You are on page 1of 256

‫جمهورية السنغال‬

‫وزارة التربية الوطنية‬


‫التعليم العربي اإلسالمي‬

‫اللغة العربية وآدابها‬


‫للسنة الثانية الثانوية‬
‫األدب ـ البالغة ـ العروض ‪ -‬التحرير األدبي ـ النحو ـ الصرف‬

‫إعداد ‪ /‬لجنة السهر على التعليم العربي اإلسالمي‬

‫الطبعة ‪ /‬أكتوبر ‪5102‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة للجنة السهر‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة الكتاب‬

‫عاااا التيماايع اليرباام افياالسم ااام الساانغال اتاارة ساار الا سر اات و اار اام‬
‫الياسمير ايه‪ ،‬اكان لك جميية وسؤيسة برناسجها و هادا ها التيميمية الخاصة بها‪.‬‬

‫يبب هذا الت ت والت ر ضيف القوة وإنهاك جسع هذا التيميع اليتيق التراثم‪ ،‬با‬
‫ضرر سنه سيظع الداريير خاصة عند سا يريدون االنتقال سر سؤيسة إلى أخرى‪.‬‬

‫اء القدر أن ي تح بتاريخ ‪ 92‬سايو ‪ 9109‬ص حة جديدة لهذا التيمايع‪ ،‬انناار القماو‬
‫وأزال ك الحساييات االنتمائية‪ ،‬اا حد الجميع حول بو قة المصمحة الياسة‪.‬‬

‫هذه افرادة افلهياة هام التام تلما كا الصايوبات عماى المساتوى الريامم و يار‬
‫الريمم‪ ،‬حتى وقع ييادة رئيس الجمهورية السايد سااكم ياال سرياوم رقاع ‪9102‬‬
‫– ‪ 202‬الصادر بتاريخ ‪ 0‬يوليو ‪ 9102‬المؤيس والمنظع لم هادة بكالوريا اليربياة‬
‫الريمية‪.‬‬

‫واكبا سع الركب وا رت التضحيات سر الجمياع وبادون اياتءناء لصاالح المصامحة‬


‫الياسااة‪ ،‬اااتع إيجاااد هااذا الكتااا المدرياام" اللغةةة العربيةةة وهدابهةةا للسةةنة ال ا يةةة‬
‫ال ا وية" بناء عمى البرناسج الريمم لمتيميع اليربم افيلسم الءانوي‪.‬‬

‫لجنااة السااهر عمااى التيماايع اليرباام افياالسم صاااحبة هااذه المبااادرة‪ ،‬قاادم ال ااكر‬
‫الج ي واليراان الخاص إلى الم ايخ الكرام لمساند هع الدائمة لمجنة‪ ،‬والاى اخاساة‬
‫رئاايس الجمهوريااة الااذي ييتباار أول ساار وقااع سريااوسا ساار هااذا النااو ااام اار‬
‫إاريقيا‪ ،‬والى وزير التيميع اليالم األيتات ساري او نيان‪ ،‬وسدير سصامحة بكالورياا‬
‫السيد بابو جاخام وسساعديه‪.‬‬

‫وكااذلإ إلااى المؤيسااات التيميميااة وإلااى المدريااير ايهااا لممساااهمات الكبياارة التاام‬
‫قدسوها لموصول إلى هذه النقطة‪.‬‬
‫لجنة السهر‬

‫‪2‬‬
‫أوال ‪ :‬األدب‬

‫األد اليبايم‪ :‬نظرة عاسة‪ -‬ظروف الن نة‪ -‬األ راض والخصائص‬

‫ال نية‪.‬‬

‫نماتج سار ال اير‪( :‬ابار الروسام‪ -‬المتنبام‪ -‬أباو اليالء المياري‪ -‬أباو‬

‫مام‪ -‬البحتري) ‪-‬‬

‫نماتج سر النءر (ابر المق ع‪ -‬الجاحظ)‪.‬‬

‫األد األندلسااااام‪ :‬نظااااارة عاساااااة ‪ -‬ظاااااروف الن ااااانة‪ -‬األ اااااراض‬

‫والخصائص ال نية‪.‬‬

‫نماتج سر ال ير (أبو البقاء الرندي‪ -‬ابر هانئ)‬

‫‪3‬‬
‫العصــــر العباسي‬
‫لمحــة عن الحياة السياسية واالجتماعية وال قافية‬

‫قاس الدولة اليبايية عام ‪ 029‬هـ بيد يقوط الدولة األسوية‪ ،‬وكان لسقوط الدولة‬
‫األسوية أيبا كءيرة‪ ،‬سنها‪ :‬الصرا بير األسويير وآل البي ‪ ،‬وكراهية الموالم‬
‫لألسويير لتيصبهع لمير ‪ ،‬والن ا بير القبائ اليربية‪ ،‬وضيف الخم اء األسويير ام‬
‫آخر أياسهع‪...‬‬

‫وقد استدت الدولة اليبايية ام ال سان حتى عام ‪ 656‬هـ عند سا ايتولى التتار عمى‬
‫بغداد‪ .‬وبمغ عدد الخم اء ‪ 23‬خمي ة‪ ،‬هع‪:‬‬
‫‪ 026 – 029‬هـ‬ ‫‪ – 0‬الس اح ‪:‬‬
‫‪ 051 – 026‬هـ‬ ‫‪ – 9‬المنصـور‪:‬‬
‫‪ 062 – 051‬هـ‬ ‫‪ – 2‬المهدي ‪:‬‬
‫‪ 031 – 062‬هـ‬ ‫‪ – 4‬الهــــادي ‪:‬‬
‫‪ 022 – 031‬هـ‬ ‫‪ – 5‬الر يـد ‪:‬‬
‫‪ 021 – 022‬هـ‬ ‫‪ – 6‬األسيــــر ‪:‬‬
‫‪ 901 – 021‬هـ‬ ‫‪ – 3‬المنسون ‪:‬‬
‫‪ 993 – 901‬هـ‬ ‫‪ – 1‬الميتصـع ‪:‬‬
‫‪ 929 – 993‬هـ‬ ‫‪ – 2‬الواثــق ‪:‬‬
‫‪ 943 – 929‬هـ‬ ‫‪ – 01‬المتوك ‪:‬‬
‫‪ 941 – 943‬هـ‬ ‫‪ – 00‬المنتصر‪:‬‬
‫‪ 959 – 941‬هـ‬ ‫‪ – 09‬المستيير‪:‬‬
‫‪ 955 – 959‬هـ‬ ‫‪ – 02‬المــيت ‪:‬‬
‫‪ 956 – 955‬هـ‬ ‫‪ – 04‬المهتـدي‪:‬‬
‫‪ 932 – 956‬هـ‬ ‫‪ – 05‬الميتمـد ‪:‬‬
‫‪ 912 – 932‬هـ‬ ‫‪ – 06‬الميتضد‪:‬‬
‫‪ 925 – 912‬هـ‬ ‫‪ – 03‬المكت م ‪:‬‬
‫‪ 291 – 925‬هـ‬ ‫‪ – 01‬المــقتدر ‪:‬‬
‫‪ 299 – 291‬هـ‬ ‫‪ – 02‬القاهــر ‪:‬‬
‫‪ 292 – 299‬هـ‬ ‫‪ – 91‬الراضم ‪:‬‬
‫‪ 222 – 292‬هـ‬ ‫‪ – 90‬المتقـم ‪:‬‬
‫‪ 224 – 222‬هـ‬ ‫‪ – 99‬المستك م ‪:‬‬
‫‪ 262 – 224‬هـ‬ ‫‪ – 92‬المطيع ‪:‬‬
‫‪ 210 – 262‬هـ‬ ‫‪ – 94‬الطائــــع ‪:‬‬
‫‪ 499 – 210‬هـ‬ ‫‪ – 95‬القــادر ‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ 463 – 499‬هـ‬ ‫‪ – 96‬القائـــــع ‪:‬‬
‫‪ 413 – 463‬هـ‬ ‫‪ – 93‬المقتدي بنسر هللا ‪:‬‬
‫‪ 509 – 413‬هـ‬ ‫‪ – 91‬المستظهر باهلل ‪:‬‬
‫‪ 592 – 509‬هـ‬ ‫‪ – 92‬المستر د باهلل ‪:‬‬
‫‪ – 21‬الرا ــــد باهلل ‪ 521 – 592 :‬هـ‬
‫‪ – 20‬المقت م ألسر هللا‪ 555 – 521 :‬هـ‬
‫‪ – 29‬المستنـــجد باهلل ‪ 566 – 555 :‬هـ‬
‫‪ – 22‬المستضـئ باهلل ‪ 535 – 566 :‬هـ‬
‫‪ – 24‬الناصر لدير هللا‪ 699 – 535 :‬هـ‬
‫‪ – 25‬الظاهر ألسر هللا‪ 692 – 699 :‬هـ‬
‫‪ – 26‬المستنصر باهلل ‪ 641 – 692 :‬هـ‬
‫‪ – 23‬المستيصع باهلل ‪ 656 – 641 :‬هـ‬

‫واليصر اليبايم الطوي وإن كان ينسب إلى اليباييير إال أن دوال كءيرة قد ن نت أثناء‬
‫هذا اليصر‪ ،‬ايتق بيضها عر الدولة اليبايية ايتقلال اسا كالدولة األسوية ام األندلس‬
‫الدولة ال اطمية ام المغر وسصر‪ ،‬وظ بيضها اآلخر يدير بالوالء ال كمم اقط‬
‫لمخمي ة اليبايم‪.‬‬

‫ولطول اليصر اليبايم اقد قسمه المؤرخون إلى عدة عصور‪ ،‬هم ‪:‬‬

‫أ – اليصر اليبايم األول‪ :‬ويبدأ سر قيام الدولة عام ‪ 029‬هـ وينتهم بتولم المتوك‬
‫الخلاة عام ‪ 929‬هـ‪.‬‬

‫– اليصر اليبايم الءانم ‪ :‬ويبدأ سر ولم المتوك عام ‪ 929‬هـ وينتهم بسيطرة‬
‫البويهيير عام ‪ 224‬هـ‬

‫ج – اليصر اليبايم الءالث ‪ :‬ويبدأ بسيطرة البويهيير عام ‪ 224‬هـ وينتهم ببدء ن وت‬
‫السلجقة عام ‪ 443‬هـ‬

‫‪ 4‬اليصر اليبايم الرابع ‪ :‬ويبدأ بسيطرة السلجقة عام ‪ 443‬هـ وينتهم بسقوط بغداد‬
‫ام يد هوالكو عام ‪ 556‬هـ‬

‫وقد ابع سؤرخو األد المؤرخير ام هذا التقسيع‪ ،‬ورأى بيضهع أن يقسع اليصر‬
‫اليبايم إلى قسمير اقط هما‪:‬‬

‫‪5‬‬
‫اليصر اليبايم األول‪ 224 – 029 :‬هـجرية‬
‫اليصر اليبايم الءانم‪ 656 – 224 :‬هجرية‬

‫وام درايتنا لألد اليبايم لر نمت م بالتقسيمات السيايية لميصر؛ ألن اليصور‬
‫األدبية المختم ة حم بيض الخصائص والمؤثرات سر اليصور السابقة ويمتد أثرها‬
‫إلى اليصور اللحقة ويصيب حديدها باألحداث السيايية‪ ،‬لكننا لر نهم اف ارة إلى‬
‫التطورات التم سر بها األد اليبايم ام ك عصر سر عصوره‪.‬‬
‫وقد كان ال رس هع دعاسة الءورة اليبايية‪ ،‬لذلإ كان لهع المكانة الكبيرة ايها؛ اقد‬
‫ا خذ الخم اء وزرائهع وكتابهع سر ال رس سنذ قيام الدولة‪ ،‬حيث ولى الوزارة عمى عهد‬
‫الس اح‪ ،‬أبو سسممة الخلل‪ ،‬ثع خالد بر برسإ (جد البراسكة) وام عهد المنصور ولى‬
‫الوزارة أبو أيو يميمان الموريانم‪ ،‬ثع أبو ال ض الربيع بر يونس‪ ،‬وام عهد الر يد‬
‫ولى الوزارة يحيم بر خالد البرسكم‪ ،‬وام عهد المنسون ولى الوزارة ال ض بر يه‬
‫والحسر بر يه ‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫وسع ن وت ال رس القوي سنذ قيام الدولة إال أن الخم اء األوائ كان لهع سر القوة وال نن‬
‫سا سكنهع سر البطش بكبار ال رس عند ال يور بني خطر أو خيانة؛ اقد قضى المنصور‬
‫عمى أبم سسمع الخريانم أعظع سر ياهع ام القضاء عمى الدولة األسوية وقيام الدولة‬
‫اليبايية‪ ،‬كما أن الر يد نكب البراسكة وقضى عميهع عند سا أحس بخطرهع وكذلإ اي‬
‫المنسون بآل يه ‪.‬‬

‫لكر ن وتهع قد قوي بيد ضيف الخم اء اليباييير‪ ،‬حتى أصبحوا هع الحكام ال يميير‬
‫لمدولة‪ ،‬حتى إنهع كانوا يي لون الخمي ة إتا لع يخضع لهع‪ ،‬ويتجمى تلإ واضحا ام عهد‬
‫السيطرة الب َويهية‪.‬‬

‫وقد أدى ن وت ال رس السيايم والءقاام إلى انت ار الءقااة ال اريية واليادات والتقاليد‬
‫التم ورثوها عر حضار هع السابقة‪ .‬كما أدى تلإ إلى بروز حركة (ال يوبية)‪ ،‬وهم‬
‫حركة دعو إلى احتقار الير ون ر سءالبهع‪ ،‬وقد صدى لها كءير سر الكتا بالرد‬
‫والت نيد كالجاحظ وابر قتيبة‪.‬‬

‫وقد دخم عناصر جديدة ام الصرا عمى سراك القوة والسيطرة ام الدولة اليبايية؛‬
‫ابيد أن كان الير وال رس يمءمون القوى المتصارعة ام الدولة أصبح لأل راك سنذ‬
‫عهد الميتصع ن وت كبير عند سا ايتيان بهع وبنى لجنده سنهع سدينة (ياسراء) عام ‪990‬‬
‫هـ‪ .‬وبيد تلإ قوي ن وتهع حتى أنهع قتموا الخمي ة اليبايم المتوك عام ‪ 943‬هـ‪،‬‬
‫وييطروا عمى الدولة ام ال ترة سر ‪ 224 – 943‬هـ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫أسا الحياة االجتماعية ام الدولة اقد كان حياة رف ونييع‪ ،‬إت أصبح بغداد التم بناها‬
‫الخمي ة المنصور عام ‪ 045‬هـ أعظع بلد الدنيا ود َرة الحضارة افيلسية؛ اكان سميئة‬
‫بدور اليمع سر سدارس وسكتبات‪ ،‬كما يدت بها الجسور والمست يات والمراصد و ير‬
‫تلإ‪.‬‬

‫وقد كءر المال و َع َع الرخاء‪ ،‬اندى تلإ إلى سظاهر سر الترف والبذخ‪ ،‬اكءرت الجواري‬
‫والغممان وأساكر الخلعة‪ ،‬لكر تلإ لع يكر السمة الياسة لبغداد وال يرها سر‬
‫اليواصع‪ ،‬إت أن المساجد كان عاسرة ودور اليمع اهقة‪ ،‬ولع يكر الناس جمييا أه‬
‫رف وسجون‪ ،‬وإنما كان هناك اليباد وال هاد واليمماء والمصمحون‪ ،‬ب لقد أدى‬
‫افيراف ام الترف و غنى ال يراء المتراير بذلإ إلى وجود ا جاه يري سناقض‬
‫لذلإ مء ام ير ال هد والتوبة والندم‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الشعر في العصر العباسي‬

‫ازدهر ال ير وبمغ أوج عظمته ام اليصر اليبايم األول‪ ،‬اقد كان الخم اء والوزراء‬
‫ي جيون ال يراء‪ ،‬ويمنحونهع اليطايا والهبات‪.‬‬

‫كما أن اختلط الير باألسع األخرى‪ ،‬وسا نق إلى اليربية سر آدا ال رس والهنود‬
‫أدى إلى دخول أياليب جديدة ام ال ير اليربم‪ ،‬واتح أتهان ال يراء وخياال هع عمى‬
‫أبوا سر القول وافبدا ‪.‬‬

‫وام اليصر اليبايم الءانم قوي ال ير ر ع ضيف دولة الخلاة‪ ،‬لكر وجود حكام‬
‫يحبون أن يت بهوا بالخم اء ام اليظمة والسمطان جيمهع يقربون ال يراء‪ ،‬ويغدقون‬
‫عميهع اليطايا؛ اقد ضع بلط ييف الدولة الحمدانم ام حمب عددا كبيرا سر ال يراء‪،‬‬
‫كما أن بر اليميد قد أحاط ن سه بيدد كبير سنهع‪ ،‬وهكذا قوي ال ير سع انقسام الدولة‪.‬‬

‫لكر أسر ال ير أخذ ام الضيف ام نهاية الدولة اليبايية النت ار اليجمة‪ ،‬ووجود حكام‬
‫ال يتذوقون ال ير وال يهت ون له‪ ،‬إضااة إلى إ را ال يراء ام الصناعة الم ظية‬
‫والتيقيد‪.‬‬

‫التجديد في األغراض والمعا ي‪:‬‬

‫قال ال يراء اليباييون ال ير ام المدح وال خر والرثاء والهجاء‪ ،‬و ير تلإ سر‬
‫األ راض القديمة‪ ،‬لكنهع جددوا ام الميانم التم ناولوها ام يرهع‪ ،‬كما أبدعوا ام‬
‫بيض األ راض الجديدة‪ .‬وسر سظاهر التجديد ام ال ير اليبايم‪:‬‬

‫‪ .0‬طور ار الوصف وا سي آااقه‪ ،‬انبد ال يراء اليباييون ام وصف الطبيية‪،‬‬


‫وإن لع يبمغوا نو األندلسيير‪ ،‬كما وص وا القصور وسظاهر اليمران كذلإ الصيد‬
‫(الطرديات) والميارك البرية والبحرية‪.‬‬

‫‪ .9‬وقد كءرت الحكمة ام ال ير اليبايم لوجود يراء يتمي ون برجاجة اليق وعمق‬
‫الت كير‪ ،‬كما ام حكع أبم مام والمتنبى والميرى‪ ،‬كما أن ال يراء ايت ادوا ام‬
‫سيدان الحكمة سما رجع سر حكع األسع األخرى كالهنود واليونان‪.‬‬

‫‪ .2‬ام الرثاء‪ :‬أصبح قصائد الرثاء عند بيض ال يراء كالميرى وابر الروسم‬
‫سجاال لمحديث عر امس ة الحياة والموت‪ ،‬وكنن رثاء ال قيد إنما هو سنطمق ينطمق سنه‬
‫ال اعر إلى بث أاكاره وخواطره‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ .4‬كءر ير الخمر نتيجة لرواج ربه وسجاهرة ال يراء بذلإ‪.‬‬

‫‪ .5‬ام الغ ل‪ :‬ا الغ ل ال احش المستهتر نتيجة لضيف الدير واالختلط باألسع‬
‫اآلخرير‪ ،‬كما وجد ام هذا اليصر الغ ل بالمذكر‪ ،‬والييات باهلل‪.‬‬

‫‪ .6‬كءرة ال إ وال ندقة والمجون وال يوبية‪.‬‬

‫‪ .3‬برز ير ال هد والتوبة والندم بسب ظهور الموبقات وانغماس طبقة سر الناس‬


‫ام َسمذات الحياة‪ ،‬وقد خالط ير ال هد مء سر التصوف‪.‬‬

‫‪ .1‬ظهور المبالغة التم ص إلى حد الك ر أو الخروج عر الميقول‪ ،‬يواء أكان‬


‫تلإ ام المدح أم ام الهجاء أم الوصف أم ير تلإ سر األ راض ال يرية‪،‬‬
‫كقول أبم نواس يمدح هارون الر يد‬

‫لتخااإ النطف التم لع خمـــق‬ ‫أه ال رك حتى إنـــــه‬ ‫وأخ‬

‫وسر سبالغات المتنبئ ير المقبولة ام سدح بدر بر عمار‪:‬‬

‫ام الناس سا بيث افلـــه ريوال‬ ‫لـو كان عمـمإ بافلــــه سقسمــا‬
‫قرآن والتوراة وافنجيــــــــــل‬ ‫لو كان ل ظإ ايهع سـا أن ل الـ‬

‫التجوز‬ ‫‪ .2‬وسر األ راض الجديدة نظع اليموم‪ ،‬وإدخاله ام ال ير إنما هو سر با‬
‫لخمو‬
‫المنظوسات سر الخيال والياط ة‪.‬‬

‫وسر أ هر سر نَظع اليموم ام اليصر اليبايم صالح بر عبد القدوس وأبان بر عبد‬
‫الحميد‬
‫الآلحقم‪ .‬ولع ينت آخر اليصر إال ونَجد ام ك عمع سر اليموم سنظوسات كءيرة‬
‫(المتون) و روحا لتمإ المنظوسات‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫التجديد في أساليب الشعر وأوزا ه ‪:‬‬

‫ا خذ التجديد ام األيمو والوزن سظاهر كءيرة سنها‪:‬‬

‫‪ 0‬ـ الءورة عمى نظام القصيدة اليربية التم بدأ بذكر األطلل والغ ل والرحمة (عمود‬
‫ال ير) وخصوصا سر ال يراء ال يوبيير كنبم نواس الذي قال‪:‬‬

‫وعج أيال عر خمارة البـــمـــد‬ ‫عاج ال قم عمى ريع يسائــــــمه‬


‫ال در درك ق لم‪ :‬سر بنو أيــــــد‬ ‫بكى عمى طم الماضير سر أيد‬
‫وال ص ا قمب سر يهــ و إلى و ــــد‬ ‫ال در در الذي يبكى عمى طمـــ‬

‫وبة صادقة ام آخر عمره‪.‬‬ ‫وقد بدأ بيض قصائده بوصف الخمر‪ ،‬لكر يذكر أنه ا‬

‫‪ 9‬ـ اف را ام البديع‪ :‬وقد بدأ تلإ ب ك سقبول ام أول اليصر عند سسمع بر الوليد‬
‫وأسءاله‪ ،‬ثع اخذ ال يراء يغرقون ام المحسنات البديية سر جناس وطبا و ورية‪ ،‬إلى‬
‫أن تهب جمال ال ير وروعته‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ هجر الكممات الغربية‪ ،‬والمي إلى وضوح األل اظ ويليتها‪ ،‬وافكءار سر الصور‬
‫ال يرية والت بيهات المركبة‪ ،‬وكان تلإ أثرا سر آثار الحضارة والتمدن‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ َسر إلى ال ير الكءير سر األل اظ األعجمية؛ ألن بيض ال يراء لع يكر عربم‬
‫األص ‪ ،‬أو كان يدخ األل اظ األعجمية يصبا‪ ،‬وكذلإ سر إليه كءير سر‬
‫سصطمحات اليموم وال نون كقول بيضهع‪:‬‬
‫وهذا فنصاف الوزير خـــلف‬ ‫ع ل ولع أتنــب ولع أك جــانيا‬
‫كننم نـون الجمع حيـر ضاف‬ ‫حذاـ و يـري سءب ام سكانــه‬

‫ام آخر اليصر كءر ير التورية والتيمية واأللغاز الصناعية الم ظية‪ ،‬انظع بيض‬
‫ال يراء أبيا ا قرأ سر أولها أو سر آخرها و ال تغير‪ ،‬وهو سا يسمى (بالقمب) كقول‬
‫ال اعر‪:‬‬

‫وه ك سود ــــــــه ــــــدوم‬ ‫سـود ــه ــــدوم لكــ هول‬

‫ونظموا أبيا ا ليس ايها حرف سنقوط‪ ،‬أو ليس ايها حرف سهم ‪ ،‬وهكذا حول ال ير‬
‫إلى عبث و سمية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫وقد جدد ال يراء ام أوزان ال ير اليربم‪ ،‬امع يقتصروا عمى بحور الخمي ب نظموا‬
‫عمى عكسها كالمستطي والممتد‪ ،‬وهما عكس الطوي والمديد‪ ،‬كذلإ اكءروا سر‬
‫ايتيمال البحور ال يرية القصيرة والخ ية ونظع المقطيات القصيرة‪ .‬كما نظموا‬
‫المو حات وإن كان أه األندلس أقدم وأقدر عميها سر الم ارقة‪ ،‬ويوف نتحدث عر‬
‫المو حات ب مء سر الت صي عند حديءنا عر األد األندلسم كما نظع المستيربون‬
‫‪2‬‬
‫قصائد وسقطوعات عمى أوزان جديدة كالدوبيب ‪1‬والموليا‬

‫وهم كممة سنخوتة سر المغة ال اريية‪ ،‬والمراد بالدوبينب ال ير الذي ينظع عمى وزن‪ :‬ايمر ست اعمر ايوال ايمر ‪ ،‬وينظع عمى بيتير سء ‪:‬‬ ‫‪1‬‬

‫قد أقسع سر أحبه بالباري أن يبيث طي ه سع األيحار‬


‫ليل ايســاه يهتدي بالـــنار‬ ‫يا نار أ ــواقم بـــه اا قدي‬

‫‪ 2‬الموليا‪ :‬أول سا عرف هذا المون بيد نكبة البراسكة‪ ،‬اقد سنع هارون الر يد الناس سر النواح عميهع أو رثائهع‪ ،‬اكان بيض أنصارهع ينوحون‬
‫عميهع ويقولون‪ ( :‬يا سوالم‪،‬اصار هذا ال ير ييرف بالمواليا‪ ،‬ثع أصبح ييرف بالموال‪ ،‬وهو لير سر ال ير ال صيح‪ ،‬وإنما هو سر ال ير الممحون‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫أوال‪ :‬الشعر في العصر العباسي األول‬

‫أسباب هضة الشعر في العصر العباسي األول هي‪:‬‬

‫‪ .0‬ال راغ الذي كان ييي ه ايه الخم اء اليباييون بسبب ايتقرار األسور بيد أن أ ع‬
‫حكام بنم أسية الكءير سر ال توحات‪ ،‬ات رغ حكام الدولة اليبايية لم ير والتمتع‬
‫بسماعة وإن اده‪.‬‬

‫‪ .9‬حب خم اء بنم اليباس لم يراء و قريبهع لهع‪ ،‬وإ دا اليطايا والهدايا لي جيوهع‬
‫عمى قول ال ير‪.‬‬

‫‪ .2‬التيصب ليربيتهع وإن اد الخم اء أن سهع لم ير‬

‫‪ .4‬ر بة ال يراء ام الغنى والجاه‪ ،‬و نقمهع بير المدن وسدحهع لمخم اء واألسراء والقادة‬
‫لمتكسب بقول ال ير‪.‬‬

‫منهج الشعراء العباسيين في بدء قصائدهم‪:‬‬


‫يار ال يراء اليباييون عمى النهج الذي يار عميه يراء الجاهمية وهو بدء قصائدهع‬
‫بالغ ل أو تكر الديار والبكاء عمى األطلل‪ .‬إال القمي سنهع‪ ،‬وهع (ال يراء الموالى)‬
‫الذير كان ك همهع الطير ام أخل الير والحط سر يننهع وعدم ا باعهع واخذوا‬
‫يسخرون سر الير وينتقصون سنهجهع‪ .‬وكان سنهج ال يراء الموالم ام بدء قصائدهع‬
‫هو‪ :‬وصف الخمر وصف القصور والبسا ير‪ ،‬وأ هرهع (أبو نواس)‬

‫جاء الشعر العباسي معبر عن البيئة التي قيل فيها وحامال تقاليدها وعاداتها وكان‬
‫سبب ذلك‪:‬‬
‫‪ – 0‬وصف ال يراء ك سا وقي عميه أعينهع؛‬
‫‪ – 9‬دخ ال يراء بير الخمي ة وجواريه؛‬
‫‪ – 2‬دخ الكءير سر ال يراء ام حياة الخم اء واألسراء والوزراء؛‬
‫‪ – 4‬مرد وعصيان بيض ال يراء عمى أواسر الخمي ة؛‬
‫‪ – 5‬وصف القصور والحدائق وحياة الترف التم عا ها خم اء بنم اليباس؛‬
‫‪ – 6‬غ ل جماعة سر ال يراء ام جواري الخمي ة؛‬
‫‪ – 3‬قول ال ير ام بيض األوقات بنل اظ عاسية‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫مميزات الشعر في العصر العباسي األول‬

‫من حيث أسلوبه ألفاظه معا يه أوزا ه‪:‬‬

‫أوال‪ :‬من حيث األسلوب‪:‬‬


‫‪ .0‬رقابة األياليب وصحة ركيبها‪ :‬وخاصة ام الغ ل والمجون‪ ،‬وعند ال يراء‬
‫المجددير‪ :‬سء ‪ :‬ب ار بر برد وأبم نواس‪ ،‬وكان األياليب اخمة قوية األير‪.‬‬
‫‪ .9‬ظهور المحسنات البديية بنلوانها ام أياليب ال ير‪ :‬وكان أول سر الت إليه ب ار‬
‫بر برد‪ ،‬وسسمع بر الوليد وجاء بيدهع اعر الصنية الم ظية أبو مام‪ ،‬ثع ألف ابر‬
‫الميت كتابه (البديع) ليقرر أن البديع بنلوانه سوجود ام القديع سر المغة اليربية ردا‬
‫عمى ب ار وأنصاره ام قوله ‪( :‬إن البديع سر اختراعهع)‬

‫ثا يا‪ :‬من حيث األلفاظ‪:‬‬


‫‪ – 0‬ج الة األل اظ واخاستها ووااءها بالمينى والبيد عر الركاكة والتبذل‬
‫‪ – 9‬بناء القصيدة عمى وزن واحد وقااية واحدة إال ام نظع القصص واليموم‪.‬‬
‫‪ – 2‬رقة األل اظ ويهولتها وبيدها عر الغرابة والتيقيد‬
‫‪ – 4‬ظهور األل اظ ال اريية ام ال ير اليبايم‬

‫ثال ا‪ :‬من حيث المعنى‬


‫‪ – 0‬نثر ال ير اليبايم بالكءير سر سيانم ال ير القديع و بيها ه‬
‫‪ – 9‬وليد سيانم جديدة بسبب التنثر بالحضار ير ال اريية واليونانية وسر أ هرها‬
‫أ – دقة التصوير‬
‫– براعة الخيال وا ساعه‬
‫وسر المولدير لمميانم‪( :‬أبو مام ) و(ابر الروسم)‬

‫رابعا‪ :‬من حيث أوزا ه وقوافيه‪:‬‬


‫اض ال يراء اليباييون البحور القصيرة حتى لءم أ راضهع ال يرية‪ ،‬إال ام‬
‫أ راض قميمة‪ ،‬سء ‪ :‬ال خر – المدح – الرثاء‪ ،‬نظموها عمى األوزان الطويمة‪ .‬كما أنهع‬
‫حااظوا عمى األوزان اليربية القديمة ولع يخرجوا عنها إال قميل كما ن نت ام هذا‬
‫اليصر األوزان بيض األوزان الياسية‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أغراض الشعر‬

‫نوع أعرض ال ير ام اليصر اليبايم األول إلى سا بير ‪:‬‬

‫– جديد – (سستحدث)‬ ‫أ – قديع سورث‬

‫أوال‪ :‬األغراض القديمة‪:‬‬

‫وهم التم ورثها ال يراء اليباييون سر الجاهميير واألسويير وحااظوا عميها وان دوا‬
‫ايها‪ ،‬وهم‪( :‬المدح ‪-‬الهجاء ‪ -‬الغ ل ‪ -‬الرثاء ‪ -‬الوصف ‪ -‬ال ير السيايم )‪ .‬وإليإ‬
‫الحديث عنها بالت صي ‪:‬‬
‫أ ـ المدح‪ :‬كان المدح ام اليصر الجاهمم صادقا ألنه يذكر ص ات حقيقية وجدت ام‬
‫الممدوح سء ‪ :‬افخلص – الحب – ال رويية – المروءة – الكرم – وسدح رئيس القبيمة‬
‫دون سقاب ‪.‬‬

‫أسا ام صدر افيلم واألسوي‪ :‬كان المدح سقتصرا عمى سدح الدير الجديد وريوله‬
‫صمى هللا عميه ويمع والخم اء الرا دير‪ ،‬وبيان ص ات وأخل الدير الجديد‪.‬‬
‫أسا ام اليصر اليبايم األول‪ :‬اكان المدح أويع أ راض ال ير‪ :‬حيث كان وييمة‬
‫ال يراء لمدخول ام قصر الخلاة‪ ،‬والحصول عمى الءراء والجاه‪ ،‬وكان ال يراء‬
‫سيتدلير ام سدائحهع‪.‬‬
‫وام أول هذا اليصر‪ :‬ناول ال يراء سدح الخمي ة بقدر ه السيايية وحسر صري ه ام‬
‫األسور‪ ،‬وأنه أحق بالخلاة سر يره‪ ،‬ألنه يوجد األسر واليدل بير الرعية‪.‬‬
‫وام سنتصف هذا اليصر‪ :‬قصد ال يراء جمع المال وسدح الخم اء واألسراء لني‬
‫اليطايا والهدايا والجوائ حتى إن الجائ ة الواحدة بمغ سائة ألف دينار‪ ،‬وك هذا أدى‬
‫إلى خروج المدح عر ال يور الصاد الخالص لمدح الخمي ة‪.‬‬
‫يراء المدح ام هذا اليصر‪ ،‬هع‪ :‬ب ار بر برد – أبو نواس – سروان ابر أبم ح صة‬
‫– أبو مام – البحتري‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫ضيف ير المديح ام أواخر هذا اليصر لظهور يمطات األ راك لضيف توقهع‬ ‫ولكر َ‬
‫ام المغة اليربية‬
‫أوال‪ :‬موذج من شعر المديح ألبي العتاهية‪:‬‬

‫لمــا عمق سر األسيــر حبــــاال‬ ‫إنم أسن سر ال سان وريبـــــــه‬


‫لحذو له حر الوجــوه نيـــــــاال‬ ‫لو يستطيع الناس سر إجللــــــه‬
‫عمــرو ولو يوسا ــ ول لــ اال‬ ‫سا كان هذا الجود حتى كن يا‬
‫قطي إليإ يبايـــيا ورســـاال‬ ‫إن المطــــــايا تكيإ ألنهـــــا‬
‫وإتا صدرن بنا صـــــدرن ثقاال‬ ‫اإن وردن بنا وردن سخ ــــــــة‬

‫ثا يا‪ :‬الهجــــاء ‪:‬‬


‫وهو تكر اآلخرير بييوبهع يواء وجدت ايهع أم ال‪ ،‬وقد ا الهجاء ام اليصر‬
‫اليبايم األول‪ ،‬وقد ناوله ال يراء بص ات مس اليرض والنسب وأطمقوا ألسنتهع عمى‬
‫الصغير والكبير حتى نال هجاؤهع الخم اء والوزراء وأبناءهع ‪.‬‬

‫وسر يراء الهجاء اللت (المرير) (دعب الخ اعم) الذي لع يسمع سر لسانه أحد‪ ،‬و‬
‫(ابر الروسم)‪ :‬وييد أيتات الهجاء ام اليربية‪ ،‬و مي هجاءه بدقة التصوير وعمق‬
‫المينى‪ ،‬سع كءرة ال حش ام هجائه‪ .‬كما ناول ابر الروسم هجاء الخم اء بالبخ ويوء‬
‫الخمق والخوض ام أ راضهع وأنسابهع وبالييو الخمقية‪.‬‬

‫موذج للهجاء البن الرومي‬

‫اال ي عنــــدك أاطـــس‬ ‫إن كـــــان أن إ هكــــــذا‬


‫وال أرى لإ جمـــــــس‬ ‫وإتا جمس عمى الطريق‬
‫اتجيــــــب أن ويخرس‬ ‫قي السلم عميكــــــــــما‬

‫اقد جي األنف خصا آخر سع صاحبه‪ ،‬حتى إن المار عميه يراهما اثنير ايمقى عميهما‬
‫السلم‪ :‬يقصد الرج وأن ه ايرد الرج ويخرس األنف‬

‫‪15‬‬
‫ثال ا‪ :‬الغزل‪:‬‬
‫غير نو الغ ل ام اليصر اليبايم األول عر الي ل ام اليصور السابقة ويرجع تلإ‬
‫إلى‪:‬‬

‫‪ – 0‬نثر ال يراء باليادات والتقاليد واألخل ال اريية‪.‬‬


‫‪ – 9‬ال راغ والغنى المذان عاا ايهما ال يراء‬
‫‪ – 2‬التغيير الذي طرأ عمى الحياة اليبايية االجتماعية بسبب الترف والءراء و يو‬
‫المهو‪.‬‬

‫وقد نتج عر تلإ أوال‪:‬‬


‫أ – يو ال جور والمجون‬
‫‪ -‬اساد األخل‬
‫ج – رقة الدير وضي ه‬
‫د – ظهور لون جديد لع يراه اليربية سر قب وكان وصمة عار ام جبير هذه المغة‬
‫الكريمة وهو (التغ ل بالغممان) ولى زعاسته جماعة سر ال يراء الموالم وهع‪ :‬ب ار‬
‫بر برد – والبة بر الحبا – أبوا نواس – الحسير بر الضحاك‬

‫ثا يا‪ :‬الغزل العفيف‪ :‬هو التحفظ عن الوقوف في الخطأ والزلل‪.‬‬


‫وسر يراء هذا النو ‪ :‬اليبايم بر األحنف الذي قصر يره عر الغ ل ويدل تلإ هذا‬
‫عمى يية خياله وقوة اعريته‪.‬‬

‫سمة الغزل في هذا العصر‪ :‬كان الغ ل ام هذا اليصر كما كان ام اليصر السابق‬
‫بيضه سستق وبيضه ين م ام أول القصائد والمون األول أصد ام الياط ة وسر تلإ‬
‫قول اليباس بر األحنف‪.‬‬

‫وج ى هللا ك خيــر لســـانم‬ ‫ال ج ى هللا دســع عينم خـيرا‬


‫ورأي المســــان تا كتـــــمان‬ ‫نـيع دسيم اميس يكــتع يــــئا‬
‫اايتدلوا عميــــــه بالينــــوان‬ ‫كن سء الكتا أخ ـــاء طم‬

‫رابعا‪ :‬الرثاء‪:‬‬
‫هو رثاء المو ى بما كانوا يتمتيون به حال حيا هع سر ص ات حميدة‪ ،‬وكان الزدهاره‬
‫عدة أيبا هم‪:‬‬

‫‪ – 0‬ا صال ال يراء بالخم اء والرؤياء وأصحا تات المن لة اليالية؛‬

‫‪16‬‬
‫‪ – 9‬إ دا المال والهدايا سر الخم اء عمى ال يراء لمدحهع ام حيا هع‪ ،‬ويبكونهع‬
‫بقصائد كءيرة بيد سما هع ‪.‬‬
‫‪ –2‬رثاء سر قت سر آل البي بالص ات الحميدة التم كانوا يتمتيون به ام حيا هع‪.‬‬

‫و يد قصائد الرثاء ام هذا اليصر سر أسهات القصائد ام ال ير اليربم‪ .‬وأ هر ير‬


‫الرثاء ام هذا اليصر (أبو مام) ام سحمد بر حميد الطويم حيث رثاه بقوله‪:‬‬
‫وايــ اآلســـــال بيـــد سحـــــمد وأصبح ام غ عر الس ر الس ر‬
‫اتى سات بير الضر وطينة سيتة قوم سقام النصر إن اا ه النصــــر‬

‫ام الرثاء ام هذا اليصر وأصدقها‬ ‫وييد (ابر الروسم) صاحب أرو قصيدة قيم‬
‫عاط ة وح نا وسطميها يخاطب ايها عينيه‪:‬‬

‫اجودا اقد أوى نظيركما عنـــــــدي‬ ‫بكاؤكما ي ى وإن كــان ال يجدي‬


‫اقدنـــاه كان ال اجـــــع البير ال قـــد‬ ‫أوالدنا سء الجـــــــوارح أيــــــها‬
‫سكان أخيـــــه سر ج و وسر جمـد‬ ‫لك سكــان ال يسد اختـــــــل لـــه‬
‫أم السمع بيد اليير يهدي كما هدي؟‬ ‫ه اليير بيد السمع ك م سكــانـه؟‬

‫كما ظ يراء ال يية يبكون َسر قت سر أه البي ‪ ،‬ويرثون َسر سات سنهع ويتوجيون‬
‫لما أصابهع ام يالف األيام‪ ،‬وكان (دعب بر عمم) يييا ستطراا أكءر سر القول ام‬
‫الرثاء‪.‬‬

‫خامسا‪ :‬الوصف‪:‬‬
‫هو رض يري قديع طور وازدهر ام اليصر اليبايم األول سا ين م‪:‬‬

‫‪ .0‬كءرة سناظر الطبيية التم سخر األلبا و جذ األنظار؛‬


‫‪ .9‬كءرة خروجهع لمصيد سر البحر والبر؛‬
‫‪ .2‬كءرة سجالس المهو وال ر والغناء؛‬
‫‪ .4‬سا ورثوه عر الير سر ركو الخي والنو ام الحر والصيد‪.‬‬

‫ما تناولوه بالوصف‪:‬‬


‫‪ .0‬وصف الطبيية‪ :‬صي ها و تاءها – ليمها ونهارها وأزهارها؛‬
‫‪ .9‬وصف القصور والحرو وآال ها سر السيوف والرساح والدرو ؛‬
‫‪ .2‬وصف القصور البسا ير؛‬
‫‪ .4‬وصف سجالس الخمر وال را ‪ ،‬ويقا ها وآنيتها‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ومن شعراء الوصف في هذا العصر‬

‫أ – أبو واس‪ :‬عرف بوصف الخمر ووصف كمب الصيد وله أكءر سر ثلثير قصيدة‬
‫ام تلإ سمى (الطرديات) تَكر الجاحظ عددا سنها ام كتابه‪.‬‬
‫– ابن المعتز ‪ :‬عرف بوصف س اهدة الطبيية‬
‫ج – ابن الرومي‪ :‬سر أعظع الوصااير ام المغة اليربية‬
‫د – البحتري‪ :‬ا تهر بوصف بركة (المتوك ) وسر وص ه لمسحابة والبر قولـــه‪:‬‬

‫سجرورة الذيــ صدو الوعــــد‬ ‫تات ار جاز كحنير الرعــــد‬


‫لهـــــــا نســــــيع كنســــيع الورد‬ ‫سس وحة الدسع لغير وجـــــد‬
‫ولمع بر كســيوف الهنــــــــــــد‬ ‫ورثة سء ( زئــير األيــــد)‬
‫سر نجد اانت رت سء انت ار اليقد‬ ‫جاءت بها ريــح الصبــــــــا‬
‫سر و م أنوار الربــــا ام بــــرد‬ ‫اراح األرض بييـش ر د‬

‫الشعر السياسي‪:‬‬
‫لع يحظ باالزدهار كباقم األ راض أليبا هم‪:‬‬
‫‪ – 0‬الصرا القائع عمى الخلاة بير ارقتير سر آل البي هما‪:‬‬
‫أ – اليمويون‪ :‬أ با افسام عمم (كرم هللا وجهه)‪ ،‬ويرون أنهع أحق بالخلاة ألنهع‬
‫أبناء ااطمة ال هراء‪.‬‬
‫– بنو اليباس‪ :‬يرون أنهع أحق بالخلاة لقرابتهع اليصبية سر الريول صمى هلل‬
‫عميه ويمع ألنهع أبناء اليع أحق بالميراث سر أبناء البنات‪.‬‬
‫‪ – 9‬انتقال الصرا بير اليباييير واأل راك‪.‬‬
‫‪ – 2‬قوة الن عة ال يوبية وااتخار ال رس بنصولهع والحط سر نن وأخل الير‬
‫‪ - 4‬ناول بيض ال يراء نقد يياية الدولة ‪ :‬ام ضي اليجع عمى الير واالعتماد‬
‫عميهع ام جميع ؤون الدولة وإهمال ؤون الير ‪ .‬وتلإ بسبب‪ :‬راع الخمي ة‬
‫الميتصع الير سر ديوان الجند وقطع أرزا الير‬

‫قال يزيد المهلبي ‪:‬‬

‫ضييتع وضييتع سر كان ييتــقد‬ ‫لمـــا اعتقد ع أنايا ال حمو لهـــع‬


‫حمتكع السادة المذكــورة الح د‬ ‫ولو جيمتع عمى األحرار نيمتكع‬
‫بغير قحطان لع يبـــــرح بها أود‬ ‫إتا قريش أرادوا د سمكـــــــهع‬

‫‪18‬‬
‫ولكر لع يحظ ال ير السيايم بالقوة واالنت ار كما كان ام اليصر األسوي‪ :‬ألن يدد‬
‫األح ا ام اليصر األسوي أدى إلى وجود الكءير سر القصائد التم ؤيد و يارض‬
‫و نقد و هجو عمى خم اء بنم أسية حكمهع‪ ،‬وقد بمغ ال ير السيايم سداه ام اليصر‬
‫األسوي ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الشعر في العصر العباسي ال ا ي‬

‫عوامل ازدهار الشعر في هذا العصر ‪:‬‬

‫ازداد ال ير قوة و هرة وانت ارا وتيوعا ام اليصر اليبايم الءانم‪ ،‬وكان وراء تلإ‬
‫عواس هم ‪:‬‬

‫‪ – 0‬حرص ك سمإ أو أسير عمى ءب سمكه و وطيده‪ ،‬وعمى أن كون إسار ه سرك‬
‫إ يا وثقااة‪ ،‬ينه سنها ال يراء‪ ،‬ام ك سكان‪ ،‬ويقصدها اليمماء سر ك قطر‪ ،‬وتلإ‬
‫بيد انقسام الدولة إلى دويلت خمس‪ :‬ا جيوا ال يراء وأ دقوا عميهع اليطايا والهدايا‪.‬‬

‫‪ – 9‬اتح عواصع الدويلت افيلسية النا ئة أسام ال يراء‬

‫‪ – 2‬قيام النهضة اليممية واألدبية التم بدأت ام اليصر اليبايم األول‪ ،‬ولع ؤت‬
‫ثمارها إال ام اليصر اليبايم الءانم‪.‬‬

‫أغراض الشعـــــــر‬

‫جديــدة وهي‬ ‫قديمة وهي‪:‬‬

‫‪ – 0‬ال ير الصوام ال مس م‬ ‫‪ – 0‬المدح ‪ – 9‬الهجــاء‬


‫‪ - 9‬افخوانيات‬ ‫‪ –2‬الغ ل ‪ – 4‬الرثاء‬
‫‪ – 2‬اليتا و كوى الدهر‬ ‫‪ – 5‬الوصف ‪ – 6‬ال خر‬
‫‪ – 4‬التهكع والمجون‬ ‫‪ – 3‬اليتا ‪ – 1‬االيتيطاف‬

‫‪20‬‬
‫أوال‪ :‬أغراض الشعر القديمة‪:‬‬

‫إن ال ير يتنثر بالبيئة سر حوله االحياة البدائية ينايبها سر األ راض سا ال يلئع الحياة‬
‫ام ثوبها الجديدة‪ ،‬وقد يلئع الغرض الواحد الحيا ير سيا ولكنه يتمون بصورة ك‬
‫سنهما‪.‬‬

‫اكءير سر أ راض ال ير القديع كالمدح والهجاء والرثاء بينما جدها ام ال ير القديع‬


‫جدها كذلإ ام ال ير الجديد ستص ة بطابع ال ر سصبو ة بصيغة المبالغة التم ص‬
‫أحيانا إلى حد اف را والغمو‪.‬‬

‫ماذج ألغراض الشعر القديمة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المتنبي يمدح كافور اإلخشيدي بقوله‪:‬‬

‫بنحسر سا يءنم عميــــه ييــــا‬ ‫جاوز قدر المدح حتى كــننه‬


‫كما الب بيض السيوف رقا‬ ‫و البها األعداء ثع عنــوانـــه‬
‫إتا لع يكر إال الحــديد ثيـــــــا‬ ‫وأكءر سا مقى أبا المسإ بذلة‬
‫رساه وطيـر واألسام ضـــــرا‬ ‫وأويع سا مقاه صدرا وخم ـه‬
‫قضاه سموك األرض سنه ضا‬ ‫وأن ذ سا مقـاه حكما إتا قضى‬

‫ثا يا في الرثاء‪:‬‬
‫أبو اليل الميري يرثم جي ر بر عمم ابر المهذ بقوله‪:‬‬

‫صبر بيــيد النار ام زنــــده‬ ‫أحسر بالواجـــد سر وجـــــده‬


‫إن بكاه سنتـهى جهــــــــــــده‬ ‫وسر أبى ام الرزء إال األيى‬
‫إتا كان لع ي تــح عمى نـــــده‬ ‫اميـذرف الج ر عمى جيــ ــر‬
‫إال إتا قيــــــس إلى ضــــــده‬ ‫وال مء ال يكءر سداحـــــــــه‬

‫‪21‬‬
‫ثال ا‪ :‬ام اليتا وااليتيطــاف ‪ :‬وخير سر أجاد ايه المتنبم عند سا سدح وعا ب ييف‬
‫الدولة ‪3‬بقوله‪:‬‬

‫ايإ الخصام وأن الخــصع والحكـــــع‬ ‫يا أعدل الناس إال ام سياسمـــتم‬
‫أن حسب ال حع ايمر حـــــــمه ورم‬ ‫أعيذها نظرات سنــإ صادقـــــة‬
‫إتا ايتـوت عنــده األنــوار والظمـــــــع‬ ‫وسا انت ا أخم الدنـيا بناظــــره‬
‫وأيمي كممـا م سر بــــــه صمـــــــع‬ ‫أنا الذي نظر األعـمى إلى أدبـم‬
‫ويسهر الخمق جــراها ويختصــــــــــع‬ ‫أنام س ء ج ــونم عر واردهـا‬

‫رابعا‪ :‬في الحماسة والفخر ‪( :‬نماتج حول تلإ سوجودة ضمر سوضوعات النصوص‬
‫المقررة )‬

‫خامسا‪ :‬في الوصف‪ :‬قال ابر نبا ة السيدي‪ 4‬ام وصف ال رس‪:‬‬

‫اكـننما لطــع الصباح جبيــــنه ااقتص سنه اخاض ام أح ـــائه‬


‫ستمهـل والبر سر أيمائـــــه ستبرقيا والحسر سر أك انـــــــــه‬
‫سا كان النيران يكمر حرهــا لو كان لمنيــران بيض تكائــــــه‬
‫ال يمق األلحاظ ام أعطااــه إال إتا ك ك سر مــــــــــــوائه‬
‫ال يكم الطرف المحاير كمها حتى يكــون الطرف سـر إيرائه‬

‫الموضوعات الجديدة‪:‬‬
‫لقد نثر ال ير وسوضوعا ه بال مس ة والطبيية والمنطق‪ ،‬اظهر ال ير الصوام‬
‫وال مس م‪ ،‬كما دخم كءير سر المصطمحات اليموم ال مس ية والرياضية ام يبيرا ه‬
‫و بيها ه سما أدى إلى ضيا جمال ال ير ونقص روعته‪.‬‬

‫كما ظهرت أ راض جديدة طمبتها الحياة الحضارية الوايية والمدنية كافخوانيات‬
‫واليتا و كوى الدهر والتهكع والسخرية والمجون ووصف الميارك الحربية ‪.‬‬

‫ومن شعراء الفلسفة والتصوف‪ ( :‬بر يينا ـ الرازي ـ الحلج ـ بر ال ارض)‬

‫ومن شعراء التحكم والمجون‪( :‬البهاء زهير – بر حجاج – صريع الدالء )‪.‬‬

‫‪ 4‬هو أبو نصر عبد الي ي بر عمر ابر ييد‪ ،‬سر نييع وهو ير ابر نبا ة ال ارقم السيدي‪ ،‬صاحب الديوان الم هور ويمتاز يره بحسر السبإ‪،‬‬
‫وام ينة ‪ 451‬هــجرية‬

‫‪22‬‬
‫ومن شعراء وصف المعارك الحربية‪( :‬المتنبم) الذي ييتبر رائدا ام هذا الغرض كما‬
‫كان ام المدح واليتا وااليتيطاف‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ماذج من أغراض الشعر الجديد هي‪ :‬أوال‪ :‬ام االخوانيات لمحريري‬

‫‪4‬ـ اب ر نبا ة السيدي‪ :‬هو أبو نصر عبد الي ي بر عمر بر ييد‪ ،‬سر ميع وهو ير ابر نبا ة السيدي صاحب الديوان الم هور ‪ ،‬ويمتاز يره‬
‫بحسر السبإ واى ينة ‪ 415‬هـ‬

‫‪ -5‬الحريري ‪ :‬هو أبو سحمد القايع بر عمم الحرير البصري سر أعلم المغة اليربية واألد والبل ة وله سقاسات حاكى بها بديع ال سان‪ ،‬وسا سر‬
‫أديب إال وقد انت ع بيممه وأدبه‪ ،‬وام ينة ‪ 501‬هـ‬

‫‪23‬‬
‫ابن الرومي يرثي ابنه محمـدا‬

‫اجودا اقد أودى نظيركما عنـــدي‬ ‫بكــاؤكما ي ى وإن كان ال يجـــدي‬


‫أال قا هللا المنايـــــــــا ورسيــــــها سر القوم حبات القمـــو عمى عمد‬
‫وخى حمام الموت أويــط صبيتم اممه كيف اختار وايط اليـــــــقـــد‬
‫وآنس سر أايـــاله آيــــة الر ـــــد‬ ‫عمى حير م الخبر سر لمحا ـــه‬
‫بيــيدا عمى قر قريــبا عمى بــيد‬ ‫طواه الردى عنم انضـــحى س اره‬
‫وأخم اآلسال سا كان سر وعــــــــد‬ ‫لقد أنجـ ت ايه المنايا وعيــــدهـــا‬
‫امع ينس عهـد المهـد إت ضع ام المحد‬ ‫لقد ق بير المهد والمحــد لبءــــــــه‬
‫إلى ص رة الجادي عر حمــرة الـورد‬ ‫ألح عميــه الن ف حـــتى أحـــــالـه‬
‫يـذوى كما يذوى القضيب سر الرنـــد‬ ‫وظ عمى األيدى ساقط ن ســـــــه‬
‫ساقط در سر نظـــام بل عقــــــــــــد‬ ‫ايا لإ سر ن س ساقط أن ســــــــــا‬
‫ولو أنه أقسـى سر الحجـر الصمـــــــد‬ ‫عجب لقمبم كيف لع ين طر لــــــه‬
‫ولو أنـــه التخميـــد اـم جنــة الخمـــد‬ ‫وسا يــــــرنم أن بــــيته بءوابـــه‬
‫وليس عمى ظمع الحــوادث سر سيــــد‬ ‫وال بيته طـــوعا ولــكر صبتـــه‬
‫لذكــراه سا حنـ النيــــــــب ام نجـد‬ ‫وإنم وإن ستيـــ بابنـــــم بيـــده‬
‫اقدناه كان ال اجــع البــر ال قــــــــــــد‬ ‫أوالدنا سءــ الجـوارح أيهــــــــــا‬
‫سكان أخيـــــه سر جــ و وال جمــــد‬ ‫لكـ سكــان ال يســـــــد اختــــلله‬
‫أم السمع بيد اليير يهـدى كما يهــــدي‬ ‫ه اليير بيد السمع ك م سكانـــه‬
‫يري كيف حال به بيــــدي‬ ‫ايا لي‬ ‫ليمـري لقد حال بم الحال بيــده‬
‫وأصبح ام لذا عي م أخــا زهـــدي‬ ‫ثكم يروري كـــــمه إت ثكمــــته‬
‫أال لي يري ه غيرت عر عهـدي‬ ‫أريحانة اليينير واألنف والح ــــا‬
‫وإن كان السقيا سر الدسع ال جـــدي‬ ‫ينيقيإ ساء اليير سا أييدت بــه‬
‫بنن ـــــس سما ســـنالن سر الراــــــــد‬ ‫أعينم جودا لم‪ ،‬اقد جدث لمــــءرى‬
‫وال مـــة سميب لإ أو سهـــــــــــــــد‬ ‫كننم سـا يتمتي سنــــــإ بضمة‬
‫وإنم ألخ ى سنإ أضياف سا أبــــــدى‬ ‫أآلم لمـا أبـدى عمــيإ سر األيى‬
‫لقمبم إال زاد قمــبم ســـــــر الوجــــــد‬ ‫سحمد سا مء ــــوهع يمـــــوة‬
‫يكونان لألح ان أورى ســــــر ال نـــد‬ ‫أرى أخويإ الباقيير كميهـــــمــا‬
‫اـؤادي بمء النار سر ير سا قصــــــد‬ ‫إتا ليــبا ام سميب لإ لذعـــــــا‬
‫يهيجانها دونم وأ قم بها وحـــــــــدي‬ ‫اما ايهما لم يموة ب حــــ ازه‬
‫اإنم بدار األنس ام وح ة ال ـــــــــرد‬ ‫وأن إن أاردت ام دار وح ـة‬
‫وسر ك يث صاد البر والرعــــد‬ ‫عميإ يلم هللا ســنم حيــــــــة‬

‫‪24‬‬
‫معا ي المفردات‬
‫ابن الرومي‪ :‬هو أبو الحسر عمم بر اليباس بر جريج‪ ،‬ينحادر سار أصا يوناانى‪ ،‬ولاد بنغاداد‬
‫ينة ‪ 990‬هـ‪ ،‬ون ن بها و أقام ايها‪ ،‬قال ال ير ام ك رض و اليسمها الوصف و الهجااء‪،‬‬
‫و هاو يجمااع بااير األيابو الجميا و الميناى الجيااد‪ ،‬و كءيار سااا كااان يطيا ااام قصااائده‪ ،‬و لااه‬
‫ديوان كبير‪ ،‬و سات ببغداد ينة ‪ 912‬هـ‬
‫بكاؤكما ال يجدى ‪:‬ال ين ع و ال يغنى‪ .‬أودى ‪:‬همإ‬
‫المنايا ‪ :‬جمع سنية ‪ ،‬و هم الموت‪ .‬و حبة القلب ‪ :‬سهجته ‪.‬‬
‫توخى ‪ :‬قصد و يمد‪ .‬و الحمةام ‪ :‬قضااء الماوت و قادره‪ .‬وواسةطة العقةد ‪ :‬الجاوهرة التام اام‬
‫ويط القلدة‪ ،‬وهم أجود جواهرها‪.‬‬
‫شام الخيةر ‪ :‬قادره و نظاره‪ .‬و اللمحةات ‪:‬الملساح و هام سابادا سار سحايار الوجاه وسسااويه‪.‬‬
‫وه س الشيئ ‪ :‬أبصره‪ .‬و اآلتية ‪:‬اليلسة ‪ .‬والرشد‪:‬االيتقاسة عمى طريق الحق‪.‬‬
‫طواه‪:‬أخ اه‪ .‬والردى ‪ :‬الهلك‪.‬‬
‫الوعيد ‪:‬التهديد‪ ،‬و الوعيد يكون ام الخير‬
‫اللبث ‪:‬المكث‬
‫ألةةح عليةةه النةةزف ‪ :‬دام وواظااب‪ .‬النةةزف ‪:‬ياايلن الاادم‪ .‬وأحالةةه ‪:‬حولااه و يااره‪ .‬و الجةةادى‪:‬‬
‫ال ع ران‪.‬‬
‫ذوى ‪ :‬تب ‪ .‬و الر د ‪:‬نبات طيب الرانحة ييرف بالريحان‬
‫النظام ‪ :‬ك خيط ينظع به لؤلؤ و نحوه‪ .‬و عقد الجبل ‪ :‬ده‬
‫ا فطر ‪ :‬ان ق‪ .‬والصلد ‪:‬الصمب األسمس ‪.‬‬
‫التخليد ‪ :‬البقاء و الدوام‬
‫معد ‪ :‬سر أعداه عميه ‪:‬أعانه و نصر‪ .‬و جد ‪ :‬ايع لقسع سر ع ام الويط الج يرة اليربية‬
‫النيب ‪ :‬جمع نا وهم الناقة المسنة‬
‫الفاجع ‪ :‬الموجع‬
‫االختالل هنا ‪ :‬النقص ‪ .‬و الجزوع ‪ :‬سر ال يصبر ‪ .‬و اللجلد‪ :‬ال ديد القوي‬
‫حال ‪ :‬حول‪ .‬ليت شعرى ‪ :‬ليتنى أ ير و أعرف ‪.‬‬
‫ثكل ‪ :‬اقد‬
‫الحشا ‪ :‬سا ام البطر و يريد به هنا الصدر‬
‫ماء العين ‪ :‬دسوعها ‪ .‬أسعده ‪:‬أعانه‪ .‬و أسعده هللا ‪ :‬جيمه يييدا‬
‫الرفد ‪ :‬اليطاء والصمة‬
‫األمى ‪:‬الح ن‪.‬‬
‫الوجد ‪ :‬المح ن والمحنير‬
‫يقال أورى الزائد‪ :‬إتا أخرج ناره‪ .‬حزازة ‪ :‬وجع القمب سر ح ن أو يظ‬

‫‪25‬‬
‫تحليل القصيدة‬

‫رأي ام القصيدة البحتري التم حممناها قب هذه سءل سر رثاء اعر لخمي ة كان يحبه‬
‫وينادسه ‪ ،‬هد سصرعه ولع يستطع داع الهلك عنه‪ .‬والقصيدة التم ينيرض حميمها‬
‫اآلن سر نظع اعر‪ ،‬عاصر البحتري‪ ،‬اكلهما عا ا ام القرن الءالث الهجرة‪ ،‬ولكر‬
‫كلا سنهما نهج لن سه نهجا يريا واضحا‪.‬‬

‫انسا البحتري اقد كان كما يبق القول اعر الطبع ال ياض الديباجة الناصية‪ ،‬وقد وجه‬
‫سيظع يره إلى سدح الخم اء والوزراء ورثائهع‪ ،‬وأسا سياصره ابر الروسم اقد كان‬
‫اعرا طوي الن س ال ير‪ ،‬كءير التوليد لمميانم‪ ،‬يكاد يقر ام صيا ته سر لغة‬
‫الحديث الميتاد‪ ،‬ولكر ام براعة اائقة بافبدا ام الوصف والهجاء‪ ،‬ير أن بيض‬
‫قصائده الرثائية وعمى األخص قصيد نا الحاضرة ‪ ،‬ضمن له سكانا بير المبدعير ام‬
‫هذا ال ر ال يري‪.‬‬

‫هذه القصيدة تو اؤاد ح ير لوالد هد الداء يمح عمى أويط أوالده ايحي نضر ه‬
‫تبوال‪ ،‬ويبدله سر حمرة الورود إلى ص رة ال ع ران‪ ،‬ثع رأى المنايا هصر عوده‪،‬‬
‫و غتصبه سر أبيه ا تصابا ثع غيبه ام ظممة المحد بيد أن خمف ألبيه حسرة دائمة‬
‫وح نا سقيما‪ .‬هذا األ الم جو ام ولده األويط تجد له األح ان‪ ،‬كمما رأى ولديه‬
‫اآلخرير يميبان‪ .‬وكمما رأى أثرا سر آثار اقيده‪ ،‬ايمجن إلى عينيه يطمب إليهما أن سيداه‬
‫وأن جودا له بدسيهما‪ ،‬اقد جاد لمءرى بنن س سا عنده‪ .‬وهو ال ي تن يناجم اقيده الذي كان‬
‫ريحانة أن ه وعينيه وح اه‪ ،‬ويسنله ه غير عر عهده‪ ،‬ويؤكد أنه لر يتسمى عنه‪ ،‬وأن‬
‫ك مء يوهع السموة يي يد قمبه وجدانا عمى وجده‪ ،‬وأن االبر إتا كان اآلن ام دار‬
‫وح ة اإن أباه الح ير ام وح ة دائمة عمى ر ع سقاسه بدار األنس‪.‬‬

‫وهذه القصيدة ؤلف لحنا باكيا يستجيب له ك قمب‪ ،‬و جى له ك ن س‪ ،‬وقد جرى ايها‬
‫ابر الروسم عمى جيته سر إعطاء الميانم حقها‪ ،‬وإبراز ظللها‪ ،‬وإيحاءا ها‪ ،‬يينه ام‬
‫هذا حايته ال نية‪ ،‬التم ح د لممينى ك ايته سر قوالب التيبر والضرو التصوير‪،‬‬
‫االقصيدة سر سطميها يمسمة ستصمة سر عناصر األيى وال جر‪ ،‬سر البكاء والمنية‪،‬‬
‫ورسيها حبات القمو ‪ ،‬وحمام الموت‪ ،‬والردى والبيد‪ ،‬والمنايا ووعيدها‪ ،‬والمهد‬
‫والمحد‪ ،‬والترف والص رة‪ ،‬و ساقط الن س‪ ،‬وان طار القمب‪ ،‬وال قد ال اجع‪ ،‬و حول‬
‫الحال‪ ،‬وثك السرور‪ ،‬و غير اليهد‪ ،‬واأليى والوجد‪ ،‬واضطرام األح ان‪ ،‬والح ازة‬
‫والوح ة‪.‬‬

‫اليربية ام‬ ‫وعمى ك عنصر سر هذه يبنم ال اعر البي والبيتير‪ ،‬وي يد بما عرا‬
‫جنايها وطباقها وصورها الت بيهية وأصوا ها المنسجمة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫وقد صاغ ال اعر الميانم التم دل عمى ح نه ام وزن طوي ‪ ،‬يتنايب سع نسمه الذي‬
‫يستييد به تكريا ه الماضية عر ابنه المريض‪ ،‬ويرى أثر سا بقم سر أوالده ام ن سه‪،‬‬
‫ويوازن بر حاله حينا وبير حال ابنه ال قيد حينا آخر‪.‬‬

‫وقد اختار لميانيه أل اظا سستقرة ام أساكنها سر القصيدة‪ :‬ال رادف وال زيادة وال قمق‬
‫ام القااية‪ ،‬ب ك كممة وردت ألداء سينم‪.‬‬

‫نس كممة (حبات القمو ) اإنها وحم إلى ن سإ ااجية الموت وكيف صيب صميع‬
‫القمب‪.‬‬
‫وكممة (ألح) اإنها صور سءابرة الن ف عمى المريض‪ ،‬حتى ال يدعه ي م سر يده‪ .‬كما‬
‫يمح السائ ام يؤاله‬

‫و(كممة) ي وي اإنها يرض ام صورة حسية سا أصا المريض سر ضنى وتيول‬


‫(قضب الريحان الذابمة) اإن هذا النبات إتا تب بدا ايه الضيف ديدا‬

‫ابنه سنه‪،‬‬ ‫عمى أسره‪ ،‬وقد انت‬ ‫وكممة ( صب) اإنها دل عمى سوقف الءاك المغمو‬
‫وأخذه إلى القبر سر بير يديه‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المتنبي يعاتب سيف الدولة‬

‫وسر بجسمم وحالم عنـــــده يقــــع‬ ‫واحر قمبـاه سمــر قمــبه ـيع‬
‫و دعى حب ييف الـــدولة األســــــع‬ ‫سالم أكتع حـبا قد يرى جسـدي‬
‫اميـــــــــــ أنا بقــدر الحب نقتســـع‬ ‫إن كان يجمينا حب لغر ــــه‬
‫وقد نظرت إليــــه والســــــــيوف دم‬ ‫قد زر ه وييوف الهند سغمدة‬
‫وكان أحسر سا ام األحسر ال يـــــع‬ ‫اكان أحسر خمق هللا كمهــــــع‬
‫ام طيه أيف ام طيـــــــــه نيـــــــع‬ ‫اوت اليدو الذي يممته ظ ـــر‬
‫صطني لإ المهابة ساال صنع البهع‬ ‫قد نا عنإ ديد الخوف وا‬
‫أال يواريــهع أرض وال عمـــــــــــــع‬ ‫أل س ن سإ يئا ليس يم سها‬
‫صرا بإ ام آثاره الهمــــــــــــــع‬ ‫أكمما رس جي ا اانءنى هربـا‬
‫وسا عميإ عار إتا انهــــ ســــــــــوا‬ ‫عميإ ه سهــع ام ك سيتكــر‬
‫صااح ايه بيض الهند والممــــــــع‬ ‫أسا رى ظ را حمو يوى ظ ـر‬
‫م ايإ الخصام وأن الخصع والحكع‬ ‫أيا أعدل الناس إال ام سياسمـ‬
‫أن حسب ال حع ايمر حمــــه ورم‬ ‫أعيذها نظرات سنإ صادقــــة‬
‫إتا ايتوت عنده األنـــــوار والظمــــع‬ ‫وسا انت ا أخم الدنيا بناظــره‬
‫ينا بننم خير ســـر سيى به قـــــدم‬ ‫يييمع الجمع سمر ضع سجـــــمـ‬
‫وأيمي كممــــــا م سر بــه صنــــع‬ ‫أنا الذي نظر األعمى إلى أدبم‬
‫ويسهر الخمق جــــــــراها ويختصــع‬ ‫أنام س ء ج ونم عر واردهــا‬
‫حتى أ تــــــه يــد ارايـــــــــة واــــع‬ ‫وجاه سده ام جهمة ضحــــكى‬
‫ال ظنــــر أن الميــــــــــث يبتســــع‬ ‫إتا رأي نيـو الميث بــــارزة‬
‫بها ادركتها بجـــــــواد ظهـره حـرم‬ ‫وسهجة سهجتى سر هع صاحـــــ‬
‫رجله ام الركض رج ‪ ،‬واليدان يد وايمه سا ريد الكــــــف والقــــــدم‬
‫حتى ضرب وسوج الموت يمتطـــــع‬ ‫وسرهف يرت بير الجح مير به‬
‫والسيف والرسح والقرطاس والقمـــع‬ ‫والخي والمي والبيـداء يرانــم‬
‫حتى يجب سنم القـور واألكــــــــع‬ ‫صحب ام ال موت الوحش سن ردا‬
‫وجداننا ك مء بيدكع عــــــــــدم‬ ‫يا سر يي عمينا أن ن ارقهــــــــع‬
‫لو أن أسركـــع سر أســــــرنا أســـــع‬ ‫سا كان اخمقنا سنكـــــع بتكـرســـة‬
‫اما لجرح إتا أرضــــــاكع ألــــــــع‬ ‫إن كان يركع سا قال حايـــــدنا‬
‫إن الميارف ام أه النهى تســــــع‬ ‫وبيننا لو رعيتع تلإ سيراــــــــة‬
‫ويكره هللا سا ن ون والكـــــــــــــرم‬ ‫كع طمبون لنا عيبا اييجــ كـــع‬

‫‪28‬‬
‫أنا الءريا وتان ال يب والهــــــــــرم‬ ‫سا أبيد الييب والنقصان سر رف‬
‫ي يمــــــــهر إلى ســــر عنده الـــديع‬ ‫لي الغمام الذي عندي صواعقه‬
‫ال ستــــــــق بها الوخـادة الريــع‬ ‫أرى النور يقتضم ك سرحــــمة‬
‫ليــــــحدثر لمــر ودعتــهع نــــــدم‬ ‫لئر رك ضميرا عر سياسنـــنـا‬
‫أال ارقهـــع االراحــــــــمون هـــع‬ ‫إتا رحم عر قوم وقد قـــدروا‬
‫و رسا يكسب افنسان سا يصــــــع‬ ‫ر البلد بلد ال صديق بهـــا‬
‫هب الب اة يواء ايه والرخــــــــع‬ ‫و ر سا قنصته راحتم قنــــص‬
‫جوز عنـدك ال عر وال عـــجــع‬ ‫بني ل ظ قول ال ير زعن ــــــة‬
‫قد ضمـر الدر إال أنـه كـــــــمـــــع‬ ‫هـذا عتـــابإ إال أنــه سقـــــــــة‬

‫معا ي المفردات‬
‫ييف الدولة هو عمى بر عبد هللا بر حمادان أسيار حماب‪ ،‬حادث بيناه و باير دولاة الاروم‬
‫المتنخمة لممكمته حرو كءيرة و كان ييطف عمى اليمماء واألدباء‪ ،‬و واى بحمب يانة‬
‫‪256‬‬
‫األلف في "قلباه" اللندبة ‪ :‬يريد‪ ،‬و أحر قمبى‪ .‬و الشيم ‪:‬البارد و المينى‪ :‬و ا ق قبماى‬
‫بمر قبمه بارد عنى‪ ،‬و أنا عنده عمي الجسع يقيع الحال ‪ ،‬ل ساد اعتقاد ام‪.‬‬
‫مالى أكتم حبا‪ :‬يؤال يقصد به التيجب‪.‬‬
‫الغرة ‪ :‬الطمية‪.‬‬
‫مغمدة ‪ :‬سستقرة ام أعمادها‪ .‬و قد نظرت إليه والسيوف دم ‪ :‬أى والحر دائرة‬
‫الشيم ‪ :‬األخل يريد أنه أحسر الناس ام ك حال ‪ ،‬و أحسر سا ايه أخلقه‬
‫يممه ‪ :‬قصده وا جهه إليه‪ .‬والظفر‪ :‬ال وز والغماة‪ .‬فةي طيةه‪ :‬اام ضامنه يرياد أن هار‬
‫اليدو الذى قصدت إليه ييد اوز لإ وانتصرا عميه‪ ،‬ولكنإ نيف عماى هرباه‪ ،‬اقاد كنا‬
‫ريد أن متق به لتذيقه سرارة الخذالن ‪ ،‬ير أن هذا الهر ايه كءير سار الانهع‪ ،‬اقاد يامع‬
‫جي إ ‪ ،‬و لع يصب ايه أحد بنتى‬
‫أصطنع ‪ :‬صنع‪ .‬البهم‪ :‬جمع بهمة وهو ال جا‬
‫العلم ‪ :‬الجب‬
‫أثنى ‪ :‬انصرف‪ .‬والهمةة ‪ :‬اليا م القاوي‪ ،‬يقاول عجباا لاإ أكمماا هار سناإ جايش كنا‬
‫ريد حربه يقبته همتإ امع رض بانه اسه دون أن يناله القت ‪.‬‬
‫المعترك ‪ :‬سكان اليراك و القتال‪.‬‬
‫بيض الهند‪ :‬السيوف‪ .‬واللمم ‪ :‬جمع لمة وهم ال ير المجاوز حمة األتن والمينى ‪ :‬ال‬
‫يحمو لإ الظ ر إال أن يكون ايه قت ‪.‬‬
‫الحكم ‪ :‬الحاكع‪ .‬و الخصم ‪:‬المخاصع‬

‫‪29‬‬
‫يرى سءمم ام ال ض ‪ ،‬اتكاون سءا سار جما‬ ‫المينى‪ :‬أعيذ نظرا إ الصادقة أن جي‬
‫الورم حما سع أن بينهما اية التناقض‪.‬‬
‫الضمير ام واردها لأل يار و ال وارد جمع اردة و هم السائرة ام البلد‪ ،‬والمينى‬
‫‪ :‬أقول القواام السائرة ام الابلد‪ ،‬و أعارف سرساهاا و قو هاا‪ ،‬وأناام سا ء عيناى سيرااة‬
‫سناام بمااا ايهااا ساار سغا ى‪ ،‬أسااا ياارى ايسااهر سنقباا عاار سضاامونها ‪ :‬و يخاصااع يااواء‬
‫سيانيها‪.‬‬
‫مده‪ :‬أعانه ‪ .‬و فرس األسد فرسيتة‪ :‬د عنقها و اصطدها‬
‫الليث‪ :‬األيد‬
‫المهجة ‪ :‬الروح‪ ،‬و المينى ر سهجاة ير اب صااحبها ااى إ ال سهجتاى قاد أدركهماا‬
‫بجواد ينسر راكب ظهره سر أن يمحقه عدوه‬
‫الركض ‪ :‬اليدو‬
‫المرهةةف‪ :‬الساايف الرقيااق الحااد‪ .‬والجحفةةل‪ :‬الجاايش الكبياار‪ .‬والتطمةةت األمةةواج‪ :‬ضاار‬
‫بيضها بيضا‬
‫البيداء ‪ :‬ال لة‪ .‬والقرطاس ‪ :‬الصحي ة‪.‬‬
‫القةةور‪ :‬جمااع قااارة وهاام الجبا الصااغير المنقطااع عاار الجبااال أو الصااخرة اليظيمااة‪ .‬أو‬
‫األرض تات الحجارة السوداء أو الصخور السوداء‪ .‬واألكم‪ :‬جمع أكمة وهم الت‬
‫وجد الشيء وجدا ا ‪ :‬أصابه أصابه أو أدركه‬
‫ماكان أحلقنا ‪ :‬سا كان أخمقنا ‪ :‬سا كان أجدرنا واألسع ‪:‬القريب‪.‬‬
‫الذمم‪ :‬جمع تسة وهم اليهد‬
‫ال ريا ‪ :‬سجموعة نجوم ام السماء به عنقود الينب‬
‫الصواعق ‪ :‬جمع صاعقة‪ ،‬و هم ناار ساقط سار الساماء اام رعاد اديد‪ .‬والةديم ‪ :‬جماع‬
‫ديمة و هم سطر يدوم ام يكون‪ .‬و يريد بالغماام يايف الدولاة‪ ،‬يقاول ‪ :‬إناه ماام ‪ ،‬ولاه‬
‫صواعق هم األتى ‪ ،‬وديع هام اليطاياا ‪ ،‬اخصانى بصاواعقه و خاص يارى بيطايااه‪،‬‬
‫اميته جي صواعقه ام أسكنة أسطاره‪.‬‬
‫النوى ‪ :‬البيد‪ .‬و يقتضةينى‪ :‬يطماب سنام‪ .‬والمرحلةة‪ :‬المساااة التاى يقطيهاا المسااار اام‬
‫يوسه‪ .‬واستقل به‪ :‬ان ارد باه‪ ،‬و لاع ارك اياه ياره‪ .‬و الوخةادة‪ :‬الناقاة الساريية الساير‪.‬‬
‫والرسم‪ :‬جمع ريوم وهم التم ؤثر ام األرض أخ ااها‪.‬‬
‫الضمير ام ركر ير جع لمريع الوقادة‪ .‬و ضمير‪ :‬جب عر يمير الذاهب سر ال اام إلاى‬
‫سصر‬
‫وتلإ ألنهع اارقوك بمحض إراد هع‬
‫وصمه يصمه ‪ :‬عابه‬

‫‪30‬‬
‫قنص ‪ :‬صاد‪ .‬و الراحلةة ‪ :‬بااطر الياد‪ .‬والقةنص ‪ :‬الصايد‪ .‬الشةهب ‪ :‬جماع أ اهب و هاو‬
‫أبيض يخالط بياضه يواء‪ .‬و البزاة ‪ :‬جمع باز وهو نو سر الصقور‪ .‬و الرخم ‪ :‬طائر‬
‫الزعنفة ‪ :‬الجماعة سر األباا‪ .‬وتجوز‪ :‬روح‪ .‬المقة ‪:‬المحبة‬

‫تحليل القصيدة والتعليق عليها‬


‫هذا اعر آخر ييا ب أسيره‪ ،‬ولكر الموق ير سختم ان‪ ،‬اال اعر هنا أبو الطيب المتنبم‬
‫الذي لع كد خمو قصيد ه سر قصائده سر حديءه عر ن سه‪ ،‬وإعجابه ب يره وإدالله‬
‫بمكانته‪ ،‬واحتقاره لحايديه وسطالبته سمدوحيه أن ييراوا هذه المكانة‪ ،‬ويولوه عمى‬
‫يره الج اء الذي يتطمع إليه‪.‬‬

‫والميا ب ييف الدولة بر حمدان الذي الزسه المتنبم سرحمة سر حيا ه ويج جاعته‬
‫ام الحرو ووقائيه سع الروم‪ .‬والذي لع يكر يخمو سجمسه سر عالع أو اعر‪ ،‬كمهع‬
‫يحسدون المتنبم ويتممس له الييب ام يره‪ ،‬ويحاول أن ي سد سا بينه وبير أسيره ‪.‬‬
‫ويظهر أن السياية قد نجح ‪ ،‬اسك األسير عما لحق المتنبم سر إهانة ام سجمسه‪،‬‬
‫وع هذا عمى ال اعر ااعت م الرحي ‪ ،‬ولكر بيد أن يج هذه األحوال ام سيميته التم‬
‫جمع بير سدح ييف الدولة‪ ،‬واف ارة إلى عدم عدله سع اعره‪ .‬وإدالل ال اعر بن سه‬
‫وبندبه الذي ي غ الخمق بمداريته والنقاا ايه‪ .‬واف ارة إلى الجاه الذي ره ضحإ‬
‫المتنبم امضى ام إيصال السوء إليه‪ .‬و حدث ال اعر عر جاعته وعر سواق ه التم‬
‫يراها الخي والمي والبيداء والسيف والرسح والقرطاس والقمع‪ ،‬ويهدد باعت اسه‬
‫ال را ير آيف عميه‪ ،‬سا دام القوم الذير ي سع الرحي عنهع لع يصدوه عر ع سه‪.‬‬
‫سج القصيدة ك هذا‪ ،‬ام احوله وج الة‪ ،‬وسبالغة ام التيبير و ركي لمتجار ‪،‬‬
‫وصوغ لها ام صورة حكع‪ ،‬و مإ كمها خصائص ييراها ال ير اليربم ألبم الطيب‬
‫المتنبم‪ .‬وكءير سر أبيات هذه القصيدة قد ا تهر عمى ألسنة الناس وكءر التمءي به سر‬
‫تلإ قوله‪:‬‬
‫ايإ الخصام وأن الخصع والحكــــع‬ ‫يا أعدل الناس إال ام سياســمتم‬
‫وقوله ‪ :‬أ حسب ال حع ايمر حمه ورم ‪...‬‬
‫وقوله ‪:‬أنا الذي نظر األعمى إلى أدبم ‪...‬‬
‫وقوله ‪:‬إتا رأي نيـــو الميــث ‪....‬‬
‫وقوله ‪ :‬يا سر ييــ عميـــنا ‪...‬‬
‫وقوله ‪ :‬إن كان يركع ‪...‬‬
‫وقوله ‪ :‬إتا رحم عر قوم ‪...‬‬
‫و المتنبم يختع قصيد ه هذه سما يمخص به الموقف كمه ايقول‪:‬‬
‫قد ضمر الدر إال أنه كمـــع‬ ‫هذا عتــابإ إال أنــه سقـــــــة‬

‫‪31‬‬
‫أبو تمام يمدح أمير المؤمنين المعتصم باهلل‬
‫ويذكر فتحه عمورية‬

‫ام حده بير الــــــحد والميـــــــب‬ ‫السيف أصد أنباء ســر الكتب‬
‫ستونـهر جـــلء ال ــــــإ والريب‬ ‫بيض الصــ ائح األيــود اـــم‬
‫بير الحسيس ال ام يبــــية ال هب‬ ‫واليمع ام هب األرساح السية‬
‫صا وه سر زخرف ايها وسر كذ‬ ‫أير الرواية ب أير النجوم وسـا‬
‫ليس بنبع إتا عدت وال ــــــر‬ ‫خرصا وأحـــــــاديث سم قــــة‬
‫عنهر ام ص ر األص ار أو رجب‬ ‫عجائب زعموا األيام س جمـــــة‬
‫إتا بدا الكواكب الغربم تو الذنـــب‬ ‫وخواوا الناس سر دهياء سظممة‬
‫سا دار ام امإ سنها وام قطـــــب‬ ‫يقضون باألسر عنها وهم اامة‬
‫نظع سر ال ير او نءر سر الخطـب‬ ‫اتح ال توح يالى أن يحيط بـــه‬
‫و برز األرض ام أثوابها الق ــب‬ ‫اتح تح أبوا السماء لــــــه‬
‫عنإ المنى ح ل سيسولة الحمــــب‬ ‫يا يوم وقية عمـورية انصرا‬
‫والم ركير ودار ال رك ام صيب‬ ‫أبقي جد بير افيلم ام صيد‬
‫لمنار يوسا تلي الصخر والخ ب‬ ‫لقد رك أسير المؤسنير بـــــها‬
‫ي مه ويطها صبح سر المهـــــــــب‬ ‫ادرت ايها بهيع المي وهو ضحى‬
‫عر لونها أو كنن ال مس لع غــــب‬ ‫حتى كنن جلبيب الدجى ر ب‬
‫وظممة سر دخان ام ضحى حـب‬ ‫ضوء سر النار والظمماء عاك ة‬
‫وال مس واجبة سر تا ولع جـــــب‬ ‫اال مس طالية سر تا وقد أام‬
‫عمى بان بنه ولع غر عمى ع ا‬ ‫لع طمع ال مس سنــهع يوم تك‬
‫يلن أبهى ربا سر ربيها الخر‬ ‫سا ربع سية سيمورا يطيف بــه‬
‫أ هى إلى ناظر سر خدها التــــر‬ ‫وال الخدود وإن أدسير سر خج‬
‫عر ك حسر بدا أو سنظر عجــــب‬ ‫يماجة ني سنا الييون بــــها‬
‫هلل سر غـــب ام هللا سر ـــــــــــــقب‬ ‫دبير سيتـــــــصع باهلل سنتقــــع‬
‫إال قدســـــه جيــــــش سر الرعـــب‬ ‫لع يغ قوسا ولع ينهـد إلى بــمد‬
‫سر ن سـه وحــــدها ام جح لحــب‬ ‫لو لع يقذ جح ل يوم الو م لغدا‬
‫ولو رسى بإ ير هللا لــع صــــــب‬ ‫رسى بإ هللا برجيها اهدسهـــــا‬
‫كنس الكرى ورضات الحرد اليــر‬ ‫لبي صو ا زبطريا هرق لــه‬
‫برد الءغور ويمسالها الحصـــــــــب‬ ‫عداك حر الءغـور المستضاسة عر‬
‫ولو أجب بغيرالسيف لع جـــــــــب‬ ‫أجبته ســيمنا بالســـيف سنصمـــتا‬
‫والحر س تقة المينى سر الحـــر‬ ‫لما رأى الحر رأي اليير وامس‬
‫اي ه البحر دون التيــــار والحــــد‬ ‫دا يصرف باألســـوال جريتهــا‬
‫عر و سحتسب‪ ،‬ال و سكتســـب‬ ‫هيهات زع ع األرض الوقوربه‬
‫يوم الكريهة ام المسمو ال السمـــب‬ ‫إن األيود أيـود الغا همتهــــا‬

‫‪32‬‬
‫بسكتة حتها األح اء ام صخـــــب‬ ‫ولى وقد ألجع الخطى سنطقـــــــه‬
‫سر خ ة الخوف إال سر خ ة الطر‬ ‫سوكـــــــل ببقا األرض ي راــه‬
‫أو يي جاحها سر كءرة الحطـــــب‬ ‫إن ييد سر حرها عدو الظميع اقـد‬
‫جرثوسة الدير وافيلم والحســـــب‬ ‫خمي ة هللا جازى هللا يييإ عــــر‬
‫نال إال عمى جسر سر التيـــــــــــب‬ ‫بصرت بالراحة الكبرى امع رها‬
‫إن كان بير صروف الدهر سر رحع سوصولة أو تسام ير سنقضــــــــب‬
‫وبير أيام بــدر أقــر النســـــــــــب‬ ‫ابيـــر أياسإ الل م نصرت بهـا‬
‫أبقي بنى اص ر الممراض كايمهع ص ر الوجوه وجم أوجه اليـــــر‬

‫معا ي المفردات‬

‫المتصع باهلل ثاسر الخم اء اليبايير بويع بمخلاة ينة ‪ 901‬هـ و ظ خمي ة إلى أن اوام‬
‫ينة ‪ 993‬هـ‬
‫عمورية كان سديناة حصاينة سار بالد أيايا الصاغرى قربياة سار أنقارة‪ .‬و كانا يوسئاذ‬
‫ح حكع الروم الذير أ اروا عمى بيض الءغور افيلسية‪ ،‬امضى الميتصع لحربهع و‬
‫حاصر عمورية واقتحمها المسممون‪ ،‬و نموا سنها سغانع كءيرة‪ ،‬وكان تلإ ينة ‪992‬هـ‬
‫الكتب يريد بهما كتب المنجمير الذى زعموا أن عمورية ال تح ام الوق الذى اهاا‬
‫ايه الميتصع‬
‫صفائح ‪ :‬جمع ص يحة و هم السيف اليريض‪ .‬متةوهن ‪ :‬جاوانبهر‪ .‬والجةالء ‪ :‬الك اف‬
‫و الذها ‪ .‬و الريب‪ :‬جمع رببة و هم ال إ‪.‬‬
‫األرمةةاح ‪ :‬جمااع رسااح و ااهب األرساااح ‪ :‬أى األرساااح اللسيااة كن ااهب‪ .‬و الخس ةيس ‪:‬‬
‫الجيش‪ .‬والسبعة الشهب‪ :‬هم الكواكب السيارة السبية‬
‫التخرص‪ :‬الكذ ‪ .‬و لفةق الحةديث ‪ :‬سوهاه بالباطا ‪ .‬و النبةع ‪ :‬اجر صامب سار أ اجار‬
‫الجبال‪ .‬و الغرب ‪ :‬نو سر ال جرة ‪ ،‬أى أن هذه األحاديث ليسا سماا يتحاذ ساادة ييتماد‬
‫عميها اى الحرو‬
‫مجفلة عنهن ‪ :‬أى سبينة بسرعة‬
‫داهية دهياء ‪ :‬ديدة‬
‫الفلك ‪ :‬سدار الكو كب‬
‫القشب ‪ :‬جمع ق يب و هو الجديد والنظيف‬
‫حفال ‪ :‬سميئة سحت دة‪ .‬معسولة‪ :‬سخموطة باليس ‪ .‬بالحلب ‪ :‬البر المحمو‬
‫الجد ‪ :‬الحظ ‪ :‬و الصعد ‪ :‬اليمو ‪ .‬و الصبب‪ :‬االنحدار‬
‫أى أن مإ المدينة احترق اذل صخرها و خ بها لمنار‬
‫البهيم ‪ :‬األيود‪ .‬و يشله‪ :‬يطرده‬
‫شحب لو ه ‪ :‬غير سر جمو أو سرض نحوهما‬

‫‪33‬‬
‫أفل ‪ :‬ا ‪ .‬و واجبة‪ :‬ائبة‬
‫بنى بأهله ‪ :‬دخ عميهع‪ .‬و العزب ‪ :‬سر الزوج له‬
‫غيالن ‪ :‬هو ال اعر تو الرسة و حدث ام يره كءيرا عر سية و ربيها‪ .‬و الربةا‪ :‬جماع‬
‫ربوة و هم سا ار ع م األرض‬
‫أدمين‪ :‬وردن‪ .‬والترب ‪ :‬كءيرا الترا‬
‫السماجة ‪ :‬القبح‪ .‬غنى به غيره ‪ :‬اكت ى‬
‫ارتغب ‪ :‬ر ب‬
‫هد إلى البلد‪ :‬نهض إليه‪ .‬والرعب‪ :‬ال ‪ .‬ضم عينيه لموزن‬
‫الجحفل‪ :‬الجيش‪ .‬و الجيب ‪ :‬ال ديد الصياح و الجمبة‬
‫زبطريا‪ :‬نسبة إلى زبطرة‪ ،‬و هم حصر كان اى يد المسممير ان اار عمياه سماإ الاروم و‬
‫كان تلإ يابب حمماة الميتصاع‪ .‬و الرضةاب‪ :‬الرياق‪ .‬و الخةرد‪ :‬جماع خريادة وهام ال تااة‬
‫الحيبة ‪ .‬و العرب ‪:‬جمع عرو و هم المرأة المتحببة إلى زوجها‪.‬‬
‫عداء من األمر ‪ :‬صراه عنه‪ .‬ال غور المستضامة‪ :‬يريد بالءغور هنا البلد الواقياة عماى‬
‫الحدود‪ .‬و المستغمامة ‪ :‬المهضوسة الحق‪ .‬برد ال غور‪ :‬يريد بهماا ثغاور الخارد البااردة‪.‬‬
‫والسلسال‪ :‬الماء اليذ يريد به الريق‪ .‬والحصباء‪ :‬هم صغار الحصى‬
‫منصلتا صقيال‪ :‬ساضيا‬
‫الحرب‪ :‬يمب سال الرج و ركه بل مء‪ .‬و توفلس ‪ :‬سمإ لروم‬
‫يقول‪ :‬لما رأى وامس الحر جرى بالرجال كما جرى السيول‪ ،‬باذل لمميتصاع أساواال‬
‫ليرجع عنه‪ ،‬اي ه أى عميه و يريد باالبحر الميتصاع و جي اه‪ .‬و حةدب البحةر ‪:‬ساا ار اع‬
‫سر أسواجه‬
‫احتسب بكذا أجرا عند هللا ‪ :‬اعتده ينوى به وجه هللا و اكتسب ساال طمبه و ربحه‬
‫الكريهة‪ :‬ال دة ام الحار ‪ .‬و المسةلوب‪ :‬هاو القتيا اام الحار و السامب ساا عمياه سار‬
‫ثيا و أدوات حر و يرها‬
‫الخطى‪ :‬الرسح‬
‫اليفاع‪ :‬سا ار ع سر ألرض‪ .‬و يشرفه‪ :‬ييموه‬
‫الظلم‪ :‬تكر النيام‬
‫الجرثومة‪ :‬األص‬
‫الرحم‪ :‬القرابة و ال سام‪ .‬و منقضب‪ :‬سقطو‬
‫يوم البدر‪ :‬أول سيركة انتصر ايها المسممون عمى الم ركير ام عهد الريول‬
‫بنو األصفر ‪:‬الروم‪ .‬و الممراض‪ :‬كءيرالمرض إ اارة إلاى أن صا ر هع سار سارض ال‬
‫عر إ راقا‬ ‫سر خمقة‪ .‬كاسمهم‪ :‬أى صاروا ص ر الوجوه‪ .‬و جلت أوجه العرب ‪ :‬ك‬

