You are on page 1of 28

‫فرسان المعبد‬

‫‪Templer knights‬‬

‫السالم عليكم‪..‬‬
‫‪..‬فرسان المعبد‪..‬‬
‫اعتقد اننا قد سمعنا هذا االسم من قبل‪.‬هذه الطائفة التي شاركت في الحروب الصليبية وتحولت من مجرد‬
‫شرذمة فقيرة الي قوة كبيرة في أوروبا ال يستطيع مجابهتها احد‪ ..‬وبالطبع كلنا نعرف الحروب الصليبة‬
‫في هذا الموضوع ستعرف الكثير عن فرسان المعبد ‪..‬‬

‫فرسان مالطا ‪http://www.youtube.com/watch?v=VMejJ...8/#post3308122‬‬

‫‪http://www.orderofmalta.org/francais‬‬ ‫الموقع الرسمي على اإلنترنت‬


‫الدول التي تقيم عالقة مع هذه المنظمة الدولة‬
‫‪http://www.orderofmalta.org/site/att...asp?idlingua=3‬‬

‫البدايات‪..‬‬

‫لم تعرف أوربا قبل الحروب الصليبية انشاء الجمعيات السرية على مثل شامل عام كالذي عرفه المشرق‬
‫واإلسالم على وجه التحديد فكانت الحروب الصليبية وسيله لوقوف الدعاة وأصحاب النظريات الثورية‬
‫وأحرار المفكرين من أبناء الغرب على أسرار الجمعيات السرية ونظمها والحركات الهدامة ونظمها‬
‫وأساليبها من شيوخ األحرار(الماسونيين) وأقطاب المالحدة وأنشئت معظم الجمعيات السرية في الغرب‬
‫باألخص جمعيات االغتيال المنظم مثل الكربوناري والنهليست واالخاء الجهموري اإليرلندى وغيرها‪.‬‬
‫عرف الغربيون هذه النظم فى مهاد الحروب الصليبية كما عرفوا غيرها من نظم المشرق وشئونه وكانت‬
‫أول جمعيه سريه أنشئت على اثر هذا االحتكاك بين الشرق والغرب هي جمعية فرسان المعبد أو "فرسان‬
‫المسيح ومعبد سليمان" وتعرف فى الرواية العربية بالداوية‪.‬‬
‫بداية تنظيم فرسان المعبد‬
‫ابان الحروب الصليبية في القرن الثاني عشر تشكلت طريقة غامضة تحت اسم "فرسان المعبد ‪Templer‬‬
‫"‪ knights‬كانت الصبغة الظاهرية للحروب الصليبية كانت دينية‪ ،‬اال ان العامل االقتصادي كان يشكل‬
‫دافعا ً قويا ً لها ال يمكن إنكارها فاوروبا كانت تعيش انذاك في فقر مدقع وكان السياح إلى الشرق – وال سيما‬
‫إلى الشرق االوسط – يتحدثون عن الغنى والرفاه في هذه البلدان ويفتحون شهية شعوب اوروبا لغزو هذه‬
‫البلدان‬
‫فلما دعا البابا اوريان الثاني عام ‪ 1095‬ملوك وامراء وشعوب اوربا إلى انقاذ االراضي المقدسة في‬
‫فلسطين من ايدي المسلمين هب الجميع لتلبية ندائه وهكذا تشكل الجيش الصليبي ‪ . ..‬والدليل على ان العامل‬
‫الديني لم يكن الدافع الوحيد هو ان هذا الجيش الصليبي قام بنهب المدن التي مر بها حتى وان كانت هذه‬
‫المدن مسيحية‪.‬فمثال تعرضت مدينة القسطنطينة( اسطنبول)‪ -‬وكانت من اشهر المدن المسيحية‪ -‬إلى نهب‬
‫كبير من قبل الجيش الصليبي في الحملة الصليبية الخامسة‪.‬‬
‫وال نتعرض هنا إلى وصف الوحشية التي اتصفت بها هذه الجيوش‪ ،‬والمذابح العديدة التي اوقعوها‬
‫بالمسلمين‪ ،‬فهذا حديث يطول وهو ليس موضوعنا هنا‪ .‬ولكن نقول ان هذه الجيوش عندما وصلت إلى مدينة‬
‫القدس عام ‪ 1099‬واستولت عليها بعد حصار قصير اوقعت مذبحة رهيبة بسكانها من المسلمين واليهود‪،‬‬
‫ويكفي الرجوع إلى كتاب " اوغوسط كري "‪ August c.Krey‬لمعرفة الفضائح التي ارتكبها الجيش‬
‫الصليبي في القدس‪.‬‬
‫ولكن المهم بالنسبة للجيش الصليبي أصبح هو المحافظة على هذه االراضي التي استولوا عليها والتي كانت‬
‫تمتد من فلسطين حتى منطقة انطاكيا‪ .‬وأسسوا دولة صليبية فيها لذا ظهرت بعض الطرق العسكرية ‪.‬هاجر‬
‫اصحابها من اوروبا إلى فلسطين وعاشوا فيها اول األمر معيشة الرهبان ولكنهم كانوا يتدربون على القتال‬
‫للقتال ضد المسلمين‪ .‬ولكن إحدى هذه الطرق سلكت طريقا ً مختلفا ً ‪...‬‬
‫‪..‬وكانت هذه هي البداية‪..‬‬
‫بداية تنظيم فرسان المعبد او"‪ ...‬جنود عيسى ومعبد سليمان للفقراء‪"...‬‬
‫وقد تشكلت عام ‪1118‬م‪.‬‬
‫نشاة فرسان المعبد‬
‫لقد انشئت فى سنة ‪1118‬م‪ .‬عقب انتهاء الحرب الصليبية االولي واستيالء الصليبين على انطاكية وبيت‬
‫المقدس وتعيين جودفرى دى بويون ملكا على بيت المقدس بتسعة عشر سنة‪ .‬وقام بانشائها عصبة من تسعة‬
‫سادة فرنسيين برئاسة هوك دى بايان وجودفرو دى سنتومار‪.‬‬
‫سبب التسمية‬
‫والسبب الذي من أجله ارتبط اسم هذه الطريقة بمعبد سليمان هو انهم اتخذوا التل الموجود بجوار آثار معيد‬
‫سليمان مقرا ً لهم ‪.‬وسرعان ما كسب هؤالء الجنود الفقراء ثروة كبيرة جراء قيامهم بحراسة الحجاج‬
‫المسيحيين الوافدين إلى فلسطين‪ ،‬واخذهم مبالغ كبيرة منهم‪...‬‬
‫و انقلب الجنود الفقراء إلى اغنياء‪ ،‬وبدأت هذه الطريقة باعمال االقراض بالربا حتى انهم يعدون من اوائل‬
‫من أسسوا نوعا ً من المصارف الربوية القائمة مع اعطاء الصكوك‪.‬‬
‫منهج فرسان المعبد‬
‫الراى الراجح ان الفرسان كانوا خوارج على النصرانية ال يؤمنون بالوهية المسيح ولعلهم كانو مانوية او‬
‫ثنويه ويعرف لوازلير بنظراياتهم فى االلوهيه بقوله " يعترف فرسان المعبد فى نفس الوقت بآله للخير ال‬
‫يصل البشر اليه وليست له اشكال مادية ظاهره واله للشر يمثلونه بصنم وهو االله االدنى منظم العالم‬
‫المادى وسيده وخالق الخير والشر الذى نفس الشر فى الخليقه"‬
‫هدف فرسان المعبد‬
‫قطعوا العهد على نفسهم بان يتركوا الفروسية الدنوية وان يقوموا بحراسة الطرق وحماية طريق الحجاج‬
‫الى القبر المقدس وكان ملك بيت المقدس حينذاك بلدوين الثانى‬
‫فقدم للجمعية جناحا من قصره الواقع بالقرب من منطقة معبد سليمان لتقيم فيه ولهذا سميت بفرسان المعبد‬
‫وفى سنة ‪1128‬م صادق مجلس تروى المقدس على انشاء الجمعية وكذالك صادق عليه البابا واصدرت‬
‫لفرسان المعبد وثيقة اقسموا فيها بالتزام الفاقة والعفة والطاعة شعارا للجمعية‬
‫‪..‬سجل فرسان المعبد ‪..‬‬
‫قبول العضويات في فرسان المعبد‬
‫كانت الجمعيه تقبل في صفوفها باالخص الفرسان الخوارج والمذنبين بعد توبتهم ‪،‬وكان من اهم امتيازاتهم‬
‫الدينيه ان اعضائها لم يكونوا قابلين للنفي من الكنيسه ‪ .‬واسبغ البابوات حمايتهم علي الجمعيه ‪ ،‬وسمح لها‬
‫بان تكون لها كنائسها الخاصه‪ .‬ولم يمض علي قيامها سوى القليل حتى ذاعت مبادؤها وانتشرت فى‬
‫سائرانحاء اروبا‪.‬‬
‫سيد المعبد كان رئيس الهيئه فى البدايه يسمى (سيد المعبد ) ايام ان كان مركزها فى بيت المقدس فلما‬
‫سقطت المملكه الالتينيه فى ايدى المسلمين ‪ ،‬ولجات الجمعيه الى جزيره قبرص وكان يسمى (باالستاذ‬
‫االعظم ‪) .‬‬
‫وكانت الهيئه منذ بدايتها تنقسم الى مراتب اربعه هى‪:‬‬
‫)‪(1‬الفرسان‬
‫)‪(2‬القساوسه‬
‫)‪(3‬الجاويشيه و التابعون‬
‫)‪(4‬الخدم واهل الطرف‪.‬‬
‫قام فرسان المعبد بادىء بدء بطائفه من االعمال القيمه ‪ ،‬وامتازوا باالخالص والشجاعه في كثير من‬
‫المعارك ‪ ،‬ولكن التزامهم اال يعيشوا من غيرالصدقات ادي الى ان تماطرت عليهم الهبات الضخمه من كل‬
‫صوب فكثرت اموالهم ونبذو قسم الفاقه وانتشروا في االقطار االوروبيه وغدوا قبل نهايه القرن الثانى عشر‬
‫جمعيه غنيه شديده الباس واقطعت امالكا عظيمه في فرنسا واسبانيا و ايطاليا و المانيا‬
‫وغدت المعارك الصليبيه للفرسان مصدرا للجاه و الثراء ‪ ،‬و ناهض زعماؤهم الملوك في الفخامه والسلطان‬
‫والبذخ واستمر سلطانهم ينمو ويتوطد ما بقيت الفكره الصليبية قائمة النقاذ االراضي المقدسة ‪ ،‬واقترن‬
‫تاريخ الجمعية بسير الحرب الصليبية التى كانت مبعث قيامها‬
‫سجل فرسان المعبد‬

