‫" بحث في "‬

‫كليوبات ار السابعة وتماثيلها‬

‫" مادة "‬

‫ارشاد سياحي يوناني روماني‬

‫" اعداد الطالب "‬

‫محمد طه ابراهيم شعبان‬

‫" قسم "‬

‫االرشاد السياحي‬

‫" تحت اشراف "‬

‫الدكتور‪ :‬سارة حمايل‬

‫‪2024‬‬

‫‪1‬‬
 ‫كليوبات ار السابعة وتماثيلها‬

‫نبذة تاريخية‪:‬‬

‫على الرغم من شهرتها الواسعة‪ ،‬إال أن قصة ملكة مصر كليوبات ار السابعة محفوظة لألسف‬
‫بالكلمات فقط‪ .‬واختفت معظم الشواهد األثرية الخاصة بعهدها وكذلك اإلسكندرية البطلمية إما تحت‬
‫مياه البحر األبيض المتوسط أو دفنت تحت المباني الحديثة‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬فإن صور كليوبات ار‬
‫السابعة نادرة جًد ا‪ .‬بعد هزيمة كليوبات ار وأنتوني على يد أوكتافيان‪ ،‬وانتحارهما األسطوري‪ ،‬دمر‬
‫أوكتافيان العديد من صور آخر ملكة مصر‪ .‬حتى قام رجل اسمه أرشيبيوس بدفع ‪ 2000‬تبرًع ا‬
‫لإلمبراطور الروماني للحفاظ على ما تبقى من تماثيل كليوباترا‪.‬‬

‫من الممكن أن بعض تمثيالت كليوبات ار ذات الطراز المصري القديم جاءت إلينا من المجموعة‬
‫التي نجت بعد تدخل أرشيبيوس‪ .‬إلى جانب ذلك‪ ،‬نجد أن القطع التي تصور كليوبات ار يحيط بها‬
‫الكثير من الغموض‪ ،‬وذلك نتيجة األحداث الكثيرة التي مرت بها كليوبات ار خالل حياتها باإلضافة إلى‬
‫ميولها السياسية وسعيها الدائم لتعزيز مكانتها لدى المصريين والرومان في عصرها‪ .‬نفس الوقت‪.‬‬
‫ونتيجة لذلك‪ ،‬كانت طريقة تصويرها تتغير دائًم ا بسبب التغيرات والمواقف السياسية‪ .‬وفي حالة‬
‫كليوباترا‪ ،‬فمن الصعب جًد ا معرفة كيف كانت تبدو في الواقع‪ ،‬أو العثور على مصدر واضح‬
‫وصريح لتصنيف صورها‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫الملكة كليوبات ار السابعة‪ ،‬هي آخر ملكة من األسرة البطلمية‪ ،‬التي حكمت مصر بعد وفاة‬
‫اإلسكندر األكبر عام ‪ 323‬قبل الميالد‪ ،‬حتى عام ‪ 30‬قبل الميالد عندما أصبحت مصر مقاطعة‬
‫رومانية‪ .‬وكانت كليوبات ار ابنة الملك بطليموس الثاني عشر‪ .‬وخلفته كملكة عام ‪ 51‬قبل الميالد‪،‬‬
‫وتقاسمت العرش مع شقيقها األصغر بطليموس الثالث عشر‪ .‬لقد اعتادت أن توصف بأنها ملكة‬
‫جميلة وساحرة‪ ،‬ولكن كما أشار بلوتارخ "ليس في حد ذاته" (بلوتارخ‪ ،‬أنتوني‪ .)86 ،‬سواء كانت‬
‫جميلة أم ال‪ ،‬كانت امرأة ذكية للغاية‪ .‬وقد وقع في حبها زعيمان عظيمان‪ ،‬هما يوليوس قيصر ومارك‬
‫أنتوني‪ ،‬وقد أسرتهما شخصيتها القوية وحكمتها‪.‬‬

