Professional Documents
Culture Documents
دفاتر محكمة النقض عدد 30
دفاتر محكمة النقض عدد 30
حمكمة النقض
اجتهادات قضائية
ودراسات قانونية
في التصدي لقضايا البيئة
1
منشورات :مركز النرش والتوثيق القضائي بمحكمة النقض
اإليداع القانوين 2000/121 :
2
صصصصصصصصصصصصصصصصصصص
صصصصصصصصصصصصصصصصص
صصصصصصصصصص
3
4
تقديم .................................................................................................................
الجزء األول
اجتهادات قضائية
القرار عدد 1358الصادر بتاريخ 07دجنرب 2017يف امللف اإلداري عدد
..................................................................................................... 2016/3/4/96
5
القرار عدد 1169الصادر بتاريخ 23يوليوز 2015يف امللف اجلنحي عدد
............................................................................................... 2014/8/6/18930
6
القرار عدد 226الصادر بتاريخ 02فرباير 2017يف امللف اجلنحي عدد
............................................................................................... 2016/8/6/19204
ملك غابوي – منازعة يف طبيعة حمرض أعوان املياه والغابات – طعن بالزور
7
القرار عدد 54الصادر بتاريخ 24يناير 2017يف امللف املدين عدد
................................................................................................. 2016/5/1/1696
8
القرار عدد 824الصادر بتاريخ 12دجنرب 2017يف امللف املدين عدد
................................................................................................. 2016/5/1/6620
جنحة رسقة الرمال – مصادرة اجلرار – حسن نية املالك مرتكب الفعل .ال
يضار أحد بطعنه
9
القرار عدد 689الصادر بتاريخ 24أكتوبر 2017يف امللف املدين عدد
................................................................................................. 2016/5/1/5198
10
تقديم
إن االهتامم بإشكالية البيئة أضحى يفرض نفسه عىل خمتلف دول
العامل ،وجتندت له خمتلف اهليئات واملؤسسات الدولية الفاعلة بحيث عرف
خالل العقود األخرية جهودا متسارعة ومتنوعة ،غايتها املثىل محاية عيش
اإلنسان من خمتلف املخاطر املحدقة به ،واملحافظة عىل مقوماته واستدامة
ثرواته بالنسبة لألجيال املقبلة.
إن استيعاب حمكمة النقض للتحوالت التي يشهدها العامل والتفاعل
معها بشكل إجيايب أكثر انفتاحا ،يعزز دورها كفاعل رئييس يف حتقيق األمن
البيئي متاشيا مع ما أعلن عنه صاحب اجلاللة امللك حممد السادس حفظه
""cop22 اهلل ونرصه يف اجللسة الرسمية ملؤمتر األمم املتحدة لتغري املناخ
والذي احتضنه املغرب يف الفرتة ما بني 7و 18نونرب 2016بمراكش.
" ...إن االلتزام بمواجهة إشكالية التغريات املناخية ،من خالل
تطبيق اتفاق باريس ،جيسد رغبتنا املشرتكة يف تعزيز التضامن بني األجيال.
ويعد هذا االنخراط رضورة أخالقية ،وواجبا إنسانيا ،جيب أن يقوم عىل
اإليامن بحتمية املصري املشرتك ،والتضامن الصادق بني الشامل واجلنوب،
لصيانة كرامة البرش "...انتهى النطق امللكي السامي.
وهذا اإلصدار القضائي املتميز ،ما هو إال تكريس للتفعيل احلقيقي
للمواثيق الدولية والوثيقة الدستورية ،وانخراط يف تطبيق خيارات اململكة
التي ال رجعة فيها ،والتزام من هذه املؤسسة العتيدة بإرساء جمموعة مهمة
من القواعد واملبادئ التي تروم توحيد العمل القضائي يف هذا اإلطار،
وإقرار محاية فعلية وحقيقية للبيئة ببالدنا.
11
ينضاف هذا اإلصدار إىل سلسلة دفاتر حمكمة النقض ،ويضم بني
دفتيه اجتهادات قضائية قيمة صادرة عن خمتلف غرف حمكمة النقض،
ودراسات قانونية لثلة من الباحثني يف الشأن القانوين.
األكيد أن هذه املؤسسة القضائية العليا ،يف انفتاحها عىل حميطها
اخلارجي املتجدد واملتنوع يف قضاياه وإشكالياته ،ومن خالل حركيتها
الدؤوبة يف نرش االجتهادات القضائية يزداد إشعاعها توهجا عندما تعمد
إىل تكييف النصوص القانونية وتطويعها لتنسجم مع الواقع اجلديد الذي
أفرزه التطور املجتمعي بام حيقق رسالة العدل يف أسمى معانيها.
أميل كبري أن تشكل حمتويات هذا اإلصدار ،بحق إسهاما علميا
وفقهيا يغني اخلزانة القانونية الوطنية وجيعل منظومتنا القضائية يف مستوى
التحديات احلالية واملستقبلية ملغرب الرقي واحلداثة حتت القيادة الرشيدة
ملوالنا اهلامم القايض األول صاحب اجلاللة امللك حممد السادس رئيس
املجلس األعىل للسلطة القضائية دام له العز والنرص والتمكني.
واختم بقوله سبحانه وتعاىل يف حمكم كتابه الكريم :
"كلوا وارشبوا من رزق اهلل وال تعثوا يف األرض مفسدين" صدق اهلل
العظيم سورة البقرة اآلية .60
مصطفى فارس
الرئيس األول ملحكمة النقض
الرئيس املنتدب للسلطة
القضائية للمجلس األعىل
12
الجزء األول
اجتهادات قضائية
13
14
القرار عدد 1358
الصادر بتاريخ 07دجنرب 2017
يف امللف اإلداري عدد 2016/3/4/96
16
اجليلوجية لطبقات األرض وان عالقة التفجريات بالعيوب التي تظهر يف
البناء تم مقاربتها من خالل مفهوم الرسعة اجليبية القصوى التي تنشأ نتيجة
التفجريات "تكون قد أبرزت األساس القانوين للرضر الالحق باملطلوب
والعالقة السببية بينه وبني عملية التفجريات التي يقوم هبا الطالب بتعليل
سائغ وغري منتقد ومطابق لواقع امللف وما بالوسيلة عىل غري أساس.
لـهـذه األسـبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وبتحميل رافعه الصائر.
17
القرار عدد 894
الصادر بتاريخ 20يوليوز 2017
يف امللف اإلداري عدد 2015/3/4/4132
19
لكن ،حيث إن اخلربة تعترب إجراء من إجراءات التحقيق تستعني هبا
املحكمة يف تكوين قناعتها فتأخذ منها ما اطمأنت إليه يف تكوين قناعاهتا
وتطرح ما عداه مستعملة يف ذلك سلطتها التقديرية التي ال معقب عليها
إال من حيث التعليل ،وبالرجوع إىل تقرير اخلربة املنجزة من طرف اخلبري
السيد )***( يتبني -خالف الوارد بالوسيلة -أنه أورد به أن العقار
موضوع الرسم العقاري عدد )***( يقع داخل التهيئة العمرانية احلديثة
جلامعة )***( والتي كانت قبل هتيئتها وإحلاقها باملدار احلرضي للجامعة
املذكورة عبارة عن أرض فالحية بورية ،وبعد البحث امليداين اقرتح
تعويضا بتاريخ تنصيب األعمدة ،وبذلك يكون اخلبري قد أبرز العنارص
التي استند إليها يف حتديد التعويض الذي شمل املساحة التي استغرقها
العمودين واألسالك الكهربائية ،وبخصوص النعي بأن اخلبري مل يستدع
ممثل الطالب حلضور إجراءات اخلربة ،فإن املحكمة ردته بأن اخلربة املنجزة
استوفت كافة الرشوط الشكلية واملوضوعية الواجب توفرها فيها)) ،وهو
تعليل مطابق للواقع ،وبخصوص عدم جواب املحكمة عىل دفوع وجيهة
الطالب فإنه مل يوضح هذه الدفوع ،وفيام يتعلق بالتقادم الذي طال الدعوى
ألن األعمدة الكهربائية املتسببة يف الرضر املطالب التعويض عنه تم نصبها
يف العقار موضوع النزاع سنة ،1962فإن املحكمة ردته بام ييل ... (( :فقد
تبني للمحكمة من خالل إطالعها عىل كافة وثائق القضية أنه ال يوجد ما
يثبت واقعة مترير اخلطوط الكهربائية موضوع دعوى التعويض فوق العقار
املدعى بشأنه سنة ... 1962علام أن شهادة امللكية املتعلقة بامللف موضوع
الدعوى تشري إىل تقييد حق ارتفاق عبارة عن خطني كهربائيني عاليي
التوتر بتاريخ 2010/07/02االمر الذي جيعل دفعه بالتقادم وإن مل يتم
اجلواب عنه ضمن تعليالت احلكم املطعون فيه غري مبني عىل أساس ))...
20
وهو تعليل سائغ ويقيم القرار -خالف الوارد بالوسيلة -والذي جاء
معلال تعليال كافيا وغري خارق حلقوق الدفاع وما بالوسيلة عىل غري
أساس.
لـهـذه األسـبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالب الصائر.
21
القرار عدد 860
الصادر بتاريخ 08يونيو 2017
يف امللف اإلداري عدد 2014/1/4/2511
23
املعجل وحتميل املدعى عليه الصائر ،واحتياطيا األمر بتعيني خبري خمتص يف
امليدان الفالحي والصناعي للقيام بنفس املهمة املطلوبة يف اجلواب السابق،
وبعد استكامل اإلجراءات اصدر رئيس املحكمة اإلدارية أمرا استعجاليا
قىض يف الطلب األصيل عىل املدعى عليهم بعدم عرقلة أشغال املكتب
املدعي بخصوص تثبيت األعمدة ومد األسالك الكهربائية فوق عقارهم
مع النفاذ املعجل ،وحتميلهم الصائر وبرفض باقي الطلبات فيام عدا
ذلك ،ويف املقال املضاد ومقال التدخل االختياري يف الدعوى برفضهام مع
إبقاء الصائر عىل رافعيهام .استأنفه املدعى عليهم )***( ومن معه
واملتدخلني اختياريا يف الدعوى )***( ومن معه ،فقضت حمكمة االستئناف
اإلدارية ب)***( بإلغاء األمر املستأنف فيام قىض به وتصديا احلكم بعدم
اختصاص قايض املستعجالت البث يف الطلب وذلك بمقتىض قرارها
املطعون فيه بالنقض.
يف وسيلة الطعن الثانية:
حيث يعيب الطاعن القرار بعدم االرتكاز عىل أساس قانون وسوء
التعليل املوازي النعدامه ،ذلك انه اعترب كون املكتب الطالب مل يدل
باملطلوب تقنيا لتربير طبله الرامي إىل أمر املالكني بعدم عرقلة عمله،
وبالتايل فغن احلسم يف مركزه القانوين من حيث سالمة العمل املزمع
ان جازه فوق أرايض املطلوبني يف النقض خيرج عن نظر قايض املستعجالت
ملساسه باجلوهر وقىض لذلك بإلغاء األمر املستأنف فيام قىض به وتصديا
احلكم بعدم اختصاص قايض املستعجالت للبت يف الطلب ،واحلال انه مل
جيعل ملا قىض به أي أساس قانوين باعتامده تقرير اخلربة من طرف اخلبري
)***( ،وتعمد عدم اجلواب عىل تقرير اخلربة املأمور هبا واملنجزة من طرف
اخلبري )***( التي خلصت إىل أنه ال يمكن تغيري مسار مترير اخليوط
24
الكهربائية إىل مسار بديل ،دون نقل املشكل إىل مالك عقار آلخر ،وبتكلفة
معقولة تراع املصلحة العامة يف مجيع أبعادها ،واملصلحة اخلاصة للمواطنني
املترضرين إال باالستناد عىل دراسة طبوغرافية متخصصة بديلة تنقض تلك
التي يتمسك هبا املطلوبون يف النقض .وأن املحكمة بعدم جواهبا عىل اخلربة
املذكورة وعىل مذكرة املكتب الطالب املدىل هبا بأجل ،2014/05/19واملرفقة
بدراسة رشكة فرنسية متخصصة توضح خطورة مترير األسالك الكهربائية
حتت األرض ،فإهنا مل جتعل ملا قضت به أي أساس قانوين ،خاصة وأن اخلط
الكهربائي موضوع النزاع كان متواجدا منذ سنة ،1966ويمتد من )***( إىل
)***( ،وأنه نظرا للتطور العمراين والتجاري والصناعي الذي تعرفه ناحية
مدينة )***( ،وخاصة منطقة )***( و)***( وتوسيع مطار )***( واملناطق
الصناعية فقد أصبحت تقوية الشبكة الكهربائية بتلك املنطقة أمرا ملحا،
مما اضطر الطالب إىل تغيري طبيعة اخلط من فئة 22كيلو فولت اىل 60كيلو
فولت ،حتى يمكن نقل اكرب كمية من الطاقة الكهربائية ،وأن ما قام به
الطالب هو عملية حتديد هذا اخلط وتقويته وتأمينه مع إبقائه يف نفس مساره
العادي الذي كان به منذ سنة ،1966وذلك وفق " التصميم املدىل به
واملعتمد من طرف خربات سابقة ،مثل اخلربة املنجزة من طرف اخلبري
)***( والتي حتدد املذكور ونفس عدد األعمدة الكهربائية الداخلة يف
املرشوع ،مما يوضح كون الطالب مل ينصب ان عمود جديد وانعدام أية
أشغال للقيام بذلك ،وأنه مل يكن ليمرر اخلطوط الكهربائية إال بعد إجراء
عدة دراسات علمية وتقنية ،وأكد الطالب كون قايض املستعجالت خمتص
بالبث يف الطلب لكون املكتب يتمتع بحق االمتياز يف تتبيث األعمدة
ومت رير األسالك الكهربائية فوق أرايض الدولة واخلواص يف إطار املنفعة
العامة ،وذلك طبقا للفصل الثاين مكرر من الظهري الرشيف لسنة 1977
25
املتمم للظهري الصادر يف ،1963/08/05وان جمال تدخل قايض املستعجالت
ال يتجاوز مراقبة مدى أحقية املكتب الطالب يف ممارسة حقوق االرتفاق
املمنوحة له قانونا ،وان نظره ال يمس بجوهر احلق وال باملراكز القانونية
وااللتزامات لألطراف من حيث تعديلها والقضاء يف أصل احلقوق
واالتفاقات مهام أحاط هبا من استعجال أو يقيض فيها بالصحة أو البطالن
أو يرض األطراف رضرا غري قابل للتدارك ،مما يناسب نقض القرار.
)***( حيث صح ما عابه الطالب عىل القرار املطعون فيه ،ذلك أن
يتمتع قانونا بحق االمتياز يف تثبيت األعمدة ومترير األسالك الكهربائية
فرق أرايض الدولة وأرايض اخلواص يف إطار املنفعة العامة ،طبقا
ملقتضيات الفصل الثاين مكرر من الظهري الرشيف لسنة 1977املتمم لظهري
،1963/08/05وبالتايل فإن قايض األمور املستعجلة يبقى خمتصا بحامية
ممارسته حلق االرتفاق القانوين املذكور يف مواجهة أية عرقلة أو امتناع
حتقيق للمصلحة العامة وضامنا حلسن سري املرفق العام املتمثل يف التزويد
بامدة الكهرباء مع حفظ احلق لكل مالك مترضر يف املطالبة بالتعويض أمام
قضاة املوضوع ،وحمكمة االستئناف اإلدارية ملا رتبت عىل وجود نزاع حول
مسار اخلطوط الكهربائية عدم اختصاص قايض األمور املستعجلة بالبت يف
الطلب رغم اختالف األساس والسند القانوين للطلب األصيل والطلب
املضاد ،فإهنا تكون قد عللت قرارها تعليال فاسدا موازيا النعدامه ،فيتعني
نقضه.
وحيث إن ضامن حسن سري العدالة ومصلحة الطرفني يقتضيان
إحالة القضية عىل نفس املحكمة املنقوض قرارها.
هلـذه األسبـاب
26
قضت حمكمة النقض بنقض القرار املطعون فيه وبإحالة القضية عىل
نفس املحكمة للبت فيها من جديد طبقا للقانون وحتميل املطلوبني يف
النقض الصائر.
27
القرار عدد 321
الصادر بتاريخ 06يونيو 2017
يف امللف املدن عدد 2016/3/1/7247
28
درهم باإلضافة إىل ذلك فقد ما قيمته 130.000درهم من الذهب األصفر
اخلاص بزوجته وابنتيه ومبلغ 142800درهم كانت موجودة نقدا باملحل
والتمس بعد مالحظة مسؤولية رشكة )***( عن احلادث احلكم عليها
بأدائها له تعويضا قدره 642800درهم عن الرضرين املادي واملعنوي،
وأجابت رشكة التأمني بواسطة حماميها األستاذ )***( ملتمسة القول بعدم
مسؤوليتها وإخراجها من الدعوى واحتياطيا احلكم برفض مطالب املدعي
لعدم ارتكازها عىل أساس كام أجابت بواسطة حماميها األستاذ )***(
بانعدام التأمني وبإخراجها من الدعوى واحتياطيا احلكم بعدم قبول
الطلب ،وأجابت رشكة )***( ملتمسة عدم قبول الطلب لعدم رفع
الدعوى يف مواجهتها يف شخص رئيس جملسها اإلداري،وبعد األمر بخربة
وإنجازها والتعقيب عليها ومتام اإلجراءات قضت املحكمة بتحميل
املدعى عليها رشكة )***( يف شخص ممثلها القانوين كامل مسؤولية احلريق
الواقع بتاريخ 2012/01/06وبأدائها للمدعي تعويضا قدره 250.000.00
درهم وبإحالل رشكة )***( يف شخص ممثلها القانوين حملها يف األداء يف
حدود العقد املربم بينهام ،وهو احلكم الذي كان حمل استئناف من طرف
رشكة )***( مثرية خرق الفصلني 1و 32من قانون املسطرة املدنية واملادة74
من القانون 17/95املنظم لرشكات املسامهة ذلك أهنا رشكة مسامهة ومن تم
فإن مجيع الدعاوي املرفوعة يف مواجهتها جيب توجيهها يف مواجهة رئيس
جملسها إلداري باعتباره املسؤول القانوين الوحيد الذي يمثل الرشكة يف
مواجهة األغيار ،كام أن احلكم جانب الصواب فيام قىض به من حتميلها
مسؤولية احلريق واحلال أن السبب يف وقوع احلادث حسب ما جاء
بمحرض الضابطة القضائية هو متاس كهربائي وأن اخلبري )***( أكد أن
سبب احلريق ال يرجع إىل ارتفاع التوتر الكهربائي اخلارجي ،وأن اخلربة مل
تكن موضوعية وعلمية واعتمدت فقط عىل التخمني واالفرتاض دون
29
االعتامد عىل معطيات ملموسة والتمست إلغاء احلكمني املستأنفني واحلكم
أساسا بعدم قبول الطلب واحتياطيا برفضه واحتياطيا جدا األمر بإجراء
خربة مضادة ،وبعد جواب املستأنف عليه الرامي إىل رد أسباب االستئناف
األصيل وإدالئه باستئناف فرعي التمس فيه إلغاء احلكم املستأنف جزئيا
فيام قىض به واحلكم رفق مطالبه املحددة يف مقاله االفتتاحي وانتهاء الردود
قض ت حمكمة االستئناف بتأييد احلكم املستأنف وهو القرار املطلوب
نقضه.
وحيث تعيب الطاعنة عىل القرار خرق الفصل 16من قانون املسطرة
املدنية واملادة 8من قانون إحداث املحاكم اإلدارية ،ذلك أن قواعد
االختصاص النوعي من النظام العام ولألطراف أن يدفعوا بعدم
االختصاص النوعي يف مجيع مراحل الدعوى ويمكن للمحكمة أن تثريه
تلقائيا ،وأن الطاعنة وبمقتىض عقد التدبري املفوض الرابط بينها وبني
السلطة املفوضة تقوم بتدبري مرفق عمومي ،وأهنا تتوفر عىل حق امتياز
إدارة مرفق عمومي ،وأن ذلك جيعلها يف موقع شخص من أشخاص
القانون العام وذلك يف سياق جيعل من كافة الدعاوى القضائية املوجهة
ضدها بصفتها رشكة ذات امتياز لتدبري مرفق عمومي تدخل يف النطاق
املوضوعي الختصاص املحاكم اإلدارية عمال بمقتضيات املادة 8املذكورة
وأن املطلوب يف النقض األول رفع دعواه ضد الطالبة باعتبارها الرشكة
املفوضة هلا بتدبري مرفق عمومي األمر الذي تكون معه النزاعات التي تثار
مع مرتفقيها أو مع األغيار فيام يتعلق بالترصفات الصادرة عنها واملتصلة
باملسؤولية القانونية هي من اختصاص القضاء اإلداري وهو األمر الذي
أكده الفقه والقضاء ،وبالتايل فالبت نوعيا يف النزاع من اختصاص القضاء
30
اإلداري وليس املحكمة االبتدائية مما يكون معه القرار املطعون فيه جمانبا
للصواب فيام قىض به ومعرضا للنقض.
لكن حيث إن الدعوى ترمي إىل احلكم بالتعويض عن خطأ تقصريي
مقرتف من طرف رشكة )***( بصفتها شخصا جتاريا خاصا ختتص بالبت
فيه املحكمة االبتدائية وال يدخل ضمن األفعال والترصفات التي تعطي
االختصاص للبت فيه للمحكمة اإلدارية طبقا للفصل 8من القانون
املحدث للمحاكم اإلدارية وما بالوسيلة عىل غري أساس.
وفيام يرجع للوسيلة الثانية
حيث تعيب الطاعنة عىل اقرار خرق املادة 74من القانون 17/95املنظم
للرشكات املسامهة والفصلني 1و 32من قانون املسطرة املدنية ،ذلك أن عدم
تقديم الدعوى يف مواجهة الرشكة املسامهة يف شخص رئيس جملسها
اإلداري باعتباره املمثل القانوين طبقا للامدة 74املذكورة جيعل مآهلا عدم
القبو ل ،وهي القاعدة القانونية التي أكدها املجلس األعىل سابقا حمكمة
النقض حاليا يف القرار عدد 568:الصادر يف امللف اإلداري عدد03/1227:
بتاربخ 06/7/4منشور بمجلة قضاء املجلس األعىل عدد 67:ص ،303وأن
املرشع حدد املمثل القانوين للرشكة املسامهة دون غريها من أنواع
الرشكات يف شخص رئيس املجلس اإلداري وهو ما يستشف منه قانونا
إلزامية حتديد املمثل القانوين يف شخص رئيس جملس اإلدارة باعتباره اجلهة
املخول هلا متثيل الرشكة املسامهة يف مواجهة األغيار مما يكون معه القرار
املطعون فيه جانب الصواب فيام قىض به ومعرضا للنقض.
لكن حيث إن املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه ملا ردت عىل ما
أثري يف الوسيلة بأن الدعوى وجهت ضد رشكة )***( يف شخص ممثلها
31
القانوين وأن رئيس املجلس اإلداري هو من يمثلها قانونا واعتربت أن
الدعوى رفعت يف مواجهته هبذه الصفة تكون أصابت صحيح القانون ومل
خترق املادة 74والفصلني 1و 32املستدل هبا وما بالوسيلة عىل غري أساس.
وفيام يعود للوسيلة الثالثة
حيث تعيب الطاعنة عىل القرار عدم االرتكاز عىل أساس قانوين،
ذلك أنه من الثابت فقها وقضاء أنه يلزم الستحقاق التعويض وحتقق
املسؤولية توافر ثالثة رشوط أساسية هي اخلطأ والرضر والعالقة السببية،
وأن املطلوب مل يستطع إثبات وجود خطأ صادر عن الطالبة األمر الذي
يكون معه طلب التعويض غري مؤسس قانونا وأن الطالبة أكدت أن
مسؤوليتها غري قائمة وهو ما أكده اخلبري )***( من خالل خالصته التي
أكدت عىل أن احلريق ال يرجع إىل ارتفاع التوتر الكهربائي اخلارجي ،األمر
الذي يكون معه القرار االستئنايف قد أساء تطبيق القانون مما عرضه
للنقض.
لكن حيث إن تقدير أدلة الدعوى موكول لسلطة املحكمة وال رقابة
عليها إال فيام تسوقه من علل وأسباب حلمل قضائها،وأن للمحكمة يف
إطار سلطتها التقديرية يف حالة تعدد اخلربات أن تأخذ بام تراه جميبا عىل
النقط التقنية التي متكنها من الفصل يف النزاع ،فإن املحكمة مصدرة القرار
املطعون فيه ملا استخلصت من اخلربة التقنية التي أنجزها اخلبري )***( أهنا
عزت سبب احلريق إىل ارتفاع يف اجلهد الكهربائي بشبكة التوزيع العمومي
للتيار الكهربائي التابعة لرشكة )***( التي تزود منزل املستأنف فرعيا
بالتيار الكهربائي وأيدت احلكم االبتدائي القايض بالتعويض تكون
أعملت السلطة املخولة هلا قانونا وركزت قضاءها عىل أساس وما بالوسيلة
غري مؤسس.
32
لـهـذه األسـبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالبة املصاريف.
33
القرار عدد 1089
الصادر بتاريخ 14يوليوز2016
يف امللف الجنحي عدد 2015/8/6/15868
)***( القرار عدد )***( الصادر عن غرفة االستئنافات اجلنحية هبا بتاريخ
يف القضية عدد )***( القايض بتأييد احلكم االبتدائي فيام قىض به من إدانتها
من أجل جنحة استخراج مواد البناء من امللك العام املائي بدون رخصة
34
)***( درهم وبأدائها لفائدة وكالة 2500 وعقاهبا بغرامة نافذة قدرها
تعويضا قدره ثالثامئة ألف 300000درهم وبتحميلها الصائر.
إن حمكمة النقض /
35
املعاينة كان يوم 2009/11/04والذي بدوره جاء جمردا إذ مل يضمن فيه
حمرروه األدوات املستعملة يف عملية االستخراج ،وال الوسائل املعتمدة يف
تقدير الكمية املستخرجة التي انبنى عليها التعويض املحكوم به ،مما يعرض
قرارها للنقض.
لكن حيث إن حمرض إثبات املخالفة حمرر وموقع ممن جيب قانونا
وفقا للمواد 104و 106و 108من القانون رقم 95-10املتعلق باملاء وتضمن
العنارص املادية التي تبني مادية املخالفة والعنارص الواقعية والقانونية التي
انبنى عليها التعويض املطلوب ،ليبقى ما أثري بشأن اختالف تاريخ املعاينة
عن تاريخ حتريره غري ذي أثر عىل سالمته القانونية ،واملحكمة مصدرة
القرار املطعون فيه ملا قدرت مضمونه ملا له من حجية إذ يوثق به إىل أن
يثبت العكس ،فاستخلصت منه قيام الطاعنة باستخراج كمية 2500مرت
مكعب من مواد البناء واحتالهلا ملساحة 1000مرت مكعب من امللك العام
املائي ملجرى )***( بدون ترخيص ،فأيدت احلكم االبتدائي فيام قىض به من
إدانة وتعويض ،تكون قد اعتمدت وسيلة إثبات متاحة قانونا ،جاء قرارها
ساملا وما أثري يف السببني عىل غري أساس.
36
مـن أجـلـه
قضت برفض الطلب.
وبإرجاع مبلغ الضامنة للطاعن بعد استيفاء الصائر وفقا للقانون.
37
القرار عدد 1169
الصادر بتاريخ 23يوليوز 2015
يف امللف الجنحي عدد 2014/8/6/18930
38
وبتأييده مبدئيا فيام قىض به من إدانة )***( من أجل جناية اإلرشاء
واستعامل حمرر رسمي مزور والتزوير يف حمررات جتارية واستعامهلا و)***(
من أجل جناية اإلرشاء واملشاركة يف استعامل حمرر رسمي مزور واملشاركة
يف تزوير حمررات جتارية واستعامهلا و)***( من أجل املشاركة يف تزوير
حمررات جتارية واستعامهلا وعقاب )***( بعرش ( )10سنوات سجنا نافذا
وغرامة نافذة قدرها مخسون ألف ( )50.000درهم وبأدائه لفائدة )***(
غرامة نافذة قدرها مخسة ماليني ومخسامئة ألف( )5.500.000درهم تعادل
مخس مرات قيمة جسم اجلنحة وغرامة نافذة قدرها مليون ومائة ألف
( )1.100.000درهم تعادل مرة واحدة قيمة جسم اجلنحة )***( بعرش
سنوات سجنا نافذا وغرامة نافذة قدرها ثالثون ألف ( )30.000درهم
و)***( بخمس ( ) 05سنوات حبسا نافذا وغرامة نافذة قدرها عرشة آالف
( )10.000درهم وبإتالف الوثائق املزورة ورد ما جيب رده ما مل يكن
حمجوزا لسبب آخر مع تعديله بخفض العقوبة املحكوم هبا عىل املتهم
)***( إىل مخس سنوات حبسا نافذا ولكل واحد من املتهمني )***( )***(
إىل ثالث سنوات حبسا نافذا وبتحميلهم الصائر وبتحديد مدة اإلجبار يف
األدنى.
إن حمكمة النقض /
39
يف الشكل :
نظرا للمذكرة املدىل هبا من لدن الطاعن بإمضاء نائبه املتضمنة
ألسباب الطعن بالنقض.
وحيث جاء الطلب عالوة عىل ذلك موافقا ملا يقتضيه القانون فهو
مقبول.
يف املوضوع :
يف شأن وسيلة النقض الوحيدة املتخذة من انعدام األساس القانوين
ونقصان التعليل املوازي النعدامه ذلك أن غرفة اجلنايات االستئنافية
مصدرة القرار املطعون فيه عللت قضاءها بإلغاء القرار املستأنف فيام قىض
به من إدانة املتهمني من أجل جناية الزجر عن اجلرائم املاسة بصحة األمة
واملشاركة واحلكم برباءهتم من ذلك بأنه ال يوجد ما يؤكد بأن املواد
املحجوزة كانت تشكل خطرا عىل الصحة العامة وأن فعل تروجيها للعموم
تم بقصد عملية استهالكها أو استعامهلا فنتج عنه رضر برشي جسامين تم
التشكي منه كشفته شواهد وتقارير طبية بالطرق العلمية املتاحة ،وأن
مقتضيات الظهري رقم 1. 59 .380بتاريخ 1959/10/29ال يمكن العمل هبا
يف نطاق جتاري إال بحصول النتيجة وهي الرضر البدين ،يف حني أن جناية
الغش يف مواد غذائية وحيازهتا بمخازن وبيعها وهي فاسدة بعد انتهاء أجل
صالحيتها ومن شأهنا اإلرضار بصحة األمة واملشاركة ثابتة يف حق املتهمني
من خالل التقرير املتعلق بنتيجة حتليل العينات املأخوذة من املواد املحجوزة
من طرف الضابطة القضائية والتي تبني بأهنا غري صاحلة لالستهالك
ومعاينة الضابطة القضائية آلثار الصدإ عىل علب السلع املحجوزة سواء
التي كانت بالشاحنة أو باملستودعات وإنشاء حمارض ومهية مزورة لعمليات
40
إتالف املواد الغذائية الغري القابلة لالستهالك من طرف املتورطني يف
القضية وتطابق أقواهلم وانسجامها كام أنه بالرجوع إىل الفصل األول من
الظهري املذكور يتبني بأنه ال يشرتط وقوع رضر عىل صحة الغري بعد
استهالك السلع الفاسدة وإنام يكفي لتطبيقه جمرد صنعها عن تبرص أو
مسكها أو عرضها للبيع أو بيعها وذلك محاية وجتنبا لإلرضار بصحة
املستهلكني وقد ثبت من وثائق امللف أن املتهمني قاموا بمسك السلع
الفاسدة وبيعها لرشكات أخرى ،فيكون املنحى الذي اعتمدته فيام ذهبت
إليه غري مستند إىل أساس واقعي أو قانوين مما يعرض قرارها للنقض.
بناء عىل املادة 286من قانون املسطرة اجلنائية.
حيث إنه بمقتىض الفقرة األوىل من املادة املذكورة يمكن إثبات
اجلرائم بأية وسيلة من وسائل اإلثبات ما عدا يف األحوال التي يقيض فيها
القانون بخالف ذلك ،وحيكم القايض حسب اقتناعه الصميم وجيب أن
يتضمن املقرر ما يربر اقتناع القايض وفقا للبند 8من املادة 365من نفس
القانون.
وبناء عىل املادتني 365و 370من القانون املذكور.
حيث إنه بمقتىض املادتني املذكورتني فإنه يتعني أن يكون كل حكم
أو قرار أو أمر قضائي معلال من الناحيتني الواقعية والقانونية وإال كان
باطال وأن نقصان التعليل أو فساده ينزل منزلة انعدامه.
وبناء عىل املادة 554من نفس القانون.
حيث إنه بمقتىض هذه املادة فإنه يتعني عىل املحكمة التي أحيلت
إليها القضية بعد النقض أن تلتزم بقرار حمكمة النقض فيام يرجع إىل النقطة
القانونية التي بتت فيها.
41
وحيث لئن كان من حق املحكمة أن تستخلص من خالل ما نوقش
شفهيا وحضوريا أمامها اقتناعها بالرباءة أو اإلدانة ،إال أهنا ملزمة بمقتىض
املادة 286من قانون املسطرة اجلنائية أن تضمن مقررها ما يربر وجه
اقتناعها حتى متكن حمكمة النقض يف إطار املادة 518من القانون املذكور
من بسط رقابتها عىل التطبيق الصحيح للقانون ،واملحكمة مصدرة القرار
املطعون فيه ملا ناقشت القضية إثر صدور قرار النقض واإلحالة فانتهت إىل
براءة املطلوبني يف النقض من اجلنائية الوارد النص عليها يف ظهري
1959/10/26معللة قضاءها بالقول .... " :فإن املحكمة وهي بصدد
مناقشة القضية راجعت كافة وثائق امللف ومستنداته بام فيه التقرير املتعلق
بنتيجة حتليل العينات املأخوذة من املواد املحجوزة فلم تستخلص من
خالهلا ما من شأنه أن يؤكد هلا بأن املواد املحجوزة كانت تشكل خطرا عىل
الصحة العامة وأنه بفعل تروجيها للعموم تم بصفة عملية استهالكها أو
استعامهلا فنتج عنهام رضر برشي جسامين تم التشكي منه كشفته شواهد أو
تقارير طبية بالطرق العلمية املتاحة ،واحلال أن مقتضيات الظهري رقم
1.59.380املؤرخ يف 26ربيع الثاين 1379املوافق لـ 1959/10/29ال يمكن
العمل به يف نطاق جتاري إال بحصول النتيجة وهي الرضر البدين ألنه
يستخلص من الفصل 416من القانون اجلنائي الذي حييل عىل الفصل 413
من ذات القانون والذي حيدد العقوبات حسب درجة الرضر اجلسامين
احلاصل ،وما دام أن الرضر اجلسامين من جراء ترويج املتهمني ملواد فاسدة
غري ثابت بالسند الواقعي والعلمي كام تم بيانه فإنه يتعني نتيجة ذلك القول
بأن العنارص املكونة لظهري 1959/10/29غري متوافرة واعتبار أن القرار
املستأنف يف غري حمله فيام قىض به من إدانة املتهمني من أجله والترصيح تبعا
لذلك بإلغائه واحلكم من جديد برباءهتم من جناية الزجر عن اجلرائم
42
املاسة بصحة األمة " وهبذا التعليل تكون من جهة قد انتهت إىل أن الظهري
الرشيف رقم 1-59-380املؤرخ يف 1959/10/29يشرتط إلعامل مقتضياته
حصول رضر برشي جسامين تم التشكي منه وكشفته شواهد أو تقارير طبية
بالطرق العلمية املتاحة ،يف حني أن الفصل األول من هذا القانون إنام ينص
رصاحة عىل أنه " يعاقب باإلعدام – األشخاص الذين قاموا عن تبرص
قصد االجتار بصنع منتوجات أو مواد معدة للتغذية البرشية وخطرية عىل
الصحة العمومية أو بارشوا مسكها أو توزيعها أو عرضها للبيع أو بيعها "
ومن جهة ثانية أوردت يف تعليلها بأن مقتضيات هذا الظهري حتيل عىل
مقتضيات القانون اجلنائي خاصة الفصلني 413و 415رغم أن هذا الفصل
األخري هو الذي حييل عىل الظهري املذكور وذلك إذا ارتكبت اجلرائم
املعاقب عليها بالفصل 413يف نطاق جتاري ،ومن جهة ثالثة فمن دون
تقديرها كون البضاعة املحجوزة وضعتها مالكتها األصلية بني يدي رشكة
املتهم األول بقصد اإلتالف لعدم صالحيتها وهي املهمة التي كانت
موضوع تالعب ليعاد تروجيها وبيعها ومل حيل دون اكتساحها للسوق إال
ضبطها وهي حمملة عىل شاحنة موجهة لالستهالك وأن عدم صالحيتها
أثبت بالتقرير املخربي املنجز من طرف املخترب التابع للدرك امللكي ،مما
يبقى معه قضاؤها برباءة املتهمني من اجلناية املذكورة دون اعتبار ملا ذكر
ناقص التعليل املوازي انعدامه عرضة للنقض.
مـن أجـلـه
قضت بنقض وإبطال القرار املطعون فيه الصادر بتاريخ )***( عن
غرفة اجلنايات االستئنافية بمحكمة االستئناف ب)***( يف القضية ذات
الرقم )***( ،وبإحالة امللف عىل نفس املحكمة لتبت فيه من جديد طبقا
43
للقانون ،وهي مرتكبة من هيئة أخرى غري تلك التي أصدرت القرار
املنقوض.
كام قررت إثبات قرارها هذا يف سجالت األحكام باملحكمة
املذكورة ،إثر القرار املطعون فيه أو بطرته.
وبتحميل املطلوبني يف النقض الصائر يستخلص وفق اإلجراءات
املقررة يف استيفاء صائر الدعوى اجلنائية وبتحديد مدة اإلجبار يف األدنى.
44
القرار عدد 206
الصادر بتاريخ 08أبريل 2014
يف امللف املدن عدد 2013/5/1/3964
45
2014 /03 /04 وبناء عىل األمر بالتخيل الصادر بتاريخ
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2014 /04 /08
ومن ينوب عنهم وعدم وبناء عىل املناداة عىل األطراف
حضورهم.
وبعد تالوة املستشارة املقررة السيدة )***( لتقريرها يف هذه اجللسة
واالستامع إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
وبعد املداولة طبقا للقانون :
حيث يستفاد من مستندات امللف ،ومن القرار املطعون فيه ادعاء
املطلوب )***( انه يملك منزال بحي شعبي ,يشرتك من جهة الشامل مع
حائط دكان الطاعن الذي يزاول فيه حرفة النجارة ويشغل به أالت كبرية
حتدث ضجيجا يقلق راحته وراحة اجلريان وتلوثا للبيئة ثابتني من خالل
حمرض املعاينة املدىل به وحمرض املكتب الصحي البلدي ,ملتمسا احلكم عليه
برفع الرضر وإرغامه عىل التوقف عن تشغيل االالت وإغالق حمله وبعد
تدخل املطلوبني )***( و)***( يف الدعوى وإجراء معاينة بعني املكان من
طرف املحكمة ومتام اإلجراءات قىض احلكم االبتدائي برفع الرضر
وإغالق حمل النجارة استأنفه الطاعن ,فصدر القرار املطعون فيه بالتأييد .
حيث يعيب الطاعن عىل القرار يف الفرع األول من الوسيلة األوىل
خرق القواعد القانونية واإلجرائية له لعدم إحالته عىل املستشار املقرر
لتالوة تقريره او إعفائه طبقا للقانون.
46
لكن ،حيث انه عمال بمقتضيات الفصل 342من ق م م مل تعد تالوة
التقرير من الزاميات إصدار القرارات االستئنافية ,وبام انه ال يوجد أصال
هناك تقرير يف النازلة لكون املحكمة مل تقم بأي إجراء من إجراءات
التحقيق يكون ما أثري يف الوسيلة عىل خالف الواقع .
حيث يعيب الطاعن عىل القرار يف باقي فروع الوسيلة األوىل
والوسيلة الثانية خرق القانون وعدم االرتكاز عىل أساس وانعدام التعليل
الن حمكمة االستئناف اكتفت برد ملتمس إجراء خربة دون تعليل مع ان
املعاينة مل تثبت أي رضر وان اخلربة التقنية التي يقوم هبا ذوو اخلربة
واالختصاص كفيلة بتحديد مصدر الرضر وماهيته ووجوده كام ان احلكم
بإغالق حمله جاء خارجا عن نطاق القانون وحقه احلريف املكتسب كنجار
يعمل بصفة دائمة ومنذ مدة طويلة ويف إطار ترخيص إداري وان أية خمالفة
مهنية له تواجهه هبا اجلهات اإلدارية باعتبارها صاحبة احلق يف اختاذ
اإلجراءات اجلزائية عند ثبوت املخالفة املهنية وهو ما كان يستلزم سلوك
املسطرة اإلدارية قبل اللجوء إىل القضاء ولذلك فان القرار بتبنيه علل
احلكم االبتدائي برفع الرضر وإغالق املحل مع أن األمر خيرج عن
اختصاصها ويتعلق بإجراء إداري حمض يكون ناقص التعليل.
لكن ،حيث إن املحكمة املصدرة للقرار املطعون فيه ملا أيدت احلكم
االبتدائي القايض برفع الرضر بناء عىل املعاينة التي أجراها القايض
االبتدائي عند انتقاله إىل عني املكان مبارشة تكون قد اعتمدت املعاينة
املذكورة واعتربهتا حجة عىل ثبوت رضر اجلوار وتكون قد استعملت
سلطتها كمحكمة موضوع يف تقييم وسائل اإلثبات املعروضة عليها
واعتربهتا كافية الستخالص ما انتهت إليه من نتيجة ومل تكن ملزمة باختاذ
47
أي إجراء من إجراءات التحقيق األخرى طاملا أهنا وجدت فيام ذكر ما
يكون قناعتها ويثبت هلا وجود رضر غري مألوف من جراء تواجد حمل
النجارة وسط مساكن املطلوبني ملا تثريه اآلالت من ضجيج حاد ومن
انتشار للغبار وهو من االرضار املتقلبة التي التستقر عىل حالة واحدة
والتواجه بالقدم وانه عمال بمقتضيات الفصل 91من ق ل ع فان رضر
اجلوار غري املألوف يزال والحيول الرتخيص املسلم من السلطات اإلدارية
دون رفعه ,ويكون بذلك قرارها مرتكزا عىل أساس وما أثري هو غري جدير
باالعتبار.
هلـذه األسبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وبتحميل الطاعن املصاريف.
48
يف امللف الجنحي عدد 2016/4/6/23518
لئن كان الفصل 517من ق.ج ينص عىل جواز مصادرة األداة
املستعملة يف جنحة رسقة الرمال بدون رخصة ،فإن قضاء حمكمة االستئناف
املطعون يف قرارها بإلغاء احلكم املستأنف فيام قىض به من إرجاع الشاحنة
واحلكم من جديد بمصادرهتا لفائدة الدولة باعتبارها أداة تنفيذ اجلريمة،
دون أن تناقش ما يتعلق بتوفر حسن نية مالك الشاحنة األجنبي عن
اجلريمة،أو سوء نيته ،تكون قد أساءت تطبيق مقتضيات الفصل املذكور
ومل جتعل ملا قضت به أساسا من القانون وجاء قرارها غري معلل.
نقض وإحالة
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل طلب النقض املرفوع من املسمى )***( بمقتىض ترصيح
مشرتك أفىض به بتاريخ )***( بواسطة األستاذ (***) :أمام كتابة الضبط
بمحكمة اإلستئناف ب)***( الرامي إىل نقض القرار الصادر عن غرفة
اجلنح اإلستنئافية هبا بتاريخ )***( حتت عدد )***( يف القضية ذات العدد:
)***( والقايض بإلغاء احلكم املستأنف فيام قىض به من إرجاع الشاحنة نوع
)***( عدد (***) :واحلكم من جديد بمصادرهتا لفائدة الدولة.
إن حمكمة النقض
بعد أن تال املستشار املقرر )***( تقريره املكلف به يف القضية
49
وبعد اإلنصات إىل املحامي العام السيد )***( يف مستنتجاته
وبعد املداولة طبقا للقانون
نظرا للمذكرة املشرتكة املدىل هبا من لدن الطاعن لبيان أوجه النقض
بإمضاء األستاذ (***) :املحامي هبيئة )***( املقبول للرتافع أمام حمكمة
النقض .