‫بدات قوة فرسان المعبد في التحول الي من حماية اخوانهم في الدين الى سلبهم ‪ ،‬ومن محالفه الصليبين الى‬
‫نبذهم ‪ ،‬بل خيانتهم ومحاربتهم في بعض المواقف من ذلك ما ينسب اليهم من انهم كانوا علي تفاهم مع‬
‫حاميه دمشق االسالميه حينما اخفق االمبراطور كونراد الثالث في االستيالء علي المدينه سنه‪ 1148‬م‬
‫_انهم في سنه ‪1451‬باعوا الي المسلمين اميرا مسلما اراد ان ينتصر بمبلغ ستين الف دينار‬
‫_في سنه ‪ 1166‬سلموا بطريق الخيانة حصنا الي الملك نور الدين ‪ ،‬فشنق امورى ملك بيت المقدس ‪ ،‬منهم‬
‫اثني عشر‬
‫_ينسب اليهم انهم كانوا علي اتصال باالسماعيليه في الشام ‪ ،‬وشركاء لهم في تدبير عده من جرائم االغتيال‬
‫التي ذهب ضحيتها عدد من امراء الفرنج وكبار فرسانهم‪.‬‬
‫_فاشتركوا في موقعة حطين (سنه‪ 1187‬م ) التى انتصر فيها السلطان صالح الدين وقتل منهم عدد كبير‪.‬‬
‫ولما سقط بيت المقدس في يد المسلمين لجا الفرسان الي قلعه منيعه بنوها بالقرب من عكا‪.‬‬
‫_في سنه ‪1218‬م اشتركوا مع الحملة الصليبية الخامسة في حصار دمياط ‪ .‬ثم اشتركوا بعد ذلك في موقعة‬
‫المنصورة الي جانب لويس التاسع ‪ ،‬وقتلوا جميعا ما عدا ثالثة منهم ‪ ,‬وهم الذين دفعوا الجزية لتحرير‬
‫لويس التاسع من االسر‪.‬‬
‫ومن جهة اخرى فقد غدا الفرسان في اوربا قوة سياسية يحسب حسابها ‪ ،‬وغدوا للملوك اصدقاء ونصحاء ‪،‬‬
‫وكانت لهم امالك كثيرة في سائر بلدان اوروبا من العقار والمال ‪ .‬وكانوا يقومون باعمال الصيرفه الدولية‬
‫ويغنمون من ذلك ارباحا طائلة‪.‬‬
‫‪..‬قوة فرسان المعبد‪..‬‬

‫في الواقع انهم تغلغلوا في جميع النواحى والشئون ‪ ،‬ونظموا لهم فروعا قويه في جميع البلدان واحرزوا‬
‫االمالك الضخمة ‪ ،‬وباشروا كثيرا من االجراءات الماليه التى تقوم بها البنوك اليوم كاصدار السندات‬
‫والتحاويل ودفع االرباح عن الودائع ‪ ،‬وادارة الحسابات الخاصة ‪ ،‬وكانوا فوق ذلك عضدا قويا للساده‬
‫واالحبار يفرضون علهم الضرائب علي اقطاعاتهم ويقومون بتحصيلها‪.‬‬
‫علي ان كثيرين يؤكدون براءه الفرسان من التهم التى اسندت اليهم ومن هؤالء معاصرهم الشاعرالكبير‬
‫دانتى الجييرى ‪ ،‬ومنهم فى العصر الحديث المؤرخ االيطالي فياالنى ومن مؤرخى فرنتا مينية وجيزو‬
‫ورينان ‪ .‬وكذلك يوجد بين المحدثين من يؤيد ادانتهم مثل المستشرق فون هامار‪.‬‬
‫والظاهر ان الفرسان كانوا بالنسبه للتهم التي وجهت اليهم مذنبين وابرياء في نفس الوقت اعنى انهم كانو‬
‫يكشفون عن اسرارهم وتعاليمهم الدينية الى عدد من الدعاة المقربين وأن السواد منهم كان يجهل هذه‬
‫االسرار او بعبارة اخرى كان للفرسان طريقتان فى تجنيد االعضاء تقترن احداهما باالنكار وانتهاك تعاليم‬
‫الدين واالخالق وال تستعمل هذه الطريقة اال مع المخلصين و المتنورين واالحرار من المفكرين واالخرى‬
‫عادية للدهماء وكافة الناس ‪.‬وهذه هي خطة معظم الجمعيات السرية وال سيما االسماعيلية‪.‬‬
‫وهذه ما يراه لوازلير فى كتابه تعاليم عن تعاليم الفرسان حيث يقول { اذا نحن رجعنا الى تعاليم جمعية‬
‫المعبد كما وصلت الينا لم نجد ابدا ما يؤيد التهم الغريبة الشنيعة التى ازيعت فى التحقيق ولكن الم يكن‬
‫للجمعية خالف التعاليم العامة تعاليم اخرى سواء مكتوبه او شفويه تخول او تفرض ارتكاب هذه االفعال‬
‫عنى تعاليم سرية ال تكشف اال للخاصة االعضاء}‬
‫‪..‬فرسان المعبد واروبا‪..‬‬

‫مع ان فرسان المعبد ضعفوا في فلسطين بعد هزيمة "حطين" اال انهم حافظوا على كيانهم في اوروبا‪ ،‬بل‬
‫ازدادوا نفوذا بمضي الوقت وال سيما في فرنسا‪ ،‬حتى اصبحوا "دولة داخل دولة" في العديد من الدول‬
‫االوروبية‪ .‬وادى هذا إلى قلق الملوك والحكام‪ .‬كما باتوا مكروهين حتى من رجال الدين هناك ألن فرسان‬
‫المعبد بدأوا يبتعدون عن العقيدة المسيحية وانقلبوا إلى طريقة منحرفة عن التعاليم المسيحية والكنسية‪.‬النهم‬
‫تبنوا بعض التعاليم السرية الباطنية وسرت االشاعات بانهم يقومون بطقوس غريبة‪.‬‬
‫صالح الدين وفرسان المعبد‬
‫يقول المستشرق اإلنجليزي المشهور (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى اإلسالم) عن حرب القائد‬
‫المسلم صالح الدين األيوبي‪:‬‬
‫«إن نفس أخالق صالح الدين كانت هي الداعية لكثير من الصليبيين الذين كانوا يعادون اإلسالم والمسلمين‬
‫إلى اعتناق هذا اإلسالم‪ ،‬ومن الذين اعتنقوا اإلسالم أحد فرسان المعبد»‬
‫أن فرسان المعبد هم فدائيون صليبيون‪ ،‬خرجوا متنكرين لإلسالم يحاولون جهدهم أن يقضوا عليه ومن‬
‫الذين اعتنقوا اإلسالم أحد فرسان المعبد يسمى (روبرت أوف) في عام‪1185‬م أي حوالي عام ‪581‬ه اعتنق‬
‫اإلسالم بسبب تأثير أخالق صالح الدين عليه‪ ،‬ولقوة شكيمة المسلمين ومضاء عزيمتهم‬
‫وتمسكهم بأهداب دينهم‪ ،‬وقد كان ذلك قبل أن يستولي صالح الدين على القدس بسنتين وقبل االستيالء على‬
‫فر خمسة من فرسان المعبد عن ملك القدس إلى صفوف صالح الدين‬
‫القدس َّ‬
‫ولقد استطاع صالح الدين بصبره وثباته وبإيمانه وعزمه أن يقف أمام جيوش الصليبيين في وق ٍ‬
‫ت رمته فيه‬
‫أوروبا بأفالذ كبدها‪ ,‬فقد اجتمع على حربه كل األوروبيين؛ فالقيصر) فريدريك) كان من الذين يحاربون‬
‫صالح الدين و(ريكارد)ملك بريطانيا و(ليو بولد )النمساوي وآخرون من ملوك فرنسا‪ ،‬وسائر ملوك أوروبا‬
‫قد اجتمعوا تحت قيادة (ريكارد )ملك إنجلترا لحرب صالح الدين‪،‬ولكنهم لم يستطيعوا أن يثنوا من عزيمته‬
‫ولم يستطيعوا أن يقهروه في ذلك الوقت الن االسالم كان قويا في النفوس‬
‫كان فرسان المعبد هؤالء في أقسى الناس على المسلمين واشتركوا في أفظع المذابح ضد المسلمين ‪.‬لذا‬
‫عندما هزم البطل صالح الدين االيوبي الصليبين في معركة حطين عام ‪1187‬م واستعاد مدينة القدس من‬
‫أيديهم‪ ،‬صفح عن معظم المسيحيين‪ ،‬ولكنه لم يصفح عن فرسان المعبد بل أعدمهم‪.‬‬
‫فرسان المعبد والماسونية‬
‫أعلن الملك الفرنسي فيليب والبابا كلمنت الخامس تحريم هذه الطريقة والقاء القبض على اعضائها عام‬
‫‪1307‬م‪ .‬ومع ان بعضهم نجح في الفرار إال انه تم القبض على معظم أفرادها ‪.‬‬
‫وفي أثناء المحاكمات الطويلة التي اعقبت هذا القبض اعترف هؤالء بانهم تركوا الدين المسيحي فعال وانهم‬
‫كانوا يهينون السيد المسيح (ع) وأمه ‪.‬‬
‫لذا فقد تم اعدام زعمائهم وعلى رأسهم "االستاذ االعظم" جاكوس موالي ‪ Jacques de Molay‬عام‬
‫‪1314‬م وسجن الباقون فانفرط عقد هذه الجمعية او هذه الطريقة في فرنسا‪.‬‬
‫ولكن هذه المحاكمات واالعدامات لم تستطع القضاء على فرسان المعبد ‪.‬فقد نجح بعضهم في الفرار من‬
‫فرنسا ملتجئين إلى ايرلندة وملكها "روبرت بروس "‪ Robert Bruce‬الذي كان الملك الوحيد في اوروبا‬
‫الخارج عن إمرة البابا ونفوذه وسيطرته‪.‬‬
‫وهناك لموا صفوفهم مرة اخرى‪ .‬ولكنهم وجدوا طريقة جديدة في التخفي عن االنظار واالستمرار سرا ً في‬
‫نشاطهم‪ ...‬تسللوا إلى منظمة "البنائين" وكانت من اقوى المحافل المدنية في بريطانيا آنذاك‪ ،‬وسرعان ما‬
‫سيطروا عليها تماما ً ثم تغير اسم هذا المحفل إلى "محفل الماسونية‪".‬‬
‫اذن لم يختف فرسان المعبد‪ ،‬بل استمروا بنشاطهم وعقائدهم تحت سقف "المحفل الماسوني"‪ .‬ويعترف‬
‫الماسونييون في تركيا بهذه العالقة بين فرسان المعبد والماسونية‪.‬‬
‫ويكفي االشارة إلى المقالة التي ظهرت في مجلة الماسونيين األتراك واسمها" معمار سنان ‪Mimar‬‬
‫" ‪Sinan‬العدد ‪ 77‬عام ‪ 1990‬صفحة ‪ 81-78‬بقلم "اندر آركون "‪ Ender Arkun‬تحت عنوان "نظرة‬
‫سريعة إلى جهود الماسونيين في التطور الفكري ‪"...‬‬
‫اي ان الماسونيين اليوم بعقائدهم وفلسفتهم امتداد لـ "فرسان المعبد‪".‬‬
‫‪..‬فلسفة وعقائد فرسان المعبد وعالقتهم بعقيدة الكاباال‪..‬‬

