You are on page 1of 64

‫عين الحقيقة‬

‫في بيان املقصود بالطريقة‬

‫تأليف ‪:‬‬

‫الشيخ العالمة الفقيه ألاديب ألاصولي‬


‫محمد علي بن حسين املالكي املكي‬
‫(ت ‪ 7631 :‬هـ)‬
‫رحمه هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ونفعنا به في الدارين‬

‫تحقيق وتخريج ‪:‬‬


‫أبي سابق سوفريانتو القدس ي‬
‫غفر هللا له ولوالديه وألجداده وملشايخه‬

‫حقوق الطبع محفوظة‬

‫‪0‬‬
‫((قالوا ‪ :‬حقيقة بال شريعة باطلة‪ ،‬وشريعة بال حقيقة عاطلة))‬

‫[الشيخ محمد علي املالكي]‬

‫‪1‬‬
‫[مقدمة املحقق]‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫الحمد هلل رب العاملين‪ ،‬وبه نستعين على أمور الدنيا والدين‪،‬‬
‫والصالة والسالم على أشرف ألانبياء وإمام املرسلين‪ ،‬سيدنا محمد ألامين‪،‬‬
‫وعلى آله وصحبه أجمعين‪ .‬أما بعد ‪:‬‬
‫فهذره رسالة مفيدة فيها بيان وتصحيح بعض أخطاء الصوفية‬
‫الجاويين‪ ،‬ألفها الشيخ الفقيه العالمة ألاديب ألاصولي محمد علي بن حسين‬
‫املالكي (ت ‪ 7631 :‬هـ) ‪-‬رحمه هللا تعالى‪.-‬‬
‫قدمتها للقراء الكرام وأخرجتها بصورة محققة بعد أن كانت‬
‫محفوظة في خزائن املخطوطات‪.‬‬
‫فرجائي ممن وجد أية هفوة فيها أن ينبنهي عليها‪ ،‬وله مني فائق‬
‫الشكر وبالغ التقدير‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وهللا ‪-‬تعالى‪ -‬أسأل أن يجعل هذا الجهد املتواضع خالصا‬
‫لوجهه الكريم‪ ،‬ويجمعه من جملة حسناتي يوم لقائه العظيم‪ ،‬إنه على كل‬
‫ش يء قدير‪ ،‬وبالجابة جدير‪ .‬وصلى هللا على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫حررها في ‪ 5372/73/63 :‬مـ‬


‫خادم طلبة العلم بسوكابومي‬
‫أبو سابق سوفريانتو القدس ي‬

‫‪2‬‬
‫[منهج التحقيق]‬

‫إن منهجي في تحقيق هذا الكتاب ليس بعيدا عن املناهج التي سلكتها في‬
‫تحقيقي لكتب أخرى وهي تتلخص كما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬نسخت الكتاب كله بيدي ثم قابلت املنسوخ على النسخة‬
‫املخطوطة‪.‬‬
‫‪ ‬قدمت هذا الكتاب باملقدمة الوجيزة التي تشتمل على الكالم في‬
‫منهج التحقيق وبيان نماذج صور املخطوطات التي تم الاعتماد عليها‬
‫وترجمة مؤلف هذا الكتاب‪.‬‬
‫‪ ‬رمزت إلى املخطوطة التي اعتمدت عليها بكلمة (ألاصل)‪.‬‬
‫‪ ‬صححت بعض العبارات الخاطئة أو الناقصة التي نقلها املؤلف‬
‫رحمه هللا تعالى من كتب أخرى‪ ،‬وذلك بمقابلتها على النسخ‬
‫املطبوعة لتلك الكتب‪.‬‬
‫‪ ‬استعملت عالمات الترقيم املناسبة بأنواعها املختلفة التي تطبق في‬
‫هذا العصر‪.‬‬
‫‪ ‬وضعت العناوين الجديدة املساعدة بين عالمتين كهذا [ ]‪ ،‬كما أنني‬
‫أشرت إلى بعض الكلمات التي تحتاج إلى مزيد الضبط بين تلك‬
‫العالمتين أيضا‪.‬‬
‫‪ ‬خرجت آلايات القرآنية بعد أن وضعتها بين عالمتين كهذا { } ثم‬
‫ذكرت اسم السورة ورقم آلاية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ ‬خرجت نصوص ألاحاديث النبوية بعد أن وضعتها بين عالمتين كهذا‬
‫(( )) وعزوتها إلى مظانها بذكر اسم الكتاب ورقم الجزء والصفحة‬
‫أو رقم سلسلة الحديث في ذلك الكتاب‪.‬‬
‫‪ ‬عزوت نقوالت العلماء التي نقلها املؤلف باللفظ إلى مظانها بعد أن‬
‫وضعتها بين عالمتين كهذا ( ) بذكر اسم الكتاب ورقم الجزء‬
‫والصفحة إذا علمت أن املصنف رحمه هللا تعالى حاول نقل‬
‫العبارات املنقولة باللفظ‪.‬‬
‫‪ ‬ترجمت لألعالم الوارد ذكرهم في هذا الكتاب ترجمة وجيزة‪ ،‬أغلبها‬
‫مأخوذة من كتاب (( ألاعالم )) للعالمة املؤرخ الزركلي‪ ،‬وال أتطرق‬
‫لذكر ترجمة أسماء ألائمة ألارععة‪ ،‬وفي بعض ألاحيان قد أطيل‬
‫ترجمة العلماء بذكر أسماء مصنفاتهم لينتفع بها الطالب املبتدؤون‪.‬‬
‫‪ ‬وضعت فهرس املراجع واملوضوعات في آخر الكتاب‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫[ تعريف موجز بالنسخة الخطية ]‬

‫مصدر املخطوطة ‪:‬‬


‫إني في تحقيق هذا الكتاب قد اعتمدت على نسخة خطية مصورة‬
‫من محفوظات مكتبة مكة املكرمة‪ ،‬أدرجت في قسم التصوف بالرقم (‪)767‬‬
‫وهذه املخطوطة كتبها الشيخ محمد علي بن حسين املالكي نفسه‬
‫باملداد ألاسود‪ ،‬وخطها معتاد جيد‪ .‬ووقع على الهامش تعليقات بدى أنها‬
‫للمؤلف لوجود إلاشارة إليه بكلمة (مؤلف)‬
‫عدد أوراقها ‪ 8‬أوراق مع ورقة الغالف‪ .‬وكل ورقة منها ذات وجهين‬
‫سوى الورقة ألاولى التي هي ورقة الغالف والورقة ألاخيرة‪ ،‬فإنها لها وجه‬
‫واحد فقط‪.‬‬
‫وكل وجه له ‪ 52‬سطرا‪ ،‬وكل سطر يحوي ما بين ‪ 72 - 73‬كلمة‬
‫تقريبا‪.‬‬

‫عنوان النسخة املخطوطة ‪:‬‬


‫إني وجدت في غالف املخطوطة ما يلي ‪:‬‬
‫(رسالة عين الحقيقه في بيان املقصود من الطريقه للشيخ محمد‬
‫علي بن حسين مالكي)‬
‫غير أني جعلت هذا الكتاب بعنوان ((عين الحقيقة في بيان املقصود‬
‫بالطريقة)) كما ذكره املصنف نفسه في مقدمته‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الناسخ وتاريخ النسخ ‪:‬‬
‫بعد مالحظة هذه النسخة التي اعتمدت في التحقيق عليها ظهر لي‬
‫أنها من خط املؤلف ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬نفسه بأمر من أخيه الشيخ محمد‬
‫عابد بن حسين املالكي ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ ،-‬وذلك ألنني وجدت في آخر‬
‫املخطوطة ما يلي ‪:‬‬
‫(أمر برقمه مفتي املالكية حاال بمكة املحمية ‪ :‬محمد عابد بن حسين‬
‫حامدا مصليا مسلما)‬
‫وانتهى الناسخ من نسخ هذه املخطوطة في ‪ 72‬رجب عام ‪ 7665‬هـ‬
‫كما هو مكور في آخر املخطوطة‪.‬‬

‫توثيق نسبة الكتاب إلى املؤلف ‪:‬‬


‫ظهر لي أن كتاب ((عين الحقيقة في بيان املقصود بالطريقة)) صحت‬
‫نسبتها إلى الشيخ العالمة محمد علي بن حسين املالكي املكي ‪-‬رحمه هللا‬
‫تعالى‪ ،-‬وذلك باألدلة التالية ‪:‬‬
‫‪ )7‬وجود اسم املصنف ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬في النسخة الخطية التي عثرت‬
‫عليها وهي من محفوظات مكتبة مكة املكرمة‪.‬‬
‫‪ )2‬تصريح من قبل مؤلفي كتاب فهرس مخطوطات مكتبة مكة املكرمة‬
‫بأن النسخة للشيخ محمد علي بن حسين املالكي املكي‪ 7.‬وهذا‬
‫الكتاب ذكر باسم ((عين الحقيقة في بيان املقصود بالطريقة))‪.‬‬

‫‪ 7‬انظر ‪ :‬فهرس مخطوطات مكتبة مكة املكرمة (‪)592‬‬


‫‪6‬‬
‫[نماذج صور املخطوطة التي تم الاعتماد عليها]‬

‫صورة غالف مخطوط كتاب ((عين الحقيقة في بيان املقصود من‬


‫الطريقة)) من محفوظات مكتبة مكة املكرمة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫صورة الصفحة ألاولى ملخطوط كتاب ((عين الحقيقة في بيان املقصود‬
‫من الطريقة)) من محفوظات مكتبة مكة املكرمة‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫صورة الصفحة ألاخيرة ملخطوط كتاب ((عين الحقيقة في بيان املقصود‬
‫من الطريقة)) من محفوظات مكتبة مكة املكرمة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫[ترجمة موجزة للمؤلف]‬

‫اسمه ونسبه ‪:‬‬

‫هو ‪ :‬إلامام العالمة التقي الجليل الفقيه سيبويه عصره الشيخ‬


‫محمد علي بن حسين بن إبراهيم املالكي املكي‪.‬‬

‫نشأته ‪:‬‬

‫ولد ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬سنة (‪7581‬هـ ) بمكة املكرمة ‪ ،‬وتوفي والده‬
‫العالمة حسين بن إبراهيم سنة (‪7595‬هـ) وعمره خمس سنوات‪ ،‬فكفله‬
‫أخوه ألاكبر مفتي السادة املالكية الشيخ محمد بن حسين املالكي‪ ،‬ولكنه‬
‫توفي بالطاعون سنة (‪7673‬هـ ) ‪ .‬فقام بأعباء تعليمه وتربيته بعد أخوه‬
‫الشيخ عابد مفتي املالكية (املتوفى ‪ 7627 :‬ه)‪.‬‬

‫تلقيه العلم ‪:‬‬

‫كان رحمه هللا تعالى صاحب همة عالية في طلب العلم‪ ،‬فأخذ شتى‬
‫العلوم الدينية والعربية عن أخيه الشيخ محمد عابد املالكي‪ ،‬ثم قرأ الفقه‬
‫الشافعي على العالمة السيد أعي بكر بن محمد شطا الشافعي املشهور‬
‫بالسيد بكرى (ت ‪7673 :‬هـ )‪ ،‬وقرأ التفسير على العالمة الشيخ عبد الحق‬
‫إلاله بادي مؤلف ((إلاكليل حاشية تفسير النسفي املسمى بمدارك التنزيل))‬
‫وأجازه في التفسير والفقه الحنفي (ت ‪7656 :‬هـ )‪ ،‬وسمع الحديث املسلسل‬
‫باألولية من الشمس محمد أعي خضير الدمياطي املدني و أجازه‪ .‬وقرأ صحيح‬
‫البخاري والفقه الحنبلي على يد الشيخ عبد القدوس النابلس ي وأجازه على‬

‫‪10‬‬
‫روايته كما أجازه العالمة عبد الحي عبد الكبير الكتاني في الحديث املسلسل‬
‫بيوم عاشوراء وغيره‪.‬‬

‫مناصبه ‪:‬‬

‫مارس إلافتاء في حياة أخيه العالمة الشيخ عابد حوالي عام ‪ 7672‬هـ‬
‫حتى توفي أخوه عام ‪ 7623‬هـ فقام بمهمة إلافتاء أحسن قيام دون محاباة‪،‬‬
‫وتقلد في عهد الحكومة العثمانية عضوية مجلس التمييز ورئاسة مجلس‬
‫التعزيرات‪ ،‬وفي الععد الهاشمي أسندت إليه وكالة املعارف وعضوية مجلس‬
‫الشيوخ‪ ،‬وفي عام ‪ 7623‬هـ استقال من وكالة املعارف في العهد الهاشمي وفي‬
‫العهد السعودي عين عضوا برئاسة القضاء‪.‬‬

‫رحالته ‪:‬‬

‫في عام ‪ 7626‬هـ قام برحلة إلى إندونيسيا ثم عاد إلى مكة ملواصلة‬
‫التدريس باملسجد الحرام‪ ،‬وفي عام ‪ 7622‬قام مرة ثانية برحلة إلى‬
‫إندونيسيا فزار عددا كثيرا من مدنها منها ‪ :‬سورابايا وصولو وجاكرتا وبنجر‬
‫ماسين وغيرها‪.‬‬

‫تدريسه بدار العلوم ‪:‬‬

‫بعد رحلته ألاخيرة اختارته مدرسة دار العلوم الدينية (بعد استقالته‬
‫من عضوية رئاسة القضاء) التي أسسها بمكة السيد عبد املحسن بن علي‬
‫املساوي عام ‪ 7626‬هـ‪ ،‬وكان أساتذتها يستشيرونه في وضع املناهج‬
‫التعليمية‪ ،‬كان يدرس بها أرعع حصص يوميا بالقسم العالي إلى أن توفي وبلغ‬
‫عدد املتخرجين على يديه في مدة سنتين ‪ 552‬طالبا‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ثناء العلماء عليه ‪:‬‬

‫وقد أثنى عليه جمع من العلماء ومنهم ‪:‬‬

‫‪ -7‬الشيخ املحدث العالمة محمد يس الفاداني فإنه قال عنه ‪:‬‬


‫‪5‬‬
‫"شيخنا‪ ،‬إلامام‪ ،‬املتفنن‪ ،‬سيبويه زمانه‪ ،‬وفريد عصره وأوانه"‪.‬‬
‫‪ -5‬والشيخ عمر عبد الجبار‪ ،‬فإنه قال عنه ‪" :‬اشتهر رحمه هللا بلقب‬
‫سيبويه زمانه‪ ،‬وسكاكي أوانه‪ ،‬لتضلعه في علوم اللغة العربية‪،‬‬
‫وكانت الكتب التي يدرسها وطريقته في إلقائها ال يستسيغها‬
‫‪6‬‬
‫أمثالي ممن يقرأ العشماوي‪ ،‬ومتممة آلاجرومية"‪.‬‬

‫مؤلفاته ‪:‬‬

‫الشيخ ‪-‬رحمه هللا تعالى‪ -‬له مؤلفات كثيرة منها ‪:‬‬

‫مسلك السادات إلى سبيل الدعوات‪.‬‬ ‫‪)7‬‬


‫تدريب الطالب إلى قواعد إلاعراب‪.‬‬ ‫‪)5‬‬
‫بلوغ ألامنية بفتاوى النوازل العصرية ‪.‬‬ ‫‪)6‬‬
‫عقود الفرائد في علم العقائد‪.‬‬ ‫‪)2‬‬
‫املقصد السديد في بيان خطأ الشوكاني فيما افتتح به رسالته القول‬ ‫‪)2‬‬
‫املفيد‪ ،‬وذلك في مسألة التقليد وإلاجتهاد‪.‬‬
‫سعادة الدارين بنجاة ألابوين‪.‬‬ ‫‪)3‬‬
‫شمس إلاشراق في حكم التعامل باألوراق‪.‬‬ ‫‪)1‬‬
‫أنواء الشروق في أحكام الصندوق‪.‬‬ ‫‪)8‬‬

