You are on page 1of 62

‫المحلية‬ ‫العمارة‬

‫في مدينة غريان‬


‫تعريف العمارة المحلية‬
‫العمارة المحلية‪ ،‬تعني أنها وليدة موقعها من مواد بناء إلى أيدي عاملة إلى‬
‫استعمال فراغات‪ .‬وهي ال تعمل إال في موقعها‪.‬‬
‫* أي عنصر معماري وافد يلغي عنها صفات المحلية‪ .‬وعمارة الساحل ال‬
‫تمثل عمارة الجبل أو عمارة الصحراء‪ .‬والعمارة الغدامسية مثالً‪ ،‬ال تمثل‬
‫ليبيا‪ .‬وإنما هي عمارة محلية تقع في ليبيا‪.‬‬
‫*دائما ً العمارة المحلية هي عمارة الناس وليس عمارة الدولة‪ ،‬أي ليست‬
‫العمارة الرسمية *‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬‬

‫لاــميرـاـث* •‬ ‫ي مـدوـنة‬
‫مقـاـلة اـالستاذ لاــمعماري‪ /‬أـحمد اـمـبيص فـــ‬
‫موقع مدينة غريان‬
‫غريان إحدى المدن الليبية التي تقع في الجزء الشمالي الغربي لليبيا على قمة الجبل الغربي‪ .‬فعلى بعد ‪ 75‬كم‬

‫‪.‬جنوب مدينة طرابلس ترتفع فجأة من السهول سفوح جبل غريان في مشهد رائع ذي طبيعة جبلية جميلة‬
‫وهناك الطريق الجبلي الجميل الملتوي والمصمم بشكل دقيق والذي‬
‫يقود إلي أعلى قمة الجبل باتجاه مدينة غريان‪.‬يبلغ عدد سكان المدينة‬
‫‪ 161,408‬نسمة وفقا لإلحصائيات التقريبية لسنة ‪ 2000‬ف‪ ,‬تبلغ‬
‫مساحة المدينة بدون الضواحي ‪ 4,660‬كم مربع‪ .‬هي المركز اإلداري‬
‫‪.‬لجبل الغربي بأكمله باعتبارها أكبر مدن الجبل‬
‫يحدها من الشمال مدينة العزيزية‬

‫ومن الشرق مدينتي ترهونة ومسالتة‬


‫‪.‬من الغرب فمدينة يفرن‬

‫غريان‬

‫ومن الجنوب مدينتي بني وليد ومزدة‬


‫وتنتشر بمنطقة جبل نفوسة الكثير من الكهوف الطبيعية والتي ال شك في أنها‬
‫استعملت في فترات قديمة كمساكن‪ .‬كما أن االنسان قام بحفر كهوف وبيوت‬
‫ومالجئ وقد تعددت أغراض استعماالت هذه المنشآت التي أوجدها اإلنسان ويمكن‬
‫‪:-‬تلخيصها في اآلتي‬

‫عيدا عنأـعين ‪1-‬‬ ‫فـــهـا اـالنـسـان لاــطقـوس الـديـنية سراـ بــــ‬ ‫مارس ي‬ ‫ألغـرـاض دينيـة‪ ،‬يـــ‬
‫ـب‬
‫بـــــك الـديـن‪ ،‬وـمـثاـلعلى ذـلـك الـدياـمـيس( لاــكاتاكوم )‬
‫عترف ذل‬ ‫اــيالــ تــــ‬
‫سـلطات الـدوـلة لت‬
‫عيدا عنأـعين‬
‫ألهاــي طـقـوس الـديانة لاــمسيحية بــــ‬‫عض اـ ل‬ ‫فـــهـا بــــ‬
‫رقارش وـلاــتيمـارس ي‬‫قـبــــ‬
‫جبل األـخـضـر‬ ‫بــــ‬
‫اـــديـس مـرقس اـإلنـجيلي لاــ‬ ‫‪ .‬لاــسلطات الرـوـمانـية الوـثـنية أو كــهف لق‬
‫حماية ‪2-‬‬ ‫بــــ اـالفرـاد لـــ‬
‫تحصن هـ‬ ‫أـغرـاض عسكرية‪ ،‬يـــ‬
‫ي‬‫هم اـألمـن وـلاــحماية فـــ‬
‫أـنـفسهم منهجماتاـالعداء ‪ ،‬وـتوفر لـــ‬
‫ي‬
‫ـتاــفتن وـاـالضطراـبات وـمـثاـلعلى ذـلـك لاــكهـوف لاــمعلقـة فـــ‬
‫فـــا ل‬
‫ترـ‬
‫‪ .‬لاــجـبليين نـفــوسة وـاـألخـضـر بــــ‬
‫ليبيا‬

