You are on page 1of 42

‫‪e‬‬

‫ﮋﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ‬
‫ﮛﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮊ‬
‫سورة العنكبوت‪94:‬‬

‫‪A‬‬
‫الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة‬
‫صحوح مسلم‪847 :‬‬

‫الحفظ هو التقان‬
‫المام عبد الرحمن بن مهدي‬

‫ﭑﭑﭑﭑﭑﭑ‬
‫تنـــــــــــــويه‬
‫من أراد أن يطبعه للتوزيع الخوري ولوس للتجارة فلوطبعه دون رجوع‬
‫ىصه أو الزيادة أو الحذف‪ ،‬وعدم التغوور‬
‫للمؤلف بشرط عدم التحريف يف ِّ‬
‫فوما جاء يف بواىات الغالف أو التصدير أو اإلهداء‪ ،‬أما من أراد أن يطبعه‬
‫للتداول والتجارة ‪ ،‬فالبد من الرجوع للمؤلف والحصول على إذن كتابي‬
‫منه‪ ،‬والمؤمنون عند شروطهم‪.‬‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪4‬‬

‫تقـــــدمي‬
‫الم َح ِّقق الدكتور‬
‫فضيلة الشيخ ُ‬
‫َخـــا ِل ُد َح َسنُ أ ُبو اجلُــــود‬
‫مقــــرئ القـــــراءات العشر ال ُكربى‬
‫والمتخصص يف تحقيق كتب الرتاث‬
‫ويسره للذكر والتبيان‪ ،‬وأشهد أن ال إله إال‬
‫َّ‬ ‫الحمد هلل الذي ع َّلم القرآن‪،‬‬
‫اهلل وحده ال شريك له‪ ،‬تعالى عن مشاهبة الحدثان وأشهد أن محمدً ا عبده‬
‫ورسوله‪ ،‬صلى اهلل عليه وعلى آله وصحبه وسلم‪ ،‬وبعد‪:‬‬
‫كتاب اهللِ‬
‫َّاصح ل ِ ِ‬
‫جيدُ ‪ ،‬والن ِ‬‫المقرئ الم ِ‬
‫ُ ُ‬ ‫فإن أخي سعيد حمزة س َّل َمه ُ‬
‫اهلل‪،‬‬ ‫َّ‬
‫بقصور ب ِ‬ ‫المجيد‪ ،‬أبى إال أن أكتب له كلم ًة يصدِّ ر هبا كتابه‪ ،‬ر ْغم ِع ِ‬
‫ِ‬
‫اعي‬ ‫ِ َ‬ ‫لمه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ألمره وح ًّبا له يف اهلل كانت هذه الكلمة‪:‬‬ ‫وتنفيذا ِ‬
‫ً‬ ‫ِ‬
‫وقلة ا ِّطالعي‪،‬‬

‫قبل بكتابِ ِه الماتع (الحصون الخمسة) الذي ينبغي‬ ‫سعدت جدًّ ا من ُ‬ ‫ُّ‬ ‫لقد‬
‫ح َرفِ َّي ِة‬
‫دل فيه بِ ِ‬ ‫ِ‬
‫الكريم والذي َّ‬ ‫ِ‬
‫القرآن‬ ‫َ‬
‫حفظ‬ ‫ٍ‬
‫طالب يريدُ‬ ‫كل‬ ‫يد ِّ‬ ‫أن يكون يف ِ‬

‫الدقيق لكتاب اهلل‪ ،‬وها هو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬


‫الحفظ‬ ‫ِ‬
‫كيفية‬ ‫دق الن ِ‬
‫َّاصحِ على‬ ‫وص ِ‬ ‫المع ِّلم ِ‬
‫ُ َ‬
‫الحفظ‪ ،‬وهي مرحلة التثبيت‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫لمرحلة‬ ‫لمرحلة مهم ٍة ٍ‬
‫تالية‬ ‫ٍ‬ ‫بكتاب ُم ِه ٍّم‬
‫ٍ‬ ‫ُي ْتبِ ُعه‬
‫َّ‬
‫واإلتقان‪ ،‬فجاءت فكر ُته الرائد ُة يف كيفية ترسيخ الحفظ‪ ،‬وعنوان كتابه‬
‫ِ‬
‫المضمون ؛ فهو يأبى إال الحفظ الراسخ‪.‬‬ ‫(رسوخ) ُّ‬
‫يدل على‬
‫والحقيقةُ‪ ،‬هذه وصايا م َكابِ ٍد ومع ٍ‬
‫ان لهذا الفن‪ ،‬فن تحفيظ القرآن‬ ‫َُ‬ ‫ُ‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪5‬‬

‫وتعليمه ظهرت يف كتابين رائدين؛ الحصون الخمسة والجبال الرواسي‪ُ ،‬ث َّم‬
‫(رسوخ) الذي بين أيدينا ‪ ،‬وأرجو أن يتبعهم براب ٍع يف التدبر والعمل بكتاب‬
‫اهلل تعالى؛ إذ هما الغاية والمراد من إنزاله على قلب نب ِّيه ‪‬‬

‫يجري الخير على يديه‪ ،‬ويزرقه‬


‫َ‬ ‫أسأل اهلل التوفيق ألخي سعيد‪ ،‬وأن‬
‫ولي التوفيق والسداد‪ ،‬والهادي إلى‬
‫اإلخالص يف القول والعمل‪ ،‬واهلل ُّ‬
‫سبيل الرشاد‪ ،‬وصلى اهلل على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫د‪/‬خالد حسن أبو الجود‬

‫مكة المكرمة‬

‫‪ُ .‬غ َّرة ربيع األول ‪1438‬هـ‬

‫‪ 30‬نوفمرب ‪ 2016‬م‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪6‬‬

‫‪‬‬

‫بنعمة القرآن‪ ،‬واختص أصفياء عباده بإرث‬ ‫ِ‬ ‫أنعم علينا‬


‫الحمدُ هلل الذي َ‬
‫كتابه ووعدهم الرحم َة والغفران‪ ،‬وأعاهنم على حفظه و َد ْر ِسه وتالوته‬
‫وح ِف َظ هبم كتابه‬
‫أعمارهم وع َّطروا به األزمان‪َ ،‬‬
‫َ‬ ‫فعمروا به‬
‫وتعلمه وتعليمه َّ‬
‫والمباهج الحسان‪،‬‬
‫َ‬ ‫من الهجر والنسيان‪ ،‬وأفاض عليهم المن َن الجزيلة‬
‫ِ‬
‫إجالل الملك الديان‪ ،‬فلله‬ ‫ووسمهم بأشرف األلقاب‪ ،‬وجعل إجال َلهم من‬
‫ِ‬
‫َد ُّر قو ٍم صح ُبوا القرآن فصاروا أهال له ً‬
‫علما وعملاً ‪ ،‬فنالوا المواهب الجسام‬
‫َف ُهم ُ‬
‫أهل اهلل وخاص ُة الرحمن‪.‬‬

‫نفوسنا‪ ،‬وتطمئن به‬ ‫أدم علينا فضلك بمصاحبة كتابك؛ تسكن به‬ ‫فاللهم ِ‬
‫ُ‬
‫خواطرنا‪ ،‬و َت ْط ُهر به بواطنُنا‪ ،‬و َت ْص ُلح به‬
‫ُ‬ ‫قلو ُبنا‪ ،‬وتسعد به أفئد ُتنا‪ ،‬و َتطِيب به‬
‫ظواهرنا‪ ،‬و ُت ْع َمر به أسحارنا‪ ،‬و ُتغسل به أدراننا‪ ،‬وتغشانا متى اجتمعنا على‬ ‫ُ‬
‫تالوته ومدارسته رحمة ربنا‪ ،‬وتح ّفنا من أجل ذلك مالئك ٌة كرام‪ ،‬وتنزل علينا‬
‫الملِ ُك المتعال‪.‬‬
‫السكينة والوقار‪ ،‬ويذكرنا سبحانَه فيمن عنده وهو َ‬

‫النبي الكريم الخاتم المختار‪ ،‬وعلى آله األطهار‪،‬‬


‫وأسلم على ِّ‬
‫ُ‬ ‫وأصلي‬
‫وأزواجه أمهات المؤمنين عاليات األقدار‪ ،‬وعلى جميع أصحابه األخيار‪،‬‬
‫تعاقب القمران‪ ،‬واختلف الليل والنهار‪،‬‬
‫َ‬ ‫صال ًة وسال ًما دائمين متالزمين ما‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪7‬‬

‫وبعد‪:‬‬

‫فقد سألني أحد الطالب المجتهدين النبهاء بعد أن انتقل إلى حال جديدة‬
‫االنشغاالت فأسفر ذلك عن اختالل أوراد المراجعة‪ :‬كيف‬
‫ُ‬ ‫كثرت ِ‬
‫عليه فيها‬ ‫ْ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الضياع‬
‫َ‬ ‫ُأ َوف ُق بين الحفظ الجديد ومراجعة ما َّ‬
‫تم حف ُظه والذي أخشى عليه‬
‫والنسيان؟‬

‫مفصل على هذه المسألة‬ ‫ٍ‬


‫جواب ّ‬ ‫ِ‬
‫تحرير‬ ‫فوافق سؤا ُل ُه رغب ًة عندي يف‬
‫أخرج ُت‪ -‬بتوفيق اهلل وحده‪-‬‬
‫ْ‬ ‫لتكررها‪ ،‬وإين منذ زمن غير بعيد‪ ،‬وبعد أن‬
‫طريقة «الحصون الخمسة» إلتقان حفظ القرآن الكريم‪ ،‬وكانت فئتها‬
‫وأيضا الخاتمين للحفظ ولكن لم يراعوا‬
‫المستهدفة المبتدئين يف الحفظ ً‬
‫أصول الحفظ من التكرار الكثير بضوابطه‪ ،‬ولم يلتزموا المراجعة الدورية‬
‫بشروطها؛ وإنما كانوا يعالجون حفظ كل سورة معالجة يسيرة دون ضبط ثم‬
‫ينتقلون إلى غيرها‪ ،‬يحدوهم يف ذلك ابتغاء الختم واالنتهاء‪ ،‬وقد ُز ِّي َن لهم‬
‫«التسرع» والتف ّلت؛‬
‫ّ‬ ‫أن هذا شأن الختمة األولى وهكذا ينبغي أن تكون من‬
‫َ‬
‫الضبط يف الختمة الثانية‪ .‬وهذا‬ ‫دائما‪ ،‬آملين‬
‫ألهنا لمجرد التعرف على اآليات ً‬
‫خطأ جسيم يقع فيه أكثر المتعلمين على مستوى األفراد والمؤسسات‪ ،‬وقد‬
‫ذكرت ذلك وأوضحته ‪ -‬باختصار ‪ -‬يف حلقات الحصون الخمسة على‬
‫ُ‬
‫قناة المعالي (‪ 14‬حلقة)‪ ،‬وهي متاحة على موقع اليوتيوب حاملة نفس‬
‫العنوان «الحصون الخمسة»‪ ،‬أنصح بمشاهدهتا باهتمام وتركيز‪ ،‬وتدوين‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪8‬‬
‫ٍ‬
‫خربات‪ ،‬وصف ّيت لك مشارهبا‪ ،‬ولمست فيها‬ ‫عصرت لك فيها‬
‫ُ‬ ‫فوائدها؛ فقد‬
‫واقعنا‪ ،‬نفعك اهلل هبا‪.‬‬
‫ِ‬
‫بطريقة «الجبال الرواسي» يف المراجعة‪ ،‬مستهد ًفا‬ ‫َ‬
‫الحصون‬ ‫تلوت‬
‫ُ‬ ‫ثم‬
‫هبا فئة خاصة جدًّ ا‪ ،‬وهم الذين حفظوا القرآن بإتقان ثم لم يواظبوا على‬
‫المراجعة الجادة بسبب دراساهتم ومعايشهم وغير ذلك مما نعلمه‬
‫جمي ًعا‪ ،‬ولنا أن نضيف كذلك التشاغل عن القرآن بما طرأ علينا من وسائط‬
‫التواصل االجتماعية (الفيسبوك‪ ،‬وتويرت‪ ،‬واليوتيوب‪ ،‬والواتساب‪،).. ،‬‬
‫والتي زاحمت المراجع َة أوقاهتَا وقاسمتْها ح َّظها يف يومنا‪ ،‬فمنا ظالم لنفسه‬
‫باإلكثار منها والتفريط يف حق محفوظاته وقراءاته الهادفة‪ ،‬ومنا مقتصد‬
‫حق ح ّقه‪ ،‬ومنّا سابق بالخيرات بالمحافظة على أوراده‬ ‫يعطي َّ‬
‫كل ذي ٍّ‬
‫اليومية من القرآن الكريم واألذكار واالطالع الهادف والمذاكرة الجادة‬
‫للعلوم الشرعية والموازنة بين المعايش والمهام العلمية والعملية واألسرية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬

‫والحق ُ‬
‫أقول ‪ -‬أن طريقة «الجبال الرواسي» برنامج مكثف‬ ‫َّ‬ ‫والحق ‪-‬‬
‫ُّ‬
‫(معسكرا) جا ًّدا وإدارة حازمة لألوقات‪ ،‬باإلضافة إلى حاجته‬ ‫ً‬ ‫يتطلب‬
‫الفعلية ألوقات متفرغة لما فيها من واجبات ُك ُثر والتزامات عالية؛ لذا فإين‬
‫أهمها جودة الحفظ‬
‫ال أنصح هبا إال يف حاالت محدودة بصفات مخصوصة‪ّ ،‬‬
‫السابق‪ ،‬وإجادة القراءة ال سيما بمرتبة الحدر دونما إخالل بضوابط القراءة‬
‫الصحيحة‪ ،‬والتفرغ النسبي لها ‪ -‬وهذا أهم أركان النجاح يف المراجعة‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪9‬‬

‫ٍ‬
‫مجرب‬ ‫ٍ‬
‫متقن‬ ‫ٍ‬
‫ماهر‬ ‫ٍ‬
‫حافظ‬ ‫بطريقة الجبال الرواسي ‪َ ،-‬و َت َو ُّفر المتابعة من‬
‫خبير بإدارة النفوس واألوقات م ًعا‪ ،‬فال ينبغي خوض غمارها إال والمرء‬ ‫ٍ‬
‫يعلم من نفسه القدر َة على مالحقة واجباهتا المكثفة يف مراحلِها العشر التي‬
‫تمضي دون إمهال‪ ،‬ولذا فأنا من منرب هذا المقال أرفع عقيريت بالنصيحة‬
‫ْ‬
‫اجعل طريقة «الجبال‬ ‫إلخواين وأخوايت ‪ -‬حفاظا على جهدهم وأوقاهتم‪: -‬‬
‫الرواسي» يف آخر مراحل مراجعتك بعد اشتداد عود الحفظ واستقوائه‪،‬‬
‫وراجعت بطريقة «الحصون‬
‫َ‬ ‫ذاكرت‬
‫َ‬ ‫وال تعجل‪ ،‬وقد ال تحتاج إليها متى‬
‫كنت أو منته ًيا‪.‬‬
‫وأحضك عليه ‪ ،‬مبتدئًا َ‬
‫ُّ‬ ‫الخمسة»‪ ،‬وهذا ما أرشدك إليه‬

‫هذا‪ ،‬ولكل طرفين وسط‪ ،‬ولكل جهد مبذول اعتبار؛ فإن طالب حفظ‬
‫القرآن ليسوا مبتدئين ومنتهين فقط‪ ،‬كما أنه ال بد من األخذ يف االعتبار أن‬
‫لكل امرئ نقاط قوة يف حفظه وكذا نقاط ضعف‪ ،‬فهو قوي الحفظ لسورة‬
‫البقرة ‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬وحافظ جيد لسورة آل عمران ولكن ليس‬
‫بقوة حفظه لسورة البقرة ‪ ،‬وضعيف الحفظ جدًّ ا لسورة كذا وكذا (ال أحب‬
‫أثرا سلب ًّيا‬
‫تسمية السور حال اإلشارة إلى ضعف الحفظ؛ لكي ال يرتك ذلك ً‬
‫على المرء) ‪ ،‬وبالجملة فهو متفاوت يف مستوى الحفظ لكل سورة ‪ ،‬وهذه‬
‫الحال ينتسب إليها قِ َطاع عريض من طالب حفظ القرآن الكريم ‪ ،‬وهذا‬
‫كرة الحفظ من أول سورة‬
‫النوع من الطالب ربما ال يكون مجد ًيا أن يعيد ّ‬
‫البقرة‪ -‬التي يتقنها ‪ -‬فيضيع بذلك ذروة نشاطه وتفرت همته‪ ،‬وال ينبغي‬
‫كذلك أن يراجع بطريقة «الجبال الرواسي» وما زال لديه أجزاء تحتاج إلى‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪10‬‬

‫تحمل ما‬
‫حفظ جديد‪ ،‬فهذا يأيت عليه بتضييع األوقات واغتمام النفس‪ ،‬فقد َّ‬
‫ال طاقة لحفظه به!‬

‫برنامجا وس ًطا يناسب هذه الشريحة يختصر األوقات‬


‫ً‬ ‫وقد رأيت أن أضع‬
‫ويوفر الجهد يجمع بين‪:‬‬

‫‪ -1‬المحافظة على ما تم حفظه‪ ،‬وهو الذي بلغ درجة اإلتقان‪.‬‬

‫‪ -2‬ومراجعة ما يحتاج إلى ضبط ومراجعة وليس إلى إعادة حفظ‪ ،‬وهو‬
‫الجيد ولم يبلغ درجة اإلتقان بعدُ ‪.‬‬
‫‪ -3‬والتأسيس من جديد للحفظ غير المعتد به‪ ،‬والذي لم يستقر يف‬
‫ض قبل ذلك‪ ،‬وهو الحفظ السيء الذي تسرع‬ ‫قلب صاحبه على نحو ُم ْر ٍ‬
‫فيه صاحبه ولم يرا ِع فيه أصول الحفظ من تكرار وتركيز وفهم وغير ذلك‬
‫تماما وإعادة بنائه من‬
‫من قواعد وأصول الحفظ‪ ،‬وهذا ال عالج له إال هدمه ً‬
‫جديد‪.‬‬
‫«ر ُسوخ»؛ ليكون‬
‫وسوف نصطلح على أن يكون اسم برنامجنا هذا‪ُ :‬‬
‫واسما (حرك ًّيا) له؛ ليسهل اإلشارة إليه وتداوله بين األصدقاء يف‬
‫ً‬ ‫َع َل ًما عليه‬
‫مجالس مراجعتهم ويف دور التحفيظ والمؤسسات القرآنية‪.‬‬
‫«ر ُسوخ» يف أربعة‬‫وهذا أوان الشروع يف تأصيل وتوضيح برنامج ُ‬
‫ٍ‬
‫مطلب ‪ -‬سوى المطلب الثاين‪ -‬خريط ًة‬ ‫وضعت يف هناية كل‬
‫ُ‬ ‫مطالب‪ ،‬وقد‬
‫ذهني ًة ثم خريطة جامعة يف هناية الكتاب‪ ،‬أعدَّ ها الطبيب النفسي الماهر د‪/‬‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪11‬‬

‫خالد مختار الزمزمي ‪ -‬كتب اهلل أجره وأحسن جزاءه ‪. -‬‬


‫أسأ ُل أن يشرح صدري‪ ،‬ويلين لي الكلمات‪ ،‬ويذلل‬ ‫الكريم َ‬
‫َ‬ ‫العظيم‬
‫َ‬ ‫واهلل‬
‫َ‬
‫يحلل عقدة بيانِي‪ ،‬ويجنبني ُع ْج َمة المعاين‪ ،‬وأن يرزقني‬
‫َ‬ ‫لي العقبات‪ ،‬وأن‬
‫ثوب القبول‪ ،‬وأن يجعله‬
‫يكسوه َ‬ ‫اإلخالص يف هذا العمل‪ ،‬وأن ينفع به‪ ،‬وأن ُ‬
‫وذخرا لي يوم ألقاه‪ ،‬وأن يحسن خاتمتي ويرحمني ويعفو‬
‫ً‬ ‫نورا يف قربي‬
‫لي ً‬
‫عني ويسرتين‪ ،‬إنه ولي ذلك والقادر عليه‪ ،‬واهلل من وراء القصد وهو يهدي‬
‫قول َس ِم ٍّي لي من َق ْب ُل‪:‬‬
‫السبيل‪ ،‬ويعجبني أن أتمثل َ‬
‫ـاري البري ِ‬
‫ات‬ ‫ْب َيا َب ِ‬ ‫َيا َغافِ َر َّ‬
‫الذن ِ‬ ‫َيا َر ِّب إِ َّن َس ِعيدً ا َقدْ َر َجا َأ َملاً‬
‫َ ِّ َ‬
‫ُفـران غايـاتي‬
‫ْب فالغ ُ‬ ‫َو َتغْفـِرِ َّ‬ ‫بِ َأ ْن ت ُِذ ْقــــه ن َِعيما بعـــدَ ِذ َّلتِ ِ‬
‫الذن َ‬ ‫ــه‬ ‫ُ ً َْ‬

‫ُخ ِ‬
‫ويد ُم القرآن الكريم وأهله‬
‫‪/‬سعيدُ أبو ال َِعال َحمـزة‬
‫أبو ُع َم َر َ‬
‫لطف اهلل به يف الدارين‬
‫اإلسكندرية يف‪ 17 :‬صفر ‪ 1438‬هـ‬
‫‪ 17‬نوفمرب ‪2016‬م‬
‫للتواصل‪www.facebook.com/hefzcenter :‬‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪12‬‬

‫املطلب األول‬
‫تقسيم املحفوظات حسب مستوى اإلتقان‬
‫َ‬
‫حفظ القرآن الكريم تجدُ ه يراجع القرآن الكريم‬ ‫البعض‬
‫ُ‬ ‫عندما يختم‬
‫ٍ‬
‫وبكميات غير مناسبة لطبيعة‬ ‫بدون أي خطة موضوعة أو منهجية واضحة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫خاطئة‪ ،‬فينتج عن ذلك كله‬ ‫ٍ‬
‫بآليات‬ ‫حفظه من حيث القوة والضعف‪ ،‬وربما‬
‫يضعف الحفظ‪ ،‬ولذلك ينبغي‬
‫ُ‬ ‫تضييع لألوقات وإهدار للطاقات ومن َث َّم‬
‫أن تكون المراجعة وفق برنامج محدد وخطة واضحة يسير عليها الطالب‪،‬‬
‫وأهم مالمح وشروط الخطة الصحيحة هو أن تكون مناسبة له من حيث‪:‬‬
‫قو ُة الحفظ‪ ،‬األوقات المتاحة لتنفيذها‪ ،‬وحجم المسؤوليات واألعباء‬
‫الملقاة على عاتقه من حيث الدراسة أو القيام بحاجات من يعولهم‪.‬‬

‫حجر األساس يف تحديد منهجية المراجعة‬


‫ُ‬ ‫إن تحديدَ مستوى الحفظ‬
‫مقرتح عليك يف هذا المطلب تقسيما للمحفوظات‬
‫ٌ‬ ‫والمقدار المناسب‪ ،‬وإين‬
‫حسب قوهتا والذي ننصح به طالبنا ونمضي عليه يف حلقاتنا‪.‬‬

‫القسم الأول‪ :‬الحفظ المتق َن الراسخ‪:‬‬

‫وصاحب هذا الحفظ هو الماهر‪ ،‬وقدره عند ربه عظيم ‪ -‬متى خلصت نيته‬
‫هلل ‪ -‬وثوابه جزيل‪ ،‬قال النبي ‪« :‬الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة»‪،‬‬
‫ويروق لي أن أنعته بـ (حفظ الفاتحة) من حيث القوة والثبات والرسوخ‪،‬‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪13‬‬

‫وهو ما ال يحتاج فيه صاحبه إلى جهد يف االستدعاء ‪ ،‬فهو حفظ حاضر‬
‫متمكن مطمئن يف القلب يجري على اللسان دونما كلفة يستطيع صاحبه أن‬
‫يصلي به يف أي وقت غي ًبا؛ إما ًما أو منفر ًدا؛ فقد صار سجية وطب ًعا وما ذلك‬
‫إال لكثرة مراجعته وانتظامها ولطول العهد وحسن الصحبة باإلضافة إلى‬
‫التأسيس الصحيح له يف مجلس الحفظ األول من حيث جمع الهمة والرتكيز‬
‫وكثرة التكرار والصالة الدورية بالمحفوظ والتسميع على المتقنين‪ ،‬وهذا‬
‫كله راجع إلى أصلين عظيمين‪ :‬توفيق اهلل للعبد‪ ،‬وإخالص العبد يف سيره‬
‫إلى ربه‪.‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬الحفظ الجيد غير المتقن‪:‬‬

‫وصاحب هذا الحفظ هو المتعتع‪ ،‬وهو دون القسم األول يف درجة‬


‫اإلتقان‪ ،‬وله أجران إن شاء اهلل‪ ،‬وهو ما يستطيع صاح ُبه قراء َته غي ًبا لكن بعد‬
‫ٍ‬
‫ضبط‬ ‫مراجعة يسيرة ويكون لديه بعض المواضع التي ما زالت تحتاج إلى‬
‫ٍ‬
‫وتمكين ويكون تسميعه جيدً ا بالجملة مع وجود أخطاء يف آية أو خاتمة أو‬
‫سياق‪ ،‬مما يجعله دائما يف ٍ‬
‫حال غير مستقرة و َي ْل َتبِس على صاحبه‪ ،‬وربما‬ ‫ً‬
‫النشغال صاحبه عنه ووجود تقصير يف تأسيسه وعدم انتظام المراجعة‬
‫ووجود خلل يف عالقته به من حيث المصاحبة ووجود تقصير يف التسميع‬
‫على المتقنين ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫وهذه الدرجة من الحفظ ‪ -‬عندي ‪ -‬ال تحتاج إلى إعادة الحفظ؛ وإنما‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪14‬‬

