Professional Documents
Culture Documents
النظام السياسي التشادي
النظام السياسي التشادي
٢٨٥
اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ﻋﺎﻧت ﺗﺷﺎد اﻟدوﻟﺔ اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ وﺳط إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻣن ﻣوﻗﻌﻬﺎ اﻟﺟﻐراﻓﻲ اﻟﻣﻐﻠق ،ﺣﯾث ﻟم
ﺗﻣﺗﻠك أي إطﻼﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﻔذ ﺑﺣري ،ﻣن ﻣﺷﻛﻼت ﺟﻣﺔ ﻣﻧذ اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ أﺛرت ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻘرارﻫﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
ﺣﯾث ﻋﺎﻧت ﻣن ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺗﻲ أﻋﺎﻗت ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻧﻣﯾﺔ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد وﻟم ﺗﺳﺗطﻊ أن
ﺗﺣﻘق وﺣدة وطﻧﯾﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻻﻧﻘﺳﺎم ﺑﯾن ﺷﻣﺎل ﻋرﺑﻲ ﻣﺳﻠم ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﻪ وﺟﻧوب زﻧﺟﻲ ﻣﺳﯾﺣﻲ
وأرواﺣﻲ ﻓﻲ ﻏﺎﻟﺑﯾﺗﻪ ﻣﻣﺎ زاد ﻓﻲ ﺻﻌوﺑﺔ ﺧﻠق ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﺳﺟﺎم ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻊ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﻛل ﻫذا
اﻻﻧﻘﺳﺎم ،وﻓﻲ ظل ﻋدم وﺟود ﺛﻘﺎﻓﺔ وطﻧﯾﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ.
اﯾﺟﺎﺑﺎ ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ ﺗﺷﺎد اﻟﻣﻌﺎﺻر.
ﻣرت ﺗﺷﺎد ﺑﺣﻘب رﺋﺎﺳﯾﺔ ﻋدة ﻛﺎن ﻟﻬﺎ أدوارﻫﺎ ﺳﻠﺑﺎو ô
ﺳﻧﺗﻧﺎول اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﺗﺷﺎدي ﺑﺗﺳﻠﺳل ﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﺗطورات ﻫذا اﻟﻧظﺎم وآﻓﺎﻗﻪ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺑﺎﺣث أرﺑﻊ:
ﺑﺣث ﺗﻣﻬﯾدي اﻟﺟذور اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ )اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻣن اﻻﺣﺗﻼل ﺣﺗﻰ اﻻﺳﺗﻘﻼل( .
اﻟﻣﺑﺣث اﻷو :æﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد :
ﺗﻣﺑل ﺑﺎي. اﻟﻣطﻠب اﻷول ﺣﻘﺑﺔ اﻟرﺋﯾس
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣﻘﺑﺔ اﻟرﺋﯾس ﻓﯾﻠﻛس ﻣﺎﻟوم.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺣرب اﻷﻫﻠﯾﺔ :
اﻟﻣطﻠب اﻷول ﺣﻘﺑﺔ ﻏوﻛوﻧﻲ ﻋوﯾدي.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ ﺣﻘﺑﺔ ﺣﺳﯾن ﺣﺑري.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻟث ﺣﻘﺑﺔ إدرﯾس دﺑﻲ و اﻟﻌودة ﻟﻠﺗﻌددﯾﺔ:
اﻟﻣطﻠب اﻷول اﻟﺗﻧظﯾم اﻟدﺳﺗوري ﻟدﺳﺗور . êWê
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ أول اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻌددﯾﺔ .
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻟث اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت اﻟرﺋﺎﺳﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد ﻓﻲ ظل اﻟﺗﻌددﯾﺔ .
اﻟﻣطﻠب اﻟراﺑﻊ اﻷوﺿﺎع اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ظل اﻟرﺋﯾس دﺑﻲ .
)*(
ﻣرﻛز اﻟدراﺳﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ-ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﻐداد.
)**(
ﻛﻠﯾﺔ اﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ-ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻧﻬرﯾن.
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ
٢٨٦
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋﺎﻣﺔ ﻋن ﺗﺷﺎد:
ﺟﺎء اﺳم ﺗﺷﺎد ﻣن ﺑﺣﯾرة ﺗﺷﺎد اﻟواﻗﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب اﻟﻐرﺑﻲ ،ﺗﻘﻊ ﻓﻲ وﺳط اﻟﻘﺎرة اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺑﯾن
ﺷﻣﺎل ﺧط اﻻﺳﺗواء ،ﯾﺣد ﺗﺷﺎد ﻣن اﻟﺷﻣﺎل اﻟﺟﻣﺎﻫﯾرﯾﺔ اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ ،وﻣن اﻟﺷرق ﺧطﻲ ﻋرض * :
اﻟﺳودان وﻣن اﻟﻐرب اﻟﻧﯾﺟر وﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ وﻣن اﻟﺟﻧوب اﻟﻐرﺑﻲ اﻟﻛﺎﻣﯾرون وﻣن اﻟﺟﻧوب ﺟﻣﻬورﯾﺔ وﺳط
إﻓرﯾﻘﯾﺎ .
ﻛم . , ﺗﺑﻠﻎ ﻣﺳﺎﺣﺗﻬﺎ
اﻟﻠﻐﺎت ﻓﻲ ﺗﺷﺎد :ﺗوﺟد ﻟﻐﺎت وﻟﻬﺟﺎت ﻣﺣﻠﯾﺔ ﻋدة إﻻ أن ﻟﻐﺔ اﻟﺗﺧﺎطب ﺑﯾن ﻣﺧﺗﻠف اﻷﻓراد ﻫﻲ اﻟﻌرﺑﯾﺔ،
واﻟﻠﻐﺗﺎن اﻟدارﺟﺗﺎن اﻟﺳوداﻧﯾﺔ واﻟﻌرﺑﯾﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻠﻐﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ﻟﻠﺑﻼد ﻓﻬﻲ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ .وﻧظﺎﻣﻬﺎ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ
ﺟﻣﻬوري.
اﻟﻘﺑﺎﺋل ﻓﻲ ﺗﺷﺎد :ﯾﻣﻛن ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻟﺗﺷﺎدﯾﺔ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن:
.:اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ :وﻫﻲ ﻣﺗﺄﺛرة ﺑﺎﻟدﻣﺎء اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻟﺑرﺑرﯾﺔ وﺗﺗﻛﻠم ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ واﻫم ﻫذﻩ
اﻟﻘﺑﺎﺋل ﻫم )اﻟﻌرب اﻟﺑﻘﺎرة واﻟﻌﺑﺎﻟﻪ-اﻟﻔﻼﺗﺔ أو اﻟﺑﯾوﻟز-ﻗﺑﺎﺋل اﻟﻬوﺳﺎ وﺷﺑﻪ-اﻟﻛﺎﻧﯾﺑو-اﻟﺗوﺑو(.
ﻣﻌظﻣﻬﺎ ﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟرﻋﻲ وﺗرﺑﯾﺔ اﻟﻣﺎﺷﯾﺔ واﻷﻏﻧﺎم ،وﻛﺎن ﻟﻠﻘﺑﺎﺋل اﻟﻌرﺑﯾﺔ دور ﻣﻬم ﻓﻲ ﻧﺷر
اﻹﺳﻼم.
..اﻟﻘﺑﺎﺋل اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ :وﻫﻲ ﺗﺗﺑﻊ اﻷدﯾﺎن اﻻرواﺣﯾﺔ ،وﻫﻧﺎك ﻧﺳﺑﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن ،ﺣﯾث
اﻧﺗﺷرت اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ ،ﻣﻊ دﺧول اﻟﺗﺑﺷﯾر اﻟﻣﺳﯾﺣﻲ ﻋﻧد اﻻﺣﺗﻼل اﻟﻔرﻧﺳﻲ وﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ ،وﺗﺗﻛﻠم
ﻟﻬﺟﺎت وﻟﻐﺎت ﺧﺎﺻﺔ ،وﻫﻲ ذات أﺻول ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .
اﻟﺳﺎ ار وﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻋدة ﻗﺑﺎﺋل وﺗﻌﻣل ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ . .
..اﻟﻬﺎﻛﺔ وﺗﻌﻣل ﺑﺎﻟزراﻋﺔ .
.اﻟﻣﺎﺳﺔ.
..اﻟﻣوﻧداﻧﻎ وﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ .
ﻓرﺿﯾﺔ اﻟﺑﺣث:
ﺗدور ﻓرﺿﯾﺔ اﻟﺑﺣث ﺣول ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻓﻬم ﺗﺎﺛﯾر اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم اﻟﺣﻛم ﻓﻲ ﺗﺷﺎد وﻣدى
ﺗﺎﺛﯾر ﻫذﻩ اﻟﻌواﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﯾرة اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ ﻓﯾﻬﺎ.
