You are on page 1of 5

‫التاريخ ‪20/12/2023:‬‬ ‫بطاقة أعمال موجهة رقم‪05:‬‬ ‫الفوج‪3‬‬ ‫العقون رابح‬

‫المقياس‪:‬المنازعات البيئية‬ ‫محكمة قانون البحار ودورها في‬ ‫ماستر‪ 2‬بيئة و تنمية مستدامة‬
‫تسوية نزاعات البيئة البحرية‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫نظرا ألهمية البحار واكتشاف ذلك يوما بعد يوم ‪ ،‬حيث أصبح األمر يستقطب أنظار دول العامل سواء من الناحية االسرتاتيجية أو العسكرية أو‬
‫السياسية ‪ ،‬أو من الناحية االقتصادية مال تزخر به البحار وقيعانها من ثروات حيوانية ونباتية ومعدنية هائلة من موارد ومصدر طاقات مختلف‪GG‬ة‬
‫من بترول وغاز وغريها لسد حاجات العامل لقرون طويلة ‪ ،‬دون إغفال مكانة البحار في جمال المواصالت والنق‪G‬ل البح‪G‬ري ب‪G‬ني مختل‪G‬ف دول‬
‫العامل ‪ ،‬إذ أصبحت نسبة الشحن الدولي عرب البحار تقدر بحوالي ‪ 90٪‬من مجموع الشحن الدولي ‪ ،‬ومن ثم أصبح لزام‪GG‬ا إخض‪GG‬اع البح‪GG‬ار أو‬
‫البيئة البحرية للتنظيم ‪ ،‬وهو ما تبناه المشرع الدولي على مر السنين ‪ ،‬فتم إبرام العديد من االتفاقيات الدولية ذات الصلة بالمسائل البحرية ؛ لعل‬
‫أهمها اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار المبرمة بموجب المؤتمر الثالث أللمم المتحدة ‪ .‬وقد تناولت ه‪GG‬ذه االتفاقي‪GG‬ة الين تتض‪GG‬من ‪ 320‬م‪GG‬ادة و‪9‬‬
‫مرافق من خاللها تبنت عدد من المفاهيم التي ظهرت في القانون العرفي مثل المياه اإلقليمية ‪ ،‬المنطقة االقتصادية الخالصة ‪ ،‬الجرف الق‪GG‬اري ‪،‬‬
‫أعالي البحار ‪ ،‬والمنطقة المتاخمة‪ ,‬كم‪G‬ا تن‪G‬اولت المب‪G‬ادئ العام‪G‬ة اس‪G‬تغالل الم‪G‬وارد البحري‪G‬ة )الم‪G‬وارد الحي‪G‬ة‪ ،‬والم‪G‬وارد الموج‪G‬ودة تحت س‪G‬طح‬
‫األرض‪(,‬كما تطرقت لمجموعة من المسائل منه‪G‬ا حماي‪G‬ة البيئ‪G‬ة البحري‪G‬ة من مص‪G‬ادر التل‪G‬وث ‪ ،‬المس‪G‬ؤولية الدولي‪G‬ة ‪ ،‬ط‪G‬رق تس‪G‬وية المنازع‪G‬ات‬
‫البحرية الدولية وغريها من الموضوعات وقد خصص الجزء ‪ 15‬من االتفاقي‪GG‬ة ) من الم‪GG‬ادة ‪ 279‬إلى الم‪GG‬ادة ‪ 299‬لتس‪GG‬وية المنازع‪GG‬ات الدولي‪GG‬ة‪,‬‬
‫حيث خصص نص المادة ‪ 287/1‬لتسوية المنازعات البحرية الدولية باللجوء للمحكمة الدولي‪G‬ة لق‪G‬انون البح‪G‬ار ‪ ،‬كم‪G‬ا تض‪G‬منت المرف‪G‬ق الس‪G‬ادس‬
‫باعتباره النظام األساسي للمحكمة‪ ,‬وبناء على ما تقدم بيانه‪ ،‬فإن إشكالية الدراسة تتمحور ح‪GG‬ول ‪ :‬إلى أي مدى تس!!اهم المحكم!!ة الدولي!!ة‬
‫لقانون البحار في تسوية المنازعات المتعلقة بالبحار؟‬
‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من التساؤالت ‪ ،‬نوجزها كالتالي‪:‬‬
‫ما هي المعايير المعتمدة في تشكيلة المحكمة ؟‬
‫وما المقصود بالقاضي الخاص؟‬
‫ما هي القضايا ذات الصلة بالبحار والتي تختص المحكمة بنظرها ؟‬
‫ما طبيعة اختصاص المحكمة ؟‬
‫وما هو المركز القانوني لها ؟‬
‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار التنظيمي للمحكمة الدولية لقانون البحار ‪:‬‬
‫تعتبر المحكمة الدولية لقانون البحار إضافة جديدة للقضاء الدولي المتخص‪GG‬ص ‪ ،‬وهي إح‪GG‬دى الوس‪GG‬ائل والط‪GG‬رق الس‪GG‬لمية ال‪GG‬تي تض‪GG‬منتها أحك‪GG‬ام‬
‫اتفاقية قانون البحار لعام ‪ ، 1982‬حيث نصت المادة ‪ 287‬منها بأنه تكون الدولة ‪ ،‬عند توقيعها أو تصديقها على هذه االتفاقية أو انضمامها إليها‬
‫أوفي أي وقت بعد ذلك ‪ ،‬حرة في أن تختار‪ ،‬بواسطة إعالن مكتوب واحدة أو أكثر من الوسائل التالية لتسوية المنازع‪GG‬ات المتعلق‪GG‬ة بتفس‪GG‬ير ه‪GG‬ذه‬
‫االتفاقية ؛ أو تطبيقها‪ .‬وتتمثل تلك الوسائل في‪ :‬محكمة العدل الدولية‪ ,‬محكمة تحكيم مَّشكلة وفق‪GG‬ا للمرف‪GG‬ق الس‪GG‬ابع‪ ,‬محكم‪GG‬ة تحكيم خ‪GG‬اص مش‪GG‬كلة‬
‫وفقا للمرفق الثامن لفئة أو أكثر من فئات المنازعات المحددة فيه أو المحكمة الدولية لقانون البح‪GG‬ار المنش‪GG‬أة وفق‪GG‬ا للمرف‪GG‬ق الس‪GG‬ادس وهي مح‪GG‬ور‬
