ENFP - نمط البطل

‫فريق عمل الكتاب‬
‫مجموعة أنماط الشخصيات حسب معايير ‪MBTI‬‬
‫حبث وإعداد‬
‫قام الباحث وفريق العمل بجمع البيانات بهدف تطوير‬

‫الناس واكتشافهم ألنفسهم وقد تم تعديل المادة‬
‫بما يتناسب مع عادات وتقاليد المجتمعات العربية‬
‫فريق البحث‬
‫واإلعداد الكتابي‬
‫أ‪ /‬حسام عالم‬ ‫أ‪ /‬محمود راشد‬ ‫أ‪ /‬ايمن مصباح‬
‫تدقيق لغوي‬
‫أ‪ /‬أحمد شعبان‬ ‫أ‪ /‬سامح زكريا‬ ‫أ‪ /‬محمد الساكت‬
‫فريق التصميم‬
‫والجرافيكس‬
‫أ‪ /‬صالح حاهين‬ ‫ ‬

‫أ‪ /‬كريم عالم‬ ‫أ‪ /‬شيماء سيد‬
‫ب ِز ْدنِي عِ ْ‬
‫ـلـ ًما}‬ ‫{و ُق ْ‬
‫ـل َر ِّ‬ ‫َ‬
‫[طه‪]114 :‬‬
‫املحتويات‬
‫‪5‬‬ ‫جدول المحتويات ‪....................................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫مقدمة ‪.....................................................................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬نبذة عامة عن النظرية والتصنيف ‪....................‬‬
‫‪15‬‬ ‫تمهيد ‪.....................................................................................‬‬
‫‪15‬‬ ‫ماذا نقدم في هذا الكتاب ‪.....................................................‬‬

‫نمط البطل (‪)ENFP‬‬
‫‪16‬‬ ‫ماذا نقدم في الفصل األول‪.....................................................‬‬
‫‪17‬‬ ‫اً‬
‫أول‪ :‬ما هي اختبارات تحديد الشخصية ولماذا نحتاجها؟ ‪......‬‬
‫‪17‬‬ ‫كيف نغير انفسنا اذا كنا ال نعرفها حق المعرفة؟‪...............‬‬
‫‪18‬‬ ‫شباك جوهرى ‪.........................................................................‬‬
‫‪20‬‬ ‫اذن نحن ال نعرف كل شىء عن انفسنا وعن من حولنا‪.......‬‬
‫‪21‬‬ ‫ما هو إختبار «‪”MBTI‬؟ ‪............................................................‬‬
‫‪23‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬نبذة تاريخية عن النظرية ‪............................................‬‬
‫‪26‬‬ ‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬معايير مقياس واختبار ‪........................................ MBTI‬‬
‫‪26‬‬ ‫كيف يتم تحديد األنماط المخلفة لطبقا ل «‪”MBTI‬؟‪.............‬‬
‫‪36‬‬ ‫رابعا‪ :‬تكوين األنماط‪.............................................................‬‬

‫ً‬
‫‪39‬‬ ‫تكوين الفئات االربعة‪............................................................‬‬

‫‪5‬‬ ‫‪44‬‬ ‫خامسا‪ :‬فئات أنماط الشخصية‪................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬التفاصيل العامة لنمط البطل (‪52 ..............)ENFP‬‬
‫تمهيد‪53 .......................................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬ماذا يعني أن تكون من أصحاب نمط ‪56 ...................ENFP‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬التفاصيل العامة للنمط ‪61 ......................... Type Overview‬‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬مواطن القوة والضعف‪69 ....................................................‬‬
‫القوة والضعف في نقاط‪86 ..........................................................‬‬
‫رابعا‪ :‬أشهر الشخصيات التي تنتمى للنمط ‪90 .............................‬‬

‫ً‬

‫الفصل الثالث‪ :‬العالقات اإلنسانية واالجتماعية‪94 ........................‬‬
‫تمهيد‪95 .......................................................................................‬‬
‫اً‬
‫أول‪ :‬الـعالقات الـعاطفية ‪97 ....................Romantic Relationship‬‬
‫السمات العاطفية األساسية ألصحاب هذا النمط ‪97 ....................‬‬
‫التوافق مع الشركاء من أصحاب األنماط األخرى‪103 ......................‬‬
‫االرتباطات الـمتوقعة ‪103 ..................................Potential Pairings‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬الصداقة‪130 ...........................................................................‬‬
‫الصداقة بين أصحاب هذا النمط وأصحاب األنماط األخرى‪133 .......‬‬

‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬تربية األبناء ‪144 .....................................................................‬‬
‫التعامل مع األبناء الذين ينتمون الى األنماط األخرى ‪151 .............‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬الدراسة والحياة العملية ‪164 ...................................‬‬
‫تمهيد‪165 ......................................................................................:‬‬
‫أولً‪ :‬الدراسة‪167 .............................................................................:‬‬

‫‪6‬‬
‫نبذة عن طريقة تعلم هذا النمط‪167 .......................................... :‬‬
‫تسليط الضوء على أصحاب هذا النمط في أهم مراحل‬
‫تعليمهم ‪172 ..................................................................................‬‬
‫مرحلة المدرسة الثانوية‪172 ......................................................... :‬‬
‫مرحلة الجامعة‪182 .........................................................................‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬الوظيفة والتطور المهني‪186 ............................................. :‬‬
‫المدخل األول‪ :‬المهنة والتطوير االحترافي‪186 ..............................‬‬
‫البدء بالحياة المهنية‪186 ............................................................. :‬‬

‫التحضير لمقابالت العمل‪193 ......................................................... :‬‬
‫المدخل الثاني‪ :‬تطور المسار المهني ‪200 ......................................‬‬
‫التدرج الوظيفي في المسار المهني‪206 ...................................... :‬‬
‫الخيارات البديلة ‪208 .......................................................................‬‬
‫المدخل الثالث‪ :‬فرص العمل المناسبة ألصحاب هذا النوع من‬
‫الشخصية‪211 ................................................................................ :‬‬
‫المدخل الرابع‪ :‬عادات ومهارات متعلقة بمكان العمل‪219 ..........:‬‬
‫التواصل مع األنماط المختلفة في مكان العمل‪220 ......................‬‬
‫الزمالء أصحاب هذا النمط ‪242 ........................................................‬‬
‫المدراء أصحاب هذا النمط ‪243 .......................................................‬‬
‫المرؤوسون أصحاب هذا النمط‪244 ................................................‬‬

‫‪7‬‬ ‫خاتمة الكتاب‪248 ...........................................................................‬‬
‫الملحقات‪252 ...................................................................................‬‬
‫ماذا يقول أصحاب هذا النمط اآلخرين؟ ‪253 ...................................‬‬
‫دورات تعليمية تساعد أصحاب هذا النمط على تطوير‬
‫مهاراتهم ‪263 .................................................................................‬‬
‫جدول توزيع نسبة األنماط في الواليات المتحدة األمريكية ‪264 ...‬‬
‫المراجع ‪266 .....................................................................................‬‬
‫نبذة عن الكاتب‪269 .......................................................................‬‬

‫نبذة عن مجموعة صناع اإلبداع‪273 ................................................‬‬
‫مترو القادة ‪278 ..............................................................................‬‬
‫‪8‬‬
‫مقدمة‬
‫نور بجميل هدايته قلوب أهل السعادة‪،‬‬

‫الحمد هلل‪ ،‬الذي ّ‬
‫وطهر بكريم واليته أفئدة الصادقين فأسكن فيها وداده‪،‬‬
‫ّ‬
‫ودعاها إلي ما سبق لها من عنايته فأقبلت ُمنقادة‪ ،‬الحميد‬

‫المجيد الموصوف بالحياة والعلم والقدرة واإلرادة‪ ،‬نحمده على‬
‫ما أولى من فضل ونعمة‪ ،‬وأشهد أن ال اله إال اهلل‪ ،‬وحده ال شريك‬
‫له‪ ،‬له الملك‪ ،‬وله الحمد وهو علي كل شيء قدير‪ ،‬شهادة ُأعدها‬
‫من أكبر نعمه وعطائه‪ُ ،‬‬
‫وأعدها وسيلة إلي يوم لقائه‪.‬‬
‫أما بعد‪...‬‬
‫مهما من مفاتيح النجاح‬

‫ً‬ ‫مفتاحا‬
‫ً‬ ‫فهمك لذاتك قد يكون‬
‫والتفوق في الحياة‪ ،‬وكذلك فهمك ألنماط شخصيات اآلخرين‪،‬‬
‫ومن هنا جائت أهمية نظريات تصنيف الشخصية والتي تقدم‬
‫فعالة لتحديد نمط شخصيتك‪ .‬تصنيف «‪»MBTI‬‬
‫طرق واختبارات َّ‬
‫هو أحد التصنيفات التي تقوم بتحليل وتصنيف الشخصيات‬
‫البشرية إلى مجموعة من األنماط‪ ،‬ويتم تحديد هذه األنماط‬
‫اً‬
‫تفصيل بين صفحات‬ ‫بناء على معايير محددة ستجدها مشروحة‬ ‫‪10‬‬
‫هذا الكتاب‪.‬‬
‫ويقوم التصنيف بتقسيم أنماط الشخصيات إلى ستة عشر‬

‫ً‬
‫نمطا تقع في أربع فئات رئيسية هي‪ :‬المحللون والدبلوماسيون‬
‫والدفاعيون والمستكشفون‪ ،‬تحتوي كل فئة رئيسية على‬
‫أربعة أنماط شخصية‪ ،‬ليصبح العدد اإلجمالي ألنماط الشخصيات‬
‫ً‬
‫نمطا‪.‬‬ ‫حسب التصنيف ستة عشر‬
‫هذا الكتاب هو واحد من سبعة عشر كتا ًبا تم إصدارهم‬

‫لتغطية أنماط الشخصيات (‪ 16‬كتاب لشرح األنماط ‪ +‬كتاب‬

‫لشرح النظرية واالختبار) ً‬
‫وفقا لتصنيف «‪ ،»MBTI‬وسنناقش في‬
‫هذا الكتاب المفاهيم الهامة لهذا التصنيف‪ ،‬وس ُنعطي فكرة‬
‫عن كيفية االستفادة من هذا التصنيف من خالل إجراء االختبار‬
‫الخاص به لمعرفة نمط شخصيتك‪ ،‬ثم سنتحدث بعد ذلك عن‬
‫الموضوع الرئيسي لهذا الكتاب وهو نمط البطل‪ ،‬والذي ينتمي‬
‫إلى فئة الدبلوماسيين كما سيتم شرحه في الكتاب‪.‬‬
‫ُيغطي هذا الكتاب جميع الجوانب األساسية للنمط‬

‫واإلنسانية‪،‬‬ ‫االجتماعية‬ ‫والعالقات‬ ‫المختلفة‪،‬‬ ‫والمجاالت‬
‫واالهتمامات العلمية‪ ،‬والعمل‪ ،‬ومهارات التواصل‪ ،‬وتكوين‬
‫الصداقات‪ ،‬باإلضافة لتوصيات ونصائح فيما ُ‬
‫يخص تربية‬
‫‪11‬‬
‫األطفال وغير ذلك الكثير‪ ،‬حيث يجمع الكتاب ما بين‬

‫النظرية والواقع العملي‪ .‬أرجو من اهلل أن تنال هذه‬
‫الجهود قبولكم واستحسانكم‪ ،‬وأن تنجح هذه السلسلة‬
‫في تحقيق األهداف المرجوة منها ومنها تمكين طلبة‬
‫العلم في المجال وتبسيط النظرية والتصنيف والمصطلحات‬
‫المتعلقة بهما لتصبح سهلة الفهم على كل من يقرئها‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫نمط البطل (‪)ENFP‬‬ ‫مجموعة أنماط الشخصيات حسب معايير ‪MBTI‬‬
‫‪13‬‬

‫الفصل األول‬
‫نبذة عامة عن النظرية والتصنيف‬
‫‪14‬‬
‫تمهيد‬
‫ماذا ُنقدم في هذا الكتاب‬
‫هذا الكتاب هو واحد من ستة عشر كتا ًبا‪ ،‬حيث ُتشكل‬
‫هذه الكتب الستة عشر مجموع أنماط الشخصيات البشرية‬

‫ً‬
‫وفقا لتصنيف الـ«‪ .»MBTI‬وتقع هذه األنماط الستة عشر في‬
‫أربع فئات رئيسية هي‪:‬المحللون والدبلوماسيون والدفاعيون‬
‫والمستكشفون‪ ،‬وتحتوي كل فئة رئيسية على أربعة أنماط‬
‫شخصية‪ ،‬ليصبح العدد اإلجمالي ألنماط الشخصيات حسب‬
‫تحديدا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫نمطا‪ .‬ونتناول في هذا الكتاب‬ ‫التصنيف ستة عشر‬
‫نمط البطل الذي ينتمي إلى فئة الدبلوماسيين‪.‬‬
‫فصول‪ ،‬الفصل األول يتناول النظرية‬

‫الكتاب ُمقسم إلى أربعة ُ‬
‫والتصنيف بشكل عام ويقوم بشرح المعايير التي يتم من‬ ‫يف‬
‫خاللها يتم تحديد أنماط الشخصيات‪ ،‬أما الفصول من الثاني‬
‫إلى الرابع فنتناول من خاللهم النمط محل النقاش‪ ،‬حيث‬
‫يتناول الفصل الثاني المعلومات األساسية عن أصحاب هذا‬
‫النمط ونقاط قوتهم وضعفهم الشخصية‪ ،‬ويتناول الفصل‬

‫‪15‬‬
‫الثالث العالقات اإلنسانية واالجتماعية ألصحاب هذا النمط‪،‬‬

‫كتعاملهم مع الشريك واألصدقاء واألبناء وخالفه‪.‬‬
‫أما الفصل الرابع فيتحدث عن أصحاب هذا النمط فيما‬

‫يتعلق بالدراسة والحياة العملية‪ ،‬مثل المجاالت الدراسية التي‬
‫يبرعون فيها‪ ،‬والمواد الدراسية التي يفضلونها‪ ،‬والمهن‬
‫ومجاالت العمل التي تناسب مهارتهم‪ ،‬وكذلك سماتهم في‬
‫مكان العمل‪.‬‬

‫ماذا نقدم في الفصل األول‬
‫ُيقدم هذا الفصل نبذة عن النظرية وفكرة االختبار والمعايير‬

‫وكيف يتم تكوين األنماط وتحديدها من خالل المعايير التي‬
‫تحديدا على المعايير وكيفية‬
‫ً‬ ‫تعتمد عليها النظرية‪ .‬ون ُركز‬
‫استخدامها لتطوير أنماط الشخصيات المختلفة ً‬
‫وفقا لنظرية‬
‫الــ»‪.»MBTI‬‬
‫‪16‬‬
‫اً‬
‫أول‪ :‬ما هي اختبارات تحديد الشخصية ولماذا نحتاجها؟‬
‫كيف نغير أنفسنا إذا كنا ال نعرفها حق‬

‫المعرفة؟‬
‫من َّ‬
‫منا ال يريد أن يتغير إلى‬
‫األفضل؟ من َّ‬
‫منا ال يريد أن يتخلص‬
‫من كل الصفات التي ال يحبها في نفسه‬
‫وأن ُيطور صفات إيجابية تساعده على الوصول إلى ما يريد‬

‫واالستمتاع بحياته؟ كلنا نريد ذلك؛ كلنا يريد أن يتغير‪ ،‬اً‬
‫كل‬
‫فمنا من يريد أن يصبح أكثر ُجرأة‪َّ ،‬‬
‫ومنا من‬ ‫بطريقته الخاصة‪َّ ،‬‬
‫َّ‬
‫ومنا‬ ‫يريد أن يصبح أهدأ وأن يتخلى عن العصبية الزائدة‪،‬‬
‫من يريد أن يكون قاد ًرا على اتخاذ القرار المناسب في الوقت‬
‫المناسب‪َّ ،‬‬
‫ومنا من يريد أن يصبح قاد ًرا على تكوين العالقات‬
‫والصداقات مع الكثير من الناس‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫نحن ُنريد ً‬
‫أيضا أن نصبح قادرين على معرفة صفات الغير‬
‫وتحديد شخصياتهم‪ ،‬ومن َث َّم كيفية التعامل معهم بنا ًء‬
‫على شخصياتهم هذه‪ ،‬ففي مكان العمل تكون هذه الصفة‬
‫في غاية األهمية‪ ،‬حيث أن ُقدرتك على التعامل مع زمالئك‬
‫‪17‬‬ ‫ورؤسائك ومرؤسيك ستكون أفضل إذا استطعت فهم السمات‬

‫الشخصية الخاصة بكل منهم ومن َث َّم التعامل مع كل فرد‬

‫ً‬
‫وفقا لما يتطلبه نمط شخصيته‪.‬‬
‫فسوا ًء أردت تغيير شخصيتك أو فهم شخصية غيرك فهذا‬

‫ممكن بالطبع‪ ،‬لكن كيف يكون ممكن ًنا إن لم تكن تفهم‬
‫شخصيتك الفعلية؟ فلكي تتمكن من تغيير شخصيتك البد لك‬
‫من معرفتها وفهمها اً‬
‫أول‪ ،‬والسؤال الذي يطرح نفسه هنا‪،‬‬
‫هل نحن ً‬
‫حقا نعرف أنفسنا؟‬

‫شباك جوهري‬
‫يأتي ما يعرف باسم نموذج الجوهري لإلجابة على هذا‬

‫السؤال‪ .‬يفترض نموذج الجوهري أن هناك أشياء يعرفها‬
‫اإلنسان عن نفسه ويعرفها الناس عنه كإسمه وشكله‬
‫وطريقة تحدثه وصفاته األساسية التي يعرفها الكل‪ ،‬وهناك‬
‫أشياء يعرفها اإلنسان عن نفسه وال يعرفها الناس عنه وهو‬
‫ما يطلق عليه المنطقة الخفية وهي أشياء شخصية عادة ما‬
‫يكتمها الشخص عن من حوله‪.‬‬
‫وهناك أشياء يعرفها الناس عنه وال يعرفها هو عن نفسه‬

‫وقد تكون معلومة بسيطة أو قد تكون أمور عميقة ومعقدة‬
‫متعلقة بمشاعر عدم الكفاية وقلة الثقة بالنفس أو الجدراة‬
‫‪18‬‬
‫والرفض ومثل هذه األشياء التي قد ال يعرفها اإلنسان عن‬

‫نفسه‪ ،‬وهناك أشياء ال يعرفها عن نفسه وال يعرفها الناس‬
‫عنه‪ ،‬ويتم معرفة هذه األشياء بعد عمل االختبارات مثل فصيلة‬
‫الدم‪ ،‬مستواك في اللغة اإلنجليزية‪ ،‬الذكاء االجتماعي‪ ،‬الذكاء‬
‫العاطفي‪ ،‬وأشياء أخرى‪.‬‬
‫ ال يعرفونها‬
‫يعرفونها‬ ‫ ‬
‫أعرفها‬
‫ال أعرفها‬
‫يحتوي نموذج الجوهري على‪:‬‬
‫‪ -1‬أشياء أنا أعرفها عن نفسي والناس يعرفونها عني‪.‬‬

‫(اسمي شكلي جنسيتي) أشياء عامة‪.‬‬
‫‪ -2‬أشياء أنا أعرفها والناس ال يعرفونها‪.‬‬
‫‪ -3‬أشياء الناس تعرفها وأنا ال أعرفها‪.‬‬
‫‪ -4‬أشياء ال أنا أعرفها وال الناس يعرفونها (بعد عمل‬

‫االختبارات مثل فصيلة الدم‪ ،‬مستواك في اللغة اإلنجليزية‪،‬‬
‫‪19‬‬ ‫الذكاء االجتماعي‪ ،‬الذكاء العاطفي)‪.‬‬
‫إذن نحن ال نعرف كل شيء عن أنفسنا وعن من حولنا‬
‫تخلتف سمات البشر‪ ،‬وقد أراد اهلل سبحانه وتعالى لنا‬

‫االختالف‪ ،‬فلم يخلقنا متطابقين‪ ،‬ولم ُيرد أن نكون استنساخات‬
‫لطبيعة واحدة‪ ،‬بل أراد لنا االختالف والتنوع‪ ،‬وقد صرح اهلل‬
‫سبحانه وتعالى بهذا االختالف في أكثر من موضع في كتابه‬
‫الحكيم‪:‬‬
‫ين)‬ ‫اس ُأ َّم ًة َو ِ‬

‫اح َد ًة َو اَل َي َزا ُل َ‬
‫ون ُم ْخ َت ِل ِف َ‬ ‫(و َل ْو َ‬
‫شا َء َر ُّب َك َل َج َع َل َّ‬
‫الن َ‬ ‫َ‬

‫(سورة هود‪)118 -‬‬
‫شا ُء‬ ‫شا َء اللهَّ ُ َل َج َع َل ُك ْم ُأ َّم ًة َو ِ‬

‫اح َد ًة َو َل ِكن ُي ِض ُّل َمن َي َ‬ ‫(و َل ْو َ‬
‫َ‬
‫ن َع َّما ُكن ُت ْم َت ْع َمُل َ‬
‫ون)‬ ‫س َأ ُل َّ‬ ‫َو َي ْه ِدي َمن َي َ‬
‫شا ُء َو َل ُت ْ‬
‫(سورة النحل‪)93-‬‬
‫جدا الستمرار‬
‫تختلف طبائع البشر إذن؛ وهذا االختالف ضروري ً‬
‫الحياة‪ ،‬فلكل َّ‬
‫منا دور في الحياة‪ ،‬وهذه األدوار المختلفة تحتاج‬
‫سمات وخصائص شخصية مختلفة بطبيعة الحال‪ ،‬وال يمكن‬
‫ألحد الجزم بمعرفته وقدرته على التواصل مع جميع أنماط‬
‫البشر‪ ،‬فقد يجد أحدنا صعوبة في التعامل مع من يختلفون‬
‫عنه في السمات والخصائص الشخصية‪ ،‬وقد تحتاج الوظائف‬
‫المختلفة أشخاص ذوي طبائع مختلفة‪ ،‬فهناك وظائف تحتاج‬
‫سمات قيادية‪ ،‬وهناك وظائف تتطلب قدرة في التواصل مع‬ ‫‪20‬‬
‫الناس‪ ،‬وهناك وظائف تتطلب قدر كبير من الذكاء وقدرة عالية‬

‫على التركيز‪ ،‬وهناك وظائف تتطلب قدرة على الحسم واتخاذ‬
‫القرارات‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫اختبارات تحديد الشخصية‬
‫من هنا جائت الحاجة لتطوير معايير واضحة يمكن من‬

‫خاللها الحكم على األنماط المختلفة لشخصيات البشر‪ ،‬وقد‬
‫حاول العديد من العلماء عبر السنوات تطوير أدوات ومعايير‬
‫يمكن من خاللها تحديد األنماط المختلفة لشخصيات البشر‪،‬‬

‫ومن النظريات التي تم تطويرها هي نظرية «‪ ،»MBTI‬وقبل‬
‫شرح فكرة معايير الــ«‪ »MBTI‬واختبارها دعونا ُنلقى نظرة‬
‫سريعة على التطور التاريخي للنظرية‪.‬‬
‫ما هو اختبار «‪»MBTI‬؟‬
‫هو اختبار ُصمم الكتشاف وتحديد نمطك القيادي وكيفية‬

‫عمله في الضغوط‪ ،‬وقد تم تطوير هذا االختبار بنا ًء على‬
‫دراسات عديدة تمت في الماضي كان الهدف منها اكتشاف‬
‫سماتك الشخصية الرئيسية وكيفية تعاملك مع الناس‪ ،‬ويقوم‬
‫االختبار الذي تم تطويره بعناية بتحديد نمطك في كل‬
‫معيار من معايير التقييم وذلك من خالل مجموعة من األسئلة‬
‫‪21‬‬ ‫المنتقاه بعناية فائقة‪ .‬وتتوزع األسئلة على أربعة مجموعات‪،‬‬
‫وبعد االنتهاء من اإلجابة على أسئلة كل مجموعة تقوم بجمع‬

‫كل االجابات وإحصاء الحروف األكثر في كل مجموعة لتتعرف‬
‫على نمط شخصيتك القيادية‪ ،‬حيث تتعامل كل مجموعة من‬
‫األسئلة مع معيار من المعايير األربعة التي ُتستخدم لتحديد‬
‫نمط الشخصية الذي تنتمي إليه‪.‬‬
‫تذكر أن‬

‫تذكر أن الهدف األساسي من االختبار هو مساعدتك على تحديد‬
‫شخصيتك ولفت انتباهك إلى سماتك الشخصية األساسية‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬نبذة تاريخية عن النظرية‬
‫منذ قديم األزمان حاولنا أن نصف‬

‫ون ِّ‬
‫صنف أنفسنا بطرق عديدة ابتدا ًءا من‬ ‫ُ‬
‫الطباع األربعة عند الحضارات القديمة‬
‫«المتفائل‪ ،‬سريع الغضب‪ ،‬الحزين‪ ،‬الهادئ»‬
‫اً‬
‫وصول إلى آخر ما توصلت إليه العلوم الفلسفية‪ ،‬فقد كان‬
‫الناس يسعون بجهد لفهم الجوانب المعقدة في شخصية‬
‫اإلنسان وتعريفها بشكل واضح‪ ،‬وقد تم تحقيق تقدم كبير‬

‫في هذا المجال بعد تطوير اختبارات الشخصية المعاصرة‪،‬‬
‫فقد مكنتنا النماذج المتوفرة حال ًيا من توقع معظم السمات‬
‫واألنماط الشخصية بدرجة عالية من الدقة‪ ،‬إال اننا مازلنا بحاجة‬
‫للكثير من الجهود في هذا المجال‪ ،‬فالنفس البشرية مليئة‬
‫باألسرار التي مازال العلم غير قادر على فك شفراتها بشكل‬
‫كامل ودقيق‪.‬‬
‫ويجدر القول أنه بغض النظر عن النمط المتبع في تحليل‬

‫شخصيتنا‪ ،‬فإنه من الضروري أن نعلم أن طبيعة الشخصية‬
‫اإلنسانية تبقى فريدة من نوعها‪ ،‬إذ أنها تتأثر بالمحيط‬
‫والخبرة واألهداف الشخصية لكل فرد منا‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫ً‬
‫وصفا الحتماالت تصرفات األشخاص‬ ‫في هذه المجموعة نقدم‬
‫بحسب أنماط شخصيتهم‪ ،‬وبجميع األحوال ُنذكر ً‬
‫دائما بأن هذه‬
‫األنماط هي فقط مؤشرات وميول وليست إجابات وإرشادات‪ ،‬إذ‬
‫هنالك فارق كبير ما بين تحصيل ‪ 10‬بالمائة و‪ 80‬بالمائة من‬
‫سمة ما‪ ،‬هذه المعلومات ُو ِضعت لتساهم في بناء الشخصية‬
‫فهما أفضل لبعضنا البعض‪.‬‬
‫ً‬ ‫وتقدم‬
‫إن الطريقة التي تعتدها النظرية تستمد جذورها من‬

‫مدرستين فلسفيتين مختلفتين أوالهما تعود إلى أوائل القرن‬
‫العشرين والتي كان مؤسسها كارل جوستاف يونج «‪Carl‬‬
‫‪ »Gustav Jung‬والذي ُيدعى بأبي الفلسفة التحليلية‪ ،‬حيث‬
‫كان لنظريته عن األنماط الفلسفية األثر األكبر في تصنيف‬
‫الشخصيات‪ ،‬كما أنها ألهمت العديد من النظريات األخرى‪،‬‬
‫والتي من بينها نظريتنا‪.‬‬
‫من ُمساهمات «يونج» األساسية كانت تطوير مفهوم‬

‫االنفراد (االنطوائية) واالنفتاح (االجتماعية) إذ قال بأن كل‬
‫منا يقع في إحدى هاتين المجموعتين إما مرك ًزا على عالمه‬
‫الداخلي (منفرد)‪ ،‬أو عالمه الخارجي (منفتح)‪ ،‬ويتم تعريف‬
‫هذين المصطلحين بشكل مختلف في أيامنا هذه إذ أن التركيز‬
‫على العالم الخارجي أصبح يعني امتالك قوة اجتماعية‪ ،‬وبغض‬
‫النظر فإن التعريف األصلي ليونج الذي يركز على المصدر الذي‬ ‫‪24‬‬
‫يستمد منه الشخص طاقته‪ ،‬وبذلك فإن التفرد ال يعني الخجل‬

‫والحياء كما أن االنفتاح ال يعني بالضرورة امتالكنا مهارات‬
‫اجتماعية جيدة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى التفرد واالجتماعية‪ ،‬صاغ «يونج» العديد من‬

‫المفاهيم‪ ،‬وهي المفاهيم التي ُتبنى عليها معايير النظرية‬
‫واالختبار بشكلها الحالى‪ ،‬وسيتم شرحها بشكل تفصيلي في‬
‫ما هو قادم من محتوى الفصل‪ .‬وفي عشرينات القرن الماضي‬
‫قامت «كاثرين كوك بريدجز» «‪ ،»Katharine cook Briggs‬بالبناء‬
‫ً‬
‫الحقا‬ ‫على نظرية يونج وتطوير المعايير التي ذكرها‪ ،‬وقامت‬
‫بنشر واحد من أشهر كتب تحديد الشخصية في الوقت الحالي‪.‬‬
‫كانت «كاثرين» ُم َّد ِرسة تتمتع بشغف كبير بمجال تصنيف‬

‫الشخصيات‪ ،‬ولقد استفادت كثي ًرا من كتابات «يونج»‪ ،‬وقررت‬
‫أن تبني على هذه الكتابات لتقوم بتأليف نظريتها الخاصة في‬
‫تصنيف الشخصيات‪ ،‬وبالتعاون مع ابنتها «ايزابيل» «‪»Isabel‬‬
‫قامتا بتطوير طريقة سهلة لتوصيف وترتيب الشخصيات ومن‬
‫هنا نشأت المعايير التي يتم من خاللها تحديد نمط الشخصية‪،‬‬
‫وهو ما سيتم شرحه في القسم القادم‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬معايير مقياس واختبار ‪MBTI‬‬
‫كيف يتم تحديد األنماط المخلفة لطبقا ل «‪»MBTI‬؟‬
‫كما سبق وقلنا‪ ،‬يتم تحديد األنماط ً‬

‫وفقا الختبار الــ«‪ »MBTI‬بنا ًء‬
‫على أربعة معايير تقييم‪:‬‬
‫‪ .1‬معيار العقل‪ :‬الشخصية االجتماعية والشخصية المنفردة‪.‬‬

‫‪Mind: Introverted vs. Extraverted‬‬

‫‪ .2‬معيار الطاقة‪ :‬الشخصية المحددة والشخصية العامة‪.‬‬
‫‪Energy: Intuitive vs. Observant‬‬
‫‪ .3‬معيار الطبيعة‪ :‬الشخصية العقالنية والشخصية‬

‫العاطفية‪Nature: thinking vs. Feeling .‬‬
‫‪ .4‬معيار التكتيك‪ :‬الشخصية الحازمة والشخصية المرنة‪.‬‬

‫‪Tactics: judging vs. prospecting‬‬
‫‪26‬‬
‫هذه المعايير قد تم اختيارها بناء على جوانب الشخصية‬

‫اإلنسانية وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ .1‬شخص منفرد ‪ VS‬شخص اجتماعي‬

‫‪Introverted vs. Extraverted‬‬
‫• ُيظهر هذا الجانب كيفية تفاعلنا مع األشخاص اآلخرين‪.‬‬
‫• الشخص المنفرد هو من يستمد طاقته بوجوده مع‬

‫نفسه‪ ،‬لذا يميل هذا النوع من األشخاص لممارسة‬

‫النشاطات الفردية‪ ،‬والتفكير مل ًيا قبل التكلم‪ ،‬كما يشعر‬
‫باإلرهاق نتيجة للتواصل االجتماعي‪ ،‬وال يمتلك هذا النوع‬
‫من األشخاص رغبة كبيرة في عمل صداقات كثيرة‪ ،‬فهم‬
‫يفضلون النشاطات الفردية ويشعرون براحة أكثر عندما‬
‫يكونون بمفردهم‪ ،‬ويحبون أن يكونوا مكتفين ذات ًيا‪،‬‬
‫ً‬
‫عوضا عن األشخاص‪ ،‬كما‬ ‫ويفضلون العمل مع األفكار‬
‫أنهم ال ُيعطون أهمية كبيرة للمهارات االجتماعية‪،‬‬
‫حيث إن التفاعل االجتماعي يستنزف طاقتهم الداخلية‬
‫دائما بحاجة ليكونوا قادرين على‬
‫ً‬ ‫بسرعة كبيرة‪ ،‬وهم‬
‫العودة إلى المنزل إلعادة شحن طاقتهم كلما حدث أمر‬
‫كهذا‪ .‬وبالرغم من ذلك فهم قادرين وبشكل جيد على‬
‫‪27‬‬
‫تحسين مهاراتهم االجتماعية وأن يصبحوا متمرسين في‬

‫المفاوضات أو المحادثات القصيرة‪ ،‬إال أنهم سيستخدمون‬
‫هذه المهارات ألنهم مضطرين الستخدامها وليس ألنهم‬
‫يجدونها طبيعية أو مثيرة للحماسة‪.‬‬
‫•الشخص االجتماعي هو من يستمد طاقته وأفكاره من‬

‫وجوده مع اآلخرين‪ ،‬حيث ُيفضل االجتماعيون النشاطات‬
‫الجماعية‪ ،‬ويمتلك هذا النوع من األشخاص طريقة مميزة‬

‫للتواصل اجتماع ًيا‪ ،‬وتفاعلهم مع اآلخرين يكون عادة‬
‫لسبب معين في ذهنهم وليس الهتمامهم بما يتحدث‬
‫به اآلخرون‪ ،‬وهم ال يستطيعون تحمل األمور التي تفتقد‬
‫للمعنى وال يحبون إهدار وقتهم بتبادل األحاديث قليلة‬
‫ودائما ما يحرصون على التعبير عن ما يدور في‬
‫ً‬ ‫األهمية‪،‬‬
‫أفكارهم‪ ،‬وغال ًبا ما يفصحون عن آرائهم حتى قبل أن‬
‫تكتمل في عقولهم‪ ،‬مستمتعين باستالم زمام القيادة‬
‫وإصدار األوامر‪.‬‬
‫ملحوظة هامة‬
‫هناك ما يسمى بمصطلح توازن المزاج (‪ )Ambivert‬وهو‬
‫يعني أن الشخص الممتلك لهذه الخاصية هو في مركز‬
‫مقياس ‪ -‬االنغالق واالنفتاح ‪ -‬حيث أنه ليس اجتماع ًيا‬
‫‪28‬‬
‫جدا‪ ،‬فقد يوجد‬

‫ً‬ ‫بشكل كبير كما أنه ليس انطوائ ًيا‬
‫شخص يقع على أحد طرفي مقياس االجتماعية واالنفراد‪،‬‬
‫والمقصود أنه هناك أشخاص يميلون إلى التوازن بين‬
‫أنهم‬ ‫بمعنى‬ ‫االنطوائية‪،‬‬ ‫وصفات‬ ‫االجتماعية‬ ‫صفات‬
‫ليسوا انطوائيين على طول الخط أو اجتماعيين على‬
‫ً‬
‫طبقا للظرف والموقف‪.‬‬ ‫طول الخط‪ ،‬بل تتغير سماتهم‬
‫شخصا ما إذا ما كان ُيفضل‬

‫ً‬ ‫على سبيل المثال‪ ،‬قد تسأل‬
‫تبعا للحفل‬
‫الذهاب إلى حفل أو قراءة كتاب‪ ،‬ويكون جوابه‪ً :‬‬
‫وتبعا للكتاب‪ ،‬حتى أن معظم االنطوائيين سيختارون‬

‫ً‬
‫الذهاب إلى الحفل برفقة اثنين أو ثالثة من أصدقائهم‬
‫اً‬
‫بدل من الجلوس وقراءة كتاب ممل‪ ،‬وكذلك‬ ‫المقربين‬
‫األمر ً‬
‫أيضا بالنسبة للمنفتحين ومرتادي الحفالت فإنهم قد‬
‫يرغبون بالجلوس وتفقد آخر ما تم إصداره في عالم الكتاب‪.‬‬
‫بالطبع جميعنا بارعون بطبيعتنا في أمور معينة وأقل‬

‫إجادة ألمور أخرى لكننا نستطيع أن نتعلم كيف ُن ِّ‬
‫حسن‬
‫هذه النقاط ونرفعها لمستوى أعلى‪ ،‬وهذا هو المقصود‪ ،‬فال‬
‫يوجد أحد انطوائي على طول الخط أو العكس‪ ،‬وال يوجد أحد‬
‫عاطفي على طول الخط أو العكس‪ ،‬كمثال على ذلك‪ ،‬ستجد‬
‫جدا في األجواء االجتماعية‬ ‫ً‬
‫هادئا ً‬ ‫أن (‪ )INFJ‬نمطي قد يكون‬
‫‪29‬‬ ‫الغريبة عنه‪ ،‬إال أنه مشهور بين زمالئه بفصاحته وقدرته‬
‫العالية على الخطاب في المواقف التي ت ُركز على األفق التي‬

‫تستهويه‪ ،‬قد يشعر شخص يمتلك نمط شخصية كالـ(‪)INTJ‬‬
‫أحدا ما‪ ،‬إال‬
‫بغرابة شديدة في الحفالت التي ال يعرف فيها ً‬
‫مندفعا عند التحدث بموضوع يعرفه حق‬
‫ً‬ ‫جامحا‬
‫ً‬ ‫أنك ستجده‬
‫المعرفة‪ ،‬كما أن خمسين ًيا انطوائ ًيا سيكون أفضل اجتماع ًيا‬
‫ً‬
‫عادة ما‬ ‫من انطوائ ًيا في السابعة عشر من عمره‪ .‬كما أنه‬
‫جدا عند شعورهم بأن‬
‫يكون(‪ )ENFP‬كثيري الكالم هادئين ً‬
‫نظرياتهم ُعرضة للتحدي‪ ،‬وقس على ذلك الكثير من األمثلة‪.‬‬

‫نؤمن بأن كل إنسان ينتمي إلى جانب أو آخر يعمل بشكل‬
‫دائم على نقاط ضعفه وموازنة كال الجانبين في شخصيته خالل‬
‫نموه ونضجه‪.‬إن إرهاقك نتيجة للتواصل االجتماعي المطول ال‬
‫رائعا فيه ضمن ظروف مختلفة‪ .‬وكذلك‬
‫ً‬ ‫يعني أنك لن تكون‬
‫األمر ً‬
‫أيضا فإن انتمائك إلى نمط الشخصية المنفتح ال يوقفك‬
‫ً‬
‫هادئا‪ .‬إن هذه المهارات‬ ‫عن إيجاد األوقات المناسبة لتبقى‬
‫ال تجعل الناس ُمتزني المزاج‪ ،‬إنما تجعلهم بارعين اجتماع ًيا‪.‬‬
‫‪ .2‬شخص عام ‪ Vs‬شخص محدد‬
‫‪Energy: Sensing vs. Intuitive‬‬
‫•يحدد الجانب الثاني كيفية نظرة الشخص للعالم وكيفية‬

‫معالجته للمعلومات‪.‬‬ ‫‪30‬‬
‫•الشخص المحدد هو شخص يهتم بالتفاصيل وجزئيات‬

‫األشياء‪ .‬ويمكن القول أن أصحاب هذه الصفة هم‬
‫ومنظمة‪ ،‬يهتمون‬
‫أشخاص يتمتعون بعقلية ُمرتبة ُ‬
‫بمعرفة تفاصيل األشياء وجزئياتها الدقيقة‪ ،‬إذ انهم ال‬
‫يتخذون قرارتهم إال بعد اإللمام التام بكل المعلومات‬
‫والتفاصيل الخاصة باألمر محط الدراسة‪ ،‬وهم يتمتعون‬
‫بقدرات تحليلية كبيرة‪ ،‬حيث أنهم يمتلكون القدرة على‬
‫تحليل األمور بشكل منطقي ومنظم‪ ،‬ويستطيعون تحليل‬
‫األحداث وربطها ببعضها البعض بنا ًء على ُمقدمات ونتائج‬

‫منطقية‪ ،‬ومن َث َّم يستطيعون تقديم حلول منطقية‬
‫وواقعية للمشكالت‪.‬‬
‫•ويعتمد أصحاب هذه الصفة على حواسهم وإدراكهم في‬

‫ويركزون على ما حدث في الواقع ويحاولون‬
‫تحليل األشياء‪ُ ،‬‬
‫البناء عليه وتحليله لتوقع المستقبل‪ ،‬وبالتالي هم أشخاص‬
‫عمليون يحترمون العملية والواقعية‪.‬‬
‫•الشخص العام هو من يهتم بعموميات األشياء أكثر من‬

‫اهتمامه بالتفاصيل‪ ،‬فهو يهتم بالنظرة العامة الشاملة‬
‫أكثر من اهتمامه بجزئيات وتفاصيل األشياء‪ .‬ويمكن القول‬
‫‪31‬‬ ‫أن أصحاب هذه الصفة هم أصحاب نظرة مستقبلية‪ ،‬فهم‬
‫يعتمدون على حدسهم ويركزون على عالم األفكار‪ ،‬ويعتمدون‬

‫على تحليالتهم ومخيلتهم في استيعاب األفكار وتوضيحها‬
‫لآلخرين‪ ،‬وهم متميزون في إعداد الخطط واالستراتيجيات‬
‫وأولويات العمل‪ ،‬وال يهتمون بمراقبة األحداث المادية‬
‫المحيطة بهم‪ ،‬ويركزون فقط على ما هو ممكن الحدوث‪.‬‬
‫• تتطور قدراتهم الفكرية والتحليلية بشكل مستمر‪ ،‬مما‬

‫يجعلهم مفكرين المعين‪ ،‬ولكن نظ ًرا لمبالغتهم في‬

‫االعتماد على أفكارهم ومايدور بأذهانهم دونما النظر لما‬
‫يحدث حولهم‪ ،‬فإن لديهم مشكلة في التعامل مع األمور‬
‫العملية‪ ،‬مما يؤدي لفقدانهم بعض األشياء التي تحدث‬
‫أمامهم في حالة عدم إعطائها االهتمام المطلوب‪.‬‬
‫‪ .3‬شخصي عاطفي ‪ Vs‬شخص عقالني‬

‫‪Thinking vs.Feeling‬‬
‫• ُيحدد هذا المعيار مقدار التلقي العقالني للشخص في‬

‫مقابل التلقي العاطفي‬
‫•فالشخص العقالني هو الذي يميل للتفكير العقالني‬

‫ويقل عنده التفكير العاطفي‪ ،‬وال يعني ذلك خلوهم من‬
‫العاطفة ولكن يغلب عليهم التفكير العقالني‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫•ويتمتع أصحاب هذه الصفة بصالبة الرأي‪ ،‬حيث يكبتون‬

‫مشاعرهم وعواطفهم‪ ،‬ويميلون إلعالء المنطق والعقل في‬
‫نقاشاتهم‪ ،‬مهتمين بالسؤال عن كل شيء بد ًءا من طرق‬
‫اً‬
‫وصول لجوانب عالقتهم العاطفية‪.‬‬ ‫تدريس أساتذتهم‬
‫(التخيل) والتفكير من أهم خصائصهم‪ ،‬وهو‬

‫ُّ‬ ‫•الحدس‬
‫ما يجعل منهم أصحاب عقلية متفتحة‪ ،‬وذكاء عالي‪،‬‬
‫ويمنحهم القدرة على تحقيق نتائج رائعة خاصة في‬
‫المجاالت العلمية والتقنية‪ ،‬مما يعود بالنفع على أفراد‬
‫دائما إلبقاء مشاعرهم‬

‫ً‬ ‫مجتمعهم‪ ،‬وهم ً‬
‫أيضا يسعون‬
‫بعيدة عن العالم الخارجي‪ ،‬رافضين االعتراف بحاجتهم‬
‫لآلخرين‪ ،‬وهو‪-‬إضافة لقلة عددهم في المجتمع‪ -‬ما يجعل‬
‫من الصعب عليهم االرتباط باآلخرين‪.‬‬
‫•الشخص العاطفي هو من يغلب عليه التفكير العاطفي‬

‫على التفكير العقالني‪ ،‬فهم أشخاص حساسون‪ ،‬ويتبعون‬
‫قلوبهم وعاطفتهم‪ ،‬وال يعني هذا أنهم ال يفكرون‬
‫بعقولهم ُم ً‬
‫طلقا‪ ،‬ولكن يغلب عليهم استخدام العاطفة‪.‬‬
‫• ُيعطي أصحاب هذه الصفة األولوية لمشاعرهم ويعتمدون‬

‫على حجج أخالقية وأدبية‪ ،‬مقدمين كل ما يستطيعون‬
‫فعله ليبقوا صادقين مع مبادئهم‪ ،‬وهم أشخاص طيبين‬
‫‪33‬‬
‫دائما‬
‫ً‬ ‫وحساسين قادرين على إيجاد الجوانب اإليجابية‬
‫بغض النظر عن الظروف المحيطة‪ ،‬وتشكل العاطفة‬
‫والحدس نواة شخصيتهم‪ ،‬فهم ي ّتبعون قلوبهم‬
‫ويعبرون عن أحاسيسهم بقوة ويركزون على التناغم‬
‫ِّ‬
‫والتفاهم والتعاون‪.‬‬
‫• وهم أشخاص مثاليين وذوي عقلية منفتحة قادرين‬

‫على تحقيق نتائج رائعة وخاصة في المجاالت المتعلقة‬

‫باألخالقيات الفلسفية والدبلوماسية‪ ،‬إال أن ذلك يجعلهم‬
‫في بعض األحيان بعيدين عن السائد المعروف مما‬
‫يشكل لهم صعوبة في االرتباط بأشخاص آخرين وخاصة‬
‫عندما يتطلب منهم األمر تقبل ما يرونه غرو ًرا‪.‬‬
‫‪ .4‬شخص حازم ‪ Vs‬شخص مرن‬

‫‪Judging vs. Prospecting‬‬
‫•يعكس هذا الجانب منهج العمل‪ ،‬وهو التخطيط واتخاذ‬

‫القرارات‪.‬‬
‫•الشخص الحازم هو من يحكم على اآلخرين ويتسم أصحاب‬

‫هذه الصفة بالقدرة على اتخاذ القرارات‪ ،‬والصرامة في‬
‫ِّ‬
‫يفضلون القواعد الواضحة ويسعون‬ ‫أداء أعمالهم‪ ،‬وهم‬
‫ويقدسون المواعيد النهائية‪ ،‬وهم‬
‫إلنهاء جميع مهامهم‪ُ ،‬‬
‫‪34‬‬
‫حاسمون وعادة ما يجدون صعوبة في التأقلم مع الشك‪،‬‬

‫األمر الذي يجعلهم استراتيجيين ممتازين‪ ،‬ممتلكين اإلرادة‬
‫والقدرة على تخصيص الوقت البتكار الخطط المعقدة‪.‬‬
‫•الشخص المرن يميل لعدم التنظيم ويحب التغيير ويسعى‬

‫ويفضل‬
‫للحرية وال يستقر مع الروتين ويتكيف بسرعة‪ُ ،‬‬
‫إبقاء خياراته مفتوحة‪ .‬يتصف أصحاب هذه السمة بأنهم‬
‫دائما إلى الخيارات البديلة معتقدين‬
‫ً‬ ‫باحثون‪ ،‬يتطلعون‬
‫دائما بوجود ُطرق أفضل‪ ،‬األمر الذي قد يؤدي لوجود مشاريع‬

‫ً‬
‫كثيرة ليس لها نهاية‪ ،‬ونتيجة لذلك يفقدون الكثير من‬
‫الفرص‪ .‬وبالرغم من ذلك فإن أصحاب هذا النمط ُيفضلون‬
‫خوض المخاطر اً‬
‫بدل من االنغالق على خياراتهم‪ ،‬األمر الذي‬
‫يحد من حرياتهم‪ ،‬كما يميلون للهدوء والراحة تجاه الوسط‬
‫المحيط بهم‪ ،‬ويتجنبون المشاكل واالستفزازات سواء في‬
‫عملهم أو دراستهم وال يلتزمون بالمواعيد أو القوانين‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫رابعا‪ :‬تكوين األنماط‬

‫ً‬
‫يتم التعبير عن كل نمط من‬

‫ً‬
‫طبقا للنظرية‬ ‫أنماط الشخصية‬
‫باختصار أو كود مكون من أربعة‬
‫أحرف‪ ،‬فلو أنك أجريت اختبار تحديد‬
‫الشخصية ً‬
‫وفقا لمعايير ‪ ،MBTI‬فإنك بالطبع ستسأل ماذا تعني‬
‫هذه الحروف األربعة؟‬

‫يتكون كل نمط من أنماط الشخصية الستة عشر من أربعة‬
‫عبر كل حرف منها عن‬
‫حروف كـ (‪ )INTJ) (ENFP‬أو (‪ُ )ESTJ‬ي ِّ‬
‫سمة ُمحددة في شخصيتك من خالل المعيار الذي تم استخدامه‬
‫لتحديد هذه الصفة‪ .‬لنأخذ نمط معين كمثال وليكن نمط‬
‫(‪ ،)INTJ‬وهو من األنماط التي تنتمي للفئة القيادية األولى‬
‫وهي فئة المحللين أو فئة القيادة بالتحليل‪.‬‬
‫المعايير األربعة التي يتحدد نمط الشخصية من خاللها (والتي‬

‫تم شرحها في القسم السابق) هي‪:‬‬
‫المعيار األول يحدد كونك شخص منفرد (‪ )I‬أم شخص‬
‫اجتماعى (‪)E‬‬
‫المعيار الثاني يحدد كونك شخص يهتم بالنظرة العامة‬

‫الشمولية لألمور (عام) ‪ N‬أم شخص يهتم بالتفاصيل (محدد) ‪S‬‬
‫‪36‬‬
‫المعيار الثالث يحدد كونك شخص عاطفي ‪ F‬أم شخص‬
‫عقالني‪T‬‬
‫المعيار الرابع يجدد كونك شخص حازم ‪ J‬أم شخص مرن ‪P‬‬
‫إذن‪:‬‬
‫ً‬
‫طبقا للمعيار األول نجد أن أصحاب نمط ‪ INTJ‬هم أشحاص‬
‫منفردون ‪I‬‬
‫ً‬
‫وطبقا للمعيار الثاني األول نجد أن أصحاب نمط ‪ INTJ‬هم‬
‫أشخاص يهتمون بالنظرة العامة الشمولية لألمور ‪N‬‬
‫ً‬
‫وطبقا للمعيار الثالث نجد أن أصحاب نمط ‪ INTJ‬هم أشخاص‬
‫عقالنيون ‪T‬‬
‫ً‬
‫وطبقا للمعيار الرابع نجد أن أصحاب نمط ‪ INTJ‬هم أشخاص‬
‫حازمون ‪J‬‬
‫ويتم تحديد نمطك من خالل االختبار بالشكل التالي‪:‬‬
‫• ُت ِ‬
‫حدد إجاباتك على أسئلة المجموعة األولى أي جانب من‬
‫جانبي المعيار األول هو الغالب لديك‪ ،‬وبذلك تتمكن من‬
‫‪37‬‬ ‫معرفة الحرف األول من شخصيتك‪.‬‬