ﻣﺑﺣث ﺗﻣﻬﯾدي ) ﺟذور ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ (:
ﻛﺎﻧت أﻓرﯾﻘﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻋﺷر اﻷرض اﻟﺑﻛر اﻟﺗﻲ ﯾﺗطﻠﻊ إﻟﯾﻬﺎ اﻷورﺑﯾون
ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟﻣﺟﺎل اﻟطﺑﯾﻌﻲ ﻟﺗوﺳﻌﻬم وﺗوﺳﻊ رأﺳﻣﺎﻟﻬم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎري اﻟﺑﺎﺣث ﻋن أﺳواق ﺟدﯾدة
وﻣﺻﺎدر ﻟﻠﺛروات اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،وﻛﺎﻧت ﻓرﻧﺳﺎ أﻧﺷط اﻟدول اﻷورﺑﯾﺔ ﻓﻲ ارﺗﯾﺎد ﻣﻧﺎطق إﻓرﯾﻘﯾﺎ
اﻻﺳﺗواﺋﯾﺔ ﻋن طرﯾق إرﺳﺎل ﺑﻌﺛﺎت ﻋﻠﻣﯾﺔ وﺗﺟﺎرﯾﺔ ،وﻋﻘد اﻟﻣﻌﺎﻫدات واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت ﻣﻊ اﻟزﻋﻣﺎء
اﻟﻣﺣﻠﯾون ،وﻓﻲ أﻋﻘﺎب ﻣؤﺗﻣر ﺑرﻟﯾن ﻟﻌﺎم ) (ŠQLاﻟذي ﺣدد اﻟﻘواﻋد اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﯾر ﻋﻠﯾﻬﺎ
اﻻﺳﺗﻌﻣﺎر اﻷورﺑﻲ ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾم اﻟﻘﺎرة اﻟﺳوداء ،أﺧذت ﻓرﻧﺳﺎ ﺗﻣد ﻧﻔوذﻫﺎ ﻧﺣو ﺣوض ﺑﺣﯾرة ﺗﺷﺎد
وﻧﻬر اﻟﻧﯾﺟر وأﻋﺎﻟﻲ اﻟﻧﯾل ﻟﺗرﺑط ﺑﯾن ﻣﺳﺗﻌﻣراﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻏرب اﻟﻘﺎرة وﺷرﻗﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ وﺷﻣﺎل اﻟﻘﺎرة
وﺟﻧوﺑﻬﺎ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ) )(.
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ
٢٨٧
ﺑدأت ﻓرﻧﺳﺎ ﺗﺗﻐﻠﻐل ﻓﻲ ﺗﺷﺎد ﻣﻧذ ﻋﺎم ŠQLوﻟﻛﻧﻬـﺎ ﻟـم ﺗـﺗم اﻟـﺳﯾطرة ﻋﻠـﻰ أ ارﺿـﯾﻬﺎ ﺣﺗـﻰ == LÏG
ﺣﯾـث ﺗﺣرﻛـت ﻣـن اﻟﻛوﻧﻐــو ) ﺑ ارزﻓﯾـل ( ﺑﺎﺗﺟـﺎﻩ ﺗـﺷﺎد ﺷــﻣﺎﻻ úﻋﻠـﻰ طـول ﻧﻬـر ﺷــﺎﻧﻐﺎ وﺷـﺎري وﺷـرﻗﺎ úﺑﺎﺗﺟــﺎﻩ
ﻧﻬر اﻟﻧﯾﺟر ﻧﺣو ﺑﺣﯾـرة ﺗـﺷﺎد ،ﺣﺎوﻟـت ﻓرﻧـﺳﺎ ﻣـد ﻧﻔوذﻫـﺎ ﻣﻧـذ أواﺧـر اﻟﻘـرن اﻟﺗﺎﺳـﻊ ﻋـﺷر إﻻ إﻧﻬـﺎ ووﺟﻬـت
ﺑﻣﻘﺎوﻣــﺔ ﻣــن ﻗﺑــل ﺑﻌــض اﻟزﻋﻣــﺎء اﻟﻣﺣﻠــﯾن ﻣﻣــﺎ أﻋــﺎق ﺳــﯾطرﺗﻬﺎ ﺣﺗــﻰ اﺳــﺗﺗب اﻟوﺿــﻊ ﻟﻬــﺎ ﺑــﺷﻛل ﺗــﺎم ﻓــﻲ
أواﺧر اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ،ﺣﯾث وﺿﻌت ﺗﺷﺎد ﺗﺣت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ) )(.
وﻟم ﯾﺗم ﺑﻧﺎء ﻧظﺎم إدارة ﻓﻌﺎل ﺣﺗﻰ ﻋﺎم ،(. ) É°Ïéواﻟﻣﻼﺣظ أن اﻟﺳﯾطرة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻛﺎﻧت ذات
ﻓﻌﺎﻟﯾﺔ اﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻛﻧﻬﺎ ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن .ﻗﺎﻣت ﻓرﻧﺳﺎ
) )(
واﻟﺛﺎﻧﻲ ﺑﺗﻘﺳﯾم ﻣﺳﺗﻌﻣراﺗﻬﺎ ﻓﻲ أﻓرﯾﻘﯾﺎ إﻟﻰ إﻗﻠﯾﻣﯾن اﻷول أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﺳم أﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ
ﺳﻣﻲ إﻗﻠﯾم أﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻻﺳﺗواﺋﯾﺔ واﻟذي ﺿم ﺗﺷﺎد أﺿﺎﻓﻪ إﻟﻰ ﻛل ﻣن ) اﻟﻐﺎﺑون ،اوﺑﺎﻧﺟﻲ ،واﻟﻛوﻧﻐوﺑ ارزﻓﯾل
(.
) )(.
ﻟم وﻋﯾن ﻟﻛل إﻗﻠﯾم ﺣﺎﻛم ﻋﺎم ﺧﺎﺿﻊ ﻟﺳﻠطﺔ و ازرة اﻟﻣﺳﺗﻌﻣرات واﻹدارة اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﺎرﯾس
ﺗﻌﺗن اﻹدارة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﻘﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻣن اﺳﺗﻌﻣﺎرﻫﺎ ﻹﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻻﺳﺗواﺋﯾﺔ واﻟﻐرﺑﯾﺔ إﻻ ﺑﺎﺳﺗﻐﻼل اﻟﻣوارد
اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ وﻟم ﺗﺗدﺧل ﺑﺷؤون اﻟﺗﻌﻠﯾم واﻟﺻﺣﺔ أو ﺷؤون اﻟﻘﺿﺎء اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻘﺑﺎﺋل ،ﺑل ﺗرﻛﺗﻬﺎ ﻟﻠزﻋﺎﻣﺎت
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻟم ﺗﺗﺢ ﻓرﺻﺔ اﻟﺗﺷﺑﻊ ﺑﺎﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ إﻻ ﻓﻲ ﺑﯾﺋﺎت ﻣﺣددة ﺗﻘﺗﺻر ﻋﺎدة ﻋﻠﻰ أﺑﻧﺎء رؤﺳﺎء
اﻟﻘﺑﺎﺋل واﻟﻣﺷﺎﯾﺦ اﻟذي ارﺗﺿو ﺑﻬم ،وﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻧﻔﻘﺎت اﻹدارة ﻋﻣد اﻟﻔرﻧﺳﯾون إﻟﻰ ﺿرﯾﺑﺔ اﻟرؤوس وﺿرﯾﺑﺔ
اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ وﻟم ﺗﺗﺣﻣل ﻓرﻧﺳﺎ ﻧﻔﻘﺎت اﺣﺗﻼﻟﻬﺎ ﻟﻣﺳﺗﻌﻣراﺗﻬﺎ اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺑل ﻟم ﺗﻘم ﺑﺈﻧﺷﺎء أﺑﻧﯾﺔ أو
ﻣؤﺳﺳﺎت ﻗد ﺗﻛون أﺳﺎس ﺑﻧﺎء دوﻟﺔ ﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﻌﻣراﺗﻬﺎ ﺣﺗﻰ ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ.
ﺣﯾث ﻟﺟﺄت ﻓرﻧﺳﺎ إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر وﺿﻌﯾﺔ ﻣﺳﺗﻌﻣراﺗﻬﺎ اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ اﺛر وﺿﻊ دﺳﺗور اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ
) )(
،ﺣﯾث ﺣوﻟت اﺳم)اﻹﻣﺑراطورﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ( إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺔ ) اﻻﺗﺣﺎد اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟراﺑﻌﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم É°Ïé
اﻟﻔرﻧﺳﻲ( ﻟﺗﻧﺎﺳب ﻋﺻر ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺣرب ،وﺳﻣﺣت ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﻣرات اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ وﻣﻧﻬﺎ ﺗﺷﺎد ،ﺑﺈرﺳﺎل ﻧواب
إﻟﻰ اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،وﻗد أﺗﺎﺣت ﻫذﻩ اﻟﺗطورات ﻟﻸﻓﺎرﻗﺔ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﻣﺔ وان ﯾؤﻟﻔوا أﺣزاﺑﺎ
ﺗﺧوض اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﺳواء ﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻋد اﻟﺑرﻟﻣﺎن اﻟﻔرﻧﺳﻲ أو اﻟﻣﺟﺎﻟس اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻟﻛل إﻗﻠﯾم) )(.