‫‪34‬‬
‫التحليل للقصيدة‬

‫قيم هذه القصيدة ام سدح الخمي ة سيتصع‪ ،‬عند سا ار اليدو عمى حدود بلده‪ ،‬انهض‬
‫ير سنايب‬ ‫سسرعا لمرد عميهع‪ ،‬ولع يبال قول المنجمير الذير كانوا ي عمون أن الوق‬
‫لغ و الروم‪ ،‬ولكر الميتصع سضى قدسا ام قراره‪ ،‬وحار الروم وانتصر عميهع‪.‬‬

‫والقصيدة صور هذا كمه ام يخرية بما زعمه المنجمون‪ ،‬و مجيد ل تح الخمي ة‬
‫الميتصع ليمورية‪ ،‬ووصف لمحر التم دارت ايها وأ ادة ببسالته و جاعته وإقداسه‪،‬‬
‫ووصف سا أصا الروم سر تعر ودعا الخمي ة إلى مجيد ال تح اليظيع‪.‬‬

‫أسا السخرية بنقوال المنجمير‪ ،‬اقد بدأ ال اعر بها قصيد ه قائل‪ :‬إن السيف بناياله التم‬
‫نرت سر اليدو‪ ،‬واقتحع بها المسممون بلده أصد سر الكتب التم زعع ايها المنجمون‬
‫ير سجدية ام الوق الذي ا ايه الميتصع بلد الروم؛ اإن حد السيف هو‬ ‫أن الحر‬
‫الذي ي ص بير الجد والميب‪ ،‬والسيوف البيضاء ال الصحف المسودة بالمداد هم التم‬
‫ي عر الناس سا يكون عندهع سر إ‪ ،‬اهم التم حقق النصر و بيد سا يكون سر‬
‫ريبة ايه‪ .‬والرساح اللسية بير الص وف هم سصدر اليمع؛ ألنها حقق األس ‪ .‬أسا هذه‬
‫الكواكب ال بيث ام الن وس يقينا وال حقق آساال‪.‬‬

‫أير سا وراءه أولئإ المنجمون؟ إن نجوسهع وسا نسبوه إليها ليس إال كذبا وأحاديث‬
‫باطمة؛ ال يتيد بها‪ .‬لقد زعموا األيام سسرعة ام اف يان بيجائب قع ام ص ر أو رجب؛‬
‫وخواوا الناس سر وقو سصائب ح بهع إتا بدا ام األاق الكواكب تو الذنب‪ ،‬ور بوا‬
‫األسور عمى دوران الكواكب ام أالكها وحول قطبها؛ والكواكب اامة عنهع ال دري‬
‫سما ير بون يئا‪.‬‬

‫أسا مجيد الميتصع اقد بدأه سيمنا عج ال ير والنءر عر أن يحيطا بوص ه أو وصف‬
‫آثاره ام ن وس المسممير بالم ر ولمغر ؛ اهذا ال تح أعظع ال توح قدرا‪ ،‬وهو ال تح‬
‫ال توح ت تح له أبوا السماء إجلال لتصغى إلى وص ه وقدره‪ .‬و مبس له األرض ثيابها‬
‫الجديدة الم خراة‪.‬‬

‫حظ المسممير راييا‪ ،‬وهوت بحظ‬ ‫لقد حقق اتح عمورية آساال حاامة يييدة جيم‬
‫الم ركير وبلدهع‪.‬‬

‫ووصف ال اعر الحر التم در ام عمورية‪ ،‬اقال‪:‬‬


‫أصمي أيها األسير مإ المدينة نارا حاسية تل لها صخرها وخ بها وأنارت ليمها البهيع‬
‫حتى صار كالضحى‪ ،‬امهب نيرانها كالصبح يطرد ظلم ليمها‪ ،‬وكنن جمبا المي‬

‫‪35‬‬
‫األيود ر ب عر يواده أو كنن ال مس لع غر عر المدينة‪ .‬االنار بيث ضياءها‬
‫ويط الظمماء الياك ة عمى المدينة‪ ،‬والدخان المنبيث سر األرجاء يكون ظممة ام ويط‬
‫الضياء ايصبح كننه ضحى حب لونه‪ ،‬اكنن ال مس طالية لضوء النيران‪ ،‬وكننها‬
‫ائبة لهذه الظممة المنبيءة سر الدخان‪.‬‬

‫ولقد بدأ هذا الربع الخالم (يريد عمورية بيد الحريق) جميل ام أعيننا‪ ،‬ب صار أبهى‬
‫سنظرا سر ربع سية سيمورا بها ام نظر اعرها تي الرسة‪ ،‬وأصبح خد عمورية‬
‫المي ر بالترا أ هى إلى ناظرها سر الحدود المضرجة بدساء الخج ‪ ،‬وصارت‬
‫يماجتها أبهى ام أعيننا سر ك يئ حسر أو سنظر عجيب‪.‬‬

‫وأ اد ال اعر بالميتصع اذكر أن هذا ال تح قد دبره خمي ة ييتصع باهلل ويتخذه سمجن‪.‬‬
‫وينتقع له سر هؤالء األعداء الذير أ اروا عمى بلد افيلم وانتهكوا حماها‪ .‬وير ب‬
‫ايما عند هللا وينتظر حقيق وعده ام ان ينصره هللا سادام يي دينه‪.‬‬

‫خمي ة ينصره رعب أعدائه كمما ا قوسا أو قصد بمدا‪ ،‬جا حتى لكننه سر ن سه‬
‫البايمة ام جيش جرار‪ .‬ييينه هللا‪ ،‬ولو لع ينصره هللا سا انتصر‪.‬‬

‫لقد سضي أيها الخمي ة مبم صوت سر ايتجار بإ انعرض عر النوم وصراتإ البلد‬
‫المظموسة عر المتية بءغور الحسان‪ ،‬امبي دعو ه بالسيف الصقي الماضم ولو أنإ‬
‫أجبته بغير السيف سا كن قد لبي دعو ه‪.‬‬

‫أسا وامس سمإ الروم اإنه عند سا رأى الحر ‪ .‬وايها سمب األسوال و صبح نهبا‬
‫سقسما‪ ،‬أراد أن يءنم ع سإ بالمال يقدسه إليإ‪ ،‬ولكر جي إ المجب مبه عمى أسره‪،‬‬
‫ا ل ل األرض ح قدسيه‪ ،‬ألنإ غ وه وا رجو به وجه هللا يالى‪ .‬وال ريد به‬
‫كسب المال‪ .‬وهكذا األيود ال بغم يوى ال ريسة‪.‬‬

‫ة‪ ،‬وراح سضطر القمب‬ ‫عمى لسانه امع ينبس ببن‬ ‫سضى الممإ وقد ألجع ال‬
‫يبغم النجاة ام جبال األرض ويدايه الخوف واالضطرا ال الطر وال رابة إتا‬
‫سضى سسرعا كما يجرى النيام – جحيما ال يطا لكءرة سا أوقد ه ايها الحطب‪.‬‬

‫إن هذه الميركة التم دارت بينإ وبير الروم به إلى سدى بييد سيركة بدر التم دارت‬
‫رحاها بير المسممير وقوى ال ر سر قريش الم ركير‪ .‬وقد ه الخوف ن وس الروم‬
‫اكسا وجوههع ص رة وسرض‪ ،‬عمى حير نلق وجه الير وعم رؤويهع ع ة‬
‫وابتهاجا‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫اهذه القصيدة يرض ظاهر ير سهمتير ام حياة األد اليربم ام اليصر اليبايم‬
‫إحداهما ام انه واألخرى ام سوضوعه‪ .‬انسا التم ام ال ر اهم تلإ التيمق ام‬
‫التصوير والجري سع الميانم إلى أبيد آااقها وإبرازها ام صورة سر النظع يحتاج‬
‫الذهر إلى بذل سجهود قب أن يدركها ويحيط بمراسيها‪ ،‬وهذا النظع ييتمد عمى سا ايماه‬
‫النقاد المتقدسون ار البديع‪ ،‬وقد عبد طريقه سسمع بر الوليد ووص هذا ال ر ترو ه عمى‬
‫يد أبم مام انصبح سذهبا يريا ستمي ا ناوله النقاد بالتحمي والموازنة‪.‬‬

‫وأسا الظاهرة التم ام الموضو اهم صوير تلإ الك اح الذي أخذ ي تد بير المسممير‬
‫والروم‪ ،‬ووصف سا دار بينهما سر الوقائع‪ .‬وييد أبو مام أحد اريان هذه الحمبة‪.‬‬

‫وسمر برز ايها بيده المتنبم وابر هانم األندلسم وكءير سر يراء المسممير أيام‬
‫الحرو الصميبية‪:‬‬

‫واآلنسات إتا الح سغانيـــــــها‬ ‫يا سر رأى البركة الحسناء رؤيتها‬


‫يد واحدة والبحر ثانيــــــــــــها‬ ‫بحسبها أنها سر اض ر بتـــــــــها‬
‫ام الحسر طورا وأطوارا باهيها‬ ‫سا بال دجمة كالغيرى نااســــــــها‬
‫=========‬
‫إبداعها اندقوا ام سيانيــــــــــــــها‬ ‫كنن جر يميمان الذير ولـــــــوا‬
‫قال ‪ :‬وهم الصرح مءيل و بيها‬ ‫امو مر بها بمقيس عر عـــرض‬
‫كالخي خارجة سر حب سجريهـــــا‬ ‫نحط ايها واود الماء ســيجمـــة‬
‫سر السبائإ جري ام سجاريــــــــها‬ ‫كننما ال ضة البيضاء يـائمـــــة‬
‫سء الجوا ر سصقوال حوا يـــــــها‬ ‫إتا عمتها الصبا أبدت لـها حبكـا‬
‫وريق الغيث أحيانا يباكيـــــــــــــــها‬ ‫ارونق ال مس أحيانا يضاحكها‬
‫ليل حسب يماء ركب ايــــــــــــها‬ ‫إتا النجوم راءت ام جوانبـــها‬
‫===========‬
‫يد الخمي ة لــــــــــما يال واديــــــــها‬ ‫كننها حير لج ام داقـــــــها‬

‫‪37‬‬
‫معا ي المفردات‬

‫الغيرى ‪ :‬سؤنث الغيران‪ .‬تباهيها‪ :‬اخرها‬

‫سليمان ‪ :‬نبى هللا يميمان بر داود و قد يخر هللا له الجر‬

‫بلقيس ‪ :‬سمكة يبن ام عهد النبم يميمان و قد وردت قصتها ام القرآن الكريع‬

‫حبك ‪ :‬المقصود به التكسير الذى يبدوا عمى ص حة الماء إتا سرت بها الريح‬

‫الجواسن ‪ :‬الدرو ‪ ،‬س ردها جوير‬

‫رو ق الشمس‪ :‬حسنها و إ راقها‬

‫ريق الغيث‪ :‬الريق أن يصيبإ سر المطر ىمء يسر‬

‫الجد‪ :‬الغطا‬

‫‪38‬‬
‫البحتري يصف إيوان كسرى‬

‫صن ن سم عما يدنس ن ـــسم و راي عر جدا ك جــــــــــــــبس‬


‫و مايك حير زع عنم الدهر إلتمايا سنه لتيسم ونكســـــــــــــــم‬
‫إلى أبيض المدائر ((عنســــــــم ))‬ ‫حضرت رحمم الهموم اوجه‬
‫أ سمى عر الحظـوظ وآيــــــى لمح سر آل(( يايـــــــــان)) درس‬
‫أتكر نيهع الخطو التـــوالــى ولقد ذكر الخطـــــــــــو و نســـى‬
‫وهع خااضون ام ظ عـــــال س رف يحسر الييون ويخــــــــــسم‬
‫سغمق بابه عمى جب القبــــــق إلى دار م((خلط)) ((وسكــــــس))‬
‫حم لع كر كنطـلل(( ييد)) ام ق ار سر البسابس سمـــــــــــــــس‬
‫وسسا لوال المحاباة سنــــى لع طمقها سسياة ((عنس))و((عبس))‬
‫نق الدهـر عهدهـر عر الجدة حتى رجير أنضـــــاء لبــــــــــــس‬
‫اكنن ((الجرساز)) سر عـــدم األنس وإخلله بنية رســـــــــــــــس‬
‫لو راه عممــ أن الميــالـــم جيم ايه سن ما بيد عــــــــــــــرس‬
‫ال ي ا البيان ايهع بميــــــــــــــس‬ ‫وهو ينبيإ عر عجائب قـوم‬
‫((ار ي )) بير((روم))و((اــرس))‬ ‫وإتا سا رأي صورة أنطاكية‬
‫والمنايا سواث و((انو روان)) ي جم الص وف ح الدراــــــــس‬
‫أص ر يختال ام صبيغــــــــة ورس‬ ‫ام اخضرار سر المباس عمى‬
‫ام خ وت سنهع وإ ماض جـــــرس‬ ‫وعراك الرجال بير يديــــــه‬
‫وسميح سر السنـــــــــــــان بتـــــرس‬ ‫سر س يج يهوي بياس رسح‬
‫لهع بينهع إ ـــــــارة خـــــــــــــرس‬ ‫صف اليير أنهع جد أحيــاء‬
‫تقراهــع يداي بممــــــــــــــــــــــس‬ ‫يغتمم ايهع ار يابم حــــتى‬
‫الصنية جو ام جنب أرعر جمس‬ ‫وكنن افيــوان (( سر عجب‬
‫الم ترى ايه وهو كوكب نحـــــــس‬ ‫عكس حظه الميالم وبـــات‬
‫كمك سر كلك الدهر سريــــــــم‬ ‫اهو يبدي جمـــــــــدا وعميه‬
‫يكنوه‪ ،‬أم صنع جــــر فنــــــــــس‬ ‫ليس يدرى أصنع إنس لجـر‬
‫يإ بانيه اـــــم الـــــمموك بنكــــس‬ ‫ير أنى أراه ي هد أن لــــع‬

‫‪39‬‬
‫معا ي المفردات‬
‫جبس‪ :‬الجبان والمئيع وال ايق والءقي الروح‬
‫النكس‪ :‬انقل الرج عمى رأيه أو يقوطه كمهما نهض‬
‫العنس ‪ :‬الناقة القوية‬
‫درس‪ :‬أى سندرس و هو سا ع ا أثره‬
‫يحسر ‪ :‬يرد البصر كميل و يخساى سخ اة سار يخ ائ‪ ،‬قاال ياالى نينقماب إلياإ البصار‬
‫خاييا و هو حسيرن {السورة الممإ اآلية ‪}4‬‬
‫خافضون ‪ :‬ناعموا الييش‪ .‬ام ظ عال‪ :‬ي ير إلى حصون بلد اارس‬
‫جبل القبق ‪ :‬جب ام أرسينية ‪ .‬والدارة‪ :‬ك أرض وايية باير الجباال‪ .‬خةالط ‪ :‬بمادة اام‬
‫أرسينية‪ ،‬وكذالع سكس‪.‬‬
‫حلل ‪:‬جمع حمة أى سنازل‪ .‬البسابس ‪ :‬الق ار‪ .‬الملس ‪ :‬التى ال نبات ايها‪ .‬يقارن ال اعر‬
‫بير حياة ال رس الناعمة و حياة الير المتق ة‪.‬‬
‫و مساع ‪:‬المساعى المكرسات‪ .‬وعنس وعبس‪ :‬قبيمتان عربيتان‬
‫الجدة جدة الشيء ‪:‬حداثته‪ .‬األ ضاء ‪:‬جمع نضو و هو اله ي سار الحياوان والباالى سار‬
‫الءيا ‪ .‬و اللبس‪ :‬االيتيمال‬
‫الجرماز ‪ :‬افيوان ‪ ،‬بالمغة ال ارية ‪ ،‬و أصمه كرسازى‬
‫عدم األ س ‪ :‬بكسر الهم ة أى عدم السكان ‪ ،‬و بالضع بمينى الوح ة‪ .‬واإلخالل ‪ :‬الترك‬
‫و الغيا ‪ ،‬سر أخ بالمكان أى ا عنه و ركه‬
‫و البنية ‪ :‬ال مء المبنىء ‪ .‬الرمس ‪ :‬القبر ‪.‬‬
‫المأتم ‪ :‬ك سجتمع ام ح ن أو ارح ‪ ،‬و المراد ام الح ن‬
‫عرس ‪ :‬ال واج وطيام الوليمة‪ ،‬و المراد هنا ال رح‬
‫أ طاكية ‪ :‬سدينة ام مال يوريا ابية لتركيا اآلن و قاد كاان اام إياوان كسارى صاورة‬
‫ألنطاكية و هم سحاصرة ‪ .‬الدرفس ‪ :‬اليمع الكبير‬
‫الورس ‪ :‬نب اص ر يصبع به و ال اعر يصف ارس كسرى أنو روان‬
‫الخفوت ‪:‬السكون و السكوت‪.‬و الجرس ‪ :‬الصوت الخ م‬
‫المشيح ‪ :‬الحذرالمجد‪ .‬وعامل الرمح ‪ :‬صدره و هو سايمى السنان‬
‫الملةةيح ‪:‬الخااائف الحااذر‪ .‬و السةةنان ‪:‬نصا الاارسح‪ .‬التةةرس‪ :‬صا حة ساار اااوالت سسااتديرة‬
‫حم لموقاية سر السيف و نحوه ‪.‬تصف العين ‪ :‬تخي سر دقة التصوير و الريع‬
‫يغتلى‪ :‬سر الغمو أى جاوز الحد‪ .‬تتقراهم‪ :‬تتبيهع‬
‫الجوب ‪:‬سصدر جا ال مء ‪،‬أى خرقه ‪ ،‬و الصخرة ‪ :‬نقبها‪ ،‬ي به ال ااعر القصار بنناه‬
‫لضخاسته كانه خر أو نح ام الجب ‪.‬‬
‫األرعن ‪ :‬الجب تو الرعر‪ ،‬و هو أنف يتقدم الجب ‪ .‬الجلس ‪ :‬الجب اليالم‬
‫المشترى‪ :‬نجع سيروف يقال إنه سر كواكب السيد‬
‫كلكل‪ :‬الصدر أو سا بير الترقو ير‪ .‬النكس‪ :‬الضييف و الجبان‬

‫‪40‬‬
‫التحليل األدبي‬

‫‪0‬ـ قال البحتري اام هاذه القصايدة بياد سقتا المتوكا عاام ‪ 943‬هاـ‪ .‬وكاان حاضارا اام‬
‫المجمس‪ ،‬ثع هر وهام ام البلد ح ينا خائ ا ر ع أن الخمي اة المنتصار الاذي حكاع بياد‬
‫المتوك حاول ايترضاء البحتري‪ ،‬إال أنه لع يكار سطمئناا نتيجاة لماا ااهده سار أهاوال‬
‫عند سقت المتوك ‪.‬‬

‫وام هذا الجو المممء بالح ن والينس‪ ،‬زار البحتري المدائر‪ ،‬وايهاا إياوان كسارى وهاو‬
‫سر أعظع سا خم ه أكايرة ال رس سر سظاهر اليمران‪ ،‬وقال مإ القصيدة الخالدة‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ نال ينية البحتاري اهرة أدبياة كبيارة‪ ،‬وعارضاها عادد سار ال ايراء‪ ،‬سانهع أحماد‬
‫وقم‪ ،‬كما أن األدباء والنقاد أثنوا عميها‪ ،‬وعدوها سر عيون ال ير اليربم‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ يبمغ عدد أبياات القصايدة ‪ 56‬بيتاا‪ ،‬وساا أوردنااه هناا إنماا هاو اختياار سنهاا‪ ،‬ر اع أن‬
‫القصيدة وحدة ستكاسمة‪ ،‬وقصة يرية سترابطة‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ بدأ البحتري قصيد ه بوصف حالته الن سية‪ ،‬وأنه قد صان ن سه عما يييبها ويدنسها‪،‬‬
‫وأنه قد مايإ ام وجه الخطو واألحداث ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ثع انتق إلى بيان يبب رحمته إلى المدائر وزيار ه فيوان كسرى‪ ،‬وأن الهماوم هام‬
‫التم دايته إلى تلإ‪ ،‬وأنه كان يريد أن يسمم ن سه ويي يها بم اهدة آثار الماضير‪.‬‬

‫‪ 6‬ـ والبحتاري عربام أصاي سار قبيماة طام‪ ،‬وساع تلاإ اقاد أثناى عماى حضاارة ال ارس‬
‫وآثارهع‪ ،‬واضمها عمى آثار الير اقال‪ :‬لع كر كنطلل ييدي‪ ،‬ورس بسيدي لمير ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ ثع بدأ ام وصف افيوان وعظمته‪ ،‬وأناه يادل عماى عظماة القاوم الاذير أ اادوه لكار‬
‫الدهر قد قمب لهع ظهر المجر‪ ،‬انقام ايه سن ما بيد عرس‪ ،‬ويتحدث عر صورة سريوسة‬
‫ام جدار افيوان لميركة أنطاكية التم دارت بير ال رس والروم وانتصار ايهاا ال ارس‪،‬‬
‫وأنه قد خي إليه سر روعة الريع أنه يييش ام جو الميركة حقيقة ال خياال‪ .‬وييود إلاى‬
‫الحديث عر عظمة افيوان‪ ،‬وأنه قد احتار ام أسره ه بنته افنس لمجر أم أ اد ه الجر‬
‫لإلنس‪ ،‬لكر ال مء المؤكد أن سر بناه كان سر عظماء المموك‪.‬‬

‫‪1‬ـ والقصيدة ك ف بوضوح عر طريقاة البحتاري وخصائصاه ال ايرية‪ ،‬وسنهاا قدر اه‬
‫عمى الوصف‪ ،‬حتى أنه ريع بهذه القصيدة لوحة يرية فيوان كسارى‪ ،‬يساتطيع قاار‬
‫القصيدة أن يتخي افيوان سائل أساسه‪ .‬وهذا الوصف ال يتسع بالجمود ووصف المظاهر‬

‫‪41‬‬
‫اقط‪ ،‬ب حس أن ال اعر قد اعا ساع افياوان‪ ،‬ااإتا هاو يخاطباه ويؤياف لماا حا باه‬
‫ويستمد سنه اليبرة‪ ،‬وسا تلإ إال ألن ال اعر قد خي أن القصر يتجااو سياه وي ااركه‬
‫ام هموسه‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ و تجمااى ااام هااذه القصاايدة قاادرة البحتااري ااام اختيااار األل اااظ وايااتخدام المحساانات‬
‫البديية ب ك ال يذهب جمال القصيدة‪ ،‬ب يض ى عميها سسحة سر جمال ورقة‪.‬‬

‫‪ 01‬ـ وقااد اختاار البحتااري قاايااة الساير‪ ،‬والسااير كماا هااو سيااروف سار حااروف الهمااس‬
‫والويوية‪ ،‬وام تلإ انسجام سع حالته الن سية‪ ،‬إت كان خائ ا ستنسل‪.‬‬

‫‪ 00‬ـ ولقااد بمااغ البحتااري قمااة افباادا ال اايري ااام وص ا ه لصااورة الميركااة‪ ،‬سيركااة‬
‫أنطاكية‪ ،‬عمى وجه الخصوص عند سا قال ( تقراهع يداي بممس) اهو يريد أن يقاول‪ :‬إن‬
‫الموحة سر دقتها جي الناظر إليها يظر أنه ي اهد الميركة ايل ال ام لوحاة سرياوسة؛‬
‫اقد اختمط عميه األسر حتى ممس الموحة بيده‪ ،‬و نكد أنها ريع ال حقيقة‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫قصيدة أبي العالء المعري‬

‫هو ال اعر الحكيع ال يمسوف أحمد بر عبد هللا بر يميمان بر سحمد التنوخم ولد ام‬
‫الميرة ينة ‪ 262‬هـ‪ ،‬وكان أبوه سر أه األد و ولى جده القضاء ايها‪ ،‬وييد أبو‬
‫اليلء الميري خا مة يراء اليصر اليبايم الءانم‪ ،‬كما كان أبو الطيب المتنبم‬
‫اا حته‪ .‬لع يكد أبو اليلء يتع الءالءة سر عمره حتى أصابه الجدري اذهب بيينه اليسرى‬
‫و م يمناهما بياض اكف بصره وهو صغير‪ ،‬وقد أخذ أبوه يمقنه النحو والمغة إلى‬
‫جانب الدروس التم كان يتمقاها سر عمماء بمد ه ثع رح إلى بغداد و تممذ عمى عمماءها‬
‫وكان او هذا نادرة عصره ام جودة الح ظ والذهر‪.‬‬

‫وقد قرض ال ير ام حداثته ولكنه لع يجيمه وييمة لمكسب‪ ،‬ولع يكر سر دأبه أن يمدح‬
‫إنسانا ر بة ام ثوابه أو طميا ام ساله كما حدثنا عر تلإ ام كتابه (يقط ال ند) وكان‬
‫سر حصة سر وقف عميه ثلثير دينارا ام اليام ين ق نص ها عمى سر يخدسه‪،‬‬ ‫ير‬
‫وام ينة ‪ 221‬هـ رح إلى بغداد وهم سمتقى اليمماء وسحط األدباء وقاب عددا سر‬
‫رجاال ها ام اليمع وال ير واألد ثع رجع إلى الميرة ول م بيته حتى لقب ( رهير‬
‫المحسنير) ول م الصوم واستنع عر أك ك تي روح حتى وااه هللا ينة ‪ 442‬هـ‪.‬‬

‫شعره‪:‬‬
‫ألبم اليلء ير قاله ام بابه ويجميه ديوانه (يقط ال ند) ونراه ايه واضح التكمف‬
‫كءير المبالغة والتقميد لممتنبئ‪ ،‬وجارى يراء عصره ام البديع وايتيم الغريب ليدل‬
‫عمى سقدر ه وقد يمع له ام هذا الطور جممة سر القصائد‪ ،‬وسنها هذه القصيدة التم‬
‫نيرض اآلن ل رحها‬

‫وله ير قاله ام يخوخته ويجميه ديوانه (الم وسيات) وقد الت م ام قااية هذا ال ير‬
‫حراير وضمنه كءيرا سر أرائه ام الدير والن س والخميقة والوجود وله سؤل ات أخرى‬
‫ير هذير سر أ هرها‪ :‬ريالة الغ ران‪ ،‬وكتابة األيإ والغصون‪.‬‬

‫عرض القصيدة ‪:‬‬


‫‪ 0‬ـ يقول ال اعر ام سطمع قصيد ه إن ك سا أايمه سر ع ة و جاعة وح م إنما هو ام‬
‫يبي الي وال رف‪ ،‬وإننم رج سجر عالج الكءير سر الم كلت التم عج الناس‬
‫عر سيالجتها امس بيد تلإ بمستمع إلى الوا ير أو بمخيب رجاء السائمير‪) 9 – 0( .‬‬

‫‪ 9‬ـ ثع وجه الحديث إلى أعدائه سخاطبا أحدهع بقوله ‪ :‬ينبغضإ وار ح عنإ وهذا‬
‫أيسر مء يصدر سنى بالنسبة لإ‪ ،‬ثع إننم بيد تلإ ال أكءرت بموم اللئمير فيمانم بنن‬
‫سا ايمته هو الحق الذي ال سرية ايه (‪) 4 – 2‬‬

‫‪43‬‬
‫‪ 2‬ـ ثع جاء دور ال خر والحديث عر الن س اقال‪ :‬إننم ال عيب ام يوى أننم أحص‬
‫الميالم وأ خمق بال ضائ وهذا سبيث حقد الحاقدير عمى والمحاربير لم‪ .‬وكنن الناس‬
‫لما رأونم قد وق عميهع عج وا عر المحا بم صدوا لمحار م‪ ،‬وجدوا ام تلإ‬
‫كننهع يطمبون ثارات عندي وهيهات أن ينالوا سنم‪.‬‬

‫هر م و وقد نوري وعظع ننم حتى أصبح أحتم‬ ‫وقد انت رت تكرى و اع‬
‫سر األسور اليظيمة سا يج األيام عر احتماله و نوء الجبال بنعبائه‪ ،‬وام ايتطاعتم‬
‫أن أحقق سا عج األوائ عر حقيقه‪ ،‬وأنا او تلإ جا ‪ ،‬أيير ام الصباح وأيير‬
‫بالمي ال أرهب السيوف وال أعبن بالجحاا ‪ ،‬رانم دائما عمى أهبة االيتيداد لمقتال‬
‫كالجواد الممجع والسيف المنتضم ولس سع تلإ سمر يينون بالمظهر أو خدعهع‬
‫بارقات الحياة‪ ،‬ألنه لو كان قيمة المرء ام سظهره لكان قيمة السيف ام حمالته‬
‫وجرابه (‪) 09 – 5‬‬

‫‪ 4‬ـ ثع يقول‪ :‬إننم أ ظاهر بالجه سجاراة لمناس حتى حسبونم جاهل‪ ،‬وسا أعجب أن‬
‫يظهر النقص صاحب ال ض ‪ ،‬أو أن يدعى ال ض الناقص الذي ال ييرف ال ض ‪.‬‬

‫‪ 5‬ـ ثع وجه الخطا سرة أخرى ألعدائه اقال‪ :‬إتا كن سع عمو قدري وعظيع سن لتم ال‬
‫أيمع سر عيب الناس وتسهع اكيف يسمع سر أتاهع يرى وهو ال حول له وال قوة (‪.)05‬‬

‫‪ 6‬ـ وال اعر بيد تلإ ييود إلى ال خر ايقول‪ :‬إننم ام ك يوم أزداد اضل وعمما لدرجة‬
‫أن يوسم ي اخر أسسم‪ ،‬و حسد أيحاري عمى األصائ ‪ ،‬ألنم بمغ ايها سا لع أبمغه ام‬
‫وقتها‪ ،‬وقد خبرت األيام حتى أصبح ال أهتع بنحداثها وال أكءرت (‪.) 01 – 06‬‬

‫‪ 3‬ـ ولع ي ته أن يتكمع عر ظاهرة لها خطرها اقال‪ :‬إتا اضطرب األوضا وضاع‬
‫القيع‪ ،‬و طاول الس هاء والحمقى عمى سر هع رس المكارم وعنوان المحاسد إتا حدث‬
‫هذا ابطر األرض خير سر ظهرها‪ ،‬والحياة حير تك ااهة حقيرة ال ستحق أن يوليها‬
‫افنسان أدنى قدير (‪.) 99 – 02‬‬

‫‪ 1‬ـ وأخيرا اإن ال اعر يختع قصيد ه بالحكمة ايقول‪ :‬إتا يرت بالسيادة ألداء واجبإ‬
‫ال َكترث بيد تلإ ب مء‪ ،‬وإتا ر ب ام الراية ااطمب سن لة ويطى‪ ،‬ألن الوصول‬
‫إلى القمة قد ييقبه انحدار (‪.) 94 – 92‬‬

‫‪44‬‬
‫ص القصيدة ألبى العالء المعري‬

‫أال ام يبــي المجــد سا أنا اــاع ع ـــاف وإقدام وحـــ م ونائــــــ‬


‫أعندي وقد ساري ك خ يـــــــة يصد واا أو يخيـــب يائــــــ‬
‫أق صدودي أننم لإ سبغــــــض وأيسر هجري أننم عنإ راحـــ‬
‫انهون مء سا قول الــــــيواتل‬ ‫إتا هب النكباء بينم وبينكـــــــع‬
‫وال تنب لم إال اليل وال ضـــائ‬ ‫يد تنـوبم عند قوم كءيـــــــــرة‬
‫رجي وعندي لألنام طــــوائــ‬ ‫كننم إتا طم ال سـان وأهمـــــه‬
‫وقد يار تكرى ام البلد امر لهع بإخ اء مس ضوؤها ستكاســـ‬
‫ويءق رضوى دون سا أنا حاسـ‬ ‫يهع الميالم بيض سا أنا سضمــر‬
‫آلت بما لع ستطيه األوائـــــــ‬ ‫وإنم وإن كن األخير زسانـــــه‬
‫وأيرى ولو أن الظلم جحااـ‬ ‫وأ دو ولو أن الصباح صــوارم‬
‫ونضويمان أ مقته الصياقـــــ‬ ‫وأي جــــواد لع يــح لجـاســــه‬
‫اما السيف إال مدة والحمــائـــ‬ ‫وإن كان ام لبس ال تى رف له‬
‫جاهم حتى ظر أنم جاهــــــ‬ ‫ولما رأي الجه ام الناس اا يا‬
‫ووا أي ا كع يظهر النقص ااض‬ ‫اواعجبا كع يدعى ال ض ناقص‬
‫وقد نصب لم رقدير الحبائــــ‬ ‫وكيف نام الطير ام وكنا ـــها‬
‫و حسد أيحاري عمى األصائــ‬ ‫ينااس يوسم ام أسسم راـا‬
‫امس أبالم سر غول الغوائــــ‬ ‫وطال اعتراام بال سان وصراه‬
‫ولو سات زندي سا بكته األناسـ‬ ‫امو بان عضدي سا نيف سنكبم‬
‫وعير قسا بال هــاهـــة بنقـــــــ‬ ‫إتا وصف الطائم بالبخ سـا در‬
‫وقال الدجى‪:‬يا صبح لونإ حائ‬ ‫وقال السها لم مس‪ :‬أن ضئيمة‬
‫وااخرت ال هب الحصى والجنادل‬ ‫وطاول األرض السماء ي اهـة‬
‫ويا ن س جدي إن دهرك هــازل‬ ‫ايا سوت زر إن الحياة تسيمــــة‬
‫وإن نظرت را إليإ ال ضائــ‬ ‫إتا أن أعطي السيادة لع بـــ‬
‫ايند التناهم يقصــر المتطــــاول‬ ‫وإن كن بغى الي اابغ ويطا‬
‫ويدركها النقصان وهم كواســــ‬ ‫وقم البدور النقص وهم أهمـة‬

‫‪45‬‬
‫شرح القصيدة‬

‫المجد ‪ :‬اليا وال ارف‪ .‬الحةزم ‪ :‬ضابط األسار و األخاذ اياه بالءقاة‪ .‬النائةل ‪ :‬اليطااء‪ .‬واإلقةدام‪:‬‬
‫ال جاعة‪ .‬والمينى أن سا ايمه سر ع ة و جاعة و ح م‪ ،‬إنما هو ام يبي الي و ال رف‪.‬‬
‫مارست ‪ :‬عمجب‪ .‬الخفيةة ‪ :‬المسانلة الغاسضاة التاى خ يا واياتترت‪ .‬الواشةي‪ :‬الكاذا ‪ .‬وهاو‬
‫سر يسيى لي سد بير الناس‪ .‬والمينى هو أناا رجا سجار عالجا كءيارا سار الم اكلت التام‬
‫عج النااس عار سيالجتهاا ‪ ،‬وال ينبغاى لام أن أياتمع إلاى و ااية واا‪ ،‬أو أن أرد ياائل سار‬
‫ير حقيق طمبه‪.‬‬
‫الصةةدود ‪ :‬افعااراض‪ ،‬والمينااى إنااه ااام هااذا البي ا يخاطااب أحااد حايااديه و يقااول لااه ‪ :‬أ َق ا‬
‫إعراض عنإ يكون بالبغض لإ‪ ،‬و أيسر هجرى يكون بالرحي عنإ‪.‬‬
‫النكبةةاء ‪ :‬الااريح هااب بااير ريحااير‪ .‬والعةةواذل‪ :‬اللئماون بساابب هجااري لااإ‪ .‬والمينااى إتا د‬
‫دبيب الخلف بينم وبينإ اايسر يئ عندي لوم اللئمير بسبب هجرانه لإ‪.‬‬
‫المينى ‪ :‬سا أكءر تنوبم عناد حساادى و سنكارى اضامى ‪ ،‬و واقاع األسار أن ال تناب لاى ياوى‬
‫طمب الميالى و حصي ال ضائ ‪ ،‬و ييرف هذا األيمو بتنكد المدح بما ي به الذم‪.‬‬
‫األ ام ‪ :‬الخمق ‪.‬طلت‪ :‬ااق ‪ .‬الطوائل ‪ :‬الءارات ‪ .‬والمينى إتا وق عمى الناس وعمى زساسهع‬
‫بيممام وأدبام وا يا بالغرياب والميجا سار األساور صادى الكا لمحااربتم وكاانهع يطمبااون‬
‫ثنرا عندي‪.‬‬
‫ااهر ى اآلاااات و عرانااى القاصااى و‬ ‫المينااى‪ :‬إن أعاادائى لاار ينااالوا سنااى اايئا بيااد أن طبقا‬
‫الدانى و أصبح كال مس ام الظهاور والوضاوح وهيهاات أن يقادر إنساان عماى إط ااء ناور‬
‫ال مس‬
‫يهم اليالى‪ :‬يح نها ويقمقها‪ .‬رضوى ‪ :‬جب ببلد الير يقع بير المدينة وينبع‪ .‬والميناى إننام‬
‫أخبئ ام ن سم سار األساور اليظيماة وال ايور الجميماة وال كار المضانم ساا لاو احتمما األياام‬
‫ج ءا سنها ألهمها واح نها‪ ،‬ولاو حما جبا وضاوى بياض ساحتما سار اليماع وسيرااة لنااء‬
‫بحممه‪.‬‬
‫غدا غدوا من باب قعد‪ :‬تهب دوة ‪ ،‬والغدوة ‪ :‬سابير صلة الصبح وطمو ال مس‪ .‬أسرى‪:‬‬
‫أيير ليل‪ .‬صوارم ‪ :‬ييوف‪ .‬الجحافل‪ :‬جمع جح وهو الجيش اليظيع ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫والمينى أنا جا ال أرهب يئا‪ ،‬أيير ام وق الصباح ولو يد األاق بالسيوف الصاوارم‪،‬‬
‫وأيرى بالمي ولو كان له رهبة كرهبة الجيوا الجرارة ‪.‬‬
‫الجواد ‪ :‬ال رس‪ .‬ضويمان ‪ :‬ييف يمنم سنتضم أي يست سر ماده ‪ .‬الصةياقل‪ :‬جماع صايق‬
‫وهو صانع السيف ‪.‬‬
‫والميناى أنناام ستنهااب دائمااا لمقتاال كااالجواد الممجااع ايااتيدادا لموثاو وكالساايف المساات الااذي‬
‫صانيوه عر وضيه ام مده ‪.‬‬
‫غمد السيف ‪ :‬جرابه ‪ .‬الحمائل ‪ :‬جمع حمالة وهم سا ييمق بها السيف‬
‫والمينى لو كان قيمة افنسان ام سظهره وسمبسه لكان قيمة السيف ام حمالته وجرابه ولاع‬
‫يق أحد بهذا ‪.‬‬
‫فاشيا ‪ :‬سنت را‪ .‬والمينى لما رأي ياو اليماع كايادة واضا الياالع سنكاورا‪ ،‬ورايا ياو‬
‫الجه رابحة وحظ الجاها سوااورا ظااهرت بالجها أليااير النااس اام حياا هع حتاى انطماى‬
‫عميهع ال ور‪ ،‬وحسبونم جاهل‪.‬‬
‫واعجبا‪ :‬وا أي ا ‪ :‬واعجبم وا أيا م انقمبا يااء الماتكمع أل اا‪ .‬والميناى عجبا لم اضا‬
‫الذي يتظاهر بالنقص سجاراة لمناس وليكون كنحدهع وأي عمى الناقص الذي يتظااهر‬
‫بال ض ‪ ،‬وال ض سنه براء ‪.‬‬
‫وكنات الطير ‪ :‬األساكر التم نوي إليها ‪ ،‬س ردها (وكنة) ‪ .‬الفرقدان‪ :‬نجمان ام السماء‪.‬‬
‫والمينى ي به ال اعر ن سه بال رقدير ويقول‪ :‬إتا كن سع عمو كيبم وعظايع سن لتام ال‬
‫أيمع سر تم الناس‪ ،‬وعيبهع‪ ،‬ويهاسهع ‪ ،‬اكياف يسامع سار أتاهاع يارى وهاو ال حاول لاه‬
‫والقوة ‪.‬‬
‫السحر ‪ :‬ب تحتير قبي الصبح وبضمتير لغة والجمع أيحار‪ .‬واألصيل ‪ :‬الي م وهو سر‬
‫َبيد صلة اليصر إلى الغرو ‪ ،‬والجمع آصال وأصائ ‪ .‬والمينى أننام اام كا ياوم با‬
‫ام ك وق أزداد اضل وعمما لدرجة أن يوسم ي اخر أسسم‪ ،‬و حد أيحاري األصائ ‪.‬‬
‫ألننم قد أحرزت ام وقتيهما سر ال ض سا لع أحرزه ام الوقتير السابقير ‪.‬‬
‫صةةروف الزمةةان ‪ :‬أحداثااه‪ .‬والغواثةةل ‪ :‬الاادواهم‪ .‬غالتةةه ‪ :‬أهمكتااه ‪ .‬والمينااى لقااد خباارت‬
‫ال سان وعرا قمبه و صراه وسر أج تلإ اإنم ال أهتع بنحداثه المهمكة ‪.‬‬
‫بان ‪ :‬ان ص ‪ .‬العضد ‪ :‬سابير المراق والكتف‪ .‬المنكب ‪ :‬سجتماع رأس اليضاد والكتاف ‪.‬‬
‫واأل امةةل‪ :‬أطااراف األصااابع‪ .‬والمينااى لتصااوير عاادم سبالغااة ال اااعر بنحااداث ال سااان‪،‬‬
‫يقااول ‪ :‬إناام لااو ان ص ا عضااو ساار أعضاااء جساامم أو سااات لمااا اانلع ساار أجمااه اليضااو‬
‫المجاور له ‪.‬‬
‫الطائي ‪ :‬هو حا ع الطائم الجواد الم هور وأحد ايراء الجاهمياة ضار باه المءا اام‬
‫الجود والكرم‪ .‬مادر ‪ :‬لقب رج سر بنم هلل ايمه سخار ضر به المء اام البخا‬
‫ألنه يقى إبمه وبقم ام الحوض قمي سار المااء انحادث اياه حتاى الينت اع باه إنساان سار‬
‫بيده‪ .‬وقسا ‪ :‬هو قس بر ياعدة األيادي ‪ :‬أخطاب اليار قاطباة حتاى ضار باه المءا‬
‫ام ال صاحة‪ .‬الفهاهة ‪ :‬اليم‪ .‬باق بر عمرو األيادي ‪ :‬ضر به المء ام اليم بمغ سر‬
‫خبره أنه ا ترى اال بنحد ع ار درهماا ولماا يائ عار ثمناه عجا عار افجاباة وساد‬
‫أصابع ك يه يريد ع رة وأخرج لسانه ليكممهاا أحاد ع ار‪ .‬السةها ‪ :‬كوكاب خ ام صاغير‬
‫‪47‬‬
‫سااع أوايااط بنااات نيااش يساامى أياامع‪ .‬الةةدجى ‪ :‬الظاالم ‪ .‬لو ةةك حائةةل ‪ :‬ستغياار‪ .‬الشةةهب ‪:‬‬
‫النجوم ‪.‬‬
‫الجنادل ‪ :‬الحجارة الكبيرة ‪ .‬والميناى (‪ 01‬ـ ‪ ) 90‬إتا اختما الماوازير وضااع القايع‬
‫و طاول الس هاء والحمقاى عماى سار هاع رسا المكاارم وعناوان المحاساد ـ والحاال أنهاع‬
‫اليصمون إلى سواطئ أقداسهع ـ اوصف سادر حا ماا بالبخا ‪ ،‬وعيار باقا بااليم أاصاح‬
‫الير وأخطبهع‪ ،‬وقال السها وسا أق ننه لم مس اليظيمة أن صغيرة ضئيمة ‪ .‬وقال‬
‫الميا الحالااإ المظمااع المخيااف لمصاابح األبمااج والنهااار الم اار ‪ :‬لونااإ حالااإ ستغياار ة ‪،‬‬
‫وطاول األرض السماء ام عمو قدرها ‪ ،‬وار ا سن لتهاا ‪ ،‬واااخرت الحصاى ال اهب‬
‫ام البر والممي ان ـ إتا حدث كا هاذه اابطر االرض خيار سار ظهرهاا ‪ ،‬والحيااة حاير‬
‫تاك ااهة حقيرة وخميق بالروح أن سر الخطا لت ار الجساد و خارج سار ماإ الحيااة‬
‫الحقيرة إلى حياة القيع واألخل وال ضيمة حياة اآلخرة ‪.‬‬
‫لم تبل‪ :‬أي لاع كتارث‪ .‬ظةرت شةزرا إليةك ‪ :‬نظارت اام إعراضام كنظار المباا ض و‬
‫والمينى إتا واق ام عممإ و يرت بالسيادة ال كترث ب مء ‪ ،‬ولو نظر الناس إلياإ‬
‫نظرة بغض ألن سن نها الحقد والغيرة سنإ ‪.‬‬
‫ابغ ‪ :‬أطمب‪ .‬التطاول ‪ :‬الطول ‪ ،‬وهو ال ض والمنة ‪ .‬البدر ‪ :‬القمر عند ماسه ‪.‬‬
‫تةةوقي ‪ :‬تااوقى و جنااب ‪ .‬والمينااى إتا ر ب ا اااى الرايااة ااطمااب سن لااة ويااطى ألن‬
‫الوصول إلى القمة ييقبه انحدار كاألهمة ي داد ضوؤها يوسا بيد يوم حتى إتا سا اكتمم‬
‫بدأ النقصان يطرأ عميها يئا ا يئا ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫التعليق على القصيدة‬

‫قمنا ام التيريف بنبم اليل الميري إنه يغمب عميه ام سبدإ حيا اه ال ااعرية قمياد ياره‬
‫سر ال يراء‪ ،‬والجري عمى ينتهع اام سوضاوعات ال اير وانوناه‪ ،‬وقصايد ه هاذه يبادو‬
‫ايهااا عنااد أول نظاارة قميااده ل اااعر اليربيااة المتنباام‪ ،‬وقااد ضاامنها ال اااعر بيااض حكمااه‬
‫وآرائه ونظرا ه ام الحياة ونظر اه لمنااس عاساة وألعدائاه خاصاة‪ ،‬وهام قصايدة رائياة‬
‫سصورة واضحة القسمات‪.‬‬

‫‪ 0‬ـ واقيها يتحدث ال اعر إلى حساده و سنكارى اضامه ويخااطبهع س ختارا بن ساه سيجباا‬
‫بها سيددا اضائمه و سكارسه س يدا بمكانته سبينا عظايع قادره‪ ،‬و لاع ي تاه أن يتحادث عار‬
‫حدي األيام و صديها لحريته و التضييق عمياه‪ ،‬اننه اام تلاإ انن المتنبام و لكناه ال‬
‫ييبن بها و ال يكترث بتصراها‪ .‬ايتمع إليه و هو يقول‪:‬‬
‫امس أبالى سر غول الغوائ‬ ‫و طال اعتراام بال سان و صراه‬
‫امو بان عضدي سا نيف سنكبى و لو سات زندي سا بكته األناس‬

‫‪ 9‬و ايهااا يتحاادث عاار انصااراف الناااس عنااه لسااواء سظهاارة و رثاثااة ثيابااه ياار ااائبير‬
‫بيممااه و أدبااه ويااية أاقااه و وااارة سياراااة ‪ ،‬و سااا أظمااع الناااس حينمااا جيمااوا المقاااييس‬
‫والميايير سبينة عمى المظهر الخل و الرواء الخاد سنصراير عار النظار إلاى قادير‬
‫الحقائق و هاهو تا يريد عميهع أبمغ رد‪ ،‬بقوله‪:‬‬
‫وإن كان ام لبس ال تى رف له اما السيف إال مده والحمائ‬

‫‪ 2‬و لع يكر ال اعر إال سادعيا حينماا أخاذ ي ااخر ب اجاعته و يتغناى بهاا و يا عع أناه ال‬
‫يرهااب و ال يخاااف ‪ ،‬يسااير ااام الصااباح و لااو ياد األاااق بالساايوف ويساارى بالميا و لااو‬
‫كان له رهبة الجيوا ساا لهاذا ال ااعر وال اجاعة و هاو الرجا قاد حارم نيماة البصار‬
‫واصاابح ااام حاجااة إلااى ساار ير ااده ويهديااه‪ ،‬لاايس هناااك ساار ياابب يبيءااه عمااى التغن ام‬
‫بال جاعة يوى التقميد والسير ام امإ ال يراء وركابهع‬

‫‪ 4‬و لع يكر ال اعر سواقا حينما جي لمطموح حدا ويطا و كان األولى به و األجادر أن‬
‫يتاارك الاان س عمااى يااجيتها ساار التطمااع إلااى سيااالى األسااور و عظائمهااا وهللا در اااعرنا‬
‫وقى حينما يقول‬
‫وبورك ام ال با الطاسحينا‬ ‫با قنع ال خير ايه‬

‫‪5‬ــ ووو يد القصيدة سع هذا سر أبمغ ير الميرى ام الحقبة األولى سر حيا ه‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫عبد هللا بن المقفع ( ‪ 641 –601‬هجرية )‬

‫سبه و والدته ‪:‬‬


‫عبد هللا بر المق ع كا ب ااريم األص ‪ ،‬كان والده (داتويه) المجويم سسئوال عر‬
‫خراج اارس عند الحجاج بر يويف وإلى اليرا لألسويير‪ ،‬وقد ير هذا المجويم‬
‫بيض أسوال الخراج‪ ،‬اضربه الحجاج حتى ق ي يداه‪ ،‬أي نجتا ويبستا و جمع‬
‫باطنهما‪ ،‬امقب (بالمق ع)‬

‫وام عام ‪ 016‬هـ (‪ 324‬م ) ولد لداتويه لم يماه (رزوبة) وهو سر عرف بيد تلإ‬
‫بيبد هللا بر المق ع‪ .‬وقد ن ن رزوبة ام البصرة و يمع ايها حتى صار سر الكتا‬
‫المرسوقير آخر أيام الدولة األسوية‪ ،‬اايتكتبه ي يد بر عمر بر هبيرة والى البصرة‬
‫لألسويير‪.‬‬

‫وام عهد الدولة اليبايية أصبح كا با لييسى بر عمم عع الخمي ة اليبايم المنصور‪،‬‬
‫وقد أيمع عمى يديه‪ ،‬و سمى بيبد هللا‪ ،‬و كنى بنبم سحمد‬

‫مقتله‪:‬‬
‫قت ابر المق ع ام البصرة عام ‪ 049‬هـ (‪ 352‬م) بنسر سر الخمي ة اليبايم أبم جي ر‬
‫المنصور‪ ،‬وقد قتمه والم البصرة ي يان بر سياوية المهمبم حرقا بالنار‪ .‬واختمف‬
‫المؤرخون ام يبب قتمه‪ ،‬اقي ‪ :‬إن المنصور أسر بقتمه ال هاسه بال ندقة‪ ،‬وأنه لع يسمع‬
‫إال خواا‪ .‬بينما ايتمر ام الخ اء عمى ديانته المجويية‪ ،‬وحاول ن رها بير الناس‬
‫و رجع سر الكتب ال اريية سا أ ا افلحاد وال ندقة‪ .‬وقي ‪ :‬إن المنصور قد نقع عميه‬
‫عند سا كتب عهد األسان ليمه عبد هللا بر عمم‪ ،‬وقد ثار عمى المنصور ثع ا ‪ ،‬اطمب‬
‫األسان سر المنصور انعطاه األسان‪ .‬وقد كتب عهد األسان عبد هللا بر المق ع‪ ،‬ات دد ام‬
‫اليهد حتى ال يتمكر المنصور سر نقضه واالنتقام سر عمه اوااق المنصور عمى عهد‬
‫األسان‪ ،‬ولكنه أضمر ال ر لكا به ابر المق ع‪ ،‬وسما جاء ام تلإ اليهد‪( :‬وستى در أسير‬
‫المؤسنير بيمه عبد هللا انساءه طوالق‪ ،‬ودوابه حبس‪ ،‬وعبيده أحرار‪ ،‬والمسممون ام‬
‫ح سر بييته)‪ .‬وقد يكون هذا هو السبب المبا ر لمقتمه سع سا ا تهر عنه سر زندقة‬
‫وإلحاد و رويج لكتب ال رس وديانتهع‪ .‬وقد ا تهر بر المق ع بالذكاء ويية الميراة ودقة‬
‫الملحظة‪.‬‬

‫أدبــــه‪:‬‬
‫ابر المق ع رأس الطبقة األولى سر الكتا ام اليصر اليبايم‪ ،‬وقد اجتمي له ثقااات‬
‫وسيارف سنوعة‪ :‬عربية‪ ،‬ااريية‪ ،‬هندية‪ ،‬اكان وايع الت كير عميق الميراة‪ ،‬وإن كان‬
‫كتابا ه سودها الءقااة ال اريية‪ ،‬ويكءر ايها االيت هاد بنقوال حكماء ال رس وتكر‬

‫‪50‬‬
‫سموكهع‪ .‬ويمتاز أيمو ابر المق ع بالوضوح‪ ،‬وافيجاز‪ ،‬والبيد عر المبالغة‪ ،‬والدقة ام‬
‫اختيار األل اظ‪ ،‬واليناية بالمينى وإبراز ال واهد واألدلة لتءبي ال كرة التم يتحدث عنها‬
‫أو الرأي الذي يطرحه‪ .‬كما أنه بارعا ام التحمي والتيمي المنطقم‪ ،‬وكان سر أبمغ‬
‫كتا عصره‪ ،‬كما أنه سر كبار المترجمير؛ اقد نق سر ال اريية كتبا كءيرة‪ ،‬وكان‬
‫رجمة دقيقة‪ ،‬سير عمى النهج اليربم ام الكتابة‪ ،‬وكننه يؤلف وال يترجع‬

‫قطعة من مقال عبد هللا بن المقفع موضوعه ‪ /‬رسالة الصحابة‬

‫" وقد علمنا علما ال يخالطه شك أن عامة قط لم تصلح من قبل أ فسها ولم يأتها‬
‫الصالح إال من قبل خاصتها‪ ،‬وأن خاصة قط لم تصلح من قبل أ فسها‪ ،‬وأ ها لم يأتها‬
‫الصالح إال من قبل إمامها‪ .‬وذلك ألن عدد الناس في ضعفتهم وجهالهم الذين ال‬
‫يستغنون برأي أ فسهم وال يحملون العلم وال يتقدمون في األمور‪ ،‬فإذا جعل هللا فيهم‬
‫خواص من أهل الدين والعقول ينظرون إليهم ويسمعون منهم اهتمت خواصهم بأمور‬
‫عوامهم‪ ،‬وأقبلوا عليها بجد و صح وم ابرة وقوة‪ .‬جعل هللا ذلك صالحا لجماعتهم‪،‬‬
‫وسببا ألهل الصالح من خواصهم‪ ،‬وزيادة فيما أ عم هللا به عليهم‪ ،‬وبالغا إلى الخير‬
‫كله‪ .‬وحاجة الخواص إلى اإلمام الذين يصلحهم هللا به كحاجة العامة إلى خواصهم‬
‫وأعظم من ذلك‪.‬‬

‫فاإلمام يصلح هللا أمرهم‪ ،‬ويكبت أهل الطعن عليهم ويجمع رأيهم وكلمتهم ويبين لهم‬
‫عند العامة منزلتهم‪ ،‬ويجعل لهم الحجة واأليد‪ 6 .‬في المقال على من تنكب عن سبيل‬
‫حقهم‪ .‬فلما رأينا هذه األمور ينتظم بعضها ببعض‪ ،‬وعرفنا من أمر أمير المؤمنين ما‬
‫بم له جمع هللا خواص المسلمين على الرغبة في حسن المعاو ة والمؤازرة والسعي‬
‫في صالح عامتهم‪ ،‬طمعنا لهم في ذلك يا أمير المؤمنين وطمعنا فيه لعامتهم‪ ،‬ورجو ا‬
‫أن ال يعمل بهذا األمر أحدا إال رزقه هللا المتابعة فيه والقوة عليه‪.‬‬

‫فإن األمر إذا أعان على فسه جعل للقائل مقاال‪ ،‬وهيأ للساعي جاحا وال حول وال قوة‬
‫إال باهلل وهو رب الخلق وولى األمر‪ ،‬يقضي في أمورهم‪ ،‬ويدبر أمرهم بقدرة عزيزة‬
‫وعلم سابق‪ ،‬فنسأله أن يعزم ألمير المؤمنين على المراشد ويحصنه بالحفظ وال بات‬
‫والسالم وهلل الحمد والشكر"‪.‬‬

‫ريالة الصحابة البر المق ع ضمر كتا آثار اير المق ع ص ‪261‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪51‬‬
‫التحليل األدبي‬

‫هذه قطية سر ريالة الصحابة البر المق ع‪ ،‬وقد يبق التيريف بالريالة‬ ‫‪.0‬‬
‫الموضو اليام لهذه القطية يدور حول افسام (أي الحاكع) ووجو طاعته‪ .‬وأن ام‬ ‫‪.9‬‬
‫طاعته صلحا لألسة جمييا خاصتها وعاستها‪.‬‬
‫وقد يمإ ابر المق ع ام يبي االقنا ب كر ه عر افسام سسمإ المنطق واليق‬ ‫‪.2‬‬
‫اجاءت القطية سميئة بالحجج اليقمية واألدلة المنطقية عمى أهمية افسام ووجو‬
‫طاعته وا با أواسره‪ .‬ثع بير سا ينتج عر مإ الطاعة سر صلح أسر الرعية‬
‫والقضاء عمى أه ال تر وايتقرار األسور وجمع كممة المسممير‪.‬‬
‫وأاكار النص ستسمسمة‪ ،‬ؤدي ك اكرة إلى سا بيدها‪ ،‬االياسة ال صمح إال بالخاصة‬ ‫‪.4‬‬
‫والخاصة ال صمح إال بالياسة‪ ،‬وحاجة الخاصة إلى افسام كحاجة الياسة إلى‬
‫الخاصة‪ ،‬وكنن افسام هو خاصة الخاصة وهكذا‪.‬‬

‫‪ .5‬وختع هذا المقطع بنن األسر كمه هلل يبحانه و يالى‪ ،‬له الحول والقوة ر الخمق‬
‫يقضم ايهع بيممه وعدله‪ ،‬انسنله أن يواق أسير المؤسنير إلى يبي الر اد‪.‬‬
‫والمقصود بنسير المؤسنير هنا الخمي ة اليبايم الءانم المنصور‬

‫‪ .6‬و بدو خصائص بر المق ع – التم حدثنا عنها ام رجمته – واضحة جمية ام هذا‬
‫النص‪ ،‬االكا ب يمي إلى اليق والمنطق‪ ،‬وال يينم بالخيال‪ ،‬لذلإ اهو حريص عمى‬
‫إيضاح اكر ه و رييخها ام تهر القار ‪ ،‬والتيمي لما يقول‪ ،‬وإيراد األدلة اليقمية‬
‫عمى صحته‪.‬‬

‫‪ .3‬أسا أل اظ النص اسهمة واضحة‪ ،‬ؤدي المينى المراد بدقة وليس ايها بالمحسنات‬
‫الم ظية سر يجع أو جناس أو طبا أو سقابمة‪.‬‬

‫أدبم‬ ‫بنيمو‬ ‫‪ .1‬والقطية سر الكتابات االجتماعية يالج أسور الناس‪ ،‬لكنها كتب‬
‫جذا‬

‫‪52‬‬
‫الجاحظ‬
‫‪ 155 – 651‬هجرية‬

‫حياته ‪:‬‬

‫أبو عءمان بر بحر بر سحبو الكنائم‪ ،‬الممقب بالجاحظ لجحوظ عينيه أي بروز‬
‫حدقتيهما‪ ،‬ولذا يمقب بالحدقم أيضا‪ ،‬واختمف ام أصمه‪ ،‬اقي عربم سر كنانة‪ ،‬وقي ‪:‬إنه‬
‫كان كنانيا بالوالء‪.‬‬

‫ولد الجاحظ بالبصرة عام ‪ 052‬هـ‪ ،‬وام جو البصرة اليممم ربى الجاحظ‪ ،‬ودرس‬
‫اليموم عمى عممائها سر المسجدير الذير كانوا يدريون اليمع ام سسجد البصرة الكبيرة‪،‬‬
‫كما تممذ عمى كبار المغويير كنبم عبيد واألصميم وأبم زيد األنصاري واألخ ش‬
‫األويط‪ ،‬وكان يمتقى باألعرا ام سربد البصرة اينخذ عنهع ‪ ،‬كما أنه كان سغرسا‬
‫بقراءة الكتب‪ ،‬حتى أنه كان يستنجر دكاكير الوراقير ويبي ايها لقراءة الكتب ونسخها‪،‬‬
‫ولذلإ استازت بءقااة سويوعية عجيبة برزت ام سؤل ا ه الكءيرة التم يتبر بحق دائرة‬
‫سيارف ستنوعة‪.‬‬

‫ولع يكر سقتصرا عمى الءقااة اليربية‪ ،‬ب كان بصيرا بالءقااات الواادة عمى الير سر‬
‫ال رس واليونان والهنود‪ ،‬كما أنه كان عمى جانب كبير سر الءقااة اليممية بافضااة إلى‬
‫الءقااة األدبية‪ ،‬وقد خمى تلإ ام كتابه الكبير(الحيوان)‪.‬‬

‫وننبه هنا إلى أن الجاحظ ييد سر زعماء الميت لة‪ ،‬اقد مقى االعت ال عمى أيتاته أبم‬
‫إيحا النظام‪ ،‬وهو سر كبار الميت لة‪ ،‬وقد خالف الجاحظ أئمة لميت لة ام بيض‬
‫المسائ حتى أصبح له ارقة نسب إليه و سمى ( الجحاظية)‪.‬‬

‫وقد كان الجاحظ ام بداية أسره اقيرا‪ ،‬يبيع الخب والسمإ ام البصرة ليكسب سيا ه‪.‬‬
‫ويقال‪ :‬إنه قد طمب سر والد ه يوسا طياسا‪ ،‬وقد كان والد ه قد ضاع ترعا سر حبه‬
‫الكتب ونسخه له‪ ،‬اقدس إليه طبقا سمموءا بالكتب والكراريس‪ ،‬وقال له ‪ :‬ليس عندي‬
‫سر طيام يوى هذه الكراريس‪ ،‬وكننها سخر سنه و ريد صراه عر طمب اليمع إلى‬
‫طمب الرز ‪ ،‬وخرج سر البي ح ينا سكسور الخاطر وتهب إلى جاسع البصرة‪ ،‬وهناك‬
‫رآه أحد رااقه األ نياء وايمه سويس بر عمران‪ ،‬اسنله عر قصته‪ ،‬انخبره بقصة‬
‫والد ه‪ ،‬ااعطاه سويس خمسير دينارا اذهب الجاحظ إلى السو وا ترى أكيايا سر‬
‫الدقيق‪ ،‬وحممها الحمالون إلى البي ‪ ،‬اقال له والد ه‪ :‬سر أير لإ هذا؟ اقال‪ :‬سر‬
‫الكراريس يا أساه‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وعند سا ا تهر أسره وعرف أدبه ايتدعاه الخمي ة المنسون إلى بغداد لميم ام ديوان‬
‫الريائ ‪ ،‬لكنه لع يمبث إال ثلثة أيام ‪ .‬لكر صمته بالخم اء والوزراء قد قوي ‪ ،‬اكانوا‬
‫يغدقون عميه األسوال‪ .‬وسر ا هر الوزراء الذير ا ص بهع سحمد بر عبد الممإ‬
‫ال يات‪ ،‬وأحمد بر ابم داود‪ ،‬وال تح بر خاقان‪.‬‬

‫وكان يحب فقاسة ام البصرة ويتردد عمى بغداد إلى أن أصيب بال الج انقام ام البصر‪،‬‬
‫وام مإ ال ترة ألف عددا سر كتبه‪ ،‬وقد تكر المبرد أنه زاره ام سرضه اقال‪ :‬ن دخم‬
‫عمى الجاحظ ام آخر أياسه اقم له ‪ :‬كيف أن ؟ اقال‪ :‬كيف يكون سر نص ه س موج لو‬
‫ح بالمنا ير سا ير به‪ ،‬ونص ه اآلخر سنقرس لو طار الذبا بقربه آللمه وأ د سر‬
‫تلإ ي و سيون أنا ايها ن‪.‬‬

‫و وام الجاحظ بالبصرة عام ‪ 955‬هـ‪ .‬ويقال ‪ :‬إن كتبه قد انهال عميه وهو جالس بينها‬
‫انهمكته‪.‬‬

‫أدبه وأسلوبه‪:‬‬
‫ييتبر الجاحظ أعظع كتا اليصر اليبايم‪ ،‬وسر أعظع الكتا ام األد اليربم عمى‬
‫اختلف عصوره‪ .‬وقد استاز أيموبه بمي ات‪ ،‬أهمها‪:‬‬
‫‪ 0‬ـ االيتطراد الكءير والخروج عر الموضو إلى الموضوعات أخرى ألدنى سنايبة‪.‬‬
‫وااليتطراد وإن كان سر عيو التنليف إال أن الجاحظ كان يهدف سنه إلى داع المم‬
‫والسآسة عر القار ‪ ،‬وأبرز سا يتضح تلإ ام كتا الحيوان وييم تلمإ بقوله‪ ( :‬وستى‬
‫خرج – أي قار الكتا – سر آي القرآن صار إلى األثر‪ ،‬وستى خرج سر أثر صار‬
‫إلى خبر‪ ،‬ثع يخرج سر الخبر إلى ال ير‪ ،‬وسر ال ير إلى نوادر‪ ،‬وسر النوادر إلى حكع‬
‫عقمية وسقاييس يداد‪ ،‬ثع ال يترك هذا البا وليمه يكون اثق والملل إليه أير حتى‬
‫ي ضم إلى سرح واكاهة‪)...‬‬
‫‪ 9‬ـ س ج الجد باله ل والمي إلى المرح و مء سر السخرية‪.‬‬
‫ام الخيال والمجاز‬ ‫‪ 2‬ـ أل اظه دقيقة واضحة بييدة عر الغرابة سع عدم اف را‬
‫والسجع المتكمف‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ يكءر سر الجم االعتراضية والمتراداة‬
‫‪ - 5‬يكءر سر االيت هاد والجدال‬
‫البخلء‬ ‫‪ 6‬ـ القدرة عمى صوير ال خصيات و حمي ن سيا ها‪ ،‬وتلإ واضح ام كتا‬
‫وريالة التربيع والتدوير حتى كننه سر كتا األقصوصة المحدثير‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫والجاحظ سر األدباء الذير كان لهع اض كبير ام دراية البل ة اليربية ووضع‬
‫أصولها وقواعدها وكذلإ النقد األدبم ‪.‬‬
‫وبافضااة إلى أدبه اهو عالع تو سنهج عممم دقيق‪ ،‬ييتمد عمى التجربة وقوة الملحظة‬
‫ورصد الظواهر و حميمها و يميمها‪ ،‬كما يتضح تلإ سر كتا الحيوان و يره‪.‬‬

‫اقتباسات من رسالة جاحظ بلسان سهل بن هارون المشهور بالبخل‬


‫" بسم هللا الرحمــــــــن الرحيم ‪ ،‬أصلح هللا أمركم‪ ،‬وجمع شملكم‪ ،‬وعلمكم الخير‪،‬‬
‫وجعلكم من أهله‪ .‬قال‪ :‬األحنف بن قيس ‪ : 7‬يا معشر بني تميم ال تسرعوا إلى الفتنة‪،‬‬
‫فإن أسرع الناس إلى القتال أقلهم حياء من الفرار‪ .‬وقد كا وا يقولون‪ :‬إذا أردت أن‬
‫ترى العيوب جمة فتأمل عيابا‪ ،‬فإ ه إ ما يعيب بفضل ما فيه من العيب‪ ،‬وأول العيب أن‬
‫تعيب ما ليس بعيب‪ ....‬وما أدر ا بما قلنا إال هدايتكم وتقويمكم‪ ،‬وإال إصالح فسادكم‬
‫وإبقاء النعمة عليكم‪ ،‬ولئن أخطأ ا سبيل إرشادكم فما أخطأ ا سبيل حسن النية فيما‬
‫بيننا وبينكم‪....‬‬
‫وعبتمو ي بخصف النعال وبتصدير القميص وحين زعمت أن المخصوفة أبقى وأوطأ‬
‫وأوقي وأ في للكبر وأشبه بالمسك‪ ،‬وأن الترقيع من الحزم‪ ،‬وأن االجتماع مع الحفظ‬
‫وأن التفرق مع التضييع‪ ،‬وقد كان النبي صلى هلل عليه وسلم ‪ ،‬يخصف عله ويرقع‬
‫ثوبه ويلطع أصبعه‪ ،‬ولقد لفقت سعدى ابنة عوف إزار طلحة وهو جواد قريش وهو‬
‫طلحة الفياض‪ ،‬وكان في ثوب عمر رقاع أدم‪ ....‬وقد علمنا أن الجديد في غير موضعه‬
‫دون الخلق‪ ،‬وقد جعل هللا عز وجل لكل شيء قدرا‪ ،‬وبوأ له موضعا كما جعل لكل دهر‬
‫رجاال‪ ،‬ولكل مقدام مقاال‪ ،‬وقد أحيا بالسم وأمات بالغذاء وأغص بالماء وقتل بالدواء‪،‬‬
‫فترقيع ال وب يجمع مع اإلصالح التواضع‪ ،‬وخالف ذلك يجمع مع اإلسراف التكبر‪.‬‬
‫وقد زعموا أن اإلصالح أحد الكسبين ‪ ،‬كما زعموا أن قلة العيال أحد اليسارين‪ ،‬وقد‬
‫جبر األحنف يد عنز‪ ،‬قال عمر ‪ :‬من أكل بيضة أكل دجاجة‪.‬‬
‫وعبتمو ي حين قلت ‪ :‬ال يغترن أحد بطول عمره وتقوس ظهره ورقة عظمه ووهن‬
‫قوته أن يرى أكرومته وال يحرجه ذلك إلى إخراج ماله من يده وتحويله إلى ملك‬
‫غيره وإلى تحكيم السرف فيه وتسليط الشهوات عليه فلعله أن يكون معمرا وهو ال‬
‫يدري‪ ،‬وممددا له في السن وهو ال يشعر‪ ،‬ولعله أن يرزق الولد على اليأس‪ ،‬أو يحدث‬
‫وال تدركه العقول‪ ،‬فيسترده‬ ‫عليه بعض مخبآت الدهور مما ال يخطر على البال‬
‫ممن ال يرده‪ ،‬ويظهر الشكوى إلى من ال يرحمه‪ ،‬أضعف ما كان عن الطلب‪ ،‬وأقبح ما‬
‫يكون به الكسب‪ ،‬فعبتمو ي بذلك وقد قال لي عمرو بن العاص‪ :‬اعمل لد ياك عمل من‬
‫يعيش أبدا واعمل آلخرتك عمل من يموت غدا‪.‬‬

‫به المء ام الحمع‬ ‫‪ - 7‬األحنف بر قيس‪ ،‬ييد بير ميع وأحد دهاة الير الم هورير ويضر‬

‫‪55‬‬
‫معني المفردات‬

‫لهارون الر يد ثع لممنسون له سؤل اة سنها ثيمة وع رة عماى نماط كميماة و دسناة‪ ،‬و ادبير‬
‫الممإ والسياية و سجموعة ريائ و قد وام عام‪ 905‬و هو س اهر بالبخا و لاذا كتاب‬
‫الجاحظ هذه الريالة عمى لسانه ‪.‬‬
‫األحنف بر قيس‪ :‬هو ييد يع وأحد دهاات اليار الم اهورير و يضار بهاا المءا اام‬
‫الحمع واى بالكواة عام ‪ 39‬هـ‬
‫جمة ‪ :‬سجتمية كءيرة‬
‫خصف النعال ‪ :‬إصلحها وخياطتها‬
‫تصدير القميص ‪ :‬أن يجي لصدره بطانة لتقويته و صيانته‬
‫يلطع أصبعه ‪ :‬يميقها و يمحسها‬
‫طلحة الفياض ‪ :‬هو الصحابم الجمي أبو سحمد طمحة بر عبيد هللا التميماى و كاان يمقاب‬
‫بال ياض لكرسه يمقب أيضا بطمحة الخير‬
‫أدم ‪ :‬أى رقا سر جمد‪ ،‬أى إتا رقع الءو طال أجمه ‪ ،‬اقام سقام ثو جدياد و اام تلاإ‬
‫واير كننه كسب جديد‪ ،‬ألن اليياال إتا كءاروا كءار افن اا و إتا قماوا قا افن اا اتاوار‬
‫المال‪ ،‬وهذا سر حجج البخلء التى دل عمى عدم الءقة ام هللا يبحانه و يالى‬
‫يرى ‪ :‬أى يظهر‪ .‬واألكروسة ‪ :‬سر اي الكرم‬
‫يحرجه ‪ :‬يمجئه و يدايه‬
‫على اليأس ‪ :‬أى ام ير الينس و الكبر و ال يخوخة‬
‫خبئات الدهور‪ :‬أى المصائب التى ال يتوقيها افنسان‬
‫الطلب ‪ :‬طمب القوت و الرز و الضيف سنصو عمى الحال و أقبح سيطوف عميه‬

‫‪56‬‬
‫التحليل األدبـــي‬

‫‪ 0‬ـ كان يه بر هارون سر الكتا المياصرير لمجاحظ‪ ،‬وقد ا تهر بالبخ ‪ ،‬اكتب‬
‫الجاحظ هذه الريالة عمى لسانه ‪ ،‬وسا أوردناه هنا إنما هو سختارات سنها‪ ،‬وام بقية‬
‫الريالة حجج أخرى‪ ،‬يحتج بها البخلء عر سذهبهع‪.‬‬

‫‪ 9‬ـ لع ييتمد الجاحظ ام كتا البخلء عمى الرواية اقط‪ ،‬ب حلء بمء هذه الريالة‬
‫ويقصص عر البخلء ايتخدم ايها الحوار ليك ف عر ن سيتهع ويحم خصيا هع‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وريالة يه بر هارون هذه سميئة بالحجج اليقمية والتيميلت لمذهب أه االقتصاد‬
‫وعدم السرف كما كان البخلء يسمون طريقتهع‪ ،‬ويسترون بتمإ األل اظ عيوبهع‪.‬‬

‫‪ 4‬ـ بدأ الجاحظ الريالة عمى لسان يه بر هارون بالدعاء لبنم عمه الذير تسوا بخمه‪،‬‬
‫وكان هذا االاتتاح سوق ا‪ ،‬وكان يه بر هارون يريد هدئة األسور وسيالجة القضية‬
‫بالهدوء والمنطق‪ ،‬وقد ايتمر عمى تلإ نهاية الريالة‪ ،‬امع يهاجمهع أو يغمظ لهع ام‬
‫القول‪ ،‬وإنما كان يورد الحجة مو الحجة‪ ،‬والدلي مو الدلي ‪ ،‬ليقنيهع بنن سذهبه ام‬
‫البخ هو الطريق السميع لمنجاة سر ال قر واليوز‪ .‬أسا ايت هاده بقول األحنف بر قيس‬
‫حكيع الير وحميمهع اقد كان ايتهلال جيدا‪ ،‬ااألحنف يدعو قوسه إلى عدم اليجمة‬
‫والتءب قب افقدام‪ ،‬وكنن ابر هارون يريد أن يقول لبنم عمه ‪ :‬لقد ايتيجمتع ام تسم‬
‫و تمم‪ .‬ثع أورد جممة أخرى ايها حكمة لبنم عمه اللئمير له‪ :‬ن وإتا أردت أن رى‬
‫الييو جمة اتنس عيابا اإنه إنما يييب ب ض سا ايه سر الييب‪ ،‬وأول الييب أن ييب‬
‫سا ليس بييب‪... .‬ن‬

‫‪ 5‬ـ متاز الريالة بالتسمسمم المنطقم‪ ،‬اهو يورد سا قالوه ايه ورسوه به سر عيو عمى‬
‫ك اقرات سستقمة بسبقها بكممة (وعبتمونم) ثع يورد الييب الم عوم‪ ،‬ويرد عميه‪ ،‬ثع‬
‫ينتق إلى عيب آخر وهكذا‪..‬‬

‫‪ 6‬ـ يكءر االيت هاد بالقصص التاريخية وال خصيات ليبيد عر ن سه التهمة‪ ،‬ويءب أن‬
‫سا عيب به إنما هو سر الصلح والتدبير واالقتصاد‪ ،‬اإتا عابه أبناء عمه بخصف النيال‬
‫قال لهع‪ :‬إن الريول صمى هلل عميه ويمع‪ ،‬يخصف نيمه ويرقع ثوبه‪ ،‬وان الصحابم‬
‫الجمي طمحة بر عبد هللا وهو الممقب بال ياض لجوده وكرسه‪ ،‬كان زوجته مصق له‬
‫إزاره‪ ،‬وأن عمر ابر الخطا قد رقع ثوبه هكذا‪..‬‬

‫‪ 3‬ـ قمنا ام رجمة الجاحظ‪ :‬إنه لع يكر بخيل امماتا نراه ام هذه الريالة يدعع رأي ابر‬
‫هارون بالحجج والبراهير؟‬

‫‪57‬‬
‫مإ سي ة سر سي ات الجاحظ األديب المتمكر؛ اقد كان لديه قدرة عجيبة عمى سدح‬
‫ال مء وتسه‪ ،‬وإيراد أدلة عمى هذا وتلإ‪ ،‬ثع إنه قد أورد الحجج عمى لسان يه بر‬
‫هارون بطريقة ؤدي ام النهاية ال إلى افقنا بمذهب يه ام البخ ‪ ،‬وإنما إلى‬
‫السخرية سنه واالحتقار لمذهبه‪ .‬االريول صمى هللا عميه ويمع كان يرقع ثوبه‪ ،‬ولكنه‬
‫كان أجود سر الريح المريمة‪ ،‬وطمحة ال ياض يرقع ثوبه ولكنه كان ي يض كرسا‬
‫وجودا‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ أسا أل اظ النص اهم أل اظ ال موض ايها وال رابة‪ ،‬وقد اختارها الجاحظ بيناية‬
‫لتيبر عما يريد بدقة ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ وسا تكرناه ام رجمة الجاحظ سر سي ات أيموبه واضح ام هذا النص سر إيراد‬
‫ال واهد والحجج اليقمية‪ ،‬وسر السخرية والتحمي الن سم‪ .‬أسا االيتطراد والخروج عر‬
‫الموضو اقمي ام هذه الريالة‪ ،‬وإنما يبدو تلإ واضحا ام كتبه الكبيرة‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫العصر األ ـــدلــسي‬

‫الم ارقة هع‪ :‬أه بلد الم ر اليربم‬

‫اتح الير األندلس عمى يد طار بر زياد ينة ‪ 29‬هـ ام خلاة الوليد بر عبد الممإ‬
‫بر سروان‪ ،‬ووجد الير ايها ك خير سر جى والطبيية الساحرة المتمءمة ام‪ :‬التربة‬
‫الخصبة – المياه اليذبة – الييون الصااية – األنهار الجارية – الرياض الخضراء‪.‬‬
‫ارح إلى األندلس الكءير سر القبائ اليربية ايتوطنوا أرضها وانت روا ام جوانبها‬
‫واست جوا بنه األندلس األصميير بالمصاهرة والمياسمة ان ن سر ال ريقير جي جديد‪.‬‬

‫‪-‬هثار الفتح العربي لبالد األ دلس‬

‫‪ – 0‬اعتنا الكءير سر أه األندلس الدير افيلسم وتلإ ألنه‪:‬‬


‫أ – دير األكءرية ال ا حير الذير ايتوطنوا البلد‬
‫– إنه دير األخل الحسنة والتياليع السمحة ‪ :‬سء افخاء – المحبة – اليدالة –‬
‫المساواة‬
‫– األسر – السلم‬

‫‪ – 9‬اهتمام وحرص أهل األ دلس على تعليم اللغة العربية‪ :‬ليسه ياسمهع سع الكءير‬
‫سر الناس وسيراة آدابهع وثقااتهع وتلإ؟‬
‫أ – ليسه لهع يب الييش وويائ الحياة‬
‫– ليستطييوا اال صال بالحكام ام تى ئونهع‬
‫ج – يصب األسويير لمغتهع اليربية وآدابهع وإجبارهع الناس عمى يممها وعقد سجالس‬
‫لألد وال ير وس اركتهع القوية ام الحوار والمناق ة ب جد سنهع يراء اصحاء‬
‫يممكون سمكة القول‪ ،‬وخطباء بارعير اصحا لسنا حيى اليربية عمى ألسنتهع‪.‬‬

‫مء ور بتهع األكيدة ام التغمب عمى‬ ‫‪ – 2‬الي م عمى نااس الم ارقة ام ك‬
‫األندلسيير سما أدى إلى بيث النهضة اليممية واألدبية‪.‬‬

‫‪ – 4‬أصبح المغة اليربية لسان أه األندلس جمييا‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫االتصال ال قافي بين األ دلسيين والمشارقة‬

‫يتم ل هذا االتصال في‪:‬‬

‫‪ .0‬ن وح أه الم ر اليربم إلى األندلس لن ر سباد الدير افيلسم و يميع الناس‬
‫لغة الير وس اهيع وآدا الدير افيلسم‪.‬‬

‫‪ .9‬هجرة عمماء الم ر ام سختمف اليموم إلى األندلس‪ ،‬يحم بيضهع سا رجع سر‬
‫اليموم وال نون واآلدا ال اريية واليونانية والهندية والروسانية سما وار عمى أه‬
‫األندلس بذل الجهود ام رجمة جديدة‪.‬‬

‫‪ .2‬وصول واود كءيرة سر طل األندلس إلى سصر وال ام واليرا والحجاز يطمبون‬
‫اليمع‪.‬‬

‫‪ .4‬سجمء بيض النساخ لنسخ سا كتب ام سختمف اليموم وسا يمميه اليمماء عمى طلبهع‬
‫ام الم ر اليربم‪.‬‬

‫أثر اتصال األ دلسيين بالمشارقة‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عمى األدب ‪ :‬كان ال صال األندلسيير بالم ارقة أثره الءقاام الواضح عمى األد ‪،‬‬
‫ويتمء ام‪:‬‬

‫نثر األندلسيير بال كر اليربم‬ ‫‪.0‬‬


‫ود األندلسيير سر المكتبات وال نون واآلدا المترجمة التم نقم سر الم ر إلى‬ ‫‪.9‬‬
‫األندلس حيث بمغ هذه المكتبات حوالم (‪ )61‬سكتبة أ هرها سكتبة قرطبة‪.‬‬
‫خمق أجيال جديدة سر األدباء ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫انت ار المساجد ام جميع أنحاء البلد حيث بمغ عددها يبية آالف سسجد ام أيام‬ ‫‪.4‬‬
‫(الناصر باهلل ) وقاس بنداء ريالتها اليممية واألدبية‪.‬‬
‫إن اء سدارس لتيميع القرآن والقراءة والكتابة‪ .‬وقام بالتدريس ايها عمماء وأدباء سر‬ ‫‪.5‬‬
‫الم ارقة أو سمر يمموا ام ال ر أو الذير ربوا عمى سا نق سر الم ر ‪.‬‬
‫ح ظ الكءير سر كتب المغة واألد وعيون التاريخ حتى قي إن بيضهع كان يح ظ‬ ‫‪.6‬‬
‫كتا األ انم وآخر سا كان يح ظ (الكاس ) بالمبرد‬

‫‪60‬‬
‫ثا يا‪ :‬أثر االتصال ال قافي على الحركة العلمية ‪:‬‬

‫نق سا ألف و رجع سر عموم سر الم ر إلى األندلس؛‬ ‫‪.0‬‬


‫راء جار الكتب سر عمماء الم ر أعظع سؤل ا هع ‪ :‬انقموا إلى األندلس أعظع سا‬ ‫‪.9‬‬
‫ألف و رجع سر كتب ام ال راعة وال مإ والطب والرياضة والكيمياء والموييقى‬
‫وك سا ا ص بالدير سر ‪ :‬وحيد – اقه – سير – حديث‬
‫رواج الحركة اليممية ب تى أنواعها وصورها‪ :‬وخاصة انون األد والبل ة‬ ‫‪.2‬‬
‫والقصص وسيجمات المغة والنحو واليروض والرحلت ودواوير ال ير ووال مس ة‬
‫والرياضة‪.‬‬
‫سنذ أن وطنت أقدام المسممير األندلس بدأت حركة الدرايات ن ط و دهر انن نوا‬ ‫‪.4‬‬
‫المدارس والمساجد ام القرى والمدن وأخذ عمماء أوربا عنهع هذه ال كرة‪.‬‬
‫ن اط حركة التنليف ام سختمف اليموم‪.‬‬ ‫‪.5‬‬
‫أصبح األندلس قبمة الباحءير عر الميراة‪ :‬ليت ودوا سر مإ المصادر والمراجع‬ ‫‪.6‬‬
‫التم استألت بها سكتبات ودور عمع األندلس‪.‬‬
‫ظهور جي جديد سر اليمماء والمتخصصير‪ :‬قادوا النهضة اليممية ام األندلس‬ ‫‪.3‬‬

‫المناقشة‪:‬‬

‫س‪ – 0 :‬سر هع الم ارقة؟ وسا ثقااتهع؟ وكيف ع ال صال بينهع وبير أه األندلس‬
‫س‪ – 9 :‬حدث عر أثار ال تح افيلسم لبلد األندلس‬
‫س‪ – 2 :‬كان ال صال الم ارقة باألندلسيير أثره الواضح عمى األد والحركة اليممية‪،‬‬
‫بير تلإ‬

‫‪61‬‬
‫الشعر في العصر األ دلسي‬

‫مبلغ عناية األ دلسيين به‪:‬‬

‫ر ع طبيية األندلس الساحرة حيث (ر د الييش سواور – والنيمة كءيرة – والرز‬


‫سيسور – الرياض نضرة – الحدائق َر – الجبال خضر – األدوية سي بة – األ جار‬
‫سورقة – القطوف دانية – الهواء عمي – الجو صاف – الماء رقرا – الطيور سغردة)‬
‫ظ ال ير سلزسا لمطابع القديع دون أن يطرأ عميه أي غيير وتلإ لما يمم‪:‬‬

‫‪ ‬ا تغال الوالء بتوطيد الداخمية‬

‫‪ ‬اليم عمى القضاء عمى ال تر الداخمية‬

‫‪ ‬عدم االهتمام أو اليناية بال ير وال يراء‬

‫ولكر سا إن ايتقرت األسور وهدأت األحوال إال وا جه المموك األسويون وسموك‬


‫الطوائف إلى ال ير حيث أولوا ال يرعنايتهع واهتماسهع اازدهر ونهض وإلى جانب‬
‫تلإ وجدت عواس ياعدت عمى رقيه وازدهاره‬

‫العوامل المؤثرة في رقي الشعر األ دلسي هي‪:‬‬

‫الترف والنييع والءراء الوايع الذي م ك سر أظمته يماء األندلس‬ ‫‪.0‬‬


‫عناية الخم اء ولوالة بال ير وال يراء‪ :‬وعقد سجالس الم اخرات والمناظرات‬ ‫‪.9‬‬
‫اليتما سا جادت به قرائح ال يراء والم اضمة بينهع‬
‫طبيية األندلسيير الساحرة التم كان سصدرا إلهام ال يراء‬ ‫‪.2‬‬
‫المنااسة ال ديدة بير يراء الم ارقة و يراء األندلس‪ ،‬وكان تلإ يببا ام جويد‬ ‫‪.4‬‬
‫ال ير و نقيحه واليناية به وافكءار سنه‪ ،‬والت و ام أ راضه‪.‬‬
‫أصالة الممكة اليربية‪ ،‬وقوة تاكر هع التم كءيرا سا أعانتهع عمى ح ظه وروايته‪.‬‬ ‫‪.5‬‬

‫‪62‬‬
‫أغراض الشعر األ دلسي‬

‫ناول األندلسيون النظع ام تى األ راض التم ناولها الم ارقة‪ ،‬امدحوا‪ ،‬وهجوا‪،‬‬
‫ورثوا‪ ،‬و غ لوا‪ ،‬واخروا‪.‬‬

‫أغراض قصر فيها األ دلسيون عن المشارقة هي‪:‬‬

‫‪ –0‬ير الحكع واألسءال‬


‫‪ –9‬ال ير ال مس م‬

‫وأسباب ذلك ‪:‬‬


‫‪ – 0‬لع يطمع األندلسيون عمى آدا األسع األخرى ألن ثقااتهع كان عربية خالصة‪.‬‬
‫‪ – 9‬عدم نظر هع ام الكون نظرة ااحصة عمى طريقة الميري والمتنبم‬

‫ما زاد فيه األ دلسيون من أغراض على المشارقة‪:‬‬


‫سع أن األندلسيير لع يتحدثوا عر األخل والص ات الن سية وال مس ية ام يرهع إال‬
‫أنهع زادوا عر الم ارقة ام أ راض هم‪:‬‬

‫‪ – 0‬الوصف‪ :‬حيث ناول س اهدة الكون ووصف الطبيية وس ا نها ووصف الحياة‬
‫وسباهجها‪ ،‬ووصف سجالس المهو‪ ،‬ووصف القصور والحدائق‪ .‬حيث وص وا ك سا‬
‫وقي عميه أعينهع‪ ،‬ب بدءوا قصائدهع ولو كان ام الرثاء‪ .‬أشهر شعرائه ‪ :‬الوليد بر‬
‫زيدون‪ ،‬وسر وص ه لم ا ر الرياض قوله‪:‬‬

‫إنم تكـــرت بال هـراء س تـــاقا واألاــق طمق ووجـــه األرض قد راقـــا‬
‫ولمنسـيع اعــتلل ام أصائمــــــه كـننما ر لــــم ااعــــتــــ إ ـــــاقــــا‬
‫والروض عر سائه ال ضم سبتسـع كما حمـــ سر المبـــات أطـــــــواقـــا‬

‫‪ – 9‬االستنجاد ورثاء الممــاليك الزائلة ‪ :‬وهو االيتنجاد بريول هللا صمى هللا عميه‬
‫ويمع وباألولياء الصالحير‪ ،‬وبمموك افيلم والمسممير المياصرير‪.‬‬

‫‪ -‬وهذا الغرض سر أصد األ راض‪ ،‬ألنه صادر عر عاط ة صادقة ح ينة‬
‫‪ -‬وسر أ هر يرائهع ام هذا ال ر‪( :‬أبم بكر بر المبانة ) و(بر عبدون)‬

‫‪63‬‬
‫‪ – 3‬المجون (اللهو) ‪ :‬كان لممجون يو نااقة باألندلس‪ ،‬وكان لممرح سجال وايع‬
‫وكان النكتة البارعة اللتعة سر يمات أولئإ المرحير وال كاد ارقهع وكءيرا سا‬
‫كان لهع سجالس لهو يقضونها ام اليبث وال را ‪ ،‬اخمقوا يرا كءيرا ام هذا‬
‫الغرض‪ .‬من أشهر شعرائه ‪ :‬ابر هيد‪ ،‬ووالدة بن المستك م‬

‫‪ – 4‬ظم العلوم والفنون‪ :‬سع أن الم ارقة أول سر نظع يرا ام هذا الغرض إال أن‬
‫األندلسيير يبقوهع و وقوا عميهع ايه‪ ،‬حيث نظموا ام‪ :‬النحو والصرف واليروض‬
‫والبديع وال قه والتاريخ‪ ،‬و يرها سر اليموم المختم ة‪ .‬وأشهر شعراءه‪ :‬أحمد بر عبد‬
‫ربه وأبو طالب عبد الجابر‪ .‬وهذا بر عبد ربه ينظع ام با ال حاف سر أرجوزة‬
‫اليروض ايقول‪:‬‬

‫سر ك سا يبــدو عمى المســان‬ ‫اك حسرة زال سنه الــــءانم‬


‫اإنه عندي ايمـــه سخبـــــون‬ ‫وكنن حراا نن السكــــــون‬
‫سحركا يميته المـوقوصــــــا‬ ‫وإن وجدت الءانم الم توحـا‬
‫اذلإ المضــمر حقــا بينـــــــا‬ ‫وإن يكر سحركــا اسكـــنـــا‬
‫اذلإ المطـــوي ال يحـــــــول‬ ‫والـرابع الســاكر إن يــ ول‬
‫اذلإ المقبوض وهو حســــــر‬ ‫وإن يـ ل خاسســه المسكر‬
‫اسمه الميصو إن يميتـــــه‬ ‫وإن يكر سحـركا يكـــــته‬
‫يميتـــه إت تاك بالمكتــــــوف‬ ‫وإن أزل يابــع الحروف‬

‫األبيات السابقة سهمة لألدبم ضمر يريف ال خارف اليروضية‬

‫‪64‬‬
‫خصـــائص الشعر األ ـــدلســي‬

‫أوال‪ :‬من حيث األسلوب‬

‫‪ – 0‬نظمه بنيمو عربم خالص بييدا عر اليجمية‪ :‬ألنهع لع يختمطوا باألسع األخرى‪.‬‬
‫‪ – 9‬عذوبة األيمو ورقته ‪ :‬جيم ال ير يص إلى درجة الس ساف الممقوت‬
‫‪ – 2‬اصاحة األيمو وبل ته ويلسة التراكيب‬
‫‪ – 4‬قمة يو المحسنات البديية ‪ :‬لبيد ال ير عنها وعدم إعجابهع بها‬