‫الدراسة‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تشكيلة المحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬
‫أنشأت بمقتضى اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار لعام ‪ ,1982‬لتتولى البث في المنازعات الدولي‪GG‬ة ذات الص‪GG‬لة بق‪GG‬انون البح‪GG‬ار‪ .‬و هي شخص‪GG‬ا‬
‫قانونيا دوليا يتمتع بإرادة مستقلة عن الدول األعضاء‪ ،‬و هي تقوم بوظائفها مجموعة من األجهزة تشكل الهيكل أو البناء الداخلي للمحكمة‪.‬‬
‫الفرع األول‪:‬قضاة المحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬
‫لقد تم استحداث المحكمة الدولية لقانون البحار بموجب المرف‪G‬ق الس‪G‬ادس من اتفاقي‪G‬ة ق‪G‬انون البح‪G‬ار لع‪G‬ام‪ ,1982‬حيث نص‪G‬ت الم‪G‬ادة‪ 1‬من ذات‬
‫المرفق على أن تنشأ المحكمة وتعمل وفقا ألحكام هذه أالتفاقية ونظامها األساسي‪ ،‬وكمق‪G‬ر ه‪GG‬ا مدين‪GG‬ة ه‪GG‬امبورغ بألماني‪GG‬ا‪ ،‬وله‪GG‬ا أن تعق‪G‬د جلس‪G‬اتها‬
‫وتمارس أعمالها في مكان آخر كلما رأت ذلك مناسبا‪ ,‬وتتش‪G‬كل المحكم‪G‬ة من‪ 12‬عض‪G‬وا مس‪G‬تقال يتم انتخ‪G‬ابهم على أس‪G‬اس الش‪G‬هرة واإلنص‪G‬اف‪,‬‬
‫النزاهة وبالكفاءة في مجال قانون البحار على كم ما نصت عليه المادة‪ 2/1‬من النظام األساسي للمحكمة‪ ,‬كما نصت عليه المادة‪ 1/1‬من نظامه‪GG‬ا‬
‫األساسي على تمثيل األنظمة القانونية الرئيسية في العامل دون إغفال التوزيع الجغرافي العادل‪.‬‬
‫ولقد نصت المادة ‪ 1/0‬من المرفق السادس االتفاقية قانون البحار بأن عدد األعضاء من ك‪G‬ل مجموع‪G‬ة من المجموع‪G‬ات الجغرافي‪G‬ة كم‪G‬ا ح‪G‬ددتها‬
‫الجمعية العامة أللمم المتحدة ال يقل عن ‪ 3‬قضاة وهي مجموعة الدول‪ :‬اإلفريقية‪ ،‬األسيوية‪ ،‬أوروب‪GG‬ا الش‪GG‬رقية‪ ،‬أمريك‪GG‬ا الالتيني‪GG‬ة ومنطق‪GG‬ة البح‪GG‬ر‬
‫الكاريبي‪ ،‬غرب أوروبا والدول األخرى‪.‬‬
‫ويف االنتخابات األولى التي عقدت في نيويورك في‪ 1‬أوت ‪ 1996‬وافقت الدول األطراف البالغ عددها آنذاك ‪ 100‬دولة بصعوبة على التوزي‪GG‬ع‬
‫الجغرافي التالي‪:‬‬
‫‪ -‬خمسة قضاة من( المجموعة اإلفريقية‪ ,‬المجموعة األسيوي)‪.‬‬
‫‪ -‬أربعة قضاة من (أمريكا الالتينية‪ ,‬منطقة البحر الكاريبي أوروبا الغربية ودول أخرى) و ثالثة قضاة من أوروبا الشرقية‪ .‬يتم انتخاب أعض‪GG‬اء‬
‫المحكمة باالقتراع السري من قائمة المترشحين للمجموعة بمعدل ‪ 2‬لكل دولة طرف لمدة ‪ 9‬سنوات قابلة للتجديد‪ ،‬على أن تنتهي عضوية سبعة‬
‫أعضاء من الذين انتخبوا في االنتخاب األول كل ‪ 3‬سنوات‪ ,‬وبذلك يتجدد ثلث أعضاء المحكم‪GG‬ة ك‪GG‬ل ‪ 3‬س‪GG‬نوات م‪GG‬ع ض‪GG‬مان الحف‪GG‬اظ على ش‪GG‬رط‬
‫التوزيع الجغرافي التي تبنته االتفاقية‪.‬‬
‫فيتم رئيس المحكمة ونائبه من طرف أعضاء تشكيلة المحكمة لمدة ‪ 3‬سنوات قابلة للتجديد وف‪G‬ق الم‪G‬ادة ‪12/1‬من نظامه‪G‬ا األساس‪G‬ي‪ .‬وق‪G‬د تم أول‬
‫انتخاب لقضاة المحكمة ‪ 21‬قاضيا بتاريخ ‪ 1‬أوت ‪.1996‬‬
‫نظام األساسي لمحكمة قانون البحار قد أتاح فرصة لل‪GG‬دول األط‪GG‬راف أو لكيان‪GG‬ات من غ‪GG‬ير ال‪GG‬دول األط‪GG‬راف بع‪GG‬رض منازعاته‪GG‬ا القانوني‪GG‬ة على‬
‫المحكمة للفصل فيها وفق ما تقضي به المادة‪ 1\22‬من نظامها األساسي بعدد محدد من القضاة يتم اختيارهم من ب‪GG‬ني أعض‪G‬اء المحكم‪GG‬ة الواح‪G‬د‬
‫والعشرين‪ ،‬ووفق ما نصت عليه المادة‪ 27‬من نظامها األساسي يمكن أن انضمام قضاة خاص‪GG‬ين يخت‪GG‬ارهم أط‪GG‬راف ال‪GG‬نزاع‪ ,‬أي أن الدول‪GG‬ة ال‪GG‬تي‬
‫ليس لها قاضي ضمن التشكيلة‪ ،‬ويكون على قدم المساواة مع قضاة المحكمة‪ ،‬على أن ينتهي دوره بانتهاء النزاع المعروض على المحكمة‪.‬‬
‫القرع الثاني‪ :‬غرف المحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬
‫نظرا لخصوصية المنازعات البحرية من جهة ‪ ،‬وما قد يثور بشأن تفسري أو تطبيق أحكام اتفاقية قانون البحار ‪ ،‬فإن محكمة ق‪GG‬انون البح‪GG‬ار ق‪GG‬د‬