‫‪ 5‬انظر ‪ :‬املسلك الجلي في أسانيد محمد علي بن حسين بن إبراهيم املالكي املكي (‪)2‬‬
‫‪ 6‬انظر ‪ :‬سير وتراجم لبعض علمئنا في القرن الرابع عشر للهجرة (‪)537‬‬
‫‪12‬‬
‫تحفة الخالن في علم البيان على شرح الشيخ عباس على متن الشيخ‬ ‫‪)9‬‬
‫عابد‪.‬‬
‫تقريرات على حاشية الخضري على ألفية ابن مالك‪.‬‬ ‫‪)73‬‬
‫تقريرات على همع الهوامع شرح جمع الجوامع في النحو للسيوطي‪.‬‬ ‫‪)77‬‬
‫الحواش ي النقية على كتاب البالغة لنخبة من علماء ألازهر‪.‬‬ ‫‪)75‬‬
‫حاشية على كتاب التلطف شرح التعرف في علم ألاصول والتصوف‪.‬‬ ‫‪)76‬‬
‫تهذيب الفروق‪.‬‬ ‫‪)72‬‬
‫القواعد السنية في ألاسرار الفقهية اختصره من كتاب الفروق في‬ ‫‪)72‬‬
‫ألاصول الفقهية للقرافي‪.‬‬
‫حواش ي على كتاب ألاشباه والنظائر في الفروع الفقهية للسيوطي‪.‬‬ ‫‪)73‬‬
‫تحذير املسلمين من لبس البرنيطة وزي الكافرين ‪ .‬مطبوع‬ ‫‪)71‬‬
‫القواطع البرهانيه في بيان إفك غالم أحمد وأتباعه القاديانية‪.‬‬ ‫‪)78‬‬
‫تقريرات على شرح املحلى لجمع الجوامع بحاشية الشيخ حسن‬ ‫‪)79‬‬
‫العطار‪.‬‬
‫السوانح الجازمة في التعاريف الالزمة‪.‬‬ ‫‪)53‬‬
‫إظهار الحق املبين في الرد على من أجاز مس املصحف بدون طهارة‪.‬‬ ‫‪)57‬‬
‫إنارة ألدجا شرح تنوير الحجا نظم سفينة النجا ‪.‬‬ ‫‪)55‬‬
‫ألاوراد وسماه الورد العلوي‪.‬‬ ‫‪)56‬‬
‫التنقيح لحكم التلقيح ورسالة بذيلها التنقيح في الفتوى عن ثالثة‬ ‫‪)52‬‬
‫مسائل‪.‬‬
‫الحواش ي السنية على قوانين ابن جزى املالكي لم يتم وقد وصل إلى‬ ‫‪)52‬‬
‫الحج‪.‬‬
‫الفصل بتحذير املسلمين عن إلاعالم وقت الصالة بضرب الناقوس‬ ‫‪)53‬‬
‫والطبل‪.‬‬
‫الكياسة في علم الفراسة‪.‬‬ ‫‪)51‬‬
‫اللمعة في بيان ما هو الراجح في أول وقت الجمعة ‪.‬‬ ‫‪)58‬‬
‫‪13‬‬
‫املقاصد الباسطة لبيان تنوع العالم إلى ملك وملكوت وواسطة‪.‬‬ ‫‪)59‬‬
‫الهدي التام في موارد املولد النبوي وما أعتيد فيه من القيام ‪.‬‬ ‫‪)63‬‬
‫انتصار الاعتصام بمعتمد كل مذهب من مذاهب ألائمة‪.‬‬ ‫‪)67‬‬
‫بوارق أنواء الحج وفضائله وادابه وما فيه من حكم وأسرار‪.‬‬ ‫‪)65‬‬
‫تقريرات على كتاب العقد الفريد في علم الوضع توضيح أحسن ما‬ ‫‪)66‬‬
‫يقتض ي وبه في تحليل املبتوتة يكتفي‪.‬‬
‫توضيح ما يلزم أن يهتم به يعنى من بيان ما قاله ألائمة في رواية‬ ‫‪)62‬‬
‫السنة باملعنى‪.‬‬
‫ً‬
‫ردع الجهلة وأهل الغرة في إتباع قول من يرد املطلقة ثالثا في مرة‬ ‫‪)62‬‬
‫شرح على نظم مثلثات قطرب ‪.‬‬ ‫‪)63‬‬
‫طوالع ألاسرار العطائية في مطالع سماء مرض ى الحضرة إلالهية‪.‬‬ ‫‪)61‬‬
‫طوالع الهدى‪.‬‬ ‫‪)68‬‬
‫فتح املتعال في رد سنة الصالة بالنعال‪.‬‬ ‫‪)69‬‬
‫فرائد النحو الوسمية شرح الدرة اليتيمة‪.‬‬ ‫‪)23‬‬
‫فصول البدائع في رد ما أورده على الهدى املنازع‪.‬‬ ‫‪)27‬‬
‫فضائل أهل مكة واملدينة‪.‬‬ ‫‪)25‬‬
‫ما جاء في فضل زيارة النبي صلى هللا عليه وسلم وصاحبيه وأهل‬ ‫‪)26‬‬
‫بيته والتبرك باألثار‪.‬‬
‫الصارم املبيد ملنكر حكمة التقليد‪.‬‬ ‫‪)22‬‬
‫مقاصد التحكيم في بيان ثبوت شهر الصوم بالحساب‪.‬‬ ‫‪)22‬‬
‫تقريرات على فيض إلاله املالك في حل ألفاظ عمدة السالك وعدة‬ ‫‪)23‬‬
‫الناسك‪.‬‬
‫منهل إلاسعاف في بيان وجوب العمل بالتلغراف‪.‬‬ ‫‪)21‬‬
‫ضياء إلاحالل بحديث لوالك ملا خلقت ألافالك‪.‬‬ ‫‪)28‬‬
‫إظهار الحق املبن بتأييد إجماع آلائمة على تحريم مس وحمل القرآن‬ ‫‪)29‬‬
‫الكريم لغير املسلمين‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫توضيح املناسك على مذهب إلامام مالك‪.‬‬ ‫‪)23‬‬
‫املسألة املهمة في بيان ما هو الحق والصواب من متناول سبيل هللا‬ ‫‪)27‬‬
‫من مصارف الزكاة‪.‬‬
‫منهج الفوز الصحيح ببيان سبيل التوبة النصوح‪.‬‬ ‫‪)25‬‬
‫النفحات إلالهية في بيان آداب الذكر ومأخذ الطريقة النقشبندية‪.‬‬ ‫‪)26‬‬
‫الحجة املرضية في النصيحة ورد بعض شبه الشيعة الخشبية‪.‬‬ ‫‪)22‬‬
‫الجواهر السنية في تنميق حكمة الدين العلية‪.‬‬ ‫‪)22‬‬

‫وفاته ‪:‬‬
‫توفي الشيخ في ‪ 58‬شعبان سنة ‪ 7638‬هـ‪ ،‬رحمه هللا تعالى ونفع‬
‫‪2‬‬
‫املسلمين بمؤلفاته وأسكنه واسع جناته‪.‬‬

‫‪ 2‬مصادر ترجمته في ‪:‬‬


‫‪(( .7‬املسلك الجلي في أسانيد محمد علي بن حسين بن إبراهيم املالكي املكي))‬
‫للعالمة محمد يس الفاداني‪.‬‬
‫‪(( .5‬سير وتراجم لبعض علمائنا في القرن الرابع عشر للهجرة)) للعالمة عمر عبد‬
‫الجبار‪.‬‬
‫‪(( .6‬ألاعالم)) للعالمة الزركلي‪.‬‬
‫‪(( .2‬دور علماء مكة املكرمة في خدمة السنة)) للشيخ رضا بن محمد صفي الدين‬
‫السنوس ي‪.‬‬
‫‪(( .2‬معجم املؤلفين)) للشيخ املؤرخ عمر رضا كحالة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫نص محقق لكتاب ‪:‬‬

‫((عين الحقيقة‬
‫في بيان املقصود بالطريقة))‬
‫للشيخ العالمة ألاصولي محمد علي بن حسين املالكي‬

‫رحمه هللا ‪-‬تعالى‪ -‬ونفعنا به في الدارين‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫[مقدمة املؤلف]‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫أحمد هللا ولي التوفيق‪ ،‬وأسأله هداية ألقوم طريق‪ ،‬وأصلي وأسلم‬
‫على املبعوث رحمة وهدى للعاملين‪ ،‬وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم‬
‫بإحسان إلى يوم الدين‪ .‬أما بعد ‪:‬‬

‫فيقول العبد الحقير املفتقر إلى املولى العلي‪ ،‬محمد علي ابن حسين‬
‫املالكي املكي‪ ،‬خادم العلوم بالديار الحرمية‪ ،‬والوكيل لفضيلة أستاذه‬
‫املحقق‪ ،‬وشيخه املدقق‪ ،‬العالمة الشيخ محمد عابد بن حسين‪ ،‬مفتي‬
‫املالكية ‪:‬‬

‫[سبب تأليف الرسالة]‬

‫هذا ما جمعته في الجواب على السؤال املقدم من الجاويين عن‬


‫حكم ما أفسده املتمشيخون الجهال من أوضاع الطريقة‪ ،‬مما هو مغاير‬
‫للشريعة والحقيقة‪ ،‬غارين به ذوي الجهل‪ ،‬وضعفاء الفهم والعقل‪ ،‬وسميته‬
‫بـ ‪:‬‬

‫((عين الحقيقة في بيان املقصود بالطريقة))‬

‫أسأل هللا أن يعم به النفع‪ ،‬وأن يجعله بالقبول حسن الوقع‪ ،‬إنه‬
‫على ما يشاء قدير‪ ،‬وبالجابة ملا يؤمله املؤمل من فضله جدير‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫[نص سؤال ورد من أهل جاوى عن حال بعض املتمشيخين من أهل‬
‫الطريقة]‬

‫وهذا نص السؤال ‪:‬‬

‫ما قولكم ‪ -‬دام فضلكم ‪ -‬فيما أحدثها بعض املدعين بأنهم من أهل‬
‫الطريق من البدع‪.‬‬

‫(منها) ‪ :‬أنه عند إرادة تلقين املريدين يأمرهم بتغطية رؤوسهم بش يء‬
‫من الثياب الخضراء أو البيضاء ونحوها‪ ،‬ويأمرهم أن يضعوا القرآن العظيم‬
‫على رؤوسهم‪ ،‬ويحلفهم على أن ال يظهروا ألحد ولو أبا أو أما‪ ،‬من ألاسرار ما‬
‫علمهم خوف إلافشاء‪ ،‬وطمعا في ازدياد اعتمادهم واعتقادهم فيه‪ ،‬إال ملن‬
‫سلك معهم الطريق‪ ،‬وععد ذلك يطلب منهم أن يتصدقوا له بش يء من‬
‫ألاموال فيلقنهم‪.‬‬

‫(ومنها) ‪ :‬أنه يعلم طريقته كل من يرغب فيها ولو صبيا أو جاهال أو‬
‫فاسقا‪ ،‬ولم يرشدهم قط إلى أصول الشرع‪ ،‬وال ش يء من فروعه‪.‬‬

‫(ومنها) ‪ :‬أنه ألزمهم باستحضار صورة شيخ مشايخه‪ ،‬وهو أبو‬


‫الحسن الشاذلي‪ 2‬عند املراقبة‪ ،‬وهو الذي يوصلهم إلى النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ -‬ثم النبي إلى هللا –تعالى‪.-‬‬

‫‪ 2‬هو الشيخ علي بن عبد هللا بن عبد الجبار بن يوسف ابن هرمز لشاذلي املغرعي‪ ،‬أبو‬
‫الحسن(‪ 323 - 297‬ه) ‪ :‬رأس الطائفة الشاذلية‪ ،‬من املتصوفة‪ ،‬وصاحب ألاوراد‬
‫املسماة " حزب الشاذلي"‪ .‬ولد في بالد " غمارة " بريف املغرب‪ ،‬ونشأ في بني زرويل (قرب‬
‫‪18‬‬
‫(ومنها) ‪ :‬أن يوصيهم بأن يدرج ما كانوا يغطون به رؤوسهم عند‬
‫التلقين في أكفانهم‪ ،‬مع قطعة ورقة فيها رقم (‪ )73‬ليعرفهم شيخ مشياخه‪،‬‬
‫فيبادر إليهم بالشفاعة‪.‬‬

‫(ومنها) ‪ :‬أنه يقول لهم ‪ :‬إنكم ال تخافون وال يحزنكم أهوال القيامة؛‬
‫ألنه ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬يأتيكم عند سكرات املوت‪ ،‬ومعه شيخ مشايخي‬
‫يشفعان لكم‪ ،‬وأنا حينئذ عندكم‪ ،‬وأن أبطأ عليكم حضوري‪ ،‬فعليكم أن‬
‫تتمهلوا في املوت‪ ،‬وتنتظروا حضوري‪ ،‬ولو كنتم في جهنم ألخرجنكم منها‪.‬‬

‫(ومنها) ‪ :‬أنه نفى وجوب قرن النية بتكبيرة [إلاحرام]‪ ،3‬وعلمهم ذلك‪،‬‬
‫بل اكتفى باستحضار أنهم مستغرقون في بحار هللا‪.‬‬

‫(ومنها) ‪ :‬أنه جوز لهم إقامة الجمعة بدون ألارععين‪ ،‬ولم يحوجهم إلى‬
‫تقليد املجيز‪.‬‬

‫(ومنها) ‪ :‬أنه منعهم عن أن يتعلموا من ألاحكام عند غيره‪ ،‬وقال ‪:‬‬


‫كثرة املشايخ تؤدي إلى الشكوك‪ ،‬وألاوهام‪ ،‬وعدم اليقين في دين إلاسالم‪.‬‬

‫شفشاون) وتفقه وتصوف بتونس‪ ،‬وسكن " شاذلة " قرب تونس‪ ،‬فنسب إليها‪ .‬وطلب "‬
‫الكيمياء " في ابتداء أمره‪ ،‬ثم تركها‪ ،‬ورحل إلى بالد املشرق فحج ودخل بالعرق‪ .‬ثم‬
‫سكن إلاسكندرية‪ .‬وتوفي بصحراء عيذاب في طريقه إلى الحج‪ .‬وكان ضريرا‪ .‬وله غير "‬
‫الحزب " رسالة " ألامين" و" نزهة القلوب وعغية املطلوب" و "السر الجليل في خواص‬
‫حسبنا هللا ونعم الوكيل" ولتقي الدين ابن تيمية رد على حزبه‪ .‬وألحمد بن محمد ابن‬
‫عياد كتاب "املفاخر العلية في املآثر الشاذلية" في سيرته وطريقته‪ .‬انظر (ألاعالم ‪:‬‬
‫‪)632/2‬‬
‫‪ 3‬في ألاصل ‪( :‬ألاحرام)‬
‫‪19‬‬
‫(ومنها) ‪ :‬أنه أباح نفسه الخلوة مع ألاجنبية؛ ألنه شيخ صحيح‪،‬‬
‫صادق‪ ،‬فائز في الدنيا وآلاخرة‪.‬‬

‫(ومنها) ‪ :‬أنه يأمرهم أن يتخذ له كل طراحة ليجلس وينام وقت‬


‫نزوله عنده‪ ،‬فإذا غاب عنهم تبرك كل بتسليمها وتقبيلها‪ ،‬وإذا أصابوا أو‬
‫عرض لهم حاجة تضرعوا إلى هللا ‪-‬تعالى‪ -‬متوسلين بها‪ ،‬ثم بعد موت شيخهم‬
‫اتفقوا كلهم مع زوجته وأوالده أن يجعلوا في بيت زوجته قبة ليتبركوا بها‪،‬‬
‫وإذا احتاجوا إلى ش يء نذروا إليها‪ ،‬ويضعون فيها ألاموال‪ ،‬وكل ذلك واقع‪،‬‬
‫والعمل به شائع‪ ،‬هل يكون ما ذكر صحيحا أم ال؟ وما حكم من علمه‪ ،‬ومن‬
‫تعلمه وعمل به؟ أفيدونا بأجوبة تزيل الغياهب‪ ،‬ولكم من هللا جزيل‬
‫املواهب‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫[نص جواب الشيخ محمد علي بن حسين املالكي]‬

‫وهذا نص الجواب ‪:‬‬

‫اعلم ‪ -‬نور هللا قلبي وقلبك وضاعف في النبي ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪-‬‬
‫حبي وحبك ‪ -‬أن من وقف على الطريق‪ ،‬وآدابه‪ ،‬وشروط مشايخه املرشدين‪،‬‬
‫وكفية تلقينهم الذكر ال يشك في أن جميع هذه ألامور من الضالالت الباطلة‪،‬‬
‫والجهاالت العاطلة‪ ،‬املخالفة ملا عليه [ذوو]‪ 1‬إلارشاد من أهل السنة‬
‫والجماعة‪ ،‬فيستوجب آلاتي بها النكال الشديد بما يراه الحاكم ردعا له‬
‫وألمثاله‪.‬‬

‫[ال يجوز التصدي للمشيخة وإلارشاد إال بعد التربية وإلاذن]‬

‫قال العالمة الشيخ محمد أمين الكردي‪ 8‬أواخر كتابه ((تنوير القلوب‬
‫في معاملة عالم الغيوب)) ‪( :‬وال يجوز التصدي للمشيخة وإلارشاد إال بعد‬
‫التربية وإلاذن‪ ،‬كما قال إلامام الرازي‪ - 9‬رحمه هللا تعالى ‪ : -‬أن من تصدى‬

‫‪ 1‬في ألاصل ‪( :‬ذوا)‬


‫‪ 8‬هو الشيخ محمد أمين بن فتح هللا إلاربلي الكردي(ت ‪ 7665 :‬هـ) ‪ :‬الواعظ‪ ،‬من أهل‬
‫إربل‪ .‬تعلم باألزهر وتوفي بالقاهرة‪ .‬له كتب‪ ،‬منها (هداية الطالبين ألحكام الدين) و (إرشاد‬
‫املحتاج إلى حقوق ألازواج) و (تنوير القلوب) و (ديوان خطب) و (سعادة املبتدئين في علم‬
‫الدين) و (فتح املسالك في إيضاح املناسك)‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)26/3 :‬‬
‫‪ 9‬كذا ذكر املصنف في ألاصل‪ ،‬ولم يتضح لي املراد به‪ ،‬وقد رجعت إلى نسخة ((تنوير‬
‫القلوب)) ووجدت فيها لفظ ‪( :‬ألائمة)) وليس لفظ ( إلامام الرازي) كما ذكره املصنف‬
‫هنا‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫للمشيخة بغير إذن فما يغره أكثر مما يصلحه‪ ،‬وعليه إثم قاطع الطريق‪ ،‬فهو‬
‫‪73‬‬
‫بمعزل عن مرتبة املريدين الصادقين‪ ،‬فضال عن املشايخ العارفين)‪ .‬اهـ‬

‫[وجوه بطالن ما أحدثه بعض الصوفية الجاويين]‬

‫وها أن أبين لك بطالن ما أحدثه هذا البعض وأمثاله‪ ،‬فأقول ‪:‬‬

‫أما صنعة تلقينه للذكر على ما ذكر [فباطل]‪ 77‬من وجوه ‪:‬‬

‫(ألاول) ‪ :‬إنها ليست على الصفة التي تلقاها خلف أهل الطريق‬
‫املرشدين عن السلف‪.‬‬

‫[صفة تلقين الذكر الصحيح عند أهل الطريقة الصحيحة]‬

‫‪75‬‬
‫أواخر رسالته ((تحفة إلاخوان في آداب‬ ‫قال العالمة الدردير‬
‫الطريق))‪ 76‬في صفة تلقينه الذكر من شيخه السيد شمس الدين محمد‬
‫سالم الحفناوي‪- 72‬رض ي هللا عنه‪ -‬بالطريق الخلوتية ‪:‬‬

