You are on page 1of 33

‫‪.

‬الكتاب الرابع‪ .‬من الحكمة والدين الحقيقيين‬


‫عن الديانة السابقة للرجل ‪ ،‬وكيف انتشر الخطأ على كل األعمار ‪ ،‬وسبعة رجال حكماء في ‪1.‬‬
‫‪.‬اليونان‬

‫عندما أفكر ‪ ،‬أيها اإلمبراطور قسطنطين ‪ ،‬وغالبًا ما تدور في ذهني الحالة األصلية للرجل ‪ ،‬فقد‬
‫اعتدت أن أبدو على حد سواء رائعة وغير مستحقة ‪ ،‬بحماقة عصر واحد احتضنت خرافات‬
‫مختلفة ‪ ،‬وإيمانا بوجود العديد من اآللهة ‪ ،‬لقد وصلوا فجأة إلى هذا الجهل بأنفسهم ‪ ،‬بحيث أن الحقيقة‬
‫التي انتزعت من أعينهم ‪ ،‬ودين اإلله الحقيقي‪ H‬لم يحترم ‪ ،‬وال حالة الطبيعة البشرية ‪ ،‬ألن الناس لم‬
‫يسعوا إلى الخير الرئيسي في السماء ‪ ،‬ولكن على األرض ‪ .‬وعلى هذا الحساب بالتأكيد تغيرت‬
‫سعادة العصور القديمة‪ .‬ألن الناس ‪ ،‬بعد أن تركوا هللا ‪ ،‬أبًا ومؤسسًا لكل األشياء ‪ ،‬بدأوا في عبادة‬
‫أعمال أيديهم الحمقاء‪  .‬وما هي آثار هذا الفساد ‪ ،‬أو ما أدخله من شرور ‪ ،‬الموضوع نفسه يعلنه بما‬
‫فيه الكفاية‪ .‬إلى عن على‪  ،‬االبتعاد عن الصالح الرئيسي ‪ ،‬الذي هو مبارك ودائم على هذا الحساب ‪،‬‬
‫ألنه ال يمكن رؤيته أو لمسه أو فهمه ‪ ،‬وعن الفضائل التي تتفق مع هذا الخير ‪ ،‬والتي هي خالدة‬
‫بنفس القدر ‪ ،‬تنساب إلى هذه الفضائل‪ .‬اآللهة الفاسدة والضعيفة ‪ ،‬وتكريس نفسها لتلك األشياء التي‬
‫يتزين بها الجسد فقط ‪ ،‬ويتغذى ويسعد ‪ ،‬سعوا إلى الموت األبدي ألنفسهم ‪ ،‬مع آلهتهم وخيراتهم‬
‫المتعلقة بالجسد ‪ ،‬ألن جميع األجساد معرضة للموت‪ . .‬ولذلك ‪ ،‬فإن الخرافات من هذا النوع يتبعها‬
‫الظلم والمعصية ‪ ،‬كما يجب أن يكون الحال بالضرورة‪ .‬الن الرجال كفوا عن رفع وجوههم الى‬
‫السماء‪  .‬لكن عقولهم مكتئبة إلى أسفل ‪ ،‬وتشبثت بخيرات األرض ‪ ،‬كما فعلوا بالخرافات التي ولدت‬
‫في األرض‪ .‬تبع ذلك خالف بين البشر ‪ ،‬والغش وكل شر‪ .‬ألنهم يحتقرون الخيرات األبدية وغير‬
‫القابلة للفساد ‪ ،‬والتي يجب أن يرغب بها اإلنسان بمفردها ‪ ،‬بل اختاروا أشياء زمنية وقصيرة‬
‫العمر ‪ ،‬وقد وضع الناس ثقة أكبر في الشر ‪ ،‬بقدر ما فضلوا الرذيلة على الفضيلة ‪ ،‬ألنها قدمت‬
‫نفسها‪ .‬أقرب في متناول اليد‪ .‬وهكذا كانت الحياة البشرية ‪ ،‬التي كانت في العصور السابقة مشغولة‬
‫بنور أوضح ‪ ،‬سادها الظالم والظالم‪ .‬وانسجاما مع هذا الفساد ‪ ،‬عندما سلبت الحكمة ‪ ،‬بدأ الناس‬
‫مطوال يطالبون بأنفسهم باسم الحكيم‪ .‬ألنه في الوقت الذي كان فيه الجميع حكماء ‪ ،‬لم يكن أحد يُدعى‬
‫بهذا االسم‪ .‬وهل هذا االسم ‪ ،‬الذي كان مشتر ًكا بين جميع الطبقات ‪ ،‬على الرغم من اختزاله إلى عدد‬
‫قليل ‪ ،‬ال يزال يحتفظ بقوته!‪ ‬لهؤالء القلة ربما يكونون قادرين ‪ ،‬إما عن طريق الموهبة ‪ ،‬أو‬
‫السلطة ‪ ،‬أو عن طريق النصائح المستمرة ‪ ،‬لتحرير الناس من الرذائل واألخطاء‪ .‬ولكن مع تالشي‬
‫الحكمة تما ًم ا ‪ ،‬أصبح من الواضح ‪ ،‬من غطرسة االسم ذاتها ‪ ،‬أنه لم يكن أيًا من أولئك الذين تم‬
‫تسميتهم حكي ًما حقًا‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬قبل اكتشاف هذه الفلسفة ‪ ،‬كما يُطلق عليها ‪ ،‬يُقال إنه كان هناك سبعة‬
‫أشخاص ‪ ،‬ألنهم غامروا باالستفسار عن الموضوعات الطبيعية ومناقشتها ‪ ،‬يستحقون التقدير‬
‫والتعبير عن الحكماء‪  .‬أيها العصر البائس والمفجع ‪ ،‬حيث لم يكن في العالم كله سوى سبعة مدعوين‬
‫باسم الرجال ‪ ،‬ألنه ال يمكن أن يُدعى أحد بحق رجالً ما لم يكن حكي ًما!‪ ‬لكن إذا كان كل اآلخرين غير‬
‫أنفسهم حمقى ‪ ،‬فحتى هم أنفسهم لم يكونوا حكماء ‪ ،‬ألنه ال يمكن ألحد أن يكون حكي ًما حقًا في حكم‬
‫الحمقى‪ .‬لقد تم إبعادهم عن الحكمة حتى اآلن ‪ ،‬حتى بعد زيادة التعلم ‪ ،‬وكان العديد من العقول‪H‬‬
‫العظيمة مصممين دائ ًما على هذا الموضوع بالذات ‪ ،‬فهل يمكن إدراك الحقيقة والتأكد منها‪ .‬ألنه ‪،‬‬
‫بعد شهرة هؤالء الحكماء السبعة ‪ ،‬ال يُص َّدق من مدى رغبة كبيرة في التحقيق في الحقيقة في كل‬
‫اليونان‪  .‬وقبل كل شيء ‪ ،‬اعتقدوا أن اسم الحكمة نفسه متعجرف ‪ ،‬ولم يسموا أنفسهم حكماء ‪ ،‬بل‬
‫راغبين في الحكمة‪ .‬وبهذا الفعل أدان كالهما أولئك الذين انتحلوا على عجل ألنفسهم اسم الحكماء‬
‫والخطأ والحماقة ‪ ،‬وكذلك على أنفسهم الجهل الذي لم ينفوه بالفعل‪ .‬ألنه أينما كانت طبيعة الذات‬
‫تضع يدها على أذهانهم ‪ ،‬حتى ال يتمكنوا من تقديم أي حساب ‪ ،‬فقد اعتادوا أن يشهدوا بأنهم ال‬
‫‪ ،‬يعرفون شيًئا وال يميزون شيًئا‪ .‬لذلك ُوجدوا أكثر حكمة‬

‫‪.‬ثانيًا‪ .‬أين توجد الحكمة ؛‪ ‬لماذا لم يقترب بيثاجوراس وأفالطون من اليهود‬


‫لذلك ‪ ،‬إذا لم يكونوا حكماء ممن تم تسميتهم ‪ ،‬وال أولئك الذين جاءوا في األزمنة الالحقة ‪ ،‬والذين لم‬
‫يترددوا في االعتراف بنقصهم في الحكمة ‪ ،‬فما يتبقى سوى تلك الحكمة التي يجب البحث عنها في‬
‫مكان آخر ‪ ،‬حيث لم يتم العثور عليها حيث تم البحث عنها ‪ .‬ولكن ما الذي يمكن أن نفترض أنه كان‬
‫السبب وراء عدم العثور عليه ‪ ،‬على الرغم من السعي الجاد والعمل من قبل العديد من العقول‪، H‬‬
‫وخالل العديد من العصور ‪ ،‬ما لم يكن الفالسفة قد سعوا وراء ذلك خارج حدودهم؟‪ ‬وبما أنهم‬
‫اجتازوا واستكشفوا جميع األجزاء ‪ ،‬لكنهم لم يجدوا أي حكمة في أي مكان ‪ ،‬ويجب بالضرورة أن‬
‫تكون في مكان ما ‪ ،‬فمن الواضح أنه يجب البحث عنها هناك حيث يظهر عنوان الحماقة ؛‪ ‬وتحت‬
‫الستارة التي يخبئ هللا بها خزينة الحكمة والحق لئال ينكشف سر عمله اإللهي‪ .‬من هنا اعتدت أن‬
‫أتساءل أنه عندما كان فيثاغورس ‪ ،‬وبعده أفالطون ‪ ،‬ملتهبًا بحب البحث عن الحقيقة ‪ ،‬قد توغلوا إلى‬
‫المصريين والمجوس والفرس ‪ ،‬حتى يتعرفوا على طقوسهم الدينية والمؤسسات (ألنهم اشتبهوا في‬
‫أن الحكمة معنية بالدين) ‪ ،‬لم يقتربوا من اليهود فقط ‪ ،‬الذين كانت في حوزتهم وحدها في ذلك‬
‫الوقت ‪ ،‬والذين كان من الممكن أن يذهبوا إليهم بسهولة أكبر‪ .‬لكني أعتقد أن العناية اإللهية أبعدتهم‬
‫عنهم ‪ ،‬حتى ال يعرفون الحقيقة ‪ ،‬ألنه لم يكن مسمو ًحا بعد أن يصبح دين اإلله الحقيقي‪ H‬والب ّر معروفا ً‬
‫لرجال األمم األخرى‪  .‬ألن هللا قد قرر ‪ ،‬كما اقتربت المرة األخيرة ‪ ،‬أن يرسل من السماء قائدا عظيما‬
‫‪ ،‬من ينبغي أن يكشف لألمم األجنبية ما انتزع من شعب غادر جاحد‪ .‬وسأسعى لمناقشة الموضوع‬
‫في هذا الكتاب ‪ ،‬إذا كنت سأظهر أوالً أن الحكمة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالدين ‪ ،‬بحيث ال يمكن فصل‬
‫‪.‬إحداهما عن األخرى‬

‫‪.‬ثالثا‪ .‬ال يمكن فصل الحكمة والدين‪ :‬يجب أن يكون رب الطبيعة بالضرورة أبًا لكل واحد‬

‫عبادة اآللهة ‪ ،‬كما علّمت في الكتاب السابق ‪ ،‬ال تعني الحكمة‪ .‬ليس فقط ألنها تتخلى عن اإلنسان ‪،‬‬
‫الذي هو حيوان إلهي ‪ ،‬لألشياء األرضية والضعيفة ‪ ،‬ولكن ألنه ال يوجد شيء ثابت فيه يمكن أن يفيد‬
‫في تنمية الشخصية وتأطير الحياة ؛‪ ‬كما أنه ال يحتوي على أي تحقيق للحقيقة ‪ ،‬بل يشمل فقط طقس‬
‫العبادة ‪ ،‬الذي ال يتمثل في خدمة العقل ‪ ،‬بل في استخدام الجسد‪ .‬ولذلك ال يعتبر ذلك دينًا حقًا ‪ ،‬ألنه‬
‫يوجه الرجال ويحسنهم بغير مبادئ العدل والفضيلة‪ .‬وهكذا فإن الفلسفة ‪ ،‬بما أنها ال تمتلك دينًا حقيقيًا‬
‫‪ ،‬أي أعلى تقوى ‪ ،‬ليست حكمة حقيقية‪ .‬ألنه إذا كان الالهوت الذي يحكم هذا العالم يدعم البشرية‬
‫بإحسان ال يُصدق ‪ ،‬ويحبها كما في التساهل األبوي ‪ ،‬يتمنى حقًا أن يُمنح االمتنان ‪ ،‬وأن يُمنح اإلكرام‬
‫لنفسه ‪ ،‬فال يمكن لإلنسان أن يحافظ على تقواه إذا أثبت أنه جاحد للمزايا السماوية ؛‪ ‬وهذا بالتأكيد‬
‫ليس من جانب الرجل الحكيم‪ .‬منذ ذلك الحين ‪ ،‬كما قلت ‪ ،‬الفلسفة والنظام الديني لآللهة منفصالن‬
‫وبعيدان عن بعضهما البعض‪ .‬وإذ يرى أن البعض هم أساتذة الحكمة ‪ ،‬يتضح من خاللهم عدم وجود‬
‫مقاربة لآللهة ‪ ،‬وأن البعض اآلخر هم كهنة دين ال تتعلم الحكمة بواسطتهم ؛‪ ‬من الواضح أن الواحد‬
‫ليس حكمة حقيقية ‪ ،‬واآلخر ليس دينًا صحيحًا‪ .‬لذلك لم تكن الفلسفة قادرة على تصور الحقيقة ‪ ،‬ولم‬
‫يكن النظام الديني لآللهة قاد ًرا على تقديم حساب عن نفسه ‪ ،‬ألنه بدونها‪ .‬ولكن حيث الحكمة مرتبطة‬
‫بعالقة ال تنفصم بالدين ‪ ،‬يجب أن يكون كالهما صحي ًحا بالضرورة ؛‪ ‬ألننا في عبادتنا يجب أن نكون‬
‫حكماء ‪ ،‬أي أن نعرف الشيء الصحيح وطريقة العبادة ‪ ،‬وفي حكمتنا في العبادة ‪ ،‬أي أن نكمل‬
‫معرفتنا بالعمل والعمل‪ .‬فأين الحكمة إذن مرتبطة بالدين؟‪ ‬هناك ‪ ،‬حقًا ‪ ،‬حيث يُعبد هللا الواحد ‪ ،‬وحيث‬
‫يُشار إلى الحياة وكل عمل إلى مصدر واحد ‪ ،‬وإلى سلطة عليا واحدة‪ :‬باختصار ‪ ،‬معلمو الحكمة هم‬
‫ضا كهنة هللا‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال تدع هذا يؤثر على أي شخص ‪ ،‬ألنه غالبًا ما حدث ‪،‬‬ ‫نفسهم ‪ ،‬وهم أي ً‬
‫وربما يحدث ‪ ،‬أن يقوم بعض الفيلسوف بكهنوت اآللهة ؛‪ ‬وعندما يحدث هذا ‪ ،‬ال ترتبط الفلسفة‬
‫بالدين‪  .‬لكن الفلسفة ستكون عاطلة عن العمل وسط الطقوس المقدسة ‪ ،‬وسيكون الدين عاطالً عن‬
‫العمل عندما يتم التعامل مع الفلسفة‪ .‬ألن نظام الطقوس الدينية هذا غبي ‪ ،‬ليس فقط ألنه يتعلق بآلهة‬
‫ض ا ألن االحتفال به يكون باليد واألصابع ‪ ،‬وليس بالقلب واللسان ‪ ،‬كما هو الحال‬ ‫أغبياء ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫بالنسبة لنا ‪ ،‬وهذا صحيح‪ . .‬لذلك فإن الدين موجود في الحكمة ‪ ،‬والحكمة في الدين‪ .‬فالواحد إ ًذا ال‬
‫يمكن فصله عن اآلخر‪ .‬ألن الحكمة ما هي إال عبادة اإلله الحق بعبادة عادلة وتقوى‪ .‬لكن أن عبادة‬
‫العديد من اآللهة ال تتوافق مع الطبيعة ‪ ،‬يمكن استنتاجها وتصورها حتى من خالل هذه الحجة‪ :‬أن‬
‫كل إله يعبد من قبل اإلنسان يجب ‪ ،‬وسط الطقوس والصلوات المهيبة ‪ ،‬أن يُستدعى كأب ‪ ،‬ليس فقط‬
‫من أجل من اجل الشرف ولكن ايضا من اجل العقل‪ .‬ألنه أقدم من اإلنسان ‪ ،‬وألنه يوفر الحياة‬
‫واألمان والعيش كما يفعل األب‪ .‬لذلك يُدعى جوبيتر أبًا من قبل أولئك الذين يصلون له ‪ ،‬كما هو‬
‫الحال بالنسبة لزحل ‪ ،‬ويانوس ‪ ،‬وليبر ‪ ،‬والباقي بالترتيب ؛‪ ‬الذي يضحك عليه لوسيليوس في مجلس‬
‫اآللهة‪" :‬حتى ال يوجد أحد منا ال يُدعى األب الممتاز لآللهة ؛ لذلك يُدعى األب نيبتونوس ‪ ،‬ليبر ‪،‬‬
‫األب زحل ‪ ،‬المريخ ‪ ،‬يانوس ‪ ،‬األب كيرينوس ‪ ،‬بعد واحد اسم‪ ".‬ولكن إذا كانت الطبيعة ال تسمح‬
‫بأن يكون لإلنسان الواحد آباء كثيرون (ألنه يولد من واحد فقط) ‪ ،‬فإن عبادة العديد من اآللهة‬
‫تتعارض مع الطبيعة وتتعارض مع التقوى‪ .‬لذلك ‪ ،‬يجب أن يُعبد المرء فقط ‪ ،‬والذي يمكن أن يُدعى‬
‫ض ا أن يكون الرب بالضرورة ‪ ،‬ألنه بما أن لديه القدرة على االنغماس ‪ ،‬كذلك لديه‬ ‫حقًا أبًا‪ .‬يجب أي ً‬
‫القدرة على كبح جماح هذه األشياء‪ .‬يجب أن يُدعى أبًا من هذا المنطلق ‪ ،‬ألنه يمنحنا أشياء كثيرة‬
‫وعظيمة‪ .‬والرب على هذا الحساب ‪ ،‬ألن لديه أعظم قوة في التوبيخ والعقاب‪ .‬ولكن الذي هو األب‬
‫ضا ‪ ،‬يظهر حتى بالرجوع إلى القانون المدني‪ .‬النه من يقدر ان يربي ابناء ما لم يكن له‬ ‫هو الرب أي ً‬
‫سلطان سيد عليهم‪ .‬وال يُدعى بدون سبب أبًا لبيت ‪ ،‬رغم أن له أبناء فقط‪ :‬ألنه من الواضح أن اسم‬
‫ضا على األبناء ‪ ،‬ألن اسم‬ ‫ضا العبيد ‪ ،‬ألن كلمة "بيت" يتبعها ؛‪ ‬ويشتمل اسم "البيت" أي ً‬ ‫األب يشمل أي ً‬
‫"األب" يسبقه‪ :‬ومن الواضح أن نفس الشخص هو أب لعبيده ورب أبنائه‪ .‬أخيرًا ‪ ،‬يُطلق سراح االبن‬
‫كما لو كان عبدًا ؛‪ ‬ويتلقى العبد المحرر اسم شفيعه كأنه ابنا‪ .‬ولكن إذا تم تسمية الرجل كأب ألسرة ‪،‬‬
‫فقد يبدو أنه يمتلك قوة مزدوجة ‪ ،‬ألنه كأب يجب أن ينغمس في ذلك ‪ ،‬وكربا لكبح جماح ‪ ،‬يترتب‬
‫ضا ‪ ،‬وأن األب هو أيضًا سيد‪ .‬إذ ال يمكن أن يكون هناك أكثر من‬ ‫على ذلك أن يكون االبن عبدًا أي ً‬
‫أب واحد بحكم ضرورة الطبيعة ‪ ،‬لذلك ال يمكن إال أن يكون هناك سيد واحد‪ .‬فماذا سيفعل العبد إذا‬
‫أعطى العديد من اللوردات أوامر متناقضة مع بعضهم البعض؟‪ ‬لذلك فإن عبادة العديد من اآللهة‬
‫تتعارض مع العقل والطبيعة ‪ ،‬حيث ال يمكن أن يكون هناك آباء أو أرباب كثيرون ؛‪ ‬لكن من‬
‫الضروري اعتبار اآللهة آباء وأرباب‪ .‬لذلك ال يمكن التمسك بالحقيقة حيث يخضع نفس اإلنسان‬
‫للعديد من اآلباء واألمراء ‪ ،‬حيث يتجول العقل في اتجاهات مختلفة للعديد من األشياء ‪ ،‬ويتجول‬
‫ذهابًا وإيابًا ‪ ،‬هنا وهناك‪ .‬وال يمكن أن يكون للدين أي صالبة عندما ال يكون له مسكن ثابت‬
‫ومستقر‪ .‬لذلك ال يمكن أن تكون هناك عبادة حقيقية لكثير من اآللهة‪ .‬كما أن هذا ال يمكن أن يسمى‬
‫زوا ًجا ‪ ،‬حيث يكون المرأة واحدة العديد من األزواج ‪ ،‬لكنها إما ستُدعى عاهرة أو زانية‪ .‬فعندما‬
‫تفتقر المرأة إلى الحياء والعفة واإلخالص ‪ ،‬يجب عليها بالضرورة أن تكون بال فضيلة‪ .‬وهكذا أيضًا‬
‫فإن النظام الديني لآللهة غير عفيف وغير مقدس ‪ ،‬ألنه يفتقر إلى اإليمان ‪ ،‬ألن هذا الشرف غير‬
‫‪.‬المستقر وغير المؤكد ليس له مصدر أو أصل‬

‫‪.‬رابعا‪ .‬من الحكمة والدين وحق االب والرب‬

‫من خالل هذه األشياء يتضح مدى الترابط الوثيق بين الحكمة والدين‪ .‬الحكمة تتعلق باألبناء ‪ ،‬وهذه‬
‫العالقة تتطلب المحبة ؛‪ ‬الدين إلى الخدم ‪ ،‬وهذه العالقة تتطلب الخوف‪ .‬ألنه كما يجب على األولين‬
‫أن يحبوا أبيهم ويكرموه ‪ ،‬كذلك فإن هؤالء ملزمون باحترام وتكريم سيدهم‪ .‬ولكن فيما يتعلق باهلل ‪،‬‬
‫الذي هو واحد فقط ‪ ،‬بقدر ما يحافظ على الشخصية المزدوجة لكل من اآلب والرب ‪ ،‬فنحن ملزمون‬
‫بأن نحبه ‪ ،‬ألننا أبناء ‪ ،‬وأن نخافه ‪ ،‬ألننا خدام‪ .‬لذلك ال يمكن فصل الدين عن الحكمة وال يمكن فصل‬
‫الحكمة عن الدين‪ .‬ألنه نفس اإلله الذي يجب أن يُفهم ‪ ،‬وهو جزء من الحكمة ‪ ،‬وأن يتم تكريمه ‪،‬‬
‫وهو جزء من الدين‪ .‬ولكن الحكمة تسبق والدين يتبع‪ .‬ألن معرفة هللا أوالً ‪ ،‬عبادته هي نتيجة‬
‫المعرفة‪  .‬وبالتالي ‪ ،‬ال يوجد في االسمين سوى معنى واحد ‪ ،‬على الرغم من أنه يبدو مختلفًا في كل‬
‫حالة‪ .‬ألن أحدهما معني بالفهم واآلخر بالعمل‪ .‬لكنها ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬تشبه تيارين يتدفقان من نافورة‬
‫واحدة‪ .‬ولكن هللا ينبوع الحكمة والدين‪ .‬وإذا انحرف هذان الجدوالن عنه ‪ ،‬فيجب أن يجفوا‪ :‬ألن‬
‫الجهالء به ال يستطيعون أن يكونوا حكماء أو متدينين‪ .‬وهكذا يحدث أن الفالسفة والذين يعبدون آلهة‬
‫كثيرة ‪ ،‬إما يشبهون األبناء المحرومين أو العبيد الهاربين ‪ ،‬ألن أحدهم ال يبحث عن والدهم ‪ ،‬وال عن‬
‫سيدهم اآلخر‪ .‬وألن المحرومين من الميراث ال ينالون ميراث أبيهم ‪ ،‬وال العبيد الهاربين من‬
‫العقاب ‪ ،‬كذلك لن ينال الفالسفة الخلود ‪ ،‬الذي هو ميراث الملكوت السماوي ‪ ،‬أي الخير الرئيسي‬
‫الذي يطلبونه بشكل خاص ؛‪ ‬ولن يفلت عابد اآللهة من عقوبة الموت األبدي ‪ ،‬الذي هو عقاب السيد‬
‫ضا لم يكن معروفا ً لكليهما ‪،‬‬‫الحقيقي‪ H‬ضد الهاربين من جاللته واسمه‪ .‬لكن أن هللا هو األب والرب أي ً‬
‫بالنسبة لعباد اآللهة وكذلك ألساتذة الحكمة أنفسهم‪ :‬حيث أنهم إما اعتقدوا أنه ال يمكن عبادة أي شيء‬
‫على اإلطالق ؛‪ ‬أو وافقوا على األديان الخاطئة أو ‪ ،‬على الرغم من أنهم فهموا قوة وقوة اإلله األسمى‬
‫(مثل أفالطون ‪ ،‬الذي يقول أن هناك إلهًا واحدًا ‪ ،‬خالق العالم ‪ ،‬وماركوس توليوس ‪ ،‬الذي يعترف‬
‫بأن اإلنسان قد أنتجه من قبل األسمى‪ .‬هللا في حالة ممتازة) ‪ ،‬ومع ذلك لم يؤدوا العبادة المستحقة له‬
‫لآلب األعظم ‪ ،‬الذي كان واجبهم الالئق والضروري‪ .‬لكن أن اآللهة ال يمكن أن تكون آباء أو‬
‫ضا بسبب السبب‪ :‬ألنه لم‬ ‫أربابًا ‪ ،‬فهذا ال يُعلن عنه فقط من قبل جمهورهم ‪ ،‬كما بينت أعاله ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫يُذكر أن اإلنسان قد صنعه اآللهة ‪ ،‬ولم يتم العثور على أن اآللهة نفسها سبقت‪ .‬أصل اإلنسان ‪ ،‬حيث‬
‫يبدو أنه كان هناك رجال على األرض قبل والدة فولكان ‪ ،‬وليبر ‪ ،‬وأبولو ‪ ،‬والمشتري نفسه‪ .‬لكن‬
‫خلق اإلنسان ليس معتادًا على أن يُسند إلى ساتورنوس ‪ ،‬وال إلى والده كويلوس‪ .‬ولكن إذا لم يُقال إن‬
‫أيًا من هؤالء المعبدين قد خلق اإلنسان في األصل ‪ ،‬فإن ذلك يعني أنه ال يمكن أن يُطلق على أي‬
‫منهم اسم أبو اإلنسان ‪ ،‬وبالتالي ال يمكن ألي منهم أن يكون هللا‪ .‬لذلك ال يجوز أن نعبد أولئك الذين لم‬
‫يولد اإلنسان بواسطتهم ‪ ،‬ألنه ال يمكن أن ينتج من قبل الكثيرين‪ .‬لذلك يجب أن يُعبد هللا الوحيد الذي‬
‫كان قبل المشتري وساتورنوس وكويلس نفسه واألرض‪ .‬ألنه ال بد أنه خلق اإلنسان الذي قبل خلق‬
‫اإلنسان أنهى السماء واألرض‪ .‬يجب أن يُدعى وحده اآلب الذي خلقنا ؛‪ ‬هو وحده الذي يُعتبر هو‬
‫الرب الذي يحكم ‪ ،‬والذي يمتلك القوة الحقيقية والدائمة للحياة والموت‪ .‬ومن ال يعبده فهو عبد جاهل‬
‫يهرب من سيده أو ال يعرفه‪ .‬واالبن الفاسد ‪ ،‬الذي يكره أبيه الحقيقي‪ H‬أو يجهله‪ .‬من لديه القوة الحقيقية‬
‫والدائمة للحياة والموت‪ .‬ومن ال يعبده فهو عبد جاهل يهرب من سيده أو ال يعرفه‪ .‬واالبن الفاسد ‪،‬‬
‫الذي يكره أبيه الحقيقي‪ H‬أو يجهله‪ .‬من لديه القوة الحقيقية والدائمة للحياة والموت‪ .‬ومن ال يعبده فهو‬
‫‪.‬عبد جاهل يهرب من سيده أو ال يعرفه‪ .‬واالبن الفاسد ‪ ،‬الذي يكره أبيه الحقيقي أو يجهله‬

‫‪.‬خامساً‪ :‬يجب أن ننظر إلى أوراكلس األنبياء‪ .‬وأوقاتها وأزمنة القضاة والملوك‬

