيح البخاري ج‪ 1‬ص‪.16‬‬
‫( ) ‪ .‬املصدر السابق ج‪ 4‬ص ‪.37‬‬
‫(‪ . )2‬صحيح مسلم ج‪ 4‬ص‪.84‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ .2‬عن أيب هريره أن النبي‪ ‬قال‪ :‬ألذودن عن حويض رجاال كام تذاد الغريبة من اإلبل(‪.)1‬‬
‫‪ .‬عن عائشة قالت‪ :‬سمعت رسول اهلل‪ ‬يقول وهو بني ظهراين أصحابه‪( :‬إين عىل‬
‫احلوض أنتظر من يرد عىل منكم‪ ،‬فواهلل ليقتطعن دوين رجال‪ ،‬فألقولن أي رب مني ومن‬
‫أمتي‪ ،‬فيقول إنك ال تدري ما عملوا بعدك ما زالوا يرجعون عىل أعقاهبم)( ) واالقتطاع‪:‬‬
‫(أخذ طائفة من الشئ‪ ،‬تقول‪ :‬اقتطعت طائفة من أصحابه‪ :‬إذا أخذهتم دونه)( )‪.‬‬

‫‪ .6‬عن أمري املؤمنني‪ ‬قال‪ :‬قال رسول اهلل‪ ‬ليجيئن قوم من أصحايب من أهل العلية‬
‫واملكانة منى ليمروا عىل الرصاط‪ ،‬فإذا رأيتهم ورأوين‪ ،‬وعرفتهم وعرفوين‪ ،‬اختلجوا‬
‫دوين‪ ،‬فأقول‪ :‬أي رب أصحايب أصحايب‪ ،‬فيقال‪ :‬ما تدري ما أحدثوا بعدك‪ ،‬إنم ارتدوا‬
‫عىل أدبارهم حيث فارقتهم‪ ،‬فأقول‪ :‬بعدا وسحقا)( )‪( .‬وأصل اخللج‪ :‬اجلذب والنزع‪،‬‬
‫ومنه احلديث لريدن عىل احلوض أقوام ثم ليختلجن دوين أي جيتذبون ويقتطعون)( )‪.‬‬
‫ويف رواية أخرى‪( :‬يرد عيل يوم القيامة رهط من أصحايب فيحلؤن عن احلوض‪ ،‬فأقول يا‬
‫رب أصحايب أصحايب‪ ،‬فيقال‪ :‬إنك ال علم لك بام أحدثوا ‪ :‬ارتدوا عىل أدبارهم‬
‫القهقرى‪( .)6()...‬وحيلؤن عن احلوض‪ :‬أي يصدون عنه ويمنعون من وروده)(‪ .)1‬وقد‬

‫(‪ . )8‬يف مسلم ج‪ 7‬ص‪ 70‬ورواه أمحد يف ج‪ 4‬ص‪ 431‬ورواه يف املسند اجلامع ‪ -‬حتقيق د ‪ .‬عواد ج‬
‫‪ 8‬و ج‪ 81‬ص‪ 278‬والبيهقي يف البعث والنشور ص ‪ 84‬وجممع‬ ‫ص‬ ‫ص ‪ 2‬وج‬
‫الزوائد ج‪ 80‬ص ‪.66‬‬
‫(‪ . )4‬صحيح مسلم ج‪ 7‬ص ‪.6‬‬
‫( ) ‪ .‬جامع األصول يف أحاديث الرسول‪ . ‬ابن األثري ج‪ 88‬ص‪.848‬‬
‫(‪ . )2‬كتاب سليم بن قيس ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد باقر األنصاري ص ‪.82‬‬
‫( ) ‪ .‬النهاية يف غريب احلديث ‪ ،‬إبن األثري ج‪ 4‬ص‪. 1‬‬
‫(‪ . )6‬صحيح البخاري ج‪ 7‬ص‪ .401‬العمدة ‪،‬ابن البطريق ص‪.413‬‬
‫‪19‬‬
‫اهتم ابن حجر بحكم أحواض اإلبل التي يف احلديث فقال‪( :‬وقوله ألذودن‪ :‬أي‬
‫ألطردن‪ ،‬ومناسبته للرتمجة من ذكره‪ ‬أن صاحب احلوض يطرد إبل غريه عن حوضه‪،‬‬
‫ومل ينكر ذلك‪ ،‬فيدل عىل اجلواز)( )‪.‬‬

‫احلوض أم الذرية؟‬
‫ه‬
‫قد يبدو ألول وهلة أن هناك تعارضا بني معنى السورة بلحاظ ذيلها‪ :‬إ ِن شان ِئك هو‬
‫ٱۡلبَت‪ ‬حيث تشري إىل أن الكوثر هو الذرية التي هي يف قبال األبرت وهو املنقطع النسب‪،‬‬
‫وبني التفسري الروائي الذي يبني أن الكوثر هو حوض أعطيه الرسول األكرم‪ .‬وحل‬
‫اإلشكال يكمن يف دمج هذين التفسريين إذ أن احلوض الذي أعطيه الرسول‪ ‬هو حوض‬
‫معد إلستقبال املؤمنني وسقيهم بل وضيافتهم وهتيئتهم لدخول اجلنة‪ ،‬ويف نفس الوقت فهو‬
‫حمطة تفتيش يرصد فيها املنافقني بعالمات تبدو عليهم فيتم ذودهم وطردهم إىل ذات الشامل‬
‫أي إىل النار‪ ،‬والكادر الرباين الكامل من سقاة وذادة والذي يقوم هبذه املهامت هم أهل بيت‬
‫النبي األكرم‪ ،‬إذا فال تنايف بني الروايات التي استفاضت يف تفسري الكوثر باحلوض أو‬
‫النهر وبني تفسري اآلية السياقي الذي يذهب إىل تفسري الكوثر بذرية الرسول األكرم‪‬‬
‫فيكون الكوثر حوضا للرسول‪ ‬تديره عرتته املباركة‪ ،‬وكام مر علينا يف روايات السقاة‬
‫والذادة آنفا‪ ،‬عىل إن هذه اإللتفاتة مل ترد يف أي من كتب التفسري حسب تتبعي ‪ .‬ومن‬
‫العجيب أن نجد نصا يف رؤيا يوحنا الالهويت يتطابق مع ماطرحناه من فهم جديد للكوثر ‪:‬‬

‫(‪ . )8‬النهاية يف غريب احلديث ‪ ،‬إبن األثري ج‪ 8‬ص‪.278‬‬


‫‪.‬‬ ‫(‪ . )4‬فتح الباري ‪ ،‬ابن حجر العسقالين ج ص‬
‫‪1‬‬
‫( ثم أراين املالك نر احلياة صافيا كالبلور‪ ،‬ينبع من عرش اهلل واحلمل ‪ . ..‬وعىل ضفتيه‬
‫شجرة احلياة تثمر اثنتي عرشة مرة ‪ ،‬كل شهر مرة وتشفي بورقها االمم ) (‪ .)1‬حيث يشري‬
‫النص إىل نر الكوثر الذي ينبع من ساق العرش وشجرة احلياة املباركة تشري إىل السيدة‬
‫فاطمة الزهراء‪ ‬والثامر إىل األئمة االثني عرش‪ ،‬وقد ورد يف النص لفظ (احلمل)‬
‫والذي يبدو ألول وهلة أنه لفظ غريب عن املوضوع ‪ ،‬ولكن املقارنة بني هذا النص وبني‬
‫الروايات الرشيفة تظهر وبام اليقبل الشك أن هذا احلمل إشارة إىل الذبح العظيم ‪ ،‬اإلمام‬
‫احلسني‪ ،‬حيث إستحق أن يفرد بالذكر كونه القربان الذي قدم يف قبال شكر عطاء‬
‫الكوثر ‪ ،‬فصار كأنه أصل منبع نر الكوثر‪.‬‬

‫يوم يكشف عن ساق‬


‫يقول اهلل تعاىل‪ :‬يوم يكشف عن ساق ويدعون إ ِِل ٱلسجودِ فٗل‬
‫يست ِطيعون‪.) (‬‬
‫أورد املفرسون أقواال كثرية يف فهم هذه اآلية الكريمة وذهبوا مذاهب شتى يف تفسريها‪:‬‬
‫‪ .8‬إن املراد بالساق يف اآلية ساق اهلل ‪ ،‬تعاىل عن ذلك علوا كبريا وثبت لدهيم ذلك عن ابن‬
‫مسعود( )‪ .‬وقال ابن تيمية‪( :‬ليس يف ظاهر القرآن أن ذلك صفة هلل تعاىل‪ ،‬ألنه قال‪ :‬يوم‬
‫يكشف عن ساق‪ ،‬ومل يقل‪ :‬عن ساق اهلل‪ ،‬وال قال‪ :‬يكشف الرب عن ساقه‪ ،‬وإنام‬
‫ذكر ساقا منكرة غري معرفة وال مضافة‪ ،‬وهذا اللفظ بمجرده ال يدل عىل أنا ساق اهلل‪،‬‬

‫(‪ . )8‬رؤيا يوحنا ‪. 8 / 44‬‬


‫(‪ . )4‬سورة القلم ‪ ،‬اآلية ‪.24‬‬
‫( ) ‪ .‬روى يف البخاري ومسلم ‪ ،‬وأخرج ابن مندة يف الرد عىل اجلهمية عن أيب هريرة قال‪ :‬قال رسول‬
‫اهلل‪  ‬يوم يكشف عن ساق ‪ ‬قال‪ :‬يكشف اهلل عز وجل عن ساقه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫والذين جعلوا ذلك من صفات اهلل تعاىل أثبتوه باحلديث الصحيح املفرس للقرآن‪ ،‬وهو‬
‫حديث أيب سعيد اخلدري املخرج يف الصحيحني الذي قال فيه‪« :‬فيكشف الرب عن‬
‫ساقه»)(‪.)1‬‬
‫‪ .4‬ذكر الرازي يف تفسريه نقال عن الزخمرشي يف كشافه‪( :‬الكشف عن الساق مثل يف شدة‬
‫األمر‪ ،‬فمعنى قوله‪  :‬يوم يكشف عن ساق‪ ‬يوم يشتد األمر ويتفاقم‪ ،‬وال كشف‬
‫ثم‪ ،‬وال ساق‪ ،‬كام تقول لألقطع الشحيح‪ :‬يده مغلولة‪ ،‬وال يد ثم وال غل وإنام هو مثل يف‬
‫البخل)( )‪.‬‬
‫‪ .‬قال ابن قتيبة أصل هذا أن الرجل إذا وقع يف أمر عظيم حيتاج إىل اجلد فيه‪ ،‬يشمر عن‬
‫ساقه‪ ،‬فال جرم يقال يف موضع الشدة‪ :‬كشف عن ساقه‪ ،‬واعلم أن هذا اعرتاف من أهل‬
‫اللغة بأن استعامل الساق يف الشدة جماز‪ ،‬وأمجع العلامء عىل أنه ال جيوز صف الكالم إىل‬
‫املجاز إال بعد تعذر محله عىل احلقيقة‪ ،‬فإذا أقمنا الدالئل القاطعة عىل أنه تعاىل‪ ،‬يستحيل‬
‫أن يكون جسام‪ ،‬فحينئذ جيب صف اللفظ إىل املجاز( )‪.‬‬
‫‪ .2‬عن ابن عباس يف تفسري هذه االية‪( :‬قال‪ :‬يكشف عن شدة اآلخرة وقال‪ :‬هي أشد ساعة‬
‫تكون يوم القيامة)( )‪.‬‬

‫(‪ . )8‬بيان تلبيس اجلهمية ‪ ،‬ابن تيمية ج ص ‪ ، 27‬وانظر‪ :‬جمموع الفتاوى‪ ،‬له ج‪ 6‬ص‪. 3 - 32‬‬

‫(‪ . )4‬تفسري الرازي ج‪ 0‬ص‪.32‬‬


‫( ) ‪ .‬املصدر السابق‪.‬‬
‫(‪ .)2‬الدر املنثور ‪ ،‬جالل الدين السيوطي ج‪ 6‬ص‪.423‬‬
‫‪ .‬ويف جممع البيان عن القتيبي‪( :‬أصل هذا أن الرجل إذا وقع يف أمر عظيم حيتاج إىل اجلد‬
‫فيه يشمر عن ساقه‪ ،‬فاستعري الكشف عن الساق يف موضع الشدة)‪...‬تقول العرب‪:‬‬
‫قامت احلرب عىل ساق‪ ،‬و كشفت عن ساق يريدون شدهتا ‪ ...‬قال الشاعر‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫قد شمرت عن ساقها فشدوا * وجدت احلرب بكم فجدوا )‬
‫‪ .6‬وقيل‪( :‬يريد وقت اقرتاب األجل وضعف البدن‪ ،‬أي يكشف املريض عن ساقه ليبرص‬
‫ضعفه‪ ،‬ويدعوه املؤذن إىل الصالة فال يمكنه أن يقوم وخيرج)( )‪.‬‬
‫‪ .7‬ويمكن القول أنه كناية عن جتيل اصول احلقائق‪ ،‬و انام استخدم القرآن الكشف عن‬
‫الساق ألن ساق اليشء أصله‪ ،‬و عىل هذا قيل ساق الشجرة‪ .‬و يوم القيامة هو يوم‬
‫الكشف عن أصل احلقائق فهنالك يكشف للناس احلق األصل و أعامهلم)( )‪.‬‬
‫‪ .1‬وقيل‪ :‬يكشف عن ساق جهنم‪ .‬وقيل‪ :‬عن ساق العرش( )‪.‬‬

‫إثارة جديدة يف معنى الساق‬


‫يقول اهلل تعاىل‪ :‬يوم يكشف عن ساق ويدعون إ ِِل ٱلسجودِ فٗل يست ِطيعون ‪٤٢‬‬
‫ه‬
‫شعة أبصرهم ترهقهم ذِلة وقد َكنوا يدعون إ ِِل ٱلسجودِ وهم سل ِمون ‪ .) (٤٣‬بعد‬
‫خ ِ‬
‫دراسة وتأمل عميقني يف اآلية الكريمة ومتابعة للروايات الرشيفة املرتبطة بتفسري هذه اآلية‬
‫املباركة‪ ،‬تبلورت لدي فكرة جديدة‪ ،‬أرى طريقها سالكا وجوانبها ظليلة‪ ،‬تبلغ اهلدف بيرس‬
‫وخري وسيلة‪ .‬وقد انبثقت هذه الفكرة عند مالحظتي ملا ييل‪:‬‬

‫(‪ . )8‬تفسري جممع البيان ‪ ،‬الشيخ الطربيس ج‪ 80‬ص‪.32‬‬


‫(‪ . )4‬تفسري القرطبي ج‪ 81‬ص‪.421‬‬
‫( ) ‪ .‬من هدي القران ‪ ،‬حممد تقي املدريس يف تفسريه لآلية ‪ 24‬من سورة القلم‪.‬‬
‫(‪ . )2‬تفسري القرطبي ج‪ 81‬ص‪.421‬‬
‫( ) ‪ .‬سورة القلم ‪ ،‬اآليتان ‪ 24‬و ‪. 2‬‬
‫‪ .8‬رقم اآلية الكريمة هو (‪ )24‬إذ هو بقدر عدد حروف أسامء األئمة اإلثني عرش‪،‬‬
‫وهم السقاة والذادة عىل حوض الكوثر كام مر علينا آنفا‪.‬‬
‫‪ .4‬إضافة إىل أن التعبري الرشيف‪  :‬يوم يكشف عن ساق‪ ‬مؤلف من ‪ 84‬حرفا بعدد‬
‫السقاة اإلثني عرش‪ ،‬وقيمته باحلساب التكراري(‪ 880 =)1‬وهذا بدوره = قيمة اسم‬
‫(عيل) بحساب اجلمل!‪.‬‬
‫‪ .‬كام إن جمموع تكرار حروف كلمة (عيل) يف اآلية كاملة =‪ 84‬ويف هذا إشارة إىل عدد‬
‫السقاة والذادة عىل حوض الكوثر كون اإلمام عيل‪ ‬أوهلم وقائدهم‪.‬‬
‫وملخص الفكرة يمكن عرضه ضمن ثالث إطروحات يصلح كل منها ألن يكون‬
‫تفسريا جديدا راجحا لآلية الرشيفة‪:‬‬
‫األطروحة األوىل‪ :‬الساقي‬
‫إن كلمة (ساق) هي يف األصل (ساقي) من السقاية وقد حذفت ياؤها‪ ،‬ألن االسم‬
‫املنقوص إذا جاء نكرة حتذف ياؤه ‪ ،‬ويعوض عنها بتنوين العوض‪ ،‬أو التعويض نحو قوله‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ك واد‬
‫ِ‬ ‫ِف‬
‫ِ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ل‬‫أ‬ ‫‪‬‬ ‫‪:‬‬ ‫تعاىل‬ ‫وقوله‬ ‫( )‬
‫‪‬‬‫‪٢٣‬‬ ‫اد‬‫ه‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫م‬ ‫ۥ‬‫َل‬ ‫ا‬‫م‬ ‫ف‬ ‫ٱَّلل‬ ‫تعاىل‪ :‬ومن يضل ِ ِل‬
‫يهِيمون ‪ ،) (٢٢٥‬وهي قاعدة نحوية معروفة( ) ‪ ،‬وملا كانت األحاديث الرشيفة تبني أن‬
‫ساقي الكوثر هو األمام عيل‪ ،‬بل األئمة كلهم بني ساق وذائد‪ ،‬إتضح سبب الرهق‬

‫(‪ . )8‬انظر امللحق بجداول احلساب وأسلوب ورود احلروف يف ناية البحث ‪ ،‬لإلستعانة به يف فهم‬
‫اإلشارات العددية املذكورة يف البحث ‪ ،‬ولإلستزادة انظر الفصل الثاين من كتايب الذرية اخلامتة ـ‬
‫بحوث يف اإلعجاز العددي‪.‬‬
‫(‪ . )4‬سورة الزمر ‪ ،‬اآلية ‪.4‬‬
‫( ) ‪ .‬سورة الشعراء ‪ ،‬اآلية ‪. 44‬‬
‫(‪ . )2‬املقصور واملمدود للفراء ص ‪. 2‬‬
‫والذلة من هول الصدمة التي تصيب املنحرفني عن خط األئمة اإلثني عرش‪ ،‬حني‬
‫يكشف عن هذه احلقيقة ويدركون ذلك واقعا‪ ،‬حيث يدعون إىل السجود كام دعي املالئكة‬
‫ه‬
‫وإبليس للسجود آلدم‪ِ :‬إَوذ قلنا ل ِلمٰٓك ِكةِ ٱسجدوا ٓأدم فسجدوا إ َِّل إ ِبل ِيس أَب‬
‫وٱستكَب وَكن مِن ٱلكفِرِين ‪ ،)1(٣٤‬ودعوة السجود األخروية هذه سواء كانت هلل تعاىل‬
‫أو للرسول وآله‪ ‬يف ذلك اليوم فهي بأمر اهلل وبالنتيجة فهي طاعة هلل تعاىل‪ ،‬وملا كانت‬
‫األعامل يف ذلك اليوم هي نتاج وانعكاس ألعامل الدنيا وجتل هلا‪ ،‬حيث تبىل الرسائر‬
‫وتكشف الضامئر‪ ،‬فسيتمكن املؤمنون يومئذ من إجابة الدعوة كام أجابوها يف احلياة الدنيا‪،‬‬
‫ولن يتمكن غريهم من إجابة هذا الطلب اإلرصادي نتيجة الكرب الذي كانوا عليه يف الدنيا‪،‬‬
‫حيث تدمج أصالهبم فال تنثني وتكون كالصيايص( ) فيختلج القرن منهم أي جيذبون‬
‫ويقتطعون ويؤخذ هبم إىل ذات الشامل‪ ،‬إىل النار‪.‬‬
‫إن دعوة السجود يف الدنيا هلا مفهوم واسع يمكن أن نجده يف الصالة املفروضة والنافلة‬
‫ونجدها يف سجود الشكر والتالوة ‪ ،‬ولكن ختصيص السجود هنا وارتباطه بحوض الكوثر‬
‫فيه إشارة بالغة إىل أمر بني إرسائيل بدخول باب حطة سجدا ‪ :‬وٱدخلوا ٱۡلاب س هجدا‬
‫ه‬
‫ح هطة نغفِر لكم خطيكم وسزنِيد ٱلمح ِ‬
‫سن ِني ‪ ، ) (٥٨‬فمن املعلوم أن أهل‬ ‫وقولوا ِ‬
‫البيت ‪ ‬هم باب حطة هذه األمة كام جاء ذلك يف الروايات الرشيفة( ) ‪ ،‬لذا جتسدت‬
‫هذه الدعوة صحيا يف دخول باب حطة هذه األمة سجدا‪ ،‬فمن دخله يف الدنيا ساجدا مسلام‬