‫ثا يا ‪ :‬من حيث المعنى ‪:‬‬

‫‪ – 0‬خموه سر عمق ال كرة وبيد الغور واالبتكار‬


‫‪ – 9‬وجود الخيال الذهنم ‪ :‬أدى تلإ إلى الميب بالميانم وال يادة عميها وعكس ر يبها‬
‫‪ – 2‬قر المينى سر الم ظ وسيراته بسهولة ويسر‬

‫ثال ا‪ :‬من حيث الوزن والقافية‪:‬‬

‫نظع يراء األندلس قصائدهع عمى ك أوزان (بحور) ال ير القديمة‪ ،‬وابتكروا أنواعا‬
‫جديد سر ال ير لع ييراه الم ارقة وهو (المو حات واألزجال) والغرض سر تلإ‬
‫سخاطبتهع ال يب بجميع طوائ ه سءق يه وعاسيه لدرجة أن ابر خمدون اهتع بهذا المون‬
‫الجديد‪ ،‬وخصص له اصل دقيقا ام سقدسة ال ير اقال‪( :‬إنهع نظموا المو حات أيباطا‬
‫وأ صانا أ صانا) و متاز المو حات بطابيها الخاص ام األوزان والتقاطيع وإقبال‬
‫الخاصة والياسة عميها لسهولتها وقر طريقتها‪.‬‬

‫أبرز ما يمتاز به الشعر األ دلسي عن شعر المشارقة من حيث‪:‬‬

‫أوال‪ :‬األسلوب‪:‬‬
‫‪ – 0‬رقة األيمو وعذوبة األل اظ‬
‫‪ – 9‬ك أل اظه عربية خالصة‬
‫‪ – 2‬خمو األيمو سر عيو ال صاحة والبل ة‬
‫‪ – 4‬كءرة الصور البيانية والمجازات واألخيمة‬

‫‪65‬‬
‫ثال ا‪ :‬المعنى‪:‬‬
‫حيث أن األندلسيير قصروا عر الم ارقة ام المينى‪ ،‬ويتمء هذا ام‪:‬‬
‫‪ – 0‬خمو يرهع سر عمق ال كرة‬
‫‪ – 9‬عدم االبتكار والتجديد ام المينى‬

‫رابعا‪ :‬الوزن القافيـــة‪:‬‬


‫‪ – 0‬ابتكار وزنير جديدير عراا بـ( المو حات) و(األزجال)‬
‫‪ – 9‬نو المحر واألنغام الذي تطمبه الحياة الجديدة‬
‫‪ – 2‬التوايق بير النغع الجديد والوزن القديع‬

‫المناقشة ‪:‬‬

‫س ‪:0‬ظ ال ير األندلسم سمت سا بالنهج القديع ام بدء أسره اما األيبا التم أدت إلى‬
‫تلإ؟‬
‫س ‪ : 9‬أتكر اليواس التم ياعدت عمى رقم ال ير وازدهارها ام اليصر األندلسم؟‬
‫س ‪( : 2‬ا ق األندلسيون سع الم ارقة ام أ راض يرية وقصروا عنهع ام أ راض‬
‫أخرى وزادوا ام أ راض جديدة‪ ،‬اَ َ‬
‫يع ا قوا؟ وايع ازدادوا؟‬
‫س ‪ : 4‬حدث عر خصائص ال ير األندلسم سر حيث األيمو – المينى – الوزن –‬
‫القااية‬
‫س ‪ : 5‬بع استاز ال ير األندلسم عر ير الم ارقة سر حيث األيمو – األ راض –‬
‫المينى‬

‫‪66‬‬
‫رثاء األ دلس ألبي البقاء الر دي‬

‫فال يُغر بطيب العيش إنســان‬ ‫لكل شيء إذا ما تــم نقصــان‬
‫من سره زمن ساءته أزمان‬ ‫هي األمور كما شاهدتها دول‬
‫وال يدوم على حال لها شان‬ ‫وهذه الدار ال تبقي على أحد‬
‫وأين منهم أكاليل وتيجان‬ ‫أين الملوك ذو التيجان من يمن‬
‫وأين ما ساسه في الفرس ساسان‬ ‫وأين ما شاده شداد في إرم‬
‫حتى قضوا فكأن القوم ما كانوا‬ ‫أتى على الكل أمر ال مرد له‬
‫كما حكى عن خيال الطيف وسنان‬ ‫وصار ما كان من ملك ومن ملك‬
‫هوى له أحد وانهد ثهالن‬ ‫دهى الجزيرة أمر ال عزاء له‬
‫اقد يرى بحديث القــــــــوم ركبـان‬ ‫أعندكع نبـن سـر أهـ أندلــــ ٍ‬
‫ـس ؟‬
‫كما بكى لفراق اإللف هيمان‬ ‫تبكي الحنيفية البيضاء من أسف‬
‫قد أقفرت ولها بالكفر عمران‬ ‫على ديار من اإلسالم خالية‬
‫ما فيها إال نواقيس وصلبان‬ ‫حيث المساجد قد صارت كنائس‬
‫حتى المنابر تبكي وهي عيدان‬ ‫حتى المحاريب تبكي وهي جامدة‬
‫قتلى وأسرى فما يهتز إنسان‬ ‫كم يستغيث بنا المستضعفون وهم‬
‫وأنتم يا عباد هللا أخوان‬ ‫لماذا التقاطع في اإلسالم بينكم‬
‫إن كان في القلب إسالم وإيمان‬ ‫لمثل هذا يبكي القلب من كمد‬

‫التعريف بالشـــاعر‪:‬‬
‫هو أبو البقاء بر صالح ريف الرندي‪ ،‬عاا ام النصف الءانم سر القرن السابع‬
‫الهجري وعاصر ال تر واالضطرابات التم حدث سر الداخ والخارج ام بلد‬
‫األندلس‪ ،‬و هد يقوط سيظع القواعد األندلسية ام يد االيبان‪ ،‬وحيا ه الت صيمية كاد‬
‫كون سجهولة‪ ،‬ولوال هرة هذه القصيدة و ناقمها الناس سا تكر ه كتب األد ‪ ،‬وإن كان‬
‫له يرها سما لع ي تهر‪ .‬وام ام النصف الءانم سر القرن السابع الهجري وال نيمع ينة‬
‫واا ه عمى التحديد‪.‬‬

‫مناسبة القصيدة ‪:‬‬


‫أخذت ييطرة الير ام نهاية حكمهع لبلد االيبان تضاءل يئا ا يئا بسقوط المدن‬
‫افيلسية الهاسة‪ ،‬ام أيدي ال رنجة‪ ،‬وأصبح البلد رو ك يوم بغارات األعداء‬
‫دون أن جد قوة إيلسية صد ال حف الصميبم المتو ‪ .‬وقد أدرك الم كرون هول‬
‫الخطر الراصد‪ ،‬اانطمق ال يراء واألدباء‪ ،‬يصورونه النهاية المتوقية ام حسرة بالغة‪،‬‬
‫وسما قي ام هذه المنياة سا عرضناه سر أبيات صا تها اعر المت جع يبكم الوطر‬
‫الضائع‪ ،‬ويحذر المسممير ام تى البقا ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫األفكار العامة ‪:‬‬
‫‪ ‬الموعــة عمى سا حدث لمديـــــار‬
‫‪ ‬التساؤل عر المموك الذير كانوا يتحكمون ام رعيتهع ببنيهع الغالب‬
‫‪ ‬الت جيع عمى سا حدث لإليلم والمسممير ام األندلس‬

‫شرح القصيدة‬

‫ام األبيات ( ‪ ) 2 – 0‬بدأ ال اعر قصيد ه ام لوعة وعبرة س كرة‪ ،‬يقارن الماضم‬
‫بالحاضر‪ ،‬ويقيس الغائب عمى ال اهد‪ ،‬ايرى أن لك مء نهاية‪ ،‬ولك مام نقصان‪،‬‬
‫وعمى الياق أن ال يخد سا يرى سر عيش هانئ‪ ،‬اوراء تلإ خطو وأهوال‪ ،‬ألن‬
‫األيام دول تقمب‪ ،‬ال بد أن يسيئه زسر ال‪ ،‬ثع كرر هذا المينى سما يدل عمى نثره‬
‫وان ياله إلى الينس والت اؤم ‪.‬‬

‫وسضى ال اعر ام األبيات ( ‪ ) 3 – 4‬يقمب ص حات التاريخ‪ ،‬ايتساءل عر المموك‬


‫توي التيجان‪ ،‬سمر كانوا يحكمون اليمر‪ ،‬ويسيطرون عمى الناس ببنيهع الغالب‪ ،‬وقد‬
‫بنوا المدائر ال هيرة‪ ،‬اما بقي وسا بقوا‪ ،‬ويمضى ام ساؤله‪ ،‬ايبحث عر سصير بلد‬
‫ال رس‪ ،‬وسا أعده يايان ايها سر تخيرة وعتاد ثع يجيب عمى تلإ كمه‪ ،‬بنن الخا مة‬
‫الموهوبة قد لحقتهع‪ ،‬اذهب ريحهع‪ ،‬وقضى عميهع حكع القدر انصبحوا أثرا بيد عير‪،‬‬
‫وطاروا كاألحلم الذاهبة أثناء النوم دون بقاء‪.‬‬

‫ام األبيات (‪ ) 02 – 1‬ينتق سر الماضم البييد إلى الحاضر الم اهد اييمر أن ج يرة‬
‫األندلس‪ ،‬قد دهي سا ي ل ل الجبال سر الخطو ‪ ،‬وقد ا تهرت نكبا ها بير الناس‪ ،‬إت‬
‫سضى بحديءها الركبان‪ ،‬وهو حديث سؤلع ااجع أ ى عمى افيلم ام أسنع حصونه‬
‫ابك ال ريية سر أيف لما ح بنهمه سر خطو ‪ .‬وسا لها أال بكم عمى ديار خم سر‬
‫افيلم‪ ،‬وعمرت بالك ر‪ ،‬االمساجد افيلسية حول إلى كنائس سسيحية رون ايها‬
‫النواقيس بيد أن را باألتان ابك وهم سر جماد وكذلإ المنابر أعمن اجييتها‬
‫وهم سر أخ ا ‪.‬‬

‫ام األبيات (‪ ) 06 – 04‬يتحسر ال اعر عمى أن أصحابها المستضي ير‪ ،‬اهع سا بير‬
‫أيير وقت ‪ ،‬يبكون ويضجون دون أن يجدوا سر إخوانهع ام البلد افيلسية‪ ،‬سر ي‬
‫ف اثة الممهوف وهذا التخاتل المؤيف ال يدل عمى أخوة صحيحة و ياون صاد‬
‫ولمء هذا التخاتل المؤلع يذو القمب‪ ،‬و ت ت األكباد‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫التحليل والتعليق‬

‫صاااحبها الممهااوف ‪ ،‬وهااو ااام صااوير عواط ااه‬ ‫القصاايدة صاارخة ح ينااة يماار ا ا‬
‫كالخطيب المن ي ‪ ،‬ويتحدث بسهولة ال يرف التنمياق‪ ،‬با يريا عواط اه الح يناة اام‬
‫داق ‪ ،‬لذلإ يكرر بيض الميانم ويييد بيض الصور‪ ،‬ألنه يريد أن يؤثر بما يمماإ سار‬
‫بيان‪.‬‬
‫والصور األدبية بها ليس بالكءرة التم دل عمى يية التنس ‪ ،‬ولكنها سع تلإ دل عماى‬
‫اائر ‪ ،‬والمنااابر رثاام‪ ،‬كا تلااإ صااوير‬ ‫اااعرية سواقااة‪ ،‬االحني يااة بكاام ‪ ،‬والمحااار‬
‫طبييم هاد ‪.‬‬
‫وثقااة ال اعر التاريخية واضحة‪ ،‬اهو يستيير بماا ييارف سار أحاداث ال ساان ليضار‬
‫األسءمة عمى قمب األيام‪ ،‬واواجع الدهر‪ ،‬بنيمو واضح يه ألنه يخاطب الياسة ‪ ،‬وقد‬
‫نظع القصيدة ليحرك اليواطف بكلم طبييم ينتق ع وا سر خاطره دون أي كمف‪.‬‬
‫وقد ا تهرت القصيدة لذلإ‪ ،‬ونال حظا بييدا سر التداول بير الناس‬

‫مناقشة ‪:‬‬
‫‪ – 0‬سا المنايبة التم داي أبا البقاء إلى نظع هذه القصيدة ؟‬
‫‪ – 9‬لما قم الصور األدبية لدى ال اعر وبع اعتاض عنها ؟‬
‫‪ – 2‬وضح كيف ايتيان ال اعر ام قصيد ه بحوادث التاريخ وأحداث ال سان؟‬
‫‪ -4‬اختر بيض األبيات التم أثرت ام ن سإ‪ ،‬وا رحها رحا أدبيا‬
‫‪ – 5‬وضح سيانى الكممات ‪ :‬الهــلل – يايان – إرام – الطيف – هيمـــان‬

‫‪69‬‬
‫علة الد يا للشاعر ابن ها ئ األ دلسي‬

‫التعريف الشاعر‪:‬‬
‫هو سحمد بر هانئ بر سحمد بر ييدون األزدي األندلسم‪ ،‬يتص نسبه بالمهمب بر أبم‬
‫ص رة ولد بقرية ن يكونن ام أ بيمية ينة ‪ 296‬هـ الموااق ‪ 221‬م‪ ،‬و واى ينة ‪269‬‬
‫هـ المواق ‪ 232‬م‪.‬‬

‫وكان يكنى بنبم الحسر‪ ،‬وأبوه هانئ إاريقم سر قرية سر قرى المهدية‪ ،‬وكان أديبا‬
‫و اعرا‪ .‬ولهذا ن ن ابر هانئ ام أحضان اليمع واألد وحينما كان أ بيمية ام أوج‬
‫قمتها الءقااية انه سنها سا نه سر اليمع والميراة‪ ،‬ثع أ ع يميمه ام دار اليمع بقرطبة‪.‬‬
‫وقد بر ام اليمع كما لمع ايمه ام ال ير حتى أنه كان يحم لقب المتنبم المغر ‪.‬‬

‫هو اعر عربم أ تهر ب نه وب يره‪ ،‬حتى استألت األرض بصوت أ ياره التم‬
‫أ قنها‪ ،‬وأ ي الدنيا بها‪ ،‬كنم ام صباه بنبم القايع‪ ،‬وايتطا أن يبنى لن سه صورة‬
‫أدبية عريقة‪ ،‬طال الحديث عنه وعر يره‪ ،‬وايتطا أن يبرز سواهبه ايها‪ ،‬اكبر ايها‪،‬‬
‫وعندسا أصبح ابا وجد سجاال لميم داخ المدينة التم ن ن بها‪ ،‬اقد كان سنطقته سر‬
‫اهع وأرقى المناطق ام تلإ ال سان‪ ،‬حتى أنها يمي بالمدينة الذهبية‪ ،‬نظرا ا الزدهار‬
‫الحياة بها‪ ،‬وزخرها بنهع وأعمق الكتا وال يراء واألدباء و يرهع‪.‬‬

‫وأهع يمات ير ابر هانم‪ ،‬أنه كان جمي األل اظ‪ ،‬ال ينتقم إال ك سا هو جمي ‪ ،‬وال‬
‫يتحدث إال عر الميانم ال خمة الرائية‪ ،‬التم يبر عر حاالت افنسان‪ ،‬وظرواه‬
‫الميي ية‪ ،‬اانطمق يحاكم الب ر وال جر والجبال والجمال‪ ،‬و يرها‪ ،‬وايتطا أن يخمق‬
‫بن سه حالة سر حاالت التنس الكونم‪ ،‬التم لطالما حمع بها ك اعر‪ ،‬ام ى عمى در‬
‫عنترة بر داد والمتنبم و يرهع‪ ،‬وحاكم يرهع بصورة الئقة ولبقة‪ ،‬و غنى بالمرأة‬
‫وجمالها‪ ،‬ولكر ام اطار االحت ام‪ ،‬امع يتحدث عر س ا ر‪ ،‬أو عر سناطق سيينة ام‬
‫الجسع‪ ،‬ب عنم بروح المرأة وجمالها األ ّخات الذي يسمب الروح واأللبا ‪ ،‬و حدث عر‬
‫الطبيية‪ ،‬وعر ال رويية‪ ،‬وعر سجاالت الحياة المختم ة‪ ،‬ولع يطمح أن يقمد اعرا ا قط‪،‬‬
‫وانما كان يسير عمى خطاه‪ ،‬حتى ال يقال أنه ير يراا‪ ،‬أو سينى او ير تلإ‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ص القصيدة‬
‫س َيرا ُء‬ ‫حيث ال ِكلّة ُ ال ِ ّ‬ ‫ُ‬ ‫والصبر‬ ‫المعشر األعدا ُء‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫حيث‬ ‫الحبّ‬ ‫ِ‬
‫ين والعُدَوا ُء‬ ‫حت ٌم عليها البَ ُ‬ ‫ت كانَّها‬ ‫ما للمهارى الناجيا ِ‬
‫والعذ ُل في أسما ِع ِه ّن ُحدا ُء‬ ‫صبا‬ ‫ُبارينَ ال َّ‬ ‫العجيب بأن ي ِ‬ ‫ُ‬ ‫ليس‬
‫شمس الظهيرة ِ خدرها الجوزاء‬ ‫ُ‬ ‫تدنو منا َل ي ِد المحبّ وفوقها‬
‫وأفحم الخطباء‬ ‫َ‬ ‫خرس الوفودُ‬ ‫َ‬ ‫بمدح ِه‬ ‫ِ‬ ‫عالهُ‬ ‫ت ُ‬ ‫لك إذا نطقَ ْ‬ ‫ِم ٌ‬
‫ت األشياء‬ ‫و لعلّة ٍ ما كان ِ‬ ‫خلقت له‬ ‫ْ‬ ‫هو علّة الدُّنيا ومن‬
‫ت وهو ضياء‬ ‫جوهر الملكو ِ‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫التقديس وهو ساللة ٌ‬ ‫ِ‬ ‫معدن‬
‫ِ‬ ‫من‬
‫حتى است َ َوى اللُّؤما ُء وال ُك َرماء‬ ‫ع على تفضيل ِه‬ ‫للنّاس إجما ٌ‬
‫من جود ِه أعباء‬ ‫أعناقه ْم ْ‬ ‫وم منتقما ً وفي‬ ‫الر ِ‬ ‫هام ّ‬ ‫اب ِ‬ ‫ضر ُ‬ ‫ّ‬
‫العزة ِ األبَّاء‬ ‫فأذلّها ذو ِ ّ‬ ‫أعزة ً‬ ‫ين ّ‬ ‫كانت ملوكُ األعج َم ِ‬ ‫ْ‬
‫أدراك ما ال ُخنفاء‬ ‫َ‬ ‫قَسْرا ً فما‬ ‫أقر المشركونَ بفضل ِه‬ ‫و إذا ّ‬
‫فكأنَّها خو ٌل لهُ وإماء‬ ‫الملوك تطيعه‬ ‫ِ‬ ‫أو َما ترى دو َل‬
‫صبا ُح واإلمساء‬ ‫وأطا َعهُ اإل ْ‬ ‫بنصر ِه‬ ‫ِ‬ ‫السماء‬
‫ِ‬ ‫ت مالئكة ُ‬ ‫نَزَ لَ ْ‬
‫شعراء‬ ‫مدحك ال ُّ‬ ‫َ‬ ‫مت في‬ ‫بك ح َّك ْ‬ ‫َ‬ ‫الخطاب وإنّما‬ ‫َ‬ ‫أنت الذي فص َل‬ ‫َ‬
‫وذاك دواء‬ ‫َ‬ ‫ين‪ :‬ذا دا ٌء‬ ‫قِس َم ِ‬ ‫الكالم كثيرهَ وقليلَه‬ ‫َ‬ ‫أخذوا‬
‫هور له بذاك فِداء‬ ‫ش ُ‬ ‫ث ّم ال ُّ‬ ‫يامنا وقِيامنا‬ ‫ص ِ‬ ‫ديك ش ْه ُر ِ‬ ‫ي ْف َ‬
‫ت الوحي فيه ثناء‬ ‫فأله ِل بي ِ‬ ‫تنز َل ك ُّل وحي منز ٍل‬ ‫فيه ّ‬
‫الطلقاء‬ ‫وتغ ُّل في ِه عن الندى ُّ‬ ‫أكف آ ِل م َحم ٍد‬ ‫فتطو ُل فيه ُّ‬
‫فكأن قو َل القافلينَ ُهذاء‬ ‫ّ‬ ‫علياك أصد ُق قائ ٍل‬ ‫َ‬ ‫و هللاُ في‬
‫يدور كيف تشاء‬ ‫ُ‬ ‫في َراحتَي َْك‬ ‫مان فإنّهُ‬
‫الز ِ‬ ‫تسألن عن ّ‬ ‫ّ‬ ‫ال‬

‫‪71‬‬
‫ثا يا‪ :‬البالغة‬

‫مفردات المقرر‬
‫عمااع الميااانم ‪ :‬يري ااه‪ -‬الخباار وافن اااء ـ اضاار الخباار‬
‫وأ راضااه ـ افن اااء (األساار ـ النهاام ‪ -‬النااداء ـ التمناام ـ‬
‫االيت هام)‬
‫أركان افيناد ـ بيض أحوال المسند والمسند إليه‬
‫القصر ‪ -‬ال ص والوص ‪ -‬افيجاز ‪ -‬افطنا ‪ -‬المساواة‬

‫‪72‬‬
‫مدخل إلى علم المعاني‬

‫تعريف علم المعاني‪ :‬وهو علم يعرف به أحوال اللفظ التي بها يطابق مقتضى الحال‪.‬‬
‫ويدور هذا العلم حول البحث في أحوال اللفظ العربي‪ ،‬وأبرزها الذكر والحذف‪ ،‬والتقديم‬
‫عدَمه‪ ،‬واقتران‬
‫صر و َ‬ ‫واإلطالق والت َّ ْقيِيد‪ ،‬والتأكيد وعدمه‪ْ ،‬‬
‫والقَ ِ‬ ‫والتأخير‪ ،‬والتعريف والتنكير‪ِ ،‬‬
‫الجمل المفيدة ببعضها‪ ،‬بعطف أو بغير عطف‪ ،‬ومواقع ك ٍّل منها ومقتضياتها‪ ،‬وكون الجملة‬
‫مساوية في ألفاظها لمعناها‪ ،‬أو أق َّل منه‪ ،‬أو زائدا ً عليه‪ ،‬و نحو ذلك‪.‬‬

‫تقسيم الكالم إلى خبر وإنشاء‬

‫استقر رأي الحذَّاق من النحويّين وعلماء أصول الفقه وعلماء البالغة‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬على‬
‫ّ‬
‫واإلنشاء" وأنّه ليس له قس ٌم ثالث‪:‬‬ ‫ّ‬
‫أن الكالم ينحصر في قسمين‪" :‬الخبر‪ِ ،‬‬
‫كالم‪ ،‬دون النظر إلى‬
‫مجرد ٍ‬
‫ّ‬ ‫والكذب‪ ،‬باعتبار كونه‬
‫َ‬ ‫ص ْدق‬
‫فالخبر‪ :‬هوالكالم الذي يحتمل ال ِ ّ‬
‫قائله‪ ،‬ودون النظر إلى كونه مقترنا ً بما يدُ ُّل على إثباته حتماً‪ ،‬أونَ ْفي ِه حتماً‪ .‬مثل‪ :‬طلَع ِ‬
‫ت‬
‫سوالً ‪ -‬سيأتي الدّجا ُل في آخر الزمان ‪ -‬سينزل‬
‫بعث هللا مح ّمدا ً ر ُ‬ ‫ُ‬
‫الغيث ‪َ -‬‬ ‫ال َّ‬
‫ش ْمس ‪ -‬نَزَ َل‬
‫عذاب أليم‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫سى و َي ْقت ُ ُل الدّجال ‪ -‬والكافرون لهم‬
‫عي َ‬
‫ق‬
‫ط ِ‬‫ف تحقُّ ُق مدلوله على النُّ ْ‬
‫واإلنشاء‪ :‬هوالكالم الذي ال يحتمل الصدق والكذب‪ .‬و َيتَوقَّ ُ‬
‫ِ‬
‫به‪ ،‬كأل ْم ِر والنهي‪ ،‬والدّعاء‪ ،‬واالستفهام‪ ،‬والمدح والذّم‪ ،‬وإنشاء العقود الّتي تحقُّقُها‬
‫زوجتُك ‪ -‬أ ْن ِ‬
‫ت طالق ‪-‬‬ ‫بالنُّطق ْ‬
‫بال ُج َمل الّتي تَد ُ ُّل عليها‪ ،‬مثل‪ِ :‬ب ْعتُك ‪ -‬اشتريتُ منك ‪َّ -‬‬
‫أعتقت ُ َك‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫اإلسناد‬
‫معنى أقلُّه نسبةُ شيءٍ إلى َ‬
‫ش ْيءٍ إثباتا ً أونفياً‪ ،‬أوإ ْنشا ُء‬ ‫ً‬ ‫الجملة المفيدة‪ :‬كال ٌم تا ٌّم يَدُ ُّل على‬
‫ربْطٍ بينَ شيءٍ وشيءٍ آخ ََر يكفي ِإلنشائِ ِه ْالقَ ْولُ‪.‬‬
‫وأق ُّل َما تتألف منه الجملة‪:‬‬
‫سدّ َم َ‬
‫سدَّه في الجمل االسمية‪ ،‬والفعل‬ ‫(‪ُ )1‬م ْسنَدٌ إليه (محكوم عليه)‪ :‬وهوالخبر أوما يَ ُ‬
‫في الجمل الفعلية‪ ،‬أوما يَ ْع َم ُل َع َملَه‪.‬‬
‫(‪ )2‬و ُم ْسنَدٌ (محكوم به)‪ :‬وهوالمبتدأ في الجمل االسمية‪ ،‬أوما أصله المبتدأ‪ ،‬والفاعل‬
‫أوما ينوب عنه في الجمل الفعلية‪.‬‬
‫ي بين المسند إليه ْ‬
‫وال ُم ْسنَدِ‪.‬‬ ‫(‪ )3‬اإلسناد‪ :‬وهوالرابط المعنو ُّ‬

‫ب ا ْل َخبَر‬ ‫أَ ْ‬
‫ض ُر ُ‬
‫ب ثَالَ ُ‬
‫ث حاالتٍ‪:‬‬ ‫ِل ْلمخ ِ‬
‫َاط ِ‬
‫(‪ )1‬أَن َيكونَ خالي ال ِذّ ْه ِن ِمنَ ال ُح ْك ِم‪ ،‬وفي هذه الحال ي ُْلقَى إلَ ْي ِه الخ َب ُر خاليا ً ِم ْن أدوا ِ‬
‫ت‬
‫ب من الخَبر ابتدائيّا‪.‬‬
‫س َّمى هذا الض َّْر ُ‬
‫التوكيد‪ ،‬ويُ َ‬
‫تردِّدا في الح ُك ِم طالبا ً أ َ ْن َي ِ‬
‫ص َل إلى اليقين في معرفَت ِه‪ ،‬وفي هذه الحال‬ ‫(ب) أن ِيكونَ ُم َ‬
‫س ُن توكيده له ِل َيت َ َمكنَ ِم ْن نفسه‪ ،‬ويُ َ‬
‫س َّمى هذا الضَّرب طلبيًّا‪.‬‬ ‫َي ْح ُ‬
‫جب أ َ ْن ي َُؤ َّكدَ ْال َخبَ ُر بمؤ َّك ٍد أَوأ َ ْكث َ َر على‬
‫(جـ) أ َ ْن يَكون ُم ْن ِك ًرا لهُ‪ ،‬وفى هذه الحال يَ ُ‬
‫ب ِإنكاريًّا‪.‬‬ ‫ض ْعفاً‪َ ،‬ويُ َ‬
‫س َّمى هذا الض َّْر ُ‬ ‫قوة ً و َ‬
‫َحسب ِإنكاره ّ‬
‫كثيرة ٌ منها‪ِ " :‬إ ّن‪ ،‬وأَ َّن‪ ،‬والقَس ُم والَ ُم اال ْب ِتدَاء‪ ،‬ونُونَا الت َّ ْوكيدِ‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫أدوات‬ ‫ِلت َ ْو ِكي ِد ال َخ َب ِر‬
‫الزائِدَةُ‪ ،‬وقَ ْد‪ ،‬وأما الش َْر ِطيَّةُ"‪.‬‬
‫وف َّ‬ ‫ف الت َّ ْنبيه‪ْ ،‬‬
‫وال ُح ُر ُ‬ ‫وأ َ ْح ُر ِ‬
‫ومن أمثلة الخبر االبتدائي‪:‬‬
‫الناس سياسةً‬
‫َ‬ ‫كتب معاويةُ رضي هللا عنه إلى أحد عماله فقال‪« :‬ال ينبغي لَنَا أن نَ ُ‬
‫سوس‬ ‫َ‬
‫الناس على‬
‫َ‬ ‫صيَة‪ ،‬وال َن ْشتَدُّ جميعا َ فَ ْ‬
‫نح ِم َل‬ ‫الناس في ال َم ْع ِ‬
‫ُ‬ ‫ين جميعا ً فَيَ ْم َرح‬
‫واحدةً‪ ،‬ال نَ ِل ُ‬
‫‪74‬‬
‫ظة‪ ،‬وأَكون أَنا ِللرأْف ِة والرحم ِة»‪ .‬ففي هذا المثال‬
‫شدةِ وال ِغ ْل َ‬
‫تكون أَنت لل ِ ّ‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫ولكن‬ ‫المهالك‪،‬‬
‫لم ير المتكلم حاجة إلى توكيد الحكم للمخاطب؛ ألنه خالي الذهن من مضمون الخبر‪،‬‬
‫فألقاه إليه خاليا من أدوات التوكيد‪ ،‬ويس َّمى هذا الضرب من األخبار ابتدائيّا‪.‬‬
‫الرفاء‪:‬‬
‫ي َّ‬‫سر ّ‬
‫ومن أمثلة الخبر الطلبي قول ال َ‬
‫س ْ‬
‫أن يَنهدَّ باقِيه‬ ‫َّ‬
‫إن البِنا َء إذا ما انهدَّ جانبُه ** لم يأ َم ِن النا ُ‬
‫تشوق إلى معرفة الحقيقة‪ ،‬لذا‬
‫فالمخاطب بهذا البيت له إلمام قليل يمتزج بالشك‪ ،‬وله ُّ‬
‫حسن أَن يلقَى إليه الخبر‪ .‬ولذاك جا َء الكالم مؤكدا "بإن " ويس َّمى هذا الضرب طلبياً‪.‬‬
‫أما الخبر اإلنكاري فمثاله‪:‬‬
‫شدةُ‪ ،،‬وأل ْك ِر َم َّن الخاصة ما‬‫اللّينَ حتَّى ال يَ ْنفَعِ إال ال ِ ّ‬
‫قول أَبي العباس السفاح‪« :‬ألع ِْملَ َّن ِ‬
‫ين حتى ال أرى للعطية‬ ‫سلَّه الحق‪ ،‬وألع ِ‬
‫ْط َّ‬ ‫أ َ ِم ْنتُهم على العامة‪ ،‬أل ْغ ِمدَ َّن سيفي حتى َي ُ‬
‫ضعا ً»‪ .‬في هذه الطائفة األَخيرة فالمخاطب هنا م ْن ٌ‬
‫كر للحكم جاحد له؛ لذا حسن أن‬ ‫مو ِ‬
‫ْ‬
‫يؤكد له الكالم بمؤكدات هي القسم والالم ونون التوكيد‪ .‬ويسمى هذا الضرب إنكاريًّا‪.‬‬

‫مخالفة مقتضى الظاهر‬

‫الشاك مقرونا ً ببعض‬


‫ّ‬ ‫مجردا ً من المؤكدات‪ ،‬وللمتردّد‬
‫ّ‬ ‫إذا أوردنا الخبر لخالي الذّ ْه ِن‬
‫المؤ ّكدات استحساناً‪ ،‬وللمن ِكر مقرونا ً بالمؤكدات بحسب درجة إنكاره وجوبا ً بالغيّاً‪،‬‬
‫كان إيرادُنا الخبر جاريا ً على مقتضى الظاهر‪ ،‬وهذا يُس َّمى "إخراج الكالم على‬
‫مقتضى الظاهر"‪.‬‬
‫وقد تقتضي حالةُ المخاطب الخفيَّة ُ‬
‫غير الظاهرة تأكيد الخبر له‪ ،‬مع ّ‬
‫أن توجيه الخبر له‬
‫كان بصورة ابتدائيّة ال تستدعي بحسب الظاهر تأكيد الخبر له‪ ،‬فحين نُؤ ِ ّكدُ له الخبر‬
‫مالحظين حالته الخفية‪ ،‬فإنّا نُو ّجه له الخبر مؤ َّكدا ً على خالف مقتضى الظاهر‪ ،‬وهذا‬
‫يُس َّمى‪" :‬إخراج الكالم على خالف مقتضى الظاهر"‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫وإلخراج الكالم على خالف مقتضى الظاهر عدّة صور‪:‬‬
‫الصورة األولى‪ :‬أن يُن ََّزل خالي الذهن منزلة المتردّد السائل الذي يَ ْ‬
‫طلُ ُ‬
‫ب تأكيد الخبر‬
‫شعَ َر من مقدّمات الكالم بما يُشير إلى مضمون الخبر‪ ،‬فاستشرفت نفسه‬ ‫له‪ ،‬وذلك إذا َ‬
‫ت تطلُّع المستغرب المتردّد في قبول الخبر‪ ،‬أو الطالب لما يُؤ ّكده له‪ .‬فمن أمثلة‬
‫وتتطلَّ َع ْ‬
‫هذه الصورة‪:‬‬
‫صنَعِ ْالفُ ْل َك بِأ َ ْعيُنِنَا َو َو ْحيِنَا َوالَ‬ ‫عز وج ّل بشأن نوحٍ عليه السالم‪َ :‬‬
‫{وا ْ‬ ‫* قول هللا ّ‬
‫ت الكالم ت ُ ْش ِع ُر ّ‬
‫بأن هللا‬ ‫أن ُمقدّما ِ‬ ‫َاط ْبنِي فِي الَّذِينَ َ‬
‫ظلَ ُمواْ ِإنَّ ُه ْم ُّم ْغ َرقُونَ } من الظاهر ّ‬ ‫تُخ ِ‬
‫خبار بأنَّهُ لَ ْن يُؤْ ِمنَ ِم ْن‬
‫اإل ُ‬ ‫يؤمن مع نوحٍ ِم ْن قومه‪ ،‬إذ ِ‬‫ْ‬ ‫أن يُ ْغ ِرقَ َم ْن ل ْم‬
‫عز وج ّل قضى ْ‬ ‫ّ‬
‫قَ ْو ِم ِه إالَّ من ق ْد آمن‪ ،‬واأل َ ْم ُر بصناع ٍة ْالفُلك الَّتي ال تتّسع إالَّ ِلل ُمؤمنين ولما يحتاجون‬
‫ت نفس نوح عليه‬ ‫في رحلتهم البحريّة‪ ،‬يد ُّل ع َلى ّ‬
‫أن سائر القوم ُمغرقون‪ ،‬فاستشرفَ ْ‬
‫ف النظر عن إهالكهم إهالكا ً عا ّما ً شامالً‪،‬‬ ‫أخير إ ْهالكهم إمهاالً‪ ،‬أو َ‬
‫ص ْر ِ‬ ‫سالم لطلَب ت َ ِ‬
‫ال َّ‬
‫ضاهُ سبحانه‬ ‫َاط ْبنِي فِي الَّذِينَ َ‬
‫ظلَ ُمواْ}‪َ .‬وأ َّكدَ َلهُ َما قَ َ‬ ‫{والَ تُخ ِ‬ ‫فبادره هللا ّ‬
‫عز وج ّل بقوله‪َ :‬‬
‫بالغَرق‪ ،‬فقال له‪ِ { :‬إنَّ ُه ْم ُّم ْغ َرقُونَ }‪ .‬فاشتملت هذه الجملة على مؤ ّكدين‪:‬‬ ‫من إهالَ ِك ِه ُم ْ‬
‫ّ‬
‫"إن" و"الجملة االس ّمية"‪.‬‬
‫* ومن األمثلة قول بشار بن ب ُْرد‪:‬‬
‫اك النَّ َجا َح فِي الت َّ ْب ِك ِ‬
‫إن ذَ َ‬
‫َّ‬ ‫ي قَ ْب َل ْال َه ِج ِ‬ ‫َب ِ ّك َرا َ‬
‫(‪)8‬‬
‫ير‬ ‫ير‬ ‫اح َب َّ‬
‫ص ِ‬
‫سبب‪ ،‬طالبةً تأكيد‬ ‫لَ ّما قدَّم األمر بالتبكير كانت نفس المخاطب مستشر َفةً للسؤال عن ال َّ‬
‫"إن ذَ َ‬
‫اك النجا َح في‬ ‫ظ ذهنا‪ ،‬فقال‪ّ :‬‬ ‫مضمون الجملة التعليليّ ِة التي تجيب على سؤا ٍل يُال َح ُ‬
‫التكبير"‪ .‬فأ َّكد بمؤ ِ ّكدَي ِْن‪ّ :‬‬
‫"إن" و"الجملة االسمية"‪.‬‬
‫ض‬‫ُنكرهُ‪ ،‬إذا ظهرت عليه ب ْع ُ‬ ‫ُنز َل َم ْن ال يُ ْن ِك ُر الخبر َم ْن ِز َلةَ َم ْن ي ُ‬
‫أن ي َّ‬
‫الصورة الثانية‪ْ :‬‬
‫{ولَقَ ْد أ َ ْهلَ ْكنَا ْالقُ ُرونَ ِمن قَ ْب ِل ُك ْم لَ َّما‬
‫عز وج َّل‪َ :‬‬ ‫اإل ْنكار‪ .‬ومن أمثلة ذلك قول هللا َّ‬ ‫ت ِ‬ ‫أمارا ِ‬
‫ظلَ ُمواْ‪[ }...‬يونس‪.]13:‬‬
‫َ‬
‫جاء الخبر في هذه اآلية مؤ ّكدا ً بثالثة مؤ ّكدات‪:‬‬

‫الحر‬
‫ّ‬ ‫(‪ - )8‬ال َهجير‪ :‬نصف النهار ام القيظ عند دَّة‬
‫‪76‬‬
‫(‪ )1‬الم االبتداء في "لَ َق ْد"‪.‬‬
‫(‪ )2‬حرف "قد" الذي من معانيه التحقيق‪ ،‬ويؤتَى به للتأكيد‪.‬‬
‫"من" على لفظ "قَبْلهم" مع ّ‬
‫أن المخاطبين ال ينكرون الكالم‪.‬‬ ‫(‪ )3‬إدخال حرف ِ‬
‫فَمن األمثلة التي ذكرها البالغيون لهذه الصورة‪:‬‬
‫ي" بشأن اب ِْن َع ِ ّم ِه "شقيق"‪:‬‬
‫* قول "حجل بن نضلة القيس ّ‬
‫ِإ َّن بَنِي َع ِ ّم َك فِي ِه ْم ِرما ٌح‬ ‫ارضا ً ُر ْم َحهُ‬
‫ع ِ‬ ‫ش ِق ٌ‬
‫يق َ‬ ‫َجا َء َ‬
‫عتِ ِه وسالحه‪ ،‬فكأنّه يُ ْن ِك ُر أ َ ّن‬ ‫س بشجا َ‬ ‫ق" واضعا ً ُر ْم َحهُ َع ْرضا ً يُ ْش ِع ُر بأنَّهُ يُنَافِ ُ‬
‫مجيء "شقي ِ‬
‫ضى حالُهُ تأكيد ْال َخبَر ْال ُم َو ّجه له‪ ،‬فقا َل له اب ُْن َع ِ ّم ِه‬ ‫ع ِ ّمه لديهم أسلحة وأنَّ ُه ْم شجعان‪ ،‬فاقت َ‬ ‫أبناء َ‬
‫مؤ ّكداً‪َّ :‬‬
‫"إن بَني َع ِ ّم َك فِي ِه ْم ِر َما ٌح"‪.‬‬
‫الصورة الثالثة‪ :‬أ َ ْن يُن َّز َل المن ِك ُر منزلةَ َغي ِْر المنكر‪ ،‬فَالَ يُ ْعتَدَّ بإنكاره وال ي ُْلت َ َف َ‬
‫ت إليه‪،‬‬
‫وذلك إذا كان لديه من األدلّة الواضحة والبراهين القاطعة‪ ،‬ما يكفي ِإلقناعِ أهل الفكر‬
‫ّ‬
‫الحق‪.‬‬ ‫شدُون‬ ‫المنصفين الذين يَ ْن ُ‬
‫فمن األمثلة على َهذِه الصورة‪ :‬قوله تعالى مخاطبا للكفار‪{ :‬وإلهكم إله واحد} مع أنهم‬
‫ينكرون وحدانية هللا‪ ،‬فكان األصل أن يؤكد لهم الخبر‪..‬‬

‫‪77‬‬
‫أغراض الخبر‬
‫األصل في الخبر أن يلقى ألحد غرضين‪:‬‬
‫‪ .1‬فائدة الخبر‪ :‬وتتحقق في األخبار التي يقصد بها المتكلم إفادة السامعين حكما جديدا‬
‫عليهم ولوفي اعتقاده‪ ،‬مثال ذلك قولنا‪ :‬الدين المعاملة‪.‬‬
‫‪ .2‬الزم الفائدة‪ :‬ويتحقق في األخبار التي يحدّث بها المتكلم أناسا يعرفون سلفا‬
‫مضمون الخبر‪ ،‬أي إخبارهم بما يعلمون لغرض ما‪ .‬مثال ذلك قول الرسول‬
‫األكرم صلى هللا عليه وسلم لألنصار‪« :‬إنكم لتكثرون عند الفزع وتقلّون عند‬
‫الطمع»‬
‫وقد يخرج الخبر عن الغرضين المذكورين إلى أغراض أخرى أهمها‪:‬‬
‫ـ المدح كقول الشاعر‪:‬‬
‫إذا طلعت لم يبد منهن كوكب‬ ‫فإنك شمس والملوك كواكب‬
‫ـ الفخر كقول الشاعر‪:‬‬
‫حمر الخدود وما من شأنها الخجل‬ ‫ومعشر لم يزل للحرب بيضهم‬
‫يسيل من جانبيها عارض هطل‬ ‫إذا انتضوها بروقا صيّرت سحبا‬
‫كأن ذكر المنايا بينهم غزل‬ ‫يثني حديث الوغى أعطافهم طربا‬
‫ـ تحريك الهمة مثل قول عبد هللا بن المعتز‪:‬‬
‫إال بالحمل على النفس وبذل الجاه والمال‪.‬‬ ‫لن تكسب المحامد وتستوجب الشرف‬
‫ـ إظهار التحسر‪ ،‬كقول ابن الرومي‪:‬‬
‫فلله كيف اختار واسطة العقد‬ ‫تو ّخى حمام الموت أوسط صبيتي‬
‫وآنست من أفعاله آية الرشد‬ ‫على حين شمت الخير من لمحاته‬
‫بعيدا على قرب قريبا على بعد‬ ‫طواه الردى عني فأضحى مزاره‬
‫وأخلفت اآلمال ما كان من وعد‬ ‫لقد أنجزت فيه المنايا وعيدها‬
‫فلم يُنس عهد المهد إذ ضم في اللحدي‬ ‫لقد ق ّل بين المهد واللحد لبثه‬
‫ـ العتاب‪ :‬كقوله سبحانه للنبي {عبس وتولى أن جاءه األعمى}‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫تمرينات على الخبر‬
‫عرف الخبر اصطالحا‪ ،‬وبيّن أضربه‪.‬‬
‫التمرين األول‪ّ :‬‬

‫التمرين الثاني‪ :‬استخرج أضرب الخبر فيما يلي‪ ,‬وبين المؤكدات التي في كل جملة‪:‬‬
‫‪ -‬ما أن ندمت على سكوتي مرة‪ ...‬ولقد ندمت على الكالم مرارا‬
‫‪ -‬وإني لصبار على ما ينوبني‪ ...‬وحسبك أن هللا أثنى على الصبر‬
‫‪ -‬فما الحداثة عن حلم بمانعة‪ ...‬قد يوجد الحلم في الشبان والشيب‬
‫‪ -‬ولقد نصحتك إن قبلت نصيحتي‪ ...‬والنصح أغلى ما يباع ويوهب‬
‫‪ -‬فيوم علينا ويوم لنا‪ ...‬ويوم نساء ويوم نسر‬
‫‪ -‬وإني لحلو تعتريني مرارة‪ ...‬وإني لتراك لما لم أعود‬

‫التمرين الثالث‪ :‬أي الجمل اآلتية جرت على خالف مقتضى الظاهر‪:‬‬
‫سى فَ َبغَى َعلَ ْي ِه ْم}‪.‬‬ ‫ارونَ َكانَ ِم ْن قَ ْو ِم ُمو َ‬ ‫‪ِ { -‬إ َّن قَ ُ‬
‫ف َعلَ ْي ِه ْم َو َال ُه ْم يَ ْحزَ نُونَ }‪.‬‬ ‫اَّلل َال خ َْو ٌ‬‫‪{ -‬أ َ َال ِإ َّن أ َ ْو ِليَا َء َّ ِ‬
‫‪ -‬قال أبوبكر رضي هللا عنه‪ :‬إن البالء موكل بالمنطق‪.‬‬
‫ْب ِفي ِه}‪.‬‬ ‫‪{ -‬الم‪ ،‬ذَ ِل َك ْال ِكت َ ُ‬
‫اب ال َري َ‬
‫‪ -‬اإلسالم حق‪.‬‬
‫‪{ -‬ث ُ َّم ِإنَّ ُك ْم َب ْعدَ ذَ ِل َك لَ َم ِيّتُونَ ‪ ،‬ث ُ َّم ِإنَّ ُك ْم َي ْو َم ْال ِق َيا َم ِة ت ُ ْب َعثُونَ }‬
‫‪ -‬ترجو النجاة ولم تسلك مسالكها‪ ...‬إن السفينة ال تجري على اليبس‬

‫‪79‬‬
‫الجملة اإلنشائية وأقسامها‬

‫اإلنشاء في اللّغة هو ِ‬
‫اإلبداع واالبتداء‪ ،‬وك ُّل من ابتدأ شيئا ً فقد أنشأه‪ .‬وفي اصطالح‬ ‫ِ‬
‫هوما ال يحتمل الصدق والكذب‪ .‬وهو ينقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫اإلنشاء الطلبي‪ ،‬هو الذي يطلب به حصول شيء لم يكن حاصال وقت‬
‫القسم األول‪ِ :‬‬
‫الطلب‪.‬‬
‫اإلنشاء غير الطلبي‪ ،‬هو الذي ال يطلب به شيء‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ِ :‬‬

‫اإلنشا ُء الطلبي‬
‫واإلغراء ‪ -‬النداء‬
‫إلنشاء الطلبي أنواع منها‪" :‬األمر والنهي ‪ -‬التحذير ِ‬
‫اإلنشاء الطلبي‪ :‬ل ِ‬
‫ِ‬
‫‪ -‬التمنّي والتر ّجي ‪ -‬الدعاء ‪ -‬االستفهام"‪.‬‬
‫‪ -0‬األمر‪ :‬هو ط َل ُ‬
‫ب تحقيق ش ْيءٍ ما‪ .‬وتدُ ُّل عليه أربع ِ‬
‫صيَغ هي‪" :‬فعل األمر ‪-‬‬
‫المضارع الذي دخلت عليه الم األمر ‪ -‬اسم فعل األمر ‪ -‬المصدر النائب عن‬
‫فعل األمر"‬
‫ار َكعُواْ َم َع‬ ‫{وأ َ ِقي ُمواْ ال َّ‬
‫صالَة َ َوآتُواْ َّ‬
‫الز َكاة َ َو ْ‬ ‫‪" ‬فعل األمر" مثل قوله تعالى‪َ :‬‬
‫الرا ِك ِعينَ } [البقرة‪]33:‬‬
‫َّ‬
‫ت عليه الَ ُم األ َ ْمر" قول البحتري‪:‬‬
‫‪ ‬المضارع الذي دخلَ ْ‬
‫ب‬ ‫َكفَانِي نَدَا ُك ْم َع ْن َج ِميعِ ْال َم َ‬
‫طا ِل ِ‬ ‫فَ َم ْن شَا َء فَ ْليَ ْبخ َْل َو َم ْن شَا َء فَ ْليَ ُج ْد‬
‫‪ ‬اسم ِف ْع ِل األ َ ْم ِر"‪ :‬مثل قوله تعالى‪" :‬يأيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم" أي الزموا‪.‬‬
‫‪" ‬المصدر النائب عن فعل األمر"‪ :‬مثل قول الشاعر‪:‬‬
‫فَ َما نَ ْي ُل ْال ُخلُو ِد ب ُم ْست َ َ‬
‫طاعِ‬ ‫صبْرا ً‬ ‫صبْرا ً فِي َم َجا ِل ْال َم ْو ِ‬
‫ت َ‬ ‫فَ َ‬
‫صبْراً‪ :‬أي‪ :‬فا ْ‬
‫صبِ ْر‪.‬‬ ‫فَ َ‬

‫‪80‬‬
‫الكف عن شيءٍ ما‪ .‬وله صيغةٌ واحدة هي‪ :‬الفعل المضارع الذي‬ ‫ّ‬ ‫‪ -5‬النهي‪ :‬وهو طلَ ُ‬
‫ب‬
‫دخلت عليه (الَ) الناهية‪ .‬ومن أ َ ْمثِلته قوله تعالى‪{ :‬ياأَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ الَ تَت َّ ِخذُواْ‬
‫المعري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫طانَةً ِ ّمن دُونِ ُك ْم الَ يَأْلُونَ ُك ْم َخبَاالً‪ .}..)9(.‬وقول‬
‫بِ َ‬
‫اء ت ُ ْعدِي‬ ‫فَإ ِ َّن َخالَئِقَ ال ُّ‬
‫سفَ َه ِ‬ ‫س ِإلَى أ َ ْه ِل الدَّنَا َيا‬
‫َوالَ ت َ ْج ِل ْ‬
‫بقرائن حاليّة أو قوليّة إلى‬
‫ِ‬ ‫صيَغِ األ ْم ِر وصيغ ِة النهي قد تخرج عن داللَت َ ْي ِهما‬
‫وك ُّل من ِ‬
‫اإلرشاد ‪ -‬التمنّي ‪ -‬التر ّجي ‪" -‬‬ ‫معان كثيرة‪ ،‬منها ما يلي‪" :‬الدعاء ‪ -‬االلتماس ‪ِ -‬‬
‫ٍ‬
‫طأْنَا‪[ }...‬البقرة‪.]282 :‬‬
‫اخ ْذنَا ِإن نَّ ِسينَآ أَو أ َ ْخ َ‬
‫{ربَّنَا الَ ت ُ َؤ ِ‬
‫فمن أمثلة الدعاء قوله تعالى‪َ :‬‬
‫اإلنسان لمن هو أعلى منه‪ ،‬أو لمساويه‪ :‬كقول‬ ‫ويكون عادة ً من ِ‬ ‫ُ‬ ‫ومن أمثلة االلتماس‪،‬‬
‫هارون لموسى عليهما السالم‪{ :‬ابْنَ أ ُ َّم ِإ َّن ْالقَ ْو َم ا ْست َ ْ‬
‫ضعَفُونِي َو َكادُواْ يَ ْقتُلُونَنِي فَالَ‬
‫ي األ َ ْعدَآ َء َوالَ ت َ ْج َع ْلنِي َم َع ْالقَ ْو ِم َّ‬
‫الظا ِل ِمينَ } (األعراف‪.]151 :‬‬ ‫ت ُ ْش ِم ْ‬
‫ت ِب َ‬
‫المعري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اء المشورة قول‬ ‫ويكون عادة ً في مجال النُّ ْ‬
‫صحِ و ِإ ْبدَ ِ‬ ‫ُ‬ ‫اإلرشاد‪،‬‬ ‫ومن أمثلة ِ‬
‫ف‬‫ب فَال يُ ِفيدُك ِإالَّ ْال َمأْث َ َم ْال َح ِل ُ‬ ‫ق َوالَ َك ِذ ٍ‬ ‫الَ ت َ ْح ِلفَ َّن َعلَى ِ‬
‫ص ْد ٍ‬
‫ومن أمثلة التَّمنِي‪ ،‬ويكون عادة في الميئوس من الحصول عليه‪ ،‬أو فيما هو بعيد المنال‬
‫ض َعلَ ْينَا َرب َُّك قَا َل ِإنَّ ُك ْم َّما ِكثُونَ } (الزخرف‪.]77 :‬‬
‫{ونَادَ ْواْ يا َما ِلكُ ِل َي ْق ِ‬
‫كما في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ويكون في المطموع فيه‪ ،‬والمترقّب الحصول عليه قول أمرئ‬
‫ُ‬ ‫ومن أمثلة التر ّجي‪،‬‬
‫القيس‪:‬‬
‫ص َبا ُح ِم ْن َك بَأ َ ْمث َ ِل‬
‫اإل ْ‬
‫صبْحٍ وما ِ‬
‫ب ُ‬ ‫أَالَ أَيُّ َها اللَّ ْي ُل َّ‬
‫الط ِوي ُل أَالَ ا ْن َج ِلي‬
‫فالص ْب ُح َم ْر ُجو قُدُو ُمه بعد اللَّيل الطويل‪.‬‬

‫طانَةا‪ :‬أي‪ :‬أصحابا ا يخالطونكع ويطميون عمى أيراركع وبواطر أسوركع‪ .‬الَ يَنلونَكع َخبَاالا‪ :‬أي‪ :‬ال‬‫(‪ - )9‬ب َ‬
‫صرونَ ام إاساد ؤونكع وخططكع وأاكاركع وأعمالكع‪ [ .‬واآلية سر يورة آل عمران‪]001:‬‬ ‫يقَ ّ‬
‫‪81‬‬
‫ناب "أدعو"‬ ‫اإلقبال أل ْم ٍر ما بحرف من حروف النداء يَنُ ُ‬
‫وب َم َ‬ ‫ب ِ‬ ‫‪-3‬النداء‪ :‬وهو طلَ ُ‬
‫ي" لنِدَاء القريب‪ .‬و يا و "أَيَا ‪َ -‬هيَا ‪ -‬آ" لنداء البعيد‪.‬‬
‫ومن أدوات النداء‪" :‬أَ وأ َ ْ‬
‫ار َك َ‬
‫ب َّمعَنَا‬ ‫ي ْ‬‫{ونَادَى نُو ٌح ا ْبنَهُ َو َكانَ فِي َم ْع ِز ٍل يابُنَ َّ‬
‫ومن شواهد نداء البعيد قوله تعالى‪َ :‬‬
‫َوالَ ت َ ُكن َّم َع ْال َكافِ ِرينَ } [هود‪ ]32 :‬نادى نوح عليه السالم ولده الذي كان في معزل‬
‫عنه‪ ،‬فاستعمل أداة النداء الّتي ت ُ ْست َ ْع َم ُل للبعيد و ْفقَ مقتضى األ َ ْ‬
‫ص ِل‪.‬‬
‫ي الموضوع له‪ ،‬فيُ ْست َ ْع َم ُل لدى البلغاء وغيرهم في‬
‫وقد يخرج النداء عن المعنى األصل ّ‬
‫األغراض ت ُ ْف َه ُم من قرائن الحال أو قرائن المقال‪.‬‬
‫ُ‬ ‫أخرى غير النداء‪ ،‬وهذه‬‫أغراض ْ‬
‫ٍ‬
‫سف والتَفجع والندم أو النُّ ْدبة‪ ،‬أو‬ ‫الز ْجر واللّوم‪ ،‬والتح ّ‬
‫سر والتأ ّ‬ ‫كأن يستعمل النداء في ّ‬
‫اإلغراء‪ ،‬أو االستغاثة‪ ،‬أو اليأس وانقطاع الرجاء‪ ،‬أو التمني‪ ،‬أو التذكر وبث األحزان‪،‬‬
‫ِ‬
‫أو التضجر‪ ،‬أو االختصاص‪ ،‬أو التعجب‪ ،‬إلى غير ذلك‪.‬‬
‫ومن أمثلة من خروج النداء عن معناه األصلي إلى معان أخرى‪:‬‬
‫سر كما في قوله تعالى‪{ :‬يا َحس َْرة ً َعلَى ْال ِعبَا ِد َما يَأْتِي ِه ْم ِ ّمن َّر ُ‬
‫سو ٍل ِإالَّ َكانُواْ بِ ِه‬ ‫ـ التح ُّ‬
‫ون أَنَّ ُه ْم ِإلَ ْي ِه ْم الَ َي ْر ِجعُونَ }؟! [يس‪-31:‬‬ ‫َي ْست َ ْه ِزئُونَ * أَلَ ْم َي َر ْواْ َك ْم أ َ ْهلَ ْكنَا قَ ْبلَ ُه ْم ِ ّمنَ ْالقُ ُر ِ‬
‫‪]31‬‬
‫ون ِإنَّهُ لَذُو َح ٍ ّ‬ ‫ُ‬
‫ظ َع ِظ ٍيم}‬ ‫ْت لَنَا ِمثْ َل َمآ أوتِ َ‬
‫ي قَ ُ‬
‫ار ُ‬ ‫ـ الت َّ َم ِنّي مثل قول هللا تعالى‪{ :‬يالَي َ‬
‫ْت لنا‪ ،‬كأنّهم يُنادُونَ بِاألُمنية‬‫[القصص‪ ]77 :‬فنَادَوا ُمت َ َمنِّين قائلين‪َ :‬يا لَي َ‬
‫شيْخا ً ِإ َّن‬ ‫ت َيا َو ْيلَتَى أَأ َ ِلدُ َوأَنَا ْ َع ُج ٌ‬
‫وز َوهَاذَا َب ْع ِلي َ‬ ‫ـ التّعجب كما جاء في قوله تعالى‪{ :‬قَالَ ْ‬
‫المعري‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫يب} [هود‪ .]72 :‬وقول أبي العالء‬ ‫هَاذَا لَ َ‬
‫ش ْي ٌء َع ِج ٌ‬
‫ص فَ ِ‬
‫اض ُل‬ ‫َو َوا أ َ َسفا ً َك ْم ي ْ‬
‫ُظ ِه ُر النَّ ْق َ‬ ‫ص‬ ‫فَ َوا َع َجبا ً َك ْم َيدَّ ِعي ْالفَ ْ‬
‫ض َل نَاقِ ٌ‬

‫ب فيه‪ ،‬ولكن ال ي ُْر َجى‬


‫ب أو مرغو ٍ‬ ‫‪ 2‬ـ الت ّ َمنّي‪ :‬وتعريفه‪ :‬هو طلب أ ْم ٍر محبو ٍ‬
‫تصوره‪ ،‬أو هوال يط َم ُع في الحصول‬
‫ُّ‬ ‫حصولُهُ في اعتقاد المتمنّي‪ ،‬الستحالته في‬
‫عليه‪ ،‬إ ْذ يراه بالنسبة إليه معذّرا ً بعيد المنال‪ .‬واألداة التي يُتَمنَّى ِبها هي كلمة‪:‬‬
‫"لَي َ‬
‫ْت"‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫ومن أمثلة التمني قول ابن الرومي‪:‬‬
‫ب‬
‫س َحا ِ‬ ‫َو َم َّر نَ َه ُ‬
‫ارهُ َم َّر ال َّ‬ ‫ْت اللَّ ْي َل فِي ِه كان َ‬
‫ش ْهرا ً‬ ‫فَلَي َ‬
‫واألداة ُ المستعملة في هذا التمني لفظ "ليت"‪.‬‬
‫واإل ْعالَ ِم لت َ ْح ِ‬
‫صي ِل فائدةٍ عمليّ ٍة مجهول ٍة‬ ‫هام ِ‬‫اإل ْف ِ‬
‫ب ِ‬ ‫‪ 2‬ـ االستفهام‪ ،‬وتعريفه‪ :‬هو طلَ ُ‬
‫لدَى ْال ُمست َ ْف ِهم‪.‬‬
‫وقَد يُراد بِاالستفهام غي ُْر هذا المعنى األصل ّ‬
‫ي له‪ ،‬ويُ ْستَد ُّل على المعنى المراد بالقرائن‬
‫القوليّة أو الحالية‪:‬‬
‫أدوات االستفهام‪ :‬لالستفهام طائفةٌ من األدوات‪ ،‬وهي تقع في ثالثة أقسام‪:‬‬
‫وهوحرف ال‬
‫ٌ‬ ‫التصور والتصديق‪ ،‬وهو"همزة االستفهام" فقط‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫القسم األول‪ :‬ما يُ ْست َ ْف َه ُم به عن‬
‫مح ّل له من ِ‬
‫اإلعراب‪.‬‬
‫وهوحرف ال مح ّل له من‬
‫ٌ‬ ‫القسم الثاني‪ :‬ما يُست َ ْف َه ُم به عن التصديق فقط‪ ،‬وهولفظ"ه َْل"‬
‫اإلعراب‪.‬‬
‫ِ‬
‫ص ُّور فقط‪ ،‬وهي سائر أدوات االستفهام‪ ،‬وهذه‬ ‫القسم الثالث‪ :‬ما يُ ْستَف َه ُم به عن الت َّ َ‬
‫ْف ‪ -‬أَيْنَ ‪ -‬أَنَّى ‪َ -‬متَى ‪ -‬أَيَّانَ "‪.‬‬
‫ي ‪َ -‬ك ْم ‪َ -‬كي َ‬ ‫جميعُها أسماء‪ ،‬وهي‪َ " :‬ما ‪َ -‬م ْن ‪ -‬أ َ ُّ‬
‫صور إدْراكُ المسند إليه‪ ،‬أو‬
‫ب باالستفهام عن الت ّ‬ ‫صور‪ :‬هو إدْراكُ المفرد‪ ،‬وي ْ‬
‫ُطلَ ُ‬ ‫والت ّ ّ‬
‫بتعيين المسؤول عنه‪ُ ،‬مسْندا ً كان أو ُمسندا ً إليه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫الجواب‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويكون‬ ‫إدْراكُ المسند‪ ،‬لتعيينه‪،‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫ب خالدٌ أ َ ْم أكل؟ والجواب‪ :‬ضرب ‪ -‬أو‪ -‬أَكل‪.‬‬
‫ض َر َ‬
‫*أ َ‬
‫ب زَ ْيدٌ أم َع ْم ٌ‬
‫رو؟ والجواب‪َ :‬ع ْمرو‪ -‬أو‪ -‬زَ ْيدٌ‪.‬‬ ‫ض ِر َ‬
‫*أ ُ‬
‫ت الشمس‪.‬‬ ‫* متى يُ ْف ِط ُر ال ّ‬
‫صائم؟ والجواب‪ :‬إذا غرب ِ‬
‫والتصديق‪ :‬هو إ ْدراك النسبة الحكميّة بين المسند ْ‬
‫وال ُم ْسنَد إليه‪ ،‬موجبةً كانت أو سالبة‪.‬‬
‫مثل‪:‬‬
‫* هل بُ ِع َ‬
‫ث َخاتم المرسلين؟ والجواب‪ :‬نعم‪ ،‬بُ ِعث‪.‬‬
‫* هل ظهر المسيح الدجال؟ والجواب‪ :‬ال‪ ،‬لم يظهر بَ ْعدُ‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫وقد أحصى البالغيّون معاني كثيرة خرج إليها االستفهام عن حقيقته‪ ،‬منها ما يلي‪:‬‬
‫غ فَ َه ْل يُ ْهلَكُ ِإالَّ ْال َق ْو ُم ْالفَا ِسقُون}‬
‫اإلنكار مثل قوله تعالى‪...{ :‬بَالَ ٌ‬
‫ِ‬
‫ْت‬ ‫ضلُّواْ* أَالَّ تَتَّبِعَ ِن أَفَ َع َ‬
‫صي َ‬ ‫ون َما َمنَعَ َك ِإ ْذ َرأ َ ْيت َ ُه ْم َ‬ ‫َار ُ‬‫التوبيخ مثل قوله تعالى {قَا َل يا ه ُ‬
‫أ َ ْم ِري}‬
‫نك ِو ْز َر َك* الَّذِي أَنقَ َ‬
‫ض‬ ‫التقرير‪ :‬مثل قوله تعالى‪{ :‬أَلَ ْم نَ ْش َرحْ لَ َك َ‬
‫ص ْد َر َك* َو َو َ‬
‫ض ْعنَا َع َ‬
‫َ‬
‫ظ ْه َر َك* َو َرفَ ْعنَا لَ َك ِذ ْك َر َك}‪.‬‬

‫تمرينات على اإلنشاء‬

‫تمرين‪ :1‬بين ما تدل عليه "هل" في قوله تعالى حكاية عن أهل النار‪:‬‬
‫‪{-‬ه َْل ِإلَى َم َر ٍدّ ِم ْن َ‬
‫سبِي ٍل} [الشورى‪ , ]33 :‬وما الداعي إلى إيثارها على غيرها فيه؟‬
‫‪ -‬بين معنى االستفهام في قول الشاعر‪:‬‬
‫ليوم كريهة وسداد ثغر؟‬ ‫أضاعوني وأي فتى أضاعوا‬

‫تمرين‪:3‬‬
‫‪ -‬هل اإلنكار باالستفهام في البيت اآلتي للتوبيخ أو للتكذيب؟ وهل المقصود به الفعل‬
‫أو غيره؟‬
‫واش أو يُ َخيَّب سائل‬
‫يُصدَّق ٍ‬ ‫أعندي وقد مارست كل خفية‬
‫‪ -‬بين ما يدل عليه االستفهام في قول الشاعر‪:‬‬
‫أطنين أجنحة الذباب يُضير!!‬ ‫فدع الوعيد فما وعيدك ضائري‬

‫‪84‬‬
‫تمرين‪:3‬‬
‫‪ -‬بين معنى "هل" في قول الشاعر‪:‬‬
‫بما كان فيها من بالء ومن خفض؟‬ ‫هل الدهر إال ساعة ثم تنقضي‬
‫‪ -‬بين معنى "ليت" في قول الشاعر‪:‬‬
‫شنّوا اإلغارة فرسانا وركبانا‬
‫َ‬ ‫فليت لي بهم قوما إذا ركبوا‬

‫تمرين‪:5‬‬
‫‪ -‬ما ي َُراد بالنهي في قول الشاعر‪:‬‬
‫لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا؟‬ ‫ال تحسب المجد تمرا أنت آكله‬
‫‪ -‬ما يراد باألمر في قول الشاعر‪:‬‬
‫أرى ما ت َ َريْنَ أو بخيال مخلدا؟‬ ‫أريني جوادا مات هزال لعلني‬

‫تمرين‪:2‬‬
‫‪ -‬ما يراد بالنداء في قول الشاعر‪:‬‬
‫فأصبحت حلية في تاج رضوان؟‬ ‫يا درة نُزعت من تاج والدها‬
‫‪ -‬لماذا أتى بنداء القريب في قول الشاعر‪:‬‬
‫حي‪ ،‬ومن تصب ال َمنُون بعيد؟‬ ‫أَأ ُ َب ّ‬
‫ي ال تبعد وليس بخالد‬

‫تمرين‪:7‬‬
‫ش الَّذِينَ لَ ْو ت َ َر ُكوا ِم ْن خ َْل ِف ِه ْم‬
‫{و ْل َي ْخ َ‬
‫‪ -‬ألي شيء استُعمل األمر بالالم في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ذُ ِ ّريَّةً ِ‬
‫ضعَافًا خَافُوا َعلَ ْي ِه ْم} ؟‬
‫‪ -‬لماذا أُتي بنداء البعيد في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫{ونَادَ ْوا َيا َما ِلكُ ِل َي ْق ِ‬
‫ض َع َل ْينَا َرب َُّك قَا َل ِإنَّ ُك ْم‬
‫َما ِكثُونَ } ؟ وما يراد باألمر فيه؟‬

‫‪85‬‬
‫تمرين‪:8‬‬
‫{و ِإ ْذ أ َ َخ ْذنَا ِميثَاقَ ُك ْم َال ت َ ْس ِف ُكونَ ِد َما َء ُك ْم‬
‫ع ِبّر بالخبر عن الطلب في قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫‪ -‬لماذا ُ‬
‫ار ُك ْم} [البقرة‪ ]83 :‬؟‬ ‫َو َال ت ُ ْخ ِر ُجونَ أ َ ْنفُ َ‬
‫س ُك ْم ِم ْن ِديَ ِ‬
‫‪ -‬ما يراد باألمر في قول الشاعر‪:‬‬
‫إذا جمعتْنا يا جرير المجامع؟‬ ‫أولئك آبائي فجئني بمثلهم‬

‫‪86‬‬
‫أحوال المسند إليه‬
‫أوال‪ :‬ذكر المسند إليه‪ :‬المسند إليه ركن أساسي في الجملة العربية ‪,‬فال يمكن أداء معنى‬
‫بدونه‪ ،‬ومن هنا كان ذكره هو األصل‪ ،‬واألصل ال يترك مطلقا إال إذا قام دليل يشير‬
‫إليه‪ ،‬وإال كان الكالم مبهما‪ ،‬والمعنى محجوبا‪ ،‬خذ مثال قول الشاعر‪:‬‬
‫فكل امرئ يوما إلى هللا صائر‬ ‫وكل شباب أو جديد إلى بلى‬
‫تجد أن المسند إليه (كل) قد ذكر في البيت مرتين؛ ألن المعنى ال يكون واضحا بدون‬
‫ذكره؛ إذ ال توجد قرينة تدل عليه في الكالم لو لم يذكر‪.‬‬

‫ودواعي ذكر المسند إليه حين يجوز حذفه كثيرة منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـــ اإليضاح والتقرير‪ :‬يذكر المسند إليه في العبارة حين توجد القرينة الدالة عليه‪،‬‬
‫إذا كان في ذكره زيادة إيضاح وتثبيت لمعنى الجملة؛ كي يستقر في النفس‪ ،‬فخذ مثال‬
‫قول شوقي‪:‬‬
‫والنفس من شرها في مرتع وخم‬ ‫والنفس من خيرها في خير عافية‬
‫حيث ذكر النفس أوال لعدم وجود قرينة تدل عليها لو حذفت‪ ،‬ولكن هذا الذكر يبيح‬
‫حذف (النفس) الثانية التي ذكرها الشاعر ليزيد المعنى إيضاحا وتقريرا في ذهن‬
‫المخاطب‪.‬‬
‫‪ 2‬ـــ إطالة الكالم وبسطه‪ :‬تكون اإلطالة والبسط عموما في مقام الحديث عن األحبة‬
‫أو معهم‪ ،‬كما يكون في مقام المدح والفخر‪ ،‬حيث يكون من غرض المتكلم التوسع في‬
‫الكالم؛ ألنه يجد في ذلك لذة ومتعة بذكر المسند إليه مع وجود القرائن‪.‬‬
‫ومن ذلك قول مالك بن الريب‪:‬‬
‫وليت الغضى ماشى الركاب لياليا‬ ‫فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه‬
‫مزار ولكن الغضى ليس دانيا‬ ‫لقد كان في أهل الغضى لودنا الغضى‬

‫‪87‬‬
‫‪ -3‬التعريض بغباوة المخاطب واإلشارة إلى أنه غير ذكي وال يفهم باإلشارة دون‬
‫التصريح‪ .‬ومنه قول الفرزدق في زين العابدين علي بن الحسين حين أنكر معرفته‬
‫هشام بن عبد الملك‪:‬‬
‫هذا التقي النقي الطاهر العلم‪.‬‬ ‫هذا ابن خير عباد هللا كلهم‬
‫هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله بجده أنبياء هللا ختموا‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حذف المسند إليه األصل في المسند إليه أن يذكر‪ ،‬فال يعدل عن ذكره إلى الحذف إال‬
‫إذا كان في سياق الكالم قرينة تدل عليه‪ ،‬وأفاد الحذف معنى إضافيا ال يستفاد عند الذكر‪،‬‬
‫وحينئذ يؤثر المتكلم حذفه على ذكره‪.‬‬

‫ومقامات حذف المسند إليه كثيرة من أشهرها‪:‬‬


‫ّ‬
‫التنزه عن العبث‪ :‬قد تكون القرينة التي تشير إلى المسند إليه قرينة واضحة‪،‬‬ ‫‪ 1‬ـــ‬
‫وليس في المقام ما يرجح ذكره‪ ،‬وحينئذ يفضّل المتكلم أن يحذفه؛ ألن في ذكره إطنابا‬
‫في العبارة من غير داعٍ‪ .‬وهذا مما يعد في نظر البالغيين لغوا وعبثا ينبغي لألديب أن‬
‫يتحرز عنه‪ ،‬ويصون كالمه عنه‪ .‬اقرأ مثال قول هللا تعالى‪{ :‬وأما من خفت موازينه‬
‫ّ‬
‫فأمه هاوية وما أدراك ماهية نار حامية}‪ .‬حيث يمكن أن يقال في غير القرآن الكريم‪:‬‬
‫(هي نار حامية ) ولكن وضوح القرينة أجاز حذف المسند إليه‪.‬‬
‫ومن هذا النوع‪ :‬قول أبي بكر لما سأله رجل عن النبي صلى هللا عليه وسلم‪« :‬من هذا ؟‬
‫فقال‪ " :‬هاد يهديني"» أي هذا هاد‪.‬‬

‫‪ 2‬ـــ ضيق المقام‪ :‬إذا كان المتكلم في موقف معاناة أو خوف من فوات فرصة‪ ،‬فإنه‬
‫يفضّل أن يحذف المسند إليه اكتفاء بالقرينة‪ .‬ومن أمثلة الحذف مراعاة لظروف‬
‫المعاناة قول المتنبي وقد أصابته الح ّمى‪:‬‬
‫يم ّل لقاءه في كل عام‬ ‫وملّني الفراش وكان جنبي‬
‫شديد السكر من غير المدام‬ ‫عليل الجسم ممتنع القيام‬

‫‪88‬‬
‫فمقام شدة المرض يستدعي حذف المسند إليه ( أنا ) في البيت الثاني‪ .‬والسر هنا‪ :‬هو ضيق‬
‫المقام أو المحافظة على الوزن‪.‬‬
‫التخوف على فوات فرصة‪ ،‬قولك‪ ( :‬سارق ) أو( حريق )‬
‫ّ‬ ‫ومن الحذف لظروف‬
‫لإلعالن عن حدوث السرقة أو الحريق؛ فتحذف المسند إليه خوفا من ضياع الوقت‪.‬‬

‫‪ 3‬ـــ تعيّن المسند إليه‪ :‬من موجبات حذف المسند إليه أن تكون القرينة الدالة عليه‬
‫واضحة جليّة‪ ،‬بحيث يتوجه إليه الفهم من أول وهلة؛ ألنه أصبح متعيّنا‪ .‬والمسند إليه‬
‫تعيّنه القرينة في ثالثة مواضع‪:‬‬
‫‪ ‬أن يكون الحديث خاصا به‪ :‬بحيث ال ينصرف الذهن إلى غيره‪ .‬ومن ذلك قول هللا‬
‫تعالى‪{ :‬كال إذا بلغت التراقي وقيل من راق وظن أنه الفراق والتفت الساق‬
‫بالساق}‪ ,‬وفاعل (بلغت) محذوف وتقديره‪{ :‬كال إذا بلغت النفس التراقي}‪ ,‬والنكتة‬
‫في حذفه تَعيُّنه؛ ألن المقام مقام الحديث عن الموت‪ ،‬وال يبلغ التراقي عند الموت‬
‫صة به‪ .‬ومثل هذا قو ُل هللا تعالى‪{ :‬حتى إذا بلغت الحلقوم‬
‫إال النفس؛ فالقرينة خا ّ‬
‫وأنتم حينئذ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن ال تبصرون} أي‪ ( :‬بلغت الروح‬
‫الحلقوم)‪ ,‬وقوله تعالى حكاية عن سليمان عليه السالم‪{ :‬إذ عرض عليه بالعشي‬
‫الصافنات الجياد فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب}‪,‬‬
‫أي‪ :‬توارت الشمس بالحجاب‬
‫‪ ‬أن يكون المسند إليه معلوما معهودا بين المتخاطبين؛ كقولك عن شخص معين‬
‫تنتظر أن يعود من سفره‪ " :‬حضر " دون أن تذكره الفاعل ألنه متعين‪ .‬أي فالن‬
‫حضر‬

‫‪89‬‬
‫‪ - 3‬المبادرة إلى المطلوب‪ :‬ومن دواعي حذف المسند إليه وترجيحه على الذكر‬
‫المبادرة إلى المطلوب إيجازا في العبارة‪ ,‬وذلك إنما يكثر في مقام الفخر والمدح وما‬
‫أشبه ذلك‪ .‬وطريقة العرب في ذلك أن يسندوا إلى الممدوح أو غيره صفات تالئم المقام‬
‫من غير ذكره مسندًا إليه‪ .‬ومن ذلك قول جرير في رثاء الفرزدق‪:‬‬
‫وكان إلى الخيرات والمجد يرتقي‬ ‫فتى عاش بين المجد تسعين حجة‬
‫حيث حذف الشاعر المسند إليه ( هو) إسراعا إلى الغرض المطلوب‪.‬‬
‫ومثله قول اآلخر قول اآلخر في الهجاء‪:‬‬
‫وليس لما في بيته بمضيع‬ ‫حريص على الدنيا ُمضيع لدينه‬

‫ثالثا‪ :‬تعريف المسند إليه‪ :‬المسند إليه يأتي معرفة ونكرة‪ .‬واألصل فيه أن يكون‬
‫معرفة؛ ألنه المحكوم عليه فينبغي أن يكون معيَّنا ليكون الحكم مفيدا‪ .‬وتعريف المسند‬
‫إليه يكون بطرق وأساليب مختلفة منها‪:‬‬

‫‪ -0‬التعريف بالموصولية‪ :‬من المعروف أن االسم الموصول يتعيّن بصلته‪ ،‬فهو بذلك‬
‫طريق من طرق التعريف‪ ،‬ومن أغراض التعريف بالموصولية‪:‬‬

‫أ ـ التفخيم والتهويل‪ :‬تجد ذلك واضحا في قول هللا تعالى‪{ :‬فغشيهم من الي ّم ما غشيهم}‬
‫يتصور ما يشاء من درجات الهالك‬
‫ّ‬ ‫حيث ترك الموصول وهو( ما ) خيال السامع‬
‫تفخيما وتهويال‪ .‬ومثل ذلك قول الشاعر في وصف شارب خمر‪:‬‬
‫وفي الزجاجة باق يطلب الباقي‬ ‫مضى بها ما مضى من عقل شاربها‬

‫ب ـ اإلشارة إلى نوع بناء الخبر‪ :‬قد يقصد البليغ أن يدرك المتلقّي نوع بناء الخبر من‬
‫بداية كالمه فيختار تعريف المسند إليه بالموصوليه‪ ،‬إذا كان مفهوم الصلة يشير إلى‬
‫هذا الحكم‪ ،‬كقول هللا تعالى‪{ :‬إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات يهديهم ربهم بإيمانهم‬
‫تجري من تحتها األنهار في جنات النعيم} وقوله تعالى‪{ :‬إن الذين كفروا وماتوا وهم‬
‫كفار فلن يقبل من أحدهم ملء األرض ذهبا ولو افتدى به أولئك لهم عذاب أليم وما لهم‬
‫‪90‬‬
‫من ناصرين}‪ .‬فأنت ترى أن الصلة في كل من اآليتين تشير بمدلولها إلى الخبر؛‬
‫فاإليمان والعمل الصالح يشيران إلى أن الحكم من نوع الجزاء الحسن‪ .‬وأما الكفر‬
‫فيلوحان إلى أن الحكم من نوع العقاب‪ .‬فمن يسمع الصلة في اآليتين‬
‫والموت عليه ّ‬
‫تصوره وفكره أن الخبر مناسب لها‪ ،‬وفي ذلك إشارة إلى نوع الخبر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يسبق إلى‬

‫‪ -2‬التعريف باإلشارة‪ :‬األصل أن يؤتى بالمسند إليه معرفا باسم اإلشارة‪ .‬إذا لم يكن‬
‫هناك طريق آخر لتعيينه‪ .‬كما إذا كان حاضرا محسوسا والمخاطب يجهل اسمه وال‬
‫يعرف طريقا آخر لتعيينه‪ ,‬فيقول‪ :‬هذا خطيب الليلة‪ ،‬مشيرا إلى واحد بعينه ال يعرف‬
‫اسمه‪ .‬ومن أغراض التعريف باإلشارة‪:‬‬

‫أ ـ بيان حاله في القرب والبعد والتوسط‪ ،‬تقول‪ :‬هذه داري‪ .‬وذاك معهدي‪ .‬وذلك‬
‫أستاذي‪ .‬فالدار قريبة‪ ,‬والمعهد متوسط القرب‪ .‬واألستاذ بعيد‪ .‬وهذا كله مستفاد من‬
‫استعمال اسم اإلشارة‪.‬‬

‫ب ـ تنزيل البعيد منزلة القريب تعظيما له‪ :‬كقوله تعالى‪{ :‬إن هذا القرآن يهدي للتي‬
‫هي أقوم ويبشر المؤمنين} فالحديث في اآلية عن هاد يقود إلى أفضل السبل‪ .‬وألن‬
‫يكون هذا الهادي قريبا أنجح في الهداية من أن يكون بعيدا؛ ألن الشيء القريب‬
‫محبوب؛ ولذلك نزل القرب المعنوي منزلة القرب المكاني؛ تنبيها إلى تعظيمه‪.‬‬

‫ج ـ تنزيل القريب منزلة البعيد إشارة إلى تعظيمه‪ :‬كقوله تعالى عن القرآن‪{ :‬ذلك‬
‫الكتاب ال ريب فيه}‪ ,‬فالحديث في اآلية عن بعد القرآن عن الريب والشبهات‪ ,‬وال شك‬
‫أن البعيد عن مظان التهم رفيع المنزلة عظيم القدر؛ ومن هنا كان التعريف باسم‬
‫اإلشارة " ذلك" الدال على البعد المكاني‪ ،‬أقوى في الداللة على علو المنزلة‪ ،‬تنزيال‬
‫لبعد درجة القرآن منزلة البعد المكاني‪ ,‬وفي ذلك تعظيم له‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫ومنه قوله تعالى على لسان امرأة العزيز‪{ :‬فذلكن الذي لمتنني فيه} إشارة إلى يوسف‬
‫عليه السالم الذي كان حاضرا‪ ،‬مما كان يقتضي أن تقول‪ :‬هذا الذي لمتنني فيه ولكنها‬
‫عدلت عن ذلك واستخدمت اإلشارة البعيدة؛ لتدل على ارتفاع مكانة يوسف‪.‬‬

‫د ـ تحقير المشار إليه بالقرب والبعد‪ :‬كقوله تعالى على المشركين‪{ :‬أهذا الذي بعث هللا‬
‫رسوال} فالمشركون يرون أن محمدا أقل شأنا من أن يكون رسوال‪ .‬وفي استخدامهم لإلشارة‬
‫القريبة ما يدل على هذه الفكرة‪ ،‬وكأنهم يقولون‪ :‬إن هذا الشخص القريب منا والذي نخالطه‬
‫ونعرف من أمره ما نعرف ال يستحق أن يكون رسوال‪.‬‬
‫ومن اإلشارة التي تفيد التحقير بالبعد قوله تعالى‪{ :‬فذلك الذي يدع اليتيم} وقد أفاد‬
‫تعريف المسند إليه بإشارة البعد أنه بعيد عن معاني اإلنسانية فنزل هذا البعد منزلة‬
‫البعد المكاني‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬تقديم المسند إليه‪ :‬قد يقصد البليغ تقديم المسند إليه على المسند لتحقيق غرض‬
‫بالغي وليفيد الكالم معنًى ال يفيده من غير التقديم‪ .‬ومن دواعي تقديم المسند إليه ما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أــ التخصيص‪ :‬إذا قلت‪ :‬ما أنا تحدّثت في الفصل‪ ،‬فقدمت المسند إليه (أنا)‪ ،‬كان‬
‫المعنى أن التحدث قد حدث فعال‪ ،‬ولكنه منفي عنك وثابت لغيرك؛ ألن النفي مسلّط‬
‫على المسند إليه الذي أخبر عنه الفعلُ‪ .‬ومن ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫وال أنا أضرمت في القلب نارا‬ ‫وما أنا أسقمت جسمي به‬

‫ب ــ تقوية الحكم وتوكيده‪ :‬وذلك إذا كان المسند إليه مبتدأ خبره جملة فعلية‪ .‬ومن ذلك‬
‫قول هللا تعالى‪{ :‬وهللا يبسط الرزق لمن يشاء}‪.‬‬
‫والمنتهى والسدرة العظماء‬ ‫وقول شوقي‪ :‬العرش يزهو والحظيرة تزدهي‬
‫فيها إليك ّ‬
‫العزة القعساء‬ ‫النبوة وانتهت‬
‫وقول اآلخر‪ :‬هم أدركوا عز ّ‬

‫‪92‬‬
‫بالنص على نفي الحكم عن جميع أفراده؛ وذلك إذا‬
‫ّ‬ ‫ج ـــ تعميم النفي أو السلب‪ :‬ويكون‬
‫كان المبتدأ لفظا يفيد العموم‪ ،‬وتقدم في الكالم‪ ،‬وأخبر عنه بفعل منفي‪.‬‬
‫فكيف؟ وك ُّل ليس يعدو حمامه وما ِإلمرئ عما قضى هللا مزحل‬
‫نرى لفظ (كل) قد جاء مبتدأ جاء خبره منفيا وقد تسلط النفي على خبر (كل)‪.‬‬
‫صر‪ .‬وقول الرسول صلى هللا عليه وسلم‪« :‬كل ذلك لم‬
‫ومثله أن تقول‪ :‬كل طالب لم يق ّ‬
‫يكن» جوابا عن سؤال ذي اليدين حينما سلّم الرسول صلى هللا عليه وسلم على رأس‬
‫ت الصالةُ‪ ،‬أم نسيت يا رسول هللا؟‪.‬‬
‫ركعتين في صالة رباعية‪ ،‬فسأله ذو اليدين‪ :‬أقصر ِ‬

‫بالمسرة أو غيرها‪ :‬مثل ذلك أن تقول لزميل ينتظر نتيجة االمتحان‪:‬‬


‫ّ‬ ‫د ــ التعجيل‬
‫نجاحك أعلن في الصحف أو تقول لزميل شارك في مسابقة‪ :‬الجائزة كانت من‬
‫نصيبك‪ .‬أو تقول‪ :‬هزيمة العدو تحققت اليوم‪.‬‬
‫وقد يقصد المتكلم أيضا‪ :‬التعجيل بالمساءة والتشاؤم‪ ,‬إذا كان اللفظ مما يُت َ َ‬
‫طي َُّر منه‪ ,‬مثل‪:‬‬
‫حريق اندلع في الحي‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫أحوال المسند‬

‫أوال‪ :‬ذكر المسند‪ :‬المسند ركن في الجملة كالمسند إليه وال بد من ذكره ليؤدّي الكالم معنى مفيدا‪.‬‬
‫فإذا قال الشاعر‪:‬‬
‫وال واقعات الدهر يفللن مبردي‬ ‫فال المال ينسيني حياتي وعفتي‬
‫المبرد‬
‫وأطوي على الماء القراح ّ‬ ‫أكثر أهلي من عيال سواهم‬
‫فإنه يذكر في معرض الفخر أن الثراء ال ينسيه واجبه من العفة والحياء‪ ,‬وأن ظروف الزمان‬
‫ال تقعد به عن القرى والعطاء‪ ,‬وأنه يضم إلى أهله غيرهم ويعولهم‪ ،‬ويبيت جائعا يكتفي‬
‫بشراب الماء إيثارا لغيره‪ .‬ولوأن الشاعر حذف المسند في كالمه لما كان له معنى‪ .‬ومن هنا‬
‫يبيّن أن األصل في المسند أن يذكر وقد يذكر مع وجود قريبة تشير به إليه‪.‬‬

‫فإذا سمعت قائال يقول‪ ( :‬السنغال وطني‪ .‬وغامبيا وطني‪ .‬ومالي وطني‪ .‬ونيجيريا‬
‫وطني ) وجدت المسند ـــ وطني ـــ قد ذكر أوال لعدم وجود قريبة تدل عليه‪ ،‬وذكر بعد‬
‫والسر البالغي في ذكر المسند هنا هو التقرير‬
‫ّ‬ ‫مكررا مع داللة القرينة عليه‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ذلك‬
‫والتأكيد ألن الناس يعتبرون أقاليمهم أوطانا خاصة بهم‪ .‬فمقتضى الذكر هنا التقرير‬
‫والتأكيد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حذف المسند‪ :‬من الواضح أن األصل هو ذكر المسند فال يحذفه المتكلم إال إذا‬
‫اعتمد على أمرين‪ :‬قرينة تدل على المحذوف‪ ،‬وسبب بالغي يدعو إلى إيثار الحذف‬
‫على الذكر‪ .‬ومن مقتضيات حذف المسند ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬نفي الفضول‪ :‬إذا كان في الكالم قرينة واضحة تدل على المحذوف‪ ،‬كان حذفه‬
‫أولى من ذكره؛ ألن في ذكره حينئذ نوعا من الزيادة بدون سبب‪ .‬والعرب يعدون هذه‬
‫الزيادة فضوال من القول‪ .‬والبالغة تستوجب من المتكلم تنزيه حديثه عن هذا الفضول‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ومن أمثلة حذف المسند نفيا للفضول‪ ،‬قول هللا تعالى‪{ :‬والالئي يئسن من المحيض من‬
‫نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثالثة أشهر والالئي لم يحضن‪ .‬وأوالت األحمال أجلهن أن‬
‫يضعن حملهن‪}...‬‬
‫فقد ذكرت اآلية أوال أن عدة النساء اليائسات من المحيض ثالثة أشهر‪ ،‬ثم عطفت‬
‫الالئي لم يحضن على الالئي يئسن من المحيض‪ ،‬دون ذكر شيء من عدتهن‪ ,‬وهذا‬
‫العطف يدل على اشتراك الفريقين في الخبر‪ .‬وقد ذكر خبر المعطوف عليه‪ ،‬وفي‬
‫ذكره قرينة تدل على خبر المعطوف‪ .‬وتقدير الكالم‪ :‬والالئي لم يحضن كذلك؛ فحذف‪.‬‬
‫والسر في هذا الحذف نفي الفضول‪.‬‬
‫ومثله قول هللا تعالى‪...{ :‬أن هللا بريء من المشركين ورسوله} بحذف خبر ( ورسوله)‬
‫والتقدير‪ :‬ورسوله بريء منهم‪ .‬ومن ذلك قول الشاعر‪:‬‬
‫وليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت والعجم‬

‫‪ -5‬ضيق المقام‪ :‬قد تحيط بالمتكلم ظروف تجعله متبرما بوضعه‪ ،‬ضيق الصدر‬
‫بحياته؛ فيدعوه ذلك إلى االستعجال واإليجاز في الكالم بحذف المسند اكتفاء بداللة‬
‫القرينة عليه‪ .‬مثال ذلك قول إمرة البنته جليلة بعد قتل زوجها كليب‪ :‬ما وراءك يا‬
‫جليلة؟ قالت‪ :‬ثكل الولد‪ ،‬وحزن األبد وقتل حليل‪ ،‬وفقد أخ عن قليل‪...‬أي ورائي كذا‬
‫وكذا بحذف المسند لضيق المقام‪.‬‬
‫ومثله أن تقول لمريض‪ :‬ما بك؟ فيقول‪ :‬صداع‪ .‬أو يصرخ جارك منبها‪ :‬سارق أي‬
‫هناك سارق‪ .‬أو يشتعل حريق في منزل‪ ,‬فيصيح أهله‪ :‬حريق‪ ،‬أي في البيت حريق‪.‬‬
‫وفي كل هذا حذف للمسند لضيق المقام‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫تمرينات على اإلسناد‬

‫تمرين‪ :1‬لماذا ُحذف المسند إليه في األمثلة اآلتية‪:‬‬


‫‪ -‬وما المال واألهلون إال ودائع ‪ ...‬وال بد يوما أن ترد الودائع‬
‫ضو‬
‫‪ -‬سألوني في سقامي‪ ... :‬كيف حالي؟ قلت‪ :‬نِ ْ‬
‫‪ -‬وإني رأيت البخل يزري بأهله ‪ ...‬فأكرمت نفسي أن يقال‪ :‬بخيل‬

‫تمرين‪:2‬‬
‫لماذا ذُكر المسند إليه في األمثلة اآلتية‪:‬‬
‫لتراك لما لم أ ُ َع َّود‬
‫‪ -‬وإني لحلو تعتريني مرارة ‪ ...‬وإني ّ‬
‫ص َرهُ بِ ْاأل َ ْم ِس يَ ْست َ ْ‬
‫ص ِر ُخهُ‬ ‫صبَ َح فِي ْال َمدِينَ ِة خَائِفًا يَت َ َرقَّ ُ‬
‫ب فَإِذَا الَّذِي ا ْست َ ْن َ‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪{ :‬فَأ َ ْ‬
‫سى ِإنَّ َك لَغَ ِو ٌّ‬
‫ي ُمبِ ٌ‬
‫ين} [القصص‪. ]18 :‬‬ ‫قَا َل لَهُ ُمو َ‬
‫‪ -‬قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬أنا النبي ال كذب‪ ،‬أنا ابن عبد المطلب"‪.‬‬