ﺑدء اﻟﺷﻌور اﻟﻘوﻣﻲ واﻟوﻋﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺑﺎﻟﺗطور ﻓﻲ ﺗﺷﺎد وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻧﺧﺑﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣدن ورﺟﺎل
اﻷﻋﻣﺎل واﻹدارة اﻟذﯾن رﻏﺑوا ﺑدرﺟﺔ أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟوﻋﻲ واﻟﺣرﯾﺔ واﻟﻣﺳﺎواة ﻟﻣواطﻧﯾﻬم اﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ،ﺛم ﺑدءوا
ﺑﺎﻟﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺑﺎﻻﺳﺗﻘﻼل) )(ﻓرأت ﻓرﻧﺳﺎ أن ﺗﻣﻧﺢ ﻣﺳﺗﻌﻣراﺗﻬﺎ اﻻﺳﺗواﺋﯾﺔ ،وﺗﺷﺎد ﻣن ﺿﻣﻧﻬﺎ ﻧوﻋﺎ( ﻣن اﻟﺣﻛم
اﻟذاﺗﻲ ﻓﻛﺎن وﺿﻊ ﻗﺎﻧون اﻟﻣﻼك أو اﻟﻘﺎﻧون اﻹطﺎري ﻟﻠﻣﺳﺗﻌﻣرات اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم L °واﻟذي ﻧص
ﻋﻠﻰ أﻧﺷﺎء ﺳﻠطﺔ ﺗﻧﻔﯾذﯾﺔ ﻣﺣﻠﯾﺔ وﻣﻧﺢ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺳﻠطﺎت ﺷﺑﺔ ﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ،إﻻ أن ﻓرﻧﺳﺎ اﺣﺗﻔظت
ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت واﺳﻌﺔ ﻟﺣﺎﻛم اﻹﻗﻠﯾم اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،وطﺑﻘﺎ Jﻟﻘﺎﻧون اﻟﻣﻼك ﺗم إﻧﺷﺎء ﻫﯾﺋﺔ اﻟﻧﺎﺧﺑﯾن اﻟواﺣدة ) ﺑﻌد
أن ﻛﺎﻧت ﻫﯾﺋﺗﯾن ( وأﻟﻐﻰ اﻟﺗداﺑﯾر اﻟﻣﻘﯾدة اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗؤﺛر ﻓﻲ اﻟﻬﯾﺋﺔ اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ وأﻋطﻰ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ
اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﺳﻠطﺔ اﺗﺧﺎذ اﻟﻘ اررات وﻛﺎﻧت ﻗرﯾﺑﺔ ﻓﻲ ﺻﻼﺣﯾﺎﺗﻬﺎ ﻣن ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ وﻗﺎم ﻧظﺎم
اﻟﻼﻣرﻛزﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ) )(.
ﺛم ﺗم إﻋﻼن ﺗﺷﺎد ﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺣﻛم ذاﺗﻲ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻛوﻣﻧوﻟث اﻟﻔرﻧﺳﻲ ،وواﻓق اﻟﺗﺷﺎدﯾون ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﻛم اﻟذاﺗﻲ ﻓﻲ اﺳﺗﻔﺗﺎء ﺷﻌﺑﻲ اﺟري ﻓﻲ ﺳﺑﺗﻣﺑر )أﯾﻠول( LÏôŠوﺑﻌد ﺗﺷﻛﯾل ﺣﻛوﻣﺎت اﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﻋدة
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ
٢٨٨
ﺗرأﺳﺗﻬﺎ زﻋﺎﻣﺎت أﺣزاب ﺗﺷﺎدﯾون) ) )(ﺛم أﻋﻠﻧت ﺟﻣﻬورﯾﺔ ﺗﺷﺎد اﻟﺣﻛم اﻟذاﺗﻲ ﺿﻣن اﻟراﺑطﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻓﻲ
ﻧوﻓﻣﺑر )ﺗﺷرﯾن اﻟﺛﺎﻧﻲ( LÏôŠﺣﯾث ﺗﺣﻛم ﻧﻔﺳﻬﺎ ﺑﻧﻔﺳﻬﺎ وﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻻﺗﺣﺎد اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﻓﻲ ﺷؤون
اﻟدﻓﺎع) ( (واﻟﻧﻘد واﻻﻗﺗﺻﺎد ،أﻣﺎ رﺋﯾس اﻟراﺑطﺔ ﻓﻬو رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،وﻗد ﺳﻣﺢ اﻟدﺳﺗور ﻟﻠدول
اﻟداﺧﻠﺔ ﻓﻲ اﻻﺗﺣﺎد اﻻﺳﺗﻘﻼل ﻋﻧﻪ ﻣﺗﻰ ﺷﺎءت .ﺛم ﺷﻬدت ﺗﺷﺎد ﻓﻲ ﻋﺎﻣﻲ LÏôŠ (LÏôŠﺗطورات ﻋدة
ﺗﺎﻣﺎ ﻣﻊ إﻧﺷﺎء ﻗواﻋد ﻋﺳﻛرﯾﺔ ﻟﻔرﻧﺳﺎ ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﺷﺎدﯾﺔ وﻋﻘد
اﺳﺗﻘﻼﻻ L
= ﻗﺎدت إﻟﻰ اﺳﺗﻘﻼل ﺗﺷﺎد
ﻣﻌﺎﻫدات اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻣﻌﻬﺎ)=.(Š
ﻧﺎﻟت ﺗﺷﺎد اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ إﻻ أن ﺑذور اﻟﺷﻘﺎق ﻗد وﺿﻌت ﻣن ﺧﻼل ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻓرﻧﺳﺎ اﻻﺳﺗﻌﻣﺎرﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﻣﯾزت ﺑﯾن أﺑﻧﺎء اﻟﺑﻠد اﻟواﺣد ،ﺣﯾث ﻗرﺑت اﻟﺟﻧوﺑﯾﯾ ( ﻣن ﻣﺳﯾﺣﯾﯾن وارواﺣﯾﯾ ( ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ
اﻟﺷﻣﺎل ﻣﻣﺎ ﺧﻠق أزﻣﺎت ﻋﺎﻧﺗﻬﺎ ﺗﺷﺎد ﻣﻧذ اﻻﺳﺗﻘﻼل وﻣﻣﺎ أدى ﻻﻧدﻻع ﺣرب أﻫﻠﯾﺔ داﻣﯾﺔ ﻣﻧذ ﺳﻧوات
اﻻﺳﺗﻘﻼل اﻷوﻟﻰ .
اﻟﻣﺑﺣث اﻷول :ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد ﻓﻲ ﺗﺷﺎد .
ﻛﺎن ﻧظﺎم اﻟﺗﻌدد اﻟﺣزﺑﻲ ﻫو اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﺗﺷﺎد ﻣﻧذ ﺣﻘﺑﺔ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻻﺳﺗﻘﻼل ﺣﯾث ﺗﺷﻛﻠت
ﺧﻣﺳﺔ أﺣزاب ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ أﺑرزﻫﺎ اﻟﺣرﻛﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎدﯾﺔ ـ اﻟﺣزب اﻟﺗﻘدﻣﻲ اﻟﺗﺷﺎدي ـ اﺗﺣﺎد ﺗﺷﺎد
اﻟدﯾﻣﻘراطﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘل ـ اﻟﺣرﻛﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ ،ﺗﺟﻣﻊ اﻟرﯾﻔﯾﯾن اﻟﺗﺷﺎدﯾﯾن اﻟﻣﺳﺗﻘل ،ﻛﺎن طﺎﺑﻊ ﻫذﻩ
اﻷﺣزاب اﻟﺗﻧﺎﻓس اﻟﻣﺳﺗﻣر واﻻﻧﺷﻘﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻓﻲ إطﺎر ﻛل ﻣﻧﻬﺎ ﺑﯾن اﻟﺣﯾن واﻷﺧر ،وﻛذﻟك ﻋرف
ﻋن زﻋﻣﺎء وأﻋﺿﺎء اﻷﺣزاب اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺷﺎد ﻋدم ﺛﺑﺎﺗﻬم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺳﯾﺎﺳﻲ ﺛﺎﺑت ﺑل ﻛﺎن ﺑﻌﺿﻬم
ﯾﺗﻘﻠب ﻓﻲ وﻻﺋﻪ ﻣن ﺣزب ﻵﺧر ﺣﺳﺑﻣﺎ ﺗﻘﺗﺿﯾﻪ ﻣﺻﻠﺣﺗﻪ اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ) ( ،وﻗد ﺗﺻﺎﻋدت اﻟﺧﻼﻓﺎت ﻣﻊ
اﻗﺗراب ﻣرﺣﻠﺔ اﻻﺳﺗﻘﻼل ،ﻣﻣﺎ ﺷﺟﻊ آﺧر رﺋﯾس ﺣﻛوﻣﺔ اﻧﺗﻘﺎﻟﻲ )ﺗﻣﺑل ﺑﺎي( اﻟذي ﺗم ﺗرﻗﯾﺗﻪ ﻣن ﻗﺑل
اﻟﺑرﻟﻣﺎن إﻟﻰ ﻣرﺗﺑﻪ رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ،إﻟﻰ إﻟﻐﺎء ﻧظﺎم اﻟﺗﻌدد اﻟﺣزﺑﻲ وﻗﺎم ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻷﺣزاب وﻓرض ﻧظﺎم
ﺋﺎﺳﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﻏرار
اﻟﺣزب اﻟواﺣد ،ﻫو اﻟﺣزب اﻟﺗﻘدﻣﻲ اﻟﺗﺷﺎدي ،وأﻋﻠن ﻧظﺎم ﺗﺷﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻧظﺎﻣﺎ ôر ú
ﻣﻌظم اﻟﺟﻣﻬورﯾﺎت اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ وأﺻﺑﺢ رﺋﯾﺳﺎ( ﻟﻠﺑﻼد) ) )(.