‫‪3-‬‬ ‫ستعمل كــبيوت وـمـسـاكـنإذ‬


‫أـغرـاض مـدنيـة‪ ،‬تــــ‬
‫‪.‬توفر فراغات معيشة لألسر التي تقطن بها‬

‫عض لاــمحاصيل ‪4-‬‬


‫بــــحفظ بــــ‬
‫تم هـا‬
‫ن إذ يـــ‬‫تــ ‪،‬‬
‫خـزي‬ ‫أ غرـاض‬
‫الـزراــعية كـلاــقمح وـلاــشعير وزـيـت‬
‫‪.‬الزيتون وغيرها‬

‫لحيواـنات ‪5-‬‬
‫يلي لـــ‬‫ستخدم كــمأوى لـــ‬
‫واناتإذ تــــ‬
‫لحيـ ‪،‬‬ ‫كـمأوـى لـ‬
‫ناتاــمفترسة‬ ‫‪ .‬كـاـالغناـم وـلاــماعز لـــ‬
‫حمايـتهـا من لاــحيواـ ل‬
‫أصل التسمية‬

‫هناك عدة روايات عن أصل تسمية مدينة غريان ولكن أشهرها الروايات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يقول البعض بأن أصل التسمية كان من الكلمتين (غار) و(يان) حيث غار يقصد به‬
‫الكهف وهو مكان سكن أول من سكن المنطقة ويقال أنه روماني كان اسمه (يان) وهو‬
‫المقطع الثاني لغريان‪ ،‬حيث أطلق على المنطقة قديما غار يان أي الغار الذي يملكه‬
‫يان ثم حرف اللفظ بعد ذلك إلى غريان‪ .‬وهذه الرواية ال تملك دليال وقد استبعدها كل‬
‫المؤرخين‪.‬‬
‫‪ -‬الرواية التانية أن غريان كلمة أمازيغية االصل ترجع السم قبيلة أمازيغية عاشت‬
‫هناك‪ ..‬وخصوصا ان هنالك عدة مناطق داخل غريان دات مسمي أمازيغي متل‬
‫الدواسير‪ ..‬اتبادوت‪..‬امسوفين‪..‬الخ‬
‫‪ -‬أما الرواية الثالتة وهي األقرب للتصديق يقال أن أصل التسمية هو (غريال) ومعناه‬
‫أرض الطين في إحدى اللغات القديمة للبربر ثم حرف اللفظ بعد ذلك لغريان‪ ,‬ووجد‬
‫المؤرخون هذه الرواية أقرب للتصديق وخاصة أن غريان عبارة عن أرض جبلية‬
‫طينية‪.‬‬
‫وصف غريان‬
‫وصف الرحالة جون فرنسيس في كتابه (من طرابلس إلي فزان)‪ ,‬مذكرات الرحالة اإلنجليزي جون فرانسيس‬
‫ليون "‪ 1818‬ف" غريان ووصل قلعة غريان أو قصر الترك يوم األربعاء ‪ 10/02/1819‬وكتب عن غريان‬
‫قائالً‪( :‬تشتهر غريان بجودة زيتها وزعفرانها وحبوبها‬
‫وبوفرة إنتاجها‪ ,‬ورجال‬
‫غريان منتصبو القامة‪,‬‬
‫تلوح على محياهم‬
‫األنفة والكبرياء)‪.‬‬