‫(‪ . )8‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪. 2‬‬


‫(‪ . )4‬أي كقرون البقر‪.‬‬
‫( ) ‪ .‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪. 1‬‬
‫(‪ . )2‬تفسري فرات الكويف ص‪ ، 67‬بصائر الدرجات للصفار ص‪ ، 87‬أمايل الشيخ الصدوق‪‬‬
‫‪.8‬‬ ‫ص‬
‫غفرت خطاياه ومتكن من إجابة داعي السجود األخروي ‪ :‬يوم يكشف عن ساق‬
‫ويدعون إ ِِل ٱلسجودِ ‪ ،  ...‬ومن مل يدخله يف احلياة الدنيا دمج صلبه يوم الكشف وأصبح‬
‫كقرون البقر فال يتمكن من السجود حينئذ فيؤخذ به إىل النار‪.‬أجارنا اهلل وإياكم من سوء‬
‫املنقلب والعاقبة‪.‬‬
‫وسيتضح هذا املشهد أكثر لو تأملنا يف اآلية الرشيفة‪ :‬فل هما رأوه زلفة ِسيت وجوه‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ٱَّلِين كفروا وقِيل هذا ٱَّلِي كنتم ب ِهِۦ تدعون ‪ ٢٧‬فقد جاء يف تفسريها‪( :‬فإذا كان‬
‫(‪)1‬‬

‫يوم القيامة ونظر أعداء أمري املؤمنني‪ ‬ما أعطاه اهلل من املنزلة الرشيفة العظيمة وبيده لواء‬
‫ه‬
‫احلمد وهو عىل احلوض يسقي ويمنع‪ ،‬تسود وجوه أعدائه فيقال هلم‪ :‬هذا ٱَّلِي كنتم‬
‫ب ِهِۦ ت هدعون‪ ،‬أي هذا الذي كنتم به تدعون منزلته وموضعه واسمه وقوله)( )‪ .‬وقد نقل‬
‫احلاكم أبو القاسم احلسكاين بأسانيده الصحيحة عن رشيك عن األعمش أنه قال ملا رأوا ما‬
‫لعيل بن أيب طالب عند اهلل من الزلفى سيئت وجوه الذين كفروا)( )‪ .‬ويكتمل املشهد أكثر‬
‫شعة أبصرهم‪ ‬أي ذليلة أبصارهم اليرفعون نظرهم عن األرض‬ ‫يف اآلية الالحقة‪( :‬خ ِ‬
‫ه‬
‫ذلة ومهانة‪ .‬ترهقهم ذِلة‪ ‬أي تغشاهم ذلة الندامة واحلرسة)( )‪.‬‬
‫األطروحة الثانية‪ :‬ساق العرش‬
‫قد عرفت من الروايات اآلنفة الذكر أن نر الكوثر يزود حوض الكوثر باملاء من خالل‬
‫مثعبني يصبان فيه ومها تسنيم ومعني‪ ،‬والنهر أصله من حتت ساق العرش‪ ،‬وقد ذكر بعض‬

‫(‪ . )8‬سورة امللك ‪ ،‬اآلية ‪.47‬‬


‫(‪ . )4‬تفسري القمي ‪ ،‬عيل بن إبراهيم القمي ج‪ 4‬ص‪. 73‬‬
‫( ) ‪ .‬رشح اصول الكايف ‪ ،‬املوىل حممد صالح املازندراين ج‪ 7‬ص‪. 8‬‬
‫(‪ . )2‬جممع البيان ‪ ،‬الشيخ الطربيس ج‪ 80‬ص‪.32‬‬
‫‪6‬‬
‫املفرسين أن الساق الواردة يف اآلية هي ساق العرش(‪ ،)1‬وهنا سيكتمل املشهد حينام جتمع‬
‫وتربط مع الروايات التي تشري إىل أن اسم عيل‪ ‬مكتوب عىل ساق العرش‪ ،‬فقد ورد عن‬
‫النبي‪ ‬أنه قال‪( :‬ملا عرج يب رأيت عىل ساق العرش مكتوبا ال إله إال اهلل حممد رسول اهلل‬
‫أيدته بعيل ونرصته به)( )‪.‬فيصدم أعداءه ويسقط يف أيدهيم عندما يعرفون مقامه ومنزلته التي‬
‫حباه اهلل تعاىل هبا‪ ،‬فال يستطيعون السجود حينئذ وقد كانوا يدعون وهم أصحاء معافون يف‬
‫احلياة الدنيا‪.‬‬
‫األطروحة الثالثة‪ :‬ساق عيل ‪‬‬
‫جاء يف مسند أيب يعىل‪( :‬لتجدنه مشمر اإلزار عىل ساق يذود عنه رايات املنافقني ذود‬
‫غريبة اإلبل)( )‪ .‬والضمري يف الرواية يرجع إىل اإلمام عيل‪ ‬فيكون الكشف عن ساقه‬
‫وهو يذود املنافقني عن احلوض‪ ،‬فتكون الصدمة واملفاجأة للمنحرفني عنه فال يستطيعون‬
‫السجود حينئذ وقد كانوا يدعون وهم أصحاء معافون يف احلياة الدنيا‪.‬‬

‫بعد أن ارتفعت قواعد هذه الفكرة وأسفرت عن وجه مليح‪ ،‬بدأت بالبحث عن‬
‫مؤيدات روائية إضافية تدعمها‪ ،‬وتضفي عليها املعقولية واملقبولية‪ ،‬وإليك بعضا من هذه‬
‫الروايات الرشيفة التي تنظر و تؤصل هلذه الفكرة‪:‬‬

‫(‪ . )8‬انظر مثال تفسري الرازي ‪ 0‬ص ‪.3‬‬


‫(‪ . )4‬كفاية األثر ‪ ،‬اخلزاز القمي ص‪ .8 1‬مناقب اإلمام أمري املؤمنني‪ ،‬حممد بن سليامن الكويف‬
‫‪.‬‬ ‫ج‪ 8‬ص‪ .480‬تاريخ دمشق ج‪ 27‬ص‪ 22‬و ج‪ 24‬ص‪6‬‬
‫( ) ‪ .‬مسند أيب يعىل ج‪ 6‬ص‪.872‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ .8‬عن ابن عباس قال‪ :‬قال رسول اهلل‪ :‬من أحب عليا وأطاعه يف دار الدنيا ورد عىل‬
‫حويض غدا‪ ،‬وكان معي يف درجتي يف اجلنة‪ .‬ومن أبغض عليا يف دار الدنيا وعصاه‪ ،‬مل أره‬
‫ومل يرين يوم القيامة‪ ،‬واختلج دوين وأخذ به ذات الشامل إىل النار)(‪.)1‬‬

‫تبني هذه الرواية الرشيفة أن من إتبع عليا‪ ‬يف احلياة الدنيا ورد احلوض ومن مل‬
‫يتبعه ذيد عنه‪ ،‬وتتضح الصورة أكثر إذا ربطت مع هذه الرواية الرشيفة يف تفسري آية‬
‫الساقي‪ ،‬حيث روى عيل بن ابراهيم القمي مانصه‪ :‬يوم يكشف عن ساق ويدعون‬
‫إ ِِل ٱلسجودِ‪ ،‬قال‪ ( :‬يوم يكشف عن األمور التي خفيت وما غصبوا آل حممد‬
‫حقهم‪.‬ويدعون إ ِِل ٱلسجودِ‪ ‬قال‪ :‬يكشف ألمري املؤمنني‪ ‬فتصري أعناقهم مثل‬
‫صيايص البقر يعني قرونه‪ .‬فٗل يست ِطيعون‪ ‬أن يسجدوا و هي عقوبة ألنم مل يطيعوا‬
‫اهلل يف الدنيا يف أمره و هو قوله‪ :‬وقد َكنوا يدعون إ ِِل ٱلسجودِ وهم سل ِمون‪ ‬قال‪ :‬إىل‬
‫واليته يف الدنيا و هم يستطيعون)( )‪.‬‬
‫‪ .4‬ورد عن النبي‪ ‬أنه قال لعيل‪( :‬والذي نبأ حممدا وأكرمه إنك الذائد عن حويض‬
‫تذود عنه رجاال كام تذاد البعري الصادي عن املاء‪ ،‬بيدك عصا من عوسج كأين أنظر إىل‬
‫مقامك من حويض)( )‪.‬‬
‫هذه الرواية مثل باقي الروايات يف أن املنافقني يطردون ويذادون عن احلوض ‪ ،‬لكنها‬
‫متيزت بذكر صفة األصيد‪ ،‬واألصيد يف اللغة‪( :‬الرجل الذي به كرب)(‪ ،)1‬و (رافع رأسه‬

‫(‪ . )8‬أمايل الشيخ الصدوق‪ ‬ص‪. 72‬‬


‫(‪ . )4‬تفسري القمي ‪ ،‬عيل بن ابراهيم القمي ج‪4‬ص ‪ ، 1‬بحاراألنوار‪ ،‬املجليس ج‪ 7‬ص‪.8 8‬‬
‫( ) ‪ .‬بحار األنوار ‪ ،‬املجليس ج‪ 3‬ص ‪ ، 48‬مناقب اخلوارزمي ص ‪ ، 6‬مناقب ابن شهر آشوب‬
‫ج‪ 4‬ص ‪.864‬‬
‫‪8‬‬
‫كربا وهو جماز وإنام قيل للملك‪ :‬أصيد لكونه يرفع رأسه كربا)( )‪ .‬يقول اهلل تعاىل يف‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ول رأيت ٱلمنفِقِني‬‫حمكم كتابه العزيز‪ِ :‬إَوذا قِيل لهم تعالوا إ ِِل ما أنزل ٱَّلل ِإَوِل ٱلرس ِ‬
‫يصدون عنك صدودا ‪ ،) (٦١‬جاء يف تفسريها‪( :‬هم أعداء آل حممد ‪ ‬كلهم جرت‬
‫فيهم هذه اآلية)( )‪ ،‬وقال اهلل عز وجل أيضا‪ِ :‬إَوذا قِيل لهم تعالوا يستغفِر لكم‬
‫ه‬
‫رسول ٱَّللِ ل هووا رءوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستك َِبون‪ ،) (٥‬وقد جاء يف‬
‫تفسريها‪( :‬وإذا قيل هلم ارجعوا إىل والية عيل يستغفر لكم النبي من ذنوبكم ‪‬ل هووا‬
‫رءوسهم‪ ‬قال اهلل تعاىل ‪‬ورأيتهم يصدون‪ ‬عن والية عيل ‪‬وهم مستك َِبون‪‬‬
‫عليه)(‪ .)6‬وأساس املسألة هنا هو الكرب الذي أدى هبم إىل الصد وهذا الكرب هو الذي منع‬
‫إبليس عليه اللعنة من أن يسجد آلدم ‪ ،‬يقول تعاىل‪ :‬قال يإ ِبل ِيس ما منعك أن‬
‫تسجد ل ِما خلقت ب ِيد هي أستكَبت أم كنت مِن ٱلعال ِني‪ ،)7(٧٥‬فالكرب مانع من‬
‫السجود‪ ،‬وهنا تكرر األمر مع املنافقني‪ ،‬أتباع إبليس‪ ،‬حيث شبهوا بالبعري األصيد‪ ،‬فهم‬
‫من كربهم مل يسجدوا يف الدار الدنيا وهم أصحاء معافون‪ ،‬أي مل يطيعوا أمر الرسول‪‬‬
‫ومل يرقبوا قوله يف أهل بيته‪ ،‬وجتىل األمر وبان عليهم يف موقف احلوض حينام دعوا‬
‫إىل السجود فلم يستطيعوا‪.‬‬

‫(‪ . )8‬الكنز اللغوي ‪ ،‬ابن السكيت يف مادة صيد‪.‬‬


‫(‪ . )4‬فقه اللغة ‪ ،‬الثعالبي يف مادة صيد‪.‬‬
‫( ) ‪ .‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية ‪.68‬‬
‫(‪ . )2‬تفسري الربهان ‪ ،‬البحراين ج‪ 4‬ص‪.886‬‬
‫( ) ‪ .‬سورة املنافقون ‪ ،‬اآلية ‪.‬‬
‫‪ .‬الوايف للفيض الكاشاين ج ص‪.386‬‬ ‫(‪ . )6‬الربهان ‪ ،‬البحراين ج ص‪7‬‬
‫(‪ . )7‬سورة ص ‪ ،‬اآلية ‪.7‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .‬بعد بحث طويل عن تفسري يؤيد ماتوصلت إليه وجدت بعض ضالتي عند املال صدرا‬
‫الشريازي حيث يذكر مانصه‪( :‬الكشف عن الساق كناية عن الظهور كام يف قول العرب‬
‫كشف احلرب عن ساقها ويدور يف خلدي أن يكون ‪‬ساق‪ ‬خمفف ساقي أي يكشف‬
‫عن ساقي الكوثر كام ورد انه ال يعلم حقيقة عيل بن أيب طالب‪ ‬إال اهلل وحممد‪‬‬
‫‪‬ويدعون إ ِِل ٱلسجودِ‪ ‬أي يدعى كل من اإلمام واملأمومني إىل السجود هلل الواحد‬
‫املعبود وهذا املعنى جعله اهلل قسطي بمنه وجوده)(‪.)1‬‬
‫ولكن الصواب جانبه حينام ذكر أن دعوة السجود تكون لإلمام واملأمومني عىل حد‬
‫سواء إذ الدعوة توجه ملن يرد عىل احلوض حني يكشف عن ساقي الكوثر كام مر علينا آنفا‪.‬‬

‫فصل لربك وانحر‬


‫من املعلوم أن كل نعمة من نعم اهلل تعاىل تستدعي منا أن نحمده ونشكره‪ ،‬وهذا جزء‬
‫ه‬
‫من أداء حق املعطي وحفظ النعم‪ ،‬فبالشكر تدوم النعم و‪‬لك ِن شكرتم ۡلزِيدنكم‪،) (‬‬
‫ومن هنا جاءت اآلية الكريمة‪ :‬فص ِل ل ِرب ِك وٱۡنر‪ ‬تعبريا عن اإلمتنان والشكر األمثل‪ ،‬و‬
‫معنى النحر ذكر املفرسون فيه أقواال عدة منها‪:‬‬
‫ه‬
‫‪ .8‬روي عن اإلمام عيل‪ ‬أنه قال‪ :‬ملا نزلت هذه السورة عىل النبي‪  ‬إ ِنا أعطينك‬
‫ٱلكوثر ‪ ‬قال النبي‪ ‬جلربيل‪ :‬ما هذه النحرية التي أمرين هبا ريب؟ قال‪ :‬إنا ليست‬
‫بنحرية ولكن يأمرك إذا حترمت للصالة أن ترفع يديك إذا كربت وإذا ركعت وإذا‬
‫رفعت رأسك من الركوع ‪.) ()...‬‬

‫(‪ . )8‬احلكمة املتعالية ‪ ،‬مال صدرا الشريازي ج ص‪. 84 – 88‬‬


‫(‪ . )4‬سورة ابراهيم‪ ، ‬اآلية ‪.7‬‬
‫‪ ،‬سنن البيهقي ج‪ 4‬ص‪.61‬‬ ‫( ) ‪ .‬مستدرك احلاكم ‪ ،‬النيسابوري ج‪ 4‬ص‪1‬‬
‫‪1‬‬
‫‪( .4‬فص ِل ل ِرب ِك‪ ‬فدم عىل الصالة ‪‬وٱۡنر‪ ، ‬ويف املجمع عن الصادق‪ ‬هو رفع‬
‫يديك حذاء وجهك ويف رواية فقال بيده هكذا يعني استقبل بيده حذاء وجهه القبلة يف‬
‫افتتاح الصالة)(‪.)1‬‬
‫‪ .‬يف الكايف عن الباقر‪ ‬أنه سئل عنه فقال النحر االعتدال يف القيام أن ‪ :‬يقيم صلبه‬
‫ونحره‪ .‬أقول‪ :‬ويف تفسري العامة إن املراد بالصالة صالة العيد وبالنحر نحر اهلدي‬
‫واألضحية)( )‪.‬‬
‫‪ .2‬ذكر السيد أبو القاسم اخلوئي‪ ‬يف معنى النحر بأنه‪ ( :‬النحر بمنى ‪ ،‬أو نحر األضحية‬
‫يف األضحى‪ ،‬أو رفع اليدين إىل النحر يف تكبري الصالة ‪ ،‬أو استقبال القبلة بالنحر ‪،‬‬
‫واإلعتدال يف القيام ‪ ،‬ومجيع ذلك يناسب املقام ألنه نحو من الشكر لتلك النعم)( )‪.‬‬
‫‪ .‬ذكر السيد الشهيد حممد الصدر‪ ‬يف جوابه عن معنى النحر مانصه‪( :‬أقول‪ :‬والذي‬
‫أفهمه أمران‪:‬‬
‫األمر األول‪ :‬وهو األمر الظاهر‪ :‬فاملطلوب هو الصالة والنحر‪ .‬وذلك ال خيتص بالعيد‬
‫بل هو ممكن يف سبيل اهلل يف سائر أيام السنة‪ .‬كام إنه ال خيتص بالبدن ‪ .‬وإن أختص‬
‫بالنحر (والنحر ال يكون إال للجامل) ولكن يمكن التجريد عن اخلصوصية لكل ذبح‬
‫وجريان دم‪ ،‬أو لكل صدقة عىل املحتاجني‪ .‬والصدقات له سبحانه‪ ،‬وهو يقبضها( )‪...‬‬