‫تلجأ إلى إنشاء غرف خاصة ‪ -‬أيا كانت دائمة أو مؤقتة – خاصة حينما يتعلق األمر بقضايا تتطلب س‪GG‬رعة البث فيه‪GG‬ا ‪ ،‬أو تتطلب أك‪GG‬ثر القض‪GG‬اة‬
‫تخصصا ‪ ،‬وهكذا جند النظام األساسي للمحكمة وكذا الئحتها قد نظمت أحكامهما عدة غرف مؤقتة و أخرى دائمة‪.‬‬
‫أوال‪/‬الغرف الخاصة المؤقتة‪:‬‬
‫وفق لنص المادة ‪ 1\22‬من نظامها األساسي تنشئي المحكمة من بني أعضائها بناء على طلب األط‪GG‬راف للنظ‪GG‬ر في قض‪GG‬يتهم‪ ،‬ان ي‪GG‬ودع الطلب‬
‫خالل مدة شهرين على األكثر من تاريخ رفع الدعوى‪ ,‬وتنحل الغرفة بمجرد االنتهاء من مهمتها والبث قي القضية التي شكلت من أجلها‪.‬‬
‫ويتم اختيار رئيس الغرفة الخاصة المؤقتة عن طريق االق‪GG‬تراع الس‪GG‬ري ‪ ،‬ويف‪GG‬وز برئاس‪GG‬تها الحاص‪GG‬ل على أغلب األص‪GG‬وات م‪GG‬ا لم يك‪GG‬ون رئيس‬
‫المحكمة أو نائبه قد تم اختيار أحدهما من بني أعضائها‪ ,‬وفقا للمادة ‪ 17/4‬من النظام األساسي ‪,‬يمارس رئيس الغرفة اختصاصات وص‪GG‬الحيات‬
‫رئيس المحكمة باستثناء ما يتخذه رئيس المحكمة من تدابري وإجراءات لض‪GG‬مان تط‪GG‬بيق نظ‪GG‬ام القاض‪GG‬ي الخ‪GG‬اص على تش‪GG‬كيل الغ‪GG‬رف الخاص‪GG‬ة‬
‫المؤقتة‪.‬‬
‫ثانيا‪ /‬الغر ف الخاصة الدائمة‪:‬‬
‫عندما تقرر المحكمة إنشاء غرفة خاصة دائمة منصوص عليها في المادة ‪ 15/1‬من النظام األساسي ‪ ،‬فإنها تكون ملزمة بتحديد فئة المنازعات‬
‫التي تدخل في اختصاص تلك الغرفة ‪ ،‬و كذا عدد أعض‪G‬ائها وم‪G‬دة واليتهم م‪G‬ع تحدي‪G‬د الع‪G‬دد األدنى ال‪G‬واجب حض‪G‬وره لص‪G‬حة جلس‪G‬اتها وت‪G‬اريخ‬
‫اضطالعهم بواجباتهم‪ .‬كما تختار المحكمة أعضاء هذه الغرفة الدائمة بن‪G‬اء على اق‪G‬تراح رئيس المحكم‪G‬ة من ب‪G‬ني ع‪G‬دد القض‪G‬اة اإلجم‪G‬الي ‪ ،‬م‪G‬ع‬
‫مراعاة المعارف خالصة والمهارات التقنية والخيرات التي اكتسبها كل منهم فيما يتعلق بفئة المنازعات التي يجب أن تبث فيها الغرفة الخاص‪GG‬ة‬
‫الدائمة‪ ,‬وما يمكن مالحظته في الغرف الدائمة لدى المحكمة ‪ ،‬فإن كل واحدة منها تستمد اسمها من نوع المنازعات التي تفص‪G‬ل فيه‪G‬ا‪ .‬ومن‪G‬ذ ب‪G‬دأ‬
‫عمل المحكمة و إلى حد اآلن أنشأت خمسة غرف دائمة هي ‪ :‬غرف!!ة منازع!!ات ق!!اع البح!!ار ‪ ،‬غرف!!ة منازع!!ات اإلج!!راءات الم!!وجزة ‪ ،‬غرف!!ة‬
‫منازعات مصائد األسماك ‪ ،‬غرفة ترسيم الحدود البحرية ‪ ،‬غرفة تسوية المنازعات المتعلقة بالبيئة البحرية ‪.‬‬
‫‪/1‬غرفة منازعات قاع البحار‬
‫بحسب نص المادة ‪ 02‬من النظام األساسي لمحكمة قانون البحار تتألف هذه الغرفة من ‪ 11‬قاضيا ‪ ،‬يتم اختيارهم من ب‪GG‬ني ‪ 21‬قاض‪GG‬يا المش‪GG‬كلين‬
‫للمحكمة لمدة ‪ 3‬سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة ‪ ،‬مع ضمان تمثي‪GG‬ل النظم القانوني‪GG‬ة الرئيس‪G‬ية في الع‪GG‬الم والتوزي‪GG‬ع الجغ‪GG‬رافي الع‪GG‬ادل في عملي‪GG‬ة‬
‫االختيار‪ ،‬على أن يكون رئيس الغرفة منتخبا من طرف تش‪GG‬كيلة الغرف‪GG‬ة ‪ 11‬قاض‪GG‬يا‪ ،‬ولص‪GG‬حة اجتماع‪GG‬ات الغرف‪GG‬ة يجب أن ال يق‪GG‬ل ع‪GG‬دد القض‪GG‬اة‬
‫الحاضرين عن‪ ,7‬و تتمتع هذه الغرفة باختصاصين هما‪ :‬البث قي المنازعات المرفوع!!ة أم!!ام هيئته!!ا‪ ،‬كما تختص بإب!!داء آراء استش!!ارية قي‬
‫المنازعات أو القضايا المرتبطة باستكشاف واستغالل منطقة قاع البحار الدولية‪ ,‬ولغرفة منازعات قاع البحار‪.‬‬
‫وبناءا على طلب أي طرف قي النزاع‪ ،‬أن تقوم بتشكيل غرف مخصصة لنظر منازعات خاصة تحال إليه‪GG‬ا وفق‪GG‬ا للم‪GG‬ادة ‪ 188/1‬من االتفاقي‪GG‬ة‪،‬‬
‫وتتكون هذه الغرفة الفرعية وف‪G‬ق م‪G‬ا تقض‪G‬ي ب‪G‬ه الم‪G‬ادة ‪ 06‬من النظ‪G‬ام األساس‪G‬ي المحكم‪G‬ة ق‪G‬انون البح‪G‬ار من ثالث‪G‬ة أعض‪G‬اء من أعض‪G‬اء غرف‪G‬ة‬
‫منازعات قاع البحار ‪ ،‬شريطة أن توافق أطراف النزاع على تشكيلة الغرف‪G‬ة ‪ ،‬وإال اخت‪G‬ار ك‪G‬ل واح‪G‬د عض‪G‬وا ‪ ،‬م‪G‬ا لم يزي‪G‬د ع‪G‬دد األط‪G‬راف عن‬
‫ثالثة ‪ ،‬ففي هذه الحالة يجب تصنيف األطراف وفقا التفاق أو تعارض المصالح بينهم إلى فريقين أو ثالث‪GG‬ة ‪ ،‬ويمنح ك‪GG‬ل فري‪GG‬ق ح‪GG‬ق تعي‪GG‬ني أح‪GG‬د‬