‫ما هي فلسفة وعقائد فرسان المعبد؟‬


‫ولماذا انحرفوا عن الدين المسيحي وتحولوا إلى عقيدة ضالة ومنحرفة؟‬
‫وما الذي ادى بهم إلى هذا االنحراف‪ ،‬عندما كانوا يقيمون في القدس؟‬
‫قام كاتبان بريطانيان ماسونيان هما‬
‫"كرستوفر نايت‪ Christopher Knight‬و"روبرت لوماس" ‪Robert Lomas‬‬
‫ببحث طويل عن جذور الماسونية نشراه في كتاب "مفتاح حيرام ‪ The Hiram Key ".‬وهما يتفقان ان‬
‫اصل الماسونية ومنشأها يرجع إلى فرسان المعبد‪ ،‬ولكن السؤال األهم‪" :‬ما هي جذور عقائد هؤالء‬
‫الفرسان؟ ‪"...‬‬
‫يقول هذان الكاتبان‪:‬‬
‫(ليس هناك من دليل على ان فرسان المعبد كانوا يقومون بحماية الحجاج المسيحيين‪ .‬ولكننا نملك ادلة قوية‬
‫على قيامهم بحفريات كثيرة قرب خرائب معبد "هيرود" (وهو المعبد الذي شيد كاعادة لمعبد سليمان وفي‬
‫نفس مكانه)‬
‫ويسلط المؤرخ الفرنسي "غيتان الفررج "‪ Gaetam De Laforge‬الضوء على هذا الموضوع فيقول بان‬
‫الغاية الرئيسية لفرسان المعبد كان العثور على الكتابات واآلثار التي تشرح بقاء العادات والتقاليد السرية‬
‫اليهودية والمصرية القديمة‪.‬‬
‫ويقول مؤلفا ً كتاب "مفتاح حيرام" ان البحوث والحفريات التي قام بها فرسان المعبد قرب خرائب معبد‬
‫سليمان لم تذهب هبا ًء‪ ،‬بل حصلوا على اشياء معينة كانت كافية لتغيير نظرتهم في الحياة‪....‬‬
‫لقد توصلوا إلى "كاباال ‪ Cabala‬اي توصلوا إلى فرع من فروع الباطنية اليهودية السرية‪ ،‬وتبنوها‬
‫فانحرفوا عن عقيدتهم المسيحية‪.‬‬
‫وكاباال يضم نوعا ً من انواع التعاليم التي تبحث عن المعاني السرية والتصوفية الموجودة في التوراة‪ ،‬وفي‬
‫المصادر األخرى للدين اليهودي‪.‬‬
‫وعندما قام الباحثون والمؤرخون بالتنقيب عن اصل "كاباال" فوجئوا بان هذه التعاليم تستند إلى فلسفة وثنية‬
‫كانت موجودة قبل التوراة ثم تسللت إلى الدين اليهودي‪.‬‬
‫وإلى هذا يشير الماسوني التركي "مراد اوزكن آيفر ‪ Murat Ozgan Ayfer‬في كتابه" ما الماسونية؟‬
‫"فيقول"‬
‫(ال أحد يدري على التحقيق كيف ومتى ولد" كاباال" ولكن المعلوم هو انه مرتبط بالدين اليهودي ويحمل‬
‫صيغة ميتافيزيقية وتعاليم باطنية‪ .‬ومع انه يذكر وكأنه باطنية يهودية‪ ،‬اال ان معظم تعاليمه قديمة وكانت‬
‫موجودة قبل ظهور التوراة)‬
‫اما المؤرخ اليهودي ثيودور رينخ ‪ Theodur Reinach‬فيصف كاباال بانه السم السري الذي دخل إلى‬
‫عروق الدين اليهودي‪.‬‬
‫اما المؤرخ اليهودي اآلخر "شلمون رينخ ‪ Salomon Ranch‬فيصف كاباال بانه اسوأ انحراف للعقل‬
‫االنساني‪.‬‬
‫ولكن لماذا كان كاباال أسوأ انحراف للعقل االنساني؟‬
‫النه كانت له عالقة وثيقة بالسحر‪ ...‬وبالسحر األسود في األخص‪ .‬لقد شكل كاباال منذ آالف السنين أهم‬
‫قاعدة لكل نوع من أنواع السحر ولمعظم الطقوس السحرية السرية‬
‫منظمة فرسان المعبد‬
‫منظمة سياسية ومالية قويّة نشأت أصال في فترة الحمالت الصليبية لحماية األرض المقدّسة ‪ -‬وخصوصا‬
‫القدس ‪ -‬من المسلمين ‪ ،‬ويؤدي أعضاءها يمين جدّي لحماية القدس منهم‪.‬‬
‫وقد حصل فرسان المعبد على اسمهم نسبة لجبل الهيكل في القدس – المسجد األقصى اآلن – وهو مكان‬
‫سس هؤالء الفرسان المسيحيين معسكرهم األول أثناء الحمالت الصليبية‪.‬‬
‫هيكل سليمان سابقا ‪ ،‬وحيث أ ّ‬
‫كانت القدس قد أخذت من المسلمين في مطلع القرن الحادي عشر‪ ،‬ووضعت تحت حماية نظام حكم الفرسان‬
‫المسيحيين ‪ ،‬وأغلبهم من فرسان المعبد ‪ ،‬وسميت ' مملكة القدس ' ‪ ،‬لكن في عام ‪ 1187‬استعاد المسلمون‬
‫األرض المقدسة و القدس ثانية عندما سحق جيش صالح الدين جيش فرسان المعبد في معركة حطين في ‪4‬‬
‫يوليو ‪ ،‬ثم استسلمت مملكة القدس في النهاية إلى صالح الدين في ‪2‬أكتوبر ‪ 1187‬ومن هذا الوقت بقيت‬
‫القدس عربية إسالمية حتي اليوم ‪.‬‬
‫المحفل اإلسكتلندي‬

‫نشأ في عام ‪ 1740‬في مدينة بوردو – فرنسا من أجل خلق رابطة طبيعية بين النخبة أو الصفوة من بقايا‬
‫منظمة فرسان المعبد ( تيمبالر) فاعتبر 'تصنيعا ً جديدا ً للماسونية أو ماسونية تصنع بالطلب من أجل منظمة‬
‫تنتمي للقرون الوسطى‪.‬‬
‫سس أول فروعه في مدينة‬
‫وقد انتقل المحفل اإلسكتلندي إلى المستعمرات األمريكية بعد ذلك ‪ ،‬وأ ّ‬
‫تشارلستون في كارولينا الجنوبية عام ‪1801‬‬
‫وهو يعتبر فرعا ً متقدّما ً من الماسونية ويعرف بالمجلس األعلى للدرجة ‪ ، 33‬و طقوسه وأصوله غامضة‪.‬‬
‫وقد طبعت نشأة المحفل الماسوني االسكتلندي على هذا النحو بطابعها على أفكار أعضاءه ‪ ،‬ففيه نشأ مذهب‬
‫" اليهودية – المسيحية " أو قل " اليهو‪-‬سيحية " القائم على الطقوس المشبعة بالحقد والتعصب القديم‬
‫لجماعة " فرسان المعبد " ضد المسلمين والعرب‬
‫وعلى دعوتهم إلعادة بناء هيكل سليمان على جبل المعبد وفوق أنقاض المسجد األقصى وقبة الصخرة ‪،‬‬
‫مسرى محمد رسول هللا ( صلى هللا عليه وسلم ) ومعراجه إلى السماء ‪ ،‬وأكثر األماكن تقديسا ً عند المسلمين‬
‫بعد بيت هللا الحرام في مكه‪.‬‬
‫الجماعات المنبثقة بفرسان المعبد‬
‫(فرسان الرب)‬
‫(فرسان الصليب)‬
‫(القدّيس يوحنّا)‬
‫(فرسان القلعة)‬
‫فرسان يوحنا‪ ..‬المنبثقة عن فرسان المعبد‬
‫شعار فرسان يوحنا ‪Flag of the Order of St. John‬‬