‫اـــديـمة غريان*‬
‫لق‬ ‫صـورـة لاــمديـنة‬
‫معالم المدينة‬
‫‪ -‬حوش الحفر‬
‫‪ -‬سيدة غريان‬
‫سيدة غريان أو‪  Gharian Lady ‬هو اسم للوحة شهيرة مرسومة على أحد جدران معسكر إيطالي مهجور من‬
‫الحرب العالمية الثانية داخل المبنى رسم جداري كبير المرأة عارية مستلقية على جانبها‪ ،‬على نمط معلقات‬
‫الدبوسية ‪ pin-up‬األمريكية التي راجت في األربعينات‪ .‬جذع المرأة على شكل ساحل‪ ‬شمال أفريقيا‪ ‬والنقاط‬
‫البارزة بجسمها مسماة بأسماء مدن شمال أفريقيا مرسومة على جذار رسمها الرسام كليفورد سابر ‪Clifford‬‬
‫‪ Saber‬الذي كان سائق إسعاف أمريكي متطوع مع الجيش الثامن البريطاني‪ ,‬وكان رساما ً موهوبا ً‪ .‬السيد‬
‫سابر رسم اللوحة الجدارية أثناء اقامة وحدته لبضعة أيام في المعسكر بغريان لرفع الروح المعنوية لرفاقه‪.‬‬
‫سابر انتهى من الجدارية في ‪ 2‬مارس ‪ ،1943‬ولسنين عديدة " سيدة غريان" كما اُطلق على الرسم‪ ،‬كانت نقطة‬
‫جذب للسواح في ليبيا‪.‬‬
‫‪ ‬لقد انتشرت بيوت الحفر أو الدواميس في كثير من مناطق جبل نفوسة واستخدمها االهالي كمساكن‪ ،‬ويمكن أن نتحدث‬
‫عن أنواعها فيما يلى‪-:‬‬
‫‪ ‬‬

‫النوع األول‪  :‬الغيران‪  ‬أو الدواميس‬


‫النوع الثان ي ‪  :‬بيوت الحف ر أو‬
‫الدواميس‪    ‬‬
‫ويندرج تحت هذا النوع نموذجين اثنين‪:‬‬

‫‪ -1‬بيوت حفر في أرض صخرية هشة (رسوبية أو متحولة أو رملية)‪:‬‬

‫بيت الجزء االمامي منه مبني والجزء الخلفي حفر في مدينة كاباو‬
‫‪ -2‬بيوت حفرت في أرض طينية أو رملية‪-:‬‬
‫يتميز هذا النوع من البيوت بوجود سقيفة طويلة فلذلك يطلق عليه بيت ابوسقيفة‪.‬‬
‫والرحالة الفرنسي دي ماثيسيو‪  .  DE MATHUISIEULX‬الذي زار منطقة غريان سنة ‪ 1901‬ونشر كتابه عن‬
‫رحلته في طرابلس الغرب سنة ‪ 1903‬فيقول ‪ " :‬يسكن المواطنون المحليون ‪ ....‬منذ قرون فيما يشبه الخزانات‬
‫األرضية المربعة‪ ،‬في حيطانها أبواب تؤدي الى حجرات‪ .‬وأعتاب هذه األبواب على مستوى قاع الحفرالعمودي‪،‬‬
‫وهو نوع من الفناء على عمق ‪ 6‬الى ‪ 8‬أمتار تحت حقول الشعير وأشجار‬
‫التين‪ )1( "  ‬يتم النزول الى بيوت الحفر هذه عن طريق مدخل شيد فوق سطح األرض‪ ،‬وبعد الولوج فيه‬
‫تجد بداية أرضية السقيفة التي تقف‬
‫بجدوع الزيتون ثم الجزء المحفور‬
‫منها في األرض بانحدار تدريجي‬
‫يؤدي إلى الفناء الداخلي للبيت‪،‬‬
‫وعادة ما تحفر بشكل منحنى لتوفر‬
‫الخصوصية ألهل البيت وتحد من‬
‫تسرب االتربة والغبار إليه والتي‬
‫تحملها التيارات الهوائية‪،‬‬
‫ويالحظ‬
‫الطول الذي تمتاز به السقيفة من‬
‫‪ 9 – 6‬متر تقريبا في حين يكون‬
‫ارتفاعها نحو ‪2.60‬م‪.‬‬