‫(‪ . )8‬تفسري الصايف ‪ ،‬الفيض الكاشاين ج ص‪. 14‬‬


‫(‪ . )4‬املصدر السابق‪.‬‬
‫( ) ‪ .‬البيان يف تفسري القران ‪ ،‬السيد اخلوئي ص‪ ، 808‬مؤسسة إحياء آثار السيد اخلوئي‪ ،‬قم ‪،‬‬
‫الطبعة الثالثة‪.‬‬
‫ه ه‬
‫(‪ . )2‬كام يف قوله تعاىل من سورة التوبة ‪ ،‬اآلية ‪  :802‬ألم يعلموا أن ٱَّلل هو يقبل ٱَلهوبة عن‬
‫ه‬
‫ت ‪.‬‬‫عبادِه ِۦ ويأخذ ٱلصدق ِ‬
‫ِ‬
‫‪1‬‬
‫وإن فهمنا من قوله‪ :‬فص ِل ل ِرب ِك وٱۡنر‪ :‬رفع اليد يف الصالة أو رفع اجلسم بعد‬
‫الركوع‪ ،‬فهذا وإن كان موافقا مع الصالة‪ ،‬إال أن فيه أخذ اآلية مستقلة عن السورة‪ ،‬وهو‬
‫باطل جزما‪ .‬إذ ال يكون لذكرها وجه معتد به‪ .‬ألن شكر النعمة ال يكون بذلك (أي‬
‫بحركة اليد أو رفع اجلسم)‪ .‬أو أنه أقل من أن يكون بمنزلة الشكر‪ .‬بخالف ما إذا كان‬
‫يراد بالنحر‪ :‬نحر البدن أو نحوها أو يراد به نحر الباطل يف النفس أو يف الغري‪ .‬واهلل‬
‫سبحانه يرشدنا إىل الشكر األمثل من الشكر عىل إعطاء الكوثر‪ ،‬بطبيعة احلال‪ .‬ال إىل‬
‫صورة ضئيلة منه)(‪.)1‬‬
‫‪ .6‬من حمارضة للسيد موسى الصدر‪ ( :‬النحر يف التفسري املشهور هو نحر الذبيحة‪ ،‬ألن‬
‫الذبيحة واجبة يف عيد األضحى للحجاج‪ ،‬ومستحبة لكل شخص يصيل صالة العيد‪،‬‬
‫فيكون املعنى‪ :‬قدم قربانا وذبيحة إعالنا بأنك ال تبايل بنفسك‪ ،‬فتستسلم أمام اهلل‬
‫بالصالة‪ ،‬وقد نقل يف بعض الكتب عن اإلمام عيل‪ ‬أنه قال‪ :‬ضع يدك عند نحرك يف‬
‫الصالة‪ ،‬ولكن أعتقد أن هذا احلديث غري صحيح‪ ،‬و من الناحية اللغوية‪،‬إذا أردنا أن‬
‫نقول‪ :‬ضع يديك قرب نحرك فيجب أن نقول‪ :‬تنحر وليس إنحر)( )‪.‬‬
‫ومن املالحظ وفق هذا الفهم أن اآلية الرشيفة مل تذكر ركنا من أركان الصالة ‪ ،‬تبطل‬
‫الصالة برتكه ‪ ،‬بل جاءت بذكر حركة مستحبة وهي وضع اليدين حذاء النحر فكيف يكون‬
‫شكر نعمة عطاء الكوثر هبذه احلركة املستحبة؟!‬

‫(‪ . )8‬منة املنان يف الدفاع عن القرآن ‪ ،‬السيد حممد حممد صادق الصدر‪ ‬ص‪8 8‬ـ‪ . 8 4‬طبعة دار‬
‫األضواء‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫(‪ . )4‬درس تفسري سورة الكوثر للسيد موسى الصدر‪.‬‬
‫وإذا قيل أن املقصود باآلية صالة العيدين ونحر األضاحي يف احلج فيقال أن سورة‬
‫الكوثر مكية ‪ ،‬والترشيع للحج وقتذاك ‪ ،‬إذ فتحت مكة سنة ثامن للهجرة النبوية ‪ ،‬فكيف‬
‫يؤمر النبي‪ ‬بنحر األضاحي وهو مل يفتح مكة بعد؟!‬
‫إذا فام املقصود بالنحر يف السورة املباركة ؟‬

‫وفديناه بذبح عظيم‬


‫ه‬ ‫ه‬
‫ني ‪ ١٠٣‬وندينه أن‬ ‫يقول اهلل تعاىل يف كتابه العزيز‪ :‬فلما أسلما وتلهۥ ل ِلجب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫سن ِني ‪ ١٠٥‬إ ِن هذا لهو ٱۡلٰٓؤا‬‫يإ ِبرهِيم ‪ ١٠٤‬قد صدقت ٱلرءيا إ ِنا كذل ِك َنزِي ٱلمح ِ‬
‫ٱٓأۡلخرِين ‪ ،)1(١٠٨‬حتكي هذه اآليات‬
‫ِ‬ ‫ٱلمب ِني ‪ ١٠٦‬وفدينه ب ِ ِذبح ع ِظيم ‪ ١٠٧‬وتركنا عليهِ ِِف‬
‫املباركة قصة الذبيح إسامعيل‪ ‬وهي أشهر من أن نخوض يف تفاصيلها‪ ،‬وقد رشع‬
‫ه‬
‫إبراهيم‪ ‬بالتنفيذ مع مايكتنف هذا األمر من بالء وصف باملبني‪ :‬إ ِن هذا لهو ٱۡلٰٓؤا‬
‫ٱلمب ِني‪ ،) (‬هلذا كان أول املسلمني زمنيا كام يف قوله تعاىل‪ :‬وأمِرت ِۡلن أكون أ هول‬
‫ٱلمسل ِ ِمني‪ ) (١٢‬فهو أول من حظي بأعىل مراتب اإليامن‪ ،‬وقد فدى اهلل تعاىل اسامعيل‪‬‬
‫بذبح عظيم‪ ،‬وجاء يف معنى فداه‪( :‬أعطى فداء فأنقذه‪ ،‬و فداه بنفسه (وفداه تفدية) قال له‪:‬‬
‫جعلت فداك)( )‪ .‬والسؤال املهم هنا هو ماوجه التميز يف هذا الفداء كي يصفه اهلل عز وجل‬
‫بالعظيم ؟‬
‫عن اإلمام الرضا‪ ‬قال‪ :‬ملا أمر اهلل تبارك وتعاىل ابراهيم‪ ‬أن يذبح مكان ابنه‬
‫إسامعيل الكبش الذي أنزله عليه متنى إبراهيم‪ ‬أن يكون قد ذبح ابنه إسامعيل‪ ‬بيده‬

‫(‪ . )8‬سورة الصافات ‪ ،‬اآليات ‪.801 – 80‬‬


‫(‪ . )4‬سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪.806‬‬
‫( ) ‪ .‬سورة الزمر ‪ ،‬اآلية ‪.84‬‬
‫(‪ . )2‬خمتار الصحاح ‪ ،‬مادة فدى‪.‬‬
‫وأنه مل يؤمر بذبح الكبش مكانه لريجع إىل قلبه ما يرجع إىل قلب الوالد الذي يذبح أعز‬
‫ولده بيده فيستحق بذلك أرفع درجات أهل الثواب عىل املصائب فأوحى اهلل عز وجل إليه‪:‬‬
‫يا إبراهيم من أحب خلقي إليك ؟ فقال‪ :‬يا رب ما خلقت خلقا هو أحب إيل من حبيبك‬
‫حممد‪ .‬فأوحى اهلل عز وجل إليه‪ :‬يا إبراهيم أفهو أحب إليك أم نفسك ؟ قال‪ :‬بل هو‬
‫أحب إيل من نفيس قال‪ :‬فولده أحب إليك أو ولدك‪ ،‬قال بل ولده‪ ،‬قال‪ :‬فذبح ولده ظلام‬
‫عىل أيدي أعدائه أوجع لقلبك أو ذبح ولدك بيدك يف طاعتي‪ ،‬قال‪ :‬يا رب بل ذبحه عىل‬
‫أيدي أعدائه أوجع لقلبي‪ ،‬قال‪ :‬يا إبراهيم فإن طائفة تزعم أنا من أمة حممد‪ ‬ستقتل‬
‫احلسني‪ ‬ابنه من بعده ظلام وعدوانا كام يذبح الكبش فيستوجبون بذلك سخطي‪ .‬فجزع‬
‫إبراهيم‪ ‬لذلك وتوجع قلبه وأقبل يبكي‪ ،‬فأوحى اهلل عز وجل إليه‪ :‬يا إبراهيم قد فديت‬
‫جزعك عىل ابنك إسامعيل لو ذبحته بيدك‪ ،‬بجزعك عىل احلسني‪ ‬وقتله‪ ،‬وأوجبت لك‬
‫أرفع درجات أهل الثواب عىل املصائب‪ ،‬وذلك قول اهلل عز وجل‪ :‬وفدينه ب ِ ِذبح‬
‫ع ِظيم‪.)1(١٠٧‬‬
‫فإذا تبني لك ذلك عرفت وجه العظمة والتضحية يف هذا الفداء والقربان ‪ ،‬إذ مثله‬
‫اإلمام احلسني‪ ‬أجىل متثيل فكان املصداق احلق لآلية الكريمة‪ :‬وتركنا عليهِ ِِف‬
‫ٱٓأۡلخرِين ‪ ١٠٨‬فأحيى بذلك ذكر إبراهيم وإسامعيل‪ ‬بالذكر اجلميل واحلسن والغرو‬ ‫ِ‬
‫فهو من بقية تلك الذرية التي جاء ذكرها عىل لسان ابراهيم‪  :‬هر هبنا إ ِ ِِن أسكنت مِن‬
‫عند بيتك ٱلمح هر ِم ر هبنا ِلقيموا ه‬
‫ٱلصلوة فٱجعل أفِدة ِمن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ذرِ هي ِت ب ِواد غۡيِ ذِي زرع ِ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ت لعلهم يشكرون ‪ ،) (٣٧‬كام بينت الروايات‬ ‫ٱنله ِ‬
‫اس تهوِي إ ِل ِهم وٱرزقهم مِن ٱثلمر ِ‬

‫(‪ . )8‬عيون أخبار اإلمام الرضا‪ ، ‬الشيخ الصدوق‪ ‬ج‪ 4‬ص‪.817‬‬


‫(‪ . )4‬سورة إبراهيم (‪ ، )‬اآلية ‪. 7‬‬
‫الرشيفة(‪ )1‬ذلك مفصال‪ ،‬حيث تعرض اإلمام احلسني‪ ‬إىل صنوف اإلبتالءات واملحن‬
‫ازاء دعوته إىل اإلصالح يف أمة جده رسول اهلل‪ ،‬ورفع راية الدين القيم‪ ،‬ملة أبيه‬
‫ه‬
‫إبراهيم‪ .‬فكأن الدين ينادي‪ :‬من أنصارِي إ ِِل ٱَّلل ِ‪) (‬؟‬
‫ه‬
‫ويأيت اجلواب( ) من احلسني‪ۡ :‬نن أنصار ٱَّللِ ‪ ،)1(‬ومن قبله جاء النداء من‬
‫أمه الزهراء‪ ‬يف مسجد أبيها وبيت عيل( )‪ ،‬ومن أبيه عيل‪ ‬يف مسجد الكوفة املبارك‪،‬‬

‫(‪ . )8‬بحار األنوار ‪ ،‬العالمة املجليس ‪ ،‬ص‪.14‬‬


‫(‪ . )4‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪. 4‬‬
‫( )‪ .‬يمكن معرفة اجلواب من خالل تأبني النبي‪ ‬للحسني‪ ‬وذكر األنبياء السابقني له‪:‬‬
‫أ‪ .‬جاء يف عيون أخبار الرضا‪ ‬ج‪ 8‬ص‪ 43‬وغريه عن أسامء بنت عميس‪ :‬ملا ولد‬
‫احلسني‪ ‬جاء النبي‪ ‬فقال يا أسامء هلمي ابني فدفعته إليه يف خرقة بيضاء فأذن يف أذنه‬
‫اليمنى وأقام يف اليرسى ووضعه يف حجره فبكى فقالت أسامء بأيب أنت وأمي مم بكائك؟ قال‬
‫عىل ابني هذا قلت إنه ولد الساعة يا رسول اهلل! فقال تقتله الفئة الباغية بعدي‪ ،‬ال أناهلم اهلل‬
‫شفاعتي)‪.‬‬
‫ب ‪ .‬جاء يف مسند أمحد ج‪ 8‬ص ‪ 1‬وغريه عن عبد اهلل بن نجى‪ ،‬عن أبيه‪ ( :‬أنه سار مع عيل (ريض اهلل‬
‫عنه)‪ ،‬وكان صاحب مطهرته‪ ،‬فلام حاذى نينوى وهو منطلق إىل صفني‪ ،‬فنادى عيل (ريض اهلل‬
‫عنه)‪( :‬اصرب أبا عبد اهلل أبا عبد اهلل بشط الفرات)‪ ،‬قلت‪ :‬وماذا؟ قال‪( :‬دخلت عىل النبي‪‬‬
‫ذات يوم وعيناه تفيضان‪ ،‬قلت‪ :‬يا نبي اهلل أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان)؟ قال‪( :‬بل‪،‬‬
‫قام من عندي جربيل قبل‪ ،‬فحدثني أن احلسني يقتل بشط الفرات‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪ :‬هل لك إىل أن‬
‫أشمك من تربته؟ قال‪ :‬قلت‪ :‬نعم‪ ،‬فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها‪ ،‬فلم أملك عيني‬
‫أن فاضتا(‪.‬‬
‫ج‪ .‬أخرج الطرباين( ‪ ) 4187‬عن أم سلمة‪ ،‬قالت‪ :‬ثم كان احلسن واحلسني ريض اهلل عنهام يلعبان بني‬
‫يدي النبي صىل اهلل عليه وسلم يف بيتي‪ ،‬فنزل جربيل‪ ‬فقال‪ :‬يا حممد‪ ،‬إن أمتك تقتل ابنك هذا‬
‫من بعدك‪ .‬فأوما بيده إىل احلسني‪ ،‬فبكى رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬وضمه إىل صدره‪ ،‬ثم‬
‫ومن احلسن‪ ‬يف املدينة ااملنورة‪ ،‬ويمكن القول إن أهل البيت‪ ‬هم من لبى النداء وهم‬
‫أنصار اهلل حتى ورد عنهم‪( ‬ما منا إال مقتول أو مسموم)( )‪.‬‬
‫كان هذا الذبح العظيم هو الفداء العظيم هلذا الدين العظيم كي يستمد بقاءه‬
‫واستمراريته حتى ورود احلوض‪ .‬ومن هنا يمكن أن نفهم معنى احلديث الرشيف‪( :‬حسني‬
‫مني وأنا من حسني)( ) بل و (األئمة مني وأنا منهم)( )‪ ،‬فاإلسالم حممدي الوجود حسيني‬

‫قال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪" :‬وديعة عندك هذه الرتبة"‪ .‬فشمها رسول اهلل صىل اهلل عليه‬
‫وسلم وقال‪" :‬ويح كرب وبالء"‪ .‬قالت‪ :‬وقال رسول اهلل صىل اهلل عليه وسلم‪" :‬يا أم سلمة‪،‬‬
‫إذا حتولت هذه الرتبة دما فاعلمي أن ابني قد قتل"‪ .‬قال‪ :‬فجعلتها أم سلمة يف قارورة‪ ،‬ثم جعلت‬
‫تنظر إليها كل يوم وتقول‪ :‬إن يوما حتولني دما ليوم عظيم‪.‬‬
‫د‪ .‬ذكر ابن سعد يف طبقاته عن رأس اجلالوت عن أبيه قال ‪( :‬ما مررت بكربالء ‪ ،‬إال وأنا اركض دابتي‬
‫حتى أخلف املكان ‪ ،‬قال‪ :‬قلت‪ :‬مل ؟ قال‪ :‬كنا نتحدث أن ولد نبي مقتول يف ذلك املكان=‬
‫=وكنت أخاف أن أكون أنا ‪ ،‬فلام قتل احلسني قلنا‪ :‬هذا الذي كنا نتحدث ‪ ،‬وكنت بعد ذلك إذا‬
‫مررت بذلك املكان أسري وال أركض)‪.‬‬
‫هـ‪ .‬جاء يف أمايل الشيخ الصدوق‪ ‬يف املجلس ‪ 43‬ص ‪ : 442‬عن سامل بن أيب جعدة قال ‪ :‬سمعت‬
‫كعب األحبار (وكان هيوديا ) يقول إن يف كتابنا رجال من ولد حممد رسول اهلل يقتل‪ ،‬وال جيف‬
‫عرق دواب اصحابه حتى يدخل اجلنة فيعانقوا احلور العني‪ .‬فمر بنا احلسن‪ ‬فقلت‪ :‬وهو‬
‫هذا؟ قال‪ :‬ال ‪ ،‬فمر بنا احلسني ‪ ‬فقلنا‪ :‬هو هذا؟ قال‪ :‬نعم‪.‬‬
‫(‪ . )8‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪. 4‬‬
‫(‪ . )4‬حادثة إحراق الباب وردت يف الكثري من املصادر التأرخيية مثل تاريخ الطربي وتاريخ أيب الفداء‬
‫والعقد الفريد واالمامة والسياسة وغريها‪.‬‬
‫( ) ‪ .‬كفاية األثر ‪ ،‬اخلزاز القمي ص‪.860‬‬
‫(‪ . )2‬مسند أمحد بن حنبل ج‪ 2‬ص‪ ، 870‬سنن الرتمذي ج ص ‪. 4‬‬
‫( ) ‪ .‬تفسري الصايف ‪ ،‬الفيض الكاشاين ج‪ 2‬ص‪. 12‬‬
‫‪6‬‬
‫البقاء‪ .‬واآليات الرشيفة يدل بعضها عىل بعض فيقودنا معنى ورقم آية الذبح العظيم واآلية‬
‫ٱٓأۡلخ ِرين ‪ ١٠٨‬يف مشهد تقديم‬
‫ِ‬ ‫التي تليها‪ :‬وفدينه ب ِ ِذبح ع ِظيم ‪ ١٠٧‬وتركنا عليهِ ِِف‬
‫القربان‪ ،‬يقودنا إىل سورة الكوثر املباركة والتي ترتيبها بنفس الرقم أي ‪ 801‬وبذا يمكن أن‬
‫نستشف أن أمر النحر املوجه إىل الرسول‪ ‬هو أسوة باألمر الذي صدر إىل إبراهيم‪ ‬يف‬
‫أن يذبح إبنه اسامعيل‪ ‬وهو شبيه باألمر الذي ألزم عبد املطلب به نفسه‪ ،‬حيث كان‬
‫الفداء احلقيقي عىل يد الرسول اخلاتم‪ ‬يف ابنه احلسني‪ ،‬فبعد أن طلب ابراهيم‪‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ب هب ِِل ِمن ٱلصل ِ ِ‬
‫حني ‪ ،)1(١٠٠‬من اهلل تعاىل عليه‪:‬فبَّشنه ب ِغلم‬ ‫الولد الصالح‪ :‬ر ِ‬
‫حل ِيم‪ ) (١٠١‬وهو اسامعيل‪ ) (‬ثم ابتاله اهلل عز وجل بذبحه‪ ،‬وكذا كان احلال مع عبد‬
‫املطلب‪ ،‬فبعد أن عاهد اهلل تعاىل أن إذا رزقه بعرشة أوالد فسيذبح أحدهم فلام رزق‪ ،‬أسهم‬
‫بينهم‪ ،‬فإبتيل بأن خرج سهم عبد اهلل أيب رسول اهلل‪ ‬وهو أحبهم إىل قلبه( )‪ ،‬و كذا احلال‬
‫مع الرسول‪ ‬فبعد أن تأمل من تشفي الشاينء له بعد دفن ولده القاسم( ) ‪ ،‬من اهلل عليه بأن‬
‫أعطاه الكوثر وهم أهل البيت‪ ،‬فهم الكوثر املستمر من الدنيا إىل اآلخرة ‪ ،‬عطاء غري‬
‫حمظور‪ ،‬ثم إبتاله بأن أعلمه بأنم بني مقتول ومسموم عىل أيدي أعدائهم‪ ،‬فأمر النحر هنا‬
‫حتصيل حاصل بأن هذه الذرية اخلامتة ستنحر كونا متثل أحد طريف الدين القيم إذ هم الثقل‬
‫األصغر ولسان حال أمة اإلسالم يقول‪ ( :‬أما األكرب‪ :‬ففرقناه ومزقناه وبرئنا منه‪ ،‬وأما‬