‫اآلن ‪ ،‬بما أني بينت أنه ال يمكن الفصل بين الحكمة والدين ‪ ،‬يبقى أننا نتحدث عن الدين نفسه‬
‫والحكمة‪ .‬إنني أدرك بالفعل مدى صعوبة مناقشة الموضوعات السماوية ؛‪ ‬ولكن ال يزال يتعين‬
‫المغامرة بالمحاولة ‪ ،‬حتى يتم توضيح الحقيقة وتسليط الضوء عليها ‪ ،‬ويمكن تحرير الكثيرين من‬
‫الخطأ والموت ‪ ،‬الذين يحتقرون الحقيقة ويرفضونها ‪ ،‬بينما يتم إخفاؤها تحت غطاء من الحماقة‪ .‬لكن‬
‫قبل أن أبدأ في الحديث عن هللا وأعماله ‪ ،‬يجب أن أتحدث أوالً عن بعض األشياء المتعلقة باألنبياء ‪،‬‬
‫الذين يجب أن أستخدم شهادتهم اآلن ‪ ،‬والتي امتنعت عن القيام بها في الكتب السابقة‪ .‬وفوق كل شيء‬
‫‪ ،‬يجب على من يرغب في فهم الحقيقة ليس فقط أن يوجه عقله لفهم أقوال األنبياء ‪ ،‬بل يجب عليه‬
‫ضا أن يبحث بجدية عن األوقات التي عاش فيها كل واحد منهم ‪ ،‬أنه قد يعرف األحداث المستقبلية‬ ‫أي ً‬
‫التي توقعوها ‪ ،‬وبعد عدد السنوات التي تحققت فيها تنبؤاتهم‪ .‬وال توجد صعوبة في إجراء هذه‬
‫الحسابات‪ .‬النهم شهدوا تحت اي ملك نال كل واحد منهم الوحي من الروح االلهي‪ .‬وقد كتب كثيرون‬
‫ونشروا كتبًا عن العصر ‪ ،‬مما جعل بدايتها على لسان النبي موسى ‪ ،‬الذي عاش قبل حرب طروادة‬
‫بنحو سبعمائة عام‪ .‬لكنه بعد أن حكم الشعب لمدة أربعين عا ًما ‪ ،‬خلفه يشوع ‪ ،‬الذي شغل منصب‬
‫الرئيس لمدة سبعة وعشرين عا ًما‪ .‬بعد ذلك كانوا تحت حكم القضاة خالل ثالثمائة ضد سبعين‬
‫سنة‪ .‬ثم تغير حالتهم وصار لهم ملوك‪ .‬ولما حكموا اربع مئة وخمسين سنة الى ملك صدقيا‪ ‬بعد أن‬
‫حاصر ملك بابل اليهود ‪ ،‬وحملهم إلى السبي ‪ ،‬تحملوا عبودية طويلة ‪ ،‬حتى في السنة السبعين بعد‬
‫ذلك ‪ ،‬أعاد كورش األكبر اليهود األسرى إلى أراضيهم ومستوطناتهم من قبل كورش األكبر ‪ ،‬الذي‬
‫في ‪ Tarquinius Superbus‬وصل إلى السلطة العليا‪ .‬على الفرس ‪ ،‬في الوقت الذي حكم فيه‬
‫روما‪ .‬لذلك ‪ ،‬نظ ًر ا ألنه يمكن جمع سلسلة األوقات بأكملها من كل من تاريخ اليهود وتاريخ اليونانيين‬
‫ضا جمع أوقات األنبياء بشكل فردي ؛‪ ‬وآخرهم زكريا واتفق على أنه تنبأ في‬ ‫والرومان ‪ ،‬يمكن أي ً‬
‫زمن الملك داريوس في السنة الثانية من ملكه وفي الشهر الثامن‪ .‬لقد وجد أن األنبياء من العصور‬
‫القديمة أعظم بكثير من الكتاب اليونانيين‪ .‬وأقدم كل هذه األشياء ‪ ،‬لعلهم يدركون خطأهم الذين‬
‫يحاولون دحض الكتاب المقدس ‪ ،‬وكأنه جديد ومؤلف حديثًا ‪ ،‬يجهلون ما ينبع أصل ديننا‬
‫المقدس‪  .‬ولكن إذا قام أي شخص ‪ ،‬بعد أن قام بفحص األوقات القاحلة ‪ ،‬بوضع أساس التعلم على‬
‫‪.‬النحو الواجب ‪ ،‬والتأكد من الحقيقة تما ًما ‪ ،‬فإنه سيضع جانبًا خطأه عندما يكتسب معرفة الحقيقة‬

‫‪.‬السادس‪ .‬هللا العظيم بيغات ابنه‪ .‬وشهادات الرهبان والتثلث فيما يتعلق به‬

‫لذلك ‪ ،‬فإن هللا ‪ ،‬صانع كل األشياء ومؤسسها ‪ ،‬كما قلنا في الخطاف الثاني ‪ ،‬قبل أن يبدأ هذا العمل‬
‫الرائع للعالم ‪ ،‬أنجب روحًا نقيًا ال يفنى ‪ ،‬دعاه ابنه‪ .‬وعلى الرغم من أنه قد خلق بعد ذلك بنفسه‬
‫كائنات أخرى ال حصر لها ‪ ،‬نسميها مالئكة ‪ ،‬إال أن هذا المولود األول كان الوحيد الذي اعتبره‬
‫صا في تفوق أبيه وجالله‪ .‬لكن أن هناك ابنًا من هللا‬ ‫مستحقًا أن يُدعى باالسم اإللهي ‪ ،‬باعتباره مخل ً‬
‫ضا من‬ ‫العلي ‪ ،‬يمتلك القوة العظمى ‪ ،‬يظهر ليس فقط من خالل أقوال األنبياء باإلجماع ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫وتنبؤات العرافة‪ .‬استفاد هرمس في كتابه "الكلمة المثالية" من هذه ‪ Trismegistus‬خالل إعالن‬
‫الكلمات‪" :‬رب كل شيء وخالقه ‪ ،‬الذي اعتقدنا أنه من الصواب أن ندعوه هللا ‪ ،‬ألنه جعل هللا الثاني‬
‫مرئيًا ومعقواًل ‪  .‬لكني أستخدم مصطلح `` عاقل '' ‪ ،‬ليس ألنه هو نفسه يدرك (ألن السؤال ليس ما إذا‬
‫كان هو نفسه يدرك) ‪ ،‬ولكن ألنه يقود إلى اإلدراك والذكاء‪ .‬لذلك ألنه جعله أوالً ‪ ،‬وحده ‪ ،‬واحدًا فقط‬
‫‪ ،‬ظهر له جمياًل ‪ ،‬وممتلًئا بكل األشياء الصالحة ؛‪ ‬وقد قدسه ‪ ،‬وأحبه تما ًما باعتباره ابنه‪" .‬العرافة‬
‫اإلريثراانية ‪ ،‬في بداية قصيدتها ‪ ،‬التي بدأتها مع هللا األسمى ‪ ،‬تعلن أن ابن هللا قائدًا وقائدًا للجميع ‪،‬‬
‫في هذه اآليات ‪ - :‬بل ألنه يقود إلى اإلدراك والذكاء‪ .‬لذلك ألنه جعله أوالً ‪ ،‬وحده ‪ ،‬واحدًا فقط ‪،‬‬
‫ظهر له جمياًل ‪ ،‬وممتلًئا بكل األشياء الصالحة ؛‪ ‬وقد قدسه ‪ ،‬وأحبه تما ًما باعتباره ابنه‪" .‬العرافة‬
‫اإلريثراانية ‪ ،‬في بداية قصيدتها ‪ ،‬التي بدأتها مع هللا األسمى ‪ ،‬تعلن أن ابن هللا قائدًا وقائدًا للجميع ‪،‬‬
‫في هذه اآليات ‪ - :‬بل ألنه يقود إلى اإلدراك والذكاء‪ .‬لذلك ألنه جعله أوالً ‪ ،‬وحده ‪ ،‬واحدًا فقط ‪،‬‬
‫ظهر له جمياًل ‪ ،‬وممتلًئا بكل األشياء الصالحة ؛‪ ‬وقد قدسه ‪ ،‬وأحبه تما ًما باعتباره ابنه‪" .‬العرافة‬
‫اإلريثراانية ‪ ،‬في بداية قصيدتها ‪ ،‬التي بدأتها مع هللا األسمى ‪ ،‬تعلن أن ابن هللا قائدًا وقائدًا للجميع ‪،‬‬
‫‪ : -‬في هذه اآليات‬

‫‪".‬المغذي وخالق كل شيء ‪ ،‬الذي وضع النفس في كل شيء ‪ ،‬وجعل هللا قائدا للجميع"‬

‫‪: -‬ومرة أخرى في نهاية نفس القصيدة‬

‫‪".‬ولكن الذين أعطاهم هللا إكراما ً لرجال أمناء"‬

‫‪: -‬وعرافة أخرى تأمر بضرورة معرفته‬

‫‪".‬اعرفه على أنه إلهك الذي هو ابن هللا"‬

‫بالتأكيد هو ابن هللا ‪ ،‬الذي تكلم بهذه األشياء التي ذكرناها بواسطة الملك سليمان الحكيم ‪ ،‬المليء‬
‫بالوحي اإللهي‪" :‬لقد أسسني هللا في بداية طرقه ‪ ،‬في عمله قبل الدهور‪ .‬في البداية ‪ ،‬قبل أن يصنع‬
‫األرض ‪ ،‬وقبل أن يثبت األعماق ‪ ،‬قبل أن تخرج ينابيع المياه‪ :‬لقد ولدني الرب قبل كل التالل ‪ ،‬صنع‬
‫المناطق والحدود غير الصالحة للسكن تحت السماء‪ .‬هيّأ السماء ‪ ،‬كنت به ‪ ،‬وعندما فصل كرسيه ‪،‬‬
‫صنع سحابًا قويًا فوق الريح ‪ ،‬وشدد الجبال ‪ ،‬وجعلها تحت السماء ‪ ،‬إذ وضع أسس األرض القوية‪، .‬‬
‫كنت معه أرتب كل شيء‪ .‬كنت هو الذي يسعد به‪ :‬كنت سعيدًا كل يوم ‪ ،‬عندما ابتهج ‪ ،‬يكتمل العالم‪.‬‬
‫عنه على أنه "صانع هللا" ‪ ،‬وتدعوه العرافة ‪" Trismegistus‬ولكن على هذا الحساب تحدث‬
‫"المستشار" ‪ ،‬ألنه قد وهبه هللا اآلب هذه الحكمة والقوة ‪ ،‬حتى أن هللا وظف كل من حكمته ويديه في‬
‫‪.‬الخليقة من العالم‬
‫‪.‬سابعا‪ .‬من اسم االبن ‪ ،‬وعندما سمي يسوع والمسيح‬

‫ربما يسأل البعض من هو هذا القوي جدًا ‪ ،‬المحبوب جدًا من هللا ‪ ،‬وما هو االسم الذي يحمله ‪ ،‬والذي‬
‫ضا رتبها بحكمته وبناها بقوته‪ .‬بادئ ذي بدء ‪ ،‬من‬ ‫لم يولد فقط في البداية قبل العالم ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫المناسب أن نعلم أن اسمه ليس معروفًا حتى للمالئكة الساكنين في السماء ‪ ،‬بل له وحده ‪ ،‬وللله‬
‫اآلب‪ .‬ولن يُنشر هذا االسم ‪ ،‬كما تتحدث الكتابات المقدسة ‪ ،‬قبل أن تتحقق قصد هللا‪ .‬في الموضع‬
‫التالي ‪ ،‬يجب أن نعرف أن هذا االسم ال يمكن أن ينطق بفم اإلنسان ‪ ،‬كما يعلم هرمس ‪ ،‬قائالً هذه‬
‫األشياء‪" :‬اآلن سبب هذا السبب هو إرادة الصالح اإللهي الذي أنتج هللا ‪ ،‬الذي ال يمكن أن يكون‬
‫اسمه‪ .‬من فم االنسان "‪ .‬وبعد ذلك بوقت قصير إلى ابنه‪" :‬هناك ‪ ،‬يا بني ‪ ،‬كلمة حكمة سرية ‪ ،‬وكما‬
‫هو الحال اآلن ‪ ،‬فإن رداء األرجوان هو عالمة على تولي الرومان للكرامة الملكية ‪ ،‬كذلك منحت‬
‫لهم المسحة بالزيت المقدس لقب الملك وسلطته‪ .‬ولكن منذ أن استخدم اإلغريق القدماء كلمة‬
‫كما تظهر آية ‪ aleiphesthai ،‬للتعبير عن فن الدهن ‪ ،‬والذي يعبرون عنه اآلن بواسطة ‪kriesthai‬‬
‫‪ ،‬هوميروس‬

‫‪".‬وأما الخدام فغسلوا ودهنوهم بالزيت"‬

‫لهذا السبب ندعوه المسيح ‪ ،‬أي الممسوح ‪ ،‬الذي يُدعى في العبرية المسيا‪ .‬ومن ثم في بعض الكتابات‬
‫مكتوبة ‪ ،‬من ‪ eleimmenos‬اليونانية ‪ ،‬التي تُرجمت بشكل سيئ من العبرية ‪ ،‬تم العثور على كلمة‬
‫المسحة‪ .‬ولكن ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬يُشار إلى الملك بأي اسم‪ :‬ليس أنه قد حصل على ‪ aleiphesthai ،‬كلمة‬
‫هذه المملكة األرضية ‪ ،‬وقت االستالم الذي لم يحن بعد ‪ ،‬بل أنه يقترح مملكة سماوية وأبدية ‪ ،‬والتي‬
‫‪.‬سنتحدث عنها في الكتاب األخير ‪ .‬لكن دعونا اآلن نتحدث عن ميالده األول‬

‫‪.‬سابعا‪ .‬من اسم االبن ‪ ،‬وعندما سمي يسوع والمسيح‬

‫ربما يسأل البعض من هو هذا القوي جدًا ‪ ،‬المحبوب جدًا من هللا ‪ ،‬وما هو االسم الذي يحمله ‪ ،‬والذي‬
‫ضا رتبها بحكمته وبناها بقوته‪ .‬بادئ ذي بدء ‪ ،‬من‬ ‫لم يولد فقط في البداية قبل العالم ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫المناسب أن نعلم أن اسمه ليس معروفًا حتى للمالئكة الساكنين في السماء ‪ ،‬بل له وحده ‪ ،‬وللله‬
‫اآلب‪ .‬ولن يُنشر هذا االسم ‪ ،‬كما تتحدث الكتابات المقدسة ‪ ،‬قبل أن تتحقق قصد هللا‪ .‬في الموضع‬
‫التالي ‪ ،‬يجب أن نعرف أن هذا االسم ال يمكن أن ينطق بفم اإلنسان ‪ ،‬كما يعلم هرمس ‪ ،‬قائالً هذه‬
‫األشياء‪" :‬اآلن سبب هذا السبب هو إرادة الصالح اإللهي الذي أنتج هللا ‪ ،‬الذي ال يمكن أن يكون‬
‫اسمه‪ .‬من فم االنسان "‪ .‬وبعد ذلك بوقت قصير إلى ابنه‪" :‬هناك ‪ ،‬يا بني ‪ ،‬كلمة حكمة سرية ‪ ،‬وكما‬
‫هو الحال اآلن ‪ ،‬فإن رداء األرجوان هو عالمة على تولي الرومان للكرامة الملكية ‪ ،‬كذلك منحت‬
‫لهم المسحة بالزيت المقدس لقب الملك وسلطته‪ .‬ولكن منذ أن استخدم اإلغريق القدماء كلمة‬
‫كما تظهر آية ‪ aleiphesthai ،‬للتعبير عن فن الدهن ‪ ،‬والذي يعبرون عنه اآلن بواسطة ‪kriesthai‬‬
‫‪ ،‬هوميروس‬

‫‪".‬وأما الخدام فغسلوا ودهنوهم بالزيت"‬

‫لهذا السبب ندعوه المسيح ‪ ،‬أي الممسوح ‪ ،‬الذي يُدعى في العبرية المسيا‪ .‬ومن ثم في بعض الكتابات‬
‫مكتوبة ‪ ،‬من ‪ eleimmenos‬اليونانية ‪ ،‬التي تُرجمت بشكل سيئ من العبرية ‪ ،‬تم العثور على كلمة‬
‫المسحة‪ .‬ولكن ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬يُشار إلى الملك بأي اسم‪ :‬ليس أنه قد حصل على ‪ aleiphesthai ،‬كلمة‬
‫هذه المملكة األرضية ‪ ،‬وقت االستالم الذي لم يحن بعد ‪ ،‬بل أنه يقترح مملكة سماوية وأبدية ‪ ،‬والتي‬
‫‪.‬سنتحدث عنها في الكتاب األخير ‪ .‬لكن دعونا اآلن نتحدث عن ميالده األول‬

‫‪.‬تاسعا‪ .‬كلمة هللا‬
‫لكن اإلغريق يتكلمون عنه باعتباره اللوغوس ‪ ،‬وهو أكثر مالءمة مما نفعله ككلمة أو كالم‪ :‬ألن‬
‫الكلمة تدل على الكالم والعقل‪ H‬على حد سواء ‪ ،‬حيث أنه صوت هللا وحكمته‪ .‬وهذا الخطاب اإللهي لم‬
‫يكن حتى الفالسفة جاهلين ‪ ،‬ألن زينو يمثل اللوغوس على أنه منظم الترتيب الثابت لألشياء ‪،‬‬
‫ضا القدر ‪ ،‬وضرورة األشياء ‪ ،‬وهللا ‪ ،‬و روح كوكب المشتري ‪ ،‬وفقًا‬‫ومؤطر الكون‪ :‬الذي يسميه أي ً‬
‫للعرف ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬الذي من خالله لن يعتبروا كوكب المشتري إلهًا‪ .‬لكن الكلمات ال تشكل عقبة ‪،‬‬
‫ألن المشاعر تتفق مع الحقيقة‪ .‬ألن روح هللا هي التي سماها روح المشتري‪ .‬بالنسبة إلى‬
‫الذي بحث بطريقة أو بأخرى في كل الحقيقة تقريبًا ‪ ،‬غالبًا ما وصف تميز الكلمة ‪Trismegistus ،‬‬
‫وجاللها ‪  ،‬كما يوضح المثال السابق ‪ ،‬الذي يعترف فيه بوجود خطاب مقدس ال يوصف ‪ ،‬تتجاوز‬
‫عالقته مقياس قدرة اإلنسان‪ .‬لقد تحدثت بإيجاز ‪ ،‬كما استطعت ‪ ،‬عن الميالد األول‪ .‬اآلن يجب أن‬
‫أناقش بشكل كامل الموضوع‪ H‬الثاني ‪ ،‬بما أن هذا هو الموضوع‪ H‬األكثر إثارة للجدل ‪ ،‬حتى نتمكن من‬
‫‪.‬إلقاء نور الفهم ألولئك الذين يرغبون في معرفة الحقيقة‬

‫‪.‬عاشرا من ظهور يسوع‪ .‬ثروات اليهود وحكومتهم حتى عاطفة الرب‬

‫في المقام األول ‪ ،‬إذن ‪ ،‬يجب أن يعرف الناس أن ترتيبات هللا العلي قد تقدمت كثي ًرا منذ البداية ‪،‬‬
‫وأنه كان من الضروري ‪ ،‬مع اقتراب نهاية العالم ‪ ،‬أن ينزل ابن هللا إلى األرض ‪ ،‬ليبني هيكال هلل‬
‫ويعلم البر‪  .‬ولكن ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬ليس بقوة مالك أو بقوة سماوية ‪ ،‬ولكن في شكل إنسان وفي حالة بشر ‪،‬‬
‫حتى أنه عندما يؤدي مهام خدمته ‪ ،‬قد يتم تسليمه إلى أيدي األشرار‪ .‬الرجال ‪ ،‬وقد يتعرضون للموت‬
‫ضا بقوته ‪ ،‬قد يقوم مرة أخرى ‪ ،‬ويجلب لإلنسان ‪ ،‬الذي كان قد‬ ‫‪ ،‬حتى أنه ‪ ،‬بعد أن أخضع هذا أي ً‬
‫لبس طبيعته ومثله ‪ ،‬األمل في التغلب على الموت ‪ ،‬وقد يعترف به في مكافآت‪ .‬خلود‪ .‬وأن ال أحد‬
‫يجهل هذا الترتيب ‪ ،‬سوف نظهر أن كل األشياء قد تنبأ بها والتي نراها قد تحققت‪ H‬في المسيح‪ .‬ال‬
‫ينبغي ألحد أن يؤمن بتأكيدنا ما لم ُأظهر أن األنبياء قبل سلسلة طويلة من العصور قد نشروا أنه‬
‫يجب أن يحدث مطواًل أن ابن هللا يجب أن يولد كإنسان ‪ ،‬ويؤدي أعمااًل رائعة ‪ ،‬ويزرع عبادة هللا في‬
‫كل األرض ‪ ،‬وفي النهاية يصلب ‪ ،‬وفي اليوم الثالث يقوم مرة أخرى‪ .‬وعندما سأثبت كل هذه األشياء‬
‫من خالل كتابات هؤالء الرجال الذين عاملوا إلههم بالعنف الذي اتخذ جسدًا مميتًا ‪ ،‬فما الذي يمنعه‬
‫ضا من أن يظهر أن الحكمة الحقيقية ملمة بهذا الدين فقط؟‪ ‬اآلن يجب أن يكون أصل اللغز كله‬ ‫أي ً‬
‫ً‬
‫مرتبطا‪  .‬اجدادنا الذين كانوا رؤساء العبرانيين لما ضاقهم الجوع والعوز انتقلوا الى مصر‪ .‬أنهم قد‬
‫يحصلون على مخزون من الذرة ؛‪ ‬وظلوا هناك لفترة طويلة ‪ ،‬وكانوا مضطهدين بنير عبودية ال‬
‫يطاق‪  .‬ثم أشفق عليهم هللا وأخرجهم وحررهم من يد ملك مصر ‪ ،‬بعد أربعمائة وثالثين سنة ‪ ،‬تحت‬
‫قيادة موسى ‪ ،‬الذي من خالله أعطاهم هللا الشريعة‪ .‬وبذلك أظهر هللا قوة جالله‪ .‬ألنه جعل شعبه‬
‫يعبرون في وسط البحر األحمر ‪ ،‬وكان مالكه يتقدم ويقسم الماء ‪ ،‬حتى يسير الناس على اليابسة ‪،‬‬
‫التي يمكن أن يقال عنهم حقًا (كما يقول‪ H‬الشاعر) ‪ ،‬أن "الموجة التي أغلقت فوقه بعد ظهور الجبل‬
‫وقفت‪ H‬حوله"‪  .‬ولما سمع بذلك ‪ ،‬تبع طاغية المصريين مع هذا الجند العظيم من رجاله ‪ ،‬ودخوله على‬
‫عجل البحر الذي ال يزال مفتو ًحا ‪ ،‬تم تدميره مع كل جيشه بسبب األمواج التي عادت إلى‬
‫مكانهم‪ .‬لكن العبرانيين ‪ ،‬عندما دخلوا البرية ‪ ،‬رأوا العديد من األعمال الرائعة‪ .‬فلما كانوا عطشا‬
‫ضرب صخرة بقضيب نبع ينبوع ماء وأنعش الشعب‪ .‬ومرة أخرى ‪ ،‬عندما كانوا جائعين ‪ ،‬نزل وابل‬
‫ضا السمان إلى معسكرهم ‪ ،‬بحيث لم يكونوا‬ ‫من الغذاء السماوي‪ .‬عالوة على ذلك ‪ ،‬جلبت الرياح أي ً‬
‫ضا بمآدب أكثر اختيارًا‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬مقابل هذه المنافع‬ ‫راضين فقط عن الخبز السماوي ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫اإللهية ‪ ،‬لم يكرّموا هللا ؛‪ ‬ولكن بعد أن أزيلت العبودية عنهم ‪ ،‬وأزال عطشهم وجوعهم ‪ ،‬سقطوا في‬
‫الترف ‪ ،‬ونقلوا أذهانهم إلى طقوس المصريين الدنيئة‪ .‬ألنه عندما موسى ‪ ،‬وصعد قائدهم إلى الجبل ‪،‬‬
‫ومكث أربعين يو ًما ‪ ،‬وصنعوا رأس ثور من الذهب الذي يسمونه أبيس ‪ ،‬لكي يسير أمامهم‬
‫كمقياس‪  .‬التي بها الخطيئة والجريمة أسيء هللا ‪ ،‬وزار بحق الشعب الكافر والجاكح للعقوبات‬
‫الشديدة ‪ ،‬وجعلهم يخضعون للناموس الذي أعطاه موسى‪ .‬لكن بعد ذلك ‪ ،‬عندما استقروا في جزء‬
‫صحراوي من سوريا ‪ ،‬فقد العبرانيون اسمهم القديم‪ .‬ولما كان يهوذا رئيس جيشهم ‪ ،‬فقد دعوا يهودًا‬
‫واألرض التي سكنوها في اليهودية‪ .‬وفي البداية ‪ ،‬في الواقع ‪ ،‬لم يكونوا خاضعين لسلطة الملوك ‪،‬‬
‫لكن القضاة المدنيين كانوا يرأسون الشعب والقانون‪ :‬ومع ذلك ‪ ،‬لم يتم تعيينهم لمدة عام فقط كقناصل‪H‬‬
‫روماني ‪ ،‬ولكنهم مدعومين بسلطة قضائية دائمة ‪ .‬ثم أخذ اسم القضاة ‪ ،‬تم تقديم السلطة الملكية‪ .‬لكن‬
‫أثناء حكم القضاة ‪ ،‬كان الناس غالبًا ما يمارسون طقوسًا دينية فاسدة ؛‪ ‬وهللا ‪ ،‬الذي أساء إليهم ‪،‬‬
‫الغرباء ‪ ،‬إلى أن خففهم توبة الشعب مرة أخرى ‪ N ،‬جعلهم في كثير من األحيان في عبودية‬
‫وحررهم من العبودية‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬تحت حكم الملوك ‪ ،‬تعرضوا لالضطهاد بالحروب مع جيرانهم‬
‫بسبب آثامهم ‪ ،‬وأخيراً تم أسرهم وقادتهم إلى بابل ‪ ،‬فقد عانوا من العقاب بسبب عدم تقواهم من خالل‬
‫العبودية الجائرة ‪ ،‬حتى جاء كورش إلى المملكة ‪ ،‬الذي أعاد اليهود على الفور‪ .‬بمرسوم‪ .‬بعد ذلك‬
‫حتى وقت هيرودس ‪ ،‬الذي كان في عهد طيباريوس قيصر ؛‪ ‬في عامه ‪ tetrarchs‬كان لديهم‬
‫الخامس عشر ‪ ،‬في قنصل الجوزاء ‪ ،‬في ‪ 23‬مارس ‪ ،‬صلب اليهود المسيح‪ .‬هذه السلسلة من‬
‫األحداث ‪ ،‬هذا الترتيب ‪ ،‬موجود في أسرار الكتابات المقدسة‪ .‬لكنني سأوضح أوالً سبب مجيء‬
‫‪.‬المسيح إلى األرض ‪ ،‬أن أساس الدين اإللهي ونظامه قد يكون واضحًا‬

‫‪.‬الحادي عشر‪ .‬من سبب لجلب المسيح‬

‫عندما قاوم اليهود في كثير من األحيان التعاليم السليمة ‪ ،‬وخرجوا عن القانون اإللهي ‪ ،‬ضلوا‬
‫طريقهم إلى العبادة غير التقية لآللهة الباطلة ‪ ،‬عندها مأل هللا الرجال العادلين والمختارين بالروح‬
‫القدس ‪ ،‬وعينهم أنبياء في وسط الناس الذين بواسطتهم‪ .‬قد يوبخ بالتهديد خطايا الجاحدين ‪ ،‬ومع ذلك‬
‫يحثهم على التوبة عن شرهم‪ .‬ألنه ما لم يفعلوا ذلك ‪ ،‬وتركوا أباطيلهم جانبا ً ‪ ،‬وعادوا إلى إلههم ‪،‬‬
‫فسيحدث أنه سيغير عهده ‪ ،‬أي يمنح ميراث الحياة األبدية لألمم األجنبية ‪ ،‬ويجمع لنفسه المزيد من‬
‫اإلخالص‪ .‬الناس من أولئك الذين كانوا أجانب بالوالدة‪ .‬ولكن عندما وبخهم األنبياء لم يرفضوا فقط‬
‫كالمهم‪ .‬ولكنهم يؤذونهم ألنهم استاءوا على خطاياهم ‪ ،‬لقد قتلوا األنبياء أنفسهم بعذابات مدروسة‪ :‬كل‬
‫ما تم ختمه وحفظه في الكتابات المقدسة‪ .‬ألن النبي إرميا يقول‪" :‬أنا‬

‫ارسل اليكم عبيدي االنبياء‪ .‬أرسلتهم قبل ضوء الصباح‪ .‬واما انتم فلم تسمعوا ولم تملوا اذنيك لتسمعوا‬
‫لما كلمتكم فلينصرف كل واحد منكم عن طريقه الرديء وعن افسادكم‪ .‬وتسكنون االرض التي‬
‫اعطيتكم وآلبائكم الى االبد‪ .‬ال تسلكوا وراء آلهة غريبة لتخدموها‪ .‬وال تغضبني بأعمال يديك‬
‫ألهلكك‪ .‬هكذا يتكلم النبي عزرا ‪ ،‬الذي كان في زمن كورش نفسه الذي استعاد اليهود بواسطته‪ :‬لقد‬
‫‪.‬تمردوا عليك ‪ ،‬و ألقوا شريعتك من وراء ظهورهم وقتلوا انبياءك الذين شهدوا عليهم ليرجعوا اليك‬

‫كما قال النبي إلياس في سفر الملوك الثالث‪" :‬لقد كنت غيورًا جدًا على الرب إله الجنود ‪ ،‬ألن بني‬
‫إسرائيل قد تركوك وألقوا مذابحك وقتلوا أنبياءك بالسيف ‪ ،‬وأنا فقط لقد غادرت ‪ ،‬وهم يسعون‬
‫لحياتي ألخذها "‪ .‬بسبب ذنوبهم هذه طرحها إلى األبد‪ .‬وهكذا كف عن إرسال األنبياء إليهم‪ .‬لكنه أمر‬
‫ابنه ‪ ،‬المولود األول ‪ ،‬وصانع كل شيء ‪ ،‬ومستشاره الخاص ‪ ،‬أن ينزل من السماء ‪ ،‬حتى ينقل دين‬
‫هللا المقدس إلى الوثنيين ‪ ،‬أي أولئك الذين يجهلون هللا‪ .‬وقد يعلمهم البر الذي تركه الغادرون ‪ -‬وكان‬
‫قد هدد قبل فترة طويلة أنه سيفعل هذا ‪ ،‬كما يظهر النبي مالخي قائالً‪" :‬ال تسرني بك ‪ ،‬يقول‪H‬‬
‫الرب ‪ ،‬وال أقبل تقدمة من يديك‪ .‬النه من شروق الشمس الى مغربها يكون اسمي عظيما بين االمم‪.‬‬
‫وفي المزمور السابع عشر ايضا يقول‪ H‬داود‪" :‬تجعلني راس االمم‪ .‬شعب لم اعرفه يخدمني‪ .‬هكذا‬
‫يتكلم اشعياء ايضا‪ .‬جئت لجمع كل االمم واللسان‪ .‬فيأتون ويرون مجدي‪ .‬وأرسل بينهم عالمة ‪،‬‬
‫وأرسل الناجين منهم إلى األمم البعيدة التي لم تسمع خبرتي‪ .‬وسيعلنون مجدي بين األمم‪" .‬لذلك ‪،‬‬
‫صا يجب أن يقيس هيكله ‪ ،‬لم يكن راغبًا في إرساله بقوة‬ ‫عندما أراد هللا أن يرسل إلى األرض شخ ً‬
‫ومجد سماويين ‪ ،‬حتى يتمكن الناس الذين كانوا جاحدين من هللا‪ .‬إلى الخطأ األكبر ‪ ،‬ويعاقبون على‬
‫جرائمهم ‪ ،‬ألنهم لم يقبلوا ربهم وإلههم ‪ ،‬كما تنبأ األنبياء من قبل أن ذلك سيحدث‪ .‬ألن إشعياء الذي‬
‫قتلوه اليهود بقسوة بقطعه بمنشار يقول هكذا‪" :‬اسمع أيتها السماء ‪ ،‬واصغ يا األرض ‪ ،‬ألن الرب قد‬
‫تكلم ‪ ،‬لقد ولدت بنين ورفعتهم إلى العالء‪ .‬وقد رفضوني‪ .‬الثور يعرف صاحبه والحمار مربط سيده‬
‫ضا على هذا النحو‪" :‬السلحفاة والسنونو عرفا‬ ‫ولكن اسرائيل لم يعرف وشعبي لم يفهم‪ .‬ويقول إرميا أي ً‬
‫وقتها وعصافير البرية تحافظان على عشور س ّكتها ‪ ،‬لكن شعبي لم يعرف قضاء الرب‪ .‬كيف تقولون‬
‫‪ ،.‬نحن حكماء وشريعة الرب معنا باطال‬