‫تحتاج لضبط دقيق ومذاكرة جادة نوضح معالمها بعدُ بإذن اهلل‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬ما ليس بحفظ‪:‬‬

‫لقب‪( :‬حفظ ضعيف أو‬‫أمنحه َ‬


‫َ‬ ‫نعم‪ ،‬هو ليس حف ًظا‪ ،‬وال أحب أن‬
‫ٍ‬
‫مقروء أو‬ ‫أطلقت عليه ذلك من قبل يف ٍ‬
‫مقال لي‬ ‫ُ‬ ‫ركيك أو مضطرب)‪ ،‬وإن‬
‫مسموعٍ‪ ،‬فهو من باب التوسع يف االصطالح على حسب ما يسميه الناس‪،‬‬
‫إال أنه ال يرقى أن يكون حف ًظا وال ينبغي أن ينتسب إليه؛ فهذا تعدٍّ على‬
‫مصطلح الحفظ؛ ألن الحفظ كما هو معروف عند أربابه هو اإلتقان‪ ،‬وهذا‬
‫القسم ليس فيه من اإلتقان شيء‪ ،‬بل هو افرتاء عليه‪ ،‬وصاحبه غير حافظ‬
‫أصلاً ‪ ،‬وليس له بالحفظ أي صلة‪ ،‬فقد أساء يف الحفظ ولم يراع أي أدب‬
‫من آدابه ولم يلتزم أ ًّيا من قواعده وأصوله التي يعرفها جيدً ا‪ ،‬ولم يكن‬
‫للمراجعة من خطته نصيب‪ ،‬ال من بعيد وال من قريب ؛ فهو كالماشي على‬
‫الرمال يف الصحراء ال َي ْث ُبت له أثر‪ ،‬فهو متسرع ال يحس ُن إلى محفوظه بكثرة‬
‫والتحصل على‬
‫ّ‬ ‫متعجل للنهاية‬
‫ّ‬ ‫التكرار‪ ،‬مهتم بالكم دون التفات للكيف‪،‬‬
‫متلهف على نيل اإلجازات والشهادات‪ ،‬ويقف من وراء كل‬
‫ٌ‬ ‫لقب (خاتم)‪،‬‬
‫ذلك نية أحسن أحوالها أهنا غير موجهة إن لم تكن فاسدة والعياذ باهلل‪.‬‬

‫وربما كان هذا المستوى (الال مستوى) ناش ًئا عن جهل بطرق الحفظ‬
‫السليمة أو عن االعتقادات الخاطئة مثل‪ :‬الختمة األولى مجرد تعرف على‬
‫القرآن‪ ،‬أو‪ :‬ال سبيل إلتقان القرآن كالفاتحة ؛ فالقرآن غالب‪ ،‬أو عن دورات‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪15‬‬

‫الحفظ (المتسرعة)‪ ،‬والربمجة اللغوية العصبية‪ ،‬والتي توهم بأنه يمكن‬


‫للمرء أن يحفظ القرآن يف ثالثة أو عشرة أيام وغير ذلك مما يأباه اإلتقان‬
‫وأهله‪ ،‬وهذا كله تحويل للمقاصد التي هندف إليها من حفظ القرآن الكريم‬
‫من معايشة ومصاحبة وتدبر لمعانيه‪ ،‬هذا إن كان ح ًقا سوف يحفظ يف هذه‬
‫َ‬
‫الحفظ الذي نريد (حفظ الفاتحة)‪.‬‬ ‫المدة القليلة‬

‫خائر ال‬
‫وأساس ٌ‬
‫ٌ‬ ‫زائف ال يروج على المحراب‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫حفظ‬ ‫والخالصة‪ :‬هذا‬
‫العمر من تضييع‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫واحفظ‬ ‫تقو ُم عليه أعمد ُة المراجعة‪َ ،‬ف ُعدْ من حيث َ‬
‫جئت‪،‬‬
‫آخر ال يأيت إال بمثل حالِك األول!‬ ‫ٍ‬

‫وحيث ال سبيل لالعرتاف هبذا الحفظ الذي (ليس بحفظ) إال اإلعادة‬
‫قولاً واحدً ا‪ ،‬وأقول لصاحب هذا (الحفظ)‪:‬‬

‫ارجع فاحفظ فإنك لم تحفظ!‬

‫‪‬‬
‫ﻻ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺟﻬﺪ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺪﻋﺎء‬ ‫ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺴﺎن دون ﻛﻠﻔﺔ‬
‫ﺗﻮﻓﻴﻖ ا‬
‫ﻛﺘﺎب "رﺳﻮخ"‬
‫ﺗﺄﻟﻴﻒ‪ :‬د‪ /‬ﺳﻌﻴﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﻼ ﺣﻤﺰة‬ ‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺼﻼة ﺑﻪ ﻓﻲ أي وﻗﺖ‬
‫ﻣﻨﺸﺆه أﺻﻼن ﻋﻈﻴﻤﺎن‬
‫اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد‪ :‬د‪ /‬ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺨﺘﺎر اﻟﺰﻣﺰﻣﻲ‬ ‫إﺧﻼص اﻟﻌﺒﺪ‬
‫‪www.facebook.com/hefzcenter‬‬
‫ﻣﺜﻞ ﺣﻔﻆ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻮة‬
‫واﻟﺜﺒﺎت واﻟﺮﺳﻮخ‬
‫‪ .1‬اﻟﺤﻔﻆ اﻟﻤﺘﻘﻦ اﻟﺮاﺳﺦ‬
‫اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﻤﺎﻫﺮ‬

‫اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﻤﺘﻌﺘﻊ‬

‫ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺎت ﺣﺴﺐ‬


‫ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻏﻴﺒﺎ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﻹﺗﻘﺎن‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻳﺴﻴﺮة‬
‫‪ .2‬اﻟﺤﻔﻆ اﻟﺠﻴﺪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻘﻦ‬
‫ﺑﻌﺾ ﻣﻮاﺿﻌﻪ ﺗﺤﺘﺎج ﺗﻤﻜﻴﻨﺎ‬

‫‪ .3‬ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﻔﻆ‬ ‫ﺗﺴﻤﻴﻌﻪ ﺟﻴﺪ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻪ أﺧﻄﺎء‬


‫ﻻ ﻳﺮﻗﻰ أن ﻳﺴﻤﻰ‬ ‫ﻓﻲ آﻳﺔ أو ﺧﺎﺗﻤﺔ أو ﺳﻴﺎق‬
‫ﺣﻔﻈﺎ ﻟﺸﺪة ﺿﻌﻔﻪ‬

‫رﺳﻮخ‬ ‫اﻟﺘﺴﺮع‬ ‫ﻣﻨﺸﺆه‬


‫ﻋﺪم اﻧﺘﻈﺎم اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬

‫ﺟﻬﻞ أو ﺳﻮء ﻓﻬﻢ ﺑﻄﺮق اﻟﺤﻔﻆ‬ ‫ﻣﻨﺸﺆه‬


‫ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻘﻨﻴﻦ‬
‫اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻜﻢ دون اﻟﻜﻴﻒ‬
‫ﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻬﺔ أو ﻓﺎﺳﺪة‬
‫ﺗﻌﺠﻞ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ‬ ‫ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺤﻔﻆ‬
‫اﻟﻠﻬﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺟﺎزات واﻟﺸﻬﺎدات‬ ‫وﺗﺤﺼﻴﻞ ﻟﻘﺐ ﺧﺎﺗﻢ‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪16‬‬

‫املطلب الثاين‬
‫متحيص املحفوظات وفهرس ُتها‬
‫ُ‬
‫َو َأ ْعنِي بالتمحيص‪ :‬ال َغ ْر َب َل َة بمعناها المعروف لدينا‪ ،‬وهو أن تنخل‬
‫محفوظاتك يف غربال دقيق المسام‪ ،‬حكمه عدل دون تدخل منك يف‬
‫اختياراته‪ ،‬وهذه الغربلة ال تتطلب منك إال أن تجلس جلسة هادئة مع‬
‫مصحفك وقلمك وكراسك فقط‪ ،‬وال بد أن تثمر هذه الجلسة عن إجابة‬
‫واضحة دقيقة على األسئلة اآلتية‪:‬‬

‫‪ -1‬إلى أي موضع من القرآن من أول سورة الفاتحة يكون حفظك مثل‬


‫الفاتحة ثم بعد هذا الموضع يختلط عليك الحفظ ويدخله الضعف وال‬
‫يرقى إلى مستوى اإلتقان المطلوب؟‬

‫واإلجابة قد تكون على النحو التالي‪ -‬على سبيل المثال ‪: -‬‬

‫‪ -‬من أول الفاتحة إلى هناية قصة صالح عليه السالم من سورة هود (إجابة‬
‫واضحة ودقيقة)‪.‬‬

‫‪ -‬بعض المتفرقات (إجابة غير واضحة وغير دقيقة‪ ،‬وال نستطيع بناء تصور‬
‫للمراجعة عليها)‪.‬‬
‫ِ‬
‫لطائف ما َو َق َع أن أحد الطالب سألتُه هذا السؤال بنصه ذات‬ ‫ِ‬
‫ومن‬
‫مفكرا ثم نظر إلى السماء‪ ،‬ثم قال‪ :‬سورة الفاتحة فقط!‬
‫ً‬ ‫يو ٍم‪،‬فأطرق‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪17‬‬

‫َ‬
‫لينتقل إلى القسم‬ ‫ٍ‬
‫اجتهاد يف مراجعته‬ ‫ويحتاج إلى‬ ‫‪ -2‬ما الذي تحف ُظه‬
‫ُ‬
‫األول؟‬

‫استكمالاً وبنا ًء على إجابة السؤال األول‪:‬‬

‫من أول قصة شعيب عليه السالم إلى آخر سورة الزمر‪.‬‬

‫السور التي تحتاج إلى إعادة حفظها من جديد وغير راض عن‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬ما‬
‫حفظها تماما ؟‬

‫استكمالاً وبنا ًء على إجابة السؤال الثاين‪:‬‬

‫من أول سورة غافر إلى آخر سورة الناس‪.‬‬

‫َأ ْع َل ُم ‪ -‬أيها القارئ المبارك ‪ -‬أنه دارت يف ذهنك أسئلة حول ما تقدم‬
‫بيانه‪ ،‬وإين مقرتح عليك ما ‪ -‬ربما ‪ -‬دار يف ذهنك منها‪:‬‬

‫‪ -1‬ماذا لو كانت أقسام الحفظ منفصلة غير متصلة‪ ،‬أو بعبارة أخرى‪ :‬ماذا لو‬
‫كان المحفوظ المتقن مثل الفاتحة (القسم األول) موز ًعا خالل المصحف‬
‫الشريف‪ ،‬كأن يكون البقرة والخمسة أجزاء األخيرة‪ ،‬واألجزاء ‪ 15‬و‪16‬‬
‫و‪ 17‬؟‬

‫دون هذا يف كراستك تحت بند‪ :‬القسم األول‪،‬‬


‫اإلجابة‪ :‬ال بأس بذلك‪ِّ ،‬‬
‫وأسوق لك مثالاً ‪:‬‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪18‬‬

‫القسم األول‪ :‬الحفظ المتقن الراسخ‪:‬‬

‫البقرة‪ ،‬األجزاء ‪ ،17 ،16 ،15‬واألجزاء ‪. 30-26‬‬

‫القسم الثاين‪ :‬الحفظ الجيد غير المتقن‪:‬‬

‫آل عمران إلى آخر سورة النحل‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬ما ليس بحفظ‪:‬‬

‫األجزاء من ‪. 25 - 18‬‬

‫‪ -2‬ماذا لو كان حفظي لسورة النساء ‪ -‬على سبيل المثال ‪ -‬تاب ًعا للقسم‬
‫األول (متقن راسخ) غير أنه يتخللها مواضع يسيرة تحتاج إلى ضبط‪ ،‬مع‬
‫العلم أن باقي سور القرآن ‪ -‬عندي ‪ -‬على وجه اليقين تابعة للقسم األول‬
‫(المتقن الراسخ) أو القسم الثالث (ما ليس بحفظ) ؟‬

‫ذكرت‪ ،‬فإن األصلح لهذه السورة أن تخضع للمراجعة‬


‫َ‬ ‫اإلجابة‪ :‬على ما‬
‫وضبط هذه المواضع غير أن المدة الالزمة لذلك ستكون قصيرة قط ًعا‪،‬‬
‫وأنصحك أال تكون مجاملاً لنفسك يف تمحيصك وتقديرك لمستوى‬
‫الحفظ لكل سورة‪ ،‬فأنت تؤسس لمشروع العمر‪ ،‬ومتى جاملت نفسك فإن‬
‫هذا سيعود بك إلى سيرتك األولى من التمزق والتشتت يف المراجعة‪ ،‬وربما‬
‫دخل ذلك عليك بالملل واإلحباط؛ لذا أكرر عليك‪ :‬كن محدَ ًّدا جدًّ ا ودقي ًقا‬
‫إلى أقصى درجة يف هذه المرحلة (التمحيص)‪ ،‬و َت َق َّب ْل أي نتيجة تخرج هبا؛‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪19‬‬