‫تمرين‪ :3‬بين حال المسند إليه في الذكر والحذف‪ ،‬والداعي إليهما فيما يأتي‪:‬‬
‫قوال محكمة نقّاض مبرمة ‪ ...‬فتّاح مبهمة حبّاس أوراد‬
‫‪ّ -‬‬
‫ص َمدُ} [اإلخالص‪. ]2 ،1 :‬‬ ‫اَّللُ أ َ َحدٌ‪َّ ،‬‬
‫اَّللُ ال َّ‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪{ :‬قُ ْل ُه َو َّ‬
‫‪ -‬إن تُبتَدَر غاية يوما لمكرمة ‪ ...‬تلقَ السوابق منا والمصلينا‬
‫علَى َما ت َ ِ‬
‫صفُونَ } [يوسف‪. ]18 :‬‬ ‫اَّللُ ْال ُم ْست َ َع ُ‬
‫ان َ‬ ‫‪ -‬قوله تعالى‪{ :‬فَ َ‬
‫صب ٌْر َج ِمي ٌل َو َّ‬
‫لماااذا قاادم المسااند فااي قااولهم‪" :‬ثالثااة يُااذهبن الغاام والحاازن‪ :‬الماااء‪ ،‬والخضاارة‪ ،‬والوجااه‬
‫الحسن"؟‬

‫‪96‬‬
‫القصر‬

‫ش ْي َء على‬ ‫تعريف القصر‪ :‬القصر لغة بمعنى التّخصيص‪ ،‬والحبس يقال لغة‪ :‬قَ َ‬
‫ص َر ال َّ‬
‫صر نفسه على عبادة َربّه‪ ،‬إذا‬ ‫صصه به‪ ،‬ولم يجاوز به إلى غيره‪ .‬ويُقال‪َ :‬ق َ‬
‫كذا‪ ،‬إذا خ ّ‬
‫َحبَسها على القيام بعبادة ربّه‪.‬‬
‫والقصر اصطالحا‪ :‬ج ْع ُل شيءٍ مخصوصا بشيءٍ آخر بإحدى طرق القصر‪.‬‬
‫وللقصر طرفان هما المقصور والمقصور عليه‪ :‬ومثال هذه الطرفين كلمة التوحيد‪" :‬ال‬
‫إلَه إالَّ هللا"‪.‬‬
‫اإللَهيَّة والمقصور عليه هللا َّ‬
‫عز وج َّل الموصوف‪.‬‬ ‫فالمقصور‪ :‬صفة ِ‬
‫القصر المشهور ِة أرب ٌع‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫طرق‬

‫(أ) النفي‪ ،‬واالستثناء‪ ،‬وهنا يكون المقصور ما قبل أداة االستثناء‪ ،‬أ ّما المقصور عليه‬
‫فهوما بعد أداة االستثناء‪ .‬مثل‪" :‬ما ُم َح َّمدٌ إالَّ رسول " المقصور هو محمد‪ ،‬والمقصور‬
‫عليه " رسول"‪.‬‬

‫(ب) "إنَّما" وهنا يكون المقصور هوما يلي األداة‪ ،‬والمقصور عليه هو الذي يجي ُء‬
‫احدٌ فَ َه ْل أَنت ُ ْم‬
‫ي أَنَّ َمآ اله ُك ْم اله َو ِ‬
‫بعدها‪ .‬مثال ذلك قوله تعالى‪{ :‬قُ ْل ِإنَّ َمآ يُو َحى ِإلَ َّ‬
‫والمقصور َع َل ْي ِه‬
‫ُ‬ ‫ور ب"إنَّما" هو المو َحى به‪،‬‬ ‫ص ُ‬ ‫ُّم ْس ِل ُمونَ } [األنبياء‪ْ }118 :‬‬
‫فال َم ْق ُ‬
‫ون ُج ْملَ ِة "أَنَّ َما إلَ ُه ِك ْم إلَهٌ واحداٌ"‪.‬‬
‫ض ُم ُ‬
‫َم ْ‬

‫(جـ) العطف بال‪ ،‬أو َب ْل‪ ،‬أو لَ ِك ْن‪ْ :‬‬


‫فإن كان العطف بال‪ ،‬كان المقصور عليه ما قبل ال‪.‬‬
‫صالً ال ثوما؛ فالبصل هو المقصور عليه‪ ،‬والمقصور هو" الثوم" وإن كان‬ ‫مثل أ َك ْلتُ ب َ‬
‫العطف ببل أولكن كان المقصور عليه ما بعدهما‪ .‬ما األرض ثابتة بل متحركة أولكن‬
‫متحركة؛ فالمقصور هو األرض‪ ،‬المقصور عليه التحرك‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫(د) تقديم ما حقُّهُ التأخير في الجملة‪ :‬وهنا يكون المقصور عليه هو المقدَّم‪ ،‬مثل‪{ :‬إيَّاك‬
‫َّاك‪ :‬األولى مفعول به لفعل {نَ ْعبُد}‪ .‬وإي َ‬
‫ّاك‪ :‬الثانية مفعول به لفعل‬ ‫نعبد وإيَّاك نستعين} إي َ‬
‫{نَ ْست َ ِعين}‪ ،‬واألصل في المفعول به أن يكون متأخرا ً عن عامله؛ فد ّل هذا التقديم على‬
‫عز وج ّل بالعبادة واالستعانة‪ ،‬فالمعنى‪ :‬ال نَ ْعبُد إالَّ إيّاك‪ ،‬وال نستعين إالَّ‬
‫تخصيص هللا ّ‬
‫بك‪..‬‬

‫هـ ‪ -‬تعريف المسند والمسند إليه في الجملة‪ :‬حيث يكون المقصور عليه هوالمستند‬
‫إليه‪ ،‬مثل‪ :‬أنت الحبيب‪ .‬فالمقصور عليه" أنت" والمقصور " حبيبي" والمعنى‪ :‬ال‬
‫حبيب إال أنت‪.‬‬

‫و‪ -‬إضافة ضمير الفصل‪ :‬والمقصور عليه هو ما يعود إليه ضمير الفصل‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك قوله تعالى بشأن المنافقين‪{ :‬أَال ِإنَّ ُه ْم ُه ُم ْال ُم ْف ِسدُونَ َو َال ِكن الَّ يَ ْشعُ ُرونَ }‬
‫مرتين في قوله‪{ :‬أَال ِإنَّ ُه ْم ُه ُم ْال ُم ْف ِسدُونَ }‪ .‬فالمقصور عليه‬ ‫لقد جيء بضمير الفصل َّ‬
‫هوما يرجع إليه ضمير الفصل (المنافقون) والمقصور اإلفساد المفهوم من قوله "‬
‫المفسدون"‪.‬‬

‫أقسام القصر (المقصور والمقصور عليه)‪ :‬ينقسم بحسب أحوال طرفيه إلى قسمين‪:‬‬
‫القسم األول‪ :‬قصر صفة على موصوف‪ :‬مثل‪" :‬ال إلَه إالَّ هللا" فحيث قصرت الصفة‬
‫(اإللهية) على موصوف هو هللا وحده‪ ،‬ونحوه قوله تعالى‪{ :‬إنما يخشى هللا من عباده‬
‫العلماء} فالمقصور هو خشية هللا‪ ،‬وهي صفة‪ ،‬والمقصور عليه هو العلماء‪ ،‬وهو‬
‫موصوف‪.‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬قصر موصوفٍ على صفة‪ :‬مثل‪" :‬ما ِإلبليس من عمل في الناس إالَّ‬
‫واإلغواء‪ .‬وهذا‬
‫واإلغواء" قصر إبليس وهو موصوف على صفتي الوسوسة ِ‬
‫الوسوسة ِ‬
‫من قصر الموصوف على الصفة‪ .‬ومثله قولنا‪" :‬ليس في كالم هللا باط ٌل بل ُكلُّه ٌّ‬
‫حق"‬
‫حيث قصر كالم هللا‪ ،‬وهو موصوف على صفة هي الحق‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫تمرينات على القصر‬
‫تمرين‪:1‬‬
‫‪ -‬من أي القصرين ‪-‬قصر الموصوف على الصفة‪ ,‬أو العكس‪ -‬قول الشاعر‪:‬‬
‫وما المرء إال هالك وابن هالك ‪ ...‬وذو نسب في الهالكين عريق؟‬
‫‪ -‬بأي اعتبار ينقسم القصر إلى قصر صفة على موصوف‪ ،‬وبالعكس؟‬

‫تمرين‪:2‬‬
‫‪ -‬لماذا أوثر القصر بـ "إنما" في قول الشاعر‪:‬‬
‫وإنما األمم األخالق ما بقيت ‪ ...‬فإن ُه ُم ذهبت أخالقهم ذهبوا؟‬
‫‪ -‬من أي طرق القصر قول الشاعر‪:‬‬
‫وإن سنام المجد من آل هاشم ‪ ...‬بنو أم مخزوم ووالدك العبد؟‬
‫وما هو المقصور فيه؟ وما هو المقصور عليه؟‬

‫تمرين‪:3‬‬
‫‪ -‬لماذا لم يُ ِفد تعريف المسند بـ "ال" القصر في قول الخنساء‪:‬‬
‫إذا قبح البكاء على قتيل ‪ ...‬وجدتُ بكاءك الحسن الجميال؟‬
‫ب أ ُ َم ٌم ِم ْن قَ ْب ِل ُك ْم‬ ‫{وإِ ْن ت ُ َك ِذّبُوا فَ َق ْد َكذَّ َ‬
‫‪ -‬لماذا أوثر القصر بالنفي واالستثناء في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ت‬ ‫ين} [العنكبوت‪ ]18 :‬وبـ "إنما" في قوله‪َ { :‬فذَ ِ ّك ْر ِإنَّ َما أ َ ْن َ‬ ‫غ ْال ُم ِب ُ‬
‫سو ِل ِإ َّال ْال َب َال ُ‬ ‫َو َما َع َلى َّ‬
‫الر ُ‬
‫ُمذَ ِ ّك ٌر} [الغاشية‪ ]21 :‬؟‬

‫تمرين ‪3‬‬
‫‪ -‬ما هو طريق القصر؟ وما هو المقصور عليه في قول الشاعر‪:‬‬
‫ما افترينا في وصفه بل وصفنا ‪ ...‬بعض أخالقه وذلك يكفي؟‬

‫‪99‬‬
‫تمرين ‪5‬‬
‫‪ -‬لماذا قدم المقصور عليه في قول الشاعر‪:‬‬
‫وما لي إال آل أحمد شيعة ‪ ...‬وما لي إال مذهب الحق مذهب؟‬
‫‪ -‬بين موقع المقصور عليه في جملتيه في قول الشاعر‪:‬‬
‫ما بعتكم مهجتي إال بوصلكم ‪ ...‬وال أسلمها إال يدا بيد‬

‫تمرين ‪2‬‬
‫‪ -‬هل من قصر الفعل على الفاعل‪ ,‬أو من قصر المفعول عليه قول الشاعر‪:‬‬
‫في ليلة ال نرى بها أحدا ‪ ...‬يحكي علينا إال كواكبها؟‬
‫‪ -‬بين الذي أفاد القصر ‪-‬من التقديم أو العطف‪ -‬في قول الشاعر‪:‬‬
‫للفتى من ماله ما قدمت ‪ ...‬يداه قبل موته ال ما اقتنى‬
‫‪ -‬هل من القصر قول الشاعر‪:‬‬
‫وكل أخ مفارقه أخوه ‪ ...‬لعمر أبيك إال الفرقدان؟‬

‫‪100‬‬
‫الفصل والوصل‬
‫مواضع وجوب الفصل‬
‫الفصل‪ :‬هو عطف جملة على أخرى بالواو‪ .‬والفصل ترك هذا العطف‪.‬‬
‫ص َور‪:‬‬
‫ويجب الفصل في أربع ُ‬
‫الصورة األولى‪ :‬أن يكون بين الجملتين " َك َما ُل االتّصال" إ ْذ ال تغايُر بين الجملتين؛‬
‫ف الجملة التالية على الجملة السابقة‪ .‬وهذ الصورة تظهر في ثالثة‬ ‫ولذلك ال تُع َ‬
‫ط َ‬
‫وجوه‪:‬‬

‫الوجه األول‪ :‬أن تكون الجملةُ التالية توكيدا ً للجملة السابقة‪ ،‬لزيادة التقرير‪ ،‬أو لدفع‬
‫تو ُّهم المجاز‪ ،‬أو لدفع تو ُّه ِم ْالغَلَط‪ ،‬ومثاله قوله تعالى‪َ { :‬ما هذَا َبشَرا ً ِإ ْن َهذَآ ِإالَّ َملَ ٌك‬
‫ي لجملة { َما َهذَا بَشَراً} ّ‬
‫ألن‬ ‫َك ِري ٌم (‪ })31‬فجملة { ِإ ْن َهذَآ إِالَّ َملَ ٌك َك ِري ٌم } توكيدٌ معنو ٌّ‬
‫وتحقيق لنفي كونه بشرا ً‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫إثبات كونه ملكا ً كريما ً تأ ِكيدٌ‬

‫الوجه الثاني‪ :‬أن تكون الجملة التالية بدالً من الجملة السابقة‪ .‬مثال ذلك قوله تعالى‪:‬‬
‫ون (‪َ )131‬واتَّقُواْ الَّذِي أ َ َمدَّ ُك ْم ِب َما ت َ ْعلَ ُمونَ (‪ )132‬أ َ َمدَّ ُك ْم ِبأ َ ْن َع ٍام َوبَ ِنينَ‬
‫اَّلل َوأ َ ِطيعُ ِ‬
‫{فَاتَّقُواْ َّ َ‬
‫ُون (‪ })133‬فاألنعام والبنون والجنات والعيون هي بعض ما‬
‫عي ٍ‬ ‫(‪َ )133‬و َجنَّا ٍ‬
‫ت َو ُ‬
‫أمدّهم به مما يعلمون‪ ،‬وفائدة هذا البدل ذكر بعض العناصر مفصلة أله ّميتها عند‬
‫المخاطبين‪ ،‬بعد ذكرها بشكل مجمل‪.‬‬

‫الوجه الثالث‪ :‬أن تكون الجملة التالية معطوفة على الجملة السابقة عطف بيان‪ ،‬مثل قول هللا‬
‫ان قَا َل يا آدَ ُم ه َْل أَدُلُّ َك َعلَى َش َج َر ِة ْال ُخ ْل ِد‬
‫ط ُ‬‫ش ْي َ‬
‫س ِإلَ ْي ِه ال َّ‬ ‫عز وج ّل في سورة ( َ‬
‫طه) { َف َوس َْو َ‬ ‫ّ‬
‫س‪ }...‬وهي‬ ‫َو ُم ْلكٍ الَّ يَ ْبلَى (‪ })121‬فجملة‪" :‬قال يا آدم‪ "...‬عطف بيان على جملة { َف َوس َْو َ‬
‫لبيان مضمون الوسوسة التي وسوس بها الشيطان‪.‬‬

‫‪101‬‬
‫ص َورة الثانية‪ :‬أ َ ْن يكون بين الجملتين " ِش ْبهُ كمال االتصال"‪ ،‬وهذ حينما تكو ُن الجملةُ‬‫ال ُّ‬
‫السابقة م ّما يثير في نفس المتلَقّي ُ‬
‫سؤاالً يتردَدُ في نفسه ولولم يُ َ‬
‫ص ِ ّرحْ به‪ ،‬فتأتي الجملة‬
‫التالية لتجيب على هذا السؤال‪ ،‬وتأتي دون أن تعطف بالواو‪ ،‬وعلى أسلوب الجملة‬
‫االستئنافية‪ .‬مثل قول الشاعر‪:‬‬
‫س َه ٌر دَائِ ٌم َو ُح ْز ٌن َ‬
‫ط ِوي ُل‬ ‫َ‬ ‫ت؟ قُ ْل ٌ‬
‫ت‪َ :‬ع ِلي ٌل‬ ‫ْف أ َ ْن َ‬
‫قَا َل ِلي‪َ :‬كي َ‬
‫س َه ٌر دائم‪ "...‬جملةٌ استئنافية جاءت بدون العطف بالواو‪ ،‬إ ْذ وقَعَت جواب‬ ‫فجملة " َ‬
‫تتحرك نفسه بسؤا ٍل مضمونه‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ألن من طبيعة المت َ َل ِقّي أن‬
‫سؤا ٍل أثارته جملة "أنا َع ِليل" ّ‬
‫ُطر َح عليه‪ ،‬أي‪ :‬أنا‬ ‫ب َك ْونِ َك عليالً؟ وأس َْر َ‬
‫ع المتكلم فأجاب على السؤال دون أن ي َ‬ ‫ما سبَ ُ‬
‫ٌ‬
‫عاشق بعيد عن محبوبي‪.‬‬

‫الصورة الثالثة‪ :‬أ َ ْن يكونَ بَيْنَ الجملَتَيْن " َك َما ُل االنقطاع" وهذا حينما يكون بين‬
‫الجملتين تباي ٌُن تَا ّم‪ ،‬فيجب فصل الجملة التالية عن الجملة السابقة‪ ،‬وعدَ ُم وصلها بالواو‬
‫إيهام غير المقصود‪ .‬وهذه الصورة تظهر في‬
‫ِ‬ ‫العاطفة‪ ،‬بشرط أن ال يؤدّي ذلك إلى‬
‫ثالثة وجوه‪:‬‬

‫الوجه األول‪ :‬أن تختلف الجملتان السابقة والتالية خبرا ً وإنشا ًء في لفظيهما وفي‬
‫اَّلل ي ُِحبُّ‬ ‫{وأ َ ْق ِس ُ‬
‫طواْ إِ َّن َّ َ‬ ‫داللتيهما مثل قول هللا ّ‬
‫عز وج ّل في سورة (الحجرات)‪َ :‬‬
‫ْال ُم ْق ِس ِطينَ (‪ .})7‬فالجملة السابقة َ‬
‫{وأ َ ْق ِس ُ‬
‫طواْ} إنشائية‪ ،‬مصدّرة بفعل أمر‪ .‬والجملة‬
‫وظاهر ّ‬
‫أن بين هاتين‬ ‫ٌ‬ ‫اَّلل ي ُِحبُّ ْال ُم ْق ِس ِطينَ } خبريَّة في لفظها وفي معناها‪.‬‬
‫التالية { ِإ َّن َّ َ‬
‫الجملتين "كما َل انقطاع" فوجب فصلهما‪.‬‬

‫الوجه الثاني‪ :‬أن تختلف الجملتان السابقة والتالية خبرا ً وإنشا ًء في داللتيهما‪ ،‬ولو لم تختلفا‬
‫في لفظيهما‪ ،‬كأن تكون األولى خبرا ً في لفظها ومعناها‪ ،‬والثانية خبرا ً في لفظها إنشا ًء في‬
‫كلّها‪َ ،‬وفَّ َقهُ هللا‪ .‬فالجملة األولى خبريَّةٌ‬
‫معناها‪ ،‬مثال ذلك أن تقول‪ :‬ن َج َح ابني في امتحاناته ِ‬
‫لفظا ً ومعنى‪ ،‬والجملة التالية خبريَّةٌ لفظا ً إنشائيَّةٌ دعائيَّةٌ معنى‪.‬‬

‫‪102‬‬
‫ٌ‬
‫ارتباط ما بين‬ ‫الوجه الثالث‪ :‬أن ال يكون بين لجملتين مناسبة ما في المعنى‪ ،‬وال يوجد‬
‫المسنَ ِد والمسند إليه فيهما‪.‬‬
‫ومنه قول الشاعر‪:‬‬
‫ُك ُّل أمرئ َر ْه ٌن بما لَدَيْه‬ ‫إنَّما ْال َم ْر ُء بأ ْ‬
‫صغ ََر ْي ِه‬

‫أن يكون بين الجملَتَيْن "شبْه َك َما ِل االنقطاع" وهذا حينما تكون الجملة‬ ‫الصورة الرابعة‪ْ :‬‬
‫ص ُّح عطفها على إحداهما‪ ،‬وال يص ّح عطفها على األخرى؛ ألنه‬ ‫التالية مسبوقةً بجم َلتَي ِْن َي ِ‬
‫يُ ْف ِسدُ المعنى المقصود للمتكلم‪ ،‬فَيُتْركُ العطف‪ ،‬ويجب حينئ ٍذ الفصل دفعا ً لما قد يحدث من‬
‫إيهام بالوصل بالواو‪.‬‬
‫وذكروا من أمثلة هذا القسم قول الشاعر‪:‬‬
‫بَدَالً أ ُ َراهَا في ال َّ‬
‫ضالَ ِل ت َ ِهيم‬ ‫س ْل َمى أَنَّنِي أ َ ْب ِغي ب َها‬ ‫َوت َ ُ‬
‫ظ ُّن َ‬
‫جملة "أُراها في الضالل " قبلها جملتان يصح عطفها على جملة " أبغي بها بدال" وال‬
‫يصح عطفها على جملة " أبغي بها بدال" فترك العطف دفعا للبس‪.‬‬

‫‪103‬‬
‫مواضع وجوب الوصل‬

‫ص ُل بيَنَ الجملتين في ثَالَثَة َم َواض َع‪:‬‬


‫الو ْ‬
‫جب َ‬‫يَ ُ‬

‫(أ)‪ -‬إذَا قُصدَ َ‬


‫إشرا ُكه َما في ال ُحكم اإلعرابي‪ .‬مثل قول الشاعر‪:‬‬
‫وحب العيش أعبد كل حر وعلم ساغبا أكل المرار‬

‫ب يقتضي‬
‫سبَ ٌ‬ ‫سبَةٌ تَامةٌ‪َ ،‬ولَم َي ُكن ُهن َ‬
‫َاك َ‬ ‫(ب)‪-‬إذا اتْفَقَتَا خَبرا ً أو إنشاء وكانت بَ ْينَ ُه َما ُمنَا َ‬
‫الفص َل بَ ْينَ ُهما‪.‬‬
‫ار َل ِفي نَ ِع ٍيم (‪َ )13‬و ِإ َّن ْالفُ َّج َ‬
‫ار لَ ِفي َج ِح ٍيم (‪ })13‬فالجملتان‬ ‫مثل قوله تعالى‪ِ { :‬إ َّن األَب َْر َ‬
‫عطف التالية على السابقة بالواو‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫سنَ‬ ‫ومعنى‪ ،‬ف َح ُ‬
‫ً‬ ‫هما أيضا ً خبريتان لفظا ً‬

‫اختلَفَتا َخبَرا ً وإنشا ًء َو ْأوه ََم الفَص ُل ِخالف ْال َمقصود‪ .‬مثل قولك‪ :‬ال‪ ،‬وبارك‬
‫(جـ)‪ -‬إذَا ْ‬
‫هللا فيك‪ .‬تجيب بذلك من قال‪ " :‬هل لك حاجة أساعدك على قضائها‪ .‬فإنك لو فصلت‬
‫فقلت‪ :‬ال بارك هللا فيك لتوهم السامع أنك تدعو عليه‪ ،‬بينما تدعو له؛ ولذلك وجب‬
‫العدول عن الفصل إلى الوصل‬

‫‪104‬‬
‫تمرينات على الفصل والوصل‬
‫تمرين ‪:1‬‬
‫‪ -‬لماذا فصل الشاعر بين الجملتين في قوله‪:‬‬
‫جزى هللا الشدائد كل خير ‪ ...‬عرفت بها عدوي من صديقي؟‬
‫‪ -‬لماذا وصل الشاعر بين الجملتين في قوله‪:‬‬
‫سافر تجد عوضا عمن تفارقه ‪ ...‬وانصب فإن لذيذ العيش في النَّ َ‬
‫صب؟‬

‫تمرين ‪:2‬‬
‫َاك ْال َك ْوث َ َر‪َ ،‬ف َ‬
‫ص ِّل ِل َر ِبّ َك َوا ْن َح ْر}‬ ‫‪ -‬بين موضع الوصل والفصل في قوله تعالى‪ِ { :‬إنَّا أ َ ْع َ‬
‫ط ْين َ‬
‫[الكوثر‪. ]2 ،1 :‬‬
‫‪ -‬بين الفصل لكمال االنقطاع‪ ,‬ولشبه كمال االتصال في قول الشاعر‪:‬‬
‫قال لي‪ :‬كيف أنت؟ قلت‪ :‬عليل ‪ ...‬سهر دائم وحزن طويل‬

‫تمرين ‪:3‬‬
‫ت لَ َعلَّ ُك ْم ِب ِلقَ ِ‬
‫اء‬ ‫‪ -‬بين سبب الفصل في موضعيه من قوله تعالى‪{ :‬يُدَ ِبّ ُر ْاأل َ ْم َر يُفَ ِ ّ‬
‫ص ُل ْاآليَا ِ‬
‫َر ِبّ ُك ْم تُو ِقنُونَ } [الرعد‪. ]2 :‬‬
‫ص َل في قول الشاعر‪:‬‬
‫‪ -‬ألي جامع ُو ِ‬
‫ولست بهيّاب لمن ال يهابني ‪ ...‬ولست أرى للمرء ما ال يرى ليا؟‬

‫تمرين ‪:3‬‬
‫‪ -‬لماذا فصل الشاعر بين الجملتين مع كونهما خبريتين في قوله‪:‬‬
‫الفقر فيما جاوز الكفافا ‪ ...‬من اتقى هللا رجا وخافا؟‬
‫‪ -‬مر أبو بكر ‪-‬رضي هللا عنه‪ -‬برجل في يده ثوب‪ ،‬فقال له‪ :‬أتبيع هذا؟ فقال‪ :‬ال‬
‫يرحمك هللا‪ ،‬فقال له‪ :‬ال تقل هكذا‪ ،‬وقل‪ :‬ويرحمك هللا‪ ،‬فأمره بزيادة "واو" بين "ال"‬
‫وقوله‪" :‬يرحمك هللا"؛ ليكون وصال ال فصال؛ فما هو السبب في أمر أبي بكر له‬

‫‪105‬‬
‫بالوصل بين الجملتين؟ وهل الوصل يجب في ذلك بالغة أو نحوا؟ وهل الجملة الثانية‬
‫خبر أو إنشاء؟‬

‫تمرين ‪:5‬‬
‫‪ -‬لماذا فصل بين الجملتين في قول الشاعر‪:‬‬
‫قم للمعلم وفه التبجيال ‪ ...‬كاد المعلم أن يكون رسوال؟‬
‫ص ِب ْر َع َلى َما َيقُولُونَ َوا ْه ُج ْر ُه ْم ه َْج ًرا‬ ‫{وا ْ‬ ‫‪ -‬بين سبب الوصل والفصل في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫طعَا ًما ذَا‬‫اال َو َج ِحي ًما‪َ ،‬و َ‬ ‫يال‪َ ،‬وذَ ْرنِي َو ْال ُم َك ِذّبِينَ أُو ِلي النَّ ْع َم ِة َو َم ِ ّه ْل ُه ْم قَ ِل ً‬
‫يال‪ ،‬إِ َّن لَدَ ْينَا أ َ ْن َك ً‬ ‫َج ِم ً‬
‫ص ٍة َو َعذَابًا أ َ ِلي ًما} [المزمل‪.]13-11 :‬‬ ‫ُ‬
‫غ َّ‬

‫تمرين ‪:2‬‬
‫‪ -‬بين موضع الوصل للتناسب في االسمية والفعلية‪ ،‬و ِل َم وصل من عدمه في قوله تعالى‪:‬‬
‫ش ْه ٌر َوأ َ َس ْلنَا لَهُ َعيْنَ ْال ِق ْ‬
‫ط ِر َو ِمنَ ْال ِج ِّن َم ْن َي ْع َم ُل‬ ‫ش ْه ٌر َو َر َوا ُح َها َ‬
‫غد ُُّوهَا َ‬ ‫سلَ ْي َمانَ ِ ّ‬
‫الري َح ُ‬ ‫{و ِل ُ‬
‫َ‬
‫ير} [سبأ‪ ]12 :‬؟ وبين‬
‫س ِع ِ‬ ‫غ ِم ْن ُه ْم َع ْن أ َ ْم ِرنَا نُ ِذ ْقهُ ِم ْن َعذَا ِ‬
‫ب ال َّ‬ ‫بَيْنَ يَدَ ْي ِه بِإ ِ ْذ ِن َر ِبّ ِه َو َم ْن يَ ِز ْ‬
‫ِل َم فُصل فيه الحال أيضا؟‬
‫‪ -‬لماذا أتت الجملة الحالية من غير واو في قول الشاعر‪:‬‬
‫أال ليت شعري هل أبيتن ليلة ‪ ...‬بمكة حولي إذخر وجليل؟‬
‫سى ِلقَ ْو ِم ِه ا ْذ ُك ُروا نِ ْع َمةَ َّ ِ‬
‫اَّلل َعلَ ْي ُك ْم‬ ‫{و ِإ ْذ قَا َل ُمو َ‬
‫‪ -‬لماذا عطف "يُذبحون" في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫سا َء ُك ْم}‬ ‫سو َء ْال َعذَا ِ‬
‫ب َويُذَ ِبّ ُحونَ أ َ ْبنَا َء ُك ْم َويَ ْست َ ْحيُونَ ِن َ‬ ‫ِإ ْذ أ َ ْن َجا ُك ْم ِم ْن آ ِل ِف ْر َع ْونَ َي ُ‬
‫سو ُمونَ ُك ْم ُ‬
‫سو َء‬ ‫{و ِإ ْذ نَ َّج ْينَا ُك ْم ِم ْن آ ِل فِ ْر َع ْونَ يَ ُ‬
‫سو ُمونَ ُك ْم ُ‬ ‫[إبراهيم‪ ,]2 :‬ولم يعطف في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫سا َء ُك ْم} [البقرة‪ ]37 :‬؟‬ ‫ْال َعذَا ِ‬
‫ب يُذَ ِبّ ُحونَ أ َ ْبنَا َء ُك ْم َويَ ْست َ ْحيُونَ نِ َ‬

‫‪106‬‬
‫اإليجاز واإلطناب والمساواة‬

‫أقسام رئيسة هي ما يلي‪:‬‬


‫ٍ‬ ‫ينقسم الكالم إلى ثالثة‬

‫معان كثيرة بعبارات قليلة وجيزة دون‬


‫ٍ‬ ‫اإليجاز هو الكالم الدال على‬
‫القسم األول‪ِ :‬‬
‫إخالل بالمراد‪ .‬وله نوعان‪ :‬إيجاز القصر‪ ،‬وإيجاز الحذف؛ فإيجاز القصر‪.‬‬
‫معنى كثير وافٍ بالمقصود‪ .‬وإيجاز الحذف تقليل‬
‫ً‬ ‫هو صياغة كالم قصير يد ُّل على‬
‫الكلمات المنطوقة‪ ،‬واالستغناء بداللة القرائن على ما ُحذِف‪.‬‬
‫اص َحيَاةٌ} وعنى اآلية أن‬
‫ص ِ‬‫{ولَ ُك ْم فِي ْال ِق َ‬ ‫از ْال ِق َ‬
‫صر" قوله تعالى‪َ :‬‬ ‫ومن شواهد "إي َج ِ‬
‫اإلنسان إذا علم أنه متى قتل قُتل‪ ،‬أمتنع عن القتل‪ ،‬وفي ذلك حياته وحياة غيره؛ ألن‬
‫القتل أنفى للقتل‪.‬‬
‫ث أ َ ْشقَاهَا *‬ ‫ت ث َ ُمودُ بِ َ‬
‫ط ْغ َواهَآ * ِإ ِذ انبَ َع َ‬ ‫عز وج ّل‪َ { :‬كذَّبَ ْ‬ ‫ومن "إيجاز الحذف" قول هللا ّ‬
‫سوا نَاقَةَ هللا‪ ،‬فحذَف فِ ْع َل التحذير‬ ‫س ْق َياهَا}‪ .‬فحذَّ َّرهُ ْم أن َي َم ُّ‬ ‫اَّلل نَاقَةَ َّ ِ‬
‫اَّلل َو ُ‬ ‫فَقَا َل لَ ُه ْم َر ُ‬
‫سو ُل َّ ِ‬
‫س ْقيَاها‪،‬‬
‫فقال‪" :‬نَاقةَ هللا" والتقدير‪ :‬ذَ ُروا نَاقَةَ هللا‪ .‬وأغراهم بأن يحافظوا على شروط ُ‬
‫س ْقيَاها" والتقدير‪ :‬الزموا سقياها‪ ،‬أوالزموا شروط سقياها‪.‬‬
‫اإلغراء فقال‪" :‬و ُ‬
‫فحذف فِ ْع َل ِ‬

‫اإلطناب وهو زيادة اللفظ على المعنى لفائدة‪.‬‬


‫القسم الثاني‪ِ :‬‬
‫مثال اإلطناب قول أبي العيال الهذلي‪:‬‬
‫ب‬
‫ص ُ‬ ‫ع الرأْ ِس ْ‬
‫وال َو َ‬ ‫صدَا ُ‬
‫ُ‬ ‫ذَ َك ْرتُ ِ‬
‫أخي فَ َع َاودَ ِني‬
‫يكون إالَّ في الرأس‪.‬‬
‫ُ‬ ‫فجاء ذكر الرأس حشوا ً غير مفسد‪ ،‬أل ّن الصداع ال‬
‫وقول الشاعر "الحسين بن مطير" من الشعراء الذين عاصروا الدولتين األموية‬
‫والعبّاسية‪َ ،‬ي ْرثي " َم ْعنَ بْنَ زائدة"‪:‬‬
‫ضعا ً‬ ‫س َما َح ِة َم ْو ِ‬ ‫ط ْ‬
‫ت لل َّ‬ ‫ض ُخ َّ‬ ‫ِمنَ األ َ ْر ِ‬ ‫ت أ َ َّو ُل ُح ْف َرةٍ‬
‫فَيَا قَب َْر َم ْع ٍن أ َ ْن َ‬
‫َوقَ ْد َكانَ ِم ْنهُ ْالبَ ُّر ْ‬
‫والبَ ْح ُر ُمتْ َرعا ً‬ ‫ْت ُجودَة ُ‬
‫اري َ‬ ‫َويَا قَ ْب َر َم ْع ٍن َكي َ‬
‫ْف َو َ‬

‫‪107‬‬
‫اإلطناب بالزيادة‪ ،‬لفائدة‪ ،‬وطريقته‬ ‫إن قولَهُ‪َ :‬‬
‫"و َيا قَب َْر َم ْع ٍن" في البيت الثاني هومن ِ‬ ‫َّ‬
‫سر"‪.‬‬
‫اإلطناب "التح ُّ‬
‫التكرير‪ ،‬والداعي البالغي لهذا ِ‬

‫القسم الثالث‪ :‬المساواة وهي‪ :‬أن تكون األلفااظ بقادر المعااني‪ ،‬والمعااني بقادر األلفااظ‪،‬‬
‫ياق ْال َم ْك ُار ال َّ‬
‫سا ِيّى ُء‬ ‫{والَ يَ ِح ُ‬
‫عاز وجا ّل‪َ :‬‬‫ال يزيد بعضها على فمن أمثلة المساواة قاول هللا ّ‬
‫س ا ِيّال إحاط اةً تا ّم اةً ال تكااون إالَّ‬ ‫ِإالَّ بِأ َ ْه ِل ا ِه‪ }...‬دلّاات هااذه اآليااة علااى َّ‬
‫أن إحاطااة المكاار ال َّ‬
‫بأصحابه المدبّرين له‪ ،‬أو المستحقين له‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫تمرينات على اإليجاز واإلطناب والمساواة‬
‫تمرين‪:1‬‬
‫‪ -‬بين موضع اإلطناب‪ ،‬في قول الشاعر‪:‬‬
‫تأمل من خالل السجف وانظر ‪ ...‬بعينك ما شربت ومن سقاني‬
‫تجد شمس الضحا تدنو بشمس ‪ ...‬إلي من الرحيق الخسرواني‬
‫‪ -‬من أي أنواع اإليجاز قول بعض األعراب‪" :‬إن شككت في فاسأل قلبك عن قلبي"؟‬

‫تمرين‪:2‬‬
‫ش ْف ِع َو ْال َوتْ ِر‪َ ،‬واللَّ ْي ِل ِإذَا يَس ِْر‪ ،‬ه َْل فِي ذَ ِل َك قَ َ‬
‫س ٌم‬ ‫{وال َّ‬
‫‪ -‬بين نوع اإليجاز في قوله تعالى‪َ :‬‬
‫ِلذِي ِح ْج ٍر} [الفجر‪. ]5 ،3 :‬‬
‫‪ -‬لماذا كان من المساواة قول بعض البلغاء‪" :‬علمتني نبوتك سلوتك‪ ،‬أسلمني يأسي منك‬
‫إلى الصبر عنك"؟‬

‫تمرين‪:3‬‬
‫ب َر ِه ٌ‬
‫ين} [الطور‪ , ]21 :‬فهل‬ ‫‪ -‬يعدون من المساواة قوله تعالى‪ُ { :‬ك ُّل ا ْم ِر ٍ‬
‫ئ ِب َما َك َ‬
‫س َ‬
‫ترى أنها منها‪ ،‬أو من إيجاز القصر؟‬
‫‪ -‬هل من المساواة أو اإليجاز أو اإلطناب قول الشاعر‪:‬‬
‫يقول أناس‪ :‬ال يُضيرك فقدها ‪ ...‬بلى كل ما شف النفوس يضير؟‬

‫تمرين‪:3‬‬
‫ص ْد َرهُ ِل ْ ِ‬
‫إلس َْال ِم َف ُه َو َعلَى نُ ٍ‬
‫ور ِم ْن‬ ‫‪ -‬من أي أنواع اإليجاز قوله تعالى‪{ :‬أَفَ َم ْن ش ََر َح َّ‬
‫اَّللُ َ‬
‫ين} [الزمر‪ ]22 :‬؟‬ ‫اَّللِ أُولَئِ َك ِفي َ‬
‫ض َال ٍل ُمبِ ٍ‬ ‫َر ِبّ ِه فَ َو ْي ٌل ِل ْلقَا ِسيَ ِة قُلُوبُ ُه ْم ِم ْن ِذ ْك ِر َّ‬
‫‪ -‬من أي أنواع اإلطناب قول الشاعر‪:‬‬
‫المشرقان عليك ينتحبان ‪ ...‬قاصيهما في مأتم والداني؟‬
‫تمرين ‪:5‬‬

‫‪109‬‬
‫‪ -‬بين موضع اإلطناب في قوله تعالى‪{ :‬فَإ ِ َّن َم َع ْالعُس ِْر يُس ًْرا‪ِ ،‬إ َّن َم َع ْالعُس ِْر يُس ًْرا}‬
‫[الشرح‪]2 ،5 :‬‬
‫{و َم ْن َيت َ َو َّك ْل َعلَى َّ ِ‬
‫اَّلل فَ ُه َو َح ْسبُهُ} [الطالق‪]3 :‬‬ ‫‪ -‬كيف يكون من اإليجاز قوله تعالى‪َ :‬‬
‫مع أنها جملة مستوفية كل أجزائها؟‬

‫تمرين‪:2‬‬
‫‪ -‬لماذا عد من اإلخالل قول بعضهم‪" :‬فإن المعروف إذا زجا‪ ،‬كان أفضل منه إذا توفر‬
‫وأبطأ" "زجا" بمعنى تيسر‪ ،‬وفي رواية‪" :‬وحى" بمعنى أسرع‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫ثال ا‪ :‬العروض‬

‫مفردات المقرر‬

‫البحور ذات التفعيلة المتكررة‬

‫القافية‪ :‬حروفها – حركاتها وعيوبها‬

‫الضرورات الشعرية (مد المقصورـ قصر الممدود‪)...‬‬

‫‪111‬‬
‫البحور الشعرية ذوات التفعيالت المختلفة‬
‫بحر المضارع‪:‬‬
‫َمفَا ِعيلُ ْن فَاعِ الَ ت ُ ْن‬
‫ال يستخدم بحر المضارع إال مجزوءا‪ .‬ويتكون من مفاعيلن فاع التن في كل من الشطر‬
‫األول والثاني‬
‫سبب تسمية البحر المضارع بهذا االسم‪ :‬اخت ُ ِلف في سبب تسميته بهذا االسم فقال الخليل‪:‬‬
‫ي بذلك لمضارعته أي لمماثلته بحر الخفيف؛ وذلك ألن أحد جزأيه مجموع الوتد واآلخر‬
‫س ِ ّم َ‬
‫ُ‬
‫مفروق الوتد‪.‬‬
‫عاتُ ‪َ ...‬مفَا ْ ِع ْيلُ ْن فَاْعِ التُ‬
‫ار َ‬
‫ض ِ‬‫ضابط البحر المضارع‪ :‬ت ُ َعدُّ ْال ُم َ‬
‫للمضارع المجزوء عروض واحدة صحيحة (يجوز فيها الكف)‪ ،‬وضرب واحد صحيح‬
‫ِمثْلُ َها‪:‬‬
‫سعَا ِد‬
‫دَ َوا ِع ْي ه ََوى ُ‬ ‫عانِ ْي إِلَى ُ‬
‫سعَا ٍد‬ ‫دَ َ‬
‫ِي‬ ‫سعَاد ِْن‪ ...‬دَ َوا ِع ْي هَ‪َ ...‬ـوى ُ‬
‫سعَاد ْ‬ ‫عانِ ْي إِ‪َ ...‬ال ُ‬
‫دَ َ‬
‫‪o/o//o/ .../o/o// ...o/o//o/ .../o/o//‬‬
‫َمفَا ْ ِع ْيلُ‪ ...‬فَاْعِ الت ُ ْن‪َ ...‬م َفا ْ ِع ْيلُ‪ ...‬فَاْعِ الت ُ ْن‬
‫مكفوفة‪ ...‬صحيحة‪ ...‬مكفوفة‪ ...‬صحيح‬

‫تدريبات‪:‬‬
‫أوال‪:‬‬
‫زن البيت اآلتي مبينا بحره وما دخله من تغيير‪:‬‬
‫س ِذ ْك َر َع ْهد ْ‬
‫ِي‬ ‫فَال ت َ ْن َ‬ ‫ت دَاْ َر لَيْلى‬
‫َو ِإ ْن ُج ْز َ‬
‫الحل‪:‬‬
‫ع ْهدِي‬ ‫ت دَاْ َر لَ ْيلَى‪ ...‬فَال ت َ ْن َ‬
‫س ِذ ْك َر َ‬ ‫الكتابة العروضية‪َ ... :‬وإِ ْن ُج ْز َ‬
‫ع ْهدِي‬ ‫ت‪ ...‬دَاْ َر لَ ْيلَى‪ ...‬فَال ت َ ْن َ‬
‫س‪ِ ...‬ذ ْك َر َ‬ ‫تقطيعه‪َ ... :‬وإِ ْن ُج ْز َ‬
‫الرموز‪o/o//o/ .../o/o// ...o/o//o/ .../o/o// ... :‬‬

‫‪112‬‬
‫التفاعيل‪َ ... :‬مفَا ْ ِع ْيلُ‪َ ...‬فاْعِ الت ُ ْن‪َ ...‬مفَا ْ ِع ْيلُ‪ ...‬فَاْعِ الت ُ ْن‬
‫بحره‪ :‬المضارع‪َ .‬ع ُر ْوضه‪ :‬صحيحة‪ .‬ضربه‪:‬مثلها‪ .‬حشوه‪ :‬دخل الكف على التفعيلة األولى‬
‫والثالثة‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬‬
‫زن األبيات اآلتية مبينا بحرها وما دخلها من تغيير‪:‬‬
‫ولم ْيو ِلنَا جميال‬ ‫بخير‬
‫ٍ‬ ‫ولم يردْنا‬
‫عا‬
‫يقر ْبك منه با َ‬
‫ِّ‬ ‫شبرا‬ ‫وإن ُ‬
‫تدن منهُ ً‬
‫كسار‬
‫ُ‬ ‫وقلب ْي له ا ْن‬ ‫ٌ‬
‫حنين‬ ‫فنفس ْي لها‬

‫‪113‬‬
‫بحر المقتضب‬

‫أصل هذا البحر‪َ :‬م ْفعُوالتُ ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ،‬غير أنه ال يستخدم إال مجزوءا بهذه الصورة‬
‫‪ :‬مفعوالت مستفعلن في كل من الشطر األول والثاني‪.‬‬
‫سأَلُ ْوا َم ْفعُ ْوالتُ ُم ْستَ ِع ُل‬ ‫ضابط البحر المقتضب‪ :‬اِ ْقت َ ِ‬
‫ضبْ َك َما َ‬
‫ب أي‬ ‫سبب تسمية البحر المقتضب بهذا االسم‪ :‬سمي البحر المقتضب بهذا االسم؛ ألنه ا ْقت ُ ِ‬
‫ض َ‬
‫اقت ُ ِطع من البحر المنسرح بحذف تفعيلته األولى‪.‬‬
‫وللمقتضب المجزوء عروض واحدة مطوية ولها ضرب واحد ِمثْلُ َها‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫ع ِش ْقتُ ِم ْن َح َر ِ‬
‫ج‬ ‫ِإ ْن َ‬ ‫علَ َّ‬
‫ي َو ْي َح ُك َما‬ ‫ه َْل َ‬
‫ع ِش ْقتُ ‪ِ ...‬م ْن َح َر ِج ْي‬ ‫علَي َ‬
‫ْي‪َ ...‬و ْي َح ُك َما‪ِ ...‬إ ْن َ‬ ‫ه َْل َ‬
‫‪o///o/ .../o//o/ ...o///o/ .../o//o/‬‬
‫َم ْفعُالتُ ‪ُ ...‬م ْستَ ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُالتُ ‪ُ ...‬م ْست َ ِعلُ ْن‬
‫مطوية‪ ...‬مطوية‪ ...‬مطوية‪ ...‬مطوي‬
‫تدريبات‪:‬‬
‫ب‬
‫الط َر ُ‬ ‫أوال‪ :‬زن البيت اآلتي مبينا بحره وما دخله من تغيير‪َ :‬حا ْ ِم ُل ْال َه َوى ت َ ِع ُ‬
‫ب‪َ ...‬ي ْستَ ِخفُّهُ َّ‬
‫الحل‪:‬‬
‫َي ْست َ ِخ ْففُهُ ْ‬
‫ط َ‬
‫ط َرب ُْو‬ ‫َحا ْ ِم ُل ْل َه َوى ت َ ِعب ُْو‬ ‫الكتابة العروضية‪:‬‬
‫ف‪ ...‬ـهُ ْ‬
‫ط َ‬
‫ط َرب ُْو‬ ‫َحا ْ ِم ُل ْل َهـ‪َ ...‬ـوى تَ ِعب ُْو‪َ ...‬ي ْست َ ِخ ْف ُ‬ ‫تقطيعه‪:‬‬
‫‪o///o/ .../o//o/ ...o///o/ .../o//o/‬‬ ‫الرموز‪:‬‬
‫َم ْفعُالتُ ‪ُ ...‬م ْستَ ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُالتُ ‪ُ ...‬م ْست َ ِعلُ ْن‬ ‫التفاعيل‪:‬‬
‫ع ُر ْوضه‪ :‬مطوية‪ .‬ضربه‪ :‬مثلها‪ .‬حشوه‪ :‬التفعيلة األولى والثالثة مطويتان‪.‬‬
‫بحره‪ :‬المقتضب‪َ .‬‬
‫ثانيا‪ :‬زن األبيات اآلتية مبينا بحرها وما دخلها من تغيير‪:‬‬
‫تبر‬
‫الت ُم ْع ُ‬ ‫ْ‬
‫لكن َ‬ ‫ك ّل ما نرى ٌ‬
‫عبر‬
‫الخبر‬
‫ُ‬ ‫ال تسله ما‬ ‫يعتذر‬
‫ُ‬ ‫قد أتاك‬
‫من َكث َ ِ‬
‫ب‬ ‫أدعوك ْ‬
‫َ‬ ‫بل‬ ‫أدعوك من بُعُ ٍد‬
‫َ‬ ‫ال‬

‫‪114‬‬
‫بحر ا ْل ُمجْ تَث‬
‫أصله‪ُ :‬م ْست َ ْفعِ لُ ْن فَا ْ ِعالت ُ ْن فَا ْ ِعالت ُ ْن‪ ،‬غير أنه ال يستخدم إال مجزو ًءا بهذه الصورة ‪ُ :‬م ْست َ ْف ِع‬
‫لُ ْن فَا ْ ِعالت ُ ْن‬
‫اجت ُ َّ‬
‫ث أي اقتُطع‬ ‫سبب تسمية البحر المجتث بهذا االسم‪ :‬سمي البحر المجتث بهذا االسم؛ألنه ْ‬
‫من بحر الخفيف بإسقاط تفعيلته األولى‪ ،‬وهو في الواقع مقلوب مجزوء الخفيف‪.‬‬
‫ُم ْست َ ْفعِ لُ ْن فَا ْ ِعالتُ‬ ‫ت ْال َح َر َكاتُ‬
‫ضابط البحر المجتث‪ِ :‬إ ْن ُجث َّ ِ‬
‫وللمجتث المجزوء عروض واحدة صحيحة‪ ،‬وضرب واحد صحيح ِمثْلُ َها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ت ِل ْل َع ْف ِو أ َ ْه ُل‬
‫َوأ َ ْن َ‬ ‫أَتَيْتُ ُج ْر ًما َ‬
‫ش ِن ْيعًا‬
‫ت ِل ْلـ‪ ...‬ـ َع ْف ِو أ َ ْهلُ ْو‬
‫شنِ ْي َع ْن‪َ ...‬وأ َ ْن َ‬
‫أَتَيْتُ ُج ْر‪َ ...‬م ْن َ‬
‫‪o/o//o/ ...o//o// ...o/o//o/ ...o//o//‬‬
‫ُمت َ ْفعِ لُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعالت ُ ْن‪ُ ...‬متَ ْفعِ لُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعالت ُ ْن‬
‫مخبونة‪ ...‬صحيحة‪ ...‬مخبونة‪ ...‬صحيح‬
‫تدريبات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬زن البيت اآلتي مبينا بحره وما دخله من تغيير‪:‬‬
‫ع ْنهُ َب َيا ْ ِن ْي‬
‫ْق َ‬‫ضي ُ‬ ‫َي ِ‬ ‫ِفي النَّ ْف ِس ِش ْع ٌر َك ِثي ٌْر‬
‫ع ْنهُ َب َيا ْ ِن ْي‬
‫ْق َ‬ ‫ضي ُ‬ ‫َي ِ‬ ‫ف ْننَ ْف ِس ِش ْع ُر ْن َك ِثي ُْر ْن‬ ‫ِ‬ ‫الحل‪ :‬الكتابة العروضية‪:‬‬
‫ع ْن‪ ...‬ـهُ َب َياْنِ ْي‬ ‫ضي ُ‬
‫ْق َ‬ ‫ف ْننَ ْف ِس ِش ْعـ‪ُ ...‬‬
‫ـر ْن َكثِي ُْر ْن‪َ ...‬ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫تقطيعه‪:‬‬
‫الرموز‪o/o/// ...o//o// ...o/o//o/ ...o//o/o/ :‬‬
‫ُم ْست َ ْفعِ لُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعالت ُ ْن‪ُ ...‬مت َ ْفعِ لُ ْن‪َ ...‬ف ِعالت ُ ْن‬ ‫التفاعيل‪:‬‬
‫ع ُر ْوضه‪ :‬صحيحة‪ .‬ضربه‪ :‬مثلها وخبنه غير الزم‪ .‬حشوه‪ :‬دخل الخبن‬
‫بحره‪ :‬المجتث‪َ .‬‬
‫التفعيلة الثالثة‬
‫ثانيا‪ :‬زن األبيات اآلتية مبينا بحرها وما دخلها من تغيير‪:‬‬
‫ت‬
‫من الجديد فهـــــــا ِ‬ ‫إن كان عندك شيء‬
‫لكل حال لباســــــا‬ ‫والبس‬
‫ْ‬ ‫ال تأمن الدَّهر‬
‫لم يأ ُل في الخير جهدا‬ ‫يٍ‬
‫طوبى لــــعبد تق ّ‬

‫‪115‬‬
‫بحر المديد‬
‫أصل هذا البحر‪:‬فَا ْ ِعالت ُ ْن فَا ْ ِعلُ ْن فَا ْ ِعالت ُ ْن فَا ْ ِعلُ ْن‪ ،‬غير أنه لم يستعمل إال مجزوءا وجوبا‬
‫بهذه الصورة ‪ :‬فَا ْ ِعالت ُ ْن فَا ْ ِعلُ ْن فَا ْ ِعالت ُ ْن في كل من الشطر األول والثاني‪.‬‬
‫ي مديدا؛ ألن األسباب امتدت في أجزائه السباعية‪،‬‬
‫س ِ ّم َ‬
‫سبب تسمية البحر المديد بهذا االسم‪ُ :‬‬
‫ي‬
‫س ِ ّم َ‬
‫فصار أحدهما في أول الجزء‪ ،‬واآلخر في آخره‪ .‬فلما امتدت األسباب في أجزائه ُ‬
‫مديدا‪.‬‬
‫ضابط بحر المديد‪:‬‬
‫فَا ْ ِعالت ُ ْن فَا ْ ِعلُ ْن فَا ْ ِعالتُ‬ ‫ش ْعر ِع ْندي ِ‬
‫صفاتُ‬ ‫ِل َمدِي ِد ال ِ ّ‬
‫وللمديد المجزوء أربع أعاريض وسبعة أضرب‪:‬‬
‫احد مثل َها َو ُه َو (فاعالتن) وشاهده‪:‬‬
‫فعروضه األولى صحيحة‪َ ،‬ولها ضرب َو ِ‬
‫يَا لبكر أَيْن أَيْن ْال ِف َر ُ‬
‫ار‬ ‫يَا لبكر أنشروا لي كليبا‬
‫ْ‬
‫يالبكرن‪ /‬أينأي‪ /‬نلفرارو‬ ‫ْ‬
‫كليبن‪.../‬‬ ‫يالب ْك ِر ْن‪ /‬أنشروا‪ /‬لي‬
‫فاعالتن‪ /‬فاعلن‪ /‬فاعالتن‪ ...‬فاعالتن‪ /‬فاعلن‪ /‬فاعالتن‬
‫سالمة‪ /‬سالمة‪ /‬صحيحة ‪ ...‬سالمة‪ /‬سالمة‪ /‬صحيح‬
‫َو ْال ُ‬
‫عروض الثَّا ِن َية محذوفة ووزنها (فاعال) َولها ثَ َالثَة أضْرب‪:‬‬
‫فضربها األول َم ْحذُوف كالعروض ومثاله‪:‬‬
‫شَاهدا َما كنت أَو غَا ِئبا‬ ‫اعلموا أ َ ِنّي لكم َحافظ‬
‫ْ‬
‫شاهدن ما‪ /‬كنت أو‪ /‬غائبا‬ ‫أن‪ /‬نيل ُك ْم ‪ /‬حاف ُ‬
‫ظ ْن‬ ‫اعلمو ْ‬
‫فاعالتن‪ /‬فاعلن‪ /‬فاعالت‬ ‫فاعالتن‪/‬فاعلن‪ /‬فاعال‬
‫سالمة‪ /‬سالمة‪ /‬محذوف‬ ‫سالمة‪ /‬سالمة‪ /‬محذوفة‬
‫ْ‬
‫(فاعالن) وبيته‬ ‫َوالض َّْرب الثَّانِي َم ْق ُ‬
‫صور ووزنه‬
‫ْ‬
‫للزوال‬ ‫كل َعيْش صائر‬ ‫َّ‬
‫يغرن ْام َر ًءا عيشه‬ ‫َال‬
‫ْ‬
‫زوال‬ ‫صائرن‪ْ /‬‬
‫لز‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫كللُع ْي ِش ْن‪/‬‬ ‫اليغررن‪ /‬نمر َء ْن‪ /‬عيشهو‬
‫ْ‬
‫فاعالتن‪ /‬فاعلن‪ /‬فاعالت‬ ‫فاعالتن‪ /‬فاعلن‪ /‬فاعال‬
‫سالمة‪ /‬سالمة‪ /‬مقصور‬ ‫سالمة‪ /‬سالمة‪ /‬محذوفة‬

‫‪116‬‬
‫ْ‬
‫(فاعل) وبيته‬ ‫َوالض َّْرب الث َّا ِلث أبتر ووزنه‬
‫أخرجت من كيس دهقان‬ ‫إِنَّ َما الذلفاء ياقوتة‬
‫اخرجت ْ‬
‫من‪ /‬كي ِس ِد ْه‪ /‬قانِي‬ ‫ْ‬ ‫إ ْننَم ْذ ْ‬
‫ذل‪ /‬فاءيا‪ /‬قوتَت ُ ْن‬
‫ْ‬
‫فاعل‬ ‫فاعالتن‪ /‬فاعلن‪/‬‬ ‫فاعالتن‪ /‬فاعلن‪ /‬فاعال‬
‫سالمة‪ /‬سالمة‪ /‬محذوف ابتر‬ ‫سالمة‪ /‬سالمة‪ /‬محذوفة‬
‫وعروضه الثالثة محذوفة مخبونة ولها ضربان‪:‬‬
‫الضرب األول محذوفة مخبونة ِمثْلُ َها‪ :‬مثل‪:‬‬
‫ع ْق ِل ْي لَ ْستُ أَت َّ ِه ُم ْه‬
‫ِإ َّن َ‬ ‫ع ْق ِل ْي يا ُم َ‬
‫س ِفّ َههُ‬ ‫َخ ِّل َ‬
‫ع ْق ِل ْي‪ -‬لَ ْستُ أ َ ْ‬
‫ت‪ -‬ـت َ ِه ُم ْه‬ ‫ِإ ْننَ َ‬ ‫ف‪ -‬ـ ِف َه ُه ْو‬
‫س ْ‬ ‫خ َْل ِل َ‬
‫ع ْق ِل ْي‪ -‬يا ُم َ‬
‫‪o/// ...o//o/ ...o/o//o/ ...o/// ...o//o/ ...o/o//o/‬‬
‫فَا ْ ِعالت ُ ْن‪ -‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ -‬فَ ِع ْ‬
‫ال‬ ‫فَا ْ ِعالت ُ ْن‪ -‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ -‬فَ ِع ْ‬
‫ال‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬محذوف مخبون‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬سالمة‪ ...‬محذوفة مخبونة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫الضرب الثاني أبتر‪ :‬مثل‪:‬‬
‫ب لَس َ‬
‫ْت قَ ِ‬
‫ار ْي ِه‬ ‫َك ِكتَا ٍ‬ ‫ص لَس َ‬
‫ْت ت َ ْع ِرفُهُ‬ ‫ُك ُّل ش َْخ ٍ‬
‫ْت ت َ ْع‪ِ ...‬ـرفُ ُه ْو‪َ ...‬ك ِكتَا ِب ْن‪ ...‬لَس َ‬
‫ْت قَا‪ِ ...‬ر ْي ِه ْي‬ ‫ُك ْل ُل ش َْخ ِ‬
‫ص ْن‪ ...‬لَس َ‬
‫‪o/o/ ...o//o/ ...o/o/// ...o/// ...o//o/ ...o/o//o/‬‬
‫ال‪ ...‬فَ ِعالت ُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِع ْل‬
‫فَا ْ ِعالت ُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ ...‬فَ ِع ْ‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬أبتر‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬محذوفة مخبونة‪ ...‬مخبونة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫يجوز فِي (فاعالتن) الخبن َو ُه َو حذف ألفها فَيبقى (فعالتن)‬
‫َويجوز فِي َها أَيْضا ْال َك ّ‬
‫ف َو ُه َو حذف نونها فَيبقى (فاعالت)‬
‫َويجوز فِي َها الشكل َو ُه َو حذف ألفها ونونها فَيبقى (فعالت)‬
‫َويجوز فِي (فاعلن) الخبن َو ُه َو حذف أَلفه فَيبقى (فعلن)‬
‫كالما ‪ ...‬يتَ َكلَّم فيجبك بعقل)‬
‫(و َمتى َما يع ِم ْنك َ‬
‫بَيتٌ فيه الخبن (فعالتن) َ‬
‫ف (فاعالت) (لن يزَ ال قَومنَا ِآمنين ‪ ...‬مخصبين َما اتَّقوا واستقاموا)‬ ‫بَيتٌ فيه ْال َك ّ‬
‫غي َّ‬
‫ْرهن ‪ ...‬كل جون المزن داني)‬ ‫َبيتٌ فيه الشكل (فعالت) (لمن الديار َ‬

‫‪117‬‬
‫تدريبات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬زن البيت اآلتي مبينا بحره وما دخله من تغيير‪:‬‬
‫شا ْ ِهدًا َما ْ ِع ْشتُ أ َ ْو َ‬
‫غاْئِبَا ْ‬ ‫َ‬ ‫اِ ْعلَ ُم ْوا أ َ ِنّ ْي لَ ُك ْم َحا ْ ِف ٌ‬
‫ظ‬
‫شا ْ ِهدَ ْن َما ْ ِع ْشتُ أ َ ْو َ‬
‫غا ْ ِئبَا ْ‬ ‫َ‬ ‫الحل‪ :‬الكتابة العروضية‪ :‬اِ ْعلَ ُم ْو أ َ ْن ِن ْي لَ ُك ْم َحاْفِ ُ‬
‫ظ ْن‬
‫شا ْ ِهدَ ْن َما ْ‪ِ -‬ع ْشتُ أ َ ْو‪َ -‬‬
‫غا ْ ِئ َبا ْ‬ ‫َ‬ ‫تقطيعه‪ :‬اِ ْعلَ ُم ْو أ َ ْن‪ -‬ـ ِن ْي لَ ُك ْم‪َ -‬حا ْ ِف ُ‬
‫ظ ْن‬
‫‪o//o/ ...o//o/ ...o/o//o/ ...o//o/ ...o//o/ ...o/o//o/‬‬ ‫الرموز‪:‬‬
‫فَا ْ ِعالت ُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعال‪ ...‬فَا ْ ِعالت ُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعال‬ ‫التفاعيل‪:‬‬
‫سالمة‪ /‬سالمة‪ /‬محذوفة‪ ...‬سالمة‪ /‬سالمة‪ /‬محذوف‬
‫بحره‪ :‬المديد المجزوء َع ُر ْوضه‪ ... :‬مجزوءة محذوفة ضربه‪ِ ... :‬مثْلُ َها حشوه‪ ... :‬سليم‬
‫ثانيا‪ :‬زن البيتين اآلتيين مبينا بحرهما وما دخلهما من تغيير‪:‬‬
‫وجدوا في حزنهم طربا‬ ‫أنا من قوم إذا حزنوا‬
‫حيث تهدي ساقَهُ قد ُم ْه‬ ‫للفتى عقل يعيش به‬

‫‪118‬‬
‫بحر الخفيف التام‬

‫يتكون بحر الخفيف من َفا ِعالَت ُ ْن ُم ْست َ ْف ِع لُ ْن فَا ِعالَت ُ ُن في كل من الشطر األول والثاني‬
‫فَا ِعالَت ُ ْن ُم ْست َ ْفعِ لُ ْن فَا ِعالَت ُ ْن‬ ‫ت بِ ِه ْال َح َركَاتُ‬
‫ضابط البحر‪ :‬يَا َخ ِفيفًا َخفَّ ْ‬
‫و للخفيف التا ّم عروضان وثالثة أضرب‪:‬‬
‫العروض األولى‪ :‬صحيحة‪ ،‬ولها ضربان‪:‬‬
‫الضرب األول صحيح مثلها‪ ،‬كقول الشيباني‪:‬‬
‫الو َرى وتَعالى‬
‫َج َّل باريك في َ‬ ‫ً‬
‫هالال‬ ‫عى أبوه‬ ‫ً‬
‫هالال يُد َ‬ ‫يا‬
‫اري‪َ -‬ك ِف ْل َو َرى‪َ -‬وتَ َعالَى‬
‫َج ْل َل بَ ِ‬ ‫تقطيعه‪ :‬يَا ِهالَلَ ْن ‪ -‬يُ ْد َعى أَبُو ‪ُ -‬ه ِهالَلَ ْن‬
‫الرموز‪o/o///...o//o//...o/o//o/... ...o/o///...o//o/o/...o/o//o/:‬‬
‫التفاعيل‪:‬فَا ِعالت ُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْفعِ لُ ْن‪ ...‬فَ ِعالَتُن‪... ...‬فَا ِعالَت ُ ْن‪ُ ...‬مت َ ْفعِ لُ ْن‪...‬فَ ِعالَت ُ ْن‬
‫الحكم على التفاعيل‪:‬سالمة‪...‬سالمة‪...‬مخبونة‪... ...‬سالمة‪...‬مخبونة‪...‬مخبونة‬
‫الضرب الثاني‪ :‬محذوف تصير فيه فَا ِعالَت ُ ْن إلى فَا ِعلُ ْن‪ ،‬ومثاله‪:‬‬
‫ث الَ ت َ ْذخ َِري َ‬
‫علَى زَ َم ِع ْه‬ ‫ِر ِ‬ ‫ت أَبَا ْال َحا‬
‫عي ُْن َب ِ ّكي بِ ْال ُم ْسبِالَ ِ‬
‫َ‬
‫ث الَت َ ْذ‪ -‬خ َِري َ‬
‫علَى‪ -‬زَ َم ِع ْه‬ ‫ِر ِ‬ ‫تقطيعه‪َ :‬عي ُْن َب ْك ِكي‪ِ -‬ب ْل ُم ْس ِبالَ‪ِ -‬تأ َ َب ْل َحا‬
‫الرموز‪o///...o//o//...o/o/// ... ...o/o///...o//o/o/...o/o//o/ :‬‬
‫َف ِعالَت ُ ْن‪ُ -‬مت َ ْفعِ لُ ْن‪ -‬فَ ِعلُ ْن‬ ‫التفاعيل‪ :‬فَا ِعالَت ُ ْن‪ُ -‬م ْست َ ْفعِ لُ ْن – فَ ِعالَت ُ ْن‬
‫الحكم على التفاعيل‪ :‬سالمة‪ ...‬سالمة‪ ...‬مخبونة‪... ...‬مخبونة‪...‬مخبونة‪...‬مخبون محذوف‬
‫العروض الثانية‪ :‬محذوفة تصير فيه فَا ِعالَت ُ ْن إلى فَا ِعلُ ْن وضربها مثلها‪:‬‬
‫ف ِم ْنهُ أ َ ْو نَدَ ْعهُ لَ ُك ْم‬ ‫ص ْ‬ ‫نَ ْنت َ ِ‬ ‫امر‬ ‫علَى َ‬
‫ع ِ‬ ‫ِإ ْن قَد ِْرنَا يَ ْو ًما َ‬
‫ف ِم ْن‪ُ -‬هأ َ ْونَدَ ْع ‪ُ -‬هو لَ ُك ْم‬ ‫ص ْ‬ ‫َن ْنتَ ِ‬ ‫ام ِر ْن‬
‫ع ِ‬‫علَى‪َ -‬‬
‫تقطيعه‪ِ :‬إ ْن قَد ِْرنَا‪ -‬يَ ْو َم ْن َ‬
‫الرموز‪o//o/... o//o//...o/o//o/ ... ...o//o/...o//o/o/...o/o//o/:‬‬
‫التفاعيل‪ :‬فَا ِعالَت ُ ْن‪ُ ...‬م ْستَ ْفعِ لُ ُن‪ ...‬فَا ِعلُ ْن‪ ... ...‬فَا ِعالَت ُ ْن‪ُ ...‬مت َ ْفعِ لُ ْن‪ ...‬فَا ِعلُ ْن‬
‫الحكم على التفاعيل‪ :‬سالمة ‪...‬سالمة ‪...‬محذوفة ‪... ...‬سالمة ‪ ...‬مخبونة ‪...‬محذوف‬

‫‪119‬‬
‫الخفيف المجزوء‬

‫يتكون الخفيف المجزوء من فاعالتن مستفع لن في كل من الشطر األول والثاني‪.‬‬


‫وللخفيف المجزوء عروض واحدة مخبونة ضربان‪:‬‬
‫الضرب األول‪ :‬مخبون ‪:‬‬
‫ِم ْن َخ َيا ٍل ِبنَا أَلَ ْم‬ ‫ص ْح ِبي َولَ ْم أَنَ ْم‬
‫َام َ‬
‫ن َ‬
‫ص ْح ِبي‪َ ...‬و َلـ ْم أَنَ ْم‪ِ ... ...‬م ْن َخ َيا ِل ْن‪ِ ...‬بنَا أَلَـ ْم‬ ‫َام َ‬
‫تقطيعه‪ :‬ن َ‬
‫الرموز‪... o//o// ...o/o//o/... ... o//o// ...o/o//o/ :‬‬
‫التفاعيل‪ :‬فَا ِعالَت ُ ْن‪ُ ...‬مت َ ْفعِ لُ ْن‪ ... ...‬فَا ِعالَت ُ ْن‪ُ ...‬مت َ ْفعِ لُ ْن‬
‫الحكم على التفاعيل‪:‬سالمة ‪...‬مخبونة ‪... ...‬سالمة ‪ ...‬مخبون‬
‫ان إلااى ُمت َ ْفااعِ ْل‪ ،‬وتحااول إلااى فَعُااولُ ْن‬
‫الضاارب الثاااني‪ :‬مقصااور مخبااون تصااير فيااه ُم ْس ات َ ْفعِ لُا ْ‬
‫َض ْبت ُ ْم يَ ِس ُ‬
‫ير‬ ‫نُوا غ ِ‬ ‫ُك ُّل خ ْ‬
‫َطب إِ ْن لَ ْم ت َ ُكو‬ ‫ومثاله‪:‬‬
‫َض ْبت ُ ْم‪ -‬يَ ِس ُ‬
‫يرو‬ ‫نُو غ ِ‬ ‫تقطيعه‪ُ :‬ك ْل ُل خ ْ‬
‫َطبِ ْن‪ -‬إِ ْن لَـ ْم ت َ ُكو‬
‫الرموز‪o/o// ...o/o//o/... ...o//o/o/ ...o/o//o/ :‬‬
‫التفاعيل‪ :‬فَا ِعالَت ُ ْن‪ُ ...‬م ْستَ ْفعِ لُ ْن‪ ... ...‬فَا ِعالَت ُ ْن‪ ...‬فَعُولُ ْن‬
‫الحكم على التفاعيل‪:‬سالمة ‪...‬صحيحة‪ ... ...‬سالمة ‪ ...‬مخبون مقصور‬
‫تدريبات‪ّ :‬‬
‫قطع ما يلي وبيّن ما حدث فيه من تغيير‪:‬‬
‫تعبت في مرادها األجسام‬ ‫كبارا‬
‫وإذا كانت النفوس ً‬
‫ركب المرء في القناة سنانًا‬ ‫كلما أنبت الزمان قناة‬
‫بين طعن القنا وخفق البنود‬ ‫ً‬
‫عزيزا أو مت وأنت كريم‬ ‫عش‬
‫كل ما يمنح الشريف شريف‬ ‫ما لنا في الندى عليك اختيار‬
‫حلب قصدنا وأنت السبيل‬ ‫كلما رحبت بنا األرض قلنا‪:‬‬
‫وكثير من القلوب صخور‬ ‫وكثير من الرجال حديد‬

‫‪120‬‬
‫بحاار السااريع التااام ‪ :‬يتكااون السااريع التااام ماان ُم ْسات َ ْف ِعلُ ْن ُم ْسات َ ْف ِعلُ ْن فَااا ِعلُ ْن فااي كاال ماان الشااطر‬
‫األول والثاني‬
‫ي البحر السريع بهذا االسم لسرعة النطق به‪،‬‬‫س ِ ّم َ‬
‫سبب تسمية البحر السريع بهذا االسم‪ُ :‬‬
‫وهذه السرعة متأتية من كثرة األسباب الخفيفة فيه‪ ،‬واألسباب أسرع من األوتاد في النطق‬
‫بها‪.‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن َم ْفعُال‬ ‫سا ْ ِح ُل‬
‫س ِر ْي ٌع َما لَهُ َ‬
‫َب ْح ٌر َ‬ ‫ضابط البحر السريع‪:‬‬
‫للسريع التا ّم عروضان‪:‬‬
‫العروض األولى مطوية مكسوفة وأضربها ثالثة (يمتنع فيها وفي أضربها الثالثة الخبن)‪:‬‬
‫ق و ِب ْالبَ ِ‬
‫اط ِل‬ ‫ذَ ُّم ْوهُ ِب ْال َح ّ ِ‬ ‫اس ِإلَى ذَ ِ ّم ِه‬
‫عا النَّ َ‬ ‫أ‪ -‬مكسوف ِمثْلُ َها‪ ،‬مثل‪َ :‬و َم ْن دَ َ‬
‫ق و ِب ْل‪ ...‬ـبَ ِ‬
‫اط ِل ْي‬ ‫َاس ِإلَى‪ ...‬ذَ ْم ِم ِه ْى‪ ...‬ذَ ْم ُم ْوهُ ِب ْل‪ ...‬ـ َح ْق ِ‬‫ع ْن‪ ...‬ـن َ‬ ‫َو َم ْن دَ َ‬
‫‪o//o/ ...o///o/ ...o//o/o/ ...o//o/ ...o///o/ ...o//o//‬‬
‫ُمت َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْستَ ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُال‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُال‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مطوية‪ ...‬مطوي مكسوف‬
‫مخبونة‪ ...‬مطوية‪ ...‬مطوية مكشوفة‪َ ...‬‬
‫ب‪ -‬مطوي موقوف‪:‬‬
‫ُمت َ َّي ًما َي ْخشَى ِنزَ ا َل ْال ُجفُ ْو ْن‬ ‫س ْح ِر أ َ ْو فَ ْ‬
‫ار َح ِم ْي‬ ‫ض ْي ُجفُ ْونَ ال ِ ّ‬ ‫ُ‬
‫غ ِّ‬
‫ْض ْي ُجفُ ْو‪ ...‬نَ ْس ِس ْح ِر أ َ ْو‪َ ...‬ف ْر َح ِم ْي‪ُ ...‬متَ ْي َي َم ْن‪َ ...‬ي ْخشَى ِنزَ ا‪َ ...‬ل ْل ُجفُ ْو ْن‬ ‫ُ‬
‫غض ِ‬
‫‪oo//o/ ...o//o/o/ ...o//o// ...o//o/ ...o//o/o/ ...o//o/o/‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُال‪ُ ...‬متَ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُ ْ‬
‫الت‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مطوي موقوف‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مطوية مكشوفة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫ِم ْن بَ ْع ِد ِه أ َ ْج َه ُل فِ ْي ِف ْع ِل ْي‬ ‫ج‪ -‬أصلم‪ ،‬مثل‪ :‬أ َ ْع ِق ُل ِف ْي قَ ْو ِل ْي َولَ ِكنَّنِ ْي‬
‫أ َ ْع ِق ُل فِ ْي‪ ...‬قَ ْو ِل ْي َوال‪ِ ...‬ك ْننَ ِن ْي‪ِ ...‬م ْن َب ْع ِد ِه ْي‪ ...‬أَ ْج َه ُل فِ ْي‪ ...‬فِ ْع ِل ْي‬
‫‪o/o/ ...o///o/ ...o//o/o/ ...o//o/ ...o//o/o/ ...o///o/‬‬
‫ُم ْست َ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُال‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْستَ ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُ ْو‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مطوية‪ ...‬أصلم‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مطوية مكسوفة‪َ ...‬‬
‫مطوية‪َ ...‬‬

‫‪121‬‬
‫العروض الثانية مخبولة مكسوفة‪ ،‬ولها ضربان‪:‬‬
‫أ‪ -‬مكسوف ِمثْلُ َها (وهذا النوع يشتبه بنوع من أنواع الكامل)‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ت‪َ ...‬ح ْب ِل ْي فَ َما ْ َكاْنَ َم َكاْنَ قَدَ ْم‬ ‫ض ُم ْذ َ‬
‫ص َر َم ْ‬ ‫األر ُ‬
‫ي ْ‬ ‫علَ َّ‬ ‫ضاْقَ ْ‬
‫ت َ‬ ‫َ‬
‫ت‪َ ...‬ح ْب ِل ْي فَ َماْ‪َ ...‬كاْنَ َم َكاْ‪ ...‬نَ قَدَ ْم‬ ‫ص َر َم ْ‬‫ض ُم ْذ‪َ ...‬‬‫ـي ْأل ْر ُ‬ ‫علَ ْي‪َ ...‬‬ ‫ضاْقَ ْ‬
‫ت َ‬ ‫َ‬
‫‪o/// ...o///o/ ...o//o/o/ ....o/// ..o//o/o/ ...o//o/o/‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬معُال‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْستَ ِعلُ ْن‪َ ...‬معُال‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مطوية‪ ...‬مخبول مكسوف‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مخبولة مكشوفة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫َما ْ َبا ْ ُل قَ ْل ِب ْي َهاْئِ ٌم ُم ْغ َر ْم‬ ‫سلَّيْتُ فَقُ ْلتُ لَ َها ْ‬ ‫ب‪ -‬أصلم‪ ،‬مثل‪ :‬قَاْلَ ْ‬
‫ت تَ َ‬
‫س ْل‪ ...‬ـلَيْتُ فَقُ ْل‪ ...‬ـتُ لَ َهاْ‪َ ...‬ما ْ بَا ْ ُل قَ ْلـ‪ ...‬ـ ِب ْي َها ْ ِئ ُم ْن‪ُ ...‬م ْغ َر ْم‬ ‫قَاْلَ ْ‬
‫ت تَ َ‬
‫‪َ ...o///o/ ...o//o/o/‬معُال‪o/o/ ...o//o/o/ ...o//o/o/ ...‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْستَ ِعلُ ْن‪ُ ...o/// ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُ ْو‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬أصلم‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مطوية‪ ...‬مخبولة مكسوفة مكسوفة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫السريع المشطور‪ :‬يكون في صورة السريع التام الذي حذف منه نصف البيت‬
‫وله عروض واحدة موقوفة (يجوز فيها الخبن) وهي نفسها الضرب‪:‬‬
‫ت ْال َخا ْ ْل‬ ‫خَلَّيْتُ قَ ْل ِب ْي ِف ْي َيدَ ْ‬
‫ي ذَاْ ِ‬
‫ت ْل َخا ْ ْل‬ ‫خَلَّيْتُ قَ ْلـ‪ ...‬ـ ِب ْي ِف ْي َيدَ ْ‬
‫ي‪ ...‬ذَاْ ِ‬
‫‪oo/o/o/ ...o//o/o/ ...o//o/o/‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُ ْو ْ‬
‫الت‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مشطورة موقوفة‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫تدريبات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬زن البيت اآلتي مبينا بحره وما دخله من تغيير‪:‬‬
‫ط ِع ُم ْال َمأ ْ ُك ْو ِل َكاآل ِك ِل‬
‫َو ُم ْ‬ ‫ام ُع الذَّ ِ ّم ش َِر ْيكٌ لَهُ‬
‫س ِ‬ ‫ال َّ‬
‫ط ِع ُم ْل َمأ ْ ُك ْو ِل َكألاْ ِك ِل ْي‬
‫ام ُع ْذذَ ْم ِم ش َِر ْي ُك ْن لَ ُه ْو‪َ ...‬و ُم ْ‬ ‫الحل‪ :‬الكتابة العروضية‪ :‬ا َ ْس َ‬
‫س ِ‬
‫ط ِع ُم ْل‪ ...‬ـ َمأ ْ ُك ْو ِل َك ْل‪ ...‬أاْ ِك ِل ْي‬
‫ام ُع ْذ‪ ...‬ذَ ْم ِم ش َِريـ‪ ...‬ـ ُك ْن لَ ُه ْو‪َ ...‬و ُم ْ‬
‫س ِ‬‫تقطيعه‪ :‬ا َ ْس َ‬
‫الرموز‪o//o/ ...o//o/o/ ...o//o// ...o//o/ ...o///o/ ...o//o/o/ :‬‬

‫‪122‬‬
‫التفاعيل‪ُ :‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُال‪ُ ...‬مت َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُال‬
‫ع ُر ْوضه‪ :‬مطوية مكسوفة‪.‬ضربه‪ :‬مثلها حشوه‪ :‬دخل الطي التفعيلة الثانية‪ ،‬والخبن‬
‫بحره‪ :‬السريع َ‬
‫التفعيلة الرابعة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬زن األبيات اآلتية مبينا بحرها وما دخلها من تغيير‪:‬‬
‫أو أنَّه اشتاقَ لوج ِه ال َّ‬
‫صباحْ‬ ‫كأن َهذَا الَّل ْي َل قَ ْد ملَّ ِني‬
‫َّ‬
‫عنَ ْم‬
‫األكف َ‬
‫ِّ‬ ‫وأطراف‬
‫ُ‬ ‫نير‬
‫ٌ‬ ‫والوجوهُ دنا‬
‫ُ‬ ‫الن ْش ُر مسكٌ‬
‫أسرع من ُم ْن َحد ٍِر سائ ِل‬ ‫مقالة السوء إلى أهلها‬

‫‪123‬‬
‫البحر المنسرح‬
‫يتكااون ال ُمنساارح التااام ماان م ْسات َ ْف ِعلُ ْن َم ْفعُا ْاوالَتُ ُم ْسات َ ْف ِعلُ ْن فااي كاال ماان الشااطر األول والشااطر‬
‫الثاني‬
‫ي بحر المنسرح بهذا االسم؛ النسراحه‪ ،‬أي‬ ‫س ِ ّم َ‬
‫سبب تسمية البحر المنسرح بهذا االسم‪ُ :‬‬
‫لسهولته على اللسان‪ ،‬وقيل‪ :‬النسراحه أي لمفارقته ما يحصل بأمثاله‪ ،‬إذ ال مانع من مجيء‬
‫( ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن) ذات الوتد المجموع َ‬
‫سا ِل َمة في الضرب إال في المنسرح فإنها ال تأتي في ضربه‬
‫إال مطوية‪.‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن َم ْفعُ ْوالتُ ُم ْست َ ِع ُل‬ ‫ب ْال َمثَ ُل‬ ‫ضابط البحر المنسرح‪ُ :‬م ْن َ‬
‫س ِر ٌح فِ ْي ِه يُض َْر ُ‬
‫وللمنسرح التا ّم عروض واحدة صحيحة ولها ضربان‪:‬‬
‫أ‪ -‬مطوي‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ص ِر ِه ْالعُ ُرفَا ْ‬
‫ِل ْل َخي ِْر يُ ْف ِش ْي ِف ْي ِم ْ‬ ‫ِإ َّن ابْنَ زَ ْي ٍد الزَ اْ َل ُم ْست َ ْع ِمال‬
‫ص ِر‪ِ ...‬ه ْلعُ ُرفَا ْ‬ ‫ي‪ ...‬د ِْن الزَ اْ َل‪ُ ...‬م ْستَ ْع ِملَ ْن‪ِ ...‬ل ْل َخي ِْر ي ْ‬
‫ُف‪ ...‬ـ ِش ْي فِ ْي ِم ْ‬ ‫ِإ ْننَ بْنَ زَ ْ‬
‫‪o///o/ .../o/o/o/ ...o//o/o/ ...o//o/o/ .../o/o/o/ ...o//o/o/‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُ ْوالتُ ‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُ ْوالتُ ‪ُ ...‬م ْستَ ِعلُ ْن‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مطوي‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬صحيحة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫ت ه َْل لَ ِك يا ِر ْي ُح ِف ْي ُم َب َ‬
‫ارا ِت ْي‬ ‫ص َف ْ‬
‫ع َ‬‫لريْحِ ُكلَّ َما ْ َ‬
‫ب‪ -‬مقطوع‪ ،‬مثل‪َ :‬يقُ ْو ُل ِل ِ ّ‬
‫ت‪ ...‬ه َْل َل ِك يا‪ِ ...‬ر ْي ُح فِ ْي ُمـ‪ ...‬ـ َب َ‬
‫اراتِ ْي‬ ‫صفَ ْ‬
‫ع َ‬‫لر‪ِ ...‬ريْحِ ُك ْل َل‪ ...‬ـ َما ْ َ‬ ‫َيقُ ْو ُل ِل ْ‬
‫‪o/o/o/ .../o//o/ ...o///o/ ...o///o/ .../o//o/ ...o//o//‬‬
‫ُمت َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُالتُ ‪ُ ...‬م ْست َ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُالتُ ‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِع ْل‬
‫مخبونة‪ ...‬مطوية‪ ...‬مطوية‪ ...‬مطوية‪ ...‬مطوية‪ ...‬مقطوع‬
‫ع ُر ْوضان هما‬
‫المنسرح المنهوك ‪ :‬يتكون المنسرح المنهوك من مستفعلن مفعوالت‪ ،‬وله َ‬
‫الضرب في الوقت نفسه‪:‬‬
‫عروضه االولى‪ :‬موقوفة وهي الضرب‪ ،‬مثل‪َ :‬حتَّا َم أ َ ْحيَا غ َِريْبْ‬
‫َحتْتَا َم أ َ ْحـ‪ ...‬ـيَا غ َِريْبْ‬
‫‪oo//o/ ...o//o/o/‬‬

‫‪124‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُ ْ‬
‫الت‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬موقوفة‬
‫َ‬
‫عروضه الثانية‪ :‬مكسوفة وهي الضرب‪ ،‬مثل‪َ :‬و ْي ُل ا ِ ّم َ‬
‫س ْع ٍد َ‬
‫س ْعدَا‬
‫س ْعـ‪ ...‬ـد ِْن َ‬
‫س ْعدَا‬ ‫َو ْي ُل ْم ِم َ‬
‫‪o/o/o/ ...o//o/o/‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُ ْوال‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مكسوفة‬
‫َ‬
‫تدريبات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬زن البيت اآلتي مبينا بحره وما دخله من تغيير‪:‬‬
‫علَى بَاْنَ ٍة ت ُ َغ ِنّ ْينَا ْ‬ ‫قَا ْ َم ْ‬
‫ت َ‬ ‫َما ْ َهيَّ َج ال َّ‬
‫ش ْوقَ ِم ْن ُم َ‬
‫ط َّوقَ ٍة‬
‫علَى بَا ْ َنتِ ْن تُغَ ْننِ ْينَا ْ‬ ‫قَا ْ َم ْ‬
‫ت َ‬ ‫الحل‪ :‬الكتابة العروضية‪َ :‬ما ْ َه ْي َي َج ْشش َْوقَ ِم ْن ُم َ‬
‫ط ْو َوقَ ِت ْن‬
‫علَى‪ ...‬بَا ْ َنتِ ْن تُ ‪ ...‬ـغَ ْن ِن ْينَا ْ‬ ‫ط ْو َو َقتِ ْن‪ ...‬قَا ْ َم ْ‬
‫ت َ‬ ‫تقطيعه‪َ :‬ما ْ َه ْييَ َج ْ‬
‫ش‪ ...‬ـش َْوقَ ِم ْن ُم‪ ...‬ـ َ‬
‫الرموز‪o/o/o/ .../o//o/ ...o//o/o/ ...o///o/ .../o//o/ ...o//o/o/ :‬‬
‫التفاعيل‪ُ :‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُالتُ ‪ُ ...‬م ْست َ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬م ْفعُالتُ ‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِع ْل‬
‫ع ُر ْوضه‪ :‬صحيحة دخلها الطي من غير لزوم‪.‬ضربه‪ :‬مقطوع‪.‬حشوه‪:‬دخل‬
‫بحره‪ :‬المنسرح‪َ .‬‬
‫التفعيلة الثانية الطي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬زن األبيات اآلتية مبينا بحرها وما دخلها من تغيير‪:‬‬
‫أيسرها في القلوب أم قتلها‬ ‫أ ْسلَ َمنَا قَ ْو ُمنا إلى نو ٍ‬
‫ب‬
‫ذهب‬
‫ُ‬ ‫األرض كلها‬
‫ُ‬ ‫لم تك ِف ِه‬ ‫من لم يكن بالكفاف مقتنعًا‬
‫الدار‬
‫ْ‬ ‫صبرا بني عبد‬

‫‪125‬‬
‫بحر الطويل‬
‫يتكون بحر الطويل من فَعُ ْولُ ْن َمفَا ْ ِع ْيلُ ْن فَعُ ْولُ ْن َمفَا ْ ِعلُ ْن في كل من الشاطر األول والثااني‪ ،‬وال‬
‫يستعمل هذا البحر إال تا ًّما وجوبا‪.‬‬
‫س ِ ّمي َهذا البحر بهذا االسم؛ألنه طال بتمام أجزائه؛‬ ‫سبب تسمية البحر َّ‬
‫الط ِويْل بهذا االسم‪ُ :‬‬
‫فهو ال يستعمل مجزو ًءا وال مشطورا وال منهوكا‪ ،‬وقيل‪ :‬ألن عدد حروفه يبلغ ثمانية‬
‫وأربعين حر فا في حالة التصريع‪ ،‬أي في حال كون العروض والضرب من الوزن والقافية‬
‫نفسها‪ ،‬وليس بين البحور األخرى واحد على هذا النمط‪.‬‬
‫ُحور فضائل‪ ...‬فَعُ ْولُ ْن َمفَا ْ ِع ْيلُ ْن فَعُ ْولُ ْن َمفَا ْ ِع ُل‬
‫طوي ٌل لَهُ د ُونَ الب ِ‬ ‫ضابط البحر َّ‬
‫الط ِويْل‪َ :‬‬
‫و َّ‬
‫للط ِويل عروض واحدة َم ْقبُو َ‬
‫ضة و ثالثة أضرب‪:‬‬
‫حاز ِم‬
‫َص ْي َح ِة ِ‬ ‫ِب َرأْي ِ ن ِ‬
‫َصيْحٍ أَ ْو ن ِ‬ ‫ورة َ فَاست َ ِع ْن‬
‫ش َ‬‫ي ال َم ُ‬ ‫مقبوض مثْلُ َها‪ :‬مثل‪ِ :‬إذَا بَلَ َغ ّ‬
‫الراْ ُ‬ ‫ِ‬ ‫أ‪-‬م‬
‫حاز ِم ْي‬
‫َصي َح‪ ...‬ـ ِة ِ‬ ‫ور‪ ...‬ة َ فَ ْستَ ِع ْن‪ِ ...‬ب َرأْيِ‪ ...‬ن ِ‬
‫َصي ِْح ْن أ َ ْو‪ ...‬ن ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ب‪ ...‬لَ َغ ْر َرأْ ُ‬
‫ي ْل‪َ ...‬م ُ‬ ‫ِإذَا َ‬
‫‪o//o// .../o// ...o/o/o// .../o// ...o//o// .../o// ...o/o/o// .../o//‬‬
‫فَعُولُ‪َ ...‬مفَا ِع ْيلُ ْن‪َ ...‬فعُولُ‪َ ...‬مفَا ِعلُ ْن‪ ...‬فَعُولُ‪َ ...‬مفَا ِع ْيلُ ْن‪ ...‬فَعُولُ‪َ ...‬مفَا ِعلُ ْن‬
‫ضة‪ ...‬سالمة‪َ ...‬م ْقبُو َ‬
‫ضة‪ ...‬مقبوض‬ ‫ضة‪َ ...‬م ْقبُو َ‬
‫ضة‪َ ...‬م ْقبُو َ‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬م ْقبُو َ‬ ‫َم ْقبُو َ‬
‫ضة‪َ ...‬‬
‫ْث َوالذّ ْك ُر‬
‫َو َي ْبقَى ِمنَ ال َما ِل األ َحا ِدي ُ‬ ‫ب‪ -‬صحيح‪ ،‬مثل‪ :‬أ َ َما ِو َّ‬
‫ي ِإ َّن ال َما َل غَا ٍد َو َرا ِئ ٌح‬
‫ـث َو ْذ ِذ ْك ُر ْو‬ ‫ِي‪ُ ...‬‬ ‫ي ِإ ْننَ ْل َما‪َ ...‬ل غَاد ِْن‪َ ...‬و َرا ِئ ُح ْن‪َ ...‬و َي ْبقَى‪ِ ...‬منَ ْل َما ِل ْل‪ ...‬أَ َحاد ْ‬ ‫أ َ َما ِو ْ‬
‫ي‪َ ...‬‬
‫‪o/o/o// ...o/o// ...o/o/o//...o/o//...o//o// ...o/o//...o/o/o// ...o/o//‬‬
‫فَعُ ْولُ ْن‪َ ...‬مفَا ِع ْيلُ ْن‪ ...‬فَعُ ْولُ ْن‪َ ...‬مفَا ِعلُ ْن‪ ...‬فَعُ ْولُ ْن‪َ ...‬مفَا ِع ْيلُ ْن‪ ...‬فَعُ ْولُ ْن‪َ ...‬م َفا ِع ْيلُ ْن‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬صحيح‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬ ‫سا ِل َمة‪َ ...‬م ْقبُو َ‬
‫ضة‪َ ...‬‬ ‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫ج‪-‬محذوف معتمد (ويستحسن قبض [ َفعُ ْولُ ْن ] الواقعة قبل هذا الضرب)‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫لَ َع ِلّي ِإلَى َم ْن قَ ْد َه ِويْتُ أ َ ِطي ُْر‬ ‫أ َ ِس ْر َ‬
‫ب القَطا ه َْل َم ْن يُ ِعي ُْر َجنا َحهُ‬
‫ب ْل‪ ...‬قَطا ه َْل َم ْن‪ ...‬يُ ِعي ُْر‪َ ...‬جنا َح ُه ْو‪ ...‬لَعَ ْل ِل ْي‪ ...‬إِلَى َم ْن قَدْ‪َ ...‬ه ِويْتُ ‪ ...‬أ َ ِطي ُْر ْو‬ ‫أ َ ِس ْر َ‬
‫‪o /o// .../o// ...o/o/o// ...o/o// ...o//o// .../o// ...o/o/o// ...o/o//‬‬
‫فَعُ ْولُ ْن‪َ ...‬مفَا ِع ْيلُ ْن‪ ...‬فَعُ ْولُ‪َ ...‬مفَا ِعلُ ْن‪ ...‬فَعُ ْولُ ْن‪َ ...‬مفَا ِع ْيلُ ْن‪ ...‬فَعُ ْولُ‪َ ...‬مفَا ِع ْي‬
‫ضة‪ ...‬محذوف‬ ‫سا ِل َمة‪َ ...‬م ْقبُو َ‬ ‫ضة‪ ...‬سالمة‪َ ...‬‬ ‫ضة‪َ ...‬م ْقبُو َ‬ ‫سا ِل َمة‪َ ...‬م ْقبُو َ‬ ‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬ ‫َ‬