‫األعضاء‪.‬‬
‫‪/2‬غرفة منازعات اإلجر اءات الموجزة‪:‬‬
‫وفقا للفقرتين‪ 0‬و‪ 4‬من المادة‪ 22‬من النظام األساسي المحكمة قانون البح‪GG‬ار والم‪GG‬ادة ‪ 28‬من الئح‪GG‬ة المحكم‪GG‬ة‪ ،‬و به‪GG‬دف اإلس‪GG‬راع في تص‪GG‬ريف‬
‫أعمال المحكمة‪ ،‬تشكل المحكمة سنويا غرف‪G‬ة اإلج‪G‬راءات الم‪G‬وجزة وال‪G‬تي تتك‪G‬ون من رئيس المحكم‪G‬ة ونائب‪G‬ه بحبكم منص‪G‬بيهما وثالث‪G‬ة أعض‪G‬اء‬
‫ومناوبين اثنين للحلول محل من يتعذر حضور جلس‪GG‬اتها‪ ،‬تنتخبهم المحكم‪GG‬ة على النح‪GG‬و المنص‪GG‬وص علي‪GG‬ه قي النظ‪GG‬ام األساس‪GG‬ي‪ ,‬وي‪GG‬رأس رئيس‬
‫المحكمة الغرفة‪ .‬ولصحة اجتماعات الغرفة يجب حضور‪ 03‬أعضاء على األقل من بني أعضائها الخمسة‪,‬و يجوز لغرفة اإلج‪GG‬راءات الم‪GG‬وجزة‬
‫أن تبث في اإلجراءات الموجزة‪ ,‬إذا طلب أطراف النزاع ذلك‪ ,‬كما يجوز لها ك‪GG‬ذلك أن تح‪G‬دد ت‪GG‬دابري مؤقت‪GG‬ة إذا لم تجلس المحكم‪GG‬ة‪ ،‬أو إذا ك‪GG‬ان‬
‫عدد األعضاء المنتخبين أقل من النصاب القانوني‪ ,‬وينظم كل عام قانون غرفة اإلجراءات الموجزة‪.‬‬
‫‪/3‬غرفة منازعات مصائد األسماك‪:‬‬
‫لقد أنشأت محكمة قانون البحار في دورتها الثانية من عام‪ 1997‬غرف‪G‬ة تس‪G‬وية منازع‪G‬ات مص‪G‬ائد أالمس‪G‬اك وفق‪G‬ا لنص الم‪G‬ادة ‪15/1‬من النظ‪G‬ام‬
‫األساسي‪ ،‬وتتكون من تسعة قضاة يتم انتخابهم من ب‪GG‬ني قض‪G‬اة المحكم‪GG‬ة ال‪G‬ذين يش‪G‬هد لهم ب‪GG‬التميز قي ه‪GG‬ذا المج‪G‬ال لم‪GG‬دة ‪ 3‬س‪G‬نوات‪ ،‬ي‪GG‬راعى في‬
‫اختيارهم التوزيع الجغرافي العادل‪ ،‬كما يشترط أن يكون الحد األدنى الواجب توافره من األعضاء لص‪GG‬حة اجتم‪GG‬اع الغرف‪GG‬ة و ص‪GG‬حة الق‪GG‬رارات‬
‫الصادرة عنها خمسة أعضاء‪ ,‬وتختص هذه الغرفة بالبث في القضايا المرتبط‪GG‬ة بتفس‪GG‬ير أو تط‪GG‬بيق اتفاقي‪GG‬ة األمم المتح‪GG‬دة لق‪GG‬انون البح‪GG‬ار‪ ،‬أو أي‬
‫اتفاقية أخرى تمنح للغرفة االختصاص بشأن المنازعات المتعلقة بحفظ وإدارة الموارد البحرية الحية‪ ,‬والتي تتفق األطراف على عرض‪GG‬ها على‬
‫هذه الغرفة‪.‬‬
‫‪/4‬غرفة ترسيم الحدود البحرية‪:‬‬
‫بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 1997‬أنشأت محكمة قانون البحار غرفة تسوية المنازعات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية‪ ،‬وفق‪GG‬ا للم‪GG‬ادة ‪ 2/22‬من النظ‪GG‬ام‬
‫األساسي‪ .‬وتتكون هذه الغرفة من ‪ 22‬قاض يتم اختيارهم لمدة ثالث سنوات ‪ ،‬كما يش‪G‬ترط أن يك‪G‬ون الح‪G‬د األدنى ال‪G‬واجب ت‪G‬وافره من األعض‪G‬اء‬
‫لصحة اجتماع الغرفة و صحة القرارات الصادرة عنها ستة أعضاء‪ ,‬وتختص هذه الغرفة بالبث يف القضايا المرتبطة بتفسير أو تط‪G‬بيق اتفاقي‪G‬ة‬
‫األمم المتحدة لقانون البح‪GG‬ار ‪ ،‬أو أي اتفاقي‪GG‬ة أخ‪GG‬رى متنح للغرف‪GG‬ة االختص‪GG‬اص بش‪GG‬أن المنازع‪GG‬ات المتعلق‪GG‬ة برس‪GG‬م الح‪GG‬دود البحري‪GG‬ة واليت تتف‪GG‬ق‬
‫األطراف على عرضها على هذه الغرفة‪.‬‬
‫‪/5‬غرفة تسوية المنازعات المتعلقة بالبيئة البحرية‬
‫بتاريخ ‪ 20‬فيفري ‪ 1997‬أنشأت محكمة قانون البحار هذه الغرفة وفقا للمادة ‪15/1‬من النظام األساسي‪ ،‬والتي تتكون من ‪ 7‬قضاة‪ ،‬يراعى يف‬
‫اختيارهم التوزيع الجغرافي العادل‪ .‬ويتم انتخابهم لمدة ‪ 3‬سنوات ‪ ،‬ويجب أال يقل عدد األعضاء الحاضرين لنظر النزاع عن ‪ 5‬أعضاء‪,‬غير أنه‬
‫في دورتها ‪ 38‬للمحكمة وبتاريخ‪ 2‬أكتوبر ‪ 2014‬وفور انتهاء عه‪GG‬دة األعض‪GG‬اء الس‪GG‬ابقين وإع‪GG‬ادة انتخ‪GG‬اب قض‪GG‬اة ج‪GG‬دد‪ ،‬ق‪GG‬امت المحكم‪GG‬ة بتحدي‪GG‬د‬
‫تشكيلة الغرفة بتس‪GG‬عة قض‪GG‬اة‪ ،‬م‪GG‬ع ض‪GG‬رورة حض‪GG‬ور ‪ 7‬قض‪GG‬اة على األق‪GG‬ل لص‪GG‬حة اجتماعاته‪GG‬ا‪ ,‬اتفاقي‪GG‬ة أخ‪GG‬رى متنح للغرف‪GG‬ة االختص‪GG‬اص بش‪GG‬أن‬
‫المنازعات المتعلقة بحماية البيئة البحرية والمحافظة عليها وفقا لنص المادة‪ 237‬من اتفاقية األمم المتحدة لق‪GG‬انون البح‪GG‬ار‪ ،‬بع‪GG‬د اتف‪GG‬اق األط‪GG‬راف‬