‫لدرـاـسات لاــتاريـخية ‪.‬ص‪1 117.‬‬


‫تـــجـمة جاد لاــهـ عزوز لاــطلحي‪ .‬منشـورـاتمـركز جهـاد لاــليبيين لـــ‬
‫غـرب رـ‬
‫ــ دـى مـاثيسيو ‪ .‬عبر طـرـابـلس لاــ ‪.‬‬
‫الصورة توضح الفراغ الداخلي لبيت حفر في منطقة أبو غيالن _ غريان‬
‫ويصف دى ماثيسيو المدخل والسقيفة لهذه البيوت بقوله ‪ " :‬فتحة في الحقل‪ ،‬على‬
‫عشر خطوات من الحفرة الكبيرة (الفراغ الداخلي)‪ ،‬مخبأة عن االنظار مثلما كانت فتحات‬
‫سراديب األموات الرومانية القديمة‪ .‬بدأنا نسير في ممر معتم تماما في منتهى الضيق‪ ،‬دفعنا‬
‫انحداره الشديد الى اسراع الخطى الى القاع‪ .‬وال يمكن استعمال هذا االخدود الضيق اللولبي‬
‫الذي عبرناه للوصول الى هذه الحفرة المفتوحة‪ ،‬من أى كان أراد أن يدخل فيه ضد رغبة‬
‫السكان‪ ،‬فمدافع واحد برمح سيئ يمنع مرور عشرة معتدين ‪ .‬الشك أن سكان الكهوف في‬
‫غريان فكروا قبل كل شئ في أمنهم‪ ،‬عندما قرروا بناء دهاليز بهذه الصعوبة‪)2( ".‬‬
‫وفي بعض البيوت توجد مصاطب بالسقيفة ومخزن وحجرة اليواء الحيوانات في الفترات‬
‫التي ينعدم فيها األمن‪.‬‬

‫لدرـاـسات لاــتاريـخية ‪.‬ص‪2 117.‬‬


‫تـــجـمة جاد لاــهـ عزوز لاــطلحي‪ .‬منشـورـاتمـركز جهـاد لاــليبيين لـــ‬
‫غـرب رـ‬
‫ــ دـى مـاثيسيو ‪ .‬عبر طـرـابـلس لاــ ‪.‬‬
‫الصورة توضح حجرة لبيت حفر في منطقة أبو غيالن _ غريان‬
‫ونظرا لطول السقيفة مما ال يمكن من بالبيت من‬
‫سماع الطارق أو المنادى فإنه قد شاع مثل شعبي‬
‫بين‪  ‬الناس فيقال فالن ( السقيفة غرياني ) كناية‬
‫‪.‬عن من يعانى نقصا في حاسة السمع‬
‫تختلف أطوال الفراغ الداخلى بيت إلى آخر وأغلبها تتراوح أطوالها مابين ‪– 6‬‬
‫‪ 10‬متر وهو محفور بعمق يزيد عن ‪ 8‬أمتار عن مستوى سطح األرض‬