‫‪126‬‬
‫تدريبات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬زن البيت اآلتي مبينا بحره وما دخله من تغيير‪:‬‬
‫بار َم ْن لَ ْم تُزَ ّ ِو ِد‬ ‫َويَأ ْ ِت ْي َك بِ ْ‬
‫األخ ِ‬ ‫ِي لَ َك األيَّا ُم ما ُك ْن َ‬
‫ت جا ِهال‬ ‫ست ُ ْبد ْ‬
‫َ‬
‫الحل‪:‬‬
‫بار َم ْن لَ ْم تُزَ ْو ِود ْ‬
‫ِي‬ ‫ت جا ِهلَ ْن‪َ ...‬و َيأ ْ ِتي َْك ِب ْ‬
‫ألخ ِ‬ ‫ِي لَ َك ألَيْيا ُم ما ُك ْن َ‬
‫ست ُ ْبد ْ‬
‫الكتابة العروضية‪َ :‬‬
‫تقطيعه‪:‬‬
‫با‪...‬ر َم ْن َل ْم‪ ...‬تُزَ ْو ِود ْ‬
‫ِي‬ ‫ِ‬ ‫‪...‬ـك ِب ْ‬
‫ألخ‬ ‫َ‬ ‫‪...‬و َيأ ْ ِت ْي‬ ‫ِي‪...‬لَ َك ألَيْيا‪ُ ...‬م ما ُك ْن‪َ ...‬‬
‫ـت جا ِهلَ ْن َ‬ ‫ست ُ ْبد ْ‬
‫َ‬
‫الرموز‪o//o//...o/o//...o/o/o//...o/o//...o//o//...o/o//...o/o/o//...o/o// :‬‬
‫التفاعيل‪ :‬فَعُ ْولُ ْن‪َ ...‬مفَا ِع ْيلُ ْن‪ ...‬فَعُ ْولُ ْن‪َ ...‬مفَا ِعلُ ْن‪ ...‬فَعُ ْولُ ْن‪َ ...‬مفَا ِع ْيلُ ْن‪ ...‬فَعُ ْولُ ْن‪َ ...‬مفَا ِعلُ ْن‬
‫ع ُر ْوضه‪ :‬تامة مقبوضة‪ .‬ضربه‪ِ :‬مثْلُ َها‪ .‬حشوه‪ :‬سليم‬ ‫بحره‪َّ :‬‬
‫الط ِويْل‪َ .‬‬

‫ثانيا‪ :‬زن األبيات اآلتية مبينا بحرها وما دخلها من تغيير‪:‬‬


‫فكل رداء يرتديه جميـــــــــل‬ ‫إذا المر ُء لم يَ ْدن ْ‬
‫َس من اللؤم عرضه‬
‫وليس يموت المرء من عثرة الرجل‬ ‫يموت الفتى من عثرة بلسانه‬
‫وظ ِنّ ْي بأن َ‬
‫هللا سوف يُدِي ُل‬ ‫مصاب ْي جلي ٌل والعزاء جمي ُل‬

‫‪127‬‬
‫بحر البسيط التام‬

‫يتكون البسيط التام من‪ُ :‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن فَا ْ ِعلُ ْن ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن فَا ْ ِعلُ ْن في كل من الشطر األول والثاني‬
‫ي ْالبَ ِسيْط بهذا االسم النبساط أسبابه‪ ،‬أي تواليها في مستهل تفعيالته‬
‫س ِ ّم َ‬
‫سبب تسميته بهذا االسم‪ُ :‬‬
‫ع ُر ْوضه وضربه في حالة خبنهما؛ إذ تتوالى فيهما ثالث‬
‫السباعية‪ ،‬وقيل‪ :‬النبساط الحركات في َ‬
‫حركات‪.‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن فَا ْ ِعلُ ْن ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن فَ ِع ُل‬ ‫ط األَم ُل‬ ‫ضابط البسيط‪ :‬إِ َّن ْالبَ ِسيْط لَدَي ِه يُ ْب َ‬
‫س ُ‬
‫و للبسيط التا ّم عروض واحدة مخبونة وضربان‪:‬‬
‫وق دَفينًا َج ْودَة ُ ْال َكفّ ِن‬
‫َوه َْل يَ ُر ُ‬ ‫أ‪ -‬مخبون ِمثْلُ َها‪ :‬مثل‪ :‬اليُ ْع ِجبَ َّن ُم ِ‬
‫ضي ًما ُحس ُْن ِب ّزت ِه‬
‫ضيـ‪ ..‬ـ َم ْن ُحس ُْن بِ ْز ِب ْز‪ ..‬زَ تِ ِه ْي‪..‬‬
‫اليُ ْع ِجبَ ْن‪..‬ـنَ ُم ِ‬
‫َوه َْل َي ُرو‪ُ ..‬ق دَ ِفيْـ‪ ...‬ـن َْن َج ْودَة ُ ْل الـ‪ ...‬ـ َكفَ ِن ْي‬
‫‪o///...o//o/o/ ...o///...o//o//...o/// ...o//o/o/ ...o/// ...o//o/o/‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬ف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَ ِعلُ ْن‪ُ ...‬مت َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَ ِعلُ ْن‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مخبون‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مخبونة‪ ...‬مخبونة‪ ...‬مخبونة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مخبونة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫ف َبيْنَ هللا َوالنّاس‬ ‫ال يَ ْذه ُ‬
‫َب العُ ْر ُ‬ ‫ب‪ -‬مقطوع‪ :‬مثل‪َ :‬م ْن يَ ْف َع ِل ال َخي َْر ال يَ ْعدَ ْم َج َو ِاز َيهُ‬
‫َب ْلـ‪...‬ـعُ ْر ُ‬
‫ف بَ ْي‪ ...‬ـنَ لال ِه َو ْن‪...‬ـنَا ِس ْي‬ ‫ا‪...‬ز َي ُهو‪...‬ال يَ ْذه ُ‬
‫َم ْن يَ ْف َع ِل ْل‪...‬ـ َخي َْر ال‪َ ...‬ي ْعدَ ْم َج َو ِ‬
‫‪o/o/ ...o//o/o/ ...o//o/ ...o//o/o/ ...o/// ...o//o/o/ ...o//o/ ...o//o/o/‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِع ْل‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مقطوع‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مخبونة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫َ‬

‫‪128‬‬
‫البسيط المجزوء‬

‫يتكون البسيط المجزوء من ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن فَا ْ ِعلُ ْن ُم ْستَ ْف ِعلُ ْن في كل من الشطر األول والثاني‬
‫وللبسيط المجزوء ثالث أَعاريض‪:‬‬
‫ص ِحي َحة (ويجوز فيها ْال َخبْن‪ ،‬والطي) ولها ثالثة أضرب‪:‬‬
‫عروضه األ َولى َ‬
‫أ‪ -‬صحيح (ويجوز فيه ْال َخبْن‪ ،‬والطي)‪ :‬مثل‪:‬‬
‫اليَ ْر َح ُم هللاُ َم ْن اليَ ْر َح ُم‬ ‫أ َ َه َكذَا ِ‬
‫باطال عاقَ ْبتَ ِن ْي‬
‫اليَ ْر َح ُم ْل‪ ...‬ـالهُ َم ْن‪ ...‬اليَ ْر َح ُمو‬ ‫أَهَا َكذَا‪ِ ...‬‬
‫باطلَ ْن‪ ...‬عاقَ ْبت َ ِن ْي‬
‫‪o//o/o/ ...o//o/ ...o//o/o/ ...o//o/o/ ...o//o/ ...o//o//‬‬
‫ُمت َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬صحيح‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬صحيحة‪َ ...‬‬
‫مخبونة‪َ ...‬‬
‫ب‪ُ -‬مذَيَّل (ويجوز فيه ْال َخبْن‪ ،‬والطي‪ ،‬والخبل)‪ :‬مثل‪:‬‬
‫َوال تَ ُك ْن طا ِلبًا ما ال ي ْ‬
‫ُنال‬ ‫صلَةً ِم ْن ُم ْخلِفٍ‬ ‫ال ت َ ْلتَ ِم ْ‬
‫س َو ْ‬
‫َوال تَ ُك ْن‪ ...‬طا ِلبَ ْن‪ ...‬ما ال ي ْ‬
‫ُنال‬ ‫صلَت َ ْن‪ِ ...‬م ْن ُم ْخ ِل ِف ْن‬ ‫ال ت َ ْلتَ ِم ْ‬
‫س‪َ ...‬و ْ‬
‫‪oo//o/o/ ...o//o/ ...o//o// ...o//o/o/ ...o//o/ ...o//o/o/‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬مت َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِع ْ‬
‫الن‬
‫سا ِل َمة‪ُ ...‬مذَيَّل‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬صحيحة‪ ...‬مخبونة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫عاج ٍل ُكلُّهُ َمتْ ُروكُ‬
‫ع ْن ِ‬
‫َ‬ ‫ْش إال أَنَّه‬
‫ب ال َعي َ‬ ‫ج‪َ -‬م ْقطوع‪ :‬مثل‪ :‬ما أ َ ْ‬
‫طيَ َ‬
‫عاج ِلن‪ُ ...‬ك ْللُ ُه ْو‪َ ...‬متْ ُرو ُكو‬ ‫ْش إ ْل‪ ...‬ـال أ َ ْننَ ُهو‪َ ...‬‬
‫ع ْن ِ‬ ‫ب ْل‪ ...‬ـعَي َ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫طيَ َ‬
‫‪o/o/o/ ...o//o/ ...o//o/o/ ...o//o/o/ ...o//o/ ...o//o/o/‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِع ْل‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬م ْقطوع‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬صحيحة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫عروضه الثانية‪ :‬مقطوعة ولها ضرب واحد ِمثْلُ َها‪( ،‬ويجوز في هذه العروض وفي ضربها‬
‫ْال َخبْن‪ ،‬وال يجوز في تفاعيله الطي إال شذوذا) مثل‪:‬‬
‫ِي أ َ َم ٍل َم ْكذ ُ ُ‬
‫وب‬ ‫َو ُك ُّل ذ ْ‬ ‫ِي ِن ْع َم ٍة َم ْخلُ ُ‬
‫وس‬ ‫فَ ُك ُّل ذ ْ‬
‫ِي‪ ...‬أَ َم ِل ْن‪َ ...‬م ْكذُوبُو‬‫سو‪َ ...‬و ُك ْل ُل ذ ْ‬
‫ِي‪ِ ...‬ن ْع َمتِ ْن‪َ ...‬م ْخلُو ُ‬ ‫فَ ُك ْل ُل ذ ْ‬
‫‪129‬‬
‫‪o/o/o/ ...o/// ...o//o// ...o/o/o/ ...o//o/ ...o//o//‬‬
‫ُمت َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِع ْل‪ُ ...‬مت َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِع ْل‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬م ْقطوعة‪ ...‬مخبونة‪ ...‬مخبونة‪َ ...‬م ْقطوع‬
‫مخبونة‪َ ...‬‬
‫عروضه الثالثة‪ :‬مخبونة مقطوعة ولها ضرب واحد ِمثْلُ َها (ويس َّمى مخلع البسيط)‪ :‬مثل‪:‬‬
‫فَال أُبا ِل ْي ِإذا َجفا ِن ْي‬ ‫َم ْن ُك ْنتُ َ‬
‫ع ْن با ِب ِه َغ ِنيًّا‬
‫غ ِن ْي َي ْن‪ ...‬فَآل أُبا‪ِ ...‬ل ْي ِإذا‪َ ...‬جفا ِن ْي‬ ‫َم ْن ُك ْنتُ َ‬
‫ع ْن َع ْن‪ ...‬با ِب ِه ْي‪َ ...‬‬
‫‪o /o/ / ...o//o/ ...o//o/ / ...o /o/ / ...o//o/ ...o//o/o/‬‬
‫ُم ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬مت َ ْف ِع ْل‪ُ ...‬مت َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬مت َ ْف ِع ْل‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مخبون مقطوع مقطوع‬
‫سا ِل َمة‪ ...‬مخبونة مقطوعة مقطوعة‪ ...‬مخبونة‪َ ...‬‬
‫سا ِل َمة‪َ ...‬‬
‫َ‬
‫تدريبات‪ :‬أوال‪ :‬زن البيت اآلتي مبينا بحره وما دخله من تغيير‪:‬‬
‫ساْئِ ِلي ْالقَ ْو َم َما ْ َم ْجد ْ‬
‫ِي َو َما ْ ُخلُ ِق ْي‬ ‫َو َ‬ ‫س َما ْ َما ْ ِل ْي َو َكثْ َرتُه‬
‫ال تَسْأ َ ِل ْي النَّا ْ َ‬
‫الح ّل‪:‬‬
‫سا ْ ِئ ِل ْلقَ ْو َم َما ْ َم ْجد ْ‬
‫ِي َو َما ْ ُخلُ ِق ْي‬ ‫َو َ‬ ‫س َما ْ َما ْ ِل ْي َو َكثْ َرت ُ ُه ْو‬
‫الكتابة العروضية‪ :‬ال تَسْأ َ ِل ْننَا ْ َ‬
‫تقطيعه‪:‬‬
‫ِي َو َماْ‪ُ ...‬خلُ ِق ْي‬
‫سا ْ ِئ ِل ْل‪ ...‬ـ َق ْو َم َماْ‪َ ...‬م ْجد ْ‬ ‫‪...‬ـرت ُ ُه ْو َ‬
‫‪...‬و َ‬ ‫ث َ‬ ‫التَسْأ َ ِل ْن‪ ...‬نَا ْ َ‬
‫س َماْ‪َ ...‬ما ْ ِل ْي َو َك ْ‬
‫الرموز‪o///...o//o/o/ ...o//o/...o//o//...o///...o//o/o/...o//o/...o//o/o/...:‬‬
‫التفاعيل‪ُ ... :‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَ ِعلُ ْن‪ُ ...‬مت َ ْف ِعلُ ْن‪ ...‬فَا ْ ِعلُ ْن‪ُ ...‬م ْست َ ْف ِعلُ ْن‪َ ...‬ف ِعلُ ْن‬
‫ع ُر ْوضه‪ :‬تامة مخبونة‪ .‬ضربه‪ :‬مثلها‪ .‬حشوه‪ :‬دخل الخبن التفعيلة الخامسة‬
‫بحره‪ :‬البسيط‪َ .‬‬
‫ثانيا‪ :‬زن األبيات اآلتية مبينا بحرها وما دخلها من تغيير‪:‬‬
‫متيَّ ٌم إثرها لم يُ ْفدَ مكبو ُل‬ ‫بانت سعاد ُ فقلبي اليوم متبو ُل‬
‫مستعجم‬
‫ِ‬ ‫مخلَ ْول ٍ‬
‫ق دارس‬ ‫ماذا وقوف ْي على ربعٍ عفا‬
‫الظلم‬
‫ِ‬ ‫كما سرى البدر في داج من‬ ‫حرم‬
‫ِ‬ ‫حرم ليال إلى‬
‫ٍ‬ ‫سريت من‬
‫َ‬
‫وفي وجوه الكالب طول‬ ‫وجهك يا عمرو فيه طول‬
‫ففيك عن قدره سفول‬ ‫والكلب واف وفيك غدر‬

‫‪130‬‬
‫علم القافية‬

‫تعريف علم القافية‪ِ :‬عل ٌم بأصول يُعرف به أحوال أواخر األبيات الشعرية من حركة‬
‫وسكون‪ ،‬ولزوم وجواز‪ ،‬وفصيح وقبيح‪ ،‬وهي مع هذا اسم لعدد من الحروف ينتهي بها كل‬
‫بيت‪.‬‬
‫حدود القافية‪ :‬فقد تعددت اآلراء في حدودها‪ ،‬ولعل أقربها إلى الصواب رأي الخليل بن أحمد‬
‫الذي يقول‪ " :‬القافية عبارة عن الساكنين اللذين في آخر البيت مع ما بينهما من المتحرك‬
‫حرفا كان أو أكثر‪ ،‬ومع الحركة التي قبل الساكن األول"‪.‬‬
‫وبعبارة أخرى فالقافية تبدأ من أول متحرك قبل آخر ساكنين إلى آخر البيت‪ .‬مثال ذلك قول‬
‫الشاعر‪:‬‬
‫وما لزماننا عيب سوانا‬ ‫والعيب فينا‬
‫ُ‬ ‫نَعيب زمانَنا‬
‫(وانَا) = ‪.o/o/‬‬
‫فالقافية عند الخليل في هذا البيت هي قول الشاعر‪َ :‬‬
‫صل‪ْ ،‬ال ُخ ُر ْوج‪ّ ِ ،‬‬
‫الردْف‪ ،‬الد َِّخيْل‪،‬‬ ‫ي‪ْ ،‬ال َو ْ‬
‫الر ِو ّ‬
‫حروف القافية‪ :‬حروف القافية ستة هي‪َّ :‬‬
‫التَّا ِسيْس‪.‬‬
‫ي‪ :‬هو الحرف الذي يختاره الشاعر من الحروف الصالحة‪ ،‬فيبني عليه قصيدته‪ ،‬ويلتزم به‬
‫الر ِو ّ‬
‫أوال‪َّ :‬‬
‫ي كهمزية‬
‫الر ِو ّ‬
‫في جميع أبياتها‪ ،‬وإليه تنسب القصيدة؛ فيقال‪ :‬قصيدة همزية إن كانت الهمزة هي َّ‬
‫ي كالمية العرب‪....‬‬
‫الر ِو ّ‬
‫شوقي‪ ،‬أو المية إن كانت الالم هي َّ‬
‫ثانيا‪ْ :‬ال َو ْ‬
‫صل‪ :‬هو حرف المد المتولد من إشباع حركة الروي‪ .‬وال فرق في حرف المد بين أن يكون‬
‫ي ومجيئه بعده مباشرة‪،‬‬‫بالر ِو ّ‬ ‫لإلطالق‪ ،‬وبين أن يكون لغيره‪ .‬وسمي ْال َو ْ‬
‫صل بهذا االسم لوصله َّ‬
‫وحروف ْال َو ْ‬
‫صل هي األلف والواو والياء‪ ،‬سواء أكانت هذه األحرف لإلشباع أو لغيره مما سبق ذكره‬
‫ي مما ال يصلح أن يكون رويا‪:‬‬
‫الر ِو ّ‬
‫مما ال يصلح أن يكون رويا‪ ،‬أو هاء متحركة أو ساكنة تلي َّ‬
‫مثال األلف قول الشاعر‪:‬‬
‫ولكن تؤخذ الدنيا غال َبا‬ ‫وما نيل المطالب بالتمني‬
‫ومثال الياء (شم ِس ْي) من قول الشاعر‪:‬‬
‫شمس‬
‫ِ‬ ‫وأذكره لك ِّل طلوعِ‬
‫ُ‬ ‫صخرا‬
‫ً‬ ‫الشمس‬
‫ِ‬ ‫يذكرني طلوعُ‬

‫‪131‬‬
‫ومثال الواو ْ‬
‫(ال َم َك ِ‬
‫ار ُم ْو) من قول الشاعر‪:‬‬
‫الكرام الم َك ِ‬
‫ار ُم‬ ‫ِ‬ ‫وتأت ْي على قدر‬ ‫تأتي العزائ ُم‬
‫على قدر أهل العزم ْ‬
‫ثالثا‪ْ :‬الخَروج‪ :‬حرف مد يتولد من إشباع حركة هاء الوصل‪ .‬وسمي بهذا االسم لخروجه‬
‫صل التابع للروي‪ ،‬فهو موضع ْال ُخ ُر ْوج من بيت القصيدة حيث ال يأتي بعده‬
‫وتجاوزه ْال َو ْ‬
‫وال ُخ ُر ْوج يكون باأللف أو بالواو أو بالياء يتبعنَ هاء ْال َو ْ‬
‫صل‪.‬‬ ‫حرف‪ْ ،‬‬
‫ومثاله (ما ِل ِه ْي) من قول الشاعر‪:‬‬
‫من جا ِه ِه فكأنها ِم ْن ما ِل ِه‬ ‫وإذا امر ٌؤ أهدى إليك صنيعةً‬
‫ي‬
‫الر ِو ِِ ّ‬
‫الردْف‪ :‬حرف مد يكون قبل الروي‪ .‬وهو مأخوذ من ردف الراكب؛ ألن َّ‬
‫رابعًا‪ّ ِ :‬‬
‫أصل فهو الراكب وهذا كردفه‪ ،‬والردف هو ما يقع قبل الروي مباشرة من غير فاصل‪،‬‬
‫ويكون من حروف المد الثالثة‪ ،‬وحروف اللين وهي الواو والياء الساكنتان بعد حركة غير‬
‫مجانسة لهما‪ ،‬و األلف تعتبر أصال‪ .‬ويجوز في الياء والواو أن يتعاقبا في القصيدة الواحدة‪،‬‬
‫ي من كلمة واحدة أو كلمتين‪ ،‬وال تعتبر الياء أو الواو‬
‫والر ِو ّ‬
‫َّ‬ ‫الردْف‬
‫ويجوز أن يكون ِ ّ‬
‫المحركتين أو المشددتين ردفاً‪.‬‬
‫كبدي من شدةِ الخفَقَ ِ‬
‫ان‬ ‫ْ‬ ‫على‬ ‫ع ْ‬
‫لقت بجناحــــها‬ ‫مثال للردف باأللف‪ :‬كأن قطاة ً ُ‬
‫عذرا وأنت تلـــو ُم‬
‫لعل له ً‬ ‫بلومك صاحبًا‬
‫َ‬ ‫َّ‬
‫تأن وال تعجل‬ ‫مثال للردف بالواو‪:‬‬
‫عار عليك إذا فعلت عظ ْي ُم‬
‫ٌ‬ ‫وتأتي مثلَـــه‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫ال تنهَ عن خل ٍ‬ ‫مثال للردف بالياء‪:‬‬
‫مثال المعاقبة بين الواو والياء إذا كانا مدين‪:‬‬
‫وجاه ٍل جاه ٍل تلقاهُ َم ْر ُز ْوقَا‬ ‫ْ‬
‫أعيت مذا ِهبُه‬ ‫عالم‬
‫عالم ٍ‬
‫ك ْم ٍ‬
‫ي حرف واحد صحيح‪ ،‬وهذا الحرف الصحيح‬
‫الر ِو ّ‬
‫سا‪ :‬التأسيس‪ :‬ألفٍ بينها وبين حرف َّ‬
‫خام ً‬
‫ي يسمى (الد َِّخيْل) وهما متالزمان فسميت األلف‬ ‫الر ِو ّ‬
‫الذي يفصل بين ألف التأسيس وحرف َّ‬
‫أس للقافية‪ ،‬وقيل‪ :‬ألنها تقدمت على جميع‬ ‫تأسيسا ألنه يُ َحا َف ُ‬
‫ظ عليها في قافية القصيدة كأنها ٌّ‬
‫حروف القافية‪ .‬ويجوز أن تكون ألف التأسيس والد َِّخيْل في كلمة واحدة أو كلمتين‪ ،‬مثال ألف‬
‫الكرام المكار ُم‬
‫ِ‬ ‫قدر‬
‫وتأت ْي على ِ‬ ‫العزم تأت ْي العزائ ُم‬
‫ِ‬ ‫قدر أه ِل‬
‫التأسيس‪ :‬على ِ‬
‫ي‪ ،‬وسمي دخيال ألنه دخيل‬
‫والر ِو ّ‬
‫سا‪ :‬الد َِّخيْل‪ :‬وهو حرف متحرك يقع بين ألف التأسيس َّ‬
‫ساد ً‬
‫ي والتأسيس – خاضعين لمجموعة من‬
‫الر ِو ِِ ّ‬
‫في القافية؛ وذلك لوقوعه بين حرفين ‪َّ -‬‬

‫‪132‬‬
‫الشروط في حين ال يخضع هو لشروط مماثلة فشابه الد َِّخيْل في القوم‪ .‬والد َِّخيْل حرف ال‬
‫يلتزم بذاته وإنما يلتزم بنظيره وهو واقع بين حرفين ملتزمين من حروف القافية‪ ،‬فإذا‬
‫التزمه الشاعر فهو لزوم ماال يلزم كما فعل أبو العالء المعري‪ ،‬ومثال الد َِّخيْل قول الشاعر‪:‬‬
‫صديقَك لم تلقَ الذي ال تــــعَاتِبُ ْه‬ ‫كنت في ك ِّل األمور معـــــــاتبًا‬
‫إذا َ‬
‫ب تارة ً و ُم َجـــــــــانِبُ ْه‬
‫مقارف ذن ٍ‬
‫ُ‬ ‫فعش واحدًا أ َ ْو ْ‬
‫صل أخاك فإنـــــــه ُ‬ ‫ْ‬
‫صفُ ْو َمش ِ‬
‫َاربُ ْه‬ ‫ي الناس ت ْ‬
‫ظمئت وأ ُّ‬
‫َ‬ ‫مرارا على القَذَى‬
‫ً‬ ‫إذا أنت لم تشربْ‬

‫تدريبات‪:‬‬
‫أوال‪ :‬تمرين محلول‪ :‬حدد القافية في األبيات التالية وس ِ ّم حروفها‪:‬‬
‫فجمعك لل ُكتْ ِ‬
‫ب ال َي ْنفَـــــــــــــــ ُع‬ ‫إذا لم تكن حافظا واعـــــــــــــيًا‬ ‫(‪) 1‬‬
‫ق‬ ‫بمث ِل البذ ِل والوج ِه َّ‬
‫الط ِلـــــــــ ْي ِ‬ ‫طلب المحامدَ طالبوهــــــــا‬
‫َ‬ ‫وما‬ ‫(‪) 2‬‬
‫ت َ َملَّ َكهُ الما ُل الذي هو َما ِل ُكـــــــ ْه‬ ‫سه‬ ‫ْ‬
‫يعتق من المال نف َ‬ ‫إذا المر ُء لم‬ ‫(‪) 3‬‬
‫إن كان من حزبها أو من أ َ َ‬
‫عا ِد ْي َها‬ ‫ع ْينَ ْي محدثــــها‬
‫والعين تعلم من َ‬ ‫(‪) 3‬‬
‫لم يلق في دهره شيئًا ي َُؤ ِ ّرقُـــــــه ُ‬ ‫إن القناعة من يحلل بساحتـــــها‬ ‫(‪) 5‬‬
‫شريف السماع كريم النَّ َ‬
‫ظــــــــ ْر‬ ‫َ‬ ‫عفيف الخطى‬
‫َ‬ ‫وكن في الطريق‬ ‫(‪) 2‬‬
‫الحل‪:‬‬
‫صل ْال ُخ ُر ْوج ِ ّ‬
‫الردْف الد َِّخيْل التَّا ِسيْس‬ ‫ي ْال َو ْ‬
‫الر ِو ّ‬
‫َّ‬ ‫البيت القافية‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الواو‬ ‫العين‬ ‫يَ ْن َفعُ ْو‬ ‫‪1‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الياء‬ ‫‪-‬‬ ‫القاف الياء‬ ‫ِل ْي ِق ْي‬ ‫‪2‬‬
‫األلف‬ ‫الالم‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الكاف الهاء‬ ‫َما ِل ُك ْه‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫األلف‬ ‫الهاء‬ ‫الياء‬ ‫ِد ْي َها‬ ‫‪3‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الواو‬ ‫َؤ ْر ِرقُ ُه ْو القاف الهاء‬ ‫‪o‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الراء‬ ‫َم ْن َن َ‬
‫ظ ْر‬ ‫‪2‬‬

‫‪133‬‬
‫ثانيا‪َ :‬ح ِدّ ِد القافيةَ و َ‬
‫س ِ ّم حروفَ َها في قول الشاعر‪:‬‬
‫وسما أما وعما وخاال‬ ‫يا كريما طاب أصال وفرعا‬
‫من العباد وال أجرى به قلما‬ ‫ولم يحرك لسانا في أذى أح ٍد‬
‫ذموه بالحق وبالباطل‬ ‫ومن دعا الناس إلى ذمه‬
‫ثالثا‪ :‬ما حكم وقوع الياء رويا في األبيات اآلتية‪:‬‬
‫بين الرعية عطال وهو راع ْي َها‬ ‫عمرا‬
‫ً‬ ‫وراع صاحب كسرى أن رأى‬
‫ْ‬
‫عرضت أيقنتُ أال أخا ليا‬ ‫فإن‬ ‫فأنت أخي ما لم تكن لي حاجة‬
‫سقيا في البالد له ور ْعيَا‬
‫ف َ‬ ‫إذا اإلنسان كف الشر عني‬

‫‪134‬‬
‫حركات القافية‬
‫حركات الحروف الواقعة في القافية‪ :‬ستة هي‪:‬‬
‫ي المطلق (المتحرك) [ضمة أو فتحة أو كسرة ]؛‬ ‫(‪ْ )1‬ال َم ْج َرى‪ :‬وهو حركة حرف َّ‬
‫الر ِو ّ‬
‫وإنما سمي بذلك ألن الصوت يبتدئ بالجريان في حروف ْال َو ْ‬
‫صل منه‪ .‬مثال ذلك‪:‬‬
‫مهند ٌ من سيوف هللا م ْسلُ ْو ُل‬ ‫لنور يستضاء به‬
‫ٌ‬ ‫إن الرسول‬
‫كما كان بعدَ السي ِل مجراهُ َم ْرتَعَا‬ ‫فتًى ِع َ‬
‫يش في معروفه بعد موت ِه‬
‫كأس ال َح ْن َ‬
‫ظ ِل‬ ‫َ‬ ‫ِّ‬
‫بالعز‬ ‫ْ‬
‫بل واسقني‬ ‫ال تَسقن ْي ماء الحياةِ بذل ٍة‬
‫صل المتحركة‪ :‬فتحةً أو ضمةً أو كسرةً‪ ،‬وعللوا التسمية بأن‬ ‫(‪ )2‬النفاذ‪ :‬وهو حركة هاء ْال َو ْ‬
‫النفاذ هو االنقضاء والتمام وبهذه الحركة تتم الحركات وتنقضي‪ .‬مثال ذلك‪:‬‬
‫الشك يفنينا َويُ ْف ِن ْي َها‬
‫َّ‬ ‫فالموتُ‬ ‫ال تركن ََّن إلى الدنيا وما فيها‬
‫ض ِيّعُهُ‬ ‫ق هللاُ من خ َْل ٍ‬
‫ق يُ َ‬ ‫لم يخلُ ِ‬ ‫ق رزقَ ُه ُم‬ ‫قَ ْد ق َّ‬
‫سم هللاُ بين الخل ِ‬
‫فشاور حكي ًما وال ت َ ْع ِ‬
‫ص ِه‬ ‫ْ‬ ‫أمر عليك التوى‬
‫باب ٍ‬ ‫ْ‬
‫وإن ُ‬
‫الردْف‬ ‫(‪ْ )3‬ال َح ْذو‪ :‬وهو حركة الحرف الذي قبل ِ ّ‬
‫الردْف‪ ،‬وسميت هذه الحركة بذلك ألنها تحاذي غالبا ِ ّ‬
‫الذي بعدها‪ .‬مثال ذلك‪:‬‬
‫ارا‬ ‫يضرك ْ‬
‫إن عاداك إِس َْر َ‬ ‫ُّ‬ ‫فما‬ ‫عدوك لم يظهر عداوتَه‬
‫إذا ُّ‬
‫ولم يمت من يكن بالخير َم ْذ ُك ْو َرا‬ ‫ما عاش من عاش مذموما خصائله‬
‫ي هو الس ِعيدُ‬ ‫َّ‬
‫ولكن التق َّ‬ ‫ولستُ أرى السعادة جمع ما ٍل‬
‫س‪ :‬هو حركة ما قبل ألف التأسيس فال يكون إال فتحة‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫الر ّ‬
‫(‪َّ )3‬‬
‫أتته الرزايا من وجو ِه الفَ َوائِ ِد‬ ‫غير هللا للمرء عدة ً‬
‫إذا كان ُ‬
‫(‪ )o‬اإلشباع‪ :‬هو حركة الد َِّخيْل في القافية المطلقة والمقيدة‪ .‬مثال ذلك‪:‬‬
‫وشيمتهُ إن أغضبوه الت َّ َ‬
‫سا ُم ُح‬ ‫وكن رجال سه َل الخليقة في الورى‬
‫تطاو ِل ْي‬
‫َ‬ ‫ت أن‬
‫تطاولي ما شئ ِ‬
‫َ‬ ‫السدر والجرا ِو ِل‬
‫ِ‬ ‫ت‬
‫يا نخ َل ذا ِ‬
‫ب‬
‫اج ُ‬
‫ف َح ِ‬
‫وليس له عن طالب العُ ْر ِ‬ ‫حاجب عن كل أمر َي ِش ْينُهُ‬
‫ٌ‬ ‫له‬

‫‪135‬‬
‫ي المقيد (الساكن) شريطة أال يكون في القافية دخيل‪،‬‬
‫الر ِو ّ‬
‫(‪ )2‬التوجيه ‪:‬وهو حركة ما قبل َّ‬
‫أي ينبغي أال تكون القافية مؤسسة؛ وسمي بذلك ألن الشاعر له الحق أن يوجهه إلى أي جهة‬
‫شاء من الحركات‪ ،‬مثال ذلك‪:‬‬
‫فإن المعاص ْي تزي ُل ال ِنّعَ ْم‬
‫َّ‬ ‫فار َع َها‬
‫كنت في نعم ٍة ْ‬
‫إذا َ‬
‫إن َ‬
‫ط ِم ْع‬ ‫والحر عبد ٌ ْ‬
‫ُّ‬ ‫العبد ُ ٌ‬
‫حر إن قنِ ْع‬
‫أمر َف ُه ْن‬
‫بعض ٍ‬
‫ِ‬ ‫َك في‬ ‫ع َّز يو ًما أ ُخ ْو‬
‫إذا َ‬
‫تدريبات‪ :‬حدد القافية في األبيات اآلتية‪ ،‬وسم حروفها‪ ،‬وحركات حروفها‪:‬‬
‫قصير‬
‫ْ‬ ‫لسان طويل وباع‬ ‫وشر سالح يحامى به‬
‫حتى إذا فات أمر عاتب القدرا‬ ‫وعاجز الرأي مضياع لفرصته‬
‫ب‬
‫مباديه إال ساءني في العواق ِ‬ ‫فلم ت ُ ِرنِي األيام ِخال تسرني‬

‫‪136‬‬
‫عيوب القافية‬
‫العيوب التي تتعلق بالقافية قسمان‪:‬‬
‫أوال‪ :‬العيوب المغتفرة ‪:‬‬
‫اإليطاء‪ :‬هو أن تتكرر كلمة الروي بلفظها ومعناها في قصيدة واحدة من غير فاصل‬
‫(‪ِ )1‬‬
‫يعتدُّ به كسبعة أبيات‪ ،‬وهو مأخوذ من (المواطاة) التي تعني الموافقة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫فنن َو ْهنًا وإني لنائ ُم‬
‫على ٍ‬ ‫هتفت في جنح ليل حمامةٌ‬
‫ْ‬ ‫لقد‬
‫لسعدى وال أبكي وتبكي الحمائ ُم‬ ‫أأزع ُم أني هائ ٌم ذو صبابة‬
‫بالبكاء الحمائ ُم‬
‫ِ‬ ‫لما سبقتني‬ ‫َك ِذبْتُ وبي ِ‬
‫ت هللاِ لو كنتُ عاشقا‬
‫(‪ )2‬التَّض ِْمين‪ :‬وهو تعلق قافية البيت بصدر البيت الذي يليه وهو نوعان‪:‬‬
‫أ‪ -‬قبيح‪:‬وذلك إذا كان مما ال يتم الكالم إال به‪ ،‬كالفاعل‪ ،‬والصلة وجواب الشرط‪ ،‬وخبر‬
‫المبتدأ والنواسخ‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫يوم عكا َ‬
‫ظ إ ِنّ ْي‬ ‫أصحاب ِ‬
‫ُ‬ ‫وه ْم‬ ‫تميم‬
‫فار على ٍ‬
‫الج َ‬
‫وه ْم وردوا ِ‬
‫الظن ِم ِنّ ْي‬
‫ِّ‬ ‫بحسن‬
‫ِ‬ ‫شهدنَ له ْم‬ ‫ش ِهدتُ لهم مواطنَ صادقا ٍ‬
‫ت‬
‫فقوله‪( :‬شهدتُ ) خبر (إن) في البيت السابق‪.‬‬
‫ب‪-‬مقبول‪ :‬إذا كان الكالم يتم بدونه كالتوابع‪ ،‬وما أشبهها من الفضالت‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ومن خاله ومن يزيدَ ومن ُح ُج ْر‬ ‫وتعرف في ِه ْ‬
‫من أبي ِه شمائال‬ ‫ُ‬
‫س ِك ْر‬
‫ونائ َل ذا إذا صحا وإذا َ‬ ‫سماحةَ ذا‪ ،‬و ِب َّر ذا ووفا َء ذا‬
‫فـ (سماحةَ) وما بعده بدل اشتمال من قوله (شَما ِئال)‪.‬‬
‫سناد‪ :‬وهو اختالف ما يراعى قبل الروي من الحروف والحركات‪ ،‬وهو خمسة‪ :‬اثنان باعتبار‬
‫(‪ )3‬ال ِ ّ‬
‫الحروف‪ ،‬وثالثة باعتبار الحركات‪:‬‬
‫أ‪ -‬سناد الردف‪ :‬وهو جعل بعض األبيات مردوفة‪ ،‬وبعضها غير مردوف‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫فأرسل حكيما وال ت ُ ْو ِ‬
‫ص ِه‬ ‫ْ‬ ‫ِإذا ُك َ‬
‫نت في حاج ٍة ُمرسال‬
‫ص ِه‬
‫فشاور حكي ًما وال ت ْع ِ‬
‫ْ‬ ‫أمر عليك التوى‬ ‫و ِإ ْن ُ‬
‫باب ٍ‬
‫فالبيت األول مردوف والثاني غير مردوف‪.‬‬
‫ب‪ -‬سناد التأسيس‪ :‬وهو جعل بعض األبيات مؤسسة‪ ،‬وبعضها غير مؤسس‪ ،‬مثل‪:‬‬

‫‪137‬‬
‫ْ‬
‫وضلت في َم َرائِ ْي َها‬ ‫ْ‬
‫حارت رجا ٌل‬ ‫أمير المؤمنينَ إذا‬
‫ي ِ‬ ‫ي رأ ُ‬
‫الرأ ُ‬
‫جلَّ ْ‬
‫ت كما جل في األمالك ُم ْس ِد ْي َها‬ ‫أمير المؤمنين يدًا‬
‫ي ُ‬ ‫أسدى إل َّ‬
‫وال ت َ َكدَّر باآلثام صافِ ْي َها‬ ‫بيضا َء ما شابها لألبرياء د ٌم‬
‫فالبيت األول والثالث فيهما ألف تأسيس‪ ،‬والبيت الثاني غير مؤسس‪.‬‬
‫ج‪ -‬سناد اإلشباع‪ :‬وهو تغيير حركة الدخيل في القافية المطلقة والمقيدة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫وما تتكافا في اليدين األ َ َ‬
‫صابِ ُع‬ ‫ْ‬
‫وهل يتكافا الناس شتى خاللهم‬
‫أصي ُل الحجى فيه تُقًى َوتَ َوا ُ‬
‫ض ُع‬ ‫يُب َّج ُل إجالال ويُ ْكبَ ُر هيبةً‬
‫ففي البيت األول حركة الدخيل وهو الباء كسرة‪ ،‬وفي البيت الثاني حركة الدخيل وهو الضاد‬
‫ضمة‪.‬‬
‫د‪ -‬سناد الحذو‪ :‬وهو اختالف حركة ما قبل الردف‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫س ِق ْيتُهُ‬
‫بلح ِظ ِه َّن ُ‬
‫ي ْ‬ ‫والبابِ ِل ُّ‬ ‫س ْح ُر من سود العيون َل ِق ْيتُهُ‬
‫ال ِ ّ‬
‫سلَ ْيتُهُ‬
‫ال ُم ْغ ِرياتُ ب ِه و ُك ْنتُ َ‬ ‫الناعساتُ الموقظاتُ من الهوى‬
‫فحركة القاف في البيت األول‪ ،‬وحركة الالم في البيت الثاني تسمى حذوا‪ ،‬وكان ينبغي أن‬
‫تتحد حركة ما قبل اليائين‪ ،‬لكنها جاءت في البيت األول كسرة وفي البيت الثاني فتحة‪.‬‬
‫هـ سناد التوجيه‪ :‬وهو اختالف حركة ما قبل الروي المقيد (الساكن)‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫فبـ(ال) فابدأ إذا ِخ ْف َ‬
‫ت النَّدَ ْم‬ ‫إن (ال) بعد (نعم) فاحشةٌ‬
‫َّ‬
‫سبْعِ الض َِّر ْم‬
‫في لحوم الناس كال َّ‬ ‫مجلس‬
‫ٍ‬ ‫ال تراني راتعا في‬
‫فحرف الروي الميم الساكنة‪ ،‬وقد جاء توجيه القافية األولى فتحة‪ ،‬وتوجيه الثانية كسرة‪.‬‬
‫هذه العيوب المتقدمة قد اغتفر للمولدين (المتأخرين) ارتكاب ُها لوقوعها كثيرا في شعر‬
‫المتقدمين إال التضمين القبيح‪ ،‬فهو عيب غير مغتفر ويجب االحتراس منه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬العيوب التي ال تغتفر‪:‬‬
‫(‪ )1‬اإلقواء‪ :‬هو اختالف حركة الروي بالضم والكسر أي اختالف حركة المجرى في‬
‫القصيدة‬
‫الواحدة‪ ،‬وهو مأخوذ من قول العرب‪( :‬أقوى الفات ُل حبلَه) إذا خالف بين قواه فجعل إحداهن‬
‫قوية واألخرى ضعيفة‪ ،‬ومثاله‪:‬‬

‫‪138‬‬
‫وغير ُمزَ َّو ِد‬
‫َ‬ ‫عجالنَ ذا زا ٍد‬ ‫أ َ ِم ْن آل ميةَ رائ ٌح أو ُم ْغتَد ْ‬
‫ِي‬
‫اب األَس َْود ُ‬
‫وبذاك خبَّرنا الغُ َر ُ‬
‫َ‬ ‫البوار ُح َّ‬
‫أن رحلتَنا غدًا‬ ‫ِ‬ ‫زعم‬
‫األحبَّ ِة في غ ِد‬ ‫ُ‬
‫تفريق ِ‬ ‫ْ‬
‫إن كان‬ ‫ال مرحبًا وال أهال ب ِه‬
‫مكسورا‪ ،‬وفي البيت الثاني مضموما‪.‬‬
‫ً‬ ‫ي (الدال) في البيت األول والثالث‬
‫فقد جاء الرو ّ‬
‫صراف‪ :‬وهو االنتقال بحركة الروي (المجرى) من الفتح إلى غيره‪ ،‬أومن غير‬
‫اإل ْ‬
‫(‪ِ )2‬‬
‫الفتح إلى الفتح‪ ،‬وهو مأخوذ من قولهم‪ :‬صرفت الشي َء أي أبعدته عن طريقه‪،‬كأن الشاعر‬
‫صرف الروي عن طريقه الذي كان يستحقه من مماثلة حركته لحركة الروي األول‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫منيحتَهُ فع َّج ْلتُ األدَا َء‬ ‫ألم ترني رددتُ على ابن ليلى‬
‫بداء‬
‫رماك هللاُ من شاةٍ ِ‬
‫ِ‬ ‫وقلتُ لشات ِه لما أتتنا‬
‫مكسورا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ي (الهمزة) في البيت األول مفتوحا‪ ،‬وفي البيت الثاني‬
‫فقد جاء الرو ّ‬
‫اإل ْكفاء‪ :‬وهو اختالف الروي بحروف ذات مخرج واحد أو متقاربة المخرج في قصيدة‬
‫(‪ِ )3‬‬
‫واحدة‪ ،‬وهو مأخوذ من قولهم‪( :‬فالن كفء فالن‪ ،‬أي مماثل له؛ ألن أحد الطرفين مماثل لآلخر‪،‬‬
‫أي مقارب له في المخرج‪ ،‬مثل قول الراجز‪:‬‬
‫س َ‬
‫طا‬ ‫إِذَا نزلتُ فاجعالن ْي َو َ‬
‫أطيق العُنَّدَا‬
‫ُ‬ ‫إني شي ٌخ ال‬
‫َ‬
‫البيت األول رويه الطاء‪ ،‬والثاني الدال‪ ،‬وهما من مخرج واحد‪ ،‬وهو طرف اللسان وأصول‬
‫الثنايا‪.‬‬
‫جارة)‪ :‬وهو اختالف الروي بحروف متباعة المخارج في قصيدة واحدة‪،‬‬ ‫اإلجازَ ة ِ‬
‫(اإل َ‬ ‫(‪ِ )3‬‬
‫وسمي بذلك لتجاوزه الحدود المرسومة وتعديها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ِب َم ْهلَ َك ٍة والعاقباتُ تَد ُْو ُر‬ ‫ي ِسيرا واتركا الرح َل إنني‬
‫خليل َّ‬
‫ْب؟‬
‫المالط ن َِجي ُ‬
‫ِ‬ ‫ِل َم ْن جم ٌل ِر ْخ ُو‬ ‫فبيناه يشري رحلَهُ قال قائ ٌل‬
‫البيت األول رويه الراء‪ ،‬والثاني الباء‪ ،‬والحرفان مختلفان ومتباعدان في المخرج‪.‬‬

‫‪139‬‬
‫تدريبات‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تمرين محلول‬


‫وقع في كل من المجموعتين اآلتيتين عيب من عيوب القافية‪ ،‬حدد موقعه‪ ،‬واذكر لقبه‪ ،‬ونوعه‪:‬‬
‫ِب ُم ْل ِك يدي أن الكفا َء قلي ُل‬ ‫أال هل ترى إن لم تكن أم مالكٍ‬ ‫(‪) 1‬‬
‫لوص ذَ ِمي ُم‬
‫َ‬ ‫إذا قام يبتاع القَ‬ ‫رأى من خليليه جفا ًء و ِغ ْلظةً‬
‫‪.......................................................................................‬‬
‫احكُ‬
‫ض ِ‬‫من المزن يجري دمعُه وهو َ‬ ‫منظرا‬
‫ً‬ ‫أر شيئا كان أحسن‬
‫فلم َ‬ ‫(‪) 2‬‬
‫ُرباهُ وأروا ُح األَبار ِ‬
‫ق ت ُ ْسفَكُ‬ ‫مررنا على الروض الذي قد تبسمت‬
‫الح ّل‪:‬‬
‫(‪ )1‬موقع العيب في المجموعة األولى (قلي ُل)‪( ،‬ذمي ُم)‪ ،‬وهذا العيب يسمى (اإلجازة) وهو‬
‫اختالف الروي بحروف متباعدة المخارج‪ ،‬وهو من العيوب التي ال تغتفر للمولدين‪.‬‬
‫(‪ )2‬موقع العيب في المجموعة الثانية (ضاحكُ )‪( ،‬تسفكُ )‪ ،‬وهذا العيب يسمى (سناد‬
‫التأسيس)‬
‫ثانيا‪ :‬وقع في كل من المجموعات اآلتية عيب من عيوب القافية‪ ،‬حدد موقعه‪ ،‬واذكر لقبه‪،‬‬
‫ونوعه‪:‬‬
‫العصافير‬
‫ِ‬ ‫جسم البغا ِل وأحال ُم‬ ‫قصر‬
‫ٍ‬ ‫(‪ )1‬ال بأس بالقوم من طو ٍل ومن‬
‫األعاصير‬
‫ُ‬ ‫ْ‬
‫نفخت فيه‬ ‫ب‬‫مثقَّ ٌ‬ ‫قصب جفَّ ْ‬
‫ت أسافله ُ‬ ‫ٌ‬ ‫كأنهم‬
‫‪...........................................................................‬‬
‫أتمنعن ْي على يحي البكا َء‬ ‫منعت كالم يحي‬
‫َ‬ ‫أر ْيت ُ َك إن‬ ‫(‪) 2‬‬
‫وفي قلبي على يحي البال ُء‬ ‫ففي طرفي على يحي سهاد ٌ‬
‫‪.........................................................................‬‬
‫جبا ُل معاق ٍل ما ي ُْر تَقَ ْينَا‬ ‫تغلب أه ُل ٍ ّ‬
‫عز‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫اَل ْم َ‬
‫تر َّ‬ ‫(‪) 3‬‬
‫بأطراف القنا حتى َر ِو ْينَا‬ ‫تميم‬
‫شربنا من دماء بني ٍ‬

‫‪140‬‬
‫الضرورات الشعرية‬
‫تعريف الضرورات‪ :‬هي رخص أعطيت للشعراء دون الناثرين في مخالفة قواعد اللغة وأصولها‬
‫المألوفة‪ ،‬وذلك بهدف استقامة الوزن وجمال الصورة الشعرية‪ ،‬فيضطر الشاعر أحيانا للمحافظة‬
‫على ذلك إلى الخروج على قواعد اللغة من صرف ونحو‪...‬‬
‫وهذه الضرورات منها ضرورات الزيادة‪ ،‬وضرورات النقص‪ ،‬وضرورات التغيير‪ ،‬وإليك‬
‫طائفة منها‪:‬‬
‫أوال‪ :‬ضرورات الزيادة‪:‬‬
‫(‪ )0‬تنوين ما ال ينصرف‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫لي‬ ‫فقالت‪ :‬لك الويالتُ َ‬
‫إنك ُم ْر ِج ْ‬ ‫خدر عنيزةٍ‬
‫الخدر َ‬
‫َ‬ ‫ويوم دخلتُ‬
‫َ‬
‫ع َنيْزَ ة َ) لكنه صرف للضرورة‪.‬‬
‫(خد َْر ُ‬
‫واألصل ِ‬
‫ي‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫(‪ )5‬تنوين المنادى المبن ّ‬
‫مطر السال ُم‬
‫ُ‬ ‫عليك يا‬
‫َ‬ ‫وليس‬ ‫سال ُم هللاِ يا َم َ‬
‫ط ٌر عليها‬
‫نون للضرورة‪.‬‬ ‫واألصل (يا َم َ‬
‫ط ُر) لكنه َّ‬
‫(‪ )3‬مدُّ المقصور‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫فقر يدوم وال ِغنا ُء‬
‫فال ٌ‬ ‫سيغنيني الذي أغناك عني‬
‫واألصل (وال غنى) لكنه مدَّ للضرورة‪.‬‬
‫(‪ )4‬إشباع الحركة فينشأ عنها حرف مد من جنسها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫يف‬
‫الصيار ِ‬
‫ِ‬ ‫الدنانير تَ ْنقَاد ُ‬
‫ِ‬ ‫نَ ْف َ‬
‫ي‬ ‫تنف ْي يداها الحصى في ك ِّل هاجر ٍة‬
‫واألصل (الصيارف) لكنه أشبع للضرورة‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ضرورات النقص‪:‬‬
‫(‪ )0‬قصر الممدود‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫وإن ت َ َحنَّى ك ُّل عو ٍد ودَبِ ْر‬
‫ْ‬ ‫ص ْن َعا وإن طال ال َّ‬
‫س َف ْر‬ ‫البدَّ من َ‬
‫ص ْنعَا َء) لكنه قَ َ‬
‫ص َر للضرورة‪.‬‬ ‫واألصل ( َ‬
‫(‪ )5‬ترخيم غير المنادى مما يصلح للنداء‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫والخصر‬
‫ْ‬ ‫يف ب ُْن َما ٍل ليلة الجوع‬ ‫َ‬
‫ط ِر ُ‬ ‫لَنِ ْع َم الفتى تعشو إلى ضوء نار ِه‬

‫‪141‬‬
‫واألصل ( َمالِكٍ ) لكنه ر َّخم للضرورة‪.‬‬
‫(‪ )3‬ترك تنوين المنصرف‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫اس في َم ْج َم ِع‬
‫يفوقان ِم ْردَ َ‬
‫ِ‬ ‫حابس‬
‫ٌ‬ ‫ص ٌن وال‬
‫وما كان ِح ْ‬
‫سا) لكنه ترك التنوين للضرورة‪.‬‬
‫واألصل ( ِم ْردَا ً‬
‫(‪ )4‬تخفيف المشدد في القوافي‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫ال يدَّع ْي القو ُم أ ِنّي أفر‬ ‫وأبيك ا ْبنَةَ العامر ّ‬
‫يِ‬ ‫ِ‬ ‫فال‬
‫واألصل (أَفِ ّر) لكنه خفف للضرورة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬ضرورات التغيير‪:‬‬
‫(‪ )0‬قطع همزة الوصل‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الدهر م ِنّي ِ‬
‫وم ْن ُج ْم ِل‬ ‫ِ‬ ‫على َحدَث َ ِ‬
‫ان‬ ‫أال ال أرى ِإثْ َني ِْن أحسنَ شيمةً‬
‫واألصل (اثْنَي ِْن) لكنه قَ َ‬
‫ط َع للضرورة‪.‬‬
‫(‪ )5‬وصل همزة القطع‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫فر ْجتُه بالمكر م ِنّي والدها‬
‫َّ‬ ‫أمر معض ٍل‬
‫َيا ا َبا ال ُمغيرةِ ُربَّ ٍ‬
‫ص َل للضرورة‪.‬‬
‫واألصل ( َيا أ َبا) لكنه َو َ‬
‫(‪ )3‬فك المدغم‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫الناس ربًّا فا ْقبَ ِل‬
‫ِ‬ ‫أنت مليكُ‬
‫َ‬ ‫األجلَ ِل‬
‫يِ ْ‬ ‫الحمد ُ هللِ العل ّ‬
‫واألصل (األ َج ّل) لكنه فَ َّك للضرورة‪.‬‬
‫(‪ )4‬تقديم المعطوف‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫عليك ورحمةُ هللاِ السال ُم‬
‫ِ‬ ‫ق‬‫ت عر ٍ‬ ‫أال يا نخلةً من ذا ِ‬
‫المعطوف للضرورة‪.‬‬
‫َ‬ ‫(عليك السال ُم ورحمةُ هللاِ) لكنه قَدَّم‬
‫ِ‬ ‫واألصل‬
‫تدريبات‪:‬‬
‫ْ‬
‫بين مكان الضرورة‪ ،‬ثم وضحها واذكر نوعها في األبيات اآلتية‪:‬‬ ‫أوال‪:‬‬
‫وإن تَ َحنَّى ك ُّل عو ٍد ودَبِ ْر‬
‫ْ‬ ‫ص ْنعَا وإن طال ال َّ‬
‫س َف ْر‬ ‫البدَّ من َ‬ ‫(‪) 1‬‬
‫خفت من شيء تباال‬
‫َ‬ ‫إذا ما‬ ‫سك ك ُّل نفس‬
‫محمد ُ تف ِد نف َ‬ ‫(‪) 2‬‬
‫بما القت لبون بني زيا ِد‬ ‫ألم يأتي َْك واألنبا ُء ت َ ْن ِم ْي‬ ‫(‪) 3‬‬

‫‪142‬‬
‫رابعا‬
‫تقنيات التحرير األدبي‬
‫وتحليل النصوص‬

‫المقالة األدبية (التحرير األدبي)‪:‬‬

‫تعريفها – أقسامها‪ -‬منهجية كتابتها‪ -‬ماذج منها‬

‫‪143‬‬
‫صور ومواضيع استعمال عالمات الترقيم‬

‫سبق أن درست عالمات الترقيم في السنة األولى الثانوية‪ ،‬ولكن نظرا ألهمية هذا‬
‫الموضوع في نجاح الكاتب ووصوله الى هدفه ‪ ،‬نراجع معكم هذا الموضوع لزيادة تمكن‬
‫من هذا الفن الدقيق‪.‬‬
‫‪ -1‬الفاصلة (‪ : )،‬توضع بعد النداء‪ ،‬وبين أجزاء الجمل‬
‫مثال ‪ :‬يا باغي الخير‪ ،‬أقبل ‪ ،‬ويا باغي الشر‪ ،‬أقصر‪.‬‬
‫‪ -2‬الفاصلة المنقوطة (؛) ‪ :‬توضع بين جملتين إحداهما سبب حدوث األخرى‬
‫مثال ‪ :‬إن كنت مسافرا ً ؛ فودع أهلك‪.‬‬
‫‪ -3‬النقطة (‪ : ).‬توضع في نهاية الفقرة أو المعنى‬
‫مثال ‪ :‬خير الناس أنفعهم للناس‪.‬‬
‫‪ -3‬النقطتان (‪ : ):‬توضع قبل القول المنقول أو ما في معناه‬
‫المثال ‪:‬قال هللا تعالى ‪َ (( :‬علَ ْي ُك ْم أَنفُ َس ُك ْم))‪.‬‬
‫‪ -5‬عالمة الحذف (‪ : )...‬توضع للداللة على كالم محذوف من النص‬
‫مثال ‪ :‬وقف في ساحة المدرسة ‪ ...‬ثم أنشد‬
‫‪ -2‬عالمة االستفهام (؟) ‪ :‬توضع وكيف ‪ :‬بعد صيغة السؤال أو االستفهام‬
‫مثال ‪ :‬ما مهنتك؟‬
‫‪ -7‬عالمة التعجب (!) ‪ :‬توضع بعد كلمة أو جملة أو معنى متعجب منه‬
‫مثال ‪:‬ما أجمل أيام الربيع!‬
‫‪ -8‬عالمتا االقتباس ( " " ) ‪ :‬يوضع بينهما كالم منقول‬
‫المثال ‪ :‬قال رسول هللا ‪ -‬صلى هللا عليه وسلم ‪ " :-‬ال ضرر‪ ،‬وال ضرار "‪.‬‬
‫‪ -7‬الشرطة المعترضة ( ‪ : ) -‬توضع قبل وبعد الجملة االعتراضية‬
‫مثال ‪ :‬إني ‪ -‬والحمد هلل ‪ -‬بخير‪.‬‬
‫‪ -11‬القوسان الحاصرتان ( [ ] ) ‪ :‬يوضع بينهما كالم ليس من النص أصالً‪ ،‬أو زائد‬
‫عليه‪.‬‬
‫مثال ‪:‬إن فلسفة شوبنهور [ فيلسوف ألماني مشهور] تشبه فلسفة أبي العالء المعري‪.‬‬
‫‪ -11‬القوسان ( ( ) ) ‪ :‬يوضع بينهما أرقام أو مرجع داخل النص‬
‫مثال ‪ :‬خرجت فرنسا مدحورة من الجزائر عام (‪)1721‬‬

‫‪144‬‬
‫المقالة‬
‫تعريف المقال‪:‬‬
‫فن نثري يعرض الكاتب فيه قضية أو فكرة ما بطريقة منظماة ومشاوقة‪ ،‬وهاو محادود‬
‫الحجااام ال يتجااااوز فاااي أقصاااى حاالتاااه بضاااع صااافحات‪ ،‬لاااذلك ال يتوساااع الكاتاااب فاااي‬
‫الموضوع الذي يعرضه‪ ،‬إنما يقتصر على قضية أو فكرة محدودة‪.‬‬
‫وليس للمقال موضوع معاين فللكاتاب أن يعارض فياه أي موضاوع ساواء كاان دينياا أو‬
‫اجتماعيااا أو سياسااي أو تاريخيااا أو نقااديا أو غياار ذلااك ماان الموضااوعات التااي تتصاال‬
‫بمجاالت الحياة المختلفة‪.‬‬

‫أنواع المقال وخصائص كل منها‪:‬‬

‫المقالة األدبيةة ‪ :‬تعاالج موضاوعا مان موضاوعات الفان واألدب ماع إباراز القايم الفنياة‬
‫والجمالياااة لهاااذا الموضاااوع دون مراعااااة الموضاااوعية أو مطابقاااة‪ -‬الوصاااف للواقاااع‬
‫والتركيز بالمقابل على الخيال‪.‬‬
‫خصائصةةةها‪ - :‬االهتمااااام بالخياااال ‪ – .‬اسااااتخدام األلفاااااظ المنتقااااة المفعمااااة باإليحاااااء‬
‫والعبارات الجزلة – عمق األفكار ووضوحها – مالئمة اللغة للموضوع‬
‫المقالة االجتماعية ‪ :‬تعالج موضوعا اجتماعيا ( الفقر‪ ،‬اليتم‪ ،‬المرض‪ ،‬التاآزر‪ ،‬التاآخي‬
‫الكرم‪.‬‬
‫خصائصها‪ - :‬صحة العباارة ‪ ،‬واالعتمااد علاى المباشارة والتقريرياة – وضاوح الفكارة‬
‫وبساطة التعبير – تشخيص قضايا المجتمع وإعطاء الحلول الناجعة‪.‬‬
‫المقالة السياسية ‪ :‬ومواضيعها سياسية محضة كمسااندة الحكام أو الثاورة علياه‪ ،‬ونظام‬
‫الحكم والدعوة إلى التحرر ‪ ،‬والحديث عن الشهداء‪.‬‬
‫خصائص ةها‪ - :‬سااهولة األلفاااظ ووضااوح العبااارة – البعااد عاان التكلااف واالعتماااد علااى‬
‫التلقائية في التعبير – تقديم الحجج والبراهين لإلقناع‪.‬‬
‫المقالة النقديةة ‪ :‬وتطغاى عليهاا الجواناب النقدياة كالصاراع باين القادامى والمجاددين ‪،‬‬
‫السرقات األدبية ‪ ،‬النقد والناقد‪ ،‬الطبع والصنعة‪ ،‬الشكل والمضمون‪ ،‬الحداثة و التراث‪.‬‬
‫وعمومااا هااي كاال مااا يتضاامن دراسااة عنصاار ماان عناصاار األدب‪ :‬األفكااار‪ ،‬األساااليب‪،‬‬
‫العواطف‪ ،‬الخيال‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫خصائصها‪ - :‬االعتماد على الموضوعية في الطرح أي إبعاد الذاتية (العواطف) – قلاة‬
‫الخيال‪ -‬والصور البيانية – والبديع إال ما يرد عفويا – اعتماد أسلوب المقارنة أحيانا‬
‫المقالةةة العلميةةة ‪ :‬تعااالج موضااوعا ماان مواضاايع العلاام كالفلااك والجيولوجيااا والفيزياااء‬
‫والرياضيات‬
‫خصائصةةةها‪ - :‬االبتعااااد عااان الخياااال وألاااوان البياااان – اعتمااااد لغاااة المنطاااق واألرقاااام‬
‫والقياساااات والمقااادمات والنتاااائج – الساااهولة والوضاااوح – اعتمادهاااا علاااى الدقاااة و‬
‫الموضوعية‪.‬‬

‫أقسام المقال‬
‫يقساااام النقاااااد المقااااال إلااااى قساااامين همااااا ‪:‬المقااااال الااااذاتي ‪ -‬المقااااال الموضااااوعي‪.‬‬
‫أ ـ المقال الذاتي‪:‬‬
‫هو المقال الذي تظهر فيه شخصية الكاتب بشكل آسر وقوي من خالل عارض القضاايا‬
‫ممزوجة بمشاعره‪ ،‬أو عرض الكاتب لقضاياه الشخصاية‪ .‬ويساتخدم الكاتاب فاي المقاال‬
‫األسلوب األدبي المعروف‪ ،‬حياث يعتماد علاى اللغاة الرفيعاة والصاور الخيالياة المعبارة‬
‫واإليقاع المؤثر‪ .‬ويشبه المقال الاذاتي الشاعر الغناائي فاي تعبياره عان انفعااالت األدياب‬
‫وعواطفه دون أن يلتزم باألوزان والقوافي الخاصة بالشاع‪ .‬وقاد يساتخدم بعاض الكتااب‬
‫المحسنات البديعية كالجناس والطبااق والشاجع والمقابلاة ولكان دون تكلاف‪ .‬وكلماا كاان‬
‫الكاتب منساقا ً مع طبيعته بعيدا ً عن التصنع نجح في توصيل موضوعه إلى القراء‪.‬‬
‫ب المقال الموضوعي ‪:‬‬
‫وهو المقال الذي يبعد فيه الكاتب عواطفاه وقضااياه الشخصاية ويقادم الحقاائق كماا هاي‬
‫دون أن تتاادخل ميولااه الشخصااية فااي تقااديم تلااك الحقااائق‪ .‬ويسااتخدم الكاتااب فااي المقااال‬
‫الموضوعي األسلوب العلمي فيجمع مادتاه ـاـ وهاي فاي الغالاب مان العلاوم الطبيعياة أو‬
‫اإلنسااانية ـااـ ويرتبهااا ويعرضااها بصااورة منظمااة متسلساالة وبعبااارات واضااحة بساايطة‬
‫بعيدة عن اإليهام أو االختالف في التأويل‪ ،‬وال يهتم بالصور الخيالية أو اإليقاع لأللفاظ‬
‫والعبااارات‪ .‬وكلمااا يعنيااه أن يوصاال حقااائق الموضااوع الااذي يكتااب عنااه إلااى القااارئ‬
‫بسهولة‪ .‬ويجب التنبياه إلاى أن المقاال الموضاوعي إذا خاال مان جماال العارض ينقلاب‬
‫إلى حشد من المعلوماات الجافاة ‪ ,‬ومكان أجال تالفاي هاذا العياب يحارص كتااب المقاال‬
‫الموضوعي على حسان الصاياغة وجاودة األداء باإلضاافة إلاى ساالمة العباارة وصاحة‬
‫التركيب‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫أجزاء المقال الذاتي والموضوعي‪:‬‬

‫يقسم األدباء المقال سواء كان ذاتيا ً أو موضوعيا ً إلى ثالثة أجزاء وهي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬المقدمة‪ :‬هي المدخل التمهيدي لألفكار التي سيعرضها الكاتب في المقال) ويشترط‬
‫في مقدمة المقال أن تكون مناسبة لموضوع المقال ومشوقة وتهيء القارئ للموضوع‬
‫ب ‪ -‬العةةرض‪ :‬هااو األساالوب الااذي يقاادم فيااه الكاتااب قضاايته التااي يريااد أن يعرضااها‬
‫)ويشترط فيه أن يكاون مرتباا ً وأن تكاون فقراتاه متسلسالة ومتناساقة وأن يكاون أسالوبه‬
‫واضحا ً وجميالً‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬الخاتمة ‪ :‬وهي التي يلخص الكاتاب فيهاا موضاوعه أو يعارض فيهاا النتاائج التاي‬
‫توصل إليها وينبغي أن تكون مركزة وواضحة‬

‫السمات األسلوبية المشتركة بين جميع المقاالت‪:‬‬


‫أ ‪ -‬وضوح األسةلوب ‪ :‬وتجناب غرياب األلفااظ والترفاع عان األلفااظ العامياة المبتذلاة؛‬
‫ألن الهدف من المقال اإلقناع واإلمتاع ال الغموض واإللغاز ‪.‬‬
‫ب ‪ -‬قةةوة األسةةلوب ‪ :‬عاان طريااق البعااد عاان الخطااأ فااي القواعااد أو تنااافر الحااروف‬
‫وغرابة األلفاظ وقلق العبارات والحشو والتطويل في الجمل‪.‬‬
‫جةةـ ‪ -‬جمةةال األسةةلوب ‪ :‬باختيااار األلفاااظ المالئمااة للمعنااى والصااور والمحساانات غياار‬
‫المتكلفة‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫المقال الصحفي‬

‫تعريف المقال الصحفي‪:‬‬


‫يعد المقال الصحفي األداة الصحفية التي تعبر بشكل مباشر عن سياسة الصاحيفة وعان‬
‫آراء بعض كتابها في األحداث الجارية‪ ،‬وفى القضايا التي تشغل الرأي العام‪.‬‬
‫والمقال الصحفي قد ال يقتصر على شرح وتفسير األحداث والوقائع الجارية أو التعلياق‬
‫عليها وإنما قد يأتي كاتب المقال بفكرة جديدة لام تكان مطروحاة مان قبال مان شاأنها أن‬
‫تشغل الجمهور وتستحوذ على اهتمامه‪ ،‬وقد تدفع هاذه الفكارة فاي إلغااء تشاريع أو سان‬
‫قانون جديد يمس مصالح القراء أو تثير اهتمامهم ألي سبب من األسباب‬

‫والمقااال الصااحفي هااو فااي األصاال تعبياار مختصاار بالكلمااات حااول مسااألة معينااة بتبنااي‬
‫كاتبه وجهة نظر محددة تلميحا ً أو تصريحا ً‪.‬‬

‫أنواع المقاالت الصحفية‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬المقال االفتتاحي‪:‬‬


‫وهو يعد أهم فنون المقال الصحفي‪ ،‬وهو يقوم علاى وظيفاة الشارح والتفساير والتوجياه‬
‫معتمادا ً علاى األدلااة والشاواهد والباراهين والبيانااات للوصاول إلاى إقناااع القاراء وكسااب‬
‫تأييدهم للموضع الذي يطرحه في مقاله‪ .‬ويتميز المقال االفتتاحي بـ ‪:‬‬
‫)‪ (1‬التعبير عن سياسة الصحيفة بغض النظر عن توجهها والجهة التي تملكها‪.‬‬
‫)‪ (2‬متابعة الوقائع واألحداث اليومية على المستوى المحلى والدولي‪.‬‬
‫)‪ (3‬االهتمام بالقضايا التي تشغل انتباه الرأي العام‪.‬‬
‫)‪ (4‬إبراز الخلفية التاريخية لألحداث والقضايا واإلحاطة الكاملة بها‪.‬‬
‫(‪ )5‬استخدام اللغة السهلة البعيدة عن الغموض والمصطلحات الضخمة‪.‬‬
‫ومااان هناااا فاااإن المقاااال االفتتااااحي لااايس تعبيااارا ً عااان وجهاااة نظااار الكاتاااب‪ ،‬أو ترجماااة‬
‫النطباعاتاه الشخصاية وإنمااا هاو فااي حقيقاة األمار تعبياار عان سياسااة الصاحيفة‪ ،‬ولااذلك‬
‫فكثرا ً ما يأتي المقال االفتتاحي دون توقيع‪ ،‬ألنه منسوب في هذه الحالة للصحيفة وذلاك‬
‫بهااادف اإلقنااااع ولااايس مجااارد االساااتمالة العاطفياااة‪ ،‬وبالتاااالي فقاااد يعتماااد الكاتاااب علاااى‬
‫األرشااايف الصاااحفي ومصاااادر المعلوماااات بالصاااحيفة فضاااالً عااان قراءاتاااه العديااادة‬
‫ومعلوماته التي استطاع اكتسابها من طول فترة عمله بالصحيفة ‪.‬‬

‫‪148‬‬
‫أسس كتابة المقال االفتتاحي‪:‬‬
‫يأخذ المقال االفتتااحي هيئاة الهارم المعتادل والاذي يتضامن ثالثاة عناصار أساساية هاي‬
‫المقدمة‪ ،‬وجسم المقال‪ ،‬والخاتمة‪ ،‬فالمقال االفتتاحي غالباا ً ماا يحتاوى علاى مادخل يثيار‬
‫االنتباه إلى أهمياة الموضاوع الاذى يادور حولاه المقاال حياث تهادف المقدماة إلاى تهيئاة‬
‫ذهن القاارئ لتلقاى الماادة الصاحفية التاي يتناولهاا‪ ،‬أماا صالب المقاال فيتضامن الحقاائق‬
‫والمعلوماااات التاااي يؤكاااد عليهاااا الكاتاااب باألدلاااة والباااراهين وفاااق السياساااة التحريرياااة‬
‫للصحيفة‪.‬‬
‫والمقال االفتتاحي يكتبه رئايس التحريار أو كباار الكتااب بالصاحيفة مان أصاحاب الثقاة‬
‫وذات التوجه الذي يتطابق فيه ما يكتباه ماع السياساة التحريرياة للصاحيفة‪ .‬وكاان قاديما ً‬
‫يوقع كاتب المقال االفتتاحي باسمه أسفل المقال عندما كانت صحافة الرأي هاي التوجاه‬
‫الصحفي السائد في العالم‪ ،‬ولكن وبعد الحرب العالمية الثانية ظهرت الصحافة الخبرياة‬
‫وفيها أصبح المقال االفتتاحي تعبير عن توجه الصحيفة وليس شخصا ً بذاته‪.‬‬
‫والمقال االفتتاحي الجيد هاو الاذي يختاار موضاوعه بعناياة فائقاة مان ناحياة‪ ،‬ويكثار باه‬
‫األسانيد والدالئل والبراهين من ناحية أخرى‪.‬‬
‫وقااد كااان المقااال االفتتاااحي ياانهض بمهمااة القيااادة والزعامااة‪ ،‬وكااان وساايلة التوجيااه‬
‫واإلرشاااد وتكااوين الاارأي العااام‪ ،‬وال ياازال يلعااب دورا ً مهم اا ً فااي صااحافة الاارأي مثاال‬
‫صحيفة التايمز‪ ،‬اللوموند‪ ،‬ونيويورك تايمز وغيرها‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى فإن افتتاحيات بعض الصحف قد تؤخذ كدليل علاى اتجااه الحكوماات‬
‫فااي الاادول التااي تصاادر فيهااا الصااحف‪ .‬كمااا هااو الشااأن فااي مصاار فتاارة الخمسااينات‬
‫والستينات وبداياة السابعينات عنادما كاان األساتاذ محماد حسانين هيكال يكتاب مقالاه فاي‬
‫األهاارام بعنااوان "بصاراحة" ويتكااون المقااال االفتتاااحي ماان ثالثااة أجاازاء هااي‪ :‬المقدمااة‬
‫وهي مدخل مثير لالنتباه يعبر عن أهمية القضية أو المشاكلة المطروحاة فاي المقاال ثام‬
‫جسم المقال وهو يضم البيانات والمعلومات الموثقة بالشواهد واألسانيد ثم خاتمة المقال‬
‫وتحتاااوى علاااى خالصاااة األفكاااار واآلراء التاااي تصااال إليهاااا الصاااحيفة فاااي موضاااوع‬
‫المقال ‪.‬وعلى هذا فإن المقال االفتتاحي يأخذ غالبا ً القالب الهرمي المعتدل‪.10‬‬

‫‪ 10‬ـ ين م األيتات بنيماء صح يير وطنيير بارزير ام كتابة االاتتاحيات‬

‫‪149‬‬
‫ثانياً‪ :‬المقال العمودي‪:‬‬
‫اعتمدت الصحف منذ انتشارها حتى أوائل القرن العشرين على المقاال االفتتااحي الاذي‬
‫كاان طاويالً فاي البداياة ثاام أخاذ فاي التنااقص شايئا ً فشاايئا ً والمقاال العماودي هاو مساااحة‬
‫محاادودة ماان الصااحيفة ال تزيااد عاان عمااود تضااعه الصااحيفة تحاات تصاارف أحااد كبااار‬
‫الكتاب بها يعبر مان خاللاه عماا ياراه مان آراء وأفكاار وخاواطر وانطباعاات شخصاية‬
‫حول األحداث والقضايا‪ ،‬وهو في الغالب له مكاان ثابات ال يتغيار وينشار تحات عناوان‬
‫ثابات‪ ،‬وقااد يكااون كال ياوم‪ ،‬أو ربمااا كال أساابوع مثاال (حقاائق إلبااراهيم نااافع‪ ،‬ومواقااف‬
‫ألنيس منصور‪ ،‬من قريب لصالح منتصر‪ ،‬فكرة لمصطفى أمين…)‪.‬‬
‫المقال العمودي واالفتتاحي‪ :‬توجد العديد من االختالفاات باين المقاال العماودي والمقاال‬
‫االفتتاحي أهمها‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أن للمقال العمودي مكان ثابت في الصحيفة‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أن للمقال العمودي عنوان ثابت ال يتغير في الصحيفة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ أن المقال العمودي ليس شرطا ً أن يتفق على سياسة الصحيفة‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ أن المقال العمودي البد من توقيع صاحبه أسفله‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ أن المقال العمودي ينشر بانتظام (يومي – أسبوعي)‪.‬‬
‫وعلى هذا فإن العمود الصحفي يصاور شخصاية الكاتاب وأفكااره وأحاسيساه وتأمالتاه‪،‬‬
‫والكاتب يعتبر القراء بمثابة أصدقائه حين يفضي إليهم بكل ما يخطر علاى بالاه‪ ،‬أو ماا‬
‫يجيش في صدره من أفكار دون تكلف ‪.‬‬
‫ويمتاااز العمااود الصااحفي بخفااة الظاال وسااهولة األساالوب واسااتخدام الصاايغ االسااتفهامية‬
‫والتعجبية‪ ،‬كما أنه يمزج التعبير بالتهكم والسخرية مع الحكم واألمثال المتداولة‪.‬‬
‫وكاتب العمود الصحفي ال يتعمق في البحث كما يفعال المتخصصاون وكتااب المقااالت‬
‫التحليليااة‪ ،‬وإنمااا هااو يكتااب علااى فطرتااه وسااجيته كمااواطن يعاايش وسااط الناااس يفاارح‬
‫بفارحهم‪ ،‬ويتااألم إذا اشاتكوا‪ ،‬ولااذلك فهاو يهااتم أكثار بكاال ماا يهاام ويماس مشاااعر القااراء‬
‫وعواطفهم ‪.‬‬
‫أسس كتابة المقال العمودي‪:‬‬
‫يقوم بناء المقال العمودي على ثالثاة أجازاء‪ ،‬فالمقدماة هاي فاي األسااس مادخل وتمهياد‬
‫من الكاتب لموضوع مهم يتم تناوله في عموده‪ ،‬ثم ياأتي جسام العماود ليضام الحادث أو‬
‫الموضوع الذي يتم تناوله باألدلة والشواهد والبراهين‪.‬‬

‫‪150‬‬
‫أمااا خاتمااة المقااال العمااود فهااي خالصااة رأى الكاتااب فااي الموضااوع الااذي تناولااه فااي‬
‫عموده‪ ،‬ولذلك فإن المقال العمودي يقوم على القالب الهرمي المعتدل حيث السرد‬

‫ثالثاً‪ :‬المقال التحليلي‪:‬‬


‫يعد المقاال التحليلاي مان أبارز فناون المقاال الصاحفي وأكثرهاا تاأثيراً‪ ،‬وهاو يقاوم علاى‬
‫التحليل العميق لألحداث والقضايا والظواهر المختلفة التي تشغل الرأي العام‪.‬‬

‫ويقوم المقال التحليلي على تناول الوقائع واألحداث بالتفصيل ويربط بينها وبين أحداث‬
‫أخارى ثاام يساتنبط منهااا مااا ياراه ماان آراء واتجاهاات‪ ،‬وهااو فااي المعتااد ينشاار أساابوعيا ً‬
‫حيث تكون الفرصة متاحة أمام الكاتب للخوض فاي مختلاف مجااالت النشااط اإلنسااني‬
‫من سياسة واقتصاد‪ ،‬وثقافة وفكر وأدب ‪.‬‬

‫ويمكاان بالتااالي أن نميااز بااين المقااال التحليلااي واالفتتاااحي ماان النقاااط التاليااة (مساااحته‪،‬‬
‫مكانه‪ ،‬كاتبه)‪ ،‬حيث أن المقال التحليلي ال عالقة له بسياسة الصحيفة كما هو الحال في‬
‫المقااال االفتتااااحي‪ ،‬وبالتااالي فهنااااك مسااااحة أكباار لكاتاااب المقاااال التحليلااي فاااي تنااااول‬
‫الموضوعات والقضايا دون حذر أو خوف‪ ،‬بينما تاأتى المقااالت االفتتاحياة معبارة عان‬
‫توجه الصحيفة‪.‬‬

‫ويقوم المقال التحليلي على ارتباطه بحدث تجذب حيويته أذهان القراء وانتباههم‪.‬‬

‫أنواع المقال التحليلي‪ :‬ويتم ذلك وفق التقسيم الجغرافي والموضوعي للمقال التحليلي‪.‬‬

‫‪ 1‬ـ التقسيم الجغرافي‪:‬‬

‫ويضم المقال التحليلي المحلى‪ ،‬والقومي‪ ،‬والعالمي‪ ،‬فالمقال التحليلي المحلى وهو الاذي‬
‫يتناول القضايا والمشكالت داخل المجتمع الذي تصدر به الصحيفة‪.‬‬

‫أمااا المقااال القااومي‪ ،‬وهااو الااذي يتناااول المشااكالت والموضااوعات المرتبطااة بالبلاادان‬
‫العربية‪ ،‬أو اإلفريقياة بينماا المقاال العاالمي فهاو الاذي يتنااول قضاايا ومشاكالت تحادث‬
‫على نطاق دولي خارج المنطقة العربية‪.‬‬

‫‪151‬‬
‫‪ - 2‬التقسيم الموضوعي‪ :‬ويضم هذا التقسيم اآلتي‪ :‬المقال التحليلي السياساي‪ ،‬والاديني‪،‬‬
‫الرياضي‪ ،‬الثقافي‪ ،‬األدباي‪ ،‬االقتصاادي‪ ،‬العساكري‪ ،‬البرلمااني‪ .‬ويقاوم المقاال التحليلاي‬
‫بمجموعة من الوظائف هي‪:‬‬
‫أ ـ عرض وتحليل األحداث الجارية والكشف عن أبعادها‪.‬‬
‫ب ـ مناقشة وطرح القضايا والظواهر التي تشغل الرأي العام‪.‬‬
‫ج ـ التعبير عن السياسات واالتجاهات السائدة في المجتمع‪.‬‬

‫أسس كتابة المقال التحليلي‪:‬‬


‫يقوم المقال التحليلي على هيئة الهرم المعتدل ويضم ثالثاة أجازاء هاي المقدماة‪ ،‬وجسام‬
‫المقال والخاتمة‪ ،‬وبالنسبة للمقدمة يجاب أن تتضامن أبارز حادث مان األحاداث الجارياة‬
‫دون تفاصيل‪ ،‬وذلك حتى ال يصبح صلب المقال تكرار للمقدماة‪ ،‬أماا جسام المقاال فياتم‬
‫عرض المعلومات بالتفصيل بموضوعية مع إباراز الخلفياة التاريخياة للحادث الاذى ياتم‬
‫التعارض لاه بالمقااال وكشاف أبعااد الموضااوع ودالالتاه المختلفاة أمااا فاي خاتماة المقااال‬
‫التحليلي فهي تضم خالصة وجهة نظر الكاتب عن القضية والموضوع المطروح‪ ،‬وقاد‬
‫تأخااااذ الخاتمااااة صااااورا ً عدياااادة منهااااا النهايااااة الطريقااااة‪ ،‬واالقتباسااااية‪ ،‬والتصااااويرية‪،‬‬
‫والملخصة‪ ،‬والمثل والحكمة‪ ،‬والمقارنات ‪.‬‬

‫وعلى هذا يمكن القاول أن الخاتماة تعاد مان أهام العناصار الماؤثرة فاي المقاال التحليلاي‬
‫ذلك أنه آخر ما يطالعاه القاارئ مان المقاال‪ ،‬وآخار ماا يتارك لادى القاارئ انطباعاا ً عان‬
‫المقال وكاتبه‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬المقال النقدي‪:‬‬


‫وهو يقوم على عرض وتفسير وتحليل وتقييم اإلنتاج األدبي والفني والعلمي وذلاك مان‬
‫أجاال توعيااة القااارئ بأهميااة هااذا اإلنتاااج ومساااعدته فااي اختيااار مااا يقاارأه أو يشاااهده أو‬
‫يسمعه من هذا الكم الهائل من اإلنتاج األدباي والفناي والعلماي الاذي يتسام إنتاجاه يومياا ً‬
‫على المستوى القومي والدولي ‪.‬‬

‫ويختلااف فاان المقااال الصااحفي عاان المقااال األدبااي اختالف اا ً جوهري ااً‪ ،‬وذلااك ماان حيااث‬
‫الوظيفة والموضوع واللغة واألسلوب جميعاً‪ ،‬فمن الثابت أن المقاال األدباي يهادف إلاى‬
‫أغراض جمالية‪ ،‬ويتوخى درجة عالياة مان جماال العباارة‪ ،‬وذلاك كماا يتوخاهاا األدياب‬
‫الذي يرى الجمال غاية في ذاته‪ ،‬وغرضا ً يسعى إلى تحقيقه‪ ،‬أماا المقاال الصاحفي فإناه‬

‫‪152‬‬
‫يهدف أساسا ً إلى التعبير عن أمور اجتماعية وأفكار عملية بغية نقادها أو مادحها‪ ،‬وهاو‬
‫على كل حال يرمى إلى التعبير الواضح عن فكرة بعينها ‪.‬‬

‫وعلى هذا فإن المقال الصحفي عادة ما يهاتم بتفاصايل ماا يجارى مان األحاداث اليومياة‬
‫في المجتمع‪ ،‬واألحداث التي وقعت واإلحصاءات والبيانات الواردة من كل اتجاه حياث‬
‫يكاااون أكثااار اهتماماااا ً باألحاااداث وتفاصااايلها‪ ،‬أماااا المقاااال النقااادي فهاااو يتنااااول األرقاااام‬
‫واإلحصاءات بالنقد والتحليل‪.‬‬

‫ويتضاامن المقااال األدبااي مجاااالت عدياادة منهااا المساارح والسااينما والفنااون ماان تصااوير‬
‫ونحت‪ ،‬وكذلك اإلنتاج اإلذاعي والتليفزيوني‪ ،‬والقصصي واألشاعار واألغااني والكتاب‬
‫والمؤلفات في مختلاف التخصصاات مان سياساة واقتصااد‪ ،‬وتااريخ‪ ،‬واجتمااع‪ ،‬وطاب‪،‬‬
‫ورياضيات…‬
‫أسس بناء المقال النقدي‪:‬‬
‫يقوم بناء المقال النقادي علاى طريقاة الهارم المعتادل وهاو فاي ذلاك يصابح متشاابها ً ماع‬
‫المقال االفتتاحي والعمودي‪ ،‬من خالل ثالثة أجزاء هي‪:‬‬

‫‪ 0‬ـ المقدمة ‪ :‬وتتضمن القضية أو الفكارة التاي يطرحهاا الكاتاب‪ ،‬ساواء أكانات أدبياة‪،‬‬
‫أو فنية‪ ،‬أو علمية وفيها يتم تناول التجدياد والتطاوير الاذى أضاافه هاذا العمال الاذى ياتم‬
‫تناوله بالنقد وإقبال الجمهور عليه من عدمه‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ جسم المقال‪ :‬وهو يشتمل على عرض موضوع العمل الفناي أو األدباي أو العلماي‬
‫وتحليل وتفسير وشرح األبعاد المختلفة لاه‪ ،‬ماع مقارناة هاذا العمال اإلباداعي ماع غياره‬
‫من األعمال سواء كان ذلك على مستوى ما كتبه الكاتاب مان قبال‪ ،‬أو علاى مساتوى ماا‬
‫يتم عرضه‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ خاتمة المقال‪:‬‬
‫خامساً‪ :‬اليوميات الصحفية‪:‬‬
‫ومقاالت "اليوميات" تعاد أقارب إلاى فان العماود الصاحفي مان حياث التعبيار الشخصاي‬
‫الذى يتم عن تفكير صاحبه‪ ،‬وروح المذهب الذى يميل إليه‪ ،‬ونظرته إلى الحيااة‪ ،‬ساواء‬
‫كانت روحه سااخرة أو متواضاعة‪ ،‬أو متغطرساة أو متكبارة وقاد تتنااول اليومياات نقادا ً‬
‫سياسيا ً أو اجتماعياً‪ ،‬والكاتب هنا يعبر عن وجهة نظره‪ ،‬ال عان سياساة الصاحيفة التاي‬
‫يعمل بها ‪.‬‬

‫‪153‬‬
‫ولغة اليوميات تجمع شأنها شأن العماود الصاحفي باين بسااطة اللغاة الصاحفية‪ ،‬وجماال‬
‫اللغة األدبية‪ ،‬وكذلك في كونها تقوم على التجارب الذاتية للكاتب‪.‬‬
‫وتطبيقا ً على الصحف المصرية تعد جريدة (األخبار) هاي الصاحيفة المصارية الوحيادة‬
‫التي ما تزال تحتفظ بفن اليومياات بالصافحة األخيارة والتاي ماا تازال تفساح لاه مسااحة‬
‫كبيرة من صفحتها األخيرة‪ ،‬ومن كتابها عبد الرحمن األبنودى‪ ،‬جمال الغيطانى‪ ،‬سمير‬
‫سرحان‪ ،‬د‪ .‬محمد عمارة‪ ،‬نعم الباز‪ ،‬سناء فتح هللا‪.11‬‬
‫ومن مميزات اليوميات أنها تتنوع في موضوعاتها التي تصور الحياة اإلنسانية بمعناها‬
‫الواسع بخيرها وشرها‪ ،‬ويشترط في كاتب اليوميات أن يكون معروفا ً للناس من خاالل‬
‫مؤلفاته وإنتاجه الفكري واألدبي‪.‬‬

‫ماذج مقاالت أدبية‪ :‬راجع‬

‫‪ 0‬ـ ريالة الصحابة ليبد هللا بر المق ع ص حة ‪50‬‬

‫‪ 9‬ـ البخ لجاحظ ص حة ‪55‬‬

‫‪ 11‬ـ ين م األيتات بنيماء صح يير وطنيير بارزير ام كتابة اليوسيات‬

‫‪154‬‬
‫موذج مقال موضوعي‬

‫موضوعه‪ :‬الرشوة وهثارها االجتماعية واالقتصادية‬

‫ض ا عمااى السااموات واألرض والجبااال ااان َ َبيرَ أن‬ ‫لقااد َحم ا َ افنسااان األسان اةَ التاام عر َ‬
‫يحممنها‪ ،‬والواجب عمى هذا افنسان أن يؤدي األسانة عمى الوجه األكم ال َمطمو سناه‪،‬‬
‫ضايَي األسانااة ا اام تلااإ اساااد‬
‫ليَنااال بااذلإ رضااا هللا يااالى وإصالح المجتمااع‪ ،‬أسااا إتا َ‬
‫المجتمع واختلل نظاسه و َ َكإ عراه وأواصره ‪.‬‬

‫وإن سر حماية هللا يالى لهذه األسانة أن َحرم عمى عباده ك سا يكون يابباا لضاياعها أو‬
‫نقصها؛ احرم هللا الر وة وهم‪ :‬بذل المال لمتوص به إلى باط ‪ ،‬إسا بإعطااء البااتل ساا‬
‫لايس سار حقااه‪ ،‬أو بإع ائاه سار حااق واجاب عمياه‪ ،‬يقااول هللا ياالى‪{ :‬وال انكموا أسااوالكع‬
‫بينكع بالباط و دلوا بها إلى الحكام لتنكموا اريقاا سر أسوال الناس باافثع وأناتع يمماون}‬
‫[البقاارة‪ .]188:‬ويقااول هللا يااالى ااام تَم اليهااود‪{ :‬أكااالون لمسااح } [المائاادة‪ .]32:‬وال‬
‫إ أن الر وة سر السح كما اسر ابر سسيود رضم هللا عنه اآلية بذلإ‪.‬‬

‫َجي بيض اليمماء الر وة َ سر كبائر الذنو خاصة إتا كان تيماق باالحكع‪ ،‬وسماا يادل‬
‫عمى أن الر وة سر الكبائر ساا رواه الترساذي عار عباد هللا بار عمارو رضام هللا عنهماا‬
‫قااال‪( :‬لياار ريااول هللا صاامى هللا عميااه وياامع الرا اام والمر اام)‪ .‬وسيمااوم أن المي ار ال‬
‫يكون إال عمى تنب عظيع وسنكر كبير‪.‬‬

‫إتا َا َ ا الر ااوة ااام سجتمااع ساار المجتميااات ااال ااإ أنااه سجتمااع اايااد‪ ،‬سحكااوم عميااه‬
‫باليواقب الوخيمة‪ ،‬وبال َهلك الم َحقَق‪.‬‬

‫وسع األيف‪ ،‬لقد اقت َ َح َم الر وة الكءير سار الجواناب اام المجتمياات المختم اة حتاى لاع‬
‫َيكااد يساامع سنهااا سجااال ساار المجاااالت‪ ،‬وال ياايما ايمااا يساامى دول اليااالع الءالااث‪ .‬اهناااك‬
‫الر وة ام الحكع‪ ،‬ايقضم الحاكع لمر ال يستحق أو يمناع سار يساتحق أو يقادم َسار لايس‬
‫سر حقه أن يتقدم ويؤخر الجديرير بالتقدير والتقديع‪ ،‬أو يحابم اام حكماه لقراباة أو جااه‬
‫أو ر وة أكمها يحتاا‪ .‬كما كون الر وة ام ن يذ الحكع أي ا‬
‫ضا‪.‬‬