‫لذلك (كما بدأت أقول) ‪ ،‬عندما قرر هللا أن يرسل إلى الناس معل ًما للبر ‪ ،‬أمره أن يولد ثانية في الجسد‬
‫‪ ،‬وأن يصنع على شبه اإلنسان نفسه ‪ ،‬الذي له‪ .‬كان على وشك أن يكون مرشدًا ورفيقًا ومعل ًما‪ .‬ولكن‬
‫بما أن هللا لطيف ورحيم مع شعبه ‪ ،‬فقد أرسله إلى أولئك األشخاص الذين كرههم ‪ ،‬حتى ال يغلق‬
‫عليهم طريق الخالص إلى األبد ‪ ،‬بل قد يمنحهم فرصة مجانية التباع هللا ‪ ،‬حتى يتمكنوا من ذلك‪.‬‬
‫كالهما ينال مكافأة الحياة إذا اتبعا هللا (وهو ما فعله كثير منهم ‪ ،‬وقد فعلوه) ‪ ،‬وأنهم قد يتعرضون‬
‫لعقوبة الموت لخطئهم إذا رفضوا ملكهم‪ .‬لذلك أمره أن يولد من جديد بينهم ومن نسلهم ‪ ،‬لئال يولد من‬
‫أمة أخرى ‪ ،‬قد يكونون قادرين على التذرع بعذر عادل من القانون لرفضهم له ؛‪ ‬وفي الوقت نفسه ‪،‬‬
‫‪.‬حتى ال تكون هناك أمة على اإلطالق تحت السماء ينبغي أن يُحرم منها رجاء الخلود‬

‫ثاني عشر‪ .‬والدة يسوع من العذراء‪ .‬عن حياته وموته وقيامته وشهادات األنبياء فيما يتعلق بهذه‬
‫‪.‬األمور‬

‫لذلك نزل روح هللا القدوس من السماء واختار العذراء القديسة ليدخل رحمها‪ .‬لكنها ‪ ،‬أنا ممتلئة من‬
‫امتالك الروح اإللهي ‪ ،‬حبلت بها‪ .‬وبدون أي جماع مع رجل ‪ ،‬حمل رحمها البكر فجأة‪ .‬ولكن إذا كان‬
‫معروفًا للجميع أن بعض الحيوانات اعتادت على الحمل بالرياح والنسيم ‪ ،‬فلماذا يعتقد أي شخص أنه‬
‫أمر رائع عندما نقول إن عذراء قد خصبت بروح هللا ‪ ،‬الذي قد يشاء هو سهل؟‪ ‬وربما بدا هذا‬
‫مذهالً ‪ ،‬لو لم يكن األنبياء قد تنبأوا من قبل بحدوثه‪ .‬هكذا يتكلم سليمان‪" :‬ق ّوى رحم العذراء وحبلت‬
‫وأثمرت عذراء وصارت أما ً في شفقة عظيمة"‪ .‬وكذلك النبي إشعياء ‪ ،‬وقوله هذا‪ " :‬لذلك يعطيكم هللا‬
‫نفسه عالمة‪ :‬ها العذراء تحبل وتلد ابنا‪ .‬وسوف تدعون اسمه عمانوئيل‪" .‬ما الذي يمكن أن يكون‬
‫أكثر وضوحا من هذا؟ هذا ما قرأه اليهود الذين أنكروه‪ .‬إذا كان أحد يعتقد أن هذه األشياء من‬
‫صنعنا ‪ ،‬فليستفسر عنها ‪ ،‬فليأخذ على وجه الخصوص منهم‪ :‬الشهادة قوية بما يكفي إلثبات الحقيقة ‪،‬‬
‫عندما يزعمها األعداء أنفسهم ‪ ،‬لكنه لم يُدعى أبدًا عمانوئيل ‪ ،‬لكن يسوع ‪ ،‬الذي يُدعى بالالتينية‬
‫المنقذ ‪ ،‬أو المخلص ‪ ،‬ألنه يأتي بالخالص لجميع األمم‪ .‬ولكن بهذا االسم أعلن النبي أن هللا المتجسد‬
‫على وشك أن يأتي إلى البشر‪ .‬ألن عمانوئيل يدل على هللا معنا ؛ ألنه عندما ُولِد من عذراء ‪ ،‬يجب‬
‫على الرجال أن يعترفوا بأن هللا معهم ‪ ،‬أي على األرض و في لحم مميت‪ .‬حيث يقول داود في‬
‫المزمور الرابع والثمانين‪" :‬الحق نبت من األرض"‪ .‬الن هللا الذي فيه الحق قد اخذ جسدا من االرض‬
‫ليفتح طريقا للخالص للذين على االرض‪ .‬وبنفس الطريقة أشعياء أيضًا‪" :‬فَ َكفَّروا وضايقوا روحه‬
‫القدوس فصار عدوهم ‪ ،‬وحاربهم هو نفسه ‪ ،‬وتذكر األيام القديمة الذي أقام من األرض راعيًا للغنم‪.‬‬
‫األغنام‪  ".‬ولكن من كان هذا الراعي على وشك أن يكون ‪ ،‬أعلن في مكان آخر ‪ ،‬قائالً‪" :‬لتفرح‬
‫صا‪ .‬ألني الرب قد ولدته‪ " .‬لكن‬ ‫السموات ‪ ،‬وتلبس السحاب البر ‪ ،‬لتفتح األرض وتخرج مخل ً‬
‫ضا‪" :‬هوذا ولد‬ ‫المخلص ‪ ،‬كما قلنا من قبل ‪ ،‬هو يسوع‪ .‬ولكن في مكان آخر ‪ ،‬أعلن هذا النبي نفسه أي ً‬
‫ولد لنا ‪ ،‬أعطي لنا ابنًا ‪ ،‬سلطانه على كتفيه ‪ ،‬واسمه يسمى رسول مشورة عظيمة‪" .‬لهذا السبب‬
‫أرسله هللا اآلب ‪ ،‬ليعلن لجميع األمم التي تحت السماء‪ .‬السر المقدس لإلله الحقيقي الوحيد ‪ ،‬الذي‬
‫ضا بأمور مماثلة‪:‬‬ ‫سلبه الغادرون ‪ ،‬الذين أخطأوا في كثير من األحيان ضد هللا‪ .‬تنبأ دانيال أي ً‬
‫"رأيت" ‪ ،‬قال ‪ ،‬في رؤيا الليل ‪ ،‬وها هو مثل ابن االنسان آتيا على سحاب السماء وقد جاء حتى الى‬
‫القديم االيام‪ .‬والذين وقفوا قربوه قدامه‪ .‬وأعطي له ملكوت ومجد وسلطان‪ .‬وسيخدمه كل الناس‬
‫والقبائل واللغات ‪ ،‬وسلطته أبدية لن تزول ومملكته ال تنقرض "‪ .‬فكيف إذن يعترف اليهود ويتوقعون‬
‫مسيح هللا؟‪ ‬الذي رفضه بسبب هذا ‪ ،‬ألنه ولد من إنسان‪ .‬ألنه بما أن هللا قد رتب على هذا النحو أن‬
‫يأتي المسيح نفسه مرتين إلى األرض ‪ ،‬مرة ليعلن لألمم أنه إله واحد ‪ ،‬ثم مرة أخرى ليملك ‪ ،‬فلماذا‬
‫يؤمن أولئك الذين لم يؤمنوا بمجيئه األول بالثاني؟‪ ‬لكن النبي يشمل مجيئه بكلمات قليلة‪ .‬هوذا يقول‬
‫هوذا ابن االنسان آتيا على سحاب السماء‪ .‬لم يقل ‪ ،‬مثل ابن هللا ‪ ،‬ولكن ابن اإلنسان ‪ ،‬أنه قد يُظهر أنه‬
‫يجب أن يلبس جسدًا على األرض ‪ ،‬وأنه بعد أن اتخذ شكل اإلنسان وحالة الموت ‪ ،‬قد يعلم الرجال‬
‫البر‪ .‬ومتى أكمل وصايا هللا وأعلن الحق لألمم عسى أن يموت هو أيضا ‪ ،‬لكي يتغلب على العالم‬
‫ضا ‪ ،‬وبالتالي يقوم مطواًل مرة أخرى ‪ ،‬قد ينتقل إلى أبيه محمالً عاليا ً على‬ ‫اآلخر ويفتحه أي ً‬
‫سحابة‪ .‬ألن النبي قال باإلضافة إلى ذلك‪ :‬وأتى حتى القديم األيام ‪ ،‬وقدم له‪ .‬دعا هللا العلي القديم األيام‬
‫‪ ،‬الذي ال يمكن فهم عمره وأصله ؛‪ ‬النه كان وحده من جيل الى االجيال وسيكون دائما الى‬
‫االجيال‪  .‬ولكن المسيح ‪ ،‬بعد آالمه وقيامته ‪ ،‬كان على وشك الصعود إلى هللا اآلب ‪ ،‬شهد داود بهذه‬
‫الكلمات في المزمور السادس‪" :‬قال الرب لربي ‪ ،‬اجلس عن يميني ‪ ،‬حتى أصنع أعداءك‪ .‬مسند‬
‫قدمك "‪  .‬من استطاع هذا النبي ‪ ،‬وهو ملك ‪ ،‬أن يدعو ربه الجالس عن يمين هللا ‪ ،‬والمسيح ابن‬
‫هللا ‪ ،‬من هو ملك الملوك ورب األرباب؟‪ ‬وهذا ما أوضحه إشعياء بشكل أوضح ‪ ،‬عندما يقول‪" :‬هكذا‬
‫قال السيد الرب لربي المسيح ‪ ،‬الذي أمسك بيمينه ‪ ،‬سأخضع أمامه األمم ‪ ،‬وأكسر قوة الملوك‪ .‬سأفتح‬
‫أمامه‪ .‬ال تغلق أبوابها والمدن ‪ ،‬وسأذهب أمامك وأجعل الجبال منسوبًا ‪ ،‬وأكسر أبواب النحاس ‪،‬‬
‫وأكسر قضبان الحديد ‪ ،‬وسأعطيك الخفية والجبال‪ .‬كنوز غير مرئية ‪ ،‬فتعلم أني أنا الرب اإلله الذي‬
‫يدعوك باسمك إله إسرائيل "‪ .‬أخي ًرا ‪ ،‬بسبب الخير واإلخالص اللذين أظهرهما تجاه هللا على‬
‫األرض ‪ ،‬أعطي له ملكوتًا ومجدًا وسلطانًا‪ .‬ويخدمه كل الشعوب والقبائل واللغات‪ .‬وسلطانه إلى‬
‫األبد‪ .‬وما ال يزول وال تنقرض مملكته‪ .‬وهذا يُفهم بطريقتين‪ :‬أنه حتى اآلن له سيادة أبدية ‪ ،‬حيث‬
‫تعبد جميع األمم وكل اللغات اسمه ‪ ،‬وتعترف بجاللته ‪ ،‬وتتبع تعاليمه ‪ ،‬وتقليد صالحه‪ :‬له القوة‬
‫ضا ‪ ،‬عندما يأتي مرة أخرى بجالل ومجد‬ ‫والمجد في أن جميع القبائل‪ .‬من األرض تطيع وصاياه‪ .‬وأي ً‬
‫ليدين كل نفس ‪ ،‬ويعيد األبرار إلى الحياة ‪ ،‬فسيكون له حقًا حكم األرض كلها‪ :‬بعد ذلك ‪ ،‬بعد أن يتم‬
‫إزالة كل شر من شؤون الناس ‪ ،‬سوف ينشأ عصر ذهبي (كما يسميه الشعراء) أي زمن الصالح‬
‫والسالم‪  .‬لكننا سنتحدث عن هذه األشياء بشكل كامل في الكتاب األخير ‪ ،‬عندما نتحدث عن مجيئه‬
‫‪.‬الثاني ؛‪ ‬اآلن دعونا نتعامل مع مجيئه األول كما بدأنا‬

‫‪.‬الثالث عشر‪ .‬ليسوع هللا واالنسان‪ .‬وشهادات األنبياء بشأنه‬

‫لذلك ‪ ،‬عندما قصد هللا العلي ‪ ،‬وأولياء األمور ‪ ،‬عندما قصد نقل دينه ‪ ،‬أرسل من السماء معل ًما للبر ‪،‬‬
‫لكي يعطي فيه أو بواسطته قانونًا جديدًا للعباد الجدد ؛‪ ‬ليس كما فعل من قبل ‪ ،‬بأداة اإلنسان‪ .‬مع‬
‫ذلك ‪ ،‬كان من دواعي سروره أن يولد كإنسان ‪ ،‬وأن يكون في كل شيء مثل أبيه األعلى‪ .‬معظم‬
‫اليتيم" و "بال أم" ‪ ،‬ألنه ولد من ال أحد‪ .‬لذلك كان من " ‪ Trismegistus‬اسمه الحقيقي من قبل‬
‫الالئق أن يولد االبن مرتين ‪ ،‬لكي يصير أيضًا "يتي ًما" و "بال أم"‪ .‬ألنه في ميالده األول ‪ ،‬الذي كان‬
‫روحيًا ‪ ،‬كان "بال أم"‪ .‬ألنه مولود من هللا اآلب وحده ‪ ،‬بدون وظيفة أم‪ .‬لكن في جسده الثاني ‪ ،‬الذي‬
‫كان في الجسد ‪ُ ،‬ولِد من بطن عذراء بدون وظيفة أب ‪ ،‬بحيث أنه يحمل مادة وسطى بين هللا‬
‫واإلنسان ‪ ،‬قد يكون قاد ًر ا ‪ ،‬إذا جاز التعبير ‪ ،‬على أن يمسك بيده‪ .‬هذه طبيعتنا الضعيفة والضعيفة ‪،‬‬
‫وترفعها إلى الخلود‪  .‬لقد أصبح ابن هللا بالروح ‪ ،‬وابن اإلنسان من خالل الجسد ‪ ،‬أي هللا واإلنسان‬
‫معًا‪ .‬ظهرت فيه قوة هللا من األعمال التي يقوم بها‪ .‬ضعف الرجل ‪ ،‬من آالمه التي تحملها‪ :‬على أي‬
‫حساب قام به ‪ ،‬سأذكر بعد ذلك بقليل‪ .‬في غضون ذلك ‪ ،‬نتعلم من نبوءات األنبياء أنه كان هللا وإنسانًا‬
‫‪ -‬مؤلفًا من كلتا الطبيعتين‪ .‬يشهد إشعياء أنه كان هللا في هذه الكلمات‪ " :‬تعبت مصر ‪ ،‬فتعود إليك‬
‫بضاعة كوش والسبأيين أصحاب القامة ‪ ،‬ويكونون لك عبيدا ‪ ،‬فيمشون وراءك‪ .‬مقيدون اليك‬
‫يسقطون ويتضرعون اليك الن هللا فيك وليس اله غيرك‪ .‬النك انت هللا ولم نعرفك اله اسرائيل‬
‫المذاق‪ .‬سيخجلون ويخجلون جميعًا من يقاومونك ويسقطون في ارتباك "‪ .‬وبنفس الطريقة يتكلم النبي‬
‫إرميا‪ ":‬هذا هو إلهنا ‪ ،‬وال يمكن مقارنة أي شخص آخر به‪ .‬قد اكتشف كل طريق المعرفة وأعطاها‬
‫ليعقوب عبده وإلسرائيل حبيبه‪ .‬وبعد ذلك ظهر على األرض ‪ ،‬وسكن بين الناس "‪ .‬وداود أيضًا في‬
‫المزمور الرابع واألربعين‪ ":‬كرسيك يا هللا ‪ ،‬إلى أبد اآلبدين‪ .‬صولجان البر صولجان مملكتك‪ .‬لقد‬
‫أحببت البر ‪ ،‬وكرهت الشر ‪ ،‬لذلك مسحك هللا ‪ ،‬إلهك ‪ ،‬بزيت البهجة‪" .‬وبهذه الكلمة يُظهر أيضًا‬
‫ضا إنسانًا ‪ ،‬يعلم إرميا قائالً‪:‬‬
‫اسمه ‪ ،‬ألنه (كما بينت أعاله) دُعي المسيح من مسحه‪ .‬ثم أنه كان أي ً‬
‫ضا‪" :‬ويرسل هللا إليهم رجالً يخلصهم ويخلصهم بالدينونة‪. .‬‬ ‫"وهو إنسان ومن عرفه؟" وإشعياء أي ً‬
‫ضا ‪ ،‬في العدد ‪ ،‬يتكلم هكذا‪ ":‬سيظهر نجم من يعقوب‪ ، H‬وسيخرج رجل من إسرائيل‪.‬‬ ‫"لكن موسى أي ً‬
‫"وفي هذا الصدد ‪ ،‬سئل ميليسيان أبولو عما إذا كان إلهًا أم إنسانًا ‪ ،‬فأجاب في على هذا النحو‪" :‬كان‬
‫مميتًا في جسده ‪ ،‬حكي ًما في األعمال العجيبة ؛‪ ‬لماذا إ ًذا يُنظر إلينا عمو ًما على أننا أحمق ‪ ،‬ورؤيويون‬
‫‪ ،‬وبال معنى ‪ ،‬نتبع معل ًما حكي ًما حتى من خالل اعتراف اآللهة نفسها؟‪ ‬ألنه قال في ذلك إنه صنع‬
‫أعمااًل رائعة ‪ ،‬والتي من خاللها ادعى بشكل خاص أن اإليمان هو ألوهيته ‪ ،‬يبدو اآلن أنه يوافقنا ‪،‬‬
‫عندما يقول نفس األشياء التي نفتخر بها‪ .‬لكنه ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬يتعافى ‪ ،‬ولجأ مرة أخرى إلى االحتيال‬
‫الشيطاني‪ .‬ألنه عندما ُأجبر على قول الحق ‪ ،‬بدا اآلن أنه خان اآللهة ونفسه ‪ ،‬إال إذا كان قد أخفى ‪،‬‬
‫عن طريق الباطل الخادع ‪ ،‬ما انتزعته الحقيقة منه‪ .‬لذلك يقول إنه قام بالفعل بأعمال رائعة ‪ ،‬ولكن‬
‫ليس بالقوة اإللهية ‪ ،‬بل بالسحر‪ .‬ما الذي يتساءل عما إذا كان أبولو قد أقنع بهذه الطريقة أناسًا جاهلين‬
‫بالحقيقة ‪ ،‬بينما اليهود أيضًا ‪ ،‬كان لعباد هللا العلي (كما يبدو أنهم) نفس الرأي ‪ ،‬على الرغم من أنهم‬
‫كانوا أمام أعينهم كل يوم تلك المعابد التي تنبأ بها األنبياء على أنها على وشك الحدوث ‪ ،‬ومع ذلك ال‬
‫يمكن حثهم على ذلك‪ .‬من خالل التأمل في مثل هذه القوى لالعتقاد بأن الذي رأوه هو هللا؟‪ ‬على هذا‬
‫الحساب ‪ ،‬يدينهم داود ‪ ،‬الذين قرأوه بشكل خاص فوق األنبياء اآلخرين ‪ ،‬في المزمور السابع‬
‫والعشرين‪" :‬قدم لهم صحراءهم ‪ ،‬ألنهم ال يهتمون بأعمال الرب"‪ .‬أعلن داود نفسه وغيره من‬
‫األنبياء أنه من بيت داود هذا بالذات ‪ ،‬يجب أن يولد المسيح حسب الجسد‪ .‬هكذا هو مكتوب في‬
‫إشعياء‪" :‬وفي ذلك اليوم يكون أصل ليسى ‪ ،‬ومن يقوم ليحكم على األمم ‪ ،‬فيه يتكل األمم‪ .‬وتكون‬
‫راحته مجيدة‪ .‬وفي مكان آخر‪" :‬يخرج قضيب من جذع يسى وينبت زهر من أصله‪ .‬ويحل عليه‬
‫روح هللا روح الحكمة والفهم وروح المشورة والقوة وروح المعرفة والتقوى‪ .‬ويمتلئ من روح مخافة‬
‫الرب‪" .‬وكان يسى والد داود ‪ ،‬الذي تنبأ من أصله أن زهرة ستنشأ ‪ ،‬أي الذي تتحدث عنه العرافة ‪"،‬‬
‫" ‪.‬ينبت زهر نقي‬

‫وفي سفر الملوك الثاني أيضًا ‪ُ ،‬أرسل النبي ناثان إلى داود ‪ ،‬الذي أراد أن يبني هيكاًل هلل‪ .‬وكان هذا‬
‫هو كالم الرب لناثان قائال‪" :‬اذهب وقل عبدي داود ‪ ،‬هكذا قال رب الجنود ‪ ،‬ال تبني لي بيتًا ألسكن‬
‫فيه ‪ ،‬ولكن متى كملت أيامك وأنت ستبني لي‪ .‬نام مع آبائك ‪ ،‬أقيم نسلك من بعدك ‪ ،‬وسأقيم مملكته ‪،‬‬
‫ويبني لي بيتًا السمي ‪ ،‬وأقيم عرشه إلى األبد ‪ ،‬وسأكون له أبًا‪ .‬ويكون لي ابنا ويثبت بيته ومملكته‬
‫الى االبد‪ .‬ولكن سبب عدم فهم اليهود لهذه األمور هو أن سليمان بن داود بنى هيكالً هلل ‪ ،‬والمدينة‬
‫التي دعاها من اسمه أورشليم‪ .‬لذلك أحالوا إليه نبوءات األنبياء‪ .‬وأخذ سليمان حكومة المملكة من أبيه‬
‫نفسه‪ .‬لكن األنبياء تحدثوا عن الذي ولد بعد ذلك أن داود قد نام مع آبائه‪ .‬الى جانب ذلك ‪ ،‬لم يكن ملك‬
‫سليمان إلى األبد‪ .‬النه ملك اربعين سنة‪ .‬وفي الموضع التالي ‪ ،‬لم يُدع سليمان أبدًا ابن هللا ‪ ،‬بل ابن‬
‫داود ؛‪ ‬والبيت الذي بناه لم يكن راس ًخا مثل الكنيسة التي هي الهيكل الحقيقي هلل ‪ ،‬والتي ال تتكون من‬
‫أسوار ‪ ،‬بل من قلب وإيمان الرجال الذين يؤمنون به والذين يُدعون مؤمنين‪ .‬لكن هيكل سليمان هذا ‪،‬‬
‫بقدر ما بني باليد ‪ ،‬سقط بيده‪ .‬أخي ًرا ‪ ،‬تنبأ والده في سفر المزامير بهذه الطريقة باحترا ًما ألعمال‬
‫ابنه‪" :‬ما لم يبني الرب البيت ‪ ،‬لقد تعبوا في بنائه عبثا‪ .‬ان لم يحفظ الرب المدينة فقد سهر الحارس‬
‫‪.‬باطال‬

‫‪.‬الرابع عشر‪ .‬من كهنوت يسوع فور رواه األنبياء‬

‫مما يتضح منه أن جميع األنبياء أعلنوا عن المسيح أنه يجب أن يحدث في وقت ما ‪ ،‬أنه عند والدته‬
‫بجسد من جنس داود ‪ ،‬يجب أن يبني هيكاًل أبديًا تكري ًما هلل الذي يُدعى‪ .‬الكنيسة ‪ ،‬وجمع كل األمم‬
‫لعبادة هللا الحقة‪ .‬هذا هو البيت االمين‪ .‬هذا هو الهيكل االبدي‪ .‬وإن لم يضحى أحد في هذا فلن ينال‬
‫أجر الخلود‪ .‬وبما أن المسيح هو باني هذا الهيكل العظيم األبدي ‪ ،‬فال بد أن يكون فيه أيضًا كهنوتًا‬
‫أبديًا‪ .‬وال يمكن أن يكون هناك اقتراب إلى مزار الهيكل وإلى مرأى هللا إال من خالل من بنى‬
‫الهيكل‪ .‬يعلّم داود في المزمور السادس نفس الشيء قائالً‪" :‬قبل صبح نجمك ولدتك‪ .‬أقسم الرب ولن‬
‫ضا في سفر الملوك األول‪ ":‬وسأقيمني كاهنًا‬ ‫يندم‪ .‬أنت كاهن إلى األبد ‪ ،‬على رتبة ملكي صادق‪" .‬أي ً‬
‫أمينًا ‪ ،‬سيفعل كل ما في قلبي ؛‪ ‬وانا ابني له بيتا امينا‪ .‬وسيمشي في عيني كل أيامه‪" .‬ولكن من كان‬
‫هذا على وشك أن يكون ‪ ،‬والذي وعده هللا بكهنوتًا أبديًا ‪ ،‬يعلمه زكريا بوضوح ‪ ،‬حتى أنه ذكر‬
‫اسمه‪ ":‬وأظهر لي الرب الرب يسوع الكاهن العظيم قائ ًما أمام وجه مالك الرب ‪ ،‬وكان الخصم واقفًا‬
‫عن يمينه لمقاومته‪ .‬فقال الرب للخصم ينتهرك الرب الذي اختار اورشليم‪ .‬و لو ‪ ،‬عالمة تجارية‬
‫خرجت من النار‪ .‬وكان يسوع البسا ثيابا قذرة وكان واقفا أمام وجه المالك‪ .‬فاجاب وكلم القائمين‬
‫امام وجهه قائال انزعوا عنه الثياب القذرة والبسوه ثوبا منفقا وضعوا عمامة جميلة على‬
‫راسه‪ .‬والبسوه ثوبًا ووضعوا‪ H‬عمامة جميلة على رأسه‪ .‬ووقف مالك الرب واحتج قائاًل ليسوع‪ :‬هكذا‬
‫قال رب الجنود ‪ ،‬إذا سلكت في طرقي وحفظت وصاياي ‪ ،‬فأنت تحكم على بيتي ‪ ،‬وسأعطيك من‬
‫يمشون‪ .‬معك في وسط هؤالء الواقفين‪ .‬فاسمع يا يسوع الكاهن العظيم‪ .‬قائاًل ليسوع‪ :‬هكذا قال رب‬
‫الجنود ‪ ،‬إذا سرت في طرقي وحفظت وصاياي ‪ ،‬فاحكم على بيتي ‪ ،‬وسأعطيك أولئك الذين يسيرون‬
‫معك في وسط هؤالء الواقفين‪ .‬فاسمع يا يسوع الكاهن العظيم‪ .‬قائاًل ليسوع‪ :‬هكذا قال رب الجنود ‪،‬‬
‫إذا سرت في طرقي وحفظت وصاياي ‪ ،‬فاحكم على بيتي ‪ ،‬وسأعطيك أولئك الذين يسيرون معك في‬
‫‪.‬وسط هؤالء الواقفين‪ .‬فاسمع يا يسوع الكاهن العظيم‬

‫إذن ‪ ،‬من منا ال يؤمن بأن اليهود حُرموا حينئ ٍذ من الفهم ‪ ،‬والذين عندما قرأوا وسمعوا هذه األشياء ‪،‬‬
‫وضعوا أيديهم على إلههم غير تقوى؟‪ ‬ولكن من الوقت الذي عاش فيه زكريا ‪ ،‬وحتى السنة الخامسة‬
‫عشرة من حكم طيباريوس قيصر ‪ ،‬حيث صلب المسيح ‪ُ ،‬حسبت قرابة خمسمائة سنة ؛‪ ‬منذ أن‬
‫‪ Tarquinius‬ازدهر في زمن داريوس واإلسكندر ‪ ،‬اللذين عاشا بعد وقت قصير من إبعاد‬
‫ولكنهم تم تضليلهم وخداعهم مرة أخرى بنفس الطريقة ‪ ،‬حيث افترضوا أن هذه األشياء‪Superbus. ‬‬
‫قيلت عن يسوع بن نافى ‪ ،‬الذي خلف موسى ‪ ،‬أو عن يسوع رئيس الكهنة ابن يوصيدك ؛‪ ‬الذين لم‬
‫يناسبهم أي من تلك األمور التي ذكرها النبي‪ .‬ألنهم لم يلبسوا ثيابًا قذرة أبدًا ‪ ،‬ألن أحدهم كان أميرًا‬
‫قويًا ‪ ،‬ورئيس الكهنة اآلخر‪ .‬أو عانوا من شدائد ‪ ،‬حتى يُنظر إليهم على أنهم عالمة منتزعة من‬
‫النار‪ :‬ألم يقفوا في حضرة هللا والمالئكة ؛‪ ‬ولم يتحدث النبي عن الماضي بقدر ما يتحدث عن‬
‫المستقبل‪ .‬لذلك تكلم عن يسوع ابن هللا ليبين أنه سيأتي أوالً في التواضع والجسد‪ .‬هذا هو الثوب القذر‬
‫‪ ،‬لكي يهيئ هيكاًل هلل ‪ ،‬وقد يُحرق كعالمة بالنار ‪ -‬أي قد يتحمل عذابات البشر ‪ ،‬وفي النهاية‬
‫ينطفئ‪  .‬بالنسبة للعالمة التجارية المحترقة المستمدة من الموقد والمطفأة ‪ ،‬يطلق عليها عادة ‪ ،‬ولكن‬
‫بأي طريقة وبأي أوامر أرسله هللا إلى األرض ‪ ،‬أعلن روح هللا من خالل النبي ‪ ،‬يعلمنا ذلك عندما‬
‫حقق بأمانة وبشكل موحد إرادة أبيه األسمى ‪ ،‬ينبغي أن ينال الدينونة والسلطان األبدي‪ .‬إذا هو‬

‫يقول‪ :‬ستسير في طرقي ‪ ،‬وتحفظ وصاياي ‪ ،‬ثم تقضي‪ H‬بيتي‪ .‬ماهية طرق هللا هذه ‪ ،‬وما هي‬
‫وصاياه ‪ ،‬ليست موضع شك وال غامضة‪ .‬ألن هللا ‪ ،‬عندما رأى أن الشر وعبادة اآللهة الباطلة قد‬
‫ضا من ذاكرة الناس (منذ ذلك الحين حتى‬ ‫سادت في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬فإن اسمه قد أخذ اآلن أي ً‬
‫اليهود ‪ ،‬الذين كانوا وحدهم قد ائتمنوا على سر هللا ‪ ،‬قد هجر هللا الحي ‪ ،‬وتعرض لخداع الشياطين ‪،‬‬
‫وضل ‪ ،‬وتحول إلى عبادة التماثيل ‪ ،‬وعندما وبخه األنبياء لم يختار العودة إلى هللا) ‪ ،‬أرسل ابنه على‬
‫أنه سفي ًرا للناس ليحولهم من عبادتهم الباطلة الباطلة إلى معرفة اإلله الحقيقي‪ H‬وعبادته ؛‪ ‬وأيضا ً‬
‫ليحول أذهانهم من الجهالة إلى الحكمة ‪ ،‬ومن الشر الى اعمال البر‪ .‬هذه هي طرق هللا التي أمره أن‬
‫يسير فيها‪ .‬هذه هي الوصايا التي أمر بالحفاظ عليها‪ .‬لكنه أظهر إيمانًا تجاه هللا‪ .‬ألنه علم أن هناك إلهًا‬
‫واحدًا ‪ ،‬وأنه وحده يجب أن يُعبد‪ .‬ولم يقل في أي وقت أنه هو نفسه هو هللا‪ .‬ألنه لم يكن ليحتفظ بأمانة‬
‫‪ ،‬إذا أرسل إللغاء اآللهة الزائفة ‪ ،‬وللتأكيد على وجود إله واحد ‪ ،‬قدم آخر غير ذلك‪ .‬كان هذا ليس‬
‫إعالنًا عن إله واحد ‪ ،‬أو القيام بعمل الذي أرسله ‪ ،‬ولكن ألداء وظيفة خاصة لنفسه ‪ ،‬وفصل نفسه‬
‫عن الذي جاء ليكشف عنه‪ .‬على أي حساب ‪ ،‬ألنه كان أمينًا جدًا ‪ ،‬ألنه لم يدع لنفسه شيًئا على‬
‫‪ ،‬اإلطالق ‪ ،‬حتى يتمم وصايا الذي أرسله‬