‫(‪ . )8‬سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪. 800‬‬


‫(‪ . )4‬سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪. 808‬‬
‫( ) ‪ .‬انظر موضوع‪ :‬من هو الذبيح إسامعيل أم إسحق؟ ص‪. 7‬‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ . )2‬اخلصال للشيخ الصدوق‪ ‬ص‬
‫( ) ‪ .‬الروايات خمتلفة يف حتديد أي من ولده فبعضها ذكر القاسم وبعضها ذكر إبراهيم والبعض اآلخر‬
‫ذكر عبد اهلل وأيا كان فالشانئ قد عري الرسول‪ ‬بعد موت أحد ولده‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫األصغر‪ :‬فقاتلناه و قتلناه)(‪ ،)1‬فتفسري اآلية عىل ظاهرها يف قصة ذبح إسامعيل‪ ‬وفداء اهلل‬
‫له بكبش عظيم ال ينايف كون هذا الذبح العظيم قد جتسد يف تضحية اإلمام احلسني‪‬‬
‫وفدائه بنفسه وأهله لتثبيت هذا الدين احلنيف وحفظه من حتريف الطغاة وكيد الظاملني‪.‬‬
‫فاإلمام احلسني‪ ‬هو قربان حفظ الدين القيم‪ ،‬وقد أشارت العقيلة زينب‪ ‬إىل هذه‬
‫املعاين اجلليلة بعد استشهاد أخيها احلسني‪ ‬ملا وضعت يدهيا حتته وهومسجى عىل أرض‬
‫الطف‪ ،‬ورمقت السامء بطرفها‪ ،‬وقالت كلمتها اخلالدة‪( :‬اللهم تقبل منا هذا القربان)( )‪ .‬أال‬
‫ساعد اهلل قلبك ياسيدي يارسول اهلل عىل هذا البالء املبني‪.‬‬
‫وسيتضح األمر أكثر فيام لو تأملنا يف قول رسول اهلل‪ ‬لعيل‪( :‬من أشقى‬
‫األولني؟ قال‪ :‬عاقر الناقة( )‪ ،‬قال‪ :‬فمن أشقى اآلخرين؟ قال‪ :‬اهلل ورسوله أعلم‪ ،‬قال‪:‬‬
‫قاتلك)( )‪ ،‬فكان عيل‪ ‬كثريا ما يقول‪( :‬ما يمنع أشقاها‪ ،‬أو ما ينتظر أشقاها‪ ،‬أن خيضب‬
‫هذه من دم هذا؟ و يقول‪ :‬واهلل لتخضبن هذه من دم هذا‪ ،‬ويشري إىل حليته ورأسه‪ ،‬خضاب‬
‫دم‪ ،‬ال خضاب عطر وال عبري)( )‪ ،‬حيث شبه اإلمام عيل‪ ‬نفسه بناقة اهلل التي أرسلها اهلل‬
‫إىل ثمود قوم صالح‪ ‬من حيث أنا آية هلل وأنا عقرت عىل يد أشقى األولني‪ .‬وكذا قول‬
‫اإلمام احلسني‪ ‬يوم الطف يوم ذبح طفله عبد اهلل الرضيع بني يديه‪( :‬اللهم ال يكون‬

‫(‪ . )8‬بحار األنوار ‪ ،‬العالمة املجليس ج‪ 7‬ص‪ . 26‬ويف الرواية إشارة اىل حديث الثقلني الرشيف‪.‬‬
‫(‪ . )4‬واقعة الطف ‪ ،‬بحر العلوم ص‪ . 262‬مقتل احلسني ‪ ، ‬املقرم ص‪. 07‬‬
‫ه‬
‫( ) ‪ .‬إشارة اىل آيات سورة الشمس املباركة‪ :‬كذبت ثمود ب ِطغوىها ‪ ١١‬إ ِذِ ٱۢنبعث أشقىها ‪ ١٢‬فقال‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫لهم رسول ٱَّلل ِ ناقة ٱَّلل ِ وسقيها ‪ ١٣‬فكذبوه فعقروها فدمدم علي ِهم ربهم ب ِذۢنب ِ ِهم فس هوىها‪.‬‬

‫(‪ . )2‬املعجم الكبري ‪ ،‬الطرباين ج‪ 1‬ص‪. 1‬‬


‫( ) ‪ .‬اإلستيعاب ‪ ،‬ابن عبد الرب ج ص‪.8846‬‬
‫‪8‬‬
‫أهون عليك من فصيل ناقة صالح) (‪ ،)1‬فقد شبه نفسه أيضا بناقة صالح‪ ،‬وقد علمت‬
‫أن النحر هو ذبح الناقة باخلصوص وهو حيتاج إىل إيثار كبري‪ ،‬ملا لإلبل من مكانة وأمهية‬
‫كبرية عند العرب‪ ،‬وأن نحرها يكون من القفا‪ ،‬وهكذا ذبح احلسني‪ ،‬وأن من مستحبات‬
‫الذبح أن تسقى الذبيحة ماء( )‪ ،‬واحلسني ‪ ‬نحر عطشانا‪ ،‬وأن احلسني‪ ‬مل يقف عىل‬
‫صعيد عرفات ومل يضح يف العارش من ذي احلجة‪ ،‬فهو مل يكمل حجه بل خرج من مكة يوم‬
‫الرتوية يف الثامن من ذي احلجة ‪ ،‬إلنه كان يعلم أنه سينحر عطشانا عىل صعيد عرصات‬
‫كربالء يف العارش من حمرم‪ ،‬ألنه سيكون األضحية احلقيقية ‪ ،‬وبذا يتبني لنا مصداق أمر‬
‫النحر املوجه إىل الرسول األكرم‪.‬‬
‫ومن نافلة القول هنا أن نذكر قول رسول اهلل‪( :‬أنا ابن الذبيحني)( )‪ ،‬فقد سئل‬
‫اإلمام الرضا‪‬عن معنى هذا احلديث فقال‪( :‬يعني إسامعيل بن إبراهيم اخلليل‪ ،‬وعبداهلل‬
‫بن عبداملطلب‪ .‬أما إسامعيل فهو الغالم احلليم الذي برشاهلل به إبراهيم‪ :‬فل هما بلغ معه‬
‫ت ٱفعل ما‬ ‫ام أ ِِن أذَبك فٱنظر ماذا ترى قال يأب ِ‬ ‫َن إ ِ ِِن أرى ِِف ٱلمن ِ‬ ‫ه‬
‫ٱلسۡع قال يب ه‬
‫ه‬
‫جد ِِن إ ِن شاء ٱَّلل مِن‬‫تؤمر‪ ‬ومل يقل له "يا أبت افعل ما رأيت"‪ ،‬ست ِ‬
‫( )‬

‫ه‬
‫ٱلص َِبِين‪ ...) (١٠٢‬وأما اآلخر فإن عبد املطلب كان تعلق بحلقة باب الكعبة ودعا اهلل عز‬
‫وجل أن يرزقه عرشة بنني ونذر هلل عز وجل‪ ،‬أن يذبح واحدا منهم متى أجاب اهلل دعوته‬

‫(‪ . )8‬مقاتل الطالبيني ‪ ،‬أيب الفرج األصفهاين ص‪. 60‬‬


‫(‪ .)4‬منهاج الصاحلني للسيد السيستاين ج ‪ ،‬مسألة ‪.166‬‬
‫‪ .‬اخلصال‪ ،‬الشيخ‬ ‫‪ .‬فتح الباري‪ ،‬ابن حجر ج‪ 84‬ص‪4‬‬ ‫( )‪ .‬مستدرك احلاكم ج‪ 4‬ص‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الصدوق‪ ‬ص‬
‫(‪ . )2‬سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪.804‬‬
‫( ) ‪ .‬سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪.804‬‬
‫‪9‬‬
‫فلام بلغوا عرشة أوالد قال‪ :‬قد وىف اهلل يل فألفني هلل عز وجل فأدخل ولده الكعبة وأسهم‬
‫بينهم فخرج سهم عبد اهلل أيب رسول اهلل‪ ‬وكان أحب ولده إليه ثم أجاهلا ثانية فخرج‬
‫سهم عبد اهلل ثم أجاهلا ثالثة فخرج سهم عبد اهلل فأخذه وحبسه وعزم عىل ذبحه فاجتمعت‬
‫قريش ومنعته من ذلك واجتمع نساء عبد املطلب يبكني ويصحن فقالت له ابنته عاتكة‪ :‬يا‬
‫أبتاه أعذر فيام بينك وبني اهلل عز وجل يف قتل ابنك‪ :‬قال‪ :‬فكيف أعذر يا بنية فإنك مباركة‬
‫قالت‪ :‬إعمد إىل تلك السوائم التي لك يف احلرم فارضب بالقداح عىل ابنك وعىل اإلبل‬
‫وأعط ربك حتى يرىض‪ .‬فبعث عبد املطلب إىل إبله فأحرضها وعزل منها عرشا ورضب‬
‫السهام فخرج سهم عبد اهلل فام زال يزيد عرشا عرشا حتى بلغت مائة(‪ )1‬فرضب فخرج‬
‫السهم عىل اإلبل فكربت قريش تكبرية إرجتت هلا جبال هتامة فقال عبد املطلب‪ :‬ال‪ ،‬حتى‬
‫أرضب بالقداح ثالث مرات فرضب ثالثا كل ذلك خيرج السهم عىل اإلبل فلام كان يف‬
‫الثالث إجتذبه الزبري وأبو طالب وإخوانه من حتت رجليه‪.‬‬

‫والعلة التي من أجلها رفع اهلل عز وجل الذبح عن إسامعيل‪ ‬هي العلة التي من‬
‫أجلها رفع الذبح عن عبد اهلل وهي كون النبي‪ ‬واألئمة‪ ‬يف صلبهام فبربكة النبي‬
‫واألئمة صلوات اهلل عليهم أمجعني رفع اهلل الذبح عنهام فلم جتر السنة يف‬
‫الناس بقتل أوالدهم ولوال ذلك لوجب عىل الناس كل أضحى التقرب إىل اهلل تعاىل‬
‫ذكره بقتل أوالدهم وكل ما يتقرب الناس به إىل اهلل عز وجل من أضحية فهو فداء‬
‫إلسامعيل إىل يوم القيامة)( )‪.‬‬

‫(‪ . )8‬وكذا احلال مع طلب إبراهيم‪ ‬الذرية فقد برشه اهلل باسامعيل‪ ‬بعد اآلية ‪ 800‬من سورة‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ب هب ِِل مِن ٱلصل ِ ِ‬
‫حني ‪ ١٠٠‬فبَّشنه ب ِغلم حل ِيم ‪. ١٠١‬‬ ‫الصافات ‪  :‬ر ِ‬
‫‪.‬‬ ‫(‪ . )4‬اخلصال ‪ ،‬الشيخ الصدوق‪ ‬ص‬
‫‪1‬‬
‫نر الفرات ونر الكوثر‬

‫فرات‪ :‬املاء العذب جدا‪ ،‬وماء فرات‪ :‬ماء عذب(‪ ،)1‬ووردت هذه التسمية يف القرآن‬
‫الكريم يف ثالثة مواضع( ) منها ‪ :‬وأسقينكم هماء فراتا‪) (‬ويرجع البعض التسمية إىل‬
‫كلمة أرامية قديمة (فرت) وتعني اخلصب والنمو‪.‬وهو قريب من معنى الكوثر وهو اخلري‬
‫الكثري‪.‬‬

‫ومايدل عىل منزلة هذا النهر ذكره يف الكتب القديمة ومنها كتاب كنزا ربا املقدس عند‬
‫الصابئة املندائيني يف أكثر من موضع منها‪" :‬هل صعدتم إىل ضفة الفرات العظيم؟ هل‬
‫تأملتم األشجار واقفة ترشب املاء عىل ضفافه وتثمر؟ فام لكم التثمرون؟!"( )‪ ،‬وذكره‬
‫موجود يف النسخ السائدة من العهد القديم أو ما يسمى بالتوراة حيث ذكر أنه أحد أنار‬
‫جنة عدن( )‪ ،‬وأطلق عليه اسم النهر الكبري يف أكثر من موضع منه(‪ .)6‬ولكن أهم إشارة‬
‫وردت فيه هي التي تذكر الذبيح عىل شاطئ الفرات‪" :‬فهذا اليوم للسيد رب اجلنود يوم‬
‫نقمة لإلنتقام من مبغضيه فيأكل السيف ويشبع ويرتوي من دمهم‪.‬ألن للسيد رب اجلنود‬
‫ذبيحة يف أرض الشامل عند نر الفرات"(‪.)7‬‬

‫(‪ . )8‬معجم اللغة العربية املعاصة للدكتور أمحد خمتار عبد احلميد عمر ‪ ،‬مادة فرت ‪.‬‬
‫‪ .‬سورة فاطر ‪ ،‬اآلية ‪ 84‬و سورة املرسالت ‪ ،‬اآلية ‪.47‬‬ ‫(‪ . )4‬سورة الفرقان ‪ ،‬اآلية‬
‫( ) ‪ .‬سورة املرسالت ‪ ،‬اآلية ‪. 47‬‬
‫(‪ . )2‬كنزا ربا ‪ ،‬الكتاب املقدس للصابئة املندائيني ‪ ،‬قسم اليمني‪ ،‬التسبيح الرابع‪ ،‬الدعوة إىل الزواج‪.‬‬
‫( ) ‪ .‬سفر التكوين ‪. 82/4‬‬
‫(‪ . )6‬الكتاب املقدس‪ ،‬نسخة دار الكتاب املقدس يف الرشق األوسط ‪ 833‬ط‪ :2‬سفر التكوين‬
‫‪ ،81/8‬سفر التثنية ‪ ، 7/8‬سفر يشوع ‪.2/8‬‬
‫(‪ . )7‬الكتاب املقدس‪ ،‬نسخة دار الكتاب املقدس يف الرشق األوسط ‪ 833‬ط‪ :2‬سفر إرميا ‪.80/26‬‬
‫‪1‬‬
‫وقد جاء ذكره أيضا يف العهد اجلديد أو مايسمى باإلنجيل(‪ .)1‬وأما يف الرتاث‬
‫اإلسالمي فقد ذكر أن الفرات نر من أنار اجلنة‪ ،‬أنزله اهلل تعاىل إىل األرض‪ ،‬ويمكن أن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫يكون داخال ضمن قوله تعاىل‪ :‬وأنزنلا مِن ه‬
‫ٱلسماءِ ماء ب ِقدر فأسكنه ِِف ٱۡل ِ‬
‫ۡرض ِإَونا‬
‫لَع ذهاب ب ِهِۦ لق ِدرون‪ ،) (‬حيث ذكرت بعض الروايات الرشيفة أن نر الفرات من‬
‫أنار اجلنة( ) وهو من األنار املباركة وأن هناك ميزابان يصبان فيه( ) والرشب منه والغسل‬
‫فيه أمر مندوب‪ .‬ومن متابعة الروايات يمكن أن نستشف أنه امتداد دنيوي معنوي لنهر‬
‫الكوثر يف اآلخرة فقد ورد أن الكوثر ينبع من حتت العرش من اجلنة ويصب فيه مثعبان مها‬
‫تسنيم ومعني( ) ‪ ،‬وأما الفرات فهو ينبع من سدرة املنتهى من اجلنة ويصب فيه ميزابان من‬
‫ميازيب اجلنة ‪،‬وملا نزل إىل الدنيا غلب عليه طابع أنار الدنيا‪ ،‬فصار منها‪ ،‬أو أن أصله من‬
‫اجلنة‪ ،‬كام أن أصل اإلنسان من اجلنة‪ ،‬ومايؤكد ذلك قول االمام عيل‪( :‬الفرات سيد املياه‬
‫يف الدنيا واآلخرة)(‪ ،)6‬وقول اإلمام عيل السجاد‪ ‬فيام يروى عنه‪( :‬إن ملكا هيبط كل ليلة‪،‬‬
‫معه ثالثة مثاقيل مسك من مسك اجلنة فيطرحها يف الفرات‪ ،‬وما من نر يف رشق وال يف‬
‫غرب أعظم بركة منه)(‪.)7‬وملا رشب منه اإلمام الصادق‪ ،‬محد اهلل ثم قال‪( :‬نر ماء ما‬
‫أعظم بركته‪ ،‬أما إنه يسقط فيه كل يوم سبع قطرات من اجلنة‪ ،‬أما لو علم الناس ما فيه من‬

‫(‪ . )8‬الكتاب املقدس‪ ،‬نسخة دار الكتاب املقدس يف الرشق األوسط ‪ 833‬ط‪ :2‬رؤيا القديس يوحنا‬
‫‪ 82/3‬و ‪.84/86‬‬
‫(‪ . )4‬سورة املؤمنون ‪ ،‬اآلية ‪.81‬‬
‫( ) ‪ .‬اخلصال للشيخ الصدوق ص‪ .4 0‬صحيح البخاري ح‪. 680‬‬
‫(‪ . )2‬الكايف للشيخ الكليني ج ‪ 6‬ص ‪. 11‬‬
‫( ) ‪ .‬انظر ص ‪ 8‬من البحث ‪.‬‬
‫(‪ . )6‬ابن قولويه‪ ،‬كامل الزيارات‪ ،‬ص‪.801‬‬
‫(‪ . )7‬ابن قولويه‪ ،‬كامل الزيارات‪ ،‬ص‪.801‬‬
‫الربكة لرضبوا األخبية عىل حافتيه‪ ،‬أما لوال ما يدخله من اخلاطئني ما أغتمس فيه ذو عاهة‬
‫إال برء)(‪ ،)1‬وقد ورد احلث عىل حتنيك املولود بامء الفرات وتربة احلسني‪ ،) (‬ليكون‬
‫بمثابة التعميد للمولود اجلديد فيستنشق من عبق اجلنة والكوثر الذي منع منه احلسني‪ ‬يف‬
‫الدنيا عىل شاطئ الفرات ليقدم نفسه الزكية شكرا وقربانا لعطاء الكوثر‪ ،‬وقد روي عن‬
‫رسول اهلل‪‬أنه قال‪( :‬إن ابني هذا ـ احلسني ـ يقتل بعدي عىل شاطئ الفرات فمن زاره‬
‫واغتسل من الفرات تساقطت خطاياه كهيئة يوم ولدته أمه) ( )‪.‬‬

‫ملا ورد الفرات ووقف عىل‬ ‫( )‬


‫واللطيف أن الشاعر املعروف عبد الباقي العمري‬
‫شاطئه‪ ،‬خاطبه مؤنبا ومعاتيا وذاكرا لساقي الكوثر يف بيتني من بحر الكامل‪:‬‬

‫حتـلو فإنـك ال هنـي وال مـري‬ ‫بعـدا لشطـك يا فــرات فمـر ال‬

‫صدر اإلمام سليل ساقي الكوثر‬ ‫أيسوغ يل منك الورود وعنك قـد‬

‫وهنا أضع بني أيديكم هذه املعطيات والتي أجد أنا مرتابطة يف إشارات الختفى عىل‬
‫اللبيب الفطن‪:‬‬
‫‪ .8‬التشابه بني منبعي الفرات والكوثر‪.‬‬
‫‪ .4‬أنام مباركان ‪ ،‬ويصب يف كل منهام مثعبان أو رافدان‪.‬‬

‫(‪ . )8‬ابن قولويه‪ ،‬كامل الزيارات‪ ،‬ص‪.803‬‬


‫(‪ . )4‬الكايف للشيخ الكليني ج‪ 6‬ص‪.42‬‬

‫( ) ‪ .‬مصباح املتهجد للشيخ الطويس ص ‪.781‬‬

‫(‪ . )2‬ديوان الباقيات الصاحلات ‪ ،‬عبد الباقي العمري ص‪.26‬‬


‫‪ .‬عالقة الكوثر بأهل البيت‪ ‬وباخلصوص مع اإلمام احلسني‪ ‬وعالقة ذلك بالذبيح‬
‫عىل شط الفرات وواقعة الطف حيث نحر اإلمام احلسني‪ ‬عطشانا وعىل مقربة من‬
‫نر الفرات‪.‬‬
‫‪ .2‬قد نوهت عن التشابه اللفظي بني بداية سورة نوح‪ ‬ونايتها مع بداية وناية سورة‬
‫‪ ،‬وهنا تظهر أمهية الشاطئ الغريب للفرات وكونه‬ ‫(‪)1‬‬
‫الكوثر ومع اإلمام املهدي‪‬‬
‫اجلرف احلضاري األول ومنطلق احلياة واحلضارة بعد الطوفان حيث رست سفينة‬
‫نوح‪ ‬بعد أن انطلقت من نفس البقعة( )‪ ،‬واليغيب عنا حديث الرسول األكرم‪:‬‬
‫(أال إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه‪ ،‬من ركبها نجا ومن ختلف عنها‬
‫غرق)( )‪.‬‬

