You are on page 1of 32

‫المقدمة‪:‬‬

‫ت عد‪  ‬بالد الشام‪ ‬مهد الديانة‪ ‬المسيحية‪ ،‬فمن المعروف أن المسيحية قد انطلقت‬


‫من‪ ‬القدس‪ ‬وتمركزت أواًل في المدن الكبرى على الساحل الشرقي‪ ‬للبحر األبيض‬
‫وأيضا في جزيرة‪ ‬قبرص‪ ‬ومنها انتشرت إلى كافة أنحاء‬‫ً‬ ‫المتوسط‪ ‬كأنطاكية‪ ‬وجبيل‪ ‬‬
‫مركزا لعدة كنائس مسيحية فرعية‪ ،‬مثل‪ ‬بطريركية أنطاكية‬‫ً‬ ‫العالم‪ .‬وتعد بالد الشام‬
‫للروم األرثوذكس‪ ،‬بطريركية القدس‪ ،‬الكنيسة السريانية األرثوذكسية‪ ،‬كنيسة الروم‬
‫الكاثوليك‪ ‬والكنيسة المارونية‪.‬‬
‫بحسب اإليمان المسيحي ُو ِل َد وعاش‪ ‬يسوع‪ ‬المسيح‪ ‬ورسله في‪ ‬فلسطين‪ ‬وحدثت‬
‫معظم األحداث المذكورة في‪ ‬العهد الجديد‪ ‬والعديد من األحداث المذكورة في‪ ‬العهد‬
‫القديم‪ .‬وحسب التراث المسيحي انطلقت البشارة المسيحية من‪ ‬الجليل‪ ‬ويهوذا‪ ،‬أي من‬
‫شمالي‪ ‬فلسطين‪ ‬وأوساطها‪ ،‬ومن ثم من‪ ‬أنطاكية‪ ‬وانتشرت في أنحاء‪ ‬العالم‬
‫‪ .‬امتدت المسيحية إلى أطراف الشام الجنوبية ومختلف المناطق التي ترتفع فيها‬
‫كثافة السكان العرب‪ .‬وقد تكونت بهذه المناطق أسقفيات عديدة منذ منتصف القرن‬
‫الرابع‪ .‬وكانت قبائل‪ ‬قضاعة‪ ‬أول القبائل التي هاجرت من الجزيرة العربية إلى بالد‬
‫الشام وتنصرت هناك‪.‬‬
‫ثم لحق بقضاعة قبائل أخرى‪ ،‬أشهرها‪ ‬غسان‪ ،‬التي نزحت‬
‫من‪ ‬اليمن‪ ‬بعد انهيار‪ ‬سد مأرب‪ ‬في القرن الثالث‬
‫واستوطنت‪ ‬البلقاء‪ ‬والبادية السورية‪ ،‬حور‪d‬ان‪ ‬ودرعا‪ ‬والجوالن‪ .‬وكان‬
‫يرأسها يومئذ‪ ‬جفنة بن عمرو بن عامر‪ ،‬الذي تنصر هو وسائر من معه‬
‫وأقاموا هناك مملكة تابعة للر‪d‬وم وكان آل جفنة أعرق العرب حضارة‪،‬‬
‫إذ أنشأوا ثقافة عربية امتزجت بالعناصر السريانية واليونانية‪ .‬عالوة‬
‫على ذلك أت ّموا تنصير القبائل العربية األخرى‪ ،‬كبني‬
‫قضاعة‪ ،‬وربيعة‪ ‬وإياد‪ ‬وبني كلب‪ ‬وغيرهم‪.‬‬
‫وقد ظ ّل للمسيحيين حضور‪ d‬فاعل طوال‪ ‬العصر‪ d‬األموي‪ ‬والعباسي‪،‬‬
‫لكنه أخذ بالتقهقر بنتيجة االضطهادات الدينية التي تزامنت مع‬
‫انهيار‪ ‬الدولة العباسية‪ ‬وأدت إلى حصر المسيحيين في بعض المناطق‬
‫النائية‪ ‬كطور عابدين‪ ‬أو‪ ‬معلوال‪ ‬أو‪ ‬جبل لبنان‪ ،‬على أن الوجود المسيحي‬
‫لم يندثر يو ًما من المدن الكبرى‪ ‬كحلب‪ ‬أو‪ ‬دمشق‪ ‬أو‪ ‬بيروت‪.‬‬
‫خالل‪ ‬القرن التاسع عشر‪ ‬قاد المسيحيون الشوام النهضة‪ ‬القومية العربية‬
‫وذلك على يد المفكرين ذوي األغلبية المسيحية من‪ ‬سوريا‪ ‬ولبنان‪ ‬ولقد‬