‫‪    ‬‬
‫بناء الحزام او الحاجز (الكدوة) حول الفناء ويحاط محيطه الخارجي باكوام من التربة المستخرجة‬
‫‪ :-‬من عملية الحفر ومهمتها‬
‫‪ .‬تحديد الفراغ‬
‫عمل كساتر يحمى المارة اضافة الى حاجز ال يسمح للمياه الجارية على سطح االرض اثناء سقوط‬
‫‪.      ‬االمطار من االنسياب فيه‬
‫ويتوسط الفراغ الداخلى حفرة دائرية غير عميقة تنحدر اليها مياه األمطار وتعمل على امتصاصها‪،‬‬
‫وفي حالة امتالءها أثناء فترات الشتاء لسقوط كميات كبيرة من األمطار يعمد األهالى إلضافة الرماد‬
‫‪.‬المتصاص المياه‬
‫تحفر الدواميس في الجدران المحيطة بالفناء الداخلى وعادة ما تتوزع حوله بالتساوى ‪ :‬اثنان من كل‬
‫جانب ‪ ،‬يتوسطهما مطبخ حفر في الجدار بمدخل بسيط وبمساحة ال تزيد عن ‪ 6‬م‪ 2‬وفي العادة تشترك‬
‫‪.‬كل أسرتان تسكنان في داموسين‪  ‬في استغالل المطبخ الذي بينهما‬
‫يتم النزول الى الغرفة عبر مدخل له باب صنع من خشب‬
‫اشجار الزيتون‪ ،‬وينخفض منسوب أرضيتها عن أرضية الفناء‬
‫بنحو ‪ 20‬سم‪ .‬وتقسم الغرفة إلى قسمين أو ثالثة أقسام‪.‬‬
‫يكون القسم الداخلى الذى يرتفع قليال عن منسوب األرضية‬
‫للوالدين ويستغل الفراغ األوسط كمنام لألطفال في حين‬
‫القسم الثالث والذي يلي المدخل مباشرة يعد للمعيشة وهيأ‬
‫سقف الغرفة على شكل قبو لقدرته على تحـمل ضغط‬
‫التربة ولتوزيع األحمال على الجوانب‪ .‬ويمكن لربة البيت‬
‫استغالل جزء من الفراغ المركزي للبيت لتصريف أعمالها‬
‫اليومية من غسل واعداد الطعام أو تجفيف األغدية‬
‫والمنتجات الزراعية او تنقيتها من الشوائب أو في‬
‫الصناعات اليدوية كحلج الصوف‪.....‬إلخ‬
‫وميزة هذه الكهوف أنها باردة أثناء النهار وال يشعر فيها بالبرد‬
‫ليال‪ .‬ويرجع سبب ذلك الى عمق هذه الدواميس تحث‬
‫مستوى سطح االرض بما يزيد عن ‪ 8‬أمتار مما يجعلها ال‬
‫‪.‬تتأثر كثيرا بالظروف المناخية السائدة على سطح االرض‬
‫‪     ‬‬
‫إننا ال نملك تاريخيا محددا لظهور هذا النوع من بيوت الحفر‬
‫وأن دلت بعض الوثائق التى لدى األهالى في منطقة غريان أن‬
‫عمرها يصل إلى األربعة قرون‪ ،‬واستمر استعمال هذه البيوت‬
‫في الغرض الذي انشئت من أجله إلى ستينيات القرن العشرين‬
‫عندما انتقل معظم قاطنيها الى بيوت شيدت حديثا‪.‬‬
‫واستعمل بعض مما تبقى من بيوت الحفر القديمة ـ الدواميس‬
‫ـ‪  ‬مـأوى للحيوانات في حين استعملها بعض األهالي بمثابة‬
‫اس تراحة مؤقت ة وفرارا م ن الحرارة المرتفع ة ف ي االبنية‬
‫الحديثة في األيام التى ترتفع فيها الحرارة في فصل الصيف‪ .‬‬
‫كماوظيف ت بع ض هذه ال بيوت لتكون بؤرا لجذب السياح‬
‫للتعرف على نمط حياة السكان بالمنطقة في مراحل تاريخية‬
‫مختلفة‪.‬‬

‫‪ ‬مفتاح البكوش ‪ ،‬علي الذويب ‪ .‬بيوت الحفر ‪ .‬دراسة نشرت في مجلة الهندسي ‪ ،‬العدد ‪38 ،‬‬ ‫ــ *‬
‫* مقالة أ ‪ .‬سعيد علي حامد‬
‫‪ :‬الخصائص الفضائية‬