يف شأن الوسيلة األوىل املستدل هبا عىل النقض واملتخذة من اخلرق
اجلوهري للقانون :ذلك أن الطاعن يعيب عىل املحكمة مصدرة القرار
املطعون فيه كوهنا عندما قضت بإلغاء احلكم املستأنف جزئيا القايض
بإرجاع الشاحنة وحكمت من جديد بمصادرهتا لفائدة الدولة تكون قد
خرقت مقتضيات الفصل 517من القانون اجلنائي الذي فضال عن
تنصيصه عىل عقوبة رسقة الرمال واملصادرة لفائدة الدولة فإنه حيفظ حقوق
الغري حسني النية ,فهو ال يقيض باملصادرة إال عىل من متت إدانته وقيض عليه
بعقوبة أصلية ,وأنه مادامت املحكمة أيدت احلكم املستأنف القايض برباءة
مالك الشاحنة واملشرتي فال جمال ملصادرة الشاحنة التي تعود ملكيتها هلام
وبصنيعها هذا جاء قرارها عديم األساس القانوين وهو ما يعرضه للنقض
واإلبطال.
بناء عىل املادتني 365و 370من قانون املسطرة اجلنائية .
وبناء عىل الفصل 517من القانون اجلنائي
حيث إنه بمقتىض الفقرة الثامنة من املادة 365من قانون املسطرة
اجلنائية والفقرة الثالثة من املادة 370من نفس القانون جيب أن يكون كل
50
حكم أو قرار أو أمر معلال من الناحيتني الواقعية والقانونية وإال كان
باطال.
وحيث إن نقصان التعليل يوازي انعدامه.
وحيث إنه بمقتىض الفقرة الرابعة من املادة 517من القانون اجلنائي
فإن املحكمة عالوة عىل احلبس والغرامة تأمر بأن يصادر لفائدة الدولة مع
حفظ حقوق الغري حسني النية اآلالت واألدوات ووسائل النقل التي
استعملت يف ارتكاب اجلريمة أو التي كانت تستعمل يف ارتكاهبا أو التي
حتصلت منها.
وحيث إن املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه ملا ألغت احلكم
املستأنف فيام قىض به من إرجاع الشاحنة واحلكم من جديد بمصادرهتا
لفائدة الدولة باعتبارها أداة تنفيذ اجلريمة دون مناقشة حسن نية مالك
الشاحنة من سوء نيته تكون قد أساءت تطبيق مقتضيات الفصل املذكور
ومل جتعل ملا قضت به أساسا من القانون وجاء قرارها غري معلل تعليال
كافيا وهو ما يعرضه للنقض واإلبطال.
هلـذه األسبـاب
ومن غري حاجة لبحث باقي ما استدل به عىل النقض.
قضت بنقض وإبطال القرار الصادر ضد املسمى )***( عن غرفة
اجلنح اإلستئنافية بمحكمة اإلستئناف ب)***( بتاريخ )***( حتت عدد:
)***( يف القضية ذات العدد )***( وبإحالة القضية عىل املحكمة نفسها
لتبت فيها من جديد وهي مركبة من هيئة أخرى.
51
وبرد الوديعة إىل الطاعن
كام قررت إثبات قرارها هذا بسجالت املحكمة املذكورة عقب
القرار املطعون فيه أو بطرته
وبه صدر القرار وتيل باجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله
بقاعة اجللسات العادية بمحكمة النقض الكائن بشارع النخيل حي
الرياض بالرباط وكانت اهليئة احلاكمة مرتكبة من )***(.
52
القرار عدد 04
الصادر بتاريخ 05يناير 2017
يف امللف الجنحي عدد 2016/8/6/7631
53
وبعد االستامع إىل السيد )***( املحامي العام يف مستنتجاته.
وبعد املداولة طبقا للقانون.
يف الشكل :
نظرا ملذكرة الطعن بالنقض املدىل هبا من لدن الطالب ضمنها أوجه
الطعن بالنقض املوقعة من طرف األستاذ )***( املحامي هبيئة )***( املقبول
للرتافع أمام حمكمة النقض.
حيث جاء الطلب عالوة عىل ذلك موافقا ملا يقتضيه القانون فهو
مقبول شكال.
يف املوضوع :
يف شأن وسيلتي النقض األوىل والثانية جمتمعتني املتخذتني يف
جمموعهام من خرق مقتضيات الفصلني 65و 53من ظهري 1917/10/10
وضعف التعليل املوازي النعدامه ،ذلك أن القرار املطعون فيه من جهة
أوىل مل جيب عىل الدفع الشكيل الذي أثاره العارض بخصوص عدم ثبوت
حجية حمرض مأمور املياه والغابات لعدم حتريره وتوقيعه من طرف عونني
اثنني وإنام موقع من طرف عون واحد.
ومن جهة ثانية مل يرد عىل الدفع الذي متسك به العارض بكون منزله
مشيد عىل بعد 300مرت من امللك الغابوي ،وحمرر املحرض يشهد بأنه مشيد
بالقرب من امللك املذكور وليس داخله وإن كان مل حيدد املسافة ،علام بأن
الفصل 53ينص أن تكون أقل من 100مرت مما يعرضه للنقض.
لكن حيث من جهة أوىل فضال عىل أن توقيع حمرض )***( من طرف
عون واحد ال يعني استبعاده من اإلثبات بل يبقى بمقتىض الفصل 66من
54
ظهري 1917/10/10مثبتا ملحتواه إىل أن ينهض ما خيالفه ،فإن املحكمة
مصدرة القرار املطعون فيه ملا أوردت يف قرارها أن دفع مؤازر املتهم بعدم
قانونية املحرض مردود عليه وغري جدير باالعتبار ويتعني رده تكون قد
أجابت عىل الدفع خالفا ملا أثري فضال عىل أن الغرامة تقل عن عرشة آالف
درهم ليبقى الوجه األول من الوسيلتني خالف الواقع.
ومن جهة ثانية وخالفا ملا أثري فإن الثابت من تنصيصات القرار
املطعون فيه وهو يؤيد احلكم االبتدائي معلال ذلك بام ييل " :حيث إنه من
خالل االطالع عىل حيثيات احلكم االبتدائي وأوراق امللف وحمرض معاينة
املخالفة ....والرسم البياين املرفق به تبني بأن املنزل املشيد من طرف املتهم
يوجد عىل مسافة غري قانونية من حافة الغابة " يكون قد رد عىل الدفع
املتمسك به والسبب الثاين خالف الواقع.
من أجلـه
قضت برفض الطلب.
وبإرجاع مبلغ الضامنة بعد استخالص املصاريف القضائية.
55
القرار عدد 24
الصادر بتاريخ 05يناير 2017
يف امللف الجنحي عدد 2016/8/6/3240
إن تعليل املحكمة املطعون لقرارها بكون "جمرد تقديم شكاية ال
ينهض سببا جديا إليقاف البت ما دام أن املتابعة مل تسطر ضد حمرري
املحرض ،خصوصا وأن الدفاع مل يدل بمآل الشكاية رغم اإلمهال لعدة
جلسات دون جدوى " تكون قد استعملت سلطتها يف ترصيف القضايا
املخولة إليها بموجب املادة 299من قانون املسطرة اجلنائية املحال عليها
بموجب املادة 407من نفس القانون.
رفض الطلب
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل طلب النقض املرفوع من املتهم )***( بمقتىض ترصيح أفىض
به بواسطة األستاذ )***( بتاريخ )***( لدى كتابة الضبط باملحكمة
االبتدائية ب)***( الرامي إىل نقض القرار عدد )***( الصادر عن غرفة
االستئنافات اجلنحية هبا بتاريخ )***( يف القضية عدد )***( القايض بتأييد
احلكم االبتدائي فيام قىض به من إدانته من أجل جنحة نزع مادة احللفاء
املتبوعة بالغرس وبناء صهريج داخل امللك الغابوي املخزين بدون رخصة
وعقابه بغرامة نافذة قدرها ستة آالف 6000درهم وبمصادرة حمصول
56
القطعة لفائدة )***( وإرجاع احلالة إىل ما كانت عليه بإخالئه للملك
الغابوي وبتحميله الصائر.
إن حمكمة النقض /
57
التي عرضت فيها القضية كان يديل بمآل تلك الشكاية إىل غاية جلسة
)***( حيث حجزت املحكمة القضية للمداولة لتصدر القرار املطعون فيه،
وعللت رفضها هلذا امللتمس بأهنا أمهلت العارض ملدة تناهز سنة دون
جدوى وأن جمرد تقديم شكاية ال ينهض سببا جديا إليقاف البت يف غياب
تسطري املتابعة ضد حمرر املحرض ،خارقة بذلك املادة 292من قانون املسطرة
اجلنائية التي تقيض بأنه إذا نص قانون خاص عىل أنه ال يمكن الطعن يف
مضمون بعض املحارض إال بالزور فال يمكن حتت طائلة البطالن إثبات
عكسها بغري هذه الوسيلة ،وكذا الفصل 66من ظهري 1917/10/10الذي
ينص عىل أن تقارير إدارة )***( ال يمكن الطعن فيها إال بالزور ،مما يعرض
قرارها للنقض.
لكن حيث ملا كان للمحكمة سلطة يف تقييم أدلة اإلثبات املعروضة
عليها ،فإهنا من جهة ملا ردت ملتمس إيقاف البت يف القضية وعللت ذلك
بالقول " إن جمرد تقديم شكاية ال ينهض سببا جديا إليقاف البت ما دام أن
املتابعة مل تسطر ضد حمرري املحرض ،خصوصا وأن الدفاع مل يدل بمآل
الشكاية رغم اإلمهال لعدة جلسات دون جدوى " تكون قد استعملت
سلطتها يف ترصيف القضايا املخولة إليها بموجب املادة 299من قانون
املسطرة اجلنائية املحال عليها بموجب املادة 407من نفس القانون ،ومن
جهة أخرى إذ هي أيدت احلكم االبتدائي متبنية علله وأسبابه الذي استند
فيام قىض به من إدانة الطاعن إىل مضمون حمرض إدارة )***( املنجز عىل ذمة
القضية بام له من حجية طبقا للفصل 66من ظهري 1917/10/10الذي تضمن
معاينة حمرره للطاعن وقد قام بغرس مساحة هكتار واحد و 25آرا من امللك
الغابوي باملكان املسمى " )***( " بعد أن قام باقتالع مادة احللفاء منها كام
شيد صهرجيا جلمع املياه عىل مساحة قدرها 65مرتا ،وأن ما أدىل به من
58
نسخة رسم رشاء وثبوت متخلف ال يتعلقان بالقطعة الغابوية موضوع
املعاينة ،جاء قرارها من غري خرق للقانون مؤسسا معلال والوسيلة عىل غري
أساس.
مـــن أجـلـه
قضت برفض الطلب.
وبإرجاع مبلغ الضامنة للطاعن بعد استيفاء الصائر وفقا للقانون.
59
القرار عدد 84
الصادر بتاريخ 12يناير 2017
يف امللف الجنحي عدد 2016/8/6/17446
لكن حيث خالفا ملا أثري ملا كان األمر يتعلق بمخالفة غابوية تؤطرها
مقتضيات ظهري 1917/10/17والتي تثبت إما بتقرير مكتوب وإما بشهادة
شهود إن مل يكن هناك تقرير ،وأن رؤساء موظفي املياه والغابات وسائر
القائمني بخدمتها حيررون تقاريرهم بيدهم ويمضون عليها دون أن يتوقف
ذلك عىل توقيع املخالف أو تدوين أجوبته ومالحظاته ليبقى ما أثري
بخصوص عدم مواجهة الرشكة الطالبة يف شخص ممثلها القانوين بمضمون
تقرير املخالفة لعدم التوقيع عليه يف غري حمله والوجه من الوسيلة عىل غري
أساس.
رفض الطلب
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل طلب النقض املرفوع من املتهمة رشكة )***( يف شخص
ممثلها القانوين بمقتىض ترصيح أفضت به بواسطة األستاذ )***( بتاريخ
2016/05/26لدى كتابة الضبط بمحكمة االستئناف ب)***( الرامي إىل
نقض القرار عدد )***(الصادر عن غرفة اجلنح االستئنافية هبا بتاريخ )***(
يف القضية ذات الرقم )***( القايض بتأييد احلكم االبتدائي فيام قىض به من
إدانتها يف شخص ممثلها القانوين من أجل استخراج ونقل األحجار من
60
داخل امللك الغابوي بدون رخصة واحلكم بأدائها ذعرية مالية نافذة قدرها
96000,00درهم وأدائها لفائدة إدارة )***( تعويضا قدره 96000,00درهم
وإرجاعها مبلغا قدره 8000درهم مع الصائر.
إن حمكمة النقض /
61
لكن حيث خالفا ملا أثري ملا كان األمر يتعلق بمخالفة غابوية تؤطرها
مقتضيات ظهري 1917/10/17والتي تثبت إما بتقرير مكتوب وإما بشهادة
شهود إن مل يكن هناك تقرير ،وأن رؤساء موظفي )***( وسائر القائمني
بخدمتها حيررون تقاريرهم بيدهم ويمضون عليها دون أن يتوقف ذلك
عىل توقيع املخالف أو تدوين أجوبته ومالحظاته ليبقى ما أثري بخصوص
عدم مواجهة الرشكة الطالبة يف شخص ممثلها القانوين بمضمون تقرير
املخالفة لعدم التوقيع عليه يف غري حمله والوجه من الوسيلة عىل غري
أساس.
يف شأن الوجه الثاين من وسيلة النقض املتخذة من نفس السبب ذلك
أن املحكمة مصدرة القرار خالفت بتعليلها الواقع والقانون ومل تكلف
نفسها دراسة امللف دراسة قانونية ومل جتب عىل دفوعاهتا ومل متحص
القرائن املوجودة ومل تربز األسباب القانونية التي اعتمدهتا يف قرارها مما
يعرضه للنقض.
لكن حيث إن املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه ملا أيدت احلكم
االبتدائي فيام قىض به من إدانة الطالبة متبنية حيثياته املؤسسة عىل اعرتاف
املسؤول عن الورش وتقرير املعاينة آلثار احلفر داخل الغابة املخزنية
ل)***( ،الذي له حجية ال يمكن دحضها إال عن طريق الطعن بالزور جاء
قرارها معلال تعليال كافيا ومؤسسا من الناحيتني الواقعية والقانونية
والوجه من الوسيلة عىل غري أساس.
مـن أجـلـه
62
قضت برفض طلب النقض املرفوع من املتهمة رشكة )***( يف
شخص ممثلها القانوين بتاريخ )***( ضد القرار الصادر عن غرفة اجلنح
االستئنافية بمحكمة االستئناف ب)***( بتاريخ )***( يف القضية ذات
الرقم )***(.
وبرد مبلغ الضامنة بعد استخالص املصاريف.
63
القرار عدد 226
الصادر بتاريخ 02فرباير 2017
يف امللف الجنحي عدد 2016/8/6/19204
64
احلكم االبتدائي فيام قىض به من إدانته من أجل جنحتي اقتالع أشجار
غابوية والتعشيب داخل الغابة وعقابه بذعرية نافذة قدرها عرشة آالف
( )10.000درهم وبأدائه لفائدة املياه والغابات تعويضا قدره عرشة آالف
( )10.000درهم وبإرجاعه هلا مبلغ عرشة آالف وثامنامئة ()10.800.00
درهم وبتحميله الصائر.
إن حمكمة النقض /
65
ليس بملك غابوي وأن األشجار مل يلحقها أي قطع ،والتمس إجراء
معاينة ،إال أن املحكمة مل ترد عىل هذه الدفوع وعىل شهادة الشهود ،ومل
تستجب مللتمس إجراء معاينة ،اليشء الذي يعد منها خرقا حلقوق الدفاع،
علام أن العارض يملك العقار بمقتىض رسم ملكية وقد سبق أن تلقى
تعويضات من وزارة األشغال العمومية بتاريخ 1996/05/03حسب مقرر
اإليداع وملكية األرض عدد )***( صحيفة )***( توثيق )***( ،مما يعرض
قرارها للنقض
بناء عىل املادتني 365و 370من قانون املسطرة اجلنائية.
حيث إنه بمقتىض الفقرة الثامنة من املادة 365والفقرة الثالثة من املادة
370من قانون املسطرة اجلنائية يتعني أن يكون كل حكم أو قرار أو أمر
قضائي معلال من الناحيتني الواقعية والقانونية وإال كان باطال وأن نقصان
التعليل يوازي انعدامه.
وبناء عىل الفصل 76من ظهري 1917/10/10املتعلق بحفظ الغابات
واستغالهلا.
حيث إنه بمقتىض الفصل املذكور إذا راجت قضية بمحكمة وكان
حمل ا لنزاع خمالفا ملقتىض هذا الظهري الرشيف أو ملقتىض القرارات الوزيرية
التي تصدر إلجراء العمل به واستظهر املخالف أثناء املحاكمة بام يثبت أن
له حقا يف ملك املحل املتنازع فيه أو غريه من احلقوق املرتتبة عىل األمالك
فإن املحكمة التي هلا النظر يف املسألة متعن النظر فيها حسب القواعد اآليت
بياهنا وهي أن ال تعدل املحكمة عن النظر يف املخالفة الرائجة لدهيا إىل
النظر يف دعوى االستحقاق إال إذا كانت الدعوى مبنية عىل حجة ظاهرة أو
عىل حيازة تعادهلا يف القوة وكانت احليازة مضت للمخالف نفسه أو ملن
66
واله امللك وأدى املدعي دعواه بإيضاح فيام ذكر وكانت احلجة التي أدىل هبا
أو غريها مما احتج به لو سلمتها املحاكم تؤدى إىل براءته وإذا وقع احلكم
برفع الدعوى للنظر فيها من الوجهة املدنية فينبغي أن يعني يف احلكم
املذكور أجل ال يزيد عن شهرين وينبغي للمدعي أن يرفع دعواه أثناء
األجل املذكور لدى ا ملحاكم التي هلا النظر فيه وأن يطلع من جيب عىل فعله
يف املسألة وإن مل يفعل فاملحكمة ترفض دعواه وتعود إىل النظر فيام وقع منه
من املخالفة لكن إذا ألفى احلكم قد صدر عىل املخالف فيوقف العمل به
فيام خيص السجن إن حكم به وكذا فيام خيص الغرامات والتعويضات
املدنية ف يقبض مبلغها ويرتك حتت اليد إىل أن يعطى ملن يستحقه بحكم من
املحكمة التي تنظر يف ثبوت دعواه.
وحيث ملا كان الثابت أن الطاعن متسك ابتدائيا واستئنافيا بأن امللك
موضوع حمرض املعاينة املنجز من طرف مأموري )***( خاص به واستدل
أمام املحكمة عىل ذلك بنسخة رسم استمرار ورسم ملكية ورسم بيان
أنصبة يف ملكية أرض حسب مذكرته الدفاعية املدىل هبا بجلسة
)***( والتمس إجراء خربة أو معاينة ،وأن املحكمة ملا بتت يف موضوع
1917-10-10 القضية من دون تطبيق مقتضيات الفصل 76من ظهري
بإمهاله لرفع دعوى االستحقاق وفق املسطرة املنصوص عليها يف الفصل
املذكور ،جاء قراراها خارقا للقانون عرضة للنقض واإلبطال.
مـن أجـله
قضت بنقض وإبطال القرار املطعون فيه الصادر عن غرفة اجلنح
االستئنافية بمحكمة االستئناف ب)***(بتاريخ )***( يف القضية ذات
67
العدد )***( ،وبإحالة امللف عىل نفس املحكمة للبت طبقا للقانون وهي
متألفة من هيئة أخرى.
كام قررت إثبات قرارها هذا بسجالت األحكام بمحكمة االستئناف
املذكورة إثر القرار املطعون فيه أو بطرته.
وبتحميل اخلزينة العامة الصائر.
68
القرار عدد 231
الصادر بتاريخ 02فرباير 2017
يف امللف الجنحي عدد 2016/8/6/21601
70
حمارض الضابطة القضائية املتضمنة لترصحيات املتهم )***( وكذا سائق
الشاحنة واملكلف بالورش وبعض العامل التي أفادوا من خالهلا بأن األمر
يتعلق بتكليفه بتنقية املرشوع من املتالشيات ،كام أن املحكمة اعتمدت يف
تعليلها ترصيح املكلف بالورش )***( الذي أكد بأنه كلف املتهم املذكور
بالقيام بعملية تنقية مركز االصطياف من املتالشيات وذلك بنقلها وركنها
عىل بعد 200مرتا تقريبا ،كام أن هذه املتالشيات ممزوجة بالرمال ما دام
األمر يتعلق بمرشوع يتواجد فوق امللك الغابوي الذي حيتوي عىل الرمال،
وأن املحكمة ملا اعتربت بأن الصور تثبت قيامه برسقة الرمال رغم أهنا
تتعلق بمكان وضعه للمتالشيات طبقا لدفرت التحمالت ،تكون من جهة
قد خرقت القانون وأنه إذا كان الفعل األصيل منعدما فال يستقيم إدانة
العارض من أجل املشاركة فيه طبقا ملقتضيات الفصل 129من القانون
اجلنائي ،ومن جهة أخرى ملا تبنت علل احلكم االبتدائي اعتامدا عىل حمرض
الضابطة القضائية وشهادة الشهود دون أن جتيب عىل دفوع العارض بكون
العمليات التي قام هبا املتهم )***( ختص تنقية املرشوع من املتالشيات
ونقلها إىل جواره ،وهو ما أكده الشهود وأن احلمولة عبارة عن خليط من
الرمال واملتالشيات املأخوذة من امللك الغابوي وتفرغ به ،مما تنتفي معه
عملية الرسقة ،جاء قرارها ناقص التعليل املوازي النعدامه ،مما يعرضه
للنقض .
لكن حيث فضال عىل أن ما جاء بالوسيلة إنام هو يف حقيقته جمادلة يف
مسائل واقعية ويف تقدير أدلة اإلثبات اخلاضعني للسلطة التقديرية لقضاة
املوضوع ،فإن امل حكمة مصدرة القرار املطعون فيه ملا حللت ما جاء
بمحرض الضابطة القضائية املتضمن لضبط شاحنة الطاعن وهي حمملة
بكمية من رمال الغابة ،واملعاينة التي أجرهتا للمكان الذي استخرجت منه
71
هذه الرمال الذي ال يدخل يف نطاق مركز االصطياف ،وانسجام كل ذلك
مع املعاينة املنجزة من طرف مأموري )***( املتضمنة للقياسات الالزمة
وكمية الرمال التي تم نقلها من امللك الغابوي بام هلا من حجية يف نطاق
الفصل 65من ظهري 1917/10/10املتعلق بحفظ الغابات واستغالهلا،
فاستخلصت من ذلك بأنه قدم شاحنته للفاعل األصيل )***( من أجل
استعامهلا يف رسقة الرمال من امللك الغابوي ،تكون قد بررت وجه اقتناعها
بام انتهت إليه عىل نحو سليم ،وردت ضمنا أوجه دفاعه يف موضوع
القضية ،فجاء قرارها من دون خرق للقانون معلال ومؤسسا والوسيلة عىل
غري أساس.
مـن أجلــه
قضت برفض الطلب املقدم من املتهم )***(.
وبتحميله الصائر يستخلص طبق اإلجراءات املقررة يف قبض صائر
الدعاوى اجلنائية مع حتديد اإلجبار يف أدنى أمده القانوين.
72
القرار عدد 251
الصادر بتاريخ 09فرباير 2017
يف امللف الجنحي عدد 2016/8/6/7905
73
اإلفراغ وإرجاع احلالة إىل ما كانت عليه وحتميله الصائر واإلجبار يف
األدنى.
إن حمكمة النقض /
74
إدارة )***( هذه مدة 36سنة ،ومن جهة ثانية فإن املحرض املعتمد ال
يتضمن تاريخ بناء السكن وال وصفه الدقيق ومن جهة ثالثة فإن العارض
أدىل بإشهادات صادرة لشهود عيان مل تعمل املحكمة عىل استدعائهم واهنا
من جهة أخرية بعدم جواهبا عن دفوعات العارض هبذا اخلصوص عرضت
قرارها للنقض واإلبطال.
لكن حيث من جهة أوىل فإن إيراد املحكمة مصدرة القرار املطعون
فيه للمقارنة بني تاريخ ختم املحرض وتاريخ تسطري املتابعة إنام هو للتدليل
عىل مراقبتها لقانونية املتابعة وقرار اإلحالة عىل املحاكمة يف إطار الفصل 75
من ظهري 1917.10.10بعدم جواهبا رصاحة حول ما متسك به الطاعن من
جهة ثانية من كون البناء قديم تم تشييده من قبل والده املرتبط بعقد الشغل
مع إدارة )***( وبأن املحرض مل يبني زمن البناء وال تاريخ تشييده تكون قد
اعتربت عىل نحو سليم طبيعة جنحة احتالل امللك الغابوي بالبناء فوقه
بدون ترخيص كجريمة مستمرة يتجدد ركنها املادي طيلة مدة االحتالل
وال يبدأ احتساب رسيان أمد التقادم اجلنحي طبقا للامدة 5من قانون
املسطرة اجلنائية املتمسك هبا إال من تاريخ زواله وإذ هي مل تستجب مللتمس
استدعاء الشهود من جهة ثالثة الستغنائها عن شهادهتم يف البت يف
موضوع القضية مل خترق القانون يف يشء ليبقى التمسك بخرق املادة 14من
القانون املذكور غري ذي جدوى بحكم الطبيعة القانونية ملطالب )***( مما
يبقى معه القرار من غري خرق للقانون معلال ومؤسسا وجمموع ما أثري عىل
غري أساس.
يف شأن الوجه الثالث من وسيلة النقض الثانية والوجه الثاين من
وسيلة النقض الثالثة جمتمعني واملتخذين يف جمموعهام من عدم ارتكاز
القرار عىل أساس قانوين ومن نقصان التعليل املوازي النعدامه ،ذلك أن
75
القرار املطعون فيه من جهة وبالرغم من عدم إيراده يف ديباجته لذكر إدارة
)***( كطرف فإنه قىض لفائدهتا يف مواجهة العارض بإفراغه وبإرجاع
احلالة إىل ما كانت عليه ،وأدائه من جهة ثانية وعاقبه من دون مناقشة
التعليل املرتكز عليه ابتدائيا يف القضاء بسقوط الدعوى العمومية مما
يعرضه للنقض.
لكن حيث من جهة أوىل فإن األساس القانوين للحكم باإلفراغ
وإرجاع احلالة إىل ما كانت عليه إنام هي اإلدانة من أجل جنحة االحتالل
بدون ترخيص للملك الغابوي من دون أن يتوقف عىل املطالبة به إعامال
ملقتضيات ظهري 1917.10.10وأن عدم إيراد ذكر القرار يف ديباجته إلدارة
)***( رغم إثارته ال تأثري له عىل سالمة املقرر ،ومن جهة ثانية فإن املحكمة
عندما عللت مقررها بإلغاء احلكم االبتدائي فيام قىض به من سقوط
الدعوى العمومية وقضت تصديا بإدانة وعقاب الطاعن مل تكن يف حاجة
إىل مناقشة أسباب وعلل احلكم امللغى قضاؤه مما يبقى معه الوجهني يف
جمموعهام عىل غري أساس.
يف شأن الوجه الرابع من وسيلة النقض الثانية املتخذة من عدم
ارتكاز القرار عىل أساس قانوين ذلك أنه بالرجوع إىل الوقائع املسطرة
بالقرار يتضح أنه تضمنت تناقضا انصب عىل أهنا اعتربت بأن القرار أيد
احلكم االبتدائي الذي قىض بسقوط الدعوى للتقادم يف حني جاء يف
منطوقها اإللغاء وبعد التصدي اإلدانة والعقاب مما يعرضه للنقض.
لكن حيث ملا كانت العربة يف وجود التناقض املوجب للنقض إنام
بالنظر إىل أسباب القرار ومنطوقه دون ما قد يشوب إيراد الوقائع من
غموض أو ما أث ري تناقضا واملحكمة مصدرة القرار املطعون فيه ملا أوردت
76
األسباب املوجبة لإللغاء عىل النحو الذي ورد بمنطوقها جيعل ما متسك به
الطاعن والوارد يف معرض تلخيص الوقائع إنام هو من باب اخلطأ املادي
الرصف الغري املؤثر يف سالمته والوجه عىل غري أساس.
مـن أجـلـه
قضت برفض الطلب.
وبإرجاع مبلغ الضامنة بعد استخالص املصاريف القضائية.
77
القرار عدد 264
الصادر بتاريخ 09فرباير 2017
يف امللف الجنحي عدد 2016/8/6/5987
78
االستئنافات اجلنحية هبا بتاريخ )***( يف القضية ذات العدد )***( القايض
بتأييد احلكم االبتدائي مبدئيا فيام قىض به من إدانته من أجل جنحتي
استخراج الرتبة من امللك الغابوي ألجل البناء وفتح مسلك وعقابه بغرامة
نافذة قدرها عرشة آالف ( )10.000درهم وبأدائه لفائدة إدارة املياه
والغابات تعويضا مدنيا قدره عرشة آالف ( )10.000درهم وبإرجاعه هلا
مبلغ 19.200درهم وهبدم البناية املشيدة وبإرجاع احلالة إىل ما كانت عليه
مع تعديله بخفض مبلغي الغرامة والتعويض إىل مخسة آالف ( )5000درهم
وبتحميله الصائر.
إن حمكمة النقض /
79
املطعون فيه رد الدفع بتقادم األفعال بعلة أن املدة الفاصلة بني تاريخ حترير
املحرض وتاريخ تسطري املتابعة تقل عن ستة أشهر ،من دون أن يتطرق
لتاريخ البناء وفتح املسلك الذي يرجع إىل ما قبل سنة 2008حسب احلجج
التي أدىل هبا العارض املتمثلة يف احلكم الصادر يف امللف العقاري عدد
)***( بتاريخ )***( ومقال إدارة )***( االفتتاحي موضوع امللف املذكور
الذي أشارت فيه إىل أن البناء مشيد قبل سنة ،2008مما يعرضه للنقض.
لكن حيث من جهة أوىل فإن إيراد املحكمة مصدرة القرار املطعون
فيه للمقارنة بني تاريخ ختم حمرض املخالفة وتاريخ تسطري املتابعة ،إنام هو
للتدليل عىل مراقبتها لقانونية املتابعة وقرار اإلحالة عىل املحاكمة يف إطار
الفصل 75من ظهري ،1917/10/10ومن جهة ثانية ملا كانت جريمة البناء
فوق امللك الغابوي واحتالله جريمة مستمرة يتجدد ركنها املادي طاملا أن
البناء واالحتالل الغري املرشوع قائم ،فإهنا ملا ناقشت املنسوب للطاعن عىل
ضوء ما كان معروضا عليها وما أدىل به من حكم ومقال للتدليل عىل أن
تاريخ البناء قديم ،واستخلصت من املحرض املحرر بشأن املخالفة بأن البناء
واملسلك موضوع معاينة مأموري املياه والغابات ال زاال قائمني ،فردت
الدفع بالتقادم ،تكون قد اعتربت عىل نحو سليم طبيعة جنحة احتالل
امللك الغابوي بالبناء فوقه بدون ترخيص كجريمة مستمرة يتجدد ركنها
املادي طيلة مدة االحتالل وال يبدأ احتساب رسيان أمد تقادمها إال من
تاريخ زوال االحتالل غري املرشوع ،مل خترق الفصل 75من ظهري
1917.10.10املتعلق بحفظ الغابات واستغالهلا يف يشء ،ليبقى قراراها
ساملا وما أثري غري أساس.
يف شأن الوجه الثاين من سبب النقض الثاين وسبب النقض الثالث
وسبب النقض الرابع جمتمعني املتخذين يف جمموعهم من خرق مقتضيات
80
الفقرتني 5و 9من املادة 365من قانون املسطرة اجلنائية واملادة 2من القانون
املذكور وانعدام التعليل ،ذلك أن القرار املطعون فيه أيد احلكم االبتدائي
مبدئيا فيام قىض به من تعويض لفائدة )***( الذي مل يربز من جهة أوىل
عنرص التعويض املوجب للتعويض وفق ما تقتضيه الفقرة التاسعة من املادة
365من قانون املسطرة اجلنائية ،كام أيده من جهة ثانية فيام قىض به من هدم
بناء شيده فوق أرض يف ملكه رغم أن فصول املتابعة تتعلق باستخراج
الرتبة وفتح مسلك ال بالبناء وانعدام مربراته ،علام أن املادة 2من القانون
املذكور تنص عىل أنه يرتتب عن كل جريمة احلق يف إقامة الدعوى
العمومية لتطبيق العقوبات واحلق يف دعوى مدنية للمطالبة بالتعويض
الذي تسببت فيه اجل ريمة ،كام مل يناقش من جهة ثالثة حجج العارض من
رشاء وملكية وإشهاد إداري وحكم مدين ومقال افتتاحي ،مما يعرضه
للنقض.
لكن حيث من جهة أوىل ملا كان األساس القانوين للحكم بالتعويض
إنام هو اإلدانة من أجل استخراج الرتبة من امللك الغابوي ألجل البناء
وفتح مسلك مؤدي إىل البناء الذي رشع يف تشييده ،فإن املحكمة ملا وقفت
عىل واقعة استخراج الطاعن للرتبة من امللك الغابوي وإحداثه ملسلك
طوله 156مرتا حسبام هو مبني بمحرض املعاينة املنجز من طرف مأموري
)***( بام له من حجية يف نطاق الفصل 65من ظهري 1917.10.10الذي
تضمن حتديد كمية ا لرتبة املستخرجة ،فأيدت احلكم االبتدائي مبدئيا فيام
قىض به من تعويض لفائدة )***( ،تكون قد أبرزت عنرص الرضر الالحق
هبذه األخرية املوجب للتعويض ،ومن جهة ثانية ،فإهنا ملا أيدته فيام قىض به
من هدم البناية املشيدة إنام استندت يف ذلك إىل طلب اإلدارة املذكورة
املؤسس عىل حمرض املعاينة الذي تضمن رشوعه يف تشييد بناية عىل مساحة
81
76مرتا مربعا ،وإذ هي أسست قضاءها عىل ما ذكر ،تكون قد طرحت
ضمنا ما متسك به من رشاء وملكية ،فجاء قرارها ساملا معلال وما أثري عىل
غري أساس.
من أجـلـه
قضت برفض الطلب.
وبإرجاع مبلغ الضامنة للطاعن بعد استيفاء الصائر وفقا للقانون.
82
القرار عدد 607
الصادر بتاريخ 13أبريل 2017
يف امللف الجنحي عدد 2016/8/6/8307
83
إن حمكمة النقض /
84
حيث ان الفصل 57من ظهري 17/10/10يقيض " بأن )***( هي
املكلفة بمتابعة املخالفات ...وذلك ملا يف إناطة هذا العمل هبا من املصلحة
بحقوق الدولة وحقوق أرباب )***( الداخلة يف حكم هذا الظهري ...وكام
أن اإلدارة املذكورة هي املكلفة باملتابعة لدى املحاكم كذلك يف املكلفة
بطلب ما جيب عىل املخالفني "...كام أن الفصل 61من الظهري املذكور
ينص عىل أن القائمني بخدمة الغابة هلم أن يثقفوا الدواب التي يعثرون
عليها بالغابة ...وكذا اآلالت التي تلفى بيد املخالفني وعرباهتم كيفام
كانت ويعقلون ذلك عليهم وهلم أن يقتفوا أثر األشياء املأخوذة من الغابة
إىل أن يقفوا عىل عينها باملحل الذي نقلت إليه ...وإذا طلب القائمون
بخدمة الغابة أحدا من املوظفني املذكورين فال يسوغ أن يمنع من التوجه
حينا صحبته ليقفا معا عىل عني املحل الذي يقع فيه البحث بل جيب عليه
أن جيري البحث معه وعند إمتامه يميض معه عىل التقرير املحرر فيام وقع من
البحث بمحرضه "...
حيث إن املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه ملا أيدت احلكم
االبتدائي الذي استبعد املحرض املنجز يف القضية بعلة أن حمرره غري خمتص
قانونا الستنطاق املطلوب وان عون إدارة )***( مل يبني طبيعة البحث الذي
أوصله إىل أنه هو الفاعل من دون اعتبار منها للتقرير املنجز وفق شكليات
الظهري الذي هو قانون خاص أضفى الصفة الضبطية عىل أعوان إدارة
)***( يمكنهم بموجبها معاينة املخالفات والبحث فيها بجميع الوسائل
املتاحة بل ومتابعة املخالفني جاء قرارها ناقص التعليل املوازي النعدامه
عرضة للنقض.
مـن أجـلـه
قضت بنقض القرار عدد )***( الصادر بتاريخ )***( عن غرفة
االستئنافات اجلنحية باملحكمة االبتدائية ب)***( بتاريخ )***( يف القضية
ذات الرقم )***(.
85
وبإحالة القضية عىل نفس املحكمة لتبت فيها من جديد طبقا للقانون
وهي مشكلة من هيئة أخرى.
مع حتميل املطلوب الصائر.
كام قررت إثبات قرارها هذا يف سجالت املحكمة املذكورة أعاله إثر
القرار الطعون فيه أو بطرته.
86
احتالل امللك الغابوي والبناء فوقه – وجوب اهلدم.
87
إىل ما كانت عليه وتصديا الترصيح برباءته وبعدم االختصاص للبت يف
الطلبات املدنية وحتميل اخلزينة العامة الصائر.
إن حمكمة النقض /
88
حيث إنه بمقتىض البند الثامن من املادة 365والبند الثالث من املادة
370املذكورتني.
جيب أن يكون كل حكم أو قرار معلال من الناحيتني الواقعية
والقانونية وإال كان باطال وأن فساد التعليل يوازي انعدامه.
وحيث إن الفصل 53من الظهري الرشيف الصادر يف 20ذي احلجة
لـ 10أكتوبر 1917ينص عىل أنه " ال يسوغ ألحد 1335املوافق
أن ينصب أية خيمة أو يشيد أي بناء بداخل غابات دولتنا الرشيفة وعىل
بعد أ قل من مائة مرت حوهلا ما عدا فيام خيص جمموع الغابات املوجودة اآلن
وذلك إذا كان البناء املشار إليه أعاله أو سقفه من املواد القابلة لاللتهاب
ومن خالف ذلك يعاقب بذعرية يرتاوح قدرها بني 600و 6000فرنك
وهيدم له ما بناه او نصبه يف خالل الشهر املوايل لصدور احلكم يف ذلك ".
وحيث إن املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه ملا ألغت احلكم االبتدائي
فيام قىض به من إدانة املطلوب يف النقض من أجل جنحة احتالل امللك
الغابوي والبناء فوقه واحلكم من جديد برباءته بعلة أنه مل يثبت يف حقه أنه قام
باستعامل مواد قابلة لالشتعال تكون قد أساءت تفسري تطبيق مضمون املادة
املذكورة فجاء قرارها فاسد التعليل املوازي النعدامه عرضة للنقض.
مـن أجـلــه
عن غرفة )***( قضت بنقض القرار عدد )***( الصادر بتاريخ
االستئنافات اجلنحية باملحكمة االبتدائية ب)***(.
وبإحالة القضية عىل نفس املحكمة لتبت فيها من جديد طبقا للقانون
وهي مشكلة من هيئة أخرى.
وحتميل املطلوب املصاريف.
89
كام قررت إثبات قرارها هذا يف سجالت املحكمة املذكورة أعاله إثر
القرار الطعون فيه أو بطرته.
90
ملك غابوي – منازعة يف طبيعة حمرض أعوان املياه والغابات – طعن
بالزور
91
والتعويض إىل 5000درهم وجعل مبلغ اإلرجاع حمددا يف 2400درهم بدال
من 24.000درهم وحتميله الصائر دون إجبار.
إن حمكمة النقض /
92
لكن حيث إن املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه ملا أيدت احلكم
االبتدائي مبدئيا من حيث اإلدانة الذي تأسس عىل اعرتاف الطاعن
بمحرض )***( الذي ال يطعن فيه إال بالزور أنه قطع األشجار وحرث
القطعة األرضية بدون رخصة.
وإذ هي قدرت حمرض املعاينة املدىل به من قبل الطاعن فانتهت إىل
كونه ال يدحض ما جاء بمحرض الضابطة القضائية والتصميم املرفق به وأنه
يتعني سلوك املسطرة القانونية للطعن يف املحرض وما ضمن به ،تكون هبذا
التعليل قدرت ضمنيا ملتمس األمر بإجراء خربة فجاء قرارها بذلك من
غري خرق حلقوق الدفاع معلال بام فيه الكفاية والوسيلة عىل غري أساس.
مـن أجـلـه
قضت برفض الطلب.
وبإرجاع مبلغ الضامنة بعد استخالص املصاريف القضائية.
93
ملا ثبت للمحكمة املطعون يف قرارها ،وجود الرضر موضوع
الدعوى ،من خالل تقرير اخلربة الذي أفاد بأن األنشطة احلرفية املزاولة من
طرف الطاعنني حتدث أرضارا جسيمة تتجاوز احلد املألوف بالنظر حلدهتا
واستحالة حتملها إضافة إىل تأثرياهتا السلبية الصحية والنفسية ،وأجابت
عىل الدفع املتعلق بوجود مطحنتني ضجيجهام أكرب من ضجيج املحالت
موضوع الرضر ،بأنه اليعترب مربرا الستمرار الرضر املدعى به ،فإنه تكون
قد جعلت قرارها معلال بشكل كاف وسليم.
رفض الطلب
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل العريضة املرفوعة بتاريخ )***(من طرف الطالبني املذكورين
أعاله بواسطة نائبهم األستاذ )***( والرامية إىل نقض قرار حمكمة
االستئناف ب)***( الصادر بتاريخ )***( يف امللف عدد )***(.
وبناء عىل األوراق األخرى املدىل هبا يف امللف.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية املؤرخ يف 28شتنرب .1974
وبناء عىل األمر بالتخيل واإلبالغ الصادر يف .2016/12/06
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/01/24
وبناء عىل املناداة عىل االطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
وبعد تالوة التقرير من طرف املستشار املقرر السيد )***( واالستامع
إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
وبعد املداولة طبقا للقانون.
94
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه إدعاء املطلوب
ملكيته منزال بجامعة )***( يوجد بحي خمصص للسكن وأن الطالبني
فتحوا حمالت من أجل استغالهلا يف النجارة اخلشبية والنجارة احلديدية
وصباغة السيارات وذلك بأماكن حمادية لسكنه دون رخصة وان الضجيج
ورائحة الصباغة أحلقت رضرا به وبأفراد عائلته حسب حمرض املعاينة املرفق
ملتمسا احلكم بإغالق املحالت املذكورة حتت طائلة غرامة هتديدية .وبعد
إجراء خربة بواسطة اخلبري )***( ومتام اإلجراءات قىض احلكم االبتدائي
بمنع كل واحد من الطالبني عن مزاولة خمتلف األنشطة احلرفية املبينة
واملفصلة باملقال االفتتاحي للدعوى وتقرير اخلربة املنجزة يف النازلة
واملتمثلة يف النجارة اخلشبية وتلحيم وتقطيع احلديد وتقطيعه وصباغة
السيارات وتلحيمها وذلك باملحالت احلرفية القريبة من منزل املطلوب
واملبينة واملوصوفة بنفس التقرير املنجز من طرف اخلبري )***( واملؤرخ يف
)***( رفعا لألرضار الالحقة باملطلوب وذلك حتت طائلة غرامة هتديدية
وبرفض باقي الطلب .استأنفه الطالبون مجيعا ،كام استأنفه الطالب )***(
بمقال مستقل ،وبعد ضم ملفي االستئنافني صدر القرار املطعون فيه
بالتأييد.
1 حيت يعيب الطاعنون عىل القرار يف الوسيلة األوىل خرق الفصل
من قانون املسطرة املدنية وعدم االرتكاز عىل أساس ذلك أن املطلوب أقام
الدعوى ضد )***( و)***( واحلال أن من يشغل املحل هو )***( وبذلك
يكون احلكم الصادر ضد )***( يف غري حمله ونفس اليشء بالنسبة ل)***(
حيث إن الرتخيص يف اسم والده )***( وهذا مايشهد به القرار اجلامعي
رقم )***( بتاريخ )***( وان الصفة واملصلحة من النظام العام وتثار يف أي
مرحلة من مراحل التقايض وتلقائيا من املحكمة.
95
لكن ،حيث ان دعوى رفع الرضر هي من الدعاوى الشخصية
تتحقق فيها املحكمة من صفة االطراف املدعى عليها بثبوت نسبة الرضر
هلم ،والطالبون الينفون يف مقاهلم االستئنايف استغالهلم املحالت موضوع
الرضر يف نشاطهم احلريف واملحكمة ملا اعتربت صفتهم قائمة يف الدعوى
كانت عىل صواب ،وما بالوسيلة عىل غري أساس.
ويعيبون عليه يف الفرعني األول والثاين من الوسيلة الثانية عدم
االرتكاز عىل أساس وانعدام التعليل وخرق الفقرة اخلامسة من الفصل
359من قانون املسطرة املدنية ،ذلك ان املطلوب استند عىل قرار سحب
الرتخيص الصادر عن رئيس املجلس القروي ل)***( حتت عدد )***(
وهذا الرتاجع يشمل حمل املطالة فقط دون احلرف األخرى أي النجارة
وامليكانيك غري أن املحكمة قضت بمنع كافة األنشطة علام بان الطالبني
يتوفرون عىل تراخيص من اجلامعة القروية املزاول هبا النشاط املطلوب
إيقافه وهي مرقمة حتت عدد )***( ،كام أن الدعوى قدمت يف مواجهة
ثالثة أشخاص التربطهم رابطة واحدة بل كل واحد منهم يزاول نشاطا
مغايرا عن اآلخر ومستقال عنه مما يتعني معه نقض القرار.