‫ضااا حيااث يقااوم ال ااخص بااداع الر ااوة لممسااؤول عاار‬


‫والر ااوة كااون ااام الوظااائف أي ا‬
‫الوظي ة اَي َيينه ر ع ايتحقا يره‪ ،‬وهذا بافضااة إلى أنه أكا لمحارام والساح ‪ ،‬اإناه‬
‫‪155‬‬
‫كذلإ خيانة لألسانة؛ حيث ينبغم أن يوظف األصمح واألك ان‪ ،‬قاال ياالى‪{ :‬إن خيار سار‬
‫ايتنجرت القوي األسير} [القصص‪.22:‬‬

‫آثارا خطيارة وعواقاب وخيماة عماى ال ارد والمجتماع‪ ،‬ويمكار أن نجما‬


‫لجريمة الر وة ا‬
‫بيضها ايما يمم‪:‬‬

‫اآلثةةار االجتماعيةةة ‪ :‬اادسير المباااد واألخاال الكريمااة‪ ،‬وانت ااار الظمااع وال ساااد ااام‬
‫المجتمع‪ ،‬ولد الحقد والكراهياة باير أااراد المجتماع‪ ،‬انيادام التيااون باير أااراد المجتماع‬
‫وافخلل بتمايإ الجماعة و دهور األخل وعدم االكت اء باالحلل‪ ،‬عادم جيا الرجا‬
‫المنايب ام المكان المنايبن‪ ،‬عدم ااعمية القانون والنظام‪ ،‬وعد الءقة بالمسئولير‪.‬‬

‫اآلثار االقتصادية ‪ :‬حرسان خ ينة الدولاة اام الكءيار سار الماوارد المالياة‪ ،‬انيكس يامبا ا‬
‫عمى جمب االيتءمارات‪ ،‬ازدياد الت اوت االجتماعم‪.‬‬

‫ولهذا البد سر وقاوف جمياع أبنااء الاوطر لمتصادي لمكااحاة هاذه الجريماة وسنيهاا وإنناا‬
‫نحتاج إلى الرقابة الصارسة‪ ،‬ولع ييد المجتمع يحتم المجاسماة والتراخام اام انن هاذه‬
‫الجريمة المدسرة لموطر والمواطر‪ ،‬وال حياة ألسة إال بمخمصيها واألواياء لها والياقدير‬
‫الي م عمى بنائها والك ام ياحة الواجب رجال وبناة ‪.‬‬

‫‪156‬‬
‫نموذج مقال د يني موضوعه ‪ /‬القرآن كالم هللا المنزل‬

‫كثير من المسلمين يعرفون هذه الحقيقة ولكن ال يعرفاون برهانهاا العقلاي‪ .‬توجاد العدياد‬
‫من الحجج إلثبات هذه الحقيقة‪.‬‬

‫ادال أن القاارآن الكااريم نالااه تحريفااات علااى ماار‬ ‫األولةةى‪ :‬حجااة مطابقااة المصااادر هااب جا ً‬
‫الزمن‪ .‬كان من الطبيعي نتيجةً لهذا أن نجد هنااك إصادارات كثيارة مان القارآن مختلفاة‬
‫عن بعضها البعض سوا ًء في ذاكرة الحافظين أو في النسخ المدونة‪ .‬وكان من الطبيعاي‬
‫أن يختلف المسلمون بعضهم مع بعض على القرآن كل يحاول االنتصار لنسخته‪ ،‬ولكن‬
‫هااذا لاام يحاادث فقااد اختلااف المساالمون فيمااا بياانهم وهلل الحمااد علااى كاال شااال تقريب اا ً عاادا‬
‫القرآن‪ .‬إذًا القرآن الذي بين أيدينا هو الذي كان بين يدي الرسول محمد صالى هللا علياه‬
‫وسلم‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬حجة حكمة الخالق في خلقه إن القرآن يقول في نصه أن النبي محمد صالى هللا‬
‫اَّللِ َوخَاات َ َم‬ ‫عليه وسلم هو آخر النبيين { َّما َكانَ ُم َح َّمدٌ أَبَاا أ َ َحا ٍد ِ ّمان ِ ّر َجاا ِل ُك ْم َولَ ِكان َّر ُ‬
‫ساو َل َّ‬
‫ش ْيءٍ َع ِلي ًما} [األحزاب‪.]31 :‬‬ ‫اَّللُ ِب ُك ِّل َ‬
‫النَّ ِب ِيّينَ َو َكانَ َّ‬

‫وحيث أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول فكون محمد صلى هللا علياه وسالم آخار‬
‫النبيين معناه أنه آخر الرسل (لو قال القرآن هنا آخر الرسل لكاان المعناى ال يساتبعد أن‬
‫يكون هناك نبي بعده) وحيث أن الكتاب الساماوية تبعاث لناا مان هللا عان طرياق الرسال‬
‫فإن معنى اآلية أن القرآن هو آخر كتب هللا السماوية‪.‬‬

‫اآلن هب أن هذه العبارة ليست حقيقية‪ ،‬فإن األمر من الخطورة بحيث أن حكمة الخاالق‬
‫تقتضي تبيين أن يثبت لنا أن هذه العبارة خاطئة وذلك عان طرياق إرساال رساول آخار‬
‫معه معجزة أقوى وأمضى من معجزة القرآن أو يقدر هللا وجود إصادارات متعاددة مان‬
‫القرآن حتى نشك في مصداقيته ولكن شيئًا من هذا لم يحدث وهذه النتيجة تؤدي بنا إلى‬
‫أن القرءان هو كتاب هللا الخاتم ً‬
‫فعال‪.‬‬

‫ضااا حكمااة هللا أيض اا ً تقتضااي أن يصااون كتابااه الخاااتم عاان التحريااف والعبااث وإال‬
‫وأي ً‬
‫النتفت الحكمة من الخلق ألن أحدًا من الناس لان يعارف علاى سابيل اليقاين لمااذا خلقناا‬
‫وما هو مطلوب منا فاي هاذه الحيااة‪ .‬إذن نساتنتج أن حكماة الخاالق تقتضاي أن القارءان‬
‫الذي بين أيدينا هو كالم هللا المصون من التحريف والعبث‪.‬‬

‫‪157‬‬
‫الثالثة‪ :‬حجة التواتر واإلعجاز إن القارآن هاو الكتااب الساماوي الوحياد الاذي نقال إليناا‬
‫عن طريق التواتر (هو ما بلغات رواتاه فاي الكثارة مبلغاا ً أحالات العاادة تواطاؤهم علاى‬
‫الكذب‪ ،‬واستمر ذلك في جميع الطبقات)‪ .‬ومان هاذا نساتنتج أن القارآن الاذي باين أيادينا‬
‫هو نفسه الذي كان في ذاكرة الرسول محماد صالى هللا علياه وسالم‪ .‬ولكان ماا أدراناا أن‬
‫القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الذي أُنزل علاى الرساول محماد صالى هللا علياه وسالم؟‬
‫اإلجابة ببساطة هي نفاس اإلجاباة التاي أقنعات العارب أن القارآن لايس مان تاأليف بشار‬
‫ً‬
‫إعجاازا لغويًاا حياث‬ ‫وهي اإلعجاز وإعجاز القرآن في عهد النبوة كان بالدرجة األولاى‬
‫أن العاارب الااذين كااانوا يتبااارون مااع بعضااهم الاابعض فااي مهااارتهم اللغويااة وبالغااتهم‬
‫إجبارا على أن يعترفوا أن القرآن لايس مان كاالم البشار ألن كاالم البشار يوجاد‬ ‫ً‬ ‫أُجبروا‬
‫بينه قاسم مشترك لم يجادوه فاي القارآن حتاى قاال الولياد بان المغيارة فاي وصافه عنادما‬
‫ساامعه وهللا إن لااه لحااالوة وإن عليااه لطااالوة وإن أساافله لمغاادق وإن أعاااله لمثماار وإنااه‬
‫ليعلو وال يعلى عليه وإنه ليحطم ما تحته وما يقول هذا بشر‪.‬‬

‫مقتصرا على اللغة وحسب بل على ناواحٍ شاتى ال يتساع‬‫ً‬ ‫أما اآلن فإعجاز القرآن لم يعد‬
‫المقام هنا لحصرها ومنها اإلعجاز العلمي والذي يثبت بدون أدنى شاك أن العارب ياوم‬
‫أنزل القرآن كان من المستحيل عليهم أن يصفوا ظواهر أبعد ما تكون عن خبرتهم بدقة‬
‫بالغة مثل مراحل تكوين الجناين كماا هاي ماذكورة فاي القارآن‪ .‬وهاذا يثبات مماا ال يادع‬
‫ثغرة ً للمراء أن القرآن الذي بين أيدينا هو نفسه الاذي أُنازل علاى الرساول محماد صالى‬
‫هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫الرابعة‪ :‬حجة اإلعجاز والتحدي دون التواتر هب أناك ال تادري عان أمار التاواتر شايئا ً‬
‫وأنك وجدت كتابًا موجود على منضدة يدعي أنه رسالة هللا إلينا ويحاتج علاى هاذا بهاذه‬
‫ب‬‫{وإِ ْن ُك ْنات ُ ْم فِاي َريْا ٍ‬ ‫اآليات في مواضع شتى منه ومنهاا علاى سابيل المثاال ال الحصار‪َ :‬‬
‫اَّلل ِإ ْن ُك ْن ات ُ ْم‬
‫ُون َّ ِ‬ ‫ان د ِ‬ ‫ش ا َهدَا َء ُك ْم ِما ْ‬ ‫عااوا ُ‬ ‫ان ِمثْ ِل ا ِه َوا ْد ُ‬ ‫اورةٍ ِما ْ‬ ‫سا َ‬ ‫ِم َّمااا ن ََّز ْلنَااا َعلَا داى َع ْب ا ِدنَا فَااأْتُوا ِب ُ‬
‫اورةٍ ِ ّمثْ ِلا ِه‬
‫سا َ‬ ‫ال فَااأْتُواْ بِ ُ‬‫صاا ِدقِينَ } [البقاارة‪ . ]23 :‬وفااي موضااع آخاار‪{ :‬أ َ ْم يَقُولُاونَ ا ْفتَا َاراهُ قُا ْ‬ ‫َ‬
‫صا ِد ِقينَ } [ياونس‪ . ]38 :‬وفاي موضاع آخار‪:‬‬ ‫اَّلل ِإن ُكنت ُ ْم َ‬ ‫ُون ّ ِ‬ ‫ط ْعتُم ِ ّمن د ِ‬ ‫عواْ َم ِن ا ْست َ َ‬ ‫َوا ْد ُ‬
‫ُون ّ ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ط ْعتُم ِ ّمان د ِ‬ ‫ان اسْات َ َ‬ ‫عواْ َم ِ‬ ‫ت َوا ْد ُ‬‫س َو ٍر ِ ّمثْ ِل ِه ُم ْفت َ َريَا ٍ‬‫{أ َ ْم يَقُولُونَ ا ْفت َ َراهُ قُ ْل فَأْتُواْ ِب َع ْش ِر ُ‬
‫نس َو ْال ِج ُّن َعلَى‬ ‫اإل ُ‬ ‫ت ِ‬ ‫صا ِدقِينَ } [هود‪ . ]13 :‬وفي موضع آخر‪{ :‬قُل لَّئِ ِن ْ‬
‫اجت َ َمعَ ِ‬ ‫إِن ُكنت ُ ْم َ‬
‫يارا} [اإلساراء‪:‬‬ ‫ظ ِه ً‬ ‫ض َ‬ ‫ضا ُه ْم ِلا َب ْع ٍ‬‫آن الَ َياأْتُونَ ِب ِمثْ ِلا ِه َولَ ْاو َكاانَ َب ْع ُ‬ ‫أَن َيأْتُواْ ِب ِمثْا ِل هَاذَا ْالقُ ْار ِ‬
‫‪ .]88‬ما هذا؟!‪ ،‬إن هذا الكتاب يقول أنه من عند هللا وأنه يستحيل على اإلناس والجانس‬
‫مجتمعين أن يأتوا بأقصر سورة من سوره ولكن لم ينجح أحد في هذا التحدي إلاى اآلن‬
‫(بالطبع ظهارت بعاض المحااوالت الخائباة علاى مار العصاور ولكنهاا كانات مفضاوحة‬
‫‪158‬‬
‫لمن عنده أدنى دراية بلغة العرب) إذن هذا إثبات كافٍ بأن هذا الكتاب الذي وجدته هو‬
‫من عند هللا ً‬
‫فعال‪.‬‬

‫الخامسة‪ :‬حجة اتفاقه ماع الانفس البشارية إن عادد حفااظ القارآن عان ظهار قلاب عنادما‬
‫يقااارن بعاادد حفاااظ نااص أي كتاااب علااى وجااه األرض تجااد أن نتيجااة المقارنااة تكااون‬
‫غريبة جدًا عن أن يكون هذا الكتاب من عند بشر‪ .‬والغريب أن الكثير الكثير من حفاظ‬
‫ً‬
‫أصاال‬ ‫القرآن منهم من هم األطفال الذين ال يفقهاون معانياه ومانهم مان هام ليساوا عربًاا‬
‫وال يمكاان تخياال أن هااذا يحاادث مااع أي كتاااب لاايس ماان عنااد هللا!‪ ،‬لماااذا؟! ألن التفسااير‬
‫الوحيد لهذه الظاهرة أن هذا الكتاب يتناغم مع الفطرة البشارية بشاكل ييسار جادًا عملياة‬
‫حفظه وهذا لكل من يحاول حفظه بالمقارنة بحفظ أي نص آخار! ماا معناى هاذا؟ معنااه‬
‫أنه ال بد وأن يكون من ألف القارآن هاو هاو مان خلاق البشار وذاكرتاه بحياث ُوجاد هاذا‬
‫التناغم تلقائيا ً وكأن القرءان محفور داخل نفوسنا وعقولنا وعملية الحفظ التاي نقاوم بهاا‬
‫ما هي إال عملية تذكر ال غير لشال أزلي موجود فينا ! فتأمل!‬

‫الخالصة‪ :‬أن القرآن الذي بين أيادينا اآلن هاو كاالم هللا المنازل وخااتم الكتاب الساماوية‬
‫والذي لم ينله أي تحريف‪ .‬وهللا تعالى أعلى وأعلم‪.‬‬

‫‪159‬‬
‫مقال اجتماعي‬

‫موضوعه ‪ /‬ظاهرة التدخين لدى المراهقين وأضراره عليهم‬

‫لقااد انتشاارت آفااة التاادخين بااين المااراهقين (ماان ‪ 17-12‬ساانة) حيااث أن نساابة الوفيااات‬
‫ترتفااع كاال ساانة إلااى حااوالي ‪ 111‬مراهااق فااي هااذا القاارن‪ ،‬وماان أهاام أسااباب تاادخين‬
‫المااراهقين هااي تساااهل الوالاادين‪ .‬و لقااد أثبتاات الدراسااات العلميااة حتااى اآلن أن التبااغ‬
‫يحتااوي علااى أكثاار ماان ‪ 3111‬مااادة سااامة وخطياارة‪ .‬ويتساابب التاادخين إلااى أمااراض‬
‫خطيرة كسرطان الرئة‪ ،‬و أمراض القلب و ‪..‬الخ‪.‬‬

‫انتشار التادخين باين الماراهقين‪ :‬لقاد أصابحت آفاة التادخين تنتشار باين الماراهقين‪ .‬فكال‬
‫مرة يشعل المدخن سيجارة تستهلك هذه السيجارة ما يقارب ‪ 21-5‬دقيقة من عمار هاذا‬
‫الشااخص‪ ،‬حيااث أن الماادخن الااذي يحاااول اختيااار دخااان بقطااران و نيكااوتين أقاال‪ ،‬يباادأ‬
‫بزيادة عدد السجاير المدخنة و كمياة استنشااق التباغ ليحصال علاى نفاس كمياة التادخين‬
‫بسجائر ذات محتوى أكثر‪ .‬حيث أن احصائيات القارن الماضاي تقاول ان عادد الوفياات‬
‫بسابب التادخين بلاغ ‪ 111‬مليااون شاخص و هاي مرشاحة فااي هاذا القارن لتصابح مليااار‬
‫شخص‪ ،‬بسبب ارتفاع عادد ساكان الكارة األرضاية و ازديااد نسابة المادخنين فاي العاالم‬
‫كله‪.‬‬

‫ويعتقد أكثر المراهقين أن التدخين يدخلهم عالم الكبار بسرعة أكثر‪ ،‬وكاأن فاي التادخين‬
‫إثباتا ً لرجولة المراهق أمام أصحابه‪ ،‬فهو لم يعد طفال ولذلك لم يعد يخاف على صاحته‬
‫ولم يعد يخشى أبويه‪ ،‬ولو أنه كثيرا ً ما يلجاأ إلاى الحيلاة كاي ال يكاون موضاع الشابهات‬
‫أمامهما‪ ،‬فإذا سألت األم ابنها بعاد دخولاه البيات وشَا ّمها لرائحاة التباغ مان مالبساه‪ :‬هال‬
‫كنت تدخن؟ فسرعان ما يجيب بالنفي مبررا ً بأن صديقه الذي كان يقود السيارة مدخن‪،‬‬
‫أو أن ناااادي األلعااااب اإللكترونياااة وصاااالة البليااااردو مملاااوءان بالمااادخنين‪ ،‬وتبااادأ األم‬
‫بالمراقبة وتحاول أن تخبار األب أو تخفاي عناه حساب شخصايته وعصابيته‪ ،‬والمشاكلة‬
‫كلها تكمن في عدم استقرار نفسية المراهق‪ ، ،‬وسبب تدخين المراهقين هم اآلباء الاذين‬
‫ياادفعون أبناااءهم دفع اا ً إلااى االنحااراف بساابب تشااديد القبضااة علاايهم ومااراقبتهم بشااكل‬
‫صااارخ وفااج‪ ،‬ومااع صااعوبة التعاماال مااع المراهااق كونااه لاايس طفااال يخضااع ألهلااه وال‬
‫راشدا ً يُعتمد علياه‪ ،‬فاإن اآلبااء ال يُعاذرون علاى جهلهام بأهمياة وضارورة الصاداقة ماع‬
‫المراهااق كااي ال يجااد فااي أصاادقاء السااوء عوضاا ً عاان االنتماااء المفقااود فااي البياات ‪ .‬أن‬
‫األطباء األلمان يعتبرون المدخنين مرضى ينبغي عالجهم‪ ،‬وهاذا ‪ -‬برأياي‪ -‬صاحيح إذا‬

‫‪160‬‬
‫وصل إلى حدّ اإلدماان‪ ،‬ألن نكاوتين الموجاود فاي لفاائف التباغ يناتج نوعاا ً مان اإلدماان‬
‫النفسي واالعتياد الفيزيائي‬

‫أسباب تدخين المراهقين و أضراره على صحتهم‪:‬‬


‫لقااد أثبتاات الدراسااات العلميااة حتااى اآلن أن التبااغ يحتااوي علااى أكثاار ماان ‪ 3111‬مااادة‬
‫سامة وخطيرة من أهمها أول أكسيد الكربون الذي يتسبب في انخفاض نسبة األكساجين‬
‫في الدم وبالتالي يؤثر سلبا على كفاءة وأداء جميع أجهازة الجسام دون اساتثناء ‪ ،‬وماادة‬
‫القطران من المواد المسرطنة وكذلك مادة النكوتين التي تؤدي إلى اإلدمان واالستمرار‬
‫في التدخين‬
‫لقد أثبتت التحاليل على أن السجائر تحتوى علي ‪ 33‬ماادة كيميائياة مساببة للسارطان و‬
‫يعتبر التدخين السبب المباشر في ‪ %78‬من سرطان الرئة ومعظام حااالت تمادد الرئاة‬
‫والتهاب القصبات الهوائية المزمن ‪ ،‬كما يؤدي إلى اإلصابة باأمراض القلاب و الجلطاة‬
‫الدماغية‪.‬‬
‫أصبح المراهق ينفق مبالغ كبيرة لشاراء التباغ كاان باإلمكاان االساتفادة منهاا فاي تاأمين‬
‫غذاء صحي واالستفادة منها في المشاركة في البرامج العلمية والمشااركة فاي األنشاطة‬
‫االجتماعية والترفيهية الهادفة‪ ،‬باإلضافة إلى أن التادخين ياؤدي بابعض الماراهقين إلاى‬
‫االنصراف وراء أعمال بسيطة ومؤقتة وقد تصل في بعض األحيان إلى حد االقتراض‬
‫من الغير أو السرقة لتأمين مبالغ ضئيلة لشراء التبغ وقاد ينقطعاون عان االساتمرار فاي‬
‫الدراسة ‪.‬‬
‫هناك عدة عوامل دون أن يكون ألي منها أفضلية أو أهمية خاصة على ما عداها ولكل‬
‫مراهااق دوافعااه الخاصااة التااي قااد تختلااف عاان دوافااع اآلخاارين‪ .‬وأهاام هااذه الاادوافع هااي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تساهل الوالـديـاـن‪ :‬عنادما يانغمس األهال فاي مثال هاذه العاادات يصاير ساهال علاى‬
‫الولد أن يعتقد بأن هذه السجائر ليست بهذه الخطورة و إال لما انغمس أهله وأقاربه فيها‬
‫وبهذا فإن األهل يشجعون أبنائهم عن سابق إصرار وتصميم على تدخين ‪.‬‬
‫‪ - 2‬الرغبة في المـغـامــــــــــرة‬
‫‪ - 3‬االقتناع بواسطة األصدقـاء‬
‫‪ - 3‬توفير السجائر‪ :‬وفقا ً لدراسة صدرت اتضح أن الماراهقين الاذين يشااهدون األفاالم‬
‫التي يكثر فيها التدخين؛ أكثر عرضة ثالث مرات إلدمان التدخين مقارناه باا لماراهقين‬
‫الذين يشاهدون عددا أقل من األفالم التي بها تدخين ‪.‬‬
‫‪161‬‬
‫وقد اتضح أيضا ـ أن نصف صغار السن من المراهقين الذين بدأوا التدخين فعلاوا ذلاك‬
‫بعد مشاهدتهم للتدخين في األفالم‪ .‬وأضافت أن الدراسة كشفت أن التدخين يُعارض فاي‬
‫األفالم بصورة تجذب الشباب للتدخين‪ ،‬وذلك بعرضهم ألبطال الشاب مان الشخصايات‬
‫المحبوبة لديهم وهم يدخنون‪.‬‬

‫ووفقا ً لإلحصائيات يبدأ يوميا ً ‪ 2151‬مراهق تراوح أعمارهم ما بين ‪ 17-12‬سنه فاي‬
‫التدخين‪ ،‬وثلث هؤالء يموتون مستقبالً بسبب أمراض لها عالقة بالتدخين‪.‬‬

‫‪162‬‬
‫خامسا ‪ :‬النحو‬

‫المءنى‬
‫الجماااو (ال ّماااذكر الساااالع ـ المؤناااث الساااالع ـ جماااع‬
‫التكسير) وإعرابها‬
‫األايال الخمسة وإعرابها‬
‫اللزم والمتيدي‬
‫ال اع ونائبه‬
‫حكع ننيث ال ي سع ال اع‬
‫الم اعي‬
‫الحال وأنواعه‬
‫التميي‬
‫االيتءناء‬
‫حروف الجر وسيانيها‬
‫افضااة‬

‫‪163‬‬
‫األسماء التي تعرب بالعالمات الفرعية‬

‫‪12‬‬
‫أوال‪ :‬األَسما ُء الخمسةُ وإعْرابُها‬

‫األمثلة‪:‬‬
‫القسم الثالث‬ ‫القسم الثاني‬ ‫القسم األول‬
‫رضينا عن أبي سعيد‬ ‫ودعنا أبا سعيد‬ ‫جاء أبو سعيد‬
‫يثق الناس بأبيك‬ ‫يجل الناس أباك‬ ‫أبوك طبيب ماهر‬
‫رضي الناس عن أبيك‬ ‫لعل أباك طبيب ماهر‬ ‫كان أبوك رجال حازما‬
‫يشكر الناس ألبي محمد‬ ‫إن أبا محمد رجل شريف‬ ‫لعل القادم أبو محمد‬

‫البحث‪:‬‬
‫كلمة "أب" في جميع األمثلة المتقدمة اسم‪ ،‬وهي مضافة في كل مثاال إلاى كلماة أخارى‬
‫غير الياء الَّتي تادُ ُّل علاى الماتكلم‪ ،‬وإذا تأملتهاا فاي جمياع تراكياب القسام األول وجادتها‬
‫مرفوعة؛ ألنها في التركيب األول فاعل‪ ،‬وفي الثاني مبتدأ‪ ،‬وفي الثالث اسم كاان‪ ،‬وفاي‬
‫الرابع خبر لعل‪.‬‬
‫وإذا تأملتها في القسم الثاني وجادتها منصاوبة فاي جمياع تراكيباه؛ ألنهاا مفعاول باه فاي‬
‫التركيبين األولين‪ .‬واسم لعل وإن في التركيبين األخيرين‪.‬‬
‫وإذا تأملتها في القسم الثالث وجدتها مجرورة في جميع التراكيب ألنها مسابوقة بحارف‬
‫من حروف الجر في كل مثال‪.‬‬
‫فما هي إذا عالمات الرفع والنصب والجر فيها؟ إذا تأملنا الكلمة "أب" فاي أمثلاة القسام‬
‫األول حيث هي مرفوعة‪ ،‬وجدنا الاواو تالزمهاا فاي جمياع التراكياب‪ ،‬وإذا تأملناهاا فاي‬
‫أمثلة القسم الثاني حيث هي منصوبة‪ ،‬وجدنا األلف تالزمها أيضا في جمياع التراكياب‪،‬‬
‫وإذا تأملناها في أمثلة القسم الثالث حيث هي مجرورة‪ ،‬وجادنا اليااء تالزمهاا أيضاا فاي‬
‫اواو هااي عالمااة رفعهااا‪ ،‬واأللااف هااي عالمااة‬ ‫جميااع التراكيااب؛ وإذا ال بااد ْ‬
‫أن تكااونَ الا ُ‬
‫نصبها‪ ،‬والياء هي عالمة جرها‪.‬‬
‫هذا وهناك أربعة أسماء أخرى‪ ،‬حكمها حكام هاذه الكلماة فاي إعرابهاا باالواو‪ ،‬واأللاف‪،‬‬
‫والياااء‪ ،‬رفع اا ً ونصاابا ً وجاارا ً وهااي‪ :‬أخ‪ ،‬وحاام‪ ،‬وفااو‪ ،‬وذو؛ بشاارط أن يكااون كاال منهااا‬
‫مضااافا لغياار ياااء المااتكلم‪ ،‬فتقااول‪ :‬هااذا أخااوك‪ ،‬ورأياات أخاااك‪ ،‬ورضاايت عاان أخيااك‪،‬‬
‫وهكذا‪ ،‬وتسمى هذه باألسماء الخمسة‪.‬‬

‫‪ - 12‬سبق أن درست األسماء الخمسة في ا األول الثانوي وقد جئنا به هنا للمراجعة ولتعميم الفائدة حول األسماء التي تعرب بالحروف نيابة عن‬
‫الحركات‪ .‬علما بأن ا ألسماء المعربة تنقسم إلى قسمين ما يعرب بالحركات وما يعرب بالحروف نيابة عن الحركات‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫القواعد‪:‬‬
‫األساااماء الخمساااة هاااي‪ :‬أب‪ ،‬وأخ‪ ،‬وحااام‪ ،‬وفاااو‪ ،‬وذو‪ .‬األساااماء الخمساااة ترفاااع باااالواو‪،‬‬
‫وتنصاب بااأللف‪ ،‬وتجار بالياااء‪ ،‬ويشاترط فاي إعرابهاا هااذا اإلعاراب أن تكاون مضااافة‬
‫لغير ياء المتكلم‪.‬‬

‫تمرين ‪:0‬‬
‫عين في الجمل اآلتية ما تراه من األسماء الخمسة مرفوعا ً أو منصوبا ً أو مجروراً‪،‬‬
‫وبين السبب وعالمة اإلعراب في كل‪:‬‬
‫‪ -1‬ذو المال محسود‪.‬‬
‫ض ْع أصبعك في فيك‪.‬‬ ‫‪ -2‬ال ت َ‬
‫عظم حما أخيك كما تعظم أباك‪.‬‬‫‪ّ ِ -3‬‬
‫‪ -3‬أبوك ذو جاه عظيم‪.‬‬
‫‪ -5‬احترم أخاك األكبر‪.‬‬
‫‪ -2‬اعطف على أخيك األصغر‪.‬‬
‫‪ -7‬ضع يدك على فيك عند التثاؤب‪.‬‬
‫‪ -8‬اغسل فاك بعد كل طعام‪.‬‬

‫تمرين ‪:5‬‬
‫‪ -1‬ائت بثالث جمل في كل منها اسم مرفوع من األسماء الخمسة‪.‬‬
‫‪ -2‬ائت بثالث جمل في كل منها اسم منصوب من األسماء الخمسة‪.‬‬
‫‪ -3‬ائت بثالث جمل في كل منها اسم مجرور من األسماء الخمسة‪.‬‬

‫تمرين ‪:3‬‬
‫‪ -1‬ضع كل اسم من األسماء الخمسة في جملتين بحيث يكون في إحداهما فاعالً وفي‬
‫األخرى مفعوالً به‪.‬‬
‫‪ -2‬ضع كل اسم من األسماء الخمسة في جملتين بحيث يكون في إحداهما مبتدأ وفي‬
‫األخرى خبراً‪.‬‬
‫‪ -3‬ضع كل اسم من األسماء الخمسة في جملتين بحيث يكون في إحداهما اسما ً إلن‬
‫وفي األخرى اسما ً ألصبح‪.‬‬
‫‪ -3‬ضع كل اسم من األسماء الخمسة في جملتين بحيث يكون في إحداهما مجرورا‬
‫بحرف جر وفي األخرى مجرورا ً باإلضافة‪.‬‬

‫‪165‬‬
‫تمرين ‪ 4‬في اإلعراب‪:‬‬

‫أ‪ -‬نموذج‪:‬‬
‫ي‪:‬‬‫‪ -1‬حضر أخو عل ّ‬
‫حضر‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح‪.‬‬
‫أخو‪ :‬فاعل مرفوع بالواو ألنه من األسماء الخمسة‪ ،‬وهو مضاف‪.‬‬
‫ي‪ :‬مضاف إليه مجرور بالكسرة‪.‬‬ ‫عل ّ‬

‫‪ -2‬أصبح محمد ذا يسار‪:‬‬


‫أصبح‪ :‬فعل ماض مبني على الفتح‪.‬‬
‫محمد‪ :‬اسم أصبح مرفوع بالضمة‪.‬‬
‫ذا‪ :‬خبر أصبح منصوب باأللف وهو مضاف‪.‬‬
‫يسار‪ :‬مضاف إليه مجرور بالكسرة‪.‬‬

‫ب‪ -‬أعرب الجمل اآلتية‪:‬‬


‫‪ -1‬أبو فريد رجل فاضل‪.‬‬
‫‪ -2‬ليت أخا صالح مقبل‪.‬‬
‫‪ -3‬يحب الناس كل ذي مروءة‪.‬‬

‫‪166‬‬
‫ثانيا‪ :‬إعراب المثنى‬

‫تعريف المثنى‪:‬‬

‫المثنى اسم معرب‪ ،‬دال على اثنين أو اثنتين‪ ،‬بزيادة في آخره‪ ،‬صالح للتجريد وعطف‬
‫مثله عليه‪.‬‬

‫ونالحظ أن هذا التعريف يشتمل على قيود وشروط‪ ،‬وهذا يعني أن الكلمة التي تفقد‬
‫أحد الشروط ال تسمى مثنى اصطالحا‪ ،‬ولو فهم منها خالف ذلك‪ ،‬وعلى هذا ليس من‬
‫باب المثنى ما يأتي‪:‬‬

‫أ – هذان وهاتان‪ ،‬واللذان واللتان‪ ،‬ألن أسماء اإلشارة واألسماء الموصولة مبنية‪.‬‬
‫ولكن هذه الكلمات األربع تعامل معاملة المثنى في صورة فقط‪ .‬أما إعرابها فإنها تبنى‬
‫على األلف في حالة الرفع وتبنى على الياء في حالتي النصب والجر‪ ،‬مثل قوله تعالى‪:‬‬
‫ّ‬
‫أضالنا من الجن واإلنس}‬ ‫‪{13‬فذانك برهانان من ربك} ومثل { ربنا أرنا اللذين‬
‫ب كلمات مثل‪ :‬شفع‪ ،‬زوج من الطيور‪ ،‬ليس مثنى في الحقيقة‪ ،‬ألنها ليس في آخرها‬
‫زيادة األلف والنون‪.‬‬

‫ج كلمات‪ :‬اثنان واثنتان وكال وكلتا ألنها ال يمكن تجريدها من عالمة تثنية بل هي‬
‫ملحقات بالمثنى وكذلك األعالم التي مثل زيدان وحسنين‪.‬‬

‫أما الكلمات مثل األبوان لألب واألم‪ ،‬القمران للشمس والقمر‪ ،‬الملوان لليل والنهار‪،‬‬
‫تسمى مثنى من باب التغليب فيعرب إعراب المثنى‪.‬‬

‫إعراب المثنى‪:‬‬
‫يعرب المثنى باأللف رفعا‪ ،‬وبالياء نصبا وجرا‪ ،‬فمثال الرفع قولع تعالى‪ :‬قال رجالن‬
‫من الذين يخافون انعم هللا عليهما } فكلمة ( رجالن) فاعل مرفوع باأللف ألنه مثنى‪،‬‬
‫ومثال النصب قوله تعالى‪ { :‬ألم نجعل له عينين ولسانا وشفتين وهديناه النجدين }‬
‫فالكلمات عينين وشفتين والنجدين‪ ،‬منصوبات بالياء ألنها ُمث َنَيات‪ ،‬وكل منها مفعول‬
‫به‪ ،‬ومثال الجر قولهم ‪ :‬المرء بأصغريه‪ :‬قلبه ولسانه فكلمة (بأصغريه) مثنى مجرور‬
‫بالياء وحذفت النون لإلضافة وكلمة ( قلبه) بدل بعض من كل مجرور بالكسرة‬
‫وكلمة لسانه معطوف على البدل مجرور‬

‫‪ 13‬إعرابه ال اء ‪:‬تان ايع إ ارة لممءنى سبينى عمى األلف ام سح راع ألنه سبتدأ والكاف حرف خطا سر جرف جر نر نسجرور والكاف‬
‫ضمير ام سج جر بافضااة‬

‫‪167‬‬
‫الملحق بالمثنى‪:‬‬

‫يلحق بالمثنى أنواع من الكلمات‪ ،‬ومعنى اإللحاق أنها تعرب إعراب المثنى فترفع‬
‫باللف‪ ،‬وتنصب وتجر بالياء‪ ،‬وإن فقدت بعض شروط التثنية‪ ،‬وهذه األنواع هي‪ :‬اثنان‬
‫واثنتان وكال وكلتا‪ ،‬وكذلك األعالم التي مثل زيدان وحسنين‬

‫‪168‬‬
‫ثالثا‪ :‬جمع المذكـر السالم‬

‫وال يجمع هذا الجمع إال العلم أو الصفة‪ ،‬مثل‪ :‬المحمدون‪ ،‬الطيبون‪ ،‬المؤمنون‪،‬‬
‫الخالدون‪.‬‬

‫أما االسم الجامد فال يجمع هذا الجمع في نحو‪ :‬رجل‪ ،‬قلم‪ ،‬مكتب‪ ،‬مجلس‪ ،‬مصباح‬
‫ولكل من العلم والصفة شروط خاصة عند ما يجمع هذا الجمع‪.‬‬

‫أ – شروط العلم‪( :‬أن يكون مذكرا‪ ،‬عاقال‪ ،‬وأن يكون خاليا من تاء التأنيث ومن‬
‫التركيب)‪ .‬فعلم المؤنث ال يجمع هذا الجمع‪ ،‬من نحو‪ :‬زينب‪ ،‬هند‪ ،‬وعلم المذكر‬
‫المختوم بتاء التأنيث ال يجمع هذا الجمع‪ ،‬من نحو‪ :‬طلحة‪ ،‬حمزة‪ ،‬عطية‪ .‬وعلم المذكر‬
‫لغير العاقل ال يجمع هذا الجمع‪ ،‬كما في أعالم بعض الحيوان‪ ،‬أو بعض المنازل أو‬
‫غيرها‪ ،‬مثل سابق والحق‪ .‬فاألول اسم حصان والثاني اسم كلب‪.‬‬

‫والعلم المركب تركيبا مزجيا ال يجمع هذا الجمع‪ ،‬من نحو‪ :‬سبيويه وبَ ْختَنَصر‪.‬‬

‫ب – شروط الوصف‪ :‬أن يكون لمذكر عاقل‪ ،‬وخاليا من التأنيث‪ ،‬ليس على وزن أفعل‬
‫الذي مؤنثه فعالء‪ ،‬وليس على وزن فعالن الذي مؤنثه فعلى‪ ،‬وليس مما يستوى فيه‬
‫المذكر والمؤنث‪.‬‬

‫‪ – 1‬فالوصف الذي للمؤنث ال يجمع هذا الجمع ولو كان خاليا من تاء التأنيث مثل‪:‬‬
‫امرأة عاقر‪ ،‬وامرأة مرضع وغيرهما من الصفات الخاصة بالنساء‪.‬‬

‫ش َج ٌر‪ ،‬ملتف‪،‬‬ ‫‪ – 2‬والوصف الذي لغير العاقل ال يجمع هذا الجمع مثل‪ :‬قَ ْ‬
‫ص ٌر‪َ ،‬‬
‫وسحاب‪ ،‬كثيف‪.‬‬

‫‪ – 3‬والوصف الذي على وزن أفعل ومؤنثه فعالء مثل‪ :‬أحمر‪ ،‬حمراء‪ ،‬أعرج‪،‬‬
‫عرجاء – ال يجمع هذا الجمع‪ ،‬وكذلك ما يشبهه من أنواع الصفة المشبهة‪.‬‬

‫أما الوصف الذي يستوي فيه المذكر والمؤنث ال يجمع جمع المذكر السالم‪ ،‬مثل‪ :‬قتيل‪،‬‬
‫جريح‪ ،‬ومثل‪ ،‬صبور غيور‪ 14،‬فهذه األمثلة ال تلحقها التاء‪ ،‬عندما يراد بها مؤنث‪،‬‬
‫فلفظها للنوعين سواء‪.‬‬

‫ام با التننيث‪ ،‬يذكر النح اة أن وزن (ايول) ال محقه التاء أبدا اهو بصيغة المذكر واحدة لممذكر والمؤنث انقول‪ :‬رج عجوز‪ ،‬اسرأة عجوزة‬
‫رج صبور‪ ،‬اسرأة صبورة‬

‫‪169‬‬
‫إعراب جمع المذكر السالم‪:‬‬

‫متى تحقق في االسم – علما كان أو صفة – الشروط التي ذكرنا آنفا‪ ،‬فانه يجمع جمع‬
‫المذكر السالم‪ ،‬ويكون إعرابه كما يلى‪:‬‬

‫‪ – 1‬في حالة الرفع بالواو‪ ،‬مثل قوله تعالى { قد افلح المؤمنون } فالمؤمنون فاعل‬
‫مرفوع بالواو ألنه جمع مذكر سالم‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في االسم المفرد‪.‬‬

‫‪ – 2‬في حالة النصب بالياء‪ ،‬مثل قوله تعالى‪ { :‬إن هللا يحب المحسنين } فالمحسنين‬
‫مفعول به منصوب وعالمة نصبه الياء‪ ،‬والنون عوض التنوين في االسم المفرد‪.‬‬

‫‪ – 3‬في حالة الجر بالياء‪ ،‬مثل قوله تعالى‪ { :‬من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا‬
‫هللا عليه } فالمؤمنين اسم مجرور وعالمة جره الياء‪ ،‬والنون عوض عن التنوين في‬
‫االسم المفرد‪.‬‬

‫الملحق بجمع مذكر السالم‪:‬‬


‫بعض الكلمات لم تستوف شروط جمع مذكر السالم‪ ،‬ولكنها تعامل معاملة هذا الجمع‬
‫من حيث اإلعراب ومنها‪:‬‬
‫‪ – 1‬ألفاظ العقود‪ ،‬وهي‪ :‬عشرون‪ ،‬ثالثون‪ ،‬أربعون‪ ،‬خمسون‪ ،‬ستون‪ ،‬سبعون‪،‬‬
‫ثمانون‪ ،‬تسعون‪,‬‬
‫ترفع بالواو‪ ،‬مثل ‪ :‬الصوم ثالثون يوما فكلمة ( ثالثون) خبر للمبتدأ مرفوع بالواو‪،‬‬
‫و(يوما ) تمييز‪ .‬وتنصب وتجر بالياء مثل ‪ :‬اشتريت ستين قلما بعشرين درهما‪ .‬فكلمة‬
‫(ستين ) مفعول به منصوب بالياء‪ ،‬وكلمة ( عشرين ) مجرور بالياء‪.‬‬

‫‪ – 2‬باب سنين‪ :‬وذلك هو الجمع المذكر ألي كلمة يتمثل فيها ما يلي‪:‬‬
‫كل اسم ثالثي حذفت المه وعوض عنها تاء التأنيث ولم يكسر نحو (عزين) وهي‬
‫جمع عزة‪ ،‬وهي الطائفة‪ ،‬فكلمة (عزة ) محذوفة الالم وقد عوض عنها تاء التأنيث في‬
‫آخرها‪ ،‬ولم يرد لها في اللغة جمع تكسير‪ ،‬ثم إنها ال تدل على عاقل دائما‪ ،‬كما أنها‬
‫مؤنثة ‪ .‬فقد فقدت كثيرا من شروط جمع المذكر السالم ولهذا كانت ملحقة به‪.‬‬
‫ومن هذا النوع (عضين) بمعنى متفرقة‪ .‬وقد ورد اللفظان في القرآن الكريم‪ ،‬في قوله‬
‫تعالى‪ { :‬عن اليمين وعن الشمال عزين } وقال أيضا { الذين جعلوا القرآن عضين}‬

‫‪170‬‬
‫كلمة ( سنين )‪:‬‬

‫هي مفردها سنة‪ ،‬وعند الجمع يمكن جمعها جمع مؤنث سالم‪ ،‬فنقول‪ :‬سنوات‪ ،‬ولكن‬
‫استعملتها اللغة العربية بجمع المذكر السالم أيضا‪ ،‬فتقول‪ ،‬سنون في حالة الرفع وسنين‬
‫في حالة الجر والنصب‪ ،‬ونقول مثال‪ ،‬مرت سنون كثيرة على الحرب فكلمة (سنون)‬
‫فاعل مرفوع بالواو ألنه ملحق بجمع مذكر سالم‪ ،‬في مثل‪ ،‬إن السنين تجري بسرعة‪،‬‬
‫فهي اسم إن منصوب بالياء‪ ،‬ومثل‪ ،‬لم أر صديقي منذ سنين‪ ،‬وعند اإلضافة تحذف‬
‫النون من (سنون وسنين) كغيرهما من جمع المذكر السالم‪ ،‬انتهت ِسنُو الحرب‪،‬‬
‫وتقول‪ ،‬سني الحرب‪.‬‬

‫‪ – 2‬بعض كلمات معينة محدودة وهي‪:‬‬


‫أ – أهلون‪ :‬مفرد أهل – وذلك ألنها ليست علما وال صفة وتحذف نونها عند اإلضافة‪،‬‬
‫وتعرب بالواو رفعا‪ ،‬وبالياء نصبا وجرا‪ ،‬مثل قوله تعالى ‪ { :‬شغلتنا أموالنا وأهلونا }‬
‫فأموالنا فاعل وأهلونا معطوف عليه مرفوع بالواو – نا – ضمير المتكلم مضاف‬
‫إليه في محل جر – في قوله تعالى ‪ { :‬من أوسط ما تطعمون أهليكم } فاهلكيم مفعول‬
‫به منصوب بالياء ‪ُ -‬كم ‪ -‬ضمير في محل جر إضافة‬

‫ب – عالمون – بفتح الالم – مفردها عالم بفتح الالم أيضا‪ ،‬وذلك ألنه يشمل العاقل‬
‫وغيره‪ ،‬وألنها ليست علما وال صفة‪ ،‬فترفع بالواو‪.‬‬

‫‪ – 2‬كلمة عليون‪ ،‬مفردها‪ِ ،‬علي‪ ،‬بتشديد الالم وتشديد الياء فترفع بالواو وتنصب‬
‫وتجر بالياء‪ ،‬قال هللا تعالى ‪ { :‬كال إن كتاب األبرار لفي عليين‪ ،‬وما أدراك ما عليون}‬
‫فهي في األولى مجرورة بالياء وفي الثانية مرفوعة بالواو ألنها خبر‪ ،‬ملحق بجمع‬
‫المذكر سالم‪.‬‬

‫‪ – 3‬كلمة ‪ :‬أرضون ‪ -‬مفردها أرض وذلك ألنها مؤنث غير عاقل‪ ،‬ثم إن الراء‬
‫تغيرت حالتها من السكون إلى الفتح‪ .‬فتقول في الرفع‪ ،‬أرضون‪ ،‬وفي النصب أرضين‪،‬‬
‫‪ 15‬وكذلك في الجر‪.‬‬
‫والجمع السالم سمي بذلك ألنه ال يتغير مفرده كما يتغير في جمع التكسير‪.‬‬

‫‪ 15‬لع يرد هذا الجمع ام القرآن الكريع ولكنه ورد ام ال ير‪ ،‬قال ال اعر‪:‬‬
‫هداد خطيب ه أعود سنبـــر‬ ‫لقد ضج األرضون إت قام سر بــنــى‬

‫‪171‬‬
‫رابعا‪ :‬جمع المؤنث السالم‬

‫تعريفه ‪:‬‬
‫كل اسم دل على ثالثة أشخاص‪ ،‬أو أشياء بزيادة ألف وتاء على آخره‪ ،‬مثل‪ :‬فاطمات ‪،‬‬
‫مرضعات ‪ ،‬عامالت ‪ ،‬حافالت ‪ ،‬استراحات وقوات ‪.‬‬

‫شروط جمع المؤنث السالم‪:‬‬

‫ال يجمع هذا الجمع إال األنواع اآلتية من الكلمات‪:‬‬

‫أ – ما آخره تاء التأنيث‪ ،‬سواء أكان علما أو غيره‪ ،‬مثل‪ :‬فاطمة‪ ،‬وتقول فاطمات‪،‬‬
‫ومثل طلحة‪ - ،‬للذكر‪ -‬تقول طلحات‪ ،‬ومثل ‪ :‬شجرة ‪ ،‬شجرات‬

‫ب – ما خال من التاء وكان وصفا لمؤنث‪ ،‬مثل‪ :‬مرضع‪ ،‬مرضعات‪ ،‬وعاقر وعاقرات‬

‫ج – ما آخره ألف التأنيث المقصورة‪َ ،‬علما مثل ‪ :‬ليـلى‪ ،‬ليليات‪ ،‬أو صفة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫كبرى‪ ،‬كبريات‬

‫د – العلم المؤنث الخالي من عالمات التأنيث‪ ،‬مثل ‪ :‬هند‪ ،‬هندات ‪ ،‬زينب زينبات‬

‫هـ – االسم المصغر لغير العاقل‪ ،‬مثل‪ :‬قليم‪ ،‬قليمات دريهم‪ ،‬دريهمات‬

‫و – األسماء الدالة على غير العاقل وليس لها جمع تكسير‪ ،‬مثل‪ :‬حمام‪ ،‬حمامات‪،‬‬
‫اصطبل‪ ،‬اصطبالت‬

‫أعراب جمع المذكر السالم‪:‬‬

‫يرفع بالضمة ويجر بالكسرة كاألسماء ولكنه ينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫إن الطالبات مهذبات‪ ،‬فكلمة (الطالبات) اسم منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ألنه‬
‫جمع مؤنث سالم‬

‫‪172‬‬
‫الملحق بجمع المؤنث السالم‪:‬‬

‫في اللغة العربية ألفاظ آخرها ألف وتاء وتدل على متعدد‪ ،‬وليس من جمع المؤنث‬
‫السالم‪ ،‬ولكنها تعامل معاملته في اإلعراب من حيث النصب بالكسرة نيابة عن الفتحة‪،‬‬
‫ومن ذلك ‪:‬‬

‫أ – كلمة أوالت ومعناها صاحبات وهي مؤنث أولو‪ ،‬وال بد من إضافتها إلى اسم‬
‫بعدها‪ ،‬قال هللا تعالى‪ { :‬وإن كن أوالت حمل فأنفقوا عليهن }‪. 16‬‬
‫سلَ ْحفاة‪ :‬حيوان من ذوا ت األربع‪ ،‬فتقول في النصب‪ :‬سخر هللا‬‫ب – ذوات – مثل ال ُ‬
‫لإلنسان ذوات األربع من الحيوانات‪ ،‬فكلمة ذوات منصوبة ألنها مفعول به‪ ،‬وعالمة‬
‫نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة ألنه ملحق بجمع المؤنث السالم‪ ،‬وكذلك كلمة بنات‪،‬‬
‫‪17‬‬
‫جمعا لكلمة بنت‬
‫وإنما كانت أوالت ملحقا ولم تكن جمعا ألنه ال مفرد لها من لفظها وكذلك ذوات‪ ،‬وإن‬
‫كان مفردها ذات‪ ،‬إال أنه تغير المفرد عند الجمع ‪.‬‬

‫‪ 16‬أوالت خبر كان سنصو بالكسرة نيابة عر ال تحة ‪ ،‬ألنه جمع سؤنث يالع‪ ،‬حم سضاف إليه‪ ،‬انن قوا القاء رابطة لجوا ال رط أن قوا اي أسر‬
‫والواو ااع ‪،‬والجممة ام سح ج م جوا ال رط‬
‫‪ 17‬ييتبر كءير سر النحويير كممة توات وكممة بنات جمع سؤنث يالع لكننا نرى أنها سر الممحق ألن الم رد تغير‬

‫‪173‬‬
‫خامسا‪ :‬الممنوع من الصرف‬

‫مثل أحمد وزين ومثل أحمد‪ ،‬وزيناب‪ ،‬ومثال غضابان وأكثار‪ ،‬ومثال مسااجد ومصاابيح‬
‫‪18‬‬
‫وهذا النوع من األسماء ال ينون‬

‫و إعرابه ‪:‬‬
‫يرفع بالضمة‪ ،‬وينصب بالفتحة‪ ،‬و لكنه ال يكسر في حالة الجر‪ ،‬بال يجار بالفتحاة نياباة‬
‫عاان الكساارة‪ ،‬فتقااول‪ :‬هااذه زينااب بالضام بااال تنااوين‪ ،‬و رأياات زينااب و مااررت بزينااب‬
‫بالفتح بال تنوين فيها‪ ،‬و منه قول تعالي "و اذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها‪.‬‬
‫ولكن إذا أضيف االسم الممنوع من الصرف أو دخلته اآللف ولالم فإناه يجار بالكسارة‪،‬‬
‫مثل‪ :‬في مساجد المدينة تضاء المصابيح‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬األسماء المعتلة‬


‫وهي على نوعين‪:‬‬

‫أ ـ االسم المقصور‪:‬‬
‫وهو ما كان في آخره ألف الزمة مفتوق ما قبلها‪ ،‬سواء أكان علما أو غيره أو منونا أو‬
‫غيره‪.‬‬
‫اللااف ال تقباال الحركااات وال‬ ‫الن ا ْ‬
‫و إعرابااه أننااا نقاادر عليااه جميااع عالمااات االعااراب‪ْ ،‬‬
‫الولاي محلهاا‬ ‫دخل للتنوين فاي ذلاك‪ ،‬مثالاه قولاه تعاالي ‪":‬إن الهادى هادى هللا "فالكلماة ا ْ‬
‫النها اسم إن وعالمته نصبها فتحاة مقادرة علاي األلاف للتعاذر‪ .‬والكلماة الثانياة‬ ‫النصب ْ‬
‫خبر إن محلها الرفاع وعالماة رفعهاا الضامة المقادرة علاي األلاف للتعاذر‪ .‬و مثال قولاه‬
‫تعالي ‪" :‬أولئك علي هدى من ربهم "فهدى" مجرورة بكسرة مقدرة علي األلف للتعذر‬

‫ب االسم المنقوص‬
‫و هو ما كان في آخر ياء الزمة مكساور ماا قبلهاا‪ ،‬مثال‪ :‬القاضاي والمكتفاي والمتاردي‬
‫والمستعلي‪.‬‬

‫‪ 18‬ـ ييتع ناول هذا البا بالتويع ام الءالث الءانوي‬

‫‪174‬‬
‫ويعرب على التفصيل األتي ‪:‬‬

‫‪.1‬إذا كان غير منون بأن كان بأل أو مضافا‪ .‬فإن الياء تثبت في آخاره‪ ،‬و تقادر عليهاا‬
‫الضاامة رفعااا‪ ،‬والكساارة جاارا‪ ،‬و لكاان تظهاار الفتحااة علااي الياااء‪ ،‬وذلااك لثقاال الضاامة‬
‫والكسرة علي الياء‪ ،‬ولخفة الفتحة علي الياء‪ ،‬مثل ‪:‬حكم القاضاي علاي لجااني‪ ،‬فااألولي‬
‫فاعل مرفوع بضامة مقادرة علاي اليااء للثقال‪ ،‬والثانياة اسام مجارور باالحرف وعالماة‬
‫جره كسرة مقادرة علاى اليااء للثقال‪ .‬ومثال‪ ،‬ياا حاادي اإلبال‪ ،‬فهاو مناادي منصاور ألناه‬
‫مضاف‪ ،‬وعالمة نصبه الفتحة الظاهرة‪.‬‬

‫‪ .2‬أما إذا تجرد المنقوص من أل واإلضافة‪ ،‬فإنه ينون وله األحوال األتية‪:‬‬

‫أااـ النصااب‪ ،‬و حينئااذ تظهاار الفتحااة علااي الياااء و تنااون ‪ ،‬مثاال ‪" :‬يظاال المعااروف باقيااا‬
‫لصاحبه‪ ،‬فكلمة باقيا خير يظل منصوبا بالفتحة الظاهرة كأي اسم أخار صاحيح األخار‪.‬‬
‫كما لو قلت ‪ :‬يظل المعروف نافعا لصاحبه‬

‫ب‪ .‬الرفع أو الجر‪ ،‬و حينئذ تحذف الياء‪ ،‬و ما قبلها يظل مكسورا‪ ،‬و لكناه يناون مثال ‪:‬‬
‫الماء صاف‪ .‬فكلمة صاف خير للمبتدء‪ ،‬مرفاوع بضامة مقادرة علاي اليااء المحذوفاة‪ .‬و‬
‫تقول‪ :‬اشتربت الخاتم بثمن الغال‪ .‬فكلمة غال‪ ،‬صفة مجرورة بكسارة مقادرة علاي اليااء‬
‫المحذوفة‬

‫‪175‬‬
‫جمــع التكسير‬

‫األمثلة‪:‬‬
‫حضر الرجال – تم عدد شهور العام – تظاهر العمال – يبيع التاجر أقمشة تتميز‬
‫بالجودة ‪ -‬لبس الالعبون النعال والقمصان‪.‬‬

‫تعريفه‪:‬‬
‫جمع التكسير هو ما دل على أكثر من اثنين بتغير في صورة مفرده‪.‬‬

‫إعرابه‪ :‬يعرب جمع التكسير إعراب االسم المفرد‪ ،‬بالضمة رفعا‪ ،‬وبالفتحة نصبا‪،‬‬
‫وبالكسرة جرا‪.‬‬

‫وأشهر أنواعه‬
‫شهور – دهــور – حصـــون‬ ‫فعُــول‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫أفئــدة – ألبســة – أنظمــــة‬ ‫أفعلــــة‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫عماَّل – صناع – قـــراء‬
‫ُ‬ ‫فعــــال‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫صغائر – كبائر – خمائل‬ ‫فعائل‪ ،‬مثــل‪:‬‬
‫أوالد – أشجار – أرباح‬ ‫أفعال‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫مصابيح – مواقيت – مضامين‬ ‫مفاعيل‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫أرجل – أنعــم – أشهــــر‬ ‫أفعـل‪ ،‬مثل ‪:‬‬
‫رسل – كتب‪.‬‬ ‫فعـل‪ ،‬مثل ‪:‬‬

‫‪176‬‬
‫األفعال الخمسة‬
‫تعريفه‪:‬‬
‫هي كل فعل مضارع أسند إلى ألف االثنين‪ ،‬أو واو الجماعة‪ ،‬أو ياء المخاطبة‪.‬‬

‫األمثلة ‪:‬‬
‫أ – تتقدم األمم والشعوب بالعلوم والمعارف‬
‫لن تتقدم األمم والشعوب إال بالعلوم والمعارف‬
‫لم تتقدم األمم والشعوب إال بالعلوم والمعارف‬

‫ب – أنتما تتقدمان بالعلوم والمعارف‬


‫أنتما لن تتقدما إال بالعلوم والمعارف‬
‫أنتما لم تتقدما إال بالعلوم والمعارف‬

‫ج – هما يحبان مواصلة البحث والدراسة‬


‫هما لن يحبا إال مواصلة البحث والدراسة‬
‫هما لم يحبا إال مواصلة البحث والدراسة‬
‫هما لن يحبا إال مواصلة البحث والدراسة‬

‫د – أنتم تعملون من أجل مستقبل وطنكم وأمتكم‬


‫أنتم لن تعلموا إال من اجل مستقبل وطنكم وأمتكم‬
‫أنتم لم تعملوا إال من أجل مستقبل وطنكم وأمتكم‬

‫هـ – هم يعملون من أجل رفعة وطنهم‬


‫هم لن يعملوا إال من أ جل رفعة وطنهم‬
‫هم لم يعملوا إال من أجل رفعة وطنهم‬

‫و – أنت يا ليلى تعملين من أجل رفعة وطنك‬


‫أنت يا ليلى لن تعملي إال من أجل رفعة وطنك‬
‫أنت يا ليلى لم تعملي إال من أجل رفعة وطنك‬

‫البحث ‪ :‬إذا تأملت أمثلة الطائفة (أ) وجدت ما تحته خط وهو كلمة (تتقدم) وهو فعل‬
‫مضارع صحيح األخر‪ ،‬أي ال يوجد في آخره حرف علة وغير مختوم بضمير بارز‪،‬‬
‫وكل فعل مضارع صحيح اآلخر وغير مختوم بضمير بارز يعرب بالحركات األصلية‬

‫‪177‬‬
‫الظاهرة‪ :‬أي الضمة في حالة الرفع‪ ،‬الفتحة في حالة النصب إذا سبقه ناصب والسكون‬
‫في حالة الجزم إذا سبقه جازم‪.‬‬
‫ويقال عنه –والحالة هذه – إنه فعل مضارع مرفوع أو منصوب أو مجزوم – كما‬
‫نالحظ في الكلمات التي تحتها خط في الطائفة (أ) ‪.‬أما إذا اتصل بآخره ألف االثنين‬
‫سواء في ذلك المبدوء بتاء المخاطب‪ ،‬كالمثال من الطائفة (ب) أم المبدوء بياء الغائب‬
‫أو بتاء الغائب‪ ،‬كالمثالين الثالث والرابع من نفس الطائفة أو اتصل بآخره ياء المخاطبة‬
‫كالمثال الخامس – فإنه في هذه الصور الخمس التي يسميها النحاة (األفعال الخمسة )‬
‫يكون مرفوعا بثبوت النون نيابة عن الضمة‪ ،‬ويكون منصوبا بحذف النون نيابة عن‬
‫الفتحة‪ ،‬ويكون مجزوما بحذف النون كذلك نيابة عن السكون‪ ،‬كما ترى في األمثلة (‬
‫من رقم ‪ ) 5 – 1‬من الطائفة (ب)‬

‫ومن هنا فإن األفعال الخمسة هي‪ :‬كل فعل مضارع اتصل بآخره ألف اثنين أو واو‬
‫الجماعة أو ياء المخاطبة وهي { تفعالن يفعالن تفعلون يفعلون تفعلين}‪.‬‬
‫إعرابه ‪ :‬يرفع بثبوت النون وينصب ويجزم بحذفها‪.‬‬

‫تدريبات‪ :‬عين فيما يأتي كل فعل من األفعال الخمسة وبين عالمة إعرابه‪.‬‬
‫‪ – 1‬يقول هللا تعالى‪ {:‬إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم‬
‫نارا وسيصلون سعيرا }‬
‫‪ – 2‬يقول تعالى‪ { :‬وال تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون}‬
‫‪ – 3‬ويقو ل هللا تعالى‪ { :‬إن هللا يأمركم أن تؤدوا األمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين‬
‫الناس أن تحكموا بالعدل}‬
‫‪ – 3‬يقول هللا تعالى ‪ { :‬وإن يريدوا ان يخدعوك فإن حسبك هللا }‬
‫‪ – 5‬يقول الشاعر‪:‬‬
‫إن كنت جاهلة بما لم تعملــــي‬ ‫هال سألت الخيــل يا ابنــة مــالك‬
‫هات في جمل مفيدة ثالثة أفعال من األفعال الخمسة بحيث تختلف أنواع النصب‬
‫والرفع والجزم فيها‬

‫‪178‬‬
‫الفعل الالزم والفعل المتعدي‬

‫ينقسم الفعل من حيث اللزوم والتعدي إلى قسمين ‪ :‬الفعل الالزم ـ الفعل المتعدي ‪.‬‬

‫أوال ـ الفعل الالزم‬


‫تعريفه ‪:‬‬
‫هو كل فعل ال يتجاوز فاعله ليأخذ مفعوال به‪ ،‬بل يكتفي بالفاعل‪ .‬مثل‪ :‬طال‪َ ،‬ح ُمر‪،‬‬
‫سن‪ ،‬تدحرج‪ ،‬تمزق‪ ،‬وسخ‪،‬‬ ‫ش َُرف‪َ ،‬ظ ُرف‪ ،‬ك َُرم‪ ،‬نهم‪ ،‬راح‪ ،‬اغتدى‪ ،‬انصرف‪َ ،‬ح ُ‬
‫اشمخر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫اطمأن‪ ،‬احرنجم‪،‬‬ ‫اقشعر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫اصفر‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ابيض‪،‬‬
‫ّ‬ ‫احمر‪ ،‬اسودّ‪،‬‬
‫ّ‬ ‫دنس‪ ،‬أنكر‪ ،‬انفلج ‪،‬‬
‫وما شابهها‬

‫أنواع الفعل الالزم‪:‬‬


‫أ ـ نوع من األفعال ال يتعدى فاعله مطلقا كما في األمثلة السابقة‪ ،‬أي ال ينصب‬
‫مفعوال به البتة‪ ،‬وال يتعدى لمفعوله بحرف الجر أيضا‪ ،‬ألنه ال يتوقف فهمه إال على‬
‫الفاعل وحده‪.‬‬

‫ب ـ نوع يكون متعديا‪ ،‬والزما‪ ،‬وهذا النوع يكثر في األفعال الثالثية المكسورة العين ـ‬
‫من باب فَ ِع َل ـ فإن دلت هذه الفعال على علل وأحزان وأمراض‪ ،‬وأضادها كانت‬
‫الزمة‪ .‬نحو‪ :‬مرض محمد‪ ،‬وسقم الرجل‪ ،‬وحزن علي‪ ،‬وبطر الجائع‪ ،‬وشهب الثوب‪،‬‬
‫وفرح الناجح‪ ،‬وفزع الطفل‪.‬‬

‫ج ـ نوع يتعدى لمفعوله بوساطة حرف الجر‪ ،‬وهذا النوع من األفعال ال يعتبر متعديا‬
‫على الوجه الصحيح‪ ،‬ألن الجار والمجرور الذي تعدى له الفعل الالزم ال يصح أن‬
‫يكون مفعوال به‪ ،‬وإنما الحق به ألن إعرابه الصحيح هو الجر‪.‬‬
‫نحو‪ :‬مررت بخالد‪ ،‬وسلمت على الضيف‪ ،‬وذهبت إلى مكة‪ ،‬وسافرت إلى الشام‪،‬‬
‫وتنزهت في الطائف‪ .‬فمتمم الجملة في األمثلة السابقة هو الجار والمجرور‪ ،‬وقد جعله‬
‫البعض في موضع النصب على المفعولية‪ ،‬وكأنهم علقوا شبه الجملة بمحذوف في‬
‫محل نصب مفعول به‪ ،‬وأرى الصواب أن شبه الجملة متعلق بالفعل قبله‪.‬‬

‫فاألصل في تعلق الجار والمجرور هو الفعل‪ ،‬أو ما يشبهه‪ ،‬كاسم الفاعل‪ ،‬أو اسم‬
‫المفعول‪ ،‬أو الصفة المشبهة‪ ،‬وإذا حذف المتعلق وكان كونا عاما فال يخرج‬

‫‪179‬‬
‫ثانيا ـ الفعل المتعدي‬

‫تعريفه ‪:‬‬
‫كل فعل يتجاوز فاعله ليأخذ مفعوال به أم أكثر‪ ،‬إذ إن فهمه ال يقف عند حدود الفاعل‪،‬‬
‫بل ال بد له من مفعول به ليكمل معناه بال وساطة‪ .‬نحو ‪ :‬أكل الجائع الطعام‪ ،‬وكسر‬
‫المهمل الزجاج ‪.‬‬

‫أنواعه ‪:‬‬
‫ينقسم الفعل المتعدي إلى ثالثة أنواع ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ فعل يتعدى إلى مفعول به واحد ‪ .‬وسنتحدث عنه مع المفعول به ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ فعل يتعدى إلى مفعولين ‪ ،‬وهذا النوع من األفعال ينقسم بدوره إلى قسمين ‪:‬‬
‫أ ـ ما يتعدى إلى مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ‪.‬‬
‫ب ـ ما يتعدى إلى مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ فعل يتعدى إلى ثالثة مفاعيل ‪.‬‬

‫األفعال المتعدية لمفعولين‬


‫تنقسم األفعال المتعدية لمفعولين إلى قسمين ‪ :‬ـ‬
‫‪ 1‬ـ أفعال تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أفعال تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر ‪.‬‬

‫أوال ـ األفعال التي تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر ‪.‬‬

‫" ظن وأخواتها "‪ :‬تنقسم ظن وأخواتها إلى ثالثة أنواع ‪ :‬ـ‬

‫النوع األول‪ :‬يشمل األفعال التالية ‪ :‬رأى علم ـ وجد ـ درى ـ تعلم ـ ألفى ‪ .‬وهذه‬
‫األفعال تدل على اليقين ‪ .‬فاألفعال التي سميت بأفعال اليقين أطلق عليها هذا االسم‬
‫ألنها تفيد تمام االعتقاد واليقين ‪ ،‬والتأكد بمعنى الجملة التي تدخل عليها ‪.‬‬
‫ومن أمثلتها ‪ :‬رأيت الصدق خير وسيلة للنجاح في الحياة‬

‫النوع الثاني‪ :‬ويشمل األفعال التالية ‪ :‬ظن ـ خال ـ حسب ـ زعم ـ عد ـ حجا ـ هب‪.‬‬
‫وتسمى هذه األفعال أفعال الرجحان ‪ .‬والنوعان معا يطلق عليهما أفعال القلوب‪ .‬أما‬
‫أفعال الرجحان فقد سميت بهذا االسم لكونها ترجح اليقين على الشك وهي ‪ :‬ظن ‪ :‬نحو‬
‫‪ :‬ظننت الجو معتدال ‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪ { :‬وإني ألظنك يا فرعون مبتورا }‪ .‬وقوله‬
‫تعالى ‪ { :‬وما أظن الساعة قائمة }‬

‫‪180‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬ويشمل األفعال التالية ‪ :‬صير ـ جعل ـ وهب ـ تخذ ـ اتخذ ـ ترك ـ رد‬
‫وهذا النوع يعرف بأفعال التحويل ‪.‬‬

‫ثانيا ـ األفعال التي تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر‬

‫من األفعال المتعدية لمفعولين ما بيس أصلهما المبتدأ والخبر اآلتي ‪ :‬كسا ‪ :‬نحو ‪:‬‬
‫كسوت البائس ثوبا ‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪ { :‬فكسونا العظام لحما } ‪ .‬وقوله تعالى ‪{ :‬ثم‬
‫نكسوها لحما }‪. 2‬‬
‫نالحظ أن ما تعدت إليه األفعال من مفاعيل لم يكن أصله المبتدأ والخبر ‪ ،‬ألننا إذا‬
‫فصلنا الفعل الناقص عن بقية الجملة ‪ ،‬نجد أن الجملة ال تعطينا مدلول االبتداء ‪،‬‬
‫واإلخبار ‪ ،‬ألنها ناقصة المعنى ‪ ،‬ويكمل معناها بإدخال الفعل عليها ليعمل في ركنيها‬
‫النصب ‪ ،‬ويكون المفعول األول فاعال في المعنى‪.‬‬

‫ثالثا ـ األفعال المتعدية لثالثة مفاعيل‬


‫من األفعال المتعدية لثالثة مفاعيل اآلتي ‪ :‬أرى ـ أعلم ـ حدَّث ـ نبَّأ ـ أنبأ ـ خبَّر ـ أخبر‬
‫‪ .‬وتنقسم األفعال السابقة إلى قسمين ‪:‬‬

‫القسم األول‪ :‬منها ما يتعدى لثالثة مفاعيل بوساطة الهمزة التي تعرف بهمزة النقل‪ ،‬أو‬
‫التعدية وهي‪ :‬الفعلين ‪ :‬أرى ‪ ،‬وأعلم ‪ .‬نحو ‪ :‬أرى والدك زيدا خالدا أخاك ‪.‬‬
‫ونحو ‪ :‬أعلمت عليا محمدا مسافرا ‪.‬‬
‫فالمفعول األول من هذه المفاعيل في المثالين السابقين كان في األصل فاعال ‪ ،‬وذلك‬
‫ي محمدا‬‫قبل أن يتعدى الفعل بالهمزة ‪ ،‬وأصل الكالم ‪ :‬رأى زيد خالدا أخاك ‪ .‬وعلم عل ّ‬
‫مسافرا ‪.‬‬
‫وقد يكون من " أرى " الناصبة لثالثة مفاعيل ‪ .‬قوله تعالى ‪ { :‬كذلك يريهم هللا أعمالهم‬
‫حسرات عليهم } ‪ .‬فالفعل " يرى " مضارع " أرى " ‪ ،‬ومفعوله األول الضمير‬
‫المتصل به ‪ ،‬وأعمالهم مفعوله الثاني ‪ ،‬وحسرات مفعوله الثالث كما ذكر الزمخشري ‪.‬‬
‫وقيل حسرات حال ‪.‬‬
‫وقوله تعالى ‪ { :‬فأروني ماذا خلق الذين من دونه } ‪.‬فالضمير في " أروني " مفعول‬
‫به أول ‪ ،‬وجملة ‪ :‬ماذا ‪ ...‬إلخ سدت مسد المفعولين اآلخرين ‪ .‬ومثله قوله تعالى ‪{ :‬‬
‫أروني ماذا خلقوا من األرض } ‪ .‬فجملة االستفهام سدت مسد المفعولين اآلخرين ‪،‬‬
‫والضمير في " أروني " المفعول األول ‪.‬‬

‫‪181‬‬
‫القسم الثاني‪:‬‬
‫أما األفعال الخمسة األخرى (حدَّث ـ نبَّأ ـ أنبأ ـ خبَّر ـ أخبر) فتتعدى إلى ثالثة مفاعيل‬
‫بال وساطة ‪ ،‬مثل ‪ :‬حدَّث ‪ :‬نحو ‪ :‬حدث إبراهيم محمدا موجودا ‪.‬‬
‫نبَّأ ـ كقول كعب بن زهير ‪:‬‬
‫نبئت أن رسول هللا أوعدني والعفو عند رسول هللا مأمول‬

‫فوائد وتنبيهات‬
‫أوال ـ يمكن تعدية الفعل إذا كان الزما بواحدة مما يأتي ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ الهمزة ‪ ،‬نحو ‪ :‬جلس الطالب ‪ .‬نقول ‪ :‬أجلست الطالب ‪.‬‬


‫فأصبح الفاعل مفعوال لتعدي الفعل بوساطة همزة التعدية " النقل " ‪ ،‬وفي هذه الحالة‬
‫تعدى الفعل لمفعول به واحد ألنه الزم في األصل ‪.‬‬
‫وإذا كان الفعل متعديا في األصل إلى مفعول به واحد تعدى بالهمزة إلى مفعولين ‪،‬‬
‫وإذا كان متعديا لمفعولين يتعدى بالهمزة إلى ثالثة مفاعيل ‪.‬‬
‫مثل ‪ :‬علم وأعلم ‪ ،‬ورأى وأرى ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ تضعيف عين الفعل نحو ‪ :‬عظم القائد ‪ .‬نقول بعد التضعيف ‪ :‬عظمت القائد ‪.‬‬
‫فعندما ضعفنا عينه تعدى إلى المفعول الذي كان في األصل فاعال ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ يتعدى الفعل إذا كان الزما بنقله من زنة " فعل " إلى " فاعل " ‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬مشى صاحب الخلق الحسن ‪ .‬نقول ‪ :‬ماشيت صاحب الخلق الحسن ‪.‬‬
‫ومن زنة " فعل " إلى " استفعل " ‪ .‬نحو ‪ :‬خرج الماء من البئر ‪.‬‬

‫‪182‬‬
‫الفــاعل‬
‫تعريفه ‪:‬‬
‫اسم مرفوع يأتي بعد فعل مبني للمعلوم ‪ ،‬ويدل على من فعل الفعل ‪ .‬نحو ‪ :‬سافر‬
‫الحجاج ‪ ،‬ونحو ‪ :‬حضر القاضي ‪ .‬ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬إن تستفتحوا فقد جاءكم‬
‫الفتح} ‪.‬‬

‫حكمه ‪:‬‬
‫يكون الفاعل مرفوعا دائما ‪ ،‬غير أنه قد يسبق بحر جر زائد فيجر لفظا ‪ ،‬ويرفع محال‬
‫‪.‬‬
‫نحو قوله تعالى ‪ { :‬وكفى باهلل شهيدا } ‪ .‬وقوله تعالى ‪ { :‬كفى باهلل نصيرا } ‪.‬‬

‫أنواعه ‪ :‬ينقسم الفاعل إلى ثالثة أنواع ‪ :‬ـ‬

‫‪ 1‬ـ اسم ظاهر ‪ :‬نحو ‪ :‬غزا العالم الفضاء في القرن العشرين ‪.‬العالم ‪ :‬فاعل ‪ .‬نوعه ‪:‬‬
‫اسم ظاهر ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ضمير بأنواعه ‪ :‬متصل ‪ .‬نحو ‪ :‬عاقبت المسيء ‪ .‬مستتر ‪ .‬نحو ‪ :‬محمد سافر ‪.‬‬
‫التقدير ‪ :‬سافر هو ‪ " .‬التاء " في عاقبت ضمير متصل في محل رفع فاعل ‪ .‬و " هو "‬
‫في سافر ضمير مستتر في األصل في محل رفع فاعل ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ المؤول‪:‬‬
‫يأن للذين‬
‫أ ـ أن يكون مؤوال من حرف مصدري والفعل ‪ .‬نحو قوله تعالى ‪ { :‬ألم ِ‬
‫آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر هللا } ‪ .‬وتقدير الفاعل المصر المؤول بالصريح " خشوع‬
‫"‪.‬‬

‫ب ـ أن يكون مؤوال من أن ومعموليها ‪ .‬نحو ‪ :‬أعجبني َّ‬


‫أن النظام مستتب ‪.‬‬
‫والتقدير ‪ :‬استتباب النظام ‪.‬‬

‫العامل في الفاعل ‪:‬‬


‫ينقسم العامل في الفاعل إلى قسمين ‪ :‬ـ‬
‫‪ 1‬ـ عامل صريح وهو ‪ :‬الفعل ‪ ،‬كما في جميع األمثلة السابقة ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ عامل مؤول وهو على خمسة أنواع ‪:‬‬

‫أ ـ اسم الفعل ‪ .‬نحو ‪ :‬هيهات التقهقر بعد اليوم ‪.‬هيهات ‪ :‬اسم فعل ماض مبني على‬
‫الفتح بمعنى " َبعُدَ " ‪ .‬التقهقر ‪ :‬فاعل مرفوع بالضمة ‪.‬‬
‫‪183‬‬
‫ب ـ المصدر ‪ .‬نحو ‪ :‬عجبت من إهمالك درسك ‪ .‬من إهمالك ‪ :‬جار ومجرور ‪،‬‬
‫والكاف ضمير متصل في محل جر مضاف إليه ‪.‬درسك ‪ :‬مفعول به منصوب ‪،‬‬
‫ودرس مضاف ‪ ،‬والضمير المتصل في محل جر باإلضافة ‪ ،‬والفاعل ضمير مستتر‬
‫تقديره ‪ :‬أنت ‪ .‬أي ‪ :‬من أنك أهملت درسك ‪.‬‬

‫ج ـ اسم الفاعل ‪ .‬نحو ‪ :‬أعارف الدليل دروب الصحراء ‪.‬ومنه قوله تعالى { يخرج به‬
‫زرعا مختلفا ألوانه } ‪.‬‬

‫د ـ اسم التفضيل ‪ .‬نحو ‪ :‬لم أر تلميذا أجدر به الثناء من المجتهد ‪ .‬فالثناء فاعل السم‬
‫التفضيل " أجدر " ‪.‬‬

‫هـ ـ الصفة المشبهة ‪ .‬نحو ‪ :‬محمد حسن وجهه ‪ ،‬والعنب حلو مذاقه ‪.‬‬
‫فوجهه فاعل للصفة المشبهة " حسن " ‪.‬‬

‫أحكام الفاعل ‪:‬‬

‫للفاعل ثالثة أحكام هي ‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ ال يتقدم الفاعل على فعله ‪ ،‬فال يجوز أن نقول في " قام أخوك " أخوك قام ‪ ،‬ولكن‬
‫نقول أخوك قام هو ‪ ،‬على اعتبار أن " هو " ضمير مستتر في محل رفع فاعل لقام ‪،‬‬
‫والجملة الفعلية في محل رفع خبر للمبتدأ " أخوك " ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ ال يثنى الفعل مع الفاعل المثنى ‪ ،‬وال يجمع مع الفاعل الجمع ‪.‬فال يصح أن نقول‬
‫مثال ‪ :‬جاءا الطالبان ‪ ،‬ونقول ‪ :‬جاء الطالبان ‪.‬ألنه ال يصح أن يأخذ الفعل فاعلين‬
‫األول ‪ :‬ألف االثنين ‪ ،‬والثاني ‪ :‬الطالبان ‪.‬وكذلك ال يصح أن نقول ‪ :‬صافحوا‬
‫المدرسون مدير المدرسة ‪.‬‬
‫ونقول ‪ :‬صافح المدرسون مدير المدرسة ‪ .‬وما ينطبق على التثنية ينطبق على الجمع ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ إذا كان الفعل مؤنثا لحق عامله عالمة التأنيث الساكنة إن كان العامل فعال ماضيا‬
‫‪ .‬نحو‪ :‬قامت هند ‪ ،‬وحضرت فاطمة ‪.‬أو المتحركة إذا كان عامله وصفا مشتقا ‪ .‬نحو ‪:‬‬
‫محمد قائمة أ ّمه ‪.‬‬

‫‪184‬‬
‫وجوب تأنيث الفعل مع الفاعل ‪:‬‬

‫يجب تأنيث الفعل مع الفاعل في موضعين ‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ إذا كان الفاعل مؤنثا حقيقي التأنيث ظاهرا متصال بفعله المتصرف ‪ ،‬وسواء‬
‫أكان مفردا ‪ ،‬أم مثنى ‪ ،‬أم جمع مؤنث سالما ‪.‬نحو ‪ :‬ذهبت آمنة إلى السوق ‪ .‬ومنه‬
‫قوله تعالى ‪{ :‬إذ قالت امرأة عمران رب إني نذرت لك ما في بطني } ‪ .‬وقوله تعالى ‪:‬‬
‫{ قالت نملة يأيها النمل ادخلوا مساكنكم } ‪.‬ومنه قول كعب بن زهير ‪:‬‬
‫بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول‬

‫‪ 2‬ـ أن يكون الفاعل ضميرا عائدا على مؤنث حقيقي التأنيث ‪ ،‬أو مجازي التأنيث ‪.‬‬
‫نحو ‪ :‬مريم قامت ‪ ،‬والتقدير ‪ :‬قامت هي ‪ .‬ونحو ‪ :‬الشمس أشرقت ‪ ،‬والتقدير ‪:‬‬
‫أشرقت هي ‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪ { :‬قالت إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ما سقيت لنا } ‪.‬‬
‫وقوله تعالى ‪ { :‬إذا السماء انشقت وأذنت لربها وحقت } ‪.‬‬

‫جواز تأنيث الفعل مع الفاعل ‪:‬‬


‫يجوز تأنيث الفعل مع الفاعل في المواضع التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ إذا كان الفاعل المؤنث اسما ظاهرا مجازي التأنيث ‪ .‬نحو ‪ :‬طلعت الشمس ‪،‬‬
‫وطلع الشمس ‪.‬ـ ومنه قوله تعالى ‪ { :‬قد جاءتكم موعظة }‪ .‬والوجه األول أحسن لغلبة‬
‫معنى التأنيث على الفاعل " شمس "‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أن يكون الفاعل اسما ظاهرا حقيقي التأنيث‪ ،‬منفصال عن فعله بغير " إال " ‪ .‬نحو‬
‫‪ :‬حضرت إلى القاضي امرأة ‪ ،‬ويجوز ‪ :‬حضر إلى القاضي امرأة ‪ .‬أما إذا فصل بين‬
‫الفاعل المؤنث الحقيقي التأنيث وفعله بـ " إال " فال تدخل على فعله التاء‪ .‬نحو ‪ :‬ما‬
‫نجح إال فاطمة‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ يجوز التأنيث مع الفاعل المؤنث إذا كان فعله جامدا ‪ .‬نحو ‪ :‬نعمت المرأة عائشة ‪،‬‬
‫ونعم المرأة عائشة ‪ .‬والوجه الثاني أحسن ‪ ،‬وهو عدم إلحاق التاء بالفعل الجامد ‪ ،‬ألن‬
‫األلف والالم في الفاعل للجنس ‪ ،‬والجنس ليس له تأنيث حقيقي ‪ ،‬وإثبات التاء أفصح ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ يجوز التأنيث إذا كان الفاعل جمع تكسير لمؤنث ‪ ،‬أو مذكر ‪ ،‬أو كان الفاعل‬
‫ضميرا يعود على جمع تكسير ‪.‬مثال جمع التكسير لمذكر ‪ ،‬أو مؤنث ‪ :‬قالت الرواة ‪،‬‬
‫وقال الرواة ‪.‬‬
‫وجاءت النساء ‪ ،‬وجاء النساء ‪ .‬واألحسن التأنيث مع المؤنث ‪ ،‬والتذكير مع المذكر ‪.‬‬
‫ونحو‪ :‬الرواة قالت ‪ .‬والرواة قالوا ‪ .‬والرجال جاءت ‪ ،‬والرجال جاءوا ‪.‬‬

‫‪185‬‬
‫‪ 5‬ـ أو اسم جنس جمعي ‪ ،‬أو اسم جمع ‪ .‬ومثال اسم الجنس الجمعي ‪ :‬أورقت الشجر ‪،‬‬
‫وأورق الشجر ‪ .‬ومثال اسم الجمع ‪ :‬جاء القوم ‪ ،‬أو جاءت القوم ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ أو كان الفاعل ملحقا بجمع المذكر ‪ ،‬أو المؤنث السالمين ‪ .‬ومثال الملحق بجمع‬
‫المذكر السالم ‪ :‬جاءت البنون ‪ ،‬وجاء البنون ‪ .‬ومثال الملحق بجمع المؤنث السالم ‪:‬‬
‫وضعت أوالت الحمل ‪ ،‬ووضع أوالت الحمل ‪ .‬أما جمع المذكر السالم فال يجوز معه‬
‫اقتران الفعل بالتاء ‪.‬‬
‫إذ ال يصح أن نقول ‪ :‬قامت المعلمون ‪ .‬ويجوز اقتران الفعل بالتاء ‪ ،‬أو عدم اقترانه‬
‫إذا كان الفاعل جمع مؤنث سالما ‪ .‬نحو ‪ :‬وصلت الطالبات إلى المدرسة مبكرات ‪.‬‬
‫ووصل الطالبات إلى المدرسة مبكرات ‪ .‬فالتأنيث يكون على إرادة الجماعة ‪ ،‬والتذكير‬
‫على إرادة الجمع ‪.‬ومنه قوله تعالى ‪ { :‬إذا جاءك المؤمنات } ‪.‬‬

‫‪ 7‬ـ إذا كان الفاعل مذكرا مجموعا باأللف والتاء ‪ .‬نحو ‪ :‬طلحة ـ طلحات ‪ ،‬ومعاوية ـ‬
‫معاويات ‪ .‬نقول ‪ :‬فازت الطلحات ‪ ،‬وفاز الطلحات ‪ .‬والتذكير أفصح ‪.‬‬

‫‪ 8‬ـ إذا كان الفاعل ضميرا منفصال لمؤنث ‪ .‬نحو ‪ :‬إنما ذهب هي ‪ ،‬وإنما ذهبت هي ‪.‬‬
‫واألحسن ترك التأنيث ‪.‬‬

‫تنبيه ‪:‬‬
‫يجوز الفصل بين الفاعل وعامله بفاصل ‪ ،‬أو أكثر ‪.‬نحو قوله تعالى ‪ { :‬وما يجحد‬
‫بآياتنا إال الظالمون } ‪.‬وقوله تعالى ‪ { :‬ولقد جاء آل فرعون النذر } ‪.‬‬

‫تقديم الفاعل وتأخيره على المفعول به ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬يجب تقديم الفاعل على المفعول به في الحاالت التالية‪:‬‬


‫‪ 1‬ـ إذا التبس إعراب الفاعل‪ ،‬والمفعول به النتفاء الداللة على فاعله األول‪ ،‬ومفعوله‬
‫الثاني‪ .‬نحو ‪ :‬ضرب عيسى موسى ‪ ،‬وأكرم أبي صديقي ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ إذا كان الفاعل ضميرا متصال‪ ،‬والمفعول به اسما ظاهرا‪ .‬نحو‪ :‬أكلنا الطعام‪،‬‬
‫وشربنا الماء‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ إذا كان المفعول به محصورا بإال ‪ ،‬أو بإنما ‪ .‬نحو ‪ :‬ما كافأ المعلم إال المجتهد ‪.‬‬
‫ي محمدا ً ‪.‬‬
‫ونحو ‪ :‬إنما أكرم عل ٌّ‬

‫‪ 3‬ـ إذا كان الفاعل ‪ ،‬والمفعول به ضميرين متصلين ‪ .‬نحو ‪ :‬عاقبته ‪ ،‬كافأته ‪ ،‬أحببته‬

‫‪186‬‬
‫ثانيا ‪ :‬يجب تقديم المفعول به على الفاعل في ثالث حاالت ‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصال ‪ ،‬والفاعل اسما ظاهرا ‪ .‬نحو ‪ :‬شكره المعلم ‪،‬‬
‫ي ‪ .‬ومنه قوله تعالى ‪ { :‬أخذتهم الصيحة } ‪.‬‬
‫ساعده القو ّ‬

‫‪ 2‬ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به ‪.‬‬


‫إبراهيم ربُهُ } ‪.‬فلو قدمنا الفاعل " ربه " لعاد‬
‫َ‬ ‫‪ 7‬ـ نحو قوله تعالى ‪ { :‬وإذ ابتلى‬
‫الضمير على متأخر لفظا ورتبة ‪ ،‬وهذا غير جائز ‪ ،‬إذ ال يصح أن نقول ‪ :‬أصلح‬
‫الساعة صاحبها ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ إذا كان الفاعل محصورا بـ " إال " ‪ ،‬أو بـ " إنما " ‪ .‬نحو ‪ :‬ما قطف الثمر إال‬
‫الحارس‪ .‬ونحو ‪ :‬إنما ضرب محمدا عمرو ‪.‬‬

‫تنبيه وفوائد ‪:‬‬


‫حول تقديم الفاعل ‪ ،‬أو المفعول به المحصور بـ " إال " ‪ ،‬أو بـ " إنما " ‪ .‬أجمع النحاة‬
‫على أنه ال خالف حول عدم جواز تقديم المحصور بإال ‪ ،‬أو بإنما فاعال كان ‪ ،‬أو‬
‫مفعوال كما بينا في األمثلة السابقة ‪ .‬أما المحصور بإال ففيه خالف‪ ،‬وقد حصره‬
‫النحويون في ثالثة مذاهب‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ مذهب أكثر البصريين ‪ ،‬والفراء ‪ ،‬وابن األنباري ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬إذا كان المحصور بإال‬
‫فاعال امتنع تقديمه ‪ ،‬فال يجوز أن نقول ‪ :‬ماضرب إال محمدٌ عليا ‪ .‬وما ذكر من‬
‫شواهد في كتب النحو على جواز تقديمه فهو مؤول {‪ . }1‬وإن كان المحصور مفعوال‬
‫به جاز تقديمه ‪ .‬نحو ‪ :‬ما ضرب إال عمرا زيدٌ ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ مذهب الكسائي ‪ ،‬وقد جوز فيه تقديم المحصور بإال فاعال كان ‪ ،‬أو مفعوال ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ مذهب بعض البصريين ‪ ،‬واختاره بعض النحاة كالجزولي ‪ ،‬والشلوبين ‪،‬‬
‫وخالصة القول ‪ :‬إنه ال يجوز تقديم المحصور بإال فاعال كان ‪ ،‬أو مفعوال ‪ .‬وهذا‬
‫الوجه هو الذي عليه القاعدة أعاله في تقديم الفاعل ‪ ،‬أو المفعول به المحصور بإال ‪،‬‬
‫أو بإنما ‪.‬‬

‫‪187‬‬
‫وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل ‪ :‬يجب تقديم المفعول به على الفعل ‪،‬‬
‫والفاعل معا في ثالث حاالت ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ إذا كان المفعول به له صدر الكالم ‪ ،‬كأسماء الشرط واالستفهام ‪ .‬ـ نحو قوله‬
‫تعالى ‪{ :‬أيّا ما تدعو فله األسماء الحسنى } ‪ .‬وقوله تعالى ‪ { :‬ومن يضلل هللا فما له‬
‫من هاد } ‪ .‬ومثال االستفهام ‪ :‬من اصطحبت في رحلتك ؟ أو كان مضافا إلى ما له‬
‫الصدارة في الكالم ‪ .‬نحو ‪ :‬ورقة من صححت ‪ .‬أو كان المفعول به " كم " ‪ ،‬و " كأين‬
‫" الخبريتين ‪.‬نحو ‪ :‬كم صدق ٍة أنفقت ‪ .‬ـ وكأين من حسن ٍة فعلت ‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ إذا كان المفعول به ضميرا منفصال ‪ .‬نحو قوله تعالى ‪ { :‬إياك نعبد } ‪.‬إياك ‪:‬‬
‫ضمير منفصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم ‪ .‬نعبد ‪ :‬فعل مضارع‬
‫مرفوع بالضمة الظاهرة ‪ ،‬وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره ‪ :‬نحن ‪.‬‬

‫‪ 3‬ـ إذا كان الفعل العامل في المفعول به واقعا بعد الفاء الرابطة في جواب " أ ّما " ‪،‬‬
‫وليس للفعل مفعول به آخر ‪ .‬ـ نحو قوله تعالى ‪ { :‬فأما اليتيم فال تقهر } ‪.‬‬

‫حذف الفعل ‪ :‬يحذف الفعل في موضعين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬واجب الحذف‪ :‬وذلك إذا كان مفسرا بما بعد الفاعل من فعل ‪ ،‬ويكون ذلك بعد‬
‫‪ :‬إذا ‪ ،‬وإن ‪ ،‬ولو ‪ .‬نحو قوله تعالى ‪ { :‬إذا السماء انشقت } ‪.‬ونحو ‪ :‬لو الحارس تيقظ‬
‫ما تمكن اللصوص من السرقة ‪ .‬ـ ونحو قوله تعالى ‪ { :‬إن أحد من المشركين‬
‫استجارك } ‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬جائز‪ :‬نحو قولك ‪ :‬خالدٌ ‪ ،‬جوابا لم سأل ‪ :‬من قرأ الدرس ؟ وهذا الوجه فيه‬
‫آراء كثيرة ‪ ،‬والصحيح الحذف طالما هناك دليل دل على الفعل المحذوف ‪ ،‬ومنه قوله‬
‫تعالى ‪{ :‬ولئن سألتهم من خلقكم ليقولن هللا }‪ .‬وقوله تعالى ‪ { :‬ولئن سألتهم من خلق‬
‫السموات واألرض ليقولن هللا } ‪.‬‬