‫• ُت ِ‬
‫حدد إجاباتك على أسئلة المجموعة الثانية أي جانب من‬
‫جانبي المعيار الثاني هو الغالب لديك‪ ،‬وبذلك تتمكن من‬
‫معرفة الحرف الثاني من شخصيتك‪.‬‬
‫• ُت ِ‬
‫حدد إجاباتك على أسئلة المجموعة الثالثة أي جانب من‬
‫جانبي المعيار الثالث هو الغالب لديك‪ ،‬وبذلك تتمكن من‬
‫معرفة الحرف الثالث من شخصيتك‪.‬‬
‫• ُت ِ‬
‫حدد إجاباتك على أسئلة المجموعة الرابعة أي جانب من‬

‫جانبي المعيار الرابع هو الغالب لديك‪ ،‬وبذلك تتمكن من‬
‫معرفة الحرف الرابع من شخصيتك‪.‬‬
‫•ثم يتم وضع الحروف األربعة جن ًبا إلى‬

‫جنب من اليسار إلى اليمين (الحرف‬
‫الناتج من المجموعة األولى ثم الحرف‬
‫الناتج من المجموعة الثانية ثم‬
‫الحرف الناتج من المجموعة الثالثة ثم‬
‫الحرف الناتج من المجموعة الرابعة)‪،‬‬
‫وستمثل هذه الحروف األربعة نمط‬
‫شخصيتك القيادية‪.‬‬
‫(االختبار موجود في الكتاب األول)‬
‫ً‬
‫شرطا أن يعطي نتائج‬ ‫االختبار أداة مساعدة وليس‬ ‫‪38‬‬
‫دقيقة ولكنه أداة مساعدة تساعدك على اكتشاف شخصيتك‬
‫ومع مرور الوقت ستكتشف شخصيتك بشكل أكبر‬
‫تكوين الفئات األربعة‬
‫تنقسم األنماط الـ ‪ 16‬إلى قسمين ثم إلى أربعة ثم إلى ستة‬

‫ً‬
‫نمطا‪ ،‬كما يلي‪:‬‬ ‫عشر‬
‫القسم األول‪ :‬مجموعات ذات النظرة الشاملة ‪:N‬‬
‫يشترك أصحاب تلك المجموعة في أنهم أصحاب نظرة‬

‫شاملة لألمور‪ ،‬فيهتمون بالنظرة الكلية لألمور واألحداث‪ ،‬وهو‬
‫ما تعبر عنه صفة النظرة الشاملة ‪.N‬‬
‫يحتوي ذلك القسم على فئتان أساسيتان‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬الدبلوماسيون ‪:NF‬‬
‫يركز الدبلوماسيون على التعاطف والتعاون‪ ,‬وهم المعين‬

‫ويعتبر األشخاص المنتمون إلى‬
‫بالدبلوماسية واالستشارات‪ُ ،‬‬
‫هذه المجموعة متعاونين وواسعي الخيال‪ ,‬وغال ًبا ما يلعبون‬
‫دور المناغم والموفق بين األطراف في مكان عملهم أو في‬
‫دائرتهم االجتماعية‪ ,‬إال أن هذه السمات تتسبب بمشاكل‬
‫عندما تكون هناك حاجة ماسة لالعتماد على العقالنية واتخاذ‬
‫قرارات صعبة‪.‬‬
‫تشترك تلك الفئة في صفتان أساسيتان‪:‬‬
‫األولى‪ :‬أنهم أصحاب نظرة شاملة لألمور وهو ما يعبر عنه‬

‫‪39‬‬ ‫بحرف ‪.N‬‬
‫الثانية‪ :‬أن طريق تفكيرهم تكون بالعاطفة والمشاعر‬

‫عبر عنه بحرف ‪.F‬‬
‫وهو ما ُي ِّ‬
‫الفئة الثانية‪ :‬المحللون‪: NT‬‬
‫أنماط الشخصية هذه ُتؤثر العقالنية والنزاهة‪ ,‬تتميز‬

‫بالنقاشات الفكرية والعلمية في مجاالت التكنولوجية كما‬
‫أنهم ذوي عقلية منفتحة‪ ,‬ومستقلين بشكل كبير‪ ,‬وإرادتهم‬
‫صلبة‪ ,‬وواسعي الخيال‪ ,‬ينظرون إلى األمور من وجهة نظر‬

‫منفعية مهتمين بشدة بالخيارات الممكن تطبيقها ال بما‬
‫يرضي الجميع‪ ،‬تصنع هذه السمات محللين استراتيجين‬
‫ومفكرين بارعين إال أنها تسبب صعوبات على الصعيدين‬
‫العاطفي واالجتماعي‪.‬‬
‫عبر عنه‬
‫األولى‪ :‬أنهم أصحاب نظرة شاملة لألمور وهو ما ُي ِّ‬
‫بحرف ‪.N‬‬
‫الثانية‪ :‬أن طريقة تفكيرهم تكون بالعقل والمنطق وهو‬

‫عبر عنه بحرف ‪.T‬‬
‫ما ُي َّ‬
‫‪40‬‬
‫القسم الثاني‪ :‬مجموعات ذات نظرة تفصيلية ‪:S‬‬
‫يشترك أصحاب تلك المجموعة في أنهم أصحاب نظرة‬

‫تفصيلية لألمور‪ ،‬فيهتمون بالتفاصيل المتعلقة بأمر ما‪ ،‬وهو ما‬
‫ُت ِّ‬
‫عبر عنه صفة النظرة التفصيلية ‪.S‬‬
‫يحتوي ذلك القسم على فئتين أساسيتين‪:‬‬
‫الفئة األولى‪ :‬الدفاعيون ‪: SJ‬‬
‫جدا‪ ,‬قادرين‬
‫الدفاعيون هم أشخاص متعاونون وعمليون ً‬
‫على خلق النظام واألمان والتوازن حيثما ذهبوا‪ .‬يميل هؤالء‬

‫األشخاص ليكونوا عاملين بقوة‪ ,‬شديدي التدقيق‪ ,‬ويتميزون‬
‫في مجاالت الدعم اللوجستي واإلدارة‪ ,‬وتلتزم هذه األنماط‬
‫الشخصية بخططها وال تتهرب من المهمات الصعبة إال أنهم‬
‫من الممكن أن يكونوا غير مرنين رافضين تقبل أي وجهة‬
‫نظر مختلفة‪.‬‬
‫تشترك تلك الفئة في صفتين أساسيتين‪:‬‬
‫عبر عنه‬
‫األولى‪ :‬أصحاب نظرة تفصيلية لألمور وهو ما ُي َّ‬
‫بحرف ‪.S‬‬
‫الثانية‪ :‬طريقة تنظيمهم للبيئة من حولهم هي طريقة‬

‫‪41‬‬ ‫عبر عنه بحرف ‪.J‬‬
‫حازمة‪ ،‬وهو ما ُي َّ‬
‫الفئة الثانية‪ :‬المستكشفون ‪:SP‬‬
‫ُيعتبر المستكشفون أكثر األنماط عفوية‪ ،‬كما أنهم‬

‫عمليون يسعون لتحقيق المنفعة ويلمعون في الحاالت التي‬
‫تتطلب ردة فعل سريعة والقدرة على التفكير المباشر‪ ،‬وهم‬
‫خبراء في التقنيات واستخدامها في العديد من المجاالت‬
‫وبكثير من الطرق ابتدا ًءا من خبرتهم في األدوات الفيزيائية‬
‫إلى إقناعهم لآلخرين ومن غير المفاجئ أن تكون هذه األنماط‬

‫من الشخصية مميزة وال بديل لها في االزمات‪ ،‬كما يبرعون في‬
‫المهن اليدوية والمبيعات‪.‬‬
‫عبر عنه‬
‫األولى‪ :‬أصحاب نظرة تفصيلية لألمور وهو ما ُي ِّ‬
‫بحرف ‪.S‬‬
‫الثانية‪ :‬أن طريقة تنظيمهم للبيئة من حولهم هي طريقة‬

‫عبر عنها بحرف ‪.P‬‬
‫مرنة‪ ،‬وهو ما ُي َّ‬
‫‪42‬‬
‫والجدول التالي يوضح التقسيم الذي ذكرناه‪:‬‬
‫‪N‬‬
‫مجموعة ذات النظرة الشاملة‬
‫‪ENFJ INFJ ENTJ INTJ‬‬
‫‪SP‬‬ ‫‪NT‬‬
‫فئة‬
‫فئة‬ ‫‪ENFP INFP INTJ INTJ‬‬
‫المحللين‬
‫الدبلوماسيون‬
‫‪ESFP ISFP ESTJ ISTJ‬‬

‫‪SP‬‬ ‫‪SJ‬‬
‫فئة‬ ‫‪ESTP ISTP ESFJ ISFJ‬‬ ‫فئة‬
‫المستكشفون‬ ‫الدفاعيين‬
‫‪S‬‬
‫مجموعة ذات النظرة التفصيلية‬
‫‪43‬‬
‫خامسا‪ :‬فئات أنماط الشخصية‬

‫ً‬
‫ً‬
‫‪16‬نمطا‬ ‫حسب الـ«‪ »MBTI‬هناك‬
‫للشخصية القيادية وهذه األنماط‬
‫تقع في أربع مجموعات هي‪:‬‬
‫الفئة القيادية األولى‪ :‬القيادة بالتحليل‬
‫يخلق القائد المحلل المعتمد على المنطق أنظمة تتميز‬

‫بترتيبها ومنظماتها‪ ،‬إذ يعتمد هذا النوع من القادة‬
‫العقالنية كنظرية توجيهية كما ويميلون إلى الواقعية‪،‬‬
‫كما يتحلون بقليل من الصبر حيال األمور العاطفية أو تلك‬
‫التي تبتعد عن المنطق‪ ،‬ومثل هؤالء القادة غال ًبا ما يملكون‬
‫القدرة على االختراع‪.‬‬
‫اً‬
‫مثال على نمط الشخصية‬ ‫يقال بأن ستيف جوبز كان‬
‫المحللة‪ ،‬إذ أن اهتمامه األول كان يدور حول بناء منتج أفضل‬
‫يعبر عن سمة تحليلية قوية‪ ،‬وتحت قيادته لم تأت الشركة‬
‫فحسب بمنتجات جديدة ومثيرة في السوق العالمية بل أن‬
‫شركة ‪ Apple‬جهدت لتطوير هذه المنتجات وجعلها أفضل‪.‬‬
‫وغال ًبا ما يعمل القادة المحللون في المؤسسات الحكومية‬

‫والمكاتب السياسية كفرانكلين روزفلت الذي يعتبر اً‬
‫مثل كبي ًرا‬
‫‪44‬‬
‫إذ قام بخلق العديد من البرامج كنظام األمن االجتماعي‬

‫ليساعد بإنهاء الفترة الصعبة التي كانت تمر بها الواليات‬
‫وكنتيجة ألعماله تكاملت الفيدراليات في نظام شكل دولة‬
‫نظاما وبيئة‬
‫ً‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية والتي بدورها شكلت‬
‫أفضل لمواطنيها‪.‬‬
‫وتشمل الفئة أربعة أنماط هم‬
‫نمط ‪( INTJ‬نمط العقل المدبر)‪.‬‬

‫نمط ‪ ( INTP‬نمط المعماري)‪.‬‬
‫نمط ‪( ENTJ‬نمط رئيس األركان)‪.‬‬
‫نمط ‪( ENTP‬نمط المخترع)‪.‬‬
‫الفئة القيادية الثانية‪ :‬القيادة بالدبلوماسية‬
‫يقحم القادة الدبلوماسيون أصحاب الرؤية البعيدة‬

‫أنفسهم في أفكار غال ًبا ما تكون مرتبطة بالقيم والقضايا‬
‫العليا‪ ،‬كما يكون هذا النوع من القادة فاعلين في المنظمات‬
‫التي ينتمون إليها حيث تلمع قدراتهم مشاركين الكثير‬
‫من الرؤى المستقبلية مع اآلخرين موجهين أنظارهم لما‬
‫‪45‬‬ ‫قد يجلبه المستقبل متغاضين عما قدمه الماضي والحاضر‪.‬‬
‫وكمثال على قادة التغيير االجتماعي نورد ذكر مارتن لوثر‬

‫كينغ ونلسون مانديال واللذان يعتبران من أشهر القادة‬
‫ذوي الشخصية القيادية الدبلوماسية‪ ،‬وعلى صعيد األعمال‬
‫والترفيه يعتبر والت ديزني من أكثر األمثلة تأثي ًرا في الماضي‬
‫القريب إذ أنه قدم لنا تجربة جديدة من خالل مدن المالهي‬
‫والترفيه التي لم يسعى أن تكون أماكن تسلية فقط بل‬
‫َح ًّملها رسائل أخالقية ً‬
‫أيضا‪ ،‬وبالرغم من المدة الطويلة التي‬
‫تفصلنا عن رحيله‪ ،‬فإن قسم التطوير في ديزني ُيدعى إلى‬

‫اليوم بـ قسم والت لإلبداع التخيلي والذي ينافس العاملون‬
‫فيه نظراءهم إلبداع ما يصفونه بالذي لم ُيرى من قبل‪.‬‬
‫نمط ‪( INFJ‬نمط المستشار)‪.‬‬
‫نمط ‪( INFP‬نمط المعالج)‪.‬‬
‫نمط ‪( ENFJ‬نمط المدرس)‪.‬‬
‫نمط ‪( ENFP‬نمط البطل)‪.‬‬
‫الفئة القيادية الثالثة‪ :‬القيادة بالدفاعية‬
‫يأخذ القائد الدفاعي مسؤولية االهتمام باألعمال كرجل إداري‬

‫جدا‪،‬‬ ‫اً‬
‫متعامل مع األمور بشكل دقيق ً‬ ‫لديه كافة التفاصيل الصحيحة‬ ‫‪46‬‬
‫كما يميل هذا النوع من القادة إلعالء الماضي‪ ،‬صارمين فيما يتعلق‬
‫بالقواعد والبروتوكوالت‪ ،‬وتعمل هذه األنماط من الشخصية من‬
‫منطلق االحساس بالمسؤولية لالهتمام بالخير والمصلحة العامة‬
‫إذ يرى الدفاعيين دورهم القيادي في حماية المجتمع وتقاليده‬
‫والحفاظ عليه وعلى مكوناته حتى وإن كانوا أقلية فيه‪.‬‬
‫جيدا عن الشخصية القيادية‬

‫ً‬ ‫اً‬
‫مثال‬ ‫يعتبر البابا فرنسيس‬
‫الدفاعية‪ ،‬كما أن جيف بيزوس مؤسس موقع ‪ Amazon‬مثال‬
‫ً‬
‫انطالقا من تركيزه على هدفه الثابت‬ ‫جيد على هذه الفئة‬
‫المتمثل في جمع المعلومات‪.‬‬
‫نمط ‪( ISTJ‬نمط المفتش)‪.‬‬
‫نمط ‪( ISFJ‬نمط المدافع)‪.‬‬
‫نمط ‪( ESTJ‬نمط المشرف)‪.‬‬
‫نمط ‪( ESFJ‬نمط المعطي)‪.‬‬
‫الفئة القيادية الرابعة‪ :‬القيادة باالستكشاف‬
‫يميل القائد المستكشف النشط إليجاد حلول سريعة ألي‬

‫مشكلة قد تواجهه كما ويسعى لنقل التنظيمات المنتسب‬
‫‪47‬‬ ‫إليها إلى توجهات جديدة مثيرة غير مبال بالمخاطر عند شعوره‬
‫بأن نتائج المخاطرة تستحق خوضها‪ ،‬كما أن هذا النوع من‬

‫القادة ال يهتم بكيفية قيام اآلخرين بإنجاز مهامهم في‬
‫السابق مولين جل اهتمامهم لما هو آت مدفوعون بميلهم‬
‫للتصرف المباشر اً‬
‫بدل من التخطيط والتحليل‪.‬‬
‫يعتبر ريتشارد برانسون اً‬

‫مثال عن القائد المستكشف وذلك‬
‫بإبداعه لمراكز التسجيالت الصوتية(‪)Virgin record mega store‬‬
‫والتي مهدت الطريق إلنشاء ‪ 400‬شركة تحت شعارها‪.‬‬

‫نمط ‪( ISTP‬نمط الحرفي)‪.‬‬
‫نمط ‪( ISFP‬نمط الفنان)‪.‬‬
‫نمط ‪(ESTP‬نمط المروج)‪.‬‬
‫نمط ‪( ESFP‬نمط المؤدي)‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫االختبار هو نقطة انطالق لشخصيتك وليس قالب يتم‬
‫حصرك فيه‪:‬‬
‫المقصود من نظريات واختبارات تصنيف الشخصيات هو أن‬
‫تدلك على بعض المالمح من شخصيتك وتكون نقطة انطالق‬

‫ُ‬
‫لك الكتشاف شخصيتك بشكل أكبر‪ ،‬وليس المقصود منها‬
‫حصرك في قالب معين‪ ،‬كأن ُيقال لك أنت شخصيتك كذا ووضع‬
‫تصرفاتك في إطار معين بنا ًء على ما يعتقده الناس بأنه‬

‫شخصيتك‪ ،‬هناك فارق كبير بين استخدام نظريات تصنيف‬
‫الشخصيات مثل«‪ »MBTI‬في مساعدتك في اكتشاف ذاتك وبين‬
‫خطورة وضع نفسك في قالب شخصية معين واالقتناع أنك ال‬
‫تستطيع التصرف عكس ذلك‪.‬‬
‫العلوم االجتماعية وخاصة علم النفس من العلوم‬
‫الديناميكية المتغيرة حيث هناك الجديد باستمرار‪ ،‬ولو تكلمنا‬
‫عن علم النفس نجد أن النفس البشرية شديدة التعقيد ومليئة‬
‫باألسرار‪ ،‬وهي أكبر من أن ُتفسرها نظرية أو يتم وضعها في‬
‫قالب من القوالب‪ ،‬وعلماء النفس كل يوم بحال جديد‪ ،‬وهم في‬
‫سعي دائم ومستمر للوصول لمعارف وأسرار أكتر عن النفس‪،‬‬
‫‪49‬‬ ‫لذلك ال ينبغى أخذ ما تعرفه عن نفسك على محمل الحتمية‪،‬‬

‫وإنما عليك أن ُتدرك أنها فقط وسيلة تحاول من خاللها‬
‫اكتشاف فطرتك وصفاتك األصلية التي ُخلقت بها والتي قد‬
‫تكون ُدفنت مع الوقت‪ ،‬لذا من الخطأ أن تضع نفسك في قالب‬
‫معين تتصرف وتتعامل مع الناس من خالله‪ ،‬فأنت ال تدري ما‬
‫أسرار شخصيتك التي سوف تكتشفها في المستقبل‪ ،‬يجب‬
‫التعامل مع أسماء األنماط المعطاه من خالل النظرية من هذا‬
‫المنطلق‪ ،‬فأسماء مثل نمط المدافع‪ ،‬العقل المدبر‪ ،‬المستشار‬

‫أو الفنان‪ ،‬ما هي إال أسماء داللية تعطي مجرد داللة على كيف‬
‫يمكن أن يكون التوجه العام ألصحاب النمط‪ ،‬وهي مجرد‬
‫فادحا بوضع شخصيتك في‬

‫ً‬ ‫أسماء توضيحية‪ ،‬لذا ال ترتكب خطأ‬
‫قالب بعينه‪ ،‬كما ال ينبغي على أي شخص القراءة عن نمط‬
‫معين ظ ًنا منه أنه ينتمي إليه إال بعد التأكد من االختبار‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫التفاصيل العامة لنمط البطل‬
‫(‪)ENFP‬‬
‫تمهيد‬
‫لقد وضع اهلل تعالى بداخل كل منا إمكانيات غير محدودة‪ ،‬تلك‬
‫القدرات الكامنة هي الغاية التي يسعى اإلنسان الكتشافها‬
‫في رحلة الحياة‪ ،‬وللتربية أثر بالغ في تشكل وظهور شخصية‬
‫اإلنسان وقدراته‪ ،‬فمع أول أنفاس يلتقطها الطفل الرضيع في‬
‫لحظات ميالده تبدأ عملية التربية والنحت على الصخر‪ ،‬وينشأ‬

‫الطفل في بيئة تربوية بها الكثير من الدوائر المؤثرة في‬
‫تشكيل شخصيته بداية من دائرة األبوين مرو ًرا بمحيط األقارب‬
‫ثم المدرسة واألصدقاء والمجتمع‪.‬‬
‫وتعد األسرة من أهم المؤسسات االجتماعية المؤثرة في‬
‫عملية اكتشاف قدرات الطفل وبناء قيمه وسلوكياته‪ ،‬فاألطفال‬
‫يخرجون إلى الوجود ليس لهم معايير واضحة للصواب والخطأ‪،‬‬
‫وعن طريق احتكاكهم بالواقع االجتماعي ‪-‬خاصة األسرة‪-‬‬
‫يدركون الصواب والخطأ‪ ،‬ويعرفون ما يصلح وما ال يصلح عمله‪.‬‬
‫ومع الوقت تبرز صفات اإلنسان وسلوكياته النفسية‬

‫والشخصية‪ ،‬وتظهر جل ًيا تلك الصفات في التفاعالت االجتماعية‬
‫‪53‬‬
‫والتعامالت اليومية مع اآلخرين‪ ،‬واضعة أمامه جانبين‪ :‬األول به‬

‫اً‬
‫عامل لجذب إعجاب اآلخرين‬ ‫الكثير من اإليجابيات التي تكون‬
‫ومدحهم‪ ،‬وتمكنه من تحقيق التوافق معهم‪ ،‬والثاني جانب‬
‫منتبها لها‪ ،‬كي ال‬
‫ً‬ ‫من التحديات والعيوب التي تجعل منه‬
‫ُتعيقه عن تحقيق التوافق االجتماعي والنجاح في العالقات‬
‫االجتماعية‪.‬‬
‫وعلى أية حال‪ ،‬فكلما ركز اإلنسان على نقاط قوته وإيجابياته‬
‫اً‬
‫عامل أساس ًيا في تحقيق نموه النفسي والشخصي‪،‬‬ ‫كان ذلك‬

‫وليس معنى ذلك إهمال العيوب‪ ،‬فال يوجد إنسان بال عيوب‪،‬‬
‫ولكن كلما انشغل الشخص بعيوبه وأهمل نقاط قوته‬
‫لن يصل إلى مستوى النضج النفسي المطلوب‪ ،‬ففي دراسة‬
‫لمؤسسة (جالوب) األمريكية المتخصصة في مجال الدراسات‬
‫القيادية واإلدارة على (‪ 10‬آالف) قيادة تنفيذية في الشركات‬
‫العالمية‪َ ،‬ت َّ‬

‫بين أن أهم نوع من القيادة هو القيادة المبنية‬
‫على المواهب‪ ،‬أي التي تقوم على استغالل المواهب اإلنسانية‬
‫وتقويتها من أجل تحقيق النجاح‪.‬‬
‫ونحاول في هذا الفصل أن نسلط الضوء على صفات وتفاصيل‬
‫نمط البطل ونوضح أهم إيجابياته‪ ،‬وكيف تسهم هذه‬
‫اإليجابيات في نجاحه واقع ًيا‪ ،‬ثم نتطرق إلى الجوانب المظلمة‬
‫جيدا‪،‬‬
‫في شخصيته والرايات الحمراء التي يجب أن ينتبه إليها ً‬
‫‪54‬‬
‫ثم نذكر بعض أشهر الشخصيات التي تنتمي إلى هذا النمط‪.‬‬
‫(أي مقابلة بين نمطين من الشخصيات‪ ،‬تشبه االحتكاك الذي‬

‫يحدث بين نوعين من المواد الكيميائية‪ ،‬فإذا كان هناك أي‬
‫تفاعل بينهما‪ ،‬فتأكد أن حال كل منهما سيتغير)‬
‫كارل يونج‬
‫‪55‬‬
‫أوال‪ :‬ماذا يعني أن تكون من أصحاب نمط ‪ENFP‬؟‬
‫نمط "‪ "ENFP‬هو أحد أنماط فئة الدبلوماسيون أو فئة القيادة‬

‫بالدبلوماسية‪ ،‬ولكن دعونا نعرف ما الذي تمثله تلك الحروف‬
‫األربعة وماذا يعنى أن تكون من أصحاب هذا النمط‪.‬‬
‫‪ Extraverted-ENFPs‬اجتماعي‬
‫الشخص االجتماعي هو من يستمد طاقته وأفكاره من‬

‫وجوده مع اآلخرين‪ ،‬حيث يفضل النشاطات الجماعية‪ ،‬كما‬
‫‪56‬‬
‫يمتلك هذا النوع من األشخاص طريقة مميزة للتواصل اجتماع ًيا‪،‬‬

‫وتفاعلهم مع اآلخرين يكون عادة لسبب معين في ذهنهم‬
‫وليس الهتمامهم بما يتحدث به اآلخرون‪ ،‬هم ال يستطيعون‬
‫تحمل األمور التي تفتقد للمعنى وال يحبون إهدار وقتهم بتبادل‬
‫األحاديث قليلة األهمية‪ ،‬ودائما ما يحرصون على التعبير عما يدور‬
‫في أفكارهم‪ ،‬وغالبا ما يفصحون عن آرائهم حتى قبل أن تكتمل‬
‫في عقولهم‪ ،‬مستمتعين باستالم زمام القيادة وإصدار األوامر‪..‬‬
‫‪ Intuitive-ENFPs‬صاحب نظرة عامة شمولية‬
‫الشخص العام هو من يهتم بعموميات األشياء أكثر من‬

‫اهتمامه بالتفاصيل‪ ،‬فهو يهتم بالنظرة العامة الشاملة أكثر من‬
‫اهتمامه بجزئيات وتفاصيل األشياء‪ ،‬ويمكن القول إن أصحاب‬
‫هذه الصفة هم أصحاب نظرة مستقبلية‪ ،‬فهم يعتمدون على‬
‫حدسهم ويركزون على عالم األفكار‪ ،‬ويعتمدون على تحليالتهم‬
‫ومخيلتهم في استيعابهم لألفكار وتوضيحها لآلخرين‪ ،‬هم‬
‫متميزون في إعداد الخطط واالستراتيجيات وأولويات العمل‪ ،‬وال‬
‫يهتمون بمراقبة األحداث المادية المحيطة بهم‪ ،‬وإنما يركزون‬
‫فقط على ما هو من الممكن أن يحدث‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫تتطور قدراتهم الفكرية والتحليلية بشكل مستمر‪ ،‬مما‬

‫يجعلهم مفكرين المعين‪ ،‬ولكن نظ ًرا لمبالغتهم في االعتماد‬
‫على أفكارهم وما يدور بأذهانهم دونما النظر لما يحدث حولهم‪،‬‬
‫فإن لديهم مشكلة في التعامل مع األمور العملية‪ ،‬مما يؤدي‬
‫لفقدانهم بعض األشياء التي تحدث أمامهم في حالة عدم‬
‫اعطائها االهتمام المطلوب‪.‬‬
‫‪ Feeling-ENFPs‬عاطفي‬

‫الشخص العاطفي هو من تغلب عليه العاطفة عن‬
‫التفكير العقالني‪ ،‬فهم أشخاص حساسون‪ ،‬و َي َّت ِبعون قلوبهم‬
‫ً‬
‫مطلقا‪،‬‬ ‫وعاطفتهم‪ ،‬وال يعنى هذا أنهم ال يفكرون بعقولهم‬
‫ولكن يغُلب عليهم استخدام العاطفة‪ ،‬ويعطى أصحاب هذه‬
‫الصفة األولوية لمشاعرهم ويعتمدون على حجج أخالقية وأدبية‪،‬‬
‫مقدمين كل ما يستطيعون فعله ليبقوا صادقين مع مبادئهم‪،‬‬
‫وهم أشخاص طيبون وحساسون قادرون على إيجاد الجوانب‬
‫دائما بغض النظر عن الظروف المحيطة‪ ،‬وتشكل‬
‫ً‬ ‫اإليجابية‬
‫العاطفة والحدس نواة شخصيتهم‪ ،‬فهم ي ّتبعون قلوبهم‬
‫ويعبرون عن أحاسيسهم بقوة ويركزون على التناغم والتفاهم‬
‫والتعاون‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫هم أشخاص مثاليون وذوو عقلية منفتحة‪ ،‬قادرون على‬

‫تحقيق نتائج رائعة وخاصة في المجاالت المتعلقة باألخالقيات‬
‫الفلسفية والدبلوماسية‪ ،‬إال أن ذلك يجعلهم في بعض األحيان‬
‫بعيدين عن السائد المعروف مما يشكل لهم صعوبة باالرتباط‬
‫بأشخاص آخرين وخاصة عندما يتطلب منهم األمر تقبل ما‬
‫يرونه غرورا‪.‬‬
‫‪ Prospecting-ENFPs‬مرن‬
‫الشخص المرن يميل لعدم التنظيم ويحب التغيير ويسعى‬

‫للحرية‪ ،‬فهو ال يستقر مع الروتين ويتكيف‬
‫خياراته‬ ‫إبقاء‬ ‫ويفضل‬ ‫بسرعة‪،‬‬
‫أصحاب‬ ‫ويتصف‬ ‫مفتوحة‪،‬‬
‫هذا النمط بأنهم باحثون‪،‬‬
‫يتطلعون دائما إلى الخيارات‬
‫البديلة معتقدين دائما بوجود‬
‫طرق أفضل‪ ،‬األمر الذي قد يؤدي‬
‫لوجود مشاريع كثيرة ليس لها‬
‫نهاية‪ ،‬ونتيجة لذلك يفقدون الكثير‬
‫من الفرص‪ ،‬وبالرغم من ذلك فإن‬
‫‪59‬‬ ‫أصحاب هذا النمط يفضلون خوض‬
‫المخاطر اً‬
‫بدل من االنغالق على خياراتهم‪ ،‬األمر الذي يحد من‬
‫حرياتهم‪ ،‬كما يميلون للهدوء والراحة تجاه الوسط المحيط‬
‫بهم‪ ،‬ويتجنبون المشاكل واالستفزازات سواء في عملهم أو‬
‫دراستهم وال يلتزمون بالمواعيد أو القوانين‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬التفاصيل العامة للنمط ‪Type Overview‬‬

‫يعد نمط الشخصية "‪ "ENFP‬من أندر االنماط وأكثرها‬
‫ويعتقد بأن ‪ 7%‬من األمريكيين يمتلكون هذا النمط‬ ‫ً‬

‫تشويقا‪ُ ،‬‬
‫بما نسبته ‪ 6%-5‬بين الرجال و‪ 10%-9‬بين النساء‪ ،‬وتختلف هذه‬
‫النسبة باختالف المنطقة المدروسة‪ ،‬ويميل األشخاص الذين‬
‫يملكون هذا النمط بشكل طبيعي ألن يكونوا فضوليين‪،‬‬
‫مثاليين‪ ،‬وغامضين في معظم األحيان‪ ،‬كما أنهم يسعون‬
‫‪61‬‬
‫لمعرفة المعاني المخفية خلف ما يحدث‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫اهتمامهم بما يحفز اآلخرين‪ ،‬وينظرون إلى الحياة كصورة‬
‫كبيرة‪ ،‬كثيرة األجزاء‪ ،‬معقدة ومرتبطة ببعضها البعض‪.‬‬
‫ً‬
‫عطوفا‪،‬‬ ‫ليس من المفاجئ أن يمتلكوا رؤية عميقة وقل ًبا طي ًبا‬
‫باإلضافة إلى سحر شخصيتهم ومهاراتهم االجتماعية‪ ،‬لذلك‬
‫غال ًبا ما يكون لهم تأثير كبير على محيطهم‪ ،‬وعلى الجانب‬
‫اآلخر‪ ،‬فإنه ونتيجة لمواهبهم هذه‪ ،‬يتولد لديهم الخوف من‬

‫أن أال يكونوا على قدر كاف من االبداع والتميز‪.‬‬
‫هم شخصيات المعة تجيد فن التحدث والكالم‪ ،‬ومن السهل‬
‫بالنسبة لهم التواصل وعرض أفكارهم وآرائهم‪ ،‬كما أنهم ال‬
‫يهابون التحدث أمام جمهور مهما كانت صعوبة الموضوع أو‬
‫صعوبة هذا الجمهور المتلقي‪ ،‬ولكن من جهة أخرى‪ ،‬فإنهم‬
‫قد يكونون هادئين بشكل مفاجئ لمن يعرفهم‪ ،‬وذلك‬
‫عندما تتعرض أفكارهم ونظرياتهم للتحدي‪ ،‬وتظهر هذه‬
‫الحالة غالبا لدى الشباب اليافعين من هذا النمط إذ لم تتح‬
‫لهم الفرصة بعد لتنمية ثقتهم بأنفسهم بالشكل الكافي‪.‬‬
‫ويسعون لتحقيق التناغم في حياتهم وفي الوسط المحيط‬

‫‪62‬‬
‫بهم‪ ،‬محاولين في معظم األحيان خلق جو تسوده اإليجابية‪،‬‬
‫إذ يشعرون بالحزن والكآبة في عالم مليء بالشرور‪ ،‬كما يميل‬
‫هؤالء األشخاص لرؤية األمور واألحداث من وجهة نظر مثالية‬
‫بعيدة عن المنطق والواقع‪ ،‬ويتفاعلون مع الجمال واألخالق‬

‫‪63‬‬
‫والفضيلة أكثر من تفاعلهم مع القيم المادية والفاعلية‬
‫العملية‪ ،‬وبإمكانك اعتبارهم بمثابة األبطال المحاربين ألجل‬
‫كل ما هو جيد في العالم‪.‬‬
‫توصف شخصيتهم باالندفاع الكبير وخاصة فيما يتعلق‬
‫باألشياء التي تشعل مخيلتهم‪ ،‬ففي حاالت كهذه من الممكن‬
‫أن يكونوا مليئين بالطاقة والقدرة على اقناع اآلخرين‬
‫بمشاركتهم رأيهم ووجهة نظرهم‪ ،‬إال أن هذه السمة قد‬

‫تنعكس سل ًبا عليهم عندما ينظر إليهم كقادة وملهمين‬
‫للمحيطين حولهم‪ ،‬إذ يجاهد هؤالء ليكونوا مستقلين وال‬
‫يتقبلون تلقيهم هذا االنتباه‪ ،‬وبشكل مشابه فإنهم قد‬
‫يشعرون باألسى نتيجة للمشاكل التي يتعرض لها اآلخرون‬
‫وخاصة عند عدم قدرتهم على تقديم المساعدة الالزمة‪.‬‬
‫يتمتعون باإلحساس العالي والعاطفة الكبيرة ويؤمنون‬
‫أنه يجب أخذ الوقت الكافي لفهم المشاعر والتعبير عنها‪،‬‬
‫إال أن هذه السمة قد تسبب لهم الكثير من التوتر خاصة‬
‫جدا على ما يحفز الناس من حولهم وعلى‬

‫وأنهم يركزون ً‬
‫المعاني التي تخفيها أفعالهم‪ ،‬كما يتمتع المنتمون إلى‬

‫‪64‬‬
‫هذا النمط من الشخصية ببصيرة عالية‪ ،‬لكنهم قد يقعوا في‬
‫أخطاء نتيجة لمحاولتهم اتخاذ المشاعر التي يظهرها الناس‬
‫كقاعدة يبنون عليها قراراتهم‪ ،‬فإذا ما أراد أحد التعرف على‬
‫أصحاب هذا النمط‪ ،‬فإنه ألمر أساسي أن يعرف ما يجذبهم‬
‫ويثير اهتمامهم لفهم خياراتهم وقراراتهم‪.‬‬
‫جدا‪ ،‬مخلصين وغيريين‪،‬‬

‫هم يميلون ألن يكونوا طيبين ً‬
‫ُيعلون اآلخرين ويحرصون على مساعدتهم‪ ،‬فمن منظورهم‬

‫تبلغ األصالة والصدق أهمية أكبر بكثير من األمور المادية‪،‬‬
‫ويعتقدون أنه على الناس أال يخافوا من االلتزام باألشياء‬
‫التي يؤمنون بها‪.‬‬
‫كما يواجهون صعوبة في التعامل مع الروتين واألعمال‬
‫اليومية واإلدارية‪ ،‬وهم يهتمون بالحرية واإللهام أكثر من‬
‫اهتمامهم بالتوازن واألمان‪ ،‬مما ينعكس بشكل واضح على‬
‫جيدا كيف يسترخون ويطلقون العنان‬

‫شخصيتهم‪ ،‬فيعرفون ً‬
‫لمخيلتهم واندفاعهم ومهاراتهم االجتماعية‪ .‬على سبيل‬
‫جدا وشغوفين بعملهم‬

‫المثال‪ ،‬يمكن أن يكونوا جديين ً‬
‫‪65‬‬
‫خالل اليوم ثم يذهبون مساء إلى حفلة صاخبة‪ ،‬ويخلق هذا‬
‫التقلب الفوري بين المزاجين الحيرة واالستغراب حتى لدى‬
‫أقرب أصدقائهم‪ ،‬إال أنها أداة ممتازة لتفريغ طاقاتهم السلبية‪،‬‬
‫وقد يبالغون في المتع الحسية (التسوق‪ ،‬الطعام) في محاولة‬
‫إلسكات ما بداخلهم من أفكار‪ ،‬وقد يكون هذا األسلوب فعال‬
‫في بعض األحيان‪ ،‬إال أنه من األفضل أن يبحثوا عن نقاط‬
‫ضعفهم ومعالجتها بالطريقة الصحيحة اً‬

‫بدل من تفاديها‪.‬‬

‫في النهاية يمكن القول إنهم مستقلون‪ ،‬ي ّت ِبعون مسارهم‬
‫الخاص مؤمنين بحدسهم‪ ،‬متعددو المواهب‪ ،‬لكن كل هذه‬
‫األمور تعتمد على مقدار الحرية الممنوحة لهم‪ ،‬وقد ينفذ‬
‫صبرهم بسرعة في حال ُأس ِندت لهم مهمة يرون أنها مملة‪،‬‬
‫أو كانوا مقيدين في التعبير عن آرائهم بحرية‪ ،‬إال أنهم عندما‬
‫يشعرون بالراحة في المكان الموجودون فيه فإن شجاعتهم‬
‫وتعاطفهم ومخيلتهم ستعطي نتائج رائعة‪.‬‬
‫‪66‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬مواطن القوة والضعف‬
‫مواطن القوة‬
‫تمتلك جميع أنماط الشخصيات‬
‫جانبين‪ ،‬ويتجلى ذلك بوضوح في‬
‫شخصية الـ "‪ ،"ENFP‬فمن الممكن أن يكونوا في يوم ما‬
‫مثال بار ًزا عن التعاطف‪ ،‬الشفقة واالبداع‪ ،‬وغارقين في‬

‫اً‬
‫أعماق اليأس والكآبة في يوم آخر‪ ،‬ويعتبر النمو والتكوين‬

‫الشخصي أم ًرا أساس ًيا ألصحاب نمط البطل نتيجة المتالكهم‬
‫سمات "الكل أو ال شيء"‪.‬‬
‫جدا وال يجدون أية صعوبة‬

‫بداية‪ ،‬جميع الـ "‪ "ENFP‬عامون ً‬
‫في إقامة الروابط بين األمور التي تبدو في ظاهرها غير‬
‫مرتبطة‪ ،‬فيما تجد باقي األنماط صعوبة بالغة في القيام بأمر‬
‫كذلك‪ ،‬ويمنحهم ذلك إدراك الصورة الكاملة بسرعة‪ ،‬وفهم‬
‫القوى المسيطرة المخفية خلف األحداث المختلفة‪ ،‬ويعد هذا‬
‫واحدا من األسباب التي ُيعزى لها شهرة أصحاب هذا‬

‫ً‬ ‫السبب‬
‫النمط‪ ،‬هم ناصحون ال يقدرون بثمن وخاصة فيما يتعلق بفك‬
‫رموز األسباب التي أدت لحدوث األشياء‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫األمر اآلخر‪ ،‬هم يميلون إلى أن يكونوا مبدعين‪ ،‬متحمسين‬
‫وفنانين قديرين‪ ،‬ويمكن لهؤالء األشخاص أن يكونوا‬
‫جدا‪ ،‬لكنهم يجب أن يمتلكوا اإلرادة‬

‫منتجين بشكل كبير ً‬
‫لتحديد نقاط ضعفهم وخاصة ميلهم لتفادي أي التزامات‪.‬‬
‫وتمتزج رؤيتهم مع إبداعهم وشغفهم لتعطى نتائج‬
‫رائعة‪ ،‬فعلى سبيل المثال‪ ،‬من الممكن أن يصبحوا صحفيين‬
‫ملهمين ومؤثرين‪ ،‬أو أن يصبحوا متحدثين عن الرأي العام‪،‬‬

‫وعليهم أن يستكشفوا المجاالت المختلفة التي ال تشكل‬
‫لهم اهتمام‪ ،‬كعالم االنترنت‪ ،‬األعمال التطوعية أو الخدمات‬
‫هم يمتلكون آلية فريدة وفعالة للتفريج عن توترهم‬
‫ويمتازون بقدرتهم على رسم خط واضح ما بين العمل والراحة‪،‬‬
‫ً‬
‫سابقا إال أنه أمر يستحق أن نعيد ذكره مرة‬ ‫وقد ذكرنا ذلك‬
‫أخرى‪ ،‬حيث ال تمتلك أنماط الشخصيات األخرى قدرات مماثلة‬
‫لتلك التي يمتلكها هؤالء‪ ،‬ولذلك عليهم أن يستخدموها‬
‫بشكل جيد‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫لسوء الحظ‪ ،‬فإن العديد منهم يختارون الطرق األسهل‪،‬‬
‫ويسعون لتجارب جديدة غير ملتزمين بالعمل الجاد الذي‬
‫عادة ما يكون من أساسيات ومتطلبات النجاح‪ ،‬وعند ذلك‬
‫تصبح سماتهم الرائعة عديمة الفائدة‪ .‬على الجانب اآلخر‪،‬‬
‫يتمكنون من اتخاذ خطوات لتطوير مهاراتهم التفكيرية من‬
‫التركيز على أهداف واضحة ومالحقتها بنجاح‪ ،‬والحفاظ على‬
‫قدرتهم على االسترخاء والتوقف عن العمل بشكل مباشر‪ .‬إن‬

‫االستخدام الذكي لهذه االستراتيجية يمنحهم قد ًرا كبي ًرا من‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬األمر الذي يجب عليهم أن يستخدموه‪.‬‬
‫كما يميلون أن يكونوا متسامحين ومهتمين باآلخرين‪،‬‬
‫ويمكن أن يكونوا مستشارين ممتازين وخاصة للذين يعانون‬
‫في حياتهم وال يمتلكون الثقة الكافية بأنفسهم‪ ،‬فمن‬
‫حفزوا من يحيط بهم‪ ،‬إصرارهم‬

‫وي ِ‬
‫لهموا ُ‬
‫السهل عليهم أن ُي ِ‬
‫وقودا‬
‫ً‬ ‫لمحاربة الظلم في كل مكان أم ٌر رائع‪ ،‬وهو ما ُيعد‬
‫اً‬
‫فبدل من فقدان الطاقة‬ ‫لمحرك الطاقة والتحفيز لديهم‪،‬‬
‫‪71‬‬
‫عند التواصل مع اآلخرين ومساعدتهم‪ ،‬فإنهم في الحقيقة‬
‫يعيدون شحن طاقتهم من خالل ذلك‪.‬‬
‫ويعرف عنهم محاولتهم االنسحاب من النشاطات‬

‫ُ‬
‫االجتماعية عندما يشعرون بأنهم ُاستهلكوا فيها‪ ،‬وبعد‬
‫استنفاذ جميع قدراتهم في محاولة اقناع الناس التباع‬
‫أفكارهم المثالية‪ ،‬إن ذلك هو أحد أسوء األخطاء التي قد‬
‫يقترفوها‪ .‬هم معنيون باإلرشاد ومساعدة اآلخرين‪ ،‬لذا‬

‫ً‬
‫الحقا في الحياة أن يصبحوا قادة‬ ‫يكون من السهل عليهم‬
‫مؤثرين في مجتمعاتهم‪ ،‬مستشارين أو حتى سياسيين‪ ،‬لكن‬
‫إنجازات كهذه تتطلب تنمية مستمرة للذات والتعرض الدائم‬
‫لألشخاص الذين ال يتشاركون معهم نفس األفكار‪ .‬ويجب‬
‫تذكيرهم بأهمية أن الناس لن يرغبوا دائما بسماع ما تحب‬
‫قوله‪ ،‬خاصة إذا كان يتعلق بمخاوفهم‪.‬‬
‫ويتمكن أصحاب هذا النمط الذين يبذلون الوقت والجهد‬
‫الالزمين لتطوير حدسهم من التقييم والحكم على حاالت‬
‫مختلفة وبسرعة ودقة‪ ،‬وتسمح لهم هذه السمة بأن يكونوا‬
‫جيدين في نواح عديدة‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬ناد ًرا ما يواجهون‬

‫‪72‬‬
‫صعوبة في تحقيق النجاح‪ ،‬ورغم أن ذلك ال يجعلهم سعداء‪،‬‬
‫إال أن هذا النجاح ُيعطيهم دفعة قوية من التحفيز‪ ،‬إذ أنهم‬
‫بحاجة ليعرفوا أنهم قاموا بعمل َف ْر ٍق في العالم‪.‬‬
‫أصحاب نمط البطل أشخاص مصممون وشغوفون إذا ما‬
‫كانوا مهتمين ً‬
‫حقا بأمر ما‪ ،‬وعلى كل حال‪ ،‬يجب عليهم أن‬
‫يبذلوا الجهود الالزمة إلبقاء تركيزهم على مشروع واحد اً‬

‫بدل‬
‫من التنقل من مشروع آلخر‪ ،‬إذ أن عقلهم ليس معني باألمور‬

‫الروتينية واتباع الخطوات ‪ 1،2،3‬بل إنه سيقفز من ‪ 1‬إلى ‪ 3‬ثم‬
‫يعود إلى ‪ ،2‬لكن يتوجب عليهم التدقيق الدائم لضمان نجاح‬
‫المشروع‪ ،‬وكما قال (توماس أديسون) "الذكاء‪ ،‬واحد بالمئة‬
‫إلهام وتسعة وتسعون بالمئة جهد وكد"‬
‫سعيدا بنفسك‪،‬‬
‫ً‬ ‫األمر األكثر أهمية‪ ،‬هو حاجتك لتكون‬
‫ال تحاول أن تحقق توقعات اآلخرين بك‪ ،‬أو أن تعمل بجد‬
‫قيمة رغم أنها ال تتناسب‬

‫لتطوير سمات يرى المجتمع بأنها ِّ‬
‫مع شخصيتك‪ ،‬وكما تعلم فإن العامين كالـ "‪ "ENFP‬هم‬
‫نادرون بالمقارنة مع غيرهم‪ ،‬وأنه كلما كانت نسبة الفئة‬
‫‪73‬‬
‫أكبر في المجتمع كلما كانت ُم َق َدرة أكثر‪ ،‬ففي المجتمعات‬
‫الغربية على سبيل المثال‪ ،‬يسيطر أصحاب األنماط التفصيلية‬
‫والذين عادة ما يضعون القواعد محددين أي السمات األقوى‬
‫وأيها األضعف‪ ،‬وال يعني ذلك أنك ستحتاج لتغيير "من تكون"‬
‫ناجحا‪ ،‬لكن قم بمالحظة نقاط ضعفك وال تحاول أن‬

‫ً‬ ‫لتكون‬
‫تذيب نفسك لتناسب توقعات اآلخرين‪.‬‬
‫‪74‬‬
‫مواطن الضعف‬
‫لسوء الحظ‪ ،‬فإن لكل نقطة قوة‬
‫نقطة ضعف تقابلها‪ ،‬فحساسيتهم‬
‫تعرضهم لمشاكل عاطفية بشكل‬
‫دائم‪ ،‬األمر الذي يهدد الجوانب األخرى‬
‫من سمات شخصيتهم كالثقة بالنفس‪ ،‬الحماس‪ ،‬القوة‬
‫الداخلية‪ ،‬واالرادة الستكشاف أمور جديدة‪ ،‬فأحد أهم األهداف‬

‫التي يسعون لها هو تحقيق التناغم الكلي ما بين الجسد‬
‫والعقل‪ ،‬وما بين العواطف والفكر‪.‬‬
‫هم ينقادون بعواطفهم أكثر من فكرهم‪ ،‬علما بأن‬
‫التناغم ال يمكن أن يتم إال من خالل مزج كال العالمين‪ ،‬قد‬
‫تكون العواطف في الحقيقة قوة هائلة لكن يجب أن‬
‫تبقى تحت السيطرة‪ ،‬وإال ستزداد حساسية هؤالء األشخاص‬
‫وسيصبحون سريعي التأثر‪ ،‬فبالنسبة لشخص يعير بعض‬
‫االنتباه لتطوير ذاته‪ ،‬لن يجد عادة أية صعوبات في التعامل‬
‫مع نقاط ضعف أصحاب هذا النمط‪ ،‬كما أنه أيضا سيكون‬
‫قادرا على االستفادة من نقاط قوتهم‪ ،‬وإذا ما أرادوا تنمية‬
‫ذواتهم وتطويرها بالشكل الالزم‪ ،‬عليهم أن يتعلموا كيف‬

‫‪76‬‬
‫يوجهون طاقاتهم وشغفهم باتجاهات محددة‪ ،‬فتطوير‬
‫الذات أمر شديد األهمية لهم‪ ،‬فالمواهب التي أعطيت لهم قد‬
‫تكون مصدر قوة كما أنها قد تكون مصد ًرا لتدميرهم وذلك‬
‫اعتمادا على حكمتهم في استخدامها‪.‬‬

‫ً‬
‫الحساسية أقوى السمات التي يتمتعون بها‪ ،‬إال أنها من‬
‫الممكن أن تصبح أشد األخطار إذا لم يتمكن الفرد أو لم تكن‬
‫لديه االرادة لبذل الجهود الالزمة للسيطرة على هذه السمة‪،‬‬

‫فالعواطف تؤثر على كل جوانب حياتهم ابتداء من اختيار‬
‫عملهم إلى عالقاتهم العاطفية‪ ،‬ويضاف إلى ذلك كرههم‬
‫جدا في مواقف‬
‫للصدامات والنقد‪ ،‬فيشعرون بأنهم حساسون ً‬
‫كهذه‪.‬‬
‫إن هذه السمة هي سمة مشتركة بين األنماط التي تمتلك‬
‫شخصية عاطفية‪ ،‬إال أنهم يتأثرون بها أكثر من بقية األنماط‬
‫وقد يكون السبب في ذلك هو رغبتهم –الشبه سرية‪ -‬في‬
‫تلقى االطراء والتقدير‪ ،‬أما بالنسبة لالنتقاد‪ ،‬فمهما كان‬
‫موضوعيا فهم يرونه تعبي ًرا قاس ًيا عن فشلهم في الشيء‬
‫الذي يقومون به‪.‬‬
‫‪77‬‬ ‫وعندما ينضجون فإنهم يصبحون أكثر قدرة على فصل‬