‫أطلق هؤالء المسيحيون بصحفهم وجمعياتهم األدبية والسياسية‪ ‬النهضة‬
‫العربية‪ ‬في‪ ‬القر‪d‬ن التاسع عشر‪ ‬والتي سرعان ما اتسعت لتشمل أطياف‪d‬‬
‫ضا نجم عدد وافر‪ d‬من‪ ‬الشخصيات‬ ‫المجتمع برمته‪  .‬وقد سطع أي ً‬
‫المسيحية العربية‪ ‬في‪ ‬بالد الشام‪ ‬في مناصب سياسية واقتصادية بارز‪d‬ة‪،‬‬
‫كما وال يزال للطوائف‪ d‬المسيحية‪ ،‬دور بارز في بالد الشام‪ ،‬لم ينقطع‪،‬‬
‫لع ّل أبرز مر‪d‬احله‪ ‬النهضة العربية‪ ‬في القر‪d‬ن التاسع عشر‪.‬‬
‫الصليبيين في بالد الشام‪:‬‬
‫مص‪d‬طلح الصليبية يح‪d‬مل تناقض‪d‬ا بين داللته الدينية‬
‫وحقيقته التاريخية التي يشوب وقائعها‬
‫الوحشية والقسوة والتعصب الديني وهذا كله‬
‫يتناقض مع الص‪d‬ليب رمز الفداء والتض‪d‬حية بالنفس‬
‫في سبيل االخرين ولم يكن الصليب ابدا رمزا‬
‫للحرب والقتل والعدوان وقد ارتبط اسم هذا الغزو‬
‫بالصليب بعد قرن ونصف القرن من احداثه‬
‫وكانوا يستخدمون مصطلح الحرب المقدسة‪،‬‬
‫وعند المؤرخين المسلمين الذين عاص‪d‬روا‬
‫الصليبيون يدخلون القدس يوم‪15‬‬
‫يوليو سنة ‪1099‬‬ ‫االحداث مثل ابن القالنسي وأبن االثير وابن‬
‫‪ .1‬كنيسة القيامة‬ ‫واصل وابن العديم وغيرهم استخدموا عبارات‬
‫‪ .2‬قبة الصخرة‬ ‫االفرنج وهذا يدل داللة واضحة على ان االحداث‬
‫‪ .3‬األسوار‬
‫على غير نهج الصليب‪.‬‬
‫كانت تعيش في بالد الشام الغالبية من المسلمين واجناس مختلفة من حيث‬
‫االنتماء العرقي والديني فقد عاش فيها العرب واالكراد واالتراك والمسيحيون‬
‫والزنوج وغيرهم وكان المسيحيون االرثدوكس في بالد الشام يتوزعون على‬
‫طوائف عدة ابرزها الملكانيون والسريان واالرمن وكذلك وجود بعض‬
‫الصليبيين من الكاثوليك في المدن الساحلية يزاولون التجارة‪ ,‬ألن البابا حرم‬
‫االقامة بين المسلمين وأوقع اشد العقوبات على من يخالف‪ d‬ذلك كاللعن والطرد‬
‫من الكنيسة جائت الحمالت الصليبية الى الش‪d‬رق ما بين ‪٤٩٢‬هـ‪١٠٩٦/‬م‪-‬‬
‫‪٦٩‬هـ‪١٢٩١/‬م بهدف تحرير القدس موضع تقديس المسيحيين في بالد الشام‬
‫ومع مجيئها انتهت سلطة بيزنطة وحلت قوة روما البابوية وسعى الص‪d‬ليبيون‬
‫بعد تأسيس‪ d‬اماراتهم في بالد الشام وهي امارة الرها وأمارة‬
‫انطاكية وأمارة طرابلس ومملكة بيت المقدس ان يستميلوا المسيحيين بعد ان‬
‫استولوا على القدس وأبادوا سكانها فقد حاول بلدوين ملك مملكة بيت المقدس‪d‬‬
‫نقل سكان القرى المسيحية الى القدس لسد الفراغ السكاني وكل ما حدث في‬