‫‪ 73‬انظر ‪ :‬تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب (‪ ،)282‬وقد نقل املصنف كالم الشيخ‬
‫الكردي هنا باملعنى‪.‬‬
‫‪ 77‬في ألاصل بياض‪ ،‬لعل الصحيح ما أثبته هنا‪.‬‬
‫‪ 75‬هو الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد العدوي‪ ،‬أبو البركات الشهير بالدردير(‪- 7751‬‬
‫‪ 7537‬هـ) ‪ :‬الفاضل‪ ،‬من فقهاء املالكية‪ .‬ولد في بني عدي (بمصر) وتعلم باألزهر‪ ،‬وتوفي‬
‫‪22‬‬
‫(فلما كان أوائل املحرم الذي هو مفتتح سنة ستين ذهبت إليه يعني‬
‫إلى شيخه املذكور بعد [عصر]‪ 72‬يوم الخميس‪ ،‬وذكرت معه الورد‪ ،‬ثم بعد‬
‫أن ختمه تقدمت إليه بقصد التلقين‪ ،‬فوضعت يدي في يده‪ ،‬فقال بعد‬
‫الاستغفار والدعاء ‪ :‬اسمع منى الذكر ثالثا‪ ،‬وغمض عينيك‪ ،‬وقله بعدي‬
‫ثالثا‪ ،‬ثم قال ‪ :‬الإله إال هللا ثالثا‪ ،‬وقلت [ذلك]‪ 73‬بعده ثالثا‪ ،‬ومن ذلك‬
‫الوقت [رجعت عن الخواطر الرديئة]‪ 71‬التي كانت تكثر مني في حب الدنيا من‬
‫بركته‪ ،‬ثم مكثت نحو [الستة ألاشهر ]‪ 78‬حتى [أحرق]‪ 79‬الذكر جسمي‪،‬‬
‫وأذهب لحمي ودمي‪ ،‬حتى صار مجرد جلدي على عظمي‪ ،‬لقنني الاسم الثاني‬
‫وهو ‪( :‬هللا) بأن وضع فمه على أذني اليمنى ثم قال ‪( :‬هللا) ثالث مرات بجد‬
‫وهمة‪ ،‬حتى غبت عن وجودي‪ ،‬ثم قلت ذلك بعده ثالثا‪.‬‬

‫بالقاهرة‪ .‬من كتبه (أقرب املسالك ملذهب إلامام مالك) و (منج التقدير) و (تحفة‬
‫إلاخوان في علم البيان)‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)522/7 :‬‬
‫‪ 76‬واسمه الكامل ‪(( :‬تحفة إلاخوان والخالن في بعض آداب أهل العرفان)) وقد رأيته‬
‫مخطوطا في مكتبة جامعة امللك سعود‪.‬‬
‫‪ 72‬هو الشيخ محمد بن سالم بن أحمد الحفني (أو الحفناوي) شمس الدين(‪- 7737‬‬
‫‪ 7787‬هـ) ‪ :‬الفقيه الشافعي‪ ،‬من علماء العربية‪ .‬ولد بحفنة (من أعمال بلبيس بمصر)‬
‫وتعلم في ألازهر‪ ،‬وتولى التدريس فيه‪ ،‬وتوفي بالقاهرة‪ .‬من كتبه (الثمرة البهية في أسماء‬
‫الصحابة البدرية) و (حاشية على شرح ألاشموني) و (أنفس نفائس الدرر) و (فرائد‬
‫عوائد جبرية) و (حاشية على شرح رسالة العضد للسعد) و (ثبت) و (حاشية على الجامع‬
‫الصغير للسيوطي) و (رسالة في التقليد في الفروع)‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)762/3 :‬‬
‫‪ 72‬في ألاصل ‪( :‬عشر)‪ ،‬والتصحيح من مخطوط ((تحفة إلاخوان))‪.‬‬
‫‪ 73‬كذا في ألاصل‪ ،‬وهو غير موجود في مخطوط كتاب ((تحفة إلاخوان))‪.‬‬
‫‪ 71‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي مخطوط ((تحفة إلاخوان)) (‪( : )55‬ما رجعت علي الخواطر‬
‫الردية)‪.‬‬
‫‪ 78‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي مخطوط (تحفة إلاخوان) ‪ :‬ستة أشهر‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ 79‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي مخطوط ((تحفة إلاخوان)) ‪( :‬أخرق)‬
‫‪23‬‬
‫وفي ليلة الجمعة بعد صالة املغرب لعشر [خلت]‪ 53‬من رمضان الذي‬
‫هو من شهور سنة ثالث وستين لقنني الاسم الثالث وهو ‪( :‬هو) بمد وهمة في‬
‫أذني اليمنى كذلك‪ ،‬وكنت في هذا املقام كثير ألاحزان‪ ،‬ذاهال عن حالي‪،‬‬
‫متلذذا بذلي‪ ،‬فرحا بمسكنتي‪ ،‬كثيرا ما يرد [علي]‪ 57‬ما أدري ما يفعل عي‪.‬‬

‫وفي صبيحة يوم إلاثنين قبل طلوع الشمس الذي هو ثالث عشر ذي‬
‫الحجة [الحرام]‪ 55‬لقنني الاسم الرابع وهو ‪( :‬حق) في أذني اليمنى كذلك‪،‬‬
‫وقال لي ‪[ :‬هذا]‪ 56‬أول مقام يضع املريد فيه قدمه في طريق أهل هللا‪ ،‬فلتكن‬
‫على حالة طيبة‪ .‬أو كالما معناه ذلك‪.‬‬

‫وفي سنة أرعع وستين يوم ألاحد الذي هو خامس شهر رجب قبل‬
‫طلوع الشمس لقنني الاسم الخامس وهو ‪( :‬حي) في أذني اليمنى كذلك‪.‬‬

‫وفي ليلة الجمعة التي هي خامس ليلة من شوال لقنني الاسم‬


‫السادس وهو ‪( :‬قيوم) في أذني اليمنى كذلك‪ ،‬وكنت في [هذا املقام]‪ 52‬ال أعي‬
‫شيئا‪ ،‬مع أني كنت أخاطب الناس بأحس خطاب‪ ،‬ولكن ال أدري بغالب‬
‫أحوالي‪ ،‬حتى لو تكلم الناس وأنا معهم بكالم وخاطبوني به ال أدري ما قالوا‪،‬‬
‫وهم ال يعلمون مني هذا الحال؛ ألن صورتي الظاهرة صورة العاقل الصاحي‪،‬‬
‫وهذا أمر عجيب ال يعرفه إال من ذاقه‪.‬‬

‫‪ 53‬في مخطوط (تحفة إلاخوان) ‪( :‬خلون)‪.‬‬


‫‪ 57‬في ألاصل ‪( :‬عليه)‪ ،‬والتصحيح من مخطوط ((تحفة إلاخوان))‪.‬‬
‫‪ 55‬في مخطوط ((تحفة إلاخوان)) ‪( :‬املحرم)‪.‬‬
‫‪ 56‬في مخطوط ((تحفة إلاخوان)) ‪( :‬هذا املقام)‪.‬‬
‫‪ 52‬في مخطوط ((تحفة إلاخوان)) ‪ :‬هذه املقدمات في غاية السكر‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫وفي ليلة إلاثنين التي هي ليلة السادس والعشرين من رمضان سنة‬
‫خمس وستين لقنني الاسم السابع وهو ‪( :‬قهار) في أذني اليسرى لسر‬
‫يعلمونه‪ ،‬وفيه حصل لي بعض صحو‪ ،‬ومع ذلك فإني آلان واقف على الباب‪،‬‬
‫منتظر لرفع الحجاب قائال ‪:‬‬

‫((أروم وقد طال املدي منكره نظرة ** وكم من دماء دون مرماي طلت))‬

‫فإذا أسعفت العنايات أدخلنا حضرة الحضرات وهي الحضرة‬


‫‪52‬‬
‫الجامعة التي ليس بعدها حضرة‪ ،‬وما ذلك على هللا بعزيز) ‪ .‬اهـ‬

‫[معنى إلباس الخرقة عند أهل الطريقة]‬

‫(الوجه الثاني) ‪ :‬أن الخرقة التي كانت تكسوها [املشايخ]‪ 53‬املرشدون‬


‫للمريدين عندهم ملعنى وهو كما في ((عوارف املعارف))‪ 51‬للشيخ شهاب‬
‫السهروردي‪ : 58‬أن الشيخ قد يبدو له بنور بصيرته أن للمريد هوى واختيارا‬

‫‪ 52‬انظر ‪ :‬مخطوط ((تحفة إلاخوان)) ورقة ‪56-55‬‬


‫‪ 53‬في ألاصل ‪( :‬املشائخ)‪ ،‬وكذا كل لفظ (املشايخ) في هذا الكتاب فإنه مكتوب في ألاصل‬
‫بلفظ ‪( :‬املشائخ)‬
‫‪ 51‬هذا الكتاب مطبوع محقق في مجلدين‪ ،‬وليس لي سوى املجلد ألاول فقط‪ ،‬فقد‬
‫بحثت عن موضع هذه العبارة فيه فلم أجدها‪.‬‬
‫‪ 58‬هو إلامام عمر بن محمد بن عبد هللا ابن عمويه‪ ،‬أبو حفص شهاب الدين القرش ي‬
‫التيمي البكري السهروردي(‪ 365 - 269‬هـ) ‪ :‬الفقيه الشافعي‪ ،‬املفسر‪ ،‬الواعظ‪ .‬من كبار‬
‫الصوفية‪ .‬له كتب‪ ،‬منها "عوارف املعارف" و " نغبة البيان في تفسير القرآن" و "جذب‬
‫‪25‬‬
‫في هيئة مخصوصة من امللبوس‪ ،‬كقصر الكم والذيل‪ ،‬أو طول أو خشونة‬
‫للثوب‪ ،‬أو نعومته‪ ،‬فيلبسه الشيخ من عنده ما يوجب كسر نفسه وروعها‬
‫عن هواها‪ .‬اهـ‬

‫وربما كان قصدهم منها إلاشارة إلى نجاح املريد‪ ،‬وبلوغه رتبة‬
‫الخالفة عن شيخه‪ ،‬فيلبسه عند تمام تربيته ثوبا من ثيابه‪.‬‬

‫وربما كان القصد منها جذب خاطر املريد‪ ،‬وإلقاء محبته في قلبه‪.‬‬

‫[إلباس الخرقة غير معروف عند السلف]‬

‫قال السهروردي ‪ :‬وقد رأينا من املشايخ من ال يلبس الخرقة‪ ،‬ويسلك‬


‫[بأقوام]‪ 59‬سبيل العلوم وآلاداب من غير لبسها‪.‬‬

‫وقد كان طبقة من السلف الصالح ال يعرفون الخرقة‪ ،‬وال يلبسونها‬


‫املريدين‪.‬‬

‫فمن يلبسها فله مقصد صحيح‪ ،‬وأصل من السنة‪ ،‬كإلباس النبي ‪-‬‬
‫‪63‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ -‬لكعب ثوبه ملا أسلم‪ ،‬وتلى عليه قصيدته املشهورة‪.‬‬

‫القلوب إلى مواصلة املحبوب" و " السير والطير " و "مشيخة" و "رشف النصائح إلايمانية‬
‫وكشف الفضائح اليونانية"‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)35/2 :‬‬
‫‪ 59‬كذا في ألاصل‪ ،‬لعل الصحيح ‪( :‬بأقوم)‪.‬‬
‫‪ 63‬الحديث رواه أحمد في مسنده (‪ )51712‬وابن حبان في صحيحه (‪ )6613‬والطبراني‬
‫في الكبير (‪ )93/25/79‬وعبد الرزاق في املصنف (‪)9122‬‬
‫‪26‬‬
‫ومن ال يلبسها فله رأيه‪ ،‬وله في ذلك مقصد صحيح اهـ بتصرف‬
‫وتوضيح‪.‬‬

‫[قول إلامام ألامير املالكي عن الخرقة]‬

‫وقال العالمة ألامير ‪67‬في آخر ((ثبته))‪: 65‬‬

‫(واعلم أن الخرقة وعلم الراية والحزام ونحو ذلك ليست هي‬


‫املقصود ألاصلي من الطريق‪ ،‬بل مدار أصل الطريق مجاهدة النفس وإلزامها‬
‫بالشريعة والسنة املحمدية في الباطن والظاهر [كما قدمنا أوال]‪ ،66‬ولذلك ملا‬
‫سئل إلامام مالك ‪-‬رض ي هللا عنه‪ -‬عن علم الباطن قال للسائل ‪( :‬اعمل بعلم‬
‫الظاهر يورثك هللا علم الباطن)‪.‬‬

‫‪ 67‬هو إلامام محمد بن محمد بن أحمد بن عبد القادر بن عبد العزيز السنباوي‬
‫ألازهري‪ ،‬املعروف باألمير (‪ 7565 - 7722‬هـ) ‪ :‬من فقهاء املالكية‪ .‬ولد في ناحية سنبو‬
‫(بمصر) وتعلم في ألازهر وتوفي بالقاهرة‪ .‬اشتهر ب ألامير ألن جده أحمد كانت له إمرة في‬
‫الصعيد‪ ،‬وأصله من املغرب‪ .‬أكثر كتبه حواش وشروح أشهرها (حاشية على مغني‬
‫اللبيب البن هشام) وم (إلاكليل شرح مختصر خليل) و (حاشية على شرح الزرقاني على‬
‫العزية) و (حاشية على شرح ابن تركي على العشماوية) و (املجموع) و (ضوء الشموع على‬
‫شرح املجموع) و (حاشية على شرح الشيخ خالد على ألازهرية) و (حاشية على شرح‬
‫الشذور) و (تفسير املعوذتين) و (تفسير سورة القدر) و (انشراح الصدر في بيان ليلة‬
‫القدر) و (حاشية على شرح عبد السالم لجوهرة التوحيد) ‪ .‬وله (ثبت)‪ .‬انظر (ألاعالم ‪:‬‬
‫‪)17/1‬‬
‫‪ 65‬املعروف بـ ((سد ألارب من علوم إلاسناد وألادب))‪.‬‬
‫‪ 66‬ما بين املعقوفتين غير موجود في ألاصل‪ ،‬وهو موجود في نسخة كتاب ((سد ألارب))‬
‫املطبوعة‪)533( .‬‬
‫‪27‬‬
‫لكن مستند القوم أن جهاد النفس هو الجهاد ألاكبر‪ ،‬وقد ورد‬
‫تعميم النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬لبعض أصحابه في الجهاد‪ ،‬وعقده اللواء‬
‫‪62‬‬
‫له‪ ،‬واغتفاره إنشاد الشعر والتبختر بين الصفين‪ ،‬كما قال ‪ :‬إنها ملشية‬
‫[يبغضها]‪ 62‬هللا إال في مثل هذا املوضع‪ .‬وجعل ألاشعار في القوم ليجتمع‬
‫بعضهم على بعض‪[ ،‬فلذلك]‪ 63‬القوم تبركوا بألباس الخرقة‪ ،‬وإنما ألاعمال‬
‫بنياتها‪ ،‬ونشروا ألاعالم‪ ،‬واغتفروا هز الجسم في الذكر وإلانشاد إعانة على‬
‫‪68‬‬
‫املجاهدة‪ ،‬وليجتمع بخرقتهم أصحاب طريقتهم الذين [هم]‪[ 61‬يتعارفون]‬
‫بحال واحد من غير عصبية‪ ،‬وال بغض لغير [خرقتهم]‪ 69‬بل على حد ما قيل ‪:‬‬

‫( فنادمني بمثل لسان حالي * تريحني وأطرب من قريب)‬

‫واملدعون اليوم أفسدوا ألاوضاع واقتصروا على الصورة الظاهرية‬


‫(واعلم) بأن (طريق القوم قد درست ** وحال من بدعها اليوم كيف ترى؟)‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫اهـ بحروفه‪.‬‬

‫‪ 62‬ما بين املعقوفتين لفظ في ألاصل غير واضح‪.‬‬


‫‪ 62‬في ألاصل ‪( :‬ببعضها)‪ ،‬والتصحيح من املطبوع‪.‬‬
‫‪ 63‬في ألاصل ‪( :‬فكذلك)‪ ،‬والتصحيح من نسخة ثبت ألامير املطبوعة‪.‬‬
‫‪ 61‬ما بين املعقوفتين غير موجود في ألاصل‪ ،‬وهو موجود في املطبوع (‪)531‬‬
‫‪ 68‬في ألاصل ‪( :‬يتعاونون)‪.‬‬
‫‪ 69‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي املطبوع (حرفتهم)‪.‬‬
‫‪ 23‬انظر ‪ :‬سد ألارب من علوم إلاسناد وألادب (‪)531‬‬
‫‪28‬‬
‫[من شروط الشيخ املرشد التنزه عن مال املريدين]‬

‫(الوجه الثالث) ‪ :‬أن من شروط الشيخ املرشد ألارععة والعشرين التي‬


‫ذكرها أواخر كتاب ((تنوير القلوب))‪ 27‬أن يتنزه عن مال املريدين‪ ،‬وال يطمع‬
‫في ش يء مما في أيديهم‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫في‬ ‫قال الشيخ أبو عبد هللا محمد ابن حمدون ابن الحاج‬
‫((حاشيته على شرح الشيخ ميارة على ابن عاشر )) ‪:‬‬

