You are on page 1of 402

‫د‪.

‬‬
‫برعاية‬

‫أشرف على العمل‬


‫أ‪ .‬حممد بن عبداهلل سعد‪.‬‬
‫أ‪ .‬أمحد بن عبدالعزيز الرفاعي‪.‬‬
‫أ‪ .‬حممد بن منصور حممد‪.‬‬

‫اململكة العربية السعودية‬


‫ص‪.‬ب ‪ 100‬جدة ‪21411‬‬
‫هاتف ‪00966126523333 :‬‬
‫فاكس ‪00966126524444 :‬‬
‫الرقم املجاين ‪8002442777 :‬‬
‫الربيد اإللكتروين‪tazeem.qj@gmail.com :‬‬
‫لدعم املشروع ‪:‬‬
‫بنك اجلزيزة ‪SA3260000000007204584002‬‬
‫الطبعة األوىل‬
‫مجيع احلقوق حمفوظة‬ ‫‪1440‬هـ = ‪2019‬م‬
‫«عجبــت ملــن يقــرأ القــرآن‪ ،‬وهــو‬
‫ال يعــرف تفســره‪ ،‬كيــف يلتــذ‬
‫بقراءتــه»‬
‫إمام املفسرين ابن جرير الطبري‬
‫بني يدي الكتاب ‪..‬‬
‫احلمـــد للـــه رب العاملـــن والصالة والســـام علـــى أشـــرف األنبياء‬
‫واملرســـلني ‪...‬‬
‫فـــإن مـــن أعظم نعـــم الله تعالى ومننـــه على هذه األمـــة أن أنزل‬
‫عليهـــا القـــرآن الكرمي فكان لها نو ًرا و هدى و شـــفاء فالواجب عليها‬
‫جتـــاه هـــذه النعمة املباركـــة تعظيمه واالقبال عليـــه بقراءته وحفظه‬
‫وتدبـــره وملـــا لتدبـــر القـــرآن من أهميـــة بالغة فـــي فهمـــه والعمل به‬
‫ونيل بركاته وامتثاالً ألمر منزله في قوله تعالى ﭐﵛ ﭐﱢ ﱣﱤ‬
‫(ص‪)٢٩ :‬‬ ‫ﱥﱦﱧﱨﱩﱪﵚ‬
‫وجـــاء فـــي األثـــر عـــن عبـــد اللـــه بـــن مســـعود ]‪ ،‬قـــال‪( :‬من‬
‫أراد خيـــر األولـــن واآلخريـــن فليث ِّور القـــرآن‪ ،‬فإن فيه خيـــر األولني‬
‫واآلخريـــن) رواه الطبرانـــي‪.‬‬
‫لـــذا قمنـــا بعـــد توفيـــق الله عز وجل في مشـــروع تعظيـــم القرآن‬
‫الكـــرمي بخطـــوة مباركـــة بطباعـــة كتـــاب «بطاقـــات التعريف بســـور‬
‫املصحف الشـــريف» الذي يعـــد خطوة عملية لفهم القـــرآن و تدبره و‬
‫مقاصـــده وتقريـــب ســـوره وهو مبثابـــة املفتاح في هـــذا الباب‪.‬‬
‫نســـأل اللـــه عـــزو جل أن يلهمنـــا فهم القرآن والعمـــل به ويجعله‬
‫ربيـــع قلوبنا ونـــور صدورنا آمني‪.‬‬
‫وبالله التوفيق ‪،،‬‬

‫خادم القرآن الكرمي‬ ‫ ‬


‫رئيس مجلس إدارة مشروع تعظيم القرآن الكرمي‬
‫عبدالعزيز بن عبداهلل حنفي‬
‫احلمـــد للـــه الذي أكرمنـــا بالقـــرآن العظيم‪ ،‬وجعلـــه أعظم ٍ‬
‫آيـــة أوتيها نبينا الكـــرمي‪ -‬عليه‬
‫أن‬ ‫أفضـــل صـــاةٍ ‪ ،‬وأمت تســـليم‪ ،-‬وأشـــه ُد َّ‬
‫أن ال إلـــه إال اللـــه وحـــده ال شـــريك له‪ ،‬وأشـــه ُد َّ‬
‫محمـــ ًدا عبده ورســـوله‪ ،‬أمـــا بعد‪:‬‬
‫ﱝﱞﱟ ﱠ ﱡﱢﱣﱤﱥﱦﱧ‬‫ﭐﵛﭐﱘﱙﱚﱛﱜ‬
‫ﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﵚ (الزمر‪، )٢٣ :‬‬
‫وامنت به على رسوله [‪ ،‬فقال‪:‬ﵛﭐﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌ‬
‫‪7‬‬ ‫ﳍﳎﳏﳐﳑﳒﵚ (النساء‪ ،)١١٣ :‬وأثنى الله على كتابه بأنهﭐﵛﭐﲆﲇﲈ‬
‫(فصلت‪)٣ :‬‬ ‫ﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﵚ (هـــود‪ ،)١ :‬وأنـــهﵛﭐﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎﵚ‬
‫ﵛﭐﲂﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﵚ (فصلت‪،)٤٢ :‬ﭐﵛﭐﳂﳃﳄﳅﳆ‬
‫مقدمة‬

‫ﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﵚ (يوسف‪ ،)١١١ :‬وقال للناس‪:‬‬


‫‪،‬‬ ‫ﵛﭐﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﵚ(يونـــس‪)٥٧ :‬‬

‫وقال للنبـــي [‪:‬ﵛﭐﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸ ﱹﱺﱻ‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ﱼﱽﱾﱿﲀﲁﵚ (املائدة‪)٤٨ :‬؛ كما قال عن الناس والنبيني‪:‬ﵛﭐﱮﱯﱰﱱﱲ‬


‫ﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﵚ (البقرة‪.)٢١٣ :‬‬
‫وحتدى اخللق بأن يأتوا‬ ‫َّ‬ ‫ووصف الله ع َّز َّ‬
‫وجل القرآن بأنه عظيم وحكيم ومجيد وكرمي وعزيز‪،‬‬
‫مبثله‪ ،‬فقال لنبيه‪:‬ﵛﭐﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛ‬
‫ﱜﱝﱞﱟﵚ (اإلسراء‪ ،)٨٨ :‬وهذا التحدي والتعجيز ثابت في لفظه ونظمه ومعناه‪.‬‬
‫ﲕﲖﲗﵚ (األنعام‪:‬‬ ‫وأمر با ِّتباعه‪ ،‬فقال تعالى‪:‬ﵛﭐﲐﲑﲒﲓﲔ‬
‫وحض على تدبـــره‪ ،‬فقال‪:‬ﵛﭐﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﵚﱠ؟! (محمد‪ ، )٢٤ :‬بل أخبر أن‬
‫َّ‬ ‫‪،)١٥٥‬‬
‫هذا من ِح َكم إنزاله‪ ،‬فقال‪:‬ﵛﱢﱣﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﵚ (ص‪ ،)٢٩ :‬وقال‬
‫معظ ًما أمره‪ ،‬ومبينًا علو قدره‪ ،‬وأنه ينبغي أن تخشع له القلوب‪ ،‬وتتصدع عند سماعه؛ ملا فيه‬
‫من الوعد والوعيـــد األكيد‪:‬ﵛﭐﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﵚ‬
‫(احلشـــر‪)٢١ :‬؛ أي‪ :‬فـــإن كان اجلبـــل فـــي غلظتـــه وقســـاوته‪ ،‬لو فهم هـــذا القرآن فتدبـــر ما فيه‪،‬‬
‫َّ‬
‫وجـــل‪ ،‬فكيـــف يليق بكـــم أيها البشـــر أال تلـــن قلوبكم‬ ‫خلشـــع وتصـــدع مـــن خوف اللـــه ع َّز‬
‫وتخشـــع وتتصـــدع من خشـــية الله‪ ،‬وقـــد فهمتم عن الله أمـــره‪ ،‬وتدبرمت كتابـــه؟! ولهذا قال‬
‫تعالى‪:‬ﭐﵛﭐﲆﲇﲈﲉﲊﲋﵚ (احلشر‪.)٢١ :‬‬
‫لـــذا كان الواجـــب على األمـــة حتقيق تعظيم هذا الكتاب الكرمي‪ ،‬ألنـــه كالم رب العاملني‪،‬‬
‫وتوثيـــق الصلـــة به ألنه ســـبيل النجـــاة في أمـــواج الفنت املدلهمـــة‪ ،‬ونور الطريـــق في دروب‬
‫احليـــاة املظلمـــة‪ ،‬وروح الـــروح حتيـــا بـــه عزيزة متمكنـــة‪ ،‬فهي بدونـــه جثة هامـــدة؛ ال حياة‬
‫فيهـــا‪ ،‬وال وزن لهـــا‪ ،‬فهـــو احليـــاة فـــي ســـموها وحركتها‪ ،‬وهـــو الســـعادة في أبهـــى زينتها‪،‬‬ ‫‪8‬‬
‫والكمـــال في أســـمى معانيه‪ ،‬فســـبحان من تكلم به؛ فأبـــدع تراكيبه‪ ،‬ونوع أســـاليبه‪ ،‬وأحكم‬
‫معانيه‪.‬‬

‫مقدمة‬
‫فمـــن تعظيمـــه؛ حبه وتقديســـه وتالوته وتدبـــره والعمل به وتطبيق أحكامه واالســـتجابة‬
‫ألوامـــره واالنتهاء عـــن نواهيه‪ ،‬ومن أج ِّل معانـــي تعظيمه؛ تدبره‪ ،‬وتأمل آياته وســـوره‪.‬‬
‫مفتاحا وطري ًقا يقرب هـــذا املعنى العظيم من خـــال النظرة اإلجمالية‬
‫ً‬ ‫فـــكان هذا الكتـــاب‬
‫للســـورة القرآنيـــة التي تعطي مجاالً عظي ًمـــا لتدبرها‪ ،‬وقد ُ‬
‫رأيت أن أكتفـــي في هذا الكتاب‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫بتســـعة مداخ َل ثابتة لكل ســـورة من ســـور القرآن‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪1 .1‬العهد الذي نزلت فيه السورة‪.‬‬
‫‪2 .2‬أسماء السورة‪.‬‬
‫‪3 .3‬فضائل السورة‪ .‬‬
‫‪4 .4‬موقع السورة في املصحف ومناسبتها ملا قبلها‪ .‬‬
‫‪5 .5‬ترتيب‪ ‬نزول السورة‪ .‬‬
‫‪6 .6‬أسباب نزول‪ ‬السورة‪ .‬‬
‫‪7 .7‬مطلع السورة‪.‬‬
‫‪8 .8‬موضوع السورة‪.‬‬
‫‪9 .9‬مقاطع السورة‪.‬‬
‫مقتبســـا من كالم الشـــيخ مصطفى البحياوي ‪-‬وهـــو أحد املعتنني‬
‫ً‬ ‫وقد ســـميت هذا الكتاب‬
‫بالنظرات اإلجمالية لســـور القرآن‪:-‬‬
‫«بطاقات التعريف بسور املصحف الشريف»‬
‫اللهـــم نـــ ِّور قلوبنـــا وبيوتنـــا وقبورنا بالقـــرآن‪ ،‬واجعله حجة لنـــا ال علينا‪ ،‬واجعله شـــفي ًعا لنا‬
‫يـــوم الديـــن‪ ،‬واجعلنا من أهـــل القرآن الذين هم أهـــل الله وخاصته‪ ،‬وصلى الله وســـلم على‬
‫خـــامت األنبياء واملرســـلني‪ ،‬وعلى آله وصحبـــه والتابعني‪ ،‬واحلمد للـــه رب العاملني‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫د‪ .‬محمد بن عبدالعزيز نصيف‬
‫مقدمة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬

‫واملقصـــود بـــه الزمـــان الـــذي نزلـــت فيه الســـورة‪ ،‬ولنـــزول القـــرآن عهدان؛‬
‫همـــا‪ :‬العهـــد املكي‪ ،‬وهـــو ما قبل هجرة النبـــي [‪ ،‬من مكة إلـــى املدينة‪ ،‬والعهد‬
‫املدني‪ ،‬وهـــو ما بعـــد الهجرة ‪.‬‬
‫‪10‬‬
‫وملعرفـــة العهـــد الـــذي نزلـــت فيـــه الســـورة فائـــدة جليلـــة وحكمـــة بليغة في‬

‫تعريف باملداخل‬
‫معرفة أحكام الناســـخ واملنســـوخ من القرآن‪ ،‬ومعرفة أســـاليب الدعوة في نشـــر‬
‫احلـــق‪ ،‬ومواجهـــة الباطل؛ مما يســـاعد على حســـن التأمل والتدبـــر لكتاب الله‪.‬‬
‫وجعلنـــا املرجـــع الرئيس فيـــه كتاب «املكي واملدني في القرآن الكرمي‪ :‬دراســـة‬
‫تأصيليـــة نقديـــة للســـور واآليـــات مـــن أول القـــرآن الى ســـورة اإلســـراء»‪ ،‬وهي‬
‫رســـالة ماجســـتير‪ ،‬لعبد الرزاق حســـن أحمد‪ ،‬وكتاب «املكي واملدني من الســـور‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫واآليـــات مـــن أول ســـورة الكهف الى آخر ســـورة النـــاس»‪ ،‬وهي رســـالة دكتوراه‪،‬‬
‫حملمد بـــن عبد العزيـــز الفالح‪.‬‬

‫مثال ‪:‬‬

‫مدنية‬ ‫م ّكية‬
‫أمساء السور‬

‫تعريـــف الســـورة يف اللغة‪ :‬إما أن تكون مشـــتقة من ســـور املدينة‪ُ ،‬شـــ ِّبهت‬
‫بالســـور أو من الت ََســـ ُّور مبعنى‬
‫بـــه إلحاطتهـــا بآياتها واجتماعهـــا كاجتماع البيوت ُّ‬
‫أيضا‪:-‬‬‫التصاعـــد والتركيـــب‪ ،‬لعل ِّو شـــأنها وشـــأن قارئهـــا‪ ،‬والســـورة ‪-‬في اللغـــة ً‬
‫الرفعـــة واملنزلة والشـــرف‪ ،‬قـــال النابغة‪:‬‬
‫أعطاك سورة ً ترى َّ‬
‫كل َمل ْ ٍك دونَها يت َذب َذ ُب‬ ‫َ‬ ‫أن الل َه‬
‫أل ْم ت َر َّ‬

‫ويف االصطالح‪ :‬طائفة مستقلة من آيات القرآن ذات مطلع ومقطع(‪.)1‬‬


‫‪11‬‬ ‫ولتســـوير القـــرآن حكمـــة بالغة؛ وهي‪ :‬تيســـير حفظـــه‪ ،‬وتعليمـــه‪ ،‬والتدرج به‪،‬‬
‫والتشـــويق لقارئه ودارســـه للمواصلة‪ ،‬وبعث الهمة والنشـــاط الســـتيعابه‪ ،‬وترسيخ‬
‫تعريف باملداخل‬

‫للموضوعات التـــي تناولها(‪.)2‬‬


‫واســـم الســـورة‪ :‬هو اللفظ الذي تُ ْع َرف به‪ ،‬ومي ِّيزها عن غيرها من الســـور‪،‬‬
‫ويؤخـــذ مـــن كلمة فيهـــا أو صفة لهـــا‪ .‬وقد يكون للســـورة أكثـــ ُر من اســـم؛ بعضها‬
‫توقيفـــي مـــن النبـــي [‪ ،‬وبعضها اجتهـــادي من الصحابـــة ‪ ،‬لكن االســـم الذي‬
‫تشـــتهر به‪ ،‬و ُوضـــع عنوا ًنا لهـــا في املصاحـــف؛ توقيفي(‪.)3‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫وتنقسم السور من حيث الطول والقصر إىل أربعة أقسام‪:‬‬


‫‪1 .1‬الســـبع الطوال وهي‪ :‬البقـــرة‪ ،‬وآل عمـــران‪ ،‬والنســـاء‪ ،‬واملائـــدة‪ ،‬واألنعام‪،‬‬
‫واألعـــراف‪ ،‬وبـــراءة‪ ،‬وســـميت ِّ‬
‫بالطـــوال؛ لطولها‪.‬‬
‫‪2 .2‬املئني‪ :‬وهي ما ولي الســـبع الطوال‪ُ ،‬ســـ ِّم َيت بذلك؛ ألن كل ســـورة منها تزيد‬
‫على مائة آيـــة أو تقاربها‪.‬‬
‫ـــمى القرآن كلـــه مثاني‪ ،‬كما جـــاء في قوله‬ ‫‪3 .3‬املثاين‪ :‬وهي مـــا ولي املئني‪ ،‬ويُ َس َّ‬
‫تعالى‪ :‬ﵛﭐﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﵚ (الزمر‪ُ ،)٢٣ :‬‬
‫وســـ ِّم َي «مثاني»؛ ألن‬
‫الوعد فيـــه مقرون بالوعيـــد‪ ،‬وقيل غير ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬أسماء سور القرآن وفضائلها‪ ،‬د‪ .‬منيرة محمد ناصر الدوسري‪ ،‬ص ‪.24‬‬
‫(‪ )2‬من «الآللئ احلسان في علوم القرآن» ص‪ ،35 ،34‬بتصرف يسير‪.‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬أسماء سور القرآن وفضائلها‪ ،‬د‪ .‬منيرة محمد ناصر الدوسري‪ ،‬ص ‪.77 -73‬‬
‫وســـ ِّم َي ُم َف َّص ً‬
‫ـــا؛ لكثرة‬ ‫‪4 .4‬املُ َف َّصل‪ :‬وهو مـــا ولي املثاني من قصار الســـور‪ُ ،‬‬
‫الفصول التي بني الســـور ببســـم الله الرحمـــن الرحيم‪.‬‬
‫حديـــث عـــن واثلـــة بن األســـقع عـــن النبي [‬‫ٍ‬ ‫وأخـــذ هـــذا التقســـيم مـــن‬
‫قـــال‪« :‬أعطيت الســـبع الطـــوال مكان التـــوراة‪ ،‬وأعطيت املئني مـــكان اإلجنيل‪،‬‬
‫وأعطيـــت املثانـــي مكان الزبـــور‪ ،‬وفضلـــت باملفصل»(‪.)1‬‬

‫مثال ‪:‬‬

‫الصالة‬ ‫السبع املثاين‬ ‫أم الكتاب‬

‫‪12‬‬

‫تعريف باملداخل‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫واملـــراد بـــه مـــا جـــاء فـــي بيـــان شـــرف الســـورة‪ ،‬ومـــا يتعلق بها مـــن فضل‬
‫وثـــواب‪ ،‬ومنافعهـــا الدنيويـــة و األخروية(‪.)2‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫موقع السورة في المصحف ومناسبتها لما قبلها‬

‫يقصـــد بـــه ترتيـــب الســـورة في املصحف الشـــريف‪ ،‬ولهـــذا الترتيب حكمة‬


‫ومقصـــد إلهـــي؛ ذكره االمام الســـيوطي فـــي كتابه «تناســـق الدرر في تناســـب‬
‫الســـور»‪ ،‬وهـــو الذي اعتمـــد عليه فـــي كتابنا هذا‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه أحمــد فــي املســند (‪ ،)188 /28‬وحســنه محققــوه‪ ،‬وأورده األلبانــي فــي سلســلة األحاديــث الصحيحــة (ح ‪ ،)1480‬وينظــر فــي أســباب وصفهــا‬
‫باألوصــاف املذكــورة‪ :‬تفســير الطبــري‪ ،‬فــي القــول فــي تأويــل أســماء القــرآن وســوره وآيــه (‪.)96 /1‬‬
‫(‪ )2‬وقــد ذكرنــا فــي هــذا املدخــل ً‬
‫بعضــا مــن أصــح مــا ورد فــي فضائــل الســورة باالعتمــاد علــى املصــادر احلديثيــة‪ ،‬وبعــض املراجــع؛ ككتــاب «أســماء‬
‫ســور القــرآن وفضائلهــا» للدكتــورة منيــرة محمــد ناصــر الدوســري‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫واملقصـــود بـــه ترتيبهـــا مـــن حيث النـــزول وتأريخهـــا الذي نزلـــت فيه‪ ،‬حيث‬
‫ُجعِ ـــل املرجـــع الرئيس فيه الرواية املشـــهورة املســـندة إلى التابعـــي جابر بن زيد‬
‫‪ -‬رحمـــه اللـــه‪ -‬معتم ًدا على رواية اإلمـــام أبي عمرو الدانـــي (ت‪444‬هـ) لها في‬
‫كتابـــه «البيان في عـــد آي القرآن»‪.‬‬
‫وقـــد جـــرى النظـــر فـــي هذا املدخل مـــع هذه الروايـــة إلى ٍّ‬
‫كل مـــن «التحرير‬
‫والتنويـــر»‪ ،‬للعالمة ابن عاشـــور ‪-‬رحمه الله‪ ،-‬و «الســـيرة الذهبيـــة»‪ ،‬حملمد بن‬
‫رزق الطرهونـــي؛ لنقد الروايـــات املتعلقة بالنزول‪.‬‬
‫واملعتبـــر فـــي ترتيـــب نـــزول الســـور‪ :‬أول مـــا نزل منهـــا‪ ،‬وقد يكـــون الترتيب‬
‫‪13‬‬ ‫نســـب ًيا باعتبـــار آخر مـــا نـــزل‪ ،‬أو باعتبار زمـــن نزول أكثـــر اآليات ‪.‬‬
‫تعريف باملداخل‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫واملـــراد بـــه مـــا نزلـــت اآلية أو اآليـــات متح ِّدثَـــ ًة عنـــه أو مب ِّينَـــ ًة حلكمه أيام‬
‫بـــاب من‬
‫ٌ‬ ‫وقوعـــه‪ ،‬وملعرفـــة ســـبب النزول أثـــر في فهـــم اآليـــات وأحكامها‪ ،‬وهو‬
‫أبـــواب التدبر والتفكر‪ .‬قال شـــيخ اإلســـام ابن تيمية ‪ -‬فـــي مقدمته في أصول‬
‫التفســـير‪« :-‬ومعرفـــة ســـبب النـــزول يعني علـــى فهم اآليـــة؛ فإن العلم بالســـبب‬
‫يورث العلم باملســـبب‪.)1(»...‬‬
‫وقـــد يكـــون فـــي الســـورة الواحـــدة أكثر من ســـبب؛ لتعدد آياتهـــا‪ ،‬واختالف‬
‫زمـــن نزولها‪.‬‬
‫وجعلنـــا املرجـــع الرئيـــس فيـــه «الصحيـــح مـــن أســـباب النـــزول» لعصـــام‬
‫احلميـــدان‪.‬‬

‫(‪ )1‬مقدمة في أصول التفسير‪ ،‬ابن تيمية‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫مطلع السورة‬

‫واملـــراد بـــه بدايـــة الســـور وفواحتهـــا‪ ،‬وفيـــه مـــن احلســـن والبيـــان والبالغة‬
‫أعـــذب األلفاظ‬
‫َ‬ ‫واالعجـــاز مـــا يجـــذب الســـامع والقارئ؛ فكانـــت املطالع للســـور‬
‫وأجزلهـــا وأحســـنها نظ ًمـــا وســـب ًكا‪ ،‬وأروعهـــا براعة في االســـتهالل‪.‬‬
‫وجعلنـــا املرجـــع الرئيـــس فيـــه «اإلتقان في علـــوم القرآن» للســـيوطي ‪-‬رحمه‬
‫اللـــه‪ -‬حيـــث جعل النوع الســـتني من علـــوم القرآن فـــي «فواحت الســـور»‪ ،‬وذكر فيه‬
‫أنـــواع املطالـــع‪ ،‬فقال‪ :‬اعلم أن الله افتتح ســـور القرآن بعشـــرة أنـــواع من الكالم ال‬
‫يخرج شـــيء من الســـور عنها‪:‬‬
‫األول‪ :‬الثنـــاء عليـــه تعالى؛ والثناء قســـمان‪ :‬إثبـــات لصفات املـــدح‪ ،‬ونفي وتنزيه‬
‫عن صفـــات النقص‪:‬‬ ‫‪14‬‬
‫فاألول‪ :‬التحميد في خمس سور‪ ،‬و «تبارك» في سورتني‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬التســـبيح في ســـبع ســـور؛ قال الكرماني في «متشـــابه القرآن»‪ :‬التسبيح‬

‫تعريف باملداخل‬
‫كلمـــة اســـتأثر الله بها؛ فبدأ باملصدر في بني إســـرائيل؛ ألنه األصـــل‪ ،‬ثم باملاضي‬
‫فـــي احلديد واحلشـــر؛ ألنه أســـبق الزمانني‪ ،‬ثم باملضـــارع في اجلمعـــة والتغابن‪،‬‬
‫ثـــم باألمر في األعلى؛ اســـتيعا ًبا لهـــذه الكلمة من جميـــع جهاتها‪.‬‬
‫تسع وعشرين سورة‪ ،‬وهي‪:‬‬ ‫الثاين‪ :‬حروف ال ًّت َه ِّجي في ٍ‬
‫ﵛﭐﱁﵚ وا ْفتُتِحت بهذه األحرف ســـت ســـور؛ أطلـــق عليها اللواميـــم‪ ،‬وهي‪ :‬البقرة‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وآل عمـــران‪ ،‬والعنكبوت‪ ،‬والروم‪ ،‬ولقمان‪ ،‬والســـجدة‪.‬‬
‫ﵛﭐﱁﵚ وا ْفتُتِحت بهذه األحرف سورة األعراف‪.‬‬
‫ﵛﭐﱁﵚ وا ْفتُتِحـــت بهـــذه األحـــرف خمـــس ســـور؛ هـــي‪ :‬يونس‪ ،‬وهود‪ ،‬ويوســـف‪،‬‬
‫وإبراهيـــم‪ ،‬واحلجر‪.‬‬
‫ﵛﭐﱁﵚ وا ْفتُتِحت بهذه األحرف سورة الرعد‪.‬‬
‫ﵛﭐﱁﵚ وا ْفتُتِحت بهذه األحرف سورة مرمي‪.‬‬
‫ﵛﭐﱥﵚ وا ْفتُتِحت بهذين احلرفني سورة سميت بهما‪.‬‬
‫ﵛﱁﵚ وا ْفتُتِحت بهذه األحرف سورتا‪ :‬الشعراء‪ ،‬والقصص‪.‬‬
‫ﵛﭐﱁﵚ وا ْفتُتِحـــت بهذيـــن احلرفـــن ســـورة النمل‪ ،‬ويطلق على ســـور‪ :‬الشـــعراء‪،‬‬
‫والقصص‪ ،‬والنمل‪ :‬الطواســـن‪.‬‬
‫ﭐﵛﭐﱜﵚوا ْفتُتِحت بهذين احلرفني سورة سميت بهما‪.‬‬
‫ﵛﭐﱁﵚوا ْفتُتِحت بهذا احلرف سورةٌ سميت به‪.‬‬
‫ﵛﭐﱕﵚ وا ْفتُتِحـــت بهذين احلرفني ســـبع ســـور؛ أطلق عليهـــا احلواميم أو آل حم؛‬
‫وهي‪ :‬فصلت‪ ،‬والشـــورى‪ ،‬والزخرف‪ ،‬والدخـــان‪ ،‬واجلاثية‪ ،‬واألحقاف‪.‬‬
‫ﭐﵛﭐﱁﵚ وا ْفتُتِحت بهذا احلرف سورةٌ سميت به‪.‬‬
‫ﵛﭐﱹﵚ وا ْفتُتِحت بهذا احلرف سورة القلم‪.‬‬
‫خمس بنداء الرســـول [‪ :‬األحـــزاب والطالق‬ ‫ٌ‬ ‫الثالث‪ :‬النداء في عشـــر ســـور‪:‬‬
‫وخمـــس بنـــداء األمـــة‪ :‬النســـاء‪ ،‬واملائـــدة‪ ،‬واحلج‪،‬‬
‫ٌ‬ ‫والتحـــرمي واملزمـــل واملدثـــر‪،‬‬
‫واحلجـــرات‪ ،‬واملمتحنة‪.‬‬
‫ﵛ ﱁﱂﱃﵚ (األنفال‪ ،)١ :‬ﵛ ﱁﱂﱃﵚ (التوبة‪:‬‬ ‫الرابع‪ :‬اجلمل اخلبرية نحو‪ :‬ﭐ‬
‫‪ ، )١‬ﵛﭐﱸﱹﱺﵚ (النحل‪ ،)١ :‬ﵛ ﭐﱁﱂﱃﵚ(األنبياء‪، )١ :‬ﵛ ﭐﱁﱂﱃﵚ‬
‫‪15‬‬ ‫(املؤمنون‪ ،)١ :‬ﵛﭐﱁﱂﵚ (النور‪، )١ :‬ﵛﭐﱤﱥﵚ (الزمر‪، )١ :‬ﵛﭐ ﱁﱂﵚ(محمد‪،)١ :‬‬
‫ﵛﭐﱁﱂﵚ (الفتح‪، )١:‬ﵛﭐﲞﲟﵚ(القمر‪،)١:‬ﵛﭐﱧﱨﱩﵚ(الرحمن‪ ،)٢-١:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‬
‫تعريف باملداخل‬

‫(اجملادلة‪ ،)١:‬ﵛﭐﲟﵚ (احلاقة‪ ،)١ :‬ﵛﭐﲞﲟﵚ (املعارج‪ ،)١ :‬ﵛﭐﱨﱩﱪﵚ (نوح‪،)١:‬ﭐ ﵛﭐﱭﱮﵚ‬
‫(القيامة‪ ،١ :‬البلد‪ ، )1:‬في موضعني‪،‬ﵛﭐﱁﵚ(عبس‪ )١ :‬ﵛﭐﱥﱦﵚ(القدر‪ ،)١ :‬ﵛﭐﲈﲉﵚ (البينة‪،)١ :‬‬
‫ﵛﭐﱤﵚ(القارعة‪،)١ :‬ﵛﭐﲓﵚ(التكاثر‪ ،)١ :‬ﵛﭐﱶﱷﵚ(الكوثر‪ ، )١ :‬فتلك ثالث وعشرون‬
‫سورة‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫اخلامس‪ :‬القســـم في خمس عشـــرة ســـورة؛ ســـورة أقســـم فيهـــا باملالئكة‪ ،‬وهي‬
‫ﵛﭐﱁﵚ (الصافات‪ ،)١ :‬وســـورتان باألفالك‪ :‬البروج‪ ،‬والطارق‪ ،‬وست سور بلوازمها؛‬
‫فالنجم قســـم بالثريا‪ ،‬والفجر مببدأ النهار‪ ،‬والشـــمس بآية النهار‪ ،‬والليل بشـــطر‬
‫الزمـــان‪ ،‬والضحـــى بشـــطر النهار‪ ،‬والعصر بالشـــطر اآلخـــر‪ ،‬أو بجملـــة الزمان‪،‬‬
‫وســـورتان بالهواء الذي هو أحد العناصر‪:‬ﵛﭐﲳﵚ(الذاريات‪، )١ :‬ﵛﭐﲁﵚ(املرسالت‪:‬‬

‫أيضـــا؛ وهي‪ :‬الطور‪ ،‬وســـورة بالنبـــات؛ وهي‪:‬‬‫‪ ،)١‬وســـورة بالتربـــة التي هـــي منها ً‬
‫ﵛﭐﱛﵚ(التـــن‪ ، ، )١ :‬وســـورة باحليـــوان الناطق؛ وهي‪:‬ﵛﭐﲒﵚ(النازعات‪ ، )١ :‬وســـورة‬
‫بالبهيـــم؛ وهي‪:‬ﵛﭐﲡﵚ(العاديات‪.)١ :‬‬
‫الســـادس‪ :‬الشـــرط في ســـبع ســـور‪ :‬الواقعة‪ ،‬واملنافقون‪ ،‬والتكوير‪ ،‬واالنفطار‪،‬‬
‫واالنشـــقاق‪ ،‬والزلزلة‪ ،‬والنصر‪.‬‬
‫السابع‪ :‬األمــــــر فــي ســت ســـور‪:‬ﵛﭐﱁﱂﵚ(اجلن‪ ، )١ :‬ﵛﭐﲅﵚ(العلق‪،)١ :‬ﵛﭐﱁﱂ‬
‫ﱃﵚ (الكافرون‪ ، )١ :‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﵚ(اإلخالص‪ ، )١ :‬ﵛ ﭐﱰﱱ ﵚ (املعوذتني)‪.‬‬
‫الثامن‪ :‬االستفهام في ست سور‪ :‬ﵛﭐﲫﲬﲭﲮﵚ( اإلنسان‪ ،)١ :‬ﵛﭐﱁﱂﵚ‬
‫(النبأ‪، )١ :‬ﵛ ﭐﱭﱮ ﵚ(الغاشية‪،)١ :‬‬
‫ﵛﭐﲬﲭﵚ (الشرح‪ ،)١ :‬ﵛﭐﱽﱾﵚ (الفيل‪، )١ :‬ﵛﭐﱖﵚ(املاعون‪. )١ :‬‬
‫التاسع‪ :‬الدعاء في ثالث‪:‬ﵛﭐﲥﲦﵚ(املطففني‪ )١ :‬ﵛﭐﱒﱓﱔﵚ‬
‫(الهمزة‪ ، )١ :‬ﵛﭐﱸﵚ(املسد‪. )١ :‬‬
‫العاشر‪ :‬التعليل في ﵛﭐﱁﱂﵚ(قريش‪. )١ :‬‬
‫هكـــذا جمع أبو شـــامة قال‪ :‬ومـــا ذكرناه في الدعاء يجـــوز أن يذكر مع اخلبر‪،‬‬
‫وكـــذا الثنـــاء كلـــه خبر إال «ســـبح»؛ فإنـــه يدخل في قســـم األمر‪ ،‬و»ســـبحان»‬
‫يحتمـــل األمـــر واخلبر‪ ،‬ثـــم نظم ذلك في بيتـــن‪ ،‬فقال‪:‬‬
‫أثـــنى علـــى نـفــــــــسه سبـــــحانه بـــثــبو‬ ‫ ‬
‫والسل ْ ِب ملَّا استفتح السورا‬
‫َّ‬ ‫ِت احلمدِ‬ ‫ ‬
‫شرط الندا والتعليلِ وال َق َس ِم الد‬ ‫ِ‬ ‫واألمر‬
‫ِ‬ ‫ ‬ ‫‪16‬‬
‫التهجي استفهِ م اخلبرا‬
‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫حروف‬ ‫ُدعا‬ ‫ ‬

‫تعريف باملداخل‬
‫موضوع السورة‬

‫واملـــراد هنا ذكر املوضوع العام للســـورة‪ ،‬وشـــيء مـــن مقاصدها؛ فالقرآن‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫كمـــا أنه معجـــز في لفظه وســـبكه؛ فهو كذلك فـــي معانيـــه وموضوعاته‪ ،‬ومت‬
‫االعتمـــاد في ذلـــك على مجموعة من التفاســـير‬
‫مقاطع السورة‬

‫واملـــراد بـــه تقســـيم الســـورة موضوع ًيـــا إلـــى مقاطـــع وأقســـام مترابطة؛‬
‫فالقرآن محكم الســـرد‪ ،‬دقيق الســـبك‪ ،‬متني األســـلوب‪ ،‬قـــوي االتصال‪ ،‬آخذ‬
‫بعضـــه برقاب بعض؛ في ســـوره وآياته؛ مـــن ألفه إلى يائـــه‪ ،‬ومت االعتماد في‬
‫ذلك علـــى مجموعة من التفاســـير‪.‬‬
‫بينــت مقاطــع الســور؛ واض ًعــا أرقــام اآليــات لبيــان بدايــة املقطــع‬
‫وقــد َّ‬
‫وهنايته‪.‬‬
‫و أحــوج مــا يكــون إليــه القــارئ ؛عنــد النظــر للســور مــن خــال‬
‫هــذه املداخــل؛ مجــع الفكــر‪ ،‬وفتــح القلــب‪ ،‬وجتريــد النيــة هلل تعــاىل؛‬
‫‪17‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬

‫مكيتها‪ ،‬مع‬ ‫‪1‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪1‬‬


‫ُر ِّجحت ِّ‬
‫احتمال لتعدد الزنول‬

‫الصالة‬ ‫السبع املثاين‬ ‫أم الكتاب‬

‫فهــي أم الكتــاب‪ :‬ألنهــا أصــل الكتــاب الشــتمالها علــى أنــواع أغــراض القــرآن‬
‫ومقاصــده‪.‬‬
‫وهي السبع املثاين‪ :‬ألنها سبع آيات تُثَنَّى وتعاد في كل ركعة من كل صالة‪.‬‬
‫وهي سورة الصالة‪ :‬إذ ال تصح الصالة بدونها‪.‬‬
‫‪18‬‬

‫سورة الفاحتة‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫فضائلهـــا كثيـــرة؛ فمـــن ذلـــك مـــا جـــاء فـــي الصحيح عـــن أبي ســـعيد بـــن املــــعلَّى‪،‬‬
‫قـــال‪ :‬كنـــت أصلّـــي‪ ،‬فدعانـــي النبـــي [ فلـــم أجبه‪ ،‬قلـــت‪ :‬يا رســـول اللـــه إ ِّني كنت‬
‫أصلِّـــي‪ ،‬قـــال‪« :‬ألـــم يقل اللـــه‪ :‬اســـتجيبوا لله ولل َّرســـول إذا دعاكـــم؟»‪ ،‬ثم قـــال‪« :‬أال‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫أعلِّمـــك أعظم ســـورةٍ فـــي القرآن قبـــل أن تخـــرج من املســـجد»‪ ،‬فأخذ بيـــدي‪َّ ،‬‬
‫فلما‬
‫أردنـــا أن نخـــرج‪ ،‬قلـــت‪ :‬يـــا رســـول اللـــه‪ ،‬إ َّنـــك قلـــت‪« :‬ألعلِّمنَّـــك أعظـــم ســـورةٍ من‬
‫الســـبع املثانـــي‪ ،‬والقـــرآن العظيم الذي‬ ‫رب العاملني‪ ،‬هي َّ‬ ‫القـــرآن» قـــال‪« :‬احلمد للـــه ِّ‬
‫أوتيتـــه»(‪ ، )1‬ومـــن فضائلهـــا مـــا ثبـــت فـــي الصحيح عـــن أبـــي هريـــرة ] أن النبي‬
‫الصالة بينـــي وبني عبـــدي نصفـــن‪ ،‬ولعبدي‬ ‫[ قـــال‪« :‬قـــال اللـــه تعالـــى‪ :‬قســـمت َّ‬
‫ما ســـأل‪ ،‬فـــإذا قـــال العبـــد‪ :‬ﭐﵛﭐﱆﱇﱈﱉﵚ ‪ ،‬قال الله تعالـــى‪ :‬حمدني‬
‫علـــي عبـــدي‪ ،‬وإذا‬ ‫َّ‬ ‫عبـــدي‪ ،‬وإذا قـــال‪:‬ﭐﵛﭐﱋﱌﵚ ﱠ‪ ،‬قـــال اللـــه تعالـــى‪ :‬أثنـــى‬
‫إلـــي عبدي ‪-‬‬ ‫مجدنـــي عبدي ‪ -‬وقـــال مـــ َّر ًة‪ :‬ف َّوض َّ‬ ‫قـــال‪:‬ﭐﵛﱎﱏﱐﵚ‪ ،‬قـــال‪َّ :‬‬
‫فـــإذا قـــال‪:‬ﭐﵛﭐﱒﱓﱔﱕﵚ‪ ،‬قـــال‪ :‬هذا بينـــي وبني عبـــدي‪ ،‬ولعبدي ما‬
‫ســـأل‪ ،‬فـــإذا قـــال‪:‬ﵛﭐﱗﱘﱙﱚﭐﱛﱜﱝ ﱞ ﱟ ﱠ‬
‫ﱡﱢ ﱣﵚ‪ ،‬قـــال‪ :‬هـــذا لعبـــدي ولعبـــدي مـــا ســـأل»(‪ ، )2‬ومـــن فضائلهـــا‬

‫(‪ )1‬رواه البخــاري فــي «اجلامــع املســند الصحيــح اخملتصــر مــن أمــور رســول اللــه صلــى اللــه عليــه وسـلّم وســننه وأيامــه» (ح ‪ ،)5006‬وســنقتصر فــي تخريــج مــا‬
‫رواه البخــاري فيــه بعــد هــذا علــى قــول‪ :‬رواه البخــاري؛ فــإن روى احلديــث فــي غيــره مــن كتبــه؛ ب َّينــا اســم ذلــك الكتــاب‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه مســلم فــي كتابــه «املســند الصحيــح» (ح ‪ ،)395‬وســنقتصر فــي تخريــج مــا رواه مســلم فيــه بعــد هــذا علــى قــول‪ :‬رواه مســلم؛ فــإن روى احلديــث فــي غيــره‬
‫مــن كتبــه؛ ب َّينــا اســم ذلــك الكتــاب‪.‬‬
‫ـــاس ] قال‪ :‬بينمـــا جبريل قاع ٌد عند النبي [ ســـمع‬ ‫مـــا ثبـــت في الصحيـــح عن ابن ع َّب ٍ‬
‫قط َّإل‬‫الســـماء فتح اليوم لـــم يفتح ُّ‬
‫باب من َّ‬
‫نقيضـــا مـــن فوقه‪ ،‬فرفع رأســـه‪ ،‬فقال‪ :‬هـــذا ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫ً‬
‫قط َّإل اليوم‪ ،‬فســـلَّم‪،‬‬
‫ملك نزل إلـــى األرض لم ينـــزل ُّ‬
‫ملـــك‪ ،‬فقال‪ :‬هـــذا ٌ‬
‫ٌ‬ ‫اليـــوم‪ ،‬فنـــزل منه‬
‫نبـــي قبلك‪ :‬فاحتة الكتاب‪ ،‬وخواتيم ســـورة البقرة‪،‬‬ ‫وقال‪ :‬أبشـــر بنوريـــن أوتيتهما لم يؤتهما ٌّ‬
‫بحرف منهمـــا َّإل أعطيته(‪.)2‬‬
‫ٍ‬ ‫لن تقـــرأ‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫موقع السورة‬

‫لـــم تذكـــر ســـورة الفاحتـــة فـــي‬ ‫ـــت هـــذه الســـورة العظيمة‬‫ُو ِض َع ْ‬


‫‪19‬‬ ‫الروايـــة املشـــهورة فـــي ترتيـــب‬ ‫أول القـــرآن أل َّنهـــا مبثابة مقدمة‬
‫النـــزول‪ ،‬والظاهـــر أنهـــا مبكـــرة‬ ‫الكتاب‪ ،‬ويظهر هـــذا بجالء عند‬
‫النـــزول جـــ ًدا(‪.)3‬‬ ‫الكالم علـــى موضوعها‪.‬‬
‫سورة الفاحتة‬

‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫افتتحـــت بالثنـــاء‪ ،‬ثـــم هـــي‬


‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬
‫خصوصـــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مفتتحـــة باحلمـــد‬

‫موضوع السورة‬

‫اصـــدِ الْ ُق ْرآنِ ‪،‬‬


‫بالنظـــر إلـــى تســـميتها (أم القرآن) فقد اشـــتملت على أصـــولِ َم َق ِ‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -3‬الوعد والوعيد ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -2‬األوامر والنَّواهي‪.‬‬ ‫‪ -1‬ال َّثناء على الله‪.‬‬

‫(‪ )1‬النقيض‪ :‬الصوت‪ .‬النهاية في غريب احلديث واألثر‪ ،‬البن األثير‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪.)806‬‬
‫(‪ )3‬ترتيب نزول سورة الفاحتة في أثر عطاء اخلراساني عن ابن عباس ] اخلامسة؛ بعد املدثر‪ ،‬وقبل املسد‪.‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬التحرير والتنوير (‪ ،)133/1‬وإشاراتُ العلماء إلى سبب تسميتها ورجوع معاني القرآن كله إلى ما تضمنته هذه السورة العظيمة كثيرةٌ متنوع ٌة‪.‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫دعاء‬ ‫إعالن‬ ‫ثناء‬ ‫قســـمت هذه الســـورة إلى ثالثة مقاطع‪ ،‬أولها‬
‫ثناء‪ ،‬وثانيها إعـــان‪ ،‬وثالثها دعاء‪.‬‬
‫ثنائي)‬
‫ٌّ‬ ‫ففـــي املقطـــع األول (‪( )4-2‬مطلـــ ٌع‬
‫باحلمـــد للمتصـــف بالربوبيـــةِ والرحمـــةِ‬
‫ومالكيـــةِ وملـــك يـــوم الديـــن‪.‬‬
‫خطابي)‪ ،‬وإعال ُن إفراد الله بالعبادة واالستعانة‪.‬‬ ‫ٌّ ُ‬ ‫ويف املقطع الثاين (‪( )5‬مطل ٌع‬
‫وطلـــب الهدايةِ إلـــى الصراط املســـتقيم‪،‬‬
‫ُ‬ ‫دعائـــي)‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫ويف املقطـــع الثالـــث (‪( )7-6‬مطلـــ ٌع‬
‫واإلشـــارة إلـــى طريقـــن آخريـــن للهالكني‪.‬‬
‫‪20‬‬

‫سورة الفاحتة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫أعظم سورة في القرآن‬
‫وضعت هذه السورة‬
‫‪-2‬السبع املثاني والقرآن‬
‫العظيمة أول‬
‫غير داخلة في‬ ‫العظيم ‪ -3‬هي نور ال‬
‫القرآن ألنها مبثابة‬
‫التقسيم الرباعي‬ ‫يقرأ عبداً بحرف منها إال‬
‫بالنظر إلى تسميتها (أم‬ ‫مقدمة الكتاب‪.‬‬
‫لسور القرآن‪.‬‬ ‫أعطيه‪.‬‬
‫القرآن) فقد اشتملت على‬
‫أصول مقاصد القرآن‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫‪-1‬الثناء على اللَّه‪.‬‬ ‫أم الكتاب‪،‬‬
‫‪-2‬األوامر والنواهي‬ ‫السبع املثاني‪،‬‬
‫‪-3‬الوعد والوعيد‬ ‫الصالة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪21‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة الفاحتة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يذكر لها‬ ‫لـــم تــذكــر ســـــــورة‬


‫سبب نزول‪.‬‬ ‫الفاحتة في الرواية‬
‫املشهورة في ترتيب‬
‫النزول‪ ،‬والظاهر أنها‬
‫مبكرة النزول جدًا ‪.‬‬

‫افتتحت بالثناء‪،‬‬ ‫رجحت مكيتُها‪،‬‬ ‫قسمت هذه السورة‬


‫واحلمد‪.‬‬ ‫مع احتمال لتعدد‬ ‫إلى ثالثة مقاطع‪:‬‬
‫النزول‪.‬‬

‫املقطع الثالث (مطل ٌع‬ ‫املقطع الثاين (مطل ٌع‬ ‫ثنائي)‬


‫ُّ‬ ‫املقطع األول (مطل ٌع‬
‫وطلب الهدايةِ إلى‬
‫ُ‬ ‫دعائي)‪،‬‬
‫ُّ‬ ‫خطابي)‪ ،‬وإعال ُن إفراد الله‬
‫ُّ‬ ‫باحلمد للمتصف بالربوبيةِ‬
‫الصراط املستقيم‪ ،‬واإلشارة‬ ‫بالعبادة واالستعانة‪.‬‬ ‫والرحمةِ ومالكية وملك يوم‬
‫إلى طريقني آخرين للهالكني‬ ‫الدين‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫سورة البقرة َم َدن َِّية باتفاق‪،‬‬ ‫‪3-2-1‬‬ ‫‪286‬‬ ‫‪2‬‬
‫ومل يصح(‪ )1‬استثناء شيء منها‬

‫أولى السبع الطوال‬

‫فُسطاط القرآن‬ ‫سنام القرآن‬ ‫البقرة‬

‫البقرة‪ :‬ألنها انفردت بذكر قصة البقرة‪.‬‬


‫ســنام القــرآن‪ :‬ألن ســنام كل شــيء أعــاه‪ ،‬وســورة البقــرة هــي أطــول ســور القــرآن‪ ،‬وقــد شــملت‬
‫أحكا ًمــا كثيــرة‪.‬‬
‫فُســطاط القــرآن‪ :‬ألن الفســطاط هــو املدينــة التــي فيهــا مجتمــع النــاس‪ ،‬وســورة البقــرة أحاطــت‬ ‫‪22‬‬
‫بأحــكام ومواعــظ كثيــرة لــم تذكــر فــي غيرهــا‬

‫سورة البقرة‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫جـــاءت ســـورة البقـــرة بعـــد‬ ‫فضائلهـــا كثيـــرة‪ ،‬وهـــي مـــن أعظـــم الســـور بعـــد‬
‫الفاحتـــة مباشـــرة فكانـــت‬ ‫فاحتـــة الكتـــاب‪ ،‬ومن فضائلهـــا أن النبـــي [ قال‪:‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ً‬
‫تفصيـــا ملا أجمـــل في تلك‪،‬‬ ‫«ال جتعلـــوا بيوتكـــم مقابـــر؛ إن الشـــيطان ينفِ ـــر من‬
‫مع أنهـــا بالنظر إلى الســـور‬ ‫البيـــت الـــذي تُقـــرأ فيـــه ســـورة البقـــرة»(‪ ،)2‬ومنهـــا‬
‫التاليـــة كأنهـــا جامعة ملا في‬ ‫مـــا ورد موقو ًفـــا علـــى ابـــن مســـعود مـــن قوله [‪،‬‬
‫غيرها مـــن القـــرآن كله‪.‬‬ ‫ومرفوعـــا إلـــى النبـــي [‪« :‬إن لكل شـــيء ســـنا ًما‪،‬‬
‫ً‬
‫وســـنام القـــرآن ســـورة البقـــرة» ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫هي أول سورة نزلت في املدينة ‪-‬وحكي اإلجماع عليه‪ ،-‬وقد ُعدت السادسة والثمانني‪ ،‬بعد املطففني‪،‬‬
‫وقبـــل آل عمران‪ ،‬وقد اســـتمر نزولهـــا من بدايات العهد املدنـــي إلى أن ختم القـــرآن كله ‪-‬على رأي‬
‫اجلمهور‪ -‬بقوله تعالى فيها‪ :‬ﭐﵛﭐﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﵚ‪.‬‬

‫(‪ )1‬إذا قيل في هذا الكتاب (لم يصح) فمعناه أنه قد ورد االستثناء لكن لم يصح‪ ،‬بخالف (لم يرد) فإنه لنفي الورود أص ً‬
‫ال‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪.)780‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه احلاكم في املستدرك (‪ ،)561/1‬وأورده األلباني في سلسلة األحاديث الصحيحة (ح ‪.)588‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ذكر لها ثمانية وســـتون ســـب ًبا‪ ،‬وبالتأمل في هذه األســـباب بالنظر إلى موقعها في الســـورة وإلى‬
‫موضوعهـــا يالحـــظ أن مقدمـــة الســـورة (‪ )20-1‬وقســـمها األول (‪ )167-21‬قد بلغت األســـباب‬
‫املتعلقـــة بهـــا ‪ 29‬ســـب ًبا‪ 20 ،‬منهـــا تعلقت باليهـــود ‪-‬ولو مع غيرهـــم‪ ،-‬كما تعلقت ‪ 5‬أســـباب منها‬
‫بحادثـــة حتويل القبلة‪ ،‬وجاء ســـببان متعلقني باملشـــركني‪ ،‬وســـببان فـــي التربية وبيـــان األحكام‪،‬‬
‫بينمـــا بلغـــت األســـباب املتعلقة ببقيـــة الســـورة –بقســـميها الثانـــي (‪ )207-168‬والثالث (‪-208‬‬
‫‪ 39 -)286‬ســـب ًبا‪ ،‬منهـــا ســـبب يتعلـــق باليهـــود‪ ،‬وآخر بأهـــل الكتاب‪ ،‬و‪ 37‬ســـب ًبا تعلقـــت بتربية‬
‫املؤمنـــن‪ ،‬وبيـــان األحـــكام كالصيام واحلـــج والنـــكاح والطالق‪ ،‬وختمـــت تلك األســـباب مبا ورد‬
‫من أنـــه ملَّا نزلـــت على رســـول اللـــه [ ‪:‬ﭐﵛﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳ‬
‫اشـــتد ذلك‬
‫َّ‬ ‫ﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﵚالبقـــرة‪٢٨٤:‬؛‬
‫‪23‬‬ ‫علـــى أصحاب رســـول الله [‪ ،‬فأتوا رســـول اللـــه [ ثم بركوا علـــى ال ُّركب‪ ،‬فقالوا‪ :‬أي رســـول‬
‫والصدقة‪ ،‬وقـــد أنزلت عليك هذه‬ ‫والصيـــام واجلهاد َّ‬ ‫الصالة ِّ‬ ‫اللـــه‪ُ ،‬كلِّفنـــا من األعمال مـــا نطيق‪َّ ،‬‬
‫سورة البقرة‬

‫اآليـــة وال نطيقهـــا‪ ،‬قال رســـول اللـــه [‪« :‬أتريـــدون أن تقولوا كما قـــال أهل الكتابـــن من قبلكم‬
‫ســـمعنا وعصينا؟ بل قولوا‪ :‬ســـمعنا وأطعنا غفرانـــك ر َّبنا وإليك املصير»‪ ،‬قالوا‪ :‬ســـمعنا وأطعنا‬
‫فلما اقترأهـــا القوم‪ ،‬ذ َّلـــت بها ألســـنتهم‪ ،‬فأنزل الله فـــي إثرها‪:‬‬
‫غفرانـــك ر َّبنـــا وإليك املصيـــر‪َّ ،‬‬
‫ﵛﭐﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ ﲎ ﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﲗ‬
‫فلمـــا فعلـــوا ذلـــك‬
‫َّ‬ ‫‪،٢٨٥‬‬ ‫البقـــرة‪:‬‬ ‫ﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﵚ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫‪:‬ﵛﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰ‬ ‫َّ‬
‫وجـــل‬ ‫نســـخها اللـــه تعالـــى‪ ،‬فأنـــزل اللـــه عـــ َّز‬
‫ﵛﲼﲽﲾﲿﳀﳁ‬ ‫ﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﵚالبقـــرة‪« ،٢٨٦:‬قال‪ :‬نعم»‬
‫ﳂﳃﳄﳅﳆﵚالبقـــرة‪« ،٢٨٦ :‬قـــال‪ :‬نعـــم» ﵛﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﵚالبقـــرة‪،٢٨٦ :‬‬
‫«قـــال‪ :‬نعـــم» ﵛﳑﳒﳓﳔﳕﳖﳗﳘﳙﳚﳛﳜﵚ البقـــرة‪« ،٢٨٦ :‬قـــال‪:‬‬
‫نعـــم» (‪ .)1‬ومـــا ورد في هذا الســـبب يدل بجالء علـــى تربية الصحابة بالقـــرآن العظيم‪ ،‬وحرصهم‬
‫علـــى العمل به‪.‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬


‫امتـــداد نزولهـــا‪ ،‬وتعـــدد موضوعاتهـــا وتكاملهـــا‬
‫افتتحـــت بحـــروف التهجـــي عمو ًما‪ ،‬ثم‬
‫يشـــعر أن موضوعها هو إقامة اجملتمع اإلسالمي‪،‬‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هـــي مفتتحـــة ﵛﱁﵚ‬
‫على أســـاس العبوديـــة لله‪ ،‬وتقـــوى الله‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪.)125‬‬


‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫تفصيل في مزيد تفصيل‬ ‫دعوة إلى‬ ‫قســـمت إلـــى مقدمـــة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وثالثـــة أقســـام أولها‬
‫للتقوى‬ ‫التقوى‬ ‫العبادة‬ ‫دعـــوة إىل العبـــادة‪ ،‬وثانيها تفصيـــل يف التقوى‪،‬‬
‫وثالثهـــا مزيد تفصيـــل للتقوى‪.‬‬
‫حرفـــي) متبع‬
‫ٌّ‬ ‫فأما املقدمـــة (‪ )20-1‬ففيهـــا (مطل ٌع‬
‫بالثنـــاء علـــى الكتاب‪ ،‬والتقســـيم اإللهـــي للناس‪.‬‬
‫ً‬
‫وصول إلـــى التقوى‬ ‫ندائي) للنـــاس‪ ،‬ودعوتهم إلـــى العبادة‬
‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم األول (‪ )167-21‬ففيه (مطلـــ ٌع‬
‫فـــي ســـتة مقاطـــع (‪ )153 ،142 ،124 ،40 ،30 ،21‬فيهـــا‪ :‬األمر املباشـــر بالعبادة والتحذير من الشـــرك‬
‫(‪)1‬‬

‫مـــع إقامـــة احلجـــج امللزمة‪ ،‬واخلتـــم باإلنكار علـــى الكفـــر باخلالق الواهـــب للحيـــاة‪ ،‬مع التذكيـــر بخلق‬
‫األرض لإلنســـان‪ ،‬مث(‪ )2‬قصـــة آدم‪ ،‬وفـــي خامتتها بيان مهمـــة آدم في األرض‪ ،‬وهي اتبـــاع الهدى اآلتي من‬
‫‪24‬‬
‫اللـــه‪ ،‬مث ذكـــر أمـــة أتاهـــا الهدى فلـــم تنجح فـــي أداء املهمة ‪-‬وهـــم بنو إســـرائيل‪ ،-‬مث ذكـــر إبراهيم ‪‬‬
‫الـــذي أمت أداء املهمـــة مـــع ذكر بنائـــه للكعبـــة‪ ،‬مث حتويل القبلة الـــذي جاء امتـــدا ًدا للمقطعني الســـابقني‬

‫سورة البقرة‬
‫لـــه‪ ،‬مث نـــداء املؤمنني وحثهم على االســـتعانة بالصبر والصـــاة‪ ،‬وإعداداهم لتلقي أوامر اللـــه‪ ،‬مع الوعيد‬
‫للذيـــن يكتمـــون ما أنـــزل الله مـــن البينات والهـــدى‪ ،‬فاخلتم مبا بدأ به القســـم مـــن الدعوة إلـــى التوحيد‬
‫والتحذير من الشـــرك‪.‬‬
‫ندائي) للنـــاس‪ ،‬وإكمـــال الداللـــة على التقـــوى‪ ،‬وبيان‬
‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم الثـــاين (‪ )207-168‬ففيـــه (مطلـــ ٌع‬
‫مـــا يدخـــل فيهـــا‪ ،‬وذكر تفصيالت فـــي طريـــق إقامتها في ثالثـــة مقاطـــع (‪ )183 ،178 ،168‬فيهـــا‪ :‬األمر‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫بـــأكل احلـــال وعدم اتبـــاع خطـــوات الشـــيطان‪ ،‬والتحذير مرة أخـــرى من كتمان مـــا أنزل اللـــه‪ ،‬وتعريف‬
‫البـــر مبـــا يتضمـــن الرد علـــى املعترضـــن على حتويـــل القبلة فـــي القســـم األول‪ ،‬مث احلديث عـــن أحكام‬
‫القصـــاص والوصيـــة‪ ،‬وفيهما حفـــظ للمجتمع املســـلم وإقامة للعدل فيـــه‪ ،‬مث حديث يعمـــق التقوى‪ ،‬ويدل‬
‫علـــى طريقهـــا؛ بذكر أحـــكام الصيـــام والقتال واحلج‪ ،‬وقـــد ختم املقطـــع الثالث واألخير من هذا القســـم‬
‫الثانـــي بحديـــث عن املؤمـــن واملنافق فـــي مقام بيـــع النفس لله‪.‬‬
‫ندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬واألمر بالدخـــول في الســـلم كافة‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم الثالـــث (‪ )284-208‬ففيـــه (مطل ٌع‬
‫والنهـــي عـــن اتبـــاع خطـــوات الشـــيطان‪ ،‬مع تفصيـــات متعـــددة في أحـــكام أخـــرى متعلقـــة بالتقوى في‬
‫مقطعـــن (‪ )254 ،208‬فيهمـــا‪ :‬احلديـــث عـــن القتـــال‪ ،‬والطـــاق ضمن أحـــكام متعددة‪ ،‬مـــع ختم املقطع‬
‫باحلـــث علـــى القتـــال بقصتني أوالهما مجملـــة‪ ،‬والثانية قصة طالـــوت وجالوت املفصلـــة‪ ،‬مث احلديث عن‬
‫مالمـــح النظـــام املالـــي في اإلســـام حيث جـــاء احلث علـــى اإلنفاق‪ ،‬وحتـــرمي الربـــا‪ ،‬وأحـــكام الدين‪ ،‬مع‬
‫ختم املقطـــع الثاني واألخير من القســـم الثالـــث بالتذكير بأن امللك للـــه‪ ،‬وأنه سيحاســـبنا ‪-‬جل جالله‪.-‬‬
‫وأمـــا اخلامتـــة (‪ )286-285‬ففيها (املطلـــع اخلبري) عـــن عدم تكليـــف النفس إال وســـعها‪ ،‬مـــع دعوات‬
‫جامعة مـــن املؤمنني‪.‬‬
‫(‪ )1‬وضعت أرقام اآليات لبيان بدايات املقاطع‪.‬‬
‫(‪ )2‬تأتي (ثم) في هذا الكتاب لإلشارة إلى ابتداء مقطع جديد‪ ،‬ولذا تكتب بخط أثقل من اخلط املعتاد‪.‬‬
‫جاءت سورة البقرة بعد‬
‫الفاحتة مباشرة فكانت‬
‫ً‬
‫تفصيل ملا أجمل في تلك‪،‬‬ ‫ينفِ ر الشيطان من البيت الذي تُقرأ‬
‫مع أنها بالنظر إلى السور‬ ‫فيه سورة البقرة‪ ،‬أخذها بركة وتركها‬
‫التالية كأنها جامعة ملا في‬ ‫حسرة وال تستطيعها البطلة ‪ ،‬حتاجج‬
‫أولى السبع‬ ‫غيرها من القرآن كله‪.‬‬ ‫عن صاحبها يوم القيامة ومن السور‬
‫إقامة اجملتمع‬ ‫الطوال‬ ‫التي ذكر فيها أسم الله األعظم‪.‬‬
‫االسالمي على‬ ‫البقرة ‪ ،‬سنام‬
‫أساس العبودية‬ ‫القرآن ‪ ،‬فُسطاط‬
‫لله‪ ،‬وتقوى الله‪.‬‬ ‫القرآن‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪25‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة البقرة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫إجمالي أسباب النزول الواردة‬ ‫هي أول سورة نزلت في‬


‫في السورة ثمانية وستون‬ ‫املدينة ‪-‬وحكي اإلجماع‬
‫سب ًبا في‪( :‬ما تعلق باليهود‪،‬‬ ‫عليه‪ ، -‬وقد عدت‬
‫حادثة حتويل القبلة ‪ ،‬ما تعلق‬ ‫السادسة والثمانني‪ ،‬بعد‬
‫باملشركني ‪ ،‬في التربية وبيان‬ ‫املطففني ‪ ،‬وقبل آل عمران‪،‬‬
‫األحكام ‪ ،‬ما تعلق بأهل الكتاب‪،‬‬ ‫وقد استمر نزولها من‬
‫قسمت إلى مقدمة‪،‬‬
‫افتتحت بحروف ما تعلق بتربية املؤمنني‪ ،‬بيان‬ ‫أن‬ ‫بدايات العهد املدني إلى‬
‫السورة مدنية‬ ‫و ثالث أقسام‪،‬‬
‫التهجي ‪ ،‬و هي األحكام كالصيام واحلج والنكاح‬ ‫ختم القرآن كله‬
‫مفتتحة بـ( الم )‪.‬‬ ‫باتفاق‪ ،‬ولم يصح‬ ‫وخامتة‪:‬‬
‫والطالق)‪.‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫اخلامتة (املطلع‬ ‫ندائي)‬


‫ٌّ‬ ‫القسم الثالث (مطل ٌع‬ ‫القسم الثاين‬ ‫القسم األول (مطل ٌع‬ ‫املقدمة ( مطل ٌع‬
‫اخلبري) عن عدم‬ ‫للمؤمنني‪ ،‬واألمر بالدخول في‬ ‫ندائي)‬
‫ٌّ‬ ‫(مطل ٌع‬ ‫ندائي) للناس‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫حرفي) متبع بالثناء‬
‫ٌّ‬
‫تكليف نفس إال‬ ‫السلم كافة‪ ،‬والنهي عن اتباع‬ ‫للناس‪ ،‬وإكمال‬ ‫ودعوتهم إلى العبادة‬ ‫على الكتاب‪ ،‬والتقسيم‬
‫وسعها‪ ،‬مع دعوات‬ ‫خطوات الشيطان‪ ،‬مع تفصيالت‬ ‫الداللة على‬ ‫ً‬
‫وصول إلى التقوى‬ ‫اإللهي للناس‪.‬‬
‫جامعة من املؤمنني‪.‬‬ ‫متعددة في أحكام أخرى متعلقة‬ ‫التقوى‪.‬‬
‫بالتقوى ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم َدن َِّية باتفاق‪ ،‬ومل يرد‬ ‫‪4-3‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪3‬‬
‫ال‬
‫استثناء شيء منها أص ً‬

‫ثانية السبع الطوال‬

‫الزهراء‬ ‫آل عمران‬

‫آل عمران‪ :‬لذكر آل عمران فيها‪.‬‬


‫الزهــراء‪ :‬لنورهــا وهدايتهــا وعظيــم أجرهــا‪ ،‬وتشــترك معهــا البقــرة فــي نفــس‬
‫االســم‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة آل عمران‬
‫هـــــــي الثـــالــثـــــة‪ ،‬ومـــــــن‬ ‫ثبتـــت لهـــا فضائـــل مقرونة بســـورة البقـــرة؛ ففي‬
‫مناسبتها للبقـــرة‪ ،‬أن فيها‬ ‫الصحيـــح أن النبـــي [ قـــال‪« :‬اقـــرءوا القـــرآن؛‬
‫ال لبعـــض ما أجمل‬ ‫تفصي ً‬ ‫فإ َّنـــه يأتـــي يـــوم القيامـــة شـــفي ًعا ألصحابـــه‪،‬‬
‫فيهـــا‪ ،‬كإنـــزال القـــرآن‪،‬‬ ‫اقـــرءوا الزَّهراويـــن البقـــرة‪ ،‬وســـورة آل عمـــران‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وذكـــر مصيـــر الشـــهداء‪،‬‬ ‫فإ ّنهمـــا تأتيان يـــوم القيامة كأ َّنهمـــا َغمامتان‪ ،‬أو‬
‫ومزيـــد التفصيـــل فـــي‬ ‫طير‬‫كأ َّنهمـــا َغيايتـــان(‪ ،)1‬أو كأ َّنهمـــا فِ ْرقـــان(‪ )2‬من ٍ‬
‫أحـــوال أهـــل الكتـــاب مع‬ ‫حتاجان عن أصحابهمـــا» احلديث(‪،)4‬‬ ‫َّ‬ ‫ٍّ‬
‫صـــواف(‪،)3‬‬
‫ً‬
‫تكامـــا فـــي‬ ‫أن بينهمـــا‬ ‫وفـــي املســـند عن أنـــس ] موقو ًفا مـــن كالمه‪:‬‬
‫مثل آيـــات الربـــا‪ ،‬واحلج‪،‬‬ ‫«‪ ...‬وكان ال َّرجـــل إذا قرأ‪ :‬البقرة وآل عمران‪ ،‬يع ُّد‬
‫بـــل إن خامتـــة آل عمـــران‬ ‫فينا عظي ًمـــا‪ »...‬احلديث(‪ ،)5‬ولـــم أجد لها فض ً‬
‫ال‬
‫متناســـبة مـــع أول البقـــرة‬ ‫مرفوعـــا إلى النبـــي [؛ لكن عند‬ ‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‬
‫أشـــد التناســـب‪.‬‬ ‫الدارمـــي عن ابن مســـعود ] موقو ًفا‪« :‬من قرأ‬
‫غنـــي‪.)6( »...‬‬
‫ٌّ‬ ‫آل عمـــران؛ فهو‬

‫سحابة وغبرةٍ وغيرهما‪ ،‬واملراد إنَّ ثوابهما يأتي كغمامتني‪( .‬شرح النووي لصحيح مسلم)‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫(‪ )1‬الغمامة والغياية ك ّل شيءٍ أظ ّل اإلنسان فوق رأسه من‬
‫(‪ )2‬فرقان‪ :‬قطيعان وجماعتان‪( .‬النووي على مسلم)‪.‬‬
‫واف جمع صافّة أي باسطة أجنحتها في الطيران‪( .‬النهاية)‪.‬‬ ‫الص ُّ‬
‫(‪َّ )3‬‬
‫(‪ )4‬رواه مسلم (‪.)804‬‬
‫(‪ )5‬مســند اإلمــام أحمــد (‪ ،)247/19‬طبعــة مؤسســة الرســالة ببيــروت‪ ،‬بتحقيــق شــعيب األرنــاؤوط وآخريــن‪ ،‬وقــد صحــح احلديــث هــؤالء احملققــون علــى شــرط‬
‫الشــيخني‪ .‬وإذا أطلقنــا بعــد هــذا املســند‪ :‬فهــو مســند اإلمــام أحمــد بهــذه الطبعــة‪.‬‬
‫(‪ )6‬سنن الدارمي‪ ،‬طبعة دار املغني‪ ،‬بتحقيق‪ :‬حسني سليم الداراني (ح ‪ ،)3438‬وج ّوده هذا احملقق‪ ،‬وتأتي تتمة هذا األثر في فضائل سورة النساء‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫ُعـــدت الســـابعة والثمانـــن‪ ،‬بعـــد البقرة‪ ،‬وقبـــل األنفال‪ ،‬وهـــي مرتبطـــة بحدثني في‬
‫الســـيرة‪ :‬قـــدوم وفـــد جنـــران ‪-‬ســـنة تســـع أو عشـــر مـــن الهجـــرة‪ ،‬وذلك قبـــل عام‬
‫الوفـــود‪ ،-‬وغـــزوة أحـــد التي كانت في شـــوال مـــن الســـنة الثالثة للهجـــرة‪ ،‬مما يؤيد‬
‫أنهـــا مبكرة النزول نســـب ًيا‪ ،‬وأن في الرواية املشـــهورة التي جتعلها قبـــل األنفال نظ ًرا‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫‪27‬‬ ‫ذُكِ ـــر واحـــد وأربعـــون ســـب ًبا‪ ،‬وبالتأمـــل فـــي هذه األســـباب بالنظـــر إلـــى موقعها في‬
‫الســـورة‪ ،‬وإلى موضوعها؛ يالحظ أن األســـباب املتعلقة بالقســـمني األولني من السورة‬
‫سورة آل عمران‬

‫(‪ )99 -33( )32-1‬بلغـــت ‪ 15‬ســـب ًبا؛ ‪ 6‬منهـــا فـــي اليهـــود‪ ،‬و‪ 6‬فـــي التربيـــة‪ ،‬وأحدها‬
‫فـــي التربية واألحـــكام‪ ،‬مع ســـببني أحدهما في نصـــارى جنران‪ ،‬واآلخـــر بينهم وبني‬
‫أحبـــار اليهود‪ ،‬بينما جند األســـباب املتعلقة بالقســـم الثالـــث (‪ ،)189 - 100‬واخلامتة‬
‫(‪ )200 - 190‬قـــد بلغـــت ‪ 26‬ســـب ًبا؛ ‪ 9‬منها فـــي أحد‪ ،‬و‪ 7‬في تربيـــة الصحابة الكرام‪،‬‬
‫و‪ 5‬منهـــا فـــي اليهـــود‪ ،‬و‪ 3‬في بـــدر‪ ،‬وواحد فـــي بئر معونـــة‪ ،‬وواحد في أهـــل الكتاب‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مطلع السورة‬

‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بـ ﵛﱁﵚ‬

‫موضوع السورة‬

‫بالنظــر إلــى تأريــخ نزولهــا ميكــن القــول إن موضوعهــا هــو تثبيــت املؤمنــن‪ ،‬وتوظيــف‬
‫األحــداث التــي واكبــت نزولهــا خلدمــة هــذا الهــدف‪.‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫حوار مع تثبيت ألهل‬ ‫تعريف‬ ‫تقســـم إلى ثالثة أقســـام أولهـــا تعريف باهلل‪،‬‬
‫اإلميان‬ ‫أهل الكتاب‬ ‫بالله‬ ‫وثانيهـــا حـــوار مع أهـــل الكتـــاب‪ ،‬وثالثها‬
‫تثبيت ألهـــل اإلميان‪.‬‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )32-1‬ففيـــه (مطلـــ ٌع‬
‫حرفـــي) متبـــع بوصـــف اللـــه وإنزالـــه الكتب‪،‬‬
‫ٌّ‬
‫واحلديـــث عـــن حياة اللـــه وقيوم َّيته في مقطعني فيهمـــا‪ :‬بعض مظاهر حياة اللـــه وقيوم َّيته‬
‫ثـــم مـــا تقتضيـــه هـــذه القيوم َّيـــة؛ من أن اإلســـام هـــو املرضـــي عند اللـــه‪ ،‬مع الـــرد على‬
‫اجملادلـــن‪ ،‬والتثبيـــت للمؤمنـــن‪ ،‬واخلتم بضـــرورة اتباع ســـيد املرســـلني‪.‬‬
‫وأما القســـم الثاين (‪ )99-33‬ففيـــه (مطلع خبـــري)‪ ،‬وحوا ٌر شـــامل مع أهـــل الكتاب في‬ ‫‪28‬‬
‫خمســـة مقاطـــع‪ )92 ،79 ،69 ،64 ،33( :‬فيهـــا‪ :‬تقريـــر حقيقـــة عيســـى ‪ ‬مث دعوة أهل‬
‫الكتـــاب للتوحيد مع نقاشـــهم فـــي دعواهم في إبراهيم ‪ ،‬مث كشـــف عـــدد من رغباتهم‬

‫سورة آل عمران‬
‫الفاســـدة وحيلهـــم املاكـــرة‪ ،‬وأفعالهـــم اخلبيثـــة مث بيـــان حقيقـــة دعـــوة الرســـل‪ ،‬وأن غير‬
‫اإلســـام ال يقبـــل مـــن أحد مث عـــودةٌ إلـــى محاجة أهـــل الكتـــاب؛ ليختم القســـم بنداءين‬
‫تلقينيـــن فيهمـــا إنـــكار على أهل الكتـــاب لكفرهـــم وصدهم عن ســـبيل الله‪.‬‬
‫ندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬وتثبيـــت وتصحيح‬‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم الثالـــث (‪ )189-100‬ففيه (مطلـــ ٌع‬
‫وتوجيه ألهل اإلميان في خمســـة مقاطـــع (‪ )156 ،149 ،130 ،118 ،100‬فيها‪ :‬التحذي ُر من‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫االعتصام بحبـــل الله‪ ،‬وذكر مقومـــات خيرية‬‫ِ‬ ‫طاعـــة فريق مـــن أهل الكتـــاب‪ ،‬واحلث علـــى‬
‫األمـــة‪ ،‬والتحذيـــر من التفـــرق واالختالف الذي وقع فيـــه أهل الكتـــاب‪ ،‬مع اخلتم بأن أهل‬
‫الكتـــاب ليســـوا ســـواء مث النهي عـــن البطانة الكافـــرة‪ ،‬مع التمثيـــل بأحد‪ ،‬وبـــدر‪ ،‬واخلتم‬
‫بـــإن أمـــر الكافريـــن وأمر الســـماوات واألرض للـــه وحده ال شـــريك لـــه‪ ،‬مث توجيهات منها‬ ‫َّ‬
‫مـــا يتعلق بغزوة أحـــد‪ ،‬واخلتم ببيـــان املوقف الصحيـــح لألنبياء وأتباعهم فـــي الصراع مع‬
‫الكفـــار‪ ،‬ثـــم التحذير مـــن طاعة الكافرين‪ ،‬وبيان شـــروط النصر مع الربـــط بغزوة أحد‪ ،‬مث‬
‫مزيـــ ُد توجيهات‪ ،‬وتصحيـــ ٌح لتصورات لها صلـــة بالغزوة‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪ )200-190‬التذكيـــر بأخـــاق املؤمنـــن‪ ،‬والنهـــي عـــن االغتـــرار بتقلـــب‬
‫ندائي‬
‫ٌّ‬ ‫الكافريـــن‪ ،‬والتذكير بإميـــان بعض أهل الكتاب‪ ،‬وفـــي ختام اخلامتة آيـــة ذات مطل ٌع‬
‫مـــع أوامـــر عظيمـــة ذات صلة بالســـورة كلها‪.‬‬
‫هي الثالثة ‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫للبقرة أن فيها تفصي ً‬
‫ال‬
‫ملا أجمل فيها‪ ،‬خامتة آل‬
‫حتاجج عن صاحبها يوم‬
‫بالنظر إلى تأريخ‬ ‫عمران متناسبة مع أول‬
‫القيامة ‪،‬من قرأ آل عمران‬
‫نزولها ميكن القول إن‬ ‫البقرة أشد التناسب‪.‬‬
‫ثانية السبع‬ ‫فهو غني ‪ ،‬ومن السور التي‬
‫موضوعها هو تثبيت‬ ‫الطوال‬ ‫ذكر فيها أسم الله األعظم‪.‬‬
‫املؤمنني‪ ،‬وتوظيف‬
‫األحداث التي واكبت‬
‫نزولها خلدمة هذا‬ ‫آل عمران‪،‬‬
‫الهدف‪.‬‬ ‫الزهراء‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪29‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة آل عمران‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫إجمالي أسباب النزول‬ ‫ُعدت السابعة والثمانني‪،‬‬


‫الواردة في السورة واحد‬ ‫نزلت بعد البقرة‪ ،‬وقبل‬
‫وأربعون سبباً في‪( :‬اليهود و‬ ‫األنفال‪.‬‬
‫أحبارهم‪ ،‬التربية و األحكام‪،‬‬
‫نصارى جنران ‪ ،‬غزوة أحد‪،‬‬
‫تربية الصحابة الكرام ‪،‬‬
‫افتتحت بحروف‬
‫غزوة بدر ‪،‬بئر معونة‪ ،‬أهل‬ ‫تقسم إلى ثالثة‬
‫التهجي ‪ ،‬و هي‬ ‫مدنية باتفاق‪ ،‬ولم‬
‫الكتاب)‪.‬‬ ‫أقسام‪ ،‬وخامتة ‪:‬‬
‫مفتتحة بـ( الم )‪.‬‬ ‫يرد استثناء شيء‬
‫منها أص ً‬
‫ال‪.‬‬

‫اخلامتة التذكير بأخالق املؤمنني‪،‬‬ ‫القسم الثالث‬ ‫حرفي ) متبع‬


‫ٌّ‬ ‫القسم األول (مطل ٌع‬
‫والنهي عن االغترار بتقلب الكافرين‬ ‫ندائي)‬
‫ٌّ‬ ‫(مطل ٌع‬ ‫القسم الثاين‬ ‫بوصف الله وإنزاله الكتب‪ ،‬واحلديث‬
‫‪ ،‬والتذكير بإميان بعض أهل الكتاب‪،‬‬ ‫للمؤمنني‪ ،‬و تثبيت‬ ‫(مطلع خبري) ‪،‬‬ ‫عن حياة الله وقيوميته و أن اإلسالم‬
‫وفي ختام اخلامتة آية ذات مطل ٌع‬ ‫وتصحيح وتوجيه‬ ‫وحوا ٌر شامل مع‬ ‫هو املرضي عند الله ‪ ،‬مع الرد على‬
‫ندائي مع أوامر عظيمة ذات صلة‬
‫ٌّ‬ ‫ألهل اإلميان‪.‬‬ ‫أهل الكتاب‪.‬‬ ‫اجملادلني‪ ،‬والتثبيت للمؤمنني‪ ،‬واخلتم‬
‫بالسورة كلها‪.‬‬ ‫بضرورة اتباع سيد املرسلني‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم َدن َِّية باتفاق‪ ،‬ومل يصح‬ ‫‪6-5-4‬‬ ‫‪176‬‬ ‫‪4‬‬
‫استثناء شيء منها‬

‫ثالثة السبع الطوال‬

‫النساء‬

‫النســـاء‪ :‬لذكر النســـاء في أولهـــا‪ ،‬ولكثرة مـــا ورد فيها مـــن األحكام التـــي تتعلق‬
‫بهن ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة النساء‬
‫هي الرابعة‪ ،‬ومن مناســـبتها‬ ‫ثبـــت لهـــا مـــن الفضـــل مقرونـــة بالســـبع‬
‫آلل عمـــران أن ختمـــت تلـــك‬ ‫الطـــوال أن النبي [ قال‪« :‬من أخذ الســـبع‬
‫بالتقوى‪ ،‬وافتتحـــت هذه بها‪،‬‬ ‫األول فهـــو َحبْـــر»(‪ ،)1‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫ال‬
‫كمـــا أنهـــا متمـــت بعـــض مـــا‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مرفوعا إلـــى النبي [؛ لكن‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‬
‫فـــي آل عمـــران‪ ،‬كغـــزوة أحد‬ ‫ورد عـــن ابـــن مســـعود ] موقو ًفـــا‪...« :‬‬
‫ومـــا يتصل بهـــا‪ ،‬وذكـــر فيها‬ ‫والنســـاء ُمح َّبـــرة(‪.)3( »)2‬‬
‫الـــرد علـــى كل مـــن اليهـــود‬
‫والنصـــارى فـــي ضاللهم في‬
‫نبـــي اللـــه عيســـى ‪ ،‬بعد‬ ‫ترتيب نزول السورة‬
‫أن كانـــت العنايـــة فـــي البقرة‬
‫تعـــد الثانية والتســـعني‪ ،‬بعـــد املمتحنة‪،‬‬
‫باليهـــود أكثر‪ ،‬وجـــاء الرد في‬
‫تعـــددت األحداث‬
‫وقبـــل الزلزلـــة‪ ،‬وقـــد َّ‬
‫آل عمـــران علـــى النصـــارى‬
‫املتعلقـــة بهـــا‪ ،‬ومتحيص أســـباب نزولها‬
‫جل ًيا ‪.‬‬
‫يعني علـــى تأريـــخ كثير مـــن آياتها‪.‬‬

‫(‪ )1‬املسند (‪ ،)501/40‬وحسنه محققوه‪.‬‬


‫(‪ُ )2‬مح َّبرة‪ُ :‬مز َّينة (الدارمي) أو َم ْحبرة‪ :‬مظنة للحبور والسرور (النهاية)‪ ،‬وقد مضى ذكر مطلع هذا األثر في سورة آل عمران‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه الدارمي (‪ ،)3438‬وج َّوده محققه‪.‬‬
‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫افتتحـــت بالنـــداء عمو ًمـــا ‪،‬‬ ‫ُذكـــر لهـــا اثنـــان وأربعـــون ســـب ًبا‪،‬‬
‫والســـور املبـــدوءة بالنـــداء‬ ‫بلغـــت األســـباب فـــي القســـم األول‬
‫عشـــر ســـور‪ ،‬ثم هي مفتتحة‬ ‫مـــن الســـورة (‪ 20 )58 -1‬ســـببا‪،‬‬
‫خصوصـــا ‪،‬‬
‫ً‬ ‫بــــنداء األمـــة‬ ‫منهـــا ‪ 10‬أســـباب في األســـرة‪ ،‬و‪6‬‬
‫وتشـــاركها فـــي البـــدء بنداء‬ ‫فـــي اليهود‪ ،‬و‪ 3‬فـــي التربية‪ ،‬وواحد‬
‫األمـــة أربـــع ســـور هـــي‪:‬‬ ‫فـــي املواريث‪ ،‬بينما بلغت األســـباب‬
‫املائدة‪ ،‬واحلـــج‪ ،‬واحلجرات‪،‬‬ ‫فـــي القســـمني الثانـــي (‪)135-59‬‬
‫واملمتحنـــة‪ ،‬فاجملمـــوع خمس‬ ‫والثالـــث (‪ 22 )176-136‬ســـببا‪،‬‬
‫ســـور‪ ،‬ثـــم هـــي مختصـــة‬ ‫منهـــا‪ 15 :‬ســـببا فـــي األحـــكام‬
‫‪31‬‬
‫بعـــ ُد بنـــداء أمة الدعـــوة‪ ،‬وال‬ ‫والتربية‪ ،‬وثالثة فـــي اليهود‪ ،‬واثنان‬
‫تشـــاركها فـــي هـــذا ســـوى‬ ‫في األســـرة‪ ،‬وواحد فـــي النصارى‪،‬‬
‫سورة النساء‬

‫ســـورة احلـــج‪.‬‬ ‫وواحـــد فـــي املواريث‪.‬‬

‫موضوع السورة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫بالنظـــر إلـــى مقاطعهـــا‪ ،‬وأســـباب نزولهـــا ميكـــن القـــول إن موضوعها هو ترســـيخ‬


‫اإلميـــان‪ ،‬وتهيئـــة اجملتمـــع املســـلم داخل ًيـــا وخارج ًيا‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫تثبيت ألهل‬
‫ٌ‬ ‫تقســـم إلـــى ثالثـــة أقســـام يتحـــدث أولها عن‬
‫العدل‬ ‫األمانة‬
‫اإلميان‬ ‫تثبيت‬
‫ٌ‬ ‫األمانة‪ ،‬وثانيها عـــن العدل‪ ،‬وثالثهـــا‬
‫ألهـــل اإلميان‪.‬‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )58-1‬ففيـــه (مطلـــ ٌع‬
‫ندائـــي) للنـــاس‪ ،‬واحلديـــث عن األمانـــة ومتعلقاتها مـــع اتصال ظاهـــر بالتقوى فـــي أربعة‬
‫ٌّ‬
‫مقاطـــع (‪ )43 ،29 ،19 ،1‬فيهـــا‪ :‬األمـــر بالتقـــوى ومقتضياتهـــا؛ كإعطاء اليتامـــى أموالهم‪،‬‬
‫وتقييـــد التعـــدد بالعـــدل‪ ،‬واخلتم بالتذكيـــر بحدود اللـــه‪ ،‬وبيان التوبـــة املقبولة ثـــم النهي‬
‫عـــن إرث النســـاء كرهـــا مـــع منهيات أخـــرى تنافي التقـــوى‪ ،‬واخلتم بـــأن الله يريـــد التوبة‬
‫علـــى املؤمنـــن والتخفيـــف عنهـــم‪ ،‬مث النهي عـــن أكل أمـــوال النـــاس بالباطل‪ ،‬مع تبشـــير‬
‫وحتذيـــر وتنظيـــم‪ ،‬وحث علـــى العبـــادة واإلحســـان للوالديـــن وغيرهمـــا‪ ،‬واخلتم بالتذكير‬
‫بيـــوم القيامة‪ ،‬وشـــهادة الرســـل علـــى األمم‪ ،‬مث النهي عن قـــرب الصالة حال الســـكر‪ ،‬مع‬
‫توضيـــح ملواقف ســـيئة من أهل الكتـــاب‪ ،‬واخلتم بالتخويف من عذاب الكافرين‪ ،‬والتبشـــير‬
‫بنعيـــم املؤمنـــن‪ ،‬مع آية أخيـــرة آمرة بـــأداء األمانات واحلكـــم بالعدل‪ ،‬تربط القســـم األول‬
‫بالقســـم الثاني‪.‬‬
‫ندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬واحلديـــث عن احلكم‬ ‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم الثاين (‪ )135-59‬ففيـــه (مطل ٌع‬
‫بالعـــدل مـــع تعميـــق قضيـــة التقـــوى فـــي أربعـــة مقاطـــع (‪ )105 ،94 ،71 ،59‬فيهـــا‪ :‬األمر‬
‫بالطاعـــة لله ورســـوله وأولـــي األمر‪ ،‬مع بيـــان حال رافضـــي التحاكم لله ورســـوله‪ ،‬واخلتم‬ ‫‪32‬‬
‫ببشـــارة املطيعـــن مث األمـــر بأخذ احلذر فـــي النفير‪ ،‬واحلث علـــى القتال‪ ،‬وبيـــان الداعي‬
‫إليـــه‪ ،‬والتفصيـــل فـــي أحـــكام بعـــض املنافقني‪ ،‬واخلتـــم بحكم قتـــل اخلطأ وقتـــل املؤمن‬

‫سورة النساء‬
‫عمـــ ًدا‪ ،‬مث األمـــر بالتبني عند الضرب فـــي األرض‪ ،‬ومزيد من التفصيل فـــي أحكام القتال‪،‬‬
‫مـــع ذكر الهجـــرة‪ ،‬واخلتم بأحـــكام صالة اخلوف‪ ،‬مث احلث لرســـول اللـــه [ على احلكم‬
‫بالقـــرآن‪ ،‬والتحذير من اخلائنني‪ ،‬وبيان طرق إغواء الشـــيطان‪ ،‬ووعيد أولياء الشـــيطان مع‬
‫تبشـــير أهل اإلميان واإلســـام واإلحســـان‪ ،‬واخلتم بأحـــكام تقيم العـــدل وتعطي احلقوق‪،‬‬
‫مـــع التذكيـــر بالتقـــوى وملك الله ملا فـــي الســـماوات واألرض‪ ،‬مع آيـــة أخيرة آمـــرة بالقيام‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫بالقسط‪.‬‬
‫ندائـــي) للمؤمنني‪ ،‬والتثبيـــت على اإلميان‪،‬‬ ‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم الثالث (‪ )176-136‬ففيه (مطل ٌع‬
‫والدعـــوة إليـــه فـــي أربعـــة مقاطـــع (‪ )174 ،171 ،163 ،136‬فيهـــا‪ :‬بيـــان حلقيقـــة اإلميان‬
‫والكفـــر والنفـــاق‪ ،‬وذكـــر تعنـــت وضالل أهـــل الكتاب –مـــن اليهـــود‪ -‬واخلتم بالثنـــاء على‬
‫الراســـخني فـــي العلم واملؤمنني منهـــم‪ ،‬مث توكيد نبـــوة نبينا [ وأنه أوحـــي إليه كما أوحي‬
‫إلـــى الرســـل من قبلـــه‪ ،‬واخلتم بالدعوة إلى اإلميـــان به [‪ ،‬مث دعوة خاصـــة ألهل الكتاب‬
‫إلـــى التوحيد‪ ،‬وعـــودةٌ إلى دعوة النـــاس جمي ًعا إلى اإلميـــان واالعتصام بالقـــرآن‪ ،‬مع ختم‬
‫الســـورة بآيـــة في أحـــكام املواريث‪ ،‬تكمل ما جـــاء منها في أول الســـورة‪.‬‬
‫هي الرابعة ‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫آلل عمران أن ختمت تلك‬
‫بالتقوى وافتتحت هذه بها‪،‬‬
‫كما أنها متمت بعض ما في‬ ‫ثبت لها من الفضل مقرونة‬
‫آل عمران ‪.‬‬ ‫بالسبع الطوال من أخذ السبع‬
‫ثالثة السبع‬ ‫األول فهو حبر والنساء محبرة ‪.‬‬
‫ترسيخ اإلميان‬ ‫الطوال‬
‫وتهيئة اجملتمع‬
‫املسلم داخل ًيا‬
‫وخارج ًيا‪.‬‬ ‫النساء‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪33‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬


‫سورة النساء‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫إجمالي أسباب النزول‬ ‫تُعد الثانية والتسعني‪،‬‬


‫الواردة في السورة اثنان‬ ‫بعد املمتحنة وقبل‬
‫وأربعون سبباً في‪( :‬األسرة‬ ‫الزلزلة ‪.‬‬
‫‪ ،‬اليهود ‪ ،‬املواريث ‪ ،‬األحكام‬
‫والتربية ‪ ،‬النصارى)‪.‬‬
‫افتتحت بالنداء عموماً ‪ ،‬ثم هي‬
‫تقسم إلى ثالثة‬
‫مفتتحة بـنداء األمة خصوصاً ‪ ،‬ثم‬ ‫مدنية باتفاق‪ ،‬ولم‬
‫أقسام‪:‬‬
‫هي مختصة بنداء أمة الدعوة‪ ،‬وال‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫تشاركها في هذا سوى سورة احلج‪.‬‬ ‫منها‪.‬‬

‫ندائي)‬
‫ٌّ‬ ‫القسم الثالث ( مطل ٌع‬ ‫القسم الثاين ( مطل ٌع‬ ‫القسم األول ( مطل ٌع‬
‫للمؤمنني‪ ،‬والتثبيت على اإلميان‪،‬‬ ‫ندائي) للمؤمنني‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫ندائي) للناس ‪ ،‬واحلديث‬
‫ٌّ‬
‫والدعوة إليه‪ ،‬وختمت السورة بآية‬ ‫واحلديث عن احلكم‬ ‫عن األمانة ومتعلقاتها مع‬
‫في أحكام املواريث تكمل ما جاء منها‬ ‫بالعدل مع تعميق قضية‬ ‫اتصال ظاهر بالتقوى‪.‬‬
‫في أول السورة‪.‬‬ ‫التقوى‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪7-6‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪5‬‬
‫َم َدن َِّية باتفاق‪ ،‬ومل يصح‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫رابعة السبع الطوال‬

‫األحبار‬ ‫العقود‬ ‫املائدة‬

‫املائدة‪ :‬الشتمالها على قصة نزول املائدة من السماء‪.‬‬


‫العقود‪ :‬ألنها افتتحت بأمر الذين آمنوا باإليفاء بالعقود‪.‬‬
‫األحبار‪ :‬لورود كلمة األحبار فيها‪.‬‬
‫‪34‬‬

‫سورة املائدة‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي اخلامســـة‪ ،‬ومـــن مناســـبتها‬ ‫ثبـــت لها من الفضل مقرونة بالســـبع‬


‫للنســـاء أن فـــي تلك عقـــو ًدا متعددة‪،‬‬ ‫الطوال أن النبـــي [ قال‪« :‬من أخذ‬
‫وقـــد افتتحـــت باألمـــر بالوفـــاء‬ ‫الســـبع األول فهو َحبْـــر»(‪ ،)1‬ولم أجد‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫بالعقـــود بل هـــو موضوعهـــا‪ ،‬كما أن‬ ‫مرفوعا‬
‫ً‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫ً‬ ‫لهـــا‬
‫النســـاء بـــدأت بنـــداء عـــام‪ ،‬واملائدة‬ ‫إلـــى النبي [‪.‬‬
‫بنـــداء أخـــص منه‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعد التســـعني‪ ،‬بعـــد األحـــزاب‪ ،‬وقبل املمتحنـــة‪ ،‬وهي فـــي معظمها متأخـــرة النزول‪،‬‬
‫مـــع وجـــود آيـــات متقدمة النـــزول ج ًدا قبل غـــزوة بدر‪ ،‬ولذلـــك فالظاهـــر أنها نزلت‬
‫متفرقـــة‪ ،‬خالفـــا ملا ورد مـــن نزولها دفعـــة واحدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬املسند (‪ ،)501/40‬وحسنه محققوه‪.‬‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ذكر لها ‪ 22‬ســـب ًبا‪ ،‬بلغت األسباب في القســـمني األولني (‪ 12 )66-41( ،)40-1‬سببا‪،‬‬
‫‪ 8‬منهـــا فـــي اليهود‪ ،‬و‪ 4‬في التربية واألحكام‪ ،‬بينما بلغت األســـباب في القســـم الثالث‬
‫(‪ 10 )108 -67‬أســـباب‪ ،‬منهـــا ‪ 8‬أســـباب فـــي التربيـــة واألحكام‪ ،‬وواحد فـــي اليهود‪،‬‬
‫وواحـــد في النصـــارى‪ ،‬بينما خلت اخلامتة من األســـباب‪.‬‬

‫مطلع السورة‬

‫‪35‬‬ ‫خصوصــا ‪ ،‬ثــم هــي مختصــة بعـ ُد‬


‫ً‬ ‫افتتحــت بالنــداء عمو ًمــا‪ ،‬وهــي مفتتحــة بـــنداء األمــة‬
‫بنــداء أمــة اإلجابــة‪ ،‬وال تشــاركها فــي هــذا ســوى ســورتي احلجــرات واملمتحنــة‪.‬‬
‫سورة املائدة‬

‫موضوع السورة‬

‫مــن مطلعهــا‪ ،‬ومــن اســمها (العقــود)‪ ،‬ومــن موضوعــات أقســامها ميكــن أن يقــال إن‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫موضوعهــا الوفــاء بالعقــود‪.‬‬


‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫حث على‬
‫تبليغ‬ ‫االحتكام‬ ‫الوفاء‬ ‫تقســـم إلى ثالثـــة أقســـام؛ يتحـــدث أولها عن‬
‫اإلسالم‬ ‫للشرع‬ ‫بالعقود‬ ‫الوفـــاء بالعقـــود‪ ،‬وثانيهـــا عـــن االحتكام‬
‫للشـــرع‪ ،‬وثالثهـــا حث على تبليغ اإلســـام‬
‫وتفصيل لألحـــكام ثـــم خامتة‪.‬‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )40-1‬ففيـــه (مطلـــ ٌع‬
‫ندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬والوفـــاء بالعقـــود‪ ،‬والقيام بالشـــرائع‪ ،‬وترك اإلفســـاد فـــي األرض في‬ ‫ٌّ‬
‫ثالثـــة مقاطـــع (‪ )35 ،12 ،1‬فيهـــا‪ :‬األمر بالوفاء بالعقود‪ ،‬والنهي عن اســـتحالل الشـــعائر‪،‬‬
‫واألمـــر بالطهـــار ِة والعـــدلِ ‪ ،‬واخلتـــم بالتذكيـــر بالنعمة علـــى املؤمنـــن بنجاتهـــم من كيد‬
‫اليهـــود‪ ،‬مث التفصيـــل فـــي نقض العهـــد وما يعني علـــى القيام بـــه عن طريق ذكـــر‪ :‬موقف‬ ‫‪36‬‬
‫اليهـــود والنصـــارى من املواثيـــق‪ ،‬وقصة دخول األرض املقدســـة‪ ،‬وقصة ابنـــي آدم‪ ،‬ثم األمر‬
‫بحســـم الفســـاد في األرض باجلهـــاد وإقامة احلـــدود‪ ،‬واخلتم بأن الله له ملك الســـماوات‬

‫سورة املائدة‬
‫واألرض وأنـــه علـــى كل شـــيء قدير‪.‬‬
‫ندائـــي) للرســـول [‪ ،‬وضـــرورة االحتكام‬
‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم الثـــاين (‪ )66-41‬ففيه (مطلـــ ٌع‬
‫لديـــن اللـــه‪ ،‬وبركـــة ذلك على احليـــاة فـــي مقطعـــن (‪ )51 ،41‬فيهما‪ :‬النهي عـــن االكتراث‬
‫باملســـارعني فـــي الكفر‪ ،‬والكالم علـــى الراغبني في حكـــم اجلاهلية‪ ،‬وضـــرورة االحتكام ملا‬
‫أنـــزل اللـــه‪ ،‬واخلتم باإلنكار على مـــن يبغون حكم اجلاهليـــة مث التحذير مـــن تولي اليهود‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫والنصـــارى‪ ،‬والتحذيـــر مـــن االرتـــداد عـــن الديـــن‪ ،‬مع ذكـــر خصائـــص اجلماعة املســـلمة‬
‫البديلـــة عن املرتديـــن‪ ،‬ودعوة أهل الكتاب مـــع بيان مســـاويهم واخلتم بداللتهم على طريق‬
‫النجـــاة بتحكيم مـــا أنزل إليهم مـــن ربهم‪.‬‬
‫ندائي) للرســـول [‪ ،‬والتأكيد على ضرورة‬ ‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم الثالث (‪ )108-67‬ففيه (مطلـــ ٌع‬
‫تبليـــغ الرســـالة‪ ،‬وتفصيـــل في قضايـــا ذات صلـــة بامليثاق فـــي مقطعـــن (‪ )87 ،67‬فيهما‪:‬‬
‫خصوصـــا‪ ،‬وحتديد ما يقال لهـــم‪ ،‬وبيان لكثير‬‫ً‬ ‫ضـــرورة التبليغ عمو ًمـــا‪ ،‬وتبليغ أهل الكتاب‬
‫مـــن ضاللتهم‪ ،‬مـــع تيئيس من اليهـــود وترجية في النصـــارى‪ ،‬واخلتم مبصيـــر من آمن من‬
‫النصـــارى بنبينـــا [‪ ،‬مث تبليغ املؤمنـــن بأحكام متنوعـــة ككفارة اليمـــن‪ ،‬وحترمي اخلمر‪،‬‬
‫وقتـــل الصيـــد‪ ،‬واخلتم باألمر بتقوى الله وســـماع أوامره ســـماع طاعة‪.‬‬
‫أما اخلامتـــة (‪ )120-109‬ففيهـــا (املطلع الظرفـــي) اخملبر عمـــا يحدث يـــوم يجمع الله‬
‫الرســـل‪ ،‬وذكر شـــيء من خبر عيســـى ‪ ،‬مـــع خامتة عظيمة مشـــيرة إلى عاقبـــة الوفاء‬
‫بالعقـــود‪ ،‬مذكـــرة أن امللـــك كله للـــه‪ ،‬وأنه على كل شـــيء قدير‪.‬‬
‫هي اخلامسة‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫للنساء أن في تلك عقو ًدا متعددة‪،‬‬
‫وقد افتتحت باألمر بالوفاء بالعقود‬
‫بل هو موضوعها‪ ،‬كما أن النساء‬
‫بدأت بنداء عام‪ ،‬واملائدة بنداء‬
‫رابعة السبع‬ ‫أخص منه‪.‬‬ ‫ثبت لها من الفضل مقرونة‬
‫الطوال‬ ‫السبع‬ ‫بالسبع الطوال من أخذ‬
‫من مطلعها ومن‬ ‫األول فهو حبر‪.‬‬
‫اسمها (العقود)‪ ،‬أن‬
‫موضوعها الوفاء‬ ‫املائدة ‪ ،‬العقود ‪،‬‬
‫بالعقود‪.‬‬ ‫األحبار‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪37‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة املائدة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫إجمالي أسباب النزول‬ ‫تُعد التسعني‪ ،‬بعد‬


‫الواردة في السورة اثنان‬ ‫األحزاب وقبل املمتحنة‪،‬‬
‫وعشرون سبباً في‪:‬‬ ‫و نزلت متفرقة‪.‬‬
‫(اليهود ‪ ،‬التربية واألحكام‪،‬‬
‫النصارى)‪.‬‬
‫افتتحت بالنداء عموماً ‪ ،‬ثم هي‬ ‫تقسم إلى ثالثة‬
‫مفتتحة بـنداء األمة‪ ،‬ثم هي‬ ‫مدنية باتفاق‪ ،‬ولم‬ ‫أقسام‪ ،‬وخامتة ‪:‬‬
‫افتتحت بنداء أمة اإلجابة‪.‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة (املطلع‬ ‫ندائي)‬


‫ٌّ‬ ‫القسم الثالث (مطل ٌع‬ ‫القسم الثاين (مطل ٌع‬ ‫ندائي)‬
‫ٌّ‬ ‫القسم األول (مطل ٌع‬
‫الظرفي) اخملبر عما‬ ‫للرسول[ والتأكيد على‬ ‫ندائي) للرسول [ ‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫للمؤمنني‪ ،‬والوفاء بالعقود‪،‬‬
‫يحدث يوم يجمع الله‬ ‫ضرورة تبليغ الرسالة‪ ،‬وتفصيل‬ ‫وضرورة االحتكام لدين‬ ‫والقيام بالشرائع‪ ،‬وترك‬
‫الرسل‪.‬‬ ‫في قضايا ذات صلة بامليثاق ‪.‬‬ ‫الله ‪ ،‬وبركة ذلك على‬ ‫اإلفساد في األرض ‪.‬‬
‫احلياة ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪8-7‬‬ ‫‪165‬‬ ‫‪6‬‬
‫َم ِّك َية باتفاق‪ ،‬ومل يصح استثناء‬
‫شيء منها‪ ،‬لكن اخلالف يف َم َدن َِّية‬
‫«ﱜﱝ ﱞ ﱟﱠ»‬
‫قوي‪.‬‬

‫خامسة السبع الطوال‬

‫(‪)1‬‬
‫األنعام‬

‫األنعـــام‪ :‬ألنها هي الســـورة التي عرضـــت لذكر األنعـــام على تفصيل لـــم يرد في‬
‫غيرها من الســـور‪.‬‬

‫‪38‬‬

‫سورة األنعام‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫ثبـــت لهـــا مـــن الفضـــل مقرونـــة بالســـبع‬


‫هـــــــــي الســادســـــة‪ ،‬ومـــــن‬
‫الطـــوال أن النبي [ قال‪« :‬من أخذ الســـبع‬
‫مناســـبتها للمائدة تفصيلها‬ ‫األول فهـــو َحبْـــر»(‪ ،)2‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫ال‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫آلخـــر آية فيها‪ ،‬مـــع تفصيلها‬ ‫مســـتق ً‬
‫مرفوعـــا إلى النبـــي [‪ ،‬إال‬
‫ً‬ ‫ال ثابتًـــا‬
‫ملـــا أجمـــل فـــي املائـــدة مـــن‬
‫مـــا ورد مـــن نزولهـــا دفعـــة واحدة مشـــيعة‬
‫حتـــرمي مـــا أحـــل الله‪.‬‬
‫باملالئكـــة‪ ،‬وقـــد جـــاء عـــن كعـــب األحبـــار‪:‬‬
‫«فاحتة التـــوراة األنعام‪ ،‬وخامتتهـــا هود»(‪.)3‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الرابعة واخلمســـن‪ ،‬بعد احلجر‪ ،‬وقبـــل الصافات‪ ،‬والقول بنزولهـــا دفعة واحدة‬
‫مشـــهور مختلـــف في ثبوته‪ ،‬ثم إن ســـعة موضوعاتهـــا وطول النقاش فيهـــا مع الكفار‪،‬‬
‫مـــع ما فيها مـــن أحكام في آخرها‪ ،‬يســـاعد على القـــول بتأخر نزولها ولو نســـبياً‪.‬‬

‫ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪ )1‬األنعام‪ :‬تقال لإلبل‪ ،‬والبقر‪ ،‬والغنم‪ ،‬وال تكون أنعا ًما حتى يكون في جملتها اإلبل‪( .‬الراغب)‪.‬‬
‫(‪ )2‬املسند (‪ ،)501/40‬وحسنه محققوه‪.‬‬
‫(‪ )3‬ورد بروايات متعددة‪ ،‬وفي ثبوته خالف‪ ،‬وقد رواه الدارمي (ح ‪ ،)3445‬وصححه محققه‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ذكـــرت لها ثمانية أســـباب‪ ،‬منها خمســـة فـــي الصراع مـــع الكفار‪ ،‬وواحد مـــع اليهود‪،‬‬
‫وواحد يتعلق مبســـيلمة الكـــذاب‪ ،‬وواحد يتعلـــق بتربية املؤمنني‪.‬‬

‫مطلع السورة‬

‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫افتتحت بالثناء عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة باحلمد‬

‫‪39‬‬
‫موضوع السورة‬
‫سورة األنعام‬

‫بالنظــر إلــى أول آيــة فــي الســورة ميكــن القــول إن موضوعهــا هــو إثبــات خلــق اللــه‬
‫للكــون‪ ،‬والتعجيــب مــن إشــراك املشــركني‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫مقاطع السورة‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫مزيد تعريف‬ ‫تقســـم إلى قســـمني أولهما تعريف وتعجيب‪،‬‬


‫وبيان‬ ‫تعريف‬ ‫وثانيهمـــا مزيد تعريـــف وبيان للمحرمات‪.‬‬
‫للمحرمات‬ ‫وتعجيب‬ ‫أمـــا القســـم األول (‪ )94-1‬ففيـــه (املطلـــع‬
‫الثنائـــي) باحلمـــد‪ ،‬والتعريـــف باللـــه مـــع‬
‫التعجيـــب مـــن أحوال املشـــركني والـــرد عليهم‬
‫فـــي أربعـــة مقاطـــع (‪ )74 ،61 ،18 ،1‬فيهـــا‪ :‬التعجيب من حال املشـــركني فـــي الدنيا‪ ،‬وذكر‬
‫شـــبههم والـــرد عليهـــا‪ ،‬مث بيان قهـــر اللـــه وحكمته وعلمـــه –ســـبحانه وتعالى‪ -‬مـــع مزيد‬
‫رد علـــى الشـــبه وتخويـــف باآلخـــرة‪ ،‬والوصيـــة بأهـــل اإلميـــان‪ ،‬واخلتم بأن مفـــاحت الغيب‬
‫عنـــد اللـــه‪ ،‬وأن املرجـــع إليـــه –جل فـــي عاله‪ -‬ثـــم مزيد مـــن بيانِ قهـــره وحكمتـــه وعلمه‬ ‫‪40‬‬
‫‪-‬ســـبحانه وتعالـــى‪-‬ور ِّد الشـــبه والتخويـــف باآلخرة‪ ،‬مـــع التحذير من الكفـــر واخلوض في‬
‫آيـــات اللـــه‪ ،‬واخلتـــم بأن له ‪ -‬ســـبحانه وتعالـــى ‪َ -‬‬
‫ملك يـــوم القيامة‪ ،‬وهو احلكيـــم اخلبير‪،‬‬