لكن ،حيث ان ما أثري هو دفوع جديدة خيتلط القانون فيها بالواقع مل
يسبق للطالبني أن متسكوا هبا ضمن أسباب استئنافهم ،والتقبل منهم
إثاراهتا أول مرة أمام حمكمة النقض.
ويعيبون عليه يف الفرع الثالث من الوسيلة الثانية أن املحكمة مل
تناقش الرتخيصني رقم )***( و)***( الصادرين عن املجلس القروي
ل)***( وكذا حمرض املعاينة واالستجواب الذي بمقتضاه متت معاينة حمل
الطالبني واملطلوب وكذا وجود عدة أنشطة مماثلة ووجود مطحنتني
96
ضجيجهام يغطي ضجيج كافة األنشطة كام تم بمقتضاه االستامع ملجموعة
من السكان القريبني من حمل النزاع بحيث امجعوا عىل أن هذا النشاط كان
يزاول عن طريق الكراء بمحل املطلوب ونظرا لرفعه للسومة الكرائية فقد
قرر الطالبون االنتقال بعيدا عن حمله مما دفعه إىل توجيه الدعوى ضدهم
نتيجة عدم استفادته من دخل املحالت ،واملحكمة بعدم مناقشتها هلذه
احلجج يكون قرارها منعدم األساس ويتعني معه نقضه.
لكن ،حيث إن املحكمة ثبت هلا الرضر موضوع الدعوى من تقرير
اخلربة الذي أفاد بأن األنشطة احلرفية املزاولة من طرف الطاعنني حتدث
أرض ارا جسيمة تتجاوز احلد املألوف بالنظر حلدهتا واستحالة حتملها إضافة
إىل تأثرياهتا السلبية الصحية والنفسية وان الدفع بوجود مطحنتني
ضجيجهام أكرب من ضجيج املحالت موضوع الرضر اليعترب مربرا
الستمرار الرضر املدعى به مما يكون معه قرارها معلال تعليال كافيا وسليام
في ام انتهى إليه من رفع للرضر الذي الحيول الرتخيص الصادر من
السلطات املختصة دون املطالبة برفعه طبقا للفصل 91من قانون
االلتزامات والعقود ،والوسيلة عىل غري أساس.
لـهـذه األسـبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالبني الصائر.
97
القرار عدد 93
الصادر بتاريخ 07فرباير 2017
يف امللف املدن عدد2016/5/1/1945
98
يكون حكم املحكمة املطعون يف قرارها معلال تعليال كافيا عندما
قضت برفع الرضر وإغالق احلظرية املحدثة املسببة للرضر ،بعد تأكدها
استنادا لسلطتها يف تقدير الوثائق املعروضة أمامها ،من ثبوت الرضر
املطلوب رفعه ،وبعد أمرها بإجراء خربة ،خلصت إىل كون املنطقة التي
توجد فيها احلظرية تندرج ضمن املجال احلرضي لبلدية بني انصار
ومشمولة بوثائق التعمري وأهنا جماورة ملنزل املطلوبني ومصدر لعدة أرضار
لكافة الساكنة تتمثل يف انبعاث روائح كرهية من الفضالت والروث الذي
يقذف به خارجها ويتم جتميعه بكتل كبرية يف العراء مدة طويلة وهذه
الروائح تصل إىل الدور السكنية طوال اليوم وهي مصدر للحرشات املرضة
وللميكروبات املؤثرة عىل الصحة العامة.
رفض الطلب
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل العريضة املرفوعة بتاريخ )***( من طرف الطالبني
املذكورين أعاله بواسطة نائبهم األستاذ عبد اإلله )***( والرامية إىل نقض
قرار حمكمة االستئناف ب)***( الصادر بتاريخ )***(يف امللف عدد )***(.
وبناء عىل األوراق األخرى املدىل هبا يف امللف.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية املؤرخ يف 28شتنرب .1974
وبناء عىل األمر بالتخيل واإلبالغ الصادر يف .2016/12/27
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/02/07
وبناء عىل املناداة عىل االطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
99
وبعد تالوة التقرير من طرف املستشار املقرر السيد )***( واالستامع
إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
وبعد املداولة طبقا للقانون.
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه إدعاء
املطلوبني أن الطالبني األول والثاين عمدا إىل إنشاء حظرية كبرية لرتبية
املاشية والبهائم التي يتاجرون فيها وذلك قرب مسكنهام مما احلق هبام
ارضار خطرية نتيجة الروائح النتنة واحلرشات التي تتولد عنها وذلك
حسبام هو ثابت بمحرض املعاينة املرفق ملتمسان احلكم عليهام برفع الرضر
وذلك بإغالق احلظرية ،وبمقال إصالحي التمسا إدخال الطالب الثالث يف
الدعوى واحلكم وفق ملتمساهتم ،وبعد اجلواب ومتام اإلجراءات صدر
احلكم االبتدائي بعدم قبول الدعوى ،استأنفه املطلوبان ،فأجرت حمكمة
االستئناف خربة بواسطة اخلبري )***( وأصدرت القرار املطعون فيه بإلغاء
احلكم املستأنف وتصديا احلكم بإلزام املستأنف عليهم برفع الرضر الناشئ
عن احلظرية الكائنة بعنواهنم وذلك بإغالقها.
حيث يعيب الطالبون عىل القرار يف الوسيلة الفريدة خرق القانون
وانعدام التعليل وخرق مقتضيات الفصول 1و 32من قانون املسطرة املدنية
و 92من قانون االلتزامات والعقود النعدام صفة املطلوبني يف مقاضاهتم
فيام يدعيانه ذلك انه يلزم يف دعوى رفع مضار اجلوار ان يراعى يف حتديد
الرضر غري املألوف اعتبارات منها العرف وطبيعة العقارات وموقع كل
منها والغرض الذي خصصت له وأن احلضرية موضوع الدعوى تتواجد
يف البادية داخل أبعاد العقار اململوك هلم وبعيدة عن مقرات سكن
املطلوبني ،كام أن اخلربة املعتمدة خمالفة للفصل 63من قانون املسطرة املدنية
وأهنا أكدت أن منزل املطلوبني يبعد عن احلظرية بمسافة 70مرتا ويفصلهام
100
الوادي وان الرضر املدعى به يتعني إثباته صحيا بإشهاد صادر عن جهة
خمتصة ومؤهلة لتحديد االرضار الصحية وليس عن طريق خبري خمتص يف
املعاينات العقارية ،كام أن املحكمة رفضت ملتمسهم بإجراء خربة مضادة
للتحقق من أن ما يقومون به هو من قبيل الترصفات املألوفة وسط الدواوير
واألحياء الفالحية بدليل أن ساكنة املنطقة املجاورين مل يتقدموا بأي ادعاء
بالرضر مما يكون معه القرار ناقص التعليل وماسا بحقوق الدفاع ويتعني
نقضه .
لكن ،ملا كان موضوع الدعوى هو رفع الرضر فإن صفة الطرف
املدعي تتحقق منها املحكمة بثبوت الرضر الالحق به ،واملحكمة مصدرة
القرار ثبت هلا صفة املطلوبني والرضر موضوع الدعوى من تقرير اخلبري
)***( الذي أفاد فيه أن املنطقة التي توجد فيها احلظرية تندرج ضمن املجال
احلرضي لبلدية )***( ومشمولة بوثائق التعمري وأهنا جماورة ملنزل املطلوبني
ومصدر لعدة أرضار لكافة الساكنة تتمثل يف انبعاث روائح كرهية من
الفضالت والروث الذي يقذف به خارجها ويتم جتميعه بكتل كبرية يف
العراء مدة طويلة وهذه الروائح تصل إىل الدور السكنية طوال اليوم وهي
مصدر للحرشات املرضة وللميكروبات املؤثرة عىل الصحة العامة ،وهي
بذلك تكون قد استعملت سلطتها يف تقدير الوثائق املعروضة أمامها
وعللت ما ا نتهت إليه تعليال سليام مطابقا للقانون ،ومل تكن ملزمة بسلوك
إي إجراء أخر للتحقيق يف الدعوى بعدما توفر هلا عنارص البت فيها ،وما
أثري بخصوص خرق اخلربة املنجزة ملقتضيات الفصل 63من قانون املسطرة
املدنية فهو غامض ومبهم لعدم بيان وجه خمالفة اخلربة املنجزة ملقتضيات
الفصل املحتج به ،والوسيلة عىل غري أساس.
لـهـذه األسـبـاب
101
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالبني الصائر.
و به صدر القرار وتيل باجللسة العلنية املنعقدة بالتاريخ املذكور أعاله
بقاعة اجللسات العادية بمحكمة النقض بالرباط .وكانت اهليئة احلاكمة
مرتكبة من )***(.
102
تدخله ،فإن حمكمة االستئناف التي اكتفت باعتبارها حمكمة استعجال
باملعاينات التي قام هبا مفوض قضائي وخبري يف الشؤون الفالحية وغري
خمتص للتحقق من رضر االسمنت واخلرسانة لتقرير أمر اإلغالق يف حق
الطالبة التي متسكت بأهنا ال متارس النشاط املذكور لوحدها باملنطقة ،ودون
أن تتحقق عن طريق خمتصني يف طبيعة هذا الرضر وتأثريه واخلطر الناتج
عنه ومدى نسبته لنشاط الطالبة وحتسم تبعا لذلك يف وجوده من عدمه
يكون قرارها ناقص التعليل وعرضة للنقض.
نقض وإحالة
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل عريضة النقض املرفوعة بتاريخ )***( من طرف الطالبة
املذكورة أعاله بواسطة نائبها األستاذ )***( ،التي تطعن بمقتضاها يف
القرار الصادر عن حمكمة االستئناف ب)***( بتاريخ )***( يف امللف عدد
)***(.
وبناء عىل األوراق األخرى املدىل هبا يف امللف.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية.
وبناء عىل األمر بالتخيل الصادر بتاريخ .2016/12/27
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/02/07
وبناء عىل املناداة عىل األطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
وبعد تالوة املستشارة املقررة السيدة )***( لتقريرها يف هذه اجللسة
واالستامع إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
وبعد املداولة طبقا للقانون :
103
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه ،إدعاء املطلوبة
بمقال استعجايل ملكيتهام العقار املسمى " )***(" موضوع للرسم العقاري
عدد )***( وهو عبارة عن أرض فالحية وأن الطالبة متارس نشاطها
بالقرب منها وهذا النشاط ينجم عنه غبار كثيف ينترش يف السامء ويتساقط
عىل سكناها وعىل إسطبلها وعىل أشجار الزيتون والفواكه املثمرة واغراس
اخلرض مما أدى إىل تغري لون مجيع هذه االغراس وأن األمر مل يقف عند هذا
احلد وإنام تسبب يف إصابة األطفال والشيوخ بأمراض احلساسية والربو كام
أن شاحناهتا أتلفت الطريق القروية التي يمر منها السكان املجاورون الذين
سبق هلم أن تقدموا بشكاية إىل السلطات فأمرت بتوقيف النشاط املامرس
إال أن الطالبة استغلت من جديد ظرفية االنتخابات املهنية وعادت إىل
ممارسة نفس النشاط ،ملتمسة احلكم عليها برفع الرضر وإيقاف النشاط
بشكل تام مع غرامة هتديدية .وبعد اجلواب قىض األمر االستعجايل
االبتدائي بعدم االختصاص .استأنفته املطلوبة ،فقضت حمكمة االستئناف
بقرارها املطلوب نقضه بإلغاء األمر املستأنف وتصديا احلكم عىل الطالبة
برفع الرضر عن املطلوبة وذلك بإيقاف نشاطها مع غرامة هتديدية.
يف شأن الوسيلة األوىل:
حيث يعيب الطاعن عىل القرار فساد التعليل املوازي النعدامه ،ذلك
انه استند عىل ما سمي بمحرض ومعاينة اختيارية وحمرض معاينة وخربة
وهذا بعلة أن هذين املستندين يثبتان وجود غبار صادر عن الورش اململوك
هلا احلق رضرا بالنباتات املتواجدة بسكنى املطلوبة وتسبب يف إصابة
األطفال والشيوخ بالربو وذلك رغم منازعتها فيهام وتفنيدها لقيمتهام
القانونية يف اإلثبات موضحة أن املفوض القضائي الذي أجرى املعاينة
104
جتاوز اختصاصه وتقمص وظيفة الطبيب املختص بحيث زعم أن هناك
غبارا صادرا من ورشها تسبب يف إصابة األطفال والشيوخ بمرض الربو.
وما سمي بتقرير خربة هو عبارة عن وثيقة مذيلة باسم شخص جمهول وال
حتمل عنوانا للخبري أو رقام هلاتفه وال رقام لتعريفه الرضيبي وفيام إذا كان
مسجال بجدول اخلرباء هذا فضال عن أهنا ال حتمل مبدأ التواجهية
وأنجزت يف غياهبا ومل يؤمر هبا قضاء وبالتايل هي ال حتمل أية قيمة يف باب
اإلثبات وحتى إذا ت م التسليم بان نباتات واغراس املطلوبة قد ذبلت
وماتت فان ذلك ال يعني بصفة آلية وتلقائية أن سببه هو ورشها وكان
يتعني إجراء خربة من قبل خمتص ملعرفة السبب احلقيقي وراء ذبول
االغراس خاصة وان املنطقة تعج بالرشكات املتخصصة يف مواد البناء
ومنها رشكة الفارج مما تكون املحكمة قد أسست قرارها عىل معطيات
فاسدة ويتعني نقضه.
حقا ،صح ما عابته الوسيلة عىل القرار ،ذلك أن قايض املستعجالت
خيتص باختاذ اإلجراءات الوقتية التي تقتضيها حالة االستعجال دون
املساس بام يمكن أن يقيض به يف اجلوهر وبإمكانه يف سبيل ذلك األمر بكافة
اإلجراءات واملعاينات الفنية والوقتية للوقوف عىل طبيعة الرضر واخلطر
املحدق الناتج عنه والذي يستدعي تدخله ،وحمكمة االستئناف التي اكتفت
باعتبارها حمكمة استعجال باملعاينات التي قام هبا مفوض قضائي وخبري يف
الشؤون الفالحية وغري خمتص للتحقق من رضر االسمنت واخلرساتة
لتقرير أمر اإلغالق يف حق الطالبة التي متسكت بأهنا ال متارس النشاط
املذكور لوحدها باملنطقة ودون أن تتحقق عن طريق خمتصني يف طبيعة هذا
الرضر وتأثريه واخلطر الناتج عنه ومدى نسبته لنشاط الطالبة وحتسم تبعا
105
لذلك يف وجوده من عدمه يكون قرارها ناقص التعليل وعرضة للنقض
برصف النظر عن باقي الوسائل.
هلـذه األسبـــــاب
قضت حمكمة النقض بنقض القرار وإحالة القضية عىل نفس
املحكمة لتبت فيها طبقا للقانون هبيئة أخرى وحتميل املطلوبة املصاريف.
106
الدعوى ودليال كافيا عىل ثبوت الرضر واستمراره اعتبارا لتواجد املحل
املذكور داخل حي سكني تستلزم ظروف العيش السليم به توفر اهلدوء
والسكينة يكون قرارها سليام ومعلال ويغنيها عن مواصلة إجراءات
التحقيق يف الدعوى كام أن عدم رد املحكمة عىل ما أثري بخصوص الرخص
يبقى غري مؤثر مادام الرتخيص الصادر عن اجلهات املختصة الحيول دون
املطالبة برفع الرضر طبقا ملقتضيات الفصل 91من قانون االلتزامات
والعقود والوسيلة بفروعها عىل غري أساس.
رفض الطلب
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل عريضة النقض املرفوعة بتاريخ )***(من طرف الطالب
املذكور أعاله بواسطة نائبه األستاذ )***( ،التي يطعن بمقتضاها يف
القرارين الصادرين عن حمكمة االستئناف ب)***( األول بتاريخ )***( يف
امللف عدد )***( والثاين الصادر بتاريخ )***( يف امللف عدد )***(.
وبناء عىل املذكرة اجلوابية املدىل هبا من طرف املطلوبني بواسطة
دفاعهم األستاذ )***( بتاريخ )***( والتي التمس فيها رفض طلب
النقض.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية.
وبناء عىل األمر بالتخيل الصادر بتاريخ .2017/02/21
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/04/04
وبناء عىل املناداة عىل األطراف ومن ينوب عنهم وعدم ح
حضورهم.
107
وبعد تالوة املستشارة املقررة السيدة )***( لتقريرها يف هذه اجللسة
واالستامع إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
وبعد املداولة طبقا للقانون :
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه ,إدعاء
املطلوبني بمقالني أصيل وإصالحي أهنم من ساكنة )***( ب)***( وان
الطالب يستغل حمال اسفل العامرة يف ميكانيك السيارات وأهنم ترضروا من
الضجيج الناتج عن استعامله ملجموعة من االالت امليكانيكية ومن أصوات
املحرك هذا فضال عن رضر الدخان والروائح وتلوث أرضية املكان
بالزيوت والتشحيم والكزوال واملاء مما ارض بصحتهم واقلق راحتهم
خصوصا وانه يستمر بالعمل يف الورشة إىل ساعات متأخرة من الليل وان
املمر املؤدي إىل العامرة أصبح مملوءا عن آخره بالسيارات بام يف ذلك
األرصفة ،ملتمسني احلكم بإغالق ورشة الطالب رفعا للرضر مع غرامة
هتديدية .وبعد إجراء معاينة وبحث مع االطراف والشهود بعني املكان
ومتام اإلجراءات قىض احلكم االبتدائي عىل الطالب برفع الرضر عن
املطلوبني وذلك بإغالق املحل الذي يزاول فيه حرفة امليكانيك مع غرامة
هتديدية وبرفض باقي الطلبات .استأنفه الطالب ،فقىض القرار الصادر
بتاريخ )***( بتأييد احلكم املستأنف وبعد تقديم املطلوبني لطلب إصالح
اخلطأ املادي الذي اعرتى القرار أعاله بخصوص اسم الطالب قىض القرار
الصادر بتاريخ )***( بإصالح اخلطأ املادي املترسب إىل القرار االستئنايف
عدد )***( الصادر بتاريخ )***( يف امللف عدد )***( وذلك بجعل اسم
املستأنف هو )***( بدال من )***( ومها املطعون فيهام بالنقض.
يف شان الوسيلة األوىل بفروعها األربعة.
108
حيث يعيب الطاعن عىل القرار خرق حق الدفاع وعدم االرتكاز عىل
أساس قانوين وخرق مقتضيات الفصل 451من ق ل ع ،ألنه سبق له ان
دفع بسبقية البت يف النازلة موضحا انه اليمكن صدور حكمني متناقضني
عن حمكمة واحدة ويف نفس املوضوع ملا يرتتب عنه من فقدان تلك
االحكام حلجية اليشء املقيض به وانه بناء عىل طلب احد املطلوبني وهو
املسمى )***( قضت املحكمة االبتدائية ب)***( يف امللف عدد )***( برفع
الرضر وإزالة بقع زيت املحركات من أمام مدخل منزل املطلوب املذكور
واالمتناع عن استعامل الة ضخ اهلواء املضغوط حتت طائلة غرامة هتديدية
قدرها 150درمها عن كل يوم امتناع عن التنفيذ كام تقدم بدعوى ثانية
هتدف إىل إغالق املحل رفعا للرضر وملا ثبت للمحكمة حسب حمرض
التنفيذ انه امتثل حلكم إزالة آلة ضخ اهلواء قضت يف امللف عدد )***(
الصادر بتاريخ )***( بعدم قبول الطلب إال أن حمكمة االستئناف املطعون
يف قرارها حاليا جتاوزت احلكم املذكور وقضت بإغالق ورشته بعلة ان
أطراف الدعوى احلالية ختتلف عن الدعوى األوىل وان املوضوع يف
الدعوى األوىل يتعلق فقط برفع الرضر وإزالة بقع زيت املحركات
واالمتناع عن ضخ اهلواء وهو خيتلف عن موضوع الدعوى احلالية التي
هتدف اىل اغالق الو رشة مما يكون معه قرارها خارقا حلجية االمر املقيض به
خصوصا يف مواجهة )***( وخارقا ملقتضيات الفصل 451من ق ل ع ألنه
فضال عن وحدة االطراف بالنسبة للمذكور فان الدعوى تتعلق برفع
الرضر وان عدم امتثاله ملقتضياته يعطي للمطلوب )***( احلق يف تصفية
الغرامة التهديدية وليس إقامة دعوى جديدة بإغالق حمله مما يعد تعسفا من
جانبه يف رفع الدعوى وجيعل قرار املحكمة غري مرتكز عىل أساس قانوين .
109
لكن ،حيث ان املحكمة ملا اعتربت رشوط سبقية البت املنصوص
عليها يف الفصل 451من ق م م غري متوفرة يف النازلة الختالف املطالب يف
الدعويني يكون قرارها سليام مادام رفع الرضر يف األوىل اقترص عىل ازالة
بقع زيت املحركات واالمتناع عن استعامل آلة ضخ اهلواء املضغوط بينام
رفع الرضر يف الثانية انصب عىل اغالق املحل املعد حلرفة امليكانيك ملا تثريه
حمركات السيارات من ضجيج يؤثر عىل راحة وسكينة السكان وملا يسببه
التشحيم من رضر عىل الصحة ومها سببان خمتلفان تنتفي معهام وحدة
السبب والوسيلة بفروعها عىل غري أساس .
يف شان الوسيلة الثانية بفروعها اخلمسة.
حيث يعيب الطاعن عىل القرار خرق حق الدفاع وعدم اعامل وسائل
اإلثبات وتطبيقها عىل وقائع النازلة ،ذلك ان القرار اعتمد فيام انتهى إليه
من إغالق عىل ما استدل به املطلوبون من حمرض معاينة صادرة من جلنة
تقنية متخصصة مؤرخ يف )***( أكدت فيه ان املحل موضوع الدعوى
تزاول فيه حرفة امليكانيك بدون ترخيص وهو يوجد يف منطقة سكنية وغري
صناعية وهو أمر ال أساس له من الواقع والقانون لكونه أوضح يف أسباب
استئنافه بأنه غري جدي وتفنده الرسالة الصادرة عن املجلس البلدي
ب)***( بتاريخ 2012/01/19تشعره فيه برضورة احرتام اجلوار ومواقيت
الفتح واإلغالق وهذا اعرتاف رصيح من طرف املجلس البلدي بقانونية
ورشة امليكانيك خصوصا وأنه اليوجد أي قرار باإلغالق ضمن وثائق
امللف وانه مل يتوصل به من طرف السلطة املحلية ،واملحكمة ملا اعتربته قائام
مستبعدة رسالة املجلس البلدي املوجهة له هبدف احرتام مواقيت الفتح
واإلغالق يكون قرارها خارقا حلق الدفاع كام أهنا ملا قضت باإلغالق دون
ان يثبت هلا التشطيب عىل السجل التجاري اململوك له يكون قرارها غري
110
مبني عىل أساس الن ذلك يثبت قانونية ورشته هذا فضال عن انه سبق له
أن أوضح يف مقاله ا الستئنايف أن املحكمة ملا أجرت بحثا بعني املكان مل
تعاين بقعا للزيت او ضجيجا للسيارات بل عاينت ان السيارات التي يقوم
بإصالحها تكون مركونة أمام حمله املطل عىل احلزام األخرض وتوجد فوق
امللك اجلامعي وليس أمام باب العامرة هذا فضال عن أن املطلوبني
األجنبيني األو ل والثاين مل حيرضا املعاينة والقايض مل يصعد إىل حملهام الكائن
بالعامرة ليسمع ضجيج السيارات وانتشار الدخان الصاعد يف اجتاه النوافذ
ومل يقم بمعاينة نفس الوقائع بالنسبة للمطلوبني الثالث والرابع احلارضين
وقت املعاينة ليتأكد من الرضر احلاصل هلام وليس االعتامد فقط عىل الشك
وشهادة الشهود ألن االحكام التبنى إال عىل اليقني مما يكون معه قرار
املحكمة غري مرتكز عىل أساس ،كام ان املحكمة مل تتأكد باملعاينة من
املتسبب بالرضر وكيفية حدوثه للمطلوبني بالنقض ومن اخلطأ وعالقة
السببية بينهام لتتوفر لدهيا العنارص األساسية للفعل الضار فتكون قد بنت
قرارها عىل غري أساس وعرضته للنقض وبخصوص ماجاء يف القرار عن
استغالله لورشة امليكانيك بدون ترخيص فان شهادة الشاهد )***( أثناء
املعاينة والتي ارتكزت عىل أن باقي األشخاص الذين يزاولون العمل
الصناعي باحلي اليتوفرون عىل اي ترخيص من اجلهات املسؤولة تفنده
ولذلك فان استبعاد املحكمة لألصل التجاري الذي يملكه جيعل قرارها
ناقص التعليل ألنه يعد السند القانوين ملزاولته حلرفته كام انه استدل يف
املرحلة االستئنافية بإشهاد يشهد فيه املطلوب )***( وشهود حمرض الوقوف
بأهنم مل يلحقهم أي رضر أو إزعاج مرتتب عن حمرك السيارات ،واملحكمة
بدون مناقشته واجلواب عنه سلبا أو إجيابا يكون قرارها غري مرتكز عىل
أساس.
111
لكن ،حيث ان حمكمة االستئناف مل تعتمد يف قضائها املؤيد حلكم
رفع الرضر عىل حمرض املعاينة الذي يفيد ممارسة الطالب لعمله كميكانيكي
بدون رخصة فقط وإنام اعتمدت أيضا شهادة الشهود الذين أكدوا هلا بعد
أدائهم اليمني القانونية قيام رضر الضجيج الناتج عن استعامل حمركات
السيارات وتطاير الدخان اثر هذه العملية إضافة اىل تناثر الزيوت من أمام
املحل وملا اعتربهتا يف إطار سلطتها مطابقة لترصحيات رافعي الدعوى
ودليال كافيا عىل ثبوت الرضر واستمراره اعتبارا لتواجد املحل املذكور
داخل حي سكني تستلزم ظروف العيش السليم به توفر اهلدوء والسكينة
يكون قرارها سليام ومعلال ويغنيها عن مواصلة إجراءات التحقيق يف
الدعوى كام أن عدم رد املحكمة عىل ما أثري بخصوص الرخص يبقى غري
مؤثر مادام الرتخيص الصادر عن اجلهات املختصة الحيول دون املطالبة
برفع الرضر طبقا ملقتضيات الفصل 91من قانون االلتزامات والعقود
والوسيلة بفروعها عىل غري أساس .
يف شأن الوسيلة الثالثة.
حيث يعيب الطاعن عىل القرار عدد )***( الصادر بتاريخ )***( يف
امللف املدين عدد )***( خرق الفصول 37و 38و 39و 47من ق م م .لعدم
استدعائه بصورة قانونية طبقا للمقتضيات املحتج هبا أثناء رسيان امللف
املذكور وبالتايل فان عدم حضوره جيعل القرار القايض بإصالح اخلطأ
املادي الذي تقدم به املطلوبون غيابيا يف حقه ويتعني احلكم عليه غيابيا طبقا
للفصل 47م ن ق م م حتى يتمكن من التعرض عليه إال أن املحكمة قضت
حضوريا يف حقه وجعلت قرارها خارقا للمقتضيات املذكورة وعرضة
للنقض.
112
لكن ،من جهة وخالفا ملا ورد بالوسيلة فان املحكمة مل تصف قرارها
القايض بإصالح خطإ مادي بأي وصف ،ومن جهة ثانية ،فان صدور قرار
غيايب عن املحكمة خيول للصادر يف حقه استعامل حقه يف الطعن بالتعرض
أيا كان وصف املحكمة له مادامت العربة يف وصف االحكام هي بالوصف
الذي حيدده القانون هلا ،والوسيلة عىل غري أساس.
هلـذه األسبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالب املصاريف.
113
والسكينة يكون قرارها سليام ومعلال ويغنيها عن مواصلة إجراءات
التحقيق يف الدعوى كام أن عدم رد املحكمة عىل ما أثري بخصوص الرخص
يبقى غري مؤثر مادام الرتخيص الصادر عن اجلهات املختصة الحيول دون
املطالبة برفع الرضر طبقا ملقتضيات الفصل 91من قانون االلتزامات
والعقود والوسيلة بفروعها عىل غري أساس.
رفض الطلب
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل عريضة النقض املرفوعة بتاريخ )***( من طرف الطالب
املذكور أعاله بواسطة نائبه األستاذ )***( ،التي يطعن بمقتضاها يف
القرارين الصادرين عن حمكمة االستئناف ب)***( األول بتاريخ )***( يف
امللف عدد )***( والثاين الصادر بتاريخ )***( يف امللف عدد )***(.
وبناء عىل املذكرة اجلوابية املدىل هبا من طرف املطلوبني بواسطة
دفاعهم األستاذ )***( بتاريخ )***( والتي التمس فيها رفض طلب
النقض.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية.
وبناء عىل األمر بالتخيل الصادر بتاريخ .2017/02/21
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/04/04
وبناء عىل املناداة عىل األطراف ومن ينوب عنهم وعدم ح
حضورهم.
وبعد تالوة املستشارة املقررة السيدة )***( لتقريرها يف هذه اجللسة
واالستامع إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
114
وبعد املداولة طبقا للقانون :
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه ,إدعاء
املطلوبني بمقالني أصيل وإصالحي أهنم من ساكنة العامرة رقم )***( ب
)***( وان الطالب يستغل حمال اسفل العامرة يف ميكانيك السيارات وأهنم
ترضروا من الضجيج الناتج عن استعامله ملجموعة من االالت امليكانيكية
ومن أصوات املحرك هذا فضال عن رضر الدخان والروائح وتلوث أرضية
املكان بالزيوت والتشحيم والكزوال واملاء مما ارض بصحتهم واقلق
راحتهم خصوصا وانه يستمر بالعمل يف الورشة إىل ساعات متأخرة من
الليل وان املمر املؤدي إىل العامرة أصبح مملوءا عن آخره بالسيارات بام يف
ذلك األرصفة ،ملتمسني احلكم بإغالق ورشة الطالب رفعا للرضر مع
غرامة هتديدية .وبعد إجراء معاينة وبحث مع االطراف والشهود بعني
املكان ومتام اإلجراءات قىض احلكم االبتدائي عىل الطالب برفع الرضر عن
املطلوبني وذلك بإغالق املحل الذي يزاول فيه حرفة امليكانيك مع غرامة
هت ديدية وبرفض باقي الطلبات .استأنفه الطالب ،فقىض القرار الصادر
بتاريخ )***( بتأييد احلكم املستأنف وبعد تقديم املطلوبني لطلب إصالح
اخلطأ املادي الذي اعرتى القرار أعاله بخصوص اسم الطالب قىض القرار
الصادر بتاريخ )***( بإصالح اخلطأ املادي املترسب إىل القرار االستئنايف
عدد )***( الصادر بتاريخ )***( يف امللف عدد )***( وذلك بجعل اسم
املستأنف هو )***( بدال من )***( ومها املطعون فيهام بالنقض.
يف شان الوسيلة األوىل بفروعها األربعة.
حيث يعيب الطاعن عىل القرار خرق حق الدفاع وعدم االرتكاز عىل
أساس قانوين وخرق مقتضيات الفصل 451من ق ل ع ،ألنه سبق له ان
دفع بسبقية البت يف النازلة موضحا انه اليمكن صدور حكمني متناقضني
115
عن حمكمة واحدة ويف نفس املوضوع ملا يرتتب عنه من فقدان تلك
االحكام حلجية اليشء املقيض به وانه بناء عىل طلب احد املطلوبني وهو
املسمى )***( قضت املحكمة االبتدائية ب)***( يف امللف عدد )***( برفع
الرضر وإزالة بقع زيت املحركات من أمام مدخل منزل املطلوب املذكور
واالمتناع عن استعامل الة ضخ اهلواء املضغوط حتت طائلة غرامة هتديدية
قدرها 150درمها عن كل يوم امتناع عن التنفيذ كام تقدم بدعوى ثانية
هتدف إىل إغالق املحل رفعا للرضر وملا ثبت للمحكمة حسب حمرض
التنفيذ انه امتثل حلكم إزالة آلة ضخ اهلواء قضت يف امللف عدد )***(
الصادر بتاريخ )***( بعدم قبول الطلب إال أن حمكمة االستئناف املطعون
يف قرارها حاليا جتاوزت احلكم املذكور وقضت بإغالق ورشته بعلة ان
أطراف الدعوى احلالية ختتلف عن الدعوى األوىل وان املوضوع يف
الدعوى األوىل يتعلق فقط برفع الرضر وإزالة بقع زيت املحركات
واالمتناع عن ضخ اهلواء وهو خيتلف عن موضوع الدعوى احلالية التي
هتدف اىل اغالق الورشة مما يكون معه قرارها خارقا حلجية االمر املقيض به
خصوصا يف مواجهة )***( وخارقا ملقتضيات الفصل 451من ق ل ع ألنه
فضال عن وحدة االطراف بالنسبة للمذكور فان الدعوى تتعلق برفع
الرضر وان عدم امتثاله ملقتضياته يعطي للمطلوب )***( احلق يف تصفية
الغرامة التهديدية وليس إقامة دعوى جديدة بإغالق حمله مما يعد تعسفا من
جانبه يف رفع الدعوى وجيعل قرار املحكمة غري مرتكز عىل أساس قانوين .
لكن ،حيث ان املحكمة ملا اعتربت رشوط سبقية البت املنصوص
عليها يف الفصل 451من ق م م غري متوفرة يف النازلة الختالف املطالب يف
الدعويني يكون قرارها سليام مادام رفع الرضر يف األوىل اقترص عىل ازالة
بقع زيت املحركات واالمتناع عن استعامل آلة ضخ اهلواء املضغوط بينام
رفع الرضر يف الثانية انصب عىل اغالق املحل املعد حلرفة امليكانيك ملا تثريه
116
حمركات السيارات من ضجيج يؤثر عىل راحة وسكينة السكان وملا يسببه
التشحيم من رضر عىل الصحة ومها سببان خمتلفان تنتفي معهام وحدة
السبب والوسيلة بفروعها عىل غري أساس .
يف شان الوسيلة الثانية بفروعها اخلمسة.
حيث يعيب الطاعن عىل القرار خرق حق الدفاع وعدم اعامل وسائل
اإلثبات وتطبيقها عىل وقائع النازلة ،ذلك ان القرار اعتمد فيام انتهى إليه
من إغالق عىل ما استدل به املطلوبون من حمرض معاينة صادرة من جلنة
تقنية متخصصة مؤرخ يف )***( أكدت فيه ان املحل موضوع الدعوى
تزاول فيه حرفة امليكانيك بدون ترخيص وهو يوجد يف منطقة سكنية وغري
صناعية وهو أمر ال أساس له من الواقع والقانون لكونه أوضح يف أسباب
استئنافه بأنه غري جدي وتفنده الرسالة الصادرة عن املجلس البلدي
ب)***( بتاريخ )***( تشعره فيه برضورة احرتام اجلوار ومواقيت الفتح
واإلغالق وهذا اعرتاف رصيح من طرف املجلس البلدي بقانونية ورشة
امليكانيك خصوصا وأنه اليوجد أي قرار باإلغالق ضمن وثائق امللف وانه
مل يتوصل به من طرف السلطة املحلية ،واملحكمة ملا اعتربته قائام مستبعدة
رسالة املجلس البلدي املوجهة له هبدف احرتام مواقيت الفتح واإلغالق
يكون قرارها خارقا حلق الدفاع كام أهنا ملا قضت باإلغالق دون ان يثبت هلا
التشطيب عىل السجل التجاري اململوك له يكون قرارها غري مبني عىل
أساس الن ذلك يثبت قانونية ورشته هذا فضال عن انه سبق له أن أوضح
يف مقاله االستئنايف أن املحكمة ملا أجرت بحثا بعني املكان مل تعاين بقعا
للزيت او ضجيجا للسيارات بل عاينت إن السيارات التي يقوم بإصالحها
تكون مركونة أمام حمله املطل عىل احلزام األخرض وتوجد فوق امللك
اجلامعي وليس أمام باب العامرة هذا فضال عن أن املطلوبني األجنبيني
األول والثاين مل حيرضا املعاينة والقايض مل يصعد إىل حملهام الكائن بالعامرة
117
ليسمع ضجيج السيارات وانتشار الدخان الصاعد يف اجتاه النوافذ ومل يقم
بمعاينة نفس الوقائع بالنسبة للمطلوبني الثالث والرابع احلارضين وقت
املعاينة ليتأكد من الرضر احلاصل هلام وليس االعتامد فقط عىل الشك
وشهادة الشهود ألن األحكام التبنى إال عىل اليقني مما يكون معه قرار
املحكمة غري مرتكز عىل أساس ،كام ان املحكمة مل تتأكد باملعاينة من
املتسبب بالرضر وكيفية حدوثه للمطلوبني بالنقض ومن اخلطأ وعالقة
السببية بينهام لتتوفر لدهيا العنارص األساسية للفعل الضار فتكون قد بنت
قرارها عىل غري أساس وعرضته للنقض وبخصوص ماجاء يف القرار عن
استغالله لورشة امليكانيك بدون ترخيص فان شهادة الشاهد )***( أثناء
املعاينة والتي ارتكزت عىل أن باقي األشخاص الذين يزاولون العمل
الصناعي باحلي اليتوفرون عىل اي ترخيص من اجلهات املسؤولة تفنده
ولذلك فان استبعاد املحكمة لألصل التجاري الذي يملكه جيعل قرارها
ناقص التعليل ألنه يعد السند القانوين ملزاولته حلرفته كام انه استدل يف
املرحلة االستئنافية بإشهاد يشهد فيه املطلوب )***( وشهود حمرض الوقوف
بأهنم مل يلحقهم أي رضر أو إزعاج مرتتب عن حمرك السيارات ،واملحكمة
بدون مناقشته واجلواب عنه سلبا أو إجيابا يكون قرارها غري مرتكز عىل
أساس.
لكن ،حيث ان حمكمة االستئناف مل تعتمد يف قضائها املؤيد حلكم
رفع الرضر عىل حمرض املعاينة الذي يفيد ممارسة الطالب لعمله كميكانيكي
بدون رخصة فقط وإنام اعتمدت أيضا شهادة الشهود الذين أكدوا هلا بعد
أدائهم اليمني القانونية قيام رضر الضجيج الناتج عن استعامل حمركات
السيارات وتطاير الدخان اثر هذه العملية إضافة اىل تناثر الزيوت من أمام
املحل وملا اعتربهتا يف إطار سلطتها مطابقة لترصحيات رافعي الدعوى
ودليال كافيا عىل ثبوت الرضر واستمراره اعتبارا لتواجد املحل املذكور
118
داخل حي سكني تستلزم ظروف العيش السليم به توفر اهلدوء والسكينة
يكون قرارها سليام ومعلال ويغنيها عن مواصلة إجراءات التحقيق يف
الدعوى كام أن عدم رد املحكمة عىل ما أثري بخصوص الرخص يبقى غري
مؤثر مادام الرتخيص الصادر عن اجلهات املختصة الحيول دون املطالبة
برفع الرضر طبقا ملقتضيات الفصل 91من قانون االلتزامات والعقود
والوسيلة بفروعها عىل غري أساس .
يف شأن الوسيلة الثالثة.
حيث يعيب الطاعن عىل القرار عدد )***( الصادر بتاريخ )***( يف
امللف املدين عدد )***( خرق الفصول 37و 38و 39و 47من ق م م .لعدم
استدعائه بصورة قانونية طبقا للمقتضيات املحتج هبا أثناء رسيان امللف
املذكور وبالتايل فان عدم حضوره جيعل القرار القايض بإصالح اخلطأ
املادي الذي تقدم به املطلوبون غيابيا يف حقه ويتعني احلكم عليه غيابيا طبقا
للفصل 47من ق م م حتى يتمكن من التعرض عليه إال أن املحكمة قضت
حضوريا يف حقه وجعلت قرارها خارقا للمقتضيات املذكورة وعرضة
للنقض.
لكن ،من جهة وخالفا ملا ورد بالوسيلة فان املحكمة مل تصف قرارها
القايض بإصالح خطإ مادي بأي وصف ،ومن جهة ثانية ،فان صدور قرار
غيايب عن املحكمة خيول للصادر يف حقه استعامل حقه يف الطعن بالتعرض
أيا كان وصف املحكمة له مادامت العربة يف وصف االحكام هي بالوصف
الذي حيدده القانون هلا ،والوسيلة عىل غري أساس.
هلـذه األسبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالب املصاريف.
119
القرار عدد 552
الصادر بتاريخ 25يوليوز 2017
يف امللف املدن عدد 2016/5/1/4984
120
ال جيوز إثارة أي دفع خيص املعاينة باعتبارها إجراء للتحقيق يف
الدعوى ملعاينة ألول مرة أمام حمكمة النقض ،طاملا أنه مل يسبق للطالب أن
متسك به أمام حمكمة املوضوع.
رفض الطلب
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل العريضة املرفوعة بتاريخ )***( من طرف الطالب املذكور
أعاله بواسطة نائبه األستاذ )***( والرامية إىل نقض قرار حمكمة االستئناف
ب)***( الصادر بتاريخ )***( يف امللف عدد )***(.
وبناء عىل األوراق األخرى املدىل هبا يف امللف.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية املؤرخ يف 28شتنرب .1974
وبناء عىل األمر بالتخيل واإلبالغ الصادر يف .2017/06/20
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/07/25
وبناء عىل املناداة عىل االطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
)***( وبعد تالوة التقرير من طرف املستشارة املقررة السيدة
واالستامع إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
وبعد املداولة طبقا للقانون
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه ادعاء املطلوب
انه يملك األرض املسامة )***( هبا مطفية من ناحية البحر وان الطالب قام
بغرس شجر الصبار عىل طول 4أمتار وقد جتاوز حدود ملكه إىل ملك
العارض بحوايل مرت ونصف عرضا .كام قام برمي االزبال بملكه خاصة
بمج رى مياه املطفية مما أدى إىل تلوثها ملتمسا رفع الرضر بقطع شجر
121
الصبار الذي جتاوز احلد الفاصل بني العقارين وإزالة االزبال .وبعد إجراء
معاينة قىض احلكم االبتدائي برفع الرضر بإزالة مرمدة االزبال ونبات
الصبار املوجود بملك املدعي ،استأنفه الطالب فقضت حمكمة االستئناف
بمقتىض قرارها املطعون فيه بالنقض بتأييده.
يف شأن الوسيلتني معا لتداخلهام.
حيث يعيب الطالب عىل القرار خرق الفصل 3من قانون املسطرة
املدنية وعدم االرتكاز عىل أساس ذلك انه من جهة مل جيب عن مجيع
الوسائل املثارة باملقال االستئنايف وال سيام الفصل 3من قانون املسطرة
املدنية والفصل 78من قانون االلتزامات والعقود ،فعوض البحث فيام إذا
كانت مقتضيات الفصل 78املذكور قائمة يف النازلة عمد إىل تطبيق القواعد
الرشعية وخاصة حتفة ابن عاصم األندليس وصاحب العمل املطلق ،مما
كان معه القرار خمالفا للامدة 78من قانون االلتزامات والعقود الواجبة
التطبيق عىل النازلة .ومن جهة ثانية فانه اعتمد املعاينة التي أنجزت ابتدائيا
يف إثبات الرضر وهذا ال جيد سنده يف الواقع الن املعاينة مل تنجز عىل أرض
)***( التي هي يف ملكية املطلوب حسب رسم الرشاء املدىل به بل متت عىل
ارض السكنى التي هي يف ملكية الطالب .وانه بالنظر إىل القطعة املسامة
السكنى فإن املطفية الواردة باملقال توجد بـــأرض الطالب ،واألخرى
حسب املعاين ة يف ملكية عم املطلوب ومل تثبت املعاينة ترضر املياه بل
باألحرى وجودها وأن االزبال حسب املعاينة توجد بملك الطالب والذي
أجاب بان املساحة التي توجد هبا تستغل من مجيع سكان الدوار واملعاينة مل
تبني ما إذا كان املطلوب هو من قام بغرس أشجار الصبار أم أهنا نبتت
بفعل الطبيعة وما إذا كانت فعال تشكل رضرا للمطلوب وأهنا امتدت
داخل ملكه بحوايل مرت ونصف تقريبا ،مما يبقى معه القرار غري مرتكز عىل
أساس ويتعني نقضه.