‫الرقم ‪ 80‬وجتلياته يف سورة الكوثر‬


‫من األمور الالفتة للنظر ظهور الرقم ‪ 80‬يف سورة الكوثر بشكل مكثف‪ ،‬وإليك بعض‬
‫من ذلك ‪:‬‬
‫‪ .8‬الكوثر هي أقرص سور القرآن وعدد كلامت هذه السورة ‪ 80‬كلامت ‪.‬‬
‫‪ .4‬اآلية األوىل من الكوثر تضمنت ‪ 80‬حروف من حروف اللغة العربية ‪.‬‬
‫‪ .‬اآلية الثانية من الكوثر تضمنت ‪ 80‬حروف من حروف اللغة العربية ‪.‬‬
‫‪ .2‬مجيع آيات السورة ختمت بحرف الراء ‪ ،‬وترتيبه اهلجائي رقم ‪.80‬‬

‫(‪. )8‬انظر ص‪ 1‬من البحث‪.‬‬

‫(‪ . )4‬مرسى سفينة نوح‪‬للسيد املحقق سامي البدري‪.‬‬

‫( ) ‪ .‬املستدرك عىل الصحيحني‪ ،2740/86 / :‬وغريه‪.‬‬


‫‪ .‬سور القرآن التي تنتهي بحرف الراء عددها ‪ 80‬سور‪ ،‬وآخرها سورة الكوثر‪.‬‬
‫‪ .6‬الكلامت التي تنتهي بحرف الـ ( ر ) من بداية سورة الكوثر وحتى ناية القرآن هي ‪80‬‬
‫كلامت ‪.‬وجمموع تكرار حروف آية النحر يف اآليات التي ترد فيها هذه الكلامت = ‪=846‬‬
‫×‪ 24‬حيث أن ‪ = 846‬عدد الكلامت بعد سورة الكوثر‪ ،‬و = عدد كلامت آية النحر ‪،‬‬
‫و‪ 24‬هو عدد حروف سورة الكوثر من غري البسملة‪ ،‬والننسى أن ‪ = 846‬جمموع تكرار‬
‫حروف أسامء األئمة اإلثني عرش يف سورة الكوثر مع البسملة!‬
‫‪ .7‬حرف (ي) هو احلرف االبجدي ‪ ، 80‬وهناك حريف (ي) يف السورة وردا يف الكلمتني‬
‫الثانية والثامنة وجمموعهام هو ‪. 80 =1+4‬‬
‫‪ .1‬هناك ‪ 43‬آية بعد سورة الكوثر إىل خامتة القرآن الكريم‪ ،‬وهذا عدد أويل رقمه ‪.80‬‬
‫‪ .3‬سورة الكوثر ‪ 80‬كلامت‪ ،‬وعدد سور القرءان ‪ ،882‬ورضب الرقمني ‪= 80 × 882‬‬
‫حساب اجلمل لكلمتي (الكوثر ‪ +‬القرءان) = (‪ ، ) 1 + 7 7‬باعتبار اهلمزة = ‪. 8‬‬
‫‪ .80‬وردت األعداد املركبة (أي التي فيها لفظة عرش) يف القرآن الكريم هبذه الصيغ ‪:‬‬
‫(أحد عرش‪ ،‬اثنا عرش‪ ،‬اثني عرش‪ ،‬اثنتا عرشة‪ ،‬اثنتي عرشة‪ ،‬تسعة عرش ) وجمموعها ‪:‬‬
‫(‪ 71 = )83+84+84+84+84+88‬وهذ العدد يمثل جمموع األرقام من (‪ 8‬إىل ‪)84‬‬
‫وهو يمثل رقم تسلسل العدد األويل ‪ 37‬وهذا العدد يمثل قيمة احلساب التكراري‬
‫ألسامء األئمة اإلثني عرش‪ ، ‬وعند طرح املكرر من هذه األعداد املركبة يتبقى ‪88( :‬‬
‫‪ 24 = ) 83 + 84 +‬والذي يمثل عدد حروف السورة‪ ،‬وكذلك عدد حروف األئمة‬
‫االثني عرش‪!‬‬
‫ه‬
‫‪ .88‬ورود ‪‬إ ِنا أعطينك ٱلكوثر ‪ ١‬يف ‪ ‬ت ِلك عَّشة َكمِلة ‪. 84= ‬‬
‫ه‬
‫‪ .84‬ورود (الكوثر) يف ‪‬إ ِنا أعطينك ٱلكوثر ‪. 80 = ١‬‬
‫وهذه اإلشارات املكثفة تشري إىل يوم حدوث النحر والفداء بالذبح العظيم‪ ،‬وهو يوم‬
‫عاشوراء من شهر حمرم احلرام‪ ،‬حيث إستشهد اإلمام احلسني‪ ،‬وهو اإلمام العارش إذا‬
‫إبتدأنا العد عكسيا من آخر األئمة اإلثني عرش‪.‬‬

‫تأريخ واقعة الطف من سورة الكوثر‬


‫بعد أن عرفنا أن النحر يف سورة الكوثر له عالقة بنحر احلسني‪ ‬يمكن القول أن‬
‫عدد حروف السورة املباركة وهو (‪ )68‬فيه إشارة إىل سنة حدوث هذه الفاجعة وأن عدد‬
‫كلامهتا وهو (‪ )80‬فيه إشارة إىل يوم عاشوراء األليم وهو العارش من حمرم وهذه من‬
‫عجائب األمور إذ توحي هذه اإلشارات العددية إىل أن هذه الواقعة قد أرخ هلا قرانيا ويف‬
‫سورة إشرتك يف معناها ماء الكوثر والذرية املباركة‪ ،‬يف مشهد عظيم حيث الشهيد الذي مل‬
‫يسق املاء ونحر عطشانا وهذا أعظم معنى للشكر عىل نعمة الكوثر إذ قدم أبو االئمة التسعة‬
‫قربانا يف قبال عطاء الذرية ونحر عطشانا يف قبال حوض الكوثر الذي إذا رشب منه أحد‬
‫رشبة مل يظمأ بعدها أبدا ‪ .‬وال حول وال قوة إال باهلل العيل العظيم‪.‬‬
‫وتفكر يف العالقة بني الرقم (‪ )80‬ومسألة النحر والقربان يف سورة الكوثر من خالل‬
‫هذه الرواية الرشيفة‪ ،‬عن رسول اهلل‪ ‬قال‪( :‬من قرأ هذه السورة (يعني الكوثر) سقاه اهلل‬
‫تعاىل من نر الكوثر‪ ،‬ومن كل نر يف اجلنة وكتب له عرش حسنات بعدد كل من قرب قربانا‬
‫من الناس يوم النحر)(‪ .)1‬واليغيب عنا أن نحر األضاحي يكون يف العارش من ذي احلجة‬
‫الشهر احلرام وفاجعة الطف كانت يف العارش من حمرم احلرام‪.‬‬

‫(‪ . )8‬الربهان يف تفسري القرآن ‪ ،‬السيد هاشم البحراين ج‪ 1‬ص‪ ، 31‬وانظر ختريج األحاديث واآلثار ‪،‬‬
‫الزيلعي ج‪ 2‬ص ‪. 0‬‬
‫‪6‬‬
‫ٱلرِنَٰمۡح ه‬ ‫ه‬
‫ٱَّلل ِ ه‬
‫يم‪ ‬يف سورة الكوثر = ‪ = 880‬قيمة حساب‬
‫ح ِ‬‫ٱلر ِ‬ ‫والحظ أن ورود ‪ِ‬مۡسِب‬
‫اجلمل لكلمة (عيل) وقد يكون يف هذا إشارة وتأكيد إىل أن املقصود بالكوثر هم األئمة‬
‫اإلثني عرش‪ ‬باعتبار أن اإلمام عيل‪ ‬هو أوهلم وهو قائدهم‪ ،‬كام إن البسملة هي‬
‫الصورة املركزة واملجملة لسورة الفاحتة والتي هي بدورها الصورة املركزة واملجملة للقرآن‬
‫الكريم وهي أم الكتاب كام ورد يف الروايات الرشيفة(‪ .)1‬وقد يكون هلا عالقة بتاريخ نحر‬
‫احلسني‪ ‬إذ أن تفريق الرقم ‪ 880‬يعطي ‪ 8 /80‬وهو تأريخ عاشوراء وشهر حمرم احلرام‬
‫يف السنة اهلجرية املصطلح عليها‪.‬‬

‫إشارات عددية عامة‬


‫هنالك جمموعة من العجائب العددية املتعلقة بموضوع البحث ندرجها فيام يأيت‪:‬‬
‫‪ .8‬رقم سورة الكوثر هو ‪ 801‬وهذا الرقم له ‪ 84‬قاسم جمموعها = ‪:410‬‬
‫‪ 410 = 801+ 2+ 6+47+81+84+3+6+2+ +4+8‬واللطيف أن سلسلة العدد‬
‫‪ 410‬يف األعداد األولية واملركبة ختتزن العدد ‪ 84‬الذي يمثل عدد األئمة اخللفاء ‪‬‬
‫بعد النبي اخلاتم ‪ ‬وكام ييل‪:‬‬
‫(العدد ‪ 410‬هو العدد املركب رقم ‪ 440‬وهذا العدد مركب رقمه ‪ 874‬وهذا‬
‫العدد مركب رقمه ‪ 8 4‬وهذا العدد مركب رقمه ‪ 33‬وهذا العدد مركب رقمه ‪7‬‬
‫وهذا العدد أويل رقمه ‪ 48‬وهذا العدد مركب رقمه ‪ 84‬وهذا العدد مركب رقمه ‪6‬‬
‫وهذا العدد مركب رقمه ‪ 4‬وهذا العدد أويل رقمه ‪ .)8‬والعجيب أننا إذا أعطينا قيمة‬
‫صفر للعدد األويل وقيمة ‪ 8‬للعد املركب يف هذه السلسلة فسنحصل عىل العدد الثنائي‪:‬‬

‫(‪ . )8‬نور الثقلني للحويزي ‪ ،‬ج ‪ ،8‬ص ‪ .81‬انظر تدوين القرآن للشيخ عيل الكوراين العاميل‬
‫ص‪.4 8‬وانظر تفسري روح املعاين لأللويس ج ‪ ،8‬ص ‪.27‬‬
‫‪7‬‬
‫‪ 1111111111‬وهذا العدد قيمته يف األعداد العرشية ‪ 273‬وهو نفسه قيمة احلساب‬
‫ت‪ ‬كام إن طول السلسلة هو ‪ 80‬وهو عدد‬
‫األبجدي للتعبري الرشيف‪ :‬أهل ٱۡلي ِ‬
‫حموري يف السورة‪.‬‬
‫‪ .4‬عدد حروف سورة الكوثر من غري البسملة = ‪ = 24‬عدد حروف أسامء األئمة اإلثني‬
‫عرش‪ ‬وهم السقاة والذادة عىل حوض الكوثر‪.‬‬
‫‪ .‬جمموع أرقام احلروف يف كلامهتا بالنسبة لآلية األخرية والتي تشري إىل الذرية هو ‪= 24‬‬
‫عدد حروف أسامء األئمة اإلثني عرش‪ ‬وهم السقاة والذادة عىل حوض الكوثر‪.‬‬
‫‪ .2‬جمموع تكرار حروف أسامء األئمة االثني عرش‪ ‬يف سورة الكوثر كاملة = ‪= 846‬‬
‫حيث ‪ 846‬هو عدد االيات بعد سورة الكوثر و ‪ 24‬عدد حروف عدد حروف‬ ‫‪× 24‬‬
‫أسامء األئمة اإلثني عرش‪ ‬و الرقم = عدد آيات السورة‪.‬‬
‫‪ .‬ورود كلمة ( كوثر ) يف السورة = ‪.84‬‬
‫‪ .6‬عند طرح املكرر من حروف أسامء األئمة اإلثني عرشيتبقى ‪ 84‬حرفا مجعتها يف مجلة‬
‫ه‬
‫(سن جمد حروف عيل ) وجمموع تكرار حروف هذه اجلملة يف اآلية الرشيفة‪  :‬إ ِنا‬
‫أعطينك ٱلكوثر ‪ ، 7 = ‬ولكن العجيب عند إدخال اسم فاطمة معهم يكون الناتج‬
‫‪ !84‬سبحان اهلل فكأنام اإلشارة العددية تربط الذرية بالصديقة فاطمة الزهراء‪ ‬مع‬
‫الرتكيز عىل األئمة االثني عرش‪ ،‬ولتأكيد اإلشارة العددية فإن ورود االسم الرشيف‬
‫بعدد حروف اسمها‬ ‫(فاطمة) يف السورة = ‪ 84‬وأما وروده يف اآلية األوىل فإنه =‬
‫الرشيف !!‪.‬‬
‫ه‬
‫‪ .7‬ورود كلمة ‪‬إ ِماما‪ ‬يف اآلية الرشيفة‪ :‬إ ِنا أعطينك ٱلكوثر ‪ 84 = ١‬فكأن‬
‫اإلشارة تذكر عطاء الكوثر املتمثل باألئمة اإلثني عرش‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ه‬
‫‪ .1‬ورود التعبري الرشيف‪  :‬ٱجعلنا ل ِلم هتقِني إ ِماما‪ ‬يف اآلية الرشيفة‪ :‬إ ِنا أعطينك‬
‫ٱلكوثر ‪ 84 = ١‬فكأن اإلشارة تذكر عطاء الكوثر املتمثل باألئمة اإلثني عرش‪.‬‬
‫ه‬
‫‪ .3‬ورود كلمة ( الوارث)(‪ )1‬يف اآلية الرشيفة‪ :‬إ ِنا أعطينك ٱلكوثر ‪ 84 = ١‬فكأن‬
‫اإلشارة تذكر عطاء الكوثر املتمثل باألئمة اإلثني عرش‪ ،‬مع الرتكيز عىل اإلمام‬
‫احلسني وارث األنبياء‪ ‬ومن سبقه من األئمة‪.‬‬
‫‪ .80‬ورود ‪ ‬ذرِ هيَۢة بعضها مِن بعض ‪ ‬يف سورة الكوثر = ‪ 24‬بعدد حروف أسامء األئمة‬
‫اإلثني عرش‪ ،‬وهم السقاة والذادة عىل حوض الكوثر‪.‬ورقم هذه االية ‪ 2‬علام أن‬
‫ورود (الكوثر) يف سورة الكوثر ‪ 2‬أيضا‪.‬‬
‫‪ .88‬ورود كلمة ‪ ‬ٱلكوثر ‪ ‬يف اآلية الرشيفة‪ :‬قال إِن جاعلك ل ِ ه‬
‫لن ِ‬
‫اس إ ِماما ‪= ) (‬‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬
‫‪ ،84‬والعجيب أن ورود أسامء األئمة اإلثني عرش‪( ‬من غري تكرار) فيها = ‪84‬‬
‫أيضا‪.‬‬
‫يف سورة الكوثر = ‪ 24‬بعدد حروف‬ ‫( )‬
‫‪ .84‬ورود التعبري الرشيف ‪‬كِراِۢم بررة ‪١٦‬‬
‫أسامء األئمة اإلثني عرش‪ ،‬وهم السقاة والذادة عىل حوض الكوثر‪.‬‬

‫إشارات عددية إىل الذبح العظيم‬


‫‪ .8‬اآلية الرشيفة‪ :‬وفدينه ب ِ ِذبح ع ِظيم‪ ‬مؤلفة من ‪ 84‬حرفا غري مكررة‪.‬‬
‫‪ .4‬ورود (احلسني) يف اآلية الرشيفة‪ :‬وفدينه ب ِ ِذبح ع ِظيم‪ = ‬ورود ‪‬إ ِسمعِيل‪ ‬فيها‬
‫=‪2‬‬

‫(‪ . )8‬انظر زيارة اإلمام احلسني املعروفة بزيارة وارث وانظر رشحها للسيد املحقق سامي البدري‪.‬‬
‫(‪ . )4‬سورة البقرة ‪ ،‬اآلية ‪.842‬‬
‫( ) ‪ .‬سورة عبس ‪ ،‬اآلية ‪.86‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ .‬ورود اآلية الرشيفة‪ :‬فص ِل ل ِرب ِك وٱۡنر‪ ‬يف سورة الكوثر املباركة = ‪ 68‬فسبحان اهلل !‬
‫فهذه اشارة دقيقة إىل أن النحر قد حصل هبذا التأريخ‪.‬‬
‫‪ .2‬اآلية الكريمة رقم ‪ 801‬من سورة الصافات ذات الرتتيب ‪ : 7‬وتركنا عليهِ ِِف‬
‫ٱٓأۡلخرِين‪ ‬فيها ماييل‪:‬‬
‫ِ‬
‫أ‪ .‬مؤلفة من ‪ 84‬حرفا غري مكررة‪.‬‬
‫ب‪.‬قيمة احلساب التكراري هلا = ‪ 84‬و عند جتزئة هذا الرقم سينتج ماييل‪+ 8 + 68( :‬‬
‫‪ )68‬فهل يف هذا إشارة إىل الشهر والسنة التي حدثت فيها واقعة الطف‪ ،‬باعتبار هذا‬
‫األمر يف اآلخرين ومن هم خري اآلخرين غري اإلثني عرش‪ )1(‬والننسى أن اآلية‬
‫مكونة من ‪ 84‬حرفا غري مكررة ؟ !‪.‬‬
‫ج‪ .‬ورود لفظة (احلسني) فيها = ‪ 80‬وكذلك ورود (عاشوراء) فيها = ‪80‬‬
‫د‪ .‬ورود اآلية الرشيفة‪  :‬وفدينه ب ِ ِذبح ع ِظيم ‪ ‬فيها = ‪ 84‬وهي مؤلفة من ‪84‬‬
‫حرفا من احلروف اهلجائية‪ ،‬كام مر آنفا‪.‬‬
‫‪ .‬الفرق بني ترتيب سورة الكوثر ‪ 801‬وترتيب سورة الصافات ‪ 78 = 7‬وهذا الرقم هو‬
‫(‪ ) 68 + 80‬فكأنام الفرتة الزمنية من صدور األمر بالذبح والفداء العظيم والرتك يف‬
‫اآلخرين الذي ذكر يف سورة الصافات إىل زمن نزول سورة الكوثر واألمر بالنحر‪ ،‬كأنام‬
‫استبطنت اإلشارة إىل تأريخ هذه الواقعة األليمة‪ ،‬علام أن قيمة التعبري الرشيف‪ :‬أهل‬
‫ت ‪ ‬باحلساب التكراري = ‪ 7‬وهو نفسه ترتيب سورة الصافات!‪ ،‬والعجيب أن‬
‫ٱۡلي ِ‬
‫العدد ‪ 7‬هو عدد أويل رقم تسلسله يف األعداد األولية هو ‪.! 84‬‬
‫وفيه‬ ‫‪ .6‬ورود كلمة (كربالء) يف سورة الكوثر = ورود (احلسني) يف سورة الكوثر =‬
‫‪.‬‬ ‫يف سورة األحزاب ذات الرتتيب‬ ‫اشارة إىل آية التطهري ذات الرقم‬

