‫ﺍﻟﺠـﻤﻬﻮﺭﻳـﺔ ﺍﻟﺠـﺰﺍﺋـــﺮﻳــﺔ ﺍﻟـﺪﻳﻤـﻘﺮﺍﻃﻴـﺔ ﺍﻟﺸــــﻌﺒــﻴـــﺔ‬

‫وزارة اﻟﺘﻌﻠﻴـﻢ اﻟﻌـﺎﻟــﻲ واﻟﺒـﺤـﺚ اﻟﻌـﻠـﻤــﻲ‬

‫ﺟـــﺎﻣﻌـــﺔ ﻏــﺮداﻳــــﺔ‬

‫‪‬س‪:‬أﺻول اﻟﻔﻘﮫ‬
‫ا‪: ‬اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻟﻴﺴﺎﻧﺲ ﻋﻠﻮم إﺳﻼﻣﻴﺔ )ﴍﻳﻌﺔ(‬

‫ﺗﻠﺧﯾص ﺑﺣث‪:‬‬
‫اﺟﻣﺎع أھل اﻟﻣدﯾﻧﺔ‬
‫ﺗﺤﺖ ﺇﺷﺮﺍﻑ ﺍﻟـﺪﻛﺘﻮﺭ‪:‬‬ ‫ﻣﻦ ﺇﻋﺪﺍﺩ ﺍﻟﻄﺎﻟﺐ‪:‬‬
‫ﺑن ﻟوﻟو‬ ‫ﺑﻮﻧﻌﺎﻣﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ‬

‫ا‪ ‬ا‪2024/2023:1‬‬
 ‫‪ ‬ا‪‬‬
‫‪ -‬اﳌﺮاد ﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ وﲢﺮﻳﺮ اﳋﻼف‬
‫‪-‬ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻹﲨﺎع ﻟﻐﺔ وإﺻﻄﻼﺣﺎ‬
‫‪ -‬إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ‬
‫‪ -‬اﳌﺮاد ﻟﺪى اﻷﺻﻮﻟﻴﲔ ﻋﻨﺪ ﲝﺜﻬﻢ ﰲ اﻹﲨﺎع‬
‫‪ -‬إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﻨﻘﺴﻢ إﱃ ﻗﺴﻤﲔ ﻋﻨﺪ اﻟﻌﻠﻤﺎء‬
‫‪ -‬اﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ﰲ ﺣﺠﻴﺔ إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ‬
‫‪ -‬اﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ذﻛﺮ أدﻟﺔ أﺧﺮى ﻳﺆﻳﺪون ﻣﺎ ذﻫﺐ إﻟﻴﻬﻢ إﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﺎﻟﻚ رﲪﻬﻢ ﷲ‬
‫‪ -‬أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‬
‫‪ -‬ﲢﻘﻴﻖ إﺑﻦ ﻳﺘﻤﻴﺔ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم رﲪﻪ ﷲ ﳌﺴﺄﻟﺔ إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ‬
‫‪ -‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ رأي ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم إﺑﻦ ﻳﺘﻴﻤﺔ ﳏﻞ ﺧﻼف‬

‫‪2‬‬
 ‫ا‪‬اد ‪‬ع أ‪ ‬ا‪ ‬و‪  ‬ا‪‬ف ‪:‬‬
‫ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻹﲨﺎع ﰲ اﻟﻠﻐﺔ ‪:‬اﻟﻌﺰم واﻟﺘﺼﻤﻴﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﻲ وﻣﻨﻪ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ "ﻓﺄﲨﻌﻮا أﻣﺮﻛﻢ " ﻳﻮﻧﺲ اﻻﻳﺔ ‪ 71‬ﳌﻦ ﱂ ﳚﻤﻊ‬
‫اﻟﺼﻴﺎم ﻗﺒﻞ اﻟﻔﺠﺮ أي ‪ :‬ﻳﻌﺰم ﻋﻠﻴﻪ‬
‫‪ -‬إﺻﻄﻼح اﻷﺻﻮﻟﻴﲔ ‪:‬ﻓﻬﻮ إﺗﻔﺎق ﳎﺘﻬﺪي أﻣﺔ ﷴ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ﺑﻌﺪ وﻓﺎﺗﻪ ﰲ ﻋﺼﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﻮر ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻢ‬
‫ﰲ واﻗﻌﺔ ﻣﻦ اﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ‪.‬‬
‫‪-‬وﻟﻘﺪ وﺻﻒ اﻷﻣﺪي اﳉﻤﻬﻮر اﻟﻘﺎﺋﻠﲔ إن اﻹﲨﺎع ﺣﺠﺔ ‪ :‬ﻢ أﻫﻞ اﳊﻖ ‪،‬ﻫﺬا ﻋﻠﻰ ﺧﻼف ﺑﻴﻨﻬﻢ ﰲ ﺑﻌﺾ‬
‫اﻟﻘﻴﻮد واﻟﺸﺮوط‬
‫‪-‬إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ‪:‬إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻫﻮ إﺗﻔﺎق ﳎﺘﻬﺪي اﳌﺪﻳﻨﺔ ﰲ ﻋﺼﺮ ﻣﻦ اﻟﻌﺼﻮر ﻋﻠﻰ أﻣﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻮر ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳌﺮاد ﻟﺪى اﻷﺻﻮﻟﻴﲔ ﻋﻨﺪ ﲝﺜﻬﻢ ﰲ اﻹﲨﺎع‬
‫أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ‪:‬ﻫﻮ إﲨﺎع ﻣﻦ ﻛﺎن ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ا ﺘﻬﺪﻳﻦ ﰲ اﻟﻘﺮون اﻟﺜﻼﺛﺔ اﻟﱵ ﺟﺎءت اﻻ ر ﻟﺜﻨﺎء ﻋﻠﻴﻬﻢ وﻫﻢ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ‬
‫واﻟﺘﺎﺑﻌﻮن و ﺑﻌﻮ اﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻗﺎل ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم إﺑﻦ ﲤﻴﻤﺔ رﲪﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫إﲨﺎﻋﻬﻢ ﰲ ﺗﻠﻚ اﻷﻋﺼﺎر ﻣﻔﻀﻠﺔ‬
‫ﻓﻘﺪ إﺗﻔﻖ اﻟﻨﺎس ﻋﻠﻰ أن إﲨﺎع أﻫﻠﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺣﺠﺔ إذا ﻛﺎن ﺣﻴﻨﺌﺪ ﰲ ﻏﲑﻫﺎ اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻣﺎﱂ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫‪-‬أ اﻟﻘﺴﻢ اﻷول‪:‬ﻛﻞ ﻣﺎﻛﺎن ﻃﺮﻳﻘﺔ ﻧﻘﻞ واﳊﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ اﻟﻨﱯ ﺻﻠﻰ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ ﺳﻠﻢ ‪،‬ﺳﻮاء ﻛﺎن ﻧﻘﻼ ﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﱃ‬
‫‪:‬ﻛﺎﻻذان و اﻹﻗﺎﻣﺔ وﻏﲑﻫﺎ وﺳﻮاء ﻛﺎن ﻟﻔﻌﻠﻪ ﷺ ‪:‬ﻛﺎﺻﻔﺔ ﻟﻠﺼﻼﺗﻪ وﻋﺪد رﻛﻌﺎﺗﻪ وﺳﺠﺪا ﺎ وأﺷﺒﺎﻩ ذﻟﻚ‬
‫‪-‬ﻧﻘﻼ ﻹﻗﺮار اﻟﻨﱯ ﷺ ﳌﺎ ﺷﺎﻫﺪﻩ ﻣﻨﻬﻤﻢ وﱂ ﻳﻨﻘﻞ ﻋﻦ إﻧﻜﺎرﻩ ‪،‬وﻧﻘﻼ ﻟﱰﻛﻪ أﻣﻮرا ﺷﺎﻫﺪﻫﺎ ﻣﻨﻬﻢ وأﺣﻜﺎﻣﺎ ﱂ ﻳﻠﺰﻣﻬﻢ‬
‫إ ﻫﺎ‪،‬ﻣﻊ ﺷﻬﺮ ﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ وﻇﻬﻮرﻫﺎ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﺜﻞ ﻛﱰﺛﻪ أﺧﺬ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻦ اﳋﻀﺮاوت ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﷺ ﻳﻜﻮ ﺎ ﻛﺜﲑة ﻋﻨﺪﻫﻢ‬