122
لكن ،حيث إن األمر يف النازلة يتعلق برضر اجلوار الذي يلزم حمدثه
برفعه متى ثبت تطبيقا لقاعدة " الرضر يزال " واملحكمة بتأييدها للحكم
االبتدائي تكون قد تبنت النصوص القانونية املعتمدة يف النازلة وخاصة
مقتضيات الفصلني 91و 92من قانون االلتزامات والعقود التي تلزم رفع
الرضر الذي يتجاوز حد املألوف ،وقد تأكد هلا من املعاينة املنجزة ابتدائيا
عىل حمل النزاع امتداد شجر الصبار الذي يسور حائط الطالب إىل داخل
ملك املطلوب ،واعتربت يف إطار سلطتها ان املرمدة التي رصح الطالب -
خالل املعاينة -انه يملكها عىل مقربة من مطفية املطلوب من شاهنا إحلاق
الرضر بمياهها ،وما أثاره الطالب من أن املعاينة مل تنجز عىل أرض
التوفري وإنام عىل ارض سكنى مل يتمسك به أمام حمكمة املوضوع وال جتوز
إثارته ألول مرة أمام حمكمة النقض ،وبذلك يكون القرار قد ابرز عنارص
الرضر واملتسبب فيه وكيفية رفعه وجاء بذلك مرتكزا عىل أساس من
القانون والوسيلتان عىل غري أساس.
لـهـذه األسـبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالب الصائر.
123
القرار عدد 584
الصادر بتاريخ 19شتنرب 2017
يف امللف املدن عدد 2016/5/1/5521
124
بناء عىل عريضة النقض املرفوعة بتاريخ )***( من طرف الطالب
املذكور أعاله بواسطة نائبه األستاذ )***( ،التي يطعن بمقتضاها يف القرار
الصادر عن حمكمة االستئناف ب)***( بتاريخ )***( يف امللف عدد )***(.
وبناء عىل املذكرة اجلوابية املدىل هبا بتاريخ 2017/04/27من طرف
املطلوب ضدها النقض بواسطة نائبها األستاذ )***( والرامية إىل رفض
الطلب.
وبناء عىل األوراق األخرى املدىل هبا يف امللف.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية.
وبناء عىل األمر بالتخيل الصادر بتاريخ .2017/06/20
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/09/19
وبناء عىل املناداة عىل األطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
وبعد تالوة املستشارة املقررة السيدة )***( لتقريرها يف هذه اجللسة
واالستامع إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
وبعد املداولة طبقا للقانون :
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه ,إدعاء املطلوبة
أهنا تقطن رفقة عائلتها باملحل الكائن ب)***( وان الطالب انشأ فرنا
تقليديا بالزنقة اخللفية املسامة )***( الرقم )***( يعمل باخلشب واألغطية
املتالشية واالزبال واملخلفات البحرية والحيرتم معايري السالمة واألمان
ورشوط احلفاظ عىل بيئة سليمة اذ تنعدم فيه الصيانة والعناية ويشكل
خطرا عىل األطفال والعجزة واملرىض بسبب انتشار البخار والدخان
125
والروائح املترسبة من مدخنة قصرية التتجاوز اسطح املباين املجاورة ويرتد
منها الدخان اىل داخل املنازل زيادة عن الضجيج وترسب املياه من مرافق
الفرن بسبب عدم العناية بالقنوات واملجاري وان املصالح املختصة ببلدية
)***( أوفدت جلنة إىل عني املكان عاينت تصاعد دخان املدخنة وماينتج
عنه من حبيبات سوداء متحركة لعدم توفره عىل مصفاة وترسبات للمياه
وغياب لرشوط السالمة والوقاية باملحل وألزمته باحرتام توصياهتا بتنقية
املدخنة كل 20يوما ووضع مصفاة تستجيب للرشوط الصحية وطالبته
بالقيام بإصالحات جذرية بتنسيق مع مكتب دراسات خمتص إلزالة الرضر
الناتج عن انتشار احلرارة وفق الرشوط التقنية وإزالة أسباب ترسب املياه
إىل اجلريان وتوفري وسائل تفادي احلريق إىل غري ذلك وان رئيس املجلس
البلدي اختذ مقررا باإليقاف الفوري ألشغال الزيادة يف البناء ووجه إنذارا
إىل املخالف بتدارك االخالالت كام وجه شكاية إىل السيد وكيل امللك من
اجل متابعته بسبب خرق قانون التعمري كام صدر عليه قرار باهلدم مل ينفذ
إىل حد الساعة ونظرا لكوهنا ترضرت بشكل مبارش من الفرن بسبب
ترسب احلرارة بشكل اليطاق إىل منزهلا وحصول رضر باجلدران بسبب
الدخان وترسب املياه العادمة وهتتك املواد املشكلــة للبناء ،التمست
أساسا احلكم عىل الطالب برفع الرضر احلاصل هلا وبأدائه تعويضا لفائدهتا
مع غرامة هتديدية ومتهيديا بإجراء خربة للتأكد من ثبوت األرضار املذكورة
واستمرارها وتأثريها عىل منزهلا بعد معاينة الفرن وآالته وطريقة عمله
واقرتاح احللول املمكنة وتقدير مبلغ التعويض بالنظر إىل خمتلف مكونات
الرضر .وبعد اجلواب وإجراء خربة عقارية عهد هبا إىل اخلبري )***( وتقديم
املطلوبة ملذكرة إصالحية التمست بمقتضاها احلكم عىل الطالب بإغالق
الفرن بصورة هنائية وبإصالح األرضار الالحقة بمنزهلا حتت مراقبة مكتب
126
متخصص يف اهلندسة وأدائه لفائدهتا تعويضا ماليا عن الرضر الالحق هبا
قدره 100000درمها قىض احلكم االبتدائي بعدم االختصاص النوعي
وإحالة ملف القضية عىل املحكمة التجارية ب)***( بدون صائر .استأنفته
املطلوبة فقىض القرار االستئنايف بإلغاء احلكم املستأنف وإرجاع امللف إىل
املحكمة االبتدائية ب)***( للبت فيه طبقا للقانون وهو املطعون فيه
بالنقض .
يف شأن الوسيلة الوحيدة .
حيث يعيب الطاعن عىل القرار انعدام التعليل وعدم اجلواب عىل
دفوع أثريت أمام حمكمة املوضوع ،ذلك انه أثار أمام حمكمة االستئناف ان
املطلوبة تروم من خالل طلبها إىل احلكم بإغالق الفرن بصفة هنائية
وبإصالح األرضار الالحقة بمنزهلا حتت مراقبة مكتب متخصص يف
اهلندسة وب أدائه لفائدهتا تعويضا ماليا عن الرضر إال أن املحكمة استكنفت
عن اجلواب عن دفع مؤثر عىل وجه احلكم يف نازلة احلال كام أن القواعد
العامة تقيض كلام كان احد األطراف تاجرا واآلخر غري تاجر بتطبيق أحكام
القانون التجاري اعتبارا ألنه عمل خمتلط وهلذا ارتأى املرشع املغريب يف
املادة الرابعة من مدونة التجارة اجلديدة أن يضع حكام خاصا باألعامل
املختلطة عندما نص عىل انه إذا كان العمل جتاريا بالنسبة ألحد املتعاقدين
ومدنيا بالنسبة للمتعاقد اآلخر طبقت قواعد القانون التجاري يف مواجهة
الطرف الذي كان العمل بالنسبة إليه مدنيا مامل ينص مقتىض خاص عىل
خالفه ولذلك فان فكرة األعامل التجارية املختلطة ليست جمرد عمل ذهني
فحسب وإنام ترتتب عليها اثار قانونية مهمة وخطرية تتصل أساسا
باالختصاص القضائي وبقواعد اإلثبات وبأحكام التضامن والرهن
احليازي والتقادم ولذلك فان النزاعات املتعلقة باألصول التجارية،
وحسب مقتضيات املادة اخلامسة من قانون إحداث املحاكم التجارية،
127
ترجع إىل هاته األخرية وهو مايناسب سامع احلكم بنقض القرار املطعون
فيه الن املحل موضوع النزاع يستغل كمخبزة.
لكن ،حيث ان حمكمة االستئناف أجابت عن الدفع بعدم اختصاص
املحاكم العادية للبت يف الدعوى احلالية لتعلقها بمحل جتاري بتعليل
صحيح مفاده انه لئن صح ان املحل الذي زعمت املستأنفة انه مصدر
الرضر هو عبارة عن خمبزة ذات أصل جتاري فان ايا من املقتضيات
املنصوص عليها يف املادة اخلامسة من القانون رقم 93. 95املتعلق بإحداث
املحاكم التجارية التنطبق عىل نازلة احلال إذ أن النزاع اليتعلق بالعقود
التجارية وال بالدعاوى التي تنشأ بني التجار واملتعلقة باعامهلم التجارية
والهي تتعلق باألوراق التجارية والنزاعات الناشئة بني رشكاء يف رشكة
جتارية والتتعلق بنزاع حول أصلها التجاري بل هي دعوى رفع الرضر
ليس إال ويمكن إقامة هذه الدعاوي يف مواجهة أي كان سواء ضد رشكة
جتارية أو تاجر وذلك من طرف مترضر عادي األمر الذي جيعل احلكم
املستأنف غري صادر يف حمله .وهي إذ ألغت احلكم االبتدائي املطعون فيه
وقضت من جديد باختصاص املحكمة االبتدائية كمحكمة عادية للبت يف
النزاع يكون قضاؤها سليام مادامت دعوى النازلة هي دعوى شخصية
هتدف رفع الرضر الالحق باملطلوبة كساكنة يف احلي الذي يستغل به
الطالب فرنه التقليدي والتتعلق بنزاع ذي طابع جتاري حتى تتم مناقشة
املقتضيات املحتج هبا والوسيلة عىل غري أساس.
هلـذه األسبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالب املصاريف.
القرار عدد 824
الصادر بتاريخ 12دجنرب 2017
128
يف امللف املدن عدد 2016/5/1/6620
حقا ،حيث صح مانعاه الطاعن عىل القرار ،ملا كان طالب النقض قد
متسك يف مجيع مراحل التقايض بان املنطقة التي يامرس هبا نشاطه املرخص
له به ،هي منطقة صناعية وأن السكن املوجود هبا هو سكن خاص ،فإن
املحكمة كانت ملزمة بأن تتحقق من طبيعة تلك املنطقة عىل ضوء ضوابط
التعمري النافذة هبا وتتأكد من مطابقة الرخصة املمنوحة للطالب مع طبيعة
النشاط املستغل باملحل املدعى فيه ،فإهنا ملا حسمت بكون األمر يتعلق
بمنطقة خرضاء تأسيسا فقط ،عىل الشواهد اإلدارية املدىل هبا من املطلوب
بالرغم من كون العناوين الواردة هبا غري متطابقة مع عنوان العقار موضوع
الدعوى ،فإن قرارها يكون ناقص التعليل وعرضة للنقض.
نقض وإحالة
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل العريضة املرفوعة بتاريخ )***( من طرف الطالبني
املذكورين أعاله بواسطة نائبهام األستاذ )***( والرامية إىل نقض قرار
حمكمة االستئناف ب)***( الصادر بتاريخ )***( يف امللف عدد )***(.
وبناء عىل املذكرة اجلوابية املدىل هبا بتاريخ )***( من طرف املطلوب
ضدهم النقض بواسطة نائبهم األستاذ )***( والرامية إىل رفض الطلب.
129
وبناء عىل املذكرة اجلوابية املدىل هبا بتاريخ 2017/03/31من طرف
املطلوب ضده النقض )***( بواسطة نائبته األستاذة )***( والرامية إىل
رفض الطلب.
وبناء عىل األوراق األخرى املدىل هبا يف امللف.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية املؤرخ يف 28شتنرب .1974
وبناء عىل األمر بالتخيل واإلبالغ الصادر يف .2017/11/14
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/12/12
وبناء عىل املناداة عىل األطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
وبعد تالوة التقرير من طرف املستشار املقرر السيد )***( واالستامع
إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
وبعد املداولة طبقا للقانون.
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه إدعاء
املطلوبني يف النقض بمقال افتتاحي ومقال إلدخال الغري يف الدعوى أهنم
يسكنون بحي سكني ب)***( وان الطالبني عمدا إىل فتح حمل هبذا احلي
لصباغة وإصالح هياكل السيارات مما أدى إىل ترضرهم من الضجيج
وروائح الصباغة ملتمسني احلكم بإغالق املحل املخصص إلصالح هياكل
السيارات وصباغتها الكائن ب)***( حتت طائلة غرامة هتديدية .وبعد
إجراء خربة بواسطة اخلبري )***( ومتام اإلجراءات قىض احلكم االبتدائي
عىل املدعى عليهام بإغالق املحل املذكور رفعا للرضر حتت طائلة غرامة
هتديدية ورفض باقي الطلبات ،استأنفه الطالبان ،فقىض القرار املطعون فيه
بالنقض بالتأييد.
130
حيث يعيب الطالبان عىل القرار يف الوسائل جمتمعة لتداخلها خرق
القانون وخرق حقوق الدفاع واخلطأ يف التعليل املوازي النعدامه وانعدام
األساس القانوين إذ ان صفة املطلوبني منعدمة يف الدعوى باعتبارهم ليسوا
من سكان املكان الذي توجد فيه منشآهتام وان اغلبهم يتواجدون باخلارج
من اجل العمل وانه سبق للسكان احلقيقيني أن رفعوا مثل هذه الدعوى
انتهت بتنازهلم عنها لوقوع صلح بني طرفيها واملحكمة أعرضت عن
مناقشة الدفع املتعلق بالصفة ومل تتأكد من ثبوهتا كام أن املدعى عليه األول
ال يملك وال حيوز املحل وصفته يف الدعوى غري ثابتة بخالف املدعى عليه
الثاين الذي هو صاحب الرخصة القانونية يف فتح املحل واملمنوحة له حتت
عدد )***( بتاريخ )***( ،وفيام يتعلق بباقي تعليل القرار املنصب عىل
الرضر احلاصل للمطلوبني من تواجد مساكنهم قرب املحل موضوع
الدعوى وبسبب الدخان والضجيج املنبعثني منه فان هذا التعليل كسابقه
خاطئ يوازي انعدامه ذلك انه مل يتأكد إطالقا ومن خالل ماراج أمام
القضاء ابتدائيا واستئنافيا بأن مساكن املطلوبني توجد قرب املحل موضوع
الدعوى كام أن اخلربة أنجزت يف غيبتهام زيادة عىل أن اخلبري مل خيلص إىل
تواجد مساكن املدعني قرب املحل موضوع الدعوى ومل يتأكد له الرضر
املدعى به ،وان املحكمة اعتمدت اخلربة املذكورة رغم الطعن فيها واحلال
ان املحل مفتوح مند سنة 1998وبناء عىل رخصة قانونية مل تكن موضوع أي
اعرتاض من أي شخص وأهنام نازعا يف اخلربة املذكورة يف أسباب
استئنافهام ملتمسني إعادهتا إال أن املحكمة رصفت النظر عن ملتمسهام
بدون تعليل منطقي أو قانوين وردت بتعليل جممل وناقص "" بأهنا ال اثر
هلا عىل صواب ماقىض به احلكم االبتدائي """....واحلال أهنا أسباب جدية
وقانونية مما يكون معه القرار ناقص التعليل ويتعني نقضه.
131
لكن ،خالفا ملا ورد بالوسائل ،فان املحكمة مصدرة القرار حتققت
من صفة املطلوبني يف الدعوى بعدما ثبت هلا سكنهم بجوار املحل مصدر
الرضر املدعى به ،كام أن صفة الطالب األول ثابتة من خالل عدم منازعته
يف استغالله املحل املذكور ،واخلربة املنجزة حضورية للطالبني لتوصلهام
بواسطة مستخدمهام وأفاد فيها اخلبري أن املحل خمصص إلصالح وصباغة
هياكل السيارات ويوجد يف حي سكني وهو نشاط مقلق لراحة السكان
ومرض باملكان واهلواء ،واملحكمة ملا قضت برفع الرضر املدعى فيه تكون
قد استعملت سلطتها يف تقدير نتيجة اخلربة املذكورة والتي مل يدل الطالبان
بام خيالف مضموهنا ،ومل تكن ملزمة باختاذ أي إجراء آخر للتحقيق يف
الدعوى بعدما توفرت هلا من الوثائق املعروضة عليها عنارص البت فيها مما
يكون معه قرارها معلال تعليال سليام فيام انتهى إليه ،كام أن استصدار
الطالبني لرتخيص من السلطات املختصة بتاريخ سابق ملزاولة نشاطهم
الحيول دون أحقية املطلوبني باعتبارهم يسكنون بجوار املحل موضوع
الرتخيص يف املطالبة بإزالة الرضر طبقا ملقتضيات املادة 71من مدونة
احلقوق العينية ،وما بالوسائل عىل غري أساس.
لـهـذه األسـبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالبني الصائر.
132
القرار عدد 866
الصادر بتاريخ 26دجنرب 2017
يف امللف املدن عدد 2016/5/1/7044
ملا خلصت املحكمة يف قرارها املطعون فيه ،من خالل اخلربة املنجزة
إىل كون املحل خمصص إلصالح وصباغة هياكل السيارات ويوجد يف حي
سكني وهو نشاط مقلق لراحة السكان ومرض باملكان واهلواء ،وقضت تبعا
لذلك برفع الرضر املدعى فيه تكون قد استعملت سلطتها يف تقدير نتيجة
اخلربة املذكورة ،خاصة وأن الطالبان بام خيالف مضموهنا ،كام أن استصدار
الطالبني لرتخيص من السلطات املختصة بتاريخ سابق ملزاولة نشاطهم
الحيول دون أحقية املطلوبني باعتبارهم يسكنون بجوار املحل موضوع
الرتخيص يف املطالبة بإزالة الرضر طبقا ملقتضيات املادة 71من مدونة
احلقوق العينية ،وما بالوسائل عىل غري أساس.
رفض الطلب
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل العريضة املرفوعة بتاريخ )***( من طرف الطالبني
املذكورين أعاله بواسطة نائبهام األستاذ )***( والرامية إىل نقض قرار
حمكمة االستئناف ب)***( الصادر بتاريخ )***( يف امللف عدد )***( .
وبناء عىل األوراق األخرى املدىل هبا يف امللف.
133
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية املؤرخ يف 28شتنرب .1974
وبناء عىل األمر بالتخيل واإلبالغ الصادر يف .2017/11/07
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
. 2017/12/26
وبناء عىل املناداة عىل األطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
)***( وبعد تالوة التقرير من طرف املستشارة املقررة السيدة
واالستامع إىل مالحظات املحامي العام السيد )***( .
وبعد املداولة طبقا للقانون.
)***( حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه ادعاء
ومن معه بمقال افتتاحي أمام املحكمة االبتدائية ب)***( أهنم يملكون
ويقيمون بمنازهلم الكائنة بعناوينهم أعاله جياورها ملك الطالبني الذي له
واجهة واحدة ,وكان يف األصل معدا للسكنى وتم حتويله إىل محام بدون
ترخيص من السلطات املختصة ,فأصبحوا يعانون من الدخان املتصاعد منه
وما يصاحبه من محم مما يتسبب يف االختناق وتلطيخ الغسيل وتأثر جدران
منازهلم وارتفاع حرارهتا ,كام أن حفر بئرين للمياه باحلامم هيدد منازهلم
باالهنيار من جراء انجراف الرتبة وإقامة صهريج بسطحه أدى إىل تدفق
املياه إىل أسطح منازهلم والتمسوا احلكم بإغالق احلامم رفعا لألرضار
املذكورة حتت طائلة غرامة هتديدية .وتقدم ورثة )***( بمقال من أجل
مواصلة الدعوى يف إسمهم كام تقدموا وباقي املدعني بمقال إضايف رام إىل
إجراء معاينة وآخر إلدخال وكالة احلوض املائي سبو يف الدعوى ,وبعد
إجراء خربتني األوىل بواسطة اخلبري )***( والثانية بواسطة اخلبري )***(
ومتام املناقشة قىض احلكم االبتدائي عىل املدعى عليهام بإغالق محام )***(
134
الكائن ب)***( مع أدائهام تعويضات خمتلفة للمدعني ,أيدته حمكمة
االستئناف وذلك بقرارها املطعون فيه بالنقض .
حيث يعيب الطالبان عىل القرار يف وسيلتي النقض جمتمعتني
لتداخلهام انعدام التعليل وخرق القانون ووسائل اإلثبات ,فقد استأنفا
احلكم االبتدائي ألنه جانب الصواب ومل يعر أي اهتامم خلربة )***( التي
كانت نسبيا موضوعية إذ أكد عىل اخلطأ الفادح للمطلوبني الذين بإغالقهم
للباسيون الذي يعترب رضوريا لتهوية املنزل أصبحوا مسؤولني عن الرضر
الذي حلق منازهلم ،وعدم إشارة احلكم إىل خربة )***( يف حيثياته وعدم
تعليل االعتامد عليها جيعله ناقصا وخمالفا للحقيقة ,واملحكمة مل تعلل عدم
أخذها باخلربة املنجزة من طرف مكتب الدراسات املختص يف ميدان
الوقاية والسالمة ,حيث أهنام قاما باإلصالحات املتطلبة من لدن اللجنة
املختلطة ,واألرضار املوصوفة بتقرير اخلبري )***( هي ادعاءات ال أساس
هلا من الصحة ,وكل احلاممات الشعبية توجد وسط بنايات معدة للسكنى
حلاجة السكان إىل خدماهتا ,ومدخول احلامم املحكوم بإغالقه هو املصدر
الوحيد لعيشهام وعيش العاملني به ,وقد التمسا إجراء معاينة للوقوف عىل
حقيقة الوضع والتأكد من مزاعم املطلوبني كام التمسا استئنافيا إجراء خربة
مضادة يقوم هبا مكتب دراسات خمتص يف العقار ,لكن املحكمة مل تناقش
دفوعاهتام يف تعليلها فجاء قرارها ناقص التعليل املوازي النعدامه وخارقا
لقواعد اإلثبات ويتعني نقضه .
لكن ،حيث إن املحكمة وفق سلطتها يف تقدير احلجج املعروضة
عليها هلا احلق يف األخذ بخربة دون األخرى مادامت اطمأنت هلا واستقام
هبا قضاؤها رشيطة تعليل قرارها ,وحمكمة االستئناف ملا اعتربت أن اخلربة
135
املنجزة من طرف اخلبري )***( الذي هو مهندس معامري حملف جاءت وفق
احلكم التمهيدي القايض بإجرائها ومتت بحضور الطرفني وسلمت من أي
طعن جدي خاصة أن خالصتها تطابقت مع خالصات اخلبري )***( املعني
إلنجاز خربة يف نفس املوضوع وبني نفس األطراف يف ملف استعجايل
س ابق وكذا مع تقرير اللجنة التقنية املحلية املدىل به بامللف ,تكون قد بررت
بتعليل كاف أخذها بخربة )***( دون خربة )***( ,كام أهنا حني اعتربت أن
اخلبري األول خلص يف تقريره إىل أن البقعة األرضية التي أنشئ عليها احلامم
غري صاحلة إلنجازه وأهنا كانت خمصصة يف األصل للسكن وحتيط هبا بقع
سكنية وأن بناء محامني أحدمها فوق اآلخر يشكل خطورة عىل البناية
والسكان ويلحق الرضر هبم وان رفعه يكون بإزالة احلامم موضوع النزاع
من وسط املنازل السكنية يكون قرارها معلال تعليال سليام ومطابقا للقانون
والوسيلتان بدون أساس.
لـهـذه األسـبـــــاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وإبقاء الصائر عىل الطالبني .
136
رسقة الرمال – إنكار املتهم – غياب حالة التلبس – براءة.
137
وبعد اإلنصات إىل املحامي العام السيد )***( يف مستنتجاته .
وبعد املداولة طبقا للقانون .
نظرا للمذكرة املدىل هبا من لدن طالب النقض لبيان أوجه النقض
بإمضائه .
يف شأن الوسيلة الوحيدة املستدل هبا عىل النقض واملتخذة من نقصان
التعليل املوازي النعدامه ذلك أن الطاعن يعيب عىل املحكمة مصدرة
القرار املطعون فيه تربئتها للمطلوب يف النقض من جنحة رسقة الرمال
بعلة إنكاره يف سائر املراحل وعدم وجود ما يفند هذا اإلنكار واحلال أن
املتهم ضبط يف حالة تلبس وعوين من طرف عنارص الضابطة القضائية
وهو يقرتف اجلريمة ،وأن املحكمة بعدم ة مناقشتها للمحرض الذي يوثق
بمضمنه مل جتعل ملا قضت به أساسا من القانون وعللت قرارها تعليال
ناقصا يوازي انعدامه وهو ما يعرضه للنقض واإلبطال .
لكن ،حيث إنه خالفا ملا جاء يف الوسيلة ،فإن الضابطة القضائية مل
تعاين املطلوب يف النقض وهو بصدد رسقة الرمال ومل تضبطه يف حالة
تلبس ،وإنام حرض أمامها تلبية لالستدعاء املوجه إليه من قبلها فتكون
املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه ملا قضت برباءة املطلوب يف النقض من
جنحة رسقة الرمال اعتامدا عىل إنكاره يف مجيع املراحل وانعدام أية وسيلة
إثبات تفيد قيامه باملنسوب إليه قد أبرزت دواعي عدم اقتناعها بإدانته من
أجل اجلنحة املتابع هبا وجاء قرارها معلال تعليال كافيا وتبقى الوسيلة
خمالفة للواقع من جهة وعىل غري أساس من جهة أخرى .
هلذه األسباب
138
قضت برفض الطلب املرفوع من الوكيل العام للملك لدى حمكمة
االستئناف ب)***(ضد القرار الصادر عن غرفة اجلنح االستئنافية هبا
بتاريخ )***( حتت عدد )***( يف القضية ذات العدد )***( .
وبأنه ال داعي الستخالص املصاريف .
139
القرار عدد 526
الصادر بتاريخ 11أبريل 2017
يف امللف املدن عدد 2016/5/1/3292
140
وبناء عىل األوراق األخرى املدىل هبا يف امللف.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية.
وبناء عىل األمر بالتخيل الصادر بتاريخ .2017/05/30
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/07/18
وبناء عىل املناداة عىل األطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
وبعد تالوة املستشارة املقررة السيدة )***( لتقريرها يف هذه اجللسة
واالستامع إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
وبعد املداولة طبقا للقانون :
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه ,إدعاء الطالب
انه له منزال قائم البناء ب)***( وان املطلوبني اللذين يامرس احدمها
احلدادة واآلخر النجارة يف مرابني جماورين ملنزله احلقا به وبعائلته أرضارا
كبرية نتيجة الغبار املتطاير من آلة النجارة ونتيجة الرائحة الكرهية الناجتة
عن املواد املستعملة يف الصباغة فضال عن الضجيج القوي لآلالت
املستعملة يف قطع احلديد وتركيبه إضافة إىل العمل وسط الطريق التي
يسلكها إىل منزله ،ذلك أن املطلوب األول ورغم التزامه برفع الرضر مل يف
بذلك وقام باكراء مرأبه الثاين إىل املطلوب الثاين الذي يامرس النجارة
فأصبح الرضر مضاعفا ،ملتمسا أساسا احلكم عليهام برفع الرضر وذلك
بإغالق ا ملرابني والكف عن مزاولة احلدادة بالنسبة للمطلوب األول وعن
مزاولة النجارة بالنسبة للمطلوب الثاين مع غرامة هتديدية واحتياطيا
بإجراء بحث بني األطراف بحضور الشهود .وبعد اجلواب وإجراء معاينة
من طرف املحكمة قىض احلكم االبتدائي بإلزام املطلوبني برفع الرضر
141
الالحق بالطالب وذلك بإغالق املرابني والكف عن مزاولة احلدادة بالنسبة
لألول وحرفة النجارة بالنسبة للثاين مع غرامة هتديدية ورفض باقي
الطلبات .استأنفه املطلوبان وبعد إجراء خربتني عهد باألوىل إىل اخلبري
)***( وبالثانية للخبري )***( وإجراء بحث بني األطراف قىض القرار
اال ستئنايف بإلغاء احلكم املستأنف واحلكم من جديد برفض الطلب وهو
املطعون فيه بالنقض .
يف شأن الوسيلتني الثانية والثالثة املتخذتني من خرق املادة 359من ق
م م واملادة 91من قانون االلتزامات والعقود وإمهال وثائق مدىل هبا
وموجودة ضمن أوراق امللف.
حيث انه ومن مجلة ما يعيبه الطاعن عىل القرار يف الوسيلتني أعاله انه
وان أكد عىل وجود الرضر وثبوته بشكل ال نزاع فيه فانه اعترب الرضر
مدخوال عليه واعترب الطاعن مل يثبت تزايده وتفاقمه وهو بذلك رضب
بعرض احلائط كل القواعد املتعارف عليها والتي أقرت مبدأ ال رضر وال
رضار وان الرضر يزال وأمهل ما ينص عليه الفصل 91من ق ل ع بوضوح
هذا علام انه ال اجتهاد مع وجود النص وان الرضر رضر ويزال متى ثبت
وجوده وال يمكن تغليف ذلك بأمور غري مستساغة منطقا وقانونا وهو ما
كرسته حمكمة النقض يف العديد من قراراهتا ،كام أن القرار أمهل املعاينة التي
أجراها القايض االبتدائي واثبت فيها وجود الرضر وكذلك اخلربتني اللتان
أمرت هبام وأنجزمها اخلبريان )***( و)***(فكلتيهام اثبتتا وجود الرضر
الناتج عن حرفتي املطلوبني بل ان اخلبري الثاين أكد ان الضجيج الناتج عن
اآللة الكهربائية التي تستعمل يف حمل احلدادة بعد جتريبها يؤدي إىل
االهتزاز وتطاير الغبار هذا فضال عن معاينته الغبار امللتصق بمنزل الطاعن
نتيجة ممارسة احلرفتني أعاله وعزا الرضر إىل وجود حميل النجارة واحلدادة
142
وسط الساكنة باحلي وبالقرب منهم واىل استعامل اآلالت الكهربائية للقطع
والصباغة كثرية الضجيج تؤدي إىل اهتزاز األرض واجلدران وتبعث غبارا
وشظايا وروائح كرهية ناجتة عن استعامل مواد كيميائية ضارة تتناىف واحلياة
الطبيعية لإلنسان وفيها خرق لقواعد حفظ الصحة وسالمة البيئة وجتعل
السكان يف توتر دائم ينتج عنه إصابات مرضية تتمثل يف صعوبة التنفس
واإلصابة بمرض احلساسية واقرتح للحد من الرضر إيقاف النشاط
املذكور ونقله بعيدا عن احلي السكني هذا باإلضافة إىل باقي وثائق امللف
من حمرض منجز من مصلحة الرخص والشؤون االجتامعية والتزام صادر
عن املطلوب نفسه )***( برفع الرضر وجمموعة من الشكايات األخرى
كلها ثتبت انه مل يرتك بابا إال وطرقه من اجل رفع الرضر واملحكمة بإمهال
الوثائق املذكورة يكون قرارها متسام بسوء التعليل .
حقا صح ما عابته الوسيلتان عىل القرار ،ذلك أن موضوع الدعوى
يتعلق برفع رضر الضجيج واألصوات القوية واملزعجة الناجتة عن تشغيل
آالت النجارة واحلدادة وكذا الدبدبات القوية التي حتدثها وانتشار الغبار
والروائح الكرهية من املواد املستعملة يف تركيب أجزاء اخلشب وهو من
نوع الرضر املتغري الذي يتأثر باملحيط املامرس فيه وال حياز بالتقادم وال
تطبق عليه قاعدة الدخول عىل الرضر واملحكمة ملا جتاوزت املعاينة املنجزة
ابتدائيا وكذا اخلربات املنجزة عىل ذمة القضية والتي أكدت مجيعها حصول
رضر حال وحمقق بالطالب واعتربته رضرا مدخوال عليه ومل يثبت تفاقمه
يكون تعليلها مشوبا بالقصور املوازي النعدامه وتكون قد قضت عىل
خالف مقتضيات الفصل 91من ق ل ع التي توجب إزالة الرضر غري
املألوف ويتعني نقض قرارها.
143
وحيث يتعني حلسن سري العدالة ومراعاة ملصلحة الطرفني إحالة
القضية عىل نفس املحكمة املصدرة للقرار.
هلـذه األسبـاب
قضت حمكمة النقض بنقض القرار وإحالة القضية عىل نفس
املحكمة لتبت فيها طبقا للقانون هبيئة أخرى وحتميل اجلهة املطلوبة
املصاريف.
144
القرار عدد 1168
الصادر بتاريخ 29يونيو 2017
يف امللف الجنحي عدد 2016/8/6/17639
ملا كان الفصل 58من ظهري 17/10/10ينص عىل أنه "تثبت املخالفة
املتعلقة بالغابات إما بتقرير وإما بشهادة الشهود إن مل يكن هناك تقرير أو
وجد التقرير ولكن ألفي ناقصا غري كاف" وملا ثبت من حمرض املخالفة
الذي خيضع يف شكلياته للظهري املذكور أن حمرره توصل اىل معرفة املخالف
(أ .م) وانتهى اىل إخباره بأنه حرر يف حقه تقريرا بام ارتكبه ،فإن املحكمة
مصدرة القرار املطعون فيه ملا ألغت احلكم االبتدائي فيام قىض به من إدانة
مرصحة برباءة املطلوب من دون اعتبار منها حلجية تقرير مأمور املياه
والغابات طبقا للفصل 66من ظهري ،17/10/10جاء قرارها تبعا لذلك
ناقص التعليل املوازي النعدامه.
نقض وإحالة
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل طلب النقض املرفوع من وكيل امللك لدى املحكمة
االبتدائية ب)***( ،بمقتىض ترصيح أفىض به بتاريخ )***( لدى كتابة
الضبط باملحكمة املذكورة ،الرامي إىل نقض القرار عدد )***( الصادر عن
غرفة االستئنافات اجلنحية هبا بتاريخ )***( يف القضية ذات الرقم )***(
القايض بإلغاء احلكم االبتدائي فيام قىض به من إدانة املتهمني– (***) :
145
)***( – )***( من أجل جنحة قطع ومحل العود احلي وبأدائهم تضامنا
لفائدة )***( مبلغ 26000,00درهم وبإرجاعهم تضامنا فيام بينهم هلا مبلغ
132465, 0درهم وتصديا احلكم برباءهتم مع حتميل اخلزينة العامة الصائر.
إن حمكمة النقض /
146
وأن الفصل 65من ظهري 10أكتوبر 17أضفى عىل تلك املحارض
حجية ال يطعن فيها اال بالزور أو إثبات ما خيالفها إذا كانت حمررة من
طرف عون واحد وأن تقل عقوبة املخالفة فيها عن 10.0000, 0درهم،
واملحرض املؤسسة عليه حماكمة املطلوبني له حجية قائمة مادام مل يثبت ما
خيالفها مما يعرض قرارها للنقض.
من قانون املسطرة اجلنائية 365و370 بناء عىل مقتضيات املواد
والفصل 58من ظهري .17/10/10
حيث إنه بمقتىض الفقرة الثامنة من املادة 365والفقرة الثالثة من املادة 370
املذكورتني " :جيب أن يكون كل حكم أو قرار معلال من الناحيتني الواقعية
والقانونية وإال كان باطال وأن نقصان التعليل أو فساده يوازي انعدامه" .
وحيث إنه بمقتىض الفصل 58من ظهري " 17/10/10تثبت املخالفة
املتعلقة بالغابات إما بتقرير وإما بشهادة الشهود إن مل يكن هناك تقرير أو
وجد التقرير ولكن ألفي ناقصا غري كاف وملا ثبت من حمرض املخالفة الذي
خيضع يف شكلياته للظهري املذكور أن حمرره توصل اىل معرفة املخالف
)***( وانتهى اىل إخباره بأنه حرر يف حقه تقريرا بام ارتكبه ،فإن املحكمة
مصدرة القرار املطعون فيه ملا ألغت احلكم االبتدائي فيام قىض به من إدانة
وتصديا الترصيح برباءة املطلوب من دون اعتبار منها حلجية تقرير مأمور
)***( يف إطار الفصل 66من ظهري ،17/10/10
جاء قرارها ناقص التعليل املوازي النعدامه عرضة للنقض.
مــــن أجـــلــــه
قضت بنقض القرار عدد )***( الصادر عن غرفة االستئنافات
اجلنحية باملحكمة االبتدائية ب)***( بتايخ )***( يف القضية ذات الرقم
147
)***( وبإحالة القضية عىل نفس املحكمة لتبت فيها من جديد طبقا للقانون
،
كام قررت إثبات قرارها هذا بسجالت املحكمة االبتدائية املذكورة
إثر القرار املطعون فيه أو بطرته.
148
القرار عدد 1172
الصادر بتاريخ 29يونيو 2017
يف امللف الجنحي عدد 2017/8/6/7796
ملا انتهى القرار املطعون إىل إلغاء احلكم االبتدائي فيام قىض به من
إدانة املتهم بعلة أن الفصل 53من ظهري 17/10/10املذكور يشرتط إليقاع
العقوبة أن يتم البناء بواسطة مواد قابلة لالشتعال ،مع أن الغاية يف الفصل
املذكور هي املنع من احتالل امللك الغابوي والبناء فوقه بصفة عامة بغض
النظر عن املواد املستعملة مادام ليس هناك ترخيص من اإلدارة املختصة،
يكون قد أساء تطبيق الفصل املشار إليه أعاله وجاء منعدم التعليل عرضة
للنقض.
نقض وإحالة
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل طلب النقض املرفوع من وكيل امللك لدى املحكمة
االبتدائية ب)***( ،بمقتىض ترصيح أفىض به بتاريخ )***( لدى كتابة
الضبط باملحكمة املذكورة ،الرامي إىل نقض القرار عدد )***( الصادر عن
غرفة االستئنافات اجلنحية هبا بتاريخ )***( يف القضية ذات الرقم )***(
القايض بإلغاء احلكم االبتدائي فيام قىض به من إدانة املتهم (***) :من أجل
جنحة احتالل امللك الغابوي دون رخصة وعقابه بغرامة نافذة قدرها
12000, 0درهم وأدائه لفائدة )***( تعويضا قدره 86000, 0درهم وبإرجاع
149
احلالة اىل ما كانت عليه من قبل وتصديا احلكم برباءته مع حتميل اخلزينة
العامة الصائر.
إن حمكمة النقض /
150
حيث إنه بمقتىض املادة 365يف فقرهتا الثامنة واملادة 370يف فقرهتا
الثالثة من القانون املذكور.
" جيب أن يكون كل حكم أو قرار معلال تعليال كافيا من الناحيتني
الواقعية والقانونية وإال كان باطال وأن فساد التعليل يوازي انعدامه ".
وحيث إنه بمقتىض الفصل 53من ظهري 2017/10/10فإنه " ال يسوغ
ألحد أن ينصب أية خيمة او يشيد أي بناء بداخل غابات الدولة وعىل بعد
أقل من مائة مرت حوهلا ماعدا فيام خيص جمموع الغابات املوجودة اآلن
وذلك إذا كان البناء املشار اليه أعاله أو سقفه من املواد القابلة لاللتهاب
ومن خالف ذلك يعاقب بذعرية يرتاوح قدرها بني 600و 6000فرنك
وهيدم له ما بناه او نصبه يف خالل الشهر املوايل لصدور احلكم يف ذلك.
وحيث إن القرار املطعون فيه ملا قىض بإلغاء احلكم االبتدائي فيام
قىض به من إدانة املتهم بعلة أن الفصل 53من ظهري 17/10/10املذكور
يشرتط إليقاع العقوبة أن يتم البناء بواسطة مواد قابلة لالشتعال واحلال ان
الغاية هي املنع من احتالل امللك الغابوي والبناء فوقه بصفة عامة بغض
النظر عن املواد املستعملة مادام ليس هناك ترخيص من اإلدارة املختصة،
يكون قد أساء تطبيق الفصل املشار إليه أعاله وجاء منعدم التعليل عرضة
للنقض.
مـن أجلـه
قضت بنقض القرار عدد)***( الصادر عن غرفة االستئنافات
اجلنحية باملحكمة االبتدائية ب)***( بتاريخ )***( يف القضية ذات الرقم
)***( وبإحالة القضية عىل نفس املحكمة لتبت فيها من جديد وهي مشكلة
هبيئة أخرى وبتحميل املطلوب الصائر،
151
كام قررت إثبات قرارها هذا يف سجالت املحكمة االبتدائية املذكورة
إثر القرار املطعون فيه أو بطرته.
152
القرار عدد 191
الصادر بتاريخ 9فرباير 2017
يف امللف الجنحي عدد 2015/9/6/4272
ملا قضت املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه بإدانة الطاعن من اجل
جنحة رسقة الرمال من امللك العام وصادرت جراره لفائدة الدولة،مستندة
يف ذلك عىل حالة التلبس املتمثلة يف ضبطه وهو ينقل الرمال من الوادي عىل
متن جراره ،وعىل اعرتافه متهيديا وقضائيا أمامها باستخراجه للرمال من
الوادي دون ترخيص ،فإهنا تكون قد أبرزت دواعي اقتناعها بارتكابه
جلنحة رسقة الرمال بعنارصها القانونية وبينت سبب مصادرهتا للجرار
املستعمل يف اجلريمة مما يكون قرارها قد جاء غري خارق ألأي مقتىض
قانوين وجاء معلال تعليال سليام.
وحيث أن القرار املطعون فيه لئن خرق القانون عندما أدان الطاعن
من اجل جنحة رسقة الرمال يف نطاق الفصل 517من جمموعة القانون
اجلنائي بغرامة قدرها ثالثة آالف ( )3000.00درهم واحلال ان الفصل
املذكور ينص عىل العقوبة احلبسية والغرامة ،إال انه أمام طعنه وحده ويف
غياب طعن النيابة العامة يتعني الترصيح برفض الطلب
رفض الطلب
153
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل طلب النقض املرفوع من املسمى )***( بمقتىض ترصيح
أفىض به بتاريخ )***( بواسطة األستاذ )***( أمام كتابة الضبط بمحكمة
االستئناف ب)***( والرامي إىل نقض القرار الصادر عن غرفة اجلنح
االستئنافية هبا بتاريخ )***( حتت عدد )***( يف القضية ذات العدد (***) :
والقايض بتأييد احلكم املستأنف املحكوم عليه بمقتضاه من اجل رسقة
الرمال من امللك العام بغرامة نافذة قدرها 3000درهم ومصادرة اجلرار
لفائدة الدولة .
إن حمكمة النقض/
155
اجلنائي بغرامة قدرها ثالثة آالف ( )3000.00درهم واحلال ان الفصل
املذكور ينص عىل العقوبة احلبسية والغرامة ،إال انه أمام طعنه وحده ويف
غياب طعن النيابة العامة يتعني الترصيح برفض الطلب.
هلذه األسباب
قضت برفض الطلب املرفوع من املسمى )***( ضد القرار الصادر
عن غرفة اجلنح االستئنافية بمحكمة االستئناف ب)***( بتاريخ )***(
حتت عدد )***( يف القضية ذات العدد )***( .
وبإرجاع مبلغ الوديعة ملودعه بعد استخالص املصاريف .
156
القرار عدد 191
الصادر بتاريخ 9فرباير 2017
يف امللف الجنحي عدد 2015/9/6/4272
ملا قضت املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه بإدانة الطاعن من اجل
جنحة رسقة الرمال من امللك العام وصادرت جراره لفائدة الدولة،مستندة
يف ذلك عىل حالة التلبس املتمثلة يف ضبطه وهو ينقل الرمال من الوادي عىل
متن جراره ،وعىل اعرتافه متهيديا وقضائيا أمامها باستخراجه للرمال من
الوادي دون ترخيص ،فإهنا تكون قد أبرزت دواعي اقتناعها بارتكابه
جلنحة رسقة الرمال بعنارصها القانونية وبينت سبب مصادرهتا للجرار
املستعمل يف اجلريمة مما يكون قرارها قد جاء غري خارق ألأي مقتىض
قانوين وجاء معلال تعليال سليام.
وحيث أن القرار املطعون فيه لئن خرق القانون عندما أدان الطاعن
من جمموعة القانون 517 من اجل جنحة رسقة الرمال يف نطاق الفصل
اجلنائي بغرامة قدرها ثالثة آالف ( )3000.00درهم واحلال ان الفصل
املذكور ينص عىل العقوبة احلبسية والغرامة ،إال انه أمام طعنه وحده ويف
غياب طعن النيابة العامة يتعني الترصيح برفض الطلب
رفض الطلب
157
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل طلب النقض املرفوع من املسمى )***( بمقتىض ترصيح
أفىض به بتاريخ )***( بواسطة األستاذ )***( أمام كتابة الضبط بمحكمة
االستئناف ب)***( والرامي إىل نقض القرار الصادر عن غرفة اجلنح
االستئنافية هبا بتاريخ )***( حتت عدد )***( يف القضية ذات العدد (***) :
والقايض بتأييد احلكم املستأنف املحكوم عليه بمقتضاه من اجل رسقة
الرمال من امللك العام بغرامة نافذة قدرها 3000درهم ومصادرة اجلرار
لفائدة الدولة .