‫ذواتهم عن العواطف واألحاسيس‪ ،‬كما يصبحون قادرين‬
‫هل عليهم‬
‫س ِّ‬
‫على الحكم بشكل أكثر موضوعية‪ ،‬األمر الذي ُي َ‬
‫تحقيق التوازن العاطفي‪ ،‬هم يحاولون تقوية مهاراتهم‬
‫العقلية والتفكيرية المميزة مستخدمين المنطق والعقالنية‬
‫في الحاالت التي ال تتطلب استجابات عاطفية‪ ،‬ولكن يجدر‬
‫القول إنه ليس من السهل القيام بذلك بالنسبة لنمط‬
‫لهم بالعواطف‪ ،‬ولكن على الرغم من ذلك‬

‫وي َ‬
‫شخصية ُيقاد ُ‬

‫فإنها من أهم الخطوات التي يمكن أن يأخذونها على صعيد‬
‫التنمية الشخصية‪ ،‬وببساطة فإن مجرد الوعي لهذا األمر‬
‫يعتبر خطوة كبيرة لألمام حيث يسمح لهم بمالحظة إشارات‬
‫الخطر لمحنتهم العاطفية‪.‬‬
‫ويتصف العديد منهم بالتوتر الدائم‪ ،‬وبالطبع التوتر في‬
‫فترات متباعدة هو أمر طبيعي وقد يكون صح ًيا‪ ،‬كما أنه ال‬
‫يوجد أي نمط للشخصية يمتلك المناعة ضده‪ ،‬إال أن التوتر‬
‫الدائم قد يكون له تأثيره السيء على صحة أصحاب نمط‬
‫البطل‪.‬‬
‫ويمكن القول بأن هناك حاالت لدى بعض األفراد يتطور‬
‫لديهم نوع من االدمان على التوتر‪ ،‬يسعون دائما ألشياء‬ ‫‪78‬‬

‫جديدة ويحاولون أن تكون تصرفاتهم غير قابلة للتوقع‬
‫(حتى بالنسبة ألنفسهم)‪ .‬إن هذا األمر هو أكثر المخاطر‬
‫التي تحدق بهم في حياتهم‪ ،‬حيث أنهم من النمط الذي‬
‫يستمتعون بعواطفهم عوضا عن ضبطها‪ ،‬وهذا من شأنه‬
‫أن يسبب مشكالت كبيرة‪.‬‬
‫وإذا ما كانت هذه العواطف تنبع من صفة المثالية التي‬
‫يتمتعون بها‪ ،‬فعليهم أال يحاولوا إطالق عنان هذه الطاقة‪،‬‬

‫وعلى العكس‪ ،‬يجب عليهم تسخيرها بطريقة منتجة‪ .‬ولكن‬
‫يجب الحذر من إطالق عنان هذه العواطف وتدعيمها باألفكار‬
‫ألن هذا يؤدى إلى نوبات توتر عنيفة ينتج عنها مشاعر‬
‫أقوى وأعنف‪ ،‬وفي حاالت كهذه‪ ،‬يمكن لعقولهم أن تفسر‬
‫هذه العواطف على أنها إشارات تدل على السعي ألشياء قد‬
‫تستخدم لزعزعة وتغيير الوضع‪.‬‬
‫كأفراد مرنين‪ ،‬هم يتميزون بمالحظتهم التي تعتبر هبة‬
‫رائعة‪ ،‬إال أن ذلك يعني أنه على صاحب هذه الشخصية أيضا أن‬
‫يقوم بالجهود الالزمة لدعم مهاراته التفكيرية‪ ،‬فإذا قصروا‬
‫في تطوير هذه الناحية‪ ،‬فإنهم سيسعون إلى خبرات ال معنى‬
‫‪79‬‬ ‫أو هدف لها‪ ،‬وحتى استكشاف أشياء وعادات مدمرة كاإلدمان‬
‫والمقامرة وغيرها من السلوكيات المؤذية‪ .‬كما يحبون الدراما‬
‫جدا‬
‫ويريدون تجربة كل شيء‪ ،‬وقد يكون ذلك مزيج قوي ً‬
‫لكنه يجب أن يبقى تحت السيطرة حتى ال يتعود عقلهم على‬
‫السعي الدائم وراء أي خبرات جديدة بغض النظر عن القيم‬
‫المكتسبة واألهداف المرجوة‪.‬‬
‫وقد يميلون إلى تبنى فكرة العوم مع التيار ورفض التحكم‬
‫بأفكارهم ورغباتهم‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى مواجهة مشاكل‬

‫بااللتزام في العديد من المجاالت كالعالقات العاطفية‪ ،‬العمل‬
‫والتعليم‪ .‬وتجدر االشارة إلى أنه هؤالء األشخاص لديهم‬
‫رؤية مستقبلية ويتمتعون باإلبداع‪ ،‬لكن لسوء الحظ‪ ،‬فإن‬
‫ذلك يعني أنهم ناد ًرا ما يستطيعون تقديم أعذار ألفعالهم‬
‫وإلقناع أنفسهم واآلخرين حولهم بأنهم يسلكون الطريق‬
‫الصحيح‪.‬‬
‫تنبع جميع هذه المشكالت من نفس المصدر أال وهو‬
‫نقص التوازن ما بين سمات العاطفة والحدس لديهم‪ ،‬ومن‬
‫المهم لهم أن يدربوا السمة العاطفية لهم وإبقاء السمة‬
‫الحدسية تحت المراقبة‪ ،‬ويمكنهم تحقيق ذلك من خالل‬
‫اجبار أنفسهم على اتخاذ القرارات بناء على ما يشعرونه تجاه‬ ‫‪80‬‬
‫أمر ما‪ ،‬تمرين كهذا لن يشعرهم بأنهم على طبيعتهم في‬
‫البداية وذلك ألنهم اعتادوا على استخدام السمة الحدسية‬
‫بصورة أكبر‪ ،‬وعلى أي حال يجب عليهم متابعة هذه األمور‬
‫لتحقيق الخبرة والتطوير الذاتي‪.‬‬
‫جدا وخاصة فيما يتعلق‬

‫ويمكنهم أن يكونوا مثاليين ً‬
‫بمساعدة الناس‪ ،‬وقد يستغل اآلخرين طيبتهم بسهولة‪ ،‬إال‬
‫دائما من التصادم مع الواقع‪،‬‬

‫ً‬ ‫أن مثاليتهم وعدالتهم ال تنجو‬
‫مما يؤدي إلى جرحهم في الصميم‪ ،‬كما تؤدي إلى مشاكل‬
‫أخرى كالعصبية وعدم القدرة على االسترخاء‪ ،‬ومن المهم لهم‬
‫أن يالحظوا أن العالم الذي نعيش فيه هو ليس عالم مثالي‪،‬‬
‫وأن الناس اآلخرين قد يكونون مشغولين ومهتمين بأمور‬
‫أخرى غير أفكارهم بغض النظر عن نبلها وسموها‪.‬‬
‫ترجم إلى أفعال‬

‫هم يحبون التميز والمثالية‪ ،‬األمر الذي قد ُي َ‬
‫غير متوقعة وبعيدة عن الواقع عند التعامل مع المحيطين‬
‫بهم‪ ،‬كما يحتاجون أن يفهموا أن الكمال شيء غير موجود‬
‫في عالم البشر ويجب عليهم أن يتقبلوا أنه ال يوجد إنسان‬
‫كامل‪ ،‬حيث أنهم يحبون الكمال والمثالية ويصابون باإلحباط‬
‫‪81‬‬ ‫عندما ال يجدوا ذلك في البشر‪ ،‬األمر الذي يؤثر على شخصيتهم‬
‫وعالقاتهم العاطفية‪ ،‬إذ يجد شركاؤهم صعوبة بالغة في‬
‫الوصول إلى الرؤية المثالية التي ينظر إليهم وفقها أصحاب‬
‫هذا النمط‪.‬‬
‫وقد يتحول حب المثالية الذي يتمتعون به إلى نقمة‪ ،‬وذلك‬
‫ألن الرغبة لفعل األشياء بشكل مثالي قد تدفعك لترك الفعل‬
‫لي ًة وذلك عند عدم استطاعتك فعله كما ينبغي‪ ،‬وهذا ما‬
‫ُك َّ‬
‫يؤدى إلى قصور في اإلنجاز وعجز في اإلنتاجية‪ ،‬لذا عليهم أن‬

‫يعلموا أن حب التميز هو عدو الجيد‪ ،‬وأن "ما ال ُيد َرك كله ال‬
‫ُيت َرك كله"‪ ،‬لذا عليهم إبقاء مثاليتهم قيد التدقيق‪.‬‬
‫ويجب على هؤالء األشخاص أن يحاولوا استخدام‬
‫مهاراتهم العالية في التفكير‪ ،‬كما أن عليهم أن يخضعوا‬
‫عواطفهم لعقولهم وتفكيرهم العقالني من حين آلخر‪ .‬إن‬
‫تعاطفهم وقدرتهم على رؤية األشياء الجميلة في البشر هي‬
‫سمة يجب أن ُت َّ‬

‫قدر‪ ،‬إال أنه يجب عليهم أن يتعلموا أين يجب‬
‫أن يتوقفوا‪.‬‬
‫‪82‬‬
‫الجانب المظلم في الشخصية‪Dark Side‬‬
‫لكل نمط من أنماط الشخصية جانبها المظلم الذي يظهر‬

‫تحت التوتر الشديد أو اإلرهاق‪ ،‬وخاصة إذا ما كان سبب إحباط‬
‫ً‬
‫ضعفا في شخصيته‪.‬‬ ‫هذا الشخص إحدى النقاط التي يراها‬
‫في حاالت كهذه يظهر "توأمهم الشرير" بوضوح كنقيض‬
‫كامل لشخصيتهم‪ ،‬وسيبدو األمر للعالم الخارجي بأن هؤالء‬
‫ً‬
‫مختلفا كل ًيا للعديد من األشياء‬ ‫منهجا‬
‫ً‬ ‫قد قرروا أن يعتمدوا‬
‫في حياتهم كالعمل والعالقة العاطفية والهوايات وغيرها‪،‬‬
‫أما في داخلهم‪ ،‬فإنهم يشعرون باالرتباك واالنقسام ما بين‬

‫نظرتين مختلفتين تماما للعالم‪.‬‬
‫في ظرف ما‪ ،‬فإن تحوالت كهذه ال تكون فجائية أو قصيرة‬

‫األمد‪ ،‬حيث يختار الفرد بوعيه أم بغيابه‪ ،‬التصرف وفق الطريقة‬
‫الجديدة لمدة طويلة إذا ما كان يسعى على سبيل المثال‬
‫أن يحارب أهله المبالغين في حمايته‪ ،‬أو بيئته المتشددة أو‬
‫ذكريات كانت له سيئة‪.‬‬
‫هذه السلوكيات قد تظهرهم بطرق مختلفة وفي ظروف‬

‫مختلفة‪ ،‬ولنأخذ األمثلة التالية‪ ،‬طالبة مثالية تترك بيت أهلها‬
‫‪83‬‬ ‫قد تصبح في الجامعة مدمنة حفالت‪ ،‬شاب اجتماعي ودود‬
‫مهووسا باألفكار‬
‫ً‬ ‫اً‬
‫منعزل عن العالم الخارجي‬ ‫وحساس قد يصبح‬
‫الراديكالية بعد جريمة تم ارتكابها بأحد أصدقائه المقربين‪،‬‬
‫ولربما فتاة هادئة محافظة تعاني من ظروف انفصال سيئة‪،‬‬
‫جدا أو تعتنق فلسفة مختلفة عند‬
‫قد تصبح فجأة متحررة ً‬
‫اختيارها للشريك‪.‬‬
‫ليس من المستبعد أن يشجعهم أصدقاؤهم أيضا من خالل‬

‫انتقاد شخصيتهم القديمة والثناء على التغييرات التي طرأت‬

‫على شخصيتهم‪ ،‬كأن يقولوا إن شخصيتهم القديمة كانت‬
‫تتسم بالحساسية الزائدة والعفوية الزائدة أو قلة اإلرادة‪،‬‬
‫وبدوره سيطمأن ذلك الفرد وقد يقوده الستنتاج أن هذه هي‬
‫شخصيته الحقيقية وأن الشخص القديم كان نسخة مشوشة‬
‫من نفسه الحقيقية‪.‬‬
‫ال ُيعتبرون استثناء لهذه القاعدة وقد يكون توأمهم الشرير‬

‫نسخة غير صحية من النمط "‪ ،"ISTJ‬وقد يدفعهم هذا ألشياء‬
‫سلبية كثيرة كأن يكونوا غير مرنين‪ ،‬مهووسين بالقواعد‬
‫والنظام‪ ،‬ومنخرطين في نشاطات متكررة ال معنى لها‪ ،‬وقد‬
‫ينسحبون بشكل كامل من التفاعل االجتماعي‪.‬‬
‫في هذه الظروف من الضروري التذكر أنه يجب عليك التوقف‬

‫والتفكير كثي ًرا حول حقيقة من تكون‪ ،‬وإذا ما كان سلوكك‬
‫‪84‬‬
‫هو انعكاس حقيقي لذاتك الداخلية أم أنه مجرد سراب خلقه‬

‫عقلك لخدمة أهداف معينة (كأن تجرب شيئا مختلفا كليا)‪.‬‬
‫ولكن إذا اردت معرفة ذاتك الحقيقية‪ ،‬فال تفكر ما أنت‬

‫(مهندس‪ ،‬شاب لطيف‪ ،‬طالب رائع)‪ ،‬إذ أن ذلك ليس له أي‬
‫صلة‪ ،‬بل فكر بما يمكنك أن تفعله‪ ،‬التقط صفحة بيضاء وقلم‪،‬‬
‫وحاول أن تفكر بأهدافك في الحياة‪ ،‬بشيء ترغب بشدة‬
‫أن تبتدعه‪ ،‬تختبره أو تنجزه في ‪ 10 ،5‬أو ‪ 20‬عاما‪ .‬أي فكرة‬
‫جميعا‪ ،‬ومن‬
‫ً‬ ‫عشوائية ستنفع أيضا‪ ،‬فقط استمر في كتابتها‬
‫المؤكد ستعرف متى وصلت إلى الصحيحة بينها‪ ،‬قد تجعلك‬

‫وانعكاسا لذاتك الحقيقية‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫تعريفا‬ ‫تبكي‪ ،‬لكنه سيكون‬
‫من الجيد تقبل وجود جانب مظلم في شخصية كل منا مما‬

‫يسمح لنا بتحديد متى يحصل هذا االنقالب‬
‫سواء أكان فينا أو في شخص‬
‫مقرب لنا‪ .‬يجدر القول هنا‬
‫أن استخدامنا وتطويرنا‬
‫لنقاط ضعفنا أمر يختلف‬
‫كل ًيا عن االستسالم لها‬
‫وتركها تتحكم بطريقنا دون‬
‫أي رادع‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫القوة والضعف في نقاط‬
‫نقاط القوة ‪STENGTHS‬‬
‫لديهم شخصية ساحرة ‪ :Very Charismatic‬شخصيات‬ ‫‪‬‬

‫مميزة وشعبية ولديهم قدرة فطرية على جذب انتباه‬
‫فعال‪.‬‬
‫اآلخرين والتواصل معهم بشكل َّ‬
‫غيريون ‪ :Altruistic‬أشخاص دافئون محبون ْ‬

‫يؤ ِثرون‬ ‫‪‬‬

‫الغير على أنفسهم‪ ،‬لديهم رغبة بمساعدة اآلخرين‪ ،‬إذ أنهم‬
‫ملهمون ويحبون القيام بأشياء جيدة للعالم‪.‬‬
‫مؤثرون ماهرون‪ :‬لديهم مهارات تواصل رائعة‪ ،‬حيث‬ ‫‪‬‬

‫أنه من السهل عليهم مالحظة ما يشجع االخرين ويحفزهم‬
‫وما يقلقهم‪ ،‬كما أنهم قادرون بالفطرة على ترتيب طرق‬
‫تعاملهم وحججهم بناء على ذلك‪.‬‬
‫قادة بالفطرة‪ :‬إن شخصيتهم ال تسعى للسيطرة‬ ‫‪‬‬

‫أو التوجيه‪ ،‬إال أن اآلخرين ينجذبون إليها وإلى سحرها‬
‫جدا‬
‫أشخاصا معروفين ً‬
‫ً‬ ‫وإتقان كالمها ما يجعلهم بالنهاية‬
‫ومحبوبين‪.‬‬
‫حازمون‪ :‬يعتبر الحزم من أهم نقاط القوة لديهم‪ ،‬إذ أن‬ ‫‪‬‬
‫‪86‬‬
‫امتزاج خيالهم وحزمهم عادة ما يسمح لهم بإنجاز اعمال‬

‫رائعة‪ ،‬وليس فقط إبداعهم ألفكار غير معتادة ومشوقة‪،‬‬
‫بل أنهم أيضا يملكون المهارات الضرورية من تخطيط‬
‫وإرادة لتحقيق هذه األفكار‪.‬‬
‫يسعون لتحقيق التناغم‪ :‬يسعون لتحقيق التناغم في‬ ‫‪‬‬

‫حياتهم وفي الوسط المحيط بهم‪ ،‬محاولين في معظم‬
‫األحيان خلق جو تسوده اإليجابية‪.‬‬
‫خيلة َّ‬
‫حية‪ ،‬وناد ًرا ما‬ ‫مبدعون وذوو رؤية‪ :‬يمتلكون ُم ِّ‬ ‫‪‬‬
‫يواجهون صعوبة في التعبير عنها بطريقة أو بأخرى‪،‬‬
‫ومعظم حلولهم تدور حول األشخاص والمثاليات‪ ،‬مما‬
‫يجعلهم مستشارين ممتازين‪.‬‬
‫لديهم القدرة على التسامح‪ :‬ذوو عقلية منفتحة‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫ويتقبلون األفكار والمنافسة طالما أنها ال تتعارض مع‬
‫مبادئهم‪.‬‬
‫ويع َتمد‬
‫ويعتمد عليهم‪ :‬يعملون بجد ُ‬
‫نجزون ُ‬
‫أشخاص ُم ِ‬ ‫‪‬‬
‫ممتعا ومحف ًزا بالنسبة لهم‬
‫ً‬ ‫عليهم خاصة إذا ما كان دورهم‬
‫‪87‬‬
‫نقاط الضعف ‪WEAKNESSES‬‬
‫جدا‬
‫عاطفيون بشكل شديد يمتلكون عواطف شديدة ً‬ ‫‪-‬‬
‫والتي تعتبر جزءا ال يتجزأ من هويتهم‪ ،‬إال أنها غال ًبا ما‬
‫تسبب لهم صدمات عاطفية‪ ،‬عندئذ تكون ردات أفعالهم‬
‫على االنتقادات الموجهة إليهم عنيفة بعض الشيء مما‬
‫يخلق نوعا من التوتر والصدامات‪.‬‬
‫قد يمتلكون مهارات عملية ضعيفة‪ :‬يبرعون في حل‬ ‫‪-‬‬

‫المشاكل وخلق الطرق والبدء بالمشاريع (خاصة تلك التي‬
‫تتضمن أشخاصا آخرين)‪ ،‬إال أنهم يجدون صعوبة في‬
‫تنفيذها والتعامل مع األمور المادية والجوانب االدارية من‬
‫األعمال‪.‬‬
‫دائما إلى الدوافع الخفية‬

‫ً‬ ‫التفكير الزائد‪ :‬ينظرون‬ ‫‪-‬‬
‫ويفكرون بشكل زائد ومبالغ به‬
‫حتى في أبسط األمور‪ ،‬ويسألون‬
‫قام‬ ‫لماذا‬ ‫باستمرار‬ ‫أنفسهم‬
‫أحدهم بما فعله وما معنى تصرفه‪.‬‬
‫يستثارون بسهولة‪ :‬أشخاص‬ ‫‪-‬‬

‫حساسون ويهتمون كثي ًرا بمشاعر‬
‫اآلخرين من حولهم‪ ،‬األمر الذي‬ ‫‪88‬‬
‫يسبب لهم الكثير من التوتر والضغط في بعض األحيان‪،‬‬

‫حيث أن الناس ينظرون إليهم كمرشدين ومشجعين‪.‬‬
‫يصعب عليهم التركيز‪ :‬يفقد األشخاص الذين يمتلكون‬ ‫‪-‬‬

‫هذا النمط من الشخصية اهتمامهم بسرعة إذا كانوا‬
‫يعملون على مشروعات روتينية وأمور إدارية‪ ،‬حيث يصعب‬
‫عليهم إيقاف عقولهم عن الشرود‪.‬‬
‫استقالليون بشدة‪ :‬هم أشخاص ذوو استقاللية عالية‬ ‫‪-‬‬

‫وأسياد قراراتهم‪ ،‬ويرفضون أن يكونوا مقيدين بالقواعد‬

‫والقوانين‪.‬‬
‫جدا‪ :‬يركزون على عمل الخير ومساعدة اآلخرين‬

‫غيريون ً‬ ‫‪-‬‬
‫لدرجة أنهم يتجاهلون احتياجاتهم الخاصة‪ ،‬فهم يحاربون‬
‫ألجل الخيارات التي اتخذوها متغاضين عن كل شيء آخر‪.‬‬
‫يكرهون التعامل مع البيانات‪ :‬يتناغمون مع العواطف‬ ‫‪-‬‬

‫واألخالقيات بشكل جيد‪ ،‬لكنهم غال ًبا ما يجدون صعوبة‬
‫في التعامل مع الحقائق والبيانات كأن تطلب منهم تحليل‬
‫نتائج ما‪ ،‬أو ايجاد التناقض بين المعلومات‪.‬‬
‫غير عمليين‪ :‬ال يرون األمور العملية ذات أهمية‪ ،‬حتى‬ ‫‪-‬‬
‫أنهم قد ينسون أن يأكلوا أو يشربوا إذا ما كانوا يفعلون‬
‫‪89‬‬ ‫شيئا يحفزهم ويثيرهم‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬بعض أشهر شخصيات “‪”ENFP‬‬

‫ً‬
‫أندى روني‪:‬‬ ‫‪)1‬‬
‫ليس غري ًبا أن نمط شخصية كهذا‬

‫أن تخرج كاتب صحفي عبقري‬
‫كأندى روني‪ ،‬بما‬
‫تمتع به من صفات‬
‫المرونة الفذة في‬

‫محاكاة الواقع‪ ،‬والنظرة الشمولية‬
‫التي تلمس الحياة العامة وعموميات األشياء عالوة على ذلك‬
‫الجانب العاطفي‪ .‬فهو صفحي ومذيع إخباري حائز على جائزة‬
‫(إيمي) في الصحافة‪ُ ،‬و ِلد (أندى روني) في عام ‪ 1919‬في الواليات‬
‫المتحدة األمريكية‪ .‬في عام ‪ 1968‬انضم روني إلى فريق عمل‬
‫البرنامج اإلخباري الشهير "‪ 60‬دقيقة"‪ ،‬والذي كان ُيع َرض على‬
‫شبكة (سي بي إس)‪ .‬وفي عام ‪ 1978‬بدأ في تقديم فقرته التي‬
‫ُ‬
‫تخل حياته المهنية من‬ ‫ال ُتنسى "دقائق مع أندى روني"‪ ،‬ولم‬
‫الجدال‪ ،‬إذ تم إيقاف عرض برنامجه في عام ‪ 1990‬لمدة ثالثة‬
‫أشهر بعد أن أشار في إحدى الحلقات إلى أن إدمان الكحول‬
‫والمخدرات والسجائر واإلفراط في األكل يؤدي إلى الوفاة‬
‫المبكرة‪ ،‬كما اهتم في مقاالته بمخاطبة حس المشاهدين‬
‫‪90‬‬
‫من خالل اإلشارة للعديد من الحقائق غير المعلنة في الحياة‬

‫أو إلى األكاذيب الخفية فيها‪ ،‬وقد ظهر روني في برنامج "‪60‬‬
‫دقيقة" للمرة األخيرة في أكتوبر ‪ُ 2011‬‬
‫وت ُو ِفي بعدها بشهر‬
‫عن عمر يناهز ‪ 92‬عام‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫فرانك جوزيف هايدن‪:‬‬ ‫‪)2‬‬
‫واحدا‬
‫ً‬ ‫ُملحن أسترالي شهير ُيعتبر‬
‫من صانعي أساسيات الموسيقى‬
‫تأثير‬ ‫وله‬ ‫الكالسيكية‪،‬‬
‫كبير على كثير من‬
‫الذين‬ ‫الموسيقيين‬
‫ومن‬ ‫بعده‬ ‫أتوا‬
‫أهمهم (لودفيج بيتهوفين)‪ .‬على مدار حياته قام (جوزيف‬

‫هايدن) بتأليف ‪ 106‬سيمفونية موسيقية َأ ْث َرت الموسيقى‬
‫الكالسيكية‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫العالقات اإلنسانية واالجتماعية‬
‫تمهيد‬
‫إن العالقات االجتماعية من أهم رءوس األموال التي قد‬

‫يملكها أي إنسان إن لم تكن أهمها‪ ،‬فما الذي يمكن أن يفعل‬
‫شخص بمفرده حتى لو كان يملك كنوز العالم‪ ،‬إذ أن العالقات‬
‫مع اآلخرين والقدرة على َت ُّ‬
‫فهم احتياجاتهم والتعايش معهم‬
‫أمر يشغل بال الكثيرين‪ ،‬وحتى َت َ‬
‫فهم معنى العالقة القوية‬
‫عزيزي القارئ بشكل أكبر‪ ،‬تصور أن عالقتك مع الشخص اآلخر‬

‫كأنها رصيد في البنك ‪-‬بنك األحاسيس‪ ،-‬فرصيدك في بنك‬
‫األحاسيس يعكس مقدار الثقة التي تنشأ خالل العالقة‪ ،‬فإذا‬
‫قمت بوضع إيداعات من المحبة والود‪ ،‬واالحترام‪ ،‬والتقدير‪،‬‬
‫والمشاعر الصادقة‪ ،‬في رصيد بنك األحاسيس‪ ،‬فأنت بذلك‬
‫رصيدا لك عند الشخص اآلخر‪ ،‬وتصبح ثقته فيك أكبر‪.‬‬
‫ً‬ ‫ُت ِّ‬
‫كون‬
‫وتستطيع أن تعتمد على هذه الثقة مرات كثيرة عندما‬

‫تحتاج إليها‪ ،‬بل وتستطيع أن ترتكب أخطاء‪ ،‬وسوف يعوضها‬
‫ذلك المستوى من الثقة‪ .‬ربما تكون طريقتك في تبادل األفكار‬
‫والمعلومات غير واضحة‪ ،‬إال أنه سيفهم المعنى ولن يجرح‬
‫مرتفعا‪ ،‬فإن‬ ‫مشاعرك ولو بكلمة‪ ،‬فعندما يكون رصيد الثقة‬
‫‪95‬‬ ‫ً‬
‫اً‬
‫وفعال‪ ،‬أما إذا كانت‬ ‫اً‬
‫سهل ومباش ًرا‬ ‫االتصال والتفاهم يكون‬
‫لديك عادة إظهار عدم الود وعدم االحترام للشخص‪ ،‬وتجاهلك‬
‫له وإظهار ردود فعل مبالغ فيها‪ ،‬فإن رصيد بنك األحاسيس‬
‫في آخر األمر سينفد‪ ،‬وينخفض مستوى الثقة لدى الشخص‬
‫اآلخر فيك‬
‫وفي ذلك الفصل نحاول أن نسلط الضوء على الحياة‬

‫االجتماعية لنمط البطل‪ ،‬بداية من العالقات العاطفية مع‬

‫شريك الحياة والنصائح الهامة لتحقيق التوافق بين النمط‬
‫وارتباطه العاطفي بين باقي األنماط‪ ،‬ثم نتناول بعد ذلك‬
‫ً‬
‫وأيضا المشاكل‬ ‫الصداقة‪ ،‬والجوانب اإليجابية في الصداقات‪،‬‬
‫المتوقع حدوثها بين البطل وأصدقائه من األنماط األخرى‪ ،‬ثم‬
‫جدا أال وهي تربية األبناء‪ ،‬ونتحدث‬
‫أخي ًرا نتناول نقطة هامة ً‬
‫عن فكر هذا النمط وفلسفته في التربية‪ ،‬وكيف يستقبلها‬
‫أبناؤه من األنماط المختلفة‪ ،‬ثم نضع بعض النصائح العملية‬
‫من أجل تحقيق تربية أفضل ألبنائنا‪.‬‬
‫حينما تقوم بالحكم على اآلخرين‪ ،‬فأنت ال تقوم بتصنيفهم‪،‬‬

‫ولكن تقوم بتصنيف نفسك‬
‫واين داير‬
‫‪96‬‬
‫اً‬
‫أول‪ :‬الـعالقات الـعاطفية ‪Romantic Relationships‬‬
‫السمات العاطفية األساسية ألصحاب هذا النمط‪:‬‬
‫أن تكون في عالقة مع أحد أصحاب هذا النمط ستكون‬

‫تجربة غير متوقعة‪ ،‬حيث يمتاز األشخاص الذين يملكون هذا‬
‫النمط من الشخصية بامتالكهم مخيلة واسعة‪ ،‬مرونة وحماس‪،‬‬
‫ودائما يخرجون بخطط وأفكار جديدة‪ ،‬عالوة على ذلك فإنهم‬
‫ً‬
‫جدا وشركاء ُيع َتمد عليهم‪ ،‬لديهم االستعداد لفعل أي‬
‫متفانون ً‬
‫شيء ليتأكدوا من الحفاظ على عالقتهم العاطفية قوية‪.‬‬
‫هم رومانسيون مثاليون وبإمكانهم أن يقضوا الوقت الكثير‬

‫في التفكير والحلم بالعالقة الكاملة‪ ،‬حيث التناغم والدفء‪،‬‬
‫والبحث عن شريك أو‬
‫تغذية عالقة قائمة‬
‫أحد‬ ‫دائما‬
‫ً‬ ‫يعتبر‬
‫األساسية‬ ‫األهداف‬
‫لهم‪ ،‬فهذا الشغف‬
‫أحد‬ ‫هو‬ ‫الخالص‬
‫أكثر السمات الجذابة‬
‫فيهم‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫المشكلة األساسية التي يواجهونها في أمور المواعدة‬

‫والعالقات العاطفية بشكل عام‪ ،‬هو أنهم قد يجدون التركيز‬
‫جدا‪ ،‬حذرون‬
‫جدا‪ ،‬هم عفويون ً‬
‫على هدف واضح أم ًرا صع ًبا ً‬
‫وضعيفو التخطيط للمدى الطويل‪ ،‬هذه النقاط الضعيفة من‬
‫الممكن أن ُتعقد جهودهم في عالقاتهم طويلة األمد إذ قد‬
‫يرون أنفسهم غير منسجمين أو غير منتظمين بغض النظر عن‬
‫حقيقة أنهم يميلون ألخذ مسؤولياتهم على محمل الجدية‪.‬‬

‫وبفضل عفويتهم‪ ،‬فإن شركاءهم يجب أن يتوقعوا أن‬
‫يتفاجأوا كثي ًرا‪ ،‬إذ أن مزاجيتهم وحنانهم عرضة للتأرجح‪ ،‬فقد‬
‫جدا في الصباح ومنطويين في المساء‪ ،‬كما‬
‫تجدهم حنونين ً‬
‫جدا وأن‬
‫أنه من الضروري أن يتذكر شركاؤهم أنهم رومانسيون ً‬
‫جدا وحتى شاعري‪.‬‬
‫التعبير عن مشاعرهم غال ًبا ما يكون مثال ًيا ً‬
‫تجدر االشارة إلى أن تفانيهم يظهر بوضوح‪ ،‬إال أن معظم‬

‫دائما عن أفكار وتحسينات‬
‫ً‬ ‫الذين المنتمون لهذا النمط يبحثون‬
‫جديدة األمر الذي يعتبر سمة رائعة‪ ،‬لكن يجب أن تبقى تحت‬
‫التدقيق في األمور التي تتعلق بالعالقات العاطفية‪ ،‬وإال سيبدأون‬
‫بالحلم بعالقة أفضل مباشرة بعد الموعد األول أو بدفع شريكهم‬
‫على المدي الطويل تجاه أمور وتجارب جديدة‪ .‬من الممكن‬
‫نضجا من شخصيات هذا النمط أن يسعوا بشكل‬
‫ً‬ ‫لألفراد األقل‬
‫دائم لتجارب جديدة كمصدر لإلثارة بغض النظر عن نتائجها‪،‬‬ ‫‪98‬‬
‫وإذا لم يبادلهم الشريك ذلك‪( ،‬والقليل جدا من األنماط تلك التي‬

‫تستطيع ذلك) فإنه سيشعر بعدم الرضا‪.‬‬
‫هم يميلون ألن يكونوا شركاء متحمسين وشغوفين‪ ،‬فهم‬

‫يحاولون بجد إسعاد شريكهم‪ ،‬ويغمرونه بالحنان‪ ،‬وهم يحبون‬
‫سماع اإلطراء من شريكهم‪ ،‬وغال ًبا ما يسألونه بشكل غير مباشر‪،‬‬
‫ولكن ينبغي عليهم أن يفعلوا ذلك بشكل متكرر حتى ال ينظر‬
‫‪99‬‬
‫إليهم شركائهم على أنهم عديمي الثقة بأنفسهم‪.‬‬
‫أيضا هم يحبون التميز لدرجة قد تسبب اإلزعاج للطرف االخر‪،‬‬

‫اً‬
‫ميول كهذه تظهر مدى صدقهم‬ ‫ولكن على الجانب اآلخر فإن‬
‫وجديتهم في عالقتهم التي غال ًبا ما تصل لمستويات من العمق‬
‫ال يمكن ألغلب الناس أن يصلوا اليها‪ ،‬وهو ما قد يتضح جل ًيا‬
‫عندما ننظر إلى األنشطة التي يحبونها‪ ،‬هم ال يستمتعون‬
‫بالمحادثات الصغيرة أو النشاطات التي ال تدق فيها قلوبهم‬

‫ويحاولون أن يتخطوها بأسرع وقت ممكن‪.‬‬
‫إن األمور التي تهمهم بحق هي األفكار والمعتقدات‪ ،‬فإذا‬

‫ما كان الطرف اآلخر غير قادر أو ال يمتلك االرادة والقدرة للتواصل‬
‫معهم بذلك المستوى‪ ،‬فإنهم سيخسرون اهتمامه بسرعة‪،‬‬
‫وهذا ما يعد سب ًبا لشعورهم بسهولة في التواصل مع األنماط‬
‫العامة األخرى (الدبلوماسيون أو المحللون) أكثر من األنماط‬
‫التفصيلية التي ال تستمتع في الحديث عن أمور مجردة‪.‬‬
‫جدا‪ ،‬األمر الذي يؤثر‬

‫كما ذكرنا سابقا‪ ،‬إنهم أفراد عاطفيون ً‬
‫على عالقاتهم العاطفية بطرق عديدة‪ ،‬وتذهب مشاعر البعض‬
‫منهم ألن تكون ملحوظة بشدة‪ ،‬لكن هناك البعض اآلخر منها‬
‫في أعماق عقولهم‪ .‬هذه السمة فد تفاجئ وحتى قد تصعق‬
‫شركاءهم الذين يعتقدون بأنهم عرفوا كل شيء‪ ،‬إذ يميلون‬
‫‪100‬‬
‫أفرادا شديدين ومثيرين لالرتباك لكن ذلك ليس ملحوظ‬

‫ً‬ ‫ليكونوا‬
‫بشكل دائم‪.‬‬
‫جدا في‬
‫هذا السبب هو أحد أسباب عديدة تجعلهم حذرين ً‬
‫االنفتاح والتواصل مع شركائهم‪ ،‬حيث تعني العالقات الكثير‬
‫لهم‪ ،‬فالفشل في عالقة ما يؤذيهم ويجرحهم في الصميم‪ ،‬وقد‬
‫يسألون أنفسهم باستمرار عن سبب فشل تلك العالقة حينما‬
‫سعيدا‪ ،‬مما‬
‫ً‬ ‫كانوا يبذلون كل ما لديهم إلرضاء الشريك وإبقائه‬
‫قد يحطم تقديرهم لذواتهم ويصيبهم باالكتئاب‪ ،‬فهم يرون‬
‫نجاح العالقة مسؤولية مشتركة‪.‬‬
‫في النهاية‪ ،‬هم يرغبون بإيجاد شريكهم الروحي‪ ،‬حبهم‬

‫الحقيقي‪ ،‬الشخص الذي يمكن أن يرتبطوا به بحق‪ ،‬كل شيء‬
‫آخر يعتبر ثانو ًيا بالنسبة لهم‪ ،‬كما أنهم ال يرغبون أن تصبح‬
‫عالقتهم مصد ًرا للتحفيز الفكري (كما يفعل المحللون)‪ ،‬أو مسلية‬
‫(كما يراها المستكشفون)‪ ،‬أو متزنة (كما يفضلها الدفاعيون)‪،‬‬
‫فلن يستقروا إذا لم يشعروا بالترابط بأعمق مستوياته‪ ،‬وإذا‬
‫شعروا بالترابط فإن تفانيهم وشغفهم سيتجاوز باقي أنماط‬
‫الشخصيات‪ ،‬حيث يرى هؤالء األشخاص عالقتهم على أنها أبدية‬
‫وذات روابط غير قابلة للكسر مقدمين كل ما يملكون إلسعاد‬
‫الشريك‪.‬‬
‫‪101‬‬
‫التوافق مع الشركاء من أصحاب األنماط األخرى‬
‫ُيبين الجدول التالي درجات توافق أصحاب نمط أصحاب هذا‬

‫النمط مع أزواجهم وزوجاتهم من أصحاب األنماط األخرى‪:‬‬
‫الشركاء األفضل ‪INFJ-INTJ‬‬

‫‪INFP-ENFP-ENFJ-ENTJ-INTP-ENTP‬‬ ‫شركاء جيدون‬
‫‪ISFP-ESFP-ISTP-ESTP-ISFJ-ESFJ-ISTJ-ESTJ‬‬ ‫توافق نادر‬
‫التوافق األقل‬

‫تشير نتيجة الدراسات المختلفة أن األنماط “‪ ”INTJ‬والـ “‪”INFJ‬‬
‫هم نخبة التوافق نتيجة المتالكهم سمات الحزم واالنفراد التي‬
‫توازن سمات أصحاب هذا النمط المنفتحة والمرنة‪.‬‬
‫‪102‬‬
‫االرتباطات الـمتوقعة ‪Potential Pairings‬‬
‫لنلقي االن نظرة على االرتباطات الـمتوقعة‪ ،‬األمر الـذي‬

‫سيقدم لنا الـمساعدة لفهم‬
‫كيفية عمل هذه الـسمات‬
‫في الـعالقات الـعاطفية‪،‬‬
‫حيث أن كل سمة تقدم‬
‫في‬ ‫مختلفة‬ ‫جوانب‬
‫الـعالقات الـعاطفية‪ ،‬قد‬
‫تكون إيجابية في بعض‬

‫األحيان وسلبية في أحيان‬
‫أخرى‪ ،‬آخذين بعين االعتبار أن ما يمكن توقعه سيساعد‬
‫دائما بأن كل‬
‫ً‬ ‫حتما في نهاية الـمطاف‪ ،‬وبأي حال تذكر‬
‫ً‬
‫فرد هو شخص مميز‪.‬‬
‫صحيحا بالـنسبة لشخص ما‪ ،‬قد ال يكون‬

‫ً‬ ‫وأن ما يعتبر‬
‫كذلك بالـنسبة إلى شخص آخر‪ ،‬وفي النهاية انت ستكون‬
‫الـمسؤول عن إيجاد الـدور الـحقيقي الـذي تلعبه هذه‬
‫الـسمات في عالقاتك‪.‬‬
‫شريك منفرد (إنطوائي)‬ ‫‪ ‬‬
‫‪103‬‬ ‫إن أفضل ما في عالقة تجمعك مع شخص آخر ال يشاركك‬

‫سماتك‪ ،‬هو أن كل منكما سيوازن اآلخر بشكل جيد‪،‬‬

‫اً‬
‫قليل وتفكر‬ ‫سيشجعك الـشريك المنفرد على أن تعطي‬
‫قبل إجراءك أي فعل‪ ،‬كما أنه سيدفعك لتمضي وق ًتا أكبر‬
‫في دراسة نتائج األمور قبل قيامك بمواصلة مهامك‪ .‬أما‬
‫أنت فستخرجه من قوقعته الع ًبا دور الـمرشد االجتماعي‬
‫في عالقتكما‪ ،‬كما أنك بالـمقابل ستشجع شريكك إلنشاء‬
‫عالقات وروابط اجتماعية جديدة‪.‬‬

‫مفيدا‬
‫ً‬ ‫وعلى صعيد الـخالفات وحلها‪ ،‬سيكون هذا االختالف‬
‫لكليكما‪ ،‬مع الـعلم بأن كال الـشريكين يجب أن يكونا‬
‫ناضجين ولديهما اإلرادة لالستماع إلى بعضهما الـبعض‪،‬‬
‫اً‬
‫بدل من تشبث كل منهما برأيه ورفضهما الـكامل لوجهة‬
‫الـنظر الـغير مطابقة لوجهة نظره‪ .‬فإذا ما تم كل شيء‬
‫على ما يرام‪ ،‬سيكون كال الـطرفين قاد ًرا على احتواء نقاط‬
‫ضعف اآلخر وإبراز نقاط قوته‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ،‬فإن االختالف بين الشـريكين قد يكون‬

‫مض ًرا للعالقة بينهما‪ ،‬وقد يتسبب بالـكثير من الـصعوبات‪،‬‬
‫والتأثيرات الـسلبية‪ ،‬وتوازن الـعالقة في حال كان أحد‬
‫الـشريكين أو كليهما غير ناضج بما فيه الكفاية ليستطيع‬
‫تفهم الـطرف اآلخر‪ .‬في حالـة كهذه فإن الـشخص‬ ‫‪104‬‬
‫نوعا من اإلحباط نتيجة لكون شريكه‬

‫االجتماعي سيعاني ً‬
‫جدا‪ ،‬أو لضعف مهاراته االجتماعية‪ ،‬بينما سنجد‬
‫انطوائي ً‬
‫أن الـشخص المنفرد االنطوائي سيشعر باالنزعاج والـضيق‬
‫من كثرة كالم شريكه‪ ،‬وحاجته إلى الـعالقات االجتماعية‪.‬‬
‫نصائح لك‬
‫‪ُ -1‬ك ْن صبو ًرا‪ ،‬إذ أن شريكك قد يحتاج إلى الكثير من‬
‫الـوقت لينفتح عليك‪.‬‬
‫عند لقاء الشريك عليك اختيار أماكن يقل فيها الـضغط‬ ‫‪-2‬‬
‫االجتماعي‪ ،‬إذ أن شريكك قد يشعر بعدم االرتياح في‬
‫األماكن الـمكتظة باألشخاص‪.‬‬
‫‪105‬‬
‫‪ -3‬ال تكن قاس ًيا‪ ،‬في بعض‬

‫األحيان‪ ،‬يكون الـحديث الـقصير‬
‫بالـنسبة‬ ‫ذاته‬ ‫بحد‬ ‫تحد ًيا‬
‫لشخص منفرد‪ ،‬على الـرغم من‬
‫أن تجنب ذلك هو أمر صعب في‬
‫بداية العالقة‪ ،‬ال تكن قاس ًيا‬
‫اً‬
‫محاول جعل شريكك يتحدث كثي ًرا عن نفسه‪ ،‬إذ أن ذلك‬
‫سيشعره بعدم االرتياح‪.‬‬

‫متسامحا‪ ،‬حيث يعاني شريكك من مصاعب في‬
‫ً‬ ‫ُك ْن‬ ‫‪-4‬‬
‫الـتواصل مع اآلخرين‪ ،‬أو حتى في الـتواصل معك أنت لمدة‬
‫وت َذ َّكر أنه يتعب من الـتفاعل االجتماعي‬
‫طويلة من الـوقت‪َ ،‬‬
‫على عكس طبيعتك‪ُ ،‬ك ْن ُم َت َف ِ‬

‫ه ًما عند رغبته للبقاء بمفرده‪،‬‬
‫وأعطه الـمساحة الكافية ليتصرف بحريته‪ ،‬ال تسأله فيما إذا‬
‫ِ‬
‫كان هناك خطب ما‪ ،‬إذ ال يوجد هناك ما يمكنك فعله‪ ،‬إنه‬
‫وببساطة يريد أن يكون بمفرده‪.‬‬
‫نصائح للشريك‬
‫ً‬
‫حديثا قصي ًرا هو أمر البد منه في‬ ‫‪ -1‬ال تجهد نفسك‪ ،‬إن‬
‫جيدا في ذلك‪ ،‬ال‬
‫بداية العالقة‪ ،‬وعلى الـرغم من أنك لست ً‬
‫محاول أن ُت ْظ ِ‬
‫هر نفسك بمظهر الـمتحدث‬ ‫اً‬ ‫ُت ْج ِ‬
‫هد نفسك‬
‫‪106‬‬
‫واالجتماعي‪ ،‬دع شريكك يستلم زمام األمور‪.‬‬
‫‪َ -2‬ت َك َّلم وشارك أفكارك‪ ،‬فعند دخولك بعالقة عاطفية‬

‫تذكر أنه عليك مشاركة أفكارك مع الـشريك‪ ،‬وأال تستمر على‬
‫طبعك باحتفاظك بكل شيء لنفسك‪.‬‬
‫‪ -3‬ربما تجد صعوبة في الـتواصل مع اآلخرين‪ ،‬على األرجح‬

‫سيبرر شريكك األمر‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني عدم مشاركتك‬
‫بالـحديث وطرح األفكار‪.‬‬
‫متسامحا‪ ،‬إن شريكك قد يجد صعوبة في تفهم‬

‫ً‬ ‫‪ُ -4‬ك ْن‬
‫رغبتك بإمضاء بعض الـوقت بمفردك اً‬
‫بدل من أن تتحدث‬
‫إليه‪ ،‬إذ أنه قد يسألك إذا كان قد تسبب لك باالنزعاج‪.‬‬
‫شريك اجتماعي‬ ‫‪ ‬‬
‫أفضل أمر في عالقتك مع شخص ذو نمط اجتماعي‪ ،‬هو‬

‫أن كليكما سيمتدح اآلخر بشكل جميل فيما يتعلق باألمور‬
‫االجتماعية‪ ،‬وبما أن كال الـشريكين منفتحين ولديهما‬
‫دائرة واسعة من األصدقاء والـنشاطات االجتماعية‪ ،‬يجب أال‬
‫يحدث أي توتر بالـعالقة بينهما حيث أن الحاجة االجتماعية‬
‫مطلوبة لدى كال الـطرفين‪.‬‬
‫‪107‬‬
‫أما بالـنسبة للمشاكل وحلها‪ ،‬فإنكما ستكونان جيدين‬

‫في ذلك‪ ،‬على عكس األشخاص المنفردين الـذين اعتادوا‬
‫الـتفكير كثي ًرا ثم الـتعبير عن آرائهم كالم ًيا‪ ،‬فإن المنفتحين‬
‫يفكرون فيما هم يتكلمون‪ ،‬وبذلك ستعبران كليكما عن‬
‫أفكاركما في نقاش مباشر اً‬
‫بدل من أخذ وقت أطول للتفكير‬
‫وتشكيل األفكار بصورة كاملة في ذهن كل منكما‪.‬‬
‫ويعتبر الـتركيز الـكبير على الـعالقات االجتماعية والـحفاظ‬

‫عليها أم ًرا خطي ًرا‪ ،‬حيث أن كال الـطرفين اعتاد إمضاء الـكثير‬
‫‪108‬‬
‫من الـوقت مع األصدقاء قبل بدء الـعالقة‪ ،‬ولذلك فان ترتيب‬

‫األوليات سيعتبر تحد ًيا لكال الـطرفين‪ ،‬وفي حال عدم قدرة‬
‫أحدهما على مراعاة حقوق الـشريك سيؤدي ذلك إلى َج ْر ِحه‬
‫عاجل أم اً‬
‫آجل‪.‬‬ ‫اً‬
‫نصائح للطرفين‬
‫‪َ -1‬ت َح َّكم بوقتك‪ ،‬ال يبدو أن أ ًيا من الـطرفين لديه صعوبة‬
‫في الـتواصل مع اآلخرين‪ ،‬إال أنه يتوجب على الـطرفين بذل‬
‫الـجهد الـالزم إلعطاء الـمساحة الـكافية لعالقتهما‪.‬‬
‫‪ -2‬كون امتالك كل منكما الـعديد من االصدقاء الـذين‬

‫قد اعتادوا وجودكما الـدائم معهم‪ ،‬فإنه على الـطرفين‬
‫أال يتظاهرا بأن شي ًئا لم يتغير في العالقة مع أصدقائهم‪،‬‬
‫وإعالمهم بضرورة أخذ هذا الـتغيير بعين االعتبار‪.‬‬
‫‪ -3‬كشخص منفتح‪ ،‬اعتدت على الـتفكير بينما تتكلم‪ ،‬وعلى‬

‫الـرغم من ذلك‪ ،‬عليك أن تقوم ببذل جهد لتطور مهارتك‬
‫جدا في عالقتك الـعاطفية‪.‬‬ ‫باالستماع ً‬
‫أيضا‪ ،‬إذ أنها ضرورية ً‬
‫‪ -4‬ربما اعتدت على مشاركة أصدقائك بالـكثير من تفاصيل‬

‫حياتك الـيومية‪ ،‬إنه من الـضروري تغيير هذه الـعادة‬
‫‪109‬‬ ‫واالحتفاظ باألمور الخصوصية لنفسك عند دخولك بعالقة‪.‬‬
‫‪ -5‬من الـممكن أن تواجه بعض الـصعوبات في إمضاء‬

‫الـوقت بمفردك‪ ،‬أو مركزا على أمر ما لمدة طويلة‪ ،‬تع ّلم كيف‬
‫جيدا على تركيزك عند حاجتك للتركيز (عند الـدراسة‬
‫تحافظ ً‬
‫مثال)‪.‬‬
‫الـشريك ذو النظرة العامة الشمولية‬ ‫‪ ‬‬
‫كأشخاص أصحاب نظرة عامة شمولية‪ ،‬فإن كليكما يميل‬

‫إلمضاء وقت أكثر في استكشاف عالـم من األفكار اً‬
‫بدل من‬

‫بقائكم في عالـم الـواقع‪ ،‬تعتبر العالقة بين شخصين من‬
‫أصحاب النظرة العامة عالقة ممتعة‪ ،‬حيث أن كال الـطرفين‬
‫قادر على الـتواصل مع الـشريك وتفهمه دون أن يتفوه‬
‫بكلمة‪.‬‬
‫األشخاص أصحاب النظرة الشمولية نادرين وتبلغ نسبتهم‬

‫(‪ )%25_21‬فقط‪ ،‬فإن أمكنك أن تجد شخص منهم فهو‬
‫أمر رائع بحد ذاته‪ ،‬وعادة ما يكون الـتواصل بين هذين‬
‫الـشريكين فور ًيا‪ ،‬مما يجعلهما يشعران بوجود شخص‬
‫يفهمها حقا‪ ،‬كما أنهما من غير الـمتوقع أال يجدا شي ًئا‬
‫ليتحدثا به‪ ،‬مما يعد ميزة لكال الـطرفين خاصة في فترة‬
‫الـمواعدة‪ ،‬إال أنه وفي بعض األحيان تتسبب األمور الـمادية‬
‫بالـمشاكل ما بين الـطرفين‪ .‬في النهاية على واحد منهما‬
‫‪110‬‬
‫أخذ زمام الـقيادة في األمور األساسية كالـتسوق والـطبخ‬