اﻟﻣطﻠب اﻷول :ﺣﻘﺑﺔ ﺗﻣﺑل ﺑﺎي :
ﻛﺎن ﻣن ﺿﻣن ﻗ اررات )ﺗﻣﺑل ﺑﺎي( اﻟﺗﻲ ﺷﻛﻠت طﺑﯾﻌﺔ ﻧظﺎﻣﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،إﻟﻐﺎءﻩ اﻟﺗﻌدد اﻟﺣزﺑﻲ
وﺳن ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد ،ﺣﯾث ﺗم إﻟﻐﺎء ﺟﻣﯾﻊ أﺣزاب اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور ﻣﻬم ﻗﺑل
اﺳﺗﻘﻼ ) اﻟﺑﻼد ،وذﻟك ﺑﻘﺻد اﻟﺣد ﻣن دور اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن ﻓﻲ ﺗﺷﺎد ،وﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ،ﺣﯾث أﻋﻠن
اﻟﺣزب اﻟﺗﻘدﻣﻲ اﻟﺗﺷﺎدي )ﺣزب ﺗﻣﺑل ﺑﺎي( ﺣز(ﺑﺎ ﺣﺎﻛﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ،وﻗد اﺳﺗﻣر اﻟﺣزب اﻟﺣﺎﻛم ﻣﻧذ
åŠ °وﺣﺗﻰ åŠ °ﺣﯾن ﺣل ﻣﺣل ﺣزب )اﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺛورﯾﺔ( واﺳﺗﻣر ﺣﺗﻰ ﻋﺎم
)(Ïå
.ﻟﻘد ﻗﺎدت ، åŠ °ﻋﻧد ﻧﺟﺎح اﻻﻧﻘﻼب ﺿد اﻟرﺋﯾس ﺑﺎي ،وﺗم ﺣﯾﻧﻬﺎ إﻟﻐﺎء ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣزاب
ﺳﯾﺎﺳﺔ)ﺗﻣﺑل ﺑﺎي (اﻟﻘﻣﻌﯾﺔ إﻟﻰ ظﻬور ﺣرﻛﺎت ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻣﺳﻠﺣﺔ ،ﻓﻘد ﻗﺎم ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺟﺎدة ﻹﻗﺻﺎء رﻓﺎﻗﻪ
Ïﻣن ﻧظﺎﻣﻪ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺛم
اﻟذﯾن ﺷﺎرﻛوا ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻗﺑل اﻻﺳﺗﻘﻼل ،واﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﺟزåءا ﻣﻬﻣﺎ
اﻟﻘﻲ اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ ﻣﻌظم اﻟﻘﯾﺎدات اﻟﺣزﺑﯾﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد ،ﺑدﻋوى اﻟﺗﺂﻣر ﻋﻠﻰ ﺣﯾﺎة اﻟرﺋﯾس ،
ﺗﺣدﯾدا ،ﻧﺣو اﻟﺷﺧﺻﯾﺎت اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ إﺷﻌﺎل اﻟﻧﻌرات
( وﺗوﺟﻪ ﺑﺎﻹﻗﺻﺎء واﻻﻋﺗﻘﺎل
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ
٢٨٩
اﻟطﺎﺋﻔﯾﺔ واﻟﻌرﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد وﻣﺎ ﺟﺎء ﻋﺎم åŠ °ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺢ ) ﺗﻣﺑل ﺑﺎي( اﻟﺣﺎﻛم اﻟﻣطﻠق وأﺻﺑﺢ ﺣزﺑﻪ
)ﺣزب ﺗﺷﺎد اﻟﺗﻘدﻣﻲ ( اﻟﺣزب اﻷوﺣد اﻟذي ﺳﻣﺢ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻧﺷﺎط اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ) ( (.
اﻟﺗﻧظﯾم اﻟدﺳﺗوري طﺑﻘﺎ( ﻟدﺳﺗور :åŠ °
( )
ﻛﺎﻧت ﺗﺷﺎد ﺗدار ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻧظﺎم ﺑرﻟﻣﺎﻧﻲ ﺣﯾث أن اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻫو اﻟذي ﯾﻧﺗﺧب اﻟرﺋﯾس
ﻓﺄﻗدم اﻟرﺋﯾس ﺑﺎي ﻋﻠﻰ وﺿﻊ دﺳﺗور ﻟﻠﺑﻼد ﻋﺎم ، åŠ °ﺣﯾث أﻗﺎم ﻧظﺎﻣﺎ رﺋﺎﺳﯾﺎ ﯾﺗم اﺧﺗﯾﺎر اﻟرﺋﯾس
ﻣن ﻗﺑل ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻣﺣدودة ،ﻣﻊ اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻪ ﺑﺈﻋﺎدة اﻻﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻣرات ﻋدة ،ﻟدورة اﻧﺗﺧﺎﺑﯾﺔ ﻟﻣدة
ﺳﺑﻊ ﺳﻧوات ﯾﻛون رﺋﯾس اﻟﺟﻣﻬورﯾﺔ ﻫو رﺋﯾس اﻟوزراء ،وﻫو اﻟذي ﯾﺧﺗﺎر اﻟوزراء وﯾرأس ﺟﻠﺳﺎت
اﻟﻣﺟﻠس .
أﻣﺎ اﻟﺟﻣﻌﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ )اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺗﺷرﯾﻌﯾﺔ ( ﻓﻣﻧﺗﺧﺑﺔ ﺑﺎﻻﻗﺗراع اﻟﺷﻌﺑﻲ ﻟﻣدة ﺧﻣس ﺳﻧوات ،إﻻ
إﻧﻬﺎ ﺗﻣﺗﻌت ﺑﺻﻼﺣﯾﺎت ﻣﺣدودة) ،( Šورﺑﻣﺎ ﯾرﺟﻊ ذﻟك إﻟﻰ ﺻﻼﺣﯾﺎت اﻟرﺋﯾس اﻟواﺳﻌﺔ طﺑﻘﺎ( ﻟﻠدﺳﺗور،
واﻟﻰ ﺗطﺑﯾق ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد اﻟذي ﯾﺗزﻋﻣﻪ رﺋﯾس اﻟﺑﻼد ،ﻓﯾﻛون أﻋﺿﺎء اﻟﺑرﻟﻣﺎن ﻣن أﻋﺿﺎء اﻟﺣزب
اﻟﺣﺎﻛم وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﺎﺑﻌﯾن ﻟﻠرﺋﯾس .
اﻗر اﻟدﺳﺗور أﯾﺿﺎ ﺑﺈﻧﺷﺎء ﻣﺟﻠس ﻟﻠﺷؤون اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ٕواﻧﺷﺎء ﻣﺣﻛﻣﺔ ﻋﻠﯾﺎ ﺗﺗﺄﻟف ﻣن ﺛﻼث
ﺣﺟرات ﻗﺿﺎﺋﯾﺔ ،أدارﯾﺔ ،وﻣﺎﻟﯾﺔ ) .(ô
طﺑﯾﻌﺔ ﺣﻛم ﺗﻣﺑل ﺑﺎي _:
ﻣرت ﺗﺷﺎد ﻓﻲ ﺣﻘﺑﺔ )ﺗﻣﺑل ﺑﺎي( ﺑﺗﺻﺎﻋد ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﻣﻊ ﻗﯾﺎم ﻧظﺎم ﻣﺳﺗﺑد ﺑزﻋﺎﻣﺗﻪ ،
ﺣﯾث أدت طﺑﯾﻌﺔ ﺣﻛﻣﻪ إﻟﻰ ﻧﺷوء ﺣرﻛﺔ ﺗﻣرد واﺳﻌﺔ ﺿدﻩ ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎل ﺗﺷﺎد .اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻧت ﻣن
اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺿدﻫﺎ ،ﻓﺧرﺟت ﻣﻧﻬﺎ ﺣرﻛﺔ ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺳﻣﯾت )ﺟﺑﻬﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺷﺎدي( واﻟﺗﻲ اﺷﺗﻬرت ب)اﻟﻔرو
) ((
،ﺣﯾث أﻋﻠن ﺗﺷﻛﯾﻠﻬﺎ رﺳﻣﯾﺎ( ﻋﺎم = ، =wÏﻓطﻠب اﻟرﺋﯾس ﺑﺎي ﻟﯾﻧﺎ( اﻟﺗﻲ ﺗزﻋﻣﻬﺎ اﻟدﻛﺗور أﺑﺎ ﺻدﯾق
ﻣن ﻓرﻧﺳﺎ دﻋﻣﻪ ﺑﺎﻟﻘوة اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،وﻗد ﺗﺄﻟﻔت ﻫذﻩ اﻟﺟﺑﻬﺔ ﻣن ﻋدة أﺣزاب ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ ﻛﺎن ﻟﻬﺎ دور
ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎدﯾﺔ ﻗﺑل اﻻﺳﺗﻘﻼل وﻫﻲ ﻛل ﻣن :
-:اﻟﺣرﻛﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻷﻓرﯾﻘﯾﺔ.