‫سورة األنعام‬
‫مث قصـــة إمـــام التوحيـــد إبراهيم ‪ ‬مبا يتناســـب مع الرد على املشـــركني‪ ،‬وســـرد لعدد‬
‫كبيـــر مـــن األنبياء أئمـــة التوحيد‪ ،‬وقـــد ختم املقطـــ ُع الثالث والقســـ ُم بآيـــات عظيمة تبني‬
‫حال املشـــركني فـــي اآلخرة‪.‬‬
‫وأما القســـم الثاين (‪ )165-95‬ففيـــه (املطلـــع الثنائي) اإللهـــي املؤكد‪ ،‬والتعريـــف بالله‪،‬‬
‫وبيـــان احملرمـــات فـــي دين اللـــه مع اإلنـــكار على تدخل املشـــركني في التشـــريع فـــي ثالثة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مقاطـــع (‪ )141 ،118 ،95‬فيهـــا‪ :‬الـــكالم على تســـخير اخمللوقات لإلنســـان‪ ،‬واتخاذ الكفار‬
‫شـــركاء للـــه‪ ،‬ودعواهم أنهم يؤمنـــون لو جاءتهم آية مـــع الرد عليهـــم‪ ،‬واخلتم بالتذكير بعلم‬
‫اللـــه باملهتديـــن والضالـــن‪ ،‬ثـــم بيان بعـــض املباحـــات واحملرمات‪ ،‬مع اإلشـــارة إلـــى الفرق‬
‫بـــن املؤمـــن احلي منشـــرح الصدر وضـــده‪ ،‬والتذكير ببعـــض املواقف العظيمة يـــوم الدين‪،‬‬
‫وذكـــر بعـــض ما شـــرعه الكفار افتـــراء على الله‪ ،‬واخلتـــم بالتوكيد على ضـــال املفترين‪،‬‬
‫مث التذكيـــر مبـــا خلـــق الله من الـــزروع والثمـــار مـــع التحذير مـــن التحرمي بغيـــر علم‪ ،‬مث‬
‫ذكـــر احملرمـــات من األطعمة مع مناقشـــة الكفار فيمـــا حرموه‪ ،‬وبيان احملرمات األساســـية‬
‫فـــي الديـــن‪ ،‬واخلتم بأوام َر حتـــدد الطريق للرســـول [‪ ،‬وآية أخيرة تذ ُّكر البشـــر بجعلهم‬
‫خالئف فـــي األرض لالبتالء‪.‬‬
‫هي السادسة‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫ثبت لها من الفضل مقرونة بالسبع‬
‫للمائدة تفصيلها آلخر آية‬
‫الطوال من أخذ السبع األول فهو حبر‪،‬‬
‫فيها ‪ ،‬مع تفصيلها ملا أجمل‬
‫ورد في فضلها نزولها دفعة واحدة‬
‫في املائدة من حترمي ما‬
‫خامسة السبع‬ ‫مشيعة باملالئكة ‪ ،‬كما ورد عن كعب‬
‫أحل الله‪.‬‬
‫الطوال‬ ‫األحبار‪« :‬قوله فاحتة التوراة األنعام‪،‬‬
‫إثبات خلق الله‬ ‫وخامتتها هود»‪.‬‬
‫للكون والتعجيب‬
‫من إشراك‬
‫املشركني‪.‬‬ ‫األنعام‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪41‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة األنعام‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫إجمالي أسباب‬ ‫تُعد الرابعة واخلمسني‪،‬‬


‫النزول الواردة في‬ ‫بعد احلجر وقبل‬
‫السورة ثمانية أسباب‬ ‫الصافات‪.‬‬
‫في‪( :‬الصراع مع‬
‫الكفار ‪ ،‬اليهود ‪،‬‬
‫مسيلمة الكذاب ومن‬
‫افتتحت بالثناء‬
‫افترى على الله كذباً ‪،‬‬ ‫َم ِّك َية باتفاق‪ ،‬ولم يصح‬ ‫تقسم إلى‬
‫عموماً‪ ،‬ثم هي‬
‫تربية املؤمنني)‪.‬‬ ‫استثناء شيء منها‪،‬‬ ‫قسمني‬
‫مفتتحة باحلمد‬
‫لكن اخلالف في َم َد ِن َّية‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫ﵛﱜﱝ ﱞ‬
‫ﱟ ﱠﵚ قوي‪.‬‬

‫القسم الثاين (املطلع الثنائي) اإللهي املؤكد‪ ،‬والتعريف بالله‪ ،‬و بيان‬ ‫القسم األول (املطلع الثنائي)‬
‫احملرمات في دين الله مع اإلنكار على تدخل املشركني في التشريع‪،‬‬ ‫باحلمد‪ ،‬والتعريف بالله مع‬
‫واخلتم بأوام َر حتدد الطريق للرسول صلى الله عليه وسلم و آية‬ ‫التعجيب من أحوال املشركني‬
‫أخيرة تذ ُّكر البشر بجعلهم خالئف في األرض لالبتالء‪.‬‬ ‫والرد عليهم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪9-8‬‬ ‫‪206‬‬ ‫‪7‬‬
‫َم ِّك َية باتفاق‪ ،‬ومل يصح‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫سادسة السبع الطوال‬

‫األعراف‬
‫(‪)1‬‬

‫األعراف‪ :‬ألنه ذكر فيها لفظ األعراف‪.‬‬

‫‪42‬‬

‫سورة األعراف‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــــــــي الســابــــعــــة‪ ،‬ومـــــن‬ ‫ثبت لها من الفضل‪ ،‬مقرونة بالســـبع‬


‫مناسبتها لألنعـــام تفصيلها‬ ‫الطـــوال أن النبي [ قـــال‪« :‬من أخذ‬
‫لبعـــض مـــا أجمـــل فيهـــا‬ ‫الســـبع األول فهـــو َحبْـــر»(‪ ،)2‬ولم أجد‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫كاخللـــق‪ ،‬وإهـــاك القرون‬ ‫مرفوعا إلى‬
‫ً‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫لها فض ً‬
‫الســـابقة‪ ،‬وذكر املرســـلني‪.‬‬ ‫النبي [‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثامنة والثالثـــن‪ ،‬بعد ص‪ ،‬وقبل اجلـــن‪ ،‬وفي طولها وطريقـــة احلديث عن بني‬
‫إســـرائيل فيها؛ ما قد يشـــير إلى تأخر نزولها ‪-‬ولو نســـب ًيا‪.-‬‬

‫(‪ )1‬األعــراف‪ :‬الســور املذكــور فــي قولــه تعالــى فــي ســورة احلديد‪:‬ﵛﱪﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﵚ(احلديــد‪ )١٣ :‬كمــا بينــه الطبــري‪،‬‬
‫وفــي حتديــد املــراد بأصحــاب األعــراف خــاف طويــل‪.‬‬
‫(‪ )2‬املسند (‪ ،)501/40‬وحسنه محققوه‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لـــم ترد لها ســـوى ثالثة أســـباب نزول‪ ،‬أحدها فـــي تصحيح بعض أخطـــاء اجلاهلية‪،‬‬
‫والثاني في املشـــركني‪ ،‬والثالـــث في اليهود‪.‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫بالنظــر إلــى مقدمتهــا‪ ،‬وأقســامها‬


‫خصوصــا‪ ،‬مــع‬
‫ً‬ ‫‪-‬عمو ًمــا‪ ،-‬وقصــة آدم‪‬‬ ‫افتتحــت بحــروف التهجــي‬
‫‪43‬‬ ‫مالحظــة آخــر آيــة فــي ســابقتها ميكــن أن‬ ‫عمو ًمــا‪ ،‬ثــم إنهــا مفتتحــة بـــ‬
‫يقــال إن موضوعهــا هــو بيــان مهمــة بنــي‬ ‫ﭐﵛﭐﱁﵚ فهــي فريــدة فــي‬
‫سورة األعراف‬

‫آدم فــي الدنيــا؛ مــن اتبــاع الوحــي؛ طل ًبــا‬ ‫افتتاحهــا‪.‬‬


‫للهدايــة‪ ،‬وبعــ ًدا عــن الضــال‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫احلديث‬ ‫مواقف‬ ‫حث على‬ ‫تقســـم إلـــى ثالثـــة أقســـام؛ أولهـــا حث على‬
‫عن الهدى‬ ‫السابقني‬ ‫اتباع‬
‫اتباع الوحـــي‪ ،‬وثانيها مواقف الســـابقني‬
‫والضالل‬ ‫من الوحي‬ ‫الوحي‬
‫من الوحـــي‪ ،‬وثالثهـــا احلديـــث عن اهلدى‬
‫و ا لضال ل ‪.‬‬
‫حرفي)‬
‫ٌّ‬ ‫فالقســـم األول (‪ )58-1‬فيه (مطلـــ ٌع‬
‫متبـــع بوصـــف الكتـــاب‪ ،‬واحلـــث على اتباع مـــا أنزل اللـــه والتحذيـــر من ضده فـــي مقدمة‬
‫ومقطـــع (‪ )37 ،10 ،1‬فيهـــا‪ :‬ضـــرورة اتبـــاع الوحـــي‪ ،‬ومصيـــر املكذبني الدنيـــوي‪ ،‬واملصير‬
‫األخـــروي للفريقـــن‪ ،‬مث احلديـــث عـــن قصـــة آدم ‪ ‬بأســـلوب يعـــ ِّرف بطبيعـــة املعركة‬
‫عبـــر التأريـــخ‪ ،‬ويفصـــل في طريقة إخـــراج آدم ‪ ‬مـــن اجلنـــة‪ ،‬والتعقيب بنـــداءات لبني‬ ‫‪44‬‬
‫آدم‪ ،‬واخلتـــم بعاقبـــة اإلميـــان والتكذيـــب بالرســـل‪ ،‬مث عرض طويـــل لقصة الرجـــوع إلى‬
‫اللـــه واحلســـاب والعقاب يـــوم القيامة‪ ،‬والتعريـــف بالله واحلـــث على عبادتـــه‪ ،‬والنهي عن‬

‫سورة األعراف‬
‫اإلفســـاد في األرض‪.‬‬
‫ـــص أقـــوام أنزل عليهـــم الهدى‪،‬‬‫ص ُ‬ ‫والقســـم الثاين (‪ )171-59‬فيـــه (مطلع خبـــري)‪ ،‬و َق َ‬
‫وكيـــف كان موقفهـــم‪ ،‬فـــي أربعة مقاطـــع (‪ )160 ،138 ،103 ،59‬فيها‪ :‬قصـــص األنبياء نوح‬
‫وهـــود وصالـــح ولوط وشـــعيب ‪ ،‬مـــع تعقيب فيه عرض ســـن الله فـــي األمم التي ينزل‬
‫وحـــي‪ ،‬مث ذكـــر قصة موســـى ‪ ‬مـــع فرعـــون‪ ،‬واخلتم بالتمكـــن لبني إســـرائيل‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫فيهـــا‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وبتدميـــر مـــا كان يصنـــع فرعـــون وقومـــه‪ ،‬مث قصتـــه ‪ ‬مع قومـــه‪ ،‬واخلتم بإعـــام بني‬
‫إســـرائيل بأن الرســـالة ســـتنتقل منهم إلـــى أمة أخرى‪ ،‬وأمر الله رســـوله [ بـــأن يعلن عن‬
‫رســـالته إلى النـــاس جمي ًعا‪ ،‬مث يأتي احلديث عن بني إســـرائيل بعد موســـى‪ ، ‬واخلتم‬
‫بالتذكيـــر بنتـــق اجلبل فوقهـــم‪ ،‬وأخذ امليثـــاق عليهم‪.‬‬
‫والقســـم الثالث (‪ )206-172‬فيه (مطلـــع ظرفي)‪ ،‬واحلديـــث عن الهدايـــة والضالل في‬
‫مقطعـــن (‪ )189 ،172‬فيهما‪ :‬التذكير بالعهد األول‪ ،‬وذكر املنســـلخ عن العهد‪ ،‬مع إشـــارات‬
‫ألســـباب الهـــدى والضالل؛ كالتفكر فـــي حال النبـــي [‪ ،‬والنظر في اخمللوقـــات‪ ،‬والغفلة‪،‬‬
‫وتعطيـــل احلـــواس عـــن أداء مهماتهـــا‪ ،‬واخلتـــم بتبـــرؤ النبـــي [ من علـــم الغيـــب‪ ،‬وأنه‬
‫مقتصر على البشـــارة والنـــذارة‪ ،‬مث ذكر قصة االنحراف عن التوحيد ومخاطبة املشـــركني‬
‫مباشـــرة‪ ،‬واخلتم بتوجيهات للنبي [ ولألمـــة‪ ،‬وفي آخر آية اإلخبار عن ســـجود املالئكة‬
‫لله‪ ،‬وتســـبيحهم‪ ،‬وعدم استكبارهم‪.‬‬
‫هي السابعة‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫لألنعام تفصيلها لبعض‬ ‫ثبت لها من الفضل‬
‫مقرونة بالسبع الطوال ما أجمل فيها كاخللق‪،‬‬
‫من أخذ السبع األول وإهالك القرون السابقة‪،‬‬
‫سادسة‬ ‫وذكر املرسلني‪.‬‬ ‫فهو حبر‪.‬‬
‫السبع الطوال‬
‫بيان مهمة بني آدم‬
‫في الدنيا من اتباع‬
‫الوحي طل ًبا للهداية‬
‫وبعدًا عن الضالل‪.‬‬ ‫األعراف‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪45‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة األعراف‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫لم ترد لها سوى ثالثة‬ ‫تُعد الثامنة والثالثني‪،‬‬


‫أسباب نزول‪ ،‬أحدها في‬ ‫بعد ص وقبل اجلن‪.‬‬
‫تصحيح بعض أخطاء‬
‫اجلاهلية ‪ ،‬والثاني في‬
‫املشركني‪ ،‬والثالث في‬
‫اليهود‪.‬‬
‫افتتحت بحروف‬ ‫تقسم إلى ثالثة‬
‫التهجي عموماً ‪،‬ثم إنها‬ ‫مكية باتفاق ‪ ،‬ولم‬ ‫أقسام‪:‬‬
‫مفتتحة بـ ﭐﵛﭐﱁﵚ فهي‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫منها‪.‬‬

‫القسم الثالث (مطلع ظرفي) واحلديث‬ ‫القسم الثاين (مطلع‬ ‫حرفي)‬


‫ٌّ‬ ‫القسم األول (مطل ٌع‬
‫عن الهداية والضالل‪ ،‬واخلتم بتوجيهات‬ ‫ص أقوام‬ ‫خبري) ‪ ،‬و َق َ‬
‫ص ُ‬ ‫متبع بوصف الكتاب‪ ،‬واحلث‬
‫للنبي صلى الله عليه وسلم ولألمة‪ ،‬وفي‬ ‫أنزل عليهم هدى وكيف‬ ‫على اتباع ما أنزل الله‬
‫آخر آية اإلخبار عن سجود املالئكة لله‪،‬‬ ‫كان موقفهم‪.‬‬ ‫والتحذير من ضده‪.‬‬
‫وتسبيحهم‪ ،‬وعدم استكبارهم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم َدن َِّية باتفاق‪ ،‬ومل يصح‬ ‫‪10-9‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪8‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫أول المثاني‬

‫اجلهاد‬ ‫(‪)1‬‬
‫األنفال‬

‫األنفال‪ :‬الفتتاحها بذكر األنفال‪.‬‬


‫اجلهاد‪ :‬ألن معظم آيات السورة عن اجلهاد‪.‬‬

‫‪46‬‬

‫سورة األنفال‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي [‬


‫هي الثامنة‪ ،‬ومن مناســـبتها‬ ‫مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولم أجد لهـــا فض ً‬
‫ال‬
‫لألعراف أن األعـــراف تقرر‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وجـــوب اتباع أمـــر الله‪ ،‬وهذه‬
‫تبـــن وجـــوب ذلـــك مـــع متام‬
‫التســـليم واإلذعـــان والتبـــرؤ‬ ‫ترتيب نزول السورة‬
‫من احلـــول والقوة‪.‬‬
‫تعـــد الثامنـــة والثمانـــن‪ ،‬بعـــد آل‬
‫عمران‪ ،‬وقبل األحـــزاب‪ ،‬وهي مبكرة‬
‫النزول عمو ًمـــا؛ الرتباطها بغزوة بدر‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫التـــي وقعت فـــي رمضان من الســـنة‬
‫الثانيـــة للهجـــرة‪ ،‬وانتصر املســـلمون‬
‫ثالثـــة عشـــر ســـب ًبا‪ ،‬أغلبهـــا‬ ‫فيها انتصـــارا عظي ًما؛ ولـــذا فجعلها‬
‫مرتبـــط بغـــزوة بـــدر‪.‬‬ ‫بعـــد آل عمـــران فيه نظـــر ظاهر‪.‬‬

‫(‪ )1‬األنفال‪ :‬هي الغنائم على خالف في التفريق بينهما‪ ،‬ورجح الطبري أنها الزيادة التي يوزعها رسول الله [‪ ،‬واخللفاء بعده‪.‬‬
‫موضوع السورة‬
‫مطلع السورة‬
‫بالنظــر إلــى تأريــخ نزولهــا ميكــن القــول إن‬
‫موضوعهــا هــو اجلهــاد وأحكامــه‪ ،‬مــع الربــط‬
‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫بيــوم بــدر‪ ،‬ومــا وقــع فيــه مــن النصــر‪ ،‬وتدبيــر‬
‫اللــه وحــده لــكل مــا وقــع فيــه‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫تقســـم إلى قســـمني وخامتة؛ أول القسمني في‬


‫بطالن كيد‬ ‫تدبير الله‬
‫تدبـــر اهلل للمؤمنني‪ ،‬وأساســـيات اجلهاد‪،‬‬
‫‪47‬‬ ‫الكافرين‬ ‫للمؤمنني‬
‫والثانـــي يف بطالن كيـــد الكافرين مع مزيد‬
‫توجيـــه للمؤمنني املجاهدين‪.‬‬
‫سورة األنفال‬

‫أمـــا القســـم األول (‪ )29-1‬ففيـــه (مطلـــع‬


‫خبـــري) في الســـؤال عن األنفـــال‪ ،‬وبيان التدبيـــر اإللهي للمؤمنني‪ ،‬وأساســـيات اجلهاد في‬
‫مقدمـــة ومقطعـــن (‪ )15 ،5 ،1‬فيها‪ :‬بيـــان حكم األنفال مع بيان صفـــات املؤمنني الكاملني‪،‬‬
‫مث عـــرض ملـــا حـــدث يوم بـــدر حيث حصـــل اخليـــر بالقتال رغـــم كراهـــة املؤمنني لـــه‪ ،‬ثم‬
‫نـــداءات للمؤمنـــن تشـــير إلى األساســـيات التي حتتـــاج إليها إقامـــة فريضـــة اجلهاد؛ من‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫الثبـــات عنـــد اللقـــاء‪ ،‬وطاعة الله ورســـوله‪ ،‬واالســـتجابة لهمـــا‪ ،‬والبعد عن خيانـــة األمانة‪،‬‬
‫والتقـــوى التـــي يحصل بهـــا الفرقان‪ ،‬مـــع الربط بيـــوم بدر‪ ،‬واخلتـــم بالوعـــد بالفرقان ملن‬
‫اتقـــى الله‪.‬‬
‫وأما القســـم الثاين (‪ )75-30‬ففيه (مطلـــع ظرفي) اخملبر عن احملاوالت الفاشـــلة للكفار‬
‫للمكـــر بســـيد األبـــرار [‪ ،‬وبيـــان بطالن كيـــد الكافريـــن‪ ،‬ومزيد مـــن التوجيـــه للمؤمنني‬
‫املقاتلـــن فـــي مقطعـــن وخامتـــة (‪ )72 ،45 ،30‬فيهـــا‪ :‬احلديث عـــن كيد املشـــركني‪ ،‬وبيان‬
‫مصيرهـــم ومصير أموالهـــم املنفقة في الصد عن ســـبيل الله‪ ،‬ودعوتهم لالنتهـــاء واملغفرة‪،‬‬
‫واألمـــر بالقتـــال‪ ،‬مع ذكـــر ما حصل يوم بـــدر من والية اللـــه ألهل اإلميان‪ ،‬مث نـــداءات لكل‬
‫مـــن الرســـول القائد‪ ،‬واملؤمنـــن اجلند ليعـــرف ك ٌل واجبه؛ ف ُو ِّجـــه النبي [ إلـــى االعتماد‬
‫علـــى الله‪ ،‬والتحريـــض على القتال‪ ،‬ومـــا يقوله لألســـرى‪ ،‬و ُو ِّجه املؤمنون للثبـــات‪ ،‬والذكر‪،‬‬
‫والطاعـــة‪ ،‬واإلعـــداد‪ ،‬وقد كان في ســـياق هـــذه النداءات ربـــط بيوم بدر‪.‬‬
‫اخلامتة بتقســـيم الناس بحســـب كفرهـــم وإميانهم‪ ،‬وتقســـيم املؤمنني بحســـب هجرتهم‬
‫وجهادهـــم‪ ،‬وختامها أن الله بكل شـــيء عليم‪.‬‬
‫هي الثامنة‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫لألعراف ‪-‬على القول بالتوقيف‪-‬‬
‫أن األعراف تقرر وجوب اتباع أمر‬
‫الله‪ ،‬وهذه تبني وجوب ذلك مع‬
‫من املثاني التي أوتيها‬
‫متام التسليم واإلذعان والتبرؤ من‬
‫النبي [ مكان‬
‫أول املثاني‬ ‫احلول والقوة‪.‬‬
‫اإلجنيل‪.‬‬

‫اجلهاد وأحكامه‬
‫مع الربط بيوم‬ ‫األنفال‪،‬‬
‫بدر‪.‬‬ ‫اجلهاد‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪48‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة األنفال‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫ثالثة عشر سبباً ‪ ،‬أغلبها‬ ‫تُعد الثامنة والثمانني‪،‬‬


‫مرتبط بغزوة بدر‪.‬‬ ‫بعد آل عمران وقبل‬
‫األحزاب‪.‬‬

‫افتتحت بجملة‬
‫تقسم إلى قسمني‬
‫خبرية ‪.‬‬ ‫مدنية باتفاق‪ ،‬ولم‬
‫ثم خامتة ‪:‬‬
‫يصح استثناء شيء‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة تقسيم الناس بحسب‬ ‫القسم الثاين (مطلع ظرفي) اخملبر‬ ‫القسم األول (مطلع خبري)‬
‫كفرهم وإميانهم‪ ،‬وتقسيم‬ ‫عن احملاوالت الفاشلة للكفار للمكر‬ ‫في السؤال عن األنفال‪ ،‬وبيان‬
‫املؤمنني بحسب هجرتهم‬ ‫بسيد األبرار[‪ ،‬وبيان بطالن‬ ‫التدبير اإللهي للمؤمنني‪،‬‬
‫وجهادهم‪ ،‬وختامها أن الله بكل‬ ‫كيد الكافرين‪ ،‬ومزيد من التوجيه‬ ‫وأساسيات اجلهاد ‪ ،‬واخلتم‬
‫شيء عليم‪.‬‬ ‫للمؤمنني املقاتلني ‪.‬‬ ‫بالوعد بالفرقان ملن اتقى‬
‫الله‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم َدن َِّية باتفاق‪ ،‬ومل يصح‬ ‫‪11-10‬‬ ‫‪120‬‬ ‫‪9‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫أول المئين على ما ُر ِّجح‬

‫الفاضحة‬ ‫براءة‬ ‫التوبة‬

‫التوبـــة‪ :‬لكثرة ذكـــر التوبة وتكرارهـــا فيها‪ ،‬وذكـــر توبة اللـــه على الثالثـــة الذين‬
‫تخلفـــوا يوم غـــزوة تبوك‪.‬‬
‫براءة‪ :‬الفتتاح السورة بها‪ ،‬وألنها نزلت بإظهار البراءة من الكفار‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫الفاضحة‪ :‬ألنها فضحت املنافقني‪.‬‬
‫سورة التوبة‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫مـــن املئـــن التـــي أوتيهـــا النبي [‬


‫هـــي التاســـعة‪ ،‬ومـــن مناســـبتها‬
‫مـــكان الزبـــور‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫لألنفـــال أن التوبـــة مـــع خلوها من‬
‫مرفوعـــا‪ ،‬لكن‪« :‬كتب‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫البســـملة تكمـــل موضـــوع ســـورة‬ ‫ً‬


‫َّ‬
‫اخلطـــاب ]‪ :‬تعلَّمـــوا‬ ‫عمـــر بـــن‬
‫األنفـــال‪ ،‬مع مالحظة فـــروق كبيرة‬
‫ســـورة براءة‪ ،‬وعلِّموا نساءكم سورة‬
‫بينهمـــا ترجـــع إلى تأريـــخ نزولهما‪.‬‬
‫النُّور‪.)1( »...‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثالثة عشـــرة بعد املائة‪ ،‬بعد ســـورة الفتـــح‪ ،‬وهي األخيرة نـــزوالً(‪ ،)2‬وقد حكي‬
‫اإلجمـــاع علـــى ذلك‪ ،‬وهي قريبـــة النزول عمو ًما مـــن غزوة تبوك‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه سعيد بن منصور في كتاب التفسير من سننه (ح ‪ ،)1003‬وصحح إسناده محققه‪.‬‬
‫(‪ )2‬ألن الفاحتة ليست داخلة في الترتيب كما مت التنبيه عليه‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫مطلع السورة‬
‫جاء في نزولها خمســـة عشـــر ســـب ًبا‪ 4 ،‬منها‬
‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫مرتبطـــة بغزوة تبـــوك‪ ،‬و‪ 4‬فـــي املنافقني‪ ،‬و‪5‬‬
‫فـــي التربيـــة واألحكام‪ ،‬وواحد فـــي األعراب‪،‬‬
‫وواحد فـــي اليهود يبـــدو أنه متقـــدم النزول‪.‬‬

‫موضوع السورة‬
‫‪50‬‬
‫بالنظــر إلــى اســمها بــراءة‪ ،‬مــع مالحظــة تأريــخ نزولهــا ميكــن أن يقــال إن موضوعهــا هــو‬
‫التبــرؤ مــن املشــركني وجهادهــم ومفاصلتهــم بعــد اســتقرار دولــة اإلســام‪ ،‬فــإذا أضيــف‬

‫سورة التوبة‬
‫إلــى ذلــك اســمها التوبــة يظهــر جانــب آخــر مــن الســورة وهــو تصفيــة صفــوف املســلمني‬
‫مــن شــوائب النفــاق والتأخــر عــن اجلهــاد‪ ،‬ويظهــر هــذا أكثــر بالنظــر إلــى أســمائها‬
‫األخــرى الــواردة‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫االستمرار‬ ‫النفير‬ ‫مقدمات‬ ‫تقســـم إلى ثالثـــة أقســـام؛ أولهـــا يف مقدمات‬


‫في القتال‬ ‫العام‬ ‫للجهاد‬ ‫للجهـــاد‪ ،‬وثانيها فـــي النفري العـــام‪ ،‬وثالثها‬
‫فـــي االســـتمرار يف القتال‪.‬‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )37-1‬ففيـــه (مطلـــع‬
‫محـــذوف املبتدأ‪ ،‬واملقدمـــات الكبرى النطـــاق اجلهاد في ثالثة مقاطـــع (‪،23 ،1‬‬ ‫ُ‬ ‫خبـــري)‬
‫‪ )28‬فيهـــا‪ :‬األمـــر بالبـــراءة مـــن املشـــركني وقتالهم وقتلهـــم أينمـــا كانوا‪ ،‬واخلتـــم بتفضيل‬
‫اجلهـــاد على ســـقاية احلاج وعمارة املســـجد احلـــرام‪ ،‬مث حتـــرمي إعطاء الـــوالء للكافرين‬
‫ومباينتهـــم مهما كانـــت قرابتهم‪ ،‬واخلتم بالتذكيـــر بنصر الله للمؤمنني فـــي مواطن كثيرة‪،‬‬
‫‪51‬‬ ‫ويـــوم حنـــن‪ ،‬مث األمـــر بقتال املشـــركني وأهل الكتـــاب مبـــر ًرا مفص ً‬
‫ال كاشـــ ًفا خملازي كال‬
‫الطائفتـــن‪ ،‬واخلتم بتحديد الشـــهور عنـــد اللـــه‪ ،‬وإبطال النســـيء الذي ابتدعـــه الكفار‪.‬‬
‫ندائـــي) للمؤمنني‪ ،‬واحلث علـــى النفير العام‬
‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم الثاين (‪ )122-38‬ففيه (مطل ٌع‬
‫سورة التوبة‬

‫ومـــا يتعلـــق بـــه في ثالثـــة مقاطـــع (‪ )119 ،73 ،38‬فيها‪ :‬الدعـــوة إلى النفير‪ ،‬وأنه ســـيظهر‬
‫املنافقـــن‪ ،‬واخلتم بصفات املنافقـــن واملنافقات واملؤمنـــن واملؤمنات‪ ،‬مع ذكـــر عاقبة كل‬
‫فريـــق‪ ،‬مث األمـــر بجهـــاد الكفـــار واملنافقني‪ ،‬مـــع إكمال فضـــح املنافقـــن وتوضيح صفات‬
‫املؤمنـــن عن طريـــق املوقف من النفيـــر واجلهاد والعـــدو‪ ،‬واخلتم بذكر التوبـــة على جيش‬
‫العســـرة والثالثـــة الذيـــن خلفوا‪ ،‬ثم األمـــر بالكون مـــع الصادقني‪ ،‬واحلث علـــى النفير على‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫احلاضـــر والبادي‪ ،‬واخلتم باســـتثناء مـــن النفير العام‪.‬‬


‫ندائـــي) للمؤمنني‪ ،‬واألمـــر باالســـتمرار بقتال‬
‫ٌّ‬ ‫ويف القســـم الثالث (‪( )129-123‬مطلـــ ٌع‬
‫الكفـــار اجملاوريـــن لبالد املســـلمني‪ ،‬وبيان موقـــف املؤمنـــن واملنافقني من القـــرآن الكرمي‪،‬‬
‫واخلتم باإلشـــعار ببركـــة بعثة النبـــي الـــرؤوف الرحيم [‪.‬‬
‫هي التاسعة‪ ،‬ومن‬
‫من املئني التي أوتيها النبي [ مناسبتها لألنفال أن‬
‫مكان الزبور‪ ،‬وما ورد عن عمر التوبة مع خلوها من‬
‫بن اخلطاب ] أنه كتب‪ :‬البسملة تكمل موضوع‬
‫أول املئني‬ ‫سورة األنفال ‪.‬‬ ‫«تعلَّموا سورة براءة‪ ،‬وعلموا‬
‫التبرؤ من املشركني‬ ‫على ما ُر ِّجح‬ ‫نساءكم سورة النور‪.»...‬‬
‫وجهادهم ومفاصلتهم‪ ،‬و‬
‫تصفية صفوف املسلمني‬
‫من شوائب النفاق والتأخر‬ ‫التوبة ‪ ،‬براءة‪،‬‬
‫عن اجلهاد‪.‬‬ ‫الفاضحة ‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪52‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة التوبة‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫إجمالي أسباب النزول‬ ‫تُعد الثالثة عشرة بعد‬
‫الواردة في السورة خمسة‬ ‫املائة ‪ ،‬بعد سورة الفتح ‪،‬‬
‫عشر سبباً في‪ ( :‬غزوة‬ ‫وهي األخيرة نزوالً‪ ،‬و قد‬
‫تبوك‪ ،‬املنافقني‪ ،‬في التربية‬ ‫حكي اإلجماع على ذلك‪.‬‬
‫واألحكام‪ ،‬األعراب‪ ،‬اليهود )‪.‬‬
‫افتتحت بجملة‬ ‫تقسم إلى ثالثة‬
‫خبرية‪.‬‬ ‫مدنية باتفاق‪ ،‬ولم‬ ‫أقسام‪ ،‬وخامتة ‪:‬‬
‫يصح استثناء شيء‬
‫منها‪.‬‬

‫ندائي) للمؤمنني‪ ،‬واألمر‬


‫ٌّ‬ ‫القسم الثالث (مطل ٌع‬ ‫القسم الثاين (مطل ٌع‬ ‫القسم األول (مطلع خبري)‬
‫باالستمرار بقتال الكفار اجملاورين لبالد‬ ‫ندائي) للمؤمنني‪ ،‬واحلث‬
‫ٌّ‬ ‫ُ‬
‫محذوف املبتدأ‪ ،‬واملقدمات‬
‫املسلمني‪ ،‬وبيان موقف املؤمنني واملنافقني من‬ ‫على النفير العام وما‬ ‫الكبرى النطالق اجلهاد‪.‬‬
‫القرآن الكرمي‪ ،‬واخلتم باإلشعار ببركة بعثة‬ ‫يتعلق به‪.‬‬
‫النبي الرؤوف الرحيم [‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪11‬‬ ‫‪109‬‬ ‫‪10‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫سابعة السبع الطوال‬

‫يونس‬

‫يونس‪ :‬لذكر قوم يونس ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة يونس‬

‫هـــي مـــن الســـبع الطـــوال‪ ،‬وجـــاء فـــي فضلهـــا مـــع غيرهـــا مـــن (ذوات الـــر) عن‬
‫عمرو‪ ،‬قـــال‪ :‬أتى رج ٌل رســـول اللـــه [‪ ،‬فقـــال‪ :‬أقرئني يا رســـول الله‪،‬‬ ‫عبـــد اللـــه بـــن ٍ‬
‫واشـــتد قلبـــي‪ ،‬و َغل ُ َظ‬
‫َّ‬ ‫قـــال لـــه‪« :‬اقرأ ثال ًثا مـــن ذات الر»‪ ،‬فقال ال ّرجل‪ :‬كبرت ســـ ِّني‪،‬‬
‫لســـاني‪ ،‬قـــال‪« :‬فاقـــرأ مـــن ذات حم»‪ ،‬فقـــال مثـــل مقالته األولـــى‪ ،‬فقال‪« :‬اقـــرأ ثال ًثا‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫من املســـ ِّبحات»‪ ،‬فقـــال مثل مقالته‪ ،‬فقـــال ال َّرجل‪ :‬ولكن أقرئني يا رســـول الله ســـور ًة‬
‫جامعـــ ًة؛ فأقـــرأه‪ :‬ﵛﭐﱵﱶﱷﵚ حتَّـــى إذا فـــرغ منهـــا قـــال ال َّرجـــل‪ :‬والـــذي بعثك‬
‫باحلـــقِّ ‪ ،‬ال أزيـــد عليهـــا أب ًدا‪ ،‬ثم أدبـــر ال َّرجل‪ ،‬فقال رســـول الله [‪« :‬أفلـــح ال ُّرويجل‪،‬‬
‫ال مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‪.‬‬ ‫أفلـــح ال ُّرويجـــل»(‪ .)1‬ولم أجد لهـــا فض ً‬

‫موقع السورة‬

‫هـــي العاشـــرة‪ ،‬وعلى القول بأنها ســـابعة الســـبع الطوال؛ فإن من مناســـبة‬
‫شـــدة تناســـبها مع مـــا يليها من الســـور في جوانب‬
‫تأخيرهـــا عن األعراف َّ‬
‫متعـــددة كاملطلع وغيره‪.‬‬

‫(‪ )1‬املسند (‪ ،)139/11‬وحسنه محققوه‪.‬‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد اخلمســـن‪ ،‬نزلت بعد اإلســـراء‪ ،‬وقبـــل هود‪ ،‬وفيها مـــن الكالم مع املشـــركني ما‬
‫بتأخر فـــي النزول ضمـــن العهد املكي‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫قد يشـــعر‬

‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لم يثبت لها سبب نزول‪.‬‬ ‫‪54‬‬


‫افتتحــت بحــروف التهجــي عمو ًمــا‪،‬‬
‫خصوصــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثــم هــي مفتتحــة بـــ ﵛﭐﱁﵚ‬

‫سورة يونس‬
‫موضوع السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫يعــرف مــن مطلعهــا وقســميها أن موضوعهــا هــو إثبــات أن القــرآن حــق ونفــي‬
‫الريــب عنــه‪ ،‬وضــرورة االنتفــاع بــه‪.‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬
‫إقامة احلجة‬
‫احلديث عن‬ ‫تقســـم إلى قســـمني وخامتة؛ أول القسمني‬
‫على املرتابني‬
‫القرآن‬ ‫فـــي إقامـــة احلجـــة علـــى املرتابني‬
‫في القرآن‬
‫يف القـــرآن‪ ،‬والثانـــي فـــي احلديـــث عن‬
‫ا لقر آ ن ‪.‬‬
‫أما القســـم األول (‪ )56-1‬ففيه (مطلـــ ٌع حرفي) متبـــ ٌع بوصف الكتـــاب باحلكمة‪،‬‬
‫ٍ‬
‫مقدمـــة ومقطعـــن (‪ )38 ،2 ،1‬فيها‪:‬‬ ‫وإقامـــ ُة احلجـــة على املرتابني فـــي القرآن في‬
‫الثنـــاء علـــى الكتـــاب‪ ،‬وأنـــه احلكيم‪ ،‬مث نقـــاش للمكذبـــن بأصل الوحـــي ‪-‬عمو ًما‪-‬‬
‫بلفـــت االنتبـــاه إلـــى اآليـــات الكونيـــة‪ ،‬وإلـــى تناقضاتهـــم في الســـراء والضـــراء مع‬
‫‪55‬‬ ‫التهويـــن مـــن الدنيا والدعوة إلـــى اآلخـــرة‪ ،‬واخلتم بتدبير الله للكائنـــات‪ ،‬وفي آخر‬
‫آيـــة عـــودة للثناء على القـــرآن‪ ،‬وأنه مـــن رب العاملـــن‪ ،‬مث نقاش للمكذبـــن بالقرآن‬
‫ٍ‬
‫بســـورة مثله‪ ،‬وبيـــان أســـباب تكذيبهم‪،‬‬ ‫‪-‬خصوصـــا‪ -‬بإظهـــار عجزهـــم عـــن اإلتيان‬
‫ً‬
‫سورة يونس‬

‫ووعظهـــم وتذكيرهـــم باملصير يـــوم الديـــن‪ ،‬ومزيد من الـــرد على أقوالهـــم الباطلة‪،‬‬
‫واخلتـــم بالتعريف باللـــه وأن له مـــا فـــي الســـماوات واألرض‪ ،‬وأن الرجـــوع إليه ‪-‬‬
‫ســـبحانه وتعالى‪.-‬‬
‫ندائـــي) للناس‪ ،‬والـــكال ُم على القرآن‬
‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم الثاين (‪ )103-57‬ففيه (مطل ٌع‬
‫وخصائصـــه‪ ،‬ولـــوازم ذلك فـــي ثالثـــة مقاطـــع (‪ )94 ،71 ،57‬فيها‪ :‬ذكـــر خصائص‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫القـــرآن العظيمـــة‪ ،‬واحلـــث علـــى الفـــرح به‪ ،‬ومـــا يترتب علـــى تلـــك اخلصائص من‬
‫ضـــرورة االهتـــداء به‪ ،‬والرد علـــى الذين قالوا‪ :‬اتخـــذ الله ولـــدا‪ ،‬واخلتم بتهديدهم‬
‫بالعذاب الشـــديد يوم الدين‪ ،‬مث ذكر قصة نوح‪ ،‬واإلشـــارة إلى مجموعة من الرســـل‪،‬‬
‫تأنيســـا وحتذي ًرا‪ ،‬وختمت باإلشـــارة‬‫ً‬ ‫وقصـــة موســـى ‪ ،‬وقد جاءت هذه القصص‬
‫إلى ســـنة الله في الطائعني‪ ،‬مث إزالة الشـــك بســـؤال أهل الكتب الســـابقة‪ ،‬والتثبيت‬
‫علـــى احلـــق‪ ،‬وبيـــان أن اإلميان بيد اللـــه‪ ،‬واحلث علـــى النظر والتفكـــر‪ ،‬واخلتم بأن‬
‫النجاة للرســـل وللمؤمنـــن‪ ،‬والعقاب للمكذبني‪.‬‬
‫تلقينـــي ندائي) وخطابـــان‪ :‬أحدهمـــا في نفي‬ ‫ٌّ‬ ‫ويف اخلامتـــة (‪( )109-104‬مطلـــع‬
‫تثبيت‬
‫ٌ‬ ‫الشـــك‪ ،‬والثانـــي فـــي توكيد ضـــرورة االهتـــداء بالقرآن‪ ،‬وفـــي اآلية األخيـــرة‬
‫لســـيد املرســـلني [ بأمـــره باالتباع والصبر حتـــى يحكم الله‪ ،‬وهـــو خير احلاكمني‪.‬‬
‫هي العاشرة‪ ،‬وعلى‬
‫القول بأنها سابعة السبع‬
‫الطوال؛ فإن من مناسبة‬
‫تأخيرها عن األعراف‬ ‫هي من السبع الطوال ‪ ،‬وجاء في‬
‫شدة تناسبها مع ما يليها‬
‫ّ‬ ‫ما‬ ‫فضلها مع غيرها من (ذوات الر)‬
‫سابعة السبع‬ ‫من السور في جوانب‬ ‫الله‬ ‫في املسند أنه أتى رجل رسول‬
‫الطوال على‬ ‫متعددة كاملطلع وغيره‪.‬‬ ‫قال‬ ‫الله‪،‬‬ ‫[‪ ،‬فقال‪ :‬أقرئني يا رسول‬
‫ما ُر ِّجح‬ ‫لهُ‪ « :‬اقرأ ثال ًثا من ِ‬
‫ذات الر ‪»...‬‬
‫إثبات أن القرآن حق‬
‫ونفي الريب عنه‪،‬‬
‫وضرورة االنتفاع به‪.‬‬ ‫يونس‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪56‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة يونس‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يثبت لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد اخلمسني‪ ،‬نزلت‬
‫بعد اإلسراء و قبل‬
‫ُهود‪.‬‬

‫افتتحت بحروف التهجي‬ ‫تقسم إلى قسمني‪،‬‬


‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم عمو ًما ‪ ،‬ثم هي مفتتحة‬ ‫وخامتة ‪:‬‬
‫بـ( الر) خصوصاً‪.‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫منها ‪.‬‬

‫اخلامتة (مطلع تلقيني ندائي) وخطابان‪:‬‬ ‫القسم الثاين (مطل ٌع‬ ‫حرفي)‬
‫ٌّ‬ ‫القسم األول (مطل ٌع‬
‫أحدهما في نفي الشك ‪ ،‬والثاني في توكيد‬ ‫ندائي) للناس‪ ،‬والكال ُم‬
‫ٌّ‬ ‫متبع بوصف الكتاب باحلكمة‪،‬‬
‫ضرورة االهتداء بالقرآن‪ ،‬وفي اآلية األخيرة‬ ‫على القرآن وخصائصه‬ ‫وإقام ُة احلجة على املرتابني‬
‫تثبيت لسيد املرسلني [‪.‬‬ ‫ولوازم ذلك‪.‬‬ ‫في القرآن ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم ِّك َية اتفاقًا باستثناء آية‬ ‫‪12-11‬‬ ‫‪123‬‬ ‫‪11‬‬
‫رقم(‪ )١١٤‬فمدنية‪.‬‬

‫من المئين‬

‫هود‬

‫هود‪ :‬لذكر قصة هود ‪.‬‬

‫‪57‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬


‫هـــي احلادية عشـــرة بعد يونـــس‪ ،‬ومن‬ ‫هـــي مـــن املئني‪ ،‬وجـــاء فـــي فضلها‬
‫مناســـبتها لهـــا تفصيلها لقصـــة نوح‬
‫سورة هود‬

‫مـــع غيرها مـــن (ذوات ﵛﭐﱁﵚ ) ما‬


‫التي أجملت هناك‪ ،‬مع تناســـب ظاهر‬ ‫مـــ َّر في ســـورة يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫بني آخـــر يونس ومطلـــع هود‪.‬‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‪.‬‬ ‫فض ً‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الواحـــدة واخلمســـن‪ ،‬بعد يونس‪ ،‬وقبل يوســـف‪ ،‬والتشـــابه بينهـــا وبني يونس‬
‫بتأخر مـــا في النزول ضمن العهـــد املكي‪ ،‬وفيها آية‬ ‫ٍ‬ ‫في الكالم مع املشـــركني يشـــعر‬
‫نزلـــت باملدينـــة؛ إذ ثبـــت عن ابن مســـعود ] أنه قال‪ :‬جـــاء رج ٌل إلـــى النبي [‪،‬‬
‫فقـــال‪ :‬يـــا رســـول الله إ ِّني عاجلت امـــرأ ًة في أقصـــى املدينة‪ ،‬وإ ِّني أصبـــت منها ما‬
‫في ما شـــئت‪ ،‬فقال له عمر‪ :‬لقد ســـترك الله‪ ،‬لو‬ ‫أمســـها‪ ،‬فأنا هذا‪ ،‬فاقض َّ‬ ‫دون أن َّ‬
‫ســـترت نفســـك‪ ،‬قال‪ :‬فلم ير َّد النبي [ شـــي ًئا‪ ،‬فقام ال َّرجل فانطلـــق‪ ،‬فأتبعه النبي‬
‫رجـــا دعاه‪ ،‬وتال عليه هذه اآليـــة‪ :‬ﭐﵛ ﭐﲙﲚﲛﲜﲝﲞ ﲟ ﲠﲡ‬ ‫ً‬ ‫[‬
‫ﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﵚ فقـــال رج ٌل مـــن القوم‪ :‬يا َّ‬
‫نبي‬
‫خاصـــ ًة؟ قال‪« :‬بل للنَّـــاس كا َّف ًة»(‪.)1‬‬
‫اللـــه هذا له َّ‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪.)2763‬‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫مطلع السورة‬
‫وردت لها ثالثة أســـباب؛ واحد يتعلق‬
‫افتتحــت بحــروف التهجــي عمو ًمــا‪،‬‬ ‫باملشـــركني‪ ،‬واثنـــان منهـــا متقاربان‬
‫خصوصا‪.‬‬‫ً‬ ‫ثــم هــي مفتتحة بـ ﵛﭐﱁﵚ‬ ‫في آيـــة واحدة نزلـــت باملدينة‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫يعــرف مــن تأمــل كثيــر مــن آياتهــا أن موضوعهــا تثبيــت ســيد املرســلني علــى الصــراط‬
‫املســتقيم‪ ،‬وتوحيــد رب العاملــن‪ ،‬مــع تهديــد الكافريــن بالعــذاب األليــم‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫سورة هود‬
‫تثبيت‬ ‫قصص‬ ‫ميكـــن أن تقســـم إلى ثالثـــة أقســـام؛ أولها عن‬
‫العبادة‬
‫وتوجيه‬ ‫السابقني‬ ‫العبـــادة‪ ،‬والثانـــي يف قصـــص الســـابقني‪،‬‬
‫والثالـــث تثبيـــت وتوجيه‪.‬‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )24-1‬ففيه(مطلـــ ٌع‬
‫حرفـــي) متبـــع بوصـــف الكتـــاب باإلحـــكام والتفصيل‪ ،‬والـــكال ُم علـــى العبادة فـــي مقدمة‪،‬‬
‫ٌّ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ومقطـــع (‪ )5 ،1‬فيهمـــا‪ :‬بيـــان إحكام القـــرآن‪ ،‬وتلخيص مقاصـــده في العبادة واالســـتغفار‬
‫والتبشـــير واإلنـــذار‪ ،‬مث التعريـــف بـــرب العاملـــن‪ ،‬وذكـــر جلهـــاالت الكافريـــن‪ ،‬مـــع تثبيت‬
‫ســـيد املرســـلني –عليه الصالة والتســـليم‪ ،-‬والترغيـــب والترهيب مـــع اخلتم باملقارنة بني‬
‫ا لفر يقني ‪.‬‬
‫وأما القســـم الثـــاين (‪ )108 -25‬ففيه (مطلـــع خبري)‪ ،‬وقصص للســـابقني فيهـــا تثبيت‬
‫للنبـــي األمني [ واملؤمنني‪ ،‬وتهديد للمشـــركني أن يصيبهم ما أصـــاب الكافرين في مقطع‬
‫وتعقيـــب فيهمـــا (‪ :)100 ،25‬قصص نوح وهود‪ ،‬وصالح‪ ،‬ولـــوط ‪ ‬مع ذكر مرور املالئكة‬
‫بإبراهيـــم فـــي طريقهم إلهالك قـــوم لوط‪ ،‬وذكر قصص شـــعيب‪ ،‬وموســـى ‪ ‬مع اخلتم‬
‫باإلشـــارة إلـــى مصيـــر فرعون يـــوم يقدم قومـــه يـــوم القيامة فيوردهـــم النـــار‪ ،‬مث التهديد‬
‫للظاملني أن يصيبهم ما أصاب أســـافهم الســـابقني‪ ،‬وذكر عاقبة األشـــقياء والســـعداء يوم‬
‫الدين‪.‬‬
‫وأما القســـم الثالث (‪ )123-109‬ففيه (مطلع إنشـــائي) نـــاهٍ للنبي [ وتوجيهـــات ُ‬
‫تثبت‬
‫علـــى الطريـــق املســـتقيم‪ ،‬واخلتم بآية تؤكـــد أن مرجـــع األمور إليـــه‪ ،‬وحتث علـــى العبادة‬
‫والتـــوكل عليه‪.‬‬
‫هي احلادية عشرة بعد يونس‪،‬‬
‫ومن مناسبتها لها تفصيلها‬
‫لقصة نوح التي أجملت هناك‪،‬‬
‫مع تناسب ظاهر بني آخر‬
‫يونس ومطلع هود‪.‬‬ ‫هي من املئني ‪ ،‬وجاء في‬
‫تثبيت سيد املرسلني‬ ‫من املئني‬ ‫فضلها مع غيرها من‬
‫على الصراط املستقيم‬ ‫(ذوات الر)‪.‬‬
‫وتوحيد رب العاملني‪،‬‬
‫مع تهديد الكافرين من‬
‫العذاب األليم‪.‬‬ ‫هود‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪59‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة هود‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫وردت لها ثالثة أسباب‪،‬‬ ‫تُعد الواحدة واخلمسني ‪،‬‬


‫واحد يتعلق باملشركني ‪،‬‬ ‫بعد يونس وقبل يوسف‪.‬‬
‫واثنان منها متقاربان في‬
‫آية واحدة نزلت باملدينة ‪.‬‬

‫افتتحت بحروف‬ ‫تقسم إلى ثالثة‬


‫التهجي عمو ًما ‪ ،‬ثم‬ ‫َم ِّك َية اتفا ًقا‬ ‫أقسام‪ ،‬وخامتة ‪:‬‬
‫هي مفتتحة بـ( الر)‬ ‫باستثناء آية‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫رقم(‪ )١١٤‬فمدنية‪.‬‬

‫اخلامتة آية تؤكد أن‬ ‫القسم الثالث (مطلع‬ ‫القسم الثاين (مطلع خبري)‬ ‫القسم األول (مطل ٌع‬
‫مرجع األمور إليه‪،‬‬ ‫إنشائي) ناهٍ للنبي [‬ ‫وقصص للسابقني فيها تثبيت‬ ‫حرفي ) متبع بوصف‬ ‫ٌّ‬
‫وحتث على العبادة‬ ‫تثبت على‬
‫وتوجيهات ُ‬ ‫للنبي األمني [ واملؤمنني‪ ،‬وتهديد‬ ‫الكتاب باإلحكام‬
‫والتوكل عليه‪.‬‬ ‫الطريق املستقيم‪.‬‬ ‫للمشركني أن يصيبهم ما أصاب‬ ‫والتفصيل‪ ،‬والكال ُم‬
‫الكافرين ‪.‬‬ ‫على العبادة‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪13-12‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪12‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المئين‬

‫يوسف‬

‫يوسف‪ :‬لذكر قصة يوسف ‪ ‬فيها‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة يوسف‬
‫هـــي الثانيـــة عشـــرة بعـــد هـــود‪ ،‬ومن‬ ‫هـــي مـــن املئني‪ ،‬وجـــاء فـــي فضلها‬
‫مناســـبتها تفصيلها لبعض مـــا أجمل‬ ‫مـــع غيرها مـــن (ذوات ﵛﭐﱁﵚ ) ما‬
‫فـــي هود مـــن ذكـــر بـــركات اللـــه على‬ ‫مـــ َّر في ســـورة يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫أهـــل بيـــت إبراهيم ‪.‬‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‪.‬‬ ‫فض ً‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثانيـــة واخلمســـن‪ ،‬نزلـــت بعـــد هـــود‪ ،‬وقبـــل احلجـــر‪ ،‬وما صح في ســـبب‬
‫نزولهـــا قـــد يشـــعر بتوســـط تأريـــخ نزولها ضمـــن العهـــد املكي‪.‬‬

‫مطلع السورة‬

‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بـ ﵛﭐﱁﵚ‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ورد لها ســـبب نزول واحد فقط يتعلق بتربية الصحابة على القرآن‪ ،‬عن ســـعد بن أبي‬
‫وقاص ] قال‪ :‬نزل القرآن على رســـول الله [‪ ،‬فتال عليهم زما ًنا‪ ،‬فقالوا‪ :‬يا رسول‬
‫وجـــل‪:‬ﭐﵛﭐﲒﲔﲕﲖﲗﵚﱠ‪ ،‬تال‬ ‫َّ‬ ‫اللـــه‪ ،‬لو قصصت علينـــا‪ .‬فأنزل الله ع َّز‬
‫إلى قوله‪ :‬ﵛﭐﲠﲡﲢﲣﲤﵚ(يوســـف‪ )3-1 :‬اآلية‪ .‬فتال عليهم زما ًنا‪ ،‬فقالوا‪:‬‬
‫وجـــل‪ :‬ﵛﭐﱘﱙﱚﱛﱜﱝﵚ‬ ‫َّ‬ ‫يا رســـول الله‪ ،‬لـــو ح ّدثتنا‪ .‬فأنـــزل الله ع َّز‬
‫(الزمر‪ )23 :‬اآليـــة‪ ،‬ك ّل ذلك يؤمر بالقرآن (‪.)1‬‬

‫موضوع السورة‬
‫‪61‬‬
‫قصة يوسف ‪‬‬
‫سورة يوسف‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫تنقسم إلى مقدمة‪ ،‬وقصة‪ ،‬وخامتة‪.‬‬


‫قصة‬ ‫مقدمة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫خامتة‬ ‫حرفي)‬
‫ٌّ‬ ‫أما املقدمـــة (‪ )3-1‬ففيهـــا (مطلـــ ٌع‬
‫وإثبـــات أن‬
‫ُ‬ ‫ني‪،‬‬
‫متبـــع بوصف القـــرآن بأنـــه مب ٌ‬
‫القـــرآن منـــزل مـــن عنـــد اللـــه لوجود أحســـن‬
‫القصـــص فيـــه‪ ،‬مـــع أن النبـــي [ لـــم يكن –قبل نـــزول القـــرآن ‪-‬عاملـًـــا وال متعلمـًـــا‪.‬‬
‫وأما القصـــة (‪ )101-4‬ففيها (مطلـــع ظرفـــي)‪ ،‬وقصة يوســـف ‪ ‬مفصلـــة حيث جاء‬
‫فيهـــا‪ :‬رؤيـــا يوســـف ‪ ‬وحديثه مـــع أبيـــه‪ ،‬فكيد إخوتـــه له لينتقـــل في أحوال شـــتى من‬
‫البئـــر إلـــى بيت العزيز إلى الســـجن إلى عـــرش امللك‪ ،‬حتى جـــاءه أبواه وأخوتـــه‪ ،‬وخروا له‬
‫ـــجدا‪ ،‬وختمـــت القصة بدعاء يوســـف ر َّبه فـــي أدب عجيب‪.‬‬ ‫ُس َّ‬
‫وأما اخلامتـــة (‪ )111-102‬ففيها (املطلع اإلشـــاري) للقصة‪ ،‬واإلشـــارةُ إلـــى احلكمة من‬
‫وإعـــراض أكثر النـــاس عن اإلميـــان‪ ،‬والتذكي ُر بـــأن العاقبة للمرســـلني‪ ،‬وأن هذه‬ ‫ِ‬ ‫إيرادهـــا‪،‬‬
‫القصـــص هدى ورحمـــة للمؤمنني‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه احلاكم (‪ ،)345/2‬وصححه‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وينظر‪ :‬الصحيح املسند من أسباب النزول للوادعي‪.‬‬
‫هي الثانية عشرة بعد هود‪،‬‬
‫ومن مناسبتها تفصيلها لبعض‬
‫ما أجمل في هود من ذكر‬
‫بركات الله على أهل البيت‬
‫‪-‬بيت إبراهيم\‪.-‬‬ ‫هي من املئني ‪ ،‬وجاء في‬
‫إثبات أن القرآن كالم الله‬ ‫من املئني‬ ‫فضلها مع غيرها من‬
‫بدليل اإلخبار املفصل‬ ‫(ذوات آلر)‪.‬‬
‫بقصة يوسف \ و ما‬
‫في القصة من عبر كثيرة‬
‫جدًا‪.‬‬ ‫يوسف‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪62‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة يوسف‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ورد لها سبب نزول‬ ‫تُعد الثانية واخلمسني‪،‬‬
‫واحد فقط يتعلق بتربية‬ ‫نزلت بعد هود‪ ،‬وقبل‬
‫الصحابة على القرآن‪.‬‬ ‫احلجر‪.‬‬

‫افتتحت بحروف‬ ‫تنقسم إلى مقدمة‬


‫مكية اتفاقاً‪ ،‬ولم التهجي عمو ًما ‪ ،‬ثم‬ ‫وقصة وخامتة ‪:‬‬
‫يصح استثناء شيء هي مفتتحة بـ( الر)‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫منها‬

‫اخلامتة (املطلع اإلشاري) للقصة‪ ،‬واإلشارةُ إلى‬ ‫القصة (مطلع ظرفي) ‪،‬‬ ‫حرفي) متبع‬
‫ٌّ‬ ‫املقدمة (مطل ٌع‬
‫احلكمة من إيرادها ‪،‬وإعراض أكثر الناس عن‬ ‫وقصة يوسف مفصلة ‪.‬‬ ‫بوصف القرآن بأنه مبنيٌ‪،‬‬
‫اإلميان‪ ،‬والتذكي ُر بأن العاقبة للمرسلني‪ ،‬وأن هذه‬ ‫وإثبات أن القرآن منزل من‬
‫ُ‬
‫القصص هدى ورحمة للمؤمنني‪.‬‬ ‫عند الله‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم ِّك َية على الراجح‪ ،‬ومل‬ ‫‪13‬‬ ‫‪43‬‬ ‫‪13‬‬
‫يصح استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫الرعد‬

‫الرعد‪ :‬لذكر الرعد فيها‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة الرعد‬

‫هي الثالثة عشـــرة‪ ،‬بعد ســـورة يوسف‪،‬‬ ‫هـــي من املثانـــي‪ ،‬وجاء فـــي فضلها مع‬
‫ومـــن مناســـبتها لهـــا أن فـــي خامتـــة‬ ‫غيرهـــا مـــن (ذوات ﵛﭐﱁﵚ )(‪ )1‬مـــا م َّر‬
‫يوســـف اإلشـــارة إلى آيات الســـماوات‬ ‫في ســـورة يونس‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫واألرض‪ ،‬وفي مطلـــع الرعد تفصيلها‪.‬‬ ‫مستق ً‬
‫ال ثابتًا‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد السادســـة والتســـعني على املشـــهور‪ ،‬بعد ســـورة محمد [‪ ،‬وقبـــل الرحمن‪،‬‬
‫وهـــذا بعيـــد‪ ،‬بل الراجـــح م ِّكيتها؛ لـــورود ما يدل علـــى أن آخرها نزل قبل إســـام‬
‫عمر بـــن اخلطاب ]‪.‬‬

‫مطلع السورة‬

‫افتتحــت بحــروف التهجــي عمو ًمــا‪ ،‬ثــم إنهــا مفتتحــة بـــ ﵛﭐﱁﵚ فهــي فريــدة‬
‫فــي افتتاحهــا‪.‬‬

‫باعتبار أنها ذكرت وسط السور التي بدئت بـ ﵛﭐﱁﵚ‪ ،‬ويحتمل أال تكون منها باعتبار أنها بدئت بـ ﵛﭐﱁﵚ‪.‬‬ ‫(‪ )1‬يحتمل أن تكون الرعد من ذوات ﵛﭐﱁﵚ‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ورد لها ســـبب نزول واحد في الصراع مع املشـــركني‪ ،‬عن أنس ] قال‪ :‬بعث رســـول‬
‫رجل مـــن عظماء اجلاهل َّيـــة يدعوه إلـــى الله تبارك‬ ‫رجـــا مـــن أصحابه إلى ٍ‬‫ً‬ ‫اللـــه [‬
‫ٍ‬
‫حديـــد هو؟ من‬ ‫نحاس هـــو؟ من‬‫ٍ‬ ‫وتعالـــى‪ ،‬فقـــال‪ :‬أيـــش ر ّبك الـــذي تدعـــو إليه؟ مـــن‬
‫ذهـــب هو؟ فأتى النبي [ فأخبـــره‪ ،‬فأعاده النبـــي [ ال َّثانية‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫فض ٍـــة هو؟ من‬
‫َّ‬
‫مثـــل ذلـــك‪ ،‬فأتى النبـــي [‪ ،‬فأخبره‪ ،‬فأرســـله إليـــه ال َّثالثـــة‪ ،‬فقال مثل ذلـــك‪ ،‬فأتى‬
‫النبي [ فأخبره‪ ،‬فأرســـل الله تبـــارك وتعالى عليه صاعق ًة‪ ،‬فأحرقته‪ ،‬فقال رســـول‬
‫«إن الله تبارك وتعالى قد أرســـل على صاحبك صاعقـــ ًة فأحرقته»‪ ،‬فنزلت‬ ‫اللـــه [‪َّ :‬‬
‫(‪)1‬‬
‫هذه اآلية ﱡﭐﵛﭐﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﵚ‬

‫موضوع السورة‬ ‫‪64‬‬


‫يعـــرف من مطلعها‪ ،‬مع النظر إلى افتتاح عدد مـــن آياتها‪ ،‬والتأمل في موضوعاتها‪،‬‬

‫سورة الرعد‬
‫أن موضوعهـــا التعريـــف باللـــه وبكتابـــه‪ ،‬وبيان املنتفعـــن به وأضدادهـــم‪ ،‬وعرض‬
‫أقوال الكافرين ُ‬
‫وشـــ َبهِ هِ م مـــع الرد عليها‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مقدمة‪ ،‬وقسم واحد‪ ،‬يعرف بالله وبكتابه‪ ،‬ويرد على الكافرين‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫تقسم إلى‬
‫حرفي) متبع باإلشـــارة إلى عظمـــة الكتاب‪ ،‬وأنـــه احلق املنزل‬ ‫ٌّ‬ ‫فاملقدمـــة (‪ )1‬فيها (مطلـــ ٌع‬
‫مـــن الرب‪ ،‬وأن أكثـــر الناس – مع ذلـــك‪ -‬ال يؤمنون‪.‬‬
‫ويف القســـم الوحيـــد (‪( )43-2‬مطلـــع ثنائـــي)‪ ،‬والتعريـــف باللـــه‪ ،‬وبكتابـــه والـــرد على‬
‫إن القرآن حق فـــي ثالثـــة مقاطع (‪ )26 ،8 ،2‬فيهـــا‪ :‬التعريف‬ ‫الكافريـــن مـــع التأكيـــد علـــى َّ‬
‫باللـــه‪ ،‬ولفـــت النظـــر إلى أفعالـــه ومخلوقاتـــه الدالة على قدرتـــه‪ ،‬واالســـتدالل على البعث‬
‫مـــع تعجيب مـــن بعض مواقـــف الكفرة التي ال تتناســـب مع هـــذه املعرفـــة‪ ،‬واخلتم بطلبهم‬
‫آيـــة مع الـــرد عليهـــم‪ ،‬مث التعريف باللـــه‪ ،‬وبيان علمه الواســـع‪ ،‬وصـــوالً إلى أحـــوال الناس‬
‫فـــي عبادتهـــم‪ ،‬وموقفهم من احلـــق الذي أنزله اللـــه على نبينا [‪ ،‬وعـــرض ألوصافهم في‬
‫الدنيـــا‪ ،‬وجلزائهم فـــي اآلخرة‪ ،‬مث التعريـــف بالله‪ ،‬وأنـــه القابض الباســـط‪ ،‬والتعجيب من‬
‫طلـــب الكافريـــن آية مـــع ردود متعـــددة عليهم‪ ،‬واخلتم بإنكارهم الرســـالة مع الـــرد عليهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجــه البــزار (‪ ،)7007‬وينظــر‪ :‬الصحيــح املســند مــن أســباب النــزول للوادعــي‪ ،‬وقــد ض ّعفــه صاحــب احملــرر فــي أســباب نــزول القــرآن مــن خــال‬
‫الكتــب التســعة ‪.‬‬
‫هي الثالثة عشرة‪ ،‬بعد يوسف‬
‫ومن مناسبتها لها أن في‬
‫خامتة يوسف اإلشارة إلى آيات‬
‫السماوات واألرض‪ ،‬وفي مطلع‬
‫الرعد تفصيلها‪.‬‬ ‫هي من املثاني ‪ ،‬وجاء‬
‫التعريف بالله‪ ،‬وبكتابه‬ ‫من املثاني‬ ‫في فضلها مع غيرها من‬
‫وبيان املنتفعني به‬ ‫(ذوات الر)‪.‬‬
‫وأضدادهم‪ ،‬وعرض‬
‫أقوال الكافرين ُ‬
‫وش َبهِ هِ م‬
‫مع الرد عليها‪.‬‬ ‫الرعد‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪65‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة الرعد‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ورد لها سبب نزول واحد‬ ‫تُعد السادسة والتسعني‪،‬‬


‫في الصراع مع املشركني‪.‬‬ ‫بعد سورة محمد[‬
‫وقبل الرحمن‪.‬‬

‫افتتحت بحروف التهجي‬ ‫ٍ‬


‫مقدمة‬ ‫تقسم إلى‬
‫مكية على الراجح‪ ،‬عموماً‪ ،‬ثم إنها مفتتحة‬ ‫وقسم وحيد ‪:‬‬
‫ولم يصح استثناء بـ ( املر) فهي فريدة في‬
‫افتتاحها‪.‬‬ ‫شيء منها‪.‬‬

‫القسم الوحيد ( مطلع ثنائي) ‪ ،‬والتعريف‬ ‫حرفي) متبع باإلشارة‬


‫ٌّ‬ ‫املقدمة (مطل ٌع‬
‫بالله ‪ ،‬وبكتابه والرد على الكافرين مع‬ ‫إلى عظمة الكتاب‪ ،‬وأنه احلق املنزل من‬
‫التأكيد على أنَّ القرآن حق ‪ ،‬واخلتم‬ ‫الرب‪ ،‬وأن أكثر الناس ‪ -‬مع ذلك‪ -‬ال‬
‫بإنكارهم الرسالة مع الرد عليهم‪.‬‬ ‫يؤمنون‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪13‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪14‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫إبراهيم‬

‫امسها الوحيد إبراهيم‪ :‬لذكر إبراهيم ‪ ‬فيها‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة إبراهيم‬
‫هـــي الرابعة عشـــرة بعد الرعـــد‪ ،‬ومن‬
‫هي مـــن املثانـــي‪ ،‬وجاء فـــي فضلها‬
‫مناســـبتها ملـــا قبلهـــا أن الرعـــد قـــد‬
‫مع غيرهـــا مـــن (ذوات ﵛﭐﱁﵚ ) ما‬
‫ختمـــت بذكـــر جنـــس الكتـــاب الـــذي‬
‫مـــ َّر في ســـورة يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫أنزلـــه اللـــه‪ ،‬وهـــذه افتتحـــت بالثنـــاء‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫فض ً‬
‫ال ثابتًا‪.‬‬
‫علـــى آخـــر الكتـــب‪ ،‬كمـــا أنهـــا فصلت‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫فـــي أحـــوال الرســـل املشـــار إليهم في‬
‫آخـــر الرعد‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫تعـــد التاســـعة والســـتني؛ بعـــد‬


‫الشـــورى‪ ،‬وقبل األنبياء‪ ،‬والتهديد‬
‫ذكـــر لهـــا ســـبب نـــزول واحـــد فـــي‬ ‫وقـــوة تصويـــر العـــذاب فيهـــا قد‬
‫املشـــركني‪ ،‬واألقـــرب أنـــه مثـــال ال‬ ‫يشـــعران بتأخـــر نســـبي لنزولها‪.‬‬
‫ســـبب نـــزول‪.‬‬
‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫يعرف مـــن مطلعها وافتتـــاح عدد من‬


‫افتتحــت بحــروف التهجــي عمو ًمــا‪،‬‬
‫آياتهـــا أن موضوعها هـــو اإلخراج من‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثــم هــي مفتتحــة بـــ ﵛﭐﱁﵚ‬
‫الظلمـــات إلى النور‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫تنبيهات‬ ‫تنبيهات‬ ‫يبني أعظم‬


‫تخرج من‬ ‫تخرج إلى‬ ‫ما يخرج من‬ ‫ميكن تقســـيمها إلى ثالثة أقســـام؛ أولها يبني‬
‫‪67‬‬ ‫الظلمات‬ ‫النور‬
‫الظلمات إلى‬
‫أعظم ما خيـــرج من الظلمـــات إىل النور‪،‬‬
‫النور‬
‫والثانـــي تنبيهات ختـــرج إىل النور‪ ،‬والثالث‬
‫سورة إبراهيم‬

‫تنبيهات ختـــرج من الظلمات‪.‬‬


‫حرفـــي) متب ٌع بوصـــف الكتاب‪ ،‬وأنـــه أنزل إلخراج‬‫ٌّ‬ ‫أما القســـم األول (‪ )5-1‬ففيه (مطل ٌع‬
‫النـــاس مـــن الظلمات إلـــى النور فـــي مقطعني فيهمـــا‪ :‬بيـــان أن القرآن ســـبب اإلخراج من‬
‫الظلمات إلى النور‪ ،‬مث بيان أن اإلخراج بواســـطة الرســـول ســـنة متبعة‪ ،‬مـــع التمثيل بدعوة‬
‫موســـى ‪ ‬مجملة‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ويف القســـم الثاين (‪( )41-6‬مطلع اســـتفهامي إنكاري)‪ ،‬وذكر تنبيهات تخـــرج الناس إلى‬
‫النـــور فـــي أربعـــة مقاطـــع فيهـــا (‪ :)28 ،24 ،19 ،6‬التفصيـــل في تذكير موســـى ‪ ‬قومه‬
‫وبقصـــص الســـابقني‪ ،‬مث التنبيه‬
‫ِ‬ ‫بالنعـــم‪،‬‬
‫ِ‬ ‫إلخراجهـــم مـــن الظلمات إلـــى النـــور بتذكيرهم‬
‫علـــى قـــدرة اللـــه علـــى إذهاب اخللـــق واإلتيـــان بخلـــق جديد‪ ،‬مـــع موقف أخروي يكشـــف‬
‫مكائـــد إبليـــس‪ ،‬مث التنبيـــه علـــى الكلمـــة الطيبة‪ -‬وهـــي ال إلـــه إال اللـــه‪ ،-‬مث التنبيه على‬
‫النعـــم وشـــكرها‪ ،‬والتحذير من كفرها‪ ،‬واخلتم بدعاء إبراهيم املناســـب ألحوال الشـــاكرين‬
‫واخملالف ألحـــوال الكافرين‪.‬‬
‫ويف القســـم الثالث (‪ )52-42‬مطلع (إنشـــائي) نـــاهٍ ‪ ،‬وتنبيهـــات تخرج مـــن الظلمات في‬
‫مقطعـــن وخامتـــة (‪ )52 ،47 ،42‬فيها‪ :‬النهي عن حســـبان الله غاف ً‬
‫ال عمـــا يعمل الظاملون‪،‬‬
‫مث النهـــي عن حســـبان الله إخـــاف وعد الرســـل‪ ،‬مث تلخيص ملقاصد الســـورة‪.‬‬
‫هي الرابعة عشرة بعد الرعد‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها ملا قبلها أن الرعد قد ختمت‬
‫بذكر جنس الكتاب الذي أنزله الله ‪،‬‬
‫وهذه افتتحت بالثناء على آخر الكتب‪،‬‬
‫كما أنها فصلت في أحوال الرسل‬
‫املشار إليهم في آخر الرعد‪.‬‬ ‫هي من املثاني ‪ ،‬وجاء‬
‫من املثاني‬ ‫في فضلها مع غيرها من‬
‫(ذوات الر)‪.‬‬

‫اإلخراج من الظلمات‬
‫إلى النور‪.‬‬ ‫إبراهيم‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪68‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة إبراهيم‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ذكر لها سبب نزول‬ ‫تُعد التاسعة والستني بعد‬
‫واحد في املشركني‪،‬‬ ‫الشورى و قبل األنبياء ‪.‬‬
‫واألقرب أنه مثال ال‬
‫سبب نزول‪.‬‬

‫افتتحت بحروف التهجي عموماً‪،‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم ثم هي مفتتحة بـ( الر) خصوصاً‪.‬‬ ‫ثالثة أقسام‪:‬‬
‫يصح استثناء شيء‬
‫منها‪.‬‬

‫القسم الثالث (مطلع إنشائي)‬ ‫القسم الثاين (مطلع استفهامي)‬ ‫حرفي) متب ٌع بوصف‬
‫ٌّ‬ ‫القسم األول (مطل ٌع‬
‫نهي‪ ،‬وتنبيهات تخرج من‬ ‫إنكاري‪ ،‬وذكر تنبيهات تخرج الناس‬ ‫الكتاب‪ ،‬وأنه أنزل إلخراج الناس من‬
‫الظلمات‪.‬‬ ‫إلى النور‪.‬‬ ‫الظلمات إلى النور‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪14‬‬ ‫‪99‬‬ ‫‪15‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني على ما ُر ِّجح‬

‫احلجر‬
‫(‪)1‬‬

‫احلجر‪ :‬لذكر احلجر فيها‪ ،‬ولم تذكر في أي سورة أخرى‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة احلجر‬

‫هـــي اخلامســـة عشـــرة بعـــد ســـورة‬


‫هي مـــن املثانـــي‪ ،‬وجاء فـــي فضلها‬
‫إبراهيـــم‪ ،‬ومـــن مناســـبتها ملـــا قبلها‬
‫مع غيرهـــا مـــن (ذوات ﵛﭐﱁﵚ ) ما‬
‫مـــن ذات الـــر أنهـــا أقصرهـــا‪ ،‬كما أن‬
‫مـــ َّر في ســـورة يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫ختامهـــا يناســـب أن يكـــون ختاما لهذه‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫فض ً‬
‫ال ثابتًا‪.‬‬
‫الســـور متشـــابهة املطالـــع‪ ،‬ثـــم إنه ملا‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ختمـــت ســـورة إبراهيم باإلخبـــار أنها‬


‫ترتيب نزول السورة‬
‫بـــاغ افتتحت احلجـــر بتمنـــي الكفار‬
‫فـــي اآلخـــرة أن لـــو كانوا مســـلمني‪.‬‬ ‫تعـــد الثالثـــة واخلمســـن‪ ،‬بعـــد‬
‫ســـورة يوســـف‪ ،‬وقبـــل ســـورة‬
‫األنعـــام‪ ،‬وفيهـــا مـــا روي أنـــه نزل‬
‫فـــي بدايـــة الدعوة اجلهريـــة‪ ،‬كما‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫أن فيهـــا إشـــارة إلى املســـتهزئني‪،‬‬
‫وإلى الذين جعلـــوا القرآن عضني‬
‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫ممـــا قـــد يشـــعر بتأخر النـــزول‪.‬‬

‫(‪ )1‬احلجر‪ :‬هي ديار ثمود قوم نبي الله صالح ‪.--‬‬
‫مطلع السورة‬

‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بـ ﵛﭐﱁﵚ‬

‫موضوع السورة‬

‫يعـــرف مـــن مطلعهـــا مـــع التأمل ملـــا فيها مـــن قصـــص أن موضوعها هـــو بيان‬
‫صفـــات الكافريـــن‪ ،‬ومصيرهم فـــي الدنيـــا واآلخرة‪.‬‬

‫‪70‬‬

‫سورة احلجر‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫إقامة احلجة‪،‬‬
‫بشارة‬ ‫تقســـم إلى مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وقســـمني؛ أولهما‬
‫وبيان طريق‬
‫ونذارة‬ ‫يف إقامـــة احلجـــة‪ ،‬وبيان طريـــق احلق‪،‬‬
‫احلق‬
‫والثاني بشـــارة ونذارة‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫فاملقدمة (‪ )15-1‬فيها مـــع (املطلع احلرفي)‬
‫املتبـــع بوصـــف الكتـــاب ثناءٌ علـــى القرآن‪ ،‬وإشـــارة إلى مـــا يتمناه الكفـــار في النـــار‪ ،‬وذكر‬
‫لصفـــات الكفـــار الذين ال يجـــدي معهم اإلنذار‪ ،‬مـــع التهديد والتذكير بســـنة األولني‪ ،‬والرد‬
‫على بعـــض تهم ومطالـــب الكافرين‪.‬‬
‫والقســـم األول (‪ )48-16‬فيـــه (مطلع خبـــري)‪ ،‬وإقامة للحجـــة وبيان للصراط املســـتقيم‬
‫فـــي ثالثـــة مقاطـــع (‪ )26 ،23 ،16‬فيهـــا‪ :‬آيات اللـــه في مخلوقاتـــه كالســـماء واألرض‪ ،‬مث‬
‫إقامـــة احلجـــة علـــى البعـــث‪ ،‬مث الكالم عـــن الهدايـــة والضالل‪ ،‬مـــع بيان طريـــق االهتداء‬
‫بذكـــر قصـــة آدم وإبليس‪.‬‬
‫والقســـم الثاين (‪ )84-49‬فيه (مطلـــع خطابي) آمر‪ ،‬وبشـــارة ونذارة فـــي مقطعني (‪،49‬‬
‫‪ )78‬فيهمـــا‪ :‬قصـــة إبراهيم ولوط بتفصيل‪ ،‬مث إشـــارات ألمم أخـــرى بإجمال‪.‬‬
‫واخلامتـــة (‪ )99 – 85‬عـــود علـــى ما ســـبق ببيان خلـــق الســـماوات واألرض باحلـــق‪ ،‬وأن‬
‫الســـاعة آتيـــة‪ ،‬مع االمتنان بإيتـــاء النبي [ القـــرآن‪ ،‬واخلتم بتوجيهـــات تثبت على احلق‪.‬‬
‫هي اخلامسة عشرة بعد إبراهيم‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها ملا قبلها من ذوات الر أنها‬
‫أقصرها‪ ،‬كما أن ختامها يناسب أن يكون‬
‫ختاما لهذه السور متشابهة املطالع‪ ،‬ثم إنه‬
‫ملا ختمت سورة إبراهيم باإلخبار أنها بالغ‬
‫افتتحت سورة احلجر بتمني الكفار في‬
‫اآلخرة أن لو كانوا مسلمني‪.‬‬ ‫هي من املثاني ‪ ،‬وجاء‬
‫من املثاني على ما ُرجح‬ ‫في فضلها مع غيرها من‬
‫(ذوات الر) ‪.‬‬
‫بيان صفات‬
‫الكافرين‪ ،‬ومصيرهم‬
‫في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫احلجر‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪71‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة احلجر‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يذكر لها سبب‬ ‫تُعد الثالثة واخلمسني ‪،‬‬


‫نزول‪.‬‬ ‫بعد يوسف وقبل األنعام‪.‬‬

‫افتتحت بحروف التهجي عموماً‪،‬‬ ‫تقسم إلى مقدمة‪،‬‬


‫وقسمني ‪ ،‬وخامتة‪ :‬مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم ثم هي مفتتحة بـ( الر) خصوصاً‪.‬‬
‫يصح استثناء شيء‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة عود على ما سبق ببيان‬ ‫القسم الثاين (مطلع‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫حرفي)‬
‫ٌّ‬ ‫املقدمة (مطل ٌع‬
‫خلق السماوات واألرض باحلق‬ ‫خطابي) آمر ‪ ،‬فيهما‬ ‫خبري)‪ ،‬وإقامة‬ ‫املتبع بوصف الكتاب ثناءٌ‬
‫وأن الساعة آتية‪ ،‬مع االمتنان‬ ‫قصة إبراهيم ولوط‬ ‫للحجة وبيان‬ ‫على القرآن‪ ،‬وإشارة إلى‬
‫بإيتاء النبي [ القرآن‪ ،‬واخلتم‬ ‫بتفصيل ‪ ،‬ثم إشارات‬ ‫للصراط املستقيم‪.‬‬ ‫ما يتمناه الكفار في النار‪،‬‬
‫بتوجيهات تثبت على احلق ‪.‬‬ ‫ألمم أخرى بإجمال‪.‬‬ ‫وذكر لصفات الكفار‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم ِّك َية اتفاقًا‪ ،‬باستثناء‬ ‫‪14‬‬ ‫‪128‬‬ ‫‪16‬‬
‫آية رقم (‪ )110‬فمدنية‬
‫على ما ُر ِّجح‬

‫من المئين‬

‫الن َعم‬
‫ِّ‬ ‫النحل‬

‫النحل‪ :‬لذكر النحل فيها‪ ،‬ولم يذكر في سورة أخرى غيرها‪.‬‬


‫عدد فيها بعض نعمه على عباده‪.‬‬
‫النعم‪ :‬ألن الله َّ‬

‫‪72‬‬

‫موقع السورة‬

‫سورة النحل‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫هـــي السادســـة عشـــرة بعـــد احلجر‪،‬‬ ‫مـــن املئني التي أوتيهـــا النبي [ مكان‬
‫ومـــن مناســـبتها لســـابقتها مناســـبة‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫الزبـــور‪ ،‬ولـــم أجد لها فض ً‬
‫افتتاحهـــا الختتـــام تلـــك‪.‬‬ ‫ثابتًا‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الواحدة والســـبعني على الرواية املشـــهورة‪ ،‬وجـــاء فيها‪« :‬ثم النحـــل أربعني آية‪،‬‬
‫وبقيتهـــا باملدينـــة»‪ ،‬نزلت بعد األنبياء‪ ،‬وقبل الســـجدة‪ ،‬وفيها ما نـــزل قبل آية األنعام‪:‬‬
‫ﵛﭐﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﵚ (األنعـــام‪ ،)١٤٦ :‬كمـــا روي مـــا يجعل نزول بعض‬
‫آياتهـــا مبكـــ ًرا‪ ،‬مـــع مـــا م َّر مـــن َم َد ِن َّيـــة آية منهـــا‪ ،‬وتكرار نـــزول آخر ثـــاث آيات من‬
‫السورة‪.‬‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬

‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪ ،‬باستثناء‪ :‬ﵛ ﭐ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﲮ ﲯ ﲰ ﲱ ﲲ ﲳ‬


‫ﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﵚ (النحـــل‪ )110:‬فمدنيـــة علـــى ما ُر ِّجح؛ فعن‬
‫ناس من أهل م َّكة أســـلموا‪ ،‬وكانوا مســـتخفني باإلســـام‪،‬‬ ‫ـــاس ]‪ ،‬قال‪ :‬كان ٌ‬ ‫ابـــن ع َّب ٍ‬
‫بـــدر مع‬
‫بـــدر أخرجوهم مكرهـــن‪ ،‬فأصيـــب بعضهم يوم ٍ‬ ‫فلمـــا خـــرج املشـــركون إلـــى ٍ‬
‫َّ‬
‫املشركني‪ ،‬فقال املســـلمون‪ :‬أصحابنا هؤالء مســـلمون أخرجوهم مكرهني‪ ،‬فاستغفروا‬
‫لهـــم‪ ،‬فنزلت هـــذه اآليـــة‪:‬ﵛﭐﱰﱱﱲﱳﱴﱵﵚ (النســـاء‪ )97 :‬اآليـــة‪ ،‬فكتب‬
‫الطريق‬ ‫املســـلمون إلى من بقـــي منهم مب َّكة بهذه اآلية‪ ،‬فخرجوا‪ ،‬حتَّـــى إذا كانوا ببعض َّ‬
‫ظهـــر عليهم املشـــركون وعلى خروجهـــم‪ ،‬فلحقوهم فر ُّدوهـــم‪ ،‬فرجعوا معهـــم‪ ،‬فنزلت‬
‫هذه اآليـــة‪:‬ﭐﵛﭐﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﵚ (العنكبوت‪،)10 :‬‬
‫‪73‬‬
‫فكتب املســـلمون إليهـــم بذلك فحزنوا‪ ،‬فنزلت هـــذه اآلية‪:‬ﵛﭐﲩﲪﲫﲬﲭ‬
‫ﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﵚ‬
‫(النحل‪)110:‬‬
‫سورة النحل‬

‫فكتبـــوا إليهم بذلك»‪ ،‬كمـــا ُرجح تكرر نـــزول‪ :‬ﱡﵛﭐﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶ‬


‫ﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀ ﳁ ﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈ‬
‫ﳉﳊﳋﳌﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓﳔﳕﵚ(‪( )1‬النحـــل‪.)128-126 :‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ســـتة أســـباب‪ ،‬أربعـــة منهـــا فـــي‬


‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫الصـــراع مـــع املشـــركني‪ ،‬واثنـــان‬
‫مرتبطـــان بالعهـــد املدنـــي‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫بالنظــر إلــى معانيهــا العامــة ميكــن أن يعــد مــن موضوعاتهــا الرئيســة التذكيــر بال ِّن َعـ ِـم‪،‬‬
‫والتذكيــر باآلخــرة فــي حيــز الدعــوة إلــى الدخــول فــي اإلســام كافــة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البــزار (كمــا فــي كشــف األســتار عــن زوائــد البــزار‪ ،‬للهيثمــي‪ :‬ح ‪ ،)2204‬وقــال الهيثمــي فــي مجمــع الزوائــد ومنبــع الفوائــد‪ :‬رواه البــزار‪ ،‬ورجالــه رجــال‬
‫الصحيــح غيــر محمــد بــن شــريك‪ ،‬وهــو ثقــة‪.‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬
‫األساس‬
‫البيان العملي‬ ‫النظري‬
‫للدخول في‬ ‫تقســـم إلى قســـمني‪ ،‬أولهما فـــي األساس‬
‫للدخول في‬
‫اإلسالم‬ ‫اإلسالم‬ ‫النظـــري للدخول يف اإلســـام‪ ،‬والثاني‬
‫البيان العملي للدخول يف اإلســـام‪.‬‬
‫فالقســـم األول (‪ )89-1‬فيـــه (مطلـــع‬
‫خبـــري) مخبر عن املســـتقبل باملاضي‪ ،‬واألســـاس النظري للدخول في اإلســـام كله‬
‫فـــي ثالثـــة مقاطع (‪ )65 ،24 ،1‬فيهـــا‪ :‬اإلخبار بقرب إتيان أمر اللـــه‪ ،‬وتنزيه الله عن‬
‫الشـــرك‪ ،‬والتذكيـــر بتدبير الله للخلق وصوالً إلى التوحيد ورفض الشـــرك‪ ،‬واإلميان‬
‫باليـــوم اآلخـــر‪ ،‬واحلـــث على شـــكر النعم‪ ،‬مع اإلشـــارة الســـتكبار الكفـــار وإنكارهم‬
‫التوحيـــد‪ ،‬مث التذكيـــر بحـــال ومصير املســـتكبرين على مـــا أنزل اللـــه‪ ،‬وأضدادهم‬ ‫‪74‬‬
‫مـــن املســـتجيبني لدعـــوة اللـــه‪ ،‬وذكر مواقـــف وشـــبه للكافرين مـــع الـــرد عليها‪ ،‬مع‬
‫تأكيـــد أمـــر التوحيد ضمن آيات تخللتها آية ســـجدة ذكرت بســـجود الكائنات‪ ،‬وعدم‬

‫سورة النحل‬
‫اســـتكبار املالئكـــة عـــن الســـجود‪ ،‬مث تعـــداد ملزيد مـــن النعم مـــع التذكيـــر باآلخرة‬
‫واخلتم بنعمـــة تنزيل الكتـــاب تبيانا لكل شـــيء‪.‬‬
‫والقســـم الثاين (‪ )128-90‬فيه (مطلع ثنائـــي)‪ ،‬وبيان عملي للدخول في اإلســـام‬
‫في مقدمة‪ ،‬وخمســـة مقاطـــع (‪ )120 ،112 ،98 ،90‬فيها‪ :‬أساســـيات األمر والنهي‪،‬‬
‫ال‪ ،‬ثـــم أدب التعامل مـــع القرآن الـــذي هو منهج‬ ‫مـــع األمـــر بالوفـــاء بعهد اللـــه مفص ً‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫اإلســـام‪ ،‬وبيان ســـلطانه علـــى أوليائه دون املؤمنـــن املتوكلني‪ ،‬ومزيد رد على شـــبه‬
‫الكافريـــن‪ ،‬والتهديـــد للمرتدين واســـتثناء املكرهني‪ ،‬مث ضرب املثـــل يحذر من يكفر‬
‫بنعمـــة اللـــه بعـــذاب دنيوي‪ ،‬مع توجيـــه املؤمنني إلى احلـــال الطيـــب‪ ،‬والتحذير من‬
‫التحـــرمي والتحليـــل بغيـــر علم‪ ،‬واخلتـــم بفتح بـــاب التوبة‪ ،‬ثـــم ذكـــر إبراهيم ‪‬‬
‫إما ًما في اإلســـام شـــاك ًرا ألنعـــم اللـــه‪ ،‬واخلتم بذكر آداب الدعوة لإلســـام‪.‬‬
‫هي السادسة عشرة بعد‬
‫احلجر‪ ،‬ومن مناسبتها‬ ‫من املئني التي‬
‫لسابقتها مناسبة‬ ‫أوتيها النبي [‬
‫التذكير بال ِّن َع ِم‬ ‫من املئني‬ ‫افتتاحها الختتام تلك‪.‬‬ ‫مكان الزبور‪.‬‬
‫والتذكير باآلخرة‬
‫في حيز الدعوة إلى‬
‫الدخول في اإلسالم‬ ‫النحل ‪،‬‬
‫كافة‪.‬‬ ‫ال ِّن َعم‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪75‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة النحل‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ستة أسباب‪ ،‬أربعة‬ ‫تُعد الواحدة‬


‫منها في الصراع مع‬ ‫والسبعني على‬
‫املشركني‪ ،‬واثنان‬ ‫الرواية املشهورة‪،‬‬
‫مرتبطان بالعهد املدني‪.‬‬ ‫نزلت بعد األنبياء‬
‫وقبل السجدة‪.‬‬
‫افتتحت بجملة‬ ‫تقسم إلى‬
‫خبرية ‪.‬‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬باستثناء‬ ‫قسمني‪:‬‬
‫آية رقم (‪ )110‬فمدنية‬
‫على ما ُرجح‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع ثنائي) ‪ ،‬وبيان عملي‬ ‫القسم األول (مطلع خبري) مخبر عن‬
‫للدخول في اإلسالم واخلتم بفتح باب التوبة‪،‬‬ ‫املستقبل باملاضي‪ ،‬واألساس النظري للدخول‬
‫ثم ذكر إبراهيم إماماً في اإلسالم شاك ًرا ألنعم‬ ‫في اإلسالم كله و تعداد ملزيد من النعم مع‬
‫الله‪ ،‬واخلتم بذكر آداب الدعوة لإلسالم ‪.‬‬ ‫التذكير باآلخرة واخلتم بنعمة تنزيل الكتاب‬
‫تبيانا لكل شيء‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪15‬‬ ‫‪111‬‬ ‫‪17‬‬
‫استثناء شيء منها‬

‫من المئين‬

‫سبحان‬ ‫بين إسرائيل‬ ‫اإلسراء‬

‫اإلسراء‪ :‬لإلشارة إلى قصة إسراء النبي [ إلى املسجد األقصى‪.‬‬


‫بين إسرائيل‪ :‬لذكر بني إسرائيل في أولها وآخرها‪.‬‬
‫سبحان‪ :‬الفتتاحها بهذه الكلمة‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫سورة اإلسراء‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫ورد عـــن النبـــي [ أنـــه كان ال ينـــام حتَّى يقرأ بنـــي إســـرائيل والزُّمر(‪ ،)1‬كمـــا أنها من‬
‫املســـ ِّبحات التـــي أوصى بها النبي [ فـــي احلديث املتقدم في ســـورة يونس في فضل‬
‫ذات الـــر‪ ،‬وهي من العتاق األول التي قال ابن مســـعود ]‪« :‬إ َّن َّ‬
‫هـــن من العتاق(‪ )2‬األول‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وهـــن من تالدي(‪ ،)4(»)3‬قاله في ســـور‪ :‬بني إســـرائيل‪ ،‬والكهف‪ ،‬ومـــرمي‪ ،‬وطه‪ ،‬واألنبياء‪،‬‬ ‫َّ‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ولم أجد لســـورة اإلســـراء فضال مســـتقال ثابتًا‬

‫موقع السورة‬

‫هـــي الســـابعة عشـــرة بعد النحـــل‪ ،‬ومن مناســـبتها لهـــا تفصيلها في شـــأن بني‬
‫إســـرائيل بعد اإلشـــارة إلـــى أصحاب الســـبت فـــي النحل‪.‬‬

‫راو مختلــف‬
‫(‪ )1‬رواه الترمــذي (‪ ،)3405‬وقــال‪ :‬حســن غريــب‪ ،‬وأورده األلبانــي فــي الصحيحــة (ح ‪ ،)641‬وفــي احلديــث خــاف؛ ألن مــداره علــى أبــي لبابــة‪ ،‬وهــو ٍ‬
‫فيــه‪ ،‬واألكثــرون علــى توثيقــه‪ ،‬ينظــر‪ :‬كالم محققــي املســند –طبعــة الرســالة– (‪.)394/41‬‬
‫عتيق وهو القدمي أو هو ك ّل ما بلغ الغاية في اجلودة ‪ -‬فتح الباري بتصرف واختصار‪.-‬‬ ‫(‪ )2‬العِ تَاق‪ :‬جمع ٍ‬
‫ـعود أ ّنهـ ّـن مــن أ َّول مــا تعلّــم مــن القــرآن‪ ،‬وإنَّ لهـ ّـن فضـ ًـا؛ ملــا فيهـ ّـن مــن القصــص‬
‫(‪ )3‬ال ّتــاد‪ :‬قــدمي مــا ميلكــه اإلنســان‪ ،‬وهــو بخــاف الطــارف ومــراد بــن مسـ ٍ‬
‫وأخبــار األنبيــاء واألمم ‪ -‬فتــح البــاري بتصــرف واختصــار‪.-‬‬
‫(‪ )4‬رواه البخاري (‪.)4994‬‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬

‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪ ،‬ولم يصح استثناء شيء منها‪ ،‬لكن رجح تكرار نزول‪:‬ﵛﭐﲻﲼﲽﲾ‬
‫ﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﵚ في مكة واملدينة‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫األحـــكام املتتابعة فيها‪،‬‬


‫ِ‬ ‫تعـــد التاســـعة واألربعني؛ بعـــد القصص‪ ،‬وقبل يونـــس‪ ،‬وذك ُر‬
‫وحادثةِ األســـراء ‪-‬وهي متأخـــرة‪ ،-‬مع كونِها من العتاق األول‪ ،‬ونـــزولِ بعضها والنبي‬
‫[ مختـــف مبكـــة يشـــعر بنزولهـــا متفرقـــة فـــي زمن طويـــل مـــن العهد املكـــي‪ ،‬مع‬
‫مالحظـــة تكـــرار نزول آيـــة منها في العهـــد املدني‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫سورة اإلسراء‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ســـتة أســـباب‪ ،‬واحد منها في اليهود في العهد املدني‪ ،‬وأربعة منها تتعلق باملشـــركني‪،‬‬
‫منها قول ابن عباس ] فيﭐﵛﭐﱽﱾﱿﲀﲁ ﲂ ﲃﲄﲅﲆﲇﲈ ﲉ ﲊ‬
‫ﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﲓﲔﲕﵚ (اإلســـراء‪« :)١١٠ :‬نزلـــت ورســـول الله [‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مختـــف مب َّكـــة‪ ،‬كان إذا صلَّـــى بأصحابه رفـــع صوته بالقرآن‪ ،‬فإذا ســـمعه املشـــركون‬
‫ٍ‬
‫ســـ ُّبوا القرآن‪ ،‬ومـــن أنزله‪ ،‬ومن جـــاء به‪ ،‬فقـــال الله تعالى لنب ِّيـــه ﭐﵛﲋﲌﲍﵚ‬
‫أي بقراءتك‪ ،‬فيســـمع املشـــركون فيســـ ُّبوا القـــرآن‪،‬ﭐﵛﲎﲏﲐﵚﱠ عـــن أصحابك فال‬
‫تســـمعهم‪،‬ﭐﵛﲑﲒﲓﲔﵚ‪ .»)1(،‬والســـبب الســـادس فـــي نـــزول نفـــس اآلية حيث‬
‫يجعلها فـــي الدعاء‪.‬‬

‫مطلع السورة‬

‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫افتتحت بالثناء عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بالتسبيح‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪– )4722‬واللفظ له‪ ،-‬ومسلم (‪.)446‬‬


‫موضوع السورة‬

‫يعــرف مــن مطلعهــا وخامتتهــا مــع اســمها (بني إســرائيل) أن مــن موضوعاتها األساســية‬
‫التعريــف بهــؤالء القــوم فــي ســبيل أخــذ العبــرة‪ ،‬وشــكر نعمــة القــرآن‪ ،‬وبيــان مــا يصــرف‬
‫عــن تلــك النعمــة‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫مزيد تفصيل‬ ‫الن َعم‪،‬‬


‫تقســـم إلـــى قســـمني؛ أولهمـــا عـــن ِّ‬
‫في النِّعم‪.‬‬
‫ال ِّن َعم‬ ‫‪78‬‬
‫النعم‪.‬‬
‫والثانـــي مزيـــد تفصيـــل يف ِّ‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )69-1‬ففيـــه (مطلـــع‬

‫سورة اإلسراء‬
‫ثنائي) بالتســـبيح‪ ،‬وإشـــارات للنعـــم ولوازمها‪،‬‬
‫ومـــا يضادهـــا في مقدمة ومقطعـــن (‪ )41 ،4 ،1‬فيها‪ :‬اإلشـــارة إلى نعم اللـــه على أنبيائه‪،‬‬
‫وشـــكرهم لهـــا‪ ،‬مث بيـــان كفر بني إســـرائيل‪ ،‬وعـــدم امتثالهـــم‪ ،‬واحلديث عـــن نعمة هداية‬
‫منوذجا لهدايـــة القرآن‪ ،‬مث‬
‫ً‬ ‫القـــرآن للتـــي هي أقوم‪ ،‬فأوامـــر ونواهٍ في طريق الشـــكر متثل‬
‫اإلشـــارة إلى عالج موانـــع االهتداء بالقرآن‪ ،‬والرد على شـــبه الكفار مـــع التذكير باآلخرة‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫واإلشـــارة إلـــى احلكمـــة من عـــدم اإلتيان باآليـــات التي يطلبهـــا املكذبـــون‪ ،‬واخلتم بقصة‬
‫آدم ‪ ‬وذكر عناد واســـتكبار الشـــيطان‪.‬‬
‫وأما القســـم الثـــاين (‪ )111- 70‬ففيه (مطلـــع خبري)‪ ،‬وزيـــادة تفصيل للنعـــم في ثالثة‬
‫مقاطـــع (‪ )101 ،89 ،70‬فيهـــا‪ :‬تكـــرمي بنـــي آدم‪ ،‬وتكليفهـــم‪ ،‬وتثبيت النبـــي [ على طريق‬
‫احلـــق‪ ،‬مع أوامر متثل الشـــكر علـــى النعم‪ ،‬وتعني علـــى الثبات وااللتزام باإلســـام كله‪ ،‬مع‬
‫عـــودة مرة بعـــد أخرى للحديث عن القـــرآن‪ ،‬مث التذكيـــر بنعمة تصريف القـــرآن‪ ،‬ومقابلة‬
‫أكثـــر النـــاس لها بالكفـــران‪ ،‬مث ذكر موقـــف فرعون مـــن النعمة في تكذيبه بدعوة موســـى‬
‫‪ ،‬وكيـــف كانت العاقبة لبني إســـرائيل‪ ،‬وختم القســـم والســـورة باحلديـــث عن القرآن‪.‬‬
‫هي السابعة عشرة بعد‬
‫النحل‪ ،‬ومن مناسبتها‬ ‫ما ورد عن النبي [ أنه ال ينام‬
‫لها تفصيلها في شأن‬ ‫حتى يقرأ بنى إسرائيل و الزمر‪،‬‬
‫بني إسرائيل بعد اإلشارة‬ ‫وهي من العتاق األول ‪ ،‬كما أنها من‬
‫التعرف على (بني‬ ‫إلى أصحاب السبت في‬ ‫املس ِّبحات التي أوصى بها النبي‬
‫إسرائيل) على سبيل‬ ‫من املئني‬ ‫النحل ‪.‬‬ ‫[ في احلديث‪.‬‬
‫أخذ العبرة وشكر‬
‫نعمة القرآن‪ ،‬وبيان‬ ‫اإلسراء‬
‫ما يصرف عن تلك‬ ‫بني إسرائيل‬
‫النعمة‪.‬‬ ‫سبحان‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪79‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة اإلسراء‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ستة أسباب‪ ،‬واحد‬ ‫تُعد التاسعة‬


‫منها في اليهود في‬ ‫واألربعني بعد‬
‫العهد املدني‪ ،‬وأربعة‬ ‫القصص ‪ ،‬وقبل‬
‫منها تتعلق باملشركني‪،‬‬ ‫يونس‪.‬‬
‫والسادس في الدعاء‪.‬‬

‫افتتحت بالثناء‬ ‫تقسم إلى قسمني‬


‫عموماً‪ ،‬ثم هي مفتتحة‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم يصح‬ ‫ثم خامتة‪:‬‬
‫بالتسبيح خصوصاً‪.‬‬ ‫استثناء شيء منها‪ ،‬لكن‬
‫رجح تكرار نزول آية رقم‬
‫(‪ )110‬في مكة واملدينة‬

‫اخلامتة احلديث عن‬ ‫القسم الثاين (مطلع‬ ‫القسم األول (مطلع ثنائي)‬
‫القرآن‪.‬‬ ‫خبري)‪ ،‬وزيادة تفصيل‬ ‫بالتسبيح‪ ،‬وإشارات للنعم‬
‫للنعم ‪.‬‬ ‫ولوازمها وما يضادها‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪16-15‬‬ ‫‪110‬‬ ‫‪18‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المئين‬

‫الكهف‬

‫الكهف‪ :‬لذكر قصة أصحاب الكهف فيها‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الكهف‬
‫هي الثامنة عشـــرة بعد اإلســـراء‪،‬‬ ‫مـــن فضائلهـــا مـــا ورد أن البـــراء بـــن‬
‫ومـــن مناســـبتها لهـــا أن تلـــك‬ ‫عـــازب ٍ ] قال‪ :‬قـــرأ رجـــ ٌل الكهف‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ختمـــت باحلمد‪ ،‬وهـــذه بدأت به‪.‬‬ ‫الدا َّبـــة‪ ،‬فجعلـــت تنفـــر‪،‬‬
‫الـــدار َّ‬
‫وفـــي َّ‬
‫فســـلَّم‪ ،‬فـــإذا ضبابـــ ٌة‪ ،‬أو ســـحاب ٌة‬
‫غشـــيته‪ ،‬فذكره للنَّبي [ فقال‪« :‬اقرأ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫الســـكينة نزلـــت للقرآن»‪،‬‬ ‫فالن‪ ،‬فإ َّنها َّ‬
‫ترتيب نزول السورة‬ ‫أو «تنزَّلـــت للقـــرآن» ‪ ،‬ومـــن فضائلها‬
‫(‪)1‬‬

‫إن النبـــي [‪ ،‬قـــال‪« :‬من حفظ عشـــر‬ ‫َّ‬


‫تعـــد الســـابعة والســـتني‪ ،‬بعـــد‬ ‫آيـــات من أ َّول ســـورة الكهف عصم من‬ ‫ٍ‬
‫الغاشـــية‪ ،‬وقبـــل الشـــورى‪ ،‬وقـــد‬ ‫الد َّجـــال»(‪.)2‬‬
‫َّ‬
‫يدل كونهـــا من العتـــاق األول على‬
‫تبكير نســـبي في النـــزول‪ ،‬كما قد‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫يدل مـــا جاء فـــي أســـباب نزولها‬
‫على تأخر لبعضهـــا فتكون ممتدة‬ ‫ســـببا نزول؛ أحدهما يتعلـــق باليهود‪،‬‬
‫النزول‪.‬‬ ‫واآلخر ظاهـــره أن نزول اآلية املتعلقة‬
‫به كان بعد تشـــريع اجلهاد‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)5011‬ومسلم (‪ ،)795‬وهذا لفظه‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪.)809‬‬
‫مطلع السورة‬

‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫افتتحت بالثناء عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة باحلمد‬

‫موضوع السورة‬

‫تعرف بالدنيا وبأحوال الناس فيها‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫سورة الكهف‬

‫تقسم إلى مقدمة‪ ،‬وقصص‪ ،‬وخامتة‪.‬‬


‫أما املقدمـــة (‪ )8-1‬ففيها (مطلع ثنائي) باحلمـــد‪ ،‬ووصف للقرآن‪ ،‬ونهـــي عن احلزن على‬
‫املكذبـــن‪ ،‬وبيان احلكمة من تزيـــن احلياة الدنيا‪.‬‬
‫وأمـــا القصص (‪ )98-9‬ففيهـــا (مطلع إضرابـــي) انتقالـــي‪ ،‬توجيهات عن الدنيـــا‪ ،‬وأحوال‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫النـــاس فـــي أربعـــة مقاطـــع‪ )83 ،60 ،32 ،9( :‬فيهـــا‪ :‬قصـــ ُة أصحـــاب الكهف الذيـــن آثروا‬
‫اآلخـــرة علـــى الدنيا‪ ،‬والتعقيب بوصايـــا وتوجيهات كاألمر بتالوة القـــرآن‪ ،‬ومالزمة املقبلني‬
‫علـــى اللـــه‪ ،‬والنهـــي عن أدنـــى انصراف عنهـــم ألجل الدنيـــا‪ ،‬مـــع الترهيـــب والترغيب‪ ،‬ثم‬
‫ال للكافريـــن واملؤمنني فـــي إعزاز الله ألهـــل اإلميـــان‪ ،‬وأن العاقبة‬ ‫قصـــة رجلـــن ضربـــا مث ً‬
‫لهـــم‪ ،‬وإهانتـــه ألهل الكفـــر بعد إمهالهـــم‪ ،‬وتعقيـــب قصتهما بحديـــث عن الدنيـــا وزينتها‪،‬‬
‫مـــع اإلشـــارة للباقيـــات الصاحلات وحديـــث عظيم عن مواقـــف من يوم القيامـــة‪ ،‬مث قصة‬
‫َّصب من أجـــل العلم‪ ،‬مث قصـــة ذي القرنني‬ ‫اخلضـــر وموســـى ‪ ‬الـــذي رحل وأصابـــه الن َ‬
‫الـــذي ســـخر الدنيا خلدمة الديـــن‪ ،‬وفي آخرهـــا ذكر ليأجـــوج ومأجوج‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪ )110-99‬انتقـــال إلـــى ذكـــر اآلخـــرة‪ ،‬وجـــزاء الكفار فيهـــا‪ ،‬وما أعـــده لله‬
‫للمؤمنـــن‪ ،‬وحملـــة عن ســـعة كلمات اللـــه رب العاملني إيذانا بـــأن علمه – ســـبحانه وتعالى‪-‬‬
‫أوســـع بكثير مـــن العجائـــب املذكورة فـــي هـــذه الســـورة‪ ،‬واخلتم بخالصة هـــذا الدين‪.‬‬
‫هي الثامنة عشرة‬
‫بعد اإلسراء‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها لها أن تلك‬ ‫من حفظ عشر آيات من‬
‫ختمت باحلمد وهذه‬ ‫أول سورة الكهف عصم‬
‫بدأت به‪.‬‬ ‫من الدجال ‪ ،‬وما ورد من‬
‫من املئني‬ ‫نزول السكينة عندما قرآها‬
‫صحابي في داره ‪.‬‬
‫تعرف بالدنيا‬
‫وبأحوال الناس فيها‪.‬‬ ‫الكهف‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪82‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة الكهف‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫سببا نزول أحدهما‬ ‫تُعد السابعة والستني‪،‬‬
‫يتعلق باليهود‪ ،‬واآلخر‬ ‫بعد الغاشية وقبل‬
‫ظاهره أن نزول اآلية‬ ‫الشورى‪.‬‬
‫املتعلقة به كان بعد‬
‫تشريع اجلهاد‪.‬‬