‫والـصيانة وإدارة األموال وغيرها من األعمال الـتي ال يميل‬
‫األشخاص الـعامين إلى الـتعامل معها بشكل جيد‪ ،‬مما قد‬
‫يولد بعضا من الـتوتر في الـعالقة بين الـطرفين‪.‬‬
‫مشكلة أخرى من الـممكن أن يواجهها الـطرفان وهي‬

‫الـعامين غالـ ًبا ما‬
‫ْ‬ ‫مقاطعة كل منهما اآلخر‪ ،‬حيث أن‬
‫يضيعون في عالـم من األفكار منتقلين من فكرة إلى أخرى‪،‬‬
‫رائعا فيما يتعلق باإلبداع‬

‫ً‬ ‫ورغم أن هذه الـسمة تعتبر أم ًرا‬
‫واالختراع‪ ،‬إال أن ذلك قد يسبب مشاكل عديدة في الـعالقة‪.‬‬
‫نصائح للشريكين‬
‫جيدا في إدارة األمور‬

‫ً‬ ‫‪ -1‬ال يبدو أن أي من الـطرفين‬
‫الروتينية والـمهام الـيومية‪ ،‬على أي حال‪ ،‬إنه من الـمهم‬
‫الـتعامل مع هذه األمور في وقتها لتالفي أية مشاكل في‬
‫الـمستقبل‪.‬‬
‫‪ -2‬كليكما يجد الـتعامل مع األفكار أم ًرا أسهل من الـتعامل‬

‫مع األمور المادية‪ ،‬ولذلك حاوال أال يدفع أحدكما شريكه أو‬
‫جيدا لحواسه‬
‫ً‬ ‫استخداما‬
‫ً‬ ‫نفسه للقيام بنشاطات تتطلب‬
‫‪111‬‬ ‫هاما خاصة في مرحلة الـمواعدة‪.‬‬

‫ً‬ ‫الـخمسة‪ ،‬وهو ما يعتبر‬
‫‪ -3‬نظرا لطبيعتك الـعامة‪ ،‬فإن كليكما لديه الكثير من‬

‫األفكار الـتي قد تكون أو ال تكون واقعية‪ ،‬حاوال أن تبقيا‬
‫واقعيين‪.‬‬
‫‪ -4‬يمضي كليكما الكثير من الـوقت مفك ًرا في الـمستقبل‪،‬‬

‫حاوال أن تجدا طريقة لالستمتاع بالـحاضر أيضا‪.‬‬
‫‪ -5‬إن مخيلتك تعتبر من أروع مزاياك‪ ،‬فاستخدمها وشارك‬

‫الـشريك بها‪ ،‬فقد يكون لديه وجهة نظر أخرى في الـوقت‬

‫الذي يتفهم فيه وجهة نظرك‪.‬‬
‫الـشريك ذو النظرة المحددة التفصيلية‬ ‫‪ ‬‬
‫يعتبر هذا الـمزيج هو األكثر تحد ًيا‪ ،‬إال أنه األكثر إرضاء‪،‬‬
‫ففي بعض العالقات تجد أن الـفارق بين الـسمات العامة‬
‫جدا‪ ،‬ففي الكثير من الحاالت تحدث مشاكل‬
‫والمحددة كبي ٌر ً‬
‫في التواصل بين الطرفين ويتساءل كال الـطرفين لماذا‬
‫ال يفهمهم الطرف اآلخر وال يستمع إلـيهم‪ ،‬وفي حاالت‬
‫أخرى نجد أن الـطرفين قادران على الـتعامل مع بعضهما‬
‫واستيعاب اختالف كل منهما‪ ،‬ما يجعلها نقط قوة تزيل‬
‫نقاط الـضعف في كل منهما‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫في الـواقع‪ ،‬إن االختالف الـرئيسي بين الـسمات العامة‬

‫والمحددة يمكن تحديده بسهولة‪ ،‬إذ سيركز الـشريك العام‬
‫على األفكار‪ ،‬االحتماالت‪ ،‬األحالم‪ ،‬والـروابط ما بين األحداث‪،‬‬
‫مفكرين بالـمستقبل اً‬
‫بدل من الـماضي‪ .‬أما الـشريك المحدد‬
‫سيعطي أولوياته لألمور الـملموسة‪ ،‬الـحواس‪ ،‬الـمالحظات‪،‬‬
‫الـحقائق‪ ،‬واألمور الـيومية‪ ،‬ويركز على الـواقع أكثر من‬
‫اهتمامه بالـمستقبل‪.‬‬
‫‪113‬‬
‫ومما ال شك فيه أن كليكما ستحتاجان لـوقت ليتفهم كل‬

‫منكما كيفية تفكير الـطرف اآلخر ومعالجته لألمور‪ ،‬وإذا‬
‫ما تم كل شيء بشكل جيد فأنكما ستحصالن على عالقة‬
‫ُمرضية وقادرة على إلـهام شريكك وتقديم الـكثير من األفكار‬
‫سيؤمن الـشريك‬
‫ّ‬ ‫الممتعة التي تجعلك العالقة رائعة‪ ،‬كما‬
‫المحدد تنفيذ هذه األفكار وتطبيقها على أرض الـواقع‪،‬‬
‫وسيتولى الـقيام باألمور المادية الـتي يمكن ان تنساها‬
‫مفتاحا في هذه‬ ‫دائما ‪،‬فإن الـتواصل يعتبر‬ ‫أنت‪ ،‬وكما هو‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫الـعالقة‪ ،‬إذ سيكون هناك الـكثير من سوء الـتفاهم خاصة‬
‫في الـبدايات‪ ،‬إال أن ذلك لن يسبب مشاكل كبيرة إذا قام‬
‫الـطرفين بالـتحاور بعقلية منفتحة متحلين باإلرادة الـالزمة‬
‫إليجاد الـحلول الـمناسبة‪.‬‬
‫‪ -1‬كن صبو ًرا‪ ،‬إذ أن شريكك المحدد يجد بعض الـصعوبات‬

‫في تفهم بعض أفكارك‪.‬‬
‫‪ -2‬قم بتطوير مهارتك الـواقعية‪ ،‬فبالـرغم من أن مخيلتك‬

‫الخصبة تعتبر من مزاياك الـرائعة‪ ،‬إال أنها لن تقدم لك‬
‫الـمساعدة عندما تريد أن تتذكر الـعطر الـمفضل لدى‬
‫شريكك أو أين وضعت مفاتيح سيارتك‪.‬‬
‫‪114‬‬
‫‪ -3‬غالـبا ما يبالـغ األشخاص الشموليون بتقدير مهارتهم‬

‫وقدراتهم مقدمين أفكار جديدة رائعة ومشوقة من دون‬
‫الـتفكير بكيفية تطبيقها على أرض الـواقع‪ ،‬فتع ّلم كيف‬
‫تبقى أكثر قر ًبا من واقعك‪.‬‬
‫‪ -4‬تذكر أن تستمتع بالـحاضر‪ ،‬حيث أنك تمضي وق ًتا كبي ًرا‬

‫في الـتفكير بالـمستقبل‪ ،‬أوجد طريقة لتستمتع بحاضرك‬
‫متذك ًرا أن الـوقت يمر بسرعة‪.‬‬
‫‪ -1‬كن صبو ًرا‪ ،‬إذ أن شريكك الـعام قد يجد صعوبات في‬

‫الـتعامل مع األمور الـمادية أو مالحظة ما يحيط به‪.‬‬
‫‪ -2‬تميل بشكل عام ألن تكون عمل ًيا وواقع ًيا‪ ،‬إال أنه من‬
‫اً‬
‫متأمل ما‬ ‫الـضروري في بعض األحيان إمضاء بعض الـوقت‬
‫اً‬
‫قليل كل‬ ‫يحيط بك في الـعالـم الـمادي‪ ،‬ودع نفسك تحلم‬
‫فترة‪.‬‬
‫‪ -3‬غالـبا ما يركز األشخاص المحددون كثيرا على الـروتين‬

‫واألمور الـفيزيائية‪ ،‬فقم بتحفيز مخيلتك‪ ،‬وال تخف من‬
‫استكشاف األفكار بغض الـنظر عن إذا ما كانت واقعية‬
‫‪115‬‬ ‫وقابلة للتطبيق أم ال‪.‬‬
‫‪ -4‬تذكر أن تفكر بالـمستقبل‪ ،‬فبالـرغم من أنك تركز‬

‫على الـماضي والـحاضر‪ ،‬حاول أن تجد وقتا تخصصه للتفكير‬
‫بالـمستقبل أيضا‪ ،‬ذلك ال يعني أن تقوم بوضع خطط معقدة‬
‫طويلة األمد‪ ،‬فقط وبكل بساطة تخيل واستكشف الخيارات‬
‫الـتي تواردك‪.‬‬
‫الشريك العقالني‪:‬‬ ‫‪ ‬‬
‫من الـممكن أن تكون الـعالقة ما بين (عقالني وعاطفي)‬

‫جدا‪ ،‬حيث أن كال الـطرفين سيكون قاد ًرا على‬
‫مرضية ً‬
‫تعليم الـطرف اآلخر كيفية الـنظر إلى األمور من وجهة‬
‫نظر مختلفة كل ًيا‪ ،‬وعلى أي حال‪ ،‬من الـضروري أن يكون كال‬
‫الـطرفين متفاهمين ويحترمان اختالفهما‪ ،‬ومن الـممكن‬
‫أن يصدر بين الحين واآلخر بعض االنتقادات الغير مبررة من‬
‫كال الـطرفين‪ ،‬أي أن الـمفكر سيشتكي كون شريكه عاطفيا‬
‫جدا وغير عقالني‪ ،‬كما سيجيب العاطفي بأن الـطرف اآلخر‬
‫ً‬
‫بارد األحاسيس‪.‬‬
‫إن أهمية سمة الـتفكير ال تعني أن األشخاص الـذي‬

‫يمتلكون هذه الـصفة هم أشخاص غير عاطفيين‪ ،‬إذ أن كال‬
‫الـنمطين (العقالني والـعاطفي) يمتلكان مشاعر عميقة‪،‬‬
‫إال أن الـمفكرين يسعون إلخفاء مشاعرهم عن الـعالـم‬
‫‪116‬‬
‫ً‬
‫خوفا من أن يفقدوا الـتحكم بمشاعرهم بغض‬ ‫الـخارجي‬
‫الـنظر عن الـظروف الـتي قد يوضعون فيها‪ ،‬وكذلك فإن‬
‫هيمنة سمة الـعاطفية ال تعني أن األشخاص الـذين‬
‫يمتلكون هذه الـصفة هم أشخاص ال عقالنيين‪ ،‬وإنما هم‬
‫ً‬
‫مختلفا من الـشخصية واضعين الـتناغم‬ ‫ً‬
‫نمطا‬ ‫يستخدمون‬
‫واألحاسيس فوق الحقائق الـقاسية والـباردة‪ ،‬حيث يميل‬
‫الـعاطفيون إلظهار مشاعرهم بشكل واضح على عكس ما‬
‫يقوم به الـمفكرون‪.‬‬
‫نصائح للشريك‪:‬‬
‫متسامحا وتذكر أن شريكك قد ال يقدر الـحقائق‬

‫ً‬ ‫‪ -1‬كن‬
‫والـواقع كما تفعل أنت‪ ،‬إذ يميل إلعطاء األولوية للتناغم‬
‫والـقيم واألخالقيات‪.‬‬
‫‪ -2‬يتميز شريكك بقدرته على‬

‫معرفة مشاعر اآلخرين كما‬
‫يتوقع الـشيء نفسه منك‪،‬‬
‫فحاول أن تتع ّلم ذلك ً‬
‫أيضا‪ ،‬إذ‬
‫أنه من الـمحبط له أن يكون‬
‫جوابك بأنك بخير بينما‬
‫‪117‬‬
‫يكون من الـواضح أن هنالـك شي ًئا ما غير طبيعي‪ ،‬أبق في‬

‫ذهنك أن هذا األمر هو مجرد خطأ في الـتوقعات‪ ،‬إذ أنك‬
‫اعتدت على الـتعامل مع الـمعلومات‪ ،‬بينما اعتاد الـشريك‬
‫على الـتعامل مع الـمشاعر واألحاسيس‪.‬‬
‫‪ -3‬كن حذرا في انتقاداتك‪ ،‬إذ أن الـعاطفيين غال ًبا ما‬

‫يكونون حساسين تجاه االنتقادات الـموجهة إلـيهم‪،‬‬
‫وحاول أن توجه انتقاداتك إلـيهم بطريقة هادئة‪.‬‬

‫‪ -4‬تع ّلم كيف تكون مسترخ ًيا إذ ال حاجة للقلق عندما‬
‫تمضي وق ًتا مسل ًيا مع الـشريك‪.‬‬
‫متسامحا وتذكر‬
‫ً‬ ‫‪ -1‬كن‬
‫أن شريكك قد يكون‬
‫اهتماما بالـواقع‬
‫ً‬ ‫أكثر‬
‫من اهتمامه بما يشعر‬
‫به اآلخرون ويميل إلى‬
‫الـتركيز على إيجاد حلول‬
‫عقالنية‪.‬‬
‫ً‬
‫هادئا وحاول‬ ‫َ‬
‫ابق‬ ‫‪-2‬‬ ‫‪118‬‬
‫أال تأخذ االنتقاد على محمل شخصي‪ ،‬ففي بعض الـحاالت‬

‫سيقوم شريكك ببساطة بنقد فكرة ما أو تقييم حالـة‬
‫معينة ال أن ينتقد تصرفاتك‪.‬‬
‫وسعيدا فقط‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫هادئا‬ ‫‪ -3‬ال تجزم بضرورة بقاء شريكك‬
‫دائما‪.‬‬
‫ً‬ ‫لسبب أنه يظهر مشاعره‬
‫صبورا‪ ،‬إذ أن شريكك ال يمتلك مهاراتك في معرفة‬

‫‪ -4‬كن ً‬
‫الحالـة العاطفية لآلخرين‪ ،‬ونتيجة لذلك سيخطئ فهم‬
‫مشاعرك وأحاسيسك في بعض االحيان‪ ،‬وقد تشعر باإلحباط‬

‫نتيجة لعدم قدرته على استنتاج ما تريد قوله له‪.‬‬
‫الـشريك الـعاطفي‬ ‫‪ ‬‬
‫عادة ما تكون الـعالقة ما بين هذين الطرفين مليئة‬

‫بالحماس والـتعبير عن الـحب‪ ،‬كالكما يميل للتعبير عما‬
‫في قلبه ومشاعره بشكل واضح‪ ،‬وعلى الـرغم من الـتعبير‬
‫الـواضح عن مشاعركما بشكل دائم‪ ،‬إال أن ذلك ال ُيغني عن‬
‫المجادالت الـعاطفية‪ ،‬إذ أن كل منكما ينتمي إلى خلفية‬
‫مختلفة ويمتلك أفكا ًرا مختلفة‪.‬‬
‫‪119‬‬
‫بما أن كال الطرفين ال يبديان ارتياحهما في أن يكون‬

‫أحدهما تفصيلي (الذي غال ًبا ما يكون مطلو ًبا في مثل‬
‫هذه الحاالت) ستمر بعض األوقات الـتي سيشعر فيها‬
‫كليهما باإلحباط أو عدم الـسعادة‪ ،‬ولتفادي وقوع مشاكل‬
‫كهذه يجب على كال الطرفين بذل الجهود الالزمة لتطوير‬
‫وحساسا هو أمر‬
‫ً‬ ‫مهاراتهما في الـتفكير‪ ،‬فأن تكون طي ًبا‬
‫جدا‪ ،‬ولكن لن تستطيع الـوصول إلى حل أو تسوية‬
‫مهم ً‬
‫واتخاذ الـقرار الـمناسب‪.‬‬

‫هناك اختالف ما بين كونك منفتح على اآلخرين بمشاعرك‬
‫وبين الـسماح لها بالـتحكم بكل قرارات حياتك ولذلك يجب‬
‫ايجاد التوازن الـمطلوب‪.‬‬
‫‪ -1‬ال تخشى من التعامل مع الوقائع‪ ،‬في بعض األوقات‬

‫حساسا‪ ،‬وفي أوقات أخرى ستكون بحاجة‬
‫ً‬ ‫ستحتاج أن تكون‬
‫أن تضع مشاعرك جان ًبا‪.‬‬
‫‪ -2‬كن ذو عقيلة منفتحة‪ ،‬كشخص عاطفي قد تجد صعوبة‬

‫بتقبل وجهات الـنظر الـتي ال تتوافق مع قيمك ومبادئك‪،‬‬
‫تتقبل إمكانية امتالك شريكك آلراء مختلفة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫عليك أن‬ ‫‪120‬‬
‫‪ -3‬كن حذ ًرا عند توجيه انتقاداتك‪ ،‬حيث أن كليكما يتأثر‬

‫باالنتقاد‪ ،‬وكن حذ ًرا عند إشارتك ألمر محدد وحاول أن‬
‫تقوم بذلك بطريقة هادئة‪ ،‬وعلى الجانب اآلخر‪ ،‬حاول أال‬
‫تأخذ االنتقاد بشكل شخصي‪ ،‬ففي بعض الـحاالت سيقوم‬
‫قيم حالـة محددة ال بانتقادك‬
‫شريكك بانتقاد فكرة ما أو ُي ِّ‬
‫بشكل شخصي‪.‬‬
‫‪ -4‬كونكما تمتلكان نفس الـقيم والـمباديء‪ ،‬فإن هناك‬

‫خط ًرا من إيجاد صعوبة‬
‫اآلخر‪،‬‬ ‫في استكشاف كل طرف جوانب الطرف‬

‫على كال الـشريكين تحدي‬
‫معتقداتهما والـخروج من‬
‫بيئة راحتهما لتحقيق‬
‫شيء من‬
‫الـتطور وبناء‬
‫الـشخصية‪.‬‬
‫‪121‬‬
‫الـشريك الحازم‬
‫يتمتع األشخاص الحازمون بعمل االستراتيجيات وااللـتزام‬

‫بأمور محددة‪ ،‬أما أنت على الطرف اآلخر تحب أن تبقي‬
‫خياراتك مفتوحة لمزيد من البدائل والفرص‪ .‬إن العالقة بين‬
‫أفراد حازمين وآخرين مرنين غال ًبا ما تكون قاسية ومليئة‬
‫بالتحدي‪ ,‬لكن هناك الكثير من المزايا الكامنة ً‬
‫أيضا إذا ما‬
‫كان لدى كال الطرفين اإلرادة ألخذ الوقت الالزم الستكشاف‬

‫وفهم اختالفات اآلخر‪.‬‬
‫تكمن الصعوبة األساسية في أن اً‬

‫كل منكما يحمل مجموعة‬
‫من األفكار و وجهات النظر المختلفة والمتعارضة فيما‬
‫يتعلق بالتخطيط و تنفيذ هذه الخطط‪ ،‬سيحاول الشريك‬
‫الحازم أن يضع خطة وااللتزام بها إلى نهايتها‪ ،‬أما بالـنسبة‬
‫لألشخاص الـمرنين من الممكن أن يكونوا مترددين وحتى‬
‫كسولين في بعض األمور مركزين على الـمهام الـتي تروق‬
‫لهم ومتجاهلين ما تبقى مما قد يشكل موازنة مع إحساسك‬
‫بالـمسؤولية ويؤدي لخلق التوتر في العالقة بينكما‪.‬‬
‫وفي جميع األحوال‪ ,‬لكل عالقة أوجه إيجابية وأخرى سلبية‪,‬‬

‫والـعالقة بين األشخاص الحازمين والمرنين ليست بمنأى‬
‫عن هذه الـقاعدة‪ ,‬وطالـما أن لديكما اإلرادة لتسوية هذه‬
‫‪122‬‬
‫االختالفات‪ ,‬فإنها تتحول إلى نقاط قوة كبيرة تغطي نقاط‬

‫الـضعف في كال الـشريكين‪.‬‬
‫لتحقيق ذلك يتوجب على الـطرفين بذل الـجهود الالزمة‬

‫معا‪ً ,‬‬
‫فإذا على كال‬ ‫إليجاد الـحلول الـمناسبة والـمرضية لهما ً‬
‫الـشريكين أن يمتلك اإلرادة لمساعدة شريكه باألمور الـتي‬
‫يجد فيها تحد له‪ ,‬مدركين أن ليس من الـضروري الـنجاح‬
‫في ذلك كل مرة‪.‬‬
‫مشكلة أخرى قد تواجهانها‪ ،‬وهي أن كليكما يجد صعوبة‬

‫في تغيير عاداته‪ ،‬األمر الـذي ُيع َتبر‬
‫جيدا فيما يتعلق بالـواجبات‬
‫ً‬
‫وااللـتزامات‪ ،‬إال أن ذلك قد‬
‫يحرمكما من خيارات‬
‫أخرى قد تكون أفضل‪،‬‬
‫وعلى عكس األشخاص‬
‫المرنين الـذين يكونون‬
‫بشكل عام أكثر تراخ ًيا‬
‫تجاه واجباتهم والـمواعيد‬
‫الـنهائية‪ ،‬فإن األنماط الحازمة‬
‫‪123‬‬ ‫تشعر بالـتوتر عندما ال تسير‬
‫األمور كما هو مخطط لها‪.‬‬
‫َّ‬
‫وتعلم كيف تبتعد في عالقتك‬ ‫تنبه جيدا لهذه الـميول‬
‫بشريكك عن أخالقيات الـعمل الـصارمة كهذه‪.‬‬
‫‪ -1‬عليك أن تتواصل بشكل دائم مع الـشريك‪ ,‬غالـبا ما‬

‫سيحبطك عدم مرونته في الـتخطيط لكل األمور‪ ,‬ال تع ّيره‬
‫بل حاول أن تفهم ما الـذي يقوده للتصرف بهذه الـطريقة‪,‬‬
‫ً‬
‫عوضا‬ ‫و تذكر أن شريكك معتاد على إعطاء األولية للتخطيط‬

‫عن الـراحة والـتمتع بالـوقت‪.‬‬
‫ممتعا تجربة أمور جديدة‪ ,‬إال أنه‬

‫ً‬ ‫‪ -2‬كشخص مرن‪ ,‬تجده‬
‫عليك ان تتع ّلم االلـتزام بالـمهام الـموكلة إلـيك وأال تسمح‬
‫لذهنك بالـخروج عن مساره عندما تبرز الـحاجة إلنهاء شيء‬
‫محدد‪.‬‬
‫ً‬
‫تفاوتا كبي ًرا بعدم‬ ‫‪ -3‬قم بمراقبة محيطك‪ ,‬ربما تمتلك‬
‫التنظيم مقارنة مع شريكك الحازم‪ ,‬وال تتجاهل أعمالك‬
‫المنزلية‪.‬‬
‫‪ -4‬ال تكن كثير الـشكوى‪ ,‬يميل األشخاص المرنون إلى‬

‫االمتناع عن األعمال الـروتينية‪ ,‬وغال ًبا ما يهملونها باحثين‬
‫عن أمور أخرى تبدو أكثر متعة لهم‪ ,‬ليست كل األعمال‬ ‫‪124‬‬
‫ممتعة‪ ,‬إال أنه يجب عليك بذل الـجهود الالزمة ومشاركة‬

‫الـشريك بإنجاز األعمال الـمنزلية‪.‬‬
‫‪ -1‬عليك أن تتواصل مع الـشريك بشكل دائم‪ ,‬إن طبيعة‬

‫شريكك الـمترددة والـمتراخية غال ًبا ما ستحبطك‪ ,‬ال تقم‬
‫بتعييره بل حاول أن تتفهم االسباب الـتي تجعله يتصرف‬
‫مهتما‬
‫ً‬ ‫بهذه الـطريقة‪ ,‬وتذكر ان شريكك قد ال يكون‬
‫بالـخطط والـجداول الـتنفيذية كاهتمامك‪.‬‬
‫‪ -2‬كن ذو عقلية منفتحة‪ ,‬نتيجة لكونك تتحلى بشخصية‬

‫حازمة قد تجد تحد ًيا بقبول حقيقة إمكانية وجود حلين‬
‫عنيدا وجدل ًيا في‬
‫ً‬ ‫صحيحين لمسألـة واحدة‪ ,‬حاول أال تكون‬
‫الـحاالت الـتي يوافقك فيها الـشريك رأيك‪.‬‬
‫‪ -3‬قم بتجربة األمور‪ ,‬إن ميلك العداد الـخطط يشكل لك‬

‫صعوبة عند إقادمك على تجربة أمر جديد‪.‬‬
‫‪ -4‬ال ترهق نفسك‪ ,‬إن رغبتك بإنهاء مهامك يدخل الـكثير‬

‫من الـتوتر في حياتك وفي عالقتك مع الـشريك عليك ان‬
‫تتع ّلم كيف تسترخي‪.‬‬
‫‪125‬‬
‫الـشريك المرن‬ ‫‪ ‬‬
‫يميل األشخاص أصحاب األنماط المرنة إلبقاء خياراتهم‬

‫دائما عن الخيارات والـفرص الـبديلة‪،‬‬
‫ً‬ ‫مفتوحة‪ ،‬فهم يبحثون‬
‫إن الـعالقة بين أشخاص يتشاركون نفس طريقة الـتفكير‬
‫غالـ ًبا ما تجعل من النادر حدوث توتر بينكما أو أن تواجها‬
‫صعوبة في إيجاد وقت للتسلية‪ ،‬مرحكما واقتناصكما للفرص‬
‫سيؤمن عدم دخول الملل لعالقتكما‪.‬‬

‫من جهة أخرى‪ ,‬فإن هناك جانب آخر لكل قصة و العالقة‬
‫بين شخصين مرنين ليست استثناء من ذلك‪ .‬إن العفوية و‬
‫االرتجال يترافقان بدرجة من عدم التوازن‪ ،‬األمر الذي يسبب‬
‫التوتر في العالقة‪ ,‬على سبيل المثال‪ :‬يخطئ األفراد المرنون‬
‫في التخطيط‪ ،‬األمور الروتينية‪ ,‬والمهام العقلية وغال ًبا ما‬
‫يجدون صعوبة في التركيز شاردين باحثين عن شيء أكثر‬
‫متعة‪ ,‬وحيث أن كليكما تتشاركان نفس السمة‪ ,‬فلن يوجد‬
‫أحد ليكسر الركود‪.‬‬
‫ومن الممكن أن يكون األشخاص أصحاب سمة المرونة‬

‫مترددين وحتى كسولين في بعض األمور‪ ،‬مركزين فقط‬
‫على الـمهام الـتي تروق لهم ومتجاهلين ما تبقى‪ ،‬فإذا لم‬
‫‪126‬‬
‫يكن من الممكن لهم أن يوازنوا ذلك من خالل شريكهم‪,‬‬
‫فإن الجانب العملي من العالقة سيصبح مصدرا للمشاكل‪,‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ,‬تمر كل عالقة بمرحلة تحتاج فيها للتخطيط‬
‫للمستقبل وااللتزام بهذه الخطط بغض النظر عن مقدار‬
‫التحدي الناجم عن ذلك‪ ,‬وحاالت كهذه قد تسبب التوتر‬
‫لألفراد المرنين‪ ,‬وستجدان الكثير من األمثلة في حياتكما‬
‫تتضح فيها هذه السمات‪ .‬ويجدر القول هنا أن تحديد‬
‫المشكلة هو نصف الحل‪ ,‬وإذا ما كان لدى كليكما اإلرادة‬
‫لبذل الجهود الالزمة للحظ و تعريف نقاط الضعف‪ ،‬فلن‬
‫يكون هناك سبب يمنع أن تكون عالقتكما متزنة‪.‬‬
‫معا بشكل دائم‪ ,‬إن طبيعتكما‬

‫‪ -1‬عليكما أن تتواصال ً‬
‫الـمترددة والـمتراخية غال ًبا ما ستحبطكما‪ ,‬والعكس صحيح‪,‬‬
‫حاوال أن تجدا كيف من الممكن أن يدعم أحدكما اآلخر‪.‬‬
‫‪127‬‬
‫ممتعا‬
‫ً‬ ‫‪ -2‬كأشخاص يعتمدون على المرونة‪ ,‬تجدونه‬
‫تجربة أمور جديدة‪ ,‬إال أنه عليكما أن تتع ّلما االلـتزام بالـمهام‬
‫الـموكلة إلـيكما و أال تسمحا لذهنكما بالـخروج عن مساره‬
‫عندما تبرز الـحاجة إلنهاء شيء محدد‪.‬‬
‫ً‬
‫تفاوتا بعدم التنظيم‪,‬‬ ‫‪ -3‬راقبا محيطكما‪ ,‬ربما تمتلكان‬
‫لكن ذلك ال يعني أنه عليكما تجاهل أعمال المنزل‪ .‬اقتسما‬
‫المهام وال تؤجالها إلى اللحظة األخيرة‪.‬‬

‫‪ -4‬ال تكونا كثيري الـشكوى‪ ,‬يميل األشخاص المرنون إلى‬
‫االمتناع عن األعمال الـروتينية‪ ,‬وغال ًبا ما يهملونها باحثين‬
‫عن أمور أخرى تبدو أكثر متعة لهم‪ ,‬ليست كل األعمال‬
‫ممتعة‪ ,‬لكن في بعض األحيان يكون من المهم أن تنجز‬
‫األعمال بغض النظر عن مدى تسببها بالملل‪.‬‬
‫‪ -5‬تع ّلما التخطيط‪ ,‬ستضطران في بعض األوقات أن‬

‫تفكرا في المستقبل و التخطيط له‪ ,‬ال يعني ذلك بالضرورة‬
‫أن عليكما التوقف عن البحث عن فرص جديدة أو أن تصبحا‬
‫غير قادرين على الحفاظ على قائمة خياراتكم مفتوحة‪ ,‬على‬
‫كل حال‪ ,‬من المهم أن تجدا الوقت الالزم لتجلسا وتتباحثا‬
‫معا وتناقشا التوجهات الممكنة‪.‬‬
‫ً‬
‫‪128‬‬
‫‪129‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬الصداقة‬
‫يعرف األصدقاء الذين ينتمون لهذا النمط بصدقهم‬

‫وانفتاحهم‪ ،‬فناد ًرا ما يكون لديهم صعوبات في فهم أنواع‬
‫الشخصيات األخرى والتفاعل معهم بلغتهم بحماس‪ ،‬إنها‬
‫جدا وقيمة‪ ،‬وعلى الرغم من أن بعض أصدقائهم‬
‫سمة نادرة ً‬
‫قد ال يتمكنون من الرد بالمثل‪ ،‬لكنهم سيدركون ويقدرون‬
‫جهود أصدقائهم أصحاب هذا النمط‪ .‬في الوقت ذاته ينبغي‬
‫عليهم التأكد من أن حماسهم ال يخنق الشخص اآلخر‪.‬‬
‫يتميز أصحاب هذه الشخصية بدعمهم لآلخر وتعاطفهم‬

‫ومرحهم‪ ،‬لكن قد ال يستطيع أصحاب شخصيات أخرى أن‬
‫يعاملوهم بالمثل‪ ،‬وهنا يتوجب عليهم أال يأخذوا ذلك‬
‫على نحو شخصي‪ ،‬ونظرا لتمتعهم بالحدس والبديهة‪،‬‬
‫فإنه من النادر أن يكون لديهم أية صعوبات في معرفة‬
‫ما يدفع ويلهم أصدقائهم‪ ،‬حيث أن حماسهم ودفئهم قد‬
‫يكون معد ًيا وينتقل لآلخرين ذلك ألنها تنبع من المثالية‬
‫‪130‬‬
‫النقية التي تتمتع بها هذه الشخصية‪ ،‬لذلك عليهم التأكد‬

‫من أنهم لن يتعبوا بسبب اهتمامهم هذا‪ ،‬فليس كل‬
‫أصدقائهم يمكن أن يتعاملوا مع تيار من األفكار والمواضيع‬
‫التي ُتخ َلق لدى أصحاب هذا النمط‪.‬‬
‫ويقدم أصحاب هذا النمط الدعم والرعاية ألصدقائهم‪،‬‬

‫ً‬
‫فأحيانا قد‬ ‫وهم بحاجة ألن يستقبلوا نفس المشاعر منهم‪،‬‬
‫يكونوا ضالعين بشكل عميق في حياة أصدقائهم وينسون‬
‫أن يهتموا بشكل كافي بأنفسهم‪ ،‬وعالوة على ذلك‪ ،‬يميل‬
‫أصحاب شخصية "‪ "ENFP‬إلى تبني توقعات غير واقعية‬

‫عندما يتعلق األمر بالصداقات‪ ،‬وقد يصيبهم ذلك بخيبات أمل‬
‫حين يدركون أن أصدقاءهم على عكس ما كانوا يتوقعون‪.‬‬
‫هم ال يهتمون بالصداقة التي تتمحور حول األمور العملية‬

‫أو اليومية‪ ،‬ولكنهم سيبقون على شغفهم المثالي‪ ،‬مفعمين‬
‫بالرغبة على جعل العالم مكان أفضل‪ ،‬ولذلك‪ ،‬يسعون‬
‫للحصول على أصدقاء يمتلكون القدرة على إدخال بعض من‬
‫المثالية إلى حياتهم‪ ،‬واالنخراط في نقاشات عميقة ومليئة‬
‫بالمعاني حول أمور بعيدة عن الروتين اليومي‪ .‬ومثل ذلك‪،‬‬
‫فإنه ال يبدو لديهم االهتمام باألحداث التي ترتكز على‬
‫النشاطات الجسدية‪ ،‬بالرغم من أنهم يميلون لحب الطبيعة‪.‬‬
‫‪131‬‬
‫عليهم أن يتذكروا أنهم يمتلكون شخصية نادرة‪ ،‬وعلى‬

‫هذا يتوجب عليهم عدم الشعور باإلحباط إذا لم يوافقهم‬
‫األخرين أهدافهم وتطلعاتهم‪ ،‬أي أن هؤالء االشخاص‬
‫يبحثون عن أصدقاء أهل للثقة ليشاركونهم أفكارهم‬
‫وتطلعاتهم‪ ،‬فال يستطيع العديد من الناس َت ُ‬
‫فهم عمق‬
‫وغنى مخيلة اصحاب شخصية "‪ "ENFP‬وقليلون ممن يمكنهم‬
‫دعم هؤالء بالطريقة التي يريدون‪.‬‬
‫والبد من اإلشارة إلى أنهم يكرهون الصراع وقلة‬

‫االنسجام مع األخرين ‪-‬خاصة في دائرة صداقاتهم‪ ،-‬األمر‬
‫الذي يجعل موضوع إقامة الصداقات من التحديات وخاصة‬
‫في عمر مبكر ‪-‬كعمر المدرسة اً‬
‫مثل‪ ،-‬وعلى الرغم من كونهم‬
‫منفتحين‪ ،‬فإن العديد منهم يفضلون الوحدة على التورط‬
‫بالمواقف المشحونة والمتوترة‪ .‬ويقال إن أصحاب هذه‬
‫الشخصية تفتنهم المغامرات واألسرار‪ ،‬فهم سيبذلون‬
‫أقصى جهدهم لفهم الشخص إذا ما تبين لهم أن هناك‬
‫شيء ما مخفي‪ .‬هذا هو واحد من األسباب التي تجعل الـ‬
‫"‪ "ENFP‬يميلون لتكوين صداقات قوية للغاية مع األشخاص‬
‫المحللين والدبلوماسيين‪.‬‬
‫سنتعرف اآلن إلى األنواع االساسية للمجموعات‪ ،‬ونناقش‬

‫التحديات واللحظات الممتعة التي قد تصادفك إذا قررت ان‬
‫تكون صديقا لشخصية تتسم بصفات "‪"ENFP‬‬
‫‪132‬‬
‫الصداقة بين أصحاب هذا النمط وأصحاب األنماط األخرى‬
‫مختصرا عن أهم سمات عالقة‬

‫ً‬ ‫اً‬
‫دليل‬ ‫القسم‬
‫نقدم في هذا ِ‬
‫الصداقة بين أصحاب هذا النمط وبين األنماط األخرى‪:‬‬
‫‪ -1‬األصدقاء المحللون‪:‬‬
‫من أفضل األمور حول امتالك أصدقاء محللين أنهم عقالنيين‬

‫وغير متحيزين ألصدقائهم‪ ،‬ويتباهي المحللون بأنهم‬
‫يتعاملون بموضوعية وتجرد حتى مع أقرب األصدقاء‪ ،‬وبناء‬
‫‪133‬‬
‫على ذلك فإن الصديق المنتمي لهذه المجموعة سيكون لديه‬

‫بعض الشكوك حول انتقادات بعض أفكار وتصرفات الذين‬
‫قدروا مثل هذه االنتقادات‪ ،‬خاصة إن تعلقت بمفاهيمهم‬
‫لن ُي ِّ‬
‫ومبادئهم التي يقدرونها عال ًيا‪ ،‬لكن امتالك صديق ُيفكر فيهم‬
‫دائما هو أمر ال يقدر بثمن لديهم‪.‬‬
‫ً‬
‫يتشارك المحللون والدبلوماسيون بسحر األفكار والمفاهيم‬

‫والمغامرات‪ ،‬حيث يمكن لصاحب شخصية البطل أن يناقش‬

‫حتى أدنى الفروقات مع صديقه المحلل‪ ،‬إذ أن هذه النقاشات لن‬
‫تركز على شيء معين ولكن سيحصل كال الطرفان على فرصة‬
‫ثمينة لمناقشة أفكاره‪ ،‬من ناحية أخرى يمتلك الدبلوماسيون‬
‫والمحللون نفس االختالفات التي قد تسبب توترا في عالقاتهم‪،‬‬
‫ومن أهمها معايير اتخاذ القرارات؛ فبالنسبة للمحللين يصبحون‬
‫بال رحمة عندما يتعلق الموضوع بكفاءة الهدف أو المنحى‬
‫العام أو المنفعة‪ ،‬أما بالنسبة للدبلوماسيين فهم يهتمون‬
‫بالفضيلة واألخالق والمبادئ بشكل أكبر‪ ،‬فإذا أهمل أحد األفراد‬
‫حادا تجاهها فإن أذية هذين الفردين‬
‫المشكلة أو اتخذ فك ًرا ً‬
‫لبعضهما هي حتمية‪ .‬إن أصحاب هذا النمط هم أكثر عرضة‬
‫قدرون امتالكهم‬
‫لالنفعال واالنتقاد في أي عالقة‪ ،‬والمحللين ال ُي ِّ‬
‫الستنتاجات منطقية‪ ،‬وبنا ًء على ذلك سيتجنب كال الصديقان‬
‫إثارة الجدل فيما يتعلق بمواضيع ونقاشات جادة‪.‬‬ ‫‪134‬‬
‫على عكس الدبلوماسيين‪ ،‬يجد المحللون صعوبة في دعم‬

‫أصدقائهم عاطف ًيا‪ ،‬حيث يمتلكون مشاعر قوية ولكنهم‬
‫ال يجدون راحة في إخبار الناس بها وال خبرة بالتعامل مع‬
‫‪135‬‬
‫ً‬
‫مألوفا لديهم‬ ‫مشاعرهم‪ ،‬وهنا تكمن المشكلة‪ ،‬فإن لم يكن‬
‫مثل هذه السمة فقد يشعر باإلحباط واألذى‪.‬‬
‫على سبيل المثال‪ ،‬تنمو عالقة المحلل والبطل على أساس‬

‫النقاشات العميقة والمليئة بالمعاني حول األفكار والمفاهيم‬
‫مطورين بذلك عالقة صداقة متينة‪ ،‬لكنهم قد يتفاجأون من‬
‫صديقهم المحلل أنه لن يستطيع دعمهم وإرشادهم عاطف ًيا‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة يتوجب عليهم أال يتوقعوا مثل هذا الدعم‬

‫جدا‪ ،‬فلكل قناعاته ومبادئه‪،‬‬
‫منهم‪ ،‬فإن اختالف البشر أمر وارد ً‬
‫مقدر‬
‫ٍ‬ ‫لكن من ناحية اخرى سيكون لطفهم وتعاطفهم غير‬
‫بثمن عند أصدقائهم المحللين‪ ،‬الذين سيقدرون امتالكهم‬
‫مثل هذا الصديق الذي يمكن الوثوق به في أعمق المواضيع‪.‬‬
‫‪ -2‬األصدقاء الدبلوماسيون‪:‬‬
‫بالنسبة للـ ‪ ENFP‬إن الحصول على صديق دبلوماسي يعتبر‬

‫كالنظر بالمرآة‪ ،‬فاألشخاص الدبلوماسيون هم أشخاص‬
‫مفعمون بالحماس‪ ،‬عاطفيون‪ ،‬واسعو الخيال‪ ،‬لذلك فمن‬
‫الصعب أال يجدوا افكا ًرا ومواضيع للنقاش‪ ،‬كما أنه من النادر‬
‫مقارنة هذه الشخصية مع شخصيات أخرى‪ ،‬لذلك يحافظ‬
‫الصديقان الدبلوماسيان على عالقتهما بغض النظر عن‬
‫االختالفات‪.‬‬
‫‪136‬‬
‫إن التحدي الرئيسي لصديقين دبلوماسيين يأتي من نفس‬

‫المصدر الذي يعزز صداقتهم أال وهو تشابههما‪ ،‬إن امتالكك‬
‫تماما مثلك سيكون مطمئ ًنا ومثي ًرا‪ ،‬ولكن قد‬
‫ً‬ ‫لصديق يفكر‬
‫يمنعك من التعرف على أنماط الشخصيات واألفكار المختلفة‬
‫األخرى‪ .‬وتكمن المخاطرة في أن يقوم أحد الصديقين‬
‫الدبلوماسيين بإقناع صديقه بأن أفكارهم تستحق المتابعة‬
‫على الرغم من أن ذلك قد يكون خاط ًئا‪.‬‬
‫‪137‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬إن التماثل ال يعني التطابق‪ ،‬حيث أن‬

‫ً‬
‫اختالفا بين أنواع الشخصية الدبلوماسية األربعة‪ ،‬كمثال‬ ‫هناك‬
‫على ذلك‪ ،‬يستطيع الصديق الذي يتحلى بشخصية دبلوماسية‬
‫انطوائية أن يساعد صديقه صاحب هذا النمط أن يكتشف‬
‫مهاراته وأن يفهم قيمة التأمل الهاديء‪ .‬كما أن الصديق‬
‫سهل موضوع‬
‫الذي يتحلى بشخصية دبلوماسية مستكشفة ُي ِّ‬
‫االسترخاء وعدم استحواذ االفكار على صديقه الـ "‪ ،"ENFP‬لكن‬
‫ميل المنفردين لعزل أنفسهم عن المحيط قد يربكهم (أي‬

‫أصحاب هذا النمط)‪ ،‬كما أن جمود المستكشفين قد يرهقهم‪.‬‬
‫من المشاكل األخرى التي قد تواجه صديقان دبلوماسيان‬

‫أن كالهما قد يضع أهمية أكبر لمخيلته من الواقع العملي‪،‬‬
‫بنا ًء على ذلك من األفضل للصديقين أن يشجع كل منهما اآلخر‬
‫على أن االمور العملية والواقعية ممتعة ً‬
‫أيضا‪ .‬وتكون العالقة‬
‫أسهل إن كان أحد الصديقين من النوع المستكشف‪ ،‬األمر الذي‬
‫يجلب المزيد من العفوية إلى العالقة‪.‬‬
‫‪ -3‬األصدقاء الدفاعيون‪:‬‬
‫إن الدفاعيون متعددون وينتمون إلى أهم جزء في الدائرة‬
‫االجتماعية ألصحاب هذا النمط‪ ،‬فهذا النوع من الشخصيات‬
‫مخلص‪ ،‬تفصيلي وبسيط وهو حريص على إعطاء النصيحة‬

‫‪138‬‬
‫ودعم صديقه‪ ،‬هذا الصديق سيساعدهم على العودة إلى الواقع‬
‫عند ضرورة ذلك‪ ،‬وأيضا عندما يعلق أصحاب هذا النمط بأفكاره‬
‫وينسون واجباتهم اليومية والتزاماتهم االجتماعية‪.‬‬
‫تكمن أهمية الصديق الدفاعي بإخالصه وصبره وثباته‬
‫عندما يضل صديقه "‪ "ENFP‬الطريق‪ ،‬كما يميل األصدقاء أصحاب‬
‫الشخصيات الدفاعية والدبلوماسية إلى اللطف ودعم الصديق‪،‬‬
‫شعرهم بصعوبة شرح المفاهيم واألفكار غير‬

‫إال أنه غال ًبا ما ُي ِ‬
‫‪139‬‬
‫المركزة لصديقه الدفاعي‪ ،‬ألن األخير لن يدع نفسه تنقاد بهذه‬
‫المفاهيم المجردة غير الواضحة‪.‬‬
‫من جهة أخرى يميل الدبلوماسيون للمرونة واالنفتاح أكثر‬
‫من الدفاعيين‪ ،‬فقد يرى أصحاب هذا النمط العديد من األمور‬
‫ممتعة ومثيرة‪ ،‬في حين يراعي الدفاعيون العادات والتقاليد‪.‬‬
‫هذا التعارض بين المثالية والواقعية يمكن أن يكون‬
‫اعتمادا على كيفية التفاهم بين‬

‫ً‬ ‫جدا وصع ًبا للغاية‬
‫مفيدا ً‬
‫ً‬

‫األصدقاء‪ ،‬فإن تح ّلوا بالمرونة الكافية‪ ،‬فان هذه االختالفات‬
‫ستكون فرصة جيدة لكال الطرفين لتحقيق النمو على مستوى‬
‫الشخصية‪ ،‬حيث سيساعد أصحاب هذا النمط أصدقاءهم لرؤية‬
‫فوائد التخلص من المخاوف اليومية‪ ،‬كما أن الصديق الدفاعي‬
‫سيمد يد العون لصديقه الـ "‪ "ENFP‬للبدء في النضال مع المهام‬
‫والتحديات العملية‪ .‬ولكن إن قرر كال الطرفان التمسك برأيه‬
‫فالجداالت ستكون حتمية‪ .‬ويجب ذكر أن جميع الدفاعيون‬
‫يشتركون بسمة التحكيم‪ ،‬ذلك يعني أنهم يفضلون التخطيط‬
‫والوضوح‪ ،‬األمر ذاته ينطبق على أصحاب هذا النمط‪ ،‬وبالتالي‬
‫سيجد الطرفان صعوبة بتقبل اآلراء المختلفة‪.‬‬
‫‪140‬‬
‫‪ -4‬األصدقاء المستكشفون‪:‬‬
‫إمتاعا وذلك‬
‫ً‬ ‫هذا هو المزيج األكثر تحد ًيا‪ ،‬كما أنه األكثر‬
‫لعدة أسباب‪ ،‬أولها هو عدم تشاركهم مع المستكشفين بأي‬
‫شيء‪ ،‬حيث يمكن القول إن المستكشفين انتهازيين إلى‬
‫حدا ما‪ ،‬وذلك على عكس المثالية التي يتمتع بها أصحاب هذا‬
‫النمط‪ ،‬كما أنهم أكثر واقعية وانسجام مع العالم العملي‪،‬‬
‫ويرى المستكشفون أن أصحاب هذا النمط أشخاص مثاليون‬

‫لدرجة كبيرة‪ ،‬كما أنهم بعيدون عن الواقع وغيرين‪.‬‬
‫هنا يطرح السؤال كيف يمكن لهذين الشخصيتين االجتماع‬
‫معا؟؟ يكمن الجواب في االختالف‪ ،‬وعلى الرغم من صعوبة ذلك‪،‬‬
‫فإن هذه العقبات هي بأي حال من األحوال من المستحيل أن‬
‫ُتغ َلب‪ .‬فإن كان كال الصديقين متفاهمين ومتفانيين‪ ،‬ستجلب‬
‫مثل هذه العالقة العديد من الفرص للتطور الذاتي والشخصي‬
‫والعديد من االنشطة المسلية والتطورات االحترافية‪.‬‬
‫ويمكن لهذين الشريكين تغطية جميع الجوانب الفكرية‬
‫والتفاعالت االجتماعية بشكل احترافي فهم ال يضيعون الفرص‬
‫‪141‬‬
‫ويعملون دائما على تقوية نقاط ضعفهم‪ ،‬على سبيل المثال‪،‬‬
‫يجد المستكشفون بعض الصعوبات في سحب أصدقائهم‬
‫أصحاب هذا النمط من عالم االحالم‪ ،‬وجعلهم يرون الجانب‬
‫الحسي للحياة‪ ،‬وأن هناك مجال لالسترخاء والراحة‪ ،‬كما يلعب‬
‫أصحاب هذا النمط دور بوصلة استقرار معنوي ألصدقائهم‬
‫المستكشفون الذي يتمتعون بالعفوية وربما األنانية في‬
‫بعض األوقات‪.‬‬

‫أضف إلى ذلك‪ ،‬أن اهداف وقيم المستكشفون وأصحاب‬
‫هذا النمط في تداخل فيما بينها حتى وإن رأوا عدة اختالفات‪،‬‬
‫وأوضح مثال على ذلك حب كال الشخصيتين للحرية‪ ،‬حيث يحب‬
‫أصحاب هذا النمط الحرية ألنها تمكنهم من مالحقة أهدافهم‪،‬‬
‫أما المستكشفون فهم يحبون الحرية ليتمكنوا من العيش‬
‫واالستمتاع بالحياة دون قيود العادات والتقاليد‪ ،‬ويمكن لهذا‬
‫األمر أن يساعد كل منهما على التغلب على الفروق الفردية‪،‬‬
‫وإيجاد أرضية مشتركة‪.‬‬
‫وأخيرا يجدر بنا القول إن الصداقة غير المتوقعة بين ‪ENFP‬‬
‫واألشخاص الذين ينتمون إلى أحد أنواع المستكشفين هي‬
‫‪142‬‬
‫مثال لـ "جذب األضداد"‪ ،‬لكن إن نجحت ستكون تجربة رائعة‬
‫لكال الطرفين قد تجعل الناس يستغربون هذه العالقة‬
‫الغريبة‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬تربية األبناء‬
‫كجميع اآلباء الدبلوماسيون‪ ،‬يركز أصحاب هذا النمط‬

‫على الفضيلة‪ ،‬هم ذوو مباديء‪ ،‬رحماء‪ ،‬يقدمون ما بوسعهم‬
‫للتأكد من أنهم َّ‬
‫علموا أطفالهم الدفاع عن مبادئهم في‬
‫الحياة والتمييز بين الخطأ والصواب‪ ،‬لكن هذا ال يعني أنهم‬
‫يريدون ألبنائهم أن يتعصبوا التجاه ما‪ ،‬وعلى كل حال سوف‬
‫يؤكدون على ضرورة وجود بوصلة أخالقية وأهداف نبيلة‪،‬‬

‫إذ أنهم يريدون ألطفالهم أن يكونوا بأفضل حال ممكن‬
‫إضافة لإلنصات إلى قلوبهم‪.‬‬
‫كما رأينا‪ ،‬هم يهتمون باإلبداع والمخيلة الخصبة‪ ،‬لذلك‬

‫يشجع اآلباء الذين ينتمون إلى شخصية أصحاب هذا النمط‬
‫مهما كان طريق‬
‫ً‬ ‫أبناءهم أن يكونوا واضحين مع أنفسهم‬
‫الحق صع ًبا‪ ،‬بالوقت ذاته لن يتراخوا عن تقديم أي شيء‬
‫لرؤية ابتسامة أطفالهم مهما بلغت صعوبة األمور‪.‬‬
‫يميل اآلباء الذين يتمتعون بهذه الشخصية إلى أن‬