إن حمكمة النقض/
160
القرار عدد 689
الصادر بتاريخ 24أكتوبر 2017
يف امللف املدن عدد 2016/5/1/5198
ملا قضت املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه بإدانة الطاعن من اجل
جنحة رسقة الرمال من امللك العام وصادرت جراره لفائدة الدولة،مستندة
يف ذلك عىل حالة التلبس املتمثلة يف ضبطه وهو ينقل الرمال من الوادي عىل
متن جراره ،وعىل اعرتافه متهيديا وقضائيا أمامها باستخراجه للرمال من
الوادي دون ترخيص ،فإهنا تكون قد أبرزت دواعي اقتناعها بارتكابه
جلنحة رسقة الرمال بعنارصها القانونية وبينت سبب مصادرهتا للجرار
املستعمل يف اجلريمة مما يكون قرارها قد جاء غري خارق ألأي مقتىض
قانوين وجاء معلال تعليال سليام.
وحيث أن القرار املطعون فيه لئن خرق القانون عندما أدان الطاعن
من جمموعة القانون 517 من اجل جنحة رسقة الرمال يف نطاق الفصل
اجلنائي بغرامة قدرها ثالثة آالف ( )3000.00درهم واحلال ان الفصل
املذكور ينص عىل العقوبة احلبسية والغرامة ،إال انه أمام طعنه وحده ويف
غياب طعن النيابة العامة يتعني الترصيح برفض الطلب
رفض الطلب
161
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل العريضة املرفوعة بتاريخ )***( من طرف الطالبة املذكورة
أعاله بواسطة نائبها والرامية إىل نقض قرار حمكمة االستئناف ب)***(
الصادر بتاريخ )***( يف امللف عدد )***(.
وبناء عىل املذكرة اجلوابية املدىل هبا بتاريخ )***( من طرف املطلوب
ضده النقض بواسطة نائبه األستاذ )***( والرامية إىل رفض الطلب.
وبناء عىل األوراق األخرى املدىل هبا يف امللف.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية املؤرخ يف 28شتنرب .1974
وبناء عىل األمر بالتخيل واإلبالغ الصادر يف .2017/09/12
و بناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/10/24
و بناء عىل املناداة عىل األطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
و بعد تالوة التقرير من طرف املستشار املقرر السيد )***( واالستامع
إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
و بعد املداولة طبقا للقانون.
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه إدعاء املطلوب
بمقالني افتتاحي وإصالحي ترصفه يف األرض الفالحية اجلامعية اليت
حرز اهلل املسامة "" )***( "" مساحتها ثالثة هكتارات وان الطالبة عمدت
إىل فتح مقلع لألحجار وترامت عىل عقاره وخلفت له أرضارا بليغة متثلت
يف استحالة استغالل أرضه الفالحية يف زراعة احلبوب منذ تاريخ إنشاء
162
املقلع سنة 2008لفساد الرتبة نتيجة األشغال وإحلاق الرضر بالفرشة املائية
وبالبيئة وباحلقول املجاورة ملتمسا احلكم عليها بإرجاع األرض الفالحية
املدعى فيها إىل حالتها األصلية .وبعد متام اإلجراءات قىض احلكم
االبتدائي بعدم قبول الدعوى ،استأنفه املطلوب ،وبعد إجراء خربة بواسطة
اخلبري )***( قىض القرار املطعون فيه بالنقض بإلغاء احلكم املستأنف فيام
قىض به واحلكم تصديا عىل الطالبة يف شخص ممثلها القانوين بإرجاع
األرض حمل النزاع إىل حالتها الطبيعية وذلك بإزالة الرمال واحلىص
والدعامات والبنايات املقامة عليها حتت طائلة غرامة هتديدية قدرها 300
درهم عن كل يوم امتناع عن التنفيذ وبأدائها لفائدة املطلوب تعويضا عن
الرضر قدره 32.5000, 0درهم ورفض باقي الطلب .
حيث تعيب الطالبة عىل القرار يف وسيلتي النقض األوىل والثانية
جمتمعتني لتداخلهام فساد التعليل وخرق القانون ذلك انه اعترب صفة
املطلوب يف النقض ثابتة لكون حيازته للعقار موضوع طلب التعويض مل
تكن حمل منازعة من قبل العارضة يف حني أنه أدىل بشهادة إدارية تفيد انه
يستغل ثالثة هكتارات فالحية يف أرايض اجلامعة الساللية دون بيان حدودها
وتاريخ استغالهلا وان استغالل األرايض الساللية خيضع لظهري 1919كام
وقع تعديله وأن شهادة السلطة املحلية ال تغني عن موافقة نواب اجلامعة
الساللية وان املطلوب مل يدل بام يثبت أن اجلامعة املذكورة هي التي منحت له
األرض الستغالهلا مما تكون صفته غري ثابتة ويتعني معه نقض القرار .
لكن ،من جهة ،فان املحكمة حتققت من صفة املطلوب يف الدعوى
من خالل ثبوت حيازته للعقار املدعى بشأنه ،وهي احليازة الغري املنازع
فيها من طرف الطالبة .ومن جهة ثانية فإن هذه األخرية ال صفة هلا يف
163
مناقشة مسطرة توزيع االنتفاع باألرايض اجلامعية والتي ختص األعضاء
املنتمني للجامعة وحدهم ،وما بالوسيلة عىل غري أساس.
وتعيب عليه يف وسيلتي النقض الثالثة والرابعة جمتمعتني لتداخلهام
انعدام التعليل ونقصانه ذلك انه اعتمد عىل ادعاء املطلوب بكون الطالبة
تعمدت فتح مقلع لألحجار وترامت عىل عقاره وخلفت له أرضارا بليغة
ومل تفرق بني من يرتامي عىل ارض الغري ومن يكرتي األرض وأهنا اكرتت
األرض من اجلامعة الساللية التي يتعني الرجوع عليها يف حالة ادعاء الرضر
وأن رخصة املقلع مل يرد هبا أي رشط بخصوص االستغالل والقرار مل
يناقش عقد الكراء امل دىل به كام أن املحكمة مل تتأكد من مكان وجود احليص
والدعامات والبنايات املقامة وما إذا كانت توجد يف األرض املكرتاة أم يف
األرض التي يدعي املطلوب بأنه يستغلها ،كام أن اخلربة املعتمدة من
املحكمة مل حتدد تاريخ بداية األشغال يف املقلع مما يكون معه القرار ناقص
التعليل وعرضة للنقض.
لكن ،حيث إن تعليل املحكمة لقرارها بكون كراء الطالبة األرض
من )***( ال يعفيها من املسؤولية فيام إذا تسببت األشغال التي تقوم هبا يف
اإلرضار بالغري هو تعليل مطابق للقانون ألن املكرتي يبقى مسؤوال عن
األرضار الغري املألوفة الالحقة باجلوار واملرتتبة عن استغالله للعني املكراة،
ومن جهة أخرى فإن املحكمة ثبت هلا الرضر املدعى به من اخلربة املنجزة
والتي خلصت إىل أن مقلع الطالبة احلق رضرا بأرض املطلوب عىل مساحة
هكتار ونصف متمثال يف تثبيت جمموعة من اآلالت باالسمنت املسلح
وتغطية املساحة املذكورة باحلىص مما أدى إىل فساد الرتبة وتقليص طاقتها
اإلنتاجية ومردوديتها يف النشاط الفالحي ،وهي بذلك تكون قد استعملت
سلطتها يف تقدير اخلربة املذكورة وعللت قرارها تعليال سليام فيام انتهت
164
إليه من رفع للرضر ،وباقي ما نعته الوسيلة فهو جديد خيتلط الواقع فيه
بالقانون مل يسبق للطالبة أن متسكت به أمام حمكمة املوضوع وال تقبل منها
إثارته أول مرة أمام حمكمة النقض ،والوسيلتان عىل غري أساس.
لـهـذه األسـبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالبة الصائر.
165
القرار عدد 564
الصادر بتاريخ 12شتنرب 2017
يف امللف املدن عدد 2016/5/1/5517
يكون سليام قرار حمكمة االستئناف الذي ردت فيه الدفع املثار
بخصوص قدم الرضر ،مادام أن هذا الرضر احلاصل للمطلوبني ناتج عن
تشغيل الطالب حمله يف النجارة ،وهو يعترب من قبيل الرضر املتغري الذي ال
حياز بالتقادم وال تطبق بشأنه قاعدة الدخول عىل الرضر.
رفض الطلب
باسم جاللة امللك وطبقا للقانون
بناء عىل عريضة النقض املرفوعة بتاريخ )***( من طرف الطالب
املذكور أعاله بواسطة نائبه األستاذ )***( ،التي يطعن بمقتضاها يف القرار
الصادر عن حمكمة االستئناف ب)***( بتاريخ )***( والصحيح هو )***(
يف امللف عدد )***(.
وبناء عىل مذكرة اجلواب املدىل هبا من املطلوبني بواسطة دفاعهم
األستاذة )***( بتاريخ )***( والتي التمسوا فيها رفض الطلب.
وبناء عىل األوراق األخرى املدىل هبا يف امللف.
وبناء عىل قانون املسطرة املدنية.
166
وبناء عىل األمر بالتخيل الصادر بتاريخ .2017/06/13
وبناء عىل اإلعالم بتعيني القضية يف اجللسة العلنية املنعقدة بتاريخ
.2017/09/12
وبناء عىل املناداة عىل األطراف ومن ينوب عنهم وعدم حضورهم.
وبعد تالوة املستشارة املقررة السيدة )***( لتقريرها يف هذه اجللسة
واالستامع إىل مالحظات املحامي العام السيد )***(.
وبعد املداولة طبقا للقانون :
حيث يستفاد من وثائق امللف ومن القرار املطعون فيه ,إدعاء
املطلوبني اهنم يعتربون من بني سكان احلي الذي يقع فيه حمل الطالب
والذي خيصصه للنجارة وان الضجيج الذي تصدره اآلالت الكهربائية
التي يستخدمها يف تقطيع اخلشب وصقله وتليينه ارض هبم بشكل أصبح
معه الوضع اليطاق وموجبا لتغيريه بإلزام الطالب بإغالق املحل املذكور،
ملتمسني احلكم بإلزامه هو ومن يقوم مقامه بإغالق املحل املخصص
للنجارة العرصية الكائن ب)***( واقران احلكم بغرامة هتديدية عن كل
يوم تأخري .وبعد إجراء خربة عهد هبا إىل اخلبري )***( ،قىض احلكم
االبتدائي وفق مطالب املدعني .استأنفه الطالب فقىض القرار االستئنايف
بالتأييد وهو املطعون فيه بالنقض.
يف شأن الوسيلتني األوىل والثالثة جمتمعتني لتداخلهام.
حيث يعيب الطاعن عىل القرار خرق املادة 13من القانون رقم 90ـ
41املحدث للمحاكم اإلدارية وانعدام التعليل ،ألنه دفع أمام حمكمة
االستئناف بعدم االختصاص النوعي اعتبارا إىل أن الدعوى هتدف إىل
إغالق حمل جتاري يستغله بمقتىض قرار إداري مؤرخ يف )***( موضحا ان
167
املحكمة املختصة نوعيا هي املحكمة اإلدارية ب)***( ومشريا إىل أن
االخت صاص النوعي يعترب من النظام العام ويمكن إثارته يف مجيع مراحل
الدعوى وانه عىل اجلهة القضائية املعروضة عليها القضية ان تثريه تلقائيا كام
دفع يف نفس الوقت بأنه واستنادا إىل مقتضيات املادة 13من القانون املذكور
فإنه إذا أثري دفع بعدم االختصاص النوعي أمام جهة قضائية عادية وجب
أن تبت فيه بحكم مستقل وال جيوز هلا ان تضمه اىل املوضوع إال ان
املحكمة ردت الدفع املذكور بعلة انه ال مسوغ له قانونا ألن أساس
الدعوى هو رفع الرضر يف إطار القواعد العامة وال وجود ألي سبب حلرش
القضاء اإلداري يف نازلة احلال وهو تعليل فيه خرق واضح للامدة 13
املذكورة التي تلزم املحكمة بالبت يف الدفع بحكم مستقل وال جيوز هلا أن
تضمه إىل املوضوع كام انه أثار أيضا دفعا يتعلق بالتصفية القضائية ملؤسسة
جتارية ذلك ان قضاء املحكمة بإغالق مؤسسته يعني تصفيتها قضاءا
وبالتايل فان اختصاص البت خيرج عنها وينعقد للمحكمة التجارية
وحمكمة االستئناف ملا بتت دون ان جتيب عىل الدفع املذكور يكون قرارها
غري معلل وموجبا للنقض.
لكن ،حيث إن األمر يف النازلة يتعلق بالتزام قانوين بعدم اإلرضار
وما يليه من قانون االلتزامات والعقود. 91 باجلار جيد مصدره بالفصل
والقرار املطعون فيه ملا رصح بأن النزاع يتعلق برفع الرضر ورد الدفع بعدم
اإلختصاص النوعي كان تعليله صحيحا ،ألن الدعوى التناقش الرخصة
اإلدارية التي يستغل هبا الطاعن املحل موضوع الدعوى ومل يكن حملها
عقدا جتاريا أو أصال جتاريا أو نزاعا بني رشكاء حوهلام أو توقفا عن دفع
الديون انتهى بتصفية املقاولة التجارية قضاءا بل تأسست عن مسؤولية
تقصريية بسبب األرضار موضوع الدعوى واملحكمة ملا استبعدت
168
مقتضيات القانونني اإلداري والتجاري املحتج هبا من التطبيق واحتكمت
إىل مقتضيات الفصل 91من ق ل ع معتربة بناء عىل اخلربة املنجزة ابتدائيا
ان تواجد حمل الطاعن املستغل يف النجارة يف قلب حي سكني وان ما
يصدره من ضجيج نتيجة تشغيل آالت القطع وما يثريه من غبار وتلوث
للهواء يسبب رضرا للمطلوبني باعتبارهم من ساكنة احلي وقضت برفعه
اعتبارا الن الرضر يزال يكون قضاؤها سليام .وما اثاره الطاعن بخصوص
احلكم املستقل الذي جيب عىل املحكمة إصداره عند البت يف الدفع بعدم
االختصاص النوعي فهو خالف الواقع النه حسب تنصيصات احلكم
االبتدائي التي يوثق بمضمنها فان املحكمة االبتدائية عندما أثري أمامها
الدفع بعدم االختصاص النوعي أجابت برده يف حكم مستقل بمقتىض
قرارها املؤرخ بجلسة )***( وان تغايض الطالب عن الطعن فيه أمام اجلهة
املختصة ومعاودة إثارة الدفع بعدم االختصاص النوعي مرة ثانية أمام
حمكمة االستئناف كمحكمة عادية ال يسلبها أحقية الرد عليه كام فعلت عن
صواب يف قرارها والوسيلتان عىل غري أساس .
يف شأن الوسيلة الثانية .
حيث يعيب الطاعن عىل القرار خرق الفصل 387من قانون
االلتزامات والعقود وانعدام التعليل ،ألنه دفع أمام املحكمة االبتدائية
وأمام حمكمة االستئناف بتقادم دعوى املطلوبني وتقادم الرضر املزعوم
ملرور أزيد من 15سنة عىل استغالله ملحله التجاري بنفس الكيفية إال أن
املحكمة ردت الدفع بعلة ان الرضر املطلوب إزالته قد حدث بحكم
اآلالت اجلديدة التي بدأ الطاعن يستخدمها يف نشاطه بعد ازدهاره وان
الدعوى قامت عىل أعقاب احتداد هذا الرضر وبلوغه مبلغا ال يطاق وال
169
مربر الختاذ تاريخ بداية فتح املحل تارخيا لبداية احتساب التقادم واحلال انه
مل يغري اآلالت التي يستخدمها منذ 1993إىل اآلن والزال يستعملها منذ
ذلك التاريخ داخل حمله وان دور املطلوبني توجد بعيدة عن حمله وحمكمة
االستئناف حني مل تعلل من أين استقت وجود آالت جديدة لديه ،يكون
قرارها فاسد التعليل وخمالفا للواقع.
لكن ،حيث ان حمكمة االستئناف ملا ردت الدفع املثار بخصوص
القدم يكون قرارها سليام مادام الرضر احلاصل للمطلوبني نتيجة تشغيل
الطالب حمله يف النجارة هو من قبيل الرضر املتغري والحياز بالتقادم
والتطبق عليه قاعدة الدخول عىل الرضر وهبذه العلة التي حتل حمل العلة
املنتقدة التي أوردها القرار يف جوابه عن الدفع املذكور بخصوص وجود
آالت جديدة يستقيم القرار والوسيلة عىل غري أساس.
هلـذه األسبـاب
قضت حمكمة النقض برفض الطلب وحتميل الطالب املصاريف.
170
171
الجزء الثاني
دراسات قانونية
172
173
الموضوع األول
السيد عبد الرحيم استيتو
طالب باحث بصف الدكتوراه،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية،
174
اآلليات الوقائية لحماية البيئة بالمغرب
نظام دراسات التأثير على البيئة كنموذج
175
مقدمة
يشكل البعد الوقائي يف محاية البيئة ذلك الرهان الواعد الذي
أضحت تعول عليه خمتلف الترشيعات من أجل وقاية األوساط البيئية
ومكوناهتا من كل انتهاك أو إرضار يمكن أن حيصل نتيجة األنشطة
البرشية ،وبذلك فقد عمدت أغلب الترشيعات املعارصة يف هذا اإلطار إىل
إقرار آليات متعددة لضامن حتقيق هذا الرهان الوقائي للبيئة استنادا
للمراقبة القبلية للمشاريع املراد إنجازها ،والتي تباينت ما بني اآلليات
املتمثلة يف القرارات اإلدارية كالرتاخيص والتصاريح واإلذونات املختلفة،
وما بني آليات يف شكل أنظمة أو برامج مضبوطة كاملخططات
واالسرتاتيجيات البيئية ،وكذا نظام دراسات التأثري عىل البيئة(.)1
واعتبارا لفعالية بعض هذه اآلليات ونجاعتها يف محاية األوساط
البيئية ،كام هو احلال بالنسبة لدراسات التأثري عىل البيئة ،فقد أصبحت
أمهيتها تتعاظم تدرجييا ،مما مكنها من اكتساب أمهية خاصة يف مسار محاية
البيئة الطبيعية ومكوناهتا.
وتكمن اجلدوى من آلية دراسات التأثري عىل البيئة يف أبعادها املندجمة
التي متزج بني؛ البعد الوقائي الذي يعتمد أساسا عىل وضع أسس
( )1تتعدد املصطلحات املستعملة للتعبري عن هذا النظام بحيث ،وإىل جانب مصطلح "دراسات
التأثري عىل البيئة" نجد أن هناك من يستعمل مصطلحات أو مفاهيم أخرى من قبيل "دراسات
املردود البيئي" (البند 1من املادة 11من القانون رقم 21لسنة 1995املتعلق بإنشاء اهليئة العامة
للبيئة) أو "تقويم التأثري البيئي" الذي جاء يف البند 1من املادة 6من القانون رقم 4لسنة 1994
املتعلق بالبيئة ،يف حني نجد أن املرشع السعودي يستعمل مصطلح "التقويم البيئي للمرشوع"
كام هو وارد يف البند 1من املادة 18من النظام العام للبيئة الصادر بموجب املرسوم امللكي رقم
م 34/املؤرخ يف 1422/7/28موافق ل 16أكتوبر .2001
176
ومقومات الرقابة القبلية عىل بعض األصناف من املشاريع واألنشطة
والربامج واملخططات ،من أجل ضامن منع وقوع األرضار والكوارث
البيئية التي يمكن أن تنتج عنها ،ثم البعد الرقايب من خالل مراقبة حالة
البيئة وتتبعها ورصد كل تغيري يطرأ عىل مكوناهتا ،وحتديد أسبابه وتقديم
االقرتاحات الكفيلة بتجاوزه أو معاجلته ،ثم أخريا البعد العالجي الذي
هيدف إىل إصالح األرضار التي يتسبب فيها اإلنسان ،عرب إلزامه باختاذ
التدابري الكفيلة بتجاوز خملفاهتا.
وبالعودة للسياق التارخيي املؤرخ لظهور نظام دراسات التأثري عىل
البيئة ،يمكن القول أنه ظهر ألول مرة يف قانون البيئة للواليات املتحدة
األمريكية لسنة ،1970ثم اعتمده القانون الفرنيس بموجب القانون رقم
76.929املؤرخ يف 10يوليوز 1976الذي نص يف املادة 2منه عىل وجوب
توفر الدراسات القبلية املتعلقة بتهيئة املجال أو املشاريع ،التي يمكن
استنادا ألمهية حجمها أو تأثرياهتا ،أن تؤدي إىل اإلرضار بالوسط البيئي،
عىل دراسات التأثري عىل البيئة التي متكن من تقييم هذه املخاطر( ،)2وقد
أعقب هذا القانون صدور نص تنظيمي يف شكل مرسوم حيدد بدقة
اإلجراءات والتدابري الواجب احرتامها بمناسبة إجراء دراسات التأثري عىل
البيئة( ،)3هذا إىل جانب دورية وزير البيئة املؤرخة يف 27شتنرب 1993التي
تولت توضيح حماور هذا املرسوم.
وقبل اخلوض يف دراسة مضمون آلية دراسات التأثري عىل البيئة،
ومناقشة إجراءات تطبيقها وتنفيذها ،البد لنا أن نسلط الضوء عىل السياق
العام إلحداث هذه اآللية ببالدنا ،والذي يمكن القول أنه جاء يف إطار
تنفيذ املغرب اللتزاماته الدولية ،ومواكبة منه للجهود املبذولة عىل هذا
)2( MANUEL GROS: leçons de droit de l’environnement ; examens et concours,
ouvcité. Page 88.
(3) le décret n 77-1141 du 22 octobre 1977, tel qu’il a été modifié par le décret n 93-
245 du 25 février 1993
177
الصعيد بغية حتسني جودة البيئة املغربية بمكوناهتا الثالث املتمثلة يف اهلواء
والرتبة واملاء ،خاصة وأن املغرب كان من بني الدول املشاركة يف مؤمتر
األمم املتحدة للبيئة والتنمية املنعقد بريو دي جانريو من 3إىل 12يونيو
،1992الذي متخض عنه اإلعالن العاملي حلامية البيئة ،والذي شدد يف املبدأ
17منه عىل رضورة أن تتوفر الدول عىل هيئة وطنية تتوىل دراسات التأثري
عىل البيئة بالنسبة لألنشطة التي حيتمل أن تكون هلا آثار سلبية كبرية
عىل البيئة.
إن نظام دراسات التأثري عىل البيئة يعد يف الوقت الراهن من أبرز
اآلليات التي اعتمدهتا أغلب الدول يف ترشيعاهتا الداخلية هبدف تكريس
محاية البيئة ،وتكمن أمهية هذه اآللية يف طابعها الوقائي الذي يمكن من
جتنب جمموعة من املخاطر املرضة بالبيئة ،عىل اعتبار أهنا تشكل تدبريا قبليا
وسابقا عىل الرشوع يف مزاولة النشاط املعني،يضمن من خالل التقيد
بأحكامه مراعاة أهم مصادر التهديد البيئي ،ووضع احللول املناسبة هلا ،كام
أن إنجاز دراسات التأثري هذه يكون يف كثري من األحيان رشطا للحصول
عىل املوافقة البيئية باعتبارها بمثابة ترخيص ملامرسة النشاط املذكور ،فام هو
إذن مفهوم هذا التدبري؟ وما هي انعكاساته اإلجيابية بالنسبة للبيئة؟ ثم ما
هو حمتوى هذا التدبري ،واإلجراءات املسطرية لتنفيذه؟
178
أبرز جتليات مقوماته التي بوأته هذه األمهية التي أضحى يتميز هبا
(املطلب الثاين) .
املطلب األول :مفهوم دراسات التأثري عىل البيئة.
إن اإلحاطة بمفهوم نظام دراسة التأثري عىل البيئة يقتيض التمييز بني
املفهوم الفقهي واملفهوم القانوين له.
أوال :املفهوم الفقهي:
لقد تعددت التعاريف التي تناولت نظام دراسات التأثري عىل البيئة
بحسب الزاوية التي استند عليها كل باحث يف صياغة تعريفه ،وإن كانت
أغلب هذه التعاريف ضلت متقاربة يف عمومها ،ولذلك سوف نقترص عىل
رسد بعض التعاريف املقدمة يف هذا اإلطار والتي بدت لنا أكثر شمولية،
ومن ضمنها تعريف األستاذ وليام كيندي الذي ذهب إىل القول بأن " تقييم
اآلثار البيئية ليست فقط علام أو جمرد إجراءات ،بل إهنا علم وفن ،فمن
حيث كوهنا علم فهي أداة ختطيطية تعمل باملنهج العلمي من أجل معرفة
التنبؤات وتقييم التأثريات البيئية ومشاركتها يف عمليات التنمية .ومن
حيث كوهنا فن فهي عبارة عن تدابري للتأكد من أن التحليل البيئي
()4
إلحداث املرشوع له تأثري عىل عملية اختاذ القرار"
ويذهب باحثون آخرون كالفقيه زين الدين عبد املقصود إىل إعطاء
تعريف أكثر شمولية ،وذا نطاق أوسع ،بحيث عرف هذا النظام بأنه
" عملية كشف اآلثار أو املردودات البيئية السلبية الضارة واإلجيابية املفيدة
( )4تعريف أوردته تركية سايح حرم عبة يف بحثها حول "نظام دراسة التأثري ودوره يف محاية فعالة
للبيئة ،جملة الندوة للدراسات القانونية ،العدد األول ،سنة ،2013كلية احلقوق والعلوم
السياسية ،جامعة حممد خيرض بسكرة ،اجلزائر ،ص .125
179
خلطط التنمية الشاملة امللموس منها وغري امللموس ،املبارشة منها وغري
املبارشة ،اآلتية واملستقبلية ،املحلية واإلقليمية والعاملية ،من أجل معاجلة أو
تفادي اآلثار الضارة بصفة خاصة وتأكيد اآلثار املفيدة محاية للبيئة
وللمرشوعات اإلنامئية معا"(.)5
غري أن ما يالحظ حول هذه املفاهيم التي حاولت حتديد مفهوم
دراسات التأثري عىل البيئة أهنا مل تربز بالشكل الكايف ،أهم ما يميز هذا
النظام أال وهو الطابع القبيل والوقائي .ولذلك ارتأينا أن نعرفه بدورنا كام
ييل" :جمموع العمليات والدراسات املتكاملة ،التي يتعني لزاما عىل صاحب
املرشوع القيام هبا يف سبيل احلصول عىل قرار املوافقة البيئية( )6املتعلق
بإحداث مرشوع( )7حيتمل أن تكون له انعكاسات عىل البيئة ،وذلك هبدف
وقايتها من األرضار املحتملة ،ووضع احللول املمكنة ملعاجلة آثارها وجتاوز
األرضار الناجتة عنها".
وهكذا فإن ملف دراسات التأثري عىل البيئة يرتبط بجوهر النشاط
املزمع إنجازه ،أي أنه يركز أساسا عىل املحتوى التقني ،وخالصات
الدراسات املنجزة ،التي يتعني أن جتيب عىل مجيع العنارص املنصوص عليها
( )5رائف حممد لبيب :احلامية اإلجرائية للبيئة ،من املراقبة إىل املحاكمة-دراسة مقارنة -رسالة لنيل
درجة املاجستري يف القانون ،كلية احلقوق ،جامعة املنوفية ،2008 ،ص .67
( )6يقصد باملوافقة البيئية ،ذلك "القرار املتخذ من طرف السلطة احلكومية املكلفة بالبيئة طبقا لرأي
اللجنة الوطنية أو اللجان اجلهوية لدراسات التأثري عىل البيئة ،والذي يشهد من الناحية البيئية
بإمكانية إنجاز مرشوع خاضع لدراسات التأثري عىل البيئة"( .البند 4من م 1من ق رقم 12.03
املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة)
( )7ينرصف مفهوم املرشوع من منظور القانون رقم 12.03إىل " :كل مشاريع األنشطة واألشغال
والتهييئات واملنشأت املزمع إنجازها من طرف كل شخص طبيعي أو معنوي ،عام أو خاص،
والتي بسبب طبيعتها أو حجمها أو وجودها بمناطق حساسة أو مناطق حممية تتطلب إجراء
دراسات التأثري عىل البيئة"( .البند 5من م 1من القانون املذكور.
180
يف النصوص القانونية والتنظيمية ذات الصلة ،أما اجلانب الشكيل املتمثل
يف شكل هذه الدراسات واخلالصات فهو ال يكتسب نفس القدر من
األمهية ،نظرا ملا يمكن أن خيلقه من منازعات.
ثانيا :املفهوم القانوين.
ال يكاد قانون من القوانني املقارنة التي أقرت مثل هذه األنظمة
الوقائية للبيئة ،خيلو من تعريف ترشيعي له ،وعىل الرغم من أن مهمة وضع
التعاريف هي يف األصل عمل فقهي ،فإن هذه القوانني البيئية عمدت إىل
حرص املفاهيم وحتديدها بدقة للحيلولة دون أي تأويل أو خالف يف
التفسري يذهب يف اجتاه التضييق أو التوسع من إرادة املرشع.
باالطالع عىل بعض القوانني املقارنة التي اعتمدت تعريف مثل هذا
النظام ،نجد أهنا اعتمدت مفاهيم متقاربة من حيث املضمون وإن اختلفت
الصياغات التي اهتدت إليها ،فنجد مثال أن القانون الفرنيس الذي كان
سباقا إىل اعتامد مثل هذا التدبري عىل املستوى األوريب ،عرفه يف الفقرة الثانية
من املادة الثانية من القانون املؤرخ يف 10يوليوز 1976بأنه" :الدراسات
السابقة عىل إنجاز التهيئة أو املرشوع الذي يمكن أن يلحق رضرا بالوسط
البيئي بسبب أمهية أبعاده أو تأثرياته(.)8
ويف نفس االجتاه ذهب القانون الكندي يف حتديده ملفهوم نظام التقييم
البيئي ،باعتباره تلك "األداة الفعالة التي تسمح بأخذ خمتلف العوامل
البيئية يف جمال التخطيط واختاذ القرار بشكل يسهم يف تطوير التنمية
181
املستدامة"( .)9وهي تسمح بتقييم اآلثار البيئية ملرشوع معني ،من طرف جلنة
التقييم البيئي املكونة طبقا للفصل 33من القانون املذكور(.)10
أما بالنسبة للقانون العراقي فقد عرفه بأنه "دراسة وحتليل اجلدوى
البيئية للمرشوعات املقرتحة التي قد تؤثر إقامتها أو ممارستها ألنشطتها عىل
صحة اإلنسان وسالمة البيئة حارضا ومستقبال هبدف محايتها"(.)11
وبالنسبة للمرشع اإلمارايت فقد عرف تقييم التأثري البيئي يف املادة
األوىل من القانون االحتادي رقم 24املؤرخ يف 17أكتوبر 1999املتعلق
بحامية البيئة وتنميتها ،بأنه "دراسة وحتليل اجلدوى البيئية لألنشطة التي قد
يؤثر إقامتها أو ممارستها عىل سالمة البيئة".
وبالرجوع إىل املنظومة القانونية املغربية ،نجد أن املرشع املغريب عمد
يف املادة األوىل من القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة
املؤرخ يف 12ماي )12(2003إىل تعريف نظام دراسات التأثري عىل البيئة
باعتباره "الدراسة القبلية التي متكن من تقييم اآلثار املبارشة وغري املبارشة
التي يمكن أن تلحق البيئة عىل األمد القصري واملتوسط والبعيد نتيجة إنجاز
املشاريع االقتصادية والتنموية وتشييد التجهيزات األساسية وحتديد
التدابري الكفيلة بإزالة التأثريات السلبية أو التخفيف منها أو تعويضها بام
يساعد عىل حتسني اآلثار اإلجيابية للمرشوع عىل البيئة".
( )9الفقرة الثانية من ديباجة القانون الكندي لسنة 1992املتعلق بالتقييم البيئي ،كام عدل ومتم يف 30
نونرب .2010
()10أنظر املادة 2من القانون الكندي املذكور.
( )11املادة 2من القانون رقم 21لسنة 2009املتعلق بحامية وحتسني البيئة ،الوقائع العراقية عدد
4142بتاريخ ،2010.01.25ص .2
()12القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم
1.03.60املؤرخ يف 12ماي ( .2003ج ر عدد 5118بتاريخ )2003.06.19
182
واستنادا هلذا القانون ،وللنصوص التنظيمية الصادرة بتطبيقه ،يكون
املرشع املغريب قد جتاوز الفراغ القانوين الذي كان حاصال يف جمال محاية
البيئة ،قبل صدوره ،بحيث كان يتم االقتصار بشكل أكرب عىل الرقابة
الالحقة للمشاريع واألنشطة بعد إنشائها ،األمر الذي مل يكن كافيا ملنع
حصول أرضار بيئية يصعب التخلص من خملفاهتا حتى مع االلتزام
بالضوابط القانونية ذات الصلة باملوضوع.
إن أبرز ما ينطوي عليه نظام دراسات التأثري عىل البيئة يكمن يف
اعتبارها بمثابة أداة وقائية أساسية يف مسار محاية البيئة ،وذلك من خالله
ثالث مستويات متكاملة تتمثل يف الوقاية واملنع ،املراقبة والتتبع ،ثم
اإلصالح واملعاجلة ،لذا فقد أضحى فاعال حموريا يف كل منظومة قانونية
تستهدف محاية البيئة ،فام هي يا ترى أبرز إجيابيات ومقومات هذا النظام
الذي ال يكاد خيلو منه قانون من القوانني البيئية املقارنة.
املطلب الثاين:أمهية نظام دراسات التأثري عىل البيئة وإجيابياته.
يعترب نظام دراسات التأثري عىل البيئة من ضمن اآلليات التي تستند
إليها اإلدارة الختاذ القرار املناسب فيام يتعلق بتسليم الرتخيص املطلوب
من عدمه ،بحيث أنه يسمح هلا بأخذ نظرة شمولية عىل املرشوع موضوع
طلب الرتخيص ،استنادا لتقييم متعدد اجلوانب يأخذ بعني االعتبار آثار
املرشوع بالنسبة لإلنسان ،احليوان ،النبات ،الرتبة ،اهلواء ،املناخ ،الوسط
الطبيعي ،التوازن البيولوجي ،واملمتلكات واملآثر التارخيية ،كام يمكن ذات
اإلدارة من رصد حجم ونوع املكاسب التي يمكن حتقيقها من خالله سواء
بالنسبة للبيئة أو املجتمع وسبل تطويرها وحتسينها ،كام يتيح هلا باملقابل
إمكانية الوقوف عىل االنعكاسات السلبية هلذا املرشوع عىل البيئية ،وحجم
183
هذه األرضار املتوقع حدوثها استنادا حلقائق علمية وتقنية مضبوطة( ،)13إىل
غري ذلك من الفوائد اهلامة التي يمكن حتقيقها عرب التفعيل احلقيقي
املسؤول لضوابط هذا النظام ،والتي تعترب تطبيقا حقيقيا وهاما ملبدأ الوقاية
واالحتياط الذي يعترب من ضمن أبرز مبادئ القانون البيئي املعارص.
وعىل العموم فإن أمهية دراسات التأثري عىل البيئة ،جتد مصدرها يف
اإلجيابيات املتعددة التي يتأتى حتقيقها سواء بالنسبة لصاحب املرشوع
موضوع الدراسة ،أو للسلطة اإلدارية املعنية ،أو حتى بالنسبة لعموم أفراد
املجتمع الذي يتوقع أن ينشأ املرشوع فيه( ،)14والتي يمكن تقديم حماورها
األساسية ،بشكل خمترص ،كام ييل:
أوال :بالنسبة لصاحب املرشوع.
متكينه من تقوية وحتسني تنافسية املرشوع الذي يعتزم إنشائه من
خالل إدراكه للتأثري املتبادل بني الوسط البيئي واملرشوع املفرتض إنجازه
من جهة ،وعرب حتفيزه عىل اختيار وسائل اإلنتاج الصديقة للبيئة ،وترشيد
استعامل الطاقة واملوارد الطبيعية املختلفة مع ما يعنيه ذلك من اقتصاد يف
فواتري املاء والطاقة واملواد األولية.
االقتصاد يف التكاليف املادية الباهظة إلصالح األرضار التي حلقت
بالبيئة ،واستثامرها يف تنمية وتطوير األنشطة االقتصادية واالجتامعية؛
جتنب املخاطر التي يمكن أن تؤدي إىل إفشال املرشوع ،أو الرفع من
تكلفته ،بسبب الترسع يف إحداث املرشوع ،وعدم دراسة خمتلف املقومات
املرتبطة بالوسط االجتامعي ،والبيئي ،واجلغرايف.
( )13راجع يف هذا الشأن املادة 5من القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة
املذكور أعاله.
(14) office fédérale de l’environnement (ofev) : étude de l’impact sur l’environnement,
suisse, 2009, p 2.
184
اختاذ االحتياطات املناسبة للتقليل من االنعكاسات املرضة بالبيئة يف
حدود املستويات املقبولة ،واستحضار التدابري الكفيلة الرضورية ملعاجلتها.
ثانيا :بالنسبة لإلدارة.
تقييم املشاريع بطريقة منهجية ومسبقة لالنعكاسات واآلثار املبارشة
وغري املبارشة ،املؤقتة والدائمة هلا .مما يسمح هلا بمنع إنجاز املشاريع امللوثة
واملرضة باملوارد الطبيعية ويف ذلك محاية هامة للبيئة واملوارد الطبيعية؛
جتنب حدوث الكوارث البيئية الغري قابلة لإلصالح ،والتي عند
حتققها تشكل خسارة هنائية كتسمم الطبقات األرضية ،استنزاف الفرشاة
املائية وجفافها...؛
تنوير اإلدارة ومساعدهتا اإلدارة عىل اختاذ القرار املناسب فيام يتعلق
بالرتخيص للمرشوع املزمع إنشاؤه من عدمه؛ وكذا يف حتديد رشوط منح
هذا الرتخيص ،كام تساعدها أيضا يف حتديد رشوط احرتام االلتزامات من
طرف املرشف عىل املرشوع(.)15
حتقيق القدر املطلوب من املتابعة واملراقبة البيئية املستمرة ملشاريع
التنمية بام يكفل عدم انحرافها عن املتطلبات البيئة التي تضمن
استمراريتها( .)16هذا إىل جانب التدابري املتعلقة بالتكوين والتواصل
والتسيري املتعلق بتنفيذ املرشوع واستغالله ،ومدى احرتامها للضوابط
التقنية املقررة.
(15) Patrick Michel : l’étude d’impact sur l’environnement, publication du
ministère de l’aménagement du territoire et de l’environnement, 2001
Paris, page 9.
( )16عبد الغني حسونة :دراسات التأثري عىل البيئة كآلية قانونية لتحقيق التنمية املستدامة،
مقال منشور بمجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،26السنة ،2012جامعة حممد خيرض
بسكرة ،اجلزائر ،ص .83
185
الرفع من جدوى ومصداقية القرار املتخذ من طرف اإلدارة بشأن
املرشوع املزمع إحداثه ،من حيث ضامن مراعاته لالعتبارات البيئية
املطلوبة.
ثالثا :بالنسبة للمجتمع وفعالياته املدنية.
إطالع الساكنة املحلية املعنية حول نوع املرشوع املزمع إحداثه يف
الوسط اجلغرايف املعني ،وطبيعة أنشتطه ،وتقدير خمتلف اآلثار املختلفة التي
حيتمل أن ترتتب عنه؛
إتاحة الفرصة أمام املجتمع املدين املعني بإحداث املرشوع -موضوع
هذه املسطرة -من أجل القيام بكل التدابري الرضورية لتقييم انعكاساته
وفوائده وسلبياته عىل دائرته اجلغرافية
فتح الباب أمام مكونات املجتمع من أجل إبداء وجهات نظرهم
حوله ،ومن ثم إرشاكهم يف اختاذ القرار املناسب حول املرشوع( )17سواء من
خالل املناقشات العامة واللقاءات املبارشة مع السلطة اإلدارية واملسؤولني
عن املرشوع املراد إحداثه ،أو بمناسبة اإلعالن عن فتح مسطرة البحث
العمومي اخلاص بذات املرشوع كام سنعود لتوضيحه بمناسبة مناقشة
مسطرة دراسات التأثري عىل البيئة.
املسامهة يف املحافظة عىل الوسط الطبيعي الصحي الصالح للحياة؛
(17) Patrick Michel : l’étude d’impact sur l’environnement, BECOM, ministère de
l’aménagement et de l’environnement, 2001, p 6.
186
املبحث الثاين :مضمون نظام دراسات التأثري عىل البيئة وإجراءاته.
بالرغم من الفوارق التي يمكن تسجيلها فيام يتعلق بمختلف
املشاريع اخلاضعة بموجب القانون رقم 12.03لنظام دراسات التأثري عىل
البيئة ،املزمع إحداثها بعد دخول هذا القانون حيز التنفيذ( ،)18فإن املرشع
حدد من خالله جمموعة من املعايري العامة التي يتوجب عىل كل دراسة
للتأثري البيئي أن تستجيب هلا كرشط للحصول عىل قرار املوافقة البيئية من
لدن السلطة احلكومية املكلفة بالبيئة استنادا إىل رأي اللجنة الوطنية أو
اللجان اجلهوية لدراسات التأثري عىل البيئة حسب احلالة ،خاصة وأن
القانون املذكور جعل من هذه املوافقة البيئية عنرصا أساسيا من عنارص
امللف املقدم لطلب احلصول عىل الرتخيص بإنجاز املرشوع ( . )19فام هي إذن
حمتويات دراسات التأثري عىل البيئة ،وما هي إجراءات احلصول عىل املوافقة
البيئية.
املطلب األول :مضمون دراسات التأثري عىل البيئة.
لقد عدد املرشع املغريب يف امللحق اخلاص املرفق بالقانون رقم 12.03
الئحة باملشاريع التي يتعني قبل تسليم قرار املوافقة البيئية بشأهنا ،أن يتم
إجراء دراسات التأثري عىل البيئة بخصوصها( ،)20حيث تضمنت مخسة
أصناف أساسية من املشاريع ،املتعلقة عىل التوايل ب:
( )18جيدر هنا التذكري بأن مقتضيات القانون رقم 12.03املذكور أعاله ال ترسي حسب املادة 20
منه عىل طلبات الرتخيص املودعة قبل دخوله حيز التنفيذ ،فباألحرى املشاريع املرخص هبا
رسميا قبل هذا التاريخ.
( )19تنص املادة 7من القانون رقم 12.03عىل أنه" :يتوقف الرتخيص لكل مرشوع خاضع
لدراسات التأثري عىل البيئة عىل قرار املوافقة البيئية .ويعد هذا القرار عنرصا من عنارص امللف
املقدم لطلب احلصول عىل الرخصة.
( )20إىل جانب املالحظات التي يمكن إبداؤها بخصوص التعداد احلرصي ألنواع املشاريع التي
يتعني لزاما إجراء دراسات التأثري عىل البيئة بخصوصها ،فإن املرشع املغريب يف نظرنا مل= =
187
-املشاريع اخلاصة باملنشآت املرضة بالصحة واملزعجة واخلطرة 1
املرتبة يف الصنف األول؛
- 2مشاريع البنيات التحتية؛
- 3املشاريع الصناعية؛
- 4الفالحة؛
- 5مشاريع تربية األسامك واألصداف؛
أما فيام يتعلق بمضمون مسطرة دراسات التأثري عىل البيئة ،فقد كان
هاجس املرشع املغريب يف القانون رقم 12.03سد باب التأويل الذي يفرضه
يف الغالب غموض النصوص القانونية ،ولذلك فقد حدد بدقة يف املادة 6
منه جمموعة من العنارص التي يتوجب عىل كل دراسة للتأثري عىل البيئة أن
تشتمل عليها ،وهي كام ييل:
- 1تشخيصا إمجاليا للحالة األصلية للموقع وال سيام مكوناته
البيولوجية والفزيائية والبرشية املحتمل تعرضها للرضر عند إقامة املرشوع؛
= = يكن موفق يف تبني خيار حرص هذه املشاريع املعنية هبذه املسطرة ،واإلبقاء عىل ما دوهنا من
املشاريع خارج دائرة هذا اإللزام ،وإن كان قد ساير يف هذا النهج اجتاه القانون الفرنيس
واجلزائري ،فإنه اختلف معهام يف حتديد الئحة املشاريع املعفاة من إجراء دراسات التأثري عىل
البيئة كام هو احلال بالنسبة لكل من املرشع الفرنيس واملرشع اجلزائري الذين عمدا إىل حرص
الئحة املشاريع الغري ملزمة بإجراء دراسات التأثري عىل البيئة ،رفعا لكل خلط أو لبس يف هذا
املجال ،طاملا أن الئحة املشاريع املعنية بدراسات التأثري مل تكن حمددة نوعيا بدقة ،فكان من
األفضل لو أن املرشع املغريب حدد بدوره الئحة باملشاريع املعفية بشكل رصيح .أنظر يف هذا
الشأن:
-املادة 2من القانون الفرنيس رقم 629-76املؤرخ يف 10يوليوز 1976املتعلق بحامية الطبيعة
(ج ر املؤرخة يف 13يوليوز ،1976ص )4203
-امللحق اخلاص بقائمة األشغال وأعامل التهيئة واملنشأة املعفاة من إجراء دراسة التأثري يف
البيئة ،املرفق باملرسوم التنفيذي رقم 78-90املؤرخ يف 27فرباير 1990املتعلق بدراسات التأثري
يف البيئة (ج ر عدد 10بتاريخ 1990.03.07ص )362
188
ينصب هذا التشخيص أساسا عىل وجوب إجراء عملية مسحية
دقيقة للموقع اجلغرايف العام الذي سيقام فيه املرشوع ،سواء من حيث
طبيعة الرتبة السائدة فيه ،وطبيعة تضاريسها ،ونوعية الطبقات اجليولوجية
ومكوناهتا الفزيائية ،ومدى صالبتها وقدرهتا عىل حتمل إحداث املرشوع
موضوع دراسة التأثري بأقل اخلسائر البيئية واألرضار اإليكولوجية
املحتملة .هذا إىل جانب دراسة حجم الساكنة املقيمة باملنطقة اجلغرافية
سواء من حيث عددها وكثافتها ،وكذلك من حيث الطبيعة املعامرية
للمساكن التي يقيم فيها هؤالء السكان ،مع حرص االمتداد اجلغرايف هلذه
املساكن ...مما سيسمح بالوقوف عىل حجم وعدد السكان املتوقع تأثرهم
من جراء إحداث هذا املرشوع.