‫وانتهت قصتها بشكل درامي‪ ،‬فبعد أن هزمها أوكتافيان هي ومارك أنطونيو في معركة أكتيوم‬
‫عام ‪ 31‬قبل الميالد‪ ،‬انتحرت أسطورًي ا‪ .‬خالل تلك األيام‪ ،‬كان ُينظر إلى كليوبات ار على أنها العدو‬
‫األول لروما‪ ،‬لذلك أمر منافسها المنتصر أوكتافيان بتدمير جميع صور كليوباترا‪ .‬لكن في مصر‪،‬‬
‫كانت صور كليوبات ار عبارة عن صور عبادة مرتبطة بعبادة اإللهة إيزيس وكذلك بعبادة كليوبات ار‬
‫الشخصية‪ ،‬وقد تسبب هذا األمر في إهانة كبيرة‪.‬‬

‫يخبرنا بلوتارخ أن عدًد ا من تماثيلها المصرية تم حفظها‪ ،‬بعد وفاتها عام ‪ 30‬قبل الميالد‪ ،‬على‬
‫يد الكاهن أرشيبيوس‪ ،‬الذي كان إما صديًقا لكليوبات ار أو ممثاًل للكهنوت األصليين‪ ،‬وقد عرض على‬
‫اإلمبراطور ألفي موهبة ال تقاوم ليحفظهم (بلوتارخ‪ ،‬أنطونيوس‪ .)86 ،‬كان من الصعب تدمير‬
‫صورها ونقوشها ثنائية األبعاد المنحوتة عالًي ا على جدران المعبد‪ ،‬ونتيجة لذلك ظلت موجودة‪ ،‬لكن‬
‫غالبية تماثيلها وصورها المنقولة ُفقدت بالفعل‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫يمكن أيًض ا تقسيم تلك الصور التي بقيت على قيد الحياة إلى مجموعتين مختلفتين للغاية‪ ،‬والتي‬
‫قد‪ ،‬إذا تم النظر إليها خارج السياق‪ ،‬تعطي كليوبات ار وهًم ا بشخصية متعددة للغاية‪ .‬هناك تمثيالت‬
‫مؤلفة على الطراز الكالسيكي أو الهلنستي تظهر كليوبات ار وهي ترتدي زي امرأة هلينستية مرموقة‪،‬‬
‫وأخرى مؤلفة على الطراز المصري والتي تقدمها كملكة مصرية عادية تحمل الشعارات العريقة‬
‫المصممة لتحديد السلطة الدينية والسياسية عند تقديمهما جنًب ا إلى جنب‪ ،‬ينقل النوعان رسالة مختلطة‬
‫ملحوظة‪.‬‬

‫في نظر الغرب‪ ،‬تبدو كليوبات ار الهلنستية طبيعية وأكثر استرخاًء ‪ ،‬بينما تبدو كليوبات ار المصرية‬
‫ثابتة ومصطنعة‪ .‬لذلك هناك تمنيات إو غراءات كبيرة لتفسير كليوبات ار الهلنستية على أنها تمثيالت‬
‫حقيقية كان المقصود من التصوير الكالسيكي أن يعكس تمثياًل مثالًيا ومحدًد ا وبطولًيا في كثير من‬
‫األحيان للموضوع‪ .‬أما البطالمة‪ ،‬فقد أضاف الفنانون في كثير من األحيان ميزات أو سمات تهدف‬
‫إلى عكس ألوهية الموضوع‪ ،‬لذلك أصبح من الصعب التمييز بين الملكة المجزأة واإللهة المجزأة‪.‬‬
‫وفي حالة الصور الهلنستية لكليوباترا‪ ،‬فمن المتوقع أن تبدو متشابهة ألنها كانت الصورة الملكية‬
‫الرسمية للملكة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يعني ذلك بالضرورة أنهم يظهرون في الغالب مثل الملكة الحقيقية من‬
‫لحم ودم‪.‬‬

‫‪3‬‬
 ‫بعض تماثيلها‪:‬‬

‫يعرض المتحف اليوناني الروماني باإلسكندرية‪ ،‬تمثال لـ الملكة البطلمية كليوبات ار السابعة‪،‬‬
‫وصنع تمثال الملكة البطلمية كليوبات ار السابعة من الحجر الجيري‪ ،‬ويعود إلى العصر البطلمي ‪-50‬‬
‫‪ 30‬ق‪.‬م‪ ،‬ويتميز تصميم الوجه البيضاوي بعيون كبيرة‪ ،‬وأجفانها العلوية والسفلية محددة بوضوح‬
‫وتوضع في تجاويف ضحلة تحت الحاجب وطرف األنف مفقود‪ ،‬ونالحظ حيات الكوب ار تحيط بقرص‬
‫على رأسها باإلضافة إلى كوب ار أخرى تنتصب فوق جبينها على انها حاكمة مصر‪.‬‬