‫‪ -‬راية فرسان مالطا‬


‫فرسان يوحنا (أو فرسان القديس يوحنا) فرقة عسكرية صليبية أو جماعة دينية صليبية محاربة اقامت‬
‫بجزيرة رودس ‪ .‬ثم احتلت طرابلس في ليبيا‪.‬‬
‫‪ Castle_at_Rhodes‬قلعة الفرسان في رودس‪.‬‬
‫تاريخ الفرقة‬
‫نشأت في جزيرة مالطة و عرفت باسم فرسان القديس يوحنا األورشليمي وقد انبثقت عن الجماعة األم‬
‫الكبيرة والمشهورة باسم «فرسان المعبد» والتي كان لها شهرة أيام الحروب الصليبي‬
‫وكان فرسان ‪-‬وكذلك كان فرسان مالطة‪ -‬دائمي اإلغارة على سواحل المسلمين خاصة سواحل ليبيا و تونس‬
‫لقربهما من مالطة ‪ .‬حتى كونوا من عمليات القرصنة والغارات الساحلية ثروات كبيرة‪ .‬وتوسع هذا التنظيم‬
‫كثيرا تحت حماية الدولة الرومانية (‪). .4‬‬
‫‪ ،‬ولقد احتل فرسان مالطة منطقة برقة سنة ‪916‬هـ‪ ،‬غير أن المماليك لم يلبثوا أن أخرجوهم منها وفي نفس‬
‫السنة احتلت قوة إسبانية مدينة طرابلس الليبية بقيادة ترونافار وقتل خمسة آالف مسلم‪ ،‬وأسر ستة آالف‪،‬‬
‫وفر باقي سكان المدينة وظلت طرابلس من سنة ‪916‬هـ حتى سنة ‪936‬هـ تحت أسر االحتالل اإلسباني‪.‬‬
‫وفي سنة ‪936‬هـ قرر شارلكان ملك إسبانيا التنازل عن طرابلس لفرسان مالطة مقابل مساعدتهم لإلسبان‬
‫في حربهم البحرية ضد الدولة العثمانية التي بدأت تتجه بقوة ناحية الشمال اإلفريقي‬
‫‪ ،‬وبالتالي كسب فرسان مالطة موطئ قدم لهم بالسواحل اإلسالمية قطعوا به الطريق على اإلمدادات‬
‫العثمانية القادمة من شرق البحر المتوسط‪.‬‬
‫ففي ‪ 18‬صفر سنة ‪929‬هـ ‪ /‬يناير سنة ‪1523‬م ‪ ،‬غادر فرسان القديس جزيرة رودس إلى إيطاليا بدعوة من‬
‫البابا كليمنت السابع‬
‫في حين رأى رئيس المنظمة األب فيليب أن يطلب إلى شارل الخامس إمبراطور المملكة الرومانية منحه‬
‫جزيرتي مالطة وقوزو ؛ ألنهم رأوا أنهما أليق مكان لغزو البالد اإلسالمية ‪.‬‬
‫ورأى شارلكان في ذلك فرصة للتخلص من طرابلس‪-‬ليبيا التي طالما تحين لها الفرص ‪ ،‬فقبل طلب الفرسان‬
‫على شرط أن يقوموا بالدفاع عن مدينة طرابلس‪.‬‬
‫ووافق مجلس منظمة الفرسان على الوثيقة القيصرية في ‪ 25‬من يوليه سنة‪ 1535‬م ‪ ،‬وجاء وفد منهم إلى‬
‫طرابلس ؛ ليستلم المدينة من واليها "فرديناند ألركون ‪" .‬‬
‫وإلى هنا انتهى حكم األسبان في طرابلس ‪ ،‬بعد أن دام عشرين سنة لم يتجاوزوا فيها أسوار المدينة‪ ،‬وقاسى‬
‫فيها الطرابلسيون شر ما يقاسيه محكوم من حاكم‪.‬‬
‫تسلم فرسان القديس يوحنا طرابلس في المحرم سنة ‪942‬هـ ‪ /‬يوليه سنة ‪1535‬م ‪ ،‬وعينوا عليها واليا هو‬
‫القسيس "جسباري دي سنقوسا" ‪ ،‬وهو أول وا ٍل من هذه المنظمة على طرابلس‪.‬‬
‫واستولى الفرسان على جنزور والمنصورية والماية والحشان و الزاوية و صبراتة ‪ ،‬وكانوا يجبون أموالها‬
‫ويفرضون عليها المغارم ويأخذون رهائنها خوف االنتفاض عليهم‪.‬‬
‫وقد اضطر أهل الجهة الغربية للخضوع ‪ ،‬ألنهم في طريق الجيوش التونسية التي كانت تأتي لنصرة فرسان‬
‫القديس على طريق البر ‪ ،‬بخالف الجهة الشرقية التي احتفظت بنفسها بواسطة مشايخها‪.‬‬
‫العالقة بين فرسان المعبد والطائفة االسماعلية‬
‫كان يوجد فارس اسمه جيوم دى مونبار تلقى مذهب االسماعيلية على يد شيخ الجبل فى مغارة فى لبنان‬
‫حينما كان مركز الفرسان فى فلسطين‪ .‬واشار فون هامار الى ذالك الشبه بين تعاليم االسماعيلية والفرسان‬
‫واوضح كالفل مؤرخ البناء الحر "الماسونية" فى قوله ديرينا المؤرخون الشرقيون فى عصور مختلفة ان‬
‫جمعية فرسان المعبد كانت ذات عالقة وثيقة باالسماعيلية ويؤكد التماثل بين الطائفتين فيقولون انهما اختارتا‬
‫نفس اللونين االحمر واالبيض شعارا لهما واتبعتا نفس النظام ونفس المراتب فكانت مراتب الفدائيين‬
‫والرفاق والدعاه تقابل نفس الراتب فى الناحية االخرى وهى المبتدئ والمنتهى والفارس وان كلتاهما تآمرت‬
‫لهدم الدين الذى تظاهرت باعتناقه امام العامة واخيرا ان كلتيهما كانت تملك الحصون العديده االسماعيلية‬
‫فى اسيا والفرسان فى اوربا}‬
‫‪.‬النهاية ‪..‬‬
‫بداية االنهيار‬
‫في اواخر القرن الثالث عشر ساءت سمعه فرسان المعبد ‪ ،‬وغدوا موضعا للريب في نظر العامة فضال عن‬
‫رجال الدين ‪ ،‬ونسبت اليهم امور وفضائح كثيرة كاالدمان في شرب الخمر والنهتك واال جتراء علي‬
‫الكبائر ‪ ،‬وحامت شبه كثيرة حول مبادئهم الدينية ومعتقداتهم السرية ‪ ،‬حتى ان البابا كلمنضس الخامس في‬
‫سنه ‪1305‬امر استاذهم االعظم وهو يومئذ جاك دى موالى ان يغادر قبرص حيث كان يعنى بتنظيم القوات‬
‫الصليبية ‪ ،‬فعاد الي فرنسا مع ستين من اعضاء الجمعية ‪ ،‬ومقدار كبير من المال والفضة والحلى التى‬
‫جمعها الفرسان في المشرق‪.‬‬
‫واخذ البابا في تحقيق ما اتهم به الفرسان من االرتداد عن دين النصرانية واعتناق مبادىء الوثنية ‪،‬‬
‫واالغراق في صنوف الكفر والكبائر‪.‬‬
‫وكان فيليب الجميل ملك فرنسا علي وفاق مع الفرسان بادىء بدء ‪ ،‬ولكن الواقع ان نفوذ الفرسان كان قد‬
‫عظم واشتد باسهم وكثر ثراؤهم وكان فيليب يرمى الي استئثار العرش بسائر السلطات والنفوذ وكان من‬
‫جهة اخري يرمق ثراء الفرسان بعين الجشع وتحدثه نفسه باالستيالء علي امالكهم‪ .‬ومن ثم فانه لم يلبث ان‬
‫انقلب عليهم ‪ ،‬ثم زاد بعد ذلك سخطه عليهم وارتياعهم لما اذيع عن مبادئهم ومقاصدهم السرية من التهم‬
‫الشنيعة‬
‫المحاكمة‬
‫فسبق البابا الي مطاردتهم ومحاكمتهم ‪ ،‬وقبض علي جميع فرسان المعبد الفرنسيين في اكتوبر سنه‪، 1307‬‬
‫ووجه اليهم المحقق العام التهم االتيه‪:‬‬
‫)‪(1‬ان رسوم االلتحاق بجمعيتهم تقترن باهانه الصليب ‪ ،‬وانكار المسيح ‪ ،‬واعمال فجور شنيعه‪.‬‬
‫)‪(2‬انهم يعبدو صنما يقال انه صورة االله الحقيقي‪.‬‬
‫)‪(3‬انهم يغفلون الفاظ التقديس حين القاء القداس‪.‬‬
‫)‪(4‬ان زعمائهم يزاولون حق منع الغفران ‪ ،‬مع انهم ليسوا من رجال الدين‪.‬‬
‫)‪(5‬انهم يبيحون ارتكاب الفجور الشائن‪.‬‬
‫وكانت اجتماعات الفرسان الليلية في الواقع مبعث هذه التهم ‪ .‬وكانت تروى عن هذه االجتماعات وعن‬
‫الرسوم التى يجريها الفرسان خاللها قصص عجيبة وكانت جلسات قبول االعضاء الليلية تجري في تكتم تام‬
‫‪ ،‬فتعقد الفجر وال يسمح الحد بالتحدث عنها ‪ .‬وكان هذا مصدر كثير من الروايات والتهم‪.‬‬
‫فمثال كان يقال انهم يعملون علي اهانه الصليب بالبصق عليه ‪ ،‬ويخضعون الحضور العمال منافيه للحياء ؛‬
‫وقيل انهم كانوا ضد عهودهم يبيحون ارتكاب اعمال فظيعة ضد النساء ‪ .‬وكان الشيطان يمثل عندهم في‬
‫صور نساء يحضرن ويرتكب الفرسان معهن الفجور ‪ ،‬الى غير ذلك من الروايات المشينة‪.‬‬