‫يكونوا عاطفيين‪ ،‬فهم سيالحظون بشكل سهل إن‬
‫كان طفلهم على ما يرام أم ال في كل النواحي العاطفية‬
‫دوما لمناقشة القضايا التي‬
‫ً‬ ‫والجسدية‪ ،‬فهم مستعدون‬ ‫‪144‬‬
‫مهما كان نوعها‪ ،‬لذلك لن تسمع من أحد‬

‫ً‬ ‫تزعج أطفالهم‬
‫أطفالهم أنه ال يتلقى الدعم النفسي الكافي‪ ،‬فهؤالء اآلباء‬
‫سيشجعون أطفالهم على اإلصغاء إلى مشاعرهم في أي‬
‫وقت ومكان‪ ،‬وعدم القلق من أن يكونوا حساسين أو لطفاء‬
‫أينما كان ممك ًنا‪ .‬من ناحية أخرى‪ ،‬إن رؤية هؤالء اآلباء‬
‫ألبنائهم يكبرون بشخصية نبيلة ولطيفة هي من األهداف‬
‫الرئيسية لهم‪ .‬ويثق هؤالء اآلباء بحدسهم وبقلبهم ومن‬
‫المرجح أن يعلموا أطفالهم نفس الشيء‪.‬‬
‫من ناحية أخرى‪ ،‬ستسبب الرابطة العاطفية المتنامية‬

‫بين اآلباء واالبناء صعوبة في تقبل موضوع تقدم األطفال‬
‫بالعمر ووصولهم مرحلة النضج واالستقاللية‪ ،‬وهنا سيحاول‬
‫األبناء االبتعاد اً‬
‫قليل عن آبائهم وخاصة في مرحلة المراهقة‪.‬‬
‫يتمتع أصحاب هذا النمط بالحساسية والتركيز على‬

‫االخالق والقيم‪ ،‬لذلك فإن إهمال اصحاب الشخصيات المختلفة‬
‫لبعض االمور قد يجرحهم‪ ،‬وينطبق هذا بشكل خاص على‬
‫الـ"‪ "ENFP‬غير المنضبطين أكثر‪ ،‬مما يؤثر على إخوتهم‬
‫جدا‪.‬‬
‫الحازمين على الرغم من أن كليهما من النوع الحساس ً‬
‫‪145‬‬
‫إن أكبر مخاوف هذين األبوين هي أن ينشأ أطفالهم‬

‫ليكونوا ساخرين أو عديمي االحساس بالمسؤولية أو حتى‬
‫مجرمين‪،‬‬
‫ال يقلق اآلباء الذين يتسمون بهذه الشخصية من أداء‬

‫أطفالهم األكاديمي‪ ،‬بل يهتمون بشكل أكبر بما يشعر به‬
‫طفلهم إن كانوا يقدمون ما يسعده حقا‪.‬‬
‫على كل حال‪ ،‬هناك أشياء قد تؤذيهم مثل كونهم غير‬

‫قادرين على غرس القيم الصحيحة في أوالدهم‪ ،‬أو إذا كان‬
‫الطفل يتبع المسار الذي يتعارض مع البوصلة األخالقية أو‬
‫المثالية لهم‪ ،‬كما يجب عليهم أن يكونوا حذرين وخاصة‬
‫خالل سنوات المراهقة لطفلهم‪.‬‬
‫وكما هو معلوم فإن المراهقين في كثير من األحيان‬

‫يحبون التمرد على السلطة‪ ،‬هنا يتوجب على اآلباء عدم‬
‫افتراض أن طفلهم يقاتل ضد معتقداتهم أو يتجاهل‬
‫تعاليمهم‪ .‬بل يتوجب عليهم تركيز الجهود على التخفيف‬
‫من ذلك وتعزيز العالقة مع الطفل‪ ،‬وان يتذكروا أنهم‬
‫وعندما كانوا في نفس العمر احتاجوا إلى تلك الحرية‬
‫‪146‬‬
‫واالستقالل‪ .‬فإذا انتبه االباء لذلك فستمر مراهقة طفلهم‬

‫دون اضطراب ومشاكل‪.‬‬
‫‪147‬‬
‫األشخاص الذين يتسمون بهذا النوع من الشخصية‬

‫يميلون إلى التمتع باألشياء التي تثير خيالهم ونادرا ما‬
‫يواجهون صعوبة في ايجاد األفكار الخالقة‪ ،‬يح ّبون الطبيعة‬
‫ويعتقدون بأن جميع الكائنات الحية في تناغم وتوافق‪،‬‬
‫لذلك فهم سيدفعون أطفالهم ليحبوا الطبيعة مثلهم‪ ،‬إن‬
‫مثل هذه االنشطة تعطي اآلباء فرصة جيدة لتعليم أبنائهم‬
‫أهمية التعاطف والعطف والتفاهم‪ ،‬كما يدفعون أبناءهم‬
‫الستكشاف الفنون واآلداب‪.‬‬

‫إن األشخاص الذين يتسمون بهذه الشخصية يحبون‬
‫االستعارات والمعاني الخفية والمعقدة والمفاهيم المثيرة‬
‫إبداعا وف ًنا فإنهم سوف‬
‫ً‬ ‫لالهتمام‪ ،‬فإن رأوا في اطفالهم‬
‫يطورون لديهم هذه المهارات‪ ،‬وبالنسبة لهؤالء اآلباء تكون‬
‫الفنون والتعبير اإلبداعي أهم بكثير من ‪-‬مثال‪ ،-‬النجاح‬
‫المالي المرتبط بمهنة محددة‪ ،‬كما ينطبق األمر نفسه على‬
‫العمل الروحي أو الديني‪ ،‬فهم سيشجعون أبناءهم على‬
‫‪148‬‬
‫السير في نفس طريق الفضيلة والمثالية‪.‬‬
‫في معظم الحاالت سيدفعون أطفالهم للتفكير بشكل‬

‫اً‬
‫بدل من‬ ‫مستقل وتحمل مسؤولية قراراتهم بأنفسهم‪،‬‬
‫محاولة دفعهم نحو بعض المهن أو األنشطة‪ .‬لكنهم‬
‫سيبذلون قصارى جهدهم إلبعاد أطفالهم عن المهن التي‬
‫ال تتفق مع مبادئهم الراسخة‪ ،‬بغض النظر عن هوايات‬
‫‪149‬‬
‫اهتماما بالمناورات‬
‫ً‬ ‫طفلهم واهتماماته‪ .‬كما أنهم أقل‬
‫الفكرية من النوع التحليلي للشخصيات‪ ،‬لذلك فهم يعتمدون‬
‫ً‬
‫عوضا عن الترابط الفكري‪.‬‬ ‫الترابط العاطفي مع ابنائهم‬
‫دعونا اآلن نلقي نظرة على كيفية تفاعل اآلباء مع أنواع‬

‫الشخصيات المختلفة التي من الممكن أن يتحلى بها‬
‫أطفالهم‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫التعامل مع األبناء الذين ينتمون الى األنماط األخرى‬
‫• األطفال المحللون‪:‬‬
‫يميل األطفال المحللون ليكونوا مفكرين‪ ،‬فضوليين وذوي‬

‫مخيلة خصبة‪ .‬ويستميل إبداعهم وانفتاح عقليتهم أهلهم‬
‫الـ"‪ "ENFP‬الذين يفتنون بغنى عالم اطفالهم الداخلي‬
‫وإرادتهم الستكشاف المجهول‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫يتشاطر الدبلوماسيون والمحللون اهتماماتهم باألمور‬

‫التي تثير مخيلتهم‪ ،‬وألجل ذلك لن يواجه الـ "‪ "ENFP‬صعوبات‬
‫في التواصل مع أطفالهم والقيام بنشاطات ممتعة‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك يميل بعض األطفال الذين يملكون السمة التحليلية‬
‫(‪ ENTJ‬و‪ )INTJ‬للتركيز الشديد واالنجذاب إلى األمور التي تثير‬
‫اهتمامهم وهي السمة التي يشاركها الـ "‪ً "ENFP‬‬
‫أيضا‪ ،‬كما‬
‫يحلمون برؤية أطفالهم مثابرين مثلهم‪ .‬أما األطفال الذين‬
‫مزيدا من التراخي والتشتت‪،‬‬
‫ً‬ ‫من النمط (‪ ENTP‬و‪ )INTP‬يبدون‬

‫إال أنهم يسعون ً‬
‫أيضا لتعميق معرفتهم في المجاالت التي‬
‫تثير اهتمامهم‪.‬‬
‫على الجانب اآلخر‪ ،‬فإن نفس العقلية التي تجعلهم محللين‬

‫وذوي مخيلة واسعة وتركيز عالي تجعل منهم ً‬
‫أيضا مفكرين‬
‫دقيقين وعلى درجة عالية من العقالنية‪ .‬لن يتردد الطفل‬
‫المحلل في سؤال أهله أصحاب هذا النمط عن معتقداتهم‬
‫وأفكارهم فقط لحب إطالعهم على األسباب التي تدفع أهلهم‬
‫لالهتمام بها‪ ،‬إال أن هذه الفضولية واالستفسارات الكثيرة‬
‫تغضب أصحاب هذا النمط والذين عادة ما يعطون أهمية‬
‫أعلى لنبل أخالقيات أفكارهم‪ ،‬كما لن يقتنع األطفال المحللون‬
‫بالعبارات العامة كالقول اً‬
‫مثل (ألنه يجب عمل ذلك) أو (ألنه من‬
‫األصح القيام بذلك)‪ ،‬ويحتاج األطفال المحللون إلى قدر أكبر من‬ ‫‪152‬‬
‫الدعم العاطفي األمر الذي قد يربك األهل ذوي هذا النمط‪.‬‬
‫نظرا لتقدير الـ "‪ "ENFP‬للروابط العاطفية بدرجة كبيرة‬

‫فإنهم غال ًبا ما سيسعون للحفاظ على روابط عاطفية قوية مع‬
‫أطفالهم المفكرين بغض النظر عن عمرهم‪ ،‬بينما على الجانب‬
‫اآلخر قد ال يرغب أطفالهم باالنفتاح عاطف ًيا مختارين إخفاء‬
‫مشاعرهم وعقلنتها‪ .‬بذلك تجد أن اآلباء قد يشعرون بالقلق‬
‫معتقدين أن اطفالهم غير عاطفيين أو حتى متشائمين‪ .‬على‬
‫األهل في هذه الحالة أن يضعوا في اعتبارهم أن األشخاص‬
‫المحللين يضعون العقالنية والمنطق في أعلى سلم أولوياتهم‬

‫وأن نقاط قوة وضعف أطفالهم ذوي النمط التحليلي تختلف‬
‫عن تلك التي يمتلكونها‪.‬‬
‫• األطفال الدبلوماسيون‬
‫نظرا لطبيعتهم‪ ،‬يجد األهل من النمط "‪ "ENFP‬أنه من‬

‫األسهل التواصل مع أطفالهم فيما إذا كانوا من أحد انماط‬
‫الدبلوماسيين‪ ،‬يميل األطفال الدبلوماسيون ألن يكونوا‬
‫خياليين مبدعين قادرين على ابتكار األفكار الفريدة طالما‬
‫قد م لهم التشجيع الالزم والحرية الكافية للتعبير عن‬
‫ُي َّ‬
‫أنفسهم‪ ،‬وسيسحر األهل بطبيعة أطفالهم الشاعرية‬
‫واجدين من السهولة بمكان التواصل وإقامة روابط‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫عالوة على ذلك فإن األطفال الدبلوماسيون عادة ما‬

‫جد ا وطيبين‪ ،‬وغال ًبا ما يقعون بحب‬
‫يكونون عاطفيين ً‬
‫الطبيعة ويشعرون بتناغم كبير مع عالمها‪ ،‬كما يجعل‬
‫النشاطات‬ ‫واعتبار‬ ‫أولوياتهم‬ ‫ترتيب‬ ‫يعيدون‬ ‫األهل‬
‫المتعلقة بالطبيعة إحداها‪.‬‬
‫وكأهلهم‪ ،‬يعطي األطفال الدبلوماسيون الكثير من األهمية‬
‫جدا بمشاعرهم‬
‫للتناغم والتفاهم‪ ،‬وغال ًبا ما يكونون منتفحين ً‬

‫ويحرصون على َفهم االختالف بين الصحيح والخاطئ‪ ،‬وتجدر‬
‫اإلشارة هنا إلى أن حساسية هذا النمط من األطفال تذهب‬
‫ألن يأخدوا الكثير من األمور على محمل شخصي‪ ،‬فيما يريد‬

‫األهل من أطفالهم أن يفعلوا‪ ،‬اً‬
‫مثل‪ ،‬قد انتهي وقت اللعب‬
‫وعلى األطفال أن يعودوا للدراسة‪ .‬وسيالحظ األهل أن األطفال‬
‫من األنماط الدبلوماسية "‪ "INFP‬و "‪ "ENFJ‬سيشاركونهم‬
‫عادة االسترخاء ويفضلون اللعب على العمل‪ ،‬أما النمط الحازم‬

‫ً‬
‫انضباطا في هذا الصدد‪،‬‬ ‫الدبلوماسي من األطفال سيكون أكثر‬
‫في المقابل يحتاج هؤالء األطفال إلى إيجاد وقت للعب والمتعة‪.‬‬
‫ويجد اآلباء صعوبة في تعليم أطفالهم الدبلوماسيين أنه‬
‫يجب عليهم في بعض األوقات أن يكونوا صارمين ولديهم‬

‫‪154‬‬
‫أهداف محددة‪.‬‬
‫من المعلوم أن المنتمين لنمط البطل حساسون وذوو‬

‫إرادة قوية إال أنهم غال ًبا ما يبقون مشاعرهم داخلهم‬
‫ويتفادون أي صدام محتمل‪ ،‬نتيجة لذلك سيجدون صعوبة‬
‫في تعليم أطفالهم الدبلوماسيين أن يالحظوا الفرق بين‬
‫أن يكونوا مجابهين كل مرة يختلفون فيها مع أحدهم‬
‫وضرورة دفاعهم عن مبادئهم وقيمهم الهامة‪.‬‬
‫يركز األهل من هذا النمط على الجوانب العاطفية‬

‫القيام‬ ‫في‬ ‫صعوبة‬ ‫يواجهون‬ ‫ما‬ ‫وعادة‬ ‫والفكرية‬
‫بالمهام اإلدارية والعلمية‪ ،‬األمر الذي يتشاطره األطفال‬
‫‪155‬‬
‫الدبلوماسيون معهم‪ .‬والذي يعتبر نقطة ضعف‪ ،‬لذلك‬

‫يحب على األهل ذوو نمط الشخصية هذه بذل الجهود‬
‫الالزمة لتعليم أطفالهم أهمية أن يكونوا عمليين وقادرين‬
‫على اتخاذ قراراتهم بناء على الوقائع والحقائق وعارفين‬
‫كيف يحققون التكامل بين المثالية والعميلة‪.‬‬
‫األطفال الدفاعيون‬ ‫• ‬
‫لن يعاني أهل األطفال من أصحاب هذا النمط صعوبات‬

‫كبيرة في التواصل مع أطفالهم الدبلوماسيين‪ ،‬أما بالنسبة‬
‫ألطفالهم الدفاعيين يتوجب عليهم اتخاذ منهج مختلف‪،‬‬
‫إذ أن الدفاعيين أكثر عملية وعقالنية من الدبلوماسيين‬
‫وأكثر تركي ًزا على بنيتهم وتوازنهم‪.‬‬
‫لنبدأ اآلن بالنواحي اإليجابية‪ ،‬يميل األطفال الدفاعيون‬

‫جد ا وملتزمين بما يوكل إليهم من مهام‪.‬‬
‫ليكونوا مطيعين ً‬
‫باذلين أقصى ما لديهم ليكونوا عند توقعات أهلهم بهم‪.‬‬
‫ويحترم هذا النوع من األطفال إرث العائلة وتقاليدها‬
‫ويتطلعون ألن يقوم أهلهم بإنشاء بيئة بنيوية واضحة‬
‫بقواعد مع ّر فة بشكل جيد‪.‬‬
‫إن هذا ناد ًر ا ما يكون الهدف االساسي للـ "‪،"ENFP‬‬

‫كما أنهم يميلون لتقدير إرادة أطفالهم للتعاون معهم‬ ‫‪156‬‬
‫واإلصغاء لما يقولونه‪.‬‬
‫عادة ما يسعى األطفال الدفاعيون للحصول على محيط‬

‫متوازن‪ ،‬وهو ما يتفق بشدة مع األهل من نمط البطل‬
‫الذين ال يرغبون بالصدامات والتوتر‪ .‬وتجدر االشارة إلى ان‬
‫أنماط الدفاعيين يملكون طريقتهم الخاصة فيما يتعلق‬
‫بهذه األمور‪ ،‬حيث أن األطفال الـ "‪ "ISTJ‬هادئون‪ ،‬مطيعون‬
‫ومنهجيون‪ ،‬كما يهتمون كثي ًر ا بكونهم قادرين على‬
‫مساعدة أهلهم وإسعادهم‪ ،‬أما الـ "‪ "ENFJ‬والـ "‪"ESFJ‬‬
‫فيحرصون على القيام بأمور أكثر اجتماعية‪.‬‬
‫على الجانب اآلخر‪ ،‬قد يحاول األطفال الدفاعيون جاهدين‬

‫ألن يحذو حذو أهلهم أصحاب هذا النمط شاعرين بأنهم غير‬
‫مبدعين كفاية وال يؤدون أعمالهم بالشكل المطلوب‪ ،‬حيث‬
‫تتمحور قوة الدفاعيين حول مفاهيم المسؤولية‪ ،‬الواجبات‪،‬‬
‫االمور العملية كاألمور الروتينية‪ ،‬واألعمال اليومية‪ ،‬وعكس‬
‫الـ "‪ "ENFP‬هم غير مسحورين باألفكار واأللغاز والمعاني‬
‫ا لمخفية ‪.‬‬
‫إن هذا االختالف في المهارات والحضور الشخصي‪ ،‬قد‬

‫ً‬
‫بعضا من سوء التفاهم بين األهل المنتميين لنمط‬ ‫يسبب‬
‫البطل وأطفالهم الدفاعيين‪ ،‬حيث يأمل األهل أن يشاركهم‬
‫‪157‬‬
‫أطفالهم مثاليتهم أو االستمتاع بالنشاطات اإلبداعية‪،‬‬

‫اً‬
‫مطول ولكن دون الكثير من‬ ‫بينما يحاول األطفال اللعب‬
‫المتعة‪.‬‬
‫على األهل أن يالحظوا هذه االختالفات‪ ،‬وأن يتذكروا أن‬

‫أطفالهم الدفاعيين يميلون لالهتمام بما يرونه‪ ،‬يلمسونه‪،‬‬
‫ويختبرونه أكثر من اهتمامهم بما يمكنهم تخيله‪.‬‬
‫إن هذه األمور قد تشكل تحد ًيا لألهل من نمط البطل‬

‫المهتمين غال ًبا باألفكار والنشاطات‪ ،‬وسيحتاجون لالعتماد‬
‫على شريكهم أو بذل المزيد من االنتباه تجاه األمور‬
‫المادية ليتمكنوا من إيجاد أشياء تثير اهتمام أطفالهم‬
‫الدفاعيين‪ .‬وكمثال على ذلك‪ ،‬فإن األهل الـ "‪ "ENFP‬قد‬
‫يستخدمون إبداعهم في ابتكار ألعاب بسيطة وألغاز‪ ،‬وأن‬
‫يسألوا أطفالهم الدفاعيين أن يجدوا الحلول أو األجزاء‬
‫جيد ا لمهارتهم العملية‬
‫ً‬ ‫استخداما‬
‫ً‬ ‫الناقصة‪ ،‬األمر الذي يعد‬
‫والواقعية‪ .‬كذلك األمر ً‬
‫أيضا‪ ،‬فإن الدفاعيين يميلون إلعطاء‬
‫أهمية أكبر لحالتهم االجتماعية وإقران نظرياتهم بذلك‬
‫أكثر من آبائهم أصحاب هذا النمط الذين عادة ما يركزون‬
‫على أهدافهم ومبادئهم الخاصة‪.‬‬
‫ليس هناك من خطأ في شخصية كهذه‪ ،‬وعلى األهل‬

‫‪158‬‬
‫أال ينتقدوا أطفالهم لحبهم أن يمتلكوا شعبية بين‬

‫أصدقائهم أو لمحاولتهم أن يكونوا عند توقعات اآلخرين‬
‫بهم‪ .‬فالدفاعيون هم أشخاص ذوو اتجاه مجتمعي واضح‬
‫حتى وإن كانوا في سن صغير‪ ،‬وعلى األهل الـ "‪ "ENFP‬أال‬
‫يحاولوا تخليص أطفالهم من هذه السمة‪ ،‬بل على العكس‬
‫من ذلك‪ ،‬إذ يمكنهم تشجيع هذه السمة بنقل بعض‬
‫من شعبيتهم (غال ًبا ما تكون غير متعمدة) إلى أطفالهم‬
‫من خالل نشاطات المجتمع المختلفة‪ ،‬فبالنسبة لألطفال‬
‫الدفاعيين سيكون الشعور بكونهم جزء من مجموعة من‬

‫األصدقاء أكثر أهمية من أهميته بالنسبة لألهل‪.‬‬
‫• األطفال المستكشفون‬
‫بالرغم من كون النمطين الدبلوماسي والمستكشف على‬

‫نقيض في الكثير من النقاط‪ ،‬إال أن هناك ً‬
‫أيضا من التشابه في‬
‫السمات التي يمتلكها كل منهم‪ ،‬إذ يميل األطفال المستكشفون‬
‫دائما ألمور جديدة ليختبروها‪،‬‬
‫ً‬ ‫ليكونوا فضوليين‪ ،‬ومتطلعين‬
‫هذه الرغبة المولودة معهم في الحرية والقدرة على االختبار‬
‫واالرتجال تفتن أهلم من نمط البطل‪.‬‬
‫يمتلك األطفال المستكشفون إدراكا ممتازا للواقع ومهارات‬

‫عملية رائعة‪ ،‬والقدرة على التركيز التام على ما هو موجود‬
‫‪159‬‬
‫امامهم منغمسين كل ًيا في اللحظة التي يعيشونها‪ .‬كما قد‬

‫يجد الـ األهل الـ "‪ "ENFP‬بعض الصعوبات في مالحظة وتفهم‬
‫هذه السمات نتيجة النفصالهم عن العالم الواقعي‪.‬‬
‫دائما ما‬
‫ً‬ ‫من الظاهر أن األطفال المستكشفين سيجدون‬
‫يقومون بفعله وحتى من دون مساعدة أهلهم لهم‪ ،‬مما يثير‬
‫استحسان أهلهم والذين تكمن مهمتهم في تأمين الحرية‬
‫الكافية ألوالدهم لالنخراط في نشاطاتهم المفضلة‪ .‬والتي‬

‫تعتمد طبيعتها على نمط شخصية الطفل‪ .‬فاألطفال من نمط‬
‫"‪ "ISTP‬غال ًبا ما يستمتعون باألدوات واالختبارات الميكانيكية‪،‬‬
‫بينما يميل الـ "‪ "ISFP‬للتركيز على النشاطات الفنية واإلبداعية‪،‬‬
‫ويهتم الـ "‪ "ESTP‬والـ "‪ "ESFP‬بالتواصل االجتماعي وااللعاب‬
‫الجماعية‪ .‬ويتطابق حب المستكشفين للحرية واالستقاللية‬
‫كثيرا مع قيم اآلباء أصحاب هذا النمط‪ ،‬لكنهم ميالون ليكونوا‬
‫فرديين أكثر من آبائهم وغيرهم من الدبلوماسيين‪ .‬ويتفهم‬
‫األطفال المستكشفون أهمية المسؤولية الشخصية والحاجة‬
‫ألن يكونوا قادرين على القيام بقرارتهم الخاصة‪ .‬وهنا يجب‬
‫على األهل الـ "‪ "ENFP‬أال ُيدخلوا ذلك مع ميلهم الخاص لتطوير‬
‫جدا‪ .‬إذ‬
‫مبادئ داخلية أقوى وأهداف نبيلة غال ًبا ما تكون مثالية ً‬
‫يميل األطفال المستكشفون للتركيز أكثر على أهداف واقعية‬
‫واضحة معطين أهمية للمنافع المادية اً‬
‫بدل من القيم والمبادئ‪.‬‬ ‫‪160‬‬
‫يعتبر هذا الجانب هو المسؤول عن معظم التوتر الحاصل‬

‫بين األهل المنتمون لنمط البطل وأطفالهم المستكشفين‪،‬‬
‫جدا فيما يتعلق بما يثير‬
‫حيث أن المستكشفين انتقائيون ً‬
‫اهتمامهم ويمتلكون القليل من الصبر تجاه األمور التي ال تقع‬
‫ضمن هذه الخانة‪ ،‬وحتى في سن صغيرة سيواجه األهل العديد‬
‫من الصعوبات إذا ما حاولوا إسقاط مبادئهم على أطفالهم أو‬
‫جعلهم يهتمون بأي شيء يقدم مزايا أقل‪ .‬في أحسن األحوال‪،‬‬
‫سيدعي األطفال المستكشفون أنهم مهتمين لمدة قصيرة‬
‫ّ‬
‫ليعودوا بعد ذلك لممارسة نشاطات أكثر إثارة‪ .‬أما في اسوأ‬

‫األحوال‪ ،‬سيتصادمون مع أهلهم الـ "‪ "ENFP‬جاعلين إياهم‬
‫يستغربون رفضهم لتفهم وتقدير أهدافهم النبيلة‪.‬‬
‫على أصحاب نمط البطل أن يتذكروا أن لدى المستكشفين‬

‫نقاط قوة وضعف مختلفة بالمقارنة بتلك التي يمتلكها‬
‫الدبلوماسيون اآلخرون‪ ،‬األمر األكثر أهمية هو أن أطفالهم‬
‫المستكشفين سيركزون تدريج ًيا على الوقت الحاضر وما يقدمه‬
‫لهم رافضين القلق حيال الماضي أو حتى المستقبل‪ ،‬وهو‬
‫ما سيظهرهم بمظهر أنه ليس من الضروري أن تعتبر هذه‬
‫السمات سلبية‪ ،‬حيث أن هناك الكثير من المجاالت التي يمتلك‬
‫فيها المستكشفون القدرة على التعامل التام مع ما هو أمامهم‪.‬‬
‫‪161‬‬ ‫إنه من التحدي لألهل أصحاب هذا النمط توجيه الالمباالة‬

‫الظاهرية وقلة الصبر لدى اطفالهم المستكشفون تجاه‬

‫النشاطات الصحيحة‪ ،‬وينبغي عليهم أن يبقوا في أذهانهم‬
‫أن أطفالهم بحاجة إلى منهج مختلف كل ًيا بالمقارنة مع ما‬
‫يعتبر طبيع ًيا بالنسبة لهم‪ ،‬وعليهم أال يحاولوا إصالح فضولهم‬
‫وطاقتهم الالمتناهية في السؤال واالستفسار ورغبتهم باختبار‬
‫العالم بجميع الطرق المتاحة لهم‪ ،‬كما يجب عليهم أن يحاولوا‬
‫تقدير حماس أطفالهم وإبداعهم والتعلم منهم‪.‬‬
‫غال ًبا ما ُي َّ‬

‫قلل تقدير إمكانيات المستكشفين وال يسمح األهل‬
‫بتطوريها لمحاولتهم كبت شغف اطفالهم للتجربة واالختبار‬
‫ورغبتهم الخالصة في الحصول على التسلية‪ ،‬دافعينهم تجاه‬
‫أدوار أكثر بنيوية‪ .‬أمور كهذه تعد األكثر اهمية في مراحل‬
‫ٍ‬
‫المراهقة لدى األطفال‪.‬‬
‫يجب على األهل الـ "‪ "ENFP‬تشجيع أطفالهم المستكشفين‬

‫ومواهبهم‬ ‫مهاراتهم‬ ‫فيها‬ ‫يوظفون‬ ‫طريقة‬ ‫إليجاد‬
‫ومساعدتهم على طول الطريق اً‬
‫بدل من نقد عاداتهم أو دفعهم‬
‫الختيار طريق مهني يعكس مبادئهم الخاصة اً‬
‫بدل من اختيار ما‬
‫يناسب أطفالهم‪.‬‬
‫‪162‬‬
‫الفصل الرابع‬
‫الدراسة والحياة العملية‬
‫تمهيد‬
‫بعد أن تعرفت على نمط البطل وتفاصيل صفاته الشخصية‪،‬‬

‫جدا أن تبدأ في االستفادة من تلك الصفات والبدء‬
‫من المهم ً‬
‫في تطبيقها في الواقع العملي‪ ،‬فإن أي شيء يتعلمه اإلنسان‬
‫يبقى ِحب ًرا على ورق ما لم يدخل إلى حيز التنفيذ‪ ،‬وكذلك نظرية‬
‫(مايرز بردجز) وصفات شخصية البطل ستكون شي ًئا نظر ًيا جدل ًيا‬
‫اً‬
‫أصيل في حياتك المهنية والعملية والدراسية‪،‬‬ ‫ما لم تكن جز ًءا‬
‫تفهم من خاللها نفسك بإيجابياتها التي تسعى لتطويرها‬

‫وتعزيزها‪ ،‬وبسلبياتها التي تحاول أن تعالجها وتتخلص منها‪.‬‬
‫وفي هذا الفصل نحاول أن نسلط الضوء على نمط البطل‬

‫في حياته الدراسية وكيف يتعلم‪ ،‬حيث أننا نجد بعض الناس‬
‫يمضون حوالي الثلث من أعمارهم وهم يدرسون‪ ،‬ويختار‬
‫بعضهم االنخراط في مجال العمل باك ًرا وال يمضون ذلك الوقت‬
‫في الصفوف والمكتبات‪ ،‬وبغض النظر عن طول الفترة التي‬
‫يمضيها الفرد من حياته على مقاعد الدراسة‪ ،‬فإن معظم الناس‬
‫يمضون السنوات المهمة من حياتهم في المدارس والجامعات‬
‫حيث تتطور وتتشكل فيها شخصياتهم‪ ،‬ومهما كان طول‬
‫الفترة التي تمضيها في المجال التعليمي‪ ،‬فإن هذا الوقت الذي‬
‫‪165‬‬ ‫يمر عليك في هذا المجال هو في غاية األهمية‪.‬‬

‫ثم نتطرق بعد ذلك إلى الحياة المهنية التي ال غنى عنها‬
‫في حياة كل منا‪ ،‬فالبحث عن لقمة العيش هو سمة المبادرين‪،‬‬
‫وأي وظيفة ال تأتي إال لمن يريدها ويستعد لها‪ ،‬ويمتلك أسباب‬
‫َّ‬
‫وتعلم ما يلزم‬ ‫مقداما‪،‬‬
‫ً‬ ‫اً‬
‫خجول‪ ،‬بل كن‬ ‫الحصول عليها‪ ،‬فال تكن‬
‫لتحصل على لقمة العيش‪ ،‬وعندما تبدأ في البحث عن وظيفة‬
‫بائعا تجارته نفسه ومهاراته والمشتري هو‬
‫ً‬ ‫بائعا جري ًئا‪،‬‬
‫ً‬ ‫فكن‬
‫صاحب العمل‪ ،‬فأنت قد تعرفت على مهاراتك وصفاتك اإليجابية‬
‫جيدا أ ًيا كان نمط‬
‫والقدرات التي أودعها اهلل فيك‪ ،‬فقم ببيعها ً‬

‫شخصيتك‪.‬‬
‫ونختم الفصل بعالقة نمط شخصيتك مع زمالئك في العمل‪،‬‬

‫هذا األمر الذي يشغل بالك‪ ،‬كيف يمكن لك أن تحقق التوافق‬
‫في عملك مع زمالئك ومع مديرك؟ وكيف يمكن لنمط شخصيتك‬
‫أن يلتقي على أرضية مشتركة مع باقي أنماط زمالء العمل؟ ثم‬
‫بعد ذلك نضع لك آفاق التطور المهني والمهن المناسبة لنمط‬
‫شخصيتك‪.‬‬
‫ال يوجد سر للنجاح‪ ،‬فقط هو نتيجة لإلعداد والعمل الجاد‬

‫والتعلم من الفشل‬
‫كولن باول‬
‫‪166‬‬
‫اً‬
‫أول‪ :‬الدراسة‪:‬‬
‫نبذة عن طريقة تعلم هذا النمط‪:‬‬
‫يقضي بعض األشخاص‬
‫في‬ ‫تقري ًبا‬ ‫حياتهم‬ ‫ثلث‬
‫الدراسة‪ ،‬بينما يختار البعض‬
‫اآلخر الدخول باك ًرا في مجال‬

‫العمل دون صرف الكثير من‬
‫الوقت في الصفوف والمكتبات‪.‬‬
‫وبغض النظر عن ذلك‪ ،‬فإن‬
‫معظم األشخاص يقضون على‬

‫ً‬
‫بعضا من سنين حياتهم‬ ‫األقل‬
‫في‬ ‫لشخصيتهم‬ ‫المكونة‬

‫ِّ‬
‫المدرسة‪ ،‬ومهما كان الوقت‬
‫الذي قضوه في العالم األكاديمي‪ ،‬فإنه وقت ثمين‪ ،‬إذ أن هذه‬

‫اً‬
‫مجال مهن ًيا وحسب‪ ،‬وإنما تؤثر على تقديرك‬ ‫السنوات ال ترسم‬
‫لذاتك وعلى جوانب نفسية أخرى في المستقبل سواء بطريقة‬
‫إيجابية أم سلبية‪.‬‬
‫‪167‬‬
‫إن إدراك التحديات التي تواجه أصحاب هذا النمط في‬
‫المجال األكاديمي يساعدهم في قطع شوط طويل في معرفة‬
‫استثمار الخبرات والوقت بأفضل صورة ممكنة‪ .‬ولمساعدتهم‬
‫في الحصول على النتائج المرجوة في أي مجال يتبعونه‪،‬‬
‫فلنتعرف على بعض الدالئل المبنية على خصالهم‪.‬‬
‫هم مفكرون بالفطرة‪ ،‬والبعض وصف أسلوبهم باستيعاب‬
‫التفاصيل مثل اإلسفنجة التي تمتص الماء‪ ،‬ومن ثم السماح‬

‫لبديهتهم القوية بالجمع بين التفاصيل في نسيج غني‬
‫باألفكار‪.‬‬
‫ولنفهم أسلوب هذا النمط في التعلم‪ ،‬فلنورد تقنية (جورج‬
‫سوارت) في الفن‪ ،‬ففي القرن التاسع عشر ابتكر الرسام‬
‫الفرنسي (جورج سوارت) الطريقة النقطية‪ ،‬حيث استخدم‬

‫ً‬
‫عوضا عن ضربات الريشة‬ ‫الفنانون النقطيون النقط في الرسم‬
‫لخلق تحفهم الرائعة‪ ،‬ويتم بتجميع آالف النقاط لتشكيل لوحة‬
‫مليئة بالفعاليات البشرية‪ ،‬المناظر الطبيعية والعاطفة‪ .‬فمن‬
‫دون التفكير كثيرا وبأجزاء من الثانية تندمج اللمسات الرقيقة‬
‫للرسم وتقدم بصورة جميلة أروع اللوحات‪ ،‬حيث أن اإلمعان‬
‫‪168‬‬
‫بالنقاط الصغيرة على حده ال يشكل لوحة‪ ،‬ولكن وبدون هذه‬
‫معا‬
‫النقاط لن يكون لدينا لوحة باألصل‪ ،‬فتجميع هذا النقاط ً‬
‫ثم النظر إلى الصورة الكاملة من خالل رؤية النقاط المجمعة‬
‫يمكن رؤية اللوحة‪ .‬وهذا مماثل للطريقة التي يفهم بها‬
‫أصحاب هذا النمط العالم من حولهم والطريقة التي يتعلمون‬
‫بها‪.‬‬
‫ونستنتج من ذلك أن أسلوب أصحاب هذا النمط في التعلم‬

‫اعتمادا على حدسهم‪ ،‬وذلك عن‬

‫ً‬ ‫يعتمد على رؤية الصورة الكلية‬
‫طريق تجميع األجزاء مع بعضها البعض لتكوين فكرة عميقة‪.‬‬
‫فأصحاب هذا النمط سيمعنون المالحظة في الصورة العامة‬

‫اً‬
‫موكل‬ ‫قبل أن يص ّبوا تركيزهم على أي شيء يبدو عشوائ ًيا‬
‫إليهم بمهام صغيرة في المدرسة ‪-‬حتى في سن صغيرة‪.‬‬
‫وحتى يصل أصحاب هذا النمط لهذه األفكار الفريدة‬
‫والسماح لهم بالتعلم وفق أسلوبهم المنفرد‪ ،‬يتوجب على كل‬
‫من االستاذ‪ ،‬الموضوع‪ ،‬وطريقة التدريس أن تفسح المجال لهم‬
‫بإطالق العنان ألفكارهم‪ .‬بينما محاولة تقييد طريقته بترتيب‬
‫أفكاره هي ببساطة طريقة غير مجدية‪ ،‬فإن كان منهج‬
‫‪169‬‬
‫ومحددا للغاية‪ ،‬فأصحاب هذا النمط لن يشعروا‬

‫ً‬ ‫الدراسة ّ‬
‫مركزا‬
‫بعدم االرتياح وحسب‪ ،‬إنما قد ينسحبون بشكل كامل للتخلص‬
‫من الموقف وبأسرع وقت ممكن‪.‬‬
‫وكمثال على ذلك‪ ،‬فإذا ُط ِلب منهم تسليم تقرير مرفق‬
‫بالخطوط الرئيسية‪ ،‬فسيبدأون بكتابة المقال ثم يقومون‬
‫برسم الخطوط العريضة حول عملهم بغية إتمام المطلوب‬
‫مقيدة‬
‫ِّ‬ ‫منهم‪ ،‬أما عملية البدء بالخطوط الرئيسية قد تكون‬

‫للغاية لدى معظم أصحاب هذا النمط‪.‬‬
‫هذا ال يعني بأن أصحاب هذا النمط لن يستفيدوا ولو‬

‫اً‬
‫كمال‬ ‫اً‬
‫قليل من تغيير ما تعودوا عليه‪ ،‬قد يغدون طال ًبا أكثر‬
‫إذا ما تعلموا كيفية مجاراة أو حتى اعتناق بعض األمور التي‬

‫يعتبرونها تفاصيل دقيقة‪ ،‬لكن على اً‬
‫كل من المعلم والطالب أن‬
‫ّ‬
‫والمفضلة هي ليست المكان‬ ‫يدركوا بأن المعلومات الحفظية‬
‫الذي تظهر فيه نقاط قوة أصحاب هذا النمط األكاديمية‪.‬‬
‫فقد يجيب أصحاب هذا النمط على كل األسئلة أو الحاالت‬
‫سيطور هذا االنطباع الحقا‬

‫ّ‬ ‫بأول فكرة تتبادر إلى ذهنه‪ ،‬لكنه‬
‫ً‬
‫تعمقا‪.‬‬ ‫عندما يتح ّرى عن هذه المعلومة بصورة أكثر‬
‫‪170‬‬
‫في النهاية‪ ،‬يمكن القول‬
‫إن أصحاب هذا النمط يتلذذون‬
‫فهم‬ ‫اإلنسانية‪،‬‬ ‫بالمواضيع‬
‫يكونون طالب شديدي االنتباه‬
‫في أي مادة أو موضوع يتضمن‬
‫جوانب من اإلنسانية‪ ،‬وبأي‬
‫شكل كان ينجحون باستغالل‬

‫هذا االهتمام في الحصول‬
‫على الرضا في المجال الدراسي‬
‫لهم‬ ‫يسهل‬ ‫مما‬ ‫والبحثي‬
‫الحصول على أعمال مناسبة‬
‫تحقق تطلعاتهم‪.‬‬
‫‪171‬‬
‫تسليط الضوء على أصحاب هذا النمط في أهم مراحل تعليمهم‬
‫ييمكن القول إن المرحلتين الثانوية والجامعية هما‬

‫أهم مراحل التعليم في حياة كل إنسان‪ ،‬فهما النواة‬
‫الحقيقية للعلم واالحتكاك العملي الذي يشكل المستقبل‪،‬‬
‫كما وأنهما البداية الحقيقية للتواصل مع العالم الخارجي‬
‫في مرحلة البلوغ‪ ،‬ومن خالل مالحظة السمات األساسية التي‬

‫تميز سلوك أصحاب هذا النمط في هذه المراحل الدراسية‪،‬‬
‫يمكن فهم الكثير عن أصحاب هذا النمط وطريقة تعاملهم‬
‫مع العلم والمعلومات‪.‬‬
‫‪ -1‬مرحلة المدرسة الثانوية‪:‬‬
‫في داخل الصف‪:‬‬
‫يبدأ أصحاب هذا النمط حياتهم في المدرسة الثانوية‬

‫بداية قوية وذلك بسبب طريقتهم الخاصة في رؤية العالم‬
‫(وخصوصا المتمردين منهم) ينشدون‬
‫ً‬ ‫من حولهم‪ ،‬وإنهم‬
‫الكمال وكل ما يمكن أن يتطلبه الوصول لمعايي َر عالية‪ ،‬وغال ًبا‬
‫قسما كبي ًرا‬
‫ً‬ ‫ما تكون هذه المعايير خاصة بهم‪ ،‬ويكرسون‬
‫من الوقت والجهد لمواجهة التحديات‪ .‬وبقدر ما أن تحصيل‬
‫درجات عالية أمر جيد‪ ،‬فإنه يعتبر طبيع ًيا ألصحاب هذا النمط‪،‬‬ ‫‪172‬‬
‫رغم أنه من الممكن أن يظهروا شي ًئا من التراخي إذا كانت‬

‫المواد مملة وفيها الكثير من اإلعادة‪ .‬وعلى المادة أن تكون‬
‫ذات قيمة عالية من وجهة نظرهم‪ ،‬إذ ال يستهويهم نمط‬
‫التعليم القديم‪.‬‬
‫يظهر المنتمون لنمط البطل وسائل انفتاحهم الكثيرة‬

‫كطالب يقدمون مشاركة أساسية في الصف‪ ،‬وهذا ما يساعدهم‬
‫إحساسا بالتحكم‬
‫ً‬ ‫على الشعور باتصالهم بباقي الطالب معطين‬
‫من خالل مشاركتهم في الصف‪ ،‬كما أن الفضول الذي يتمتعون‬
‫به يضعهم في مراتب أعلى من الطالب العاديين مما يفسر‬

‫مقدار الطاقة الذي يبذلونه في دراستهم‪.‬‬
‫يمكن لباقي الطالب أن يتذكروا االشياء الجامدة بدون‬

‫جهد أو صعوبة‪ ،‬لكن أصحاب هذا النمط يحتاجون إلى رموز‬
‫واستعارات في حال قيامهم بنفس العمل‪ ،‬ويعتبر تطوير‬
‫المفاهيم كالم ًيا أداة رائدة تضاف إلى الخلفية الفلسفية للـ‬
‫"‪ "ENFP‬عند دخولهم التعليم الثانوي‪.‬‬
‫من مجاالت الدراسة التي تحاكي اهتماماتهم هي تلك‬

‫المتعلقة باألمور االنسانية والعلوم االجتماعية‪ ،‬وبما أنهم‬
‫ينشدون عالم االفكار الذي يفضلون العيش فيه ‪-‬مثل مواد‬
‫اآلداب‪ ،‬اللغة‪ ،‬التاريخ‪ ،‬العلوم السياسية‪ ،-‬فهم يستمتعون بأي‬
‫‪173‬‬
‫مادة تسمح لهم بالتعامل مع المفاهيم‪ ،‬وال سيما التي تتضمن‬

‫العنصر اإلنساني‪ ،‬حيث يتعاطفون مع شخصية من رواية ما أو‬
‫أخرى تاريخية‪.‬‬
‫وعادة تكون العلوم الطبيعية والتكنولوجيا أكثر واقعية‬

‫وتفتقر إلى اإلحساس باإلنسانية‪ ،‬األمر الذي يجعلهم أقل‬
‫اهتماما بها‪ ،‬ويشعرون باتصالهم أكثر بأزمة (هاملت)‬
‫الوجودية من بنائهم نماذج الذرات‪ ،‬كما يميلون لمناقشة‬

‫جهود (ماري كوري) كامرأة‪ ،‬أكثر من اهتمامهم إذا ما كان‬
‫لذلك أثر على الكيمياء أو الفيزياء‪ ،‬وبشكل عام فإنهم يفضلون‬
‫العلوم الفلسفية على الفيزياء فيما إذا أتيح لهم االختيار‪.‬‬
‫وحتى مع كل نقاط القوة األكاديمية الطبيعية التي‬

‫يمتلكها أصحاب هذا النمط ال تخلو سنوات المدرسة الثانوية‬
‫من التحديات‪ ،‬في الواقع‪ ،‬يمكن لهذه القدرات األكاديمية‬
‫المتقدمة واالهتمامات الكبيرة أن تكون سب ًبا في تثبيطهم‪.‬‬
‫إال أن التعلم في المدرسة يجعلهم أكثر انتباها إلى التفاصيل‬

‫الصغيرة‪ ،‬والتكرار‪ ،‬والحفظ‪ ،‬وأي شيء له هذا النوع من التركيز‬
‫الروتيني يعد امتحانا لقدرات أصحاب هذا النمط اإلدراكية‪.‬‬
‫وعندما يكون الموضوع محط االهتمام مركزا على تفاصيل‬

‫مادية جامدة‪ ،‬فمن الممكن أن ينفذ صبرهم ويشعرون بالملل‪،‬‬ ‫‪174‬‬
‫إذ يحتاج أصحاب هذا النمط إلكمال تعليمهم بنوع من التجربة‪.‬‬

‫جدا يعتبر أم ًرا ال معنى‬
‫إن تعلم لغة ما لتتحدثها بشكل جيد ً‬
‫له ألصحاب ذلك النمط‪ ،‬بينما تعلم لغة لتكون أداة للغوص‬
‫في أعماق ثقافات أخرى يعتبر أم ًرا جدي ًرا باالهتمام أكثر‪ ،‬حيث‬
‫يرون معاني أكبر في األمر الثاني ويرون أن كل ما يذهب في‬
‫مهما لهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫الطريق األول يبتعد كثيرا عن إمكانية كونه‬
‫وإن سرعة أصحاب هذا النمط في التوصل لمفاهيم تجعلهم‬

‫غير مرتاحين تجاه أصدقائهم الذين يحاولون الوصول لنفس‬
‫المفاهيم ولكن بسرعة أقل من سرعتهم‪ ،‬وهنا يجب أن‬

‫واضحا لآلخرين‬
‫ً‬ ‫يكونوا حذرين كي ال يكون نفاذ صبرهم هذا‬
‫شعر أصدقاءهم بالمهانة أو مدرسيهم باالنزعاج منهم‪،‬‬
‫مما ُي ِ‬
‫ولحسن الحظ‪ ،‬فإن أصحاب هذا النمط غال ًبا ما يعالجون هذا‬
‫بتعاطفهم الفطري ويتعاملون مع انزعاجهم داخل ًيا بالتظاهر‬
‫بأفضل ما عندهم من حس الدعابة‪ ،‬ولكن إبقاء إحباطهم في‬
‫داخلهم سيضاف إلى الضغط الذي تسببه لهم نزعتهم للكمال‪،‬‬
‫ولن يستطيع أصحاب هذا النمط العمل كثي ًرا على مادة دراسية‬
‫إذا كانت سهلة للغاية‪ ،‬وسيكون من المسلمات بالنسبة لهم‬
‫جهد كبير في االختبارات‬
‫ٍ‬ ‫أنهم سيبلون بال ًء حس ًنا من دون‬
‫خصوصا إذا لم تثر المادة الدراسية‬
‫ً‬ ‫العملية أو الكتابية‪،‬‬
‫‪175‬‬ ‫تماما ال يرتبطون بالقوانين أو التراكيب‬

‫ً‬ ‫اهتمامهم‪ ،‬وهم‬
‫التقليدية في حياتهم الداخلية‪ ،‬وال يعتبرون إهمالهم لما‬

‫هو تقليدي على أنه بالضرورة كسل أو أنهم يهملون عملهم‪،‬‬
‫فاإلطار العام هو األولوية بالنسبة لهم‪ ،‬أما بذل الكثير من‬
‫العمل فيما يرونه اً‬
‫ممل أو غير مهم أمر ال طائل منه‪ ،‬وعند عدم‬
‫تحد يحفز العمل فما الجدوى من العمل نفسه؟‬
‫وجود ٍ‬
‫وهذا من وجهة نظرهم حكمة ألن أدق التفاصيل لها أهمية‬

‫منظما بغض النظر عن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫إنسانا‬ ‫عندهم‪ ،‬وتعُلم كيف تكون‬

‫درس حياتي مهم‪ ،‬ولنتأقلم مع الحياة البد أن نعمل‬
‫ٌ‬ ‫المشاعر‬
‫أشياء ال نحبها‪ ،‬وبالرغم من ذلك‪ ،‬فإذا لم يعمل أصحاب هذا‬
‫النمط بكل طاقتهم فهذا لن يسبب األرق لهم‪ ،‬وسيقومون‬
‫بعملهم بشكل مقبول سواء كرسوا وقتهم وانتباههم أم ال‬
‫ألنهم يحرصون على ذلك‪.‬‬
‫خارج الصف‪:‬‬
‫وإذا كنت ممن ارتاد المدرسة الثانوية‪ ،‬فإنك لست بحاجة‬

‫أي من األفالم التي تتناول ما يقلق المراهقين لتدرك‬
‫لرؤية ٍ‬
‫أن ما يقلقهم ليس فقط المواد أو الدروس التي يحضرونها‬
‫وحسب‪ ،‬الغالبية ستوافق أن الدروس في أروقة المدرسة‬
‫والفناء المحيط بها أكثر أهمية من تلك التي يتعلمونها‬
‫داخل الصفوف‪ .‬لذلك البد لنا من دقيقة لألخذ بعين االعتبار أن‬
‫‪176‬‬
‫المدرسة الثانوية هي المكان الذي تؤخذ منه أهم الدروس‬

‫وقد ال ُتقدر خصائص أصحاب هذا النمط الفريدة في‬

‫المدرسة الثانوية ألن مجرد كونك "لست غريب األطوار " هو‬
‫حدسا أكثر من كل من‬
‫ً‬ ‫أولوية اجتماعية‪ ،‬وسيبقون يملكون‬
‫حولهم من زمالئهم‪ ،‬فهم ينتقون زمالءهم ولكن زمالءهم‬
‫لن يكونوا قادرين على أن يردوا جميل اختيارهم‪.‬‬
‫قد يجعل هذا أصحاب هذا النمط على األقل ال يتواصلون‬