‫ألن هذه النتيجة ليست إال صدى لما بذلتَه من مجهوداتك السابقة‪ ،‬وما هي‬
‫إال حصاد لزرعك الذي زرعت ُ‬
‫قبل‪ ،‬فمنه ما راعيتَه فاستوى على سوقه‪،‬‬
‫مصفرا ثم يكون حطا ًما‪.‬‬
‫ً‬ ‫أهملت فرتاه‬
‫َ‬ ‫ومنه ما‬

‫وأحذرك أن تضع تحت القسم األول (المتقن الراسخ) ما ال يتصف‬


‫باإلتقان والرسوخ مثل الفاتحة؛ فإن متطلبات هذا القسم ‪ -‬كما سيأيت ‪ -‬ال‬
‫تحتمل أن يكون يف هذا القسم ما ليس متقنًا‪ ،‬وإال اجتمع عليك واجبان من‬
‫زعمت أنه مثل الفاتحة وهو ليس كذلك‪،‬‬
‫َ‬ ‫واجبات المذاكرة ؛ مذاكرة ما‬
‫ب له المذاكرة حسب تقديرك األول عندما ُق ْم َت‬‫ومذاكرة ما هو ُم َر َّت ٌ‬
‫بالغربلة‪ ،‬فالحذار الحذار‪.‬‬

‫‪ -3‬ماذا لو كان حفظي لجميع سور القرآن تاب ًعا للقسم األول (متقن راسخ)‬
‫وجها كاملاً‬
‫غير أن هناك موض ًعا أو موضعين يف كل سورة‪ ،‬أو مقط ًعا أو ً‬
‫(متفرقات) ال أشعر فيه بالرسوخ واالطمئنان‪ ،‬هل يلزم بذلك أن أنتقل‬
‫بجميع حفظي إلى القسم الثاين‪ ،‬أم ماذا أنا فاعل؟‬

‫ذكرت‪ ،‬يبدو أهنا متفرقات يسيرة ال تستدعي منك أن َت ِنقل‬


‫َ‬ ‫على ما‬
‫جميع حفظك للقسم الثاين‪ ،‬لكن ينبغي جمع هذه المتفرقات وحصرها‬
‫وبدقة‪ ،‬ووضعها حسب درجة إتقاهنا تحت القسم الثاين (متقن غير راسخ)‬
‫تتوزع على كليهما‪ ،‬وأضرب لك مثال‪:‬‬
‫أو القسم الثالث (ما ليس بحفظ) أو ّ‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪20‬‬

‫القسم األول‪ :‬الحفظ المتقن الراسخ‪:‬‬

‫جميع القرآن والحمد هلل‪.‬‬

‫القسم الثاين‪ :‬الحفظ الجيد غير المتقن‪:‬‬

‫آخر صفحة من سورة هود‪ ،‬اآليات من ‪ 110 -101‬من سورة األنعام‪،‬‬


‫أول صفحة يف سورة الزمر ‪ ،‬سورة البينة ‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬ما ليس بحفظ‪:‬‬

‫آيات المواريث يف سورة النساء‪ ،‬قصة شعيب يف سورة هود ‪ ،‬آخر وجه‬
‫يف سورة فصلت‪.‬‬

‫أما ما ينبغي فعله تجاه كل قسم فسوف ند ّلك عليه يف مطلب آخر غير‬
‫هذا المطلب‪.‬‬

‫هذا ما اقرتحتُه على نفسي من أسئلة افرتاضية نياب ًة عنك‪ ،‬وأرجو أن أكون‬
‫وضوحا مع قراءتك مطالب الكتاب‬
‫ً‬ ‫قد و َّف ُ‬
‫يت‪ ،‬ولعل الصورة تبدو أكثر‬
‫جمي ًعا‪ ،‬مرة بعد مرة!‬

‫‪‬‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪21‬‬

‫املطلب الثالث‬
‫ما جيب التزامه واملواظبة عليه للضبط واإلتقان‬
‫‪ -1‬قراءة الورد اليومي من المصحف‪:‬‬

‫دائما ما أكرر التنبيه عليها؛ لما لذلك من‬


‫وهذا من أهم األمور التي ً‬
‫فضائل وفوائد تعود على الحفظ والروح م ًعا‪ ،‬وليس المقام مقام تفصيلها‪،‬‬
‫وحسبك منها أهنا تشد بنيان حفظك وتؤسس لدولة إتقانك‪ ،‬فهي صنو‬
‫المراجعة غي ًبا‪ ،‬وقد فصلت الكالم عليها يف كتابي «الحصون الخمسة»‪،‬‬
‫وكذا الحلقات المرئية‪ ،‬فجدد ٍّ‬
‫بكل عهدً ا‪.‬‬

‫وال أعني أن هذا االلتزام يكون أثناء رحلة حفظ ومراجعة القرآن الكريم‬
‫هجرت القراءة من المصحف‬
‫َ‬ ‫فقط‪ ،‬فمتى استوى حفظك واشتد عو ُد ُه‬
‫عظيما من أبواب الخير والطاعة! وإنما أعني أنه سيكون‬
‫ً‬ ‫وأغلقت با ًبا‬
‫َ‬
‫دمت ح ًّيا وال ينبغي أن ترتكه إال مع آخر دقة قلب ونبضة‬
‫التزا ًما يوم ًّيا ما َ‬
‫عرق ونظرة عين!‬

‫وهذا ما يقع فيه ‪ -‬أعني هجر ورد القراءة من المصحف ‪ -‬أكثر الح ّفاظ‬
‫كربت أيها‬
‫َ‬ ‫يفوت عليهم فوائد عظيمة‪ ،‬فإياك ثم إياك متى‬
‫المتقنين‪ ،‬وهذا ِّ‬
‫الزرع أن تمنع عنك ماء حياتك ومادة نمائك‪.‬‬

‫ولن يثمر هذا الورد اليومي الثمرة المرجوة يف ضبط الحفظ وإتقانه إال‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪22‬‬

‫بالتزامك فيه تحريك اللسان والنظر يف المصحف‪ ،‬كما أنه ال ينبغي أن تجعل‬
‫ورد القراءة ُه َو ُه َو ورد المراجعة؛ فاألول يلز ُم َك فيه النظر يف المصحف‪،‬‬
‫والمراجعة يلزم فيها أن تكون غي ًبا تما ًما دون وجود مصحف‪ ،‬فأنَّى لضدين‬
‫أن يجتمعا‪ ،‬إن هذا يف العقول محال‪.‬‬

‫‪ -2‬إدمان الاستماع للقر ّاء المتقنين‪:‬‬

‫علي يف ضبط‬
‫وخصصته بالذكر لما كان له ‪ -‬وما زال ‪ -‬من آثار عظيمة َّ‬
‫خصوصا عند االستماع والتعلم من المدارس الصوتية‬
‫ً‬ ‫محفوظايت وقراءيت ‪،‬‬
‫الخمسة‪ ،‬فضالء المشايخ‪ :‬محمود خليل الحصري‪ ،‬ومصطفى إسماعيل‪،‬‬
‫ومحمد صديق المنشاوي‪ ،‬وعبد الباسط عبد الصمد‪ ،‬ومحمود علي البنا‪،‬‬
‫المجودة (مرتبة التحقيق)‪ ،‬أو مصاحفهم المرتلة (مرتبة‬
‫ّ‬ ‫سواء مصاحفهم‬
‫التدوير) ‪ ،‬رحمهم اهلل تعالى‪.‬‬

‫وال يفوتنَّك عمو ُم السماع يف البيت والطريق والسيارة وهذا كله متاح ‪-‬‬
‫كما تعلم ‪ -‬مع ثورة التكنولوجيا‪.‬‬

‫ِ‬
‫المتقن المصري السكندري‪ :‬وليد عاطف؛ فهو‬ ‫سماع الشيخِ‬
‫َ‬ ‫وأرشح لك‬
‫يجمع بين اإلتقان وجمال األداء‪ ،‬وكذا الشيخ الصومالي الخاشع القراءة‬
‫عبد الرشيد على صويف‪ ،‬حفظهما اهلل تعالى‪.‬‬

‫وترشيحي ال يعني االقتصار عليهما؛ بل كل من كان معرو ًفا لديك‬


‫رُ ُسوخ‬ ‫‪23‬‬

‫باإلتقان واالعتدال يف األداء دون تكلف أو تعسف فعليك باستماعه‪.‬‬

‫‪ -3‬الصلاة بالمحفوظات‪:‬‬

‫اإلتقان وال ُ‬
‫يقبل إال‬ ‫َ‬ ‫ف إال‬ ‫الح َك ُم ال َعدْ ُل الذي ال َي ِ‬
‫عر ُ‬ ‫المحراب هو َ‬
‫ُ‬
‫الضبط‪ ،‬فال يخذلنك عنه الشيطان خشي َة الخطأ والسهو‪ ،‬فتحجم عن‬
‫ِ‬
‫تطاو ْعه؛ فإنه عدو اهلل‪ ،‬وأقبل وال تخف واستعن‬ ‫الصالة؛ بل ا ْع ِصه وال‬
‫ومواهب الصالة‪،‬‬
‫َ‬ ‫نفس َك روع َة المقام‪ ،‬وحالو َة الطاعة‪،‬‬
‫باهلل‪ ،‬وال تحرم َ‬
‫وإين مرشدُ ك يف ذلك إلى أمور‪:‬‬

‫أولها‪ :‬نعم‪ ،‬ستصلي بما تحفظ‪ ،‬لكن اعلم أنك يف الصالة تقف أمام‬
‫ِّ‬
‫وصل صالة مو ّدع‪ ،‬وفرق شاسع بين‬ ‫ملك الملوك‪ ،‬فاخشع يف صالتك‪،‬‬
‫أنك تصلي بما تحفظ طل ًبا للخشوع ألن القراءة من الصدر أقرب إلى‬
‫الخشوع‪ ،‬وبين أنك تصلي غي ًبا لمجرد المراجعة؛ فالصالة ليست محل‬
‫درس ومراجعة ٍ‬
‫لفظ‪ ،‬وإنما لمناجاة اإلله والتعرض لرحمته‪ ،‬والغرض‪:‬‬ ‫ٍ‬
‫ِّ‬
‫صل بما تحفظ‪ ،‬والمراجعة حاصلة بذلك تب ًعا‪ ،‬وال ينبغي أن يكون الغرض‬
‫من الصالة المراجعة أصالةً‪ ،‬وال نقول‪ :‬هذا حرام‪ ،‬ولكن نريد لك األقوم‬
‫واألحرى واألولى‪ ،‬وما هو أنفع لقلبك أولاً ‪ ،‬ثم لحفظك ثان ًيا‪.‬‬

‫ممنهجا يف الصالة‪ ،‬فاشرع يف ختمة حتى تتم محفوظاتك‪،‬‬


‫ً‬ ‫ثانيـها‪ :‬كن‬
‫فإذا انتهى محفوظك‪ ،‬فارجع مرة أخرى ألول محفوظك مستوع ًبا بذلك‬
‫هنارا‪ ،‬واجعل لصالة الليل من حفظك نصي ًبا‪ ،‬فهي‬
‫صالة الفريضة والنافلة ً‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪24‬‬

‫أشد وط ًئا وأقوم قيلاً ‪.‬‬

‫وبمعنى أوضح‪ :‬ال تنتظر حتى االنتهاء من حفظ القرآن كاملاً لكي تبدأ‬
‫مشروع الصالة بالمحفوظات‪ ،‬ولكن ِّ‬
‫صل بما تحفظ مهما كان مقداره‪،‬‬
‫بدور َّية ثابتة ومنهجية واضحة‪ ،‬فإن كان محفوظك اآلن ‪ -‬على سبيل‬
‫انتهيت منه‬
‫َ‬ ‫المثال‪ -‬حز ًبا واحدا‪ ،‬فعليك أن تصلي به يف صلواتك فمتى‬
‫ِ‬
‫ٍ‬
‫حزب آخر فأضفه إلى ختمتك‬ ‫َف َأعدْ ه مرة أخرى‪ ،‬فإذا َّ‬
‫يسر اهلل لك حفظ ربع‬
‫ليصبح عشرة أجزاء‬
‫َ‬ ‫يف الصالة وهكذا‪ ،‬أ َّما أن تنتظر حتى يكثر محفوظك‬
‫صحيحا؛ ألنك بذلك ستحتاج‬
‫ً‬ ‫‪ -‬مثلاً ‪ -‬لكي تبدأ الصالة به فال أراه ً‬
‫أمرا‬
‫إلى مجهود جديد لمراجعة ما ستصلي به‪ ،‬وقد يمنعك كثرة المحفوظ من‬
‫الصالة؛ رهب ًة من الصالة غي ًبا‪ ،‬فترتك الصال َة بالمحفوظات وبذلك يفوتك‬
‫خير كثير وأجر عظيم‪.‬‬