‫(وشرط الشيخ املرشد الذي تطلب صحبته أن يكون عارفا كامال‪،‬‬


‫قد سلك الطريق الحق ووصل إلى حضرته‪ ،‬فتنور و [صار]‪ 26‬ذا بصيرة‬
‫وهمة عالية سامية‪ ،‬ال تعلق له لغير هللا‪ ،‬وال اعتماد له على ما سواه‪،‬‬
‫مصون السر عن الالتفات إلى الخلق‪ ،‬مرفوع الهمة عن تأصيلهم‪ ،‬اكتفاء‬
‫بالحق‪ ،‬متحققا بالحقيقة في جميع ألاحوال‪ ،‬متوسما بالشريعة في ألاقوال‬
‫‪22‬‬
‫وألافعال)‪.‬‬

‫‪ 27‬انظر ‪ :‬تنوير القلوب (‪)282‬‬


‫‪ 25‬هو الشيخ محمد الطالب بن حمدون ابن الحاج السلمي الفاس ي (ت ‪ 7516 :‬هـ ) ‪:‬‬
‫القاض ي املؤرخ‪ .‬من فقهاء املالكية‪ .‬مولده ووفاته بفاس‪ .‬ولي قضاء مراكش نحو ‪76‬‬
‫سنة‪ ،‬ثم قضاء فاس إلى أن توفي‪ .‬من كتبه (ألازهار الطيبة النشر في مبادئ العلوم‬
‫العشر) و (عقد الدرر والآلل في شرفاء عقبة بن صوال) و (إلاشراف على من بفاس من‬
‫ألاشراف) و (روض البهار) و (حاشية على مختصر الدر الثمين) ‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)717/3 :‬‬
‫‪ 26‬في ألاصل ‪( :‬صا)‪ ،‬والصحيح ما أثبته كما هو في املطبوع‪.‬‬
‫‪ 22‬انظر ‪ :‬حاشية محمد الطالب ابن الحاج على شرح ميارة على منظومة ابن عاشر‬
‫(‪)711/5‬‬
‫‪29‬‬
‫قال ‪( :‬وعالمة هذه الحال والتحقيق بهذه الخالل الزهد في الدنيا وفي‬
‫الجاه بين الخلق‪ ،‬وإخالص رغبته لجناب مواله‪ ،‬بحيث ال يلهج إال به‬
‫وبذكره‪ ،‬مع مصاحبة السنة ألفعاله‪ ،‬والعناية الربانية ألحواله‪ ،‬وإلاذن له‬
‫في تربية الخلق من شيخ كامل ذي بصيرة نافذة)‪ .‬اهـ املراد‪.22‬‬

‫(وأما كونه يعلم طريقته لكل من رغب فيها إلخ) فهو ينافي ما ذكروه‬
‫في شروط الشيخ املرشد ألارععة والعشرين من أن يكون عاملا بما يحتاج إليه‬
‫املريد‪ ،‬من فقه وعقائد التوحيد بقدر ما يزيل به الشبه التي تعرض للمريد‬
‫في البداية‪ ،‬يستغني به عن سؤال غيره‪ ،‬وأن يكون عارفا بكماالت القلوب‬
‫وآدابها‪ ،‬وآفات النفوس وأمراضها‪ ،‬وكيفية حفظ صحتها واعتدالها‪ ،‬وأن ال‬
‫يغفل عن إرشاد املريدين إلى ما فيه صالح حالهم‪ .‬وهلل در العالمة‬
‫الشريش ي‪ 23‬حيث قال في ((رائيته))‪: 21‬‬

‫وللشيخ آيات فإن لم تكن له ******** فما هو إال في ليالي الهوى يسري‬

‫إذا لم يكن علم لديه بظاهر ******** وال باطن فاضرب به لجج البحر‬

‫‪ 22‬انظر ‪ :‬حاشية ابن الحاج على شرح ميارة (‪)711/5‬‬


‫‪ 23‬هو الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد بن خلف القرش ي التيمي البكري الصديقي‪ ،‬أبو‬
‫العباس‪ ،‬تاج الدين الشريش ي السلوي (‪ 327 - 287‬هـ) ‪ :‬املتصوف املالكي‪ ،‬برع في علم‬
‫الكالم وأصول الفقه‪ .‬له نظم‪ .‬ولد في سال (بجوار الرباط عاصمة املغرب) ونشأ بمراكش‬
‫وقرأ بها وبفاس وباألندلس‪ ،‬وجج فأخذ عن علماء بغداد ومصر وغيرهما‪ .‬وتصوف على‬
‫يد أعي حفص السهروردي (عمر بن محمد) واستقر في الفيوم (بمصر) وتوفي بها‪ .‬اشتهر‬
‫بقصيدة له في التصوف‪ ،‬رائية سماها (أنوار السرائر وسرائر ألانوار)‪ .‬انظر (ألاعالم ‪:‬‬
‫‪)579/7‬‬
‫‪ 21‬اسمها الكامل ‪(( :‬أنوار السرائر وسرائر ألانوار))‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫وإن كان إال أنه غير جامع ********** [لوصفيها]‪ 28‬جمعا على أكمل ألامر‬

‫فأقرب أحوال العليل إلى الردى * إذا لم يكن [منه]‪ 29‬الطبيب على خير‪.23‬‬

‫[تحذير العالمة ابن حمدون من الدخول في الطريق في زمانه لكثرة‬


‫الغلط]‬

‫ومن هنا قال العالمة ابن حمدون ‪ :‬ومفهوم قول الناظم ‪ -‬يعني ابن‬
‫عاشر‪( : - 27‬يصحب شيخنا عارف املسالك) أن من ليس كذلك ال تطلب‬
‫صحبته‪ ،‬بل تجب مجانبته وهجرته؛ لسريان دائه للصاحب‪ ،‬ومشاركته له‬
‫في سوء العواقب‪ ،‬ومن هنا حذر الناصحون من الدخول في الطريق في هذا‬
‫الزمان‪ ،‬والاستناد فيه إلى أحد ممن يظن أنه من أهل هذا الشان؛ لكثرة‬

‫‪ 28‬في املطبوع ‪( :‬لوصفيهما)‬


‫‪ 29‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي املطبوع (منها)‪.‬‬
‫‪ 23‬انظر ‪ :‬حاشية ابن الحاج على شرح ميارة على ابن عاشور (‪)711/5‬‬
‫‪ 27‬هو الشيخ عبد الواحد بن أحمد بن علي بن عاشر ألانصاري (‪ 7323 - 993‬هـ) ‪:‬‬
‫الفقيه‪ ،‬له نظم‪ .‬أندلس ي ألاصل‪ .‬نشأ وتوفي بفاس‪ ،‬عن ‪ 23‬عاما‪ .‬له تصانيف‪ ،‬منها‬
‫"املرشد املعين على الضروري من علوم الدين" وأرجوزة في "عمل الرعع املجيب" و " تنبيه‬
‫الخالن" و "فتح املنان في شرح مورد الظمآن"‪ ،‬و " شفاء القلب الجريح بشرح بردة‬
‫املديح"‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)712/2 :‬‬
‫‪31‬‬
‫الغلط‪ ،‬وفقد شيخ يلقي املرء إليه قياده ويقتفيه‪ ،‬بل ال ترى إال املريدين‬
‫املبطلين‪ .‬وهلل در أعي مدين‪ 25‬إذ يقول في ((رائيته)) ‪:‬‬

‫واعلم بأن طريق القوم قد درست * وحال من يدعيها اليوم كيف ترى‪.‬‬

‫وقال سيدي أبو [الرواين]‪ 26‬دفين مكناسة ‪:‬‬

‫بالهوى عملوا التلميذ‬

‫ال عناية ال سر جديد‬

‫ما يروا إال بالتمجيد‬

‫ويلهم غر وأبهم‬

‫‪ 25‬هو الشيخ شعيب بن حسين ألاندلس ي الزاهد أبو مدين (‪ 296 - 272‬هـ) ‪ .‬شيخ أهل‬
‫املغرب‪ .‬جال وساح‪ ،‬واستوطن بجاية مدة‪ ،‬ثم تلمسان‪ .‬ذكره ابن آلابار‪ ،‬وأثنى عليه‪،‬‬
‫قال‪ " :‬مات في نحو التسعين وخمسمائة بتلمسان‪ ،‬وكان من أخره كالمه‪ " :‬هللا الحي!‪ ،‬ثم‬
‫فاضت نفسه "‪ .‬وقال محي الدين بن العرعي‪ :‬كان سلطان الوارثين أخاه عبد الحق‪،‬‬
‫وكان إذا دخل عليه وجد حالة حسنة سنية‪ ،‬فيقول‪ " :‬وهذا وارث على الحقيقة! ومن‬
‫عالمات صدق املريد ‪ -‬في بدايته ‪ -‬لقطاعه عن الخلق‪ ،‬أو فراره؛ ومن عالمات صدق‬
‫فراره عنهم وجوده للحق؛ ومن عالمات صدق وجوده للحق رجوعه للخلق"‪ .‬له كتاب‬
‫((مفاتيح الغيب‪ ،‬لزالة الريب‪ ،‬وستر العيب))‪ .‬انظر (طبقات ألاولياء البن امللقن ‪-261 :‬‬
‫‪ ،268‬ألاعالم ‪)733/6 :‬‬
‫‪ 26‬في ألاصل ‪( :‬أبو الراوين) والتصحيح من نسخة حاشية ابن الحاج‪.‬‬
‫وأما أبو الرواين فهو أبو الرواين املحجوب دفين مكناسة الزيتون وكان‬
‫صاحب حال وجذب فجعل الناس يوصونه بالسكوت مخافة أن يفسد عليهم أمرهم‪،‬‬
‫وهو رجل مبارك ولي من أولياء هللا‪ .‬انظر (الاستقصا ألخبار دول املغرب ألاقص ى ‪:‬‬
‫‪)727/2‬‬
‫‪32‬‬
‫على أن كثيرا ممن تقدم عصره من املشايخ كسيدي محمد‬
‫الهواري‪ 22‬دفين وهران‪ ،‬وسيدي يوسف الفاس ي‪ ،22‬كان يقول ‪( :‬إن الشيخ‬
‫مفقود باملغرب)‪ .‬إال أن قولهم هذا ليس بقاطع‪ ،‬وإنما هو إخبار بالواقع‪،‬‬
‫وفضل هللا غير مؤقت بزمان‪ ،‬وال محصور في أوان‪ .‬اهـ كالم ابن حمدون‪.23‬‬

‫‪ 22‬هو الشيخ محمد بن عمر الهواري‪ ،‬أبو عبد هللا (‪127‬؟ ‪ 826 -‬هـ) ‪ :‬املتصوف‪،‬‬
‫الفقيه‪ ،‬املالكي‪ ،‬عالي الشهرة في املغرب‪ ،‬له أخبار كثيرة‪ .‬ولد في مغراوة‪ ،‬وعلم بباجة‬
‫وأقام بفاس‪ .‬ورحل إلى املشرق رحلة واسعة‪ ،‬ثم استقر وتوفي بوهران‪ .‬كان زاهدا‬
‫متقشفا‪ ،‬متباعدا عن امللوك وألامراء‪ .‬وقال أحدهم (ديستنج) ‪ :‬كان يقرأ ألافكار فيحدث‬
‫كال بما في نفسه‪ .‬له تآليفه‪ ،‬منها (السهو والتنبيه) و (التسهيل) و (التبيان) و (تبصرة‬
‫السائل)‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)672/3 :‬‬
‫‪ 22‬هو الشيخ يوسف بن محمد القصري الفاس ي‪ ،‬أبو املحاسن (‪ 7376 - 961‬هـ) ‪:‬‬
‫الفقيه املتصوف‪ ،‬كان شيخ وقته في املغرب‪ .‬ولد ونشأ في القصر الكبير‪ ،‬وانتقل إلى‬
‫موطن أسالفه (فاس) واشتهر بعلوم العربية والفقه‪ ،‬ثم تصوف وزاد ذلك في شهرته‪.‬‬
‫وجمع ابنه محمد العرعي أخباره في كتابه "مرآة املحاسن من أخبار الشيخ أعي املحاسن"‬
‫أورد فيه طائفة من رسائله إلى بعض أصحابه وأجوبته على أسئلة وردت عليه‪ ،‬وجملة‬
‫من كالمه كقوله‪ " :‬ليست الطريق بكثرة القيل والقال وال بكثرة ألاعمال وإنما هي بفراغ‬
‫القلب مما سوى الرب "‪ .‬وقوله‪ " :‬كل باطن لم يشهد للظاهر فهو باطل "‪ .‬وقوله‪ " :‬حب‬
‫الش ئ على قدر الحاجة إليه "‪ .‬وقوله ‪ " :‬من انزرعت محبة هللا في قلبه لم يتتبع عورات‬
‫الناس "‪ .‬وقوله‪ " :‬الجوالن في املحسوسات يسمى تخيال‪ ،‬والجوالن في املعقوالت يسمى‬
‫تفكيرا "‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)525/8 :‬‬
‫‪ 23‬انظر ‪ :‬حاشية ابن الحاج على شرح ميارة (‪)718-711/5‬‬
‫‪33‬‬
‫[الزام املريد عند املراقبة باستحضار الشيخ مغاير ملا عليه‬
‫السلف من أهل الطريقة]‬

‫(وأما إلزامه املريد عند املراقبة باالستحضار على ما ذكره ملا ذكره)‬
‫فش يء مغاير ملا تلقاه أهل الطريق املرشدين خلفا عن سلف‪.‬‬

‫قال الشيخ محمد أمين الكردي في كتابه ((تنوير القلوب))‪: 21‬‬

‫[اعلم أن ساداتنا ‪ -‬رحمهم هللا تعالى ونفعنا بهم‪ 28]-‬ملا علموا أن‬
‫املقصد ألاسمى لوسيلة الذكر إنما هو الوصول إلى حضرة الحق ‪-‬تبارك‬
‫وتعالى‪ ،-‬ومن املعلوم أن الوسيلة إذا لم يترتب عليها مقصدها ال فائدة فيها‪،‬‬
‫ورأوا أن القلوب أصبحت ممتلئة باألغيار‪ ،‬مشحونة بحب الدنيا و‬
‫[زينتها]‪ ،29‬وزخرفها‪ ،‬وأموالها‪ ،‬و بنيها‪[ ،‬متفانية]‪ 33‬في تحصيل [شهواتها]‪،37‬‬
‫آمرة بالفساد‪ ،‬مائلة عن طريق الرشاد‪ ،‬فارة من آلاخرة‪ ،‬وإلاقبال عليها‪،‬‬
‫وألاعضاء جند لها وخدامها‪ ،‬تفعل بمجرد ميلها‪ ،‬وتنتهي بمجرد إعراضها‪،‬‬
‫وهي بحكم الوضع إلالهي ال تسع إال شيئا واحدا‪ ،‬فهي بهذه الحالة ال تصلح‬
‫أن تكون أوعية ملحبة هللا تعالى‪ ،‬حيث إنها غير قابلة لوسيلتها‪( ،‬نظروا) ‪-‬‬
‫رحمهم هللا تعالى‪ -‬فيما يؤدي إلى تطهيرها من هذه ألاقذار‪ ،‬ونظافتها من هذه‬
‫ألاوساخ العائقة لها عن وصول القربات‪ ،‬والرحمات‪ ،‬والتجليات من حضرة‬

‫‪ 21‬انظر ‪ :‬تنوير القلوب (‪)213-212‬‬


‫‪ 28‬ما بين املعقوفتين موجود في ألاصل‪ ،‬وغير موجود في ((تنوير القلوب))‬
‫‪ 29‬في ألاصل ‪( :‬زينها)‪ ،‬والتصحيح من تنوير القلوب‪.‬‬
‫‪ 33‬في ألاصل ‪( :‬فانية)‪ ،‬والذي أثبته هنا من ((تنوير القلوب))‬
‫‪ 37‬في ألاصل ‪( :‬سهواتها)‪ .‬والصحيح ما أثبته هنا‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫سيدها العزيز الحكيم‪ ،‬مع سالمتها من املشقات‪ ،‬واملجاهدات‪ ،‬وعناء‬
‫السهر‪ ،‬والجوع‪ ،‬والرياضات‪ ،‬فأتوا البيت من بابه‪ ،‬وأتوا بما يكون وسيلة إلى‬
‫‪36‬‬
‫خلو هذه ألاوعية من شوائب ألاكدار حتى [تخلت]‪ 35‬منها‪ ،‬و [انفصلت]‬
‫عنها‪[ ،‬صارت]‪ 32‬محال لورود ألاسرار‪ ،‬و [أقبلت]‪ 32‬على حضرة العزيز الغفار‪،‬‬
‫أال وهو ذكر املوت الذي ال مفر منه لكل [عباد]‪ 33‬وال فوات‪ ،‬وجعلوا ذلك‬
‫مقدمة من مقدمات الذكر‪ ،‬و [سموها]‪( 31‬رابطة القبر)‪.‬‬

‫ثم إنه ال يمكن العبد حسب ما جرت به العادة أن يصل إلى هذا‬
‫املقام ألاسنى بنفسه‪ ،‬بل ال بد له من [قائد]‪ 38‬كامل وصلل إلى مقام‬
‫املشاهدة‪ ،‬وتحقق بالصفات الذاتية‪ ،‬فيجب على املريد إذا أن يستمد من‬
‫روحانية شيخه الكامل الفاني في هللا‪ ،‬وكثرة رعاية صورته؛ ليتأدب‬
‫ويستفيض منه في الغيبة كالحضور‪ ،‬ويتم له باستحضاره الحضور والنور‪،‬‬
‫‪39‬‬
‫بأن يحفظ صورته في خياله متوجها للقلب الصنوبري‪ ،‬حتى يصل [إلى]‬
‫الغيبة والفناء عن النفس الذي هو مقدمة الفناء في هللا تعالى‪ ،‬حيث إنه‬
‫محل لألسرار [وألانوار]‪ 13‬بطريق الوراثة عن ماجد فماجد‪ ،‬وكامل فكامل‪،‬‬

‫‪ 35‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي نسخة ((تنوير القلوب)) املطبوعة ‪( :‬تتخلص)‪.‬‬