‫مع زمالئهم بالتزامن الصحيح‪ ،‬وفي أفضل األحوال سيبدو‬
‫أصحاب هذا النمط غامضين وممتعين‪ ،‬أما في أسوأ أحوالهم‬
‫سيكونون غريبين وغير عمليين بالنسبة لمن يسعى للدخول‬
‫في مجموعات ذات شعبية‪ ،‬والشعور بالعزلة أو إساءة الفهم‬
‫من قبل اآلخرين ستكون محبطة للغاية لهم‪ ،‬وهناك صفة‬
‫أخرى لهم‪ ،‬وهي أنهم ثرثارون وهذا مناقض لطبيعتهم‬
‫المنغلقة فهم كغيرهم من الدبلوماسيين يتكلمون كثي ًرا‬
‫انطباعا أنهم منفتحون‬
‫ً‬ ‫وفصيحون للغاية‪ ،‬مما قد يعطي‬
‫أكثر من طبيعتهم‪ ،‬وبما أنهم يحتاجون لوقت يقضونه مع‬
‫أنفسهم ويملكون هذا التناقض بين مظهرهم الخارجي‬
‫ً‬
‫مربكا لمن حولهم‪،‬‬ ‫وطبيعتهم الداخلية‪ ،‬فإن هذا قد يكون‬
‫‪177‬‬ ‫فأصدقاء المدرسة الثانوية قد يظنونهم منفتحين وقد‬
‫ٌ‬
‫رفض لهم‪.‬‬ ‫يفهمون انسحابهم الستعادة طاقتهم على أنه‬
‫وبغض النظر عن كيفية تعاملهم‪ ،‬فإن أصحاب هذا النمط‬

‫يحملون رغبة ضمنية لجعل اآلخرين يحملون شعو ًرا طي ًبا‬
‫تجاههم ويتقربون منهم بحساسيتهم وبصيرتهم النافذة‪،‬‬
‫وفي حين أن كل المراهقين يريدون أن يكونوا محبوبين‬
‫ممن حولهم‪ ،‬إال أن األهم بالنسبة للـ "‪ "ENFP‬أن يكونوا‬
‫على طبيعتهم أكثر من تلقي إعجاب اآلخرين بهم‪ ،‬وحيث‬

‫أن الشعبية هي القوة المسيطرة في المدرسة الثانوية فقد‬
‫جهدا اً‬
‫قليل لبناء‬ ‫ً‬ ‫يجعل ذلك الحياة صعبة اً‬
‫قليل ألنهم يبذلون‬
‫عالقاتهم االجتماعية‪ ،‬وهم في الغالب يتجاهلون الضغط‬
‫الذي يمارسه زمالؤهم بسبب انزعاجهم ممن يلتزمون‬
‫بالقوانين بصرامة‪.‬‬
‫إن النشاطات الخارجة عن المنهاج سوف تهمل‬

‫المراهقين النمطيين‪ ،‬ورؤساء فرق التشجيع ُينظر إليهم على‬
‫أنهم األكثر شعبية والنوادي السمعية البصرية ال تليق إال‬
‫بالبارعين أمثالهم‪ ،‬وعند األخذ بعين االعتبار رغبة أصحاب هذا‬
‫النمط في يكونوا صادقين مع أنفسهم‪ ،‬فإن نظرة اآلخرين‬
‫مجموعة‬
‫ٍ‬ ‫إليهم ال تهمهم كثي ًرا عندما يحاولون االنتساب إلى‬
‫معينة كما هي الحال بالنسبة لغيرهم الذين يهتمون‬
‫معنى‬
‫ً‬ ‫بنظرة اآلخرين إليهم‪ ،‬ويختارون ما هو مهم ويحمل‬
‫‪178‬‬
‫وممتع على ما يرفع مكانتهم االجتماعية أو األكاديمية في‬

‫حين أن اآلخرين يأخذون بعين االعتبار عند اختيار النشاطات‬
‫اإلضافية التطبيقات الجامعية‪ ،‬ويقدرون أهمية المجموعات‬
‫تبعا العتمادها على ذاتها‪.‬‬
‫ً‬
‫وككالم عام فإن الـ "‪ "ENFP‬يشعرون براحة لعملهم مع‬

‫ٍ‬
‫مجموعات خدمية تقدم الخدمات أكثر من المجموعات ذات‬
‫الطابع االجتماعي أو الرياضي أو حتى األكاديمي‪ ،‬العدالة‬
‫االجتماعية واألعمال الخيرية جذابة بالنسبة لهم وفكرة األمم‬

‫المتحدة مطابقة ألفكارهم‪ ،‬وقد يقدمون أنفسهم ليتعلموا‬
‫من محن وأزمات الناس في بلدان أخرى أو من وجهات نظرهم‬
‫أو لفرق المناظرة‪ ،‬ومع حبهم للكلمات واألفكار سيركزون على‬
‫المناظرة نفسها أكثر من تركيزهم على قوانين المناظرة‬
‫ً‬
‫توازنا مناس ًبا‬ ‫على الرغم من أن هذه القوانين ستشكل‬
‫لطريقتهم االعتيادية التي تعتمد على الحدس‪.‬‬
‫وحمالت الطعام وتقديمه للمشردين في أيام العطل خيا ٌر‬

‫جذاب لهم‪ ،‬وقد يستمتعون بتنظيم مثل هذه النشاطات من‬
‫ٌ‬
‫خالل دراستهم للكتب السماوية أو أي مجموعة ذات توجه‬
‫اجتماعي‪ ،‬المسرح والفنون تأسر انتباههم‪ ،‬ولكن لتكون‬
‫مغزى‬
‫ً‬ ‫رسالة ذات‬
‫ٍ‬ ‫جذا ًبا‪ ،‬يجب أن تصل إلى الناس من خالل‬
‫‪179‬‬ ‫وليس من خالل نمط أو تقنية تعليمية وحسب‪.‬‬
‫وسيكون أصحاب هذا النمط مندهشين للغاية عندما‬

‫مجموعة ما وهو شيء‬
‫ٍ‬ ‫يجدون أنفسهم في موقع قيادي في‬
‫يكرهونه ويجدون أنفسهم مضطرين للقيام به‪ ،‬ولكن‬
‫مرونتهم الفكرية وبصيرتهم وشغفهم غال ًبا ما يعوض‬
‫افتقارهم للمهارات التنظيمية‪ ،‬بل وسيؤثرون في الداعمين‬
‫لناديهم وفي زمالئهم بالقدر الكافي ليرفعوهم لمستوى‬
‫مثل هذه األدوار‪ ،‬وليس ضروريا ألصحاب هذا النمط أن يصلوا‬
‫لما يبحثون عنه‪ ،‬ولكن باعتمادهم على اندفاع مجموعتهم‬

‫لمجموعة من الناس‬
‫ٍ‬ ‫سيصبح هذا خيا ًرا طبيع ًيا‪ ،‬وسيحتاجون‬
‫العمليين لدعم دورهم القيادي ولكن بالكاد يمكن أن تجد‬
‫جيدا ليعرف ويقدر هذا الدعم‪.‬‬
‫نموذجا ً‬
‫ً‬
‫مدخل جانبى‪ :‬التفضيل بين العمل والدراسة الجامعية‪:‬‬
‫بينما هناك الكثير من األسباب التي تدفعك ألخذ قرار‬

‫االلتحاق بالجامعة‪ ،‬فإن تلك المتعلقة بنمط شخصيتك هي‬
‫التي تلعب الدور األساسي في قرارك‪ .‬ومنذ زمن قريب‪،‬كان‬
‫اعتقاد معظم الناس أن الجامعة هي الطريق األسرع لتحقيق‬
‫النجاح واألمان‪ ،‬أما اآلن‪ ،‬فبعض هؤالء أنفسهم يعارضون‬
‫ويجادلون في أن يكون التعليم العالي للجميع‪ ،‬وذلك لرؤيتهم‬
‫أن من كانوا متسربي في الجامعة أصبحوا ناجحين بامتياز في‬
‫عصرنا التكنولوجي‪ ،‬ويعتبر (ستيف جوبس) و(بيل غيتس) من‬
‫‪180‬‬
‫أشهر األمثلة عن هذه الحالة‪ ،‬فلكل شخص هدف‪ ،‬والجامعة‬

‫هي واحدة من الطرق الممكنة إليجاده والوصول إليه‪.‬‬
‫يوجد سؤالين على أصحاب هذا النمط أن يسأاله عند‬

‫اتخاذهم القرار في متابعة الدراسة أو البدء بالعمل‬
‫مهما في مجال العمل‬

‫ً‬ ‫هل ستكون الشهادة شي ًئا‬ ‫•‬
‫الذي أطمح إليه؟ فعند اتخاذ مهنة ما‪ ،‬فإنه من الضروري في‬
‫بعض األحيان إذا ما كان الشخص يملك شهادة في اختصاصه‪.‬‬
‫المهن المرتبطة بالمساعدة والتي تجتذب أصحاب هذا النمط‬

‫بشكل كبير كالتعليم‪ ،‬المعالجة النفسية‪ ،‬واألعمال االجتماعية‪،‬‬
‫غالبا ما تتطلب شهادة لممارستها‪ ،‬أما إذا كانت الشهادة أمرا‬
‫غير ضروري‪ ،‬أو كالكثيرين الذين يتوقفون عن دراستهم في‬
‫المرحلة الثانوية‪ ،‬فهم ببساطة لم يقرروا بعد‪ ،‬فإن تحييد‬
‫خيار التعليم العالي قد كون الخيار األمثل‪ .‬من المؤلم للـ ‪ENFP‬‬
‫أن يكونوا في مكان ال يجب أن يكونوا فيه‪ ،‬والقيام بأشياء‬
‫ً‬
‫هدفا أو معنى‬ ‫يعتبرونها غير مناسبة لهم‪ ،‬فإذا لم يجدوا‬
‫في الجامعة‪ ،‬أو إذا ما كانوا يفعلون ذلك ألجل أحد آخر‪ ،‬فإنها‬
‫ستكون مجرد تجربة سيئة لهم‪.‬‬
‫هل سأحصل على شيء ذي معنى وقيم فيما إذا التحقت‬ ‫• ‬

‫بالجامعة؟ بالنسبة لكثيرين‪ ،‬فإن االلتحاق بالتعليم العالي هو‬
‫‪181‬‬
‫أمر يعني لهم أكثر من مجرد إيجاد فرصة عمل جيدة‪ ،‬إنها‬
‫رسالة حياة وفرصة لتطوير الذات وأخذ خطوات متقدمة ألن‬
‫يكونوا أشخاصا بالغين مستقلين‪ ،‬بالنسبة للـ "‪ "ENFP‬والذين‬
‫بطبيعتهم يتوجهون للتطور والنمو‪ .‬فإن الجامعة قد تكون‬
‫لهم ذاك المكان الممتع لالزدهار‪.‬‬
‫إذ ليس هناك مكان أفضل من الجامعة الستكشاف األفكار‬

‫والتعامل مع النظريات‪ .‬وباالعتماد على المسار المختار‪ ،‬فإن‬

‫واسعا من الخيارات تتيح الدخول إلى أفكار أكبر‬
‫ً‬ ‫اً‬
‫مجال‬ ‫هناك‬
‫في الحياة األمر المولع به أصحاب هذا النمط‪ ،‬من المؤكد أن‬
‫هذه األمور من الممكن استكشافها خارج أسوار الجامعة‪،‬‬
‫‪-‬كالعمل مثال‪ ،-‬إال أن اإلرشاد‪ ،‬البنية‪ ،‬وتنظيم الوقت الذي توفره‬
‫الجامعات يمكن أن يكون أكثر فائدة ألصحاب هذا النمط‬
‫اليافعين العاكفين على استكشاف موقعهم في العالم‪.‬‬
‫‪ -2‬مرحلة الجامعة‬
‫يشعر أصحاب هذا النمط الذين يقررون االلتحاق بالجامعة‬

‫زادا‬
‫بأنهم في منزلهم‪ ،‬إذ من الممكن أن تكون الجامعة ً‬
‫ومأونة لميولهم اإلبداعية‪ ،‬وبغض النظر عن الخبرات التي‬
‫حصلوا عليها في مرحلة التعليم الثانوي‪ ،‬فإن لديهم اآلن فرصة‬
‫‪182‬‬
‫نضجا‪ ،‬وعلى عكس‬

‫ً‬ ‫حقيقية للبروز أكثر في هذه البيئة األكثر‬
‫المدارس الثانوية النموذجية‪ ،‬فإن الجامعات تستطيع أن تقدم‬
‫ألصحاب هذا النمط مجاال إلطالق العنان لمخيلتهم القوية‪.‬‬
‫الجامعة هي الوقت ليبدأ فيه أصحاب هذا النمط باستخدام‬

‫وتطويع نقاط قوته ومهاراته بطريقة حقيقية‪ ،‬إحدى هذه‬
‫النقاط‪ ،‬هي مهارتهم الهائلة باستخدام الكلمات‪ ،‬فيجدون‬
‫في الجامعة ذاك المكان الذي يبدأون فيه بتنمية مهاراتهم‬
‫الرائعة في الكتابة‪ ،‬حتى أن البعض منهم قد يطور شي ًئا من‬
‫النمط الشاعري في كتاباتهم وكالمهم‪.‬‬
‫ومن خالل مهاراتهم في الكتابة وعقليتهم المنفتحة‪ ،‬فإن‬

‫جيدا بين الصحفيين‪.‬‬
‫أصحاب هذا النمط يبرزون ً‬
‫إن االختصاص الذي سيختاره أصحاب هذا النمط سيكون‬

‫مشابها للمواد التي اهتموا بها في التعليم الثانوي‪ ،‬وستكون‬
‫العلوم االنسانية محور االهتمام الرئيسي لهم‪ ،‬وقد تكون‬
‫مزيجا ممتا ًزا للتفكير‬
‫ً‬ ‫الفنون إحدى توجهاتهم التي يعتبرونها‬
‫العشوائي والتعلم بالتجربة‪.‬‬
‫ليس السؤال الواجب طرحه على أصحاب هذا النمط أي المجاالت‬

‫التي يستطيعون أن يبرعوا فيها؟‪ ،‬إذ أنهم يملكون الذكاء‬
‫‪183‬‬
‫الالزم وااللتزام والتفاني لقيامهم باألمور على أتم وجه في‬

‫أي مجال قد يختارونه‪ ،‬إال أن األمر متعلق بأن هناك مجاالت‬
‫واختصاصات تجتذبهم أكثر من غيرها وسيلتزمون بها ألبعد‬
‫الحدود‪.‬‬
‫يشعر البعض بأن التعليم العالي هو طريقة للحصول على‬

‫األدوات الالزمة للحصول على عيش جيد‪ ،‬إنها الفكرة التي‬
‫‪184‬‬
‫يرفضها معظم أصحاب هذا النمط للحصول على شهادات‪ ،‬قد‬

‫تجد بعض أصحاب هذا النمط في برنامج إدارة األعمال "‪،"MBA‬‬
‫إال أنهم هناك ليجدوا طريقة يجعلوا فيها من االقتصاد أكثر‬
‫ً‬
‫عوضا عن اهتماماتهم بالربح والنجاح الشخصي‪.‬‬ ‫اً‬
‫عدل للجميع‪،‬‬
‫ويعتبر أصحاب هذا النمط الجامعة‬
‫ً‬
‫مكانا الكتشاف واكتساب البصيرة ومساعدة اآلخرين ليصبحوا‬
‫أشخاصا أفضل‪ ،‬وبالتأكيد فإن أصحاب هذا النمط الصحيين‬
‫ً‬
‫سيدركون أن العمل أمر أساسي للعيش‪،‬‬

‫احتياجاتهم‬ ‫باالعتبار‬ ‫آخذين‬
‫إيجاد‬ ‫ويحاولون‬ ‫االقتصادية‪،‬‬
‫الطرق للجمع ما بين العيش‬
‫المجتمع‪.‬‬ ‫يفيد‬ ‫ما‬ ‫وتحقيق‬
‫‪185‬‬
‫ثان ًيا‪ :‬الوظيفة والتطور المهني‬
‫المدخل األول‪ :‬المهنة والتطوير االحترافي‪:‬‬
‫هذا القسم سيغطي الصفات التي تجعل األشخاص من‬

‫نمط الشخصية هذا تنجح في مكان العمل‪ ،‬ونأمل اننا‬
‫سنعطيك فكرة أفضل أين سيكون مسارك المهني األمثل‪.‬‬
‫البدء بالحياة المهنية‪:‬‬

‫في البداية‪ ،‬يتصف أغلبهم بقيمهم العالية ومبادئهم الثابتة‪،‬‬
‫خصوصا‬
‫ً‬ ‫يكلون وال َّ‬
‫يملون من الدفاع عن أفكارهم‬ ‫َّ‬ ‫فهم ال‬
‫التي يؤمنون بها والتي يناصروها على صعيد األشخاص أو‬
‫على صعيد القضايا العامة‪ .‬وتعتبر هذا الميزة هي جوهر‬
‫المهن التي يعملون بها‪ .‬على سبيل المثل‪ ،‬هم كتاب مبدعون‬
‫خصوصا عندما يكتبون عن قضية يعتبرونها من‬
‫ً‬ ‫ورائعون‬
‫القضايا المهمة‪ ،‬فكثير من الكتاب المتميزين ينتمون لهذا‬
‫النمط من الشخصية (أنظر إلى قسم مشاهير أصحاب هذا‬
‫النمط)‪ ،‬حيث أن المهارة في الكتابة لهذا النمط ال تجدها في‬
‫ومهتما بالكتابة كمسار مهني‬
‫ً‬ ‫أي نمط آخر‪ .‬فإن كنت منهم‬
‫خصوصا أن اإلنترنت هو منصة ممتازة لطرح كتاباتك‪ ،‬عليك أن‬
‫ً‬
‫‪186‬‬
‫تجربها وسوف تتفاجأ بالنتائج‪.‬‬
‫البديهة القوية التي يمتلكونها تسمح لهم بالتقدير الصحيح‬

‫والدقيق لألحداث والمواقف واألشخاص‪ ،‬إضافة لذلك‪ ،‬هؤالء‬
‫األشخاص مثاليون حيث أن قيمهم ومبادئهم التي يؤمنون‬
‫بها هي أكثر األمور أهمية بالنسبة لهم‪ .‬لهذا السبب بالذات‪،‬‬
‫تكون المهن التي يبرعون بها هي التعليم واالستشارات‬
‫االجتماعية والطب النفسي‪ ،‬إذ ينجح المنتمون لنمط البطل في‬
‫المجاالت التي تساعدهم على المزج بين مثاليتهم وبصيرتهم‬
‫الحادة ورغبتهم في إصالح العالم‪ ،‬فهم أشخاص مهووسون‬

‫باألمور األخالقية‪ ،‬والمعاني الضمنية‪ ،‬والدبلوماسية ويحاولون‬
‫دوما للوصول إلى التناغم واإلجماع أينما كانوا‪.‬‬
‫ً‬
‫إن لديهم القدرة على القيادة ولكنهم ال يحاولون الوصول إليها‪،‬‬

‫كما ال تستهويهم المناصب على عكس أنماط من الشخصيات‬
‫األخرى‪ ،‬مقاربتهم لموقع القيادة من منطلق حساسية المنصب‬
‫ً‬
‫وعوضا عن السلطة والقوة مختلف‪ ،‬لذلك يبرعون في الوظائف‬
‫التي فيها درجة من اللمسة الشخصية ورقة المشاعر‪ ،‬فمن‬
‫المسارات المهنية التي قد يسلكونها هي في المؤسسات‬
‫الدينية أو في قسم الموارد البشرية أو كمعالجين نفسيين أو‬
‫أطباء‪.‬‬
‫‪187‬‬
‫هم ال يحبذون أيا من المهمات الروتينية‪ ،‬أو األعمال التي‬

‫ال تحتوي اللمسة الشخصية أو تحليل التفاصيل الصغيرة‪،‬‬
‫ويتصفون بالضعف في الصراعات الحادة وحساسية عالية تجاه‬
‫النقد‪ ،‬هذا السمات في هكذا شخصية تعني أن على هذا‬
‫النمط أن يبتعد على المهن التي تجعله يعمل في البيانات‬
‫ً‬
‫عوضا عن التعامل مع األشخاص أو المهن التي يكونون فيها‬
‫ُعرضة للضغط والصراعات‪ ،‬كالمالية‪ ،‬المراقبة الداخلية‪ ،‬البرمجة‬
‫وتحليل البيانات‪ .‬من جانب آخر‪ ،‬هم يتمتعون بالبصيرة النافذة‬

‫واإلبداع‪ ،‬فالعمارة والفن والموسيقى والتصوير والتصميم هي‬
‫من المجاالت التي يبرعون بها‪ ،‬كما أن المزايا التي يتصفون‬
‫بها هي غال ًبا في هذه المجاالت‪.‬‬
‫دائما بحاجة‬
‫ً‬ ‫أيا تكن المسارات المهنية التي يتبعوها‪ ،‬فهم‬
‫ليشعروا بأن مساهمتهم ذات معنى‪ ،‬فإرادتهم القوية‬
‫ورغبتهم في التعاون تجعلهم مرشحين مثاليين للمواقع ذات‬
‫السلطة والمرجعية األخالقية‪.‬‬
‫يخلص أصحاب هذا النمط ويتحمسون –وقد يمضون الكثير من‬

‫الوقت‪ -‬للعمل في أمر قد يساعد أحد األشخاص الذي يحترموه‬
‫ويثقون به‪ ،‬وعندما يتعلق األمر بإحالل السالم وإيجاد الحلول‬
‫المقبولة لجميع األطراف ال يوجد أفضل وأنسب منهم ً‬
‫دونا عن‬
‫األنماط األخرى‪ ،‬وهذا ما يميزهم عن بقية األنماط الشخصية‬
‫‪188‬‬
‫األخرى عندما يتعلق األمر بالتواصل مع الناس‪.‬‬
‫هم يحتاجون إلى أكثر من الجانب المادي والتقدير المعنوي في‬

‫مسارهم المهني‪ ،‬فالوظائف ذات األجور المرتفعة كالمحاسبة‬
‫والحقوق والمالية ال تغويهم‪ ،‬هم يشعرون بالسعادة الغامرة‬
‫عندا يتوافق مسارهم المهني مع مبادئهم وقيمهم الشخصية‪،‬‬
‫فالمكافآت والماديات ال يمكن أن تكون كافية لهم للبقاء في‬
‫أي مهنة أخرى‪ .‬وفي أغلب األحيان يضطرون إلى اعتالء منصة‬
‫‪189‬‬
‫القيادة لتحقيق أهدافهم‪ ،‬ولكنهم ينجحون أيضا في األدوار‬

‫غير القيادية طالما أنهم يتوافقون مع مديريهم في المبادئ‬
‫والقيم‪.‬‬
‫دوما بالقيام بعمل ذو معنى وهو ما يشكل حاف ًزا‬

‫هم يرغبون ً‬
‫لهم في التطوير المهني‪ .‬فالحوافز المادية واأللقاب الرفيعة أو‬
‫زيادة عدد المساعدين ال يمكن أن ترضيهم كما ترضى األنماط‬
‫األخرى ذات الطبيعية المادية والفردية‪ .‬وحتى إن حاولوا أن‬

‫دائما‬
‫ً‬ ‫يقنعوا أنفسهم أن هذا هو هدفهم إال أنهم يشعرون‬
‫في قرارة أنفسهم أنهم يستطيعون أن يصلوا إلى أفضل من‬
‫ذلك‪ .‬وهذا ما يجعل من الصعب عليهم اختيار طريق ما‪ ،‬وهذا‬
‫أمر جيد للجميع‪ ،‬فهو لديه المقدرة إلنجاز أشياء مذهلة ويضيف‬
‫إليها شي ًئا من مثاليته على أن يلعب دو ًرا ال يناسبه‪.‬‬
‫عموما هم ُيعتبرون من األنماط الشخصية النادرة وتتصف هذه‬

‫ً‬
‫الشخصية بأنها معقدة ومبهمة‪ ،‬واألشخاص من هذا النمط‬
‫يسعون للوصول إلى مهن أكثر من مجرد وظائف‪ ،‬وأن تتماثل‬
‫مع قيمهم الداخلية ومبادئهم الجوهرية‪ .‬كما أسلفنا ذك ًرا‬
‫أن هناك بعض الخيارات المهنية التي يشعرون من خاللها‬
‫بأنهم يقومون بعمل يخدم قضية جدي ٌر العمل من أجلها‪.‬‬
‫لسوء الحظ‪ ،‬وعلى الرغم من النبل والتعاطف الذي يظهرونه‬

‫‪190‬‬
‫إضافة لحبهم للغير إال أنهم يواجهون الكثير من الصعوبات‬

‫في مساراتهم المهنية إذا اختاروا المسار الخاطئ‪ ،‬حتى أن‬
‫أشخاصا يقتدون‬
‫ً‬ ‫ندرة هذا النمط يجعل من الصعب أن يجدوا‬
‫بهم ويستمعون لنصحهم بما يخص بالتخطيط لمسارهم‬
‫المهني‪ ،‬كما أن الوظائف التي تناسب ‪ % 80‬من األشخاص‬
‫تصيبهم باإلجهاد واإلحباط بشكل سريع‪.‬‬
‫‪191‬‬
‫‪192‬‬
‫التحضير لمقابالت العمل‪:‬‬
‫إن أفضل ما يميزهم فيما يتعلق ببناء المهنية هو مهارات‬

‫التواصل العالية مع األشخاص اآلخرين‪ ،‬هذه المهارات‬
‫ليست واضحة للعيان كما هي بالنسبة ألنماط الشخصية‬
‫األخرى الذين يبرعون بحديثهم العذب أو تلك التي تميل‬
‫إلى الواقعية‪ ،‬إال أنهم يمارسون تأثيرهم عبر تواصلهم مع‬
‫ً‬
‫عمقا‪ ،‬وذلك من خالل تفهمهم‬ ‫اآلخرين على مستوى أكثر‬
‫لمشكالتهم ومشاركتهم لوجهات نظرهم وأفكارهم‪،‬‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬يكون بمقدورهم تكوين شبكة واسعة‬

‫وغير مرئية من الزمالء‪.‬‬
‫ويمتازون برغبتهم القوية‬

‫وعلو قدرتهم على االتصال‬
‫وتفهم اآلخرين‪ ،‬وتصبح‬
‫لهم سمعة بأنهم متبصرون‬
‫كغيرهم من‬ ‫وصوفيون‪،‬‬
‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫الدبلوماسيين‪،‬‬
‫الوقوف في وجههم عندما‬
‫يحصلون على فرص للمزج‬
‫ما بين خيالهم وسعيهم‬
‫‪193‬‬ ‫الدائم لالنسجام‪.‬‬
‫هم يقدمون أفضل ما لديهم عندما يعملون على الصعيد‬

‫اإلنساني مهما تكن هواياتهم وتطلعاتهم‪ ،‬على خالف‬
‫عالم األعمال والتكنولوجيا والعلوم الذي ُي ْع َتبر غير جذا ًبا‬
‫لهم‪ ،‬وليس من المهم للـ "‪ "ENFP‬أن يعمل في مجال يتمحور‬
‫حول مساعدة األشخاص اآلخرين‪ ،‬بل إن ما يهتمون به هو‬
‫قدرتهم على تصحيح األخطاء وإعادة التناغم واالنسجام‬
‫ومساعدة اآلخرين على النمو والتطور‪ ،‬حيث أن غايتهم هو‬
‫الوصول إلى ذاتهم وإنشاء هويتهم المستقلة‪.‬‬

‫ظهروا نقاط القوة‬
‫أثناء مرحلة البحث عن العمل عليهم أن ُي ِ‬
‫هذه‪ ،‬فهم يمتازون بشبكة كبيرة من األصدقاء والزمالء‬
‫الذين يمكن االعتماد عليهم‪ ،‬وبالوقت نفسه يمتلكون‬
‫الحجة والبرهان والقدرة على اإلقناع في مقابالت العمل‪،‬‬
‫كما أنهم يعملون بكامل طاقتهم عندما يتحمسون ألمر‬
‫واضحا للعيان‪ .‬إن األشخاص من‬
‫ً‬ ‫ما‪ ،‬ويكون اهتمامهم‬
‫نمط البطل تزداد قدرتهم على اإلقناع مع مرور الزمن‪ ،‬لذلك‬
‫لن يواجهوا أية صعوبات عندما يتعلق األمر ببناء عالقات‬
‫مع األشخاص ذوي النفوذ‪.‬‬
‫أما المشكلة الرئيسية التي سوف تعترض طريقهم‪،‬‬

‫هي في أغلب الظن أن األدوار األولى التي سوف يقومون‬
‫بكمية ال بأس بها‪ ،‬هي من األعمال االعتيادية التي‬ ‫‪194‬‬
‫ال تدفعهم للحماس‪ ،‬فهم عادة ما يكونون مهتمين‬

‫باألفكار والتلميحات والمعاني وإدراك الذات‪ ،‬ولسوء الحظ‪،‬‬
‫استكشافها في بداية‬ ‫هذه المفاهيم لن يستطيعوا‬
‫مسيرتهم المهنية‪ ،‬لذلك عليهم أال يتوتروا في البداية‬
‫إن كان المسار الذي اختاروه ال يوصلهم إلدراك الذات‪ ،‬وما‬
‫عليهم معرفته أن األمور الجيدة تحصل فقط لألشخاص‬
‫الذين يتسمون بالصبر في البدايات‪ ،‬حيث أن أغلبهم‬
‫يميلون إلى نفاذ الصبر عندما يتعلق األمر بالروتين واألعمال‬
‫اإلدارية‪ ،‬وهذه هي إحدى التحديات التي سوف تواجههم‪.‬‬
‫مثاليتهم‬ ‫وبفضل‬
‫وقدرتهم على التواصل‬
‫على‬ ‫األشخاص‬ ‫مع‬
‫العاطفي‪،‬‬ ‫المستوى‬
‫فهم ال يواجهون أية‬
‫التقارب‬ ‫في‬ ‫صعوبة‬
‫العمل‬ ‫أصحاب‬ ‫مع‬
‫وهذا‬ ‫المستقبليين‪،‬‬
‫عليهم‬ ‫ما‬ ‫بالضبط‬
‫التركيز عليه إما بالبحث‬
‫‪195‬‬ ‫اتصال‬ ‫قنوات‬ ‫عن‬

‫وكتابة مقدمة جيدة للرسائل االلكترونية أو زيارة أصحاب‬

‫العمل شخص ًيا‪ ،‬فهم يستطيعون إقناعك بأي شيء يريدونه‬
‫بطريقة موجهة ال يملك أحد اإلرادة أو المخيلة الضرورية‬
‫لها‪ ،‬فمن الممكن أن يكون إرسال رسالة إلكترونية واحدة‬
‫للشخص المناسب أفضل بكثير من إرسال مئة رسالة‬
‫طلب توظيف عشوائية‪ .‬ولكن عليهم أن يتنبهوا عندما‬
‫يعرضون مهاراتهم وخبراتهم‪ ،‬فاألشخاص من هذا النمط‬
‫يميلون إلى المبالغة في تقدير قدراتهم (ألنهم غال ًبا‬

‫ما يكونون متحمسين لذلك األمر) وهذا ما قد ينشيء‬
‫مشكلة فيما بعد‪ ،‬رغم حاجتك بالطبع ألن تقدم مهاراتك‬
‫بالشكل الصحيح لكي تميز نفسك عن بقية المرشحين‪.‬‬
‫هم أيضا يبرعون في التعامل مع األشخاص وليس مع‬

‫األنظمة أو البيانات أو األدوات حيث تظهر نقاط قوتهم‬
‫في الجانب الشخصي المتعلق بالعمل‪ ،‬ليس من الضروري‬
‫ً‬
‫زبونا يواجه مشكلة‪ ،‬لكن العبارة التي‬ ‫ً‬
‫موظفا أو‬ ‫أن يكون‬
‫تقول "مهارات عالية في التعامل مع األشخاص" قد أصبحت‬
‫هاما من متطلبات العمل التي عليك أن تضيئها في‬
‫متطل ًبا ً‬
‫مقابلة العمل‪.‬‬
‫يجب عليهم التفكير بهواياتهم التي قد تبدو جذابة في‬

‫مجاالت معينة ومن خاللها يستطيعون أن يحولوا هذه‬ ‫‪196‬‬
‫األفكار إلى مجاالت للعمل مدى الحياة‪ ،‬هناك العديد من‬

‫الفرص‪ ،‬فمن الممكن أن تشارك في مسابقات أو أن تتطوع‬
‫في المشاريع أو أن تنشيء مدونة إلكترونية لك‪ .‬اكتب عدة‬
‫مقاالت وحاول أن تنشرهم في الصحافة المطبوعة‪ ،‬فليس‬
‫المهم ما يقوم به أصحاب هذا النمط طالما يستطيعون‬
‫وضعه في سيرتهم الذاتية‪ ،‬وهذا ال يجعلهم فقط مرشحين‬
‫اً‬
‫مجال أوسع‬ ‫مثاليين متعددي المهارات‪ ،‬وإنما تجعل لهم‬
‫للمناقشة في مقابلة العمل‪ .‬فاإلجابة على سؤال ُيط َلب منك‬
‫‪197‬‬
‫فيه أن تجيب عن موقف ما استخدمت فيه مهاراتك في‬

‫التواصل مع األشخاص هو أسهل بكثير من اإلجابة عن‬
‫خمس من المشاريع الموجودة في سيرتك الذاتية‪ .‬وال يجب‬
‫على أصحاب نمط البطل أن يخافوا من استخدام مخيلتهم‬
‫الواسعة‪ ،‬فالمهارات التي يمتلكونها ال تساوي شي ًئا إن‬
‫كانوا هم فقط من يعلم بها‪.‬‬
‫يتصف األشخاص من هذا النمط بأنهم كتاب رائعون‪ ،‬فمن‬

‫السهل أن يجدوا اً‬
‫عمل عن طريق إنشاء موقع إلكتروني‪،‬‬
‫فلم يعد خيارات أصحاب العمل تقتصر على المرشحين من‬
‫قبل (غوغل) أو من الروابط االلكترونية في السيرة الذاتية‪،‬‬
‫فمن الممكن أن تحصل على نقاط إضافية إذا كانت سيرتك‬
‫الذاتية تحتوي على هويات تتضمن إدارة مدونة إلكترونية‬
‫في مجال معين‪ ،‬لكن احذر في اختيار ما تكتب‪.‬‬
‫أخي ًرا يتوجب عليهم أن يمضوا المزيد من الوقت في تطوير‬

‫مهاراتهم في العرض‪ ،‬فإذا كانت لديك مقابلة عمل قريبة‬
‫متقدما عن‬
‫ً‬ ‫ال تعتقد أن حماسك وحده هو الذي يجعلك‬
‫اً‬
‫مبتذل‪ ،‬كن حذ ًرا من األخطاء‬ ‫اآلخرين‪ ،‬قد يبدو هذا الكالم‬
‫التقنية الشائعة في المقابالت واألسئلة التي يمكن أن‬
‫تطرح بشكل مفاجئ مثال‪ :‬ما هي نقاط ضعفك؟ فعندما‬
‫تجيب "المثالية" أو "أن أعمل بجهد كبير" لن يضيف لك ذلك‬ ‫‪198‬‬
‫تماما‪.‬‬
‫ً‬ ‫أية نقاط إيجابية بل بالعكس‬
‫حاول أن تضيء على اإلنجازات واألمور التي تتحمس من‬

‫أجلها وحاول أن تحضر العديد من نماذج األسئلة التي‬
‫تطرح في المقابالت في مرحلة التوظيف األولى من حياتك‬
‫المهنية‪ ،‬عليك أال تدع ثقتك في نفسك تمنعك من التحضير‬
‫الجيد للمقابلة‪ ،‬حيث أن أصحاب العمل لن يعلموا في بعض‬
‫الحاالت الكثير عن الدور الذي تقوم به فقط من خالل قائمة‬
‫المشاريع التي قمت بها‪.‬‬
‫وأصحاب نمط البطل هم مرشحون مثاليون في بعض‬

‫المجاالت لكنهم عادة ما يجدون صعوبة للتسويق ألنفسهم‬
‫بالطريقة الصحيحة‪ ،‬نتيجة لذلك قد يخسروا المنافسة مع‬
‫مرشحين أقل كفاءة لكنهم أكثر تحضي ًرا للمقابلة‪ ،‬والسبب‬
‫في ذلك يعود إلى رغبتهم في االبتعاد عن الجدال العقالني‬
‫والواقعي‪ ،‬ويحاولون التركيز على مشاعرهم وأحالمهم‪ ،‬قد‬
‫تنجح هذه الطريقة في بعض الحاالت‪ ،‬إال أن أصحاب المهن‬
‫يتوقعون من المرشحين إجابات مباشرة أو غير مباشرة عن‬
‫الفوائد التي سوف يجنوها عن اختيارهم ً‬
‫دونا عن غيرهم‪.‬‬
‫‪199‬‬
‫المدخل الثاني‪ :‬تطور المسار المهني‬
‫السمات األساسية ألصحاب هذا النمط في مجال العمل‬
‫يشعر أصحاب هذا النمط بالسعادة عندما يقومون بعمل‬

‫يسمح لهم باإلبداع والتعاطف ومشاركة اآلخرين مشاعرهم‪،‬‬
‫وخير مثال على هذه المجاالت‪ :‬التعليم وعلم النفس والعمل‬
‫على الصعيد المجتمعي‪ ،‬ولكن هنالك العديد من المجاالت‬
‫األخرى التي يستطيعون التألق فيها‪.‬‬

‫دوما أن يمضوا‬
‫ومهما كانت الظروف المحيطة‪ ،‬يجب عليهم ً‬
‫في ذلك االتجاه وإن َت َّ‬
‫طلب منهم ذلك وق ًتا‪ ،‬هم في أغلب األحيان‬
‫ال يشعرون بالسعادة في األدوار البعيدة عن التفاعل االجتماعي‬
‫بشكل أساسي أو األدوار التي تخضعهم للقواعد والقوانين‪،‬‬
‫ويجدر القول بأن مع الحرية تأتي المسؤولية‪ ،‬وينبغي لهم‬
‫أال يترددوا في استكشاف جميع الخيارات المتوفرة اً‬
‫بدل من أن‬
‫يقيدوا أنفسهم في أداء دور واحد محدد‪.‬‬
‫كما يجب عليهم أن يبحثوا عن هواية قد تصبح مصد ًرا‬

‫للرزق فيما بعد‪ ،‬وتعد هذه الطريقة شائعة بين أصحاب نمط‬
‫مرتفعا وليسوا في‬
‫ً‬ ‫خصوصا هؤالء الذين يتلقون أج ًرا‬
‫ً‬ ‫البطل‪،‬‬
‫مناصب تتطلب مهارات عقلية عالية‪ ،‬التعلم في البداية ليس‬
‫‪200‬‬
‫دوما هو أن تقوم بعمل يثير اهتمامك ويستطيع‬

‫مهما‪ ،‬المهم ً‬
‫ً‬
‫أن ُيلهمك دون أي قيد قد تجلبه عالقة الموظف بمديره‪.‬‬
‫من مصادر السعادة عندهم هو الشعور بأنهم شاركوا في‬

‫عمل ذو قيمة‪ ،‬قد يكون أي شيء‪ ،‬بعض األمثلة على ذلك‪:‬‬
‫• إنشاء موقع عن مؤسستك الخيرية المفضلة‪.‬‬
‫• مبادرة في الحي السكني الذي تقطن فيه‪.‬‬

‫• شركة استشارات صغيرة‪.‬‬
‫ويشعر أصحاب هذا النمط بالحاجة لتحدى العالم بطريقة‬

‫ما‪ ،‬كما أن بعضهم يحبذ قضاء الوقت في تحليل األمور‬
‫المحلية والشخصية‪.‬‬
‫المبدأ األساسي هو أنه يجب عليك أن تجرب ما يجلب‬

‫السعادة الحقيقية مع المحافظة على خطة األمان في‬
‫الوظيفة العادية‪ ،‬ومن يعلم‪ ،‬ربما تكون فكرتك الشيء‬
‫العظيم القادم إن كان بمقدورك أن تحول بعض من‬
‫المصادر المالية وتستثمرها في هوايتك‪ ،‬فهم يمتازون‬
‫بالتخطيط الجيد‪ ،‬لذلك لن يجدوا أية صعوبة بإدارة هذا‬
‫العمل بالتوازي مع وظائفهم‪.‬‬
‫‪201‬‬
‫من الضروري أن تتذكر بأن عقلك ومخيلتك قد يكونان نعمة‬

‫ً‬
‫أحيانا للتفكير‬ ‫ونقمة في نفس الوقت‪ ،‬حيث أنهم يميلون‬
‫المستفيض في األمور وهو ما يجعلهم يغرقون في أفكارهم‬
‫وهم يجربون أي الطرق أفضل بالنسبة لهم‪ ،‬لذا عليهم أن‬
‫يحاولوا أن يجدوا الوقت للتفكير والتطبيق‪ ،‬ال أن يغرقوا فقط‬
‫في التفاصيل‪.‬‬
‫ً‬
‫أيضا هم معروفون بخيالهم الواسع وبكونهم ذوي حيلة‪،‬‬

‫إن حدسك سوف يرشدك ويساعدك على االرتجال وتعاطفك‬
‫مع اآلخرين سوف يجذب الناس إليك لمساعدتك‪ ،‬فقط فكر بما‬
‫أنت عليه ً‬
‫حقا وماذا تريد أن تحققه في هذه الحياة‪ ،‬وعليك أن‬
‫ً‬
‫واثقا من مهاراتك وسوف تحقق الكثير إن شاء اهلل‪.‬‬ ‫تكون‬
‫ً‬
‫أهدافا ألنفسهم‪ ،‬فهم يحتاجون‬ ‫وهم ُيفضلون أن يضعوا‬
‫للشعور باإلنجاز واإلثارة‪ ،‬والمسار المهني الذي ال يحقق لهم‬
‫اإلثارة من المرجح أن يجعلهم منهكين ومحبطين‪ ،‬وهم‬
‫يحتاجون إلى ذلك أكثر من المال واالستقرار واأللقاب الرفيعة‪،‬‬
‫وبالنهاية كل شيء يعتمد على مدى مرونة المنظمة التي‬
‫اخترتها‪ ،‬فهناك القليل من المسارات المهنية التي ال تناسبهم‪،‬‬
‫‪202‬‬
‫كما أن هنالك العديد من األدوار التي قد تكون فيها مهاراتك‬

‫األساسية مهمشة‪ ،‬لذلك استكشف‪ ،‬تعلم‪ ،‬حاول أن تجد طريقة‬
‫لتستخدم مهاراتك في مجال معين‪ .‬ويجدر القول بأنهم ال‬
‫يستطيعون تحقيق نجاح في قترة قصيرة في الحاالت التي قد‬
‫ال تكون مألوفة لهم‪ ،‬فهم يحتاجون بعض الوقت ليتعلموا‬
‫عن الشيء الذين يعملون فيه حتى يستطيعوا تحقيق النجاح‪.‬‬
‫ويتمتعون بالقدرة على اتخاذ القرارات بشكل حاسم‬

‫ويستطيعون الحفاظ على برودة أعصابهم في الحاالت‬

‫الصعبة‪ ،‬ولكنهم يشعرون بالراحة أكثر عندما يكون لديهم‬
‫قيموا الحالة ويتخذوا قرارهم مبن ًيا على‬
‫المزيد من الوقت ل ُي ِّ‬
‫معلومات وافية‪ ،‬كما يمتازون بأن لديهم مهارات قيادية‬
‫عالية‪ ،‬ولكن قد يجهدهم البقاء بحالة التأهب القصوى بشكل‬
‫سريع‪ ،‬وذلك على عكس المستكشفين والدبلوماسيين الذين‬
‫يعتبرون بأنهم أكثر مالءمة ليكونوا مفاوضين أو مخططين‬
‫من كونهم منفذين في مقدمة العمل‪.‬‬
‫ومن المهم لهم أن يكون لديهم الجرأة على إتباع‬

‫ً‬
‫عوضا‬ ‫حدسهم الختيار الطريق الذي يؤمنون أنه مناسب لهم‪،‬‬
‫‪203‬‬
‫عن االستماع آلراء اآلخرين وإتباع نصائحهم‪ ،‬حيث أن األمور‬

‫المناسبة لـ ‪ 98%‬من األشخاص اآلخرين يمكن أن تجعلك تشعر‬
‫بالتعاسة وذلك ببساطة ألنك لست مثلهم‪ ،‬فأنت تنتمي ألحد‬
‫األنماط األكثر ندرة‪ ،‬لذا تبنى أحالمك وسر في طريقك الخاص‬
‫ً‬
‫عوضا عن محاوالتك العيش ً‬
‫وفقا لتوقعات اآلخرين‪.‬‬
‫وأخي ًرا‪ ،‬ال تخف من أن تجرب مسار مهني آخر‪ ،‬ال تسمح‬
‫لنفسك أن تستقر وتعتاد على عمل ال يرضيك‪ ،‬هم عادة ما‬

‫يملكون العديد من المواهب ولكن غال ًبا ما يخجلون لتحويلها‬
‫إلى مسار مهني قابل للنجاح‪ ،‬وتذكر أنه إن لم يسر العمل‬
‫كما هو متوقع‪ ،‬فسوف يزيد من ثقتك بنفسك ويضفي عليك‬
‫خبرة قيمة‪ ،‬وفي النهاية سوف تجد ضالتك ولكن ال تتوقع أن‬
‫تصل إليها من محاولتك األولى‪ ،‬في أسوأ األحوال سوف تجد‬
‫هواية جديدة‪ .‬فعلى سبيل المثال شخصيات هذا النمط لديهم‬
‫موهبة رائعة في الكتابة‪ ،‬فلم ال تجرب أن تعمل صحف ًيا ح ًرا أو‬
‫خاصا بك‪.‬‬
‫موقعا إلكترون ًيا ً‬
‫ً‬ ‫أن تنشئ‬
‫إضاءة‪ :‬كشخص ينتمي لهذا النمط‪ ،‬أنت تكون في أفضل‬

‫ً‬
‫وواثقا من مهاراتك‪ ،‬وعليك أن‬ ‫حاالتك عندما تكون مسترخ ًيا‬
‫تعلم أنه ليس من المهم ً‬
‫حقا أي الطرق سوف تسلكه‪ ،‬إن كان‬
‫‪204‬‬
‫في ذلك الطريق شيء ما يجعلك تستمر به ويجذبك نحوه‪،‬‬

‫سوف يكون ذلك المسار واالختيار الصحيح‪.‬‬
‫‪205‬‬
‫التدرج الوظيفي في المسار المهني‪:‬‬
‫بعد أن اخترت مسارك المهني واستقريت في مجالك وكنت‬

‫نموذجا حسنا للموظف المثالي منذ ذلك الحين‪ ،‬ماذا بعد؟ كيف‬
‫يمكن ألصحاب هذا النمط أن يتدرجوا في مسارهم المهني‬
‫وما هي الصعوبات التي من الممكن أن تواجههم‪.‬‬
‫تعتمد اإلجابة عن هذه األسئلة على المجاالت التي اختاروها‬

‫للعمل بها‪ ،‬فاألشخاص الذين ينتمون لهذا النمط من‬

‫الشخصية ينجحون في األدوار اإلدارية وغير اإلدارية حتى أنهم‬
‫يصبحون من ذوي الخبرة واالطالع على األمور الهامة والمؤثرة‪.‬‬
‫وهذا ما يعني أنهم لن يواجهوا أية مشكلة في المحافظة‬

‫خصوصا‬
‫ً‬ ‫على مسار مهني متدرج ومؤسس بشكل جيد‪،‬‬
‫في المنظمات الكبيرة‪ ،‬حيث أن لديهم الكثير من الفرص‬
‫التي يمكنهم فيها أن يستخدموا مهاراتهم الدبلوماسية‬
‫وقدراتهم على التفكير المبدع‪ ،‬كما أن أكثر ما يرغبون فيه هو‬
‫أن يتم تقديرهم واالعتراف بإنجازاتهم وأن تكون موثوقيتهم‬
‫عالية ويمكن االعتماد عليهم‪ ،‬أما األلقاب والمكافآت التذكارية‬
‫فليست بنفس األهمية عندهم‪.‬‬
‫وسواء كانوا مديرون أم ال‪ ،‬هم قادرون على المواءمة بين‬ ‫‪206‬‬
‫األشخاص‪ ،‬فهم بفطرتهم يعلمون كيف يسهلون التواصل‬
‫بين األشخاص‪ ،‬وكيف يحفزونهم ويزيلون أسباب الصراع في‬

‫أماكن العمل‪ ،‬هم يهتمون كثي ًرا بمشاعر زمالئهم ومرؤوسيهم‬
‫ويحاولون دائما التعرف على جميع األشخاص‪ ،‬حتى يعلموا ما‬
‫الذي يلهمهم وما الدافع الذي يقودهم لعمل شيء ما‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ،‬هم قد يعانون من التأثر العاطفي‪ ،‬حيث‬

‫يجدون صعوبة في التعامل بشكل غير شخصي‪ ،‬وتؤثر بهم‬
‫المشكالت العاطفية بشكل عميق‪ ،‬ومن المالحظ ً‬
‫أيضا وعلى‬
‫الرغم من كونهم متحمسين ويتصفون بالمخيلة الواسعة‪ ،‬إال‬

‫أنهم ينزلقون نحو التركيز على الجانب السلبي لألمور‪ ،‬فعليهم‬
‫خصوصا عند‬
‫ً‬ ‫أن يتحكموا في رغبتهم في الصفاء والنزاهة‬
‫حاالت الشك‪.‬‬
‫العالقات‬ ‫على‬ ‫يركزون‬ ‫وهم‬

‫البشر‬ ‫بين‬ ‫والتناغم‬ ‫اإلنسانية‬
‫وال يحبذون نتائج الطرق‬
‫الموجهة بشكل غير شخصي‪،‬‬
‫وهم أيضا يكرهون الصراعات‬
‫فهم‬ ‫والنزاعات‪،‬‬ ‫والتناقضات‬
‫يؤمنون أن هناك طريقة ترضي‬
‫‪207‬‬ ‫جميع األطراف‪ ،‬بجميع األحوال‪،‬‬
‫ظهرون عدم رضاهم ويتبنون طريقة (أسود – أبيض)‬

‫هم ُي ِ‬
‫في األمور التي لديهم شغف باتجاهها‪ ،‬إن كان المجال الذي‬
‫يعملون به يثني على هذه السمات‪ ،‬فلن يواجهوا أية مشكلة‬
‫في التدرج الوظيفي في مسارهم المهني‪ ،‬ولكن عليهم أن‬
‫جهدا عقل ًيا لتطوير خطة للطوارئ عندما تدعو الحاجة‬
‫ً‬ ‫يبذلوا‬
‫لها‪ ،‬قد ال تكون هذه من نقاط قوتهم‪ ،‬ولكن من المفيد‬
‫بمكان أن ُي ِّ‬
‫حضروا خطة "ب" حتى لو كانت مبهمة إلى حد ما‬
‫في حال ساءت األمور‪.‬‬

‫هم لديهم الرغبة الدائمة لمساعدة األشخاص اآلخرين‪،‬‬
‫حتى أنهم يضحون بحاجاتهم وأمنياتهم لخير اآلخرين‪ ،‬لذلك‬
‫يجب أن ُيبقوا هذه الرغبة لمساعدة اآلخرين تحت السيطرة‪،‬‬
‫حيث أن أغلب األشخاص اآلخرين ناد ًرا ما يرون هذا اإليثار‪.‬‬
‫الخيارات البديلة‬
‫لست بحاجة أن تعمل كي تعيش بشكل مريح فنحن نعيش‬