‫يعتمد النظام األساسي لبيوت الحفر في غريان التوجه الداخلي بفناء مركزي يكون اقرب إلى‬
‫الشكل المربع ‪،‬حيث توزع الفضاءات العائلية والخدمية حوله‪.‬هذه الحلة من استعمال للفناء الداخلي‬
‫في البيوت ‪،‬يالحظ استعماله في اغلب البيوت التقليدية في مختلف مناطق ليبيا ‪.‬إضافة إلى ذلك‬
‫يعتبر استخدام الفناء (ضمن نمط التوجه الداخلي‪ ) ‬وهو من مميزات العمارة اإلسالمية والعربية‬
‫والتقليدية في العالم‪.‬‬
‫الناحية االنشائية‬
‫يتم الوصول إلى الفناء المركزي من البيت خالل مدخل بمستوى سطح‬ ‫‪‬‬
‫األرض ‪،‬من خالل مايسمى ( السقيفة‪ ، ) ‬يتم تسقيفه بأغصان الزيتون في‬
‫الجزء األول‪ ،   ‬ومع استمرار الممر باالنحدار إلى األسفل وصوال إلى‬
‫مستوى الفناء ‪،‬تستغل الطبقة الصخرية في األرض للتسقيف ‪ ،‬من خالل‬
‫الحفر خاللها‪.‬‬
‫قبل الدخول إلى الفناء يتم إيجاد فضاء (انتقالي بين السقيفة‬ ‫‪‬‬
‫والفناء)‪   ‬ويسمى (الحانية ) ‪ ،‬حيث يحتوي هذا الفضاء على مساطب‬
‫للجلوس‪   ‬ومنطقة لربط الحيوانات ‪.‬ذلك عند وجود ظروف جوية غير مالئمة‬
‫في بعض األيام‪  ‬يتم إنزال الحيوانات إلى هذا الفضاء للحماية‪.‬‬
‫‪  ‬والفناء هو أول جزء يتم حفره من البيت وبعدها يتم حفر الغرف في أركان‬ ‫‪‬‬
‫الشكل الرباعي الذي يحدده فضاءات العائلة التي تتوزع حول الفناء ‪،‬تكون‬
‫منخفضة عنه بمقدار‪  0.6_0.3  ‬م‪،‬وهي على نوعين متعددة األغراض‪،‬‬
‫يكون اقرب إلى الجزء األمامي وأخرى للنوم‪.‬‬
‫تحتوي جدران هذه الفضاءات على فجوات لحفظ مختلف األشياء وتسمى (رواشن) كذلك يتم‬
‫اكساء لجدران الفضاءات مـن الداخل بمونة الجبس وفضاءات النوم يتم استخدام نظام الفضاء‬
‫المزدوج االرتفاع ‪،‬إليجـاد فضائيـن ‪،‬علوي للنوم ‪،‬وسـفلي للخزن والجلوس ‪،‬وذلـك من خالل‬
‫سـقف وسـطي يتـم عملـه بجذوع أشجار الزيتون ‪ ،‬حيـث يتـم الصـعود إلـى فضاء النوم‪  ‬بواسطة‬
‫( السـلم ) يكون فضاء النوم بعرض مـن‪ 3.0_2.0  ‬م وبطول يصـل إلـى‪ 3.0 ‬م عادة‪ .‬أما االرتفاع‬
‫يكون بحدود‪ 2.5 ‬م‪ ،‬حيـث يكون الجزء المرافـق الصـحية تكون غيرـ موجودة فـي البيت‪.‬‬
‫وهناك حفـر بعمـق‪  0.5_ 03  ‬م‪   ‬فـي منتصـف فضاء الفناء ‪ ،‬يتـم مـن خاللهـا جمع مياه‬
‫األمطار‪  ‬بدال من التجمع في الفناء‪ .‬‬
‫‪ :‬الخصائص األنشائية‬

‫النظام اإلنشائي األساسي في البيت هو نظام مصمت حيث يتم استغالل وجود ( طبقة‬
‫صخرية مصمتة بعد طبقة من التراب على شكل طبقة بسمك (‪ )3_2‬متر ‪ .‬أن‪  ‬تكون أساسا‬
‫طبقة طينية متماسكة أساسا حيث نجد أن عملية إنشاء فضاءات العائلة يتم بعد حفر الفناء‬
‫الوسطي بكل من الطبقتين الترابية والصخرية ‪،‬تم يتم حفر المداخل للفضاءات ثم يتم نحت‬
‫الفضاءات بداخل الطبقة الصخرية المصمتة‪.‬‬

‫كذلك يتم استخدام نظام الجدران الحاملة المسقفة بجذوع األشجار وخاصة الزيتون ‪ ،‬في‬
‫فضاء الضيوف المربوعة ‪ ،‬المتواجد بمستوى األرض الطبيعية‪  ‬المصمتة ومن المدخل الخاص‬
‫بالبيت‪ ،‬وتستعمل جذوع األشجار أيضا في تسقيف الممر المنحدر الرابط بين مستوى األرض‬
‫الطبيعي ة إل ى مس توى الفناء ‪ .‬ذل ك م ن الجزء الذي يم ر ف ي المنطق ة الترابي ة‪ ،‬قب ل المنطقة‬
‫الصخرية من االرض‪ ،‬حيث يتم استغالل الطبيعة المصمتة في هذه المنطقة لتسقيف الممر‪.‬‬