-اﻻﺗﺣﺎد اﻟوطﻧﻲ اﻹﻓرﯾﻘﻲ.
) ((
. اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣﻧﺷﻘون ﻋن ﺣزب اﻟﺗﻘدم اﻻﺷﺗراﻛﻲ )اﻟﺣزب اﻟﺣﺎﻛم(
وﻛذﻟك ﺗﺄﻟﻔت اﻟﻔروﻟﯾﻧﺎ ﻣن ﻓﺻﺎﺋل ﻣﺳﻠﺣﺔ ﻋدة ))ﺣواﻟﻲ )) ﻓﯾﺻﻼ (( )) ﻓﻲ ﺟﻧوب اﻟﺑﻼد و .
ﻣن اﻟﺷﻣﺎل ،وﻓﻲ ﻋﺎم = =wÏاﻋﺗرﻓت ﻟﯾﺑﯾﺎ ﺑﺎﻟﻔروﻟﯾﻧﺎ ﻛﻣﻣﺛل وﺣﯾد ﻟﻠﺷﻌب اﻟﺗﺷﺎدي ،وﻛﺎن ﻣﻘرﻫﺎ
طراﺑﻠس ،ﺛم اﻧﺗﻘﻠت إﻟﻰ اﻟﺟزاﺋر ،وﻗد ﺧﺎﺿت ﺻراﻋﺎ ﻣﻊ ﻧظﺎم اﻟرﺋﯾس ﺗﯾﻣﺑل ﺑﺎي ،إﻻ أن اﻟدﻋم
اﻟﻔرﻧﺳﻲ ﺳﺎﻋدﻩ ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ ﺳﻠطﺗﻪ وأدى ﻟﻛﺑﺢ اﻟﺛورة اﻟﻣﺗﺻﺎﻋدة ﺿدﻩ ،وﻓﺷﻠت ﺣرﻛﺎت اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ
إﺳﻘﺎطﻪ ،ﺛم ﺑدأت ﺟﺑﻬﺔ اﻟﻔروﻟﯾﻧﺎ ﺑﺎﻟﺗﻔﻛك ،ﻋﻧدﻣﺎ واﻓﻘت ﺑﻌض ﻓﺻﺎﺋﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳوﯾﺔ ﻣﻊ ﺣﻛوﻣﺔ
) ﺟوﻏوﻧﻲ ﻋوﯾدي( )ﺗﻣﺑل ﺑﺎي ( ﺛم ﺗﺟزأت إﻟﻰ ﻓﺻﺎﺋل ﻋدة ،ﺑﻌﺿﻬﺎ أﺻﺑﺢ ﺗﺣت زﻋﺎﻣﺔ
وآﺧر اﻧﺷق ﻋﻧﻪ وﺗزﻋﻣﻪ ﺣﺳﯾن ﺣﺑري وﺛﺎﻟث ﺑزﻋﺎﻣﺔ أﺑو ﺑﻛر رﺣﻣن ،واﻟذي ﺣﻣل ﻻﺣﻘﺎ اﺳم اﻟﺣرﻛﺔ
(. )
اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ﻟﺗﺣرﯾر ﺗﺷﺎد
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ
٢٩٠
ﻟم ﺗﺳﺗطﻊ ﺣرﻛﺎت اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ إﺳﻘﺎط ﻧظﺎم اﻟرﺋﯾس )ﺗﻣﺑل ﺑﺎي( ﺑﺳﺑب اﻟدﻋم اﻟﺧﺎرﺟﻲ أوﻻ
ﺛﺎﻧﯾﺎ ،وﻟﻛن ﻋﻣق اﻟﻔﺳﺎد اﻟذي ﺗﻐﻠﻐل ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺷﺎدي (
واﻻﻧﺷﻘﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻧﺗﻬﺎ ﻗوى اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ )
أدى ﻟﻠﺗﻐﯾر ﻣن اﻟداﺧل ،ﺣﯾث ﻧﺟﺣت ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻧﻘﻼﺑﯾﺔ ﺿدﻩ ﺑﻘﯾﺎدة ﻓﯾﻠﻛس ﻣﺎﻟوم ﻓﻲ ﻋﺎم =. =wÏ
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ:أوﻻ :ﺣﻘﺑﺔ اﻟرﺋﯾس ﻓﯾﻠﻛس ﻣﺎﻟوم :
ﻧﺟﺢ ﻓﯾﻠﻛس ﻣﺎﻟوم ﻓﻲ ﺗﻧﻔﯾذ اﻧﻘﻼب ﻋﺳﻛري ﺑﻣﺳﺎﻋدة ﻣن ﺣﺳﯾن ﺣﺑري اﺣد ﻗﺎدة ﻓﺻﺎﺋل
اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺣﯾث ﻋﯾﻧﻪ وزﯾ ار ﻟﻠدﻓﺎع ،ﺛم رﺋﯾﺳﺎ ﻟﻠوزراء ،ﻗﺎم اﻟرﺋﯾس ﻣﺎﻟوم ﺑﻌد ﻧﺟﺎح اﻻﻧﻘﻼب ﺑﺗﻌﻠﯾق
Ïر ﻣؤﻗﺗﺎ Fﻋﺎم FÏ°Rﻋﻠق ﻣن
ﻧظﺎﻣﺎ ﻋﺳﻛ°رﯾﺎ ،ووﺿﻊ دﺳﺗو ا
اﻟدﺳﺗور ٕواﻟﻐﺎء اﻟﺣزب اﻟواﺣد ،ﺛم أﻗﺎم R
) (
ﺧﻼﻟﻪ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﻏﯾرﻫﺎ .
ﻟم ﺗﺗﺣﺳن اﻷوﺿﺎع ﻓﻲ ظل )ﺣﻛم اﻟرﺋﯾس ﻓﯾﻠﻛس ﻣﺎﻟوم ( ﺣﯾث اﺳﺗﻣرت ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم
اﻻﺳﺗﻘرار واﻧﻘﺳﺎم اﻟﺑﻼد إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ ﺷﻣﺎﻟﯾﺔ وأﺧرى ﺟﻧوﺑﯾﺔ ،ﺑﺳﺑب اﻻﺧﺗﻼف ﺑﯾن اﻟﺷﻣﺎل اﻟﻣﺳﻠم ،اﻟذي
ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ ﺳﻛﺎﻧﻪ ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟﻌرب ،واﻟﺟﻧوب اﻟذي ﻏﺎﻟﺑﯾﺔ ﺳﻛﺎﻧﻪ ﻣن اﻟزﻧوج ﻣن ﻣﺳﯾﺣﯾﯾن وارواﺣﯾﯾ )
ﺣﯾث ﻗرﺑت اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن وﻛﺎن ﻛل ﻣن ﺗﻣﺑل ﺑﺎي وﺧﻠﻔﻪ ﻣﺎﻟوم ﻣن
اﻟﺟﻧوﺑﯾﯾن ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻣرد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن اﻟذﯾن ﻋﺎﻧوا ﻣن اﻟﺗﻣﯾﯾز ﺿدﻫم ورﻏم أن ﻫذا ﻟم ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﻧﺷوء
ﺣرﻛﺎت ﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب أﯾﺿﺎ ﺑﺳﺑب طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺣﻛم اﻟﻣﺳﺗﺑد وﺿﻌف ﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وﻋدم أﻟﺳﻣﺎح
ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ .ﻟﻘد اﺳﺗﻣر اﻟﺻراع اﻟﻣﺳﻠﺢ ﻓﻲ اﻟﺑﻼد وﺗزاﯾدت ﺣﺎﻻت اﻟﻔﺳﺎد ﻓﻲ اﻷوﺿﺎع اﻟداﺧﻠﯾﺔ
وﺗﺟﺎﻫل ﻣطﺎﻟب اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ).(NŠوﻓﻲ ظل ﺗﺻﺎﻋد واﺳﺗﻣرار ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺗﺷﺎد ﺣﺎول
اﻟرﺋﯾس ﻣﺎﻟوم ﻛﺳب ود اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺟﻧوب )ﺣرﻛﺔ اﻟﺛورة اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ اﻟﺗﺷﺎدﯾﺔ(
ورﺿﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺎت أﺧرى ﻣن ﺗﻧظﯾﻣﺎت اﻟﺟﻧوب ،وﻧﺟﺢ ﻓﻲ إﻧﺷﺎء اﻟﺣزب اﻟﺟﻣﻬوري ﻹﻧﻘﺎذ ﺗﺷﺎد ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف
ﻣﻊ ﻫذﻩ اﻟﻘوى ﻋﺎم .( ( ) QŠŠ
ﺛم ﺣﺎول ﻛﺳب ﺛﻘﺔ اﻟﻔﺻﺎﺋل اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ و ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎق ﻋﻠﻰ ﻣﻐﺎدرة اﻟﻘوات
اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻷراﺿﻲ ﺗﺷﺎد واﻹﻓراج ﻋن اﻟﻣﻌﺗﻘﻠﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﯾن ،وﻗد واﻓق ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ ﻋدة ﻣؤﺗﻣرات
ﻟﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑوﺳﺎطﺔ دول اﻓرﯾﻘﯾﺔ ﻋدة وﻣﻧﻬﺎ :
-:ﻣؤﺗﻣر ﺳﺑﻬﺎ
QŠŠ / QŠŠوﻗد ﺣﺿرﻩ ﻛﺎﻓﺔ اﻷطراف اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ ﻣن اﺟل إﻧﻬﺎ /اﻷزﻣﺔ اﻟﺗﺷﺎدﯾﺔ
/ اﻟذي ﻋﻘد ﻣن
وأﺳﻔرت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت ﻋن اﺗﻔﺎق ﻟوﻗف إطﻼق اﻟﻧﺎر ،أﻻ أن اﻷزﻣﺔ ﻋﺎدت ﻟﻼﻧدﻻع ﻣن ﺟدﯾد .وﻟم ﯾﻧﺟﺢ
اﻟﻣؤﺗﻣر ﺑﺳﺑب ﻗﻠﺔ اﻟﺛﻘﺔ ﺑﯾن اﻟﻔرﻗﺎء .