‫في عصر االمكانيات‪ ،‬وأن تبيع وقتك للشركة ليس الطريقة‬
‫الوحيدة لكي يكون لديك دخل مادي‪ .‬إن أصحاب هذا النمط‬
‫هم أشخاص لديهم مخيلة واسعة‪ ،‬ولديهم الشغف والقدرة‬
‫للربط ما بين األشياء واألفكار التي ال تبدو مترابطة للوهلة‬
‫جدا‪ ،‬لذلك لم ال تضع هذه‬
‫األولى ولكن قد تكون قيمة جيدة ً‬
‫‪208‬‬
‫األفكار قيد التجريب وتجعلها اً‬

‫عمل مستقال بك‪.‬‬
‫يجد الكثير من األشخاص أن النزعة للتوظيف الذاتي هو أم ٌر‬

‫عاما في‬
‫مخيف لكن الزمن الذي يمضي فيه الشخص عشرين ً‬
‫شركة وال يفكر في المستقبل قد مضى عدا بعض المجاالت مثل‬
‫الجيش أو الطب‪ ،‬ونتيجة لذلك‪ ،‬قد يبدو خيار أن تكون مدير‬
‫ً‬
‫وضمانا وأكثر وثوقية‪ ،‬وهذا الخيار قد يعطيك‬ ‫نفسك أكثر أم ًنا‬
‫بعض المزايا الجيدة بان تكون لك القدرة على التخطيط‬
‫وطبعا‬
‫ً‬ ‫للوقت كما تشاء وأن تشعر بالنتائج المحسوسة لعملك‬
‫أن تكون مدي ًرا لذاتك‪ .‬ويقدر أصحاب نمط البطل االستقاللية‬
‫ٌ‬
‫عمل مستقل هو فرصة جيدة‬ ‫وحرية التعبير‪ ،‬فأن يكون لديك‬
‫ألن تستمع بهذه األشياء‪.‬‬
‫إضافة لذلك‪ ،‬التوظيف الذاتي يحل أكبر عقبة يمكن أن‬

‫يواجهونها في عملهم داخل بيئة الشركات‪ ،‬وهي الممانعة‬
‫والمعارضة التي يبديها األفراد الذين يهتمون بوظائفهم‬
‫واستقرارها على المبادئ والقضايا‪ ،‬فعندما تعمل لصالح نفسك‬
‫يكون بمقدورك اختيار المهمات التي تريد أن تؤديها أو التي‬
‫تريد تفويضها إلى جهة خارجية‪ ،‬ال مزيد من اتباع األوامر وال‬
‫مزيد من األعمال اإلدارية المملة أو التعامل مع األشخاص الذين‬
‫‪209‬‬ ‫ال يقدرون أو يمانعون التطور‪.‬‬
‫خصوصا في‬
‫ً‬ ‫والتوظيف الذاتي يمنحهم العديد من الفوائد‬
‫عالمنا الحالي الذي أصبح بيئة واحدة مترابطة‪ ،‬فاألشخاص‬
‫من هذا النمط ينجحون في كثير من األحيان في هذا المجال‪،‬‬
‫بجميع األحوال ليس هناك فائدة من إنشاء عمل من دون‬
‫خصوصا بالنسبة للـ "‪"ENFP‬‬
‫ً‬ ‫جدا‬
‫فكرة جيدة‪ ،‬وهذا األمر هام ً‬
‫حيث أنهم يكرهون بشدة عالم األعمال‪ ،‬لكن ليس كل األعمال‬
‫مبنية على بيع السيارات أو على تصدير المنتجات من الشرق‬
‫وبيعها في الغرب‪.‬‬

‫ابحث عن قضية تستحق العمل عليها وحولها إلى عمل مبني‬
‫على األخالق والمبادئ والقيم‪ ،‬هذا ما قد يعود عليك بالفائدة‬
‫على الصعيد الشخصي والمادي‪ ،‬ومن أكثر المسارات المهنية‬
‫استقامة والتي تعتبر أفكا ًرا ألي عمل ناجح هي أن تقدم‬
‫لألشخاص ما يحتاجونه ً‬
‫حقا‪ ،‬فعلى المنتمون لنمط البطل السير‬
‫جيدا بطريقة مثيرة لالهتمام‬
‫ً‬ ‫في هذا الطريق‪ ،‬وأن يفكروا‬
‫لسد حاجة موجودة عند الناس أو أن ينشئوا حالة جديدة‪ ،‬وأن‬
‫يكونوا مستعدين إلنشاء التجارب‪ ،‬وبهذه الطريقة تستطيع‬
‫أن تحقق إدارتك لذاتك وأن تقدم مشاركة لخير المجتمع‪.‬‬
‫‪210‬‬
‫المدخل الثالث‪ :‬فرص العمل المناسبة ألصحاب هذا النوع من‬

‫الشخصية‪:‬‬
‫لنلقي نظرة على بعض الوظائف التي تالئم أصحاب هذا‬

‫النمط بشكل جيد‪ ،‬نحن ال نحاول هنا أن نقدم قائمة كاملة‬
‫بكل المهن المناسبة‪ ،‬فهذا أم ٌر مستحيل مع تطور قائمة‬
‫نموذجا للوظائف‬
‫ً‬ ‫المهن كل يوم‪ ،‬نحن هنا ببساطة نقدم‬
‫المتوافقة معهم‪ ،‬وتفسير كيفية هذا التوافق مع هذه‬
‫المهن‪ ،‬ومن خالل هذا النموذج يمكنك أن تنشئ اً‬

‫دليل عندما‬
‫تفكر في أهدافك المهنية‪ ،‬أما األشخاص الموظفون حال ًيا‬
‫فهذا يبين لكم سبب سعادتكم أو تعاستكم في مكانكم‪.‬‬
‫نحن ال نفترض أن يكون هذا النموذج هو وصفة أكيدة لما‬
‫يمكن أن يجعلكم سعداء أو ناجحين‪ ،‬لكننا نأمل ان نقدم‬
‫لكم نظرة متعمقة عندما تقومون باختيار قراراتكم الشخصية‪.‬‬
‫فيما يلي‪ :‬يقدم كل تصنيف للمهن نقطة قوة في شخصية‬

‫أصحاب نمط البطل وسلسلة من المهن التي تركز بشكل كامل‬
‫على نقاط القوة هذه‪ .‬حيث أن اتخاذ القرار لمهنة ما يشكل‬
‫ً‬
‫اختالفا كبي ًرا على الرضا الوظيفي‪ ،‬لذلك قمنا بفصل هذه الفرص‬
‫المهنية إلى اهتمامات عامة ولكن متالئمة بشكل فريد‪.‬‬
‫‪211‬‬
‫االستشارات‪ ،‬علم النفس‪ ،‬والطب‪.‬‬
‫لقد جمعنا هذه التصنيفات الثالثة سو ًيا ألنها تخاطب عامالن‬

‫أساسيان يحفزان أصحاب هذا النمط‪ ،‬وهما التعاطف مع‬
‫اآلخرين وإدراك الهدف‪ ،‬هم ينجذبون نحو ذلك مما يحفزهم‬
‫على النمو واستكشاف الذات وهذه هي النقطة األساسية‬
‫لهذه الوظائف‪ ،‬ويمتلكون الموهبة لالستماع للغير وقراءة‬
‫األشخاص‪ ،‬فهم يستمتعون أثناء مساعدة اآلخرين باكتساب‬
‫البصيرة والتحكم في حياتهم‪ ،‬كما أن هذه الوظائف لديها‬

‫ميزة إضافية حيث أنها تسمح لهذا النمط االنطوائي من‬
‫الشخصية بالعمل مع زبائنهم أو مرضاهم ثم االبتعاد عنهم‬
‫ليتفكروا مل ًيا‪.‬‬
‫إن هذه المهن التي نتعرف عليها طريق التلفاز واألفالم‬

‫انطباعا خاط ًئا أن هذه المهن تتعلق بالوقت الذي‬
‫ً‬ ‫تعطي‬
‫يمضيه مع المريض‪ ،‬إال أنها بالحقيقة تتعلق بشكل أكبر‬
‫باألبحاث وكتابة المالحظات وتعبئة الجداول التي تسمح‬
‫للقائمين على هذه المهن بالعمل بعزلة‪ ،‬إن التوازن بين‬
‫ً‬
‫الحقا وحدهم بها‪ ،‬هو‬ ‫اللمسة الشخصية للزيارة ثم التفكير‬
‫أمر ُم ْر ِضي بالنسبة للـ "‪."ENFP‬‬
‫بالنسبة للوظائف اإلدارية في المجاالت السابقة‪ ،‬فهم‬

‫ينجحون بها طالما تبقى في مجال التصور وال تدخل في‬ ‫‪212‬‬
‫التفاصيل‪.‬‬
‫تتضمن الوظائف المحتملة ما يلي‪:‬‬
‫االستشارات في اإلدمان على المشروبات الروحية‬ ‫• ‬
‫مستشار العالقات الزوجية‬ ‫• ‬
‫المحلل النفسي (لطالما أن المعالج النفس يتمحور‬ ‫• ‬

‫عمله حول المعالجة الدوائية)‬
‫عامل اجتماعي‬ ‫• ‬
‫فيزيائي‬ ‫• ‬
‫الممرضة الممارسة‬ ‫• ‬
‫مساعد فيزيائي‬ ‫• ‬
‫مستشار وظيفي‬ ‫• ‬
‫رجل دين‬ ‫• ‬
‫مدير الرعاية الصحية (إذا سمح له أن يتابع فوق رؤيا‬ ‫• ‬

‫وهدف معين)‬
‫التعليم‪:‬‬
‫‪213‬‬ ‫العمل في مجال التعليم مع التالميذ يالئمهم بشكل‬

‫جيد‪ ،‬بالنسبة للعمل مع األطفال‪ ،‬فإن لهم مخيلة واسعة‬

‫حدسهم‬ ‫باستخدام‬ ‫معهم‬ ‫التواصل‬ ‫ويستطيعون‬
‫وتعاطفهم‪ ،‬أما بالنسبة للطالب األكبر س ًنا‪ ،‬فيقومون‬
‫درسون مادة‬
‫خصوصا عندما ُي ِّ‬
‫ً‬ ‫بتقديم المادة بشغف وإبداع‬
‫في اآلداب اإلنسانية‪ ،‬أما البالغين فهم ببساطة يهمون‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫دائما يثابرون لمعاملة‬

‫ً‬ ‫األشخاص من نمط الشخصية هذا‬
‫طالبهم كأفراد‪ ،‬لكل منهم حاجاته وسماته الشخصية‬

‫الخاصة‪ ،‬أما األشخاص االنطوائيون منهم‪ ،‬فهم يجدون أن‬
‫التواصل المستمر مع الزمالء والطالب طوال اليوم هو أمر‬
‫مرهق‪ ،‬ولكنهم يهتمون أكثر في فرادة طالبهم كل على‬
‫حده‪.‬‬
‫على الرغم من أنهم ال يسعون ألدوار قيادية إال أنهم ينجحون‬

‫كمدراء للمدارس‪ ،‬بجميع األحوال يجدون أنفسهم في هكذا‬
‫أدوار كما في الرعاية الصحية‪ ،‬وقد ينجحون بشكل أكبر إن‬
‫‪214‬‬
‫ً‬
‫عوضا عن األدوار ذات الطابع‬ ‫كانت مهمتهم تقديم الرؤى‬
‫العملي‪ ،‬ومثال على هذه الوظائف يتضمن‪:‬‬
‫مدرس – مرحلة تحضيرية‪ ،‬ابتدائية‪ ،‬إعدادية‪ ،‬ثانوية‪.‬‬ ‫• ‬
‫(خصوصا في اختصاصات‪ :‬اآلداب‬

‫ً‬ ‫محاضر في الجامعة‬ ‫• ‬
‫والفلسفة والدين)‬
‫مدرس لتعليم البالغين‬ ‫• ‬
‫مدير مدرسة (خصوصا الذي يقدم الرؤى والتصورات)‬ ‫• ‬

‫مرشد توجيهي‬ ‫• ‬
‫مدرس ديني‬ ‫• ‬
‫التجارة واألعمال‪.‬‬
‫دوما باألمور التي تتمحور‬

‫األشخاص من هذا النمط يتعلقون ً‬
‫حول اإلدارة الشخصية‪ ،‬أصحاب هذا النمط "‪ "s‬يهتمون‬
‫بالجانب اإلنساني لألعمال‪ ،‬وإن اعتمادهم على حدسهم‬
‫‪215‬‬
‫سوف يقدم لهم بصيرة ثاقبة في عملهم في مجال الموارد‬

‫البشرية‪.‬‬
‫بعض المهن التي يمكن أن يأخذونها بعين االعتبار‪:‬‬
‫مدير في قسم الموارد البشرية‬ ‫• ‬
‫مجند موظفين‬ ‫• ‬
‫مدرب‬ ‫• ‬

‫مستشار توجيه مهني‬ ‫• ‬
‫وسيط لحل الصراعات‬ ‫• ‬
‫القضايا‪.‬‬
‫ينمو أصحاب هذا النمط "‪ "s‬على القضايا المبنية على‬

‫القيم وعلى تحقيق العدل‪ ،‬فهم يشعرون بالسعادة عندما‬
‫يفصحون عن حقيقية كبيرة وهامة‪ ،‬مثال على ذلك‪ :‬هناك‬
‫العديد من األسباب التي تدفع اآلخرين لمتابعة مهن في‬
‫الحقوق‪ :‬كاإلثارة والتحدي لتحقيق الفوز‪ ،‬السعادة في إيجاد‬
‫الحلول‪ ،‬االندفاع في صناعة مناقشة رائعة‪ ،‬الدراما‪ ،‬السلطة‪،‬‬
‫الشهرة والثروة‪ .‬لكن هذه األسباب لمتابعة هذه المهنة ال‬
‫تغريهم كما تغري اآلخرين‪ ،‬فهم يتجهون لممارسة مهنة‬
‫القانون لكي يطبقوا العدل والقيم‪ ،‬حيث أنهم يحبون أن‬ ‫‪216‬‬
‫يشعروا بأنهم جزء من حركة كبيرة تقوم بتحقيق مستقبل‬

‫أفضل‪ ،‬التي تحققه المهن التالية‪:‬‬
‫محامي‬ ‫• ‬
‫دبلوماسي‬ ‫• ‬
‫سياسي‬ ‫• ‬
‫صحافي‬ ‫• ‬
‫كاتب‬ ‫• ‬
‫مدخل خاص‪ :‬ما الذي يجعل عمل ما غير مناسب ألصحاب هذه‬
‫الشخصية ؟‬
‫اً‬
‫طويل في العمل لكننا‬ ‫في مجتمعنا الحديث ال نقضي وق ًتا‬
‫نريد من هذا العمل أن يكون له قيمة بحياتنا ويعطينا معنى‪،‬‬
‫هنا علينا الحرص على أال نتعثر في الحاالت التي ال تناسبنا فربما‬
‫تسبب لنا صعوبات‬
‫فيما يلي بعض خصائص النواع من الوظائف التي قد ال‬

‫تناسب أصحاب شخصية ‪:ENFP‬‬
‫• األعمال القاسية أو المقادة بالبيانات‪:‬‬
‫‪217‬‬
‫أصحاب هذه الشخصية يحتاجون أن يروا اللمسة الشخصية‬

‫في العمل ويفضلون التركيز على الجانب اإلنساني لألشياء‪،‬‬
‫لذا فإن العمل في المصانع أو في مهام إدخال البيانات حيث‬
‫محدودا ربما ال يكون مناس ًبا لهم‪،‬‬
‫ً‬ ‫يكون اتصالهم بالناس‬
‫ويحتاج هؤالء إلى عمل فيه "روح" فال يالئمهم العمل الموجه‬
‫لشيء ما‪ ،‬بل يهتمون بالعمل الموجه لإلنسان‪ ،‬ومن الضروري‬
‫ً‬
‫وهادفا‪ ،‬لذلك لن تناسبهم األعمال التي‬ ‫ً‬
‫خالقا‬ ‫أن يكون عملهم‬
‫تحوي تكرا ًرا‪.‬‬

‫• األعمال ذات القيم غير الواضحة والمبادئ غير الدقيقة‪:‬‬
‫يكافح صاحب هذه الشخصية في أي صناعة ليس لديها‬

‫مسؤوليات اجتماعية واضحة‪ ،‬أو كأن يكون العمل مؤذ ًيا‬
‫‪218‬‬
‫لآلخرين‪ ،‬كما أن األعمال التي تتدور حول الرذائل‪ ،‬مثل النوادي‬

‫الليلية‪ ،‬تترك شعو ًرا بالذنب لدى هؤالء األشخاص‪ ،‬حتى في‬
‫األدوار المثالية مثل الموارد البشرية سيشعرون بعدم االرتياح‬
‫إن اكتسبت الشركة التي يعملون لديها أية سمعة سيئة‬
‫لسلوكها مثل‪ :‬تلويث البيئة حيث يحبذون أن تتسم الشركات‬
‫التي يعملون لديها بسمات تتوافق مع مبادئهم‪ ،‬فهم بحاجة‬
‫إلى شركة ذات موثوقية لكي يشعروا براحة واستقرار في‬
‫العمل‪.‬‬
‫المدخل الرابع‪ :‬عادات ومهارات متعلقة بمكان العمل‪:‬‬
‫يقضي المرء فترة نسبية كبيرة من حياته في العمل‪ ،‬لهذا‬

‫نعتقد أن مناقشة مدى اختالف تصرفات البشر حسب نوع‬
‫شخصياتهم في مكان العمل من األمور المهمة‪ ،‬فما الذي‬
‫يدفعهم نحو األمام وما الذي يحبطهم؟ كيف يمكن إنشاء‬
‫عالقة متبادلة ومثمرة مع شخص ذو شخصية معينة؟ كيف‬
‫يمكن التعامل مع النزاعات مع مختلف أنواع الشخصيات؟‬
‫‪219‬‬
‫التواصل مع األنماط المختلفة في مكان العمل‬
‫من المفيد أن يكون لديك شيء مشترك مع شخص ما‬

‫عندما تبدأ الحديث معه‪ ،‬ومن الممكن أن تجعل المحادثة‬
‫مثمرة إذا بدأت بـ "نعم" بدال من جواب بـ "ال" مع موقف متصلب‪.‬‬
‫هذا القسم سوف يغطي أربعة أزواج محتملة من مجموعات‬
‫األنماط‪ ،‬متضمن مقدمة مختصرة عن التوافقات والعقبات‬
‫المحتملة‪ ،‬باإلضافة لبعض النصائح التي تسمح لك بتجنب‬

‫هذه العقبات‪.‬‬
‫عالقة‪ :‬دبلوماسي – دبلوماسي‪:‬‬
‫المساحة المشتركة‪:‬‬
‫تتميز عالقة شخصان دبلوماسيان بأنهما يتحدثان اللغة‬

‫نفسها‪ ،‬إن الدبلوماسيين هم أشخاص حالمون يركزون على‬
‫النمو واألمور اإلنسانية‪ ،‬وعندما يجلسون ويتحدثون سو ًيا‪،‬‬
‫تتحول نقاشاتهم إلى أحاديث قد ال تكون مفهومة من قبل‬
‫مستمعين من أنماط أخرى‪ .‬وبينما َتكون الحقائق العنصر‬
‫األساسي في النقاش‪ ،‬يأخذ المتحدثان أدوا ًرا ثانوية وأدوا ًرا‬
‫داعمة لألفكار الكبرى التي تعتبر هامة بالنسبة للدبلوماسيين‪،‬‬
‫قد يتطلب الحديث الدخول في التفاصيل‪ ،‬ولكن فقط عندما‬
‫يخدم ذلك في توضيح نقطة عن مبدأ أساسي أو مثالي‪.‬‬ ‫‪220‬‬
‫ً‬
‫شريكا‬ ‫الدبلوماسيون يجدون في الدبلوماسيين اآلخرين‬
‫جاه ًزا للحوار‪ ،‬الذين يستمتعون معهم في النقاش في األمور‬
‫النظرية والمجردة‪ ،‬اآلخرون قد يتحدثون عن المشاكل التي‬
‫تعصف بالمنظمات‪ ،‬أما الدبلوماسيون فإنهم يتناقشون عن‬
‫كيفية إنشاء جو من التناغم والنمو داخل الشركة‪ ،‬قد يبدو‬
‫الدبلوماسيون مثاليون لغيرهم من األنماط‪ ،‬حيث يتفقون‬
‫فيما بينهم أنه يوجد طريق أفضل وعالم أفضل‪ ،‬حيث أن القيم‬
‫ودائما ما ينادون بها ويدافعون عنها‪.‬‬
‫ً‬ ‫جدا لهم‬
‫مهمة ً‬
‫تميل المحادثات بين الدبلوماسيين أنفسهم إلى التكبر‪،‬‬

‫فاألحاديث القصيرة ال تثير اهتمام أحد منهم‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬هم‬
‫أحدا من نفس نمطهم عند منهل المياه‬
‫يفضلون أن يصادفوا ً‬
‫ً‬
‫عوضا عن األنماط الشخصية األخرى‪ ،‬وعندما يتجاوب الدبلوماسي‬
‫في األحاديث القصيرة فهذا يكون من باب المجاملة وليس‬
‫‪221‬‬
‫ألنه مهتم بالحديث‪ ،‬فهم يناقشون بين أنفسهم أمور العمل‬

‫على أنها أحاديث هادفة ومناسبة للنقاش‪.‬‬
‫وهم يستخدمون اللغة الرمزية والتشبيهات اللغوية‬

‫دائما ما يقدرون‬
‫ً‬ ‫بشكل يسمح لهم باختزال الحديث‪ ،‬وهم‬
‫الدبلوماسيين اآلخرين على تفهمهم لهذه اللغة وقدرتهم‬
‫على استخدامها أيضا‪ ،‬ويشكل أي ثنائي من الدبلوماسيين‬
‫ً‬
‫تحالفا قو ًيا عندما يتعلق األمر بالظلم في العمل‪ ،‬حيث أنهم‬
‫أشخاص تدفعهم القضية ويفهمون بعضهم عندما تظهر‬

‫مشكلة من هذا النوع‪ ،‬ويتفق الدبلوماسيون على أن العمل‬
‫المبني على الحسابات الذي يسيء التعامل مع الناس يحتاج‬
‫إلى إصالح لتحقيق النجاح‪.‬‬
‫المشكالت المحتملة‪:‬‬
‫عندما يتحادث شخصان دبلوماسيان‪ ،‬المشاكل التي تظهر ال‬

‫أبدا بفهم اآلخر‪ ،‬لكنها تظهر عندما يتشبث كل منهما‬
‫تتعلق ً‬
‫بأسلوبه الخاص في التفكير دون االستفادة من رؤى األشخاص‬
‫الذين يفكرون بطريقة مختلفة‪ ،‬لذلك إن تنوع الشخصيات من‬
‫نوعا من التوازن‪.‬‬
‫حولك يضفي على حياتك الشخصية والمهنية ً‬
‫مثال على ذلك‪ ،‬لنفترض أن عدة أشخاص دبلوماسيين‬

‫يجتمعون في غرفة ما‪ ،‬ينتج من العصف الذهني لهم الكثير‬ ‫‪222‬‬
‫من المبادئ النظرية والقليل من طرق التطبيق العملية‪ ،‬فهم‬

‫معا‬
‫المهمة‪ ،‬أو يعملون ً‬
‫ينجحون في تقديم أهداف ومبادئ َ‬
‫على رؤى وآفاق المهمة التي يعملون عليها‪ ،‬ولكن تنفيذ‬
‫هذه الرؤى وتحويلها إلى واقع ليس من نقاط قوتهم‪.‬‬
‫ويظن الكثيرون أن األهداف الملهمة تعتبر منصة جيدة نحو‬
‫المستقبل‪ ،‬ولكن تصبح هذه األهداف ال قيمة لها إن لم ترفق‬
‫بطريقة لتنفيذها‪.‬‬
‫بجميع األحوال‪ ،‬تحتوي مجموعة الدبلوماسيين على‬

‫أكثر أنماط الشخصية ندرة‪ ،‬ومن المفيد أن يضاف إلى هذه‬
‫ً‬
‫بعضا من المترصدين والمستكشفين وذلك إلضافة‬ ‫المجموعة‬
‫نوع من التوازن على مثالية الدبلوماسيين‪ ،‬ويمكن ً‬
‫أيضا أن‬
‫تحتوي المجموعة على أنماط من الشخصيات العملية التي‬
‫تساعد على إثراء الحديث وجعله اً‬
‫قابل للتطبيق‪.‬‬
‫الدبلوماسيون ال يحبذون اتخاذ القرارات الشخصية القاسية‬

‫دوما الحل الذي‬
‫التي تتخلى عن بعض األشخاص‪ ،‬فهم يفضلون ً‬
‫يناسب الجميع‪ ،‬ويعملون سو ًيا لتطبيقه وعادة ما ينجحون في‬
‫دائما جدال في مجال العمل مع الدبلوماسيين‬
‫ً‬ ‫ذلك‪ ،‬وهناك‬
‫بد ًءا من سياسات الشركة وحتى توزيع العمل بين الموظفين‪،‬‬
‫‪223‬‬ ‫فهم يواجهون صعوبة في التعامل مع الموظفين المهملين‬
‫خاصة إن كانت من مسؤولياتهم أن يطردوا أحدهم‪ ،‬ألنهم‬

‫دائما يؤمنون أن الموظف قادر على التغير والتطور والتحسن‬
‫ً‬
‫ً‬
‫عوضا عن‬ ‫في العمل‪ ،‬كما أنهم يميلون لمناصرة عمال الشركة‬
‫االختيار األفضل للعمل‪ ،‬وبصفة عامة فإنهم َيرون األفضل في‬
‫جميع األشخاص‪ ،‬وغال ًبا ما يمضون الكثير من الوقت محاولين‬
‫البحث عن قدراتهم الكامنة‪.‬‬
‫في ظروف كهذه‪ ،‬عندما يتطلب العمل اتخاذ القرار‪ ،‬يجب‬

‫على الدبلوماسيين أن يحذروا من المعارضة‪ ،‬فالدخول في‬
‫ً‬
‫عوضا عن إصالحه‪،‬‬ ‫نقاشات ال جدوى منها قد يزيد األمر سو ًءا‬
‫فالشركات قد تفقد الحاجة إلى بعض الموظفين أو األقسام‪،‬‬
‫ومن الصعب في هذه اللحظات أن يصل الدبلوماسيون إلى‬
‫إجماع فيما بينهم لذلك‪ ،‬فهم بحاجة إلى للحديث مع أشخاص‬
‫نوعا من الواقعية‪.‬‬
‫من أنماط أخرى ليضفوا إلى الحالة ً‬
‫نصائح للتواصل‬
‫• استفد من مخيلة الدبلوماسيين الواسعة ومن إبداعاتهم‪،‬‬

‫واعرض عليهم أفكارك فهم أكثر الناس الذين يستطيعون‬
‫َفهمك فيما ال يستطيع اآلخرون ذلك‪.‬‬
‫• اترك للدبلوماسيين مساحة من الحرية وال تضغط عليهم‬

‫‪224‬‬
‫ودعهم يعالجون األمور في أنفسهم‪ ،‬ال تتعجل وتصر على‬

‫نتائج ألمور لم يفكروا فيها مل ًيا‪.‬‬
‫ٍ‬
‫• قد يحتاج بعد األشخاص اإلنطوائيين في مجموعة‬

‫الدبلوماسيين إلى بعض التشجيع ليشاركوا أفكارهم‬
‫حتى ضمن مجموعة الدبلوماسيين أنفسهم‪ ،‬وال تجعل من‬
‫التشجيع طريقة لطلب األمور‪.‬‬
‫• الدبلوماسيون أشخاص يحبون الثناء ومعرفة مدى‬

‫مساهمتهم في العمل‪ ،‬فأظهر تقديرك لهم‪ ،‬هم أنفسهم‬

‫دوما يحتاج إلى تشجيع كما‬
‫ً‬ ‫يعلمون ذلك‪ ،‬فالمشجع‬
‫اآلخرين‪.‬‬
‫تواصل الدبلوماسي – المحلل‬
‫المساحة المشتركة‬
‫ال يحب الدبلوماسيون والمحللون التفاصيل‪ ،‬بل هم يفضلون‬

‫التعامل مع األمر ككل اً‬
‫بدل من جزئياته‪ ،‬ويمتاز الدبلوماسيون‬
‫والمحللون بقدرة على استيعاب المعلومات في العقل الباطن‬
‫وم ْن َث َّم استخدامها بعد إعادة تجميعها بنا ًء على‬
‫بشكل هائل‪َ ،‬‬
‫حدسهم‪ .‬ويشترك النمطان ً‬
‫أيضا باإلبداع والمخيلة الواسعة‬
‫‪225‬‬ ‫خصوصا عند وصل األفكار بطريق صعبة َ‬
‫الفهم على اآلخرين؛‬ ‫ً‬
‫هذه األرضية المشتركة من إعجاب الطرفين بأسلوب اآلخر‪،‬‬

‫هم لألمور المجردة تجعل اجتماع الموهبتان‬ ‫واشتراكهم َ‬
‫بف ٍ‬
‫معا أم ًرا ممكن ًنا‪.‬‬
‫ً‬
‫كيف يتمم أحدهما اآلخر‬
‫يعيش الدبلوماسيون في عالم القيم والتعاطف‪ ،‬بينما يميل‬

‫المحللون إلى النظم واأللغاز‪ ،‬فالدبلوماسيون يضفون على نظم‬
‫المحللون طابع من اإلنسانية‪ ،‬ويستطيع المحللون العمل مع‬

‫نظام بشري مثل نظام التحليل النفسي الذي يسمح بنشر‬
‫التعاطف كل مرة‪ ،‬والدبلوماسيون يستطيعون ً‬
‫أيضا إضافة‬
‫"اإلنسانية" على أي نظام يقوم المحللون بإدارته أو ابتكاره‪.‬‬
‫والمنظمة التي تمألها المحبة والسالم والتناغم‪ ،‬تصبح عاطفية‬
‫في جميع األحيان‪ ،‬وهنا يأتي دور المحلل‪ ،‬فالتحليل العقالني‬
‫في المنظمة هو مكون أساسي وحاجة ضرورية للنمو واالزدهار‪.‬‬
‫إن الدبلوماسيين والمحللين يحبون التعامل مع األفكار‪،‬‬

‫نماذج‪ ،‬ولكن‬
‫ٍ‬ ‫وتستطيع مخيلتهم تحويل هذه األفكار إلى‬
‫اختالفهم َي ْك ُمن في أن الدبلوماسيين ينشئون تصاميم‬
‫المجتمع المثالي أو بيئة العمل المثالية‪ ،‬بينما يقدم المحللون‬
‫مخططات لألنظمة المثالية‪ ،‬ويمكن القول إن الدبلوماسيين‬
‫اهتماما‬
‫ً‬ ‫اهتماما باألشخاص بينما يظهر المحللون‬
‫ً‬ ‫يظهرون‬
‫‪226‬‬
‫باألشياء‪ ،‬وعلى الرغم من أن اهتماماتهم مختلفة‪ ،‬سوف‬

‫معا إذا تقبلوا اهتمام اآلخر‪ ،‬وأن تشاركوا‬
‫يستطيعون العمل ً‬
‫في رؤيتهم ومساهمتهم للشركة‪.‬‬
‫يستطيع الدبلوماسيون والمحللون أن يوظفوا اهتماماتهم‬

‫المتباينة بطريقة مكملة لبعضهم البعض‪ ،‬لكن ذلك يؤدي‬
‫إلى نوع من الجدال والتنافس فيما بينهم‪ ،‬فالمحلل ينتقد‬
‫جدا‪ ،‬والدبلوماسي‬
‫وجهات نظر الدبلوماسي ويعتبرها عاطفية ً‬
‫يعتبر أفكار المحلل خالية من القيم اإلنسانية‪ .‬ولتوضيح األمر‪،‬‬
‫سوف نعتبر أن الدبلوماسي والمحلل بحاجة إلى اتخاذ قرار‬
‫بشأن زيادة أعداد الكائنات الحية في الغابة‪ ،‬فالمحلل يأخذ‬
‫إمكانية‬ ‫االعتبار‬ ‫بعين‬
‫اصطياد حيوان معين‬
‫زيادة‬ ‫مشكلة‬ ‫لحل‬
‫تعداده في البرية‪ ،‬فزيادة‬
‫عدد أي فصيلة من الحيوانات قد‬
‫يسبب دمار للنظام البيئي‪ ،‬ومن‬
‫جهة أخرى‪ ،‬يقدر الدبلوماسيون حياة‬
‫‪227‬‬ ‫جميع الكائنات ويعتبرها مقدسة‬

‫ويعارض فكرة اصطياد هذا الحيوان‪ ،‬ويقترح كفكرة بديلة‬

‫توزيع هذا النوع من الحيوانات على أماكن أخرى دون أي أذية‬
‫قد تصيبهم‪.‬‬
‫هذا الصراع بين الفعالية والتعاطف هو أمر واضح‪ ،‬ولكن‬

‫أي منهما على خطأ؟ فإن كانت الموارد المتوفرة لديك قليلة‬
‫للحفاظ على التوازن البيئي في الحياة البرية‪ ،‬ليس من الضروري‬
‫اً‬
‫حلول غير إنسانية‪ ،‬ويتجادل الدبلوماسيون والمحللون‬ ‫أن تقدم‬

‫دوما في كيفية وأسلوب‬
‫معا ً‬
‫الذين يعملون في مكان واحد ً‬
‫العمل‪ ،‬فالمدير المحلل يفضل استبدال الموظف الذي يعمل‬
‫في مكتب االستقبال بنظام حاسوبي مزود بشاشة لمس‪،‬‬
‫فالحواسيب أقل تكلفة من أن تدفع راتب موظف كل شهر‬
‫وقادرة على أن تؤدي نفس العمل‪ ،‬أما المدير الدبلوماسي‬
‫فسوف يأخذ بعين االعتبار تأثير هذا التغيير على الموظف‬

‫ً‬
‫وأيضا استبدال موظف بآلة يقلل من دفء حرارة استقبال‬
‫الزوار في مكان العمل‪ ،‬فالمحلل يركز على الوقت والزمن‬
‫الذي يمكن توفيره بينما الدبلوماسي يتحسر على الطريقة‬
‫العقيمة التي تتجاهل الموظفين‪ ،‬وحل هذا الخالف قد‬
‫يحتاج إلى بعض من الوقت‪ ،‬حيث من الصعب أن تحدد أي‬
‫من وجهتي النظر خاطئة‪.‬‬ ‫‪228‬‬

‫يتسم سلوك المحللين مع األشخاص الذي ال يتوافقون‬
‫بالغلظة في القول وقلة الصبر‪ ،‬وهو األمر الذي‬

‫ِ‬ ‫معهم‬
‫طين ومستاءين؛ فهم يبغضون‬

‫يجعل الدبلوماسيون ُم َح َب ِ‬
‫خصوصا إن حاول المحللون أن‬
‫ً‬ ‫الصراع وينسحبون منه‬
‫عادل‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫يفرضوا آراءهم‪ ،‬لكن إذا كان موقف المحللون غير‬
‫فإن الدبلوماسيين يتشبثون بآرائهم وال يتنازلون عنها‪،‬‬
‫وإن أدرك الدبلوماسيون والمحللون الخطوط الحساسة لكل‬

‫معا إضفاء التناغم واالنسجام على‬

‫منهما فهم يستطيعون ً‬
‫مكان العمل‪.‬‬
‫نصائح للدبلوماسيين فيما يتعلق بالمحللين‬
‫• للوصول إلى إجابة صادقة‪ ،‬عليك أن تسأل المحلل سؤال‬

‫يحتوي على "لماذا"‪ ،‬كن على استعداد الستكشاف آرائهم‬
‫في ما يخص منظمتك‪ ،‬وما الذي تحتاجه لكي يمكن‬
‫تنفيذها بشكل جيد‪.‬‬
‫• إذا كنت تواجه مشكلة في التواصل مع المحلل‪ ،‬حاول‬

‫أن تفهم وجهة نظره‪ ،‬لن يعتبر المحلل هذا األمر مهي ًنا‪،‬‬
‫ولكن قد يتطلب شرح الديناميكية الشخصية لكل منكما‬
‫ً‬
‫‪229‬‬ ‫بعضا من الوقت‪ ،‬ولكن هذا يساعدك على التواصل معه‬
‫في المرة القادمة‪.‬‬
‫• المحللون هم غال ًبا أشخاص أذكياء‪ ،‬ولكن هذا األمر ال‬

‫ينطبق على الذكاء العاطفي لهم‪ ،‬كن حذ ًرا من ذلك‪ ،‬وال‬
‫تأخذ أي رد غير محبب أو أي تعليق بشكل شخصي‪.‬‬
‫نصائح للمحللين بما يتعلق بالدبلوماسيين‬
‫إذا أردت جوا ًبا ينبع من القلب‪ ،‬عليك أن تسأل‬ ‫• ‬
‫‪230‬‬
‫الدبلوماسي عن الشخص وعن السبب‪.‬‬
‫حاول أن تعرف ما هي القيم المهمة بالنسبة‬ ‫• ‬

‫للدبلوماسي‪ ،‬عندها سوف تكتشف ما هي دوافعه مما‬
‫يجعلك تستطيع التواصل معه بشكل أفضل‪.‬‬
‫الدبلوماسيون لديهم حساسية تجاه النقد أو‬ ‫• ‬

‫الكلمات الحادة‪ ،‬كن حذ ًرا‪ ،‬فقد يبتعدون عنك ويتمنعون‬
‫عن التواصل معك وإن كان ذلك األمر مؤق ًتا‪.‬‬
‫الدبلوماسيون يتجاوبون بشكل جيد لالحترام‪،‬‬ ‫• ‬

‫دائما أن تظهر التقدير والثناء للدبلوماسيين‬
‫ً‬ ‫فحاول‬
‫الذين تعمل معهم‪.‬‬
‫تواصل الدبلوماسي – الدفاعي‬
‫الدبلوماسيون والدفاعيون هم أشخاص يحبون االعتناء‬

‫باآلخرين ولديهم ما يتحدثون عنه عندما يتعلق األمر بالجانب‬
‫اإلنساني من العمل‪ ،‬الدبلوماسيون يركزون اهتمامهم أكثر‬
‫على األمور اإليديولوجية التي تتعلق بالعواطف‪ ،‬بينما يفضل‬
‫الدفاعيون االهتمام أكثر باألشخاص على المستوى العملي‪،‬‬
‫فعلى سبيل المثال‪ ،‬يعمل الدفاعيون على ضمان إتمام صرف‬
‫‪231‬‬ ‫الرواتب لكل الموظفين‪ ،‬بينما يهتم الدبلوماسيون بأن جميع‬
‫الموظفين يتلقون معاملة حسنة وأنهم يستفيدون من‬

‫التطوير المهني‪ ،‬ويجد الدبلوماسيون كما الدفاعيون الطاقة‬
‫واحترام الذات في مساعدة اآلخرين‪ ،‬وهنالك مساحة مشتركة‬
‫للتواصل في هذا المجال‪.‬‬
‫البعض‬ ‫بعضهم‬ ‫والدبلوماسيون‬ ‫الدفاعيون‬ ‫يكمل‬

‫أنواعا مختلفة من الدعم‪ ،‬ويهتم‬
‫ً‬ ‫حيث يقدمون للمنظمة‬

‫الدبلوماسيون بالصورة ككل وباألفكار الرئيسية‪ ،‬كما يهتمون‬
‫بالتطور ألنفسهم ولآلخرين‪ ،‬ويهملون المشاكل الصغيرة‬
‫التي تعترض طريقهم‪ ،‬وهم يتجاهلون بذلك التفاصيل‬
‫األساسية‪ ،‬لكن الدفاعيون على عكسهم‪ ،‬فالمؤسسة تحتاج‬
‫إلى اجتهادهم لكي تسيير األمور بشكل يسير‪.‬‬
‫وعلى صعيد آخر‪ ،‬يغرق الدفاعيون في التفاصيل واإلجراءات‬

‫بشكل كبير‪ ،‬ويفقدون حس االتجاه نحو هدفهم األساسي‪،‬‬
‫فعندما يتشارك الدفاعي مع الدبلوماسي يساعده األخير في‬
‫خصوصا‬
‫ً‬ ‫الحفاظ على المسار نحو الهدف األساسي للمنظمة‬
‫عندما يتعلق األمر بالكادر البشري‪.‬‬
‫وتتصاعد المشكالت بين الدبلوماسيين والدفاعيين في رأي‬ ‫‪232‬‬

‫ما عند يظهر الدفاعي هيمنة عليه والدبلوماسي المباالة به‪،‬‬

‫فعندما يصل أحدهما إلى العمل مبك ًرا عشر دقائق واآلخر يصل‬
‫ومن‬
‫متآخ ًرا عشر دقائق يمكنك بسهولة معرفة َمن هو الدفاعي َ‬
‫طبعا ُ‬
‫تأخر الدبلوماسي ليس ألنهم يتجاهلون‬ ‫ً‬ ‫هو الدبلوماسي‪،‬‬
‫قواعد وتوقيت العمل‪ ،‬بل ألن هذه الدقائق العشر ليست بأهمية‬
‫قائمة األولويات التي في ذهنهم‪ ،‬حيث يعتقد الدبلوماسيون أنه‬
‫ما من مشكلة طالما أنهم ينهون أعمالهم‪ .‬فإن كانت شخصية‬
‫المشرف من نمط الدفاعي الذي يستمتع بتطبيق القواعد‬
‫فسيصبح من الصعب تفسير هذا التأخير بالنسبة له‪ ،‬كما أنه‬

‫من الصعب إغالق هذه الفجوة في المواقف بين الشخصيتين‪.‬‬
‫ويفهم الدبلوماسيون األمور في أغلب األحيان بشكل‬

‫حدسي‪ ،‬حيث تأتي نظرتهم إلى العالم من ربطهم‬
‫دائما ما‬
‫ً‬ ‫لمعلوماتهم ومشاعرهم في عقلهم الالوعي‪ ،‬فهم‬
‫يتخيلون األشياء بشكل أفضل‪ ،‬بينما يحافظ الدفاعيون على‬
‫الكفاءة في العمل بتطبيق الطرق والمقاييس المثبتة‪ ،‬فهم‬
‫يحاولون ربط طريقة نجحت في الماضي بالمستقبل متأملين‬
‫ضمان نفس النتائج السابقة‪.‬‬
‫وبشكل مشابه‪ ،‬يختبر ويتفحص الدبلوماسيون الموظفين‬

‫باالعتماد على موهبتهم وحدسهم‪ ،‬أما الدفاعيون فيعتمدون‬
‫‪233‬‬
‫الطرق المثبتة في تقييم الموظفين ويطبقونها بشكل‬

‫مماثل‪ ،‬وقد ال يحدث أي اختالف بين هاتين الطريقتين‪ ،‬ولكن‬
‫على الدفاعيين أن يحذروا أن ينتقدوا طريقة الدبلوماسيين‬
‫ويصفوهم بعدم المسؤولية وأنهم ينظرون إلى المستقبل‬
‫فقط‪ ،‬وبالمثل على الدبلوماسيين أن يحذروا من أن يصفوا‬
‫الدفاعيين باالبتذال أو المخيلة الضيقة‪ .‬وتستطيع هاتان‬
‫الشخصيتان أن تحال هذه المشاكل بفهمهم أن وجهة‬
‫نظرهم في العالم ممكن أن تقدم شيء‪ ،‬وأن ممارسة‬

‫دائما نصيحة جيدة تساعد على‬
‫ً‬ ‫الصبر في وسط الخالفات هو‬
‫التواصل‪.‬‬
‫نصائح للدبلوماسيين بما يتعلق بالدفاعيين‬
‫• احذر من أن تصف مخيلة الدفاعيين بالضيقة أو المتصلبة‪،‬‬

‫وحاول أن تتذكر أن الكفاءة واالستقرار هو حاجة ضرورية‬
‫الم َتخي َلة باقتصاد‪،‬‬
‫ألي منظمة‪ ،‬شارك أفكارك المجردة أو ُ‬
‫اهتماما عندما ال يتمسكون بها‪.‬‬
‫ً‬ ‫فهم ال يعيرون فكرتك‬
‫• ال تستغرق كثي ًرا من الوقت مع الدفاعي في الحديث‬

‫عن المشاعر‪ ،‬قد يبدون لطيفين في العمل‪ ،‬لكن في‬
‫رأيهم أن المحافظة على مسار العمل أكثر أهمية من‬ ‫‪234‬‬
‫مشاعر الموظفين‪ ،‬وهم مستعدون للتضحية بمشاعر أي‬

‫شخص لما هو أفضل للمنظمة‪.‬‬
‫• أظهر التقدير للدفاعيين فهم وإن لم يسعوا للحصول‬

‫ً‬
‫نشاطا ويزدادون‬ ‫على الثناء بشكل مباشر‪ ،‬إال أنهم يضجون‬
‫ثقة بالنفس عندما يحصلون على الثناء والتقدير‪.‬‬
‫نصائح للدفاعيين بما يتعلق بالدبلوماسيين‬
‫عندما تتحدث عن اإلجراءات مع الدبلوماسي‪ ،‬حاول‬ ‫• ‬

‫أن تطرح في النقاش كيف لهذه‬

‫الطرق المعتمدة أن تؤثر على‬
‫االعتبارات الرئيسية في مكان‬
‫العمل‪ ،‬واربط هذه القواعد بالقيم‬
‫والمساواة‪ ،‬فلديك فرصة أكبر في‬
‫التواصل مع الدبلوماسي إذا أبديت‬
‫له اهتمامك بالمبادئ واألخالق‬
‫مجموعة‬ ‫من‬ ‫اً‬
‫بدل‬ ‫والتعاطف‬
‫القواعد االعتباطية في منظوره‪.‬‬
‫• ال يستجيب الدبلوماسيون‬
‫دائما" أو‬
‫ً‬ ‫لعبارة "هذا ما نفعله‬
‫‪235‬‬ ‫"هذا ما عليك أن تفعله"‪ ،‬حاول أن‬
‫تتجنب هذا النوع من الجدل مع الدبلوماسي‪ .‬النمو والتطور‬

‫دائما‬
‫ً‬ ‫يحفزان الدبلوماسيين ألنهم يفترضون أن هناك‬
‫إمكانية لشيء أفضل‪ ،‬وحيث أن قواعد الشركة ال تحتوي على‬
‫أي حديث عن التطور فال تتكبد عناء الحديث مع الدبلوماسيين‬
‫بهذا الشأن‪.‬‬
‫• الــدبلوماسيون يحبـون تشجيع اآلخرين‪ ،‬ولكن تذكر‬

‫دائما أن هناك أثر قوي لهذه المشاعر عليهم فقد يحتاجون‬
‫ً‬

‫في بعض األحيان إلى من يشجعهم‪ ،‬لذلك حاول أن تقدر‬
‫دائما على‬
‫ً‬ ‫مجهودهم على المأل حتى وإن كنت ال توافق‬
‫تصرفاتهم‪.‬‬
‫تواصل الدبلوماسي – المستكشف‬
‫يمكن اعتبار المساحة المشتركة بين الدبلوماسيين‬

‫والمستكشفين غير محسوسة‪ ،‬لكنهم يتشاركون بنفس‬
‫االتجاه‪ ،‬فكالهما يتمتعان بحس من التقدم إلى األمام والبحث‬
‫عن األفضل‪ .‬ويقوم المستكشف بالبحث عن حلول جديدة‬
‫لمشاكل معينة‪ ،‬كما يستطيعون أن يحددوا الحل ألي مشكلة‬
‫مقعدة ومتشابكة بطريقة فريدة ومتميزة‪ ،‬أما الدبلوماسيون‪،‬‬
‫‪236‬‬
‫ً‬
‫وأيضا‬ ‫فهم يهتمون بالنمو الشخصي بالمعنى الشامل للكلمة‬
‫بالتطور المعنوي والصحي‪ ،‬ويستطيع الدبلوماسي أن يقلب‬
‫الفكرة في رأسه على عقب ُم َ‬
‫ش ِّك اًل فكرة جديدة ِوفق منظور‬
‫جديد‪ ،‬ويحترم الدبلوماسيون والمستكشفون المرونة‪ ،‬وال‬
‫تستطيع القواعد والعادات أن تقيدهما‪ ،‬فالمستكشف أكثر‬
‫مرونة ويهتم بالمصلحة مقارنة بسعي الدبلوماسي المبدئي‬
‫للقيم‪ ،‬فهم يتشاركون في تقديرهم التغيير واالبتكار‪.‬‬
‫إذا تقبل النمط التفصيلي والنمط العام اختالف اآلخر‬
‫‪237‬‬
‫فيمكن للعالقة بينهما أن تقدم الكثير‪ ،‬فالمستكشفون‬

‫يتفوقون في األمور العملية‪ ،‬ويستمتعون باألشياء التي‬
‫ضمن بيئتهم الفيزيائية‪ ،‬ويمتاز الدبلوماسيون على المستوى‬
‫النظري بقدرتهم على َفهم األفكار وابتكارها ونقلها‪ ،‬ولكنهم‬
‫ال يستطيعون تنفيذ هذه األفكار‪ ،‬وبالنسبة للتفاصيل فهي‬
‫ُت ْ‬
‫ش ِع ُر الدبلوماسيين بالضجر‪ ،‬ولكن المستكشفون يستمتعون‬
‫بها حيث يحاولون استخدام صغير التفاصيل البتكار أي جديد‪،‬‬
‫ً‬
‫خاصة إذا استطاعوا أن يحلوا مشكالت أو يلبوا حاجات‪ ،‬فإذا‬

‫أردت أن تبلور رؤية معينة أحضر دبلوماس ًيا‪ ،‬أما إذا أردت أن‬
‫ً‬
‫مستكشفا‪.‬‬ ‫تجعل هذه الرؤية تتحول إلى حقيقة فأحضر‬
‫التواصل‬
‫ِ‬ ‫بالنقص في‬ ‫االتصال الضعيف ُي ْ‬
‫ش ِع ُر الدبلوماسي‬
‫ِ‬
‫بين الزبائن والعاملين في المنظمة‪ ،‬وهنا يأتي دور‬
‫المستكشف ويقترح إنشاء صحيفة على البريد اإللكتروني‪ ،‬أو‬
‫سلسلة هاتفية‪ ،‬أو اجتماعات شهرية‪ ،‬أو أي طرق عملية لبناء‬
‫روحا من التعاون بين‬
‫مجتمع داخل المنظمة‪ ،‬وهذا ما يخلق ً‬
‫الدبلوماسي والمستكشف‪.‬‬
‫إن المواصفات القائمة ال يمكن أن تقيد الدبلوماسي‬

‫والمستكشف كما يمكن أن تقيد الدفاعي‪ ،‬فالدبلوماسيون‬
‫‪238‬‬
‫فق َي ِمهم التي‬

‫لديهم مبادئهم الخاصة التي يعيشون ِوفقها‪ِ ،‬‬
‫أساسا في حياتهم تتصل بالعطف والتعاطف مع‬
‫ً‬ ‫ُت َ‬
‫ش ِّكل‬
‫اآلخرين‪ ،‬بينما ال يهتم المستكشفون بالمبادئ األخالقية وال‬
‫أساسا في معالجتهم أمور العمل‪.‬‬
‫ً‬ ‫يعتبرون القيم‬
‫وعلى سبيل المثال‪ ،‬يحب المستكشفون االجتماعيون‬