‫على عرضها على هذه الغرفة‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ /‬سجل المحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬
‫سجل المحكمة هو بمثابة أمانة دولية أو الجهاز اإلداري للمحكم‪GG‬ة‪ ،‬و ه‪GG‬و ال‪G‬ذي يس‪G‬اعدها في المس‪G‬ائل القانوني‪GG‬ة واإلداري‪GG‬ة والمالي‪GG‬ة والتجه‪GG‬يز‬
‫االلكتروني للبيانات والصحافة‪ ،‬ويوفر أيضا الخدمات اللغوية ‪ ،‬المكتبة والمؤتمرات والمعلومات‪ .‬ويضم سجل المحكم‪GG‬ة ك‪GG‬ل من رئيس الس‪GG‬جل‬
‫ونائبه ومساعده ووظفني آخرين تعينهم المحكمة‪ ،‬يسهرون على أعمال المحكمة تحت قيادة المسجل‪,‬و يرأس سجل المحكمة المس‪GG‬جل‪ ،‬ال‪GG‬ذي يتم‬
‫انتخابه من بين المترشحين من طرف قضاة المحكمة لفترة ‪ 5‬سنوات قابلة للتجديد بحسب ما تقضي ب‪GG‬ه أحك‪GG‬ام الئح‪GG‬ة المحكم‪GG‬ة‪ ،‬على أن يح‪GG‬وز‬
‫أغلب أصوات قضاة المحكمة‪,‬وإلى جانب المسجل يوجد نائب المسجل ومس‪G‬اعد المس‪G‬جل‪ ،‬ينتخب‪GG‬ان أيض‪G‬ا لف‪G‬ترة ‪ 5‬س‪G‬نوات قابل‪G‬ة للتجدي‪GG‬د بنفس‬
‫الطريقة كالمسجل بحسب نص المادة ‪ 33‬من الئحة المحكمة الدولية لقانون البحار‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬المركز القانوني الدولي للمحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬
‫منظمة األمم المتحدة هي من أنشأت المحكمة الدولية لق‪G‬انون البح‪G‬ار بداي‪G‬ة من دعوته‪G‬ا النعق‪G‬اد الم‪G‬ؤتمر الث‪G‬الث لق‪G‬انون البح‪G‬ار في ‪ 16‬نوفم‪G‬بر‬
‫‪ 1973‬واحتضانها لكافة دوراته وإشراف أمانتها العامة على جميع األعمال اإلدارية الخاصة بالمؤتمر إىل غاية ‪ 1982‬وتتوجي‪GG‬ه باتفاقي‪GG‬ة األمم‬
‫المتحدة لقانون البحار واليت قضت أحكامها بإنشاء ما يسمى بمنظمة السلطة الدولية وكذا المحكمة الدولية لقانون البحار‪ ,‬وت‪GG‬ولي تس‪GG‬ير أعماله‪GG‬ا‬
‫اإلدارية للدورة األولى للمحكمة لسنتين ‪ 1986‬و‪ 1987.‬وعليه‪ ،‬وخالفا المحكمة العدل الدولية بكونها ممتثل الجهاز القض‪G‬ائي الرئيس‪G‬ي لمنظم‪G‬ة‬
‫األمم المتحدة ‪ ،‬وبحسب أحكام اتفاقية قانون البحار لعام ‪ 1982‬والنظام األساسي للمحكمة فإنه‪G‬ا هيئ‪G‬ة قض‪G‬ائية دولي‪G‬ة مس‪G‬تقلة تتمت‪G‬ع بالشخص‪G‬ية‬
‫القانونية الدولية‪ ،‬ألحكام المادة األولى من وفقا اتفاق التعاون المبرم في ‪ 19‬ديسمبر ‪ 1987‬بني المحكمة ومنظمة األمم المتحدة والذي دخل حيز‬
‫النفاذ في ‪ 9‬سبتمبر ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار الوظيفي للمحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬
‫باعتبار المحكمة الدولية لقانون البحار هيئة قضائية دولية ‪ ،‬فإن مهمتها تكمن يف التصدي للدعاوى القضائية والفصل فيها ‪ ،‬وقد خولتها أحكام‬
‫نظامها األساسي وأحكام اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار الوالية القضائية أو السلطة القانونية للفصل ي‪GG‬ف أي ن‪GG‬زاع يتعل‪GG‬ق بتفس‪GG‬ير أو تط‪GG‬بيق‬
‫اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار‪ .‬فمجمل القول أن للمحكم‪G‬ة الدولي‪G‬ة لق‪G‬انون البح‪G‬ار تم‪G‬ارس اختصاص‪G‬ين اث‪G‬نين مه‪G‬ا‪ :‬االختص‪G‬اص القض‪G‬ائي‬
‫واالختصاص االستشاري‬
‫المطلب األول‪ :‬االختصاص القضائي للمحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬
‫يعتر االختصاص القضائي للمحكمة الدولية لقانون البحار االختصاص األص‪G‬يل واألساس‪G‬ي له‪G‬ا وثم‪G‬ة مس‪G‬ائل ترتب‪G‬ط بمس‪G‬ألة ه‪G‬ذا االختص‪G‬اص‬
‫ينبغي الوقوف عندها هي االختصاص الشخصي و االختصاص الموضوعي‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬االختصاص الشخصي‪:‬‬
‫بالرجوع ألحكام اتفاقية األمم المتحدة لقانون البحار والنظام األساسي للمحكمة الدولية لقانون البحار ‪ ،‬فإننا نج‪G‬دهما ق‪G‬د وس‪G‬عا ي‪G‬ف القائم‪G‬ة وفتح‬
‫المجال لغير الدول األطراف في حق اللجوء لهيئة المحكمة والتقاضي أمامها‪ ،‬لتكون بذلك قفزة نوعية يف جمال القضاء ال‪GG‬دولي وتك‪GG‬ون عندئ‪GG‬ذ‬