‫‪ :‬الخصائص الشكلية‬
‫النظام الشكل ي بص ورة عام ة‪  ‬ف ي ال بيت‪  ‬يعتم د عل ى الخطوط المبس طة الت ي تقترب من‬
‫االس تقامة‪ ،‬م ع تواج د بع ض المعالجات للمداخ ل باألقواس وخص وصا في فضاء الضيوف‬
‫( المربوع ة) الموجود بمس توى س طح األرض‪ .‬أ ي أ ن النظام الشكل ي نات ج ع ن غرض نفعي‬
‫(‪ ) pragmatic ‬بشكل أساسي فالهدف هو السكن إضافة إلى وجود الفضاءات الرئيسية للعائلة‬
‫تحت مستوى األرض بمستوى اليمكن أن يشاهد من الغريب ‪ ،‬والمشاهد هو فقط‪ ( ‬المربوعة‪) ‬‬
‫للضيوف‪.‬‬
‫المخزن‪ ‬يكون من خالل فضاء علوي يتم الوصول إليه من خالل (سلم‬
‫خشبي ) ضمن عملية نحت بالصخر ‪،‬ونفس الفضاء مجزئ إلى عدة‬
‫فضاءات صغيرة ‪،‬هذا الفضاء هو أساسا لخزن الحبوب ‪،‬ويتم إيصال‬
‫الحبوب إليه من خالل (قناة عمودية ) محفورة في األرض‪ ،‬بحيث يتم سكب‬
‫‪.‬الحبوب التي يتم جلبها بواسطة الحيوانات من األعلى إلى الفضاء‬
‫الخالصة ‪:‬‬
‫دلت الدراسات التى أجريت عن بيوت الحفر في منطقة جبل نفوسة ان درجة‬
‫الحرارة والرطوبة بها قد سجلت ‪-:‬‬
‫‪-‬طوال اسبوع الصيف درجة حرارة شبه ثابتة (‪ )ْ 27‬ورطوبة نسبية (‪-30‬‬
‫‪. ) %40‬‬
‫‪-‬وقد سجلت درجة حرارة ( ‪ )ْ 18‬ورطوبة نسبية (‪ ) % 40‬طـــوال أيــام‬
‫الشتاء"‪.‬‬
‫وهى درجات حرارة ورطوبة مناسبة توفر الراحة لألهالي ‪ ،‬مع العلم أن‬
‫درجة الحرارة في فصل الصيف بالمنطقة عادة ما تكون في منتصف‬
‫الثالثينيات أما في ليالي فصل الشتاء فتكون في بعض األحيان ما دون‬
‫‪ .‬الصفر‬
‫األستنتاجات ‪:‬‬

‫‪ -‬بيـت الحرفـ في غريان يمثل حالة من االسـتغالل األمثل إلمكانيات البيئية‪،‬‬


‫لمواجهة هذه الظروف البيئية‪.‬‬

‫‪ -‬الـبيت حقـق حالـة مـن التصـميم الفضائـي‪ ،‬المتوافـق مع الحـاجات‬


‫االجتماعية لألسرة وضمن قيم المحافظة‪.‬‬

‫الصـحـية للمسـكن‪ ،‬ذلـك بسـبب طبيعـة التقنية‬ ‫‪ -‬هناك نقـص فـي الخدمات‬
‫المتوفرة في وقت إنشائه‪.‬‬
‫المراجع‬
https://ar.wikipedia.org/wiki/‫ غريان‬#.D8.AD.D9.
88.D8.B4_.D8.A7.D9.84.D8.AD.D9.81.D8.B1
http://mirathlibya.blogspot.com/2015/12/blo
g-post_25.html

http://mirathlibya.blogspot.com/2010/07/blo
g-post_29.html

http://mirathlibya.blogspot.com/2015/12/blo
g-post_4.html

You might also like