‫فالتدرج مطلوب لكسر حاجز الخوف عند من يرهب الصالة بمحفوظاته‬


‫غي ًبا‪.‬‬
‫ِ‬
‫حذار من وضع مصحف مفتوح وال مغلق أمامك أثناء الصالة‬ ‫ثالثـها‪:‬‬
‫بالمحفوظات بدعوى الرجوع إليه عند الخطأ‪ ،‬فهذا يضر إتقانك وال ينقلك‬
‫عن الشك يف الحفظ إلى اليقين أبدً ا‪ ،‬وشأنك يف ذلك شأن من يقود دراج ًة‬
‫لها (سنادتان)‪ ،‬فمتى ُو ِجدَ ا فهو سائق بارع‪ ،‬ومتى أزيلتا فهو ال يدري‬
‫كيف يقود دراجته‪ ،‬فأنت ال تستطيع أن تعتمد على حفظك دون أن يكون‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪25‬‬

‫المصحف أمامك‪.‬‬

‫أخطأت يف القراءة أثناء الصالة‪،‬‬


‫ُ‬ ‫ولعلك ت ُ‬
‫َسأل اآلن‪ :‬ماذا سأفعل إذا‬ ‫َ‬
‫واإلجابة‪ :‬إن لم تجد سبيلاً للتذكر فاركع وأتِم صالتك‪ ،‬وهذه ِ‬
‫الفعلة‬ ‫ْ‬
‫ستكون عالمة ضبط بعد ذلك إن شاء اهلل؛ فقد حصل لي مثل ذلك مرات‬
‫فكنت أركع‪ ،‬فإذا سلمت ونظرت يف مصحفي لم أنسها‬
‫ُ‬ ‫أثناء الصالة غي ًبا‪،‬‬
‫بعد ذلك‪.‬‬

‫يت آية ولم تستطع أن تكمل قراءهتا غي ًبا أن تنتقل إلى‬


‫أيضا‪ :‬إذا ن ُِّس َ‬
‫ولك ً‬
‫اآلية التي بعدها أو أقرب موض ٍع تستطيع أن تستمر يف قراءتك بد ًءا منه؛ بل‬
‫حس ْن بي أن أنقل لك فتوى‬ ‫َ‬
‫لك أن تقرأ سورة أخرى غير التي تقرؤها‪ ،‬و َي ُ‬
‫الشبكة اإلسالمية (رقم ‪:)32121‬‬

‫السؤال‪:‬‬

‫قرأت يف الصالة سورة ونسيت جز ًءا من آية فيها ثم تذكرت ذلك‬


‫ُ‬ ‫إذا‬
‫بعد الركوع فماذا أفعل؟ وإذا وقفت يف وسط آية ولم أتذكر تكملتها فماذا‬
‫أفعل؟ ولكم جزيل الشكر‪.‬‬

‫الإجابة‪:‬‬

‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول اهلل وعلى آله وصحبه؛ أما بعد‪:‬‬

‫دمجت‬
‫َ‬ ‫زدت فيها آية‪ ،‬أو‬
‫ونسيت منها آية أو َ‬
‫َ‬ ‫فإذا قرأت سورة من القرآن‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪26‬‬

‫علمت ذلك؛ فال يلزمك شيء‪،‬‬


‫َ‬ ‫آية يف آية أخرى‪ ،‬ونحو ذلك ثم بعد الركوع‬
‫بل عليك أن تواصل ركوعك وبقية صالتك حتى تتمها‪ ،‬وكذا إذا نسيت آية‬
‫أو ُأ ْلبِ َس ْت عليك‪ ،‬فلم تستطع تذكرها ولم يفتح عليك أحد المأمومين ‪ -‬إذا‬
‫كنت إمامًا ‪ -‬فأنت مخير بين أمرين‪ :‬إما أن تركع‪ ،‬وإما أن تنتقل لما بعدها‪،‬‬
‫ً‬
‫أو لقراءة آية أخرى‪ ،‬أو سورة أخرى‪.‬‬

‫قال أبو داود يف سننه (باب الفتح على اإلمام يف الصالة)‪ :‬وروى بسنده‬
‫عن المسور بن يزيد المالكي ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪ -‬قال‪ :‬شهدت رسول اهلل ‪‬‬
‫يقرأ يف الصالة فرتك شيئًا لم يقرأه‪ ،‬فقال له رجل‪ :‬يا رسول اهلل؛ تركت آية‬
‫كذا وكذا‪ ،‬فقال له رسول اهلل ‪« :‬فهال أذكرتنيها»‪.‬‬

‫وعن عبد اهلل بن عمر ‪ -‬رضي اهلل عنهما ‪ -‬أن النبي ‪ ‬صلى صالة فقرأ‬
‫فيها‪َ ،‬ف ُل ِّب َس عليه‪ ،‬فلما انصرف قال ألُ َب ّي‪« :‬أصليت معنا؟» قال‪ :‬نعم‪ .‬قال‪:‬‬
‫علي‪.‬‬
‫«فما منعك؟» أي من الفتح َّ‬
‫قال بدر الدين العيني‪ :‬وينبغي للمقتدي أن ال يعجل بالفتح‪ ،‬ولإلمام أن‬
‫ال يلجئهم إليه‪ ،‬بل يركع إذا جاء أوانه‪ ،‬أو ينتقل إلى آية أخرى‪ ،‬وتفسير‬
‫اإللجاء‪ :‬أن يردد اآلية أو يقف ساكتًا‪ .‬ا‪.‬هـ‪ .‬واهلل أعلم‪.‬‬

‫ُ‬
‫والدليل على جواز إكمال القراءة مع ما وقع من سهو أو نسيان‬ ‫ت‪:‬‬‫ُق ْل ُ‬
‫هو قول النبي ‪ ‬للصحابي الجليل ُأ َب ّي بن كعب ‪ -‬رضي اهلل عنه ‪( :-‬فما‬
‫علي؛ فقد أدرك النبي ‪ ‬وهو يف صالته‬
‫منعك؟)‪ ،‬أي فما منعك من الفتح َّ‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪27‬‬

‫أنه ُل ِّبس عليه‪ ،‬ومع ذلك فقد أكمل النبي ‪ ‬قراءته‪ ،‬ولوال ذلك َ‬
‫لما عاتب‬
‫الصحابي يف عدم الفتح عليه ‪.‬‬
‫َّ‬
‫ترددت يف‬
‫َ‬ ‫وأخرج عبد الرزاق يف مصن َِّفه عن المغيرة عن إبراهيم‪ :‬إذا‬
‫اآلية فجاوزها إلى غيرها‪.‬‬

‫فمن أخطأ يف قراءة السورة أو نسي شي ًئا منها لم ُي ْش َر ْع يف حقه االستغفار؛‬


‫وإنما يحاول تصحيح الخطأ وتذكر المنسي‪ ،‬فإن لم يستطع فله أن يتجاوز‬
‫اآلية إلى التي تليها أو يرتك هذه السورة ويستفتح سورة أخرى‪ ،‬أو يركع‪،‬‬
‫فإذا فعل أي شيء من ذلك فال حرج عليه‪.‬‬

‫جاء يف فتاوى اللجنة الدائمة لإلفتاء (‪:)733/5‬‬

‫إذا التبس على المصلي قراءة آية ولم يتذكرها فال مانع أن يقرأ اآلية التي‬
‫بعدها‪ ،‬ولكن يشرع له أن ال يقرأ يف الصالة إال ما يجيد حفظه لئال يكثر عليه‬
‫االلتباس‪.‬‬

‫وسئل الشيخ ابن باز ‪:‬‬

‫إذا قرأ اإلمام يف الصالة ما تيسر من القرآن ثم نسي تكملة اآلية ‪ ،‬ولم‬
‫يعرف أحد أن يرد عليه من المصلين‪ ،‬فهل يكبر وينهي الركعة أم يقرأ سورة‬
‫غيرها ؟‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪28‬‬

‫فأجاب‪« :‬هو مخير إن شاء كرب وأهنى القراءة‪ ،‬وإن شاء قرأ آية أو آيات‬
‫من سورة أخرى‪ ،‬على حسب ما تقتضيه السنة المطهرة يف الصالة التي يقرأ‬
‫فيها إذا كان ذلك يف غير الفاتحة‪ .‬أما الفاتحة فال بد من قراءهتا جميعها؛ ألن‬
‫قراءهتا ركن من أركان الصالة»‪ ،‬مجموع فتاوى ابن باز (‪.)921/ 21‬‬

‫وسئل الشيخ ابن عثيمين ‪:‬‬

‫إذا كنت أصلى وحدي وأخطأت يف قراءة آية ولم أستطع أن أكملها‬
‫علي أن أفعل وأنا يف الصالة ؟‬
‫علي بآية أخرى‪ ،‬فماذا َّ‬
‫واختلطت ّ‬
‫فأجاب‪َ « :‬ل ِ‬
‫ك أن تفعلي واحدً ا من أمرين‪ :‬إما أن تنتقلي إلى اآلية التي‬
‫بعدها‪ ،‬وإما أن تركعي؛ ألن األمر يف هذا واسع»‪ ،‬فتاوى نور على الدرب‬
‫(‪.)42/ 141‬‬

‫ل من يعرف القراءة َ الصحيحة‪:‬‬


‫ن أو ك ّ‬
‫‪ -4‬التسميع على حافظٍ متق ٍ‬

‫وهذا أمر أؤكدُ عليه وأشد ُد؛ فإن مثل هذه الممارسة تعصف بالذهن‬
‫واظبت عليها‪،‬‬
‫َ‬ ‫وتقوي الحفظ‪ ،‬وهي طريق مع َّبد للضبط واإلتقان متى‬ ‫ّ‬
‫ٍ‬
‫معلم أو صديق متقن‪ ،‬وما أجمل‬ ‫وأقوم ما تكون عليه إذا كان التسميع على‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫ضبط أو رابط ذهني أو جرت مناقشة حول‬ ‫لو أفاد المعلم أو الصديق بعالمة‬
‫ٍ‬
‫مفسر‬ ‫سياق اآلية التي ال َت َب َس على القارئ فيذكر له أثارة من علم أو قول‬
‫َ‬
‫الحفظ ويقويه‪.‬‬ ‫وغير هذا مما يدعم‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪29‬‬

‫وال بأس أن يكون التسميع على غير حافظ ‪ ،‬وحسبك من الذي تعرض‬
‫عليه حفظك أنه يستطيع معرفة القراءة الصحيحة ومتابعة قراءتك بتيقظ‬
‫مرتبصا بك‬
‫ً‬ ‫برتو وسكينة وال يكون‬
‫وانتباه ليفتح عليك متى أخطأت ٍّ‬
‫كنت ُ‬
‫ألجأ إلى التسميع على‬ ‫فكثيرا ما ُ‬
‫ً‬ ‫فيدخل ذلك عليك بالقلق والتوتر‪،‬‬
‫الفتية الصغار‪ ،‬بل واألطفال الذين يجيدون القراءة عند افتقاد المتقنين‬
‫النشغاالهتم‪.‬‬
‫‪‬‬
‫ﻣﺤﻤﻮد ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺤﺼﺮي‬
‫اﻟﺘﺰام ﻳﻮﻣﻲ ﻣﺎ دﻣﺖ ﺣﻴﺎ‬
‫)أﺛﻨﺎء اﻟﺤﻔﻆ وﺑﻌﺪ اﻟﺨﺘﻢ(‬
‫ﻣﺼﻄﻔﻰ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‬
‫ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻘﺮاء اﻟﻤﻌﺮوﻓﻴﻦ ﺑﺎﻹﺗﻘﺎن‬ ‫اﺳﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺪﻳﻖ اﻟﻤﻨﺸﺎوي‬ ‫واﻻﻋﺘﺪال دون اﻟﺘﻜﻠﻒ واﻟﺘﻌﺴﻒ‬ ‫واﻟﻄﺮﻳﻖ واﻟﺴﻴﺎرة‬ ‫اﺟﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻦ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﻠﺴﺎن‬
‫واﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺤﻒ‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ‬
‫اﺳﺘﻤﻊ ﻟﻠﻤﺼﺎﺣﻒ اﻟﻤﺮﺗﻠﺔ‬ ‫أﻛﺜﺮ اﻟﺤﻔﺎظ ﻳﻬﺠﺮون ﻫﺬا اﻟﻮرد‬
‫ﻣﺤﻤﻮد ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻨﺎ‬ ‫واﻟﻤﺠﻮدة ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻘﺮاء‬
‫‪ .2‬إدﻣﺎن اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﻠﻘﺮاء اﻟﻤﺘﻘﻨﻴﻦ‬ ‫‪ .1‬ﻗﺮاءة اﻟﻮرد اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺤﻒ‬ ‫ﻟﻪ ﻓﻮاﺋﺪ وﻓﻀﺎﺋﻞ ﺗﻌﻮد‬
‫وﻟﻴﺪ ﻋﺎﻃﻒ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺮوح واﻟﺤﻔﻆ‬
‫وﻳﻤﻜﻨﻚ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﻠﺸﻴﺨﻴﻦ‬
‫رﺷﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺻﻮﻓﻲ‬ ‫ﻻ ﺗﺠﻌﻞ ورد اﻟﻘﺮاءة ﻫﻮ‬
‫اﻟﻤﺤﺮاب ﻫﻮ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺪل ﻻ ﻳﻘﺒﻞ‬ ‫ﻫﻮ ورد اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬
‫إﻻ اﻹﺗﻘﺎن واﻟﻀﺒﻂ‬
‫ﻻ ﻳﺨﺬﻟﻨﻚ اﻟﺸﻴﻄﺎن‬
‫ﺧﺸﻴﺔ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﺴﻬﻮ‬