‫القدس حدث في سائر المدن التي استولى عليها ‪.‬‬
‫فلسطين‬
‫كنيسة القيامة‬
‫الموقع واألهمية‪:‬‬
‫تقع كنيسة القيامة في قلب البلدة القديمة لمدينة القدس وهي من أشهر األماكن‬
‫المسيحية المقدسة ‪,‬ليس فقط على مستوى القدس وفلسطين (األرض المقدسة)‬
‫بل على مستوى العالم‪ .‬فهي منذ القرن الثاني الميالدي وحتى اليوم وجهة الحج‬
‫المسيحي ‪ ,‬وكما يدل اسمها فهي موقع قيامة المسيح بعد موته إضافة إلى موقع‬
‫صلبه ومعاناته وقبره حسب العقيدة المسيحية ‪.‬وعالوة على هذه االهمية الدينية‬
‫والالهوتية للموقع فإن كنيسة القيامة تتمتع بتاريخ حافل وبمميزات معمارية‬
‫وفنية قيمة ‪ .‬وهي بالواقع مجمع معماري كبير يضم مجموعة كبيرة من الكنائس‬
‫الصغيرة ‪.‬‬
‫موقع الكنيسة‬
‫تطور الموقع‪:‬‬
‫أصل الموقع كان محجر‪d‬ا قديما غير مستعمل خارج أسوار‬
‫المدينة ‪,‬استخدم في اوائل القر‪d‬ن االول الميالدي مكانا للصلب والدفن ‪.‬‬
‫وقد سمي هذا الموقع الحقا باسم الجمجمة او الجلجلة ألن الصخرة‬
‫التي صلب عليها السيد المسيح وكما تشير المصادر المسيحية كانت‬
‫تشبه الجمجمة فحسب إنجيل يوحنا أن القبر المقدس الذي دفن فيه‬
‫المسيح كان قر‪d‬يبا من المكان الذي صلب فيه ‪.‬‬
‫وتجمع الطوائف المسيحية ‪ ,‬فيما عدا فئة صغيرة من البروتستانت‬
‫تزعمها الجنرال جوردن على أن مكان دفن وقيامة المسيح كانت في‬
‫موقع الكنيسة الحالي ‪ .‬وهذه النسبة للمكان تستند على ماتواتر وحفظ‬
‫في ذاكرة مسيحي القدس وما أقره مؤرخو الكنيسة األوائل‪.‬‬
‫تأسيس الكنيسة‪:‬‬
‫أرسل االمبراطور قسطنطين قسيسا يدعى اوستاتيوس من‬
‫القسطنطينية للشروع في بناء الكنيسة ‪.‬ثم بعث ذلك مهندس يدعى‬
‫زنوبيوس (وهو اسم تدمري) لبناء كنيسة القيامة ‪ .‬وقد بدأ في بناء‬
‫كنيسة قسطنطين في سنة ‪362‬م ضمت أربعة عناصر‪:‬‬
‫‪ .I‬فناء متقدم يتوصل إليه عبر ثالثة أبواب يتقدمهم درج‬
‫‪ .II‬بازيليكا مشكلة من خمسة أروقة وحنية واحدة‬
‫‪ .III‬ساحة مكشوفة عبار‪d‬ة عن حديقة يعتقد أن مكان الصلب (جمجمة)‬
‫كان في زاويتها الجنوبية الشرقية‪.‬‬
‫‪ .IV‬ثم القبر المقدس الذي توسط مبنى دائري‬
‫أحداث وترميمات‪:‬‬
‫من األحداث الهامة التي مرت على الكنيسة ماحدث من حريق هائل في‬
‫مطلع القرن التاسع عشر على وجه التحديد في سنة ‪1808‬م مما أدى‬
‫إلى تدمير القبر المقدس والقبة وأغلب أمالك األرمن ‪ .‬وقد حصل الروم‬
‫على أذن للترميم من السلطان محمود الثاني فرممت الكنيسة وتم بناء‬