- 2وصف ألهم مكونات ومميزات املرشوع ومراحل إنجازه ،بام يف
ذلك وسائل اإلنتاج وطبيعة وكمية املواد األولية املستعملة ومصادر الطاقة
واملقذوفات السائلة والغازية والصلبة وغريها من النفايات النامجة عن
إنجاز أو استغالل املرشوع؛
ويتعلق األمر هنا بإبراز خمتلف اجلوانب املتعلقة باملرشوع من حيث
نوعية نشاطه الرئييس والثانوي ،واملواد املستعملة يف املنتوج ،وحجم طاقته
اإلنتاجية ونوعيتها ،وطبيعة وحجم املقذوفات املتوقع أن يصدرها املرشوع
مع تبيان نوعيتها (سائلة ،صلبة ،غازية )..وكذلك النفايات األخرى التي
سيفرزها أيضا ،كام تقتيض هذه الدراسة التقنية تقديم معطيات دقيقة حول
وحجم املساحة العقارية التي سيقام عليها املرشوع ،ومداخلها الرئيسية،
باإلضافة إىل التصميم اهلنديس لطبيعة البناية التي سيامرس داخلها النشاط،
وتفاصيلها الدقيقة من الداخل واخلارج...
- 3تقييام للتأثريات اإلجيابية للمرشوع والنعكاساته السلبية وخماطره
عىل الوسط البيولوجي والفزيائي والبرشي خالل مراحل إنجاز املرشوع
189
واستغالله أو تطويره اعتامدا عىل األسس املرجعية أو التعليامت التوجيهية
املعدة هلذا الغرض؛
يتعلق هذا العنرص بإجراء جمموعة من الدراسات والتحاليل التقنية
واالقتصادية التي متكن من معرفة حجم ونوع اإلجيابيات التي يمكن أن
حيققها املرشوع كعدد مناصب الشغل ،ونسبة مسامهته يف التنمية
االقتصادية واالجتامعية املحلية ،وقدرته عىل تنشيط الدورة االقتصادية
باملنطقة ،ومدى مسامهته يف تلبية االحتياجات املحلية والوطنية من
املنتوجات التي ينتجها .كام يقتيض هذا التقييم باملقابل تقديم حتديد دقيق
للسلبيات املتوقع حتققها بسبب املرشوع استنادا ملعطيات علمية وتقنية
مضبوطة ،سواء من حيث تلوث اهلواء ،أو املاء أو الرتبة مثال أو من حيث
حركة السري واجلوالن أو استهالك الطاقة الكهرمائية ...كام يقتيض األمر
تقديم برنامج دقيق ومتكاملمن الناحية التقنية واللوجستية فيام يتعلق
بمراحل إنجاز املرشوع ،وكيفية استغالله ،وخمططات توسيعه ،وسبل
تطويره وحتديثه من أجل مواكبة املستجدات العلمية والتقنية ذات الصلة
بنشاط املرشوع.
- 4التدابري املزمع اختاذها من طرف الطالب إلزالة اآلثار الضارة
بالبيئة أو التخفيف منها او تعويضها ،إضافة إىل التدابري اهلادفة إىل إبراز
وحتسني اآلثار اإلجيابية للمرشوع؛
ينرصف مفهوم هذه التدابري اخلاصة بإزالة اآلثار الضارة بالبيئة أو
التخفيف منها إىل تلك اإلجراءات الدقيقة والتجهيزات واملعدات املتوفرة
لديه ،واالحتياطات املتخذة ،قصد معاجلة خمتلف االنعكاسات السلبية ،أو
املخاطر أو األرضار التي يمكن أن تنجم عن انطالق العمل باملرشوع،
كوضع برنامج حمكم ملعاجلة املقذوفات املختلفة التي يفرزها املرشوع سواء
190
كانت صلبة كالنفايات السامة ،أو سائلة كالتطهري السائل ،أو غازية من
دخان وشوائب ملوثة التي يقذفها املرشوع يف اهلواء ،بحيث يتعني عىل
صاحب املرشوع أن يقدم برنامج تام مستوف للتقنيات العلمية املتعارف
عليها يف جمال معاجلة نوع الرضر الذي سينتج عن مرشوعه ،مع إبراز خطته
اهلادفة إىل تطوير وحتسني وسائل العمل ومواكبة املستجدات العلمية
والتقنية يف هذا املجال.
- 5برنامج مراقبة وتتبع املرشوع وكذا اإلجراءات املزمع اختاذها يف
جماالت التكوين واالتصال والتدبري ضامنا لتنفيذ املرشوع واستغالله
وتطويره وفقا للمواصفات التقنية واملتطلبات البيئية املعتمدة يف الدراسة؛
يقتيض هذا األمر من صاحب املرشوع توضيح مفصل للطاقم
البرشي والتقني الذي سيتوىل تنفيذ املرشوع وحتقيقه عىل أرض الواقع،
ومن سيتوىل تسيريه واستغالله وتطويره ،بحيث يتعني أن يكون هذا الطاقم
البرشي من الفئة التي تتوفر عىل دراية وإملام باجلوانب البيئية والضامنات
القانونية والتنظيمية التي يتعني احرتامها يف جمال املحافظة عىل البيئة.
- 6تقديام خمترصا لإلطار القانوين واملؤسسايت املتعلق باملرشوع
وبالعقار املخصص إلنجازه واستغالله وكذا التكاليف التقديرية للمرشوع؛
إن الغاية من هذا إبراز هذا العنرص يف دراسات التأثري عىل البيئة
يكمن يف التأكد من مدى إملام صاحب املرشوع باإلطار القانوين املنظم
للنشاط الذي هيم املرشوع ،األمر الذي من املفرتض أن يؤكد عىل أنه عىل
علم بالضوابط التنظيمية والتقنية التي يتعني عليه احرتامها يف كافة مراحل
إنجاز املرشوع واستغالله .كام يفيد هذا العنرص يف الوقوف عىل مدى
اجلاهزية التامة لصاحب املرشوع وقدرته عىل إنجازه فعليا من خالل تدبره
للوعاء العقاري الذي سيحتضن املرشوع ،وتوفره عىل كافة التكاليف
191
املادية واللوجستية الالزمة إلنجاز املرشوع ،وذلك للحيلولة دون توقف
وتعثر هذا اإلنجاز ،مع ما سيخلفه هذا التوقف من انعكاسات سلبية سواء
عىل اجلانب البرشي أو البيئي أو االقتصادي .هذا باإلضافة إىل اختاذه
االحتياطات الالزمة لتجاوز كافة املخاطر التي يمكن أن تنتج عن
املرشوع.
- 7مذكرة تركيبية ملحتوى الدراسة وخالصاهتا؛
تعترب هذه املذكرة الرتكيبية بمثابة وثيقة يتم إضافتها إىل ملف
دراسات التأثري تتضمن جردا ألبرز املراحل واإلجراءات التي تم سلوكها
يف إنجاز هذه الدراسة مع ملخص ملضموهنا وحمتوياهتا ،بشكل يمكن كل
املصالح والقطاعات املعنية من اإلحاطة باملراحل التي وصلتها مسطرة
دراسة التأثري ،وما تم اختاذها بشأهنا واخلالصات التي متخضت عنها.
- 8ملخصا مبسطا للمعلومات واملعطيات األساسية املتضمنة يف
الدراسة معدا لفائدة العموم.
إذا كان من الصعب جدا وضع كافة الوثائق واملستندات أمام العموم
لالطالع عليها بحكم تعددها وتنوعها وطبيعتها التقنية ،فقد ألزم القانون
صاحب املرشوع عىل وضع ملخص مبسط لكافة املعطيات واملعلومات
املرتبطة باملرشوع .ويتعني عىل هذا امللخص أن يكون عىل درجة من
الوضوح والشمولية التي من شأهنا أن متكن الرأي العام املحيل املعني
بإحداث املرشوع من تكوين فكرة واضحة بخصوصه تؤهلهم السترشاف
وتقييم ما يمكن أن يأيت به من إجيابيات ومنافع ،وما من شأنه أن حيدثه من
سلبيات وأرضار .األمر الذي سيسمح هلم بإبداء وجهات نظرهم أو
اعرتاضاهتم بخصوصه كام سيأيت بيانه عند التطرق إلجراءات ومساطر
احلصول عىل املوافقة البيئية التي تتوج مراحل دراسات التأثري عىل البيئة يف
النقطة املوالية.
192
املطلب الثاين :إجراءات احلصول عىل املوافقة البيئية.
إن احلصول عىل قرار املوافقة البيئية الذي تصدره السلطة احلكومية
املكلفة بالبيئة والتي تعترب من ضمن الوثائق األساسية والالزمة للحصول
عىل الرخ صة اإلدارية املتطلبة قانونا إلنجاز بعض املشاريع ،يمر بالرضورة
عرب عملية فحص دراسات التأثري عىل البيئة التي تتم عىل مستوى اللجنة
الوطنية أو اللجان اجلهوية لدراسات التأثري عىل البيئة بحسب طبيعة
املرشوع .بحيث تتكون اللجنة الوطنية من ممثيل أغلب القطاعات احلكومية
ذات الصلة املبارشة وغري املبارشة بالبيئة إىل جانب املندوبية السامية للمياه
والغابات ومقاومة التصحر (م 4من املرسوم رقم 2.04.563املؤرخ يف 4
نونرب ،)21()2008وهي ختتص باملشاريع التي تفوق قيمة االستثامر فيها مبلغ
200 000 000درهم ،أو التي هتم أكثر من جهة واحدة باململكة ،ثم تلك
املشاريع العابرة للحدود بغض النظر عن القيمة املادية للمرشوع يف
احلالتني األخريتني.
أما بالنسبة للجان اجلهوية لدراسات التأثري عىل البيئة فإنه يتوىل
رئاستها وايل اجلهة وتعرف عضوية دائمة للممثلني اجلهويني لنفس
( )21يتعلق األمر هنا باملرسوم رقم 2.04.563املؤرخ يف 4نونرب 2008واملتعلق باختصاصات وسري
اللجنة الوطنية واللجان اجلهوية لدراسات التأثري عىل البيئة( .ج ر عدد 5682بتاريخ 13نونرب
.)2008
وإذا كان صدور هذا املرسوم إىل جانب املرسوم رقم 2.04.564قد فتحا معا الباب أمام تفعيل
مقتضيات القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة ،فإنه يسجل عىل هذان
املرسومني أنه جاءا متأخران والحقان عىل دخول القانون املذكور حيز التنفيذ بام يفوق مخس
سنوات عىل اعتبار أن تاريخ نرش القانون املذكور باجلريدة الرسمية يعود ل 19يونيو 2003
وهو تاريخ دخوله حيز التنفيذ حسب ما تنص عليه املادة 20منه .يف حني أن تاريخ نرش
املرسومني التطبيقيني يعود ل 4نونرب ،2008واحلال أنه كان يفرتض أن يدخال حيز التنفيذ يف
نفس الوقت أ و عىل األقل يف فرتة زمنية متقاربة ،مما يفرس يف نظرنا حجم املعارضة واملقاومة
القوية التي تواجهها السياسة الترشيعية اهلادفة حلامية البيئة العتبارات خمتلفة.
193
القطاعات العمومية املكونة للجنة الوطنية ،مع إمكانية استدعاء أعضاء
آخرين بصفة تقريرية ،إذا تبني أن من شأن حضورهم إغناء اللجنة وإفادهتا
بحكم ختصصهم أو جتربتهم .أما من حيث االختصاص فهي ختتص بالنظر
يف ملفات دراسات التأثري عىل البيئة التي هتم كافة املشاريع الواردة بامللحق
اخلاص باملشاريع اخلاضعة هلذا النظام( )22والتي جاء هبا القانون رقم 12.03
باستثناء تلك التي تندرج ضمن اختصاص اللجنة الوطنية حسب نص
املادة 3من املرسوم رقم 2.04.563املذكور(.)23
وفيام يتعلق باإلجراءات العملية ملسطرة دراسات التأثري عىل البيئة،
فإهنا تستهل من خالل إيداع صاحب املرشوع مللف دراسات التأثري عىل
البيئة لدى كتابة اللجنة الوطنية أو اللجان اجلهوية مقابل وصل بذلك،
حيث تقوم هذه األخرية مبارشة بتسجيله ،ثم مراقبة استيفائه للوثائق
الرضورية ،مع إمكانية تكليف صاحب املرشوع باإلدالء بأية وثيقة أو
( )22يتضمن هذا امللحق الئحة بأهم املشاريع التي يفرتض فيها أن هلا تأثري عىل اجلوانب البيئية
املختلفة بح كم حجم االنبعاثات الصادرة عنها ،أو نظرا للنفايات التي ختلفها ،اعتبارا ملساسها
بالرتبة أو املاء أو اهلواء ...وقد جاءت هذه املشاريع اخلاضعة لنظام دراسات التأثري عىل البيئة
مقسمة بحسب مخس حماور كربى تضم كل منها جمموعة أخرى من املشاريع املختلفة ،وتتعلق
هذه املحاور األساسية باملشاريع املرضة بالصحة واملزعجة واخلطرة املرتبة يف الصنف األول،
مشاريع البنية التحتية ،املشاريع الصناعية ،الفالحة ،مشاريع تربية األسامك واألصداف.
( )23باالطالع عىل الئحة املشاريع التي ختتص اللجنة الوطنية لدراسات التأثري عىل البيئة بدراسة
ملفاهتا ،وتلك التي أسندت للجان اجلهوية يتبني أن املعيار األساس الذي استند إليه املرشع
املغريب كان هو "التكلفة املادية للمرشوع" املتمثلة يف مبلغ مأيت مليون درهم (200 000 000
درهم) ،وهو مل يكن يف نظرنا ،استنادا هلذا املعيار ،موفق يف اختيار آلية توزيع االختصاصات
بني اللجنة الوطنية واللجان اجلهوية ،عىل اعتبار أن القيمة املادية للمرشوع ال تعكس دائام
حجم وقوة تأثريه عىل البيئة ،األمر الذي كان يتعني معه عىل املرشع املغريب يف نظرنا أن يعتمد
فيه معاير نوعية مستمدة من طبيعة نشاط املرشوع ودرجة تأثريه أو مساسه باملجال البيئي إىل
جانب املعيار األخر املتمثل يف االمتداد اجلغرايف للمرشوع الذي هيم إنجازه أكثر من جهة ،أو
تلك العابرة للحدود الوطنية.
194
تقديم كل معلومة ناقصة .ثم بعد ذلك يقوم رئيس اللجنة بإرسال ملف
دراسات التأثري إىل كافة األعضاء قصد فحصها وذلك قبل 10أيام عىل
األقل من التاريخ املحدد الجتامع اللجنة املخصص للنظر يف ملف دراسات
التأثري املعني.
وباملوازاة مع إيداع ملف دراسات التأثري عىل البيئة عىل اللجنة
الوطنية أو اللجان اجلهوية ،يقوم صاحب املرشوع يف نفس الوقت بإيداع
طلب فتح البحث العمومي وامللف املرفق به( )24لدى قسم دراسات التأثري
عىل البيئة بقطاع البيئة إذا كان يندرج ضمن اختصاصات اللجنة الوطنية،
أو لدى كتابة اللجنة اجلهوية لدراسة التأثري عىل البيئة إذا كان يندرج ضمن
اختصاص هذه األخرية ،حيث تقوم كل جهة من اجلهتني بتسجيله ومراقبة
مدى توفره عىل كافة الوثائق املحددة يف املادة 2من املرسوم رقم 2.04.564
املؤرخ يف ،)25(2008.11.04ثم تقوم بإحالته عىل عامل العاملة أو اإلقليم
الذي سيقام فيه املرشوع ،حيث يتوىل هذا األخري داخل أجل 10أيام من
تاريخ هذه اإلحالة ،اإلعالن بموجب قرار خاص( )26عن فتح البحث
( )24يتكون هذا امللف املرفق بطلب فتح البحث العمومي حسب م 2من املرسوم رقم 2.04.564
من جمموعة من الوثائق التالية:
-بطاقة بيانية توضح املميزات التقنية األساسية للمرشوع اخلاضع للبحث العمومي؛
-مرشوع ملخص واضح ومفهوم موجه للعموم يتضمن املعلومات واملعطيات األساسية
ال واردة يف دراسة التأثري عىل البيئة املعنية بالبحث العمومي وال سيام تلم املتعلقة بالتأثريات
اإلجيابية أو السلبية للمرشوع عىل البيئة ،وكذا اإلجراءات املزمع اختاذها إلزالة أو التعويض
عن األثار املرضة الناجتة عن املرشوع أو التخفيف منها؛
-تصميم يبني حدود املنطقة التي يتوقع أن متتد إليها بعض األثار الناجتة عن إحداث املرشوع؛
( )25املرسوم رقم 2.04.564املؤرخ يف 4نونرب 2008املتعلق بتحديد كيفيات تنظيم وإجراء البحث
العمومي املتعلق باملشاريع اخلاضعة لدراسات التأثري عىل البيئة( .ج ر عدد 5682بتاريخ 13
نونرب .)2008
( )26أنظر يف هذا الشأن املرفق 2امللحق هبذا العرض.
195
العمومي( )27ويستمر أجل هذا اإلعالن ملدة 20يوما كاملة ،وتتوىل إجراؤه
جلنة خاصة ترأسها السلطة اإلدارية املحلية ملكان إقامة املرشوع(.)28
وجتدر اإلشارة يف هذا اإلطار أن قرار اإلعالن عن فتح البحث
العمومي ينرش يف جريدتني إحدامها عىل األقل بالعربية ،قبل 15يوما عىل
األقل من تاريخ افتتاحه ،وذلك من أجل إتاحة الفرصة الكافية لعموم
املواطنني قصد إبداء وجهات نظرهم ،وتسجيل اعرتاضاهتم أو تقديم
اقرتاحاهتم بخصوص املرشوع املزمع إحداثه(.)29
( )27تضمن قرار فتح البحث العمومي حسب املادة 5من املرسوم رقم 2.04.564جمموعة من
البيانات تتعلق أساسا ب:
-طبيعة املرشوع ومكوناته وموقعه؛
-الرشحية البرشية املعنية بآثار املرشوع؛
-اريخ فتح البحث العمومي وتاريخ إغالقه؛
-حتديد األماكن التي يمكن فيها للمعنيني باألمر االطالع عىل ملف البحث العمومي،
وكذلك السجالت املعدة لتلقي مالحظات واقرتاحات العموم؛
-أسامء وصفات رئيس وأعضاء اللجنة املكلفة بإجراء البحث العمومي املذكور؛
( )28تتكون هذه اللجنة حسب املادة 4من املرسوم رقم 2.04.564أعاله إىل جانب السلطة اإلدارية
املحلية التي ترأسها من:
-رئيس اجلامعة أو رؤساء اجلامعات املعنية أو ممثليهم؛
-ممثل السلطة احلكومية املكلفة بالبيئة؛
-ممثل السلطة أو السلطات احلكومية املكلفة بالقطاع املعني باملرشوع عىل املستوى الوطني أو
اجلهوي حسب احلالة.
ويمكن لرئاسة اللجنة أو تقوم باستدعاء كل شخص أو هيئة عمومية أو خاصة يكون بإمكاهنا
مساعدة اللجنة وتنويرها يف أداء مهمتها.
( )29ويالحظ يف هذا الشأن أن نص املادة 5من املرسوم رقم 2.04.564املشار إليه أعاله ،وإن كان
يلزم رئيس جلنة البحث العمومي باإلشارة يف قرار فتح البحث العمومي إىل األماكن التي
يمكن فيها للسكان املعنيني باملرشوع االطالع عىل ملف البحث املنصوص عليه يف املادة 2من
نفس املرسوم ،كام أوجبت املادة 7من نفس املرسوم عىل رئيس اللجنة املشار إليها باختاذ كافة
اإلجراءات التي متكن السكان املعنيني من االطالع عىل ملف البحث يف مقر اجلامعة،
فإن اإلشكال يف هذا اإلطار يتعلق بمكونات ملف البحث نفسه املذكور يف املــادة 2مـن = =
196
وبعد انتهاء األجل املحدد هلذا البحث العمومي يقوم رئيس اللجنة
اإلدارية املحلية بإعداد تقرير خاص حول هذا البحث العمومي يتم فيه
تقديم ملخص شامل حول جممل اقرتاحات ومالحظات السكان ،حيث
حييل هذا التقرير مرفقا بالسجل أو السجالت التي تتضمن مالحظات
السكان- ،والتي تكون معدة بشكل مسبق هلذا الغرض-إىل رئيس اللجنة
الوطنية أو اللجنة اجلهوية لدراسات التأثري عىل البيئة.
وتقوم اللجنة الوطنية أو اللجنة اجلهوية حسب احلالة بإبداء رأهيا يف
املوضوع بأغلبية أعضائها ،داخل أجل 20يوما عمل من تاريخ توصل
= = املرسوم ،والذي يتضمن فقط بطاقة بيانية توضح املميزات التقنية األساسية للمرشوع،
ومرشوع ملخص واضح ومفهوم موجه للعموم يتضمن املعلومات واملعطيات األساسية
الواردة يف دراسات التأثري عىل البيئة ،ثم تصميم يبني حدود منطقة التأثري املتوقع للمرشوع،
األمر الذي يمكن يف نظرنا أن حيجب جمموعة من املعطيات اخلاصة باملرشوع عن السكان،
خاصة وأن مرشوع امللخص يكون من إعداد صاحب املرشوع ،ولذلك جيب يف اعتقادنا أن
يوضع امللف كامال أمام العموم قصد االطالع عليه ،بام يف ذلك الدراسة التقنية املعمقة،
باإلضافة إىل جعل امللخص املذكور باللغة التي يمكن فهمها حتى من غري املختصني.
ولعل مرد قولنا هذا يرجع أساسا ملا يمكن أن يطلع به عموم املواطنني من دور هام يف
املسلسل املؤدي إىل إنجاز دراسات التأثري عىل البيئة بشكل خيدم املصلحة العامة املتمثلة يف
املحافظة عىل الوسط الطبيعي ووقايته من كل املخاطر ،استنادا ملبدأ مشاركة العموم يف الشأن
البيئي.
ولذلك فإن تفعيل مبدأ مشاركة املواطن يف اختاذ القرار ،يفرض بداية حتديد مفهوم املواطن أو
الفرد املسموح له يف إطار هذه املسطرة بتقديم املالحظات واالقرتاحات واالنتقادات التي
تصب يف محاية البيئة ،وما إن كان يقصد به فقط األفراد الذين يقر هلم القانون بمصلحة مبارشة
كاألفراد املجاورين اللذين حيتمل أن يلحقهم رضر من املرشوع ،أم جيب عدم حرصه يف فئة
معينة وعدم تقييده بأية رشوط ...ويضاف إىل هذه الصعوبات تلك اإلشكالية املتعلقة برهان
التوفيق بني محاية مصلحة املجتمع واألفراد من جهة ،وبني املصلحة العامة املتمثلة يف دعم
االستثامر وعدم عرقلة مسار التنمية االقتصادية والصناعية...
أنظر يف هذا الشأن:
Michel PRIEUR : Evaluation des impacts sur l’environnement pour un
développement rural durable : étude juridique, FAO, étude législative, n 53,
Rome 1994, P 16.
197
كتابتها بخالصات البحث العمومي( )30بعد القيام بعملية "فحص دراسات
التأثري" من خالل دراسة ومناقشة خمتلف العنارص واملعلومات املتضمنة يف
امللف ،وإجراء التقييامت الالزمة حول مالئمة املرشوع لرضورة محاية
البيئة ،باإلضافة إىل الدراسات وعمليات التقييم التي هتم اخلالصات التي
أسفر عنها البحث العمومي .غري أنه يمكن عىل سبيل االستثناء للجنة
الوطنية أو اجلهوية لدراسات التأثري عىل البيئة أن تتجاوز مدة العرشين
يوما املخصصة إلبداء رأهيا حول املوافقة البيئية( ،)31وخاصة يف احلالة التي
تكون فيها اللجنة قد طلبت من طالب املوافقة (صاحب املرشوع) استكامل
بعض املعلومات الرضورية لفحص دراسات التأثري.
ويتعني عىل رئيس اللجنة الوطنية أو اجلهوية لدراسة التأثري عىل البيئة
أن يقوم بإرسال الرأي الذي خلصت إليه اللجنة املذكورة إىل السلطة
احلكومية املكلفة بالبيئة ،والتي يتعني عليها بدورها أن تقوم داخل أجل 5
أيام عمل من تاريخ توصلها برأي اللجنة ،بتسليم قرار املوافقة البيئية
للطالب إذا كانت اللجنة املعنية بدراسات التأثري قد أبدت رأيا إجيابيا
بخصوص املوافقة البيئة بالنسبة للمرشوع(.)32
( )30راجع املادتني 11و 21من املرسوم 2.04.563املتعلق باختصاصات وسري اللجنة الوطنية
واللجان اجلهوية لدراسات التأثري عىل البيئة.
( )31املادتني 12و 22من املرسوم رقم 2.04.563
( )32وجتدر اإلشارة أن قرار املوافقة البيئية عىل املشاريع البيئية التي تندرج ضمن اختصاص اللجنة
الوطنية يمكن أن يعهد بالتوقيع عليه لوالة اجلهات بموجب تفويض خاص تصدره السلطة
احلكومية املكلفة بالبيئة ،وذلك استنادا للامدة الثالثة من املرسوم رقم 2.05.768املؤرخ يف30
أكتوبر 2008يف شأ ن تفويض إمضاء الوزراء و كتاب الدولة و نواب كتاب الدولة(.ج ر عدد
5688بتاريخ ،2008.12.04ص .)4424
وقد صدرت بالفعل جمموعة من قرارات التفويض يف هذا اإلطار كان أخرها قرار لكاتب
الدولة لدى وزيرة الطاقة واملعادن واملاء والبيئة املكلف باملاء والبيئة رقم 470.08صادر يف 27
صفر 23(1430فرباير )2009بتفويض اإلمضاء (ج ر عدد ،5718بتاريخ ،2009.03.19
صفحة )1079كام عدل ومتم فيام بعد سنتي 2010و.2011
198
ويمكن يف ختام دراسة اإلجراءات املختلفة لدراسة التأثري عىل البيئة
أن نقدم خالصة تركيبية ملختلف مراحل هذه الدراسة ،كام ييل:
199
يف دراسات التأثري عىل البيئة،وذلك عرب عدة مداخل وآليات ،يتمثل أوهلا
يف منع تسليم أي ترخيص للمشاريع اخلاضعة لنظام دراسات التأثري عىل
البيئة إذا مل حتصل عىل قرار السلطة احلكومية املكلفة بالبيئة القايض باملوافقة
البيئية الذي يصدر تتوجيا ملسطرة دراسة التأثري عىل البيئة ،بل إن املادة
السابعة املشار إليها جعلت من قرار املوافقة البيئية الذي تصدره اإلدارة
املذكورة مكونا أساسيا من ضمن الوثائق واملكونات التي يتعني أن يشتمل
عليها الطلب املقدم من طرف صاحب املرشوع للحصول عىل الرخصة
اخلاصة به.
وإىل جانب هذه احلامية الوقائية ،فإن املادة 16من نفس القانون أقرت
محاية الحقة للبيئة بالنسبة للمشاريع التي مل حتصل عىل قرار املوافقة البيئية،
أو ملتسلك أصال مسطرة دراسات التأثري عىل البيئة ،حيث يمكن لعامل
العاملة أو اإلقليم وكذا لرئيس املجلس اجلامعي إصدار األمر باإليقاف
املؤقت لألشغال بناء عىل إحالة األمر إليهام من طرف السلطة احلكومية
املكلفة بالبيئة ،بل ويمكن اللجوء يف حالة االستعجال إىل األمر باإليقاف
احلال واملبارش ،وبإزالة البنايات والتجهيزات املذكورة بمعرفة رئيس
املجلس اجلامعي أو العامل مبارشة.
وإىل جانب هذه اإلمكانية املتاحة هلذين السلطتني اإلداريتني ،نجد
أن املادة 17املوالية وضعت أمام كل اجلهات املترضرة من مثل هذه
ا ملشاريع املخالفة للضوابط القانونية والتنظيمية ،كالسلطة احلكومية املكلفة
بالبيئة وكذا األشخاص الطبيعيني واملعنويني ممن هلم الصفة واملصلحة،
حق تقديم شكاية يف املوضوع مبارشة إىل املحكمة املختصة( ،)33حيث يكون
( )33وال جمال يف ممارسة حق تقديم هذه الشكاية املبارشة لالحتجاج بصدور األمر بإيقاف أشغال
البناء والتجهيز وعمليات االستغالل وإعادة املوقع إىل حالته األصلية ،أو بعدم صدوره= = ،
200
عىل هذه األخرية ،بعد التأكد من عدم توفر املرشوع عىل قرار املوافقة
البيئية ،أن تأمر بصفة استعجالية بإبطال الرتخيص أو قرار املوافقة اخلاصة
هبذا املرشوع (املادة .)18
املطلب الثالث :تقييم مسطرة دراسات التأثري عىل البيئة.
تنطوي عليها آلية دراسة التأثري عىل البيئة ،كام هي منظمة يف القانون
رقم ،12.03واملتمثلة أساسا يف طابعها الوقائي من خالل بسط نوع من
الرقابة القبلية عىل جمموعة من أصناف املشاريع املزمع إنجازها ،والتأكد
من مدى احرتامها للتدابري القانونية وتوفريها للضامنات الكفيلة بحامية
الوسط البيئي ،وال ينحرص مدى هذه الرقابة عىل املرحلة القبلية إلنجاز
املرشوع ،وإنام تستمر خالل مرحلة إنجاز املرشوع ،ثم كذلك خالل
املرحلة الالحقة عىل إنجازه وبداية اشتغاله .لكن وعىل الرغم من هذه
املزايا العديدة ،فإنه يمكن باملقابل يمكن إبداء جمموعة من املالحظات
بخصوص هذه اآللية ،نذكر منها ما ييل:
أوال :نسبية الئحة املشاريع اخلاضعة هلذا النظام.
إذ نجد أن أحكام قانون دراسات التأثري عىل البيئة جاء تقارصة عىل
املشاريع التي هي يف طور اإلنجاز ،أو املزمع إنجازها( ،)34أي أن مقتضياته
تنطبق فقط عىل احلارض واملستقبل ،وال تنرصف إىل املشاريع املحدثة قبل
دخول أحكامه حيز التنفيذ ،بحيث مل يرد به أي مقتىض يلزم مثل هذه
املشاريع باختاذ التدابري الالزمة للمالءمة مع أحكامه ،األمر الذي يمكن
= = بل يمكن لكل من ترضر من هذا املرشوع من األشخاص الطبيعيني أو املعنويني أن يعرض
رضره هذا عىل أنظار املحكمة.
( )34تنص املادة 2من القانون رقم 12.03ملتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة عىل ما ييل" :ختضع
لدراسات التأثري عىل البيئة كل املشاريع املذكورة يف الالئحة املرفقة هبذا القانون واملزمع
إنجازها من طرف كل شخص طبيعي أو معنوي ،عام أو خاص"....
201
اعتباره نقصا كبريا يف مضمون احلامية البيئية التي جاء هبا هذا القانون من
شأنه أن يفيض إىل وضع غري سليم يتسم باالزدواجية ،ونتمنى من املرشع
أن يتداركه يف املستقبل القريب.
ويمكن أن نضيف أيضا إىل مكامن النقص والقصور يف هذا القانون
كون بعض املشاريع ال ختضع أصال ملقتضياته وما تتطلبه من واجب
احلصول عىل املوافقة البيئية قبل إنجاز املرشوع ،وذلك بغض النظر عن
حجم تأثري هذه املشاريع عىل الوسط البيئي بمختلف مكوناته ،ويتعلق
األمر هنا باملشاريع التابعة للسلطة العسكرية( ،)35األمر الذي يفيد أن
هاجس محاية البيئة يأيت بعد اهلاجس املتعلق باجلانب الدفاعي واألمني.
ثانيا :غياب التدرج يف تطبيق التدابري اإلدارية.
بحيث إذا كان الباب الرابع من القانون رقم 12.03قد خصصه
املرشع لضبط املخالفات وحق التقايض ،فإنه جاء بأحكام عامة تفتقد إىل
النجاعة والرسعة يف معاجلة املخالفة ،بحيث مل يميز فيام يتعلق بالتدابري التي
يتعني تطبيقها بالنسبة للمشاريع التي مل تتقيد أصال بمقتضيات هذا القانون
مع وقوعها حتت أحكامه ،وبني النوع الثاين من املخالفات التي هتم
املشاريع التي ُس ِّجل يف حقها بعض التجاوز يف إعامل وتطبيق مقتضيات
القانون املذكور ،بحيث إذا كان من املستساغ اتباع التدرج الذي جاء به
القانون 12.03فيام خيص النوع الثاين من املخالفات ،فإن النوع األول الذي
مل يلتزم أصال بمقتضيات القانون املذكور يتطلب درجة أعىل من الرصامة
واحلزم يف مواجهتها ويف مقدمتها تطبيق تدبري اإلغالق من غري حاجة
للتدرج أو الرتيث.
( )35تنص املادة 4من القانون رقم 12.03عىل أنه":ال ترسي مقتضيات هذا القانون عىل املشاري
التابعة للسلطة العسكرية"...
202
ثالثا :ضعف تدابري اجلزاء اإلداري.
بحيث نالحظ عىل مستوى تطبيق آليات الردع أهنا تتسم بنوع من
الرتاخي وغياب الرصامة ،األمر الذي من شأنه أن يؤثر عىل فعالية القانون
نفسه ،وهكذا نسجل أن املادة 15عىل سبيل املثال تلزم العون حمرر املحرض
اخلاص باملخالفة بتوجيه نسختني منه إىل كل من السلطة املعنية باملرشوع
والسلطة املكلفة بالبيئة داخل أجل 15يوما دون حتديد بداية رسيان هذا
األجل ،وما إذا كان يبتدئ من يوم وقوع املخالفة أو يوم االنتهاء من إعداد
املحرض.
ويف نفس االجتاه تصب مقتضيات املادة 16التي تقيض بأنه يف حالة
عدم امتثال املخالف لإلنذار املنصوص عليه يف املادة ،15تقوم السلطة
احلكومية املكلفة بالبيئة بعد إشعار السلطة احلكومية املعنية بإحالة نسخة
من حمرض املخالفة عىل كل من العامل ورئيس املجلس اجلامعي قصد
إصدار أمر باإليقاف املؤقت لألشغال يف انتظار صدور احلكم من طرف
املحكمة املختصة ،وهنا نسجل عىل أن مثل هذه اإلحاالت بني اجلهات
اإلدارية من شأهنا أن تعيق التدخل يف الوقت املناسب ،كام أن املادة
املذكورة ال تتضمن ما يلزم ال العامل وال رئيس املجلس اجلامعي بإصدار
األمر بالتوقيف املؤقت ،وإىل جانب كل ذلك فإن مثل هذه املقتضيات ال
تنطبق أصال عىل املشاريع املمتدة بني جهتني أو أكثر واملنظمة بموجب
القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق باجلهات( .)36وقد كان من املمكن
جتنب كل هذا التعقيد من خالل تويل رئييس اللجنة الوطنية واللجان
اجلهوية لدراسات التأثري عىل البيئة إصدار قرارات التوقيف املؤقت تقوية
( )36يتعلق األمر بالقانون الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم 1.15.83املؤرخ يف 7يوليو .2015
(اجلريدة الرسمية عدد 6380بتاريخ 23يوليو .)2015
203
لسلطتهم اخلاصة بالضبط اإلداري يف هذا اإلطار .كام يتعني عىل املرشع أن
يالئم مقتضيات هذا القانون رقم 12.03مع مقتضيات القانون التنظيمي
رقم 111.14املشار إليه أعاله.
رابعا :تقليل هامش مسامهة السكان.
إىل جانب إىل ما متت مناقشته يف اهلامش 29بخصوص الوثائق التي
توضع رهن إشارة السكان بمناسبة افتتاح البحث العمومي ،فإننا نسجل
يف هذا اإلطار أيضا قرص األجل املخصص إلبداء السكان آلرائهم
بخصوص املرشوع موضوع البحث العمومي ،كإجراء أسايس ضمن
إجراءات دراسة التأثري عىل البيئة ،إذ ال تتجاوز يف أحسن األحوال 35
يوما( ،)37وهو ما يعترب حسب جمموعة من الباحثني( )38تقليصا غري مربر من
هامش مسامهة السكان يف تقييم اجلدوى البيئية من املشاريع ،بحيث إن كان
ختم البحث العمومي رضوريا من أجل استكامل املسطرة ،فإنه يستحسن
ترك الباب مفتوحا أمام السكان من أجل اإلدالء بآرائهم إىل غاية إصدار
السلطة احلكومية املكلفة بالبيئة لقرار املوافقة البيئية عىل املرشوع ،طاملا أن
اهلدف هو محاية البيئة ووقايتها من خمتلف املخاطر املحدقة هبا. ،
خامسا :غياب آلية تقييم دراسات التأثري عىل البيئة.
بحيث جاء القانون رقم 12.03خاليا من إحدى أبرز اآلليات اهلامة
املعول عليها لتحقيق مزيد من النجاعة يف هذا املجال ،أال وهي آلية التقييم
َّ
نظام دراسات التأثري وإجراءات تطبيقها ،عىل اعتبار أن إقرار تدابري عملية
204
ومتكاملة من أجل تقييم جدوى هذه اآللية ،وإحصاء حتليل النتائج
املسجلة ،ورصد النقائص املسجلة من شأنه أن يزيد من إثرائه ويرفع من
فعاليته ،وإجياد احللول املالئمة لتجاوز مكامن القصور فيه أيضا .وهو ما
يبدو أن املرشع املغريب أعاد التأكيد عليه يف املادة 27من القانون اإلطار رقم
99.12بمثابة ميثاق وطني للتنمية املستدامة( )39املؤرخ يف 6مارس ،2014
بنصه عىل وضع نظام للتقييم البيئي ،األمر الذي متت بلورته مع منتصف
سنة 2017يف صيغة مرشوع قانون رقم 49.17يتعلق بالتقييم البيئي
والذي سيتم من خالله نسخ القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري
عىل البيئة.
خامتة
ال جدال بخصوص األمهية التي حيظى هبا نظام دراسات التأثري عىل
البيئة يف وقاية األوساط البيئية املختلفة ومحايتها من األرضار املحدقة هبا،
والتي تعترب حمصلة طبيعية ملسار التنمية وخمططات التنمية عىل اختالف
مستوياهتا وجماالهتا.
ويف هذا اإلطار يمكن القول أن نظام دراسات التأثري عىل البيئة هذا،
يطلع بدور هام يف حتقيق تلك املوازنة الرضورية بني اهلاجس البيئي
ومتطلبات النهوض بأوضاع املجتمع من جهة ،وبني حق هذا األخري يف
ضامن عدم إعاقة مساره التنموي ،وحرمانه من حقه يف حتسني أوضاعه.
( )39القانون اإلطار رقم 99.12بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية املستدامة الصادر بتنفيذه الظهري
رشيف رقم 1.14.09صادر يف 4مجادى األوىل 6( 1435مارس ( .)2014ج ر عدد 6240
بتاريخ 20مارس )2014
205
إن رهان محاية األوساط البيئية ،ووقايتها ،من مصادر اإلرضار هبا
املتسمة بالتنوع والتداخل ،ال يمكن أن يعول فيه عىل آلية واحدة مهام كان
مستوى نجاعتها ،وذلك بالنظر لتعدد وتشعب مصادر االنتهاكات من
جهة ،وتعدد املتدخلني يف الشأن البيئي من جهة ثانية .لذلك فإنه إىل جانب
احلاجة امللحة إلعادة النظر يف التنظيم القانوين والتنظيمي هلذه اآللية عىل
ضوء املالحظات التي تم تسجيلها ضمن حماور هذا البحث ،وضامن
الفعالية الالزمة يف تطبيق مقتضياته ،فإنه ال بد أيضا من حتقيق االلتقائية
املطلوبة بني خمتلف اآلليات اهلادفة حلامية البيئة ،وحتقيق مبدأ التكاملية فيام
بينها ،األمر الذي ال يمكن أن يتأتى من دون هنج التنسيق املحكم يف إقرار
االسرتاتيجيات البيئية بني خمتلف الفاعلني واملتدخلني يف الشأن البيئي إن
عىل املستوى الوطني أو اجلهوي أو املحيل.
206
املراجع
املصادر
القانون اإلطار رقم 99.12بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية
املستدامة الصادر بتنفيذه الظهري رشيف رقم 1.14.09صادر يف 4مجادى
األوىل 6( 1435مارس ( .)2014ج ر عدد 6240بتاريخ 20مارس )2014
القانون رقم 12.03املتعلق بدراسات التأثري عىل البيئة الصادر بتنفيذه
الظهري الرشيف رقم 1.03.60املؤرخ يف 12ماي ( .2003ج ر عدد 5118
بتاريخ )2003.06.19
القانون التنظيمي رقم 111.14املتعلق باجلهات الصادر بتنفيذه
الظهري الرشيف رقم 1.15.83املؤرخ يف 7يوليو ( .2015اجلريدة الرسمية
عدد 6380بتاريخ 23يوليو .)2015
القانون العراقي رقم 21لسنة 2009املتعلق بحامية وحتسني البيئة،
الوقائع العراقية عدد 4142بتاريخ ،2010.01.25
املتعلق 1976 القانون الفرنيس رقم 629-76املؤرخ يف 10يوليوز
بحامية الطبيعة (ج ر املؤرخة يف 13يوليوز ،1976ص )4203
القانون الكندي لسنة 1992املتعلق بالتقييم البيئي ،كام عدل ومتم يف
30نونرب .2010
املرسوم رقم 2.04.563املؤرخ يف 4نونرب 2008واملتعلق
باختصاصات وسري اللجنة الوطنية واللجان اجلهوية لدراسات التأثري عىل
البيئة( .ج ر عدد 5682بتاريخ 13نونرب .)2008
املرسوم رقم 2.04.564املؤرخ يف 4نونرب 2008املتعلق بتحديد
كيفيات تنظيم وإجراء البحث العمومي املتعلق باملشاريع اخلاضعة
لدراسات التأثري عىل البيئة( .ج ر عدد 5682بتاريخ 13نونرب .)2008
207
1990 املرسوم التنفيذي اجلزائري رقم 78-90املؤرخ يف 27فرباير
املتعلق بدراسات التأثري يف البيئة (ج ر عدد 10بتاريخ 1990.03.07
ص )362
املرسوم رقم 2.05.768املؤرخ يف 30أكتوبر 2008يف شأن تفويض
إمضاء الوزراء وكتاب الدولة ونواب كتاب الدولة( .ج ر عدد 5688
بتاريخ ،2008.12.04ص .)4424
املرسوم امللكي السعودي رقم م 34/املؤرخ يف 1422/7/28موافق ل 16
أكتوبر 2001املتعلق بالنظام العام للبيئة.
قرار كاتب الدولة لدى وزيرة الطاقة واملعادن واملاء والبيئة املكلف
باملاء والبيئة رقم 470.08صادر يف 27صفر 23(1430فرباير )2009بتفويض
اإلمضاء (ج ر عدد ،5718بتاريخ ،2009.03.19صفحة )1079كام عدل
ومتم فيام بعد سنتي 2010و.2011
املؤلفات:
رائف حممد لبيب :احلامية اإلجرائية للبيئة ،من املراقبة إىل املحاكمة-
دراسة مقارنة -رسالة لنيل درجة املاجستري يف القانون ،كلية احلقوق،
جامعة املنوفية2008 ،
تركية سايح حرم عبة يف بحثها حول "نظام دراسة التأثري ودوره يف
محاية فعالة للبيئة ،جملة الندوة للدراسات القانونية ،العدد األول ،سنة
،2013كلية احلقوق والعلوم السياسية ،جامعة حممد خيرض بسكرة ،اجلزائر
عبدالغني حسونة :دراسات التأثري عىل البيئة كألية قانونية لتحقيق
التنمية املستدامة ،مقال منشور بمجلة العلوم اإلنسانية ،العدد ،26السنة
،2012جامعة حممد خيرض بسكرة ،اجلزائر.