‫قد استدركت ما انتقدت به المحكمة العدل الدولية في مسألة أهلية التقاضي ‪,‬تأتي الدول األطراف على رأس القائمة‪ ،‬بحسب ما تنص عليه المادة‬
‫‪291/1‬من اتفاقية قانون البحار وكذا نص المادة ‪ 20‬من النظام األساس‪G‬ي للمحكم‪GG‬ة ال‪G‬تي قض‪G‬ت بأن‪GG‬ه يك‪GG‬ون اللج‪G‬وء إلى المحكم‪GG‬ة متاح‪G‬ا لل‪G‬دول‬
‫األطراف‪ .‬يتطلب األمر أن تكون الدول كاملة السيادة ‪ ،‬أو كانت تتمتع بحكم ذاتي ‪ ،‬أو كان إقليم يتمتع بحكم ذاتي داخلي تام بحس‪GG‬ب نص الم‪GG‬ادة‬
‫‪ 305/1‬من االتفاقية‪ .‬كما يجوز للمنظمات الدولية باعتبارها طرفا ‪ -‬وفق نص المادة ‪ 305/1‬ومن اتفاقية قانون البح‪GG‬ار‪ -‬ح‪GG‬ق اللج‪GG‬وء للمحكم‪GG‬ة‬
‫شريطة أن يكون أعض‪G‬اء المنظم‪GG‬ة الدولي‪GG‬ة ق‪GG‬د تن‪GG‬ازلوا له‪GG‬ا عن االختص‪G‬اص لبعض المس‪G‬ائل ال‪G‬تي تنظمه‪GG‬ا اتفاقي‪GG‬ة ق‪GG‬انون البح‪G‬ار بم‪GG‬ا في ذل‪G‬ك‬
‫اختصاص الدخول في معاهدات بصدد تلك المسائل وفق نص الم‪G‬ادة األولى من المرف‪G‬ق التاس‪G‬ع‪ ،‬و أن يك‪G‬ون أغلبي‪G‬ة ال‪G‬دول األعض‪G‬اء فيه‪G‬ا من‬
‫الدول الموقعة أو المصادقة على اتفاقية قانون البحار وفق نص المادة الثانية من نفس المرفق‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬االختصاص القضائي الموضوعي‪:‬‬
‫ينعقد االختصاص القضائي للمحكمة الدولية لقانون البحار في جميع المنازعات البحرية ‪ ،‬كتلك المتعلقة بتفسير أو تط‪GG‬بيق اتفاقي‪GG‬ة ألمم المتح‪GG‬دة‬
‫لقانون البحار ‪ ،‬أو تعلق األمر بتفسير أو تطبيق اتفاقي‪G‬ات أو اتفاق‪G‬ات دولي‪G‬ة أخ‪G‬رى ذات الص‪G‬لة ب‪G‬أغراض االتفاقي‪G‬ة الس‪G‬الفة ال‪G‬ذكر‪ ,‬حي‪G‬ال إليه‪G‬ا‬
‫بموجب اتفاق مكتوب بني أطرافها‪ ,‬أي إجماع أطراف االتفاق على منح محكمة االختصاص بهذه المنازعات ‪,‬و ال ينعق‪GG‬د ذل‪GG‬ك االختص‪GG‬اص إال‬
‫بعد تحقق شرطين مها ‪:‬‬
‫شرط عدم وجود أي اتفاق ثنائي أو إقليمي أو عام باللجوء إلى وسيلة قضائية أخرى ‪ ،‬ذلك أن وجود اتفاق من هذا القبيل يقضي بإخضاع النزاع‬
‫الدولي لجهة قضائية أخرى كالتحكيم مثال ‪ ،‬فال يحق للمحكمة الدولية لقانون البحار أن تتصدى لذلك النزاع‪,‬‬
‫و شرط استنفاد طرق التقاضي الداخلية ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 182‬من اتفاقية قانون البحار بأنه ال يجوز إحالة أي نزاع بني دول أطراف يتعلق‬
‫بتفسير هذه االتفاقية أو تطبيقها إلى اإلجراءات المنصوص عليها يف هذا الفرع إال بعد أن تكون الطرق القانونية الداخلية قد اس‪GG‬تنفدت وف‪GG‬ق م‪GG‬ا‬
‫يقضي به القانون الدولي‪ .‬فال يحق للدولة طرف أن تلجأ للمحكمة الدولية لقانون البحار إال بعد اللجوء للجهات القضائية الداخلية واستنفاد جمي‪GG‬ع‬
‫طرق الطعن العادية وغري العادية‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االختصاص اإللزامي للمحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬


‫وفق‪GG‬ا للفق‪GG‬رة ‪ 2‬والفق‪GG‬رة ‪ 4‬من الم‪GG‬ادة ‪ 197‬من االتفاقي‪GG‬ة الدولي‪GG‬ة لق‪GG‬انون البح‪GG‬ار لع‪GG‬ام ‪ ,2891‬فيمكن للدول‪GG‬ة عن‪GG‬د توقيعه‪GG‬ا أو تص‪GG‬ديقها على أو‬
‫انضمامها إليها أو يف أي وقت بعد ذلك ‪ ،‬أن تختار المحكمة كوس‪G‬يلة لتس‪G‬وية منازعاته‪G‬ا الدولي‪G‬ة وتل‪G‬تزم ب‪G‬ذلك‪ .‬ويك‪G‬ون االختص‪G‬اص اإلل‪G‬زامي‬
‫للمحكمة الدولية لقانون البحار فيما بني أطراف اتفاقية قانون البحار بقوة أحكامها دون مراعاة موافقة المدعى علي‪GG‬ه من عدم‪GG‬ه على اختص‪GG‬اص‬
‫المحكمة ‪ ،‬حيث ينعقد هال االختصاص اإلجباري بمجرد تقديم طلب من الدولة المدعية ‪ ،‬ويكون ذلك يف ثالث حاالت‪:‬‬
‫الحالة األولى‪ :‬طلبات اإلفراج الفوري عن السفن وأفراد طاقمها‪:‬‬
‫ففي حالة احتجاز سلطات دولة طرف سفينة تحمل علم دولة طرف أخرى‪ ،‬فإنه يقع على عاتقها بم‪G‬وجب الم‪G‬ادة ‪ 181‬من اتفاقي‪G‬ة ق‪G‬انون البح‪G‬ار‬