‫صورت كليوبات ار بمالمح رقيقة وتسريحة شعر مميزة‪ ،‬ويثبت تمثال كليوبات ار جمال المرأة‬
‫وجاذبياها دائما ما يكون في ذكائها وعقلها وثقافتها‪ ،‬حيث كانت متعلمة ومثقفة بدرجة واسعة وتتقن‬
‫العديد من اللغات وكان ذلك سببا في تربعها على عرش مصر وقلوب قادة روما ليس ذلك فحسب‪،‬‬
‫بل حولت االقتصاد المصري المتهالك إلى اقتصاد قوي ودولة قوية‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫يوجد تمثال حاليا في حديقة المتحف اليوناني الروماني باإلسكندرية‪ ،‬ويتميز بخصالت الشعر‬
‫المجعدة والرداء المعقود ويرتدي إكليال‪ .‬يرجع تاريخ هذا التمثال إلى القرن األول قبل الميالد على‬
‫أساس ط ارزه وبسبب شكل عموده الخلفي الطويل‪ ،‬الذي يوجد شكل مشابه له في كثير من التماثيل‬
‫التي تتضمن ثالثة رءوس أفعى‪.‬‬

‫توجد هذه القطعة حاليا في حديقة المتحف اليوناني الروماني باإلسكندرية وهي إحدى القطع‬
‫القليلة ذات األصل المعروف؛ فقد عثر عليها في كانوبس (أبو قير حاليا) شرق اإلسكندرية‪ ،‬وهي‬
‫منطقة ارتبطت بالعاصمة في عهد كليوبات ار السابعة‪.‬‬

‫إنه تمثال ضخم الحجم تبلغ المسافة من ركبتيه حتى رأسه نحو ‪ 2،35‬متر‪ ،‬وتحت من‬
‫الجرانيت تعرض الذراعان والصدر إلى ضرر بالغ‪ ،‬ويبدو أن الوجه قد خلع عمًد ا من الرأس‪ .‬يوجد‬
‫وجه من تمثال مشابه حالًي ا ضمن مجموعة خاصة‪ .‬توجد أكثر من خصلة مجعدة محفوظة على هذا‬
‫الوجه مما ينفي إمكانية انتمائه إلى التمثال الموجود باإلسكندرية‪ ،‬لكن حجم هذه القطعة وطرازها‬
‫يشيران إلى انتمائها إلى تمثال مشابه‪ ،‬بل ربما أنتج في الورشة نفسها‪.‬‬

‫يبدو الرأس بمظهر شاب وتظهر مالمحه على نحو طبيعي أكثر من التماثيل األخرى‬
‫المصنوعة على الطراز المصري‪ .‬يشبه هذا التمثال التماثيل الرومانية لكليوبات ار السابعة التي ذكرناها‬
‫من قبل‪ ،‬خاصة الرؤوس الموجودة حاليا في الفاتيكان وبرلين‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫يضم المتحف اليوناني الروماني باإلسكندرية مجموعة واسعة من اآلثار المصرية من العصرين‬
‫اليوناني والروماني حيث يضم ‪ 6000‬قطعة أثرية سيتم عرضها في ‪ 44‬فاترينة وتشمل هذه اآلثار‬
‫التماثيل والمنحوتات واللوحات والمجوهرات واألواني واألدوات المنزلية منها‪ :‬تمثال الملكة كليوبات ار‬
‫السابعة الذي يعد من أهم القطع األثرية في المتحف‪ ،‬ويصور التمثال الملكة كليوبات ار وهي ترتدي‬
‫ثوبا غنيا يتميز التمثال بدقة التفاصيل والتعبيرات القوية للوجه‪.‬‬

‫‪6‬‬
 ‫يضم متحف الغردقة تمثال للملكة كليوبات ار السابعة والمعروفة باسم كليوبات ار هي آخر ملوك‬
‫األسرة المقدونية حيث كان قد قدر لها أن تصبح آخر ملكة للساللة البطلمية التى حكمت مصر بعد‬
‫موت اإلسكندر األكبر في ‪ 323‬ق‪.‬م وضمها إلى روما في ‪ 30‬ق‪.‬م‪ ،‬وهو تمثال ضمن تماثيل‬
‫القطعه الواحدة‪.‬‬