‫‪.‬الخامس عشر‪ .‬عن حياة يسوع ومعجزاته ‪ ،‬والشهادات المتعلقة بهم‬

‫بعد أن تحدث عن المهد الثاني ‪ ،‬حيث أظهر نفسه في الجسد للبشر ‪ ،‬دعونا نأتي إلى تلك األعمال‬
‫الرائعة ‪ ،‬التي على الرغم من أنها كانت عالمات على القوة السماوية ‪ ،‬فقد اعتبرها اليهود‬
‫ساحرًا‪  .‬عندما بدأ في بلوغ النضج ‪ ،‬اعتمد على يد النبي يوحنا في نهر األردن ‪ ،‬لكي يغسل في‬
‫الطبقة الروحية ليس خطاياه ‪ ،‬ألنه من الواضح أنه لم يكن لديه سوى خطايا الجسد التي هو‬
‫ضا بالمعمودية ‪ -‬أي بسكب‬ ‫عارية‪ .‬أنه كما خلص اليهود بخضوعه للختان ‪ ،‬فإنه قد يخلص األمم أي ً‬
‫الندى المطهر‪ .‬ثم سمع صوت من السماء‪" :‬أنت ابني ‪ ،‬لقد ولدتك اليوم"‪ .‬ما هو الصوت الذي تنبأ به‬
‫ديفيد‪ .‬ونزل عليه روح هللا فشكل بعد ظهور حمامة بيضاء‪ .‬منذ ذلك الوقت بدأ يصنع أعظم‬
‫المعجزات ‪ ،‬ليس بالحيل السحرية التي ال تظهر شيًئا حقيقيًا وجوهريًا ‪ ،‬بل بالقوة والقوة السماوية ‪،‬‬
‫التي تنبأ بها األنبياء الذين أعلنوه منذ زمن بعيد ؛‪ ‬التي هي مؤلفات كثيرة لدرجة أن كتابًا واحدًا ال‬
‫يكفي لتضمينهم جميعًا‪ .‬لذلك سوف أعددهم بإيجاز وبشكل عام ‪ ،‬دون أي تحديد لألشخاص‬
‫واألماكن ‪ ،‬حتى أتمكن من الوصول‪ H‬إلى نقطة انطالق آالمه وصليبها ‪ ،‬والتي لطالما كان خطابي‬
‫يتسارع إليها‪  .‬كانت قوته هي تلك التي وصفها أبولو بأنها رائعة‪ :‬أينما سافر بكلمة واحدة وفي لحظة‬
‫واحدة ‪ ،‬شفي المرضى والعجزة ‪ ،‬والذين يعانون من كل نوع من األمراض‪ :‬حتى أولئك الذين‬
‫حرموا من االستخدام من جميع أطرافهم ‪ ،‬بعد أن استلموا القوة فجأة ‪ ،‬تم تقويتهم ‪ ،‬وحملوا هم أنفسهم‬
‫أرائكهم التي حملوا عليها القليل من الوقت من قبل‪ .‬لكن بالنسبة للعرج ‪ ،‬وللمصابين ببعض عيوب‬
‫ضا ‪ ،‬إذا أعمت‬ ‫ضا القدرة على الجري‪ .‬ثم ‪ ،‬أي ً‬ ‫القدمين ‪ ،‬لم يمنحهم قوة المشي فحسب ‪ ،‬بل يمنحهم أي ً‬
‫عيون أي منهم في أعمق الظالم ‪ ،‬أعادهم إلى بصرهم السابق‪ .‬وخلع ألسنة البكم حتى صاروا‬
‫يتكلمون ببالغة‪ .‬وفتح آذان الصم وسمعهم‪ .‬طهّر الملوثين والعيوب‪ .‬وقد أجرى كل هذه األشياء ليس‬
‫بيديه ‪ ،‬أو بتطبيق أي عالج ‪ ،‬ولكن بكلمته وأمره ‪ ،‬كما تنبأت العرافة أيضًا‪ :‬لم يمنح قوة المشي‬
‫ضا ‪ ،‬إذا أعمت عيون أي منهم في أعمق الظالم ‪ ،‬أعادهم إلى‬ ‫ضا الجري‪ .‬ثم ‪ ،‬أي ً‬
‫فحسب ‪ ،‬بل أي ً‬
‫بصرهم السابق‪ .‬وخلع ألسنة البكم حتى صاروا يتكلمون ببالغة‪ .‬وفتح آذان الصم وسمعهم‪ .‬طهّر‬
‫الملوثين والعيوب‪  .‬وقد أجرى كل هذه األشياء ليس بيديه ‪ ،‬أو بتطبيق أي عالج ‪ ،‬ولكن بكلمته وأمره‬
‫ضا ‪ ،‬إذا أعمت‬ ‫ضا الجري‪ .‬ثم ‪ ،‬أي ً‬‫‪ ،‬كما تنبأت العرافة أيضًا‪ :‬لم يمنح قوة المشي فحسب ‪ ،‬بل أي ً‬
‫عيون أي منهم في أعمق الظالم ‪ ،‬أعادهم إلى بصرهم السابق‪ .‬وخلع ألسنة البكم حتى صاروا‬
‫يتكلمون ببالغة‪ .‬وفتح آذان الصم وسمعهم‪ .‬طهّر الملوثين والعيوب‪ .‬وقد أجرى كل هذه األشياء ليس‬
‫‪:‬بيديه ‪ ،‬أو بتطبيق أي عالج ‪ ،‬ولكن بكلمته وأمره ‪ ،‬كما تنبأت العرافة أيضًا‬

‫‪".‬عمل كل شيء بكلمته ‪ ،‬وشفاء كل مرض"‬

‫كما أنه ليس من الرائع حقًا أنه فعل أشياء رائعة بكلمته ‪ ،‬ألنه كان هو كلمة هللا ‪ ،‬معتمداً على القوة‬
‫والقوة السماوية‪ .‬ولم يكن كافيا ً أن يعطي القوة للضعيف ‪ ،‬وسالمة الجسد للمقعدين ‪ ،‬والصحة‬
‫ضا ‪ ،‬إذ كان غير مقيد من النوم ‪ ،‬وأعادهم إلى الحياة‪ .‬ثم‬ ‫للمرضى والضعفاء ‪ ،‬إال إذا أقام الموتى أي ً‬
‫عندما رأى اليهود هذه األشياء ‪ ،‬جادلوا بأنهم فعلوا بواسطة قوة شيطانية ‪ ،‬على الرغم من أنه ورد‬
‫في كتاباتهم السرية أن كل األشياء يجب أن تتحقق كما حدث‪ .‬لقد قرأوا حقًا كالم األنبياء اآلخرين ‪،‬‬
‫وإشعياء ‪ ،‬فيقول‪" :‬تشددوا أيها األيدي المسترخية ‪ ،‬ويا ركبتيك ضعيفتين ‪ ،‬ارتاح‪ .‬يا خائف القلب ‪،‬‬
‫‪.‬ال تخف ‪ ،‬ال تخاف‪ :‬ربنا سيحكم هو نفسه سيأتي ويخلصنا‬

‫ويكون هناك قيام من الموتى ‪ ،‬ويكون مسار األعرج سريعًا ‪ ،‬والصم يسمعون ‪ ،‬والعمى يبصرون ‪"،‬‬
‫‪".‬واألخرس يتكلم‬

‫بسبب هذه القوى واألعمال اإللهية التي قام بها عندما تبعه حشد كبير من المشوهين أو المرضى أو‬
‫أولئك الذين أرادوا تقديم مرضهم للشفاء ‪ ،‬صعد إلى جبل صحراوي للصالة هناك‪ .‬وعندما مكث‬
‫هناك ثالثة أيام وكان الناس يعانون من الجوع ‪ ،‬دعا تالميذه وسألهم عن كمية الطعام التي‬
‫لديهم‪ .‬لكنهم قالوا إن لديهم خمسة أرغفة وسمكتان في محفظة‪ .‬ثم أمر بإحضارها ‪ ،‬وأن يتكئ‬
‫الجمهور الموزع بالبنادق على األرض‪ .‬عندما فعل التالميذ هذا ‪ ،‬كسر هو نفسه الخبز إلى قطع ‪،‬‬
‫وقسم لحم السمك ‪ ،‬وفي يديه زاد كالهما‪ .‬ولما أمر التالميذ بإقامتهم أمام الشعب أشبع خمسة آالف‬
‫رجل ‪ ،‬وفوق ذلك تم ملء اثنتي عشرة سلة من الكسر الباقية‪ .‬وماذا يكون أكثر روعة سواء في‬
‫‪: -‬السرد أو في السرد؟‪  ‬لكن العرافة سبق أن تنبأت بحدوثها ‪ ،‬وترتبط آياتها بهذا التأثير‬

‫بخمسة أرغفة في نفس الوقت ‪ ،‬وبسمكتين ‪ ،‬يشبع خمسة آالف رجل في البرية ؛ وبعد ذلك يأخذ كل"‬
‫"‪.‬الكسر المتبقية ‪ ،‬يمأل اثنتي عشرة سلة على أمل الكثيرين‬

‫لذلك أسأل ما هو فن السحر الذي كان من الممكن أن يبتدع في هذه الحالة ‪ ،‬ومهارته التي ال تفيد إال‬
‫في خداع األمسيات؟‪ ‬كما أنه عندما كان على وشك أن يتقاعد إلى جبل ‪ ،‬كما كان معتادًا ‪ ،‬من أجل‬
‫الصالة ‪ ،‬أمر تالميذه أن يأخذوا سفينة صغيرة ويمضوا أمامه‪ .‬لكنهم ‪ ،‬عندما انطلقوا مع حلول‬
‫المساء ‪ ،‬بدأوا في الشعور بالضيق بسبب ريح معاكسة‪ .‬وعندما كانوا اآلن في وسط البحر ‪ ،‬ثم وضع‬
‫قدميه على البحر ‪ ،‬وصعد إليهما ‪ ،‬ماشيًا كما لو كان على األرض الصلبة ‪ ،‬وليس مثل حكاية‬
‫‪ ،‬الشعراء أوريون وهو يمشي على البحر ‪ ،‬غرق جزء من جسده في الماء‬

‫‪".‬وكتفه ترتفع فوق األمواج"‬

‫ومرة أخرى ‪ ،‬عندما ذهب للنوم في السفينة ‪ ،‬وبدأت الريح في الغضب ‪ ،‬حتى إلى أقصى درجات‬
‫الخطر ‪ ،‬واستيقظ من النوم ‪ ،‬أمر الريح على الفور بأن تصمت ؛‪ ‬وكانت األمواج التي تحملت بعنف‬
‫‪.‬شديد ال تزال قائمة ‪ ،‬وبعد كلمته مباشرة تبع ذلك هدوء‬

‫لكن ربما تتحدث الكتابات المقدسة بشكل خاطئ ‪ ،‬عندما تعلم أن لديه قوة كهذه ‪ ،‬أنه بأمره أجبر‬
‫الرياح على طاعته ‪ ،‬والبحار لخدمته ‪ ،‬واألمراض على المغادرة ‪ ،‬والميت على الخضوع‪ .‬لماذا‬
‫‪: -‬يجب أن أقول إن العرافات قبل ذلك علموا نفس األشياء في آياتهم؟‪ ‬واحد منهم ‪ ،‬سبق ذكره ‪ ،‬يتكلم‬

‫يهدأ الرياح بكلمته ويهدئ"‬

‫بحر‬

‫‪ ".‬بينما هي تحتدم وتدوس بأقدام سالم وإيمان‬

‫‪: -‬ومرة أخرى يقول‬

‫يمشي على األمواج ويطلق الرجال"‬

‫‪.‬من المرض‬

‫‪.‬يقيم ميتا ويطرد اوجاع كثيرة‬

‫‪ ".‬ومن خبز المحفظة الواحدة يكون مرضي الرجال‬

‫اعتاد البعض ‪ ،‬الذي دحضته هذه الشهادات ‪ ،‬على اللجوء إلى التأكيد على أن هذه القصائد لم تكن من‬
‫قبل العرافة ‪ ،‬بل من تأليف كتابنا وتأليفهم‪ .‬لكنه بالتأكيد لن يفكر في هذا الذي قرأ شيشرون وفارو‬
‫وغيرهما من الكتاب القدامى الذين يذكرون اإلريثراين والعرافة األخرى ‪ ،‬الذين نستقي من كتبهم‬
‫هذه األمثلة ؛‪ ‬وهؤالء الكتاب ماتوا قبل والدة المسيح حسب الجسد‪ .‬لكنني ال أشك في أن هذه القصائد‬
‫كانت تعتبر في الماضي هذيانًا ‪ ،‬حيث لم يفهمها أحد في ذلك الوقت‪ .‬ألنهم أعلنوا بعض العجائب‬
‫أنه ‪ Erythraean‬الرائعة التي لم يُشر إلى الطريقة أو الوقت أو المؤلف‪ .‬أخي ًرا ‪ ،‬تقول العرافة‬
‫سيحدث أنها ستُدعى مجنونة ومخادعة‪ .‬لكن بكل تأكيد‬
‫سيقولون أن العرافة"‬

‫هو مجنون وغش ولكن عندما يأتي كل شيء‬

‫‪،‬ليمر‬

‫حينئذ تذكرونني‪ .‬ولن يعود أحد‬

‫‪ ".‬قل إنني نبية اإلله العظيم مجنون‬

‫لذلك أهملوا لعصور كثيرة‪ .‬لكنهم حظوا باالهتمام بعد أن كشفت ميالد المسيح وآالمه عن أشياء‬
‫سرية‪  .‬وهكذا كان األمر كذلك مع أقوال األنبياء التي قرأها شعب اليهود لمدة ألف وخمسمائة عام‬
‫وأكثر ‪ ،‬ولكن لم يتم فهمها إال بعد أن أوضحها المسيح بكلمته وأعماله‪ .‬الن االنبياء تكلموا عنه‪ .‬وال‬
‫‪.‬يمكن فهم األشياء التي قالوا عنها بأي شكل من األشكال ‪ ،‬إال إذا تم تحقيقها بالكامل‬

‫‪.‬السادس عشر‪ .‬من عاطفة يسوع المسيح ؛‪ ‬كان ذلك متوقعا‬

‫لقد جئت اآلن إلى الشغف نفسه ‪ ،‬والذي غالبًا ما يُلقى في أسناننا على أنه عار‪ :‬أننا نعبد رجالً ‪،‬‬
‫ص ا تمت زيارته وتعذيبه بعقوبة رائعة‪ :‬حتى أتمكن من إظهار أن هذا الشغف بالذات قد مر به‬ ‫شخ ً‬
‫وفقًا لذلك‪ .‬بقصد عظيم وإلهي ‪ ،‬وأن الخير والحق والحكمة فيه وحده‪ .‬ألنه لو كان أكثر سعادة على‬
‫األرض ‪ ،‬وحكم طوال حياته في أعظم ازدهار ‪ ،‬لما كان أي رجل حكيم يعتقد أنه إله ‪ ،‬أو يحكم عليه‬
‫بأنه يستحق اإلكرام اإللهي‪ :‬هذا هو الحال مع هؤالء‪ .‬الذين يفتقرون إلى األلوهية الحقيقية ‪ ،‬الذين ال‬
‫ينظرون فقط إلى الثروات القابلة للتلف ‪ ،‬والقوة الضعيفة ‪ ،‬والمزايا الناشئة عن منفعة اآلخرين ‪ ،‬بل‬
‫يكرسونها ‪ ،‬ويخدمون عن علم ذكرى الموتى ‪ ،‬ويعبدون الثروة عندما تنطفئ اآلن ‪ ،‬التي لم يعتبرها‬
‫الحكماء شيئا ً للعبادة ولو حيا ً وحاضراً معهم‪ .‬ألنه ال شيء بين األشياء األرضية يمكن أن يكون مهيبًا‬
‫ومستحقًا للسماء‪ .‬لكنها الفضيلة وحدها ‪ ،‬والعدالة وحدها ‪ ،‬التي يمكن الحكم عليها خي ًرا حقيقيًا‬
‫وسماويًا ودائ ًما ‪ ،‬ألنها ال تُعطى ألحد ‪ ،‬وال تُسلب‪ .‬ومنذ أن أتى المسيح على األرض متزودًا‬
‫بالفضيلة والبر ‪ ،‬بل ألنه هو نفسه فضيلة وبر نفسه ‪ ،‬فقد نزل ليعلمها ويصوغ شخصية‬
‫اإلنسان‪ .‬وبعد أن أ ّدى هذا المنصب والسفارة من هللا ‪ ،‬بسبب هذه الفضيلة ذاتها التي علّمها ومارسها‬
‫في الحال ‪ ،‬استحق ‪ ،‬واستطاع ‪ ،‬أن تصدقه جميع األمم إلهاً‪ .‬لذلك ‪ ،‬إذا توافد إليه جمهور كثير من‬
‫وقت آلخر ‪  ،‬إما من أجل البر الذي علمه أو بسبب المعجزات التي صنعها ‪ ،‬وسمع وصاياه ‪ ،‬وآمن‬
‫أنه مرسل من هللا ‪ ،‬وأنه ابن هللا ‪ ،‬ثم رؤساء وكهنة اليهود‪ .‬متحمسين بالغضب ألنهم وبّخهم على أنهم‬
‫خطاة ‪ ،‬وأفسدهم الحسد ‪ ،‬ألنهم ‪ ،‬بينما كان الجموع يتدفقون إليه ‪ ،‬رأوا أنفسهم محتقرًا ومهجورًا ‪ ،‬و‬
‫(ما كان ذروة ذنبهم) أعمته الحماقة و ضلوا ‪ ،‬وغير مدركين للمعلمين المرسلين من السماء واألنبياء‬
‫‪ ،‬فاجتموا ضده ‪ ،‬وتصوروا‪ H‬المخطط الشرير لقتله وتعذيبه‪ :‬وهو ما كتبه األنبياء قبل ذلك بوقت‬
‫طويل‪  .‬ألن داود كالهما ‪ ،‬في بداية مزاميره ‪ ،‬قد توقع في الروح ما هي الجريمة التي كانا مزمعين‬
‫أن يرتكبوها ‪ ،‬يقول‪ " :‬طوبى للرجل الذي لم يسلك في طريق الفجار‪ . .‬يفتخر بأن لديه معرفة‬
‫هللا‪ .‬وهو يدعو نفسه ابن هللا‪  .‬لقد خلق ليوبخ أفكارنا‪ :‬إنه يحزننا حتى أن ننظر إليه‪ :‬ألن حياته ليست‬
‫مثل حياة اآلخرين ؛‪ ‬طرقه هي طريقة أخرى‪ .‬يحسبنا عنده تافهين يبتعد عن طرقنا كما من‬
‫القذارة‪ .‬إنه يمدح كثيرا النهاية األخيرة للبار ويفتخر بأن له هللا ألبيه‪ .‬دعونا نرى إذا كانت كلماته‬
‫صحيحة ؛‪  ‬دعونا نثبت ما هي الغاية التي يجب أن نتفحصه بها بالتوبيخ والعذاب حتى نعرف وداعته‬
‫ونثبت صبره ؛‪ ‬لنحكم عليه بالموت المخزي‪ .‬لقد تخيلوا مثل هذه األشياء ‪ ،‬وضلوا الطريق‪ .‬ألن‬
‫حماقتهم قد أعمتهم ‪ ،‬وهم ال يفهمون‪ H‬أسرار هللا‪" .‬أال يصف هذا المخطط الخبيث الذي دخل فيه‬
‫األشرار ضد هللا ‪ ،‬بحيث يبدو أنه كان حاض ًرا بوضوح؟ ولكن من سليمان الذي تنبأ هذه األشياء ‪،‬‬
‫حتى وقت إنجازها ‪ ،‬تدخلت عشر مائة وعشر سنوات‪ .‬نحن ال نتظاهر بشيء ؛ ال نضيف شيًئا‪.‬‬
‫أولئك الذين قاموا باألفعال لديهم هذه الروايات ؛ هم ‪ ،‬الذين قيلت ضدهم هذه األشياء ‪ ،‬قرأوها‪ .‬ولكن‬
‫حتى اآلن ورثة أسمائهم وذنبهم لديهم هذه الروايات ‪ ،‬وفي قراءاتهم اليومية يعيدون صدى إدانتهم‬
‫ضا جزء من إدانتهم‪.‬‬ ‫كما تنبأ بها صوت األنبياء ؛ وال يدخلونهم أبدًا في قلوبهم ‪ ،‬وهو أي ً‬
‫اليهود‪ ،‬لذلك ‪ ،‬غالبًا ما كان المسيح يوبخهم ‪ ،‬الذي أودعهم بخطاياهم وآثامهم ‪ ،‬وكاد أن يهجرهم‬
‫الناس ‪ ،‬حُرض على قتله‪ .‬اآلن شجعهم تواضعه على هذا العمل‪ .‬ألنهم عندما قرأوا بأية قوة عظيمة‬
‫ومجد كان ابن هللا على وشك النزول من السماء ‪ ،‬ولكن من ناحية أخرى رأوا يسوع متواضعًا ‪،‬‬
‫مسال ًما ‪ ،‬وضيعًا ‪ ،‬بدون لطف ‪ ،‬لم يؤمنوا أنه كان ابن هللا وهو يجهل أن األنبياء قد تنبأوا بمجيئتين‬
‫من جانبه‪ :‬األولى غامضة في تواضع الجسد‪ .‬اآلخر يظهر في قوة جاللته‪ .‬هكذا تحدث داود األول‬
‫في المزمور الحادي والسبعين‪" :‬ينزل مثل المطر على الجزة ‪ ،‬وفي أيامه ينبت البر ‪ ،‬ووفرة‬
‫السالم ‪ ،‬ما دام القمر مرتفعًا"‪ .‬مثل المطر ‪ ،‬إذا نزل على الجزة ‪ ،‬فال يمكن إدراكه ‪ ،‬ألنه ال يصدر‬
‫صوتًا ؛‪  ‬فقال أن المسيح سيأتي إلى األرض دون أن يثير انتباه أحد ‪ ،‬ليعلّم البر والسالم‪ .‬هكذا قال‬
‫ض ا‪" :‬يا رب ‪ ،‬من صدق خبرنا؟ ولمن استعلنت ذراع الرب؟ لقد أعلننا أمامه كأوالد ‪،‬‬ ‫إشعياء أي ً‬
‫وكأصل في أرض عطشى‪ :‬ليس له شكل وال مجد‪ .‬رأيناه ولم يكن له شكل وال لطف ولكن شكله كان‬
‫بال كرامة وغيبًا عن سائر الرجال فهو رجل يعرف الحزن ويعرف كيف يحتمل الوهن ألنه صرف‬
‫وجهه عنا‪ .‬ولم يكن محترما يحمل خطايانا وهو يتألم ألجلنا وظننا هو نفسه يتألم ويأس ويغضب‪ H‬لكنه‬
‫جرح ألجل معاصينا‪ .‬لقد تعرض للرضوض بسبب جرائمنا‪ .‬كان توبيخ سالمنا عليه ‪ ،‬وبكدماته‬
‫شفينا‪  .‬لقد ضلنا كلنا مثل الغنم ‪ ،‬وقد أسلمه هللا من أجل خطايانا‪" .‬وبنفس الطريقة تكلمت العرافة‪":‬‬
‫على الرغم من كونه موضع شفقة ‪ ،‬إهانة ‪ ،‬بدون شكل ‪ ،‬فإنه سيعطي األمل ألولئك الذين هم موضع‬
‫شفقة‪ .‬شفقة‪" .‬بسبب هذا التواضع لم يتعرفوا على إلههم ‪ ،‬ودخلوا في المخطط المقيت المتمثل في‬
‫‪.‬حرمانه من الحياة ‪ ،‬الذي جاء ليمنحهم الحياة‬

‫‪.‬السابع عشر‪ .‬من تأمالت اليهود وكرههم ضد يسوع‬

‫لكنهم زعموا أسبابًا أخرى لغضبهم وحسدهم ‪ ،‬والتي أغلقت في قلوبهم ‪ -‬أي أنه دمر واجب الشريعة‬
‫التي أعطاها موسى ؛‪ ‬أي أنه لم يستريح يوم السبت ‪ ،‬بل جاهد لخير الناس ؛‪ ‬أنه أبطل الختان‪ .‬أنه‬
‫أزال ضرورة االمتناع عن لحم الخنازير ؛ ‪ -‬حيث تتكون أسرار الدين اليهودي‪ .‬لهذا السبب ‪ ،‬فإن‬
‫بقية الناس ‪ ،‬الذين لم ينسحبوا بعد إلى المسيح ‪ ،‬حرضهم الكهنة على اعتباره غير تقوى ‪ ،‬ألنه دمر‬
‫التزام ناموس هللا ‪ ،‬على الرغم من أنه لم يفعل ذلك من قبل نفسه‪ .‬ولكن حسب إرادة هللا وبعد نبوءات‬
‫األنبياء‪ .‬ألن ميخا أعلن أنه سيعطي قانونًا جديدًا بهذه العبارات‪" :‬من صهيون يخرج القانون ‪ ،‬وكلمة‬
‫الرب من اورشليم‪  .‬وسيحكم على أناس كثيرين ‪ ،‬وينتهر األمم القوية‪" .‬ألن الشريعة السابقة التي‬
‫أعطاها موسى ‪ ،‬لم تُعط على جبل صهيون ‪ ،‬بل على جبل حوريب ؛ وتبين العرافة أنه سيحدث هذه‬
‫‪: -‬الشريعة‪ .‬سيدمره ابن هللا‬

‫"‪.‬ولكن عندما تتحقق كل هذه األشياء التي قلتها لكم ‪ ،‬فإن كل الناموس يتم فيما يتعلق به"‬

‫ولكن حتى موسى نفسه ‪ ،‬الذي أعطيت به الشريعة التي حافظوا عليها بإصرار ‪ ،‬على الرغم من أنهم‬
‫ارتدوا بعيدًا عن هللا ‪ ،‬ولم يعترفوا باهلل ‪ ،‬فقد تنبأ بأنه سيحدث أن نبيًا عظي ًما جدًا سيرسله هللا ‪ ،‬الذي‬
‫ينبغي ان يكون فوق الناموس ويكون حامل مشيئة هللا للناس‪ .‬في سفر التثنية تركها مكتوبة‪" :‬وقال‬
‫الرب لي ‪ ،‬سأقيم لهم نبيًا من بين إخوتهم مثلك ‪ ،‬وأضع كالمي في شهره ‪ ،‬فيكلمهم بكل ذلك‪ .‬أنا آمره‬
‫‪ ،‬ومن لن يسمع لما يتكلم به النبي باسمي ‪ ،‬فسأطلبه منه "‪ .‬من الواضح أن الرب أعلن من قبل‬
‫معطي الناموس نفسه أنه على وشك أن يرسل ابنه ‪ -‬أي قانون حي ‪ ،‬غير حاضر شخصيًا ‪ ،‬ونقضي‬
‫على هذا القانون القديم الذي أعطاه اإلنسان الفاني ‪ ،‬حتى يصادق من جديد على شريعة أبدية بواسطة‬
‫الذي كان أبديًا‪  .‬هكذا تنبأ إشعياء عن إلغاء الختان‪" :‬هكذا قال الرب لرجال يهوذا الساكنين في‬
‫أورشليم‪ :‬اقطعوا أرضكم المحروقة وال تزرعوا بين األشواك‪ .‬اختنوا للرب إلهكم وخذوا‪ .‬أزل ُغ ْلفَ‬
‫قلبك لئال يخرج غيظي كالنار ويحترق فال يقدر أحد أن يطفئها‪ .‬كما يقول موسى نفسه‪" :‬في األيام‬
‫األخيرة يختن الرب قلبك لتحب الرب إلهك"‪ .‬وقال يسوع ابن نون خليفته‪" :‬وقال الرب ليسوع‪:‬‬
‫اصنع لك سكاكين من الصوان ‪ ،‬واجلس وختن بني إسرائيل ثانية"‪ .‬قال أن هذا الختان الثاني لن‬
‫يكون من الجسد ‪ ،‬كما كان األول ‪ ،‬الذي يمارسه اليهود حتى اآلن ‪ ،‬بل من القلب والروح اللذين‬
‫أنقذهما المسيح الذي كان يسوع الحقيقي‪ .‬ألن النبي ال يقول‪َ " :‬وقَا َل الرَّبُّ لِي" بَل "لِيَسُوعَ" لِي ْ‬
‫ُظ ِه ُر َأ َّن‬
‫يح الَّ ِذي َكلَّ َمهُ هَّللا ُ حينئ ٍذ‪ .‬ألن يسوع مثل المسيح‪ :‬ألنه عندما دُعي في‬ ‫هللاَ لَ ْم يَتكلَّ ُم َعلَ ْي ِه ‪ ،‬بَ ِل ْال َم ِس ِ‬
‫البداية أوس ‪ ،‬أمر موسى ‪ ،‬متنبًئا بالمستقبل ‪ ،‬أن يُدعى يسوع ؛‪ ‬أنه منذ أن تم اختياره كقائد للحرب‬
‫ضد عماليق ‪ ،‬الذي كان عد ًوا لبني إسرائيل ‪ ،‬فقد يُخضع الخصم بشعار االسم ‪ ،‬ويقود الشعب إلى‬
‫ضا خليفة لموسى‪ .‬إلثبات أن الناموس الجديد الذي أعطاه المسيح يسوع‬ ‫أرض الموعد‪ .‬ولهذا كان أي ً‬
‫كان على وشك أن يخلف الشريعة القديمة التي أعطاها موسى‪ .‬الن من الواضح ان ختان الجسد غير‬
‫منطقي‪  .‬ألنه ‪ ،‬لو أراد هللا ذلك ‪ ،‬لكان قد شكل اإلنسان منذ البداية ‪ ،‬بحيث يكون بدون قلفة‪ .‬لكنها‬
‫كانت صورة من هذا الختان الثاني ‪ ،‬مما يدل على أن الثدي يجب أن يكشف ؛‪ ‬أي أننا يجب أن نعيش‬
‫بقلب منفتح وبسيط ‪ ،‬ألن ذلك الجزء من الجسد الذي يتم ختانه له نوع من التشابه مع القلب ‪ ،‬ويجب‬
‫التعامل معه باحترام‪  .‬لهذا السبب ‪ ،‬أمر هللا بضرورة الكشف عنه ‪ ،‬حتى أنه بهذه الحجة قد يحذرنا‬
‫من إخفاء صدرنا في الغموض ؛‪ ‬أي عدم التستر على أي عمل مخز في أسرار الضمير‪ .‬هذا هو‬
‫ختان القلب الذي يتكلم عنه األنبياء‪  .‬الذي نقله هللا من الجسد الفاني إلى النفس التي هي وحدها على‬
‫وشك أن تحتمل‪ .‬لكونه راغبًا في تعزيز حياتنا وخالصنا وفقًا لصالحه الخاص ‪ ،‬فقد وضع أمامنا في‬
‫هذا الختان التوبة ‪ ،‬حتى إذا فتحنا قلوبنا ‪ ،‬أي إذا اعترفنا بخطايانا ورضينا هللا ‪ - - ،‬سننال العفو ‪،‬‬
‫الذي ينكر على المتعنتين ويخفي عيوبهم ‪ ،‬من قبل الذي ال ينظر إلى المظهر الخارجي كما يفعل‬
‫اإلنسان ‪ ،‬ولكن في أعمق أسرار القلب‪ .‬كما أن تحريم لحم الخنازير له نفس النية‪ .‬ألنه عندما أمرهم‬
‫هللا أن يمتنعوا عن هذا ‪ ،‬أراد أن يفهموا هذا بشكل خاص ‪ ،‬وأن يمتنعوا عن الخطايا والنجاسات‪ .‬ألن‬
‫هذا الحيوان قذر وغير طاهر ‪ ،‬وال يطل إلى الجنة أبدًا ‪ ،‬بل تسجد لألرض بكل جسدها ووجهها‪ :‬إنها‬
‫دائما عبد شهيتها وطعامها‪ .‬وال تستطيع خالل حياتها تحمل أي خدمة أخرى ‪ ،‬كما تفعل الحيوانات‬
‫األخرى ‪ ،‬والتي إما تحمل تكلفة عربة لركوب الخيل ‪ ،‬أو تساعد في زراعة الحقول‪ ، H‬أو تجذب‬
‫العربات من رقبتها ‪ ،‬أو تحمل أقواسًا على ظهورها ‪ ،‬أو تزود‪ .‬كسوة من جلودهم ‪ ،‬أو كثرة اللبن ‪،‬‬
‫أو ترقبوا منازلنا‪  .‬لذلك نهى عنهم أن يستخدموا لحم الخنزير في الطعام ‪ ،‬أي أال يقتديوا بحياة‬
‫ولذاتهم ‪ ،‬فال نفع لهم في عمل الب ّر ‪،‬‬ ‫الخنازير التي تتغذى فقط على الموت‪ .‬لئال يتفرغوا لشهواتهم ّ‬
‫وينبغي أن يُعتبَروا بالموت‪ .‬وال ينغمسوا في شهوات كريهة كالزرع الذي يغرق في الوحل‪ .‬ألنهم ال‬
‫يخدمون التماثيل األرضية ‪ ،‬فيتنجسون بالطين ‪ ،‬ألنهم يبذلون أنفسهم بالطين الذين يعبدون اآللهة ‪،‬‬
‫أي الذين يعبدون الطين واألرض‪ .‬وهكذا فإن جميع تعاليم الشريعة اليهودية لها هدفها تحديد البر ‪،‬‬
‫‪.‬ألنها تُعطى بطريقة غامضة ‪ ،‬بحيث يمكن أن يُعرف ما هو روحي تحت صورة األشياء الجسدية‬