‫ﻓﻬﺬا اﻟﻨﻮع اﺗﻔﻘﺖ أﻛﺜﺮ اﻟﻨﻘﻮل أو ﲨﻴﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ أﻧﻪ ﺣﺠﺔ ﻳﻠﺰم اﳌﺼﲑ إﻟﻴﻪ ﻷﻧﻪ ﻣﺘﻮات وﻳﱰك ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻔﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﺎس‬
‫أو ﺧﱪ واﺣﺪ أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗﻞ ﻣﺸﻬﻮر ﻣﺴﺘﻔﻴﺾ ‪،‬ﻓﻬﻮ ﻣﻮﺟﺐ ﻟﻠﻌﻠﻢ اﻟﻘﻄﻌﻲ ﻓﻼ ﻳﱰك ﳌﺎ ﺗﻮﺟﺒﻪ ﻏﻠﺒﻪ اﻟﻨﺼﻒ ﻓﻼ‬
‫ﳚﻮز ﳌﻨﺼﻒ أن ﻳﻨﻜﺮ ﺣﺠﺔ ﻣﺜﻞ ﻫﺬا وإن واﺟﺪ اﳋﻼف ﰲ ﻓﺮع ﻓﻘﻬﻲ‬
‫ﻳﻘﻮل إﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﰲ ﻫﺬا ﻫﺬا اﻟﻨﻘﻞ وﻫﺬا اﻟﻌﻤﻞ ﺣﺠﺔ ﳚﺐ إﺗﺒﺎﻋﻬﺎ وﺳﻨﺔ ﻣﺘﻠﻘﺎة ﻟﻘﺒﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﺮأس واﻟﻌﲔ ‪.‬‬
‫ب‪ -‬اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﱐ‪:‬ﻫﻮ ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻹﺳﺘﺪﻻل واﻹﺟﺘﻬﺎد واﻹﺳﺘﻨﺒﺎط وﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﳏﻞ ﻧﺰاع وﺧﻼف ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺣﺠﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ‬
‫‪-‬إﺧﺘﻠﻒ اﻟﻨﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﻘﺎﺋﻠﲔ ﲝﺠﺔ إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ واﻟﺼﺤﻴﺢ أن اﳌﺮاد ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻣﺎﻳﺸﻤﻞ اﻟﻨﻮﻋﲔ ﻣﻌﺎ‬
‫ﻗﺎل إﺑﻦ اﻟﻘﻴﻢ ﰲ اﻋﻼم اﳌﻮﻗﻌﲔ ‪:‬وأﻣﺎ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﺬي ﻃﺮﻳﻘﺔ اﻹﺟﺘﻬﺎد واﻹﺳﺘﺪﻻل ﻓﻬﻮ ﻣﻌﱰك اﻟﻨﺰال وﳏﻞ اﳉﺪال‬
‫أراء اﻟﻌﻠﻤﺎء ﰲ ﺣﺠﻴﺔ إﲨﺎع اﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ‬
‫‪-‬ذﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ رﲪﻪ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪:‬أن إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺣﺠﺔ ﻣﻠﺰﻣﺔ ﻟﻐﲑﻫﻢ ‪.‬‬
‫‪-‬ﻗﺎل إﺑﻦ اﳊﺎﺟﺐ ‪ :‬إﲨﺎع اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ واﻟﺘﺎﺑﻌﲔ ﺣﺠﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ واﺑﻦ اﳊﺎﺟﺐ رﺟﺢ ﻫﺬا اﻟﻘﻮل وأﺧﺘﺞ‬
‫ﻟﻪ ﰲ ﳐﺘﺼﺮﻩ‬
‫‪-‬وﺗﺘﺨﻠﺺ ﺣﺠﺔ ﻣﺎﻟﻚ رﲪﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬
‫‪-1‬أن اﻟﻘﺮان اﳌﺸﺘﻤﻞ ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮاﺋﻊ وﻓﻘﻪ اﻹﺳﻼم ﻧﺰل ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ وأﻫﻠﻬﺎ وﻫﻢ أول ﻣﻦ وﺟﻬﺔ اﻟﺘﻜﻠﻴﻒ‬

‫‪3‬‬
 ‫‪-‬ﺧﻮﻃﺒﻮ ﻷﻣﺮ واﻟﻨﻬﻲ وأﺟﺎﺑﻮ داﻋﻲ ﷲ ﰲ أﻣﺮ‬
‫‪ -‬وأﻗﺎﻣﻮا ﻋﻤﻮد اﻟﺪﻳﻦ ‪،‬ﰒ ﻗﺎم ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪ اﻟﻨﱯ ﷺ وﺳﻠﻢ أﻛﺜﺮ اﻟﻨﺎس إﺗﺒﺎﻋﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ أﻣﺘﻪ أﺑﻮ ﺑﻜﺮ وﻋﻤﺮ ﰒ ﻋﺜﻤﺎن‬
‫ﻓﺘﻔﺪوا ﺳﻨﺘﻪ‪.‬‬
‫‪-‬وﻛﺎن اﻟﺘﺎﺑﻌﻮن ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻳﺴﻠﻜﻮن ﺗﻠﻚ اﻟﺴﺒﻴﻞ وﻳﺒﺘﻌﻮن اﻟﺴﻨﻦ ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﳍﺬا ﻗﺪورت ورﺗﺖ ﻋﻠﻢ اﻟﺴﻨﺔ‬
‫‪-‬وﻓﻘﻪ اﻹﺳﻼم ﰲ ﻋﻬﺪ اﻟﺘﺎﺑﻌﲔ وﻫﻮ اﻟﻌﻬﺪ اﻟﺪى رأﺋﻬﺎ ﻣﺎﻟﻚ وﻗﺎل ﻣﺎﻟﻚ رﲪﺔ ﷲ إذا ﻛﺎن اﻷﻣﺮ اﳌﻌﻤﻮل ﺎ ﻇﺎﻫﺮا‬
‫ﻣﻌﻤﻮل ﺑﻪ ﻻ ﳚﻮز ﻷﺣﺪ ﺧﻼﻓﻪ وﻻ ﳚﻮز ﻷﺣﺪ إﻧﺘﺤﺎﳍﺎ ﻟﺒﻠﺪﻩ وﻻداؤﻫﺎ ﻟﻪ‬
‫‪-2‬ان اﳌﺪﻳﻨﺔ دار ﻫﺠﺮة اﻟﻨﱯ ﻋﻠﻴﻪ أﻓﻀﻞ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم وﻣﻮﺿﻊ ﻗﱪﻩ وﻣﻬﺒﻂ اﻟﻮﺣﻲ ‪،‬وﳎﻤﻊ اﻟﺼﺎﺣﺐ وﻣﺴﺘﻘﺮ‬
‫اﻹﺳﻼم ﻣﺘﺒﻮء اﻹﳝﺎن وﻓﻴﻬﺎ ﻇﻬﺮ اﻟﻌﻠﻢ وﻣﻨﻬﺎ ﺻﺪر وﺷﺎﻫﺪوا أﻫﻠﻬﺎ اﻟﺘﻨﺰﻳﻞ وﲰﻌﻮا اﻟﺘﺄوﻳﻞ‬
‫‪-‬وﻛﺎﻧﻮا أﻋﺮف ﺣﻮال اﻟﺮﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ﻣﻦ ﻏﲑﻫﻢ‬
‫‪-‬ﻓﻮﺟﺐ أن ﻻ ﳜﺮج اﳊﻖ ﻋﻦ ﻗﻮﳍﻢ‬
‫اﳌﺎﻟﻜﻴﺔ ذﻛﺮ أدﻟﺔ أﺧﺮى ﻳﺆﻳﺪون ﻣﺎ ذﻫﺐ إﻟﻴﻬﻢ إﻣﺎﻣﻬﻢ ﻣﺎﻟﻚ رﲪﻪ ﷲ‬
‫‪-‬ذﻛﺮوا أﺣﺎدﻳﺚ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم ان اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻃﻴﺒﺔ ﺗﻨﻔﻲ ﺧﺒﺘﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻳﻨﻔﻲ اﻟﻜﺒﲑ ﺧﺒﻴﺚ اﳊﺪﻳﺚ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري وﻣﺴﻠﻢ‬
‫ﻗﺎﻟﻮ إن اﳊﺪﻳﺚ دل ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻘﺎء اﳋﺒﺚ ﻋﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ واﳋﻄﺄ ﻣﻦ اﳋﺒﺚ‪:‬ﻓﻜﺎن ﻣﻨﻔﻴﺎ ﻋﻦ أﻫﻠﻬﺎ ﻷﻧﻪ ﻟﻮﻛﺎن ﰲ أﻫﻠﻬﺎ‬
‫ﻟﻜﺎن ﻓﻴﻬﺎ وإذا اﻧﺘﻔﻰ ﻋﻨﻬﻢ اﳋﻄﺄ ﻛﺎن إﲨﺎﻋﻬﻢ ﺣﺠﺔ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ واﺣﻴﺔ‬
‫ﻗﺎﻟﻮ ‪:‬اﳊﺪﻳﺚ دل ﻋﻠﻰ اﻧﺘﻘﺎء اﳋﺒﺚ ﻋﻦ اﳌﺪﻳﻨﺔ واﳋﻄﺄ ﻣﻦ اﳋﺒﺚ ‪،،‬ﻓﻜﺎن ﻣﻨﻔﻴﺎ ﻋﻦ أﻫﻠﻬﺎ ﻻﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎن ﰲ أﻫﻠﻬﺎ‬