‫وقد اعترف بهذه التهم كثير من الفرسان ‪ ،‬ومنهم االستاذ االعظم جاك دى موالى نفسه ‪ ،‬وقرر بعضهم انهم‬
‫عند التحاقهم بالجمعية يقدم اليهم صليب نصب عليه تمثال المسيح ويسئلون هل يعتقدون فى الوهيتة ‪ ،‬فاذا‬
‫اجابوا نعم قيل لهم انهم علي ضالل الن المسيح ليس الها بل هو نبي زائف ‪ .‬وقرر اخرون انه قدم اليهم‬
‫صنم او راس ملتحية ليعبدوه واخرون انهم كانوا يؤمرون بالبصق علي الصليب ‪ ،‬وكثيرون منهم امروا‬
‫بارتكاب صنوف شائعه من الفجور‪ ،‬وانذروا بالسجن والعذاب اذا رفضوا امتثال االوامر‪.‬‬
‫ثم قرر البابا كليمنضس الخامس رغم احتجاجه علي تصرف فيليب الجميل ان يجرى بشان هذه التهم تحقيقا‬
‫حرا ‪ ،‬الن تحقيق المحقق العام الفرنسي كان مقرونا بالتعذيب فسمع المحقق اقوال عدد كبير من الفرسان‬
‫بحضور البابا نفسه ‪ ،‬واستجوب االستاذ االعظم جاك دى موالى ودعاه الجمعية امام لجنه من الكرادلة ‪،‬‬
‫فاقروا بما نسب الي الجمعية من انكار المسيح واهانة الصليب ‪ ،‬وايدوا ما قرروه امام المحقق الفرنسي العام‬
‫من ارتكابها لطائفه من الرذائل الممقوتة ‪ ،‬ومع ذلك لم يقتنع البابا باجرام الجمعية بصفة عامة وقرر ان‬
‫يعين لجنة بابوية للتحقيق في باريس ‪ ،‬فبدات عملها في نوفمبر سنه ‪ ، 1309‬واستدعي االستاذ االعظم‬
‫ونحو مائتي فارس ‪ ،‬وسار التحقيق ببطء علي يد جماعه من كبار االحبار واالساقفة ‪ ،‬فعدل بعض الفرسان‬
‫ومنهم االستاذ االعظم عن اعترافاتهم وايد البعض االخر صحة التهم الشنيعة التى نسبت الي الجمعية ‪،‬‬
‫وسارت تحقيقات اخرى مع الفرسان فى عده من المدن االيطاليه وانتهت بان اصدر البابا كليمنضس‬
‫الخامس قرارا اشار فيه الي (جرائم الكفر الشنيع ) التى يرتكبها الفرسان وامر بالقبض عليهم واينما كانوا‪.‬‬
‫واستمرت محاكمات الفرسان بضعه اعوام وهلك كثيرون منهم اثناء التعذيب ‪ ،‬واحرق االستاذ االعظم جاك‬
‫دى موالى علنا علي ضفه السين‪.‬‬
‫وفي نفس الوقت قبض ادوارد الثانى ملك انجلترا على جميع الفرسان في انجلترا وحقق معهم ‪ ،‬فاعترف‬
‫بعضهم بما تقدم من التهم ‪ ،‬وشهد ايضا بصحتها شهود من الخارج ‪ .‬ولما افتضحت اسرار فرسان المعبد‬
‫علي هذا النحو ‪ ،‬سخطت عليهم كل الهيئات الدينية في جميع الدول‪.‬‬
‫واتخذ البابا الخطوة الحاسمة ‪ ،‬واصدر مجلس فينا المقدس في سنه ‪ 1312‬قرارا بحل الجمعية فشرد‬
‫الفرسان اينما وجدوا ‪ ،‬والقوا في فرنسا اشنع ضروب االضطهاد وااليذاء ‪ ،‬فاحرق منهم اربعه وخمسون‬
‫احياء في سنه ‪، 1310‬كما احرق االستاذ االعظم جاك دى موالى في مارس سنه ‪1314‬‬
‫ومع ذلك فقد نفي بعض المؤرخين عن الفرسان هذه التهم ونسبوا الي فيليب الجميل انه حمل مطاردتهم‬
‫طمعا فى اموالهم وامالكهم الشاسعة ‪ .‬ومهما كانت الحقيقة فانه يوجد ثمة ما يدل على ان الفرسان وصلوا‬
‫في ذلك العهد الي حد مزعج من الجاء والسلطان والغنى ‪ ،‬وبلغ من خروجهم علي السلطة الملكية انهم كانوا‬
‫يابون دفع الضرائب ‪.‬‬
‫ومن المرجح ان فيليب الجميل خشى ان يتفاقم خطرهم علي السلطه الملكية ‪ ،‬هذا الي ان دعوة الفرسان‬
‫غدت في كثير من االحوال خطرا على النظم االجتماعية واالخالقية واالقتصادية ايضا‪.‬‬
‫( فرسان مالطا‬
‫شعارها‬

‫‪ORDER OF KNIGHTS TEMPLAR COMMANDERY‬‬


‫وتعني ( قيادة فرسان المعبد )‬
‫‪ORDER OF KNIGHTS OF MALTA‬‬
‫وتعني ( نظام فرسان مالطا )‬
‫أما إذا نظرت إلى يسار الشعار فستجد قائمة بأسماء كل منظمات (الفرسان) المعادية لإلسالم‬
‫صورة قديمة لفرسان مالطا‪ .‬تظهر فيها الخيول والفرسان المدرعة في طريقها نحو الشرق‬
‫صورة حديثة لفرسان مالطا في قلب عاصمة الشرق‬
‫واقع المنظمة في هذا العصر‬
‫بحسب الموقع الرسمي لدولة فرسان مالطا فإن المقر الرئيسي للمنظمة حاليا يقع في العاصمة اإليطالية‬
‫روما‪ ،‬تحت مسمى "قصر مالطا"او"مقر مالطا" ويلقب رئيس المنظمة بـ"السيد األكبر" وهو حاليا األمير‬
‫البريطاني فرا أندرو بيريتي الذي تقلد رئاسة المنظمة عام ‪ ،1988‬ويعاونه أربعة من كبار المسئولين‬
‫وقرابة عشرين من المسؤولين اآلخرين‪ ،‬ويقيم السيد األكبر في روما ويعامل كرئيس دولة بكل الصالحيات‬
‫والحصانات الدبلوماسية وينص القانون الدولي على سيادة دولة فرسان مالطا التي لها حكومتها الخاصة‬
‫ولها صفة مراقب دائم في المنظمات الدولية مثل األمم المتحدة‪ ،‬كما أن لها ثالثة أعالم رسمية لكل علم‬
‫استخدامه ودالالته وقد أصبح لهذه المنظمة عالقات دبلوماسية مع العالم الرسمي‪ ،‬لها العديد من‬
‫االمتيازات كدولة الفاتيكان‪ ،‬إذ إن لهم محاكمهم الخاصة وجوازات سفرهم الخاصة‪.‬‬
‫وهم مهتمون بإقامة عالقات دبلوماسية مع مختلف الدول حتى إن رئيسهم (بيرتي) يقول‪" :‬إن الدبلوماسية‬
‫بحد ذاتها ليست من أهدافنا ولكن إقامة عالقات مع الدول تساعد في تسهيل أعمالنا"‪ .‬وال ينفي تاريخهم‬
‫الصليبي إذ يقول‪" :‬نحن ال نخفي شيئًا‪ ،‬فنحن منظمة دينية قديمة‪ ،‬ولنا تقاليدنا وشعائرنا‪ ،‬لذلك فالجانب‬
‫البروتوكولي والدبلوماسي في غاية األهمية بالنسبة لنا‪ ،‬والقسم األكبر منا رجال دين وقساوسة‪".‬‬
‫وتدار األنشطة المختلفة للمنظمة عن طريق ستة أديرة رئيسية متفرع منها خمسة فرعية و ‪ 47‬جمعية‬
‫وطنية للفرسان في خمس قارات‪ ،‬وللمنظمة عالقات دبلوماسية مع ‪ 96‬دولة على مستوى العالم منها مصر‬
‫والمغرب والسودان وموريتانيا‪ ،‬بحسب الموقع الرسمي للجماعة‪ ،‬بينما ليس لها تمثيل دبلوماسي في‬
‫إسرائيل‪.‬‬
‫والملفت أن منظمة الفرسان الجديدة تعتمد في دخلها على تلقي التبرعات بحجة إنشاء المستشفيات‪ ،‬وعلى‬
‫ضا من الشهرة التي تجنيها من خالل توزيعها تبرعات كبيرة على‬
‫بيع طوابع بريدية خاصة بها‪ ،‬وتستفيد أي ً‬
‫المستشفيات وسيارات اإلسعاف واألدوية على الدول والمناطق المحتاجة ويمكنهم االستفادة منها‪.‬‬
‫جدير بالذكر أنه ال يستبعد أن يكون هذا الموقف الجديد للصليبيين الجدد (أي التركيز على العمل الطبي) ــ‬
‫حسب أحد المتابعين لنشاطهم ــ هو وليد الظروف الدولية المعاصرة وقيام غيرهم من الغربيين بحمل‬
‫السالح إلبادة المسلمين نيابة عنهم‪ ،‬فالمؤكد أنهم ــ باعترافهم ــ ال يتنكرون لتاريخهم الصليبي القديم الذي‬
‫ال يزالون يفخرون به حينما حاربوا المسلمين ونهبوا قوافلهم في البحار‪.‬‬
‫خطرا من الماضي‪ ،‬ويكفي أن نعرف أن منظمات اإلغاثة‬
‫ً‬ ‫وبالتالي فخطر الفرسان الحالي ليس أقل‬
‫الصليبية التنصيرية في مناطق ملتهبة مثل جنوب السودان‪ ،‬كانت وال تزال تشكل عنصر الدعم للمتمردين‬
‫على الحكومات العربية‪ ،‬وهم الذين فصلوا (تيمور) عن إندونيسيا اإلسالمية‪ ،‬واألخطر أن دورهم‬
‫التنصيري ال ينفصل عن الدور الطبي‪ ،‬واألموال ال تُدفع بغير مقابل تنصيري!!‬
‫يكشف الباحثان اإليرلندي سيمون بيلز واألمريكية ماريسا سانتييرا اللذان تخصصا في بحث السياق الديني‬
‫واالجتماعي والسياسي للكنيسة الكاثوليكية الرومانية‪ ،‬عن أن أبرز أعضاء جماعة فرسان مالطا من‬
‫السياسيين األمريكيين رونالد ريجان و جورج بوش األب رئيسا الواليات المتحدة السابقان‪ ،‬وهما من‬
‫الحزب الجمهوري‪ .‬ويكشف موقع "فرسان مالطا" على االنترنت بأن من أبرز أعضاء المنظمة كان جد‬
‫الرئيس األمريكي الحالي "بريسكوت بوش‪".‬‬
‫وال يمكن ــ بحسب الباحثين ــ انتزاع تصريحات الرئيس بوش عقب هجمات ‪ 11‬سبتمبر من هذا السياق حين‬
‫أعلن شن "حرب صليبية" على اإلرهاب وذلك قبيل غزوه ألفغانستان عام ‪2001‬م‪.‬‬
‫تقول مصادر عدة أن "فرسان مالطة" تزود شركة بالك ووتر‪ ،‬وغيرها من شركات المرتزقة الدولية‪ ،‬بمقاتلين‬
‫تحركهم الحمية األصولية "المسيحية" ليستخدموا في األماكن الخطرة التي يتردد باقي المرتزقة في دخولها‪،‬‬
‫وتذكر بعض هذه المواقع أن هذه العناصر استخدمت في معركة الفلوجة في العراق عام ‪2004‬م‪ ،‬وأنهم‬
‫مسؤولون عن الكثير من الفظائع واالنتهاكات التي جرت فيها‪.‬‬
‫جملة القول أن فرسان مالطا هم من فرسان الصليب الذين يشنون الحروب الصليبية المعاصرة إلبادة المسلمين‬
‫في العراق وأفغانستان وفسلطين وكافة أنحاء العالم‪ ،‬ال لسبب إال ألنهم مسلمون‪ ،‬تساندهم في ذلك كافة كنائس‬
‫العالم "المسيحي" والدول الكبرى ‪ -‬التي تغلغلت فيها "المسيحية" الصهيونية ‪ -‬عسكريًّا واقتصاديًّا‪ ،‬بعد أن نجح‬
‫اليهود وهم أشد الناس عداوة للمسلمين في صبغ الديانة "المسيحية" بالصبغة اليهودية‪ ،‬وبهذا أصبح "قتل‬
‫المسلمين وتخليص العالم منهم "في صلب عقيدتهم الدينية‪".‬‬