‫القبر المقدس الحالي بتصميم من المهندس اليوناني كالفا كومنيونس‬
‫متأثرا بطراز الروكوكو العثماني وتأثرت كنيسة القيامة بالزلزلة التي‬
‫ضربت القدس ‪ .1927‬حيث تصدعت أركان القبة مما استدعى‬
‫إجراءات وقائية عاجلة بأن شدت البناء بالخشب واألسمنت ‪ ,‬وقد‬
‫نصحت سلطان االنتداب الناس بعدم زيارة الموقع حصرا على‬
‫سالمتهم واستمرالوضع كذلك طيلة فترة االنتداب البريطاني حتى تم‬
‫االتفاق في العقد الخامس من القرن الحالي على الشروع في‬
‫الترميم ‪.‬حتى االن يعد غير مكمل‪.‬‬
‫الوصف‪ d‬المعماري‬
‫ساحة المدخل‪:‬‬
‫يتوصل إلى داخل الكنيسة عبر باب مزدوج يفتح على جهة الجنوب‬
‫ويطل على ساحة مستطياة مكشوفة ‪ .‬ويحد هذه الساحة (‪ )4‬من‬
‫الجنوب ثالثة كنائس‪ 3”,2,“1‬يعود تار‪d‬يخها للقرن ‪ 11‬وهي ملك‬
‫للروم اليونان‪ ,‬وهي كنيسة األر‪d‬بعين شهيداً وبرج الجرس ‪ ,‬وكنيسة‬
‫يوحنا المعمدان ‪ ,‬وكنيسة القديس يعقوب ‪ .‬ويحد هذه الساحة من‬
‫الشمال ثالثة أديرة ترتيبها من الجنوب للشمال دير أبينا إبراهيم وهو‬
‫ملك للروم اليونان ويقوم على بئر‪ d‬تغطيه أقبية ضخمة ويعود تار‪d‬يخه‬
‫إلى القرن الثاني ميالدي ‪ ,‬ثم دير يوحنا المعمدان وهو لألرمن ‪ ,‬ودير‬
‫ميكائيل وكان بيد األقباط لكن اآلن مختلف عليه مع األحباش‪.‬‬
‫كنيسة اإلفرنج وقبر فيليب دويتي‪:‬‬
‫وبجوار دير ميكائيل يوجد كنيسة صغيرة “‪ ”6‬تعرف بكنيسة اإلفرنج‬
‫واسمها يدل على تاريخها حيث أنها بنيت من قبل اإلفرنج (الصليبيين) لتشكل‬
‫مدخال مباشراً لموقع الصلب ‪ ,‬وقد سد مدخل هذه الكنيسة على األغلب حينما‬
‫سد الباب الشمالي لمدخل كنيسة القيامة وذلك في سنة ‪ 1187|538‬من قبل‬
‫صالح الدين ‪ .‬ويالحظ أن أمام فتحة باب كنيسة القيامة الشمالي المغلق يوجد‬
‫وعلى مستوى األرض غطاء خشبي يغلق على قبر لفارس إنجليزي من قادة‬
‫الفرنجة هو فيليب دويتي والذي توفي في سنة ‪ 1236‬وكان أستاذاً للملك‬
‫اإلنجليزي هنري الثالث‪.‬‬

‫صورة في مذبح كنيسة اإلفرنج‬


‫مدخل الكنيسة‪:‬‬
‫لكنيسة القيامة مدخل فخم على ارتفاع‬
‫مستوى طابقين ‪ ,‬القسم االول عبارة عن‬
‫فتحتي باب (سدت الشمالية منهما) يعلو‬
‫كل منها عتب حجري ضخم نقش عليها‬
‫زخارف‪ d‬بالحفر البارز تصور أحداث‬
‫في العقيدة المسيحية وقد نقلت هذه‬
‫األعتاب إلى المتحف الفلسطيني‬
‫(روكلفر) ‪ .‬وفوق العتي يقوم عقد مدبب‬
‫زخرفت حجارته بالغادرون أو مايسمى‬
‫بصنج الوسائد ‪ .‬ويشغل القسم الثاني‬
‫نافذتين يحيط بكل‪ d‬واحدة منهما عقد‬