‫اﺧﺸﻊ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻚ وﻻ ﻳﻜﻦ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺰاﻣﻪ واﻟﻤﻮاﻇﺒﺔ‬


‫ﻫﻤﻚ ﻣﺠﺮد اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬ ‫‪ .3‬اﻟﺼﻼة ﺑﺎﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺎت‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻠﻀﺒﻂ واﻹﺗﻘﺎن‬
‫ﻛﻦ ﻣﻤﻨﻬﺠﺎ واﻗﺮأ ﻣﻦ أول‬
‫اﻟﻤﺤﻔﻮظ ﻵﺧﺮه‬

‫اﻗﺮأ ﻓﻲ اﻟﻨﻮاﻓﻞ واﻟﻔﺮاﺋﺾ‬


‫واﺟﻌﻞ ﻟﺼﻼة اﻟﻠﻴﻞ ﻧﺼﻴﺒﺎ‬
‫‪ .4‬اﻟﺘﺴﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻘﻦ أو ﻣﻦ‬
‫ﻳﺤﺴﻦ اﻟﻘﺮاءة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‬ ‫رﺳﻮخ‬
‫ﻻ ﺗﻀﻊ أﻣﺎﻣﻚ ﻣﺼﺤﻔﺎ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ وﻻ ﻣﻐﻠﻘﺎ‬
‫ﻻ ﺑﺄس أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﻓﻆ‬ ‫اﻷﻓﻀﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻢ أو ﺻﺪﻳﻖ‬
‫)ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻳﺤﺴﻦ اﻟﻘﺮاءة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‬ ‫ﻣﺘﻘﻦ )ﺣﺎول اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﺑﻌﻼﻣﺔ ﺿﺒﻂ‬
‫إذا ﻧﺴﻴﺖ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ‬
‫وﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻚ ﻣﻨﺘﺒﻬﺎ(‬ ‫أو راﺑﻂ ذﻫﻨﻲ أو ﻣﻌﻨﻰ ﻳﺜﺒﺖ اﻟﺤﻔﻆ(‬
‫اﻟﻘﺮاءة ﻓﻠﺪﻳﻚ ﺧﻴﺎران‬
‫ارﻛﻊ وأﺗﻢ ﺻﻼﺗﻚ ﺛﻢ‬
‫اﻧﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺤﻒ‬
‫ﻛﺘﺎب "رﺳﻮخ"‬
‫ﺗﺄﻟﻴﻒ‪ :‬د‪ /‬ﺳﻌﻴﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﻼ ﺣﻤﺰة‬
‫اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ أو إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ آﺧﺮ أو‬ ‫اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد‪ :‬د‪ /‬ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺨﺘﺎر اﻟﺰﻣﺰﻣﻲ‬
‫ﺳﻮرة أﺧﺮى ﻣﻤﺎ ﺗﺘﺬﻛﺮه‬ ‫‪www.facebook.com/hefzcenter‬‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪30‬‬

‫املطلب الرابع‬
‫قسم من املحفوظات‬
‫ما ينبغي فعلُه جتاه كل ٍ‬
‫بعد أن بينَّا لك ‪ -‬أيها القارئ ‪ -‬أقسام المحفوظات حسب قوة الحفظ‬
‫وإتقانه نوضح لك هنا ما الذي ينبغي فعله تجاه كل قسم من األقسام‪،‬‬
‫فأعرين فهمك مد َة قراءتك له‪ ،‬حفظك اهلل ورعاك‪.‬‬

‫القسم الأول‪ :‬الحفظ المتقن الراسخ‪:‬‬

‫المواظبة على مراجعته غي ًبا عن ظهر قلب دور ًّيا‪ ،‬يف كل أسبوع مرةً‪،‬‬
‫وإن تيسر لك أكثر من ذلك فافعل‪ ،‬ولك أن تجعل القراءة يف الصالة فما‬
‫أجملها حينئذ؛ فثواب القراءة يف الصالة أعظم منها يف غير صالة‪ ،‬ولك أن‬
‫تجعلها يف طريقك‪ ،‬يف سيارتك‪ ،‬يف المواصالت‪ ،‬أو أن تجعل القراءة يف‬
‫الصالة وغير الصالة‪ ،‬فإن أتممت يف طريقك سورة آل عمران ‪ -‬على سبيل‬
‫المثال ‪ -‬ثم أردت الصالة فاشرع بعد الفاتحة يف قراءة سورة النساء‪ ،‬ثم إذا‬
‫انتهيت من الصالة ‪ ،‬وسرت يف طريقك فابدأ يف القراءة من حيث الموضع‬
‫انتهيت عنده يف الصالة‪ ،‬وهكذا‪.‬‬
‫َ‬ ‫الذي‬

‫هذا بجانب ِّ‬


‫كل ما أوصيت َُك به يف المطلب السابق من التزام القراءة من‬
‫المصحف يف ورد القراءة واالستماع للمتقنين والتسميع على غيرك‪.‬‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪31‬‬

‫كما ال يغيب عنك أنك ستجمع إلى كل ذلك ما سنوجهك إلى فعله تجاه‬
‫القسم الثاين من المحفوظات (الجيد غير المتقن)‪ ،‬كما سيأيت يف الفقرة‬
‫التالية لهذه الفقرة‪.‬‬

‫وقد اخرتت لك هذه المدة ‪ -‬أعني األسبوع‪-‬؛ ألن هذه المدة هي ما أريد‬
‫أن تستقر عليه الصورة النهائية لمراجعة القرآن الكريم كاملاً بعد إتقانك‬
‫لجميع سوره‪ ،‬وهذه المدة أقرب للمحافظة على إتقانه وعدم تفلته ونسيانه‪.‬‬
‫ٍ‬
‫بحاجة هنا إلى نصحك أيها الكريم بالمحافظة على جميع‬ ‫ولع ِّلي‬
‫أوقاتك من الضياع والتفريط فيما ال يفيد وما ال ينفع غال ًبا من التسكع يف‬
‫س من‬‫مواقع التواصل االجتماعية؛ فأنت أولى بكل لحظة يف عمرك وكل َن َف ٍ‬
‫أنفاسك‪ ،‬وال ينبغي أن تدع سفينة عمرك تجري إلى مرساها وتستوي على‬
‫ج ِ‬
‫ود َها وهي فارغة من بضائع األعمال النفيسة؛ بل احمل فيها من كل عم ٍل‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬
‫خالص هلل‪.‬‬ ‫صالحٍ‬

‫وال تجعل موج الغفلة يحول بينك وبين سفينة نجاتك فتغرق يف شهوات‬
‫الدنيا وال تجعل الدنيا تغرك بزينتها وزخرفها ‪ ،‬فمث ُلك ‪ -‬يا عالي الهمة ‪ -‬ال‬
‫يلتفت إلى تراب زائل؛ وإنما قصده التِ ْب ُر يف جنات عدن ومقعد صدق عند‬
‫مليك مقتدر‪ ،‬تر ّقى بالقرآن‪ ،‬فبشراك ثم بشراك يا ولي اهلل!‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪32‬‬

‫القسم الثاني‪ :‬الحفظ الجيد غير المتقن‪:‬‬

‫‪ -1‬انظر يف مقدار هذا القسم من حيث عدد األجزاء‪ ،‬واصنع له خطة‬


‫كلي ًة لها مدة محددة للوصول إلى إتقان حفظه‪ ،‬ثم اجعل لكل أسبوع ‪-‬من‬
‫مقدارا محدّ ًدا تراجعه وتضبط‬
‫ً‬ ‫أسابيع هذه المدة المقررة يف خطتك ‪-‬‬
‫حفظه‪ ،‬وال تبالغ يف تحديد هذا المقدار ؛ وإنما ينبغي مراعاة أوقاتك‬
‫وانشغاالتك وواجباتك من حيث العمل واألسرة أو الدراسة وغير ذلك‬
‫مما تعلم‪ ،‬وأختار لك أن ال يقل هذا المقدار عن جزء (‪ 20‬صفحة) وال‬
‫يزيد عليه‪ ،‬طالما أننا متفقون على أنه محفوظ جيد ويحتاج إلى ضبط ٍ‬
‫يسير‬
‫حتى نصل به إلى درجة إتقان القسم األول (متقن راسخ)‪.‬‬

‫واختياري للجزء مجرد اقرتاح‪ ،‬والغرض‪ :‬عدم االستعجال يف المراجعة؛‬


‫ار ٌض ‪ -‬من مرض أو سفر أو‬ ‫فإن َع َر َض لك َع ِ‬
‫غص‪ْ ،‬‬
‫فمن ك َّبر اللقمة َّ‬
‫امتحانات المدرسة أو الكلية أو غير ذلك ‪ -‬يمنعك من استكمال ضبط‬
‫الجزء المحدد ؛ فال بأس أن تقلل المقدار بما يتفق مع أوقاتك‪.‬‬

‫والخالصة‪ :‬كن َم ِرنًا يف تخطيطك‪ ،‬وال تنس أن هدفك‪ :‬اإلتقان والرسوخ‪،‬‬


‫وليس االنتهاء مجرد االنتهاء‪ ،‬فتأمل!‬

‫‪ -2‬أقرتح عليك أن تقرأ (من المصحف) الجزء الذي تعتزم مراجعته‬


‫يف األسبوع التالي مر ًة أو مرتين وإن شئت فزد على مرتين‪ ،‬وذلك تمهيدً ا‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪33‬‬

‫وتحضيرا وتحديدً ا لمواطن الضعف فيه حتى تكون مستعدًّ ا لضبطها‬


‫ً‬
‫وإتقاهنا وقتما جاء وقت مذاكرة هذا الجزء يف األسبوع الخاص به‪.‬‬

‫‪ -3‬الجزء الذي تنتهي من مراجعته وضبطه على الوجه المطلوب من‬


‫اإلتقان والرسوخ؛ فإنه يرحل إلى القسم األول‪ ،‬ويكون حظه منك المراجعة‬
‫كل أسبوع مر ًة كما أوضحت لك يف الكالم عن هذا القسم (المتقن الراسخ)‪.‬‬

‫‪ -4‬إذا كان األصل يف وصف حفظك أنه متقن راسخ ولكن يوجد‬
‫مواضع منتشرة يف عموم المصحف ومتفرقة يف كل سورة تحتاج إلى ضبط‬
‫والتفرغ لضبطها جمي ًعا خالل أسبوع أو‬
‫ّ‬ ‫وإتقان‪ ،‬فعليك بحصرها ك ّلها‪،‬‬
‫أكثر من أسبوع‪ ،‬وذلك حسب ما تحتاجه من وقت لضبطها دون تسرع‬
‫ذكرت يف القسم‬
‫ُ‬ ‫أو استعجال‪ ،‬على أن تلتزم مراجعة حفظك على نحو ما‬
‫األول‪ ،‬فإذا وصلت لمواطن الضعف أثناء المراجعة غي ًبا‪ ،‬فال بأس أن تنظر‬
‫يف مصحفك لقراءهتا‪ ،‬وذلك وضع مؤقت إلى حين ضبطها ومذاكرهتا يف‬
‫المدة التي حددهتا لها‪.‬‬

‫‪ -5‬ضبطك ومراجعتك لما هو واقع يف هذا القسم الثاين (الجيد غير‬


‫المتقن) سيكون متواز ًيا مع مراجعتك الدورية لما هو واقع يف القسم األول‪،‬‬
‫وضوحا‪ :‬أنت مطالب كل أسبوع‪:‬‬
‫ً‬ ‫وبعبارة أكثر‬

‫‪ -‬بمراجعة جميع سور وأجزاء القسم األول (المتقن الراسخ)‪.‬‬


‫رُ ُسوخ‬ ‫‪34‬‬

‫‪ -‬ومعه الجزء الذي قررت مراجعته وضبطه من أجزاء القسم الثاين (الجيد‬
‫غير المتقن)‪.‬‬

‫انتهيت من ضبط جميع القسم الثاين على مدار األسابيع المقررة‪،‬‬


‫َ‬ ‫فإذا‬
‫سيصبح محفوظك على قسمين‪ :‬متقن راسخ‪ ،‬وما ليس بحفظ‪ ،‬وهذا‬
‫األخير هو ما قررنا سو ًّيا أنك ستحفظه من جديد‪ ،‬كما هو مبين يف الفقرة‬
‫التالية‪.‬‬