‫مع األسف يبدو اننا كنا نخلط بين جماعتين شاركتا في الحروب الصليبيه في نفس الفتره‬
‫بين فرسان الهيكل‪..‬والتي هي المنظمه المرتبطه بالماسونيه والتي قام الفرنسيون بتصفية قادتها وهرب بعضهم‬
‫الى سكوتلندا الى المملكه التي يحكمها روبرت بروس الخارج عن سلطة البابا حينها ثم بعد فتره من العمل‬
‫السري اسسوا المحافل الماسونيه‪..‬‬
‫وفرسان الهوسبيتاليه (فرسان القديس يوحنا) وهي المنظمه التي طردها العثمانيون من رودس ثم انتقلوا الى‬
‫مالطا ثم تفرقوا في العالم ففيهم من يتبع األرثوذكس ومقرهم روسيا وفيهم من يتبع البروتستانت ومقرهم المانيا‬
‫وقيهم الكاثوليكي وهم ما يعرف بفرسان مالطا والمشتبه في عالقتها بمنظمة بالك ووتر‬
‫يال التشعب‪Saqr Centre for Strategic Studies‬‬

‫المهمه ان رؤوس الطرق الثالث هم من األمراء المعروفين‬


‫للمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة هذا الرابط‬
‫‪http://fr.wikipedia.org/wiki/Ordre_de_Malte‬‬
‫‪http://www.evangelicaltruth.com/malta.html‬‬
‫احتالل العراق‬
‫كشفت تقارير صحفية النقاب عن أكبر شركة قتل خاصة في العراق تسمى فرسان مالطه يعملون في‬
‫العراق كمأجورين من خالل شركات أمنية مثل منظمة بالك وتر يو أس أي األمنيه التى تمتلك من العتاد‬
‫ماال تملكه دول يعمل بها أولئك الفرسان بعد إعطاءهم مسحة تبريرية صليبية لما يقومون به من أعمال‬
‫تخريبيه حيث اتفقت معهم أمريكا علي إخضاع مدينه الفلوجة وشكلوا ثانى قوة عسكرية بعد الجيش‬
‫االحتالل األمريكي النظامي في العراق‪ ،‬ويرفعون العلم األمريكي لكنهم ال يتبعونه بل يتبعون المال الذي‬
‫يتقاضونه عبر عدة شركات أبرمت عقودا مع إدارة الرئيس جورج بوش للقيام بمهام قتالية خطرة وإجرامية‬
‫وتصفيات وإبادة للشعب العراقي نيابة عن الجيش‪ ،‬ويؤمن أفرادها أن الحرب في العراق مقدسة تتبع‬
‫الحروب الصليبية ضد المسلمين الكفار ووراء كل ذلك تحوم أجواء حرب صليبية‪ ،‬لفت إليها الكاتب‬
‫الصحفي المصري محمد حسنين هيكل‪ .‬ففي لقائه مع قناة الجزيرة أوضح هيكل أن وجود قوات المرتزقة‬
‫بالعراق ليس مجرد تعاقد أمني مع البنتاجون تقوم بمقتضاه هذه القوات بمهام قتالية نيابة عن الجيش‬
‫األمريكي‪ ،‬بل يسبقه تعاقد أيديولوجي مشترك بين الجانبين يجمع بينهما‪ ،‬أال وهو "دولة فرسان مالطا"‬
‫اإلعتبارية آخر الفلول الصليبية التي تهيمن على صناعة القرار في الواليات المتحدة والعالم ‪.‬وقال هيكل‪:‬‬
‫"ألول مرة أسمع خطابا سياسيا في الغرب واسعا يتحدث عن الحروب الصليبية‪ ،‬هناك أجواء حرب‬
‫صليبية"‪ ،‬مشيرا إلى حقائق كشف عنها الصحفي األمريكي جيرمي سكيل في كتابه الحديث عن شركة‬
‫"بالك ووتر" أكبر الشركات األمنية المتعاقدة مع اإلدارة األمريكية في العراق‪ ،‬حيث أظهر العالقة‬
‫"الدينية" التي تجمعهما‪.‬‬
‫التقرير نشرته مؤخرا ً مجلة "ذا نيشين" األمريكية بعنوان "جيش بوش في الظل" كشف فيه الصحفي‬
‫األمريكي جيرمي سكيل عن الصلة الدينية التي تجمع بين شركات القتل الخاصة في العراق وإدارة بوش‬
‫حيث أكد أن مؤسس الشركة "إيريك برينس" يشارك بوش في معتقداته النصرانية األصولية التي تهدف‬
‫التمكين للصهيونية الصليبية في العالم‪ ،‬وينحدر في الوقت ذاته من عائلة جمهورية نافذة في والية‬
‫"ميتشيجان· ‪‬‬
‫‪‬‬
‫في ذات السياق أكد محلل سياسي رفض ذكر إسمه (هيكل)‪ :‬أن خطابا ً سياسيا ً واسعا ً في الغرب يتحدث‬
‫عن الحروب الصليبية‪ ،‬وأن هناك أجواء حرب صليبية في العراق وافغانستان"‪ ،‬مشيرا ً إلى حقائق كشف‬
‫عنها الصحفي األمريكي "جيرمي سكيل" في كتابه الحديث عن شركة "بالك ووتر" أكبر شركات القتل‬
‫المتعاقدة مع اإلدارة األمريكية في العراق‪ ،‬حيث أظهر العالقة "الدينية" التي تجمعهما· ‪‬‬
‫وبحسب تقرير سكيل فإن الجنرال المتقاعد جوزيف شميتز الذي عمل مفتشا ً عاما ً في وزارة الدفاع‬
‫األمريكية ثم انتقل للعمل كمستشار في مجموعة شركات برينس المالكة لـ"بالك ووتر"‪ ،‬كتب في سيرته‬
‫الذاتية أنه عضو في جماعة "فرسان مالطا·‬
‫ومن آخر األخبار عن فرسان مالطا تسلم أمين عام وزارة الخارجية األردنى التلهوني أوراق اعتماد سفير‬
‫"المستشارية العسكرية السامية لفرسان مالطا" الشيخ وليد الخازن ليكون معتمدا لدى وزارة الخارجية التي‬
‫ابتعثت سفيرا فوق العادة ومفوضا غير مقيم لألردن لدى تلك المستشارية التي تتخذ من عمارة في العاصمة‬
‫االيطالية روما مقرا لها‪.‬‬
‫وذكر السفير الخازن أن "منظمته ذات سيادة وتعنى أساسا باألمور اإلستشفائية وبرعاية المعوزين ومقرها‬
‫في روما وتعترف بها ‪ 96‬دولة من دول العالم من بينها ‪ 16‬دولة اسالمية وثماني دول عربية هي مصر‬
‫ولبنان والسودان والصومال وإرتيريا وموريتانيا إلى جانب األردن"‪ .‬ويقول السفير الخازن "إن منظمته‬
‫ذات سيادة لكنها فقدت سيادتها على يد نابليون بونابرت سنة ‪ 1798‬قبل أن يطرد اإلنجليز نابليون‪ ،‬لكن‬
‫المنظمة لم تحصل على سيادتها حتى تدخل الفاتيكان ومنحها السيادة في روما بإعطائنا مقرا هناك‪".‬‬

‫بالك وتر العالمية‪ ،‬التي كانت سابقا بالك وتر يو أس أي‪ ،‬هي شركة تقدم خدمات أمنية و عسكرية أي أنها‬
‫شركة مرتزقة‪ .‬وتعتبر واحدة من أبرز الشركات العسكرية الخاصة في الواليات المتحدة وهي مرتبطة‬
‫بفرسان مالطا ‪ ،‬وقد تأسست وفق القوانين األمريكية التي تسمح بمصانع وشركات عسكرية خاصة‪ ،‬ورغم‬
‫ذلك تعرضت النتقادات واسعة بعد نشر كتاب "مرتزقة بالك ووتر‪ ..‬جيش بوش الخفي" الذي قال إنها تدعم‬
‫الجيش األمريكي بالعراق فيما يخضع جنودها للحصانة من المالحقات القضائية‪ .‬تقدم الشركة خدماتها‬
‫للحكومات و األفراد من تدريب و عمليات خاصة‪ .‬ويبلغ معدل الدخل اليومي للعاملين في هذه الشركة بين‬
‫‪ 300‬و ‪ 600‬دوالر‪ .‬تتكون الشركة من ست شركات فرعية هي‬