‫افتتحت بالثناء عموماً‪،‬‬ ‫تقسم إلى مقدمة‪،‬‬


‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم ثم هي مفتتحة باحلمد‬ ‫وقصص‪ ،‬وخامتة‪:‬‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة انتقال إلى ذكر اآلخرة وجزاء‬ ‫القصص (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع ثنائي) باحلمد‪،‬‬
‫الكفار فيها‪ ،‬وما أعده لله للمؤمنني‪،‬‬ ‫إضرابي) انتقالي‪،‬‬ ‫ووصف للقرآن‪ ،‬ونهى عن احلزن‬
‫وحملة عن سعة كلمات الله رب العاملني ‪،‬‬ ‫توجيهات عن الدنيا‪،‬‬ ‫على املكذبني‪ ،‬وبيان احلكمة من‬
‫واخلتم بخالصة هذا الدين‪.‬‬ ‫وأحوال الناس ‪.‬‬ ‫تزيني احلياة الدنيا‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪16‬‬ ‫‪98‬‬ ‫‪19‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني على ما ُر ِّجح‬

‫ﵛﭐﱁﵚ‬ ‫مرمي‬

‫مرمي‪ :‬لذكر قصة مرمي‪.‬‬


‫كهيعص‪ :‬الفتتاحها بهذه احلروف‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة مرمي‬

‫هـــي التاســـعة عشـــرة‪ ،‬ومن‬ ‫ال مســـتق ً‬


‫ال‬ ‫مـــن املثانـــي‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫مناســـبتها للكهف اشـــتمال‬ ‫ثابتًـــا‪ ،‬لكـــن جـــاء فيهـــا مقرونـــة بغيرها أن‬
‫الســـورتني علـــى قصـــص‬ ‫ابـــن مســـعود ] قال فـــي بني إســـرائيل‪،‬‬
‫عجيبـــة‪ ،‬وقصـــص مـــرمي‬ ‫والكهـــف‪ ،‬ومرمي‪ ،‬وطه‪ ،‬واألنبيـــاء‪« :‬إ َّن َّ‬
‫هن من‬
‫أعجـــب‪.‬‬ ‫وهـــن من ت َ‬
‫ِـــادِ ي»(‪.)1‬‬ ‫َّ‬ ‫العِ تَـــاقِ األُ َولِ ‪،‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثالثـــة واألربعـــن‪ ،‬نزلـــت بعـــد فاطر‪ ،‬وقبـــل طه‪ ،‬وفـــي قصة هجرة احلبشـــة‬
‫َّجاشـــي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫واحلـــوار الـــذي كان بني جعفـــر بن أبي طالب ] والنجاشـــي‪ :‬فقال له الن‬
‫مما جـــاء به عن اللـــه من شـــيءٍ ؟ قالت‪ :‬فقـــال له جعفـــ ٌر‪ :‬نعـــم‪ ،‬فقال له‬ ‫هـــل معـــك َّ‬
‫علي‪ ،‬فقـــرأ عليه صد ًرا مـــن ﵛﭐﱁﵚ (مـــرمي‪ ،)1 :‬قالت‪ :‬فبكى‬ ‫َّجاشـــي‪ :‬فاقـــرأه ّ‬
‫ُّ‬ ‫الن‬
‫َّجاشـــي حتَّى أخضل حليته‪ ،‬وبكت أســـاقفته حتَّـــى أخضلوا مصاحفهم حني‬ ‫ُّ‬ ‫والله الن‬
‫إن هـــذا والذي جاء به موســـى ليخرج من‬ ‫َّجاشـــي‪َّ :‬‬
‫ُّ‬ ‫ســـمعوا مـــا تال عليهم‪ ،‬ثم قال الن‬
‫مشـــكاةٍ واحـــدةٍ ‪ ،‬انطلقا فو الله ال أســـلمهم إليكم أبـــ ًدا‪ ،‬وال أكاد ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫ومر أنها من العتاق األول‪ ،‬مما يشعر بتبكير في النزول‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4994‬‬


‫(‪ )2‬مسند اإلمام أحمد (‪ ،)267 ،266/3‬وحسنه محققوه‪.‬‬
‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫افتتحــت بحــروف التهجــي عمو ًما‪،‬‬ ‫ُذكـــر لهـــا ســـببا نـــزول‪ ،‬أحدهمـــا‪ :‬أن‬
‫النبـــي [ قـــال جلبريـــل‪« :‬مـــا مينعـــك‬
‫ثــم إنهــا مفتتحــة بـــ ﵛﭐﱁﵚ‬
‫ممـــا تزورنـــا»‪ ،‬فنزلت‪:‬‬
‫أن تزورنـــا أكثر َّ‬
‫فهــي فريــدة فــي افتتاحهــا‪.‬‬
‫ﭐﵛ ﭐ ﳗ ﳘ ﳙ ﳚ ﳛ ﳜ ﳝ ﳞ ﳟ ﳠ‬
‫ﳡﳢﵚ(مـــرمي‪ ،)1( )٦٤ :‬والثانـــي يصـــور‬
‫الصـــراع مـــع الكفـــار‪.‬‬

‫موضوع السورة‬
‫ميكـــن بالنظـــر إلى قســـميها أن يعرف أنها تتحدث عن الرســـل مـــن جهة‪ ،‬وعن‬ ‫‪84‬‬
‫حـــال املنحرفني عن دعوة الرســـل مـــن جهة أخرى‪.‬‬

‫سورة مرمي‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬
‫املنحرفني‬
‫عباد الله‬ ‫ميكن أن تقسم إلى قسمني؛ أولهما يف عباد‬
‫عن الصراط‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫الصاحلني‬
‫املستقيم‬ ‫اهلل الصاحلني‪ ،‬والثاني في املنحرفني عن‬
‫الصراط املستقيم‪.‬‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )58-1‬ففيـــه (مطلـــ ٌع‬
‫حرفـــي)‪ ،‬وذكر لعباد الله الصاحلـــن في أربعة مقاطع وخامتـــة (‪ )58،51 ،41،16 ،2‬فيها‪:‬‬ ‫ٌّ‬
‫قصـــة زكريـــا ويحيى ‪ ‬العجيبة‪ ،‬مث ذكر قصة مرمي ‪ ‬وعيســـى‪ ‬األعجب‪ ،‬مث ذكر‬
‫دعـــوة إبراهيم ‪ ‬ألبيه‪ ،‬مث اإلشـــارة إلى موســـى وهـــارون وإســـماعيل وإدريس‪ ،‬مث‬
‫آية ســـجدة فيها اإلشـــارة إلـــى عبوديتهـــم جمي ًعا للـــه وخرورهم ســـج ًدا وبكياً‪.‬‬
‫أما القســـم الثـــاين (‪ )98-59‬ففيـــه (مطلـــع خبـــري)‪ ،‬وذكـــر للمنحرفني عـــن الصراط‬
‫املســـتقيم والـــرد عليهم فـــي أربعـــة مقاطـــع (‪ )88 ،81 ،66 ،59‬فيها‪ :‬انحـــراف الناس بعد‬
‫الرســـل‪ ،‬مث الرد على منكري البعث‪ ،‬مع ذكر شـــبهة أنهم أرغد ً‬
‫عيشـــا فـــي الدنيا‪ ،‬مث الرد‬
‫علـــى اتخـــاذ الشـــركاء مع اإلنذار والتبشـــير‪ ،‬مث الـــرد على نســـبة الولد‪ ،‬مع تكـــرر اإلنذار‬
‫والتبشـــير فـــي مواضع متعـــددة من هذا القســـم الثاني‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4731‬‬


‫هي التاسعة عشرة‬
‫ومن مناسبتها للكهف‬
‫اشتمال السورتني‬
‫على قصص عجيبة‪،‬‬
‫من املثاني‬ ‫من املثاني ‪ ،‬وهي من‬
‫وقصص مرمي أعجب‪.‬‬
‫تتحدث عن الرسل‬ ‫على ما ُرجح‬ ‫العتاق األول ‪.‬‬
‫من جهة‪ ،‬وعن حال‬
‫املنحرفني عن دعوة‬
‫الرسل من جهة‬ ‫مرمي ‪،‬‬
‫أخرى‪.‬‬ ‫كهيعص‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪85‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة مرمي‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ذُكر لها سببا نزول‪،‬‬


‫تُعد الثالثة واألربعني‪،‬‬
‫أحدهما ما في البخاري‬
‫نزلت بعد فاطر وقبل‬
‫(‪ )4731‬أن النبي[ قال‪:‬‬
‫طه‪.‬‬
‫« ما مينعك أن تزو َرنا أكثر‬
‫مما تزو ُرنا »‪ ،‬فنزلت اآلية‬
‫(مرمي‪ ، ) ٦٤ :‬والثاني‬
‫يصور الصراع مع الكفار‪.‬‬ ‫افتتحت بحروف‬ ‫ميكن أن تقسم إلى‬
‫التهجي ‪،‬ثم إنها‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫قسمني ‪:‬‬
‫يصح استثناء شيء مفتتحة بـ (كهيعص)‬
‫فهي فريدة في‬ ‫منها‪.‬‬
‫افتتاحها‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع خبري)‪،‬‬ ‫حرفي)‪،‬‬


‫ٌّ‬ ‫القسم األول (مطل ٌع‬
‫وذكر للمنحرفني عن الصراط‬ ‫وذكر لعباد الله الصاحلني ‪.‬‬
‫املستقيم والرد عليهم ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪16‬‬ ‫‪135‬‬ ‫‪20‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المئين‬

‫موسى‬ ‫طه‬

‫طه‪ :‬الفتتاح السورة بها‪.‬‬


‫موسى‪ :‬لذكر قصة موسى ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة طه‬
‫هـــي العشـــرون‪ ،‬ومن مناســـبتها‬ ‫هي مـــن املئـــن‪ ،‬كمـــا أنها مـــن العتاق‬
‫ملـــرمي تفصيلها مع ســـورة األنبياء‬ ‫األول املشـــار إليهـــا فـــي ســـورة مرمي‪،‬‬
‫فـــي ذكـــر مـــن أشـــير إليهـــم مـــن‬ ‫وجاء فيهـــا مقرونة بغيرهـــا‪ :‬أن النبي‬
‫أنبيـــاء اللـــه فـــي ســـورة مرمي‪.‬‬ ‫«إن اســـم اللـــه األعظـــم في‬
‫[ قـــال‪َّ :‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ســـور مـــن القـــرآن‪ ،‬في ســـورة‬
‫ٍ‬ ‫ثـــاث‬
‫البقـــرة‪ ،‬وآل عمـــران‪ ،‬وطـــه» ‪ ،‬ولـــم‬
‫(‪)1‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫ال مســـتق ً‬


‫ال‪.‬‬ ‫أجـــد لهـــا فض ً‬

‫تعد الرابعـــة واألربعني‪ ،‬بعد مرمي‪،‬‬


‫وقبـــل الواقعـــة‪ ،‬وفـــي مطلعهـــا‪،‬‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫وثبـــوت كونها مـــن العتـــاق األول‪،‬‬
‫مـــع ماورد فيها من آثـــار تدل على‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬
‫ســـبقها إلســـام عمر بن اخلطاب‬
‫] ما يشـــعر بتبكيـــر نزولها‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه احلاكم في املستدرك (‪ ،)686/1‬وأورده األلباني في الصحيحة (ح ‪.)746‬‬


‫مطلع السورة‬

‫افتتحــت بحــروف التهجــي عمو ًمــا‪ ،‬ثــم إنهــا مفتتحــة بـــ ﭐﵛﭐﱥﵚ فهــي فريــدة فــي‬
‫افتتاحهــا‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫مـــن النظـــر فيما جـــاء في عدد مـــن آياتها ميكن القـــول إن موضوعهـــا هو بيان‬
‫ســـعادة املهتدين بالوحـــي والقرآن‪ ،‬وشـــقاوة املعرضني عنهما‪.‬‬
‫‪87‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫سورة طه‬

‫ميكن أن تقسم إلى مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وقسم فيه قصتان بينهما فاصل‪.‬‬
‫حرفي)‪ ،‬وبيان حكمـــة إنزال القرآن‪ ،‬مـــع التعريف بالله‬
‫ٌّ‬ ‫ففي املقدمة (‪( )8-1‬مطلـــ ٌع‬
‫منزل القرآن‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫والقســـم الوحيد (‪ )127 -9‬فيه (مطلع استفهامي) تشـــويقي‪ ،‬وبيان سعادة املهتدين‬
‫وشـــقاوة املعرضـــن فـــي ثالثـــة مقاطـــع (‪ )116 ،99 ،9‬فيهـــا‪ :‬قصة موســـى ‪ ‬في‬
‫تكليفـــه بالرســـالة‪ ،‬والتحـــدي والغلبة فـــي موقفه مع الســـحرة‪ ،‬وعبادة بني إســـرائيل‬
‫العجـــل‪ ،‬مث احلديـــث عن القرآن وعاقبة اإلعراض عنه مع مشـــاهد مـــن اليوم اآلخر‪،‬‬
‫مث قصـــة آدم ‪ ‬مبينة لطريق الســـعادة والشـــقاء‪ ،‬وجزاء اإلقبـــال أو اإلعراض عن‬
‫كتاب الله‪.‬‬
‫ويف اخلامتة (‪( )135-128‬مطلع اســـتفهامي) إنـــكاري‪ ،‬وإقام ُة احلجة على املعرضني‬
‫وتوجيهات إلمام املتقني ‪-‬عليه أفضل الصالة وأمت التســـليم‪.-‬‬
‫هي العشرون ومن‬
‫مناسبتها ملرمي تفصيلها‬
‫مع سورة األنبياء في ذكر‬ ‫هي من املئني‪ ،‬كما أنها من‬
‫من أشير إليهم من أنبياء‬ ‫العتاق األول‪ ،‬ومن السور‬
‫الله في سورة مرمي ‪.‬‬ ‫التي ذكر فيها اسم الله‬
‫من املئني‬
‫األعظم ‪.‬‬
‫بيان سعادة املهتدين‬
‫بالوحي و القرآن‪،‬‬
‫وشقاوة املعرضني‬
‫عنهما‪.‬‬ ‫طه‪ ،‬موسى‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪88‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة طه‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يذكر لها سبب‬ ‫تُعد الرابعة واألربعني‪،‬‬
‫نزول‪.‬‬ ‫بعد مرمي وقبل الواقعة‪.‬‬

‫افتتحت بحروف‬ ‫ميكن أن تقسم إلى‬


‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم التهجي عموماً ‪،‬ثم إنها‬ ‫مقدمة ‪ ،‬وقسم‬
‫وحيد‪ ،‬وخامتة‪ :‬يصح استثناء شيء مفتتحة بـ ﵛﭐﱥﵚ فهي‬
‫فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة (مطلع استفهامي)‬ ‫القسم الوحيد (مطلع‬ ‫حرفي) ‪ ،‬وبيان‬


‫ٌّ‬ ‫املقدمة (مطل ٌع‬
‫إنكاري‪ ،‬وإقام ُة احلجة على‬ ‫استفهامي) تشويقي‪ ،‬وبيان‬ ‫حكمة إنزال القرآن‪ ،‬مع التعريف‬
‫املعرضني وتوجيهات إلمام املتقني‬ ‫سعادة املهتدين وشقاوة‬ ‫بالله منزل القرآن‪.‬‬
‫عليه أفضل الصالة و أمت التسليم‪.‬‬ ‫املعرضني‪ ،‬وجزاء اإلقبال أو‬
‫اإلعراض عن كتاب الله‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪17‬‬ ‫‪112‬‬ ‫‪21‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المئين‬

‫األنبياء‬

‫األنبياء‪ :‬حلديثها عنهم‬

‫‪89‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة األنبياء‬

‫هـــي احلادية والعشـــرون‪ ،‬ومن‬ ‫هي من املئـــن‪ ،‬ومن العتـــاق األول‬


‫مناســـبتها لـــــ (طه) مناســـبة‬ ‫املشـــار إليها في ســـورة مرمي‪ ،‬ولم‬
‫خامتـــة تلـــك ملطلـــع هـــذه‪ ،‬مع‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫أجد لها فض ً‬
‫كونهمـــا فصلتـــا مـــا فـــي مرمي‬
‫من اإلشـــارة إلـــى أنبيـــاء الله‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الســـبعني؛ بعـــد إبراهيـــم‪ ،‬وقبل النحـــل‪ ،‬وفي أســـلوبها‪ ،‬وفي ســـبب‬
‫نزولهـــا ما قد يشـــعر باشـــتداد الصـــراع مـــع الكفار‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ـــاس ]‪ ،‬قال‪ :‬جـــاء عبد الله‬ ‫ســـبب واحـــد يصور الصـــراع مع الكفـــار‪ ،‬عن ابـــن ع َّب ٍ‬
‫إن الله أنزل عليـــك هذه اآلية‪:‬‬ ‫بـــن ال ِّزبَ ْعـــ َرى(‪ )1‬إلى النبي [ فقـــال‪ :‬يا َّ‬
‫محمد‪ ،‬تزعـــم َّ‬
‫ﵛﭐﲒﲓﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﵚ (األنبيـــاء‪ )98 :‬فقـــد‬
‫الشـــمس والقمـــر واملالئكة وعزي ٌر وعيســـى صلـــوات الله عليهـــم‪ ،‬أوك ّل هؤالء‬ ‫ُعبِدت ّ‬
‫وجل‪ :‬ﵛﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸ‬ ‫فـــي النَّار مع آلهتنا؟ فأنزل الله ع َّز َّ‬
‫ﲹﵚ (األنبياء‪ )101 :‬ونزلت‪:‬ﭐ ﵛ ﭐ ﲥ ﲦ ﲧ ﲨ ﲩ ﲪ ﲫ ﲬ ﲭ ﵚ‬
‫(الزخرف‪.)2( )57 :‬‬

‫‪90‬‬
‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫سورة األنبياء‬
‫يعـــرف مـــن التأمـــل فـــي أقســـامها‬
‫أن موضوعهـــا الـــرد علـــى شـــبهات‬
‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬
‫الكافريـــن‪ ،‬مـــع تهديدهـــم بالعـــذاب‬
‫األليـــم‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫(‪ )1‬ال ِّزبَ ْع َرى‪ :‬بكسر الزّاي وفتح الباء وال ّراء‪ ،‬وضبطه احلافظ ابن ٍ‬
‫حجر في اإلصابة بكسر الباء‪( .‬تاج العروس بتصرف)‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه الطحاوي في شرح مشكل اآلثار (‪ ،)988‬وينظر‪ :‬الصحيح املسند من أسباب النزول للوادعي (ص ‪.)135‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬
‫قصص تؤكد‬ ‫أولهما عن‬
‫ردود القسم‬ ‫الكافرين والرد‬ ‫ميكــن تقســيم الســورة إلــى مقدمــة وخامتــة‬
‫األول وتتممها‬ ‫على شبههم‬ ‫وقســمني؛ أولهمــا عــن الكافريــن والــرد علــى‬
‫شــبههم‪ ،‬والثانــي قصــص تؤكــد ردود القســم‬
‫األول وتتممهــا‪.‬‬
‫ووصف حلال الكافرين‬ ‫ٌ‬ ‫أما املقدمة (‪ )5-1‬ففيها (مطلع خبري) مشـــعر بقرب احلســـاب‪،‬‬
‫الغافلني‪ ،‬وذكر لشـــيء من شبههم‪.‬‬
‫وأمـــا القســـم األول (‪ )47 -6‬ففيـــه‪( :‬مطلـــع خبـــري) بالنفـــي‪ ،‬وردود على الكفـــار‪ ،‬مع‬
‫تخويـــف وإنـــذار في أربعـــة مقاطـــع (‪ )34 ،25 ،16 ،6‬فيها‪ :‬ردود على شـــبه الكفار كطلبهم‬
‫‪91‬‬ ‫آيـــة‪ ،‬وإنـــذار لهـــم بذكر مصير الســـابقني‪ ،‬ثم مزيـــد من الرد مبـــا يضاد لهوهـــم وغفلتهم‪،‬‬
‫واإلشـــارة إلـــى أن اجلهل باحلق ســـر إعراضهـــم‪ ،‬ثم إثبـــات أن التوحيد هو دعوة الرســـل‪،‬‬
‫مـــع مزيد مـــن الرد على املشـــركني‪ ،‬وإقامة احلجة بلفـــت النظر إلى خلق الله كالســـماوات‬
‫سورة األنبياء‬

‫واألرض‪ ،‬ثـــم رد يؤكـــد عدم خلود الرســـل‪ ،‬مع تهديدات للمســـتهزئني‪.‬‬


‫وأما القســـم الثاين (‪ )96-48‬ففيه (مطلع خبري)‪ ،‬وتأكيد ملا ســـبق مـــن ردود عن طريق‬
‫القصـــص‪ ،‬مـــع إمتـــام ردود أخرى فـــي ثالثـــة مقاطـــع‪ ،‬وتعقيـــب (‪ )92 ،74 ،51 ،48‬فيها‪:‬‬
‫اإلشـــارة إلـــى ما أوحي إلى موســـى ‪ ‬وهارون مـــن الفرقان والضياء‪ ،‬مع بيـــان املنتفعني‬
‫بذلـــك الوحي‪ ،‬والثناء على القـــرآن‪ ،‬مث ذك ُر قصة إبراهيم ‪ ‬مـــع قومه مفصلة‪ ،‬واخلتم‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫بجعله وإســـحاق ويعقوب ‪ ‬أئمـــة‪ ،‬مث إيجاز لقصص لوط ونوح وداود وســـليمان‪ ،‬وأيوب‬
‫ويونس وزكريا‪ ،‬ومرمي‪ ،‬مع اإلشـــارة إلى إســـماعيل وإدريس وذي الكفل ‪ ،‬وكل هذه‬
‫القصـــص أمثلة ملا ســـبق من حجج‪ ،‬وردود كبشـــرية الرســـل وعـــدم خلودهـــم‪ ،‬وأن العاقبة‬
‫تعقيب على القصـــص يبني وحدة دعوة الرســـل‪ ،‬وأن الهالكـــن ال يرجعون للدنيا‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫لهـــم‪ ،‬ثـــم‬
‫واخلتم بذكر يأجـــوج ومأجوج متهيـــدا للخامتة‪.‬‬
‫وأما اخلامتـــة (‪ )112-97‬ففيه (مطلـــع خبري) مشـــابه الفتتاح الســـورة يذكـــر اقتراب‬
‫الوعـــد احلق‪ ،‬ووعـــد ووعيد يناســـب املقدمة‪ ،‬وإكمال للـــرد على ما في أول الســـورة ببيان‬
‫أن النبـــي األمـــن عليـــه الصالة و الســـام ما أرســـل إال رحمـــة للعاملني‪ ،‬وآيـــة أخيرة متثل‬
‫اخلالصـــة بعد إقامـــة احلجج‪.‬‬
‫هي احلادية والعشرون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها ارتباط خامتة سورة‬
‫طه ملطلع سورة األنبياء ‪ ،‬مع‬
‫كونهما فصلتا ما في سورة‬
‫هي من املئني‪ ،‬ومن مرمي من اإلشارة إلى أنبياء الله‬
‫‪-‬عليهم السالم‪. -‬‬ ‫العتاق األول‪.‬‬
‫من املئني‬
‫الرد على شبهات‬
‫الكافرين ‪ ،‬مع‬
‫تهديدهم بالعذاب‬ ‫األنبياء‬
‫األليم‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪92‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة األنبياء‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫سبب واحد‬
‫تُعد السبعني بعد‬
‫يصور الصراع مع‬
‫إبراهيم وقبل النحل‪.‬‬
‫الكفار‪.‬‬

‫افتتحت بجملة‬ ‫ميكن تقسيم السورة‬


‫خبرية‪.‬‬ ‫إلى مقدمة وقسمني مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬
‫يصح استثناء شيء‬ ‫وخامتة‪:‬‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة (مطلع خبري)‬ ‫القسم الثاين (مطلع‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫املقدمة ( مطلع خبري)‬
‫مشابه الفتتاح السورة‪،‬‬ ‫خبري)‪ ،‬تأكيد ملا سبق‬ ‫خبري) بالنفي‪ ،‬وردود‬ ‫مشعر بقرب احلساب‪،‬‬
‫وبيان أن النبي [ ما‬ ‫من ردود عن طريق‬ ‫على الكفار‪ ،‬مع تخويف‬ ‫ٌ‬
‫ووصف حلال الكافرين‬
‫أرسل إال رحمة للعاملني‪.‬‬ ‫القصص مع إمتام ردود‬ ‫واإلنذار‪.‬‬ ‫الغافلني‪ ،‬وذكر لشيء من‬
‫أخرى‬ ‫شبههم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم َدن َِّية على ما ُر ِّجح –واخلالف‬ ‫‪17‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪22‬‬
‫فيها مشهور‪ ،-‬ومل يصح‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫احلج‬

‫احلج‪ :‬الشتمالها على الدعوة إلى احلج‪.‬‬

‫‪93‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة احلج‬

‫هـــي الثانيـــة والعشـــرون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن فضائلهـــا أنها فضلت بســـجدتني‬


‫مناســـبتها لســـورة األنبياء ذكر‬ ‫عند مـــن أخذ به مـــن أهل العلـــم‪ ،‬كما‬
‫احلديـــث عـــن الســـاعة فـــي‬ ‫روى عقبـــة بن عامر ] قـــال‪ :‬قلت‪:‬‬
‫خواتيمهـــا‪ ،‬وفـــي ســـورة احلـــج‬ ‫ضلت ســـورة احلج‬ ‫يـــا رســـول اللـــه‪ ،‬أ ُف ِّ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ذكـــر الســـاعة فـــي أولهـــا‪.‬‬ ‫على ســـائر القـــرآن بســـجدتني؟ قال‪:‬‬


‫((نعـــم؛ فمـــن لـــم يســـجدهما؛ فـــا‬
‫يقرأهمـــا))(‪.)1‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الرابعـــة بعـــد املائة على املشـــهور‪ ،‬بعد ســـورة النـــور‪ ،‬وقبل ســـورة املنافقون‪،‬‬
‫واخلـــاف فـــي وقت نزولهـــا كبير‪ ،‬فـــإن كانـــت َم َد ِن َّية –وهـــو ما رجـــح‪ -‬ففيها ما‬
‫يـــدل علـــى تبكير النـــزول في العهـــد املدنـــي؛ كاإلذن بالقتـــال‪ ،‬خال ًفا لهـــذا القول‬
‫املشـــعر بالتأخر‪.‬‬
‫ِ‬ ‫املشهور‬

‫(‪ )1‬مسند اإلمام أحمد (‪ ،)595-593/28‬وحسنه محققوه بشواهده‪ ،‬وتنظر‪ :‬موسوعة فضائل سور وآيات القرآن (‪ ،20 /2‬فما بعدها)‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫اس ]‪ ،‬قـــال‪ :‬ﵛﭐﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﵚ(احلـــج‪،)11 :‬‬ ‫ســـببان أحدهما عن ابـــن ع َّب ٍ‬


‫قـــال‪« :‬كان ال َّرجـــل يقدم املدينـــة‪ ،‬فإن ولدت امرأتـــه غال ًما‪ ،‬ونتجت خيلـــه‪ ،‬قال‪ :‬هذا‬
‫ديـــ ٌن صالـــ ٌح‪ ،‬وإن لم تلد امرأتـــه‪ ،‬ولم تنتج خيلـــه‪ ،‬قال‪ :‬هذا دين ســـوءٍ »(‪.)1‬‬
‫والثاني يتعلق بغزوة بدر‪ ،‬والظاهر أنه من باب املثال‪.‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫مـــن مطلعهـــا ومـــا تكـــرر فيهـــا‬ ‫افتتحــت بالنــداء عمو ًمــا‪ ،‬ثــم هي‬ ‫‪94‬‬
‫مـــن معـــان ميكـــن أن يقـــال إن من‬ ‫خصوصــا‬
‫ً‬ ‫مفتتحــة بـــنداء األمــة‬
‫موضوعاتهـــا األساســـية البعـــث‬ ‫ثــم هــي مختصــة بعـ ُد بنــداء أمــة‬

‫سورة احلج‬
‫والقيامـــة مـــن جهـــة‪ ،‬والنصـــر‬ ‫الدعــوة‪ ،‬وال تشــاركها فــي هــذا‬
‫والفصـــل بـــن اخلالئق فـــي الدنيا‬ ‫ســوى ســورة النســاء‪.‬‬
‫واآلخـــرة مـــن جهـــة أخـــرى‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4742‬‬


‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬
‫يقيم احلجة‬
‫يعد املؤمنني‬ ‫ميكن تقســـيمها إلى مقدمة وقســـمني؛ أولهما‬
‫ويبني معالم‬
‫بالنصر‬
‫النصر‬ ‫يعد املؤمنـــن بالنصر‪ ،‬ويعـــرض لنماذج‬
‫مـــن الضالني‪ ،‬والثاني يقيـــم احلجة ويبني‬
‫معالـم الـنصر‪.‬‬
‫للنـــاس؛ واألم ُر بالتقـــوى‪ ،‬والتذكير بزلزلة الســـاعة‬
‫ِ‬ ‫ندائي)‬
‫ٌّ‬ ‫ففـــي املقدمة (‪( )4-1‬مطلـــ ٌع‬
‫الباعثـــة علـــى التقـــوى‪ ،‬مث ذكر منوذج جملـــادل في آيـــات الله ضال في نفســـه‪.‬‬
‫ندائـــي) للناس‪ ،‬ووعـــد للمؤمنـــن بالنصر في‬
‫ٌّ‬ ‫وأما القســـم األول (‪ )48-5‬ففيـــه (مطل ٌع‬
‫الداريـــن في ثالثـــة مقاطـــع (‪ )25 ،8 ،5‬فيها‪ :‬معاجلة الشـــك في اآلخرة بلفـــت النظر إلى‬
‫‪95‬‬ ‫وصـــول إلى التعريـــف بالله احلـــق‪ ،‬مث منوذج جملـــادل في‬ ‫ً‬ ‫خلـــق اإلنســـان وإحيـــاء األرض‬
‫آيـــات الله ســـاع إلضـــال غيره‪ ،‬فآخر ملـــن يعبد الله علـــى حرف‪ ،‬فثالث يســـتبطئ النصر‪،‬‬
‫وبيـــان أن النصـــر احلقيقـــي فـــي اآلخـــرة‪ ،‬وبيان خضـــوع الكائنات للـــه‪ ،‬فإشـــارة إلى حال‬
‫سورة احلج‬

‫الفريقـــن املتخاصمني في اآلخرة‪ ،‬مث اإلشـــارة إلى مبـــررات اإلذن بالقتال من صد الكفار‬
‫عـــن املســـجد احلرام مـــع إفاضة في احلديث عن املناســـك تشـــوق إليها‪ ،‬فـــاإلذن الصريح‬
‫بالقتـــال مع التبشـــير بالنصر وبيان املســـتحق له‪ ،‬وبيـــان عاقبة تكذيب الســـابقني‪ ،‬مع ذكر‬
‫اســـتعجال الكفار بالعذاب‪.‬‬
‫ندائـــي) تلقيني نودي فيه النـــاس‪ ،‬وإقامة احلجة مع‬ ‫ٌّ‬ ‫ويف القســـم الثاين (‪( )78-49‬مطل ٌع‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫معالـــم أخـــرى في طريـــق النصر في مقطعـــن (‪ )73 ،49‬فيهمـــا‪ :‬بيان أن مهمـــة النبي [‬
‫محصـــورة فـــي اإلنذار‪ ،‬وذكر ســـن في الدعـــوة‪ ،‬والنصر‪ ،‬مـــع التعريف باللـــه تعري ًفا يؤكد‬
‫النصـــر‪ ،‬مـــع ذكر إصـــرار الكفار علـــى كفرهـــم‪ ،‬مث تفنيد عبادة غيـــر الله‪ ،‬وأمـــر املؤمنني‬
‫بصنـــوف من العبادة توصـــل للتقوى‪.‬‬
‫هي الثانية والعشرون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها لسورة األنبياء ذكر‬
‫احلديث عن الساعة في‬ ‫من فضائلها أنها فضلت‬
‫خواتيمها ‪ ،‬وفي سورة احلج‬ ‫بسجدتني ‪ ،‬من املثاني‬
‫ذكر الساعة في أولها‪.‬‬ ‫التي أوتيها النبي[ مكان‬
‫البعث والقيامة‬ ‫من املثاني‬
‫من جهة ‪ ،‬والنصر‬ ‫االجنيل ‪.‬‬
‫والفصل بني اخلالئق‬
‫في الدنيا واآلخرة من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬ ‫احلج‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪96‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة احلج‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫اس‬
‫سببان أولهما َعنِ ابْنِ َع َّب ٍ‬ ‫تُعد الرابعة بعد املائة‬
‫َر ِض َي اللَّ ُه َعنْ ُه َما‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد سورة‬
‫ﵛﭐﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﵚ‬ ‫النور ‪ ،‬وقبل سورة‬
‫َقا َل‪َ « :‬كا َن ال َّر ُج ُل يَ ْق َد ُم‬ ‫املنافقون‪.‬‬
‫املَدِ ينَ َة‪َ ،‬ف ِإ ْن َولَ َد ِت ا ْم َرأَتُ ُه‬
‫ِج ْت خَ يْلُهُ‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫ُغ َ‬
‫ال ًما‪َ ،‬ونُت َ‬ ‫افتتحت بالنداء عموماً‪،‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫صا ِل ٌح‪َ ،‬و ِإ ْن لَ ْم تَلِدِ‬ ‫َه َذا دِ ي ٌن َ‬ ‫ثم هي مفتتحة بـنداء‬ ‫مدني ٌة على ما‬ ‫ٍ‬
‫مقدمة وقسمني ‪:‬‬
‫ا ْم َرأَتُ ُه َولَ ْم تُنْتَ ْج خَ يْلُهُ‪َ ،‬قا َل‪:‬‬ ‫األمة خصوصاً ‪ ،‬ثم هي‬ ‫يصح‬ ‫رجح‪ ،‬ولم‬
‫َه َذا دِ ي ُن ُسوءٍ »‪.‬‬ ‫مختصة بنداء أمة الدعوة‬ ‫شيءٍ‬ ‫استثناء‬
‫و الثاني يتعلق بغزوة بدر ‪،‬‬ ‫وال تشاركها في هذا سوى‬ ‫‪.‬‬ ‫منها‬
‫والظاهر أنه من باب املثال‪.‬‬ ‫سورة النساء‪.‬‬

‫ندائي)‬
‫ٌّ‬ ‫القسم الثاين (مطل ٌع‬ ‫ندائي)‬
‫ٌّ‬ ‫القسم األول (مطل ٌع‬ ‫للناس؛ واألم ُر‬
‫ِ‬ ‫ندائي)‬
‫ٌّ‬ ‫املقدمة (مطل ٌع‬
‫تلقيني نودي فيه الناس ‪ ،‬وإقامة‬ ‫للناس‪ ،‬ووعد للمؤمنني‬ ‫بالتقوى‪ ،‬والتذكير بزلزلة الساعة‬
‫احلجة مع معالم أخرى في طريق‬ ‫بالنصر في الدارين‪.‬‬ ‫الباعثة على التقوى ‪ ،‬ثم ذكر منوذج‬
‫النصر‪.‬‬ ‫جملادل في آيات الله ضال في نفسه‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪18‬‬ ‫‪118‬‬ ‫‪23‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المئين‬

‫املؤمنون‬

‫املؤمنـــون‪ :‬الفتتاحها بفـــاح املؤمنني واشـــتمالها علـــى أوصافهـــم وجزائهم في‬


‫اآلخرة‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة املؤمنون‬

‫هـــي الثالثـــة والعشـــرون؛ بعـــد‬ ‫مـــن املئـــن التـــي أوتيهـــا النبـــي [‬


‫الـحــــــج‪ ،‬وقبـــــــــل النــــــور‪ ،‬ومـــــن‬ ‫مـــكان الزبـــور‪ ،‬ولـــم أجد لهـــا فض ً‬
‫ال‬
‫مناســـبتها للحـــج أن فـــي أواخـــر‬ ‫مرفوعـــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬
‫تلك‪:‬ﭐﵛﲏﲐﵚ (اآليـــة ‪،)77‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫وأول هـــذه ﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‪. .‬‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫تعـــد اخلامســـة والســـبعني علـــى‬


‫املشـــهور‪ ،‬بعد الطور‪ ،‬وقبل امللك‪،‬‬
‫وفيهـــا مـــن تهديـــد املشـــركني ما‬
‫ســـببان؛ أحدهمـــا فـــي التربيـــة‬ ‫يشـــعر بتأخر النـــزول فـــي العهد‬
‫واألحكام‪ ،‬واآلخر فـــي الصراع مع‬ ‫ا ملكي ‪.‬‬
‫املشـــركني‪.‬‬
‫مطلع السورة‬ ‫موضوع السورة‬

‫يعرف مـــن مطلعها ومـــا تكرر فيها‬


‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫مـــن معـــان أن موضوعهـــا تقويـــة‬
‫اإلميـــان‪ ،‬وبيـــان صفـــات أهله‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫يهدد أهل‬ ‫يحث على‬ ‫ميكـــن تقســـيمها إلـــى قســـمني؛ أولهما حيث‬
‫الكفر‬ ‫اإلميان‬
‫على اإلميـــان‪ ،‬والثانـــي يهدد أهـــل الكفر‪،‬‬ ‫‪98‬‬
‫ويقيم عليهـــم احلجة‪.‬‬

‫سورة املؤمنون‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )52-1‬ففيـــه (مطلـــع‬
‫خبـــري) مبشـــر بفالح املؤمنني‪ ،‬واحلث علـــى اإلميان والعمل الصالح فـــي ثالثة مقاطع (‪،1‬‬
‫‪ )23 ،12‬ذكـــر أخـــاق املؤمنـــن‪ ،‬مث التدليـــل على اإلميان‪ ،‬واســـتخراج ما يدفـــع إليه بذكر‬
‫تدبيـــر أحســـن اخلالقـــن‪ ،‬مث قصص نـــوح ‪ ‬فمن بعده‪ ،‬وموســـى وهـــارون ‪ ‬تذكي ًرا‬
‫بعنايـــة الله باملؤمنـــن وتعذيبه للكافرين‪ ،‬وتعقيـــب القصص بدعوة الرســـل ألكلِ الطيبات‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مفض إلى القســـم الثاني‪.‬‬‫والعمـــلِ الصالـــح‪ ،‬واألمـــةِ الواحدة التي تتقـــي ربها‪ ،‬وهو ختـــام ٍ‬
‫وأما القســـم الثاين (‪ )118-53‬ففيـــه (مطلع خبري)‪ ،‬وصـــف إلعراض الكفـــار وبعدهم‬
‫عـــن اخليـــرات‪ ،‬وإنـــذارات لهم‪ ،‬وإقامـــة للحجج عليهـــم في أربعـــة مقاطـــع (‪،78 ،64 ،53‬‬
‫‪ )101‬فيهـــا‪ :‬بيـــان تفـــرق الكفـــار وعـــدم اجتماعهـــم علـــى الدين الواحـــد احلـــق‪ ،‬والتنبيه‬
‫علـــى اعتقـــاد خاطـــئ عندهم في عالمة الســـبق إلى اخليـــرات‪ ،‬وبيان احلق فـــي ذلك‪ ،‬مث‬
‫تهديـــدان للمكذبـــن بينهما أدلة وحجج تثبت صـــدق النبي [‪ ،‬مث رد علـــى منكري البعث‬
‫مـــع التركيـــز علـــى اإلميـــان الصحيح باللـــه‪ ،‬وتهديد ثالـــث باملـــوت‪ ،‬مث تهديد رابـــع باليوم‬
‫اآلخـــر‪ ،‬وذكـــر عاقبـــة الفريقني في ذلـــك اليـــوم العظيم مع ذكـــر تفصيالت تبـــن العالقة‬
‫بـــن الفريقـــن فـــي الدنيا‪ ،‬واخلتم بـــأن اخللق ليـــس عبثا‪ ،‬وآيـــة أخيرة فيهـــا تلقني لدعاء‬
‫باملغفـــرة والرحمة‪.‬‬
‫هي الثالثة والعشرون؛ بعد‬
‫احلج‪ ،‬وقبل النور‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للحج أن في أواخر‬
‫تلك‪:‬ﭐﵛﲏﲐﵚ‪،‬‬
‫من املئني التي أوتيها النبي‬
‫من املئني‬ ‫‪.‬‬ ‫ﱁﱂﱃﵚ‬ ‫وأول هذهﵛﭐ‬
‫[ مكان الزبور‪.‬‬
‫تقوية اإلميان وبيان‬
‫صفات أهله‪.‬‬

‫املؤمنون‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪99‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة املؤمنون‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫سببان ‪ ،‬أحدهما في‬ ‫تُعد اخلامسة والسبعني‬


‫التربية و األحكام‪،‬‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد الطور‪،‬‬
‫وآخر في الصراع مع‬ ‫وقبل امللك ‪.‬‬
‫املشركني‪.‬‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫قسمني‬
‫يصح استثناء شيء‬
‫منها ‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع خبري) ‪،‬وصف إلعراض الكفار‬ ‫القسم األول (مطلع خبري)‬
‫وبعدهم عن اخليرات‪ ،‬وإنذارات لهم وإقامة للحجج‬ ‫مبشر بفالح املؤمنني احلث على‬
‫عليهم‪ ،‬واخلتم بأن خلق االنسان ليس عبثا‪ ،‬وآية أخيرة‬ ‫اإلميان والعمل الصالح‪.‬‬
‫فيها تلقني لدعاء باملغفرة والرحمة‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم َدن َِّية‬ ‫‪18‬‬ ‫‪64‬‬ ‫‪24‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫النور‬

‫النور‪ :‬لذكر النور فيها‪ ،‬وقد تكرر ذكره فيها سبع مرات‪.‬‬

‫‪100‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة النور‬
‫هـــي الرابعـــة والعشـــرون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبي [‬
‫مناسبتها للـ(مؤمنـــون) تفصيلها في‬ ‫مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫قولـــه تعالـــى‪:‬ﵛﭐﱖﱗﱘ‬ ‫مرفوعـــا‪ ،‬لكـــن كتب‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬
‫ﱙﵚ (املؤمنون‪.)5:‬‬ ‫َّ‬
‫اخلطـــاب ] ‪« :‬تعلَّمـــوا‬ ‫عمـــر بـــن‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ســـورة براءة‪ ،‬وعلِّموا نســـاءكم ســـورة‬
‫النُّـــور‪.)1(»...‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثالثة بعـــد املائة على املشـــهور‪ ،‬بعد ســـورة النصر‪ ،‬وقبل ســـورة احلج‪ ،‬وفي‬
‫أســـباب نـــزول آياتهـــا‪ ،‬واألحـــكام الشـــرعية املذكـــورة فيها مـــا يعني علـــى معرفة‬
‫التأريـــخ؛ الرتباطها بأشـــخاص وأحـــداث معينة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه سعيد بن منصور في كتاب التفسير من سننه (ح ‪ ،)1003‬وصحح إسناده محققه‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ثمانيـــة أســـباب كلهـــا فـــي تربيـــة الصحابـــة؛ فمـــن ذلـــك مـــا فـــي قصـــة حادثـــة‬
‫فلمـــا أنـــزل اللـــه هـــذا فـــي براءتـــي‪ ،‬قـــال‬
‫اإلفـــك الطويلـــة‪ ،‬وفيـــه‪ :‬قالـــت عائشـــة‪َّ :‬‬
‫الص ِّديـــق ]‪ ،‬وكان ينفـــق علـــى مســـطح بـــن أثاثـــة لقرابتـــه منـــه وفقره‪:‬‬ ‫بكـــر ِّ‬
‫أبـــو ٍ‬
‫مســـطح شـــي ًئا أبـــ ًدا بعـــد الذي قـــال لعائشـــة ما قـــال»‪ ،‬فأنزل‬
‫ٍ‬ ‫«واللـــه ال أنفـــق علـــى‬
‫الله‪:‬ﵛ ﭐ ﱨ ﱩ ﱪ ﱫ ﱬ ﱭ ﱮ ﱯ ﱰ ﱱ ﱲ ﱳ ﱴ ﱵ ﱶ ﱷ‬
‫ﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﵚ قـــال أبو ٍ‬
‫بكـــر‪« :‬بلى والله‬
‫مســـطح النَّفقـــة التي كان ينفـــق عليه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫أحـــب أن يغفـــر الله لي»‪ ،‬فرجع إلى‬ ‫ُّ‬ ‫إ ِّنـــي‬
‫«واللـــه ال أنزعهـــا منه أبـــ ًدا»(‪.)1‬‬
‫‪101‬‬
‫موضوع السورة‬
‫سورة النور‬

‫يعـــرف مـــن اســـمها وموضوعاتها‬


‫واآليـــة التـــي توســـطتها‪ -‬تقري ًبا‪،-‬‬ ‫مطلع السورة‬
‫مـــع مـــا فيهـــا مـــن أحـــكام متعددة‬
‫أن موضوعهـــا هـــو تنويـــر اجملتمع‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫املســـلم‪ ،‬وتبصيـــره باحلقائـــق‬


‫احلافظـــة لـــه‪.‬‬

‫(‪ )1‬روى القصة البخاري (‪ )4750‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)2770‬‬


‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫تعريف بالله‬
‫تربية على‬ ‫تشريع‬ ‫ميكـــن تقســـيمها إلـــى ثالثـــة؛ أولها تشـــريع‬
‫ذي اجلالل‬
‫االستسالم‬ ‫وأحكام‬ ‫وأحـــكام‪ ،‬والثانـــي تعريف باهلل ذي اجلالل‬
‫واإلكرام‬
‫واإلكرام‪ ،‬والثالث تربية على االستســـام‪.‬‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )34-1‬ففيـــه (مطلـــع‬
‫خبـــري)‪ ،‬وآيات بينات تشـــريعية اجتماعية في ثالثـــة مقاطـــع (‪ )27 ،11 ،1‬فيها‪ :‬احلديث‬
‫عـــن عقوبة الزنـــا‪ ،‬وعقوبة القـــذف الدنيوية‪ ،‬وحكم اللعـــان‪ ،‬مث ذكر حادثـــة اإلفك وكيفية‬
‫التعامـــل مع الشـــائعات‪ ،‬والتحذير من اتبـــاع خطوات الشـــيطان‪ ،‬وبيان العاقبـــة األخروية‬
‫ملـــن يقذف احملصنات الغافالت‪ ،‬مع تعزيـــز ثقة املؤمنني بأهليهـــم وإخوانهم‪ ،‬مث ذكر آداب‬
‫بغض البصـــر واحلجاب‪،‬‬ ‫عامـــة في دخـــول البيـــوت لنفي الريبة وســـوءِ الظـــن‪ ،‬مع األمـــر ِّ‬ ‫‪102‬‬
‫ٍ‬
‫وموعظة‬ ‫ٍ‬
‫آيـــات مبينـــات للمســـلمني‪،‬‬ ‫والنهـــي عمـــا يثيـــر الشـــهوة‪ ،‬واخلتم بتوكيد إنـــزال‬
‫للمتقني ‪.‬‬

‫سورة النور‬
‫ويف القســـم الثاين (‪( )46-35‬مطلع ثنائي)‪ ،‬وآيات بينات عقدية فـــي مقطعني (‪)41 ،35‬‬
‫فيهمـــا‪ :‬احلديـــث عن هدايـــة الله ألهـــل الســـماوات واألرض ‪-‬عمو ًما‪ ،-‬وهدايتـــه للمؤمن‬
‫‪-‬خصوصـــا‪ ،-‬والتنبيه على أهم مـــكان حلصول الهداية‪ ،‬وذكر ألعمـــال املهتدين وجزائهم‪،‬‬ ‫ً‬
‫واخلتـــم بذكـــر مثلـــن للكافرين يبينـــان عاقبـــة أعمالهم وشـــدة ضاللهم‪ ،‬ثم لفـــت االنتباه‬
‫لهدايـــة الله خللقـــه من غير املكلفني‪ ،‬مع بيان قدرته ‪ -‬ســـبحانه وتعالـــى‪ ،-‬واخلتم بتوكيد‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫إنزال آيـــات مبينات‪ ،‬وأن الهدايـــة بيد الله‪.‬‬
‫ويف القســـم الثالـــث (‪( )64-47‬مطلع خبـــري)‪ ،‬وآيـــات تدعـــو وتربي على االستســـام‪،‬‬
‫وتعطـــي مزيـــدا مـــن األحكام في ثالثـــة مقاطـــع (‪ )62 ،58 ،47‬فيها‪ :‬احلديـــث عن مواقف‬
‫املؤمنـــن واملنافقـــن من الدعـــوة إلى طاعـــة رب العاملني‪ ،‬مـــع احلث على الطاعـــة والوعد‬
‫بالتمكـــن فـــي األرض للمؤمنـــن‪ ،‬والتهويـــن من شـــأن الكافريـــن‪ ،‬مث توجيـــه املؤمنني في‬
‫أحـــكام االســـتئذان‪ ،‬والقواعد من النســـاء‪ ،‬واألكل مـــن بيوت األقـــارب واألصدقاء‪ ،‬مث ذكر‬
‫بعـــض أوصـــاف أهل اإلميـــان‪ ،‬وبعـــض اآلداب املطلوبة منهـــم مع رســـول الله [‪.‬‬
‫هي الرابعة والعشرون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للـ(مؤمنون)‬ ‫من املثاني التي أوتيها النبي [‬
‫تفصيلها في قوله تعالى‪:‬‬ ‫مكان اإلجنيل‪ ، ،‬وما ورد عن عمر‬
‫بن اخلطاب ] أنه كتب‪« :‬تعلَّموا‬
‫ﵛﭐﱖﱗﱘﱙﵚ‬
‫من املثاني‬ ‫سورة براءة‪ ،‬وعلموا نساءكم سورة‬
‫النور‪.»...‬‬
‫تنوير اجملتمع املسلم‬
‫وتبصيره باحلقائق‬
‫احلافظة له ‪.‬‬ ‫النور‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪103‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة النور‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ثمانية أسباب كلها في‬ ‫تُعد الثالثة بعد املائة‬


‫تربية الصحابة‪.‬‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد سورة‬
‫النصر وقبل سورة احلج‪.‬‬

‫افتتحت بجملة‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫خبرية‪.‬‬ ‫مدنية على ما رجح‪،‬‬ ‫ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫ولم يصح استثناء‬
‫شيء منها ‪.‬‬

‫القسم الثالث (مطلع‬ ‫القسم الثاين (مطلع ثنائي)‪ ،‬وآيات‬ ‫القسم األول (مطلع‬
‫خبري)‪ ،‬وآيات تدعو وتربي‬ ‫بينات عقدية واحلديث عن هداية‬ ‫خبري)‪ ،‬وآيات بينات‬
‫على االستسالم وتعطي‬ ‫الله ألهل السماوات واألرض عموماً‬ ‫تشريعية اجتماعية‬
‫مزيدا من األحكام‪.‬‬ ‫‪،‬و هدايته للمؤمن خصوصاً‪ ،‬وأن‬ ‫ٍ‬
‫وموعظة للمتقني‪.‬‬
‫الهداية بيد الله‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪19-18‬‬ ‫‪77‬‬ ‫‪25‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫الفرقان‬

‫الفرقان‪ :‬لذكر الفرقان في افتتاحها‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الفرقان‬
‫هـــي اخلامســـة والعشـــرون‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبي [‬
‫مناســـبتها ملا قبلها أن سورة النور‬ ‫مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬وال أعلم لهـــا فض ً‬
‫ال‬
‫ختمـــت بـــأن اللـــه تعالـــى مالـــك‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬
‫جميع ما في الســـماوات و األرض‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وبـــدأت ســـورة الفرقـــان بتعظيـــم‬
‫ترتيب نزول السورة‬
‫اللـــه عـــز وجـــل الـــذي لـــه ملـــك‬
‫الســـموات و األرض مـــن غيـــر ولد‬
‫وال شـــريك‪ ،‬و أيضاً من مناســـبتها‬ ‫هي اخلامســـة والعشـــرون ومن‬
‫أن اللـــه أوجـــب فـــي أواخر ســـورة‬ ‫مناســـبتها للنـــور التـــاؤم بـــن‬
‫النـــور طاعـــة النبـــي [ وعـــدم‬ ‫آخـــر تلـــك وأول هـــذه تالؤمـــا‬
‫مخالفتـــه و أبـــان في مطلع ســـورة‬ ‫يشـــبه التـــاؤم بـــن ســـورتي‬
‫الفرقان دســـتور الطاعة وهو هذا‬ ‫املائـــدة واألنعـــام ‪.‬‬
‫القرآن‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ثالثـــة أســـباب تصور دعوة املشـــركني والصـــراع معهم‪ ،‬وهي أســـباب تشـــعر بتأخر‬
‫فـــي النزول فـــي العهد املكي؛ فمن ذلك مـــا ورد عن ابن عبـــاس ]‪« :‬أن أبا معيط‬
‫ً‬
‫رجـــا حلي ًما‪ ،‬وكان بق َّيـــة قريش إذا‬ ‫كان يجلـــس مـــع النبي [ مب َّكـــة ال يؤذيه‪ ،‬وكان‬
‫بالشـــام فقالـــت قريش‪ :‬صبا‬ ‫جلســـوا معـــه آذوه‪ ،‬وكان ألبـــي ُم َعيط خليل غائب عنه َّ‬
‫مما كان‬
‫محمـــد َّ‬
‫ليل‪ ،‬فقـــال المرأته‪ :‬مـــا فعل َّ‬ ‫الشـــام ً‬
‫أبـــو معيـــط‪ ،‬وقـــدم خليله من َّ‬
‫ممـــا كان أم ًرا‪ ،‬فقال‪ :‬مـــا فعل خليلي أبو معيـــط؟ قالت‪ :‬صبأ‪،‬‬ ‫عليـــه؟ فقالت‪ :‬أشـــد َّ‬
‫فبـــات بليلـــة ســـوء‪ ،‬فلما أصبـــح أتاه أبو معيـــط فحياه فلم يـــرد عليـــه التَّح َّية فقال‪:‬‬
‫علي حتيتي‪ ،‬فقـــال‪ :‬كيف أرد عليـــك حتيتك وقد صبـــوت‪ ،‬قال‪ :‬أوقد‬ ‫مالـــك ال تـــرد َّ‬
‫‪105‬‬ ‫فعلتهـــا قريـــش‪ ،‬قـــال‪ :‬نعم؛ قـــال‪ :‬فما يبـــرئ صدورهـــم إن أنـــا فعلت؟ قـــال‪ :‬تأتيه‬
‫فـــي مجلســـه وتبصق فـــي وجهه‪ ،‬وتشـــتمه بأخبث ما تعلمـــه من الشـــتم‪ ،‬ففعل‪ ،‬فلم‬
‫يـــزد النبـــي [ أن مســـح وجهه مـــن البصاق‪ ،‬ثـــم التفت إليـــه‪ ،‬فقـــال‪« :‬إن وجدتك‬
‫سورة الفرقان‬

‫فلمـــا كان يوم بدر‪ ،‬وخـــرج أصحابه‬ ‫خارجـــا من جبـــال م َّكة أضرب عنقـــك صب ًرا»‪َّ .‬‬ ‫ً‬
‫أبـــى أن يخـــرج‪ ،‬فقال لـــه أصحابـــه‪ :‬اخرج معنـــا‪ ،‬قال‪ :‬قـــد وعدني هـــذا الرجل إن‬
‫وجدنـــي خارجـــا من جبـــال م َّكة أن يضـــرب عنقي صبـــرا‪ ،‬فقالوا‪ :‬لـــك جمل أحمر‬
‫فلما هزم الله املشـــركني‬ ‫عليهن‪ ،‬فخـــرج معهم‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫ال يـــدرك‪ ،‬فلـــو كانت الهزمية طـــرت‬
‫وحـــل بـــه جملـــه في جـــدد مـــن األرض فأخـــذه رســـول الله [ أســـي ًرا في ســـبعني‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مـــن قريـــش‪ ،‬وقدم إليـــه أبو معيـــط فقال‪ :‬تقتلنـــي من بني هـــؤالء؟ قـــال‪« :‬نعم‪ ،‬مبا‬
‫بصقـــت فـــي وجهي»‪ ،‬فأنـــزل الله في أبـــي معيـــط‪:‬ﭐﵛﭐﲇﲈﲉﲊﲋﵚ إلى‬
‫قولـــه ﵛﭐﲢﲣﲤﲥﵚﱠ ( الفرقـــان‪ .)1( )29-27 :‬وظاهـــره نزولهـــا باملدينة‪ ،‬لكن‬
‫لـــم أجد من اســـتثنى اآليـــة؛ فجعلها مـــن املدني‪.‬‬

‫مطلع السورة‬
‫خصوصا‪ ،‬وتشاركها في‬
‫ً‬ ‫افتتحت بالثناء عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بلفظ‪:‬ﵛﭐﲣﵚ‬
‫هذا البدء سورة امللك‪.‬‬

‫(‪ )1‬أورده السيوطي في الدر املنثور(‪ ،)250/6‬وصحح إسناده‪ ،‬وعزاه إلى ابن مردويه‪ ،‬وأبي نعيم في الدالئل‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫يعـــرف من موضوعاتها ومـــا تكرر فيها أن موضوعها هو إنذار املشـــركني املكذبني‬


‫بدعوة خير املرســـلني‪ ،‬والرد على حججهـــم بالفرقان املبني‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫تقسم إلى مقدمة‪ ،‬وقسمني خربيني‪.‬‬


‫فاملقدمـــة (‪ )3-1‬فيها (مطلـــع ثنائي)‪ ،‬وحديـــث عن نذارة الرســـول [‪ ،‬وإنـــزال الفرقان‬
‫عليـــه‪ ،‬والتعريف باللـــه‪ ،‬وبيان ضالل املشـــركني‪.‬‬
‫والقســـم األول (‪ )31-4‬فيه (مطلع خبـــري)‪ ،‬ومواقف للكفـــار‪ ،‬وردود عليهـــم‪ ،‬وإنذار في‬ ‫‪106‬‬
‫مقطعـــن (‪ )21 ،4‬فيهمـــا‪ :‬مواقـــف كفريـــة جتـــاه القـــرآن وجتـــاه النبـــي [ وردود عليها‪،‬‬

‫سورة الفرقان‬
‫وتذكيـــر باآلخـــرة متضمن لبيان موقف آلهة املشـــركني منهم يوم احلشـــر‪ ،‬وبعده اســـتكمال‬
‫للـــرد علـــى أقـــوال الكفـــار‪ ،‬مث طلبات متعنتـــة من الكفـــار بإنـــزال املالئكة عليهـــم‪ ،‬أو رؤية‬
‫ربهـــم ليأتيهـــم الـــرد بالتذكيـــر باآلخـــرة تذكيـــ ًرا مهي ًبا‪ ،‬مـــع تصويـــر الندم فيهـــا على عدم‬
‫طاعـــة الرســـول [‪ ،‬وذكر شـــكوى الرســـول [ مـــن هجر قومه للقـــرآن‪ ،‬وبيان لســـنة الله‬
‫فـــي جعلـــه لكل نبـــي عد ًوا مـــن اجملرمني‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫والقســـم الثاين (‪ )77-32‬فيـــه (مطلـــع خبـــري)‪ ،‬وردود على الكفـــار‪ ،‬وتوجيهات لســـيد‬
‫األبـــرار [ فـــي ثالثة مقاطع (‪ )56 ،43 ،32‬فيها‪ :‬الرد على شـــبهة حـــول القرآن مع إنذار‪،‬‬
‫وحتذيـــر مـــن مصيـــر املكذبني‪ ،‬وإشـــارة للمســـتهزئني مـــع تهديد لهـــم بالعـــذاب‪ ،‬مث إقامة‬
‫احلجـــة علـــى أهـــل الشـــرك بلفـــت النظر إلـــى دالئـــل قـــدرة اللـــه والتعريف به ‪-‬ســـبحانه‬
‫وتعالـــى‪ ،-‬مث بيـــان مهمـــة النبـــي [ بالبشـــارة والنـــذارة‪ ،‬وأوامر متعـــددة للبشـــير النذير‬
‫منوذجـــا يقابل‬
‫ً‬ ‫مـــع اإلشـــارة إلـــى رافضي الســـجود للرحمن‪ ،‬واخلتـــم بذكر عبـــاد الرحمن‬
‫الرافضني للســـجود‪.‬‬
‫هي اخلامسة والعشرون ومن‬
‫مناسبتها للنور التالؤم بني آخر‬
‫تلك وأول هذه تالؤما يشبه‬
‫التالؤم بني سورتي املائدة‬ ‫من املثاني التي أوتيها‬
‫واألنعام ‪.‬‬ ‫اإلجنيل‪.‬‬ ‫النبي [ مكان‬
‫من املثاني‬
‫إنذار املشركني‬
‫املكذبني بدعوة خير‬
‫املرسلني‪ ،‬والرد على‬
‫حججهم بالفرقان‬
‫املبني‪.‬‬ ‫الفرقان‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪107‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة الفرقان‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ثالثة أسباب تصور‬ ‫هي الواحدة واألربعون‬


‫دعوة املشركني‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد يس‬
‫والصراع معهم‪.‬‬ ‫وقبل فاطر‪.‬‬

‫افتتحت بالثناء عموماً‪ ،‬ثم هي‬ ‫تقسم إلى مقدمة‪،‬‬


‫مفتتحة بلفظ ﵛﭐﲣﵚ خصوصاً‪،‬‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫وقسمني خبريني‪:‬‬
‫وتشاركها في هذا البدء سورة‪ :‬امللك‪.‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫منها‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع خبري) ‪ ،‬ردود على الكفار‪،‬‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع ثنائي) ‪،‬‬
‫وتوجيهات لسيد األبرار [ ‪ ،‬وبيان مهمة النبي‬ ‫خبري) ‪ ،‬مواقف الكفار‪،‬‬ ‫وحديث عن نذارة الرسول‬
‫[ بالبشارة والنذارة‪ ،‬و اإلشارة إلى رافضي‬ ‫وردود عليهم‪ ،‬وإنذارهم‪.‬‬ ‫[‪ ،‬وإنزال الفرقان عليه‪،‬‬
‫السجود للرحمن‪ ،‬واخلتم بذكر عباد الرحمن‬ ‫والتعريف بالله‪ ،‬وبيان‬
‫منوذجاً يقابل الرافضني للسجود‪.‬‬ ‫ضالل املشركني ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪19‬‬ ‫‪227‬‬ ‫‪26‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المئين‬

‫الظلة‬ ‫الشعراء‬

‫الشعراء‪ :‬لذكرهم في آخرها‪.‬‬


‫الظلة‪ :‬لذكر عذاب يوم الظلة فيها‪.‬‬

‫‪108‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الشعراء‬
‫هـــي السادســـة والعشـــرون‪ ،‬ومـــن‬ ‫من املئـــن التـــي أوتيهـــا النبي [‬
‫مناســـبتها للفرقـــان تفصيلها في‬ ‫مـــكان الزبور‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫قصـــص األنبيـــاء املذكوريـــن هناك‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‬
‫إ جما الً ‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫أن‬
‫تعد السادســـة واألربعني على املشـــهور‪ ،‬بعد الواقعة‪ ،‬وقبل النمل‪ ،‬وفي الصحيح َّ‬
‫أبـــا هريرة‪ ،‬قال‪ :‬قال رســـول الله [ حني أنـــزل عليه‪:‬ﵛﭐﱯﱰﱱﱲﵚ‬
‫قريش‪ ،‬اشـــتروا أنفســـكم من اللـــه‪ ،‬ال أغني عنكـــم من الله‬ ‫ٍ‬ ‫(الشـــعراء‪« )214 :‬يـــا معشـــر‬
‫املطلـــب‪ ،‬ال أغنـــي عنكم مـــن الله شـــي ًئا‪ ،‬يـــا ع َّباس بـــن عبد‬‫شـــي ًئا‪ ،‬يـــا بنـــي عبـــد َّ‬
‫عمة رســـول اللـــه‪ ،‬ال أغني عنك‬ ‫املطلـــب‪ ،‬ال أغنـــي عنك من الله شـــي ًئا‪ ،‬يـــا صف َّية َّ‬ ‫َّ‬
‫من الله شـــي ًئا‪ ،‬يا فاطمة بنت رســـول الله‪ ،‬ســـليني مبا شـــئت ال أغني عنك من الله‬
‫شـــي ًئا»(‪ ،)1‬وهـــذا النزول محمـــول على وقت الصـــدع بالدعوة في العهـــد املكي(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)4771‬ومسلم (‪ ،)206‬واللفظ له‪.‬‬


‫(‪ )2‬كما في سيرة ابن هشام (‪.)263-262/1‬‬
‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫لم يرد لها أي سبب‪.‬‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هي مفتتحة بـﵛﭐﱁﵚ‬

‫موضوع السورة‬

‫يعـــرف مـــن مطلعها ومـــا تكرر فيها من آيـــات أن موضوعها إثبـــات صدق ما جاء‬
‫بـــه النبـــي [‪ ،‬وبيان أنه آية كافيـــة ملن أراد اإلميان‪ ،‬مـــع الوعد والوعيد‪.‬‬
‫‪109‬‬
‫سورة الشعراء‬

‫مقاطع السورة‬

‫تقسم إلى مقدمة حرفية وقسم وحيد وخامتة‪.‬‬


‫حرفـــي) متبع باإلشـــارة إلـــى الكتاب املبني‪ ،‬واإلشـــارةُ‬
‫ٌّ‬ ‫أمـــا املقدمة (‪ )9-1‬ففيهـــا (مطل ٌع‬
‫إلـــى موقـــف الكفار‪ ،‬وأن الله لو شـــاء ألنزل عليهم آيـــة تخضعهم‪ ،‬واخلتم بلفـــت النظر إلى‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫آية كونية‪.‬‬
‫وأمـــا القســـم الوحيد فهـــو قصـــص (‪ )191-10‬ففيهـــا (مطلع ظرفـــي) مخبر عـــن قول‬
‫وقصـــص متثـــل كل واحـــدة منها آية مـــن آيات اللـــه الدالة على صدق رســـول‬
‫ٌ‬ ‫موســـى ‪،‬‬
‫اللـــه [ وتبشـــر وتنذر‪ ،‬مع مـــا فيها من تفاصيـــل التعريف باللـــه والداللة عليه ‪-‬ســـبحانه‬
‫وتعالـــى‪ ،-‬وهـــي ســـب ُع قصـــص (‪ )176 ،160 ،140 ،123 ،105 ،69 ،10‬ملوســـى‪ ،‬وإبراهيم‪،‬‬
‫ونـــوح‪ ،‬وهـــود‪ ،‬وصالـــح‪ ،‬ولوط‪ ،‬وشـــعيب ‪ ،‬وفـــي تلك القصص مـــن التوافـــق والتنوع ما‬
‫يحتـــاج إلى طـــول تدبر‪.‬‬
‫وأما اخلامتـــة (‪ )227-192‬ففيها (مطلـــع خبـــري)‪ ،‬وإثبات أن القـــرآن حـــق‪ ،‬والرد على‬
‫شـــبه الكافريـــن‪ ،‬ومنها عـــد القرآن شـــع ًرا‪ ،‬وقد ختمت اخلامتـــة بذكر الشـــعراء على وجه‬
‫يثبـــت أن النبـــي [ ليس شـــاع ًرا‪ ،‬مع اســـتثناء صنف من الشـــعراء‬
‫هي السادسة والعشرون‪،‬‬
‫ومن مناسبتها للفرقان‬
‫تفصيلها في قصص األنبياء‬
‫ً‬
‫إجمال‪.‬‬ ‫املذكورين هناك‬ ‫من املئني التي أوتيها‬
‫إثبات صدق ما جاء‬ ‫النبي [ مكان الزبور‪.‬‬
‫من املئني‬
‫به النبي [ ‪ ،‬وبيان‬
‫أن القرآن آية كافية‬
‫ملن أراد اإلميان‪ ،‬مع‬
‫الشعراء‪،‬‬
‫الوعد والوعيد ‪.‬‬
‫والظلة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪110‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة الشعراء‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يرد لها أي سبب‪.‬‬ ‫تُعد السادسة واألربعني‬
‫على املشهور‪ ،‬بعد‬
‫الواقعة وقبل النمل‪.‬‬

‫افتتحت بحروف‬ ‫تقسم إلى مقدمة‬


‫التهجي عموماً‪ ،‬ثم‬ ‫حرفية وقسم وحيد مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬
‫يصح استثناء شيء هي مفتتحة بـ( طسم)‬ ‫وخامتة‪:‬‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫منها ‪.‬‬

‫اخلامتة (مطلع خبري)‪ ،‬وإثبات أن‬ ‫القسم الوحيد فهو قصص فيه‬ ‫حرفي) متبع‬
‫ٌّ‬ ‫املقدمة (مطل ٌع‬
‫القرآن حق‪ ،‬والرد على شبه الكافرين‬ ‫(مطلع ظرفي) مخبر عن قصة‬ ‫باإلشارة إلى الكتاب املبني‪،‬‬
‫و ختمت اخلامتة بذكر الشعراء على‬ ‫وقصص متثل كل واحدة‬
‫ٌ‬ ‫موسى\‪،‬‬ ‫واإلشارةُ إلى موقف الكفار‬
‫وجه يثبت أن النبي [ ليس شاع ًرا‪.‬‬ ‫منها آية من آيات الله الدالة على‬ ‫وأن الله لو شاء ألنزل عليهم‬
‫صدق رسول الله[‪.‬‬ ‫آية تخضعهم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪20-19‬‬ ‫‪93‬‬ ‫‪27‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫النمل‬

‫النمل‪ :‬لذكر النملة التي خاطبت النمل في ثنايا قصة سليمان ‪.‬‬

‫‪111‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي الســـابعة والعشـــرون‪ ،‬ومـــن‬


‫سورة النمل‬

‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي‬


‫مناسبتها للشـــعراء تفصيلهـــا لبعض‬ ‫[ مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫مـــا أجمـــل فيهـــا مـــن القصـــص‪،‬‬ ‫مرفوعـــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫ً‬
‫واملشـــار إليهـــا فـــي الفرقـــان ً‬
‫أيضا‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعد الســـابعة واألربعني على املشـــهور‪ ،‬بعد الشـــعراء‪ ،‬وقبل القصص‪ ،‬وبعض آياتها‬
‫تشـــعر بتأخر في النزول كالتهديد بدنو العذاب‪ ،‬واإلشـــارة إلى بني إســـرائيل‪.‬‬

‫مطلع السورة‬

‫خصوصا‪ ،‬وال تشاركها‬


‫ً‬ ‫ﭐﱁ ﵚ‬‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بـ ﵛ ﱂ‬
‫في هذا البدء أي سورة‪ ،‬ويطلق عليها مع سورتي الشعراء والقصص املبدوءتني بـ‬
‫ﵛﭐﱁﵚ‪ :‬الطواسني‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لم يرد لها أي سبب‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫يعـــرف من مطلعها وقســـميها أن من موضوعاتها الرئيســـة إثبات تلقي النبي [‬


‫القـــرآن مـــن لدن حكيـــم عليم من جهة‪ ،‬وتوجيـــه النبي [ في دعوتـــه‪ ،‬مع إثبات‬
‫اآلخـــرة والتذكيـــر بها من جهة أخـــرى‪ ،‬كما أن فضل العلـــم‪ ،‬واحلديث عنه ظاهر‬
‫في الســـورة ج ًدا‪.‬‬
‫‪112‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة النمل‬
‫تقسم إلى مقدمة وقسمني‪.‬‬
‫وكتاب مبني‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫حرفي) متب ٌع باإلشـــارة إلـــى آيات القـــرآن‬
‫ٌّ‬ ‫أمـــا املقدمة (‪ )5-1‬ففيهـــا (مطل ٌع‬
‫وبيـــان أن القرآن هدى وبشـــرى ملن يؤمـــن باآلخرة بخـــاف املكذب بها‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وأما القســـم األول (‪ )58-6‬ففيـــه (مطلع خبـــري)‪ ،‬وإظهـــار آثار علـــم اللـــه وحكمته في‬
‫وحيـــه إلـــى الرســـل وتأييدهـــم في مقدمـــة وقصـــص (‪ )7 ،6‬فيهما‪ :‬مـــع التنبيـــه على تلقي‬
‫النبـــي [ القـــرآن من لدن حكيم عليم‪ ،‬مث قصص موســـى وســـليمان‪ ،‬وصالح‪ ،‬ولوط ‪،‬‬
‫وقـــد جاءت هـــذه القصص مؤكدة لعلم الله‪ ،‬كما تضمنت إشـــارات لقيمـــة العلم ‪ -‬عمو ًما‪.-‬‬
‫ويف القســـم الثاين (‪( )93-59‬مطلع خطابـــي تلقينـــي)‪ ،‬والتعريـــف بالله واليـــوم اآلخر‪،‬‬
‫وتوجيهـــات لســـيد املرســـلني ‪ ‬فـــي خمســـة مقاطـــع (‪ )91 ،82 ،79 ،65 ،59‬فيهـــا‪ :‬األمر‬
‫باحلمـــد والســـام علـــى املصطفني ‪ -‬وقـــد ذكروا تفصيال في القســـم األول‪ -‬مـــع التعريف‬
‫باللـــه وعلمـــه وحكمته واالســـتدالل على وحدانيته عـــن طريق عرض تدبيـــره خمللوقاته‪ ،‬مث‬
‫األمـــر بالتعريف بعلـــم الله مع نقاش مع املكذبـــن باليوم اآلخر‪ ،‬مث األمر بالتوكل واإلشـــارة‬
‫إلـــى املعرضـــن عن الهـــدى واملنتفعـــن به‪ ،‬مث ذكـــر بعض أحـــداث اآلخرة وأشـــراطها‪ ،‬مث‬
‫توجيهـــات أخيـــرة للنبـــي الكـــرمي ‪ ‬بالعبـــادة‪ ،‬وتـــاوة القـــرآن‪ ،‬واخلتـــم باألمـــر ‪ -‬مـــرة‬
‫أخـــرى‪ -‬باحلمـــد‪ ،‬والوعيـــد بـــإراءة اآليات‪ ،‬مـــع التذكير بعلـــم الله واطالعه علـــى اخللق‪.‬‬
‫هي السابعة والعشرون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للشعراء تفصيلها لبعض ما‬
‫أجمل فيها من القصص املشار إليها‬
‫من املثاني التي أوتيها النبي‬
‫في الفرقان ‪.‬‬
‫من املثاني‬ ‫[ مكان اإلجنيل‪.‬‬
‫إثبات تلقي النبي [‬
‫حكيم‬
‫ٍ‬ ‫القرآن من لدن‬
‫عليم‪ ،‬و فضل العلم‪.‬‬ ‫النمل‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪113‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة النمل‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يرد لها أي سبب‪.‬‬ ‫تُعد السابعة واألربعني‬


‫على املشهور‪ ،‬بعد‬
‫الشعراء وقبل القصص‪.‬‬

‫افتتحت بحروف‬ ‫تقسم إلى مقدمة‬


‫التهجي عموماً ‪ ،‬ثم‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫وقسمني ‪:‬‬
‫يصح استثناء شيء هي مفتتحة بـ( طس)‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫منها ‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع خطابي تلقيني)‪،‬والتعريف‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫حرفي)‬


‫ٌّ‬ ‫املقدمة (مطل ٌع‬
‫بالله واليوم اآلخر‪ ،‬وتوجيهات لسيد املرسلني [‪،‬‬ ‫خبري)‪ ،‬وإظهار آثا ُر علم‬ ‫و بيان أن القرآن هدى‬
‫واخلتم باألمر ‪-‬مرة أخرى‪ -‬باحلمد‪ ،‬والوعيد بإراءة‬ ‫الله وحكمته في وحيه إلى‬ ‫وبشرى ملن يؤمن باآلخرة‬
‫اآليات‪ ،‬مع التذكير بعلم الله واطالعه على اخللق‪.‬‬ ‫الرسل‪ ،‬وتأييدهم‪.‬‬ ‫بخالف املكذب بها‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪20‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪28‬‬
‫استثناء ٍ‬
‫شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫القصص‬

‫القصص‪ :‬لذكر كلمة (القصص) فيها‪.‬‬

‫‪114‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة القصص‬
‫هي الثامنة والعشـــرون‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبي‬
‫مناســـبتها للنمل والشعراء‬ ‫[ مـــكان اإلجنيل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫تفصيلهـــا وبســـطها لقصـــة‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫ً‬
‫موســـى ‪ ‬املذكورة فيهما‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثامنـــة واألربعـــن على املشـــهور‪ ،‬بعـــد النمل‪ ،‬وقبل اإلســـراء‪ ،‬وفي أســـباب‬
‫النـــزول ما يـــدل علـــى تأخر فـــي تأريخ نزول الســـورة‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ســـببان قـــد يعينـــان علـــى تأريـــخ النـــزول ويرتبطـــان بالدخـــول فـــي اإلســـام‬
‫وعدمـــه‪ ،‬وآياتهمـــا متواليـــة؛ فـــاألول عـــن رفاعـــة القرظـــي‪ ،‬قـــال‪« :‬نزلـــت‬
‫ﵛﱂﱃﱄﱅﵚ في عشـــرة‪ ،‬أنـــا أحدهم»(‪ ،)1‬وورد ما يـــدل على أن ذلك‬
‫طالـــب ملَّا حضرتـــه الوفـــاة‪ ،‬دخل عليه‬ ‫ٍ‬ ‫إن أبا‬
‫قبـــل الهجـــرة‪ ،‬والثاني مـــا جـــاء‪َّ :‬‬
‫جهـــل‪ ،‬فقـــال‪« :‬أي ع ّم‪ ،‬قـــل ال إلـــه َّإل الله‪ ،‬كلمـــ ًة أحا ُّج‬
‫ٍ‬ ‫النبـــي [ وعنـــده أبـــو‬
‫طالب‪،‬‬‫جهـــل وعبد اللـــه بن أبـــي أم َّيـــة‪ :‬يا أبـــا ٍ‬
‫ٍ‬ ‫لـــك بهـــا عنـــد اللـــه» فقال أبـــو‬
‫املطلـــب‪ ،‬فلم يـــزاال يكلِّمانه‪ ،‬حتَّـــى قال آخر شـــيءٍ كلَّمهم‬ ‫ترغـــب عـــن ملَّة عبد َّ‬
‫«ألســـتغفرن لك‪ ،‬ما لـــم أُنْه عنه»‬
‫َّ‬ ‫املطلب‪ ،‬فقـــال النبي [‪:‬‬ ‫بـــه‪ :‬علـــى ملَّة عبـــد َّ‬
‫‪115‬‬ ‫فنزلت‪:‬ﵛﭐﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝ‬
‫ﱞ ﱟﱠﱡ ﱢ ﱣ ﱤﱥﱦﱧﵚ (التوبة‪ )113 :‬ونزلت‪:‬ﵛﭐﱿﲀﲁ‬
‫ﲂﲃﵚ(القصص‪.)2()56:‬‬
‫سورة القصص‬

‫مطلع السورة‬

‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بـﵛﭐﱁﵚ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫موضوع السورة‬

‫يعـــرف مـــن مطلعهـــا والتأمل في قســـميها أنها تتحدث عـــن إثبات نبـــوة النبي [‬
‫وتثبيتـــه وبيان مهمتـــه [‪ ،‬مع التهديـــد للكافرين‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه ابن أبي حامت في تفسيره‪ ،‬وصححه محققه‪.‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪– )3884‬واللفظ له‪ ،-‬ومسلم (‪.)24‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫إثبات رسالة‬ ‫ميكن تقســـيمها إلى مقدمة وقســـمني؛ أولهما‬


‫نبينا [ وبيان‬ ‫قصة‬
‫مهمته‬ ‫قصة‪ ،‬والثانـــي إثبات رســـالة نبينا وبيان‬
‫مهمته ‪.‬‬
‫حرفي)‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫أمـــا املقدمة (‪ )2-1‬ففيهـــا (مطلـــ ٌع‬
‫وتعظيم الكتـــاب املبني‪.‬‬
‫وأما القســـم األول (‪ )43-3‬ففيه (مطلع خبري) وقصة مفصلة (‪)36 ،29 ،23 ،14 ،7 ،3‬‬
‫فيهـــا‪ :‬متهيد وتشـــويق‪ ،‬ثم اإلخبـــار بعلو فرعون فـــي األرض‪ ،‬وإرادة اللـــه إهالكه والتمكني‬
‫للمســـتضعفني‪ ،‬ثم ذكر موقف أم موســـى والتقاط آل فرعون‪ ،‬مث اشـــتداد واســـتواء موسى‬
‫‪ ،‬مث التوجـــه ملدين‪ ،‬ثم إرســـال موســـى ‪ ‬ومناجاته‪ ،‬مث دعـــوة فرعون وهالكه‪.‬‬ ‫‪116‬‬
‫ويف القســـم الثاين (‪ )88-44‬مع املطلع اخلبـــري املنفي؛ الكال ُم على رســـالة نبينا [ في‬
‫ســـتة مقاطع (‪ )84 ،76 ،56 ،52 ،47 ،44‬فيها‪ :‬إثبات نبوة نبينا [ من خالل قصة موســـى‬

‫سورة القصص‬
‫‪ ‬الســـابقة‪ ،‬مث بيـــان احلكمة من إرســـاله [ وإقامة احلجة علـــى الكافرين‪ ،‬مث إثبات‬
‫جديـــد لنبـــوة نبينا [ بعـــرض موقف الصادقني مـــن أهل الكتاب من دعوتـــه [‪ ،‬مث بيان‬
‫أن مهمـــة النبـــي [ هي التبليغ ال الهداية مـــع بيان أن الدنيا متـــاع والتخويف باآلخرة‪ ،‬مث‬
‫ذكـــر قصـــة قارون ‪ -‬وفيهـــا تخويف بالعقوبـــة الدنيويـــة‪ ،-‬والتعقيب بأن العاقبـــة للمتقني‪،‬‬
‫مث تذكيـــر النبـــي [ بنعمة القرآن مع الوعـــد بالرد إلى معاد‪ ،‬مع مجموعـــة من التكليفات‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫له عليه الصالة الســـام ‪.‬‬
‫هي الثامنة والعشرون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للنمل والشعراء‬
‫تفصيلها وبسطها لقصة‬
‫من املثاني التي أوتيها النبي [‬
‫موسى املذكورة فيهما ‪.‬‬
‫من املثاني‬ ‫مكان اإلجنيل‪.‬‬
‫إثبات نبوة النبي [‬
‫وتثبيته وبيان مهمته‬
‫[‪ ،‬مع التهديد‬
‫للكافرين‪.‬‬
‫القصص‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪117‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة القصص‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫سببان قد يعينان على‬ ‫تُعد الثامنة واألربعني‬


‫معرفة تأريخ النزول‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد النمل‬
‫ويرتبطان بالدخول في‬ ‫وقبل اإلسراء‪.‬‬
‫اإلسالم‪.‬‬

‫افتتحت بحروف التهجي‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫عموماً ‪ ،‬ثم هي مفتتحة‬ ‫مقدمة وقسمني ‪ :‬مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬
‫بـ( طسم) خصوصاً‪.‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫منها ‪.‬‬

‫القســـم الثـــاين (مطلـــع خبري)‬ ‫القســـم األول (مطلع خبري)‬ ‫حرفي) ‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫املقدمة (مطلـــ ٌع‬
‫و إثبـــات رســـالة نبينـــا [ وبيـــان‬ ‫وقصة موســـى \ ‪.‬‬ ‫وتعظيـــم الكتاب املبني‪.‬‬
‫مهمتـــه‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫وصح استثناء اآليتني‬
‫َم ِّك َية‪َّ ،‬‬ ‫‪21-20‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪29‬‬
‫رقم (‪ ، )11-10‬فهي مدنية‬

‫من المثاني‬

‫العنكبوت‬

‫العنكبوت‪ :‬لذكره فيها‪.‬‬

‫موقع السورة‬
‫‪118‬‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة العنكبوت‬
‫هي التاســـعة والعشـــرون‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫إن فـــي أول القصـــص ذكـــ َر‬ ‫للقصـــص َّ‬
‫مـــن املثاني التـــي أوتيهـــا النبي‬
‫اســـتضعاف فرعون للمؤمنـــن‪ ،‬وفي أول‬
‫[ مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولـــم أجد‬
‫العنكبـــوت ذكـــ َر املؤمنـــن الذيـــن فتنهـــم‬
‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫ً‬ ‫لهـــا‬
‫الذيـــن كفـــروا‪ ،‬كما أن فـــي آخر القصص‬
‫مرفوعـــا‪.‬‬
‫ً‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫اإلشـــارةَ إلـــى هجرة نبينـــا [‪ ،‬وفي آخر‬
‫العنكبـــوت ذكـــ َر هجـــرة املؤمنني‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الرابعـــة والثمانني على املشـــهور‪ ،‬بعد الـــروم‪ ،‬وقبل املطففني‪ ،‬وفيها ما يشـــعر‬
‫بتأخـــر النـــزول كاإلشـــارة إلـــى الهجـــرة‪ ،‬وجدال أهـــل الكتـــاب‪ ،‬وثبت في أســـباب‬
‫النـــزول مـــا يـــدل علـــى تقـــدم بعضهـــا‪ ،‬كما ثبـــت ما يـــدل علـــى تأخر بعضهـــا إلى‬
‫العهـــد املدني‪.‬‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬

‫مكية‪ ،‬وصح استثناء ﭐﵛﭐﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻ‬


‫ﱼ ﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅ ﲆ ﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏ‬
‫ﲐﲑﲒﲓﲔﲕﲖﵚ؛ فهـــي مدنية‪ ،‬وقد مضى ذكر ســـبب‬
‫نزولها في ســـورة النحل فـــي الكالم على َم َد ِن َّيـــة بعض آياتها‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫‪119‬‬ ‫دال علـــى تبكيـــر النزول فـــي مكة‪ ،‬وهو مـــا ورد عن ســـعد بن أبي‬ ‫ســـببان؛ أحدهمـــا ٌّ‬
‫ٍ‬
‫ســـعد‪ :‬أليس قد أمر اللـــه بالب ِّر‪ ،‬واللـــه ال أطعم‬ ‫وقـــاص ] وفيـــه‪ ...« :‬فقالـــت أ ُّم‬
‫سورة العنكبوت‬

‫طعا ًما وال أشـــرب شـــرا ًبا حتَّى أموت أو تكفـــر‪ ،‬قال‪ :‬فكانـــوا إذا أرادوا أن يطعموها‬
‫شـــجروا فاهـــا‪ ،‬فنزلت هـــذه اآليـــة ﵛﭐﱎﱏﱐﱑﵚ اآليَة (‪ ، )1‬والســـبب‬
‫دال علـــى أن بعـــض آيات الســـورة نزل في املدينـــة قري ًبا من غـــزوة بدر‪ ،‬وهو‬ ‫الثانـــي ٌّ‬
‫املشـــار إليه فـــي عهدها‪ ،‬ومضـــى مفص ً‬
‫ال في ســـورة النحل‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫يعـــرف مـــن مطلعهـــا وكثيـــر مـــن‬ ‫افتتحت بحروف التهجي‬


‫املعانـــي املتكـــررة فيهـــا أنهـــا تدور‬ ‫عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة‬
‫حـــول ســـنة االبتـــاء‪.‬‬ ‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بـ ﵛﭐﲑﵚ‬

‫(‪ )1‬رواه الترمــذي (‪ ،)3189‬وقــال‪ :‬هــذا حديــث حســن صحيــح‪ ،‬واحلديــث فــي مســلم (‪ ،)1748‬ولكــن فيــه ‪-‬مع آيــة العنكبوت‪ -‬آية لقمــان‪:١٥ :‬ﵛﱓﱔﱕﱖﵚ‬
‫ﵛﭐﲆﲇﲈﲉﲊﵚوقــد رجــح صاحــب احملــرر فــي أســباب النــزول مــن خــال الكتــب التســعة (‪ )775-773/2‬أن احلديــث ســبب لنــزول آيــة العنكبــوت‪،‬‬
‫وقــال‪« :‬لعــل إضافــة آيــة لقمــان للحديــث جــاءت مــن بــاب أن موضــوع اآليتــن واحــد‪ ،‬ومــن هنــا أدرجهــا بعــض الــرواة فــي احلديــث»‪.‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫ميكن تقســـيمها إلى مقدمة وخامتة وقسمني؛‬


‫وصايا‬ ‫االبتالء‬
‫أولهما عن االبتـــاء‪ ،‬والثاني وصايا‪.‬‬
‫حرفي)‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫أما املقدمـــة (‪ )7-1‬ففيهـــا (مطلـــ ٌع‬
‫واحلديثُ عن ســـنة االبتالء‪ ،‬وعاقبة اجملاهدة‬
‫واإلميان‪.‬‬
‫وأمـــا القســـم األول (‪ )44-8‬ففيه منـــاذج في االبتـــاء‪ ،‬وقصص فـــي ذلـــك لألنبياء في‬
‫مقطعـــن (‪ )14 ،8‬فيهمـــا‪ :‬صـــور لالبتالء مبجاهـــدة الوالدين على الشـــرك‪ ،‬وباإليذاء في‬
‫وبشـــبه للكفـــار اخملالطني للمؤمنني مث ذك ُر قصص مناســـبة لالبتـــاء لنوح وإبراهيم‬ ‫ٍ‬ ‫الله‪،‬‬
‫ولـــوط وشـــعيب ‪ ،‬وإشـــارة مجملة إلى طرق إهالك الســـابقني‪ ،‬واخلتـــم بالتنبيه إلى‬ ‫‪120‬‬
‫ضعـــف مـــن تولى غيـــر الله‪ ،‬والتذكيـــر بخلـــق الســـماوات واألرض الدال علـــى وحدانيته‪-‬‬
‫سبحانه وتعالى‪.-‬‬

‫سورة العنكبوت‬
‫أما القســـم الثاين (‪ )68-45‬ففيـــه (مطلع انشـــائي) ووصايـــا تعني على طريـــق االبتالء‬
‫فـــي ثالثـــة مقاطـــع (‪ )55 ،46 ،45‬فيهـــا‪ :‬زاد طريـــق االبتالء مـــن التالوة وإقامـــة الصالة‬
‫والذكـــر‪ ،‬مث النهـــي عـــن التخلـــي عـــن األدب فـــي اجلـــدال‪ ،‬مع ذكـــر حجج تصلـــح جلدال‬
‫الكفـــار‪ ،‬والتنبيـــه علـــى أن القرآن حجـــة كافيـــة‪ ،‬واخلتم بتهديـــد الكفـــار‪ ،‬مث احلث على‬
‫الهجـــرة وذكـــر ما يهونها علـــى النفوس من ضمـــان الـــرزق‪ ،‬وحتمية املوت‪ ،‬وهـــوان الدنيا‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مـــع مزيد مـــن إقامـــة احلجج على املشـــركني‪.‬‬
‫وأما اخلامتة (‪ )69‬فآية واحدة فيها وعد ملن جاهد في الله بالهداية إلى سبيل الله‪.‬‬
‫هي التاسعة والعشرون ومن مناسبتها‬
‫للقصص أنَّ في أول القصص ذك َر‬
‫استضعاف فرعون للمؤمنني‪ ،‬وفي أول‬
‫العنكبوت ذك َر املؤمنني الذين فتنهم الذين‬
‫كفروا‪ ،‬كما أن في آخر القصص اإلشارةَ‬
‫إلى هجرة نبينا [ ‪ ،‬وفي آخر العنكبوت‬
‫ذك َر هجرة املؤمنني‪.‬‬ ‫من املثاني التي أوتيها‬
‫من املثاني‬ ‫النبي [ مكان اإلجنيل‪.‬‬

‫تدور حول سنة‬


‫االبتالء ‪.‬‬ ‫العنكبوت‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪121‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة العنكبوت‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫سببان أحدهما دال على تبكير‬ ‫تُعد الرابعة والثمانني‬


‫النزول في مكة ‪ ،‬في سعد بن أبي‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد الروم‪،‬‬
‫وقاص ر] مع أمه في قوله‬ ‫وقبل املطففني‪.‬‬
‫تعالىﵛﭐﱎﱏﱐﱑﵚ‬
‫اآليَ َة‪ ،‬و السبب الثاني دال على‬
‫أن بعض آيات السورة نزل في‬
‫افتتحت بحروف‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫وصح استثناء التهجي عموماً ‪ ،‬ثم املدينة قريبا من غزوة بدر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫مقدمة و قسمني مكية ‪،‬‬
‫اآليتني رقم (‪ )11-10‬هي مفتتح ٌة بـ( الم )‬ ‫وخامتة‪:‬‬
‫‪-‬خصوصاً‪.‬‬ ‫فهي مدنية‪.‬‬

‫اخلامتة فآية واحدة‬ ‫القسم الثاين (مطلع‬ ‫القسم األول مناذج‬ ‫حرفي)‪،‬‬
‫ٌّ‬ ‫املقدمة (مطل ٌع‬
‫فيها وعد ملن جاهد‬ ‫انشائي) ووصايا تعني‬ ‫في االبتالء‪ ،‬وقصص‬ ‫واحلديثُ عن سنة‬
‫في الله بالهداية إلى‬ ‫على طريق االبتالء ‪.‬‬ ‫في ذلك لألنبياء ‪.‬‬ ‫االبتالء‪ ،‬وعاقبة اجملاهدة‬
‫سبل الله‪.‬‬ ‫واإلميان‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪21‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪30‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫الروم‬

‫الروم‪ :‬لذكر الروم في أولها‪.‬‬

‫‪122‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الروم‬
‫هـــي الثالثـــون‪ ،‬ومن مناســـبتها‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبي [‬
‫للعنكبـــوت أن تلـــك ختمـــت بوعد‬ ‫مـــكان اإلجنيل‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫الذيـــن جاهـــدوا فـــي اللـــه‪ ،‬وهنا‬ ‫مرفوعا‪.‬‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‬
‫ً‬
‫جاء بيـــان أنهم غالبـــون‪ ،‬ولو بعد‬
‫حني ‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثالثة والثمانني على املشـــهور‪ ،‬بعد االنشـــقاق‪ ،‬وقبـــل العنكبوت‪ ،‬ونزولها‬
‫متأخر نســـبياً‪ ،‬ومروياتهـــا املتعلقة ِبرهان الصديق ]‪ ،‬وفـــرح املؤمنني بنصر‬
‫الله تعني علـــى تأريخ دقيق لنـــزول أولها‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫قيـــل إن لها ســـب ًبا واح ًدا‪ ،‬وهـــو ما ورد عن ابـــن عباس ] قال‪« :‬كان املســـلمون‬
‫يح ُّبـــون أن تظهر الـــ ُّروم على فارس‪ ،‬أل َّنهـــم أهل ٍ‬
‫كتاب‪ ،‬وكان املشـــركون يح ُّبون أن‬
‫بكر‪ ،‬فذكر‬ ‫تظهـــر فارس على ال ُّروم‪ ،‬أل َّنهـــم أهل ٍ‬
‫أوثان‪ ،‬فذكر ذلك املســـلمون ألبي ٍ‬
‫بكر ذلك لرســـول اللـــه [‪ ،‬فقال له النبـــي [‪« :‬أما إ َّنهم ســـيهزمون»‪ ،‬فذكر‬ ‫أبـــو ٍ‬
‫أجل‪ ،‬فإن ظهروا‪ ،‬كان لك كذا وكذا‪،‬‬ ‫بكر لهم‪ ،‬فقالوا‪ :‬اجعل بيننـــا وبينك ً‬ ‫ذلـــك أبو ٍ‬
‫أجل خمس ســـنني‪ ،‬فلـــم يظهروا‪،‬‬ ‫وإن ظهرنـــا‪ ،‬كان لنـــا كـــذا وكذا‪ .‬فجعـــل بينهم ً‬
‫بكر للنبي [‪ ،‬فقال‪« :‬أال جعلته» ‪ -‬أراه قال‪« -:‬دون العشـــر»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫فذكر ذلك أبو ٍ‬
‫وقـــال ســـعي ٌد‪ :‬البضع ما دون العشـــر ‪ -‬قال‪ :‬فظهرت ال ُّروم بعـــد ذلك‪ ،‬فذلك قوله‬
‫‪123‬‬ ‫تعالى‪ :‬ﭐﵛ ﭐﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨ‬
‫ﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﵚ(الروم‪،)1( )4-1 :‬‬
‫ويعـــرف بالنظـــر فـــي متنه‪ ،‬وجمـــع طرقه أنـــه ليس ســـب ًبا بل هي أحـــداث وقعت‬
‫سورة الروم‬

‫بعـــد نزول أول ســـورة الروم(‪.)2‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫يعـــرف من املعانـــي والتراكيب التي‬ ‫افتتحت بحروف التهجي‬


‫تكـــررت فيها أن موضوعهـــا إثبات‬ ‫عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة‬
‫البعث والوعـــد بالنصر‪.‬‬ ‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بـ ﵛﭐﲑﵚ‬

‫(‪ )1‬مسند اإلمام أحمد (‪ ،)491 ،490/4‬وصححه محققوه‪.‬‬


‫(‪ )2‬تنظر‪ :‬السيرة الذهبية (‪.)577-575 ،152/2‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫ميكن تقسيمها إلى مقدمة‪ ،‬وقسم وحيد يعرف باهلل ويثبت البعث‪.‬‬
‫حرفـــي)‪ ،‬واإلخبـــار بغلبة الـــروم على الفرس‬
‫ٌّ‬ ‫أمـــا املقدمة (‪ )10-1‬ففيهـــا (مطل ٌع‬
‫في املســـتقبل بعـــد اإلخبار عما حدث من عكســـه‪ ،‬واحلث على التفكـــر في اخللق‪،‬‬
‫والســـير في األرض لالعتبار‪.‬‬
‫وإثبات البعـــث عن طريق‬‫ُ‬ ‫وأما القســـم الوحيد (‪ )60-11‬ففيه (مطلـــع ثنائـــي)‪،‬‬
‫تعريفـــات متعـــددة باللـــه‪ ،‬وإقامـــ ٌة للحجج علـــى الكافرين فـــي أربعـــة مقاطع (‪،11‬‬
‫‪ )54 ،48 ،40‬فيهـــا‪ :‬التعريـــف باللـــه املبـــدئ تعري ًفا يقيم احلجة علـــى اليوم اآلخر‪،‬‬
‫ووصـــف مـــا ســـيحدث فيـــه‪ ،‬والتنبيـــه علـــى بعض آيـــات الله مـــع ختمها مبـــا يبني‬
‫ســـهولة البعـــث‪ ،‬وإقامة احلجة على املشـــركني بضـــرب مثل‪ ،‬فاألمـــر بإقامة الوجه‬ ‫‪124‬‬
‫حني ًفـــا لله‪ ،‬فإقامة احلجة على املشـــركني مـــرة أخرى بإظهار تناقضهم‪ ،‬واإلشـــارة‬
‫إلـــى ســـنة القبض والبســـط مع األمـــر باإلنفـــاق‪ ،‬مث التعريف بالله اخلالـــق الرازق‬

‫سورة الروم‬
‫املميـــت احمليـــي تعري ًفـــا يقيـــم احلجة علـــى اليوم اآلخـــر‪ ،‬مع بيـــان اآلثار الســـيئة‬
‫للشـــرك‪ ،‬واألمر بإقامة الوجه اســـتعدادا لليوم اآلخر‪ ،‬وتأكيد نصـــر الله للمؤمنني‪،‬‬
‫مث التعريـــف باللـــه املرســـل للريـــاح تعريفـــا يقيم احلجة علـــى اليوم اآلخـــر‪ ،‬وبيان‬
‫لطبيعـــة الكافـــر اجلاحـــد‪ ،‬مث التعريـــف بالله في تقليبه لإلنســـان فـــي أحواله‪ ،‬مع‬
‫موعظـــة تذكر بعجز اإلنســـان وقصر الدنيـــا‪ ،‬وتبني حال الكفار يوم تقوم الســـاعة‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫والتذكيـــر بأن احلجة قامت بالقـــرآن‪ ،‬وتأكيد إصرار الكفار لـــو جاءتهم آية أخرى‪،‬‬
‫واخلتم باألمر بالصبـــر والثبات‪.‬‬
‫هي الثالثون‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫للعنكبوت أن تلك ختمت‬
‫بوعد الذين جاهدوا في‬
‫الله ‪ ،‬وهنا جاء بيان أنهم‬ ‫من املثاني التي أوتيها‬
‫غالبون ولو بعد حني ‪.‬‬ ‫النبي [ مكان اإلجنيل ‪.‬‬
‫من املثاني‬

‫إثبات البعث والوعد‬


‫بالنصر‪.‬‬ ‫الروم‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪125‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة الروم‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ذُكر لها سبب واحد عن ابن‬ ‫تُعد الثالثة والثمانني على‬


‫عباس‪-‬رضي الله عنهما‪ -‬قال‪:‬‬ ‫املشهور‪ ،‬بعد االنشقاق‬
‫(كان املسلمون يحبون أن تظهر‬ ‫وقبل العنكبوت‪.‬‬
‫الروم على فارس‪ ،‬ألنهم أهل‬
‫كتاب‪ ،‬وكان املشركون يحبون أن‬
‫تظهر فارس على الروم‪ ،‬ألنهم‬ ‫افتتحت‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫بحروف التهجي أهل أوثان‪ ....‬احلديث)‪ ،‬و يعرف‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫مقدمة‪ ،‬و قسم‬
‫عموماً‪ ،‬ثم هي بالنظر في متنه‪ ،‬وجمع طرقه أنه‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫وحيد‪:‬‬
‫مفتتحة بـ( آلم ) ليس سببا بل هي أحداث وقعت‬ ‫منها ‪.‬‬
‫بعد نزول أول سورة الروم‪.‬‬ ‫خصوصاً‪.‬‬

‫القسم الوحيد (مطلع ثنائي)‪،‬‬ ‫حرفي)‪ ،‬واإلخبار بغلبة الروم على‬


‫ٌّ‬ ‫املقدمة (مطل ٌع‬
‫وإثبات البعث عن طريق تعريفات‬
‫ُ‬ ‫الفرس في املستقبل بعد اإلخبار عما حدث من‬
‫متعددة بالله‪ ،‬وإقام ٌة للحجج على‬ ‫عكسه ‪ ،‬و احلث على التفكر في اخللق‪ ،‬والسير‬
‫الكافرين ‪.‬‬ ‫في االرض لالعتبار‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪21‬‬ ‫‪34‬‬ ‫‪31‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫لقمان‬

‫لقمان‪ :‬لذكر لقمان فيها‪ ،‬ولم يذكر في سورة أخرى‪.‬‬

‫‪126‬‬
‫موقع السورة‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة لقمان‬
‫هـــي احلــــادية والثــــاثون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناسبتها للـــروم أن تلك ختمت مبدح‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي‬
‫القـــرآن ‪ :‬ﭐﵛ ﭐ ﲱ ﲲ ﲳ ﲴ ﲵ‬ ‫[ مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫(الروم‪)58 :‬‬ ‫ﲶﲷﲸﲹﲺﵚ‬ ‫مرفوعـــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫ً‬
‫وهذه كذلك بـــدأت بـمــدح الكـــتـاب‪:‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﵛﭐﱃﱄﱅﱆﵚ(لقمان‪.)2 :‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعد السادســـة واخلمســـن على املشـــهور‪ ،‬بعد الصافـــات‪ ،‬وقبل ســـبأ‪ ،‬وثبت نزول‬
‫بعضهـــا قبـــل آيـــة في األنعـــام؛ فعن عبـــد الله بـــن مســـعود ]‪« :‬لَ َّمـــا نزلت هذه‬
‫اآلية‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﵚ (األنعام‪ )82 :‬شـــقَّ ذلك على أصحاب رســـول الله‬
‫بظلم؟ فقال رســـول الله [‪« :‬إ َّنـــه ليس بذاك‪،‬‬
‫[‪ ،‬وقالـــوا‪ :‬أ ُّينـــا لم يلبـــس إميانه ٍ‬
‫أال تســـمع إلـــى قـــول لقمـــان البنـــه‪:‬ﵛﭐﱡﱢﱣ ﱤﱥﵚ (لقمـــان‪.)1( »)13 :‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4776‬‬


‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫افتتحت بحروف التهجي‬ ‫ذكر لها ســـبب واحد‪ ،‬مضت اإلشـــارة‬


‫عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة‬ ‫إليـــه فـــي ســـورة العنكبـــوت‪ ،‬واألصح‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بـ ﵛﭐﲑﵚ‬ ‫أن النـــازل لذلـــك الســـبب هـــو آيـــة‬
‫العنكبـــوت ال آية لقمـــان(‪.)1‬‬

‫موضوع السورة‬
‫يعـــرف مـــن مطلعهـــا‪ ،‬وقســـميها أن موضوعها هو ضـــرورة االهتـــداء بكتاب الله‬
‫‪127‬‬ ‫احلكيم‪.‬‬
‫سورة لقمان‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫تذكير بنعم‬ ‫ميكـــن تقســـيمها إلـــى قســـمني؛ أولهمـــا عـــن‬


‫الله وقدرته‬ ‫القرآن وحكمته‬
‫القـــرآن وحكمته‪ ،‬والثانـــي تذكري بنعم اهلل‬
‫و قد ر ته ‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫أمـــا القســـم األول (‪ )19-1‬ففيـــه (مطلـــع‬


‫حرفـــي) متبـــع بوصف الكتـــاب‪ ،‬وضرورة االهتـــداء به عن طريـــق التدليل علـــى أن القرآن‬
‫كل من احملســـنني‬‫حكيـــم فـــي مقطعني (‪ )12 ،1‬فيهما‪ :‬اإلشـــارة إلى حكمة القرآن‪ ،‬وموقف ٍ‬
‫واملعرضـــن مـــن آيـــات اللـــه‪ ،‬وذكر شـــيء من مظاهـــر حكمـــة اللـــه املقتضية اســـتحقاقه‬
‫للعبـــادة‪ ،‬ثـــم ذكـــر منوذج ملن آتـــاه اللـــه احلكمة ‪ -‬وهـــو لقمان‪ -‬مبـــا يبرهن على اشـــتمال‬
‫القـــرآن علـــى احلكمة‪.‬‬
‫وأما القســـم الثاين (‪ )34-20‬ففيـــه (مطلـــع اســـتفهامي) إنـــكاري‪ ،‬وضـــرورةُ االهتداء‬
‫نعم الله وقدرتِـــه في مقطعني‪ ،‬وخامتـــة (‪،29 ،20‬‬ ‫بكتـــاب الله عـــن طريق لفت النظر إلـــى ِ‬
‫‪ )33‬فيهـــا‪ :‬لفـــت النظر إلـــى النعم‪ ،‬وبيان طريق الشـــكر‪ ،‬مع بيان شـــيء مـــن مظاهر قدرة‬
‫اللـــه‪ ،‬ويســـر البعث عليه ‪ -‬ســـبحانه وتعالى‪ -‬وهو الســـميع البصير‪ ،‬مث اإلشـــارة إلى نعمة‬
‫إيـــاج الليـــل فـــي النهار‪ ،‬وجريـــان الفلك فـــي البحـــار‪ ،‬مث اخلتم بدعـــوة إلى خشـــية الله‬
‫وعـــدم االغتـــرار بالدنيـــا‪ ،‬وتعريف مبفاحت الغيـــب التي ال يعلمهـــا إال الله‪.‬‬

‫(‪ )1‬احملرر في أسباب النزول من خالل الكتب التسعة (‪.)792 ،791 ،775-773/2‬‬
‫هـــي احلاديـــة والثالثـــون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناسبتها للروم أن تلك ختمت مبدح‬
‫القـــرآن ‪:‬ﭐﵛ ﭐﲱﲲﲳﲴﲵ‬
‫ﲶ ﲷ ﲸ ﲹ ﲺ ﵚ وهـــذه كذلك‬
‫بـــدأت بـمــدح الكـــتـاب‪:‬ﵛﭐﱃﱄ‬
‫من املثاني التي أوتيها‬
‫ﱅﱆﵚ‪.‬‬ ‫النبي [ مكان‬
‫من املثاني‬ ‫اإلجنيل‪.‬‬

‫ضرورة االهتداء‬ ‫لقمان‬


‫بكتاب الله احلكيم‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪128‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة لقمان‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ذكر لها سبب واحد‪،‬‬ ‫تُعد السادسة واخلمسني‬
‫مضت اإلشارة إليه‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد‬
‫في سورة العنكبوت ‪،‬‬ ‫الصافات ‪ ،‬وقبل سبأ‪.‬‬
‫واألصح أن النازل لذلك‬
‫السبب هو آية العنكبوت‬
‫ال آية لقمان ‪.‬‬
‫افتتحت بحروف‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫التهجي عموماً ‪ ،‬ثم‬ ‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫قسمني‪:‬‬
‫هي مفتتحة بـ( الم )‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫منها ‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع استفهامي) إنكاري‪ ،‬وضرورةُ االهتداء‬ ‫القسم األول (مطلع حرفي)‬
‫نعم الله وقدرتِه‪ ،‬ثم‬‫بكتاب الله عن طريق لفت النظر إلى ِ‬ ‫وعن القرآن وحكمته‪.‬‬
‫اخلتم بدعوة إلى خشية الله وعدم االغترار بالدنيا‪ ،‬وتعريف‬
‫مبفاحت الغيب التي ال يعلمها إال الله‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪21‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪32‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫املنجية‬ ‫آمل تزنيل السجدة‬ ‫السجدة‬