‫‪ 36‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي نسخة ((تنوير القلوب)) املطبوعة ‪( :‬تنفصل)‪.‬‬
‫‪ 32‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي نسخة ((تنوير القلوب)) املطبوعة ‪( :‬وتصير)‪.‬‬
‫‪ 32‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي نسخة ((تنوير القلوب)) املطبوعة ‪( :‬تقبل)‪.‬‬
‫‪ 33‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي نسخة ((تنوير القلوب)) املطبوعة ‪( :‬عبد)‪.‬‬
‫‪ 31‬كذا في ألاصل‪ ،‬وفي نسخة ((تنوير القلوب)) املطبوعة ‪( :‬سموه)‪.‬‬
‫‪ 38‬في ألاصل ‪( :‬فائد)‬
‫‪ 39‬ما بين املعقوفتين غير موجود في ألاصل‪ ،‬وهو موجود في ((تنوير القلوب)) املطبوع‪.‬‬
‫‪ 13‬كذا في ألاصل‪ ،‬وهو غير موجود في ((تنوير القلوب)) املطبوع‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫إلى حضرة رسول هللا ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬آلاخذ عن ألامين‪ ،‬عن حضرة‬
‫الحق تبارك وتعالى‪ ،‬وهذا هو ما يسمى عندهم بـ (رابطة املرشد)‪.‬‬

‫وخالصته أن مالحظة الشيخ املرشد ليست لذاته‪ ،‬وال لطلب ش يء‬


‫منه على وجه الاستقالل؛ ملا حل فيه من فضل هللا تعالى‪ ،‬مع اعتقاد أن‬
‫الفاعل واملؤثر ليس إال هللا تعالى وحده‪ ،‬كما يقف الفقير بباب الغني يطلب‬
‫منه شيئا‪ ،‬فهو يعتقد أن املعطي واملنعم هو هللا‪ ،‬وهو الذي بيده خزائن‬
‫السموات وألارض‪ ،‬وال فاعل سواه‪ ،‬وإنما يقف ببابه لعلمه بأنه باب من‬
‫أبواب نعم هللا تعالى‪ ،‬يجوز أن يعطيه [هللا]‪ 17‬منه‪ ،‬وهذا أمر ال يتصور‬
‫جحوده إال [ممن]‪ 15‬كتب هللا على جبهته الخسران واتسم‪ ،‬والعياذ باهلل‬
‫تعالى باملقت والحرمان)‪.16‬‬

‫وقد ذكر قبل هذا أن للذكر القلبي آدابا أحد عشر إلى أن قال ‪:‬‬
‫(التاسع رابطة املرشد وهي مقابلة قلب املريد بقلب شيخه‪ ،‬وحفظ صورته‬
‫في الخيال ولو بغيبته‪ ،‬ومالحظة أن قلب الشيخ كامليزاب ينزل الفيض من‬
‫بحره املحيط إلى قلب املريد املرابط‪ ،‬واستمداد البركة منه؛ ألنه الواسطة‬
‫إلى التوصل‪ ،‬وال يخفى ما في ذلك من آلايات وألاحاديث‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫قال هللا تعالى ‪{ :‬ياأيها الذين آمنوا اتقوا هللا وابتغوا إليه الوسيلة}‪.‬‬
‫وقال ‪{ :‬اتقوا هللا وكونوا مع الصادقين}‪.12‬‬

‫‪ 17‬ما بين املعقوفتين غير موجود في ألاصل‪ ،‬وهو موجود في ((تنوير القلوب)) املطبوع‪.‬‬
‫‪ 15‬في ((تنوير القلوب)) املطبوع ‪( :‬من)‬
‫‪ 16‬انظر ‪ :‬تنوير القلوب (‪)213-212‬‬
‫‪ 12‬سورة املائدة‪ ،‬من آلاية (‪)62‬‬
‫‪36‬‬
‫وقال صلى هللا عليه وسلم ‪(( :‬املرء مع من أحب))‪.13‬‬

‫وقال ‪(( :‬كن مع هللا‪ ،‬وإن لم تكن‪ ،‬كن مع من كان مع هللا))‪.11‬‬

‫‪18‬‬
‫وقيل ‪ :‬الفناء في الشيخ مقدمة الفناء في هللا‪ .‬اهـ‬

‫[معنى رابطة الشيخ املرشد]‬

‫فأنت ترى أن حاصل كالمه هو أن رابطة الشيخ املرشد عبارة عن‬


‫أن يعقد املريد قلبه على محبته محبة صادقة ليحصل له أمران ‪:‬‬

‫(أحدهما) ‪ :‬أن ينطبع في مرآة قلب املريد صفاء وتنوير من قلب‬


‫مرشده بمقدار ما صار في قلب املريد من محبة مرشده‪ ،‬وذلك ألن مدار‬
‫انتفاع شخص من شخص على محبته لذلك الشخص‪ ،‬أال ترى أن بعض‬
‫التالميذ يقرأ على بعض املشايخ في كتب متعددة زمنا طويال وال ينتفع منه‬
‫بش يء‪ ،‬مع انتفاع غيره منه وحصول الفتوح لذلك الغير على يده‪ ،‬فإذا قرأ‬

‫‪ 12‬سورة التوبة‪ ،‬من آلاية (‪)779‬‬


‫‪ 13‬الحديث رواه البخاري في صحيحه (‪ )2878( )2871( )2873‬ومسلم في صحيحه‬
‫(‪ )3877‬وأبو داود في سننه (‪ )2759‬والترمذي في سننه (‪)5681( )5683( )5682‬‬
‫(‪ )6263‬وابن حبان في صحيحه (‪ )732‬وغيرهم من الحفاظ‪.‬‬
‫‪ 11‬لم أقف عليه بعد البحث في كتب الحديث‪ ،‬وإنما وجدته في ((بريقة محمودية))‬
‫(‪ )585/5‬بصيغة التمريض بدون ذكر إلاسناد‪.‬‬
‫‪ 18‬انظر ‪ :‬تنوير القلوب (‪)217‬‬
‫‪37‬‬
‫ذلك البعض على غيره شيئا انتفع منه وحصل له الفتوح على يده بسبب ما‬
‫أودعه هللا في قلبه من محبة‪ .‬وهلل در القائل [من الطويل]‪:‬‬

‫‪19‬‬
‫وعين الرضا عن كل عيب كليلة * كما أن عين السخط تبدي املساوي‬

‫فعين املحبة إذا نظر بها املريد شيخه املرشد انحجبت عنه معاييبه‪،‬‬
‫ولم ير إال محاسنه وفوائده‪ ،‬فيكتسب قلبه من مغناطيسية قلب شيخه‬
‫املرشد صفاء وتنويرا‪ ،‬بقدر ما أودع هللا فيه من محبته‪ ،‬وهذا مما ال شك‬
‫فيه عاقل‪.‬‬

‫[الفناء في الشيخ هو مقدمة الفناء في هللا ‪-‬تعالى‪]-‬‬

‫(وثانيهما) ‪ :‬أن يصير قلب املريد فارغا من ألاغيار ما عدا شيخه‬


‫املرشد ليحصل له الفناء في الشيخ الذي هو مقدمة الفناء في هللا ‪-‬تعالى‪-‬‬
‫الذي هو املقصود من الذكر والطريق على حد قوله تعالى ‪{ :‬وأصبح فؤاد أم‬
‫موس ى فارغا}‪ 83‬أي مما سوى موس ى أي من التفكر في غيره‪.‬‬

‫فلذا قال بعض العارفين ‪ :‬لو زال موس ى عن قلب أمه لرأت هللا ‪-‬‬
‫تعالى‪ -‬بعين بصيرتها ودخلت حضرة الحضرات‪.‬‬

‫‪ 19‬هذا البيت اشتهر أنه لعبد هللا بن معاوية بن عبد هللا بن جعفر بن أعي طالب‪ .‬انظر‬
‫(الحيوان للجاحظ ‪ ،563/6 :‬عيون ألاخبار ‪ ،73/6 :‬الكامل في اللغة ‪ .)715/7 :‬كما أنه‬
‫منسوب إلى إلامام الشافعي‪ .‬انظر (جواهر ألادب في أدبيات وإنشاء لغة العرب ‪،281/5 :‬‬
‫صيد ألافكار ‪)595/5 :‬‬
‫‪ 83‬سورة القصص‪ ،‬من آلاية (‪)73‬‬
‫‪38‬‬
‫[وجوه بطالن وصية املرشد ملريده بأن يدرج ما كانوا بغطون به‬
‫رؤوسهم عند التلقين في أكفانهم]‬

‫(وأما وصيته ملريديه بأن يدرج ما كانوا يغطون به رؤوسهم عند‬


‫التلقين في أكفانهم إلخ) فأمر مبني على الجهل والغباوة ساقط‪.‬‬

‫أما (أوال) ‪ :‬فألن املندوب التكفين في مطلق ثياب مشاهد الخير‬


‫لحصول بركتها‪ ،‬كثياب جمعته الشرعية‪ ،‬وثياب إحرامه‪ ،‬ال خصوص الثياب‬
‫املغطى بها عند تلقن الذكر‪.‬‬

‫وأما (ثانيا) ‪ :‬فألن املندوب هو التكفين بثياب مشاهد الخير‪ ،‬ال‬


‫بحعلها في الكفن املؤدي للسرف بال معنى‪.‬‬

‫وأما (ثالثا) ‪ :‬فألنه قد تقدم أن شيخ مشايخه هو الشيخ أبو الحسن‬


‫الشاذلي‪ ،‬ولم يقل أحد قط بأن شفاعة مثله ملتابعته بناء على القول بوقوع‬
‫[الشفاعة]‪ 87‬من غيره ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬وهو الحق‪ ،‬تتوقف على ش يء‬
‫مما ذكره هذا الجهول غير انعقاد قلب املتابع على محبته‪ ،‬سبحانك هذا‬
‫بهتان عظيم‪.‬‬

‫‪ 87‬في ألاصل ‪( :‬السفاعة)‬


‫‪39‬‬
‫[بطالن قول املرشد ملريديه ‪ :‬إنكم ال تخافون إلخ]‬

‫(وأما قوله ملريديه إنكم ال تخافون إلخ) فهو مما لم يقل به مجنون‬
‫فضال عن عاقل‪ ،‬وذلك ألنه يتضمن ثالثة أمور كلها توجب خسران‬
‫معتقدها ووباله ‪:‬‬

‫(ألاول) ‪ :‬إلزامه املريد املحتضر إمهال املوت لحضوره عنده‪ ،‬وال‬


‫شك أن هذا يستدعي تكذيب مدلول آيات في كتاب هللا ‪-‬تعالى‪ -‬وهي قوله ‪-‬‬
‫تعالى‪ -‬في سورة آل عمران ‪{ :‬وما كان لنفس أن تموت إال بإذن هللا كتابا‬
‫مؤجال}‪.85‬‬

‫قال البيضاوي‪( : 86‬إال بمشيئة هللا –تعالى‪ ،-‬أو بإذنه مللك املوت ‪-‬‬
‫عليه الصالة والسالم‪ -‬في قبض روحه‪ ،‬واملعنى ‪ :‬أن لكل نفس أجال مسمى في‬
‫علمه ‪-‬تعالى‪ -‬وقضائه‪( ،‬ال يستأخرون ساعة وال يستقدمون) بالججام عن‬
‫القتال وإلاقدام عليه‪ ،‬وفيه تحريض وتشجيع على القتال ووعد للرسول ‪-‬‬

‫‪ 85‬سورة آل عمران‪ ،‬من آلاية (‪)722‬‬


‫‪ 86‬هو إلامام عبد هللا بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي‪ ،‬أبو سعيد‪ ،‬أو أبو الخير‪،‬‬
‫ناصر الدين البيضاوي(ت ‪ 382 :‬هـ) ‪ :‬القاض‪ ،‬املفسر‪ ،‬العالمة‪ .‬ولد في املدينة البيضاء‬
‫(بفارس ‪ -‬قرب شيراز) وولي قضاء شيراز مدة‪ .‬وصرف عن القضاء‪ ،‬فرحل إلى تبريز‬
‫فتوفي فيها‪ .‬من تصانيفه " أنوار التنزيل وأسرار التأويل" و " طوالع ألانوار" و "منهاج‬
‫الوصول إلى علم ألاصول" و " لب اللباب في علم إلاعراب" و " نظام التواريخ" ورسالة في‬
‫موضوعات العلوم وتعاريفها" و " الغاية القصوى في دراية الفتوى"‪ .‬انظر (ألاعالم ‪:‬‬
‫‪)773/2‬‬
‫‪40‬‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ -‬بالحفظ‪ ،‬وتأخير ألاجل‪( ،‬كتابا) مصدر مؤكد‪ ،‬إذ املعنى‬
‫‪82‬‬
‫كتب املوت كتابا‪( ،‬مؤجال) صفة له‪ ،‬أي مؤقتا ال يتقدم وال يتأخر)‪ .‬اهـ‬

‫وقوله –تعالى‪ -‬في سورة يونس ‪{ :‬قل ال أملك لنفس ي ضرا وال نفعا‬
‫إال ما شاء هللا لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فال يستأخرون ساعة وال‬
‫‪82‬‬
‫يستقدمون}‪.‬‬

‫قال الخازن‪( : 83‬أي لكل أمة مدة مضروبة ووقت معين‪ ،‬إذا انقضت‬
‫مدة أعمارهم فال يتأخرون عن ذلك ألاجل الذي أجل لهم وال يتقدمون)‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫اهـ‬

‫وقوله ‪-‬تعالى‪ -‬في سورة النحل ‪{ :‬ولو يؤاخذ هللا الناس بظلمهم ما‬
‫‪88‬‬
‫ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى}‪.‬‬

‫‪ 82‬انظر ‪ :‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل (‪)27/5‬‬


‫‪ 82‬سورة يونس‪ ،‬آلاية (‪)29‬‬
‫‪ 83‬هو الشيخ علي بن محمد بن إبراهيم الشيحي عالء الدين املعروف بالخازن(‪- 318‬‬
‫‪ 127‬هـ) ‪ :‬العالم بالتفسير والحديث‪ ،‬من فقهاء الشافعية‪ .‬بغدادي ألاصل‪ ،‬نسبته إلى "‬
‫شيحة " بالحاء املهملة‪ ،‬من أعمال حلب‪ .‬ولد ببغداد‪ ،‬وسكن دمشق مدة‪ ،‬وكان خازن‬
‫الكتب باملدرسة السميساطية فيها‪ .‬وتوفي بحلب‪ .‬له تصانيف‪ ،‬منها " لباب التأويل في‬
‫معاني التنزيل" و " عدة ألافهام في شرح عمدة ألاحكام" و " مقبول املنقول"‪ .‬انظر (ألاعالم‬
‫‪)2/2 :‬‬
‫‪ 81‬انظر ‪ :‬تفسير الخازن (‪)796/6‬‬
‫‪ 88‬سورة النحل‪ ،‬من آلاية (‪)37‬‬
‫‪41‬‬
‫قال البيضاوي ‪ :‬سماه ألعمارهم [و]‪ 89‬لعذابهم كي يتوالدوا‪ ،‬فإذا‬
‫جاء أجلهم ال يستأخرون ساعة وال يستقدمون‪ ،‬بل هلكوا أو عذبوا حينئذ ال‬
‫‪93‬‬
‫محالة‪ .‬اهـ‬

‫وقوله ‪-‬تعالى‪ -‬في سورة املنافقون ‪{ :‬ولن يؤخر هللا نفسا إذا جاء‬
‫أجلها وهللا خبير بما يعملون}‪.97‬‬

‫قال الخازن ‪ :‬يعني أن هللا تعالى ال يؤخر من حضر أجله وانقضت‬


‫‪95‬‬
‫مدته‪ .‬اهـ‬

‫ومعتقد تكذيب آية من القرآن ال شك في كفره‪.‬‬

‫(والثاني) ‪ :‬كون شفاعته ملريده املحتضر عند هللا أعظم من شفاعة‬


‫النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬ومن شفاعة شيخ شيخه الشيخ أبو الحسن‬
‫الشاذلي لذلك املريد عند هللا ‪-‬تعالى‪ ،-‬وال شك أن هذا انتقاص ملقام النبوة‪،‬‬
‫وال شك في أن معتقده كافر‪ ،‬وانتقاص شيخ شيخه ورؤية للنفس‪ ،‬وال شك‬
‫في كونهما يوجبان الخسران والوبال مع كون ثانيهما منافيا ملا عدوه من‬
‫شروط املرشد ألارععة والعشرين‪ ،‬من كونه عارفا بكماالت القلوب وآدابها‪،‬‬
‫وآفات النفوس أو أمراضها‪ ،‬وكيفية حفظ صحتها واعتدالها‪ ،‬كما في ((تنوير‬
‫القلوب)) للشيخ أمين الكردي‪.‬‬

‫‪ 89‬في املطبوع ‪( :‬أو)‬


‫‪ 93‬انظر ‪ :‬أنوار التنزيل وأسرار التأويل (‪)567/6‬‬
‫‪ 97‬سورة املنافقون‪ ،‬من آلاية (‪)77‬‬
‫‪ 95‬انظر ‪ :‬تفسير الخازن (‪)735/1‬‬
‫‪42‬‬
‫(والثالث) ‪ :‬كونه يخرج مريديه من النار بعد استحقاقهم لها‪،‬‬
‫ودخولهم فيها بالفعل‪ ،‬حيث عجز عن ذلك النبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪-‬‬
‫وشيخ شيخه الشيخ أبو الحسن الشاذلي‪.‬‬

‫وال شك أن هذه فرية ما فيها مرية توجب ملعتقدها الكفر والخسران‬


‫والوبال‪ ،‬ويستحق عليها النكال الشديد بعد تجديد إلايمان والاستتابة‪ ،‬نعوذ‬
‫باهلل من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا‪.‬‬