‫‪.‬الثامن عشر‪ .‬من شغف الرب ‪ ،‬وهذا كان متوقعا‬

‫لذلك ‪ ،‬عندما تمم المسيح هذه األشياء التي كان هللا سيفعلها ‪ ،‬والتي تنبأ بها أنبيائه قبل عدة عصور ‪،‬‬
‫تح ّرضوا بهذه األشياء ‪ ،‬وكانوا جاهلين بالكتب المقدسة ‪ ،‬تآمروا معًا إلدانة إلههم‪ .‬وعلى الرغم من‬
‫أنه كان يعلم أن هذا سيحدث ‪ ،‬وقال مرارًا وتكرا ًرا إنه يجب أن يتألم ويُقتل‪ H‬من أجل خالص الكثيرين‬
‫‪ ،‬ومع ذلك فقد انسحب مع تالميذه ‪ ،‬ال لتجنب ما كان ضروريًا له‪ .‬يخضع ويتحمل ‪ ،‬لكنه قد يُظهر‬
‫ما يجب أن يحدث في كل اضطهاد ‪ ،‬بحيث ال يبدو أن أحدًا قد وقع فيه بسبب خطأه‪ :‬وأعلن أنه‬
‫سيحدث أنه يجب أن يخونه أحد هم‪ .‬وهكذا سلم يهوذا برشوة لليهود ابن هللا‪ .‬لكنهم أخذوه وأحضروه‬
‫أمام بيالطس البنطي ‪ ،‬الذي كان في ذلك الوقت يدير والية سوريا كحاكم ‪ ،‬وطالبوا بصلبه ‪ ،‬على‬
‫ضا‪" :‬انقضوا‬‫الرغم من أنهم لم يوجهوا إليه شيًئا آخر سوى أنه قال إنه ابن هللا‪ .‬ملك اليهود‪ .‬وقال أي ً‬
‫ضا بدون يدين‬‫"هذا الهيكل الذي كان بناؤه ستًا وأربعون سنة ‪ ،‬وفي ثالثة أيام أقيمه أي ً‬
‫مشيرة إلى أن آالمه ستحدث قريبًا ‪ ،‬وأنه بعد أن قتله اليهود ‪ ،‬سوف يقوم مرة أخرى في اليوم ‪-‬‬
‫الثالث‪ .‬ألنه هو نفسه كان الهيكل الحقيقي هلل‪ .‬لقد شنوا ضد هذه التعبيرات عن هللا ‪ ،‬على أنها نذير‬
‫شؤم وغير تقية‪ .‬وعندما سمع بيالطس هذه األشياء ولم يقل شيًئا دفاعًا عن نفسه ‪ ،‬أصدر حك ًما بأنه‬
‫ال يوجد شيء يستحق اإلدانة فيه‪ .‬لكن هؤالء األكثر ظل ًما ‪ ،‬مع األشخاص الذين أثاروا ‪ ،‬بدأوا‬
‫بالصراخ بأصوات عالية للمطالبة بصلبه‪ .‬ثم تم التغلب على البنطيوس من خالل صيحاتهم وتحريض‬
‫من هيرودس رئيس الرباعي ‪ ،‬الذي كان يخشى أن يتم خلعه من سيادته‪ .‬لكنه ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬لم يحكم‬
‫بنفسه ‪ ،‬بل سلمه لليهود ‪ ،‬لكي يحكموا عليه هم أنفسهم حسب ناموسهم‪ .‬لذلك اقتادوه بعيدًا عندما جُلد‬
‫بالعصي ‪ ،‬وقبل أن يصلبوه استهزأوا به‪ .‬ألنهم لبسوه رداء قرمزيًا وإكلياًل من الشوك وسلموه كملك‬
‫وأعطوه العلقة ليأكل ‪ ،‬واختلطوا له بالخل ليشرب‪ .‬بعد هذا بصقوا على وجهه وضربوه براحة‬
‫أيديهم‪  .‬وعندما جادل الجالدين أنفسهم على ثيابه ألقوا قرعة فيما بينهم على لباسه وعباءته‪ .‬وبينما‬
‫كانت كل هذه األمور تعمل ‪ ،‬لم ينطق بصوت من فمه كأنه أخرس‪ .‬ثم رفعوه في المنتصف بين اثنين‬
‫من المجرمين ‪ ،‬وقد حكم عليهما بالسرقة ‪ ،‬وثبته على الصليب‪ .‬ما الذي يمكنني أن أستنكره هنا في‬
‫مثل هذه الجريمة العظيمة؟‪ ‬أو بأية كلمات أستطيع أن أنحى مثل هذا الشر العظيم؟‪ ‬ألننا ال نرتبط‬
‫بصلب جافيوس ‪ ،‬الذي تابعه ماركوس توليوس بكل روح وقوة بالغته ‪ ،‬متدفقًا كما لو كانت ينابيع‬
‫كل عبقريته ‪ ،‬معلنا ً أنه عمل ال يستحق أن يكون المواطن الروماني‪ .‬المصلوب انتهاكا لجميع‬
‫ضا على يد‬ ‫القوانين‪ .‬وعلى الرغم من أنه كان بريًئا وغير مستحق لتلك العقوبة ‪ ،‬إال أنه قُتل ‪ ،‬وهذا أي ً‬
‫رجل غير تقي ‪ ،‬جاهل بالعدالة‪ .‬ماذا أقول احترا ًما لكرامة هذا الصليب الذي علق عليه ابن هللا‬
‫وسمر؟‪ ‬من سيجد بلي ًغا ‪ ،‬ومزودًا بوفرة من األفعال واألقوال ‪ ،‬أي كالم يتدفق بهذه الوفرة الغزيرة ‪،‬‬
‫حتى يندب بطريقة الئقة ‪ ،‬أي العالم نفسه وكل عناصره انتحب؟‪ ‬ولكن أن هذه األشياء كانت على‬
‫وشك الحدوث ‪ ،‬تم اإلعالن عنها من خالل أقوال األنبياء وتنبؤات العرافة‪ .‬في إشعياء مكتوب على‬
‫هذا النحو‪" :‬أنا لست متمردًا ‪ ،‬وال أعارض‪ :‬لقد سلمت ظهري إلى البالء ووجنتي إلى يدي‪ :‬لم أرفع‬
‫وجهي عن قسوة البصق"‪ .‬وبنفس الطريقة داود ‪ ،‬في المزمور الرابع والثالثين‪" :‬لقد اجتمعوا‬
‫ضدي ‪ ،‬ولم يعرفوني‪ :‬تفرقوا ‪ ،‬ولم يشعروا بالندم ‪ ،‬أغواني ‪ ،‬وسخروا مني بشدة ‪ ،‬وصاروا عل ّي‪.‬‬
‫ضا أن نفس األشياء ستحدث‪ - :‬تم اإلعالن عنها من خالل أقوال‬ ‫أنا بأسنانهم "‪ .‬أظهرت العرافة أي ً‬
‫األنبياء وتنبؤات العرافات‪ .‬في إشعياء مكتوب على هذا النحو‪" :‬أنا لست متمردًا ‪ ،‬وال أعارض‪ :‬لقد‬
‫سلمت ظهري إلى البالء ووجنتي إلى يدي‪ :‬لم أرفع وجهي عن قسوة البصق"‪ .‬وبنفس الطريقة‬
‫داود ‪ ،‬في المزمور الرابع والثالثين‪" :‬لقد اجتمعوا ضدي ‪ ،‬ولم يعرفوني‪ :‬تفرقوا ‪ ،‬ولم يشعروا بالندم‬
‫ضا أن نفس‬ ‫‪ ،‬أغواني ‪ ،‬وسخروا مني بشدة ‪ ،‬وصاروا عل ّي‪ .‬أنا بأسنانهم "‪ .‬أظهرت العرافة أي ً‬
‫األشياء ستحدث‪ - :‬تم اإلعالن عنها من خالل أقوال األنبياء وتنبؤات العرافات‪ .‬في إشعياء مكتوب‬
‫على هذا النحو‪" :‬أنا لست متمردًا ‪ ،‬وال أعارض‪ :‬لقد سلمت ظهري إلى البالء ووجنتي إلى يدي‪ :‬لم‬
‫أرفع وجهي عن قسوة البصق"‪ .‬وبنفس الطريقة داود ‪ ،‬في المزمور الرابع والثالثين‪" :‬لقد اجتمعوا‬
‫ضدي ‪ ،‬ولم يعرفوني‪ :‬تفرقوا ‪ ،‬ولم يشعروا بالندم ‪ ،‬أغواني ‪ ،‬وسخروا مني بشدة ‪ ،‬وصاروا عل ّي‪.‬‬
‫ضا أن نفس األشياء ستحدث‪ - :‬لم أرفع وجهي عن قسوة البصق "‪.‬‬ ‫أنا بأسنانهم "‪ .‬أظهرت العرافة أي ً‬
‫وبنفس الطريقة داود ‪ ،‬في المزمور الرابع والثالثين‪ ":‬اجتمع المذلون ضدي ‪ ،‬ولم يعرفوني‪:‬‬
‫تفرقوا ‪ ،‬ولم يشعروا بالندم ؛‪ ‬جربوني واستهزأوا بي كثيرا‪ .‬وقد صرخوا علي بأسنانهم‪" .‬وأظهرت‬
‫ضا أن نفس األشياء ستحدث‪ - :‬لم أرفع وجهي عن قسوة البصق "‪ .‬وبنفس الطريقة داود ‪،‬‬ ‫العرافة أي ً‬
‫في المزمور الرابع والثالثين‪ ":‬اجتمع المذلون ضدي ‪ ،‬ولم يعرفوني‪ :‬تفرقوا ‪ ،‬ولم يشعروا‬
‫ضا أن نفس‬ ‫بالندم ؛‪ ‬جربوني واستهزأوا بي كثيرا‪ .‬وقد صرخوا علي بأسنانهم‪" .‬وأظهرت العرافة أي ً‬
‫‪: -‬األشياء ستحدث‬

‫سيأتي بعد ذلك إلى أيدي الظالمين وغير المؤمنين ؛ وسيضربون هللا بأيدي نجسة ‪ ،‬وبفواه‪ H‬ملوثة "‬
‫"‪.‬يرسلون بصاقًا سا ًما ؛ وعليه يجب أن يعيد قدسه تما ًما للضربات‬

‫وبالمثل ‪ ،‬احترا ًم ا لصمته ‪ ،‬الذي تمسك به بإصرار حتى موته ‪ ،‬هكذا قال إشعياء مرة أخرى‪" :‬اقتيد‬
‫‪: -‬كخراف إلى الذبح ‪ ،‬وكخروف أمام الجزاز صامت ‪ ،‬فلم يفتح فمه"‪ .‬وقالت العرافة المذكورة‬
‫وهو يضرب يصمت لئال يعلم أحد ما هي الكلمة أو من أين أتت لتتكلم مع البشر ‪ ،‬ويرتدي ربطة "‬
‫‪".‬عنق تاج الشوك‬

‫ولكن احترا ًم ا للطعام والشراب الذي قدموه له قبل أن يثبته على الصليب ‪ ،‬هكذا قال داود في‬
‫المزمور الثامن والستين‪" :‬أعطوني مرارة لحمي ‪ ،‬وفي عطشي أعطوني خاًل ألشربه‪ " . .‬تنبأت‬
‫‪: -‬العرافة أن هذا سيحدث أيضًا‬

‫أعطوني الشراب من أجل طعامي ‪ ،‬ومن أجل خل العطش ‪ ،‬هذه المائدة غير المضيافة سوف "‬
‫"‪.‬تظهر‬

‫‪: -‬وعرافة أخرى تنتهر أرض القضاة في هذه اآليات‬

‫ألنك ‪ ،‬من خالل تسليتك لألفكار المؤذية ‪ ،‬لم تتعرف على رياضة إلهك بأفكار مميتة ؛ بل توجته "‬
‫"‪.‬بإكليل من الشوك ‪ ،‬واختلط المرارة المخيفة‬

‫تنبأت شهادات األنبياء هذه بأن اليهود سيضعون أيديهم على إلههم ويقتلونه‪ .‬هكذا مكتوب في إسدرا‪:‬‬
‫"وقال عزرا للشعب ‪ ،‬هذا الفصح هو مخلصنا وملجأنا‪ .‬تأمل ودعه يدخل إلى قلبك ‪ ،‬علينا أن نذله‬
‫في صورة ؛ وبعد هذه األشياء نتمنى‪ .‬فيه لئال يترك هذا المكان الى االبد يقول الرب اله الجنود‪ .‬ان‬
‫كنتم ال تؤمنون به وال تسمعون اعالنه تكونون ضحكة بين االمم‪ .‬الذي يظهر منه أن اليهود لم يكن‬
‫لهم أمل آخر ‪ ،‬إال إذا طهروا أنفسهم من الدم ‪ ،‬وعلقوا آمالهم على ذلك الشخص الذي أنكروه‪ .‬يشير‬
‫ضا إلى عملهم ‪ ،‬ويقول‪" :‬في تواضعه ‪ ،‬أخذ حكمه‪ .‬من سيعلن جيله؟‪ ‬الن حياته ستنتزع من‬ ‫إشعياء أي ً‬
‫االرض‪ .‬من ذنوب شعبي اقتاد الى الموت‪ .‬وأعطيه الشرير بدفنه ‪ ،‬وأعطيه الغني لموته ‪ ،‬ألنه لم‬
‫يفعل ش ًرا ‪ ،‬ولم يتكلم بفمه بالمكر‪ .‬لذلك يكثر ويقسم غنائم القوي‪ .‬النه اسلم الى الموت وحسب بين‬
‫اثمة‪  .‬وحمل خطايا كثيرين وسلم بسبب معاصيهم‪" .‬وداود أيضا في المزمور الثالث والتسعين‪":‬‬
‫يصطادون وراء نفس الصديقين ويدينون الدم البريء‪ .‬وصار الرب ملجإي وإرميا‪" :‬يا رب اخبرني‬
‫فاعلم‪ .‬ثم رأيت أجهزتهم‪ .‬لقد تم قيادتي كحمل بريء إلى الذبيحة‪ .‬لقد تأملوا في خطة ضدي ‪ ،‬قائلين‪:‬‬
‫تعال ‪ ،‬دعونا نرسل حطبًا إلى خبزه ‪ ،‬ولنكنس حياته من األرض ‪ ،‬ولن نتذكر اسمه فيما بعد‪" .‬واآلن‬
‫‪ ،‬يشير الخشب إلى الصليب ‪ ،‬والخبز جسده ؛ ألنه هو نفسه غذاء وحياة كل من يؤمن بالجسد الذي‬
‫حمله ‪ ،‬وعلى الصليب الذي علق عليه‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬فقد تحدث موسى نفسه بوضوح أكبر عن هذا‬
‫األمر ‪ ،‬في تثنية التثنية‪" :‬وتكون حياتك معلقة أمام عينيك ؛‪ ‬وستخاف نهارًا وليالً ‪ ،‬ولن يكون لك أي‬
‫ضا في األرقام‪ ":‬هللا ليس في شك كتهديد مثل ابن اإلنسان ‪ ،‬وال‬ ‫ضمان على حياتك‪" .‬ونفس الشيء أي ً‬
‫ضا هكذا‪ .‬كتب‪" :‬وينظرون إل ّي الذين طعنوها" وداود أيضًا في‬ ‫هو إنسان "‪ .‬وهكذا زكريا أي ً‬
‫ي ورجل ّي‪ .‬عدوا كل عظامي‪ .‬نظروا هم أنفسهم وحدقوا‬ ‫المزمور الحادي والعشرين‪ " :‬اخترقوا يد ّ‬
‫بي‪ .‬قسموا ثيابي بينهم‪ .‬وعلى لباسي ألقوا القرعة‪" .‬من الواضح أن النبي لم يتكلم بهذه األمور عن‬
‫نفسه‪ .‬ألنه كان مل ًكا ولم يحتمل هذه اآلالم أبدًا ‪ ،‬ولكن روح هللا الذي كان على وشك أن يعاني من‬
‫هذه األمور ‪ ،‬بعد عشرمائة وخمسين سنة ‪ ،‬تكلم بواسطته‪ .‬هذا هو عدد السنين من حكم داود إلى‬
‫صلب المسيح‪ .‬ولكن سليمان ابنه الذي بنى أورشليم ‪ ،‬تنبأ أن هذه المدينة بالذات ستهلك انتقا ًما لها‪.‬‬
‫الصليب المقدس‪" :‬ولكن إذا ابتعدتم عني ‪ ،‬يقول الرب ‪ ،‬ولم تحفظوا حقي ‪ ،‬فإني سأطرد إسرائيل من‬
‫األرض التي أعطيتهم إياها‪ .‬وهذا البيت الذي بنيته لهم باسمي ‪ ،‬اطرحها من الجميع وتكون اسرائيل‬
‫هالكا وعتارا للشعب‪ .‬ويكون هذا البيت خرابا ويتعجب كل من يمر به ويقول لماذا عمل هللا هذه‬
‫الشرور في هذه االرض وهذا البيت‪ .‬فيقولون‪ :‬ألنهم تركوا الرب إلههم ‪ ،‬واضطهدوا ملكهم المحبوب‬
‫‪ ".‬عند هللا ‪ ،‬وصلبوه بإذالل عظيم ‪ ،‬فجلب هللا عليهم هذه الشرور‬

‫‪.‬التاسع عشر‪ .‬من موت ودفن وقيامة يسوع ؛‪ ‬وتنبؤات هذه األحداث‬


‫ما يمكن قوله اآلن فيما يتعلق بجريمة اليهود ‪ ،‬أكثر من أنهم أصيبوا بالعمى والجنون غير القابل‬
‫للشفاء ‪ ،‬الذين قرأوا هذه األشياء يوميًا ‪ ،‬لكنهم لم يفهموها ‪ ،‬ولم يكونوا قادرين على أن يكونوا على‬
‫حذرهم حتى ال يفعلوا ذلك‪ .‬هم؟‪ ‬فارتفع ومسمرا على الصليب صرخ إلى الرب بصوت عظيم ‪،‬‬
‫وأسلم روحه من تلقاء نفسه‪ .‬وحدث في تلك الساعة زلزال‪ .‬وانشق حجاب الهيكل الذي فصل‬
‫المسكنين الى قسمين‪ .‬وفجأة أطفأ نورها الشمس فكان الظالم من السادسة حتى التاسعة‪ .‬من هذا‬
‫الحدث يشهد النبي عاموس‪" :‬ويكون في ذلك اليوم ‪ ،‬يقول الرب ‪ ،‬أن الشمس تغرب عند الظهيرة ‪،‬‬
‫ويظلم النهار ‪ ،‬وأحول أعيادك إلى مناحة ‪ ،‬وأغنياتك نواح‪ .‬وإرميا‪" :‬المخرجة تضطرب وتضطرب‬
‫الروح‪ .‬غابت شمسها وهي في منتصف النهار‪ .‬قد خجلت وخجلت‪ .‬وأعطي ما تبقى منهم للسيف أمام‬
‫‪: -‬أعدائهم‪" .‬والعرافة‬

‫"‪ ،‬وينشق حجاب الهيكل ‪ ،‬وفي الظهيرة يكون هناك ليلة واسعة لمدة ثالث ساعات"‬

‫عندما تم القيام بهذه األشياء ‪ ،‬حتى بواسطة المعجزات السماوية ‪ ،‬لم يكونوا قادرين على فهم‬
‫‪.‬جريمتهم‬

‫ولكن بما أنه قد تنبأ أنه في اليوم الثالث يجب أن يقوم مرة أخرى من بين األموات ‪ ،‬خوفًا من أن‬
‫يكون الجسد قد سرقه التالميذ وأزالوه ‪ ،‬يجب أن يؤمن الجميع بأنه قام ‪ ،‬ويجب أن يكون هناك‬
‫اضطراب أكبر بكثير بين هؤالء‪ .‬لقد أنزلوه عن الصليب ‪ ،‬وحبسوه في قبر ‪ ،‬وأحاطوا به بأمان مع‬
‫حرس من الجنود‪ .‬ولكن في اليوم الثالث ‪ ،‬قبل الضوء ‪ ،‬حدث زلزال وفجأة انفتح القبر‪ .‬والحارس‬
‫الذي أذهل وخوفه ولم ير شيًئا ‪ ،‬خرج من القبر سليما ً وحييا ً ‪ ،‬وذهب إلى الجليل ليطلب تالميذه ‪،‬‬
‫لكن لم يوجد في القبر ما عدا القبور التي كانوا يرتدونها‪ .‬محاطًا وملفوفًا جسده‪ .‬اآلن ‪ ،‬أنه لن يبقى‬
‫في الجرس ‪ ،‬بل يقوم في اليوم الثالث ‪ ،‬كان قد تنبأ به األنبياء‪ .‬يقول داود في المزمور الخامس‬
‫عشر‪" :‬ال تترك نفسي في الجحيم وال تدع قدوسك يرى الفساد"‪ .‬وفي المزمور الثالث‪" :‬أنامني‬
‫ضا ‪ ،‬وهو أول األنبياء االثني عشر ‪،‬‬ ‫وأخذت راحتي وقمت ألن الرب يعضدني"‪ .‬وشهد هوشع أي ً‬
‫عن قيامته‪" :‬هذا ابني حكيم ‪ ،‬لذلك لن يبق في كرب أبنائه ‪ ،‬وأنا سأفديه من قوة القبر‪ .‬أين دينونتك‪.‬‬
‫يا موت أو أين شوكتك؟ "‪ ‬وكذلك في مكان آخر‪" :‬بعد يومين يحيينا في اليوم الثالث"‪ .‬ولذلك قالت‬
‫العرافة أنه بعد ثالثة أيام من النوم كان ينهي الموت‪ - :‬ال تترك روحي في الجحيم‪ .‬وال تدع قدوسك‬
‫ضا هوشع‬ ‫يرى فسادًا‪ .‬وفي المزمور الثالث‪" :‬أنامني وأخذت راحتي وقمت ‪ ،‬ألن الرب دعمني‪ ".‬أي ً‬
‫األول من االثني عشر‪ .‬شهد األنبياء بقيامته‪" :‬هذا ابني حكيم ‪ ،‬لذلك لن يبق في كرب أبنائه ‪ ،‬وأنا من‬
‫ضا في مكان آخر‪ ":‬بعد‬ ‫قوة القبر أفديه‪ .‬اين دينونتك يا موت‪ .‬أو أين لسعتك؟ "نفس الشيء أي ً‬
‫يومين ‪ ،‬سوف يحيينا في اليوم الثالث‪" .‬ولذلك قالت العرافة ‪ ،‬أنه بعد ثالثة أيام من النوم سيضع حداً‬
‫للموت‪ - - :‬ال تترك روحي في الجحيم‪ .‬وال تدع قدوسك يرى فسادًا‪ .‬وفي المزمور الثالث‪" :‬أنامني‬
‫ضا هوشع األول من االثني عشر‪ .‬شهد األنبياء‬ ‫وأخذت راحتي وقمت ‪ ،‬ألن الرب دعمني‪ ".‬أي ً‬
‫بقيامته‪" :‬هذا ابني حكيم ‪ ،‬لذلك لن يبق في كرب أبنائه ‪ ،‬وأنا من قوة القبر أفديه‪ .‬اين دينونتك يا‬
‫ضا في مكان آخر‪ ":‬بعد يومين ‪ ،‬سوف يحيينا في اليوم الثالث‪.‬‬ ‫موت‪ .‬أو أين لسعتك؟ "نفس الشيء أي ً‬
‫ً‬
‫"ولذلك قالت العرافة ‪ ،‬أنه بعد ثالثة أيام من النوم سيضع حدا للموت‪ - - :‬ألن الرب دعمني‪" .‬وشهد‬
‫ض ا ‪ ،‬أول األنبياء االثني عشر ‪ ،‬بقيامته‪ ":‬هذا ابني حكيم ‪ ،‬لذلك لن يبق في كرب أبنائه ‪،‬‬ ‫هوشع أي ً‬
‫ضا في مكان آخر‪":‬‬ ‫وأنا سأفديه من قوة‪ .‬القبر‪ .‬اين دينونتك يا موت‪ .‬أو أين لسعتك؟ "نفس الشيء أي ً‬
‫بعد يومين ‪ ،‬سوف يحيينا في اليوم الثالث‪" .‬ولذلك قالت العرافة ‪ ،‬أنه بعد ثالثة أيام من النوم سيضع‬
‫ضا ‪ ،‬أول األنبياء االثني عشر ‪ ،‬بقيامته‪ ":‬هذا‬ ‫حداً للموت‪ - - :‬ألن الرب دعمني‪" .‬وشهد هوشع أي ً‬
‫ابني حكيم ‪ ،‬لذلك لن يبق في كرب أبنائه ‪ ،‬وأنا سأفديه من قوة‪ .‬القبر‪ .‬اين دينونتك يا موت‪ .‬أو أين‬
‫ضا في مكان آخر‪ ":‬بعد يومين ‪ ،‬سوف يحيينا في اليوم الثالث‪" .‬ولذلك قالت‬ ‫لسعتك؟ "نفس الشيء أي ً‬
‫ً‬
‫‪: - -‬العرافة ‪ ،‬أنه بعد ثالثة أيام من النوم سيضع حدا للموت‬
‫وبعد أن ينام ثالثة أيام ‪ ،‬سيضع حداً لمصير الموت ؛ وبعد ذلك ‪ ،‬بعد أن يحرر نفسه من األموات ‪" ،‬‬
‫"‪.‬سيظهر للنور ‪ ،‬ويظهر أوالً للمدعوين بداية القيامة‬

‫ألنه ربح الحياة لنا بتغلبه على الموت‪ .‬لذلك ‪ ،‬ال أمل في الحصول على الخلود ‪ ،‬إال إذا آمن به ‪،‬‬
‫‪.‬وسيحمل هذا الصليب ليحمله ويتحمله‬