-.ﻣؤﺗﻣر طراﺑﻠس
ﻋﻘد ﻣن ﺗﻣوز ، QŠŠ /ﺣﯾث ﺗﻘدﻣت دول اﻟوﺳﺎطﺔ )ﻟﯾﺑﯾﺎ ،اﻟﺳودان واﻟﻧﯾﺟر( ﺑﻣﻘﺗرح ﻟﺣل اﻷزﻣﺔ ﻋﺑر
اﻧﺳﺣﺎب اﻟﻘوات اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ،ﺛم ﺗﻧﻔﯾذ وﻗف أطﻼق اﻟﻧﺎر ﯾﻧﻬﻲ اﻟﺣرب اﻟداﺋرة ﻓﻲ اﻟﺑﻼد وﻟم ﯾﻧﺟﺢ اﻟﻣؤﺗﻣر
أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﺗوﻓﯾق ﺑﯾن اﻷطراف اﻟﻣﺗﻧﺎزﻋﺔ .إﻻ اﻧﻪ ﻛﺎن ﺗوطﺋﺔ ﻟﻣؤﺗﻣر اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟﺗﺎﻟﻲ .
-ﻣؤﺗﻣر ﻛﺎﻧون اﻷول
ﻓﻲ آذار QŠŠدﻋت ﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ أطراف اﻟﻧزاع إﻟﻰ ﻣؤﺗﻣر ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺣﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ودﻋت دول اﻟﺟوار
اﻟﺗﺷﺎدي ،وﻗد ﺗوﺻل اﻟﻣؤﺗﻣرون إﻟﻰ ﻗ اررات ﻋدة أﺑرزﻫﺎ:
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ
٢٩١
.ﻋزل اﻟرﺋﯾس ﻓﯾﻠﻛس ﻣﺎﻟوم ورﺋﯾس وزراﺋﻪ ﺣﺳﯾن ﺣﺑري .
.ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺟﻠس دوﻟﻪ ﻣؤﻗت ﺑرﺋﺎﺳﺔﻏوﻛوﻧﻲ ﻋوﯾدي .
.ﻣواﻓﻘﺔ ﻓرﻧﺳﺎ ﻋﻠﻰ ﺳﺣب ﻗواﺗﻬﺎ ﻣن ﺗﺷﺎد ٕوارﺳﺎل ﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ ﻟﻘوات ﺣﻔظ اﻟﺳﻼم .ﺛم ﺗم ﺗوﻗﯾﻊ اﺗﻔﺎق
ﻓﺻﯾﻼ ﻣﺗﻧﺎزﻋﺎ ﺣﯾث وزﻋت اﻟﻣﻧﺎﺻب ﺑﯾن زﻋﻣﺎء اﻟﻔﺻﺎﺋل ،. اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ ﻻﻏوس ﺑﻧﯾﺟﯾرﯾﺎ ﺑﯾن .
ﺛم ﺷﻛﻠت ﺣﻛوﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﯾﺳﺎن ~Ï°ôﺗرأﺳﻬﺎ اﺑﺗدءا ﻟول ﻣﺣﻣد ﺷوا ﺛم ﺗﺣوﻟت رﺋﺎﺳﺗﻬﺎ
) (.
. إﻟﻰ ﻏوﻛوﻧﻲ ﻋوﯾدي
ﺛﺎﻧﯾﺎ( :طﺑﯾﻌﺔ ﻧظﺎم اﻟرﺋﯾس ﻓﯾﻠﻛس ﻣﺎﻟوم :
أﻗﺎم ﻓﯾﻠﻛس ﻣﺎﻟوم ﻧظﺎﻣﺎ ﻋﺳﻛرﯾﺎ ﻗﺎم ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻧﻘﻼب ﻋﺳﻛري ،ﺿد ﻧظﺎم اﻟرﺋﯾس )ﺗﻣﺑل ﺑﺎي(
=ر ﻣؤﻗﺗﺎ Rﻓﻲ ﻋﺎم
،ﻛﺎن ﻣن أول ﻗ ارراﺗﻪ إﻟﻐﺎء اﻟدﺳﺗور واﻷﺣزاب وأي ﻧﺷﺎط ﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺛم وﺿﻊ دﺳﺗو ا
= åôŠﻣﺑﺎﺷرة ﺑﻌد اﻻﻧﻘﻼب ،ﺛم وﺿﻊ دﺳﺗو ا)ر ﺳﻣﻲ )ﻣﯾﺛﺎﻗﺎ ﺗﺄﺳﯾﺳﺎ)( ،ﺛم ﺳرﻋﺎن ﻣﺎ ﺣل ﻣﺣﻠﻪ دﺳﺗور
ﻋﺎم = åôŠوﻗد اﻋﺗﻣد أﯾﺿﺎ ﻧظﺎم اﻟﺣزب اﻟواﺣد ،وﻟم ﯾﺳﻣﺢ ﺑﻣﺷﺎرﻛﺔ ﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻠﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ
وأﺧﯾ ا)ر اﻧﺗﻬﻰ ﻧظﺎم ﺣﻛﻣﻪ ﺑﺗوﺻل اﻟﻔرﻗﺎء اﻟﻣﻌﺎرﺿﯾن إﻟﻰ اﺗﻔﺎق ﻻﻏوس واﻟذي أﻧﺗﺞ ﺣﻛوﻣﺔ اﻟوﺣدة
اﻟوطﻧﯾﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرأﺳﻬﺎ ﻏو ﻛوﻧﻲ ﻋوﯾدي وﻧﺎﺋﺑﻪ ﻋﺑد اﻟﻘﺎدر ﻛﺎﻣوﺟﻲ) ( (.
اﻟﻣﺑﺣث اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣﻘﺑﺔ اﻟﺣرب اﻷﻫﻠﯾﺔ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﻧظﺎم اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ﺧﻼﻟﻬﺎ :
ﻣرت ﺗﺷﺎد ﺑﺣﻘﺑﺔ ﻣن اﻟﺣرب اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟداﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﻗﺳﻣت اﻟﺑﻼد ﺑﺷﻛل ﻋﻣﻠﻲ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن
ﺷﻣﺎﻟﻲ وﺟﻧوﺑﻲ ،ووﻗﻌت ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ رﺋﯾﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻏوﻛوﻧﻲ ﻋوﯾدي وﺣﺳﯾن ﺣﺑري.
اﻟﻣطﻠب اﻷول ﺣﻘﺑﺔ ﻏوﻛوﻧﻲ ﻋوﯾدي:
ﻋﻠﻰ أﺛر اﺗﻔﺎق ﻻﻏوس ﺗم ﺗﺷﻛﯾل ﺣﻛوﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗزﻋﻣﻬﺎ ) ﻏوﻛوﻧﻲ ﻋوﯾدي (
ﺣﯾث ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔﺗرض أن ﺗﻛون ﻫذﻩ اﻟﺣﻛوﻣﺔ ﺑداﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻟﻠﺑﻼد اﻟﺗﻲ ﻋﺎﻧت ﻓﻲ ﻣﻌظم ﺳﻧﻲ اﺳﺗﻘﻼﻟﻬﺎ
ﻣن ﺳﯾﺎدة ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺣﺗراب واﻟﻌﻧف اﻟﻣﺳﻠﺢ ﺑﯾن اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﻣﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ واﻟﻣﻌﺎرﺿﯾن ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل
واﻟﺟﻧوب وﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻔﺗرض ﺑﻌد ﺳﻧﺔ ﻣن اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻻﻧﺗﻘﺎﻟﯾﺔ وﺿﻊ دﺳﺗور ﻟﻠﺑﻼد ﯾؤﺳس ﻟﻠﻣرﺣﻠﺔ
اﻟﻣﻘﺑﻠﺔ) ( ( .وﺑﻌد اﺳﺗﻼم ﻋوﯾدي ﻟﻠﺳﻠطﺔ طﻠب ﻣن اﻗرب ﺣﻠﻔﺎﺋﻪ وﻫﻲ ﻟﯾﺑﯾﺎ اﻻﻧﺳﺣﺎب ﻣن اﻟﺑﻼد ﻓﻲ
أﻛﺗوﺑر Ï°=éﻟﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣد ﺳﻠطﺎﻧﻪ ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻣل اﻷراﺿﻲ اﻟﺗﺷﺎدﯾﺔ وﺑﺷﻛل ﺗدرﯾﺟﻲ) ،( .ﺣﺎو ﻋوﯾدي.