‫[وجوه الرد على املرشد الذي ال يتقيد بمذهب معين]‬

‫(وأما نفيه وجوب قرن النية بتكبيرة إلاحرام وتعليمه ملريديه‪ ،‬بل‬
‫اكتفى إلخ‪ ،‬وتجويزه لهم إقامة الجمعة بدون ألارععين إلخ) فهو شاهد على‬
‫أنه لم يتقيد بمذهب‪ ،‬بل يلفق في كل عبادة ما يناسب هواه من املذاهب‬
‫ألارععة‪ ،‬بدعوى أنه ومريديه مستغرقون في بحار هللا –تعالى‪ ،-‬وهذا ظاهر‬
‫البطالن بوجوه ‪:‬‬

‫(ألاول) ‪ :‬أن شروط الاجتهاد لم تتحقق في هذا الزمان في شخص‪،‬‬


‫فضال عن تحققها في حق هذا ألاحمق الجهول‪.‬‬

‫(الثاني) ‪ :‬أن املذاهب ألارععة قد اختلفوا في جواز التلفيق في عبادة‬


‫واحدة ومنعه‪ ،‬ألاكثرون على منعه‪ ،‬وعلى القول بجوازه فالصحيح منعه في‬
‫الفروج‪ ،‬وأنه مقيد بذوي الضرورات‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫(الثالث) ‪ :‬أن الاستغراق في بحار هللا ‪-‬تعالى‪ -‬إنما يتحقق في‬
‫املجذوبين العادمين [إلاحساس]‪ ،96‬فال يكلفون حينئذ‪ ،‬وأما من عنده مسكة‬
‫من العقل و [إلاحساس]‪ 92‬فال يقال إنه مستغرق في بحار هللا ‪-‬تعالى‪-‬‬
‫فيسقط عنه التكليف بخطابات الشرع الشريف‪ ،‬كيف؟‪ ،‬وقد عدوا من‬
‫شروط املرشد ألارععة والعشرين أن يكون عاملا بما يحتاج إليه املريدون من‬
‫فقه وعقائد التوحيد بقدر ما يزيل به الشبه التي تعرض للمريدين في‬
‫البداية؛ ليستغني به عن سؤال غيره كما في ((تنوير القلوب))‪.92‬‬

‫وقد قالوا ‪ :‬حقيقة بال شريعة باطلة‪ ،‬وشريعة بال حقيقة عاطلة‪.‬‬

‫وهؤالء أهل الطرق املرشدون سلفا وخلفا لم يزالوا متقيدين بعد‬


‫الدخول في الطريق والوصول إلى درجة الوالية على ما كان كل منهم عليه‬
‫قبل من املذهب الذي نشأ عليه وتشرع به‪ ،‬لم يخرج عنه قيد شبر‪ ،‬بل قد‬
‫وقعت منهم التآليف العديدة في تدوينه‪ ،‬كما ال يخفى ذلك على ذو ي‬
‫البصائر ‪،‬وهللا الهادي‪.‬‬

‫‪ 96‬في ألاصل ‪( :‬الاجاس)‬


‫‪ 92‬في ألاصل ‪( :‬الاجاس)‬
‫‪ 92‬انظر ‪ :‬تنوير القلوب (‪)282‬‬
‫‪44‬‬
‫[بطالن منع املرشد ملريديه عن تعلم ش يء من ألاحكام عند غيره]‬

‫(وأما منعه مريديه عن تعلم ش يء من ألاحكام عند غيره؛ ألن كثرة‬


‫املشايخ إلخ) ففاسد من ثالثة وجوه ‪:‬‬

‫(ألاول) ‪ :‬أن محل هذا إذا تحققت في الشيخ املرشد الشروط ألارععة‬
‫والعشرون التي اشترطها أهل الطريق سلفا وخلفا فيه‪ ،‬التي منها أن يكون‬
‫عاملا بما يحتاج إليه املريدون ومن فقه إلى آخر ما مر عن ((تنوير‬
‫القلوب))‪ ،93‬وذلك ألن ألاصل في وجوب صحته املشايخ‪ ،‬والاقتداء بهم على‬
‫مريد الطريق عند إرادة إنابته‪ ،‬وتوبته‪ ،‬واستيقاظه من نوم غفلته‪ ،‬هو قوله‬
‫تعالى ‪{ :‬واتبع سبيل من أناب إلي}‪.91‬‬

‫قال زروق‪ : 98‬وإلانابة ال تكون إال بعلم واضح‪ ،‬وعمل صحيح‪ ،‬وحال‬
‫ثابت ال ينقضه كتاب وال سنة‪ .‬اهـ‬

‫‪ 93‬انظر ‪ :‬تنوير القلوب (‪)283-282‬‬


‫‪ 91‬سورة لقمان‪ ،‬من آلاية (‪)72‬‬
‫‪ 98‬هو الشيخ أحمد بن أحمد بن محمد بن عيس ى البرنس ي الفاس ي‪ ،‬أبو العباس‪،‬‬
‫زروق(‪ 899 - 823‬هـ) ‪ :‬الفقيه املحدث الصوفي‪ .‬من أهل فاس (باملغرب) تفقه في بلده‬
‫وقرأ بمصر واملدينة‪ ،‬وغلب عليه التصوف فتجرد وساح‪ ،‬وتوفي في تكرين (من قرى‬
‫مسراتة‪ ،‬من أعمال طرابلس الغرب) له تصانيف كثيرة يميل فيها إلى الاختصار مع‬
‫التحرير‪ ،‬وانفرد بجودة التصنيف في التصوف‪ .‬من كتبه (شرح مختصر خليل) و‬
‫(النصيحة الكافية ملن خصه هللا بالعافية) و (القواعد) و (إعانة املتوجه املسكين‪ ،‬على‬
‫طريق الفتح والتمكين) و (الحوادث والبدع) و (الجنة‪ ،‬للمعتصم من البدع بالسنة) و‬
‫(البدع التي يفعلها فقراء الصوفية) و ((الكناشة) و (رحلة) و (شرح رسالة أعي زيد‬
‫القيرواني)‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)97/7 :‬‬
‫‪45‬‬
‫وقد ظهر لنا من معاملة هذا الشيخ ألاحمق مع مريديه املذكور في‬
‫السؤال ما يشهد عليه بالجهل‪ ،‬وعدم تحقق ش يء من شروط مشايخ‬
‫الطريق املرشدين فيه‪.‬‬

‫[الشيخ املرشد إذا لم تتحقق فيه شروط املشيخوخة ال تطلب‬


‫صحبته]‬

‫وقد مر عن ابن حمدون أن الشيخ إذا لم تتوفر فيه شروط‬


‫الشيخوخة‪ ،‬ولم تكن فيه ألاهلية لها بأن يكون عارفا كامال قد سلك طريق‬
‫الحق ووصل إلى حضرته فتنور وصار ذا بصيرة‪ ،‬وهمة عالية سامية‪ ،‬ال‬
‫تعلق له بغير هللا‪ ،‬وال اعتماد له على ما سواه‪ ،‬مصون السر عن الالتفات إلى‬
‫الخلق‪ ،‬مرفوع الهمة عن تأميلهم‪ ،‬اكتفاء بالحق‪ ،‬متحققا بالحقيقة في‬
‫جميع ألاحوال‪ ،‬متوسما بالشريعة في ألاقوال وألافعال‪ ،‬ال تطلب صحبته بل‬
‫تجب مجانبته وهجرته؛ لسريان دائه للصاحب‪ ،‬ومشاكته له في سوء‬
‫العواقب‪ .‬اه‪99‬ـ‬

‫وحينئذ فمنع هذا ألاحمق ملريديه عن تعلم ش يء من ألاحكام عند‬


‫غيره وقال ‪( :‬كثرة املشايخ إلخ)‪ ،‬بل لخوف من أن يتنور مريده بتعلم العلم‬
‫عند غيره‪ ،‬فيظهر له جهله‪ ،‬وبطالن جميع معاملته‪ ،‬فال يثبت عنده مع ذلك‬

‫‪ 99‬انظر ‪ :‬حاشية محمد الطالب ابن الحاج على شرح ميارة على منظومة ابن عاشر‬
‫(‪)711/5‬‬
‫‪46‬‬
‫مريد قط‪ ،‬فيحرم النفع الحاصل له بسبب تلصصه بدعوى املشيخة‪ ،‬نعوذ‬
‫باهلل من الضالل‪ ،‬وعمى خسرة الجهال‪.‬‬

‫(الثاني) ‪ :‬أن املخاطب باآلداب في حق الشيخ التي منها ‪ :‬عدم‬


‫الالتجاء بغير شيخه من الصالحين‪ ،‬فال يزور وليا من أهل العصر‪ ،‬وال‬
‫صالحا إال بإذنه‪ ،‬وال يحضر مجلس غيره إال بإذنه‪ ،‬وال يسمع من سواه حتى‬
‫يتم سقيه من مآسر شيخه‪ ،‬إنما هم املريدون الصادقون املجدون املهمون‬
‫ألكل من تلقن الذكر عليه بقصد التبرك‪.‬‬

‫قال العالمة الدردير ‪ :‬من أراد من ألاشياخ قصر كل من لقنه الذكر‬


‫‪733‬‬
‫عليه فهو مخطئ‪ ،‬ويعلم من ذلك أنه ليس شيخا في طريق أهل هللا‪ .‬اهـ‬

‫[أقسام الشيخ]‬

‫(الثالث) ‪ :‬أن الشيخ من حيث هو ينقسم إلى خمسة أقسام ‪:‬‬

‫(ألاول) ‪ :‬شيخ إلارشاد‪ ،‬وهو العالم العامل القاصد وجه هللا ‪-‬تعالى‪.-‬‬

‫(الثاني) ‪ :‬شيخ التربية‪ ،‬وهو ذو البصيرة والتجربة واملعرفة بعلم‬


‫املعاملة‪.‬‬

‫(الثالث) ‪ :‬شيخ الترقي‪ ،‬وهو ذو البصيرة النافذة‪ ،‬والنور التام‪ ،‬والهمة‬


‫العالية‪ ،‬بحيث يغني بالنظرة ملن هيئ لذلك‪.‬‬

‫‪ 733‬انظر ‪ :‬مخطوط ((تحفة إلاخوان)) ورقة ‪2‬‬


‫‪47‬‬
‫(الرابع) ‪ :‬شيخ الحرفية‪ ،‬وهو العارف السم هللا ألاعظم‪ ،‬املمد لغيره‬
‫بمعرفته‪.‬‬

‫(الخامس) ‪ :‬الشيخ الجامع‪ ،‬وهو املحصل لهذه املراتب كلها‪ ،‬املتصف‬


‫‪737‬‬
‫بجميعها‪ ،‬كما في ((ابن حمدون على شرح ميارة على نظم ابن عاشر))‪.‬‬

‫فمن آداب الطالب في حق ألاول والثاني والثالث والرابع أن ال يتلقى‬


‫على غيره مما هو بصدده إال بإذنه‪ ،‬وإال أدى ذلك إلى خسران الطالب‬
‫وحرمانه‪ ،‬وفي حق الخامس أن ال يتلقى على غيره شيئا ما إال بإذنه‪ ،‬وإال أدى‬
‫ذلك إلى الخسران والحرمان أيضا‪ ،‬فليس تعدد املشايخ مطلقا مغايرا‬
‫لآلداب املطلوبة من املريد في حق شيخه‪ ،‬كما يفهمه كالم هذا الشيخ‬
‫ألاحمق الجهول‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬

‫[بطالن إباحة الشيخ لنفسه الخلوة مع ألاجنبية]‬

‫(وأما إباحته لنفسه الخلوة مع ألاجنبية؛ ألنه شيخ صحيح صادق‪،‬‬


‫فائز في الدنيا وآلاخرة) فهو باطل ال يصح بوجه؛ إذ الخلوة باألجنبية ذريعة‬
‫الزنا في حق غير املعصوم‪ ،‬ولم تثبت العصمة إال لألنبياء والرسل ‪-‬عليهم‬
‫الصالة والسالم‪.-‬‬

‫وفي الحديث ‪(( :‬من حام حول الحمى يوشك أن يواقعه حمى هللا‬
‫محارمه))‪.735‬‬

‫‪ 737‬انظر ‪ :‬حاشية ابن حمدون على شرح ميارة على ابن عاشور (‪)711/5‬‬
‫‪48‬‬
‫وقد نص الفقهاء على أن الوسائل تعطى حكم املقاصد‪ ،‬بل قد‬
‫نصوا على تحريم خلوة مطلق مكلف بالجنبية‪.‬‬

‫قال في ((العزية))‪( : 736‬وال يجوز لرجل أن يخلو بامرأة ليست بمحرم‬


‫‪732‬‬
‫له وال زوجة)‪.‬‬

‫‪732‬‬
‫‪ :‬لخبر ‪(( :‬ال يخلو رجل بامرأة ليست منه بذي‬ ‫قال عبد الباقي‬
‫محرم فإن الشيطان ثالثهما))‪ 733‬أي بوسوسته‪.‬‬

‫بل قال ابن عمر‪ : 731‬وحرم نظر المرأة لتعليم قرآن أو غيره من‬
‫العلوم‪ ،‬بخالف أمرد فإنه يجوز لذلك بشرط عدم التلذذ بالنظري إليه‬

‫‪ 735‬الحديث بهذا املعنى رواه البخاري في صحيحه (‪ ،)7923( )25‬ومسلم في صحيحه‬


‫(‪ )2737‬وابن ماجة في سننه (‪ ،)6982‬وأحمد في مسنده (‪ ،)78638‬وابن أعي شيبة في‬
‫املصنف (‪ ،)55262‬وابن حبان في صحيحه (‪ ،)157‬والطبراني في الكبير (‪ ،)3‬والبيهقي‬
‫في السنن الكبرى (‪ )73136‬وغيرهم من الحفاظ‪.‬‬
‫‪ 736‬هو كتاب ((العزية للجماعة ألازهرية)) تأليف ‪ :‬إلامام أعي الحسن الشاذلي املالكي‪.‬‬
‫‪ 732‬انظر ‪ :‬العزية (‪)758‬‬
‫‪ 732‬هو الشيخ عبد الباقي بن يوسف بن أحمد الزرقاني (‪ 7399 - 7353‬هـ ) ‪ :‬الفقيه‬
‫املالكي‪ ،‬ولد ومات بمصر‪ .‬من كتبه (شرح مختصر سيدي خليل) و (شرح العزية)‬
‫ورسالة في (الكالم على إذا)‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)515/6 :‬‬
‫‪ 733‬الحديث بهذا املعنى رواه الترمذي في سننه (‪ )5732‬وابن حبان في صحيحه (‪)2283‬‬
‫والطبراني في ألاوسط (‪ )5959‬وأحمد في مسنده (‪ )72393‬والبزار في مسنده (‪)6871‬‬
‫وغيرهم من الحفاظ‪ .‬وأصله في صحيح البخاري وصحيح مسلم‪.‬‬
‫‪ 731‬لم يتبين لي املراد به‪.‬‬
‫‪49‬‬
‫والشهوة له‪ ،‬وإال حرم تعليمه بشهوة والخلوة به عند ابن شعبان‪ ،738‬وعليه‬
‫ابن عمر‪.‬‬

‫وحرم النووي‪ 739‬النظر إليه بغير شهوة أيضا‪ ،‬وحرم الشافعي الخلوة‬
‫به وإن أمن من الفتنة‪ .‬الفاكهاني‪.‬‬

‫وهو أمس بسد الذرائع‪ ،‬وأقرب لالحتياط‪ ،‬ال سيما في هذا الزمان‬
‫الذي كثر فيه البالء‪ ،‬واتسع الخرق على الراقع‪.‬‬

‫‪ 738‬هو الشيخ محمد بن القاسم بن شعبان‪ ،‬أبو إسحاق‪ ،‬ابن القرطي‪ ،‬ويقال له ابن‬
‫شعبان‪ ،‬من نسل عمار بن ياسر (‪513‬؟ ‪ 622 -‬هـ) ‪ :‬رأس الفقهاء املالكيين بمصر في‬
‫وقته‪ ،‬مع التفنن في التاريخ وألادب‪ .‬له تآليف‪ ،‬منها (الزاهي الشعباني) و (أحكام القرآن)‬
‫و (مناقب مالك) و (شيوخ مالك) و (الرواة عن مالك) و (املناسك) قال الفرغاني‪ :‬كان‬
‫يلحن ولم يكن له بصر بالعربية مع غزارة علمه‪ .‬وقال القاض ي عياض‪ :‬في كتبه غرائب‬
‫من قول مالك وأقوال شاذة عن قوم لم يشتهروا بصحبته وليست مما رواه ثقات‬
‫أصحابه‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)662/3 :‬‬
‫‪ 739‬هو إلامام يحيى بن شرف بن مري بن حسن الحزامي الحوراني‪ ،‬النووي‪ ،‬الشافعي‪،‬‬
‫أبو زكريا‪ ،‬محيي الدين (‪ 313 - 367‬هـ) ‪ :‬مولده ووفاته في نوا (من قرى حوران‪،‬‬
‫بسورية) واليها نسبته‪ .‬تعلم في دمشق‪ ،‬وأقام بها زمنا طويال‪ .‬من كتبه "تهذيب ألاسماء‬
‫واللغات" و "منهاج الطالبين" و "الدقائق" و "تصحيح التنبيه" و "املنهاج في شرح صحيح‬
‫مسلم" و "التقريب والتيسير " و "حلية ألابرار" و "خالصة ألاحكام من مهمات السنن‬
‫وقواعد إلاسالم" و "رياض الصالحين من كالم سيد املرسلين" و "بستان العارفين" و‬
‫"إلايضاح" و "شرح املهذب للشيرازي" و "روضة الطالبين" و "التبيان في آداب حملة‬
‫القرآن" و "املقاصد" و "مختصر طبقات الشافعية البن الصالح" و "مناقب الشافعي" و‬
‫"املنثورات" و "مختصر التبيان" و "منار الهدى" و "إلاشارات إلى بيان أسماء املبهمات" و‬
‫"ألارععون حديثا النووية"‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)729/8 :‬‬
‫‪50‬‬
‫قال الشيخ حسن العدوي الحمزاوي‪ : 773‬الخلوة باألمرد حرام وإن‬
‫أمنت من الفتنة‪.‬‬