‫القسم الثالث‪ :‬ما ليس بحفظ‪:‬‬

‫وهذا كما نقول يف المثل الشعبي‪ :‬الجواب باين من عنوانه‪ ،‬فإننا طالما‬
‫حكمنا عليه بأنه ليس بحفظ فح ُّقه أن ُي َ‬
‫حفظ من جديد تما ًما تما ًما‪ ،‬فإنه‬
‫لم يكن حف ًظا يف األصل‪ ،‬وأنصحك هنا أن تحفظ بطريقتنا‪« :‬الحصون‬
‫الخمسة»‪ ،‬بواقع صفحة كل يوم بحد أدنى‪ ،‬بواقع (‪ )5‬صفحات كل أسبوع‬
‫(يومان راحة من الحفظ)‪ ،‬أو بواقع صفحتين كل يوم بحد أقصى‪ ،‬بواقع‬
‫(‪ )10‬صفحات كل أسبوع (يومان راحة من الحفظ)‪.‬‬

‫مهم ٍة جدًّ ا‪:‬‬


‫وأريد التنبيه هنا على ثالثة أمور َّ‬

‫‪ -1‬ال تشرع يف هذا القسم ‪ -‬أعني الحفظ من جديد‪ -‬إال بعد االنتهاء‬
‫تماما من ضبط محفوظات القسم الثاين (الجيد غير متقن) وينتقل إلى‬
‫القسم األول ويتحد مع أجزائه من حيث القوة والرسوخ ‪ ،‬وذلك حتى ال‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪35‬‬

‫تكثر عليك الواجبات وتكون كما قال القائل‪:‬‬

‫خراش ما َي ِصيدُ‬
‫ٌ‬ ‫فما َيدْ ِري‬ ‫تكاثرت ال ِّظ َبا ُء على ِخ َر ٍ‬
‫اش‬ ‫ِ‬

‫‪ -2‬المحفوظات التي تقع يف القسم األول (المتقن الراسخ) ستكون‬


‫واقع ًة ‪ -‬أثناء الحفظ الجديد بطريقة «الحصون الخمسة» ‪ -‬يف حصن‬
‫مراجعة البعيد‪ ،‬وكما تعلم فإن محفوظاتك التي تنتمي إلى القسم الثاين‬
‫(الجيد غير المتقن) قد انتقلت إلى قسم المتقن الراسخ بعد مراجعتها‬
‫وضبطها قبل الشروع يف إعادة الحفظ لما يقع يف هذا القسم (ما ليس بحفظ)‪.‬‬

‫‪ِ -3‬و ْرد القراءة من المصحف وكذا االستماع للمتقنين ‪ -‬كما نبهنا‬
‫على ذلك يف المطلب السابق‪َ ،‬سوف ُيم ِّثالن يف طريقة «الحصون الخمسة»‬
‫الحص َن األول وهو (القراءة المستمرة واالستماع المنهجي)‪.‬‬

‫هذا‪ ،‬وال يفوتنك مذاكرة الخريطة الجامعة (بعد اآلتية)‪ ،‬والتي هي‬
‫ملخص شجري لمضمون الربنامج ؛ أصوال وفروعا ‪ ،‬فأتمنى أن تحظى‬
‫باهتمامك‪ ،‬وطباعتها يف حجم كبير‪ ،‬وإهداؤها إلخوانك وطالبك شيء‬
‫وبأصلها‪.‬‬
‫حسن‪ ،‬نفعك اهلل هبا ْ‬

‫‪‬‬
‫ﻛﺘﺎب "رﺳﻮخ"‬ ‫رﺳﻮخ‬
‫ﺗﺄﻟﻴﻒ‪ :‬د‪ /‬ﺳﻌﻴﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﻼ ﺣﻤﺰة‬
‫اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد‪ :‬د‪ /‬ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺨﺘﺎر اﻟﺰﻣﺰﻣﻲ‬
‫‪www.facebook.com/hefzcenter‬‬

‫ارﺟﻊ ﻓﺎﺣﻔﻆ ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺤﻔﻆ‬


‫)ﻳﺤﻔﻆ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ(‬
‫ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﺗﺠﺎه ﻛﻞ ﻗﺴﻢ‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺎت‬
‫اﺳﺘﺨﺪم ﻃﺮﻳﻘﺔ‬
‫اﻟﺤﺼﻮن اﻟﺨﻤﺴﺔ‬
‫ﻣﺮاﺟﻌﺘﻪ ﻏﻴﺒﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ‬
‫ﻗﻠﺐ ﻣﺮة ﻛﻞ أﺳﺒﻮع‬
‫‪ .1‬ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﻔﻆ‬ ‫‪ 5‬أو ‪ 10‬ﺻﻔﺤﺎت ﻛﻞ أﺳﺒﻮع‬
‫راﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة وﻓﻲ‬
‫‪ .3‬اﻟﺤﻔﻆ اﻟﻤﺘﻘﻦ اﻟﺮاﺳﺦ‬
‫ﺧﺎرج اﻟﺼﻼة‬
‫اﺑﺪأ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺿﺒﻂ‬
‫اﻟﺤﻔﻆ اﻟﺠﻴﺪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻘﻦ‬
‫‪ .2‬اﻟﺤﻔﻆ اﻟﺠﻴﺪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻘﻦ‬
‫اﻋﺘﻴﺎد ﻣﺪة اﻷﺳﺒﻮع ﻣﻬﻢ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺪة اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺮآن ﻛﺎﻣﻼ ﺑﻌﺪ ﺧﺘﻢ اﻟﺤﻔﻆ‬
‫ﺣﺪد ﻣﻘﺪارا ﺗﻀﺒﻄﻪ ﻛﻞ‬
‫أﺳﺒﻮع )ﻣﻘﺘﺮح‪ :‬ﺟﺰء(‬
‫اﺣﺮص ﻋﻠﻰ وﻗﺘﻚ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع‬
‫واﻟﺘﻔﺮﻳﻂ واﺳﺘﻐﻞ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ‬
‫ﻣﺎ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ ﺿﺒﻄﻪ ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ‬ ‫ﻻ ﺗﺘﻌﺠﻞ )اﻟﻬﺪف ﻫﻮ‬
‫ﻗﺴﻢ اﻟﻤﺘﻘﻦ اﻟﺮاﺳﺦ‬ ‫اﻟﻀﺒﻂ وﻟﻴﺲ اﻻﻧﺘﻬﺎء(‬
‫ﻣﺤﻤﻮد ﺧﻠﻴﻞ اﻟﺤﺼﺮي‬ ‫ﻻ ﻳﺤﺘﺎج إﻟﻰ ﺟﻬﺪ ﻓﻲ اﻻﺳﺘﺪﻋﺎء‬ ‫ﻳﺠﺮي ﻋﻠﻰ اﻟﻠﺴﺎن دون ﻛﻠﻔﺔ‬
‫اﻟﺘﺰام ﻳﻮﻣﻲ ﻣﺎ دﻣﺖ ﺣﻴﺎ‬ ‫ﺗﻮﻓﻴﻖ ا‬
‫)أﺛﻨﺎء اﻟﺤﻔﻆ وﺑﻌﺪ اﻟﺨﺘﻢ(‬
‫ﻣﺼﻄﻔﻰ إﺳﻤﺎﻋﻴﻞ‬ ‫ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ اﻟﺼﻼة ﺑﻪ ﻓﻲ أي وﻗﺖ‬
‫ﻣﻨﺸﺆه أﺻﻼن ﻋﻈﻴﻤﺎن‬
‫ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺎﻟﻘﺮاء اﻟﻤﻌﺮوﻓﻴﻦ ﺑﺎﻹﺗﻘﺎن‬ ‫اﺳﺘﻤﻊ ﻓﻲ اﻟﺒﻴﺖ‬ ‫إﺧﻼص اﻟﻌﺒﺪ‬
‫ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺪﻳﻖ اﻟﻤﻨﺸﺎوي‬ ‫واﻻﻋﺘﺪال دون اﻟﺘﻜﻠﻒ واﻟﺘﻌﺴﻒ‬ ‫واﻟﻄﺮﻳﻖ واﻟﺴﻴﺎرة‬ ‫اﺟﻤﻊ ﻓﻴﻪ ﺑﻴﻦ ﺗﺤﺮﻳﻚ اﻟﻠﺴﺎن‬
‫واﻟﻨﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺤﻒ‬ ‫ﻣﺜﻞ ﺣﻔﻆ اﻟﻔﺎﺗﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻮة‬
‫واﻟﺜﺒﺎت واﻟﺮﺳﻮخ‬
‫ﻋﺒﺪ اﻟﺒﺎﺳﻂ ﻋﺒﺪ اﻟﺼﻤﺪ‬
‫اﺳﺘﻤﻊ ﻟﻠﻤﺼﺎﺣﻒ اﻟﻤﺮﺗﻠﺔ‬ ‫‪ .1‬اﻟﺤﻔﻆ اﻟﻤﺘﻘﻦ اﻟﺮاﺳﺦ‬
‫أﻛﺜﺮ اﻟﺤﻔﺎظ ﻳﻬﺠﺮون ﻫﺬا اﻟﻮرد‬
‫ﻣﺤﻤﻮد ﻋﻠﻲ اﻟﺒﻨﺎ‬ ‫واﻟﻤﺠﻮدة ﻟﻬﺆﻻء اﻟﻘﺮاء‬ ‫اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﻤﺎﻫﺮ‬

‫‪ .2‬إدﻣﺎن اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﻠﻘﺮاء اﻟﻤﺘﻘﻨﻴﻦ‬ ‫‪ .1‬ﻗﺮاءة اﻟﻮرد اﻟﻴﻮﻣﻲ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺤﻒ‬ ‫ﻟﻪ ﻓﻮاﺋﺪ وﻓﻀﺎﺋﻞ ﺗﻌﻮد‬
‫وﻟﻴﺪ ﻋﺎﻃﻒ‬ ‫ﻋﻠﻰ اﻟﺮوح واﻟﺤﻔﻆ‬ ‫اﻟﺤﺎﻓﻆ اﻟﻤﺘﻌﺘﻊ‬
‫وﻳﻤﻜﻨﻚ اﻻﺳﺘﻤﺎع ﻟﻠﺸﻴﺨﻴﻦ‬
‫رﺷﻴﺪ ﻋﻠﻲ ﺻﻮﻓﻲ‬
‫ﺗﻘﺴﻴﻢ اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺎت ﺣﺴﺐ‬ ‫ﻣﺎ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻗﺮاءﺗﻪ ﻏﻴﺒﺎ‬
‫ﻻ ﺗﺠﻌﻞ ورد اﻟﻘﺮاءة ﻫﻮ‬
‫ﻫﻮ ورد اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬
‫ﻣﺴﺘﻮى اﻹﺗﻘﺎن‬ ‫ﺑﻌﺪ ﻣﺮاﺟﻌﺔ ﻳﺴﻴﺮة‬
‫اﻟﻤﺤﺮاب ﻫﻮ اﻟﺤﻜﻢ اﻟﻌﺪل ﻻ ﻳﻘﺒﻞ‬ ‫‪ .2‬اﻟﺤﻔﻆ اﻟﺠﻴﺪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻘﻦ‬
‫إﻻ اﻹﺗﻘﺎن واﻟﻀﺒﻂ‬
‫ﻻ ﻳﺨﺬﻟﻨﻚ اﻟﺸﻴﻄﺎن‬ ‫ﺑﻌﺾ ﻣﻮاﺿﻌﻪ ﺗﺤﺘﺎج ﺗﻤﻜﻴﻨﺎ‬
‫ﺧﺸﻴﺔ اﻟﺨﻄﺄ واﻟﺴﻬﻮ‬
‫‪ .3‬ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﻔﻆ‬ ‫ﺗﺴﻤﻴﻌﻪ ﺟﻴﺪ ﺑﺎﻟﺠﻤﻠﺔ ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻪ أﺧﻄﺎء‬
‫اﺧﺸﻊ ﻓﻲ ﺻﻼﺗﻚ وﻻ ﻳﻜﻦ‬ ‫ﻻ ﻳﺮﻗﻰ أن ﻳﺴﻤﻰ‬
‫ﻫﻤﻚ ﻣﺠﺮد اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬ ‫‪ .3‬اﻟﺼﻼة ﺑﺎﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺎت‬ ‫ﻣﺎ ﻳﺠﺐ اﻟﺘﺰاﻣﻪ واﻟﻤﻮاﻇﺒﺔ‬ ‫ﻓﻲ آﻳﺔ أو ﺧﺎﺗﻤﺔ أو ﺳﻴﺎق‬
‫ﺣﻔﻈﺎ ﻟﺸﺪة ﺿﻌﻔﻪ‬
‫ﻋﻠﻴﻪ ﻟﻠﻀﺒﻂ واﻹﺗﻘﺎن‬
‫ﻛﻦ ﻣﻤﻨﻬﺠﺎ واﻗﺮأ ﻣﻦ أول‬ ‫ﻋﺪم اﻧﺘﻈﺎم اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬
‫اﻟﺘﺴﺮع‬ ‫ﻣﻨﺸﺆه‬
‫اﻟﻤﺤﻔﻮظ ﻵﺧﺮه‬
‫ﺟﻬﻞ أو ﺳﻮء ﻓﻬﻢ ﺑﻄﺮق اﻟﺤﻔﻆ‬ ‫ﻣﻨﺸﺆه‬
‫ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ اﻟﺘﺴﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺘﻘﻨﻴﻦ‬
‫اﻗﺮأ ﻓﻲ اﻟﻨﻮاﻓﻞ واﻟﻔﺮاﺋﺾ‬ ‫اﻻﻫﺘﻤﺎم ﺑﺎﻟﻜﻢ دون اﻟﻜﻴﻒ‬
‫واﺟﻌﻞ ﻟﺼﻼة اﻟﻠﻴﻞ ﻧﺼﻴﺒﺎ‬ ‫ﻧﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺟﻬﺔ أو ﻓﺎﺳﺪة‬
‫‪ .4‬اﻟﺘﺴﻤﻴﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻘﻦ أو ﻣﻦ‬ ‫رﺳﻮخ‬ ‫ﺗﻌﺠﻞ اﻟﻨﻬﺎﻳﺔ‬ ‫ﺗﻘﺼﻴﺮ ﻓﻲ ﺗﺄﺳﻴﺲ اﻟﺤﻔﻆ‬
‫ﻳﺤﺴﻦ اﻟﻘﺮاءة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‬ ‫اﻟﻠﻬﻔﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺟﺎزات واﻟﺸﻬﺎدات‬ ‫وﺗﺤﺼﻴﻞ ﻟﻘﺐ ﺧﺎﺗﻢ‬
‫ﻻ ﺗﻀﻊ أﻣﺎﻣﻚ ﻣﺼﺤﻔﺎ‪ ،‬ﻻ‬
‫ﻣﻔﺘﻮﺣﺎ وﻻ ﻣﻐﻠﻘﺎ‬