‫ﻟﻜﺎن ﻓﻴﻬﺎ ‪،‬وإذا اﻧﺘﻔﻰ ﻋﻨﻬﻢ اﳋﻄﺄ ﻛﺎن إﲨﺎﻋﻬﻢ ﺣﺠﺔ وﻛﺎﻧﺖ ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ واﺟﺒﺔ ‪.‬‬
‫وﻗﻮل رﺳﻮل ﻋﻠﻴﻪ واﻟﺼﻼة واﻟﺴﻼم إن اﻹﺳﻼم ﻟﻴﺄزر إﱃ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻛﻤﺎ زر اﳊﻴﺔ إﱃ ﺣﺠﺮﻫﺎ رواﻩ اﻟﺒﺨﺎري‬
‫ﻗﺎﻟﻮا ‪:‬إن رواﻳﺔ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺗﻘﺪم ﻋﻠﻰ رواﻳﺔ ﻏﲑﻫﻢ إﺗﻔﺎﻗﺎ وﻋﻤﻠﻬﻢ وﻋﻘﻴﺪ ﻢ ورأﻳﻬﻢ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻐﲑﻫﻢ وﻳﻜﻮن‬
‫إﲨﺎﻋﻬﻢ ﺣﺠﺔ ﻋﻠﻰ ﻏﲑﻫﻢ‪.‬‬
‫اﺑﻦ اﳊﺎﺟﺐ ﻳﺮد ﻋﻠﻰ اﻟﺪﻟﻴﻠﲔ وﻳﺮى أﻧﻪ ﻻ ﺣﺠﺔ ﻓﻴﻬﻤﺎ ﻷن اﻷﺣﺎدﻳﺚ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻀﻞ ﻓﺤﺴﺐ اﻟﺮاوﻳﺔ ﻏﲑ‬
‫اﻹﺟﺘﻬﺎد واﻟﺮأي ‪.‬‬
‫‪-‬واﳌﻌﲎ اﻟﺬي اﺳﺘﺪل ﺑﻪ اﺑﻦ اﳊﺎﺟﺐ ﻋﻠﻰ ﺟﺤﻴﺔ إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻫﻮ أن ﻋﻠﻤﺎء اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎﻧﻮا ﻣﻮﺟﻮدﻳﻦ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻗﻠﻤﺎ ﳜﺮﺟﻮن وﻳﻐﺒﻮن ﻋﻨﻬﺎ وﻛﺎﻧﻮا ﳚﺘﻤﻌﻮن وﻳﺘﺸﺎورون وﻳﻨﺘﺎﻇﺮون وﻫﻢ أﻳﻀﺎ أﻋﺮف اﻟﻨﺎس ﺑﻮﺟﻮﻩ اﻷدﻟﺔ ﻣﻦ ﻗﻮل‬
‫اﻟﺮﺳﻮل ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﻓﻌﻠﻪ وﻓﻌﻞ اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﰲ زﻣﺎﻧﻪ ووﺟﻮﻩ اﻟﱰﺟﻴﺢ ﻷ ﻢ ﻛﺎﻧﻮ ﰲ ﻣﻬﺒﻂ اﻟﻮﺣﻲ ‪.‬‬
‫إذا ﻛﺎن إﺟﺘﻤﺎﻋﻬﻢ ﻋﻦ دﻟﻴﻞ راﺟﻊ وﺟﺐ ﻛﻮﻧﻪ ﺣﺠﺔ‪.‬‬
‫أﺣﻜﺎم اﻟﺸﺮﻳﻌﺔ‪:‬ﻛﺎﻧﺖ ﲡﺪر ﺷﻴﺌﺎ ﺑﻌﺪ ﺷﻲ وﻛﺎن ﻳﻨﺴﺦ ﺑﻌﺾ أﺣﻜﺎﻣﻬﺎ واﳌﺮﺟﻊ إﻟﻴﻪ أﺧﺮ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﺻﻠﻮات ﷲ‬
‫وﺳﻼﻣﻪ ﻋﻠﻴﻪ واﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﱂ ﻳﻜﻮﻧﻮا ﲝﺎﻟﺔ واﺣﺪةة ﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻛﺎن ﻣﻼزﻣﺎ ﻟﻠﻨﱯ ﺻﻠﻲ ﷲ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻳﺬﻫﺐ وﻳﻌﻮد وﻣﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺬﻫﺐ وﻻ ﻳﻌﻮد ﻓﻜﺎن ﺑﻌﻀﻬﻢ إذا ﻋﺎد وذﻛﺮ ﺣﻜﻤﺎ ﻗﻴﻞ ﻟﻪ ‪:‬إﻧﻚ ﻻ ﺗﺪري ﻣﺎ ﺣﺪث ﺑﻌﺪ‬
‫ووﻗﺪ ﺗﻔﺮق اﻟﺼﺤﺎﺑﺔ رﺿﻮان ﷲ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﰲ اﻟﺒﻼد وﻳﻔﻲ ﰲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺪد ﻣﻨﻬﻢ ﻋﺪد ﻣﻨﻬﻢ وﻛﺎن ﻫﺆﻻء اﻷﺋﻤﺔ اﻷﻋﻼم‬
‫وأزواج اﻟﻨﱯ ﷺ ﻫﻢ اﻟﻌﺎﳌﻮن ﺧﺮ اﻷﻣﺮﻳﻦ ﻷ ﻢ ﻣﻼزﻣﻮن إﱃ اﻟﻮﻓﺎة وﻗﺪ ﻛﺎن اﻟﺘﺎﺑﻌﻮن ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ ﻻ ﳜﺮﺟﻮن ﻋﻦ‬