‫(‪ . )8‬انظر الكايف ج‪ 2‬ص ‪ ، 1‬اعتقادات االمامية للشيخ الصدوق‪ ‬ص‪.26‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ .7‬من اللطائف الالفتة للنظر‪ ،‬اشرتاك حرف وحيد وهو حرف الـ (ح) يف الكلامت الثالث‪:‬‬
‫(حسني)‪( ،‬انحر) و (أذبحك)‪ .‬واليغيب عن فكرك أن كلمة أذبحك وردت عىل لسان‬
‫إبراهيم‪ ‬وهو حياور إبنه إسامعيل‪ :‬فل هما بلغ معه ه‬
‫ٱلسۡع قال يب ه‬
‫َن إ ِ ِِن أرى ِِف‬
‫ه‬ ‫ٱلمن ِ‬
‫جد ِِن إ ِن شاء ٱَّلل‬
‫ت ٱفعل ما تؤمر ست ِ‬
‫ام أ ِِن أذَبك فٱنظر ماذا ترى قال يأب ِ‬
‫ه‬
‫مِن ٱلص َِبِين‪ )1(١٠٢‬وتسلسل هذه الكلمة هو ‪ 84‬من بداية اآلية‪ .‬وأما كلمة إنحر فقد‬
‫وردت يف اآلية الرشيفة‪:‬فص ِل ل ِرب ِك وٱۡنر‪ ،) (‬وعدد حروف هذه اآلية هو ‪84‬‬
‫حرفا‪.‬‬

‫‪" .1‬احصاء جذر (ذبح) = ‪ 3‬مرات يف القرآن الكريم"( ) والعجيب أن قيمة هذه اآليات‬
‫التسع باحلساب التكراري = ‪ 6 21‬وهذا هو عدد آيات القرآن الكريم مع البسملة‬
‫حيث = ‪ 84×4 × 4‬وهو يستبطن العدد ‪ 84‬و ‪ 7‬من خالل سلسلة أعداده األولية‬
‫واملركبة‪ ،‬ويف هذا إشارة إىل أن احلسني‪ ‬قد أحيا الدين وحفظ وشهد للثقل األكرب‬
‫وهو كتاب اهلل‪ ،‬ومن هنا نفهم بعضا من مصاديق قول النبي األكرم‪( :‬حسني مني‬
‫وانا من حسني)‪ .‬وهناك قضية أخرى تؤكد هذا األمر حيث أن ‪ :‬حساب اجلمل لآلية‬
‫الرشيفة‪( :‬وفدينه بذبح عظيم) ‪ +‬حساب اجلمل لكلمة‪( :‬الكوثر) ‪ +‬ترتيب سورة‬
‫الكوثر= ‪ )77207 + 64 6( = 1 62 = 801 + 7 7 + 8117‬حيث أن ‪77207‬‬
‫هو عدد كلامت القرآن الكريم و ‪ = 64 6‬عدد آيات القرآن الكريم ! وقد وردت لفظة‬

‫(‪ . )8‬سورة الصافات ‪ ،‬اآلية ‪.804‬‬


‫(‪ . )4‬سورة الكوثر ‪ ،‬اآلية ‪.4‬‬
‫( ) ‪ .‬من اإلعجاز البالغي والعددي للقرآن الكريم للدكتور محيد النجدي ص‪ – 484‬املكتبة احليدرية‬
‫ط‪.4003 2‬‬
‫‪1‬‬
‫(نحر) مرة واحدة يف القرآن الكريم وبإضافتها إىل ألفاظ (ذبح) التسع يكون الناتج‬
‫عرشة ! وهي إشارة إىل متيز قضية قتل احلسني‪ ‬عن غريها‪.‬‬

‫‪" .3‬احصاء كلمة (دم) ومشتقاهتا عرش مرات يف القرآن الكريم"(‪ ، )1‬حيث سفكت دماء‬
‫احلسني‪ ‬وصحبه عىل أرض كربالء يف العارش من حمرم وإصطبغت السامء باحلمرة‬
‫وأمطرت دما‪ ،‬ومارفع حجر حتى فارت الدماء من حتته( )‪ .‬والحول والقوة إال باهلل‬
‫العيل العظيم‪.‬‬
‫‪" .80‬احصاء كلمة (قتل) ومشتقاهتا هبذه الصيغ (قتل‪ ،‬القتل‪ ،‬قتلهم) ( ) عرش مرات يف‬
‫القرآن الكريم"( )وهي إشارة إىل قتل احلسني‪ ‬يف العارش من حمرم‪ .‬وهناك آيتان‬
‫تشريان إىل قتل األنبياء بغري حق وهو ماجرى مع احلسني‪ ‬وهو سبط النبي‬
‫ه ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫األكرم‪ ،‬واآليتان مها‪ :‬لقد س ِمع ٱَّلل قول ٱَّلِين قالوا إ ِن ٱَّلل فقِۡي وۡنن أغن ِياء‬
‫و‬ ‫يق‪‬‬
‫( )‬
‫سنكتب ما قالوا وقتلهم ٱۡلۢنب ِياء ب ِغۡيِ حق ونقول ذوقوا عذاب ٱۡلرِ ِ‬
‫ه‬
‫ت ٱَّلل ِ وقتل ِ ِهم ٱۡلۢنب ِياء ب ِغۡيِ حق وقول ِ ِهم قلوبنا‬
‫ض ِهم مِيثقهم وكفرِهِم ۢأَِبي ِ‬
‫‪‬فب ِما نق ِ‬

‫(‪ . )8‬من اإلعجاز البالغي والعددي للقرآن الكريم للدكتور محيد النجدي ص‪ – 488‬املكتبة احليدرية‬
‫ط‪.4003 2‬‬
‫(‪ . )4‬انظر البيهقي يف دالئل النبوة حتت رقم ‪ 4180‬و ‪ . 4188‬تاريخ دمشق إلبن عساكر ج‪82‬‬
‫ص‪ 441‬ط دار الفكر بريوت‪.‬الطرباين يف املعجم الكبري ج ص‪ 888‬ط دار احياء الرتاث العريب‬
‫بريوت وغريها‪.‬‬
‫‪،8‬‬ ‫( ) ‪ .‬واآليات هي‪ :‬البقرة‪ ،838/‬البقرة‪ ،487/‬آل عمران‪ ،8 2/‬آل عمران‪ ،818/‬النساء‪/‬‬
‫‪ ،‬األحزاب‪.86/‬‬ ‫املائدة‪ ، 0/‬األنعام‪ ،8 7/‬اإلرساء‪ ، 8/‬اإلرساء‪/‬‬
‫(‪ . )2‬من اإلعجاز البالغي والعددي للقرآن الكريم للدكتور محيد النجدي ص‪ – 482‬املكتبة احليدرية‬
‫ط‪.4003 2‬‬
‫( ) ‪ .‬سورة آل عمران ‪ ،‬اآلية ‪.818‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫غلفۚ بل طبع ٱَّلل عليها ب ِكف ِرهِم فٗل يؤ ِمنون إ َِّل قل ِيٗل‪ ،)1(‬وسبحان اهلل فإن‬
‫ورود أسامء األئمة اإلثني عرش يف التعبري الرشيف‪ :‬قتل ِ ِهم ٱۡلۢنب ِياء ب ِغۡيِ حق‪، 7= ‬‬
‫ت‪‬‬
‫ومعلوم لديك أن العدد ‪ = 7‬قيمة احلساب التكراري للتعبري الرشيف‪ :‬أهل ٱۡلي ِ‬
‫وهو العدد األويل رقم ‪ .84‬والعجيب أن عدد حروف هذا التعبري = ‪ 81‬وفيه إشارة إىل‬
‫عمر السيدة الزهراء‪ ،‬كام إن جمموع أرقام احلروف يف كلامهتا هلذا التعبري = ‪ 68‬وفيه‬
‫إشارة إىل سنة حدوث واقعة الطف‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬
‫‪" .88‬احصاء لفظ (كرب) اربع مرات ولفظة (بالء) ست مرات واملجموع عرشة"( ) وفيه‬
‫ماييل‪:‬‬
‫أ‪ .‬جمموع األلفاظ ‪ 80‬يشري إىل اليوم العارش (عاشوراء) !‬
‫ب‪ .‬جمموع تكرار حروف ( حسني) يف هذه اآليات = ‪ 841‬وهو نفسه حساب اجلمل‬
‫هلذا اإلسم الرشيف!‬
‫ج‪ .‬جمموع تكرار حروف اآلية الرشيفة‪( :‬انا اعطينك الكوثر) = ‪ 6 4‬وهذا هو التأريخ‬
‫امليالدي لوفاة الرسول األكرم‪ ‬وإبنته الزهراء‪.‬‬
‫‪.84‬قيمة حساب اجلمل لآلية الرشيفة‪ :‬وفدينه ب ِ ِذبح ع ِظيم‪= 8117 =١٠٧‬‬
‫×‪ 7×87‬حيث أن العدد ‪ = 7‬قيمة احلساب التكراري للتعبري الرشيف‪ :‬أهل‬
‫ت‪ ‬وهو العدد األويل رقم ‪ .84‬والعدد ‪ 87‬هو عدد ركعات الصلوات اليومية‬
‫ٱۡلي ِ‬
‫املفروضة و العدد هو أوقات الصالة الثالثة‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪.8‬‬ ‫(‪ . )8‬سورة النساء ‪ ،‬اآلية‬


‫(‪ . )4‬ذكر هذا اإلحصاء الدكتور محيد النجدي يف كتابه من اإلعجاز البالغي والعددي للقرآن الكريم‬
‫ص ‪ 48‬واآليات هي‪ :‬البقرة‪ ،23:‬األعراف‪ ،828:‬األنفال‪ ،87:‬إبراهيم‪ ،6:‬األنعام‪،62:‬‬
‫األنبياء‪ ،76:‬الصافات‪ ،76:‬الصافات‪ ،806:‬الصافات‪ ،88 :‬الدخان‪. :‬‬
‫واليفوتنا أن سورة الكوثر هي آخر سورة ذكرت فيها الصالة ‪ ،‬والعجيب أن عدد‬
‫احلروف املؤلفة هلا ‪87‬حرفا من احلروف اهلجائية ‪ ،‬وفيها إشارة واضحة إىل عدد ركعات‬
‫الصلوات اليومية املفروضة‪ .‬وسلسلة العدد ‪ 8117‬يظهر فيها الرقم ‪ 84‬وكام ييل‪:‬‬
‫(العدد ‪ 8117‬هو العدد املركب رقم ‪ 8 37‬وهذا العدد أويل رقمه ‪ 4 8‬وهذا العدد‬
‫أويل رقمه ‪ 2‬وهذا العدد مركب رقمه ‪ 7‬وهذا العدد أويل رقمه ‪.)... 84‬‬
‫‪ 1‬وسلسلة‬ ‫‪.8‬قيمة احلساب التكراري لآلية الرشيفة‪ :‬وفدينه ب ِ ِذبح ع ِظيم‪=١٠٧‬‬
‫العدد يظهر فيها الرقم ‪ 24‬وكام ييل‪( :‬العدد ‪ 8 4‬هو العدد املركب رقم ‪ 88‬وهذا‬
‫العدد مركب رقمه ‪ 12‬وهذا العدد مركب رقمه ‪ 60‬وهذا العدد مركب رقمه ‪ 24‬وهذا‬
‫العدد مركب رقمه ‪.)... 41‬‬

‫إشارات عددية إىل السقاة والذادة‬


‫‪ .8‬ورود اآلية‪ :‬يوم يكشف عن ساق ويدعون إ ِِل ٱلسجودِ فٗل يست ِطيعون‪ ‬يف اآلية‪:‬‬
‫ه‬
‫‪‬إ ِنا أعطينك ٱلكوثر‪ = 24 = ‬عدد حروف أسامء األئمة اإلثني عرش‪ .‬فكأنام‬
‫اآلية الرشيفة استبطنت هذه األسامء املباركة للسقاة والذادة عىل حوض الكوثر‪.‬‬
‫‪ .4‬املدة منذ والدة الرسول‪ ‬ولغاية استشهاد اإلمام احلسني‪ ‬هي ‪ 882‬سنة = عدد‬
‫سور القرآن الكريم‪ ،‬وقد يكون يف هذا إشارة إىل اإلصالح الذي قصده اإلمام‬
‫احلسني‪ ‬يف أمة جده رسول اهلل‪ ، ‬ودفع كيد حمريف الكتاب وحماريب عرتة رسوله‬
‫األطياب‪.‬‬
‫‪ .‬ورود كلمة (عيل) يف سورة الكوثر كاملة = ‪ 84‬ويف هذا إشارة إىل قائد اإلثني عرش ذرية‬
‫الرسول‪.‬‬
‫‪ .2‬ورود كلمة (عرتيت)(‪ )1‬يف سورة الكوثر كاملة = ‪ 84‬وهم عرتة الرسول‪ ‬وهم السقاة‬
‫والذادة عىل حوض الكوثر‪.‬‬

‫إشارات عددية إىل نري الكوثر والنون‬


‫فيام ييل جمموعة من العجائب واللطائف العددية املتعلقة بنهري الكوثر ونون‪:‬‬
‫أوال‪ .‬جاء عن اإلمام الصادق‪( : ‬أما نون فكان نرا يف اجلنة أشد بياضا من الثلج وأحىل‬
‫من العسل قال اهلل تعاىل له ‪ :‬كن مدادا فكان مدادا)( )‪ .‬وهنا عدة مالحظات ختتص بنهر‬
‫نون‪:‬‬
‫‪ .8‬من املعلوم أن آية الساقي حتمل الرقم ‪ 24‬يف سورة القلم التي تبتديء بـ‪ ‬ن وٱلقل ِم وما‬
‫يسطرون‪ ‬والعجيب أننا إذا أحصينا اآليات التي تنتهي بحرف الـ ( ن ) يف هذه‬
‫السورة املباركة سنجد أنا ‪ 24‬آية أيضا‪.‬‬
‫‪ .4‬واألعجب من هذا أن هناك ‪ 24‬سورة فقط يف القران الكريم تنتهي بحرف الـ (ن)‪.‬‬
‫‪ .‬واليغيب عنا أن االسم الرشيف (حسيـن) ينتهي بحرف الـ ( ن )! أيضا‪.‬‬
‫‪.2‬قيمة احلساب التكراري إلسم احلرف (نون) = ‪.84‬‬
‫‪ .‬ورد يف تفسري رو ح املعاين( ) أن نون يف اآلية‪  :‬ن وٱلقل ِم وما يسطرون‪ ‬هو حرف‬
‫النون من ‪ ‬ه‬
‫ٱلرِنَٰمۡح‪ ،‬وهو ماتوصلت اليه بفضل اهلل حيث أنه يمثل احلرف ‪ 24‬من‬
‫بداية القرآن وهو من كلمة ‪ ‬ه‬
‫ٱلرِنَٰمۡح‪ ‬يف اآلية من سورة الفاحتة ‪.‬‬

‫(‪ . )8‬ورد هذا اللفظ يف أغلب صيغ حديث الثقلني الرشيف ‪ ( :‬إين تارك فيكم الثقلني ‪ :‬كتاب اهلل ‪،‬‬
‫وعرتيت أهل بيتي‪ ،‬ما إن متسكتم هبام لن تضلوا بعدي أبدا)‪.‬‬
‫(‪ . )4‬علل الرشائع ‪ ،‬الشيخ الصدوق‪ ‬ج‪ 4‬ص‪.204‬‬
‫( ) ‪ .‬تفسري روح املعاين لآللويس ص ‪.26‬‬
‫ه‬
‫ٱَّلين‪ ‬تنتهي‬
‫‪ .6‬عند احتساب بسملة سورة البقرة فإن الكلمة ‪ 24‬يف القرآن وهي كلمة ‪ِ ‬‬
‫ٱَّلين يؤمِنون بٱلغيب ويقيمون ه‬ ‫ه‬
‫ٱلصلوة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫بحرف النون وتقع يف آية تنتهي بالنون‪ :‬‬
‫ومِ هما رزقنهم ينفِقون‪.‬‬
‫‪ .7‬عند عدم احتساب بسملة سورة البقرة فإن الكلمة ‪ 24‬يف القرآن وهي كلمة ‪ ‬ه‬
‫ٱلصلوة ‪‬‬
‫ٱَّلين يؤمِنون بٱلغيب ويقيمون ه‬ ‫ه‬
‫ٱلصلوة ومِ هما رزقنهم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫تقع يف آية تنتهي بالنون ‪:‬‬
‫ينفِقون‪.‬‬
‫‪ .1‬اآلية ‪ 24‬يف القرآن تنتهي بحرف النون واالية هي‪  :‬وقلنا يـادم ٱسكن أنت‬
‫ه‬
‫وزوجك ٱۡل هنة ولُك مِنها رغدا حيث ِشئتما وَّل تقربا ه ِذه ِ ٱلشجرة فتكونا مِن‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ٱلظل ِ ِمني‪ ‬وهي ضمن سورة تنتهي بحرف النون أيضا‪َّ  :‬ل يكل ِف ٱَّلل نفسا إ َِّل‬
‫ه‬
‫سينا أو أخطأنا ر هبنا‬ ‫وسعها لها ما كسبت وعليها ما ٱكتسبت ر هبنا َّل تؤ ِ‬
‫اخذنا إ ِن ن ِ‬
‫ه‬
‫وَّل ِت ِمل علينا إ ِصا كما َحلتهۥ لَع ٱَّلِين مِن قبل ِنا ر هبنا وَّل ِت ِملنا ما َّل طاقة نلا‬
‫ب ِهِۦ وٱعف ع هنا وٱغفِر نلا وٱرَحنا أنت مولىنا فٱنُصنا لَع ٱلقو ِم ٱلكفِرِين ‪.٢٨٦‬‬
‫‪ .3‬جمموع تكرار حروف االسم الرشيف (عيل) يف سورة الفاحتة = ‪.24‬‬
‫وهذه إشارات عجيبة إىل األئمة اإلثني عرش‪ ‬وأنم كوثر مستمر من احلياة الدنيا‬
‫وحتى ورود احلوض فهم السقاة والذادة هناك‪ ،‬وهي تنبئ عن عالقة بني الكوثر و النون‬
‫وهو نر يف اجلنة ذكرت له صفات تشرتك مع نر الكوثر‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا‪ .‬أول ظهور يف القرآن إلحدى صيغ كلمة ( نر )(‪ )1‬هو يف اآلية ‪ 4‬من سورة البقرة‪:‬‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ت أن لهم جنت َترِي ِمن ِتت ِها ٱۡلنهر ُكما‬ ‫َّش ٱَّلِين ءامنوا وع ِملوا ٱلصل ِح ِ‬
‫‪‬وب ِ ِ‬
‫ه‬
‫رزِقوا مِنها مِن ثمرة رِزقا قالوا هذا ٱَّلِي رزِقنا مِن قبل وأتوا ب ِهِۦ متشب ِها ولهم فِيها‬
‫أزوج مط ههرة وهم فِيها خ ِِلون ‪ ، ٢٥‬وفيها ماييل‪:‬‬
‫أ‪ .‬رقم ترتيب كلمة ٱۡلنهر يف االية هو ‪84‬‬
‫ب‪ .‬يأيت بعد هذه اآلية ‪ 6402‬آية إىل آخر القرآن‪ ،‬والعجيب أن سورة الكوثر يسبقها‬
‫‪ 6402‬آية إىل بداية القرآن! أي أن هناك تناظرا يف موقع اآلية وموقع سورة الكوثر‪،‬‬
‫واآلية فيها بشارة باجلنة مع ذكر األنار التي منها الكوثر‪ ،‬وقد جاء يف األثر( ) أن هذه‬
‫اآلية نزلت يف ساقي الكوثر عيل أمري املؤمنني‪.‬‬
‫ج‪ .‬ورود هذه اآلية الرشيفة (من غري تكرار) يف سورة الكوثر = ‪ = !24‬عدد حروف أسامء‬
‫األئمة اإلثني عرش‪ .‬فكأنام اآلية الرشيفة استبطنت هذه األسامء املباركة للسقاة‬
‫والذادة عىل حوض الكوثر‪.‬‬
‫د‪ .‬ورود سورة الكوثر املباركة (من غري تكرار) يف اآلية ‪ 4‬من سورة البقرة = ‪ 801‬وهو‬
‫نفسه رقم ترتيب سورة الكوثر!‬