‫‪.‬لقرب يسوع من الجليل بعد قيامته ؛‪ ‬والعهدين القديم والجديد‪XX. ‬‬

‫لذلك ذهب إلى الجليل ‪ ،‬ألنه لم يكن يريد أن يظهر نفسه لليهود ‪ ،‬لئال يقودهم إلى التوبة ‪ ،‬ويعيدهم‬
‫من معصيتهم إلى عقل سليم‪ .‬وهناك فتح لتالميذه مرة أخرى جمع كتابات الكتاب المقدس ‪ ،‬أي أسرار‬
‫األنبياء ؛‪  ‬التي قبل آالمه لم يكن باإلمكان فهمها بأي حال من األحوال ‪ ،‬ألنهم أخبروا عنه وعن‬
‫آالمه‪  .‬لذلك يدعو موسى واألنبياء أنفسهم الشريعة التي أعطيت لليهود وصية‪ :‬ألنه ما لم يكن‬
‫الموصي قد مات فال يمكن تأكيد الوصية‪ .‬وال يعرف ما هو مكتوب فيها ألنها مغلقة ومختومة‪ .‬وهكذا‬
‫‪ ،‬ما لم تكن الوصية قد انفتحت ما لم يكن المسيح قد مات‪ .‬أي أن سر هللا ال يمكن كشفه وفهمه‪ .‬لكن‬
‫كل الكتاب المقدس ينقسم إلى عهدين‪ .‬ما سبق ظهور المسيح وعاطفته ‪ -‬أي الناموس واألنبياء ‪-‬‬
‫يسمى القديم ؛‪ ‬لكن تلك األشياء التي ُكتبت بعد قيامته سميت بالعهد الجديد‪ .‬يستفيد اليهود من القديم ‪،‬‬
‫نحن الجديد ‪ ،‬ولكنهم ليسوا متنافرين ‪ ،‬ألن الجديد هو إتمام القديم ‪ ،‬وفي كليهما يوجد الموصي‪H‬‬
‫نفسه ‪ ،‬حتى المسيح ‪ ،‬الذي عانى الموت من أجلنا ‪ ،‬جعلنا ورثة مملكته األبدية ‪ ،‬وحُرم شعب اليهود‬
‫وحُرموا من ميراثهم‪ .‬كما يشهد النبي إرميا عندما قال مثل هذه األمور‪" :‬ها أيام تأتي ‪ ،‬يقول‪ H‬الرب ‪،‬‬
‫فاني سأقدم عهدًا جديدًا لبيت إسرائيل وبيت يهوذا ‪ ،‬ليس حسب العهد الذي قدمته لهم‪ .‬اآلباء‪ ‬يوم‬
‫أمسكتهم بيدي إلخراجهم من أرض مصر‪ .‬النهم لم يبقوا في عهدي وتجاهلتهم يقول الرب "وفي‬
‫مكان اخر ايضا يقول‪ H‬هكذا‪ ":‬تركت بيتي وتركت ميراثي في يد اعدائه‪ .‬تراثي صار لي كأسد في‬
‫الغابة‪  .‬لقد صرخت ضدي ‪ ،‬لذلك كرهتها‪" .‬بما أن الميراث هو مملكته السماوية ‪ ،‬فمن الواضح أنه‬
‫ال يقول‪ H‬إنه يكره الميراث نفسه ‪ ،‬بل يقول الورثة ‪ ،‬الذين كانوا جاحدين له ‪ ،‬وغير مؤمنين‪ .‬يقول‪ :‬لقد‬
‫أصبح تراثي بالنسبة لي كأسد ‪ ،‬أي أنني أصبحت فريسة وأكاًل لورثتي ‪ ،‬الذين قتلواني كالقطيع‪ .‬حكم‬
‫عل ّي بالموت والصليب‪ .‬ألن ما قاله أعاله ‪ ،‬أنه سيصنع عهدًا جديدًا لبيت يهوذا ‪ ،‬يدل على أن العهد‬
‫القديم الذي أعطاه موسى لم يكن كامالً‪ .‬ولكن ما كان سيعطي من المسيح سيكون كامالً‪ .‬لكن من‬
‫الواضح أن بيت يهوذا ال يعني اليهود ‪ ،‬الذين طردهم ‪ ،‬ولكننا نحن الذين دعيناهم من األمم ‪ ،‬ونجحنا‬
‫‪: -‬بالتبني في مكانهم ‪ ،‬ودعوا أبناء اليهود‪ .‬التي تعلنها العرافة بقولها‬

‫‪".‬العرق اإللهي لليهود السماويين المباركين"‬

‫لكن ما كان هذا العرق على وشك أن يكون ‪ ،‬كما يعلم إشعياء ‪ ،‬الذي في كتابه يخاطب اآلب العلي‬
‫ابنه‪" :‬أنا الرب اإلله قد دعوتك بالبر ‪ ،‬وسأمسك بيدك ‪ ،‬وسأحفظك‪ :‬وقد أعطيتك‪ .‬من اجل عهد‬
‫عائلتي لنور االمم ليفتح اعين العمي ليخرج االسرى من السجن والجالسين في الظلمة من بيت‬
‫السجن‪  .‬لذلك عندما كنا في الماضي كما كنا عمياء ‪ ،‬وكما كنا محبوسين في سجن الحماقة ‪ ،‬جالسين‬
‫في الظلمة ‪ ،‬جاهلين باهلل والحق ‪ ،‬فقد استنارنا من قبله الذي تبنا‪ .‬بوصيته‪ .‬وبعد أن حررنا من القيود‬
‫‪.‬القاسية وأخرجنا إلى نور الحكمة ‪ ،‬قبلنا بميراث مملكته السماوية‬

‫‪.‬الحادي والعشرون‪ .‬لصعود يسوع والتنبؤ به ؛‪ ‬وكرازة‪ b‬وأعمال التالميذ‬

‫ولكن عندما قام بالترتيبات مع تالميذه للتبشير باإلنجيل واسمه ‪ ،‬أحاطت به سحابة فجأة ‪ ،‬وحملته إلى‬
‫السماء ‪ ،‬في اليوم األربعين بعد آالمه ‪ ،‬كما أظهر دانيال سيئة ذلك ‪ ،‬قائالً ‪" :‬واذا واحد مثل ابن‬
‫االنسان جاء مع سحاب السماء وجاء الى القديم االيام‪ ".‬لكن التالميذ ‪ ،‬الذين انتشروا في المقاطعات ‪،‬‬
‫ضا باسم سيدهم اإللهي بالعديد من المعجزات‬ ‫وضعوا في كل مكان أسس الكنيسة ‪ ،‬وقاموا أنفسهم أي ً‬
‫التي تكاد ال تصدق ؛‪  ‬ألنه عند رحيله كان قد وهبهم القوة والقوة ‪ ،‬والتي يمكن من خاللها تأسيس‬
‫ضا كل ما كان على وشك الحدوث ‪ ،‬والذي بشر به‬ ‫نظام إعالنهم الجديد وتأكيده‪ .‬ولكنه فتح لهم أي ً‬
‫بطرس وبولس في روما ؛‪ ‬وأصبحت هذه الكرازة التي ُكتبت من أجل التذكر دائمة ‪ ،‬حيث أعلن‬
‫ضا إنها على وشك الحدوث ‪ ،‬وبعد فترة قصيرة سيرسل‬ ‫كالهما عن أشياء رائعة أخرى ‪ ،‬وقالوا أي ً‬
‫هللا ضدهم مل ًكا سيخضعهم‪ .‬واليهود وس ّووا مدنهم باالرض وحاصروا الشعب انفسهم مهلكين من‬
‫الجوع والعطش‪  .‬ثم يجب أن يحدث أنهم يجب أن يتغذوا على أجساد أطفالهم ‪ ،‬وأن يأكلوا بعضهم‬
‫البعض‪ .‬أخي ًر ا ‪ ،‬يجب أن يؤخذوا في األسر ‪ ،‬وأن يقعوا في أيدي أعدائهم ‪ ،‬وأن يروا زوجاتهم‬
‫يتعرضون لمضايقات قاسية أمام أعينهم ‪ ،‬وعذارىهم يتعرضون للنهب والتلوث ‪ ،‬وأبنائهم ممزقون‬
‫إربًا ‪ ،‬وأطفالهم محطمون على األرض ؛‪ ‬وأخي ًرا ‪ ،‬كل شيء دمر بالنار والسيف ‪ ،‬وطرد األسرى‬
‫إلى األبد من أراضيهم ‪ ،‬ألنهم ابتهجوا بابن هللا الحبيب والموافق عليه‪ .‬وهكذا ‪ ،‬بعد وفاتهم ‪ ،‬عندما‬
‫قتلهم نيرون ‪ ،‬دمر فيسباسيان اسم وأمة اليهود ‪ ،‬وفعل كل األشياء التي تنبأوا بها على وشك‬
‫‪.‬الحدوث‬

‫‪.‬الثاني والعشرون‪ .‬حجج غير مؤمنين ضد تقليد المسيح‬

‫لقد أكدت اآلن ‪ ،‬كما أتخيل ‪ ،‬األشياء التي يعتقد أنها خاطئة وال تصدق من قبل أولئك الذين لم يتم‬
‫إرشادهم في المعرفة الحقيقية للتعلم السماوي‪ .‬ولكن ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬حتى نتمكن من دحض أولئك الذين‬
‫ض ا حكماء للغاية ‪ ،‬ليس من دون أذى ألنفسهم والذين ينتقصون من الفضل‪ H‬بسبب األشياء‬ ‫هم أي ً‬
‫ً‬
‫اإللهية ‪ ،‬فلنفند خطأهم ‪ ،‬حتى يدركوا مطوال أن الحقيقة يجب أن تكون كذلك‪ .‬كما نظهر أنه كان في‬
‫كاف بدون حجج ‪ ،‬أو‬‫ٍ‬ ‫الواقع‪ .‬وعلى الرغم من وجود قضاة جيدين ‪ ،‬فإن الشهادات تكون ذات وزن‬
‫حجج بدون شهادات ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فنحن ال نكتفي بإحدى هذه الشهادات أو األخرى ‪ ،‬نظرًا ألننا‬
‫مزودون بكليهما ‪ ،‬فال يجوز لنا ترك مجال ألي واحد منهم‪ .‬البراعة الفاسدة إما لسوء الفهم أو للنزاع‬
‫على الجانب اآلخر‪ .‬يقولون أنه كان من المستحيل سحب أي شيء من الطبيعة الخالدة‪ .‬يقولون ‪،‬‬
‫باختصار ‪ ،‬إنه ال يليق باهلل أن يكون على استعداد ألن يصير إنسانًا ‪ ،‬وأن يقوى نفسه بضعف‬
‫الجسد ؛‪ ‬أن يصبح خاضعًا من تلقاء نفسه لآلالم واأللم والموت‪ :‬كما لو أنه لم يكن من السهل عليه أن‬
‫يظهر نفسه للناس دون أن يكون ضعف الجسد ‪ ،‬وأن يعلمهم البر (إذا رغب في ذلك)‪ .‬سلطة أعظم ‪،‬‬
‫كمن اعترف أنه هللا‪  .‬ألنه في هذه الحالة كان الجميع قد أطاعوا التعاليم السماوية ‪ ،‬إذا كان تأثير وقوة‬
‫ت كاهلل ليعلم الناس؟‪ ‬لماذا جعل نفسه‬ ‫هللا الذي يأمرهم قد اتحدوا معهم‪ .‬لماذا إذن (يقولون) لم يأ ِ‬
‫متواضعا وضعيفا جدا ‪ ،‬أنه كان من الممكن أن يحتقره الناس وأن يُعاقب عليه؟‪ ‬لماذا عانى من عنف‬
‫الضعفاء والميتين؟‪ ‬لماذا لم يرد بالقوة ‪ ،‬أو بعلمه اإللهي ‪ ،‬يدي الناس؟‪ ‬لماذا لم يكشف عن جاللته في‬
‫موته على األقل؟‪  ‬لكنه قاد كواحد بال قوة للمحاكمة ‪ ،‬وأدين باعتباره مذنبا ‪ ،‬تم إعدامه باعتباره‬
‫مميتًا‪ .‬سأدحض هذه األشياء بعناية ‪ ،‬ولن أسمح ألي شخص أن يخطئ‪ .‬ألن هذه األشياء تمت بخطة‬
‫عظيمة ورائعة‪  .‬ومن سيفهم هذا ‪ ،‬لن يتوقف فقط عن التساؤل عن أن هللا قد تعرض للتعذيب على يد‬
‫البشر ‪ ،‬بل سيرى بسهولة أنه لم يكن من الممكن تصديق أنه هو هللا إذا لم يتم فعل تلك األشياء التي‬
‫‪.‬يوبخها‬

‫‪.‬الثالث والعشرون‪ .‬إلعطاء السوابق والعمل‬

‫إذا أعطى أي شخص مبادئ للعيش ‪ ،‬وصاغ شخصيات اآلخرين ‪ ،‬أسأل عما إذا كان ملز ًما بممارسة‬
‫األشياء التي يأمر بها أم ال‪ .‬إذا لم يفعل ذلك ‪ ،‬فألغيت وصاياه‪ .‬ألنه إذا كانت األشياء التي أمر بها‬
‫جيدة ‪ ،‬وإذا كانت تجعل حياة الرجال في أفضل حالة ‪ ،‬فال ينبغي للمعلم أن يفصل نفسه عن عدد‬
‫وتجمعات الرجال الذين يعمل بينهم ؛‪ ‬وعليه أن يعيش بنفس الطريقة التي يعلم بها أنه يجب على‬
‫الرجال أن يعيشوا ‪ ،‬لئال ‪ ،‬من خالل العيش بطريقة أخرى ‪ ،‬يجب أن ينتقص هو نفسه من مبادئه‬
‫الخاصة ‪ ،‬وأن يجعل تعليماته أقل قيمة ‪ ،‬إذا كان عليه في الواقع االسترخاء‪ .‬واجبات ما يسعى إلى‬
‫إثباتها بكلماته‪ .‬لكل واحد عندما يسمع آخر وهو يعطي وصايا ‪ ،‬غير راغب في أن تفرض عليه‬
‫ضرورة الطاعة ‪ ،‬كأنه سلب منه حق الحرية‪ .‬لذلك يجيب على معلمه هكذا‪ :‬ال أستطيع أن أفعل‬
‫األشياء التي تأمر بها ‪ ،‬ألنها مستحيلة‪ .‬حتى ال تمنعني من الغضب ‪ ،‬فأنت تمنعني من الطمع ‪،‬‬
‫وتمنعني من التحمس بالرغبة ‪ ،‬وتمنعني من الخوف من األلم أو الموت ؛‪ ‬لكن هذا مخالف للطبيعة‬
‫لدرجة أن جميع الحيوانات تخضع لهذه المشاعر‪ .‬أو إذا كنت تعتقد تما ًما أنه من الممكن مقاومة‬
‫الطبيعة ‪ ،‬فهل أنت نفسك تمارس األشياء التي تأمر بها ‪ ،‬حتى أعلم أنها ممكنة؟‪ ‬ولكن بما أنك أنت‬
‫نفسك ال تمارسها ‪ ،‬فما الغطرسة أن ترغب في فرض قوانين على الرجل الحر ال تطيعها أنت!‪ ‬أنت‬
‫يا من تعلم ‪ ،‬تعلم أوالً ؛‪ ‬وقبل أن تصحح شخصية اآلخرين ‪ ،‬تصحيح الخاص بك‪ .‬من يستطيع أن‬
‫ينكر عدالة هذه اإلجابة؟‪ ‬كال!‪ ‬معلم من هذا النوع يقع في االزدراء ‪ ،‬وبدوره يُسخر منه ‪ ،‬ألنه‬
‫ضا مستهزًئا باآلخرين‪ .‬ما الذي سيفعله هذا المعلم إذا اعترضت عليه هذه األشياء؟‪ ‬كيف‬ ‫سيظهر أي ً‬
‫يحرم إرادتهم من عذر إال إذا علمهم باألفعال أمام أعينهم أنه يعلمهم بما هو ممكن؟‪ ‬ومن هنا يتبين أنه‬
‫ال أحد يطيع وصايا الفالسفة‪ .‬بالنسبة للرجال يفضلون األمثلة على الكلمات ‪ ،‬ألنه من السهل‬
‫التحدث ‪ ،‬ولكن من الصعب تحقيقها‪ .‬هل من الممكن أن يصل عدد الذين يتصرفون بشكل جيد مثل‬
‫أولئك الذين يتكلمون بشكل جيد إلى الجنة!‪ ‬واما الذين يصدرون وصايا دون ان يعملوا بها فال يثقون‬
‫بهم‪ .‬وإن كانوا بش ًرا ‪ ،‬فسيحتقرون على أنهم غير منسجمين‪ :‬إن كان هللا ‪ ،‬سيُقابل بحجة ضعف‬
‫طبيعة اإلنسان‪  .‬يبقى أن الكلمات يجب أن تؤكدها األفعال التي ال يستطيع الفالسفة القيام بها‪ .‬لذلك ‪،‬‬
‫بما أن المدرسين أنفسهم تغلب عليهم المشاعر التي يقولون‪ H‬إن من واجبنا التغلب عليها ‪ ،‬فهم غير‬
‫قادرين على تدريب أي شخص على الفضيلة التي يعلنونها كذبا ً ؛‪ ‬ولهذا السبب فإنهم يتصورون أنه‬
‫ال يوجد رجل حكيم كامل مثل الطبيب البيطري ‪ ،‬أي الذي فيه كانت الفضيلة العظمى والعدالة الكاملة‬
‫متناغمة مع أعظم التعلم والمعرفة‪ .‬وكان هذا بالفعل صحيحًا‪ .‬ألنه لم يسبق ألحد أن كان هكذا منذ‬
‫خلق العالم ‪ ،‬باستثناء المسيح ‪ ،‬الذي قدم الحكمة بكلمته ‪ ،‬وأكد تعليمه من خالل تقديم الفضيلة لعيون‬
‫الناس‪ .‬وهو ما ال يستطيع الفالسفة فعله‪ .‬لذلك ‪ ،‬بما أن المدرسين أنفسهم تغلب عليهم المشاعر التي‬
‫يقولون إن من واجبنا التغلب عليها ‪ ،‬فهم غير قادرين على تدريب أي شخص على الفضيلة التي‬
‫يعلنونها كذبا ً ؛‪ ‬ولهذا السبب فإنهم يتصورون أنه ال يوجد رجل حكيم كامل مثل الطبيب البيطري ‪،‬‬
‫أي الذي فيه كانت الفضيلة العظمى والعدالة الكاملة متناغمة مع أعظم التعلم والمعرفة‪ .‬وكان هذا‬
‫بالفعل صحيحًا‪  .‬ألنه لم يسبق ألحد أن كان هكذا منذ خلق العالم ‪ ،‬باستثناء المسيح ‪ ،‬الذي قدم الحكمة‬
‫بكلمته ‪ ،‬وأكد تعليمه من خالل تقديم الفضيلة لعيون الناس‪ .‬وهو ما ال يستطيع الفالسفة فعله‪ .‬لذلك ‪،‬‬
‫بما أن المدرسين أنفسهم تغلب عليهم المشاعر التي يقولون‪ H‬إن من واجبنا التغلب عليها ‪ ،‬فهم غير‬
‫قادرين على تدريب أي شخص على الفضيلة التي يعلنونها كذبا ً ؛‪ ‬ولهذا السبب فإنهم يتصورون أنه‬
‫ال يوجد رجل حكيم كامل مثل الطبيب البيطري ‪ ،‬أي الذي فيه كانت الفضيلة العظمى والعدالة الكاملة‬
‫متناغمة مع أعظم التعلم والمعرفة‪ .‬وكان هذا بالفعل صحيحًا‪ .‬ألنه لم يسبق ألحد أن كان هكذا منذ‬
‫خلق العالم ‪ ،‬باستثناء المسيح ‪ ،‬الذي قدم الحكمة بكلمته ‪ ،‬وأكد تعليمه من خالل تقديم الفضيلة لعيون‬
‫الناس‪  .‬ولهذا السبب فإنهم يتصورون أنه ال يوجد رجل حكيم كامل مثل الطبيب البيطري ‪ ،‬أي الذي‬
‫فيه كانت الفضيلة العظمى والعدالة الكاملة متناغمة مع أعظم التعلم والمعرفة‪ .‬وكان هذا بالفعل‬
‫صحيحًا‪  .‬ألنه لم يسبق ألحد أن كان هكذا منذ خلق العالم ‪ ،‬باستثناء المسيح ‪ ،‬الذي قدم الحكمة‬
‫بكلمته ‪ ،‬وأكد تعليمه من خالل تقديم الفضيلة لعيون الناس‪ .‬ولهذا السبب فإنهم يتصورون أنه ال يوجد‬
‫رجل حكيم كامل مثل الطبيب البيطري ‪ ،‬أي الذي فيه كانت الفضيلة العظمى والعدالة الكاملة‬
‫متناغمة مع أعظم التعلم والمعرفة‪ .‬وكان هذا بالفعل صحيحًا‪ .‬ألنه لم يسبق ألحد أن كان هكذا منذ‬
‫خلق العالم ‪ ،‬باستثناء المسيح ‪ ،‬الذي قدم الحكمة بكلمته ‪ ،‬وأكد تعليمه من خالل تقديم الفضيلة لعيون‬
‫‪.‬الناس‬

‫‪.‬الرابع والعشرون‪ .‬تجاوز الحجج المذكورة أعاله التي تم إلحاحها بطريقة االعتراض‬

‫تعال ‪ ،‬دعونا اآلن نفكر فيما إذا كان المعلم المرسل من السماء يمكن أن يفشل في أن يكون كامالً‪ .‬لم‬
‫صا ما سيرسل من السماء لتعليم‬‫أتحدث بعد عن من ينكرون أنه جاء من عند هللا‪ .‬لنفترض أن شخ ً‬
‫حياة الناس في مبادئ الفضيلة األولى ‪ ،‬ولتشكيلهم إلى البر‪ .‬ال يمكن ألحد أن يشك إال في أن هذا‬
‫المعلم المرسل من السماء سيكون كامالً في معرفة كل األشياء كما في الفضيلة ‪ ،‬لئال يكون هناك‬
‫فرق بين معلم سماوي وأرضي‪ .‬ألنه في حالة الرجل ال يمكن أن يكون تعليمه بأي حال من الداخل‬
‫ومن نفسه‪  .‬ألن العقل ‪ ،‬المنغلق من قبل أعضاء أرضية ‪ ،‬ومعوق من قبل جسد فاسد ‪ ،‬ال يستطيع في‬
‫حد ذاته أن يفهم أو يقبل الحقيقة ‪ ،‬ما لم يتم تعليمه من مصدر آخر‪ .‬وإذا كان لديها هذه القوة إلى‬
‫أقصى درجة ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإنه لن يكون قاد ًرا على بلوغ أسمى فضيلة ‪ ،‬ومقاومة كل الرذائل ‪ ،‬التي‬
‫تحتوي موادها في أعضائنا الجسدية‪ .‬ومن هنا يتبين أن المعلم األرضي ال يمكن أن يكون كامالً‪ .‬لكن‬
‫المعلم القادم من السماء ‪ ،‬الذي تمنحه طبيعته اإللهية المعرفة ‪ ،‬وخلوده يعطي فضيلة ‪ ،‬يجب‬
‫بالضرورة في تعليمه ‪ ،‬كما في األمور األخرى ‪ ،‬أن يكون كامالً وكامالً‪ .‬لكن هذا ال يمكن أن يحدث‬
‫بأي حال من األحوال ‪ ،‬إال إذا أخذ لنفسه جسدًا مميتًا‪ .‬وسبب عدم حدوث ذلك واضح‪ .‬ألنه إذا جاء‬
‫إلى الناس كإله ‪ ،‬ناهيك عن أن العيون الفانية ال تستطيع أن تنظر وتحتمل مجد جالله في شخصه ‪،‬‬
‫فمن المؤكد أن هللا لن يكون قاد ًرا على تعليم الفضيلة ؛‪ ‬ألنه طالما أنه بال جسد ‪ ،‬فلن يمارس األشياء‬
‫التي سيعلمها ‪ ،‬وبهذا لن يكون تعليمه كامالً‪ .‬وإال إذا كان من أعظم فضيلة تحمل األلم من أجل البر‬
‫والواجب ‪ ،‬إذا كان من الفضيلة عدم الخوف من الموت نفسه عند التهديد ‪ ،‬وعند التعرض له بصالبة‬
‫؛‪  ‬يترتب على ذلك أنه يجب على المعلم الكامل أن يعلم هذه األشياء بموجب وصية ‪ ،‬ويؤكدها‬
‫بالممارسة‪  .‬ألن الذي يعطي وصايا للحياة ‪ ،‬يجب أن يزيل كل طريقة من العذر ‪ ،‬حتى يفرض على‬
‫الناس ضرورة الطاعة ‪ ،‬ليس بأي قيد ‪ ،‬ولكن من خالل الشعور بالخزي ‪ ،‬ومع ذلك قد يترك لهم‬
‫الحرية ‪ ،‬تلك المكافأة‪ .‬يمكن تعيينه لمن يطيع ‪ ،‬ألنه كان في مقدورهم عدم االنصياع إذا رغبوا في‬
‫ذلك ؛‪ ‬وعقوبة لمن ال يطيع ‪ ،‬ألنه كان في مقدورهم أن يطيعوا إذا رغبوا في ذلك‪ .‬فكيف إذن يمكن‬
‫إزالة العذر ‪ ،‬ما لم يمارس المعلم ما يعلمه ‪ ،‬وكما كان الحال من قبل ويمد يده لمن سيتبعه؟‪ ‬ولكن‬
‫كيف يمكن للمرء أن يمارس ما يعلّمه إال إذا كان مثل من يعلّمه؟‪ ‬ألنه إذا لم يكن خاضعًا للعاطفة ‪،‬‬
‫فقد يجيب الرجل على أنه المعلم‪ :‬إنني أرغب في أال أخطئ ‪ ،‬لكني مقهر ؛‪ ‬الني لبست جسما ضعيفا‬
‫وضعيفا‪ .‬هذا ما يشتهي الغضب الذي يخشى االلم والموت‪ .‬وهكذا فإنني ضد إرادتي‪ .‬وأنا أخطئ‬
‫ليس ألنها رغبتي بل ألني مضطر‪ .‬أنا نفسي أدرك أنني أخطئ‪ .‬لكن الضرورة التي يفرضها‬
‫ضعفي‪ ، H‬والتي ال أستطيع مقاومتها‪ ، H‬تدفعني‪ .‬ماذا سيقول‪ H‬معلم البر هذا ردًا على هذه األشياء؟‪ ‬كيف‬
‫يدحض ويدين رجالً يزعم ضعف الجسد كذريعة لخطئه ‪ ،‬ما لم يلبس هو نفسه لح ًما ليظهر أن الجسد‬
‫ضا قادر على الفضيلة؟‪ ‬ال يمكن دحض العناد إال بالقدوة‪ .‬ألن األشياء التي تعلمها ال يمكن أن يكون‬ ‫أي ً‬
‫لها أي وزن إال إذا كنت أول من يمارسها ؛‪ ‬ألن طبيعة اإلنسان تميل إلى العيوب ‪ ،‬وترغب في‬
‫ضا بحجة معقولة‪ .‬من المناسب أن يشبه معلم ومعلم‬ ‫ارتكاب الخطيئة ليس فقط بالتساهل ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫الفضيلة اإلنسان إلى حد كبير ‪ ،‬حتى أنه من خالل التغلب على الخطيئة قد يعلم اإلنسان أن الخطيئة‬
‫قد يتغلب عليها‪ .‬ولكن إذا كان خالدًا ‪ ،‬فال يمكنه بأي حال من األحوال أن يقترح مثااًل لإلنسان‪ .‬ألنه‬
‫سيظهر من يثابر على رأيه ويقول‪ :‬إنك ال تخطئ ‪ ،‬ألنك تحررت من هذا الجسد‪ .‬أنت ال تشتهي ‪،‬‬
‫ألن خالد ال يحتاج إلى شيء ؛‪ ‬لكني أحتاج إلى أشياء كثيرة لدعم هذه الحياة‪ .‬أنت ال تخاف الموت ‪،‬‬
‫ألنه ال سلطان عليك‪ .‬أنت تحتقر األلم ‪ ،‬ألنك ال تستطيع أن تعاني من العنف‪ .‬ولكني أنا إنسان ‪،‬‬
‫أخاف كليهما ‪ ،‬ألنهما يجلبان إلي أقسى أنواع العذاب ‪ ،‬التي ال يتحملها ضعف الجسد‪ .‬لذلك يجب‬
‫على معلم الفضيلة أن ينزع هذا العذر من الناس ‪ ،‬حتى ال يعزوها أحد لضرورة أنه يخطئ ‪ ،‬وليس‬
‫لخطئه‪ .‬لذلك ‪ ،‬لكي يكون المعلم كامالً ‪ ،‬ال مانع من تقديم أي اعتراض من قبل من يتم تعليمه ‪ ،‬حتى‬
‫إذا قال‪ :‬أنت تأمر باالستحاالت ؛‪ ‬قد يجيب المعلم ‪ ،‬انظر ‪ ،‬أنا أفعلها بنفسي‪ .‬لكني لبست جسداً ‪ ،‬ومن‬
‫ضا أحمل نفس الجسد ‪ ،‬ومع ذلك فإن الخطيئة ال تسود ف َّي‪ .‬يصعب عل ّي‬ ‫الجسد أن نخطئ‪ .‬أنا أي ً‬
‫ضا لدي جسد ‪ ،‬ومع ذلك‬ ‫احتقار الثروات ‪ ،‬وإال فأنا ال أستطيع العيش في هذا الجسد‪ .‬انظر ‪ ،‬أنا أي ً‬
‫فأنا أقاوم كل رغبة‪ .‬ال أستطيع أن أتحمل األلم أو الموت من أجل البر ‪ ،‬ألني ضعيف‪ .‬انظر‪ .‬األلم‬
‫والموت لي سلطانا عل ّي‪ .‬وأنا أتغلب على تلك األشياء التي تخاف منها ‪ ،‬ألجعلك تنتصر على األلم‬
‫والموت‪  .‬أذهب أمامك من خالل تلك األشياء التي تزعم أنه من المستحيل تحملها‪ :‬إذا لم تكن قادرًا‬
‫على متابعتي إلعطائي التوجيهات ‪ ،‬فاتبعني أمامك‪ .‬وبهذه الطريقة يتم التخلص من كل العذر ‪،‬‬
‫ويجب أن تعترف بأن اإلنسان ظالم لخطئه ‪ ،‬ألنه ال يتبع معلم الفضيلة ‪ ،‬الذي هو في نفس الوقت‬
‫مرشد‪  .‬ترى ‪ ،‬إذن ‪ ،‬كم هو أكثر كمال المعلم الفاني ‪ ،‬ألنه قادر على أن يكون مرشدًا إلى الفاني ‪ ،‬من‬
‫خالد ‪ ،‬ألنه ال يستطيع أن يعلِّم صبر التحمل الذي ال يخضع للشهوات‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال يمتد هذا إلى حد‬
‫أنني أفضل اإلنسان على هللا ؛‪ ‬ولكن إلثبات أن اإلنسان ال يمكن أن يكون معل ًما كامالً ما لم يكن هو‬
‫ض ا هللا ‪ ،‬حتى يفرض على الناس ‪ ،‬بسلطته السماوية ‪ ،‬ضرورة الطاعة ؛‪ ‬وال هللا ما لم يلبس جسدًا‬ ‫أي ً‬
‫مميتًا ‪ ،‬حتى أنه بتنفيذ وصاياه حتى اكتمالها في األفعال ‪ ،‬قد يلزم اآلخرين بضرورة الطاعة‪ .‬من‬
‫الواضح إذن أن من هو دليل الحياة ومعلم البر يجب أن يكون له جسد ‪ ،‬وأن تعاليمه ال يمكن أن تكون‬
‫كاملة وكاملة ‪ ،‬ما لم يكن لها أصل وأساس ‪ ،‬وتبقى ثابتة وثابتة بين الناس ؛‪ ‬وأنه يجب أن يعاني هو‬
‫نفسه من ضعف الجسد والجسد ‪ ،‬ويظهر في نفسه فضيلة معلمه ‪ ،‬ليعلمها في نفس الوقت بالقول‪H‬‬
‫والفعل‪  .‬كما يجب أن يخضع للموت ولجميع اآلالم ‪ ،‬ألن واجبات الفضيلة مشغولة بتحمل المعاناة‬
‫والموت الجاري ؛‪ ‬كل ذلك ‪ ،‬كما قلت ‪ ،‬يجب على المعلم الكامل أن يتحمله ‪ ،‬حتى يعلّم إمكانية‬
‫‪.‬احتمال تح ّملهم‬