‫‪Blackwater Training Center Inc.‬‬


‫‪Blackwater Target Systems‬‬
‫‪Blackwater Security Consulting‬‬
‫‪Blackwater Canine‬‬
‫‪Blackwater Aviation Worldwide Services‬‬
‫‪Raven Development Group‬‬
‫رئيس الشركة هو جاري جاكسون ‪ Gary Jackson‬أحد أفراد القوات الخاصة سابقا التابعة للبحرية‬
‫األمريكية ‪ Navy Seals.‬و تقول الشركة أنها تمتلك أكبر موقع خاص للرماية في الواليات المتحدة يمتد‬
‫على مساحة ‪ 24‬كلمتر مربع في والية نورث كاروالينا‪ .‬في أواخر سنة ‪ 2004‬ظهر عميالن من هذه‬
‫الشركة في بغداد و قد تفحمت جثتهما و قام العراقيون الغاضبون من اإلحتالل بالتشفي منهم‪ .‬عائلة العميلين‬
‫قدما دعوى قضائية ضد الشركة متهمين إياها بعدم الحرص على حياة عمالها‪ .‬في سنة ‪ 2005‬قتل ‪ 6‬عمالء‬
‫آخرون في تحطم مرحيتهم‬
‫وقال رئيس شركة" بالك ووتر" العسكرية‪ ،‬في حديث صحفي نادر‪ ،‬إن الشركة توقع عقودا مع حكومات‬
‫أجنبية منها حكومات دول مسلمة لتقديم خدمات أمنية بموافقة حكومة الواليات المتحدة‪ ،‬كما أوضح أن‬
‫شركته ال تمانع وجود الشواذ في صفوفها‪ .‬يذكر أن غاري جاكسون ‪ ،‬رئيس بالك ووتر‪ ،‬هو ضابط سابق‬
‫في البحرية األمريكية‪ .‬أما مؤسس الشركة "إريك برنس" فهو ملياردير أمريكي تصفه بعض وسائل اإلعالم‬
‫الغربية بأنه "مسيحي أصولي"‪ ،‬وهو من عائلة جمهورية نافذة‪ .‬وأُميط اللثام عن نشاط "بالك ووتر" (جيش‬
‫الماء األسود) في العراق ألول مرة عندما أعلن في ‪ 31‬مارس‪/‬آذار ‪ 2004‬عن قتل المتمردين ألربعة من‬
‫جنود هذه الشركة كانوا يقومون بنقل الطعام‪ .‬وفي إبريل ‪ 2005‬قتل خمسة منهم بإسقاط مروحيتهم ‪.‬وفي‬
‫بداية ‪ 2007‬قتل خمسة منهم أيضا بتحطم مروحيتهم‪.‬‬
‫وكتبت صحيفة "واشنطن بوست" في عام ‪ 2004‬أن فرقا عسكرية (مغاوير) من النخبة استأجرتهم حكومة‬
‫الواليات المتحدة لحماية الموظفين والجنود وضباط االستخبارات في العراق‪ .‬وقالت إن وصفهم بالمتعاقدين‬
‫العسكريين مع الحكومة ليس دقيقا والوصف الصحيح هو "جنود مرتزقة" وتحدثت عن إرسال اآلالف منهم‬
‫إلى العراق‬

‫الخارجية األميركية توقع عقدا بقيمة ‪ 120‬مليون مع شركة "بالكووتر"‬


‫(دي برس – أ ف ب )‬
‫وقعت وزارة الخارجية االميركية مع فرع للشركة األمنية الخاصة المثيرة للجدل "بالكووتر" سابقا السبت‬
‫‪2010/6/19‬عقدا بقيمة ‪ 120‬مليون دوالر مقابل خدمات حماية شخصيات في أفغانستان‪ ،‬كما ذكرت شبكة‬
‫"سي بي اس" التلفزيونية االميركية‪.‬ونقلت الشبكة الجمعة عن متحدثة باسم الخارجية قولها إن شركة "يو اس‬
‫ترينينغ سنتر" حصلت على العقد في اليوم نفسه‪.‬وينص االتفاق على أن تقوم "يو اس ترينينغ سنتر" بتقديم‬
‫خدماتها طيلة ‪ 18‬شهرا للقنصليات األميركية في هراة ومزار الشريف‪ ،‬كما أوضح المصدر نفسه‪.‬‬
‫وجرى تغيير إسم بالكووتر بعد تورطها في عدد من الفضائح في العراق وال سيما مقتل ما بين ‪ 14‬الى ‪17‬‬
‫مدنيا في بغداد في أيلول ‪2007‬ـ وسحبت واشنطن منها مهمة حماية الدبلوماسيين في بغداد في أيار الماضي‪.‬‬