‫مدبب يماثل‪ d‬العقود السفلية الوردة‬
‫الذكر ‪ ,‬وهذه الواجهة من عمل الفرنجة‪.‬‬
‫صور تبين اجهة ومدخل الكنيسة‬
‫الجلجلة (مكان الصلب)‪:‬‬
‫عند تخطي المدخل يجد الزائر إلى يمينه (شمال) درج صعد مستحدث‬
‫يوصل إلى مكان الصلب وقمة الصخرة ترتفع حوالي ‪5‬م عن مستوى‬
‫أرضية المدخل وهذا المكان اليوم مقسم إلى قسمين شرقي “‪”7‬‬
‫وغربي”‪ ”8‬وكل قسم ع‪d‬بارة عن كنيسة صغيرة (كابيال) ‪ ,‬والقسم الشرقي‬
‫ملك لطائفة الالتين الكاثوليك ‪ ,‬في نهايته الشمالية يوجد مذبح الصلب يعود‬
‫إلى سنة ‪ 1588‬وأصله من مدينة فلورنسا االيطالية‪ .‬ويزين جدار وسقف‬
‫هذا القسم زخارف من‪ d‬الفسيفساء المستوحاة من العقيدة المسيحية وهذه‬
‫الفسيفساء حديثة ترجع إلى سنة ‪ 1937‬فيما عدا صرر السقف فهي فرنجي‬
‫األصل أي تعود إلى القرن الثاني عشر وفي القسم الغربي اليوناني يظهر‬
‫مابقي من صخرة الصلب محاطة بإطار زجاج ويظهر في الصخر صدعا‬
‫حدث حسب العقيدة المسيحية لحظة مفارقة السيد الميح للحياة بعد طعنه‬
‫من قبل الجنود الرومان وبعد تجريده من ثوبه ‪.‬‬
‫مذبح الجلجلة‬
‫حجر الطيب‪:‬‬
‫حجر الطيب ننزل وعندما نبلغ أرض الكني‪d‬سة نلتفت إلى اليسار فيواجهن‪d‬ا حجر من الجير‬
‫األحمر مزي‪d‬ن بالشمعدانات والمصابيح‪ .‬هذا الحجر مقام لذكرى ما ورد في إنجيل يوحنا‬
‫بعد موت يسوع‪.‬‬
‫من كن‪d‬يسة الجلجلة عن طريق الدرج المقابل نتابع سي‪d‬رنا نحو الفسيفساء الضخم الذي على‬
‫الواجهة حيث نجد بالقرب منه سلّما صغيرا يؤدي إلى دير األرمن حيث هناك قبّة صغيرة‬
‫تغطي حجرا مستديرا هو حجر المريمات الثالث الذي‪ d‬أقيم لذكرى‪ ‬المريمات‪ ‬اللواتي‬
‫ّ‬
‫وهن‬ ‫ساعدن يسوع المحتضر‪ .‬متى ‪ 55 ،27‬وكان هناك كثير من النساء ينظرن عن بعد‪،‬‬
‫ّ‬
‫منهن مريم المجدلية ومريم أ ّم يعقوب ويوسف‪،‬‬ ‫اللواتي تبعن يسوع من الجليل ليخدمنه‪،‬‬
‫وأ ّم ابني زبدى‪ .‬نسير إلى اليمين ونم ّر بين عمودين ضخمين فنب‪d‬لغ إلى قبة القبر المقدس‬
‫وتُدعى (‪ .)ANASTASI‬بناؤها األساسي يعود إلى حقبة قسطنطين وتعرضت على مر‬
‫األجيال للعديد من أعمال الترميم‪ .‬انتهى العمل في ترميم القبة فوق القبر عام ‪.1997‬‬

‫حجر الطيب‬
‫المغسل‪:‬‬
‫يوصل درج نازل يقابل الدرج الصاعد إلى حجر المغسل وإلى كنيسة آدم‬
‫وتستند تسمية هذه الكنيسة إلى التقليد المعروف من أن المسيح مات حيث دفن‬
‫آدم عليه السالم ‪ .‬ويؤدي باب في كنيسة آدم في جدارها الغربي إلى حجر‬