208
MANUEL GROS: leçons de droit de l’environnement ; examens
et concours, ouvcité.
-MORAND-DEVILLER : Droit de l’environnement,
Universités Francophones, édition ESTEM, 1996,Paris.
office fédérale de l’environnement (ofev) : étude de l’impact sur
l’environnement, suisse, 2009.
Patrick Michel : l’étude d’impact sur l’environnement,
publication du ministère de l’aménagement du territoire et de
,
l’environnement 2001 ,
Paris .
Michel PRIEUR : Evaluation des impacts sur l’environnement
pour un développement rural durable : étude juridique, FAO, étude
législative, n 53, Rome 1994.
209
1 املرفق
AVIS DE PROJET
FICHE DESCRIPTIVE
1- PROMOTEUR
1.1. Nom du responsable : ..................................................
1.2 Adresse - Téléphone .....................................................
..............................................................................................
1.3Profession........................................................................
1.4 Nationalité......................................................................
2- CARACTERISTIQUES DE L'ENTREPRISE
2.1- Raison sociale.................................................................
2.2- La mission........................................................................
2.3- Forme juridique...............................................................
2.4- Capital social ..................................................................
2.5- Principaux actionnaires (Préciser s'il y a lieu, la part des capitaux
résident et non résidents........................…...............................
2.6- Siège social (préciser s'il s'agit d'une agence, filiale ou
succursale)................................................................................
..................................................................................................
2.7 - Montant de l'investissement.............................................
3- IMPLANTATION
3.1- Localisation du terrain (plan de situation).........................
3.2- Statut foncier du terrain.....................................................
3.3- Superficie du terrain .........................................................
3.4- Superficie couverte.............................................................
3.5- Nature des constructions.....................................................
Joindre des plans précisant la situation et l’emprise du site de projet,
les voies d’accès et les zones concernées par le projet
4- DESCRIPTION DU PROJET
4.1- Nature de l'activité ............................................................
4.2- procédés de fabrication envisagés,....................................
4.3-Nature et caractéristiques des matières premières …….....
4.4- Energie utilisée……...........................................................
210
4.5- Origine des matières premières..........................................
4.6- Nature, caractéristiques et quantité des produits intermédiaires et
finis……………………………………………………………
4.7- Conditions de stockage……..............................................
4.8- les équipements requis.......................................................
4.9. Consommation d'eau envisagée….....................................
4 10. Consommation d'électricité envisagée….........................
4 11. Infrastructures envisagées (adduction d'eau potable, réseau
d'assainissement, voiries, VRD)...............................................
2-…………….......................................……
211
0- CALENDRIER DE REALISATION DU PROJET
/
11- CLASSIFICATION DU PROJET (d’après la loi n° 12-03 et ses
décrets d’application)
Catégorie du projet 40 : Secteur ……………………….
: Sous secteur………………………….
: Activité………………………………
Catégorie d’investissement
: Supérieur à 200 000 000 DH
: Inférieur ou égal à 200 000 000 DH
Régions concernées par le
: Région 1 …………………….…….
projet : Région 2……………………………
Projet transfrontalier
: Oui
: Non
Comité EIE concerné
: Comité national
: Comité Régional41 ……….……
Signature du pétitionnaire
CC : Comité régional du lieu d’implantation du projet (Pour les projets
examinés par le comité national)
212
املرفق 2
214
الفصل اخلامس:
مبارشة بعد انرصام مدة البحث العمومي يغلق رئيس اللجنة أو
السجالت املخصصة هلذا الغرض ويعقد اجتامعا مع أعضاء اللجنة
املذكورة بعد توقيعهم عىل هذه السجالت.
الفصل السادس:
يعهد بتنفيذ هذا القرار إىل رئيس اللجنة املكلفة بتنظيم البحث
العمومي للمرشوع املتواجد يف دائرة نفوذه الرتايب.
وحرر ب ........يف ...............
اإلمضاء
215
الموضوع الثاني
السيدة لوبنى بوهمتاين
باحثة في سلك الدكتوراه بجامعة
محمد الخامس كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية
216
217
الحكامة القانونية في مجال حماية البيئة
- 1مريم أمحد مصطفى ،دراسات يف التنمية والتغيري يف الدول النامية ،دار املعرفة اجلامعية ،القاهرة،
،2009ص .221
218
وترتبط احلكامة البيئية بآليات صنع القرارات التي تعنى بإدارة البيئة
واملوارد البيئية .معلوم أن مفاهيم الشمولية والتمثيل واملحاسبة والفعالية
والكفاءة ،باإلضافة إىل اإلنصاف والعدالة االجتامعية ،أساس احلكامة
املنشودة.2
ويقصد باحلكامة البيئية جمموع العمليات التنظيمية واآلليات التي
من خالهلا يؤثر املمثلون السياسيون يف األفعال والنتائج البيئية.3
وأدى إدخال البعد البيئي يف جمال االقتصاد إلـى تغري مفهوم التنمية
االقـتـصـادية من جمرد استغالل املوارد االقتصادية النادرة إلشباع
احلاجات اإلنسانية املتعددة واملتجددة ،إلـى مفهوم التنمية املتواصلة أو
املستدامة ،فالتنمية املستدامة ال متنع من استغالل املوارد االقتصادية مثل
املياه والنفط والغابات ،ولكنها متنع اإلفراط يف استغالل هذه املوارد عىل
نحو يؤثر يف نصيب األجيال القادمة من هذه املوارد وبخاصة إذا كانـت
موارد قابلة للنضوب أو غري متجددة.
إن البيئة قيمة من القيم التي يسعى القانون للحفاظ عليها ،تكمن يف
التصدي ألي نشاط يمس أحد عنارصها ،باإلضافة إىل كوهنا من أدبيات
التنمية املستدامة.4
ويعترب مفهوم التنمية املستدامة 5أهم تطور يف الفكر التنموي احلديث
وقد ابتكر هذا املفهوم ضمن إطار األمم املتحدة ملحاولة توفيق وجهات
- 2كريم جرس ،احلوكمة البيئية : 2تقرير واقع البيئة يف لبنان الواقع واالجتاهات ،2010 ،ص .17
- 3سارة بن إبراهيم ،احلوكمة البيئية ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
املاسرت يف العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة حممد خيرض بسكرة ،اجلزائر،
،2015/2014ص.22 .
- 4حسونة عبد الغني ،احلامية القانونية للبيئة يف إطار التنمية املستدامة ،أطروحة لنيل شهادة
الدكتوراه ،جامعة حممد خيرض بسكرة ،كلية احلقوق والعلوم السياسية ،اجلزائر،2013/2012 ،
ص .44
- 5تعترب رئيسـة وزراء النرويج غرو هارملربونتالند أوىل من استخدم مصطلح التنمية املستدامة
بشكل رسمي سنة 1987يف تقرير «مستقبلنا املشرتك» للتعبري عن السعي لتحقيق نوع من
العدالة واملساواة بني األجيال احلالية واملستقبلية.
219
النظر املختلفة للدول املصنعة من جهة ،وللدول النامية من جهة أخرى
حول األمهية التي جيب أن تعطى للجانب البيئي ،وذلك ضمن سياساهتا
االقتصادية اخلاصة بكل واحدة عىل حـدة ،وهيدف هـذا املبدأ إلـى ضم
عنرصين :البيئة والتنمية اللتني قيل وملدة طويلة إهنام متعارضتان.6
ويف هذا السياق التنموي اجلديد جاءت مبادرة املغرب الترشيعية من
خالل وضع جمموعة من القواعد القانونية الرامية إىل احرتام البيئة ،ذلك أن
هذه احلامية أضحت غاية وطنية عامة .ولقد اعتمد املرشع املغريب مقاربة
قانونية مندجمة ترتكز عىل تدخل الدولة يف تدبري املخاطر البيئية والسهر عىل
احرتام املجال البيئي ومحايته واحلفاظ عليه .وقد وضع لذلك جمموعة من
النصوص القانونية املتعلقة بحامية الطبيعة من األرضار واملحافظة عىل
صحة وسالمة املواطنني .واملالحظ أن املغرب يعترب من ضمن الدول
السباقة لرصد األجهزة واملؤسسات التي تعنى بحامية البيئة ،ويف هذا
الصدد متت عنونة الكتاب اخلامس من امليثاق الوطني للبيئة والتنمية
املستدامة ،باحلكامة البيئية وقد جاء هذا األخري بمجموعة من اآلليات
القانونية التي يمكن بواسطتها القيام باحلكامة البيئية اجليدة .7رغم أن
املغرب عانى كثريا يف تدبري سياساته العمومية يف غياب احلكامة اجليدة يف
خمتلف املجاالت السياسية واالقتصادية واالجتامعية مما جعله يتموقع يف
املراتب األخرية من حيث تصنيف الدول عىل أساس احلكامة حسب
تقارير األمم املتحدة اإلنامئية.
- 6يوسف العزوزي،أي دور ملبدأ الوقاية يف تعزيز فرص االستدامة البيئية؟ ،جملة لبيئة والتنمية يف
الوطن العريب ،ص .109
'' - 7وأن املغرب ،وهو يواجه كسائر البلدان النامية ،حتديات تنموية حاسمة وذات أسبقية ،فإنه
يستحرض رضورة احلفاظ عىل املتطلبات البيئية ......ويف هذا الصدد ،نوجه احلكومة إىل إعداد
مرشوع ميثاق وطني شامل للبيئة يستهدف احلفاظ عىل جماالهتا وحممياهتا ومواردها الطبيعية،
ضمن تنمية مستدامة''.
مقتطف من خطاب جاللة امللك بمناسبة الذكرى العارشة لعيد العرش بطنجة يوم اخلميس 30
يوليوز 2009
220
ولتجاوز هذه الوضعية ،جعل دستور 2011للمملكة احلكامة اجليدة
من املبادئ األساسية يف مسلسل تعزيز مؤسسات الدولة احلديثة حيث
اعترب املرشع الدستوري يف الفصل األول من النظام الدستوري أن النظام
الدستوري للمملكة يقوم عىل أساس فصل السلط وتوازهنا وتعاوهنا
والديمقراطية املواطنة التشاركية وعىل مبادئ احلكامة اجليدة كمبادئ عامة
ومؤسسات وهيئات.كام وضع قواعد وضوابط حمددة لتنظيم املرافق
العمومية واالستفادة من خدماهتا عىل أساس املساواة ونص عىل ميثاق
للمرافق العمومية حتدد بموجبه قواعد احلكامة اجليدة بموجب قواعد
احلكامة اجليدة املتعلقة بتسيري اإلدارات العمومية واجلهات واجلامعات
الرتابية واألجهزة العمومية.
وتكمن أمهية احلكامة اجليدة لكوهنا ترتبط بمبادئ الشفافية
واملسؤولية واملحاسبة واملشاركة الواسعة للسكان يف تدبري الشأن العام
الوطني واملحيل.
إىل أي مدى استطاع املرشع املغريب أن يتوفق يف إقرار حكامة بيئية؟
لإلحاطة هبذه اإلشكالية سيتم الرتكيز عىل حمورين رئيسيني:
أوال :اآلليات القانونية لضامن احلكامة البيئية يف الترشيع املغريب
ثانيا :املؤسسات املتدخلة لتعزيز احلكامة البيئية
أوال :اآلليات القانونية لضامن احلكامة البيئية يف الترشيع املغريب
يعترب القانون البيئي أحد الفروع القانونية احلديثة التي برزت يف
املنتصف الثاين للقرن العرشين ،بعد إثارة املجتمع الدويل لقضاياه وتنبيه
الرأي العام الدويل ملخاطر قضايا التلوث البيئي عىل اإلنسان.
221
وبدأت الترشيعات البيئية تربز إىل الوجود وتتطور يف عدد من
الدول ،حيث قامت بجمع لبنات املجال البيئي وأسسه التنظيمية وبنياته
اهليكلية يف عدد هام من القوانني ( كالقانون املدين ،القانون اإلداري،
القانون اجلنائي ،القانون الدويل ....إلخ).8
وعملت الترشيعات احلديثة اىل اصدار ترشيعات قطاعية تتعلق
بمجاالت بيئية معينة كاملاء والغابة والبحر والنفايات والقنص والتعمري
وغريها من القوانني .وهو نفس التوجه الذي حباه املرشع املغريب حيث
أصدر العديد من القوانني التي تنظم املجال البيئي ،هتدف أساسا إىل
مالءمة الترشيع الوطني مع التوجهات الدولية يف هذا الشأن ،واحلد من
التدهور البيئي داخل البالد يف شتى املجاالت.
غري أنه حتديد األساس القانوين للمسؤولية البيئية عرف تضارب
فقهي وقضائي ويرجع ذلك باألساس لصعوية حتديد ورسم اإلطار
القانوين الركان املسؤولية البيئية ،وذلك نظرا لصعوبة حتديد املفهوم الدقيق
للرضر وكذا حتديد املراد باخلطأ باإلضافة اىل انه يف حاالت عديدة يصعب
إثبات العالقة السببية بينها يف املسؤولية البيئية عىل خالف املسؤولية املدنية.
.1تطور مفهوم املسؤولية وفق طبيعة التلوث البيئي
ينص املبدأ 13من "إعالن ريو بشأن البيئة والتنمية" 9عىل أن "تضع
الدول ترشيعات وطنية بشأن املسؤولية عن األرضار التي تلحق بالتلوث
واألرضار األخرى التي تلحق بالبيئة وبتعويض الضحايا كام جيب عليهم
وحسام هبدف تطوير تدابري جديدة للقانون
ا أن يتعاونوا بشكل أكثر جدية
- 8بوشعيب أوعبي ،قانون البيئة باملغرب ،اجلزء األول النظرية العامة -النفايات الصلبة
والسائلة دراسة مقارنة ،الطبعة األوىل ،ص.18
9 - La Déclaration de Rio " adoptée à la Conférence mondiale «ECO 92»".
222
الدويل فيام يتعلق باملسؤولية والتعويض عن اآلثار الضارة لألرضار البيئية
التي تسببها األنشطة التي تقع ضمن واليتها القضائية ،أو سلطتهم يف
مناطق خارجة عن حدود اختصاصهم.
ونظام املسؤولية يشكل حمور أي نظام قانوين ،حيث تتوقف فعالية
هذا النظام عىل مدى نضوج قواعد املسؤولية فيه ،والتي يمكن أن تصبح
أداة لتطوير القانون بام يكفله من ضامنات ضد التعسف.10
ويعترب الرضر الرشارة األوىل التي يبدأ معها التفكري يف مساءلة من
يتسبب فيه وفقا لقواعد املسؤولية.11
وقد عرف الفقه الرضر البيئي بكونه التأثري عىل املكونات احلية أو
غري احلية يف البيئة والنظم اإليكولوجية بام يف ذلك الرضر عىل احلياة
البحرية أو األرضية أو اجلوية ،كام يمكن أن يكون هذا املفهوم املساس
بأحد مكونات البيئة (األرض ،املاء ،اهلواء) ،وبام أن البيئة غري مملوكة ملكية
خاصة فال أحد له احلق يف االستئثار باستغالهلا ملصلحته اخلاصة وإنام
ملكيتها تعود إىل مجيع البرشية. 12
وعرفه اجتاه آخر من الفقه بكونه األذى احلال أو املستقبيل الذي
يصيب عنرص من عنارص البيئة واملرتتب عن نشاط اإلنسان الطبيعي أو
املعنوي أو فعل الطبيعة واملتمثل يف اإلخالل بالتوازن البيئي سواءا كان
صادرا من داخل البيئة امللوثة أم واردا عليها.
- 10عادل الشاوي،مسؤولية رئيس املقاولة عن جريمة تلويث البيئة املرتكبة من طرف تابعيه
دراسة يف ضوء العمل القضائي،جملة القضاء التجاري ،العدد الثالث ،السنة الثانية ،شتاء-
ربيع ،2014 ،ص.111
- 11عبد اهلل تركي محد العيال الطائي ،الرضر البيئي وتعويضه يف املسؤولية املدنية،منشورات
احللبي احلقوقية،الطبعة والسنة مل تذكر ،ص .26
-12عبد اهلل تركي محد العيال الطائي ،الرضر البيئي وتعويضه يف املسؤولية املدنية،منشورات احللبي
احلقوقية،عدم ذكر الطبعة والسنة،ص.30
223
فالرضر البيئي إذن يرتتب إما عىل الظواهر الطبيعية كاحلرائق
والكوارث الطبيعية أو أنه يرتتب عىل االستغالل غري الصحيح للبيئة من
طرف اإلنسان.
أصبحت مشكلة التلوث البيئي من أعقد املشاكل التي تواجه
املجتمع يف الوقت احلايل واخطرها ،خاصة بعد أن أثبت التطور العلمي
والتكنولوجي اآلثار السيئة واألمراض اخلطرية التي يسببها التلوث البيئي.
ولذلك تنامت احلاجة لدراسة كافة اجلوانب القانونية املتعلقة باملسؤولية
وخاصة مسألة حتديد األساس القانوين املالئم الذي تقوم عليه هذه
املسؤولية ،يف ظل االختالف الفقهي والترشيعي بصدد ذلك األساس ،إذ
يؤكد البعض عىل رضورة البقاء يف إطار نظرية اخلطأ ،فيام يؤيد البعض
األخر التوجه نحو نظرية الرضر أو ما تعرف بنظرية املسؤولية املوضوعية
البيئية معدا إياها األكثر انسجاما مع طبيعة املسؤولية املدنية البيئية.
وتعد نظرية اخلطأ الفكرة األوىل التي أقيمت عليها املسؤولية املدنية،
ثم تدرجت بتطور املجتمع وازدهار الصناعة من اخلطأ الثابت إىل اخلطأ
املفرتض القابل إلثبات العكس ،حتى وصلت يف بعض تطبيقاهتا إىل اخلطأ
املفرتض افرتاضا غري قابل إلثبات العكس.
لكن املامرسة العملية إلثبات العالقة السببية بني العنارص األساسية
لقيام املسؤولية وذلك باالعتامد أساسا عىل نظرية اخلطأ الثابت،عرف
جمموعة من الصعوبات اليشء الذي جعل الفكر القانوين يبحث يف نظرية
اخلطأ املفرتض بنص القانون .واملقصود باخلطأ املفرتض هنا هو اخلطأ
الذي ال يتكلف املترضر بإثباته ،وإنام يفرتض املرشع وجوده استنادا إىل
قرينة يفرتضها ويعتقد أهنا كافية إلقامة املسؤولية .بمعنى أن اخلطأ املفرتض
يقوم عىل قرينة قانونية مفادها استنباط املرشع لواقعة مل يقم عليها دليل
224
مبارش،إذ إن املرشع ومن خالل االفرتاض جيعل اليشء املحتمل أو املمكن
وفقا ملا يرجحه العقل موجودا .وهذه القرينة أما أن تكون قاطعة ال تقبل
إثبات العكس ،أو أن تكون غري قاطعة أي أهنا تقبل إثبات العكس ،ومن
ال إلثبات العكس أو ثم فإن اخلطأ املفرتض أما يكون مفرتض افرتاض اا قاب ا
مفرتض افرتاضا غري قابل اإلثبات العكس ،ويمكن ملن نسب إليه اخلطأ
املفرتض القابل إلثبات العكس نفيه بطريقني :األول بإثبات أنه قام بام جيب
عليه من احليطة وبذل ما ينبغي من العناية ،والثاين هو بإثبات السبب
األجنبي ،بينام ال يمكن نفي اخلطأ املفرتض غري القابل إلثبات العكس إال
بإثبات السبب األجنبي.
هذا ما جعل جل الترشيعات البيئية ،واملغربية منها تتجه نحو إقرار
املسؤولية والتعويض بمجرد خمالفة اإلجراءات التي نص عليها املرشع،
دون البحث عن العالقة السببية بني الفعل والنتيجة ،ألن هذه األخرية
نادرا ما يتطلبها املرشع إلقرار املسؤولية .واألمثلة كثرية عىل منها ما نصت
املادة 6من قانون 13.03املتعلق بمكافحة تلوث اهلواء " يلتزم صاحب
املنشأة باختاذ االحتياطات والتدابري الالزمة لعدم ترسب أو انبعاث
ملوثات اهلواء داخل أماكن العمل إال يف احلدود املسموح هبا سواء كانت
نتيجة عن طبيعة ممارسة املنشأة لنشاطها أو عن خلل يف التجهيزات
واملعدات…" ،وقد عمل املرشع كذلك بمقتىض القانون لقانون 11.03
بتفعيل مبدأ "املستعمل املؤدي".
وقد خصص القانون املدين الفرنيس نص املادة ( )1/1242منه لبيان
أحكام هذه املسؤولية ،التي نصت عىل أنه " يسأل الشخص ليس فقط عن
الرضر الذي يسببه بفعله الشخيص ،بل أيضا عن الرضر الذي يسببه
أشخاص آخرون هو مسؤول عنهم أو الرضر الذي تسببه األشياء التي
تكون حتت حراسته ،" ...وعىل الرغم من أخذ هذه املادة بفكرة اخلطأ
225
املفرتض من جانب حارس األشياء ،إال أهنا مل تبني نوع ذلك اخلطأ فيام إذا
ال إلثبات العكس من عدمه ،وبعد أن الحظ القضاء الفرنيس بأن كان قاب ا
حراس األشياء اخلطرة يتمتعون بنفوذ كبري يمكنهم من الوصول بيرس إىل
إثبات عدم خطئهم يف حراسة اليشء اخلطر ومن ثم فإن املترضر سيخرج
من ساحة القضاء ،من دون أن حيصل عىل أي تـعـويـض ،األمـر الـذي
حدا به إىل القول بأن مسؤولية حارس األشياء اخلطرة تقوم عىل أساس
.
خطأ مفرتض غري قابل إلثبات العكس
ويف هذا الصدد قضت حمكمة النقض الفرنسية يف إحدى القضايا
التي عرضت عىل أنظارها بأن املواد ( )1,1243/1242من القانون املدين
ال فرنيس ال تذكر اخلطأ املفرتض بل املسؤولية املفرتضة وحيث إن املسؤولية
املفرتضة ال تقبل إثبات العكس إال يف حالة إثبات السبب األجنبي ،فمنذ
أن أصدرت حمكمة النقض الفرنسية حكمها الشهري يف قضية (جان دير)
بتاريخ 13شباط/فرباير عام 1930استبدلت عبارة (اخلطأ املفرتض) بعبارة
أخرى وهي (املسؤولية املفرتضة) ،وقد جاء يف قرار احلكم " أن حارس
اليشء الذي احلق رضر اا بالغري ال يمكنه التخلص من اخلطأ املنسوب إليه
إال بإثبات القوة القاهرة أو احلادث الفجائي الـذي ال يـد لـه فـيـه ,إذ إن
الـمـسـؤولية مـفـتـرضـة "( .)21وهـذا يعني أن هـذه الـمـسـؤولـيـة عـن
األشياء فـي الـقانـون املدين الفرنيس تقوم عىل أساس اخلطأ املفرتض غري
القابل إلثبات العكس ،وبالتايل فإن حارس األشياء ال يستطيع أن يدفع
مسؤوليته إال بإثبات السبب األجنبي.
دور القضاء املغريب لتعزيز احلكامة البيئية .2
إن القضايا اخلاصة بحامية البيئة يف القضاء اجلزائري قليلة جد اا ،وهذا
راجع لعدة أسباب منها انعدام تكوين وختصص القضاة يف املنازعات البيئية
لكوهنا منازعات ذات طابع تقني متشعب ،حتتاج إىل خربة املختصني الذين
226
يستعني هبم القايض للفصل يف النزاع .13لكن رغم ذلك عمل القضاء
املغريب بالعمل عىل متكني املترضرين يف النزاعات البيئية من استيفاء
حقوقهم ،رغم أن اختالف األساس القانوين الذي يستند عليه كل قايض
إلقرار املسؤولية.
وقد اعتمد قضاء حمكمة النقض عىل نظرية حق اجلوار يف إقرار
املسؤولية البيئية حيث تناولت قرارات حمكمة النقض واجتهاداهتا يف جمال
محاية البيئة ،ملفات سوء اجلوار ،خصوصا تلك التي تنتصب فيها الدولة
طرفا ،إذ أقر قضاة النقض يف ملف يعود إىل ،2008مسؤولية املجمع
الرشيف للفوسفاط ضد أحد األشخاص الطبيعيني ،ثابتة يف إحلاق الرضر
باجلريان ،انطالقا من نظريتي مضار اجلوار وحتمل التبعية ،فالنظرية األوىل
املعروفة أيضا ،بالرضر غري املألوف ،الذي يتجىل حسب وقائع القضية،يف
انبعاث الدخان والغازات من معامل املؤسسة الفوسفاطية ،ما تسبب يف
اإلرضار بمزروعات املدعي ،وهي مسؤولية ال تقوم عىل اخلطأ أو التعسف
يف استعامل احلق ،وإنام عىل نظرية حتمل التبعية ،بمعنى أن املجمع يتحمل
نتيجة نشاط استعامل معامله ،التي يستفيد منها ،ما يلزمه يف املقابل بأداء
تعويض ألصحاب األرايض املجاورة املترضرة.
وأيدت حمكمة النقض حكام استئنافيا يف قرار صادر يف ،2009ضد
صاحب حمل إلصالح السيارات ،من خالل التأكيد عىل صواب اإلجراء
الذي اختذه رئيس املجلس اجلامعي ضد املستأنف ،إذ استند عىل مقتضيات
املادة 50من القانون رقم ،00-78املتعلق بامليثاق اجلامعي ،يف توجيه إنذار
إىل صاحب املحل ،الذي يزاول نشاطه بدون ترخيص يف حي سكني،
ويقلق راحة السكان ويتسبب يف أرضار بيئية ،خصوصا أن اإلطار
-13دباخ فوزية ،دور القايض يف محاية البيئة ،جملة جيل حقوق االنسان ،عدد خاص بالبيئة،
ديسمرب ،بريوت ،2013 ،ص .81
227
الترشيعي املذكور ،خيول لرئيس املجلس ممارسة اختصاصات الرشطة
اإلدارية يف ميادين الوقاية الصحية والنظافة والسكينة العمومية ،ومن
ضمنها مراقبة األنشطة التجارية واملهنية غري املنظمة.
أما فيام خيص رخص التجديد فقد رفضت حمكمة النقض يف قرار
معلل ،يعود تاريخ صدوره إىل ،2012طعنا استئنافيا للمندوبية السامية
للمياه والغابات ،يف مواجهة املجلس القروي إثنني أكلو ،بعد أن اعتربت
املحكمة أن القرار اإلداري الذي اختذته املندوبية بالتجديد لرتخيص رشكة
الستغالل مقلع للحىص ،موضوع احتالل مؤقت للملك الغابوي ،خمالفا
ألحد العنارص الواقعية التي بني عليها ،ذلك أن الدولة (مندوبية املياه
والغابات) ،استندت يف اختاذ قرارها عىل حمرض اجتامع املجلس القروي،
الذي قرر عدم املوافقة عىل طلب الرشكة بتجديد الرتخيص ،اعتبارا
لشكايات املواطنني حول األرضار التي حلقتهم جراء استعامل املتفجرات،
إذ كان ينبغي عىل الدولة هنا ،حسب منطوق القرار ،قبل إصدار قرارها،
أال تتغاىض عن هذه املعطيات ،واألخذ بعني االعتبار مجيع العنارص
القانونية والواقعية.
ومن هذا املنطلق ،فإن امللك الغابوي ،موضوع االحتالل املؤقت،
من أ جل استغالله مقلعا للحىص ،يوجد داخل املجال الرتايب للجامعة ،علام
أن حتديد رشوط املحافظة عىل امللك الغابوي واستغالله واستثامره من
االختصاصات الذاتية للمجلس اجلامعي ،طبقا للامدة 36من القانون -00
،78املتعلق بامليثاق اجلامعي ،وبالتايل فإن اإلطار الترشيعي خيول للمجلس،
السهر عىل ضامن الوقاية الصحية والنظافة ومحاية البيئة ،وحسب مقتضيات
املادة 40من القانون نفسه ،فإن صفة ومصلحة رئيس املجلس يف هذه
النازلة ،تظل قائمة للطعن يف جتديد ترخيص االستغالل من قبل املندوبية
السامية للمياه والغابات.
228
لقد عمل القضاء املغريب بإقرار املسؤولية البيئة وفق النصوص
القانونية العامة املعمول هبا وذلك بإقرار التعويض الالزم للمترضر ،فنجد
أنه يف العديد من القرارات الصادرة عن حمكمة النقض أخد بالعنارص
العامة لقيام املسؤولية حيث أنه يعتمد أساسا عىل وجود خطأ ورضر
وعالقة سببية بينهام حيث ذهب يف إحدى حيثيات قرار صادر عنه أن":ان
حمكمة الدرجة األوىل أشارت اىل ان اخلربة أقرت بكون األرضار التي حلقت
ضيعة املطلوب ناجتة عن ترسب املياه امللوثة يف حمطة املعاجلة التي تتوىل
العارضة تسيريها يف إطار عقد التدبري املفوض وبالتايل كان احلكم يف
حمله " "...لكن حيث إن املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه التي ثبت هلا
من واقع امللف و اخلربة املنجزة أن الطالبة هي املسؤولة عن األرضار التي
حلقت أرض املطلوب وماء البئر" .14
ولقد جاء يف قرار ملحكمة النقض … " ،15وحيث أن املحكمة
التجارية ملا ثبت هلا أن التحاليل املخربية أكدت أن مياه بئر املدعي ملوثة
وتضم بكترييا غائطية ومل تعد صاحلة للرشب ،وأن الرتبة واألغراس
ترضرت بسبب تلوث بكتريي ،والكل راجع لقيام رشكة "ريضال"
بترصيف املياه العادمة بمحاذاة عقاره ،التي يف حالة ضخ كمية مهمة أو
تساقط األمطار ،فان تلك املياه تطفو عىل السطح وتغمر واجهة املنزل
والبئر ،فتكون ( املحكمة ) قد قررت مسؤولية الرشكة عام حلق باملدعي من
- 14القرار عدد ،148املؤرخ يف 27يناير ،2011ملف جتاري عدد ،1000/3/1/2010قرار منشور.
-لالطالع عىل أهم القرارات الصادرة عن حمكمة النقض يف املجال البيئي أنظر:
-العدد الذي أصدرته حمكمة النقض عن األمن البيئي ،وذلك بمناسبة مؤمتر األمم املتحدة
لتغري املناخ ،COP 22الذي نظم من 7اىل 18نونرب 2016بمراكش ،قرارات صادرة عن
حمكمة النقض حول موضوع البيئة منشورات مركز النرش والتوثيق القضائي بمحكمة النقض
مطبعة ريم كوم.
- 15قرار حمكمة النقض (ملف إداري) عدد ،15 -05 – 2014 / 2680منشور.
229
أرضار بشكل يقيني ،استنادا لتحاليل خمربية أثبتت ترسب املياه امللوثة
للعقار موضوع النزاع وحميطه ،اعتامدا منها عىل حقيقة ارتفاع منسوب املياه
بسقوط األمطار ،وعىل كون ضخ املياه العادمة قد يرتفع أو يقل حسب
األحوال ،وبذلك جاء قراراها معلال بشكل سليم مما يعني رفض الطلب
وحتميل الطالبة الصائر".
املحكمة حينام تقر بمسؤولية الرشكة عن الرضر الذي حلق الشخص
جراء التلوث فان تقديرها للتعويض يكون عىل أساس مجيع األرضار
الالحقة باملرضور سواء مادية أو معنوية ،ألن الرضر املادي غالبا ما يكون
منطويا عىل رضر معنوي ،يصيب نفسية املرضور وان كان أحيانا غري بارز
للعيان يف حيثيات القرار .كام سنالحظ من خالل القرار التايل أن املحكمة
رفعت من قيمة التعويض جراء ما أصاب املدعي من أرضار خمتلقة ،حيث
أقرت املحكمة التجارية بالرباط 16بمسؤولية رشكة "ريضال" عن ترصيف
مياه التطهري التي أحلقت أرضار بأرايض فالحية بضواحي الصخريات،
ووفاة 5230من الدواجن ،مما محلت مسؤولية الرشكة وحكمت عليها بأداء
مبلغ تعوييض للمدعي قدره 700.000.00درهم مع إصالح األرضار
املحددة يف احلكم .لكن بعد أن استأنف احلكم من طرف املدعي وكذا
رشكة "ريضال" طالبت هذه األخرية يف املرحلة االستئنافية بإدخال رشكة
"ال سامري" يف الدعوى بكوهنا هي املسؤولة عن األرضار ،واحتياطيا
بإدخال رشكة "التأمني امللكية الوطنية" يف الدعوى ألداء أي تعويض قد
حتكم به املحكمة عليها ،وبعد مناقشة القضية وعرض اخلربة أيدت
املحكمة قرار تقيض فيه عىل رشكة "ريضال" بأداء تعويض للمدعي قدره
901.898.00درهم.
- 16ملف جتاري عدد 1-3- 2012 /500الصادر عن حمكمة االستئناف التجارية بالرباط واملؤرخ
يف 20-03-2014
230
ثانيا :املؤسسات املتدخلة لتعزيز احلكامة البيئية
تعترب املراقبة البيئية مهمة من املهامت التي متارسها الدولة ،وهي
عملية قانونية وتقنية هتدف اىل محاية البيئة والبحث والتحقق من مدى
احرتام الترشيعات والقوانني البيئية واملعايري واألنظمة التقنية اجلاري هبا
العمل.
وترتكز هذه املهمة عىل القيام بزيارات ميدانية مربجمة او مباغتة
وذلك وفق منهجية مسطرة وحمددة من طرف مفتيش الرشطة البيئية ،للحد
من املخالفات البيئية ،التي هي فعل او امتناع عن فعل خمالف للقوانني
البيئية ومعاقب عليه بمقتضاها.
غري أنه أصبح من املؤكد أن احلكومات يصعب عليها حل املشاكل
التي تواجهها بمفردها خاصة املشاكل البيئية ،لذلك أصبحت الرضورة يف
إسهام املجتمع املدين بمؤسساته من مجعيات ونقابات ...يف املسامهة يف حل
هذه املشاكل وكذا العمل عىل حتقيق التنمية االقتصادية ومن ثم املستدامة.
دور الرشطة البيئة يف تعزيز احلكامة البيئية .1
231
أحدثت الرشطة البيئية لدى السلطة احلكومية املكلفة بالبيئة تطبيقا
للفصل 35من القانون اإلطار بمثابة ميثاق وطني للبيئة والتنمية
املستدامة.17
وتتحدد جماالت تدخل الرشطة البيئية يف 7حاالت:18
-املشاريع احلاصلة عىل قرار املوافقة البيئية.
-املشاريع احلاصلة عىل رخص يف جمال النفايات اخلطرة
-املشاريع املدعمة من كرف صندوق مكافحة التلوث الصناعي أو
الصندوق الوطني للبيئة وللتنمية املستدامة.
-املشاريع املنجزة يف إطار التأهيل البيئي :الربنامج الوطني للتطهري
والربنامج الوطني للنفايات املنزلية.
-شكاوى واردة عىل كتابة الدولة للتنمية املستدامة.
-األسئلة الربملانية :حيث أن البيئية تقوم بالتحريات الالزمة
لإلجابة عن أسئلة واستفسارات النواب حول مواضيع هتم البيئة.
-بطلب من القطاعات الوزارية األخرى أو السلطات املحلية
املنتخبة واملجتمع املدين.
.2املجتمع املدين ورهان ترسيخ احلكامة البيئية
لقد أضحت مشاركة السكان يف تدبري الشأن البيئي وتوعيته بأمهيته
من املقومات األساسية لإلدارة احلديثة ،ويمكن أن تتخذ هذه املشاركة
أشكال متعدد .كإحداث مجعيات تعنى بحامية البيئة وكذا ترشيع احلكومة
املغربية اإلفراد بإنشاء تعاونيات أو ما أصبح يعرف باالقتصاد االجتامعي
232
حيث يسعى من خالله عىل تقديم الدعم املايل والتكوين الالزم للمعنيني
مع الرتكيز عىل احرتام االقتصاد املستدام.
وقد أصبح مبدأ املشاركة من أهم املبادئ التي يرتكز عليها التدبري
البيئي احلديث حيث أصبح من الالزم إرشاك السكان يف حتمل املسؤولية
يف اختيار وتسيري املشاريع التي تعنيهم.
ويأخذ اجلانب التحسييس والتوعوي انطالقا من أهدافه وتأثرياته
العملية بعدا مركزيا ضمن خمتلف السياسات واجلهود اإلنسانية
املعارصة يف جمال محاية املحيط البيئي سواء يف إطار اهليئات والربامج
احلكومية أو عىل مستوى قطاعات املجتمع األخرى ال سيام قطاع املجتمع
املدين باعتباره فاعال أساسيا يف دعم خمتلف التدابري املوجهة نحو ضامن
تعامل إنساين أكثر توافقا وانسجاما مع خصوصيات املحيط البيئي
واملحافظة عليه كإطار للعيش اإلنساين املشرتك ،وقد أكد إعالن" ريو"
لسنة 1992عىل أمهية البعد التحسيس يف خمتلف التدابري املوجهة حلامية
البيئة ،إذ نص املبدأ العارش منه عىل رضورة معاجلة القضايا البيئة عىل أفضل
وجه بمشاركة مجيع املواطنني املعنيني عىل املستوى املناسب ،وتقوم الدول
بتيسري وتشجيع توعية األفراد وإرشاكهم عن طريق إتاحة املعلومات عىل
نطاق واسع.
وجتسيدا هلذا املبدأ أولت العديد من االتفاقيات والنصوص الدولية
املتعلقة بحامية البيئة أمهية كبرية للبعد التوعوي ضمن مضامينها األساسية
عىل اعتباره القاعدة لضامن التنفيذ الفعيل ملختلف تدابريها وأحكامها
وحتقيق جتاوب مجاهريي معها ،إذ نصت اتفاقية األمم املتحدة اإلطار بشأن
تغري املناخ يف املادة " " 06منها الفقرة " أ " عىل رضورة اعتامد دول
االتفاقية بربامج تعليمية وتوعوية عامة يف كل ما يتعلق بموضوع التغري
233
املناخي وتأثرياته ،وهو األمر نفسه الذي أكدت عليه اتفاقية األمم املتحدة
بشأن التنوع البيولوجي والتي اعتربت العمل عىل تعزيز وسائل التوعية يف
مقدمة اآلليات الكفيلة بتحقيق أهداف االتفاقية يف املحافظة عىل التنوع
البيولوجي والعمل عىل تعزيز التعاون واجلهود الدولية يف هذا املجال.
خامتة:
إن املغرب قد حقق العديد من املكتسبات يف املجال البيئي بفضل
انتهاجه لسياسة عمومية أولت عناية خاصة ملسألة محاية البيئة والتنمية
املستدامة .ومن أجل حتقيق احلكامة البيئية ،وذلك بإقراره آليات قانونية
ومؤسساتية.
غري أنه رغم كل املجهودات املبذولة من طرف املرشع املغريب إال أنه
الزال املجال البيئي يعاين من العديد من الصعوبات القطاعية واهليكلية،
وذلك من خالل جمموعة من الثغرات القانونية وعدم كفاية اآلليات
املؤسساتية اليشء الذي حيول دون حتقيق احلكامة البيئية كام يطمح هلا
املغرب.
234
الئحة املراجع:
-بوشعيب أوعبي ،قانون البيئة باملغرب ،اجلزء األول النظرية
العامة -النفايات الصلبة والسائلة دراسة مقارنة ،الطبعة االوىل.
-دباخ فوزية ،دور القايض يف محاية البيئة ،جملة جيل حقوق
االنسان ،عدد خاص بالبيئة ،ديسمرب ،بريوت.2013 ،
-سارة بن إبراهيم :احلوكمة البيئية ودورها يف حتقيق التنمية املستدامة،
مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاسرت يف العلوم السياسية والعالقات
الدولية ،جامعة حممد خيرض بسكرة ،اجلزائر.2015/2014 ،
-حسونة عبد الغني ،احلامية القانونية للبيئة يف إطار التنمية املستدامة،
أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،جامعة حممد خيرض بسكرة ،كلية
احلقوق والعلوم السياسية ،اجلزائر.2013/2012 ،
-سعيدة املرابطيني ،أليات محاية البيئة يف املغرب ،مذكرة تدريب،
املدرسة الوطنية لإلدارة بتونس.2017 ،
-عادل الشاوي،مسؤولية رئيس املقاولة عن جريمة تلويث البيئة
املرتكبة من طرف تابعيه دراسة يف ضوء العمل القضائي،جملة
القضاء التجاري ،العدد الثالث ،السنة الثانية ،شتاء -ربيع.2014 ،
-عبد اهلل تركي محد العيال الطائي ،الرضر البيئي وتعويضه يف املسؤولية
املدنية ،منشورات احللبي احلقوقية،عدم ذكر الطبعة والسنة.
-حممد الكيحل ،السياسات العمومية يف جمال تدبري املاء باملغرب:
األليات والفاعلون ،أطروحة لنيل الدكتوراه يف احلقوق شعبة القانون
العام وحدة التكوين والبحث العالقات الدولية والقانون الدويل من
أجل التنمية ،جامعة احلسن الثاين كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتامعية الدار البيضاء ،السنة اجلامعية .2016-2015
235
-مريم أمحد مصطفى ،دراسات يف التنمية والتغيري يف الدول النامية،
دار املعرفة اجلامعية ،القاهرة.2009 ،
-عبد اهلل تركي محد العيال الطائي ،الرضر البيئي وتعويضه يف
املسؤولية املدنية،منشورات احللبي احلقوقية،الطبعة والسنة مل تذكر.
-كريم جرس ،احلوكمة البيئية : 2تقرير واقع البيئة يف لبنان الواقع
واالجتاهات.2010 ،
-يوسف العزوزي ،أي دور ملبدأ الوقاية يف تعزيز فرص االستدامة
البيئية؟ ،جملة لبيئة والتنمية يف الوطن العريب.
-قرارات صادرة عن حمكمة النقض حول موضوع البيئة منشورات
مركز النرش والتوثيق القضائي بمحكمة النقض مطبعة ريم كوم.
-http://www.editionsvertigo.org/images/livres/extraits/8.pdfDenis Salles,
? Environnement : la gouvernance par la responsabilité
236
237
الموضوع الثالث
السيد يونس سعيدي
منتدب قضائي بمحكمة النقض
طالب باحث بسلك الدكتوراه
238
239
دور قضاء النقض في إرساء مقتضيات
المسؤولية االجتماعية
"قوانين االستهالك والبيئة نموذجا "
240
وأمام هذه التحوالت االقتصادية واالجتامعية والتي عرفتها
املجتمعات عامة واملغرب خاصة ،ظهرت احلاجة إىل رضورة توظيف
آليات ووسائل أكثر فاعلية لتحقيق تلك املقاصد والغايات املنشودة ،فام
كان ملؤسسة القضاء إال أن تلبي النداء يف رضورة تطبيق القانون والتزام
احلياد حتقيقا للعدالة واإلنصاف واملساواة بني أفراد املجتمع فيام بينهم ،بل
فيام بينهم وبني املقاوالت.
ويعد دور القضاء يف كل ماله عالقة بقوانني االستهالك والبيئة دورا
حموريا ألنه املالذ الوحيد واألخري لكل من يشتكي أي رضر كيفام كان نوعه
وحجمه ومصدره وطبيعته واألثر الناجم عنه.1
ففي ذات الصدد أبينا إىل دراسة دور قضاء النقض يف إرساء
مقتضيات ذات طابع محائي اجتامعي يف قرارته املتنوعة والصادرة يف قضايا
متس صحة اإلنسان بالدرجة األوىل-قوانني االستهالك (املبحث األول)
وأخرى متس صحته مضافا إليها حميطه بالدرجة الثانية (املبحث الثاين).
املبحث األول :دور قضاء النقض يف إرساء مقتضيات املسؤولية
االجتامعية عىل مستوى قوانني االستهالك
محاية املستهلك ! موضوع طفا فوق األحداث يف السنوات األخرية؛
وانتصب للدفاع عن الطرف الضعيف يف العالقة بني املنتج واملستهلك
وبني هذا األخري والوسيط كثري من رجال القانون ،باعتباره يمس يف كثري
من األحيان حقا من أسمى حقوق اإلنسان مادام يتعلق بسالمة اجلسم
والنفس واملحافظة عليها ،ولقد أصبحت املعادلة صعبة التحقيق يف عقد
يفرتض أنه عقد معاوضة ...ولقد زاد األمر يف عرصنا احلايل األزمة تفاقام
-1ذ .إبراهيم بوحليان :دعوى رفع الرضر والبيئة ،مقال منشور بدفاتر حمكمة النقض العدد
،2017/28ص .119
241
بام أصبحت حتمله بعض املواد املستهلكة من ملوثات بلغت حدها األقىص
يف التلوث اإلشعاعي.2
ونظرا لألمهية التي حتظى هبا القوانني االستهالكية فقد جاء ميثاق
االحتاد العام ملقاوالت املغرب ببند خاص حيمل يف طياته كل التدابري
املسامهة يف محاية املستهلك ،واشرتط فيه عىل املقاوالت رضورة مراعاة
ذلك يف أنشطتها.