‫المرتزقة الجدد وخصخصة الحروب‪...‬‬


‫تنتهي قصة خبرية عن الشركات العسكرية الخاصة إال لتبدأ أخرى‪ ،‬فقد بات حجم هذه الشركات وعدد‬
‫أعضائها وممارساتها من األخبار الهامة التي تتصدر عناوين الصحف والتحقيقات التلفزيونية‪ ،‬ومن‬
‫أشهرهذه الشركات "بالك ووتر"‪ ،‬و"فرسان مالطا"‪ ،‬وطبقًا آلخر التقارير بلغ عدد هذه الشركات قرابة‬
‫‪ 100‬شركة‪ ،‬وأصبح حجم نشاطها المالي يفوق ميزانية حكومات ودول كثيرة ‪.‬‬
‫ساعدت تطورات العصر الحديث على انتشار شركات المرتزقة في الحروب الحديثة‪ ،‬وعلى ظهور‬
‫المرتزقة الجدد في العصر التكنولوجي الحديث؛ وذلك لعدد من ألسباب‪ ،‬منها‪ :‬رغبة الحكومات في التخفي‬
‫عند القيام ببعض األعمال القذرة‪ ،‬أو خشية السياسيين من أن تؤثر مشاهد توابيت القتلى من جيوشهم‬
‫المسلحة ‪ -‬في حالة استخدامها بدل المرتزقة‪ -‬في إثارة غضب الرأي العام الداخلي ضدهم‪ ،‬بعكس المرتزقة‬
‫الذين ال بواكي لهم ‪.‬‬
‫ضا ميل الخبراء العسكريين وخبراء التكنولوجيا واالتصاالت والكمبيوتر لبيع خدماتهم لهذه‬
‫ومنها أي ً‬
‫الشركات الخاصة التي تدفع مبالغ مالية أعلى من الحكومات‪ ،‬ومن ثَم اتجاه الحكومات لالستفادة من هذه‬
‫صا في الحروب والغزوات لمساعدة قواتها‪.‬‬
‫الشركات في القيام بالعديد من األعمال‪ ،‬خصو ً‬
‫واألهم من هذا وذاك أن االعتماد على المرتزقة في الحروب يقلل من أعداد القتلى الرسميين ‪ -‬باعتبار أن‬
‫أرقام قتلى المرتزقة ال تذكر رسميًّا‪ -‬ما يسمح للحكومات بالكذب فيما يخص خسائرها البشرية لتظهر نفسها‬
‫منتصرة أحيانًا‪ ،‬وهذه حالة ظاهرة في حالة الغزو األمريكي للعراق‪ ،‬حيث أعداد القتلى تتوزع على جنود‬
‫أمريكيين هم الذين يجري إعالن عدد قتالهم فقط‪ ،‬وجنود أمريكان آخرين ليسوا حاصلين على الجنسية‬
‫بشكل كامل وإنما "جرين كارد"‪ ،‬وهؤالء ال يذكر عدد قتالهم؛ ألنهم ليسوا جنودًا رسميين‪ ،‬ثم المرتزقة أو‬
‫ضا ال تذكر أي أرقام دقيقة عن خسائرهم‪.‬‬
‫"المتعاقدين العسكريين أو المدنيين"‪ ،‬وهم أي ً‬
‫والقصة الكاملة لهؤالء المرتزقة تناولها كتاب( المرتزقة الجدد‪ ..‬و"خصخصة" الحروب) الصادر عن دار‬
‫(الناشرون) بالقاهرة ‪ ،2007‬لمؤلفه الكاتب والمحلل السياسي محمد جمال عرفة‪.‬‬
‫ويجيب الكاتب عن عدد من التساؤالت أهمها من هم هؤالء المرتزقة الجدد؟ وماذا تعرف عن عالقتهم‬
‫بفرسان مالطا والصليبيين القدامى؟ وما هي خطط شركات المرتزقة الجدد لخصخصة الحروب؟ وما هي‬
‫عالقة كل ذلك بخطط السعي لبناء شبكات إسالمية معتدلة من المسلمين العلمانيين؟ وهل نحن مقبلون على‬
‫عالم جديد تقوده شركات الحروب الخاصة ذات الخلفيات األيدلوجية المتطرفة؟‬
‫حروب القطاع الخاص‬
‫مرتزقة بالك ووتر أثناء تأدية مهمة في العراق‬
‫ويذكر عرفة في كتابه أنه مع مرور الوقت وتطور األحداث توسع نشاط هذه الشركات الخاصة العسكرية‬
‫وزادت أعدادها حتى بلغت قرابة ‪ 100‬شركة‪ ،‬وأصبح حجم نشاطها المالي يفوق ميزانية الحكومات‪ ،‬ويزيد‬
‫على ‪ 200‬مليار دوالر وفق بعض التقديرات‪ ،‬وبعد أن كانت الجيوش المحاربة في الغرب تضم نسبة ‪- 10‬‬
‫‪20%‬من المرتزقة للقيام بوظائف مختلفة (حماية ‪ -‬تأمين إمداد القوات المحاربة بالمؤن والسالح ‪ -‬تدريب‬
‫‪ -‬وظائف فنية)‪ ،‬أصبحت االستعانة بجيوش المرتزقة الجدد من الشركات الخاصة أكبر حج ًما ويصل أحيانًا‬
‫وتقريرا نشرته وكالة رويترز كشف عن أن‬
‫ً‬ ‫لنصف هذه الجيوش المحاربة وأكثر‪ ،‬حتى إن دراسات أمريكية‬
‫عدد المتعاقدين األمنيين المرتزقة في العراق بلغ ‪ 130 - 100‬ألف مرتزق متعاقد‪ ،‬في حين أن عدد القوات‬
‫األمريكية الرسمية ‪ 150‬ألفًا؟!‬
‫وهكذا أصبح العالم على أبواب نوع جديد من الحروب هي حروب القطاع الخاص أو الحروب‬
‫المخصخصة‪ ،‬وأصبحت "خصخصة الحروب" هي آخر صيحة في عالم حروب اليوم‪ ،‬بعدما انتشرت‬
‫شركات المرتزقة وأصبحت تطلق على نفسها أسماء أكثر لياقة وتنبذ كلمة "مرتزقة"‪ ،‬مثل تسمية نفسها‬
‫"شركات حماية" أو "متعاقدين مدنيين" أو "متعهدين‪".‬‬
‫أما الحقيقة التي يؤكدها الكتاب الذي بين أيدينا فهي أن هذه الشركات تعمل من الباطن مع الحكومات‪ ،‬بل‬
‫غالبًا ما يديرها مسئولون سابقون سياسيون أو عسكريون‪ ،‬وقد يعين بعض مسئوليها كوزراء في الدول‬
‫المختلفة ‪-‬تشيني نائب بوش كان رئيس شركة "هاليبرتون" التي لها عدة تعاقدات في العراق‪ ،-‬وبالتالي فهي‬
‫تدير الحروب والغزو وتدير األزمات نيابة عن الحكومات التي تظل كامنة بعيدًا في الظل تنفي عن نفسها‬
‫التورط في هذه الجرائم‪.‬‬
‫البحث عن غطاء أخالقي‬
‫ومع تضخم شركات المرتزقة الجدد‪ ،‬بدأت هذه الشركات تلجأ للبحث عن غطاء أخالقي أو سياسي أو‬
‫اقتصادي أو حتى من األمم المتحدة؛ لتبرر نشاطها وتحظى بمصداقية وشرعية دولية‪ ،‬وكي توفر لعمالئها‬
‫صا أن القانون الدولي والقرارات الصادرة عن األمم المتحدة‬
‫قدرا من الحماية‪ ،‬خصو ً‬
‫من المرتزقة الجدد ً‬
‫تجرم نشاط هؤالء المرتزقة وتعتبرهم مجرمين وقتلة وال تعترف بهم ‪-‬لو وقعوا في األسر‪ -‬كمجرمي حرب‬
‫أو أسرى‪.‬‬
‫وفي سبيل ذلك بدأت هذه الشركات ‪-‬تساندها الحكومات التي تديرها أو تستفيد منها‪ -‬تتجمل وتسعى للترويج‬
‫لنفسها باعتبار أنها شركات تقدم خدمات تكنولوجية وتدريب وخدمات‪ ،‬وأن دورها ليس إشعال الحروب أو‬
‫القيام بأي أنشطة تتعلق بالصورة السلبية القديمة للمرتزق حامل السالح وقاتل األبرياء‪.‬‬
‫وكان النموذج اإليجابي الذي طرحته هذه الشركات لنفسها هو الدور الذي قامت به شركة "أكسكيوتف‬
‫أوتكوم" أو النتائج المضمونة ‪ Executive Outcomes‬الجنوب إفريقية في سيراليون عام ‪ ،1995‬حينما‬
‫نجحت في إعادة االستقرار للبالد وطرد المتمردين‪ ،‬وإعادة ‪ 300‬ألف الجئ إلى وطنهم نظير نصيب من‬
‫ثروات البالد من البترول والماس‪ ،‬أي دورها كشركات لحفظ السالم ال للحروب‪.‬‬
‫من هنا بدأت شركات المرتزقة الجدد تتحرك لتحظى بموافقة مسئولي األمم المتحدة على إسناد مهام لها‪،‬‬
‫وبدأت في البحث عن غطاء أخالقي وديني عبر التعاون مع بعض الحكومات أو المنظمات المشهورة‬
‫بدورها الخيري المعلن والتي ال يعرف أحد تاريخها األسود‪ ،‬مثل دولة ما يسمى "فرسان مالطا" التي تشبه‬
‫"الفاتيكان" وتوجد مقراتها داخل الفاتيكان في إيطاليا والتي ينتمي لها غالبية رؤساء شركات المرتزقة‬
‫الجدد‪ ،‬ولها تاريخ قديم في أعماق الحروب الصليبية التي استهدفت السيطرة على كنوز الشرق‪.‬‬
‫وفي اللحظة التي بدأ فيها هؤالء المرتزقة الجدد البحث عن تاريخ لهم أو غطاء شرعي يتدثرون به من عار‬
‫"االرتزاق"‪ ،‬بدأت تتكشف حقيقتهم الصليبية القديمة‪ ،‬وأهدافهم في السيطرة على خيرات العالم النامي وفي‬
‫القلب منه العالم العربي واإلسالمي‪.‬‬
‫بالك ووتر‪ ..‬الصليبيون الجدد‬
‫إريك بيرنس مؤسس بالك ووتر‬
‫أحدث وأشهر شركات المرتزقة وهي شركة (بالك وتر( ‪) Black water‬المياه السوداء) لخدمات المرتزقة‬
‫كبيرا في العراق‪ ،‬وتسعى للعب ذات الدور في السودان ودارفور‪ ،‬ويقول‬
‫دورا ً‬
‫والحماية والتي تلعب ً‬
‫أصحابها إن لهم أنشطة في دول إسالمية عديدة يرفضون اإلفصاح عنها‪ ،‬هذه الشركة تبين أن صاحبها‬
‫مسيحي متعصب ينتمي للتيار اليميني المسيحي المتطرف في أمريكا والذي يدير الواليات المتحدة منذ‬
‫صعود الرئيس بوش لسدة الحكم عام ‪ ،2001‬كما أنه وكبار مسئولي الشركة أعضاء في "فرسان‬
‫مالطا‪".‬وأخطر ما في عمل هؤالء المرتزقة الجدد هو نشأتهم الصليبية وسعي الشركات التي يعملون فيها‬
‫للمزاوجة بين الدين وبين العمل السياسي والعسكري‪ ،‬وهو ما ينعكس على طريقة أداء مرتزقيها في‬
‫المناطق العربية والمسلمة‪ ،‬والدليل ظهر بوضوح في الفلوجة العراقية حينما تعمدوا قصف وتدمير قباب‬
‫المساجد وتدمير المنازل على أهلها ولم يسلم منهم ال طفل وال شيخ‪ ،‬وكأنهم يقلدون الصليبيين القدامى في‬
‫قتلهم الشيوخ والعجائز في القدس‪.‬‬
‫وألن "خصخصة الحروب" موجهة بالشكل األساسي نحو شعوب العالم النامي التي ترفض سيطرة الدول‬
‫الكبرى على مقدراتها ومواردها وفي القلب منها العالم اإلسالمي الذي يتمتع بموارد طبيعية غزيرة‪ ،‬فمن‬
‫الطبيعي أن تثير خطط هذه الشركات وأنشطتها التي تتجمع فيها كل أحقاد الصليبيين القدامى "فرسان‬
‫مالطا" والجدد" اليمين المسيحي المتطرف في إدارة بوش"‪ ،‬المخاوف من عصر جديد تسيطر فيه هذه‬
‫الشركات على عالم المستقبل وعلى ثروات العالم اإلسالمي‪.‬‬
‫مرتزقة من المسلمين‬
‫واألكثر خطورة أن هذه المخططات التي توجه نحو العالم اإلسالمي ليست قاصرة على التحالف العسكري‬
‫السياسي الديني لهؤالء المرتزقة الجدد األجانب لغزو العالم اإلسالمي‪ ،‬كما يسعون حاليًّا في دارفور‬
‫السودان والصومال ودول إسالمية أخرى لم يعلنوا هم عنها‪ ،‬لم تَعُد قاصرة على المرتزقة األجانب من‬
‫الخارج‪ ،‬وإنما بدءوا يخططون لتشغيل أو االستفادة من مرتزقة "وطنيين" من داخل العالم اإلسالمي‬
‫يتحدثون بلسان عربي مبين‪ ،‬ويدينون باإلسالم في أوراق هوياتهم لهدم الدين من الداخل على طريقة‬
‫طروادة‪.‬‬
‫فمنذ هجمات ‪ 11‬سبتمبر على أمريكا وهناك تحفز أمريكي وأوروبي ضد العالم اإلسالمي‪ ،‬وسعي لوضع‬
‫خطط إستراتيجية جديدة لمواجهة هذا العالم اإلسالمي كعدو بديل للشيوعية‪.‬‬
‫ومع أنهم سعوا في البداية لوضع خطط للتفرقة بين المسلم" المعتدل" والمسلم "المتطرف" والسعي لنصرة‬
‫"المعتدلين" من اإلسالميين باعتبار أنهم ينبذون العنف‪ ،‬وضغطوا في هذا السياق على حكومات إسالمية‬
‫لتسمح بانتخابات حرة نسبيًّا كحل لتقليل حدة االحتقان والتطرف الداخلي الذي ينتقل للغرب‪ ،‬فقد أقلقتهم نتائج‬
‫االنتخابات الحرة؛ ألنها جاءت بهؤالء اإلسالميين الذين يعارضون التدخالت الغربية في شئون بالدهم‪،‬‬
‫عول الغرب عليهم للفوز‪.‬‬
‫وفشل فيها الليبراليون الذين ّ‬
‫من هنا بدأ التركيز على فكرة أكثر خبثًا تدور حول زرع أو االستفادة من مرتزقة "وطنيين" من أبناء الدول‬
‫العربية واإلسالمية يدينون بنفس األفكار الليبرالية العلمانية الغربية ويناهضون الفكر اإلسالمي الحقيقي‬
‫القائم على الشريعة‪ ،‬بحيث يكون هؤالء هم شوكة االستعمار الجديد في بالد العرب والمسلمين‪.‬‬
‫هذا األمر كشفه تقرير مهم نشره مركز (راند) التابع للقوات الجوية األمريكية تحت عنوان" ‪:‬بناء شبكات‬
‫مسلمة معتدلة‪ ،" Building Moderate Muslim Networks‬وكشف عن أن المسلم المعتدل أو‬
‫المرتزقة الوطنيين هنا هم المصنفون على أنهم مسلمون يأخذون من الدين مظاهره الفلكلورية في حين ال‬
‫يؤمنون بشريعة اإلسالم ويناهضونها‪ ،‬ويعادون كل المظاهر اإلسالمية األخرى‪.‬‬

You might also like