‫السجدة‪ :‬الشتمالها على سجدة تالوة‪.‬‬


‫امل تزنيل السجدة‪ :‬الفتتاح السورة بالم تنزيل‪ ،‬واشتمالها على سجدة‪.‬‬
‫املنجيـــة‪ :‬لـــورود وصفها بذلك عـــن بعـــض التابعني؛ فعـــن أبي املغيـــرة عن عبدة‬
‫‪129‬‬ ‫املنجية‪ ،‬وهـــيﭐﵛﭐﱁﱂﱃﵚ فإ َّنـــه بلغني َّ‬
‫إن‬ ‫عـــن خالد بـــن معدان‪ ،‬قـــال‪« :‬اقـــرءوا ِّ‬
‫رجـــا كان يقرؤهـــا ما يقرأ شـــي ًئا غيرهـــا‪ ،‬وكان كثيـــر اخلطايا‪ ،‬فنشـــرت جناحها‬ ‫ً‬
‫رب اغفـــر له فإ َّنـــه كان يكثـــر قراءتي‪ ،‬فشـــفَّعها ال َّر ُّب فيـــه‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫عليـــه‪ ،‬وقالـــت‪ِّ :‬‬
‫سورة السجدة‬

‫خطيئـــة حســـن ًة‪ ،‬وارفعوا له درجـــ ًة» (‪.)1‬‬


‫ٍ‬ ‫اكتبـــوا لـــه بك ِّل‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫هـــي الثانيـــة والثالثـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن فضائلهـــا مـــا ورد عـــن أبـــي هريرة‬
‫مناســـبتها للقمان أن تلك تتحدث‬ ‫]‪ ،‬قـــال‪« :‬كان النبـــي [ يقـــرأ فـــي‬
‫عـــن احلكمـــة‪ ،‬وهـــذه تشـــير فـــي‬ ‫اجلمعة فـــي صالة الفجر ﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‬
‫مطلعهـــا أن رب العاملـــن ‪-‬وهـــو‬ ‫الســـجدة‪ ،‬وﵛﭐﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﵚ‬ ‫َّ‬
‫احلكيـــم ‪ -‬ال يتـــرك قـــوم النبـــي‬ ‫(اإلنســـان‪ ، »)1 :‬ونحـــوه عن ابن عباس ]‬
‫(‪)2‬‬

‫همـــا من غير كتـــاب يهديهم‬‫ً‬ ‫[‬ ‫مع زيادة في آخـــره(‪ ،)3‬وورد أن النبي [‬
‫ويرشـــدهم‪.‬‬ ‫كان «ال ينـــام حتَّـــى يقـــرأﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‬
‫السجدة وﵛﭐﱁﱂﱃﱄﵚ(امللك‪.)4(»)1 :‬‬ ‫َّ‬

‫(‪ )1‬رواه الدارمي (‪ ،)3451‬وقال محققه‪ :‬عبدة بنت خالد بن معدان؛ ما وجدت لها ترجمة‪ ،‬واألثر موقوف على أبيها‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪.)891‬‬
‫(‪ )3‬رواه مسلم (‪.)879‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه احلاكم في املستدرك (‪ ،)214/2‬وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي‪ ،‬وأورده األلباني في الصحيحة (ح ‪.)585‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثانيـــة والســـبعني على املشـــهور‪ ،‬بعد النحـــل وقبل نوح‪ ،‬وقـــد ورد ما‬
‫قـــد يدل علـــى أنها ســـابقة حلادثة اإلســـراء‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ســـبب واحـــد‪ ،‬وهـــو مـــا روي عـــن أنـــس ]‪« :‬قـــال‪ :‬فينـــا نزلـــت معاشـــر‬
‫األنصـــار‪:‬ﵛﭐﲆﲇﲈﲉﵚ اآلية (الســـجدة‪ .)16 :‬كنَّـــا نصلِّي املغرب فال نرجع‬ ‫‪130‬‬
‫إلى رحالنا حتى نصلِّي العشـــاء اآلخرة مع النبي [»(‪ ،)1‬وهي رواية مســـتنكرة تخالف‬

‫سورة السجدة‬
‫الروايـــات األخـــرى املتعـــددة التـــي ال تربـــط اآليـــة باألنصار فـــا تصح الســـببية(‪.)2‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫يعـــرف مـــن مطلعهـــا أن موضوعها‬ ‫افتتحت بحروف التهجي‬


‫هـــو إثبـــات أن القـــرآن حـــق‪،‬‬ ‫عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة‬
‫والتحذيـــر مـــن اإلعـــراض عنـــه‪.‬‬ ‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫بـ ﵛﭐﲑﵚ‬

‫(‪ )1‬رواه الواحدي في أسباب النزول (ص ‪.)348‬‬


‫(‪ )2‬السيرة الذهبية (‪.)578 ،577 ،259/2‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫تعريف‬
‫تقســـم إلى مقدمة‪ ،‬وقســـم فيـــه تعريف‪ ،‬ورد‪،‬‬
‫إيناس‬ ‫رد‬
‫وإيناس‪ ،‬وخامتة‪.‬‬
‫ففي املقدمة (‪( )3-1‬مطلع حرفـــي)‪ ،‬والثناء‬
‫على الكتاب‪.‬‬
‫ويف القســـم الوحيد (‪( )25-4‬مطلع ثنائـــي)‪ ،‬والتعريف بالله‪ ،‬والرد علـــى الكفار‪ ،‬وإيناس‬
‫لســـيد األبـــرار [ فـــي ثالثـــة مقاطـــع (‪ )23 ،10 ،4‬فيها‪ :‬التعريـــف بالله ونعمـــه ح ًثا على‬
‫الشـــكر‪ ،‬مع اإلشـــارة إلى قلة الشـــاكرين‪ ،‬مث ذكر موقـــف أهل الكفر والتكذيـــب بالبعث مع‬
‫املقارنـــة بحـــال املؤمنـــن‪ ،‬واخلتم بالتحذير مـــن اإلعراض عـــن آيات الكتـــاب‪ ،‬مث إيناس‬
‫‪131‬‬ ‫للنبي [ وتســـلية بذكر موســـى ‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪ )30-26‬عـــودة إلقامة احلجـــة على الكفـــار‪ ،‬مع ذكـــر اســـتعجالهم الفتح‬
‫واحلكـــم بـــن الفريقني‪ ،‬وأمـــر النبـــي [ باإلعـــراض واالنتظار‪.‬‬
‫سورة السجدة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هـــي الثانيـــة والثالثـــون ومـــن مناســـبتها‬
‫من فضائلها عن أبي هريرة ]‪ ،‬للقمـــان أن تلـــك تتحـــدث عـــن احلكمـــة ‪،‬‬
‫وهـــذه تشـــير فـــي مطلعهـــا أن رب العاملني‬ ‫قال‪« :‬كان النبي [ يقرأ في‬
‫‪-‬وهـــو احلكيـــم‪ -‬ال يتـــرك قـــوم النبي [‬ ‫وكان‬ ‫اجلمعة في صالة الفجر ‪، »..‬‬
‫همـــا من غير كتـــاب يهديهم ويرشـــدهم‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الم‬ ‫النبي [«ال ينام حتى يقرأ‬
‫تنزيل السجدة وتبارك الذي بيده‬
‫من املثاني‬ ‫امللك»‪.‬‬

‫إثبات أن القرآن‬ ‫السجدة‪ ،‬الم‬


‫حق‪ ،‬والتحذير من‬ ‫تنزيل السجدة‪،‬‬
‫اإلعراض عنه‪.‬‬ ‫املنجية‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪132‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة السجدة‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ســـبب واحـــد‪ ،‬وهو ما‬ ‫تُعد الثانية والسبعني‬
‫روي عـــن أنـــس ]‪:‬‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد النحل‬
‫«قـــال‪ :‬فينـــا نزلـــت‬ ‫وقبل نوح ‪.‬‬
‫معاشـــر األنصـــار‪:‬‬
‫ﵛﭐﲆﲇﲈ‬
‫ﲉﵚ‪»...‬‬
‫افتتحت بحروف‬ ‫تقسم إلى مقدمة‪،‬‬
‫التهجي عموماً ‪ ،‬ثم‬ ‫وقسم فيه تعريف‪ ،‬ورد‪ ،‬مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬
‫هي مفتتحة بـ( الم )‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫وإيناس‪ ،‬وخامتة‪:‬‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫منها ‪.‬‬

‫اخلامتة عودة إلقامة احلجة على الكفار‪،‬‬ ‫القسم الوحيد (مطلع ثنائي)‪،‬‬ ‫املقدمة (مطلع حرفي)‪،‬‬
‫مع ذكر استعجالهم الفتح واحلكم بني‬ ‫والتعريف بالله‪ ،‬و الرد على الكفار‪،‬‬ ‫والثناء على الكتاب‪.‬‬
‫الفريقني ‪ ،‬وأمر النبي [ باإلعراض‬ ‫وإيناس لسيد األبرار [‬
‫واالنتظار‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم َدن َِّية‬ ‫‪22-21‬‬ ‫‪73‬‬ ‫‪33‬‬
‫استثناء شيء منها أصالً‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫األحزاب‬

‫األحـــزاب‪ :‬ألن فيهـــا ذكر أحـــزاب املشـــركني من قريـــش ومن حتالـــف معهم ملا‬
‫أرادوا غـــزو املســـلمني باملدينـــة فر َّد اللـــه كيدهم في غـــزوة األحـــزاب املعروفة‪.‬‬

‫‪133‬‬
‫موقع السورة‬
‫سورة األحزاب‬

‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫هـــي الثالثـــة والثالثـــون‪ ،‬ومـــن‬
‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي [‬
‫مناسبتها للســـجدة أن تلك ختمت‬ ‫مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لهـــا فض ً‬
‫ال‬
‫باألمـــر باإلعراض عـــن الكافرين‪،‬‬ ‫مســـتق ً‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ال ثابتًـــا‬
‫وهـــذه بـــدأت بالنهـــي عـــن طاعة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫املنافقـــن‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد التاســـعة والثمانـــن على املشـــهور‪ ،‬بعـــد األنفـــال‪ ،‬وقبل املائـــدة‪ ،‬وقد‬
‫ارتبطـــت بأحـــداث وأحـــكام متعـــددة‪ ،‬وثبـــت فـــي عدد مـــن آياتها أســـباب‬
‫نـــزول‪ ،‬وكل ذلـــك يعـــن علـــى حتديـــد تأريخ كثيـــر منها‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ذكـــر لها اثنا عشـــر ســـب ًبا متفاوتة فـــي الثبـــوت‪ ،‬والداللة علـــى النـــزول‪ ،‬وبعضها قد‬
‫يعـــن علـــى حتديد ترتيـــب النزول؛ فمن ذلك مـــا ورد عن أنس ]‪ :‬قـــال‪ :‬غاب ع ِّمي‬
‫قتـــال قاتلت‬
‫ٍ‬ ‫بـــدر‪ ،‬فقـــال‪ :‬يا رســـول اللـــه غبت عـــن أ َّول‬‫أنـــس بـــن النَّضر عـــن قتال ٍ‬
‫فلمـــا كان يوم‬
‫ليريـــن الله ما أصنـــع‪َّ ،‬‬‫َّ‬ ‫املشـــركني‪ ،‬لئـــن الله أشـــهدني قتـــال املشـــركني‬
‫ممـــا صنع هـــؤالء ‪ -‬يعني‬ ‫أحـــد‪ ،‬وانكشـــف املســـلمون‪ ،‬قـــال‪ :‬اللهـــم إ ِّني أعتـــذر إليك َّ‬ ‫ٍ‬
‫تقدم‪ ،‬فاســـتقبله‬‫مما صنـــع هـــؤالء‪ - ،‬يعني املشـــركني ‪ -‬ثم َّ‬ ‫أصحابـــه ‪ -‬وأبـــرأ إليـــك َّ‬
‫ورب النَّضـــر‪ ،‬إ ِّني أجـــد ريحها من‬ ‫ٍ‬
‫معـــاذ‪ ،‬اجلنَّـــة ِّ‬ ‫ٍ‬
‫معـــاذ‪ ،‬فقال‪ :‬يا ســـعد بن‬ ‫ســـعد بن‬
‫أنـــس‪ :‬فوجدنا به‬
‫ٌ‬ ‫أحـــد‪ ،‬قال ســـع ٌد‪ :‬فما اســـتطعت يا رســـول الله ما صنـــع‪ ،‬قال‬ ‫ٍ‬ ‫دون‬
‫بســـهم‪ ،‬ووجدنـــاه قد قتل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫برمـــح‪ ،‬أو رمي ًة‬
‫ٍ‬ ‫بالســـيف أو طعن ًة‬
‫بض ًعـــا وثمانـــن ضربـــ ًة َّ‬ ‫‪134‬‬
‫نظن‬
‫أنس‪ :‬كنَّـــا نرى أو ُّ‬ ‫وقـــد م َّثل به املشـــركون‪ ،‬فما عرفـــه أح ٌد َّإل أخته ببنانـــه‪ ،‬قال ٌ‬
‫أن هـــذه اآليـــة نزلت فيـــه وفـــي أشـــباهه‪ :‬ﭐﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﵚ‬ ‫َّ‬

‫سورة األحزاب‬
‫(األحـــزاب‪ )23 :‬إلى آخـــر اآلية ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫يعـــرف مـــن مقاطعهـــا وأســـلوبها‬
‫أنهـــا تشـــبه تلـــك الســـور املدنيـــة‬ ‫افتتحت بالنداء عمو ًما‪ ،‬ثم هي‬
‫التي أسســـت اجملتمع املســـلم على‬ ‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مفتتح ٌة بـنداء النبي [‬
‫التقوى‪ ،‬مع خصوصية في الســـورة‬
‫من جهة التأدب مع ســـيدنا رســـول‬
‫الله [‪ ،‬وبعـــض األحكام اخلاصة‬
‫به [‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪- )2805‬واللفظ له‪ -‬ومسلم (‪.)1903‬‬


‫مقاطع السورة‬

‫ميكن تقسيم السورة إلى قسمني ندائيني‪.‬‬


‫القســـم األول (‪ )44-1‬فيه (مطلـــع ندائي) للنبي [‪ ،‬وإرســـاء معالم التقـــوى الكبرى في‬
‫أربعـــة مقاطـــع (‪ )41 ،28 ،9 ،1‬فيهـــا‪ :‬أمـــر النبي [ بالتقـــوى‪ ،‬واالتباع للوحـــي‪ ،‬والتوكل‪،‬‬
‫مـــع نهيـــه عن طاعـــة الكفار واملنافقـــن‪ ،‬وذكر حكم التبنـــي‪ ،‬وذكر أخذ امليثـــاق من النبيني‪،‬‬
‫ثـــم التذكيـــر عن طريق أحداث غـــزوة األحزاب بنعمـــة الله‪ ،‬ومبظاهر النقـــض والوفاء‪ ،‬مع‬
‫بيان األســـوة احلســـنة لألمـــة‪ ،‬مث رفع همة أمهـــات املؤمنني الختيـــار الله ورســـوله والدار‬
‫اآلخـــرة‪ ،‬وذكر الصفات العليـــا للمؤمنني واملؤمنات‪ ،‬والتهيئة لالستســـام التـــام حلكم الله‬
‫حـــث كبي ٌر علـــى الذكر الكثير‪.‬‬
‫ورســـوله [‪ ،‬مث ٌّ‬
‫‪135‬‬ ‫وأما القســـم الثاين (‪ )73-45‬ففيه بعـــد املطلـــع الندائي للنبـــي [ تعظيـــ ٌم للنبي [‪،‬‬
‫ٍ‬
‫مقدمة وثالثـــة مقاطع (‪ )69 ،59 ،49 ،45‬فيهـــا‪ :‬ثنا ٌء عاط ٌر‬ ‫وبيـــان جلملة مـــن األحكام في‬
‫ووصـــف عظيـــم للنبـــي [‪ ،‬مث مجموع ٌة مـــن األحكام تتعلـــق بالنكاح والطـــاق‪ ،‬وألكثرها‬
‫سورة األحزاب‬

‫عالقـــة خاصـــة بالنبـــي [‪ ،‬مث أحكا ٌم تتعلـــق باحلجاب‪ ،‬مـــع وعيد مخالفي الرســـول [‬
‫وعيـــ ًدا شـــدي ًدا في الدنيا واآلخـــرة‪ ،‬مث النهي عن إيذاء النبي [‪ ،‬واألمـــر بالتقوى والقول‬
‫الســـديد‪ ،‬وبيان ثقل األمانة‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هـــي الثالثـــة والثالثـــون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها للســـجدة أن تلك ختمت‬
‫تأسيس اجملتمع‬ ‫باألمـــر باإلعراض عـــن الكافرين‪،‬‬
‫املسلم على التقوى‪ ،‬مع‬ ‫وهـــذه بـــدأت بالنهـــي عـــن طاعـــة‬
‫من املثاني التي أوتيها‬
‫خصوصية في السورة‬ ‫املنافقـــن ‪.‬‬
‫من املثاني‬ ‫اإلجنيل‪.‬‬ ‫النبي[ مكان‬
‫من جهة التأدب مع‬
‫سيدنا رسول الله[‪،‬‬
‫وبعض األحكام اخلاصة‬
‫به [‪.‬‬ ‫األحزاب‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪136‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة األحزاب‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ذكر لها اثنا عشـــر‬ ‫تُعد التاسعة والثمانني‬
‫ســـببا متفاوتة في‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد‬
‫الثبوت‪.‬‬ ‫األنفال‪ ،‬وقبل املائدة‪.‬‬

‫افتتحت بالنداء عموماً‪،‬‬ ‫ميكن تقسيم‬


‫مدني ٌة اتفاقاً‪ ،‬ولم ثم هي مفتتح ٌة بـنداء‬ ‫السورة إلى قسمني‬
‫النبي صلى الله عليه‬ ‫يرد استثناء شيءٍ‬ ‫ندائيني ‪:‬‬
‫وسلم خصوصاً‪.‬‬ ‫منها أص ً‬
‫ال‪.‬‬

‫ندائي)‬
‫ٌّ‬ ‫القسم الثاين (مطل ٌع‬ ‫القسم األول (مطلع ندائي)‬
‫للنبي [‪ ،‬تعظيم للنبي [‬ ‫للنبي [ ‪ ،‬وإرساء معالم‬
‫وبيان جلملة من األحكام ‪.‬‬ ‫التقوى الكبرى‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪22‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪34‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫سبأ‬

‫سبأ‪ :‬لذكر سبأ فيها‪.‬‬

‫‪137‬‬ ‫موقع السورة‬


‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫هـــي الرابعـــة والثالثـــون‪ ،‬ومـــن‬
‫سورة سبأ‬

‫مناســـبتها لألحـــزاب ختـــم تلـــك‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي‬


‫بتعذيـــب العاصـــن والتوبـــة علـــى‬ ‫[ مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫املؤمنـــن‪ ،‬بينمـــا بدئت هـــذه بحمد‬ ‫مرفوعـــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫ً‬
‫اللـــه الـــذي لـــه ملـــك الســـماوات‬
‫واألرض‪ ،‬مـــع التنصيـــص علـــى‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫حمـــده في اآلخرة التـــي يظهر فيها‬


‫ما جـــاء فـــي آخـــر األحـــزاب متام‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫الظهـــور‪.‬‬
‫لم يذكر لها سبب‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الســـابعة واخلمســـن؛ بعـــد‬ ‫مطلع السورة‬


‫ســـورة لقمـــان‪ ،‬وقبل ســـورة الزمر‪،‬‬
‫وفيهـــا من أقـــوال الكفار ما يشـــعر‬ ‫افتتحت بالثناء عمو ًما‪ ،‬ثم هي‬
‫بتأخـــر نزولها‪.‬‬ ‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مفتتحة باحلمد‬
‫موضوع السورة‬
‫يعـــرف مـــن التأمل فـــي مقاطعهـــا أن موضوعها الرد علـــى الكفار فـــي إنكارهم‬
‫البعث وتكذيبهم الرســـل‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫الرد على‬ ‫الرد على‬ ‫ميكــن تقســيمها إلــى مقدمــة‪ ،‬وقســمني‪ ،‬أولهمــا‬
‫منكري البعث مكذبي الرسل‬ ‫يــرد علــى منكــري البعــث‪ ،‬والثانــي يــرد على‬
‫مكذيب الرســل‪.‬‬ ‫‪138‬‬
‫أما املقدمـــة (‪ )2-1‬ففيهـــا (مطلـــع ثنائي)‪،‬‬
‫وبيـــان اســـتحقاق الله ‪-‬ســـبحانه وتعالـــى‪ -‬للحمد بســـبب كمالـــه وإنعامه‪ ،‬مع إشـــارة إلى‬

‫سورة سبأ‬
‫اآلخرة‪.‬‬
‫وأمـــا القســـم األول (‪ )30 -3‬ففيـــه (مطلع خبـــري)‪ ،‬والـــرد علـــى الكفار فـــي تكذيبهم‬
‫بالبعـــث والرســـل فـــي مقطعـــن (‪ )7 ،3‬فيهـــا‪ :‬ذكر تكذيـــب الكفـــار باآلخرة والـــرد عليهم‬
‫ببيـــان علـــم الله وقدرتـــه‪ ،‬مع بيان احلكمـــة من اليوم اآلخـــر‪ ،‬مث ذكر اســـتهزاء الكفار مبن‬
‫يؤمـــن بالبعث‪ ،‬وإقامـــة احلجة عليهم بالقدرة علـــى عذابهم في الدنيا‪ ،‬وذكـــر مناذج لعناية‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫اللـــه بالشـــاكرين فـــي قصتي داود وســـليمان ‪ ،‬ولتمزيقـــه للكافرين في قصة ســـبأ‪ ،‬مع‬
‫أوامـــر متعاقبة لرســـول اللـــه [ يحاج بهـــا الكافرين‪.‬‬
‫وأما القســـم الثـــاين (‪ )54-31‬ففيه (مطلـــع خبـــري)‪ ،‬والرد علـــى الكفار فـــي تكذيبهم‬
‫الرســـل في ثالثـــة مقاطـــع (‪ )43 ،34 ،31‬فيهـــا‪ :‬ذكر تكذيـــب الكفار بالقـــرآن وبالذي بني‬
‫يديـــه‪ ،‬وتعقيبـــه بوعيـــد شـــديد يعـــرض حـــال الضعفة واملســـتكبرين مـــن الكافريـــن وهم‬
‫موقوفـــون يـــوم الديـــن‪ ،‬ثـــم ذكـــر موقـــف املترفني مـــن املرســـلني‪ ،‬وتعقيبـــه بســـنة الله في‬
‫البســـط والـــرزق واإلخـــاف علـــى املنفقـــن‪ ،‬وعدم تقريـــب األمـــوال واألوالد إلـــى الله إال‬
‫للمؤمنـــن مع بيان موقـــف املالئكة من الكفار يوم احلشـــر مبا ينفي انتفاعهم بشـــفاعتهم‪،‬‬
‫ثـــم ذكـــر اتهامهـــم الباطل للنبي األمـــن [‪ ،‬مع تلقـــن النبـــي ردو ًدا منها دعوتهـــم للتفكر‬
‫مثنـــى وفـــرادى‪ ،‬واخلتم بتهديـــد يصـــور حالهم عنـــد الفزع تصويـــ ًرا بدي ًعـــا مري ًعا‪.‬‬
‫هي الرابعـــة والثالثون ومن مناســـبتها‬
‫لألحزاب ختـــم تلك بتعذيـــب العاصني‬
‫والتوبـــة علـــى املؤمنـــن‪ ،‬بينمـــا بدئـــت‬
‫هـــذه بحمـــد اللـــه الـــذي لـــه ملـــك‬
‫الســـموات واألرض مع التنصيص على‬
‫حمده فـــي اآلخرة التـــي يظهر فيها ما‬
‫من املثاني التي أوتيها جـــاء في آخـــر األحزاب متـــام الظهور‪.‬‬
‫من املثاني‬ ‫النبي [ مكان اإلجنيل‬

‫الرد على الكفار‬


‫في إنكارهم البعث‬
‫وتكذيبهم الرسل‪.‬‬ ‫سبأ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪139‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة سبأ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يذكر لها سبب‪.‬‬ ‫تُعد السابعة واخلمسني‬


‫بعد لقمان وقبل الزمر‪.‬‬

‫افتتحت بالثناء عموماً‪،‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مقدمة ‪ ،‬وقسمني ‪ :‬مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم ثم هي مفتتحة باحلمد‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫منها ‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع خبري)‪ ،‬والرد‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع ثنائي)‪ ،‬وبيان‬
‫على الكفار في تكذيبهم الرسل ‪،‬‬ ‫خبري)‪ ،‬والرد على‬ ‫استحقاق الله سبحانه للحمد‬
‫واخلتم بتهديد يصور حالهم عند‬ ‫منكري البعث ‪.‬‬ ‫بسبب كماله وإنعامه مع إشارة إلى‬
‫الفزع تصوي ًرا بدي ًعا مري ًعا‪.‬‬ ‫اآلخرة‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪22‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪35‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫املالئكة‬ ‫فاطر‬
‫(‪)1‬‬

‫فاطر‪ :‬الفتتاحها بهذا الوصف لله‪.‬‬


‫املالئكة‪ :‬ألنه ورد في أول السورة وصف للمالئكة‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫‪140‬‬


‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫هـــي اخلامســـة والثالثـــون‪،‬‬

‫سورة فاطر‬
‫ومن مناســـبتها لســـبأ بدؤهما‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي‬
‫باحلمد‪ ،‬مـــع أن ختام ســـبأ في‬ ‫[ مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫بيان عاقبة الكافرين؛ فيناســـبه‬ ‫مرفوعـــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫ً‬
‫احلمد أو َل فاطر؛ نظير اتصال‬
‫أول األنعـــام بفصـــل القضـــاء‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫اخملتتـــم بـــه املائدة‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫لم يذكر لها سبب‪.‬‬


‫تعـــد الثانيـــة واألربعـــن علـــى‬
‫املشـــهور؛ بعـــد ســـورة الفرقان‪،‬‬ ‫مطلع السورة‬
‫وقبـــل ســـورة مـــرمي‪ ،‬وفيهـــا ما‬
‫يشعر بتحســـر النبي [ بسبب‬ ‫افتتحت بالثناء عمو ًما‪ ،‬ثم هي‬
‫تكذيـــب قومـــه ممـــا قد يشـــعر‬ ‫خصوصا‪.‬‬ ‫مفتتحة باحلمد‬
‫ً‬
‫بتأخـــر فـــي النزول‪.‬‬

‫(‪ )1‬فطر الله اخللق‪ :‬إيجاده الشيء وإبداعه على هيئة مترشحة لفعل من األفعال‪( .‬مفردات القرآن للراغب األصفهاني)‬
‫موضوع السورة‬

‫يعـــرف مـــن مقاطعهـــا أنها تدعـــو إلى الشـــكر محذرة مـــن عوائقـــه‪ ،‬وحتث على‬
‫اخلشـــية منبهة علـــى دواعيها‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫تعريف‬ ‫تذكير‬ ‫ميكن تقســـيمها إلى مقدمة وقســـمني؛ أولهما‬


‫وتبصير‬ ‫وحتذير‬ ‫تذكـــر وحتذير‪ ،‬والثانـــي تعريف وتبصري‪.‬‬
‫‪141‬‬ ‫أمـــا املقدمـــة (‪ )2-1‬ففيهـــا (مطلـــع ثنائي)‬
‫باحلمد لفاطر الســـماوات واألرض‪ ،‬واحلديثُ‬
‫عـــن قدرتـــه ‪-‬ســـبحانه وتعالى‪ -‬فـــي خلقـــه‪ ،‬وأن الرحمة بيـــده ‪-‬ســـبحانه وتعالى‪.-‬‬
‫سورة فاطر‬

‫وأما القســـم األول (‪ )14-3‬ففيه (مطلع ندائـــي) للناس‪ ،‬واحلث على الشـــكر‪ ،‬والتحذير‬
‫مـــن الصـــوارف عنه في مقطعـــن (‪ )5 ،3‬فيهمـــا‪ :‬التذكير بنعـــم اخلالق الرزاق ‪-‬ســـبحانه‬
‫وتعالـــى‪ -‬مـــع مواســـاة النبـــي [‪ ،‬مث التحذيـــر مـــن الدنيـــا والشـــيطان‪ ،‬والتعريـــف بالله‬
‫وقدرتـــه‪ ،‬وأن العـــزة ال تطلـــب إال منه ‪-‬ســـبحانه وتعالى‪.-‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫وأما القســـم الثاين (‪ )45-15‬ففيه (مطلع ندائي) للنـــاس‪ ،‬والتعريف باللـــه تعري ًفا يبعث‬
‫على الشـــكر‪ ،‬مـــع التبصيـــر مبظاهر لذلك الشـــكر في أربعـــة مقاطـــع (‪)41 ،38 ،29 ،15‬‬
‫فيهـــا‪ :‬التعريف بالله وافتقار النـــاس إليه‪ ،‬وعظيم قدرته عليهم‪ ،‬مـــع املقارنة بني املتذكرين‬
‫واملعرضـــن‪ ،‬وبيان مهمة البشـــير النذيـــر [ وتهديد اخملالفني‪ ،‬ولفت االنتبـــاه إلى التفكر‬
‫فـــي خلـــق اللـــه املوصل إلى اخلشـــية‪ ،‬مث احلث علـــى التـــاوة والصالة واإلنفـــاق‪ ،‬مع بيان‬
‫مـــا أعـــده الله للممتثلني وألضدادهم مـــن الكافرين‪ ،‬مث التعريف بالله وســـعة علمه‪ ،‬وجعله‬
‫البشـــر خالئـــف فـــي األرض‪ ،‬مع إقامـــة احلجة علـــى املشـــركني‪ ،‬مث التعريف باللـــه وبقاء‬
‫الســـماوات واألرض بـــه‪ ،‬وحتذيـــر الكافريـــن واإلشـــارة إلى ســـنته ‪-‬ســـبحانه وتعالى‪ -‬في‬
‫اإلمهال واإلهالك‪.‬‬
‫هـــي اخلامســـة والثالثـــون‬
‫ومن مناســـبتها لســـبأ بدؤهما‬
‫باحلمد ‪ ،‬مع أن ختام ســـبأ في‬
‫بيان عاقبة الكافرين فيناســـبه‬
‫احلمـــد أو َل فاطر‪.‬‬ ‫من املثاني التي أوتيها‬
‫من املثاني‬ ‫النبي [ مكان اإلجنيل‪.‬‬
‫تدعو إلى الشكر‬
‫محذرة من عوائقه‪،‬‬
‫وحتث على اخلشية‬ ‫فاطر‪،‬‬
‫منبهة على دواعيها‪.‬‬ ‫املالئكة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪142‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة فاطر‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يذكر لها سبب‪.‬‬ ‫تُعد الثانية واألربعني‬
‫على املشهور بعد الفرقان‬
‫وقبل مرمي‪.‬‬

‫افتتحت بالثناء عموماً‪،‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مقدمة ‪ ،‬وقسمني ‪ :‬مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم ثم هي مفتتحة باحلمد‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫منها ‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع ندائي)‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع ثنائي ) باحلمد‬
‫للناس‪ ،‬والتعريف بالله تعريفا‬ ‫ندائي) للناس‪ ،‬واحلث‬ ‫لفاطر السموات واألرض‪،‬‬
‫يبعث على الشكر‪ ،‬مع التبصير‬ ‫على الشكر‪ ،‬والتحذير‬ ‫واحلديثُ عن قدرته سبحانه في‬
‫مبظاهر لذلك الشكر ‪.‬‬ ‫من الصوارف عنه ‪.‬‬ ‫خلقه‪ ،‬وأن الرحمة بيده سبحانه ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪23-22‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪36‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫الدافعة‬ ‫املعمة‬
‫َّ‬ ‫يس‬

‫سورة يس‪ :‬ألن الله افتتح بها السورة‪.‬‬


‫املعمة‪ :‬سميت بذلك اعتما ًدا على حديث لم يثبت‪.‬‬
‫َّ‬
‫الدافعة‪ :‬سميت بذلك اعتما ًدا على حديث لم يثبت‪.‬‬
‫‪143‬‬
‫سورة يس‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي السادســـة والثالثـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي‬


‫مناســـبتها لفاطـــر أنـــه تكـــرر في‬ ‫[ مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫فاطـــر ذكر النذير‪ ،‬وجـــاء في مطلع‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ً‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ال ثابتًا‪ ،‬رغـــم كثرة‬


‫هـــذه توكيـــد رســـالته [ ونذارته‪،‬‬ ‫مـــا ورد لهـــا مـــن فضائل‪.‬‬
‫مـــع ما فـــي يس مـــن بســـط لبعض‬
‫ما في فاطر من تســـخير الشـــمس‬
‫والقمر‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫مطلع السورة‬ ‫تعـــد األربعـــن علـــى املشـــهور؛‬


‫بعـــد ســـورة اجلـــن‪ ،‬وقبل ســـورة‬
‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪،‬‬ ‫الفرقـــان‪ ،‬وفـــي جدالهـــا مـــع‬
‫ثم إنها مفتتحة بـ ﵛﭐﱜﵚ فهي‬ ‫الكفـــار مـــا يشـــعر بتأخـــر فـــي‬
‫فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫النـــزول‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ســـببان‪ :‬أولهمـــا يجعـــل بعـــض الســـورة مدن ًيا‪ ،‬وفيـــه نظر‪ ،‬واآلخـــر مـــا ورد عن أبي‬
‫حائل ففتَّـــه بني يديه‪ ،‬وقال‪ :‬يا‬
‫بعظم ٍ‬
‫ٍ‬ ‫خلف جاء إلى رســـول الله [‬ ‫أبـــي بن ٍ‬
‫أن َّ‬ ‫ٍ‬
‫مالـــك‪َّ :‬‬
‫محمـــد يبعـــثُ الل ُه هذا بعدمـــا أَرِ م؟ فقال‪« :‬نعـــم‪ ،‬يبعث الله هذا‪ ،‬ومييتـــك ثم يحييك‪،‬‬
‫َّ‬
‫ثـــم يدخلك نـــار جهنَّم»‪ ،‬فنزلت هـــذه اآلية ‪ ،‬وفيـــه تصوي ٌر للصراع مع املشـــركني‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫موضوع السورة‬

‫بالنظـــر إلـــى مقاطعها وما جاء فيها ميكـــن أن يقال إن موضوعهـــا إيقاظ الغافلني‬ ‫‪144‬‬
‫بالتخويف من ال ِّن َقـــم والتذكير بال ِّن َعم‪.‬‬

‫سورة يس‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫إيقاظ‬ ‫ضرب مثل‬ ‫ميكــن تقســيمها إلــى مقدمــة‪ ،‬وخامتــة‪،‬‬
‫للغافلني‬ ‫بقصة‬ ‫وقســمان؛ أولهمــا ضــرب مثل بقصــة‪ ،‬والثاني‬
‫إيقــاظ للغافلــن‪.‬‬
‫أمـــا املقدمة (‪ )6-1‬ففيهـــا (مطلـــع حرفي)‪،‬‬
‫وإثبات الرســـالة‪ ،‬والثناء على القرآن احلكيم‪ ،‬وعزة ِ‬
‫املرســـل ورحمتـــه‪ ،‬مث موقف الكافرين‬
‫من اإلنذار‪ ،‬مع اإلشـــارة إلـــى صفات املنتفعـــن باإلنذار‪.‬‬
‫وأما القســـم األول (‪ )32 -7‬ففيه (مطلع انشـــائي)‪ ،‬وضـــرب ملثل يبني موقـــف املكذبني‬
‫مـــن املرســـلني (‪ )13 ،7‬فيه قصـــة أصحاب القرية الذين أرســـل إليهم ثالثة رســـل فكذبوا‪،‬‬
‫وجاءهـــم فـــوق ذلـــك رجل يدعوهم إلـــى إجابة الرســـل‪ ،‬إلـــى أن أهلكوا مع التعقيب بســـنة‬
‫اللـــه فـــي إهالك املكذبـــن‪ ،‬وأن كل العبـــاد راجعون إلى الله يـــوم الدين‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه الواحدي في أسباب النزول (ص ‪ ،)365‬وهو مرسل‪ ،‬وله شواهد‪.‬‬


‫وأما القســـم الثـــاين (‪ )70-33‬ففيـــه (مطلـــع اســـتفهامي) تقريـــري‪ ،‬وإيقـــاظ للغافلني‬
‫املعرضـــن بذكـــر النعم‪ ،‬والتخويف بيـــوم الدين في مقاطـــع (‪ )66 ،48 ،33‬فيها‪ :‬لفت النظر‬
‫إلـــى عـــدد من اآليـــات والنعم الدافعة للشـــكر‪ ،‬مع بيان ملوقـــف الكفار من رؤيـــة اآليات‪ ،‬مث‬
‫ذكـــر اســـتعجالهم العذاب‪ ،‬وبيان ســـرعة حلوله يوم يأتـــي وقته‪ ،‬والتخويف مبـــا يحدث يوم‬
‫يبعثـــون‪ ،‬مـــع بيـــان نعيم أهل اجلنـــة واخلتم بالقـــدرة عليهـــم والتصرف فـــي جوارحهم يوم‬
‫الديـــن‪ ،‬مث التذكيـــر بقـــدرة اللـــه علـــى الكافرين فـــي الدنيا وإثبـــات صدق القـــرآن‪ ،‬وثمرة‬
‫إنـــذاره على املؤمنـــن والكافرين‪.‬‬
‫وأما اخلامتـــة (‪ )83 -71‬ففيها (مطلـــع اســـتفهامي) تقريـــري‪ ،‬وتذكير بكثير مما ســـبق‬
‫في الســـورة عـــن طريق‪ :‬لفـــت االنتباه إلى نعم تســـتحق الشـــكر‪ ،‬مع بيان حال أهـــل الكفر‪،‬‬
‫وإثبـــات عقلـــي لليـــوم اآلخـــر‪ ،‬واخلتم بعظمة اخلـــاق العليم‪ ،‬وأن أمـــره إذا أراد شـــي ًئا أن‬
‫‪145‬‬ ‫يقـــول له‪ :‬كـــن‪ ،‬فيكون‪.‬‬
‫سورة يس‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هـــي السادســـة والثالثـــون ومـــن مناســـبتها‬
‫لفاطـــر أنـــه تكرر فـــي فاطـــر ذكـــر النذير ‪،‬‬
‫وجـــاء فـــي مطلع هـــذه توكيد رســـالته صلى‬
‫اللـــه عليـــه وســـلم ونذارته‪ ،‬مع مـــا في يس‬
‫من املثاني التي أوتيها من بســـط لبعض مـــا في فاطر من تســـخير‬
‫النبي [ مكان اإلجنيل‪ .‬الشـــمس والقمر‪.‬‬
‫من املثاني‬

‫إيقاظ الغافلني‬
‫بالتخويف من النقم‬ ‫يس ‪ ،‬املعمة ‪،‬‬
‫والتذكير بالنعم‪.‬‬ ‫الدافعة‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪146‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة يس‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫تصويـــر للصـــراع‬ ‫تُعد األربعني على‬
‫مـــع املشـــركني ‪.‬‬ ‫املشهور بعد اجلن‬
‫وقبل الفرقان ‪.‬‬

‫افتتحت بحروف التهجي عموماً‪،‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى مقدمة ‪،‬‬


‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يصح ثم إنها مفتتحة بـ (يس) فهي‬ ‫وقسمان ‪ ،‬وخامتة‪:‬‬
‫فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫اخلامتة (مطلع‬ ‫القسم الثاين (مطلع‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع حرفي)‪،‬‬
‫استفهامي) تقريري‪،‬‬ ‫استفهامي) تقريري‪ ،‬وإيقاظ‬ ‫انشائي) ‪ ،‬وضرب ملثل يبني‬ ‫وإثبات الرسالة‪ ،‬والثناء على‬
‫وتذكير بكثير مما سبق‬ ‫للغافلني املعرضني بذكر‬ ‫موقف املكذبني من املرسلني‬ ‫ِ‬
‫املرسل‬ ‫القرآن احلكيم‪ ،‬وعزة‬
‫في السورة واخلتم بعظمة‬ ‫النعم ‪ ،‬والتخويف بيوم‬ ‫مع التعقيب بسنة الله في‬ ‫ورحمته‪ ،‬ثم موقف الكافرين‬
‫اخلالق العليم وأن أمره‬ ‫الدين‪.‬‬ ‫إهالك املكذبني‪ ،‬وأن كل‬ ‫من اإلنذار‪ ،‬مع اإلشارة إلى‬
‫إذا أراد شيئا أن يقول له‬ ‫العباد راجعون إلى الله يوم‬ ‫صفات املنتفعني باإلنذار‪.‬‬
‫كن فيكون‪.‬‬ ‫الدين‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪23‬‬ ‫‪182‬‬ ‫‪37‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المئين‬

‫الزينة‬ ‫الصافات‬

‫الصافات‪ :‬الفتتاحها بالقسم بها‪.‬‬


‫الزينة‪ :‬لذكر أن الكواكب زينة في أولها‪.‬‬

‫‪147‬‬ ‫موقع السورة‬


‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫هـــي الســـابعة والثالثـــون‪ ،‬ومـــن‬
‫سورة الصافات‬

‫مناسبتها لســـورة يـــس أنها فصلت‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي‬
‫في إهالك القرون الســـابقة املشار‬ ‫[ مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫إليـــه إجمـــاالً في يس‪ ،‬وهـــي بذلك‬ ‫مرفوعـــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫ً‬
‫تشـــبه األعـــراف وهو ًدا والشـــعراء‬
‫مع ســـابقاتها‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لم يذكر لها سبب‪.‬‬


‫ترتيب نزول السورة‬
‫مطلع السورة‬
‫تعـــد اخلامســـة واخلمســـن علـــى‬
‫املشـــهور؛ بعد ســـورة األنعام‪ ،‬وقبل‬ ‫افتتحت بالقسم‪ ،‬وهو املطلع‬
‫ســـورة لقمـــان‪ ،‬وفيهـــا نقـــاش مـــع‬ ‫اخلامس من أنواع املطالع‬
‫الكفـــار يشـــعر بتأخر فـــي نزولها‪،‬‬ ‫املذكورة في اإلتقان‪ ،‬وتشاركها‬
‫كمـــا أن وصفهـــا للزقـــوم مما يعني‬ ‫في البدء بالقسم أربع عشرة‬
‫علـــى تأريـــخ نزولها‪.‬‬ ‫فاجملموع خمس عشرة سورة‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫يعـــرف ممـــا تكـــرر فيها أنهـــا تتكلم عن إثبـــات التوحيـــد‪ ،‬ونفي ضده‪ ،‬مـــع الثناء‬
‫علـــى عبـــاد الله اخمللصـــن‪ ،‬ووعدهم بالنجـــاة والتمكني‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫رد ووعد‬ ‫رد ووعد‬ ‫ميكــن تقســميها إلــى مقدمــة‪ ،‬وقســمني؛ أولهمــا‬
‫بالنصر‬ ‫باإلجناء‬ ‫رد ووعــد باإلجنــاء‪ ،‬والثانــي رد ووعــد‬ ‫‪148‬‬
‫بالنصــر‪.‬‬
‫أما املقدمـــة (‪ )10-1‬ففيهـــا احلديـــث عن‬

‫سورة الصافات‬
‫التوحيـــد‪ ،‬وأدلتـــه‪ ،‬مـــع ذكـــر لبعـــض مهـــام املالئكة‪.‬‬
‫وأما القســـم األول (‪ )148-11‬ففيه (مطلع إنشائي) آمر بسؤال واســـتفتاء الكفار إلقامة‬
‫احلجـــة عليهم فـــي إنكارهم البعث‪ ،‬والتأكيـــد على إجناء الله اخمللصني فـــي مقطع‪ ،‬وعدد‬
‫مـــن القصـــص (‪ )75 ،11‬فيهـــا‪ :‬إثبـــات البعث واحلديـــث عن أحـــداث القيامـــة‪ ،‬وما أعده‬
‫اللـــه للفريقـــن‪ ،‬واخلتم بـــأن املعذبني قد أنـــذروا فـــي الدنيا‪ ،‬وكانـــت عاقبتهـــم الهالك‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مـــع تكريـــر كون الناجـــن هم عبـــاد الله اخمللصـــن‪ ،‬مث قصة نـــوح‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬وإســـماعيل‪،‬‬
‫وإســـحاق‪ ،‬وموســـى وهـــارون‪ ،‬وإليـــاس‪ ،‬ولـــوط‪ ،‬ويونـــس ‪ ،‬وهـــي قصص تؤكـــد إجناء‬
‫اخمللصني‪.‬‬
‫وأما القســـم الثاين (‪ )182-149‬ففيـــه (مطلع إنشـــائي) آمر بســـؤال واســـتفتاء الكفار‬
‫لإلنـــكار عليهـــم في نســـبة البنات للـــه‪ ،‬وتنزيهه ‪-‬ســـبحانه وتعالى‪ -‬عن دعاوى املشـــركني‪،‬‬
‫مـــع الوعـــد بالنصر للمؤمنني علـــى الكافرين في مقطعـــن (‪ )171 ،149‬فيهمـــا‪ :‬تنزيه الله‬
‫عـــن نســـبة املالئكـــة أو اجلِ نـــة إليـــه‪ ،‬وأن هـــذه األقـــوال الباطلـــة ال تفنت إال مـــن هو صال‬
‫اجلحيـــم‪ ،‬وبيان قـــدر املالئكة‪ ،‬وإقامـــة احلجة على الكافريـــن؛ بتمنيهم ذكـــ ًرا من األولني؛‬
‫ليكونـــوا عبـــاد الله اخمللصني‪ ،‬مث بالتبشـــير بالنصر‪ ،‬وإنذار املكذبـــن‪ ،‬وتنزيه رب العاملني‪،‬‬
‫والتســـليم على املرسلني‪.‬‬
‫هـــي الســـابعة والثالثـــون ومـــن‬
‫مناســـبتها لســـورة يـــس أنهـــا‬
‫فصلـــت فـــي إهـــاك القـــرون‬
‫الســـابقة املشـــار إليه إجمـــاالً في‬
‫يس‪ ،‬وهـــي بذلك تشـــبه األعراف‬
‫وهـــو ًدا والشـــعراء مع ســـابقاتها‪.‬‬ ‫من املثاني التي أوتيها‬
‫إثبات التوحيد‪ ،‬ونفي‬ ‫من املئني‬ ‫النبي [ مكان اإلجنيل‪.‬‬
‫ضده ‪ ،‬مع الثناء على‬
‫عباد الله اخمللصني‪،‬‬
‫ووعدهم بالنجاة‬ ‫الصافات‪،‬‬
‫والتمكني‪.‬‬ ‫الزينة‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪149‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة الصافات‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يذكر لها سبب‪.‬‬ ‫تُعد اخلامسة واخلمسني‬


‫على املشهور بعد األنعام‬
‫وقبل لقمان‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫ميكن تقسميها إلى‬


‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬ ‫مقدمة‪ ،‬وقسمني‪:‬‬
‫يصح استثناء شيء‬
‫منها ‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع إنشائي) آمر‬ ‫القسم األول (مطلع إنشائي) آمر‬ ‫املقدمة احلديث عن‬
‫بسؤال واستفتاء الكفار لإلنكار عليهم‬ ‫بسؤال واستفتاء الكفار إلقامة‬ ‫التوحيد‪ ،‬وأدلته‪ ،‬مع ذكر‬
‫في نسبة البنات لله‪ ،‬وتنزيهه سبحانه‬ ‫احلجة عليهم في إنكارهم البعث‪،‬‬ ‫لبعض مهام املالئكة‪.‬‬
‫عن دعاوى املشركني‪ ،‬مع الوعد بالنصر‬ ‫والتأكيد على إجناء الله اخمللصني‪،‬‬
‫للمؤمنني على الكافرين‪.‬‬ ‫و عدد من القصص‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪23‬‬ ‫‪88‬‬ ‫‪38‬‬
‫استثناء ٍ‬
‫شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫داود‬ ‫ص‬

‫ص‪ :‬الفتتاحها بهذا احلرف‪.‬‬


‫داود‪ :‬لذكر داود ‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪150‬‬


‫هـــي الثامنـــة و الثالثـــون ومـــن‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي‬

‫سورة ص‬
‫مناســـبتها للصافـــات تتميمهـــا‬ ‫[ مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫ملـــن ذكـــر مـــن األنبيـــاء فـــي‬ ‫مرفوعـــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫ً‬
‫الصافـــات‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مطلع السورة‬
‫هي الســـابعة والثالثون ؛ بعد سورة‬
‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪،‬‬ ‫القمر‪ ،‬وقبل ســـورة األعراف‪ ،‬وجاء‬
‫ثم إنها مفتتح ٌة بـ ﵛﭐﱁﵚ فهي‬ ‫مـــا يجعل نـــزول مطلعها عند مرض‬
‫فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫أبي طالب‪.‬‬

‫موضوع السورة‬
‫يعـــرف مـــن مقاطعهـــا وما جـــاء فيهـــا أنها تتحـــدث عن شـــدة إعـــراض الكفار‪،‬‬
‫واملوقـــف املقابـــل املطلوب جتاههـــم تصبي ًرا للنبـــي [‪ ،‬وتذكيـــ ًرا‪ ،‬وإقام َة حجة‬
‫علـــى الكافرين‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ـــاس ]‪ ،‬قال‪ :‬مـــرض أبو‬ ‫ســـبب نـــزول واحـــد مختلف فـــي ثبوتـــه‪ ،‬وهو عن ابـــن ع َّب ٍ‬
‫رجـــل‪ ،‬فقام أبو‬
‫ٍ‬ ‫طالـــب مجلس‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫قريـــش‪ ،‬وجاءه النبـــي [ وعنـــد أبي‬ ‫طالـــب فجاءتـــه‬
‫ٍ‬
‫طالـــب‪ ،‬فقال‪ :‬يـــا ابن أخـــي مـــا تريد من‬ ‫ٍ‬ ‫جهـــل كـــي مينعـــه‪ ،‬قـــال‪ :‬وشـــكوه إلى أبـــي‬‫ٍ‬
‫قومـــك؟ قـــال‪« :‬إ ِّنـــي أريـــد منهم كلمـــ ًة واحـــد ًة؛ تدين لهـــم بها العـــرب‪ ،‬وتـــؤ ِّدي إليهم‬
‫العجـــم اجلزيـــة»‪ .‬قال‪ :‬كلمـــ ًة واحد ًة؟ قال‪« :‬كلمـــ ًة واحد ًة»‪ ،‬قال‪« :‬يا عـــ ّم يقولوا‪ :‬ال إله‬
‫إال اللـــه»‪ ،‬فقالـــوا‪ :‬إل ًهـــا واح ًدا‪ ،‬ما ســـمعنا بهذا في امللَّـــة اآلخرة إ ْن هـــذا إ َّال اختالقٌ‪.‬‬
‫قـــال‪ :‬فنزل فيهم القـــرآن‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﵚ إلى قوله‪:‬‬
‫ﵛﭐﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﲆﲇﵚ (‪ ،)1‬والســـبب يصور الصـــراع مع الكفار‪.‬‬
‫‪151‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬
‫سورة ص‬

‫إنذار‪ ،‬وإقامة‬ ‫صبر‬ ‫ميكن تقســـيمها إلى مقدمة‪ ،‬وقســـمني؛ أولهما‬


‫حجة وإعذار‬ ‫وذكر‬ ‫صـــر وذكر‪ ،‬والثاني إنـــذار‪ ،‬وإقامة حجة‬
‫وإعذار‪.‬‬
‫ففـــي املقدمـــة (‪( )16-1‬مطلـــع حرفـــي)‪،‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫والقســـم بالقرآن ذي الذكر‪ ،‬وبيان شـــدة شـــقاق الكفار‪ ،‬وتعجبهم من دعـــوة التوحيد‪ ،‬ومن‬
‫إرســـال نذيـــر‪ ،‬مـــع تهديدهـــم بالعـــذاب الدنيوي‪.‬‬
‫ويف القســـم األول (‪( )64-17‬مطلع إنشـــائي)‪ ،‬واألمر بالصبر على أقـــوال الكفار‪ ،‬وبذكر‬
‫قصـــص‪ ،‬والتذكيـــر باملصيـــر األخروي‪ ،‬فـــي ثالثة مقاطـــع (‪ )55 ،49 ،17‬فيهـــا‪ :‬أمر للنبي‬
‫[ بالصبـــر وبذكـــر داود ‪ -‬و ُذكـــر معه ســـليمان ‪ -‬ثـــم أيوب‪ ،‬فإبراهيم وإســـحاق‬
‫ويعقـــوب فإســـماعيل واليســـع وذي الكفـــل ‪ ،‬مث ذكر مـــا أعده الله في اجلنـــة للمتقني‪،‬‬
‫وفي جهنـــم للطاغني‪.‬‬
‫ويف القســـم الثاين (‪( )88-65‬مطلع إنشـــائي)‪ ،‬واألمر بالرد على الكفـــار‪ ،‬وإقامة للحجة‬
‫عليهـــم فـــي ثالثة مقاطـــع (‪ )86 ،67 ،65‬فيهـــا‪ :‬إعالن وحدانيـــة الله والنـــذارة‪ ،‬مع اجلمع‬
‫بـــن الترغيـــب والترهيـــب‪ ،‬مث إقامة احلجـــة على صدق رســـالة النبي[بذكـــر قصة آدم‬
‫‪ ،‬مث اخلتـــم بوصـــف النبـــي [ مبا ينفـــي عنـــه تهمة الكـــذب‪ ،‬مـــع مزيد ثنـــاء على‬
‫القرآن يناســـب أول الســـورة‪ ،‬ويشـــعر بانتهائها‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه الترمذي (‪ ،)3232‬وقال‪ :‬هذا حديث حسن صحيح‪ ،‬وهو في املسند (‪ ،)458/3‬وضعفه محققوه‪.‬‬
‫هـــي الثامنـــة و الثالثـــون‬
‫ومـــن مناســـبتها للصافات‬
‫تتميمهـــا ملـــن ذكـــر مـــن‬ ‫من املثاني التي‬
‫األنبيـــاء فـــي الصافـــات‪.‬‬ ‫أوتيها النبي[ مكان‬
‫تتحدث عن شدة‬ ‫من املثاني‬ ‫اإلجنيل‪.‬‬
‫إعراض الكفار‪،‬‬
‫واملوقف املقابل‬
‫املطلوب جتاههم‬ ‫ص‪،‬‬
‫تصبي ًرا للنبي [‬ ‫داود‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪152‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة ص‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫سبب واحد نزول مطلعها‬ ‫تُعد السابعة والثالثني بعد‬
‫عند مرض أبي طالب‬ ‫القمر و قبل األعراف‪.‬‬
‫والسبب يصور الصراع‬
‫مع الكفار‪.‬‬

‫افتتحت بحروف التهجي‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم عموماً ‪ ،‬ثم إنها مفتتحة‬ ‫مقدمة‪ ،‬وقسمني‬
‫يصح استثناء شيء بـ (ص) فهي فريدة في‬ ‫وخامتة‪:‬‬
‫افتتاحها‪.‬‬ ‫منها ‪.‬‬

‫اخلامتة وصف النبي [‬ ‫القسم الثاين (مطلع‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع حرفي) ‪ ،‬والقسم‬
‫مبا ينفي عنه تهمة الكذب‪،‬‬ ‫إنشائي)‪ ،‬واألمر بالرد‬ ‫إنشائي)‪ ،‬واألمر‬ ‫بالقرآن ذي الذكر‪ ،‬وبيان شدة‬
‫مع مزيد ثناء على القرآن‬ ‫على الكفار ‪ ،‬وإقامة‬ ‫بالصبر على أقوال‬ ‫شقاق الكفار‪ ،‬وتعجبهم من دعوة‬
‫يناسب أول السورة‪ ،‬ويشعر‬ ‫للحجة عليهم ‪.‬‬ ‫الكفار‪ ،‬وبذكر قصص‪.‬‬ ‫التوحيد‪ ،‬ومن إرسال نذير‪ ،‬مع‬
‫بانتهائها ‪.‬‬ ‫تهديدهم بالعذاب الدنيوي‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم ِّك َي ٌة اتفاقًا‪ ،‬وصح استثناء‬ ‫‪24-23‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪39‬‬
‫اآليات (‪ )55:53‬فهي‬
‫مدنية على ما ُر ِّجح‬

‫من المثاني‬

‫الغرف‬ ‫تزنيل‬ ‫الزمر‬

‫الزمر‪ :‬لذكر الزمر في آخرها‪.‬‬


‫تزنيل‪ :‬ألنها افتتحت بها‪.‬‬
‫الغرف‪ :‬لذكر هذا اللفظ فيها‪.‬‬
‫‪153‬‬
‫سورة الزمر‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي التاســـعة والثالثـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن فضائلها ما ثبت مـــن قراءتها‬


‫مناسبتها لسورة ص تشـــابه خامتـــة‬ ‫كل ليلـــة ‪-‬كمـــا مضـــى في ســـورة‬
‫ص مـــع مطلع الزمر فـــي الثناء على‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫اإلســـراء‪ ،-‬باإلضافـــة إلـــى أنهـــا‬


‫القـــرآن‪ ،‬مع آيات متعـــددة في الزمر‬ ‫مـــن املثانـــي التي أوتيهـــا نبينا [‬
‫تتحـــدث عـــن البشـــر مـــن ابتـــداء‬ ‫مـــكان اإلجنيل‪.‬‬
‫اخللـــق إلى املعـــاد واملصيـــر امتدا ًدا‬
‫لقصـــة آدم فـــي آخر ســـورة ص‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثامنـــة واخلمســـن علـــى‬


‫مطلع السورة‬ ‫املشـــهور؛ بعد سورة ســـبأ‪ ،‬وقبل‬
‫ســـورة غافر‪ ،‬وفي أسباب نزولها‬
‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫مـــا يشـــعر بتأخر فـــي النزول‪.‬‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬

‫َم ِّك َيـــة اتفا ًقـــا‪ ،‬وصـــح اســـتثناء‪:‬ﵛﭐﲔﲕﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝ‬


‫ﲞ ﲟﲠﲡﲢﲣ ﲤ ﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯ‬
‫ﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂ‬
‫ﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﵚ ؛ فقـــد ُذكـــر عن عمـــر ]‪...« :‬فكنَّـــا نقول‪:‬‬
‫ً‬
‫عـــدل وال توبـــ ًة‪ ،‬قو ٌم عرفـــوا الله‪ ،‬ثـــم رجعوا‬ ‫ممـــن افتنت صر ًفـــا وال‬
‫بقابـــل َّ‬
‫ٍ‬ ‫مـــا اللـــه‬
‫إلـــى الكفـــر لبـــاءٍ أصابهـــم! قال‪ :‬وكانـــوا يقولـــون ذلك ألنفســـهم؛ َّ‬
‫فلما قدم رســـول‬
‫اللـــه [ املدينـــة‪ ،‬أنزل اللـــه تعالى فيهم‪ ،‬وفـــي قولنا وقولهم ألنفســـهم‪:‬ﵛﭐﲓﲔﲕ‬
‫ﲖﲗﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨ‬
‫ﲩﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹ‬
‫‪154‬‬
‫ﲺﲻﲼﲽﲾﲿﳀﳁﳂﳃﳄﳅﳆﳇﳈﳉﵚ‬
‫ٍ‬
‫صحيفة‪ ،‬وبعثت بها إلى هشـــام‬ ‫اخلطـــاب‪ :‬فكتبتها بيدي في‬ ‫َّ‬ ‫(الزمـــر‪ )55-53 :‬قـــال عمر بن‬

‫سورة الزمر‬
‫فلما أتتنـــي جعلت أقرؤها بـــذي ط ًوى‪،‬‬ ‫ابـــن العـــاص‪ ،‬قال‪ :‬فقال هشـــام ابن العـــاص‪َّ :‬‬
‫أص ِّعـــد بهـــا فيه وأصـــ ِّوب وال أفهمهـــا‪ ،‬حتَّى قلـــت‪ :‬اللَّهـــم ف ِّهمنيها‪ .‬قـــال‪ :‬فألقى الله‬
‫تعالـــى فـــي قلبي أ َّنهـــا إ َّنما أنزلت فينا‪ ،‬وفيما كنَّا نقول في أنفســـنا ويقـــال فينا‪ .‬قال‪:‬‬
‫فرجعـــت إلى بعيري‪ ،‬فجلســـت عليه‪ ،‬فلحقت برســـول الله [ وهـــو باملدينة» (‪ )1‬فهي‬
‫مدني ٌة ‪-‬على مـــا ُر ِّجح ‪.-‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ســـببا نزول يصـــوران جان ًبا من الدعوة مضى أولهما في ســـورة يوســـف‪ ،‬والثاني عن‬
‫الشـــرك كانوا قـــد قتلوا وأكثروا‪ ،‬وزنـــوا وأكثروا‪،‬‬‫ناســـا‪ ،‬من أهل ِّ‬ ‫أن ً‬‫اس ]‪َّ :‬‬ ‫ابـــن ع َّب ٍ‬
‫أن ملا‬
‫إن الـــذي تقـــول وتدعـــو إليه حلســـ ٌن‪ ،‬لو تخبرنـــا َّ‬
‫محمـــ ًدا [‪ ،‬فقالـــوا‪َّ :‬‬ ‫فأتـــوا َّ‬
‫عملنـــا كفَّـــار ًة فنـــزل‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌﱍﱎ‬
‫ﱏﱐﱑﱒﵚ (الفرقـــان‪ )68 :‬ونزلـــتﵛ ﭐ ﲓ ﲔ ﲕ ﲖ ﲗ ﲘ ﲙ ﲚ ﲛ‬
‫بتأخـــر في النزول‪ ،‬وال يتعـــارض مع ما م َّر‬
‫ٍ‬ ‫ﲜﲝﲞﲟﵚ ( الزمـــر‪ ،)2( )53 :‬وظاهـــره يشـــعر‬
‫مـــن َم َد ِن َّية اآلية‪.‬‬

‫السبب‪.‬‬
‫َ‬ ‫(‪ )1‬ذكره ابن هشام في سيرته (‪ ،)475-474/1‬من رواية ابن إسحاق بسند حسن‪ ،‬ولم يذك ْر املرج ُع الذي اعتمدتُ عليه في أسباب النزول هذا‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪- )4810‬واللفظ له‪ ،-‬ومسلم (‪.)122‬‬
‫موضوع السورة‬

‫يعـــرف من التأمل في اســـمها وموضوعاتهـــا اجلزئية أنها تدعو إلـــى التوحيد‪ ،‬مع‬
‫املقارنـــة بني املؤمنني والكافريـــن حاالً ومآالً‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫ترسيخ‬ ‫توحيد‬ ‫تقســـم إلى مقدمـــة‪ ،‬وقســـمني؛ أولهما توحيد‬


‫لألول‬ ‫واتباع‬ ‫واتباع‪ ،‬والثاني ترســـيخ لألول‪.‬‬
‫‪155‬‬ ‫ففي املقدمة (‪ )1‬مطلع خبري فيـــه إثبات أن‬
‫منـــزِّل الكتاب هو اللـــه العزيز احلكيم‪.‬‬
‫سورة الزمر‬

‫وأما القســـم األول (‪ )40-2‬ففيـــه (مطلع خبـــري)‪ ،‬وتوكيد ضـــرور ِة توحيد اللـــه‪ ،‬واتباع‬
‫القـــرآن‪ ،‬مع مقارنـــات بني املؤمنني والكافريـــن في ثالثة مقاطـــع (‪ )27 ،19 ،2‬فيها‪ :‬تذكير‬
‫بـــأن من لـــوازم إنزال الكتـــاب توحيـــد الله‪ ،‬وذكـــر دالئل التوحيـــد وإبطال الشـــرك‪ ،‬وحث‬
‫علـــى الشـــكر وحتذيـــر مـــن الكفـــر‪ ،‬واخلتم بتثبيـــت النبـــي [ علـــى التوحيد ثـــم ثالث‬
‫مقارنـــات بـــن الفريقـــن بطريقة فريـــدة؛ معها اإلشـــارة إلى فنـــاء الدنيا بذكـــر رحلة املاء‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫إلـــى أن يصيـــر حطا ًمـــا‪ ،‬واحلديث عن خصائـــص القـــرآن‪ ،‬والوعيد باخلزي فـــي الدارين‬
‫للمكذبـــن‪ ،‬مث ذكـــر خصائص أخـــرى للقرآن‪ ،‬مع ذكـــر مثل يظهر بعض تلـــك اخلصائص‪،‬‬
‫مـــع التحذير واإلنـــذار‪ ،‬ومدح املصدقني بهـــذا الكتاب‪ ،‬فاخلتم بالتثبيـــت على طريق احلق‬
‫واألمـــر بالتوكل‪.‬‬
‫ويف القســـم الثـــاين (‪( )75-41‬مطلـــع خبـــري)‪ ،‬وتوكيـــد أمـــر التوحيـــد واتبـــاع القرآن‬
‫بالترغيـــب والترهيـــب في ثالثة مقاطـــع (‪ )62 ،53 ،41‬فيهـــا‪ :‬تذكير آخر بإنـــزال الكتاب‪،‬‬
‫وأن مـــن لوازمـــه تـــرك حق االختيـــار للناس بـــن الهداية الضـــال‪ ،‬والتذكير بـــأن النفوس‬
‫بيـــد اللـــه يتوفاها متى شـــاء‪ ،‬ومع ذلك يشـــرك الكفـــار‪ ،‬ويتناقضون في الضراء والســـراء‪،‬‬
‫مث فتـــح بـــاب التوبـــة والرجـــوع ترغي ًبـــا وترهي ًبا‪ ،‬ثـــم توكيد أن اللـــه على كل شـــيء وكيل‪،‬‬
‫وتثبيـــت للنبـــي [ على التوحيد‪ ،‬وذكـــر للقيامة ومصير الفريقني حيث يســـاقون إلى النار‬
‫واجلنـــة زم ًرا‪.‬‬
‫هـــي التاســـعة والثالثـــون‪ ،‬ومـــن مناســـبتها‬
‫لســـورة ص تشـــابه خامتـــة ص مـــع مطلـــع‬
‫الزمـــر فـــي الثنـــاء علـــى القـــرآن‪ ،‬مـــع آيات‬ ‫من فضائلها ما ورد عن النبي‬
‫متعددة فـــي الزمـــر تتحدث عن البشـــر من‬ ‫[ أنه ال ينام حتى يقرأ بني‬
‫ابتـــداء اخللـــق إلى املعـــاد واملصيـــر امتدادا‬ ‫إسرائيل والزمر‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫لقصـــة آدم فـــي آخـــر ســـورة ص ‪.‬‬ ‫أنها من املثاني التي أوتيها نبينا‬
‫من املثاني‬ ‫[ مكان اإلجنيل‪.‬‬

‫تدعو إلى التوحيد مع‬


‫املقارنة بني املؤمنني‬ ‫الزمر ‪،‬‬
‫والكافرين حاالً ً‬
‫ومآل‪.‬‬ ‫تنزيل‪ ،‬الغرف‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪156‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة الزمر‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ســـببا نـــزول يصوران‬ ‫تُعد الثامنة‬
‫جانبـــا مـــن الدعوة‪.‬‬ ‫واخلمسني على‬
‫املشهور بعد سبأ‬
‫وقبل غافر‪.‬‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬


‫تقسم إلى مقدمة ‪ ،‬وقسمني؛ َم ِّك َية اتفا ًقا‪ ،‬وصح استثناء‬
‫اآليات (‪ )55:53‬فهي مدني ٌة‬ ‫أولهما ‪ :‬توحيد واتباع‪،‬‬
‫على ما ُر ِّجح‬ ‫لألول‪.‬‬ ‫والثاني ‪ :‬ترسيخ‬

‫القسم الثاين (مطلع خبري)‪،‬‬ ‫القسم األول (مطلع خبري)‪ ،‬وتوكيد‬ ‫املقدمة (مطلع خبري) فيه‬
‫وتوكيد أمر التوحيد واتباع‬ ‫ضرور ِة توحيد الله‪ ،‬واتباع القرآن‪،‬‬ ‫إثبات أن منزل الكتاب هو‬
‫القرآن بالترغيب والترهيب ‪.‬‬ ‫مع مقارنات بني املؤمنني والكافرين‪.‬‬ ‫الله العزيز احلكيم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪24‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪40‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫املؤمن‬ ‫الطول‬
‫َّ‬ ‫غافر‬

‫غافر‪ :‬جمليء هذا الوصف لله في أولها‪.‬‬


‫الطول‪ :‬لورود لفظ َّ‬
‫الطول في أولها‪.‬‬ ‫َّ‬
‫املؤمن‪ :‬لذكر قصة مؤمن آل فرعون فيها‪ ،‬ولم يذكر في أي سورة أخرى‪.‬‬
‫‪157‬‬

‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة غافر‬

‫ال مســـتق ً‬
‫ال‪ -‬أنها مـــن املثاني مكان اإلجنيـــل‪ ،‬وأنها‬ ‫مـــن فضائلهـــا ‪ -‬ولم أجد لهـــا فض ً‬
‫وات ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى [ بقراءتها‪ ،‬كما مـــ َّر في فضائل ســـورة يونس؛ وورد‬ ‫مـــن َذ ِ‬
‫عـــن غيـــر واحد من الســـلف ما يدل علـــى اهتمام خاص وثنـــاء على آل حـــم‪ ،‬ومن ذلك‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫رجـــل انطلق يرتـــاد ألهله‬


‫ٍ‬ ‫مـــا ورد عـــن ابـــن مســـعود ] قـــال‪« :‬إن مثل القـــرآن كمثل‬
‫ٍ‬
‫روضات‬ ‫ويتعجـــب منـــه‪ ،‬إذ هبط علـــى‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫غيـــث‪ ،‬فبينا هو يســـير فيـــه‬ ‫ً‬
‫منـــزل فمـــ َّر بأثـــر‬
‫َدمِ ثَـــات(‪ ، )1‬فقـــال‪ :‬عجبـــت مـــن الغيـــث األ َّول‪ ،‬فهذا أعجـــب وأعجب‪ ،‬فقيل لـــه‪َّ :‬‬
‫إن مثل‬
‫الدمِ ثَات‪ ،‬مثـــل آل ﵛﭐﱕﵚ‬
‫وإن مثل هؤالء ال َّروضـــات َّ‬ ‫الغيـــث األ َّول مثـــل عظم القـــرآن‪َّ ،‬‬
‫«كـــن احلواميم‬
‫َّ‬ ‫أيضا مـــا ورد عن ســـعد بن إبراهيـــم‪ ،‬قال‪:‬‬‫فـــي القـــرآن»(‪ ، )2‬ومـــن ذلك ً‬
‫ســـمني العرائس»(‪. )3‬‬ ‫يُ َّ‬

‫موقع السورة‬

‫هـــي األربعـــون‪ ،‬ومن مناســـبتها مـــع بقيـــة آل ﵛﭐﱕﵚللزمر التشـــابه فـــي املطلع‬
‫حيـــث جـــاء فيه الثنـــاء علـــى القرآن‪.‬‬

‫السهلة ال ِّرخْ وةُ‪( .‬نهاية)‪.‬‬


‫(‪ )1‬أصله من الدَّ ْم ِث‪ ،‬وهو األرض َّ‬
‫(‪ )2‬أورده ابن كثير في بداية تفسير سورة غافر عن حميد بن زجنويه بإسناده‪.‬‬
‫(‪ )3‬رواه الدارمي ‪-‬وصححه محققه‪.)3465( -‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫صلت‪،‬‬ ‫تعد التاســـعة واخلمســـن على املشـــهور؛ بعد ســـورة الزمـــر‪ ،‬وقبل ســـورة ُف ِّ‬
‫يط‪ ،‬جـــاء إلى النبي [‬ ‫وعـــن عبـــد الله بن عمرو ] قال‪ :‬رأيـــت ُع ْق َبة بن أبي ُم َع ٍ‬
‫وهـــو يصلِّـــي‪ ،‬فوضع رداءه في عنقـــه فخنقه به خن ًقا شـــدي ًدا‪ ،‬فجاء أبـــو ٍ‬
‫بكر حتَّى‬
‫دفعـــه عنـــه‪ ،‬فقـــال‪:‬ﭐﵛﭐﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﱵﱶﵚ‬
‫(غافـــر‪ .)1()28 :‬وهـــذا يـــدل على أنهـــا كانت متلوة بعد وفـــاة أبي طالـــب(‪ ، )2‬وما فيها من‬
‫ذكر اجلدال يشـــعر بتأخـــر النزول‪.‬‬

‫‪158‬‬
‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة غافر‬
‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ‬ ‫لم يذكر لها سبب ثابت‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫موضوع السورة‬

‫مـــن أظهـــر موضوعاتهـــا بيان حـــال اجملادلـــن في القـــرآن املبـــن‪ ،‬والـــرد عليهم‬
‫وتهديدهم‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)3678‬‬


‫طالب‪ .‬التحرير والتنوير‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫قريش رسول الله [ بعد وفاة أبي‬
‫ٍ‬ ‫(‪ )2‬وإ ّنما اشتدّ أذى‬
‫مقاطع السورة‬

‫ميكن تقسيمها إلى مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وقسم وحيد يف الرد على املجادلني‪.‬‬
‫أمـــا املقدمة (‪ )20-1‬ففيها (مطلـــع حرفي)‪ ،‬والتعريـــف بالله منزِّل القرآن‪ ،‬واإلشـــارة إلى‬
‫اجملادلـــن فـــي آياتـــه‪ ،‬وبيان موقـــف املالئكة مـــن املؤمنني فـــي الدنيـــا ومـــن الكافرين في‬
‫اآلخـــرة‪ ،‬واخلتم بالعـــودة إلى التعريـــف بالله‪.‬‬
‫وأما القســـم الوحيد (‪ )77-21‬ففيـــه (مطلع اســـتفهامي) إنكاري‪ ،‬والـــرد على اجملادلني‬
‫واحلجـــج في مقطعـــن (‪ )55 ،21‬فيها‪ :‬حتذيـــر الكافرين مـــن عاقبة املكذبني‪،‬‬‫ِ‬ ‫بالقصـــص‪،‬‬
‫وذكـــر قصـــة موســـى ‪ ‬وفرعون‪ ،‬مع ذكـــر مؤمن آل فرعـــون‪ ،‬واحلوار مع آله فـــي الدنيا‪،‬‬
‫ومحاجـــة الضعفـــاء للمســـتكبرين فـــي النار‪ ،‬وســـنة اللـــه في نصـــر الرســـل واملؤمنني‪ ،‬مث‬
‫‪159‬‬ ‫تثبيـــت للنبي [‪ ،‬والرد علـــى اجملادلني بالتعريف بالله‪ ،‬وبآياته الكونية‪ ،‬وبأدلة اســـتحقاقه‬
‫العبـــادة مـــع التعجيـــب مـــن اجملادلني في آيـــات اللـــه‪ ،‬وحتذيرهم مـــن يوم الديـــن‪ ،‬واخلتم‬
‫سورة غافر‬

‫بتثبيـــت النبي [ مـــرة أخرى‪.‬‬


‫ويف اخلامتـــة (‪( )85-78‬مطلع خبري)‪ ،‬والتذكير بســـنة الله في املبطلـــن‪ ،‬مع التنبيه على‬
‫آيـــات أخرى إلقامة احلجـــة على املنكرين‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هـــي األربعـــون ‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها ‪ -‬مـــع بقيـــة آل‬
‫من فضائلها أنها من املثاني مكان حـــم ‪ -‬للزمر التشـــابه في‬
‫اإلجنيل‪ ،‬وأنها من آل حم التي املطلـــع حيـــث جـــاء فيـــه‬
‫أوصى بها النبي [ كما مر في الثنـــاء علـــى القـــرآن‪.‬‬
‫من املثاني‬ ‫فضائل سورة يونس‪.‬‬

‫بيان حال اجملادلني في‬


‫القرآن املبني‪ ،‬والرد‬ ‫غافر‪ ،‬الطول‪،‬‬
‫عليهم وتهديدهم‪.‬‬ ‫املؤمن‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪160‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة غافر‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يذكر لها ســـبب‬ ‫تعد التاسعة‬
‫ثابت‪.‬‬ ‫واخلمسني على‬
‫املشهور بعد الزمر‬
‫وقبل السجدة‪.‬‬

‫افتتحت بحروف التهجي‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يصح عموماً‪ ،‬ثم هي مفتتحة بـ( حم)‬ ‫مقدمة‪ ،‬وقسم وحيد‪،‬‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫وخامتة ‪:‬‬

‫اخلامتة ( مطلع خبري)‪ ،‬والتذكير‬ ‫القسم الوحيد (مطلع استفهامي)‬ ‫املقدمة (مطلع حرفي)‪،‬‬
‫بسنة الله في املبطلني‪ ،‬مع التنبيه‬ ‫إنكاري ‪ ،‬والرد على اجملادلني‬ ‫والتعريف بالله منزل‬
‫على آيات أخرى إلقامة احلجة على‬ ‫واحلجج‪.‬‬
‫ِ‬ ‫بالقصص‪،‬‬ ‫القرآن‪.‬‬
‫املنكرين‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َي ٌة‬ ‫‪25-24‬‬ ‫‪54‬‬ ‫‪41‬‬
‫استثناء ٍ‬
‫شيء منها ‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫املصابيح‬ ‫ﵛﭐﱕﵚالسجدة‬ ‫ُصلَت‬


‫ف ِّ‬

‫ُصلَت‪ :‬سميت بهذا االسم لوقوع كلمةﵛﭐﱉﱊﵚفصلت‪ ،٣ :‬في أولها‪.‬‬ ‫ف ِّ‬


‫السجدة‪ :‬الشتمالها على سجدة‪ ،‬وسميت بذلك اختصا ًرا لقولهم‪( :‬ﵛﭐﱕﵚالسجدة)‪.‬‬
‫املصابيح‪ :‬لورود لفظة (مصابيح) فيها‪.‬‬

‫‪161‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة فصلت‬

‫هـــي احلاديـــة واألربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬


‫مناسبتها لســـورة غافـــر االشتراك‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬
‫فـــي املطلـــع بالبـــدء باحلـــروف‬ ‫عنايـــة خاصة بهذه الســـور كما م َّر‬
‫املقطعـــة‪ ،‬والثنـــاء علـــى القـــرآن‪،‬‬ ‫فـــي غافر‪.‬‬
‫وذكـــر موقـــف الكفـــار منـــه‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫مطلع السورة‬ ‫ـــدت الســـتني على املشـــهور؛ بعد‬


‫ُع َّ‬
‫غافـــر‪ ،‬وقبل الزخرف‪ ،‬وفي ســـبب‬
‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫نزولهـــا ما قـــد يشـــعر بتبكير نزول‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هي مفتتح ٌة ب ﵛﭐﱕﵚ‬ ‫بعـــض آياتها‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫بيان حال املعرضني الرافضني سماع القرآن املبني‪ ،‬والرد عليهم وتهديدهم‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ثبـــت لهـــا ســـبب نـــزول واحد يصـــور شـــدة جهـــل الكافريـــن‪ ،‬وفيه مـــا قد يـــدل على‬
‫تبكيـــر للنـــزول‪ ،‬وهو ما ثبت عن ابن مســـعود ] قال‪ :‬كنت مســـتت ًرا بأســـتار الكعبة‪،‬‬
‫ثقفـــي َو َختَنَاهُ قرشـــ َّيان‪ ،‬كثي ٌر شـــحم‬
‫ٌّ‬ ‫قرشـــي‪َ ،‬‬
‫وختَنَـــاهُ ثقف َّيـــان‪ ،‬أو‬ ‫ٌّ‬ ‫نفر‪:‬‬ ‫فجـــاء ثالثـــة ٍ‬
‫بكالم لم أســـمعه‪ ،‬فقـــال أحدهم‪ :‬أتـــرون الله‬ ‫ٍ‬ ‫بطونهـــم‪ ،‬قليـــ ٌل فقـــه قلوبهم‪ ،‬فتكلَّمـــوا‬
‫يســـمع كالمنـــا هذا؟ فقال اآلخـــر‪ :‬أرانا إذا رفعنا أصواتنا ســـمعه‪ ،‬وإذا لـــم نرفعها لم‬
‫يســـمعه‪ ،‬فقال اآلخر‪ :‬إن ســـمع منه شـــي ًئا ســـمعه كلَّه‪ ،‬قـــال‪ :‬فذكرت ذلـــك للنبي [‪،‬‬
‫وجـــل‪:‬ﵛﭐﱖﱗﱘﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟﱠﵚإلى‬ ‫َّ‬ ‫فأنـــزل اللـــه عـــ َّز‬
‫قولـــه‪:‬ﵛﭐﱫﱬﱭﱮﱯﱰﱱﱲﱳﱴﵚ (فصلـــت‪. )23 ،22 :‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪162‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة فصلت‬
‫ميكن تقســـيمها إلـــى مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وقســـمني؛ أولهما إقامة حجـــة وهتديد‪ ،‬والثاني‬
‫مزيد مـــن احلجج مع تشـــديد يف التهديد‪.‬‬
‫املقدمـــة (‪ )8 -1‬ففيه (املطلع احلرفـــي)‪ ،‬والثناء على الكتاب‪ ،‬وذكـــر أحوال املعرضني عن‬
‫القرآن العظيـــم‪ ،‬وإعطاء ملخص الدعوة‪.‬‬
‫أما القســـم األول (‪ )36-9‬ففيه (مطلع تلقينـــي) وإقامة احلجة عليهـــم باالنفراد باخللق‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫والتهديـــد بعـــذاب الدنيا واآلخرة‪ ،‬وتوجيهـــات للدعاة في ثالثة مقاطـــع (‪ )33 ،25 ،9‬فيها‪:‬‬
‫إقامـــة احلجـــة علـــى التوحيـــد بخلـــق الســـماوات واألرض واســـتجابتهما ألمر اللـــه لهما‪،‬‬
‫مـــع إنذار املعرضـــن بالعذابني الدنيـــوي‪ ،‬فاألخروي‪ ،‬مث ذكـــر تقييض القرنـــاء للكافرين‪،‬‬
‫وتأييـــد املالئكـــة للمؤمنـــن‪ ،‬مث توجيهات فـــي الدعوة لله‪.‬‬
‫وأما القســـم الثاين (‪ )46-37‬ففيـــه (مطلع خبـــري)‪ ،‬والتنبيه على مزيد اآليـــات الكونية‬
‫احلاضـــرة‪ ،‬ومزيـــد مـــن االحتجـــاج والتهديـــد للمعرضني فـــي مقطعـــن (‪ )46 ،37‬فيهما‪:‬‬
‫عـــودة إلى أدلة التوحيـــد‪ ،‬فتهديد للمكذبني‪ ،‬مـــع تخصيص للتكذيب بالقـــرآن العظيم‪ ،‬مث‬
‫اخلتم التنبيـــه على حريـــة االختيار‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪( )54-47‬مطلـــع خبـــري)‪ ،‬والتعريـــف باللـــه‪ ،‬وبيـــان تناقـــض الكفـــار في‬
‫الســـراء والضـــراء‪ ،‬واخلتم بإثبـــات أن القـــرآن حق‪ ،‬وأن الله على كل شـــيء شـــهيد‪ ،‬وبكل‬
‫شـــيء محيط‪.‬‬

‫(‪ )1‬املسند (‪ ،)109/6‬وصححه محققوه على شرط الشيخني‪ ،‬وأصله في البخاري (‪ ،)7521‬ومسلم (‪.)2775‬‬
‫هـــي احلاديـــة واألربعـــون ‪ ،‬ومـــن‬
‫مناسبتها لســـورة غافر االشتراك‬
‫فـــي املطلـــع بالبـــدء باحلـــروف‬
‫املقطعـــة‪ ،‬والثنـــاء علـــى القـــرآن‪،‬‬ ‫هي من آل حم التي أوصى‬
‫وذكـــر موقـــف الكفـــار منه‪.‬‬ ‫بها النبي [ ولبعض السلف‬
‫من املثاني‬ ‫عناية خاصة بهذه السور‪.‬‬
‫بيان حال املعرضني‬
‫الرافضني سماع‬
‫القرآن املبني‪ ،‬والرد‬ ‫فصلت‪ ،‬السجدة‪،‬‬
‫عليهم وتهديدهم‪.‬‬ ‫املصابيح‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪163‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة فصلت‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ثبت لها سبب نزول‬ ‫ُعدت الستني على‬


‫واحد يصور شدة جهل‬ ‫املشهور بعد غافر و قبل‬
‫الكافرين‪.‬‬ ‫الزخرف‪.‬‬

‫افتتحت بحروف‬ ‫ميكن تقسمها إلى‬


‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم التهجي عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬ ‫مقدمة‪ ،‬وقسمني‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫وخامتة ‪:‬‬
‫منها ‪.‬‬

‫اخلامتة (مطلع خبري)‪،‬‬ ‫القسم الثاين (مطلع خبري)‪،‬‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫املقدمة (املطلع‬
‫والتعريف بالله‪ ،‬وبيان تناقض‬ ‫والتنبيه على مزيد اآليات‬ ‫تلقيني) وإقامة احلجة‬ ‫احلرفي)‪ ،‬والثناء على‬
‫الكفار في السراء والضراء‪،‬‬ ‫الكونية ‪ ،‬ومزيد من االحتجاج‬ ‫عليهم باالنفراد باخللق‪،‬‬ ‫الكتاب ‪ ،‬وذكر أحوال‬
‫وإثبات أن القرآن حق‪.‬‬ ‫والتهديد‪.‬‬ ‫والتهديد بالعذاب‪.‬‬ ‫املعرضني عن القرآن‬
‫العظيم ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪25‬‬ ‫‪53‬‬ ‫‪42‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫ﭐﵛﭐﱃﵚ‬ ‫ﭐﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‬ ‫الشورى‬

‫الشورى‪ :‬لورود لفظة شورى فيها‪.‬‬


‫ﭐﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‪ :‬الفتتاح السورة بها‪.‬‬
‫ﭐﵛﱃﵚ‪ :‬الفتتاح السورة بها‪.‬‬

‫‪164‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الشورى‬
‫هـــي الثانيـــة واألربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬
‫مناسبتها لســـورة فصلـــت تشابه‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬
‫املطلـــع في الثنـــاء علـــى القرآن‪.‬‬ ‫عنايـــة ٌخاص ٌة بهذه الســـور كما م َّر‬
‫فـــي غافر‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مطلع السورة‬
‫ترتيب نزول السورة‬
‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬
‫ُعـــدت الثامنـــة والســـتني علـــى‬ ‫خصوصا‪.‬‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ‬
‫ً‬
‫املشـــهور؛ بعد ســـورة الكهف‪ ،‬وقبل‬
‫ســـورة إبراهيم‪ ،‬وبعضها نـــزل إذ ًنا‬
‫لالنتصار مـــن الظاملني فـــي العهد‬ ‫موضوع السورة‬
‫املكـــي؛ فقـــد يشـــعر بتأخـــر فـــي‬
‫النـــزول عـــن الزخـــرف والدخـــان‬ ‫ميكـــن بالنظـــر إلـــى مقاطعها أن‬
‫واجلاثيـــة‪ ،‬وهـــذا متوافـــق مـــع‬ ‫يقـــال إن موضوعهـــا هـــو الوحـــي‬
‫الروايـــة املشـــهورة‪.‬‬ ‫وقيمتـــه وضـــرورة اتباعـــه‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لهـــا ســـبب نـــزول واحد يشـــعر مبدنية اآلية‪ ،‬وهـــو ما ورد عـــن عمرو بـــن حريث قال‪:‬‬
‫الصفَّـــة‪ :‬ﵛﭐﲘﲙﲚﲛﲜﲝﲞﲟ‬ ‫«إ َّنمـــا نزلت هذه اآليـــة في أصحاب ُّ‬
‫ﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﵚ (الشـــورى‪ )27 :‬وذلـــك أ َّنهـــم قالـــوا‪ :‬لـــو َّ‬
‫أن لنا‬
‫ال ُّدنيـــا‪ ،‬فتمنَّـــوا ال ُّدنيا» (‪.)1‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫ميكن تقسيمها إلى مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وقسم وحيد يف ضرورة اتباع الوحي‪.‬‬
‫أمـــا املقدمة (‪ )6-1‬ففيها (مطلع حرفي) متبع بالتشـــبيه للوحي‪ ،‬واإلشـــارة إلى أن الوحي‬
‫‪165‬‬
‫إلـــى النبـــي [ وإلى من قبلـــه مرتبط بعزة اللـــه وحكمتـــه وملكه للســـماوات واألرض‪ ،‬مع‬
‫التنبيـــه علـــى عظمة اللـــه ورقابته على خلقـــه‪ ،‬وتســـبيح املالئكة بحمده‪ ،‬واســـتغفارهم ملن‬
‫سورة الشورى‬

‫في األرض‪.‬‬
‫تشـــبيهي) إليحاء القـــرآن‪ ،‬والتأكيد علـــى ضرورة‬
‫ٌّ‬ ‫ويف القســـم الوحيد (‪( )51-7‬مطلـــع‬
‫اتبـــاع الوحـــي فـــي ثالثة مقاطـــع (‪ )36 ،17 ،7‬فيهـــا‪ :‬بعض ِح َكـــم إنزال القـــرآن‪ ،‬وبيان أن‬
‫حلكـــم عنـــد االختالف للـــه ‪-‬جل جالله‪ -‬مـــع التعريف بـــه‪ ،‬وبيان أن مضمون شـــرعه في‬ ‫ا ُ‬
‫كل العصـــور واحـــد‪ ،‬وموقف املشـــركني فأهل الكتاب من احلق‪ ،‬وحـــال املتفرقني‪ ،‬مع تثبيت‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫النبـــي [ علـــى الدعوة واالســـتقامة‪ ،‬مث التعريف باللـــه وأنه أنزل الكتـــاب باحلق وامليزان‬
‫مـــع التذكيـــر بالســـاعة‪ ،‬والتذكيـــر بلطف اللـــه‪ ،‬والدعـــوة إلى الســـعي إليه واتباع شـــرعه‬
‫حضا علـــى التوبة‪ ،‬مع ذكـــر مزيد من‬ ‫مـــع الرد علـــى بعض شـــبه الكفـــار‪ ،‬والتعريف باللـــه ً‬
‫بيـــان لطف اللـــه وآياته الدالـــة على كمال القـــدرة‪ ،‬مث التهويـــن من الدنيا مـــع ذكر صفات‬
‫املؤمنـــن كاجتنـــاب كبائر اإلثم‪ ،‬والتشـــاور فيما بينهـــم‪ ،‬واالنتصار ممن بغـــى عليهم‪ ،‬وبيان‬
‫حـــال الكافرين يـــوم القيامة‪ ،‬واحلـــث على املبادرة باالســـتجابة للرب‪-‬ســـبحانه وتعالى‪، -‬‬
‫مـــع التذكيـــر بأن لله ملك الســـماوات واألرض‪ ،‬وبتصرفـــه في اخللق ورزق الولد ملن شـــاء‪،‬‬
‫واخلتم بذكر أنـــواع كالم الله إلى البشـــر‪.‬‬
‫ويف اخلامتة (‪( )53-52‬مطلع تشـــبيهي) إليحـــاء القرآن إلى النبـــي [‪ ،‬والتنبيه على أنه‬
‫روح ونـــور‪ ،‬وأن النبـــي [ لـــم يكن على علم ســـابق‪ ،‬وأنه صـــار بالوحي هاد ًيـــا إلى صراط‬
‫الله‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجــه الواحــدي فــي أســباب النــزول (ص ‪ )375‬وغيــره‪ ،‬وقــد ضعفــه غيــر واحــد؛ ينظــر‪ :‬املكــي واملدنــي‪ ،‬للفالــح (ص ‪ ،)282‬االســتيعاب فــي بيــان األســباب‪،‬‬
‫لســليم الهاللــي (‪ ،)193/3‬وقــد ذُكــر لــه شــاهد عنــد احلاكــم ‪-‬وصححــه ووافقــه الذهبــي‪ -‬وأُعـ َّـل الشــاهد بعنعنــة األعمــش عــن مجاهــد‪.‬‬
‫هـــي الثانيـــة واألربعـــون ‪ ،‬ومـــن‬
‫هي من آل حم التي أوصى مناســـبتها لســـورة فصلت تشـــابه‬
‫بها النبي [ ولبعض السلف املطلـــع فـــي الثنـــاء علـــى القرآن‪.‬‬
‫من املثاني‬ ‫عناية خاصة بهذه السور‪.‬‬

‫الوحي وقيمته‬
‫الشورى ‪ ،‬حم عسق‬
‫وضرورة اتباعه ‪.‬‬
‫عسق‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪166‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة الشورى‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لها سبب نزول‬ ‫عدت الثامنة والستني‬
‫واحد في قوله‬ ‫على املشهور بعد الكهف‬
‫تعالىﵛﭐﲘﲙﲚﲛ‬ ‫و قبل إبراهيم‪.‬‬
‫ﲜﲝﲞﲟ‬
‫ﲠﲡﲢﲣﲤﲥ‬
‫ﲦﲧﲨﲩﲪﵚ‬
‫يشعر مبدنية اآلية‪ ،‬وقد‬ ‫افتتحت‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫ضعف األثر غير واحد‪.‬‬ ‫بحروف التهجي‬ ‫وحيد‪ ،‬مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬
‫ٍ‬ ‫مقدمة‪ ،‬وقِ ْس ٍم‬
‫عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫وخامتة‪:‬‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫منها ‪.‬‬

‫اخلامتة (مطلع تشبيهي) إليحاء القرآن‬ ‫القسم الوحيد (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع حرفي) متبع‬
‫إلى النبي [‪ ،‬والتنبيه أنه روح ونور‪،‬‬ ‫تشبيهي) إليحاء القرآن ‪،‬‬ ‫بالتشبيه للوحي‪ ،‬واإلشارة إلى أن‬
‫وأنه لم يكن على علم سابق ‪ ،‬وأنه صار‬ ‫والتأكيد على ضرورة اتباع‬ ‫الوحي إلى النبي [ وإلى من قبله‬
‫بالوحي هاديا إلى صراط الله‪.‬‬ ‫الوحي ‪ ،‬و ذكر أنواع كالم‬ ‫مرتبط بعزة الله وحكمته‪.‬‬
‫الله إلى البشر‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪25‬‬ ‫‪89‬‬ ‫‪43‬‬
‫استثناء شيء منها أصال‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫الز ْخ ُرف‬
‫ُّ‬

‫الزخرف‪ :‬لذكره فيها‪.‬‬

‫‪167‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي الثالثـــة واألربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬


‫سورة الزخرف‬

‫مناســـبتها لســـورة الشــــــــورى‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬


‫تشـــابه املطلـــع فـــي الثنـــاء على‬ ‫عنايـــ ٌة خاص ٌة بهذه الســـور كما م َّر‬
‫القـــرآن‪.‬‬ ‫فـــي غافر‪.‬‬

‫مطلع السورة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫موضوع السورة‬
‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ‬
‫بالتأمـــل في مقاطعهـــا يظهر أن‬
‫مـــن موضوعاتها وصـــف القرآن‬
‫العظيـــم‪ ،‬مـــع االســـتمرار فـــي‬
‫تذكير الكافرين‪ ،‬رغم إســـرافهم‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫وكفرهم وانغماســـهم فـــي الدنيا‬
‫واغترارهـــم بها‪.‬‬ ‫لهـــا ســـبب يصـــور الصـــراع مـــع‬
‫املشـــركني يشـــبه الســـبب الـــذي‬
‫ســـبق فـــي ســـورة األنبيـــاء‪.‬‬

‫(‪ )1‬الزُّخْ ُرف‪ :‬الزِّينة‪ ،‬ويطلق على الذهب؛ ألنه يتزين به‪ ،‬وهو في اآلية مبعنى الذهب‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬
‫فصلـــت‪ ،‬وقبل ســـورة‬‫تعـــد الواحـــدة والســـتِّني علـــى املشـــهور‪ ،‬نزلـــت بعـــد ســـورة ِّ‬
‫دخـــان‪ ،‬وورد عـــن ابن زيد‪ :‬فـــي قوله‪:‬ﭐﵛﭐﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﵚ(الزخـــرف‪)45 ،‬‬ ‫ال ُّ‬
‫«جمعوا له ليل َة أُســـري بـــه ببيت املقدس‪ ،‬فأ َّم ُهـــم‪ ،‬وصلى بهم‪ ،‬فقـــال الله له‪:‬‬
‫قـــال‪ُ :‬‬
‫أشـــد إميا ًنا ويقينًـــا بالله ومبا جاء مـــن الله أن يســـألهم‪ »...‬؛‬
‫(‪)1‬‬
‫َّ‬ ‫ســـلهم‪ ،‬قـــال‪ :‬فكان‬
‫ممـــا يشـــعر بتأخر النـــزول إلى ليلـــة اإلســـراء‪ ،‬وقد رجـــح الطبري خالفـــه؛ فجعل‬
‫املســـؤول مؤمني أهـــل الكتاب‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫تتكـــون مـــن مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وثالثة أقســـام‪ ،‬أولها حجج علـــى الكافرين‪ ،‬والثاني تذكري‬ ‫‪168‬‬
‫بقصص الســـابقني‪ ،‬والثالـــث تذكري بيوم الدين‪.‬‬

‫سورة الزخرف‬
‫ففـــي املقدمـــة (‪( )5-1‬مطلـــع حرفـــي)‪ ،‬والثناء علـــى الكتـــاب‪ ،‬واإلشـــارة إلى إســـراف‬
‫الكافريـــن وعـــدم تـــرك دعوتهم‪.‬‬
‫ويف القسم األول (‪( )25-6‬مطلع اســـتفهامي) مبعنى اخلبـــر‪ ،‬وحجج وردود على الكافرين‬
‫فـــي ثالثـــة مقاطـــع (‪ )9 ،6‬فيهـــا‪ :‬التذكير بهالك الســـابقني‪ ،‬ثـــم إقامة احلجـــج بالتعريف‬
‫باللـــه وبيـــان ضـــاالت املشـــركني ومنها اتبـــاع اآلبـــاء‪ ،‬مث التنبيه إلـــى أن هـــذا االتباع كان‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ســـب ًبا لهالك السابقني‪.‬‬
‫وأما القســـم الثـــاين (‪ )65-26‬ففيـــه (مطلع ظرفـــي)‪ ،‬وتذكيـــر في ثالث قصـــص (‪،26‬‬
‫‪ :)57 ،46‬قصـــة إبراهيـــم وتوحيـــده‪ ،‬وتركـــه التوحيـــد في عقبه‪ ،‬مـــع تعقيبها بحـــال كفار‬
‫مكـــة الذين تركـــوا دين أبيهم وأشـــركوا‪ ،‬وذكر شـــبههم الدالة على انغماســـهم فـــي الدنيا‪،‬‬
‫وتقييـــض الشـــياطني لهـــم‪ ،‬مع التثبيـــت للنبي الكـــرمي [‪ ،‬مث قصة موســـى ‪ ‬وفرعون‬ ‫ِ‬
‫مبـــا يصـــور علو فرعـــون وترفه واســـتخفافه قومه‪ ،‬ثم نفي لشـــبهة عن عيســـى ‪ ،‬وذكر‬
‫دعوتـــه إلـــى التوحيـــد‪ ،‬واخلتم باختـــاف األحزاب فـــي التوحيـــد‪ ،‬وبالتهديد بعـــذاب يوم‬
‫أليم‪.‬‬
‫وأما القســـم الثالث (‪ )78-66‬ففيـــه تذكير باآلخرة يصـــف إتيانها بغتـــة‪ ،‬وانقالب اخللة‬
‫عداوة‪ ،‬وشـــدة نعيم املؤمنني‪ ،‬ودوام وشـــدة عذاب اجملرمني‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪ )89 -79‬عـــودة إلـــى احلجـــج والتعريـــف بـــرب العاملني‪ ،‬مع تثبيت ســـيد‬
‫املرســـلني [‪ ،‬واخلتم بأمـــره بالصفح مـــع تهديـــد الكافرين‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه الطبري في «جامع البيان في تأويل آي القرآن» ‪-‬من طريق ابن وهب‪.)605 /20( -‬‬
‫هـــي الثالثـــة واألربعـــون ‪،‬‬
‫ومـــن مناســـبتها لســـورة‬
‫الشـــورى تشـــابه املطلع في‬ ‫هي من آل حم التي أوصى‬
‫وصف القرآن العظيم‬ ‫الثنـــاء علـــى القـــرآن‪.‬‬ ‫بها النبي [ ولبعض السلف‬
‫مع االستمرار في‬ ‫من املثاني‬ ‫عناية خاصة بهذه السور‪.‬‬
‫تذكير الكافرين رغم‬
‫إسرافهم وكفرهم‬
‫وانغماسهم في الدنيا‬ ‫الزخرف‬
‫واغترارهم بها‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫‪169‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫سورة الزخرف‬

‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫لها سبب يصور الصراع‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫تُعد الواحدة والستني‬


‫مع املشركني‪.‬‬ ‫على املشهور‪ ،‬نزلت بعد‬
‫سورة فصلت وقبل سورة‬
‫الدخان‪.‬‬

‫افتتحت بحروف‬ ‫تتكون من مقدمة‪،‬‬


‫مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم التهجي عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬ ‫وثالثة أقسام ‪،‬‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫وخامتة ‪:‬‬
‫منها ‪.‬‬

‫اخلامتة عودة إلى‬ ‫القسم الثالث تذكير‬ ‫القسم الثاين (مطلع‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع‬
‫احلجـــج والتعـــريف‬ ‫باآلخرة يصف‬ ‫ظرفي)‪ ،‬و تذكير في ثالث‬ ‫استفهامي) مبعنى‬ ‫حرفي)‪ ،‬و الثناء على‬
‫برب العـــاملــــــــــني‪،‬‬ ‫إتيانها بغتة‪ ،‬وانقالب‬ ‫قصص‪ :‬قصة إبراهيم‬ ‫اخلبر‪ ،‬وحجج وردود‬ ‫الكتـــــاب‪ ،‬واإلشــــــارة‬
‫مع تثبيت ســــــيد‬ ‫اخللــــــــــة عداوة‪،‬‬ ‫وتوحيده ‪ ،‬ثم قصة موسى‬ ‫على الكافرين‪.‬‬ ‫إلــى إســـــــــــــراف‬
‫املرسـلني‪ ،‬وأمـــــــــــــره‬ ‫وشدة نعيم املؤمنني‪،‬‬ ‫وفرعون ‪،‬ثم نفي لشبهة عن‬ ‫الكافرين وعدم ترك‬
‫بالصفح مع تهديد‬ ‫ودوام وشدة عذاب‬ ‫عيسى \ ‪ ،‬وذكر دعوته‬ ‫دعوتهم‪.‬‬
‫الكافرين‪.‬‬ ‫اجملرمني‬ ‫إلى التوحيد‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪25‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪44‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫الد َخان‬
‫ُّ‬

‫الدخان‪ :‬لذكره في أولها‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪170‬‬


‫هـــي الرابعـــة واألربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬

‫سورة الدخان‬
‫مناســـبتها لســـورة الزخــــــرف‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬
‫مـــع التشـــابه فـــي املطلـــع ما في‬ ‫عنايـــة خاصة بهذه الســـور كما م َّر‬
‫آخـــر تلـــك مـــن األمـــر بالصفح‪،‬‬ ‫فـــي غافر‪.‬‬
‫ومـــا تكـــرر فـــي هـــذه مـــن األمر‬
‫باالرتقـــاب‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬
‫ترتيب نزول السورة‬ ‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ‬

‫تعد الثانية والســـتني على املشهور؛‬


‫بعـــد ســـورة الزُّخرف‪ ،‬وقبل ســـورة‬ ‫موضوع السورة‬
‫اجلاثيـــة‪ ،‬وفيهـــا ما يشـــعر بشـــدة‬
‫الصـــراع مع الكفـــار‪ ،‬وذكر الدخان‬ ‫مـــن أظهـــر موضوعاتهـــا تهديـــد‬
‫والزقـــوم قـــد يعـــن علـــى معرفـــة‬ ‫الشـــاكني الالعبـــن‪ ،‬وإقامة احلجة‬
‫ترتيـــب النزول‪.‬‬ ‫عليهـــم‪ ،‬واألمـــر بترقـــب عذابهـــم‪.‬‬

‫وج َبـ ٍـل)‪ ،‬كالهمــا عــن اجلوهــري‪ ...‬وفيــه لغـ ٌة ثالثـ ٌة‪ :‬ال ُّدخَّ ــا ُن مِ ثْــل ( ُر َّمــان)‪ ،‬وهــو املشــهور علــى‬ ‫ـان ‪-‬مختــار الصحــاح‪( ،-‬ك ُغـ ٍ‬
‫ـراب َ‬ ‫وج َبـ ٍـل و ُر َّمـ ٍ‬ ‫(‪ )1‬الدُّخــانُ‪ ،‬ك ُغـ ٍ‬
‫ـراب َ‬
‫األلســنة ‪-‬تــاج العــروس باختصــار‪ ،-‬لكــن لــم يُ ْقــرأ فــي القــرآن بتشــديد الــدال‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لهـــا ســـببان‪ :‬أولهمـــا مـــا ورد عـــن ابـــن مســـعود ] قـــال‪« :‬إ َّنمـــا كان هـــذا‪َّ ،‬‬
‫إلن‬
‫قريشـــا ملَّـــا اســـتعصوا علـــى النبـــي [ دعـــا عليهـــم بســـنني كســـني يوســـف‪،‬‬ ‫ً‬
‫وج ْهـــ ٌد حتَّـــى أكلـــوا العظـــام‪ ،‬فجعـــل ال َّرجـــل ينظـــر إلـــى‬ ‫فأصابهـــم َق ْح ٌ‬
‫ـــط َ‬
‫الســـماء فيـــرى مـــا بينـــه وبينهـــا كهيئـــة ال ُّدخـــان مـــن اجلهـــد‪ ،‬فأنـــزل اللـــه‬ ‫َّ‬
‫تعالـــى‪:‬ﭐﵛﭐﲃﲄﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﵚ (الدخـــان‪)11 ،10 :‬‬

‫ضـــر‪ ،‬فإ َّنها قد‬ ‫قـــال‪ :‬فأتـــي رســـول اللـــه [ فقيل له‪ :‬يا رســـول الله‪ :‬استســـق اللـــه مل ُ َ‬
‫هلكـــت‪ ،‬قال‪« :‬ملضـــر؟ إ َّنك جلري ٌء» فاستســـقى لهـــم فســـقوا‪ ،‬فنزلت‪:‬ﵛﭐﲬﲭﵚ‬
‫اه َي ُة‪ ،‬فأنزل‬ ‫اه َي ُة عـــادوا إلى حالهم حني أصابتهـــم ال َّر َف ِ‬
‫فلمـــا أصابتهم ال َّر َف ِ‬
‫(الدخـــان‪َّ )15 :‬‬
‫بدر» ‪،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وجل‪:‬ﵛﭐﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﵚ (الدخـــان‪ )16 :‬قال‪ :‬يعني يوم ٍ‬ ‫الله عـــ َّز َّ‬
‫‪171‬‬ ‫وهـــذا الســـبب مبنـــي علـــى أن الدخـــان آيـــة ســـابقة رآهـــا كفار مكـــة ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫(الدخـــان‪)49 :‬‬ ‫والثانـــي‪ :‬فـــي نـــزول قولـــه تعالـــى‪:‬ﵛﭐﱹﱺﱻﱼﱽﱾﵚ‬


‫سورة الدخان‬

‫فـــي أبـــي جهل‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫تتكون من مقدمة‪ ،‬وقِ ْس ٍم وحيد فيه إقامة حجة‪ ،‬وهتديد‪.‬‬


‫فاملقدمـــة (‪ )9-1‬فيها (مطلع حرفـــي)‪ ،‬والتعريف بالله وأفعاله تعري ًفـــا يقتضي أن القرآن‬
‫كتابه‪ ،‬وبيا ُن أن املشـــركني في شـــك يلعبون‪.‬‬
‫واملقطـــع الوحيـــد (‪ )59 -10‬فيه (مطلـــع إنشـــائي) األمـــر باالرتقـــاب للدخـــان املبني‪،‬‬
‫والتهديـــد وإقامـــة احلجـــة على الذيـــن هم في شـــك يلعبون‪ ،‬فـــي ثالثة مقاطـــع (‪،34 ،10‬‬
‫‪ )40‬فيهـــا‪ :‬األمر باالرتقاب للعذاب‪ ،‬وذكر قصة موســـى ‪ ‬وفرعون مبـــا يبني أن العاقبة‬
‫فـــي الدنيـــا للمتقني والهـــاك فيهـــا للكافريـــن‪ ،‬مث إقامة احلجـــة على املشـــركني منكري‬
‫البعـــث‪ ،‬ثم العودة إلى التهديد مبا ســـيحدث يـــوم القيامة للمكذبني مـــع الترغيب للمتقني‪،‬‬
‫واخلتم بذكر ســـبب تيســـير الكتاب‪ ،‬واألمـــر مرة أخـــرى باالرتقاب‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪- )4821‬واللفظ له‪ ،-‬ومسلم (‪.)2798‬‬