‫المغسل “‪ ”9‬الذي يذكر بمسح المسيح وتغسيله قبل دفنه ‪ ,‬وظهر هذا الحجر‬
‫ألول مرة في عهد الفرنجة في القرن الثاني عشر وكان أكثر ارتفاعا من‬
‫الحالي ‪ .‬والحجر الحالي يعود إلى سنة ‪. 1810‬‬
‫ويقوم فوق هذا الحجر ثمانية قناديل بواقع أربعة لليونان الروم (ذات البيضة‬
‫المذهبة) واثنان لألرمن وواحد لالتين وواحد لألقباط ‪ .‬وعلى كل طرف‪ d‬من‬
‫طرفي الحجر يوجد ثالثة شمعدانات ‪ ,‬بواقع واحد في كل جهة لكل من طائفة‬
‫الروم واليونان وواحد لألرمن وواحد لالتين والى الغرب من حجر المغسل‬
‫األرجواني يقوم جدار حجري يفصل المدخل عن كنيسة نصف‪ d‬الدنيا ‪ ,‬وقد‬
‫زين القسم السفلي من هذا الحائط حديثا بفسيفساء توضح صلب المسيح حسب‬
‫العقيدة المسيحية وإنزاله من على الصليب واالستعداد لدفنه‪.‬‬
‫قبة كنيسة القيامة‪:‬‬
‫إذا ما اتجه إلى الغرب سيمر الزائر أوالً على كنيسة األر‪d‬من إلى الشر‪d‬ق‬
‫‪ ,‬ومذبح المريميات الثالثة إلى يمينه وإذا ما انعطف قليال إلى اليمين‬
‫فإن القبر المقدس “‪ ”11‬سيظهر له حيث تقوم فوقه قبة حجر‪d‬ية كبيرة‬
‫تستند على رقبة مستديرة تحمل قبة نصف كروية ‪ ,‬وقد فتح عند قطب‬
‫القبة نافذة مركز‪d‬ية تدخل شعاع من الشمس يترك لمسة شاعرية لفراغ‬
‫معتم بحاجة إلى إضاءة طبيعية غير متيسرة ‪ ,‬وقد زينت القبة باثنتا‬
‫عشرة بتلة طليت بماء الذهب ترمز‪d‬إلى حواري المسيح اإلثنا عشر ‪.‬‬
‫وقد تم االنتهاء من ترميم قبة قبر المقدس مؤخرا بعد مشر‪d‬وع استغر‪d‬ق‬
‫عدة عقود ‪ .‬والقبة من الخار‪d‬ج إحدى أهم معالم البلدة القديمة مثلها في‬
‫ذلك مثل قبة الصخرة وإن كانت األخيرة كلها مذهبة فإن صليب القبة‬
‫هنا هو المذهب فقط ‪.‬‬
‫القبر‪ d‬المقدس‪:‬‬
‫مبنى القبر حجري وردي اللون يظهر عليه الضخامة والتكتل‬
‫اليتناسب مع البساطة التي تذكر‪ d‬في األناجيل لوصف القبر ‪,‬لذا يجب‬
‫أن يعمل المر‪d‬ء الخيال ليتصور حال موقع الصلب والدفن قبل أن‬
‫تطالهما يدالتطور والتغيير ‪ .‬ومبنى القبر تكون من القبر‪ d‬ومن غرفة‬
‫صغيرة تعرف بكنيسة المالك الذي أعلن عن قيامة المسيح للنساء‬
‫الثالثة حيث يزعم أنه وقف‪ d‬عليه‪ .‬وتوصل فتحة باب منخفضة في‬
‫الجدار‪ d‬الجنوبي للغرفة إلى القبر المقدس حيث يغطى لوح رخام أبيض‬
‫موقع الدفن ‪ .‬وفي ليلة عيد الفصح تجر‪d‬ي في هذا الموقع احتافاالت‬
‫مايسمى بسبت النور‪ d‬حيث يقوم بطريرك طائفة اليونان األرثودكس‬
‫برعاية هذه المناسبة‪.‬‬
‫القبر المقدس‬
‫قبر اليسوع من الداخل‬