‫‪188‬‬
‫نائب الفاعل‬

‫األمثلة ‪:‬‬
‫نائب الفاعل‬ ‫الفاعل‬
‫قُرئ الكتاب قراءة متأنية‬ ‫قرأت الكتاب قراءة متأنية‬
‫تُفهم مسائل الكتاب فهما دقيقا‬ ‫يفهم الطالب مسائل الكتاب فهما دقيقا‬
‫أُقيم معرض للكتاب‬ ‫أقامت الدولة معرضا للكتاب‬
‫يعقد المشرفون على المعرض الندوات تُعقد الندوات للتعريف بأهمية الكتاب‬
‫للتعريف بأهمية الكتاب‬

‫البحث‪:‬‬

‫تأمل األمثلة التي تحت رقم (أ) تجد أنها جمل فعلية مكونة من فعل وفاعل ومفعول به‪،‬‬
‫ثم تأمل األمثلة التي تحت رقم (‪ )2‬تجد أن هناك اسما رفع بعد فعل مبني للمجهول‪،‬‬
‫وحل محل الفاعل الذي كان موجودا في أمثلة رقم (‪ )1‬وهذا االسم هو ما يسمى‪:‬‬
‫بنائب الفاعل‪ ،‬وهو اسم مرفوع يقع بعد فعل مبني للمجهول‪ ،‬ويحل محل الفاعل بعد‬
‫حذفه‪.‬‬

‫حاول أن تطبق هذا التعريف على األمثلة السابقة‪ ،‬فسوف تجد أن كلمة (الكتاب) اسم‬
‫مرفوع‪ ،‬وقد تقدمه فعل مبني للمجهول وهو (قرئ) وقد حل هذا االسم المرفوع الذي‬
‫كان منصوبا على أنه مفعول به في الجملة األولى – محل الفاعل بعد حذفه فصار‬
‫نائب الفاعل‪ ،‬وهكذا في بقية األمثلة السابقة‪.‬‬

‫تدريبات‪:‬‬

‫عالقة العرب بالقدس الشريف ترجع إلى ما قبل ثالثة أالف سنة قبل الميالد‪ ،‬حيث‬
‫أنشأها اليبوسويون من الكنعانيين‪ ،‬وقد كانت لهم فيها حضارة اقتبس اليهود منها حين‬
‫طرأوا على البالد بعد ذلك‪.‬‬

‫أما المسلمون فقد نشأت عالقتهم بها حين أسري برسول هللا صلى هلل عليه وسلم من‬
‫مكة إليها‪ ،‬وحين عرج به منها إلى السموات العلى‪ ،‬وسجل ذلك في آية قرآنية يتلوها‬
‫ماليين المسلمين‬

‫‪189‬‬
‫{سبحان الذي أسرى بعبده ليال من المسجد الحرام إلى المسجد األقصى الذي باركنا‬
‫‪19‬‬
‫حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير}‬

‫وبذلك أصبح اإليمان بإسراء الرسول إليها جزءا من عقيدتهم وإيمانهم‪ ،‬وحينما‬
‫فرضت الصالة على المسلمين ليلة المعراج‪ ،‬كان الرسول صلى هللا عليه وسلم‬
‫والمسلمون معه في مكة يصلون نحو المسجد األقصى‪ ،‬ثم امر بأن يصلى نحو الكعبة‪.‬‬

‫وقد بين الرسول (ص) أن الرحال ال تشد إال إلى ثالثة مساجد‪ ،‬وهي المسجد الحرام‪،‬‬
‫والمسجد النبوي بالمدينة المنورة‪ ،‬والمسجد األقصى‪.‬‬

‫ولما فُتح بيت المقدس على يد سيدنا عمر ابن الخطاب رضي هللا تعالى عنه سنة ‪15‬‬
‫هـ ‪ 232 -‬م‪.‬‬

‫بدأت السيادة الفعلية للمسلمين على القدس‪ ،‬والمسجد األقصى‪ ،‬وسائر البقاع المقدسة‬
‫هناك واستمرت هذه السيادة خالل أربعة عشر قرنا باستثناء فترة الحروب الصليبية –‬
‫‪ 1177‬م – ‪ 1187‬م ‪.‬‬

‫وبتفريط من العرب والمسلمين اغتصب الصهاينة فلسطين بما فيها القدس وشردوا‬
‫أهلها‪ ،‬وال يزالون‪.‬‬

‫فهل يهب العرب والمسلمون لتحرير فلسطين والمسجد األقصى من أيادي الصهاينة‬
‫المغتصبي‪.‬‬

‫‪ – 2‬استخرج من القطعة‪ :‬فاعال ظاهرا ‪ -‬فاعال ضميرا بارزا ‪ -‬فاعال ضميرا‬


‫مستترا‬

‫‪ – 3‬عين من القطعة ‪:‬نائب فاعل اسما ظاهرا ‪ -‬نائب فاعل ضميرا مستترا‬

‫‪ – 3‬فُرضت الصالة ‪ -‬فُتح بيت المقدس ‪ِ -‬إغتصب الصهاينة فلسطين ‪ -‬اقتبس‬


‫اليهود منها‪.‬‬

‫اجعل فيما تقدم الفعل المبني للمجهول مبنيا للمعلوم‪ ،‬والمبني للمعلوم مبنيا للمجهول‬
‫وغير ما يلزم ‪.‬‬

‫‪19‬يورة افيراء اآلية ‪0‬‬

‫‪190‬‬
‫المفعوالت‬

‫أوال‪ :‬المفعول به ‪ :‬أنواعه – تعدده – تقدمه – حذف فعلـــه‬


‫أوال‪ :‬أنواعه‪:‬‬

‫{يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ األسباب} سورة غافر ‪{ 32‬وأعدوا لهم ما استطعتم‬
‫من قوة} األنفال ‪ { 21‬إن ربكم هللا الذي خلق السموات واألرض في ستة أيا}‬
‫األعراف ‪ { 53‬إياك نعبد وإياك نستعين}الفاتحة ‪{ 5‬اهدنا الصراط المستقيم}الفاتحة ‪2‬‬
‫{فأنجيناه والذين معه في الفلك}األعراف ‪{ 23‬ونجينا الذين آمنوا وكانوا يتقون}فصلت‬
‫‪{ 18‬إن هلل يحب المتقين}التوبة ‪7‬‬
‫{وجاءوا أباهم عشاء يبكون} يوسف ‪12‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعدد المفعول به‪:‬‬


‫ا ‪{ -‬الذي جعل لكم األرض فراشا}البقرة ‪22‬‬
‫ب – كست الطبيعة وجه أرضك سندسا‬
‫ج – وجدت نسيمك إذ تضوع طيبا‬
‫د – رأيت الصدق منجاة وعلمت الكذب مهواة‬

‫ثالثا‪ :‬تقدم المفعول به‪:‬‬


‫‪{ – 1‬إياك نعبد وإياك نستعين} الفاتحة ‪5‬‬
‫‪{ – 2‬وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات} البقرة ‪123‬‬
‫‪{ – 3‬وما ظلمهم هللا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} النحل ‪33‬‬

‫رابعا‪ :‬حذف فعله‪:‬‬


‫‪ – 1‬أخاك‪ ،‬أخاك إن من ال أخا له كساع إلى الهيجا بغير سالح‬
‫‪ – 2‬الفرار أيها الجنود ففيه الهزيمة والعار‬
‫‪ – 3‬نحن الفدائيين – لن نهاب الموت‬
‫‪ – 3‬عليا (جواب من سالك من رأيت؟)‬

‫‪191‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫‪ – 1‬المفعول به اسم يقع عليه فعل الفاعل وهو منصوب دائما وعالمة نصبه الفتحة أو‬
‫ما ينوب عليها‬
‫‪ – 2‬يكون المفعول به اسما ظاهرا أو ضميرا متصال أو منفصال أو اسم موصول‪.‬‬
‫‪ – 3‬إذا كان الفعل متعديا لمفعول واحد ينصب مفعوال واحدا وإن كان متعديا لمفعولين‬
‫أصلهما المبتدأ والخبر نصبهما وإن كان متعديا لمفعاولين لايس أصالهما المبتادأ والخبار‬
‫نصبهما‪ ،‬وقد يتعدى ألكثر من ذلك‪.‬‬
‫‪ – 3‬قااد يتقاادم المفعااول بااه علااى الفعاال لساابب بالغااي‪ ،‬ويجااب تقدمااه إن كااان ضااميرا‬
‫منفصال‪.‬‬
‫‪ – 5‬قد يحذف الفعل ويبقى المفعول به‪ ،‬إذا فهم من الكالم كما يحذف في أساليب‬
‫اإلغراء والتحذير واالختصاص‬

‫تدريبات‪:‬‬

‫‪ :0‬عين المفعول به وبين عالمة إعرابه في الجمل اآلتية‪:‬‬

‫‪{ – 1‬هللا نزل أحسن الحديث كتابا متشابها} الزمر‪23‬‬


‫‪ { – 2‬إنما يخشى هللا من عباده العلماء}فاطر‪28‬‬
‫‪{ – 3‬وإن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين‪ ،‬وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا‬
‫من الذين كفروا بأنهم قوم ال يفقهـــون} األنفال ‪22‬‬
‫جمعت كـــل المعــــــــاني‬ ‫قالــت الهـــرة قــــوال‬ ‫‪–3‬‬
‫ـب وال الكلــــب يرانـــــي‬ ‫أبتغـي أال أرى الكلــ‬
‫إني إليكم وأيسرت مفتقرا‬ ‫‪ – 5‬ال تحسبوني غنيا عــن مودتكم‬
‫‪ { – 2‬ولسوف يعطيك ربك فترضى} الضحى ‪5‬‬

‫‪ :5‬بين نوع كل مفعول به في الجمل اآلتية‪:‬‬


‫‪{ – 1‬قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت } المؤمنون‪111 – 77 ،‬‬
‫‪ { – 2‬إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد} إبراهيم ‪17‬‬
‫‪ { – 3‬يا أيها الذين آمنوا ال تحرموا طيبات ما أحل هللا وال تعتدوا إن هللا ال يحب‬
‫المعتدين} المائدة ‪87‬‬
‫‪ { – 3‬فإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك هللا } األنفال ‪22‬‬
‫‪ { – 5‬فإذا أصاب به من يشاء من عباده إذا هم يستبشرون}‬

‫‪192‬‬
‫‪ :3‬عين المفعول به المتقدم في العبارات التالية‪:‬‬
‫إياك أعني فاسمعي يا جارة‬
‫‪ِ –1‬‬
‫‪ – 2‬إنما يجيد الصناعة أهلهـــا‬
‫‪ – 3‬األرض تحرث واألشجار تغرس‪ ،‬واآلمال تزرعها روحا وريحانا‬

‫‪ :4‬ضع مفعوال به مناسبا مكان النقط وبين عالمة إعرابه‬


‫‪ – 1‬أنزل هللا ‪......................‬على نبيه منجما‬
‫‪ – 2‬علمــت‪ .......................‬مهذبات األخالق‬
‫‪ – 3‬ال تصاحب إال ‪ ..............‬الخلق‬
‫‪ – 3‬نصر هللا ‪...............‬يوم بدر‬

‫‪ :2‬اجعل كلمة مما يأتي مفعوال به في جملة تامة وبين عالمة إعرابه‪:‬‬
‫المخلصون – ذوا األدب – الصديقان – القاضي – الرضا – داعي‬

‫‪193‬‬
‫ثانيا‪ :‬المفعول المطلق‬

‫تعمل األمم الصناعية الناهضة عمال دائما على تنمية مواردها ومصادر ثروتها‪،‬‬
‫وتحرص على انجاح اقتصادها حرص البصير الواعي‪ ،‬فقد كرست جهودها في‬
‫استغالل مواردها تكريسا وطورت أساليبها الصناعية والزراعية تطويرا وسخرت‬
‫األساليب العلمية في تحقيق غايتها فنجحت في ذلك أيما نجاح وقد جالت هذه األمم في‬
‫مجال االقتصاد جولة أو جوالت‪ ،‬قفزت في مجال التقدم قفزة‪ ،‬بل قفزات‪.‬‬

‫األمثلة‪:‬‬
‫ت َ ْع َم ُل عمال دائبا‪ ،‬كرست جهودا تكريسا‪ ،‬جالت جولة أو جوالت‬
‫تحرص حرص البصير الواعي طورت أساليبها تطويرا‬
‫قفزت قفزة أو قفزات‬

‫توضيح صورته في الجملة‬ ‫النائب من المفعول‬ ‫األمثلة‬


‫المطلق‬
‫مرادف المصدر‬ ‫اقرارا‬
‫ً‬ ‫اعتراف المتهم بذنبه اقرار‬
‫صفة المصدر‬ ‫{وجاهدوا في هلل حق جهاده} حق‬
‫الحج اآلية‪78 :‬‬
‫كلمة (كل) مضاف إلى‬ ‫أخلصت العمل كل اإلخالص‪ .‬كل‬
‫المصدر‬ ‫بعض‬ ‫فهمت الموضوع بعض الفهم‬
‫كلمة (بعض) مضافة إلى‬ ‫أيما‬ ‫نجحت في ذلك أيما نجاح‬
‫المصدر‬ ‫القهقري‬ ‫رجع العدو القهقري‬
‫كلمة (أي ) مضافة إلى‬ ‫أربع‬ ‫أذيع النبأ أربع إذاعات‬
‫المصدر‬ ‫حسبي أن أراعي الجميل هذه هذه‬
‫أي رجوع العدو وهو مبين‬ ‫الرعاية‬
‫لنوعه‬
‫العدد مضاف إلى المصدر‬
‫اإلشارة إلى المصدر‬

‫وقد يحذف الفعل ويذكر المصدر منصوبا نحو‪ :‬صبرا‪ ،‬شكر‪ ،‬عجبا‪ ،‬أي‪ :‬اصبر‬
‫صبًرا‪ ،‬وأشكرك شكرا‪ ،‬وأتعجب عجبا‪.‬‬

‫‪194‬‬
‫الخالصة‪:‬‬
‫‪ – 1‬المفعول المطلق مصدر منصوب مأخوذ من لفظ الفعل قبله يذكر معه لتوكيده أو‬
‫لبيان نوعه أو عدده‬
‫‪ – 2‬وينوب عن المصدر في باب المفعول المطلق‪ :‬صفته أو نوعه أو عدده أو آلته‬
‫أو ضميره أو اإلشارة إليه أو لفظ كل أو بعض أو أي مضافة إلى المصدر وقد يحذف‬
‫فعل المفعول المطلق‬

‫تدريبات‪:‬‬
‫‪ :0‬ميز المفعول المطلق ونوعه في اآليات الكريمة‪:‬‬
‫‪ { – 1‬وهللا أنبتكم من األرض نباتا‪ ،‬ثم يعيدكم فيها ويخرجكم إخراجا} نوح‪18 ،17 ،‬‬
‫‪ { – 2‬إنا فتحنا لك فتحا مبينا‪ ،‬ليغفر لك هللا ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته‬
‫عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك هللا نصرا عزيزا} الفتح ‪3 – 1‬‬
‫‪{ – 3‬وتأكلون التراث أكال لما وتحبون المال حبا جما‪ ،‬كال إذا دكت األرض دكا دكا‬
‫وجاء ربك والملك صفا صفا } الفجر ‪22 – 17‬‬
‫‪ { – 3‬يا أيها المزمل قم الليل إال قليال نصفه أو انقص منه قليال أو زد عليه ورتل‬
‫القرآن ترتيال } المزمل‪3 – 1 ،‬‬
‫كلّها فأخذناهم أخذ عزيز مقتدر} القمر ‪32‬‬ ‫‪{ – 5‬كذبوا بآياتنا ِ‬
‫‪ { – 2‬وكلم هللا موسى تكليــــما } النساء ‪123‬‬
‫‪ :5‬عين فيما يلي النائب عن المفعول المطلق وبين سبب نيابته عنه‪:‬‬
‫أ – احب وطنى كل الحب‬
‫ب – {واذكروا هللا كثيرا لعلكم تفلحون} الجمعة ‪11‬‬
‫ج – طاف الحجاج بالكعبة سبعة أشواط‬
‫د – خطا البطل أربع خطــوات‬
‫هـ ‪ -‬رميتُ العدو قذيفـــة‬
‫‪ :3‬أكمل الجمل اآلتية بمفعول مطلق واستوف أنواعه‪:‬‬
‫‪ – 1‬ركع المصلي ‪..........................‬‬
‫‪ – 2‬أدى نجيب واجبه ‪......................‬‬
‫‪ – 3‬يسعى الصلح في الخير‪............‬‬
‫‪ – 3‬يتدرب الجنود على السالح‪..........‬‬
‫‪ :4‬أعرب ما يلي ‪{ :‬واتقوا هللا حق تقاته } {إنا فتحنا لك فتحا مبينا}‬

‫‪195‬‬
‫ثالثا‪ :‬المفعول ألجلــه‬

‫‪ – 1‬تهتم األمم بالتعليم تربية ألبنائها‪ ،‬تعنى الدول بالنظافة محافظة على صحة‬
‫الشعب‪ ،‬تحافظ الدول على مصادر الثروة تنظيما القتصادها ورفعا لمستوى انتاجها‬

‫‪ - 2‬تهتم األمم بالتعليم لتربية أبنائها‪ ،‬تعنى الدولة بالنظافة للمحافظة على صحة‬
‫الشعب‬

‫‪ – 3‬تهتم األمم بالتعليم لتُربي أبنائها ‪ -‬تعنى الدولة بالنظافة لتُحافظ على صحة‬
‫الشعب‪ -‬تحافظ الدول على مصادر الثروة لتنظم اقتصادها ولترفع مستوى إنتاجها‬

‫البحث‪:‬‬
‫تأمل الكلمات التي تحتها خط في المجموعة (‪ )1‬تجد كال منها مصدرا مبينا لسبب‬
‫الفعل الذي قبلها (فتربية) األبناء الهتمام األمم بالتعليم و(المحافظة) على صحة الشعب‬
‫سبب في عناية الدول بالنظافة و(تنظيم) االقتصاد و(رفع مستوى اإلنتاج) سبب في‬
‫محافظة الدول على مصادر ثرواتها‪ ،‬ولذا يصح أن يجاب بهذه المصادر عن السؤال‬
‫ب (لماذا) فإذا قلنا مثال‪ :‬لماذا تهتم األمم بالتعليم؟ يأتي الجواب‪ ،‬تربيةً ألبنائها‪ .‬وهكذا‬
‫بقية األمثلة‪ ،‬ونجد هذا المصدر منصوبا في جميع أمثلة هذه المجموعة ويسمى في هذه‬
‫الحالة (مفعوال ألجله)‪.‬‬

‫وفي المجموعة الثانية تجد نفس األمثلة السابقة‪ ،‬وقد ذكرنا السبب واجبنا عن السؤال‬
‫بنفس المصدر‪ ،‬ولكن هناك مجرور بحرف الجر الالم وهي تفيد السببية‪ ،‬فإذا قلت لما‬
‫ذا تهتم األمم بالتعليم؟ قلنا لتربية أبناءها‪ ،‬ولماذا بالنظافة؟ للمحافظة على صحة‬
‫الشعب‪ ،‬ولماذا تحافظ على مصادر الثروة؟ لتنظيم اقتصادها ولرفع مستوى اقتصاده‪.‬‬
‫ومع انه أفاد معنى السببية فهو مجرور بالالم وال يعرب مفعوال ألجله‪.‬‬

‫وللسببية صورة ثالثة تأملها في المجموعة الثالثة تجد نفس األمثلة السابقة ولكن بينا‬
‫السبب بالفعل المضارع مسبوقا بالم التعليل الناصبة له فإذا قلت‪ :‬لماذا تهتم األمم‬
‫بالتعليم‪ ،‬يكون الجواب لتربي أبناءها‪ ،‬فتربي فعل مضارع منصوب بعد الم السببية‬
‫(التعليل) وإذا قلت‪ :‬لماذا تعني بالنظافة؟ كان الجواب لتحافظ على صحة الشعب‪.‬‬

‫‪196‬‬
‫تدريبات‪:‬‬

‫أخرج المفعول ألجله من العبارات اآلتية‪:‬‬


‫‪ { – 1‬تتجافي جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم‬
‫ينفقون}السجدة ‪12‬‬
‫‪ { – 2‬فال تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء ا بما كانوا يعملون} السجدة ‪17‬‬
‫‪ { – 3‬والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما ال تعلمون}النحل ‪8‬‬
‫لذكر ِك فليــلمني اللُّـــــوم‬
‫‪ – 3‬أجــد المــالمة في هـــــواك لذيــــذة حبا ِ‬
‫بكى لعـيون سـرها وقلــــوب‬ ‫ومن سر أهل األرض ثم بكى أســى‬
‫أريني جـــوادا مات هــــزال لعلـــني أرى ما ترين أو بخيال مخـلدا‬

‫ضع مكان النقط في ما يلي مفعوال ألجله مناسبا واضبطه بالشكل‬

‫‪ – 1‬تتسابق األمم في مجال العلم‪ ...............‬في الوصول إلى الكواكب‬


‫‪ – 2‬تتوحد إرادة الشعوب‪....................‬لها من االستعمار‬
‫‪ – 3‬تعني المدارس بالمكتبات المدرسية ‪...................‬للثقافة بين الطالب‬
‫‪ – 3‬يجب أن تختار األفالم المهذبة‪ ....................‬على أخالق الشباب‬
‫‪ :2‬اجعل كل اسم من األسماء اآلتية مفعوال ألجله في جملة تامة‪.‬‬
‫حياء – احتراما – خشية – حبا – طاعة – حرصا – أدبا – صفحا – إجالال‬

‫‪197‬‬
‫رابعا‪ :‬المفعول فيه ( الظرف)‬

‫ضمن معني [في] باطراد‪:‬‬


‫المفعول فيه نوعان ‪ :‬ظرف زمان ‪ ،‬وظرف مكان ‪ُ ،‬‬

‫أـ ظرف الزمان ‪:‬‬

‫هو اسم منصوب يبين زمن و قوع الفعل كقول تعالي ‪ " :‬سيروا فيها لياالي و أياماا " و‬
‫قوله ‪ " :‬وس ِب ْح بحمد ربك حين تقوم" و قوله ‪" :‬وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس "‬
‫فالكلمات [ليالي ـ أياما ـ حين ـ قبل ] كل ظرف زمان‬
‫و كل أسماء الزماان تصالح للنصاب علاي الظرفياة‪ ،‬وذلاك إذا ذكارت فاي الجملاة لبياان‬
‫الزمن جاز األمر الذي وقع‪.‬‬
‫فإذا لم يكن ذكرها لبيان الزمن‪ ،‬جاز أن تكون غير ظرف فتعرب فاعال في مثل‪ :‬قرب‬
‫يوم الجمعة‪ .‬و مفعول به في مثل‪ :‬أحاب ياوم الجمعاة‪ ،‬و مبتادء و خيارا فاي مثال ‪ :‬ياوم‬
‫الجمعة يوم مبارك‪ ،‬و خير في مثل ‪:‬لقاؤنا يوم الجمعة‪ ،‬ومنه قول تعالي ‪":‬واتقاوا يوماا‬
‫ترجعون فيه إلي هللا "‬
‫ويتضااح بعااد هااذا‪ ،‬أن مااا ياارد ماان أسااماء الزمااان ظرفااا وغياار ظاارف‪ ،‬هوالااذي يسااميه‬
‫النحاة الظرف المتصرف‪ .‬أما ماا عاداه مماا ياالزم النصاب علاي الظرفياة‪ ،‬وال يجارج‬
‫عنهما إال إلي الجر بفي‪ ،‬فهو الظرف غير المتصرف كعند ولدن‪.‬‬

‫وعلي هذا فالظرف يكون نوعين‪:‬‬

‫األول‪ :‬الظرف المتصرف‪ :‬وهو ما يستعمل ظرفا وغير ظرف‪ ،‬فال يلزم النصاب علاي‬
‫الظرفيأ أو الجر بمن‪ ،‬بل يخرج عنهما إلي غيرهما متأثرا بالعوامال المختلفاة كوقات و‬
‫ساعة و يوم سنة وشهر‪.‬‬

‫الثاني ‪ :‬الظرف غير المتصرف ‪ :‬وهو علي قسمين ‪:‬‬


‫‪1‬ــ ما يلزم النصب علي الظرفياة فقاط وال يفارقهاا إلاي الجار بمان‪ ،‬مثال قاط‪ ،‬عاوض‪،‬‬
‫إذا‪ ،‬سحر‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ ما يلزم النصب على الظرفية أو الجر بمن‪ ،‬مثل ‪ :‬عند‪ ،‬وثم ( بفتح الثاء)‬

‫‪198‬‬
‫ب ـ ظرف الزمان‪:‬‬
‫هو اسم منصوب يبين مكان حصول الفعل‪ ،‬مثل‪ :‬وضعت الكتاب فوق المكتب‪ .‬وكقوله‬
‫" إذ يبايعونااك تحاات الشااجرة " وقولااه ‪" :‬ونقلاابهم ذات اليمااين وذات الشاامال"‪ .‬فكلمااة (‬
‫فوق – تحت – ذات ) كل منها ظرف زمان‪.‬‬
‫المنصوب على الظرفية من أسماء المكان‪:‬‬
‫ال ينصب ما أسماء المكاان علاى الظرفياة إال المبهماات‪ ،‬أي الظاروف غيار المحادودة‪،‬‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أسااماء الجهااات الساات ( فااوق – تحاات – يمااين – شاامال – أمااام – خلااف ) ومااا‬
‫يرادفهاا‪ ،‬مثاال‪ ( :‬أعلااى – أساافل ـ يسااار – وراء ـ قاادام )‪ ،‬ومثلهااا ( أرضااا ) فااي قولااه‬
‫تعالى‪ " :‬اطرحوه أرضا "‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ أسماء المقادير ( بريد – فرسخ – ميل ‪)...‬نحو‪ :‬سرت ميال أو فرسخا‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ األسماء المصوغة من مصدر الفعال الدالاة علاى المكاان‪ ،‬كقولاه تعاالى‪ " :‬وأناا كناا‬
‫نقعااد منهااا مقاعااد للساامع فماان يسااتمع اآلن يجااد لااه شااهابا رصاادا"‪ .‬فااإن كلمااة ( مقاعااد)‬
‫ظرف مكان ألنهاا مشاتقة مان مصادر الفعال الاذي نصابها للداللاة علاى مكاناه‪ .‬ومثلهاا‪:‬‬
‫جلساات مجلااس حاااتم‪ ،‬وذهباات مااذهب محمااد‪ .‬فااإن ( مجلااس – مااذهب) ظاارف مكااان‪،‬‬
‫وكذلك ما أشبههما‪.‬‬
‫و ما تقدم نجد أن أساماء المكاان ال ينصاب منهاا علاى الظرفياة إال ماا كاان مبهماا وهاو‬
‫أنواع ثالثة‪:‬‬
‫أ ـ أسماء الجهات الست وما أشبههما‬
‫ب ـ أسماء مقادير المساحات‬
‫ج ـ السماء المصوغة من الفعل للداللة على المكان‬
‫أما الظرف المحدود‪ ،‬وهو ما عدا األنواع الثالثة السابقة مان أساماء المكاان‪ ،‬فاال يصاح‬
‫للنصب على الظرفية كالبيت والدار والمسجد‪ ،‬والجامعة‪ ،‬فيجر بحر الجر ( في ) مثل‪:‬‬
‫صليت في المسجد‪ ،‬سكنت في الدار‪.‬‬
‫ولكاانهم توسااعوا فااي الفعاال ( دخاال) فقااالوا ‪ :‬دخلاات الاادار‪ ،‬ودخلاات الجامعااة‪ ،‬لكثاارة‬
‫االستعمال‪.‬‬

‫متعلق الظرف‪:‬‬
‫يتعلااق الظاارف بفعاال أو مااا فااي معناااه‪ ،‬مثاال صااعدت فااوق الجباال‪ .‬عثمااان جااالس تحاات‬
‫الشجرة‪ ،‬فالظرف ( فوق) متعلق بصعد ( تحت) متعلق بجالس‪.‬‬

‫‪199‬‬
‫خامسا‪ :‬المفعول معه‬
‫أ‪-‬‬
‫‪ِ – 1‬سر والطريقَ إلى دار اآلثار‬
‫‪ – 2‬تمشي واألبنيةَ التي أمامك إلى ميدان المحطة‬
‫‪ – 3‬جلس األب واألسرة َ يتسامرون‬
‫‪ – 3‬أكل األب واألبنا َء‬

‫ب‪-‬‬
‫‪ – 1‬الرجل سائر والحدائقَ‬
‫‪ – 2‬السيارة متروكة والسائقَ‬
‫طار‬
‫‪ – 3‬يعجبني سيرك والق َ‬
‫والغاضب‬
‫َ‬ ‫‪ – 3‬رويدك‬

‫ج‪-‬‬
‫ُ‬
‫واالبن في الحفاوة بالضيف‬ ‫‪ – 1‬بالغ الرجل‬
‫وعلي في العمل‬
‫ُ‬ ‫‪ – 2‬تشارك محمد‬
‫‪ – 3‬مشى المسافر والصحرا َء‬

‫البحث‪:‬‬
‫‪ – 1‬أنظر إلى المثال األول في المجموعة (أ) أنه جواب لمن استرشد بك وسألك أين‬
‫دار اآلثار؟ فكان جوابك (تسير مع طريقك هذه فتنتهي بك إلى دار اآلثار‪ ،‬والمراد أن‬
‫يباشر السير في هذا الطريق ويقرن المشي به حتى يصل‪ ،‬فلما قلت (سر والطريق)‬
‫كان التعبير سليما والواو تفيد المعية وما بعدها مفعول معه‪ .‬وكذلك إذا سئلت أين‬
‫المحطة القطار؟ فإن الجواب‪ :‬تمشي مع األبنية التي أمامك فتنتهي بك إلى ميدان‬
‫المحطة‪ ،‬والمراد أن يلتزم المشي الذي يقارنها ويالبسها حتى يصل إلى غايته‪.‬‬
‫فالجواب‪ :‬تمشي واألبنية التي أمامك‪ .‬األسلوب صحيح والواو هنا تفيد المعية‪ ،‬وما‬
‫بعدها مفعول معه‪ .‬مثلها‪ ،‬جلس األب واألسرة‪ ،‬هذه الحالة تفيد اشتراك األسرة في‬
‫الجلوس اشتراكا واقعيا يسببه وجود الواو‪ ،‬فهي بمعنى (مع) فما بعدها مفعول معه‪،‬‬
‫ومثلها (أكل األب واألبناء) وتفيد أن األبناء شاركوا األب فعال في األكل‪ ،‬والتي افادت‬
‫المشاركة هي (الواو) فهي بمعنى (مع) وما بعدها مفعول معه‪ ،‬وكل مفعول معه‬
‫منصوب‪.‬‬

‫‪200‬‬
‫‪ – 2‬وعامل النصب في األمثلة السابقة هو الفعل‪ ،‬أما في المجموعة (ب)فالعامل هو‬
‫اسم الفاعل (سائر) في الجملة األولي واسم المفعول (متروكة) في الجملة الثانية‬
‫والغاضب) أي‬
‫َ‬ ‫والمصدر (سيرك) في الجملة الثالثة‪ .‬أو اسم الفاعل كما في (رويدك‬
‫أ َ ْم ِهل نفسك مع الغاضب‪.‬‬

‫‪ -3‬تأمل المجموعة (ج) تجد أن الواو لها حاالت ثالث‪ :‬إما أن يجوز بها النصب أو‬
‫العطف كالمثال األول (بالغ الرجل واالبن في الحفاوة بالضيف ) فيجوز العطف فيكون‬
‫االبن مرفوعا وهو األرجح‪ ،‬ويجوز النصب على المعية فتكون كلمة (االبن) مفعوال‬
‫معه‪.‬‬

‫وإما أن يتحتم ( يجب) بها العطف كأن يتقدمها فعل يفيد المشاركة كالمثال الثاني‬
‫(تشارك)علي ومحمد في العمل فيمتنع هنا النصب على المعية‪ .‬وإما أن يمتنع العطف‬
‫شى المسافر والصحرا َء) بنصب الصحراء على المعية ألنه ال‬ ‫كما في المثال الثالث (م َ‬
‫يجوز أن تقال‪ ،‬مشت الصحرا ُء‪.‬‬

‫الخالصة‪:‬‬
‫المفعول معه ‪ :‬اسم فضلة قبله واو بمعنى (مع) مسبوقة بجملة فيها فعل او ما يشبهه‬
‫في العمل‪ ،‬وتدل تلك الواو نصا على اقتران االسم الذي بعدها باسم آخر قبلها في زمن‬
‫حصول الحدث مع مشاركة الثاني لألول في الحدث أو عدم مشاركته‪ .‬والمفعول معه‬
‫منصوب دوما‪.‬‬

‫تدريبات‪:‬‬

‫‪ - 0‬عين فيما يأتي المفعول معه‪:‬‬


‫يتفتح الزهر وقدوم الربيع – سرت ليال وضو َء القمر‪ -‬بدأت الرحلة وطلوع الشمس –‬
‫استراح المريض وحضور الطبيب‪ -‬تبدلت حياة العرب وبعثة سيدنا محمد صلى هلل‬
‫عليه وسلم‬

‫‪ - 5‬عين ما يَصلح مفعوال معه وما ال يصلح من األسماء الواقعة بعد الواو في الجمل‬
‫اآلتية مع ذكر السبب‪:‬‬
‫– تسابق محمد وعلي على المركز األول – يُؤذن الديك وطلوع الفجر‬
‫– ذهب الطالب والمدرس في رحلة – تنزهت وشاطال البحر‬
‫– حضر العمال وغروب الشمس – يحصدون القمح ووهج الصيف‬

‫‪201‬‬
‫‪ - 3‬بين فاي أي الجمال اآلتياة تتعاين الاواو للعطاف وفاي أيهاا تتعاين للمعياة وفاي أيهاا‬
‫يجوز األمران‪:‬‬
‫تعانق عثمان وعلي – قرأ خالد والصباح – اختلف التااجر ونائباه– مشاينا والظاالم –‬
‫نجحت فاطمة وأختها – جاء الوالد وولده – جلست وضاوء القمار– ناام الفاالح وظال‬
‫ي وابنه‬‫الشجرة – ركب السيارة عل ّ‬

‫‪202‬‬
‫الحال‬
‫أنواعها – تعددها – تقدمها‬

‫‪-1‬‬
‫أ – ظهــر البدر كامال ‪ ،‬أنا لن أعيش مشردا‬
‫ب – {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا} األحزاب ‪35‬‬
‫أبصرت النجوم متوهجة‬
‫ج – فحص الطبيب مريضه جالسين‪ ،‬صافح المضيف ضيفه واقفين‬

‫‪-2‬‬
‫أ – {إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا} فاطر‪ {21 ،‬وما خلقنا السماء واألرض وما‬
‫بينهما العبين }األنبياء ‪ ، 12‬أعجبني منظر السيارات سائرا ٍ‬
‫ت بانتظام‬
‫ب – {وما كنا مهلكي القرى إال وأهلها ظالمون} القصص ‪ ،57‬أثارني استعراض‬
‫الجنود يتحركون كتلة واحدة ‪ { ،‬فخرج على قومه في زينته} القصص ‪77‬‬
‫شاهدت األسماك تحت الماء‬

‫‪-3‬‬
‫أ – {فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} طه ‪، 82‬‬
‫ب ـ جرى الالعب مسرعا (وهو حريص) على تسديد الكرة ‪،‬‬
‫ج ـ قرأت القصيدة مع َجبا بها يهزني خيالها‬

‫‪-3‬‬
‫أ – أذِيع مبشرا النبأ‬
‫ب – مبشرا أذيع النبأ‬

‫البحث ‪:‬‬
‫أنظر إلى الكلمات أو العبارات التي تحتها خط في الجمل السابقة تجد أنها بَيَّن ْ‬
‫َت هيئة‬
‫االسم الذي قبلها ووضحت حالته فكلمة (كامال) تبين الهيئة التي ظهر عليها البدر‪،‬‬
‫وكلمة (مشردا) تبين الحالة التي يرفض أن يستمر عليها الالجال‪ ،‬وهكذا‪ .‬ولذا نسمي‬
‫هذا االسم (الحال) وهو اسم نكرة منصوب‪.‬‬
‫أنظر إلى المجموعة (‪ -1‬أ) من األمثلة تجد أن الحال في المثالين بينت هيئة الفاعل‬
‫(فكامال) حال من البدر وهو فاعل ظهر و(مشردا) حال من الضمير الفاعل للفعل‬
‫(أعيش)‬

‫‪203‬‬
‫وتأمل المجموعة (ب) تجد أن الحال في المثال األول هو (شاهدا) وهو حال من‬
‫الكاف في (أرسلناك) والكاف ضمير مفعول به‪ .‬وكذلك في المثال الثاني (متوهجة)‬
‫حال من النجوم وهي مفعول به‪.‬‬
‫وتأمل المجموعة (ج)تجد الحال في المثال األول (جالسين) وهي حال من الفاعل وهو‬
‫الطبيب والمفعول به هو (المريض) ومثله (واقفين)في المثال الثاني فهو حال من‬
‫الفاعل وهو المضيف والمفعول به وهو ضيفه‪.‬‬

‫ويمكن أن يأتي الحال محتمال لكل منهما مثل‪( :‬قابلت محمدا مبتسما) يحتمل أن‬
‫يكون(مبتسما) حال من المتكلم وهو الفاعل ويمكن أن يكون من محمد وهو المفعول‪.‬‬

‫أما المجموعة (‪ )2‬من األمثلة فتجد فيها أمثلة القسم (أ) الحال فيها مفرد وهو (بشيرا)‬
‫منصوب بالفتحة و(العبين) منصوب بالياء ألنه جمع مذكر سالم و(سائرات) منصوب‬
‫بالكسرة ألنه جمع مؤنث سالم‪ ،‬و(واقفين) أو(جالسين) حال مثنى منصوب بالياء‪.‬‬

‫أما أمثلة القسم (ب) فالحال في المثال األول (أهلها ظالمون) جملة اسمية وقد اشتملت‬
‫على رابط يربطها بصاحب الحال هو الضمير وواو الحال‪ ،‬وفي الجملة الثانية الحال (‬
‫يتحركون) جملة فعلية وقد اشتملت على رابط أيضا هو الضمير (واو الجماعة) وفي‬
‫الجملتين األخيرتين الحال في (زينته) شبه جملة جار ومجرور (تحت الماء ) شبه‬
‫جملة ظرف مكان‪ ،‬وكل من الظرف والجار والمجرور قد اشتمل على ضمير يعود‬
‫على صاحب الحال في متعلقهما ب(كائن) فالحال إذن يكون مفردا ويكون جملة‬
‫اسمية أو فعلية ويكون شبه جملة ظرفا أو جارا ومجرورا‪.‬‬

‫انتقل إلى المجموعة (‪{ )3‬فرجع موسى إلى قومه غضبان أسفا} تجد أن الحال قد‬
‫تعدد مفردا كما في هذه الجملة أو مفردا وجملة كما في الجملتين األخيرتين‪ ،‬وقد‬
‫يتعدد الحال الجملة كما تقول‪ ( :‬وقد دخلت االمتحان وأنا مذاكر وقد صممت على‬
‫النجاح)‪.‬‬

‫أما في المجموعة (‪ )3‬فتجد أن الحال قد تتقدم على صاحبها‪ ،‬أو على فعلها إذا كان‬
‫لسبب بالغي يحتم هذا التقديم‪ ،‬كأن يقدم البشارة ويسرع بما يبعث الفرحة واالطمئنان‪.‬‬

‫‪204‬‬
‫الخالصة ‪:‬‬

‫الحاال اياع نكارة سنصاو يابر هيئاة ال اعا أو الم ياول باه أوهماا سياا عناد وقااو‬
‫ال ي ا ‪ ،‬ويساامى افيااع الااذي ياابر الحااال هيئتااه "صةةاحب الحةةال" والبااد أن يكااون‬
‫سيراة‪.‬‬

‫وأ واع الحال ثالثة‪:‬‬

‫أ ـ س ااردة‪ ،‬وهاام سااا لاايس جممااة وال اابه جممااة‪ ،‬وهاام طااابق صاااحبها ااام النااو‬
‫واليدد‪.‬‬

‫ـ جممة ايمية أو ايمية‪ ،‬وي ترط اام هاذه الجمماة أن اتم عماى راباط يربطهاا‬
‫بصاحب الحال‪ .‬وهذا الرابط قد يكون الواو اقط أو الضمير اقط أو الواو والضامير‬
‫سيا ‪.‬‬

‫ج ـ به جممة وهو الظرف أو الجار والمجرور‪.‬‬

‫د ـ وقد تيدد الحال ‪ ،‬وقد تقدم عمى صاحبها أو ايمها ‪.‬‬

‫تدريبات‪:‬‬
‫‪ – 1‬عين كل حال في اآليات اآلتية‪ ،‬وبين نوعه‪:‬‬
‫قال هللا تعالى ‪ { :‬اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون‪ ،‬ما يأتيهم من ذكر‬
‫من ربهم محدث إال استمعوه وهم يلعبون‪ ،‬الهية قلوبهم وأسروا النجوى الذين ظلموا‬
‫هل هذا إال بشر مثلكم أفتأتون السحر وأنتم تبصرون } األنبياء‪ ،‬اآلية‪3 – 1 :‬‬
‫‪ :2‬قال ابو محجن الثقفي‪:‬‬
‫وأُتْ ُر َك مشدودا علي وثاقيــــــــا‬ ‫كفى حزنـــا أن تلتقــي الخي ُل والقنــا‬
‫مصارع دونـي قد ت َ ُ‬
‫ص ُّم المناديـا‬ ‫ـمت عنا في الحديد وغلقــــــــــت‬ ‫إذا قُ َ‬

‫أ – عين الحال من البيت األول واذكر نوعه‬


‫ب – أعرب ما تحته خط في البيتين‬
‫ج – (تلتقي الخيل والقنا) هل يجوز أن تكون الواو هنا للمعية‪ .‬علل قولك‬

‫‪205‬‬
‫التمييز‬

‫نوعــا التمييز‬
‫‪-‬أ‪-‬‬
‫‪ – 1‬اشتريت قنطارا قطنا‬
‫‪ – 2‬زرع الفالح هكتارا فوال‬
‫‪ – 3‬أخرجت زكاة محصولي إردبا قمحا‬
‫‪{ – 3‬إن عدة الشهور عند هللا اثنا عشر شهرا} التوبة ‪32‬‬

‫ب–‬
‫{ قال أنا أكثر منك مـاال وأعز نفــرا} الكهف ‪33‬‬
‫{ هو خير ثوابا وخير عقــبا} الكهف ‪33‬‬

‫إعراب التمييز بنوعيه‬


‫أـ‬
‫‪ – 1‬اشتريت قنطارا قطنا‪ ...........‬قنطار قطن ‪................‬قنطارا من قطن‬
‫‪ – 2‬زرع الفالح هكتارا فوال‪ ..........‬هكتار فول ‪ ..............‬هكتارا من فول‬
‫‪ – 3‬أخرجت زكاة محصولي اردبا قمحا‪ .......‬اردب قمح‪ ......‬اردبا من قمح‬

‫ب‬
‫‪ – 1‬طابت الصحراء هواء‪ .‬أصلها‪ :‬طاب هواء الصحراء التمييز محول عن فاعل‬
‫‪ – 2‬غرسنا األرض شجرا‪ .‬أصلها ‪ :‬غرسنا شجر األرض التمييز محول عن مفعول‬
‫به‬
‫‪ – 3‬أنا أكثر منك ماال‪ .‬أصلها ‪ :‬مالي أكثر من مالك التمييز محول عن مبتدأ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ تأمل المجموعة (أ) تجد في كل جملة منها اسما مبهما غامضا يحتاج إلى بيان‬
‫المقصود منه‪ ،‬فكلمة (قنطار) في المثال األول يحتمل أن يكون قنطارا من أي‬
‫موزون‪ ،‬فلما جاءت كلمة (قطنا) حددت المقصود منه وميزته‪ .‬كذلك كلمة (هكتار) في‬
‫المثال الثاني يحتمل أن يكون قمحا أو شعيرا أو بِرسيما‪ ،‬فإذا ذكرت كلمة (فوال)‬
‫حددها وميز المقصود منها‪.‬‬
‫وفي المثال الثالث كلمة ( إردب) مبهمة تحتمل أي مكيل‪ ،‬فلما ذكر كلمة ( قمحا ) حدد‬
‫المقصود منها وميزه‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫ومثل ذلك في المثال الرابع (اثنا عشر) كلمة غامضة مبهمة فسرتها كلمة (شهرا)‬
‫بعدهما‪ .‬وتسمى الكلمة التي تزيل إبهام ما قبلها (تمييزا) وهي نكرة دائما‪ ،‬ويسمى‬
‫االسم المبهم الذي أزالت إبهامه (مميزا)‪.‬‬

‫‪ – 2‬والمميز في جميع األمثلة األربعة السابقة مذكور‪ ،‬ولذا سمي تمييز (الملفوظ)‬
‫وهو أربعة أنواع وزن أو كيل أو مساحة أو عدد‪.‬‬

‫‪ – 3‬تأمل المجموعة (ب) تجد التمييز فيها كلمات (ماال) (نفرا) (ثوابا) (عقبا) ولكنها‬
‫لم تميز مميزا ملفوظا كما في المجموعة (أ)‪.‬‬

‫فإذا تأملت المثال‪ :‬أنا أكثر منك‪ ...‬ما جانب الكثرة؟ الولد؟ والعدد؟ فإذا قال {ماال} حدد‬
‫نسبة الكثرة‪ ،‬وكذلك أعز نفرا فإذا قال (أعز) يحتمل (أعز قبيال أو جيشا أو ولدا) فلما‬
‫قال نفرا حدد قصده‪.‬‬
‫وهذا النوع من التمييز يسمى تمييز النسبة أو التمييز الملحوظ وهو منصوب دائما‬

‫‪ – 3‬في إعراب التمييز الحظ أمثلة المجموعة (أ) تجد أن تمييز الوزن والكيل‬
‫والمساحة تجوز فيه ثالثة أوجه‪ :‬النصب على التمييز والجر على اإلضافة والجر بمن‬
‫ولم يذكر معها العدد ألن تمييز العدد له حكم خاص‪.‬‬

‫‪ – 5‬وال حظ مجموعة األمثلة (ب) وكلها من تمييز الملحوظ وهو – كما قلنا –‬
‫منصوب دائما‪ ،‬ولكنه في معناه إما منقول عن فاعل نحو (طابت الصحراء هواء) إذ‬
‫اصلها (طاب هواء الصحراء)‪ ،‬وإما منقولة عن مفعول مثل (وفجرنا األرض عيونا )‬
‫أصلها فجرنا عيون األرض‪ ،‬وإمنا منقولة عن مبتدأ نحو ( هو خير ثوابا) أصله (ثوابه‬
‫خير)‪.‬‬

‫‪207‬‬
‫الخالصة ‪:‬‬

‫أ ـ التمييز ‪:‬‬
‫ايع يذكر بيد سبهع فزالاة إبهاساه وبياان الماراد سناه‪ .‬ويسامى افياع المابهع ( سميا ا) ‪،‬‬
‫والم ظة التم أزال إبهاسه ( ميي ا )‬

‫ب ـ المميز وعان ‪:‬‬


‫‪ 6‬ملفوظ ‪ :‬وهو االيع المبهع الظاهر الذي يذكر قب التميي ‪ ،‬وهو أنوا أربياة ‪ :‬أياماء‬
‫الوزن‪ ،‬وأيماء الكي ‪ ،‬وأيماء المساحة‪ ،‬وأيماء اليدد ‪.‬‬

‫‪1‬ـ ملحوظ ‪ :‬وهو الذي يمحظ سر الكلم سار يار أن ياذكر‪ ،‬والمميا الممحاوظ قاد يكاون‬
‫سحااوال عاار ال اعا ‪ ،‬أو الم يااول بااه ‪ ،‬أو المبتاادأ‪ ،‬وسنااه سااا ال يكااون سحااوال سءا هلل دره‬
‫اعرا ‪.‬‬

‫و ميي الممحوظ سنصو ‪ ،‬أسا ميي المم وظ‪ ،‬ايكون سنصوبا ويجوز جره بافضاااة أو‬
‫بمر إتا كان سر أيماء الكي أو الوزن أو الساحة‪.‬‬

‫أسا ميي اليدد امه أحكام خاصة يتذكر عند الكلم عر اليدد‪.‬‬

‫تدريبات‪:‬‬
‫‪6‬ـ‬
‫عير ك ميي ام الجم اآل ية وبير المم وظ سر الممي والممحوظ سنه‪:‬‬
‫ـ ي ن الخا ع جراسا تهبا ‪.‬‬
‫(امر ييم سءقال ترة خيرا يره وسر ييم سءقال ترة را يره) يورة ال ل لة ‪ 3‬ـ ‪1‬‬
‫زرع حول الحق قدحا يمسما ‪.‬‬
‫ـ هذا الجب سر أعمى الجبال ار اعا ‪.‬‬
‫ر إنم وهر اليظع سنم وا تي الرأس يبا ) سريع ‪2‬‬
‫( قال أنا أكءر سنإ سا ال وأع ن را ) الكهف ‪24‬‬
‫ـ ام ال ص ثلثون طالبا ‪.‬‬
‫ـ استألت ن وينا بالنجاح بهجة ‪.‬‬
‫ـ األيد أ د الحيوانات اتكا ‪.‬‬
‫ـ أ مر سجمسإ ودا يغمرك إخوانإ حبا ‪.‬‬
‫ـ إتا كءر الجو بهاء ‪ ،‬كءر الكون كمه بهجة ورواء ‪.‬‬
‫ـ سضى عمى ن ول القرآن أربية ع ر قرنا‬

‫‪208‬‬
‫‪1‬ـ‬
‫رسالة الغفران‬

‫هم قصة سر القصص اليربم ال ريد‪ ،‬التم يبق ال ر القصصم زساناا‪ ،‬ياد سار أرو‬
‫التحف ال نية لغة وخياال ‪ ،‬أل ها أبو اليل الميري؛ وص ها بياض المست ارقير بننهاا سار‬
‫أعظع كتب اليصر اليبايم الءانم طرااة وأكءرها أصالة‪ .‬خي ايهاا المياري أناه انتقا‬
‫إلى الدار اآلخرة والتقى بنعظع ال يراء يرا ان ابيهع نقادا وأسمهاع جاداال اام ايرهع‪،‬‬
‫وقبمها الكءير سما ااترى عميهع ونسب كذبا إليهع ‪.‬‬
‫وقد نثر بكتابه ال اعر افيطالم ( دانتى ) بيد أحد ع ر قرنا اكتب الكوسيديا الألهياة ‪،‬‬
‫وهكذا ايتطاع الحضارة اليربية أن رك أثارا واضحة ام اآلدا األوروبية‪،‬‬
‫أـ سا أثر الحضارة اليربية ام النهضة األوروبية ؟‬
‫ـ أخرج سر اليبارة السابقة ك ميي وبير نوعه ‪.‬‬
‫ج ـ أعر سا حته خط ام اليبارة ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫قال حكيع ‪:‬‬
‫أحق الناس بال ض أعاودهع عماى النااس ب ضامه‪ ،‬وأحقهاع بااليمع أحسانهع نديباا وأحقهاع‬
‫بالغناء أه الجود‪ ،‬وأقربهع إلى هللا أن اذهع اام الحاق عمماا وأكممهاع لاه عمال وأصاوبهع‬
‫رجاء وأ دهع انت اعا بيممه‪.‬‬

‫ميي ‪.‬‬ ‫أخرج سر اليبارة السابقة ك‬

‫‪4‬‬
‫عير التميي ونو سمي ه ام اليبارة التالية ‪:‬‬
‫هااؤالء ال يممكااون سا ء اااع طياساا‪ ،‬وال سااوطىء قاادم أرضااا‪ ،‬وال سا ء كااف زيتااا‪ ،‬وال‬
‫جراسا يكرا‪ ،‬وال طول أصابع قما اا‪ .‬وأولئاإ يودعاون اام المصاارف كاذا سميوناا سار‬
‫الدوالرات ‪ ،‬اه ييطف هؤالء عمى أولئإ ؟‬
‫‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫المستثنى وأدواته‬
‫أوال ‪ -‬المستثنى بإال‬

‫األمثلة‪:‬‬
‫أ – { فشربوا منه إال قليال منهـــــم } البقرة ‪237‬‬
‫حفظت القرآن إال سورتين ‪.‬‬
‫يعجبني الكتاب إال المأجورين‬

‫ب ‪ -‬ما تذاع األخبار إال المهمـةُ‬


‫ال أهتم باألخبار إال المهم ِة‬

‫ج – {وما محمد إال رسول}آل عمران ‪133‬‬


‫{وما على الرسول إال البالغ} المائدة ‪77‬‬
‫{ال يكلف هللا نفسا إال وسعها} البقرة ‪282‬‬
‫{وال يحيق المكر السيئ إال بأهله} فاطر ‪33‬‬

‫الشرح‪:‬‬
‫‪ – 1‬أمثلة المجموعة (أ) المستثنى منه فيها موجود وهو (واو الجماعة) في المثال‬
‫األول‪ ،‬والقرآن في المثال الثاني والكتاب في المثال الثالث وكلها مثبتة‪ ،‬فاالستثناء فيها‬
‫تام مو َجب‪ ،‬لذا وجب نصب المستثنى وهو (قليال) في المثال األول (سورتين) في‬
‫(المأجورين) في المثال الثالث‪.‬‬
‫ِ‬ ‫المثال الثاني‬

‫‪ – 2‬وفي أمثلة المجموعة (ب) المستثنى منه موجود وهو (األخبار) ولكنه منفي فجاز‬
‫في المستثنى النصب على االستثناء مثل المجموعة األولى‪ ،‬أو أن يكون بدال من‬
‫المستثنى منه في المثال األول (ما تذاع األخبار إال المهمة) المستثنى (المهمة) يجوز‬
‫نصبها مستثنى أو بدال‪ .‬وفي المثال الثالث (ال اهتم باألخبار إال المهمة) يجوز نصبها‬
‫باالستثناء أو جرها بدال‪.‬‬

‫‪ – 3‬أما المجموعة (ج) فالمستثنى منه غير مذكور في الجملة فهو استثناء ناقص فال‬
‫عمل لـ (إال) ويعرب ما بعدها على حسب موقعه في الجملة‪ ،‬ففي الجملة األولى {وما‬
‫محمد إال رسول} كأنك قلت محمد رسول فرسول خبر مرفوع‪ ،‬وفي الجملة الثانية {ما‬
‫على الرسول إال البالغ} كأنك قلت (على الرسول البالغ) وفي الجملة الثالثة كلمة‬
‫(وسعها) مفعول ثان منصوب‪ ،‬وفي الجملة الرابعة (بأهله) مجرور بالباء‪ ،‬وهكذا‬
‫فتعتبر (إال) ال عمل لها ويعرب ما بعدها على حسب موقعه في الجملة‪.‬‬

‫‪210‬‬
‫ثانيا‪ :‬المستثنى بغير وسوى‬

‫أ – نجا ركاب الطائرة غيَر واحد – سوى واحد‬


‫غير واحد – سوى واحد‬
‫ب – ما احترق ركاب الطائرة ُ‬
‫غير واحد – سوى واحد؛‬
‫ج – ما نجا ُ‬
‫غير واحد ـ سوى واحد؛‬
‫ما رأيت منهم َ‬
‫ما نظرت منهم إلى غير واحد – إلى سوى واحد‪.‬‬

‫الشرح‪ :‬يستثنى بغير وسوى فيجر المستثنى بهما باإلضافة دائما‪ ،‬ويثبت لـ (غير)‬
‫(سوى) في اإلعراب ما ثبت لالسم الذي يقع بعد إال فيجب نصبهما إذا كان الكالم‬
‫مثبتا‪ ،‬وذكر المستثنى منه كالمثال(أ) ويجوز نصبهما على االستثناء أو اتباعهما‬
‫المستثنى منه‪ ،‬إذا كان الكالم منفيا وذكر المستثنى منه كالمثال (ب) ويعربان على‬
‫حسب موقعهما من الجملة إن كان الكالم منفيا ولم يذكر المستثنى منه كأمثلة‬
‫المجموعة (ج) فغير وسوى في المثال األول فاعل وفي الثاني مفعول به‪ ،‬وفي الثالث‬
‫مجرور بإلى‪ .‬وسوى في كل الحاالت السابقة اسم مقصور يعرب بعالمات مقدرة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المستثنى ب(عدا) و(خال) و(حاشا)‬

‫النادر منهم‬
‫ِ‬ ‫النادر منهم – عدا‬
‫َ‬ ‫أ – القرويون يشتغلون بالزراعة عدا‬
‫حصدتُ المزروعات الشتوية خال القم َح – خال القمحِ‬
‫تدار اآلالت بالكهرباء حاشا قليال منها – حاشا قلي ٍل منها‬

‫النادر منهم‬
‫َ‬ ‫ب – القرويون يشتغلون بالزراعة ما عدا‬
‫حصدت المزروعات الشتوية ما خال القم َح‬
‫الشرح‪:‬‬
‫من أدوات االستثناء (عدا وخال وحاشا) ويكون االسم بعدها منصوبا بها على أنه‬
‫مفعول به وهي أفعال‪ ،‬ويكون مجرورا بها على أنها حروف جر‪ .‬أما إذا سبقت (بما)‬
‫فيتحتم كونها فعال فيجب النصب‪ ،‬ويمتنع الجر وذلك في (خال وعدا) أما حاشا فيمتنع‬
‫دخول (ما) المصدرية قبلها‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫الخالصة ‪:‬‬

‫أ ـ المستءنى ‪ :‬ايع يذكر بيد أداة سر أدوات األيتءناء سخال اا لماا قبمهاا اام الحكاع ‪ .‬وسار‬
‫أدوات افيتءناء ‪ :‬إال ‪ ،‬ير ‪ ،‬يوى ‪ ،‬خل ‪ ،‬عدا ‪ ،‬حا ا ‪.‬‬

‫ـ المستءنى بإال له أحكام ثلثة هم ‪:‬‬


‫ـ وجو النصب ‪ ،‬إتا كان الكلم اسا سءبتا ‪.‬‬
‫ـ جواز النصب واف با إتا الكلم اسا سن يا ‪.‬‬
‫ـ إعرابه بحسب سوقيه ام الجممة وتلإ إتا كان الكلم سن يا ولع يذكر المستءنى سنه ‪.‬‬

‫ج ـ وقد كون أداة افيتءناء ( ير ويوى) وحكع المستءنى بهما الجر دائماا بافضاااة ‪،‬‬
‫أسا ل ظنا ( ير) و (ياوى) اتنخاذان اام افعارا حكاع المساتءنى باـ (إال ) سار وجاو‬
‫النصااب أو جااوازه أو إ باعااه لممسااتءنى سنااه ااام إعرابااه أو إعرابااه بحسااب سوقيااه ااام‬
‫الجممة‪.‬‬

‫د ـ ويسااتءنى ( خاال وعاادا وحا ااا ) وحكااع المسااتءنى بهااذه األدوات أنااه ينصااب أو‬
‫يجاار‪ ،‬اينصااب عمااى أنهااا أايااال وهااو س يااول بااه ‪ ،‬ويجاار عمااى أنهااا حااروف جاار وهااو‬
‫سجرور بها ‪.‬‬

‫اااإن ياابق (خاال وعاادا وحا ااا ) وحكااع المسااتءنى بهااذه األدوات أنااه ينصااب أويجاار ‪،‬‬
‫اينصب عمى أنها أايال وهوس يول به ‪ ،‬ويجر عمى أنها حروف جر وهو سجرور به ‪.‬‬

‫اااإن ياابق ( خاال وعاادا ) (سااا) المصاادرية يااير نصااب المسااتءنى بياادهما عمااى أنااه‬
‫س يول به وهما ايلن ‪ ،‬أسا حا ا ال سبقها (سا ) ‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫تدريبات‬

‫‪ :0‬عين فيما يأتي المستثنى الواجب النصب على االستثناء والجائز النصب واإلتباع‬
‫لما قبله والمعرب حسب العوامل مع بيان السبب‪:‬‬

‫أ – { فسجد المالئكة كلهم أجمعون إال إبليس} الحجر ‪31‬‬


‫ب – ينقص كل شيء باإلنفاق إال العلم‬
‫ج – ليس لك عيب إال الكسل‬
‫د – ال يعلم الغيب إال هللا‬
‫هـ – ما قرأت صحف اليوم إال صحيفة‬
‫و‪ -‬ال تعتمد إال على ذي ثقة‬

‫‪ : 5‬عين فيما يأتي أداة االستثناء والمستثنى ثم أعربهما‪:‬‬

‫أ – ال يرضى إنسان المذلة عدا اللئيم‬


‫ب – أال كل شيء ما خال هللا باطل‬
‫ج – وما المرء إال ذكره ومآثره‬
‫د – لم أفعل شيئا غير الواجب‬
‫هـ – ما صاحبت في سفري كتابا سوى القرآن الكريم‬

‫‪ : 3‬ضع في كل مكان خال مما يأتي مستثنى مناسبا مضبوطا بالشكل‬


‫أ – زرت األماكن المقدسة ما عدا‪..........................‬‬
‫ب – أنا ال أراقب في عمل سوى‪...........................‬‬
‫ج – ما يرفع اإلنسان شيء إال ‪............................‬‬
‫د – تكافح الشعوب في سبيل حقوقها حاشا‪...............‬‬
‫ه – تفتحت األزهار عدا ‪....................................‬‬

‫‪ :6‬نموذج إعراب جملة ( تنطفال األضواء ما خال ضوء الحق )‬


‫تنطفال ‪ :‬فعل مضارع مرفوع وعالمة رفعه الضمة‬
‫األضواء ‪ :‬فاعل مرفوع وعالمة رفعه الضمة‬
‫ما خال‪ :‬ما – مصدرية‪ ،‬خال‪ ،‬فعل ماض مبني وفاعله ضمير مستتر‬
‫ضو َء ‪ :‬مفعول به منصوب وهو مضاف‬
‫الحق ‪ :‬مضاف إليه مجرور‬

‫‪213‬‬
‫الجار والمجرور‬
‫أ‪ -‬حروف الجر األصلية‬

‫سأْت ُ ْم فَلَ َها ﴾ { إلسراء ‪.} 7‬‬ ‫س ْنت ُ ْم ِأل َ ْنفُ ِس ُك ْم َو ِإ ْن أ َ َ‬


‫س ْنت ُ ْم َأ َ ْح َ‬
‫‪ِ ﴿ - 1‬إ ْن أ َ ْح َ‬
‫ق ِع ْندَ َمليكٍ ُم ْقتدِر ٍ﴾ {القمر ‪.}57‬‬ ‫ت َونَ َه ٍر فِي َم ْقعَ ِد ِ‬
‫ص ْد ٍ‬ ‫‪ ﴿ - 2‬إِ ّن اْل ُمت َّ ِقينَ فِي َجنَّا ٍ‬
‫الر ْعدُ بِ َح ْم ِد ِه َوال ْمالَئِ َكةُ ِم ْن ِخيفت َ ِه ﴾‪{ .‬الرعد}‪.‬‬ ‫س ِبّ ُح َّ‬ ‫‪ - 3‬يُ َ‬
‫‪ -3‬أرني الذي عاشرته فوجدته متغاضيا لك عن أقل عثار‪.‬‬
‫‪ ﴿ - 5‬والضحى و الليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى ﴾‪ { .‬الضحى ‪.} 2 - 1‬‬
‫ايال ماان المسااجد الحاارام الااى المسااجد األقصااى﴾‪.‬‬ ‫‪ ﴿ - 2‬ساابجان الااذي أساارى بعبااده لا ً‬
‫{اإلسراء ‪.}1‬‬
‫وإن خلت أن المنتأى عنك واسع‬ ‫‪ -7‬وإنك كالليل الذي هو مدركي‬
‫وتأتي على قدر الكرام المكارم‬ ‫‪ - 8‬على قدر أهل العزم تأتي العزائم‬
‫‪ - 7‬تدار اآلالت بالكهرباء عدا قليل منها ‪.‬‬
‫‪ ﴿ - 11‬سالم هي حتى مطلع الفجر ﴾ القدر ‪.5 :‬‬

‫الشرح‪:‬‬

‫الكلمااات التااي تحتهااا خااط فااي األمثلااة التسااعة السااابقة دخاال علااى كاال منهااا حاارف ماان‬
‫حروف الجر فهي مجرورة به‪.‬‬
‫‪ - 1‬ففي المثاال األول الكلمتاان ﴿ أنفساكم ﴾ والضامير {هاا} مجاروران باالالم و معناهاا‬
‫األرض ﴾‬
‫ِ‬ ‫سموات و ما في‬ ‫هنا االستحقاق‪ ،‬وقد تفيد معنى التملك‪ ،‬نحو سبَّ َح ِ ّ ِ‬
‫َّلل َما في ال ّ‬
‫الحشر ‪.1 :‬‬
‫‪ -2‬وفااي المثااال الثاااني {جنّااات} و {مقعااد} مجرورتااان بااـ ِفي وهااي تفيااد الظرفيااة‪ ،‬ولهااا‬
‫هرةٍ}‪.‬‬ ‫ت اْ ْم َرأَة ٌ النَّ َ‬
‫ار فِي َّ‬ ‫معان أخرى كالسببية‪ ،‬مثل‪{ :‬دَ َخلَ ْ‬
‫‪ -3‬وفي المثال الثالث كلمة {بحمده} مجرورة بالباء ولها عادة معاان كالسابية والظرفياة‬
‫واالستعانة‪ ،‬وكلمة {خيفته} مجرورة بمن‪ ،‬ومن معانيها االبتداء والتبعيض والسببية‪.‬‬
‫‪ - 3‬وفااي المثااال الرابااع‪ ،‬كلمااة‪ { :‬أقاال} فااي البياات مجاارورة بعاان‪ ،‬وهااي تاادل علااى‬
‫المجاوزة‬
‫‪ - 5‬وفي المثال الخامس‪ ،‬الكلمتان‪ { :‬والضحى و الليل}‪ .‬مجرورتان بواو القسم‪.‬‬
‫ت كلمة المسجد األولى بمن والثانية بإلى‪ ،‬واألولاى‬‫‪ - 2‬وفي اآلية { سبحانَ الدِي } ُج َّر ْ‬
‫دلت على االبتداء والثانية دلت على االنتهاء‪.‬‬

‫‪214‬‬
‫اك َكاللَّيْا ِل} حارف الجار الكااف وهاو للتشابيه والمجارور بااه‬
‫‪ - 7‬وفاي المثاال الساابع { ِإنَّ َ‬
‫الليل‪.‬‬
‫قادر مارتين ومان‬
‫جرت كلماة ِ‬
‫‪ - 8‬وفي المثال الثامن على قدر حرف الجر {على} وقد ّ‬
‫معانيها االستعالء‪.‬‬
‫جر يجر بها المستثنى بها وتفيد االستثناء‪.‬‬‫‪ - 7‬خال وعدا وحاشا‪ ،‬قد تستعمل حروف ٍ‬
‫‪ - 11‬حتى { َم ْ‬
‫طلَعِ } في المثال األخير وتدل على الغاية و االنتهاء‪.‬‬

‫ب – حروف الجر الزائدة ‪:‬‬

‫ب ِم ْن َ‬
‫ش ْي ِء ﴾ األنعام ‪38‬‬ ‫ق َغي ُْر هللاِ ﴾ فاطر‪َ ﴿ . 3‬ما فَ َّر ْ‬
‫طنَا في ال ِكتَا ِ‬ ‫‪﴿ -1‬ه َْل ِم ْن خَا ِل ٍ‬
‫َصيرا﴾ النسااء ‪ ، 33‬ولايس بالفضال فاي نفساه مان ينكار‬ ‫‪َ ﴿ -2‬كفَى بِاهللِ َو ِليًّا َو َكفى بِاهللِ ن ً‬
‫الفضل على ربه‪.‬‬
‫صير ﴾ الشورى ‪11‬‬ ‫س ِمي ُع البَ ُ‬ ‫‪﴿ -3‬ليس َك ِمثْ ِل ِه َ‬
‫ش ْي ٌء َو ُه َو ال َّ‬
‫ق أ َ ْنفَ ُع من أَخٍ شقي ٍ‬
‫ق‪.‬‬ ‫صدِي ٍ‬ ‫‪ُ -3‬ربَّ َ‬

‫الشرح‪:‬‬
‫حروف الجار فاي األمثلاة الساابقة زائادة يمكان االساتغنا ُء عنهاا ويساتقيم الكاالم بادونها‪،‬‬
‫طنَا في الكتاب شيئًا‪ ،‬وهكذا بقية األمثلة‪...‬‬ ‫فنقول‪ :‬هل خالق غير هللا‪ ،‬ما فَ َّر ْ‬
‫ومن حروف الجر التي تأتي زائدة‪:‬‬
‫‪{ -1‬ماان} ويشااترط لزيادتهااا أن يساابقها نفااي أو اسااتفهام وأن يكااون مجرورهااا نكاارة‬
‫كاألمثلة ﴿‪.﴾1‬‬
‫‪﴿ -2‬الباء﴾ وتأتي زائدة في خبر ليس وفي فاعل ﴿كفَى ﴾ كما في األمثلة ﴿‪.﴾2‬‬
‫‪﴿ -3‬الكاف﴾ وتأتي زائدة قبل كلمة ﴿مثل﴾ وهما للتشبيه كما في المثال ﴿‪.﴾3‬‬
‫﴿ربَّ ﴾ وهي حرف جر شبيه بالزائد ومن معانيها التقليل‪ ،‬وقاد تحاذف وتناوب عنهاا‬ ‫‪ُ -3‬‬
‫الواو مثل َولي ٍل َك ْموج ْالبَ ْح ِر أ َ ْرخى ُ‬
‫سدُولَهُ‪..‬‬

‫‪215‬‬
‫الخالصة ‪:‬‬

‫‪ -1‬يجر االسم إذا وقع بعد حرف من حروف الجر‪:‬‬


‫معاني حروف الجر‪:‬‬
‫من‪ :‬ومن معانيها االبتداء والتبعيض وبيان الجنس‪،‬‬
‫الى‪ :‬تدل على االنتهاء‪،‬‬
‫عن‪ :‬تدل على المجاوزة‬
‫على‪ :‬تدل على االستعالء أو الظرفية‬
‫في‪ :‬تدل على للظرفية أو السببية‪،‬‬
‫الباء‪ :‬تدل على السببية أو الظرفية أو االستعانة أو القسم‪،‬‬
‫الالم‪ :‬تدل على الملك واالستحقاق والتعليل‪،‬‬
‫الواو‪ :‬تدل على للقسم ‪،‬‬
‫حتى‪ :‬وتدل على االنتهاء‬
‫خال وعدا وحاشا‪ :‬تدل على الالستثناء‪،‬‬
‫رب‪ :‬تدل على التقليل‪.‬‬

‫‪ -2‬حااروف الجاار نوعااان‪ :‬أصاالية ال يمكاان االسااتغناء عنهااا فااي الكااالم‪ ،‬وزائاادة يمكاان‬
‫االستغناء عنها في الكالم‪.‬‬

‫ومن حروف الجر الزائدة‪:‬‬

‫من‪ :‬ويشترط لزيادتها أن يسبقها نفي‪ ،‬أو استفهام‪ ،‬وأن يكونن مجرورها نكرة‪،‬‬

‫الباء‪ :‬وتأتي زائدة في خبر ليس وفي فاعل كفى‬


‫الكاف‪ :‬تأتي زائدة قبل كلمة (مثل)‪،‬‬
‫رب‪ :‬وهي شبيهة بالزائدة ومن معانيها التقليل‪.‬‬

‫‪216‬‬
‫تدريبات‬
‫‪-1-‬‬
‫غضب كسرى أنوشروان على بعض مرازبته فقال ‪ :‬يحط من مرتبتاه‪ ،‬وال يانقص مان‬
‫صلته‪ ،‬فإن الملوك تؤدب بالهجران‪ ،‬وال تعاقب بالحرمان‪.‬‬

‫وللصاحب بن عبَّاد‬
‫وأمرك ممتثل في األمم ؟‬ ‫وقائلة ‪ :‬لَ ْم عزمك الهموم‬
‫فإن الهموم بقدر الهمــــم‬ ‫فقلت ‪ :‬ذريني لما أشتكي‬

‫وقال المتنبي‬
‫يخلو من الهم أخالهم من الفطن‬ ‫أفاضل الناس أغراض لذا الزمن‬

‫رغبت الرعية عن الطاعة‪.‬‬ ‫قال ازدشير ‪ :‬إذا رغبت الملوك عن العدل‬

‫عين حروف الجر و األسماء المجرورة بها فيما سبق؟‬

‫‪-2-‬‬
‫عين حرف الجر األصلي وحرف الجر الزائد أو شبه الزائد فيما يأتي‬
‫‪ - 1‬هل عندكم من علم باألنباء الجديدة‬
‫‪ - 2‬سمعت ما أذيع من األنباء‪.‬‬
‫‪ - 3‬رب أخ لك لم تلده أمك‪.‬‬
‫‪ - 3‬استعنت في عملي باهلل‪.‬‬
‫‪ - 5‬ألست بكافيك شر الطغاة؟‬

‫‪217‬‬
‫متعلق الجار والمجرور‪:‬‬

‫حروف الجر ثالثة أنواع‪ :‬نوع أصلي يحتاج إلى ذكره وإعرابه وبيان متعلقه‪ ،‬ونوعان‬
‫آخران وهما‪ :‬الزائد والشبيه بالزائد‪ ،‬وهذان ال يحتاجان إلى متعلق‪ .‬وتعلق الجار‬
‫والمجرور واجب ألنه يساعد على ربط المعنى العام وتعيينه‪ .‬والكلمات التي تصلح أن‬
‫تكون متعلقا هي‪:‬‬

‫قمت له‪.‬‬ ‫ا – الفعل ‪:‬‬


‫‪ – 2‬اسم الفعل‪ :‬أف للكسالى‬
‫‪ – 3‬الجامد الدال على مشتق‪:‬‬
‫فدعاء تنفر من صفير الصافــر‬ ‫أسد علي وفي الحروب نعامة‬

‫وعلق الجار والمجرور باألسد مع كونه جامدا ألنه على معنى (جرئ ) المشتقة‬

‫‪ - 3‬المشتق كاسم الفاعل واسم المفعول‪:‬‬


‫أ – الخبر‪ :‬مثل المؤمن معتمد على هللا‪ ،‬والناس مجزوء بأعمالهم‬
‫ب – غير الخبر‪ :‬مثل السائر على الدرب يصل‪ ،‬كافأت المخلص في عمله‬

‫‪218‬‬
‫المجرور باإلضافة‬

‫أ‪-‬‬
‫رض ﴾ النور ‪75.‬‬ ‫ت واأل َ ِ‬ ‫س َم َوا ِ‬‫ور ال َّ‬‫‪ - 1‬هللاُ نُ ُ‬
‫‪ ﴿ - 2‬الحمدُ هللِ ربّ ِ ْالعَالَ ِمينَ ﴾ الفاتحة ‪1‬‬
‫‪﴿ - 3‬وإذ أخذنا ميثاق بني اسرائيل ﴾ البقرة ‪83‬‬
‫فلهن ثُلُثا ما ترك ﴾ النساء ‪11‬‬ ‫َّ‬ ‫ب ‪ ﴿ -‬فإن ُكنَ نسا ًء فوق اثنتين‬
‫جـ ‪ ﴿ - 1 -‬الذين يظنون أنَّهم ُمالقوا ربَّهم ﴾ البقرة ‪32‬‬
‫ب ﴾ المسد ‪1‬‬ ‫ّت َيدَا أ َ ِبي لَ َه ٍ‬‫‪ ﴿ -2‬تَب ْ‬
‫احدٌ القَ ّه ُ‬
‫ار ﴾ يوسف ‪37‬‬ ‫الو ِ‬ ‫اب ُمتَفَ ِرقُونَ َخي ٌْر أ َ ِم َ‬
‫اَّللُ َ‬ ‫س ْج ِن أ َ ْر َب ٌ‬
‫ي ال ِ ّ‬
‫اح َ‬ ‫ض ِ‬ ‫‪ ﴿ - 3‬يا َ‬

‫الشرح‪:‬‬

‫ت واأل َ ِ‬
‫رض } تجااد أن‬ ‫س ا َم َوا ِ‬ ‫‪ - 1‬تأماال المثااال األول فااي المجموعااة {أ}‪{ .‬هللاُ نُا ُ‬
‫اور ال َّ‬
‫{نور السموات} مركبة من كلمتين وأن كلمة {نور} كانت نكرة أضيفت إلى {السموات‬
‫} وهااي معرفااة فاكتسااب منهااا التعريااف وامتنااع تنوينهااا‪ ،‬أمااا كلمااة {السااموات} وهااي‬
‫المضاف إليه فقد أصبحت مجرورة باإلضافة‪.‬‬

‫وفي المثال الثااني {رب العاالمين} أضايفت {رب} وهاي نكارة إلاى {العاالمين} المعرفاة‬
‫فاكتساابت منهااا التعريااف وامتنااع تنوينهااا لإلضااافة‪ ،‬وأص ابح المضاااف إليااه {العااالمين}‬
‫مجرورا‪ ،‬وعالمة جره الياء‪ ،‬ألنه ملحق بجمع المذكر السالم‪.‬‬

‫ومثلهاا المثااال الثالاث‪ ،‬وقااد تتابعات فيااه إضاافتان {فميثاااق} أضايف إلااى {بناين} وهااي‬
‫أضيف إلى {إسرائيل}‪ ،‬فعرفت النكرتان بها‪.‬‬

‫‪ -2‬تأمل أمثلة المجموعة {ب} تجد المضاف في الجملتين نكارة وهماا {فاوق} و {ثلثاا}‬
‫وقد أضيف في األولى إلى نكرة فلم يعرف وإنما اكتسب التخصيص باإلضافة‪.‬‬

‫‪ -3‬تأمل أمثلة المجموعاة {ج} تجاد أن المضااف فاي الجملاة األولاى { مالقاون} وهاو‬
‫جمع مذكر سالم ‪،‬وقد حذفت نونه عناد اإلضاافة كماا حاذف التناوين مان االسام المناون‪.‬‬
‫ومثله {يدان} في المثال الثاني حذفت نونه لإلضافة الى أبي لهب‪ ،‬وصاحبين في المثال‬
‫الثالث حذفت نونه لإلضافة الى كلمة السجن‪ ،‬وكذا حذفت الناون مان {بناي اسارائيل} و‬
‫{ثلثا ما ترك} ‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫الخالصة‪:‬‬

‫في اإلضافة اسمان يسمى األول مضافا والثاني مضافا إلياه‪ ،‬والمضااف يُعارب بحساب‬
‫موقعه في الجملة‪ ،‬والمضاف إليه مجرور باإلضافة دائما‪.‬‬
‫واإلضافة تفيد المضاف التعريف إذا كان المضاف إليه معرفة‪ ،‬و تفياده التخصايص إذا‬
‫كان المضاف إليه نكرة‪.‬‬
‫ويحذف لإلضافة‪.‬‬
‫‪ - 1‬التنوين من المضاف المنون‪.‬‬
‫‪ - 2‬النون من المضاف إذا كان مثنى أو جمع مذكر سل ًما‪.‬‬

‫تدريبات‬
‫‪-1-‬‬
‫خرج أبو العباس السفاح متنزها باألنبار‪ ،‬فوافى خيماة ألعراباي ‪ ،‬فقاال لاه األعراباي ‪-‬‬
‫وهو ال يعرفه ‪ -‬ممن الرجال ؟ قاال ‪:‬مان كناناة‪ ،‬قاال مان أي كناناة ؟ قاال‪ :‬مان أبغاض‬
‫كنانة إلى كنانة‪ ،‬قال‪ :‬فأنت إذن من قريش؟ قاال‪ :‬نعام‪ ،‬قاال‪ :‬فمان أي قاريش؟ قاال‪ :‬مان‬
‫أبغض قريش إلى قريش ؟ قال ‪ :‬فأنت إذن مان ولاد عباد المطلاب ؟ قاال‪ :‬نعام قاال فمان‬
‫أي ولد عبد المطلب ؟ قال‪ :‬من أبغض ولاد عباد المكلاب إلاى ولاد عباد المطلاب ‪ ،‬قاال ‪:‬‬
‫فأنت إذن أمير المؤمنين ‪ ،‬السالم عليك يا أمير المؤمنين‪.‬‬

‫أ ‪ -‬اكتب عنوانا مناسبا للقصة‪.‬‬


‫ب ‪ -‬عين في القصة كل اسم مجرور بحرف جر‪ ،‬وكل اسم مجرور باإلضافة مبينا فيه‬
‫المضاف والمضاف إليه‪.‬‬
‫جـ ‪ -‬أعرب ما تحته خط داخل القصة‪.‬‬
‫‪-2-‬‬
‫أدخل حرف جر على كل مما يأتي في جملاة مفيادة ماع التنوياع فاي حاروف الجار التاي‬
‫تأتي بها‪.‬‬
‫معلمو المدرسة ‪ -‬ممثال الطالب ‪ -‬جماعات النشاط ‪ -‬ذو الفضل ‪ -‬قائد الفرقة العمال‪.‬‬
‫‪- 3-‬‬
‫أكمل الجمل اآلتية بوضع مضاف اليه مكان النقط بحيث تستوفي عالمات الجر‪:‬‬
‫‪ - 1‬تعاون ‪......................‬يساعدهما على النجاح في تجارتهما‬
‫‪ - 2‬إخالص ‪...................‬في الجهاد سبب نصرهم‬
‫‪ -3‬ثقافة ‪.......................‬تضمن نجاح أبنائهن‪.‬‬
‫‪ - 3‬يتصرف ذو‪...............‬بحكمة وتبصر‪.‬‬

‫‪220‬‬
‫سادسا ‪ :‬الصرف‬

‫التصغير‬

‫النسب‬

‫الم تقات (ايع ال اع ـ ايع الم يول‪ -‬الص ة الم ابهة‪-‬‬

‫ايما المرة والهيئة ـ ايما المكان وال سان ـ ايع اآللة)‬

‫‪221‬‬
‫التصغير‬

‫من خصائص اللغة العربية أنها كاملة التصرف فتغير الكلمة من صيغة إلى أخرى تبعا‬
‫للمعنى الذي يريده المتكلم‪ ،‬ومن هذا القبيل مسألة (التصغير) فبدال من أن نقول‪ :‬رجل‬
‫شجير‪ ،‬وكذلك‪ :‬قُبَيل الغروب‪ ،‬وبُعيد العصر‪،‬‬
‫(ر َجيْل) وكذلك ُولَ ْيدٌ‪ ،‬قُليم‪ُ ،‬‬
‫صغير‪ ،‬نقول ُ‬
‫فُ َويق المكتب‪.‬‬

‫كيف يصغر االسم‪:‬‬


‫أوال‪ :‬يُضم األول ويُفتح الثاني وتُزاد ياء ثالثة‪ ،‬مثل‪ُ :‬‬
‫عقَيل‪ ،‬في َعقل و ُ‬
‫س َبيع في سبع‪،‬‬
‫وهذا هو المبدأ العام فيُكتفى بذلك الثالثي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االسم الرباعي – سواء أ كانت حروفه كلها أصوال أم فيها حرف زائد‪ ،‬فإنه‬
‫آخر فوق ما تقدم من ضم األول وفتح الثاني وزيادة الياء‪ :‬مثل‬ ‫َ‬ ‫يحصل فيه تغيير‬
‫صي ِْرم‪ ،‬ومشرف مشيرق‬ ‫جعفر‪ُ :‬ك ِسر ما بعد الياء‪ ،‬فيقال ُجعَ ْي ِفر‪ ،‬وفي حصرم ُح َ‬
‫وإذا كان ما قبل اآلخر حرف مد قلب ياء إن لم يكن كذلك وأدغم في ياء التصغير‬
‫مثل‪ :‬كتاب وصبوح وبليغ‪ ،‬فيقال‪ُ :‬كتيب و ُ‬
‫صبيح وبُليغ بتشديد الياء في الجميع فكأنه‬
‫لَما كسر فيه ما بعد الياء توصل إلى ذلك بقلب حرف العلة ياء‪.‬‬

‫استثناءات من هذه القاعدة ‪:‬‬


‫ويستثنى من كسر ما بعد ياء التصغير بعض أنواع من االسم فيتبقى فيه ما بعد الياء‬
‫مفتوحا كما كان قبل التصغير من ذلك‪:‬‬

‫أ – ما كان رابعه‪ :‬تاء التأنيث‪ ،‬مثل‪ :‬شجرة وعنبة‪ ،‬فيقال‪ :‬شجيرة‪ ،‬عنيبة‬
‫ب – ما كان رابعه ألف التأنيث‪ ،‬كحبلى‪ ،‬فيقال‪ُ :‬حبيلى‪.‬‬
‫ج – ما كان رابعه ألفا ممدودة زائدة مثل‪ :‬حمراء فيقال‪ :‬حميراء‬
‫د – ومن ذلك ما كانت فيه ألف قبل اآلخر ومزيدة لبناء الصيغة‪ ،‬كما في األوزان التي‬
‫على وزن أفعال مثل‪ ،‬أجمال وأفراس‬
‫هـ ‪ -‬والتي على وزن فعالن بسكون العين وتثليث الفاء‪ ،‬بشرط أال يجمع على فعالين‪،‬‬
‫مثل‪ :‬سكران‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وحمدان‪ ،‬فتبقى األلف بعد ياء التصغير على حالها‪ ،‬فيقال‬
‫أُجيْمال‪ ،‬وأُفيْراس‪ ،‬كما يقال‪ :‬سكيْران‪ ،‬وعثيْمان ‪ ،‬بخالف سلطان التي تجمع على‬
‫سالطين فيقال في تصغيرها‪ :‬سليطين‪ ،‬وكذلك في سرحان سريحين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬االسم الخماسي‪ ،‬ولو كان فيه تاء التأنيث أو ألفه أو مزيدا في آخره بعض‬
‫الزيادات‪ ،‬فكلها يُكسر فيه ما بعد ياء التصغير‪ ،‬مثل‪ :‬حنظلة ‪ :‬حنيظلة‪ ،‬ومثل‪:‬‬
‫قرفصاء‪ :‬قريفصاء‪ ،‬زعفران‪ :‬زعيفران‪ ،‬ومخرج ‪:‬مخيرج‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫رابعا‪ :‬إذا كان الخماسي قبل آخره ألف ليست التأنيث وليست الف فعالن‪ ،‬أو قبل آخره‬
‫ياء أو واو‪ ،‬فإن حرف العلة يقلب ياء‪ ،‬كما في تمساح‪ ،‬وعصفور‪ ،‬وإقليد‪ .‬فيقال‪:‬‬
‫عصيفير‪ ،‬أ ُقيليد بقلب الواو أواأللف التي قبل اآلخر‪.‬‬
‫ت ُميسيح‪ُ ،‬‬

‫خامسا ‪ :‬إذا كان االسم يَ ِقل عن ثالثة أحرف في الصورة‪ ،‬فإن التصغير يجعله ثالثة‬
‫أحرف وذلك كما يأتي‪:‬‬
‫أ – يرد ما ُحذف من فاء أو عين أو الم‪ ،‬فيقال‪ :‬في عدة ويد‪ُ ،‬وعيدة‪ ،‬ويُدية‪،‬‬
‫ب – المضعف يفك تضعيفه كما في‪ُ :‬مدٌّ فنقول ُمدَ ْيدٌ‪ ،‬حب‪ُ :‬ح َبيب‬

‫االسم الثنائي الوضع كما إذا سميت شخصا‪ :‬لَم أو أ َ َه ْل‪ ،‬فإننا نُضعفه ونجعل ياء‬
‫التصغير على حرفين‪ ،‬أي نقول‪ :‬لميم وهليل أو تشدد‪ ،‬ياء التصغير ‪ ،‬فنقول‪ :‬لُ َمي‬
‫و ُهلي‪.‬‬

‫سادسا‪ :‬إذا كان ثاني االسم المراد تصغيره ألفا فال بد من تغييرها ألن االسم المصغر‬
‫يجب ضم أوله وفتح ثانيه‪ ،‬واأللف ال تقبل الحركة‪ ،‬وإن كان ثانيه واوا أو ياء غير‬
‫أصلية ردت إلى أصلها‪:‬‬

‫أ – فتقلب األلف ياء إن كان أصلها الياء‪ ،‬مثل‪ :‬ناب فتقول‪ :‬نُييب‬
‫ب – تقلب األلف واوا إذا كان أصلها الواو أو مجهولة األصل أو زائدة فتقول في‬
‫شاعر‪ ،‬شويعر‪ ،‬عاج ‪ ،‬عويج ‪ ،‬حال‪ ،‬حويل‪.‬‬
‫ج – كما تقلب الواو ياء‪ ،‬أو الياء واوا‪ ،‬أو يقلبان همزة تبعا ألصل كل كلمة‪ ،‬فيقال‬
‫في قيمة قويمة‪ ،‬وفي موقن مييقن‪ ،‬ألنهما من قوم ومن أيقن‪ ،‬وتقول في ِذيب‪ ،‬ذُؤيب‪،‬‬
‫وفي رأس‪ ،‬رؤيسة‪.‬‬
‫وأحيانا يكون حرف العلة بدال من حرف صحيح‪ ،‬فيرجع إلى أصله كما في دينار‪،‬‬
‫فيقال دنينير‪ ،‬وأصله في نظرهم دنار بتشديد النون‪ ،‬وتكسيره دنانير‬

‫سابعا‪ :‬إذا كان االسم مؤنثا تأنيثا مجازيا‪ ،‬فإنه يلحق به تاء التأنيث عند التصغير‪،‬‬
‫فيقال‪ :‬في أذن‪ :‬أُذَينة‪ ،‬وفي عين‪ُ :‬‬
‫عيينة وفي يد‪ ،‬يدية‬

‫‪223‬‬
‫تدريبات‪:‬‬

‫صغر األسماء اآلتية مبينا ما حدث فيها من تغيير‬


‫أ – قلم – جعفر – برثن‬
‫ب – غضبى – ظمآن – شجرة‬
‫ج – شاعر – صادق – مال – باب – عاج – دار – واد‬
‫د – غزال – رياح – عجوز – صبور – قتيل – عزيز – مصباح – إقليد – عصور‬
‫هـ – عين – أذن – سن – يد – أخ – أب – أم‬

‫أسئلة‬
‫كيف تصغر االسم الذي ثانيه ألف ممدود‬ ‫‪‬‬
‫كيف تصغر االسم الذي ثالثه حرف مد ( و ‪ -‬أ ‪ -‬ي )‬ ‫‪‬‬
‫ما قاعدة تصغير االسم الرباعي‬ ‫‪‬‬
‫متى يكسر ما بعد ياء التصغير‬ ‫‪‬‬

‫‪224‬‬
‫النسب‬
‫تعريفه ‪ :‬أن تلحق آخر االسم ياء مشددة مكسورة ما قبلها ‪ ،‬للداللة على نسبة شايء‬
‫إلااى آخاار ‪ .‬مثاال ‪ :‬تماايم تميمااي ‪ ،‬عماار عمااري ‪ ،‬مصاار مصااري ‪ ،‬لبنااان لبناااني ‪.‬‬
‫سنغال‪ ،‬سنغالي‬
‫ويسمى االسم المتصل بياء النسب منسوبا ً ‪ ،‬ويسمى قبال اتصااله بهاا منساوبا ً إلياه ‪،‬‬
‫وتسمى الياء المشددة ياء النسب ‪.‬‬

‫دالالت النسب‪:‬‬
‫للنسب دالالت متعددة أهمها ‪:‬‬
‫الداللة على الجنس ‪ ،‬مثل ‪ :‬أفريقي ‪،‬عربي ‪ ،‬صيني ‪ ،‬هندي ‪ ،‬فرنسي ‪.‬‬
‫أو الموطن ‪ ،‬مثل ‪ :‬مدني ‪ ،‬مكي ‪ ،‬دمشقي ‪ ،‬قدسي ‪ .‬دكاري‬
‫أو الدين ‪ ،‬مثل ‪ :‬إسالمي ‪ ،‬مسيحي ‪ ،‬يهودي ‪.‬‬
‫أو الحرفة ‪ ،‬مثل ‪ :‬زراعي ‪ ،‬تجاري ‪ ،‬صناعي ‪ ،‬هندسي ‪.‬‬
‫أو صفة من الصفات ‪ ،‬مثل ‪ :‬ذهبي ‪ ،‬فضي ‪ ،‬أرضي ‪ ،‬بحري ‪ ،‬جوي ‪ ،‬رملي ‪.‬‬

‫كيفية النسب‪:‬‬
‫عند النسب إلى اسم ما ‪ ،‬يجب أن يلحق باالسم المنسوب إليه ياء مشددة مكساور ماا‬
‫قبلها ‪ .‬وقد يحدث في االسم بعض التغييرات أثناء عملية النسب ‪ ،‬وهي كالتالي ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ التغيير اللفظي ‪ :‬وهي إلحاق الياء المشددة في آخر المنساوب إلياه ‪ ،‬مكساور ماا‬
‫قبلها ‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ التغيياار المعنااوي ‪ :‬وهااو أن يصاابح اللفااظ اسااما ً للمنسااوب بعااد أن كااان اسااما ً‬
‫للمنسوب إليه ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ التغيياار الحكمااي ‪ :‬وهااو أن يعاماال المنسااوب معاملااة الصاافة المشاابهة فااي رفعااه‬
‫المضمر والظاهر ‪.‬‬