‫(‪ )2‬احملرر في أسباب نزول القرآن من خالل الكتب التسعة (‪ ،874/2‬فما بعدها)‪.‬‬
‫هـــي الرابعـــة واألربعـــون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها لســـورة الزخـــرف مـــع‬
‫هي من آل حم التي‬
‫التشـــابه فـــي املطلـــع ما فـــي آخر‬
‫أوصى بها النبي[‬
‫تلـــك من األمر بالصفـــح وما تكرر‬
‫ولبعض السلف عناية‬
‫فـــي هـــذه مـــن األمـــر باالرتقاب‪.‬‬
‫من املثاني‬ ‫خاصة بهذه السور‪.‬‬
‫تهديد الشاكني‬
‫الالعبني‪ ،‬وإقامة‬
‫احلجة عليهم‪ ،‬واألمر‬ ‫الدخان‬
‫بترقب عذابهم‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪172‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة الدخان‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لها سببان‪ :‬أولهما في حديث عن‬ ‫تُعد الثانية والستني‬
‫ابن مسعود ] قال‪ِ ( :‬إ َّن َما َكا َن‬ ‫على املشهور بعد سورة‬
‫ص ْوا‬ ‫َه َذا‪ِ ،‬لَنَّ ُق َريْ ًشا لَ َّما ْ‬
‫استَ ْع َ‬ ‫الزخرف وقبل سورة‬
‫صلَّى الل ُه َعلَيْهِ َو َسلَّ َم‬ ‫َعلَى ال َّنب ِِّي َ‬ ‫اجلاثية‪.‬‬
‫وس َف‪،‬‬ ‫ُ ُ‬ ‫ي‬ ‫ِي‬ ‫ن‬‫س‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ني‬
‫َ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِس‬ ‫َد َعا َعلَيْهِ ْم ب‬
‫صابَ ُه ْم َق ْح ٌط َو َج ْه ٌد ‪....‬احلديث)‬ ‫َف َأ َ‬
‫َف َأنْ َز َل اللَّ ُه تَ َعالَى‪:‬ﵛﭐﲃﲄﲅ‬ ‫افتتحت‬ ‫تتكون من مقدمة ‪،‬‬
‫ﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍ‬ ‫بحروف التهجي‬ ‫وقِ سم وحيد و خامتة‪ :‬مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم‬
‫ٍْ‬
‫ﲎﵚوالثاني‪ :‬في نزول قوله تعالى‬ ‫عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫ﵛﭐﱹﱺﱻﱼﱽﱾﵚفي‬ ‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫منها ‪.‬‬
‫أبي جهل‪.‬‬

‫واملقطع الوحيد (مطلع إنشائي)‬ ‫فاملقدمة (مطلع حرفي)‪ ،‬والتعريف‬


‫اآلمر باالرتقــــــــــــاب للدخان‬ ‫بالله وأفعاله تعريفا يقتضي أن‬
‫املبني ‪ ،‬والتهديد وإقامة احلجة‬ ‫القرآن كتابه‪ ،‬وبيا ُن أن املشركني في‬
‫على الذين هم في شك‬ ‫شك يلعبون‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪25‬‬ ‫‪37‬‬ ‫‪45‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫الشريعة‬ ‫اجلاثية‬

‫اجلاثية‪ :‬لذكر كلمة جاثية فيها‪.‬‬


‫الشريعة‪ :‬لذكر كلمة شريعة فيها‪.‬‬

‫‪173‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي اخلامســـة واألربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬


‫سورة اجلاثية‬

‫مناسبتها لســـورة الدخـــان التشابه‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬


‫فـــي املطلع‪.‬‬ ‫عنايـــة خاصة بهذه الســـور كما م َّر‬
‫فـــي غافر‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫لهـــا ســـبب واحـــد‪ ،‬ويحتمـــل أال‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ‬ ‫يكـــون ســـب ًبا‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫تعـــد الثالثـــة والســـتني علـــى املشـــهور‪ ،‬نزلت بعد ســـورة ال ّدخـــان وقبـــل األحقاف‪،‬‬
‫وفيهـــا ما يـــدل على األمـــر بالصبـــر علـــى الكافرين‪.‬‬

‫باس ـ ِتئْف ٍَاز‪ ،‬أي بغيــر مباشــرة املقعــدة لــأرض‪ ،‬فاجلاثــي هــو البــارك امل ُ ْس ـتَوفِ ز‪ ،‬وهــو هيئــة‬ ‫(‪َ )1‬جا ِث َيــة‪ :‬اســم فاعــل مــن الْ ُجثُ ـ ِّو‪ ،‬وهــو البُ ـ ُر ُ‬
‫وك علــى ال ُّركبتــن ْ‬
‫اخلضــوع» ‪ -‬التحريــر والتنويــر‪.-‬‬
‫موضوع السورة‬

‫مـــن موضوعاتها الظاهـــرة لفت األنظار إلى ما في القرآن مـــن الهدى والبصائر‪،‬‬
‫وضرورة التمســـك بـــه‪ ،‬مع التركيز على التهديد‪ ،‬وإقامـــة احلجة على الكافر‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫تعريف‬ ‫ميكن تقســـيمها إلى مقدمة حرفية وقِ ْســـمني؛‬


‫مقارنات‬
‫وحتذير‬ ‫أولهمـــا تعريف‪ ،‬وحتذير‪ ،‬وحـــث‪ ،‬والثاني‬
‫مقارنات‪.‬‬
‫‪174‬‬
‫ففي املقدمة (‪( )2-1‬مطلع حرفـــي)‪ ،‬والثناء‬

‫سورة اجلاثية‬
‫علـــى القرآن بأنـــه من عند اللـــه العزيز احلكيم‪.‬‬
‫وأمـــا القســـم األول (‪ )20-3‬ففيـــه (مطلـــع خبـــري)‪ ،‬والتعريـــف بآيـــات اللـــه‪ ،‬وحتذير‬
‫املعرضـــن عن اآليـــات‪ ،‬وضرورة اتبـــاع الكتاب في مقطعـــن (‪ )12 ،3‬فيهما‪ :‬اإلشـــارة إلى‬
‫ٍ‬
‫وبتهديد ثان‬ ‫آيـــات الله فـــي الكون‪ ،‬وتهديـــد كل أفاك أثيم‪ ،‬واخلتم باإلشـــار ِة إلى القـــرآن‪،‬‬
‫للكافريـــن‪ ،‬مث عـــودة للتعريـــف بالله‪ ،‬وأمر للمؤمنـــن بالغفران في الدنيـــا للكافرين‪ ،‬وأنهم‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫فـــي اآلخـــرة مجزيون‪ ،‬وذكـــر تفرق أهـــل الكتاب‪ ،‬وضـــرورة اتباع القرآن والشـــريعة‪.‬‬
‫وأما القســـم الثاين (‪ )37-21‬ففيـــه (مطلع إضرابـــي) انتقالي‪ ،‬ومقارنات بـــن الفريقني‬
‫فـــي احلـــال واملـــآل فـــي مقطعـــن (‪ )28 ،21‬فيهمـــا‪ :‬التنبيه على عـــدم اســـتواء الفريقني‪،‬‬
‫ســـبب لضالل الكافريـــن‪ ،‬مع إقامة احلجـــة عليهم في أمر‬ ‫ٌ‬ ‫واإلشـــارة إلـــى أن عبادة الهوى‬
‫البعـــث‪ ،‬واخلتم بالتذكير أن امللك لله‪ ،‬مع ذكر الســـاعة مث ذكر مـــآل الفريقني يوم الدين‪،‬‬
‫فالتذكير أن احلمـــد والكبرياء والعـــزة واحلكمة لله‪.‬‬
‫هـــي اخلامســـة واألربعـــون‪،‬‬
‫هي من آل حم التي أوصى ومـــن مناســـبتها لســـورة‬
‫لفت األنظار إلى ما‬ ‫بها النبي [ ولبعض الدخان التشـــابه فـــي املطلع‪.‬‬
‫في القرآن من الهدى‬ ‫السلف عناية خاصة بهذه‬
‫من املثاني‬
‫والبصائر‪ ،‬وضرورة‬ ‫السور‪.‬‬
‫التمسك به‪ ،‬مع التركيز‬
‫على التهديد وإقامة‬ ‫اجلاثية‬
‫احلجة على الكافر‪.‬‬ ‫الشريعة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫‪175‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫سورة اجلاثية‬

‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫لها سبب واحد ‪ ،‬ويحتمل‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫تُعد الثالثة والستني على‬


‫أال يكون سب ًبا‪.‬‬ ‫املشهور ‪ ،‬نزلت بعد سورة‬
‫الدخان وقبل األحقاف‪.‬‬

‫افتتحت بحروف‬ ‫ميكن تقسيمها‬


‫إلى مقدمة حرفية مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم التهجي عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وقِ سمني و خامتة ‪ :‬يصح استثناء شيء‬
‫ْ‬
‫منها ‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع حرفي)‪،‬‬


‫إضرابي) انتقالي‪ ،‬ومقارنات‬ ‫خبري)‪ ،‬والتعريف بآيات‬ ‫والثناء على القرآن بأنه‬
‫بني الفريقني في احلال‬ ‫الله ‪ ،‬وحتذير املعرضني عن‬ ‫من عند الله العزيز‬
‫واملآل ‪ ،‬مع إقامة احلجة‬ ‫اآليات‪ ،‬وضرورة اتباع القرآن‬ ‫احلكيم‪.‬‬
‫عليهم في أمر البعث ‪.‬‬ ‫والشريعة‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪26‬‬ ‫‪35‬‬ ‫‪46‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫(‪)1‬‬
‫األحقاف‬

‫األحقاف‪ :‬لذكرها في السورة‪ ،‬ولم تذكر في أي سورة أخرى‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪176‬‬


‫هـــي السادســـة واألربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫هـــي مـــن آل ﵛﭐﱕﵚ التـــي أوصـــى‬

‫سورة األحقاف‬
‫مناســـبتها لســـورة اجلاثيـــة مـــع‬ ‫بهـــا النبـــي [‪ ،‬ولبعـــض الســـلف‬
‫التشـــابه فـــي املطلـــع ختـــم تلـــك‬ ‫عنايـــة خاصـــة بهذه الســـور‪.‬‬
‫بالعـــزة واحلكمـــة وبدء هـــذه بهما‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مطلع السورة‬ ‫لهـــا ســـببان‪ :‬أولهما متعلق بإســـام‬
‫عبد الله بن ســـام‪ ،‬وفي كونه ســـب ًبا‬
‫افتتحت بحروف التهجي عمو ًما‪ ،‬ثم‬ ‫لنـــزول اآلية نظ ًرا مـــن جهات(‪.)2‬‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫هي مفتتحة ب ﵛﭐﱕﵚ‬ ‫والثانـــي مفتقـــر إلى جمـــع الروايات‬
‫وحتريرها مـــع آيات ســـورة اجلن‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫تعد الرابعة والســـتني على املشـــهور‪ ،‬نزلت بعـــد اجلاثية وقبل َّ‬
‫الذاريـــات‪ ،‬وارتبطت‬
‫بعـــض آياتها بأحـــداث قد تعني على حتديـــد تأريخ نزولهـــا كحادثة اجلن‪.‬‬

‫(‪ )1‬األَ ْحقاف‪ :‬ديار قوم عاد‪ ،‬واألحقاف جمع ِحقْف‪ ،‬وهو رمل على صفة مخصوصة‪ ،‬اختلف فيها أهل اللغة‪ .‬راجع تاج العروس‪.‬‬
‫(‪ )2‬احملرر (‪ ،887/2‬فما بعدها)‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫مـــن أظهر موضوعاتها الـــرد على املعرضني وتهديدهم والتمثيل لهم مبشـــابهيهم‬
‫ومخالفيهم‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫رد على‬ ‫ميكن تقســـيمها إلى مقدمة‪ ،‬وقِ ســـمني؛ أولهما‬


‫قصتان‬
‫‪177‬‬ ‫الكفار‬
‫رد على الكفـــار‪ ،‬والثاني قصتان‪.‬‬
‫فاملقدمـــة (‪ )3-1‬فيهـــا (مطلـــع حرفـــي)‪،‬‬
‫سورة األحقاف‬

‫والثنـــاء علـــى القرآن بأنه من عنـــد الله العزيز‬


‫احلكيـــم‪ ،‬وأنـــه ســـبحانه خلـــق الســـماوات واألرض باحلـــق‪ ،‬مـــع بيـــان موقـــف الكافرين‪.‬‬
‫ويف القسم األول (‪( )20-4‬مطلـــع إنشائي) تلقيني للرســـول [‪ ،‬وإبطال عبادة املشركني‪،‬‬
‫والـــرد علـــى شـــبههم‪ ،‬مـــع التبشـــير واإلنـــذار فـــي مقطعـــن (‪ )13 ،4‬فيهـــا‪ :‬بيـــان ضالل‬
‫املشـــركني‪ ،‬وعـــداوة آلهتهم لهـــم يوم الديـــن‪ ،‬والرد علـــى افتراءاتهم‪ ،‬والتدليـــل على صدق‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫النبـــي [ وختم املقطع بأن القرآن هدى وبشـــرى للمحســـنني‪ ،‬ثم تبشـــير احملســـنني بأن‬
‫ال خـــوف عليهـــم وال هم يحزنـــون‪ ،‬وذكر صـــورة اإلحســـان للوالدين‪ ،‬وذكر ضدهـــا‪ ،‬ليختم‬
‫املقطـــع والقســـم بعرض الذيـــن كفروا على النـــار‪ ،‬وأنهم يجزون عذاب الهون باســـتكبارهم‬
‫وفسقهم‪.‬‬
‫ويف القســـم الثاين (‪( )35 -21‬مطلع إنشـــائي) آمر‪ ،‬فيـــه قصتان متضادتـــان تؤكدان ما‬
‫ســـبق مـــن معان في الســـورة فـــي مقطعـــن (‪ : )29 ،21‬قصة هـــود ‪ ‬مؤكـــدة للتوحيد‪،‬‬
‫ولفســـوق وكبـــر املكذبني‪ ،‬مـــع التعقيب بالتهديد للمشـــركني‪ ،‬مث ذكر منوذج للتلقي الســـليم‬
‫فـــي قصـــة اجلن‪ ،‬مـــع إقامـــة احلجة مرة أخـــرى علـــى املشـــركني‪ ،‬ليختم املقطع والقســـم‬
‫بعـــرض الذيـــن كفروا على النـــار‪ ،‬مع أمر النبـــي [ بالصبر مقتديا بأولي العـــزم‪ ،‬والتنبيه‬
‫علـــى قيام احلجـــة‪ ،‬وأن الهالك ال يكون إال للفاســـقني‪.‬‬
‫هـــي السادســـة واألربعون‪،‬‬
‫ومـــن مناســـبتها لســـورة‬
‫اجلاثيـــة مـــع التشـــابه فـــي‬
‫هي من آل حم التي أوصى‬
‫املطلـــع ختـــم تلـــك بالعـــزة‬
‫بها النبي [ ولبعض السلف‬
‫واحلكمـــة وبدء هـــذه بهما‪.‬‬
‫عناية خاصة بهذه السور‪.‬‬
‫من املثاني‬
‫الرد على املعرضني‬
‫وتهديدهم والتمثيل لهم‬
‫مبشابهيهم ومخالفيهم‪.‬‬ ‫األحقاف‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬
‫‪178‬‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬

‫سورة األحقاف‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫لها سببان ‪ :‬أولهما متعلق‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫تُعد الرابعة والستني‬
‫بإسالم عبد الله بن‬ ‫على املشهور‪ ،‬نزلت بعد‬
‫سالم ‪ ،‬والثاني مفتقر‬ ‫اجلاثية وقبل الذاريات‪.‬‬
‫إلى جمع الروايات‬
‫وحتريرها مع آيات سورة‬
‫اجلن‪.‬‬
‫افتتحت بحروف‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫مقدمة‪ ،‬وقِ سمني‪ :‬مكية اتفاقاً ‪ ،‬ولم التهجي عمو ًما‪،‬وبـ(حم)‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫منها ‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع إنشائي) آمر يذكر قصة هود‬ ‫القسم األول (مطلع إنشائي)‬ ‫املقدمة (مطلع حرفي)‪،‬‬
‫عليه السالم مؤكدة للتوحيد‪ ،‬وكبر املكذبني‪ ،‬ثم‬ ‫تلقيني للرسول [‪ ،‬وإبطال‬ ‫والثناء على القرآن بأنه‬
‫ذكر منوذج للتلقي السليم في قصة اجلن‪ ،‬مع إقامة‬ ‫عبادة املشركني‪ ،‬والرد على‬ ‫من عند الله العزيز‬
‫احلجة على املشركني‪ ،‬ليختم القسم بعرض الذين‬ ‫شبههم‪.‬‬ ‫احلكيم‪.‬‬
‫كفروا على النار‪ ،‬مع أمر النبي [ بالصبر مقتديا‬
‫بأولي العزم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم َدن َِّية على الراجح‪ .‬ومل‬ ‫‪26‬‬ ‫‪38‬‬ ‫‪47‬‬
‫يصح استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫الذين كفروا‬ ‫القتال‬ ‫حممد[‬

‫مسيت حممد‪ :‬لذكر اسم النبي محمد [ في اآلية الثانية منها‪.‬‬


‫القتال‪ :‬لذكر لفظ القتال فيها‪ ،‬كما ذكرت أحكامه‪.‬‬
‫الذين كفروا‪ :‬لذكر الذين كفروا أول السورة‪.‬‬

‫‪179‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة حممد‬

‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي‬


‫هـــي الســـابعة واألربعـــون‪ ،‬ومـــن‬
‫[ مـــكان اإلجنيـــل‪ ،‬ولـــم أجد لها‬
‫مناســـبتها لألحقـــاف مناســـبة‬
‫مرفوعـــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬ ‫ً‬
‫آولها‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬
‫ﱇﱈﵚ(محمـــد‪ )1 :‬آلخـــر تلـــك‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ﵛﳓﳔﳕﳖﳗﵚ‬ ‫مطلع السورة‬


‫(األحقـــاف‪.)٣٥ :‬‬
‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعد اخلامســـة والتســـعني على املشهور‪ ،‬بعد ســـورة احلديد‪ ،‬وقبل ســـورة الرعد‪ ،‬وهو‬
‫مخالـــف ملـــا ُرجـــح مـــن َم ِّك َية الرعـــد‪ ،‬وفيهـــا من أحـــكام القتال مـــا له ذكر في ســـور‬
‫أخـــرى كاحلديـــث عن األســـرى مما قد يعـــن على حتديـــد أدق لزمن نـــزول بعضها‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ذكر لها سبب واحد يدل على نزول اآلية ﵛﭐﱙﱚﱛﱜﱝﱞﱟ ﱠﱡﱢ‬
‫ﱣﱤﱥﱦﵚ(محمد‪ )13 :‬منها في طريق الهجرة‪ ،‬وفيه راو متروك‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫موضوعها ظاهر من اسمها وهو القتال‪.‬‬

‫‪180‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة حممد‬
‫قسمت إلى مقدمة وخامتة‪ ،‬وقسم وحيد عن النصر‪.‬‬
‫أمـــا املقدمة (‪ )6-1‬ففيها (مطلـــع خبري) عن الكفـــار‪ ،‬ومقارنة بني الفريقـــن فأمر بقتال‬
‫أهل الكفر‪ ،‬وبيـــان لكيفية القتال‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وأما القســـم الوحيـــد (‪ )32-7‬ففيه (مطلـــع ندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬واحلديث عـــن النصر‬
‫وشـــروطه وعوائقـــه فـــي ثالثـــة مقاطـــع (‪ )25 ،16 ،7‬فيها‪ :‬الترغيـــب في النصـــر بتحقيق‬
‫شـــرطه‪ ،‬وحتذيـــر الكافريـــن وتذكيرهـــم بعاقبـــة الســـابقني‪ ،‬مـــع ذكـــر النصر واخلســـران‬
‫األخـــروي‪ ،‬مث ذكـــر املنافقني وكشـــف كثير من أحوالهـــم مع داللتهم على ما يشـــفي قلوبهم‪،‬‬
‫مث الـــكالم علـــى املرتدين‪ ،‬وذكر ســـنة الله فـــي االبتالء‪ ،‬فختـــام بوعيد املرتديـــن‪ ،‬والتهوين‬
‫مـــن كيدهم‪.‬‬
‫وأما اخلامتـــة (‪ )38-33‬ففيهـــا (مطلـــع ندائـــي) للمؤمنني‪ ،‬ومزيـــد حتذير مـــن االرتداد‬
‫وتـــرك اجلهـــاد فـــي مقطـــع واحـــد (‪ )33‬فيه‪ :‬أمـــر بالطاعـــة وحتذير مـــن الـــردة‪ ،‬والوهن‬
‫والدعـــوة للســـام حال العلو‪ ،‬مـــع تهوين أمـــر الدنيا‪ ،‬واحلث علـــى اإلنفاق في ســـبيل الله‪،‬‬
‫وفـــي اخلتـــام حتذير أخيـــر عن التولـــي وعدم االســـتجابة‪.‬‬
‫هي السابعة واألربعون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها لألحقاف مناسبة‬
‫آولها‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆ‬
‫ﱇﱈﵚ آلخرتلكﵛﳓﳔ‬
‫ﳕ ﳖﳗﵚ‪.‬‬ ‫من املثاني التي أوتيها‬
‫من املثاني‬ ‫النبي[ مكان اإلجنيل‪.‬‬
‫ظاهر من‬ ‫محمد [‪،‬‬
‫اسمها وهو‬ ‫والقتال‪ ،‬والذين‬
‫القتال‪.‬‬ ‫كفروا ‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫‪181‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫سورة حممد‬

‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫ذكر لها سبب واحد‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫تُعد اخلامسة والتسعني‬


‫يدل على نزول‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد سورة‬
‫اآليةﵛﭐﱙﱚﱛﱜﱝ‬ ‫احلديد‪ ،‬وقبل سورة‬
‫ﱞﱟ ﱠﱡﱢ‬ ‫الرعد‪.‬‬
‫ﱣﱤﱥﱦﵚمنها‬
‫في طريق الهجرة ‪،‬‬
‫افتتحت بجملة‬ ‫قسمت إلى مقدمة‪،‬‬
‫وفيه راو متروك‪.‬‬ ‫مدنية على‬
‫خبرية‪.‬‬ ‫وقسم وحيد‪،‬‬
‫الراجح‪ .‬ولم يصح‬ ‫وخامتة‪:‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫اخلامتة (مطلع ندائي)‬ ‫القسم الوحيد (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع خبري)‬


‫للمؤمنني‪ ،‬ومزيد حتذير‬ ‫ندائي) للمؤمنني‪ ،‬واحلديث‬ ‫عن الكفار‪ ،‬ومقارنة بني‬
‫من االرتداد وترك‬ ‫عن النصر وشروطه‬ ‫الفريقني فأمر بقتال‬
‫اجلهاد‪ ،‬و احلث على‬ ‫وعوائقه ‪ ،‬ثم الكالم على‬ ‫أهل الكفر‪ ،‬وبيان لكيفية‬
‫اإلنفاق في سبيل الله ‪.‬‬ ‫املرتدين ‪ ،‬وذكر سنة الله‬ ‫القتال‪.‬‬
‫في االبتالء‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪26‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪48‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪.‬‬ ‫َم َدن َِّية‬

‫من المثاني‬

‫الفتح‬

‫الفتح‪ :‬لذكر الفتح أولها‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬


‫‪182‬‬
‫هـــي الثامنة واألربعـــون‪ ،‬ومن‬ ‫من فضائلها مـــا ورد أن النبي [ قال عند‬
‫مناسبتها لســـورة محمـــد أن‬ ‫علـــي اللَّيلة ســـورةٌ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫نزولهـــا‪« :‬لقـــد أُنْ ِزلَ ْ‬
‫ـــت‬

‫سورة الفتح‬
‫الفتـــح يكون بعـــد القتال‪.‬‬ ‫الشـــمس»‬‫مما طلعت عليه َّ‬ ‫ِلـــي َّ‬
‫أحب إ َّ‬
‫لهـــي ُّ‬
‫ثـــم َق َرأَ‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﵚ(الفتـــح‪. )1 :‬‬
‫(‪)1‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫تعـــد الثانية عشـــرة بعد املائة على املشـــهور‪ ،‬نزلت بعد ســـورة الصف‪ ،‬وقبل ســـورة‬
‫التوبـــة‪ ،‬وثبـــت نزولهـــا كاملـــة عند الرجوع مـــن احلديبية في الســـنة السادســـة من‬
‫الهجـــرة فعن ســـهل بن حنيف قـــال‪ :‬أ ُّيها النَّاس اتَّهموا أنفســـكم‪ ،‬فإ َّنا كنَّا مع رســـول‬
‫اخلطـــاب‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫قتـــال لقاتلنـــا‪ ،‬فجاء عمـــر بن‬ ‫اللـــه [ يـــوم احلديبيـــة‪ ،‬ولو نرى‬
‫يـــا رســـول الله‪ ،‬ألســـنا على احلـــقِّ وهم علـــى الباطل؟ فقـــال‪« :‬بلى»‪ .‬فقـــال‪ :‬أليس‬
‫الد ِن َّي َة في‬
‫قتالنـــا فـــي اجلنَّة وقتالهم فـــي النَّار؟ قـــال‪« :‬بلى»‪ ،‬قـــال‪ :‬فعالم نعطـــي َّ‬
‫اخلطاب‪ ،‬إ ِّني رســـول‬‫َّ‬ ‫ديننـــا‪ ،‬أنرجـــع وملَّـــا يحكم الله بيننـــا وبينهـــم؟ فقال‪« :‬يا ابـــن‬
‫بكـــر فقال له مثـــل ما قال‬ ‫اللـــه‪ ،‬ولـــن يض ِّيعنـــي اللـــه أبـــ ًدا»‪ ،‬فانطلق عمر إلـــى أبي ٍ‬
‫للنّبـــي [‪ ،‬فقـــال‪ :‬إ َّنـــه رســـول اللـــه‪ ،‬ولـــن يض ِّيعه اللـــه أبـــ ًدا‪ ،‬فنزلت ســـورة الفتح‬
‫فقرأهـــا رســـول الله [ على عمر إلـــى آخرها‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا رســـول اللـــه‪ ،‬أو فت ٌح‬
‫هو؟ قـــال‪« :‬نعم»(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4177‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ ،)3182‬وروى نحوه مسلم (‪.)1785‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لهـــا أربعـــة أســـباب‪ ،‬أولهـــا في نزولهـــا كاملـــة‪ ،‬وبقيتها تعـــن على تصور احلـــال عند‬
‫نزولهـــا‪ ،‬وال تعـــارض نزولها دفعـــة واحدة‪.‬‬

‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬

‫‪183‬‬
‫موضوع السورة‬
‫سورة الفتح‬

‫مـــن اســـمها وما في مقدمتها وقســـمها ميكن القول إن موضوعهـــا هو بيان كيفية‬
‫نزول النصر‪ ،‬وخصائص املؤمنني املســـتحقني له‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مقاطع السورة‬

‫احلث على التمســـك بالبيعة مع رســـول‬ ‫وقســـم يف ِّ‬


‫ٍ‬ ‫مقدمة‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫ميكـــن تقســـيمها إلـــى‬
‫اهلل [‪.‬‬
‫أمـــا املقدمة (‪ )7-1‬ففيهـــا (املطلع املؤ ِّكـــد) مع نون العظمـــة‪ ،‬والوعد بالنصـــر واملغفرة‬
‫للنبـــي [‪ ،‬واملؤمنـــن‪ ،‬فالوعيد بالعذاب للمنافقني واملشـــركني‪.‬‬
‫وأما القســـم الوحيـــد (‪ )28-8‬ففيه (املطلـــع املؤ ِّكـــد) مع نـــون العظمة‪ ،‬واحلـــثُّ على‬
‫مقدمـــة وثالثة مقاطـــع (‪ )27 ،18 ،11 ،8‬فيها‪:‬‬‫ٍ‬ ‫التمســـك بالبيعـــة مع رســـول الله [ في‬
‫بيـــان مكانـــة رســـول الله [‪ ،‬وعظمة شـــأن مبايعتـــه [‪ ،‬مث احلديث عـــن اخمللفني من‬
‫األعـــراب‪ ،‬مـــع فتـــح بـــاب التصحيح لهـــم‪ ،‬مث ذكر طاعـــة املؤمنـــن‪ ،‬وتبشـــيرهم مع ذكر‬
‫رعايـــة اللـــه لهم‪ ،‬مث تبشـــي ٌر بنصر هـــذا الديـــن‪ ،‬وذكر خصائـــص القائمني به‪.‬‬
‫هـــي الثامنة واألربعـــون‪ ،‬ومن‬
‫من فضائلها ما ورد أن النبي [ قال عند مناســـبتها لســـورة محمد أن‬
‫نزولها‪« :‬لقد أُنْزِ لَ ْت َّ َّ‬
‫علي الليلة سورةٌ‪ ،‬لهي الفتـــح يكون بعـــد القتال‪.‬‬
‫من املثاني‬ ‫الشمس» ثم‬‫مما طلعت عليه َّ‬ ‫ِلي َّ‬
‫أحب إ َّ‬
‫ُّ‬
‫َق َرأَ‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﵚ‬
‫بيان كيفية نزول النصر‪،‬‬
‫وخصائص املؤمنني‬ ‫الفتح‬
‫املستحقني له‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪184‬‬


‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬

‫سورة الفتح‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لها أربعة أسباب‪ ،‬أولها‬ ‫تُعد الثانية عشرة بعد‬
‫في نزولها كاملة‪ ،‬وبقيتها‬ ‫املائة على املشهور‪ ،‬نزلت‬
‫تعني على تصور احلال‬ ‫بعد سورة الصف‪ ،‬وقبل‬
‫عند نزولها وال تعارض‬ ‫سورة التوبة‪.‬‬
‫نزولها دفعة واحدة‪.‬‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مدنية اتفاقا‪.‬‬ ‫مقدمة ‪ ،‬وقسم‬
‫وحيد‪:‬‬

‫القسم الوحيد (املطلع املؤكد ) مع نون‬ ‫املقدمة (املطلع املؤكد ) مع نون‬


‫العظمة‪ ،‬واحلث على التمسك بالبيعة‬ ‫العظمة ‪ ،‬والوعد بالنصر واملغفرة‬
‫مع رسول الله[‪ ،‬ثم تبشير بنصر هذا‬ ‫للنبي [ واملؤمنني‪.‬‬
‫الدين‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪26‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪49‬‬
‫َم َدن َِّية اتفاقًا‪.‬‬

‫من المثاني‬

‫احلجرات‬

‫احلجرات لورود كلمة احلجرات فيها‪.‬‬

‫‪185‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي التاســـعة واألربعـــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن املثانـــي التـــي أوتيهـــا النبـــي [‬


‫سورة احلجرات‬

‫مناســـبتها للفتح أنهما مدنيتان‪،‬‬ ‫مـــكان اإلجنيـــل‪.‬‬


‫وفـــي الفتـــح قتـــال الكفـــار‪ ،‬وفي‬
‫احلجـــرات قتـــال البُغاة‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مطلع السورة‬ ‫تعـــد الســـابعة بعـــد املائـــة علـــى‬


‫املشـــهور‪ ،‬نزلـــت بعـــد ســـورة‬
‫افتتحـــت بالنـــداء‪ ،‬ثـــم هـــي مفتتح ٌة‬ ‫اجملادلـــة‪ ،‬وقبـــل ســـورة التحـــرمي‪،‬‬
‫بــــنداء األمـــة خصوصـــاً‪ ،‬ثـــم هـــي‬ ‫وتعلقت بها أســـباب نـــزول متعددة‬
‫مختصـــة بعـــ ُد بنـــداء أمـــة اإلجابـــة‬ ‫تعـــن على حتديـــد دقيـــق لنزولها‪.‬‬
‫خصوصـــاً ‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫ميكـــن القول من النظـــر في مضامني فقراتهـــا مع ربطها بالســـورة التي قبلها إن‬
‫موضوعهـــا هو بيـــان أخالق املؤمنني التـــي تهيؤهم للنصر‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لها ســـتة أســـباب تتعلـــق باألحكام وتربيـــة الصحابـــة‪ ،‬وبعضها قد يعني علـــى التأريخ‬
‫الدقيـــق للنـــزول‪ ،‬ومن ذلك مـــا ورد عن ابن أبـــي مليكة قـــال‪« :‬كاد ا َ‬
‫خل ِّيـــ َرانِ أن يهلكا‬
‫متيم‪،‬‬
‫بكر وعمـــر ]‪ ،‬رفعا أصواتهما عنـــد النبي [ حني قدم عليه ركـــب بني ٍ‬ ‫أبـــو ٍ‬
‫برجـــل آخر ‪-‬‬
‫ٍ‬ ‫ـــع‪ ،‬وأشـــار اآلخر‬
‫اش ٍ‬‫حابس أخي بني ُم َج ِ‬
‫ٍ‬ ‫فأشـــار أحدهمـــا باألقرع بـــن‬
‫بكـــر لعمر‪ :‬ما أردت َّإل خالفـــي‪ ،‬قال‪ :‬ما أردت‬ ‫قـــال ناف ٌع ال أحفظ اســـمه ‪ -‬فقال أبو ٍ‬
‫خالفـــك‪ ،‬فارتفعت أصواتهما في ذلك‪ ،‬فأنزل الله‪:‬ﵛﭐﲐﲑﲒﲓﲔﲕﵚ‬
‫(احلجـــرات‪ )2 :‬اآليـــة قـــال ابن الزُّبير‪ :‬فما كان عمر يســـمع رســـول الله [ بعـــد هذه اآلية‬
‫بكـــر»(‪ ،)1‬فهذه اآليـــة نزلت عند‬ ‫حتَّـــى يســـتفهمه‪ ،‬ولـــم يذكر ذلك عـــن أبيه‪ ،‬يعني أبـــا ٍ‬
‫قـــدوم وفـــد بني متيم علـــى النبي [‪ ،‬وذلك في الســـنة التاســـعة للهجرة ‪.‬‬ ‫‪186‬‬

‫سورة احلجرات‬
‫مقاطع السورة‬

‫ميكن تقسيمها إلى مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وقسم يف اآلداب‪.‬‬


‫أما املقدمـــة (‪ )1‬ففيهـــا‪ :‬املطلـــع الندائـــي للمؤمنني‪ ،‬والنهـــي عن التقـــدم بني يـــدي الله‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ورسوله‪.‬‬
‫وأما القســـم الوحيد (‪ )13 -2‬ففيه املطلـــع الندائي اإلميانـــي‪ ،‬وآداب إســـامية عظيمة‬
‫فـــي ثالثة مقاطـــع (‪ )11 ،6 ،2‬فيها‪ :‬األدب مع رســـول اللـــه [‪ ،‬مث آداب وأحكام ذات صلة‬
‫بالقتـــال في اإلســـام‪ ،‬مع التأكيد على أخـــوة أهل اإلميان‪ ،‬مث التحذيـــر من أخالق تضعف‬
‫األخـــوة بني املؤمنني‪ ،‬مع اإلشـــارة إلى األصـــل الواحد للبشـــر‪ ،‬وأن تفاضلهم بالتقوى‪.‬‬
‫وأمـــا اخلامتـــة (‪ )18-14‬ففيهـــا (املطلـــع اخلبـــري) عن قـــول األعـــراب‪ ،‬وبيـــان حقيقة‬
‫اإلميـــان‪ ،‬والـــرد على بعض مـــن يدعيه‪ ،‬مع اخلتم بـــأن الله يعلم غيب الســـماوات واألرض‪،‬‬
‫وأنه بصيـــر بأعمالنا‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4845‬‬


‫هي التاسعة واألربعون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للفتح أنهما مدنيتان‪،‬‬
‫وفي الفتح قتال الكفار‪ ،‬وفي‬
‫احلجرات قتال البغاة‪.‬‬
‫من املثاني التي أوتيها‬
‫من قسم املثاني‬ ‫النبي[ مكان اإلجنيل‪.‬‬

‫بيان أخالق املؤمنني‬


‫التي تهيؤهم للنصر‪.‬‬ ‫احلجرات‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫‪187‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫سورة احلجرات‬

‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫لها ستة أسباب تتعلق‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫تُعد السابعة بعد املائة‬


‫باألحكام وتربية‬ ‫على املشهور‪ ،‬نزلت بعد‬
‫الصحابة ‪.‬‬ ‫سورة اجملادلة‪ ،‬وقبل‬
‫سورة التحرمي‪.‬‬

‫افتتحت بالنداء‪ ،‬ثم هي‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مفتتحة بـنداء األمة خصوصاً‪،‬‬ ‫مدنية اتفاقا‪.‬‬ ‫مقدمة‪ ،‬وقِ ْس ٍم في‬
‫ثم هي مختصة بع ُد بنداء أمة‬ ‫اآلداب ‪ ،‬وخامتة ‪:‬‬
‫اإلجابة خصوصاً‪.‬‬

‫اخلامتة (املطلع اخلبري) عن‬ ‫القسم الوحيد (املطلع‬ ‫املقدمة (املطلع الندائي)‬
‫قول األعراب‪ ،‬وبيان حقيقة‬ ‫الندائي) اإلمياني‪ ،‬وآداب‬ ‫للمؤمنني‪ ،‬والنهي عن‬
‫اإلميان‪ ،‬والرد على بعض من‬ ‫إسالمية عظيمة ‪.‬‬ ‫التقدم بني يدي الله‬
‫يدعيه‪.‬‬ ‫ورسوله‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪26‬‬ ‫‪45‬‬ ‫‪50‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫ﵛﭐﱁﵚ‬
‫(‪)1‬‬
‫الباسقات‬

‫ﵛﭐﱁﵚ‪ :‬الفتتاحها بحرف الهجاء (ق)‪.‬‬


‫الباسقات‪ :‬لورود لفظة باسقات فيها‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪188‬‬

‫هي اخلمســـون‪ ،‬ومن مناســـبتها‬ ‫ثبتـــت قراءتهـــا علـــى املنبـــر يـــوم‬

‫سورة ق‬
‫للحجـــرات أن ختـــام تلك احلديث‬ ‫هشـــام بنـــت حارثة‬
‫ٍ‬ ‫اجلمعـــة؛ فعـــن أ ِّم‬
‫عـــن اإلميان الـــذي ملـــا يدخل في‬ ‫بـــن النُّعمان‪ ،‬قالـــت‪« :‬لقـــد كان تَنُّورنا‬
‫قلـــوب األعـــراب‪ ،‬وهـــذه افتتحت‬ ‫وتنُّـــور رســـول الله [ واح ًدا‪ ،‬ســـنتني‬
‫باإلميـــان بالنبـــوة والبعث‪.‬‬ ‫ســـنة‪ ،‬ومـــا أخذت ق‬ ‫ٍ‬ ‫أو ســـن ًة وبعـــض‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫والقـــرآن اجمليد َّإل عن لســـان رســـول‬
‫جمعة على‬ ‫ٍ‬ ‫كل يـــوم‬‫اللـــه [‪ ،‬يقرؤهـــا َّ‬
‫املنبـــر‪ ،‬إذا خطب النَّـــاس» ‪ .‬كما ثبتت‬
‫(‪)2‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫قراءتهـــا فـــي صالة العيـــد(‪.)3‬‬

‫تعـــد الثالثـــة والثالثـــن علـــى‬


‫املشـــهور‪ ،‬بعد املرســـات وقبل‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫البلـــد‪ ،‬وفـــي الســـورة مـــا يـــدل‬
‫علـــى وجـــود اجملادلـــن‪.‬‬ ‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬

‫(‪ )1‬أي‪ :‬طويالت‪ ،‬والباسق هو الذاهب طوالً من جهة االرتفاع ‪-‬مفردات القرآن للراغب‪.-‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪.)873‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬صحيح مسلم (‪.)891‬‬
‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بحروف التهجي‪ ،‬ثم إنها مفتتحة بـﵛﭐﱁﵚ فهي فريدة في افتتاحها‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫يظهـــر من خالل اســـتعراض فقراتهـــا أن من أهـــم موضوعاتها البعـــث إثباتًا له‪،‬‬


‫وإخبـــا ًرا مبا يقع عنـــد مجيئه‪.‬‬

‫‪189‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫سورة ق‬

‫تقسم إلى مقدمة‪ ،‬وقسم وحيد؛ يرد على الكافرين‪.‬‬


‫ففـــي املقدمة (‪ )3-1‬املطلـــع احلرفي‪ ،‬ومتجيد القـــرآن‪ ،‬وبيان موقف الكافريـــن من النبوة‬
‫والبعث‪.‬‬
‫ويف القســـم الوحيد (‪ )45-4‬املطلع املؤكد بــ(قـــد)‪ ،‬والرد على منكري البعـــث والنبوة في‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ثالثـــة مقاطـــع (‪ )38 ،16 ،4‬فيهـــا‪ :‬لفـــت النظر إلى قدرة اللـــه إثباتا للبعث‪ ،‬مـــع ذكر عاقبة‬
‫املكذبـــن للرســـل‪ ،‬وســـرد بعـــض أســـمائهم‪ ،‬مث ذكر خلـــق اإلنســـان‪ ،‬وإحاطة علـــم الله به‪،‬‬
‫فاالنتقـــال إلـــى رحلته في اآلخـــرة‪ ،‬ومع تذكير مجمـــل بإهالك املكذبني من الســـابقني‪ ،‬مث‬
‫إقامـــة احلجـــة على البعث‪ ،‬وتوجيـــه عدة أوامر للنبـــي [‪ ،‬مع تذكير عظيم بيـــوم القيامة‪،‬‬
‫واخلتـــم بآية فيهـــا‪ :‬التذكير بعلـــم الله مبا يقولـــون‪ ،‬واألمـــر بالتذكير بالقـــرآن دون اجلبر‬
‫على اإلميان‪.‬‬
‫هي اخلمســـون‪ ،‬ومن مناســـبتها‬
‫للحجـــرات أن ختـــام تلـــك‬
‫احلديـــث عـــن اإلميـــان الـــذي‬
‫ملـــا يدخل فـــي قلـــوب األعراب‪،‬‬
‫وهـــذه افتتحت باإلميـــان بالنبوة‬ ‫ثبتت قراءتها على املنبر يوم‬
‫من طوال املفصل‬ ‫والبعـــث‪.‬‬ ‫اجلمعة ‪ ،‬كما ثبتت قراءتها‬
‫في صالة العيد‪.‬‬

‫البعث إثباتًا له وإخباراً‬


‫مبا يقع عند مجيئه‪.‬‬ ‫ق‪ ،‬الباسقات‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪190‬‬


‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬

‫سورة ق‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الثالثة والثالثني على‬
‫املشهور‪ ،‬بعد املرسالت‬
‫وقبل البلد‪.‬‬

‫افتتحت بحروف‬ ‫تقسم إلى مقدمة ‪،‬‬


‫التهجي ‪ ،‬ثم إنها‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫وقِ ْس ٍم وحيد‪:‬‬
‫مفتتحة بـ ( ق) فهي‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫منها‪.‬‬

‫القسم الوحيد (املطلع املؤكد) بــ(قد)‪ ،‬والرد على منكري البعث‬ ‫املقدمة (املطلع احلرفي)‪،‬‬
‫والنبوة ‪ ،‬ثم ذكر خلق اإلنسان وإحاطة علم الله به ‪ ،‬وتوجيه عدة‬ ‫ومتجيد القرآن ‪ ،‬وبيان موقف‬
‫أوامر للنبي [‪ ،‬مع تذكير عظيم بيوم القيامة‪ ،‬واخلتم بأية فيها‬ ‫الكافرين من النبوة والبعث‪.‬‬
‫التذكير بعلم الله مبا يقولون‪ ،‬واألمر بالتذكير بالقرآن دون اجلبر‬
‫على اإلميان‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪27-26‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪51‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫الذاريات‬

‫الذاريات‪ :‬الفتتاحها بالقسم بالذاريات‪.‬‬

‫‪191‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي الواحـــدة واخلمســـون‪ ،‬ومن‬ ‫ضـــل به نبينا [‪،‬‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصل الذي ُف ِّ‬
‫سورة الذاريات‬

‫مناســـبتها لســـورة ق‪ :‬أن تلـــك‬ ‫وقد جـــاء في فضـــل امل ُ َف َّصل عن عبد‬
‫ختمـــت بذكـــر البعث‪ ،‬واشـــتملت‬ ‫«إن لك ِّل شـــيءٍ َســـنَا ًما‪،‬‬
‫اللـــه‪ ،‬أ ّنه قال‪َّ :‬‬
‫علـــى ذكـــر اجلـــزاء‪ ،‬واجلنـــة‪،‬‬ ‫وإن‬
‫وإن َســـنَا َم القرآن ســـورة البقـــرة‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬
‫والنـــار‪ ،‬وغيـــر ذلـــك مـــن أحوال‬ ‫ـــاب القـــرآن‬‫وإن لُ َب َ‬ ‫ِّ‬
‫لـــكل شـــيءٍ لُ َبا ًبـــا‪َّ ،‬‬
‫القيامـــة‪ ،‬وافتتحت هذه الســـورة‬ ‫امل ُ َف َّصـــ ُل» (‪ ، )1‬ولم أجد للســـورة فض ً‬
‫ال‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫باإلقســـام على أن الوعـــد صادق‬ ‫مستق ً‬


‫ال ‪.‬‬
‫والديـــن ‪-‬وهـــو اجلـــزاء‪ -‬واقـــع‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫مطلع السورة‬ ‫تُعد اخلامســـة والســـتني على‬


‫املشـــهور‪ ،‬بعد األحقـــاف وقبل‬
‫الغاشية‪.‬‬
‫افتتحت بالقسم‪.‬‬

‫ِص»‪ ،‬وعلق احملقق على األثر بقوله‪ :‬إسناده حسن من أجل عاصم بن أبي النجود‪.‬‬
‫خلال ُ‬ ‫(‪ )1‬رواه الدرامي (‪ ،)3420‬وقال‪« :‬اللُّ َب ُ‬
‫اب‪ :‬ا َ‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ذكـــر لها ســـبب واحد يصور عالقـــة الصحابة بالقرآن‪ ،‬وهو مـــا ورد عن مجاهد‪ ،‬قال‪:‬‬
‫ال بخميصة‪ ،‬فقـــال‪ :‬ملا نزلتﵛﭐﱗﱘﱙﱚﱛﵚ‬ ‫مشـــتَم ً‬‫علي معتج ًرا ببُ ْرد‪ْ ،‬‬
‫خرج ٌّ‬
‫(الذاريـــات‪ )54 :‬أحزننا ذلك‪ ،‬وقلنا‪ :‬أمر رســـول اللـــه [ أن يتولى عنا‪ ،‬حتى نزل‪:‬ﵛﱝ‬
‫ﱞﱟﱠ ﱡﵚ (الذاريات‪.)1()55 :‬‬

‫موضوع السورة‬

‫ميكـــن مـــن خالل النظـــر في ســـياقها أن يقـــال إن من أهـــم موضوعاتهـــا توجيه‬


‫‪192‬‬
‫القلـــوب إلـــى عبادة اللـــه‪ ،‬والفـــرار إليـــه‪ ،‬وأن ال يُ ْجعل معـــه إله آخر‪.‬‬

‫سورة الذاريات‬
‫مقاطع السورة‬

‫ميكن تقسيم السورة إلى مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وقِ سم حيث على الفرار إىل اهلل‪.‬‬
‫ففي املقدمة (‪( )6-1‬املطلع) القسمي‪ ،‬وتأكيد صدق وعد الله‪ ،‬ووقوع احلساب‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ويف القســـم الوحيد (‪ )55 -7‬املطلع القســـمي‪ ،‬واحلـــث على الفرار إلى اللـــه بذكر اآليات‬
‫الكونية وقصص الســـابقني فـــي مقطعني (‪ )24 ،7‬فيهما‪ :‬تقرير الختـــاف الكافرين‪ ،‬وبيان‬
‫لعاقبـــة الفريقـــن‪ ،‬وذكر ألعمـــال املتقني فـــي الدنيا‪ ،‬فذكر آيـــات كونية للموقنـــن‪ ،‬مث ذكر‬
‫لقصـــص الســـابقني‪ ،‬فعـــودة إلى بعض اآليـــات الكونية وصوالً إلـــى األمر بالفـــرار إلى الله‪،‬‬
‫والتحذير من الشـــرك‪ ،‬مـــع اخلتم باألمر بالتولي عـــن املكذبني‪ ،‬وتذكيـــر املؤمنني‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪( )60-56‬املطلـــع القصري) الـــدال على أهمية عبـــادة اللـــه‪ ،‬فالتذكير أنه‬
‫الـــرزاق ذو القـــوة املتـــن‪ ،‬مع حتذيـــر الظاملني مـــن العذاب فـــي الدارين‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه الطبــري (‪ ،)552 /21‬وفيــه انقطــاع بــن مجاهــد وعلــي ]‪ ،‬ولــه شــاهد عــن قتــادة‪ ،‬و(معتجـ ًرا) مــن ال َع ْجــر‪ ،‬وهــو اللَّــف وال َع ْقــد‪ ،‬كمــا فــي لســان العــرب‬
‫وغيره‪.‬‬
‫هي الواحدة واخلمسون‪ ،‬ومن مناسبتها لسورة ق‪ :‬أن تلك ختمت‬
‫بذكر البعث‪ ،‬واشتملت على ذكر اجلزاء‪ ،‬واجلنة‪ ،‬والنار‪ ،‬وغير‬
‫ذلك من أحوال القيامة‪ ،‬وافتتحت هذه السورة باإلقسام على أن‬
‫الوعد صاد ٌق والدين ‪-‬وهو اجلزاء‪ -‬واقع‪.‬‬
‫من طوال املفصل‬ ‫فضل‬
‫املفصل الذي َّ‬ ‫من‬
‫َّ‬
‫به نبينا [‪.‬‬
‫توجيه القلوب إلى عبادة‬
‫الذاريات‬
‫الله والفرار إليه‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪193‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬


‫سورة الذاريات‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ذكر لها سبب واحد‬ ‫تُعد اخلامسة والستني‬


‫يصور عالقة الصحابة‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد‬
‫بالقرآن‪.‬‬ ‫األحقاف وقبل الغاشية‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫ميكن تقسيم السورة‬


‫إلى مقدمة ‪ ،‬وقِ سم‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬
‫يصح استثناء شيء‬ ‫وخامتة ‪:‬‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة (املطلع القصري) الدال‬ ‫القسم الوحيد (املطلع القسمي)‪،‬‬ ‫املقدمة (املطلع القسمي)‪،‬‬
‫على أهمية عبادة الله ‪ ،‬و التذكير‬ ‫و احلث على الفرار إلى الله بذكر‬ ‫وتأكيد صدق وعد الله‪،‬‬
‫أنه الرزاق ذو القوة املتني‪ ،‬مع حتذير‬ ‫اآليات الكونية وقصص السابقني‪ ،‬مع‬ ‫ووقوع احلساب‪.‬‬
‫ِ‬
‫الظاملني من العذاب في الدارين ‪.‬‬ ‫األمر بالتولي عن املكذبني‪ ،‬وتذكير‬
‫املؤمنني ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪27‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪52‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫الطور‬

‫الطور‪ :‬الفتتاحها بقسم الله بالطور‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪194‬‬

‫ضل بـــه نبينا [‪،‬‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصل الذي ُف ِّ‬

‫سورة الطور‬
‫هـــي الثانيـــة واخلمســـون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها للذاريات التشابه في‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‬ ‫ً‬ ‫ولـــم أجـــد لهـــا‬
‫البداية بالقســـم‪.‬‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الرابعة والســـبعني على املشـــهور‪ ،‬بعد نـــوح وقبل (املؤمنون)‪ ،‬وأســـلوبها‬
‫قـــوي يشـــعر بتأخر نســـبي فـــي النزول خاصـــة مع النقـــاش العقلـــي الطويل‬
‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫الـــذي تتابع في هـــذه الســـورة‬
‫موضوع السورة‬

‫كثيـــر مـــن آيات الســـورة يتعلـــق بإنـــذار الكافرين وتبشـــير املؤمنني‪ ،‬مـــع النقاش‬
‫العقلـــي الذي أخـــذ ثلث الســـورة األخيـــر تقري ًبا‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫تثبيت‬ ‫إنذار‬ ‫ميكــن تقســيمها إلــى مقدمــة‪ ،‬ومقطعــن؛‬


‫وحجج‬ ‫وتبشير‬
‫‪195‬‬ ‫أولهمــا إنــذار وتبشــر‪ ،‬والثانــي تثبيــت‬
‫وحجــج‪.‬‬
‫ففـــي املقدمـــة (‪ )8-1‬املطلـــع ال َق َســـمي‪،‬‬
‫سورة الطور‬

‫والتأكيـــد أن العـــذاب واقـــع‪.‬‬


‫ويف املقطـــع األول (‪ )28-9‬املطلـــع الظرفي‪ ،‬وذكر أحـــداث القيامة‪ ،‬فإنذار شـــديد بذكر‬
‫عاقبـــة الكافريـــن‪ ،‬فذك ٌر أطـــول لعاقبة املتقني‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثـــاين (‪ :)49-29‬أوامـــر وتثبيـــت للنبـــي [‪ ،‬مع نقـــاش عقلـــي محكم مع‬
‫الكافريـــن‪ ،‬فعـــودة فـــي اخلتـــام إلـــى الوعيـــد‪ ،‬مع مزيد مـــن التثبيـــت للنبـــي الكرمي [‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي الثانية واخلمسون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للذاريات التشابه‬
‫في البداية بالقسم‪.‬‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫من طوال املفصل‬ ‫به نبينا[‪.‬‬
‫يتعلق بإنذار الكافرين‬
‫وتبشير املؤمنني‪ ،‬مع‬
‫النقاش العقلي الذي‬
‫أخذ ثلث السورة األخير‬ ‫الطور‬
‫تقري ًبا‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪196‬‬


‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬

‫سورة الطور‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الرابعة والسبعني‬
‫على املشهور‪ ،‬بعد نوح‬
‫وقبل املؤمنون‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مقدمة‪ ،‬ومقطعني‪ :‬مك َّية اتفاقاً‪ ،‬ولم يصح‬
‫ٍ‬
‫استثناء شيءٍ منها‪.‬‬

‫املقطع الثاين ‪:‬أوامر وتثبيت للنبي [ مع‬ ‫املقطع األول املطلع الظرفي‬ ‫املقدمة املطلع‬
‫نقاش عقلي محكم مع الكافرين‪ ،‬فعودة في‬ ‫وذكر أحداث القيامة‪ ،‬فإنذار‬ ‫الق ََسمي‪ ،‬والتأكيد‬
‫اخلتام إلى الوعيد‪ ،‬مع مزيد من التثبيت‬ ‫شديد بذكر عاقبة الكافرين‪،‬‬ ‫أن العذاب واقع‪.‬‬
‫للنبي الكرمي [‪.‬‬ ‫فذك ٌر أطول لعاقبة املتقني‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪27‬‬ ‫‪62‬‬ ‫‪53‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫النجم‬

‫النجم‪ :‬الفتتاحها بقسم الله ع َّز َّ‬


‫وجل بالنجم‪.‬‬

‫موقع السورة‬
‫‪197‬‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫هي الثالثة واخلمســـون‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫للطـــور ختم تلك بذكـــر النجوم‪ ،‬وافتتاح‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل‬
‫سورة النجم‬

‫هذه بالقسم بالنجم‪.‬‬ ‫بـــه نبينـــا [‪ ،‬ولـــم أجـــد لها‬


‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫ً‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫تعد الثانية والعشـــرين على املشـــهور‪ ،‬بعد اإلخالص‪ ،‬وقبل عبس‪ ،‬وفيها أول سجدة‬
‫فـــي القرآن؛ فعـــن عبد الله ]‪ ،‬قـــال‪« :‬أ َّول ســـورةٍ أنزلت فيها ســـجدةٌﭐﵛﭐﱁﵚ‪،‬‬
‫رجـــا رأيته أخذ ك ًّفـــا من ٍ‬
‫تراب‬ ‫ً‬ ‫قال‪ :‬فســـجد رســـول الله [ وســـجد من خلفه َّإل‬
‫فســـجد عليه‪ ،‬فرأيتـــه بعد ذلك ُقتِل كاف ًرا‪ ،‬وهـــو أ ُ َم َّي ُة بن َخل َ ٍف» ‪ْ ،‬‬
‫«واست ُْشـــكِ َل َّ‬
‫بأن‬ ‫(‪)1‬‬

‫أيضا ســـجدةٌ‪ ،‬فهي ســـابق ٌة على النَّجم‪،‬‬ ‫ً‬


‫نـــزول‪ ،‬وفيها ً‬ ‫الســـور‬
‫اقرأ باســـم ر ِّبك أ َّول ُّ‬
‫قصة‬ ‫الســـابق مـــن اقرأ أوائلهـــا‪ ،‬وأ َّمـــا بق َّيتها فنـــزل بعد ذلـــك بدليل َّ‬ ‫بأن ّ‬ ‫وأجيـــب َّ‬
‫محذوف؛‬‫ٍ‬ ‫الصـــاة‪ ،‬أو األ َّول َّية مق َّيـــدةٌ بشـــيءٍ‬
‫جهـــل فـــي نهيه للنّبـــي [ عـــن َّ‬
‫ٍ‬ ‫أبـــي‬
‫«إن أ َّول ســـورةٍ اســـت ْعلن بها رســـول الله [ ﭐﵛﭐﱁﵚﱠ»‪ ،‬وله‪« :‬أ َّول‬ ‫ب َّينته رواي ٌة بلفظ‪َّ :‬‬
‫ســـورةٍ تالهـــا على املشـــركني»؛ فذكـــره‪ ...‬فيُجمع بـــن ال ِّروايات ال َّثالث َّ‬
‫بـــأن املراد‬
‫أ َّول ســـورةٍ فيها ســـجدةٌ تالهـــا جه ًرا على املشـــركني» (‪ .)2‬كما أن فيها اإلشـــارة إلى‬
‫حادثـــة املعـــراج مما يعني على حتديـــد تقريبي لتاريـــخ نزولها‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)4863‬‬


‫(‪ )2‬فتح الباري شرح البخاري‪ ،‬البن حجر (‪.)552 /2‬‬
‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫مـــن التأمـــل في ســـياق مجموعاتهـــا يظهر أن من أهـــم موضوعاتها إبطال شـــبه‬


‫الكافريـــن وصوالً إلى ضرورة الســـجود لـــرب العاملني‪.‬‬

‫‪198‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة النجم‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫اإلنذار‬ ‫احلجاج‬ ‫املعراج‬ ‫ميكـــن تقســـيمها إلـــى ثالثة مقاطع َق َســـمي‪،‬‬


‫فإنشـــائيني املعراج‪ ،‬واحلجـــاج‪ ،‬واإلنذار‪.‬‬
‫ففي املقطع األول (‪( )18-1‬املطلع القســـمي)‬
‫وتأكيـــد عصمـــة النبـــي [ فـــي أمـــر الوحي‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ورؤيتـــه ملـــا أراه اللـــه إياه مـــن الغيب الذي يدعـــو إليه‪.‬‬
‫ويف املقطع الثاين (‪( )32-19‬املطلع اإلنشـــائي) االســـتفهامي التهكمي‪ ،‬ومناقشـــة الكفار‪،‬‬
‫واإلشـــارة إلـــى اتباعهـــم الظـــن مـــع الـــرد على بعـــض ظنونهـــم‪ ،‬فاألمـــر باإلعـــراض عنهم‬
‫النحصـــار إرادتهـــم فـــي احليـــاة الدنيا‪ ،‬مع بيـــان حكمة اليـــوم اآلخر‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثالث (‪( )62-33‬املطلع اإلنشـــائي) االســـتفهامي التعجيبـــي‪ ،‬وإقامة احلجة‬
‫عليهـــم فـــي بخلهم‪ ،‬واإلشـــارة أن القرآن مـــن جنس الكتب مـــع ذكر حلقائق كبـــرى‪ ،‬وتذكير‬
‫مبـــا أصـــاب األمم األولـــى‪ ،‬واإلنـــذار بقرب الســـاعة‪ ،‬مـــع اإلنـــكار عليهم فـــي تعجبهم من‬
‫القـــرآن‪ ،‬واخلتم بأمرهم بالســـجود والعبادة‪.‬‬
‫هي الثالثة واخلمسون ‪،‬ومن‬
‫مناسبتها للطور ختم تلك‬
‫بذكر النجوم وافتتاح هذه‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫بالقسم بالنجم‪.‬‬ ‫به نبينا [‪ ،‬أول سورة‬
‫من طوال املفصل‬ ‫أنزلت فيها سجدة‪.‬‬

‫إبطال شبه الكافرين‬


‫وصوالً إلى ضرورة‬
‫النجم‬
‫السجود لرب العاملني‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪199‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫سورة النجم‬

‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يذكر لها سبب‬ ‫تُعد الثانية والعشرين‬


‫نزول‪.‬‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد‬
‫اإلخالص‪ ،‬وقبل عبس‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫ثالثة مقاطع َقسمي مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬
‫َ‬
‫يصح استثناء شيء‬ ‫فإنشائيني‪:‬‬
‫منها‪.‬‬

‫املقطع الثالث ( املطلع اإلنشائي)‬ ‫املقطع الثاين ( املطلع اإلنشائي)‬ ‫املقطع األول (املطلع القسمي)‪،‬‬
‫االستفهامي التعجيبي‪ ،‬و إقامة‬ ‫االستفهامي التهكمي‪ ،‬ومناقشة‬ ‫وتأكيد عصمة النبي [ في أمر‬
‫احلجة على الكافرين‪ ،‬واخلتم‬ ‫الكفار‪ ،‬واإلشارة إلى اتباعهم الظن‬ ‫الوحي‪ ،‬ورؤيته ملا آراه الله إياه من‬
‫بأمرهم بالسجود والعبادة‪.‬‬ ‫مع الرد على بعض ظنونهم‪.‬‬ ‫الغيب الذي يدعو إليه ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪27‬‬ ‫‪55‬‬ ‫‪54‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫ﵛﭐﲞﲟﵚ‬ ‫القمر‬

‫القمر‪ :‬الفتتاحها بذكر انشقاق القمر‪.‬‬


‫اقتربت الساعة‪ :‬الفتتاحها بهذين اللفظني‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪200‬‬

‫ثبتـــت قراءتها في صـــاة العيد(‪،)1‬‬

‫سورة القمر‬
‫هـــي الرابعـــة واخلمســـون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها للنجـــم التناســـب في‬ ‫ضل‬ ‫كمـــا أنها مـــن امل ُ َف َّصل الـــذي ُف ِّ‬
‫األســـماء‪ ،‬ونظيره توالي الشـــمس‬ ‫بـــه نبينا [‪.‬‬
‫والليـــل والضحـــى‪ ،‬كمـــا أن فيهـــا‬
‫ال ألحوال األمم املشـــار إلى‬ ‫تفصي ً‬ ‫مطلع السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫إهالكهـــم فـــي النجم‪.‬‬
‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد السادســـة والثالثـــن على املشـــهور‪ ،‬بعـــد الطـــارق‪ ،‬وقبـــل (ص)‪ ،‬وجاء ما‬
‫يـــدل علـــى نزولهـــا قبـــل عقد النبـــي [ علـــى عائشـــة ‪ -‬رضـــي اللـــه عنها‪،-‬‬
‫فقـــد جـــاء عنهـــا أنها قالـــت‪« :‬لقـــد أُنْ ِزل علـــى َّ‬
‫محمـــد [ مب َّكة وإ ِّنـــي جلاري ٌة‬
‫ألعـــب‪،‬ﵛﭐﳄﳅﳆﳇﳈﳉﵚ (القمر‪ ،)2( »)46 :‬مع أن فيها ذكر انشـــقاق‬
‫القمـــر‪ ،‬واإلخبار بشـــدة تكذيـــب الكفار‪ ،‬مما قـــد يجعلها متوســـطة النزول في‬
‫العهـــد املكي‪.‬‬

‫(‪ )1‬كما في صحيح مسلم (‪.)891‬‬


‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪.)4876‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لهـــا ثالثة أســـباب تعـــود جمي ًعـــا إلى الصـــراع مع الكفـــار‪ ،‬والثانـــي منها غير مســـلَّم‬
‫ملعارضتـــه ملـــا هو أقـــوى منه‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫مـــن خـــال التأمل في اآليات املتكـــررة فيها ميكن القول إن مـــن أهم موضوعاتها‬
‫اإلنذار العظيـــم للمكذبني‪ ،‬مع احلث على االنتفـــاع بالقرآن الكرمي‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫سورة القمر‬

‫وقسم خربي‪ ،‬وخامتة إنشائية‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى مقدمة خربية ِ‬


‫أمـــا املقدمـــة (‪ )8-1‬ففيهـــا (املطلع اخلبـــري) عـــن اقتـــراب الســـاعة وانشـــقاق القمر‪،‬‬
‫وصفـــات مـــن ال ينفعهـــم اإلنـــذار‪ ،‬مـــع بيـــان أن النـــذارة بالقـــرآن تكفي‪.‬‬
‫ويف القســـم الوحيـــد (‪( )42-9‬املطلع اخلبـــري) عـــن تكذيب قـــوم نـــوح‪ ،‬ومجموعة من‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫قصـــص املكذبني الســـابقني وعقوباتهم الدنيوية في خمســـة مقاطـــع (‪)41 ،33 ،23 ،18 ،9‬‬
‫فيهـــا‪ :‬قصـــة قـــوم نـــوح‪ ،‬مث عـــاد‪ ،‬مث ثمـــود‪ ،‬مث قوم لـــوط‪ ،‬مث إشـــارة إلى آل فرعـــون‪ ،‬مع‬
‫تكريـــر جمل تفيد تيســـير القرآن للذكر‪ ،‬واحلث علـــى االدكار‪ ،‬والتحذير مـــن العذاب‪ ،‬ومن‬
‫عواقـــب اإلنذار‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪( )55-43‬املطلـــع اإلنشـــائي) االســـتفهامي التوبيخـــي‪ ،‬وتذكيـــر املكذبـــن‬
‫املعاصريـــن‪ ،‬وتهديـــد لهـــم بعذابـــي الدنيـــا واآلخـــرة‪ ،‬واخلتم ببشـــارة املؤمنني‪.‬‬
‫هي الرابعة واخلمسون ‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫للنجم التناسب في األسماء‪ ،‬ونظيره‬
‫توالي الشمس والليل والضحى‪ ،‬كما أن‬
‫من املفصل الذي فضل به فيها تفصيال ألحوال األمم املشار إلى‬
‫إهالكهم في النجم‪.‬‬ ‫نبينا[‪ ،‬وثبتت قراءتها في‬
‫من طوال املفصل‬ ‫صالة العيد كما في صحيح‬
‫مسلم ‪.‬‬
‫اإلنذار العظيم للمكذبني‬
‫مع احلث على االنتفاع‬ ‫القمر‪ ،‬اقتربت‬
‫بالقرآن الكرمي‪.‬‬ ‫الساعة‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪202‬‬


‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬

‫سورة القمر‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لها ثالثة أسباب تعود‬ ‫تُعد السادسة والثالثني‬
‫جميعاً إلى الصراع مع‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد‬
‫الكفار‪.‬‬ ‫الطارق‪ ،‬وقبل ص‪.‬‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مقدمة خبرية وقِ سم مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬
‫ْ‬
‫خبري‪ ،‬وخامتة إنشائية‪ :‬يصح استثناء شيء‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة (املطلع اإلنشائي)‬ ‫القسم الوحيد (املطلع اخلبري)‬ ‫املقدمة (املطلع اخلبري)‬
‫االستفهامي التوبيخي ‪ ،‬وتذكير‬ ‫عن تكذيب قوم نوح‪ ،‬ومجموعة‬ ‫عن اقتراب الساعة وانشقاق‬
‫املكذبني املعاصرين وتهديد لهم‬ ‫من قصص املكذبني السابقني‬ ‫القمر‪ ،‬وصفات من ال ينفعهم‬
‫بعذابي الدنيا واآلخرة‪ ،‬وبشارة‬ ‫وعقوباتهم الدنيوية ‪ ،‬مع تكرير جمل‬ ‫اإلنذار ‪ ،‬مع بيان أن النذارة‬
‫املؤمنني‪.‬‬ ‫تفيد تيسير القرآن للذكر‪.‬‬ ‫بالقرآن تكفي‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم ِّك َية على الراجح‪ ،‬ومل‬ ‫‪27‬‬ ‫‪78‬‬ ‫‪55‬‬
‫يصح استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫الرفرف‬ ‫عروس القرآن‬ ‫الرمحن‬

‫الرمحن‪ :‬الفتتاحها باسم الرحمن الذي هو اسم من أسماء الله تعالى‪.‬‬


‫عروس القرآن‪ :‬لورود حديث‪« :‬لكل شيء عروس‪ ،‬وعروس القرآن الرحمن»(‪.)1‬‬
‫الرفْرف‪ :‬لذكر هذه الكلمة في آخرها‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪203‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة الرمحن‬

‫هي اخلامســـة واخلمســـون‪ ،‬ومن‬ ‫من امل ُ َف َّصل الذي ُف ِّ‬


‫ضل به نبينا [‪.‬‬
‫مناســـبتها للقمر تفصيلها آلخر‬
‫مـــا فيهـــا مـــن ذكـــر اجملرمـــن‬
‫واملتقـــن‪.‬‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الســـابعة والتســـعني علـــى‬ ‫مطلع السورة‬


‫املشـــهور؛ بعد ســـورة الرعد‪ ،‬وقبل‬
‫ســـورة اإلنســـان‪ ،‬واملرجح م ِّكيتها‪،‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪ ،‬ومتيزت‬
‫وورد مـــا يـــدل علـــى أنهـــا قبـــل أن‬ ‫بأنها السورة الوحيدة املبدوءة باسم‬
‫يصـــدع النبـــي [ مبـــا يؤمـــر‪.‬‬ ‫من أسماء الله‪.‬‬

‫(‪ )1‬حديث منكر‪( .‬تنظر‪ :‬سلسلة األحاديث الضعيفة‪ ،‬لأللباني (ح ‪.)1350‬‬


‫موضوع السورة‬

‫التذكيـــر بـــاآلالء والنعـــم ح ًثـــا علـــى عبـــادة ذي اجلـــال واإلكـــرام‪ ،‬والتعلـــق بـــه‬
‫‪-‬ســـبحانه وتعالـــى‪.-‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫فشرطي‬ ‫فخبري‬ ‫تعريفي‬ ‫ميكــن تقســيمها إلــى ثالثــة مقاطــع تعريفــي‪،‬‬


‫فخــري‪ ،‬فشــرطي‪.‬‬
‫يف املقطع األول (‪( )13-1‬املطلـــع التعريفي)‬ ‫‪204‬‬
‫بالرحمـــن‪ ،‬وتذكير بالنعم الســـتخراج الشـــكر‪،‬‬

‫سورة الرمحن‬
‫مـــع العتاب علـــى التكذيب املقتضـــي احلث علـــى التوحيد‪.‬‬
‫ويف املقطع الثـــاين (‪( )36-14‬املطلع اخلبـــري)‪ ،‬ومزيد تفصيـــل في النعم‪ ،‬مـــع التذكير‬
‫بـــأن الـــذي يبقى هـــو الله ذو اجلـــال واإلكرام‪ ،‬وأن الثقلـــن حتت قدرته ‪-‬جـــل في عاله‪،-‬‬
‫مـــع تكرار العتـــاب على التكذيـــب املقتضي احلث علـــى التوحيد‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثالث (‪( )78 -37‬املطلع الشـــرطي)‪ ،‬واحلديث عن القيامـــة واجلزاء ترهي ًبا‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫فترغي ًبـــا أطـــول منه حيث ذكر فيه مســـتويان من نعيـــم أهل اجلنان‪ ،‬مع تكـــرار العتاب على‬
‫التكذيـــب املقتضـــي احلث على التوحيد‪ ،‬وختم الســـورة بكثرة خيـــر ذي اجلالل واإلكرام‪.‬‬
‫هي اخلامسة واخلمسون‪،‬‬
‫ومن مناسبتها للقمر‬
‫تفصيلها آلخر ما فيها من‬
‫من طوال‬ ‫ذكر اجملرمني واملتقني‪.‬‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬
‫التذكير باآلالء والنعم حثا‬
‫على عبادة ذي اجلالل‬
‫واإلكرام‪ ،‬والتعلق به‬ ‫الرحمن‪ ،‬عروس‬
‫سبحانه وتعالى‪.‬‬ ‫القرآن ‪ ،‬الرفرف‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪205‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬


‫سورة الرمحن‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد السابعة والتسعني‬


‫على املشهور بعد الرعد‬
‫وقبل اإلنسان‪.‬‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪،‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫ومتيزت بأنها السورة‬ ‫ثالثة مقاطع تعريفي مكية على الراجح‪،‬‬
‫الوحيدة املبدوءة باسم‬ ‫فخبري فشرطي‪ :‬ولم يصح استثناء‬
‫من أسماء الله‪.‬‬ ‫شيء منها‪.‬‬

‫املقطع الثالث (املطلع الشرطي )‪ ،‬واحلديث‬ ‫املقطع الثاين ( املطلع اخلبري)‬ ‫املقـطـع األول (املــطــلع‬
‫عن القيامة واجلزاء ترهيباً وترغيباً ‪ ،‬مع‬ ‫مزيد تفصيل في النعم ‪ ،‬مع‬ ‫التعريفي) بالرحمن‪ ،‬وتذكير‬
‫تكرار العتاب على التكذيب وختم السورة‬ ‫التذكير بأن الذي يبقى هو الله ذو‬ ‫بالنعم الستخراج الشكر‪ ،‬مع‬
‫بكثرة خير ذي اجلالل واإلكرام‪.‬‬ ‫اجلالل واإلكرام‪.‬‬ ‫العتاب على التكذيب‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪27‬‬ ‫‪96‬‬ ‫‪56‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫الواقعة‬

‫الواقعة‪ :‬الفتتاحها بكلمة الواقعة‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫موقع السورة‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الواقعة‬
‫هي السادســـة واخلمســـون‪ ،‬ومن‬
‫من امل ُ َف َّصل الذي ُف ِّ‬
‫ضل به نبينا [‪.‬‬
‫مناســـبتها للرحمن حديثهما عن‬
‫القيامة حدي ًثـــا متكام ً‬
‫ال‪.‬‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مطلع السورة‬
‫ورد ســـبب نـــزول واحـــد يصـــور‬
‫افتتحت بالشرط‪.‬‬ ‫عقائـــد الكفـــار‪ ،‬وفـــي كونه ســـب ًبا‬
‫نز ا ع ‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعد اخلامسة واألربعني على املشهور‪ ،‬بعد سورة طه‪ ،‬وقبل سورة ُّ‬
‫الشعراء‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫بالتأمـــل في اســـمها ومجموعاتها يظهر أن البعث اســـتدالالً وترغي ًبا وترهي ًبا من‬
‫أهم موضوعاتها‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫فق ََسمي‬ ‫فتعريفي‬ ‫شرطي‬ ‫ميكــن تقســيمها إلــى ثالثــة مقاطــع شــرطي‪،‬‬
‫فتعريفــي‪ ،‬ف َق َســمي‪.‬‬
‫‪207‬‬ ‫ففي املقطع األول (‪( )56-1‬املطلع الشـــرطي)‬
‫املرتبـــط بالواقعـــة‪ ،‬وذكـــر أصناف النـــاس يوم‬
‫سورة الواقعة‬

‫القيامة‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثاين (‪( )74-57‬املطلـــع التعريفـــي) التعظيمي‪ ،‬وإقامة احلجـــة على اخللق‬
‫بذكـــر أصـــل اخللقة‪ ،‬و ِن َع ِ‬
‫ـــم احلرث‪ ،‬واملـــاء‪ ،‬والنار مبا يدل علـــى قدرة الله وشـــدة االفتقار‬
‫إليـــه‪ ،‬مع اخلتم باألمر بتســـبيح الـــرب العظيم‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثالث (‪( )96 -75‬املطلع ال َق َســـمي) املســـبوق بـ‪(:‬ال)‪ ،‬وتأكيـــد أن القرآن حق‪،‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫واإلنـــكار علـــى الشـــا ِّكني‪ ،‬وإقامـــة احلجـــة بنزع الـــروح عنـــد املـــوت‪ ،‬واخلتم بالعـــودة إلى‬
‫أصنـــاف النـــاس املذكورة أول الســـورة‪ ،‬واألمر بتســـبيح الـــرب العظيم‪.‬‬
‫هي السادسة واخلمسون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للرحمن حديثهما عن‬
‫من طوال‬ ‫القيامة حدي ًثا متكام ً‬
‫ال‪.‬‬ ‫من املفصل الذي‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬

‫البعث استدالالً‬
‫وترغيباً وترهيباً‪.‬‬ ‫الواقعة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬ ‫‪208‬‬


‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬

‫سورة الواقعة‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ورد سبب نزول واحد‬ ‫تُعد اخلامسة واألربعني‬
‫يصور عقائد الكفار‪.‬‬ ‫على املشهور‪ ،‬بعد سورة‬
‫طه وقبل سورة الشعراء‪.‬‬

‫افتتحت بالشرط‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬
‫ثالثة مقاطع شرطي‪،‬‬
‫يصح استثناء شيء‬
‫فتعريفي‪ ،‬فق ََسمي‪:‬‬
‫منها‪.‬‬

‫املقطع الثالث (املطلع الق ََسمي) املسبوق بـ‪(:‬ال)‪،‬‬ ‫املقطع الثاين (املطلع التعريفي)‬ ‫املقطع األول (املطلع‬
‫وتأكيد أن القرآن حق‪ ،‬واإلنكار على الشا ّكني‪،‬‬ ‫التعظيمي‪ ،‬وإقامة احلجة على‬ ‫الشرطــــــــي) املــــرتبط‬
‫وإقامة احلجة بنزع الروح عند املوت ‪ ،‬واخلتم‬ ‫اخللق بذكر أصل اخللقة‪ ،‬مع‬ ‫بالواقعة‪ ،‬وذكر أصناف‬
‫بالعودة إلى أصناف الناس املذكورة أول السورة‪،‬‬ ‫األمر بتسبيح الرب العظيم ‪.‬‬ ‫الناس يوم القيامة‪.‬‬
‫واألمر بتسبيح الرب العظيم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم َدن َِّية على األصح‪ ،‬وقد صح‬ ‫‪27‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪57‬‬
‫استثناء اآلية ‪16‬من السورة‬

‫من طوال المفصل‬

‫احلديد‬

‫احلديد‪ :‬لوقوع لفظ احلديد فيها‪.‬‬

‫‪209‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة احلديد‬

‫هـــي الســـابعة واخلمســـون في‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫املصحــــــف‪ ،‬ومـــن مناســـبتها‬ ‫[‪ ،‬ومن املســـ ِّبحات التي أوصى [‬
‫للواقعـــة ختـــم تلـــك بالتســـبيح‪،‬‬ ‫بتعلـــم ثـــاث منها‪ ،‬كما م َّر في ســـورة‬
‫وافتتـــاح هـــذه به‪.‬‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها فض ً‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫تعـــد الرابعـــة والتســـعني علـــى‬
‫املشـــهور‪ ،‬بعـــد ســـورة الزّلزلـــة‪،‬‬ ‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬
‫وقبـــل ســـورة محمـــد [‪ ،‬وثبت‬
‫أن بعضها نزل في حدود الســـنة‬
‫الرابعـــة للبعثة‪ ،‬وفي الســـورة ما‬
‫مطلع السورة‬
‫هو متأخـــر النـــزول متعلق بأحد‬
‫الفتحـــن (فتـــح مكـــة‪ ،‬وصلـــح‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪ ،‬ثم هي‬
‫احلديبيـــة)‪.‬‬ ‫من السور املبدوءة بالتسبيح‪.‬‬
‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬

‫َم َد ِن َّية على األصح‪ ،‬وقد صح استثناء اآلية ‪ 16‬من السورةﵛ ﲡ ﲢ ﲣ ﲤ ﲥ‬


‫ﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﵚ فعن ابن مســـعود ]‪« :‬ما كان بني إســـامنا‬
‫وبـــن أن عاتبنـــا الله بهـــذه اآليـــة‪:‬ﵛﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﵚ‬
‫(احلديد‪ )16 :‬إال أربع ســـنني»(‪.)1‬‬

‫موضوع السورة‬

‫بالتأمـــل في مقطعهـــا الوحيد يظهر أن مـــن أهم موضوعاتها احلـــث على اإلميان‬
‫واإلنفـــاق في ســـبيل الله‪ ،‬مـــع ما فيها من ترقيـــق القلوب‪ ،‬والتحذير من الفســـوق‪.‬‬ ‫‪210‬‬

‫سورة احلديد‬
‫مقاطع السورة‬

‫ميكن تقسيمها إلى مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وقسم وحيد فيه أمر وحث‪.‬‬
‫ففي املقدمة (‪( )6-1‬املطلع الثنائي التسبيحي)‪ ،‬والتعريف بالله ‪-‬جل في عاله‪.-‬‬
‫ويف القســـم الوحيد (‪( )27-7‬املطلـــع اإلنشـــائي)األمر باإلميان واإلنفـــاق‪ ،‬واحلث على‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫اخلشـــوع‪ ،‬فـــي ثالثة مقاطع (‪ )25 ،16 ،7‬فيها‪ :‬األمر باإلميـــان واإلنفاق‪ ،‬والنقاش في املانع‬
‫منهمـــا‪ ،‬مع احلث علـــى اإلنفاق بذكر ثواب املؤمنـــن املنفقني يوم الديـــن‪ ،‬وموقف املنافقني‬
‫والكافريـــن ومصيرهمـــا‪ ،‬مث احلـــث على اخلشـــوع‪ ،‬والبعد عن قســـوة القلوب‪ ،‬والفســـوق‪،‬‬
‫وذكـــر ملا يزيد من اخلشـــوع واإلنفاق ويبعد عن القســـوة والفســـوق؛ كقيمـــة الدنيا‪ ،‬واحلث‬
‫علـــى اإلســـراع إلـــى اجلنـــة‪ ،‬مث احلديـــث عـــن احلكمة في إرســـال الرســـل وإنـــزال الكتب‬
‫وإنـــزال احلديد‪ ،‬وبيان مواقف للســـابقني من دعوة رســـلهم‪ ،‬وفســـوق أكثرهم‪ ،‬مع اإلشـــارة‬
‫إلـــى الرهبانية التي ابتدعهـــا النصارى‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪( )29-28‬مطلـــع ندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬واحلث علـــى التقوى واإلميـــان بذكر‬
‫جـــزاء عظيـــم‪ ،‬مع التعريـــض بأهل الكتـــاب‪ ،‬وأن الفضل بيد اللـــه يؤتيه من يشـــاء‪ ،‬والله ذو‬
‫الفضـــل العظيم‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪.)3027‬‬


‫هي السابعة واخلمسون في‬
‫املصحف‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫للواقعة ختم تلك بالتسبيح‬ ‫من املفصل الذي فضل به‬
‫وافتتاح هذه به‪.‬‬ ‫نبينا [‪ ،‬ومن املسبحات التى‬
‫من طوال‬
‫احلث على اإلميان‬ ‫املفصل‬ ‫أوصى [ بتعلم ثالث منها‪.‬‬
‫واإلنفاق في سبيل الله‬
‫‪ ،‬مع ما فيها من ترقيق‬
‫القلوب والتحذير من‬ ‫احلديد‬
‫الفسوق‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪211‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة احلديد‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يرد لها سبب‬ ‫تُعد الرابعة والتسعني‬


‫نزول‪.‬‬ ‫على املشهور بعد‬
‫سورة الزلزلة وقبل‬
‫سورة محمد[‪.‬‬

‫افتتحت بالثناء على‬ ‫ميكن تقسيمها إلى مقدمة‬


‫الله ‪ ،‬ثم هي من السور‬ ‫مدنية على األصح على‬
‫خالف قوي‪ ،‬وقد صح‬ ‫ثنائية‪ ،‬وقِ ْسم إنشائي‪،‬‬
‫املبدوءة بالتسبيح‪.‬‬ ‫وخامتة ندائية‪:‬‬
‫استثناء اآلية ‪ 16‬من السورة‬

‫اخلامتة (املطلع الندائي )‬ ‫القسم الوحيد (املطلع اإلنشائي)‬ ‫املقدمة (املطلع الثنائي‬
‫للمؤمنني‪ ،‬واحلث على التقوى‬ ‫اآلمر باإلميان واإلنفاق‪ ،‬واحلث على‬ ‫التسبيحي) ‪،‬والتعريف بالله‬
‫واإلميان ‪.‬‬ ‫اخلشوع ‪ ،‬والبعد عن قسوة القلوب‪،‬‬ ‫جل في عاله‪.‬‬
‫والفسوق‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم َدن َِّية باتفاق‪ ،‬ومل يصح‬ ‫‪28‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪58‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫ﵛ ﱁﱂﵚ‬ ‫املجادلة‬

‫املجادلة‪ :‬ألنها افتتحت بقصة اجملادلة‪.‬‬


‫قد مسع‪ :‬ألنها مفتتحة بـ ﵛ ﱁﱂﵚ‬

‫‪212‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة املجادلة‬
‫هـــي الثامنـــة واخلمســـون‪ ،‬ومن‬ ‫ضـــل به نبينا [‪،‬‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصل الذي ُف ِّ‬
‫مناســـبتها للحديـــد تفصـــــيلها‬ ‫فضـــا مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‬ ‫ً‬ ‫ولـــم أجـــد لهـــا‬
‫لبعـــض مـــا أجمـــل في تلـــك من‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬
‫صفـــات الله‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعد السادســـة بعـــد املائة على‬ ‫موضوع السورة‬


‫املشـــهور‪ ،‬نزلـــت بعـــد ســـورة‬
‫بالتأمـــل فـــي مقاطـــع الســـورة‬
‫(املنافقـــون)‪ ،‬وقبـــــل ســــــــورة‬
‫ميكـــن القـــول إن موضوعهـــا هـــو‬
‫التّحـــرمي‪ ،‬وفـــي حكـــم الظهار‬
‫تقويـــة اإلميـــان بعلم اللـــه احمليط‬
‫فيها مـــا قد يعـــن على حتديد‬
‫باألكـــوان‪ ،‬مع تكـــرار احلديث عن‬
‫تأريـــخ نزولها‪.‬‬
‫أهـــل محـــادة الله ورســـوله‪.‬‬

‫(‪ )1‬اجملادلة‪ :‬بكسر الدال‪ ،‬وفتحها‪ ،‬وقيل‪ :‬إن املعروف كسرها‪- .‬التحرير والتنوير‪.-‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫وردت خمســـة أســـباب نـــزول تتعلـــق بالتربيـــة واألحـــكام‪ ،‬ومنهـــا مـــا ورد عـــن ابـــن‬
‫عبـــاس ]‪ :‬قـــال‪« :‬كان رســـول الله [‪ ،‬فـــي ظ ِّل حجـــرةٍ من حجره وعنـــده نف ٌر من‬
‫الظ ُّل‪ ،‬قال‪ :‬فقال‪« :‬إ َّنه ســـيأتيكم إنســـا ٌن ينظر إليكم‬ ‫املســـلمني‪ ،‬قد كاد يقلـــص عنهم ِّ‬
‫شـــيطان‪ ،‬فـــإذا أتاكم‪ ،‬فـــا تكلِّموه»‪ ،‬قال‪ :‬فجـــاء رج ٌل أزرق‪ ،‬فدعاه رســـول الله‬
‫ٍ‬ ‫بعيني‬
‫[‪ ،‬فكلَّمـــه‪ ،‬قـــال‪« :‬عـــام تشـــتمني أنت‪ ،‬وفـــا ٌن‪ ،‬وفال ٌن؟ نفـــ ٌر دعاهم بأســـمائهم»‪،‬‬
‫قـــال‪ :‬فذهـــب ال َّرجـــل فدعاهـــم فحلفوا باللـــه واعتـــذروا إليه‪ ،‬قـــال‪ :‬فأنـــزل الله ع َّز‬
‫وجـــل‪:‬ﵛﭐﲷﲸﲹﲺﲻﵚ (اجملادلـــة‪ )18 :‬اآليـــة»(‪ ،)1‬وارتبـــاط أســـبابها بأشـــخاص‬ ‫َّ‬
‫وأحـــداث قـــد يعـــن على حتديـــد ترتيـــب النزول لعـــدد من آيات الســـورة‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫سورة املجادلة‬

‫تتكون من مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬و ِقسم يعرف بعلم اهلل‪.‬‬


‫أمـــا املقدمـــة (‪ )4-1‬ففيهـــا (املطلع اخلبـــري) عن ســـماع اللـــه قـــول اجملادلـــة‪ ،‬وأحكام‬
‫الظهـــار‪ ،‬مـــع التذكيـــر بعلـــم اللـــه‪ ،‬وأن هـــذه األحـــكام من حـــدود الله‪.‬‬
‫ويف القســـم الوحيد (‪( )19-5‬مطلع خبـــري)‪ ،‬والتذكيـــر بعلم الله‪ ،‬والتحذيـــر من احملادة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لـــه ‪-‬جل في عـــاه‪ -‬في مقدمة وثالثـــة مقاطـــع (‪ )14 ،8 ،7 ،5‬فيه‪ :‬ذكر الكبـــت للمحادين‬
‫للـــه ولرســـوله‪ ،‬وعذابهـــم‪ ،‬ومـــا ســـيحدث لهم يـــوم يبعثهـــم اللـــه‪ ،‬مث إحاطة علـــم الله بهم‬
‫خصوصـــا‪ ،‬وباخللـــق عمو ًما‪ ،‬مث التذكيـــر بآداب املناجـــاة‪ ،‬واجملالس‪ ،‬ومناجاة رســـول الله‬ ‫ً‬
‫[ مـــع تكريـــر التذكيـــر بعلم اللـــه اخلبيـــر‪ ،‬مث التعجيـــب من تولـــي املنافقني للكفـــار‪ ،‬مع‬
‫ذكـــر كذبهم فـــي الدنيا‪ ،‬وبيان عقوبتهم‪ ،‬واإلشـــارة إلـــى موقفهم يوم يبعثهـــم الله ويحاولون‬
‫الكـــذب ككذبهم فـــي الدنيا‪ ،‬وذكر اســـتحواذ الشـــيطان عليهم‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪( )22-20‬مطلـــع خبـــري) وإعادة تهديـــد احملاديـــن‪ ،‬والتبشـــير بنصر الله‬
‫للمرســـلني‪ ،‬واخلتم مبوقف أهل اإلميان مـــن احملادين‪ ،‬والعاقبة احلســـنة ألولئك املؤمنني‬
‫عنـــد رب العاملني‪.‬‬

‫وحسنه محققوه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(‪ )1‬املسند (‪،)232 ،231/4‬‬
‫هي الثامنة واخلمسون‪،‬‬
‫ومن مناسبتها للحديد‬
‫تفصيلها لبعض ما أجمل‬
‫من طوال‬ ‫في تلك من صفات الله‪.‬‬ ‫من املفصل الذي‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬
‫تقوية اإلميان بعلم الله‬
‫احمليط باألكوان ‪ ،‬مع‬
‫تكرار احلديث عن أهل‬ ‫اجملادلة ‪،‬‬
‫محادة الله ورسوله‪.‬‬ ‫قد سمع‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪214‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة املجادلة‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وردت خمسة أسباب‬ ‫تُعد السادسة بعد املائة‬
‫نزول تتعلق بالتربية‬ ‫على املشهور‪ ،‬نزلت بعد‬
‫واألحكام‪.‬‬ ‫سورة املنافقني وقبل‬
‫سورة التحرمي‪.‬‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫تتكون من مقدمة ‪ ،‬وقِ ْسم ‪،‬‬


‫مدنية باتفاق‪ ،‬ولم يصح‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫وخامتة‪:‬‬

‫اخلامتة ( مطلع خبري‪)،‬‬ ‫القسم الوحيد (مطلع‬ ‫املقدمة (املطلع اخلبري ) عن سماع‬
‫وإعادة تهديد احملادين‪،‬‬ ‫خبري) ‪ ،‬والتذكير بعلم الله‪،‬‬ ‫الله قول اجملادلة‪ ،‬وأحكام الظهار‪ ،‬مع‬
‫والتبشير بنصر الله‬ ‫والتحذير من احملادة له جل‬ ‫التذكير بعلم الله‪ ،‬وأن هذه األحكام‬
‫للمرسلني‪.‬‬ ‫في عاله‪.‬‬ ‫من حدود الله‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم َدن َِّي ٌة‬ ‫‪28‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪59‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫طوال المفصل‬

‫بنو النضري‬ ‫احلشر‬

‫احلشر‪ :‬لوقوع لفظ احلشر فيها‪.‬‬


‫بنو النضري‪ :‬الشـــتمالها على قصـــة إجالء يهـــود بني النضير‪ ،‬وهـــم ممن نقض‬
‫العهد مـــع النبي [ فأجالهم مـــن املدينة املنورة‪.‬‬
‫‪215‬‬
‫سورة احلشر‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي التاســـعة واخلمســـون‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينـــا‬
‫مناســـبتها للمجادلـــة أن تلـــك‬ ‫[‪ ،‬ومـــن املســـ ِّبحات التي أوصى [‬
‫بتعلـــم ثالث منهـــا‪ ،‬كما م َّر في ســـورة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ختمت بذكـــر احملادين‪ ،‬وافتتحت‬


‫هذه باملشـــاقني‪.‬‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‬ ‫يونـــس‪ ،‬ولم أجد فض ً‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الواحـــدة بعد املائة نزلت بعد ســـورة الب ِّينة‪ ،‬وقبل ســـورة النَّصر‪ ،‬وهي مرتبطة‬
‫بأحـــداث غـــزوة بنـــي النضير ممـــا يعني علـــى تأريخ نـــزول كثيـــر من آياتهـــا‪ ،‬وقد‬
‫كانت غـــزوة بني النضير في الســـنة الرابعـــة للهجرة‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ثالثـــة أســـباب؛ اثنـــان منهـــا يتعلقـــان بغـــزوة بنـــي النضيـــر‪ ،‬والثالـــث مـــاورد عـــن‬
‫رجل أتى النبي [‪ ،‬فبعث إلى نســـائه فقلن‪ :‬مـــا معنا َّإل املاء‪،‬‬ ‫أن ً‬ ‫أبـــي هريـــرة ]‪َّ ،‬‬
‫فقـــال رســـول اللـــه [‪« :‬من يضـــ ُّم» أو «يضيف هذا»‪ ،‬فقـــال رج ٌل من األنصـــار‪ :‬أنا‪،‬‬
‫فانطلـــق بـــه إلـــى امرأتـــه‪ ،‬فقـــال‪ :‬أكرمي ضيف رســـول اللـــه [‪ ،‬فقالت‪ :‬مـــا عندنا‬
‫َّإل قـــوت صبيانـــي‪ ،‬فقال‪ :‬ه ِّيئـــي طعامك‪ ،‬وأصبحي ســـراجك‪ ،‬ون ِّومـــي صبيانك إذا‬
‫أرادوا عشـــا ًء‪ ،‬فه َّيأت طعامها‪ ،‬وأصبحت ســـراجها‪ ،‬ون َّومت صبيانها‪ ،‬ثم قامت كأ َّنها‬
‫فلما أصبح‬ ‫تصلـــح ســـراجها فأطفأته‪ ،‬فجعـــا يُ ِريَانِهِ أ َّنهما يـــأكالن‪َ ،‬ف َباتَا َطاوييِـــن‪َّ ،‬‬
‫«ع ِج َب‪ ،‬مـــن فعالكما»‬ ‫«ضح َ‬
‫ـــك اللـــ ُه اللَّيلـــ َة»‪ ،‬أو َ‬ ‫ِ‬ ‫غـــدا إلى رســـول اللـــه [‪ ،‬فقـــال‪:‬‬
‫فأنزل اللـــه‪ :‬ﭐﵛﭐﳆﳇﳈﳉﳊﳋ ﳌ ﳍﳎﳏﳐﳑﳒﳓ‬ ‫‪216‬‬
‫ﳔﳕﵚ(احلشر‪.)1()9 :‬‬

‫سورة احلشر‬
‫موضوع السورة‬

‫يظهـــر مـــن قســـميها ومـــا جـــاء‬ ‫مطلع السورة‬


‫فيهـــا؛ أن التعريـــف باللـــه عـــن‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪ ،‬ثم هي‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫طريـــق احلديـــث عـــن غـــزوة بني‬ ‫من السور املبدوءة بالتسبيح‪.‬‬
‫النضيـــر هـــو أحـــد موضوعـــات‬
‫الســـورة الرئيســـة‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)3798‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)2054‬‬


‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫تذكير‪،‬‬ ‫غزوة بني‬ ‫ميكـــن تقســـيمها إلـــى مقدمـــة‪ ،‬وخامتـــة‪،‬‬


‫وتعريف‬ ‫النضير‬
‫وقســـمني؛ أولهمـــا عن غزوة بـــي النضري‪،‬‬
‫والثانـــي تذكـــر‪ ،‬وتعريف‪.‬‬
‫أما املقدمـــة (‪ )1‬ففيهـــا‪( :‬املطلـــع الثنائي)‬
‫بذكـــر تســـبيح الكائنـــات‪ ،‬وأن اللـــه هـــو العزيـــز احلكيم‪.‬‬
‫ويف القســـم األول (‪( )21-2‬مطلـــع ثنائـــي) والـــكالم علـــى غزوة بنـــي النضير فـــي ثالثة‬
‫مقاطـــع (‪ )11 ،6 ،2‬فيهـــا‪ :‬بيـــان لقدرة اللـــه ونصره للمؤمنـــن في غزوة بنـــي النضير‪ ،‬مث‬
‫الـــكالم علـــى الفيء مع الثنـــاء على املهاجرين واألنصـــار والتابعني لهم بإحســـان‪ ،‬مث فضح‬
‫‪217‬‬ ‫ملواقـــف املنافقـــن مع يهـــود بنـــي النضير‪ ،‬ومتثيلهـــم بنظرائهم مـــن بني قينقـــاع وغيرهم‪،‬‬
‫ومتثيلهم بالشـــيطان الذي أغوى اإلنســـان‪.‬‬
‫وأما القســـم الثاين (‪ )21-18‬ففيـــه مطلع ندائـــي‪ ،‬والتذكير بالله والـــدار اآلخرة‪ ،‬واألمر‬
‫سورة احلشر‬

‫بتقـــوى اللـــه‪ ،‬واالســـتعداد ليـــوم املعـــاد‪ ،‬والتحذيـــر من نســـيان الله‪ ،‬مـــع التذكيـــر بعظمة‬
‫القـــرآن وتأثيـــره لو أنـــزل على جبل‪.‬‬
‫وأمـــا اخلامتـــة ( ‪ )24 - 22‬ففيهـــا تعريـــف باللـــه ال نظير لـــه في القـــرآن بســـرد أربعة‬
‫عشـــر اســـ ًما من أسمائه احلســـنى تناســـب ما اشـــتملت عليه الســـورة‪ ،‬مع اخلتم بتسبيح‬
‫الكائنـــات لـــه‪ ،‬وأنه ‪-‬ســـبحانه وتعالـــى‪ -‬هو العزيـــز احلكيم‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي التاسعة واخلمسون‪،‬‬
‫ومن مناسبتها للمجادلة أن‬
‫تلك ختمت بذكر احملادين‪،‬‬ ‫من املفصل الذي فضل به‬
‫وافتتحت هذه باملشاقني‪.‬‬ ‫نبينا [‪ ،‬ومن املسبحات التى‬
‫طوال املفصل‬ ‫أوصى [ بتعلم ثالث منها‪.‬‬

‫التعريف بالله عن طريق‬


‫احلديث عن غزوة بني‬ ‫احلشر‬
‫النضير‪.‬‬ ‫بني النضير‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫‪218‬‬

‫سورة احلشر‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ثالثة أسباب اثنان منها‬ ‫تُعد الواحدة بعد‬
‫يتعلقان بغزوة بني النضير ‪،‬‬ ‫املائة نزلت بعد سورة‬
‫والثالث قصة ضيف َر ُسو ُل‬ ‫البينة وقبل سورة‬
‫صلَّى الل ُه َعلَيْهِ َو َسلَّ َم مع‬
‫اللَّهِ َ‬ ‫النصر‪.‬‬
‫رجل من األنصار ‪َ ....‬ف َأنْ َز َل‬
‫اللَّهُ‪:‬ﵛﭐﳆﳇﳈﳉﳊ‬
‫افتتحت بجملة‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫ﳋ ﳌ ﳍﳎﳏﳐﳑ‬
‫مقدمة‪ ،‬وقسمني‪ ،‬مدنية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد خبرية ‪ ،‬ثم هي‬
‫ﳒﳓﳔﳕﵚ‬
‫استثناء شيء منها‪ .‬من السور املبدوءة‬ ‫وخامتة‪:‬‬
‫بالتسبيح‪.‬‬

‫اخلامتة تعريف بالله‬ ‫القسم الثاين (مطلع ندائي)‬ ‫القسم األول (مطلع‬ ‫املقدمة (املطلع الثنائي)‬
‫ال نظير له في القرآن‬ ‫‪ ،‬والتذكير بالله والدار اآلخرة‬ ‫ثنائي) والكالم على غزوة‬ ‫بذكر تسبيح الكائنات‪،‬‬
‫بسرد أربعة عشر اسما‬ ‫‪ ،‬واالستعداد ليوم املعاد‪،‬‬ ‫بني النضير ‪ ،‬ثم الكالم‬ ‫وأن الله هو العزيز‬
‫من أسمائه احلسنى ‪ ،‬مع‬ ‫والتحذير من نسيان الله‪ ،‬مع‬ ‫على الفيء مع الثناء‬ ‫احلكيم‪.‬‬
‫اخلتم بتسبيح الكائنات له‬ ‫التذكير بعظمة القرآن وتأثيره‬ ‫على املهاجرين واألنصار‬
‫وأنه سبحانه هو العزيز‬ ‫لو أنزل على جبل‪،‬‬ ‫والتابعني لهم بإحسان‪.‬‬
‫احلكيم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم َدن َِّية‬ ‫‪28‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪60‬‬
‫استثناء شيء منها أصالً‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫املمتحنة‬

‫املمتحنة‪ :‬حيـــث وردت فيهـــا آية امتحـــان إميان النســـاء الالتي يأتـــن من مكة‬
‫مهاجرات إلـــى املدينة‪.‬‬

‫‪219‬‬
‫سورة املمتحنة‬

‫موقع السورة‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫هي الســـتون‪ ،‬ومن مناسبتها للحشر‬
‫أن في تلك ذكـــ ًرا للوالء بني املؤمنني‪،‬‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه‬
‫وفيهـــا كذلـــك ذكر ملا صورتُـــه الوالء‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولـــم أجد لهـــا فض ً‬
‫ال‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫بـــن املنافقني والكافريـــن‪ ،‬وفي هذه‬ ‫مرفوعا‪.‬‬


‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬
‫البـــراء من الكافرين‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعد الواحدة والتِّســـعني‪ ،‬بعد ســـورة املائدة‪ ،‬وقبل ســـورة ال ِّنســـاء‪ ،‬وفي ســـبب نزول‬
‫مطلعهـــا وما جـــاء فيها من أحكام مـــا يعني على حتديـــد نزولها‪.‬‬

‫(‪ )1‬بكسر احلاء أو فتحها قوالن ‪-‬ينظر التحرير والتنوير‪.-‬‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ثالثـــة أســـباب تتعلق بالعالقة مع املشـــركني‪ ،‬وتعـــن على معرفة ترتيـــب النزول‪ ،‬فعن‬
‫علي ]‪ :‬بعثني رســـول اللـــه [ أنا والزُّبيـــر‪ ،‬واملقداد‪ ،‬فقال‪« :‬انطلقـــوا حتَّى تأتوا‬
‫كتاب‪ ،‬فخـــذوا منها» قـــال‪ :‬فانطلقنا تعـــادى بنا‬ ‫فإن بهـــا ظعين ًة معهـــا ٌ‬‫خـــاخ‪َّ ،‬‬
‫روضـــة ٍ‬
‫بالظعينة‪ ،‬قلنـــا لها‪ :‬أخرجي الكتـــاب‪ ،‬قالت‪:‬‬ ‫خيلنـــا حتَّـــى أتينا ال َّروضـــة‪ ،‬فإذا نحـــن َّ‬
‫لنلقـــن ال ِّثيـــاب‪ ،‬قـــال‪ :‬فأخرجته من‬ ‫َّ‬ ‫لتخرجـــن الكتـــاب‪ ،‬أو‬
‫َّ‬ ‫كتـــاب‪ ،‬فقلنـــا‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫مـــا معي‬
‫ناس‬
‫عقاصهـــا‪ ،‬فأتينـــا به رســـول الله [‪ ،‬فـــإذا فيه‪ :‬من حاطـــب بن أبي بلتعـــة‪ ،‬إلى ٍ‬
‫مب َّكـــة من املشـــركني‪ ،‬يخبرهم ببعض أمر رســـول الله [‪ .‬فقال رســـول الله [‪« :‬يا‬
‫علي‪ ،‬إ ِّنـــي كنت امـــرأً ملص ًقا في‬ ‫حاطـــب‪ ،‬مـــا هذا؟» قـــال‪ :‬يا رســـول الله‪ ،‬ال تعجـــل َّ‬
‫قريـــش‪ ،‬يقـــول‪ :‬كنت حلي ًفا‪ ،‬ولـــم أكن من أنفســـها‪ ،‬وكان من معك مـــن املهاجرين من‬ ‫ٍ‬ ‫‪220‬‬
‫قرابات يحمـــون أهليهم وأموالهـــم‪ ،‬فأحببت إذ فاتني ذلك من النَّســـب فيهم‪ ،‬أن‬ ‫ٌ‬ ‫لهـــم‬
‫أتَّخـــذ عندهم يـــ ًدا يحمـــون قرابتي‪ ،‬ولم أفعلـــه ارتدا ًدا عـــن ديني‪ ،‬وال ً‬
‫رضـــا بالكفر‬

‫سورة املمتحنة‬
‫بعـــد اإلســـام‪ ،‬فقال رســـول الله [‪« :‬أمـــا إ َّنه قد صدقكـــم»‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا رســـول‬
‫اللـــه‪ ،‬دعنـــي أضـــرب عنـــق هـــذا املنافـــق‪ ،‬فقـــال‪« :‬إ َّنه قد شـــهد بـــد ًرا‪ ،‬ومـــا يدريك‬
‫اطلـــع على من شـــهد بـــد ًرا‪ ،‬فقـــال‪ :‬اعملـــوا ما شـــئتم فقد غفـــرت لكم»؛‬ ‫لعـــل اللـــه َّ‬
‫َّ‬
‫فأنـــزل اللـــه الســـورة‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﱉﱊﱋﱌ‬
‫ﱍﱎﱏﱐﱑﵚإلى قولـــه‪:‬ﵛﭐﱯﱰﱱﱲﱳﵚ (املمتحنـــة‪.)1( )1 :‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مطلع السورة‬

‫خصوصــا ثــم هــي‬


‫ً‬ ‫افتتحــت بالنــداء عمو ًمــا‪ ،‬ثــم هــي مفتتحــة بـــنداء األمــة‬
‫مختصــة بعــ ُد بنــداء أمــة اإلجابــة‪ ،‬وال تشــاركها فــي هــذا ســوى ســورتي‬
‫املائــدة‪ ،‬واحلجــرات‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخــاري ‪ -‬واللفــظ لــه‪ ،)4274( -‬ومســلم (‪ ،)4274( ،)2494‬وذُكــر فــي صحيــح مســلم خــاف فــي ذكــر اآليــة‪ ،‬وينظــر‪ :‬احملــرر فــي أســباب النــزول (‪/2‬‬
‫‪.)990-987‬‬
‫موضوع السورة‬

‫حتديد املواقف املطلوبة من املؤمنني جتاه الكافرين‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫أحكام تتعلق‬ ‫الوالء‬ ‫تقســـم إلى مقطعني؛ أولهمـــا الوالء والرباء‪،‬‬


‫بالنساء‬ ‫والبراء‬
‫والثانـــي فـــي أحـــكام تتعلـــق بالنســـاء؛‬
‫‪221‬‬ ‫وبعدهمـــا خامتـــة‪.‬‬
‫أمـــا املقطـــع األول (‪ )9-1‬ففيـــه (املطلـــع‬
‫الندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬والنهي عن مـــواالة أعداء الله وأعداء املســـلمني‪ ،‬مع ذكر األســـوة في‬
‫سورة املمتحنة‬