‫‪7‬‬
 ‫ثمة تمثال أكثر التزاما بالطراز المصري التقليدي يوجد حاليا في المتحف المصري في تورينو‬
‫وينسب أيًض ا إلى كليوبات ار السابعة‪ .‬يختلف شكل هذا التمثال عن األمثلة التي ذكرت من قبل في‬
‫هذا الفصل‪ ،‬لكنه يظهر الملكة بمالمح شابة تشبه مالمح التمثال الموجود في متحف بروكلين فالفم‬
‫مقوس إلى األسفل والذقن ناتئ والوجه عريض والوجنتان مستديرتان‪.‬‬

‫يرتدي التمثال فستاًنا ضيًقا كما يتضح من خط الياقة الرفيعة الموجودة حول الرقبة‪ ،‬وله شعر‬
‫مستعار مصفف ينسدل على الظهر والكتفين‪ ،‬وفي أعاله يوجد جناحا نسر (غطاء الرأس المقدس)‪.‬‬
‫توجد ثالثة أشكال على الجبهة رغم أننا نتوقع أن الشكل الموجود في المنتصف هو رأس النسر لكنه‬
‫يبدو مثل رأس الكوب ار الحامية‪ .‬وربما تكون هذه الملكة ترتدي ثالثة رءوس أفعى في تلك الحالة‬
‫يصبح إضافة عنصر رابع‪ ،‬النسر‪ ،‬أمًرا عبثيا‪ ،‬ونجد إشارة إلى هذا في الشعر المستعار‪.‬‬

‫على قمة الرأس يوجد جزء متبق من قاعدة تاج‪ .‬يشبه هذا التمثال على وجه الخصوص تمثال‬
‫بطليموس الخامس عشر الموجود في المعبد المخصص ليوليوس قيصر في اإلسكندرية؛ فربما توجد‬
‫صلة متعمدة بين االثنين‪ .‬تحدد أن هذا التمثال ينتمي إلى القرن الثالث قبل الميالد على أساس‬
‫مالمح الوجه‪ .‬ال يضع هذا االستنتاج في اعتباره الصور التي تستلهم أساليب التصوير القديمة والتي‬
‫ظهرت مرة أخرى في عهد كليوبات ار السابعة‪.‬‬

‫يظهر تفرد هذا التمثال أيًض ا في عدم وجود أمثلة أخرى لتماثيل ملكات البطالمة تستخدم النسر‬
‫التقليدي من أجل التعبير عن أن هذه الصورة تنتمي ألحد اآللهة؛ فال يظهر غطاء الرأس الذي‬
‫يحتوي على شكل النسر إال في النقوش البارزة الموجودة في معبد الراحلة أرسينوي الثانية‪.‬‬

‫‪8‬‬
9
 ‫مصادر‬

:‫كتب‬

‫ المملكة‬،‫ مؤسسة هنداوي سي آي سي‬،‫ كليوبات ار ملكة مصر‬:‫ أن أشتون‬- ‫سالي‬ )1

.144 ،143 ،142 ،68 ،67 ‫ ص‬،‫م‬2017 ،‫المتحدة‬

:‫أبحاث‬

1) Enayat Mohamed Ahmed and Wessam Fekry Ibrahim: Hellenistic

Heads of Queen Cleopatra VII, Journal of Tourism, Hotels and
Heritage, No. 2, 2020, pp 30-32.

:‫مواقع‬

.https://www.cairo24.com/1982851#goog_rewarded، 28/4/2024 )1

.https://www.elaosboa.com/1264049/، 28/4/2024 )2

10
 https://www.youm7.com/story/ )3
2023/10/5/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA
%D9%84%D8%A9-%D9%88%D9%83%D9%8A
%D9%84%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AA
%D8%B1%D8%A7-%D9%88%D8%AD
%D9%88%D8%B1%D8%B3-%D8%AA
%D9%85%D8%A7%D8%AB%D9%8A%D9%84-
%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%B9%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AD%D8%AF
%D8%A9-%D8%A8%D9%85%D8%AA%D8%AD%D9%81-
%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%AF
%D9%82%D8%A9-
%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89-
.%D8%B8%D9%87%D8%B1%D8%AA/6326350، 28/4/2024

11