‫(‪ . )8‬اإلشارة العددية‪( :‬أول ظهور لكلمة نر يف اآلية ‪ 4‬من سورة البقرة وأن هناك ‪ 6402‬آية بعدها‬
‫وأن سورة الكوثر قبلها ‪ 6402‬آية) ذكرها الباحث السوري منصور قهوجي عىل موقع شفرة‬
‫القرآن بتاريخ ‪.4083 / 80 /86‬‬
‫(‪ . )4‬جاء يف تفسري فرات الكويف ص‪ 2‬يف تفسريه لآلية‪ :‬عن الباقر‪ ‬قال‪( :‬الذين آمنوا وعملوا‬
‫الصاحلات عيل بن أيب طالب واالوصياء من بعده وشيعتهم ‪ .)...‬وذكر احلسكاين يف شواهد=‬
‫=التنزيل ج‪8‬ص‪ 36‬عن ابن عباس قوله‪ ):‬مما نزل يف القرآن خاصة يف رسول اهلل وعيل وأهل بيته‬
‫ه‬
‫ٱَّلين ءامنوا ‪....‬‬
‫َّش ِ‬
‫من سورة البقرة‪ :‬وب ِ ِ‬
‫‪7‬‬
‫ه‬
‫َّش ٱَّلِين ءامنوا وع ِملوا‬
‫هـ‪ .‬ورود التعبري‪( :‬نر الكوثر) يف التعبري الرشيف‪ :‬وب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ت أن لهم جنت َترِي مِن ِتت ِها ٱۡلنهر ‪ 2 = ‬وهو نفسه ورود كلمة‬ ‫ٱلصل ِح ِ‬
‫‪‬ٱلكوثر‪ ‬يف سورة الكوثر كاملة!‬
‫ثالثا‪ .‬ورود كلمة (نون) ‪ ،‬وهو اسم نر يف اجلنة‪ ،‬كام مر علينا آنفا‪ ،‬يف اآلية ‪ 4‬من سورة‬
‫البقرة = ‪ 2‬وهو نفسه ورود كلمة ‪‬ٱلكوثر‪ ‬يف سورة الكوثر كاملة!‬
‫ه‬
‫َّش ٱَّلِين ءامنوا وع ِملوا‬
‫رايعا‪ .‬ورود أسامء األئمة اإلثني عرش‪ ‬يف التعبري الرشيف‪ :‬وب ِ ِ‬
‫ه‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ت أن لهم جنت َترِي مِن ِتت ِها ٱۡلنهر ‪ 801 = ‬وهو نفسه رقم ترتيب‬ ‫ٱلصل ِح ِ‬
‫سورة الكوثر!‬
‫ه‬
‫خامسا‪ .‬ورود كلمة ‪ ‬ٱۡلنهر ‪ ‬يف ‪‬إ ِنا أعطينك ٱلكوثر‪84 = ‬‬
‫سادسا‪ .‬ورود كلمة ‪‬نهر‪ ‬يف سورة الكوثر = ‪ ، 80‬وربام لذلك عالقة بقتيل نر (شط)‬
‫الفرات يف العارش من حمرم احلرام‪ .‬علام أن الروايات الرشيفة تذكر أن الفرات نر من‬
‫أنار اجلنة(‪.)1‬‬
‫سابعا‪ .‬قيمة احلساب التكراري لكلمة ( حوض) = ‪ 27‬والذي يمثل عدد حروف األئمة‬
‫عرش‪ ‬والسيدة فاطمة الزهراء‪ ‬وهوالء هم عطاء الكوثر املمتد من الدنيا إىل‬
‫اآلخرة‪.‬‬

‫من هو الذبيح إسامعيل أم إسحق؟‬


‫ب هب ِِل مِن‬ ‫‪ .8‬ورود (اسمعيل) يف هذه اآليات الرشيفة من سورة الصافات‪ :‬ر ِ‬
‫ٱلصل ِحني ‪ ١٠٠‬فب هَّشنه بغلم حل ِيم ‪ ١٠١‬فل هما بلغ معه ه‬
‫ٱلسۡع قال يب ه‬
‫َن إ ِ ِِن أرى ِِف‬
‫ه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ٱلمن ِ‬
‫جد ِِن إ ِن شاء ٱَّلل‬‫ت ٱفعل ما تؤمر ست ِ‬
‫ام أ ِِن أذَبك فٱنظر ماذا ترى قال يأب ِ‬
‫ه‬
‫مِن ٱلص َِبِين ‪ = 66 = ١٠٢‬ورود اآلية الرشيفة (من غري تكرار)‪ :‬وفدينه ب ِ ِذبح‬

‫(‪ . )8‬انظر الكايف ‪ :‬ج ‪ 6‬ص ‪ ، 11‬اخلصال للشيخ الصدوق ص‪ .4 0‬البخاري ح‪. 117‬‬
‫‪8‬‬
‫ع ِظيم‪ ١٠٧‬يف هذه اآليات‪.‬‬
‫ب هب ِِل مِن‬
‫‪ .4‬ورود (اسمعيل) يف هاتني اآليتني الرشيفتني من سورة الصافات‪ :‬ر ِ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫حني ‪ ١٠٠‬فبَّشنه ب ِغلم حل ِيم ‪ = 84 =  ١٠١‬احصاء االسم الرشيف‪:‬‬ ‫ٱلصل ِ ِ‬
‫(اسمعيل) يف القرآن‪ ،‬وهو تأكيد اضايف عىل أن املقصود هبذه اآليات هو الذبيح‬
‫إسامعيل‪ ‬وليس النبي اسحق‪.‬‬
‫‪ .‬احصاء جذر (غلم) = ‪ 8‬وعند استبعاد كلمة (غلامن) ألنا ليست يف دار الدنيا يكون‬
‫الناتج ‪ 84‬وفيه إشارة إىل اسمعيل ‪ ‬ألن تكرر يف القرآن الكريم ‪ 84‬مرة‪.‬‬
‫ه‬
‫حني ‪١٠٠‬‬
‫ب هب ِِل مِن ٱلصل ِ ِ‬
‫‪ .2‬العجيب أن قيمة احلساب التكراري لآلية الرشيفة‪ :‬ر ِ‬
‫= ‪ 800‬وهو نفسه رقم اآلية‪ ،‬ويذكرنا هذا بفداء عبد املطلب إلبنه عبد اهلل والد الرسول‬
‫األكرم ‪ ‬باإلبل‪ ،‬فقد أعتقه اهلل من الذبح بعد أن بلغت املائة‪.‬‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ب هب ِِل مِن ٱلصل ِ ِ‬
‫حني ‪ ١٠٠‬فبَّشنه ب ِغلم‬ ‫‪ .‬احلساب التكراري لآليتني الرشيفتني‪ :‬ر ِ‬
‫حل ِيم ‪ 4 4 =  ١٠١‬حيث يظهر يف سلسلته العدد ‪ 24‬والعدد ‪ ، 80‬حيث أن العدد ‪24‬‬
‫هو عدد حروف سورة الكوثر وهو نفسه عدد حروف األئمة اإلثني عرش‪ ‬وأما‬
‫العدد ‪ 80‬فهو يمثل العارش من ذي احلجة أو العارش من حمرم حيث كان الفداء العظيم‪.‬‬
‫والسلسلة هي‪ ( :‬العدد ‪ 4 4‬مركب رقمه ‪ 818‬وهذا أويل رقمه ‪ 24‬وهذا مركب رقمه‬
‫‪ 41‬وهذا مركب رقمه ‪ 81‬وهذا مركب رقمه ‪. )... 80‬‬

‫العالقة بني سوريت نوح‪ ‬والكوثر وزوال الكيان الصهيوين‬


‫ه‬
‫‪ .8‬هنالك تشابه لفظي بني سوريت الكوثر ونوح‪ ،‬فبداية الكوثر كلمة ‪‬إ ِنا‪ ‬ونايتها‬
‫ه‬
‫كلمة ‪‬ٱۡلبَت‪ ‬وبداية نوح‪ ‬إ ِنا‪ ‬ونايتها كلمة ‪‬تبارا‪. ‬‬
‫‪ .4‬هناك ‪ 7‬سورة بني اآليتني ومعلوم لديك أن هذا العدد يمثل قيمة احلساب التكراري‬
‫ت‪ ‬وأن رقمه ‪ 84‬يف األعداد األولية ‪.‬‬
‫للتعبري الرشيف ‪‬أهل ٱۡلي ِ‬
‫‪9‬‬
‫‪ .‬قد علمت أيضا أن اآلية األخرية يف سورة نوح‪ ‬ذكرت سفينة نوح متمثلة يف لفظة‬
‫‪‬بي ِت‪ ‬وهي اللفظة الثانية عرش من ألفاظ السفينة وهي تقابل اإلمام املهدي باعتبار‬
‫التشبيه لألئمة اإلثني عرش‪ ‬بسفينة نوح(‪.)1‬‬
‫‪ .2‬هنالك تشابه الفت للنظر‪ ،‬حيث أن سورة الكوثر حتدثت عن أهل البيت‪ ‬عىل‬
‫حوض الكوثر وهم العطاء املستمر حتى ورود احلوض‪ ،‬وأن من دخل يف واليتهم يف‬
‫الدنيا سقي من حوض الكوثر( )‪ ،‬وأما سورة نوح‪ ‬فقد ذكرت أن من دخل بيت‬
‫نوح‪ ‬وهو بيت الوالية( ) فقد دخل يف والية احلجة املنتظر‪ ‬وأن من اليدخله‬
‫مقطوع وهالك‪ ،‬واليغيب عنا أن اإلمام املهدي‪ ‬الذي هو من ولد فاطمة‪،‬‬
‫جوهر الكوثر‪ ،‬سيظهر ويملئ األرض عدال وقسطا بعد أن إمتلئت ظلام وجورا‪.‬‬

‫‪ .‬كلمة ‪‬تبارا‪ ‬الواردة يف سورة نوح‪ ‬تشرتك مع التعبري الرشيف‪ :‬و ِلت َِبوا ما‬
‫علوا تتب ِۡيا ‪ ٧‬الوارد يف سورة اإلرساء يف نفس اجلذر اللغوي (ترب)‪ ،‬حيث يكون هذا‬
‫التتبري عىل يد املهدي املنتظر‪ ‬إن شاء اهلل تعاىل كام يتضح يف هاتني اآليتني الرشيفتني‬
‫من سورة اإلرساء‪ :‬ث هم رددنا لكم ٱلك هرة علي ِهم وأمددنكم ب ِأمول وبن ِني‬
‫سكم ِإَون أسأتم فلها فإ ِذا‬
‫وجعلنكم أكَث نفِۡيا ‪ ٦‬إ ِن أحسنتم أحسنتم ِۡلنف ِ‬

‫(‪ . )8‬انظر بحث أهل البيت‪ ‬وسفينة نوح للمؤلف ‪.‬‬

‫(‪ . )4‬انظر موضوع " إثارة جديدة يف معنى الساق" ص ‪ 4‬من البحث‪.‬‬

‫( ) ‪ .‬إشارة إىل اآلية األخرية من سورة نوح‪  :‬هرب ٱغفِر ِل ول ِو ِِل ه‬


‫ي ول ِمن دخل بي ِت مؤ ِمنا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ه‬
‫ت وَّل ت ِزدِ ٱلظل ِ ِمني إ َِّل تبارا ‪ ، ‬وانظر بحث أهل البيت‪ ‬وسفينة‬
‫ول ِلمؤ ِمن ِني وٱلمؤمِن ِ‬
‫نوح للمؤلف ‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫جد كما دخلوه أ هول م هرة و ِلت َِبوا‬
‫ٱٓأۡلخرة ِ ؤُُسَيِلا وجوهكم و ِلدخلوا ٱلمس ِ‬
‫ِ‬ ‫جاء وعد‬
‫ما علوا تتب ِۡيا ‪ ٧‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫ملحـق البـحث‬
‫‪ .1‬جدول حساب اجلمل ـ األبجد الكبري ‪ :‬الرتتيب األبجدي املستخدم يف حساب اجلمل‬
‫هو‪( :‬أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ) حيث تعطى لكل حرف‬
‫قيمة عددية حمددة وكام ييل‪:‬‬

‫ط‬ ‫ح‬ ‫ز‬ ‫و‬ ‫هـ‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬


‫‪9‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪1‬‬
‫ص‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫س‬ ‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ي‬
‫‪91‬‬ ‫‪81‬‬ ‫‪71‬‬ ‫‪61‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬
‫ظ‬ ‫ض‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫ث‬ ‫ت‬ ‫ش‬ ‫ر‬ ‫ق‬
‫‪911‬‬ ‫‪811 711 611‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪111‬‬
‫غ‬
‫‪         ‬‬
‫‪1111‬‬

‫‪ .2‬جدول احلساب التكراري‪ :‬قمت بإعطاء قيم للحروف حسب عدد مرات تكرارها يف‬
‫كتاب اهلل حيث تم إعطاء القيمة العددية (‪ )8‬للحرف األكثر تكرارا و القيمة (‪)4‬‬
‫للحرف الذي يليه و هكذا حتى القيمة (‪ )41‬للحرف األقل تكرارا‪ ،‬وكام ييل‪:‬‬

‫ز‬ ‫و‬ ‫هـ‬ ‫د‬ ‫ج‬ ‫ب‬ ‫أ‬


‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪1‬‬
‫ن‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ي‬ ‫ط‬ ‫ح‬
‫‪11‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪18‬‬
‫ش‬ ‫ر‬ ‫ق‬ ‫ص‬ ‫ف‬ ‫ع‬ ‫س‬
‫‪1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬
‫غ‬ ‫ظ‬ ‫ض‬ ‫ذ‬ ‫خ‬ ‫ث‬ ‫ت‬
‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪61‬‬
‫‪ .3‬ورود احلروف‪ :‬ونقصد به جمموع مرات تكرار حروف كلمة أو تعبري من آية أو آية من‬
‫سورة أو حديث أو جزء منه يف نص ما قطعي الصدور‪ ،‬له عالقة ما بتلك الكلمة أو‬
‫التعبري أو اآلية أو احلديث‪ ،‬والنتيجة تكون منطقية باعتبار أن املجموع املستخرج يرتبط‬
‫بعالقة ما مع النص املستخرج منه‪ ،‬وقد أتت هذه العملية اإلحصائية أكلها استقرائيا‪ ،‬وكام‬
‫مبني يف املثال اآليت‪:‬‬
‫ه‬
‫عدد مرات ورود أحرف التعبري الرشيف (ليلة القدر) يف اآلية‪  :‬إ ِنا أنزلنه ِِف للةِ‬
‫وكام مبني فيام ييل‪:‬‬ ‫ٱلقدرِ‪= ‬‬
‫ه‬
‫تقسيم حروف اآلية ‪  :‬إ ِنا أنزلنه ِِف للةِ ٱلقدرِ ‪‬‬

‫ف=‪1‬‬ ‫ز=‪1‬‬ ‫ر=‪1‬‬ ‫د=‪1‬‬ ‫أ=‬


‫ي=‬ ‫هـ =‬ ‫ن=‬ ‫ل=‬ ‫ق=‪1‬‬

‫جمموع أحرف التعبري الرشيف (ليلة القدر) من اجلدول السابق = ‪ 23‬وكام ييل ‪:‬‬

‫ق د ر ليلة القدر‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫هـ‬ ‫ي ل‬ ‫ل‬


‫‪ 1 1 1‬املجموع = ‪4‬‬

‫‪‬‬
‫‪6‬‬
‫المصـادر‬
‫القرآن الكريم‬ ‫‪8‬‬

‫االستيعاب ‪ ،‬أبو عمر يوسف بن عبد اهلل بن حممد بن عبد الرب النمري القرطبي (‪ 61‬هـ‬ ‫‪4‬‬

‫‪26 -‬هـ)‪.‬‬

‫االعتقادات يف دين اإلمامية‪ ،‬أيب جعفر حممد بن عيل بن احلسني بن موسى بن بابويه‬

‫القمي املعروف بالشيخ الصدوق‪ 06( ، ‬هـ تقريبا ـ ‪ 18‬هـ )‪.‬‬

‫أمايل الصدوق‪ ، ‬أيب جعفر حممد بن عيل بن احلسني بن موسى بن بابويه‬ ‫‪2‬‬

‫القمي املعروف بالشيخ الصدوق‪ 06( ، ‬هـ تقريبا ـ ‪ 18‬هـ )‪.‬‬

‫االمام جعفر الصادق (ع) ‪ ،‬عبد احلليم اجلندي‬

‫األمثل يف تفسري كتاب اهلل املنزل‪ ،‬ناص بن حممد كريم بن حممد باقر مكارم‬ ‫‪6‬‬

‫الشريازي املعروف بـ (ناص مكارم الشريازي) (معاص من مواليد ‪ 8 2‬هـ)‪.‬‬

‫الباقيات الصاحلات ‪ ،‬ديوان الشاعر عبد الباقي بن سليامن بن أمحد العمري الفاروقي‬ ‫‪7‬‬

‫املوصيل(‪8730‬م ‪ 8164 -‬م)‪ ،‬وكان يلقب بالفوري‪ ،‬إلنشاده الشعر عىل الفور‪.‬‬

‫و(الباقيات الصاحلات) قصائده يف مدح أهل البيت‪.‬‬

‫بحار األنوار اجلامعة لدرر أخبار‪ ،‬األئمة األطهار‪ ،‬حممد باقر بن حممد تقي بن مقصود‬ ‫‪1‬‬

‫عيل املجليس املعروف بالعالمة املجليس أو املجليس الثاين‪ 80 7( ‬هـ ‪8888 -‬هـ) ‪.‬‬

‫البحر املحيط يف التفسري‪ ،‬أبو حيان حممد بن يوسف بن عيل بن يوسف بن حيان أثري‬ ‫‪3‬‬

‫الدين األندليس (املتوىف‪72 :‬هـ)‪.‬‬

‫الربهان يف تفسري القرآن‪ ،‬السيد أبو املكارم هاشم بن سليامن بن إسامعيل الكتكاين‬ ‫‪80‬‬

‫التوبالين البحراين املعروف بالسيد هاشم البحراين‪( ‬القرن احلادي عرش ‪ 8807-‬أو‬

‫‪8803‬هـ ) ‪.‬‬

‫بيان تلبيس اجلهمية يف تأسيس بدعهم الكالمية ‪ ،‬تقي الدين أبو العباس أمحد بن عبد‬ ‫‪88‬‬

‫‪6‬‬
‫احلليم بن عبد السالم بن عبد اهلل بن أيب القاسم بن حممد ابن تيمية احلراين احلنبيل‬

‫الدمشقي (‪668‬هـ ‪741 -‬هـ ‪846 /‬م – ‪8 41‬م)‪.‬‬

‫البيان يف تفسري القران ‪ ،‬أبو القاسم بن عيل أكرب بن هاشم تاج الدين املوسوي‬ ‫‪84‬‬

‫اخلوئي املعروف بالسيد أبو القاسم اخلوئي‪8133 ( ‬م – ‪8334‬م ) ‪.‬‬

‫تاريخ دمشق‪ ،‬أيب القاسم عيل بن احلسن بن هبة اهلل بن عبد اهلل الشافعي الدمشقي‬ ‫‪8‬‬

‫املعروف بأبن عساكر (‪233‬هـ ‪ 78 -‬هـ)‪.‬‬

‫التبيان يف تفسري القرآن‪ ،‬أبو جعفر حممد بن احلسن بن عيل بن احلسن الطويس‪‬‬ ‫‪82‬‬

‫( ‪260 - 1‬هـ)‪.‬‬

‫تدوين القران ‪ ،‬عيل حممد قاسم الكوراين الياطري العاميل ( معاص من مواليد ‪8322‬م )‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫تفسري القمي‪ ،‬أيب احلسن عيل بن إبراهيم بن هاشم القمي ‪( ‬القرن الثالث اهلجري ‪-‬‬ ‫‪86‬‬