‫التزام باإلفراج السريع والفوري عن السفينة وطاقمها بمجرد تقدمي كفالة معقولة أو ضمان مالي آخر‪.‬‬
‫وخروجا عن القاعدة العامة التي تقضي بحرية األطراف بعرض نزاعاتها الدولية على واحدة من بين األجه‪GG‬زة القض‪G‬ائية الدولي‪GG‬ة ‪ ،‬إال أن‪GG‬ه ي‪GG‬ف‬
‫حالة عدم اتفاق أطراف النزاع على اختيار المحكمة أو امتناع الدولة المحتجزة للسفينة عن اختيار المحكمة من بني المحاكم التي ذكرتهم الم‪GG‬ادة‬
‫‪ 287/1‬من االتفاقية يف غضون ‪ 10‬أيام من تاريخ االحتجاز ‪ ،‬فإنه يكون من حق دولة علم السفينة اللجوء إلى المحكمة الدولية لق‪GG‬انون البح‪GG‬ار‬
‫وتسجيل دعوى اإلفراج الفوري عن السفينة وطاقمها‪ ,‬ويف هذه الحالة وبعد تصدي المحكمة للدعوى والتأكد من ص‪GG‬حة الطلب وتحق‪GG‬ق ش‪GG‬روط‬
‫اإلفراج‪ ،‬فلها أن تفصل يف الدعوى وتأمر باإلفراج العاجل عن السفينة وطاقمها دون المساس بجوهر القضية المنظورة أمام القض‪GG‬اء الوط‪GG‬ني‬
‫للدولة الساحلية‪ ,‬ومن هذا المنطلق قد يكون احتجاز السفن مشروعا‪ ،‬غري أن استمرار احتج‪G‬از الس‪G‬فينة وطاقمه‪G‬ا بع‪G‬د تق‪G‬دمي كفال‪G‬ة معقول‪G‬ة أو‬
‫ضمان مالي آخر ‪.‬‬
‫الحالة الثانية ‪ :‬فرض تدابير مؤقتة‪:‬‬
‫تتميز اإلجراءات والتدابر المؤقتة عادة بطابعها العارض و المستعجل‪ ،‬تتخذها المحكمة بموجب المادة ‪290/1‬من اتفاقية قانون البحار بغ‪GG‬رض‬
‫الحفاظ على الحقوق الكاملة ألطراف النزاع ‪ ،‬أو اإلبقاء على الحالة الراهنة له‪ ،‬أو منع وقوع ضرر خطري بالبيئة البحرية‪ ،‬حلني الفصل ي‪GG‬ف‬
‫النزاع وصدور الق‪GG‬رار النه‪GG‬ائي بش‪GG‬أنه أو تس‪GG‬ويته نهائي‪GG‬ا ويش‪GG‬ترط في اتخ‪GG‬اذ الت‪GG‬دابير المؤقت‪GG‬ة ب‪GG‬أن ال تمس بأص‪GG‬ل الموض‪GG‬وع‪ ،‬وأن ته‪GG‬دف إلى‬
‫المحافظة على حقوق األطراف أو لمنع ضرر جسيم قد يلحق بالبيئة البحرية‪ ،‬وكذا توفر شرط االستعجال‪ .‬وينعقد االختصاص للمحكمة الدولية‬
‫لقانون البحار يف حالة تصديها لموضوع النزاع الدولي‪ ،‬فلها أن تتخذ تدابري مؤقتة لحين اتخاذ القرار النهائي بش‪G‬أن موض‪G‬وع ال‪G‬دعوى‪ ،‬وه‪G‬و‬
‫ما تضمنه نص المادة ‪.290/1‬‬
‫الحالة الثالثة‪ :‬اختصاص غرفة منازعات قاع البحار‪:‬‬
‫ينعقد االختصاص لهذه الهيئة دون سواها من المحاكم المشار إليها في نص المادة ‪ 287/1‬من االتفاقية ‪ ،‬حينما يتعلق موضوع الدعوى بتفس‪GG‬ير‬
‫أو تطبيق اتفاقية قانون البحار في المنازعات المتعلقة باألنشطة في المنطقة وفق نص المادة ‪ 187‬من االتفاقية‪ ،‬واليت أحصت المنازع‪GG‬ات ب‪GG‬ني‬
‫الدول األطراف بشأن تفسري أو تطبيق الجزء ‪ 11‬من االتفاقية والمرفقات المتصلة به‪ ,‬وعلى هذا األساس ‪ ،‬يق‪G‬ع اختص‪G‬اص الغرف‪GG‬ة وف‪GG‬ق نص‬
‫المادة ‪ 187‬أو أي نص آخر من هذه االتفاقية ينص صراحة على واليتها ‪ ،‬وهو اختصاص إلزامي تستأثر به دون سواها ‪ ،‬يجعل اتفاق أط‪GG‬راف‬
‫النزاع بإعمال نص المادة ‪287/1‬باطال عديم الجدوى ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االختصاص اإللزامي للمحكمة بناء على إرادة األطراف ‪:‬‬
‫كأصل عام‪ ،‬ال يكون اختصاص هذه المحكمة إال بموجب إعالن مس‪GG‬بق لل‪GG‬دول األط‪GG‬راف وفق‪GG‬ا للفق‪GG‬رة ‪ 2‬والفق‪GG‬رة ‪ 4‬من الم‪GG‬ادة ‪ 197‬من اتفاقي‪GG‬ة‬
‫قانون البحار‪ ،‬ومن مث فيمكن للدولة عند توقيعها أو تصديقها على االتفاقية الدولي‪GG‬ة لق‪GG‬انون البح‪GG‬ار لع‪GG‬ام ‪ 2891‬أو انض‪GG‬مامها إليه‪GG‬ا أو ي‪GG‬ف أي‬
‫وقت بعد ذلك‪ ،‬فلها أن تختار المحكمة الدولية لق‪G‬انون البح‪G‬ار كوس‪G‬يلة لتس‪G‬وية منازعاته‪G‬ا الدولي‪G‬ة وتل‪G‬تزم ب‪G‬ذلك‪ ,‬ومن ثم‪ ،‬فم‪G‬تى تم االتف‪G‬اق على‬
‫عرض النزاع على هذه المحكمة‪ ،‬فلها أن تتصدى لموضوع الدعوى والفصل فيه بموجب قرار ملزم ألطرافه‪ ,‬كما توجد استثناءات في حالة ما‬
‫تم إعالن دولة طرف بعدم قبول المحكمة الدولية لقانون البحار كجهة تسوية قضائية فعندئ‪GG‬ذ ال يح‪GG‬ق له‪GG‬ا )المحكم‪GG‬ة) التص‪GG‬دي ل‪GG‬ذلك‪ ،‬بن‪GG‬اء على‬