إﻋﺎدة اﻟﺳﻼم واﻻﺳﺗﻘرار إﻟﻰ ﺑﻼدﻩ ٕواﻋﺎدة اﻟﺣﯾﺎة اﻟدﺳﺗورﯾﺔ ،ﻓﻘﺎم ﺑﺗوزﯾﻊ اﻟﻣﻧﺎﺻب اﻟو ازرﯾﺔ ﻋﻠﻰ
زﻋﺎﻣﺎت اﻟﻔﺻﺎﺋل اﻟﻣﺳﻠﺣﺔ اﻟﺗﻲ وﻗﻌت اﺗﻔﺎق ﻻﻏوس )وﻛﺎﻧت اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن( وﺑدأ ﻣﺟﻠس
اﻟوزراء ﯾﻌﻘد ﺟﻠﺳﺎﺗﻪ وﯾﺣﺎول ﻧزع اﻟﺻﻔﺔ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ ﻋن اﻟﺑﻼد ٕواﻋﺎدة رﻣوز اﻟﻧظﺎم واﻟﻘﺎﻧون وﻛﺎن ﻣن
اﻟﻣﻔﺗرض اﺳﺗﻣرارﻫﺎ ﺣﺗﻰ ﯾﺗم ﺗﻧظﯾم اﻧﺗﺧﺎﺑﺎت ﻻﺧﺗﯾﺎر ﺣﻛوﻣﺔ ﯾﺧﺗﺎرﻫﺎ اﻟﺷﻌب) ( (.
ﻟﻛن ﺟﺎءت اﻟرﯾﺢ ﺑﻣﺎ ﻻ ﺗﺷﺗﻬﻲ أﻧﻔس اﻟﺗﺷﺎدﯾون ﺣﯾث أن ﺳﯾﺎدة ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ اﻟﺑﻼد
ﻛﺎن ﻫو اﻷﺑرز ،ﺣﯾث أﻗدم )ﺣﺳﯾن ﺣﺑري( اﺣد ﻗﺎدة اﻟﻔﺻﺎﺋل اﻟﺗﻲ وﻗﻌت اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،وأﺻﺑﺢ وزﯾéار
éﻣن اﻟﻐرب ،وﺗﺣدﯾدا اﻟوﻻﯾﺎت
ﻟﻠدﻓﺎع ﻓﻲ ﺣﻛوﻣﺔ اﻟوﺣدة اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻋﻠﻰ اﻟﺧروج ﻋن اﻹﺟﻣﺎع ﻣدﻋوﻣﺎ
اﻟﻣﺗﺣدة وﻣﻌﻬﺎ ﻓرﻧﺳﺎ ،وﻗﺎﺗل اﻟﻘوات اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ،وﺑﻌدﻣﺎ ﻫزﻣت ﻗواﺗﻪ اﺗﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﺣدود اﻟﺗﺷﺎدﯾﺔ
اﻟﺳوداﻧﯾﺔ ،ﺛم اﻋد ﻗواﺗﻪ واﺗﺟﻪ ﻧﺣو اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ) ﻧﺟﺎﻣﯾﻧﺎ ( وﻣﻊ اﻟدﻋم اﻟﻐرﺑﻲ )اﻟﻣﺎدي واﻟﺗﺳﻠﯾﺣﻲ( ﻧﺟﺢ
ﻣﻌﺎرﺿﺎ ﻓﻲ اﻟﺷﻣﺎل
) ﻓﻲ اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ وطرد ﻧظﺎم اﻟرﺋﯾس ﻏوﻛوﻧﻲ ﻋوﯾدي اﻟذي أﺻﺑﺢ
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ
٢٩٢
اﻟﺗﺷﺎدي ﻣدﻋوﻣﺎ ﻣن ﻟﯾﺑﯾﺎ وﺑﻬذا اﻟﺣدث اﻧﻘﺳﻣت اﻟﺑﻼد إﻟﻰ ﺷﻣﺎل ﺗﺣت ﺳﯾطرة ﻓﺻﺎﺋل اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ
اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑزﻋﺎﻣﺔ ﻋوﯾدي ،وﺑﻘﯾﺔ أﻧﺣﺎء اﻟﺑﻼد )وﺧﺎﺻﺔ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻧﺟﺎﻣﯾﻧﺎ( ﺗﺣت ﺳﻠطﺔ ﺣﺳﯾن ﺣﺑري.
اﻟﻣطﻠب اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﺣﺳﯾن ﺣﺑري:
ﻟﻘد ﺳﺎدت ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﺳﺗﻘرار ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻻﻧﻘﺳﺎم ﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎوﺷﺎت ﺑﯾن اﻟطرﻓﯾن ،ﻓﻼ
ﻋوﯾدي ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ إﻋﺎدة ﺳﯾطرﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ وﻻ ﺣﺑري ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﺳﺗﻌﺎدة اﻟﺷﻣﺎل وﺗوﺣﯾد اﻟﺑﻼد ﻣن
ﺟدﯾد .وﺑدأت اﻟﺿﻐوط اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺑري ﻟﻠدﺧول ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻹﻧﻬﺎء ﻫذﻩ اﻟﺣﺎﻟﺔ إﻻ أن ﺟﻣﯾﻊ
ﻣﺣﺎوﻻت اﻟﻣﺻﺎﻟﺣﺔ ﺑﺎءت ﺑﺎﻟﻔﺷل واﺳﺗﻣرت ﺳﯾطرة ﺣﺑري ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻼد ﺑﯾن Ï°=é .Ï°=éوﺳﺎد اﻟﺗﻘﺳﯾم
اﻟﺑﻼد) .( .
ﻋﺎﺋﻘﺎ
. ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ ﺣﺳﯾن ﺣﺑري إﻧﻬﺎء ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب اﻷﻫﻠﯾﺔ ،ﺑل ﺗوﻟدت ﻗﻧﺎﻋﺔ أن وﺟودﻩ ﻛﺎن
أﻣﺎم اﻟﺗوﺻل ﻟﻠﻣﺻﺎﻟﺣﺔ .ﻷن اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﻛﺎﻧت ﺗرﻓض اﻻﻋﺗراف ﺑﺷرﻋﯾﺗﻪ وﺗطﺎﻟب ﺑﺎﻟﺗﻔﺎوض ﻣﻌﻪ ﻋﻠﻰ
) ((
ﻓﯾﻣﺎ أﺻر ﺣﺳﯾن أﺳﺎس أﻧﻪ ﻓﺻﯾل ﺿﻣن اﻟﻔﺻﺎﺋل ) ( .اﻟﺗﻲ وﻗﻌت أﺗﻔﺎق ﻻﻏوس ﻋﺎم Ï°=é
ﺣﺑري ﻋﻠﻰ اﻋﺗﺑﺎر ﺳﻠطﺗﻪ اﻟﺳﻠطﺔ اﻟﺷرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔﺎوض ﻣﺗﻣردﯾن ﻋﻠﯾﻪ .وﻗد اﺳﺗﻔﺎد ﺣﺳﯾن ﺣﺑري ﺑﺷﻛل
ﻛﺑﯾر ﻣن اﻟدﻋم اﻷﻣرﯾﻛﻲ واﻟﺗﻧﺎزع ﺑﯾن اﻷﻣرﯾﻛﺎن واﻟﻔرﻧﺳﯾﯾن ﻋﻠﻰ ﺑﻼدﻩ ﻟﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻻﺳﺗﻣرار ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ
ﻟﺣﻘﺑﺔ ﺗﻧوف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻘد ﻣن اﻟزﻣﺎن ﻓﻲ ظل ظروف ﺑﺎﻟﻐﺔ اﻟﺳوء ﺣﯾث ،ﻛﺎدت اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ ﺗطﯾﺢ ﺑﺳﻠطﺗﻪ
،إﻻ أن اﻟدﻋم اﻟﻐرﺑﻲ ﻣﻛﻧﻪ ﻣن أن ﯾﻘﻠب اﻟظروف ﻟﺻﺎﻟﺣﻪ ﺣﯾث اﺳﺗطﺎع ﺗﺣﻘﯾق اﻻﻧﺗﺻﺎر ﻋﻠﻰ اﻟﻘوات
) ((
واﺳﺗﻌﺎدة ﻣدن ﻋدة ﻣن اﻟﻘطﺎع ،وذﻟك ﺑﻌد أن اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺳﺗوﻟت ﻋﻠﻰ ﻗطﺎع اوزو )ﺷﻣﺎل ﺗﺷﺎد(
) ((
،ﺣﯾث ﻗﺎم ﺑﺎﻟﺗﺣﺎﻟف ﻣﻊ اﻟرﺋﯾس ﺣدث اﻟﺧﻼف ﺑﯾن ﺧﺻﻣﻪ اﻟرﺋﯾس ﻏوﻛوﻧﻲ ﻋوﯾدي وﺑﯾن ﻟﯾﺑﯾﺎ
ﺣﺑري ﻓﻲ اﻟﺻراع ﻣﻊ ﻟﯾﺑﯾﺎ ،وﺗوﺣدت ﻗوات اﻟﺷﻣﺎل ﻣﻊ ﻗوات اﻟﻧظﺎم ﻓﻲ ﻣواﺟﻬﺔ ﻟﯾﺑﯾﺎ واﺳﺗطﺎع
اﻻﺳﺗﯾﻼء ﻋﻠﻰ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷﻣﺎل اﻟﺷرﻗﻲ اﻟﺗﺷﺎدي وﻫزﯾﻣﺔ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﻘوات اﻟﻣﻌﺎرﺿﺔ اﻟﻣﺗﺣﺎﻟﻔﺔ ﻣﻊ ﻟﯾﺑﯾﺎ ،وﻗد
أﺣرج اﻟﻧظﺎم اﻟﻠﯾﺑﻲ اﻟذي اﻧﺳﺣب داﺧل اﻟﻘطﺎع وﻗد ﺣدث أﺧﯾ ار ﺗوازن ﺑﯾن اﻟﻘوﺗﯾن اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ واﻟﺗﺷﺎدﯾﺔ
واﺿطر إﻟﻰ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﻣﻔﺎوﺿﺎت ﻋﻠﻰ ﻗﺿﯾﺔ ﻗطﺎع اوزو) ( (.