‫التبـــرؤ مـــن الكفـــار‪ ،‬والتفصيـــل في بعض أحـــكام الـــوالء والبراء واإلقســـاط مـــع الكفار‪.‬‬
‫وأما املقطع الثـــاين (‪ )12-10‬ففيـــه (املطلع الندائـــي للمؤمنـــن)‪ ،‬وذكر أحكام النســـاء‬
‫املهاجرات‪ ،‬فبيعة النســـاء‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪( )13‬املطلـــع الندائـــي) للمؤمنـــن‪ ،‬وتأكيـــد مـــا جاء فـــي أول الســـورة من‬
‫التحذيـــر مـــن مـــواالة الكفار‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هـــي الســـتون ‪ ،‬ومـــن مناســـبتها‬
‫للحشـــر أن في تلك ذكـــ ًرا للوالء‬
‫بني املؤمنـــن‪ ،‬وفيهـــا كذلك ذكر‬
‫ملـــا صورتُـــه الوالء بـــن املنافقني‬
‫والكافرين‪ ،‬وفي هـــذه البراء من‬ ‫من املفصل الذي‬
‫من طوال‬
‫الكافرين‪.‬‬ ‫فضل به نبينا[‪.‬‬
‫املفصل‬
‫حتديد املواقف املطلوبة‬
‫من املؤمنني جتاه‬
‫الكافرين‪.‬‬ ‫املمتحنة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫‪222‬‬

‫سورة املمتحنة‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ثالثة أسباب تتعلق‬ ‫تُعد الواحدة‬
‫بالعالقة مع املشركني‪.‬‬ ‫والتسعني‪ ،‬بعد املائدة‬
‫وقبل سورة النساء‪.‬‬

‫افتتحت بالنداء عموماً ‪،‬ثم هي‬ ‫تقسم إلى مقطعني‪،‬‬


‫مفتتحة بـنداء األمة خصوصاً ‪ ،‬ثم‬ ‫مدنية اتفاقا‪ ،‬ولم‬
‫وخامتة‪:‬‬
‫هي مختصة بع ُد بنداء أمة اإلجابة‪.‬‬ ‫يرد استثناء شيء‬
‫منها اصال‪.‬‬

‫اخلامتة ( املطلع الندائي)‬ ‫املقطع الثاين (املطلع‬ ‫املقطع األول (املطلع الندائي ) للمؤمنني‪،‬‬
‫للمؤمنني‪ ،‬وتأكيد ما جاء في‬ ‫الندائي للمؤمنني)‪ ،‬وذكر‬ ‫والنهي عن مواالة أعداء الله وأعداء‬
‫أول السورة من التحذير من‬ ‫أحكام النساء املهاجرات‪،‬‬ ‫املسلمني‪ ،‬مع ذكر األسوة في التبرؤ من‬
‫مواالة الكفار‪.‬‬ ‫فبيعة النساء‪.‬‬ ‫الكفار‪ ،‬والتفصيل في بعض أحكام الوالء‬
‫والبراء واإلقساط مع الكفار‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم َدن َِّية على الراجح‪ ،‬ومل‬ ‫‪28‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪61‬‬
‫يرد استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫احلواريني‬ ‫الصف‬

‫الصف‪ :‬لورود لفظ الصف فيها‪.‬‬


‫احلواريني‪ :‬لورود لفظ احلواريني فيها‪.‬‬

‫‪223‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة الصف‬

‫هـــي الواحدة والســـتون‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للممتحنة أن تلك‬ ‫[‪ ،‬ومن املســـبحات التي أوصى [‬
‫تتبـــرأ من الكفـــار‪ ،‬وهذه تأمر‬ ‫بتعلـــم ثـــاث منها‪ ،‬كما م َّر في ســـورة‬
‫بالقتال‪.‬‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫يونس‪ ،‬ولـــم أجد لها فض ً‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪ ،‬ثم هي‬


‫تعـــد احلاديـــة عشـــرة بعـــد املائة‬ ‫من السور املبدوءة بالتسبيح‪.‬‬
‫فـــي ترتيـــب نـــزول الســـور عنـــد‬
‫زيـــد‪ .‬نزلت بعد ســـورة‬‫جابر بـــن ٍ‬
‫التَّغابـــن‪ ،‬وقبـــل ســـورة الفتـــح‪،‬‬ ‫موضوع السورة‬
‫ومرويـــات نزولهـــا املتعـــددة قـــد‬
‫تعـــن علـــى تأريـــخ نزولهـــا‪.‬‬ ‫احلث علـــى نصرة الديـــن بالقتال‬
‫في ســـبيل الله‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ســـبب واحد يشـــمل الســـورة‪ ،‬وقـــد يعني علـــى تأريـــخ نزولها‪ ،‬وهـــو‪« :‬عن عبـــد الله‬
‫أي‬
‫ســـام‪ ،‬قـــال‪ :‬تذاكرنـــا بيننـــا‪ ،‬قلنـــا‪ :‬أ ُّيكـــم يأتـــي رســـول اللـــه [ فيســـأله‪ُّ :‬‬
‫ٍ‬ ‫بـــن‬
‫وهبنـــا أن يقـــوم منَّا أح ٌد‪ ،‬فأرســـل رســـول اللـــه [ إلينا‬ ‫أحـــب إلـــى الله؟ ِ‬
‫ُّ‬ ‫األعمـــال‬
‫بعض‪ ،‬فقـــرأ علينا رســـول الله‬
‫رجـــا حتَّـــى جمعنا‪ ،‬فجعـــل بعضنا يشـــير إلى ٍ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫رجـــا‬
‫ﵛﭐﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﵚ إلـــى قولـــه‪:‬ﵛﭐﲓﲔﲕﲖﵚ (الصـــف‪.)1()3-1 :‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪224‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫حث مشوب‬
‫بتشويق‬ ‫حتذير‬ ‫تقســـم إلى مقدمة ثنائيـــة‪ ،‬ومقطعني؛ حتذير‪،‬‬

‫سورة الصف‬
‫وتبشير‬ ‫والثاني حث مشـــوب بتشويق وتبشري‪.‬‬
‫ففـــي املقدمـــة (‪( )1‬املطلـــع الثنائـــي)‬
‫التســـبيحي‪ ،‬واإلخبـــار بتنزيـــه الكائنـــات للـــه‬
‫العزيـــز احلكيـــم‪.‬‬
‫ويف املقطـــع األول (‪( )9-2‬املطلع الندائـــي) للمؤمنني‪ ،‬والذم ملن تخالـــف أقوالهم أفعالهم‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مـــع مـــدح املقاتلني في ســـبيل اللـــه‪ ،‬والتذكير مبـــا كان من زيـــغ اليهود‪ ،‬وتكذيـــب النصارى‬
‫بســـيد املرســـلني [‪ ،‬ومحاربة منهم لهذا الديـــن‪ ،‬وأن العزة‪ ،‬والعاقبة لهـــذا الدين ولو كره‬
‫الكافرون‪ ،‬ولو كره املشـــركون‪.‬‬
‫ويف املقطع الثـــاين (‪ )14-10‬بيـــان أن اجلهاد هـــو التجارة املنجيـــة من العـــذاب األليم‪،‬‬
‫واخلتـــم باحلث على نصـــرة ديـــن رب العاملني‪.‬‬

‫(‪ )1‬املسند (‪ ،)206 -205 / 39‬وصححه محققوه‪.‬‬


‫هي الواحدة و الستون‪،‬‬
‫ومن مناسبتها للممتحنة‬
‫أن تلك تتبرأ من الكفار‬ ‫من املفصل الذي فضل به‬
‫من طوال‬
‫وهذه تأمر بالقتال‪.‬‬ ‫نبينا [‪ ،‬ومن املسبحات‬
‫املفصل‬
‫التى أوصى [ بتعلم ثالث‪.‬‬

‫احلث على نصرة الدين‬ ‫الصف‬


‫بالقتال في سبيل الله‪.‬‬ ‫احلواريني‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪225‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬


‫سورة الصف‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫سبب واحد يشمل السورة ‪،‬‬ ‫تُعد احلادية عشرة‬


‫حديث عبد الله بن سالم‪،‬‬ ‫بعد املائة في ترتيب‬
‫قال‪ :‬تذاكرنا بيننا‪ ،‬قلنا‪ :‬أيكم‬ ‫نزول السور عند‬
‫يأتي رسول الله [ فيسأله‪:‬‬ ‫جابر بن زيد‪ .‬نزلت‬
‫أي األعمال أحب إلى الله؟‪»...‬‬ ‫بعد سورة التغابن‬
‫فقرأ علينا رسول ا[‬ ‫افتتحت‬ ‫وقبل سورة الفتح‪.‬‬
‫تقسم إلى مقدمة‬
‫ﵛﭐﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﲄﲅﵚ‬ ‫بجملة خبرية‪،‬‬ ‫مدنية على الراجح‪،‬‬ ‫ثنائية‪ ،‬ومقطعني‪:‬‬
‫إلى قوله‪:‬ﵛﭐﲓﲔﲕﲖﵚ‬ ‫ثم هي من‬ ‫ولم يرد استثناء‬
‫قال‪ :‬فتالها من أولها إلى‬ ‫السور املبدوءة‬ ‫شيء منها اص ً‬
‫ال‪.‬‬
‫آخرها ‪)...‬احلديث‪.‬‬ ‫بالتسبيح‪.‬‬

‫املقطع الثاني بيان أن اجلهاد‬ ‫املقطع األول (املطلع الندائي)‬ ‫املقدمة (املطلع الثنائي)‬
‫هو التجارة املنجية من العذاب‬ ‫للمؤمنني‪ ،‬والذم ملن تخالف‬ ‫التسبيحي ‪ ،‬واإلخبار بتنزيه‬
‫األليم‪ ،‬و اخلتم باحلث على‬ ‫أقوالهم أفعالهم مع مدح املقاتلني‬ ‫الكائنات لله العزيز احلكيم‪.‬‬
‫نصرة دين رب العاملني‪.‬‬ ‫في سبيل الله‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم َدن َِّية‬ ‫‪28‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪62‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫اجلمعة‬

‫اجلمعة‪ :‬وهو اسمها املشهور في املصاحف‪ ،‬لوقوع لفظ اجلمعة فيها‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪226‬‬


‫هـــي الثانية والســـتون‪ ،‬ومن مناسبتها‬ ‫ضل به‬ ‫مـــن طـــوال امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬

‫سورة اجلمعة‬
‫للصـــف أن الصفـــوف تشـــرع فـــي‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬وقراءتهـــا فـــي الركعـــة‬
‫موضعني‪ :‬القتال‪ ،‬والصالة‪ ،‬فناســـب‬ ‫األولـــى مـــن صـــاة اجلمعـــة(‪.)1‬‬
‫تعقيـــب ســـورة صـــف القتال بســـورة‬
‫صالة تســـتلزم الصف ضـــرورة‪ ،‬وهي‬ ‫مطلع السورة‬
‫اجلمعـــة؛ ألن اجلماعـــة شـــرط فيها‬ ‫افتتحت بجملة خبرية ‪ ،‬ثم هي‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫دون ســـائر الصلوات‪.‬‬ ‫من السور املبدوءة بالتسبيح‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫زيـــد‪ ،‬نزلت بعد‬‫تعـــد التاســـعة بعـــد املائـــة في ترتيب نـــزول الســـور عند جابر بـــن ٍ‬
‫ســـورة التَّحـــرمي‪ ،‬وقبل ســـورة التَّغابـــن‪ ،‬وثبت ما يشـــعر بنزولها دفعـــة واحدة‪ ،‬فعن‬
‫جلوســـا عنـــد النبـــي [‪ ،‬فأنزلت عليه ســـورة اجلمعة‪:‬‬ ‫ً‬ ‫أبـــي هريـــرة [‪ ،‬قال‪ :‬كنَّا‬
‫ﵛﭐﱤﱥﱦﱧﱨﵚ (اجلمعـــة‪ )3 :‬قـــال‪ :‬قلـــت‪ :‬مـــن هـــم يـــا رســـول اللـــه؟ فلـــم‬
‫يراجعـــه حتَّـــى ســـأل ثال ًثـــا‪ ،‬وفينـــا ســـلمان الفارســـي‪ ،‬وضع رســـول اللـــه [ يده‬
‫علـــى ســـلمان‪ ،‬ثـــم قال‪« :‬لـــو كان اإلميان عنـــد الثُّر َّيا‪ ،‬لنالـــه رجـــا ٌل ‪ -‬أو رج ٌل ‪ -‬من‬
‫هـــؤالء»(‪ ،)2‬وقد أســـلم أبـــو هريرة ] في الســـنة الســـابعة على املشـــهور‪.‬‬

‫(‪ )1‬وتقرأ في الركعة الثانية سورة املنافقون‪ ،‬كما في صحيح مسلم (‪.)877‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪.)4897‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ســـبب نـــزول واحد تتعلق بـــه الســـورة كلها‪ ،‬ويبـــن كيفية تربيـــة القـــرآن للمؤمنني‬
‫باحلـــدث‪ ،‬وهـــو عن جابر بن عبـــد الله ] قـــال‪ « :‬بينما نحن نص ِلّـــي اجلمعة مع‬
‫رســـول اللـــه [‪ ،‬إذ أقبلت عيـــ ٌر حتمل طعا ًما»‪ ،‬قـــال‪« :‬فالتفتوا إليهـــا حتَّى ما بقي‬
‫رجـــا‪ ،‬فنزلـــت هذه اآليـــة‪:‬ﵛﭐﱨﱩﱪﱫﱬ‬ ‫ً‬ ‫مع رســـول اللـــه [‪َّ ،‬إل اثنا عشـــر‬
‫ﱭﱮﱯﱰﱱﵚ(اجلمعة‪.)1(»)11:‬‬

‫موضوع السورة‬
‫‪227‬‬
‫بالتأمـــل فـــي فقراتهـــا وســـبب نزولهـــا يظهـــر أنها تتحـــدث عن املســـؤولية‬
‫العظيمـــة امللقـــاة علـــى عواتـــق املؤمنني كي يـــؤدوا شـــي ًئا من شـــكر منة رب‬
‫سورة اجلمعة‬

‫العاملني‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫تقسم إلى مقدمة ثنائية‪ ،‬وثالثة مقاطع امتنان‪ ،‬وحتذير‪ ،‬وأحكام‪.‬‬


‫ففـــي املقدمة (‪( )1‬املطلع الثنائي) التســـبيحي‪ ،‬واإلخبـــار بتنزيه الكائنات املســـتمر لله‬
‫امللك القـــدوس العزيز احلكيم‪.‬‬
‫ويف املقطـــع األول (‪( )4-2‬املطلع التعريفي)‪ ،‬والتذكير مبنة اللـــه على األميني‪ ،‬وأن هذا‬
‫الفضـــل ليس خاصا بهم مـــن بني العاملني‪.‬‬
‫ويف املقطع الثـــاين (‪( )8-5‬املطلـــع التمثيلـــي)‪ ،‬وضرب املثـــل باليهود فـــي عدم حتمل‬
‫األمانـــة‪ ،‬مـــع إبطال بعـــض دعاويهـــم‪ ،‬وحتذيرهم من احلســـاب يوم احلســـاب‪.‬‬
‫ويف املقطع الثالـــث (‪( )11-9‬املطلـــع الندائي)‪ ،‬واحلـــث على صالة اجلمعة واإلشـــارة‬
‫إلـــى بعـــض أحكامهـــا‪ ،‬واخلتـــم بالتنبيـــه علـــى مـــا وقع مـــن جمع مـــن الصحابـــة الكرام‬
‫‪-‬رضـــوان اللـــه عليهم أجمعـــن‪ -‬فيها‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪.)119‬‬


‫هـــي الثانيـــة و الســـتون‪ ،‬ومن مناســـبتها‬
‫للصـــف أن «الصفـــوف تشـــرع فـــي‬
‫موضعـــن‪ :‬القتـــال‪ ،‬والصـــاة‪ ،‬فناســـب‬
‫تعقيب ســـورة صف القتال بســـورة صالة‬
‫من طوال املفصل الذي‬
‫تســـتلزم الصـــف ضرورة‪ ،‬وهـــي اجلمعة؛‬
‫فضل به نبينا [ ‪،‬‬
‫من طوال‬ ‫ألن اجلماعـــة شـــرط فيهـــا دون ســـائر‬
‫وقراءتها في الركعة األولى‬
‫املفصل‬ ‫الصلـــوات»‪.‬‬
‫أنها تتحدث عن املسؤولية‬ ‫من صالة اجلمعة ‪.‬‬
‫العظيمة امللقاة على عواتق‬
‫املؤمنني كي يؤدوا شيئا من‬
‫شكر منة رب العاملني‪.‬‬ ‫اجلمعة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫‪228‬‬

‫سورة اجلمعة‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫سبب نزول واحد تتعلق به السورة‬
‫تُعد التاسعة بعد‬
‫كلها‪ ،‬ويبني كيفية تربية القرآن‬ ‫املائة في ترتيب نزول‬
‫للمؤمنني باحلدث‪ ،‬عن جابر بن‬ ‫السور عند جابر بن‬
‫عبد الله ] قال‪ « :‬بينما نحن‬ ‫زيد‪ ،‬نزلت بعد سورة‬
‫نصلي اجلمعة مع رسول الله [‪،‬‬ ‫التحرمي وقبل سورة‬
‫افتتحت بجملة إذ أقبلت عير حتمل طعاما»‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫التغابن‪.‬‬
‫تقسم إلى مقدمة‬
‫خبرية ثم هي من « فالتفتوا إليها حتى ما بقي مع‬ ‫مدنية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫ثنائية‪ ،‬وثالثة‬
‫السور املبدوءة رسول الله [‪ ،‬إال اثنا عشر رجال‪،‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫مقاطع ‪:‬‬
‫فنزلت هذه اآلية (اجلمعة‪.»)11 :‬‬ ‫بالتسبيح‪.‬‬ ‫منها اصال‪.‬‬

‫املقطع الثالث ( املطلع‬ ‫املقطع الثاين (املطلع‬ ‫املقطع األول (املطلع‬ ‫املقدمة (املطلع الثنائي)‬
‫الندائي) ‪ ،‬احلث على صالة‬ ‫التمثيلي) ‪ ،‬ضرب املثل‬ ‫التعريفي)‪ ،‬التذكير مبنة‬ ‫التسبيحي‪ ،‬واإلخبار‬
‫اجلمعة واإلشارة إلى بعض‬ ‫باليهود في عدم حتمل‬ ‫الله على األميني ‪ ،‬وأن‬ ‫بتنزيه الكائنات املستمر‬
‫أحكامها‪ ،‬و التنبيه على ما‬ ‫األمانة‪ ،‬مع إبطال بعض‬ ‫هذا الفضل ليس خاصا‬ ‫لله امللك القدوس العزيز‬
‫وقع من جمع من الصحابة‬ ‫دعاويهم‪ ،‬وحتذيرهم من‬ ‫بهم من بني العاملني‪.‬‬ ‫احلكيم‪.‬‬
‫الكرام رضوان الله عليهم‬ ‫احلساب يوم احلساب‪.‬‬
‫أجمعني فيها ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪28‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪63‬‬
‫َم َدن َِّية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫املنافقون‬

‫املنافقون‪:‬لذكر هذا اللفظ في افتتاحها‪ ،‬كما أن معظم السورة تتحدث عنهم‪.‬‬

‫‪229‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬


‫سورة املنافقون‬

‫هـــي الثالثـــــــــــة والستـــــون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن فضائلهـــا قراءتهـــا فـــي الركعة‬


‫مناسبتها للجمعـــة أن تلك ذكر فيها‬ ‫الثانيـــة من صـــاة اجلمعـــة(‪.)1‬‬
‫املؤمنـــون بينما ذكر هنـــا املنافقون‪،‬‬
‫أيضـــا أن التخلف‬‫ومـــن مناســـبتها ً‬ ‫مطلع السورة‬
‫عـــن اجلمعة مفـــض إلـــى النفاق‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫الســـور عند جابـــر بن ٍ‬


‫زيـــد؛ نزلت بعد‬ ‫تعـــد اخلامســـة بعـــد املائة فـــي ترتيب نزول ُّ‬
‫احلج‪ ،‬وقبل ســـورة اجملادلة‪ ،‬وهـــي بعد احلج ً‬
‫أيضا فـــي الروايتني األخريني‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ســـورة‬
‫ورجـــح نزولهـــا في غـــزوة بني املصطلق في الســـنة اخلامســـة للهجـــرة‪ ،‬وهذا يبعد‬
‫َّ‬
‫كونهـــا بعد احلـــج؛ إذ الظاهر أن احلـــج مبكرة النزول فـــي العهد املدني‪.‬‬

‫(‪ )1‬وتقرأ في الركعة األولى سورة اجلمعة‪ ،‬كما في صحيح مسلم (‪ ،)877‬وقد سبقت اإلشارة إلى هذا احلديث في التعريف بسورة اجلمعة‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫بحادثـــة قـــد تعني علـــى معرفـــة ترتيب النـــزول‪ ،‬وهـــو مارود‬ ‫ٍ‬ ‫ســـببان أولهمـــا يتعلـــق‬
‫عـــن زيـــد بـــن أرقـــم ]‪ ،‬قـــال‪ :‬كنـــت مـــع ع ِّمـــي‪ ،‬فســـمعت عبـــد اللـــه بن أبـــي ابن‬
‫ينفضـــوا‪ ،‬وقـــال ً‬
‫أيضا‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ســـلول يقـــول‪ :‬ال تنفقـــوا علـــى مـــن عنـــد رســـول اللـــه حتَّـــى‬
‫األذل‪ ،‬فذكـــرت ذلك لع ِّمـــي‪ ،‬فذكر‬ ‫َّ‬ ‫ليخرجـــن األعـــ ُّز منهـــا‬
‫َّ‬ ‫لئـــن رجعنـــا إلـــى املدينـــة‬
‫أبـــي وأصحابه‪،‬‬
‫ع ِّمـــي لرســـول اللـــه [‪ ،‬فأرســـل رســـول الله [ إلـــى عبد اللـــه بن ٍّ‬
‫هم لـــم يصبني‬ ‫وكذبنـــي‪ ،‬فأصابنـــي ٌّ‬ ‫فصدقهم رســـول اللـــه [ َّ‬ ‫َّ‬ ‫فحلفـــوا مـــا قالـــوا‪،‬‬
‫وجـــل‪:‬ﵛﭐﲀﲁﲂﵚ إلـــى‬ ‫َّ‬ ‫قـــط‪ ،‬فجلســـت فـــي بيتـــي‪ ،‬فأنـــزل اللـــه عـــ َّز‬ ‫مثلـــه ُّ‬
‫قولهﵛﭐﱤﱥﱦﱧﱨﱩﱪﱫﱬﱭﵚ(املنافقـــون‪ )7-1 :‬إلـــى قولـــه ﵛﭐﱿ‬
‫«إن‬
‫علي‪ ،‬ثـــم قال‪َّ :‬‬ ‫إلي رســـول اللـــه [ فقرأها َّ‬ ‫ﲀﲁﲂﲃﵚ(املنافقـــون‪ ، )8 :‬فأرســـل َّ‬ ‫‪230‬‬
‫صدقك»(‪.)1‬‬ ‫الله قـــد َّ‬
‫والثاني مرسل له ما يعضده يدل على استكبار رأس النفاق ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫سورة املنافقون‬
‫موضوع السورة‬

‫ال يخفى أن موضوعها بيان حال املنافقني حتذي ًرا منهم‪ ،‬ومن طريقهم‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬

‫حتذير‬
‫وصف‬ ‫تقسم إلى مقطعني؛ وصف املنافقني‪،‬‬
‫املنافقني‬ ‫وحتذير‪.‬‬
‫ففي املقطع األول (‪( )8-1‬املطلع الشـــرطي)‪،‬‬
‫وبيـــان حقيقـــة املنافقـــن وعقوبتهـــم الدنيوية‬
‫فـــي قلوبهـــم‪ ،‬فذكـــر لبعـــض صفاتهم مـــن املظهر‪ ،‬وحســـن املقـــال‪ ،‬واخلـــواء‪ ،‬واجلنب‪ ،‬مع‬
‫التحذيـــر بأنهم هـــم العدو‪.‬‬
‫ويف املقطع الثـــاين (‪( )11-9‬املطلع الندائـــي) للمؤمنني‪ ،‬والتحذير مـــن االلتهاء باألموال‬
‫واألوالد عـــن ذكـــر الله‪ ،‬واحلـــث على اإلنفاق قبـــل حلول املوت‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)4901‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)2772‬‬
‫(‪ )2‬ينظر‪« :‬جامع البيان» للطبري (‪.)71 /28‬‬
‫هـــي الثالثـــة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها للجمعـــة أن تلـــك ذكـــر‬
‫فيهـــا املؤمنـــون بينمـــا ذكـــر هنـــا‬
‫من املفصل الذي فضل به املنافقـــون‪ ،‬ومـــن مناســـبتها أيضا‬
‫نبينا [‪ ،‬و يسن قراءتها أن التخلـــف عـــن اجلمعـــة مفـــض‬
‫من طوال‬ ‫إلـــى النفـــاق‪.‬‬ ‫في الركعة الثانية من‬
‫املفصل‬ ‫صالة اجلمعة ‪.‬‬
‫بيان حال املنافقني‬
‫حتذيرا منهم ومن‬
‫طريقهم‪.‬‬ ‫املنافقون‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪231‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬


‫سورة املنافقون‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫أسباب النزول‪ :‬سببان أولهما‬


‫تُعد اخلامسة بعد‬
‫يتعلق بحادثة في حديث زيد‬ ‫املائة في ترتيب نزول‬
‫بن أرقم رضي الله عنه‪ ،‬قال‪:‬‬ ‫السور عند جابر بن‬
‫كنت مع عمي‪ ،‬فسمعت عبد‬ ‫زيد‪ .‬نزلت بعد سورة‬
‫الله بن أبي ابن سلول يقول‪:‬‬ ‫احلج وقبل سورة‬
‫افتتحت بالشرط‪ .‬ال تنفقوا على من عند رسول‬ ‫اجملادلة ‪ ،‬ورجح‬
‫مقاطع السورة‪:‬‬
‫الله حتى ينفضوا‪ ،‬وقال‬ ‫مدنية اتفاقا‪.‬‬ ‫نزولها في غزوة بني‬
‫تقسم إلى‬
‫ً‬
‫أيضا‪ :‬لئن رجعنا إلى املدينة‬ ‫املصطلق في السنة‬
‫مقطعني‪:‬‬
‫ليخرجن األعز منها األذل‪،‬‬ ‫اخلامسة للهجرة‪.‬‬
‫فذكرت ذلك لعمي‪ ،‬فذكر عمي‬
‫لرسول[‪....‬احلديث) فنزل‬
‫القرآن يصدقه ‪.‬‬ ‫املقطع الثاين (املطلع الندائي)‬ ‫املقطع األول املطلع الشرطي)‪ ،‬وبيان‬
‫وثان مرسل له ما يعضده يدل‬ ‫للمؤمنني‪ ،‬والتحذير من االلتهاء‬ ‫حقيقة املنافقني وعقوبتهم الدنيوية‬
‫على استكبار رأس النفاق‪.‬‬ ‫باألموال واألوالد عن ذكر الله ‪.‬‬ ‫في قلوبهم‪ ،‬فذكر لبعض صفاتهم مع‬
‫التحذير بأنهم هم العدو‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪28‬‬ ‫‪18‬‬ ‫‪64‬‬
‫َم َدن َِّية على الراجح‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫التغابن‬

‫التغابن‪ :‬لوقوع لفظ التغابن فيها‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪232‬‬


‫هـــي الرابعـــة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬ ‫لم يثبـــت لها فضل خـــاص‪ ،‬وهي من‬

‫سورة التغابن‬
‫مناســـبتها للمنافقـــــــن أن تلك‬ ‫امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه نبينا [‪،‬‬
‫ختمـــت باحلـــث علـــى اإلنفـــاق‬ ‫ومـــن املســـ ِّبحات التـــي أوصـــى نبينا‬
‫قبـــل إتيان املـــوت‪ ،‬وهـــذه ذكرت‬ ‫[ بتعلـــم ثـــاث منها‪.‬‬
‫أيضا‪ :‬أن تلك‬‫التغابـــن‪ ،‬ومن ذلك ً‬
‫حثـــت علـــى الذكر وهـــذه ذكرت‬ ‫مطلع السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫التســـبيح املســـتمر للكائنـــات‪.‬‬
‫افتتحت بجملة خبرية ‪ ،‬ثم هي‬
‫من السور املبدوءة بالتسبيح‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد العاشـــرة بعد املائة فـــي ترتيب‬ ‫موضوع السورة‬


‫نـــزول الســـور‪ ،‬نزلـــت بعـــد ســـورة‬
‫الص ِّ‬
‫ـــف‪ ،‬وفي‬ ‫اجلمعة‪ ،‬وقبل ســـورة َّ‬ ‫الدعـــوة إلـــى اإلميـــان ولوازمه من‬
‫سبب نزولها ما يشـــعر بتأخر نسبي‬ ‫خـــال التعريـــف باللـــه وصفاتـــه‬
‫فـــي نزولها فـــي املدينة‪.‬‬ ‫وأفعالـــه‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫اس ]‪ ،‬وسأله‪ ،‬رج ٌل عن هذه اآلية‪:‬ﵛ ﭐ ﱹ‬


‫ثبت لها سبب واحد‪ ،‬وهو عن ابن ع َّب ٍ‬
‫ﱺ ﱻ ﱼ ﱽ ﱾ ﱿ ﲀ ﲁ ﲂ ﵚ(التغابن‪ )14 :‬قال‪:‬‬
‫هـــؤالء رجـــا ٌل أســـلموا مـــن أهـــل م َّكـــة‪ ،‬وأرادوا أن يأتوا النبـــي [‪ ،‬فأبـــى أزواجهم‬
‫فلما أتوا رســـول اللـــه [ رأوا النَّاس‬
‫وأوالدهـــم أن يدعوهم أن يأتوا رســـول الله [‪َّ ،‬‬
‫وجل‪:‬ﵛﭐﱹﱺﱻ‬ ‫الديـــن ه ُّموا أن يعاقبوهـــم‪ ،‬فأنزل الله عـــ َّز َّ‬
‫قـــد فقهوا في ِّ‬
‫ﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﵚ اآلية ‪.‬‬
‫(‪)1‬‬

‫‪233‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬ ‫مقاطع السورة‬
‫سورة التغابن‬

‫حتذير‬ ‫حث‬ ‫تقســـم إلـــى مقدمة ثنائيـــة‪ ،‬ومقطعـــن؛ األول‬


‫حث‪ ،‬والثانـــي حتذير‪.‬‬
‫ففـــي املقدمـــة (‪( )7-1‬املطلـــع الثنائـــي)‬
‫بالتســـبيح‪ ،‬والتعريف بالله وصفاتـــه وأفعاله‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ويف املقطـــع األول (‪( )13-8‬املطلع اإلنشـــائي) اآلمـــر‪ ،‬واحلث باإلميان‪ ،‬مـــع التذكير بيوم‬
‫التغابـــن واملصيـــر فيـــه‪ ،‬وذكر أثر اإلميـــان عند حلـــول املصائـــب‪ ،‬واحلث علـــى طاعة الله‬
‫ورســـوله [‪ ،‬واخلتم بشـــهادة التوحيـــد‪ ،‬مع احلث علـــى التوكل‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثاين (‪( )18-14‬املطلـــع الندائي) ألهـــل اإلميان‪ ،‬والتحذير مـــن فتنة الزوج‬
‫والولـــد‪ ،‬مـــع احلث على العفو‪ ،‬واحلـــث على التقـــوى واإلنفاق‪ ،‬واخلتم ببعض أســـماء الله‬
‫وصفاته‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه الترمذي (‪ ،)3317‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬ولم يذكره احلميدان صاحب (الصحيح من أسباب النزول)‪.‬‬
‫هـــي الرابعـــة والســـتون ‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها للمنافقـــن أن تلك ختمت‬
‫باحلـــث علـــى اإلنفـــاق قبـــل إتيـــان‬
‫املـــوت‪ ،‬وهـــذه ذكـــرت التغابـــن‪ ،‬ومن‬
‫ذلـــك أيضـــا‪ :‬أن تلـــك حثـــت علـــى‬ ‫من املفصل الذي فضل به‬
‫الذكر وهذه ذكرت التســـبيح املستمر‬ ‫نبينا [‪ ،‬ومن املسبحات‬
‫من طوال‬
‫للكائنـــات‪.‬‬ ‫التي أوصى [ بتعلم‬
‫املفصل‬
‫الدعوة إلى اإلميان‬ ‫ثالث منها‪.‬‬
‫ولوازمه من خالل‬
‫التعريف بالله وصفاته‬
‫وأفعاله‪.‬‬ ‫التغابن‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫‪234‬‬

‫سورة التغابن‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ثبت لها سبب واحد‪ ،‬عن ابن‬
‫تُعد العاشرة بعد‬
‫عباس‪ ،‬وسأله‪ ،‬رجل عن هذه‬ ‫املائة في ترتيب نزول‬
‫اآليةﵛ ﭐ ﱹ ﱺ ﱻ‬ ‫السور نزلت بعد‬
‫ﱼﱽﱾﱿ‬ ‫سورة اجلمعة وقبل‬
‫ﲀ ﲁ ﲂ ﵚقال‪:‬‬ ‫سورة الصف‪.‬‬
‫افتتحت بجملة هؤالء رجال أسلموا من أهل‬
‫تقسم إلى مقدمة‬
‫خبرية ‪ ،‬ثم هي مكة وأرادوا أن يأتوا النبي‬ ‫ثنائية‪ ،‬ومقطعني حث ‪ ،‬مدنية على الراجح‪.‬‬
‫من السور املبدوءة [‪ ،‬فأبى أزواجهم وأوالدهم‬ ‫والثاني حتذير‪:‬‬
‫أن يدعوهم أن يأتوا رسول‬ ‫بالتسبيح‪.‬‬
‫الله [‪ ،‬فلما أتوا رسول‬
‫الله [رأوا الناس قد‬
‫فقهوا في الدين هموا أن‬ ‫املقطع الثاين ( املطلع‬ ‫املقطع األول ( املطلع‬ ‫املقدمة (املطلع الثنائي)‬
‫يعاقبوهم‪ ،‬فأنزل الله عز‬ ‫الندائي) ألهل اإلميان‪،‬‬ ‫اإلنشائي) اآلمر‪ ،‬واحلث‬ ‫بالتسبيح‪ ،‬والتعريف بالله‬
‫وجل‪:‬ﵛ ﭐ ﱹ ﱺ ﱻ‬ ‫والتحذير من فتنة الزوج‬ ‫على اإلميان ‪ ،‬مع التذكير‬ ‫وصفاته وأفعاله‪.‬‬
‫ﱼﱽﱾﱿ‬ ‫والولد‪ ،‬مع احلث على‬ ‫بيوم التغابن واملصير فيه‪،‬‬
‫ﲀ ﲁ ﲂ ﵚاآلية‪.‬‬ ‫العفو والتقوى واإلنفاق‪،‬‬ ‫واحلث على طاعة الله‬
‫واخلتم ببعض أسماء الله‬ ‫ورسوله [‪.‬‬
‫وصفاته‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪28‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪65‬‬
‫َم َدن َِّية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫النساء القصرى‬ ‫الطالق‬

‫والعدة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الطالق‪ :‬ألنها ب َّينت أحكام الطالق‬
‫النســـاء القصرى‪ :‬ألنهـــا ب َّينت بعـــض األحـــكام اخلاصة بالنســـاء وهـــي أحكام‬
‫الطـــاق ومـــا يتعلـــق بها‪ ،‬وخصـــت بالقصـــرى متييزًا لها عن ســـورة النســـاء‪.‬‬

‫‪235‬‬

‫موقع السورة‬
‫سورة الطالق‬

‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي اخلامســـة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬ ‫ال يعـــرف لها فضل خـــاص‪ ،‬وهي من‬
‫مناســـبتها للتغابن أن في آخر تلك‬ ‫امل ُ َف َّصل الذي ُف ِّ‬
‫ضـــل به نبينا [‪.‬‬
‫تنبي ًها علـــى عداوة األزواج واألوالد‪،‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫وفي هـــذه بيا ًنا لكيفيـــة التعامل مع‬ ‫ترتيب نزول السورة‬
‫الطائفتـــن حـــال إرادة الفراق‪.‬‬
‫تعـــد التاســـعة والتســـعني علـــى‬
‫املشـــهور؛ بعـــد ســـورة اإلنســـان‪،‬‬
‫وقبـــل ســـورة الب ِّينـــة‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫بالنظـــر إلـــى مقاطعهـــا ميكـــن‬ ‫مطلع السورة‬


‫القـــول إنها بينت أحـــكام الطالق‬
‫مبـــا يـــدل علـــى أنهـــا أحـــكام‬ ‫افتتحت بالنداء عمو ًما‪ ،‬ثم هي‬
‫احلكيـــم العليـــم‪.‬‬ ‫خصوصا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مفتتحة بـنداء النبي [‬
‫ ‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫كعـــب ]‪ ،‬قـــال‪« :‬ملَّا نزلـــت اآليـــة ا َّلتي‬


‫أبـــي بـــن ٍ‬ ‫ذكـــر لهـــا ســـبب واحـــد‪ ،‬وهـــو عن ِّ‬
‫فـــي ســـورة البقـــرة فـــي ِعـــ َد ٍد مـــن ِعـــ َددِ ال ِّنســـاء‪ ،‬قالـــوا‪ :‬قد بقـــي ِعـــ َد ٌد مـــن ِع َددِ‬
‫عنهـــن احليـــض‪ ،‬وذوات‬ ‫َّ‬ ‫الصغـــار والكبـــار‪ ،‬وال مـــن انقطعـــت‬ ‫ال ِّنســـاء لـــم يذكـــرن ِّ‬
‫وجـــل اآليـــة ا َّلتـــي فـــي ســـورة ال ِّنســـاء (يعنـــي القصرى)‬ ‫َّ‬ ‫األحمـــال فأنـــزل اللـــه عـــ َّز‬
‫ﵛﭐﲪﲫﲬﲭﲮﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸ‬
‫ﲹﲺﲻﲼﲽﲾﲿﵚ (الطالق‪ ،)1()4 :‬وهو ســـبب يصور لنا شـــي ًئا‬
‫من عالقـــة الصحابة بالقرآن‪.‬‬

‫‪236‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة الطالق‬
‫ميكن تقسيمها إلى مقطعني؛ ندائي‪ ،‬فخربي‪ ،‬وخامتة تعريفية‪.‬‬
‫ففي املقطع األول (‪( )7-1‬املطلع الندائي) للنبي [‪ ،‬وأحـــكام الطالق الرجعي بصورتيه‪،‬‬
‫وأحكام الســـكن والنفقة للمعتدة‪ ،‬مع تكرار التبشـــير للمتقني‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثـــاين (‪( )11-8‬املطلـــع اخلبـــري)‪ ،‬واإلنـــذار للقـــرى العاتية عن أمـــر الله‬
‫ورســـله‪ ،‬والتذكيـــر مبنة الله على املؤمنني بالرســـول التالي للقرآن الكـــرمي‪ ،‬والوعد باجلزاء‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫احلســـن للمؤمنني‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪( )12‬املطلـــع التعريفي)‪ ،‬واإلشـــارة إلى حكمـــة خلق الســـماوات واألرضني‬
‫الســـبع‪ ،‬وتنزل األمـــر بينهن‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه احلاكم في املستدرك (‪ ،)492/2‬وصححه ووافقه الذهبي‪ ،‬وفيه ضعف النقطاعه‪.‬‬
‫هـــي اخلامســـة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها للتغابـــن أن فـــي آخـــر‬
‫تلـــك تنبيهـــا علـــى عـــداوة األزواج‬
‫واألوالد‪ ،‬وفـــي هـــذه بيانـــا لكيفية‬
‫التعامـــل مع الطائفتني حـــال إرادة‬
‫من طوال‬ ‫الفراق‪.‬‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬
‫إنها بينت أحكام‬ ‫الطالق‬
‫الطالق ‪.‬‬ ‫النساء القصرى‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪237‬‬ ‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬


‫سورة الطالق‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ذُكر لها سبب واحد ‪ ،‬وهو‬


‫تُعد التاسعة‬
‫سبب يصور لنا شيئا من‬ ‫والتسعني على‬
‫عالقة الصحابة بالقرآن ‪.‬‬ ‫املشهور بعد سورة‬
‫اإلنسان وقبل سورة‬
‫البينة‪.‬‬
‫افتتحت بالنداء عموماً‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫ثم هي مفتتحة بـنداء‬ ‫مدنية اتفاقا‪.‬‬ ‫مقطعني ندائي فخبري‪،‬‬
‫النبي[خصوصاً ‪.‬‬ ‫وخامتة تعريفية ‪:‬‬

‫اخلامتة (املطلع التعريفي)‪،‬‬ ‫املقطع الثاين (املطلع اخلبري)‪ ،‬واإلنذار‬ ‫املقطع األول (املطلع الندائي)‬
‫واإلشارة إلى حكمة خلق‬ ‫للقرى العاتية عن أمر الله ورسله‪،‬‬ ‫للنبي[‪ ،‬وأحكام الطالق الرجعي‬
‫السماوات واألرضني السبع‬ ‫والتذكير مبنة الله على املؤمنني بالرسول‬ ‫بصورتيه‪ ،‬وأحكام السكن والنفقة‬
‫وتنزل األمر بينهن‪.‬‬ ‫التالي للقرآن الكرمي‪ ،‬والوعد باجلزاء‬ ‫للمعتدة‪ ،‬مع تكرار التبشير‬
‫احلسن للمؤمنني‪.‬‬ ‫للمتقني‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪28‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪66‬‬
‫َم َدن َِّية على الراجح‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫النيب [‬ ‫التحرمي‬

‫التحرمي‪ :‬لوروده في افتتاحها‪.‬‬


‫النيب [‪ :‬لنداء النبي [ في افتتاحها‪ ،‬مع ذكره [ فيها‪.‬‬

‫‪238‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة التحرمي‬
‫هـــي السادســـة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬ ‫ال يعـــرف لها فضل خـــاص‪ ،‬وهي من‬
‫مناســـبتها للطـــاق أن فـــي تلـــك‬ ‫املفصل‪.‬‬
‫بيا ًنا ألحـــكام اخلصومة مع النســـاء‬
‫عمو ًمـــا‪ ،‬وفي هـــذه حدي ًثـــا عما وقع‬
‫مطلع السورة‬
‫خصوصـــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫مـــع أمهـــات املؤمنـــن‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫والســـورتان بعـــد متفقتـــا املطلـــع‪.‬‬ ‫افتتحـــت بالنـــداء عمو ًمـــا‪ ،‬ثم‬
‫هـــي مفتتحة بــــنداء النبي [‬
‫صا ‪.‬‬
‫خصو ً‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫الثامنـــة بعد املائة في عداد نزول‬


‫موضوع السورة‬
‫ســـور القـــرآن؛ نزلت بعد ســـورة‬
‫احلجرات‪ ،‬وقبل ســـورة اجلمعة‪،‬‬ ‫بالتأمـــل فـــي نزولهـــا‪ ،‬ومـــا جـــاء‬
‫ومـــع ترجيـــح كونهـــا مرتبطـــة‬ ‫فـــي فقراتهـــا؛ فـــإن أهم مـــا فيها‬
‫مباريـــة القبطيـــة يكـــون مطلعها‬ ‫ضـــرب الصـــورة املثلـــى للمـــرأة‬
‫متأخـــر النزول في حدود الســـنة‬ ‫املؤمنـــة التـــي تعـــد لبنة فـــي بناء‬
‫الســـابعة فمـــا بعدها‪.‬‬ ‫البيـــت املؤمـــن‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ثالث‪ :‬فقلت يا‬‫ذُكِ ـــر لنزولِ أولهِ ا ســـببان(‪ ،)1‬وقد ثبت عن عمر]‪« :‬وافقت ر ِّبـــي في ٍ‬
‫رســـول الله‪ ،‬لو اتَّخذنا من مقام إبراهيـــم مصلًّى‪ ،‬فنزلت‪:‬ﵛﭐﲱﲲﲳﲴﲵﲶﵚ‬
‫(البقـــرة‪ ،)125 :‬وآيـــة احلجـــاب‪ ،‬قلت‪ :‬يا رســـول الله‪ ،‬لو أمـــرت نســـاءك أن يحتجنب‪ ،‬فإ َّنه‬
‫مهـــن البـــ ُّر والفاجـــر‪ ،‬فنزلـــت آية احلجـــاب‪ ،‬واجتمع نســـاء النبي [ فـــي الغيرة‬ ‫يكلِّ ِّ‬
‫اجا َخيْـــ ًرا مِ نْ ُك َّن)‪ ،‬فنزلت هذه‬ ‫(ع َســـى َر ُّب ُه إ ْن َطلَّ َق ُك َّ‬
‫ـــن أ ْن يُبْدِ لَ ُه أ ْز َو ً‬ ‫عليـــه‪ ،‬فقلت لهن‪َ :‬‬
‫اآلية»(‪.)2‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪239‬‬
‫تقسم إلى ثالثة مقاطع؛ ندائيني‪ ،‬فخربي‪.‬‬
‫سورة التحرمي‬

‫ففـــي املقطع األول (‪( )5-1‬املطلع الندائـــي) للنبي [‪ ،‬والعتاب علـــى حترمي احلالل‪ ،‬مع‬
‫اإلشـــارة إلـــى حادثة في بيت النبـــوة‪ ،‬وحث بعض أمهـــات املؤمنني على التوبـــة‪ ،‬وحتذيرهن‬
‫مـــن اخملالفـــة‪ ،‬وبيـــان مكانـــة ســـيدنا رســـول اللـــه [‪ ،‬مـــع حتذيـــر أمهـــات املؤمنـــن من‬
‫اســـتبدالهن‪ ،‬وذكر خصائـــص املرأة املســـلمة املثلى‪.‬‬
‫ويف املقطع الثـــاين (‪ )9-6‬املطلع الندائـــي للمؤمنني‪ ،‬وأمـــر بوقاية أنفســـهم وأهليهم من‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫النـــار‪ ،‬فأمـــر بالتوبة النصـــوح‪ ،‬فأمر بجهاد الكافريـــن واملنافقـــن والغلظة عليهم‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثالث (‪ )12-10‬املطلـــع اخلبري‪ ،‬وضرب األمثال في اخلير والشـــر بنســـاء‬
‫مـــن الســـابقني‪ :‬امـــرأة نوح وامرأة لـــوط‪ ،‬فامرأة فرعـــون‪ ،‬واخلتم مبرمي بنـــت عمران‪.‬‬

‫(‪ )1‬سلك العلماء مسالك شتى في الترجيح أو اجلمع بني هذين السببني‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخــاري (‪ ،)402‬ولــم يذكــره احلميــدان صاحــب (الصحيــح مــن أســباب النــزول)‪ ،‬ويظهــر أنــه لــم يذكــره؛ ألنــه لــم يعتبــره ســبب نــزول‪ ،‬لكــن قــال‬
‫الســيوطي فــي اإلتقــان فــي النــوع العاشــر‪« :‬فيمــا نــزل مــن القــرآن علــى لســان بعــض الصحابــة»‪« :‬هــو فــي احلقيقــة نــوع مــن أســباب النــزول»‪.‬‬
‫هـــي السادســـة والســـتون ‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها للطـــاق أن فـــي تلـــك‬
‫بيا ًنا ألحـــكام اخلصومة مع النســـاء‬
‫عمومـــا‪ ،‬وفـــي هذه حديثـــا عما وقع‬
‫مـــع أمهـــات املؤمنـــن خصوصـــا‪،‬‬
‫من طوال‬ ‫من املفصل الذي فضل والســـورتان بعـــ ُد متفقتـــا املطلـــع‪.‬‬
‫املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬
‫أهم ما فيها ضرب‬
‫الصورة املثلى للمرأة‬
‫التحرمي‬
‫املؤمنة التي تُعد لبنة‬
‫والنبي [‪.‬‬
‫في بناء البيت املؤمن‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫‪240‬‬

‫سورة التحرمي‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ذُكر لنزول أولها سببان‪،‬حديث‬
‫الثامنة بعد املائة‬
‫عمر ‪-‬رضي الله عنه‪: -‬‬ ‫في عداد نزول سور‬
‫وافقت ربي في ثالث‪ :‬منها‬ ‫القرآن نزلت بعد‬
‫‪ ...‬واجتمع نساء النبي [‬ ‫سورة احلجرات وقبل‬
‫في الغيرة عليه‪ ،‬فقلت لهن‪:‬‬ ‫سورة اجلمعة‪.‬‬
‫افتتحت بالنداء (عسى ربه إن طلقكن أن يبدله‬
‫تقسم إلى ثالثة‬
‫عموماً ‪ ،‬ثم هي أزواجا خيرا منكن)‪ ،‬فنزلت‬ ‫مدنية اتفاقا‪.‬‬ ‫مقاطع ندائيني‬
‫هذه اآلية «‪.‬‬ ‫مفتتحة بـنداء‬ ‫فخبري‪:‬‬
‫النبي [خصوصاً‪.‬‬

‫املقطع الثالث ملطلع اخلبري‬ ‫املقطع الثاين املطلع الندائي‬ ‫املقطع األول (املطلع الندائي) للنبي‬
‫وضرب األمثال في اخلير‬ ‫للمؤمنني‪ ،‬وأمر بوقاية أنفسهم‬ ‫[‪ ،‬والعتاب على حترمي احلالل‪ ،‬مع‬
‫والشر بنساء من السابقني‪:‬‬ ‫وأهليهم من النار‪ ،‬فأمر بالتوبة‬ ‫اإلشارة إلى حادثة في بيت النبوة‪،‬‬
‫امرأة نوح و امرأة لوط‪ ،‬فامرأة‬ ‫النصوح‪ ،‬فأمر بجهاد الكافرين‬ ‫وحث بعض أمهات املؤمنني على‬
‫فرعون‪ ،‬واخلتم مبرمي بنت‬ ‫واملنافقني والغلظة عليهم‪.‬‬ ‫التوبة‪ ،‬وحتذيرهن من اخملالفة‪.‬‬
‫عمران ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪29‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪67‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫املانعة‬ ‫تبارك‬ ‫امللك‬

‫امللك‪ :‬الفتتاحها بتقديس وتعظيم الله نفسه الذي بيده امللك‪.‬‬


‫تبارك‪ :‬الفتتاحها بهذا اللفظ‪.‬‬
‫املانعـــة‪ :‬ســـميت بذلك؛ ألنهـــا متنـــع صاحبها مـــن عـــذاب القبر‪ .‬ثبـــت عن ابن‬
‫مســـعود ] أنهـــا متنع من عـــذاب القبـــر (فهي املانعـــة)(‪.)1‬‬
‫‪241‬‬
‫سورة امللك‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي الســـابعة والســـتون‪ ،‬ولعل من‬ ‫مـــن فضائلها ما عن أبـــي هريرة ]‪،‬‬
‫مناســـبتها أن التحـــرمي والطـــاق‬ ‫عـــن النبي [‪ ،‬أ َّنه قال‪َّ :‬‬
‫«إن ســـور ًة من‬
‫احتوتـــا علـــى أحـــكام فناســـب‬ ‫لرجل حتَّى‬
‫ٍ‬ ‫القرآن‪ ،‬ثالثون آي ًة‪ ،‬شفعت‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫التذكيـــر فـــي هـــذه أن امللـــك للـــه‬ ‫غفر لـــه‪ ،‬وهـــي‪:‬ﭐﵛﭐﱁﱂﱃﱄﵚ‬


‫نظيـــر مـــا ختمت به ســـور ســـابقة‬ ‫(امللـــك‪ ،)2( »)1 :‬ومـــن الســـنة أن تقـــرأ كل‬
‫في غيـــر امل ُ َف َّصـــل كاملائـــدة والنور‪.‬‬ ‫ليلـــة مـــع الســـجدة‪ ،‬كما م َّر في ســـورة‬
‫السجدة‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعد السادســـة والســـبعني؛ بعد املؤمنون‪ ،‬وقبـــل احلاقة‪ ،‬وتكرار اســـم الرحمن‬
‫فيها قد يشـــعر بوقت تقريبـــي لنزولها‪.‬‬

‫مرفوعا (‪.)1140‬‬
‫ً‬ ‫وحسنه في الصحيحة‬
‫ّ‬ ‫(‪ )1‬أخرجه احلاكم في املستدرك (‪ ،)498/2‬وينظر‪ :‬صحيح الترغيب (‪،)1475‬‬
‫(‪ )2‬املسند‪ ،‬وحسنه محققوه لغيره (‪ ،)353/13‬وينظر‪ :‬صحيح الترغيب (‪.)1474‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫مطلع السورة‬

‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫افتتحــت بالثنــاء عمو ًمــا‪ ،‬ثــم هــي‬
‫خصوصــا‪،‬‬
‫ً‬ ‫مفتتحــة بالتبريــك‬
‫وتشــاركها فــي البــدء بالتبريــك‬
‫ســورة واحــدة هــي الفرقــان‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫النظر في كثير من آياتها يرشـــد أن موضوعهـــا التعريف بالله وملكه للمخلوقات‬


‫عمو ًما تعري ًفا يعلق القلوب به ‪-‬سبحانه وتعالى‪ -‬ويوصلها إلى خشيته‪  .‬‬
‫‪242‬‬

‫سورة امللك‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫حتذير‬
‫تعريف‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وتهديد‬ ‫ميكن تقســـيمها إلى قســـمني أولهمـــا تعريف‪،‬‬
‫والثانـــي حتذير وهتديد‪.‬‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )14-1‬ففيـــه (املطلـــع‬
‫الثنائـــي)‪ ،‬وتعريـــف باللـــه ومبلكـــه وبحكمـــة‬
‫اخللـــق مـــع الترهيـــب والترغيـــب‪.‬‬
‫ويف القســـم الثاين (‪( )30-15‬املطلع التعريفـــي)‪ ،‬وتهديـــدات وحتذيـــرات للغافلني عن‬
‫ملـــك اللـــه وقدرته توقـــظ تلك احلقائـــق في القلـــب وتقويها‪.‬‬
‫هـــي الســـابعة والســـتون ‪ ،‬ولعل من‬
‫مناســـبتها أن التحـــرمي والطـــاق‬ ‫عن أبي هريرة‪ ،‬عن النبي [ أنه‬
‫احتوتـــا علـــى أحـــكام فناســـب‬ ‫قال‪ « :‬إن سورة من القرآن‪ ،‬ثالثون‬
‫التذكيـــر في هـــذه أن امللك لله نظير‬ ‫آية‪ ،‬شفعت لرجل حتى غفر له‪،‬‬
‫مـــا ختمت به ســـور ســـابقة في غير‬ ‫وهي‪:‬ﵛﭐﱁﱂﱃﱄﵚ‪ ،‬و أن النبي‬
‫من طوال‬ ‫املفصـــل كاملائـــدة والنـــور‪.‬‬ ‫[ كان «ال ينام حتى يقرأ الم تنزيل‬
‫التعريف بالله وملكه‬ ‫املفصل‬ ‫السجدة وتبارك الذي بيده امللك»‪.‬‬
‫للمخلوقات عموما‬
‫تعريفا يعلق القلوب‬
‫به سبحانه وتعالى‬ ‫امللك ‪ ،‬تبارك ‪،‬‬
‫ويوصلها إلى خشيته‪.‬‬ ‫املانعة‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪243‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة امللك‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يذكر لها سبب‬ ‫تُعد السادسة‬


‫نزول‪.‬‬ ‫والسبعني بعد‬
‫املؤمنون وقبل‬
‫احلاقة‪.‬‬

‫افتتحت بالثناء عموماً‪،‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫قسمني أولهما تعريف‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد ثم هي مفتتحة بلفظ‬
‫ﵛﭐﱁ} خصوصاً‪.‬‬ ‫والثاني حتذير وتهديد استثناء شيء منها‪.‬‬

‫القسم الثاين (املطلع التعريفي)‬ ‫القسم األول (املطلع‬


‫وتهديدات وحتذيرات للغافلني‬ ‫الثنائي)‪ ،‬وتعريف بالله‬
‫عن ملك الله وقدرته توقظ وتقوي‬ ‫ومبلكه وبحكمة اخللق مع‬
‫تلك احلقائق في القلب‪.‬‬ ‫الترهيب والترغيب‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪29‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪68‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫ﵛﭐﱹﵚ‬ ‫القلم‬

‫القلم ‪:‬الفتتاحها مبا أقسم الله به‪.‬‬


‫ن‪ :‬الفتتاحها بحرف ﵛﭐﱹﵚ‪.‬‬

‫‪244‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــــــــي الثامنـــة والســــــتون‪ ،‬ومـــــن‬

‫سورة القلم‬
‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للملـــك أن آخـــر تلـــك‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫مناســـب ملـــا أصاب أصحـــاب اجلنة‬ ‫مرفوعا‪.‬‬ ‫ثابتًـــا‬
‫ً‬
‫املذكوريـــن فـــي هـــذه‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مطلع السورة‬ ‫تعـــد الثانيـــة؛ بعـــد العلـــق‪ ،‬وقبـــل‬
‫املزمـــل‪ ،‬وفيه نظر ظاهـــر‪ ،‬ومخالفة‬
‫افتتحـــت بحـــروف التهجـــي‬ ‫ملـــا ثبـــت فـــي نـــزول املدثـــر‪ ،‬مـــع‬
‫عمو ًمـــا‪ ،‬ثـــم هـــي مفتتحـــة بــــ‬ ‫اشـــتمالها علـــى حجـــاج مـــع الكفار‬
‫خصوصـــا فهـــي فريدة‬
‫ً‬ ‫ﵛﭐﱹﵚ‬ ‫يشـــعر بتأخـــر نســـبي في النـــزول‪،‬‬
‫فـــي افتتاحهـــا‪.‬‬ ‫وهـــي الثانية فـــي جميـــع الروايات؛‬
‫فلعل املقصود بعضها دون ما يشـــعر‬
‫بتأخـــر نســـبي في النـــزول‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫بالتأمـــل في فقراتهـــا ميكن أن يقـــال إن موضوعها املقارنة بني املســـلمني‬


‫ً‬
‫وصـــول إلـــى أن العاقبـــة للمتقـــن تثبيتًا للنبـــي [‪ ،‬ومن معه‬ ‫واجملرمـــن‬
‫مـــن املؤمنني‪.‬‬
‫‪245‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫سورة القلم‬

‫تقسم إلى قسمني؛ أوهلا مقارنتان وسطهما قصة‪ ،‬والثاين هتديد وتثبيت‪.‬‬
‫أما القســـم األول (‪ )41-1‬ففيه (املطلـــع احلرفـــي)‪ ،‬ومقارنات بـــن الفريقـــن؛ تخللتها‬
‫قصـــة فـــي ثالثـــة مقاطـــع (‪ )17 ،1‬فيها‪ :‬بيـــان كمـــاالت النبـــي الكـــرمي [‪ ،‬والتحذير من‬
‫طاعـــة أصحـــاب اخللـــق الذميم من الكافريـــن‪ ،‬مع اإلشـــارة إلى ما عندهم مـــن مال وبنني‪،‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫وأنـــه ســـبب لبعـــض تصرفاتهم الذميمـــة‪ ،‬مث قصة تبني أن مـــا ميلكه اإلنســـان معرض في‬
‫أي حلظـــة للـــزوال‪ ،‬ثم عـــودة للمقارنة بـــن الفريقني‪.‬‬
‫وأما القســـم الثاين (‪ )52 -18‬ففيـــه (مطلع ظرفـــي)‪ ،‬وتهديـــد للكافرين وتثبيت لســـيد‬
‫املرســـلني فـــي مقطعـــن (‪ )48 ،42‬فيهما‪ :‬إخبار ببعض ما ســـيحدث يوم الديـــن للمكذبني‪،‬‬
‫والتهديـــد باســـتدراج املكذبـــن‪ ،‬مـــع إقامـــة احلجـــة عليهم‪ ،‬ثـــم تثبيـــت للنبـــي [‪ ،‬وأمره‬
‫بالصبـــر‪ ،‬مـــع اخلتم بإظهار ضـــال كيـــد الكفار‪ ،‬مـــع الثناء علـــى القرآن‪.‬‬
‫هـــي الثامنة والســـتون ‪ ،‬ومن‬
‫مناســـبتها للملك أن أخر تلك‬
‫مناســـب ملا أصـــاب أصحاب‬
‫اجلنـــة املذكورين فـــي هذه‪.‬‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫من طوال املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬
‫املقارنة بني املسلمني‬
‫واجملرمني وصوال إلى‬
‫أن العاقبة للمتقني‪.‬‬ ‫القلم‪ ،‬ن ‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪246‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة القلم‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ليس لها سبب‬
‫تُعد الثانية بعد العلق‬
‫نزول‪.‬‬ ‫وقبل املزمل‪.‬‬

‫افتتحت بحروف التهجي عموماً‪،‬‬ ‫تقسم إلى قسمني؛ أولها‪:‬‬


‫ثم هي مفتتحة بـ( ن ) خصوصاً‬ ‫مكي ٌة اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫مقارنتان وسطهما قصة‪،‬‬
‫فهي فريدة في افتتاحها‪.‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫والثاني‪ :‬تهدي ٌد وتثبيت‬
‫منها‪.‬‬

‫القسم الثاين (مطلع ظرفي)‪،‬‬ ‫القسم األول (املطلع‬


‫وتهديد للكافرين وتثبيت لسيد‬ ‫احلرفي)‪ ،‬و مقارنات بني‬
‫املرسلني ‪ ،‬مع اخلتم بإظهار ضالل‬ ‫الفريقني تخللتها قصة ‪ ،‬وبيان‬
‫كيد الكفار‪ ،‬مع الثناء على القرآن‪.‬‬ ‫كماالت النبي الكرمي [‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪29‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪69‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫(‪)1‬‬
‫احلاقة‬

‫احلاقة‪ :‬الفتتاحها بها‪ ،‬وتكرارها في مطلعها‪.‬‬

‫‪247‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬


‫سورة احلاقة‬

‫هـــي التاســـعة والســـتون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للقلم أن احلاقة فصلت‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫في يـــوم القيامـــة الذي أشـــير إليه‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫فـــي آخـــر تلك‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬


‫ترتيب نزول السورة‬
‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬
‫تعـــد الســـابعة والســـبعني؛ بعـــد‬
‫امللـــك‪ ،‬وقبـــل املعارج‪.‬‬

‫(‪ )1‬احلاقــة مــن أســماء القيامــة‪ ،‬ســميت بهــذا االســم؛ ألنــه يتحقــق فيهــا وعــد اللــه مــن البعــث واحلســاب واجلــزاء‪ ،‬أو ألنهــا تعــرف فيهــا حقائــق األمــور (مــن‬
‫اجلاللــن وحاشــية اجلمــل)‪.‬‬
‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫بالتأمـــل فـــي فقرتيها جند أنها تؤكـــد أن القيامة حـــق‪ ،‬وأن القـــرآن الذي أثبت‬
‫القيامة حـــق ً‬
‫أيضا‪.‬‬

‫‪248‬‬
‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة احلاقة‬
‫القرآن‬ ‫القيامة‬
‫تقســـم إلـــى قســـمني؛ أولهمـــا عـــن القيامة‪،‬‬
‫والثانـــي عـــن القرآن‪.‬‬
‫أمـــا القســـم األول (‪ )37-1‬ففيـــه (املطلـــع‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫اخلبـــري) املهـــ ِّول للحاقـــة‪ ،‬وذكـــر عاقبـــة‬
‫املكذبـــن بالقارعـــة‪ ،‬ووصـــف لبعـــض مواقـــف ذلـــك اليـــوم العظيـــم‪.‬‬
‫ويف القســـم الثاين (‪( )52-38‬املطلع القسمي) املســـبوق بـ(ال)‪ ،‬وتوكيد أن القرآن ‪ -‬الذي‬
‫أخبرنـــا باحلاقـــة والبعـــث‪ -‬حـــق والثناء عليه‪ ،‬ونفـــي االدعـــاءات الباطلة عنه مع اإلشـــارة‬
‫إلى أحـــوال الناس معه‪.‬‬
‫هـــي التاســـعة والســـتون ‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها أن ســـورة احلاقة فصلت‬
‫في يـــوم القيامـــة الذي أشـــير إليه‬
‫من املفصل الذي فـــي آخـــر ســـورة القلم‪.‬‬
‫من طوال املفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬

‫تؤكيد أن القيامة حق ‪،‬‬


‫وأن القرآن الذي أثبت‬ ‫احلاقة‬
‫القيامة حق أيضا‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪249‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة احلاقة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬


‫تُعد السابعة‬
‫والسبعني بعد امللك‬
‫وقبل املعارج‪.‬‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫تقسم إلى قسمني؛‬


‫أولهما عن القيامة‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد‬
‫والثاني عن القرآن‪ .‬استثناء شيء منها‪.‬‬

‫القسم الثاين (املطلع القسمي)‬ ‫القسم األول (املطلع‬


‫املسبوق بـ(ال) ‪ ،‬وتوكيد أن‬ ‫اخلبري) امله ِّول للحاقة‪،‬‬
‫القرآن حق والثناء عليه ‪ ،‬ونفي‬ ‫وذكر عاقبة املكذبني‬
‫االدعاءات الباطلة عنه مع‬ ‫بالقارعة‪ ،‬ووصف لبعض‬
‫اإلشارة إلى أحوال الناس معه‪.‬‬ ‫مواقف ذلك اليوم العظيم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪29‬‬ ‫‪44‬‬ ‫‪70‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫الواقع‬ ‫سأل‬ ‫املعارج‬

‫املعارج‪ :‬لذكر لفظ املعارج في أوائلها‪.‬‬


‫سأل‪ :‬الفتتاح السورة بها‪.‬‬
‫الواقع‪ :‬لورودها في افتتاحها‪.‬‬
‫‪250‬‬

‫سورة املعارج‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هــــــــــي الســـبعون‪ ،‬ومن مناســـبتها‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫للحاقـــة تتمة احلديث عـــن القيامة‪.‬‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ترتيب نزول السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫تعد الثامنة والســـبعني؛ بعد احلاقة‪،‬‬


‫وقبـــل النبـــأ‪ ،‬وفيهـــا مـــن مواقـــف‬ ‫لهـــا ســـبب نـــزول واحـــد‪ ،‬بـــن أن‬
‫الكفـــار مـــا يدل علـــى تأخر نســـبي‬ ‫الســـائل فـــي مطلعها هـــو النضر بن‬
‫فـــي النزول‪.‬‬ ‫احلـــارث بـــن كلـــدة ممـــا يعـــن على‬
‫حتديـــد لترتيـــب النـــزول‪.‬‬

‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬


‫موضوع السورة‬

‫مـــن موضوعـــات الســـورة الظاهـــرة احلديـــث عـــن مواقـــف الكافريـــن‪،‬‬


‫واملطلـــوب جتاههـــم‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫تقسم إلى مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬وقسم وحيد فيه رد على الكفار‪ ،‬ومدد لألبرار‪.‬‬
‫ففي املقدمـــة (‪ )4-1‬مطلع خبـــري‪ ،‬وذكر اســـتعجال الكافريـــن العذاب‪ ،‬مع بيـــان عظمة‬
‫‪251‬‬ ‫رب األرباب‪.‬‬
‫ويف القســـم الوحيد (‪ )35-5‬مطلع إنشـــائي‪ ،‬وتثبيت‪ ،‬وتهديد‪ ،‬وحتذير وإرشـــاد في ثالثة‬
‫مقاطـــع (‪ )19 ،8 ،5‬فيهـــا‪ :‬تثبيت وتطمني لســـيد املرســـلني‪ ،‬ثـــم بيان عاقبـــة املكذبني بيوم‬
‫سورة املعارج‬

‫الديـــن‪ ،‬ثـــم ذم وحتذير مـــن الهلع الـــذي يوجد في اإلنســـان‪ ،‬معق ًبـــا باإلرشـــاد إلى أخالق‬
‫للمؤمنـــن تخرجهـــم عن هـــذا اخللق الذميـــم‪ ،‬مع وعدهـــم باإلكرام في جنـــات النعيم‪.‬‬
‫ويف اخلامتة (‪ )44-36‬املطلع اإلنشـــائي‪ ،‬وعـــودة إلى التعجيب مـــن الكافرين‪ ،‬وتهديدهم‪،‬‬
‫واألمـــر بتركهـــم في خوضهم ولعبهم إلـــى أن يأتيهم يومهـــم الذي يوعدون‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي الثامنة و الســـبعون‪،‬‬
‫ومـــن مناســـبتها للحاقة‬
‫تتمـــة احلديـــث عـــن‬
‫من املفصل الذي فضل‬
‫من طوال املفصل‬ ‫القيامـــة‪.‬‬
‫به نبينا [‪.‬‬
‫من موضوعات السورة‬
‫الظاهرة احلديث عن‬
‫مواقف الكافرين‪،‬‬ ‫املعارج ‪ ،‬سأل ‪،‬‬
‫واملطلوب جتاههم‪.‬‬ ‫والواقع‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪252‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة املعارج‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لها سبب نزول واحد‬
‫تُعد الثامنة والسبعني‬
‫‪ ،‬بني أن السائل في‬ ‫بعد احلاقة وقبل‬
‫مطلعها هو النضر بن‬ ‫النبأ‪.‬‬
‫احلارث بن كلدة ‪.‬‬

‫افتتحت بجملة‬ ‫تقسم إلى مقدمة‪،‬‬


‫خبرية‪.‬‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫وقسم وحيد‪،‬‬
‫يصح استثناء شيء‬ ‫وخامتة ‪:‬‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة (املطلع اإلنشائي)‪،‬‬ ‫القسم الوحيد (مطلع‬ ‫املقدمة (مطلع خبري)‪ ،‬وذكر‬
‫وعودة إلى الكافرين‪ ،‬وتهديدهم‪،‬‬ ‫إنشائي)‪ ،‬و تثبيت‪ ،‬وتهديد‪،‬‬ ‫استعجال الكافرين العذاب‬
‫واألمر بتركهم في خوضهم‬ ‫وحتذير وإرشاد ‪.‬‬ ‫مع بيان عظمة رب األرباب‪.‬‬
‫ولعبهم إلى أن يأتيهم يومهم الذي‬
‫يوعدون‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪71‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫نوح‬

‫نوح‪ :‬لذكر قصته فيها‪ ،‬وقد شملت القصة آيات السورة كلها‪.‬‬

‫‪253‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي الواحـــدة والســـبعون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫سورة نوح‬

‫مناســـبتها للمعارج‪ ،‬أن تلك ختمت‬ ‫ال مســـتق ً‬


‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫ٍ‬
‫بتهديـــد باإلهـــاك‪ ،‬وهـــذه قصـــت‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫نـــوح امل ْهلَكني‪.‬‬
‫قصـــة قـــوم ٍ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬


‫ترتيب نزول السورة‬
‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬
‫تعـــد الثالثـــة والســـبعني؛ بعد‬
‫الســـجدة‪ ،‬وقبـــل الطور‪.‬‬
‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫متمحضة لقصة نـــوح \ مع قومـــه‪ ،‬وفيها‬


‫ِّ‬ ‫مـــن اســـمها ومحتواهـــا نعلم أنهـــا‬
‫منـــوذج عظيم للدعـــاة‪ ،‬مع حتذيـــر املكذبني‪.‬‬

‫‪254‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة نوح‬
‫ميكن تقسيمها إلى مقدمة وخامتة‪ ،‬ومقطع وحيد يف قصة نوح \‪.‬‬
‫أمـــا املقدمة (‪ )1‬ففيها (املطلـــع التعريفي) املؤكد مع نـــون العظمة‪ ،‬واإلخبار بإرســـال نوح‬
‫\ إلى قومه إلنذارهـــم العذاب األليم‪.‬‬
‫وأمـــا املقطع الوحيـــد (‪ )25-2‬ففيه (املطلـــع اخلبـــري)‪ ،‬واإلخبـــار مبا حـــدث لنوح مع‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫قومـــه في أربعـــة مقاطـــع (‪ ،)25 ،21 ،5 ،2‬فيها‪ :‬دعـــوة نوح \ لقومه إجمـــاالً مث دعوته‬
‫ً‬
‫تفصيـــا‪ ،‬مث بيـــان موقف قومـــه وعصيانهـــم‪ ،‬مع دعـــاء مجمل عليهـــم بالضالل‪ ،‬مث‬ ‫لهـــم‬
‫ذكـــر هالكهم‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪( )28-26‬املطلع اخلبري) عن قول نوح \‪ ،‬وذكـــر دعاء نوح \ بهالك‬
‫الكافرين واملغفرة للمؤمنني‪.‬‬
‫هـــي الواحـــدة والســـبعون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها للمعـــارج أن تلـــك ختمت‬
‫بتهديـــد باإلهـــاك وهـــذه قصـــت‬
‫من املفصل الذي قصـــة قـــوم نـــوح املهلكني‪.‬‬
‫من طوال املفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬
‫قصة نوح عليه السالم‬
‫مع قومه‪ ،‬وفيها منوذج‬
‫عظيم للدعاة مع‬ ‫نوح‬
‫حتذير املكذبني‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪255‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة نوح‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬


‫تُعد الثالثة والسبعني‬
‫بعد السجدة وقبل‬
‫الطور‪.‬‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مقدمة ‪ ،‬وقسم وحيد ‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫وخامتة ‪:‬‬

‫اخلامتة (املطلع اخلبري) عن‬ ‫املقطع الوحيد (املطلع‬ ‫املقدمة (املطلع التعريفي) املؤكد‬
‫قول نوح‪ ،‬وذكر دعائه بهالك‬ ‫اخلبري) ‪ ،‬واإلخبار مبا حدث‬ ‫مع نون العظمة‪ ،‬واإلخبار بإرسال‬
‫الكافرين واملغفرة للمؤمنني‪.‬‬ ‫لنوح مع قومه‪.‬‬ ‫نوح إلى قومه إلنذارهم العذاب‬
‫األليم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪72‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫ﵛﭐ ﱁﱂﵚ‬ ‫اجلن‬

‫اجلن‪ :‬لذكر اســـتماعهم للنبي [ في الســـورة‪ ،‬وما ترتب على ذلـــك من إميانهم‬
‫ودعوتهم‪.‬‬
‫ﵛﭐ ﱁﱂﵚ‪ :‬ألن السورة مفتتح ٌة بها في أولها‪.‬‬
‫‪256‬‬

‫سورة اجلن‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي الثانيـــة والســـبعون‪ ،‬ولعـــل من‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها لنـــوح أن هـــذه أعطـــت‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫منوذجـــا ملن آمـــن فصـــارت كالتتمة‬
‫ً‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لتلك ‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد التاســـعة والثالثـــن؛ بعـــد‬


‫مطلع السورة‬
‫األعـــراف‪ ،‬وقبـــل يس‪ ،‬وذكـــر رصد‬
‫افتتحت باألمر‪.‬‬ ‫الشـــهب ملســـترقي الســـمع فيها قد‬
‫يشـــعر بالتبكيـــر فـــي النـــزول‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫اس ]‪،‬‬ ‫لهـــا ســـبب نزول واحد متعلق باســـتماع اجلن للقـــرآن؛ فعن عبد الله بـــن ع َّب ٍ‬
‫ٍ‬
‫عـــكاظ‪ ،‬وقد‬ ‫ٍ‬
‫طائفة مـــن أصحابـــه عامدين إلى ســـوق‬ ‫قـــال‪ :‬انطلـــق النبـــي [ فـــي‬
‫الشياطني‬ ‫الشـــهب‪ ،‬فرجعت َّ‬ ‫الســـماء‪ ،‬وأرســـلت عليهم ُّ‬
‫الشـــياطني وبني خبر َّ‬‫حيل بني َّ‬
‫الســـماء‪ ،‬وأرســـلت علينا‬ ‫إلـــى قومهـــم‪ ،‬فقالوا‪ :‬مـــا لكم؟ فقالـــوا‪ :‬حيل بيننا وبني خبر َّ‬
‫الشـــهب‪ ،‬قالـــوا‪ :‬ما حال بينكم وبني خبر الســـماء َّإل شـــيءٌ حدث‪ ،‬فاضربوا مشـــارق‬ ‫ُّ‬
‫األرض ومغاربهـــا‪ ،‬فانظـــروا ما هـــذا الذي حال بينكـــم وبني خبر الســـماء‪ ،‬فانصرف‬
‫ٍ‬
‫عكاظ‪،‬‬ ‫توجهـــوا نحو تهامة إلى النبي [ وهو بنخلة عامدين إلى ســـوق‬ ‫أولئـــك الذين َّ‬
‫فلما ســـمعوا القرآن اســـتمعوا لـــه‪ ،‬فقالوا‪ :‬هذا‬ ‫وهـــو يص ِلّـــي بأصحابه صالة الفجر‪َّ ،‬‬
‫‪257‬‬ ‫واللـــه الـــذي حال بينكم وبني خبر الســـماء‪ ،‬فهنالـــك حني رجعوا إلى قومهـــم‪ ،‬وقالوا‪:‬‬
‫يا قومنـــا‪:‬ﵛﱊﱋﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﵚ (اجلـــن‪ ،)2 :‬فأنزل‬
‫الله علـــى نب ِّيهﵛ ﭐﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﱈﵚ(اجلـــن‪)1 :‬وإ َّنما أوحي إليـــه قول اجلن»(‪.)1‬‬
‫سورة اجلن‬

‫موضوع السورة‬

‫ميكـــن بالنظر إلـــى فقرتيها أن يقال إنهـــا تعرض النموذج للموقـــف الصحيح من‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫الرســـالة‪ ،‬مع تعليم الرســـول كيفيـــة تبليغ الدعوة‪ ،‬ومـــا يقوله للمدعوين‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫تقسم إلى مقطعني تلقينيني‪.‬‬


‫أما املقطـــع األول (‪ )19-1‬ففيـــه (املطلـــع التلقيني)‪ ،‬واإلخبـــار بوحي من اللـــه يبني كالم‬
‫ملعـــان أخرى‬
‫ٍ‬ ‫اجلـــن بعـــد اســـتماعهم للقرآن مبـــا يعد خالصـــة لفهمهـــم لإلســـام‪ ،‬فبيان‬
‫أوحاهـــا الله إلى الرســـول [‪.‬‬
‫ويف املقطع الثاين (‪( )28-20‬املطلـــع التلقيني)‪ ،‬وتوجيهات لرســـول الله [ تكمل إيضاح‬
‫الدين‪ ،‬وتبني مهام ســـيد املرســـلني‪ -‬عليه أزكى الصالة وأمت التســـليم‪.-‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪- )773‬واللفظ له ‪ ،-‬ومسلم (‪.)449‬‬


‫هي الثانية والســـبعون‪ ،‬ولعل‬
‫من مناســـبتها لنـــوح أن هذه‬
‫أعطـــت منوذجـــا ملـــن آمـــن‬
‫من املفصل الذي فضل فصـــارت كالتتمـــة لتلك‪.‬‬
‫من طوال املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬
‫تعرض النموذج للموقف‬
‫الصحيح من الرسالة‬
‫مع تعليم الرسول كيفية‬
‫تبليغ الدعوة ‪.‬‬ ‫اجلن ‪ ،‬قل أوحي‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪258‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة اجلن‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لها سبب نزول واحد‬
‫تُعد التاسعة والثالثني‬
‫متعلق باستماع اجلن‬ ‫بعد األعراف وقبل‬
‫للقرآن‪.‬‬ ‫يس‪.‬‬

‫افتتحت باألمر (قل‬ ‫تقسم إلى مقطعني‬


‫أوحي) ‪.‬‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫تلقينيني‪:‬‬
‫يصح استثناء شيء‬
‫منها‪.‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع‬ ‫املقطع األول (املطلع التلقيني) ‪ ،‬واإلخبار بوحي‬


‫التلقيني) ‪ ،‬وتوجيهات لرسول‬ ‫من الله يبني كالم اجلن بعد استماعهم للقرآن‬
‫الله [ تكمل إيضاح الدين‪.‬‬ ‫ملعان‬
‫مبا يعد خالصة لفهمهم لإلسالم‪ ،‬فبيان ٍ‬
‫أخرى أوحاها الله إلى الرسول [‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪29‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪73‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫املزمل‬

‫املزمل‪ :‬الفتتاحها بنداء النبي [ بهذا الوصف‪.‬‬

‫‪259‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬


‫سورة املزمل‬

‫هـــي الثالثـــة والســـبعون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للجـــن أن تلـــك ختمت‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫بخصوصية الرســـل‪ ،‬وهذه افتتحت‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫بخطـــاب الرســـول [‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثالثة؛ بعد القلـــم‪ ،‬وقبل املدثـــر‪ ،‬والروايات الصحيحة تدفـــع أن تكون القلم‬
‫ســـابقة لهـــا‪ ،‬كما أن ظاهر مـــا في الصحيـــح أن املدثر تلت العلق‪ ،‬كما ســـيأتي في‬
‫نـــزول املدثر‪ ،‬وفـــي الروايات ما يدل علـــى تنجيمها‪ ،‬وإمكانيـــة التأريخ ملقاطعها‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ذكـــر لها ســـبب نـــزول وحيد‪ ،‬وهو مـــا ورد عن ابـــن عباس ] قـــال‪« :‬ملَّـــا نزلت أ َّول‬
‫امل َّز ِّمـــل‪ ،‬كانـــوا يقومـــون نح ًوا من قيامهم في شـــهر رمضـــان‪ ،‬حتَّى نـــزل آخرها‪ ،‬وكان‬
‫وآخرها ســـن ٌة»(‪.)1‬‬
‫ِ‬ ‫بـــن أ َّولهِ ا‬

‫مطلع السورة‬
‫موضوع السورة‬
‫افتتحــت بالنــداء عمو ًمــا‪ ،‬ثــم هــي‬
‫التأمـــل فـــي مقاطعهـــا يبـــن‬ ‫خصوصا‪،‬‬
‫ً‬ ‫مفتتحــة بـــنداء النبــي [‬ ‫‪260‬‬
‫أنها مبثابـــة التجهيز اإلمياني‬ ‫وقــد وقــع نــداؤه [ فــي هــذا املطلــع‬
‫للدعـــاة إلـــى الله‪.‬‬ ‫بوصــف التزمــل‪.‬‬

‫سورة املزمل‬
‫مقاطع السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ميكن تقسيمها إلى ثالثة أقسام؛ أوامر‪ ،‬وهتديد‪ ،‬وختفيف‪.‬‬
‫أما القســـم األول (‪ )9-1‬ففيه (املطلع الندائي) للرســـول [ بوصفه املزمل‪ ،‬وبيان احلد‬
‫األعلـــى املطلوب من الداعية الســـائر إلـــى الله من قيام الليـــل والذكر والتبتل‪.‬‬
‫القســـم الثاين (‪ )19 -10‬األمـــر بالصبر علـــى أقوال الكفـــار وهجرهم الهجـــر اجلميل‪،‬‬
‫وإنـــذار الكافريـــن‪ ،‬والتذكيـــر بعاقبـــة فرعـــون في تكذيبه ملوســـى \‪ ،‬واخلتم باإلشـــارة‬
‫إلى أن في الســـورة ســـبي ً‬
‫ال إلـــى الله‪.‬‬
‫وأما القســـم الثالـــث (‪ )20‬ففيـــه (املطلـــع التعريفي) املؤكـــد‪ ،‬فبيـــا ٌن لتخفيـــف األحكام‬
‫الـــواردة أول الســـورة‪ ،‬مـــع احلـــث على عمـــل اخلير‪،‬‬

‫(‪ )1‬رواه أبي داود‪ ،‬وسكت عنه‪ ،‬وصححه األلباني في تعليقه املط َّول على سنن أبي داود (‪.)1305‬‬
‫هي الثالثة والسبعون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للجن أن تلك ختمت‬
‫بخصوصية الرسل ‪ ،‬وهذه‬
‫افتتحت بخطاب الرسول [‪.‬‬ ‫من املفصل الذي‬
‫من طوال املفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬

‫التجهيز اإلمياني‬
‫للدعاة إلى الله‪.‬‬ ‫املزمل‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪261‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة املزمل‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ذكر لها سبب نزول وحيد‪،‬‬


‫تُعد الثالثة بعد القلم‬
‫عن ابن عباس ] قال‪:‬‬ ‫وقبل املدثر‪.‬‬
‫«ملا نزلت أول املزمل‪ ،‬كانوا‬
‫يقومون نحوا من قيامهم‬
‫في شهر رمضان‪ ،‬حتى‬
‫نزل آخرها‪ ،‬وكان بني أولها‬ ‫افتتحت بالنداء‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫وآخرها سنة»‪.‬‬ ‫عموماً ‪ ،‬ثم هي‬ ‫ثالثة أقسام‪ :‬أوامر‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد‬
‫وتهديد وتخفيف استثناء شيء منها‪ .‬مفتتحة بـنداء النبي‬
‫[ خصوصاً‪.‬‬

‫القسم الثالث (املطلع التعريفي)‬ ‫القسم الثاين األمر بالصبر على أقوال‬ ‫القسم األول (املطلع الندائي)‬
‫املؤكد‪ ،‬فبيا ٌن لتخفيف األحكام‬ ‫الكفار وهجرهم الهجر اجلميل ‪ ،‬وإنذار‬ ‫للرسول [ بوصفه املزمل ‪،‬‬
‫الواردة أول السورة‪ ،‬مع احلث‬ ‫الكافرين‪ ،‬والتذكير بعاقبة فرعون في‬ ‫وبيان احلد األعلى املطلوب‬
‫على عمل اخلير‪ ،‬واالستغفار‪.‬‬ ‫تكذيبه ملوسى \‪ ،‬واخلتم باإلشارة إلى‬ ‫من الداعية السائر إلى الله‬
‫أن في السورة سبي ً‬
‫ال إلى الله ‪.‬‬ ‫من قيام الليل والذكر والتبتل‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪29‬‬ ‫‪56‬‬ ‫‪74‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫املدثر‬

‫املدثر‪ :‬الفتتاحها بنداء النبي [ بهذا الوصف‪.‬‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪262‬‬


‫هـــي الرابعـــة والســـبعون‪ ،‬ومــــــــــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للمزمـــل تكاملهمـــا فـــي‬

‫سورة املدثر‬
‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫ً‬
‫ليـــا ونهـــا ًرا‪.‬‬ ‫توجيـــه الرســـول [‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫تعـــد الرابعـــة؛ بعـــد املزمـــل‪ ،‬وقبل املســـد‪ ،‬والظاهـــر أنهـــا الثانية؛ ففـــي احلديث‬
‫الصحيـــح‪« :‬بينـــا أنا أمشـــي إذ ســـمعت صوتًا من الســـماء‪ ،‬فرفعت بصـــري‪ ،‬فإذا‬
‫كرســـي بني الســـماء واألرض‪ ،‬فرعبت منه‪،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫جالس على‬‫ٌ‬ ‫امللـــك الذي جاءني بحراءٍ‬
‫فرجعـــت فقلـــت‪ :‬ز ِّملوني ز ِّملوني»‪ ،‬فأنـــزل الله تعالـــى‪:‬ﭐﵛﭐﲚﲛﲜﲝﲞﵚ إلى‬
‫الوحـــي وتَتَابع(‪.)1‬‬
‫ُ‬ ‫قولهﵛﲦﲧﵚ (املدثـــر‪َ .)5-1 :‬‬
‫فحمِ َي‬

‫مطلع السورة‬

‫خصوصا‪ ،‬وقد وقع‬


‫ً‬ ‫افتتحت بالنداء عمو ًما‪ ،‬ثم هي مفتتحة بـنداء النبي [‬
‫نداؤه [ في هذا املطلع بوصف التدثر‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)4‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)161‬‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لهـــا ســـببا نزول األول مـــ َّر في ترتيبهـــا‪ ،‬والثاني يصـــور الصراع مع بعض املشـــركني‪،‬‬
‫إن الوليد بـــن املغيرة جـــاء إلى النبـــي [ فقرأ‬ ‫ـــاس ]‪َّ ،‬‬ ‫وهـــو مـــا جـــاء عن ابـــن ع َّب ٍ‬
‫إن قومك يرون‬ ‫جهـــل‪ ،‬فأتاه‪ ،‬فقال‪ :‬يا عـــ ّم‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫عليـــه القرآن‪ ،‬فكأ َّنـــه رقَّ له‪ ،‬فبلغ ذلك أبا‬
‫مـــال‪ .‬قال‪ :‬لم؟ قـــال‪ :‬ليعطوكه فإ َّنـــك أتيت محم ًدا لتعـــرض ملا قبله‪،‬‬ ‫أن يجمعـــوا لك ً‬
‫قول يبلـــغ قومك أ َّنك‬ ‫مـــال‪ .‬قال‪ :‬فقل فيـــه ً‬ ‫قريـــش إ ِّني مـــن أكثرها ً‬
‫ٌ‬ ‫قـــال‪ :‬قـــد علمت‬
‫منكـــ ٌر لـــه أو أ َّنـــك كارهٌ لـــه‪ ،‬قال‪ :‬ومـــاذا أقـــول؛ فوالله ما فيكـــم رج ٌل أعلم باألشـــعار‬
‫اجلن‪ ،‬والله ما يشـــبه الذي يقول‬ ‫ِّ‬ ‫برجـــز وال بقصيدةٍ م ِّني وال بأشـــعار‬
‫ٍ‬ ‫م ِّنـــي‪ ،‬وال أعلم‬
‫وإن عليـــه لطالو ًة‪ ،‬وإ َّنـــه ملثم ٌر‬ ‫إن لقوله الـــذي يقول حـــاو ًة‪َّ ،‬‬ ‫شـــي ًئا من هـــذا‪ ،‬وواللـــه َّ‬
‫‪263‬‬ ‫أعـــاه‪ ،‬مغـــد ٌق أســـفله‪ ،‬وإ َّنـــه ليعلو وما يعلـــى‪ ،‬وإ َّنه ليحطـــم ما حتته‪ ،‬قـــال‪ :‬ال يرضى‬
‫فلمـــا ف َّكر قال‪ :‬هذا ســـح ٌر‬ ‫عنـــك قومـــك حتَّـــى تقول فيه‪ .‬قـــال‪ :‬فدعني حتَّـــى أف ِّكر‪َّ ،‬‬
‫يؤثر‪ ،‬يأثـــره من غيره‪ ،‬فنزلـــتﵛﭐﲿﳀﳁﳂﳃﵚ (املدثـــر‪.)1( )11 :‬‬
‫سورة املدثر‬

‫موضوع السورة‬

‫من مقدمتها وفقرتيها نلحظ أن اإلنذار ومتعلقاته ظاهران فيها‪.‬‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مقاطع السورة‬

‫ـــي‪ ،‬أولها توجيـــه‪ ،‬وثانيها رد‬ ‫تقســـم إلـــى مقدمـــة ندائيـــة‪ ،‬ومقطعني؛ إنشـــائي‪َ ،‬‬
‫فر ْد ِع ٌّ‬
‫وهتديـــد مبا ســـيحدث يـــوم القيامة‪.‬‬
‫أمـــا املقدمة (‪ )10-1‬ففيها (املطلـــع الندائي) للرســـول [ بوصفه املدثـــر‪ ،‬وبيان ألخالق‬
‫الداعيـــة النذير‪ ،‬واإلنذار من اليوم العســـير علـــى الكافرين‪.‬‬
‫وأما املقطـــع األول (‪ )31-11‬ففيها (املطلع اإلنشـــائي) اآلمـــر باإلعـــراض‪ ،‬وذكر منوذج‬
‫للمعرضـــن‪ ،‬وآخـــر للمعترضني علـــى أمثال القـــرآن الكرمي‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثاين (‪( )56-32‬املطلع الردعي) املتبع بالقســـم‪ ،‬وإنذار عظيـــم تضمن ذك ًرا‬
‫حلـــال الكفـــار في النار‪ ،‬وشـــدة إعراضهـــم في الدنيا عـــن اإلنـــذار‪ ،‬مع اخلتم باحلث على‬
‫االنتفـــاع بهذه التذكرة‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه احلاكم في املستدرك (‪ ،)507 ،506/2‬وصححه على شرط البخاري‪ ،‬ووافقه الذهبي‪ ،‬وأ ُ َّ‬
‫عل باإلرسال‪ ،‬وله شواهد َقوِ َي بها‪.‬‬
‫هي الرابعة والسبعون‪،‬‬
‫ومن مناسبتها للمزمل‬
‫تكاملهما في توجيه‬
‫الرسول [ ليال ونهارا‪.‬‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫من طوال املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬

‫املدثر‬
‫اإلنذار و متعلقاته‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪264‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة املدثر‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لها سببا نزول األول‬ ‫تُعد الرابعة بعد‬
‫«بينا أنا أمشي إذ سمعت‬ ‫املزمل وقبل املسد‪،‬‬
‫صوتا من السماء‪ ،‬فرفعت‬ ‫والظاهر أنها الثانية ‪.‬‬
‫بصري‪ ،‬فإذا امللك الذي‬
‫جاءني بحراء جالس‬
‫على كرسي بني السماء‬
‫افتتحت بالنداء‬ ‫تقسم إلى مقدمة‬
‫واألرض‪ ،‬فرعبت منه‪،‬‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬
‫عموماً ثم هي‬ ‫ندائية‪ ،‬ومقطعني‬
‫فرجعت فقلت‪ :‬زملوني‬ ‫يصح استثناء شيء‬
‫مفتتحة بـنداء‬ ‫إنشائي فردعي‪:‬‬
‫زملوني « فأنزل الله تعالى‪:‬‬ ‫منها‪.‬‬
‫النبي [‬
‫ﭐﵛﭐﲚﲛﲜﲝﲞﵚ‬
‫خصوصاً‪.‬‬
‫إلى قولهﵛﲦﲧﵚ‪...‬‬
‫احلديث‪ ،‬والثاني‬
‫يصور الصراع مع‬ ‫املقطع الثاين (املطلع الردعي)‬ ‫املقطع األول (املطلع‬ ‫املقدمة ( املطلع‬
‫بعض املشركني فنزلت‬ ‫املت َبع بالقسم ‪ ،‬وإنذار عظيم‬ ‫اإلنشائي) اآلمر باإلعراض‪،‬‬ ‫الندائي) للرسول [‬
‫ﵛﭐﲿﳀﳁﳂﳃﵚ ‪.‬‬ ‫تضمن ذكرا حلال الكفار في‬ ‫وذكر منوذج للمعرضني‪،‬‬ ‫بوصفه املدثر‪ ،‬وبيان‬
‫النار‪ ،‬وشدة إعراضهم في الدنيا‬ ‫وآخر للمعترضني على‬ ‫ألخالق الداعية النذير‪،‬‬
‫عن اإلنذار‪ ،‬مع اخلتم باحلث على‬ ‫أمثال القرآن الكرمي‪.‬‬ ‫واإلنذار من اليوم العسير‬
‫االنتفاع بهذه التذكرة‪.‬‬ ‫على الكافرين‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪29‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪75‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫القيامة‬

‫القيامة‪ :‬الفتتاحها بذكر القيامة‪ ،‬وحديثها عنها في غالب آيات السورة‪.‬‬

‫‪265‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي اخلامســـة والســـبعون‪ ،‬ومـــن‬


‫سورة القيامة‬

‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للمدثـــر أن تلـــك ختمت‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫بذكـــر عدم خوف الكفـــار من اآلخرة‬ ‫مرفوعا‪.‬‬ ‫ثابتًـــا‬
‫ً‬
‫املســـتلزم لعـــدم اإلميان بهـــا‪ ،‬وهذه‬
‫أثبتـــت اآلخـــرة‪ ،‬وخوفـــت بها‪.‬‬
‫مطلع السورة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫افتتحـــت بالقســـم‪ ،‬وهـــو املطلـــع‬


‫ترتيب نزول السورة‬ ‫اخلامـــس مـــن أنـــواع املطالـــع‬
‫املذكـــورة فـــي اإلتقان‪ ،‬ثـــم هي مع‬
‫تعـــد الثالثـــن؛ بعـــد القارعـــة‪،‬‬ ‫ســـورة البلـــد مختصتان بأســـلوب‬
‫وقبـــل الهمزة‪ ،‬وســـبب نزولها قد‬ ‫فريـــد مـــن القســـم مختلـــف فـــي‬
‫يعـــن علـــى تأريـــخ دقيـــق لنزول‬ ‫داللتـــه‪ ،‬وميكـــن ع ُّدهـــا فـــي النوع‬
‫بعضها ‪.‬‬ ‫الرابـــع (وهـــو‪ :‬االفتتـــاح باخلبـــر)‬
‫كمـــا فعـــل الســـيوطي‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫اس ] في‬ ‫ســـبب نزول واحد‪ ،‬له صلة مبســـألة متعلقة بعلم املناســـبات‪ ،‬فعن ابن ع َّب ٍ‬
‫قولـــه تعالى‪:‬ﵛﭐﳇﳈﳉﳊﳋﳌﵚ(القيامـــة‪ ،)16 :‬قـــال‪ :‬كان رســـول اللـــه [ يعالج من‬
‫مما يح ِّرك شفتيه‪ ...‬فأنزل الله تعالى‪ :‬ﵛﭐﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍ‬ ‫شـــد ًة‪ ،‬وكان َّ‬
‫التَّنزيل َّ‬
‫ﳎﳏﳐﳑﵚ (القيامة‪ )17-16 :‬قال‪ :‬جمعه لك في صدرك وتقرأه‪:‬ﵛﭐﳓﳔﳕﳖﵚ‬
‫إن علينـــا أن تقرأه‪،‬‬‫(القيامـــة‪ )18 :‬قـــال‪ :‬فاســـتمع لـــه وأنصت‪:‬ﵛﭐﳘﳙﳚﳛﵚ(القيامـــة‪ )19 :‬ثم َّ‬
‫فـــكان رســـول اللـــه [ بعد ذلـــك إذا أتـــاه جبريل اســـتمع‪ ،‬فـــإذا انطلق جبريـــل قرأه‬
‫النبي [ كمـــا قرأه(‪.)1‬‬

‫موضوع السورة‬ ‫‪266‬‬


‫من اسمها ومضمونها نعرف أن إثبات القيامة والرد على منكريها موضوع‬

‫سورة القيامة‬
‫رئيس فيها‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫تقسم إلى مقدمة قسمية‪ ،‬ومقطع وحيد‪ ،‬وخامتة‪.‬‬
‫أما املقدمة (‪ )2-1‬ففيها (املطلع القســـمي) املســـبوق بــــ(ال)‪ ،‬والتنبيه علـــى عظم القيامة‪،‬‬
‫والنفس اللوامة‪.‬‬
‫وأمـــا املقطع الوحيـــد (‪ )35-3‬ففيهـــا (املطلـــع االســـتفهامي) اإلنـــكاري‪ ،‬واإلنـــكار على‬
‫منكـــر جمـــع العظام والبعث بعد املوت‪ ،‬مع اإلشـــارة إلى ســـبب إنـــكاره‪ ،‬فالتخويف بأحداث‬
‫ذلـــك اليـــوم العظيـــم؛ فآيات معترضة تتكلـــم عن الكيفيـــة املطلوبة من النبـــي [ في تلقيه‬
‫للقـــرآن‪ ،‬فعودة إلـــى بيان مرض آخـــر عند املكذبـــن‪ ،‬وتذكيرهم مبصيـــر الفريقني‪ ،‬فآيات‬
‫تصـــف ســـكرات املوت‪ ،‬ثم مصيـــر الذي ما صـــدق وال صلى مـــع التهديد الشـــديد له‪.‬‬
‫وأما اخلامتـــة (‪ )40 -36‬ففيها (املطلع االســـتفهامي) اإلنـــكاري‪ ،‬والرد على من يحســـب‬
‫أنـــه متـــروك ســـدى دون أمر ونهي‪ ،‬وتذكيـــره بخلقه األول الـــدال على القـــدرة على البعث‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)5‬ومسلم (‪.)448‬‬


‫هي اخلامسة والسبعون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للمدثر أن تلك ختمت‬
‫بذكر عدم خوف الكفار من‬
‫اآلخرة املستلزم لعدم اإلميان بها‪،‬‬
‫وهذه أثبتت اآلخرة وخوفت بها‪.‬‬
‫من املفصل الذي فضل‬
‫من طوال املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬

‫القيامة والرد على‬


‫القيامة‬
‫منكريها‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪267‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة القيامة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫سبب نزول واحد‪ ،‬له‬ ‫تُعد الثالثني بعد‬


‫صلة مبسألة متعلقة‬ ‫القارعة وقبل الهمزة‪.‬‬
‫بعلم املناسبات فعن ابن‬
‫عباس في قوله تعالى‪:‬‬
‫ﵛﭐﳇﳈﳉﳊﳋﳌﵚ‬
‫قال‪ :‬كان رسول [ يعالج‬
‫افتتحت بالقسم‬ ‫تقسم إلى مقدمة‬
‫من التنزيل شدة‪ ،‬وكان مما‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬
‫يحرك شفتيه‪...‬احلديث ))‬
‫( ال أقسم بيوم‬ ‫َقسمية‪ ،‬ومقطع‬
‫القيامة)‪.‬‬ ‫يصح استثناء شيء‬ ‫وحيد‪ ،‬و خامتة ‪:‬‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة (املطلع‬ ‫املقطع الوحيد (املطلع‬ ‫املقدمة (املطلع الق ََسمي)‬


‫االستفهامي) اإلنكاري‪ ،‬والرد‬ ‫االستفهامي ) اإلنكاري‪ ،‬واإلنكار‬ ‫املسبوق بـ‪(:‬ال)‪ ،‬والتنبيه‬
‫على من يحسب أنه متروك‬ ‫على منكر جمع العظام والبعث‬ ‫على عظم القيامة‪ ،‬والنفس‬
‫سدى دون أمر ونهي‪ ،‬وتذكيره‬ ‫بعد املوت‪ ،‬مع اإلشارة إلى سبب‬ ‫اللوامة‬
‫بخلقه األول الدال على‬ ‫إنكاره‪ ،‬فالتخويف بأحداث ذلك‬
‫القدرة على البعث‪.‬‬ ‫اليوم العظيم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪29‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪76‬‬
‫مكية على الراجح‪ ،‬ومل‬
‫يصح استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫األمشاج‬ ‫الدهر‬ ‫اإلنسان‬

‫اإلنسان‪ :‬الفتتاحها بذكر اإلنسان‪.‬‬


‫سورة الدهر‪ :‬لورود لفظ الدهر في بدايتها‪.‬‬
‫سورة األمشاج‪ :‬لورود لفظ أمشاج فيها‪.‬‬
‫‪268‬‬

‫سورة اإلنسان‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي السادســـة والســـبعون‪ ،‬ومـــن‬ ‫تقـــرأ في صـــاة الفجر يـــوم اجلمعة‬


‫مناســـبتها للقيامـــة أن تلـــك ذكرت‬ ‫مع ســـورة الســـجدة ‪-‬كما مـــر‪ ،-‬كما‬
‫القيامة‪ ،‬وهذه فصلـــت احلديث عن‬ ‫أنهـــا مـــن امل ُ َف َّصـــل [‪ ،‬الـــذي فضل‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫اجلنـــة كمـــا أشـــارت إلـــى النار‪.‬‬ ‫بـــه نبيـــا [‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫ال‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫تعـــد الثامنـــة والتســـعني؛ بعـــد‬
‫الرحمـــن‪ ،‬وقبـــل الطـــاق‪ ،‬وهذا‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬
‫يجعلها َم َد ِن َّيـــة‪ ،‬واملرجح َم ِّك َّيتُها‪.‬‬
‫موضوع السورة‬
‫مطلع السورة‬
‫بالتأمـــــــــــــــل فـــــي مقدمتها ومقطعيها‬
‫افتتحت باالستفهام‪.‬‬ ‫يظهـــر أن موضوعهـــا بيـــان طريقـــي‬
‫الشـــكر والكفر‪ ،‬ومصير الســـائرين في‬
‫كل منهما‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫‪269‬‬ ‫توجيه‬ ‫ترغيب‬
‫وتثبيت‬ ‫وترهيب‬ ‫تقســم إلــى مقدمــة اســتفهامية‪،‬‬
‫ومقطعــن؛ أولهمــا ترغيــب وترهيــب‪،‬‬
‫سورة اإلنسان‬

‫والثانــي توجيــه وتثبيــت‪.‬‬


‫أمــا املقدمــة (‪ )2-1‬ففيهــا (املطلــع‬
‫االســتفهامي) التقريــري‪ ،‬وتذكيــر لإلنســان بأصلــه‪ ،‬وأنــه مبتلــى‪.‬‬
‫ويف املقطــع األول (‪( )22-3‬املطلــع التعريفــي) املؤكــد مــع نــون العظمــة‪ ،‬واحلث علــى النجاح‬
‫فــي االبتــاء بشــكر اللــه ثــم إشــارة مختصــرة إلــى مصيــر الكافــر‪ ،‬ثــم وصــف مطــول ملصيــر‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫الشاكر‪.‬‬
‫ويف املقطــع الثــاين (‪( )31-23‬املطلــع التعريفــي) املؤكــد مــع نــون العظمــة‪ ،‬والتذكيــر بتنزيــل‬
‫القــرآن‪ ،‬وأمــر النبــي [ بالصبــر‪ ،‬والذكــر‪ ،‬والصــاة بالليــل‪ ،‬مــع لفــت االنتبــاه إلــى انشــغال‬
‫ـبيل إلــى اللــه‪ ،‬وأن ســلوك تلــك الســبيل متعلــق مبشــيئة‬‫الكفــار بالعاجلــة‪ ،‬وأن فــي الســورة سـ ً‬
‫الله‪.‬‬
‫هي السادســـة والســـبعون‪،‬‬
‫ومـــن مناســـبتها للقيامـــة‬
‫أن تلـــك ذكـــرت القيامـــة ‪،‬‬ ‫تقرأ في صالة الفجر يوم‬
‫اجلمعة مع سورة السجدة ‪-‬كما وهذه فصلـــت احلديث عن‬
‫مر‪ ،-‬كما أنها من املفصل الذي اجلنـــة كمـــا أشـــارت إلـــى‬
‫من طوال املفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪..‬‬
‫النار‪.‬‬
‫بيان طريقي الشكر‬
‫والكفر ‪ ،‬ومصير‬ ‫اإلنسان‪ ،‬الدهر ‪،‬‬
‫السائرين في كل منهما‪.‬‬ ‫األمشاج‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪270‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة اإلنسان‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الثامنة والتسعني‬
‫بعد الرحمن وقبل‬
‫الطالق وهذا يجعلها‬
‫مدنية واملرجح‬
‫مكيتها‪.‬‬
‫افتتحت‬ ‫تقسم إلى مقدمة استفهامية‪،‬‬
‫باالستفهام‪.‬‬ ‫مكية على الراجح‪،‬‬ ‫ومقطعني ‪ :‬أولهما ترغيب‬
‫وترهيب‪ ،‬والثاني توجيه وتثبيت‪ .‬ولم يصح استثناء‬
‫شيء منها‪.‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع‬ ‫املقطع األول ( املطلع التعريفي)‬ ‫املقدمة ( املطلع‬


‫التعريفي) املؤكد مع نون‬ ‫املؤكد مع نون العظمة ‪ ،‬واحلث‬ ‫االستفهامي) التقريري‪،‬‬
‫العظمة‪ ،‬والتذكير بتنزيل‬ ‫على النجاح في االبتالء بشكر‬ ‫وتذكير لإلنسان بأصله ‪،‬‬
‫القرآن‪ ،‬وأمر النبي [‬ ‫الله ثم إشارة مختصرة إلى‬ ‫وأنه مبتلى‪.‬‬
‫بالصبر ‪ ،‬والذكر‪ ،‬والصالة‬ ‫مصير الكافر‪ ،‬ثم وصف مطول‬
‫بالليل‪.‬‬ ‫ملصير الشاكر‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪29‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪77‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من طوال المفصل‬

‫العرف‬ ‫املرسالت‬

‫املرسالت‪ :‬الفتتاحها بالقسم باملرسالت‪.‬‬


‫ال ُع ْرف‪ :‬لورود اللفظ في أول السورة‪.‬‬

‫‪271‬‬
‫موقع السورة‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة املرسالت‬

‫هـــي الســـابعة والســـبعون‪ ،‬ومـــن‬


‫مناسبتها لإلنســـان أن تلـــك خُ ِت َمت‬
‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫بأنـــهﵛ ﭐ ﱵ ﱶ ﱷ ﱸ ﱹ ﱺ‬
‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫(اإلنسان‪:‬‬ ‫ﱻﱼﱽﱾﱿﵚ‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫‪ ،)31‬وهـــذه افتتحـــت بال َق َســـم علـــى‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫أن مـــا يوعـــدون واقـــع‪ ،‬فـــكان ذلك‬


‫حتقي ًقـــا ملا ذكـــر هناك‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثانيـــة والثالثـــن؛ بعـــد الهمـــزة‪ ،‬وقبـــل ق‪ ،‬وورد فـــي نزولها مـــا يعني على‬
‫حتديـــد نســـبي لتأريـــخ نزولهـــا‪ ،‬فعـــن عبـــد الله بـــن مســـعود ]‪ ،‬قـــال‪ :‬بينما‬
‫غار مبنًـــى‪ ،‬إذ نزل عليه‪ :‬املرســـات وإ َّنـــه ليتلوها‪ ،‬وإ ِّني‬
‫نحـــن مع النبـــي [ في ٍ‬
‫لرطـــب بهـــا؛ إذ وثبت علينـــا ح َّي ٌة‪ ،‬فقـــال النبي [‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫وإن فاه‬
‫ألتلقَّاهـــا مـــن فيـــه‪َّ ،‬‬
‫«اقتلوهـــا»‪ ،‬فابتدرناهـــا‪ ،‬فذهبـــت‪ ،‬فقـــال النبـــي [‪« :‬وقيت شـــ َّركم كمـــا وقيتم‬
‫ش َّر ها» ( ‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪ ،)1830‬ومسلم (‪.)2234‬‬


‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫من التأمل في مقدمتها وفقراتها واآلية التي تكررت فيها؛ يظهر أن موضوعها‬
‫هو الوعيد العظيم للمكذبني بيوم الدين‪.‬‬

‫‪272‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة املرسالت‬
‫تقسم إلى مقدمة‪ ،‬وخامتة‪ ،‬ومقطع وحيد يف نقاش وهتديد املكذبني‪.‬‬
‫أما املقدمة (‪ )7-1‬ففيها (املطلع القسمي)‪ ،‬وأن وعد الله واقع‪.‬‬
‫وأما املقطـــع الوحيـــد (‪ )45-8‬ففيـــه (املطلـــع الشـــرطي)‪ ،‬واإلخبـــار عن أحـــداث يوم‬
‫الفصـــل‪ ،‬مث لفـــت النظـــر إلى إهالك األولـــن‪ ،‬ثم اخللق مـــن ماء مهـــن‪ ،‬مث بعض مظاهر‬
‫القـــدرة فـــي األرض‪ ،‬واخلتم بالعودة إلى ذكر مـــا يحدث يوم الفصل للمكذبـــن‪ ،‬وذكر مآل‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫املتقني‪.‬‬
‫وأما اخلامتـــة (‪ )50-46‬ففيهـــا (املطلع اخلبـــري) العـــودة لتهديـــد املكذبني‪ ،‬واســـتبعاد‬
‫إميـــان من لـــم يؤمن بعـــد بهـــذا القرآن‪.‬‬
‫هي السابعة والسبعون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها لإلنسان أن تلك ختمت‬
‫بأنهﵛﭐﱵﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽ‬
‫ﱾﱿﵚ ‪ ،‬وهذه افتتحت بالقسم على‬
‫أن ما يوعدون واقع‪ ،‬فكان ذلك حتقي ًقا ملا‬
‫ذكر هناك‪.‬‬
‫من طوال املفصل‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫به نبينا [‪.‬‬
‫الوعيد العظيم‬
‫للمكذبني بيوم‬ ‫املرسالت‪،‬‬
‫الدين‪.‬‬ ‫العرف‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪273‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة املرسالت‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الثانية والثالثني‬


‫بعد الهمزة وقبل ق ‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫تقسم إلى مقدمة‬


‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬ ‫وقسم وحيد‬
‫يصح استثناء شيء‬ ‫وخامتة‪:‬‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة ( املطلع اخلبري)‬ ‫املقطع الوحيد (املطلع‬ ‫املقدمة (املطلع الق ََسمي) ‪،‬‬
‫العودة لتهديد املكذبني‬ ‫الشرطي) ‪ ،‬واإلخبار عن‬ ‫وأن وعد الله واقع‪.‬‬
‫واستبعاد إميان من لم يؤمن‬ ‫أحداث يوم الفصل‪.‬‬
‫بع ُد بهذا القرآن‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪78‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫التساؤل‬ ‫عم‬
‫ّ‬ ‫النبأ‬

‫النبأ‪ :‬لوقوع هذا اللفظ في فاحتتها‪.‬‬


‫عم‪ :‬الفتتاحها بهذه اللفظة ﵛﭐﱁﵚ‪.‬‬
‫التساؤل‪ :‬لذكر التساؤل في مطلعها‪.‬‬
‫‪274‬‬

‫موقع السورة‬

‫سورة النبأ‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي الثامنـــة والســـبعون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للمرسالت تناســـب بناء‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫بعـــض جملهمـــا‪ ،‬مـــع ذكـــر اجلنـــة‬ ‫مرفوعـــا ثابتًا‪.‬‬‫ً‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫والنـــار‪ ،‬وتفصيـــل النبـــأ ملـــا أجمـــل‬
‫في املرســـات من احلديـــث عن يوم‬
‫الفصـــل‪ ،‬مـــع شـــدة تناســـب خامتة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫املرســـات مـــع أول النبـــأ‪.‬‬
‫لم يذكر لها أي سبب نزول‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫مطلع السورة‬
‫تعـــد التاســـعة والســـبعني علـــى‬
‫املشـــهور؛ نزلـــت بعـــد ســـورة‬
‫املعـــارج‪ ،‬وقبل ســـورة النَّازعات‪.‬‬ ‫افتتحت باالستفهام‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫تدور السورة في معظمها حول املكذبني بالبعث نذارة وإقامة حجة‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫االستدالل‬
‫القيامة‬ ‫على البعث‬ ‫ميكـــن تقســـيمها إلـــى مقدمـــة اســـتفهامية‪،‬‬
‫‪275‬‬ ‫ومقطعـــن؛ أولهما االســـتدالل على البعث‪،‬‬
‫والثانـــي عـــن القيامة‪ ،‬وخامتـــة تعريفية‪.‬‬
‫ففي املقدمـــة (‪( )5-1‬املطلع االســـتفهامي)‬
‫سورة النبأ‬

‫التشـــويقي‪ ،‬وذكـــر تســـاؤل الكافريـــن عن النبـــأ العظيـــم‪ ،‬وتهديدهم بأنهم ســـيعلمون‪.‬‬


‫ويف املقطع األول (‪( )16-6‬املطلع االســـتفهامي) التقريـــري‪ ،‬والتنبيه على داللة اخمللوقات‬
‫على البعث‪.‬‬
‫ويف املقطع الثـــاين (‪( )39-17‬املطلع املؤكد) أن للفصـــل ميقاتًا‪ ،‬وذكر ما ســـيحدث ذلك‬
‫اليوم‪ ،‬وذكـــر مصير الفريقني‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ويف اخلامتة (‪( )40‬املطلـــع التعريفي) املؤ َّكد مع نـــون العظمة‪ ،‬واإلنـــذار بالعذاب القريب‬
‫ﵛﭐﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﵚ(النبأ‪.)40 :‬‬
‫هـــي الثامنـــة والســـبعون‪ ،‬ومـــن مناســـبتها‬
‫للمرســـات تناســـب بنـــاء بعـــض جملهما‪،‬‬
‫مـــع ذكـــر اجلنـــة والنـــار وتفصيـــل النبأ ملا‬
‫أجمـــل فـــي املرســـات مـــن احلديـــث عن‬
‫يـــوم الفصـــل‪ ،‬مـــع شـــدة تناســـب خامتـــة‬
‫من املفصل الذي املرســـات مـــع أول النبـــأ‪.‬‬
‫من أواسط املفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬

‫حول املكذبني بالبعث‬ ‫النبأ‪ ،‬عم ‪،‬‬


‫نذارة وإقامة حجة‪.‬‬ ‫التساؤل‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪276‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة النبأ‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يذكر لها أي‬ ‫تُعد التاسعة‬
‫سبب نزول‪.‬‬ ‫والسبعني على‬
‫املشهور نزلت بعد‬
‫سورة املعارج وقبل‬
‫سورة النازعات‪.‬‬
‫افتتحت‬ ‫ميكن تقسيمها إلى مقدمة‬
‫باالستفهام ‪.‬‬ ‫استفهامية‪ ،‬ومقطعني‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫وخامتة تعريفية‪:‬‬

‫اخلامتة (املطلع التعريفي)‬ ‫املقطع الثاين (املطلع‬ ‫املقطع األول (املطلع‬ ‫املقدمة (املطلع االستفهامي)‬
‫املؤ َّكد مع نون العظمة‪،‬‬ ‫املؤكد) أن للفصل ميقاتا‪،‬‬ ‫االستفهامي) التقريري‪،‬‬ ‫التشويقي ‪ ،‬وذكر تساؤل‬
‫واإلنذار بالعذاب القريب‬ ‫وذكر ما سيحدث ذلك‬ ‫والتنبيه على داللة‬ ‫الكافرين عن النبأ العظيم ‪،‬‬
‫يوم ينظر املرء ما قدمت يداه‬ ‫اليوم‪ ،‬وذكر مصير‬ ‫اخمللوقات على البعث‪.‬‬ ‫وتهديدهم بأنهم سيعلمون‪.‬‬
‫ويقول الكافر يا ليتني كنت‬ ‫الفريقني‪.‬‬
‫ترابا‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪46‬‬ ‫‪79‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫الطامة‬ ‫الساهرة‬ ‫النازعات‬

‫النازعات‪ :‬الفتتاح السورة بالقسم اإللهي بالنازعات‪.‬‬


‫الساهرة‪ :‬لوقوع اللفظ في إحدى آياتها‪.‬‬
‫الطامة‪ :‬لوقوع اللفظ في إحدى آياتها‪.‬‬
‫‪277‬‬
‫سورة النازعات‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬


‫هـــي التاســـعة والســـبعون‪ ،‬ومـــن‬
‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للنبـــأ أن القســـم في‬ ‫ال مســـتق ً‬‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫ال‬
‫أولها علـــى البعث يقـــرر ما أثبت‬
‫مرفوعـــا ثابتًا‪.‬‬‫ً‬
‫فـــي النبأ‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫ورد لهـــا ســـبب نـــزول واحـــد فـــي‬


‫ســـؤال النبـــي [ عـــن الســـاعة‪،‬‬
‫تعد الثمانني؛ بعد ســـورة النَّبأ‪،‬‬ ‫وقـــد اعتُـــرض على ســـنده ومتنه‪.‬‬
‫وقبل ســـورة االنفطار‪ ،‬وســـبب‬
‫نـــزول آخرها ‪ -‬مع مـــا فيه من‬
‫كالم‪ -‬يشعر بشـــيء من التأخر‬ ‫مطلع السورة‬
‫في النزول‪.‬‬
‫افتتحت بالقسم‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫ ‬ ‫ترتبط السورة في معظم آياتها بإثبات البعث‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫إثبات البعث‪،‬‬
‫قصة‬
‫واحلديث عنه‬ ‫ميكن تقســـيمها إلى مقدمـــة‪ ،‬ومقطعني؛ أوهلا‬
‫قصة‪ ،‬والثـــاين إثبات البعـــث‪ ،‬واحلديث‬
‫‪278‬‬
‫عنه‪ ،‬وخامتـــة خبرية‪.‬‬
‫ففـــي املقدمـــة (‪( )14-1‬املطلع القســـمي)‬

‫سورة النازعات‬
‫باملالئكـــة فـــي مهامهـــا املتنوعة علـــى البعث‪ ،‬وذكر ملـــا يحدث يـــوم القيامة‪ ،‬واإلشـــارة إلى‬
‫يســـر وقوعه‪.‬‬
‫ويف املقطع األول (‪( )26- 15‬املطلع االســـتفهامي) التشـــويقي‪ ،‬وقصة موســـى مع فرعون‬
‫الذي أخـــذه الله نكال اآلخـــرة واألولى‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثـــاين (‪( )41-27‬املطلـــع االســـتفهامي) التقريـــري‪ ،‬وإقامـــة احلجة على‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫البعـــث باخمللوقـــات العظيمة‪ ،‬وذكـــر ما يقع عند مجـــيء الطامة الكبرى مـــن حتديد مأوى‬
‫الفريقني‪.‬‬
‫ويف اخلامتـــة (‪( )46-42‬املطلـــع اخلبـــري)‪ ،‬واإلنـــكار على من يســـأل عن وقـــت القيامة‪،‬‬
‫وبيـــان مهمـــة النبـــي [‪ ،‬واخلتم بأنهم يوم يرونها كأنهـــم لم يلبثوا إال عشـــية أو ضحاها‪.‬‬
‫هي التاسعة والسبعون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للنبأ أن القسم في‬
‫أولها على البعث يقرر ما‬
‫أُثبت في النبأ‪.‬‬
‫من أواسط املفصل‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫به نبينا [‪.‬‬

‫النازعات ‪ ،‬الساهرة ‪،‬‬


‫إثبات البعث‪.‬‬ ‫الطامة‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪279‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة النازعات‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ورد لها سبب نزول واحد‬ ‫تُعد الثمانني نزلت‬


‫في سؤال النبي [ عن‬ ‫بعد سورة النبأ وقبل‬
‫الساعة‪.‬‬ ‫سورة االنفطار‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مقدمة ‪ ،‬و مقطعني‪ ،‬مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬
‫وخامتة خبرية‪ :‬يصح استثناء شيء‬
‫منها‪.‬‬

‫اخلامتة (املطلع اخلبري) ‪،‬‬ ‫املقطع الثاين (املطلع‬ ‫املقطع األول (املطلع‬ ‫املقدمة (املطلع القسمي)‬
‫واإلنكار على من يسأل عن‬ ‫االستفهامي) التقريري‪،‬‬ ‫االستفهامي) التشويقي‪،‬‬ ‫باملالئكة في مهامها‬
‫وقت القيامة‪ ،‬وبيان مهمة‬ ‫وإقامة احلجة على البعث‬ ‫وقصة موسى\ مع‬ ‫املتنوعة على البعث ‪ ،‬وذكر‬
‫النبي [‪ ،‬واخلتم بأنهم يوم‬ ‫باخمللوقات العظيمة‪ ،‬وذكر‬ ‫فرعون الذي أخذه الله‬ ‫ملا يحدث يوم القيامة‪،‬‬
‫يرونها كأنهم لم يلبثوا إال‬ ‫ما يقع عند مجيء الطامة‬ ‫نكال اآلخرة واألولى‪..‬‬ ‫واإلشارة إلى يسر وقوعه‪.‬‬
‫عشية أو ضحاها‪.‬‬ ‫الكبرى من حتديد مأوى‬
‫الفريقني‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪42‬‬ ‫‪80‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫عبس‬

‫عبس‪ :‬الفتتاحها بهذا اللفظ‪.‬‬

‫‪280‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة عبس‬
‫هـــي الثمانـــون بعـــد النازعـــات‪،‬‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫ومن مناســـبتها للنازعـــات ذكر‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫الصاخـــة مـــع مـــا فـــي تلـــك من‬ ‫مرفوعـــا ثابتًا‪.‬‬‫ً‬
‫ذكـــر الطامة‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫ســـبب نـــزول مطلعهـــا مشـــهور‪،‬‬
‫وهـــو فـــي الصحابـــي عبداللـــه بـــن‬
‫تعـــد الثالثـــة والعشـــرين علـــى‬ ‫أم مكتـــوم عندمـــا أعـــرض عنـــه‬
‫املشـــهور‪ ،‬نزلـــت بعـــد ســـورة‬ ‫النبـــي[؛ النشـــغاله بدعـــوة كبراء‬
‫(والنَّجـــم) وقبـــل ســـورة القدر‪.‬‬ ‫قريـــش طم ًعا في إســـامهم؛ فأنزل‬
‫اللـــهﵛﭐﱁﱂﵚ (عبـــس‪.)١ :‬‬
‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫تبني الســـورة قيمة هـــذه الدعوة‪،‬‬ ‫مطلـــع خبري مـــن النـــوع الرابع‬
‫والطريـــق إليهـــا‪ ،‬ومصيـــر الناس‬ ‫من أنـــواع املطالع املذكـــورة في‬
‫بحســـب اســـتجابتهم لها‪.‬‬ ‫اإلتقان‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫لطيف‪،‬‬ ‫عتاب‬
‫ٌ‬ ‫تقســـم إلـــى ثالثة مقاطع؛ عتـــاب لطيف‪ ،‬مع‬
‫احلديث‬ ‫إيقاظ‬
‫‪281‬‬ ‫عن القيامة‬ ‫وحتذير‬
‫مع بيان لقدر‬
‫القرآن‬ ‫بيان لقدر القـــرآن‪ ،‬ثم إيقـــاظ وحتذير‪،‬‬
‫ثـــم احلديث عـــن القيامة‪.‬‬
‫ففي املقطع األول (‪( )16-1‬املطلع اخلبري)‪،‬‬
‫سورة عبس‬

‫وعتـــاب لطيـــف يدل علـــى املقام الشـــريف إلمـــام الدعاة [ فـــي احلرص علـــى دعوة من‬
‫اســـتغنى‪ ،‬وال َّتل َ ِّهي عن األعمى الذي جاء يســـعى وهو يخشـــى‪ ،‬مث بيـــان لعظمة ومكانة هذه‬
‫الســـورة‪ ،‬والقرآن كله‪ ،‬والدعـــوة لالنتفاع به‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثـــاين (‪ )32-17‬بيـــان لكفر اإلنســـان‪ ،‬وإيقاظـــه بتذكيـــره بأصلـــه ورحلته‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫نعم تســـتوجب الشـــكر‪.‬‬‫ومصيـــره‪ ،‬وأنـــه لـــم يوف حـــق الله عليـــه‪ ،‬فلفـــت االنتبـــاه إلى ٍ‬
‫ويف املقطـــع الثالث (‪( )42-33‬املطلع الشـــرطي) متحقق الوقوع‪ ،‬وذكـــر ما يقع عند مجيء‬
‫الصاخـــة من الفرار‪ ،‬وحال الفريقني من االستبشـــار أو االغبرار‪.‬‬
‫هي الثمانون بعـــد النازعات‪،‬‬
‫ومـــن مناســـبتها للنازعـــات‬
‫ذكـــر الصاخة مع مـــا في تلك‬
‫من ذكـــر الطامة‪.‬‬ ‫من املفصل الذي‬
‫من أواسط املفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬

‫قيمة الدعوة و الطريق‬


‫إليها‪ ،‬ومصير الناس‬
‫بحسب استجابتهم لها‪.‬‬ ‫عبس‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪282‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة عبس‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫سبب نزول واحد في‬ ‫تُعد الثالثة والعشرين‬
‫الصحابي عبدالله بن ام‬ ‫على املشهور‪ ،‬نزلت‬
‫مكتوم عندما اعرض عنه‬ ‫بعد سورة النجم وقبل‬
‫النبي [ النشغاله بدعوة‬ ‫سورة القدر‪.‬‬
‫كبراء قريش طم ًعا في‬
‫اسالمهم فأنزل الله (عبس‬
‫مطلع خبري ‪.‬‬ ‫تقسم إلى ثالثة مقاطع ‪ :‬عتاب لطيف‪،‬‬
‫وتولى ‪)..‬‬ ‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد‬ ‫مع بيان لقدر القرآن ‪ ،‬ثم إيقاظ‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫وحتذيرـ ثم احلديث عن القيامة‪.‬‬

‫املقطع الثالث (املطلع الشرطي)‬ ‫املقطع الثاين بيان لكفر اإلنسان‪،‬‬ ‫املقطع األول (املطلع اخلبري)‪،‬‬
‫متحقق الوقوع ‪ ،‬وذكر ما يقع‬ ‫وإيقاظه بتذكيره بأصله ورحلته‬ ‫وعتاب لطيف يدل على املقام‬
‫عند مجيء الصاخة من الفرار‪،‬‬ ‫ومصيره‪ ،‬وأنه لم يوف حق الله‬ ‫الشريف إلمام الدعاة [ في‬
‫وحال الفريقني من االستبشار أو‬ ‫عليه‪ ،‬فلفت االنتباه إلى ِن َع ٍم‬ ‫احلرص على دعوة من استغنى ‪،‬‬
‫االغبرار‪.‬‬ ‫تستوجب الشكر‪.‬‬ ‫والتلهي عن األعمى الذي جاء يسعى‬
‫وهو يخشى‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪29‬‬ ‫‪81‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يصح‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫التكوير‬

‫التكوير‪ :‬لذكر التكوير في مطلع السورة‪.‬‬

‫‪283‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة التكوير‬

‫هـــي الواحـــدة والثمانـــون؛ ومـــن‬ ‫مـــن فضائلها مـــا ورد أن رســـول الله‬
‫مناســـبتها أن التكوير واالنفطار‬ ‫[ قـــال‪« :‬من ســـ َّره أن ينظر إلى يوم‬
‫شـــارحه آلخـــر عبس‪.‬‬ ‫القيامـــة كأ َّنـــه َرأْ َي َعيْ ٍ‬
‫ـــن(‪)1‬؛ فليقـــرأ‪:‬‬
‫ﵛﭐﱉﱊﱋﵚ وﭐﵛﭐﱁﱂﱃﵚ ﭐ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫وﵛﭐﱓﱔﱕﵚ »(‪ .)2‬كمـــا أنها من‬


‫ضل بـــه نبينا [‪.‬‬ ‫امل ُ َف َّصـــل الذي ُف ِّ‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد السادســـة‪ ،‬بعد املســـد‪ ،‬وقبل‬


‫األعلى‪ ،‬واإلشـــارة إلى رؤية جبريل‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫قد تشـــعر بتبكير فـــي النزول‪.‬‬
‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬

‫مب ـ ْرأًى منــك؛ أي‪ِ :‬ح ـ َذا َءك‪ ،‬و ُمقَا ِبلَــك بحيــث تــراه‪ ،‬وهــو منصــوب علــى املصــدر؛ أي‪ :‬كأنــه يــراه َرأْ َي‬
‫(‪« )1‬كأ َّنــه َرأْ َي َعيْـ ٍـن؛ تقــول‪ :‬جعلــت الشــيء َرأْ َي عينــك‪ ،‬و َ‬
‫العــن»‪ .‬حتفــة األحــوذي (‪.)177 /9‬‬
‫–وحسن إسناده محققوه‪ ،-‬وأورده األلباني في الصحيحة (ح ‪.)1081‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )2‬رواه الترمذي (‪– )3333‬واللفظ له‪ -‬واإلمام أحمد في املسند (‪)424/8‬‬
‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫يظهـــر مـــن قســـميها أنـــه احلـــث‬ ‫افتتحت بالشرط‪.‬‬


‫علـــى االســـتقامة علـــى احلق عن‬
‫طريـــق التذكير باآلخـــرة‪ ،‬واليقني‬
‫بصـــدق القرآن‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫‪284‬‬
‫الثناء على‬ ‫قســـمت ملقطعـــن؛ القيامة‪ ،‬والثناء على‬
‫القرآن‬ ‫القيامة‬
‫القرآن‪.‬‬

‫سورة التكوير‬
‫ففـــي املقطـــع األول (‪( )14 -1‬املطلـــع‬
‫الشـــرطي) متحقـــق الوقـــوع‪ ،‬وصف آليات‬
‫بـــن يـــدي القيامـــة‪ ،‬فوصـــف للقيامة‪.‬‬
‫ويف املقطع الثـــاين (‪( )29-15‬املطلع القســـمي) املســـبوق بـــــ(ال)‪ ،‬والثناء علـــى القرآن‪،‬‬
‫وتنبيـــه الذاهبني عنه‪ ،‬واحلث على االســـتقامة عليه‪ ،‬وأن تلك االســـتقامة متعلقة مبشـــيئة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫اللـــه رب العاملني‪.‬‬
‫قال رسول الله [‪ « :‬من سره أن ينظر هي الواحدة والثمانون ومن‬
‫إلى يوم القيامة كأ ّنه رأي عني فليقرأ‪ :‬مناسبتها أن التكوير واالنفطار‬
‫من أواسط‬ ‫شارحه آلخر عبس‪.‬‬ ‫ﵛﭐﱉﱊﱋﵚ ‪ ..‬احلديث‪ ،‬كما أنها‬
‫املفصل‬ ‫من املفصل الذي فضل به نبينا [‪.‬‬
‫احلث على االستقامة‬
‫عن طريق التذكير‬
‫باآلخرة‪ ،‬واليقني بصدق‬ ‫التكوير‬
‫القرآن‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪285‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة التكوير‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد السادسة‪ ،‬بعد‬


‫املسد وقبل األعلى‬

‫افتتحت بالشرط‪.‬‬ ‫قسمت ملقطعني‪:‬‬


‫القيامة ‪ ،‬والثناء على مكية اتفاقا‪ ،‬ولم‬
‫يصح استثناء شيء‬ ‫القرآن‪.‬‬
‫منها‪.‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع الق ََسمي)‬ ‫املقطع األول (املطلع الشرطي)‬


‫املسبوق بــ( ال)‪ ،‬والثناء على القرآن‪،‬‬ ‫متحقق الوقوع‪ ،‬و صف آليات بني‬
‫وتنبيه الذاهبني عنه‪ ،‬واحلث على‬ ‫يدي القيامة ‪ ،‬فوصف للقيامة‪.‬‬
‫االستقامة عليه‪ ،‬وأن تلك االستقامة‬
‫متعلقة مبشيئة الله رب العاملني‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪82‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫االنفطار‬

‫االنفطار‪ :‬لذكر االنفطار في مطلع السورة‪.‬‬

‫‪286‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة االنفطار‬
‫هـــي الثانيـــة والثمانـــون‪ ،‬مـــن‬ ‫مـــن فضائلها مـــا ورد أن رســـول الله‬
‫مناســـبتها للتكويـــر أن التكوير‬ ‫[ قـــال‪« :‬مـــن ســـ َّره أن ينظـــر إلى‬
‫واالنفطـــار شـــارحه آلخر عبس‪.‬‬ ‫يـــوم القيامة كأ َّنـــه َرأْ َي َعيْ ٍن؛ فليقرأ‪:‬‬
‫ﵛﭐﱉﱊﱋﵚوﭐﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‬
‫ﭐ وﵛﭐﱓﱔﱕﵚ »(‪ .)1‬كما أنها من‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ضل بـــه نبينا [‪.‬‬ ‫امل ُ َف َّصل الـــذي ُف ِّ‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الواحـــدة والثمانـــن‪ ،‬بعـــد‬


‫النَّازعـــات‪ ،‬وقبل االنشـــقاق‪ ،‬ولم‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫أجـــد مـــا يســـاعد علـــى معرفـــة‬
‫تأريخهـــا غيـــر ذلك‪.‬‬ ‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬

‫–وحسن إسناده محققوه‪ ،-‬وأورده األلباني في الصحيحة (ح ‪.)1081‬‬


‫َّ‬ ‫(‪ )1‬رواه الترمذي (‪– )3333‬واللفظ له‪ -‬واإلمام أحمد في املسند (‪)424/8‬‬
‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫احلث على العمل ليوم الدين‪.‬‬ ‫افتتحت بالشرط‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫ـرطي‪،‬‬
‫ميكــن تقســيمها إلــى ثالثــة مقاطــع؛ شـ ُّ‬
‫خبري‬ ‫ندائي‬ ‫شرطي‬
‫فندائــي‪ ،‬فخربي‪.‬‬
‫ـرطي)‬
‫ففــي املقطــع األول (‪( )5-1‬املطلــع الشـ ٌّ‬
‫‪287‬‬ ‫متحقــق الوقــوع‪ ،‬ووصـ ٌ‬
‫ـف ألحــداث يــوم القيامة‪.‬‬
‫بالرب‬
‫ِّ‬ ‫ويف املقطـــع الثاين (‪( )12-6‬املطلـــع الندائي) لإلنســـان‪ ،‬واإلنـــكار على االغتـــرار‬
‫سورة االنفطار‬

‫الكـــرمي‪ ،‬مـــع بيان علـــة ذلك االغتـــرار‪ ،‬والتذكيـــر بكتابة املالئكـــة لألعمال‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثالث (‪( )19-13‬املطلع اخلبـــري) املؤ ِّكد‪ ،‬وبيان حلـــال الفريقني يوم الدين‪،‬‬
‫ٍ‬
‫يومئذ لله‪.‬‬ ‫لنفس شـــي ًئا‪ ،‬واألمـــ ُر‬
‫مـــع تهويل ذلك اليـــوم الذي ال متلك فيه نفس ٍ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫قال رسول الله [‪ « :‬من سره‬
‫هي الثانية والثمانون ‪ ،‬ومن‬ ‫أن ينظر إلى يوم القيامة كأ ّنه‬
‫رأي عني فليقرأ‪:‬ﵛﭐﱉﱊﱋﵚ‬
‫مناسبتها أن التكوير و االنفطار‬
‫شارحة آلخر عبس‪.‬‬ ‫وﭐﵛﭐﱁﱂﱃﵚ ‪ »..‬احلديث‪ ،‬كما أنها‬
‫من أواسط املفصل‬ ‫من املفصل الذي فضل به نبينا [‪.‬‬

‫احلث على العمل ليوم‬


‫الدين‪.‬‬
‫االنفطار‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪288‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة االنفطار‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يرد لها‬ ‫تُعد الواحدة‬
‫سبب نزول‪.‬‬ ‫والثمانني‪ ،‬بعد‬
‫النازعات وقبل‬
‫االنشقاق‪.‬‬

‫افتتحت بالشرط‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫ثالثة مقاطع شرطي مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫فندائي فخبري‪:‬‬

‫املقطع الثالث (املطلع اخلبري)‬ ‫املقطع الثاين (املطلع الندائي)‬ ‫املقطع األول (املطلع‬
‫املؤكد‪ ،‬وبيان حلال الفريقني يوم‬ ‫لإلنسان‪ ،‬واإلنكار على االغترار‬ ‫الشرطي) متحقق الوقوع‪،‬‬
‫الدين‪ ،‬مع تهويل ذلك اليوم الذي‬ ‫بالرب الكرمي‪ ،‬مع بيان علة ذلك‬ ‫ٌ‬
‫ووصف ألحداث يوم‬
‫ال متلك فيه نفس لنفس شيئا‪،‬‬ ‫االغترار ‪ ،‬والتذكير بكتابة املالئكة‬ ‫القيامة‪.‬‬
‫واألمر يومئذ لله‪.‬‬ ‫لألعمال‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫َم َدن َِّية على الراجح؛ ومل‬ ‫‪30‬‬ ‫‪36‬‬ ‫‪83‬‬
‫يصح استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫التطفيف‬ ‫ُط ِّففِني‬


‫امل َ‬

‫ُط ِّففِني‪ :‬لوقوع لفظ امل ُ َط ِّففِ ني في مطلعها‪.‬‬


‫امل َ‬
‫التطفيف‪ :‬لذكر التطفيف في مطلعها‪.‬‬

‫‪289‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة املطففني‬

‫هـــي الثالثـــة والثمانـــون‪ ،‬جـــاءت‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه‬
‫بعـــد التكوير واالنفطـــار‪ ،‬وذكرت‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫وقـــوف النـــاس لـــرب العاملني في‬ ‫مرفوعـــا ثابتًا‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال‬
‫اليـــوم العظيم‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫تعـــد اخلامســـة والثمانـــن علـــى‬ ‫بدأت بالدعاء‪ ،‬وهو النوع التاســـع‬


‫املشـــهور؛ نزلـــت بعـــد ســـورة‬ ‫مـــن أنـــواع املطالـــع املذكـــورة في‬
‫العنكبـــوت‪ ،‬وقبـــل ســـورة البقـــرة‪،‬‬ ‫اإلتقـــان‪ ،‬وهـــي مشـــتركة مـــع‬
‫وورد ما يشـــعر أن مطلعها نزل أول‬ ‫الــــهمزة في البـــدء بكلمة (ويل) ال‬
‫ســـكنى النبـــي [ املدينـــة‪.‬‬ ‫تشـــاركهما فـــي ذلك أي ســـورة‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لهـــا ســـبب في أولهـــا يصور مدى تأثيـــر القرآن فـــي الصحابة ]‪ ،‬وهو مـــا ورد عن‬
‫عباس] قال‪ :‬ملَّا َقدِ م رســـول اللـــه [ املدينة‪ ،‬كانوا من أبخـــس(‪ )1‬الناس ً‬
‫كيل‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ابـــن‬
‫فأنـــزل الله تبـــارك وتعالى ﵛﭐﲥﲦﵚ (املطففني‪ ،)1 :‬فأحســـنوا الكيل بعد ذلك ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬

‫موضوع السورة‬

‫ ‬ ‫معظمها حول الفجار واألبرار في الدنيا واآلخرة‪.‬‬


‫‪290‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة املطففني‬
‫وخامتة خربية‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫وحيد ردعي‪،‬‬‫ٍ‬ ‫مقدمة وعيدية‪ ،‬ومقط ٍع‬
‫ٍ‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫الوعيـــدي) بــ(ويـــل)‪ ،‬والتحذير مـــن التطفيـــف‪ ،‬والتذكير‬
‫ُّ‬ ‫ففي املقدمـــة (‪( )6-1‬املطلـــع‬
‫باليـــوم العظيـــم يـــوم يقوم النـــاس لـــرب العاملني‪.‬‬
‫ويف املقطع الوحيد (‪( )28-7‬املطلع الردعي)‪ ،‬واحلديث عن مصير الفريقني‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ويف اخلامتـــة (‪( )36-29‬املطلع اخلبـــري) املؤكد‪ ،‬وذكر ضحك اجملرمـــن من املؤمنني في‬
‫الدنيـــا‪ ،‬وضحـــك املؤمنني منهم فـــي اآلخرة‪ ،‬واخلتم بـــأن الكفار ســـينالوا جزاءهم في دار‬
‫القرار‪.‬‬

‫(‪ )1‬البخس‪ :‬النقص والظلم ‪-‬تاج العروس‪.-‬‬


‫مفصـ ً‬
‫ا‬ ‫(‪ )2‬أخرجــه احلاكــم (‪ ،)38 /2‬وصححــه‪ ،‬ووافقــه الذهبــي‪ ،‬وأثبتــه بشــواهده الوادعــي فــي «الصحيــح املســند مــن أســباب ‪..‬نــزول» الســورة (ص ‪)232‬؛ ِّ‬
‫لطرقــه‪.‬‬
‫هي الثالثة والثمانون ‪ ،‬جاءت‬
‫بعد التكوير واالنفطار وذكرت‬
‫وقوف الناس لرب العاملني في‬
‫من أواسط‬ ‫اليوم العظيم‪.‬‬ ‫من املفصل الذي‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬

‫حول الفجار واألبرار‬ ‫املطففني‬


‫في الدنيا واآلخرة‪.‬‬ ‫التطفيف‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪291‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة املطففني‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لها سبب نزول في أولها‬ ‫تُعد اخلامسة‬


‫يصور مدى تأثير القرآن في‬ ‫والثمانني على‬
‫الصحابة رضي الله عنهم‪.‬‬ ‫املشهور نزلت بعد‬
‫سورة العنكبوت وقبل‬
‫سورة البقرة‪.‬‬
‫أت بالدعاء ‪ ،‬وهي مشتركة مع‬ ‫بَ َد ْ‬ ‫ميكن تقسيمها‬
‫مدني ٌة على الراجح الهمزة في البدء بكلمة (ويل) ال‬ ‫ملقدمة ‪ ،‬ومقطع‬
‫ولم يصح استثناء تشاركهما ما في ذلك أي سورة‪.‬‬ ‫وحيد‪ ،‬وخامتة‪:‬‬
‫شيء منها‪.‬‬

‫اخلبري) املؤ ِّكد‪ ،‬وذكر‬


‫ُّ‬ ‫اخلامتة ( املطلع‬ ‫املقطع الوحيد (املطلع‬ ‫الوعيدي)‬
‫ُّ‬ ‫املقدمة (املطلع‬
‫ضحك اجملرمني من املؤمنني في الدنيا‪،‬‬ ‫الردعي)‪ ،‬واحلديث عن‬ ‫بــ(ويل)‪ ،‬والتحذير من‬
‫وضحك املؤمنني منهم في اآلخرة‪،‬‬ ‫مصير الفريقني‪.‬‬ ‫التطفيف‪ ،‬والتذكير باليوم‬
‫واخلتم بأن الكفار سينالوا جزاءهم في‬ ‫لرب‬
‫العظيم يوم يقوم الناس ِّ‬
‫دار القرار‪.‬‬ ‫العاملني‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪84‬‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َية‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫االنشقاق‬

‫االنشقاق‪ :‬لذكر االنشقاق في مطلع السورة‪.‬‬

‫‪292‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة االنشقاق‬
‫هـــي الرابعـــة والثمانـــون‪ ،‬وجاءت‬ ‫مـــن فضائلها مـــا ورد أن رســـول الله‬
‫بعد التكوير واالنفطار واملطففني‪،‬‬ ‫[ قـــال‪« :‬مـــن َســـ َّره أن ينظـــر إلى‬
‫والتـــي ذكـــرت وقوف النـــاس لرب‬ ‫يـــوم القيامة كأ َّنـــ ُه َرأْ َي َعيْ ٍن؛ فليقرأ‪:‬‬
‫العاملـــن فـــي اليـــوم العظيـــم‪ ،‬ثـــم‬ ‫ﵛﭐﱉﱊﱋﵚوﭐﵛﭐﱁﱂﱃﵚ‬
‫جاءت االنشـــقاق‪َ ،‬ف َذكـــ َرت تطاير‬ ‫ﭐ وﵛﭐﱓﱔﱕﵚ »(‪ .)1‬كما أنها من‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫الســـور األربـــع‬
‫الص ُحـــف؛ فـــكأن ُّ‬ ‫ُّ‬ ‫ضل بـــه نبينا [‪.‬‬ ‫امل ُ َف َّصل الـــذي ُف ِّ‬
‫جـــاءت علـــى ترتيـــب مـــا تتحدث‬
‫عنه مـــن أحـــداث يـــوم القيامة‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫تعـــد الثانيـــة والثمانـــن‪ ،‬نزلـــت‬
‫بعـــد االنفطـــار‪ ،‬وقبـــل الـــروم‪.‬‬
‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬

‫–وحسن إسناده محققوه‪ ،-‬وأورده األلباني في الصحيحة (ح ‪.)1081‬‬


‫َّ‬ ‫(‪ )1‬رواه الترمذي (‪– )3333‬واللفظ له‪ -‬واإلمام أحمد في املسند (‪)424/8‬‬
‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫احلث على االستعداد ليوم املعاد‪.‬‬ ‫افتتحت بالشرط‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫ميكن تقسيمها إلى ثالث مقاطع‪.‬‬


‫قسمي‬ ‫ندائي‬ ‫شرطي‬
‫أمـــا املقطـــع األول (‪ )5-1‬ففيـــه (املطلـــع‬
‫‪293‬‬ ‫الشـــرطي) متحقق الوقوع‪ ،‬وذكر بعض أحداث‬
‫القيامـــة‪ ،‬وانصيـــاع الســـماء واألرض فيها لله‪.‬‬
‫وأمـــا املقطع الثاين (‪ )15-6‬ففيـــه (املطلع الندائي) لإلنســـان‪ ،‬وتذكير لإلنســـان برحلته‪،‬‬
‫سورة االنشقاق‬

‫ومصير الفريقني‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثالـــث (‪( )25-16‬املطلع القســـمي)‪ ،‬توكيد املصيـــر إلى اللـــه‪ ،‬فاحلث على‬
‫اإلميان والســـجود‪ ،‬وتبشـــير الفريقني‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هـــي الرابعـــة والثمانـــون ‪ ،‬جـــاءت بعـــد التكوير‬
‫واالنفطـــار واملطففـــن وذكـــرت وقـــوف النـــاس‬
‫لـــرب العاملـــن فـــي اليـــوم العظيـــم ثـــم جـــاءت‬ ‫قال رسول الله [‪ « :‬من سره‬
‫االنشـــقاق فذكرت تطاير الصحف فكأن الســـور‬ ‫أن ينظر إلى يوم القيامة كأ ّنه‬
‫األربـــع جـــاءت على ترتيـــب ما تتحـــدث عنه من‬ ‫رأي عني فليقرأ‪:‬ﵛﭐﱉﱊﱋﵚ‬
‫أحـــداث يـــوم القيامة‪.‬‬ ‫وﭐﵛﭐﱁﱂﱃﵚ ‪ »..‬احلديث‪،‬‬
‫من أواسط املفصل‬ ‫كما أنها من املفصل الذي فضل به‬
‫نبينا [‪.‬‬
‫احلث على االستعداد‬
‫ليوم املعاد‪.‬‬ ‫االنشقاق‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪294‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة االنشقاق‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يرد لها‬ ‫تُعد الثانية والثمانني‪،‬‬
‫سبب نزول‪.‬‬ ‫نزلت بعد االنفطار‬
‫وقبل الروم‪.‬‬

‫افتتحت بالشرط‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مكية اتفاقا‪ ،‬ولم يرد‬
‫ثالث مقاطع ‪:‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫املقطع الثالث ( املطلع الق ََسمي)‪،‬‬ ‫املقطع الثاين (املطلع الندائي)‬ ‫املقطع األول (املطلع الشرطي)‬
‫توكيد املصير إلى الله‪ ،‬فاحلث‬ ‫لإلنسان ‪ ،‬وتذكير لإلنسان برحلته‪،‬‬ ‫متحقق الوقوع‪ ،‬وذكر بعض أحداث‬
‫على اإلميان والسجود‪ ،‬وتبشير‬ ‫ومصير الفريقني‪.‬‬ ‫القيامة‪ ،‬وانصياع السماء واألرض‬
‫الفريقني‪.‬‬ ‫فيها لله‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫ً‬
‫اتفاقا‪ ،‬ومل يرد‬ ‫َم ِّك َية‬ ‫‪30‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪85‬‬
‫استثناء شيء منها‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫الربوج‬

‫الربوج‪ :‬لوقوع لفظ البروج في مطلعها‪.‬‬

‫‪295‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة الربوج‬

‫هي اخلامســـة والثمانـــون‪ ،‬وتناسب‬ ‫لـــم يثبـــت لهـــا فضـــل خـــاص‪،‬‬


‫االنشـــقاق باالفتتاح بذكر السماء‪.‬‬ ‫وهـــي مـــن امل ُ َف َّصل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضل‬
‫بـــه نبينـــا [‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫تعـــد السادســـة والعشـــرين علـــى‬
‫املشـــهور؛ بعـــد ســـورة الشـــمس‪،‬‬
‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬
‫وقبل ســـورة التني‪ ،‬وجعلها بعضهم‬
‫فـــي فترة تعذيب املســـتضعفني في‬
‫ً‬
‫دليـــا نقل ًيا‪.‬‬ ‫مكـــة‪ ،‬ولـــم أجد لـــه‬
‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫تأكيد نصرة الله للمؤمنني‬


‫افتتحت بالقسم‪.‬‬
‫املستضعفني ‪-‬ولو بعد حني‪.-‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫قسمت إلى مقطعني‪.‬‬


‫ففي املقطع األول (‪( )11-1‬املطلع ال َق َس ُّ‬
‫ـــمي) بالســـماء واليوم املوعود والشـــهود على لعن‬
‫أصحـــاب األخدود‪ ،‬مع بيان ُج ْر ِمهـــم‪ ،‬ومصير الفريقني‪.‬‬ ‫‪296‬‬
‫ويف املقطع الثـــاين (‪( )22-12‬املطلع اخلبري) املؤكـــد‪ ،‬والتعريف باللـــه تعري ًفا يجمع بني‬

‫سورة الربوج‬
‫الدعـــوة للتوبـــة‪ ،‬والتهديد‪ ،‬مـــع التذكير بحديث فرعـــون وثمود‪ ،‬والتأكيد الســـتمرار الكفار‬
‫علـــى كفرهم ‪-‬والعيـــاذ باللـــه‪ ،-‬واخلتم بالثناء على القـــرآن اجمليد‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫هي اخلامسة والثمانون‪،‬‬
‫وتناسب االنشقاق باالفتتاح‬
‫من أواسط‬ ‫بذكر السماء‪.‬‬ ‫من املفصل الذي‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [‪.‬‬
‫تأكيد نصرة الله‬
‫للمؤمنني املستضعفني‬ ‫البروج‬
‫ولو بعد حني‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪297‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة الربوج‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يرد لها أي‬ ‫تُعد السادسة‬


‫سبب نزول‪.‬‬ ‫والعشرين على‬
‫املشهور بعد سورة‬
‫الشمس وقبل سورة‬
‫التني‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم ‪.‬‬ ‫مكية اتفاقا ولم يرد‬ ‫ُقسمت إلى‬


‫استثناء شيء منها‪.‬‬ ‫مقطعني ‪:‬‬

‫اخلبري)‬
‫ُّ‬ ‫املقطع الثاين ( املطلع‬ ‫املقطع األول املطلع الق ََسمي)‬
‫املؤ ِّكد‪ ،‬والتعريف بالله تعريفا يجمع‬ ‫بالسماء واليوم املوعود والشهود‬
‫بني الدعوة للتوبة‪ ،‬والتهديد ‪ ،‬مع‬ ‫على لعن أصحاب األخدود‪ ،‬مع‬
‫التذكير بحديث فرعون وثمود‪،‬‬ ‫بيان ُج ْرمِ هِ م‪ ،‬ومصير الفريقني ‪.‬‬
‫واخلتم بالثناء على القرآن اجمليد‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪86‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫(‪)1‬‬
‫الطارق‬

‫الطارق‪ :‬لوقوع لفظ الطارق في مطلعها‪.‬‬

‫‪298‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الطارق‬
‫هي السادســـة والثمانون‪ ،‬وتناسب‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫ِ‬
‫وقدمـــت‬ ‫البـــروج بذكـــر الســـماء‪،‬‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫َّ‬
‫الطولَـــى منهمـــا‪ ،‬وخامتـــة الطارق‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫تناســـب مطلع البروج فـــي وعيد‬
‫الذيـــن يكيـــدون املؤمنني‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫تعـــد اخلامســـة والثالثـــن علـــى‬


‫املشـــهور‪ ،‬نزلت بعـــد البلد‪ ،‬وقبل‬
‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫ا لقمر ‪.‬‬

‫مطلع السورة‬
‫افتتحت بالقسم‬

‫(‪ )1‬الطارق هو‪ :‬الذي يطرق لي ً‬


‫ال من النجوم املضيئة‪ ،‬ويخفى نها ًرا ‪-‬الطبري‪.-‬‬
‫موضوع السورة‬

‫تثبت أن اإلنسان مراقب في الدنيا‪ ،‬مبعوث محاسب يوم القيامة‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫قسمت إلى مقطعني؛ قسميني‪.‬‬


‫ففي املقطع األول (‪( )10-1‬املطلع القســـمي) بالســـماء والطارق ‪-‬وهـــو النجم الثاقب‪ -‬أن‬
‫ً‬
‫حافظا‪ ،‬واالســـتدالل علـــى اليوم اآلخر بحفـــظ الله لإلنســـان‪ ،‬وببدء خلقه‪،‬‬ ‫علـــى كل نفـــس‬
‫‪299‬‬ ‫مـــع التذكير بابتالء الســـرائر‪ ،‬وضعف اإلنســـان ذلك اليوم‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثـــاين (‪( )17-11‬املطلـــع القســـمي) بالســـماء واألرض أن القـــرآن فصل‪،‬‬
‫واخلتم باحلديـــث عـــن الكافريـــن وكيدهـــم الضعيف‪.‬‬
‫سورة الطارق‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي السادســـة والثمانون‪ ،‬وتناسب‬
‫البـــروج بذكـــر الســـماء‪ ،‬وقدمـــت‬
‫ّ‬
‫الطولـــى منهمـــا‪ ،‬وخامتـــة الطارق‬
‫تناســـب مطلـــع البـــروج فـــي وعيد‬
‫ُ‬
‫من أواسط‬ ‫من املفصل الذي الذيـــن يكيـــدون املؤمنني‪.‬‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [ ‪.‬‬

‫أن اإلنسان مراقب في‬


‫الدنيا مبعوثٌ محاسب‬
‫يوم القيامة‪.‬‬ ‫الطارق‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪300‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة الطارق‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ليس لها‬ ‫تُعد اخلامسة‬
‫سبب نزول‪.‬‬ ‫والثالثني على‬
‫املشهور‪ ،‬نزلت بعد‬
‫البلد وقبل القمر‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‬ ‫قسمت إلى‬


‫مكية اتفاقا‪.‬‬
‫مقطعني َق َسميني‪:‬‬

‫املقطع الثاين ( املطلع الق ََسمي)‬ ‫املقطع األول (املطلع الق ََسمي) بالسماء والطارق أن‬
‫بالسماء واألرض على أن القرآن‬ ‫على كل نفس حافظ‪ ،‬واالستدالل على اليوم اآلخر‬
‫فصل‪ ،‬واخلتم باحلديث عن‬ ‫بحفظ الله لإلنسان‪ ،‬وببدء خلقه‪ ،‬مع التذكير بابتالء‬
‫الكافرين وكيدهم الضعيف‪.‬‬ ‫السرائر وضعف اإلنسان ذلك اليوم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪87‬‬
‫َم ِّك َية على الراجح‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫ﵛﭐﲏﵚ‬ ‫األعلى‬

‫األعلى‪:‬لوقوع لفظ األعلى في مطلعها‪.‬‬


‫سبح‪ :‬الفتتاحها بهذه اللفظة‪.‬‬

‫‪301‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة األعلى‬

‫هـــي الســـابعة والثمانـــون‪ ،‬وبينهـــا‬ ‫ضـــل بـــه‬‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫وبني الطارق تناســـب وتكامل في‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ومـــن فضائلهـــا مـــا‬
‫ذكر خلـــق اإلنســـان والنبات‪.‬‬ ‫ورد فـــي حديـــث النعمـــان بـــن‬
‫بشـــير ] أن رســـول اللـــه [‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫«كان يقـــرأ فـــي العيديـــن‪ ،‬وفـــي‬


‫ترتيب نزول السورة‬ ‫اجلـمــعــــة بــــﭐ ﵛﭐﲏﲐﲑﲒﵚﱠ‪،‬‬
‫وﵛﭐﱭﱮﱯﱰﵚ » ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫تعد الســـابعة على املشـــهور؛ نزلت‬ ‫«وإذا اجتمـــع العيـــد واجلمعـــة‪ ،‬في‬
‫بعـــد التكوير‪ ،‬وقبـــل الليـــل‪ ،‬وثبت‬ ‫ٍ‬
‫واحـــد‪ ،‬يقـــرأ بهمـــا ً‬
‫أيضا في‬ ‫يـــوم‬
‫ٍ‬
‫عـــن ابن عباس ] ما يشـــير إلى‬ ‫الصالتـــن» ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫َّ‬
‫الصلـــوات اخلمـــس فـــي الســـورة‪،‬‬
‫كمـــا ورد مـــا يربطهـــا بآيـــات فـــي‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫ســـورة القيامـــة تتعلـــق بنـــزول‬
‫ا لو حي ‪.‬‬ ‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪.)878‬‬


‫مطلع السورة‬

‫خصوصا‪ ،‬وتشـــاركها في‬


‫ً‬ ‫افتتحـــت بالثناء عمو ًمـــا‪ ،‬ثم هي مفتتحة بالتســـبيح‬
‫البدء بالتســـبيح ســـت سور‪ :‬اإلسراء‪ ،‬واحلديد‪ ،‬واحلشـــر‪ ،‬والصف‪ ،‬واجلمعة‪،‬‬
‫والتغابن؛ فاجملموع ســـبع ســـور بينها تكامل في صيغة التســـبيح‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫تنزيه الرب األعلى‪ ،‬والدعوة إلى عبادته‪ ،‬واالنتفاع بالذكرى‪.‬‬


‫‪302‬‬

‫سورة األعلى‬
‫مقاطع السورة‬

‫تقسم إلى ثالثة مقاطع؛ ثنائي‪ ،‬فخربيان‪.‬‬


‫ففي املقطـــع األول (‪( )5-1‬املطلـــع الثنائي) األمر بتســـبيح الـــرب األعلـــى‪ ،‬والتعريف به‬
‫‪-‬جـــل وعال‪.-‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ويف املقطـــع الثاين (‪( )13-6‬املطلـــع اخلبري) املفتتح بالســـن‪ ،‬ووعدان لرســـول الله [‬
‫بالتيســـير وبعدم النســـيان‪ ،‬واألمـــر بالتذكير‪ ،‬واإلشـــارة إلـــى املوقف من الذكـــرى‪ ،‬مع ذكر‬
‫عاقبة مـــن ال يذكر‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثالث (‪( )19-14‬املطلـــع اخلبري) املؤكد بـ(قـــد)‪ ،‬وبيان عاقبـــة املتذكر‪ ،‬مث‬
‫بيان ســـر رفـــض من رفـــض الذكرى‪.‬‬
‫« كان رسول الله ] يقرأ في العيدين‪،‬‬
‫هي السابعة والثمانون‪،‬‬ ‫وفي اجلمعة بسبح اسم ربك األعلى‪،‬‬
‫وبينها وبني الطارق‬ ‫وهل أتاك حديث الغاشية»‪ ،‬قال‪« :‬وإذا‬
‫تناسب وتكامل في ذكر‬ ‫اجتمع العيد واجلمعة‪ ،‬في يوم واحد‪،‬‬
‫من أواسط‬ ‫خلق اإلنسان والنبات‪.‬‬ ‫يقرأ بهما أيضا في الصالتني»‪ ،‬كما أنها‬
‫املفصل‬ ‫من املفصل الذي فضل به نبينا [‪.‬‬
‫تنزيه الرب األعلى ‪،‬‬
‫والدعوة إلى عبادته‬ ‫األعلى‪،‬‬
‫واالنتفاع بالذكرى‪.‬‬ ‫و سبح‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪303‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة األعلى‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لم يرد لها أي‬ ‫تُعد السابعة على‬


‫سبب نزول‪.‬‬ ‫املشهور نزلت بعد‬
‫التكوير وقبل الليل ‪.‬‬

‫افتتحت بالثناء عموماً‬ ‫تقسم إلى ثالثة‬


‫مكية على الراجح‪.‬‬
‫ثم هي مفتتحة بالتسبيح‬ ‫مقاطع ثنائي‬
‫خصوصاً‪.‬‬ ‫فخبريان‪:‬‬

‫املقطع الثالث ( املطلع اخلبري)‬ ‫املقطع الثاين ( املطلع اخلبري) املفتتح‬ ‫املقطع األول (املطلع‬
‫املؤكد بـ(قد)‪ ،‬وبيان عاقبة املتذكر‪،‬‬ ‫بالسني‪ ،‬ووعدان لرسول الله [ بالتيسير‬ ‫الثنائي) اآلمر بتسبيح‬
‫ثم بيان سر رفض من رفض الذكرى‪.‬‬ ‫وبعدم النسيان‪ ،‬واألمر بالتذكير‪ ،‬واإلشارة‬ ‫الرب األعلى‪ ،‬والتعريف‬
‫إلى املوقف من الذكرى مع ذكر عاقبة من‬ ‫به جل وعال‪.‬‬
‫ال يذكر‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪88‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫الغاشية‬

‫الغاشية‪ :‬لوقوع لفظ الغاشية في مطلعها‪.‬‬

‫‪304‬‬
‫موقع السورة‬

‫سورة الغاشية‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫هـــي الثامنـــة والثمانـــون‪ ،‬وفيهـــا‬
‫تفصيـــل ومقابلـــة ملـــا أجمـــل فـــي‬ ‫ضـــل بـــه‬‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫آخـــر األعلـــى‪.‬‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ومـــن فضائلهـــا مـــا‬
‫ورد فـــي حديـــث النعمـــان بـــن‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫بشـــير ] أن رســـول اللـــه [‬
‫«كان يقـــرأ فـــي العيديـــن‪ ،‬وفـــي‬
‫ترتيب نزول السورة‬ ‫اجلــمــــعــــة بــــﭐﵛﭐﲏﲐﲑﲒﵚﱠ‪،‬‬
‫وﵛﭐﱭﱮﱯﱰﵚ » ‪ ،‬قال‪:‬‬
‫تعـــد السادســـة والســـتني علـــى‬ ‫«وإذا اجتمـــع العيـــد واجلمعـــة‪ ،‬في‬
‫املشـــهور‪ ،‬بعـــد الذاريـــات‪ ،‬وقبـــل‬ ‫ٍ‬
‫واحـــد‪ ،‬يقـــرأ بهمـــا ً‬
‫أيضا في‬ ‫يـــوم‬
‫ٍ‬
‫الكهـــف‪ ،‬ولـــم أجـــد ما يـــدل على‬ ‫الصالتـــن» ‪.‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫َّ‬
‫وقـــت نزولهـــا غيـــر ذلـــك‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪.)878‬‬


‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫افتتحت باالستفهام‪.‬‬ ‫لم يرد لها سبب نزول‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫التذكير بيوم احلساب‪ ،‬مع االستدالل عليه باخمللوقات‪.‬‬

‫‪305‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫سورة الغاشية‬

‫تقسم إلى مقطعني؛ استفهاميني‪.‬‬


‫ففي املقطـــع األول (‪( )16-1‬املطلع االســـتفهامي) التشـــويقي‪ ،‬وذكر الغاشـــية‪ ،‬وحال‬
‫الفريقـــن يومئذ‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثـــاين (‪( )26-17‬املطلـــع االســـتفهامي) اإلنـــكاري‪ ،‬ولفـــت النظـــر إلى‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫الســـماء واجلبـــال واألرض واإلبـــل الدالة علـــى خالقهـــا‪ ،‬الداعية إلى توحيـــده‪ ،‬وحصر‬
‫مهمـــة النبـــي [ في التذكيـــر‪ ،‬وبيان أن الذي يتولى احلســـاب هو العليـــم اخلبير الذي‬
‫إليه املـــآب واملصير‪.‬‬
‫« كان رسول الله ] يقرأ في العيدين‪،‬‬
‫وفي اجلمعة بسبح اسم ربك األعلى‪،‬‬
‫هي الثامنة والثمانون‪،‬‬ ‫وهل أتاك حديث الغاشية»‪ ،‬قال‪« :‬وإذا‬
‫وفيها تفصي ٌل ومقابل ٌة ملا‬ ‫اجتمع العيد واجلمعة‪ ،‬في يوم واحد‪،‬‬
‫أجمل في آخر األعلى‪.‬‬ ‫يقرأ بهما أيضا في الصالتني»‪ ،‬كما أنها‬
‫من أواسط‬
‫التذكير بيوم‬ ‫املفصل‬ ‫من املفصل الذي فضل به نبينا [‪.‬‬
‫احلساب‪ ،‬مع‬
‫االستدالل عليه‬
‫باخمللوقات‪.‬‬ ‫الغاشية‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪306‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة الغاشية‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫لم يرد لها أي‬ ‫تُعد السادسة‬
‫سبب نزول‪.‬‬ ‫والستني على‬
‫املشهور‪ ،‬بعد‬
‫الذاريات وقبل‬
‫الكهف‪.‬‬

‫افتتحت باالستفهام‪.‬‬ ‫مكية اتفاقا‪.‬‬ ‫تقسم إلى مقطعني‬


‫استفهاميني‪:‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع االستفهامي) اإلنكاري‪،‬‬ ‫املقطع األول (املطلع‬


‫ولفت النظر إلى السماء واجلبال واألرض واإلبل‬ ‫االستفهامي) التشويقي‪،‬‬
‫الدالة على خالقها ‪ ،‬وحصر مهمة النبي صلى الله‬ ‫وذكر الغاشية‪ ،‬وحال‬
‫عليه وسلم في التذكير ‪ ،‬وبيان أن الذي يتولى‬ ‫الفريقني يومئذ‪.‬‬
‫احلساب هو الله ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪30‬‬ ‫‪89‬‬
‫َم ِّك َية على الراجح‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫الفجر‬

‫الفجر‪ :‬الفتتاحها بهذا اللفظ‪.‬‬

‫‪307‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة الفجر‬

‫هـــي التاســـعة والثمانـــون‪ ،‬بعـــد‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫الغاشـــية‪ ،‬وهي كالدليل على ما‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫في آخر الغاشـــية‪.‬‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫تعـــد التاســـعة علـــى املشـــهور‪،‬‬
‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫نزلـــت بعـــد ســـورة اللَّيـــل‪ ،‬وقبل‬
‫الضحـــى‪.‬‬
‫ســـورة َّ‬

‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بالقسم‬
‫موضوع السورة‬

‫إثبات أن الرب باملرصاد لكل من طغى وجتبر وأفسد وتكبر‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬
‫‪٣‬‬ ‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬

‫تقســـم إلى ثالثة مقاطع؛ قســـمي‪ ،‬فشرطي‪،‬‬


‫ردعي‬ ‫شرطي‬ ‫قسمي‬
‫فردعي‪.‬‬
‫أمـــا املقطـــع األول (‪ )14-1‬ففيـــه (املطلـــع‬
‫القســـمي) بالفجر وليال عشـــر والشفع والوتر‬ ‫‪308‬‬
‫والليـــل‪ ،‬وأن األمـــر ال يحتـــاج فيـــه أصحاب العقـــول إلى قســـم‪ ،‬وذكر إهالك عـــاد‪ ،‬وثمود‪،‬‬
‫وفرعـــون‪ ،‬وصـــوالً إلـــى أن رب النبـــي [ باملرصاد‪.‬‬

‫سورة الفجر‬
‫ويف املقطع الثـــاين (‪( )20-15‬املطلع الشـــرطي) التقســـيمي‪ ،‬والتعريف بأحوال البشـــر‬
‫التـــي ال يفقهـــون فيها عـــن الله‪ ،‬مـــع بيان حقيقة اإلكـــرام واإلهانـــة‪ ،‬وأنها فـــي طاعة الله‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثالث (‪( )30-21‬املطلـــع الردعـــي)‪ ،‬وبيان ملا يصيـــب األرض يـــوم القيامة‪،‬‬
‫وذكـــر مجيء الرب ‪-‬ســـبحانه وتعالى‪ ،-‬واجمليء بجنهم‪ ،‬وندم اإلنســـان‪ ،‬وشـــدة عذاب الله‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫للكفار‪ ،‬وتبشـــير صاحـــب النفس املطمئنـــة بدخول اجلنة‪.‬‬
‫هـــي التاســـعة والثمانـــون ‪ ،‬بعـــد‬
‫الغاشـــية وهـــي كالدليـــل على ما‬
‫في آخـــر الغاشـــية‪.‬‬ ‫من املفصل الذي‬
‫من أواسط‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [ ‪.‬‬

‫إثبات أن الرب باملرصاد‬


‫لكل من طغى و جتبر‬
‫وافسد و تكبر‪.‬‬ ‫الفجر‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪309‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة الفجر‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ليس لها‬ ‫تُعد التاسعة على‬


‫سبب نزول‪.‬‬ ‫املشهور نزلت بعد‬
‫سورة الليل وقبل‬
‫سورة الضحى‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‬ ‫تقسم إلى ثالثة‬


‫مكية على الراجح‪.‬‬
‫قسمي‬
‫مقاطع َ‬
‫فشرطي فردعي‪:‬‬

‫املقطع الثالث (‪( )30-21‬املطلع‬ ‫املقطع الثاين ( املطلع الشرطي)‬ ‫املقطع األول (املطلع الق ََسمي)‬
‫الردعي) ‪ ،‬وبيان ملا يصيب األرض يوم‬ ‫التقسيمي‪ ،‬والتعريف بأحوال البشر‬ ‫بالفجر وليال عشر والشفع‬
‫القيامة ‪ ،‬وذكر مجيء الرب ‪-‬سبحانه‪،-‬‬ ‫التي ال يفقهون فيها عن الله‪ ،‬مع‬ ‫والوتر والليل‪ ،‬وأن األمر ال‬
‫واجمليء بجنهم‪ ،‬وندم اإلنسان ‪ ،‬وشدة‬ ‫بيان حقيقة اإلكرام واإلهانة وأنها‬ ‫يحتاج فيه أصحاب العقول إلى‬
‫عذاب الله للكفار‪ ،‬وتبشير صاحب‬ ‫في طاعة الله‪.‬‬ ‫قسم‪ ،‬وذكر إهالك عاد‪ ،‬وثمود‪،‬‬
‫النفس املطمئنة بدخول اجلنة‪.‬‬ ‫وفرعون‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪90‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫البلد‬

‫البلد‪ :‬لذكر لفظ البلد في مطلعها‪.‬‬

‫‪310‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة البلد‬
‫هـــي التســـعون‪ ،‬بعـــد الفجـــر‪،‬‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه‬
‫ومن مناســـبتها لها أنهـــا ذكرت‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫خصـــاالً مطلوبـــة مـــن صاحـــب‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬
‫املـــال‪ ،‬بينما ذكر فـــي الفجر من‬
‫ال يحـــض علـــى طعام املســـكني‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الرابعـــة والثالثـــن فـــي‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫ترتيـــب نـــزول الســـور‪ ،‬نزلت بعد‬
‫ســـورة ق‪ ،‬وقبـــل ســـورة َّ‬
‫الطارق‪.‬‬
‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫تذكير اإلنسان بقدرة الله عليه‪ ،‬وواجبه املطلوب منه في هذه احلياة‪.‬‬
‫مطلع السورة‬

‫افتتحـــت بالقســـم‪ ،‬وهو املطلع اخلامس مـــن أنواع املطالع املذكـــورة في اإلتقان‪ ،‬ثم‬
‫هـــي مع ســـورة القيامة مختصتان بأســـلوب فريد من القســـم مختلف فـــي داللته‪،‬‬
‫وميكـــن ع ُّدها في النـــوع الرابع (وهـــو‪ :‬االفتتاح باخلبر) كما فعل الســـيوطي‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫‪311‬‬ ‫ميكن تقسيمها إلى مقطعني؛ قسمي‪ ،‬فخربي‪.‬‬


‫خبري‬ ‫قسمي‬
‫ففــي املقطــع األول (‪( )10-1‬املطلــع القســمي)‬
‫املســبوق بـــ(ال)‪ ،‬والتذكيــر بقــدرة اللــه علــى‬
‫سورة البلد‬

‫العبــاد عــن طريــق لفــت األنظــار إلــى اخمللوقــات‪،‬‬


‫واألقــدار‪ ،‬ومــا أعطيــه اإلنســان مــن حــواس‪ ،‬مــع عــدم تنبــه اإلنســان الكافــر لشــيء مــن ذلــك‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثـــاين (‪( )20 -11‬املطلـــع اخلبري) املنفـــي‪ ،‬ونفي ســـعي اإلنســـان الكافر‬
‫للنجـــاة مـــن النـــار‪ ،‬وبيـــان بعض املنجيـــات‪ ،‬مع بيـــان مصيـــر الفريقني‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هـــي التســـعون‪ ،‬بعـــد الفجـــر ومـــن‬
‫مناســـبتها لهـــا أنهـــا ذكـــرت خصاال‬
‫مطلوبـــة من صاحب املـــال بينما ذكر‬
‫من املفصل الذي فـــي الفجـــر من ال يحـــض على طعام من أواسط‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [ ‪ .‬ا ملسكني ‪.‬‬

‫تذكير اإلنسان بقدرة الله‬


‫عليه ‪ ،‬و الواجب املطلوب‬
‫البلد‬
‫منه في هذه احلياة‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪312‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة البلد‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ليس لها‬ ‫تُعد الرابعة والثالثني‬
‫سبب نزول‪.‬‬ ‫في عدد نزول السور‪،‬‬
‫نزلت بعد سورة ق‬
‫وقبل سورة الطارق‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مكية اتفاقا‪.‬‬
‫قسمي‬‫مقطعني َ‬
‫فخبري‪:‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع اخلبري)‬ ‫املقطع األول (املطلع القسمي )‬


‫املنفي‪ ،‬ونفي سعي اإلنسان الكافر‬ ‫املسبوق بـ(ال)‪ ،‬والتذكير بقدرة الله‬
‫للنجاة من النار‪ ،‬وبيان بعض‬ ‫على العباد عن طريق لفت األنظار‬
‫املنجيات‪ ،‬مع بيان مصير الفريقني‪.‬‬ ‫إلى اخمللوقات ‪ ،‬واألقدار ‪ ،‬وما‬
‫أعطيه اإلنسان من حواس‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪91‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من أواسط المفصل‬

‫ﵛﭐﱌﱍﵚ‬ ‫الشمس‬

‫الشمس‪ :‬الفتتاحها بهذا اللفظ‪.‬‬


‫والشمس وضحاها‪ :‬الفتتاحها بهذه اآلية‪.‬‬

‫‪313‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة الشمس‬

‫هـــي الواحـــدة والتســـعون‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للبلـــد أنهـــا أعادت‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫ذكـــر الفريقـــن املذكوريـــن فـــي‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫البلـــد بأســـلوب آخر‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫عـــدت اخلامســـة والعشـــرين‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫علـــى املشـــهور؛ نزلـــت بعـــد‬
‫ســـورة القـــدر‪ ،‬وقبـــل ســـورة‬
‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬
‫البـــروج‪ ،‬وفي أســـلوبها ما قد‬
‫يشـــعر بتبكيـــر النـــزول‪.‬‬

‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بالقسم‬
‫موضوع السورة‬

‫املدسي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫بيان املفلح املز ِّكي واخلائب‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫تقسم إلى مقطعني؛ قسمي‪ ،‬فخربي‪.‬‬


‫خبري‬ ‫قسمي‬ ‫أمـــا املقطـــع األول (‪ )10-1‬ففيـــه (املطلـــع‬
‫القســـمي) بالشـــمس‪ ،‬وضحاهـــا‪ ،‬والقمـــر‪،‬‬ ‫‪314‬‬
‫والنهـــار‪ ،‬والليل‪ ،‬والســـماء‪ ،‬واألرض‪ ،‬والنفس؛‬
‫علـــى فـــاح مـــن زكاهـــا‪ ،‬وخيبـــة من دســـاها‪.‬‬

‫سورة الشمس‬
‫وأما املقطع الثـــاين (‪ )15-11‬ففيـــه (املطلع اخلبـــري)‪ ،‬وقصـــة تكذيب ثمـــود‪ ،‬وعقرهم‬
‫الناقـــة‪ ،‬وإهـــاك الله لهـــم‪ ،‬وأنه ال يخـــاف عاقبة ذلـــك اإلهالك‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫هـــي الواحـــدة والتســـعون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها للبلد أنهـــا أعادت ذكر‬
‫من املفصل الذي الفريقـــن املذكوريـــن فـــي البلـــد‬
‫من أواسط‬ ‫فضل به نبينا [ ‪ .‬بأســـلوب آخر‪.‬‬
‫املفصل‬

‫بيان املفلح املز ِّكي‬ ‫الشمس‪،‬‬


‫املدسي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫واخلائب‬ ‫والشمس وضحاها‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪315‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة الشمس‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ليس لها‬ ‫تُعد اخلامسة‬


‫سبب نزول‪.‬‬ ‫والعشرين على‬
‫املشهور نزلت بعد‬
‫سورة القدر‪ ،‬وقبل‬
‫سورة البروج‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‬ ‫تقسم إلى مقطعني‬


‫مكية اتفاقا‪.‬‬
‫قسمي فخبري‪:‬‬‫َ‬

‫املقطع الثاين (املطلع اخلبري)‪ ،‬و ذكر تكذيب‬ ‫املقطع األول ( املطلع القسمي) بالشمس ‪،‬‬
‫ثمود‪ ،‬وعقرهم الناقة‪ ،‬وإهالك الله لهم‪ ،‬وأنه‬ ‫وضحاها‪ ،‬والقمر‪ ،‬والنهار ‪ ،‬والليل‪ ،‬والسماء ‪،‬‬
‫ال يخاف عاقبة ذلك اإلهالك ‪-‬جل جالله‪.-‬‬ ‫واألرض‪ ،‬والنفس على فالح من زكاها وخيبة‬
‫من دساها‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪92‬‬
‫َم ِّك َية على الراجح‬

‫من أواسط المفصل‬

‫الليل‬

‫الليل‪ :‬لم يذكر غير اســـمها املشـــهور‪ ،‬وهو الليل‪ ،‬وســـميت به؛ الفتتاحها بالقســـم‬
‫اإللهي بالليل‪.‬‬

‫‪316‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الليل‬
‫هـــي الثانيـــة والتســـعون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه‬
‫مناســـبتها للشـــمس التناســـب‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫فـــي األســـماء‪.‬‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ترتيب نزول السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫عـــدت الثامنـــة في ترتيـــب نزول‬ ‫ســـبب نـــزول يتعلـــق بأبـــي بكـــر‬


‫الســـور‪ ،‬نزلت بعد سورة األعلى‪،‬‬ ‫الصديق ]‪ ،‬ويســـاعد على تأريخ‬
‫وقبـــل ســـورة الفجر‪ ،‬وفي ســـبب‬ ‫تقريبـــي لنـــزول آخـــر الســـورة فـــي‬
‫نـــزول آخرها مـــا قد يعـــن على‬ ‫فتـــرة اســـتضعاف املؤمنـــن مبكـــة‪.‬‬
‫حتديـــد تقريبي لنـــزول آخرها‪.‬‬
‫موضوع السورة‬ ‫مطلع السورة‬

‫تبني السورة تنوع سعي الناس في‬


‫افتتحت بالقسم‪.‬‬
‫الدنيا ومصيرهم في اآلخرة‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫تقسم إلى مقطعني؛ قسمي‪ ،‬فتعريفي‪.‬‬


‫تعريفي‬ ‫قسمي‬
‫‪317‬‬ ‫أمـــا املقطـــع األول (‪ )11-1‬ففيـــه (املطلـــع‬
‫القســـمي) بالليـــل‪ ،‬والنهـــار‪ ،‬وخلـــق الذكـــر‬
‫واألنثـــى ‪-‬أو خالقهمـــا‪ -‬علـــى اختالف ســـعي‬
‫سورة الليل‬

‫النـــاس فـــي الدنيـــا‪ ،‬وبيـــان أن منهـــم امليســـر لليســـرى‪ ،‬ومنهـــم امليســـر للعســـرى‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثاين (‪( )21-12‬املطلـــع التعريفي) بيـــان أن الهدى على اللـــه‪ ،‬واإلنذار من‬
‫النـــار‪ ،‬وبيان صفـــة الذي ســـيجنبها وينجو منها‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي الثانية والتسعون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للشمس التناسب‬
‫من أواسط‬ ‫في األسماء‪.‬‬ ‫من املفصل الذي‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [ ‪.‬‬

‫سعي الناس في الدنيا‬


‫ومصيرهم في اآلخرة‪.‬‬ ‫الليل‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪318‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة الليل‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫سبب نزول يتعلق‬ ‫تُعد الثامنة في عداد‬
‫بأبي بكر الصديق‬ ‫نزول السور‪ ،‬نزلت‬
‫]‪ ،‬ويساعد على‬ ‫بعد سورة األعلى‬
‫تأريخ تقريبي لنزول‬ ‫وقبل سورة الفجر‪.‬‬
‫آخر السورة في فترة‬
‫استضعاف املؤمنني‬
‫مبكة‪.‬‬ ‫افتتحت بالقسم‬ ‫تقسم إلى مقطعني‬
‫مكية على الراجح‪.‬‬
‫قسمي‪ ،‬فتعريفي‪:‬‬
‫َ‬

‫املقطع الثاين (املطلع التعريفي)‬ ‫القسمي)‬


‫َ‬ ‫املقطع األول (املطلع‬
‫بيان أن الهدى من الله ‪ ،‬واإلنذار‬ ‫بالليل‪ ،‬والنهار‪ ،‬وخلق الذكر‬
‫و البيان من رسوله صلى الله عليه‬ ‫واألنثى على اختالف سعي الناس‬
‫وسلم‪ ،‬وبيان صفة الذي سيجنبها‬ ‫في الدنيا‪ ،‬وبيان أن منهم امليسر‬
‫وينجو منها‪.‬‬ ‫لليسرى ‪ ،‬و منهم امليسر للعسرى‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪93‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫الضحى‬

‫الضحى‪ :‬الفتتاحها بالقسم بلفظ الضحى‪.‬‬

‫‪319‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬


‫سورة الضحى‬

‫هـــي الثالثـــة والتســـعون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها لليل التكامل بينهما‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫فـــي بعـــض اآليـــات‪ ،‬مع مـــا بني‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫اســـميهما من املناســـبة‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫تعد العاشـــرة‪ ،‬بعـــد الفجر‪ ،‬وقبل‬


‫مطلع السورة‬ ‫الشـــرح‪ ،‬وفـــي بعـــض روايـــات‬
‫نزولها ما يدل علـــى بلوغ الدعوة‬
‫افتتحت بالقسم‬ ‫زوج أبـــي لهب‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫بيان ملكانة النبي [ عند ربه‪ ،‬وأن العاقبة احلسنة له دائ ًما وأب ًدا‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫لهـــا ســـببا نـــزول‪ :‬أولهما‪ :‬مـــا ورد أن النبي [ اشـــتكى‪ ،‬فلـــم يقم ليلـــ ًة ‪ -‬أو ليلتني ‪-‬‬
‫فأتتـــه امـــرأةٌ(‪ ،)1‬فقالـــت‪ :‬يا محمـــد ما أرى شـــيطانك إال قد تـــركك‪ ،‬فأنـــزل الله ع َّز‬
‫وجـــل‪:‬ﵛﭐﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﲃﵚ (الضحـــى‪.)2( )3-1 :‬‬ ‫َّ‬
‫والثانـــي‪ :‬ال تظهـــر ســـببيته‪ ،‬وهـــو مـــا ورد عـــن ابـــن عبـــاس ] ‪ :‬قـــال‪« :‬أري‬
‫رســـول اللـــه [ مـــا يفتـــح علـــى أ ُ َّمتـــه مـــن بعـــده‪ ،‬فســـ َّر بذلـــك» فأنـــزل اللـــه عـــ َّز‬
‫وجل‪:‬ﵛﭐﱹﱺﱻﱼﱽﵚإلى قولـــهﵛﭐﲋﲌﲍﲎﵚ (الضحـــى‪.)5-1 :‬‬ ‫َّ‬
‫قصـــر منها ما‬ ‫ٍ‬ ‫لؤلـــؤ ترابه املســـك في كل‬
‫ٍ‬ ‫قصر في اجلنـــة من‬ ‫قـــال‪« :‬فأعطـــاه ألـــف ٍ‬
‫ينبغي لـــه»(‪.)3‬‬
‫‪320‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة الضحى‬
‫ميكن تقسيمها إلى ثالثة مقاطع؛ قسمي‪ ،‬فاستفهامي‪ ،‬فشرطي‪.‬‬
‫يف املقطع األول (‪( )5-1‬املطلع القســـمي) بالضحـــى‪ ،‬والليل أن الله مـــا ودع نبيه وال قلى‪،‬‬
‫وتطمني وتبشير لســـيد املرسلني [‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثاين (‪( )8-6‬املطلع االســـتفهامي) التقريري‪ ،‬وتذكير مبنن ســـابقة عليه من‬
‫رب العاملني‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ويف املقطع الثالث (‪( )11-9‬املطلع الشـــرطي) التقســـيمي‪ ،‬وأوامر للنبي [ تتناســـب مع‬
‫املنن املذكورة‪.‬‬

‫(‪ )1‬فــي بعــض الروايــات أن املــرأة زوج أبــي لهــب‪ ،‬وثَـ َّم روايــات بلفــظ آخــر فيــه‪« :‬ربــك» أو «صاحبــك» بــدل «شــيطانك»‪ ،‬واملــرأة‪ :‬أم املؤمنــن خديجــة ] ‪ ،‬قــال‬
‫احلافــظ ابــن كثيــر فــي «تفســير القــرآن العظيــم» عمــا روي مــن أن املــرأة التــي قالــت رأيهــا فــي ســبب عــدم قــراءة النبــي [ القــرآن فــي تلــك الليلــة أو الليلتــن؛‬
‫محفوظــا أو قالتــه علــى وجــه التأســف واحلــزن ‪-‬واللــه أعلــم‪ ،»-‬وقــال احلافــظ ابــن‬ ‫ً‬ ‫هــي خديجــة ] (‪« :)558 /4‬حديــث مرســل‪ ...‬ولعــل ذكــر خديجــة ليــس‬
‫حجــر فــي فتــح البــاري فــي شــرح روايــة البخــاري لهــذا احلديــث ‪-‬وهــي املذكــورة فــي املــن‪« :)711 /8( -‬وقــع فــي روايــة أخــرى عنــد احلاكــم‪ ،‬فقالــت خديجــة‪،‬‬
‫أيضــا مــن طريــق عبــد اللــه بــن شــداد‪ ،‬فقالــت خديجــة‪« :‬وال أرى ربــك»‪ ،‬ومــن طريــق هشــام بــن عــروة عــن أبيــه‪ ،‬فقالــت خديجــة‪ِ « :‬ملــا تَــرى‬ ‫وأخرجــه الطبــري ً‬
‫ال مــن أم جميــل وخديجــة قالــت ذلــك‪ ،‬لكــن أم جميــل ع َّبــرت؛ لكونهــا كافــرة؛ بلفــظ‪:‬‬ ‫مــن َجز َِعــه»‪ ،‬وهــذان طريقــان مرســان‪ ،‬ورواتهمــا ثقــات؛ فالــذي يظهــر أن ك ً‬
‫«شــيطانك» وخديجــة ع َّبــرت؛ لكونهــا مؤمنــة؛ بلفــظ‪« :‬ربــك» أو «صاحبــك»‪ ،‬وقالــت أم جميــل شــماتة‪ ،‬وخديجــة توج ًعــا»‪ .‬واللــه أعلــم بالصــواب‪.‬‬
‫(‪ )2‬رواه البخاري (‪ – )4983‬واللفظ له‪ ،-‬ومسلم (‪.)1797‬‬
‫(‪ )3‬أخرجــه احلاكــم فــي املســتدرك (‪ ،)526/2‬وقــال‪ :‬هــذا حديــثٌ صحيــح اإلســناد‪ ،‬ولــم يخ ِّرجــاه‪ ،‬وتعقبــه الذهبــي بقولــه‪« :‬تفـ َّرد بــه عصــام بــن َر َّواد عــن أبيــه‪،‬‬
‫ض ِّعــف»‪.‬‬ ‫وقــد ُ‬
‫هـــي الثالثـــة والتســـعون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها لــــسورة الليـــل التكامل‬
‫من املفصل الذي بينهمـــا فـــي بعض اآليـــات‪ ،‬مع ما‬
‫من قصار‬ ‫فضل به نبينا [ ‪ .‬بني اســـميهما مـــن املناســـبة‪.‬‬
‫املفصل‬
‫بيان ملكانة النبي [ عند‬
‫ربه‪ ،‬وأن العاقبة احلسنة‬
‫له دائما وأبداً‪.‬‬ ‫الضحى‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪321‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة الضحى‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لها سببا نزول أولهما‬ ‫تُعد العاشرة ‪ ،‬بعد‬


‫«اشتكى النبي [‪ ،‬فلم‬ ‫الفجر وقبل الشرح‪.‬‬
‫يقم ليلة أو ليلتني فأتته‬
‫امرأة‪ ،‬فقالت‪ :‬يا محمد‬
‫ما أرى شيطانك إال قد‬
‫تركك‪ ،‬فأنزل الله عز‬
‫افتتحت بالقسم وجل‪{ :‬والضحى والليل‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬
‫مكية اتفاقا‪.‬‬
‫‪ »}...‬والثاني ال تظهر‬ ‫ثالثة مقاطع َق َسمي‪،‬‬
‫سببيته وهو عن ابن عباس‬ ‫فاستفهامي‪ ،‬فشرطي‪:‬‬
‫رضي الله عنهما ‪ :‬قال‪:‬‬
‫«أري رسول الله [ ما‬
‫يفتح على أمته من بعده‪،‬‬
‫فسر بذلك» فأنزل الله عز‬ ‫املقطع الثاين (املطلع‬ ‫املقطع الثاين (املطلع‬ ‫املقطع األول (املطلع‬
‫وجل ( والضحى والليل‬ ‫الشرطي) التقسيمي‪،‬‬ ‫االستفهامي) التقريري‪،‬‬ ‫الق ََسمي) بالضحى‪ ،‬والليل‬
‫‪ )...‬احلديث»‬ ‫وأوامر للنبي [ تتناسب‬ ‫وتذكير مبنن سابقة عليه‬ ‫أن الله ما ودع نبيه وال قلى‪،‬‬
‫مع املنن املذكورة‪.‬‬ ‫من رب العاملني‪.‬‬ ‫وتطمني وتبشير لسيد‬
‫املرسلني‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪94‬‬
‫َم ِّك َية باتفاق‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫ﵛﭐﲬﲭﵚ‬ ‫الشرح‬

‫الشرح‪:‬لذكر الشرح في افتتاحها‪.‬‬


‫أمل نشرح‪ :‬الفتتاحها بها‪.‬‬

‫‪322‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الشرح‬
‫هي الرابعة والتســـعون‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه‬
‫مناســـبتها للضحـــى أنهـــا‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫كاالمتـــداد لهـــا‪.‬‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫ترتيب نزول السورة‬
‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬
‫تعـــد احلاديـــة عشـــرة علـــى‬
‫املشـــهور‪ ،‬نزلـــت بعـــد الضحى‬ ‫مطلع السورة‬
‫‪-‬وحكـــي االتفـــاق عليـــه‪ -‬وقبل‬
‫ســـورة العصـــر‪.‬‬ ‫افتتحت باالستفهام‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫من أظهـــر موضوعاتها االمتنـــان على النبي [ مبا عده بعض املفســـرين‬
‫امتدا ًدا لســـورة الضحى‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫ميكن تقســـيمها إلى مقطعـــن؛ استفهامي‪،‬‬


‫شرطي‬ ‫استفهامي‬
‫فشرطي‪.‬‬
‫‪323‬‬ ‫ففـــي املقطـــع األول (‪( )6-1‬املطلـــع‬
‫االســـتفهامي) التقريـــري‪ ،‬وامتنـــان علـــى‬
‫سورة الشرح‬

‫النبـــي [ وتشـــريف‪ ،‬وتطمـــن أن مـــع العســـر يســـ ًرا‪.‬‬


‫ويف املقطع الثاين (‪( )8 -7‬املطلع الشرطي)‪ ،‬وتوجيه للنبي [ وتكليف‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي الرابعة والتسعون‬
‫ومن مناسبتها للضحى‬
‫أنها كاالمتداد لها‪.‬‬ ‫من املفصل الذي‬
‫من قصار‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [ ‪.‬‬

‫االمتنان على النبي [‬


‫مبا عده بعض املفسرين‬ ‫الشرح ‪،‬‬
‫امتدا ًدا لسورة الضحى‪.‬‬ ‫ألم نشرح‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪324‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة الشرح‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد احلادية عشرة‬
‫على املشهور‪ ،‬نزلت‬
‫بعد الضحى وقبل‬
‫سورة العصر‪.‬‬

‫افتتحت‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مكية باتفاق‪.‬‬
‫باالستفهام‪.‬‬ ‫مقطعني استفهامي‬
‫فشرطي‪:‬‬

‫املقطع الثاين ( املطلع الشرطي)‪،‬‬ ‫املقطع األول (املطلع االستفهامي)‬


‫وتوجيه للنبي [ وتكليف‪.‬‬ ‫التقريري‪ ،‬وامتنان على النبي [‬
‫وتشريف‪ ،‬وتطمني أن مع العسر يسرا‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪95‬‬
‫َم ِّك َية على الراجح‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫التني‬
‫ِّ‬

‫التني‪ :‬ألن الله أقسم في مطلعها بالتِّني‪.‬‬


‫ِّ‬

‫‪325‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي اخلامســـة والتســـعون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫سورة التني‬

‫مناســـبتها للشـــرح أن تلـــك فيها‬ ‫ال مســـتق ً‬


‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫الكالم على أشـــرح النـــاس صد ًرا‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫وروحا‪ ،‬وهذه تتكلم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫عقـــا‬ ‫وأكملهم‬
‫عـــن بقية النـــاس ممـــن ارتكس أو‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ارتقـــى ك ٌل حســـب عالقتـــه بوحي‬


‫الله املشـــار إليه بالقســـم‪.‬‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫مطلع السورة‬
‫تعـــد الســـابعة والعشـــرين علـــى‬
‫افتتحت بالقسم‬ ‫املشـــهور‪ ،‬نزلـــت بعـــد ســـورة‬
‫البـــروج‪ ،‬وقبـــل ســـورة قريـــش‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫بالتأمـــل في القســـم وجوابـــه ميكن القول بأنهـــا تتحدث عـــن االرتكاس الذي‬
‫ال بـــد أن يقـــع لإلنســـان إذا لم يؤمن‪ ،‬ويعمـــل بالوحي من الرحيـــم الرحمن‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫ميكـــن تقســـيمها إلـــى مقطعـــن؛ قســـمي‪،‬‬


‫استفهامي‬ ‫قسمي‬
‫فاســـتفهامي‪.‬‬
‫ففي املقطع األول (‪( )6-1‬املطلع القســـمي)‬
‫‪326‬‬
‫بالتِّني والزيتون‪ ،‬وطور ســـينني‪ ،‬والبلد األمني؛‬
‫أن اإلنســـان مخلوق في أحســـن تقومي‪ ،‬مردود أســـفل ســـافلني باســـتثناء املؤمنـــن؛ إذ لهم‬

‫سورة التني‬
‫أجر غيـــر ممنون‪.‬‬
‫ويف املقطع الثـــاين (‪( )8-7‬املطلع االســـتفهامي) التوبيخي على التكذيب بيـــوم الدين مع‬
‫أن اللـــه أحكم احلاكمني فـــا يظلم أح ًدا‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫هي اخلامســـة والتســـعون‪ ،‬ومن مناســـبتها للشرح‬
‫أن تلـــك فيهـــا الـــكالم على أشـــرح النـــاس صدراً‬
‫عقـــا و روحـــاً‪ ،‬وهـــذه تتكلـــم عـــن بقية‬
‫ً‬ ‫وأكملهـــم‬
‫النـــاس ممن ارتكـــس أو ارتقى ك ٌل حســـب عالقته‬
‫من املفصل الذي‬
‫بوحـــي الله املشـــار إليه بالقســـم ‪.‬‬
‫من قصار املفصل‬ ‫فضل به نبينا [ ‪.‬‬
‫االرتكاس الذي ال بد أن‬
‫يقع لإلنسان إذا لم يؤمن‪،‬‬
‫ويعمل بالوحي من الرحيم‬ ‫التني‬
‫الرحمن‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪327‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة التني‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد السابعة‬


‫والعشرين على‬
‫املشهور‪ ،‬نزلت بعد‬
‫سورة البروج وقبل‬
‫سورة قريش‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‬ ‫ميكن تقسيمها إلى‬


‫مكية على الراجح‪.‬‬
‫مقطعني قسمي‬
‫فاستفهامي‪:‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع‬ ‫املقطع األول (املطلع الق ََسمي) بالتني‬


‫االستفهامي) التوبيخي على‬ ‫والزيتون‪ ،‬وطور سينني‪ ،‬والبلد األمني أن‬
‫التكذيب بيوم الدين مع أن‬ ‫اإلنسان مخلوق في أحسن تقومي مردود‬
‫الله أحكم احلاكمني فال يظلم‬ ‫أسفل سافلني باستثناء املؤمنني إذ لهم‬
‫أحدا‪.‬‬ ‫أجر غير ممنون‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪96‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫اقرأ‬ ‫العلق‬

‫العلق‪:‬لوقوع لفظ العلق في مطلعها‪.‬‬


‫اقرأ‪ :‬الفتتاحها بهذا اللفظ‪.‬‬

‫‪328‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة العلق‬
‫هـــي السادســـة والتســـعون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه‬
‫مناســـبتها للتـــن أن فـــي كلتيهمـــا‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫كالمـــا عـــن خلـــق اإلنســـان‪ ،‬ولعـــل‬ ‫مرفوعا‪.‬‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬
‫ً‬
‫من املناســـبة ‪-‬كذلـــك‪ -‬أن تلك تبني‬
‫تـــردي اإلنســـان إال الذيـــن آمنـــوا‪،‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وهـــذه تبني طريـــق االرتقاء وســـبل‬
‫الهـــاك‪.‬‬ ‫موضوع السورة‬

‫بالنظر إلـــى قســـميها نراها حاثة‬


‫مطلع السورة‬ ‫علـــى االعتمـــاد على ربنـــا األكرم‪،‬‬
‫محـــذرة مـــن االســـتغناء عنـــه جل‬
‫افتتحت باألمر‪.‬‬ ‫جالله وتقدســـت أســـماؤه‪.‬‬
‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد األولـــى في النزول‪ ،‬فعن عائشـــة أ ِّم املؤمنـــن أ َّنها قالت‪ :‬أ َّول ما بدئ به رســـول‬
‫الصاحلة فـــي النَّوم‪ ،‬فـــكان ال يرى رؤيـــا إال جاءت مثل‬ ‫اللـــه [ مـــن الوحـــي ال ُّرؤيا َّ‬
‫الصبـــح‪ ،‬ثـــم ُح ِّبـــب إليه اخلـــاء‪ ،‬وكان يخلـــو بغار حـــراءٍ فيتحنَّث فيـــه ‪ -‬وهو‬ ‫فلـــق ُّ‬
‫التَّع ُّبـــد ‪ -‬اللَّيالـــي ذوات العـــدد قبـــل أن ينـــزع إلـــى أهله‪ ،‬ويتـــز َّود لذلـــك‪ ،‬ثم يرجع‬
‫إلـــى خديجـــة فيتـــز َّود ملثلهـــا‪ ،‬حتَّى جـــاءه احلقُّ ‪ ،‬وهـــو في غار حـــراءٍ ‪ ،‬فجـــاءه امللك‬
‫فغطني حتَّى بلـــغ م ِّني ا َ‬
‫جل ْه َد ثم‬ ‫بقارئ»‪ ،‬قـــال‪« :‬فأخذني َّ‬ ‫ٍ‬ ‫فقـــال‪ :‬اقرأ‪ ،‬قـــال‪« :‬ما أنا‬
‫بقارئ‪ ،‬فأخذنـــي َّ‬
‫فغطني ال َّثانية حتَّـــى بَل َ َغ م ِّني‬ ‫ٍ‬ ‫أرســـلني‪ ،‬فقـــال‪ :‬اقرأ‪ ،‬قلت‪ :‬ما أنـــا‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫بقـــارئ‪ ،‬فأخذني فغطنـــي الثالثة ثم‬ ‫ٍ‬ ‫جل ْهـــ َد ثم أرســـلني‪ ،‬فقال‪ :‬اقـــرأ‪ ،‬فقلت‪ :‬ما أنا‬ ‫ا َ‬
‫ســـلَني‪ ،‬فقـــال‪:‬ﵛﭐﲅﲆﲇﲈﲉﲊﲋﲌﲍﲎﲏﲐﲑﲒﵚ‬ ‫أ ْر َ‬
‫‪329‬‬
‫(العلـــق‪ ،» )3-1 :‬فرجـــع بهـــا رســـول اللـــه [ يرجـــف فؤاده‪ ،‬فدخـــل علـــى خديجة بنت‬
‫خويلـــد ‪-‬رضي اللـــه عنها‪ -‬فقال‪« :‬ز ِّملونـــي ز ِّملوني» فز َّملوه حتَّى ذهـــب عنه ال َّروع‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫سورة العلق‬

‫فقـــال خلديجة وأخبرهـــا اخلبر‪« :‬لقد خشـــيت على نفســـي» فقالـــت خديجة‪َّ :‬‬
‫كل‬
‫الـــكل‪ ،‬وتُ ْك ِســـب املعدوم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫واللـــه مـــا يخزيك الله أبـــ ًدا‪ ،‬إ َّنـــك لتصل ال َّرحـــم‪ ،‬وحتمل‬
‫ـــن على نوائب احلـــقِّ »‪ ...‬احلديـــث(‪ ،)1‬ونـــزول آخرها متأخر‬ ‫الضيـــف‪ ،‬وتُعِ ُ‬
‫وتُقْـــري َّ‬
‫‪-‬ولـــو نســـبيا ‪ -‬عـــن أولها كمـــا يدل عليه ســـبب النزول اآلتـــي ذكره‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مقاطع السورة‬

‫تقسم إلى مقطعني؛ إنشائي‪ ،‬فردعي‪.‬‬


‫ففي املقطـــع األول (‪( )5 -1‬املطلع اإلنشـــائي) اآلمر بالقـــراءة للقرآن الكرمي باســـم رب‬
‫العاملـــن‪ ،‬أكـــرم األكرمني الذي علـــم بالقلم علم اإلنســـان ما لـــم يعلم‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثاين (‪( )19-6‬املطلـــع الردعي) للمذكـــور بعده الذي ينهى عبـــ ًدا إذا صلى‪،‬‬
‫وبيـــان إجمالي فتفصيلي لطغيان اإلنســـان اخمللوق مـــن علق عندما يتوهم اســـتغناءه عمن‬
‫خلقـــه‪ ،‬مـــع التهديد لذلك الذي طغـــى‪ ،‬وتذكيره أن إلـــى ربه الرجعى‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪- )3‬واللفظ له ‪ -‬ومسلم (‪.)160‬‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ســـببا نـــزول يصـــوران الصـــراع مـــع بعـــض الكفـــرة كالهمـــا يتعلـــق بآخر الســـورة‪،‬‬
‫محمد‬ ‫جهـــل‪ :‬هـــل يُ َع ِّفـــ ُر َّ‬
‫ٍ‬ ‫وأصحهمـــا مـــاورد عـــن أبـــي هريـــرة ]‪ ،‬قـــال‪ :‬قـــال أبو‬
‫َّ‬
‫والـــات والعـــزَّى لَئِـــن رأيتُـــ ُه يفع ُل‬ ‫أظ ُه ِر ُكـــ ْم؟ قـــال‪ :‬فقيـــل‪ :‬نعم‪ ،‬فقـــال‪:‬‬‫وجهـــه بـــن ْ‬
‫ـــرن وجهـــ ُه فـــي التُّـــراب‪ ،‬قـــال‪ :‬فأتى رســـول الله‬ ‫ألطـــأن علـــى رقبتـــه‪ ،‬أو ألع ِّف َّ‬‫َّ‬ ‫ذلـــك‬
‫ينكص‬
‫ُ‬ ‫[ وهـــو يصلِّـــي‪ ،‬زعـــم ليطـــأ علـــى رقبته‪ ،‬قـــال‪ :‬فمـــا َف َجأ ُهم منـــه إال وهـــو‬
‫إن بينـــي وبينـــه لَ َخن َد ًقا‬ ‫علـــى عقبيـــه ويتَّقـــي بيديه‪ ،‬قـــال‪ :‬فقيل له‪ :‬مـــا لك؟ فقـــال‪َّ :‬‬
‫وهـــول وأجنحـــ ًة‪ ،‬فقال رســـول اللـــه [‪« :‬لو َدنَـــا م ِّنـــي الخت ََط َفتـــ ُه املالئكة‬ ‫ً‬ ‫نـــار‬
‫مـــن ٍ‬
‫وجـــل ‪-‬ال ندري في حديث أبي هريرة‪ ،‬أو شـــيءٌ‬ ‫َّ‬ ‫عضـــ ًوا عض ًوا» قـــال‪ :‬فأنزل الله ع َّز‬
‫بلغه(‪ :-)1‬ﵛﭐﲞﲟﲠﲡﲢﲣﲤﲥﲦﲧﲨﲩﲪﲫﲬﲭﲮ‬ ‫‪330‬‬
‫ﲯﲰﲱﲲﲳﲴﲵﲶﲷﲸﲹﲺﲻﲼﲽﱁﱂﱃﱄﵚ (العلق‪- )13-6 :‬‬
‫جهـــل ‪-‬ﵛﭐﱌﱍﱎﱏﱐﱑﱒﱓﱔﱕﱖﱗﱘﱙ‬ ‫ٍ‬ ‫يعنـــي أبـــا‬

‫سورة العلق‬
‫ﱚﱛﱜﱝ ﱞﱟﵚ(العلق‪. »)19-14 :‬‬
‫(‪)2‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫(‪ )1‬قــول الــراوي‪« :‬فأنــزل اللــه عـ َّز وجـ َّـل ‪-‬ال نــدري فــي حديــث أبــي هريــرة أو شــيء بلغــه‪»-‬؛ ال يقــدح فــي الســببية؛ ألن نــزول هــذه اآليــات بســبب تلــك القصــة‬
‫ً‬
‫محفوظــا؛ فهــذا أكمــل‪ ،‬وإن لــم يكــن كذلــك؛ فمــا بــن ســياق القــرآن وســياق‬ ‫أجلــى وأبــن مــن أن يحتــاج إلــى التصريــح بالنــزول‪ ،‬فــإن كان التصريــح بالنــزول‬
‫احلديــث مــن املوافقــة واالنســجام؛ يغنــي عــن ذلــك ويشــفي‪ .‬واللَّــه أعلــم»‪ .‬احملــرر فــي أســباب نــزول القــرآن مــن الكتــب التســعة (‪.)1086/2‬‬
‫(‪ )2‬رواه مسلم (‪.)2797‬‬
‫هي السادسة والتسعون‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫للتني أن في كلتيهما كالما عن خلق‬
‫اإلنسان ‪ ،‬ولعل من املناسبة ‪-‬كذلك‪ -‬أن‬
‫تلك تبني تردي اإلنسان إال الذين آمنوا‬
‫من قصار‬ ‫الهالك‪.‬‬ ‫من املفصل الذي وهنا تبني طريق االرتقاء وسبل‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [ ‪.‬‬
‫االعتماد على ربنا األكرم‪،‬‬
‫محذرة من االستغناء‬
‫عنه جل جالله وتقدست‬
‫العلق‪ ،‬اقرأ‪.‬‬
‫أسماؤه‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪331‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة العلق‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫سببا نزول يصوران‬ ‫تُعد األولى في‬


‫الصراع مع بعض الكفرة‬ ‫النزول‪.‬‬
‫كالهما يتعلق بأخر‬
‫السورة ‪.‬‬

‫افتتحت باألمر‪.‬‬ ‫تقسم إلى مقطعني‬


‫مكية اتفاقا‪.‬‬
‫إنشائي فردعي‪:‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع الردعي) للمذكور بعده الذي‬ ‫املقطع األول (املطلع اإلنشائي)‬
‫ينهى عبدا إذا صلى‪ ،‬وبيان إجمالي فتفصيلي لطغيان‬ ‫اآلمر بالقراءة للقرآن الكرمي باسم‬
‫اإلنسان اخمللوق من علق عندما يتوهم استغناءه عمن‬ ‫رب العاملني‪ ،‬أكرم األكرمني الذي علم‬
‫خلقه‪ ،‬مع التهديد لذلك الذي طغى‪ ،‬وتذكيره أن إلى‬ ‫بالقلم علم اإلنسان ما لم يعلم‪.‬‬
‫ربه الرجعى‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪97‬‬
‫اختلف يف هذه السورة كثري‬
‫مكيتها‪.‬‬
‫واجلمهور على ِّ‬

‫من قصار المفصل‬

‫القدر‬

‫القدر‪:‬لذكر هذا اللفظ في افتتاحها‪ ،‬مع كون السورة كلها تتحدث عن ليلة القدر‪.‬‬

‫‪332‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة القدر‬
‫هـــي الســـابعة والتســـعون‪،‬‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه‬
‫ومـــن مناسبتها لســـورة العلق‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫أن الضميـــر فـــي أولهـــا يعود‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًـــا‬
‫على اقـــرأ ‪-‬عند بعـــض أهل‬
‫ا لعلم ‪. -‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬

‫تعـــد الرابعـــة والعشـــرين علـــى‬


‫املشـــهور‪ ،‬نزلت بعد سورة عبس‪،‬‬ ‫مطلع السورة‬
‫الشـــمس‪ ،‬وهو مبني‬‫وقبل ســـورة َّ‬
‫علـــى م ِّكيتها‪.‬‬ ‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫التنبيه على فضل القرآن‪ ،‬والليلة التي أنزل فيها‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫مقطـــع وحيد متصل املعاني جـــ ًدا؛ يتحدث عن ليلـــة القدر تعظي ًمـــا لها‪ ،‬وبيا ًنـــا لفضلها‪،‬‬
‫ومـــا يحدث فيهـــا‪ ،‬مع حتديد نهايـــة وقتها‪.‬‬

‫‪333‬‬
‫سورة القدر‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي السابعة والتسعون‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها لسورة العلق أن‬
‫الضمير في أولها يعود على‬
‫من قصار‬ ‫اقرأ عند بعض أهل العلم‪.‬‬ ‫من املفصل الذي‬
‫املفصل‬ ‫فضل به نبينا [ ‪.‬‬

‫فضل القرآن والليلة التي‬


‫أنزل فيها‪.‬‬
‫القدر‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫‪334‬‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫سورة القدر‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الرابعة والعشرين‬


‫على املشهور‪ ،‬نزلت‬
‫بعد سورة عبس وقبل‬
‫سورة الشمس‪ ،‬وهو‬
‫مبني على مكيتها‪.‬‬

‫افتتحت بجملة‬ ‫مقطع وحيد متصل‬


‫اختلف في هذه‬
‫خبرية‪.‬‬ ‫عن‬ ‫املعاني جداً يتحدث‬
‫السورة كثيراً‪،‬‬
‫ليلة القدر تعظيما لها‬
‫واجلمهور على‬
‫وبيانا لفضلها وما يحدث‬
‫مكيتها‪.‬‬
‫فيها مع حتديد نهاية‬
‫وقتها‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪98‬‬
‫مدنيتها‪.‬‬
‫رجحت َّ‬

‫من قصار المفصل‬

‫ِية‬
‫ال َبر َّ‬ ‫القيمة‬
‫ِّ‬ ‫البينة‬
‫ِّ‬

‫البينة‪ :‬لورود لفظ البينة في افتتاحها‪.‬‬


‫ِّ‬
‫القيمة‪ :‬لذكرها في بعض آياتها‪.‬‬‫ِّ‬
‫ِية‪ :‬لورود هذا اللفظ في إحدى آياتها‪.‬‬‫ال َبر َّ‬
‫‪335‬‬
‫سورة البينة‬

‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هـــي الثامنـــة والتســـعون‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للقدر أنهـــا كالتعليل‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫إلنـــزال القـــرآن‪.‬‬ ‫مرفوعـــا ثابتًا‪.‬‬‫ً‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬


‫ترتيب نزول السورة‬
‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬
‫تعـــد املائـــة علـــى املشـــهور؛ بعـــد‬
‫الطـــاق‪ ،‬وقبل احلشـــر‪ ،‬فإن صح‬
‫كانت ســـابقة لغزوة بنـــي النضير‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬


‫موضوع السورة‬

‫بالنظر إلى اسمها ومضمونها يظهر أنها تتحدث عن افتراق اخللق ببعثة‬
‫النبي [ فريقني‪ ،‬فريق في اجلنة‪ ،‬وفريق في السعير‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫مطلع‬ ‫مطلع‬
‫مؤكد‬ ‫خبري‬ ‫ميكن تقسيمها إلى مقطعني‪.‬‬
‫يف املقطـــع األول (‪( )5-1‬املطلـــع اخلبـــري)‬ ‫‪336‬‬
‫النافـــي النفكاك املشـــركني وأهـــل الكتاب عن‬
‫كفرهـــم حتـــى بعثة النبي [‪ ،‬واإلشـــارة إلى حـــال أهل الكتاب بعـــد البعثة‪ ،‬مـــع بيان قيام‬

‫سورة البينة‬
‫احلجـــة بـــه [‪ ،‬واســـتقامة ما أعطيـــه من القـــرآن والدين‪.‬‬
‫ويف املقطع الثاين (‪( )8 -6‬املطلع املؤكد)‪ ،‬وبيان ملصير الفريقني‪ ،‬الكفار واملؤمنني‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫الثامنة والتسعون ومن‬
‫مناسبتها للقدر أنها‬
‫من قصار‬ ‫من املفصل الذي فضل كالتعليل إلنزال القرآن ‪.‬‬
‫املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬
‫افتراق اخللق ببعثة‬
‫النبي [فريقني‪،‬‬
‫فريق في اجلنة‬ ‫البينة ‪ ،‬القيمة ‪ ،‬البرية‪.‬‬
‫وفريق في السعير‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪337‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة البينة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد املائة على‬


‫املشهور بعد الطالق‬
‫وقبل احلشر ‪ ،‬فإن‬
‫صح كانت سابقة‬
‫لغزوة بني النضير ‪.‬‬
‫افتتحت بجملة‬ ‫ميكن تقسيمها‬
‫خبرية‪.‬‬ ‫رجحت مدنيتها‪.‬‬
‫إلى مقطعني‪:‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع‬ ‫املقطع األول (املطلع اخلبري) النافي النفكاك‬


‫املؤكد)‪ ،‬وبيان ملصير‬ ‫املشركني وأهل الكتاب عن كفرهم حتى بعثة‬
‫الفريقني الكفار واملؤمنني‪.‬‬ ‫النبي [ ‪ ،‬واإلشارة إلى حال أهل الكتاب بعد‬
‫البعثة ‪ ،‬مع بيان قيام احلجة به [‪ ،‬واستقامة‬
‫ما أعطيه من القرآن والدين‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪99‬‬
‫َم َدن َِّية على ما ُر ِّجح‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫ﭐﵛﭐﱵﱶﵚ‬ ‫الزلزلة‬