‫قال ألافقهس ي‪ 777‬عن ابن شعبان ‪ :‬النظر إلى ألامرد الحسن الصورة‬
‫على وجه التلذذ كالنظر إلى الشابة‪ .‬اهـ‬

‫وقد مر عن زروق ‪ :‬أن الشيخ الصحيح الصادق في الدنيا وآلاخرة هو‬


‫املنيب إلى هللا ‪-‬تعالى‪ ،-‬وأن إلانابة ال تكون إال بعلم واضح‪ ،‬وعمل صحيح‪،‬‬
‫وحال ثابت ال ينقضه كتاب وال سنة‪ .‬اهـ‬

‫فانظر ماذا ترى في كالم هذا [الدعي]‪ 775‬الجهول الذي سولت له‬
‫نفسه ألامارة بالسوء جواز ارتكاب ألامر املحرم‪ ،‬بدعوى أنه شيخ صحيح‬
‫إلخ‪ ،‬اللهم عافنا فيمن عافيت‪.‬‬

‫‪ 773‬هو الشيخ حسن العدوي الحمزاوي (‪ 7636 - 7557‬هـ) ‪ :‬الفقيه املالكي‪ ،‬من قرية‬
‫(عدوة) بمصر‪ .‬تعلم ودرس باألزهر‪ ،‬وتوفي بالقاهرة‪ .‬له (النور الساري من فيض صحيح‬
‫البخاري) و (تبصرة القضاة وإلاخوان) و (النفحات الشاذلية) و (إرشاد املريد في خالصة‬
‫علم التوحيد) و (املدد الفياض)‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)799/5 :‬‬
‫‪ 777‬هو الشيخ عبد هللا بن مقداد بن إسماعيل‪ ،‬جمال الدين ألاقفهس ي‪ ،‬ثم القاهري‪،‬‬
‫ويقال له ألاقفاص ي (‪122‬؟ ‪ 856 -‬هـ) ‪ :‬القاض الفقيه املالكي‪ ،‬انتهت إليه رئاسة املذهب‬
‫والفتوى بمصر‪ .‬ولي القضاء وحمدت سيرته إلى آخر حياته‪ .‬وهو من تالميذ الشيخ خليل‪.‬‬
‫من كتبه ‪" :‬شرح مختصر خليل" و " املقالة في شرح الرسالة" وصنف كتابا في " التفسير‬
‫" ثالث مجلدات‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)723/2 :‬‬
‫‪ 775‬كذا في ألاصل‪ ،‬لعل الصحيح ‪( :‬الداعي)‬
‫‪51‬‬
‫[وجوه بطالن أمر الشيخ ملريديه باالستعداد بطراحة لقعوده]‬

‫(وأما أمره كل واحد من مريديه باالستعداد بطراحة لقعوده إلخ)‬


‫فمخالف ملا عليه أهل الطريق املرشدون سلفا وخلفا كما ال يخفى ذلك على‬
‫من راقب أحوالهم‪.‬‬

‫وأيضا هو مغاير ملا عدده من شروط الشيخ املرشد ألارععة‬


‫والعشرين من أنه ال يجالس مريديه إال مرة واحدة في اليوم والليلة بطريق‬
‫الحلقة للذكر وألاوراد‪.‬‬

‫وأن يذكر لهم طرفا من الطريقة والشريعة‪ ،‬كمطالعة كتاب (( تنوير‬


‫القلوب)) للشيخ أمين الكردي؛ ليتطهروا من ألواث الحظرات‪ ،‬ويعبدوا هللا‬
‫بصحيح العبادات‪.‬‬

‫وأن يكون كالمه صافيا من شوائب الهوى والهزل وما ال يعني؛ ليؤثر‬
‫كالمه في باطن املريدين‪.‬‬

‫وأن يسامح في حق نفسه‪ ،‬وال يكون متوقعا تعظيمه وتوقيره‪ ،‬وال‬


‫يكلفهم في حقه ما ال يطيقون‪ ،‬وال يرتب عليهم من ألاعمال ما يسأمون‪ ،‬وال‬
‫يكثر الانبساط والانقباض‪ ،‬وأن ال يضيق عليهم كل التضييق‪ ،‬وأن يكون‬
‫خطابه لهم بغاية التلطف‪ ،‬وليحذر من سبهم وشتمهم والطعن فيهم؛ لئال‬
‫ينفر نفوسهم منه‪ ،‬وال يتميز عليهم‪.‬‬

‫وأنه إذا دعاه أحد من املريدين وأجابه فيكون بالتعزز والعفة‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫وأنه إذا جلس عند املريدين فليجلس بالسكينة والوقار‪ ،‬وال يكثر‬
‫الالتفات إليهم‪ ،‬وال ينام بحضرتهم‪ ،‬وال يمد رجله في مجلسهم‪.‬‬

‫وأن يغض طرفه‪ ،‬ويخفض صوته‪ ،‬وال يس يء عليهم خلقه‪ ،‬فإنهم في‬
‫الحقيقة يعتقدون فيه جميع الصفات الحميدة‪ ،‬ويقتبسونها منه‪.‬‬

‫وأنه إذا دخل عليه أحد مريديه يكون على أكمل حالة وأحسن‬
‫هيئة‪.‬‬

‫وأنه إذا غاب أحد املريدين يتفقدون بالسؤال عليه‪ ،‬والبحث عن‬
‫سبب انقطاعه‪ ،‬ثم إن كان مريضا عاده‪ ،‬أو في حاجة أعانه‪ ،‬أو له عذر دعى‬
‫له‪.‬‬

‫وأن يجعل له خلوة ينفرد بها وحده‪ ،‬وال يمكن أحدا من مريديه أن‬
‫يدخلها‪ ،‬إال من كان خصيصا عنده‪ ،‬وخلوة الجتماعه بأصحابه‪.‬‬

‫وأن ال يمكن مريدا يطلع على حركة من حركاته أصال‪ ،‬وال يعرف له‬
‫سرا‪ ،‬وال يقف له على نوم وال طعام وال شراب وال غير ذلك؛ فإن املريد إذا‬
‫وقف على ش يء من ذلك ربما نقصت حرمة الشيخ من قلبه لضعفه عن‬
‫معرفة أحوال الرجال الكمل‪.‬‬

‫وله هجر املريد إذا رآه يتجسس على الاطالع على ذلك مصلحة‬
‫للمريد‪.‬‬

‫وأن يحترز عن التردد إلى ألامراء والحكام؛ لئال يقتدي به في ذلك‬


‫بعض مريديه‪ ،‬فيكون عليه إثمه وإثمهم من باب ((من سن سنة سيئة‬
‫‪53‬‬
‫فعليه وزرها)) الحديث‪ .776‬وذلك ألن من يتقرب إليهم يتعسر عليه إلانكار‬
‫عليهم فيما يراهم يفعلونه من املحرمات‪ ،‬وكأنه تعاطى بتردده عليهم تقريرهم‬
‫على املنكر‪ ،‬فإنه إن نهاهم لم يسمعوا له‪ ،‬ويمنعوه من دخول بيوتهم‪،‬‬
‫ويقطعوا بره‪ ،‬ويثقل على قلوبهم فيندم على نهيه عن املنكرات‪ .‬أفاده الشيخ‬
‫‪772‬‬
‫أمين الكردي في ((تنوير القلوب))‪.‬‬

‫[املطلوب من الشيخ تربية مريديه]‬

‫وبالجملة فاملطلوب من الشيخ املرشد ليس إال تربية املريد‪ ،‬وقمعه‬


‫عن شهواته شيئا فشيئا‪ ،‬وتدريبه على آلاداب الشرعية‪ ،‬والعلم‪ ،‬والعمل‬
‫بالتقوى‪ ،‬والاستقامة‪ ،‬ومكارم ألاخالق حتى ينال بذلك املقصود ألاعظم من‬
‫الطريقة وسلوكها الذي هو تصفية القلب من أدران النفوس‪ ،‬وجالء عين‬
‫البصيرة شيئا فشيئا؛ ليبصر بها ألاسرار إلالهية‪ ،‬ويدخل في حضرة‬
‫الحضرات‪ ،‬وذلك ال يتأتى إال من شيخ ذي استقامة كاملة‪ ،‬وقدم راسخ في‬
‫‪772‬‬
‫أعلى مراتب التقوى‪ ،‬قد ترعى على يد كامل‪ ،‬وقد أذن له في التربية [ذي]‬
‫علم‪ ،‬وعمل بالعقائد وضروريات ألاحكام الشرعية‪ ،‬قد حاز الوراثة النبوية‬
‫واملتابعة للنبي ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬والخلفاء الراشدين‪ ،‬وألاولياء‬

‫‪ 776‬الحديث بهذا املعنى رواه مسلم في صحيحه (‪ ،)3891‬وأحمد في مسنده (‪)79533‬‬


‫وابن ماجه في سننه (‪ )531( ،)536‬وابن خزيمة في صحيحه (‪ )5211‬وابن حبان في‬
‫صحيحه (‪ )6638‬والبيهقي في السنن الكبرى (‪ )1996‬وغيرهم من الحفاظ‪.‬‬
‫‪ 772‬انظر ‪ :‬تنوير القلوب (‪)283-282‬‬
‫‪ 772‬كذا في ألاصل‪ ،‬لعل الصحيح ‪( :‬ذو)‬
‫‪54‬‬
‫املفلحين‪ ،‬في أقوالهم وأفعالهم وأخالقهم‪ ،‬لم يخرج عن سنن السنة الغراء‪،‬‬
‫ولم يمل قط إلى ابتداع ألاهواء‪.‬‬

‫وال شك في أن هذا ألاحمق وأمثاله من الدعيين املدلسين مجردون‬


‫عن شيئ ما من هذه ألاوصاف الحميدة‪ ،‬بل هم ال شك متصفون بضدها‪،‬‬
‫متبعون للهوى‪ ،‬جل قصدهم الدنيا بالتلصص‪ ،‬بدعوى الشيخوخة‪ ،‬ودعوى‬
‫الشيخوخة من أعلى أمارات دعوى الوالية والكذب في دعواها‪ ،‬مما يخش ى‬
‫منه سوء الخاتمة‪.‬‬

‫قال العالمة ابن حمدون في ((حاشيته على شرح ميارة على ابن‬
‫عاشر)) ‪ :‬وإلاجماع على جواز حلق شعر الرأس‪ ،‬وترك النبي ‪-‬صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ -‬له لم يكن ألنه السنة‪ ،‬بل ألن ذلك عادة قومه‪ ،‬وال ينبغي ترك حلق‬
‫الرأس آلان ملن ليس عادته مثله؛ ألنه من أمارات دعوى الوالية‪ ،‬وقد قال‬
‫العدوى ‪ :‬أن الكذب في دعواها مما يخش ى من سوء الخاتمة‪ .‬اهـ‬

‫قال الشيخ الدمنهوري‪- 773‬رحمه هللا تعالى‪ : -‬واملراد بالحضرة ويعبر‬


‫عنها بحضرة القدس وهو الحالة التي إذا وصل إليها السالك سمي عارفا‬

‫‪ 773‬لعله الشيخ أحمد بن عبد املنعم بن يوسف بن صيام الدمنهوري (‪7795 - 7737‬‬
‫هـ) ‪ :‬شيخ الجامع ألازهر‪ ،‬وأحد علماء مصر املكثرين من التصنيف في الفقه وغيره‪ .‬كان‬
‫يعرف باملذاهبي لعلمه باملذاهب ألارععة‪ .‬ولد في دمنهور‪ ،‬وتعلم باألزهر‪ ،‬وولي مشيخته‪.‬‬
‫وكان قوالا للحق هابته ألامراء وقصدته امللوك‪ .‬وتوفي بالقاهرة‪ .‬من كتبه (نهاية التعريف‬
‫بأقسام الحديث الضعيف) و (الفيض العميم في معنى القرآن العظيم) و (إيضاح املبهم‬
‫من معاني السلم) و (حلية اللب املصون بشرح الجوهر املكنون) و (منتهى إلارادات في‬
‫تحقيق الاستعارات) و (سبيل الرشاد إلى نفع العباد) و (الفتح الرباني بمفردات ابن‬
‫‪55‬‬
‫وواصال‪ ،‬أن يكون في حالة ال يرى فيها إال املولى ‪-‬سبحانه وتعالى‪ ،-‬فانيا على‬
‫ألاكوان‪ ،‬متوجها بقلبه إلى الرحمن‪ ،‬متلقفا ما يلقيه املولى ‪-‬سبحانه وتعالى‪-‬‬
‫في قلبه‪ ،‬من لطائف العرفان‪ ،‬وال شك أن الوسيلة إلى هذه الحالة ذكر املولى‬
‫‪-‬سبحانه وتعالى‪.-‬‬

‫‪771‬‬
‫‪ :‬فليحذر طالب العلم من‬ ‫قال الشيخ عبد الرحمن ألاخضري‬
‫الغفلة‪ ،‬وليأخذ نصيبه من ألاوراد من بدايته إلى نهايته بقدر ما ال يشغله‬
‫عن العلم‪ ،‬فإن هللا ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬جعل الليل والنهار خلفة ملن أراد أن‬
‫يذكر أو أراد شكورا‪ ،‬فمن زعم أن ألاوراد ‪-‬وإن قلت‪ -‬تشغله فذلك من‬
‫تسويل الشيطان‪ ،‬ومن عالمات الطرد والخذالن‪ .‬اهـ‬

‫إذا علمت هذا علمت أن رشاد املريدين وسالمتهم من اتباع ألاهواء‬


‫من رشاد املشايخ وسالمتهم مما ذكر‪ ،‬وأن فسادهم وعدم سالمتهم من‬
‫الابتداع واتباع ألاهواء من فساد املشايخ وعدم سالمتهم مما ذكر‪ ،‬فحيث‬
‫رشد الشيخ رشد مريده‪ ،‬وحيث فسد فسد مريده‪.‬‬

‫حنبل الشيباني) و (عين الحياة في استنباط املياه) و (القول الصريح في علم التشريح) و‬
‫(منهج السلوك في نصيحة امللوك) وغير ذلك‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)732/7 :‬‬
‫‪ 771‬هو الشيخ عبد الرحمن بن محمد ألاخضري(‪ 986 - 978‬هـ ) ‪ :‬صاحب متن (السلم)‬
‫أرجوزة في املنطق‪ ،‬و (شرح السلم)‪ .‬وهو من أهل بسكرة‪ ،‬في الجزائر‪ ،‬وقبره في زاوية‬
‫بنطيوس (من قرى بسكرة) له كتب أخرى‪ ،‬منها (الجوهر املكنون) و(التلخيص) وشرحه‪،‬‬
‫و (شرح السراج) و (الدرة البيضاء) و (شرحها) و (مختصر ألاخضري) على مذهب مالك‪.‬‬
‫انظر (ألاعالم ‪)667/6 :‬‬
‫‪56‬‬
‫فاتفاق مريدي هذا الشيخ ألاحمق الجهول مع زوجته وأوالده على‬
‫وضع القبة إلخ اتفاق على بدعة سيئة تكون ذريعة إلى محرم فهي محرمة؛‬
‫ألن الوسائل تعطي حكم املقاصد‪.‬‬

‫والذي جرهم لهذا الاتفاق الذميم شرعا هو أمر شيخهم الجهول‬


‫لهم بأن يستعد كل منهم بطراحة لجلوسه ونومه عليها إلخ‪.‬‬

‫[خاتمة]‬

‫نسأل هللا السالمة من فتنة الجهالء‪ ،‬وابتداع ألاغبياء‪ ،‬ومن إضالل‬


‫العباد بدعوى الهداية والرشاد‪ ،‬وفساد ألافكار ومتابعة ألاشرار‪.‬‬

‫اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه‪ ،‬وأرنا الباطال باطال وارزقنا‬
‫اجتنابه ودفاعه‪.‬‬

‫اللهم اهدنا فيمن هديت‪ ،‬وعافنا فيمن عافيت‪.‬‬

‫والحمد هلل وكفى‪ ،‬وسالم على عباده الذين اصطفى‪ ،‬والصالة‬


‫والسالم على مسك الختام‪ ،‬سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه السادة ألاعالم‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫حرر في ‪ 72‬رجب عام ‪ 7665‬ألف وثالثمائة واثنين وثالثة‬

‫من الهجرة النبوية‬

‫‪-‬على صاحبها أزكى الصالة وأشرف التحية‪.-‬‬

‫أمر برقمه مفتي املالكية حاال بمكة املحمية ‪:‬‬

‫محمد عابد بن حسين‪ 778‬حامدا مصليا مسلما‪.779‬‬

‫‪ 778‬هو أخو الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم املالكي‪ 7627 - 7512( ،‬هـ) ‪ :‬من‬
‫أهل مكة‪ .‬تولى إفتاء املالكية بها بعد أبيه‪ .‬ونقم عليه الشريف عون صراحته في الوعظ‬
‫فأخرجه من مكة‪ ،‬فسافر إلى اليمن ومنها إلى الخليج العرعي متنقال بين إماراته وعاد إلى‬
‫مكة مع الحجاج متنكرا‪ ،‬إلى أن توفي الشريف عون (‪ )7656‬فانطلق‪ .‬وألف (هداية‬
‫الناسك) تعليقا على (توضيح املناسك) لوالده و (رسالة في التوسل)‪ ،‬واستمر في إلافتاء‬
‫إلى أن توفي‪ .‬انظر (ألاعالم ‪)525/6 :‬‬
‫‪ 779‬إلى هنا انتهى ما وجدته في النسخة الخطية التي اعتمدت عليها‪ ،‬وبهذا انتهى‬
‫تحقيقي لهذا الكتاب‪ ،‬والحمد هلل أوال وآخرا‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫[فهرس املراجع]‬