ومن جهة أخرى فقد كانت لقضاء النقض كلمته يف املوضوع ،وذلك
بإرسائه ملقتضيات القوانني وامليثاق معا ،كلام تعلق األمر بقانون حتديد
تدابري محاية املستهلك (املطلب األول) أو قانون حفظ السالمة الصحية
للمنتجات الغذائية (املطلب الثاين).
املطلب األول :قانون حتديد تدابري املستهلك
بالرجوع مليثاق االحتاد العام ملقاوالت املغرب 3يتضح جليا أن محاية
املستهلك واحرتام مصالح الزبناء تعد من أهم ركائزه ،إذ نص عىل رضورة
السهر عىل سالمة املنتوجات واخلدمات وصحة املستهلكني.
فبعدما لوحظ زيادة الفجوة بني منتجي السلع ومقدمي اخلدمات
واملستهلكني ،ظهرت احلاجة إىل حتقيق التوازن املطلوب بني الطرفني يف
-2كلمة ذ .إدريس الضحاك بمناسبة تقديمه لكتاب ذ جواد الغامري حتت عنوان :جرائم الغش يف
البضائع ص 3الطبعة .1988
-3بالرجوع للبند السابع من امليثاق نجده حتت عنوان :احرتام مصالح الزبناء واملستهلكني وذلك:
-1السهر عىل سالمة املنتوجات واخلدمات وكذا صحة املستهلكني
-2التوفري للمستهلكني عىل معلومات مضبوطة وواضحة حول مكونات وسالمة املنتوجات
واخلدمات ،صيانتها ،ختزينها وإلغائها حسب رشوط تسهل أخذ القرار
-3حتديد إجراءات شفافة وفعالة تضمن للمستهلكني اآلخذ بعني االعتبار واالستجابة الرسيعة
واألمنية لشكايتهم.
-4تفادي الترصحيات واإلعالنات الكاذبة وكذا األفعال والتضليل واخلداعة.
-5احرتام محاية املعلومات الشخصية للزبناء واملستهلكني.
242
خمتلف مراحل التعاقد بإرساء قوانني ذات طابع اجتامعي محائي عىل
السواء.4
ولعل القانون 531.08القايض بتحديد تدابري محاية املستهلك يعد
استكامال للمنظومة القانونية اخلاصة بحامية املستهلك بل وبمثابة اإلطار
العام هلا إذ جاء لسن تدابري تعترب العمود الفقري للمنظومة كاآليت:
- 1احلق يف اإلعالم :تزويد املستهلك بكافة املعلومات الرضورية
قبل إبرام أي عقد بيع.
- 2احلق يف محاية احلقوق االقتصادية ،تنظيم بعض املامرسات
التجارية مثل اإلشهار الدعائي.
- 3احلق يف الرتاجع :منح املستهلك يف بعض احلاجات أجل أسبوع
للعدول عن رأيه.
- 4احلق يف االختيار :ضامن حرية الرشاء وفقا الحتياجات
وإمكانيات املستهلك.
- 4فاختالف التوازن بني اإلنتاج واالستهالك ظاهرة حديثة نسبيا ،يكمن تفسريها يف وجود
مقاوالت قوية يف مواجهة املستهلك الضعيف ،فباألمس كان القانون الوضعي يعترب املستهلك
فردا حرا ،أهال للتعاقد وكمبدأ دستوري كانت املساواة تؤطر التفاوض العقدي ،وكابن بار
للثورة فإن نموذج رب األرسة الصالح املعروف يف القانون املدين هو مثال للشخص املسؤول
وللمتعاقد احلذر ،لكن مع حركة التصنيع تزايد العرض والطلب والتطور االقتصادي ظهر
عكس املبادئ التي كان يعتقد بصحتها وبالتايل تبني أن املبادئ الفلسفية التي قام عليها مبدأ
سلطان اإلرادة كانت جمرد أوهام عصفت هبا التطورات االقتصادية واالجتامعية ،حيث كانت
نظرية االلتزام التقليدية عاجزة عن مواكبة الواقع التي أصبح فيه املهني يفرض رشوطه العقدية
عىل املتعاقد اآلخر.
راجع :زهري بونعايمية :البعد احلامئي يف قانون محاية املستهلك بني افرتاض اهلشاشة وضوء
إثباهتا مقال منشور بمجلة احلقوق العدد 2014/17-16ص .344-343
-5ظ.ش رقم 03.11.1الصادر يف 14من ربيع األول 18( 1432فرباير )2011بتنفيذ القانون رقم
08.31القايض بتحديد تدابري حلامية املستهلك.
243
- 5احلق يف اإل صغاء إليه ويف التمثيلية بتمكني املستهلك التفاوض
عند أي نزاع مع املورد.
والغاية من هذه التدابري ومن قانون محاية املستهلك بصفة عامة ،هي
إعادة إقامة التوازن العقدي خالل التعاطي لوظيفة اقتصادية معينة هي
وظيفة االستهالك ،ويظل هذا القانون يف إطار حرصه عىل هذه احلامية يف
اتصال مع قواعد القانون املدين والتي ال تتجاهل اهلاجس احلامئي يف عالقة
احلرفاء بغريهم.6
ولقد كرس قضاء النقض ذلك يف عدة قرارات منها:
القرار الصادر عن الغرفة التجارية 7والذي جاء فيه ... ":لكن حيث
إن املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه ولرد الدفع بعقد الضامن وبالفصل
571من ق ل ع ،مل تأت بالتعليل املنتقد وحده وإنام بتعليل أخر جاء فيه
" ...أنه من جهة ثانية ،قد جاء رصحيا يف الفقرة الثانية من املادة 65من
قانون محاية املستهلك بأن أحكام البند الثاين من الفصل 571ق ل ع املتعلقة
بعدم ضامن البائع عيوب اليشء أوخلوه من الصفات املتطلبة فيه إذا اشرتط
هذا األخري عدم مسؤوليته عن أي ضامن ،ال تطبق عىل عقود بيع السلع أو
املنتوجات املربمة بني املستهلك واملورد مما يبقى معه الدفع املثار هبذا
اخلصوص غري منتج ويتعني رده" التعليل الذي يتضح منه أن املحكمة
أعملت مقتضيات املادة 65من قانون محاية املستهلك التي تقيض بأن أحكام
البند الثاين من الفصل 571ق ل ع ال تطبق عىل عقود بيع السلع أو
املنتوجات املربمة بني املستهلك واملورد ،وهو تعليل مل تنتقده الطالبة
والكايف إلقامة القرار هبذا اخلصوص والوسيلة عىل غري أساس".
244
ويف نفس القرار املذكور وجوابا عىل وسيلة أخرى جاء جواب قضاء
النقض كاآليت:
" ...لكن حيث إن املادة 65من قانون رقم 31.08املتعلق بتدابري
حلامية املستهلك الذي أخضعت كأصل عقود بيع السلع أو املنتوجات
املربمة بني املورد واملستهلك لألحكام املتعلقة بالضامن القانوين لعيوب
اليشء املبيع الواردة يف الفصول من 549إىل 575من قانون االلتزامات
والعقود ،باستثناء البند الثاين من الفصل 571وكذا ما تعلق بأجل رفع
دعوى ضامن العيوب املحدد بمقتىض الفصل .553واملحكمة مصدرة
القرار املطعون فيه التي ردت الدفع بخرق الفصل 573من ق ل ع بتعليل
جاء فيه (حيث إنه بالنسبة للدفع بخرق الفصل 573من ق ل ع وبسقوط
الدعوى لعدم تقديمها داخل األجل القانوين ،جيب القول أوال بأن النص
الواجب التطبيق يف النازلة بخصوص هذه النقطة هو الفقرة الثالثة من
الفصل 65أعاله التي حتدد أجل رفع الدعوى الناشئة عن العيوب املوجبة
للضامن أو عن خلو املبيع من الصفات املوعود هبا ،يف سنة واحدة بعد
التسليم بالنسبة لألشياء املنقولة وذلك خالفا ألحكام الفصل 573املحتج
به يف الوسيلة .ومن جهة ثانية فاحلادثة املوجبة للضامن وقعت حسب حمرض
الضابطة القضائية طيه-بتاريخ 2012-08-20والعيب كان خفيا ومل يتم
اكتشافه إال بمناسبة إنجاز أول خربة عىل السيارة بتاريخ 2012/11/26وهو
التاريخ الذي ينبغي أن حيتسب منه أجل رفع الدعوى )....التعليل الذي
اعتربت فيه املحكمة أن العيب موضوع املنازعة كان خفيا ومل يكتشف إال
عند إنجاز أول خربة عىل السيارة بتاريخ 2012/11/26ورتبت عىل ذلك أن
تاريخ إنجاز اخلربة هو تاريخ انطالق أجل رفع دعوى الضامن وتعليل
املحكمة هذا سليم مادام أن القول بأن عدم خروج الكيس اهلوائي ،مرده
عيب يف الصنع يعود للخرباء ذوي االختصاص وال يفرتض يف املشرتي
245
العلم به بمجرد وقوع احلادثة ،واخلربة املدىل هبا يف امللف هي التي مكنت
من اكتشاف العيب .وبذلك فاملحكمة مصدرة القرار املطعون فيه تكون قد
طبقت مقتضيات املادة 65من قانون محاية املستهلك الواجبة التطبيق عىل
النازلة وجاء قرارها معلال كفاية وغري خارق للمقتىض املحتج بخرقه
والوسيلة عىل غري أساس"...
وعىل اعتبار احلق يف اإلعالم واملتمثل يف تزويد املستهلك بكافة
املعلومات الرضورية قبل إبرام أي عقد تفاديا ألي لبس وغموض يف نوع
املنتوج املعد لالستهالك نستحرض توجه قضاء النقض يف قضية فريدة،
حيث جاء يف قرار صادر عن الغرفة اإلدارية 8ما ييل:
"....حيث استندت املحكمة مصدرة القرار املطعون فيه رد استئناف
الطالبني املنصب عىل مرشوعية حجز ومنع بضاعة الشاي احلاملة لعالمة
"احلرمني" من دخول الرتاب الوطني خالفا ملا ذهب إليه احلكم املستأنف
القايض بالتعويض إىل علة مفادها أن استعامل اسم احلرمني من قبل
املط لوبة عىل علب الشاي الذي قامت باسترياده من الصني باإلضافة إىل أنه
مسجل من طرفها لدى املكتب املغريب للملكية الصناعية والتجارية وبالتايل
مرخص هلا بصفة قانونية ...فإن املادة 3من املرسوم املتعلق بتنظيم رشوط
عنونة املواد الغذائية وتقديمها مل حيدد أسامء يعينها بطبيعتها الدينية أو
السياسية أو الطائفية حيرض استعامهلا يف عنونة البضائع من أجل عدم
إحداث اللبس لدى املستهلك وأن اإلدارة مل توضح كيف السم "احلرمني"
أو حتى صور احلرمني إحداث مثل هذا اللبس واملغالطة يف خاصية مادة
الشاي املستوردة أو يف حمتواها أو أهنا مميزة عن غريها وبالتايل عدم خمالفته
للامدة 178من قانون محاية امللكية الصناعية ...إضافة إىل أن منشأ مادة
الشاي هو الصني وليس اململكة العربية السعودية؛ يف حني من جهة أخرى
246
أنه وبرصف النظر عام إذا كانت العالمة التجارية (وليس االسم التجاري
كام هو وارد خطأ يف القرار) مسجلة من طرف الطالبة لدى املكتب املغريب
للملكية الصناعية والتجارية فعال أم ال فإن التسجيل املحتج به قارص عىل
كلمة احلرمني أما علب الشاي املحجوزة فإهنا حتمل حسب ادعاءات
الطالبني الكلمة املذكورة إضافة إىل صورة لألماكن املقدسة مما جيعل
العالمة املسجلة ليست هي املوضوعة عىل علب الشاي وهو واقع مل
متحصه املحكمة للقول بوجود ترخيص الستعامل ما ذكر بصفة قانونية أم
ال ،يف حني ومن جهة أخرى إن البند ج من املادة 135من قانون امللكية
الصناعية ينص عىل "منع استعامل العالمات التي من شأهنا مغالطة
اجلمهور السيام يف طبيعة املنتج أو اخلدمة أو جودهتام أو مصدرمها
اجلغرايف" كام أن املادة 3من املرسوم املتعلق بتنظيم رشوط عنونة املواد
الغذائية وتقديمها تنص عىل أنه "ال جيب أن ختالط العنونة وطرق إنجازها
املشرتي أو املستهلك السيام يف خاصيات املادة الغذائية وخاصة يف ماهيتها
وجودهتا وعنواهنا وخصائصها اجلوهرية "...ومؤدى هذه املقتضيات
املذكورة أن منح العالمات املؤدية إىل مغالطة اجلمهور بشأن مصدرها
اجلغرايف من توظيف اسم موقع جغرايف وصوره بام له من دالالت من
حيث ليس فقط جودة املنتوج بل كذلك من حيث محولته الروحية املتشكلة
لدى مجهور املرتبطني بذلك املكان ،ويف النازلة ومادام األمر يتعلق باملغرب
الذي لألكثرية الساحقة من املواطنني واملقيمني فيه هم من املسلمني فإن
استعامل عالمة احلرمني مع صور األماكن املقدسة يف توظيف رمزية تلك
األماكن يضلل املستهلك العادي حول ماهية املنتوج ومصدره وارتباطه
باألماكن املذكورة إنتاجا أو تلفيفا أو استريادا والذي ال يمكن أن يرتفع
بمجرد ذكر بلد املنشأ يف العلبة ألن ذلك بيان ثانوي ال يتم االهتامم به يف
ظل التأثري الناتج عن العالمة والصورة املثبتة يف العلبة ،إضافة إىل أن
العالمة املذكورة جتعل مستعملها يف وضعية متميزة يف السوق مما يؤثر عىل
247
قواعد املنافسة الرشيفة وهي كلها عنارص أغفلها القرار الذي جاء معلال
تعليال فاسدا عرضة للنقض" .نقض وإحالة.
املطلب الثاين :قانون السالمة الصحية للمنتجات الغذائية
مما الشك فيه أن نمط اإلنتاج واالستهالك عرف حتوال ملحوظا أدى
إىل ارتفاع احلوادث واألرضار املتعلقة باملنتجات الغذائية اليشء الذي دفع
9
بمعظم الترشيعات إىل رفع مستوى يقظتها ورصامتها إزاء كل مقاولة
تساهم يف إنتاج املنتجات الغذائية ،حيث تبنى القانون املغريب املبادئ العامة
للسالمة الصحية للمنتجات الغذائية والقواعد اإللزامية إلعالم املستهلك
بمقتىض القانون رقم 28.07بتاريخ 18مارس .102010
وضامنا حلامية املستهلك حظر املرشع عرض أو تقديم أي منتوج أويل
أو غذائي يف السوق الداخلية أو استرياده أو تصديره إذا كان يشكل خطرا
عىل حياة اإلنسان حسب ما يستفاد من نص املادة الرابعة 11من القانون رقم
28.07وذلك حتت طائلة عقوبات جنائية.
ولقد كرس قضاء النقض ذلك يف جل قراراته ،نذكر منها عىل سبيل
املثال ال احلرص :القرار رقم 1782الصادر بتاريخ 2016/12/15الذي جاء
فيه ... " :لكن حيث ملا كان للمحكمة أن تستخلص اقتناعها بالرباءة أو
- 9استنادا ملقتضيات البند العارش من نص املادة الثالثة من القانون رقم 28.07يقصد باملقاولة يف
القطاع الغذائي :كل مؤسسة عمومية أو شبه عمومية أو مقاولة خاصة تقوم سواء هبدف الربح
أم ال بأنشطة مرتبطة أو ذات عالقة بالسلسلة الغذائية.
-10القانون رقم 28.07املتعلق بالسالمة الصحية للمنتجات الغذائية الصادر بتنفيذه الظهري الش
ريف رقم 1.10.08يف 26صفر 11( 1431فرباير 2010الصادر باجلريدة الرسمية عدد 5822
بتاريخ فاتح ربيع الثاين 18( 1431مارس )2010ص .1101
- 11جاء يف نص املادة الرابعة ما ييل" :ال يمكن عرض أو تقديم أي منتوج أويل أو منتوج غذائي
يف السوق الداخلية أو استرياده أو تصديره إذا كان يشكل خطرا عىل حياة أو صحة اإلنسان ،كام
ال يمكن استرياد أية مادة معدة لتغذية احليوانات أو عرضها يف السوق الداخلية أو تصديرها أو
تقديمها هلا إذا كانت خطرية".
248
اإلدانة من خمتلف وسائل اإلثبات املعروضة أمامها فإهنا ملا ناقشت عىل
ضوء ما هو معروض عليها فأيدت احلكم االبتدائي فيام قىض به من إدانة
الطاعن استنادا إىل ما تضمنه حمرض الضابطة القضائية وحمرض أعوان مراقبة
املنتجات الغذائية وقمع الغش من ضبط كمية من املواد الغذائية الفاسدة
واملنتهية الصالحية باملخزن التابع لرشكة ( )xوترصيح الطاعن التمهيدي
بأن يشتغل باملخزن املذكور كخازن وأنه يساعد املسؤول عن املتهم ( )xيف
استقبال السلع كام يقوم بشحنها وتسليمها ملوزعني قصد توزيعها وأن
املخزن املذكور ال يتوفر عىل مكان خاص للتربيد ،وأن عمله هذا يقتيض
منه مراقبة تاريخ اإلنتاج والصالحية ومدى سالمة السلع من التزييف
والفساد تكون قد اعتمدت وسيلة إثبات متاحة قانونا ملا ملحارض الضابطة
القضائية من حجية يف اإلثبات يف امليدان اجلنحي طبقا للامدة 290من ق م
ج .وبرزت وجه اقتناعها عىل نحو سليم فجاء قرارها بذلك مؤسسا
ومعلال والوسيلتني عىل غري أساس" رفض الطلب.
واملالحظ يف هذا الصدد أن قضاء النقض قد راع اجلانب االجتامعي
واحلامئي من خالل تشدده عىل رضورة احرتام معايري صالحية املنتجات
الغذائية املعدة لالستهالك من خالل:
- 1حتميل املقاولة كامل املسؤولية بخصوص حيازة وتوزيع مواد
استهالكية فاسدة وعرضها بالرغم من كوهنا منتهية الصالحية.
- 2حتميل أجري املقاولة "اخلازن" مسؤولية عدم مراقبته تاريخ
اإلنتاج والصالحية ومدى سالمة السلع من التزييف والفساد.
ويف نازلة مماثلة تدور وقائعها حول جنحة حيازة أكياس من مادة
البالستيك وعرضها للبيع حيث متسك الطاعن بنقصان تعليل قضاء
املوضوع وعدم ارتكازه عىل أساس قانوين بالقول :أن املحكمة مصدرة
القرار املطعون فيه أيدت احلكم االبتدائي فيام قىض به من براءة املطلوبة يف
249
النقض يف حني أن حمرض املعاينة املنجز يف مواجهتها هو حمرض رسمي يفيد
بأن األكياس املضبوطة لدهيا خمالفة للموصفات القانونية املنصوص عليها
يف القانون 77.15املتعلق بمنع صنع األكياس من مادة البالستيك
واستريادها وتسويقها واستغالهلا....
فكان جواب قضاء النقض عىل الوسيلة كاآليت :12حيث أن املحكمة
مصدرة القرار املطعون فيه عندما أيدت احلكم االبتدائي فيام قىض به من
براءة املطلوب يف النقض بعلة أن األكياس املحجوزة لدهيا من طرف
اللجنة اإلدارية املحررة ملحرض املخالفة تدخل ضمن األكياس البالستيكية
اخلاصة بالنفايات الغري املحظور حيازهتا وعرضها للبيع بمقتىض القانون
77.15من دون اعتبار لإلشارة الواردة باملحرض والتي مؤداها أن الكمية
املحجوزة من املادة املذكورة خمالفة للمواصفات املغربية املعمول هبا جاء
قرارها ناقص التعليل عرضة للنقض" .نقض وإحالة.
ويف ذات الصدد ذهب توجه قضاء النقض 13بخصوص تزييف
تاريخ صالحية مواد غذائية إىل تشديد الرقابة عىل الطاعن من جنحة
املشاركة يف استرياد وحيازة مواد مهربة مرضة بالصحة ومنتهية الصالحية
وجنحة تزييف تاريخ صالحية املواد الغذائية حيث وإن كان قد متسك –
الطاعن -بكون إحدى صور املشاركة يف اجلريمة غري متوفرة كام هي
منصوص عليها يف الفصل 129من القانون اجلنائي ،14وأن اعتامد املحكمة
250
عىل املسطرة املرجعية دون األخذ بشهادته املؤذاة جملسا يعرض قرار حمكمة
املوضوع للنقض ...أجابت حمكمة النقض بأنه :ملا كان من حق املحكمة أن
تستخلص قناعتها الوجدانية بالرباءة أو اإلدانة من كل دليل قانوين عرض
عليها ونوقش شفاهيا وحضوريا أمامها ،فإهنا ملا قدرت ترصحيات
املدعو ( )xالذي تم إيقافه عىل ضوء شكاية كل من ) (Bو) (Aمن أجل
بيعهام مواد منتهية صالحية استهالكها إذ أكد وقتها بأن تلك السلع
موضوع الغش اقتناها من الطاعن وتعرف عليه بالصورة ،وأعطى بيانات
دقيقة مكنت من توقيفه ،وترصيح الطاعن متهيديا بأنه يعرف املسمى ()y
الذي يعمل بإحدى املحالت التجارية بمدينة امليلية التي يقتني منها بني
الفينة واألخرى املواد الغذائية ،وإذ هي اطمأنت من جهة هلذه الترصحيات
وما انبثق عنها من قرائن واقعية وأدلة عىل أن إنكار الطاعن وتراجع مرصح
املسطرة املرجعية تبقى غري ذات أثر عىل قناعتها الوجدانية ملا طبعها من
انسجام وجمال اشتغال الطاعن فاعتربته مشاركا يف إطار الفصل 129من ق
ج عىل اعتبار أنه هو من مكن الفاعل األصيل وأمده بالبضاعة موضوع
الغش ،يكون قرارها جاء مؤسسا ومعلال وأوجه الوسيلة عىل غري أساس.
"رفض الطلب".
ويف قرار آخر 15أكدت حمكمة النقض أن الظهري الرشيف رقم
380.59.01املؤرخ يف 29/10/1959املتعلق بجناية الزجر عن اجلرائم املاسة
بصحة األمة يطبق عىل األشخاص الذين قاموا عن تبرص قصد االجتار
بصنع منتوجات أو مواد معدة للتغذية البرشية وخطرية عىل الصحة
العمومية أو بارشوا مسكها أو توزيعها أو عرضها للبيع أو بيعها ،واملحكمة
= = -3ساعد أو أعان الفاعل أو الفاعلني للجريمة يف األعامل التحضريية أو األعامل املسهلة
الرتكاهبا مع علمه بذلك.
-4تعود عىل تقديم مسكن أو ملجأ أو مكان الجتامع لواحد أو أكثر من األرشار الذين
يامرسون اللصوصية....
- 15القرار عدد 8/1169امللف اجلنحي عدد 2014/8/6/18930بتاريخ 2015/07/23غري منشور.
251
ملا قضت برباءة املتهمني بعلة عدم حصول رضر برشي جسامين تم التشكي
منه وكشفته شواهد أو تقارير طبية بالطرق العلمية املتاحة ،ودون تقديرها
كون البضاعة املحجوزة وضعتها مالكتها األصلية بني يدي رشكة املتهم
األول بقصد اإلتالف لعدم صالحيتها ،وهي املهمة التي كانت موضوع
تالعب ليعاد تروجيها وبيعها ومل حيل دون اكتساحها للسوق إال ضبطها
وهي حمملة عىل شاحنة موجهة لالستهالك ،وأن عدم صالحيتها أثبت
بالتقرير املخربي املنجز من طرف املخترب التابع للدرك امللكي يكون قرارها
ناقص التعليل املوازي النعدامه .نقض وإحالة.
هذا واملتأمل لقرارات قضاء النقض بخصوص السالمة الصحية
للمنتجات الغذائية سيتضح له جليا أهنا دأبت إىل إرساء قواعد ذات طابع
اجتامعي محائي عىل حد سواء ،وذلك بتشديد رقابتها كلام تعلق األمر
بالنظم القانونية اخلاصة بضامن السالمة الصحية وذلك ملاهلا من مساس
بصحة اإلنسان وذلك من خالل:
-1حتديد الرشوط الواجب مراعاهتا يف املنتجات األولية واملنتجات
الغذائية
-2مراعاة رشوط تصدير واسترياد املنتوجات األولية واملنتجات
الغذائية.
ضامن السالمة الصحية للمستهلكني. -3
252
املبحث الثاين :دور قضاء النقض يف إرساء مقتضيات املسؤولية
االجتامعية عىل مستوى قوانني البيئة
لعل الرشيعة اإلسالمية كانت سباقة إىل تقرير ما هو معروف باجليل
الثالث للحقوق :ومنها احلق يف بيئة نظيفة وسليمة ،فقد تصدت تعاليمها
جلميع أنواع امللوثات محاية للبيئة بكافة مكوناهتا ،16يقول اهلل تعاىل يف كتابه
احلكيم يف سورة البقرة اآلية ...( :164إن يف خلق الساموات واألرض
واختالف الليل والنهار والفلك التي جتري يف البحر بام ينفع الناس وما
أنزل اهلل من السامء من ماء فأحيا به األرض بعد موهتا وبث فيها من كل
دابة وترصيف الرياح والسحاب املسخر بني السامء واألرض آليات لقوم
يعقلون" صدق اهلل العظيم.
فبالرجوع مليثاق املسؤولية اإلجتامعية للمقاولة-كام متت املصادقة
عليه من طرف اإلحتاد العام ملقاوالت املغرب -نجد أنه ركز وبشكل
أسايس عىل رضورة مراعاة املقاوالت للجانب البيئي يف حل أنشطتها حيث
جاء يف البند الثالث منه واملتعلق بحامية البيئة مراعاة ما ييل:
-1حتديد برامج عمل حلامية البيئة ،حسب طرق تتكيف مع طبيعة
املقاولة ،والتي هتدف عىل اخلصوص حتسني األداء البيئي ،التواصل،
التعاون مع اجلامعات املحلية والسلطات العمومية.
-2التقليص من إستهالك املاء والطاقة واملواد اخلام واالنبعاثات
امللوثة أو ذات احتباس حراري.
-3تشجيع إستعامل الطاقات املتجددة.
-4تقييم وتقليل أثار املشاريع اإلستثامرية عىل البيئة
-16لطيفة توفيق ،احلق يف بيئة سليمة بني الترشيع واالجتهاد القضائي ،دفاتر حمكمة النقض العدد
،28ص ،17السنة .2017
253
-5حتديد خطط هتدف إىل التفادي والتخفيف من األرضار الناجتة
عن احلوادث التي تلحق بالبيئة والسالمة والصحة.
وعىل اعتبار املنظومة القانونية للبيئة متعددة نظرا لتعدد جماالهتا فإننا
أبينا يف هذا الصدد أن نقترص عىل قانون 11.03املتعلق حلامية واستصالح
البيئة (املطلب )1والقانون رقم 12.03املتعلق بدراسة التأثري عىل البيئة
(املطلب )2وذلك من خالل توجهات قضاء النقض.
املطلب األول :قانون محاية واستصالح البيئة 11.03
17
11.03 إستهل املرشع املغريب نص املادة األوىل من القانون رقم
املتعلق بحامية واستصالح البيئة بالقول:
" هيدف هذا القانون إىل وضع القواعد األساسية واملبادئ العامة
للسياسة الوطنية يف جمال محاية البيئة واستصالحها".
واستطرد املرشع القول يف الفقرة الثانية من املادة املذكورة أعاله
قائال:
" ....وترمي هذه القواعد واملبادئ إىل األهداف التالية:
-محاية البيئة من كل أشكال التلوث والتدهور أيا كان مصدره.
-حتسني إطار وظروف عيش اإلنسان.
-وضع التوجهات األساسية لإلطار الترشيعي والتقني واملايل
املتعلق بحامية وتدبري البيئة.
-17القانون رقم 11.03املتعلق بحامية واستصالح البيئة الصادر بتنفيذه الظهري الرشيف رقم
01.03.59الصادر بتاريخ ربيع األول 12(1424ماي )2003اجلريدة الرسمية عدد 5118
بتاريخ 18ربيع الثاين 19( 1424يونيو )2003ص .1900
254
-وضع نظام خاص باملسؤولية يضمن إصالح األرضار البيئة
وتعويض املترضرين"
انتهى نص املادة.
واملالحظ بمقارنة بسيطة لنص هذه املادة وما نص عليه ميثاق
املسؤولية اإلجتامعية للمقاولة نجد أن األمر ال خيرج عن اثنني ومها:
أوال :تشجيع املقاوالت عىل املبادرات التطوعية حلامية البيئة.
ثانيا :تكريس قاعدة املسؤولية بدون خطأ وتعويض املترضرين من
خملفات التلوث البيئي.
هذا وقد أبى قضاء النقض إىل تكريس مقتضيات املسؤولية
اإلجتامعية يف بعض قراراته نذكر منها عىل سبيل املثال ال احلرص:
مسؤولية املكتب الرشيف للفوسفاط عن األرضار الالحقة بأرض
فالحية جماورة ملعامله ملجرد ثبوت الرضر والعالقة السببية بينه وبني نشاط
املكتب.
إستغالل منجمي -رضر اجلوار -مسؤولية بدون خطأ.
" ...تكون حمكمة املوضوع قد بنت قضاءها عىل أساس ملا اعتربت
أن مسؤولية املدعى عليها املؤسسة العمومية ،هي مسؤولية عن املخاطر
ألن األرضار احلاصلة للمدعي ،ناجتة عن جوار أرضه الفالحية ملعاملها
امللوثة للبيئة املحيطة هبا ،وأنه يكفي لقيام مسؤوليتها لثبوت الرضر
والعالقة السببية املحيطة هبا ،وأنه يكفي لقيام مسؤوليتها ثبوت الرضر
والعالقة السببية دون االعتداء بركن اخلطأ" .رفض الطلب.18
255
"...لكن حيث ملا ثبت ملحكمة اإلستئناف من خالل وقائع النازلة
وتقرير اخلربة املنجزة يف املرحلة اإلبتدائية أن الدعوى ترمي إىل التعويض
عن األرضار التي يتسبب فيها نشاط املكتب الرشيف للفوسفاط وهو
شخص من أشخاص القانون العام بفعل النفايات الصلبة الدقيقة العالقة
والغازية التي تقذفها معامله وتنقلها الرياح وتلقي هبا عىل النباتات القريبة
من تلك املعامل اعتربته مسؤوال عن تلك األرضار اعتامدا عىل نظرية
املخاطر وهي مسؤولية بدون خطأ وليس يف ذلك أي خرق ملقتضيات
الفصل 92من ق ل ع الذي ال جمال لتطبيقه عىل النازلة وعللت قضاءها
تعليال كافيا وما ورد بالوسيلتني ناقص عن درجة االعتبار" رفض
الطلب.19
ويف قرار مماثل 20محل قضاء النقض املسؤولية ملعامل مغرب فوسفور
بأسفي نتيجة ختلف النفايات الصلبة والغازية مما أثر بشكل سلبي عىل
أوراق النباتات واألرض بصفة عامة ،وقد جاء نص القرار كاآليت:
" ...لكن حيث أن إثبات الرضر والعالقة السببية بينه وبني الفعل
الضار مسألة واقع واملحكمة التي أمرت بإجراء خربة لتحديد هذا الرضر
وعالقته باجلهة املنسوب إليها الفعل املتسبب فيه استنادا إىل أحكام قرارات
سابقة تم اإلدالء هبا أمامها ،وتبني هلا من خالل اخلربة املأمور هبا واملنجزة
يف النازلة وجود الرضر" وأن العمليات الصناعية داخل معمل مغرب
فوسفور أسفي ختلف نفايات صلبة وغازية وأنه يتم ترصيف غازات
الفليور واملواد الدقيقة املتطايرة املصاحبة هلا أثناء تصنيع احلامض
الفسفوري وتصنيع أسمدة TSPعرب أبراج بعد غسلها للتقليل من إنبعاثها
يف اهلواء وكون هذه النفايات تنتهي بالتساقط عىل أوراق النباتات وعىل
-19القرار اإلداري عدد ،2010/2/4/16غري منشور.
-20القرار اإلداري عدد ،2014/2/4/2002غري منشور.
256
األرض ،وهو ما أثر عىل عقارات املطلوب" فإهنا تكون قد توفرت عىل
عنارص املسؤولية بدون خطأ ،ويكون بالتايل تطبيقها ملقتضيات الفصل 79
من ق ل ع 21تطبيقا سليام ومل خيرق مقتضيات الفصل 399من القانون
املذكور 22املحتج بخرقه وجاء تعليلها سائغا وكافيا وليس يف القرار
املطعون فيه أي تناقض مما يكون معه ما أثري بالوسيلة عىل غري أساس".
رفض الطلب.
وال حمالة أن رضورة احلفاظ عىل البيئة تستوجب تطبيق مقتضيات
زجرية خاصة أو عامة بغية ردع املساس بالبيئة إذ نجد قضاء النقض يف
أحيان كثرية جلأ إىل تطبيقها.
ويف هذا الصدد جاء يف قرار صادر عن الغرفة اجلنائية" :23أن
املحكمة ملا قضت برباءة املطلوب من خمالفة التلوث العمومي استنادا إىل
إنكاره من غري أن تناقش معاينة الضابطة القضائية التي تثبت حيازته بمحله
املهني لنفايات مرضة بالبيئة والتي هي عبارة عن بقايا مواد يعاد تصنيعها،
ولترصيح املتهم نفسه املضمن بمحرض استعانة والذي يؤكد فيه قيامه
بتجميع هذه النفايات وإعادة بيعها دون ترخيص تكون قد بنت قرارها عىل
تعليل ناقص وعرضه للنقض واإلبطال "نقض وإحالة.
وجاء يف قرار آخر 24يتعلق بجنحة إستخراج مواد البناء من امللك
العام املائي بدون رخصة حيث تشبث طالب النقض بمناقشة حجية حمارض
-21جاء يف نص املادة 79من قانون االلتزامات والعقود ":الدولة والبلديات مسؤولة عن األرضار
الناجتة مبارشة عن تسيري إدارهتا وعن األخطاء املصلحية ملستخدميها.
-22جاء يف نص املادة 399من ق ل ع :إثبات االلتزام عىل مدعيه".
-23القرار اجلنحي عدد 2011/5/6/718غري منشور.
-24القرار اجلنحي عدد 2016/1089صادر بتاريخ 2016/07/14امللف اجلنحي عدد
،2015/8/6/15868غري منشور.
257
رشطة امللك العام املائي وافتقاره للرشوط املتطلبة فيه ...جاء جواب قضاء
النقض ....":لكن حيث أن حمرض إثبات املخالفة حمرر وموقع ممن جيب
قانونا وفقا للمواد 104و 106و 108من القانون رقم 95.10املتعلق باملاء
وتضمني العنارص املادية التي تبني مادية املخالفة والعنارص الواقعية
والقانونية التي إنبنى عليها التعويض املطلوب ليبقى ما أثري بشأن اختالف
تاريخ املعاينة عن تاريخ حتريره غري ذي أثر عىل سالمته القانونية ،واملحكمة
مصدرة القرار املطعون فيه ملا قدرت مضمونه ملاله من حجية إذ يوثق به إىل
أن يثبت العكس ،فاستخلصت منه قيام الطاعن باستخراج كمية 2500مرت
مكعب من مواد البناء واحتالهلا ملساحة 1000مرت مكعب من امللك العام
املائي ملجرى وادي اللكوس بدون ترخيص فأيدت احلكم االبتدائي فيام
قىض به من إدانة وتعويض ،تكون قد اعتمدت وسيلة إثبات متاحة قانونا،
جاء قرارها ساملا وما أثري يف السبني عىل غري أساس" رفض الطلب.
املطلب الثاين :قانون دراسة التأثري عىل البيئة رقم 12.03
-25قانون رقم 12.03املتعلق بدراسة التأثري عىل البيئة الصادر باجلريدة الرسمية عدد 5118بتاريخ
19يونيو 2003ص 1909األمر بتنفيذه ظ .ش رقم 1.03الصادر بتاريخ 12ماي .2003
258
والنظافة ولألمن والصحة العمومية مع مراعاة تفاعل هذه العنارص
فيام بينها.
- 2إزالة التأثريات السلبية للمرشوع أو التخفيف منها أو تعويضها.
- 3إبراز اآلثار اإلجيابية للمرشوع عىل البيئة وحتسينها.
- 4إعالم السكان املعنيني بالتأثريات السلبية للمرشوع عىل البيئة
ولقد جاءت هذه األهداف للحد من تفاقم املشاكل البيئية يف ظل
تزايد األنشطة االقتصادية ذات األثر السلبي عىل أمن وسالمة املجتمع-
بمفهومه الشامل -إعامال ملبدأ الوقاية خري من العالج.
ومل يتوانى قضاء النقض يف ترسيخ املبدأ املتمثل يف الدراسة القبلية
واآلثار املحتملة ،وإزالة التأثريات السلبية للمشاريع ذات البعد
اإلقتصادي ومدى تأثريها عىل سالمة البيئة ،إذ جاء يف قرار صادر عن
الغرفة املدنية:26
" ...حقا حيث صح ما عابته الوسيلة عىل القرار ،ذلك أن املحكمة مل
تنف ترضر الطاعن من املزبلة ومع ذلك قضت برفض طلب إزالتها ،بعلة
أن إقرار املطلوب مركب من جهة أن املزبلة قديمة جدا وهو كباقي السكان
يرمي هبا األزبال ومقاضاته من أجل رضر املزبلة املحدثة من جهة غري
ثابت واملحكمة بذلك تكون قد طبقت قواعد إثبات االلتزامات عندما
استبعدت اإلقرار املركب مع أن أساس الدعوى هو التقصري وعدم احرتام
حقوق اجلوار املتبادلة والذي يمكن إثباته بجميع الوسائل بقطع النظر عن
كون اإلقرار مركبا أو غري مركب فضال عن أن ادعاء املطلوبة قدم الرضر ال
يشكل جزءا من إقراره بكونه يرمي فضالت البهائم يف املزبلة كغريه من
259
الساكنة ،كام أن ادعاء قدم املزبلة ال جيدي مع اإلقرار ومواصلة رمي
النفايات هبا ومل ينف تاريخ اإلشهاد من إحداثها وال تاريخ استقرار
األرضار النامجة عنها ألهنا من أنواع األرضار املتغرية التي ال يعرف تاريخ
بدايتها" النقض واإلحالة.
وجاء يف قرار يتعلق بإيقاف تنفيذ قرار قضائي 27أنه ":مادام أن تنفيذ
القر ار الصادر عن حمكمة اإلستئناف اإلدارية سيؤدي إىل أرضار كارثية
تتمثل يف قطع أشجار غابوية واحلال أن الغابة تقوم بمهمة إيكولوجية ،وأن
من شأن إزالتها التأثري سلبا عىل املناخ وعىل التوازن البيئي ككل ،فإنه تبني
من ظاهر املستندات ومن وقائع الدعوى أن هناك ظروفا إستثنائية تربر
اإلستجابة للطلب" .إيقاف تنفيذ القرار إىل حني البت يف طلب النقض.
وال مندوحة يف القول أن قضاء النقض يراعي الطابع االجتامعي
للقوانني؛ وذلك من خالل تطبيقه ملقتضيات الفصل 91من قانون
االلتزامات والعقود 28حيث نجد ذلك يف عدة قرارات نذكر منها عىل سبيل
املثال ال احلرص القرار عدد 2014/5/1/712الذي جاء فيه ...":لكن حيث
إن الدعوى هتدف إىل رفع الرضر الناتج عن استعامل آالت النجارة جوار
منازل املطلوبني ،والرضر يزال متى ثبت وجوده بقطع النظر عن الرخصة
اإلدارية املسلمة للطالب من اجلهات املختصة تطبيقا للفصل 91من ق ل
ع ،واملحكمة ملا ثبت هلا اخلربة املنجزة الرضر املدعى به واملتمثل يف انبعاث
روائح ال تطاق من الصباغة وتلوث اجلو نتيجة غبار النجارة وخاصة
-27القرار عدد 419صادر بتاريخ 2010/06/03امللف اإلداري عدد ،2010/1/4/481غري
منشور.
-28جاء يف نصل الفصل 91من ق ل ع ":للجريان احلق يف إقامة دعوى عىل أصحاب املحالت
املرضة بالصحة أو املقلقة للراحة لطلب إما إزالة هذه املحالت وإما إجراء ما يلزم فيها من
التغيري لرفع األرضار التي يتظلمون منها ،وال حيول الرتخيص الصادر من السلطات املختصة
دون مبارشة هذه الدعوى".
260
الغبار الرقيق والكثيف أثناء صقل األثاث سواء منها الثابتة أو املتحركة
وهي بذلك تكون قد إستعملت سلطتها يف تقدير الوثائق املعروضة أمامها
والتي خلصت منها أن الرضر املدعى به أشد من الرضر الذي سيلحق
باملطلوب بإيقافه عن إستغالل املحل موضوع النزاع يف النجارة وإزالة
اآلالت املخصصة لذلك فجاء قرارها معلال تعليال سليام وما بالوسيلة عىل
غري أساس" رفض الطلب.
ومتاشيا مع نفس التوجه جاء يف قرار صادر عن الغرفة املدنية:29
" ....لكن حيث إن املحكمة املصدرة للقرار املطعون فيه ملا أيدت
احلكم االبتدائي القايض برفع الرضر بناء عىل املعاينة التي أجراها القايض
االبتدائي عند إنتقاله إىل عني املكان مبارشة تكون قد إستعملت سلطتها
كمحكمة موضوع يف تقييم وسائل اإلثبات املعروضة عليها ،واعتربهتا
كافية الستخالص ما انتهت إليه من نتيجة مل تكن ملزمة باختاذ أي إجراء
من إجراءات التحقيق األخرى طاملا أهنا وجدت فيها ذكر ما يكون قناعتها
ويثبت هلا وجود رضر غري مألوف من جراء تواجد حمل النجارة وسط
مساكن املطلوبني ملا تثريه اآلالت من ضجيج حاد ومن انتشار للغبار وهم
من األرضار البيئية املتقلبة التي ال تستقر عىل حالة واحدة وال تواجه بالقدم
وأنه عمال بمقتضيات الفصل 91ق ل ع فإن رضر اجلوار غري املألوف يزال
وال حيول الرتخيص املسلم من السلطات اإلدارية دون رفعه ويكون بذلك
قرارها مرتكز عىل أساس وما أثري هو غري جدير باالعتبار" .رفض الطلب.
ومن جهة أخرى عرب قضاء النقض عن موقف مستقر ثابت ذي
محوالت حقوقية ومحائية هامة ،أكد فيه عدم إمكانية اآلخذ بالتقادم يف
261
األرضار البيئية لعلة أن اخلطر البيئي واقعة مستمرة يف الزمن 30وذلك يف
القرار عدد 512بتاريخ 2007/05/23الذي جاء فيه" :وحيث إنه برصف
النظر عن كون التقادم هو دفع موضوعي يمكن التمسك به أية مرحلة من
مراحل الدعوى ابتدائيا واستئنافيا فإنه ال حمل لتطبيقه يف النازلة باعتبار أن
الدخان الذي تنفته معامل املستأنف عليه والنفايات الكياموية امللقاة من
طرفه تعترب واقعة مستمرة ال ختضع للتقادم ،وبالتايل فإن احلكم املستأنف
عندما قىض بخالف ذلك فإنه يكون قد جانب الصواب وواجب اإللغاء يف
هذا الشق منه مع التصدي بالترصيح باستحقاق املستأنف للتعويض عن
األرضار الالحقة بمزروعاته عن مدة ثامن سنوات من 1998إىل 2005
بالنظر لتاريخ متلك املستأنف للقطع األرضية حمل النزاع بمقتىض عقد
املقاسمة املدىل به".
تلكم إذن ،كانت توجهات قضاء النقض يف قضايا اجتامعية بالدرجة
األوىل كوهنا متس أمن وسالمة اإلنسان ،ونختم الدراسة جازمني القول أنه
من الصعب حتقيق احلامية عن طريق تنظيم ترشيعي فقط؛ وإنام جيب أن
تكون هناك مقاربة شمولية ومندجمة يف معاجلة هذا النوع من القضايا والتي
يلعب فيها القضاء دورا رياديا من خالل التطبيق السليم واحلازم للقانون
حتقيقا لألمن القضائي املنشود.
والسـالم.
- 30حممد اخلرضاوي :العدالة البيئية يف ضوء أحدث قرارات حمكمة النقض ،مقال منشور بمجلة
دفاتر حمكمة النقض العدد 28ص 278الطبعة .2017
262