‫‪.‬الخامس والعشرون‪ .‬عن مجيء المسيح في الجسد والروح ‪ ،‬ربما يكون الوسيط بين هللا واإلنسان‬

‫لذلك دع الناس يتعلمون ويفهمون‪ H‬لماذا أراد هللا العلي ‪ ،‬عندما أرسل سفيره ورسوله لتعليم البشر‬
‫تعاليم بره ‪ ،‬أن يلبس جسدًا مميتًا ‪ ،‬وأن يُبتلى بالعذاب ‪ ،‬ويُحكم عليه بالموت‪ . .‬ألنه لم يكن هناك بر‬
‫على األرض ‪ ،‬فقد أرسل معل ًما ‪ ،‬كما كان قانونًا حيًا ‪ ،‬ليؤسس اس ًما جديدًا وهيكاًل ‪ ،‬حتى ينشر‬
‫بكلماته ومثاله في جميع أنحاء األرض عبادة حقيقية ومقدسة‪ .‬ولكن ‪ ،‬لكي يكون من المؤكد أنه قد‬
‫أرسله هللا ‪ ،‬كان من الالئق أال يولد كما يولد اإلنسان ‪ ،‬مؤلفًا من بشر من الجانبين ؛‪ ‬ولكن قد يبدو أنه‬
‫كان سماويًا حتى في صورة إنسان ‪ ،‬فقد ولد بدون منصب أب‪ .‬النه كان له اب روحي هو هللا‪ .‬وألن‬
‫هللا هو أبا روحه بال أم ‪ ،‬لذلك كانت العذراء أم جسده بال أب‪ .‬لذلك كان هللا وإنسانًا في الوسط بين هللا‬
‫حتى يتمكن من قيادة اإلنسان إلى هللا ‪ -‬أي ‪ Mesites ،‬واإلنسان‪ .‬من الذي أطلق عليه اإلغريق اسم‬
‫إلى الخلود‪ :‬ألنه لو كان هو هللا فقط (كما قلنا من قبل) ‪ ،‬لما كان قاد ًرا على تحمل ذلك‪ .‬الرجل أمثلة‬
‫على الخير‪ .‬لو كان إنسانًا فقط ‪ ،‬لما كان قاد ًرا على إجبار الناس على البر ‪ ،‬ما لم تكن هناك سلطة‬
‫وفضيلة مضافة أعظم من سلطة اإلنسان‪ .‬ألن اإلنسان ‪ ،‬بما أن اإلنسان يتألف من جسد وروح ‪،‬‬
‫ويجب على الروح أن تكتسب الخلود من خالل أعمال البر ‪ ،‬فإن الجسد ‪ ،‬بما أنه أرضي ‪ ،‬وبالتالي‬
‫فاني ‪ ،‬يجتذب مع نفسه الروح المرتبطة به ‪ ،‬ويقودها من الخلود إلى الموت‪ . .‬لذلك الروح من دون‬
‫الجسد‪ ‬ال يمكن بأي حال من األحوال أن يكون دليالً للخلود لإلنسان ‪ ،‬ألن الجسد يمنع الروح من‬
‫اتباع هللا‪ .‬النها ضعيفة وقابلة للخطية‪ .‬ولكن الخطيئة هي غذاء وغذاء للموت‪ .‬لهذا السبب ‪ ،‬جاء‬
‫وسيط ‪ -‬أي هللا في الجسد ‪ -‬ليتمكن الجسد من اتباعه ‪ ،‬ولكي ينقذ اإلنسان من الموت الذي له السيادة‬
‫على الجسد‪  .‬لذلك لبس نفسه بالجسد ‪ ،‬لكي يتم إخضاع شهوات الجسد ‪ ،‬قد يعلم أن الخطيئة لم تكن‬
‫نتيجة الضرورة ‪ ،‬بل نتيجة غرض اإلنسان وإرادته‪ .‬ألن لدينا صراعًا واحدًا عظي ًما وأساسيًا للحفاظ‬
‫على الجسد ‪ ،‬الرغبة الالمحدودة ؛‪ ‬التي تضغط على النفس وال تسمح لها باالحتفاظ بالسيطرة ‪ ،‬بل‬
‫تجعلها عبدة الملذات والغرامات الحلوة ‪ ،‬وتزورها بالموت األبدي‪ .‬وأننا قد نكون قادرين على‬
‫التغلب على هذه ‪ ،‬لقد فتح هللا لنا وأظهر لنا طريق التغلب على الجسد‪ .‬وهذه الفضيلة الكاملة والكاملة‬
‫‪.‬تُمنح لمن ينتصر ‪ ،‬تاج ومكافأة الخلود‬

‫‪.‬السادس والعشرون‪ .‬من الصليب ‪ ،‬وغيرها من التعذيب من يسوع ‪ ،‬وشكل الحمل بموجب القانون‬

‫لقد تحدثت عن اإلذالل والضعف والمعاناة ‪ -‬لماذا اعتقد هللا أنه من المناسب الخضوع لها‪ .‬اآلن يجب‬
‫أن يؤخذ حساب للصليب نفسه ‪ ،‬ويجب أن يرتبط معناها‪ .‬ما رتبه اآلب العلي منذ البداية ‪ ،‬وكيف أنه‬
‫رسم كل األشياء التي تم إنجازها ‪ ،‬ليس فقط ما تم التنبؤ به من قبل األنبياء ‪ ،‬والذي سبق وأثبت‬
‫ضا طريقة معاناته نفسها تعلمنا‪ .‬ألن كل اآلالم التي مر بها لم تكن بال‬‫صحته في المسيح ‪ ،‬ولكن أي ً‬
‫معنى‪  .‬ولكن كان لها معنى رمزي وأهمية كبيرة ‪ ،‬مثلها مثل تلك األعمال اإللهية التي قام بها ‪ ،‬والتي‬
‫كان لقوتها وقوتها بعض الثقل في الواقع ‪ ،‬ولكنها أعلنت أيضًا شيًئا للمستقبل‪ .‬فتح التأثير السماوي‬
‫عيون المكفوفين ‪ ،‬وألقى الضوء على الذين لم يروا‪ .‬وبهذا الفعل أشار إلى أنه سيحدث أنه ‪ ،‬بالتوجه‬
‫إلى األمم الجهلة باهلل ‪ ،‬قد ينير أثداء الحمقى بنور الحكمة ‪ ،‬ويفتح أعين فهمهم على تأمل حقيقة‪ .‬ألنهم‬
‫حقًا عميان ‪ ،‬ال يرون السماويات ‪ ،‬ويحيط بهم ظالم الجهل ‪ ،‬يعبدون األشياء األرضية‬
‫والضعيفة‪ .‬فتح آذان الصم‪ .‬من الواضح أن هذه القوة اإللهية لم تقصر ممارستها على هذه‬
‫النقطة‪ .‬لكنه أعلن أنه سيحدث قريبًا ‪ ،‬وأن أولئك المحرومين من الحق سوف يسمعون ويفهمون‬
‫كلمات هللا اإللهية‪ .‬ألنك قد تدعو حقًا أولئك الصم الذين ال يسمعون األشياء السماوية والحقيقية والتي‬
‫تستحق أن تُؤدى‪ .‬أزال ألسنة البكم حتى يتكلموا بصراحة‪ .‬قوة تستحق اإلعجاب ‪ ،‬حتى عندما كانت‬
‫قيد التشغيل‪ :‬ولكن كان هناك معنى آخر في عرض القوة هذا ‪ ،‬والذي أظهر أنه سيحدث قريبًا أن‬
‫أولئك الذين كانوا يجهلون مؤخ ًرا األشياء السماوية ‪ ،‬بعد أن تلقوا تعليمات الحكمة قد يتكلم باحترام‬
‫هللا والحق‪ .‬ألن من يجهل الطبيعة اإللهية ‪ ،‬فهو حقًا صامت وأغبى ‪ ،‬رغم أنه أكثر الناس بالغةً بين‬
‫جميع البشر‪  .‬ألنه عندما يبدأ اللسان يتكلم بالحق ‪ -‬أي ليبين سمو وعظمة اإلله الواحد ‪ -‬عندئذ فقط‬
‫يقوم بوظيفة طبيعته ؛‪  ‬ولكن طالما أنه يتكلم بأشياء كاذبة فإنه ال يتم استخدامه بشكل صحيح‪ :‬وبالتالي‬
‫يجب أن يكون بالضرورة صامتًا وال يستطيع نطق األشياء اإللهية‪ .‬كما أعاد أرجل األعرج إلى‬
‫المشي ‪ -‬قوة عمل إلهي جدير بالتسبيح‪ .‬لكن الشكل أوحى بهذا ‪ ،‬أن أخطاء الحياة الدنيوية والشاردة‬
‫مقيدة ‪ ،‬وأن طريق الحق قد انفتح من خالله يمكن لإلنسان أن يسير لنيل رضا هللا‪ .‬ألنه حقًا يُنظر إليه‬
‫على أنه أعرج ‪ ،‬الذي يسير في طريق الموت ‪ ،‬محاص ًرا في كآبة وظالم الحماقة ‪ ،‬وجاهاًل في أي‬
‫اتجاه يسير ‪ ،‬وقد تكون أقدامه عرضة للتعثر والسقوط‪ .‬وبالمثل ‪ ،‬قام بتنظيف البقع والعيوب في‬
‫تنجسة ‪ - ،‬بدون ممارسة طفيفة للقوة الخالدة ؛‪ ‬لكن هذه القوة كانت تنبئ بأن تعاليمه كانت‬ ‫األجساد ال ُم ِ‬
‫على وشك أن تطهر من تلوثهم بقع الخطايا وعيوب الرذائل بتعليمات البر‪ .‬ألنهم يجب أن يُحسبوا‬
‫حقًا على أنهم أبرص وغير طاهرون ‪ ،‬الذين إما أن تجبرهم شهوات ال حدود لها على ارتكاب‬
‫الجرائم ‪ ،‬أو ملذات ال تشبع لألعمال المشينة ‪ ،‬ويؤثر وصمة عار أبدية على أولئك الذين يتم وسمهم‬
‫عال بأسمائهم ‪،‬‬
‫بعالمات األفعال المخلة بالشرف‪ .‬أقام جثث الموتى وهم يسجدون‪ .‬وناديهم بصوت ٍ‬
‫أعادهم من الموت‪ .‬ما هو األنسب هلل ‪ ،‬والذي يستحق العجب في كل العصور ‪ ،‬من أن يتذكر الحياة‬
‫التي دارت مجراها ‪ ،‬ليضيف أوقاتًا إلى األزمنة التي انتهى بها اإلنسان ‪ ،‬ليكشف عن أسرار‬
‫الموت؟‪  ‬لكن هذه القوة التي ال توصف كانت صورة لطاقة أعظم ‪ ،‬والتي أظهرت أن تعليمه كان على‬
‫وشك أن يكون له مثل هذه القوة ‪ ،‬بحيث أن األمم في جميع أنحاء العالم ‪ ،‬والتي كانت مغتربة عن هللا‬
‫ومعرضة للموت ‪ ،‬تنشط بمعرفة النور الحقيقي‪ ، .‬قد تصل إلى مكافآت الخلود‪ .‬ألنك قد تعتبر بحق‬
‫أولئك األموات الذين ال يعرفون هللا واهب الحياة ‪ ،‬وكبت أرواحهم من السماء إلى األرض ‪،‬‬
‫وركضوا في أفخاخ الموت األبدي‪ .‬وبالتالي فإن األفعال التي قام بها للحاضر كانت تمثيالت ألشياء‬
‫مستقبلية‪ .‬إن األشياء التي أظهرها في األجساد المصابة والمريضة كانت صو ًرا ألمور روحية ‪،‬‬
‫بحيث يمكنه في الوقت الحالي أن يعرض لنا أعمال طاقة لم تكن من األرض ‪ ،‬وقد يُظهر في‬
‫ضا داللة على قوة أعظم ‪ ،‬فإن شغفه‬ ‫المستقبل قوة جالله السماوي‪ .‬لذلك ‪ ،‬بما أن أعماله كانت لها أي ً‬
‫ضا لم يمر أمامنا على أنه بسيط أو غير ضروري أو عن طريق الصدفة‪ .‬ولكن بما أن تلك األشياء‬ ‫أي ً‬
‫التي فعلها تدل على الفعالية والقوة العظيمة لتعاليمه ‪ ،‬فإن األشياء التي عانى منها أعلنت أن الحكمة‬
‫ستكون في حالة كراهية‪ .‬من أجل الخل الذي سقوه ليشرب ‪ ،‬والمرارة التي أعطوه إياه‬
‫ليأكلها ‪ ،‬حملت المصاعب والشدائد في هذه الحياة ألتباع الحق‪ .‬وعلى الرغم من أن آالمه ‪ ،‬التي‬
‫كانت قاسية وشديدة في حد ذاتها ‪ ،‬أعطتنا عينة من العذاب المستقبلي الذي تقترحه الفضيلة نفسها‬
‫ألولئك الذين باقوا في هذا العالم ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فإن هذا النوع من المشروبات والطعام يدخل فم‬
‫معلمنا ‪ ،‬أعطانا مثاال من الضغوط والعمل والبؤس‪ .‬كل األشياء التي يجب أن يمر بها أولئك الذين‬
‫يتبعون الحق ويعانون ؛‪ ‬ألن الحق مرير ومكروه من قبل جميع الذين يفتقرون‪ H‬إلى الفضيلة ويتخلون‬
‫عن حياتهم للملذات القاتلة‪  .‬من أجل وضع إكليل من األشواك على رأسه ‪ ،‬أعلن أنه سيجمع لنفسه‬
‫شعبا ً مقدسا ً من المذنبين‪ .‬بالنسبة لألشخاص الذين يقفون في دائرة تسمى الهالة‪ .‬ولكن نحن الذين قبل‬
‫ذلك علمنا أن هللا ظالم ‪ ،‬كانت أشوا ًكا ‪ -‬أي شريرة ومذنبة ‪ ،‬ال تعرف ما هو خير ؛‪ ‬وغ ّربت عن‬
‫الحبل وأعمال البر ‪ ،‬ودنس كل شيء بالشر والشهوة‪ .‬وإذ نأخذ من األشواك واألشواك نحيط رأس‬
‫هللا المقدس‪  .‬ألننا إذ دعانا من قبلنا وانتشرنا حوله نقف بجانب هللا الذي هو سيدنا ومعلمنا ونتوج له‬
‫مل ًكا على العالم ورب كل األحياء‪ .‬لكن باإلشارة إلى الصليب ‪ ،‬فإن له قوة ومعنى عظيمين ‪ ،‬سأسعى‬
‫اآلن إلظهاره‪  .‬بالنسبة هلل (كما أوضحت من قبل) ‪ ،‬عندما قرر تحرير اإلنسان ‪ ،‬أرسل معل ًما للفضيلة‬
‫كسفير له على األرض ‪ ،‬والذي قد يدرِّ ب البشر على البراءة من خالل التعاليم الصالحة ‪ ،‬وباألعمال‪H‬‬
‫واألعمال أمام أعينهم‪ .‬قد يفتح طريق البر ‪ ،‬بالسير فيه ‪ ،‬واتباع معلمه ‪ ،‬قد يصل اإلنسان إلى الحياة‬
‫األبدية‪ .‬لذلك اتخذ جسداً ‪ ،‬وكان البسا ً لباسًا من اللحم ‪ ،‬لكي يمسك باإلنسان ‪ ،‬الذي جاء لتعليمه ‪،‬‬
‫أمثلة على الفضيلة والتحريض على ممارستها‪ .‬ولكن عندما قدم مثااًل عن البر في جميع واجبات‬
‫ضا التحمل الصبور لأللم وازدراء الموت ‪ ،‬والذي من خالله تصبح‬ ‫الحياة ‪ ،‬لكي يعلم اإلنسان أي ً‬
‫الفضيلة كاملة وكاملة ‪ ،‬فقد وصل إلى يدي شخص‪ .‬أيها األمة الكادحة ‪ ،‬عندما يكون ‪ ،‬بمعرفة‬
‫المستقبل الذي كان لديه ‪ ،‬قد تجنبهم ‪ ،‬وبنفس القوة التي قام بها بعمل رائع ‪ ،‬كان من الممكن أن‬
‫يصدهم‪ .‬لذلك احتمل العذاب والجروح والشوك‪ .‬أخي ًرا لم يرفض حتى الموت ‪ ،‬حتى ينتصر اإلنسان‬
‫تحت إرشاده على الموت ‪ ،‬ويخضع ويقيد بالسالسل بكل أهواله‪ .‬لكن هذا هو السبب الذي جعل اآلب‬
‫العلي يختار هذا النوع من الموت مفضالً عن اآلخرين ‪ ،‬والذي يجب أن يسمح له بزيارته ‪ ،‬هو‬
‫هذا‪  .‬قد يقول البعض بالصدفة‪ :‬لماذا ‪ ،‬إذا كان هو هللا ‪ ،‬واختار أن يموت ‪ ،‬لم يعاني على األقل من‬
‫نوع ما من الموت الكريم؟‪ ‬لماذا كان على الصليب خاصة؟‪ ‬لماذا بالعقوبة سيئة السمعة ‪ ،‬والتي قد‬
‫تبدو غير مستحقة حتى للرجل إذا كان حراً ‪ ،‬رغم أنه مذنب؟‪ ‬بادئ ذي بدء ‪ ،‬ألنه ‪ ،‬الذي أتى‬
‫بتواضع ليقدم المساعدة للمتواضعين والناس من الدرجة الثانية ‪ ،‬ويمكن أن يتمسك بكل أمل في‬
‫ضا ‪ ،‬بحيث قد ال‬ ‫األمان ‪ ،‬كان يعاني من هذا النوع من العقاب الذي من خالله عادة ما يعاني منخف ً‬
‫يكون هناك أحد على اإلطالق قد ال يكون قاد ًرا على االقتداء به‪ .‬في الموضع التالي ‪ ،‬كان من أجل‬
‫عدم تشويه جسده ‪ ،‬ألنه يجب أن يقوم من الموت في اليوم الثالث‪ .‬وال ينبغي ألحد أن يجهل هذا ‪ ،‬أنه‬
‫ضا أنه كان لديه القدرة ‪ ،‬عندما يشاء ‪ ،‬على‬ ‫هو نفسه ‪ ،‬الذي تحدث من قبل عن آالمه ‪ ،‬أوضح أي ً‬
‫التضحية بحياته وأخذها مرة أخرى‪ .‬لذلك ‪ ،‬ألنه أضحى بحياته وهو مربوط على الصليب ‪ ،‬لم يعتقد‬
‫جالديه أنه من الضروري كسر عظامه (كما كانت عاداتهم السائدة) ‪ ،‬لكنهم ثقبوا جنبه فقط‪ .‬وهكذا تم‬
‫إنزال جسده غير المنكسر عن الصليب ‪ ،‬ووضعه بعناية في قبر‪ .‬اآلن كل هذه األشياء قد تم القيام بها‬
‫لئال يصبح جسده ‪ ،‬الذي يتعرض للجرح والكسر ‪ ،‬غير مناسب للقيام مرة أخرى‪ .‬كان هذا أيضًا سببًا‬
‫رئيسيًا في اختيار هللا للصليب ‪ ،‬ألنه كان من الضروري رفعه عليه ‪ ،‬وتصبح آالم هللا معروفة لجميع‬
‫األمم‪ .‬ألنه نظ ًرا ألن من تم تعليقه على صليب يكون واض ًحا للجميع وأعلى من اآلخرين ‪ ،‬فقد تم‬
‫اختيار الصليب بشكل خاص ‪ ،‬مما قد يدل على أنه سيكون بار ًزا جدًا ‪ ،‬ومرتفعًا في األعالي ‪ ،‬بحيث‬
‫يجب أن تلتقي جميع األمم من العالم بأسره‪ .‬معًا في وقت واحد للتعرف عليه وعبادته‪ .‬أخيرًا ‪ ،‬ال‬
‫توجد أمة غير متحضرة إلى هذا الحد ‪ ،‬وال توجد منطقة بعيدة جدًا ‪ ،‬ال يُعرف عنها شغفه أو ذروة‬
‫جاللته‪  .‬لذلك ‪ ،‬في معاناته ‪ ،‬مد يديه وقياس العالم ‪ ،‬حتى في ذلك الوقت قد يظهر أن جمهورًا كبيرًا ‪،‬‬
‫مجتمعين من جميع اللغات والقبائل ‪ ،‬من شروق الشمس حتى غروبها ‪ ،‬على وشك المجيء‪ .‬تحت‬
‫جناحيه ‪ ،‬وليأخذوا على جباههم تلك العالمة العظيمة والسامية‪ .‬وحتى اآلن ‪ ،‬يُظهر اليهود رق ًما لهذه‬
‫الصفقة عندما يرسمون عتباتهم بدم حمل‪ .‬ألنه عندما كان هللا على وشك أن يضرب المصريين ‪،‬‬
‫ليحمي العبرانيين من ذلك األذى ‪ ،‬أمرهم أن يذبحوا خروفًا أبيض بال بقعة ‪ ،‬وأن يضعوا على‬
‫عتباتهم عالمة من دمه‪ .‬وهكذا ‪ ،‬عندما هلك بكر المصريين في ليلة واحدة ‪ ،‬خلص العبرانيون‬
‫وحدهم بعالمة الدم‪ :‬ليس أن دم الخروف كان له نفس الفعالية في سالمة الناس ‪ ،‬كوخ‪ .‬كانت صورة‬
‫لألشياء القادمة‪ .‬ألن المسيح كان الحمل األبيض بال دنس‪ .‬أي أنه كان بريًئا وعادالً ومقدسًا ‪ ،‬الذي‬
‫قتل من قبل نفس اليهود ‪ ،‬فهو خالص كل الذين كتبوا على جباههم عالمة الدم ‪ -‬أي الصليب الذي‬
‫سفك عليه‪ .‬دمه‪  .‬ألن الجبين هو أعلى العتبة عند اإلنسان ‪ ،‬والخشب الملطخ بالدم هو شعار‬
‫الصليب‪ .‬أخيرًا ‪ ،‬يُطلق على ذبح الحمل من قبل أولئك األشخاص الذين يؤدونه اسم عيد الفصح ‪ ،‬من‬
‫كلمة "باشين" ‪ ،‬ألنه يمثل شخصية اآلالم ‪ ،‬التي كان هللا يعلمها مسبقًا بالمستقبل ‪ ،‬والذي سلمه موسى‬
‫ليحتفل به‪ .‬شعبه‪ .‬لكن في ذلك الوقت كان الشكل فعاالً في الوقت الحاضر لتفادي الخطر ‪ ،‬لدرجة أنه‬
‫قد يظهر مدى الفعالية الكبيرة التي ستحققها الحقيقة نفسها لحماية شعب هللا في الضرورة القصوى‪H‬‬
‫للعالم كله‪  .‬لكن بأي طريقة أو في أي منطقة سيكون الجميع آمنين الذين وضعوا عالمة على الجزء‬
‫العلوي من أجسادهم عالمة الدم الحقيقي‪ H‬واإللهي ‪ ،‬سأعرضها في الكتاب األخير‪ .‬والخشب الممزوج‬
‫بالدم هو شعار الصليب‪ .‬أخيرًا ‪ ،‬يُطلق على ذبح الحمل من قبل أولئك األشخاص الذين يؤدونه اسم‬
‫عيد الفصح ‪ ،‬من كلمة "باشين" ‪ ،‬ألنه يمثل شخصية اآلالم ‪ ،‬التي كان هللا يعلمها مسبقًا بالمستقبل ‪،‬‬
‫والذي سلمه موسى ليحتفل به‪ .‬شعبه‪ .‬لكن في ذلك الوقت كان الشكل فعاالً في الوقت الحاضر لتفادي‬
‫الخطر ‪ ،‬لدرجة أنه قد يظهر مدى الفعالية الكبيرة التي ستحققها الحقيقة نفسها لحماية شعب هللا في‬
‫الضرورة القصوى للعالم كله‪ .‬لكن بأي طريقة أو في أي منطقة سيكون الجميع آمنين الذين وضعوا‬
‫عالمة على الجزء العلوي من أجسادهم عالمة الدم الحقيقي‪ H‬واإللهي ‪ ،‬سأعرضها في الكتاب‬
‫األخير‪ .‬والخشب الممزوج بالدم هو شعار الصليب‪ .‬أخيرًا ‪ ،‬يُطلق على ذبح الحمل من قبل أولئك‬
‫األشخاص الذين يؤدونه اسم عيد الفصح ‪ ،‬من كلمة "باشين" ‪ ،‬ألنه يمثل شخصية اآلالم ‪ ،‬التي كان‬
‫هللا يعلمها مسبقًا بالمستقبل ‪ ،‬والذي سلمه موسى ليحتفل به‪ .‬شعبه‪ .‬لكن في ذلك الوقت كان الشكل‬
‫فعاالً في الوقت الحاضر لتفادي الخطر ‪ ،‬لدرجة أنه قد يظهر مدى الفعالية الكبيرة التي ستحققها‬
‫الحقيقة نفسها لحماية شعب هللا في الضرورة القصوى للعالم كله‪ .‬لكن بأي طريقة أو في أي منطقة‬
‫سيكون الجميع آمنين الذين وضعوا عالمة على الجزء العلوي من أجسادهم عالمة الدم الحقيقي‬
‫ألنها شخصية من اآلالم ‪ ،‬التي ‪ "paschein" ،‬واإللهي ‪ ،‬سأعرضها في الكتاب األخير‪ .‬من كلمة‬
‫أعطاها هللا موسى ليحتفل به شعبه ‪ ،‬بعد أن علمه مسبقًا بالمستقبل‪ .‬لكن في ذلك الوقت كان الشكل‬
‫فعاالً في الوقت الحاضر لتفادي الخطر ‪ ،‬لدرجة أنه قد يظهر مدى الفعالية الكبيرة التي ستحققها‬
‫الحقيقة نفسها لحماية شعب هللا في الضرورة القصوى للعالم كله‪ .‬لكن بأي طريقة أو في أي منطقة‬
‫سيكون الجميع آمنين الذين وضعوا عالمة على الجزء العلوي من أجسادهم عالمة الدم الحقيقي‬
‫ألنها شخصية من اآلالم ‪ ،‬التي ‪ "paschein" ،‬واإللهي ‪ ،‬سأعرضها في الكتاب األخير‪ .‬من كلمة‬
‫أعطاها هللا موسى ليحتفل به شعبه ‪ ،‬بعد أن علمه مسبقًا بالمستقبل‪ .‬لكن في ذلك الوقت كان الشكل‬
‫فعاالً في الوقت الحاضر لتفادي الخطر ‪ ،‬لدرجة أنه قد يظهر مدى الفعالية الكبيرة التي ستحققها‬
‫الحقيقة نفسها لحماية شعب هللا في الضرورة القصوى للعالم كله‪ .‬لكن بأي طريقة أو في أي منطقة‬
‫سيكون الجميع آمنين الذين وضعوا عالمة على الجزء العلوي من أجسادهم عالمة الدم الحقيقي‬
‫واإللهي ‪ ،‬سأعرضها في الكتاب األخير‪ .‬قد يبدو مدى الفعالية الكبيرة التي ستتمتع بها الحقيقة نفسها‬
‫لحماية شعب هللا في الضرورة القصوى‪ H‬للعالم بأسره‪ .‬لكن بأي طريقة أو في أي منطقة سيكون‬
‫الجميع آمنين الذين وضعوا عالمة على الجزء العلوي من أجسادهم عالمة الدم الحقيقي‪ H‬واإللهي ‪،‬‬
‫سأعرضها في الكتاب األخير‪  .‬قد يبدو مدى الفعالية الكبيرة التي ستتمتع بها الحقيقة نفسها لحماية‬
‫شعب هللا في الضرورة القصوى‪ H‬للعالم بأسره‪ .‬لكن بأي طريقة أو في أي منطقة سيكون الجميع آمنين‬
‫الذين وضعوا عالمة على الجزء العلوي من أجسادهم عالمة الدم الحقيقي‪ H‬واإللهي‪ ، H‬سأعرضها في‬
‫‪.‬الكتاب األخير‬

‫‪.‬السابع والعشرون‪ .‬من العجائب التي أحدثتها قوة الصليب والشياطين‬

‫في الوقت الحاضر يكفي إظهار الفعالية الكبيرة التي تتمتع بها هذه العالمة‪ .‬ما مدى رعب هذه اآلية‬
‫على األرواح الشريرة ‪ ،‬سيعرف من سيرى كيف يهربون من األجساد التي حاصروها عندما يحلفهم‬
‫المسيح‪  .‬ألنه كما هو نفسه ‪ ،‬عندما كان يعيش بين الناس ‪ ،‬حد من هزيمة كل الشياطين بكلمته ‪،‬‬
‫وأعاد إلى حواسهم السابقة عقول الرجال الذين كانوا متحمسين ومجنونين بهجماتهم المروعة ؛‪ ‬لذا‬
‫فإن أتباعه اآلن ‪ ،‬باسم سيدهم ‪ ،‬وبعالمة آالمه ‪ ،‬يطردون نفس األرواح الملوثة من البشر‪ .‬وليس من‬
‫الصعب إثبات ذلك‪ .‬ألنهم عندما يضحون آللهتهم ‪ ،‬إذا وقف أي شخص يحمل جبهًا ممي ًزا ‪ ،‬فإن‬
‫‪.‬التضحيات ليست مواتية بأي حال من األحوال‬