اﺳﺗطﺎع ﺣﺳﯾن ﺣﺑري أن ﯾﺣﻘق اﻧﺗﺻﺎرات ﻋدة ﻋﻠﻰ ﺧﺻوﻣﻪ ،وﺧرج ﻣن اﻟﺣرب اﻷﻫﻠﯾﺔ
ﺑﺟﯾش ﻣﺟرب ﯾﻠﺗف ﺣول اﻟﺣدود اﻟدﻧﯾﺎ ﻣن طﻣوﺣﺎت ﺑﻧﺎء دوﻟﺔ وﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﺳﺎﻧدة اﺛﻧﯾﺎت أرﻫﻘﺗﻬﺎ اﻟﺣرب
اﻟﻣﺗواﺻﻠﺔ ﻣﻧذ ، é ŠLﻏﯾر إن ﺣﺑري ﻟم ﯾرﺗق إﻟﻰ ﻣﺻﺎف رﺟل اﻟدوﻟﺔ وطﻐت ﻋﻠﯾﻪ أﺧﻼق رﺟل
اﻟﻘﺑﯾﻠﺔ وأﻗﺎم ﺳﯾﺎﺳﺗﻪ ﻋﻠﻰ أﺳﺎس ﻗﻧﺎﻋﺗﻪ ﺑﺗﻬدﯾم ﻛل اﻟﺗﻛﺗﻼت ﻣن اﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺗﻠﺗﻪ ،واﻋﺗﻣد
ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺑﯾن ﻓرﻧﺳﺎ واﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،وأﻓﺎد ﻣن طﻣوﺣﺎت اﻟرﺋﯾس روﻧﺎﻟد رﯾﻐﺎن ﻟﺟر ﻓرﻧﺳﺎ
ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻣﺳﺎﻋدات ﻟﻪ ،ورﻏﺑﺔ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺑﺗوﺟﯾﻪ ﺿرﺑﺎت إﻟﻰ ﻧظﺎم اﻟرﺋﯾس أﻟﻘذاﻓﻲ .أﻣﺎ ﻓرﻧﺳﺎ
ﻓﺣﺎوﻟت ﻓرض اﺳﺗﺗﺑﺎب اﻻﺳﺗﻘرار ﻓﻲ ﺗﺷﺎد ﻟذا ﺣﺎوﻟت إﻗﻧﺎﻋﻪ ﺑﺎﻟﺗﻔﺎوض ﻣﻊ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﺣول ﻗطﺎع اوزو
وﺗﺣﻛﯾم ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻌدل اﻟدوﻟﯾﺔ وﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻗوى اﻷﺣزاب اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﻠطﺔ ،إﻻ أن ﺣﺑري أﺻر ﻋﻠﻰ
åﻟﺗوﻓﯾر اﻟﻠﺣﻣﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﺗﺣت ﻗﺑﺿﺗﻪ وﻻﺳﺗﻣ اررﻩ ﻓﻲ
ﺑﻘﺎء ﻓﺗﯾل أﻻزﻣﺎت اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﺷﺗﻌﻼ
اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟدﻋم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﻣﻊ اﺳﺗﻣرار ﺳﻠطﺗﻪ اﻟﻔردﯾﺔ وﺗﺄﺟﯾل ﻣﺑﺎﺷرة أﯾﺔ اﺻطﻼﺣﺎ åﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
ﺑﺣﺟﺔ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺣرب اﻷﻫﻠﯾﺔ اﻟﻣﺳﺗﻣرة واﻟﺻراع ﻣﻊ اﻟﺟﺎر اﻟﺷﻣﺎﻟﻲ.
اﻟﻣﺟﻠﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ
٢٩٣
أن ﻫذﻩ اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ أدت إﻟﻰ ﺷرخ داﺧﻠﻲ ﻋﻣﯾق ﻓﻲ اﻟوﺿﻊ اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟﻠﺑﻼد وﺑدأ
ﺗدﻫور اﻷوﺿﺎع ﯾﺿﯾق اﻟﺧﻧﺎق ﻋﻠﻰ ﻧظﺎم ﺣﺳﯾن ﺣﺑري ﻣن اﻟﻌﺎم -046وﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﻪ ﻣﻧﻪ ﻹﯾﻘﺎف
ﺗدﻫور اﻷوﺿﺎع ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ ﻗﻣﻊ اﻟﻣﻌﺎرﺿﯾن اﺳﺗﻣر ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺷراء زﻋﻣﺎء اﻟﻘﺑﺎﺋل ﺑدﻓﻊ أﻣوال اﻟﻣﺳﺎﻋدات
إﻟﯾﻬم،وﺣﺗﻰ ﻗﯾﺎدات ﺟﯾﺷﻪ اﻟﺗﻲ ﻗﺎدت اﻧﺗﺻﺎراﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻟم ﺗﺳﻠم ﻣن ﺑطﺷﻪ ﺣﯾث ﻗﺎم ﺑﺎﻋﺗﻘﺎل ﺣﺳﯾن
ﺟﺎﻣوس)ﻗﺎﺋد اﻷرﻛﺎن(ٕوادرﯾس دﺑﻲ)ﻣﺳﺗﺷﺎرﻩ اﻟﻌﺳﻛري(وأﺗﯾﻧو دﺑﻲ)وزﯾر داﺧﻠﯾﺗﻪ(ﺑدﻋوى ﺗﺂﻣرﻫم ﻋﻠﻰ
ﻧظﺎﻣﻪ وﻗﺎم ﺑﺈﻟﻘﺎء اﻟﻘﺑض ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺋﺎت ﻣن ﻣﻌﺎرﺿﯾﻪ اﻟذﯾن ﻗﺿوا ﺗﺣت اﻟﺗﻌذﯾب،وﻗد اﺳﺗطﺎع إدرﯾس
دﺑﻲ وﺣﺳﯾن ﺟﺎﻣوس اﻟﻬرب ﺑﺎﺗﺟﺎﻩ اﻟﺣدود اﻟﺳوداﻧﯾﺔ أﻟﺗﺷﺎدﯾﻪ).( °
وﺧﻼل ﻣدة ﻗﺻﯾرة اﺳﺗطﺎﻋﺎ أن ﯾﺷﻛﻼ ﻣﻠﯾﺷﯾﺎت ﻣﺳﻠﺣﻪ وﺟﻣﻌﺎ ﻗوات ﻣدرﺑﻪ ﺷﻧت ﻫﺟﻣﺎت ﺿد ﺣﻛوﻣﺔ
ﺣﺳﯾن ﺣﺑري،وأﺳﺗطﺎع إدرﯾس دﺑﻲ ﺗﺣدﯾدا ﻗﯾﺎدة ﻗواﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺳﻣﯾت )اﻟﺣرﻛﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻟﻺﻧﻘﺎذ( وﺗوﺟﻪ ﻧﺣو
) ((
،اﺳﺗﻔﺎد اﻟﻌﺎﺻﻣﺔ ﻣدﻋوﻣﺎ ﻣن ﻓرﻧﺳﺎ اﻟﺗﻲ ﺗﺧﻠت ﻋن ﺣﻠﯾﻔﻬﺎ اﻟﺳﺎﺑق )ﺣﺑري( وﻧﺟﺢ ﻓﻲ ﻫزﯾﻣﺔ ﺣﺑري
دﺑﻲ ﻣن ﺗﺣول اﻟدﻋم اﻟﻐرﺑﻲ ﻋن ﺣﺑري ﺑﻌد اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺷﻬدﻫﺎ اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ أواﺋل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن
اﻟﻣﺎﺿﻲ ،واﺳﺗطﺎع ﻫزﯾﻣﺗﻪ ﻓﻲ ﺣﻣﻠﺔ ﻣﺳﻠﺣﺔ ﻟم ﺗزد ﻋن ﺛﻼﺛﺔ أﺳﺎﺑﯾﻊ.