‫‪4‬‬
 ‫ﻫﺪﻳﻬﻢ وﻟﺬﻟﻚ ﻛﻠﻪ ﻛﺎن إﺗﻔﺎﻗﺎ أﻫﻠﻬﺎ ﺣﺠﺔ اﳉﻤﻬﻮر ‪ :‬إن إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻟﻴﺲ إﲨﺎﻋﺎ ﳌﻌﲎ اﻟﺬي ﺳﺒﻖ ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ‬
‫ﻟﻪ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻷﺳﺘﺎذ اﻟﻌﺰاﱄ‪:‬رﲪﻪ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪:‬ﻓﺈن أراد ﻣﺎﻟﻚ أن اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻫﻲ اﳉﺎﻣﻌﺔ ﳍﻢ ﻳﻌﲏ أﻫﻞ اﳊﻞ واﻟﻌﻘﺪ ﻓﻤﺴﻠﻢ ﻟﻪ‬
‫ذﻟﻚ ﻟﻮ ﲨﻌﺖ وﻋﻨﺪ ذﻟﻚ ﻻ ﻳﻜﻮن ﻟﻠﻤﻜﺎن ﻓﻴﻪ ﺛﲑ ‪،‬وﻟﻴﺲ ﲟﺴﻠﻢ ﺑﻞ ﱂ ﲡﻤﻊ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﲨﻊ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎء ﻻ ﻗﻴﻞ اﳍﺠﺮة‬
‫وﻻ ﺑﻌﺪﻫﺎ‪.‬‬
‫ﺑﻞ ﻣﺎزاﻟﻮ ﻣﺘﻔﺮﻗﲔ ﰲ اﻷﺳﻔﺎر واﻟﻐﺰوات واﻷﻣﻄﺎر ‪.‬‬
‫ﻓﻼ وﺟﻪ ﻟﻜﻼم ﻣﺎﻟﻚ إﻻ أن ﻳﻘﻮل ‪:‬ﻋﻤﻞ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺣﺠﺔ ﻷ ﻢ اﻷﻛﺜﺮون واﻟﻌﱪة ﺑﻘﻮل اﻷﻛﺜﺮﻳﻦ وﻗﺪ أﻓﺴﺪ ﻩ‬
‫‪-‬ﲢﻘﻴﻖ إﺑﻦ ﲤﻴﻤﺔ رﲪﻪ اﻟﺸﻴﺦ اﻹﺳﻼم رﲪﻪ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﳌﺴﺄﻟﺔ إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻳﺮى ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم إﺑﻦ ﲤﻴﻤﺔ أن‬
‫إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻰ أرﺑﻌﺔ أﻗﺴﺎم ﻫﻲ ‪:‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻷول‪:‬ﻫﻮ ﻣﺎ ﳚﺮي ﳎﺮى اﻟﻨﻘﻞ ﻋﻦ اﻟﻨﱯ ﷺ ﻣﺜﻞ ﻧﻘﻠﻬﻢ ﳌﻘﺪار اﻟﺼﺎع واﳌﺪ وﺗﺮﻛﻪ ﷺ أﺧﺬ اﻟﺰﻛﺎة ﻣﻦ‬
‫اﳋﻀﺮاوت وﻏﲑﻫﺎ وأن ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﺣﺠﺔ ﺗﻔﺎق اﻟﻌﻠﻤﺎء ﻗﺎل أن اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﲪﺪ وأﺻﺤﺎ ﻤﺎ ﻓﻬﺬا ﺣﺠﺔ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﺑﻼ‬
‫ﻧﺰاع ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺣﺠﺔ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ رﲪﺔ ﺗﻌﺎﱃ وﻧﻘﻞ ﻋﻦ أﰊ ﻳﻮﺳﻒ رﲪﻪ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ أﻧﻪ ‪:‬ﳌﺎ ﺳﺄل ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ اﳌﺴﺎﺋﻞ‬
‫وأﺟﺎﺑﻪ ﻋﻨﻬﺎ رﺟﻊ إﱄ ﻗﻮﻟﻪ وﻗﺎل ﻟﻮ رأى ﻣﺜﻞ ﻣﺎ رأﻳﺖ ﻟﺮﺟﻊ ﻣﺜﻞ ﻣﺎرﺟﻌﺖ ﰒ أﺛﲎ ﻣﻦ ﻓﻘﻪ اﻷﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ‪.‬‬