‫‪".‬وال يمكن للعراف ‪ ،‬عند استشارته ‪ ،‬أن يعطي إجابات"‬


‫وكثيرا ما كان هذا سبب معاقبة الملوك األشرار‪ .‬ألنه عندما وقف بعض أتباعهم الذين كانوا من ديننا‬
‫إلى جانب أسيادهم وهم يضحون ‪ ،‬ووضعوا‪ H‬عالمة على جباههم ‪ ،‬تسببوا في هروب آلهة أسيادهم ‪،‬‬
‫حتى ال يتمكنوا من مراقبة األحداث المستقبلية في أحشاء الضحايا‪ .‬وعندما فهم العرافون هذا ‪،‬‬
‫بتحريض من نفس الشياطين الذين ضحوا من أجلهم ‪ ،‬يشتكون من وجود رجال دنس في الذبائح ‪،‬‬
‫دفعوا أمرائهم إلى الجنون ‪ ،‬حتى هاجموا معبد اإلله ‪ ،‬وألوثوا أنفسهم‪ .‬عن طريق تدنيس المقدسات‬
‫الحقيقي ‪ ،‬والذي تم تكفيره بأقسى العقوبات من جانب مضطهديهم‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬ال يستطيع المكفوفون‬
‫أن يفهموا حتى من هذا أن هذا هو الدين الصحيح ‪ ،‬الذي يحتوي على مثل هذه القوة العظيمة‬
‫للتغلب ‪ ،‬أو تلك الزائفة ‪ ،‬التي ال تستطيع الصمود أو الدخول في االشتباك‪ .‬لكنهم يقولون إن اآللهة‬
‫تفعل ذلك ليس بالخوف بل بالكراهية‪ .‬كما لو كان من الممكن ألي شخص أن يكره غيره ‪ ،‬إال إذا كان‬
‫هو من يجرح أو يكون لديه قوة الجرح‪ .‬نعم ‪ ،‬حقًا ‪ ،‬سيكون من المتسق مع جاللتهم زيارة أولئك‬
‫الذين كرهوا بالعقاب الفوري ‪ ،‬بدالً من الفرار منهم‪ .‬لكن بما أنهم ال يستطيعون االقتراب من أولئك‬
‫الذين يرون فيهم العالمة السماوية ‪ ،‬أو جرح أولئك الذين تحميهم العالمة الخالدة كجدار منيع ‪ ،‬فإنهم‬
‫يضايقونهم من قبل الرجال ‪ ،‬ويضطهدونهم على أيدي اآلخرين‪ :‬وإذا اعترفوا بوجودهم‪ .‬من هؤالء‬
‫الشياطين تغلبنا عليها‪ .‬ألن هذا يجب أن يكون بالضرورة الدين الصحيح ‪ ،‬الذي يفهم طبيعة الشياطين‬
‫‪ ،‬ويفهم دقة هذه الشياطين ‪ ،‬ويجبرهم ‪ ،‬المهزومين والمخضعين ‪ ،‬على االنصياع لنفسه‪ .‬إذا أنكروا‬
‫ذلك ‪ ،‬فسوف تدحضهم شهادات الشعراء والفالسفة‪ .‬ولكن إذا لم ينكروا وجود الشياطين‬
‫وضرورهم ‪ ،‬فماذا يبقى إال أنهم يؤكدون أن هناك فرقًا بين اآللهة والشياطين؟‪ ‬فليشرح لنا إذن الفرق‬
‫بين النوعين ‪ ،‬حتى نعرف ما يجب أن نعبد وما يجب أن يتم إعدامه‪ .‬ما إذا كان لديهم أي اتفاق‬
‫متبادل ‪ ،‬أو يعارضون حقًا أحدهما اآلخر‪ .‬إذا كانوا متحدين ببعض الضرورة ‪ ،‬فكيف نتميز‬
‫بينهم؟‪ ‬او كيف نوحد الكرامة والعبادة من كل نوع؟‪ ‬من ناحية أخرى ‪ ،‬إذا كانوا أعداء ‪ ،‬فكيف ال‬
‫تخاف الشياطين اآللهة ‪ ،‬أو أن اآللهة ال تستطيع أن تهزم الشياطين؟‪ ‬هوذا شخص ما متحمسًا بدافع‬
‫الشيطان قد خرج عن رشده ‪ ،‬أيها الهذيان ‪ ،‬مجنون‪ :‬دعونا نقوده إلى هيكل المشتري العظيم‬
‫والقوي ؛‪ ‬أو ألن كوكب المشتري ال يعرف كيف يعالج الرجال ‪ ،‬في ممر إسكوالبيوس أو‬
‫أبولو‪  .‬فليأمر كاهن أي منهما ‪ ،‬باسم إلهه ‪ ،‬الروح الشرير أن يخرج من اإلنسان ‪ ،‬فال يمكن أن يحدث‬
‫هذا بأي حال من األحوال‪ .‬ما هي إذن قوة اآللهة ‪ ،‬إذا لم تكن الشياطين خاضعة لسيطرتهم؟‪ ‬ولكن ‪،‬‬
‫في الحقيقة ‪ ،‬نفس الشياطين ‪ ،‬عندما يحلفون باسم اإلله الحقيقي ‪ ،‬يهربون على الفور‪ .‬ما هو السبب‬
‫الذي يجعلهم يخافون المسيح ‪ ،‬لكن ال يخافون المشتري ‪ ،‬إال إذا كان أولئك الذين يعتبرهم الجموع‬
‫ضا شياطين؟‪ ‬أخي ًر ا ‪ ،‬إذا كان ينبغي أن يوضع في الوسط شخص يعاني بشكل واضح من‬ ‫آلهة هم أي ً‬
‫هجوم شيطان ‪ ،‬وكاهن دلفيان أبولو سيخافون بنفس الطريقة من اسم هللا‪ .‬وسيرحل أبولو عن كاهنه‬
‫بسرعة مثل روح الشيطان من الرجل ؛‪ ‬وإلهه يهزم ويهزم الكاهن سيبقى صامتًا إلى األبد‪ .‬لذلك فإن‬
‫الشياطين الذين يعترفون بأنهم موضع إعدام هم نفس اآللهة الذين يقدمون لهم الدعاء‪ .‬إذا تخيلوا أننا‬
‫ال نستحق اإليمان ‪ ،‬فدعهم يصدقون هوميروس ‪ ،‬الذي ربط كوكب المشتري األعلى‬
‫ض ا الشعراء والفالسفة اآلخرون ‪ ،‬الذين يتحدثون عن نفس الكائنات في وقت ما على‬ ‫بالشياطين ؛‪ ‬وأي ً‬
‫أنهم شياطين ‪ ،‬وفي وقت آخر يتحدثون عن آلهة ‪ -‬من بينهم أحدهم صحيح واآلخر خاطئ‪ .‬بالنسبة‬
‫ألولئك األرواح الشريرة ‪ ،‬عندما يحلفون ‪ ،‬اعترفوا بأنهم شياطين ؛‪ ‬عندما يعبدون ‪ ،‬ثم يقولون كذبا‬
‫أنهم آلهة ؛‪ ‬لكي يقودوا الناس إلى األخطاء ‪ ،‬ويبتعدوا عن معرفة اإلله الحقيقي‪ ، H‬الذي به وحده يمكن‬
‫الهروب من الموت األبدي‪  .‬هم نفسهم الذين ‪ ،‬من أجل اإلطاحة باإلنسان ‪ ،‬أسسوا ألنفسهم أنظمة‬
‫عبادة مختلفة من خالل مناطق مختلفة ‪ ،‬لكنهم قد يخدعون تحت أسماء مزيفة ومفترضة‪ .‬ألنهم لم‬
‫يتمكنوا وحدهم من التطلع إلى األلوهية ‪ ،‬فقد أخذوا ألنفسهم أسماء ملوك أقوياء ‪ ،‬قد يدعون تحت‬
‫ألقابهم ألنفسهم األوسمة اإللهية ؛‪ ‬أي خطأ يمكن تبديده وإبرازه إلى ضوء الحقيقة‪ .‬ألنه إذا رغب أي‬
‫شخص في مزيد من االستفسار في األمر ‪ ،‬فليتج ّمع أولئك الذين يتمتعون بالمهارة في استدعاء‬
‫األرواح من بين األموات‪ .‬دعهم ينادون كوكب المشتري ‪ ،‬ونبتون ‪ ،‬وفولكان ‪ ،‬وميركوري‪، H‬‬
‫وأبولو ‪ ،‬وساتورنوس والد الجميع‪ .‬سيجيب الجميع من المناطق الدنيا ؛‪ ‬وعند استجوابهم يتكلمون‬
‫ويعترفون باحترام أنفسهم وهللا‪ .‬بعد هذه األمور دعوهم المسيح‪ .‬لن يكون حاضرا ولن يظهر ألنه لم‬
‫يكن أكثر من يومين في المناطق السفلى‪ .‬ما الدليل الذي يمكن تقديمه أكثر تأكيدًا من هذا؟‪ ‬ليس لدي‬
‫وصل إلى الحقيقة من خالل بعض األدلة من هذا النوع ‪ ،‬والتي تحدثت ‪ Trismegistus‬شك في أن‬
‫عن أشياء كثيرة تحترم هللا االبن والتي تتضمنها األسرار اإللهية‪ .‬ما الدليل الذي يمكن تقديمه أكثر‬
‫وصل إلى الحقيقة من خالل بعض األدلة من ‪ Trismegistus‬تأكيدًا من هذا؟‪ ‬ليس لدي شك في أن‬
‫هذا النوع ‪ ،‬والتي تحدثت عن أشياء كثيرة تحترم هللا االبن والتي تتضمنها األسرار اإللهية‪ .‬ما الدليل‬
‫وصل إلى الحقيقة من ‪ Trismegistus‬الذي يمكن تقديمه أكثر تأكيدًا من هذا؟‪ ‬ليس لدي شك في أن‬
‫خالل بعض األدلة من هذا النوع ‪ ،‬والتي تحدثت عن أشياء كثيرة تحترم هللا االبن والتي تتضمنها‬
‫‪.‬األسرار اإللهية‬

‫‪.‬الثامن والعشرون‪ .‬من الرجاء والدين الحقيقي ‪ ،‬والتضليل‬

‫وبما أن هذه األشياء كذلك ‪ ،‬كما أوضحنا ‪ ،‬فمن الواضح أنه ال يوجد أمل آخر في الحياة أمام اإلنسان‬
‫‪ ،‬باستثناء أنه يجب أن يعرف هللا ويخدم هللا ‪ ،‬بغض النظر عن األباطيل والخطأ البائس‪ .‬إال أن يتخلى‬
‫عن هذه الحياة المؤقتة ‪ ،‬ويتدرب على مبادئ الصالح لتربية الدين الصحيح‪ .‬ألننا ُخلقنا على هذا‬
‫الشرط ‪ ،‬أن نوفر الطاعة العادلة والواجبة هلل الذي خلقنا ‪ ،‬وأن نعرفه ونتبعه وحده‪ .‬نحن مقيدون باهلل‬
‫ومربوطون به من خالل سلسلة التقوى هذه‪ .‬من التي أخذ الدين نفسه اسمه ‪ ،‬ليس كما أوضحه‬
‫شيشرون ‪ ،‬من التجمع بعناية ‪ ،‬ألنه يتحدث في كتابه الثاني عن احترام طبيعة اآللهة‪" :‬ألنه ليس‬
‫ضا ‪ ،‬فصلوا الخرافات عن الدين‪ .‬ألن الذين قضوا أيا ًما كاملة في‬ ‫الفالسفة فقط ‪ ،‬بل أسالفنا أي ً‬
‫الصلوات والذبائح ‪ ،‬أن أطفالهم قد ينجو منهم ‪ ،‬دعوا بالخرافات‪ .‬لكن أولئك الذين تعاملوا مرة أخرى‬
‫‪ ،‬وحيث أنه تم جمع كل األشياء المتعلقة بعبادة اآللهة بعناية ‪ ،‬فقد دُعي متدينون من التجمع بعناية ‪،‬‬
‫كما كان البعض يُدعى أنيقًا من االختيار ‪ ،‬ومجتهدًا في االختيار بعناية وذكيًا من الفهم‪ .‬ألنه في كل‬
‫هذه الكلمات هناك نفس المعنى للتجمع الموجود في كلمة ديني‪ :‬وهكذا حدث ‪ ،‬أنه في األسماء‬
‫الخرافية والدينية ‪ ،‬يتعلق أحدهما بالخطأ ‪ ،‬واآلخر ينتمي إلى المديح‪" .‬كيف هذا التفسير ال معنى له ‪،‬‬
‫وقد نعرف من األمر نفسه ‪ ،‬ألنه إذا كان الدين والخرافات يشتركان في عبادة نفس اآللهة ‪ ،‬فال فرق‬
‫بينهما أو باألحرى ال يوجد فرق بينهما‪ .‬ألي سبب يدعي لماذا يجب أن يعتقد أن الصالة مرة واحدة‬
‫من أجل صحة األبناء هي جزء من رجل متدين ‪ ،‬لكن فعل نفس الشيء عشر مرات هو جزء من‬
‫رجل مؤمن بالخرافات؟‪ ‬ألنه إذا كان من األفضل أن تصلي مرة واحدة ‪ ،‬فكم بالحري أكثر من تكرار‬
‫الصالة!‪  ‬إذا كان من الجيد القيام بذلك في الساعة األولى ‪ ،‬فمن الجيد القيام بذلك طوال اليوم‪ .‬إذا جعل‬
‫أحد الضحايا اإلله مؤاتًا ‪ ،‬فمن الواضح أن العديد من الضحايا يجب أن يجعلوه أكثر مالءمة ‪ ،‬ألن‬
‫الخدمات المضاعفة تلزم اإلله بدالً من اإلساءة‪ .‬ألن هؤالء الخدم ال يظهرون لنا مكروهين ‪ ،‬وهم‬
‫مجتهدون ودائمون في حضورهم ‪ ،‬بل أكثر حبًا‪ .‬لماذا ‪ ،‬إذن ‪ ،‬يجب أن يكون مخطًئا ‪ ،‬ويتلقى اس ًما‬
‫يتضمن اللوم ‪ ،‬إما أن يحب أطفاله أكثر ‪ ،‬أو يكرم اآللهة بما فيه الكفاية ؛‪ ‬وهو ‪ ،‬على العكس من ذلك‬
‫‪ ،‬يستحق الثناء ‪ ،‬من يحبهم اقل؟‪ ‬وهذه الحجة لها وزنها أيضا من العكس‪ .‬ألنه إذا كان من الخطأ‬
‫الصالة والتضحية في أيام كاملة ‪ ،‬فمن الخطأ فعل ذلك مرة واحدة‪ .‬إذا كان من الخطأ في كثير من‬
‫ضا مؤمن بالخرافات ويتصور هذه الرغبة نادرًا‪ .‬أو‬ ‫األحيان الرغبة في الحفاظ على أطفالنا ‪ ،‬فهو أي ً‬
‫ً‬
‫لماذا يُشتق اسم الذنب من ذلك الذي ال يمكن أن نتمنى منه شيًئا أكثر شرفا وال أكثر عدالً؟‪ ‬ألنه فيما‬
‫يتعلق بقوله ‪ ،‬فإن الذين يأخذون في أيديهم مرة أخرى األمور المتعلقة بعبادة اآللهة يُدعون متدينين‬
‫من اجتماعهم بعناية ؛‪ ‬فكيف إذن ‪ ،‬الذين يفعلون ذلك غالبًا في يوم واحد يفقدون اسم رجال الدين ‪،‬‬
‫عندما يكون واض ًحا من مجهودهم الشديد أنهم يجتهدون في جمع األشياء التي تعبد بها اآللهة؟‪ ‬ماذا‬
‫بعد‪ ،‬فعال؟‪ ‬إن الدين حقًا هو تنمية الحقيقة ‪ ،‬ولكنه خرافة لما هو باطل‪ .‬ويحدث الفارق الكامل بين ما‬
‫تعبده ‪ ،‬وليس طريقة عبادتك ‪ ،‬أو ما تقدمه من صالة‪ .‬لكن ألن عابدي اآللهة يتخيلون أنفسهم متدينين‬
‫‪ ،‬رغم أنهم يؤمنون بالخرافات ‪ ،‬فهم ال يستطيعون التمييز بين الدين والخرافة وال التعبير عن معنى‬
‫األسماء‪  .‬قلنا أن اسم الدين مشتق من رباط التقوى ‪ ،‬ألن هللا قد قيد اإلنسان بنفسه ‪ ،‬وأوثقه‬
‫بالتقوى‪ .‬ألننا يجب أن نخدمه سيدًا ونطيعه كأب‪ .‬وبالتالي أوضح لوكريتيوس هذا االسم بشكل أفضل‬
‫‪ ،‬حيث قال إنه يفك عقدة الخرافات‪ .‬لكنهم يوصفون بالخرافات ‪ ،‬وليس من يتمنى أن يعيش أطفالهم ‪،‬‬
‫ألننا جميعًا نتمنى ذلك ؛‪ ‬ولكن إما أولئك الذين يبجلون ذكرى الموتى الباقية ‪ ،‬أو أولئك الذين ظلوا‬
‫على قيد الحياة من والديهم ‪ ،‬فقد تبجلوا صورهم في منازلهم على أنها آلهة منزلية‪ .‬بالنسبة ألولئك‬
‫الذين اتخذوا ألنفسهم طقوسًا جديدة ‪ ،‬لكي يك ّرموا الموتى كآلهة ‪ ،‬من المفترض أن يؤخذوا من الناس‬
‫وينالوا إلى السماء ‪ ،‬فقد أطلقوا على الخرافات‪ .‬لكن أولئك الذين يعبدون العامة واآللهة القديمة‬
‫‪: -‬يسمونهم متدينين‪ .‬منها يقول‪ H‬فيرجيل‬

‫‪".‬الخرافات عبثا ‪ ،‬والجهل اآللهة القديمة"‬

‫ضا بنفس الطريقة بعد موتهم ‪ ،‬فإنهم مؤمنون‬


‫ولكن بما أننا نجد أن اآللهة القديمة قد كرست أي ً‬
‫بالخرافات الذين يعبدون آلهة كاذبة كثيرة‪ .‬من ناحية أخرى ‪ ،‬نحن متدينون نتضرع إلى هللا الواحد‬
‫‪.‬الحقيقي‬

‫‪.‬التاسع والعشرون‪ .‬للدين المسيحي واتحاد يسوع مع األب‬

‫ربما يسأل البعض كيف ‪ ،‬عندما نقول إننا نعبد إلهًا واحدًا فقط ‪ ،‬فإننا مع ذلك نؤكد أن هناك اثنين ‪،‬‬
‫هللا اآلب وهللا االبن‪ :‬وهذا التأكيد دفع الكثيرين إلى الخطأ األكبر‪ .‬ألنهم عندما تبدو لهم األشياء التي‬
‫نقولها محتملة ‪ ،‬فإنهم يعتبرون أننا فشلنا في هذه النقطة وحدها ‪ ،‬وأننا نعترف بوجود إله آخر ‪ ،‬وأنه‬
‫فاني‪ .‬لقد تحدثنا بالفعل عن موته‪ :‬فلنعلم اآلن عن وحدته‪ .‬عندما نتحدث عن هللا اآلب وهللا االبن ‪،‬‬
‫فإننا ال نتحدث عنهما على أنهما مختلفان ‪ ،‬وال نفصل بين كل منهما‪ :‬ألن اآلب ال يمكن أن يوجد‬
‫بدون االبن ‪ ،‬وال يمكن فصل االبن عن اآلب ‪ ،‬منذ اسم ال يمكن أن يُعطى اآلب بدون االبن ‪ ،‬وال‬
‫يمكن أن يولد االبن بدون اآلب‪ .‬إ ًذا ‪ ،‬بما أن اآلب يجعل االبن واالبن اآلب ‪ ،‬كالهما لهما عقل واحد‬
‫وروح واحد وجوهر واحد‪ .‬لكن األول كما لو كان ينبوعًا فاض ًحا ‪ ،‬واآلخر كجدول يتدفق منه‪ :‬األول‬
‫كالشمس ‪ ،‬واألخير كان شعاعًا ممتدًا من الشمس‪ .‬وبما أنه أمين لآلب العلي ومحبوب له ‪ ،‬فإنه ال‬
‫ينفصل عنه ؛‪ ‬كما ال ينفصل التيار عن الينبوع‪ .‬وال شعاع الشمس‪ .‬الن ماء الينبوع في النهر ونور‬
‫الشمس في الشعاع‪.‬كما ال ينفصل الصوت عن الفم وال القوة وال اليد عن الجسد‪ .‬لذلك عندما تحدث‬
‫ضا على أنه يد هللا وقوته وكلمته ‪ ،‬فمن الواضح أنه ال يوجد فصل‪ .‬الن اللسان الذي‬ ‫عنه األنبياء أي ً‬
‫هو خادم الكالم واليد الذي فيه القوة جزءان ال ينفصالن من الجسد‪ .‬قد نستخدم مثااًل أكثر ارتباطًا‬
‫بنا‪  .‬عندما يكون ألي شخص ابن يحبه بشكل خاص ‪ ،‬وال يزال في المنزل ‪ ،‬وفي سلطة والده ‪ ،‬على‬
‫الرغم من تنازله عن اسم وقوة سيده ‪ ،‬إال أنه بموجب القانون المدني ‪ ،‬يكون المنزل واحدًا ‪ ،‬و‬
‫شخص واحد يسمى السيد‪ .‬لذلك هذا العالم هو بيت هللا الواحد‪ .‬واالبن واآلب اللذان يسكنان العالم‬
‫باإلجماع هما إله واحد ‪ ،‬ألن الواحد كاثنان ‪ ،‬واالثنان كواحد‪ .‬وليس هذا عجيبًا ‪ ،‬ألن االبن في‬
‫اآلب ‪ ،‬ألن اآلب يحب االبن ‪ ،‬واآلب في االبن‪ .‬ألنه يطيع إرادة اآلب بأمانة ‪ ،‬ولم يفعل ولم يفعل‬
‫شيًئا سوى ما شاء أو أمر به اآلب‪ .‬أخي ًرا ‪ ،‬أن اآلب واالبن ليسوا سوى إله واحد ‪ ،‬أوضح إشعياء في‬
‫ذلك المقطع الذي قدمناه من قبل ‪ ،‬عندما قال‪ " :‬يسجدون إليك ويتضرعون إليك ‪ ،‬ألن هللا فيك وليس‬
‫ضا يتحدث عن نفس المعنى في مكان آخر‪ ":‬هكذا قال هللا ملك إسرائيل ‪،‬‬ ‫إله آخر سواك‪" .‬وهو أي ً‬
‫وفاديه االله االبدي‪ .‬أنا األول وأنا األخير‪ .‬وال يوجد إله بجواري‪" .‬عندما قدم شخصين ‪ ،‬أحدهما من‬
‫هللا الملك ‪ ،‬أي المسيح ‪ ،‬واآلخر من هللا اآلب ‪ ،‬الذي بعد آالمه أقامه من بين األموات ‪ ،‬كما قلنا‪ .‬الذي‬
‫أظهره هوشع النبي ‪ ،‬الذي قال‪" :‬سأفديه من قوة القبر‪ ":‬ومع ذلك ‪ ،‬فيما يتعلق بكل شخص ‪ ،‬قدم‬
‫الكلمات ‪" ،‬وال يوجد إله بجواري" ‪ ،‬في حين أنه ربما قال "بجانبنا؛"‪ ‬ولكن لم يكن من الصواب أن‬
‫يتم الفصل بين هذه العالقة الوثيقة باستخدام عدد الجمع‪ .‬ألنه يوجد إله واحد وحده ‪ ،‬حر ‪ ،‬أعظم ‪ ،‬بال‬
‫أصل ؛‪ ‬ألنه هو نفسه أصل كل األشياء ‪ ،‬وفيه تم احتواء كل من االبن وكل األشياء‪ .‬لذلك ‪ ،‬بما أن‬
‫عقل وإرادة أحدهما في اآلخر ‪ ،‬أو باألحرى ‪ ،‬بما أن هناك واحدًا في كليهما ‪ ،‬فإن كالهما يُدعى بحق‬
‫إلهًا واحدًا ؛‪ ‬الن كل ما في اآلب يجري على االبن وكل ما في االبن ينزل من اآلب‪ .‬لذلك ال يمكن أن‬
‫يُعبد هللا األسمى الذي ال مثيل له إال من خالل االبن‪ .‬من يظن أنه يعبد اآلب وحده ألنه ال يعبد االبن‬
‫فال يعبد حتى اآلب‪ .‬واما من قبل االبن وحمل اسمه فانه حقا مع االبن يعبد اآلب ايضا‪ .‬ألن االبن هو‬
‫السفير والرسول وكاهن اآلب العلي‪ .‬هو باب الهيكل األعظم ‪ ،‬طريق النور ‪ ،‬المرشد إلى الخالص ‪،‬‬
‫‪.‬باب الحياة‬

‫‪.‬من تجنب الهريس والتشطيبات ‪ ،‬وما هي الكنيسة الكاثوليكية الحقيقية الوحيدة‪XXX. ‬‬

‫ولكن نظ ًر ا لوجود العديد من البدع ‪ ،‬وانقسام شعب هللا إلى انقسامات بتحريض من الشياطين ‪ ،‬يجب‬
‫أن نح ّد د الحقيقة لفترة وجيزة ‪ ،‬وأن نضعها في مسكنها الخاص ‪ ،‬بحيث إذا رغب أحد في ذلك‪.‬‬
‫يجتذب ماء الحياة ‪ ،‬قد ال يتحمله اآلبار المكسورة التي ال تحتوي على ماء ‪ ،‬ولكن قد يعرف ينبوع‬
‫هللا الغزير ‪ ،‬الذي يسقي من خالله يتمتع بنور دائم‪ .‬قبل كل شيء ‪ ،‬من الالئق أن نعلم أنه هو نفسه‬
‫وسفراءه تنبأوا بضرورة وجود طوائف وهرطقات عديدة ‪ ،‬من شأنها أن تكسر وحدة الجسد‬
‫المقدس‪  .‬وأنهم حثونا على أن نكون على أهبة االستعداد بأكبر قدر من الحذر ‪ ،‬لئال نقع في أي وقت‬
‫في أفخاخ وخداع خصمنا الذي شاء هللا أن نكافحه‪ .‬ثم أعطانا أوامر مؤكدة ‪ ،‬والتي يجب أن نعتز بها‬
‫في أذهاننا دائ ًما ؛‪  ‬بالنسبة للكثيرين ‪ ،‬نسيانهم ‪ ،‬وترك الطريق السماوي ‪ ،‬قد صنعوا ألنفسهم طرقًا‬
‫ملتوية وسط اللفات والمنحدرات ‪ ،‬والتي قد تقودهم بعيدًا الجزء الغامض والبسيط من الناس إلى‬
‫ظالم الموت‪ :‬سأشرح‪ :‬كيف حدث هذا ‪ .‬كان هناك بعض من ديننا كان إيمانه أقل رسو ًخا ‪ ،‬أو أقل‬
‫عل ًما أو أقل حذ ًرا ‪ ،‬ممن شقوا الوحدة وقسموا الكنيسة‪ .‬لكن أولئك الذين تزعزع إيمانهم ‪ ،‬عندما‬
‫تظاهروا بأنهم يعرفون هللا ويعبدونه بهدف زيادة ثروتهم وشرفهم ‪ ،‬كانوا يتطلعون إلى أعلى قوة‬
‫كنسية ؛‪ ‬وعندما يتغلب عليه اآلخرون أكثر قوة ‪ ،‬فضلوا االنفصال‪ H‬عن مؤيديهم ‪ ،‬على تحمل أولئك‬
‫الذين تم تعيينهم عليهم ‪ ،‬والذين أرادوا أنفسهم قبل أن يتم تعيينهم‪ .‬لكن البعض ‪ ،‬الذين لم يتلقوا تعليما ً‬
‫كافيا ً في التعلم السماوي ‪ ،‬عندما لم يتمكنوا من الرد على متهمي الحق ‪ ،‬الذين اعترضوا على أنه من‬
‫المستحيل أو غير المتسق أن يُحبس هللا في رحم امرأة ‪ ،‬وأن جاللة الملك ال يمكن اختزال الجنة إلى‬
‫ضعف بحيث تصبح موضوع‪ H‬ازدراء وسخرية ‪ ،‬عتابًا واستهزا ًءا بالناس ؛‪ ‬أخي ًرا ‪ ،‬حتى يتح ّمل‬
‫العذاب ويلصق على الصليب الملعون ؛‪ ‬وحين استطاعوا الدفاع عن كل هذه األشياء ودحضها ال‬
‫بالموهبة وال بالتعلم ‪ ،‬ألنهم لم يدركوا قوتها ومعناها بدقة ‪ ،‬فقد انحرفوا عن الطريق الصحيح ‪،‬‬
‫وأفسدوا الكتابات المقدسة ‪ ،‬حتى وضعوا ألنفسهم عقيدة جديدة‪ .‬بدون أي جذر واستقرار‪ .‬لكن‬
‫البعض يغريهم نبوة األنبياء الكذبة ‪ ،‬فيما يتعلق بمن تنبأ به األنبياء الحقيقيون وهو نفسه ‪ ،‬فقد ابتعدوا‬
‫عن معرفة هللا وتركوا التقليد الصحيح‪ .‬لكن كل هؤالء ‪ ،‬الذين وقعوا في شرك خدع الشياطين ‪،‬‬
‫والتي كان يجب عليهم توقعها وحراستها ‪ ،‬بسبب إهمالهم فقدوا اسم هللا وعبادته‪ .‬فعندما يُطلق عليهم‬
‫اسم الفريجيين ‪ ،‬أو النوفاريين ‪ ،‬أو الفالنتينيين ‪ ،‬أو المرقيونيين ‪ ،‬أو األنثروبيين ‪ ،‬أو األريوسيين ‪،‬‬
‫أو بأي اسم آخر ‪ ،‬فإنهم لم يعودوا مسيحيين ‪ ،‬وفقدوا اسم المسيح ‪ ،‬واتخذوا أسماء بشرية‬
‫وخارجية‪  .‬لذلك فإن الكنيسة الكاثوليكية وحدها هي التي تحتفظ بالعبادة الحقة‪ .‬هذا هو ينبوع الحق‪.‬‬
‫هذا هو دار االيمان‪ .‬هذا هو هيكل هللا‪ .‬التي إن لم يدخلها أحد ‪ ،‬أو التي يخرج منها أحد ‪ ،‬فهو مغترب‬
‫عن رجاء الحياة والخالص األبدي‪ .‬ال أحد يجب أن يملق نفسه بالصراع المستمر‪ .‬ألن الصراع هو‬
‫احترام الحياة والخالص ‪ ،‬والتي ‪ ،‬ما لم يتم االحتفاظ بها بعناية وجدية ‪ ،‬سوف تضيع‬
‫وتنطفئ‪ .‬ولكن ‪ ،‬نظ ًر ا ألن كل التجمعات المنفصلة للهراطقة تطلق على نفسها مسيحيين على غيرهم‬
‫‪ ،‬وتعتقد أن الكنيسة الكاثوليكية هي الكنيسة الكاثوليكية ‪ ،‬فال بد من معرفة أن الكنيسة الكاثوليكية‬
‫الحقيقية هي الكنيسة التي يوجد فيها اعتراف وتوبة ‪ ،‬والتي تعالج فيها‪ .‬بطريقة نافعة الخطايا‬
‫والجروح التي يعاقب عليها ضعف الجسد‪ .‬لقد رصيت هذه األشياء في هذه األثناء من أجل التحذير ‪،‬‬
‫أنه ال أحد يرغب في تجنب الخطأ قد يتورط في خطأ أكبر ‪ ،‬وهو يجهل سر الحقيقة‪ .‬بعد ذلك ‪ ،‬في‬
‫عمل خاص ومنفصل ‪ ،‬سوف نتصدى بشكل كامل وغزير ضد كل أقسام األكاذيب‪ .‬يترتب على‬
‫كاف عن موضوع‪ H‬الدين الحقيقي‪ H‬والحكمة ‪ ،‬فإننا نناقش موضوع‪ H‬العدالة‬ ‫ٍ‬ ‫ذلك ‪ ،‬بما أننا تحدثنا بشكل‬
‫‪.‬في الكتاب التالي‬

You might also like