‫خورس الروم األر‪d‬ثودكس‪:‬‬
‫ويقع مقابل القبر المقدس ويحتل‬
‫الجزء المركزي من البازيليك‬
‫كلها‪.‬‬
‫‪ .‬وكان في الماضي خورس‬
‫اآلباء القانونيين أيّام الصليبيين‬
‫وعثر تحته على المارتيريون ‪.‬‬

‫خورس الروم األرثودكس‬


‫كنيسة األقباط وكنيسة السريان‪:‬‬
‫تقع خلف‪ d‬القبر المقدس في مؤخرته “‪”12‬حيث حفر‪ d‬فيه هيكل كانت‬
‫أيّام الصليبيين هيكال للرعية أ ّما اليوم فيحتفل فيه األقباط يقابل هذه‬
‫الكنيسة فتحة مدخل تؤدي إلى كنيسة السريان “‪ ”13‬وهي بحالة سيئة‬
‫وبحاجة ماسة للترميم‪ .‬وتوجد فتحة مظلمة تقود إلى قبر فتح في‬
‫مساحة محفورة في الصخر ير‪d‬ى البعض أنه قبر يوسف الر‪d‬اميني‬
‫الذي منح السيد المسيح قبرا ليدفن فيه وإن كان ر‪d‬ى البعض أنه قبر‬
‫مجهول الصاحب ‪.‬‬
‫أمالك الالتين‪:‬‬
‫بالخروج من كنيسة السريان والسير حول الجانب الغربي للقبر باالتجاه‬
‫الشمالي يشاهد الزائر أكبر‪ d‬األقسام التابعة لطائفة الالتين الكاثوليك ‪,‬‬
‫والذي يتكون من كنيسة “‪ ”15‬كنيسة ومجاز (“‪ ) ”16‬ةساحة صغير‪d‬ة‬
‫مكشوفة (“‪ )”17‬وتحمل هذه الكنيسة اسم القديسة مريم المجدلية والتي‬
‫تعود في تاريخها إلى القرن الحادي عشر أي إلى عهد الفرنجة ‪ .‬وهناك‬
‫در‪d‬ج يمر فوق الغرفة “‪ ”18‬يوصل إلى شارع الرئيسي في حارة‬
‫النصارى إلى الجنوب من الخانقاه الصالحية حيث مفرق الطويل‬
‫الموصل إلى بطريركية الروم ‪ .‬هذا وال يزال يظهر للعيان قسما ً من آثار‬
‫الباب مع العقد الذي يعلوه‬
‫حبس المسيح ‪:‬‬
‫نتابع في الكنيسة وندخل في الرواق الذي إلى يسار الخارج من كنيسة‬
‫القر‪d‬بان األقدس خلف هيكل المجدلية في نهاية الرواق نجد مغارة‬
‫(الغرفة (“‪ ”20‬تعرف بحبس السيد المسيح استناداً إلى رواية ظهرت‬
‫في القرن الثامن تفيد بأن المسيح قد حبس في هذا المكان مع اللصين‬
‫بينما كانت الصلبان تجهز لهم‪. .‬‬

‫سجن المسيح‬
‫كنيسة نصف الدنيا‪:‬‬
‫الكنيسة “‪ ”21‬التي بناها الفرنجة على الطراز‪ d‬الرومانسكي توجد‬
‫مباشرة إلى الشرق من صفا األعمدة ‪ .‬وتعرف‪ d‬هذه الكنيسة بكنيسة‬
‫نصف الدنيا نبعت هذه التسمية من كون الكنيسة تقوم في منطقة‬
‫متوسطة بين موقع الصلب(الجمجمة) وموقع الدفن والقيامة (القبر‪d‬‬
‫المقدس) أي أنها تقع بين المون (الصلب) والحياة (القيامة ال) فهي‬
‫نصف الدنيا ‪ .‬وقبة هذه الكنيسة تظهر أمام قبة كنيسة القبر المقدس إذا‬
‫مانظر‪ d‬إلى البلدة القديمة من مكان مر‪d‬تفع‪.‬‬

You might also like