‫رغبة دولة أخرى طرف‪.‬‬
‫االختصاص االستشاري للمحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬
‫إن االتفاقية قد أولت بهذا االختصاص غرفة تسوية المنازعات في قاع البحار ‪ ،‬فهي من تقوم باالختص‪G‬اص االستش‪G‬اري و هي ملزم‪G‬ة بإص‪G‬دار‬
‫آراء استشارية حول المسائل القانونية المتعلقة باألنشطة في المنطقة بناء على طلب الجمعية أو مجلس السلطة الدولية لقاع البحار دون سواهما‪,‬‬
‫وتطبق غرفة منازعات قاع البحار لدى ممارستها لوظائفها االستشارية‪ ،‬المواد من‪ 130‬إلى‪ 137‬من الئحة المحكمة‪ ,‬وتصدر غرف‪GG‬ة منازع‪GG‬ات‬
‫قاع البحار هذه اآلراء االستشارية بصورة مستعجلة ‪ ،‬وإن ك‪G‬انت تل‪G‬ك اآلراء االستش‪G‬ارية تفتق‪G‬ر للقيم‪G‬ة اإللزامي‪G‬ة بحس‪G‬ب نص الم‪G‬ادة ‪ 131‬من‬
‫الئحة المحكمة‪.‬‬
‫القانون الواجب التطبيق في المحكمة الدولية لقانون البحار‬
‫وتفصل المحكمة الدولية لقانون البحار وتبث في المنازعات الدولية التي تعرض عليها وفق‪GG‬ا ألحك‪GG‬ام اتفاقي‪GG‬ة ق‪GG‬انون البح‪GG‬ار لع‪GG‬ام ‪ ,1982‬ووفق‪GG‬ا‬
‫ألحكام القانون الدولي األخرى التي ال تتعارض مع االتفاقي‪GG‬ة‪ ،‬وك‪GG‬ذلك وفق‪G‬ا لقواع‪GG‬د العدال‪G‬ة واإلنص‪G‬اف‪ ،‬والمتمثل‪G‬ة في مجموع‪GG‬ة المب‪GG‬ادئ ال‪G‬تي‬
‫يرضها العقل ويقتضيها التشريع في أي زمان ومكان ‪.‬‬
‫صدور األحكام عن المحكمة الدولية لقانون البحار‪:‬‬
‫يتم الفصل يف جميع المسائل المعروض‪G‬ة على المحكم‪G‬ة بأغلبي‪G‬ة أص‪G‬وات أعض‪G‬اء المحكم‪G‬ة الحاض‪G‬رين ‪ ،‬وعن‪G‬دما تتس‪G‬اوى األص‪G‬وات يك‪G‬ون‬
‫الرئيس أو العضو الذي حيل حمل الرئيس هو الصوت المرجح وفقا لنص المادة‪ 29‬من نظامه‪G‬ا األساس‪G‬ي‪ ,‬وتص‪G‬در األحك‪G‬ام ب‪G‬اللغتين الفرنس‪G‬ية‬
‫واالنجليزية وفقا لنص المادة‪ 43‬من الئحة المحكمة‪ ،‬متضمنة األسباب التي تبين عليها و أمساء أعضاء المحكمة الذين اش‪GG‬تركوا في الفص‪GG‬ل في‬
‫القضية‪ ،‬ويوقع على الحكم الرئيس والمسجل ويتلى في جلسة علني‪G‬ة للمحكم‪G‬ة بع‪G‬د أن يتم إخط‪G‬ار أط‪G‬راف ال‪G‬نزاع إخط‪G‬ارا ص‪G‬حيحا وفق‪G‬ا لنص‬
‫المادة ‪ 30‬من نظامها األساسي والمادة‪ 125‬من الئحة المحكمة‪ .‬كما يشري منطوق ألحكم إلى الطرف الذي يتحمل نفقات الدعوى‪ ،‬حيث قض‪GG‬ت‬
‫المادة ‪ 34‬من النظام األساسي للمحكمة بأن‪G‬ه يتحم‪G‬ل ك‪G‬ل ط‪G‬رف تكاليف‪G‬ه م‪G‬ا لم تق‪G‬رر المحكم‪G‬ة خالف ذل‪G‬ك‪ ,‬وتتص‪G‬ف الق‪G‬رارات ال‪G‬تي تص‪G‬درها‬
‫المحكمة الدولية لقانون البحار قطعية وعلى جميع األطراف في ال‪GG‬نزاع أن يمتثل‪GG‬وا له‪GG‬ا وأن حجيته‪GG‬ا تقتص‪GG‬ر على أط‪GG‬راف ال‪GG‬نزاع وبش‪GG‬أن ذات‬
‫الواقعة التي أثري بشأنها النزاع‪ ،‬وإذا حدث خالف بني األطراف بشأن معنى القرار أو نطاق‪GG‬ه ف‪GG‬إن المحكم‪GG‬ة تق‪GG‬وم بتفس‪GG‬يره بن‪GG‬اء على طلب أي‬
‫طرف من أطراف النزاع‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫نالحظ أن اتفاقية األمم المتحدة لقانون لبحار لعام ‪ 1982‬قد تبنت أسلوبا لتسوية المنازعات الدولية البحرية ‪ ،‬أس‪GG‬لوبا قض‪GG‬ائيا مرتبط‪GG‬ا بالمحكم‪GG‬ة‬
‫الدولية لقانون البحار ‪ .‬هذه المحكمة التي انفردت بنظام خاص يختلف عن ذلك الذي تبناه النظام األساسي لمحكم‪GG‬ة الع‪GG‬دل الدولي‪GG‬ة ‪ ،‬وه‪GG‬و نظ‪GG‬ام‬
‫قضائي متخصص ونوعي يهتم بالمنازعات البحرية ‪ ،‬إذ نسجت أحكام‪GG‬ه بش‪G‬يء من المرون‪GG‬ة ‪ ،‬حيث مس‪G‬ح نظامه‪GG‬ا األساس‪G‬ي ووس‪G‬ع من دائ‪GG‬رة‬
‫األشخاص المتاح لهم حق التقاضي أمام هيئتها ‪ ،‬إلى جانب اقتصارها على طوائ‪G‬ف من المنازع‪G‬ات النوعي‪G‬ة والمرتبط‪G‬ة بمج‪G‬ال البح‪G‬ار ‪ ،‬حيث‬
‫يتأرجح اختصاص المحكمة بني االختصاص الموضوعي بنوعيه (اإللزامي واالختصاص االس‪GG‬تثنائي) وك‪GG‬ذا االختص‪GG‬اص االستش‪GG‬اري ‪ ،‬وهي‬
‫هيئة تكاملية تسهر إلى جانب محكمة العدل الدولية في تسوية المنازعات الدولية وحفظ السلم واألمن الدوليين‪,‬‬

You might also like