‫‪225‬‬
‫ي أبوه ‪ .‬أبوه فاعل مرفوع للصفة المشبهة " مكي " وهو المنسوب‬
‫مثل ‪ :‬محمد مك ّ‬
‫أو ‪ :‬محمد مكي ‪ .‬الفاعل ضمير مستتر في كلمة " مكي " ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للفظ المنسوب إليه ‪ ،‬فمنه ما ال يتغير عند النسب ‪ ،‬مثل ‪ :‬خليال خليلاي ‪،‬‬
‫ومنه ما يتغير ‪ ،‬مثل ‪ :‬عصا عصوى ‪ ،‬وقبيلة قبلى ‪.‬‬
‫التغيياارات اللفظيااة التااي تحاادث فااي المنسااوب إليااه يلحااق المنسااوب إليااه كثياار ماان‬
‫التغيرات اللفظية عند عملية النساب وساوف نتتبعهاا فاي األساماء المختلفاة كال علاى‬
‫حدة‬
‫أوالً ‪ :‬النسب إلى المختوم بتاء التأنيث ‪:‬‬
‫عناد النسااب إلاى االساام المؤناث بتاااء التأنيااث المربوطاة ‪ ،‬يجااب حاذفها‪ ،‬مثاال ‪ :‬مكااة‬
‫مكي ‪ ،‬مدينة مدني ‪ ،‬قاهرة قااهري ‪ ،‬ساورية ساوري ‪ .‬وال يصاح أن نقاول ‪ :‬مكتاي‬
‫ي } ‪ 31‬النااور ‪ .‬فلج اي‬‫أو ماادينتي‪ .‬ومنااه قولااه تعااالى ‪ { :‬أو كظلمااات فااي بحاار لج ا ّ‬
‫منسوب إلى لجة ‪ ،‬ولجة البحر ‪ :‬تردد أمواجه ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬النسب إلى االسم المختوم بياء مشددة ‪:‬‬
‫إذا أردنا النسب إلى االسم المختوم بياء مشددة يجب مراعاة عدد الحروف التي قبال‬
‫الياء ‪ ،‬وذلك كالتالي ‪:‬‬
‫أ – الياء المشددة بعد حرف واحد ‪ :‬إذا نسبت إلاى االسام المنتهاي بيااء مشاددة قبلهاا‬
‫حرف واحد يجب مناك اإلدغاام وإعاادة اليااء األولاى إلاى أصالها ماع فتحهاا أو قلاب‬
‫ي ‪ .‬بقيت الياء األولى كما هي ألن أصالها اليااء‬ ‫ي ‪ :‬حيو ٌّ‬ ‫الياء الثانية واوا ً ‪ .‬مثل ‪ :‬ح ٌّ‬
‫ي ‪ .‬ردت األلف األولى إلى أصلها الواو ‪ ،‬وقلبت‬ ‫ي ‪ :‬طوو ٌّ‬ ‫‪ ،‬وقلبت الثانية واوا ً ‪ .‬ط ٌّ‬
‫ي‪.‬‬‫ي ‪ :‬روو ٌّ‬
‫ي ‪ ،‬ر ٌّ‬ ‫ي ‪ :‬غوو ٌّ‬ ‫الثانية واوا ً ‪ .‬ومنه ‪ :‬غ ٌّ‬
‫ب – الياء المشددة بعد حرفين ‪ :‬إذا كانت الياء المشاددة بعاد حارفين نحاذف األولاى‬
‫ي‪:‬‬
‫ي ‪ ،‬عااد ٌّ‬
‫ي ‪ :‬نبااو ٌّ‬
‫ي ‪ ،‬نبا ٌّ‬ ‫وتقلااب الثانيااة واوا ً ونفااتح مااا قبلهااا ‪ .‬مثاال ‪ :‬علا ٌّ‬
‫ي ‪ :‬علااو ٌّ‬
‫ي ‪ ،‬مع مالحظة حذف التاء ‪.‬‬ ‫ي ‪ ،‬أمية ‪ :‬أمو ٌّ‬ ‫ي ‪ :‬قصو ٌّ‬ ‫ي ‪ .‬قص ٌّ‬ ‫عدو ٌّ‬
‫ج – الياااء المشااددة بعااد ثالثااة أحاارف فااأكثر ‪ :‬إذا نساابت إلااى االساام المختااوم بياااء‬
‫مشددة قبلها ثالثة أحارف فصااعدا ً حاذفت اليااء وجعلات محلهاا يااء النساب ‪ .‬مثال ‪:‬‬
‫ي ‪ .‬ومناه قولاه تعاالى ‪ { :‬وساع‬ ‫ي ‪ :‬شاافع ّ‬
‫ي ‪ ،‬شاافع ّ‬‫ي ‪ :‬كرسا ّ‬ ‫ي ‪ ،‬كرسا ّ‬ ‫ي ‪ :‬منسا ّ‬ ‫منس ّ‬
‫كرسيه السموات واألرض } ‪ 5‬النور ‪.‬‬

‫‪226‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬النسب إلى المقصور ‪:‬‬
‫المقصور هو االسم الذي ينتهي بألف الزمة ‪ ،‬وعند النسب إليه ال باد أن يحادث فياه‬
‫تغيياارات ‪ ،‬ولكاان هااذه التغيياارات تتوقااف علااى عاادد األحاارف التااي تساابق األلااف‬
‫المقصورة وسنرى هذا من خالل األمثلة ‪:‬‬

‫أ – إذا كاناات ألااف المقصااور ثالثااة قلباات واوا ً ‪ .‬نح او ‪ :‬عصااا ‪ :‬عصااو ٌّ‬
‫ى ‪ ،‬فتااى ‪:‬‬
‫ى‪.‬‬‫ى ‪ ،‬نشا ‪ :‬نشو ٌّ‬
‫ى‪ ،‬قنا ‪ :‬قنو ٌّ‬
‫فتو ٌّ‬
‫ب – وإذا كانت األلف رابعة ‪ ،‬والحرف الثاني من االسم متحركا ً حذفت األلف عند‬
‫ي‪.‬‬‫ي ‪ ،‬بنما ‪ :‬بنم ّ‬
‫ي ‪ ،‬بردى ‪ :‬برد ّ‬
‫النسب ‪ ،‬مثل ‪ :‬كندا ‪ :‬كند ّ‬
‫فإذا كان ثاني االسام سااكنا ً جااز حاذف األلاف أو قلبهاا واوا ً ‪ ،‬فاإذا قلبناا األلاف واوا ً‬
‫ي أو‬
‫ي ‪ .‬يافاا ‪ :‬يااف ّ‬
‫ي أو بنهااو ّ‬‫ي أو بنهاو ّ‬‫جاز أن نزيد ألفا ً قبلها ‪ .‬مثال ‪ :‬بنهاى ‪ :‬بنها ّ‬
‫ي أو يافاااوي ‪ .‬طنطااا ‪ :‬طنطااي أو طنطااوي أو طنطاااوي ‪ .‬مرسااى ‪ :‬مرسااي أو‬ ‫يااافو ّ‬
‫مرسوي أو مرساوي ‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬أمريكا‪:‬‬
‫ج – وإذا كانت األلف خامسة فأكثر وجب حذفها ‪ .‬مثل ‪ :‬فرنسا ‪ :‬فرنس ّ‬
‫ي ‪ ،‬منتادى ‪:‬‬‫ي ‪ ،‬مستشفى ‪ :‬مستشف ّ‬‫ي ‪ ،‬حبارى ‪ :‬حبار ّ‬
‫ي ‪ ،‬مصطفى ‪ :‬مصطف ّ‬ ‫أمريك ّ‬
‫ي‪.‬‬‫منتد ّ‬

‫رابعا ً ‪ :‬النسب إلى الممدود ‪:‬‬


‫الممدود وهو االسم الذي ينتهي بألف وهمزة " همزة ممدودة كما يساميه الصارفيون‬
‫" وعند النسب إليه ال بد من مراعاة نوع الهمزة ‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬قا ّاراء ‪:‬‬
‫أ – فااإن كاناات همزتااه أصاالية بقياات عنااد النسااب ‪ .‬مثاال ‪ :‬إنشاااء ‪ :‬إنشااائ ّ‬
‫ي‪.‬‬‫ي ‪ ،‬وباء ‪ :‬وبائ ّ‬‫ي ‪ ،‬وضاء ‪ :‬وضائ ّ‬ ‫ي ‪ ،‬ابتداء ‪ :‬ابتدائ ّ‬
‫قرائ ّ‬
‫ّ‬
‫ي‪،‬‬‫ب – وإن كاناات همزتااه للتأنيااث وجااب قلبهااا واوا ً ‪ .‬مثاال ‪ :‬صااحراء ‪ :‬صااحراو ّ‬
‫ي ‪ .‬نجااالء ‪ :‬نجااالوي ‪ ،‬هيفاااء ‪ :‬هيفاااوي ‪،‬‬‫ي ‪ ،‬حسااناء ‪ :‬حسااناو ّ‬ ‫حمااراء ‪ :‬حمااراو ّ‬
‫زرقاء ‪ :‬زرقاوي ‪.‬‬
‫ج – وإن كاناات همزتااه منقلبااة عاان واو أو ياااء جاااز بقاؤهااا أو قلبهااا واوا ً ‪ .‬مثاال ‪:‬‬
‫ي‪،‬‬‫ي أو بناااو ّ‬ ‫ي ‪ .‬بناااء ‪ :‬بنااائ ّ‬
‫ي أو دعاااو ّ‬
‫ي ‪ ،‬دعاااء ‪ :‬دعااائ ّ‬
‫ي أو سااماو ّ‬
‫سااماء ‪ :‬ساامائ ّ‬
‫ي ‪ .‬وبقاء الهمزة أفصح ‪.‬‬ ‫ي أو فداو ّ‬‫فداء ‪ :‬فدائ ّ‬

‫‪227‬‬
‫خامسا ً ‪ :‬النسب إلى المنقوص ‪:‬‬
‫المنقوص هو االسم الذي ينتهي بياء الزمة ‪ ،‬وعند النسب إليه يجب مراعاة اآلتي‪:‬‬

‫أ – إن كانت ياؤه ثالثة وجب قلبها واوا ً وفتح ما قبلهاا ‪ .‬مثال ‪ :‬نادٍ‪ :‬نادو ّ‬
‫ي‪ ،‬الشاجي‪:‬‬
‫ى ‪ ،‬ص ٍد ‪ :‬صدوى ‪ ،‬الرضى ‪ :‬الرضوى ‪.‬‬ ‫الشجو ّ‬
‫وال فاارق إن كااان االساام متصاالً بااأل التعريااف أو مجااردا ً منهااا كمااا هااو فااي األمثلااة‬
‫السابقة ‪.‬‬
‫ب – وإن كانت ياؤه رابعة جاز حذفها أو قلبها واوا ً وفتح ما قبلها ‪ .‬مثل ‪ :‬الباادي ‪:‬‬
‫ي‪.‬‬
‫ي أو القاضو ّ‬ ‫ي ‪ .‬القاضي ‪ :‬القاض ّ‬ ‫ي أو النادو ّ‬
‫ي ‪ .‬النادي ‪ :‬الناد ّ‬
‫ي أو البادو ّ‬
‫الباد ّ‬
‫ي‪،‬‬
‫ج – وإن كانت يااؤه خامساة فاأكثر وجاب حاذفها ‪ .‬مثال ‪ :‬المرتضاي ‪ :‬المرتضا ّ‬
‫ي‪.‬‬‫ي ‪ ،‬المرتجي ‪ :‬المرتج ّ‬‫ي ‪ .‬المهتدي ‪ :‬المهتد ّ‬
‫المستعلي ‪ :‬المستعل ّ‬

‫سادسا ً ‪ :‬النسب إلى االسم الثالثي المكسور الوسط ‪:‬‬


‫إذا نسبت إلى االسم الثالثاي المكساور الوساط أبادلت الكسارة بفتحاة لخفاة األخيارة ‪.‬‬
‫ي‪.‬‬‫مثل ‪ :‬إبل ‪ :‬إبَلي ‪ ،‬ملك ‪ :‬ملَكي ‪ ،‬نمر ‪ :‬ن َمر ّ‬

‫سابعا ً ‪ :‬النسب إلى االسم الذي قبل آخره ياء مشددة مكسورة ‪:‬‬
‫إذا نساابت إلااى مااا قباال آخااره ياااء مشااددة مكسااورة ‪ ،‬خففتهااا بحااذف الياااء المكسااورة‬
‫ي‪،‬‬
‫ي ‪ .‬كيّس ‪ :‬كيْسا ّ‬‫ي ‪ ،‬ميت ‪ :‬ميْت ّ‬ ‫ي ‪ ،‬طيب ‪ :‬طيْب ّ‬‫وأبقيت الساكنة‪ .‬مثل ‪ :‬سيد ‪ :‬سيْد ّ‬
‫ي‪.‬‬ ‫ي ‪ ،‬كتيّب ‪ :‬كتيب ّ‬ ‫غزيّل ‪ :‬غزيل ّ‬

‫ثامنا ً ‪ :‬النسب إلى االسم المحذوف آخره ‪:‬‬


‫عند النسب إلى االسم الثالثي الذي حذفت الماه ‪ ،‬وبقاي علاى حارفين وجاب أن يارد‬
‫إليه الحرف المحذوف عند النسب ويفتح ما قبله‪ .‬مثال ‪ :‬أب ‪ :‬أباوي ‪ ،‬أخ ‪ :‬أخاوي ‪،‬‬
‫كرة ‪ :‬كروي ‪ ،‬سنة ‪ :‬سنوي ‪.‬‬

‫‪228‬‬
‫ويالحظ أن الحرف المحذوف هو الواو ‪ ،‬مع مراعاة أن التااء الموجاودة فاي أواخار‬
‫بعض األسماء السابقة هي تاء التأنيث وليست من أصل الكلمة ‪.‬‬
‫ي‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬دم ‪ :‬دمو ّ‬
‫ي ‪ ،‬مائة ‪ :‬مئو ّ‬
‫ي ‪ ،‬رئة ‪ :‬رئو ّ‬
‫ومثال ما حذف منه الياء ‪ :‬يد ‪ :‬يدو ّ‬
‫ى‪،‬‬
‫ى ‪ ،‬دما ٌ‬
‫ى ‪ ،‬مئا ٌ‬
‫ى ‪ ،‬رئ ٌ‬
‫سنو ‪ ،‬يد ٌ‬
‫كرو ‪ٌ ،‬‬
‫أخو ‪ٌ ،‬‬
‫أبو ‪ٌ ،‬‬
‫وأصل األسماء السابقة هو ‪ٌ :‬‬
‫ويجوز في النسب إلى شفة ونظائرها أن نقول ‪ :‬شفى أو شفوى أو شفهي ‪.‬‬

‫تاسعا ً ‪ :‬النسب إلى االسم الثالثي المحذوف األول ‪:‬‬


‫عناد النساب إلاى االسام الثالثااي الاذي حاذفت فااؤه وبقااي علاى حارفين وعاوض عاان‬
‫المحذوف بتاء التأنيث يتبع اآلتي ‪:‬‬
‫أ – إذا كان االسم المحذوف األول صحيح اآلخر وجب عدم إعادة المحذوف‪ .‬مثال‪:‬‬
‫ي‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬هبة ‪ :‬هب ّ‬
‫ي ‪ ،‬صفة ‪ :‬صف ّ‬
‫عدة ‪ :‬ع ِد ّ‬
‫مع مراعاة أن المحذوف هو الواو ‪ ،‬ألن أصولها هي ‪ :‬وعد ‪ ،‬وصف ‪ ،‬وهب ‪.‬‬
‫أما إذا كان االسم المحاذوف األول معتال اآلخار وجاب إعاادة المحاذوف وفاتح عاين‬
‫ي‪.‬‬‫االسم وقلب الياء واوا ً ‪ .‬مثل ‪ :‬دية ‪ِ :‬ودَ ِوي ‪ ،‬وأصلها ‪َ :‬و ْد ٌ‬

‫عاشرا ً ‪ :‬النسب إلى ما كان على زنة فَعيلة وفُ َعيلة ‪:‬‬
‫أ – إذا كااان االساام المنسااوب إليااه علااى وزن " فَ ِعيلااة " بفااتح الفاااء وكساار العااين ‪،‬‬
‫وكانت عينه صحيحة وغير مضاعفة ‪ ،‬وجاب عناد النساب إلياه حاذف " يااء فعيلاة "‬
‫وتاء التأنيث ‪ ،‬ثم قلبت كسرة العين فتحة ‪ .‬مثل ‪ :‬قبيلة ‪ :‬قَبَلاي ‪ ،‬جزيارة ‪َ :‬جازَ ري ‪،‬‬
‫ص َحفي ‪.‬‬‫حنيفة ‪َ :‬حنَفي ‪ ،‬صحيفة ‪َ :‬‬
‫ب – فااإذا كااان االساام معتاال العااين أو مضااعفها " ثانيااة ورابعااة ماان جاانس واحااد "‬
‫وجااب حااذف التاااء وعاادم حااذف " ياااء فعيلااة " ‪ .‬مثاال ‪ :‬طويلااة ‪ :‬طااويلى ‪ ،‬قويمااة ‪:‬‬
‫قويمى ‪ ،‬جليلة ‪ :‬جليلى ‪ ،‬حميمة ‪ :‬حميمى ‪.‬‬
‫ج – فإن كان االسم المنسوب إليه على وزن " فُ َعيلة " بضم الفاء وفاتح العاين غيار‬
‫مضعف العين ‪ ،‬وجب عند النساب إلياه حاذف تااء التأنياث و " يااء فعيلاة " ‪ .‬مثال ‪:‬‬
‫جهينة ‪ُ :‬ج َهني ‪ ،‬مزينة ‪ُ :‬مزَ ني ‪ ،‬قريظة ‪ :‬قُ َرظي ‪ ،‬عبيدة ‪ُ :‬‬
‫عبَدي ‪.‬‬
‫‪229‬‬
‫د – فإن كانت عيناه مضاعفة لام تحاذف اليااء ‪ ،‬وحاذفت التااء فقاط ‪ .‬مثال ‪ :‬أميماة ‪:‬‬
‫أميمي ‪ ،‬هريرة ‪ :‬هريري ‪ ،‬جنينة ‪ :‬جنيني ‪ ،‬قطيطة ‪ :‬قطيطي ‪.‬‬
‫ي ‪ ،‬خويلاة ‪ :‬خاويلي ‪ ،‬جويناة ‪:‬‬
‫وكذا إذا كانت عيناه معتلاة ‪ ،‬مثال ‪ :‬رويحاة ‪ :‬رويحا ّ‬
‫جويني ‪.‬‬

‫إحدى عشرة ‪ :‬النسب إلى المثنى والجمع ‪:‬‬


‫عند النسب إلى المثنى والجمع يجب رد االسم إلى مفرده‪ .‬مثل ‪ :‬محمادان ‪ :‬محماد ‪:‬‬
‫محماادي ‪ ،‬زياادان ‪ :‬زيااد ‪ :‬زياادي ‪ .‬قلمااان ‪ :‬قلاام ‪ :‬قلمااي ‪ ،‬علمااان ‪ :‬علاام ‪ :‬علمااي ‪.‬‬
‫محمدون ‪ :‬محمد ‪ :‬محمدي ‪ ،‬وزراء ‪ :‬وزير ‪ :‬وزيري ‪ ،‬أحمدون ‪ :‬أحماد ‪ :‬أحمادي‬
‫علماء ‪ :‬عالم ‪ :‬عالمي ‪ ،‬منابر ‪ :‬منبر ‪ :‬منبري ‪ ،‬أعمدة ‪ :‬عمود ‪ :‬عمودي ‪.‬‬
‫ما عدا الحاالت التالية ‪ ،‬فإنه ينسب فيها إلى االسم المجموع دون مفرده ‪.‬‬
‫أ – إذا كااان االساام المجمااوع ال مفاارد لااه ماان لفظااه ‪ ،‬ويعاارف باساام الجمااع ‪ .‬مثاال ‪:‬‬
‫إبل‪ :‬إبلى ‪ ،‬بشر ‪ :‬بشرى ‪ ،‬قوم ‪ :‬قومى ‪ ،‬أبابيل ‪ :‬أبابيلي ‪ ،‬عبابيد ‪ :‬عبابيدي ‪.‬‬
‫ب – إذا كان االسام المجماوع علماا ً لمسامى ‪ :‬مثال ‪ :‬جزائار ‪ :‬جزائاري ‪ ،‬أنصاار ‪:‬‬
‫أنصاري ‪ ،‬أنبار ‪ :‬أنباري ‪.‬‬
‫ج – إذا كان االسم المجماوع اسام جانس جمعاي ‪ ،‬وهاو ماا يفارق بيناه وباين مفارده‬
‫ي‪،‬‬‫ي ‪ ،‬ثمر ‪ :‬ثمرة ‪ :‬ثمار ّ‬‫بتاء التأنيث أو بياء النسب ‪ .‬مثل ‪ :‬شجر ‪ :‬شجرة ‪ :‬شجر ّ‬
‫ي ‪ ،‬أعاراب ‪:‬‬‫ي ‪ :‬تركا ّ‬
‫ي ‪ ،‬تارك ‪ :‬تركا ّ‬
‫ي ‪ :‬عربا ّ‬
‫ي ‪ .‬عرب ‪ :‬عرب ّ‬
‫عنب ‪ :‬عنبة ‪ :‬عنب ّ‬
‫ي‪.‬‬‫ي ‪ :‬أعراب ّ‬
‫أعراب ّ‬

‫اثنتا عشرة ‪ :‬النسبة إلى المصوغ صياغة المثنى أو الجمع بنوعيه ‪:‬‬
‫إذا نساابنا إلااى علاام منقااول عاان مثنااى أو جمااع مااذكر أو مؤنااث سااالم يجااب مراعاااة‬
‫اآلتي‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ فإن كان باقياا ً علاى إعراباه قبال النساب إلياه ‪ ،‬رددنااه إلاى مفارده ونسابنا إلياه ‪.‬‬
‫مثاال‪ :‬زياادان ‪ :‬زياادي ‪ ،‬حساانان ‪ :‬حسااني ‪ ،‬محماادان ‪ :‬محماادي ‪ .‬عباادان ‪ :‬عباادي ‪،‬‬
‫زهران ‪ :‬زهري ‪ ،‬رغدان ‪ :‬رغادي ‪ .‬ومثال ‪ :‬زيادون ‪ :‬زيادي ‪ ،‬عبادون ‪ :‬عبادي ‪،‬‬
‫ي‪.‬‬‫ي ‪ ،‬ساعات ‪ :‬ساع ّ‬ ‫ي ‪ ،‬حسنات ‪ :‬حسن ّ‬ ‫حمدون ‪ :‬حمدي ‪ .‬ومثل ‪ :‬عرفات ‪ :‬عرف ّ‬
‫‪230‬‬
‫‪ 2‬ـ وإن عدل بالمثنى وجمع الساالمة المسامى بهماا إلاى اإلعاراب بالحركاات نسابنا‬
‫إلى لفظهما الذي نقال عنه‪ .‬مثال ‪ :‬زيادان ‪ :‬زياداني ‪ ،‬زهاران ‪ :‬زهراناي ‪ ،‬حمادان ‪:‬‬
‫حمااداني ‪ .‬زياادون ‪ :‬زياادوني ‪ ،‬عباادون ‪ :‬عباادوني ‪ ،‬حماادون ‪ :‬حماادوني ‪ .‬زياادون ‪،‬‬
‫وزيديني ‪ ،‬عبدون ‪ :‬وعبديني ‪ ،‬حمدون ‪ :‬وحمديني ‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ وإن عادل بجماع المؤناث الساالم إلاى إعراباه إعاراب ماا ال ينصارف نسابنا إلياه‬
‫بحذف التاء وعاملنا ألفه معاملة ألف المقصور ‪ ،‬وذلك بجواز حذفها أو قلبها واوا ً ‪،‬‬
‫وجواز زياادة ألاف قبال الاواو ‪ .‬مثال ‪ :‬هنادات وساعدات وعبادات فنقاول ‪ :‬هنادي أو‬
‫هنااادوي أو هناااداوي ‪ ،‬وساااعدي أو ساااعدوي أو ساااعداوي ‪ ،‬وعبااادي أو عبااادوي أو‬
‫عبداوي ‪.‬‬
‫وذلك ألن األلاف رابعاة ‪ ،‬والحارف الثااني مان االسام السااكن ‪ .‬وتحاذف وجوباا ً فاي‬
‫سنات ‪ ،‬فاطمات ‪ ،‬مرابطات ‪ .‬فنقول ‪ :‬حسني ‪ ،‬فاطمي ‪ ،‬مرابطي ‪.‬‬ ‫مثل ‪َ :‬ح َ‬
‫وذلك ألن االسم األول ألفه رابعة وثانياة متحارك ‪ ،‬واالسامين اآلخارين ألفهماا فاوق‬
‫الرابعة ‪ ،‬فهي في فاطمات خامسة وفي مرابطات سادسة ‪.‬‬

‫ثالث عشرة ‪ :‬النسب إلى األسماء المركبة ‪:‬‬


‫عند النسب إلى األعالم المركبة بأنواعهاا ماا كاان منهاا مركباا ً إضاافيا ً أو مزجياا ً أو‬
‫إسناديا ً ‪ ،‬وجب مراعاة االلتباس ‪.‬‬
‫أ – فإذا كاان العلام مركباا ً إضاافيا ً نسابنا إلاى مصادره إذا أمان اللابس ‪ .‬مثال ‪ :‬امارؤ‬
‫القيس ‪ :‬امرئي القيس ‪ ،‬مالعب األسنة ‪ :‬مالعبي األسنة ‪ .‬علم الدين ‪ :‬علمي الدين‪،‬‬
‫سيف الدولة ‪ :‬سيفي الدولة ‪.‬‬
‫وإذا كان المركب اإلضاافي مبادوءا ً بكلماة " عباد " أو " ابان " أو " أب " أو " أم "‬
‫نساابنا إلااى الجاازء الثاااني ماان االساام ‪.‬مثاال ‪ :‬عبااد الاارحمن ‪ :‬عبااد الرحماااني ‪ ،‬عبااد‬
‫الرزاق ‪ :‬عبد الرزاقي ‪ .‬ابن الخطاب ‪ :‬ابان الخطاابي ‪ ،‬ابان الولياد ‪ ،‬ابان الوليادي ‪.‬‬
‫أبو بكر ‪ :‬أبو بكري ‪ ،‬أبو صخر ‪ :‬أبو صخري ‪ .‬أم أحمد ‪ :‬أم أحمدي ‪ ،‬أم يوسف ‪:‬‬
‫أم يوسفي ‪.‬‬
‫ب – وإذا كااان العلاام مركب اا ً تركيب اا ً مزجي اا ً أو إسااناديا ً وجااب حااذف الجاازء الثاااني‬
‫ي‪،‬‬‫ي ‪ ،‬حضاارموت ‪ :‬حضاار ّ‬ ‫والنسااب إلااى الجاازء األول فقااط ‪ .‬مثاال ‪ :‬بعلبااك ‪ :‬بعل ا ّ‬
‫ي‬ ‫ي ‪ ،‬تأبط شرا ً ‪ :‬تأبط ّ‬
‫ي ‪ ،‬شااب قرناهاا ‪ :‬شااب ّ‬ ‫ي ‪ .‬جاد الحق ‪ :‬جاد ّ‬ ‫معديكرب ‪ :‬معد ّ‬
‫‪.‬‬
‫‪231‬‬
‫أربع عشرة ‪ :‬النسب إلى فعيل وفعيل بفتح الفاء وضمها ‪:‬‬
‫أ – إذا كان االسم المنساوب إلياه مماا كاان علاى وزن فَعيال ومعتال الاالم ألحاق بماا‬
‫ي ‪ ،‬عادي ‪:‬‬ ‫ي ‪ ،‬رضاى ‪ :‬رضاو ّ‬ ‫كان على وزن فَعيلة بفتح الفاء ‪ .‬مثل ‪ :‬علي ‪ :‬علو ّ‬
‫عدوي ‪.‬‬
‫وإذا كان االسم مما كان على وزن فُعيل ومعتل الالم أيضا ً ألحق بما كان على وزن‬
‫صوى ‪.‬‬‫فُعيلة بضم الفاء ‪ .‬مثل ‪ :‬لؤي ‪ :‬لؤوى ‪ ،‬قصي ‪ :‬قُ َ‬
‫ب – فااإذا كااان االساام المنسااوب إلااى فَعياال أو فُعياال صااحيح اآلخاار نساابنا إليااه علااى‬
‫لفظااه‪ ،‬مثاال ‪ :‬كااريم ‪ :‬كريمااي ‪ ،‬جمياال ‪ :‬جميلااي ‪ ،‬تماايم ‪ :‬تميمااي ‪ .‬ومثاال ‪ :‬عقياال ‪:‬‬
‫عميري ‪.‬‬ ‫عقيلي ‪ُ ،‬هذيل ‪ :‬هذيلي ‪ ،‬عمير ‪ُ :‬‬ ‫ُ‬

‫خمس عشرة ‪ :‬النسب بغير الياء ‪:‬‬


‫استعملت العرب بعاض الصايغ للداللاة علاى النساب دون إلحااق اليااء المشادودة فاي‬
‫آخر االسم المنسوب إليه ‪ ،‬وهذه الصيغ هي ‪:‬‬
‫أ – صيغة فعّاال للداللاة علاى النساب فيماا تغلاب علياه الحارف والصاناعات‪ .‬مثال ‪:‬‬
‫جزار ‪ ،‬بقّال ‪ ،‬ن ّجار ‪ ،‬ن ّحاس ‪ ،‬لبّان ‪.‬‬ ‫ّ‬
‫عطار ‪ ،‬حدّاد ‪ّ ،‬‬

‫ب – صيغة فاعل وفَ ِعل للداللة على صاحب شيء ‪ .‬مثل ‪ :‬البن أو لَا ِبن ‪ ،‬طااعم أو‬
‫َ‬
‫ط ِعم ‪ :‬أي صاحب الطعاام ‪ .‬تاامر أو ت َ ِمار ‪ :‬أي صااحب تمار ‪ ،‬دارع أو دَ ِرع ‪ :‬أي‬
‫صاحب درع ‪.‬‬

‫‪232‬‬
‫بيان قواعد النسب مرتبة حسب ترتيب القواعد السابقة‬
‫القاعدة‬ ‫المنسوب‬ ‫المنسوب إليه‬
‫ثالثي منسوب على القاعدة ‪.‬‬ ‫مصري‬ ‫مصر‬
‫رباعي منسوب على القاعدة ‪.‬‬ ‫محمدي‬ ‫محمد‬
‫خماسي منسوب على القاعدة ‪.‬‬ ‫منتصري‬ ‫منتصر‬
‫سداسي منسوب على القاعدة ‪.‬‬ ‫مستنجدي‬ ‫مستنجد‬
‫اسم مختوم بالتاء ‪ ،‬حذفت عند النسب ‪.‬‬ ‫مكي‬ ‫مكة‬
‫اسم آخره ياء مشددة قبلها حرف واحد فك إدغام الياء ‪ ،‬وردت األولى‬ ‫حيوي‬ ‫حي‬
‫إلى أصلها مع فتحها ‪ ،‬وقلبت الثانية واواً ‪.‬‬ ‫طووي‬ ‫طي‬
‫اسم آخره ياء مشددة قبلها حرفان ‪ ،‬تحذف األولى ‪ ،‬وتقلب الثانية واواً‬ ‫علوي‬ ‫علي‬
‫ونفتح ما قبلها ‪.‬‬
‫اسم آخره ياء مشددة قبلها ثالثة أحرف فأكثر ‪ ،‬نحذف الياء المشددة‬ ‫منسي‬ ‫منسي‬
‫ونجعل محلها ياء النسب ‪.‬‬
‫ثالثي مقصور قلبت ألفه واواً ‪.‬‬ ‫عصوي‬ ‫عصا‬
‫رباعي مقصور متحرك ثانيه ‪ ،‬تحذف ألفه ‪.‬‬ ‫كندي‬ ‫كندا‬
‫رباعي مقصور ساكن ثانيه ‪ ،‬يجوز حذف األلف أو قلبها واواً ويجوز‬ ‫بنهي ‪ ،‬بنهوي ‪،‬‬ ‫بنها‬
‫زيادة ألف قبل الواو ‪.‬‬ ‫بنهاوي‬
‫خماسي مقصور وجب حذف ألفه ‪.‬‬ ‫فرنسي‬ ‫فرنسا‬
‫سداسي مقصور وجب حذف ألفه ‪.‬‬ ‫مستشفي‬ ‫مستشفى‬
‫اسم ممدود همزته أصلية بقيت عند النسب ‪.‬‬ ‫إنشائي‬ ‫إنشاء‬
‫اسم ممدود همزته للتأنيث يجب قلبها واواً ‪.‬‬ ‫صحراوي‬ ‫صحراء‬
‫اسم مقصور همزته منقلبة عن أصل يجوز بقاؤها أو قلبها ‪.‬‬ ‫سماوي‬
‫ّ‬ ‫سمائي أو‬
‫ّ‬ ‫سماء‬
‫اسم منقوص ياؤه ثالثة يجب قلبها وفتح ما قبلها ‪.‬‬ ‫ندوي‬ ‫الندي‬
‫منقوص ياؤه رابعة ‪ ،‬يجوز حذفها أو قلبها واواً ‪ ،‬وفتح ما قبلها‬ ‫البادي أو البادوي‬ ‫البادي‬
‫منقوص ياؤه خامسة يجب حذفها ‪.‬‬ ‫المرتضي‬ ‫المرتضى‬
‫منقوص ياؤه سادسة يجب حذفها ‪.‬‬ ‫المستعلي‬ ‫المستعلى‬
‫ثالثي مكسور الوسط ‪ ،‬نبدل الكسرة فتحة لخفتها ‪.‬‬ ‫إبلي‬ ‫إبل‬
‫اسم قبل آخره ياء مشددة مكسورة نخفف الياء بحذف المكسورة وابقاء‬ ‫َسْيدي‬ ‫سيد‬
‫الساكنة‪.‬‬
‫ثالثي حذفت المه ‪ ،‬يجب رد المحذوف وفتح ما قبله – المحذوف الواو‬ ‫أبوي‬ ‫أب‬
‫ثالثي حذفت المه ‪ ،‬يجب رد المحذوف وفتح ما قبله – المحذوف ياء‬ ‫يدوي‬ ‫يد‬
‫ثالثي محذوف األول – المحذوف واو – صحيح اآلخر يجب عدم رد‬ ‫عدي‬ ‫عدة‬
‫المحذوف‪.‬‬

‫‪233‬‬
‫ثالثي محذوف األول ‪ ،‬معتل اآلخر ‪ ،‬يجب إعادة المحذوف وفتح عين‬ ‫ِوَدوي‬ ‫دية‬
‫االسم وقلب الياء واواً ‪.‬‬
‫اسم على وزن فعيلة بفتح الفاء ‪ ،‬عينه صحيحة ةغير مضعفة ‪ ،‬يجب‬ ‫قبلي‬ ‫قبيلة‬
‫حذف التاء وياء فعيلة ‪ ،‬ةقلب كسرة العين فتحة ‪.‬‬
‫االسم المفرد ‪ ،‬ينسب إلى لفظه ‪ ،‬وكذا العلم المنقول على جمع المذكر‬ ‫حمدوني‬ ‫حمدون‬
‫السالم ‪.‬‬
‫جمع مؤنث سالم عدل إلى إعرابه إعراب الممنوع من الصرف ‪ ،‬نسب‬ ‫هندي‪ ،‬هندوي‪،‬‬ ‫هندات‬
‫إليه بعد حذف التاء ‪ ،‬ومعاملة األلف معاملة ألف المقصور ‪.‬‬ ‫هنداوي‬
‫جمع مؤنث سالم عدل إلى إعرابه إعراب الممنوع من الصرف ‪ ،‬نسب‬ ‫حسني‬ ‫حسنات‬
‫إليه بعد حذف التاء ‪ ،‬ومعاملة األلف معاملة ألف المقصور فوجب‬
‫فاطمي‬ ‫فاطمات‬
‫حذفها ألن األف رابعة وثاني االسم متحرك ‪ ،‬أو ألن األلف أكثر من‬
‫رابعة ‪.‬‬
‫مرابطي‬ ‫مرابطات‬
‫اسم مركب تركيباً إضافياً غير مبدؤء بعبد ‪ ،‬ينسب إلى صدره لعدم اللبس‬ ‫امرئي القيس‬ ‫امرؤ القيس‬
‫اسم مركب تركيباً إضافياً مبدؤء بعبد ‪ ،‬ينسب إلى الجزء الثاني من االسم‬ ‫عبد الرحماني‬ ‫عبد الرحمن‬
‫مثل عبد الرحمن ألنه تركيب إضافي ‪.‬‬ ‫ابن الخطابي‬ ‫ابن الخطاب‬
‫مثل عبد الرحمن ألنه تركيب إضافي ‪.‬‬ ‫أبو بكري‬ ‫أبو بكر‬
‫مثل عبد الرحمن ألنه تركيب إضافي ‪.‬‬ ‫أم أحمدي‬ ‫أم أحمد‬
‫اسم مركب تركيباً مزجياً ينسب إلى الجزء األول ‪ ،‬ويحذف الثاني ‪.‬‬ ‫بعلي‬ ‫بعلبك‬
‫يعامل معاملة المزجي ‪.‬‬ ‫جادي‬ ‫جاد الحق‬
‫اسم على وزن َفعيل معتل الالم يعامل معاملة َفعيلة ‪.‬‬ ‫علوي‬ ‫علي‬
‫اسم على وزن ُفعيل معتل اآلخر يعامل معاملة ُفعيلة ‪.‬‬ ‫قصوي‬ ‫قصي‬
‫اسم على وزن ُفعيل صحيح اآلخر‪ ،‬ينسب إليه على لفظه ‪.‬‬ ‫عقيلي‬ ‫عقيل‬

‫شواذ النسب‬

‫ضآ آاب إ‬ ‫اسسضم ا الموسض بل عغضر الضر ال اعضس اسس سض ل الاضا آنرو ض قو ض ب إ هضس وسضب لل ض‬ ‫سمع عن العرب بعض‬
‫أ م ‪ :‬انظر الجدول ‪.‬‬ ‫ا مسم عل ال لو س عغل‬

‫المالحظات‬ ‫المنسوب‬ ‫المنسوب إليه‬


‫ال س ‪ :‬ث ا ‪.‬‬ ‫ث ا‬ ‫ث لف‬
‫ال س ‪ :‬مر ي ‪.‬‬ ‫مر زي‬ ‫مر‬
‫ال س ‪ :‬ربا إ هس رست الص را ن فا ال رقن الكريم فا ه له اع لر‪{ :‬‬ ‫رب وا‬ ‫رب‬
‫لكن ن و ا رب وللن } ‪ 97‬قل عمرانإ ه له اع لر ‪ { :‬ه ال معه ربل ن‬
‫نثلر } ‪ 641‬قل عمران ‪.‬‬

‫‪234‬‬
‫ال س ‪ :‬ح ا ‪.‬‬ ‫ح وا‬ ‫حق‬
‫ال س ‪ :‬احاا ‪.‬‬ ‫احا وا‬ ‫احت‬
‫ال س ‪ :‬ر ي ‪.‬‬ ‫رازي‬ ‫رى‬
‫بنسر الب ا إ ال س فاح ‪.‬‬ ‫ِبصري‬ ‫بصرة‬
‫بضم السال إ ال س فاح ‪.‬‬ ‫ُس ري‬ ‫س ر‬
‫ال س ‪ْ َ :‬عري ‪.‬‬ ‫عراوا‬ ‫َ ْعر‬
‫ال س ‪ :‬ف ها ‪.‬‬ ‫ف ه وا‬ ‫فق‬
‫ال س ‪ :‬جغ ال ي ‪.‬‬ ‫جغ لا‬ ‫جغ الا‬
‫ال س ‪ :‬أُم ي بضم ال مزة ‪.‬‬ ‫أَم ي‬ ‫أم ل‬
‫ال س ‪ :‬طلئا ‪.‬‬ ‫ط ئا‬ ‫طاا‬
‫ال س ‪ :‬موا ‪.‬‬ ‫موا‬ ‫من‬
‫ال س ‪ :‬ب سي أ ب س ي ‪.‬‬ ‫بس ي‬ ‫بسل‬
‫ال س ‪ :‬سلري ‪.‬‬ ‫سلراوا‬ ‫سلر‬
‫ال س ‪ :‬ع ا ي ‪.‬‬ ‫ع ائا‬ ‫ع اا‬
‫لر الم رس ثم الوسب ل ه ‪.‬‬ ‫ال س ‪ :‬بحري برس‬ ‫بحراوا‬ ‫بحرين‬
‫ال س ‪ :‬حضري ‪.‬‬ ‫حضرما‬ ‫حضرم ت‬
‫ال س ‪ :‬و صري ‪.‬‬ ‫وصراوا‬ ‫الو صرة‬
‫ال س ‪ :‬ر حا ‪.‬‬ ‫ر ح وا‬ ‫رح‬
‫بضم السلن إ ال س ‪ :‬فاح ‪.‬‬ ‫ُس غا‬ ‫الس ل‬
‫ما ‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫باخ لف ا الوسب إ ال س ‪ :‬با سلس‬ ‫م‬ ‫ال م‬
‫ّ‬
‫ال س ‪ :‬أو ا ‪.‬‬ ‫أو فا‬ ‫نبلر اسوف‬
‫ال س ‪ُ :‬رَسوا ‪.‬‬ ‫رسلوا‬ ‫رسلول‬
‫ال س ‪ُ :‬و ري ‪.‬‬ ‫و يري‬ ‫و يرة‬
‫طَبعا ‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ال س ‪:‬‬ ‫طب عا‬ ‫طب عل‬
‫َه ْريا ‪.‬‬ ‫ال س ‪:‬‬ ‫هر ي‬ ‫هريل‬
‫ّ‬
‫هري ا ‪.‬‬ ‫ال س ‪:‬‬ ‫ُه َر ا‬ ‫هريش‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫آلغا ‪.‬‬ ‫ال س ‪:‬‬ ‫آلا‬ ‫آلل‬
‫ّ‬

‫‪235‬‬
‫اسم الفاعل‬

‫صيغ اسم الفاعل‪ :‬تختلف صيغة اسم الفاعل باختالف فعله‪.‬‬

‫اوال‪ :‬من الثالثي‪ :‬يصاغ اسم الفاعل من الثالثي بوزن فاعل وذلك في الفعل‬
‫الصحيح‪ ،‬الزما كان أو متعديا مثل‪:‬‬
‫(خارج) (كاتب) والفعل الصحيح السالم ال تغيير فيه‪ ،‬أما الصحيح غير السالم فتحدث‬
‫فيه بعض التغييرات وذلك يتمثل في ألمور اآلتية ‪:‬‬

‫ا – المهموز‪ :‬إن كان مهموز الفاء فإنه يكون على مثال‪ :‬آكل بمعنى أن الهمزة‬
‫الممدودة تمثل فاء الكلمة وألف الفاعل معا‪ ،‬أما مهموز العين من األفعال التي مثل‪:‬‬
‫سأل ومهموز الالم من األفعال مثل‪ :‬قرأ‪ ،‬فال تغيير فيها‪ ،‬فيقال‪ :‬سائل‪ ،‬قارئ‪ ،‬بوزن‬
‫فاعل‬

‫ب – المضعف‪ :‬مثل رد‪ ،‬واسم الفاعل منه يكون (رادٌ) بتشديد الدال وتظهر عليها‬
‫حركات اإلعراب الثالث‪.20‬‬

‫أما المعتل فتحدث فيه بعض التغيرات حسب نوعه‪:‬‬

‫فالفعل المثال منه‪ ،‬ال تغيير فيه‪ ،‬فيقال‪ :‬وثق واثق‪ ،‬وعد واعد‪ ،‬يسر ياسر‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫أما األجوف من مثل (قال‪ ،‬باع) فإن عين اسم الفاعل فيه تصير همزة‪ ،‬فيقال‪ :‬قائل‪،‬‬
‫وبائع‪ ،‬وصائم‪ ،‬وهكذا‪ ،‬وعلى ذلك فكلمة سائل تحتمل أن تكون اسم فاعل للماضي‬
‫سأل أو سال بالهمزة ومن دونها‪.‬‬

‫أما الفعل المعتل الناقص مثل‪ :‬فني‪ ،‬رمى‪ ،‬وغزا‪ ،‬فهو أكثر األنواع تغيرا‪ ،‬فيقال فيه‬
‫في التنكير‪ :‬فان‪ ،‬رام‪ ،‬غاز‪ ،‬ويقال‪ :‬فانيا‪ ،‬راميا‪ ،‬وغازيا في حالة النصب‪ ،‬أما المعرف‬
‫(بال)‪ ،‬ومثله المضاف‪ ،‬فيقال فيه‪ ،‬الفاني والرامي والغازي كما يقال‪ :‬رامي الكرة‪.‬‬

‫ووزن اسم الفاعل من الفعل الناقص في الحالة األولى (فاع) ألن المه حذفت عند ما‬
‫نقول‪ ،‬راميا أو الرامي فإن وزنه (فا ِعل) حيث وجدت فيه الالم‪.‬‬

‫‪ 20‬إن يمسسإ هللا بخير ال راد ل ضمه‪ ،‬وقوله يالى‪ :‬ير المغضو عميهع وال الضالير اكممة (راد) وزنها ااع ألن الدال الم دود بحراير وسر‬
‫حيث افعرا سبنم عمى ال تح ألنها ايع ال النااية لمجنس وكذلإ كممة (الضالير) سجرور باليطف وس ردها (ضال) بون ااع‬

‫‪236‬‬
‫ثانيا‪ :‬من غير الثالثي‪:‬‬

‫يكون بوزن مضارعه مع إبدال حرف المضارعة ميما مضمومة وكسر ما قبل األخر‬
‫سنَ فهو محسن) (وآمن فهو مؤمن) (وقدم فهو مقدم) بتشديد الدال‪( ،‬ناضل‬ ‫فتقول (أح َ‬
‫فهو مناضل) (وآخذ فهو مؤاخذ) وكذلك انكسر فهو منكسر‪ ،‬وافترض فهو مفترض‪،‬‬
‫واستغفر فهو مستغفر‪ ،‬واحدودب فهو محدودب وهكذا‪ ،‬نرى أن الفعل الصحيح ال‬
‫تغيير فيه‪ ،‬من غير الثالثي كما هو الحال في الثالثي‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫قد يأتي اسم الفاعل من أفعل على وزن فاعل سماعا وكان حقه أن يأتي على وزن‬
‫( ُمف ِعل) فمن ذلك قولهم‪ :‬أيفع الغالم‪ ،‬فهو يافع وكذلك ألقحت الريح الزرع‪ ،‬فهو القح‪،‬‬
‫ومنه في القرآن الكريم {وأرسلنا الرياح لواقح} وقد ترد الصيغتان معا كقولهم‪ ،‬أعشب‬
‫المكان‪ ،‬المكان فهو عاشب ومع ِشب‪ ،‬وأمحل البلد فهو ماحل وممحل‪ ،‬وقد يأتي فعيل‬
‫بمعني فاعل كقدير ويكثر أن يكون فعيل بمعنى ُمفاعل مثل حليف ورفيق‪ ،‬جليس‪،‬‬
‫حسيب ومن األمثلة قوله تعالى {وكفي باهلل حسيبا}‬

‫‪237‬‬
‫صيغ المبالغة‬

‫عرفنا فيما سبق أن اسم الفاعل من الثالثي يكون على وزن فاعل ونزيد هنا أن اسم‬
‫الفاعل من الثالثي المتعدي قد يراد به المبالغة والتكثير‪ ،‬فإذا قلنا‪ :‬هو شارب‪ ،‬دل ذلك‬
‫الراء ذلك يدل على أنه‬
‫على وجود شخص اتصف بأنه يشرب‪ ،‬فإذا قلنا‪ :‬شراب بتشديد ّ‬
‫يشرب كثيرا‪ .‬ولها أوزان كثيرة اشتهر منها خمسة وهي‪:‬‬
‫‪ – 1‬فَعـَّـال‪ ،‬بتشديد العين‪ ،‬مثل شراب – فتاح – رزاق – وهاب‬
‫‪ – 2‬فَ ِعيل‪ ،‬مثل‪ :‬عليم – خبير‬
‫‪ – 3‬فَعُول‪ ،‬مثل‪ :‬أكول – وضروب‬
‫‪ – 3‬فَ ِعل‪ ،‬بكسر العين – مثل‪ :‬حذر‪ -‬فهم‬
‫‪ – 5‬مفعال‪ :‬مثل‪ :‬منجار ومعطار‬

‫وإذا عرفنا أن صيغة المبالغة تكون من المتعدي فقط أمكننا أن ندرك أن بعض‬
‫الصفات التي على وزن فَ ِعيل مثل‪ :‬كريم‪ ،‬بخيل‪ ،‬والبعض اآلخر على وزن فَ ِعل بفتح‬
‫الفاء وكسر العين‪ ،‬مثل لَبق وفطن ليست للمبالغة وإنما من قبيل الصفة المشبهة ألن‬
‫فعلها الزم‪.‬‬

‫مالحظة ‪:‬‬
‫قد تأتي صيغة المبالغة قليال على غير هذه األوزان الخمسة‪ ،‬فمن ذلك وزن فعيل‬
‫بكسر الفاء وتشديد العين‪ ،‬مثل‪ِ :‬سكيت‪ ،‬وسكير‪ .‬وزن فعلة – بضم الفاء وفتح العين‬
‫مثل قوله تعالى‪{ :‬ويل لكل همزة لمزة} ووزن فُعال – بضم الفاء وتشديد العين‪ ،‬مثل‬
‫عول‪ ،‬مثل فاروق‪ .‬أما كلمة (هارون)‬ ‫قوله تعالى‪{ :‬ومكروا مكرا كبار} ووزن فا ُ‬
‫فليست عربية وإنما هي علم منقول عن األعجمية‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫تدريبات‬
‫‪ -1‬هات اسم الفاعل من األفعال اآلتية ثم بين ما حدث له من تغيير صرفي إن‬
‫وجد‪ ،‬ثم أذكر ميزانه‬

‫يظل العامل رائحا غاديا طول يومه‬ ‫‪‬‬


‫الدال على الخير كفاعله‬ ‫‪‬‬
‫العلم داع إلى الخير وناه عن الشر‬ ‫‪‬‬
‫{أولئك هم المهتدون} (مفردها المهتدي)‬ ‫‪‬‬
‫السائحون يرتادون البالد النائية‬ ‫‪‬‬

‫‪ – 2‬بين صيغ المبالغة فيما يأتي ثم اذكر ميزانها‬

‫{وهللا سميع عليم } { وال تطع كل حالف مهين هماز مشاء بنميم}‬ ‫‪o‬‬
‫المهذار‪ ،‬فاقد الهيبة‬
‫{ويل لكل همزة لمزة} ِ‬ ‫‪o‬‬
‫ينبغي أن تكون حذرا – قؤول لما قال الكرام فَعُول‬ ‫‪o‬‬
‫يصف العرب الكريم بأنه منحار لإلبل‪ ،‬والمرأة بأنها معطار‪ ،‬والناقة بأنها‬ ‫‪o‬‬
‫محضار‬

‫‪239‬‬
‫اسم المفعول‬

‫هو ما صيغ من أصل الكلمة للداللة على ما وقع عليه الفعل‪ ،‬كما في قولنا كان الباب‬
‫مفتوحا وليس مغلقا‪.‬‬
‫وصيغ اسم المفعول كصيغ ‪ -‬اسم الفاعل – قياسية‪ ،‬تختلف باختالف الفعل‪ ،‬فللثالثي‬
‫صيغة واحدة‪ ،‬ولما زاد عن الثالثة صيغ مختلفة‪.‬‬
‫ثم إن كان الفعل الزما اتْبع اسم المفعول بظرف أو بمجرور وذلك ألن اسم المفعول‬
‫‪21‬‬

‫مرتبط بالفعل المبني للمجهول‪ ،‬كما أن اسم الفاعل مرتبط بالفعل المبني للمعلوم‪.‬‬
‫والفعل المبني للمجهول إن كان الزما ذكر بعده ظرف أو مجرور مثل‪ :‬أقتنع باألمر‬
‫لدى الرئيس‪ ،‬فاألمر مقتنَع به (بفتح النون) وكذلك إذا قلنا‪ :‬المحكوم عليه مجيء به إلى‬
‫حيث يستوفي جزاءه‪.‬‬

‫أوال‪ :‬اسم المفعول من الثالثي‪:‬‬

‫يصاغ اسم المفعول من الثالثي على وزن مفعول كـ (مكتوب) (محمود)‪.‬‬

‫الصحيح السالم‪ :‬ال تغيير فيه‪ ،‬أما غيره فتدخله بعض التغييرات كما هو موضح في‬
‫األحوال اآلتية ‪:‬‬

‫(غر) الكتاب مردود إلى‬


‫ّ‬ ‫أ – المضعف‪ :‬يفك تضعيفه فنقول‪ :‬من (ردّ) أو(أ ّم)‬
‫صاحبه‪ ،‬المأموم يقف خلف اإلمام‪ ،‬ال تكن مغرورا‪.‬‬

‫ب ـ المهموز‪ :‬ال تغير فيه سواء أكانت الهمزة فاء الكلمة‪ ،‬مثل‪ :‬أخذ‪ ،‬أم عينها‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫سال‪ ،‬أم المها‪ ،‬مثل‪ :‬قرا‪ .‬فتقول‪ :‬الحق مأخوذ من غاصبه‪ ،‬ومحمد مسئول عن عمله‪،‬‬
‫والكتاب مقروء من عنوانه‪ .‬أما كتابة الهمزة على األلف في المثال األول‪ ،‬وعلى‬
‫النبرة في المثال الثاني‪ ،‬ومفردة في المثال الثالث‪ ،‬فذلك مراعاة للقواعد اإلمالئية‪.‬‬

‫ج ـ المثال‪ :‬ال تغير فيه كما في قولنا من وعد‪ ،‬يسر‪ ،‬في اليوم الموعود يصبح اللقاء‬
‫ميسورا‪.‬‬

‫‪21‬المراد بجار وسجرور ولكر يختصر التميي‬

‫‪240‬‬
‫د – األجوف ‪ :‬وهو إما واوي مثل‪ :‬رام يروم‪ ،‬أو يائي مثل‪ :‬صاد يصيد‪:‬‬

‫فالواوي يكون اسم المفعول منه (مروم) ونظرا ألن الفعل ثالثي فحقه أن يكون على‬
‫وزن مفعول أي (مرووم) فالواو األولى عين الكلمة والثانية واو مفعول فحذفت‬
‫إحداهما‪.‬‬
‫واليائي يكون مثل( مصيدة) وأصلها (مصيود) على وزن مفعول حذفنا واو مفعول‪ .‬ثم‬
‫حذفنا ضمة الياء فأصبحت ساكنة ثم كسرنا ما قبلها لتصير ياء ممدودة‪.‬‬

‫هـ ‪ -‬الناقص‪ :‬عند ما يصاغ اسم المفعول من الثالثي يدخله بعض التغيرات كما حدث‬
‫في اسم الفاعل‪ ،‬ولكن يختلف الواوي هنا عن اليائي‪.‬‬

‫الناقص الواوي ‪ :‬تدغم واو مفعول في الم الكلمة التي هي واو أيضا‪ ،‬مثال ذلك‪ :‬دعا‪،‬‬
‫يدعو فهو مدعو بتشديد الواو – كذلك غزا يغزو فهو مغزو‪ ،‬ومثله رجا يرجو فهو‬
‫مرجو‪ .‬وزن اسم المفعول في كل هذا (مفعول)‪.‬‬

‫الناقص اليائي ‪ :‬تقلب فيه واو المفعول ياء وتدغم في الياء األخيرة التي هي الم الكلمة‬
‫وتكسر عين الكلمة أي ما قبل الياء للمناسبة‪ .‬فمثال‪ :‬رمى‪ ،‬يرمي‪ ،‬اسم المفعول منها‬
‫مرمى بتشديد الياء وأصله َم ْر َم ِوي بوزن مفعول‪ .‬قلبنا الواو ياء وكسرنا الميم لمناسبة‬
‫ِ‬
‫الياء‪ ،‬وأدغمنا الياءين فصارتا ياء مشددة‪ ،‬ويبقي وزن الكلمة على (مفعول) حيث لم‬
‫يحذف منها شيء‬

‫اسم المفعول من المعتل المزيد‬

‫‪ – 0‬فالفعل المثال من صيغة ا ْفتَعل يكون مثل مضارعه‪ ،‬فمثال اتحد‪ ،‬اتقد‪ ،‬يكون اسم‬
‫المفعول منهما (مت َحد ومتقَد) بإبدال فائه تاء‪ ،‬ولكن الوزن يظل على (مفتعل)‪.‬‬

‫‪ – 2‬الفعل األجوف من صيغة افعل‪ :‬يكون على وزن مضارعه مع إبدال حرف‬
‫المضارع ميما مضمومة وفتح ما قبل اآلخرة ‪ ،‬فتقول في (يراد) (مراد)‪.‬‬

‫أما األجوف من صيغة انفعل وافتعل مثل ( انقاد ـ احتال) تقول فيه ‪ ( ،‬ينقاد – منقاد‪،‬‬
‫يحتال محتال) وهذان المثاالن يصلحان السم الفاعل واسم المفعول‪ ،‬ولكن يفرق بينهما‬
‫باالستعمال‪ ،‬ويختلف وزنهما باختالف ذلك فيكونان على (منفعل ـ مفتعل) بكسر العين‬
‫عند ما يستعمالن اسم فاعل‪ ،‬أما عند استعمالهما اسم مفعول فيكون الوزن بفتح العين‪،‬‬
‫وهذا التشابه يحدث أيضا في المضعف من مثل (ارتد فهو مرتد ) فيصلح أن يكون‬
‫ب ومتحاب‪ ،‬أما السداسي المضعف أو‬ ‫ص ُ‬‫اسم فاعل أو مفعول وكذلك معتد و ُم ْن َ‬

‫‪241‬‬
‫األجوف فال تشابه فيه فيقال مشتغل ومستعين اسم الفاعل‪ ،‬ومستغل ومستعان اسم‬
‫المفعول‪.‬‬

‫‪ – 3‬الناقص‪ :‬مما زاد على ثالثة‪:‬‬


‫يكون بوزن المضارع مع إبدال حرف المضارع ميما مضمومة وفتح ما قبل اآلخر‪.‬‬
‫وعند التوين تحذف المه لفظا ال خطا مثل‪ :‬ألقيته فهو (ملقى) بوزن ُمفعل وناديته فهو‬
‫(منادى) بوزن مفا َعل ومثل‪ ،‬ا ْست َ ْعديته فهو (مستعدى)بوزن (مستفعل) بفتح العين‪ .‬أما‬
‫إذا كان معرفا بأل أو مضافا فإنه ال ينون‪ ،‬وتبقى األلف األخيرة لفظا وخطا‬

‫‪ – 2‬أسم المفعول من الخماسي والسداسي‬

‫يكون كذلك على وزن المضارع مع إبدال حرف المضارع ميما مضمومة وفتح ما‬
‫قبل اآلخر‪ ،‬مثل‪ :‬انتصر عليه فهو منتصر عليه من األفعال التي على وزن انفعل‬
‫عورف على‬‫ومثل‪ ،‬تعلّم الحساب فهو متعلم من األفعال التي على وزن تفعل‪ .‬ومثل ت ُ ِ‬
‫الشيء البائع فهو متعارف عليه من (تفعل) وكذلك استخرج الذهب فهو مستخرج‪.‬‬

‫مالحظة‪:‬‬
‫نالحظ أن هناك تشابها في الصيغة بين اسم المفعول من األجوف الثالثي وبين‬
‫مضارعه‪ ،‬مثل ‪ :‬يقول – مقول – يزور – مزور‪ ،‬وكذلك‪ ،‬يبيع – مبيع – يدين –‬
‫مدين‪ ،‬غير أن الميم في أولها تظل مفتوحة‪.‬‬

‫تدريبات‬

‫صيغ على أساسها كل اسم مفعول مما يأتي ثم اذكر ميزانه الصرفي‪:‬‬ ‫بين القاعدة التي ِ‬
‫الموعود – اسم المرسل – اسم المرسل إليه‪ .‬الباب مغلق‪ -‬البيت مشترى – الزهر‬
‫مبيع – العرض مصون – الحق مردود لصاحبه – المؤمن مصاب – هذا الكتاب‬
‫مختار من عدة كتب – رأيتك معتدا به عند أصدقائك‪.‬‬

‫‪242‬‬
‫الصفة المشبهة‬

‫إذا قلنا‪ :‬محمد كريم‪ ،‬وهو فرح بلقاء الضيف‪ ،‬وخجول إذا سمع أحدا يثنى عليه‪،‬‬
‫فسوف نجد في هذه العبارات ثالث كلمات تدل على صفات الزمة لصاحبها وهي‪:‬‬
‫كرم‪ ،‬وفرح‪ ،‬وخجل‪ .‬وهذه األفعال الزمة‬ ‫كريم وفرح وخجول وافعال مدتها هي ‪ُ :‬‬
‫ثالثية وليست هذه الصفات من قبيل اسم الفاعل‪ ،‬ألن اسم الفاعل من الثالثي يكون‬
‫دائما قياسيا على وزن (فاعل)‪.‬‬
‫فالصفة المشبهة إذن‪ ،‬هي ما اشتقت من الثالثي الالزم ودلت على وصف صاحبه‬
‫وأفادت الثبوت والدوام‪ ،‬والمراد بالالزم هنا ما كان على وزن (فَعُل) بضم العين مثل‪:‬‬
‫كرم ونبُه أو ما كان على وزن (فَ ِع َل) بكسر العين مثل‪ :‬فرح‪ ،‬بخل‪ .‬أما الالزم الذي‬
‫ُ‬
‫على وزن (ف َعل) بفتح العين مثل‪ :‬خرج ودخل فيكون الوصف منه على وزن (فاعل)‬
‫كـ (خارج) (داخل) أي يكون اسم فاعل‪.‬‬

‫واسم الفاعل يكون من المعتدي والالزم‪ ،‬والصفة المشبهة ال تكون إال من الالزم‪.‬‬

‫الفرق بين اسم الفاعل والصفة المشبهة في الداللة‪:‬‬


‫يدل اسم الفاعل على التجدد والحدوث‪ ،‬وتدل الصفة المشبهة على الثبوت والدوام‪،‬‬
‫ويتضح الفرق في مثل هذين التعبيرين‪ :‬محمد كاتب رسالة لصديقة‪ ،‬محمد شفوق‬
‫بأبنائه‪ .‬ففي المثال األول ال نصف محمدا بالكتابة إال حين يكتب بالفعل‪ ،‬والتعبير يفيد‬
‫أن الكتابة حدثت مرة واحدة وانقطعت‪.‬‬

‫أما المثال الثاني فيفيد أن شفقة محمد بأبنائه شيء من طبع محمد‪ ،‬وأننا نتحدث عن‬
‫ذلك ولو لم يكن محمد يفعل شيئا اآلن من مظاهر الشفقة‪ ،‬فالشفقة بالنسبة له شيء دائم‬
‫ثابت‪ ،‬وعلى هذا إذا قصد بكلمة على وزن (فاعل) أن تكون للثبوت والدوام فهي صفة‬
‫مشبهة ال اسم فاعل‪ ،‬مثل قولنا‪ :‬محمد يشتغل كاتبا في ديوان الوزارة‪.‬‬

‫ومن هذا القبيل ما إذا قلنا‪( :‬محمد عالم بالخبر‪ ،‬ومحمد عالم) فعالم في المثال األول‬
‫اسم فاعل وفي الثاني صفة مشبهة وكذلك أسماء الوظائف العامة مثل‪ :‬المسجل‪،‬‬
‫المحتسب‪ ،‬هكذا‪.‬‬
‫ْ‬ ‫المعاون‪ ،‬المحافظ‪ ،‬المتصرف‪،‬‬

‫‪243‬‬
‫أوزان الصفة المشبهة‪:‬‬

‫أوزان الصفة المشبهة سماعية بمعنى أنه ال يوجد ربط بين وزن الفعل وصيغة الصفة‬
‫المشبهة‪.‬‬

‫نعم‪ ،‬قد يوجد إلى حد ما‪ ،‬لبعض أوزان الماضي صيغ معينة‪ ،‬ولكن هذا ليس‬
‫مضطردا‪ ،‬فمن ذلك ما قيل من أن الفعل الثالثي الالزم الذي على وزن (فَ ِعل) بكسر‬
‫العين‪ ،‬يكثر أن تكون الصفة المشبهة منه على وزن (فَ ِع ٍل) مثل فَ ِرحٍ‪َ ،‬ب ِط ٍر‪ ،‬أشر) ‪.‬‬

‫كما يوجد بعض الربط بين مدلول الفعل وبين وزن الصفة المشبهة ولكن هذا ليس‬
‫مطردا فمن ذلك ما قيل إن الفعل الدال على اللون يكون الوصف منه على وزن‬
‫(أفعل) كأخضر‪ ،‬ولكن هذه القاعدة غير عامة‪ .‬وعلى هذا نقول بأن أوزان الصفة‬
‫المشبهة سماعية وهي كثيرة‪ :‬ولكن سنكتفي بذكر ما يكثر استعماله من هذه األوزان‪.‬‬
‫ويمكننا أن نقسمها إلى مجموعات‪:‬‬

‫أ – الصيغ الثالثية الساكنة العين‬

‫‪ – 1‬فَ ْعل‪ ،‬مثل‪ :‬سهل‪ ،‬صعب‪ ،‬ضخم‬


‫‪ – 2‬فُ ْعل‪ ،‬مثل ‪ :‬صلب‪ ،‬حر‬
‫‪ – 3‬فِعل‪ ،‬مثل‪ :‬ملح‪ ،‬صفر‪ ،‬خلو {الفارغ}‬

‫ب – الصيغ الثالثية المحركة العين‪:‬‬

‫س ٌن‪َ ،‬جذَ ٌ‬
‫ع‬ ‫‪ – 3‬فَعَ َل‪ ،‬مثل‪ :‬بَ َ‬
‫طلُ‪َ ،‬ح َ‬
‫‪ – 5‬ف ِعل‪ ،‬مثل‪ :‬بطر‪ ،‬أشر‪ ،‬لبق‬

‫ج – الصيغ الرباعية التي قبل آخرها مد‬

‫‪ – 2‬فَعيل‪ ،‬مثل‪ :‬كريم‪ ،‬بخيل‪.‬‬


‫‪ – 7‬فَعُول‪ ،‬مثل‪ :‬خجول‪ ،‬طروب‪ ،‬طموح‬
‫‪ – 8‬فَعال‪ ،‬مثل ‪ :‬جبان‪ ،‬حصان { المرأْة العفيفة }‬
‫‪ – 7‬فُعال‪ ،‬مثل‪ :‬شجاع‪ ،‬همام‬

‫‪244‬‬
‫د – الصيغ التي آخرها ألف ونون زائدتان‬

‫‪ – 11‬ف ْعالن‪ ،‬مثل‪ :‬ظمآن‪ ،‬حيران‪ ،‬ومؤنثه‪ :‬فعلى‪ ،‬ظمأى‪ ،‬حيرى‬

‫هـ ‪ -‬الصيغ التي أولها همزة زائدة‬

‫‪ – 11‬أفعل‪ ،‬مثل‪ :‬أحمر‪ ،‬أعرج‪ ،‬أحمق ومؤنثه‪ ،‬حمراء‪ ،‬عرجاء‪ ،‬حمقاء‬

‫و – الصيغ المحولة‪:‬‬

‫‪ – 12‬عن اسم الفاعل‪ ،‬مثل‪َ :‬‬


‫طاهر ُالقلب‪ ،‬متسع الصدر‬
‫الخصال‪ ،‬مهذب الطباع‬
‫‪ – 13‬عن اسم المفعول‪ ،‬مثل‪ :‬محمود ِ‬

‫‪245‬‬
‫المصدر الميــمي‬

‫اسم يدل على معنى المصدر مبدوء بميم زائد‪ ،‬مثل مرحبا ب َمقدمكم أي قدومكم‪،‬‬
‫أوزانه‪:‬‬

‫اوال‪ :‬من الثالثي‪ ،‬وله وزنان مفعل بفتح العين ومفعل بكسرها‬
‫أ – َم ْف َعل بالفتح‪ :‬إذا كان الفعل صحيحا أو ناقصا أو أجوف بقطع النظر عن حركة‬
‫عينه كمضرب و َم ْلقى و َمعَاف‪.‬‬
‫ب – َمفعل بالكسر‪ :‬إذا كان مثاال حذفت فاؤه في المضارع في نحو‪ :‬وعد يعد فتقول‬
‫موعد َم ْوثِق‪ .‬وشذّ من األول ال َم ْر ِجع‪ ،‬والمصير والمعرفة وال َم ْقدِرة وقياسها الفتح‪.‬‬

‫ثانيا‪ ،‬من غير الثالثي على وزن اسم المفعول ويفرق بينهما بسياق االستعمال‪ ،‬فمن‬
‫أمثلة المصدر هذه اآليات‪ { :‬وقل رب أدخلني ُمدخل صدق وأخرجني مخرج صدق}‬
‫{وأن إلى ربك المنتهى} {ومزقناهم كل ممزق} {ولقد جاءهم من األنباء ما فيه‬
‫مزدجر}‬

‫‪246‬‬
‫اسما المرة والهيئـــــة‬

‫اسم المرة‪ :‬ما صيغ للداللة على حصول الفعل مرة واحدة‪.‬‬

‫أوزانه‪:‬‬
‫من الثالثي‪ ،‬على وزن فَ ْعلَة بفتح الفاء وسكون العين كـ (جلس) ( َج ْلسة ) (شرب )‬
‫(شربة) (وقف ) (وقفة) فإذا كانت التاء في المصدر فإنه يدل على الوحدة بالوصف‬
‫فيقال‪ :‬دعوة واحدة‪ ،‬ومثل ذلك أيضا‪ ،‬رحمة وبعثة‬

‫ومن غير الثالثي بزيادة تاء على مصدره فيقال‪ :‬انطالقة واغتصابة‪ ،‬ما لم يكن‬
‫المصدر فيه تاء فأنه يدل على المرة بالوصف فيقال‪ :‬إقامة واحدة واستعانة واحدة‪.‬‬

‫اسم الهيئة‪ :‬ما صيغ من الفعل للداللة على هيئة الحدث مثل‪ِ :‬جلسة المتهيب بكسر‬
‫الجيم‬

‫أوزانه‪:‬‬
‫وخلسة‪ ،‬وإذا كان في المصدر‬
‫وركبة ِ‬
‫كجلسة ِ‬
‫من الثالثي على وزن فِعلة بكسر الفاء ِ‬
‫التاء دل على الهيئة ذلك بالوصف‪ ،‬مثل‪ :‬نشدة عظيمة أو باإلضافة مثل نشدة‬
‫الملهوف‪.‬‬
‫وال يبنى اسم الهيئة من غير الثالثي‪ ،‬وشذ قولهم‪ِ :‬خمرة المرأة‪ ،‬من اختمرت أي لبست‬
‫الخمار‪ ،‬و ِعمة من اعتم الرجل‪ ،‬ونِقبة من انتقبت أي لبست النقاب‬

‫‪247‬‬
‫اسما الزمان والمكان‬

‫اسمان مبدوءان بميم زائدة للداللة على زمان الفعل أو مكانه‪ ،‬مثل‪ :‬مصيف ومشتى‬

‫أوزانهما‪:‬‬
‫أوال‪ :‬من الثالثي‪ ،‬مفعل بفتح العين وبكسرها‪:‬‬

‫أ – َمفعل بالفتح‪ .‬في مواضع‪:‬‬


‫‪ – 1‬الفعل المفتوح العين في المضارع الصحيح مثل‪َ :‬مذهب‪ ،‬أو األجوف مثل‪َ :‬مخاف‬
‫‪ – 2‬المضموم العين في المضارع الصحيح الالم مثل‪ :‬مكتب ومقال‬
‫‪ – 3‬المعتل الالم مطلقا أي بقطع النظر عن حركة عينه مثل‪ :‬مرمى‪ ،‬مدعى‬

‫ب – َمف ِعل بالكسر إذا كان الفعل الصحيح الالم مكسور العين في المضارع‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫مبيع‪ ،‬وموعد‪ ،‬ومضيف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬من غير الثالثي‪ ،‬ميزانه كاسم المفعول‪ ،‬ويفرق بينهما بالسياق‪ ،‬فمن أمثلة اسم‬
‫المكان اآليات‪{ :‬واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} {وحسنت مرتفقا} {رب أنزلني‬
‫منزال مباركا} ومن مثلة اسم الزمان قوله تعالى‪ { :‬لكل نبإ مستقر}‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫اسم اآللة‬

‫اسم مصوغ للداللة على ما حصل بواسطته الفعل كمفتاح ومبرد‪ ،‬أوزانه القياسية‪ :‬وال‬
‫يكون إال من الثالثي المتعدي‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أ – مفعال كمنشار ومصباح ومقراض‬
‫ب – ِمفعل بكسر الميم‪ :‬مجهر‪ ،‬ومحجن‪ ،‬ومقص‪ ،‬ومفك‬
‫ج – ِمفعلة كمكنسة‪ ،‬ومنسأة‪ ،‬ومقرعة‪ ،‬ومسطرة‪ ،‬ومصفاة‪ ،‬وشذ عن ذلك بعض‬
‫األلفاظ التي جاءت بضم الميم والعين مثل‪ :‬مدق ومكحلة‪ ،‬وقد تفتح العين على قلة‪،‬‬
‫وفرق بعضهم بين الصيغتين بأن القياسية آللة الفعل أما غيرها فهي أوعية بعينها‪.‬‬

‫تدريبات‬

‫‪ – 1‬بين المصدر الميمي واسم الزمان واسم المكان فيما يأتي‪:‬‬


‫‪ -‬مالعب مرحــت فيها مآربـــنا وأربع أنســت فيـــــها أمانـــينا‬
‫ومغرب لجدود مـــن أواليـــنـا‬ ‫‪ -‬ومطلع لسعـود من أواخــرنــا‬
‫صورة البلوى وسوء المنقلب‬ ‫‪ -‬يا غريـقا في مآسيه ويــــــــا‬

‫إن رأيك منتهــى العجب‬


‫أذكر ربك عند مفتتح كل كالم‬
‫{ومحياي ومماتي هلل رب العالمين}‬

‫‪ – 2‬بين أنواع المشتقات وأوزانها فيما يلي‬


‫خال من الســوءى بــراء من الخب‬ ‫بأبلج مطوى على النبل صــدره‬
‫عن األسمر الخطار واألبيض الغضب‬ ‫س الوغي‬ ‫بذي مرقم يغني إذا َح ِم َ‬
‫ُه ُمــو أهل ميراث النبي إذا اعتزوا وهم خير قادات وخيـــر حمـــــــاة‬
‫ومضــــطغن ذو إحنـــة وتــراث‬ ‫وما الناس إال حاسد ومكــــــذب‬
‫هــــــــــــداة وخـــرج األحــرارا‬ ‫َمعــهد أخرج األئمــة للنــــــــاس‬
‫ومرب يثقــــــف األفكـــــــــــارا‬ ‫من أديب وشاعر وخطيــــــــــب‬
‫مر الصبا في ذيـول من تصابيــــنا‬ ‫أرض األبوة والميــــالد طيبهــا‬
‫غـرا مسلسلة المجــرى قوافيـــــــنا‬ ‫كانت ُم َح َّجلة فيهــا مواقفـــــــنا‬
‫من أياد رغــــم أنف الجاحديــــــن‬ ‫يا رعي هللا المربي كـم لـــــــه‬
‫وهدى النشء ونــور المدلجيــــــن‬ ‫رائد الخيــر ومعراج العـــــــال‬
‫‪249‬‬
‫تثنية األسماء المعتلة‬

‫يثنى االسم بإضافة ألف ونون في حالة الرفع‪ ،‬أو ياء ونون في حالتي النصب والجر‪،‬‬
‫فإن كان االسم صحيحا لم يغير فيه شيء مثل‪ :‬كتابان‪ ،‬حجرتان‪ ،‬ظبيان‪ ،‬ودلوان‪.‬‬

‫وأما المقصور فله أحواله‪:‬‬


‫ضلَ َي ِ‬
‫ان‬ ‫ان‪ ،‬وفُ ْ‬
‫أوال‪ :‬إن كان ألفه رابعة فصاعدا‪ ،‬فإنها تصبح ياء‪ ،‬مثل‪ُ :‬كب َْر َي ِ‬
‫ان و ُم ْست َ ْشفَ َي ِ‬
‫ان‪ ،‬تثنية‪ :‬لكبرى وفضلى ومصطفى ومستشفى‪.‬‬ ‫ص َ‬
‫طفَ َي ِ‬ ‫و ُم ْ‬

‫ان وفتيان‪ ،‬في‬‫ثانيا‪ :‬إن كانت ألفه ثالثة‪ ،‬فان كانت يائية األصل قلبت ياء‪ ،‬مثل‪َ :‬ر َحيَ ِ‬
‫رحى وفتي‪ .‬وإن كانت ألفه واوية األصل قلبت واوا‪ ،‬مثل‪ :‬عصوان ومنوان‪ ،‬في عصا‬
‫ومنا‪22 ،‬ويعرف أصل األلف الثالثة ببقية التصاريف‪ ،‬وبكاتبتها اإلمالئية‪ ،‬فالواوية‬
‫تكتب ألفا واليائية تكتب ياء‪ ،‬وشذ عن بعض الكلمات منها‪ :‬رضيان‪ ،‬تثنية رضا مع أن‬
‫اشتقاقها من الرضوان‪ ،‬ومنها‪ ،‬حموان‪ ،‬مع أن اشتقاقها من الحماية‪.‬‬

‫وأما الممدود فأحواله هي‪:‬‬


‫أوال‪ :‬إن كانت همزة أصلية بقيت كما هي‪ ،‬مثل‪ :‬بداء‪ ،‬جفاء‪ ،‬للزبد بفتح الباء‪ ،‬وتأتاء‬
‫ضيء المشرق الوجه‪ ،‬فتقول‪ :‬هذان ِبداءان‪،‬‬ ‫الو ِ‬
‫وقراء وهو الناسك‪ ،‬ووضاء وهو َ‬
‫وجفاءان وتأتاءان وقَراءان َو َوضَّاءان‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إن كانت األلف الممدودة للتأنيث‪ ،‬فإنها تقلب واوا كما في صفراء ولمياء وعمياء‬
‫وصحراء‪ ،‬فتقول‪ :‬صفراوان‪ ،‬لمياوان‪ ،‬وعمياوان‪ ،‬وصحراوان‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬إذا كانت الهمزة بدال من أصل‪ ،‬أي بدال من واو مثل‪ :‬كساء من كسوت‪ ،‬ورجاء‬
‫من رجوت أو من ياء مثل‪ :‬حياة من حييت ولقاء من لقيت فهذه الهمزة يكثر فيها‬
‫التصحيح فتقول‪ :‬كساءان وحياءان ولقاءان ويقل فيها القلب‪ ،‬فنقول‪ :‬كساوان و حياوان‬
‫ولقاوان بالواو – ال بالياء – في الجميع‪.‬‬

‫كال به السوائ كالسمر واليس يقار كممة (لتر) ام عصرنا الحاضر‬ ‫سنا نو سر الكي‬ ‫‪22‬‬

‫‪250‬‬
‫صياغة جمع المذكر السالم‬

‫وهو االسم الذي يجمع بالواو والنون رفعا وبالياء والنون نصبا وجرا‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫المسلمون من الناجين يوم القيامة‪ .‬كيفية جمع االسم هذا الجمع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الصحيح ال تغير فيه فيقال‪ :‬األفضلون والمجاهدون والمحمدون‬

‫ثانيا‪ :‬المنقوص‪ ،‬تحذف المه‪ ،‬وفي حالة الرفع يضم ما قبل واو الجمع فيقال‪ :‬في‬
‫القاضي‪ ،‬وال ُمحامي‪ :‬القاضون‪ ،‬المحامون‪ .‬في حالة النصب والجر يكسر ما قبل ياء‬
‫الجمع‪ ،‬فيقال‪ :‬المحامين القاضين‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المقصور تحذف المه أي األلف‪ ،‬وتبقى الفتحة قبلها دليال عليها رفعا وجرا‬
‫ونصبا‪ ،‬مثل‪ :‬أعطف على األقارب األُدنين‪ ،‬ومثل‪ :‬هم األشجون صوتا واألسمون خلقا‬
‫بفتح ما قبل ياء الجمع وسكون الواو‪ ،‬ومنه في القرآن الكريم { وأنتم األعلون } {‬
‫وإنهم عندنا لمن المصطفين‪} ...‬‬

‫رابعا‪ :‬الممدود وحكمه في الجمع كحكمه في التثنية‪ ،‬فتقول في قَراء َ‬


‫ووضاء علمين‬
‫لمذكورعاقل‪ :‬قراءون ووضاءون‪ ،‬ببقاء الهمزة‪ ،‬وتقول في شقراء علما لمذكر‪،‬‬
‫شقرا ُوون‪ ،‬ويجوز في نحو‪ :‬رجا‪ ،‬علما لمذكر ورجاءون‪ ،‬ورجاوون مما همزته‬
‫منقلبة عن أصل والهمزة أفصح‪.‬‬

‫‪251‬‬
‫صياغة جمع المؤنث السالم‬

‫وهو ما جمع بألف وتاء‪ ،‬مثل‪ :‬فاطمات‪ ،‬مؤمنات‪ ،‬ويعرب بالضمة في حالة الرفع‬
‫بالكسرة في حالتي الجر والنصب كما هو معروف في باب المعرب والمبني‪.‬‬

‫كيفية جمع االسم جع مؤنث سالما‬


‫أوال‪ :‬إذا كان االسم بال تاء زيدت عليه ألف وتاء‪ ،‬مثل‪ :‬زينبات‪ ،‬هندات‪ ،‬وإن كان‬
‫مختوما بتاء حذفت هذا التاء‪ ،‬مثل‪ :‬فاطمات‪ ،‬رائحات‪ ،‬غاديات‪.‬‬

‫عومل كما يعامل المقصور في التثنية‪ ،‬فتقلب ألفه ياء‬‫ثانيا‪ :‬إذا كان االسم مقصورا ُ‬
‫فيما زا د على ثالثة‪ ،‬مثل‪ :‬أخرى وأخريات وفي الثالثي تقلب ألفه ياء فيما اصله ياء‪،‬‬
‫مثل‪ُ :‬هديات‪ ،‬جمع هدى علما على المؤنث‪ ،‬و واوا فيما أصله واو‪ ،‬مثل عصوات‪،‬‬
‫جمعا لعصا‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الممدود ويعامل معاملة الممدود في التثنية‪ ،‬فنقول‪ :‬حسناوات‪ ،‬صحراوات‪،‬‬


‫عشواءات‪ ،‬وتقول كساءات وكساوات وعلباءات وعلباوات‪.‬‬

‫أما المنقوص فتُردُّ ياؤه‪ ،‬فتقول في قاض‪ ،‬علما لمؤنثا قاضيات‬

‫تغير مهم في بنية االسم المجموع‪:‬‬


‫إذا كان االسم المراد جمعه جمع مؤنث سالم ثالثيا سالم العين ساكنها‪ ،‬سواء ختم بالتاء‬
‫كحلقة ورحمة‪ ،‬أو جرد منها كدعد وهند‪ ،‬فإن هذا االسم يحرك وسطه وال يبقى ساكنا‬
‫وفي ذلك تفصيل‪:‬‬

‫أ – إذا كان فاؤه مفتوحة‪ ،‬مثل حلقة‪ ،‬رحمة‪ ،‬زفرة‪ ،‬فعند الجمع يجب فتح عينه أي‬
‫وسطه أتباعا لفائه يقال‪ :‬حلقات بثالث فتحات‪ ،‬ويقال رحمات‪ .‬كذلك زفرات أيضا‪.‬‬
‫ففي التعبير (هذه تمثيلية في حلَقات) يجب فتح الالم في الجمع وتسكينها خطا‪ ،‬أو على‬
‫األقل لغة رديئة‪ .‬وفي التعبير (أمطرته سحائب الر َحمات) ويجب فتح الحاء وال يسكن‬
‫شيء من ذلك إال في ضرورة الشعر‪ ،‬أما في النثر فال يجوز‪ ،‬والذي يسوغه في الشعر‬
‫هو ضرورة الوزن كقوله ‪:‬‬
‫وما لي بز ْفرات العشي يـــدان‬ ‫ت الضحى فاطلقتـــها‬ ‫و َح َم ْلتُ زَ ْف َرا ِ‬

‫وكان األصل أن يقول‪ :‬زفرات بفتح الفاء‬

‫‪252‬‬
‫ب – إذا كان فاؤه مضمومة أو مكسورة‪:‬‬

‫مثل‪ :‬خطوة‪ ،‬ومثل‪ :‬ذرة فيجوز في مثلها أن تبقى عينها ساكنة‪ ،‬ويجوز أن تفتح‪،‬‬
‫طوات بضم والطاء‪ ،‬وهو األفصح‪ ،‬بسكونها‬ ‫ويجوز فيها االتباع لما قبلها‪ ،‬فيقال‪ُ :‬خ ُ‬
‫وبفتحها‪ .‬وفي ذروة‪ ،‬ذروات بكسر الراء وسكونها وفتحها‪ ،‬واالتباع أو الفتح‪ ،‬وال‬
‫يجوز في مثل ‪ :‬ضخمة ألنها صفة و ال في مثل عين علما لمؤنث العتالل عينه‪ ،‬وال‬
‫في مثل‪ :‬قمة لتضعيف العين‪ ،‬وال في مثل شجرة ألن وسطها غير ساكن‬

‫تدريبات‬
‫كيف تثني األسماء اآلتية مبينا ما حدث في آخرها من تغيير‪:‬‬
‫منتهى‪ ،‬هاد‪ ،‬قفا‪ ،‬لواء‪ ،‬رجاء‪ ،‬بناء‪ ،‬فداء‪ ،‬صحراء‪ ،‬جرداء‪ ،‬ابتداء‪ ،‬إنشاء‪،‬‬

‫اجمع الكلمات اآلتية جمع مذكر سالما مبنيا على ما حدث فيها من تغيير‪:‬‬
‫المصطفى‪ ،‬داع‪ ،‬مرتجى‪ ،‬مدع‪ ،‬رجاء‪ ،‬وفاء‪( ،‬علمان لمذكر)‬

‫اجمع الكلمات األتية جمع مؤنث سالم مبينا ما حدث فيها من تغيير‪:‬‬
‫رحلة‪ ،‬قسوة‪ ،‬ثورة‪ ،‬ثروة‪ ،‬حلقة‪ ،‬بدعة‪ ،‬فاطمة‪ ،‬هدى‪ ،‬سماء‪ ،‬خضراء‪ ،‬فتاة‪ ،‬عشاء‬

‫‪253‬‬
‫فهرس الكتاب‬
‫الصفحة‬ ‫الموضوعات‬
‫األدب‬
‫‪4‬‬ ‫لمحــة عر الحياة السيايية واالجتماعية والءقااية‬
‫‪1‬‬ ‫ال ير ام اليصر اليبايم األول‬
‫‪09‬‬ ‫أيبا نهضة ال ير ام اليصر اليبايم األول‬
‫‪02‬‬ ‫سمي ات ال ير ام اليصر اليبايم األول‬
‫‪04‬‬ ‫أ راض ال ير‬
‫‪91‬‬ ‫ال ير ام اليصر اليبايم الءانم‬
‫‪91‬‬ ‫عواس ازدهار ال ير ام اليصر اليبايم الءانم‬
‫‪94‬‬ ‫ابر الروسم يرثم ابنه سحمـدا‬
‫‪91‬‬ ‫المتنبم ييا ب ييف الدولة‬
‫‪29‬‬ ‫أبو مام يمدح أسير المؤسنير الميتصع باهلل‬
‫‪22‬‬ ‫البحتري يصف إيوان كسرى‬
‫‪42‬‬ ‫أبم اليلء الميري‬
‫‪51‬‬ ‫عبد هللا بر المق ع‬
‫‪52‬‬ ‫الجاحظ‬
‫‪52‬‬ ‫اليصر األنـــدلــسم‬
‫‪61‬‬ ‫اال صال الءقاام بير األندلسيير والم ارقة‬
‫‪69‬‬ ‫ال ير ام اليصر األندلسم‬
‫‪69‬‬ ‫اليواس المؤ رة ام رقم ال ير األندلسم‬
‫‪62‬‬ ‫أ راض ال ير األندلسم‬
‫‪65‬‬ ‫خصـــائص ال ير األنـــدلســم‬
‫‪63‬‬ ‫رثاء أندلس ألبم البقاء الرندي‬
‫‪31‬‬ ‫عمة الدنيا البر هانئ األندلسم‬
‫البالغة‬
‫‪32‬‬ ‫تقسيم الكالم إلى خبر وإنشاء‬
‫‪34‬‬ ‫اإلسناد‬
‫‪34‬‬ ‫أَض ُْربُ ْال َخبَ ِر‬
‫‪35‬‬ ‫مخالفة مقتضى الظاهر‬
‫‪31‬‬ ‫أغراض الخبر‬
‫‪11‬‬ ‫الجملة اإلنشائية وأقسامها‬
‫‪13‬‬ ‫أحوال المسند إليه‬
‫‪24‬‬ ‫أحوال المسند‬
‫‪23‬‬ ‫القصر‬
‫‪010‬‬ ‫الفصل والوصل‬
‫‪014‬‬ ‫مواضع وجوب الوصل‬
‫‪013‬‬ ‫اإليجاز واإلطناب والمساواة‬

‫‪254‬‬
‫العروض‬
‫‪009‬‬ ‫البحور الشعرية ذوات التفعيالت المختلفة‬
‫‪009‬‬ ‫بحر المضارع‪:‬‬
‫‪004‬‬ ‫بحر المقتضب‬
‫‪005‬‬ ‫بحر ْال ُمجْ ت ُّ‬
‫َث‬
‫‪006‬‬ ‫بحر المديد‬
‫‪002‬‬ ‫بحر الخفيف التام‬
‫‪091‬‬ ‫الخفيف المجزوء‬
‫‪094‬‬ ‫البحر المنسرح‬
‫‪096‬‬ ‫بحر الطويل‬
‫‪091‬‬ ‫بحر البسيط التام‬
‫‪092‬‬ ‫البسيط المجزوء‬
‫‪020‬‬ ‫علم القافية‬
‫‪024‬‬ ‫حركات القافية‬
‫‪023‬‬ ‫عيوب القافية‬
‫‪040‬‬ ‫الضرورات الشعرية‬
‫تقنيات التحرير األدبي‬
‫‪044‬‬ ‫صور ومواضيع استعمال عالمات الترقيم‬
‫‪045‬‬ ‫المقالة‬
‫‪045‬‬ ‫أنواع المقال وخصائص كل منها‬
‫‪046‬‬ ‫أقسام المقال‬
‫‪043‬‬ ‫أجزاء المقال الذاتي والموضوعي‬
‫‪041‬‬ ‫السمات األسلوبية المشتركة بين جميع المقاالت‬
‫‪041‬‬ ‫أنواع المقاالت الصحفية‬
‫‪045‬‬ ‫نماذج مقاالت‬
‫النحو‬
‫‪064‬‬ ‫األَسما ُء الخمسةُ‬
‫‪063‬‬ ‫المثنى‬
‫‪062‬‬ ‫جمع المذكـر السالم‬
‫‪039‬‬ ‫جمع المؤنث السالم‬
‫‪034‬‬ ‫الممنوع من الصرف‬
‫‪034‬‬ ‫األسماء المعتلة‬
‫‪036‬‬ ‫جمــع التكسير‬
‫‪033‬‬ ‫األفعال الخمسة‬
‫‪032‬‬ ‫الفعل الالزم والفعل المتعدي‬
‫‪012‬‬ ‫الفــاعل‬
‫‪012‬‬ ‫نائب الفاعل‬
‫‪020‬‬ ‫المفعول به‬
‫‪024‬‬ ‫المفعول المطلق‬

‫‪255‬‬
‫‪026‬‬ ‫المفعول ألجلــه‬
‫‪021‬‬ ‫المفعول فيه‬
‫‪911‬‬ ‫المفعول معه‬
‫‪912‬‬ ‫الحال‬
‫‪916‬‬ ‫التمييز‬
‫‪901‬‬ ‫المستثنى وأدواته‬
‫‪904‬‬ ‫الجار والمجرور‬
‫الصرف‬
‫‪222‬‬ ‫باب التصغير‬
‫‪225‬‬ ‫النسب‬
‫‪237‬‬ ‫اسم الفاعل‬
‫‪237‬‬ ‫صيغ المبالغة‬
‫‪231‬‬ ‫اسم المفعول‬
‫‪233‬‬ ‫الصفة المشبهة‬
‫‪237‬‬ ‫المصدر الميــمي‬
‫‪238‬‬ ‫اسما المرة والهيئـــــة‬
‫‪237‬‬ ‫اسما الزمان والمكان‬
‫‪251‬‬ ‫اسم اآللة‬
‫‪251‬‬ ‫تثنية األسماء المعتلة‬
‫‪252‬‬ ‫صياغة جمع المذكر السالم‬
‫‪253‬‬ ‫جمع المؤنث السالم‬
‫‪255‬‬ ‫فهرسة الكتاب‬

‫‪256‬‬

You might also like