‫ﻗﺎل رﲪﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻫﺬا ﺣﺠﺔ ﰲ ﻣﺬﻫﺐ ﻣﺎﻟﻚ‬ ‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﱐ‪:‬اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﺪﱘ ﳌﺪﻳﻨﺔ ﻗﺒﻞ ﻣﻘﺘﻞ ﻋﺜﻤﺎن ﺑﻦ ﻋﻔﺎن‬
‫وﻫﻮ اﳌﻨﺼﻮص ﻋﻦ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﰲ رواﻳﺔ إﺑﻦ ﻋﺒﺪ اﻷﻋﻠﻰ إذا رأﻳﺖ ﻗﺪﻣﺎء أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺷﻲ ﻓﻼ ﺗﺘﻮﻗﻒ ﰲ ﻗﻠﺒﻚ‬
‫رﻳﺒﺎ أﻧﻪ اﳊﻖ وﻣﺬﻫﺐ أﲪﺪ أن ﻣﺎ ﺳﻨﻪ اﳋﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪون ﻓﻬﻮ ﺣﺠﺔ ﳚﺐ إﺗﺒﺎﻋﻬﺎ وﻗﺎل أﲪﺪ ﻛﻞ ﺑﻴﻌﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﰲ‬
‫اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻓﻬﻲ ﺧﻼﻓﺔ ﻧﺒﻮة أﰊ ﺣﻨﻴﻔﻴﺔ ﻳﻘﺘﻀﻲ أن ﻗﻮل اﳋﻠﻔﺎء اﻟﺮاﺷﺪﻳﻦ ﺣﺠﺔ وأﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻋﻤﻞ ﻗﺪﱘ ﳐﺎﻟﻒ ﻟﺴﻨﺔ‬
‫رﺳﻮل ﷲ ﺻﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ وﺳﻠﻢ ‪.‬‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪:‬إذا ﺗﻌﺎرض ﰲ اﳌﺴﺄﻟﺔ دﻟﻴﻼن ﻛﺤﺪﻳﺜﲔ وﻗﻴﺎﺳﲔ ﺟﻬﻞ أﻳﻬﻤﺎ أرﺟﻊ ‪،‬وأﺣﺪﳘﺎ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﻪ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ‬
‫ﻗﺎل ﻓﻴﻪ ﻧﺰاع وذﻛﺮ أن ﻣﺎﻟﻚ واﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﲪﻬﻢ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻻ ﻳﺮﺟﺢ ﺑﻪ‬
‫اﻟﻘﺴﻢ اﻟﺮاﺑﻊ ‪ :‬وﻫﻮ اﻟﻌﻤﻞ اﳌﺘﺄﺧﺮ ﰲ اﳌﺪﻳﻨﺔ وذﻛﺮ أن ﻣﺬﻫﺐ اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ وأﲪﺪ وأﰊ ﺣﻨﻴﻔﻴﺔ وﻫﻮ اﶈﻘﻴﻘﲔ ﻣﻦ‬
‫أﺻﺤﺎب ﻣﺎﻟﻚ أﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺣﺠﺔ ﺷﺮﻋﻴﺔ ‪.‬‬
‫وﻳﺮى اﺑﻦ ﲤﻴﻤﺔ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم أن ﻫﺬا رأى ﻣﺎﻟﻚ رﲪﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪.‬‬
‫وﻳﺴﺒﻌﺪ أن ﻳﻜﻮن ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺮى ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺣﺠﺔ ﻳﻠﺰم ﺎ اﻟﻨﺎس إﺑﺘﺎﻋﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﻗﺎل رﲪﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ وﱂ أرﻗﻰ‬