‫‪ 43‬هـ )‪.‬‬

‫تفسري من هدى القرآن‪ ،‬السيد حممد تقي حممد كاظم املدريس (معاص من مواليد‬ ‫‪87‬‬

‫‪832‬م )‪.‬‬

‫تفسري نور الثقلني ‪ ،‬الشيخ عبد عيل بن مجعة العرويس احلويزي‪( ‬املتوىف ‪8884‬هـ)‪.‬‬ ‫‪81‬‬

‫جامع األخبار أو معارج اليقني يف أصول الدين ‪ ،‬الشيخ حممد بن حممد السبزواري‪‬‬ ‫‪83‬‬

‫من أعالم القرن السابع اهلجري‬

‫اجلامع ألحكام القرآن ‪ ،‬تفسري القرطبي‪ ،‬أبو عبد اهلل حممد بن أمحد بن أيب بكر بن فرح‬ ‫‪40‬‬

‫األنصاري اخلزرجي شمس الدين القرطبي (املتوىف ‪678‬هـ ) ‪.‬‬

‫احلكمة املتعالية ‪ ،‬مال صدرا الشريازي ‪ ،‬مال صدرا حممد بن إبراهيم القوامي‬ ‫‪48‬‬

‫الشريازي‪ ‬ويعرف أيضا بصدر املتأهلني ( ‪310‬هـ ‪80 0 -‬هـ ‪8 74 /‬م –‬

‫‪8620‬م)‪.‬‬

‫اخلصال‪ ،‬أيب جعفر حممد بن عيل بن احلسني بن موسى بن بابويه القمي املعروف‬ ‫‪44‬‬

‫‪6‬‬
‫بالشيخ الصدوق‪ 06( ، ‬هـ تقريبا ـ ‪ 18‬هـ )‪.‬‬

‫درس تفسري سورة الكوثر ‪ ،‬السيد موسى الصدر بن السيد صدر الدين بن السيد‬ ‫‪4‬‬

‫اسامعيل بن السيد صدر الدين ابن السيد صالح رشف الدين‪8341 ( ‬م – اختفى يف‬

‫ليبيا ‪8371‬م) ‪.‬‬

‫روح املعاين يف تفسري القرآن العظيم والسبع املثاين‪ ،‬شهاب الدين حممود بن عبد اهلل‬ ‫‪42‬‬
‫احلسيني األلويس (املتوىف‪8470 :‬هـ(‪.‬‬
‫شجرة طوبى ‪ ،‬املحدث الشيخ حممد مهدي بن عبد اهلادي احلائري‪– 843 ( ‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪ )8‬هـ ‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫رشح اصول الكايف‪ ،‬للموىل حممد صالح املازندراين‪ ( ‬املتوىف ‪ 8018‬ه )‪.‬‬ ‫‪46‬‬

‫رشح صحيح مسلم ‪ ،‬أبو زكريا حييى بن رشف احلزامي النووي الشافعي املشهور باسم‬ ‫‪47‬‬

‫" النووي " ( ‪6 8‬هـ ـ ‪676‬هـ )‪.‬‬

‫شواهد التنزيل لقواعد التفضيل يف اآليات النازلة يف أهل البيت‪ ، ‬احلافظ ابو القاسم‬ ‫‪41‬‬

‫عبيد اهلل بن عبد اهلل بن أمحد املعروف باحلاكم احلسكاين اخلداء احلنفي النيسابوري‪،‬‬

‫املتوىف ‪270‬هـ ‪.‬‬

‫الصايف يف تفسري القرآن‪ ،‬املوىل حمسن ‪ ،‬حممد حمسن بن مرتىض بن حممود املشهور‬ ‫‪43‬‬

‫بلقب الفيض الكاشاين‪8007( ‬هـ ‪8038 -‬هـ)‪.‬‬

‫صحيح البخاري‪ ،‬أيب عبد اهلل حممد بن إسامعيل بن إبراهيم إبن املغرية بن بردزبة‬ ‫‪0‬‬

‫البخاري اجلعفي (‪832‬هـ – ‪ 4 6‬هـ) ‪.‬‬

‫صحيح مسلم ‪ ،‬أبو احلسن مسلم بن احلجاج بن مسلم القشريي ‪ -‬من قشري قبيلة من‬ ‫‪8‬‬

‫العرب ‪ -‬النيسابوري امام أهل احلديث (‪406‬هـ – ‪ 468‬هـ)‪.‬‬

‫علل الرشائع‪ ،‬أيب جعفر حممد بن عيل بن احلسني بن موسى بن بابويه القمي املعروف‬ ‫‪4‬‬

‫بالشيخ الصدوق‪ 06( ، ‬هـ تقريبا ـ ‪ 18‬هـ )‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫عىل طريق التفسري البياين للدكتور فاضل صالح مهدي خليل البدري السامرائي (معاص‬

‫‪83‬م)‪.‬‬ ‫تولد‬

‫عمدة عيون صحاح االخبار يف مناقب إمام األبرار‪ ،‬احلافظ الشيخ أبو احلسني حييى بن‬ ‫‪2‬‬

‫احلسن بن احلسني بن عيل بن حممد بن البطريق األسدي احليل املعروف بابن البطريق‪‬‬

‫‪ ) 600 -‬هـ‪.‬‬ ‫(‬

‫عيون أخبار الرضا(‪،)‬أيب جعفر حممد بن عيل بن احلسني بن موسى بن بابويه‬

‫القمي املعروف بالشيخ الصدوق‪ 06( ، ‬هـ تقريبا ـ ‪ 18‬هـ )‪.‬‬

‫فتح الباري يف رشح صحيح البخاري‪ ،‬احلافظ شهاب الدين أبو الفضل أمحد بن عيل بن‬ ‫‪6‬‬

‫حممد بن حممد بن عيل بن حممود بن أمحد بن أمحد بن الكناين العسقالين ثم املرصي‬

‫الشافعي ( ‪77‬هـ ‪1 4 -‬هـ) ‪.‬‬

‫فردوس األخبار بمأثور اخلطاب املخرج عىل كتاب الشهاب ‪ ،‬أيب شجاع احلافظ شريويه‬ ‫‪7‬‬

‫‪80‬م ‪888 -‬م) ‪.‬‬ ‫بن شهردار بن شريويه الديلمي‪22 ( ‬هـ ‪ 03 -‬هـ ‪/‬‬

‫فضائل الصحابة‪ ،‬أبو عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬م )‪.‬‬ ‫(‪862‬هـ ‪428 -‬هـ ‪710/‬م –‬

‫فضائل أمري املؤمنني ‪ ‬احلافظ أبو العباس أمحد بن حممد بن سعيد ‪ ،‬ابن عقدة الكويف (‬ ‫‪3‬‬

‫هـ)‬ ‫‪423‬هـ ‪4 -‬‬

‫فقه اللغة ورس العربية‪ ،‬عبد امللك بن حممد بن إسامعيل‪ ،‬املعروف بأيب منصور الثعالبي‬ ‫‪20‬‬

‫هـ ‪243-‬هـ) ‪368(/‬م‪80 1-‬م)‪.‬‬ ‫النيسابوري (‪0‬‬

‫الكايف‪ ،‬ثقة اإلسالم أيب جعفر حممد بن يعقوب بن اسحاق الكليني‪ ‬املتوىف ‪/ 41‬‬ ‫‪28‬‬

‫‪ 43‬هـ‪.‬‬

‫كامل الزيارات ‪ ،‬الشيخ األقدم أيب القاسم جعفر بن حممد بن جعفر بن موسى بن مرسور‬ ‫‪24‬‬

‫بن قولويه القمي املعروف بـابن قولويه ‪ ‬املتوىف ‪ 61‬هـ ‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫كفاية األثر يف النص عىل األئمة اإلثني عرش‪ ،‬أيب القاسم عيل بن حممد بن عيل اخلزاز‬ ‫‪2‬‬

‫القمي الرازي‪ ‬من علامء القرن الرابع هـ‪.‬‬

‫كنز العامل يف سنن األقوال واألفعال‪ ،‬عيل بن حسام الدين بن عبد امللك (املتقي اهلندي)‬ ‫‪22‬‬

‫( ‪11‬هـ ‪37 -‬هـ ‪8210 /‬م – ‪8 67‬م)‪.‬‬

‫الكنز اللغوي ‪ ،‬ابن السكيت ‪ ،‬أيب يوسف ‪ ،‬يعقوب بن إسحاق بن السكيت الدروقي‬ ‫‪2‬‬

‫األهوازي البغدادي النحوي‪816 ( ‬هـ ‪422 -‬هـ ‪104 /‬م – ‪1 1‬م)‬

‫كنزا ربا ‪ ،‬الكتاب املقدس للصابئة املندائيني ‪ ،‬ط سنة ‪ 4080‬مطبعة جعفر العصامي ‪-‬‬ ‫‪26‬‬

‫بغداد‬

‫مائة منقبة من مناقب أمري املؤمنني عيل بن أيب طالب واألئمة من ولده ‪ ‬من طريق‬ ‫‪27‬‬

‫العامة ‪ ،‬الشيخ الفقيه أيب احلسن حممد بن أمحد بن عيل بن احلسن القمي املعروف ب "ابن‬

‫شاذان" ‪ ‬واملعلوم أنه عاش بني سنتي‪ 72‬هـ و‪260‬هـ ‪.‬‬

‫جممع البيان يف تفسري القرآن‪ ،‬أيب عيل الفضل بن احلسن الطربيس‪ ‬واملعروف بأمني‬ ‫‪21‬‬

‫اإلسالم (‪ 261‬أو ‪263‬هـ ‪ 21 -‬هـ) ‪.‬‬

‫جممع الزوائد ومنبع الفوائد ‪ ،‬احلافظ أبو احلسن نور الدين عيل بن أيب بكر بن سليامن‬ ‫‪23‬‬

‫‪8‬م – ‪820‬م ) بتحرير احلافظني اجلليلني ‪ :‬العراقي‬ ‫‪7‬هـ ‪107 -‬هـ ‪/‬‬ ‫اهليثمي (‬

‫وابن حجر ‪.‬‬

‫خمتار الصحاح ‪ ،‬حممد بن أيب بكر بن عبد القادر الرازي‪ ،‬امللقب بزين الدين املتوىف سنة‬ ‫‪0‬‬

‫‪660‬هـ‪8468/‬م‬

‫املستدرك عىل الصحيحني‪ ،‬احلافظ أيب عبد اهلل حممد بن عبد اهلل احلاكم النيسابوري‬ ‫‪8‬‬

‫(‪ 48‬هـ ‪ 20 -‬هـ)‪.‬‬

‫مسند أيب يعىل‪ ،‬أمحد بن عيل بن املثنى بن حييي التميمي ‪ ،‬واشتهر بأيب يعىل املوصيل‬ ‫‪4‬‬

‫(‪480‬هـ ‪ 07 -‬هـ)‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫مسند اإلمام أمحد بن حنبل‪ ،‬أبو عبد اهلل أمحد بن حممد بن حنبل بن هالل بن أسد الشيباين‬

‫‪1‬م )‪.‬‬ ‫(‪862‬هـ ‪428 -‬هـ ‪710/‬م –‬

‫مصباح املتهجد و سالح املتعبد ويعرف أيضا بـ (املصباح الكبري(‪ ،‬أيب جعفر حممد بن‬ ‫‪2‬‬

‫احلسن الطويس‪ 1 ( ‬هـ ‪260 -‬هـ)‪.‬‬

‫معامل التنزيل يف تفسري القرآن املسمى بتفسري البغوي‪ ،‬أبو حممد احلسني بن مسعود بن‬

‫حممد بن الفراء البغوي الشافعي (املتوىف ‪ 80 :‬هـ) ‪.‬‬

‫معاين األخبار‪ ،‬أيب جعفر حممد بن عيل بن احلسني بن موسى بن بابويه القمي املعروف‬ ‫‪6‬‬

‫بالشيخ الصدوق‪ 06( ، ‬هـ تقريبا ـ ‪ 18‬هـ )‪.‬‬

‫املعجم الصغري للطرباين ‪ ،‬احلافظ أيب القاسم ‪ ،‬سليامن بن أمحد بن أيوب بن مطري اللخمي‬ ‫‪7‬‬

‫الشامي الطرباين (‪460‬هـ ‪ 60 -‬هـ)‪.‬‬

‫املعجم الكبري‪ ،‬أبو القاسم‪ ،‬سليامن بن أمحد بن أيوب بن مطري اللخمي الشامي الطرباين‬ ‫‪1‬‬

‫(‪460‬هـ ‪ 60 -‬هـ)‪.‬‬

‫معجم اللغة العربية املعاصة للدكتور أمحد خمتار عبد احلميد عمر (املتوىف‪8242 :‬هـ)‬ ‫‪3‬‬

‫بمساعدة فريق عمل‪.‬‬

‫مفاتيح الغيب‪ ،‬التفسري الكبري‪ ،‬أيب عبد اهلل حممد بن عمر بن احلسن بن احلسني بن عيل‬ ‫‪60‬‬

‫الرازي املعروف بفخر الدين الرازي املتوىف ‪606‬هـ ‪.‬‬

‫املفردات يف غريب القرآن‪ ،‬أيب القاسم احلسني بن حممد بن املفضل املعروف بالراغب‬ ‫‪68‬‬

‫األصفهاين املتوىف ‪ 04‬هـ ‪.‬‬

‫مقاتل الطالبيني أليب الفرج األصفهاين ‪ ،‬عيل بن احلسني بن حممد بن امحد بن اهليثم بن عبد‬ ‫‪64‬‬

‫الرمحن ابن مروان بن عبد اهلل بن مروان املعروف باحلامر آخر خلفاء الدولة االموية يف‬

‫هـ)‪.‬‬ ‫الشام (‪412‬هـ – ‪6‬‬

‫مقتل احلسني ‪ ،‬السيد عبدالرزاق بن حممد بن عباس املقرم‪8 86( ‬هـ ‪-‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪68‬‬
‫‪8 38‬هـ ) ‪.‬‬

‫املقصور واملمدود ‪ ،‬أيب زكريا حييى بن زياد بن عبد اهلل بن منظور بن مروان األسلمي‬ ‫‪62‬‬

‫الديلمي الكويف‪ ،‬موىل بني أسد‪ ،‬املعروف بالفراء (‪822‬هـ ‪407 -‬هـ وقيل ‪48‬هـ )‪.‬‬

‫مناقب آل أيب طالب‪ ،‬أبوجعفر حممد بن عيل بن شهرآشوب بن أيب نرص بن أيب اجليش‬ ‫‪6‬‬

‫املازندراين‪ 211 ( ‬او ‪) 11 – 213‬هـ‪.‬‬

‫مناقب االمام أمري املؤمنني عيل بن أيب طالب ‪ ،‬احلافظ حممد بن سليامن الكويف‬ ‫‪66‬‬

‫القايض من أعالم القرن الثالث اهلجري‬

‫منة املنان ‪ ،‬السيد حممد بن حممد صادق بن حممد مهدي بن إسامعيل الصدر املعروف‬ ‫‪67‬‬
‫بمحمد حممد صادق الصدر‪832 ( ‬م – ‪8333‬م)‪.‬‬
‫املنجد يف اللغة ‪ ،‬لويس معلوف ‪ ،‬لويس بن نقوال ضاهر املعلوف اليسوعي (‪8412‬هـ‪-‬‬ ‫‪61‬‬

‫‪8 6‬هـ ‪8167 /‬م – ‪8326‬م)‬

‫امليزان يف تفسري القرآن‪ ،‬السيد حممد حسني الطباطبائي‪8 48( ‬هـ ‪8204 -‬هـ ‪/‬‬ ‫‪63‬‬

‫‪ 8302‬م – ‪8318‬م )‪.‬‬

‫النجف مرسى سفينة نوح‪‬للسيد املحقق سامي البدري جملة تراث النجف احلضاري‬ ‫‪70‬‬

‫والديني العدد ‪ 8‬سنة ‪ ، 4003‬تصدر عن مؤسسة تراث النجف ‪.‬‬

‫نج البالغة‪ ،‬خطب اإلمام عيل بن أيب طالب‪.‬‬ ‫‪78‬‬

‫الوايف ‪ ،‬حممد حمسن بن مرتىض بن حممود املشهور بلقب الفيض الكاشاين‪8007( ‬هـ‬ ‫‪74‬‬

‫‪8038 -‬هـ)‪.‬‬

‫واقعة الطف ‪ ،‬السيد حممد تقي ابن السيد حسن ابن السيد إبراهيم بحر العلوم‪‬‬ ‫‪7‬‬

‫(‪8 81‬هـ ‪8 3 -‬هـ ) ‪.‬‬


‫عدنا إىل الكثري من املصادر من خالل األقراص الكومبيوترية املدجمة‪ :‬جامع التفاسري‪ ،‬مكتبة أهل‬
‫مالحظة‪:‬‬

‫البيت‪ ‬االصدار الثاين‪ ،‬املكتبة الشاملة أو باالستعانة بالشبكة الدولية للمعلومات (اإلنرتنيت)‪،‬‬

‫الكاتب‪.‬‬
‫‪69‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة‪8 .................................................................................................‬‬

‫تعريف بالسورة ‪8 .......................................................................................‬‬

‫سبب النزول ‪4 ..........................................................................................‬‬

‫لطيفة عددية‪4 ...........................................................................................‬‬

‫تفسري السورة ‪.........................................................................................‬‬

‫اإلجتاه األول ‪..........................................................................................‬‬

‫فاطمة الزهراء‪2 ....................................................................................‬‬

‫إشارات عددية ‪6 ........................................................................................‬‬

‫إثارة جديدة يف معنى أعطيناك‪7 ..........................................................................‬‬

‫ولسوف يعطيك ربك فرتىض‪3 ..........................................................................‬‬

‫إشارات عددية ‪3 ........................................................................................‬‬

‫اإلجتاه الثاين ‪80 .........................................................................................‬‬

‫نر الكوثر ‪88 ..........................................................................................‬‬

‫حوض الكوثر ‪84 ......................................................................................‬‬

‫نر أم حوض؟ ‪8 ......................................................................................‬‬

‫الرسول‪ ‬وذريته ‪ ‬عىل احلوض ‪82 ...............................................................‬‬

‫الذادة عن احلوض‪8 ...................................................................................‬‬

‫ساقي الكوثر‪87 ........................................................................................‬‬

‫حديث احلوض أو اإلنقالب واإلرتداد ‪87 ...............................................................‬‬

‫‪71‬‬
‫احلوض أم الذرية؟ ‪40 ..................................................................................‬‬

‫يوم يكشف عن ساق ‪48 ................................................................................‬‬

‫إثارة جديدة يف معنى الساق‪4 ..........................................................................‬‬

‫األطروحة األوىل‪ :‬الساقي ‪42 ...........................................................................‬‬

‫األطروحة الثانية‪ :‬ساق العرش ‪46 ......................................................................‬‬

‫األطروحة الثالثة‪ :‬ساق عيل‪47 ..................................................................... ‬‬

‫فصل لربك وانحر ‪0 ..................................................................................‬‬

‫وفديناه بذبح عظيم‪..................................................................................‬‬

‫نر الفرات ونر الكوثر‪28 ..............................................................................‬‬

‫الرقم ‪ 80‬وجتلياته يف سورة الكوثر ‪22 ...................................................................‬‬

‫تأريخ واقعة الطف من سورة الكوثر ‪26 .................................................................‬‬

‫إشارات عددية عامة‪27 .................................................................................‬‬

‫إشارات عددية إىل الذبح العظيم‪23 .....................................................................‬‬

‫إشارات عددية إىل السقاة والذادة ‪2 ....................................................................‬‬

‫إشارات عددية إىل نري الكوثر والنون ‪..............................................................‬‬

‫من هو الذبيح إسامعيل‪ ‬أم إسحق‪‬؟‪1 ..........................................................‬‬

‫العالقة بني سوريت نوح والكوثر وزوال الكيان الصهيوين ‪3 .............................................‬‬

‫ملحـق البـحث ‪68 .....................................................................................‬‬

‫املصادر ‪6 .............................................................................................‬‬

‫‪71‬‬
7

You might also like