‫الزلزلة‪:‬حلديثها عن الزلزلة‪.‬‬
‫ﭐﵛﭐﱵﱶﵚ‪ :‬الفتتاح السورة بها‪.‬‬

‫‪338‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الزلزلة‬
‫هـــي التاســـعة والتســـعون‪ ،‬ومـــن‬
‫مناســـبتها للبينـــة أنـــه ملَّا ذكـــر في‬ ‫ممـــا ثبـــت فـــي فضلهـــا مـــا ســـبق‬
‫آخـــر البينـــة أن جـــزاء الكافريـــن‬ ‫ذكـــره فـــي ســـورة يونـــس‪ ،‬وفيـــه‪:‬‬
‫جهنـــم‪ ،‬وجزاء املؤمنـــن جنات عدن؛‬ ‫عمـــرو‪ ،‬قـــال‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫عـــن عبـــد اللـــه بـــن‬
‫ب َّيـــن فـــي الزلزلـــة‪ :‬متى يكـــون ذلك‪.‬‬ ‫«‪ ...‬فقـــال ال َّرجـــل‪ :‬ولكـــن أقرئني‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫يـــا رســـول اللـــه ســـور ًة جامعـــ ًة‬
‫فأقـــرأه‪:‬ﵛ ﭐﱵﱶﱷﱸﱹﵚ‬
‫ترتيب نزول السورة‬ ‫حتَّـــى إذا فـــرغ منهـــا‪ ،‬قـــال ال َّرجل‪:‬‬
‫والـــذي بعثك باحلـــقِّ ‪ ،‬ال أزيد عليها‬
‫تعـــد الثالثـــة والتســـعني علـــى‬ ‫أبـــ ًدا‪ ،‬ثـــم أدبر ال َّرجل فقال رســـول‬
‫املشـــهور؛ بعـــد ســـورة ال ِّنســـاء‪،‬‬ ‫اللـــه [‪« :‬أفلـــح ال ُّرويجـــل‪ ،‬أفلـــح‬
‫وقبـــل ســـورة احلديـــد‪.‬‬ ‫ال ُّرويجـــل»‪ ...‬احلديث(‪.)1‬‬

‫وحسنه محققوه‪ ،‬وهو الراجح خال ًفا ملن ض َّعفه‪.‬‬


‫َّ‬ ‫(‪ )1‬رواه اإلمام أحمد في املسند (‪،)139/11‬‬
‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫افتتحت بالشرط‪.‬‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫مـــن النظـــر فـــي اســـمها وآياتها يظهـــر أنها تتحـــدث عن يـــوم القيامـــة من جهة‬
‫شـــدة األهوال‪ ،‬ورؤيـــة األعمال‪.‬‬

‫‪339‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫سورة الزلزلة‬

‫مقطـــع وحيد متصل املعانـــي جـــ ًدا؛ يتحدث عـــن بعض أحـــداث القيامـــة‪ ،‬ورؤيـــة العباد‬
‫مثاقيـــل الـــذر مـــن أعمالهـــم الصاحلة والســـيئة في ذلـــك اليوم‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫ممـــا ثبت فـــي فضلها ما ســـبق ذكـــره في‬
‫ســـورة يونـــس‪ ،‬وفيـــه ‪:‬عـــن عبـــد اللـــه بن‬
‫التاســـعة والتســـعون ‪ ،‬ومـــن‬ ‫عمـــرو‪ ،‬قـــال‪ ...« :‬فقـــال الرجـــل‪ :‬ولكـــن‬
‫مناســـبتها للبينة أنـــه ملا ذكر‬ ‫أقرئنـــي يـــا رســـول اللـــه ســـورة جامعـــة‬
‫فـــي آخـــر البينـــة أن جـــزاء‬ ‫فأقـــرأه‪ :‬إذا زلزلـــت األرض حتـــى إذا فرغ‬
‫الكافريـــن جهنـــم‪ ،‬وجـــزاء‬ ‫منها قـــال الرجل‪ :‬والـــذي بعثك باحلق‪ ،‬ال‬
‫املؤمنـــن جنات عـــدن و بَ َّين‬ ‫أزيـــد عليها أبـــدا‪ ،‬ثـــم أدبر الرجـــل فقال‬
‫فـــي الزلزلـــة متـــى يكـــون‬ ‫رســـول اللـــه[‪ « :‬أفلـــح الرويجـــل‪ ،‬أفلح‬
‫من قصار‬ ‫ذ لك ‪.‬‬ ‫الرويجـــل‪ »...‬احلديـــث‪ ،‬كمـــا أنهـــا مـــن‬
‫املفصل‬
‫املفصـــل الـــذي فضـــل بـــه نبينا [‪.‬‬
‫يوم القيامة من جهة شدة‬
‫األهوال‪ ،‬ورؤية األعمال‪.‬‬ ‫الزلزلة‪،‬‬
‫إذا زلزلت‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫‪340‬‬


‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫سورة الزلزلة‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫لم يذكر لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الثالثة والتسعني‬


‫على املشهور‪ ،‬بعد‬
‫سورة النساء وقبل‬
‫سورة احلديد ‪.‬‬

‫افتتحت بالشرط‪.‬‬ ‫مقطع وحيد متصل‬


‫مدنية على‬
‫املعاني جداً يتحدث عن‬
‫ما رجح‪.‬‬
‫بعض أحداث القيامة‪،‬‬
‫ورؤية العباد مثاقيل الذر‬
‫من أعمالهم الصاحلة‬
‫والسيئة في ذلك اليوم‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪100‬‬
‫َم ِّك َية على ما ُر ِّجح‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫العاديات‬

‫العاديات‪ :‬الفتتاحها بالقسم بالعاديات‪.‬‬

‫‪341‬‬ ‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هي املائـــة في ترتيـــب املصحف‪،‬‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬


‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫سورة العاديات‬

‫ومـــن مناســـبتها للزلزلـــة ذكـــر‬ ‫ال مســـتق ً‬


‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫إخـــراج مـــا فـــي األرض يـــوم‬ ‫مرفوعـــا ثابتًا‪.‬‬‫ً‬
‫العـــرض‪ ،‬مـــع مـــا بينهمـــا مـــن‬
‫تكامـــل في ذكر أحـــداث القيامة‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬

‫تعد الثالثة عشـــرة على املشهور؛‬ ‫مطلع السورة‬


‫بعـــد ســـورة العصر‪ ،‬وقبل ســـورة‬
‫الكوثر‪.‬‬ ‫افتتحت بالقسم‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫بالنظر إلى قسميها ميكن القول إن موضوعها هو حتذير اإلنسان من‬


‫االنشغال عن الله وقت سعيه الشديد في هذه احلياة‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫مطلع‬ ‫مطلع‬
‫استفهامي‬ ‫قسمي‬ ‫ميكن تقسيمها إلى مقطعني‪.‬‬
‫ففي املقطع األول (‪( )8-1‬املطلع القســـمي)‬ ‫‪342‬‬
‫بالعاديـــات وأوصافهـــا علـــى شـــدة كفـــران‬

‫سورة العاديات‬
‫اإلنســـان لنعمـــة ربه‪.‬‬
‫ويف املقطـــع الثاين (‪( )11-9‬املطلع االســـتفهامي) اإلنـــكاري‪ ،‬والتحذير مـــن العاقبة يوم‬
‫بعثـــرة القبـــور وحتصيـــل الصـــدورﵛ ﭐﱞ ﱟ ﱠ ﱡ ﱢ ﱣﵚ (العاديـــات‪.)11 :‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫هي املائة في ترتيب‬
‫املصحف‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫للزلزلة ذكر إخراج ما في‬
‫األرض يوم العرض‪ ،‬مع‬
‫ما بينهما من تكامل في‬
‫من قصار‬ ‫من املفصل الذي فضل ذكر أحداث القيامة‪.‬‬
‫املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬
‫حتذير اإلنسان من‬
‫االنشغال عن الله‬
‫وقت سعيه الشديد‬ ‫العاديات‬
‫في هذه احلياة‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪343‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة العاديات‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الثالثة عشرة‬


‫على املشهور بعد‬
‫سورة العصر وقبل‬
‫سورة الكوثر‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم ‪.‬‬ ‫ميكن تقسيمها‬


‫مكية على ما ُرجح‪.‬‬
‫إلى مقطعني‪:‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع االستفهامي)‬ ‫املقطع األول (املطلع الق ََسمي)‬


‫اإلنكاري‪ ،‬والتحذير من العاقبة يوم بعثرة‬ ‫بالعاديات‪ ،‬وأوصافها على شدة‬
‫القبور وحتصيل الصدور ( إن ربهم بهم‬ ‫كفران اإلنسان لنعمة ربه‪.‬‬
‫يومئذ خلبير)‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪101‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫القارعة‬

‫القارعة‪:‬الفتتاحها بلفظ القارعة‪.‬‬

‫‪344‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة القارعة‬
‫هـــي الواحـــدة بعـــد املائـــة‪ ،‬ومـــن‬ ‫ضل بـــه نبينا‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫مناســـبتها للعاديات اتصال آخر‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لها فض ً‬
‫تلـــك بأول هذه‪ ،‬مع مـــا بينهما من‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫تكامل فـــي ذكر أحـــداث القيامة‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ترتيب نزول السورة‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬

‫تعـــد التاســـعة والعشـــرين على‬


‫املشـــهور؛ نزلـــت بعـــد قريـــش‪،‬‬ ‫مطلع السورة‬
‫وقبـــل القيامة‪.‬‬
‫افتتحت بجملة خبرية‬
‫موضوع السورة‬

‫مـــن النظـــر في اســـمها وآياتها يظهـــر أنها تتحدث عـــن يوم القيامـــة من جهة‬
‫شـــدة اخلوف وقـــرع القلوب‪ ،‬ووزن األعمـــال وصوالً إلـــى املصير األخير‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫مقطـــع وحيد متصـــل املعاني جـــ ًدا؛ يصور هول ذلـــك اليوم الـــذي يقرع القلـــوب‪ ،‬مع ذكر‬
‫امليزان ومصيـــر الفريقني‪.‬‬
‫‪345‬‬
‫سورة القارعة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي الواحدة بعد املائة‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للعاديات اتصال‬
‫آخر تلك بأول هذه‪ ،‬مع ما‬
‫بينهما من تكامل في ذكر‬
‫من قصار‬ ‫أحداث القيامة‪.‬‬ ‫مـــن املفصـــل الذي‬
‫املفصل‬ ‫فضل بـــه نبينا [‪.‬‬
‫يوم القيامة من جهة شدة‬
‫اخلوف وقرع القلوب‪،‬‬
‫ووزن األعمال وصوال إلى‬ ‫القارعة‬
‫املصير األخير‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫‪346‬‬


‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫سورة القارعة‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد التاسعة‬


‫والعشرين على‬
‫املشهور‪ ،‬نزلت بعد‬
‫قريش وقبل القيامة‪.‬‬

‫افتتحت بجملة‬ ‫مقطع وحيد متصل‬


‫مكية اتفاقا‪.‬‬
‫خبرية ‪.‬‬ ‫املعاني جداً يصور هول‬
‫ذلك اليوم الذي يقرع‬
‫القلوب ‪ ،‬مع ذكر امليزان‬
‫ومصير الفريقني ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪102‬‬
‫َم َدن َِّية على ما ُر ِّجح‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫ﵛﭐﲓﵚ‬ ‫التكاثر‬

‫التكاثر‪ :‬لذكر هذا اللفظ في افتتاحها‪.‬‬


‫ﵛﭐﲓﵚ‪ :‬الفتتاحها بهذا اللفظ‪.‬‬

‫‪347‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة التكاثر‬

‫هـــي الثانيـــة بعـــد املائـــة‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للقارعـــة أن أول هذه‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫كالعلـــة خلامتـــة تلـــك‪.‬‬ ‫مرفوعـــا ثابتًا‪.‬‬‫ً‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ترتيب نزول السورة‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫تعـــد اخلامســــــة عشــــــــرة على‬
‫املشـــهور؛ نزلـــت بعـــد ســـورة‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬
‫الكوثر وقبل ســـورة املاعون‪ ،‬وهو‬
‫مبنـــي علـــى م ِّكيتهـــا‪.‬‬
‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬


‫موضوع السورة‬

‫بالنظـــر إلى آياتها ميكن القول إن موضوعها اإليقاظ من غفلة االلتهاء بالتكاثر‪.‬‬

‫‪٢‬‬ ‫‪١‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫ردعي‬ ‫خبري‬
‫ميكــن تقســيمها إلــى مقطعــن؛ خــري‪،‬‬
‫فردعــي‪.‬‬ ‫‪348‬‬
‫ففي املقطـــع األول (‪( )2-1‬املطلع اخلبري)‪،‬‬
‫واللوم علـــى االلتهاء بالتكاثر املســـتمر حتى املوت‪.‬‬

‫سورة التكاثر‬
‫ويف املقطع الثاين (‪( )8-3‬املطلع الردعي) عما ســـبق‪ ،‬واإلشـــارة إلى الشـــفاء بعلم اليقني‬
‫مـــن االلتهاء‪ ،‬فالتهديد باجلحيم والســـؤال عن النعيم‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫هي الثانية بعد املائة‪،‬‬
‫ومن مناسبتها للقارعة‬
‫أن أول هذه كالعلة‬
‫من قصار‬ ‫خلامتة تلك ‪.‬‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬

‫اإليقاظ من غفلة‬
‫اإللتهاء بالتكاثر‪.‬‬ ‫التكاثر ‪ ،‬ألهاكم‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪349‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة التكاثر‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد اخلامسة عشرة‬


‫على املشهور ‪ ،‬نزلت‬
‫بعد سورة الكوثر‬
‫وقبل سورة املاعون‪،‬‬
‫وهو مبني على‬
‫مكيتها‪.‬‬
‫افتتحت بجملة‬ ‫ميكن تقسيمها‬
‫خبرية‪.‬‬ ‫مدنية على ما رجح‪.‬‬
‫إلى مقطعني‬
‫خبري فردعي‪:‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع الردعي) عما‬ ‫املقطع األول (املطلع اخلبري)‪،‬‬


‫سبق ‪ ،‬واإلشارة إلى الشفاء بعلم اليقني‬ ‫واللوم على اإللتهاء بالتكاثر املستمر‬
‫من اإللتهاء‪ ،‬فالتهديد باجلحيم والسؤال‬ ‫حتى املوت‪.‬‬
‫عن النعيم ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪103‬‬
‫َم ِّك َية على ما ُر ِّجح‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫العصر‬

‫العصر‪:‬الفتتاحها بالقسم بالعصر‪.‬‬

‫‪350‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة العصر‬
‫هـــي الثالثـــة بعـــد املائـــة‪ ،‬ومـــن‬ ‫ضل بـــه نبينا‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫تبـــن‬
‫ِّ‬ ‫مناســـبتها للتكاثـــر أنهـــا‬ ‫ال‬‫ال مســـتق ً‬
‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لها فض ً‬
‫معيـــار اخلســـارة والربـــح‪ ،‬بعـــد‬ ‫مرفوعـــا‪ ،‬لكـــن ورد عـــن أبي‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫أن بَ َّينَـــت التكاثـــ ُر انشـــغا َل اخللقِ‬ ‫مدينـــة الدارمي‪ ،‬وكانـــت له صحب ٌة‬
‫بالفانـــي عـــن الباقـــي‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫قـــال‪ :‬كان ال َّرجـــان مـــن أصحـــاب‬
‫النبـــي [ «إذا التقيـــا لـــم يفترقـــا‬
‫حتَّـــى يقـــرأ أحدهمـــا علـــى اآلخر‪:‬‬
‫ﵛﭐ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﵚ‬
‫ترتيب نزول السورة‬ ‫(العصـــر‪ ،)2-1 :‬ثـــم يســـلِّم أحدهما على‬
‫اآلخر» ( ‪.)1‬‬
‫عـــدت الثانيـــة عشـــرة علـــى‬
‫املشـــهور؛ بعد ســـورة الشـــرح‪،‬‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫وقبـــل ســـورة العاديـــات‪.‬‬
‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه الطبراني في املعجم األوسط (‪ ،)5124‬وأشار إلى إعالله بالتفرد‪ ،‬وهو في سلسلة األحاديث الصحيحة لأللباني (‪.)2648‬‬
‫موضوع السورة‬
‫مطلع السورة‬
‫التنبيـــه علـــى قيمـــة الزمـــن‪ ،‬وأنه‬
‫رأس املال الـــذي يحصل به الربح‬ ‫افتتحت بالقسم‪.‬‬
‫أو اخلسران‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫مقطـــع وحيد متصل بـــدأ بالقســـم علـــى أن جنـــس االنســـان في خســـر إال مـــن اتصف‬
‫باإلميـــان والعمـــل الصالـــح والتواصي باحلق والتواصـــي بالصبر‪ ،‬فهي منهـــج كامل للحياة‪.‬‬
‫‪351‬‬
‫سورة العصر‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي الثالثة بعد املائة‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للتكاثر أنها تبني‬ ‫مـــن املفصـــل الـــذي فضـــل بـــه نبينـــا‬
‫معيار اخلسارة والربح‪ ،‬بعد‬ ‫[‪ ،‬ومـــا ورد « أنـــه كان الرجـــان من‬
‫أن بَ َّين ِّت التكاث ُر انشغال‬ ‫أصحاب النبي [ إذا التقيا لم يفترقا‬
‫اخللق بالفاني عن الباقي‪.‬‬ ‫حتـــى يقـــرأ أحدهمـــا علـــى اآلخـــر‪:‬ﭐ‬
‫من قصار‬
‫ﵛﭐ ﱁﱂﱃﱄﱅﱆﱇﵚ‪ ،‬ثـــم‬
‫املفصل‬
‫يســـلِّ ُم أحدهمـــا علـــى اآلخر»‪.‬‬
‫التنبيه على قيمة الزمن‬
‫وأنه رأس املال الذي يحصل‬
‫به الربح أو اخلسران‪.‬‬ ‫العصر‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫‪352‬‬


‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫سورة العصر‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫ُعدت الثانية عشرة‬


‫على املشهور‪ ،‬بعد‬
‫سورة الشرح وقبل‬
‫سورة العاديات‪.‬‬

‫افتتحت بالقسم‪.‬‬ ‫مقط ٌع وحي ٌد متصل بدأ‬


‫مكي ٌة على ما ُر ِّجح‪.‬‬
‫جنس‬
‫َ‬ ‫بالق ََس ِم على أن‬
‫االنسان في خسر إال من‬
‫اتصف باإلميان والعمل‬
‫الصالح والتواصي باحلق‬
‫والتواصي بالصبر‪ ،‬فهي‬
‫منهج كامل للحياة ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪104‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫اهلمزة‬

‫اهلمزة‪ :‬لذكر هذا اللفظ في أولها‪.‬‬

‫‪353‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة اهلمزة‬

‫هـــي الرابعـــة بعد املائـــة‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه نبينا‬
‫مناســـبتها للعصـــر أن فيهـــا‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لهـــا فض ً‬
‫وعيـــ ًدا باخلســـر للمنشـــغل‬ ‫مرفوعـــا ثابتًا‪.‬‬‫ً‬
‫بالفانـــي‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬


‫ترتيب نزول السورة‬
‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬
‫تعـــد احلــــــــادية والثــــــــاثني‬
‫علـــى املشـــهور؛ نزلـــت بعـــد‬ ‫موضوع السورة‬
‫ســـورة القيامـــة‪ ،‬وقبـــل ســـورة‬
‫التحذيـــر الشـــديد مـــن عاقبة‬
‫املرســـات‪.‬‬
‫الهمـــز واللمز‪.‬‬
‫مطلع السورة‬

‫افتتحـــت بالدعـــاء‪ ،‬وهـــو املطلع التاســـع من أنـــواع املطالـــع املذكورة فـــي اإلتقان‪،‬‬
‫وتشـــاركها في هـــذا املطلع ســـورتان املطففني‪ ،‬واملســـد‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫مقطـــع وحيد متصـــل املعنى فيـــه الوعيـــد بالهـــاك والعذاب لـــكل من ع َّيـــب الناس‬
‫بالقـــول أو الفعل‪.‬‬
‫‪354‬‬

‫سورة اهلمزة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي الرابعة بعد املائة‪،‬‬
‫ومن مناسبتها للعصر‬
‫أن فيها وعيدا باخلسر‬
‫من قصار‬ ‫للمنشغل بالفاني‪.‬‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬

‫التحذير الشديد من‬


‫الهمزة‬
‫عاقبة الهمز واللمز‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫‪355‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة اهلمزة‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد احلادية والثالثني‬


‫على املشهور‪،‬‬
‫نزلت بعد سورة‬
‫القيامة وقبل سورة‬
‫املرسالت‪.‬‬

‫افتتحت بالدعاء وتشاركها في‬ ‫مكية اتفاقا‪.‬‬ ‫مقطع وحيد‬


‫هذا املطلع سورتان املطففني‪،‬‬ ‫متصل املعنى فيه‬
‫واملسد ‪.‬‬ ‫الوعيد بالهالك‬
‫و العذاب لكل‬
‫من ع َّّيب الناس‬
‫بالقول أو الفعل‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪105‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫الفيل‬

‫الفيل‪:‬لذكر قصة الفيل فيها‪.‬‬

‫‪356‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الفيل‬
‫هي اخلامســـة بعد املائـــة‪ ،‬ومن‬ ‫ضل بـــه نبينا‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫مناســـبتها للهمـــزة أنهـــا بينت‬ ‫ال مســـتق ً‬
‫ال‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لها فض ً‬
‫إهـــاك مـــن هـــو أقـــوى ممـــن‬ ‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫جمع مـــاالً وعـــدده‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬


‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الثامنة عشـــرة‪ ،‬نزلت بعد‬ ‫مطلع السورة‬


‫ســـورة الكافـــرون‪ ،‬وقبل ســـورة‬
‫ا لفلق ‪.‬‬ ‫افتتحت باالستفهام‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫بيان قدرة الله على خلقه املعتزين بغيره‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫مقطع وحيد متصل املعنى‪ ،‬تتحدث عن قصة هالك أصحاب الفيل‪.‬‬

‫‪357‬‬
‫سورة الفيل‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي اخلامسة بعد املائة‪،‬‬
‫ومن مناسبتها للهمزة أنها‬
‫بينت إهالك من هو أقوى‬
‫من قصار‬ ‫ممن جمع ماال وعدده‪.‬‬
‫مـــن املفصـــل الـــذي‬
‫املفصل‬ ‫فضـــل بـــه نبينـــا [‪.‬‬

‫بيا ُن قدرة الله على‬


‫خَ لقِ هِ املعتَّزي َن بغيره‪.‬‬ ‫الفيل‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫‪358‬‬


‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫سورة الفيل‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الثامنة عشرة‪،‬‬


‫نزلت بعد سورة‬
‫الكافرون ‪،‬وقبل سورة‬
‫الفلق‪.‬‬

‫افتتحت‬ ‫مقطع وحيد متص ُل‬


‫مكي ٌة على ما ُر َّجح‪.‬‬
‫باالستفهام‪.‬‬ ‫املعنى يتحدث عن‬
‫قصة هالك أصحاب‬
‫الفيل ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪106‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫قريش‬

‫قريش‪ :‬لذكر هذا اللفظ في افتتاحها‪.‬‬

‫‪359‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة قريش‬

‫هي السادســـة بعـــد املائة‪ ،‬ومن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه‬
‫مناسبتها أن أول ســـورة الفيـــل‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫فيهـــا بيـــان هـــاك املعتديـــن‬ ‫مرفوعـــا ثابتًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال‬
‫علـــى البيـــت األمـــن‪ ،‬وآخـــر‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ســـورة قريـــش فيهـــا األمـــر‬


‫بعبادته ســـبحانه الـــذي آمنهم‬ ‫ترتيب نزول السورة‬
‫ممـــا يخافـــون منه‪.‬‬

‫تعد الثامنة والعشـــرين على‬


‫املشـــهور؛ نزلت بعد ســـورة‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫التِّني‪ ،‬وقبل ســـورة القارعة‪.‬‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬


‫مطلع السورة‬

‫افتتحـــت بالتعليـــل‪ ،‬وهو املطلع العاشـــر من أنـــواع املطالع املذكـــورة في اإلتقان‪،‬‬


‫وال تشـــاركها في هذا املطلع أي ســـورة أخرى‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫األمر بالعبادة شك ًرا لله على املألوف من النعم‪.‬‬

‫‪360‬‬
‫مقاطع السورة‬

‫سورة قريش‬
‫مقطع وحيد متصل املعنى يتحدث عما ألفته قريش من نعم تستوجب عبادة الله‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫هي السادسة بعد املائة ‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها أن أول سورة الفيل فيها‬
‫بيان هالك املعتدين على البيت‬
‫األمني‪ ،‬وآخر سورة قريش فيها‬
‫األمر بعبادته سبحانه الذي‬
‫من قصار‬ ‫آمنهم مما يخافون منه‪.‬‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫املفصل‬
‫به نبينا [‪.‬‬
‫األمر بالعبادة شكرا‬
‫لله على املألوف من‬
‫النعم‪.‬‬ ‫قريش‬

‫‪361‬‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬


‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫سورة قريش‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الثامنة والعشرين‬


‫على املشهور‪ ،‬نزلت‬
‫بعد سورة التني وقبل‬
‫سورة القارعة‪.‬‬

‫افتتحت بالتعليل ‪،‬‬ ‫مكية اتفاقا‪.‬‬ ‫مقطع وحيد‬


‫وال تشاركها في هذا‬ ‫متصل املعنى‬
‫املطلع أي سورة أخرى‬ ‫يتحدث عما ألفته‬
‫قريش من نعم‬
‫تستوجب عبادة‬
‫الله‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪107‬‬
‫َم ِّك َية على ما ُر ِّجح‬

‫من قصار المفصل‬

‫التكذيب‬ ‫الدين‬ ‫املاعون‬

‫املاعون‪ :‬لذكر هذا اللفظ في ختامها‪.‬‬


‫الدين‪ :‬لذكر هذا اللفظ في افتتاحها‪.‬‬
‫التكذيب‪ :‬لورود احلديث عنه في افتتاحها‪.‬‬
‫‪362‬‬

‫سورة املاعون‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هي الســـابعة بعـــد املائـــة‪ ،‬ومن‬


‫ضل بـــه نبينا‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫مناســـبتها لقريـــش أن في تلك‬ ‫ال مســـتق ً‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫األمـــر بالعبـــادة‪ ،‬وفـــي هـــذه ذم‬
‫مرفوعا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫املرائني الســـاهني عن صالتهم‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫تعـــد السادســـة عشـــرة علـــى‬


‫املشـــهور؛ بعـــد التكاثـــر‪ ،‬وقبل‬
‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫الكافـــرون‪.‬‬
‫مطلع السورة‬

‫افتتحـــت باالســـتفهام‪ ،‬ثم إن االســـتفهام فيها جاء للتعجيب مـــن التكذيب بيوم‬
‫الدين ومـــا تفرع عنه مـــن خلق ذميم‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫تتحدث الســـورة كما هو ظاهر من قســـميها عـــن ثمرات أخالقيـــة رديئة للنفاق‬
‫والتكذيـــب بيوم الدين‪.‬‬
‫‪363‬‬
‫سورة املاعون‬

‫مقاطع السورة‬

‫ميكن تقسيمها ‪-‬رغم أنها قليلة اآليات ‪ -‬إلى مقطعني؛ استفهامي‪ ،‬فتهديدي‪.‬‬
‫يف املقطـــع األول (‪( )3-1‬املطلـــع االســـتفهامي) التعجيبـــي‪ ،‬وذكر بعض أخـــاق املكذبني‬
‫بالدين‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ويف املقطـــع الثاين (‪( )7-4‬املطلـــع التهديدي) بـ(ويـــل)‪ ،‬ووصف لبعض أخـــاق املنافقني‬
‫من املـــراءاة بالصالة‪ ،‬ومنـــع املاعون‪.‬‬
‫هـــي الســـابعة بعـــد املائـــة‪،‬‬
‫ومـــن مناســـبتها لقريـــش أن‬
‫في تلك األمـــر بالعبادة وفي‬
‫هـــذه ذم املراءيـــن الســـاهني‬
‫مـــن املفصـــل الـــذي عـــن صالتهم‪.‬‬
‫من قصار املفصل‬ ‫فضـــل بـــه نبينـــا [‪.‬‬
‫أن التكذيب بالدين‬
‫ينبثق عنه كل خلق‬ ‫املاعون ‪ ،‬الدين ‪،‬‬
‫وسلوك ذميم‪.‬‬ ‫التكذيب‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫‪364‬‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫سورة املاعون‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد السادسة‬


‫عشرة على املشهور‪،‬‬
‫بعد التكاثر و قبل‬
‫الكافرون‪.‬‬

‫ميكن تقسيمها ‪-‬رغم أنها‬


‫افتتحت‬ ‫قليلة اآليات ‪ -‬إلى مقطعني مكية على ما رجح‪.‬‬
‫باالستفهام‪.‬‬ ‫استفهامي فتهديدي‪:‬‬

‫املقطع الثاين (املطلع التهديدي)‬ ‫املقطع األول (املطلع االستفهامي)‬


‫بـ(ويل)‪ ،‬ووصف لبعض أخالق املنافقني‬ ‫التعجيبي‪ ،‬وذكر بعض أخالق‬
‫من املراءاة بالصالة‪ ،‬ومنع املاعون‪.‬‬ ‫املكذبني بالدين‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪108‬‬
‫َم َدن َِّية على ما ُر ِّجح‬

‫من قصار المفصل‬

‫النحر‬ ‫الكوثر‬

‫الكوثر‪ :‬لذكر هذا اللفظ في افتتاحها‪.‬‬


‫النحر‪ :‬لوروده فيها‪.‬‬

‫‪365‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة الكوثر‬

‫هـــي الثامنـــة بعـــد املائـــة‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه‬
‫مناســـبتها للماعون أنها كاملقابلة‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫لهـــا فـــي املعانـــي‪ ،‬ففـــي ســـورة‬ ‫مرفوعـــا ثابتًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال‬
‫املاعـــون وصـــف املكـــذب بالديـــن‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫بالبخـــل‪ ،‬والســـهو عـــن الصـــاة‪،‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬


‫والريـــاء‪ ،‬ومنع الزكاة‪ ،‬وفي ســـورة‬
‫الكوثر مقابلة البخل ﵛﭐﱶﱷ‬
‫تعـــد الرابعـــة عشـــرة علـــى‬
‫ﱸﵚ الـــذي هـــو اخليـــر‬ ‫املشـــهور؛ نزلـــت بعـــد ســـورة‬
‫الكثيـــر‪ ،‬ومقابلـــة تـــرك الصـــاة‬ ‫العاديـــات‪ ،‬وقبل ســـورة التَّكاثر‪،‬‬
‫باألمـــر بهـــا ﱡ ﵛﭐﱺﵚ‪ ،‬ومقابلـــة‬ ‫وهذا مبني علـــى القول مب ِّكيتها‪.‬‬
‫إخالصا ال ريا ًء‪،‬‬
‫ً‬ ‫الرياءﵛﭐﱻﵚ‬
‫ومقابلـــة منـــع املاعـــونﵛﭐﱼﵚ‬
‫واملـــراد بـــه التصـــدق باألضاحي‪.‬‬ ‫مطلع السورة‬

‫افتتحت بجملة خبرية‪.‬‬


‫اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺬي ﻧﺰﻟﺖ ﻓﻴﻪ اﻟﺴﻮرة‬

‫يوم بـــن أظهرنا‬ ‫أنس‪ ،‬قـــال‪ :‬بَيْنَا رســـول اللـــه [ ذات ٍ‬ ‫َم َد ِن َّيـــة علـــى مـــا ُر ِّجح؛ فعـــن ٍ‬
‫‪ -‬زِ يـــ َد فـــي روايـــة‪ :‬في املســـجد‪ -‬إذ أغفى إغفـــاء ًة ثم رفع رأســـه ِ ّ‬
‫متبســـ ًما‪ ،‬فقلنا‪ :‬ما‬
‫علـــي آن ًفا ســـورةٌ» فقرأ‪ :‬بســـم اللـــه ال َّرحمن‬
‫َّ‬ ‫أضحـــكك يـــا رســـول الله قـــال‪« :‬أنزلت‬
‫ال َّرحيمﵛﭐﱶﱷﱸﱹﱺﱻﱼﱽﱾﱿﲀﲁﲂﵚ‪ ،‬ثم‬
‫قـــال‪« :‬أتـــدرون ما الكوثـــر؟» فقلنا‪ :‬الله ورســـوله أعلم‪ ،‬قـــال‪« :‬فإ َّنه نهـــ ٌر وعدنِيهِ ر َّبي‬
‫حـــوض ترد عليـــه أ ُ َّمتـــي يـــوم القيامـــة‪ ،‬آنيته عدد‬ ‫ٌ‬ ‫َّ‬
‫وجـــل‪ ،‬عليـــه خيـــ ٌر كثيـــ ٌر‪ ،‬هو‬ ‫عـــ َّز‬
‫رب‪ ،‬إ َّنـــه مـــن أ َّمتي‪ ،‬فيقـــول‪ :‬ما تـــدري ما‬ ‫النُّجـــوم‪ ،‬فيختلـــج العبـــد منهـــم‪ ،‬فأقـــول‪ِّ :‬‬
‫أحدثـــت ‪-‬في رواية‪ :‬مـــا أحدث‪ -‬بعـــدك»(‪.)1‬‬
‫‪366‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الكوثر‬
‫لهـــا ســـبب نـــزول واحـــد‪ ،‬وهـــو مـــا ورد عـــن ابـــن عبـــاس ] أنه ملَّـــا قـــدم كعب بن‬
‫ٌ‬
‫قريـــش‪ :‬أنـــت خيـــر أهـــل املدينـــة وســـ ِّيدهم‪ ،‬قـــال‪ :‬نعم‪،‬‬ ‫األشـــرف م َّكـــة‪ ،‬قالـــت لـــه‬
‫قالـــوا‪ :‬أال تـــرى إلى هـــذا املنبتر من قومـــه‪ ،‬يزعم أ َّنه خيـــ ٌر منَّا‪ ،‬ونحـــن ‪ -‬يعني‪ :‬أهل‬
‫الســـدانة ‪ -‬قال‪ :‬أنتـــم خي ٌر منه‪ ،‬فنزلـــتﵛﭐﱾﱿﲀﲁﲂﵚ‬ ‫احلجيـــج‪ ،‬وأهل ِّ‬
‫(الكوثـــر‪ ،)3 :‬ونزلتﵛﭐﳄﳅﳆﳇﳈﳉﳊﳋﳌﳍﳎﵚإلـــى‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫قولـــه‪:‬ﵛﭐﱉﱊﱋﱌﱍﵚ (النســـاء‪ .)2( )52-51 :‬وهـــو يصـــور العالقـــة بـــن مشـــركي مكة‬
‫وبعـــض اليهود فـــي املدينة‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫ميكن القول إنها لتبشير سيد املرسلني [ مبا له من اخلير العميم‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫مـــع قصرهـــا إال أن أوهلا تبشـــير فيه تشـــريف‪ ،‬وأوســـطها تكليـــف‪ ،‬وآخرها تطمني على‬
‫ســـوء عاقبة املعانديـــن املبغضني‪.‬‬
‫(‪ )1‬رواه مسلم (‪.)400‬‬
‫(‪ )2‬رواه النســائي (‪ ،)11643‬واختلــف فــي وصلــه وإرســاله‪ .‬ينظــر فــي ذلــك‪ :‬احملــرر فــي أســباب نــزول القــرآن (‪ ،395/1‬فمــا بعدهــا)‪ ،‬والصحيــح املســبور مــن‬
‫التفســير باملأثــور‪ ،‬للدكتــور حكمــت بشــير ياســن‪ ،‬عنــد آيــة النســاء املذكــورة فــي األثــر‪.‬‬
‫هي الثامنة بعد املائة‪،‬‬
‫ومن مناسبتها للماعون‬
‫أنها كاملقابلة لها في‬
‫من قصار‬ ‫املعاني‪.‬‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬
‫تبشير سيد املرسلني‬
‫[ مبا له من اخلير‬
‫العميم‪.‬‬ ‫الكوثر‪ ،‬النحر‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬

‫‪367‬‬ ‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫اﺳﻤﻬﺎ‬
‫سورة الكوثر‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫لها سبب نزول واحد عن‬ ‫تُعد الرابعة عشرة‬


‫ابن عباس ]« ملا قدم‬ ‫على املشهور‪ ،‬نزلت‬
‫كعب بن األشرف مكة‪،‬‬ ‫بعد سورة العاديات‬
‫قالت له قريش‪ :‬أنت خير‬ ‫وقبل سورة التكاثر‪.‬‬
‫أهل املدينة وسيدهم‪،‬‬
‫قال‪ :‬نعم‪ ،‬قالوا‪ :‬أال ترى‬
‫افتتحت بجملة إلى هذا املُنبت ُر من قومه‪،‬‬ ‫مدنية على‬ ‫مع قصرها إال أن أولها‬
‫يزعم أنه خير منا‪ ،‬ونحن ‪-‬‬ ‫خبرية‪.‬‬ ‫ما رجح ‪.‬‬ ‫تبشير فيه تشريف‪،‬‬
‫يعني‪ :‬أهل احلجيج‪ ،‬وأهل‬ ‫وأوسطها تكليف‪،‬‬
‫السدانة ‪ -‬قال‪ :‬أنتم خير‬ ‫وآخرها تطمني على‬
‫منه‪ ،‬فنزلت {إن شانئك هو‬ ‫سوء عاقبة املعاندين‬
‫األبتر} وهو يصور العالقة‬ ‫املبغضني‪.‬‬
‫بني مشركي مكة وبعض‬
‫اليهود في املدينة‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪109‬‬
‫َم ِّك َية على ما ُر ِّجح‬

‫من قصار المفصل‬

‫(‪)1‬‬
‫ِشة‬
‫املُ َق ْشق َ‬ ‫اإلخالص‬ ‫الكافرون‬

‫الكافرون‪ :‬لذكر اللفظ في فاحتتها‪.‬‬


‫والدين لله‪.‬‬
‫اإلخالص‪ :‬ألن فيها إخالص العبادة ِّ‬
‫املقشقشة‪ :‬ألنها تبرئ من النفاق والكفر‪.‬‬
‫‪368‬‬

‫سورة الكافرون‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫هي التاســـعة بعـــد املائـــة‪ ،‬ومن‬


‫مـــن فضائلهـــا‪ :‬أنهـــا تقـــرأ فـــي‬
‫مناســـبتها للكوثر أن فـــي تلك‬
‫مواضـــع؛ منهـــا الركعـــة األولى من‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫أمـــ ًرا بإفـــراد اللـــه بالعبـــادة‬
‫ســـنة الفجـــر(‪.)2‬‬
‫والنحـــر‪ ،‬وفـــي هـــذه تأكيـــ ًدا‬
‫للثبـــات علـــى ذلك فـــي مواجهة‬
‫أهـــل الكفـــر‪.‬‬ ‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعـــد الســـابعة عشـــرة علـــى‬


‫املشـــهور؛ نزلـــت بعـــد ســـورة‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫املاعـــون‪ ،‬وقبـــل ســـورة الفيـــل‪،‬‬
‫ورويت فـــي نزولها آثار‪ ،‬تشـــعر‬
‫لم يثبت لها سبب نزول‪.‬‬ ‫بزمـــن صـــراع مـــع الكفـــار‪.‬‬

‫َش أي برئ من املرض – تاج العروس‪.‬‬ ‫(‪ )1‬من قَشْ ق َ‬


‫(‪ )2‬ومعها في الركعة الثانية تُقْرأ اإلخالص‪ ،‬كما في صحيح مسلم (‪.)726‬‬
‫مطلع السورة‬

‫افتتحت باألمر‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫تتحدث كما هو ظاهر عن البراءة من الكافرين والثبات على هذا الدين‪.‬‬

‫‪369‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫سورة الكافرون‬

‫مقطع وحيد متصل املعنى‪ ،‬يقرر إخالص العبادة لله‪ ،‬والبراءة من الشرك وأهله‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي التاسعة بعد املائة ‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للكوثر أن في تلك‬
‫أمرا بإفراد الله بالعبادة‬
‫مـــن فضائلهـــا أنهـــا تقـــرأ‬
‫والنحر‪ ،‬وفي هذه تأكيدا‬
‫فـــي مواضـــع منهـــا الركعة‬
‫للثبات على ذلك في مواجهة‬
‫األولـــى مـــن ســـنة الفجر‪،‬‬
‫أهل الكفر ‪.‬‬
‫من قصار املفصل‬ ‫ورد انهـــا تعدل ربع القرآن‪.‬‬

‫البراءة من الكافرين‬ ‫الكافرون ‪،‬‬


‫والثبات على هذا‬ ‫اإلخالص ‪،‬‬
‫الدين‪.‬‬ ‫املقشقشة‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫‪370‬‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫سورة الكافرون‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫لم يثبت لها سبب‬ ‫تُعد السابع َة عشرة‬


‫نزول‪.‬‬ ‫على املشهور‪ ،‬نزلت‬
‫بعد سورة املاعون‬
‫وقبل سورة الفيل‪.‬‬

‫مقطع وحيد متصل مكية على ما رجح‪ .‬افتتحت باألمر ‪،‬‬


‫وتشاركها في البدء‬ ‫املعنى يقرر إخالص‬
‫باألمر خمس سور‪:‬‬ ‫العبادة لله والبراءة من‬
‫اجلن والكافرون‬ ‫الشرك وأهله‪.‬‬
‫واإلخالص والفلق‬
‫والناس ‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪110‬‬
‫َم َدن َِّية اتفاقًا‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫النصر‬

‫النصر‪ :‬لذكر النصر في افتتاحها‪.‬‬

‫‪371‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫سورة النصر‬

‫هـــي العاشـــرة بعـــد املائـــة‪ ،‬ومـــن‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ضـــل بـــه‬
‫مناسبتها لـ(الكافـــرون) مع النظر‬ ‫نبينـــا [‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫إلـــى الكوثـــر أن الكوثـــر فيهـــا‬ ‫مرفوعـــا ثابتًا‪.‬‬
‫ً‬ ‫مســـتق ً‬
‫ال‬
‫تشـــريف ووعـــد باخليـــر الكثيـــر‪،‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫والكافـــرون فيهـــا تكليـــف كبيـــر‬ ‫ترتيب نزول السورة‬


‫والتكليـــف من لـــوازم التشـــريف‪،‬‬
‫وفـــي النصـــر الوعـــد بالنصر‪ ،‬وال‬ ‫تعـــد الثانيـــة بعـــد املائـــة علـــى‬
‫يكـــون إال بعـــد أداء التكليـــف‪.‬‬ ‫املشـــهور‪ ،‬نزلـــت بعـــد احلشـــر‪،‬‬
‫وقبـــل النـــور‪.‬‬

‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬


‫افتتحت بالشرط‪.‬‬
‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬
‫موضوع السورة‬

‫فيها بيان املطلوب من نبينا [ بعد مجيء نصر الله‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬

‫أفواجا مما‬
‫ً‬ ‫مقطـــع وحيد متصـــل املعنـــى‪ ،‬يقرر انتصـــار ديـــن الله ودخـــول النـــاس فيـــه‬
‫يســـتوجب الشـــكر لله بذكـــره والتوبـــة إليه‪.‬‬

‫‪372‬‬

‫سورة النصر‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي العاشرة بعد املائة‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها للكافرون مع النظر إلى‬
‫الكوثر أن الكوثر فيها تشريف و‬
‫وعد باخلير الكثير‪ ،‬والكافرون‬
‫فيها تكليف كبير والتكليف من‬
‫لوازم التشريف ‪ ،‬وفي النصر‬
‫الوعد بالنصر وال يكون إال بعد‬
‫من قصار‬ ‫أداء التكليف‪.‬‬ ‫من املفصل الذي فضل‬
‫املفصل‬ ‫به نبينا [‪.‬‬
‫املطلوب من نبينا‬
‫[ بعد مجيء نصر‬
‫الله‪.‬‬ ‫النصر‬

‫‪373‬‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬


‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫سورة النصر‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد الثانية بعد املائة‬


‫على املشهور‪ ،‬نزلت‬
‫بعد احلشر ‪ ،‬وقبل‬
‫النور‪.‬‬

‫افتتحت‬ ‫مدنية اتفا ًقا‪.‬‬ ‫مقطع وحيد متصل‬


‫بالشرط‪.‬‬ ‫املعنى‪ ،‬يقرر انتصار دين‬
‫الله ودخول الناس فيه‬
‫أفواجاً مما يستوجب‬
‫الشكر لله بذكره‬
‫والتوبة إليه‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪111‬‬
‫َم ِّك َية اتفا ًقا‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫تبت‬
‫َّ‬ ‫َسد‬
‫امل َ‬

‫َسد‪ :‬لوقوع اللفظ في خامتتها‪.‬‬‫امل َ‬


‫تبت‪ :‬الفتتاحها بهذا‪.‬‬
‫َّ‬

‫‪374‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة املسد‬
‫هـــي احلاديـــة عشـــرة بعـــد املائة‪،‬‬
‫ضل بـــه نبينا‬ ‫مـــن امل ُ َف َّصـــل الـــذي ُف ِّ‬
‫ومـــن مناســـبتها للنصـــر أن تلك‬ ‫ال مســـتق ً‬ ‫[‪ ،‬ولـــم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫لبيـــان جزائـــه [‪ ،‬وهـــذه جلزاء‬
‫مرفوعا‬
‫ً‬ ‫ثابتًـــا‬
‫أعدائه‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫مطلع السورة‬
‫ترتيب نزول السورة‬
‫افتتحـــت بالدعـــاء‪ ،‬وهـــو املطلـــع‬
‫تعـــد اخلامســـة علـــى املشـــهور‪،‬‬ ‫التاســـع من أنواع املطالع املذكورة‬
‫نزلت بعـــد املدثر‪ ،‬وقبـــل التكوير‪،‬‬ ‫فـــي اإلتقـــان‪ ،‬وتشـــاركها فـــي‬
‫وفـــي ســـبب نزولهـــا ما يـــدل أنها‬ ‫البـــدء ســـورتان‪ ،‬همـــا‪ :‬املطففني‪،‬‬
‫نزلت بعد آية في ســـورة الشعراء‪.‬‬ ‫والهمـــزة‪.‬‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫ســـبب نـــزول يصور بدايـــات الصراع مع زعمـــاء الكفر في مكة‪ ،‬وهو مـــا في الصحيح‬
‫أنـــه‪ :‬ملَّا نزلـــت‪:‬ﵛﭐﱯﱰﱱﱲﵚ (الشـــعراء‪ )214 :‬صعد النبـــي [ على َّ‬
‫الصفا‪،‬‬
‫قريـــش ‪ -‬حتَّـــى اجتمعوا‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫عـــدي» ‪ -‬لبطـــون‬
‫ٍّ‬ ‫فهر‪ ،‬يـــا بنـــي‬
‫فجعـــل ينـــادي‪« :‬يـــا بنـــي ٍ‬
‫لينظر مـــا هو‪ ،‬فجـــاء أبو‬ ‫ً‬
‫رســـول؛ ُ‬ ‫فجعـــل ال َّرجـــل إذا لـــم يســـتطع أن يخـــرج؛ أرســـل‬
‫خيل بالـــوادي تريـــد أن تُغِ ي َر عليكم‪،‬‬‫أن ً‬ ‫وقريـــش‪ ،‬فقـــال‪« :‬أرأيتكم لـــو أخْ َبرتُ ُكم َّ‬
‫ٌ‬ ‫لهـــب‬
‫ٍ‬
‫قـــي؟» قالـــوا‪ :‬نعـــم‪ ،‬مـــا ج َّربنا عليـــك إال صد ًقا‪ ،‬قـــال‪« :‬فإ ِّنـــي نذي ٌر لكم‬ ‫أَ ُكنْتـــم ُم َ‬
‫ص ِّد َّ‬
‫لهـــب‪ :‬ت ًّبا لـــك ســـائر اليـــوم‪ ،‬ألهـــذا جمعتنا؟‬
‫شـــديد» فقـــال أبـــو ٍ‬‫ٍ‬ ‫عـــذاب‬
‫ٍ‬ ‫بـــن يـــدي‬
‫فنزلـــت‪:‬ﭐﵛﭐﱸﱹﱺﱻﱼﱽ‬

‫‪375‬‬
‫موضوع السورة‬
‫سورة املسد‬

‫عدم منفعة الن ََّس ِب وا َ‬


‫جلا ِه مع الكفر بالله‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫مقاطع السورة‬

‫مقطـــع وحيد متصل املعنى‪ ،‬فيـــه التهديد والتأكيد علـــى هالك واحد من كبـــار الكفار مع‬
‫شـــدة قرابته للنبي [‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه البخاري (‪– )4770‬واللفظ له‪ ،‬ومسلم (‪.)208‬‬


‫هـــي احلادية عشـــرة بعد‬
‫املائـــة‪ ،‬ومـــن مناســـبتها‬
‫للنصـــر أن تلـــك لبيـــان‬
‫جزائـــه [ ‪ ،‬وهذه جلزاء‬ ‫مـــن املفصـــل الـــذي‬
‫من قصار املفصل‬ ‫أعدائـــه‪.‬‬ ‫فضـــل بـــه نبينـــا [‪.‬‬

‫عدم منفعة النسب‬


‫املسد‬
‫واجلاه مع الكفر‬
‫تبت‬
‫بالله‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫‪376‬‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫سورة املسد‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫سبب نزول يصور‬ ‫تُعد اخلامسة على‬


‫بدايات الصراع مع‬ ‫املشهور‪ ،‬نزلت بعد‬
‫زعماء الكفر في‬ ‫املدثر‪ ،‬وقبل التكوير‪.‬‬
‫مكة‪.‬‬

‫افتتحت بالدعاء‪.‬‬ ‫مقطع وحيد متصل املعنى‪ ،‬مكية اتفاقا‪.‬‬


‫فيه التهديد والتأكيد‬
‫على هالك واحد من كبار‬
‫الكفار مع شدة قرابته‬
‫للنبي [‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪112‬‬
‫َم ِّك َية على ما ُر ِّجح‬

‫من قصار المفصل‬

‫ﭐﵛﭐ ﱁﱂﱃﱄﵚ‬ ‫املقشقشة‬ ‫اإلخالص‬

‫اإلخالص‪:‬ألن فيها إخالص العبادة لله‪.‬‬


‫املقشقشة‪ :‬ألنها تبرئ من الشرك‪.‬‬
‫قل هو اهلل أحد‪ :‬ألن السورة مفتتحة بها‪.‬‬
‫‪377‬‬
‫سورة اإلخالص‬

‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫وردت لهـــا فضائـــل كثيـــرة‪ ،‬منهـــا أنها تعدل ثلـــث القرآن وقـــد ثبت ذلك فـــي أحاديث‬
‫متعـــددة منهـــا مـــا ورد عـــن أبي هريـــرة ]‪ ،‬قـــال‪ :‬قال رســـول الله [‪« :‬احشـــدوا‪،‬‬
‫نبي اللـــه [‪ ،‬فقرأ‪:‬‬ ‫فإ ِّنـــي ســـأقرأ عليكم ثلث القرآن»‪ ،‬فحشـــد من حشـــد‪ ،‬ثـــم خرج ُّ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫لبعض‪ :‬إ ِّني أرى هذا خب ٌر جاءه من َّ‬


‫الســـماء‬ ‫ﵛﭐ ﱁﱂﱃﱄﵚ ثـــم دخل‪ ،‬فقـــال بعضنا ٍ‬
‫نبـــي الله [‪ ،‬فقـــال‪« :‬إ ِّني قلت لكم ســـأقرأ عليكم ثلث‬ ‫فـــذاك الـــذي أدخله‪ ،‬ثم خرج ُّ‬
‫القـــرآن‪ ،‬أال إ َّنهـــا تَ ْعـــدِ ل ثُلُثَ القـــرآن»(‪ ،)1‬كمـــا تقرأ في مواضـــع متعددة منهـــا الركعة‬
‫الثانيـــة مـــن ركعتي الطـــواف (‪ ،)2‬كما أن لســـورة اإلخـــاص مع ذلك فضائل مشـــتركة‬
‫مـــع الفلـــق والناس منها مـــا ورد عن عقبة بن عامـــر ]‪ :‬قال‪ ...»:‬لقيت رســـول الله‬
‫عامـــر‪ ،‬أال أعلِّمك ســـو ًرا ما أنزلـــت في التَّـــوراة‪ ،‬وال في‬
‫ٍ‬ ‫[ فقـــال لـــي‪« :‬يـــا عقبة بن‬
‫قرأتهن‬
‫َّ‬ ‫ني عليـــك ليلـــ ٌة إال‬
‫الزَّبـــور‪ ،‬وال فـــي اإلجنيـــل‪ ،‬وال فـــي الفرقـــان مثلهـــن‪ ،‬ال يأت َّ‬
‫فيهـــا‪:‬ﵛﭐ ﱁﱂﱃﱄﵚوﵛﭐﱔﱕﱖﱗﵚ وﵛﭐﱰﱱﱲﱳﵚ »‪ .‬قال عقبة‪:‬‬
‫بهن رســـول‬
‫أدعهن‪ ،‬وقد أمرني َّ‬ ‫َّ‬ ‫وحقَّ لـــي أن ال‬
‫قرأتهـــن فيها‪ُ ،‬‬
‫َّ‬ ‫علي ليل ٌة َّإل‬
‫«فمـــا أتـــت َّ‬
‫الله [»(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام مسلم في صحيحه (‪.)812‬‬


‫(‪ )2‬وتقرأ في الركعة األولى الكافرون‪ ،‬كما في صحيح مسلم (‪ )1218‬ضمن حديث جابر ]في وصف حجة النبي [‪.‬‬
‫وحسنه محققوه‪ ،‬وأورده األلباني في الصحيحة (‪.)2861‬‬
‫َّ‬ ‫(‪ )3‬رواه اإلمام أحمد في املسند (‪،)655 ،654/28‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ترتيب نزول السورة‬

‫هي الثانية عشـــرة بعـــد املائة‪ ،‬ومن‬ ‫تعـــد احلادية والعشـــرين في ترتيب‬
‫مناســـبتها للمســـد أن فيهـــا بيان‬ ‫نـــزول الســـور؛ نزلـــت بعـــد ســـورة‬
‫ِ‬
‫بصفات اللـــه تعالى‪ ،‬التي‬ ‫وتعريـــف‬ ‫النَّـــاس‪ ،‬وقبـــل ســـورة النَّجـــم‪ ،‬وقد‬
‫ُ‬
‫الهالـــك في ســـورة‬ ‫جهلهـــا الكافـــ ُر‬ ‫تعـــن األســـباب الواردة فـــي نزولها‬
‫املســـد‪ ،‬مع مشـــابهة الفواصل‪.‬‬ ‫تقريبـــي لهـــا‪ ،‬وإن لم‬
‫ٍّ‬ ‫تأريـــخ‬
‫ٍ‬ ‫علـــى‬
‫تثبت ‪.‬‬

‫مطلع السورة‬
‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬ ‫‪378‬‬
‫افتتحـــت باألمـــر‪ ،‬وتشـــاركها في‬

‫سورة اإلخالص‬
‫البـــدء باألمر خمس ســـور‪ :‬اجلن‪،‬‬
‫لم يثبت لها سبب نزول‪.‬‬
‫والكافـــرون‪ ،‬واإلخـــاص والفلـــق‬
‫والناس ‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫‪-‬ج َّل في ُعاله‪ -‬تعري ًفا موجزًا بلي ًغا‪.‬‬
‫السورة تع ِّرف كما هو ظاه ٌر من آياتها باخلالق َ‬

‫مقاطع السورة‬

‫إثبات تَ َف ُّردِ الله بصفات األلوهية والكمال واجلالل‪.‬‬


‫ُ‬ ‫مقطع وحيد متصل املعنى‪ ،‬فيه‬
‫وردت لها فضائل كثيرة ‪ ،‬منها أنها تعدل ثلث القرآن‪،‬‬
‫كما تُقرأ في مواضع متعددة منها الركعة الثانية من‬
‫ركعتي الطواف ‪ ،‬كما أن لسورة اإلخالص مع ذلك‬
‫فضائل مشتركة مع الفلق والناس منها عن عقبة بن‬
‫عامر ]‪ :‬قال‪ ...« : :‬ثم لقيت رسول الله [ فقال‬
‫هي الثانية عشرة‬
‫لي‪ « :‬يا عقبة بن عامر‪ ،‬أال أعلمك سورا ما أنزلت في‬
‫بعد املائة‪ ،‬ومن‬
‫التوراة وال في الزبور وال في اإلجنيل وال في الفرقان‬
‫مناسبتها للمسد‬
‫مثلهن‪ ،‬ال يأتني عليك ليلة إال قرأتهن فيها‪ :‬قل هو الله‬
‫من قصار‬ ‫مشابهة الفواصل‪.‬‬
‫أحد وقل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس»‪.‬‬
‫املفصل‬
‫تع َّرف باخلالق جل‬
‫في عاله تعري ًفا‬ ‫اإلخالص‪ ،‬املقشقشة ‪،‬‬
‫موجزاً بليغاً ‪.‬‬ ‫قل هو الله أحد‪.‬‬

‫‪379‬‬
‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬
‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫سورة اإلخالص‬

‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد احلادية‬


‫والعشرين في ترتيب‬
‫نزول السور نزلت بعد‬
‫سورة الناس وقبل‬
‫سورة النجم‪.‬‬

‫مكية على ما ا ْفتُتَحت باألمر ‪ ،‬وتشاركها‬ ‫مقط ٌع وحي ٌد متص ُل‬


‫في البدء باألمر خمس‬ ‫ُر ِّجح‪.‬‬ ‫املعنى‪ ،‬فيه إثبات تفرد‬
‫سور‪ :‬اجلن‪ ،‬والكافرون ‪،‬‬ ‫الله بصفات األلوهية‬
‫واإلخالص والفلق والناس ‪.‬‬ ‫والكمال واجلالل‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪113‬‬
‫َم َدن َِّية على ما ُر ِّجح‬

‫من قصار المفصل‬

‫ﵛﭐﱔﱕﱖﱗﵚ‬ ‫الفلق‬

‫الفلق‪ :‬لذكر اللفظ في افتتاحها‪.‬‬


‫قل أعوذ برب الفلق‪ :‬ألن السورة مفتتحة بها‪.‬‬

‫‪380‬‬
‫موقع السورة‬ ‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬

‫سورة الفلق‬
‫هي الثالثة عشـــرة بعد املائة‪ ،‬ومن‬
‫مـــن فضائلهـــا مـــا ورد عـــن عقبـــة‬
‫مناســـبتها أن ســـورة اإلخـــاص‬
‫عامـــر ] أنه قـــال للنبي [‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫بن‬
‫فيهـــا صفـــات األلوهيـــة واجلالل‬
‫هود أو سورة يوسف‪.‬‬ ‫أقرئني سورة ٍ‬
‫والكمـــال للـــه فجـــاءت ســـورة‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫فقال‪« :‬لن تقرأ شـــي ًئا أبلغ عند الله‬
‫الفلـــق والناس تبني أن االســـتعاذة‬
‫مـــنﵛﭐﱔﱕﱖﱗﵚ»(‪ ،)1‬وقـــد‬
‫لصاحب هذه الصفـــات من عموم‬
‫وردت لهـــا عـــدة فضائـــل مقرونـــة‬
‫الشـــرور الظاهـــرة والباطنة‪.‬‬
‫بســـورة الناس كما ســـيأتي‪.‬‬

‫ترتيب نزول السورة‬

‫تعد التاســـعة عشـــرة؛ نزلـــت بعد ســـورة الفيل‪ ،‬وقبل ســـورة النَّـــاس‪ ،‬وهو مبني‬
‫على القـــول مب ِّكيتها‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام أحمد في املسند (‪– )656/28‬وصححه محققوه ‪ ،-‬وأورده األلباني في الصحيحة (‪.)3499‬‬
‫مطلع السورة‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬

‫افتتحت باألمر‪.‬‬ ‫لم يثبت لها سبب نزول‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫التحصن واالعتصام بالله من جميع الشرور‪.‬‬

‫‪381‬‬
‫مقاطع السورة‬
‫سورة الفلق‬

‫مقطع وحيد متصـــل املعنى‪ ،‬وهو االســـتعاذة بالله من عموم الشـــرور الظاهـــرة والباطنة‪،‬‬
‫مـــع تخصيص بعض الشـــرور بالذكر‪.‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي الثالثة عشرة بعد املائة‪ ،‬ومن‬
‫مناسبتها أن سورة اإلخالص فيها‬
‫صفات األلوهية واجلالل والكمال‬ ‫مـــن فضائلهـــا مـــاورد عـــن عقبـــة‬
‫لله فجاءت سورة الفلق والناس تبني‬ ‫بـــن عامـــر ] أنـــه قـــال للنبي [‬
‫أن االستعاذة لصاحب هذه الصفات‬ ‫أ ْقرِ ئني ســـورة هود أو ســـورة يوسف‪.‬‬
‫من عموم الشرور الظاهرة والباطنة‪.‬‬ ‫فقـــال‪ « :‬لـــن تقـــرأ شـــيئا أبلـــغ عند‬
‫من قصار‬ ‫اللـــه مـــن قـــل أعـــوذ بـــرب الفلـــق» ‪،‬‬
‫املفصل‬ ‫وقـــد وردت لها عـــدة فضائل مقرونة‬
‫بســـورة الناس‪.‬‬
‫التحصن واالعتصام‬
‫بالله من جميع‬ ‫الفلق ‪ ،‬قل أعوذ‬
‫الشرور‪.‬‬ ‫برب الفلق‪.‬‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬ ‫‪382‬‬


‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬

‫سورة الفلق‬
‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫لم يثبت لها سبب‬ ‫تُعد التاسعة عشرة ‪،‬‬


‫نزول‪.‬‬ ‫نزلت بعد سورة الفيل‬
‫وقبل سورة الناس‪،‬‬
‫وهو مبني على القول‬
‫مبكيتها‪.‬‬

‫افتتحت باألمر ‪ ،‬وتشاركها في‬ ‫مدنية على‬ ‫مقطع وحيد متصل املعنى‪،‬‬
‫البدء باألمر خمس سور‪ :‬اجلن‪،‬‬ ‫ما رجح‪.‬‬ ‫وهو االستعاذة بالله من‬
‫والكافرون ‪ ،‬واإلخالص والفلق‬ ‫عموم الشرور الظاهرة‬
‫والناس ‪.‬‬ ‫والباطنة‪ ،‬مع تخصيص‬
‫بعض الشرور بالذكر‪.‬‬
‫اﻟﺠﺰء‬ ‫آﻳﺎﺗﻬﺎ‬ ‫رﻗﻤﻬﺎ‬
‫‪30‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪114‬‬
‫َم َدن َِّية على ما ُر ِّجح‪.‬‬

‫من قصار المفصل‬

‫ﵛﭐﱰﱱﱲﱳﵚ‬ ‫الناس‬

‫الناس‪ :‬لذكر اللفظ في افتتاحها‪.‬‬


‫قل أعوذ برب الناس‪ :‬ألن السورة مفتتحة بها‪.‬‬

‫‪383‬‬
‫ﻓﻀﺎﺋﻞ اﻟﺴﻮرة‬
‫موقع السورة‬
‫سورة الناس‬

‫وردت لهـــا عـــدة فضائـــل مشـــتركة مع‬


‫هـــي الرابعة عشـــرة بعد املائة‪،‬‬ ‫ســـورة الفلـــق منهـــا مـــا ورد عـــن عقبة‬
‫ومـــن مناســـبتها للفلـــق أنهما‬ ‫عامـــر ]‪ ،‬قـــال‪ :‬قال رســـول الله‬ ‫ٍ‬ ‫بن‬
‫قائمتـــان على االســـتعاذة‪.‬‬ ‫آيـــات أنزلـــت اللَّيلـــة لم‬
‫ٍ‬ ‫[‪« :‬ألـــم تـــر‬
‫مثلهـــن ُّ‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫قـــط‪،‬ﵛﭐﱔﱕﱖﱗﵚﭐ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يـــر‬


‫وﵛﭐﱰﱱﱲﱳﵚ»(‪ ،)1‬باإلضافة‬
‫إلى ما ســـبق ذكره في فضائل ســـورتي‬
‫ترتيب نزول السورة‬ ‫اإلخـــاص والفلق‪ ،‬ولم أجـــد لها فض ً‬
‫ال‬
‫مســـتق ً‬
‫ال ثابتًا‪.‬‬
‫تعـــد العشـــرين‪ ،‬بعـــد ســـورة‬
‫الفلـــق‪ ،‬وقبل ســـورة اإلخالص‪،‬‬ ‫أﺳﺒﺎب ﻧﺰول اﻟﺴﻮرة‬
‫وهـــو مبنـــي علـــى القـــول‬
‫مب ِّكيتهـــا ‪.‬‬ ‫ليس لها سبب نزول‪.‬‬

‫(‪ )1‬رواه اإلمام أحمد في املسند (‪– )656/28‬وصححه محققوه ‪ ،-‬وأورده األلباني في الصحيحة (‪.)3499‬‬
‫مطلع السورة‬

‫افتتحت باألمر‪.‬‬

‫موضوع السورة‬

‫االستعاذة بالله من شياطني اإلنس واجلن‪.‬‬

‫مقاطع السورة‬ ‫‪384‬‬

‫مقطع وحيد متصل املعنى‪ ،‬وهو االستعاذة بالله من َش ِّر ال َو ْس َو ِ‬


‫اس اخلناس‪.‬‬

‫سورة الناس‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫هي الرابعة عشرة بعد‬
‫وردت لها عدة فضائل مشتركة مع سورة املائة‪ ،‬ومن مناسبتها‬
‫الفلق عن عقبة بن عامر‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول للفلق أنهما قائمتان على‬
‫من قصار‬ ‫االستعاذة‪.‬‬ ‫الله [‪« :‬ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير‬
‫املفصل‬ ‫مثلهن قط‪ ،‬قل أعوذ برب الفلق‪ ،‬وقل أعوذ‬
‫برب الناس»‪.‬‬
‫االستعاذة بالله من‬
‫شر شياطني اإلنس‬ ‫الناس ‪ ،‬قل أعوذ‬
‫واجلن ‪.‬‬ ‫برب الناس‪.‬‬

‫‪385‬‬ ‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ ﻓﻲ‬


‫اﳌﺼﺤﻒ‬
‫ﻗﺴﻤﻬﺎ‬ ‫ﻓﻀﻠﻬﺎ‬
‫سورة الناس‬

‫ﻣﻮﺿﻮﻋﻬﺎ‬ ‫اﺳﻤﻬﺎ‬

‫ﺗﺮﺗﻴﺒﻬﺎ‬
‫ﺳﺒﺐ‬
‫ﻓﻲ‬
‫ﻧﺰوﻟﻬﺎ‬
‫اﻟﻨﺰول‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫ﻣﻄﻠﻌﻬﺎ‬ ‫ﻣﻘﺎﻃﻌﻬﺎ‬
‫ﺗﺎرﻳﺨﻬﺎ‬

‫لم يثبت لها سبب نزول‪.‬‬ ‫تُعد العشرين ‪ ،‬بعد‬


‫سورة الفلق وقبل‬
‫سورة اإلخالص ‪،‬‬
‫وهو مبني على القول‬
‫مبكيتها‪.‬‬

‫افتتحت باألمر ‪ ،‬وتشاركها‬ ‫مدنية على‬ ‫مقطع وحيد متصل‬


‫في البدء باألمر خمس‬ ‫ما رجح‪.‬‬ ‫املعنى ‪ ،‬وهو االستعاذة‬
‫سور‪ :‬اجلن‪ ،‬والكافرون‪،‬‬ ‫بالله من شر الوسواس‬
‫واإلخالص والفلق‬ ‫اخلناس‪.‬‬
‫والناس ‪.‬‬
‫‪386‬‬
‫وبهذا انتهى كتاب‬
‫(بطاقات التعريف بسور املصحف الشريف)‬

‫اخلامتة‬
‫واحلمد لله أوالً وآخ ًرا وظاه ًرا وباطنًا‪.‬‬
‫وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم‪.‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫‪387‬‬
‫مصادر الكتاب ومراجعه‬

‫‪1‬اإلتقـــان فـــي علـــوم القـــرآن‪ /‬عبـــد الرحمـــن بـــن أبي بكر بـــن محمـــد بن أبـــي بكر بن‬ ‫‪.1‬‬
‫عثمـــان الســـيوطي (املتوفى‪911 :‬هـ)؛ حتقيق‪ :‬مركز الدراســـات القرآنيـــة التابع إلدارة‬
‫الشـــؤون العلميـــة في مجمع امللك فهـــد لطباعة املصحف الشـــريف‪ ،‬ط‪1426 ،1‬هـ ‪7 -‬‬
‫مج ‪.‬‬
‫‪2‬األســـاس في التفســـير‪ /‬ســـعيد حـــ َّوى (املتوفـــى‪1409 :‬هــــ) ‪ -‬دار الســـام‪ :‬القاهرة‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫الطبعة السادســـة‪1424 ،‬هــــ ‪11 -‬ج‪.‬‬
‫‪388‬‬
‫‪3‬أســـباب نـــزول القـــرآن‪ /‬أبـــو احلســـن علـــي بـــن أحمد بـــن محمد بـــن علـــي الواحدي‬ ‫‪.3‬‬
‫(املتوفـــى‪468 :‬هــــ)؛ حتقيـــق‪ :‬عصـــام بـــن عبـــد احملســـن احلميـــدان ‪ -‬دار اإلصالح‪:‬‬

‫مصادر ومراجع‬
‫الدمـــام‪ ،‬الطبعـــة الثانيـــة‪1412 ،‬هــــ = ‪1992‬م‪.‬‬
‫‪4‬االســـتيعاب في بيان األســـباب‪ /‬ســـليم بن عيد الهاللـــي ومحمد بن موســـى آل نصر‪-‬‬ ‫‪.4‬‬
‫دار ابـــن اجلوزي للنشـــر والتوزيع‪ :‬اململكة العربية الســـعودية‪ ،‬الطبعـــة األولى‪1425 ،‬هـ‬
‫‪3 -‬ج‪.‬‬
‫‪5‬أســـماء ســـور القرآن وفضائلهـــا‪ /‬د‪ .‬منيرة محمـــد ناصر الدوســـري‪ -‬دار ابن اجلوزي‬ ‫‪.5‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫للنشـــر والتوزيع‪ :‬اململكة العربية الســـعودية‪ ،‬الطبعـــة األولى‪1426 ،‬هـ‪.‬‬
‫عـــد آي القـــرآن ‪ /‬أبو عمرو عثمـــان بن ســـعيد الداني (املتوفـــى‪444 :‬هـ)؛‬‫‪6‬البيـــان فـــي ِّ‬ ‫‪.6‬‬
‫حتقيـــق‪ :‬غـــامن قـــدوري احلمـــد ‪ -‬جمعيـــة إحياء التـــراث اإلســـامي‪ :‬الكويـــت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1414‬هــــ = ‪1994‬م ‪ 378 -‬ص‪.‬‬
‫‪7‬تـــاج العـــروس مـــن جواهـــر القاموس‪/‬محمـــد بن محمـــد بن عبـــد الرزاق احلســـيني‪،‬‬ ‫‪.7‬‬
‫أبـــو الفيـــض‪ ،‬امللقَّب مبرتضـــى‪ ،‬الزَّبيـــدي (املتوفـــى‪1205 :‬هـ)؛ حتقيـــق‪ :‬مجموعة من‬
‫احملققـــن –اجمللـــس الوطني للثقافـــة والفنـــون واآلداب‪ :‬الكويـــت‪1422 -1385 ،‬هـ –‬
‫‪40‬ج‪.‬‬
‫‪8‬التحريـــر والتنويـــر‪ :‬حتريـــر املعنى الســـديد وتنوير العقـــل اجلديد من تفســـير الكتاب‬ ‫‪.8‬‬
‫اجمليـــد‪ /‬محمـــد الطاهر بـــن محمد بن محمد الطاهر بن عاشـــور التونســـي (املتوفى‪:‬‬
‫‪1393‬هــــ) ‪ -‬الـــدار التونســـية للنشـــر‪ :‬تونـــس‪1984 ،‬هــــ ‪30 -‬ج (واجلـــزء رقـــم ‪ 8‬في‬
‫قسمني ) ‪.‬‬
‫‪9 .9‬حتفـــة األحـــوذي بشـــرح جامـــع الترمـــذي‪ /‬محمـــد عبـــد الرحمـــن بـــن عبـــد الرحيم‬
‫املباركفـــوري (املتوفـــى‪1353 :‬هــــ) ‪ -‬دار الكتـــب العلميـــة‪ :‬بيـــروت – ‪10‬مـــج‪.‬‬
‫‪1010‬تفســـير اجلاللـــن‪ /‬جـــال الدين محمد بـــن أحمد احمللـــي (املتوفى‪864 :‬هــــ) وجالل‬
‫الديـــن عبـــد الرحمن بـــن أبي بكر الســـيوطي (املتوفـــى‪911 :‬هـ)‪.‬‬
‫‪1111‬تفســـير الطبـــري = جامـــع البيان عـــن تأويـــل آي القرآن‪ /‬محمـــد بن جرير بـــن يزيد‪،‬‬
‫أبـــو جعفـــر الطبري (املتوفى‪310 :‬هـ)؛ حتقيق‪ :‬مركز البحوث والدراســـات اإلســـامية‬
‫بـــدار هجـــر الدكتـــور عبد الســـند حســـن ميامة؛ إشـــراف الدكتـــور عبد اللـــه بن عبد‬
‫احملســـن التركـــي ‪ -‬دار هجـــر للطباعـــة والنشـــر والتوزيع واإلعـــان‪ :‬مصـــر‪ ،‬الطبعة‬
‫األولـــى‪1422 ،‬هــــ = ‪2001‬م ‪ 26 -‬مجلـــد (‪ 24‬مجل ًدا ومجلـــدان فهارس)‪.‬‬
‫‪1212‬تفســـير القرآن العظيم‪ /‬إســـماعيل بن عمر بن كثير (املتوفى‪774 :‬هـ)؛ حتقيق‪ :‬ســـامي‬
‫بـــن محمد ســـامة ‪ -‬دار طيبة للنشـــر والتوزيع‪ :‬الريـــاض‪ ،‬الطبعة الثانيـــة‪1420 ،‬هـ =‬
‫‪389‬‬
‫‪1999‬م – ‪8‬ج‪.‬‬
‫‪1313‬تفســـير القـــرآن العظيم‪/‬أبـــو محمـــد عبـــد الرحمن بـــن محمد بـــن إدريس بـــن املنذر‬
‫مصادر ومراجع‬

‫التميمـــي‪ ،‬احلنظلي‪ ،‬الـــرازي ابن أبي حـــامت (املتوفى‪327 :‬هـ)؛ حتقيق‪ :‬أســـعد محمد‬
‫الطيـــب ‪ -‬مكتبـــة نزار مصطفـــى البـــاز‪ :‬اململكـــة العربية الســـعودية‪ ،‬الطبعـــة الثالثة‪،‬‬
‫‪1419‬هـ‪.‬‬
‫‪1414‬التفســـير مـــن ســـن ســـعيد بـــن منصـــور‪ /‬أبـــو عثمـــان ســـعيد بن منصـــور بن شـــعبة‬
‫اخلراســـاني اجلوزجانـــي (املتوفـــى‪227 :‬هــــ)؛ دراســـة وحتقيق‪ :‬د ســـعد بـــن عبد الله‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫بـــن عبـــد العزيز آل حميـــد ‪ -‬دار الصميعي للنشـــر والتوزيع‪ :‬الريـــاض‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫‪1417‬هـ = ‪1997‬م‪.‬‬
‫‪1515‬تنزيـــل القرآن ‪ /‬محمد بن مســـلم بن عبيد الله بن شـــهاب الزهـــري (املتوفى‪124 :‬هـ)؛‬
‫حتقيق‪ :‬حامت صالح الضامن ـ ط‪ 3‬ـ مؤسســـة الرســـالة‪ :‬بيروت‪1418 ،‬هـ ـ ‪ 6‬ص‪.‬‬
‫‪1616‬جامع البيان في تأويل آي القرآن البن جرير الطبري= تفسير الطبري‪.‬‬
‫‪1717‬جامـــع الترمـــذي‪ /‬محمـــد بن عيســـى بن َســـ ْورة بن موســـى بـــن الضحـــاك‪ ،‬الترمذي‪،‬‬
‫أبـــو عيســـى (املتوفى‪279 :‬هـ)؛ حتقيق وتعليق‪ :‬أحمد محمد شـــاكر (جــــ ‪ )2 ،1‬ومحمد‬
‫فـــؤاد عبد الباقـــي (جـ ‪ )3‬وإبراهيم عطـــوة عوض املدرس في األزهر الشـــريف (جـ ‪،4‬‬
‫‪ - )5‬شـــركة مكتبـــة ومطبعة مصطفـــى البابي احللبي‪ :‬مصر‪ ،‬الطبعـــة الثانية‪1395 ،‬هـ‬
‫=‪1975‬م ‪ 5 -‬ج‪.‬‬
‫‪1818‬الـــدر املنثـــور في التفســـير باملأثور‪/‬عبد الرحمن بـــن أبي بكر‪ ،‬جالل الدين الســـيوطي‬
‫(املتوفى‪911 :‬هــــ) ‪ -‬دار الفكر‪ :‬بيروت – ‪8‬ج‪.‬‬
‫‪1919‬دالئـــل النبـــوة ومعرفة أحوال صاحب الشـــريعة‪ /‬أحمد بن احلســـن بن علـــي‪ ،‬أبو بكر‬
‫البيهقـــي (املتوفى‪458 :‬هــــ) ‪ -‬دار الكتب العلميـــة‪ :‬بيروت‪ ،‬الطبعـــة األولى‪1405 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪7‬ج‪.‬‬
‫‪2020‬سلســـلة األحاديـــث الصحيحـــة وشـــيء مـــن فقههـــا وفوائدهـــا‪ /‬محمد ناصـــر الدين‬
‫األلبانـــي (املتوفـــى‪1420 :‬هــــ) ‪ -‬مكتبـــة املعارف للنشـــر والتوزيـــع‪ :‬الريـــاض‪ ،‬الطبعة‬
‫األولـــى (ملكتبـــة املعارف)‪ ،‬جـ ‪1415 :4 - 1‬هـ = ‪1995‬م‪ ،‬جـ ‪1416 :6‬هـ = ‪1996‬م‪ ،‬جـ ‪:7‬‬
‫‪1422‬هــــ = ‪2002‬م ‪7-‬ج‪.‬‬
‫‪2121‬الســـيرة النبوية‪ /‬عبد امللك بن هشـــام بن أيوب احلميري املعافـــري (املتوفى‪213 :‬هـ)؛‬
‫حتقيق‪ :‬طه عبد الرؤوف ســـعد ‪ -‬شـــركة الطباعة الفنيـــة املتحدة‪ :‬مصر – ‪2‬ج‪.‬‬
‫‪2222‬شـــرح مشـــكل اآلثار‪ /‬أبـــو جعفر أحمد بـــن محمد بن ســـامة بن عبد امللك بن ســـلمة‬
‫األزدي احلجـــري املصـــري املعـــروف بالطحـــاوي (املتوفـــى‪321 :‬هـ)؛ حتقيق‪ :‬شـــعيب‬ ‫‪390‬‬
‫األرناؤوط ‪ -‬مؤسســـة الرســـالة‪ :‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1415 ،‬هـ= ‪1494‬م – ‪16‬ج (‪15‬‬
‫للكتاب‪ ،‬وجـــزء للفهارس)‪.‬‬

‫مصادر ومراجع‬
‫‪2323‬الصحـــاح تاج اللغة وصحاح العربية أبو نصر إســـماعيل بن حمـــاد اجلوهري (املتوفى‪:‬‬
‫‪393‬هــــ)؛ حتقيـــق‪ :‬أحمـــد عبد الغفـــور عطـــار ‪ -‬دار العلـــم للماليني‪ :‬بيـــروت‪ ،‬الطبعة‬
‫الرابعة ‪1407‬هـــ‍ـ = ‪1987‬م – ‪6‬ج‪.‬‬
‫‪2424‬صحيـــح البخـــاري = اجلامـــع املســـند الصحيـــح اخملتصر من أمـــور رســـول الله صلى‬
‫اللـــه عليه وســـلم وســـننه وأيامه‪ /‬محمد بن إســـماعيل أبو عبد اللـــه البخاري؛ حتقيق‪:‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫محمـــد زهيـــر بن ناصر الناصـــر ‪ -‬دار طوق النجـــاة‪ :‬بيروت‪ ،‬الطبعـــة األولى‪1422 ،‬هـ‬
‫‪9 -‬ج‪( .‬مصـــورة عـــن الطبعة الســـلطانية بإضافـــة ترقيم محمد فؤاد عبـــد الباقي)‪.‬‬
‫‪2525‬صحيـــح الترغيب والترهيب‪ /‬محمد ناصر الدين األلبانـــي – مكتبة املعارف‪ :‬الرياض‪،‬‬
‫‪1421‬هـ=‪2000‬م – ‪3‬ج‪.‬‬
‫‪2626‬صحيـــح الســـيرة النبويـــة (الســـيرة الذهبيـــة)‪ /‬محمد بـــن رزق الطرهونـــي – دار ابن‬
‫تيميـــة‪ :‬القاهـــرة‪ ،‬ط‪1410 ،1‬هـ ‪2 -‬ج‪.‬‬
‫‪2727‬الصحيح املســـند من أســـباب النـــزول ‪ /‬مقبل بن هـــادي الوادعي ‪ -‬مكتبـــة ابن تيمية‪:‬‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعـــة الرابعة مزيدة ومنقحـــة‪1408 ،‬هـ= ‪1987‬م‪.‬‬
‫‪2828‬صحيـــح ســـن أبي داود وضعيفه‪ /‬محمـــد ناصر الدين األلبانـــي (املتوفى‪ 1420 :‬هـ) ‪-‬‬
‫مؤسســـة غراس للنشـــر والتوزيع‪ :‬الكويت‪ ،‬الطبعة األولى‪1423 ،‬هــــ = ‪2002‬م – ‪10‬مج‪.‬‬
‫‪2929‬صحيح مســـلم = املســـند الصحيـــح اخملتصر بنقـــل العدل عـــن العدل إلى رســـول الله‬
‫صلى الله عليه وســـلم‪ /‬مســـلم بن احلجاج القشـــيري النيســـابوري (املتوفـــى‪261 :‬هـ)؛‬
‫حتقيـــق‪ :‬محمـــد فؤاد عبد الباقـــي ‪ -‬دار إحيـــاء التراث العربي‪ :‬بيـــروت ‪5 -‬ج‪.‬‬
‫‪3030‬الصحيـــح من أســـباب النـــزول‪ /‬عصام بن عبد احملســـن احلميدان ‪ -‬مؤسســـة الريان‪:‬‬
‫بيروت‪1420 ،‬هـ = ‪1999‬م‪.‬‬
‫‪3131‬فتـــح الباري شـــرح صحيـــح البخاري‪ /‬أحمد بن علـــي بن حجر أبو الفضل العســـقالني‬
‫الشـــافعي؛ رقـــم كتبـــه وأبوابـــه وأحاديثـــه‪ :‬محمـــد فـــؤاد عبد الباقـــي؛ قـــام بإخراجه‬
‫وصححـــه وأشـــرف علـــى طبعه‪ :‬محب الديـــن اخلطيب؛ عليـــه تعليقـــات العالمة‪ :‬عبد‬
‫العزيـــز بـــن عبد الله بن بـــاز ‪ -‬دار املعرفـــة‪ :‬بيـــروت‪1379 ،‬م – ‪13‬ج‪.‬‬
‫‪3232‬الفتوحـــات اإللهيـــة بتوضيـــح تفســـير اجلاللـــن للدقائـــق اخلفيـــة‪ /‬ســـليمان بن عمر‬
‫العجيلي‪ ،‬الشـــهير باجلمـــل (املتوفى‪1204 :‬هـ) ‪ -‬دار الفكر‪ :‬بيـــروت‪1427 ،‬هـ=‪2007‬م‬
‫‪391‬‬ ‫ـ ‪ 4‬ج؛ ‪ 21 × 29‬ســـم‪.‬‬
‫‪3333‬فضائـــل القـــرآن ومـــا أنزل من القـــرآن مبكة ومـــا أنزل باملدينـــة‪ /‬محمد بـــن أيوب بن‬
‫الضريـــس البجلـــي (املتوفـــى‪294 :‬هـ)؛ حتقيق ودراســـة‪ :‬مســـفر بن ســـعيد بن دماس‬
‫مصادر ومراجع‬

‫الغامـــدي ـ دار حافظ‪ :‬الســـعودية‪1408 ،‬هــــ= ‪1988‬م ـ ‪ 220‬ص‪.‬‬


‫‪3434‬كشـــف األســـتار عـــن زوائد البـــزار‪ /‬نـــور الدين علي بـــن أبي بكـــر الهيثمـــي (املتوفى‪:‬‬
‫‪807‬هـ)؛ حتقيق‪ :‬حبيب الرحمن األعظمي ‪-‬مؤسســـة الرســـالة‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪1399 ،1‬هـ‬
‫= ‪1979‬م – ‪4‬مج‪.‬‬
‫‪3535‬الآللـــئ احلســـان في علوم القرآن ‪ /‬موســـى شـــاهني الشـــن ‪ -‬دار الشـــروق للطباعة‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫والنشـــر والتوزيع‪ :‬القاهـــرة‪ ،‬ط‪1424 ،1‬هــــ = ‪2002‬م ‪ 390 -‬ص‪.‬‬


‫‪3636‬لســـان العـــرب‪ /‬محمـــد بن مكرم بن منظـــور األفريقـــي املصري ‪ -‬دار صـــادر‪ :‬بيروت‪،‬‬
‫الطبعـــة األولى – ‪15‬ج‪.‬‬
‫‪3737‬اجملتبـــى مـــن الســـن = الســـن الصغـــرى ‪ /‬أبـــو عبـــد الرحمن أحمـــد بن شـــعيب بن‬
‫علـــي النســـائي (املتوفى‪303 :‬هـ)؛ حتقيـــق‪ :‬عبد الفتـــاح أبو غدة ‪ -‬مكتـــب املطبوعات‬
‫اإلســـامية‪ :‬حلـــب‪ ،‬الطبعـــة الثانية‪1406 ،‬هــــ = ‪1986‬م – ‪9‬مـــج (‪ 8‬ومجلـــد للفهارس)‪.‬‬
‫‪3838‬مجمـــع الزوائـــد ومنبـــع الفوائـــد‪ /‬نـــور الديـــن علـــي بن أبـــي بكـــر الهيثمـــي (املتوفى‪:‬‬
‫‪807‬هــــ) ‪ -‬دار الفكـــر‪ :‬بيـــروت‪1412 ،‬هــــ ‪10 -‬ج‪.‬‬
‫‪3939‬احملـــرر فـــي أســـباب نزول القـــرآن من خـــال الكتب التســـعة دراســـة األســـباب رواية‬
‫ودرايـــة‪ /‬خالـــد بـــن ســـليمان املزينـــي ‪ -‬دار ابـــن اجلـــوزي‪ :‬الدمـــام‪ ،‬الطبعـــة األولى‪،‬‬
‫‪1427‬هــــ = ‪2006‬م – ‪2‬ج‪.‬‬
‫‪4040‬مختـــار الصحـــاح‪ /‬محمـــد بن أبـــي بكر بن عبـــد القـــادر الـــرازي (املتوفـــى‪660 :‬هـ)؛‬
‫حتقيـــق‪ :‬محمـــود خاطـــر ‪ -‬مكتبـــة لبنان ناشـــرون‪ :‬بيـــروت‪1415 ،‬هــــ = ‪1995‬م‪.‬‬
‫‪4141‬املســـتدرك على الصحيحـــن ومعه تلخيص الذهبي للمســـتدرك‪ /‬محمد بـــن عبد الله‬
‫أبـــو عبد اللـــه احلاكم النيســـابوري (املتوفى‪405 :‬هــــ)؛ حتقيق‪ :‬مصطفـــى عبد القادر‬
‫عطـــا ‪ -‬دار الكتب العلميـــة‪ :‬بيروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1411 ،‬هــــ = ‪1990‬م – ‪4‬ج‪.‬‬
‫‪4242‬مســـند اإلمـــام أحمـــد بن حنبـــل‪ /‬أبو عبـــد الله أحمـــد بن محمـــد بن حنبـــل (املتوفى‪:‬‬
‫‪241‬هــــ)؛ حتقيق‪ :‬شـــعيب األرناؤوط‪ ،‬عادل مرشـــد‪ ،‬وآخرين؛ إشـــراف‪ :‬د عبد الله بن‬
‫عبد احملســـن التركي ‪ -‬مؤسســـة الرســـالة‪ :‬بيـــروت‪ ،‬الطبعة األولى‪1421 ،‬هــــ = ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪4343‬مســـند البـــزار‪ /‬أبـــو بكـــر أحمد بـــن عمرو بـــن عبد اخلالـــق بن خـــاد بن عبيـــد الله‬
‫العتكـــي املعـــروف بالبزار (املتوفى‪292 :‬هـ)؛ حتقيق‪ :‬محفـــوظ الرحمن زين الله‪( ،‬حقق‬
‫األجـــزاء مـــن ‪ 1‬إلى ‪ ،)9‬وعادل بن ســـعد (حقق األجزاء من ‪ 10‬إلـــى ‪ ،)17‬وصبري عبد‬
‫‪392‬‬
‫اخلالـــق الشـــافعي (حقق اجلـــزء ‪ - )18‬مكتبة العلـــوم واحلكم‪ :‬املدينة املنـــورة‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى (بـــدأت ‪1988‬م‪ ،‬وانتهت ‪2009‬م) – ‪18‬ج‪.‬‬

‫مصادر ومراجع‬
‫‪4444‬مســـند الدارمـــي املعروف بـ (ســـن الدارمـــي)‪ /‬عبد اللـــه بن عبد الرحمـــن بن الفضل‬
‫بـــن بَهـــرام بن عبـــد الصمـــد الدارمي (املتوفى‪255 :‬هـ)؛ حتقيق‪ :‬حســـن ســـليم أســـد‬
‫الدارانـــي ‪ -‬دار املغنـــي للنشـــر والتوزيع‪ :‬اململكـــة العربية الســـعودية‪ ،‬الطبعـــة األولى‪،‬‬
‫‪1412‬هــــ = ‪2000‬م – ‪4‬ج‪.‬‬
‫‪4545‬املعجم األوســـط‪ /‬أبو القاســـم ســـليمان بن أحمد الطبراني (املتوفى‪360 :‬هـ)؛ حتقيق‪:‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫طـــارق بن عوض اللـــه بن محمد‪ ،‬عبد احملســـن بن إبراهيم احلســـيني ‪ -‬دار احلرمني‪:‬‬
‫القاهرة‪1415 ،‬هـ ‪10 -‬ج‪.‬‬
‫‪4646‬املفـــردات فـــي غريـــب القـــرآن‪ /‬احلســـن بـــن محمد بـــن املفضـــل املعـــروف بالراغب‬
‫األصفهانـــي (املتوفى‪ 502 :‬هــــ) ‪ -‬حتقيق صفوان عدنـــان داوودي ‪ -‬دار القلم للطباعة‬
‫والنشـــر‪ :‬دمشـــق‪ ،‬لدار الشـــامية‪ :‬بيروت‪ ،‬ط‪1412 ،1‬هــــ = ‪1992‬م ‪ 1248 -‬ص‪.‬‬
‫‪4747‬مقدمـــة فـــي أصول التفســـير‪ /‬تقي الديـــن أبو العبـــاس أحمد بن عبـــد احلليم بن عبد‬
‫الســـام ابن تيمية (املتوفـــى‪728 :‬هـ) ‪ -‬دار مكتبة احلياة‪ :‬بيـــروت‪1400 ،‬هـ = ‪1980‬م‪.‬‬
‫‪4848‬املكـــي واملدنـــي في القـــرآن الكرمي‪ :‬دراســـة تأصيليـــة نقدية للســـور واآليـــات من أول‬
‫القرآن إلى ســـورة اإلســـراء ‪ /‬عبد الرزاق حســـن أحمد ـ ط‪ 1‬ـ دار ابن عفان‪ :‬القاهرة‪،‬‬
‫‪1420‬هـ = ‪1999‬م ‪2 -‬ج‪ 1010 ،‬ص‪.‬‬
‫‪4949‬املكي واملدني من الســـور واآليات من أول ســـورة الكهف إلى آخر ســـورة الناس‪ /‬محمد‬
‫بـــن عبد العزيز بن عبد الله الفالـــح ‪ -‬دار التدمرية‪ :‬الرياض‪1433 ،‬هـ = ‪2012‬م‪.‬‬
‫‪5050‬املنهـــاج شـــرح صحيح مســـلم بن احلجـــاج‪ /‬أبـــو زكريا محيـــي الدين يحيى بن شـــرف‬
‫النـــووي (املتوفـــى‪676 :‬هــــ) ‪ -‬دار إحيـــاء التـــراث العربـــي‪ :‬بيـــروت‪ ،‬الطبعـــة الثانية‪،‬‬
‫‪1392‬هــــ ‪18 -‬ج (فـــي ‪ 9‬مجلدات)‪.‬‬
‫‪5151‬موســـوعة الصحيح املســـبور من التفســـير باملأثور‪ /‬أ‪ .‬د‪ .‬حكمت بن بشـــير بن ياســـن‬
‫‪ -‬دار املآثـــر للنشـــر والتوزيـــع والطباعـــة‪ :‬املدينة النبويـــة‪ ،‬الطبعة األولـــى‪1420 ،‬هـ =‬
‫‪1999‬م – ‪4‬ج‪.‬‬
‫‪5252‬موســـوعة فضائـــل ســـور وآيات القـــرآن (القســـم الصحيـــح)‪ /‬محمد بـــن رزق بن عبد‬
‫الناصـــر الطرهونـــي ‪ -‬مكتبـــة العلم‪ :‬جـــدة‪ ،‬ط‪1423 ،3‬هــــ = ‪2003‬م ‪ 2 -‬ج‪.‬‬
‫‪5353‬النهايـــة فـــي غريـــب احلديـــث واألثـــر‪ /‬أبـــو الســـعادات املبـــارك بـــن محمـــد اجلزري‬
‫(املتوفـــى‪606 :‬هــــ)؛ حتقيق‪ :‬طاهـــر أحمد الـــزاوي‪ ،‬محمود محمد َّ‬
‫الطناحـــي‪ -‬املكتبة‬
‫‪393‬‬ ‫العلميـــة‪ :‬بيـــروت‪1399 ،‬هــــ = ‪1979‬م – ‪5‬ج‬
‫مصادر ومراجع‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬
‫سورة الكهف ‪80 . .................‬‬ ‫بني يدي الكتاب‪5 . ..............‬‬
‫سورة مرمي ‪83 . ...................‬‬ ‫مقدمة املؤلف ‪7 . ................‬‬
‫سورة طه ‪86 . .....................‬‬ ‫تعريف املداخل التسعة ‪10 . .......‬‬
‫سورة األنبياء ‪89 . .................‬‬ ‫سورة الفاحتة ‪18 . ................‬‬
‫‪394‬‬
‫سورة احلج ‪93 . ...................‬‬ ‫سورة البقرة ‪22 . ..................‬‬
‫سورة املؤمنون ‪97 . ................‬‬ ‫سورة آل عمران ‪26 . ..............‬‬

‫املحتويات‬
‫سورة النور ‪100 . ...................‬‬ ‫سورة النساء‪ 30 . ..................‬‬
‫سورة الفرقان ‪104 . ................‬‬ ‫سورة املائدة ‪34 . ..................‬‬
‫سورة الشعراء ‪108 . ................‬‬ ‫سورة األنعام‪38 . ..................‬‬
‫سورة النمل‪111 . ...................‬‬ ‫سورة األعراف ‪42 . ...............‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫سورة القصص ‪114 . ...............‬‬ ‫سورة األنفال ‪46 . .................‬‬
‫سورة العنكبوت‪118 . ...............‬‬ ‫سورة التوبة‪49 . ...................‬‬
‫سورة الروم ‪122 . ...................‬‬ ‫سورة يونس‪53 . ...................‬‬
‫سورة لقمان ‪126 . ..................‬‬ ‫سورة هود ‪57 . ....................‬‬
‫سورة السجدة ‪129 . ................‬‬ ‫سورة يوسف‪60 . ..................‬‬
‫سورة األحزاب ‪133 . ...............‬‬ ‫سورة الرعد ‪63 . ..................‬‬
‫سورة سبأ ‪137 . ....................‬‬ ‫سورة إبراهيم ‪66 . ................‬‬
‫سورة فاطر‪140 . ...................‬‬ ‫سورة احلجر ‪69 . .................‬‬
‫سورة يس‪143 . .....................‬‬ ‫سورة النحل ‪72 . ..................‬‬
‫سورة الصافات‪147 . ...............‬‬ ‫سورة اإلسراء ‪76 . ................‬‬
‫سورة اجملادلة ‪212 . ................‬‬ ‫سورة ص ‪150 . .....................‬‬
‫سورة احلشر ‪215 . .................‬‬ ‫سورة الزمر‪153 . ...................‬‬
‫سورة املمتحنة‪219 . ................‬‬ ‫سورة غافر ‪157 . ...................‬‬
‫سورة الصف ‪223 . .................‬‬ ‫سورة فصلت ‪161 . .................‬‬
‫‪395‬‬
‫سورة اجلمعة‪226 . .................‬‬ ‫سورة الشورى ‪164 . ................‬‬
‫سورة املنافقون ‪229 . ...............‬‬ ‫سورة الزخرف ‪167 . ...............‬‬
‫املحتويات‬

‫سورة التغابن ‪232 . .................‬‬ ‫سورة الدخان‪170 . .................‬‬


‫سورة الطالق‪235 . .................‬‬ ‫سورة اجلاثية‪173 . .................‬‬
‫سورة التحرمي ‪238 . ................‬‬ ‫سورة األحقاف ‪176 . ...............‬‬
‫سورة امللك ‪241 . ...................‬‬ ‫سورة محمد‪179 . ..................‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫سورة القلم ‪244 . ...................‬‬ ‫سورة الفتح ‪182 . ...................‬‬


‫سورة احلاقة ‪247 . .................‬‬ ‫سورة احلجرات ‪185 . ..............‬‬
‫سورة املعارج‪250 . ..................‬‬ ‫سورة ق‪188 . .......................‬‬
‫سورة نوح‪253 . .....................‬‬ ‫سورة الذاريات ‪191 . ...............‬‬
‫سورة اجلن ‪256 . ...................‬‬ ‫سورة الطور ‪194 . ..................‬‬
‫سورة املزمل ‪259 . ..................‬‬ ‫سورة النجم ‪197 . ..................‬‬
‫سورة املدثر‪262 . ...................‬‬ ‫سورة القمر‪200 . ...................‬‬
‫سورة القيامة‪265 . .................‬‬ ‫سورة الرحمن ‪203 . ................‬‬
‫سورة اإلنسان ‪268 . ................‬‬ ‫سورة الواقعة ‪206 . .................‬‬
‫سورة املرسالت ‪271 . ..............‬‬ ‫سورة احلديد‪209 . .................‬‬
‫سورة البينة‪335 . ...................‬‬ ‫سورة النبأ‪274 . ....................‬‬
‫سورة الزلزلة ‪338 . .................‬‬ ‫سورة النازعات ‪277 . ...............‬‬
‫سورة العاديات ‪341 . ...............‬‬ ‫سورة عبس‪280 . ...................‬‬
‫سورة القارعة‪344 . ................‬‬ ‫سورة التكوير ‪283 . .................‬‬
‫‪396‬‬
‫سورة التكاثر ‪347 . .................‬‬ ‫سورة اإلنفطار ‪286 . ...............‬‬
‫سورة العصر ‪350 . .................‬‬ ‫سورة املطففني ‪289 . ...............‬‬

‫املحتويات‬
‫سورة الهمزة‪353 . ..................‬‬ ‫سورة اإلنشقاق‪292 . ...............‬‬
‫سورة الفيل ‪356 . ...................‬‬ ‫سورة البروج‪295 . ..................‬‬
‫سورة قريش ‪359 . ..................‬‬ ‫سورة الطارق ‪298 . .................‬‬
‫سورة املاعون ‪362 . .................‬‬ ‫سورة األعلى‪301 . ..................‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫سورة الكوثر‪365 . ..................‬‬ ‫سورة الغاشية ‪304 . ................‬‬
‫سورة الكافرون ‪368 . ...............‬‬ ‫سورة الفجر ‪307 . ..................‬‬
‫سورة النصر‪371 . ..................‬‬ ‫سورة البلد ‪310 . ...................‬‬
‫سورة املسد‪374 . ...................‬‬ ‫سورة الشمس ‪313 . ................‬‬
‫سورة اإلخالص ‪377 . ..............‬‬ ‫سورة الليل ‪316 . ...................‬‬
‫سورة الفلق ‪380 . ...................‬‬ ‫سورة الضحى ‪319 . ................‬‬
‫سورة الناس ‪383 . ..................‬‬ ‫سورة الشرح‪322 . ..................‬‬
‫مصادر الكتاب ومراجعه ‪388 . .....‬‬ ‫سورة التني ‪325 . ...................‬‬
‫احملتويات ‪394 . ....................‬‬ ‫سورة العلق ‪328 . ..................‬‬
‫سورة القدر‪332 . ...................‬‬
‫مالحظات‬
‫‪.............................................................................................‬‬

‫‪.............................................................................................‬‬

‫‪.............................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬ ‫‪398‬‬
‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫مالحظات‬
‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬
‫مالحظات‬
‫‪.............................................................................................‬‬

‫‪.............................................................................................‬‬

‫‪.............................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬
‫‪399‬‬ ‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬
‫مالحظات‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬
‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬

‫‪..................................................................................................................................................‬‬
‫رﺳﺎﻟﺘﻨﺎ‬ ‫رؤﻳﺘﻨﺎ‬ ‫ﻓﻜﺮﺗﻨﺎ‬
‫ﻧﺴـــﻌﻰ ﻟﺘﻘﺮﻳﺐ و ﺗﺄﺻﻴـــﻞ ﻣﻔﻬﻮم‬ ‫ﺗﺤﻘﻴـــﻖ اﻟﺮﻳـــﺎدة و اﻟﻤﺮﺟﻌﻴـــﺔ ﻓـــﻲ‬ ‫ﻣﺸـــﺮوع ﻳﻌﻨـــﻰ ﺑـــ"ﺗﻌﻈﻴﻢ اﻟﻘﺮآن‬
‫"ﺗﻌﻈﻴﻢ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳﻢ"وﺗﻴﺴـــﻴﺮ‬ ‫"ﺗﻌﻈﻴـــﻢ اﻟﻘﺮآن اﻟﻜﺮﻳـــﻢ " ﻣﻦ‬ ‫اﻟﻜﺮﻳﻢ" وﻓـــﻖ اﻟﻤﻨﻬﺠﻴـــﺔ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ‬
‫ﻧﺸﺮه ﺑﺘﻘﻨﻴﺎت وأﺳﺎﻟﻴﺐ ﺣﺪﻳﺜﺔ ‪.‬‬ ‫ﺣﻴﺚ اﻟﺘﺄﺻﻴﻞ واﻟﺘﻘﺮﻳﺐ وا”ﺳﺎﻟﻴﺐ‬ ‫وﺑﺎﺳﺘﺨﺪام ﺗﻘﻨﻴﺎت اﻟﻌﺼﺮ اﻟﺤﺪﻳﺜﺔ‬
‫ا—ﺑﺪاﻋﻴﺔ ‪.‬‬ ‫ﻟﻴﻜﻮن اﻟﻤﺮﺟﻌﻴﺔ ﻓﻲ ذﻟﻚ‪.‬‬

‫اﻹﺑﺪاع‬ ‫‪400‬‬
‫اﻟﺸﺮاﻛﺔ‬ ‫اﻟﺠﻮدة‬
‫واﻟﺘﺠﺪﻳﺪ‬
‫اﻟﺘﻘﺮﻳﺐ‬ ‫اﻟﻤﻌﺎﺻﺮة‬ ‫اﻷﺻﺎﻟﺔ‬
‫ﻗﻴﻤﻨﺎ‬

‫ﻴﺮ‬
‫ﻋﻘﺪ‬ ‫و ﺗﻴﺴ ﺮآن‬
‫ﺷﺮا‬ ‫ﻣ‬ ‫اﻟﻘ‬ ‫ﻳﺐ‬
‫ﺛﻘﺎ ﺠﺘﻤﻌﻴﺔ ﻛﺎت‬ ‫ﺗﻘﺮ ﻈﻴﻢ ﻦ‬
‫ﺮ‬ ‫ﺸ‬ ‫ﻨ‬ ‫ﻟ‬ ‫ﻌ‬ ‫ﺗ‬ ‫ﻓﺔ‬ ‫ﻴﻤﺔ ﺗﻌ ﻟﻠﻤﺮﺑﻴ ت (‬
‫ﻈﻴ‬ ‫ﻗ ﻜﺮ ﻳﻢ ﺳﺴﺎ‬
‫ﻢ اﻟ‬ ‫اﻟ‬
‫ﻜﺮ ﻳﻢ ﻘﺮآن‬ ‫وﻣﺆ‬
‫ﺮاداً‬
‫اﻟ‬
‫)أﻓ‬
‫اﻟﺘﺠﺪﻳﺪ‬
‫ﺗﺄﺻﻴﻞ‬
‫واﻹﺑﺪاع ﻓﻲ‬
‫وﺗﺤﺮ ﻳﺮ‬

‫بطاقات التعريف بسور المصحف الشريف‬


‫وﺳﺎﺋﻞ‬
‫ﺗﻌﻈﻴﻢ‬ ‫أﻫﺪاﻓﻨﺎ‬ ‫ﻣﻔﻬﻮم‬
‫ﺗﻌﻈﻴﻢ‬
‫اﻟﻘﺮآن‬ ‫اﻟﻘﺮآن‬
‫اﻟﻜﺮ ﻳﻢ‬ ‫اﻟﻜﺮﻳﻢ‬

‫ﺑﺮﺍﻣﺞ ﺇﺫﺍﻋﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﺎﻥ "ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ") ﺭﻭﺡ‬


‫ﺍﻟﻤﻌﺎﻧ ــﻲ ﻓﻲ ﺑﻴ ــﺎﻥ ﻣﻌﺎﻧﻲ ﺃﺳ ــﻤﺎﺀ ﺍﻟﻘ ــﺮﺁﻥ ﻭ ﺩﻻﻟﺘﻬﺎ ‪-‬‬ ‫ﺍﺳ ــﺘﻘﺼﺎﺀ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ ﻻﺳﺘﺨﻼﺹ ﺃﺣﺎﺩﻳﺚ‬
‫ﺑﻘﺮﺁﻧﻲ ‪ -‬ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ‪ -‬ﻓﺴﺮﻫﺎ ﺻﺢ (‬ ‫"ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ"‬

‫ﺗﺴﺠﻴﻞ ﺻﻮﺗﻲ ﻟﻜﺘﻴﺐ ﺍﻻﺭﺑﻌﻮﻥ ﺣﺪﻳﺜﺎً‬ ‫ﺩﺭﺍﺳ ــﺔ ﻣﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺍﺳﺘﻄﻼﻋﻴﺔ ﻟﻘﻴﺎﺱ ﻣﺪﻯ‬
‫ﻓﻲ "ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ"‬ ‫"ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ" ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ‬

‫إﻧﺠﺎزﺗﻨﺎ‬
‫ﺇﺻﺪﺍﺭ ﻛﺘ ــﺎﺏ ﻣﻔﻬﻮﻡ "ﺗﻌﻈﻴﻢ‬ ‫ﻣﻨﻬ ــﺞ ﺗﺮﺑ ــﻮﻱ ﺗﻄﺒﻴﻘﻲ ﻟﻐﺮﺱ‬
‫ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ"‬ ‫ﻗﻴﻤﺔ "ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ"‬

‫ﺇﺻ ــﺪﺍﺭ ﻛﺘﻴ ــﺐ ﺍﻻﺭﺑﻌ ــﻮﻥ ﺣﺪﻳﺜ ــﺎً ﻓ ــﻲ‬ ‫ﺧﻤﺴ ــﺔ ﻣﻘﺎﻃﻊ ﻣﺮﺋﻴﺔ ﻟﺒﻴ ــﺎﻥ ﻣﻔﻬﻮﻡ‬
‫"ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ"‬ ‫"ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ"‬

‫ﺧﺘﻤ ــﺔ ﻛﺎﻣﻠ ــﺔ ﻟﻠﻘ ــﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺿﻤﻦ ﻣﺪﺍﺧﻞ ﻋﺸ ــﺮﺓ‬ ‫ﺗﻄﺒﻴﻘ ــﺎﺕ ﻟﻸﻃﻔ ــﺎﻝ ﻋﻠ ــﻰ ﺍﻷﺟﻬ ــﺰﺓ ﺍﻟﺬﻛﻴ ــﺔ ﻟﻐﺮﺱ‬
‫ﻟﻜﻞ ﺳﻮﺭﺓ ‪.‬‬ ‫ﻣﻔﻬ ــﻮﻡ "ﺗﻌﻈﻴﻢ ﺍﻟﻘ ــﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ" ) ﺍﻟﻠﻴ ــﻞ ﻭ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ‪-‬‬
‫ﺍﻟﺘﻴﻦ ﻭ ﺍﻟﺰﻳﺘﻮﻥ ‪ -‬ﺍﻟﺤﻮﺕ ‪ -‬ﺍﻟﻔﻴﻞ (‬

You might also like