‫ﻛﻼم ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺎﻳﻮﺟﺐ ﺟﻌﻞ ﻫﺬا ﺣﺠﺔ ‪،‬وﻫﻮ ﰲ اﳌﻮﻃﺄ وإﳕﺎ ﻳﺬﻛﺮ اﻷﺻﻞ ا ﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪﻫﻢ ﻓﻠﻮ ﻛﺎن ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺮى‬
‫أن ﻋﻤﻞ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ اﳌﺘﺄﺧﺮ ﺣﺠﺔ ﻳﻠﺰم اﻷﻣﺔ إﺗﺒﺎﻋﻬﺎ ﻟﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ أن ﻳﻠﺰم اﻟﻨﺎس ﺑﺬﻟﻚ ﺣﺬ اﻹﻣﻜﺎن‬
‫‪-‬ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ رأي إﺑﻦ اﻟﺘﻴﻤﺔ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم ﳏﻞ اﳋﻼف ‪:‬‬
‫اﻟﺬي رأﻩ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم إﺑﻦ ﻳﺘﻴﻤﺔ رﲪﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﻳﺘﻌﺎرض ﻣﻊ ﻇﺎﻫﺮ ﻣﺎ ﻧﻘﻞ ﻣﻦ ﻛﻼم ﻣﺎﻟﻚ رﲪﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ﰲ‬
‫رﺳﺎﻟﺘﻪ اﱃ اﻟﺒﻴﺖ ﺑﻦ ﺳﻌﺪ‬

‫‪5‬‬
 ‫ﻓﺈذا أرد أن ﻧﻮﻓﻖ ﺑﲔ ﻫﺬا اﻟﻜﻼم وﺑﲔ ﻣﺎ رأﻩ اﺑﻦ ﺗﻴﻤﻴﺔ ﺷﻴﺦ اﻹﺳﻼم ﻛﺎن ﻋﻠﻴﻨﺎ أن ﳓﻤﻞ ﻛﻼم ﻣﺎﻟﻚ رﲪﺔ ﷲ‬
‫ﺗﻌﺎﱃ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻘﺪﱘ واﳌﺮاد ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻄﺮﻳﻖ اﻷﺳﻠﻢ وإﺗﺒﺎع اﻷﻓﻀﻞ واﻷﺧﺪ ﲟﺎ ﻫﻮ أرﺟﺢ ﻓﻬﻢ اﳉﻤﻬﻮر واﻷﺻﻮﻟﻴﲔ‬
‫واﻟﻔﻘﻬﺎء ﻗﺪﳝﺎ وﺣﺪﻳﺜﺎ أﻧﻪ ﻳﺼﺮح ﲝﺠﻴﺔ ﻋﻤﻞ أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ وإﲨﺎﻋﻬﻢ وأﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ أن ﳜﺎﻟﻔﻬﻢ ﻓﻴﻤﺎ أﲨﻌﻮا ﻋﻠﻴﻪ‬
‫*رأى اﻹﻣﺎم اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ رﲪﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪:‬ﻣﻦ ﻳﺮى إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﺣﺠﺔ ﻣﻦ ﺣﻴﺘﲔ اﻷﻣﺮ ا ﻤﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ إﺟﺘﻤﺎع‬
‫اﻟﻌﻠﻤﺎء ﰲ ﻛﻞ اﻟﺒﻼد‬
‫‪-‬إﻧﻜﺎر ذﻟﻚ اﻹﲨﺎع اﻟﺬي ﻳﺪﻋﻴﻪ ﻣﺎﻟﻚ وأﺻﺤﺎﺑﻪ ﻓﺈن ﻛﺜﲑا ﻣﻦ اﳌﺴﺎﺋﻞ اﻟﱵ إدﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ إﲨﺎع أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻛﺎن ﻣﻦ‬
‫أﻫﻞ اﳌﺪﻳﻨﺔ ﻣﻦ ﻳﺮى ﺧﻼﻓﻬﺎ رﲪﺔ ﷲ ﺗﻌﺎﱃ ‪.‬‬
‫ﻗﺎل اﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ‪:‬ﻓﻘﺪ وﺿﺤﻨﺎ ﻟﻜﻢ أن إدﻋﺎء اﻹﲨﺎع ﳌﺪﻳﻨﺔ وﰲ ﻏﲑﻫﺎ ﻻ ﳚﻮز‪.‬‬

‫‪6‬‬