‫الناس ويتصفون بالود والمرح معهم‪ ،‬ولكن في بعض‬
‫األحيان‪ ،‬يعتبرون أن حل المشكالت أكثر أهمية من االعتناء‬
‫بزميل أو بزبون‪ ،‬وقد يخاطرون ويختصرون الطرق وال يهتمون‬

‫بمشاعر اآلخرين‪ ،‬ويطورون الخطط التي قد يكون لها تأثير‬
‫سلبي على اآلخرين‪ .‬أما المستكشفون المنفردون فهم يثقون‬
‫ٌ‬
‫بحدسهم أكثر من الالزم‪ ،‬ويتخذون قرارات دون أخد آراء‬
‫اآلخرين بالحسبان‪ ،‬وفي هذه الحاالت تظهر المشكالت بين‬
‫المستكشف والدبلوماسي‪ ،‬وسوف يكون هناك رد فعل سلبي‬
‫عندما يتجاوز أحدهم القيم التي يدافع عنها الدبلوماسي‪.‬‬
‫ويصف الدبلوماسيون المستكشفين بأنهم سطحيون‪،‬‬

‫بينما يعتقد المستكشفون أن الدبلوماسيين هم أشخاص‬
‫حالمين‪ ،‬ولكن أحالمهم غير واقعية‪ ،‬الجواب على هذا الخالف‬
‫هو بتقدير ما يقدمه اآلخر لحل المشاكل‪ ،‬فالمستكشفون‬
‫‪239‬‬ ‫يأتون بالحلول العملية لمكان العمل بينما قوة الدبلوماسيين‬
‫تأتي في الرؤية الشاملة للمنظمة‪ .‬ويعيش المستكشفون‬

‫في هذا المكان وفي هذه اللحظة‪ ،‬أما الدبلوماسيون فهم‬
‫في عالم ال متناه من الخيال واألفكار‪ ،‬هذا الصراع تقليدي بين‬
‫الحلول اآلنية والطويلة األمد‪ ،‬وسنشرح مثال على ذلك لتوضيح‬
‫األمر‪.‬‬
‫وعلى فرض أن هناك شخصان يعمالن في مستشفي‬

‫أحدهما دبلوماسي واآلخر مستكشف‪ ،‬يكون الدبلوماسى‬

‫اً‬
‫ومسؤول عن العالج الطويل األمد للمريض‬ ‫مدي ًرا لحالة مرضية‬
‫وبشكل يشمل كامل جسده‪ .‬أما المستكشف يكون في غرفة‬
‫عضوا هناك‪ .‬وقد‬
‫ً‬ ‫جرحا هنا ويحاول أن يصل‬
‫ً‬ ‫الطوارئ يخيط‬
‫تصنع هذه الرؤى المختلفة صعوبات في التواصل ألنها تتطلب‬
‫االعتراف باالختالف في الرأي وفي خطط العمل‪ ،‬وإن كنت تدير‬
‫مستشفي فأنت بحاجة إلى كال الشخصيتين لكال المهمتين‪.‬‬
‫نصائح للمستكشفين بما يتعلق بالدبلوماسيين‬
‫إذا أردت معرفة دوافع الدبلوماسيين فابحث عما هي‬ ‫• ‬

‫دائما ما يحاولون إدخال قيمهم ومبادئهم‬
‫ً‬ ‫قيمهم‪ ،‬فهم‬
‫على حياتهم في العمل‪.‬‬
‫‪240‬‬
‫• ال يهتم الدبلوماسيون بالتفاصيل واألمور التقنية‪ ،‬فال‬

‫تقحمهم في نقاشات من هذا النوع‬
‫إذا كنت مع دبلوماسي في فريق واحد‪ ،‬حاول أن‬ ‫• ‬

‫تستكشف مساحات التواصل المشتركة باستخدامك‬
‫لسؤال من نوع "ماذا لو؟"‪.‬‬
‫‪241‬‬
‫نصائح للدبلوماسي بما يتعلق بالمستكشف‪.‬‬
‫تجنب النقاشات الفكرية العالية التي تحتوي على‬ ‫• ‬

‫أفكار نظرية‪ ،‬فالمستكشفون يفهمون ماذا تريد أن‬
‫تقول‪ ،‬لكنهم يريدون أن يعلموا كيف يمكن تطبيق‬
‫هذه األفكار‪.‬‬
‫قارب األمور مع المستكشفين من خالل مناقشتهم‬ ‫• ‬

‫في كيفية حل المشكلة وتنفيذ األمور‪.‬‬

‫إذا كنت في فريق مع المستكشفين حاول أن‬ ‫• ‬
‫تستكشف المساحات المشتركة من خالل سؤالهم أسئلة‬
‫تبدأ بــ "كيف؟"‪.‬‬
‫الزمالء أصحاب هذا النمط‬
‫دافئون‪ ،‬متسامحون ومميزون‪.‬‬ ‫• ‬
‫جدا بتحسس ما ُي ّ‬
‫حفز زمالءهم‪.‬‬ ‫جيدون ً‬ ‫• ‬
‫حساسون ويقدمون الدعم لزمالئهم‪.‬‬ ‫• ‬
‫قادرون على االسترخاء والتمتع بوقتهم مدخلين‬ ‫• ‬

‫الفرح إلى زمالئهم دون جهد يذكر‪.‬‬
‫يبدون اهتمامهم باآلخرين بكل سعادة‪.‬‬ ‫• ‬
‫يسعون دائما لتحقيق حالة "رابح‪-‬رابح" طول الوقت‬ ‫• ‬

‫‪242‬‬
‫باحثين عن التناغم والتعاون في مكان العمل‪.‬‬
‫يكرهون النقاشات التقنية وعصف الذهن حول أمور‬ ‫• ‬

‫افتراضية‪.‬‬
‫سيفعلون كل ما لديهم لتفادي الصدامات في العمل‪،‬‬ ‫• ‬

‫إذ يشعرون بعدم ارتياح شديد في الحاالت التي يضطرون‬
‫فيها الختيار طرف من طرفي الصدام‪.‬‬
‫المدراء أصحاب هذا النمط‬

‫ّ‬
‫يحفز مرؤوسيهم‪.‬‬ ‫يعلمون بشكل جيد ومميز ما الذي‬ ‫• ‬
‫ذوو مالحظة قوية‪.‬‬ ‫• ‬
‫مستمعون ممتازون‪ ،‬يمكنهم التحسس بسهولة‬ ‫• ‬

‫لتغيير المزاج في فريقهم‪.‬‬
‫قد يجدون صعوبة في تأنيب مرؤوسيهم على سوء‬ ‫• ‬

‫سلوكهم‪.‬‬
‫قادرون على إلهام وتحفيز اآلخرين‪.‬‬ ‫• ‬
‫مرنون وذوو عقلية منفتحة ال يحبون البيروقراطية‬ ‫• ‬

‫والقواعد الشديدة‪.‬‬
‫جدا في حاالت التوتر‪.‬‬

‫يميلون ألن يصبحوا عاطفيين ً‬ ‫• ‬
‫‪243‬‬
‫يحترمون جميع مرؤوسيهم فاعلين كل ما بوسعهم‬ ‫• ‬

‫لدعم وتشجيع فريقهم‪.‬‬
‫يحبون إسناد المهمات للمرؤوسين الموثوقين‪.‬‬ ‫• ‬
‫يحترمون التدرج الوظيفي وال يرون أنفسهم كمدراء‬ ‫• ‬

‫تقليديين‪.‬‬
‫المرؤوسين أصحاب هذا النمط‬
‫يمكنهم الحصول على عمل أكبر إذا تلقوا العديد من‬ ‫• ‬

‫الطلبات للمساعدة‪.‬‬
‫يمكنهم التعامل مع المهام والمسؤوليات المتعددة‪.‬‬ ‫• ‬
‫قد يقللوا من قدراتهم‪.‬‬ ‫• ‬
‫موثوقون بالعمل ومجتهدون ويؤدون العمل بوالء‪.‬‬ ‫• ‬
‫متعلمون سريعون‪.‬‬ ‫• ‬
‫‪244‬‬
‫خاتمة الكتاب‬
‫خاتمة الكتاب‬
‫حاولنا في هذا الكتاب تقديم كل التفاصيل الشخصية‬

‫الهامة التي تتعلق بنمط الـ "‪ ،"ENFP‬ابتدا ًء من السمات العامة‬
‫ً‬
‫وانطالقا إلى التفاصيل‬ ‫للشخصية ونقاط قوتها وضعفها‪،‬‬
‫الخاصة بالسمات المتعلقة بالعالقات االجتماعية مثل العالقات‬
‫العاطفية والصداقة وتربية األبناء‪ ،‬ثم التفاصيل المتعقة‬
‫بالدراسة والمهنة والمجال العملي‪ ،‬حيث حاولنا تسليط الضوء‬

‫على هذا النمط في حياته الدراسية وكيف يتعلم‪ ،‬فنحن نجد‬
‫بعض الناس يمضون حوالي الثلث من أعمارهم وهم يدرسون‪،‬‬
‫ويختار بعضهم االنخراط في مجال العمل باك ًرا وال يمضون‬
‫ذلك الوقت في الصفوف والمكتبات‪ ،‬ويقضي معظم الناس‬
‫السنوات المهمة من حياتهم في المدارس والجامعات حيث‬
‫تتطور وتتشكل فيها شخصياتهم‪ ،‬ثم نتطرق بعد ذلك إلى‬
‫الحياة المهنية التي ال غنى عنها في حياة كل منا‪.‬‬
‫ثم تحدثنا بعد ذلك عن عالقة النمط مع زمالئه في العمل‪،‬‬

‫هذا األمر الذي يشغل بالك‪ ،‬كيف ُيمكنك أن تحقق التوافق مع‬
‫الزمالء والمدراء‪ ،‬وكيف يمكن لنمط شخصيتك أن يلتقي على‬
‫أرضية مشتركة مع باقي أنماط زمالء العمل‪ ،‬ثم بعد ذلك نضع‬
‫‪247‬‬ ‫لك آفاق التطور المهني والمهن المناسبة لنمط شخصيتك‪.‬‬
‫جدا‬
‫وفي النهاية يجب لفت انتباه القارىء إلى أمر مهم ً‬
‫وهو أن االختبار هو مجرد أداة مساعدة الغرض منها مساعدتك‬
‫على تحديد شخصيتك ولفت انتباهك إلى سماتك الشخصية‬
‫األساسية‪ ،‬وال ُت ِّ‬
‫عبر نتيجته بالضرورة عن سماتك الشخصية‬
‫بدقة‪ ،‬وإنما هو أداة ُتسلط الضوء على بعض سماتك الشخصية‬
‫ُ‬
‫وتساعدك على اكتشاف شخصيتك أكثر وأكثر مع مرور الوقت‪.‬‬
‫‪248‬‬
‫لماذا يجب أن نشكك في النتائج‬
‫إن نسبة دقة االختبار هي عالية جدا تصل الى أكثر من‬
‫‪ %93‬ورغم ذلك ال يمكن أن نضع كل البشر في ‪ 16‬نوع فقط‬
‫ولذلك فإن هذا االختبار يساعدنا على اكتشاف أنفسنا ولكن‬
‫ليس لتحديد قدراتنا وطموحاتنا‪ ،‬فهو يعطينا نتائج بناء على‬
‫إجاباتنا‬
‫وقد نكون غیر دقیقین في االجابة لألسباب التالیة‪:‬‬
‫‪ -1‬كان مزاجى سي ًئا حينما أخذت هذا االختبار‪.‬‬
‫‪ -2‬أنا غير متحمس له‪.‬‬
‫جيدا وال داعي لالختبار‪.‬‬

‫‪ -3‬أنا ناجح في حياتي وأعرف نفسي ً‬
‫‪ -4‬أنا رافض ألن يعرفني أو ليصنفني اآلخرون‪.‬‬
‫‪ -5‬لقد خضعت لالختبار وأنا مجبر على ذلك‪.‬‬
‫‪ -6‬ال أحب اإلجابات واالختبارات‪.‬‬
‫‪ -7‬ال أحب أن يقيمني اآلخرون‪.‬‬
‫‪249‬‬
‫‪ -8‬ايجابياتي صحيحة وسلبياتي خاطئة‪.‬‬
‫‪ -9‬كنت كذلك وتغيرت‪.‬‬
‫‪ -10‬هو دقيق ولكن ال يهمني‪.‬‬
‫‪250‬‬
‫امللحقات‬
‫ماذا يقول أصحاب هذا النمط لآلخرين؟‬
‫هذا ما يقوله بعض الـ "‪ "ENFP‬حول مساراتهم المهنية التي‬
‫اختاروها‪:‬‬
‫قراءتك لوصف نمط شخصيتك أمر يختلف كل ًّيا عن تلقيك‬
‫النصائح والمالحظات من أقرانك الـ"‪ُ "ENFP‬ن ِ‬

‫ورد فيما يلي ما‬
‫يقولونه حول مسارهم المهني المختار‪.‬‬

‫‪( .1‬درست علم النفس‪ ،‬وسوف ُأ َح ِّ‬

‫ضر دراسات عليا في علم‬
‫أستمتع بهذا العلم وأعتقد أنها ستكون‬

‫ُ‬ ‫النفس السريري‪.‬‬
‫وظيفة أحالمي يوم ما)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ويأست من فكرة التوظيف‪،‬‬ ‫‪( .2‬أدرس الفلسفة والتاريخ‪،‬‬
‫أحب الكتابة‬
‫ُ‬ ‫وال أستطيع رؤية أين يمكنني أن أتوظف‪،‬‬
‫والموسيقى وأحاول دفع نفسي لهذا وجعله عملي الذي‬
‫أحلم به‪ ،‬لماذا؟ أعتقد أنه يمكنني أن ُأ َم ِّتع الناس بينما‬
‫أفعل شي ًئا أحبه‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬إعطاء ما أنشده‪ ،‬وقد‬
‫ُيشجعني بعض الناس على هذا التفكير!)‪.‬‬
‫‪253‬‬
‫كم َحلِّل بيانات لوحة المستهلك‪ ،‬وأنا ال أحب ذلك‪،‬‬ ‫ُ‬

‫(أعمل ُ‬ ‫‪.3‬‬
‫وحيدا عندما أريد‪ ،‬وأن أكون جز ًءا من فريق‬

‫ً‬ ‫ويمكنني العمل‬
‫الحسابات إذا لزم األمر)‪.‬‬
‫درب خيول)‪.‬‬
‫كم ِّ‬ ‫ُ‬
‫(أعمل بدوام جزئي ككاتب وبدوام جزئي ُ‬ ‫‪.4‬‬
‫وأحب تخيل أشياء جديدة‪ ،‬الناس‪ ،‬واألماكن‪،‬‬

‫ُ‬ ‫‪( .5‬أنا كاتبة‪،‬‬
‫أريد بالضرورة أن أكون جز ًءا من‬

‫والخبرات‪ ،‬وما إلى ذلك‪ .‬ال ُ‬
‫تلك التجارب‪ ،‬ولكن الكتابة متعة‪ .‬كما أن كتابة األدب‬

‫القصصي تعطيني الفرصة للعمل في الغالب وحيدة‪ .‬إن‬
‫اتصاالت المحررين أو رسائل البريد اإللكتروني بين الحين‬
‫واآلخر عن المواعيد النهائية إلنهاء كتاباتي؛ فيجعلني‬
‫أشعر أني على الطريق الصحيح‪ ،‬ولكن بالنسبة للجزء األكبر‬
‫من المتعة داخلي‪ ،‬هو أنا أقضي وقتي في العمل بهدوء‬
‫على الكتب الجديدة)‪.‬‬
‫ُ‬
‫وأردت‬ ‫‪( .6‬لم أجد مصدر دخل جيد في طريقي الذي اخترته‪.‬‬
‫دائما أن أكون كاتبة‪ ،‬وكان كثي ًرا ما ُيقال لي أنه يجب‬

‫ً‬
‫علي أعثر على شيء يجلب الدخل اً‬
‫بدل من ذلك‪ .‬وقضيت‬ ‫َّ‬
‫عشر سنوات في الجيش‪ ،‬ثم عشر سنوات في مخزن الكتب‬
‫منذ أن تركت الجيش أصبحت مراسلة سباق السيارات‪،‬‬ ‫‪254‬‬

‫وفي عطلة نهاية األسبوع‪ ،‬أصبحت المسؤولة عن الموقع‬
‫اإللكتروني لنقابة الصحفيين في وقت فراغي‪ .‬والمنظمة‬
‫ال تستطيع أن تدفع لي ولكنني أظن أنه هو سبب جيد‬

‫ً‬
‫مجانا ولزيادة ملفي‪ .‬أحب أن أجد منصب‬ ‫وشريف‪ ،‬أفعل ذلك‬
‫يدفع لي أجر المعيشة فيه اً‬
‫بدل من العيش على حساب‬
‫زوجي‪ .‬أحب العمل في المؤسسات اإلعالمية أو مكتبة أو‬
‫متحف أو حديقة الحيوان)‪.‬‬

‫جدا من‬
‫‪( .7‬أنا ُمصمم في شركة ألعاب‪ .‬هذا المنصب قريب ً‬
‫كونه وظيفة أحالمي)‪.‬‬
‫وأود أن أعتبر هذا هو عمل‬

‫ُّ‬ ‫‪( .8‬أنا طبيب بيطري للخيول‪.‬‬
‫أحالمي بسبب حبي للحيوانات وخاصة الخيول‪ ،‬والتمكن من‬
‫رعايتهم ومساعدتهم)‪.‬‬
‫‪( .9‬أنا أستاذ جامعي في الجامعة العامة اإلقليمية في‬
‫الواليات المتحدة أقوم بتدريس الصحافة واالتصال‬
‫الجماهيري‪ ،‬باإلضافة إلى دورات في كتابة األخبار والصحافة‬
‫الرقمية‪ُ ،‬مقدمة في االتصال الجماهيري‪ ،‬وأخالقيات وسائل‬
‫اإلعالم)‪.‬‬
‫‪255‬‬
‫‪( .10‬أنا كاتب ومحرر في وسائل اإلعالم االجتماعية لمخرج‬
‫جدا‪ ،‬وهي الوظيفة المثالية بالنسبة‬

‫أخبار ترفيهية معروف ً‬
‫لي كـأصحاب هذا النمط ألن الكتابة هي دعوى قوية‪.‬‬
‫فالوظيفة التي أحلم بها هي التي تسمح لي أن أقضي‬
‫وقتي بجعل اآلخرين يضحكون‪ ،‬وهذا العمل ُيتيح لي أن‬
‫علي لألداء لتقديم نفسي‪ ،‬إذا‬

‫أفعل ذلك بشدة دون الضغط َّ‬
‫كان ذلك ُيعطي أي معنى)‪.‬‬

‫‪( .11‬أنا أعمل كممثلة على خشبة المسرح‪ .‬وأعتبر أن هذه‬
‫المهنة حلمي ألنه يمكنني استخدام شخصيات أخرى‬
‫إلظهار مشاعري الخاصة)‪.‬‬
‫‪( .12‬أنا ُمصمم‪ُ ،‬مغني وكاتب أغاني ومستشار إبداعي‬
‫وأعمل في األستوديو الخاص بي‪ .‬وهذه وظيفة أحالمي‬
‫ألنني سمحت لنفسي باالستكشاف والتساؤالت الحرة‪،‬‬
‫وعرض إبداعاتي وتنفيذ كل ما أتصور)‪.‬‬
‫‪( .13‬أنا رياضي ومعالج تدليك‪ .‬أعمل لحسابي الخاص‪،‬‬
‫وأعمل من المنزل‪ .‬أستطيع العمل بمفردي‪ ،‬تناظر أحادي مع‬
‫دائما أشارك بمساعدة الناس)‪.‬‬

‫ً‬ ‫العمالء‪ ،‬وأنا‬
‫‪256‬‬
‫‪( .14‬أعمل مدير مشروع ومدير برنامج شركة استشارية‬
‫صغيرة‪ ،‬والعمل أكثر على مشروعات معلوماتية‪ .‬كما أنني‬
‫أعمل كمدرب لالستشاريين آخرين‪ ،‬تحويل البرمجيات الذكية‬
‫وتغيير التنظيم اإلداري)‪.‬‬
‫‪( .15‬أنا أعمل في مجال التجزئة للمتجر الفني الراقي‪ .‬أنا‬
‫ال أعتبر هذا هو عمل أحالمي‪ ،‬ولكن يمكنني الحصول على‬
‫والتعرف على أنواع مختلفة‬

‫ُّ‬ ‫شرح مفاهيم الفن إلى الناس‬
‫المرضية‪ .‬الجزء األصعب هو‬

‫من األفكار ووجهات النظر ُ‬
‫محاولة الحفاظ على المظهر الخارجي كل يوم‪ ،‬والتفاعل مع‬
‫الناس باستمرار)‪.‬‬
‫‪( .16‬أنا مستشار نفسي مدرسي‪ .‬أنا ال أعرف ما إذا كان هذا‬
‫متأكدا ماذا يكون!‬

‫ً‬ ‫هو العمل الذي أحلم به‪ ،‬لكني لست‬
‫أستطيع أن أغير رأيي يوم ًيا حول ما أحب القيام به‪ ،‬ولكن‬
‫هذا العمل يتيح لي الكثير من الحكم الذاتي والتنوع‪ ،‬لذلك‬
‫يبقيني نشط‪ ،‬مستمتع‪ ،‬وسعيد!)‪.‬‬
‫‪( .17‬أنا أعمل كمدرب للحياة‪ .‬ومما ال ريب فيه أنها وظيفة‬
‫أحالمي‪ .‬توجيه حدسي وعاطفي حيث يمكن أن تفعل أكثر‬
‫‪257‬‬ ‫لتغيير العالم)‪.‬‬

‫‪( .18‬أنا أعمل في محطة إذاعية‪ ،‬وأنا ً‬

‫أيضا جليس حيوانات‬
‫أليفة‪ ،‬أحب تلك الحيوانات ومجالستها بالمنزل‪ ،‬ولكن‬
‫هذا مجرد وظيفة بينما أنا في المدرسة‪ .‬أريد أن أعمل مع‬
‫الحيوانات‪ ،‬أو مع مشروع مهم في الخارج)‪.‬‬
‫ُ‬
‫قضيت ‪20‬‬ ‫ً‬
‫فنانا في النحت‪.‬‬ ‫ُ‬
‫كنت‬ ‫‪( .19‬في العقد الماضي‬
‫عاما قبل هذا في الفن الدعائي والنشر‪ .‬أنا كاتب محترف‬

‫ً‬
‫ً‬
‫وأيضا أصنع المجوهرات)‪.‬‬ ‫في بعض األحيان‪،‬‬

‫(أنا مستشار اتصاالت‪ ،‬وأعمل مع منظمة ذات قيمة‬ ‫‪.20‬‬
‫عالية لترجمة المفاهيم إلى المعلومات التي تمس الناس‬
‫وتغير المواقف أو دعوة األعمال اإليجابية)‪.‬‬
‫(كنت قد َع ِم ْل ُ‬
‫ت في مكتب بمنصب مدير مكتب‬ ‫ُ‬ ‫‪.21‬‬
‫وتكنولوجيا معلوماتية بعد أن كنت سكرتير قانوني‬

‫ُ‬
‫كرهت السياسة‪ ،‬والطعن‬ ‫ومساعد قانوني‪ .‬هذا يكفي‪.‬‬
‫من الخلف والالمهنية من اآلخرين الذين يعتقدون أنهم‬
‫كانوا أفضل‪ .‬أحب العمل لكني كرهت البيئة‪ .‬اآلن بدأت‬

‫ُ‬
‫درست القانون ألصبح مستشا ًرا قانون ًيا للوصايا‬ ‫حياة جديدة‪.‬‬
‫رائعا بتقديم المشورة‬

‫ً‬ ‫وتخطيط الميراث‪ .‬سوف أكون‬
‫للناس بمثل هذه المنطقة الشخصية والحساسة من‬

‫‪258‬‬
‫ُ‬
‫كتبت رواية‪ ،‬وأنوي العمل بشكل مستقل‬ ‫حياتهم‪ .‬وقد‬
‫وبدء نوع منتظم من التدوين‪ .‬كما بدأت أعمال جديدة ببيع‬
‫فن فريد من نوعه ومبتكرة بأسعار معقولة من المملكة‬
‫المتحدة ومختلف أنحاء العالم‪ .‬في الواقع‪ ،‬إن الطاقة فقط‬
‫من تمنعني من القيام بالمزيد)‪.‬‬
‫‪( .22‬أنا عامل اجتماعي ومعالج نفسي‪ .‬أنا أعمل مع الذين‬
‫تتراوح أعمارهم بين ‪ 14‬سنة وما فوق‪ .‬لقد قمت بذلك‬

‫طوال حياتي‪ .‬أرى أنها رسالة‪ ،‬وأنا أعلم أنني ولدت للقيام‬
‫بذلك‪ ،‬لقد أتى هذا مع الكثير من التعلم لكنه ً‬
‫أيضا إحساس‬
‫جدا)‪.‬‬
‫طبيعي ً‬
‫‪( .23‬أنا ممرضة‪ ،‬وأنه بالتأكيد عمل أحالمي أن أقوم‬
‫بمساعدة الناس بطريقة عملية)‪.‬‬
‫‪( .24‬أنا حال ًيا في برنامج كلية الهندسة البيئية‪ ،‬وأنا أكره‬
‫ذلك‪ .‬أنا أشعر بالقلق إزاء البيئة وأريد المساعدة في حل‬
‫المشاكل العالمية‪ ،‬ولكن معظم دروسي تشعرني بالملل‪.‬‬
‫الحصة الوحيدة التي أستمتع بها هي دروس الفن الحر‪.‬‬
‫الجميع يقولون لي أن الرسوم المتحركة "حلمي المهني" قد‬
‫‪259‬‬ ‫مات وهذا ما ُيخيفني في تخصصي بكلية الهندسة)‪.‬‬

‫‪( .25‬خياري المهني هو تصميم الرسوم البيانية‪ .‬بالنسبة‬
‫لي‪ ،‬أجد أن أفكار الكلمات مهمة‪ ،‬والحصول على شخص ما‬
‫لقراءتها هو عنصر حيوي‪ .‬ويمكن للتصميم البصري تشجيع‬
‫قراءة الرسالة‪ ،‬ويمكن إيصال تلك الرسالة بشكل أعمق‬
‫وأسرع من الكلمات وحدها‪ .‬أنا فقط تخرجت من المدرسة‪،‬‬
‫دائما أفعل هذا‪،‬‬

‫ً‬ ‫لذلك أنا ال أزال أبحث عن وظيفة‪ ،‬ولكني‬
‫ً‬
‫لطيفا)‪.‬‬ ‫فالحصول على راتب من شأنه أن يكون‬

‫‪( .26‬اخترت أن أكون مستشار تدريب وأعمل حال ًيا في‬
‫قطاع التنمية‪ .‬أحب اإلعالم ومساعدة الناس ولقد الحظت‬
‫أن معظم الشباب يفتقرون إلى القدرة أو المهارات الالزمة‬
‫لتطوير أنفسهم خارج الفصول الدراسية‪ .‬أريد أن أكون‬
‫عامل تحفيز للناس للوصول ألحالمهم وتحويلها إلى واقع‬
‫ملموس)‪.‬‬
‫‪( .27‬أنا طبيب ‪ /‬باحث‪ .‬إنه أمر هائل أن تقوم بمساعدة‬
‫الناس يوم ًيا)‪.‬‬
‫وكما ترون‪ ،‬فإن هؤالء يمكنهم العثور عليهم في مجموعة‬

‫ً‬
‫بداية من الكتابة إلى إدارة المشاريع‪.‬‬ ‫متنوعة من الوظائف‬
‫وليس الدور نفسه هو ما يهم‪ ،‬ولكن ما يميزهم هو‬ ‫‪260‬‬

‫قدرتهم على استخدام خيالهم وتقديم المشورة والمهارات‬
‫الدبلوماسية‪ .‬وهناك حقول تكون أكثر من غيرها صديقة‬
‫لنمط البطل (مثل العلوم اإلنسانية‪ ،‬والفنون ‪ ...‬إلخ)‪ ،‬ولكن‬
‫أصحاب هذا النوع من الشخصية يمكن أن يحدد مكانهم‬
‫المناسب في أي مجال ما إذا كانت الظروف مواتية وأنهم‬
‫على استعداد لوضعها في الجهد‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫دورات تعليمية تساعد أصحاب هذا النمط على تطوير مهاراتهم‬
‫‪ -1‬دورات إدارة األعمال والقيادة‪.‬‬
‫‪ -2‬دورات تطوير المهارات البحثية‪.‬‬
‫‪ -3‬دورات علم النفس‪.‬‬
‫‪ -4‬دورات تنمية مهارات التواصل‪.‬‬
‫‪ -5‬دورات االستشارات النفسية‪.‬‬

‫‪ -6‬دورات العمل االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -7‬دورات تطوير مهارات اإللقاء‪.‬‬
‫‪ -8‬دورات إدارة الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ -9‬دورات تنمية مهارارت التدريب‪.‬‬
‫‪263‬‬
‫جدول توزيع نسبة األنماط في الواليات المتحدة األمريكية‬
‫يوضح الجدول التالي نسبة الشخصيات الستة عشر مع‬

‫توزيع الشخصيات نسب ًيا على الشعب األمريكي‪ ،‬حسب إحدى‬
‫الدراسات‪:‬‬
‫الشخصيات الستة عشر‪:‬‬
‫‪ISTJ‬‬ ‫‪ISFJ‬‬ ‫‪INFJ‬‬ ‫‪INTJ‬‬

‫‪%14-11‬‬ ‫‪%14-9‬‬ ‫‪%3-1‬‬ ‫‪%4-2‬‬
‫‪ISTP‬‬ ‫‪ISFP‬‬ ‫‪INFP‬‬ ‫‪INTP‬‬

‫‪%6-4‬‬ ‫‪%9-5‬‬ ‫‪%5-4‬‬ ‫‪%5-3‬‬
‫‪ESTP‬‬ ‫‪ESFP‬‬ ‫‪ENFP‬‬ ‫‪ENTP‬‬

‫‪%5-4‬‬ ‫‪%9-4‬‬ ‫‪%8-6‬‬ ‫‪%5-2‬‬
‫‪ESTJ‬‬ ‫‪ESFJ‬‬ ‫‪ENFJ‬‬ ‫‪ENTJ‬‬

‫‪%12-8‬‬ ‫‪%13-9‬‬ ‫‪%5-2‬‬ ‫‪%5-2‬‬
‫‪264‬‬
‫املراجع‬
‫كتب ومطبوعات‬
‫‪" .1‬أنماط الشخصية الستة عشر التي تحدد كيف نعيش ونحب‬
‫ونعمل"‪( ،‬أوتو كروجر وجانيت م‪ .‬ثيوسين)‪.‬‬
‫‪" .2‬اكتشف شخصيتك وشخصية من حولك"‪( ،‬مريد الكالب‪،‬‬

‫مؤسسة بداية للنشر‪2013 ،‬م)‪.‬‬
‫‪" .3‬شخصيتى"‪( ،‬ماري ماك جينيس‪ ،‬مؤسسة ماري ماك للنشر)‪.‬‬
‫‪" .4‬فهم الشخصية وأنماط اختالف المواهب"‪( ،‬إيزابل مايرز‪ ،‬دار‬

‫رسالن للطباعة والنشر والتوزيع‪1900 ،‬م)‪.‬‬
‫ً‬
‫وفقا لمعايير ‪ - MBTI‬نمط‬ ‫‪" .5‬مجموعة أنماط الشخصيات‬
‫المستشار"‪( ،‬كاليتون جيوفريز‪2015 ،‬م)‪.‬‬
‫‪" .6‬مماثلة االنماط"‪( ،‬ويليام جيفريز‪ ،‬مؤسسة هامبتون رودز‬

‫للنشر‪1991 ،‬م)‪.‬‬
‫‪266‬‬
MBTI ‫مجموعة أنماط الشخصيات حسب معايير‬
‫مصادر الكترونية‬
1. www.16personalities.com
2. www.myersbriggs.org
3. http://www.jass.im/
4. https://ar.wikipedia.org
)ENFP( ‫نمط البطل‬
267
‫نبذة عن الكاتب‬
‫هو باحث وكاتب قطرى الجنسية‬
‫حصل على الدرجات العلمية اآلتية‪:‬‬
‫دبلوم تكنولوجيا معلومات‬ ‫•‬

‫واتصاالت – كلية شمال األطلنطي‬
‫(خريجين الدفعة األولى) (‪ICT‬‬
‫‪.)CNA-Qatar 2004‬‬
‫• حصل على درجة الماجستير في التخطيط االستراتيجي‬
‫من الجامعة الفرنسية (‪ ،)HEC‬وهي واحدة من أعرق وأرقى‬
‫كليات إدارة األعمال في العالم‪.‬‬
‫ويحضر الدكتوراة في جامعة (‪.)Northampton‬‬

‫• ُ‬
‫شغل اً‬
‫كل من المناصب اآلتية ‪:‬‬
‫‪269‬‬ ‫• كاتب إسبوعي في جريدة العرب القطرية‪.‬‬

‫• مقدم برنامج الخبير في ( تليفزيون قطر)‪.‬‬
‫• يعمل حال ًيا كمستشار تطوير وتدريب في مؤسسة قطر‬
‫لإلعالم‪.‬‬
‫أهم أعماله ‪:‬‬
‫• مؤلف ألكثر من ‪ 25‬كتاب في مجال القيادة والتكنولوجيا‬
‫منها‪( :‬تحليل الشخصيات القيادية – القيادة باإلرشاد –‬

‫القيادة – التخطيط االستراتيجي – صمم موقعك على‬
‫اإلنترنت بدون برمجة)‪.‬‬
‫• ترجمت العديد من كتبه في مجالي القيادة والتكنولوجيا‬
‫بعدة لغات‪.‬‬
‫• مؤسس مشروع "وقف أونالين"؛ أكبر شبكة تدريب‬
‫مجانية عربية على اإلنترنت‪.‬‬
‫رسالته ‪:‬‬
‫يحمل األستاذ محمد الجفيرى رسالة واضحة وهي المساهمة‬

‫في إعداد جيل جديد من القادة متسلح بالعلم والمهارة‬
‫‪270‬‬
‫والحكمة‪ ،‬ومؤهل لقيادة العالم العربي لاللتحاق بمصاف األمم‬

‫العظمى‪ ،‬فهو يؤمن تمام اإليمان بقدرات الشباب القطري‬
‫والعربي‪ ،‬لذا فهو يبذل كل طاقته في تدريب وتأهيل وتحفيز‬
‫ودعم الشباب القطري والعربي لتحويل أفكارهم وأهدافهم‬
‫ً‬
‫إشراقا لقطر‬ ‫إلى حقيقة واقعة تساهم في رسم مستقبل أكثر‬
‫وألمتنا العربية واإلسالمية‪.‬‬
‫‪271‬‬
‫نبذة عن مجموعة صناع اإلبداع‬
‫مجموعة صناع اإلبداع تأسست لتكون المظلة التي ترعى‬

‫مهارات الشباب وقدراتهم عن طريق عدة مؤسسات صغيرة‬
‫تحتها‬
‫‪ -1‬دار صناع اإلبداع للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪ -2‬شركة إنتاج صناع اإلبداع للتصوير واإلخراج‪.‬‬
‫‪ -3‬شبكة صناع اإلبداع للتدريب على االنترنت‪.‬‬
‫‪ -4‬مركز صناع اإلبداع للتطوير وإدارة المشاريع الشبابية‪.‬‬
‫الهدف الرئيسى هو إطالق العنان لقدرات وامكانيات‬

‫الشباب العربى وتحفيزهم على نشر العلم والمعرفة في شتى‬
‫المجاالت‪.‬‬
‫هذا هو حلمي وهذا ما أعيش ألجله‬
‫مؤسس مجموعة صناع اإلبداع‬
‫محمد الجفيري‬ ‫ ‬
‫‪273‬‬
‫للحصول على شهادة اتمام دورة قم‬
‫بالدخول الى موقع صناع االبداع واتبع‬
‫الخطوات المطلوبة منك بعد قراءة‬
‫الكتاب او مشاهدة الدورة التدريبية‬
‫‪www.sona3.net‬‬
‫"من منا ال يخطئ‪ .‬ساعدوني في تصحيح‬
‫اي خطأ او لبس في اجتهاد‬
‫ان احسنت فمن اهلل وان أسأت‬
‫واخطأت فمن نفسي ومن الشيطان‬
‫تم بحمد اهلل"‬
‫للتواصل‪:‬‬
‫‪Whatsapp: 0097455221828‬‬
‫‪email: mohammedaljefairi@gmail.com‬‬
‫‪Instagram: maljefairi‬‬
‫‪twitter: maljefairi‬‬
‫‪Snapchat: Nethelper‬‬
‫مترو القادة‬
‫نبذة عن مترو القادة‬
‫دائما ما يتبادر إلى الذهن لماذا يسبقنا العالم في النهضة‬

‫ً‬ ‫‪-‬‬
‫ونبقى نحن في معظم األحيان في دور المتفرجين وربما‬
‫كنا في الصفوف الخلفية منها؟!‪ ،‬هل المشكلة في عدم‬
‫وجود قادة أو علماء أم ماذا؟!‬
‫ولإلجابة على سؤال كهذا نرجع إلى النظريات العلمية‬

‫العالمية التي حصرت أهم أسباب النهضة في‪:‬‬
‫‪ .1‬العلم‬
‫‪ .2‬األخالق‬
‫‪ .3‬العمل‬
‫‪ -‬إذن فأي تلك العوامل الذي ينقصنا؟! الشروط الثالثة العلم‬

‫ومستويات متفاوتة بين‬
‫ٍ‬ ‫بنسب‬
‫ٍ‬ ‫واألخالق والعمل موجودة‬
‫المجتمعات وكذلك بالمجتمع الواحد بين األفراد وبعضهم‬
‫ً‬
‫أيضا ليست هذه هي األسباب الوحيدة‬ ‫البعض‪ ،‬ولكن‬
‫لتأخرنا عن الركب‪ ،‬فلربما كان الجانب المالي هو أول تلك‬
‫األسباب‪ ،‬وبمعنى أكثر دقة فإن هذه المعادلة ينقصها‬
‫‪279‬‬ ‫الثراء لتكتمل على أكمل وجه‪.‬‬
‫من هنا جاءت فكرة برنامج مترو القادة ل ُتعالج أسباب‬ ‫‪-‬‬
‫تأخر النهضة األربع ولتسد هذا الثغر عن األمة المباركة فتحاول‬
‫إيجاد حالة ومناخ حقيقي قادر على خلق قادة وعلماء ينافسون‬
‫العالم في شتى المجاالت‪ ،‬فهذا البرنامج عالج العيوب التي قد‬
‫ُتخالط مثل هذه البرامج فهو لم يعتمد على الخطابة بل َع َمد‬
‫إلى خلطه بالعديد من األنشطة العملية والتحدي واأللعاب‬
‫في بعض األحيان مع الحفاظ على الجانب التعليمي باإلضافة‬
‫اً‬
‫متكامل ُيراعي كافة‬ ‫إلى الجانب الربحي‪ .‬فهذا البرنامج جاء‬
‫الجوانب‪.‬‬

‫• إذن ما هو مترو القادة؟‬
‫هو برنامج مددته خمس سنوات‪ ،‬وخاللها سيمر المشارك‬

‫بالبرنامج بأربعة خطوط رئيسة يتكون كل خط منها‬
‫من عدة مراحل يمر بها المشارك ليطور من مهارات ذاته‬
‫ونفسه ويكتشف عالم القيادة ومستوياتها‪ ،‬باإلضافة إلى أنه‬
‫سيطور كذلك من مهاراته في التعامل مع اآلخرين وسيتعلم‬
‫ومتخصصا فيه‬
‫ً‬ ‫كيف يكون خبي ًرا في تخصصه المناسب له‬
‫كذلك وسيعرف كيفية الوصول للعالمية بقدراته الشخصية‬
‫وإمكانياته و تفعيل قدراته في كيفية التعامل مع المجتمع‬
‫اً‬
‫مستقبل لتحقيق إنجازاته سوا ًء على‬ ‫الذي سيتفاعل معه‬
‫مستواه الشخصي أو على مستوى المجتمع أو حتى على مستوى‬
‫العالم أجمع وهذا هو ما ُنسميه بالوصول للعالمية‪.‬‬
‫‪280‬‬
‫ويتكون من أربع محطات أساسية هي‪:‬‬
‫‪ .1‬خط اإلرشاد‪ :‬هو من أهم الخطوط الرئيسية فهو يبدأ‬

‫بالتعريف عن مترو القادة وأهمية التغيير‪ ،‬كما يبدأ بمعرفة‬
‫الذات والتعرف على األنماط الشخصية وكيفية التعامل‬
‫معها‪ ،‬ومرفقة بسلسلة كاملة من الكتب تشرح كل نمط‬
‫من أنماط الشخصية بالتفصيل‪.‬‬
‫‪ .2‬خط العلماء‪ :‬هو عبارة عن مجموعة محطات لصناعة عالم‬

‫ً‬
‫وأيضا على الصعيد االجتماعي‬ ‫ناجح على المستوى العلمي‬
‫والتسويق له عالم ًيا‪ ،‬فهي تبدأ معه رحلته من كونه فني‬

‫حتى تصل به إلى مستوى استشاري عالمي‪.‬‬
‫‪ .3‬خط القيادة‪ :‬هو عبارة عن خمس محطات رئيسية تبدأ‬

‫بتعليم المتدرب على كيفية قيادة ذاته وتطوير مهاراته‬
‫حتى تصل به إلى مرحلة قيادة القادة‪.‬‬
‫‪ .4‬خط ريادة األعمال‪ :‬هو الذي يتعلم فيه المتدرب بشكل‬

‫عملي كيف يحقق لنفسه الثراء‪ ،‬وكيف يكون مشروع خاص‬
‫به وسبل تطويره‪.‬‬
‫‪281‬‬
‫البرنامج العملي ملشروع (مترو القادة)‬
‫‪Play‬‬ ‫‪Learning‬‬ ‫‪Earn‬‬

‫(لعب وتحدي)‬ ‫(تعلم بالعمل)‬ ‫(كسب المال من‬
‫مشروعك الخاص)‬
‫يعنى باكتساب‬ ‫الطريقة التي‬ ‫يعنى بكسب‬

‫الناس للمهارات‬ ‫تعتمد على‬ ‫المشارك للمال‬
‫نظرية ‪- % 70‬‬ ‫من خالل مشروعه‬
‫الالزمة للتعامل مع‬

‫الخاص به وذلك‬
‫االخرين من خالل‬ ‫‪%10 - % 20‬‬
‫بتحويل أعماله‬
‫اللعب والتحدي‬ ‫‪ -1‬التعلم‬ ‫وانجازاته الى‬
‫فيما بينهم‬ ‫بالممارسةالحياتية‬ ‫مشاريع تربحه‬
‫يعلم الناس بنسبة‬ ‫وتكسبه المال من‬
‫وكذلك يكتشف‬
‫‪.%70‬‬ ‫خاللها‬
‫المشارك ذاته‬
‫‪ -2‬التعلم من‬ ‫كمثال ‪ :‬اذا كان‬
‫ومهاراته من خالل‬ ‫للمشارك كتاب‬
‫تجارب الناس مع‬
‫مشاركة االخرين‬ ‫بعضهم وتجارب‬ ‫عمله وانجزه‬
‫الغير يعلم الناس‬ ‫ونشره فانه فيما‬
‫بنسبة ‪.%20‬‬ ‫بعد ومن اجل‬
‫ان يكسب من‬
‫‪ -3‬التعلم من‬ ‫هذا الكتاب اً‬
‫مال‬
‫المناهج الدراسية‬ ‫فانه يحوله لقصة‬
‫المكتوبة والكتب‬ ‫مصورة او فيديو‬
‫والمحاضرات‬ ‫مرئي او دورة‬
‫والدورات تعلم‬ ‫تدريبية او اي عمل‬
‫الناس بنسبة ‪.%10‬‬ ‫يكسب من وراءه‬
‫مال‪.‬‬
‫‪282‬‬
‫ما أريده من خالل مشروعي هو تحويل المناهج المكتوبة‬

‫إلى مناهج عملية ُتمارس عمل ًيا للتطوير واإلنتاج من خالل‬
‫األشخاص أنفسهم ألجلهم وألجل مجتمعاتهم وللمساعد في‬
‫تطوير وتقدم وازدهار األمة ونهضتها كما يجب‪.‬‬
‫‪ -‬الهدف األساسي والمهم من هذا المشروع‪:‬‬
‫المشروع هو برنامج عملي وعبارة عن لعبة يلعبها الكبار‬

‫والصغار‪ ،‬والكبار يمكنهم خالل مدة خمس سنوات من اإلنجاز‬
‫واإلنتاج واالبداع فيما يتميزون به من قدرات‪ ،‬وسيرون ثمار‬
‫ونتائج أعمالهم في كافة المجاالت المتاحة لهم وسيرون‬

‫تفاعل ومشاركة المجتمع معهم ومع انجازاتهم في جميع‬
‫النواحي وتشجيعهم وهكذا للوصول إلى العالمية بإذن اهلل‪.‬‬
‫وهذه هي شبكة المشروع مفصلة أكثر بكافة الخطوط‬

‫األربعة الرئيسية ومراحلها‪:‬‬
‫يتناول هذا الكتاب محطة فهم الذات واكتشاف الشخصية‬

‫التي هي جزء من الخط األحمر (المهارات) من مترو القادة‬
‫(نحن اآلن في محطة فهم الذات)‬
‫‪283‬‬
‫‪284‬‬
‫‪285‬‬
‫‪286‬‬
‫‪287‬‬
‫‪288‬‬

ENFP - نمط البطل

Uploaded by

Document Information

Copyright

Available Formats

Share this document

Share or Embed Document

Sharing Options

Did you find this document useful?

Is this content inappropriate?

Copyright:

Available Formats

ENFP - نمط البطل

Uploaded by

Copyright:

Available Formats

‫فريق عمل الكتاب‬

‫مجموعة أنماط الشخصيات حسب معايير ‪MBTI‬‬

‫قام الباحث وفريق العمل بجمع البيانات بهدف تطوير‬

‫أ‪ /‬حسام عالم‬ ‫أ‪ /‬محمود راشد‬ ‫أ‪ /‬ايمن مصباح‬

‫أ‪ /‬أحمد شعبان‬ ‫أ‪ /‬سامح زكريا‬ ‫أ‪ /‬محمد الساكت‬

‫أ‪ /‬صالح حاهين‬ ‫ ‬

‫‪5‬‬ ‫جدول المحتويات ‪....................................................................‬‬

‫‪10‬‬ ‫مقدمة ‪.....................................................................................‬‬

‫‪14‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬نبذة عامة عن النظرية والتصنيف ‪....................‬‬

‫‪15‬‬ ‫تمهيد ‪.....................................................................................‬‬

‫‪15‬‬ ‫ماذا نقدم في هذا الكتاب ‪.....................................................‬‬

‫‪16‬‬ ‫ماذا نقدم في الفصل األول‪.....................................................‬‬

‫‪17‬‬ ‫كيف نغير انفسنا اذا كنا ال نعرفها حق المعرفة؟‪...............‬‬

‫‪18‬‬ ‫شباك جوهرى ‪.........................................................................‬‬

‫‪20‬‬ ‫اذن نحن ال نعرف كل شىء عن انفسنا وعن من حولنا‪.......‬‬

‫‪21‬‬ ‫ما هو إختبار «‪”MBTI‬؟ ‪............................................................‬‬

‫‪23‬‬ ‫ثان ًيا‪ :‬نبذة تاريخية عن النظرية ‪............................................‬‬

‫‪26‬‬ ‫كيف يتم تحديد األنماط المخلفة لطبقا ل «‪”MBTI‬؟‪.............‬‬

‫‪36‬‬ ‫رابعا‪ :‬تكوين األنماط‪.............................................................‬‬

‫‪39‬‬ ‫تكوين الفئات االربعة‪............................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬التفاصيل العامة لنمط البطل (‪52 ..............)ENFP‬‬

‫أوال‪ :‬ماذا يعني أن تكون من أصحاب نمط ‪56 ...................ENFP‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬التفاصيل العامة للنمط ‪61 ......................... Type Overview‬‬

‫القوة والضعف في نقاط‪86 ..........................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬أشهر الشخصيات التي تنتمى للنمط ‪90 .............................‬‬

‫نمط البطل (‪)ENFP‬‬

‫السمات العاطفية األساسية ألصحاب هذا النمط ‪97 ....................‬‬

‫التوافق مع الشركاء من أصحاب األنماط األخرى‪103 ......................‬‬

‫االرتباطات الـمتوقعة ‪103 ..................................Potential Pairings‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬الصداقة‪130 ...........................................................................‬‬

‫الصداقة بين أصحاب هذا النمط وأصحاب األنماط األخرى‪133 .......‬‬

‫التعامل مع األبناء الذين ينتمون الى األنماط األخرى ‪151 .............‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬الدراسة والحياة العملية ‪164 ...................................‬‬

‫أولً‪ :‬الدراسة‪167 .............................................................................:‬‬

‫نبذة عن طريقة تعلم هذا النمط‪167 .......................................... :‬‬

‫تسليط الضوء على أصحاب هذا النمط في أهم مراحل‬

‫تعليمهم ‪172 ..................................................................................‬‬

‫مرحلة المدرسة الثانوية‪172 ......................................................... :‬‬

‫مرحلة الجامعة‪182 .........................................................................‬‬

‫ثان ًيا‪ :‬الوظيفة والتطور المهني‪186 ............................................. :‬‬

‫المدخل األول‪ :‬المهنة والتطوير االحترافي‪186 ..............................‬‬

‫البدء بالحياة المهنية‪186 ............................................................. :‬‬

‫التحضير لمقابالت العمل‪193 ......................................................... :‬‬

‫المدخل الثاني‪ :‬تطور المسار المهني ‪200 ......................................‬‬

‫التدرج الوظيفي في المسار المهني‪206 ...................................... :‬‬

‫الخيارات البديلة ‪208 .......................................................................‬‬

‫المدخل الثالث‪ :‬فرص العمل المناسبة ألصحاب هذا النوع من‬

‫الشخصية‪211 ................................................................................ :‬‬

‫المدخل الرابع‪ :‬عادات ومهارات متعلقة بمكان العمل‪219 ..........:‬‬

‫التواصل مع األنماط المختلفة في مكان العمل‪220 ......................‬‬

‫الزمالء أصحاب هذا النمط ‪242 ........................................................‬‬

‫المدراء أصحاب هذا النمط ‪243 .......................................................‬‬

‫المرؤوسون أصحاب هذا النمط‪244 ................................................‬‬

‫ماذا يقول أصحاب هذا النمط اآلخرين؟ ‪253 ...................................‬‬

‫دورات تعليمية تساعد أصحاب هذا النمط على تطوير‬

‫مهاراتهم ‪263 .................................................................................‬‬

‫جدول توزيع نسبة األنماط في الواليات المتحدة األمريكية ‪264 ...‬‬

‫المراجع ‪266 .....................................................................................‬‬

‫نبذة عن الكاتب‪269 .......................................................................‬‬

‫نمط البطل (‪)ENFP‬‬

‫مترو القادة ‪278 ..............................................................................‬‬

‫نور بجميل هدايته قلوب أهل السعادة‪،‬‬

‫نمط البطل (‪)ENFP‬‬

‫مهما من مفاتيح النجاح‬