‫إذا ﻧﺴﻴﺖ وﻟﻢ ﺗﺴﺘﻄﻊ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ‬ ‫ﻻ ﺑﺄس أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮ ﺣﺎﻓﻆ‬ ‫ارﺟﻊ ﻓﺎﺣﻔﻆ ﻓﺈﻧﻚ ﻟﻢ ﺗﺤﻔﻆ‬
‫اﻷﻓﻀﻞ أن ﻳﻜﻮن ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻠﻢ أو ﺻﺪﻳﻖ‬
‫اﻟﻘﺮاءة ﻓﻠﺪﻳﻚ ﺧﻴﺎران‬ ‫)ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻳﺤﺴﻦ اﻟﻘﺮاءة اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ‬ ‫)ﻳﺤﻔﻆ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﺗﻤﺎﻣﺎ(‬
‫ارﻛﻊ وأﺗﻢ ﺻﻼﺗﻚ ﺛﻢ‬ ‫ﻣﺘﻘﻦ )ﺣﺎول اﻻﺳﺘﻔﺎدة ﺑﻌﻼﻣﺔ ﺿﺒﻂ‬ ‫ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻌﻠﻪ ﺗﺠﺎه ﻛﻞ ﻗﺴﻢ‬
‫اﻧﻈﺮ ﻓﻲ اﻟﻤﺼﺤﻒ‬ ‫وﻳﺴﺘﻤﻊ إﻟﻴﻚ ﻣﻨﺘﺒﻬﺎ(‬ ‫أو راﺑﻂ ذﻫﻨﻲ أو ﻣﻌﻨﻰ ﻳﺜﺒﺖ اﻟﺤﻔﻆ(‬
‫ﻣﻦ اﻟﻤﺤﻔﻮﻇﺎت‬
‫اﺳﺘﺨﺪم ﻃﺮﻳﻘﺔ‬
‫اﻧﺘﻘﻞ إﻟﻰ اﻵﻳﺔ اﻟﺘﻲ ﺑﻌﺪﻫﺎ أو إﻟﻰ ﻣﻮﺿﻊ آﺧﺮ أو‬ ‫اﻟﺤﺼﻮن اﻟﺨﻤﺴﺔ‬
‫ﺳﻮرة أﺧﺮى ﻣﻤﺎ ﺗﺘﺬﻛﺮه‬ ‫ﻣﺮاﺟﻌﺘﻪ ﻏﻴﺒﺎ ﻋﻦ ﻇﻬﺮ‬
‫ﻗﻠﺐ ﻣﺮة ﻛﻞ أﺳﺒﻮع‬
‫‪ .1‬ﻣﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﺤﻔﻆ‬ ‫‪ 5‬أو ‪ 10‬ﺻﻔﺤﺎت ﻛﻞ أﺳﺒﻮع‬
‫راﺟﻊ ﻓﻲ اﻟﺼﻼة وﻓﻲ‬
‫‪ .3‬اﻟﺤﻔﻆ اﻟﻤﺘﻘﻦ اﻟﺮاﺳﺦ‬
‫ﺧﺎرج اﻟﺼﻼة‬
‫اﺑﺪأ ﺑﻌﺪ اﻻﻧﺘﻬﺎء ﻣﻦ ﺿﺒﻂ‬
‫اﻟﺤﻔﻆ اﻟﺠﻴﺪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻘﻦ‬
‫‪ .2‬اﻟﺤﻔﻆ اﻟﺠﻴﺪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺘﻘﻦ‬
‫اﻋﺘﻴﺎد ﻣﺪة اﻷﺳﺒﻮع ﻣﻬﻢ ﻷﻧﻬﺎ ﻣﺪة اﻟﻤﺮاﺟﻌﺔ‬
‫ﻟﻠﻘﺮآن ﻛﺎﻣﻼ ﺑﻌﺪ ﺧﺘﻢ اﻟﺤﻔﻆ‬
‫ﻛﺘﺎب "رﺳﻮخ"‬ ‫ﺣﺪد ﻣﻘﺪارا ﺗﻀﺒﻄﻪ ﻛﻞ‬
‫ﺗﺄﻟﻴﻒ‪ :‬د‪ /‬ﺳﻌﻴﺪ أﺑﻮ اﻟﻌﻼ ﺣﻤﺰة‬ ‫أﺳﺒﻮع )ﻣﻘﺘﺮح‪ :‬ﺟﺰء(‬
‫اﺣﺮص ﻋﻠﻰ وﻗﺘﻚ ﻣﻦ اﻟﻀﻴﺎع‬
‫اﻟﺨﺮﻳﻄﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد‪ :‬د‪ /‬ﺧﺎﻟﺪ ﻣﺨﺘﺎر اﻟﺰﻣﺰﻣﻲ‬ ‫واﻟﺘﻔﺮﻳﻂ واﺳﺘﻐﻞ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺔ‬
‫‪www.facebook.com/hefzcenter‬‬ ‫ﻣﺎ اﻧﺘﻬﻴﺖ ﻣﻦ ﺿﺒﻄﻪ ﻳﻨﺘﻘﻞ إﻟﻰ‬ ‫ﻻ ﺗﺘﻌﺠﻞ )اﻟﻬﺪف ﻫﻮ‬
‫ﻗﺴﻢ اﻟﻤﺘﻘﻦ اﻟﺮاﺳﺦ‬ ‫اﻟﻀﺒﻂ وﻟﻴﺲ اﻻﻧﺘﻬﺎء(‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪36‬‬

‫اخلـــــاتــمـة‬

‫ُ‬
‫السائل المو َّفق‪ -‬طريق الضبط والمراجعة‬ ‫هذا؛ وقد خططت لك‪ -‬أيها‬
‫يف هذا الجواب على اإلجمال ال على التفصيل‪ ،‬وذلك خشية اإلسهاب‬
‫البال وتزاحم األعمال‪ ،‬على ٍ‬
‫وعد‬ ‫والتطويل‪ ،‬وقد كان على ُع ْظ ِم اشتغال ِ‬
‫وأضم فيه‬
‫َّ‬ ‫كتاب مطبو ٍع ُمنَ َّقحٍ َم ِزيد‪،‬‬
‫أجملت يف ٍ‬
‫ُ‬ ‫منِّي ‪ -‬بإذن اهلل ‪ -‬أن ُأ َف ِّص َل ما‬
‫ما يأتيني من استفسارات حول هذا الجواب‪ ،‬وأبي َن فيه المراجعة وضروهبا‬
‫وفنوهنا وأفناهنا‪ ،‬متناولاً ذلك ك َّله بالتوضيح والتفصيل والتمثيل‪ ،‬ال سيما‬
‫لتعظم ُبغي َة المستفيد‪،‬‬
‫َ‬ ‫ما يتعلق بالقسم الثاين (الحفظ الجيد غير المتقن)‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ومتعلم‬ ‫متقن أريب‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫معلم‬ ‫وينتفع به الداين القريب و القاصي البعيد؛ من‬
‫َ‬
‫ٍ‬
‫حريص أديب‪.‬‬

‫المقام إلى أن أشدِّ د عليك يف النصح بضرورة‬


‫ويحدوين القلم يف هذا ُ‬
‫تلتفت لتخذي ِل شيطان؛ من اإلنس كان‬
‫َ‬ ‫التمسك بكتاب اهلل عزوجل‪ ،‬وأال‬
‫ٍ‬
‫مشقة‬ ‫أو الجان‪ ،‬وأن تمضي يف طريقك إلى اهلل‪ ،‬وأن تحتسب ما تلقاه من‬
‫حسنت منك الني ُة وص ُلح‬ ‫وتعب ونصب‪ ،‬فإن هذا ك َّله أنت عليه مأجور‪ ،‬ما ُ‬‫ٍ‬
‫فاذكر من‬
‫ْ‬ ‫العمل‪ ،‬وأن ال تستطِ َل الطريق‪ ،‬وإن ض ُع َفت منك الهمة يو ًما‪،‬‬
‫سيرهم‪ ،‬والتصق بأهل الصالح وذوي الهمم العالية‪،‬‬ ‫وطالع َ‬
‫ْ‬ ‫سبقك إلى اهلل‪،‬‬
‫والتزم الدعاء واالفتقار إلى اهلل واستعن به وتوكل عليه‪ ،‬وع ِّل ِل نفسك بقول‬
‫رُ ُسوخ‬ ‫‪37‬‬
‫اهلل تعالى‪ُ ( :‬ثم َأور ْثنَا ا ْلكِتَاب ا َّل ِذين اص َط َفينَا ِمن ِعب ِ‬
‫ادنَا)‪ ،‬وقول النبي‪:‬‬ ‫َ ْ ْ ْ َ‬ ‫َ‬ ‫َّ ْ َ‬
‫آن َو َع َّل َم ُه»‪ ،‬وما أحسن ما قال الشيخ محمد المهدي‬
‫«خ ْي ُرك ُْم َم ْن َت َع َّل َم ا ْل ُق ْر َ‬
‫َ‬
‫ابن الطيب ال ُغ ْريف المسيفي ‪ -‬من علماء المغرب‪:-‬‬
‫َاب اهلل ِ َوا ْل َز ْم َت َف ُّه َمــــ ْه َتن َْل َش َر ًفا ِعنْدَ الإْ ِ َل ِه َو َمك ُْر َم ْة‬ ‫ِ‬
‫َت َع َّل ْم كت َ‬
‫آن الإْ ِ َل ِ‬ ‫َل َقو ِل رس ِ ِ‬
‫ــه َو َع َّل َمـــ ْه‬ ‫ول اهلل َخ ْي ُرك ُُم ا ْل ِذي َت َعـــ َّل َم ُق ْـر َ‬ ‫ْ َ ُ‬

‫عز وجل ‪ -‬على ما وفق يف إجابة ُْس ْؤلِك‪ ،‬والذى‬


‫وختا ًما‪ ،‬أحمدُ اهلل ‪ّ -‬‬
‫يكس َوه‬
‫كان من الخير أن أثمر طرح هذا الربنامج‪ ،‬وأسأله سبحانه وتعالى أن ُ‬
‫خالصا لوجهه الكريم‪،‬‬
‫ً‬ ‫بأص َليه‪ ،‬ويجع َله‬
‫وينفع به كما نفع ْ‬
‫َ‬ ‫ثوب القبول‪،‬‬
‫َ‬
‫كثيرا‪.‬‬
‫تسليما ً‬
‫ً‬ ‫وص َّلى اهلل على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم‬

‫وكتب‬
‫َ‬

‫العزة‬
‫رب َّّ‬
‫الفقير إلى عفو ِّ‬

‫َس ِعيدُ َأ ُبو ال َِعال َح ْمزَة‬

‫غفر اهلل له ولوالديه ولجميع المسلمين‬

‫‪www.facebook.com/hefzcenter‬‬

You might also like