‫القرآن الكريم‬ ‫‪)1‬‬


‫الاستقصا ألخبار دول املغرب ألاقص ى ‪ :‬شهاب الدين أبو العباس أحمد بن خالد بن محمد‬ ‫‪)5‬‬
‫الناصري الدرعي الجعفري السالوي (املتوفى‪7672 :‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬جعفر الناصري‪ /‬محمد‬
‫الناصري‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتاب ‪ -‬الدار البيضاء‪ ،‬عدد ألاجزاء‪6 :‬‬
‫ألاعالم ‪ :‬خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس‪ ،‬الزركلي الدمشقي (املتوفى‪:‬‬ ‫‪)6‬‬
‫‪7693‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار العلم للماليين‪ ،‬الطبعة‪ :‬الخامسة عشر ‪ -‬أيار ‪ /‬مايو ‪ 5335‬م‬
‫أنوار التنزيل وأسرار التأويل ‪ :‬ناصر الدين أبو سعيد عبد هللا بن عمر بن محمد الشيرازي‬ ‫‪)2‬‬
‫البيضاوي (املتوفى‪382 :‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬محمد عبد الرحمن املرعشلي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء‬
‫التراث العرعي – بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬ألاولى ‪ 7278 -‬هـ‬
‫أنوار السرائر وسرائر ألانوار ‪ :‬رسالة مخطوطة ألحمد بن محمد بن أحمد بن خلف‬ ‫‪)2‬‬
‫القرش ي التميمي البكري الصديقي الشريش ي‪.‬‬
‫بريقة محمودية في شرح طريقة محمدية وشريعة نبوية في سيرة أحمدية ‪ :‬محمد بن‬ ‫‪)3‬‬
‫محمد بن مصطفى بن عثمان‪ ،‬أبو سعيد الخادمى الحنفي (املتوفى‪7723 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪:‬‬
‫مطبعة الحلبي‪7628 ،‬هـ‪ ،‬عدد ألاجزاء‪2 :‬‬
‫تحفة إلاخوان والخالن في بعض آداب أهل العرفان ‪ :‬رسالة مخطوطة لإلمام أحمد بن‬ ‫‪)1‬‬
‫محمد الدردير‪.‬‬
‫تفسير الخازن املسمى لباب التأويل في معاني التنزيل ‪ :‬عالء الدين علي بن محمد بن‬ ‫‪)8‬‬
‫إبراهيم البغدادي الشهير بالخازن‪ ،‬دار النشر‪ :‬دار الفكر ‪ -‬بيروت ‪ /‬لبنان ‪ 7699 ،-‬هـ‬
‫‪ 7919/‬م‪ ،‬عدد ألاجزاء ‪1 /‬‬
‫تنوير القلوب في معاملة عالم الغيوب ‪ :‬محمد أمين الكردي‪ ،‬تحقيق ‪ :‬عبد هللا مسعود‪،‬‬ ‫‪)9‬‬
‫دار القلم العرعي‪ ،‬حلب‪ ،‬الطبعة ألاولى‪ 7277 ،‬هـ‬
‫جواهر ألادب في أدبيات وإنشاء لغة العرب ‪ :‬أحمد بن إبراهيم بن مصطفى الهاشمي‬ ‫‪)73‬‬
‫(املتوفى‪7635 :‬هـ)‪ ،‬اشرفت على تحقيقه وتصحيحه‪ :‬لجنة من الجامعيين‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة‬
‫املعارف‪ ،‬بيروت‪ ،‬عدد ألاجزاء‪5 :‬‬
‫حاشية محمد الطالب ابن الحاج على شرح ميارة على منظومة ابن عاشر ‪ :‬محمد‬ ‫‪)77‬‬
‫الطالب بن حمدون بن الحاج‪ ،‬بدون طبعة‪ ،‬عدد ألاجزاء ‪5 :‬‬
‫الحيوان للجاحظ ‪ :‬عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالوالء‪ ،‬الليثي‪ ،‬أبو عثمان‪ ،‬الشهير‬ ‫‪)75‬‬
‫بالجاحظ (املتوفى‪522 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الكتب العلمية – بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪7252 ،‬‬
‫هـ‪ ،‬عدد ألاجزاء‪1 :‬‬
‫دور علماء مكة املكرمة في خدمة السنة والسيرة النبوية ‪ :‬رضا بن محمد صفي الدين‬ ‫‪)76‬‬
‫السنوس ي‪ ،‬الناشر‪ :‬مجمع امللك فهد لطباعة املصحف الشريف باملدينة املنورة‬

‫‪59‬‬
‫سد ألارب من علوم إلاسناد وألادب ‪ :‬أبو عبد هللا محمد ألامير الكبير‪ ،‬الطبعة الثانية‪،‬‬ ‫‪)72‬‬
‫مطبعة ججازي‪.‬‬
‫سنن ابن ماجة ‪ :‬ابن ماجة أبو عبد هللا محمد بن يزيد القزويني‪ ،‬وماجة اسم أبيه يزيد‬ ‫‪)72‬‬
‫(املتوفى‪516 :‬هـ)‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء الكتب العربية ‪ -‬فيصل‬
‫عيس ى الباعي الحلبي‪ ،‬عدد ألاجزاء‪5 :‬‬
‫سنن أبي داود ‪ :‬أبو داود سليمان بن ألاشعث السجستاني‪ ،‬الناشر ‪ :‬دار الكتاب العرعي ـ‬ ‫‪)73‬‬
‫بيروت‪ ،‬عدد ألاجزاء ‪2 :‬‬
‫سنن الترمذي ‪ :‬محمد بن عيس ى أبو عيس ى الترمذي السلمي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث‬ ‫‪)71‬‬
‫العرعي – بيروت‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر وآخرون‪ ،‬عدد ألاجزاء‪2 :‬‬
‫السنن الكبرى ‪ :‬أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي‪ ،‬الناشر ‪ :‬مجلس دائرة املعارف‬ ‫‪)78‬‬
‫النظامية الكائنة في الهند ببلدة حيدر آباد‪ ،‬الطبعة ‪ :‬الطبعة ‪ :‬ألاولى ـ ‪ 7622‬هـ‪ ،‬عدد ألاجزاء‬
‫‪73 :‬‬
‫سير وتراجم لبعض علمئنا في القرن الرابع عشر للهجرة ‪ :‬عمر عبد الجبار‪ ،‬جدة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪)79‬‬
‫الثالثة‪ 7236 ،‬هـ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫صحيح ابن حبان ‪ :‬محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبد‪ ،‬التميمي‪ ،‬أبو‬ ‫‪)53‬‬
‫البستي (املتوفى‪622 :‬هـ)‪ ،‬ترتيب‪ :‬ألامير عالء الدين علي بن بلبان الفارس ي‬ ‫حاتم‪ ،‬الدارمي‪ُ ،‬‬
‫(املتوفى‪ 169 :‬هـ)‪ ،‬حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه‪ :‬شعيب ألارنؤوط‪ ،‬الناشر‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬ألاولى‪ 7238 ،‬هـ ‪ 7988 -‬م‪ ،‬عدد ألاجزاء‪78 :‬‬
‫صحيح ابن خزيمة ‪ :‬أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة بن املغيرة بن صالح بن بكر‬ ‫‪)57‬‬
‫السلمي النيسابوري (املتوفى‪677 :‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬د‪ .‬محمد مصطفى ألاعظمي‪ ،‬الناشر‪ :‬املكتب‬
‫إلاسالمي – بيروت‪ ،‬عدد ألاجزاء‪2 :‬‬
‫صحيح البخاري ‪ :‬محمد بن إسماعيل أبو عبدهللا البخاري الجعفي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن كثير‪،‬‬ ‫‪)55‬‬
‫اليمامة – بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،7981 – 7231 ،‬تحقيق‪ :‬د‪ .‬مصطفى ديب البغا‪ ،‬عدد‬
‫ألاجزاء‪3 :‬‬
‫صحيح مسلم ‪ :‬مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (املتوفى‪537 :‬هـ)‪،‬‬ ‫‪)56‬‬
‫املحقق‪ :‬محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار إحياء التراث العرعي – بيروت‪ ،‬عدد ألاجزاء‪2 :‬‬
‫صيد ألافكار في ألادب وألاخالق والحكم وألامثال ‪ :‬القاض ي‪/‬حسين بن محمد املهدي ‪-‬‬ ‫‪)52‬‬
‫عضو املحكمة العليا للجمهورية اليمنية‪ ،‬الناشر‪ُ :‬سجل هذا الكتاب بوزارة الثقافة‪ ،‬بدار‬
‫الكتاب برقم إيداع (‪ )229‬لسنة‪5339‬م‪ ،‬راجعه‪ :‬ألاستاذ العالمة عبد الحميد محمد‬
‫املهدي‪ ،‬مكتبة املحامي‪ :‬أحمد بن محمد املهدي‬
‫طبقات ألاولياء البن امللقن ‪ :‬سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي‬ ‫‪)52‬‬
‫املصري (املتوفى‪832 :‬هـ) ‪ ،‬بتحقيق‪ :‬نور الدين شريبه من علماء ألازهر‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة‬
‫الخانجي‪ ،‬بالقاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ 7272 ،‬هـ ‪ 7992 -‬م‬

‫‪60‬‬
‫العزية للجماعة ألازهرية ‪ :‬أبو الحسن الشاذلي‪ ،‬وبهامشه ‪ :‬الكواكب الدرية‪ ،‬مطبعة بوالق‪،‬‬ ‫‪)53‬‬
‫مصر‪ ،‬الطبعة الثانية‪ 7672 ،‬هـ‬
‫عيون ألاخبار ‪ :‬أبو محمد عبد هللا بن مسلم بن قتيبة الدينوري (املتوفى‪513 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪:‬‬ ‫‪)51‬‬
‫دار الكتب العلمية –بيروت‪ ،‬تاريخ النشر‪ 7278 :‬هـ‪ ،‬عدد ألاجزاء‪2 :‬‬
‫فهرس مخطوطات مكتبة مكة املكرمة ‪ :‬عبد الوهاب إبراهيم بن سليمان وأصدقاؤه‪،‬‬ ‫‪)58‬‬
‫إشراف ‪ :‬عبد امللك بن عبد القادر طرابلس ي‪ ،‬مكتبة امللك فهد الوطنية‪ ،‬الرياض‪ 7278 ،‬هـ‬
‫الكامل في اللغة وألادب ‪ :‬محمد بن يزيد املبرد‪ ،‬أبو العباس (املتوفى‪582 :‬هـ) املحقق‪ :‬محمد‬ ‫‪)59‬‬
‫أبو الفضل إبراهيم‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر العرعي – القاهرة‪ ،‬الطبعة‪ :‬الطبعة الثالثة ‪ 7271‬هـ‬
‫‪ 7991 -‬م‪ ،‬عدد ألاجزاء‪2 :‬‬
‫املسلك الجلي في أسانيد محمد علي بن حسين بن إبراهيم املالكي املكي ‪ :‬محمد ياسين‬ ‫‪)63‬‬
‫الفاداني‪ ،‬دار البشائر إلاسالمية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ 7238 ،‬هـ‬
‫مسند أحمد ‪ :‬أحمد بن حنبل‪ ،‬املحقق ‪ :‬شعيب ألارنؤوط وآخرون‪ ،‬الناشر ‪ :‬مؤسسة‬ ‫‪)67‬‬
‫الرسالة‪ ،‬الطبعة ‪ :‬الثانية ‪7253‬هـ ‪7999 ،‬م‪ ،‬عدد ألاجزاء ‪23 :‬‬
‫مسند البزار ‪ :‬أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خالد بن عبيد هللا العتكي‬ ‫‪)65‬‬
‫املعروف بالبزار (املتوفى‪595 :‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة العلوم والحكم ‪ -‬املدينة املنورة‪ ،‬الطبعة‪:‬‬
‫ألاولى‪( ،‬بدأت ‪7988‬م‪ ،‬وانتهت ‪5339‬م)‪ ،‬عدد ألاجزاء‪78 :‬‬
‫مصنف ابن أبي شيبة ‪ :‬أبو بكر عبد هللا بن محمد بن أعي شيبة العبس ي الكوفي (‪ 729‬ـ‬ ‫‪)66‬‬
‫‪ 562‬هـ)‪ ،‬تحقيق ‪ :‬محمد عوامة‪.‬‬
‫مصنف عبد الرزاق ‪ :‬أبو بكر عبد الرزاق بن همام بن نافع الحميري اليماني الصنعاني‬ ‫‪)62‬‬
‫(املتوفى‪577 :‬هـ)‪ ،‬املحقق‪ :‬حبيب الرحمن ألاعظمي‪ ،‬الناشر‪ :‬املجلس العلمي‪ -‬الهند‪ ،‬يطلب‬
‫من‪ :‬املكتب إلاسالمي – بيروت‪ ،‬الطبعة‪ :‬الثانية‪ ،7236 ،‬عدد ألاجزاء‪77 :‬‬
‫املعجم الكبير ‪ :‬سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني‪ ،‬الناشر ‪ :‬مكتبة العلوم‬ ‫‪)62‬‬
‫والحكم – املوصل‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ،7986 – 7232 ،‬تحقيق ‪ :‬حمدي بن عبداملجيد‬
‫السلفي‪ ،‬عدد ألاجزاء ‪53 :‬‬
‫معجم املؤلفين ‪ :‬عمر بن رضا بن محمد راغب بن عبد الغني كحالة الدمشق (املتوفى‪:‬‬ ‫‪)63‬‬
‫‪7238‬هـ)‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة املثنى ‪ -‬بيروت‪ ،‬دار إحياء التراث العرعي بيروت‪ ،‬عدد ألاجزاء‪76 :‬‬

‫‪61‬‬
‫[فهرس املوضوعات]‬

‫صفحات‬ ‫موضوعات‬

‫[مقدمة املحقق] ‪5 ................................................................................................................‬‬


‫[منهج التحقيق] ‪6 ................................................................................................................‬‬
‫[تعريف موجز بالنسخة الخطية] ‪2 .....................................................................................‬‬
‫[نماذج من صور املخطوطات التي تم الاعتماد عليها] ‪1 ...................................................‬‬
‫[ترجمة وجيزة للمؤلف] ‪73 ..................................................................................................‬‬
‫[نص محقق كتاب ((عين الحقيقة في بيان املقصود بالطريقة))] ‪73 ..............................‬‬
‫[مقدمة املؤلف] ‪71 ..............................................................................................................‬‬
‫[سبب تأليف الرسالة] ‪71 ....................................................................................................‬‬
‫[نص سؤال ورد من أهل جاوى عن حال بعض املتمشيخيت من أهل الطريقة]‬
‫‪78 ...........................................................................................................................................‬‬
‫[نص جواب الشيخ محمد علي بن حسين املالكي] ‪57 .......................................................‬‬
‫[ال يجوز التصدي للمشيخة وإلارشاد إال بعد التربية وإلاذن] ‪57 ....................................‬‬
‫[وجوه بطالن ما أحدثه بعض الصوفية الجاويين] ‪55 ......................................................‬‬
‫[صفة تلقين الذكر الصحيح عند أهل الطريقة الصحيحة] ‪55 .......................................‬‬
‫[معنى إلباس الخرقة عند أهل الطريقة] ‪52 .......................................................................‬‬
‫[إلباس الخرقة غير معروف عند طائفة من السلف] ‪53 ...................................................‬‬
‫[قول إلامام ألامير املالكي عن الخرقة] ‪51 ............................................................................‬‬
‫[من شروط الشيخ املرشد التنزه عن مال املريدين] ‪59 .....................................................‬‬
‫[تحذير العالمة ابن حمدون من الدخول في الطريق في زمانه لكثرة الغلط فيه] ‪67 .......‬‬
‫[الزام املريد عند املراقبة باستحضار الشيخ مغاير ملا عليه السلف من أهل الطريقة]‬
‫‪62 ............................................................................................................................................‬‬
‫[معنى رابطة الشيخ املرشد] ‪61 ............................................................................................‬‬
‫[الفناء في الشيخ هو مقدمة الفناء في هللا ‪-‬تعالى‪68 ........................................................ ]-‬‬
‫[وجوه بطالن وصية املرشد ملريده بأن يدرج ما كانوا بغطون به رؤوسهم عند التلقين في‬
‫أكفانهم] ‪69 ............................................................................................................................‬‬

‫‪62‬‬
‫[بطالن قول املرشد ملريديه ‪ :‬إنكم ال تخافون إلخ] ‪23 ........................................................‬‬
‫[وجوه الرد على املرشد الذي ال يتقيد بمذهب معين] ‪26 ..................................................‬‬
‫[بطالن منع املرشد ملريديه عن تعلم ش يء من ألاحكام عند غيره] ‪22 ...............................‬‬
‫[الشيخ املرشد إذا لم تتحقق فيه شروط املشيخة ال تطلب صحبته] ‪23 .......................‬‬
‫[أقسام الشيخ] ‪21 .................................................................................................................‬‬
‫[بطالن إباحة الشيخ لنفسه الخلوة مع ألاجنبية] ‪28 .........................................................‬‬
‫[وجوه بطالن أمر الشيخ ملريديه باالستعداد بطراحة لقعوده] ‪27 ....................................‬‬
‫[املطلوب من الشيخ تربية مريديه] ‪22 .................................................................................‬‬
‫[خاتمة] ‪21 .............................................................................................................................‬‬
‫[فهرس املراجع] ‪29 ................................................................................................................‬‬
‫[فهرس املوضوعات] ‪35 .........................................................................................................‬‬

‫‪63‬‬

You might also like